أرز د قَالَ: إِنَّه قَلِيل الْغذَاء عَاقل للبطن.
قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: إِن فِيهِ شَيْئا من الْقَبْض فَهُوَ لذَلِك يحبس الْبَطن حبسا معتدلا.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: يَسْتَعْمِلهُ جَمِيع النَّاس عِنْد الْحَاجة إِلَى حبس الْبَطن وَهُوَ أعْسر هضما وَقَالَ ابْن ماسويه: هُوَ حَار فِي الأولى يَابِس فِي الثَّالِثَة وتعرف حرارته من عذوبة طعمه وَأَنه يغذو غذَاء حسنا ويلهب المحرور إِذا أكله وَهُوَ أَكثر غذَاء من الذّرة والجاورس وَالشعِير وَله إبطاء فِي الْمعدة.
فَإِذا طبخ بِاللَّبنِ ودهن اللوز الحلو وَأكل بالسكر قل إِمْسَاكه للبطن وَحسن غذاؤه.
وَمَتى أنقع فِي مَاء نخالة السميذ أَو فِي لبن حليب لَيْلَة ثمَّ طبخ بِالْمَاءِ ودهن اللوز الحلو قل يبسه فان كره اللَّبن فَاجْعَلْ بدله مَاء القرطم.
وخاصة مَاء الْأرز يَعْنِي طبيخه أَن يدبغ الْمعدة وَيعْقل الطبيعة ويجلو جلاء حسنا.
لي تفقدت الْأرز فِي أبدان نحيفة حارة المزاج فرأيته يلهبها إلهابا بَينا مِنْهُم الْوراق.
سندهشار قَالَ: الْأرز يزِيد فِي المنى ويقل على آكله الْبَوْل والنجو وَالرِّيح.
ماسرجويه: إِن أصوب الرَّأْي فِيهِ أَن يَجْعَل معتدلا فِي الْحَرْب وَالْبرد لكنه بَالغ اليبس.
وطبيخه يحبس الْبَطن وَهُوَ جيد لقروح المعي والمغس شرب أَو احتقن بِهِ.
والأحمر أَعقل للبطن لِأَنَّهُ أيبس.
وَمَتى طبخ بِاللَّبنِ كَانَ غذَاء جيدا لِأَنَّهُ يعتدل يبسه.
قَالَ حنين: إِن ج قَالَ: إِن حبس الْأرز للبطن لَيْسَ بشديد لِأَن مَا فِيهِ من الْقَبْض يسير وَإِنَّمَا وَمَتى طبخ حَتَّى يتهرأ وَيصير مثل مَاء الشّعير وَيشْرب كَانَ جيدا للذع فِي الْجوف عَن أخلاط مرارية.
وأوفق مَا يكون الْأرز إِذا كَانَت الْمعدة شَدِيدَة الشَّهْوَة للغذاء وَإِن كَانَ الْهَوَاء رطبا.
ماسرجويه: الْأَحْمَر أَشد عقلا للبطن.
أشقيل قَالَ د: لَهُ قُوَّة حادة مقرحة إِذا شوى كَانَ كثير الْمَنْفَعَة.
وَإِن طبخ وسط النيء مِنْهُ بالزيت وذوب مَعَه الراتينج وَوضع على الشقاق الْعَارِض فِي الرجلَيْن كَانَ جيدا.
وَإِن طبخ بالخل وَعمل مِنْهُ ضماد للسعة الأفعى كَانَ نَافِعًا.
وَقد يُؤْخَذ جُزْء من أشقيل مشوي ويخلط بِهِ ثَمَانِيَة أَجزَاء من الْملح المشوي المسحوق ويسقي مِنْهُ على الرِّيق فلنجاران ليلين الْبَطن ويدر الْبَوْل وينفع الحبن وطفوء الطَّعَام فِي الْمعدة واليرقان والمغص والشعال والربو المزمن والحشرجة.(6/41)
ويكتفي مِنْهُ بِوَزْن ثَلَاثَة أوبولسات مخلوط بِعَسَل.
وَقد يطْبخ بِعَسَل ويؤكل فينفع مِمَّا وَصفنَا وينفع من سوء الهضم خَاصَّة ويسهل الْبَطن كيموسا وَإِن أكل أَيْضا مسلوقا فعل ذَلِك.
وليتجنبه من فِي جَوْفه قرحَة.
وَمَتى لطخ على الثآليل قلعهَا.
وبزره مَتى أنعم دقه وَجعل فِي تينة يابسة وخلط بِعَسَل وَأكل ألان الْبَطن.
وَمَتى علق صَحِيحا على الْأَبْوَاب منع الْهَوَام من الْكَوْن فِي الْبيُوت.
وخل العنصل الَّذِي يعْمل على صفة د قد ذَكرْنَاهُ فِي كتاب الصَّنْعَة يشد اللثة المسترخية وَيثبت الْأَسْنَان المتحركة وَيذْهب نَتن الْفَم.
ويصلب الْحلق مَتى تحسى ويجسى لَحْمه ويصفي الصَّوْت ويقويه وَيصْلح ضعف الْمعدة ورداءة الهضم والسدد الْعَارِضَة من السَّوْدَاء والمالنخونيا واختناق الْأَرْحَام وورم الطحال وعرق النسا وَيُقَوِّي الْجِسْم الضَّعِيف وَيُعِيد الصِّحَّة وَيحسن اللَّوْن ويلطف الْبَصَر.
وَمَتى صب مِنْهُ فِي الْأذن نفع من ثقل السّمع.
وَوَافَقَ أمراض الْجوف كلهَا خلا من كَانَت بِهِ قرحَة فِي جَوْفه.
وَيجب أَن يسقى على الرِّيق ويسقى أَولا قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ يُزَاد إِلَى أَن يبلغ قوانوس وَمن النَّاس من يسقى مِنْهُ قوانوسين وَأكْثر.
وَأما شراب العنصل فانه نَافِع من سوء الهضم وَفَسَاد المزاج وَالِاسْتِسْقَاء واليرقان وعسر الْبَوْل)
والمغس والنفخ والفالج والسدر والنافض المزمن وشدخ أَطْرَاف العضل ويدر الطمث.
ومضرته للعصب يسيرَة.
وبالواجب اجْتِنَاب شربه فِي الْحمى وَفِي قُرُوح الْجوف.
قَالَ جالينوس: قُوَّة هَذَا البصل الَّذِي يعرف ببصل الفأر قُوَّة قطاعة تقطيعا بليغا وَلَا يسخن إسخانا قَوِيا بل فِي الثَّانِيَة والأجود أَن يُؤْخَذ مطبوخا أَو مشويا فَإِن ذَلِك يكسر من قوته.
وَقَالَ بديغورس: خَاصَّة الأشقيل النَّفْع من السعال والربو ولدغ الْهَوَام.
من مقَالَة فِي السمُوم تنْسب إِلَى ج قَالَ: يقرح الْجلد مَتى طلي بِهِ وَإِن كَانَ فِي الْحمام أضرّ بِهِ جدا.
وَيقتل الفأر وَهُوَ سم لَهُ قَاتل: ويقئ الْإِنْسَان.
أَبُو جريج يَقُول: وخاصته اجتذاب الدَّم إِلَى ظَاهر الْبدن إِذا كَانَ مكثه عَلَيْهِ قَلِيلا فَإِن طَال قرحه. وينفع من تقريحه المرداسنج وَهُوَ حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة.
وَيقتل الفأر وَيخرج البلغم المحترق وَيزِيد الْأَدْوِيَة حِدة.
لي هَذَا يصحح أَنه البلبوس.(6/42)
أناغاليس قَالَ ديسقوريدوس: إِنَّه صنفان: أَحدهمَا زهره الْأَحْمَر وَالْآخر أسمانجوني وَكِلَاهُمَا يصلحان للخراجات ويمنعان مِنْهَا الْحمرَة ويجذبان لاسلاء وَنَحْوه ويمنعان من انتشار القروح فِي الْجِسْم.
وَمَتى تغرغر بعصيرهما نقيا الرَّأْس من البلغم.
وَقد يسعط بِهِ أَيْضا لذَلِك.
ويسكن وجع الْأَسْنَان إِذا سعط بِهِ فِي المنخر الْمُخَالف للسن الألمة.
وَإِذا خلط بِعَسَل نقي القرحة الَّتِي فِي الْعين الَّتِي يُقَال لَهَا أرغاموا ونفع من ضعف الْبَصَر.
وَإِذا شرب بِالشرابِ نفع من نهشة الأفعى ووجع الكلى والكبد.
وَزعم قوم أَن اللازوردي الزهرة يرد المقعدة الناتئة والأحمر الزهرة يُخرجهَا.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة فِي أناغاليس الَّذِي يُسَمِّيه النبط أَنا كيري: إِن نَوْعي هَذَا النَّبَات كليهمَا الأسمانجوني الزهرة والأحمر يجلوان جلاء بليغا ويسخنان قَلِيلا ويجففان وَلذَلِك صَار كل وَاحِد مِنْهُمَا يجذب السلاء وَمَا أشبهه من الْبدن.
وعصارتهما تنقص مَا فِي الدِّمَاغ وتخرجه من المنخرين.)
وَجُمْلَة قوتهما مجففة من غير لذع يدملان الْجِرَاحَات وينفعان الْأَعْضَاء الَّتِي تتعفن.
قَالَ اريباسيوس: إنَّهُمَا جَمِيعًا يلطفان تلطيفا كَافِيا وَفِيهِمَا حرارة يسيرَة وجذب يخرج بِهِ ألية قَالَ ابْن ماسويه: إِن الألية حارة رطبَة رَدِيئَة الهضم تفْسد الْمعدة وتولد غذَاء رديا وتلين العصب الجاسي وَتحل الورم الصلب. وَهِي أحد وَأَغْلظ من الشَّحْم.
أفسنتين قَالَ د: قوته قابضة مسخنة منقية للفضول المرية المتمكنة من الْمعدة والبطن.
وَمَتى أَخذ مَعَ الشَّرَاب قوى الْمعدة وأدر الْبَوْل.
وَمَتى شرب مَعَ أنيسون وكمافيطوس أذهب النفخ ووجع الْمعدة والبطن.
وَمَتى تقدم فِي شربه قبل الشَّرَاب منع الْخمار وأدر الْبَوْل.
وَمَتى شرب مَعَ سنبل أَو مَعَ ساساليوس أذهب النفخ ووجع الْمعدة والبطن.
وَمَتى شرب من طبيخه أَو من مَائه عشرَة أَيَّام شفي اليرقان ونفع من عدم شَهْوَة الطَّعَام.
وَمَتى احْتمل معجونا بالعسل أدر الطمث.
وَمَتى شرب بالخل نفع من الاختناق الْعَارِض من الْفطر.
وَمَتى شرب بِالشرابِ نفع من شرب الشوكران والاكسينا ونهشة موغالى والتنين البحري.
وَمَتى عجن بالعسل والنطرون وتحنك بِهِ نفع من ورم العضلات الدَّاخِلَة والخلق.(6/43)
وَمَتى ديف بالعسل وتضمد بِهِ وَافق الْآثَار البنفسجية الْعَارِضَة تَحت الْعين والغشاوة وسيلان الرطوبات من الْأذن.
وبخار طبيخه مُوَافق لوجع الْأذن.
وَمَتى طبخ بميبختج وَجعل ضمادا على الْعين الَّتِي فِيهَا الضربان سكنه.
وتضمد بِهِ الخاصرة والكبد والمعدة إِذا كَانَت فِيهَا أوجاع مزمنة بعد أَن يسحق ويعجن. أما للكبد والخاصرة فبدهن الْحِنَّاء والموم وَأما للمعدة فبدهن ورد وموم.
وَمَتى عجن بِالتِّينِ والنطرون ودقيق الشيلم وَافق الطحال والحبن.
وَمَتى نثر فِي الصناديق منع السوس من الثِّيَاب.
وَمَتى ديف بالزيت وتمسح بِهِ منع البق من الْبدن.)
وَإِذا بل بمائه المداد منع الْكتاب من قرض الفأر.
وعصارة الأفسنتين تفعل مثل هَذَا إِلَّا أَنَّهَا قد تغش بِأَن تطبخ وتخلط مَعَ عكر الزَّيْت.
وَهِي كَذَلِك رَدِيئَة للمعدة مصدعة فَلذَلِك لَا نستعملها فِي الشّرْب.
وَمَتى اسْتعْمل وَحده أَو مَعَ الْأرز وَشرب بالعسل قتل الدُّود فِي الْبَطن الْمُسَمّى أسقاريدس مَعَ إسهال خَفِيف للبطن.
وشراب الأفسنتين مقو للمعدة مدر للبول نَافِع للعلل الَّتِي فِي الكبد والكلى واليرقان وإبطاء الهضم وَضعف الشَّهْوَة ووجع الْمعدة وَمن بِهِ تمدد من تَحت الشراسيف والنفخ والحيات فِي الْبَطن واحتباس الطمث.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِنَّه أقل حرارة من جَمِيع أَصْنَاف الشيح وَأكْثر قبضا مِنْهَا وَلذَلِك هُوَ أقل لطافة مِنْهَا. فَأَما تجفيفه فَلَيْسَ بِأَقَلّ من تجفيفها.
وَقَالَ أَيْضا: فِي طعم الأفسنتين قبض مَعَ حرارة ومرارة وحرافة وَهُوَ مسخن يجلو وَيُقَوِّي وَلذَلِك صَار يحدر مَا فِي الْمعدة من الْخَلْط المراري ويخرجه بالإسهال ويدر الْبَوْل وينقي خَاصَّة مَا يجْتَمع فِي الْعُرُوق من الْخَلْط المراري ويخرجه من الْمعدة بالبول وَمن أجل ذَلِك صَار مَتى أَخذ وَفِي فَم الْمعدة أَو فِي الصَّدْر أَو فِي الرئة بلغم محتقن لم ينْتَفع بِهِ لِأَن مَا فِيهِ من الْقَبْض أقوى مِمَّا فِيهِ من المرارة وَمن قبل أَنه حَدِيد حريف صَار يسخن أَكثر مِمَّا يبرد.
وَجُمْلَة مزاجه أَنه حَار فِي الأولى يَابِس فِي الثَّانِيَة. وعصارته أحر من حشيشته كثيرا.
قَالَ بديغورس: هُوَ من المسخنات وخاصته تَقْوِيَة الْمعدة وَقلع مَا فِيهَا من الفضول وتفتيح السدد.
وَقَالَ روفس: إِن الأفسنتين يسخن وَيفتح ويحلل ويجفف الراس ويجلو الْبَصَر وَيُقَوِّي الْمعدة(6/44)
وَقَالَ اريباسيوس: إِنَّه حَار باعتدال شَدِيد الببس.
وعصارته أَكثر سخونة جدا وَهُوَ يجلو وَيُقَوِّي وَلذَلِك صَار محدرا للأخلاط المرية إِلَى أَسْفَل بالإسهال وَالْبَوْل وَهُوَ ينقي خَاصَّة الْفضل المري الَّذِي فِي الْعُرُوق وَلِهَذَا السَّبَب من كَانَ فِي بَطْنه بلغم مختقن ثمَّ شرب الأفسنتين لم ينفع أصلا وَذَلِكَ أَن قَبضه أقوى من مرارته وَلَكِن لما كَانَ فِيهِ فضل شَيْء من حِدة صَار مِقْدَار الْحَرَارَة الَّتِي فِيهِ أَكثر من مِقْدَار الْبرد كثيرا.
قَالَ بولس: إِنَّه حَار فِي الأولى يَابِس فِي الثَّانِيَة وَفِيه قبض وحرافة وَلذَلِك يفرغ الكيموسات)
المرية باسهال الْبَطن وإدرار الْبَوْل وَلَا ينفع الْبَتَّةَ من بِهِ بلغم كثير لقُوَّة الْقَبْض الَّذِي فِيهِ.
وعصارته أقوى من حشيشه كثيرا.
وَقَالَ أَبُو جريج الراهب: إِنَّه حَار يَابِس فِي أول الثَّانِيَة يفتح السدد وينفع من اليرقان ويسهل الْبَطن وينفع أورام الْمعدة والكبد وَيُقَوِّي الكبد وينفع من تهيج الْوَجْه وورم الْأَطْرَاف وبدء فَسَاد المزاج وداء الثَّعْلَب وداء الْحَيَّة.
والغافت فِي ذَلِك كُله أقوى وأسرع فعلا والشكاعى يقرب فعله من هَذَا.
وَقَالَ ج فِي الْمُفْردَات: الساريقون أقل إسخانا من القيصوم وَأكْثر إسخانا من الأفسنتين وَهُوَ ضار لفم الْمعدة مضرَّة شَدِيدَة لِأَن فِي طعمه ملوحة ومرارة وَإِنَّمَا فِيهِ من الْقَبْض شَيْء يسير والأفسنتين النبطي وَحده نَافِع للمعدة لِأَن فِيهِ مِمَّا يقبض شَيْئا يَسِيرا.
وَقَالَ مسيح: إِنَّه يسهل الصَّفْرَاء وينفع الْمعدة ويهيج شَهْوَة الطَّعَام وَهُوَ جيد لليرقان والخناق وأورام الْعين وَالْأُذن وجسأ الكبد وَالطحَال وَالِاسْتِسْقَاء وصلابة الرَّحِم.
وَقَالَ بعض الْمُحدثين: وَاجْتمعَ على ذَلِك جمَاعَة أَن النبطي مِنْهُ مر شَدِيد المرارة جيد جدا للذع العقارب عَجِيب فِي ذَلِك.
وأصبت لِابْنِ ماسويه أَنه يدر الْبَوْل.
أسطوخوذوس قَالَ د: إِنَّه حريف مَعَ مرَارَة يسيرَة.
وطبيخه صَالح لأوجاع الصَّدْر كالزوفا وَقد ينْتَفع بِهِ فِي أخلاط بعض الْأَدْوِيَة المعجونة.
وَأما شرابه فيحلل الغلظ والنفخ وأوجاع الأضلاع والعصب والبرودة المفرطة ويسقي المصروع مَعَ عَاقِر قرحا وسكبينج وكل خل يعْمل فِيهِ أسطوخوذوس ينفع المصروع.
وَقَالَ ج فِي الثَّانِيَة: طعمه مر وَكَأَنَّهُ يقبض قَلِيلا ومزاجه مركب من جَوْهَر أرضي بَارِد من أَجله يقبض وجوهر أَرض لطيف كثير الْمِقْدَار من أَجله صَار مرا وَمن أجل تركيب هذَيْن الجوهرين صَار يُمكن فِيهِ أَن يفتح ويلطف ويجلو وَيُقَوِّي جَمِيع الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة والجسم كُله.(6/45)
وَذَلِكَ لما قد بَينا من أَن جَمِيع الْأَدْوِيَة المركبة من مثل هَذَا الْجَوْهَر يفعل هَذِه الأفاعيل.
وَقَالَ بولس: لِأَنَّهُ يلطف ويجلو وَيُقَوِّي جَمِيع الأحشاء وطبع الْحَيَوَان كُله.
وَقَالَ ج فِي الميامر: إِنَّه يمْنَع من العفونة ويلطف.
وَلم يذكر فِيهِ جالينوس أَنه أعنى أَن الأسطوخوذوس يسهل وَلذَلِك أَشك أَنه لَيْسَ أسطوخوذوس.
قَالَ سلمويه: إِنَّه ينفع جَمِيع أوجاع الْبدن والعارضة للرأس.
إكليل الْملك قَالَ د: إِن فِيهِ قبضا وتليينا للأورام وَلَا سِيمَا الحارة مِنْهَا الْعَارِضَة للعين والمعدة والمقعدة والأنثيين إِذا طبخ بالميبختج وتضمد بِهِ وَرُبمَا خلط مَعَه أَيْضا صفرَة بيض ودقيق حلبة أَو دَقِيق بزر الْكَتَّان وغبار الرحا أَو خشخاش.
وَإِذا اسْتعْمل وَحده بِالْمَاءِ شفي القروح الخبيثة الشهدية.
وَإِذا خلط بالطين الَّذِي يجلب من غاموس أَو خلط بِهِ عفص وديف بشراب ولطخ بِهِ القروح الرّطبَة الْعَارِضَة للرأس شفي مِنْهَا.
وَمَتى اسْتعْمل مطبوخا بِالشرابِ أَو نيا مَعَ الشَّرَاب أَو مَعَ وَاحِد مِمَّا ذكرنَا سكن وجع الْمعدة.
وَإِذا خلطت عصارته نِيَّة بميبختج وقطرت فِي الْأذن سكن وجعها. وَإِذا صبَّتْ عصارته على وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: قُوَّة هَذَا الدَّوَاء مركبة وَذَلِكَ أَن فِيهِ شَيْئا قَابِضا وَهُوَ مَعَ ذَلِك يحلل وينضج وَذَلِكَ لِأَن الْجَوْهَر الْحَار فِيهِ أَكثر من بَارِد.
قَالَ بديغورس إِنَّه معتدل فِي الْحر وَالْبرد. وخاصته إذابة الفضول.
أنيسون قَالَ د: قوته مسخنة ميبسة تفض الرِّيَاح عَن الْجِسْم وتسكن الوجع وَتحل النفخ وتعقل الْبَطن وتدر الْبَوْل والعرق وتذيب الفضول وتقطع الْعَطش وتوافق ذَوَات السمُوم من الْهَوَام وتمنع سيلان الرطوبات الْبيض من الرَّحِم وتنهض الباه.
وَمَتى بخر بِهِ واستنشق دخانه سكن الصداع.
وَمَتى سحق وخلط بدهن ورد وقطر فِي الْأذن أَبْرَأ مَا يعرض فِي بَاطِنهَا من الانصداع عَن سقطة أَو ضَرْبَة.
قَالَ ج فِي السَّادِسَة: أَنْفَع مَا فِي هَذَا بزره وَهُوَ حريف مر حَتَّى أَنه فِي حرارته قريب من الْأَدْوِيَة المحرقة وَمن التجفيف فِي الثَّالِثَة وَكَذَلِكَ فِي الإسخان وَهُوَ لذَلِك يدر الْبَوْل وَيذْهب بالنفخ من الْبَطن.
قَالَ اريباسيوس: بزره يسخن جدا وَلذَلِك يدر الْبَوْل وَيذْهب بالنفخ من الْبَطن بحله الرِّيَاح(6/46)
قَالَ بولس: حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة.
وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه نَافِع من السدد الْعَارِضَة فِي الكبد وَالطحَال المتولدة من الرطوبات عَاقل)
للطبيعة يحلل الرِّيَاح الغليظة وَلَا سِيمَا مَتى قلى.
وَهُوَ محدر لدم الْحيض وَالَّذِي يَلِي لَونه إِلَى الْبيَاض زَائِد فِي اللَّبن مهيج للباه.
وَقَالَ حَكِيم بن حنين: إِنَّه يسْتَعْمل فِي السل المزمن.
أبرامين قَالَت الخوز: وَهُوَ اسْم فَارسي وَهُوَ شَجَرَة على أَغْصَانهَا مثل الصُّوف قابضة جدا تشد الْبَطن.
أنقوانقون دَوَاء فَارسي قَالَت الخوز: كل من يَسْتَعْمِلهُ حسن حفظه وجاد عقله.
أشق قَالَ د: قوته ملينة جاذبة محللة للجسو ولبقايا الأورام الحارة إِذا صلبت.
وَإِذا شرب أسهل الْبَطن ويحدر الْجَنِين. وَإِذا شرب مِنْهُ مِقْدَار درخمي بِالشرابِ حلل ورم الطحال. وَقد يُبرئ من وجع المفاصل وعرق النسا.
وَمَتى خلط بالعسل ولعق مِنْهُ أَو خلط بِمَاء الشّعير وتحسى نفع من الربو وعسر النَّفس المحوج إِلَى الانتصاب وَمن الصرع والرطوبة الَّتِي تكون فِي الصَّدْر ويدر مَعَ الْبَوْل الدَّم وينقي القروح الْعَارِضَة فِي الْحجاب الْقَرنِي ويلين الخشونة الْعَارِضَة للجفون.
وَمَتى أذيب بالخل وَوضع على الكبد وَالطحَال حلل جسأهما. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل والزفت حلل الفضول المتحجرة فِي المفاصل.
وَإِذا خلط بالخل والنطرون ودهن الْحِنَّاء وتمسح بِهِ كَانَ صَالحا للاعياء ولعرق النسا.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِن قوته ملينة جدا وَلذَلِك يحل الصلابات الثؤلولية الْحَادِثَة فِي المفاصل وَيذْهب بصلابة الطحال وَيحل الْخَنَازِير.
وَقَالَ اريباسيوس: الْأَشَج قوي التليين حَتَّى أَنه يحل الْخَنَازِير وَيحل التحجر الَّذِي يكون فِي المفاصل وَيذْهب بصلابة الطحال.
وَقَالَ بولس: إِنَّه يحلل الأورام الصلبة والتعقد الَّذِي يعرض للمفاصل.
وَقَالَ أَبُو جريج: ينفع القروح إِذا ألْقى فِي المراهم وَيَأْكُل اللَّحْم العفن وينبت الطري وينضج الأورام الصلبة وَيصْلح الْأَدْوِيَة المسهلة ويسهل البلغم اللزج الغليظ وينفع من المَاء لَكِن إِذا)
شرب أَو تضمد بِهِ وَإِن حل بِالْمَاءِ واكتحل بِهِ نفع من البلة والجرب فِي الْعين.
وَقَالَ ابْن ماسويه فِي إصْلَاح الْأَدْوِيَة المسهلة: وخاصته النَّفْع من عرق النسا والنقرس ووجع المفاصل والخاصرة والورك الْمُتَوَلد من البلغ اللزج.
قَالَ الطَّبَرِيّ: إِنَّه يقتل حب القرع ويدر الْحيض وَالْبَوْل وَيخرج الرُّطُوبَة من الْجِسْم بالإسهال.
انْقَضى حرف الْألف.(6/47)
3 - (بَاب الْبَاء)
بدسكان قَالَ بديغورس: خاصته الترقيق والتلطيف.
بط قَالَ ج فِي الثَّانِيَة من الميامر: إِن مَعَ شحمه من تسكين الوجع أمرا عَظِيما جدا.
وَقَالَ فِي الكيموسين: إِن جَمِيع أَعْضَاء الإوز عسر الهضم مَا خلا أجنحته.
ابْن ماسويه: إِنَّه كثير الرُّطُوبَة بطئ فِي الْمعدة.
قَالَ سلمويه: شَحم البط مسكن للذع فِي عمق الْجِسْم حَار لطيف.
وأصبت لِابْنِ ماسويه أَن لحم البط يصفي اللَّوْن وَالصَّوْت ويسمن وَيزِيد فِي الباه وَيدْفَع الرِّيَاح لين دسم ثقيل فِي الْمعدة يُقَوي الْجِسْم.
وَقَالَ القلهمان: لحم البط أحر وَأَغْلظ من جَمِيع اللَّحْم أَعنِي لحم الطير الأهلي. ج فِي الأولى من قاطاجانس: إِن شَحم البط أفضل الشحوم.
لي لم أر شحما ألطف وَأَشد تَلْيِينًا وتحليلا مِنْهُ ويلين هَذَا وَحده على أَن لَحْمه حَار فِي غَايَة الْحَرَارَة على أَنِّي قد أكلت مِنْهُ فأسخنني ثمَّ أطعمت مِنْهُ المحرور فَحم وأطعمت مِنْهُ المبرود فأسخنه.
بلاذر قَالَ بيديغورس: إِن خاصته إذهاب النسْيَان وتصفية الذِّهْن.
وَقَالَ أَبُو جريج: إِنَّه حَار جدا يهيج الوسواس والبرص والجذام والورم فِي الْجوف وَرُبمَا قتل.
وَلَا أرى أَن يقربهُ الشَّاب وَلَا من مزاجه حَار. وَهُوَ جيد للفالج وَلمن يخَاف عَلَيْهِ مِنْهُ.
من مقَالَة تنْسب إِلَى ج قَالَ: ينفع مِنْهُ زنة نصف دِرْهَم للْحِفْظ.
وعسله يقرح الْجلد وَيَأْكُل الثؤلول والوشم.
قَالَ القلهمان: خاصته النَّفْع من استرخاء العصب.
قَالَ ابْن ماسويه: البلاذر حَار يَابِس فِي الرَّابِعَة جيد لفساد الذِّهْن وَجَمِيع الْأَعْرَاض الْحَادِثَة فِي الدِّمَاغ من الْبرد والرطوبة.
من السمُوم: عسل البلاذر إِذا طلي على الوشم قلعه ويقلع الثؤلول.(6/48)
بورق قَالَ ج: أما الإفْرِيقِي فَلهُ قُوَّة تجلو فَلذَلِك لَيْسَ يغسل الوضح والوسخ فَقَط بل قد يَكْتَفِي بِهِ فِي شِفَاء الحكة أَيْضا وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يحل الرطوبات الصديدية الَّتِي عَنْهَا تحدث الحكة وَلذَلِك قد أصَاب الْأَطِبَّاء فِي إلقائهم إِيَّاه فِي كثير من الْأَدْوِيَة المحللة.
وَأما زبد البورق فقوته هَذِه الْقُوَّة إِلَّا أَنَّهَا ألطف وأدق.
وَأما البورق الْعَام فقوته وسط بَين هَذِه الْقُوَّة الَّتِي للملح وَبَين الْقُوَّة الَّتِي للإفريقي وَذَلِكَ أَن الإفْرِيقِي يجلو فَقَط وَالْملح يقبض.
فَأَما البورق فَفِيهِ القوتان جَمِيعًا إِلَّا أَن الْقَبْض فِيهِ يسير والجلاء فِيهِ كثير.
وَقَالَ فِيهِ حِين أفرده بِالذكر: قد قُلْنَا قبل: إِن هَذَا فِي الْوسط بَين البورق الإفْرِيقِي وَالْملح فان هُوَ أحرق صَار قَرِيبا من الإفْرِيقِي وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يلطف فَهُوَ بِهَذَا السَّبَب يجفف ويحلل. وَإِن ورد الْجِسْم مِنْهُ شَيْء قطع ولطف الأخلاط الغليظة اللزجة أَكثر من الْملح جدا.
وَأما الإفْرِيقِي فَمَتَى لم يضْطَر إِلَيْهِ أَمر شَدِيد فَلَا يعطاه إِنْسَان يزدرده لِأَنَّهُ يغثى ويهيج الْقَيْء وَلَوْلَا ذَلِك لَكَانَ تقطيعه الأخلاط الغريظة أَكثر من تقطيع البورق.
وَكَانَ إِنْسَان فَرُئِيَ يسْتَعْمل البورق الإفْرِيقِي وَكَانَ بِهِ يشفى فِي كل وَقت من أكل الْفطر الخناق.
وَأما البورق المحرق وَغير المحرق وَلَا سِيمَا زبده فَنحْن نَسْتَعْمِلهُ أَيْضا فِي كل من أكل الْفطر)
الْقِتَال.
قَالَ اريباسيوس: إِن قوته جلاءة حَتَّى أَنه لَيْسَ إِنَّمَا يجلو الْجِسْم فَقَط بل يُبرئ الحكة أَيْضا وَذَلِكَ أَنه يحل الأخلاط المحدثة للحكة.
وَقَالَ فِيهِ ايضا: وَأَظنهُ فِي غير الأفريقي بل فِي البورق مُطلقًا: إِنَّه من خَارج يجفف ويحلل فان ورد بَاطِن الْجِسْم وَقطع ولطف الأخلاط الغليظة اللزجة أَكثر من سَائِر الْأَدْوِيَة.
فَأَما زبد البورق فَلَيْسَ يجب أَن يزدرد دَاخل الْجِسْم إِلَّا لأمر ضَرُورِيّ عَظِيم جدا.
قَالَ بولس: إِنَّه مَتى شرب أفسد الْمعدة جدا.
قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه مَتى شرب أفسد الْمعدة جدا.
قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه مَتى سحق بالخل وطلي على الجرب أذهبه. وَمَتى سحق ونثر على الشّعْر الغليظ أرقه.
بسد قَالَ ديسقوريدوس: الْأَحْمَر قوته قابضة مبردة باعتدال يقْلع اللَّحْم الزَّائِد ويجلو آثَار القروح فِي الْعين ويملأ العميقة مِنْهَا لَحْمًا.
وَهُوَ ينفع نفعا بَينا من نفث الدَّم وعسر الْبَوْل. وَإِذا شرب بِالْمَاءِ حلل ورم الطحال.
وَقُوَّة الْأسود مثل ذَلِك.(6/49)
قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه يجلو الْبَصَر وَإنَّهُ جيد للدمعة وَلَا يجفف الْعين تجفيفا قَوِيا.
بومة قَالَ ج: دم البومة يشفي بعض أَصْنَاف ضيق النَّفس. واستعماله غَايَة الْفقر إِلَى الْأَدْوِيَة.
بُسْتَان أبروز هَكَذَا ذكره فِي الْكتاب برطانيقي وأصبته فِي البث مُفَسرًا: بُسْتَان ابروز.
وَقَالَ فِيهِ ج: إِن قُوَّة هَذَا النَّبَات قابضة تدمل الخراجات وَهُوَ فِي مِثَال ورق الحماض الْبري إِلَّا أَنه يضْرب إِلَى السوَاد أَكثر مِنْهُ.
والعصارة الَّتِي تكون مِنْهُ تقبض كقبض الْوَرق وَمن أجل ذَلِك يطْبخ وَيُؤْخَذ مَاؤُهُ ويحفظ لِأَنَّهُ دَوَاء نَافِع لقروح الْفَم وَهُوَ مَعَ ذَلِك يشفي القروح المتعفنة.
بقرة قَالَ ديسقوريدوس: بولها إِذا سحق بالمر وقطر فِي الْأذن سكن الوجع.
قُرُونهَا قَالَ بولس: مَتى أحرقت قُرُونهَا وشربت مَعَ المَاء حبست نفث الدَّم.
دَمهَا قَالَ د: مَتى تضمد بِهِ حارا مَعَ السويق لين الأورام الصلبة.
زبلها وَقَالَ ج: لَا يجب أَن تدع أدوية الطِّبّ من هَذَا وتستعمل هَذَا وَإِن كَانَ قد نَفْعل ذَلِك.
زبلها قَالَ د: أخثاء الْبَقر الراعية إِن وضعت سَاعَة تروثها على الأورام الحارة الْعَارِضَة من الخراجات سكنها وَمَتى صودفت غير حارة فَتلف فِي ورق وتسخن وتوضع عَلَيْهِ. وينفع نفعا بَينا من عرق النسا إِذا تضمد بِهِ وَهُوَ سخن.
وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ خل حل الْخَنَازِير والأورام الصلبة والكائنة فِي اللَّحْم الرخو.
وأخثاء الْبَقر خَاصَّة إِذا تبخر بِهِ أصلح حَال الرَّحِم الناتئة. وَإِذا بخر بِهِ طرد البق.
وَقَالَ جالينوس: إِنَّه نَافِع من لذع الزنابير ويطلي بِهِ بطُون المستسقين. وَقد ذكرنَا مَا قَالَ فِيهِ أَيْضا فِي ذكر الْبَوْل فاقرأه.
وَقَالَ فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِنَّه مَتى أحرق بعد التجفيف وَسقي مِنْهُ المستسقي نفع نفعا بَينا.
مرارها قَالَ د: مرار الثور يتحنك بِهِ مَعَ الْعَسَل للخناق وَيُبرئ قُرُوح الْمعدة.
وَإِذا خلط بِلَبن الْمعز أَو امْرَأَة وقطر فِي الْأذن الَّتِي يسيل مِنْهَا الْقَيْح أبرأها. ويخلط بِمَاء الكراث ويقطر فِي الْأذن للطنين. .
وَيَقَع فِي المراهم الْمَانِعَة للحمرة من الخراجات واللطوخات الَّتِي تَنْفَع من نهش الْهَوَام.)
وَمَتى خلط بِعَسَل صلح للقروح الخبيثة ووجع الْفروج وَالذكر وَالْجَلد الَّذِي يحوي البيضتين.
وَمَتى خلط بالنطرون أَو بالقيموليا أَبْرَأ الجرب المتقرح ونخالة الرَّأْس برءا حسنا.(6/50)
قرنه، قَالَ: برادة قرن الثور مَتى شربت لالماء حبست الرعاف.
وَكَذَلِكَ تفعل عِظَام فَخذيهِ وَرُبمَا حبست الْبَطن. قَالَ ذَلِك فِي الترياق إِلَى قَيْصر.
كَعبه وَقَالَ فِي هَذَا الْكتاب: إِن كَعْب الْبَقر مَتى أحرق وسحق بِالْخمرِ نفع من وجع الْأَسْنَان.
وَإِذا شرب مَعَ عسل استفرغ حب القرع من الْبَطن. وَمَتى شرب بالسكنجبين أذاب الطحال الْعَظِيم. وَهُوَ مهيج للباه أَيْضا.
زبله قَالَ ماسرجويه: مَتى طلي زبل الْبَقر على الرّكْبَة بعد سحقه بخل نفع جدا من ألمها.
وَذَلِكَ مَتى طلي على لذع الزنابير.
بَوْله قَالَ: بَوْل الْبَقر نَافِع من وجع المقعدة والنواصير إِذا قعد فِيهِ.
لَحْمه قَالَ أبقراط فِي كتاب مَاء الشّعير: لَيْسَ لحم أقوى وَلَا أطيب من لحم الْبَقر وَإِنَّمَا يضر من لم يقو على هضمه فَإِذا انهضم إِذا غذَاء كثيرا حسنا غليظا. وأجوده مَا أجيد طبخه وأطيل فان طول الطَّبْخ بهيئه بِسُرْعَة الهضم.
قَالَت الخوز: زبل الْبَقر نَافِع جدا للذع الزنبور والنحل إِذا طلي عَلَيْهِ وَهُوَ نَافِع لوجع الرّكْبَة إِذا طلي عَلَيْهَا يخرج الوجع إِلَى خَارج.
سمومه قَالَ: دم الثور الطري مَتى شرب قتل بالخنق وضيق النَّفس. وَهَذَا بقيء.
بقلة حمقاء قَالَ فِيهَا د: إِن قوتها قابضة وَإِذا تضمد بهَا مَعَ سويق الشّعير نَفَعت من الصداع وأورام الْعين الحارة وَسَائِر الأورام الحارة والالتهاب الْعَارِض فِي الْمعدة والحمرة ووجع المثانة وتسكن الضرس والتهاب الأمعاء وسيلان الفضول إِلَيْهَا.
وَتَنْفَع من لذع الكلى والمثانة وتضعف شَهْوَة الباه وَكَذَلِكَ مَاؤُهَا إِذا شرب.
وَينْتَفع بهَا للحيات والدود وَنَفث الدَّم من الصَّدْر وقرحة المعي والبواسير الدامية. وَيدخل فِي الإكحال والحقن لسيلان الْموَاد إِلَى المعي ولحرقة الرَّحِم.
ويخلط بدهن ورد وَيُوضَع على الرَّأْس للصداع الْعَارِض من الشَّمْس ويخلط بِالشرابِ وَيغسل بهَا الرَّأْس للبثور الْعَارِضَة فِيهِ.
ويتضمد بهَا مَعَ سويق الشّعير للأورام الحارة الَّتِي يتخوف عَلَيْهَا الْفساد.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِنَّهَا بَارِدَة مائية المزاج وفيهَا أَيْضا قبض يسير وَلذَلِك صَارَت تمنع الْموَاد المتجلبة والنزلات وخاصة مَا كَانَ مِنْهَا مائلا إِلَى المرارة والحرارة مَعَ أَنَّهَا تغير هَذِه الْموَاد وتحيل مزاجها وتبرد تبريدا شَدِيدا حَتَّى تبلغ الثَّالِثَة وترطب فِي الثَّانِيَة وَلذَلِك هِيَ من أَنْفَع الْأَشْيَاء كلهَا لمن يجد لهيبا وتوقدا مَتى وضعت على فَم معدته وعَلى مَا دون الشراسيف مِنْهُ.
وَهِي مَعَ هَذَا تشفي الضرس لِأَنَّهَا تلين وتملأ الخشونة الَّتِي عرضت لَهَا من ملاقاة الطعوم الخشنة بِسَبَب مَا لَهَا من اللزوجة.(6/51)
وعصارة هَذِه البقلة قوتها على مَا وَصفنَا فَهِيَ لذَلِك تبرد من دَاخل وَمن خَارج والبقلة أَيْضا تفعل ذَلِك.
وَمن أجل مَا هِيَ عَلَيْهِ من الْقَبْض هِيَ مُوَافقَة لمن بِهِ قرحَة فِي المعي إِذا أكلت ولنزف الدَّم ونفثه وعصارته أقوى وأبلغ فِي هَذِه الْمَوَاضِع.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن غذاءها قَلِيل وَذَلِكَ الْقَلِيل أَيْضا رطب بَارِد لزج وَأما على طَرِيق الدَّوَاء فتسكن الضرس من أجل اللزوجة الَّتِي لَا لذع مَعهَا.
وَقَالَ روفس: إِنَّهَا تبرد الْجِسْم وتفسد الْبَصَر.
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِنَّهَا بَارِدَة محدثة للغشاوة فِي الْعين مَانِعَة من الْقَيْء.)
وَقَالَ اريباسيوس: إِنَّهَا بَارِدَة جدا ورطوبتها كَافِيَة وفيهَا قبض يسير وَلذَلِك صَارَت تدفع سيلان الْموَاد المرية الحادة وَتغَير مَعَ ذَلِك كيفيتها وتبردها تبريدا قَوِيا وَلذَلِك صَارَت تَنْفَع الَّذين بهم التهاب أَكثر من جَمِيع الْأَشْيَاء مَتى وضعت على فَم الْمعدة وعَلى الْمَوَاضِع الَّتِي تَحت الأضلاع وَهِي نافعة من الضرس.
وَفعل عصارتها كفعلها حَتَّى أَنَّهَا لَيست إِنَّمَا تطفيء وتبرد. من خَارج بل وَإِذا شربت وَهِي من أجل مَا فِيهَا من الْقَبْض طَعَام مُوَافق لأَصْحَاب اخْتِلَاف الدَّم ودرور الطمث وَقذف الدَّم.
وعصارتها فِي هَذِه الْأَفْعَال أقوى كثيرا.
وَقَالَ بولس: إِنَّهَا بَارِدَة فِي الثَّالِثَة رطبَة فِي الثَّانِيَة وَمن هَهُنَا صَارَت تَنْفَع من بِهِ حرارة مفرطة إِذا وضعت على الْبَطن وتدفع السيلان وَتذهب بالضرس وَتَنْفَع من دوشنطاريا ونزف الدَّم بقبضها.
قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّهَا بَارِدَة فِي الثَّالِثَة رطبَة فِي الثَّانِيَة نافعة من الْقَيْء الصفراوي الْعَارِض من أجل الْمعدة والأمعاء ووجع الكلى والمثانة وَمَا يحدث فِيهَا من اللذع والحرارة وَمن القروح والأوجاع الحارة والحميات المزمنة المستحكمة قَاطِعَة لشَهْوَة الباه صَالِحَة لنفث الدَّم بِيَسِير عفوصتها.
وماؤها يخرج حب القرع.
وَمَتى دقَّتْ وضمد بهَا اليافوخ أذهبت الصداع الْحَار.
وخاصتها قطع شَهْوَة البا وخلطها حميد.
قَالَ أَبُو جريج: البقلة الحمقاء بَارِدَة وفيهَا يبس من أجل حمضتها ورطوبة من أجل لزوجتها وَمَتى احتقن بعصيرها من غير أَن يغلي نفع من الإسهال الصفراوي وقمع الفضول وَأمْسك الْبَطن.
وتطفيء الورم الْحَار فِي الْبَطن وتسكن الصداع مَتى ضمد بهَا.(6/52)
وبزرها غير مقلو يدر الْبَوْل ويسهل الْبَطن وينفع من بَدْء الْحَصَى. وَمَتى شربت مقلوة عقلت الْبَطن وعزت المعي.
وَقَالَ مسيح: إِن الثآليل مَتى دلكت بالبقلة الحمقاء ذهبت.
لي أَحسب أَن هَذَا يُرَاد بِهِ اليتوع الْمُشبه بالبقلة الحمقاء اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تفعل ذَلِك بِخَاصَّة.)
ماسرجويه قَالَ: يزِيد فِي الباه للدونة الَّتِي فِيهَا وينفع من القلاع فِي فَم الصَّبِي.
باذاورد قَالَ فِيهِ ديسقوريدوس: إِن أَصله إِذا شرب صلح لنفث الدَّم ووجع الْمعدة والإسهال المزمن ويدر الْبَوْل. وتضمد بِهِ الأورام البلغمية.
وطبيخه جيد لوجع الْأَسْنَان إِذا تمضمض بِهِ.
وبزره ينفع الصّبيان الَّذين يعرض لَهُم فَسَاد فِي حركات العضل مَتى شربوه ونهش الْهَوَام.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: أصل هَذَا النَّبَات مجفف يقبض قبضا معتدلا وَلذَلِك صَار نَافِعًا من وَمَتى وضع من خَارج كالضماد أضمر الأورام الرخوة ونفع أَيْضا من وجع الْأَسْنَان مَتى تمضمض بطبيخه.
وَقُوَّة بزره أَيْضا لَطِيفَة حارة وَلذَلِك صَار نَافِعًا إِذا شرب من التشنج.
وَقَالَ بديغورس: خاصته التَّحْلِيل والإذابة وتنقية الحمي الحديدة.
قَالَ اريباسيوس: أَصله يجفف تجفيفا سَاكِنا يَسِيرا ويبرد وَمن أجل ذَلِك هُوَ نَافِع للإسهال الَّذِي من أجل عِلّة فِي الْمعدة وَيقطع قذف الدَّم.
وَإِذا ضمد بِهِ للتهبج أضمره. وَمَتى تمضمض بِالْمَاءِ الَّذِي يطْبخ فِيهِ سكن وجع الْأَسْنَان.
وَقُوَّة بزره حارة لَطِيفَة تَنْفَع من يعرض لَهُ التشنج إِذا شرب.
قَالَ ماسرجويه: إِنَّه بَارِد فِي الأولى وَفِيه لطاقة وَتَحْلِيل هُوَ نَافِع من الحميات العتيقة الكائنة من الرُّطُوبَة وَضعف الْمعدة وَمن وجع الْأَسْنَان وَمن لذع الْهَوَام إِذا دق وَوضع عَلَيْهِ.
قَالَ ابْن ماسة: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة نَافِع من الحميات العتيقة الكائنة فِي الْعُرُوق الْعسرَة.
وَقَالَ عِيسَى: قد امتحنت حرارته فرأيته يسخن.
باقلي قَالَ د: هُوَ مولد للرياح والنفخ عسر الانهضام تعرض مِنْهُ أَحْلَام ردية وَيصْلح للسعال وَيزِيد وَمَتى طبخ بخل وَمَاء وَأكل بقشره قطع الإسهال الْعَارِض من قرحَة الإمعاء والإسهال المزمن الَّذِي لَا قرحَة مَعَه والقيء.
وَمَتى غلي بِالْمَاءِ وهريق ذَلِك المَاء عَنهُ وصب عَلَيْهِ مَاء آخر وَأتم نضجه بِهِ كَانَ أقل لنفخه.
والْحَدِيث أردأ للمعدة وَأكْثر نفخا.(6/53)
ودقيق الباقلي إِذا تضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ السويق سكن الورم الْحَار الْعَارِض من ضَرْبَة ونفع أورام الثدي الَّتِي ينْعَقد فِيهَا اللَّبن. وَإِذا خلط بدقيق الحلبة وَعسل حلل الدماميل والأورام الْعَارِضَة فِي أصُول الآذان وَمَا يعرض تَحت الْعين من ضَرْبَة وكمودة لون الْموضع. وَمَتى خلط بالورد والكندر وَبَيَاض الْبيض نفع من نتو الحدقة خَاصَّة. ونتو الْعين جملَة. وَإِذا عجن بِالشرابِ نفع من اتساع ثقب الحدقة وأورام الْعين الحارة الَّتِي تحدث من ضَرْبَة.
وَقد يقشر وينقع وَيُوضَع على الجبين لقطع سيلان الفضول إِلَى الْعين.
وَإِذا طبخ بِالشرابِ أَبْرَأ أورام الْحمرَة. وَإِذا ضمدت بِهِ عانات الصّبيان أَبْطَأَ بهم الِاحْتِلَام.
ويجلو البهق عَن الْوَجْه.
وَإِذا ضمد بقشره الْمَوَاضِع الَّتِي ينْبت فِيهَا الشّعْر كَانَ نَبَاته فِيهَا رَقِيقا ضئيلا.
وَإِذا خلط بدقيق الباقلي سويق الشّعير وشب يمَان وزيت عَتيق وتضمد بِهِ حل الْخَنَازِير.
وَإِذا قشر وشق بنصفين وَوضعت أنصافه على الْمَوَاضِع الَّتِي يعلق عَلَيْهَا العلق قطع نزف الدَّم مِنْهَا بعد أَخذ العلق.
باقلي قبْطِي: وَأما القبطي فقوته قابضة: جَيِّدَة للمعدة ودقيقه يُوَافق الإسهال المزمن والقروح فِي المعي وخاصة سويقه إِذا عمل مِنْهُ حسو. وقشره أقوى فعلا.
وَالشَّيْء الْأَخْضَر الَّذِي فِي وَسطه الَّذِي طعمه مر إِذا سحق وخلط بدهن ورد وقطر فِي الْأذن سكن وجعها.
وَقَالَ جالينوس فِي السَّابِعَة: هَذَا فِي كيفياته جَمِيعًا قريب جدا من المزاج المعتدل أَعنِي فِي التجفيف والجلاء. وَفِي جرم الباقلي نَفسه من قُوَّة الْجلاء شَيْء يسير.
فَأَما قشره فقوته قابضة لَا تجلو وَلذَلِك صَار قوم من الْأَطِبَّاء يطبخون الباقلي بقشره بخل)
ويطعمونه صَاحب قرحَة المعي والاستطلاق والقيء هُوَ أَشد نفخة من كل طَعَام وأعسر انهضاما إِلَّا أَنه يعين فِي نفث الرُّطُوبَة من الصَّدْر والرية.
وَمَتى تضمد بِهِ خَارِجا فانه يجفف تجفيفا لَا أَذَى مَعَه. وَقد استعملته مرَارًا كَثِيرَة فِي النقرس بعد طبخه بِالْمَاءِ وخلطت بِهِ شَحم الْخِنْزِير واستعملته فِي مداواة الفسوخ والقروح الْحَادِثَة فِي العصب بعد طبخ دقيقه بالعسل والخل وَوَضَعته وَوضعت أَيْضا دقيقه على الورم بِسَبَب ضَرْبَة وَهُوَ ضماد بليغ لورم الْأُنْثَيَيْنِ والثديين وَذَلِكَ أَن هَذِه الْأَعْضَاء تستريح إِلَى الْأَشْيَاء المبردة باعتدال مَتى تورمت وخاصة إِن كَانَ ورم الثدي حدث من لبن تجبن فِيهِ فان هَذَا الضماد يقطع اللَّبن.
وَكَذَلِكَ أَيْضا مَتى ضمدت عانات الصّبيان بدقيق الفول أَقَامُوا مُدَّة طَوِيلَة لَا ينْبت لَهُم فِيهَا شعر.(6/54)
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء لَهُ: الباقلي لَيْسَ يتَوَلَّد مِنْهُ لحم ملزز كثيف كَاللَّحْمِ الْمُتَوَلد من لحم الْخِنْزِير بل لحم رخو متخلخل وَهُوَ نافخ وَلَا يَنْفَكّ من النفخة وَلَو أَكثر طبخه وَأكْثر مَا ينْفخ إِذا لم يكن مُحكم النضج وَلمن لم يعتده.
وجوهره سخيف خَفِيف يجلو بعض الْجلاء وَلذَلِك ينقي دَقِيق الباقلي الْبدن ويجلو عَنهُ الْوَسخ ويطلى على الْوَجْه فِي الْغمر وَذَلِكَ أَنه يقْلع الكلف والنمش. وَلما كَانَت فِيهِ هَذِه الْقُوَّة صَار لَا يبطئ فِي الْبَطن كالأطعمة الغليظة الَّتِي لَيْسَ مَعهَا شَيْء من الْجلاء أصلا بِمَنْزِلَة الخندروس والسميذ المنقى من النخالة والنشا.
وَإِذا قلى الباقلي قلت نفخته إِلَّا أَنه يكون عسر الانهضام جدا ويولد خلطا غليظا.
وَأما الباقلي الرطب فانه يغذو غذَاء أرطب ويولد فضلا أَكثر مِنْهُ وَهُوَ يَابِس وغذاؤه قَلِيل إِلَّا أَن انحداره سريع. وَلَيْسَ توليده للفضول فِي المعي فَقَط لَكِن فِي الْأَعْضَاء اً لية فعالج نفخته بالأشياء المسخنة الملطفة كَمَا تعالج جَمِيع الْأَشْيَاء النافخة.
والباقلي الْمصْرِيّ أرطب فتوليده للفضول أَكثر من أجل ذَلِك وغذاؤه أقل وانحداره أسْرع.
وَقَالَ فِي كتاب الكيموس: إِنَّه لَوْلَا أَن الباقلي ينْفخ لَقلت فِيهِ كَقَوْلي فِي الشّعير لِأَنَّهُ لَيْسَ بردئ الكيموس وَلَا يُولد السدد وَهَذَانِ الْأَمْرَانِ هما جَمِيعًا حَال الْأَطْعِمَة الحافظة للصِّحَّة. وَإِنَّمَا صَار كَذَلِك لِأَن قوته تجلو.)
وَقَالَ روفس فِي الباقلي: الباقلي وحساؤه يغذوان غذَاء كثيرا وينفخان الْبَطن والشراسيف.
قَالَ أريباسيوس: إِنَّه قريب من المزاج الْمُتَوَسّط جدا وَفِيه شَيْء يسير من الْجلاء وَالْقَبْض وَإِذا وضع خَارِجا يجفف من غير أَذَى.
وَيجب إِذا اسْتعْمل فِي علاج النقرس أَن يطْبخ ويخلط مَعَه شَحم الْخِنْزِير. فَأَما فِي علاج البرص والقروح الَّتِي تحدث فِي العصب فَيجب أَن يوضع عَلَيْهَا دَقِيق الباقلي معجونا بِعَسَل وَيجْعَل على الْموضع الَّذِي قد تورم من أجل الضَّرْبَة مَعَ سويق الشّعير.
وَقد يتَّخذ من الباقلي ضماد نَافِع للأنثيين والثديين وَذَلِكَ أَن هَذِه الْأَعْضَاء تنْتَفع بالتبريد السَّاكِن إِذا كَانَ فِيهَا ورم حَار وخاصة إِذا كَانَ تورم الثديين عَن لبن قد تجبن وَهَذَا اللَّبن إِذا كثر تجبن وتورم مِنْهُ الثدي فَهَذَا الضماد ينقص اللَّبن أَيْضا. وَيمْنَع نَبَات الشّعْر فِي عانات الصّبيان زَمَانا طَويلا.
وَقَالَ ابْن ماسويه: إِن الْيَابِس مِنْهُ بَارِد فِي آخر الأولى يَابِس فِي وَسطهَا.
وَالرّطب مِنْهُ بَارِد رطب قَلِيل الْغذَاء بِالْإِضَافَة إِلَى الْيَابِس بطيء الهضم كثير النفخ. فان طبخ قلت نفخته وَكَذَلِكَ إِذا أنقع وشوي على الْجَمْر.
وَمن أَحْمد تَدْبيره وَإِن كَانَ لَا يسلم من نفخته إطالة إنقاعه وطبخه حَتَّى يتهرأ.(6/55)
وَأكله بالفلفل والكمون وَالْملح والحلتيت وَلَيْسَ الْخَلْط الْمُتَوَلد مِنْهُ برديء وَلَا يُورث السدد. وَهُوَ يجلو جلاء حسنا وَلَيْسَ ذَلِك فِي قشره لِأَن فِيهِ عفوصة شَدِيدَة.
وَلَوْلَا مَا فِي الباقلي من توليد النفخ لَكَانَ شَبِيها بِمَاء الشّعير وَهُوَ نَافِع من السعال ووجع الصَّدْر الْعَارِض من حرارة ويبس وخاصة إِذا اتخذ مِنْهُ حساء. وَمَتى طبخ كَمَا هُوَ بِمَاء وخل خمر وَأكل نفع من وجع المعي وعقل الْبَطن وَمنع الْقَيْء.
والمصري أرطب لرطوبة مصر دَائِما.
من كتاب بوينوس فِي الفلاحة: الباقلي يوهن فكر آكله وَيمْنَع من رُؤْيَة الأحلام الصادقة لِأَنَّهُ يُولد رياحا كَثِيرَة. وَمَتى أطْعم مِنْهُ الدَّجَاج كثيرا قطع بيضه وَلم يبض.
وَقَالَ ماسرجويه: دهن الباقلي ينقي الصَّدْر والرئة. وَمَتى طلي بِهِ مَوضِع حلق الشّعْر مِنْهُ مَرَّات منع من نَبَاته. وينقي الكلف.
بَوْل قَالَ د: أما بَوْل الْإِنْسَان فانه مَتى شرب نفع من نهشة الأفعى والأدوية القتالة وَابْتِدَاء الحبن. وَإِذا صب على نهش هوَام الْبَحْر نفع. وَمَتى خلط النطرون وصب على عضة الْكَلْب نفع. وينفع الجرب المتقرح والحكة ويجلوها.
وَالْبَوْل الْمُعْتق أَشد جلاء من غَيره مِمَّا لم يعْتق. وَهُوَ جيد للقروح الخبيثة الَّتِي تسْعَى. ويحتقن بِهِ فِي القروح الخبيثة فَيمْنَع من السَّعْي.
وَيقطع سيلان الْقَيْح من الآذان. وَإِذا سحق فِي قشر رمان وقطر فِيهَا أخرج الدُّود المتولدة فِيهَا.
وَبَوْل الصّبيان إِذا لم يحتلموا مَتى تحسى وَافق عسر النَّفس المحوج إِلَى الانتصاب. وَمَتى طبخ فِي إِنَاء نُحَاس مَعَ عسل جلا الْبيَاض الْعَارِض فِي الْعين من اندمال القروح.
وعكر الْبَوْل مَتى لطخ على الْحمرَة سكنها. وَإِذا أغْلى مَعَ دهن حناء وَاحْتمل سكن أوجاع الرَّحِم الَّتِي تورث الاختناق. ويجلو الجفون وَالْبَيَاض الْعَارِض فِي الْعين من اندمال الْقرح.
وَبَوْل الْخِنْزِير الْبري لَهُ قُوَّة بَوْل الثور غير أَن لَهُ خَاصَّة: مَتى شرب فتت الْحَصَى المتولدة فِي المثانة ويبوله مَتى شرب مِنْهُ قوانوش.
وَبَوْل الْمعز: مَتى شرب بسنبل الطّيب فِي كل يَوْم مَعَ قوانوشي مَاء حط الْجُبْن اللحمي وَأخرجه بالبول والإسهال. وَإِذا قطر فِي الْأذن سكن الوجع.
وَبَوْل الْحمار: جيد لوجع الكلى.
قَالَ جالينوس: كل بَوْل فقوته حارة إِلَّا أَنَّهَا تخْتَلف بِحَسب اخْتِلَاف الْحَيَوَان وَبَوْل(6/56)
الْإِنْسَان يكَاد يكون أَضْعَف من كل بَوْل خلا أَبْوَال الْخَنَازِير الْأَهْلِيَّة الخصيان. ويمكنك تعرف قُوَّة الْبَوْل من رِيحه.
وَفِي بَوْل الْإِنْسَان من قُوَّة الْجلاء أَكثر مِمَّا فِي غَيره من الأبوال وَدَلِيل ذَلِك مَا يَفْعَله القصارون فانهم يقطعون بِهِ وسخ الثِّيَاب وَلذَلِك ينطله الْأَطِبَّاء على الجرب وعَلى الْعلَّة الَّتِي يتقشر فِيهَا الْجلد فيشفي هَاتين العلتين وينطلونه أَيْضا على الْجِرَاحَات المملوءة من الرُّطُوبَة الْكَثِيرَة الْوَسخ وخاصة إِن كَانَ فِيهَا شَيْء قد تعفن. وَإِذا كَانَ فِي الْعَانَة مثل هَذِه الْعلَّة نقوها بالبول ويداوون بِهِ أَيْضا الْأذن الَّتِي يجْرِي مِنْهَا الْمدَّة والسعفة والحزاز فيبرئها. وَأما أَنا فَلَا أفعل ذَلِك لِأَن لي أدوية كَثِيرَة)
تنوب عَن ذَلِك.
فَأَما الخراجات الْحَادِثَة فِي الرجل وخاصة مَا كَانَ مِنْهَا إِنَّمَا يحدث عَن عَثْرَة فانها مَتى كَانَت خلوا من الورم فقد أبرأتها مرَارًا كَثِيرَة حِين حدثت فِي الْأَبدَان الصلبة بِأَن لففت عَلَيْهَا طاقات خرق وأمرتهم بالبول عَلَيْهَا دَائِما مَتى أَرَادوا الْبَوْل وَلَا يحلوه حَتَّى يبرأوا برءا تَاما.
وَقد ذكر قوم من الْأَطِبَّاء أَن الثفل الراسب فِي الْبَوْل إِذا كَانَ ثخينا أَبيض تَبرأ بِهِ الأورام الْمَعْرُوفَة بالحمرة. وَأَنا أَقُول: إِن الْحمرَة مَتى كَانَت فِي ابتدائها وَكَانَت حمرَة بِالْحَقِيقَةِ فَلَيْسَ يُمكن برؤها بِشَيْء من الْأَدْوِيَة الحارة فَأَما الْحمرَة الَّتِي قد سكن لهيبها فَلَيْسَ الثفل الراسب فِي الْبَوْل فَقَط ينفعها بل كثير من الْأَدْوِيَة المحللة الْأُخَر.
وَأما شرب أَبْوَال الْأَطْفَال من أجل نفس الانتصاب فَلَيْسَ هُوَ بِشَيْء لَا بُد مِنْهُ ضَرُورَة إِذْ كَانَت لهَذِهِ الْعلَّة أدوية كَثِيرَة نافعة وَقد شرب من هَذَا الْبَوْل فنفع من هَذِه الْعلَّة وَلَيْسَ بِأَفْضَل من غَيره من الْأَدْوِيَة.
وَقَالَ بولس: بَوْل مَا خصى من الْحَيَوَان ضَعِيف لَا حِدة لَهُ.
بَان دهنه قَالَ د: لدهن البان قُوَّة تجلو مَا يظْهر فِي الْوَجْه من الْآثَار الْعَارِضَة من فضول الْجِسْم والرطوبة اللبنية والثآليل والْآثَار السود الْعَارِضَة من اندمال القروح ويسهل الْبَطن وَهُوَ رَدِيء حبه: وَإِذا شرب من حبه درخمي وَاحِد مسحوق وَأخذ بخل وَمَاء أذبل الطحال.
ويضمد بِهِ الطحال أَيْضا مَعَ دَقِيق الشيلم وَمَاء القراطن. ويضمد بِهِ النقرس. وَمَتى اسْتعْمل بالخل أذهب الجرب المتقرح وَالَّذِي لَيْسَ بمتقرح والبهق والْآثَار السود الْعَارِضَة من اندمال القروح. وَإِذا اسْتعْمل بالبول قلع البثور اللبنية والثآليل الَّتِي يُقَال لَهَا انثبو والكلف والبثور الْعَارِضَة فِي الْوَجْه.
وَمَتى شرب بأدرومالي أهاج الْقَيْء وأسهل الْبَطن وَهُوَ ردئ للمعدة جدا.
ودهنه أَيْضا يسهل الْبَطن. وقشره أَشد قبضا. وثجيره إِذا اعتصر دهنه يدْخل فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تسْتَعْمل للخشونة والحكة.(6/57)
حبه قَالَ ج: فِي السَّادِسَة وَحب البان جوهره جَوْهَر حَار.
فَأَما ثجيره الَّذِي يبْقى بعد اسْتِخْرَاج دهنه فالمرارة فِيهِ أَكثر ويخالط ذَلِك قبض أَيْضا وَلذَلِك)
صَار قطاعا جماعا كانزا وَلذَلِك ينفع الكلف والنمش والبرش الْكَائِن فِي الْوَجْه والجرب والحكة وتقشر الْجلد ويلطف صلابة الكبد وَالطحَال.
وَمَتى شرب من عصارته مِثْقَال وَاحِد بِعَسَل وَمَاء أهاج القئ الْكثير وأسهل إسهالا لَيْسَ بالدون وَلذَلِك مَتى استعملناه وَنحن نُرِيد بِهِ تنقية بعض الْأَعْضَاء وخاصة الْبَاطِنَة كالكبد وَمَتى استعملناه ضمادا بخل كَانَ أَكثر جلاء حَتَّى أَنه يجلو الجرب وتقرح الْجلد ويجلو أَكثر من جلائه لهذين الكلف والبهق والسعفة والنمش والبرش والبثور المتقرحة وَجَمِيع الأدواء المتولدة عَن الأخلاط الغليظة ويقلع آثَار القروح.
وَيجب إِذا اسْتعْمل فِي علاج الطحال أَن يخلط مَعَ بعض أَنْوَاع الدَّقِيق المجفف كدقيق الكرسنة أَو دَقِيق أصل السوسن.
وقوته قُوَّة تجلو وتقطع الْأَشْيَاء الغليظة مَعَ شَيْء من قبض. قشر حب البان الْخَارِج: فَأَما قشر حب البان الخارد فَقَبضهُ أَكثر جدا وَلذَلِك قد يسْتَعْمل فِي الْمَوَاضِع الَّتِي تحْتَاج إِلَى قبض كثير.
ودهن حب البان قَابض.
قَالَ بولس: أما دَاخل حب البان الَّذِي هُوَ كلحمه فَلهُ قُوَّة منقية تقطع مَعَ قبض وَلذَلِك مَتى شرب مِنْهُ وزن دِرْهَم بشراب الْعَسَل حرك القئ وأسهل الْبَطن وَإِذا شرب مَعَ خل وَمَاء نفع من سدد الأحشاء: وَهُوَ نَافِع ينقي الْجلد أَيْضا إِذا خلط مَعَ خل. وَأما قشره فانه يقبض جدا.
قَالَ سلمويه: إِن حب البان يشد اللثة وَيقطع الرعاف ويلحم القروح.
وأصل شجرته إِذا طبخ وتمضمض بِهِ نفع من وجع الْأَسْنَان. وعصيره وبزره نَافِع من وجع الكلى والكبد.
قَالَ القلهمان: دهن البان ملين للعصب الجاسي جدا.
بسقوريدون د: دَوَاء مَعْمُول لَهُ قُوَّة يفعل بهَا مَا يَفْعَله القلقطار وَهُوَ حَار.
بشقيق وَيُسمى أَيْضا بساموس وَمن النَّاس من يُسَمِّيه دنقوانامرس.
قَالَ د: إِنَّه يُؤْتى بِهِ من بِلَاد الْهِنْد وَهُوَ شَبيه بالقشور كَأَنَّهُ شجر التوت يدهن بِهِ لطيب رَائِحَته وينفع إِذا بخر بِهِ انضمام فَم الرَّحِم.
بابلص قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: وَهُوَ الَّذِي يُسمى خشخاشا زبديا وَهَذَا يسهل كاسهال اليتوع وَهُوَ مثله فِي جَمِيع خصاله.(6/58)
ببلين وَهُوَ الفرفخ الْبري قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: إِنَّه كاليتوع وبزره نَارِي مسهل.
باريقوطن قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: بزر هَذَا النَّبَات وورقه يقطع ويسخن حَتَّى أَنه يَبُول الدَّم مَتى أَكثر مِنْهُ.
وَهُوَ نَافِع للطحولين ولأصحاب ضيق النَّفس. والشربة المعتدلة مِثْقَال بشراب. ويجفف المنى.
ود يزْعم أَنه قد جرب أَنه مَتى شرب مِنْهُ إِنْسَان سَبْعَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا جعله عقيما لَا يُولد لَهُ الْبَتَّةَ ويبول مِنْهُ أول مَا يشربه بولا دمويا.
باطانيس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: هُوَ فِي الثَّالِثَة من الإسخان وَلذَلِك يسْتَعْمل فِي مداواة القروح الخبيثة والأكلة.
بطارميقي قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: زهرَة هَذَا النَّبَات معطسة. وَمَتى اتخذ مِنْهُ ضماد حلل النمش وآثار الدَّم الْمَيِّت تَحت الْجلد. وَذَلِكَ أَنه حَار يَابِس.
بقيوميون قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: هَذِه تحلل وتجذب وطعمها حريف وورقه مُحَلل للخراجات والثآليل المنكوسة. وثمرته أقوى من ورقه.
وَهِي أَجود مَتى خلط بِهِ دَقِيق الشّعير وَجعل مِنْهُ ضماد وشأنها جذب السلاء.
وَأَصلهَا مسهل مَعَ ذَلِك صفراء.
بزركتان بيوليون قَالَ جالينوس فِي الثَّامِنَة: أصل هَذَا النَّبَات حاد الطّعْم حَار فِي الثَّالِثَة.
باليطرون قَالَ ج فِي السَّادِسَة: ورقه كورق الكزبرة وقضبانه غِلَاظ كقضبان السذاب وقوته مجففة بِلَا لذع فَلذَلِك يدمل القروح المزمنة.
بطراطيون قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: هُوَ شَبيه ببصل الفأر فِي قوته وطعمه وَيسْتَعْمل فِي جَمِيع أَفعاله بدله إِلَّا أَنه أَضْعَف مِنْهُ.
باذروج د قَالَ: مَتى أَكثر من أكله أظلم الْبَصَر وأهاج الباه وَولد الرِّيَاح وأدر الْبَوْل وَاللَّبن وَهُوَ عسر الانهضام.
وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ السيكران ودهن ورد وخل نفع من الأورام الحارة. وَمَتى تضمد بِهِ وَحده نفع من لسع الْعَقْرَب والتنين البحري وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ شراب سكن ضَرْبَان الْعين.
وماؤه يجلو ظلمَة الْبَصَر ويجفف الرطوبات السائلة إِلَى الْبَطن.(6/59)
وبزره إِذا شرب نفع من يتَوَلَّد فِي بدنه السَّوْدَاء، وعسر الْبَوْل والنفخ.
وَمَتى شم أحدث عطاسا وَفِي نُسْخَة أُخْرَى: سكن العطاس. والباذروج أَيْضا يفعل ذَلِك.
وَيَنْبَغِي أَن تغمض الْعَينَيْنِ فِي وَقت العطاس وتسد المنخرين.
وَقُوَّة دهنه تشبه قُوَّة المرزنجوش إِلَّا أَنه أَضْعَف.
قَالَ جالينوس فِي آخر الثَّامِنَة: هَذَا حَار فِي الثَّانِيَة وَفِيه رُطُوبَة فضلية وَلذَلِك لَيْسَ هُوَ بالنافع إِذا ورد الْجِسْم وَأما من خَارج فَهُوَ يحلل وينضج مَتى تضمد بِهِ.
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء لَهُ: إِنَّه يُولد خلطا رديا. وَمَا قيل فِي توليده العقارب هُوَ كذب. ويضر الْمعدة وَهُوَ عسر الانهضام.
وَقَالَ روفس فِي كتاب التَّدْبِير: الباذروج يَابِس ملهب مفن للرطوبة الَّتِي فِي الصَّدْر.
وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي الثَّانِيَة يَابِس فِي آخر الأولى وَفِي رُطُوبَة فضلية من أجلهَا يسْرع العفن.
وَإِن أَكثر مِنْهُ أورث فِي الْبَصَر ضعفا وجفف الرئة والصدر وأسهل الطبيعة وَولد نفخا وَهُوَ مدر للبول مكثر للبن عسر الانهضام سريع الْفساد والعفن.
وبزره نَافِع من الصرع وتقطير الْبَوْل والمنى. وورقه وماؤه قَاطع للعطاس والرعاف مَتى قطر فِي)
الْأنف أَو شم. وورقه أضرّ بالمعدة من بزره. وماؤه يحد الْبَصَر مَتى اكتحل بِهِ.
وَقَالَ قسطس فِي كتاب الفلاحة: إِنَّه ينقص الذِّهْن جدا مَتى أَخذ غير أَن مَاءَهُ نَافِع للأطفال إِذا أَصَابَتْهُم الْحمى.
وَقَالَ ابْن ماسه: إِنَّه حَار فِي الأولى يَابِس فِي الثَّانِيَة رَدِيء للمعدة مجفف للرئة.
وبزره جيد للتقطير.
قَالَت الخوز: إِنَّه بَارِد رطب فِي الثَّانِيَة وَله غلظ وبزر كثير وَإِن عصارته مَعَ الكافور تقطع الرعاف.
وَقَالَ حنين فِي أغذيته: إِن أبقراط قَالَ: الباذروج يَابِس حَابِس للبطن.
قَالَ حنين: إِذا كَانَ جالينوس يَقُول: إِنَّهَا تطلق الْبَطن وأبقراط يَقُول: إِنَّهَا تعقله فَيُشبه أَن تكون لَهَا قوتان متضادتان فَمَتَى صادفت الْبَطن وَفِيه خلط معاون للاطلاق أطلقت وبالضد.
بصل الفأر هُوَ العنصل.
بازرد هُوَ القنة.
بل بردى قَالَ د: يَسْتَعْمِلهُ الْأَطِبَّاء إِذا أَرَادوا فتح أَفْوَاه النواصير ويبلونه بِمَاء إِذا(6/60)
أَرَادوا ذَلِك ويلفون عَلَيْهِ وَهُوَ رطب خرقَة كتَّان ويتركونه حَتَّى يجِف ثمَّ يدخلونه فِي الناصور فاذا دخل فِيهِ امْتَلَأَ رُطُوبَة وانتفخ وفتحه. وَأَصله يغذو غذَاء يَسِيرا مَتى مص.
وَإِذا أحرق إِلَى أَن يصير رَمَادا وَاسْتعْمل رماده منع القروح الخبيثة الَّتِي فِي الْفَم وَسَائِر الْأَعْضَاء من السَّعْي. وتعمل مِنْهُ الْقَرَاطِيس والقرطاس المحرق أقوى فعلا مِنْهُ.
وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: مَتى أنقع البردي أَو الديس بخل وَمَاء أَو بشراب ثمَّ أحرق صَار دَوَاء مجففا على مِثَال القرطاس المحرق إِلَّا أَنه أَضْعَف فعلا. وَإِذا لف على الْجِرَاحَات الطرية كَمَا تدرو ألحمها.
وَقَالَ بديغورس: خاصته قطع الدَّم مَتى أحرق.
برباريس قد كتبناه فِي بَاب الْألف أمبرباريس.
بلح ذَكرْنَاهُ مَعَ النّخل.
قَالَ د: قوته مسخنة ملينة قابضة وثمرته مَتى شربت نَفَعت من نهش الْهَوَام وَالطحَال والحبن. وَمَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بشراب أدر اللَّبن والطمث ويضعف المنى ويثقل الرَّأْس ويسبت.
وطبيخه مَتى جلس فِيهِ نفع من أوجاع الرَّحِم وأورامه الحارة. وثمره مَتى شرب مَعَ الفوتنج الْبري أَو تدخن بِهِ أَو احْتمل أدر الطمث.
وَإِذا تضمد بِهِ أَبْرَأ من الصداع. وَقد يخلط بخل وزيت وَيصب على الرَّأْس لمن بِهِ ليثرغس وقرانيطس.
وورقه مَتى تدخن بِهِ أَو افترش طرد الْهَوَام. وَمَتى تضمد بِهِ نفع من نهشها. وَإِذا خلط بِسمن وورق الْكَرم لين جساء الْأُنْثَيَيْنِ.
وثمره إِذا تضمد بِهِ بِالْمَاءِ نفع من الوجع الْعَارِض من شقَاق المقعدة. وَإِذا خلط بالورق أَبْرَأ الخراجات والتواء الأعصاب.
ويفرشه الْعباد لِأَنَّهُ يقطع شَهْوَة الْجِمَاع.
وَيُقَال: إِنَّه من عمل عَصا مِنْهُ وتوكأ عَلَيْهَا منع من الحفاء.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِن عيدانه لَا تدخل فِي شَيْء من أُمُور الطِّبّ وَأما ورقه وحبه فقوتهما حارة يابسة وجوهرهما لطيف وَذَلِكَ يظْهر فِي اسْتِعْمَالهَا وَمن ذوقهما أَيْضا فان فِي زهر هَذَا النَّبَات وورقه وثمرته حرافة وعفوصة قَلِيلا.
وَحب الْفَقْد إِذا أكل نيا أسخن إسخانا بَينا وصدع فان قلي كَانَ تصديعه أقل. وَلَيْسَ يحدث حب الْفَقْد نفخة الْبَتَّةَ وخاصة المقلو مِنْهُ وَيقطع شَهْوَة الباه مَتى أكل مقلوا وَغير مقلو.
وَيفْعل ذَلِك ورقه وورده وَقد وثق النَّاس بذلك مِنْهَا لِأَنَّهَا لَا تفعل ذَلِك مَتى أكلت بل وَإِذا افترشت.(6/61)
وَمَعْلُوم من هَذِه الأفاعيل أَن البنجنكشت يسخن وَلَا يُولد رياحا اصلا وَهَذَا يدل على أَنه لطيف فِي غَايَة اللطافة وإحداثه الصداع لَيْسَ يكون من أَكثر مَا يتَوَلَّد عَنهُ من الرِّيَاح البخارية لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لَكَانَ ينْفخ الْبَطن ويهيج الباه كَالَّذي يفعل الجرجير لكنه لَيْسَ إِنَّمَا لَا يهيج)
الْجِمَاع فَقَط بل قد يقطعهُ فتعلم من ذَلِك أَن قُوَّة الإسخان والتجفيف فِيهِ مثل قُوَّة السذاب وَلكنه لَيْسَ بمساو لَهُ بل هُوَ أقل مِنْهُ قَلِيلا فِي الْأَمريْنِ جَمِيعًا لِأَن السذاب أَكثر إسخانا وتجفيفا وَهُوَ أَيْضا مباين لَهُ فِي طعمه وَذَلِكَ أَن الفنجنكشت فِيهِ شَيْء من الْقَبْض يسير وَأما السذاب فَهُوَ إِذا كَانَ جافا كَانَ صَادِق المرارة حريفا وَإِذا كَانَ طريا فمرارته يسيرَة وَلَا قبض فِيهِ الْبَتَّةَ أَو عساه إِن كَانَ فَهُوَ شَيْء قَلِيل بِالْإِضَافَة إِلَى مَا فِي البنجنكشت فَمن أجل ذَلِك صَار البنجنكشت أَنْفَع للكبد وَالطحَال إِذا كَانَت فيهمَا سدد من برد من بزر السذاب ولنضعه بِحَسب هَذِه الْأَفْعَال فِي الدرجَة الثَّالِثَة من الْحر واليبس. وَإنَّهُ لكثير التلطيف.
فَإِن من علم هَذَا من أمره ثمَّ يعلم الطَّرِيق الْمُؤَدِّي إِلَى حِيلَة الْبُرْء واستخرجه يجد من نَفسه: كَيفَ يدر الطمث إِن أَرَادَ إدراره بِهَذَا الدَّوَاء وَكَيف يحلل بِهِ الأورام الصلبة الْحَادِثَة فِي الْأَعْضَاء وَكَيف يحل بِهِ الإعياء إِذا عمل مِنْهُ مروخ مسخن.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن غذاءه يسير مجفف مسخن طارد للرياح والنفخ ويذهبها إذهابا قَوِيا وَلذَلِك هُوَ صَالح للْمَنْع من الْجِمَاع.
اريباسيوس: إِن ورقه وزهره وثمره كل هَذِه حَار يَابِس فِي الْقُوَّة لَطِيفَة الْأَجْزَاء جدا يمْنَع شَهْوَة الباه لَيْسَ بِالْأَكْلِ فَقَط بل وبالافتراش أَيْضا تَحت من يعْنى بذلك. والبزر نَافِع ليسدد الكبد وَالطحَال.
وبولس قَالَ مَعَ سَائِر مَا قَالَ جالينوس: إِن بزر البنجنكشت إِذا قلى كَانَ هضمه أسْرع.
انْقَضى حرف الْبَاء.(6/62)
3 - (بَاب التَّاء)
تنوب قَالَ د: هُوَ شَجَرَة مَعْرُوفَة والقوفي وَهُوَ الْأرز هُوَ نوع مِنْهُ.
وقشر كليهمَا يُوَافق الشجاج إِذا سحق وذر عَلَيْهَا. وَإِذا خلط بالمرداسنج ودقاق الكندر وَافق القروح الظَّاهِرَة فِي سطح الْجلد وَحرق النَّار. وَإِذا اسْتعْمل بموم مذاب بدهن الآس أدمل القروح الْعَارِضَة للبدن وَحرق النَّار. وَمَتى خلط بعد سحقه بقلقنت منع القروح النملية أَن تَنْتَشِر.
وَمَتى تدخن بِهِ أخرج المشيمة والجنين.
وَمَتى شرب عقل الْبَطن وَأمْسك الْبَوْل.
وَمَتى دق ورق هَذِه الشَّجَرَة وتضمد بِهِ سكن الأورام الحارة وَمنع الخراجات الطرية أَن تنزف.
وَمَتى طبخ بخل وتمضمض بِهِ حارا سكن وَجمع الْأَسْنَان.
وَمَتى شرب مِنْهُ وزن دِرْهَم وَنصف بِمَاء أَو بِمَاء الْعَسَل وَافق من بكبده عِلّة.
وَإِذا شقّ خَشَبَة وَقطع صغَارًا وطبخ بخل وَأمْسك طبيخه فِي الْفَم سكن وجع الْأَسْنَان.
ودخانه يصلح للأكحال المحسنة لهدب الْعين وتساقط الأشفار والدمعة والمآفي المتأكلة.
وَأما قضم قُرَيْش بزر شجر التنوب فقوته قابضة مسخنة إسخانا يَسِيرا ينفع من السعال ووجع الصَّدْر وَحده وَمَعَ الْعَسَل.
وصمغ التنوب الرطب الَّذِي يُسمى لأركس فَإِنَّهُ عَظِيم النَّفْع من السعال المزمن إِذا لعق وَحده.
وَأما الزفت الرطب وَيكون من التنوب والأرز فَإِنَّهُ يصلح للأدوية القتالة. وَمَتى لعق مِنْهُ أُوقِيَّة وَنصف بِعَسَل كَانَ صَالحا لمن كَانَت فِي رئته قرحَة وَلمن فِي صَدره قيح وللسعال المزمن والربو.
وَإِذا تحنك بِهِ كَانَ صَالحا للورم الَّذِي فِي العضل الَّذِي عَن جَنْبي الْحُلْقُوم ولورم اللهاة والخوانيق. وَمَتى اسْتعْمل بدهن الْورْد نفع من الرُّطُوبَة السائلة من الْأذن.
وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الْملح كَانَ نَافِعًا من نهش الْهَوَام. وَإِذا خلط بِجُزْء مسَاوٍ لَهُ من الموم قلع الْآثَار الْبيض الَّتِي فِي الْأَظْفَار والقوابي وحلل الخراجات والصلابات الَّتِي فِي الرَّحِم والمقعدة.
وَمَتى طبخ بدقيق الشّعير وَبَوْل صبي فتح الْخَنَازِير.(6/63)
وَإِذا خلط بالكبريت أَو بقشر التوت أَو النخالة ولطخ بِهِ على النملة منعهَا من أَن تسْعَى. وَإِن)
خلط بدقاق الكندر والموم ألحم القروح العتيقة.
وَإِذا لطخ بِهِ مُفردا على الرجل والمقعدة وَافق الشقاق الَّذِي فيهمَا.
وَإِذا خلط بالعسل نقي الْجِرَاحَات والقروح وَبني فِيهَا اللَّحْم. وَمَتى خلط بالزيت وَالْعَسَل قلع الخشكريشة الْعَارِضَة من الْجَمْر وعفونة القروح. ويخلط بالمراهم المعفنة. وَمَتى ضمد بِهِ فِي دَاء الثَّعْلَب أنبت الشّعْر فِيهِ.
والدهن الَّذِي يجمع من الزفت مَتى طبخ وَيُسمى قسالاون يصلح لما يصلح لَهُ الزفت وهما جَمِيعًا يبرئان قُرُوح الْمَوَاشِي وجربها إِذا لطخا عَلَيْهَا.
ودخان الزفت حَار قَابض يدْخل فِي الْأَدْوِيَة المحسنة لهدب الْعين وَالَّتِي تنْبت الأشفار المتناثرة والدمعة وَضعف الْعين والقروح فِيهَا.
وَأما الزفت الْيَابِس وَهُوَ يكون من الرطب إِذا طبخ فَهُوَ مسخن ملين مفتح مُحَلل للخراجات والغدد المائلة إِلَى خَارج الكائنة من الصَّفْرَاء ولورم العضل.
وَقَالَ جالينوس: إِن الزفت الْيَابِس يشفي القروح الْحَادِثَة فِي الْأَبدَان الَّتِي مزاجها حَار يَابِس ويهيج وينفر الَّتِي فِي الْأَبدَان اللينة.
والدهن الَّذِي يكون من الزفت الرطب قريب من القطران.
وَقَالَ فِيهِ فِي الثَّامِنَة حَيْثُ أفرد ذكره: إِن الْيَابِس يسخن ويجفف فِي الثَّالِثَة وتجفيفه أَكثر من إسخانه فَأَما الرطب فاسخانه أَكثر من تجفيفه وَفِيه شَيْء من اللطافة من أجلهَا صَار نَافِعًا والنوعان من الزفت جَمِيعًا فيهمَا شَيْء يجلو وَشَيْء ينضج وَشَيْء يحلل كَمَا أَنَّهُمَا عِنْد المذاق يُوجد فيهمَا شَيْء حريف حَار وَكَأَنَّهُ مر وَلذَلِك صَارا كِلَاهُمَا يقلعان الْأَظْفَار مَتى حدث فِيهَا الْبيَاض عِنْد مَا يخلطان بالشمع ويذهبان أَيْضا القواي وينضجان جَمِيع الأورام الصلبة الَّتِي لَا تنضج إِذا وَقعا فِي الأضمدة. واقواهما فِي هَذِه الْوُجُوه كلهَا الزفت الرطب.
فَأَما الزفت الْيَابِس فَهُوَ فِي هَذِه الْخِصَال قَلِيل الْغناء وَهُوَ فِي إدمال الْجِرَاحَات ومواضع الضَّرْب أبلغ وأنفع وَهَذَا بِمَا يدل على أَنه يخالط الزفت الرطب شَيْء من رُطُوبَة حادة لَيست باليسيرة.
فَأَما دهن الزفت الَّذِي يكون مِنْهُ فَهُوَ مثله إِلَّا أَن جوهره ألطف.
وَقَالَ فِي الثَّامِنَة فِي قضم قُرَيْش: إِن قوته منقية لِأَنَّهُ يقبض وَفِيه أَيْضا شَيْء من حِدة وحرافة مَعَ مرَارَة فَهُوَ لذَلِك نَافِع لما ينفث من الصَّدْر والرئة.)(6/64)
وَقَالَ بديغورس: خَاصَّة الزفت التجفيف.
وَقَالَ أريباسيوس فِي الزفت الرطب بعض قَول ج وَقَالَ فِي مَوضِع قذف الْمرة: ينفع الَّذين قد اجْتمعت فِي صُدُورهمْ مرّة.
وَقَالَ بولس فِي الْجَمْر: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة وَلذَلِك يلصق الْجِرَاحَات الَّتِي بدمها.
وَقَالَ: الزفت الْيَابِس يجفف فِي الثَّانِيَة ويسخن دونهَا. وَالرّطب على حَال فِيهِ إنضاج وَهُوَ يحلل وَفِيه حرافة وَلذَلِك يقْلع برص الْأَظْفَار وبياضها وينقي القوباء وينضج الأورام. والزفت الرطب أقوى من الْيَابِس حَتَّى أَنه نَافِع لأَصْحَاب السمنة وَمن بِهِ خراج فِي صفاق الْجنب إِذا خلط مَعَ فريبثا. والزفت الْيَابِس يلصق الْجِرَاحَات أَكثر من الرطب.
وَقَالَ أَبُو جريج فِي الزفت: حَار يَابِس نَافِع من القروح ويجففها وينبت اللَّحْم الطري وَيحل الْخَنَازِير والفقر دونه فِي ذَلِك.
وَقَالَ الدِّمَشْقِي: الْجَمْر يجلو الْبيَاض من الْعين.
وَقَالَ الخوزي: إِن الزفت أَشد حرارة.
تفاح قَالَ فِيهِ د: إِن ورقه وزهره وعصارته قابضة وثمره إِن كَانَ غضا. وَأما التفاح الربيعي فَإِنَّهُ يُولد مرّة صفراء ويولد نفخا ويضر بالعصب وَمَا كَانَ من جنسه.
وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: مَا كَانَ مِنْهُ مسيخ الطّعْم فالمائية عَلَيْهِ أغلب ومزاجه لذَلِك أرطب وأبرد مَعًا. وَأما الَّذِي الْغَالِب عَلَيْهِ العفوصة فالأغلب عَلَيْهِ المزاج الأرضي الْبَارِد. وَأما الْقَابِض مِنْهُ فَفِيهِ هَذَا الْجَوْهَر والجوهر المائي الْبَارِد كَمَا أَن فِي الحلو جوهرا مائيا معتدل المزاج فِي الْحر وَالْبرد.
وَكَذَلِكَ يخْتَلف ورق شجرته وعصارته ولحاؤه. وَلذَلِك قد يمكنك أَن تسْتَعْمل مَا هُوَ أَشد قبضا وَأكْثر حمضة فِي إدمال الْجِرَاحَات وَمنع التحلب فِي ابْتِدَاء الأورام وتقوية فَم الْمعدة والمعدة إِذا استرخت.
وَيسْتَعْمل الْفَج مِنْهُ فِي ابْتِدَاء الأورام وتزيدها.
وَفِي جَمِيع التفاح رُطُوبَة فضلية كَثِيرَة وتعرف ذَلِك من عصارته فانها تحمض سَرِيعا وتفسد سَرِيعا إِلَّا مَا كَانَ مِنْهُ شَدِيد الْقَبْض فَإِنَّهُ أبقى. وَمَتى طبخت مَعَ الْعَسَل جَمِيع أَنْوَاع عصارته بقيت وَأما وَحدهَا فَإِنَّهَا تفْسد سَرِيعا.)
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِنَّه بِحَسب مَا بَينا قبل تعلم أَن الْقَابِض مِنْهُ وَمن السفرجل يولدان خلطا بَارِدًا أرضيا والحامض يُولد خلطا بَارِدًا لطيفا والحلو خلطا إِلَى الْحَرَارَة أميل والتفه خلطا مائيا بَارِدًا.
وَيجب أَن تسْتَعْمل الْقَابِض لضعف الْمعدة من حرارة مفرطة أَو رُطُوبَة كَثِيرَة والعفص إِذا غليت الْحَرَارَة والرطوبة والحامض مَتى ظَنَنْت أَن فِي الْمعدة خلطا غليظا لَيْسَ بالبارد(6/65)
جدا.
والقابض يعقل الْبَطن فَأَما الحامض فَإِنَّهُ مَتى صَادف فِي الْمعدة خلطا غليظا قطعه وأحدره فيرطب لذَلِك البرَاز وَمَتى صادفها نقية كَانَ أَحْرَى لحبس الْبَطن.
والحلو إِن كَانَ خلوا من الحدة والغلظ كَانَ أَحْرَى بِحَبْس الْبَطن وَمَتى كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فَهُوَ فَأَما التفه فردئ لِأَنَّهُ لَا لذاذة لَهُ وَلَا يُقَوي الْمعدة وَلَا يحبس الْبَطن.
والتفاح الْفَج وَإِن كَانَ جيد الْجِنْس ردئ لِأَنَّهُ عسر الهضم بطئ النّفُوذ.
والتفاح النضج إِذا ألبس عجينا أَو طينا معتدل الغلظ وشوي فِي رماد حَار نفع فِي الْأَمْرَاض كثيرا إِذا اسْتعْمل مرّة قبل الطَّعَام وَمرَّة بعده فِي قلَّة الشَّهْوَة وبطء الاستموراء والقيء والذرب وقروح المعي.
وأجود التفاح لهَذَا العفص لِأَن هَذَا إِذا عولج بالشَّيْء صَار لَهُ قبض معتدل. وَأما المعتدل الْقَبْض من الأَصْل فَإِنَّهُ إِذا شوى ذهب قَبضه كُله فَتبْطل لذَلِك هَذِه الْأَفْعَال عَنهُ. وَهَذَا القَوْل من جالينوس فِي التفاح والسفرجل فِي كتاب الأغذية.
وَقَالَ ابْن ماسويه: يَنْبَغِي للمحرور وَلمن فِي معدته بلغم لزج أَن يَأْكُل مَا حمض من التفاح وَيشْرب بعده نبيذا صرفا وَمن يُرِيد دبغ معدته الَّتِي قد ضعفت من الرُّطُوبَة أَو من عقل الطبيعة فَليَأْكُل العفص.
والحلو مِنْهُ جيد لمن معدته بَارِدَة والتفه ردئ وَالَّذِي لم ينضج مِنْهُ على شَجَره مؤذ جدا لَا يَنْبَغِي التَّعَرُّض لَهُ. وَكَذَلِكَ جَمِيع الْفَاكِهَة التفهة النِّيَّة الَّتِي لم تنضج على شَجَرهَا لِأَنَّهَا فِي هَذِه الْحَال بطيئة الهضم لَا تسلك فِي الْعُرُوق سلوكا هينا وتولد خلطا صلبا جاسيا وتورث المكثر وَمن كَانَت علته من حرارة أطْعم التفاح الحامض مسلوقا ونيا ومشويا بعجين يطلى عَلَيْهِ لِئَلَّا يَحْتَرِق يطعم إِيَّاه مَعَ الْخبز ليقوي معدته ويشهيه الطَّعَام وَإِذا كَانَت طَبِيعَته منطلقة أطْعمهُ أَيْضا مِنْهُ لحبس الطَّعَام فِي معدته وَهُوَ مَحْمُود أَيْضا من الْقَيْء الْمُتَوَلد من الصَّفْرَاء وَلَا سِيمَا المزمنة)
والعفص مِنْهُ. وَكَذَلِكَ سويقه إِذا خلط مَعَ مَاء الرُّمَّان المز وَمَاء الحصرم وطبخ طبخا بليغا فعل فِي تسكين القئ وتقوية الْمعدة وَقطع الإسهال الْمُتَوَلد عَن الْمرة الصَّفْرَاء مثل فعله.
وخاصة التفاح ان إدمانه يُولد أوجاعا فِي العصب.
وَسَوِيق التفاح يسكن القئ وَيُقَوِّي الْمعدة ويشد الطبيعة مَا لم يكن فِيهِ سكر.
وشراب التفاح الْمُتَّخذ بِغَيْر عسل نَافِع للصفراء مسكن للقئ عَاقل للبطن.
تامول قَالَ بديغورس: خاصته تَقْوِيَة فَم الْمعدة.
قَالَ ماسروجويه: إِن فِيهِ حِدة ولطافة وَيُقَوِّي اللثة والأسنان والمعدة.(6/66)
تمرهندي قَالَ أَبُو جريج: إِنَّه يُطْفِئ الصَّفْرَاء وَيقطع الْعَطش ويسكن القئ الذريع وَيقبض الْمعدة المسترخية من كَثْرَة القئ.
ماسرجويه: إِنَّه كالإجاص غير أَنه ألطف وَأَقل رُطُوبَة.
توذري ذَكرْنَاهُ عِنْد ذكر اوروسيمن
ترنجبين قَالَ أَبُو جريج: إِنَّه صَالح يقطع الْعَطش ويسهل بِرِفْق ويسكن لهيب الصَّدْر ولهيب الْحمى.
قَالَ ماسرجويه: إِنَّه جيد فِي الْحمى الحادة لتليين الْبَطن.
قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه معتدل فِي الْحر وَالْبرد وَرطب نَافِع من الْحمى الحادة مَعَ يبس الطبيعة.
قَالَت الخوز: إِنَّه نَافِع جدا للحمى الصالب لَا عديل لَهُ.
توذرنج قَالَ ابْن ماسه: إِنَّه حَار كحرارة الْحَرْف يسهل نفث الأخلاط وَيحل الأورام الصلبة.
قَالَ: وَيَقُول فِيهِ د: إِنَّه مَتى ضمد بِهِ مَعَ مَاء الْعَسَل السرطان غير المتقرح نفع وَهُوَ الَّذِي يُسَمِّيه ديسقوريدوس أوروسيمن.
توت قَالَ د: ثمره يلين الْبَطن وَيفْسد فِي الْمعدة سَرِيعا رَدِيء للمعدة وعصارته أَيْضا كَذَلِك. وَمَتى وَإِن خلط بهَا شَيْء يسير من الْعَسَل كَانَت صَالِحَة لمنع الْموَاد من التحلب إِلَى الْأَعْضَاء والقروح الخبيثة والورم الْحَار فِي عضل الْحلق. وَمَتى صير فِيهَا شب وعفص وَسعد وَمر وزعفران وثمر الطرفا وأصل السوسن الأسمانجوني قويت جدا.
والتوت الغض المجفف يسْتَعْمل بدل السماق وَهُوَ نَافِع من الإسهال المزمن.
وقشر شجرته إِذا طبخ بِالْمَاءِ وَشرب طبيخه أسهل الْبَطن وَأخرج حب القرع ونفع من شرب الشوكران.
وورق التوت إِذا دق وسحق وخلط بالزيت وتضمد بِهِ أَبْرَأ حرق النَّار. وَإِذا طبخ مَعَ ورق الْكَرم وورق التِّين الْأسود بِمَاء الْمَطَر سود الشّعْر. وَمَتى شرب من عصارة الْوَرق أُوقِيَّة وَنصف نفع من نهشة الرتيلا. وطبيخ القشر وَالْوَرق إِذا تضمد بِهِ على السن الوجعة أَزَال الوجع. وَمَتى تمضمض بِهِ وَافق وجع الْأَسْنَان.
ودمعة التوت تصلح لوجع الْأَسْنَان وَتحل الخراجات وتسهل الْبَطن.
وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: ثَمَرَة هَذِه الشَّجَرَة إِذا كَانَت نضيجة أطلقت الْبَطن. وَمَتى جففت(6/67)
قبل أَن تنضج فَإِنَّهُ دَوَاء يحبس الْبَطن حبسا شَدِيدا حَتَّى انها لتصلح لقروح المعي وللاستطلاق وَجَمِيع الْعِلَل الَّتِي من جنس التحلب ويخلط مَعَ الأضمدة كالسماق وَيشْرب بِالْمَاءِ وَالشرَاب.)
وَكَذَلِكَ رب التوت فَإِنَّهُ يصلح لِأَشْيَاء كَثِيرَة مِمَّا يحْتَاج فِيهَا إِلَى قبض يسير.
فَأَما التوت الْفَج فَفِيهِ مَعَ الْقَبْض حمضة.
وَقُوَّة شَجَرَة التوت منقية مركبة من الْقُوَّة الْمَانِعَة وَمن الْقُوَّة المسهلة مَعَ شَيْء من المرارة حَتَّى أَن هَذَا اللحاء يقتل حب القرع.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن التوت إِذا وَقع فِي معدة نقية وَأكل قبل الطَّعَام نفذ من الْمعدة سَرِيعا جدا ويسهل الْخُرُوج لسَائِر الأغذية. وَمَتى أكل بعد الطَّعَام وَفِي الْمعدة خلط ردي أسْرع فَسَاده جدا وفساده فَسَاد سوء غَرِيب لَا ينْطق بِهِ يضر مضرَّة عَظِيمَة.
وَفِي التوت الْفَج إِذا جفف كَانَ مِنْهُ دَوَاء فائق يصلح لمداواة قُرُوح المعي والذرب الطَّوِيل اللّّبْث وَهُوَ استطلاق الطبيعة.
فَأَما سرعَة انحدار التوت النضج من الْبَطن فَيمكن أَن يكون ذَلِك لرطوبة جوهره ولزوجته وَيُمكن أَن يفعل ذَلِك بكيفية مُخَالطَة لَهَا فضل حِدة وحرافة تحرّك الْبَطن وخليق أَن يكون فِي التوت قُوَّة مسهلة من جنس الْأَدْوِيَة ضَعِيفَة وَمَتى لم يفْسد التوت فِي الْمعدة فَهُوَ لَا محَالة يرطب وَلَا يبرد إِلَّا أَن يكون قد أكل مبردا. وَالَّذِي ينَال الْجِسْم من غذائه يسير جدا كَمثل الْبِطِّيخ إِلَّا أَنه لَيْسَ برديء للمعدة وَلَا يهيج مِنْهُ القئ كَمثل الْبِطِّيخ.
قَالَ ابْن ماسويه: الحلو مِنْهُ يسير الْحَرَارَة ملين للطبيعة والحامض مِنْهُ بَارِد يَابِس يعقل الْبَطن وَيدْفَع القئ ويدبغ المعي ويشهي الطَّعَام وَأكله على الرِّيق أَحْمد وأسرع انحدارا وَهُوَ يسهل الْخُرُوج للطعام. وَمَتى أكل بعد الطَّعَام عفن فِي الْمعدة وأفسد الطَّعَام إِلَّا أَنه يدر الْبَوْل وَلَيْسَ هُوَ لأحد أصلح مِنْهُ لمن معدته حارة وخاصة إِن كَانَ مبردا.
والحامض مِنْهُ نَافِع لوجع الْحلق الْعَارِض من الْحَرَارَة وَلَا سِيمَا إِذا عصر وطبخ بعقيد الْعِنَب وَالْعَسَل والمر والزعفران والأقاقيا والشبث والعفص وثمر الطرفا.
وَجُمْلَة نِسْبَة التوت إِلَى الْبرد أَكثر من نسبته إِلَى الْحر وَهُوَ مشه للطعام إِذا أكل على الرِّيق.
وخاصته إدرار الْبَوْل.
وَقَالَ ج فِي كتاب الكيموس إِن التوت إِذا انحدر قبل الطَّعَام وَقبل فَسَاده لم يفعل فعلا رديئا الْبَتَّةَ إِلَّا أَن يكثر مِنْهُ.
توتيا قَالَ د: قوتها قابضة مبردة تملأ القروح لَحْمًا منقية مغرية مجففة تجفيفا يَسِيرا.(6/68)
ج قَالَ: إِذا غسلت التوتيا صَارَت دَوَاء أَشد تجفيفا من كل شَيْء مجفف من غير لذع فَهُوَ لذَلِك نَافِع للقروح السرطانية وَغَيرهَا من القروح الخبيثة وَقد يخلط أَيْضا فِي الشيافات للعين إِذا كَانَ ينحدر إِلَيْهَا شَيْء من الْموَاد وَفِي أدوية النفاخات والقروح الْحَادِثَة فِي الْعين وَهُوَ أَيْضا أفضل دَوَاء تداوى بِهِ قُرُوح المقعدة والمذاكير الخبيثة مِنْهَا وَفِي الْعَانَة لشدَّة تجفيفه بِلَا أَذَى وَلَا لذع.
وَقَالَ فِي الْخَامِسَة من الميامر: إِن التوتيا المغسول شَأْنه أَن يجفف الرطوبات السائلة إِلَى الْعين تجفيفا معتدلا وَيمْنَع الرُّطُوبَة الفضلية المحتقنة فِي عروق الْعين من النّفُوذ والمرور فِي نفس طَبَقَات الْعين.
تسميزج قَالَ ابْن ماسه وَقَالَ بولس: إِنَّه حَار يَابِس قَابض نَافِع من الرمد وأوجاع الْعين الحادة.
تمساح قَالَ بولس: زبل التمساح يرق الْبيَاض الَّذِي فِي الْعين.
وَقَالَ ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر: الَّذين يعضهم التمساح مَتى أخذُوا شَحم التمساح فوضعوه على مَوضِع العضة شفَاه من سَاعَته. قَالَ وَقد جربت ذَلِك.
تين قَالَ د: الطري النضج ردي للمعدة مسهل للبطن إسهالا يسهل انْقِطَاعه يجلب الْعرق واليابس مِنْهُ مغذ مسخن معطش ملين للطبيعة غير مُوَافق لسيلان الْموَاد إِلَى الْمعدة والمعي مُوَافق للحلق وقصبة الرئة والمثانة والكلى والربو وَتغَير اللَّوْن من مرض مزمن وَمن الصرع والحبن.
وَمَتى طبخ مَعَ الزوفا وَشرب نقي فضول الصَّدْر ونفع من السعال المزمن والأوجاع المزمنة فِي الصَّدْر. وَمَتى دق بنطرون وقرطم وَأكل لين الْبَطن.
وغذا تغرغر بطبيخه وَافق الأورام الحارة الْعَارِضَة فِي قَصَبَة الرئة وعضل الْحلق. ويطبخ مَعَ دَقِيق الشّعير وَيسْتَعْمل فِي ضماد الْأَرْحَام مَعَ حلبة أَو مَعَ حشيش الشّعير وَيعْمل مِنْهُ مَعَ السذاب حقنة للمغس. وَإِذا دق بعد الطَّبْخ وتضمد بِهِ حل الجساء والأورام الْعَارِضَة فِي أصل الْأذن. ويلين الدمل وينضج الأورام الحارة الكائنة فِي اللَّحْم الرخو وخاصة مَتى خلط بالإيرسا والنطرون أَو النورة. وَإِذا اسْتعْمل مَعَ قشر الرُّمَّان أَبْرَأ الداحس. وَإِذا اسْتعْمل مَعَ القلقنت أَبْرَأ قُرُوح السَّاقَيْن الخبيثة الَّتِي يعسر اندمالها أَو الَّتِي يسيل مِنْهَا الْموَاد. وَمَتى طبخ بشراب وخلط بأفسنتين ودقيق شعير نفع المحبونين.
وَإِذا أحرق وخلط بقيروطي مداف بِزَيْت عذب أَبْرَأ الشقاق الْعَارِض من الْبرد. وَإِذا دق وسحق وخلط بخردل مسحوق بِالْمَاءِ وصير فِي الْأذن أَبْرَأ دويها وحكتها.
وَلبن التِّين الْبري والبستاني يجمد اللَّبن الذائب ويذيب الجامد ويقرح الْأَبدَان وَيفتح أَفْوَاه الْعُرُوق. مَتى شرب بلوز مسحوق وأصبت فِي نُسْخَة قديمَة: بنشاستج أسهل الْبَطن وألان صلابة الرَّحِم.(6/69)
وَمَتى احْتمل بصفرة الْبيض أَو بالموم الدسم الصافي نقي الرَّحِم وأدر الطمث. وَإِذا خلط بدقيق الحلبة نفع النقرس إِذا ضمد بِهِ مَعَ خل. وَمَتى خلط بِهِ سويق جلا الجرب المتقرح وَغير المتقرح والقوبا والكلف والبهق.
وينفع من لسعة الْعَقْرَب إِذا قطر عَلَيْهَا وَمن ذَوَات السمُوم وعض الْكلاب. وَإِذا جعل فِي صوفة وَجعل فِي تَأْكُل الْأَسْنَان سكن وجعها. وَمَتى وضع مَعَ شَحم حول الثآليل النملية قلعهَا.
وعصارة أَغْصَان التِّين الْبري كَذَلِك إِذا لم يكن ظهر وَرقهَا بعد فَإِنَّهَا تدق وتعصر وتجفف عصارتها وتستعمل فِي جَمِيع مَا يسهل فِيهِ لبن التِّين ويدخلان جَمِيعًا فِي الْأَدْوِيَة المقرحة. وَمَتى)
طبخت الأغصان مَعَ لحم الْبَقر نضج سَرِيعا.
وَإِذا حرك اللَّبن بِهِ لطبخ مَاء الْجُبْن كَانَ مَاء الْجُبْن مُطلقًا للبطن.
وَأما الجميز: فمسهل للبطن قَلِيل الْغذَاء رَدِيء للمعدة.
وَلبن الجميز ملين ملزق للجراحات مُحَلل للأورام الْعسرَة الْبُرْء والتحلل. وَيشْرب ويتمسح بِهِ نهش الْهَوَام وجسأ الطحال ووجع الْمعدة والاقشعرار.
وَأما التِّين الْفَج فَإِنَّهُ مَتى طبخ وتضمد بِهِ لين العقد والخنازير وَإِذا لم يطْبخ وخلط بِهِ نطرون ودقيق وتضمد بِهِ قلع الثآليل النملية. وَالْوَرق يفعل ذَلِك. والتين الْفَج مَتى تضمد بِهِ بخل وملح أَبْرَأ القروح الرّطبَة الكائنة فِي الرَّأْس والشرى. وَقد تدلك بِهِ الجفون الخشنة المتشققة ويضمد بِهِ البهق الْأَبْيَض أَعنِي بورق التِّين الْأسود الثَّمر وأغصانه.
والتين الْفَج مَتى خلط بِعَسَل نفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب والقروح الَّتِي يسيل مِنْهَا رطوبات عسلية. وَمَتى جعل مَعَه ورق الخشخاش الْبري أخرج قشور الْعِظَام. وَإِذا خلط بِهِ موم حل الدمامل. وَإِذا تضمد بِهِ مَعَ كرسنة وبشراب نفع من عضة ابْن عرس.
وَإِذا أحرق خشب التِّين وأنقع رماده فِي مَاء وصفي بعد أَخذ قوته وأعيد فِيهِ من الرماد مَرَّات كَثِيرَة ثمَّ عتق بعد ذَلِك يدْخل فِي الْأَدْوِيَة المقرحة والقروح الخبيثة. وَيَأْكُل اللَّحْم الزَّائِد.
ويحقن بِهِ لقرحة المعي والسيلان المزمن كالبواسير والنواصير وَفِي القروح الْعَظِيمَة المتعفنة العميقة لِأَنَّهُ يقطع اللَّحْم الْفَاسِد ويلحم ويلصق أَيْضا مثل الْأَدْوِيَة الملزقة للجراحات الطرية.
ويسقى مِنْهُ غير مُعتق لجمود الدَّم فِي الْبَطن من سقطة وَغير ذَلِك. ويسقى مِنْهُ أُوقِيَّة وَنصف لمن بِهِ إسهال مزمن ولقروح المعي.
وَإِذا خلط بِزَيْت وتمسح بِهِ جلب الْعرق ونفع من وجع العصب والفالج.
وشراب التِّين لطيف نافخ للمعدة رَدِيء لَهَا يقطع شَهْوَة الطَّعَام ويسهل الْبَطن ويدر الطمث وَيكثر اللَّبن ويولد دَمًا رديا ويعرض مِنْهُ دَاء الْفِيل مثل مَا يعرض من الفقاع.(6/70)
وَقد تحرق أَغْصَان التِّين وتستعمل على مَا ذكرنَا فِي كتاب الصَّنْعَة وتستعمل بدل التوتيا.
وَقَالَ ج: إِن رماد التِّين ورماد البلوط ورماد اليتوع أَشد وَأقوى الرماد جلاء. ورماد التِّين واليتوع قريبان من الْأَدْوِيَة المعفنة.
وَقَالَ فِي الثَّامِنَة فِي الجميز: إِن قوته جاذبة محللة وَذَلِكَ بِسَبَب لبنه. وَمَتى طبخ هَذَا التِّين)
حلل الأورام الصلبة. وَمَتى وضع غير مطبوخ قلع الخيلان والتوته.
وَقَالَ فِيهِ فِي الثَّامِنَة حَيْثُ أفرد ذكره: إِن التِّين الْيَابِس قوته حارة فِي الأولى عِنْد انْقِضَائِهَا أَو فِي ابْتِدَاء الثَّانِيَة وَله لطافة ولهاتين الخصلتين صنار يفنى بانضاج الأورام الصلبة وتحليلها مَعًا فقوة التِّين الْيَابِس إِذا اسْتعْمل وَحده ضمادا على مَا وصفت وَيجب إِذا كَانَ قصدك الإنضاج أَن تخلط بِهِ دَقِيق شعير فَإِن أردْت أمرا وسطا بَين هذَيْن فاخلط بِهِ خبْزًا. والتين اللحيم أَكثر إنضاجا وَالَّذِي فِي طعمه حِدة وحرافة أَكثر جلاء وتحليلا.
وعقيد التِّين شبه الْعَسَل فِي الْقُوَّة.
وَأما التِّين الرطب فقوته ضَعِيفَة من أجل المائية. وَالرّطب واليابس مِنْهُ مطلقان للبطن.
وَأما التِّين الْبري فقوته حارة محللة وَكَذَلِكَ الْحَال فِي البستاني إِذا كَانَ فجا لم ينضج لما يخالطه من لبن شجر التِّين.
وَأما شَجَرَة التِّين فمزاجها حَار لطيف كَمَا يدل على ذَلِك لينها وعصارتها وورقها فَإِن كل وَاحِد من هَذِه يسخن إسخانا شَدِيدا وَلذَلِك صَار كل وَاحِد مِنْهَا مَعَ مَا يلذع ويجلو جلاء قَوِيا قد يحدث فِي الْأَجْسَام قروحا وَيفتح أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي المقعدة ويقلع الثآليل الَّتِي تعرف بالخيلان وينثرها نثرا ويسهل الْبَطن.
فَأَما لبن شجر التِّين الْبري وعصارة وَرقهَا فهما فِي كل شَيْء فِي هَذِه الْخِصَال أقوى من البستاني.
وَأما قضبان شجر التِّين فلهَا من الْحَرَارَة ولطافة المزاج مَا يبلغ أَن يهرئ لحم الْبَقر الصلب مَتى طبخت مَعَه.
وَقَالَ فِي الثَّامِنَة فِي التِّين الْجبلي: قُوَّة هَذِه الشَّجَرَة تجلو وفيهَا مَعَ هَذَا حِدة وحرافة وَلذَلِك مَتى وضعت أَغْصَانهَا ضمادا على الثآليل المنكوسة الْمَعْرُوفَة برؤوس المسامير وعَلى الخيلان بترها وَكَذَلِكَ لبنه إِذا طلي وعولج بِكُل وَاحِد من هذَيْن مَعَ الْعَسَل قلع الالتواء وأذهب الْأَثر الغليظ الْحَادِث فِي الْعين وجلاه وهما بالغان للظلمة وَابْتِدَاء المَاء من أجل أخلاط غَلِيظَة.
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِن الَّذِي يجمد من التِّين إِنَّه ينحدر عَن الْمعدة سَرِيعا وَينفذ فِي جَمِيع الْجِسْم نفوذا سَرِيعا وَيخرج عَنهُ أَيْضا خُرُوجًا سَرِيعا وَذَلِكَ من أجل الْجلاء الْقوي(6/71)
الَّذِي فِيهِ وَلذَلِك يخرج مِمَّن يَأْكُلهُ من أَصْحَاب وجع الكلى رملا كثيرا. وَهُوَ أَكثر غذَاء من سَائِر الْفَوَاكِه)
إِلَّا أَن اللَّحْم الْمُتَوَلد مِنْهُ لَيْسَ بمكتنز كَاللَّحْمِ الْمُتَوَلد من الْخبز وَاللَّحم وَفِيه نفخة لمَكَان سرعَة انحداره ضار يَسِيرا وَلذَلِك هُوَ أقل مضرَّة من سَائِر الْفَوَاكِه.
وللنضج مِنْهُ على غير النضج فضل كثير جدا. والتين النضج الْجيد قريب من أَلا يضر لِأَنَّهُ شَبيه بِالتِّينِ الْيَابِس.
وَفِي التِّين الْيَابِس خلال حميدة كَثِيرَة وينقي الكليتين إِلَّا أَنه لَيْسَ بجيد الدَّم جدا وَلذَلِك يقمل.
وقوته مُطلقَة مقطعَة وبهذه الْقُوَّة يُطلق الْبَطن وينقي الكليتين.
وَأما الكبد وَالطحَال فَإِنَّهُ إِن كَانَ فيهمَا ورم فالتين الْيَابِس يضرهما وَكَذَلِكَ الطري وَإِنَّمَا يضرهما بِالْقُوَّةِ الْعَامَّة لجَمِيع الْأَطْعِمَة والأشربة الحلوة وَلَا بِشَيْء يخص التِّين. وَإِن كَانَ فيهمَا سددا وجسأ فالتين الْيَابِس وَحده لَا يضرهما وَلَا ينفعهما لكنه مَتى خلط بالأدوية القطاعة نفع نفعا بَينا عَظِيما وَلذَلِك صَار الْأَطِبَّاء يطْعمُون من كبده أَو طحاله وارمتين شَيْئا مِمَّا وَصفنَا قبل وَقت الطَّعَام بِكَثِير التِّين الْيَابِس مَعَ الحاشا أَو مَعَ الفلفل والزنجبيل والفوتنج النَّهْرِي أَو الزوفا.
وعَلى هَذَا الْمِثَال إِذا أكل التِّين مَعَ شَيْء آخر مِمَّا قوته حريفة حادة. وَبِالْجُمْلَةِ مَعَ شَيْء لطيف قطاع كَانَ نَافِعًا لَا لمن كبده وطحاله بِالْحَال الَّتِي وَصفنَا بل وللأصحاء أَيْضا. وَذَلِكَ أَنه من الحزم فِي حفظ الصِّحَّة أَن تكون منافذ الْغذَاء مَفْتُوحَة لَا فِي المرضى بل وَفِي الأصحاء وَلذَلِك صَار كثير من النَّاس يَأْكُلُون التِّين الطري مَعَ ملح يَابِس مُطيب بأَشْيَاء قوتها قُوَّة مُطلقَة ملطفة وَمَعَ خل ومري وَهُوَ أَن التجارب أوقفتهم على منفعَته هَكَذَا فَإِن أكل مَعَ شَيْء من الْأَطْعِمَة الغليظة فَإِن ضَرَره يعظم بِحَسب ذَلِك.
وَقَالَ فِي كتاب الكيموسين: إِن التِّين النضج قريب من أَلا يضر وكقوة الْعِنَب النضج(6/72)
فَأَما التِّين الْيَابِس فَإِنَّهُ قد يكون فِي أَحْوَال حَافِظًا للصِّحَّة وَذَلِكَ إِذا أسْرع الْمُرُور عَن الْمعدة فَإِنَّهُ يسهل عبور الْغذَاء حَتَّى فِي الْجلد والكلى وَكَانَ جيد الكيموس فَإِن أَبْطَأَ مَال وقتا بعد وَقت إِلَى رداءة الكيموس وَولد فضلا كثيرا وَإِذا أكل بالجوز جاد كيموسه جدا وَكَذَلِكَ مَعَ اللوز لِأَن فِي اللوز قُوَّة الْجلاء إِلَّا أَن كيموسه مَعَ اللوز دون كيموسه مَعَ الْجَوْز وغذاؤه دون غذائه مَعَ الْجَوْز.
وَقَالَ ارخيجانس: التِّين الرطب حَار رطب رَدِيء الْخَلْط لكنه يخرج سَرِيعا.
روفس فِي كتاب التَّدْبِير: التِّين يُطلق الْبَطن ويسرع الهضم وينحدر بِلَا تَعب وَهُوَ ممروخ واليابس أسْرع انحدارا وانهضاما وغذاؤه كَاف. وَهُوَ أسخن من الرطب وأخف.)
وَقَالَ اريباسيوس فِي الجميز: إِنَّه لطيف يسير الْحَرَارَة وَلذَلِك يجذب من عمق الْجِسْم ويحلل مَا اجتذب بِلَا لذع وَلَا أَذَى.
وَقَالَ: التِّين الْيَابِس يسخن إسخانا قَلِيلا وَفِيه لطافة أَيْضا وَمن قبل هذَيْن الْأَمريْنِ ينضج الأورام اللطيفة ويحللها أَيْضا.
فَأَما التِّين الْبري فَفِيهِ قُوَّة محللة حارة وَكَذَلِكَ الْحَال فِي التِّين البستاني الْفَج.
وَقَالَ ابْن ماسويه: إِن اللَّحْم الْمُتَوَلد مِنْهُ مكتنز بِالْإِضَافَة إِلَى سَائِر الْفَوَاكِه وَإنَّهُ يجلو المثانة والكلى وَيخرج مَا فيهمَا من الفضول وَهُوَ أقل الْفَوَاكِه نفخا ويجلو الكبد وَالطحَال.
وَمَتى أكل بالمري نقي الْخَلْط البلغمي الْعَارِض للمعدة نَافِع للصدر والرئة والكلى والمثانة وَهُوَ يقمل وَلذَلِك يجب الإقلال مِنْهُ.
وَالرّطب مِنْهُ أَحْمد من الْيَابِس والأبيض من الْأسود وَالْأسود جيد إِلَّا أَنه دونه. وَإِذا كثر مِنْهُ أقمل الثِّيَاب وخاصة الرطب.
وَحكى عَن حَكِيم بن حنين: أَنه حكى عَن جالينوس أَن التِّين إِذا كَانَ مطبوخا مَعَ عسل وَجعل مِنْهُ خبز سميد وَمن القنة شَيْء يسير وَجعل مِنْهُ على الشعيرة الَّتِي تكون فِي الأجفان حللها وأبرأها.
ترمس قَالَ د: إِن دقيقه إِذا لعق بِعَسَل قتل الْحَيَّات فِي الْبَطن وَكَذَلِكَ هُوَ إِن أكل بمرارته.
وطبيخه يفعل ذَلِك. وَإِذا شرب مَعَ سذاب وفلفل يَعْنِي طبيخه نفع الطحال.
وَإِذا صب على الورم الردي الْمَيِّت الَّذِي يُسمى عبقرايا نَفعه. وينفع القروح الخبيثة والجرب فِي ابْتِدَائه والبهق والْآثَار الْبيض الظَّاهِرَة فِي الْجلد من الكيموسات والبثر وقروح الرَّأْس الرّطبَة.
وَمَتى خلط بالمر وَالْعَسَل واحتملته الْمَرْأَة أدر الطمث وَأخرج الْجَنِين.
ودقيق ينقي الْبشرَة وَيذْهب بلون أثر الضَّرْبَة. وَإِذا خلط بسويق شعير وَمَاء سكن الأورام الحارة. وَإِذا خلط بالخل سكن وجع عرق النسا ووجع الخراجات. وَإِذا طبخ بالخل يسكن وجع أثر الضَّرْبَة. وَإِذا خلط بسويق الشّعير وتضمد بِهِ حلل الْخَنَازِير وَقلع النَّار الفارسية. وَإِذا طبخ بالخل وتضمد بِهِ حل الخراجات أَيْضا. وَمَتى طبخ بِالْمَاءِ الَّذِي ينزل من السَّمَاء إِلَى أَن يتهرأ وَجعل طلاء نقي الْوَجْه. وَمَتى طبخ مَعَ أصل خامالاون الْأسود وَغسل بِهِ الْمَوَاشِي الجربة نقاها وَيكون فاترا حِين يغسل بِهِ أَعنِي الطبيخ.)
وأصل شَجَره مَتى طبخ وَشرب أدر الْبَوْل.
والترمس الَّذِي لَا مرَارَة لَهُ يسكن الغثيان وَيُبرئ من ذهَاب شَهْوَة الطَّعَام. والبري يصلح لجَمِيع مَا ذكر. ج فِي السَّادِسَة: غذَاء الترمس الَّذِي قد نزعت مرارته غليظ وَيصْلح على طَرِيق الدَّوَاء أَن يكون مغذيا.
وَأما الَّذِي مرارته فِيهِ فَإِنَّهُ يجلو ويحلل وَيقتل الديدان مَتى لعق بِعَسَل أَو شرب مَعَ الْخَيل الممزوج أَو ضمد بِهِ من خَارج. وطبيخه أَيْضا يقتل الديدان.(6/73)
وَمَتى صب طبيخه على البهق والسعفة فِي الرَّأْس وَهِي بثور صغَار مَمْلُوءَة رُطُوبَة غروية نفع مِنْهُ وَمن الجرب والبثور والأكلة والقروح الخبيثة ونفعه لبَعض هَذِه من طَرِيق أَنه يجلو ولبعضها من طَرِيق أَنه يحلل ويجفف بِلَا لذع.
وَهُوَ ينقي وَيفتح السدد أَي سدد الكبد وَالطحَال مَتى شرب مَعَ السذاب أَو الفلفل بِمِقْدَار مَا يستلذ.
ويدر أَيْضا الطمث وَيخرج الأجنة مَتى احْتمل مَعَ الْعَسَل والمر من أَسْفَل.
ودقيق الترمس أَيْضا يحلل تحليلا لَا لذع مَعَه وَذَلِكَ أَنه يشفي الخضرة والكمدة وَلَيْسَ هَذِه فَقَط بل يحل الْخَنَازِير والخراجات الصلبة مَتى طبخ بالخل والسعل أَو بالخل وَالْمَاء بِحَسب مزاج العليل وَحسب غلظ الْمَادَّة. وَجَمِيع هَذِه الْأَفْعَال الَّتِي قُلْنَا وَإِن طبيخ الترمس يَفْعَلهَا قد يُمكن فِي دقيقه أَن يَفْعَلهَا كلهَا. وَقد يَجْعَل من دقيقه ضماد لعرق النسا وَيُوضَع على الورك.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن جوهره صلب أرضي فَلذَلِك هُوَ عسر الهضم مولد لخلط غليظ ويولد الخام أَيْضا مَتى لم يستحكم نضجه فِي الْعُرُوق وَإِذا ذهب مَا فِيهِ من المرارة فَإِنَّهُ لَا يعين على إِطْلَاق الْبَطن كالأطعمة الَّتِي تجلو وَلَا أَحْسبهُ كالأطعمة الَّتِي تقبض لكنه يصير بطيء النّفُوذ عسر الانهضام وَهَذِه صفة يصف بهَا الْأَطِبَّاء الْأَطْعِمَة الَّتِي لَيْسَ فِيهَا وَلَا وَاحِد من هَاتين الكيفيتين بَيِّنَة.
قَالَ روفس: الترمس يسخن ويجفف وَيعْقل الْبَطن.
قَالَ اريباسيوس: مَا كَانَت مرارته بِحَالِهَا فَهُوَ جلاء مُحَلل يقتل الدُّود والحيات الَّتِي تكون فِي الْبَطن مَتى لعق بالعسل وَمَتى ضمد بِهِ الْبَطن أَو شرب بخل ممزوج. وَالْمَاء الَّذِي يطْبخ بِهِ يخرج)
الْحَيَّات أَيْضا من الْبَطن.
وَمَتى صب هَذَا الطبيخ على الْجِسْم من خَارج نفع الوضح والسعفة والجرب وَابْتِدَاء موت الْأَعْضَاء والقروح الخبيثة وَذَلِكَ أَنه يجفف من غير لذع.
وَهُوَ أَيْضا ينقي الكبد وَالطحَال مَتى شرب مَعَ سذاب وفلفل.
ويحدر الأجنة والطمث مَتى خلط مَعَه مر وَعسل وَاحْتمل بصوفة.
ودقيق الترمس أَيْضا يحلل من غير لذع وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ إِنَّمَا يذهب بالكمودة بل قد يذهب وَيجب أَن يطْبخ مَتى اسْتعْمل فِي هَذِه الْمَوَاضِع بالخل وَالْعَسَل أَو بالخل وَالْمَاء. وَيفْعل جَمِيع هَذِه الْأَفْعَال دقيقة أَيْضا.(6/74)
قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي الأولى يَابِس فِي الثَّانِيَة بطيء الهضم يُولد خلطا غليظا مَتى أكل مطيبا.
قَالَ مسيح: إِنَّه جلاء للكلف وطبيخه نَافِع للقروح الصغار الكائنة فِي الرَّأْس إِذا طلي بِهِ وَمن الحصف والحكة والقروح الردية.
وَقَالَ ج فِي كتاب الكيموس: إِن الترمس المطيب كثير الْغذَاء غير رَدِيء الْخَلْط.
تَرَبد مَجْهُول قَالَ: التربد كثير الْغذَاء غير رَدِيء جيد للخام فِي الرُّكْبَتَيْنِ يُخرجهُ.
ماسرجويه: إِنَّه يخرج الفضول الغليظة.
قَالَ ابْن ماسه: إِنَّه يسهل أخلاطا لزجة بلغمية وَهُوَ حَار يَابِس فِي الدرجَة الثَّالِثَة.
قَالَ الخوزي: إِنَّه يسهل الْخَلْط النيء الغليظ.
انْقَضى حرف التَّاء.(6/75)
3 - (بَاب الثَّاء)
ثَعْلَب قَالَ د: رئة الثَّعْلَب مَتى جففت وشربت نَفَعت من الربو.
وشحمه مَتى أذيب وقطر فِي الْأذن سكن وجعها.
قَالَ ج فِي ذكر الرئة: إِن رئة الثَّعْلَب مَتى جففت وشربت نَفَعت من الربو.
فَأَما جملَة الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ الثَّعْلَب فقد يطْبخ مرّة وَهُوَ حَيّ وَقد يطْبخ مرّة وَهُوَ ميت فَيكون هَذَا الزَّيْت محللا تحليلا كثيرا جدا ثمَّ يَجْلِسُونَ فِيهِ من بِهِ وجع المفاصل حَتَّى يغمر بدنه كُله ويأمرونه بطول الْمكْث فِيهِ فَيعرض من ذَلِك أَن يحلل مَا فِي المفاصل من الورم ويستفرغ جَمِيع بدنه وَلِأَن أبدان أَصْحَاب وجع المفاصل ممتلئة يعرض إِذا استفرغت أَلا ينصب إِلَى مفاصلهم بعد ذَلِك شَيْء من الْموَاد لِأَن جَمِيع الْبدن قد استفرغ وتحللت الأخلاط الَّتِي كَانَت محتقنة فِيهِ فَإِن عاود التَّدْبِير المولد للامتلاء عاودهم الوجع بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ إِذا كَانَت المفاصل قد اعتادت قبُول الْموَاد وانصبابها إِلَيْهَا.
وَجُمْلَة فَإِن هَذَا الزَّيْت إِمَّا أَن يُبرئ جَمِيع أوجاع المفاصل وَإِمَّا أَن يعظم نَفعه لَهَا وَيجْعَل وَمَا كَانَ من الْأَدْوِيَة هَذَا شَأْنه فَشَأْنه اجتذاب مَا هُوَ سَاكن فِي عمق الْبدن وباطن الْجلد وَلذَلِك صَارَت هَذِه الْأَشْيَاء تسكن الوجع مرَارًا كَثِيرَة إِلَّا أَنَّهَا يسكنهُ دَائِما وَذَلِكَ أَن الأوجاع الَّتِي يكون الْخَلْط الْفَاعِل لَهَا محتقنا فِي بَاطِن الْجِسْم وَيكون مَا يحدث عَنهُ من الوجع إِمَّا من أجل خلط غليظ الْجَوْهَر وَإِمَّا بِسَبَب برودته وَإِمَّا بِسَبَب كَثْرَة حِدته وَإِمَّا بِسَبَب ريح نافخة تتولد مِنْهُ فَلَا تَجِد مخلصا فاستعمال زَيْت الثعالب فِيهَا لعمري نَافِع.
وَقَالَ بولس: إِن الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ الثعالب أَحيَاء وموتى إِذا جلس فِيهِ سَاعَة طَوِيلَة من بِهِ)
وجع المفاصل إِن كَانَت علته مبتدئة ذهب بهَا وَإِن كَانَت مزمنة جففها.
قَالَ ابْن ماسويه: إِن مسك الثَّعْلَب شَدِيد الإسخان لَا أعرف شَيْئا من الْفراء أسخن مِنْهُ للبدن وَالدَّلِيل على ذَلِك لَحْمه.
وَقَالَ: تشبه الثعالب إِذا لبست بالاصطلاء بالنَّار ويحدر من الْجِسْم رطوبات كَثِيرَة ويفنيها وَهَذَا لِبَاس الْمَشَايِخ والمرطوبين والمبلغمين لِأَنَّهُ يقتل الشَّهْوَة.
ثوم قَالَ ديسقوريدوس: قوته مسخنة مذهبَة للنفخ من الْبَطن مجفف للمعدة معطش مقرح للجلد إِذا أكل أخرج حب القرع وأدر الْبَوْل. ونفع من نهشة(6/76)
الْحَيَّة المدمية مَتى شرب بعده شراب دَائِما. وَمَتى سحق بِالشرابِ وَشرب كَانَ فائقا قوي الْمَنْفَعَة من ذَلِك. وَإِن أكل نفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب.
وَهُوَ جيد للتغير الَّذِي يكون من الْمِيَاه وَلمن قد سقم من ذَلِك. ويصفي الْحلق كَيفَ أكل نيا أَو مطبوخا ويسكن السعال المزمن. وَإِذا شرب بطبيخ الفوتنج الْجبلي قتل الْقمل والصؤاب.
وَإِذا أحرق وعجن بالعسل أَبْرَأ الْأَثر الْعَارِض تَحت الْعين الَّذِي يتَغَيَّر مَعَه اللَّوْن. وَإِن زيد فِيهِ مَعَ الْعَسَل دهن البان ولطخ بِهِ دَاء الثَّعْلَب أَبْرَأ مِنْهُ. وَمَتى خلط بالملح وَالزَّيْت أَبْرَأ البثر. وَإِن خلط بِعَسَل قلع البثور اللبنية والقوابي وقروح الرَّأْس الرّطبَة والنخالة والبهق والجرب المتقرح.
وَإِذا طبخ مَعَ خشب الصنوبر والكندر وَأمْسك طبيخه فِي الْفَم سكن وجع الْأَسْنَان وَإِذا خلط بورق التِّين والكمون وَعمل مِنْهُ ضماد لعضة الْحَيَوَان الَّذِي يُسمى موغالى نفع.
وطبيخ ورقه وَسَاقه إِذا جلس فِيهِ النِّسَاء أدر الْبَوْل والطمث وَأخرج المشيمة. وَيفْعل ذَلِك أَيْضا مَتى تدخن بِهِ.
والخلط الَّذِي يعْمل مِنْهُ وَمن الزَّيْتُون والجزر الْمُسَمّى موطوطون يدر الْبَوْل وَيفتح أَفْوَاه الْعُرُوق وينفع من الحبن وَهَذَا يعمله النَّصَارَى وَأهل فَارس وَهُوَ طَعَام يعْمل من الجزر وَالزَّيْتُون والثوم. ج يَقُول فِي الثَّامِنَة فِي الثوم: المألوف أَنه يسخن ويجفف فِي الثَّالِثَة وَأما الْمُسَمّى ثوم الْحَيَّة وَهُوَ وَقَالَ فِي الثوم الْبري خَاصَّة: إِن فِيهِ مرَارَة وحدة وقبضا وَلذَلِك ينقي الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة ويسخنها مَعًا ويدر الْبَوْل والطمث. وَإِن شرب شفي فسوخ العصب والعضل ووجع الأضلاع الْحَادِث عَن السدد والبرودة.)
ويلصق الخراجات الْعَظِيمَة مَتى وضع عَلَيْهَا وَهُوَ طري وينقيها مَتى كَانَ فِيهَا وسخ ويدمل الخراجات الخبيثة ويختمها إِذا جفف ونثر عَلَيْهَا.
وَقَالَ أَيْضا: أما الثوم الكرائي فقوته قوم الثوم والكراث.
وَمَا ذكر فِيهِ فِي كتاب الْغذَاء ذَكرْنَاهُ مَعَ البصل.
روفس: الثوم يسخن وَيقطع الأخلاط الغليظة اللزجة ويضر بالبصر لِأَنَّهُ يخرق صفاقات الْعين ورطوبتها بحرارته ويكدر الْبَصَر.
وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: الثوم مسخن. رَدِيء للعين.
قَالَ حنين: هُوَ نَافِع الْعين الرّطبَة.
قَالَ روفس: والثوم رَدِيء للأذن وَالرَّأْس والرئة والكلية. وَمَتى كَانَ فِي بعض الْمَوَاضِع وجع أهاجه.(6/77)
قَالَ حنين: سَبَب هَذَا كُله حرافته.
وَقَالَ ابْن ماسويه: الثوم حَار فِي الرَّابِعَة نَافِع للبلغم وخاصته قطع الْعَطش الَّذِي يعرض من البلغم المالخ الْمُتَوَلد فِي الْمعدة لتحليله إِيَّاه وتجفيفه لَهُ مسخن للمعدة الْبَارِدَة الرّطبَة.
وَمَتى شوي بالنَّار وَوضع على الضرس الْمَأْكُول أَو دلكت بِهِ الْأَسْنَان الوجعة من الرُّطُوبَة وَالرِّيح أذهب مَا فِيهَا من الوجع.
ومص ورق الينبوت الطري والتمضمض بعده بالنبيذ الريحاني يقطع رَائِحَته.
وَهُوَ يقوم مقَام الترياق فِي لسع الْهَوَام الْبَارِدَة والأوجاع الْبَارِدَة.
وإصلاحة للمحرور بسلقه بِمَاء وملح قَلِيل ثمَّ يخرج ويطجن بدهن اللوز ويؤكل وَيشْرب على أَثَره مَاء الرُّمَّان المز.
قَالَ ج فِي حِيلَة الْبُرْء: الثوم يحلل الرِّيَاح أَكثر من كل شَيْء يحللها غَيره وَلَا يعطش الْبَتَّةَ وَبَعض النَّاس يتَوَهَّم أَنه يعطش وَذَلِكَ لقلَّة خبرهم بِهِ وَهُوَ نَافِع لأهل الْبِلَاد الْبَارِدَة حَتَّى أَنهم مَتى منعُوا مِنْهُ عظم الضَّرَر بهم جدا. وَهُوَ جيد لوجع المعي إِذا لم يكن مَعَ حمى.
من كتاب مَجْهُول: إِنَّه جيد لقروح الرئة.
من فلاحة قسطس: الثوم مَتى أكل نيا أخرج الدُّود: ونفع من عسر الْبَوْل الَّذِي يخرج متقطعا وَهُوَ دَوَاء جيد للقولنج والسعال الْقَدِيم ووجع المفاصل والنقرس وَيذْهب بحح الصَّوْت وينفع)
شرك الْهِنْدِيّ: إِن الثوم جيد للدبيلة الْبَاطِنَة والقولنج وعرق النسا فَإِذا أُرِيد لتفجير الدبيلات طبخ بِالْمَاءِ وَاللَّبن حَتَّى ينْحل وَيصب المَاء وَيُؤْخَذ فَإِنَّهُ ينفع السّلع والحميات العتيقة وقروح الرئة ووجع الْمعدة.
وَقَالَ سندهشار الْهِنْدِيّ: إِنَّه جيد للرياح وَالنِّسْيَان والربو والسعال وَالطحَال والخاصرة والديدان وَيكثر الْمَنِيّ وَهُوَ جيد لمن قل منيه من كَثْرَة الْجِمَاع وَهُوَ رَدِيء للبواسير والزحير وانطلاق الْبَطن والخنازير وَأَصْحَاب الدق والحبالى والمرضعات.
وَقَالَ أبقراط فِي كتاب مَاء الشّعير: الثوم محرك للريح فِي الْبَطن والخشونة فِي الصَّدْر والثقل فِي الرَّأْس وَالْعين وهيج على آكله كل مرض كَانَ يعرض لَهُ قبل ذَلِك. وَأفضل مَا فِيهِ أَنه يدر الْبَوْل.
وَحكى حنين عَن أبقراط فِي كِتَابه فِي الأغذية: إِن الثوم يُطلق الْبَطن ويدر الْبَوْل جيد للبطن رَدِيء للعين لِأَنَّهُ شَدِيد التجفيف فَلذَلِك يضعف الْبَصَر ويضره.
وَحكى عَن د أَنه قَالَ إِنَّه مجفف للمعدة وَذَلِكَ غلط وَالَّذِي أَحسب أَنه قَالَ إِنَّه مجفف للمني.(6/78)
وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة من السَّادِسَة من إبيذيميا: إِن الثوم فِي الشتَاء سَبَب لمنافع عَظِيمَة وَذَلِكَ أَنه يسخن الأخلاط الْبَارِدَة وَيقطع الغليظة اللزجة الَّتِي تغلب فِي الشتَاء على الْبدن.
قَالَ جالينوس إِن: أصل هَذَا النَّبَات مَتى دق نعما وسحق وضمدت بِهِ الخراجات ألحمها.
وَإِذا شرب كَانَ طبيخه نَافِعًا للمغس وعسر الْبَوْل والقروح الْعَارِضَة فِي المثانة ويفت الْحَصَى.
وَأما الثيل الْكثير الْوَرق الَّذِي يقتل الْمَوَاشِي إِذا أَكلته فَإِنَّهُ مَتى أخرجت عصارته وطبخت بشراب وَعسل كل وَاحِد مِنْهُمَا مسَاوٍ لَهَا فِي الْمِقْدَار وَنصف جُزْء من المر وَثلث جُزْء من الفلفل وَمثله من الكندر كَانَ دَوَاء نَافِعًا جيدا للعين وَيجب أَن يحرز فِي حق من نُحَاس.
وطبيخ الْأُصُول يفعل مَا يَفْعَله النَّبَات. وبزره يدر الْبَوْل إدرارا شَدِيدا وَيقطع القئ والإسهال.
وَقَالَ فِيهِ ج: إِن أصل هَذَا النَّبَات يُؤْكَل مَا دَامَ طريا وَهُوَ حُلْو مسيخ الطّعْم وَفِيه أَيْضا شَيْء من الحرافة مَعَ قبض يسير. وَنَفس الحشيشة إِذا ذاقها الْإِنْسَان وجدهَا مسيخة الطّعْم وَمن هَهُنَا تعلم أَن أَصله يَابِس باعتدال وَلذَلِك صَار يدمل الخراجات الطرية مَا دَامَت بدمها. فَأَما نفس الحشيشة فَمَتَى اتخذ مِنْهَا ضماد فَإِن ذَلِك الضماد يبرد تبريدا معتدلا وَهِي متوسطة فِي الرُّطُوبَة واليبس.)
وَأما أَصْلهَا فلذاع لطيف قَلِيلا وَهَذَا إِذا يبس فت الْحَصَى مَتى طبخ وَشرب مَاؤُهُ.
وبزره فِي الْأَكْثَر ضَعِيف إِلَّا النَّابِت فِي قرناسيس فَإِنَّهُ يدر الْبَوْل ويجفف التجلب إِلَى الْمعدة والأمعاء لِأَن قوته مجففة لَطِيفَة مَعَ قبض يسير.
فَأَما نفس الحشيشة فَإِنَّهَا تبرد تبريدا لَيْسَ بِالْقَوِيّ إِذا ضمد بهَا وَهِي متوسطة فِي اليبس والرطوبة وَفِي أَصله شَيْء يسير من اللطافة وَهُوَ لذاع.
وَمَتى أَخذ أَصله وطبخ بِالْمَاءِ وَشرب فقد يفت الْحَصَى مرَارًا كَثِيرَة.
وَقَالَ بولس: وقصب الثيل يجفف وَلِهَذَا السَّبَب صَارَت عصارته وَالْمَاء الَّذِي قد إِلَى فِيهِ أَصله يخلط بأدوية الْعين وَأما بزره فَإِنَّهُ يصلح الْمعدة.
قَالَت الخوز: إِنَّه حَار معتدل.
ثفسيا قَالَ جالينوس: قُوَّة أَصله وعصارته ودمعته وقشر أَصله مسهلة مقيئة إِذا شرب بِمَاء القراطن.
والشربة من القشر أَرْبَعَة أوبولسات مَعَ ثَلَاثَة درخميات من بزر(6/79)
الشبث وَمن العصارة ثَلَاثَة أوبولسات وَمن الدمعة درخمي وَاحِد لِأَنَّهُ إِن أعطي أَكثر من ذَلِك أضرّ جدا. والإسهال بِهِ مُوَافق للَّذين بهم النَّسمَة ووجع الْجنب المزمن ويعين على نفث الفضول. وَقد يَجْعَل فِي الْأَطْعِمَة وَيُعْطِي الَّذين يعسر عَلَيْهِم القئ.
والدمعة والقشر شَدِيد الْقُوَّة على يبس مزاج الْبدن أَشد من قُوَّة سَائِر الْأَدْوِيَة الَّتِي تشبهها فِي الْقُوَّة إِذا احتجت أَن تجذب شَيْئا من عُضْو أَو تجْعَل للخلط سَببا لتنقله من مَوْضِعه إِلَى مَوضِع وَقد يخلط القشر أَو العصارة بِمثلِهِ كندرا وَمثله مرا وَيسْتَعْمل لكمنة الدَّم والْآثَار الباذنجانية فيقلع ذَلِك وَلَا يجب أَن يتْرك عَلَيْهَا أَكثر من ساعتين وَلَكِن يقْلع ثمَّ بعد ذَلِك يكمد الْموضع بِمَاء سخن. ويقلعان الكلف أَيْضا.
والعصارة إِذا خلطت بالعسل قلعت الجرب المتقرح. وَمَتى خلطت بالكبريت ولطخت على الخراجات فجرها. وَينْتَفع بِهِ مَتى اسْتعْمل لطوخا للْجنب الَّذِي يعرض لَهُ وجع مزمن وَكَذَلِكَ الرّكْبَة والقدم والمفاصل.
قَالَ ج فِي السَّادِسَة: قوته مسخنة إسخانا قَوِيا مَعَ شَيْء من رطوبات فَلذَلِك يجتذب من عمق الْبدن جذبا قَوِيا عنيفا ويحلل مَا يجتذبه لكنه يفعل ذَلِك بعد مُدَّة طَوِيلَة بِسَبَب مَا فِيهَا من)
الرُّطُوبَة الفضلية الَّتِي لَيست باليسيرة وَمن أجل هَذِه الرطوبات صَار الينتون يفْسد سَرِيعا.
أريباسيوس: قوتها شَدِيدَة الحدة.
وَقَالَ فِي سَائِر الْأَشْيَاء كَمَا قَالَ ج فِي ذكره للربو: إِن التافسيا يحْتَاج إِلَى مُدَّة من الزَّمَان حَتَّى يسخن وَذَلِكَ حَال الْأَدْوِيَة الَّتِي فِيهَا مَعَ حَرَارَتهَا رُطُوبَة فضلية وَذكره أَيْضا عِنْد ذكر الزنجبيل فاقرأه.
ثلاسفي قَالَ ج فِي السَّادِسَة: هَذَا بزر بعض النَّبَات وقوته حارة حَتَّى أَنه يفجر الدبيلات الْبَاطِنَة مَتى شرب ويدر الطمث وَيفْسد الأجنة وينفع من عرق النسا إِذا حقن بِهِ لِأَنَّهُ يخرج دَمًا. فَأَما الشربة مِنْهُ فَثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم وينقي ويسهل أخلاطا مرارية.
ثلج ابْن ماسه: إِنَّه رَدِيء للماشيخ خَاصَّة وَالَّذين معدهم بَارِدَة ويولد فِي المفاصل أوجاعا عسرة الانحلال ويعطش لجمعه وتبريده للحرارة الغريزية وَلِأَنَّهُ يحبس البخارات بِبرْدِهِ دَاخِلا فيعطش ويضر بالعصب.
لي يجب أَن يحرز هَذَا.
انْقَضى حرف الثَّاء(6/80)
3 - (بَاب الْجِيم)
جزر وَيُسمى باليونانية سطاقونس.
قَالَ ج فِي الْمقَالة الثَّامِنَة من الْأَدْوِيَة المفردة: إِن الجزر البستاني ضَعِيف فِي قوته فَأَما الْبري فقوي فِي كل شَيْء وَقد يدر الْبَوْل وَينزل الطمث. وَيفْعل هَذَا بجملته أَصله وورقه وَلَا سِيمَا بزره وَفِيه أَيْضا شَيْء من الْجلاء وَلذَلِك يَجْعَل أنَاس من ورقه ضمادا للقروح الَّتِي فِيهَا أَكلَة كي ينقيها. د: إِن سطاقونس الْبري وَهُوَ جزر الْبر الَّذِي يُسَمِّيه أنَاس قرباله يشبه ورق الراسن إِلَّا أَنه أعرض مِنْهُ ويلي المرارة. فَأَما سَاقه فمنتصب حاد وَفِي أَعْلَاهُ ظلل تشبه ظلل الشبث فِيهَا بهار أَبيض وَفِي وسط البهار شَيْء مثل الصوفة يشبه الأرجواني وَغلظ أَصله غلظ الْأصْبع وَطوله نَحْو من شبر وَهُوَ طيب الرَّائِحَة. ويؤكل مطبوخا.
وَأما بزر الجزر فَإِنَّهُ إِذا شرب أَو إِذا احتملته الْمَرْأَة فِي صوفة حرك الطمث وأدره. وَإِذا شرب نفع من عسر الْبَوْل وَالِاسْتِسْقَاء ووجع الجنبين وعضات الْحَيَوَان المؤذي ولسع الْهَوَام.
وَأَصله يدر الْبَوْل ويهيج شَهْوَة الْجِمَاع. وَإِذا أمسك فِي الرَّحِم أخرج الأجنة.
وَأما ورقه فَإِذا سحق وضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل نفع قُرُوح الْأكلَة.
وَأما الجزر الَّذِي يزرع فِي الْبَسَاتِين فَإِنَّهُ أصلح للْأَكْل من الْبري ويوافق كل مَا يُوَافقهُ الْبري وينفع مَا ينفع الجزر الْبري غير أَنه دونه فِي الْفِعْل.
وَقَالَ فِي كتاب الْأَطْعِمَة: إِن الجزر حَار رطب وحره فِي الْجُزْء الثَّانِي منضم ورطوبته فِي الْجُزْء الأول منقبض أَيْضا وَله حراقة وَشَيْء من حِدة. ويدر الْبَوْل والطمث أَكثر من المزروع فِي الْبَسَاتِين الْمُسَمّى جزرا وَذَلِكَ لِأَن الجزر عسر الانهضام وَإِنَّمَا يغذو الْجِسْم أقل من غذَاء اللفت وَإِن أَكثر الْإِنْسَان من أكله ولد فِيهِ كيموسا رديا.
والجزر الْبري أفضل مِنْهُ فِي مزاجه وَمن أَرَادَ أكله فليغسله مرَّتَيْنِ ثمَّ من بعد ذَلِك يَأْكُلهُ.
وخاصة الجزر إدرار الطمث.
وَأما الجزر المربى بالعسل فَلَيْسَ الانهضام فِيهِ مثل الَّذِي لَيْسَ هُوَ مربى. وَهُوَ جيد للباه زَائِد فِي الْمَنِيّ وَإِذا ربى بالعسل كثرت سخونته وَقلت رطوبته ونفخه.)
قَالَ بولس فِي الْمقَالة السَّابِعَة: إِن الجزر يهيج الْبَوْل ويدر الْحَيْضَة وَهُوَ خَاصَّة بزره وَأَصله.(6/81)
فَأَما ورقه فَلِأَنَّهُ ذُو قُوَّة جالبة قد ينفع وَهُوَ غض للأدواء الآكلة إِذا هيء بالعسل غير أَن جعفيل وَيُسمى باليونانية اورناقج وَتَفْسِيره خانق الكرسنة.
قَالَ ج فِي الْمقَالة الثَّامِنَة من كتاب الْأَدْوِيَة المفردة: إِن الجعفيل ذُو قُوَّة ميبسة مبردة فِي الْجُزْء الثَّالِث.
قَالَ د فِي الْمقَالة الثَّانِيَة: إِن اورناقج أَي خانق الكرسنة الَّذِي يُسَمِّيه آخَرُونَ قرنونيوريون وَآخَرُونَ أشداوريا وَأهل قبرس بورسيني لَهُ جزر يَلِي الْحمرَة يَعْلُو الأَرْض قدر شبرين وَقد يكون فِيهِ لزوجة عَلَيْهِ زغب أَكثر وَله ورق رخص وَله زهر وبهار يَلِي الْبيَاض والصفرة وَأَصله غليظ كالإصبع إِذا جف الأَصْل تشقق. وَيُقَال: إِنَّه إِذا نبت بَين أَي نوع من الْحُبُوب كَانَ خنقه وَلذَلِك سمي بِهَذَا الِاسْم لِأَن تَفْسِير اسْمه: خانق الكرسنة إِذْ يدل بِذكرِهِ وَاحِد من أَنْوَاع الْحُبُوب على سائرها.
وَقد يُؤْكَل نيا ومطبوخا كَمثل اشفاراغش وَهُوَ الهليون. وَمَتى طبخ بِبَعْض الْحُبُوب يظنّ أَنه ينضجه سَرِيعا.
وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة: إِنَّه بَارِد فِي مزاجه يَابِس فِي الْجُزْء الأول.
جنطيانا وَيُسمى باليونانية جنطياني. قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة السَّادِسَة من كتاب الْأَدْوِيَة المفردة: إِن أصل الجنطيانا كَاف فِي الْقُوَّة حَيْثُ يحْتَاج أَن ينقي ويلطف ويجلو وَيفتح السدد وَلَيْسَ اقتداره على مثل هَذَا بعجيب وَذَلِكَ لِأَنَّهُ مر بالكفاية.
ديسقوريدوس فِي الْمقَالة الثَّالِثَة: إِنَّه قَالَ: إِن أول من وجد الجنطياني جنطين الْملك وَمِنْه مَا يلْزمه هَذَا الِاسْم فورقه الَّذِي يَلِي أَصله يشبه ورق الْجَوْز أَو ورق لِسَان الْحمل يضْرب إِلَى الْحمرَة وَالْوَرق الْمَبْسُوط مِنْهُ إِلَى أَسْفَل مستطيل. فَأَما السَّاق فمجوف أملس غليظ كالإصبع طوله نَحْو من ذراعين وَله شَيْء كثمر سقوندوليون وَهُوَ الكاكنج وَأَصله مطاول شَبيه بِأَصْل الزراوند غليظ مر وينبت فِي رُؤُوس الْجبَال الشاهقة فِي الْمَوَاضِع الْكَثِيرَة الْفَيْء الندية.
وَأما قُوَّة أَصله فمسخنة مقبضة وَهُوَ نَافِع للسع الدَّوَابّ العادية إِذا شرب مِنْهُ زنة مثقالين مَعَ فلفل وسذاب مطبوخ أَو من عصارته وزن مِثْقَال وينفع وجع الجنبين والسقطة والوثء والفتق.
وينفع من وجع الكبد وَمن معدته معتلة إِذا شرب مَعَ المَاء.
وَإِذا احتملته الْمَرْأَة كالفتيلة أخرج الْجَنِين.
وينفع الْخراج مَتى ضمد بِهِ. ويشفي القروح الْأكلَة وَلَا سِيمَا عصارته. ثمَّ هُوَ طلاء مُوَافق وَالْأَصْل يجلو البهق.(6/82)
وَإِنَّمَا تهَيَّأ العصارة مِنْهُ إِذا دق وأنقع فِي المَاء خَمْسَة أَيَّام ثمَّ يطْبخ من بعد بِالْمَاءِ حَتَّى ترى الأَصْل فَوق المَاء فَإِذا برد المَاء صفي بِخرقَة ثمَّ طبخ حَتَّى يصير قوامه ثخينا كالعسل ثمَّ ترفع العصارة فِي إِنَاء فخار وَتحفظ فَقَط.
وَقَالَ بولس فِي الْمقَالة السَّابِعَة: إِن الجنطياني أَصله قوي الْفِعْل حَيْثُ يحْتَاج إِلَى التلطيف والتنقية والجلاء وَفتح السدد.
جبسين وَيُسمى باليونانية حماقسوس. قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة التَّاسِعَة من كتاب الْأَدْوِيَة: إِن الجبسين مَعَ قُوَّة عَامَّة لجَمِيع الْأَجْسَام الأرضية الحجرية الَّتِي قُلْنَا إِنَّهَا ميبسة لَهُ قُوَّة راسخة لَازِقَة وَذَلِكَ أَنه قد يتحجر على الْمَكَان ويتعقد ويصلب إِذا أنقع وَلذَلِك قد يخلط لنفعه مَعَ الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة الملائمة لنزف الدَّم فَإِنَّهُ وَحده إِذا جمد كَانَ صلبا حجريا من أجل ذَلِك هَمَمْت أَن أخلطه مَعَ بَيَاض الْبيض وَهُوَ اللَّطِيف الرَّقِيق الَّذِي يسْتَعْمل فِي وجع الْعَينَيْنِ إِذا خلط مَعَهُمَا أَيْضا دَقِيق الْحِنْطَة الَّذِي يكون على حيطان بيُوت الأرحاء. وَقد يجب أَن يتَّخذ هَذَا الضماد الْمَصْنُوع هَكَذَا بِشعر أرنب أَو مَا أشبهه فِي اللين.
والجبسين إِذا أحرق لم تكن لزوجته على هَذِه الْحَال بل يكون لطيفا أَكثر مِنْهُ وَهُوَ غير محرق ثمَّ قد يحبس أَيْضا ويجمد إِذا عجن بخل وَمَاء.
وَيَقُول د فِي الْمقَالة الْخَامِسَة: إِن الجبسين ذُو قُوَّة قابضة لزجة وَلذَلِك قد ينفع نزف الدَّم والعرق.
وَإِذا شرب قتل على جِهَة الخناق.
وَيَقُول بولس فِي الْمقَالة السَّابِعَة: إِن الجبسين مَعَ مَا ييبس قوته لزجة وَلذَلِك قد ينفع نزف الدَّم إِذا خلط مَعَ خطمي وَبَيَاض الْبيض.
وَإِذا أحرق اضمحلت لزوجته وَصَارَ مجففا جدا لينًا جدا وبخاصة مَعَ الْخلّ وَالْمَاء.
جشيش الْبر وَيُسمى باليونانية قرسيون وبالفارسية دورسيون وَرُبمَا يُسمى بِالْعَرَبِيَّةِ جشيشة. قَالَ ج فِي الْمقَالة السَّابِعَة من كتاب أدويته المفردة: إِنَّمَا سمي بِهَذَا الِاسْم مَا كَانَ من دَقِيق الْحِنْطَة والجلبان وَيُسمى الكتيت جريشا وَهُوَ مغذ أَكثر من سويق الشّعير غير أَنه أَضْعَف انهضاما مِنْهُمَا.
وَيُسمى الحساء الْمُتَّخذ مِنْهُ: قواطوس وَالَّذِي يتَّخذ من دَقِيق الكتيت حَابِس للطبيعة يَسِيرا وَأكْثر إِذا قلي.
وَقَالَ د: إِن الجشيش يُسمى مَا طحن جريشا وَاتخذ من الجلبان وَالْحِنْطَة وَمِنْه يكون الحساء الْمُسَمّى قواطوس وَهُوَ سهل الانهضام. وَالَّذِي يكون من الجلبان يحبس الطبيعة جدا وبخاصة إِن قلوته. وَقَالَ ج فِي كتاب الْأَطْعِمَة: إِن الجشيش يغذي أَكثر من النشاستج ويلين الطبيعة وينفخ ويسمن إِلَّا أَنه يُولد كيموسا غليظا لزجا لزاقا قَلِيلا.
وَيجب أَن يطْبخ سَاعَة هوية على جمر ويحرك بِعُود من شبث ويلقي فِيهِ ملح ودهن(6/83)
لوز وزيت إِنْفَاق وَيجب أَن يصب فِيهِ الدّهن أَولا حَتَّى يخْتَلط مَعَ الْحِنْطَة نعما. فَإِن أَخذ مَعَ عسل قَلِيل انتقصت لزوجته وَجَاز من الْمعدة سَرِيعا.
وَقَالَ بولس فِي الْمقَالة السَّابِعَة: إِن قريميون وَهُوَ الجشيش الغليظ الْأَجْزَاء من دَقِيق الْحِنْطَة والكتيت يغذي أَكثر من السويق لكنه أعْسر استمراء من السويق.
جرجير وَيُسمى باليونانية هوربيون. وَأما جالينوس فَلم يذكرهُ فِي كتاب الْأَدْوِيَة المفردة.
وَقَالَ جالينوس: قَالَ د فِي الْمقَالة الثَّانِيَة: إِن الجرجير مَتى أكل وَأكْثر مِنْهُ أهاج شَهْوَة الْجِمَاع وَكَذَلِكَ يفعل بزره أَيْضا ويدر الْبَوْل ويهضم ويلين الطبيعة.
وَقد يسْتَعْمل بزره فِي تطييب ألوان الطَّبْخ وَقد يحفظ حَتَّى يَأْتِي عَلَيْهِ حِين ثمَّ يعجن بِعَسَل وَيعْمل مِنْهُ الأقراص.
وَمن الجرجير بري ينْبت أَكْثَره فِي الْبَريَّة الَّتِي فِي بِلَاد سقورا وَيسْتَعْمل بزره أهل ذَلِك الْبَلَد بدل الْخَرْدَل وَهُوَ أَجود مِنْهُ وأذوب للفضول.
وَقَالَ فِي كتاب الْأَطْعِمَة: إِن الجرجير حَار رطب غير أَنه حَار فِي الْجُزْء الثَّانِي رطب فِي الْجُزْء الأول وحرارته أَكثر من لدونت وَهُوَ مولد للريح محرك للجماع مولد للرياح الَّتِي تنشر الْقَضِيب. وَإِن أكل وَحده صدع الرَّأْس فَيجب لمن أَكثر من أكله أَن يَأْكُل مَعَه خسا وهندبا أَو بقلة حمقاء. وللجرجير أَن يدر الْبَوْل ويسهل الطبيعة ويهضم.
وخاصة الجرجير نشره لعضو الْمَنِيّ.
وَقَالَ بولس فِي الْمقَالة الأولى: إِن الجرجير حَار مولد للزَّرْع وَلذَلِك قد يهيج الْجِمَاع غير أَنه يصدع الرَّأْس.
وَقَالَ أَيْضا فِي الْمقَالة السَّابِعَة: إِن هوريبون وَهُوَ الجرجير لَهُ مزاج معتدل من أجل ذَلِك يهيج الباه. وبزره يدر الْبَوْل.
والجرجير الْبري أقوى من البستاني.
جاوشير وَيُسمى باليونانية: اركافكش الَّذِي يكون من فانافس ابرافليون. قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة الثَّامِنَة من كتاب الْأَدْوِيَة المفردة: إِن من هَذَا يكون ذَلِك الَّذِي يُسمى: اوفاكس أَي الجاوشير إِذا شرطت أُصُوله وجزوره وقضبانه وَهُوَ رطب أَعنِي الجاوشير.
ومنافعه كَثِيرَة وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يسخن ويحلل ويلين فلنضعه فِي الْحَرَارَة من الْجُزْء الثَّالِث وَفِي اليبوسة من الْجُزْء الثَّانِي.
فَإِذا قشر أَصله فَإِنَّهُ أَيْضا دَوَاء مجفف مسخن غير أَنه دون الجاوشير وَله شَيْء يجلو أَيْضا وَلذَلِك قد يعالج بِهِ الْعِظَام الْعَارِية وَالْخَرَاج الْخَبيث لِأَن هَذِه الْأَدْوِيَة وأمثالها(6/84)
كَافِيَة فِي بِنَاء اللَّحْم وَلذَلِك يجلو ويجفف وَلَيْسَ بشديد الإسخان. فَمَا كَانَ منبتا للحم فَهُوَ يحْتَاج إِلَى هَذِه كلهَا كَمَا أوضحنا فِي كتاب الصِّنَاعَة الْكَبِيرَة.
أما ثَمَر هَذَا الْعقار فحار أَيْضا يدر الطمث من أجل ذَلِك غير أَنِّي لست أعلم كَيفَ اعْتَادَ جَمِيع النَّاس أَلا يسموا هَذَا الْعقار بانافس بل بارفافس لِأَن فانافس اسقلينوس يسخن أقل من الَّذِي قبله وَلذَلِك قد يسْتَعْمل بهاره وثمره إِذا خلط بِعَسَل فِي علاج الْخراج والبثور والأكلة.
فَأَما فانافس حمرونيون فشبيه الْقُوَّة بِالَّذِي قبله.
وَقَالَ د فِي الْمقَالة الثَّالِثَة: إِن فانافس ابرافليون الَّذِي يجمع مِنْهُ الجاوشير يكثر فِي نراطيبا ولبنه هُوَ الجاوشير وَله ورق خشن سَاقِط على الأَرْض شَدِيد الخضرة يداني ورق التِّين مَعَ استدارته منقسم إِلَى خَمْسَة أَجزَاء وَله خرز كخرز قلحلاحا وَهُوَ عَال جدا يكون عَلَيْهِ غُبَار دَقِيق أَبيض وَعَلِيهِ من حوله ورق صغَار جدا وَفِي أَعْلَاهُ ظلل وَهُوَ كالشبث. وفقاحه أَبيض وَله بزر طيب الرَّائِحَة محرق. وأصوله كَثِيرَة تتجزأ من رَأس وَاحِد بيض ثَقيلَة الرّيح.
قشرها غليظ مر الطّعْم. وينبت فِي موقى لينوي وَفِي مقدونيا.
فَأَما أَخذ اللَّبن وَهُوَ الجاوشير من أَصله فَإِذا قطع فِي أول نَبَاته فَإِنَّهُ يخرج مِنْهُ لبن أَبيض فَإِذا جف صَار زعفرانيا أصفر من خَارج وَإِنَّمَا يجمع مَا يَجْزِي من اللَّبن بورق يفرش فِي حُفْرَة فِي الأَرْض حَتَّى إِذا جف أَخذ.
وَقد يُؤْخَذ من جزره أَيْضا لبن إِذْ يشرط فِي إبان حصاد الْحِنْطَة وَيقبل مَا يجْرِي مِنْهُ على هَذَا الْمِثَال.)
والجيد من أُصُوله تِلْكَ الْبيض الجافة الَّتِي خَارِجهَا ممتد لَيست بمجتمعة وَلَا مأكولة محرقة الطّعْم أفاويهية.
فَأَما أَنْفَع ثمره فَالَّذِي بَين خرزه الْأَوْسَط لِأَن الَّذِي من شقيه لَيْسَ بسمين.
وأجود الجوشير مَا كَانَ مر الطّعْم أَبيض الدَّاخِل أصفر الْخَارِج دهنا سريع التفتت والانحلال بِالْمَاءِ ثقيل الرَّائِحَة.
وَمَا كَانَ مِنْهُ أسود لينًا فَلَيْسَ يصلح لشَيْء ويغش بالأشق والشمع ويختبر إِذا مرس بالأصبع بِالْمَاءِ فَمَا لم يكن مغشوشا فَإِنَّهُ ينْحل بِالْمَاءِ وَيصير كاللبن.
وَقُوَّة الجوشير مسخنة ملطفة ملينة فَهُوَ لذَلِك نَافِع من النافض والحميات الدائرة وينفع الفتوق والخدوش وأوجاع الجنبين والسعال والمغس وتقطير الْبَوْل والحكة الَّتِي تكون فِي المثانة إِذا شرب بِمَاء الْعَسَل أَو بمطبوخ. ويحدر الطمث ويمخض الأجنة ويفش النفخ والصلابة الكائنة فِي الرَّحِم إِذا ديف بِعَسَل.
وَقد يكون مِنْهُ دهن نَافِع لعرق النسا. وَقد يخلط فِي الأدهان المريحة للتعب وَفِي(6/85)
أدوية وجع الراس. ويقلع الْجَمْرَة وينفع من النقرس إِذا وضع مِنْهُ ضماد مَعَ زبيب أَهلِي. وينفع من وجع الْأَسْنَان مَتى حشى بِهِ مَوضِع الأكال.
وَمَتى اكتحل بِهِ أحل الْبَصَر.
وَإِذا خلط بالزيت كَانَ مِنْهُ لزوق فَاضل لمن عضه كلب كلب.
وَأَصله أَيْضا إِذا بَرى وَاحْتمل فِي الرَّحِم رمى بالأجنة. وينفع القروح العتيقة ويعقد اللَّحْم على الْعِظَام الْعَارِية إِذا سحق وَوضع عَلَيْهَا ثمَّ إِذا طليت بِهِ مَعَ الْعَسَل أَيْضا.
وَإِذا أَخذ ثمره أَيْضا مَعَ الأفسنتين أحدر الطمث. وَإِذا أَخذ مَعَ الزراوند نفع من لسع الْهَوَام.
فَأَما فانافس اسقلينوس فَإِن لَهُ جزرا دَقِيقًا يصعد من الأَرْض نَحْو ذِرَاع لَهُ شعب منقسمة وحواليه ورق يشبه ورق الرازيانج غير أَنه أكبر مِنْهُ وَرقا ورائحته حريفة.
وَأَصله مر وَقُوَّة زهره وثمره أَن تَنْفَع القروح والبثور والأكلة من سحقت وضمد بهَا مَعَ عسل.
وينفع من لسع الْهَوَام إِذا شرب مَعَ الْمَطْبُوخ وَإِذا خلط بالدهن وأدهن بِهِ.
وَقد يُسمى أنَاس فانيفس فوتنجا بريا وَآخَرُونَ: فوتيلي إِلَّا أَنه قد وصف شَأْنه فِي نعت الفوتنج.)
فَأَما فانافس حمرونيون فَأكْثر مَا ينْبت فِي جبل يُسمى: قيليون وَله ورق شَبيه بورق الرازيانج أَيْضا الْأَبْيَض وبهاره شَبيه بلون الذَّهَب وأصل دَقِيق لَيْسَ بغائر حَار حريف المذاقة.
وَقُوَّة أَصله نافعة من لسع الْهَوَام مَتى شرب. وَإِذا وضعت فروعه ضمادا أَيْضا فعلت ذَلِك.
بولس فِي الْمقَالة السَّابِعَة: إِن فانافس وَهُوَ الَّذِي يُسمى ابرافليون وَمِنْه يكون الجوشير يسخن فِي الْجُزْء الثَّالِث وييبس فِي الْجُزْء الثَّانِي ويلين ويحلل. فَأَما قشر أَصله فَإِنَّهُ أَضْعَف من الجاوشير وفيهَا شَيْء من الْجلاء وينبت اللَّحْم. وثمره يهيج الطمث.
فَأَما ذَلِك الْمُسَمّى اسقلينوس والمسمى حمرونيون فَأَقل حرارة من ذَلِك الأول وهما نافعان للقروح الردية العادية والبثور مَتى اسْتعْمل وَرقهَا وَثَمَرهَا.
وَيُسمى باليونانية فاوقاليس. وَقَالَ جالينوس فِي السَّابِعَة من المفردة: إِنَّه قد يُسمى هَذَا آخَرُونَ دوقوا لِأَنَّهُ يُشبههُ فِي طعمه وَفِي قوته ويسخن وييبس ويهيج ويدر الْبَوْل ويكبس وَيدْفَع.
وَقَالَ د فِي الْمقَال الثَّانِي: إِن الجزر الْبري لَهُ قضيب رينوي طوله ذِرَاع وَله ورق يشبه ورق الرازيانج قد يُؤْكَل نيا ومطبوخا وَهُوَ يغزر الْبَوْل.
قَالَ بولس فِي الْمقَال السَّابِع: إِن فاوقاليس الَّذِي يُسمى الجزر الْبري يسخن كالدوقوا ويدر الْبَوْل ويهيج الطمث ويكبس وَيدْفَع.(6/86)
جلبان وَيُسمى الكتيت وباليونانية رها.
قَالَ ج فِي السَّادِسَة من الْأَدْوِيَة: إِن قُوَّة الجلبان بَين قُوَّة الشّعير وَالْحِنْطَة وَمن ذَلِك يعرف أَنه فِي الْقُوَّة وسط بَينهمَا.
قَالَ د: إِن رها وَهُوَ الكتيت نَوْعَانِ وَذَلِكَ أَن مِنْهُ مَا حبته وَاحِدَة وَمِنْه مَا يُسمى ذَا الحبتين لِأَن بزره حبتان حبتان وَهِي أَزوَاج محصورة فِي أقماع. وَهُوَ أَكثر غذَاء من الشّعير وَأطيب وَأَقل غذَاء من الْحِنْطَة. وَقد يتَّخذ مِنْهُ خبز أَيْضا.
وَفِي كتاب الْأَطْعِمَة: إِن الجلبان يُوجد فِي بِلَاد مصر وَهُوَ بَارِد يَابِس أقل من الجاورس.
وَالْخبْز الَّذِي يتَّخذ مِنْهُ يجب أَن يعجن نعما ويخبز فِي التَّنور ويؤكل سخنا رطبا فَإِنَّهُ مَتى برد وَمكث ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة ثمَّ أكل بعد ذَلِك وجد غير طيب وَهَذَا على أَن خبزه يغذو أَكثر من الجاورس.
وَقَالَ بولس فِي الْمقَالة السَّابِعَة: إِن رها وَهُوَ الجلبان قريب فِي قوته من الْحِنْطَة وَهُوَ وسط فِي الإسخان والتبريد واليبس وَهُوَ من الأحساء.
جُلُود عتق وَهُوَ سقاطات الأساكفة قَالَ جالينوس فِي القَوْل الْحَادِي عشر من كتاب الْأَدْوِيَة المفردة: إِن هَذِه مَتى أحرقت ظن نَاس أَنَّهَا نافعة للعقر الْحَادِث فِي الْقَدَمَيْنِ من الْخُفَّيْنِ كَانَ لَهَا مضادة لذَلِك وَلكنه إِن كَانَ من الْعقر ورم فَلَيْسَ يُغني شَيْئا. وَإِذا سكن الورم كَانَ مَا ينْتَفع بِهِ من الْجُلُود المحرقة لتجفيفها الْعقر وَاجِبا لِأَن هَذَا الرماد وَمَا أشبهه مجفف ناشف مَعَ أَنا نَحن قد عالجنا بِهِ مرّة فِي بعض الْقرى جرحا مثل هَذَا حدث عَن عقر الْحذاء. وَقد ينفع هَذَا الرماد وَمَا أشبهه الْجراح الكائنة من الحرق واسلخ الْكَائِن فِي الفخذين.
وَقَالَ د فِي الْمقَال الثَّانِي: إِن سقاطات الأساكفة الْعتْق البالية مَتى أحرقت وتضمد بهَا نَفَعت نفعا بَينا جدا من حرق وَتَنْفَع من عقر الْحَادِث من الْخُف نفعا فِي الْغَايَة.
جاورس اسْمه باليونانية كيجروس. قَالَ جالينوس فِي السَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة: هُوَ يبرد فِي الْجُزْء الأول ويجفف إِمَّا فِي الْجُزْء الثَّالِث وَهُوَ قَابض وَإِمَّا فِي الْجُزْء الثَّانِي وَهُوَ أَيْضا لطيف قَلِيلا وَمن أجل أَنه على هَذَا القوام والمزاج مَتى أَخذ بِمَنْزِلَة الطَّعَام يغذو الْبدن غذَاء يَسِيرا أقل من جَمِيع أَنْوَاع الْحُبُوب وييبس الطبيعة.
فَإِن وضع من خَارج فِي كيس أَو صرة وَعمل ضمادا كَانَ نَافِعًا جدا لمن يحْتَاج إِلَى التجفيف بِغَيْر لذع ومضض. وَإِذا اتخذ أَيْضا ضمادا فَإِن من شَأْنه أَيْضا أَن يجفف إِلَّا أَنه يتفتت ويتفرك سريا والضماد الْمُتَّخذ مِنْهُ قل مَا يلْزم.
وَقَالَ د فِي الثَّانِيَة: إِن الجاورس أقل غذَاء من سَائِر الْحُبُوب الَّتِي يتَّخذ مِنْهَا الْخبز فَإِن هيء مِنْهُ خبز وَوضع مِنْهُ حسوشد الطبيعة وَهُوَ يهيج الْبَوْل فَإِن قلي وصير فِي كيس وكمد بِهِ نفع من المغس وَسَائِر الأوجاع.(6/87)
روفس فِي كتاب الْأَطْعِمَة: إِن الجاورس بَارِد فِي الأولى يَابِس فِي الثَّانِيَة وَهُوَ يَمْتَد فِي ذَلِك إِلَى نَحْو الثَّالِثَة وغذاؤه الْجِسْم قَلِيل نذر لرخاوته أَيْضا لِأَنَّهُ يَابِس ضَعِيف وَلِهَذَا يشد الطبيعة ويحدر الْبَوْل وَمَا هَذِه خاصته. فالمحرورون الَّذين انْطَلَقت طبائعهم جدراء بِأَن يأكلوه بدل وَمَتى طبخ بِاللَّبنِ إِذا الْجَسَد غذَاء حسنا وَلم يعقل الْبَطن. فَإِن لم تحب أَن تستعمله بِاللَّبنِ فاخلطه بِمَاء نخالة السميذ ودهن اللوز الحلو فَإِنَّهُ إِذا عمل هَكَذَا نَالَ الْبدن مِنْهُ غذَاء جيدا)
وَلم يحبس الطبيعة.
وَأما الْخبز الْمُتَّخذ مِنْهُ فَإِنَّمَا يغذي الْجِسْم غذَاء يَسِيرا ويشد الطبيعة ويبطئ فِي الْبَطن ويضعف فِي استمرائه.
وخاصة الجاورس أَنه إِذا شدّ الطبيعة أدر الْبَوْل.
وَقَالَ بولس فِي الْمقَال السَّابِع: إِن الجاورس يبرد فِي الْجُزْء الأول وييبس فِي الْجُزْء الثَّانِي وَهُوَ لطيف فِي أَجْزَائِهِ يَسِيرا.
وَإِذا اتخذ مِنْهُ كماد فِي كيس أَو صرة كَانَ نَافِعًا للتجفيف.
جرذان الْبيُوت قَالَ ج فِي الْحَادِيَة عشرَة من المفردة: إِن الجرذان الَّتِي فِي اليبوت مَتى شقَّتْ وَوضعت على لسع العقارب نَفَعت.
وَقَالَ ديسقوريدوس فِي الثَّانِيَة: إِن الجرذان الَّتِي فِي الْبيُوت مَتى شقَّتْ وَوضعت على لسع العقارب نَفَعت جدا. وَإِذا شويت وأكلت نَفَعت الْأَطْفَال الَّذين يسيل اللعاب من أَفْوَاههم.
جعدة يُسمى باليونانية فوليون. قَالَ ج فِي الثَّامِنَة من الْأَدْوِيَة المفردة: هُوَ مر عِنْد من يذوقه حريف قَلِيلا وَلذَلِك يفتح جَمِيع السدد الْحَادِثَة فِي الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة ويحرك الْبَوْل والطمث وَمَا دَامَت بعد غضة تلحم الضربات الْعَظِيمَة لَا سِيمَا نوعها ذَلِك الْأَكْبَر فَإِذا جَفتْ شفت الخراجات الخبيثة إِذا ذرت عَلَيْهَا.
وَأكْثر مَا يفعل هَذَا تِلْكَ الجعدة الصُّغْرَى الَّتِي تسْتَعْمل فِي صَنْعَة المعجونات لِأَن هَذِه أَمر وَأَشد وَأحد وَأكْثر حرافة من تِلْكَ الْكُبْرَى حَتَّى أَنَّهَا تكون فِي الْجُزْء الثَّالِث مِمَّا ييبس وَفِي الثَّانِي مِمَّا يسخن.
وَقَالَ د فِي الْمقَال الثَّالِث: إِن فوليون وَهُوَ الجعدة مِنْهَا مَا هُوَ جبلي وَيُسمى طريويون وَبِه يعالج وَإِنَّمَا هُوَ ثنمش صَغِير دَقِيق الْوَرق طوله نَحْو من شبر وَفِي أَعْلَاهُ رَأس كالكرة صَغِير فِيهِ كالشعر الْأَبْيَض ثقيل الرَّائِحَة مَعَ لذاذة قَليلَة وَهُوَ مَمْلُوء من الْوَرق أَعنِي الْقَضِيب محشو مِنْهُ.
وَأما نوعها ذَلِك الآخر فأكبر وَأعظم غي أَنه لَيْسَ بِقَوي فِي رَائِحَته كالنوع الأول بل(6/88)
أَضْعَف مِنْهُ قُوَّة وَلَكِن لَهُ قُوَّة. إِن طبخ وَشرب مَاء طبيخه نفع من لسع الْحَيَوَان المؤذي وَمن بِهِ استسقاء)
وينفع من بِهِ يرقان وَمن لَهُ ألم الطحال مَعَ الْخلّ إِلَّا أَنه مصدع للراس رَدِيء للمعدة ويسهل وَإِذا فرش أَو دخن بِهِ طرد الْهَوَام العادية وَإِذا تضمد بِهِ أدمل.
وَقَالَ بولس فِي الْمقَال السَّابِع: إِن فوليون وَهِي الجعدة الصُّغْرَى مِمَّا يسخن ويجفف فِي الْجُزْء الرَّابِع وَيفتح جَمِيع سدد أوعية الْجوف ويهيج الْبَوْل والحيضة وَإِذ هِيَ رطبَة تدمل الْجِرَاحَات الْعَظِيمَة. فَإِذا جَفتْ أدملت وشفت القروح الخبيثة العادية مَتى ذرت عَلَيْهَا.
جلنار وَيُسمى رمانا مصريا وباليونانية: اورسطون. وَقَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة: إِن هَذَا إِنَّمَا هُوَ بهار الرُّمَّان الْبري كبهار الرُّمَّان الْكُوفِي الَّذِي هُوَ الأهلي إِلَّا أَنه قوي الْقَبْض فِي مذاقته وَهُوَ ذُو قُوَّة ميبسة مبردة غَلِيظَة.
إِن كُنَّا ذاكرين لما قيل فِي الْمقَالة الرَّابِعَة من هَذَا الْكتاب حَيْثُ بَينا أَن كل شَيْء قَابض أرضي بَارِد غير أَنه لَيْسَ فِيهِ طعم مَعْلُوم وَمن أجل ذَلِك فلنصيره ميبسا مبردا لَيْسَ بِقَلِيل إِن كُنَّا قُلْنَا صَوَابا فِي ذَلِك الْمقَال الرَّابِع: إِن الْقَبْض لَازم للأدوية الأرضية المبردة وَقد يشْهد على هَذَا مَا يظْهر مِنْهُ وَذَلِكَ أَنه إِن ذَر على الْعقر وَغَيره من الدبر رَأَيْته قد ألحمها سَرِيعا ثمَّ فِي علاج نفث الدَّم أَيْضا وَمن فِي معاه قرحَة وَفِي علاج البلة المتجلبة إِلَى الْبَطن وَالرحم وَلَيْسَ من أحد إِلَّا وَهُوَ يسْتَعْمل هَذَا الدَّوَاء من الْأَطِبَّاء الَّذين كتبُوا الْكتب الشافية.
وَقَالَ د فِي الْمقَالة الأولى: إِن الجلنار فقاح الرُّمَّان الْبري وأنواعه شَتَّى وَذَلِكَ أَنه يُوجد مِنْهُ مَا هُوَ على لون الْورْد وشبيه بفقاح الرُّمَّان الأهلي وَقد يتَّخذ مِنْهُ عصارة كَمَا يتَّخذ من الهيوفسطيداس والكثا وَهُوَ فقاح الرُّمَّان الأهلي.
وَقَالَ بولس فِي الْمقَال السَّابِع: إِن الجلنار فقاح الرُّمَّان الْبري وَهُوَ قوي الْقَبْض بَارِد فِي قوته يَابِس قد يخْتم الْجرْح فِي قرح الْبدن وَيحبس البلل.
جَار النَّهر اسْمه باليونانية بوطاموغيطن قَالَ ج فِي الثَّامِنَة من أدويته المفردة: إِنَّه يبرد وَيقبض مثل البرشيان دارو إِلَّا أَن طبعه أغْلظ من طبع ذَلِك.
وَقَالَ د فِي الْمقَال الرَّابِع: إِن بوطاموغيطن الْمُفَسّر بجار النَّهر لَهُ ورق كورق السلق زبيري يشرب من المَاء قَلِيلا وَهُوَ مبرد قَابض نَافِع من الحكة والقروح المتأكلة العتيقة. وَإِنَّمَا سمي بجار النَّهر لِأَنَّهُ ينْبت فِي الْمِيَاه فِي الْأَمَاكِن الرّطبَة الندية.
وَقَالَ بولس فِي الْمقَال السَّابِع: إِن بوطاموغيطن وَهُوَ جَار النَّهر يقبض أَيْضا ويبرد بِمَنْزِلَة البرشيان دارو وقوته على ذَلِك الْمِثَال.
جميز قَالَ ج فِي الثَّامِنَة من الْأَدْوِيَة المفردة: إِن الجميز ذُو قُوَّة حارة محللة من أجل اللَّبن(6/89)
المحتبس فِيهِ الْعَام لجَمِيع شجرته فَإِن طبخ فش الأورام الصلبة. وَإِن تضمد بِهِ من غير طبخ نفع الغدد الَّتِي تسمى بالتفاج وَقطع الخيلان والتوته.
وَقَالَ د: فِي الْمقَالة الأولى فِي حطب التِّين: إِن التِّين الْفَج الَّذِي يُسمى الجميز ويسميه أنَاس هرنيا إِذا طبخ وتضمد بِهِ لين كل وثء وَخَنَازِير. وَمَتى سحق غير مطبوخ وخلط مَعَ البورق والدقيق وتضمد بِهِ استأصل الغدد الَّتِي تسمى رُؤُوس الْآثَار والتوته.
وورق الجميز أَيْضا يفعل مثل ذَلِك ثمَّ إِذا دق وخلط مَعَ الْخلّ وَالْملح نفع الحزاز وقروح الرَّأْس وبغاث اللَّيْل. وَقد تحك بِهِ الجفون الخشنة المتشققة كالتين.
فَأَما ورق التينة السَّوْدَاء فقد تُوضَع على البرص كالضماد وأغصنانها أَيْضا على ذَلِك الْمِثَال.
وَإِذا خلطت بالعسل نَفَعت عضة الْكَلْب.
وَقد يصعد الجميز الْعظم أَيْضا إِذا خلط مَعَ ورق الخشخاش. وَإِذا خلط بالشمع حلل الدمامل والداحس. وَإِذا وضع مِنْهُ ضماد مَعَ الكرسنة والمطبوخ نَافِع من لسعة موغالى وسقولوقندار.
بولس فِي الْمقَال السَّابِع: إِن الجميز حَار الْقُوَّة مُحَلل وَذَلِكَ من أجل اللَّبن الَّذِي فِيهِ فَإِذا طبخ حلل الأورام الصلبة. وَمَتى تضمد بِهِ نيا قلع النَّمْل والنتو.
وَهُوَ التَّمْر الَّذِي يجمعه النَّمْل إِلَى وَكره وَيُسمى قلنقلادار. قيل فِي كتاب الْأَطْعِمَة: إِنَّه حَار فِي الْجُزْء الأول وَهُوَ ممتد نَحْو الثَّانِي رطب فِي الْجُزْء الأول وَهُوَ يقبض قَلِيلا دسم جدا وَمن)
أجل ذَلِك هُوَ بطئ الاستمراء غاذ غذَاء كثيرا إِذا قبل هضما حسنا. ويجلب الباه.
جندبادستر واسْمه باليونانية فاسطوروس. قَالَ ج فِي الْحَادِيَة عشرَة من المفردة: إِن هَذَا دَوَاء مَحْمُود نَافِع لأدواء شَتَّى فَأَما أَنه مسخن فَإِن ذَلِك بَين لِأَنَّك إِن شِئْت سحقته نعما وخلطته بالزيت ومرخت بِهِ أَي عُضْو شِئْت أحسست باسخانه عَلَانيَة فَكل مَا كَانَ مسخنا فَمن أجل ذَلِك يحلل شَيْئا من ذَلِك الْجَوْهَر الَّذِي يدنو مِنْهُ على الْمَكَان ويجففه إِلَّا أَن يكون الشَّيْء رطبا فِي طبعه كالزيت وَالْمَاء وَتَكون حرارته إِنَّمَا هِيَ كيفيته تدخل عَلَيْهِ من خَارج إِلَّا أَنه تصير لَهُ قُوَّة حارة بِمَنْزِلَة الْأَشْيَاء الَّتِي تسخن بالنَّار أَو تُوضَع فِي الشَّمْس فِي وَقت الصَّيف.
فاجندبادستر لما كَانَ قوامه بِالْمَاءِ وَكَانَ لَهُ مَعَ هَذَا إسخان صَار من الْوَاجِب أَن يجفف إِلَّا أَن هَذَا عَام لَهُ ولأدوية أخر حارة وَلكنه لَا يجفف كتجفيفه لِأَنَّهُ ألطف مِنْهَا فَهُوَ من أجل هَذَا قوي أَكثر من غَيره من الْأَدْوِيَة المسخنة المجففة إِذْ جَمِيع الْأَدْوِيَة اللطيفة تصل إِلَى العمق بِسُرْعَة فَهِيَ لذَلِك أقوى من تِلْكَ الغليظة.(6/90)
وَلما كَانَ الجندبادستر يصل إِلَى الْأَعْضَاء بسهولة لشدَّة غوصه وَلَا سِيمَا فِي الْأَعْضَاء المستحصفة كالعصب فَهَذِهِ الْأَجْسَام تنْتَفع بِهِ نفعا بَينا فِي الْغَايَة لمَكَان السَّبَب الْمَوْصُوف مَعَ أَن كثيرا من الْأَطِبَّاء يخطؤن فِي اسْتِعْمَال جندبادستر لأَنهم إِنَّمَا ينظرُونَ فِي هَذِه الْوَاحِدَة فَقَط أَعنِي هَل ارتعش أَو تشنج عُضْو مَا أَو عدم الْحمى أَو الْحَرَكَة أَو صَار أعْسر حسا وحركة وَلَا يعلمُونَ أَن مثل هَذِه الْأَعْرَاض قد تتصل بأعراض أخر غير متشابهة.
وَأما أَنْت فَإِن كنت قد تعلمت أَن أبقراط يَقُول: إِن التشنج قد يكون من الامتلاء وَمن الاستفراغ فَحَيْثُمَا رَأَيْت أَنه يجب الاستفراغ استفرغت ونفضت من العصب مَا هُوَ محتبس فِيهِ على غير مجْرَاه الطبيعي فَاسق الجندبادستر وضمد بِهِ الْمَوَاضِع من الْخَارِج أَيْضا وحيثما كَانَ التشنج إِنَّمَا حدث عَن يبس فَاعْلَم أَن هَذَا الدَّوَاء ضد مَا يحْتَاج إِلَيْهِ.
وعَلى هَذَا الْمِثَال أَيْضا هُوَ نَافِع جدا لمن يرعش من الامتلاء وَمن كَانَت بِهِ الْعلَّة من الاستفراغ فَهُوَ على أَكثر مَا يكون من المضادة والمضرة لَهُ. وعَلى هَذَا الْقيَاس من هَذِه الْعِلَل يمكنك أَن تجرب هَذَا الدَّوَاء فيمكنك أَن تقف على علل فَم الْمعدة الَّتِي يحدث عَنْهَا الفواق وتجدد الْأَمر فِيهَا فَمَتَى كَانَت هَذِه الْعلَّة إِنَّمَا حدوثها عَن الامتلاء فَمن الْوَاجِب اسْتِعْمَال الجندبادستر.)
وَمَتى كَانَ الفواق إِنَّمَا حدث عَن يبس واستفراغ أَو عَن لذع من قبل أخلاط حادة فاهرب عَن وَلَعَلَّ من ينظر فِي رَائِحَة الجندبادستر وَفِي طعمه يظنّ أَن طبعه وجوهره مُخَالف مضاد لبدن الْإِنْسَان وَلكنه إِذا اسْتَعْملهُ وَحده عيَانًا لَا يفعل شَيْئا مِمَّا تَفْعَلهُ الْأَدْوِيَة الْأُخَر الشبيهة بِهَذِهِ الَّتِي بَعْضهَا يضر فَم الْمعدة وَبَعضهَا يضر الْمعدة وَبَعضهَا الرَّأْس أَو عضوا آخر أَي عُضْو كَانَ.
وَهَذَا الدَّوَاء الَّذِي إِن أَنْت داويت بِهِ بدنا رطبا يحْتَاج إِلَى التجفيف أَو بدنا بَارِدًا يحْتَاج إِلَى يبوسة وحرارة تبينت لَهُ منفعَته الْعَظِيمَة. وَأما إِن تتبين لَهُ فِي هَذَا الْموضع مضرَّة فَلَيْسَ تتبين لَهُ أصلا فِي شَيْء من الْأَعْضَاء وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ الْإِنْسَان غير مَحْمُوم أَو كَانَت حرارته فاترة لَيست بالشديدة بِمَنْزِلَة الْحمى الَّتِي تكون كثيرا مَعَ السبات وَمَعَ الْعلَّة الْمَعْرُوفَة بِالنِّسْيَانِ فَإنَّا نَحن قد أسقينا كثيرا من هَؤُلَاءِ الجندبادستر مَعَ الفلفل الْأَبْيَض من كل وَاحِد مِنْهُمَا مِقْدَار ملعقة فشربوه بِمَاء الْعَسَل وَلم تنَلْ وَاحِدًا مِنْهُم مضرَّة.
وَإِذا كَانَت الْمَرْأَة أَيْضا قد احْتبسَ طمثها فَإِنِّي بعد مَا أتقدم فأستفرغ بدنهَا من كعبها استفراغا معتدلا أسقيها الجندبادستر مَعَ الفوذنج الْجبلي والنهري وَهَذَا شَيْء قد جربته فَوَجَدته فِي كل وَقت يدر الطمث من غير أَن يضر بِالْمَرْأَةِ شَيْئا من المضار وَهَذِه أَشْيَاء يَفْعَلهَا كلهَا مَتى شرب بِمَاء الْعَسَل.
وَأما من كَانَت تصيبه نفخة فِي معدته وأمعائه وَكَانَ يعسر نَفسه أَو كَانَ يعرض لَهُ مغس أَو كَانَ يعرض لَهُ فوَاق من أجل أخلاط بَارِدَة غَلِيظَة وَمن أجل ريح غَلِيظَة نافخة فَهُوَ ينْتَفع بِهِ مَتى شربه مَعَ خل ممزوج.(6/91)
وَجَمِيع الْوُجُوه والعلل الَّتِي ينفع فِيهَا مَتى شرب ينفع مِنْهَا أَيْضا بِأَعْيَانِهَا إِذا وضع من خَارج على الْجلد مَعَ زَيْت عَتيق أَو مَعَ الزَّيْت الْمُسَمّى سقراوينون. فَأَما من كَانَ بدنه مُحْتَاجا إِلَى حرارة كَثِيرَة فَيجب أَن يدلك بدنه بِهِ.
وَقد ينفع ايضا مَتى وضع على فَحم حَتَّى يصعد بخوره ويستنشق الْإِنْسَان دخانه وخاصة فِي جَمِيع الْعِلَل الْبَارِدَة الرّطبَة الَّتِي تحدث فِي الرئة وَفِي الدِّمَاغ.
فَأَما فِي جَمِيع علل النسْيَان والسبات الكائنة مَعَ الْحمى فدواؤها بِهِ من غير أَن تخلطه بِوَاحِدَة من هَذِه الْأَنْوَاع الزيتية الَّتِي ذَكرنَاهَا لَكِن يجب أَن تخلطه إِذا داويتها بِهِ بدهن الْورْد وتضعه على الرَّأْس.)
وَقَالَ بولس فِي الْمقَال السَّابِع: إِن الجندبادستر يسخن ويجفف مَعَ لطافة وَهُوَ من أجل ذَلِك ينفع ألم الأعصاب الْكَائِن من كَثْرَة الكيموسات وينفع آلاما أخر كَثِيرَة ويسخن الْأَعْضَاء الْبَارِدَة مَتى أدنى من خَارج.
وَإِذا شرب مَعَ مَاء فَإِنَّهُ لَيْسَ يضر أَعْضَاء أخر مَتى كَانَت بالعليل حمى غير قَوِيَّة كَمَا تكون فِي وَأما آلام الكائنة فِي الدِّمَاغ وَفِي الرئة مَتى استنشق دخانه نفع نفعا عَظِيما.
وَقَالَ د فِي الْمقَال الثَّانِي: إِن الجندبادستر وَهُوَ مذاكير حَيَوَان ذِي مثويين أَكثر مَأْوَاه فِي المَاء يغتذى بالسمك والسرطانات نَافِع للسع الْهَوَام وَهُوَ معطس أَيْضا.
وَجُمْلَة القَوْل: الْمَنْفَعَة فِيهِ مُخْتَلفَة متفننة إِلَّا أَنه إِذا شرب مِنْهُ مقَال مَعَ الفوتنج الْبري أهاج الْحَيْضَة وَأخرج الأجنة والمشيمة.
وَقد يشرب مَعَ خل للنفخة والمغس والفواق والأدوية القتالة وَلَا سِيمَا من شرب ذَلِك الدَّوَاء الَّذِي يُقَال لَهُ الكساس.
وَقد يوقظ أَيْضا من بِهِ ذَلِك الدَّاء الْمُسَمّى ليترغس وَهُوَ النسْيَان ولسائر من يغرق فِي السبات مَتى طبخ مَعَ دهن ورد وخل وَمسح بِهِ مقدم الرَّأْس. وَإِذا استنشق بِهِ أَو تبخر بِهِ فعل ذَلِك.
وَهُوَ نَافِع من الارتعاش والتشنج وكل دَاء للأعصاب إِذا شرب أَو إِذا خلط مَعَ الزَّيْت ومرخ بِهِ الْعُضْو الْأَلَم.
وَجُمْلَة القَوْل فَهُوَ ذُو قُوَّة مسخنة فاختر مِنْهُ أبدا مَا كَانَت الخصيتان مِنْهُ ملتصقتين مزدوجتين بعضهما مَعَ بعض لِأَنَّهُ لَيْسَ يُسْتَطَاع أَن تُؤْخَذ مِنْهُمَا اثْنَتَانِ مزدوجتان فِي حجاب وَاحِد.
وَهُوَ الَّذِي فِي داخلها محتبس شَبيه بالصمغ ثقيل الرَّائِحَة دفر حَار لذاع سريع الانفراك يَنْقَسِم فِي حجب جوهرية مُتَّصِلَة بِهِ وَقد يغشه قوم بِأَن يعمدوا إِلَى الجوشير والصمغ فيعجنونه بِالدَّمِ ويخلطون مَعهَا الجندبادستر ويلقون ذَلِك فِي مثانة ويجففونه.(6/92)
فَأَما مَا يحكون أَن الْحَيَوَان إِذا قهر فِي الطّلب قطع خصيتيه وطرحهما فَبَاطِل لِأَنَّهُ محَال أَن يصل إِلَيْهِمَا وَذَلِكَ لِأَنَّهُمَا لاصقة بجسمه كخصي الْخِنْزِير وَيجب أَن يشق الْجلد عَلَيْهِمَا وَيخرج الْخصي مَعَ الْحجاب الَّذِي يحوي رُطُوبَة شَبيهَة بالعسل ويجفف وَيسْتَعْمل.
جوز وَيُسمى باليونانية فاروو.
قَالَ ج فِي الْمقَالة السَّابِعَة من كتاب الْأَدْوِيَة المفردة: إِن هَذِه الشَّجَرَة أَيْضا فِي وَرقهَا وَأَغْصَانهَا شَيْء من قبض إِلَّا أَن أبين ذَلِك وَأَكْثَره فِي قشور الْجَوْز الْخَارِج إِذا كَانَ طريا وَمن أجل هَذَا يَسْتَعْمِلهُ الصباغون ايضا. وَأما نَحن فَإنَّا نعتصر هَذَا القشر وَهُوَ رطب ونأخذه عصارة التوت وثمر العليق ثمَّ نطبخه بِعَسَل فَيصير ذَلِك الرب لنا دَوَاء نَافِعًا جدا للأورام الكائنة فِي الْفَم وَالْحلق ثمَّ ينفع جَمِيع مَا تَنْفَعهُ تِلْكَ العصارات الموصوفة.
وَمَا يُؤْكَل من الْجَوْز دهني لطيف مسخن فَهُوَ بِهَذَا السَّبَب يسْرع الاستحالة إِلَى المرار وخاصة مَا عتق مِنْهُ يكون هَذِه حَاله وَقد يُمكن أَن يخرج الْإِنْسَان مِنْهُ دهنه إِذا عتق وَفِي ذَلِك الْوَقْت يكون كثير التَّحْلِيل وَلذَلِك قد يداوي بِهِ قوم الْأكلَة والجمر والنواصير الكائنة فِي آماق الْعين وَقوم آخَرُونَ يستعملونه أَيْضا فِي الخراجات الْوَاقِعَة بالعصب. فَأَما مَا دَامَ حَدِيثا فان فِيهِ كَيْفيَّة قبض مَا. والجوز الَّذِي لم يستحكم بعد وَلم يجِف مثل جَمِيع غَيره من الثِّمَار مَمْلُوء رُطُوبَة غير مستمرأة.
فَأَما قشره الجاف فَإِذا أحرق كَانَ دَوَاء لطيفا جيدا مجففا من غير لذع.
وَقَالَ د فِي الْمقَال الأول: إِن الْجَوْز الْكِبَار الَّذِي يُسمى جوز الْملك ويسميه آخَرُونَ الْفَارِسِي فَإِنَّهُ إِذا نضج كَانَ بطيء الاستمراء رديا للمعدة مولدا للمرة مصدعا ضارا لمن بِهِ سعال. فَإِذا أكل قبل الطَّعَام هُوَ القئ. وَمَتى أَخذ مَعَ التِّين الياس والسذاب قبل أَخذ الْأَدْوِيَة القتالة وَبعد أَخذهَا كَانَ فادزهرها. وَإِذا أَكثر من أكله نفض حب القرع.
وَقد يخلط بِهِ شَيْء يسير من الْعَسَل والسذاب ويضمد بِهِ الثدي الوارمة وَيحل التواء العصب. وَإِذا خلط بِهِ البصل وَالْملح وَالْعَسَل كَانَ صَالحا لعضة الْكَلْب وَالنَّاس. وَإِذا سحق كَمَا هُوَ بقشره وَوضع على السُّرَّة سكن المغس.
فَأَما قشره فَإِذا أحرق وسحق بِالْخمرِ وَالزَّيْت ولطخ بِهِ رُؤُوس الْأَطْفَال حسن شُعُورهمْ.
وَأنْبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب.
وَأما لبه فَإِذا أحرق وسحق وخلط بِالشرابِ وَاحْتمل فِي صوفة منع الطمث. ولب الْجَوْز الْعَتِيق مَتى سحق وضمد بِهِ الْأَعْضَاء الَّتِي وَقعت فِي سَبِيل الْميتَة والجمر والقروح الكائنة فِي زَوَايَا الْعين)
الَّتِي تَنْتَهِي إِلَى النواصير نَفعهَا وشفاها. وشفي دَاء الثَّعْلَب إِذا مضغ وَوضع على الْموضع.
وَقد يكون مِنْهُ دهن مَتى دق واعتصر.(6/93)
فَأَما الْجَوْز الرطب فَإِنَّهُ أقل ضَرَرا للمعدة وَأَشد حلاوة وَلذَلِك يخلط مَعَ الثوم ليسكن حِدته.
وَإِذا طلي فش الخضرة الْحَادِثَة من الضَّرْبَة.
وَقَالَ فِي كتاب الْأَطْعِمَة: إِن الْجَوْز حَار رطب إِلَّا أَنه حَار فِي الْجُزْء الثَّانِي وَهُوَ مقبض رطب فِي الْجُزْء الأول نَحْو وَسطه وَإِنَّمَا رطوبته رُطُوبَة عرضية لَيست مستمرأة يسيرَة تغذي الْجِسْم غذَاء يَسِيرا وَله قبض معتدل. إِذا عتق كثر دسمه ودهنه.
فَأَما الْجَوْز الرطب فَأَقل فِي الْحَرَارَة من الْيَابِس إِلَّا أَنه غَالب عَلَيْهِ فِي اللدونة وَذَلِكَ أَنه مائي.
مسيح: والجوز الْيَابِس مَتى أنقع فِي المَاء الْحَار من بعد مَا يقشر من قشره الْبَاطِن صَارَت قوته شَبيهَة بِقُوَّة الْجَوْز الرطب وَيجب أَن يغمس فِي مري وخل ويؤكل حِينَئِذٍ فَإِنَّهُ إِذا أكل هَكَذَا قلت مضرته الكائنة عَنهُ.
وخاصة الْجَوْز قمع وجع الحنك وتقرح الْعين وينفع ألم المعي الْمُسْتَقيم وَيجب أَن يشرب بعده وَأما الْجَوْز المربى بالعسل فجيد للمعدة منشف لرطوبتها وَهُوَ حَار يَابِس لمَكَان الأفاويه الَّتِي تختلط مَعَه نَافِع للكبد الْبَارِدَة.
وَقَالَ بولس فِي الْمقَال السَّابِع: إِن فارو وَهُوَ شَجَرَة الْجَوْز فِي أَغْصَانهَا شَيْء قَابض وَأكْثر ذَلِك فِي قشور الْجَوْز نَفسه وَلذَلِك مَتى طبخت عصارته مَعَ الْعَسَل كَانَ دَوَاء نَافِعًا للفم.
وَأما قشره فَإِذا أحرق كَانَ دَوَاء نَافِعًا لطيف الْأَجْزَاء مجففا من غير لذع.
وَأما الَّذِي يُؤْكَل مِنْهُ فدهني يحول إِلَى الْمرة سَرِيعا.
فَأَما دهنه فلطيف فِي أَجْزَائِهِ فَاش للأورام والعفونات.
وَأما الْجَوْز الزنج الَّذِي اكْتسب ذَلِك من أجل عتقه فَإِن لَهُ قُوَّة جالية لما فِي الْبشرَة.
جبن وَيُسمى باليونانية طورس قَالَ ج فِي الْمقَالة الْعَاشِرَة من الْأَدْوِيَة المفردة: إِن الْجُبْن إِنَّمَا هُوَ لبن جامد وَلَكِن لَيْسَ جَمِيع الألبان تجمد وَيقبل التجبن بل إِنَّمَا يتجبن مِنْهُ مَا كَانَ الغلظ عَلَيْهِ أغلب فيسهل عِنْده انْعِقَاده ومفارقته للْمَاء.
فَأَما الْجُبْن الْعَتِيق فقد يظْهر لمن ذاقه وَشمه حريفا حادا. وَلَا جرم أَتَانِي مرّة قوم بِرَجُل فِي محفة كَانَ قد اعتراه وجع المفاصل ثمَّ كَانَ فِي مفاصله كالحصى خطر ببالي أَن أعمد إِلَى كرَاع خِنْزِير مملوح كَانَ ملقى بِالْقربِ فأطبخه وأعجن ذَلِك الْجُبْن بمرقة وأمرسه مرسا نعما وأضعه على مفاصله فَفعلت فلعمري لقد نفع ذَلِك الَّذِي كَانَ بِهِ هَذَا الدَّاء نفعا بَينا وَذَلِكَ أَن جلد الْموضع الْأَلَم تفقأ من تِلْقَاء نَفسه من غير أَن يبط بحديد فَكَانَ يخرج كل يَوْم بِغَيْر أَذَى أَجزَاء من تِلْكَ الحصايات فَهَذَا مَا وجدته بالفكرة فتحقق بالتجربة ظَنِّي.(6/94)
فَأَما الْجُبْن الحَدِيث الَّذِي هُوَ فِي مزاجه ضد الْعَتِيق فَإِنِّي ضمدت بِهِ أَيْضا ضَرْبَة لم تكن بالكبيرة جدا كَانَت أَصَابَت إنْسَانا بالقرية وَذَلِكَ أَنه سحقته نعما وَوضعت عَلَيْهِ من خَارج ورق الحماض وَقد يُمكن إِن لم يُوجد ورق الحماض أَن يضير بدله ورق الْكَرم أَو الدلب أَو الخس أَو السلق. فَهَذَا الْجُبْن الحَدِيث الَّذِي هُوَ مُفْرد فِي قوته ألحم الضَّرْبَة.
وَأما الْجُبْن الآخر الَّذِي يُسمى عندنَا فِي برخامس وموسيا الَّتِي فَوْقنَا اوكسوغ الافسطس وَهُوَ الْمُتَّخذ من اللَّبن الرائب فَإِنَّهُ أدمل ضَرْبَة بعض أهل الْقرى لما وضع عَلَيْهَا على ذَلِك الْمِثَال وَذَلِكَ أَن للجبن الطري قُوَّة حابسة لِأَنَّهُ يبرد تبريدا معتدلا. فَأَما الَّذِي يُسمى اوكسوغ الافسطس فَإِنَّهُ مَعَ هَذِه الْقُوَّة لَهُ قُوَّة أُخْرَى تحلل قَلِيلا.
وَقَالَ د فِي الْمقَالة الثَّانِيَة: أما الْجُبْن الرطب فكثير الْغذَاء طيب لذيذ جيد للمعدة إِذا أكل سريع النّفُوذ فِي الْأَعْضَاء منم للحم ملين للبطن باعتدال على أَنه قد يكون فِيهِ اخْتِلَاف على قدر طبع اللَّبن الَّذِي يتَّخذ مِنْهُ. وَإِذا طبخ وعصر ثمَّ شوي من بعد كَانَ حابسا للطبع. وينفع أورام الْعين وآثار الْوَجْه مَتى تضمد بِهِ.
فَأَما لجبن الطري المملوح فقليل الْغذَاء إِذا أكل. وَله عمل فِي نُقْصَان اللَّحْم وَهُوَ رَدِيء للمعدة مؤذ للأمعاء.
وماؤه يغذي الْكلاب أَكثر من كل شَيْء.)
فَأَما الْجُبْن الَّذِي يُسمى إنفاقي فَإِنَّهُ جبن يتَّخذ من لبن الرماك زهم إِلَّا أَنه كثير الْغذَاء وَهُوَ يعدل الْجُبْن الْمُتَّخذ من اللَّبن الَّذِي يكون من الْبَقر وَمن النَّاس من يُسمى أنفحة الْخَيل إنفاقي.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِنَّا وَإِن كُنَّا قد قُلْنَا عَن الْجُبْن آنِفا وَلَكنَّا إِنَّمَا قُلْنَا عَنهُ قولا جزئيا لَا كليا وَمن أجل ذَلِك سنصفه أَيْضا حَتَّى يكون القَوْل فِيهِ كَامِلا غير نَاقص إِذْ نقُول هَكَذَا: إِن الْجُبْن ثَلَاثَة أَصْنَاف: أَحدهَا الْجُبْن الرطب الرائب الَّذِي يعْمل من سَاعَته وَالْآخر فَذَلِك الصلب الطري وَالثَّالِث الْجُبْن الْعَتِيق الَّذِي قد أَتَى عَلَيْهِ حِين وَعتق جدا.
فَأَما الحَدِيث الرطب الَّذِي يعْمل من سَاعَته فبارد بِقِيَاس ذَيْنك الصِّنْفَيْنِ الآخرين وَذَلِكَ انه يحل قُوَّة اللَّبن الْغَالِبَة عَلَيْهِ ومائيته كَثِيرَة وَلَيْسَ فِيهَا ملح وَلَا الأنفحة الحريفة الَّتِي تكون مِنْهَا استفادة الْجُبْن الْحَرَارَة واليبوسة وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ يعْمل ليبقى زَمنا كثيرا بل للذته وطراءته وَمنعه يَوْمه ذَلِك وَلَيْسَ تَغْلِيظ الكيموس كالعتيق. وَيَنْبَغِي أَن تسْتَعْمل بعد أكل هَذَا النَّوْع أكل الْعَسَل كَمَا قُلْنَا آنِفا كي تقل مضرته.
فَأَما الْجُبْن الآخر الَّذِي قد أَتَى عَلَيْهِ أَيَّام فَأَقل فِي حره ويبسه وحدته من الْعَتِيق الَّذِي قد أزمن وَأَغْلظ من الْعَتِيق فِي خلطه وَإِن كن لَيْسَ رديا كرداءة كيموس الْعَتِيق وَهُوَ سريع الاستمراء بطئ فِي الْمعدة كابطاء الْجُبْن الْعَتِيق.
وَأما ذَلِك الْعَتِيق جدا فحار يَابِس حاد بِقِيَاس نَوْعي الْجُبْن ذَيْنك وَذَلِكَ أَنه شدّ عَنهُ(6/95)
رُطُوبَة اللَّبن من أجل تعفنه والأنفحة الَّتِي فِيهِ وَالْملح وَمن أجل ذَلِك معطش جدا رَدِيء الكيموس.
ومضرة الْجُبْن الْعَتِيق بحرارته وحرافته أَكثر من الْمَنْفَعَة الكائنة من حِدته الَّتِي هِيَ ملطفة للغلظ لِأَنَّهُ لَيْسَ يُمكن حِدته أَن تلطف غلظه كَمَا تقدر حرارته أَن تضر وَذَلِكَ أَن حرارته أَكثر من حرافته فَيجب أَن يخْتَار من الْجُبْن مَا لَيْسَ عتيقا وَلَا حارا جدا.
والجبن الْمُتَّخذ من اللَّبن الرائب الْيَسِير الحمضة أقل مضرَّة للمعدة من جَمِيع الأجبان الْأُخَر وَذَلِكَ أَن حموضته تشد الْمعدة وَلَيْسَ هُوَ بصعب الاستمراء.
والجبن الْمُتَّخذ من لبن الْمعز الَّتِي ترعى وتأكل العقاقير اللطيفة المفتحة كالشيح والإذخر والسعد وَأَشْبَاه ذَلِك خير من الْجُبْن المهيأ من لبن الماعز الَّتِي ترعى وتعتلف من الشحيش والعقاقير والجبن اللين أفضل من الصلب والمسترخي مِنْهُ خير من الشَّديد المكتنز.
وَاعْلَم أَن الْجُبْن الْمَصْنُوع من اللَّبن الشَّديد الحمضة رَدِيء للمعدة من أجل غلظه مولد كيموسا)
رديا من أجل الَّذِي يتَوَلَّد فِي الْجُبْن الْعَتِيق وَكَذَلِكَ أَيْضا ذَلِك الْجُبْن الْمُتَّخذ من مَاء الْجُبْن الْمُسَمّى بالرخبين فِي رداءة كيموسه وَلَيْسَ بِخَير من الرخبين وَاعْلَم أَن جَمِيع أَنْوَاع الْجُبْن رَدِيء ضار للمعدة.
وَقَالَ بولس فِي الْمقَال السَّابِع: ارطوروس وَهُوَ الْجُبْن أما المنعقد مِنْهُ طريا حَدِيثا فَلهُ قُوَّة حابسة مبردة يسيرَة وَلذَلِك مَتى تضمد بِهِ ألحم الْجِرَاحَات.
فَأَما ذَلِك الْمُسَمّى اكسوغ الافسطوس وَهُوَ جبن اللَّبن الحامض فَلهُ مَعَ هَذَا تَحْلِيل أَيْضا وَهُوَ أَشد إدمالا للجراح.
وَأما الْجُبْن الْعَتِيق وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ دسما فمحلل منق حاد بِقدر أَن يشفي الغدد الناتئة فِي المفاصل من أوجاعها وَلَا سِيمَا إِذا خلط مَعَ مرق لحم خِنْزِير مملوح عَتيق.
جيرانيون قَالَ ج فِي الْمقَالة السَّابِعَة من كتاب الْأَدْوِيَة المفردة: إِن ورق هَذَا يشبه ورق شقائق النُّعْمَان وَأَصله حُلْو يُؤْكَل فَإِذا شرب مِنْهُ وزن دِرْهَم مَعَ مطبوخ أذهب نفخ الرَّحِم.
وَقَالَ د فِي الْمقَالة الثَّالِثَة: إِن ورق جيرانيون شَبيه بورق شقائق النُّعْمَان مشقوق مستطيل وَأَصله مدمج حُلْو مدور يُؤْكَل وَإِذا شرب مِنْهُ وزن دِرْهَم مَعَ الْمَطْبُوخ فش نفخة الرَّحِم.
وَقد يُسمى أنَاس جيرانيون أَيْضا عشبا آخر لَهُ جذور رقاق مستطيلة نَحْو من شبرين وورقه شَبيه بورق الخباز وَفِي رُؤُوس فروعه انثناء معقفة إِلَى فَوق كَأَنَّهَا رُؤْس الكراكي مَعَ منافذها أَو ألسن الْكلاب. وَلَيْسَ فِيهِ للطب مَنْفَعَة.(6/96)
جوزهندي وَهُوَ نارجيل: قيل فِي كتاب الْأَطْعِمَة: إِن الْجَوْز الْهِنْدِيّ حَار رطب إِلَّا أَنه حَار فِي الْجُزْء الثَّانِي نَحْو وَسطه رطب فِي الْجُزْء الأول وَهُوَ منقبض وَالدَّلِيل على ذَلِك الغلظ وَالْفساد اللَّذَان يعرض لَهُ وشيكا وَهُوَ غريظ ثقيل على الْمعدة غير أَنه لَيْسَ برديء الكيموس. وَيجب أَن يتوخى مِنْهُ مَا كَانَ طريا شَدِيد بَيَاض اللب وَفِيه مَاء عذب طيب لِأَن المَاء الَّذِي دَاخله هُوَ دَلِيل على طراءته. وليقشر الَّذِي يَلِي بياضه من خَارج لِأَن قشره هَذَا صلب مكتنز بطئ فِي الْمعدة ثقيل الاستمراء: وَإِذا انهضم لم يغذ الْجِسْم إِلَّا غذَاء يَسِيرا حَقِيرًا. وليؤكل هَذَا الْجَوْز بسكر طبرزد وبفانيذ أَبيض وليفعل ذَلِك المحرورون. وَأما المبلغمون فليأكلوه بِعَسَل فائق. وَمَتى كَانَت الْمرة الصَّفْرَاء غالبة عَلَيْهِ فليتباعد عَنهُ. وليشرب المحرورون بعده سكنجبينا سكريا وجلابا سكريا متخذا من ورد رطب وليشرب المبلغمون عَلَيْهِ سكنجبينا معسلا مَعَ الميبة فَإِنَّهُ إِذا فعل هَذَا جَاوز الْمعدة وشيكا. وليستعمل على الرِّيق لَا سِيمَا يفعل ذَلِك المبلغمون وليلبثوا سَاعَة طَوِيلَة حَتَّى ينهضم وَينفذ من الْمعدة ثمَّ ينالوا الطَّعَام. وَلَكِن الْجَوْز الْهِنْدِيّ إِذا عتق أسهل حب القرع إِذا أكل لِأَن هَذِه خاصته.
ودهن الْعَتِيق مِنْهُ نَافِع للأرواح الكائنة فِي الظّهْر والركبتين والبواسير الَّتِي من أجل البلغم إِذا شرب وَإِذا تمسح بِهِ من خَارج وَذَلِكَ أَنه حَار وَلَا سِيمَا إِذا أَخذ مَعَ دهن نوى المشمش وَنوى الخوخ إِذا سقِِي من كل وَاحِد من هَذِه الأدهان دِرْهَم أَو مِثْقَال.
وخاصة الْجَوْز الْهِنْدِيّ أَن يسهل حب القرع وَلَا سِيمَا إِذا عتق ودهن الْجَوْز الْهِنْدِيّ الحَدِيث إِذا طيب بِهِ الطبيخ عَظِيم النَّفْع للمبلغمين وَهُوَ أحسن كيموسا من سمن الْبَقر وَالْغنم لِأَنَّهُ لَيْسَ يلزج فيرخي الْمعدة كسمن الْبَقر وَالْغنم.
جَرَادَة النّحاس وَيُسمى باليونانية بعس قَالَ ج فِي الْمقَالة السَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة: من القشور مَا هِيَ قشور النّحاس وَهِي نافعة لِأَشْيَاء كَثِيرَة وَمِنْهَا قشور الْحَدِيد أَو قشور الشابرقان وَهَهُنَا قشور أخر يُقَال لَهَا قشور المسامير. وَجَمِيع القشور تجفف تجفيفا شَدِيدا وَالْفرق وَالْخلاف بَين بَعْضهَا وَبَعض فِي أَنَّهَا تجفف أَكثر أَو أقل وَفِي أَنَّهَا أَيْضا من جَوْهَر غليظ أَو من جَوْهَر لطيف بعض أَكثر من بعض وَفِي أَن فِيهَا أَيْضا قبضا أَكثر وَأَقل.
فالقشور الَّتِي يُقَال لَهَا قشور المسامير تجفف أَكثر من الْجَمِيع لِأَنَّهَا ألطف من غَيرهَا من أَنْوَاع القشور وَذَلِكَ لِأَن فِيهَا مَعَ هَذَا زنجارا.
وَأما قشور الْحَدِيد فالقبض فِيهَا أَكثر وَهُوَ فِي قشور الشابرقان أَكثر مِنْهُ فِي قشور الْحَدِيد وَالْمرَاد بالشابرقان الْحَدِيد الَّذِي هُوَ صلب جدا وَلذَلِك صَار هَذَانِ النوعان من القشور أَنْفَع فِي الخراجات الخبيثة من قشور النّحاس.(6/97)
وَأما قشور النّحاس فَهِيَ تنقص اللَّحْم وتذيبه أَكثر من قشور الْحَدِيد وقشور الشابرقان.
وَأما قشور المسامير فَهِيَ فِي ذَلِك أَكثر من قشور النّحاس.
وَجَمِيع أَنْوَاع القشور يلذع لذعا لَيْسَ بالدون وَهَذَا مِمَّا يدل على أَن قوام جوهرها لَيْسَ هُوَ بِكَثِير اللطافة بل هُوَ أَحْرَى أَن يكون أغْلظ وَذَلِكَ لِأَن الألطف دَائِما من الْأَشْيَاء الَّتِي قوتها قُوَّة وَاحِدَة بِعَينهَا على مَا بَينا فِي مَا تقدم من قَوْلنَا هَذَا هُوَ أقل تلذيعا.
وَقَالَ د فِي الْمقَال الْخَامِس: إِن جَرَادَة لنحاس أما تِلْكَ الكائنة من مَعْدن النّحاس القرسي وَهِي الغليظة الَّتِي تسمى المسمارية فَإِنَّهَا فائقة. وَأما الكائنة من النّحاس الْأَبْيَض فردية وَهِي رقيقَة ضَعِيفَة. وبالواجب أَن تجتنب وتختار تِلْكَ الغليظة الَّتِي فهيا خضرَة الَّتِي إِذا نضح عَلَيْهَا خل صديت. فَأَما قوتها فقابضة ضامة ملطفة منقية تحبس الأواكل عَن التَّقَدُّم والانبساط وتختم الْجراح. وَمَتى شربت مَعَ الْعَسَل نقصت المَاء.
وَمن النَّاس من يعجنا مَعَ الدَّقِيق وَيعْمل مِنْهَا حبا ويعطيها لتزدرد.
وتخلط فِي الأكحال وَذَلِكَ أَنَّهَا مجففة للقروح مذيبة لجسأة الجفون.
وَهَكَذَا تغسل: اعمد إِلَى جَرَادَة النّحاس الْيَابِس فنق مِنْهَا رطلا ثمَّ ألقها فِي هاوون مَعَ مَاء صَاف وحركها بِيَدِك نعما حَتَّى ترسب الجرادة ثمَّ الْتقط كل مَا يطفو على المَاء وصب عَلَيْهَا)
مَاء الْمَطَر أُوقِيَّة وابسط كفك وادلك بهَا الهاوون نعما كَأَنَّك تمرسها أَو تفرغها فَإِذا بدأت اللزوجة بِالْخرُوجِ مِنْهَا فزد عَلَيْهَا مَاء قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تتمّ سِتّ أَوَاقٍ واعركها وامرسها مرسا قَوِيا. ثمَّ أمسك الجرادة بِيَدِك وامرسها على جنب الهاوون مرسا قَوِيا وصف عَنْهَا ذَلِك المَاء وَأمْسك الجرادة بِيَدِك وأوقعه فِي إِنَاء نُحَاس أَحْمَر فَإِن هَذَا لب الجرادة وفقاحها ثمَّ هُوَ قوي الْقُوَّة ملائم صَنْعَة الأكحال.
فَأَما بَاقِيهَا فضعيف وَمَا بَقِي مِنْهُ فاغسله على ذَلِك الْمِثَال وَصفه حَتَّى لَا يخرج مِنْهُ لزوجة أصلا ثمَّ بعد ذَلِك غط المَاء بِخرقَة واتركه يَوْمَيْنِ لَا يُحَرك الْبَتَّةَ وَبعد ذَلِك أهرق عَنهُ المَاء وَمن النَّاس من يغسل جَرَادَة النّحاس أَيْضا كَمَا يغسل القليميا ويرفعها ويحفظ.
وَأما جَرَادَة الشابرقان فقوتها وَقُوَّة جَرَادَة النّحاس وَاحِدَة وَمثلهَا تغسل ويتحفظ بهَا وَلكنهَا فِي بعض الطبيعة دون جَرَادَة النّحاس.
وَقَالَ بولس فِي الْمقَال السَّابِع: إِن الجرادات كلهَا قَوِيَّة اليبس وَالْقَبْض قَوِيَّة اللذع وَلَكِن جَرَادَة النّحاس أَشد تجفيفا وألطف وَذَلِكَ أَن فِيهَا صدء لَا سِيمَا تِلْكَ الكائنة من مسامير النّحاس القبرسي الَّتِي تسمى المسمارية.
فَأَما جَرَادَة الْحَدِيد فذات قبض يسير وجرادة الشابرقان خاصتها النَّفْع من القروح الخبيثة الْجَوْهَر إِلَّا أَن جَرَادَة النّحاس تنقى خَاصَّة وتذوب اللَّحْم.(6/98)
جَرَادَة وَيُسمى باليونانية قريدس أما جالينوس فَلم يذكرهُ وَأما د فَقَالَ فِي الْمقَال الثَّانِي: إِن الْجَرَاد مَتى تبخر بِهِ نفع من عسر الْبَوْل وَلَا سِيمَا الْعَارِض للنِّسَاء.
فَأَما جنس ذَلِك الْجَرَاد الَّذِي يُسمى ركسادوسحرس ويسميه آخَرُونَ الْحمار وَهُوَ الحرجل لَيْسَ لَهُ أَجْنِحَة طَوِيل الرجلَيْن مَتى جفف وسحق بعد أَن يكون قد أدنى من النَّار وَشرب مَعَ الْمَطْبُوخ نفع من لسعة الْعَقْرَب نفعا بَينا وَأكْثر من يَسْتَعْمِلهُ أهل لينوي الَّذين فِي ذَلِك الْبَلَد الَّذِي وَأما بولس فَقَالَ فِي الْمقَال السَّابِع: إِن الْجَرَاد مَتى تبخر بِهِ نفع عسر بَوْل النِّسَاء خَاصَّة فَأَما ذَلِك الَّذِي لَيست لَهُ أَجْنِحَة فنافع لمن لسعته عقرب مَتى شرب مَعَ مطبوخ.
انْقَضى حرف الْجِيم.(6/99)
3 - (بَاب الْحَاء)
حِنْطَة قَالَ د: مَتى أكلت نِيَّة ولدت الدُّود فِي الْبَطن.
وَمَتى مضغت وتضمد بهَا نَفَعت من عضة الْكَلْب الْكَلْب.
وَقَالَ جالينوس فِي الْحِنْطَة: إِنَّهَا إِن وضعت من خَارج الْجِسْم سخنت فِي الأولى وَلَا يظْهر لَهَا تجفيف وَلَا ترطيب وفيهَا شَيْء لزج يغرى بِهِ ويشد.
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِن هَذِه الْحبَّة أَنْفَع الْحُبُوب لأكْثر النَّاس والكثيف المكتنز الْعسر الرض مِنْهُ يغذو غذَاء كثيرا. فَأَما الرخو الْخَفِيف الْوَزْن فبضد ذَلِك وَمَا ينحدر من ثفل الْحِنْطَة أَكثر وأسرع لِكَثْرَة النخالة فِيهَا. وَالْحِنْطَة المسلوقة بطيئة الهضم نافخة فَإِن استمرأت كَانَ غذاؤها كثيرا. وزادت فِي الْقُوَّة زِيَادَة بَيِّنَة وأسخنت إسخانا بَينا. وَمَتى أَكلته الحبلى لم تسلم من مضرته.
قَالَ: ابْن ماسويه: إِن الْحِنْطَة حارة فِي الأولى معتدلة فِي الرُّطُوبَة واليبس غير أَنَّهَا إِلَى الرُّطُوبَة أميل لاكتسابها ذَلِك زعم من المَاء وَالدَّلِيل فِيمَا ذكرنَا على ذَلِك كَثْرَة غذائها وَأَنَّهَا إِذا وَقَالَ: هَذِه الْخَاصَّة لَهَا.
قَالَ: وَالْحِنْطَة لَا تجفف لَكِن تنضج.
حِنْطَة سَوْدَاء قَالَ جالينوس: إِنَّه غذَاء كالحنطة وَله تَقْوِيَة ولحوج ومزاجه شَبيه بمزاج الْحِنْطَة)
إِلَّا أَنه أَشد لزوجة مِنْهَا وَلذَلِك هُوَ أَكثر غذَاء مِنْهَا. وَقد يَجْعَل فِي الْحبّ مَادَّة الْخلّ وَمَاء الْبَحْر وَجَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تجفف.
فَأَما الخندروس فِي نَفسه فَلَا يجفف لَكِن ينضج كالحنطة وَهُوَ يُولد خلطا غليظا ويبطئ بالانحدار وَهُوَ كثير الْغذَاء قَوِيَّة.
خبز قَالَ د: الْخبز الْمُتَّخذ من السميذ أَكثر غذَاء من الخشكار والمعمول من حِنْطَة خَفِيفَة الْوَزْن أسْرع نفوذا وَأَقل غذَاء.
قَالَ ج: الْخبز الْكثير النخالة سريع الْخُرُوج عَن الْبَطن قَلِيل الْغذَاء وبالضد الْقَلِيل النخالة يبطئ غَايَة الإبطاء فِي الْخُرُوج وَيكثر غذاؤه.
قَالَ: وعجين مثل هَذَا الْخبز لزج يَمْتَد إِذا مد وَلذَلِك هُوَ أحْوج إِلَى التخمير وَكَثْرَة الدعك والعجن وَألا يخبز من سَاعَته وَأما عجين الْخبز الْكثير النخالة فبضد ذَلِك وَلذَلِك(6/100)
فَإِنَّهُ لَا يحْتَاج أَن يلبث كثير لبث فِي التَّنور. وَبَين هذَيْن خبز متوسط فِي كَثْرَة النخالة وقلتها. والنخالة تكْثر إِمَّا لِأَنَّهُ مَعْمُول من حِنْطَة خَفِيفَة الْوَزْن رخوة أَو يكون مَعْمُولا بِغَيْر استقصاء ويقل تغذية هَذَا لهَذِهِ الْعِلَل.
وأجود أَنْوَاع الْخبز للاستمراء أَكْثَرهَا اختمارا وأجودها عَجنا المنضج بِنَار لينَة معتدلة كَيْلا يتشيط خَارجه وَيبقى دَاخله نيا فَإِن الْخبز الَّذِي حَالَته هَذِه رَدِيء من أجل أَن بَاطِنه نيء وَظَاهره خزفي. فَأَما النَّار الضعيفة فَتتْرك الْخبز نيا.
وَبَعض أَنْوَاع الْخبز أوفق لبَعض الْأَبدَان فأوفق الْخبز للَّذين يرتاضون رياضة صعبة كَثِيرَة الَّذِي لم يستحكم نضجه وَلَيْسَ فِيهِ خمير وَلَا ملح كثير. وَأما للمشايخ والتاركين الرياضة والناقهين فالكثير الخمير الْمُحكم النضج.
فَأَما الفطير فَإِنَّهُ غير مُوَافق لأحد من النَّاس وَلَا يقدر على استمرائه الفلاحون على أَنهم أَشد النَّاس وَأَكْثَرهم كدا فضلا عَن غَيرهم وهم أقوى النَّاس على استمراء لجَمِيع الْأَطْعِمَة الغليظة.
فَأَما خبز الفرن فَإِنَّهُ دون خبز التَّنور فِي الْحَمد لِأَن بَاطِنه لَا ينضج كنضج ظَاهره.
وَأما خبز الطابق وَالْخبْز الَّذِي يدْفن فِي الْجَمْر وخبز الْملَّة فكله رَدِيء لِأَن بَاطِنه نيء لَا ينضج بالسواء.
وَأما الْخبز المغسول فَإِنَّهُ قَلِيل الْغذَاء وَهُوَ أبعد أَنْوَاع الْخبز عَن توليد السدد لِأَن لزوجته وغلظه)
وَقَالَ روفس: الْخبز الخشكار يلين الْبَطن والحواري يعقله والمختمر يلين والفطير يشد الطبيعة والرغيف الْكَبِير أخف من الرَّغِيف الصَّغِير وَأكْثر غذَاء وخبز الفرن أرطب من خبز التَّنور وخبز الْملَّة يعقل الْبَطن والمعمول بِاللَّبنِ كثير الْغذَاء وَالْخبْز الْحَار يسخن ويجفف والبارد لَا يفعل ذَلِك وَالْخبْز الَّذِي من الْحِنْطَة السمينة الحديثة يسمن.
وَحكى حنين عَن روفس: أَن الْخبز كلما كَانَ أنقى كَانَ الْخَلْط الْمُتَوَلد مِنْهُ أَجود لكنه أَبْطَأَ انحدارا وَمَا كَانَ أَكثر نخالة كَانَ خلطه رديا وَخُرُوجه أسْرع.
وَقَالَ ابْن ماسويه: أفضل الْخبز وَأَكْثَره غذَاء السميد وَهُوَ أَبْطَأَ انحدارا وهضما لقلَّة نخالته.
ويتلوه خبز الْحوَاري فِي ذَلِك ثمَّ الخشكار وَأحمد أَوْقَات أكله فِي آخر الْيَوْم الَّذِي يخبز فِيهِ أَو من غير ذَلِك الْيَوْم قبل أَن يصلب ويجف.
وَقَالَ ج: كل خبز ومتخذ من الْحِنْطَة مسخن إِلَّا الْخبز المغسول فَإِنَّهُ قد صَار فِي قوته كالنشا.
وَحكى حنين عَن اثيناوس أَن خبز الْحِنْطَة المكتنزة لِاكْتِسَابِ الصِّحَّة أردأ وَهُوَ لتقوية الْقُوَّة أصلح وبالضد.(6/101)
وَحكى عَن بروخس: أَن خبز الْملَّة أيبس الْخبز وأبطأه هضما وَلذَلِك يطعم للين الْبَطن والبلة الرقيقة فِي الْمعدة.
دَقِيق وعجين وَأما دَقِيق الْحِنْطَة فَقَالَ فِيهِ د: إِنَّه يتضمد بِهِ مَعَ عصارة البنج لسيلان الفضول إِلَى الْأَعْضَاء والنفخ الْعَارِض للمعي. وَمَتى خلط بسكنجبين وَوضع على البثر اللبني قلعه. وَإِذا ضمد بدقيق الْحِنْطَة المتخلخلة مَعَ خل وشراب وَافق سموم الْهَوَام.
وَإِذا طبخ حَتَّى يصير مثل الغراء والتقم نفع من نفث الدَّم من الصَّدْر. وَإِذا طبخ مَعَ نعنع وزبد كَانَ صَالحا للسعال وخشونة الصَّدْر.
وَمَتى عجن دَقِيق الْحِنْطَة وضمد بِهِ اسفل الْقدَم حل الوجع الَّذِي يكون فِيهِ.
وَقَالَ ج: دَقِيق الْحِنْطَة مَتى عجن بِمَاء الْعَسَل والدهن وضمد بِهِ حلل الأورام.
وَقَالَ: خبز الْحِنْطَة مَتى طبخ بِمَاء القراطن وعجن بِهِ وخلط بِبَعْض العصارات الْمُوَافقَة سكن الأورام الحارة بتليينه وتبريده التبريد اللين. وَالْخبْز الْعَتِيق الْيَابِس يعقل الْبَطن وَحده وَمَعَ غَيره وَالْخبْز اللين إِذا بل بِمَاء وملح وضمد بِهِ أَبْرَأ القوابي المزمنة.
خمير قَالَ د: خمير دَقِيق الْحِنْطَة جاذب ملطف للأورام الْعَارِضَة فِي أَسْفَل الْقدَم. وينضج)
سَائِر الأورام. وَمَتى خلط بِالْمَاءِ أنضج الدماميل وَفتح أفواهها.
وَقَالَ ج فِي الخمير فِي السَّادِسَة: إِنَّه ملطف يسير الْحَرَارَة وَلذَلِك صَار يجذب من عمق الْبدن بِلَا أَذَى وَلَا لذع. ويحلل وَهُوَ مركب من قوى متضادة وَذَلِكَ أَن فِيهِ حموضة بَارِدَة وحرارة نخالة قَالَ د: مَتى طبخت النخالة بخل ثَقِيف وضمد بهَا وَهِي سخنة الجرب المتقرح قلعته ونفعت الأورام الحارة فِي ابتدائها. وَإِذا طبخ بِالْمَاءِ وتضمد بِهِ سكن ورم الثدي الَّذِي ينْعَقد فِيهِ اللَّبن. وَوَافَقَ لسعة الأفعى والمغس.
أَحسب أَنه بِالشرابِ إِلَّا أَنِّي كَذَا أصبته فِي عدَّة نسخ وللشراب فِي الورم الَّذِي يكون فِي الثدي من أجل تعقد اللَّبن فعل قوي.
وَقَالَ ج: إِن للنخالة قُوَّة تجلو وتحرك المعي على دفع مَا فِيهِ.
وَقَالَ ابْن ماسويه: إِن النخالة حارة يابسة جلاءة وَتعلم حرهَا من أَنَّهَا تحلل الأورام المتولدة من الرّيح والبلغم وَمَا يجمد تَحت الْجلد إِذا ضمد بهَا بعد طبخها بِالْمَاءِ وَيعرف يبسها من أَنه مَتى ضمد بهَا الْجلد وقتا صَالحا يبسته وَيعرف جلاؤها من أَنَّهَا إِن مرست بِالْمَاءِ وطبخ مَا أميط عَنْهَا جلا مَا يعرض فِي الصَّدْر والرئة من الخشونة.
وَحكى عَن ج أَن مَاء النخالة ملين للصدر تَلْيِينًا صَالحا وَأَنَّهَا تجلو كثيرا وتسخن يَسِيرا وتلين الْبَطن.(6/102)
كشك الشّعير قَالَ ديسقوريدوس: مَتى طبخ كشك الشّعير مَعَ بزر الرازيانج وَجعل حساء أدر الْبَوْل.
غُبَار الرَّحَى قَالَ د: مَتى عمل مِنْهُ حساء رَقِيق وتحسى وَهُوَ فاتر نفع من نفث الدَّم من الصَّدْر.
وَمَتى طبخ بِمَاء وزيت وضمد بِهِ حلل الأورام الحارة.
وَقَالَ ج: قوته قُوَّة تغذو وتنضج إِذا تضمد بِهِ.
خبز القطائف قَالَ ج: إِنَّه يُولد خلطا غليظا لزجا وَلذَلِك يعقل الْبَطن.
زلابية قَالَ ج: جَمِيع مَا يصب من الْعَجِين على الأدهان فَينْعَقد فِيهِ يُولد خلطا غليظا.
اطرية قَالَ ج: جَمِيع مَا يتَّخذ من الفطير الغليظ كثير الْغذَاء والاطرية كَذَلِك وَهِي تغذو غذَاء كثيرا بعد أَن تستمرأ إِلَّا أَنَّهَا تسد مسالك الْغذَاء من الكبد وتغلظ الطحال الضَّعِيف)
وتعظمه وتولد الْحَصَى فِي الكلى وخاصة مَتى كَانَت الأحشاء مستعدة لذَلِك. وَكَانَت هَذِه معمولة من دَقِيق متين.
خبز قَالَ جالينوس: أصلح الْخبز لمن لَيْسَ بشاب وَلَا قوي الهضم وَلَا صَاحب رياضة الْكثير الخمير وَالْملح وَيجب أَن تجْعَل فِيهِ مِنْهُمَا مَا دَامَ لَا يُؤْذِي وَيكون بهما جيد المذاق ويجاد وعكه ويخبز فِي تنور معتدل.
نشا قَالَ ج: النشا يصلح لسيلان الْموَاد إِلَى الْعين والقروح الْعَارِضَة لَهَا وَنَفث الدَّم من الصَّدْر قَالَ جالينوس: إِنَّه يبرد ويجفف وقوته مملسة.
وَقَالَ أَيْضا: الْخبز يتَّخذ مِنْهُ ضماد إِذا كَانَ من حِنْطَة وَكَانَ فِيهِ خمير وملح ينضج لِأَن فِيهِ خميرا وملحا.
وَقَالَ بولس فِي النشا: إِنَّه يبرد ويجفف ويسكن لذع الْأَشْيَاء الحريفة.
وَقَالَ ابْن ماسويه: النشا بَارِد يَابِس للحموضة الَّتِي فِيهِ وَهُوَ جلاء ملين للبطن تَلْيِينًا معتدلا.
وَقَالَ حنين فِي كتاب الْعين: إِن النشا أبرد من الْحِنْطَة وأخف مِنْهَا وَهُوَ مغر مُسَدّد.
سويق الْحِنْطَة قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي وسط الأولى يَابِس فِي آخرهَا نَافِع لمن اعتدلت طَبِيعَته وَكَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ الْبرد وَالسكر يعين على سرعَة انحداره وَهُوَ صَالح فِي الصَّيف.
وغسيله بِالْمَاءِ الْحَار يقل نفخه لِأَنَّهُ يقوم لَهُ مقَام الطَّبْخ وَمَتى غسل بعد ذَلِك بِالْمَاءِ الْبَارِد عَاد إِلَى الْبُرُودَة والتطفئة.
والنقيع أسْرع انحدارا عَن الْمعدة من الْمَطْبُوخ إِلَّا أَن الْمَطْبُوخ أقل نفخا. والنقيع(6/103)
أصلح للمحرورين وأقطع للعطش والخلط الْمُتَوَلد من السويق بَارِد رطب لِكَثْرَة مَا يشرب مَعَه من المَاء.
وَسَوِيق السلت ملين للبطن نَافِع من السعال ملين للصدر نَافِع من هيجان الْمرة الصَّفْرَاء.
فتيت قَالَ ابْن ماسويه: أَحْمَده مَا اتخذ من الْخبز وجفف فِي الظل ودق جريشا ولت بدهن اللوز المر فَأَما المجفف فِي التَّنور فَإِنَّهُ بطئ رَدِيء فِي الْمعدة لِأَن التَّنور يورثه يبسا شَدِيدا.
ينظر فِي هَذَا.
الْحِنْطَة قَالَ ج فِي كتاب الْعَادَات: الْحِنْطَة قل مَا تنفخ من أجل حَرَارَتهَا ويبطئ انحدارها من أجل تلذذها وَإِن الْجلاء فِيهَا أقل مِنْهَا فِي الشّعير لقلَّة نخالتها.)
خبز حَار وبارد قَالَ: وَأما الْخبز فالحار فِيهِ حرارة عرضية ورطوبة بخارية فلحرارته العرضية يعطش ولرطوبته البخارية يطفو فَوق الْمعدة ويعسر استمراؤه وانحداره وينفخ للخلتين جَمِيعًا ويشبع سَرِيعا وَذَلِكَ من أجل حرارته وَمن أجل أَنه يطفو. والبارد بالضد.
وَقَالَ فِي الكيموسين: أَجود الْخبز الْمُتَّخذ من الْحِنْطَة الَّذِي قد استحكم نضجه فِي التَّنور ودعكه وتحريكه وَيجْعَل فِيهِ خمير وملح باعتدال وَيَتْلُو هَذَا فِي الْفَضِيلَة خبز الفرن.
وَقَالَ: كل خبز لم ينضج باعتدال فَهُوَ رَدِيء.
وَقَالَ فِي كتاب الْعَادَات: إِن الْحِنْطَة قَليلَة النفخ بِالْإِضَافَة إِلَى الشّعير.
وَقَالَ فِي هَذَا الْكتاب أَيْضا: الْخبز الْحَار لما كَانَت فِيهِ فضل رُطُوبَة بخارية وحرارة عرضية كَانَ بِحَسب رطوبته العرضية يطفو فَوق الْمعدة وينفخ ويعسر انحداره وَمن أجل حرارته يعطش وبسبب الخلتين مَعًا يشْبع دفْعَة وَالْخبْز الْبَارِد لَا يفعل شَيْئا من ذَلِك إِذْ لَا حرارة عرضية لَهُ وَأَن الرُّطُوبَة البخارية تحللت عَنهُ.
وَقَالَ فِي الْمقَالة الثَّانِيَة من طيماؤس: إِن قُوَّة النخالة مثل قُوَّة دَقِيق الكرسنة فِي الْجلاء وَإِن دَقِيق الكرسنة أحلى من دَقِيق الباقلي ودقيق الشّعير.
وَقَالَ فِي الثَّامِنَة من الْأَدْوِيَة المفردة: إِن الْحِنْطَة تسخن فِي الأولى وَلَا تجفف وَلَا ترطب وفيهَا لزوجة وتسديد وتغرية.
والضماد الْمُتَّخذ من خبز الْحِنْطَة هُوَ أسخن من خبز الْحِنْطَة من أجل الخمير لِأَن قُوَّة الخمير تجذب من العمق.
وَأما النشا فَإِنَّهُ يجفف أَكثر من الْحِنْطَة وَهُوَ مَعَ ذَلِك يبرد.
وَقَالَ فِي الأولى من الأغذية: إِن الْخَيل مَتى أكلت من الْحِنْطَة لم تسلم من مضرته.
قَالَ ماسرجويه: الفطير أَكثر غذَاء من الخمير.
سندهشار قَالَ: الْحِنْطَة تغذو لقُوَّة وتسكن الرّيح وَهِي ثَقيلَة دسمة تزيد فِي النُّطْفَة.(6/104)
قَالَت الخوز: الْخبز الْحوَاري يسمن الْجِسْم.
قَالَ ماسرجويه: إِن النشا مَتى خلط بالزعفران وطلي بِهِ الْوَجْه أذهب الكلف.
والنخالة مَتى أنقعت بِمَاء لَيْلَة ثمَّ مرست وصفيت وطبخ الصفو مَعَ سكر ودهن لوز وتحسى أنضج مَا فِي الصَّدْر.)
وَمَتى أَخذ خمير الْحوَاري المعتدل فِي الاختمار فأنقع فِي المَاء ثمَّ صفي بعد ساعتين وَجعل فِيهِ وزن دانق من طباشير ودانقي سكر طبرزد فِي قدر ثَلَاثَة دَرَاهِم من المَاء وقيراطين من زعفران وَسقي الصَّبِي إِذا كَانَت لَهُ حمى وعطش فَإِنَّهُ يسكن الْحمى وَيقطع الْعَطش.
حنين: الْحِنْطَة تسخن فِي الأولى وَالْخبْز الْمُتَّخذ مِنْهَا يسخن أَكثر وَهِي معتدلة فِي الرُّطُوبَة واليبس. ودقيقها مَتى اتخذ مِنْهُ حساء جيد لنفث الدَّم والقروح فِي الرئة والصدر والسعال والخشونة.
حَماما قَالَ د: إِنَّهَا حريفة تلذع اللِّسَان طيبَة الرَّائِحَة وقوتها قابضة ميبسة مسخنة تجلب النّوم وتسكن الصداع إِذا ضمد بهَا الْجَبْهَة وتنضج الأورام الحارة. وَتَنْفَع من لسع العقارب مَتى ضمد بهَا مَعَ الباذروج الْمَكَان الملسوع. وينفع من أورام الْعين الحارة وأورام الأحشاء إِذا ضمد بهَا مَعَ الزَّبِيب. وَهِي نافعة من أوجاع الرَّحِم إِذا أدخلت الفرزجات وَإِذا جلس فِي طبيخها.
وَمَتى شرب طبيخها كَانَ مُوَافقا للكبد العليلة والكلى والنقرس.
قَالَ ج فِي السَّادِسَة: قُوَّة هَذَا شَبيهَة بِقُوَّة الوج إِلَّا أَن هَذَا أَكثر إنضاجا والوج أَكثر تجفيفا.
لي يَجْعَل بدله.
قَالَ بديغورس: خاصته طرد الرِّيَاح وتنقية الْمعدة وتقوية الكبد مثل الوج سَوَاء.
قَالَ اريباسيوس: هُوَ كالوج إِلَّا أَن الوج أَكثر يبسا والحماما أَكثر هضما وإنضاجا.
وَقَالَ ج فِي الْخَامِسَة من الْفُصُول: إِن جَمِيع الْأَدْوِيَة الحارة حرارة قَوِيَّة وَلَا سِيمَا السليخة والقسط والدارصيني والحماما تصدع كَذَلِك الأفاويه أَكْثَرهَا تصدع لِأَنَّهَا حارة لَطِيفَة.
قَالَ حنين فِي كتاب الترياق: الحماما خاصته التسكين والتنويم وَهُوَ من المسكرات.
حلتيت قد ذَكرْنَاهُ مَعَ الأنجدان.
حصرم نذكرهُ مَعَ الْعِنَب.
حلزون نذكرهُ مَعَ الصدف.(6/105)
حَبَّة خضراء: مسخنة، مَدَرَة للبول، رَدِيئَة للمعدة، تحرّك الباه. وَإِن شربت بشراب ووافقت نهش الرتيلا. ولدهنها تبريد وَقبض مثل مَا لدهن الْورْد.
وورق هَذِه الشَّجَرَة وثمرتها قابضة توَافق مَا توَافق شَجَرَة المصطكي واستعمالها مثل ذَلِك.
وصمغ هَذِه الشَّجَرَة أَجود الصموغ وَبعدهَا المصطكي ومنفعتها كمنفعتها ثمَّ صمغ التنوب وصمغ اللاطي واللاذن ثمَّ الصنوبر كل وَاحِد من هَذِه وخاصة هَذِه الصمغة مسخنة ملينة مذوبة منفية مُوَافقَة للسعال وقرحة الرئة منقية لما فِي الصَّدْر إِذا لعق وَحده أَو بِعَسَل مدر للبول ملين للبطن يلزق بهَا الشّعْر النَّابِت فِي الجفون. وَإِذا خلط بزنجار وقلقنت ونطرون أصلح الجرب المتقشر والآذان الَّتِي يسيل مِنْهَا رُطُوبَة. وَمَتى خلط بِعَسَل وزيت يصلح لحكة القروح.
وَيدخل فِي المراهم والأدهان المحللة للاعياء. وينفع أوجاع الْجنب مَتى تمسح بِهِ وَحده أَو تضمد بِهِ.
ودخان هَذِه الصموغ تصلح فِي صَنْعَة الأكحال الَّتِي تحسن هدب الْعين والمدة فِي المتأكلة والأشفال المتساقطة والدمعة.
وَقَالَ ج: دهن الْحبَّة الخضراء مركب وَذَلِكَ أَنه لَا يلين فَقَط إِذا شرب لَكِن يقبض أَيْضا.
وَقَالَ فِي الثَّانِيَة فِي دُخان البطم: إِنَّه بعيد من الْأَذَى واللذع وَهُوَ كدخان الكندر.
وَقَالَ: إِن علك الْحبَّة الخضراء أَجود العلوك بعد المصطكي وَفِيه مَعَ هَذَا شَيْء من المرارة وَلذَلِك صَار يحلل أَكثر من المصطكي وَلَيْسَ لهَذَا العلك قبض مَعْرُوف مثل قبض المصطكي وَلما كَانَ مرا صَار لمَكَان هَذَا الطّعْم يجلو أَيْضا حَتَّى أَنه يشفي الجرب وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يجر ويجذب من عمق الْبدن أَكثر من سَائِر أَنْوَاع العلوك لِأَنَّهُ ألطف مِنْهَا. ولعلك البطم شَيْء من التليين وَبعده فِي التليين المصطكي.)
وَقَالَ فِي الثَّامِنَة فِي شَجَرَة البطم: إِن فِي جَمِيعهَا قبضا وَمَعَ ذَلِك هِيَ تسخن فِي الثَّانِيَة وَهَذَا مِمَّا يدل على أَنَّهَا تجفف أَيْضا إِلَّا أَنَّهَا تسخن مَا دَامَت طرية رطبَة فتجفيفها يسير حَتَّى أَنَّهَا إِذا هِيَ يَبِسَتْ صَارَت تجفف فِي الثَّانِيَة.
وثمرتها تفعل ذَلِك خَاصَّة فَإِنَّهَا إِذا يَبِسَتْ صَارَت نَحْو الثَّالِثَة فِي التجفيف ويبلغ من إسخانها أَنه من يمضغها يعلم بحرها من سَاعَته وَلذَلِك صَارَت تدر الْبَوْل وَتَنْفَع الطحال.
قَالَ بديغورس: علك البطم خاصته تَحْلِيل مَا فِي الصَّدْر والإذابة.
وَقَالَ اريباسيوس: صمغ الْحبَّة الخضراء يحلل أَكثر من المصطلكي ويجلو حَتَّى أَنه يذهب الجرب والقوابي وَيُبرئ القروح الَّتِي فِي ظَاهر الْجِسْم أَكثر من سَائِر أَصْنَاف الراتينجات يَعْنِي الصموغ والعلوك.(6/106)
وَقَالَ: فِي قشر هَذِه الشَّجَرَة وورقها وحبها قبض يسير وإسخان كَاف وَإِذا كَانَت رطبَة فَإِنَّهَا تجفف تجفيفا يَسِيرا فَإِذا جَفتْ كَانَ تجفيفها كَافِيا. وخاصة حبه إدرار الْبَوْل والنفع من الطحال.
وَقَالَ ابْن ماسويه: الْحبَّة الخضراء حارة فِي الثَّانِيَة يابسة فِي وَسطهَا بطيئة الهضم تولد خلطا رديا نافعة لمن بِهِ بلغم لزج.
فَأَما الْحبّ الْكِبَار من حبها فدهنه نَافِع لأَصْحَاب البلغم والرطوبات والفالج واللقوة إِذا دهن بِهِ. وَهُوَ ضار للمحرورين نَافِع من وجع الطحال الْعَارِض من الْبرد مدر للبول. وخاصته أَن يذهب بِشَهْوَة الطَّعَام.
قَالَ جالينوس فِي الميامر: صمغ البطم يلين تَلْيِينًا كَافِيا ويحلل وينضج باعتدال وَهُوَ مَعَ هَذَا يجلو وينقي وَيفتح المجاري الضيقة. ذكر ذَلِك فِي بَاب القوباء فِي عِلّة الكبد.
قَالَ أَبُو جريج: علك البطم هُوَ علك الانباط وَهُوَ حَار فِيهِ يبس قَلِيل وَيدخل فِي المراهم لِكَثْرَة نَفعه وتنقيته الخراجات ونشفه للمدة. وَمَتى وضع مُفردا على الخراجات الصلبة لينها وأسرع نضجها وَجمع مدَّتهَا.
وَقَالَ جالينوس فِي الْخَامِسَة من تَدْبِير الأصحاء: صمغ الْحبَّة الخضراء مَتى أَخذ مِنْهُ قدر البندقة أَو الجوزة ألان الْبَطن بِلَا أَذَى وينقي الأحشاء ويجلوها أَعنِي الكبد وَالطحَال والرئة والكلى.
قَالَ فِيهَا د: إِن دَقِيق الحلبة مَتى خلط بِمَاء القراطن وتضمد بِهِ كَانَ ملينا وَيصْلح دقيقها أَيْضا)
للأورام الظَّاهِرَة والباطنة الحارة وَمَتى خلط دقيقها بنطرون وتضمد بِهِ حلل ورم الطحال.
وَمَتى جلس النِّسَاء فِي طبيخها انتفعن بِهِ من وجع الْأَرْحَام الْعَارِضَة من ورم الرَّحِم وانضمامها.
وَمَتى طبخت الحلبة بِمَاء وعصرت وَغسل الراس بعصارتها نقت الرَّأْس وحللت النخالة والقروح الرّطبَة.
وَقد تخلط بشحم الإوز وتحتمل لتليين صلابة الرَّحِم وَفتح انضمامها.
وَفِي نُسْخَة أُخْرَى يونانية زِيَادَة فِي بَاب الحلبة: إِنَّهَا مَتى اسْتعْملت طرية فِي الْأكل مَعَ الْخلّ نَفَعت من ضعف الْمعدة والقرحة فِيهَا والمعي. وطبيخها بِالْمَاءِ ينفع من الزحير والإسهال المزمن وقرحة المعي.
والدهن الْمُتَّخذ مِنْهَا إِذا خلط وأدهن بِهِ نقي الشّعْر وصفاه. وَإِذا مسحت بِهِ آثَار القروح الْعَارِضَة فِي ظَاهر الْفروج والذكور بعد اندمالها ذهبت بهَا. ولدهن الحلبة قُوَّة ملينة للدبيلة منضجة وتوافق جدا لصلابة الرَّحِم. وتحقن بِهِ الْمَرْأَة الَّتِي يعسن ولادها من أجل الْجَفَاف(6/107)
وَخُرُوج الرطوبات وينفع من أورام المقعدة ويحتقن بِهِ للزحير والمغس ويجلو نخالة الرَّأْس والقروح الرّطبَة. وَمَتى خلط بالشمع نفع من الحرق والشقاق الْعَارِض من الْبرد. ويخلط بأدوية الكلف وبالغمر.
وَقَالَ جالينوس فِي الثَّامِنَة: الحلبة تسخن فِي الدرجَة الثَّانِيَة وتجفف فِي الدرجَة الأولى وَلذَلِك صَارَت تهيج الأورام الملتهبة. وَأما سَائِر الأورام القليلة الْحَرَارَة الصلبة فَإِنَّهَا قد تحلها وتفشها.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِنَّهَا تسخن إسخانا بَينا وتؤكل قبل الطَّعَام بالمري لتطلق الْبَطن وَهِي فِي هَذَا الْبَاب أصلح وأوفق من الترمس بِكَثِير لِأَنَّهُ فِي نفس جوهره لَيْسَ بعسر الْخُرُوج عَن الْبَطن.
وَهِي تصدع مَتى أَكثر مِنْهَا وتغثي بعض النَّاس.
وطبيخ الحلبة مَتى شرب مَعَ الْعَسَل أطلق الْبَطن وَأخرج مَا فِي المعي من الأخلاط الردية وَفِي هَذَا الطبيخ مَعَ الْعَسَل لزوجة وحرارة فَهُوَ بلزوجته مَأْمُون أَن يُؤْذِي وبحرارته يدْفع ويسكن الْأَذَى وَفِيه مَعَ هَذَا قُوَّة تجلو فَهُوَ بِهَذَا السَّبَب يُحَرك المعي ويستدعيها إِلَى دفع مَا فِيهَا بالبراز إِلَّا أَنه يجب أَن يكون مَا يخلط من الْعَسَل يَسِيرا لِئَلَّا يكون لذاعا.)
فَأَما من كَانَ فِي صَدره أوجاع مزمنة من غير أَن يكون مَعهَا حمى فَيَنْبَغِي أَن يطْبخ لَهُ الحلبة مَعَ تمر لحيم وَيُؤْخَذ شيرجها فيخلط مَعَه عسل كثير ويطبخ على جمر حَتَّى يثخن ثخنا قَالَ اريباسيوس: الحلبة تهيج الأورام الحارة الَّتِي قد عرض لَهَا شبه الغليان وتحلل الأورام الَّتِي هِيَ يسيرَة الْحَرَارَة وَالَّتِي هِيَ أَكثر صلابة وتحجرا.
وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّهَا حارة فِي الثَّانِيَة يابسة فِي الأولى وَلَيْسَت تولد خلطا جيدا وَهِي تغثي وتصدع مَتى أَكثر مِنْهَا. وأكلها بالخل والمري يمْنَع ضررها.
وطبيخها مَتى شرب مَعَ عسل أحدر الأخلاط الردية الَّتِي فِي المعي بلزوجتها وتدر الطمث.
وَمَتى أكلت مطبوخة بِتَمْر أَو عسل أَو تين على الرِّيق حللت البلغم اللزج الْعَارِض فِي الصَّدْر وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ التَّمْر أَصْغَر وَهَذِه الصّفة يَنْبَغِي أَن تعْمل بهَا إِذا لم تكن حمى. وَهِي مغير للنكهة مطيبة لريح الرجيع مفْسدَة لرائحة الْبَوْل والعرق.
الطَّبَرِيّ قَالَ: الحلبة تنقي الصَّدْر وتهيج الباه.
قَالَ ج عِنْد ذكره للدم: إِن طبيخ الحلبة يشفي الطرفة.
وَقَالَ الْفَارِسِي: إِنَّهَا تلين الصَّدْر وَالْحلق والبطن وتزيد فِي الباه جيد للريح والبلغم وتسكن السعال والربو وعسر النَّفس جيد للبواسير.
وَقَالَ جالينوس فِي الكيموسين: مَتى أدمن أكلهَا لم يكن كيموسها مَحْمُودًا.(6/108)
قَالَت الخوز: إِنَّهَا تزيد فِي الدَّم جدا الرّطبَة مِنْهَا.
ماسرجويه: طبيخ الحلبة يجعد الشّعْر وَيذْهب بالحزاز وينقي الصَّدْر ويغذو الرئة بعض الْغذَاء.
حنين فِي كتاب الْعين: الحلبة حارة فِي الثَّانِيَة يابسة فِي الأولى تَنْفَع من الأورام الصلبة.
حدل بَارِد يضر بالعصب ويشنجه وينفع الورم الْحَار إِذا ضمد بِهِ.
الخوز: يَقُولُونَ ذَلِك.
حناء قَالَ د: إِن لدهن الْحِنَّاء قُوَّة مسخنة ملينة مفتحة لأفواه الْعُرُوق مُوَافقَة لأوجاع الرَّحِم والأعصاب والشوصة ولكسر الْعِظَام مَتى اسْتعْمل وَحده أَو خلط بقيروطي وَيدخل فِي المراهم الْمُوَافقَة للفالج الَّذِي يعرض مِنْهُ ميل الرقة إِلَى خلف وللخناق وللأورام الحارة الْعَارِضَة فِي الأربية وَيدخل فِي الأدهان المحللة للاعياء.
وورق الْحِنَّاء قَابض وَلذَلِك مَتى مضغ أَبْرَأ القلاع والقروح الَّتِي فِي الْفَم الَّتِي تسمى بالجمر.
وَمَتى تضمد بِهِ نفع من الأورام الحارة. وَيصب طبيخه على حرق النَّار. وَمَتى ضمدت بِهِ الْجَبْهَة مَعَ خل سكن الصداع.
وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: قُوَّة ورق الْحِنَّاء وقضبانه مركبة وَذَلِكَ أَن فِيهَا قُوَّة محللة اكتسبتها من جَوْهَر فِيهَا مائي حَار باعتدال وفيهَا أَيْضا قُوَّة قابضة اكتسبتها من جَوْهَر فِيهَا أرضي بَارِد وَلذَلِك يصب طبيخها على حرق النَّار. وَيسْتَعْمل فِي الأورام الملتهبة والجمر لِأَنَّهَا تجففها بِلَا أَذَى وَلَا لذع. وَهُوَ نَافِع أَيْضا من القروح فِي الْفَم من غير سَبَب من خَارج وخاصة من القروح الَّتِي من جنس القلاع وينفع أَيْضا من القلاع نَفسه الْحَادِث فِي أَفْوَاه الصّبيان.
قَالَ مسيح: فعلهَا فِي الْجِرَاحَات كَفعل دم الْأَخَوَيْنِ.
قَالَ ابْن ماسويه: الْحِنَّاء بَارِد فِي الأولى يَابِس فِي الثَّانِيَة.
حور قَالَ د: إِنَّه مَتى شرب من ثَمَر هَذِه الشَّجَرَة مِثْقَال نفع من عرق النسا وتقطير الْبَوْل. وَيُقَال: إِنَّه يقطع الْحَبل مَتى شرب مَعَ كلى بغل. وَيُقَال أَيْضا: إِن ورقه يفعل ذَلِك مَتى شربته الْمَرْأَة بخل بعد طهرهَا.
وعصارة الْوَرق مَتى فترت وقطرت فِي الْأذن نفع من ألمها.
وثمره إِذا دق وخلط بِعَسَل واكتحل بِهِ أَبْرَأ الغشاوة فِي الْعين.
والرومي إِذا تضمد بورقه بالخل نفع من وجع قرحَة النقرس. وثمره نَافِع من الصرع.(6/109)
وَقَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة: إِن ورد هَذِه الشَّجَرَة حَار فِي الثَّالِثَة وَهُوَ معتدل فِي التجفيف والترطيب إِلَّا أَنه أميل إِلَى اليبس قَلِيلا واللطافة أولى بزهرة هَذِه الشَّجَرَة من الغلظ.
وَأما ورق هَذِه الشَّجَرَة فَهُوَ يفعل مَا يَفْعَله وردهَا إِلَّا أَن قوته أَضْعَف.
وصمغها وَهُوَ الكاربا شَبيه الْقُوَّة بِقُوَّة زهرها وَهُوَ أسخن من الزهرة.
فَأَما بزرها فَهُوَ ألطف من صمغها وَأكْثر تجفيفا إِلَّا أَنه لَيْسَ بِكَثِير الْحَرَارَة.
وَقَالَ: مزاج هَذَا مركب من جَوْهَر مائي فاتر وجوهر أرضي قد لطف وَلِهَذَا صَارَت قواه مركبة.
وَقَالَ بديغورس فِي الكاربا: إِنَّه يحبس الدَّم من أَي مَوضِع سَالَ من الْجِسْم.
وَقَالَ أَبُو جريج: الكاربا حرارته ممتزجة بِشَيْء من برد وييبس وَله خَاصَّة فِي إمْسَاك الدَّم وخاصة من الزحير ويسكن خفقان الْفُؤَاد ويمسك الْبَطن.
قَالَ ماسرجويه: إِنَّه نَافِع لخفقان الْفُؤَاد. والشربة مِنْهُ نصف مِثْقَال بِمَاء بَارِد. وَيحبس التحلب من الرَّأْس إِلَى الصَّدْر.
قَالَت الخوز: إِنَّه يعلق على صَاحب الأورام الحارة فينفع. وَهَذَا بَارِد نَافِع من الخفقان وَنَفث الدَّم والرعاف.
قَالَ ديسقوريدوس: مَتى تضمد بورقه أَبْرَأ نهش الْهَوَام.
حَرْبَة قَالَ بولس: قوته قُوَّة سَائِر البزور وورقه إِذا كَانَ أَخْضَر يلزق الْجِرَاحَات. وَمَتى شرب يَابسا أَبْرَأ الطحال الجاسي.
وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة فِي لنجيطس: هَذَا النَّبَات لَهُ بزر مثلث شَبيه بالحربة وَأَصله شَبيه بِأَصْل الدوقوا وَهُوَ يدر الْبَوْل.
وَأما النَّوْع الَّذِي يشبه ورقه ورق السقولوقندريون فورقه مَا دَامَ طريا يصلح لإدمال الْجِرَاحَات.
وَأما إِذا يبس فَإِنَّهُ يشفي الطحال الصلب مَتى شرب بالخل.
حنجرة قَالَ ابْن ماسه: الحنجرة بَارِدَة يابسة تغذو غذَاء يَسِيرا للغضروفية الَّتِي فِيهِ ولتؤكل بالأفاويه الحارة.
حضض قَالَ فِيهِ د: إِن قوته قابضة يجلو ظلمَة الْبَصَر وَيُبرئ جرب الْعين وحكتها وَيقطع سيلان الرطوبات المزمنة وَيصْلح للآذان الَّتِي تسيل مِنْهَا مُدَّة. وَمَتى تحنك بِهِ نفع من ورم الْحلق واللثة وَإِذا شرب أَو احتقن بِهِ نفع من الإسهال المزمن وقرحة المعي ويسقي بنفث الدَّم والسعال ولعضة الْكَلْب وَيحسن الشّعْر ويشفي الداحس والنملة والقروح الخبيثة. وَمَتى احْتمل قطع سيلان الرطوبات السائلة إِلَى الرَّحِم.(6/110)
وشجرة الحضض مَتى طبخت بخل ثَقِيف نَفَعت من أورام الطحال واليرقان ويدر الطمث.
وَيُقَال إِنَّه يفعل ذَلِك هُوَ بِنَفسِهِ إِذا شرب كَمَا هُوَ مسحوقا.
وَمَتى شرب من ثَمَرَته وزن مسطون أسهل بلغما مائيا. وينفع من الْأَدْوِيَة القتالة.
وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: هَذَا عندنَا يسْتَعْمل فِي مداواة الكلف والأورام والقروح الْحَادِثَة فِي الْفَم والدبر والنملة والتعفن والقروح الخبيثة وَالْأُذن الَّتِي يخرج مِنْهَا الْقَيْح والسحج والرطوبة المحتقنة فِي أصُول الْأَظْفَار وَذَلِكَ لِأَن قوته قُوَّة مجففة. وَهُوَ مركب من قوى أجناسها متباينة فَوَاحِدَة مِنْهَا هِيَ لَطِيفَة محللة حارة وَالْأُخْرَى أرضية بَارِدَة وَمن أجل هَذِه الْقُوَّة صَار للحضض قبض إِلَّا أَن هَذِه قَليلَة فِي هَذَا الدَّوَاء جدا. فَأَما التَّحْلِيل والتجفيف فَلَيْسَ هما قليلين بل هُوَ مِنْهُمَا فِي الدرجَة الثَّانِيَة. وَأما الْحَرَارَة فَهُوَ مِنْهَا نَحْو الْوسط المعتدل وَلذَلِك صَار النَّاس)
يستعملون هَذَا الدَّوَاء فِي مداواة أدواء مُخْتَلفَة فيستعملونه على أَنه دَوَاء يجلو جلاء بَينا فيكحلون بِهِ الْعين لينقي مَا يكون فِي وَجه الحدقة مِمَّا يظلم الْبَصَر. وَيسْتَعْمل أَيْضا على أَنه يجمع أَجزَاء الْعُضْو ويشده فيسقي مِنْهُ أَصْحَاب استطلاق الْبَطن وَمن بِهِ قرحَة فِي أمعائه وَمن بِهِ النزف من النِّسَاء.
والهندي أبلغ فِي هَذِه الأفاعيل.
قَالَ بديغورس: خاصته النَّفْع من الأورام الرخوة الخوارة والنفاخات فِي الْجَسَد وَالْعين وَيقطع الدَّم.
وَقَالَ اريباسيوس: قُوَّة الحضض مركب من جوهرين مُخْتَلفين: أَحدهمَا لطيف الْأَجْزَاء مُحَلل وَالْآخر أرضي بَارِد قد اكْتسب الحضض من أَجله قبضا وَلذَلِك يسْتَعْمل فِي علل مُخْتَلفَة فيقام فِي بعض الأحيان مقَام دَوَاء جَامع مَانع إِذا اسْتعْمل فِي الإسهال الَّذِي عَن ضعف فِي الْمعدة وَاخْتِلَاف الدَّم وسيلان الْموَاد من الرَّحِم.
وَقد يسْتَعْمل أَيْضا فِي علاج الْآثَار الَّتِي تكون فِي الْوَجْه وَفِي الأورام الَّتِي تكون فِيهِ وَفِي الْفَم وَفِي المقعدة وَفِي القروح والأورام الساعية وَالْعين والقروح الخبيثة وَالْأُذن الَّتِي يسيل إِلَيْهَا وَمِنْهَا الْقَيْح والسحج الفخذين والداحس.
والحضض الْهِنْدِيّ أقوى فِي جَمِيع الْأَفْعَال.
قَالَ بولس: إِنَّه يَابِس فِي الثَّانِيَة معتدل فِي الْحر وَالْبرد وَمَعَهُ تَحْلِيل وَقبض يسير فَلهَذَا صَار يسْتَعْمل فِي المبطونين بِأَن يطلى على بطونهم لأجل قَبضه وتجفيفه. وَيسْتَعْمل فِي الذوسنطاريا لما فِيهِ أَشْيَاء كَثِيرَة. وَيسْتَعْمل لغشاوة الْعين لما فِيهِ من التنقية وَيسْتَعْمل فِي القروح الردية الْمَذْهَب وَفِي الأورام الحارة.
قَالَ الطَّبَرِيّ: الفيلزهرج هُوَ حَار باعتدال يُقَوي الشّعْر إِذا طلي بِهِ وينشف بلة الْعين إِذا كحل بِهِ. وَهُوَ مَاء يقطر من شجرته.(6/111)
وَقَالَ ماسرجويه: الحضض معتدل فِي الْحر وَالْبرد قَابض. وأجود الحضض للورم الْعَرَبِيّ. فَأَما لتقوية الشّعْر فالهندي.
سندهشار قَالَ: ينفع من أوجاع الْعين والورم والجذام والبواسير والقروح.
قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه نَافِع من الكلف والأورام فِي الْمعدة إِذا طلي والقروح والعفونة والحمرة)
والخبيثة والمدة فِي الْأذن ويجلو الظلمَة من الْعين وَيقبض وَيحبس الْبَطن جيد لقروح المعي ونزف الدَّم من الْأَرْحَام.
حرف قَالَ ديسقوريدوس: كل حرف مسخن حريف رَدِيء للمعدة يلين الْبَطن وَيخرج الدُّود وَيحل ورم الطحال وَيقتل الأجنة. ويحرك شَهْوَة الْجِمَاع وقوته شَبيهَة بِقُوَّة الْخَرْدَل وبزر الجرجير وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل حلل ورم الطحال وأذهب القروح الشهدية. وَمَتى طبخ فِي الأحساء أخرج الفضول من الصَّدْر. وَمَتى شرب نفع من لسع الْهَوَام. وَمَتى تدخن بِهِ طردها. ويمسك الشّعْر المتساقط. ويقلع خبث النَّار الفارسية.
وَمَتى خلط بخل وَسَوِيق شعير وتضمد بِهِ نفع من عرق النسا وحلل الأورام البلغمية الحارة.
وَإِذا تضمد بِهِ مَعَ المَاء وَالْملح أنضج الدمل. وورقه يفعل ذَلِك إِلَّا أَنه أَضْعَف قَلِيلا.
وَأما الْحَرْف الْأَبْيَض فَإِن شرب مِنْهُ اكسونافن قيأ وأسهل صفراء. ويحقن بِهِ لعرق النسا ويسهل الدَّم إِذا احتقن بِهِ. وَإِذا شرب فجر الدبيلات الَّتِي فِي بَاطِن الْجِسْم وأدر الطمث وَقتل الأجنة.
وَقَالَ جالينوس: بزر الْحَرْف البابلي هَذَا كَانَ باسم رومي تَفْسِيره فِي ثَبت حنين: حرف بابلي قوته حارة حَتَّى أَنه يفجر الدبيلات الْحَادِثَة فِي الْجوف إِذا شرب ويدر الطمث وَيفْسد الأجنة.(6/112)
وَإِذا احتقن بِهِ نفع من عرق النسا بِأَن يسهل شَيْئا يخالطه دم. وَمَتى شربت مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم قيأ وأسهل أخلاطا مرارية.
وَقَالَ فِي السَّابِعَة فِي الْحَرْف قولا مُطلقًا: قوته قُوَّة تحرق كبزر الْخَرْدَل وَلذَلِك يسخن بِهِ أوجاع الورك الْمَعْرُوفَة بالنسا وأوجاع الرَّأْس وكل الْعِلَل المحتاجة إِلَى التحمر كَمَا يفعل ببزر الْخَرْدَل. وَقد يخلط ببزر الْحَرْف أَيْضا فِي أدوية يسقاها أَصْحَاب الربو من طَرِيق أَن الْأَمر فِيهِ مَعْلُوم أَنه يقطع الأخلاط الغليظة تقطيعا قَوِيا كَمَا يقطعهَا بزر الْخَرْدَل لِأَنَّهُ يشبه بِهِ فِي كل شَيْء.
وبقلة الْحَرْف نَفسهَا إِن جففت كَانَت قوتها كقوة البزر وَأما مَا دَامَت رطبَة فَهِيَ بِسَبَب المائية تنقص نقصا بَينا.
وَقَالَ فِي السَّابِعَة أَيْضا فِي الْحَرْف الْأَبْيَض: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة.
قَالَ اريباسيوس فِي الْحَرْف البابلي: إِن قوته حارة وَلذَلِك يفجر الدبيلات الَّتِي تكون فِي الْجوف)
ويحرك الطمث وَيفْسد الأجنة.
وَإِذا احتقن بِهِ نفع عرق النسا لِأَنَّهُ يخرج شَيْئا دمويا.
قد صَحَّ أَن ذَلِك الِاسْم فِي ثَبت حنين كَانَ صَحِيحا بِهَذِهِ الأفاعيل لِأَن هَذَا قَوْله فِي الْحَرْف البابلي أَيْضا.
بولس فِي الْحَرْف البابلي: إِنَّه مَتى شرب مِنْهُ اكسونافن أخرج من فَوق وَمن أَسْفَل فضولا مرارية.
وَقَالَ ابْن ماسويه: إِن الْحَرْف يخرج حب القرع وَهُوَ ينفع من عرق النسا ووجع الورك ويجلو مَا فِي الصَّدْر والرئة من البلغم اللزج وَهُوَ رَدِيء للمعدة. وَمَتى شرب مِنْهُ أَرْبَعَة دَرَاهِم أَو خَمْسَة بِمَاء حَار بعد سحقه أسهل الطبيعة وحلل الرِّيَاح الْعَارِضَة فِي المعي ونفع من القولنج.
وَمَتى شرب مقلوا عقل الطبيعة وخاصة إِن لم يسحق لتحلل لزوجته بالقلو.
وورقه أقل ضَرَرا للمعدة من بزره.
قَالَ الْفَارِسِي: إِنَّه ينشف الْقَيْح من الْجوف وَيزِيد فِي الباه ويشهي الطَّعَام.
قَالَ سلمويه: إِنَّه نَافِع من الاسترخاء فِي جَمِيع الْأَعْضَاء.
قَالَ ابْن ماسه: مَتى شرب بِمَاء حَار حل القولنج وَأخرج الدُّود ونفع الطحال وعرق النسا ووجع الورك وأهاج الباه وَمنع الشّعْر من السُّقُوط.
وبقله رَدِيء للمعدة.
الطَّبَرِيّ: يهيج الباه وَيقتل الأجنة قتلا قَوِيا جدا شرب أَو احْتمل. والحرف رَدِيء للمعدة ليبسه.
حاشا قَالَ فِيهِ ديسقوريدوس: إِنَّه مَتى شرب بالخل وَالْملح أسهل كيموسا بلغميا. وَإِذا اسْتعْمل طبيخه بالعسل نفع من عسر الْبَوْل وَمن ضيق النَّفس والبهر المحوج إِلَى الانتصاب والربو وَأخرج الدُّود الطوَال وأدر الطمث وَأخرج المشيمة والأجنة وأدر الْبَوْل. وَمَتى عجن بالعسل ولعق سهل وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ حلل الأورام البلغمية الحديثة. وَهُوَ يحلل الدَّم المتعقد ويقلع التوت والثآليل. وَمَتى خلط بسويق وعجن بشراب وَوضع على عرق النسا وَافقه.
وَمَتى طرح فِي الطَّعَام وَأكل نفع من ضعف الْبَصَر. وَقد يصلح اسْتِعْمَاله فِي الصِّحَّة.
وَشَرَابه ينفع من سوء الهضم وَقلة الشَّهْوَة والعصب المفرط الِاضْطِرَاب وَالْحَرَكَة والأوجاع الَّتِي تَحت الشراسيف والاقشعرار الْعَارِض فِي الشتَاء وسموم الْهَوَام الَّتِي تبرد الْجِسْم.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: هَذَا يقطع ويسخن إسخانا بَينا فَهُوَ لذَلِك يدر الطمث وَالْبَوْل وَيخرج الأجنة وَيفتح سدد الأحشاء وينفع من النفث من الصَّدْر والرئة وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن نضعه من الإسخان والتجفيف فِي الثَّالِثَة.
قَالَ بديغورس: خاصته إِنْزَال الْحيض وَالْبَوْل وتنقية الْمعدة.(6/113)
وَقَالَ روفس فِي كتاب التَّدْبِير: إِنَّه أيبس من الفوتنج وَإنَّهُ يشفي ظلمَة الْبَصَر ويحلل البلغم.
وَقَالَ اريباسيوس: يسخن ويجفف وَيقطع إسخانا وتجفيفا وتقطيعا بَينا.
قَالَ: وينفع من نفث الدَّم من الصَّدْر والرئة. وَيفتح سدد الأحشاء مَتى شرب.
حرمل قَالَ فِيهِ د: إِنَّه مَتى سحق بالعسل وَالشرَاب ومرارة الدَّجَاج والزعفران وَمَاء الرازيانج الْأَخْضَر وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: قوته حارة فِي الثَّالِثَة لَطِيفَة وَلذَلِك يقطع الأخلاط الغليظة ويخرجها بالبول.
مَجْهُول قَالَ: الحرمل يصفي الدَّم وَهُوَ جيد للسوداء.
أَبُو جريج قَالَ: إِنَّه يقيء ويسكر شَاربه كاسكار الْخمر.
حزاء قَالَ ماسرجويه: إِنَّه يشبه السذاب فِي الْقُوَّة قَاطع للمنى نَافِع من لذع العقارب.
حبلب قَالَ فِيهِ د: إِنَّه من المسهلات.
قَالَ ابْن ماسويه إِنَّه يسهل فضولا وَيخرج حب القرع.
قَالَت الخوز: إِنَّه يسهل إسهالا قَوِيا وخاصة الديدان وَهُوَ حَار.
حسك قَالَ فِيهِ د: إِنَّه صنفان وَكِلَاهُمَا يقبض ويبرد وتضمد بِهِ الأورام الحارة. وَإِذا خلط بِعَسَل أَبْرَأ القلاع والعفونات الْعَارِضَة فِي الْفَم وأورام العضل الَّتِي عَن جَانِبي الْحلق ووجع اللثة.
وَقد تخرج عصارة هَذَا النَّبَات وتستعمل فِي الأكحال.
والبري مِنْهُ مَتى شرب مِنْهُ درخميان وتضمد بِهِ نفع من نهش الأفاعي. وَمَتى شرب بِالشرابِ نفع من الْأَدْوِيَة القتالة.
وطبيخه مَتى رش فِي مَوَاضِع براغيث قَتلهَا.
وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا مركب من جَوْهَر رطب يسير الْمِقْدَار فِي الرُّطُوبَة وَمن جَوْهَر يَابِس لَيست يبوسته يسيرَة مَعَ أَنه بَارِد والأغلب على الحسك الْبري الأرضية وَهُوَ قَابض. والأغلب على النَّابِت فِي المَاء الْجَوْهَر المائي وَلذَلِك هما موافقان لمنع الأورام الحارة من الْحُدُوث. وَجُمْلَة فَهِيَ صَالِحَة لمنع مَا يسيل وَينصب.
وَأما ثَمَر الحسك الْبري فَإِنَّهُ إِذا شرب فت الْحَصَى فِي الكلى.(6/114)
وَقَالَ اريباسيوس: النَّابِت مِنْهُ فِي المَاء والنابت مِنْهُ فِي الأَرْض الْيَابِسَة يصلحان لدفع الأورام)
الحارة وَمنع انصباب الْموَاد. وَأما النَّابِت على الأَرْض الْيَابِسَة فَفِي بزره لطافة يفت الْحَصَى فِي الكلى إِذا شرب.
قَالَ ماسرجويه: إِذا شرب مَاء الحسك رطبا أذاب الْحَصَى.
سندهشار قَالَ: هُوَ جيد لوجع المثانة وعسر الْبَوْل زَائِدَة فِي الْبَاءَة.
حالبي قَالَ ج فِي بوبيون: إِن هَذَا الدَّوَاء إِنَّمَا سمي بِهَذَا الِاسْم لِأَنَّهُ نَافِع للحالب لِأَنَّهُ يشفي الورم الْحَادِث فِي الحالب إِذا وضع عَلَيْهِ من خَارج كالضماد وعلق عَلَيْهِ وقوته محللة قَلِيلا لِأَن حرارته يسيرَة وتجفيفه لَيْسَ بعنيف وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ طريا.
حب النّيل وَهُوَ القرطم الْهِنْدِيّ. قَالَ أَبُو جريج الراهب: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة أَو بَارِد أَو رطب فِي الأولى يسهل الأخلاط الغليظة.
وَقَالَ بديغورس: إِن خاصته النَّفْع من الفضول الغليظة وإسهال السَّوْدَاء والبلغم.
حمام الصَّحرَاء وَغَيره قَالَ ابْن ماسويه: فراخ الْحمام فِيهَا حرارة ورطوبة فضلية وَمن أجل ذَلِك صَار فِيهَا بعض الغلظ والنواهض أخف وَأحمد غذَاء وَيجب أَن يأكلها المحرور بِمَاء الحصرم والكزبرة ولب الْخِيَار.
وَقَالَ: للفراخ ثقل وإبطاء فِي الْمعدة قَالَه فِي كتاب الْكَمَال فِي بَاب الْمعدة.
دم قَالَ د: دم الْحمام خَاصَّة قَاطع للرعاف الَّذِي من حجب الدِّمَاغ.
زبل قَالَ د: زبل الْحمام أسخن وَأَشد إحراقا من غَيره من الزبول وَإِذا خلط بدقيق شعير وزيت وَمَاء قلع الخشكريشة من القروح الَّتِي تكون فِي النَّار الفارسية وَغَيرهَا وَيُبرئ حرق النَّار إِذا سحق بِزَيْت.
لي أَنا أسْتَعْمل دَائِما زبل الْحمام الراعية فِي الْمَوَاضِع الَّتِي تحْتَاج إِلَى إسخان نَحْو علل الورك والصداع الْمَعْرُوف بالبيضة ووجع الأضلاع وَالظّهْر والنقرس وَقد كتبنَا مَا ذكره نصا فِي كتاب الزبول فاقرأه.
بيضه قَالَ ابْن ماسويه: بيض الْحمام كثير الْحَرَارَة زهم.)
قَالَت الخوز: مَتى طبخ زبل الْحمام بِالْمَاءِ وَجلسَ فِيهِ نفع من حصر الْبَوْل.
حرباء قَالَ ديسقوريدوس: دم الحرباء يُقَال: إِنَّه يمْنَع الشّعْر الَّذِي ينتف من الشفر من أَن ينْبت.
حب السمنة قَالَ ماسرجويه: إِنَّه حَار رطب فِيهِ دهنية كَثِيرَة وَلذَلِك يبطئ فِي الْمعدة فَإِذا انهضم كثر غذاؤه وَزَاد فِي الباه.
حب القلقل ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الْقَاف.(6/115)
حب الزلم: قَالَ عِيسَى: إِنَّه حَار فِي الثَّانِيَة رطب فِي الأولى يزِيد فِي المنى زِيَادَة صَالِحَة طيب المذاقة دسم ينْبت فِي نَاحيَة شهرزور.
حوصل قَالَ ابْن ماسه: إِنَّه طَائِر كَبِير كالحمل الْكَبِير وَهُوَ نَوْعَانِ: أَبيض وأسود وَكِلَاهُمَا لَا يسخنان الْجَسَد كثيرا وَهُوَ من لِبَاس المحرورين والفتيان.
حب منشم قَالَ ابْن ماسه: إِنَّه جيد للمعدة المسترخية الْبَارِدَة حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة.
حاشش دَوَاء فَارسي والخوز تَقول فِيهِ: إِنَّه أقوى من الفربيون وَإنَّهُ محرق وَإنَّهُ يكثر القئ وَهُوَ مسيخ الطّعْم. وَمن كَانَ بِهِ وجع شَدِيد وَشرب مِنْهُ زنه دِرْهَم قيأ شبه الدَّم وَلَيْسَ بِدَم خَالص وتخلص من ذَلِك الوجع. وَمَتى زَاد على دِرْهَم قَتله.
حمل قَالَ ج فِي ذكر الرئة: إِن رئة الْحمل قد وثق النَّاس بهَا أَنَّهَا تشفي السحج الْحَادِث فِي الرجل من الْخُف.
هَكَذَا كَانَ فِي كتاب اغلوقن وَوجدنَا تَفْسِيره فِي نسخ حرشفا وَلم نستحق ذَلِك.
وَقَالَ فِيهِ د: مَتى شرب بِالشرابِ عقل الْبَطن وَمَتى شربه المحموم بِالْمَاءِ عقل الْبَطن. وَقد يعلق على الأورام الحارة الْعَارِضَة فِي الأربية.
قَالَ جالينوس فِي الثَّامِنَة: أصل هَذَا النَّبَات يحدر بولا كثيرا منتنا مَتى سلق بشراب وَشرب ذَلِك الشَّرَاب وَلذَلِك صَار أَيْضا يذهب نَتن رَائِحَة الإبطين وَالْبدن كُله وَيفْعل هَذَا الْفِعْل بجملة جوهره من أجل أَن خاصته تخرج من الْجِسْم هَذِه الأخلاط فَأَما الْأَفْعَال الَّتِي يَفْعَلهَا بكيفياته فتدل على أَنه حَار فِي الثَّالِثَة نَحْو مبدئها وَكَذَلِكَ فِي اليبس.
قَالَ بولس فِي الحرشف نصا باسمه: إِنَّه ينقى قَلِيلا ويجفف وَفِيه شَيْء من لطافة الْأَجْزَاء.
وَقَالَ فِي العكوب: وَهُوَ اسْم عَرَبِيّ للحرشف إِنَّه مَتى شرب من عصارة هَذَا النَّبَات وزن دِرْهَم وَنصف مَعَ عسل وَمَاء حَار حرك القئ.
قَالَ أَبُو جريج: إِن صمغ الحرشف مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ قيأ البلغم والمرتين ونقي الْمعدة.
والجبلي أقوى فِي القئ.
وَقَالَ مسيح: الكنكر حَار رطب فِي الأولى يزِيد فِي المنى وَهُوَ كالهليون فِي أَفعاله.
وَقَالَ قسطس فِي الفلاحة: مَتى أذيب قيروطي وَشرب بِمَاء الكنكر حلل جَمِيع الأورام الصلبة وَمَتى غسل الرَّأْس بِمِائَة أذهب الحكة.(6/116)
وَمَتى طلي بالدهن والشمع المشرب بِمَاء الكنكر على البرش فِي الْوَجْه مَرَّات قلعه. وَمَتى طلي)
على دَاء الثَّعْلَب أنبت فِيهِ الشّعْر.
الطَّبَرِيّ قَالَ: الكنكر بَارِد يهيج القئ.
قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي الأولى رطب فِي الثَّانِيَة زَائِد فِي الباه.
قَالَ القلهمان: إِنَّه بَارِد يقبض وَيحبس الْبَطن. قَالَت الخوز: إِن الحرشف بَارِد رطب غليظ يُولد سددا.
حندقوقا البستاني يَقُول فِيهِ د: إِن عصارته مَتى خلطت بِعَسَل واستعملت نقت القروح الْعَارِضَة فِي الْعين الَّتِي تسمى ازعاما وَالَّتِي تسمى بالقاليا وَالَّتِي يُقَال لَهَا قوما وَمن غشاوة الْبَصَر.
فَأَما الْبري فَإِنَّهُ مسخن قَابض ينفع الكلف مَتى لطخ عَلَيْهِ بِعَسَل.
وَمَتى أنعم دقه وَشرب بشراب إِمَّا وَحده وَإِمَّا مَعَ بزر ملوخيا نفع أوجاع المثانة.
وَحكى حَكِيم بن حنين عَن د: إِن عصارة البستاني مِنْهُمَا مَتى اسْتعْملت مَعَ الْعَسَل جلت الْبيَاض من الْعين.
وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: إِن الحندقوقا البستاني يجلو جلاء معتدلا وَكَذَلِكَ هُوَ فِي التجفيف وَهُوَ متوسط فِي الْحَرَارَة.
وَأما الْبري فبزره فِي الثَّانِيَة من الإسخان. وَفِيه مَعَ هَذَا شَيْء يجلو.
وَأما الحندقوقا الْمصْرِيّ فَإِن بزره يتَّخذ مِنْهُ خبز.
قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي وسط الثَّانِيَة يدر الْبَوْل وَالْحيض وينفع من وجع الأضلاع الْحَادِث من البلغم اللزج مصدع يُولد دَمًا غليظا عكرا كدرا وَهُوَ مَحْمُود فِي وجع الْمعدة الْعَارِض من الْبرد طارد للرياح عَنْهَا يُورث وجع الْحلق ويضر المحرورين. والأمن من ضَرَره بِالْحلقِ أَن يُؤْكَل بعده الكزبرة والهندبا والخس.
قَالَ أَبُو جريج: إِنَّه حَار يَابِس فِي آخر الثَّانِيَة نَافِع للمعدة الْبَارِدَة والرياح الغليظة. وخاصة مَائه شدّ الْبَطن. وينفع من الهيضة.
وَمَتى صب مَاؤُهُ على لذع الْعَقْرَب سكنه. وَإِن صب على عُضْو غير ملسوع أحدث فِيهِ وجعا. وبزره أقوى من ورقه.
قَالَ الطَّبَرِيّ: إِنَّه قد عالج غير وَاحِد قد كَادُوا أَن يزمنوا بدهن الحندقوقا فَانْطَلَقت أَرجُلهم.)
ماسرجويه يَقُول: إِنَّه جيد لوجع الْأُنْثَيَيْنِ وبدء الاسْتِسْقَاء ووجع الْأَرْحَام.(6/117)
حنظل قَالَ ديسقوريدوس: مَتى أَخذ من شَحم هَذِه الثَّمَرَة أَربع أوبولسات بأدرومالي قيأ. وَإِن خلط بنطرون وَمر وَعسل مطبوخ وَعمل حبا أسهل الْبَطن.
وَالثَّمَرَة كَمَا هِيَ مَتى جففت وسحقت وخلطت بِبَعْض أدوية الحقن نَفَعت من عرق النسا والفالج والقولنج وأسهلت بلغما وَمرَّة وخراطة ودما أَحْيَانًا. وَمَتى احتملت قتلت الْجَنِين.
وَمَتى أخرج مَا فِي جَوْفه ومليء خلا وطبخ على رماد حَار وتمضمض بِهِ وَافق وجع الْأَسْنَان.
وَإِن طبخ فِيهِ أدرومالي وَشرب أسهل كيموسا غليظا وخراطة وَهِي ردية للمعدة جدا.
وَقد يسْتَعْمل لإسهال الْبَطن بِأَن يحْتَمل.
وعصارة الثَّمَرَة إِذا كَانَ لون الثَّمر أَخْضَر إِذا دلكت على عرق النسا نَفعه.
قَالَ ج فِي السَّابِعَة: طعم هَذَا الدَّوَاء مر وَلكنه مَتى شرب لم يقدر أَن يفعل أَفعَال المرارة لِأَنَّهُ يُبَادر فَيخرج مَعَ الْأَشْيَاء الَّتِي يُخرجهَا بالإسهال لشدَّة مَا هُوَ عَلَيْهِ من قُوَّة الإسهال وَإِذا كَانَ الحنظل طريا ثمَّ دلك بِهِ الورك مِمَّن بِهِ وجع لم يوجعه وركه.
وَقَالَ بديغورس: خاصته إسهال البلغم والنفع من عرق النسا.
وَقَالَ بولس: إِذا دلك بعصارته ورك من بِهِ عرق النسا نَفعه.
قَالَ الْكِنْدِيّ: الحنظل شَدِيد الْحَرَارَة لطيف يجذب من أقاصي الْجِسْم وأطرافه لحرارته ولطافته وحدته.
وخبرني غير وَاحِد أَن أصل الحنظل أعظم دَوَاء للسع الْعَقْرَب وَأَن الْأَعْرَاب مَشْهُور ذَلِك فيهم. وخبرت عَن أَعْرَابِي أَنه لسعت ابْنه عقرب فِي أَرْبَعَة مَوَاضِع فَسَقَاهُ درهما من أصل الحنظل فسكن كل مَا بِهِ على الْمَكَان.
قَالَ الْبَصْرِيّ: إِنَّه مَتى سحق وطلي عَلَيْهِ سكن وَجَعه أَيْضا.
قَالَ: وَلَا سِيمَا أصل الحنظل الذّكر مِنْهُ.
الْبَصْرِيّ: هُوَ صنفان: ذكر وَأُنْثَى وَالذكر هُوَ ليفي وَالْأُنْثَى رخو أملس أَبيض.
حَدِيد توبال الشابرقان قَالَ د: إِن قوته كقوة النّحاس إِلَّا أَنه أَضْعَف فِي الإسهال من توبال النّحاس.
وزنجار الْحَدِيد قَابض إِذا احْتمل قطع نزف الدَّم المزمن من الرَّحِم. وَمَتى شرب منع الْحَبل.
وَمَتى لطخ بالخل على الْحمرَة والبثور أبرأها سَرِيعا ونفع من الداحس والظفرة والخشونة الَّتِي فِي الجفون والبواسير الناتئة فِي المقعدة ويشد اللثة. وَمَتى لطخ على النقرس نفع مِنْهُ. وينبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب الْعَتِيق الْقوي المزمن.
وَالْمَاء الَّذِي يطفأ فِيهِ الْحَدِيد المحمي مُوَافق للإسهال المزمن وقروح الأمعال وورم الطحال والهيضة واسترخاء الْمعدة.(6/118)
وَأما خبث الْحَدِيد فَإِن قوته كقوة زنجار الْحَدِيد إِلَّا أَنه أَضْعَف. وَإِذا شرب بالسكنجبين دفع مضرَّة السم الَّتِي تسمى قرابيطش.
قَالَ ج فِي كل خبث: إِنَّه يجفف تجفيفا قَوِيا إِلَّا أَن خبث الْحَدِيد أَشد تجفيفا. وَإِن أَنْت سحقته بخل خمر ثَقِيف جدا ثمَّ طبخته كَانَ دَوَاء يجفف الْقَيْح الْجَارِي من الْأذن المزمن.
وَقَالَ بولس مَتى أطفئ الْحَدِيد المحمي فِي المَاء صَار لذَلِك المَاء قُوَّة تجفف تجفيفا شَدِيدا وَلذَلِك يصلح لأَصْحَاب الطحال. وَمَتى أطفئ فِي شراب نفع المبطونين وَمن بِهِ الذوسنطاريا والهيضة وَضعف الْمعدة.
قَالَ ماسرجويه: خبث الْحَدِيد يَابِس فِي الثَّانِيَة يُقَوي الْمعدة إِذا أنقع فِي الطلاء وَشرب مِنْهُ.
قَالَ ابْن ماسه خبث الْحَدِيد حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة مقو للمعدة الَّتِي استرخت إِذا طبخ بشراب.
لي قد صَحَّ بالتجربة نَفعه لأموريدوس ولسلس الْبَوْل ونزف دم الْحَيْضَة.
حَيَّة قَالَ د: أما الأفعى فَمَتَى طبخت اسفيذباجا بعد قطع أطرافها بملح قَلِيل وسذاب وَأكل لَحمهَا أحد الْبَصَر وَأصْلح أوجاع العصب وَمنع الْخَنَازِير فِي وَقت ابتدائها من الزِّيَادَة.
وملحها يفعل ذَلِك.
وسلخ الْحَيَّة مَتى طبخ فِي شراب وقطر فِي الْأذن كَانَ علاجا نَافِعًا من أوجاعها. وَمَتى تمضمض بِهِ نفع أوجاع الْأَسْنَان. وَقد يخلط قوم مِنْهُ فِي أدوية الْعين وخاصة سلخ الذّكر مِنْهَا.
جُمْلَتهَا قَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة: مَتى أخذت خيوط كَثِيرَة وخاصة مَتى كَانَت من أرجوان مصبوغ من الَّذِي يصعد من الْبَحْر فألقيت فِي عنق أَفْعَى وخنقت بهَا ثمَّ أَخذ مِنْهَا وَاحِد فلف كَمَا يَدُور فِي عنق من بِهِ ورم النغانغ أَو شَيْء من جَمِيع أورام الْحلق رَأَيْت مِنْهُ عجبا من فعله.
وَقَالَ فِي ذكر اللحوم: لُحُوم الأفاعي تسخن وتجفف الْبدن مَتى طبخت بالزيت وَالْملح والشبث وَقد تقدر أَن تعلم أَن لحم الأفعى ينقى ويحلل من جَمِيع الْبدن أَشْيَاء يُخرجهَا من الْجلد مِمَّا أَقُول: وَهُوَ أَن بعض النَّاس قد اتّفق أَن شرب شرابًا قد مَاتَت فِيهِ أَفْعَى وَهُوَ مجذوم فتساقط عَنهُ غلظ جلده وَصَارَ بدنه على مِثَال مَا عَلَيْهِ لحم الحلزون والأصداف والسرطانات وَإِذا سَقَطت جثثها الشبيهة بالأخزاف فبرئ برءا تَاما.
وَآخر اتّفق لَهُ ذَلِك فبرئ نَحْو مَا برِئ الأول.
وَاتفقَ لرجل فيلسوف قد اسْتَعْملهُ بِاخْتِيَارِهِ فبرئ نَحْو برئهما إِلَّا أَنه أعقبه تقشر الْجلد وداويناه نَحن من ذَلِك التقشر حَتَّى برِئ.(6/119)
وأشرنا أَيْضا على رجل يصيد الأفاعي كَانَ قد ابْتَدَأَ بِهِ الجذام بِأَن يأكلها مطبوخة بملح وَمَاء فبرئ من علته أَيْضا.
وَرَأى رجل فِي الْمَنَام وَهُوَ مجذوم أَن يشرب ترياق الأفاعي وَيمْسَح بِهِ بدنه كُله فَفعل فتغيرت علته بعد أَيَّام يسيرَة إِلَى تقشر الْجلد ثمَّ برِئ من ذَلِك أَيْضا.
فللحم الأفاعي من التجفيف مَا يفعل مَا ذكرنَا وَلَكِن قد يعرض مِنْهَا مرَارًا كَثِيرَة عَطش شَدِيد متْلف لَا يروي صَاحبه من المَاء لَكِن ينشق بَطْنه مِنْهُ وَيجب أَن يجْتَنب المعطشة وَأكْثر مَا يكون فِي شطوط الْأَنْهَار والسباخ.
وَجُمْلَة أَقُول: إِن لُحُوم الأفاعي تحلل وتجفف تحليلا وتجفيفا قَوِيا مَعَ أَنه يسخن قَلِيلا وَيُشبه أَن)
تكون قوته قُوَّة تبادر فِي الصعُود إِلَى الْجلد فتنفض وتدفع مِنْهُ جَمِيع مَا فِي الْجِسْم من الْفضل وَلذَلِك صَار يتَوَلَّد مِنْهُ فِي الْجِسْم قمل كثير وَيسْقط عَن الْجِسْم شَبيه بالقشور.
قَالَ: وَذكر قوم أَن سلخ الْحَيَّة مَتى غلي بالخل وَأمْسك فِي الْفَم شفي وجع الأسنن.
وَقَالَ اريباسيوس فِي الأفعى: إِن قُوَّة لحومها قَوِيَّة التجفيف يسيرَة الإسخان وَمن شَأْنهَا تَحْرِيك الفضول إِلَى نَاحيَة الْجلد وتفرغها وَلذَلِك يتَوَلَّد عَن أكلهَا قمل كَثِيرَة فِي الْجِسْم الَّذِي قد اجْتمعت فِيهِ كيموسات ردية وينفش وَيسْقط من جُلُودهمْ شَبيه بالقشور وَهُوَ الْخَارِج الغليظ الْمَانِع للأخلاط الغليظة أَن تنْحَل عَن الْجِسْم فَيحدث فِيهِ لذَلِك جربا وتقشر الْجلد.
وَقد تطبخ لحومها بملح وشبث وكراث وزيت وَمَاء ويجتنب المعطشة وَالَّتِي على السواحل فَإِنَّهَا لَا تؤمن أَن تكون معطشة. ويبلغ من قوتها على تنقيتها للبدن أَن تنقى الجذام.
وَقَالَ بولس: سلخ الْحَيَّة يجفف غَايَة التجفيف وَإِذا غلي مَعَ الْخلّ ذهب يوجع الْأَسْنَان. وسلخ الأفعى إِذا سحق مَعَ الْعَسَل واكتحل بِهِ أحد الْبَصَر جدا. وَمَتى أحرق وَوضع على دَاء الثَّعْلَب أنبت الشّعْر فِيهِ إنباتا عجيبا.
وَقَالَ: شَحم الأفعى يمْنَع من نَبَات الشّعْر فِي الْعين وَمن نزُول المَاء فِيهَا.
وَقَالَ ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر: مَتى دقَّتْ الأفعى وضمد بهَا النهشة سكن الوجع.
قَالَ ابْن ماسويه وَابْن ماسه: الأفعى مَتى طبخت اسفيذباجا وأكلت جلت الْبَصَر ومنعت الْخَنَازِير وأبرأت الجذام.
وَقَالَ بعض عُلَمَاء اليونانيين: إِنَّه من أدمن أكلهَا طَال عمره.
حمَار الْحصْر وحوافرها يُقَال إِنَّهَا مَتى أحرقت وشربت أَيَّامًا كَثِيرَة وزن فلنجارين فِي كل يَوْم نَفَعت المصروعين.(6/120)
وَإِذا خلطت بِزَيْت وَوضعت على الْخَنَازِير حللتها. وَإِذا تضمد بهَا أبرأت من الشقاق الْعَارِض من الْبرد.
وَقَالَ ج فِي ذكر الحوافر: قد زعم قوم أَن حوافر الْحمر تحرق وتسقى من يصرع كثيرا فتبرئه إِذا وَاصل شربهَا وَأَنَّهُمْ يحللون بهَا الْخَنَازِير إِذا عجنوها بِزَيْت. وَزَعَمُوا أَنه إِن نثر هَذَا الرماد وَهُوَ يَابِس شفي القروح الَّتِي تعرض فِي أصُول الْأَظْفَار فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ فِي الشتَاء.
قَالَ د: وَبَوْل الْحمار جيد لوجع الكلى.
قَالَ ابْن ماسه: بَوْل الْحمار الوحشي يفت الْحَصَى فِي الكلى والمثانة.
قَالَ د: زبل الْحمار إِذا خلط بالخل قطع الدَّم محرقا كَانَ أَو غير محرق.
وزبل الْحمار الرَّاعِي الْيَابِس مِنْهُ إِذا خلط بشراب نفع من لسع الْعَقْرَب نفعا عَظِيما.
قَالَت الخوز: لحم الْحمار إِذا طبخ نفع صَاحب الكزاز من يبوسة كَثِيرَة جدا.
حَيّ الْعَالم قَالَ د: لورق هَذَا النَّبَات قُوَّة مبردة قابضة يصلح إِذا ضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ السويق للنملة وَقد تخلط عصارته بدهن الْورْد وينطل بهَا الراس للصداع.
ويشفى من نهش الرتيلا وَمن كَانَ بِهِ إسهال وقرحة المعي. وَمَتى شرب بِالشرابِ أخرج الدُّود المستطيل.
وَمَتى احْتمل قطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم.
ويكتحل بمائه فينفع الرمد جدا.
وَأما الصَّغِير فقوته كقوة الْكَبِير.
وَأما الصِّنْف الآخر من حَيّ الْعَالم المسطح الْوَرق الَّذِي يشبه ورقه ورق البقلة الحمقاء وَعَلِيهِ زغب فَإِنَّهُ مسخن مقرح للجلد. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الشَّحْم الْعَتِيق حلل الْخَنَازِير.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِن نوعيه جَمِيعًا يجففان قَلِيلا لِأَن فيهمَا قبضا يَسِيرا وهما بعيدان عَن كل طعم آخر قوي لِأَن الْجَوْهَر المائي فيهمَا كثير وهما يبردان تبريدا قَوِيا وهما فِي الثَّالِثَة من التبريد وَلذَلِك ينفعان الْحمرَة والأورام الحارة الْحَادِثَة عَن الْمَادَّة المنصبة والأورام الَّتِي تسْعَى وتنتشر فِي الْجِسْم.
وَقَالَ فِي سقومطرون وَكَانَ تَفْسِيره حَيّ الْعَالم الصخري والبستاني: إِن هَذَا مركب من قوى متضادة وَذَلِكَ أَن فِيهِ شَيْئا قطاعا من أَجله يُمكن فِيهِ أَن ينقي الْقَيْح المحتقن فِي الرئة والصدر وَفِيه أَيْضا شَيْء يجمع ويشد من أَجله صَار ينفع من نفث الدَّم وَفِيه مَعَ هَاتين القوتين رُطُوبَة حادة وحرارة معتدلة من أجلهَا صَار يجده من ذاقه حُلْو المذاق طيب الرَّائِحَة وَإِذا مضغه الْإِنْسَان سكن عطشه. وَإِذا تعالج بِهِ من يجد خشونة فِي قَصَبَة رئته نقاها.(6/121)
وبتركب هَذِه القوى صَار يحلل تحليلا بليغا وَيجمع ويشد مَعًا الْأَعْضَاء المحتاجة إِلَى ذَلِك وَلِهَذَا يوضع على الفتق الَّذِي ينزل فِيهِ الأمعاء وَيشْرب مَعَ الْخلّ وَالْعَسَل لفسوخ العصب والعضل.
فَأَما الَّذين يطبخونه بشراب ويسقونه لقروح الأمعاء والنزف الْأَحْمَر الْعَارِض للنِّسَاء فانهم يستعملونه فِي هَذِه الْوُجُوه من طَرِيق أَن يجفف وَيجمع ويشد وَأما الَّذين يسقونه لوجع الكلى فَمن طَرِيق أَنه يقطع وينقى.)
وَأما الْأَكْبَر فقوته كقوة هَذَا وَلَكِن لَيْسَ فِي طعمه حلاوة وَلَا لَهُ طيب رَائِحَة بل هُوَ فِي هَذِه بعيد عَن الْأَصْغَر وَلما كَانَت فِيهِ لزوجة تهيج الحكة صَار شَبِيها بالعنصل من هَذَا الْوَجْه وَيسْتَعْمل فِي الْوُجُوه الَّتِي يسْتَعْمل فِيهَا الَّذِي قبله.
وَقَالَ اريباسيوس: النوعان جَمِيعًا مِنْهُ يجففان تجفيفا يَسِيرا سَاكِنا وَالْغَالِب عَلَيْهِمَا جَمِيعًا الْجَوْهَر المائي ويبردان تبريدا قَوِيا وَلذَلِك ينفعان الورم الْحَار والورم السَّاعِي والأورام الحارة قَالَت الخوز فِي حَيّ الْعَالم: إِنَّه بَارِد فِي الثَّانِيَة مَتى مرس فقاحه فِي دهن البنفسج فسعط بِهِ من فِي رَأسه حرارة مكتنزة نفع جدا.
وَأَصله يطْبخ فِي المَاء وَيصب على النقرس فيسكن.
وجدت فِي ثَبت بختيشوع: ان عروقه مَتى طبخت مَعَ عروق لِسَان الْحمل وصب على مَوضِع النقرس سكن الوجع.
حمص ديسقوريدوس: إِن البستاني يدر الْبَوْل ويولد النفخ وَيحسن اللَّوْن مَتى دلك بِهِ ويدر الطمث ويعين على إِخْرَاج الْجَنِين ويولد اللَّبن.
وَالْأسود مَتى طبخ بِمَاء وتضمد بِهِ مَعَ عسل صلح لأورام الْحَصَى الحارة والقوابي وقروح الرَّأْس الرّطبَة والقروح السرطانية والقروح الخبيثة الساعية والجرب.
وينفع طبيخه من اليرقان والحبن. ويضران جَمِيعًا بالمثانة القرحة والكلى.
والبري يصلح لما يصلح لَهُ البستاني.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِنَّه ينْفخ ويغذو ويلين الْبَطن ويدر الطمث.
فَأَما الْأسود فَهُوَ أَكثر إدرارا للبول من سَائِر الحمص. وماؤه مَتى طبخ بِالْمَاءِ يفتت الْحَصَى الَّتِي وَأما الْجِنْس الآخر وَهُوَ الْكُرْسِيّ فقوته هَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا أَعنِي قُوَّة جاذبة محللة قطاعة مفتتنة وَهُوَ حَار وَفِيه رُطُوبَة يسيرَة وَفِيه مَعَ هَذَا شَيْء من المرارة من أجلهَا ينقي وَيفتح سدد الكبد وَالطحَال والكلى ويجلو الجرب والبهق والقوباء والأورام الْحَادِثَة عِنْد الْأُذُنَيْنِ وَفِي البيضتين مَتى صلبتا ويشفي أَصْحَاب الخراجات الردية مَتى اسْتعْمل مَعَ الْعَسَل.(6/122)
فَأَما الْبري فَإِنَّهُ أقوى من البستاني فِي الإسخان ويجفف أَكثر مِنْهُ بِمِقْدَار فضل حِدته ومرارته عَلَيْهِ.)
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن غذاءه أقوى من غذَاء الباقلي وَلَيْسَت نفخته بِدُونِ نفخة الباقلي يزِيد فِي الباه ويولد المنى وَلذَلِك يعلف فحولة الْخَيل الحمص.
والجلاء فِيهِ أَكثر مِمَّا فِي الباقلي حَتَّى أَن الْأسود الصَّغِير مِنْهُ يفت الْحَصَى الَّتِي فِي الكلى مَتى طبخ وَشرب مَاؤُهُ فَقَط. وَإِذا قلي أَيْضا ذهبت نفخته وعسر هضمه وغذا غذَاء كثيرا.
وَالرّطب مِنْهُ أَكثر توليدا للفضول على مَا ذكرنَا من الباقلي.
وَقَالَ فِي كتاب الكيموسين: إِن الحمص وَإِن كَانَ كثير الْغذَاء فَلَيْسَ بمحمود الكيموس وَلَا بِدُونِ الباقلي فِي النفخ.
وَقَالَ روفس: يلين الْبَطن ويدر الْبَوْل كثير الْغذَاء.
وَقَالَ اريباسيوس: إِنَّه مولد اللَّبن والمني ويحدر الطمث. وَالْمَاء الَّذِي يطْبخ فِيهِ يفت الْحَصَى فِي الكلى وخاصة طبيخ الْأسود مِنْهُ.
فَأَما الْكُرْسِيّ فقوته جاذبة محللة مقطعَة جلاءة وَذَلِكَ أَن فِيهِ شَيْئا يَسِيرا من الْحَرَارَة والرطوبة وَفِيه مرَارَة بهَا ينقى الطحال والكبد والكلى. وَهُوَ يحلل الأورام الَّتِي تحدث إِلَى جَانب الْأُنْثَيَيْنِ وَيُبرئ من القروح الردية إِذا عولجت بِهِ مَعَ عسل ويقلع القوباء والجرب.
وَقَالَ ابْن ماسويه: الحمص حَار فِي أول الثَّانِيَة رطب فِي وسط الدرجَة الأولى مكثر للانتشار زَائِد فِي الْمَنِيّ مدر لدم الْحيض.
وَأما الحمص الْأسود فمنق للكلى والمثانة وخاصة مَتى طبخ مَعَ الفجل والكرفس وصب عَلَيْهِ دهن لوز حُلْو وَشرب.
والحمص يفتح سدد الكبد والكلى وَالطحَال بمرارة يسيرَة فِيهِ نَافِع لما يعرض فِي الْجِسْم وَالرَّأْس من الحكة مَتى طليت بِهِ الأورام الْعَارِضَة فِي المذاكير وأصول الآذان.
وَمَتى خلط بالباقلي أخصب الْجِسْم وأسمن. وَيفْعل ذَلِك مُفردا. ويغذو الرئة أَكثر من الْمعدة وَهُوَ فِي ذَلِك أحسن فعلا من الباقلي.
وخاصته أَنه يضر بالقروح الَّتِي فِي الكلى والمثانة ملين للطبيعة وَلَا سِيمَا مَاؤُهُ.
وَقَالَ الطَّبَرِيّ: إِنَّه إِن أنقع فِي الْخلّ لَيْلَة ثمَّ أكل على الرِّيق وصبر عَلَيْهِ نصف يَوْم قتل الدُّود فِي الْبَطن.
وَقَالَ فِي النُّسْخَة الْقَدِيمَة: إِن الحمص يُطلق الْبَطن وَالْبَوْل وينفع من وجع الظّهْر والأعضاء)
المخدرة إِذا ضمدت بِهِ والقوباء والسرطانات والحكة إِذا ضمد بِهِ.
وَمَتى أكل منقعا فِي المَاء غير مطبوخ أنعظ جدا.(6/123)
قَالَ ماسرجويه: إِنَّه يغذو الرئة أفضل من سَائِر الْأَشْيَاء وَلذَلِك إِذا كَانَ فِيهَا قُرُوح غلينا دقيقه بِالْمَاءِ وجعلناه حساء.
حماض قَالَ د: بزر الحماض نَافِع من قرحَة المعي والإسهال المزمن والغثيان ولسع الْعَقْرَب وَمَتى تقدم فِي أَخذه قبل لسع الْعَقْرَب لم تحك فِيهِ لسعتها.
وأصوله مَتى ضمد بهَا مَعَ الْخلّ مطبوخة أَو غير مطبوخة أبرأت الجرب المتقرح والقوابي والتقشر الَّذِي يعرض فِي الْأَظْفَار والداحس. وَيجب أَن يدلك الْمَكَان الَّذِي يحْتَاج إِلَى الضماد قبل ذَلِك بنطرون وخل فِي الشَّمْس.
وطبيخه إِذا صب على الحكة الْعَارِضَة للبدن أَو خلط بِمَاء الحمات واستحم بِهِ سكنها. وَمَتى طبخ بِالشرابِ وتمضمض بِهِ سكن وجع الْأَسْنَان. وَحل ورم الطحال مَتى تضمد بِهِ بعد طبخه بخل. وَمَتى طبخ بِالشرابِ حل الْخَنَازِير وأورام الْحلق.
وَمن النَّاس من يعلق أصل الحماض فِي رَقَبَة من بِهِ خنازير لِأَنَّهُ يرى بذلك أَنه ينفع. وَمَتى سحق الأَصْل وَاحْتمل قطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم.
وَمَتى طبخ بِالشرابِ وَشرب أَبْرَأ من اليرقان وفت الْحَصَى فِي المثانة وأدر الْبَوْل. ونفع من لسع الْعَقْرَب.
والبري أنفذ فِي ذَلِك.
وَقَالَ جالينوس فِي السَّابِعَة: فِي الحماض التفه تَحْلِيل يسير.
فَأَما الحماض الحامض فقوته مركبة وَذَلِكَ أَن فِيهِ مَعَ الْقُوَّة المحللة قُوَّة رداعة مَانِعَة.
وَأما بزر الحماض الحامض فَفِيهِ قبض بَين حَتَّى أَنه يشفي قُرُوح المعي واستطلاق الْبَطن وَلَا سِيمَا بزر الحماض الْكِبَار وَأكْثر مَا ينْبت فِي الآجام وقوته أَضْعَف من قُوَّة هَذَا.
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء فِي الحماض الَّذِي لَيْسَ بحامض: وَإِن هَذَا يُمكن أَن يُقَال: إِنَّه سلق بري إِذْ كَانَ شَبِيها بِهِ فِي طعمه وقوته.
وَأما الحماض الحامض فقد يَأْكُلهُ النَّاس إِذا عرضت لَهُم شَهْوَة الطين والشهوات الردية وغذاؤه)
وَقَالَ روفس: فِيهِ فضلَة لزجة.
وَقَالَ فِيهِ فِي كتاب التَّدْبِير إِنَّه جيد فِي إِطْلَاق الْبَطن. وورقه يهيجه ويطلقه.
قَالَ ابْن ماسويه: الحماض الَّذِي يشبه الكرنب بَارِد يَابِس فِي وسط الثَّانِيَة مطفئ لحدة الصَّفْرَاء عَاقل للبطن مشه للطعام إِذا كَانَ فَسَاد الشَّهْوَة من الْحَرَارَة جيد للمحرورين.
وَالَّذِي يشبه الهندبا بَارِد يَابِس فِيهِ رُطُوبَة عرضية لزجة وَلما فِيهِ من اللزوجة صَار(6/124)
نَافِعًا من السحج الْعَارِض فِي المعي من الْمرة الصَّفْرَاء إِذا كَانَ الثفل يَابسا لإزلاقه وإخراجه وتغريته السحج بلزوجته. ويولد خلطا مَحْمُودًا بَارِدًا.
قَالَ ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن ورق الحماض يسهل الْبَطن وبزره يعقله.
سندهشار قَالَ: هُوَ جيد للبواسير والخمار.
حجر عاجي قَالَ د: أما الْحجر العاجي فَإِنَّهُ مَتى سحق وذر على مَوضِع النزف قطعه وَإِذا أحرق وَعمل مِنْهُ سنُون كَانَ جلاء للأسنان.
حجر لبني وَإِنَّمَا سمي بِهَذَا الإسم لِأَنَّهُ مَتى حك خرج مِنْهُ شَيْء يشبه اللَّبن وَهُوَ رمادي اللَّوْن وَهُوَ حُلْو الطّعْم مَتى اكتحل بِهِ وَافق سيلان الدَّم والفضول إِلَى الْعين والقروح الْعَارِضَة فِيهَا وَيجب إِذا احْتِيجَ إِلَى اسْتِعْمَاله أَن يسحق بِالْمَاءِ وَيصير مَا يسيل مِنْهُ فِي حق من رصاص وَيسْتَعْمل بعد ذَلِك.
الْحجر العسلي هُوَ شَبيه باللبني فِي أَحْوَاله إِلَّا أَنه إِذا حك خرجت مِنْهُ رُطُوبَة مفرطة الْحَلَاوَة جدا فَإِنَّهُ ينفع مِمَّا ينفع مِنْهُ اللبني.
حجر يَهُودِيّ يكون بفلسطين شَبيه فِي شكله بالبلوط أَبيض حسن الشكل جدا فِيهِ خطوط متوازية كَأَنَّهَا خطت بالبيكار وينماع بِالْمَاءِ لَا طعم لَهُ. إِذا أَخذ مِنْهُ مِقْدَار حمصة وحك على مسن المَاء وَشرب بِثَلَاث اوبولسات من مَاء حَار نفع من عسر الْبَوْل وفت الْحَصَى الَّتِي فِي المثانة.
الْحجر الْقمرِي وَيُسمى زبد الْقَمَر وبزاق الْقَمَر وَحجر الْقَمَر وأقرنياس وَهُوَ حجر يُؤْخَذ بِاللَّيْلِ فِي زِيَادَة الْقَمَر وَيُوجد بِبِلَاد الْعَرَب أَبيض شفاف خَفِيف يحك ويسقى حكاكه للصرع ويلبس النِّسَاء مِنْهُ تعاويذ.
حجر المسن مَا يحك من المسن إِذا لطخ على دَاء الثَّعْلَب نفع. وَإِذا لطخ بِهِ ثدي الْأَبْكَار منعهَا أَن تعظم.
وَإِذا شرب بالخل حلل ورم الطحال ونفع من الصرع.
وَقَالَ ج فِي التَّاسِعَة فِي الْحجر العسلي: حرارته معتدلة من أجل طعمه واللبني معتدل.
حجر محسطوس فَمثل الشاذنة إِلَّا أَنه أَضْعَف وَبعده الْحجر اللبني.
وَأما العسلي فَفِيهِ حرارة وكل هَذِه الْحِجَارَة تقع فِي أدوية الْعين إِلَّا أَنَّهَا أَلين من الشاذنة.
واللبنية أَنْفَع للأورام الحارة فِي حَال الِابْتِدَاء وَلكنهَا لَا تفي بانباتها.
وَجَمِيع الْحِجَارَة تجفف وَلَكِن مَا لَا تُوجد لَهُ كَيْفيَّة فليعد فِي عداد الْأَشْيَاء الضعيفة(6/125)
جدا الَّتِي لَا لذع مَعهَا وَمَا وجد لَهُ كَيْفيَّة فبحسب تِلْكَ الْكَيْفِيَّة قوته وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ يقبض فقوته جَامِعَة مُشَدّدَة وَإِن كَانَ يلذع فقوته مسخنة محللة مذوبة وَبَين هَاتين الطبقتين الْحِجَارَة الَّتِي تجلو فَقَط من غير لذع وَلَا قبض.
الْحجر المجلوب من بِلَاد الْحَبَشَة وَهُوَ الَّذِي يضْرب إِلَى الصُّفْرَة فقوته قَوِيَّة وَإِذا حك خرج حكاكه بِالْمَاءِ كاللبن يلذع اللِّسَان وَيسْتَعْمل فِي الْجلاء والتنقية. إِذا كَانَ فِي الْعين أَشْيَاء تستر الحدقة من غير ورم وآثار القروح فَإِن هَذَا الْحجر يرقها ويلطفها ويجلوها وَيذْهب الظفرة الْحَادِثَة فِي الْعين إِذا لم تكن صلبة جدا.
الْحجر الْيَهُودِيّ وَأما الْحجر الفلسطيني وَهُوَ الْيَهُودِيّ فَإِنَّهُ يسْتَعْمل للحصاة فِي المثانة: أَن يحك وَيسْتَعْمل بِمِقْدَار أَربع أَوَاقٍ وَنصف من مَاء سخن. وَأما أَنا فَإِنِّي وجدته نَافِعًا للحصى فِي الكلى وَلم أره نفع الْحَصَى فِي المثانة.
وَقَالَ د فِي الرمل الَّذِي على شاطئ الْبَحْر: فَإِنَّهُ إِذا حميت عَلَيْهِ الشَّمْس واندفن فِيهِ النَّاس الرّطبَة أبدانهم جفف الْبدن جدا.
وَقَالَ ج: إِن هَذَا الرمل الْمَوْجُود على شاطئ الْأَنْهَار يجفف اللَّحْم المترهل الشبيه بِالْمَاءِ إِذا اندفن فِيهِ صَاحب هَذِه الْعلَّة.
حجر أفروجي قَالَ: وَأما الْحجر الأفروجي فَإِنِّي أستعمله محرقا وَهُوَ يجفف تجفيفا قَوِيا وَفِيه مَعَ هَذَا شَيْء من الْقَبْض مَعَ تلذيع.
وَقد قلت مرَارًا: إِن الْأَدْوِيَة الَّتِي تجمع قُوَّة مَانِعَة وَقُوَّة محللة كَثِيرَة الْمَنَافِع.
حجر أَعْرَابِي وَهُوَ العاجي فَأَما الْحجر الْأَعرَابِي وَهُوَ العاجي فيجف ويجلو.
حجر الْحَيَّة وَأما الْحجر الْمَعْرُوف بِحجر الْحَيَّة إِذا أحرق فقوته مفتتة للحجارة فِي المثانة.
وَقَالَ ج: خبرني رجل صَدُوق أَنه ينفع من نهش الأفاعي إِذا علق.
حجر البسد وَهَذَا حجر قد امتحنته فَوَجَدته نَافِعًا للمري والمعدة وَلذَلِك اتَّخذت مِنْهُ مخنقة وعلقتها على الْعُنُق.
وَحجر الْقَمَر فَأَما الْحجر الْمُسَمّى زبد الْقَمَر فقد وثق النَّاس أَنه ينفع الصرع.
حجر هندي وَأما الْحجر الْهِنْدِيّ وَالْحجر الْمُسَمّى أفنطس فقد جربناهما وهما يقْطَعَانِ الدَّم الْخَارِج من أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي المقعدة.
حجر السفس وَهُوَ الفيروزج فقد وثق النَّاس مِنْهُ أَنه ينفع من لذع العقارب.(6/126)
وَأما الْحجر الَّذِي يشتعل بِالْمَاءِ إِذا رش عَلَيْهِ وينطفي بالزيت فقد قيل فِيهِ: إِنَّه يطرد الْهَوَام.
وَقد ذكر قوم أَن الْحَصَى المتولدة فِي المثانة مَتى شرب فتت الْحَصَى المتولدة فِي المثانة وجريته فَوَجَدته كذبا. ذكر ذَلِك ج عِنْد ذكره لما يتَوَلَّد فِي أبدان الْحَيَوَان مِمَّا لَيْسَ رطبا.
قَالَ بولس: حجر غاغاطيس يجفف بِقُوَّة وَيصْلح للنفخ وَلَا سِيمَا المزمنة.
الْحجر الأرميني وَهُوَ اللازورد: مسهل إِلَّا أَنه ردي للمعدة.
حجر الأساكفة قَالَ ج فِي التَّاسِعَة: الْحجر الْمَعْرُوف بِحجر الأساكفة نَافِع من ورم اللهاة نفعا بَينا.
حجر أسيوس وزهر حجر اسيوس يذوب اللَّحْم وَلَا يلذع للطافته وَهُوَ شَيْء يخرج على هَذَا الْحجر شبه الزهر يكون من الطل المواقع عَلَيْهِ.
لي هَذَا الْحجر فِيهِ حِدة وَهَذَا أَيْضا هُوَ حزاز الصخر الَّذِي لَا حِدة فِيهِ يكون مَانِعا بَارِدًا إِلَّا الأول وَالَّذِي من حجر فِيهِ حِدة وَهَذَا يكون لذَلِك حادا لطيفا.
حَكِيم بن حنين: إِن حنينا زعم أَن الْحجر الفروجي يكون فِي أَرض الرّوم وَفِي بلد قريب من جبل يدعى اولومقدس بَينه وَبَين قسطنطينية مائَة ميل ويطفو هَذَا الْحجر فَوق المَاء كَمَا يطفو القيشور. ولون هَذَا الْحجر أرجواني.
وَقَالَ ابْن ماسه: إِن حجر الشفش وَهُوَ الفيروزج مَتى حك وَشرب نفع من لسع الْعَقْرَب.
حزاز الصخر وَهُوَ شَيْء يتَوَلَّد عَن الصخر شبه الحزاز قوته فِي مَا ذكر اريباسيوس جلاءة مَعَ تبريد يسير وَقبض وتجفيف فَلذَلِك يمْنَع كَون الأورام.
حجر الإسفنج وَإِذا طلبت هَذَا فاطلبه باسمه وَفِيمَا يعرف بِهِ إِن شَاءَ الله.
وَقَالَ ج فِي التَّاسِعَة: حزاز الصخر هَذَا شَيْء ينْبت على الْحجر كالطحلب. وقوته تجلو وتبرد مَعًا إِلَّا أَن تبريده يسير وَهُوَ يجفف من الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا. بالجلاء والتجفيف اكْتَسبهُ من الصخر والتبريد من المَاء وَيمْنَع من حُدُوث الأورام الحارة. وَإِن كَانَ يقطع الدَّم على مَا ذكر ديسقوريدوس فَلَيْسَ عِنْدِي فِي ذَلِك شَيْء أقوله.
حجر أرميني قَالَ لوفطوس: إِن هَذَا حجر اللازورد وَفِيه قُوَّة مسهلة ومقيئة ينفع من وَقَالَ بولس: إِن الْحجر الأرميني لَونه لون اللازورد يَسْتَعْمِلهُ المزوقون بدل اللازورد وَهُوَ لين هش نَافِع من وجع الكبد إِذا سحق وَسقي بِمَاء الْعَسَل.(6/127)
حلم دَمه قَالَ جالينوس: قيل فِي دم الْحلم: إِنَّه يمْنَع الشّعْر الَّذِي ينتف من الجفن أَن يعود وَذَلِكَ كذب.
حرذون قَالَ جالينوس: دَمه وَإِن كَانَ يحد الْبَصَر فَلَيْسَ من الْوَاجِب أَن نَدع أدوية كَثِيرَة أَهْون مِنْهُ ونستعمله.
زبل الحرذون قَالَ د: إِنَّه يدْخل فِي الْغمر وَيحسن اللَّوْن ويصقل الوه.
قَالَ بولس: إِنَّه يذهب البهق.
انْقَضى حرف الْحَاء.(6/128)
3 - (بَاب الْخَاء)
خفاش قَالَ جالينوس فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن دماغ الخفاش مَعَ الْعَسَل ينفع من ابْتِدَاء نزُول المَاء فِي الْعين. ورماده يحد الْبَصَر.
قَالَ: وَمَا قيل فِي دَمه: إِنَّه يحفظ ثدي الْأَبْكَار وَيمْنَع نَبَات الشّعْر فِي الْعَانَة بَاطِل.
يُقَال: إِنَّمَا يفعل ذَلِك بَوْله وَيُقَال: إِنَّه لبنه.
قَالَ حَكِيم بن حنين: إِنَّه شَدِيد الْحَرَارَة يَابِس يجلو الْبيَاض والظفرة ويحدر الدُّمُوع وَيحد الْبَصَر.
خرنوب أما الشَّامي فَقَالَ فِيهِ ديسقوريدوس: إِنَّه مَتى اسْتعْمل رطبا كَانَ رديا للمعدة ملينا للبطن وَمَتى جفف وَاسْتعْمل كَانَ أصلح للمعدة وأعقل للبطن وأدر للبول وخاصة المربى مِنْهُ بعصير الْعِنَب.
وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: قُوَّة هَذِه الشَّجَرَة مجففة قابضة وَكَذَلِكَ قُوَّة ثَمَرَتهَا وَهِي الخرنوب الشَّامي إِلَّا أَن فِي الثَّمَرَة شَيْئا من الْحَلَاوَة. وَقد عرض لهَذِهِ الثَّمَرَة أَيْضا شَيْء بِمَا يعرض لثمرة الفراسيا وَذَلِكَ أَنَّهَا مَا دَامَت غضة طرية فَهِيَ باطلاق الْبَطن أَحْرَى فَإِذا جَفتْ حبست الْبَطن من أجل رطوبتها الَّتِي تنْحَل وَتبقى الأرضية الَّتِي شَأْنهَا التجفيف.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية فِي الشَّامي مِنْهُ: إِن فِيهِ خشبية تولد أخلاطا ردية وَهُوَ عسر الانهضام ضَرُورَة وَلَا ينحدر مَعَ ذَلِك سَرِيعا وَلَقَد كَانَ الأجود أَلا يجلب هَذَا الخرنوب إِلَيْنَا من الْبِلَاد المشرقية الَّتِي تكون فِيهَا.
لي مَتى دلكت الثآليل بالخرنوب الْفَج دلكا شَدِيدا أذهبها الْبَتَّةَ وَقد رَأَيْت ذَلِك.
قَالَ عِيسَى بن ماسه: الخرنوب النبطي يجب أَن يكثر من أكله إِذا أفرط سيلان الطمث.
خروع قَالَ د فِي دهنه: إِنَّه يصلح للجرب والقروح الرّطبَة الَّتِي فِي الرَّأْس وللأورام الحارة الَّتِي تكون فِي المقعدة لانضمام فَم الرَّحِم وانقلابها والْآثَار السمجة الْعَارِضَة من الِانْدِمَال ووجع الْأذن.
وَمَتى خلط بالمراهم قوي فعلهَا.
وَإِن شرب أسهل وَأخرج الدُّود من الْبَطن.
وَإِذا نقي من حب الخروع ثلاثيون حَبَّة عددا وسحقت وشربت أسهلت بلغما وَمرَّة ورطوبة(6/129)
وَمَتى دق حب الخروع وضمدت بِهِ الثآليل قلعهَا.
وورق الخروع مَتى دق وخلط بسيكران سكن الأورام البلغمية والأورام الحارة الْعَارِضَة للعين.
وَمَتى تضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ الْخلّ سكن أورام الثدي الوارمة فِي وَقت النّفاس والحمرة.
وَقَالَ جالينوس فِي ذكر الزَّيْت: الدّهن الَّذِي يكون من الخروع أشبه شَيْء بالزيت الْعَتِيق وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل بدله وَهُوَ أَكثر تحليلا من الزَّيْت الحَدِيث وألطف.
وَقَالَ فِي السَّابِعَة: خَاصَّة حب الخروع أَنه مسهل وَفِيه مَعَ هَذَا قُوَّة تَحْلِيل ويجلو وَكَذَلِكَ الْحَال فِي ورقه إِلَّا أَنه أَضْعَف كثيرا من الْحبّ.
وَأما دهنه فَهُوَ أحر وألطف من الزَّيْت الساذج فَهُوَ لذَلِك أَكثر تحليلا مِنْهُ.
وَقَالَ بديغورس: وَأما دهنه فَهُوَ أحر وألطف.
وخاصة حبه الإذابة والترقيق والتلطيف وتقوية الْأَعْضَاء وَقطع الفضول.
وَقَالَ الدِّمَشْقِي: إِن الخروع مسخن فِي آخر الدرجَة الثَّانِيَة مُحَلل للرطوبات ملين للعصب مسهل للبطن منق للعروق من الأخلاط الْبَارِدَة نَافِع من الخام ويوافق الأبردة. وَكَذَلِكَ دهنه.
قَالَ الخوزي: إِنَّه أبلغ الملينات يلين كل صلابة.
خنى خمير ذَكرْنَاهُ مَعَ الْحِنْطَة.
خرسيلا نذكرهُ حَيْثُ نذْكر لصاق الذَّهَب.
خَرْدَل قَالَ فِيهِ د: إِن قوته مسخنة ملطفة تجذب وتقلع البلغم إِذا مضغ مِنْهُ.
وَمَتى دق وَضرب بِالْمَاءِ وخلط بأدرومالي وتغرغر بِهِ وَافق الأورام الْعَارِضَة فِي جَانِبي أصل اللِّسَان والخشونة المزمنة الْعَارِضَة فِي قَصَبَة الرية.
وَإِذا دق وشم عطس وَنبهَ المصروعين واللواتي بِهن اختناق الْأَرْحَام وَقد يحلق رَأس صَاحب ليثرغس ويضمد بِهِ. وَمَتى جعل مِنْهُ مَعَ التِّين الضماد وَوضع على الْجلد إِلَى أَن يحمر وَافق عرق النسا وورم الطحال.
وبالجمله فَهُوَ الْمُوَافق لكل وجع مزمن أَن يجتذب شَيْئا من عمق الْبدن إِلَى خَارجه. وَمَتى تضمد بِهِ أَبْرَأ دَاء الثَّعْلَب.
وَإِذا خلط بالعسل أَو بالشحم أَبُو بالموم الْمُذَاب بالزيت نقي الْوَجْه وأذهب كمنة الدَّم الْعَارِضَة وَقد يرض وَلَا ينعم دقه فيشرب بِالْمَاءِ لبَعض الحميات الَّتِي تَدور بأدوار.(6/130)
وَينْتَفع بِهِ مَتى خلط بالمراهم الجاذبة ومراهم الجرب. وَإِذا خلط بِالتِّينِ وَوضع على الْأذن نفع من ثقل السّمع والدوي. وَمَتى دق وَضرب بِالْمَاءِ وخلط بالعسل واكتحل بِهِ نفع من الغشاوة وخشونة الجفون.
وَقد تخرج عصارة بزره وتجفف ثمَّ تسْتَعْمل.
ودهن الْخَرْدَل أحد من دهن الفجل وَذكره فِي بَاب الزنجبيل فاقرأه.
قَالَ ج فِي السَّابِعَة فِي الْخَرْدَل الْبري: إِنَّه مَتى أكل ولد خلطا رديا. وَمَتى ضمد بِهِ حلل وجلا.
وَقَالَ فِي الثَّامِنَة فِي الْخَرْدَل حَيْثُ أفرد ذكره: يسخن ويجفف فِي الرَّابِعَة.
قَالَ بديغورس: الْخَرْدَل الْأَبْيَض يذيب الأورام الصلبة.
قَالَ روفس: الْخَرْدَل يسخن ويلين الْبَطن.)
قَالَ ابْن ماسويه: الْخَرْدَل حَار يَابِس فِي وسط الرَّابِعَة مُحَلل للرطوبة من الرَّأْس والمعدة وَالْبدن مجفف للسان. والإكثار مِنْهُ يُورث غما نَافِع من أوجاع الطحال والفؤاد وَمن الرُّطُوبَة وَالرِّيح مُحَلل للبلغم مَتى تغرغر بِهِ مَعَ سكنجبين نَافِع من البرص مَتى طلي عَلَيْهِ وَمن حمى الرّبع والحميات المزمنة البلغمية الْخَالِصَة. وَمَتى أكل مَعَ السلق المسلوق نفع من الصرع والسدد وَبِالْجُمْلَةِ من كل دَاء تولد من البلغم اللزج والرياح الغليظة والمرة السَّوْدَاء.
وخاصته إِخْرَاج الرطوبات من الرَّأْس وتجفيف اللِّسَان الثقيل من البلغم محد لِلْبَصَرِ. مجفف للرطوبة الْعَارِضَة فِي الرَّأْس والمعدة.
وَمن خاصته أَن يحد الْبَصَر الضَّعِيف مَتى أكل واكتحل بِهِ.
قَالَ قسطس فِي الفلاحة: مَتى شرب بزر الْخَرْدَل المنتن بشراب على الرِّيق ذكي فؤاد آكله ونشطه للباه. وَمَتى أكل بِعَسَل نفع من السعال.
ودخانه مَتى بخر بِهِ طرد الْحَيَّات طردا شَدِيدا جدا.
وَمَتى خلط بالحبق وَشرب بشراب أخرج الدُّود.
وَمَتى طلي بِمَاء الكبريت على الْخَنَازِير والسكبينج حللها تحليلا فِي الْغَايَة. وينبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب. ويسكن وجع الضرس وَالْأُذن إِذا قطر مَاؤُهُ فِيهَا.
ماسرجويه قَالَ: الْخَرْدَل أسخن من الْحَرْف ينفع من النافض.
خانق النمر ذكره ج باسمه فِي السَّادِسَة.
خندروس خوخ قَالَ د: النضج مِنْهُ جيد للمعدة ملين للبطن والفج يعقل الْبَطن والمقدد أَشد عقلا. وطبيخ المجفف مَتى شرب منع سيلان الفضول إِلَى الْمعدة.(6/131)
قَالَ ج فِي السَّابِعَة: قضبان هَذِه وورقها فِيهَا مرَارَة بهَا يقتل الدُّود مَتى ضمدت بِهِ السُّرَّة ويحلل مَعَ ذَلِك.
فَأَما ثَمَرَتهَا فباردة رطبَة.
وَقَالَ فِي كِتَابه فِي الْغذَاء: إِن الرُّطُوبَة المستكنة فِي هَذِه الثَّمَرَة وجرمها نَفسه سَرِيعا الْفساد رديان فِي جَمِيع الْخِصَال وَلذَلِك لَا يجب أَن يُؤْكَل الخوخ فِي آخر الْأَمر بعد الطَّعَام كَمَا جرت عَادَة بعض النَّاس لِأَنَّهُ مَتى طفا فِي الْمعدة فسد وَهَذَا أَمر عَام يَنْبَغِي لَك أَن تعي ذكره وَتَحفظه فِي جَمِيع الْأَطْعِمَة المولدة للدم الرَّدِيء الرّطبَة اللزجة السريعة الانحدار عَن الْمعدة وَلذَلِك قيل يجب أَن يُؤْكَل هَذِه الْأَطْعِمَة قبل الطَّعَام وَقبل سَائِر الْأَشْيَاء الرّطبَة فَإِنَّهَا إِن قدمت انحدرت سَرِيعا وطرقت لغَيْرهَا وسهلت انحداره وَأما مَتى أكلت فِي آخر الطَّعَام فَإِنَّهَا تفْسد وتفسد الْأُخْرَى مَعهَا.
قَالَ روفس فِي كتاب التَّدْبِير: الخوخ يلين الطَّبْع ويبرد والمجفف أردأ وأعسر انهضاما. وَأكْثر قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه بَارِد فِي آخر الأولى رطب فِي ابْتِدَاء الثَّانِيَة يُولد بلغما غليظا سريع الْفساد والعفونة فِي الْمعدة وَمَتى أكل بعد الطَّعَام طفا فِي الْمعدة وَمَتى أكل قبل الطَّعَام قدرت الْمعدة على هضمه واليابس مِنْهُ أَبْطَأَ هضما.
وَمَتى دق ورقه أَو فقاحه وعصر وَشرب أسهل حب القرع والحيات.
وَمَتى دلك بورقه الْجِسْم بعد الطلاء بالنورة قطع رائحتها. وَمَتى صب مَاء ورقه فِي الْأذن قتل الدُّود.
ودهن نواره ينفع من وجع الْأذن الْبَارِد من الشَّقِيقَة.
والخوخ المربى بالعسل يصلح للرية وَقد قلل الْعَسَل غلظه.)
فِي الطِّبّ الْقَدِيم: إِن الخوخ يشهي الطَّعَام جيد للمعدة الحارة والعطش واللهب فِيهَا وَيزِيد فِي الباه ويطفئ الْحر.
خبز ذَكرْنَاهُ مَعَ الْحِنْطَة.
خمر نذكرهُ فِي بَاب الشين.
نذكرهُ مَعَ القثاء.
خصى الْمَوَاشِي وَغَيرهَا قَالَ جالينوس فِي كِتَابه فِي الْغذَاء: إِنَّهَا من جنس اللَّحْم الرخو إِلَّا أَنَّهَا لَيست فِي جودة الْخَلْط الْمُتَوَلد عَنْهَا كَاللَّحْمِ الرخو الَّذِي فِي الثديين وفيهَا مَعَ رداءة خلطها شَيْء من زهومة وَهِي أَيْضا دون اللَّحْم الرخو فِي سرعَة الانهضام وجودة الْغذَاء بِكَثِير.
وخصى الْحَيَوَانَات الْفتية أفضل.(6/132)
وَأما خصى التيوس والكباش والثيران فتأباها النَّفس وهضمها عسر وخلطها رَدِيء.
وخصى الْبَقر والخنازير والتبوس والكباش ردية الدَّم إِلَّا أَن غذاءها مَتى انهضمت كثير.
وقياسها بِحَسب اللحوم فَإِنَّهُ كَمَا أَن لحم الْخِنْزِير أَجود اللحوم كَذَلِك خصاه أفضل إِلَّا من خصى الديوك وَلَا سِيمَا السمينة فَإِنَّهَا أفضل وأجود فِي جَمِيع الْحَالَات.
وَقَالَ فِي كتاب الكيموسين: إِن الخصى رَدِيء الْخَلْط خلا خصى الديوك وخاصة المسمنة.
خاليدونيون قَالَ فِيهِ د: أما الْكَبِير فَمَتَى طبخ عصيره فِي إِنَاء نُحَاس على جمر حَتَّى يصير إِلَى النّصْف أحد الْبَصَر.
وَمَتى ضمد بِهِ مَعَ الشَّرَاب أَبْرَأ النملة.
وَمَتى مضغ سكن وجع الْأَسْنَان.
وَيُقَال: إِن فراخ الخطاطيف مَتى عميت جَاءَت الْأُم بِهَذَا النَّبَات فَرَجَعت أبصارها.
وَأما الصَّغِير فقوته حارة تقرح الْجلد وتقلع الجرب وَتَنْفَع من تشقق الْأَظْفَار وتقشرها.
وَيُقَال إِنَّهَا الْعُرُوق الصفر وَيُقَال إِنَّه الماميران. وَمَتى أسعط بعصيره مَعَ الْعَسَل نقى الرَّأْس.
خارد وَيُسمى أَيْضا خبارزد قَالَت الخوز فِيهِ: إِن لَهُ أصلا شَبِيها بالجوز يدر الْبَوْل.
وورقه إِذا كَانَ طريا يضم الْجِرَاحَات الطرية والفسوخ مثل الضَّرْب بالعصا والسياط وينفع الطحال الصلب إِذا طبخ بِالشرابِ.
خيري قَالَ د فِي الْأَصْفَر: إِنَّه نَافِع فِي أَعمال الطِّبّ. إِذا جفف وطبخ وَجلسَ فِي طبيخه النِّسَاء صَالح للأورام الحارة الْعَارِضَة فِي الرَّحِم وأدر الطمث. وَإِذا خلط بقيروطي أَبْرَأ الشقاق الْعَارِض فِي المقعدة. وَإِذا خلط بِعَسَل أَبْرَأ القلاع.
وَإِذا شرب من بزره دِرْهَمَانِ أَو احْتمل مَعَ عسل أدر الطمث وَأخرج الْجَنِين عِنْد الْولادَة.
وأناغاليس الَّذِي يُسَمِّيه النبط اناكيرا وَوجدت تَفْسِيره فِي ثَبت حنين وَفِي كثير من الْكتب آذان الفأر قَالَ: نوعا هَذَا النَّبَات كِلَاهُمَا الأسمانجوني الزهرة والأحمر الزهرة يجلوان جَمِيعًا جلاء بليغا ويسخنان قَلِيلا ويجففان وَلذَلِك صَار يحلل كل وَاحِد مِنْهُمَا ويجذب السلاء وَمَا أشبهه من الْبدن. وعصارتهما تنفض مَا فِي الدِّمَاغ وتخرجه من المنخرين.
وَجُمْلَة قوتهما مجففة من غير لذع وَلذَلِك صَارا يدملان الْجِرَاحَات وينفعان الْأَعْضَاء الَّتِي تتعفن.(6/133)
وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة فِي ذكر الخيري: إِن جملَة هَذَا النَّبَات جلاءة وَهِي مائية لَطِيفَة وَأكْثر مَا تُوجد هَذِه الْقُوَّة فِي زهره وَهُوَ فِي الْيَابِس من الزهرة أَكثر مِنْهَا فِي الرطب الطري فَهُوَ لذَلِك)
يلطف ويرق الْأَثر الغليظ الْكَائِن فِي الْعين.
وطبيخه يدر الْبَوْل الطمث وَيخرج الأجنة الْمَوْتَى والمشيمة إِذا جلس فِيهِ وَمَتى شرب أَيْضا فَهُوَ دَوَاء يفْسد الأجنة لِأَنَّهُ شَدِيد الْحَرَارَة. وَإِن كسرت حِدته بِأَن يخلط مَعَه مَاء كثير أَو أَشْيَاء أخر مِمَّا يشبه ذَلِك صَار دَوَاء نَافِعًا من أدوية الأورام وَلذَلِك صَار المَاء الَّذِي يطْبخ فِيهِ الخيري إِذا لم يكن شَدِيد الْقُوَّة شفي الأورام الْحَادِثَة فِي الْأَرْحَام إِذا نطل عَلَيْهَا وخاصة المزمن مِنْهَا الصلب. وعَلى هَذَا النَّحْو مَتى خلط هَذَا المَاء مَعَ الشمع والدهن دمل القروح الْعسرَة فَأَما بزر الخيري فقوته قُوَّة الخيري بِعَينهَا إِلَّا أَنه أَنْفَع الْأَشْيَاء كلهَا فِي إحدار الطمث إِذا شرب مِنْهُ مِقْدَار مثقالين.
وَمَتى احْتمل من أَسْفَل مَعَ الْعَسَل أفسد الأجنة الْأَحْيَاء. وَأخرج الْمَوْتَى مِنْهَا.
وَأما أصُول الخيري فقوتها شَبيهَة بِهَذِهِ الْقُوَّة إِلَّا أَنَّهَا أغْلظ وَأقرب من طبيعة الأَرْض. وَإِذا خلط الأَصْل بالخل شفي الطحال الصلب. وَبَعض النَّاس يداوي بِهِ الأورام الْحَادِثَة فِي المفاصل إِذا صلبت وتحجرت.
وَزَاد اريباسيوس فِي قَول جالينوس: إِنَّه ينفع الورم الصلب المزمن فِي الرَّحِم والورم الصلب المتحجر.
وَقَالَ بولس: الخيري نَوْعَانِ وَلكُل وَاحِد مِنْهُمَا قُوَّة منقية قَوِيَّة وَفِيه شَيْء من الْحَرَارَة والجذب حَتَّى أَنه يجذب الشوك من عمق الْجِسْم.
وعصارته إِذا استعط بهَا تنقي الرَّأْس.
ابْن ماسويه: الخيري حَار يَابِس فِي أول الثَّانِيَة نَافِع لمن مزاجه معتدل وَيفتح السدد الْعَارِضَة فِي الرَّأْس وَلَا سِيمَا الْأَصْفَر مِنْهُ لِأَنَّهُ ألطف وَأَشد تحليلا من الْأَحْمَر.
وَأما الْأَبْيَض فَإِنَّهُ ضَعِيف لَا يصلح لما ذكرنَا لغَلَبَة المائية عَلَيْهِ.
وهما نباتان.
قَالَ د: خصى الْكَلْب أما الَّذِي أَصله يشبه ببصل البلبوس إِلَّا أَنه إِلَى الطول والرقة وَأَصله مضاعف بازدواج مثل زيتونتين فِي عظم درسنوس أَحدهمَا فَوق الآخر وَأَحَدهمَا ممتلئ وَالْآخر متشنج رخو فَيُقَال: إِنَّه إِذا أكل الْقسم الْأَعْظَم مِنْهُ كَانَ مُوَافقا للذكران وَإِن أكل الْأَصْغَر مِنْهُ النِّسَاء ولدن الْإِنَاث.)
وَيُقَال: إِنَّه يسقى مِنْهُ رطبا بِاللَّبنِ للجماع ويابسا لقطع الْجِمَاع.
وَإِن كل وَاحِد مِنْهُمَا يبطل فعل صَاحبه إِذا شرب من بعده.(6/134)
وَأما الآخر الَّذِي هُوَ أعظم مِنْهُ وَيُشبه أَصله الْأُنْثَيَيْنِ فَإِن إِذا ضمد بِهِ حلل الأورام البلغمية ونقي القروح وَمنع النملة من الانبساط فِي الْبدن وَفتح النواصير وَسكن الأورام الحارة.
وَمَتى اسْتعْمل يَابسا منع القروح المتأكلة من الانبساط فِي الْجِسْم وَقطع العفونة عَنْهَا وَأَبْرَأ القروح الخبيثة الْعَارِضَة فِي الْفَم.
وَإِذا شرب بِالشرابِ عقل الْبَطن. وَيذكر فِيهِ مَا يذكر فِي الَّذِي قبله.
وَأما الْمُسَمّى خصى الثَّعْلَب فَإِن د قَالَ فِيهِ: يُقَال: إِنَّه إِن شرب بشراب قَابض أسود نفع الفالج الَّذِي يعرض مِنْهُ ميل الرَّأْس والرقبة إِلَى خلف وَإنَّهُ يهيج الْجِمَاع. ج قَالَ فِي الثَّامِنَة فِي خصى الثَّعْلَب: إِن قوته حارة رطبَة وَلذَلِك يجده من يذوقه حلوا وَمَا كبر مِنْهُ فممكن أَن تكون رطوبته كَثِيرَة فضلية نافخة وَلذَلِك مَتى شرب حرك شَهْوَة الْجِمَاع.
وَأَصله يفعل هَذِه الْأَشْيَاء بِعَينهَا.
وَأما الصَّغِير فرطوبته نضجة ومزاجه مائل إِلَى الْحَرَارَة واليبوسة وَلذَلِك صَار مَعَ أَنه لَا يُحَرك الشَّهْوَة من الْجِمَاع قد يمْنَع مِنْهُ.
وَقَالَ فِي الثَّامِنَة: وَقد ذكر قوم أَنه يشفي التشنج الْكَائِن من خلف إِذا شرب وَحده مَعَ شراب أسود قَابض.
خطمى قَالَ فِيهِ د: إِنَّه مَتى ضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بِمَاء القراطن الخراجات والأورام الَّتِي تكون فِي أصل الْأذن والخنازير والدبيلات والثدي والمقعدة الوارمتين ورما حارا والورم النفخي الَّذِي يعرض فِي جفون الْعين وَغَيرهَا من الْأَعْضَاء وَهُوَ ورم بِهِ فضل من الرّيح والرطوبة السيالة كَانَ نَافِعًا لَهَا وينفع أَيْضا تمدد الأعصاب لِأَنَّهُ يحلل وينضج وَيفجر الأورام ويدمل. وَإِذا طبخ كَمَا قُلْنَا بِمَاء القراطن أَو بشراب ودق مَعَ شَحم الإوز وصمغ البطم وَاحْتمل كَانَ صَالحا للورم الْحَار الْعَارِض فِي الرَّحِم وانضمامهما.
وَأَصله إِذا طبخ وَشرب نفع من عسر الْبَوْل والحصاة والفضول الفجة الغليظة وعرق النسا وقرحة المعي والارتعاش وشدخ أوساط العضل.
وَمَتى طبخ بالخل وتمضمض بِهِ سكن وجع الْأَسْنَان.
وبزره طريا كَانَ أَو يَابسا مَتى سحق وخلط بالخل وتلطخ بِهِ فِي الشَّمْس قلع البهق. وَإِذا خلط بالزيت والخل وتلطخ بِهِ منع مضرَّة ذَوَات السمُوم من الْهَوَام وَيصْلح لقروح المعي وَنَفث الدَّم والإسهال.
وَمَتى شرب طبيخه بخل ممزوج أَو شراب نفع من لسع النَّحْل وَجَمِيع مَا لطف جرمه من الْحَيَوَان كالهوام وَمَا أشبههَا.(6/135)
ويضمد بورقه مَعَ شَيْء يسير من الزَّيْت لنهش الْهَوَام.
وَمَتى سحق أَصله وخلط بِمَاء أجمد المَاء إِذا نجم لَيْلَة.
قَالَ ج فِي السَّادِسَة: هَذَا يحلل ويرخي وَيمْنَع حُدُوث الأورام ويسكن الوجع وينضج الخراجات الْعسرَة النضج.
وَأَصله أَيْضا وبزره يفْعَلَانِ مَا يَفْعَله ورقه وقضبانه مَا دَامَ طريا إِلَّا أَنَّهَا ألطف وَأكْثر تجفيفا وجلاء على أَنَّهُمَا يشفيان البهق.
طبيخ الأَصْل نَافِع من قُرُوح المعي واستطلاق الْبَطن وَنَفث الدَّم من طَرِيق أَن فِيهِ قُوَّة قابضة.
بديغورس قَالَ: الخطمى نَافِع من الْحمرَة والصفراء.
وَقَالَ أريباسيوس فِي هَذَا الِاسْم مثل مَا قَالَ جالينوس قَالَ: وَيمْنَع من حُدُوث الأورام ويسكنها.)
وَقَالَ: أَصله وبزره يبلغ جلاؤهما أَن ينقيا الْوَسخ. وطبيخ الأَصْل ينفع اخْتِلَاف الدَّم.
قَالَ بولس: الخطمى يفش ويسكن الأورام الحارة وينضج الْخراج وَسَائِر مَا قَالَ جالينوس.
قَالَ حنين فِي عهد أبقراط: إِن شَجَرَة الخطمى لما كَانَت تسخن إسخانا معتدلا لَا بعده تهَيَّأ فِيهَا أَن تكون كَثِيرَة الْمَنَافِع وَحدهَا أَو مَعَ غَيرهَا وَلذَلِك اسْمهَا باليونانية مُشْتَقّ من الْكثير الْمَنَافِع.
قَالَ ج فِي الثَّانِيَة من الأغذية: إِن أصل الخطمى يحلل الأورام الدموية.
قَالَ ماسرجويه: صمغ الخطمى بَارِد يسكن الْعَطش وَيحبس الْبَطن.
خشخاش قَالَ د: إِن قُوَّة أصنافه مبردة وَلذَلِك مَتى طبخ ورقه مَعَ رؤوسه بِالْمَاءِ وصب طبيخها على الراس أرقد وَقد يشرب أَيْضا للسهر.
وَإِذا دقَّتْ رؤوسه نعما وخلطت بالسويق وتضمد بهَا وَافَقت الأورام الحارة والحمرة وَيجب وَمَتى طبخت الرؤوس بِالْمَاءِ إِلَى أَن تنقص نصف المَاء ثمَّ خلط المَاء بالعسل وطبخ إِلَى أَن ينْعَقد كَانَ مِنْهُ لعوق نَافِع من السعال وَمن الفضول المنصبة إِلَى قَصَبَة الرية والإسهال المزمن.
وَمَتى خلطت بِهِ عصارة هيوفسطيداس وأقاقيا كَانَ أقوى.
وَقد يدق بزر الخشخاش الْأسود دقا نعما ويسقى بِالشرابِ لإسهال الْبَطن ولسيلان(6/136)
الرُّطُوبَة المزمنة من الرَّحِم. ويخلط بِالْمَاءِ وتضمد بِهِ الْجَبْهَة والصدغان للسهر.
وصمغة الخشخاش الْأسود وعصارته إِذا اسْتعْملت تبرد أَشد من تبريد البزر وتغلظ وتجفف فَإِنَّهُ إِذا أَخذ مِنْهُ شَيْء يسير بِمِقْدَار الكرسنة سكن الأوجاع وأرقد وأنضج ونفع من السعال والإسهال المزمن. وَإِذا أَخذ مِنْهُ الشَّيْء الْيَسِير نفع وَإِذا أَخذ مِنْهُ الْكثير أَنَام نوما شَدِيدا فِي الِاسْتِغْرَاق جدا مثل الَّذِي يعرض للَّذين بهم الْمَرَض الَّذِي يُقَال لَهُ ليثرغس ثمَّ يقتل.
وَإِذا خلط بدهن الْورْد ودهن بِهِ الرَّأْس كَانَ صَالحا للصداع. وَمَتى خلط بدهن اللوز والزعفران والمر وقطر فِي الْأذن كَانَ صَالحا لأوجاعها. وَإِذا خلط بصفرة الْبيض المشوي والزعفران كَانَ صَالحا للأورام الحارة الْعَارِضَة للعين. وَإِذا خلط بالخل كَانَ صَالحا للحمرة والخراجات. وَمَتى لخط بِلَبن امْرَأَة وزعفران كَانَ صَالحا للنقرس.
وَمَتى احْتمل فِي المقعدة بدل فتية أرقد. وَقد يقلى على خزفة حَدِيد إِلَى أَن ينْحل ويميل لَونه وَزعم د: أَن ارسسطراطيس كَانَ لَا يَسْتَعْمِلهُ فِي الأكحال وَلَا فِي علاج وجع الْأذن لِأَنَّهُ كَانَ)
عِنْده يضعف الْبَصَر.
واندراس أَيْضا يزْعم: أَنه لَوْلَا أَنه يغش لَكَانَ يعمى الَّذين يكتحلون بِهِ.
ومنسديمس يزْعم: أَنه ينْتَفع برائحته فَقَط لينوم. وَأما فِي سَائِر الْأَشْيَاء فضار.
قَالَ د: وَقد لعمري غلطوا وخالفوا مَا يعرف بالتجربة من قُوَّة هَذَا الدَّوَاء فَإِن مَا يظْهر مِنْهُ عِنْد التجارب يدل على حَقِيقَة مَا خبرنَا بِهِ من فعله.
خشخاش منثور: هَذَا هُوَ الْمُسَمّى رمان السعال وَهُوَ خشخاش مصري. وَأما الخشخاش الْمصْرِيّ فَقَالَ فِيهِ ديسقوريدوس: إِنَّه إِن أخذت مِنْهُ خَمْسَة رُؤُوس وطبخت بِثَلَاث قوانوسات من شراب إِلَى أَن يصير إِلَى قوانوسين وَسقي أحد هَذَا الطبيخ أرقده.
وبزر هَذَا النَّبَات مَتى شرب مِنْهُ مِقْدَار اكسونافن مَعَ الشَّرَاب الَّذِي يُقَال لَهُ مَاء القراطن لين الْبَطن تَلْيِينًا رَقِيقا. وَقد يخلط بالناطف والأطرية لهَذَا الْمَعْنى.
وورقه إِذا تضمد بِهِ مَعَ الرؤوس أَبْرَأ الأورام الحارة. وَإِذا صب طبيخه على الرَّأْس أرقد.(6/137)
وَأما الخشخاش الْبري فَإِنَّهُ مَتى طبخ أَصله بِالْمَاءِ حَتَّى يذهب النّصْف وَشرب طبيخه أَبْرَأ عرق النسا وَرجع الكبد ونفع الَّذين يظْهر فِي أبوالهم شَبيه نسج العنكبوت وَالَّذين بَوْلهمْ غليظ.
وورقه وزهره مَتى تضمد بهما مَعَ الزَّيْت قلعا خبث القروح. وَمَتى كحلت بهما أعين الْمَوَاشِي جلا عيونها من آثَار القروح الْعَارِضَة فِي الطَّبَقَة القرنية الَّتِي يُقَال لَهَا أرغاما وَالَّتِي يُقَال لَهَا فعاليا.
وَأما الخشخاش الزُّبْدِيُّ فَإِنَّهُ مَتى أَخذ مِنْهُ قدر اكسونافن بِمَاء القراطن قيأ ويوافق هَذَا القئ المصروعين خَاصَّة.
قَالَ ج فِي السَّابِعَة: الخشخاش أَنْوَاع: فواحد مِنْهَا يُقَال لَهُ المنتثر لِأَن زهرته تنتثر وَتسقط بالعجلة وَالْآخر يُقَال لَهُ البستاني لِأَنَّهُ يزرع فِي الْبَسَاتِين والمباقل. وَمِنْه نَوْعَانِ آخرَانِ بريان: أَحدهمَا يحمل خشخاشا مفرطحا وَالْآخر يحمل خشخاشا أطول من هَذَا وَهُوَ أهزل وَأَشد رقة من الأول وَفِي وَاحِدَة من الأول الْعظم جملَة من الخشخاش الثَّانِي. وَهَذَا النَّوْع من الخشخاش يسيل وَيجْرِي منحدرا إِلَى أَسْفَل لذَلِك يُسَمِّيه قوم السَّائِل. وَقُوَّة جَمِيع الخشخاش تبرد إِلَّا أَن للبستاني بزرا ينوم تنويما معتدلا قصدا وَهُوَ أَبيض المنظر وَلذَلِك ينثر النَّاس مِنْهُ على الْخبز ويخلطونه بالعسل ويأكلونه.)
وَأما النَّوْع الأول الَّذِي يسْقط زهره وينتثر بالعجلة فبزره يبرد تبريدا أَشد وَمن أجل ذَلِك لَا يَسْتَعْمِلهُ أحد وَحده فَيسلم من أَذَاهُ كَمَا يسْتَعْمل البستاني وَذَلِكَ أَنه ينوم تنويما شَدِيدا.
وَأما النَّوْع الثَّالِث فبزره أسود وَهُوَ من جنس الْأَدْوِيَة والدوائية عَلَيْهِ أغلب ويبرد تبريدا بليغا.
وَأما النَّوْع الرَّابِع فَهُوَ أَكثر دُخُولا فِي جنس الْأَدْوِيَة بزره ونواره وورقه ورؤوسه ويبلغ من شدَّة تبريده أَنه يحدث خدرا وتماوتا وَلذَلِك صَار اسْتِعْمَاله إِنَّمَا هُوَ للطبيب الْمجِيد بِأَن يخلطه بِمَا يكسر شدَّة قوته فِي التبريد لِأَنَّهُ فِي الدرجَة الرَّابِعَة.
وَأما الخشخاش المقرن وَيُسمى بِهَذَا الِاسْم من أجل تعقف ثَمَرَته كغلف الحلبة فَهِيَ تشبه بقرن الثور. وَقد يُسَمِّيه قوم خشخاشا بحريا لِأَنَّهُ على الْأَكْثَر إِنَّمَا نَبَاته على شاطئ الْبَحْر وقوته قُوَّة تجلو وتقطع وَلذَلِك مَتى طبخ أَصله بِالْمَاءِ حَتَّى يذهب النّصْف نفع من علل الكبد.
وَأما ورقه وزهره فنافعان للخراجات الوسخة الردية وَيجب أَن تجتنب إِذا تنقت الخراجات فَإِن من شَأْنهمَا أَن يجلوا جلاء شَدِيدا حَتَّى أَنَّهُمَا يذوبان اللَّحْم وينقصانه ولهذه الْقُوَّة لَا يجلوان الْوَسخ فَقَط بل يقلعان من القروح القشرة الْمُحْتَرِقَة الَّتِي تكون عَلَيْهَا.
وَأما الخشخاش الزُّبْدِيُّ وَيُسمى بِهَذَا لِأَنَّهُ أَبيض كالزبد وَهُوَ نَبَات صَغِير وبزره يسهل البلغم.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن الْأَبْيَض أَجود من الْأسود وقوته تبرد وَلذَلِك يجلب النّوم وَمَتى أَكثر مِنْهُ ولد مَعَ النّوم سباتا وَهُوَ أَيْضا عس الانهضام وَيمْنَع الْأَشْيَاء المجتمعة فِي الصَّدْر والرئة من الْخُرُوج بالنفث والصعود بالسعال وَهُوَ نَافِع لمن يتجلب من رَأسه إِلَى صَدره مَادَّة رقيقَة لَطِيفَة وَلَيْسَ يغذو الْجِسْم غذَاء يعْتد بِهِ.
روفس قَالَ: الخشخاش عَاقل للطبع وخاصة الْأسود والبستاني مِنْهُ وَيُسمى مروريا يُؤْكَل وينوم باعتدال.(6/138)
وَالَّذِي يسيل بزره وَيُسمى السيال فَلَيْسَ يُؤْكَل بل هُوَ كالدواء.
وَالْأسود البزر شَدِيد الْبرد.
والمستطيل البزر يخدر وَمِنْه يصنع الأفيون.
والمقرن ينقى وَيقطع حَتَّى أَن طبيخه نَافِع من وجع الكبد. وورقه وزهره ينقيان القروح الوسخة جدا وينزعان أثر الكي.)
وَأما الأرميلي وَيُسمى الزُّبْدِيُّ أَيْضا فَإِن بزره يسهل الخام ويشفي من البلغم.
وَقَالَ ابْن ماسويه: إِن الْأسود بَارِد فِي وسط الدرجَة الرَّابِعَة يَابِس فِي آخرهَا وطبيخ الْأَبْيَض مِنْهُ إِذا نطل على الراس نوم نوما معتدلا مَتى لم يفرط فِي صبه وَمَتى أفرط فِيهِ أسبت. وَهُوَ عسر الانهضام يسير الْغذَاء نَافِع من السعال الْعَارِض من الرُّطُوبَة الحارة المنحدرة من الرَّأْس لدفعه إِيَّاهَا وَلَا سِيمَا مَتى اتخذ مِنْهُ شراب بِمَاء الْمَطَر للعفوصة الَّتِي فِي مَاء الْمَطَر.
وَقَالَ ج فِي الثَّالِثَة من الميامر: إِن الأفيون مَتى شرب وَحده من غير أَن يخلط بالجندبادستر أورث بطلَان الهضم أَو نقصانه جدا.
وَقَالَ فِي حِيلَة الْبُرْء فِي الْمقَالة الثَّالِثَة عشرَة فِي ذكر تسكين الوجع: إِن الأفيون والبنج وَجَمِيع الْأَدْوِيَة المخدرة تبرد وتجفف.
الخوز فِي شوسماهي: إِن الأفيون لفرط برده يشنج وَيقتل.
وَقَالَ حَكِيم بن حنين عَن جالينوس: إِنَّه مَتى ديف بِلَبن امْرَأَة وقطر فِي الْعين سكن الوجع الشَّديد.
وأصبت فِي كتاب السمُوم الْمَنْسُوب إِلَى ج: أَنه بَارِد يَابِس نَافِع من انطلاق الْبَطن وقروح المعي. الشربة لَهُ مِنْهُ من دانق إِلَى دانقين والمقدار الْقَاتِل دِرْهَمَانِ.
وَقَالَ فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن الأفيون مَتى سقِِي شفي من الصداع المزمن وَكَانَت بِهِ النجَاة من الْمَوْت باذن الله. وَمَتى سقيته من قد انْحَلَّت قوته من السهر أَبرَأته وَذَلِكَ أَنه ينيمه فترجع قوته.
وأصبت لِابْنِ ماسويه: أَن الأفيون يدبغ الْمعدة ويمسك الِاخْتِلَاف وَهُوَ فِي الرَّابِعَة من الْبُرُودَة وَفِي الثَّانِيَة من اليبس. قَالَ: ويجمد الدَّم.
لي يبْحَث عَن هَذَا.
وَقَالَ فِي الثَّانِيَة من حِيلَة الْبُرْء: إِن الأفيون والبنج واليبروح تجفف القروح.
لي: وَهِي للحم الصَّحِيح أَشد تجفيفا.(6/139)
قَالَ ابْن ماسويه: الْأَبْيَض من الناركيو بَارِد فِي الثَّالِثَة جيد للسعال وَمَتى عجن بِعَسَل وَأكل زَاد فِي الْمَنِيّ وأهاج النّوم.
حنين فِي الأغذية: قَالَ أبقراط: جرم الخشخاش يعقل الْبَطن وَلَا سِيمَا الْأسود والأبيض قريب مِنْهُ ويخالطه شَيْء مُطلق فَلذَلِك الأجود أَن يسلق ثمَّ يسْتَعْمل المسلوق مِنْهُ.)
وَقَالَ فِي كتاب الْعين: إِن الأفيون بَارِد يَابِس فِي الرَّابِعَة.
وَقَالَ ج فِي الأولى فِي الأفيون: إِنَّه يبرد ويجفف.
خلاف قَالَ اريباسيوس فِي الدَّوَاء الْمُسَمّى سطوني: وَقَالَ حنين: يزْعم بعض النَّاس أَنه الْخلاف ان قُوَّة ثَمَرَته وورقه قابضة من غير لذع ويجفف تجفيفا كَافِيا.
وَالْمَاء الَّذِي يطْبخ فِيهِ يحقن بِهِ أَصْحَاب الِاخْتِلَاف الدموي وَيصب فِي الآذان الَّتِي تخرج مِنْهَا الصديد وَهُوَ يلصق الخراجات الْعَظِيمَة وَفعله لهَذِهِ الْأَشْيَاء يكون أقوى إِذا شرب مَعَ شراب أسود قَابض.
وورقه مَتى ضمد بِهِ طريا نفع انفجار الدَّم. وَإِذا ضمدت بِهِ الْعين نفع من اتساع الحدقة وَهُوَ الانتشار مَتى كَانَ ذَلِك إِنَّمَا يحدث من ضَرْبَة.
وَقَالَ بولس: ورق الْخلاف وزهره لَهما قُوَّة مجففة من غير لذع وَفِيهِمَا شَيْء من قبض. وقشره أَشد تجفيفا. ورماده يجفف تجفيفا شَدِيدا فَلذَلِك يقْلع الثآليل النملية إِذا عولج بِهِ مَعَ الْخلّ.
قَالَ الطَّبَرِيّ: لبن الصفصاف يحلق الشّعْر.
وَقَالَ سلمويه: إِن ورق الْخلاف بجفف بِلَا لذع وَقوم يشرحون خشب الْخلاف ويجمعون مِنْهُ صمغا ولبنا ويلقونه فِي الأكحال النافعة للأبصار الضعيفة لِأَنَّهُ يجلو ويلطف. وَهُوَ بَارِد يَابِس.
خبة قَالَ بولس: النَّجْم وَهُوَ بزر الخبة لَهُ قُوَّة تهيج السدد وتسكن الأورام الحارة بعض السّكُون.
خرم هَذَا هُوَ الَّذِي يُسمى الحالبي لاشتقاق اسْمه من الحالب.
قَالَ بولس: إِنَّه يُبرئ الاربية العليلة لَيْسَ إِذا ضمد عَلَيْهَا فَقَط بل إِذا علق عَلَيْهَا وَله قُوَّة مختلطة تحلل وتبرد.
قَالَ ج فِي السَّادِسَة: اسطراطيقوس وَهُوَ الحالبي إِنَّمَا يُسمى بِهَذَا الِاسْم لنفعه من الورم الْحَادِث فِي الحالب ضمد بِهِ أَو علق عَلَيْهِ وقوته محللة وَفِيه أَيْضا قُوَّة مبردة دافعة فَهُوَ مركب من كيفيات كالورد إِلَّا أَنه لَيْسَ بقابض.
وَقَالَ فِي السَّادِسَة فِي موقيون وَهُوَ الحالبي وَهُوَ الخرم هَذَا الدَّوَاء يُسمى بِهَذَا(6/140)
الِاسْم لِأَنَّهُ نَافِع من وجع الحالب لِأَن النَّاس قد وثقوا مِنْهُ أَنه يشفي الورم الْحَادِث فِي الحالب إِذا ضمد بِهِ أَو علق عَلَيْهِ وقوته تحلل تحليلا يَسِيرا لِأَن حرارته يسيرَة وتجفيفه لَيْسَ بالشديد وَلَا بالعنيف المهيج وَلَا سِيمَا إِذا كَانَ طريا غضا لينًا.
ذكر جالينوس هَذَا الدَّوَاء الْمُسَمّى الحالبي وَهُوَ الخرم باسمين فِي السَّادِسَة وَقد ذكرناهما.
خانق النمر وَقَالَ ج: قوته تعفن وتفسد وَلذَلِك يجب للانسان أَن يتوقى أَن يدْخلهُ الْبَطن فَإِن احْتَاجَ إِلَى تعفين عُضْو من خَارج أَو فِي المقعدة فَهُوَ كثير النَّفْع.
وَأَصله خَاصَّة أَنْفَع.
خاماقسيس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: زهرَة هَذَا النَّبَات شَدِيدَة المرارة فَهِيَ لذَلِك تفتح السدد الَّتِي فِي الكبد وتشفي لوجع الورك.
قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: قُوَّة هَذَا تسخن فِي الدرجَة الثَّالِثَة وتجفف فِي الأولى.
خامالاون الْمصْرِيّ قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: أما الْأسود مِنْهُ فَفِيهِ قتال لَا يسْتَعْمل إِلَّا من خَارج فَإِنَّهُ يعالج بِهِ الجرب والبهق والفوابي وَبِالْجُمْلَةِ يذهب جَمِيع الْعِلَل الَّتِي تحْتَاج إِلَى الْجلاء. وَقد يخلطان أَيْضا مَعَ الْأَدْوِيَة المحللة. وَإِذا اتخذ مِنْهُ ضماد شفى القروح المتأكلة وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يجفف فِي الدرجَة الثَّالِثَة ويسخن فِي الثَّانِيَة عِنْد مُنْتَهَاهَا.
فَأَما أصُول النَّوْع الْأَبْيَض فيسقى لحب القرع مِنْهُ اكسونافن بشراب قَابض ويسقى للاستسقاء.
خندريلي ذكر جالينوس فِي الثَّامِنَة. إِن قوته كقوة الهندبا إِلَّا أَنه أَكثر مرَارَة وَلذَلِك هُوَ أَشد تجفيفاً.
خندروس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: مزاجه كمزاج الْحِنْطَة إِلَّا أَنه أَشد لزوجة مِنْهَا.
خيربوا قَالَ ابْن ماسويه: طَبِيعَته طبيعة القرنفل حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة جيد للمعدة والكبد الباردتين.
خروسو قومِي قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: إِن الْغَالِب عَلَيْهِ الطّعْم المر الحاد الحريف مَعَ الْقَبْض وَلذَلِك يسْتَعْمل طبيخه مَعَ الْعَسَل فِي علاج الأورام الْحَادِثَة فِي الرية وَعلل الكبد ويدر الطمث. وَكَانَ بحذائه بابونج أصفر.
خِنْزِير قَالَ د: إِن ريته مَتى رضعت على السحج الْعَارِض فِي الرجل من الْخُف منع الورم.
وكبد الذّكر مِنْهُ رطبَة كَانَت أَو يابسة إِذا شربت بشراب نَفَعت من نهش الْهَوَام.
وكعبه إِذا أحرق وَشرب فَهُوَ على مَا ذكرنَا يحل المغس.(6/141)
وَقَالَ ج: إِن رية الْخِنْزِير قد وثق النَّاس بِأَنَّهَا تشفى الْحَج الْعَارِض فِي الرجل من الْخُف.
وَقَالَ: كَعْب الْخِنْزِير إِذا أحرق وَشرب فَهُوَ على مَا ذكرُوا يحل النفخ والمغس.
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: كرعان الْخِنْزِير مُوَافقَة إِذا طبخت مَعَ كشك الشّعير لِأَنَّهَا تَجْعَلهُ أَجود وَأصْلح مِمَّا كَانَ وَتصير هِيَ أَلين وأرفق فِي الهضم.
وَقَالَ فِي كتاب الكيموسين: جُلُود الْخَنَازِير إِذا سمنت مَتى أنضجت حسنا ولدت كيموساً لزجاً لَيْسَ بِكَثِير الغلظ وَلَا هُوَ فِي سرعَة الهضم وَقلة الفضول وجودة الكيموس مثل الأكارع.
قَالَ بولس: إِن كبد الْخِنْزِير مَتى أَخذ طرياً وجفف وسحق وَشرب مَعَ شراب نفع من لسع قَالَ د: بَوْل الْخِنْزِير الْبري إِذا شرب فت الْحَصَى فِي المثانة.
وزبله إِذا شرب وَهُوَ جَاف بِمَاء أَو شراب قطع نزف الدَّم وَسكن الوجع المزمن الْعَارِض للْجنب. وَإِذا شرب نفع من وَهن العضل. وَمَتى خلط بموم مذاب بدهن ورد أَبْرَأ العصب.
خطَّاف قَالَ د: مَتى أَخذ فِرَاخه فِي زِيَادَة الْقَمَر وَهُوَ أول أَوْلَاده وشق وَأخذ من الْحَصَى الْمَوْجُود فِي بَطْنه وهما حصاتان: إِحْدَاهمَا ذَات لون وَاحِد وَالْأُخْرَى ذَات ألوان فشدتا مَعًا فِي جلد عجل أَو أيل قبل أَن يصيبهما تُرَاب وربطتا على عضد من بِهِ صرع أَو على رقبته انْتفع بِهِ كثيرا. وَقد جرب ذَلِك كثيرا فأبرأ الصرع برأَ تَاما.
وَمَتى أكلت بعد شيها أحدت الْبَصَر. وَكَذَلِكَ مَتى أحرقت الْأُم مَعَ الْفِرَاخ فِي قدر وخلط رمادها بِعَسَل واكتحل بِهِ.
وَمَتى تحنك برمادها نفع الخناق وورم اللهاة. وَمَتى ملحت وجففت وَشرب مِنْهَا درخمي بشراب نفع من الخناق.
وَقَالَ جالينوس: الخطاطيف بعد خلطها بِعَسَل يستعملها كثير من النَّاس بِأَن يطلوها على حنجرة من بِهِ الخوانيق وعَلى جَمِيع الْعِلَل الَّتِي تكون مَعهَا ورم فِي الْحلق أَو فِي اللهاة. وَفِي النَّاس قوم يستعملون هَذَا الرماد فِي الْكحل ليحد الْبَصَر وَقوم آخَرُونَ يجففون الخطاطيف ويسحقونها ويسقون مِنْهَا وزن مِثْقَال.
وَفِي كتاب مَجْهُول: إِن أدمغتها مَتى خلطت بِعَسَل واكتحل بهَا نَفَعت من ابْتِدَاء نزُول المَاء.
خراطين قَالَ د: مَتى أنعم دقه وضمد بِهِ الأعصاب المتقطعة ألحمها وَيجب أَلا يحل ثَلَاثَة أَيَّام. وَمَتى طبخ بشحم الإوز وقطر فِي الْأذن أَبْرَأ من وجعها. وَإِذا طبخ بالطلاء وخلط بشحم الإوز وقطر فِي الْأذن الوجعة سكنه سَرِيعا. وَإِذا طبخ بالزيت وقطر فِي الْأذن الَّتِي(6/142)
فِي الْجَانِب الْمُخَالف للسن الوجعة منع مِنْهَا. وَمَتى أنعم دقه وَشرب بطلاء أدر الْبَوْل.
قَالَ ج: إِن قوما قد ذكرُوا أَنهم قد جربوا أَن الخراطين إِذا سحقت وَوضعت على العصب الْمَقْطُوع نفعته من سَاعَته نفعا عجيباً.
وَمَتى شربت مَعَ عقيد الْعِنَب كَانَت دَوَاء يدر الْبَوْل.
قَالَ بولس: الخراطين مُوَافقَة مُوَافقَة للعصب الْمَقْطُوع وَذَلِكَ أَنَّهَا مَتى وضعت عَلَيْهِ نفعته من سَاعَته.
وَقَالَ ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن الخراطين تفت الْحَصَى إِذا جففت وشربت وَيُبرئ اليرقان خبازي قَالَ ديسقوريدوس: أما البستاني فَهُوَ ردئ للمعدة ملين للبطن وخاصة قضبانه نَافِع للمعي والمثانة.
وورقه مَتى مضغ نياً وضمد بِهِ مَعَ شَيْء من الْملح نقى النواصير وَأَنت فِيهَا اللَّحْم وَإِذا أردْت إدماله فبغير ملح. جيد للسلع الزنابير والنحل مَتى تضمد بِهِ. وَمَتى أنعم دقه وخلط بزبد وتلطخ بِهِ أحد لم تحك لسعتها فِي الْجِسْم. وَمَتى دقَّتْ بالبول وضمد بِهِ الرَّأْس أبرأت القروح الرّطبَة والنخالة.
وَمَتى طبخ ورقه وأنعم دقه وخلط مَعَ زيتون وضمد بِهِ حرق النَّار والجمرة نفع مِنْهُمَا.
وطبيخه مَتى جلس فِيهِ النِّسَاء لين صلابة أرحامهن. وَمَتى احتقن بِهِ نفع من اللذع فِي المعي وَالرحم والمقعدة.
وورقه مَتى طبخ بأصوله نفع من الْأَدْوِيَة القتالة وَيجب أَن يشرب ذَلِك ويتقيأ وَيفْعل ذَلِك دَائِما. وينفع من نهشة الرتيلا ويدر الْبَوْل.
وبزره إِذا خلط بِهِ بزر الحندقوقا الْبري وَشرب بشراب سكن أوجاع المثانة.
وَقَالَ جالينوس فِي السَّابِعَة: إِن البستاني نَافِع للأورام الحارة فِي ابتدائها.)
وَقَالَ فِيهَا أَيْضا عِنْد ذكره لَهَا خَاصَّة: فَأَما الملوكية الْبَريَّة وَهِي الْخَبَّازِي فقوتها تحلل وتلين قَلِيلا.
وَأما الملوكية البستانية فبحسب مَا فِيهَا من المائية تضعف قوتها وبزرهما جَمِيعًا أقوى مِنْهُمَا وَفضل قوته عَلَيْهِمَا بِحَسب يبسه.
وَمن الملوكية جنس آخر يُقَال لَهَا: ملوكية الصخر وَهُوَ بَين هَاتين إِلَّا أَن تَحْلِيله أَكثر من تَحْلِيل هذَيْن وَله اسْم يَخُصُّهُ الخطمي.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية فِي البستاني مِنْهُ: إِنَّه بعيد أَن يبرد ويمكنك أَن تعلم ذَلِك قبل أَن تأكلها بِأَن تضمد بهَا ورماً حاراً فَإِنَّهُ يَصح لَك أَنَّهَا تسخن إسخاناً قَلِيلا وَهِي تنفذ(6/143)
وتنحدر سَرِيعا لرطبوتها ولزوجتها وخاصة مَتى أكلت مَعَ مري وَهِي معتدلة الْأَمر فِي الانهضام. ورطوبة الملوكية أغْلظ وألزج من رُطُوبَة الخس.
قَالَ روفس: فِيهِ فضلَة لزجة.
وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: إِن الملوكية نافعة لانطلاق الْبَطن وَكَذَلِكَ الحماض.
وَقَالَ بولس فِي النَّبَات الْمُسَمّى اليوطونيون وَهُوَ الْخَبَّازِي الَّذِي يَدُور مَعَ الشَّمْس قَالَ: الْكَبِير مِنْهُ لَهُ قُوَّة حارة يابسة ومنقية وَلذَلِك صَار المَاء الَّذِي يطْبخ بِهِ يسهل خاماً وَمرَّة. وَمَتى ضمدت والخبازي الصَّغِير يفعل هَذِه الأفاعيل. وَمَتى شربت ثَمَرَته مَعَ قطرون وزوفا وحرف قتل الدُّود.
وَقَالَ فِي الْخَبَّازِي أَيْضا باسمه: إِن وزقة وأغصانه لَهُ قُوَّة ممتزجة تفش وتقبض وتجفف من غير لذع وَلَا أَذَى وَلذَلِك ينفع النطول بطبيخه من حرق النَّار وتلطخ بِهِ أَيْضا الأورام الحارة وَتَنْفَع من الْقلع مَتى مضغت وتخلط مَعَ أدوية الطحال.
وَقَالَ ابْن ماسويه: الْخَبَّازِي بَارِد رطب فِي الأولى وخاصة البستاني وَهُوَ ردئ للمعدة الرّطبَة نَافِع للمثانة.
وبزرها فِي ذَلِك أصلح مَحْمُود من الخشونة الْحَادِثَة فِي الصَّدْر والرئة والمثانة.
وَمَتى دق وَرقهَا وَوضع على لسعة الزنبور سكن وَجَعه.
وَمَتى طبخت بدهن ورد وضمدت بِهِ الأورام الْحَادِثَة فِي المثانة والكلى نفع. وخاصتها أَنَّهَا إِن وضعت على لسع الزنبور أذهبت الوجع. وَإِن ضمدت بهَا الأورام الحارة سكنها وأذهبها.)
وَمن أكلهَا مسلوقة لينت بَطْنه. وَمَتى أكلت قبل السلق كَانَ فعلهَا فِي ذَلِك أقل.
قَالَ الخوزي: إِنَّه بَارِد يسهل الْبَطن جيد للسعال وَهُوَ ألطف من السرمق وَأَغْلظ من السلق.
خس قَالَ فِيهِ د: أما البستاني فمبرد منوم جيد للمعدة ملين للبطن مدر للبول وَمَتى طبخ وَإِذا شرب بزره نفع من الِاحْتِلَام الدَّائِم وَقطع شَهْوَة الْجِمَاع وَمَتى أَدِيم أكله أحدث فِي الْعين غشاوة.
وَأما الْبري فَإِن قوته كقوة الخشخاش الْأسود وَمَتى شرب من لبنه نصف دِرْهَم بِمَاء ممزوج بخل أسهل كيموسا مائياً ونقي القرحة الْعَارِضَة فِي طبقَة الْعين القرنية الَّتِي تسمى: اخيلوس وَالَّتِي تسمى: ارعامن. وَمَتى اكتحل بِهِ مَعَ لبن جَارِيَة كَانَ جيدا للفرحة الَّتِي فِي القرنية الَّتِي تسمى: اسقوما وينوم ويسكن ويدر الطمث ويسقى للسعة الْعَقْرَب ونهشة الرتيلا.(6/144)
وبزره مَتى شرب قطع الِاحْتِلَام وشهوة الْجِمَاع مثل بزر البستاني.
وماؤه يفعل ذَلِك غير أَنه أَضْعَف فعلا من البزر.
وَلبن الخس البستاني إِذا عظم وَغلظ مثل مَاء الْبري ولبنه وَيفْعل أَفعاله.
وَإِن جمع لبنه وجفف فِي الشَّمْس كَانَ صَالحا لِأَن يسْتَعْمل إِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: برودته لَيست فِي الْغَايَة لَكِنَّهَا فِي الْمثل كبرودة مَاء الغدران فَهُوَ لذَلِك نَافِع للأورام الحارة والحمرة إِذا كَانَا ضعيفين يسيرين فَأَما إِن عظما وقويا فَلَيْسَ فِي الخس بتبريدهما وَأما على طَرِيق الْغذَاء فقد يقطع الْعَطش.
وبزره إِذا شرب يقطع تقطير المنى وَلذَلِك يسقى لِكَثْرَة الِاحْتِلَام وَكَذَلِكَ بزر الْبري الَّذِي قَالَ: وَيُقَال: إِن أَكثر الْأَشْيَاء مضادة للباه بزر الخس مَتى شرب بِالْمَاءِ.
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِنَّه أَجود الْبُقُول غذَاء لِأَنَّهُ يُولد دَمًا لَيْسَ بالكثير وَلَا بالردئ إِلَّا أَنه لَيْسَ فِي غَايَة الْجَوْدَة. وَقد كنت أكلت الخس فِي شَبَابِي لِأَن معدتي كَانَت تولد مرَارًا كثيرا فَكنت أبردها بِهِ وَأَنا الْآن فِي شيخوختي آكله مسلوقاً وَذَلِكَ أَنِّي لم أجد شَيْئا من الْبُقُول يداوى بِهِ السهر غَيره.
والخلط الْمُتَوَلد مِنْهُ بَارِد رطب لَيْسَ بردئ فَلَا تعرض لَهُ لذَلِك رداءة كَمَا تعرض لسَائِر الْبُقُول وَلَا يعقل الْبَطن وَلَا يُطلقهُ لِأَنَّهُ لَا قبض فِيهِ وَلَا عفوصة وَلَا ملوحة وَلَا حِدة.
وَبِالْجُمْلَةِ أَنه لَيْسَ فِيهِ قُوَّة تجلو فَتطلق الْبَطن. والخلة الَّتِي يذمه لَهَا جهال الْأَطِبَّاء بِأَن يَقُولُوا: إِنَّه)
يُولد دَمًا كثيرا يجْتَمع مِنْهُ امتلاء دموي هُوَ لَهُ مديح وَذَلِكَ أَنه لَو كَانَ كَذَلِك كَانَ أَحْمد من سَائِر الْبُقُول والأطعمة الَّتِي لَيْسَ مِنْهَا شَيْء يُولد من الدَّم أَكثر من غَيره من الأخلاط ولكان يُمكن أَن ينقص ذَلِك الامتلاء الدموي بِأَن يعْطى الْقَلِيل مِنْهُ وبالرياضة لَكِن لَيْسَ الْأَمر كَذَلِك بل على مَا ذكرنَا.
وَقَالَ عِنْد ذكره للخبازي: إِنَّك مَتى ضمدت بالخس ورماً حاراً تبين لَك أَنه يبرد فِي الثَّانِيَة.
قَالَ: وَإِن أَنْت قست بَين رُطُوبَة هَذِه الْبُقُول الثَّلَاثَة أَعنِي الخس والسلق والملوكية وجدت الملوكية أغْلظ وألزج ورطوبة السلق متوسطة بَينهمَا وَوجدت الخس متوسطاً فِي الترطيب والتجفيف بَين الكرنب والبقلة اليمانية.
وَأما القطف فَهُوَ أَكثر تجفيفاً مِنْهُمَا وَأَقل من الكرنب قَالَ هَذَا فِي ذكر البقلة اليمانية.
روفس: الخس يسكن الْحَرَارَة وينيم ويلين الْبَطن.
وَقَالَ فِي كتاب آخر: الخس يُرْخِي الْمعدة ويبردها وَهُوَ جيد فِي جَمِيع أَحْوَاله سريع الانهضام مطفئ للهيب شاف لجَمِيع الْعِلَل الْعَارِضَة من السكر مَتى أَخذ فِي وسط(6/145)
الشَّرَاب. وَهُوَ نَافِع من اللذع الْعَارِض فِي الْمعدة والغثي ضار للعي مهيج للبطن قَاطع لشهة الباه ينوم.
قَالَ أريباسيوس: برده ورطبوته ليستا بمفرطتين وَلذَلِك ينفع من الأورام الحارة والحمرة إِذا لم تكن قَوِيَّة وَهُوَ غذَاء يقطع الْعَطش.
وبزره يقطع الامذاء والاحتلام.
قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه بَارِد رطب فِي أول الثَّالِثَة يُولد خلطاً مَحْمُودًا كثيرا أَكثر من توليد جَمِيع الْبُقُول ودماً صَالحا إِلَى الْبرد مَا هُوَ والرطوبة وينوم وينفع من الصَّفْرَاء ويطفئ لهيبها وَيُقَوِّي الْمعدة ليسير قَبضه وخاصة فِي أول نَبَاته وَيزِيد فِي اللَّبن.
والمغسول مِنْهُ بِالْمَاءِ أردأ لِأَن جَمِيع الْبُقُول يزِيد غسلهَا بِالْمَاءِ فِي قراقرها وَمَتى أَدِيم أكله بِالْمَاءِ وَمَتى دق وضمد بِهِ اليافوخ أَيَّامًا سكن الْحَرَارَة فِي الرَّأْس والهذيان. وَهُوَ سريع الهضم.
وَقَالَ قسطس فِي كتاب الفلاحة: إِن الخس يقطع الْعَطش والباه ويجلب النّوم وَيزِيد فِي الْجِسْم ويهيج شَهْوَة الْأكل وَمَتى أكل بالخل سكن الْمرة. وَإِن طبخ بدهن خل وَأكل أذهر اليرقان. وَهُوَ دَوَاء لسدة المنخرين والزكام ولاختلاف الْمِيَاه إِذا أكل على الرِّيق.
قَالَ: وَمَتى أَدِيم أكله أظلم مِنْهُ الْبَصَر ويلين الْبَطن وينفع من تغير الْمِيَاه وَالْأَرضين إِذا أكل على)
الرِّيق ويسكن وجع الوثء.
وبزره يسكن وجع لسعة الْعَقْرَب ووجع الصَّدْر إِذا دق وَأكل وينوم.
خزف أما خزف التَّنور فشديد اليبس.
وَقَالَ د: إِن لَهُ قُوَّة تجلو وَلذَلِك مَتى خلط بالخل وتلطخ بِهِ للحكة والبثور والنقرس نفع نفعا بَينا. وَمَتى خلط بقيروطي حلل الأورام الجاسية والخنازير.
وَقُوَّة الطين الَّذِي دَاخل الأتون مثل ذَلِك.
وَقَالَ جالينوس فِي خزف القراميد: إِنَّه مثل القشور والسنباذج وَأكْثر مِنْهُ فِي ذَلِك خزف التَّنور لِأَنَّهُ قد ناله من السجر يبس كثير جدا وَلذَلِك يَقع مِنْهُ فِي المرهم الْمُسَمّى انقسطاش مِقْدَار خربق أَبيض قَالَ د: إِذا شرب نقي الْمعدة بالقيء وَقد يَقع فِي أخلاط الشيافات الجالية لِلْبَصَرِ. وَمَتى احْتمل أدر الطمث وَقتل الْجَنِين ويهيج العطاس.
وَإِذا خلط بالسويق وعجن بالعسل قتل الفأر. وَإِذا طبخ مَعَ اللَّحْم هرأه. ويسقى على الرِّيق مِنْهُ وَحده أَو مَعَ الدَّوَاء الَّذِي يُسمى سطامونداس أَو مَعَ عصارة التافسا أَو مَعَ الْحبّ(6/146)
الْمُسَمّى القس وَالشرَاب الْمُسَمّى مَاء القراطن ويخلط بالخبيص ويختبز أَيْضا فِي وسط الْخبز وَيحْتَمل أَيْضا فَتلا فيهيج الْقَيْء ويخلط فِي الحساء الْكثير.
وَرُبمَا أطْعم الَّذِي يسقاه قبل ذَلِك طَعَاما يَسِيرا وَهَذَا يعْمل بالذين لَا يُؤمن عَلَيْهِم مِنْهُ الاختناق وَالَّذين أبدانهم ضَعِيفَة. فَإِنَّهُ لهَذِهِ الْجِهَة يُؤمن ضَرَره لِأَنَّهُ يُصَادف معدهم خَالِيَة من الطَّعَام.
وَأما الخريق الْأسود مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاث أوبولسات أَو درخمي وَحده أَو مخلوطاً بسقمونيا وملح أسهل بلغماً وَمرَّة. وَقد يطْبخ بالعدس والأمراق وَيسْتَعْمل للاسهال. وَهُوَ نَافِع من الصرع والمالنخوليا والفالج وَالْجُنُون ووجع المفاصل.
وَمَتى احْتمل أدر الطمث وَقتل الْجَنِين بِقُوَّة. وَإِذا دخل فِي ثقب النواصير وَترك فِيهَا ثَلَاثَة أَيَّام وَأخرج فِي الرَّابِع نقاها. وَيدخل فِي الْأذن الثَّقِيلَة السّمع وَيتْرك يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فينتفع بِهِ. وَإِذا خلط وَمَتى طبخ بالخل وتمضمض بِهِ سكن وجع الْأَسْنَان. وَيدخل فِي أخلاط الْأَدْوِيَة الأكالة للحم.
وَقد يخلط بدقيق الشّعير وَالشرَاب ويتضمد بِهِ للحن من المَاء.)
وَإِذا نبت عِنْد أصل الْكَرم كَانَت قُوَّة ذَلِك الشَّرَاب الْمُتَّخذ مِنْهُ مسهلة. وَقد يطْرَح فِي المَاء وترش بِهِ الْبيُوت للهوام كَمَا يفعل بالكندس وَالَّذِي يحتفره يحْتَرز من ضَرَره بِأَكْل الثوم وَشرب الشَّرَاب.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: نوعا الخربق يجلوان ويسخنان فهما لذَلِك ينفعان من البهق والقوابي والجرب وتقشر الْجلد ويقلع صلابة الناصور إِذا أَدخل فِيهِ فِي يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة. وَإِذا تمضمض بِهِ مَعَ الْخلّ نفع الْأَسْنَان.
ولنضعهما فِي الثَّالِثَة من الإسخان والتجفيف. وَأما فِي الطّعْم فالأسود مِنْهُمَا أَشد حراقة والأبيض أَشد مرَارَة.
وَقَالَ بديغورس فِي الْأَبْيَض: إِن خاصته إِخْرَاج الفضول اللزجة المخاطية.
وَقَالَ أبقراط فِي كتاب الخربق: إِن الخربق الْأسود ينفض السَّوْدَاء من أَسْفَل والأبيض يُخرجهَا من فَوق بالقيء.
وَقَالَ أريباسيوس: إنَّهُمَا جَمِيعًا جلاءان حادان وَلذَلِك ينفعان من الجرب والبهق والقوابي وتقشر الْجلد. وَمَتى أَدخل الْأسود مِنْهُ فِي النواصير الَّتِي فِيهَا لحم صلب قلعهَا فِي يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة ويقلع الثؤلول. وَمَتى طبخ بخل وتمضمض بِهِ نفع الْأَسْنَان لقُوَّة إسخانه وتجفيفه.
قَالَ بولس: إنَّهُمَا يذهبان البرص والْآثَار الشبيهة بِهِ فِي الْجَسَد.
وَأما الْأسود فَإِنَّهُ يقْلع غلظ النواصير إِن أَدخل فِيهَا ثَلَاثَة أَيَّام.
قَالَ الدِّمَشْقِي: إِنَّه يحد الْبَصَر مَتى اكتحل بِهِ.(6/147)
قَالَ سلمويه: هما حاران يابسان فِي الثَّالِثَة وَالْأسود أَشد حرارة.
قَالَ ابْن ماسويه: مَتى بخرت بِهِ الْأَسْنَان نفع من وجعها.
يحيى النَّحْوِيّ قَالَ فِي آخر كِتَابه فِي تَفْسِير النبض الصَّغِير: إِن الْأَبْيَض يستفرغ البلغم بالقيء وَالْأسود يسهل الكيموس الْأسود بِقُوَّة.
قَالَ ابْن ماسويه فِي إصْلَاح الْأَدْوِيَة: إِن الْأسود مِنْهُ يسهل السَّوْدَاء والأبيض أَضْعَف ويسهل البلغم والسوداء والشربة مِنْهُمَا مثقالان.
خُنْثَى قَالَ د: قُوَّة أَصله مسخنة حريفة وَإِذا شرب أدر الْبَوْل والطمث. وَمَتى شرب مِنْهُ درخمي بشراب نَفَعت من وجع الْجَنِين والسعال ووهن العضل.
وَإِن أكل من أَصله مِقْدَار كف سهل الْقَيْء. وَقد يسقى مِنْهُ وزن ثَلَاث درخميات لنهش الْهَوَام فينفع. وَيَنْبَغِي أَن يضمد أَيْضا مَوضِع النهشة بورقه وزهره مخلوطين بِالشرابِ. وَإِذا طبخ الأَصْل بدردي الشَّرَاب وتضمد بِهِ وَافق القروح الوسخة والخبيثة والأورام الْعَارِضَة للثدي والخصي والدماميل والخراجات. وَإِذا خلط بسويق الشّعير نفع من الأورام الحارة فِي ابتدائها.
وَإِذا دق الأَصْل وَأخرج مَاؤُهُ وخلط بشراب عَتيق حُلْو وَمر وزعفران وطبخ كَانَ مِنْهَا دَوَاء يكتحل بِهِ وينفع الْعين. وَإِن قطر وَحده أَو مَعَ كندر وَعسل وشراب وَمر وقتر وقطر فِي الْأذن الَّتِي يسيل مِنْهَا الْقَيْح وافقها. وَإِذا قطر فِي الْأذن الْمُخَالفَة للسن الوجعة سكن الوجع.
وَإِذا أحرق الأَصْل وتضمد برماده فِي دَاء الثَّعْلَب أَبرَأَهُ. وَإِذا قور تجويفه وصب فِيهِ زَيْت وغلى بالنَّار نفع الشقاق الْعَارِض من الْبرد. وَمَتى قطر فِي الْأذن سكن أوجاعها. وَإِذا دلك البهق الْأَبْيَض بِخرقَة فِي الشَّمْس ثمَّ لطخ عَلَيْهِ الأَصْل بعد ذَلِك قلعه. وَمَتى شرب ثمره وزهره بشراب نفع نفعا عَظِيما من لسعة الْعَقْرَب وَمن سم الْحَيَوَان ذِي الْأَرْبَع وَالْأَرْبَعِينَ رجلا ويسهل الْبَطن.
وَقَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة: الَّذِي ينْتَفع بِهِ من هَذَا هُوَ أَصله وقوته جلاءة فَإِن أحرق صَار رماده أَشد إسخاناً وتجفيفاً وَأكْثر تلطيفاً وتحليلاً وَهُوَ بِهَذَا السَّبَب يشفي دَاء الثَّعْلَب.
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِنِّي قد رَأَيْت قوما عالجوه بالطبخ والإنقاع فَلم يضر بعد فِي حد مَا يُؤْكَل إِلَّا بعد كد. وقوته فتاحة ملطفة بِمَنْزِلَة قُوَّة اللوف الْجَعْد وَلذَلِك يطعم النَّاس أَصْحَاب اليرقان سَاق نَبَات الْخُنْثَى لِأَنَّهُ لَهُم دَوَاء كَبِير.
وَقَالَ أريباسيوس: تصلح أُصُوله فِيمَا تصلح فِيهِ أصُول اللوف وَذَلِكَ لِأَن قوتها جلاءة فَإِن أحرقت كَانَ رمادها أَكثر سخونة وتجفيفاً وتلطيفاً وتحليلاً وَلذَلِك يُبرئ دَاء الثَّعْلَب.
قَالَ ابْن ماسيويه: إِنَّه بَارِد رطب يُؤْكَل أَصله.
خِيَار شنبر قَالَ بديغورس: خاصته إسهال الصَّفْرَاء وتحليلها.(6/148)
قَالَ ابْن ماسويه فِي إصْلَاح المسلهة: إِنَّه يُطْفِئ حِدة الدَّم وَيذْهب الورم الْكَائِن فِي الْجوف.
ويسهل الصَّفْرَاء الْمُحْتَرِقَة.
قَالَ ماسرجويه: إِنَّه معتدل يلين الورم الصلب وأورام الْحلق والجوف مَتى تغرغر بِهِ مَعَ طبيخ الزَّبِيب وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب ويسهل بِلَا أَذَى وَلَا نكابة.
أصبت لِابْنِ ماسويه أَيْضا أَنه بَارِد رطب لين يمشي الْمرة وينفع من اليرقان وينفع من وجع الكبد وَالْحلق وَيذْهب الورم.
قَالَ الْفَارِسِي: إِنَّه لَا غائلة لَهُ ويسقى الحبالى للمشي وَيَمْشي الْمرة وينقي اليرقان وينفع من وجع الكبد وَالْحلق.
خولنجان قَالَ ابْن ماسه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة جيد للمعدة يطيب النكهة هاضم للطعام.
وَقيل فِي الطِّبّ الْقَدِيم: إِنَّه جيد للباه وَيزِيد فِيهِ جدا وينفع الكلى والخاصرة الْبَارِدَة.
خطر قَالَت الخوز: دهن الْخطر حَار يَابِس جيد للابرية والنخالة فِي الرَّأْس.
خل قَالَ ديسقوريدوس إِنَّه بَارِد يبرد وَيقبض صَالح للمعدة يفتق الشَّهْوَة وَيقطع نزف الدَّم من أَي عُضْو كَانَ مَتى شرب أَو جلس فِيهِ إِن احْتِيجَ إِلَى ذَلِك وَإِذا طبخ مَعَ الطَّعَام دفع سيلان الرطوبات. وَمَتى بل فِيهِ صوف غير مغسول وَوضع على الْجِرَاحَات فِي أول مَا تعرض منع من أَن ترم وَيرد الرَّحِم والمعي الْمُسْتَقيم إِلَى دَاخل ويشد اللثة المتبرئة من الْأَسْنَان الدامية. وينفع القروح الساعية والحمرة والنملة والجرب المتقرح والقوابي والداحس مَتى خلط بِبَعْض الْأَدْوِيَة الْمُوَافقَة لهَذِهِ الْأَمْرَاض. وَمَتى غسلت بِهِ القروح الخبيثة والأكلة غسلا دَائِما منعهَا أَن تسْعَى.
وَمَتى خلط بِهِ شَيْء من كبريت وصب وَهُوَ سخن على النقرس نفع مِنْهُ. وَمَتى خلط بالعسل ولطخ بِهِ الْأَثر الْعَارِض دون الْعين من اجْتِمَاع الدَّم تَحت الْجلد أزاله. وَإِذا خلط بدهن ورد وَوضع بصوفة غير مغسولة على الصداع الْعَارِض من احتراق الشَّمْس نفع مِنْهُ.
وبخاره إِذا سخن ينفع من الاسْتِسْقَاء وعسر السّمع والدوي والطنين فِي الْأذن. وَمَتى استنشق فتح الخياشيم. وَإِذا طلي مَعَ خثى الْبَقر على الاسْتِسْقَاء نفع. وَمَتى صب وَهُوَ فاتر على الورم الَّذِي يُقَال لَهُ فوجيلا أَو شرب بِهِ صوف وَوضع عَلَيْهِ أذهبه وَسكن الحكة الْعَارِضَة للجسم.
وَقد يصب وَهُوَ سخن على نهش الْهَوَام الَّتِي تبرد الْجِسْم بسمها فينفع وَيصب وَهُوَ بَارِد على نهش الْهَوَام الَّتِي تسخن بسمها فينفع.
وينفع من مضرَّة الْأَدْوِيَة القتالة إِذا شرب وَهُوَ سخن ويقىء وخاصة من مضرَّة الأفيون والشوكران والدواء الَّذِي يُقَال لَهُ اقونيطن وَهُوَ خانق النمر وجمود الدَّم وَاللَّبن الَّذِي فِي الْبَطن.
وَمَتى شرب بالملح نفع من الْفطر الْقِتَال الَّذِي يخنق وَمن شرب السم الَّذِي يُقَال لَهُ(6/149)
سملنقس.
وَإِن تحسى قلع العلق الْمُتَعَلّق بِالْحلقِ وَسكن السعال المزمن وأهاج السعال الحَدِيث. وَمَتى تحسى وَهُوَ سخن وَافق عسر النَّفس المحوج إِلَى الانتصاب.
مَتى تغرغر بِهِ قطع سيلان الفضول إِلَى الْحلق وَوَافَقَ الخناق واللهاة الساقطة. وَمَتى تمضمض بِهِ والخل الَّذِي يلقى فِيهِ ملح صَالح وَيتْرك مُدَّة أَيَّام يمْنَع الساعية وينفع عضة الْكَلْب ونهش الْهَوَام وَيقطع نزف الدَّم من الشَّجَّة إِذا سخن وصب فِيهَا.)
لي ويحقن بِهِ من فِي معاه قرحَة ساعية وَيقدم قبله الحقن بِاللَّبنِ وينقي نخالة الرَّأْس نعما وَيقتل العلق الْمُتَعَلّق بِالْحلقِ وَيذْهب القروح الرّطبَة الَّتِي فِي الرَّأْس. وَيرد النتو الَّذِي يكون فِي السرم إِلَى دَاخل.
وَقَالَ جالينوس: قد بَينا فِي القوانين أَن الْخلّ مركب من جوهرين أَحدهمَا حَار وَالْآخر بَارِد وَكِلَاهُمَا لطيف وَأَن الْبَارِد أَكثر من الْحَار.
وَقَالَ فِي الثَّامِنَة: الْخلّ يجفف فِي الثَّالِثَة عِنْد مُنْتَهَاهَا إِذا كَانَ ثقيفاً.
وَقَالَ روفس: الْخلّ يبرد ويلطف الأخلاط الغليظة وييبس الْبدن وَيقطع الْعَطش.
وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: الْخلّ بَارِد يُطْفِئ حرق النَّار أسْرع من كل شَيْء. وَيقطع الْعَطش ويشفي الْحمرَة وَيمْنَع انصباب الْموَاد وَمَتى أدمن امْرُؤ شرب الْخلّ وَكَانَ ضَعِيف الرية آل بِهِ الْأَمر إِلَى الاسْتِسْقَاء وَلَيْسَ يخَاف على من شربه وتعب بعد ذَلِك.
قَالَ: وكل هَذِه تدل على برده.
قَالَ: والخل ينْفخ ويولد الرِّيَاح وَيمْنَع من الجمود وَهُوَ منهض لشَهْوَة الطَّعَام معِين على الهضم قَالَ حنين: هَذَا لتقطعيه.
قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه دابغ للمعدة مطفئ للمرة الصَّفْرَاء دَافع للمادة الحارة عَن الانحدار إِلَى الْأَعْضَاء إِذا صب عَلَيْهَا. وَمَتى خلط بِالطَّعَامِ وَأكل نفع من الْحمرَة الْيَسِيرَة المتولدة من الصَّفْرَاء.
وَإِذا طلي نفع الاسْتِسْقَاء والحكة. وَهُوَ يذهب بشر السمُوم كالأفيون والبنج مُحَلل للدم وَاللَّبن الجامدين فِي الْجوف نَافِع من البلغم اللزج مقلص للهاة إِذا تغرغر بِهِ مَحْمُود فِي جَمِيع وجع الْأَسْنَان إِذا كَانَ من حرارة فيمضمض بِهِ بعد أَن يسخن.
وخاصته إذهاب الْحمرَة من الْأَعْضَاء الملتهبة دَافع عَنْهَا الْخَلْط الحريف.
قَالَ ابقراط فِي الْأَمْرَاض الحادة: إِن الْخلّ ينفع أَصْحَاب السَّوْدَاء وَهُوَ أضرّ للنِّسَاء وَذَلِكَ أَنه يولم الرَّحِم.(6/150)
قَالَ ج الْخلّ يضر بالعصب والتجربة تشهد بذلك وَالْقِيَاس أَيْضا وَذَلِكَ أَن العصب عديم الدَّم بَارِد فيناله الضَّرَر بسهولة من جَمِيع الْأَشْيَاء الْبَارِدَة وخاصة إِن كَانَت لَطِيفَة لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يقدر أَن يغوص فِي عمقه حَتَّى يخالط جَمِيع أَجْزَائِهِ والخل كَذَلِك: وَقَالَ فِي الثَّانِيَة من طب طماناوس: إِن الْخلّ إِذا لم تكن مَعَه حرافة فَهُوَ بَارِد مَحْض وَإِذا كَانَت)
فِي طعمه وريحه حرافة فَفِيهِ شَيْء من الْحَرَارَة وَهُوَ لذَلِك كَسَائِر الْأَدْوِيَة الَّتِي قواها مركبة.
وَقَالَ فِي الْمقَالة الأولى من الْأَدْوِيَة المفردة: إِن ابقراط قَالَ: الْخلّ أَنْفَع شَيْء للأبدان الصفراوية ويضعف الْبَصَر وَيَأْكُل البلغم.
ابْن ماسه قَالَ: هُوَ جيد للمعدة الصفراوية الملتهبة نَافِع للصفراء يحل اللَّبن وَالدَّم الجامدين وينقع الطحال وَيقطع الْعَطش ويلطف الأغذية الغليظة.
وَقَالَ فِي الثَّانِيَة من الميامر: إِن فِي الْخلّ الثقيف شَيْئا من الْحَرَارَة وَلَا يُطْفِئ ويبرد كَمَا يُطْفِئ الَّذِي لَيْسَ بثقيف جدا.
وَقَالَ فِي الطِّبّ الْقَدِيم: الْخلّ إِذا طبخ بالنَّار نقصت برودته.
خنافس مَتى سحقت أَجْوَاف الخنافس وغليت مَعَ الزَّيْت وقطرت فِي الْأذن نَفَعت من وجعها.
قَالَ ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن الخنفساء مَتى غليت بالزيت وقطرت فِي الْأذن سكن الوجع من سَاعَته انْقَضى حرف الْخَاء(6/151)
3 - (بَاب الدَّال)
دوسر اسْمه باليونانية أأغيلص.
قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة السَّادِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة: إِن قُوَّة هَذَا الدَّوَاء محللة كَمَا قد يدل على ذَلِك طعمه وَذَلِكَ أَن فِيهِ حرافة يسيرَة وَقد يسْتَدلّ على ذَلِك من أَنه أَيْضا يشفي الأورام الَّتِي تبتدئ أَن تصلب والنواصير الَّتِي تحدث عِنْد الْعَينَيْنِ وتعرف بالغرب وباليونانية اخيلوس.
قَالَ د فِي الْمقَال الرَّابِع: إِن أأغليص وَهُوَ الدوسر حشيشة يشبه وَرقهَا ورق الْحِنْطَة غير أَنه أَلين مِنْهُ. وَفِي طرفه ثَمَرَة فِي غلافين أَو ثَلَاثَة وَيظْهر فِي جوفي الغلف شَيْء دَقِيق شَبيه فِي دقته بالشعر. وَهَذَا النَّبَات مَتى تضمد بِهِ مَعَ الدَّقِيق أَعنِي دَقِيق الشّعير أَبْرَأ الغرب المتفجر وَحل الأورام الصلبة. وَقد تستخرج عصارته وتخلط بالدقيق وتجفف وتستعمل لهَذِهِ الْمَنْفَعَة.
وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة: إِن أأغيلص وَهُوَ الدوسر ذُو قُوَّة محللة وَلذَلِك قد ينفع من الأورام الحارة الجاسية وَيُبرئ الغرب.
دخن قَالَ ج فِي السَّادِسَة من المفردة: الدخن جنس من الْحُبُوب ومنظره شَبيه بمنظر الجاورس وقوته كقوته وغذاؤه غذَاء يسير مجفف فَهُوَ لذَلِك يحبس الْبَطن كالجاورس. وَمَتى ضمد بِهِ من خَارج برد وجفف.
قَالَ د فِي الْمقَالة الثَّانِيَة: الدخن من الْحُبُوب الَّتِي يعْمل مِنْهَا الْخبز وَهُوَ شَبيه بالجاورس غير أَن الدخن أقل غذَاء من الجاورس وَأَقل هضماً.
قَالَ بولس فِي الْمقَالة السَّابِعَة إِن هلوموس وَهُوَ الدخن شَبيه بالجاورس وَهُوَ فِي قوته ميبس مبرد.
وَمَتى وضع ضماداً من خَارج جفف بلة الْجِسْم وأضمر الْبَطن.
وَقَالَ فِي كتاب الْأَطْعِمَة: إِن الدخن يلائم مزاج الجاورس وَهُوَ بَارِد يَابِس فِي الْجُزْء الثَّانِي ممتد وَهُوَ أعْسر فِي الانهضام من الجاورس والكشوث أَكثر من الجاورس.
دروبطارس وَهُوَ شَبيه بالسرخس.(6/152)
قَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة من المفردة: قُوَّة هَذَا النَّبَات قُوَّة مركبة وَمن ذاقه وجده كَذَلِك لِأَن فِيهِ حلاوة وحدة ومرارة.
قَالَ د فِي الرَّابِعَة: إِن هَذَا دَوَاء ينْبت على أَجزَاء البلوط الْعَتِيق وَهُوَ شَبيه بالسرخس غير أَنه أَصْغَر مِنْهُ بِكَثِير وَأَقل تشظياً مِنْهُ وَله أصُول مشتبكة بَعْضهَا بِبَعْض مبردة مقبضة عفصة فِي مذاقها مَعَ شَيْء من حلاوة.
وَهَذِه الحشيشة مَتى جففت وسحقت مَعَ أُصُولهَا وذرت على الشّعْر حلقته غير أَنه إِذا عرق الْبدن يجب أَن يمسح الأول الَّذِي ذَر عَلَيْهِ ويجدد مِنْهُ شَيْء آخر.
روفس: إِن دروبطارس حُلْو حريف مر قَلِيلا وَفِي أَصله عفوصة فَأَما قوته فمعفنة وَلذَلِك قد يحلق الشّعْر.
دوقوا وَهُوَ بزر الجزر الْبري اسْمه باليونانية دوقس.
قَالَ ج فِي السَّادِسَة من المفردة: إِن الجزر الَّذِي ينْبت فِي الْبر يُؤْكَل أقل مِمَّا يُؤْكَل الَّذِي يزرع فِي الْبَسَاتِين وَهُوَ أقوى من البستاني فِي كل شَيْء.
وَأما البستاني فيؤكل أَكثر وَهُوَ أَضْعَف من الْبري وقوتهما جَمِيعًا حارة مسخنة فهما لذَلِك ملطفان وأصلهما فِيهِ مَعَ مَا وَصفنَا قُوَّة نافخة تحرّك شَهْوَة الْجِمَاع.
وَأما بزر البستاني مِنْهُ فَفِيهِ أَيْضا شَيْء يُحَرك شَهْوَة الْجِمَاع وَأما بزر الْبري فَلَا ينْفخ أصلا فَأَما دوقس فَهُوَ ذُو قوتين بزره جَار جدا حَتَّى أَنه فِي إدرار الْبَوْل من أقوى الْأَدْوِيَة وَيصْلح أَيْضا لإدرار الطمث. وَمَتى وضع من خَارج حلل غَايَة التَّحْلِيل.
ولورقه أَيْضا هَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا إِلَّا أَنه أَضْعَف من بزره وَذَلِكَ بِسَبَب مَا يخالط الْوَرق من الرُّطُوبَة المائية الَّتِي هِيَ أَيْضا حارة المزاج.
وَقَالَ د فِي الثَّانِيَة: إِن دوقس أَنْوَاع: يُسمى أَحدهَا قريطيقوس ورقه شَبيه بورق الرازيانج. غير أَنه أَصْغَر من ورق الرازيانج وأدق وَيكون قدره نَحْو شبر وَفِي أَعلَى رَأسه ظلة كظلة الكزبرة وبهاره أصفر وَفِيه ثَمَر أَبيض حاد زيتوني وَمَتى مضغ كَانَ طيب الرَّائِحَة وَله عرق غلظه)
كالأصبع وَطوله نَحْو من شبر وينبت فِي الْمَوَاضِع الصخرية الَّتِي تنَال شُعَاع الشَّمْس كثيرا.
فَأَما نَوعه الآخر فَيُشبه الكرفس الرُّومِي ريحاني طيب الرَّائِحَة. حريف محرق الطّعْم وَلَكِن ذَلِك الَّذِي يُقَال لَهُ قريطيقوس أَجود مِنْهُ.(6/153)
فَأَما النَّوْع الثَّالِث فورقه شَبيه بورق الكزبرة وفقاحه أَبيض لَهُ رُؤُوس وثمر شَبيه بِرَأْس الشبث وثمره وأقماعه شبه أقماع الجزر محشوة بزراً طَويلا كالكمون حَار حريف.
وبزرها جَمِيعًا يسخن وَمَتى شرب أنزل الأجنة وأدر الطمث وَالْبَوْل وَسكن المغس والسعال الْعَتِيق.
ويفش الأورام البلغمية والصلابات مَتى وضع مِنْهُ ضماد.
وَإِنَّمَا يعالج من نوعيه الآخرين ببزرهما فَقَط فَأَما ذَلِك الَّذِي يُقَال لَهُ قريطيقوس فقد يسْتَعْمل أَصله إِذا كبر ويسقى مِنْهُ للسعة بعض الدَّوَابّ العادية مَعَ الْمَطْبُوخ.
وَقَالَ بولس السَّابِعَة: إِن دوقس الَّذِي يُسمى اسطافالينس نَوْعَانِ وَأما أَصله فنافخ يصلح للجماع وَأما بزر الْبري فَلَيْسَ بِنَافِع فِي هَذِه الْخلَّة لِأَنَّهُ غير نافخ إِلَّا أَنه يدر الْبَوْل ويهيج الْحَيْضَة وَكَذَلِكَ الحشيشة أَيْضا.
دهن اللوز المر أما جالينوس وبولس فَلم يذكراه.
وَقَالَ د فِي الْمقَالة الأولى: إِن دهن اللوز المر نَافِع لأوجاع الْأَرْحَام وانقلابها واختناقها والوثء.
وأورام مَوضِع الوثء وينفع أَيْضا من وجع الرَّأْس وضربان الرَّأْس والأذنين وأورام الأرابي والأصوات والطنين والصفير الْكَائِن فِي الْأُذُنَيْنِ وينفع آلام الكليتين وَحصر الْبَوْل والحصى واللهيب وَالطحَال ويقلع الْآثَار من الْوَجْه والكلف ويبسط التشنج إِذا خلط بالعسل وأصل السوسن وشمع مذاب بدهن الْحِنَّاء أَو الْورْد وينفع غشاوة الْبَصَر ويجلو مَعَ الْمَطْبُوخ الحزاز والنخالة من الرَّأْس.
وَهِي دودة القرمز وَتسَمى باليونانية قرقوس ناقيقوس.
وَقَالَ جالينوس فِي السَّابِعَة من المفردة: إِن لَهَا قُوَّة قابضة وَقُوَّة محللة مَعًا وَهُوَ مجفف بِهَاتَيْنِ الكيفيتين وَلذَلِك يُوَافق الْجِرَاحَات الْعَظِيمَة وجراح العصب غير أَن نَاسا يسحقونه بالخل ويعالجون بِهِ وَآخَرُونَ بالخل وَالْعَسَل.
قَالَ د فِي الرَّابِعَة: إِن قرقوس ناقيقوس وَهِي دودة القرمز ثَمَر شجر شوكي فِيهِ شَيْء لاصق كالعدس يجتنى وَيجمع إِلَّا أَن أَجودهَا مَا كَانَ بحاطبة وأرمينية وَمن بعده مَا كَانَ من الْبِلَاد الَّتِي يُقَال لَهَا آسيا وقيلقيا وأجود ذَلِك كُله مَا كَانَ من أسبانيا.
فَأَما قوتها فقابضة تَنْفَع من الْخراج وبط العصب مَتى سحقت وَوضعت على عصب مَعَ الْخلّ.
وَقد يكون بقيليقيا فِي شجر البلوط صَغِيرا يشبه الحلزون ويلتقطه النِّسَاء بأفواههن ويسمونه بالدويدات.(6/154)
وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة: إِن دود الصباغين ميبسة بِغَيْر مضض وَلذَلِك قد تَنْفَع الْخراج الْعَظِيم والكلية والأعصاب مَتى سحقت مَعَ سكنجبين.
ديك عَتيق قَالَ ج فِي الْحَادِيَة عشرَة من الْأَدْوِيَة المفردة: مرق الديوك المتقادمة مسهل للطبيعة إِلَّا أَنه يَنْبَغِي أَن وَقَالَ د فِي الْمقَالة الثَّانِيَة: إِن الديوك الْعتْق تسقى فتسهل الطبيعة.
وَيَنْبَغِي أَن تخرج أجوافها وتحشى ملحاً ويخاط مَوضِع الشق ويطبخ بِعشْرين قوطوليات من المَاء حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى ثَلَاث قوطوليات ويتخمر وَيشْرب وَقد يشرب المرق كُله فِي مرّة وَاحِدَة.
وَمن النَّاس من يطْبخ مَعهَا كرنباً بحرياً أَو من النَّبَات الَّذِي يُقَال لَهُ لسورسطس أَو قرطماً أَو بسبابجا فينفض الكيموس الغليظ الَّتِي اللزج الْأسود.
وينفع الحميات المزمنة الَّتِي يُقَال لَهَا: ذَات الأدوار والارتعاش واللهيب ووجع المفاص ونفخة الْمعدة والترهل الْفَاسِد.
دبق اسْمه باليونانية انكيوس.
قَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة من المفردة: إِن الدبق مؤلف من طبع هوائي وَمن طبع مائي وَكِلَاهُمَا كثيران فِيهِ جدا وَمن طبع أرضي يسير جدا وَلذَلِك صَارَت الحدة أَكثر فِيهِ من المرارة وأفعاله أَيْضا تشهد لطبعه وَذَلِكَ أَنه يجذب الرُّطُوبَة من القعر جذباً قَوِيا وَلَيْسَ إِنَّمَا ذَلِك لما كَانَ مِنْهَا لطيفاً فَقَط بل وَلما كَانَ مِنْهَا غليظاً أَيْضا فيلطفها ويذيبها ويحللها إِلَّا أَنه لَيْسَ من الْأَشْيَاء الَّتِي تسخن سَاعَة تُوضَع بل يحْتَاج أَن يمْكث مُدَّة طَوِيلَة بعد وَضعهَا ثمَّ تسخن كَمثل وَقد قيل قبل: إِن هَذِه خصْلَة مَوْجُودَة فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي لَهَا قُوَّة مسخنة وفيهَا مَعَ ذَلِك فضل رُطُوبَة غير نضيجة.
وَقَالَ د فِي الْمقَالة الثَّالِثَة: أَجود الدبق مَا كَانَ حَدِيثا أملس كراثي اللَّوْن من دَاخل ولون ظَاهره إِلَى الْحمرَة وَلَيْسَت فِيهِ خشونة وَلَا نخالة وقوته قُوَّة محللة ملينة جاذبة وَإِنَّمَا يعْمل من ثَمَر مستدير يكون فِي شجر البلوط الَّذِي يشبه ورقه ورق الشّجر الَّذِي يُقَال لَهُ بوقيدس وَهُوَ الشمشار بِأَن تدق الثَّمَرَة ثمَّ تغسل ثمَّ تطبخ بِالْمَاءِ وَمن النَّاس من يعمله بِأَن يمضغ الثَّمَرَة وَقد يكون أَيْضا من شجر التفاح والكمثرى وَغَيرهمَا من الشّجر وَقد يُوجد عِنْد أصُول بعض الشّجر الصغار.
وَهُوَ ينضج الأورام الْبَارِدَة الْحَادِثَة عِنْد الْأُذُنَيْنِ وَسَائِر الأورام مَتى خلط بالراتينج والموم من كل)
وَاحِدَة مِنْهُمَا جُزْء مسَاوٍ لَهُ.(6/155)
وَمَتى تضمد بِهِ أَبْرَأ بَنَات اللَّيْل.
وَإِذا خلط بالكندر أَبْرَأ القروح المزمنة والخراجات العادية الردية.
وَمَتى خلط بالنورة وطبخ مَعهَا وَوضع على الأورام الخبيثة أَو على الطحال الجاسي حلل الورم والجسوء.
وَمَتى خلط بزرنيخ الْأَصْفَر أَو الْأَحْمَر وَوضع على الْأَظْفَار قلعهَا وَإِذا خلط بالنورة وعصير الْعِنَب قواها.
وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة: الدبق يسخن مَعَ حرافة وبجذب من القعر جذباً قَوِيا ويفش كالتافسيا إِلَّا أَنه أَبْطَأَ مِنْهُ.
دلب اسْمه باليونانية قلاطونس.
قَالَ ج فِي الثَّامِنَة من المفردة: إِن للدلب مزاجاً رطبا بَارِدًا غير بعيد من المعتدلات وَلذَلِك مَتى سحق ورقه الغض وَوضع كالضماد على الأورام الحارة الْحَادِثَة فِي الرُّكْبَتَيْنِ سكنها تسكيناً ظَاهرا.
وَأما لحاء هَذِه الشَّجَرَة وجوزها فقوتهما قُوَّة تجفف حَتَّى أَن القشرة من هَذِه الشَّجَرَة مَتى طبخت بالخل نفع ضَرْبَان الْأَسْنَان.
وَجوزهُ مَتى اسْتعْمل مَعَ الشَّحْم أَبْرَأ الْجِرَاحَات الْحَادِثَة عَن حرق النَّار.
وَقد يحرق قوم قشره ويتخذون مِنْهُ دَوَاء ميبساً جلاء يشفي الْأَلَم الَّذِي يكون من الرض.
ورماده إِذا ذَر على الْجِرَاحَات الَّتِي من أجل كَثْرَة الرُّطُوبَة شفاهاً.
وَيَنْبَغِي للانسان أَن يحذر الْغُبَار الَّذِي يلتزق بورق هَذِه الشَّجَرَة وَذَلِكَ أَنه ضار لقصبة الرئة مَتى استنشق لِأَنَّهُ ييبسها ويخشنها ويضر بالصوت وَالْكَلَام وَكَذَا يضر بِالسَّمْعِ وَالْبَصَر مَتى وَقع فِي الْأذن وَالْعين.
وَقَالَ د: مَتى طبخ ورقه الرطب بِالْخمرِ وضمدت بِهِ الْعين منع البلة المتجلبة إِلَيْهَا وَسكن هيجانها وأورامها.
وقشر الدلب مَتى طبخ مَعَ الْخلّ وتمضمض بِهِ نفع من ضَرْبَان الْأَسْنَان.)
فَأَما جوزه الرطب فَإِذا شرب مَعَ الْمَطْبُوخ نفع من نهش الْهَوَام وَمَتى اسْتعْمل مَعَ الثرب أَبْرَأ حرق النَّار.
وغبار الْوَرق وَالثَّمَر اللاصق بهما مَتى وَقع فِي الْأُذُنَيْنِ أَو فِي الْعَينَيْنِ ضرهما.
وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة: قلاطونس هُوَ الدلب بَارِد رطب فِي قوته جدا وَلِهَذَا السَّبَب صَار ورقه الغض ينفع من الأورام الحارة.
وَأما قشره وَجوزهُ فَإِن قوتهما تجفف أَكثر وَإِن هِيَ طبخت بالخل شفت وجع(6/156)
الْأَسْنَان وَأَبْرَأ حرق النَّار مَتى صيرت مَعَ الشَّحْم والقشر مَتى أحرق كَانَ مجففاً جلاء جدا حَتَّى أَنه يشفي البرص والقروح الرّطبَة.
وَهِي شَجَرَة البق وَتسَمى باليونانية قطيلا.
قَالَ جالينوس فِي الثَّامِنَة من المفردة: قد أدملنا بورق هَذِه الشَّجَرَة فِي بعض الْأَوْقَات جراحات طرية لأَنا وثقنا بِمَا يظْهر فِيهِ من الْقُوَّة القابضة والجالية مَعًا.
ولحاء هَذِه الشَّجَرَة أَشد بردا وقبضاً من وَرقهَا وَلذَلِك قد تشفي الْعلَّة الَّتِي يتقشر مَعهَا الْجلد إِذا عولجت بِهِ بالخل فَأَما مَا دَامَ هَذَا اللحاء طرياً قريب الْعَهْد فَإِنَّهُ إِن لف كالرباط على مَوضِع الضَّرْبَة أمكن أَن يدمله.
ولأصله أَيْضا هَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا وَلذَلِك قد يصب قوم مَاءَهُ الَّذِي يطْبخ فِيهِ على جَمِيع الْعِظَام المحتاجة إِلَى الإدمال من كسر أَصَابَهَا.
وَقَالَ د فِي الْمقَالة الأولى: ورق هَذِه الشَّجَرَة وَأَغْصَانهَا وزهرها وقشرها قَابض وَمَتى تضمد بالورق مسحوقاً بالخل كَانَ صَالحا للجرب المتقرح وألزق الْجِرَاحَات.
وقشر الشَّجَرَة أَشد إلزاقاً للجراحات من الْوَرق مَتى ربطت بِهِ كَمَا ترْبط بالسير وَمَا كَانَ من قشرها غليظاً وَشرب مِنْهُ مِقْدَار مِثْقَال بِالْخمرِ أَو بِالْمَاءِ الْبَارِد أسهل بلغماً.
وَمَتى صب طبيخ الأَصْل أَو طبيخ الْوَرق على الْعِظَام المنكسرة ألحمها وَيصب على الوثء فيجبره سَرِيعا.
والرطوبة الْمَوْجُودَة فِي غلف الثَّمَرَة عِنْد أول ظُهُورهَا إِذا لطخت على الْوَجْه جلته وصفت بَشرته.
وَمَتى جففت هَذِه الرُّطُوبَة تولد مِنْهَا حَيَوَان شَبيه بالبق.)
وورق هَذِه الشَّجَرَة الغض قد يُؤْكَل بالبقل إِذا طبخ مَعَ بعض الطبيخات.
فَأَما النخر المتناثر من خشبه الْعَتِيق الْكَائِن كالدقيق فَإِذا ذَر على الْجراح نقاها وختمها.
وَيحبس القروح الدبابة الَّتِي تَأْكُل إِذا خلط مَعَ الأنيسون بالسواء وعجن بالمطبوخ وَإِذا صر فِي خرقَة وأحرق وسحق وذر.
قَالَ بولس فِي السَّابِعَة: الدردار لَهُ قُوَّة مجففة تجلو حَتَّى أَنه يلصق الْجِرَاحَات وقشره أقوى فعلا مِنْهُ إِذا كَانَ طرياً ول على الْجِرَاحَات كالرباط وَهُوَ يُبرئ البرص أَيْضا مَعَ الْخلّ ولأصوله أَيْضا قُوَّة مثل هَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا وَقد يسْكب طبيخه على الْخلْع الْمُحْتَاج إِلَى الْجَبْر وَكسر الْعِظَام فيشدها.
ديفروجس وَتَفْسِيره المضاعف الإحراق والتشييط.
قَالَ ج فِي التَّاسِعَة من المفردة: قُوَّة هَذَا الدَّوَاء وطعمه قُوَّة وَطعم مركب وَذَلِكَ أَن(6/157)
فِيهِ شَيْئا يقبض شَيْئا حاراً قَلِيلا فَهُوَ لذَلِك دَوَاء نَافِع للجراحات الخبيثة الردية والقروح الْحَادِثَة فِي الْفَم مَتى اسْتعْمل مَعَ الْعَسَل المنزوع الرغوة أَو وَحده.
وينفع أَيْضا فِي مداواة الخوانيق مَتى اسْتعْمل بعد مَا قد منع وَقطع أَولا مَا كَانَ يجْرِي وَينصب إِلَى تِلْكَ الْأَعْضَاء.
وَقد استعملته أَيْضا لما قعطت اللهاة فداويتها بِهِ وَحده سَاعَة قطعهَا ثمَّ أعدته مرَارًا إِلَى ان اندملت اندمالاً وختماً جيدا شَدِيدا وينفع فِي هَذَا الْعُضْو خَاصَّة وَفِي جَمِيع الْأَعْضَاء الَّتِي يحدث فِيهَا الْجِرَاحَات وَكَذَلِكَ هُوَ أَيْضا نَافِع للقروح الْحَادِثَة فِي الْعَانَة وَفِي الدّرّ واستعماله فِي هَذِه الْأَعْضَاء يكون كاستعماله فِي الْفَم لِأَن هَذِه الْأَعْضَاء تستريح إِلَى مثل هَذِه الْأَدْوِيَة بِأَعْيَانِهَا وتنتفع بهَا وَالسَّبَب فِي ذَلِك أَنَّهَا أَعْضَاء حارة رطبَة على مِثَال وَاحِد.
وَقَالَ د: الديفروجس على أَصْنَاف ثَلَاثَة: مِنْهَا صنف معدني يكون بقبرس فَقَط وَهُوَ جَوْهَر من جنس الطين وَيخرج من بِئْر هُنَاكَ ثمَّ يجفف فِي الشَّمْس ثمَّ يوضع عَلَيْهِ وحواليه الشوك والدغل وَيحرق وَلذَلِك سمى ديفروجس أَي مضاعف الإحراق. لِأَنَّهُ يجفف فِي الشَّمْس ثمَّ يحرق بالنَّار وصنف آخر مِنْهُ كَأَنَّهُ عكر النّحاس الْمُصَفّى غليظه وَذَلِكَ أَنه بعد صب المَاء على النّحاس وإخراجه من البواطن يُوجد فِي أَسْفَلهَا هَذَا الصِّنْف وَفِيه قبض النّحاس وطعمه)
وصنف ثَالِث يعْمل على هَذِه الصّفة يُؤْخَذ الْحجر الَّذِي يُقَال لَهُ بوريطس وَهُوَ المرقشيثا وَيصير فِي أتون ويطبخ عدَّة أَيَّام كَمَا يطْبخ الكلس فَإِذا صَار لَونه أَحْمَر كالمغرة أخرج من الأتون وَرفع.
وَمن النَّاس من زعم أَنه قد يعْمل مِنْهُ صنف رَابِع من الْحِجَارَة الَّتِي يعْمل مِنْهَا النّحاس إِذا صيرت هَذِه الْحِجَارَة فِي إِنَاء وطبخت فِي الأتون فَإِنَّهُ يُوجد مِنْهُ حواليها وَإِذا أخرجت الْحِجَارَة عَنْهَا أُصِيب أَيْضا مِنْهُ فِيهَا شَيْء كثير.
وَيجب أَن يخْتَار مَا كَانَ فِي طعمه شَيْء من طعم النّحاس وَطعم الزنجار وَكَانَ قَابِضا يجفف اللِّسَان تجفيفاً شَدِيدا.
ديسقوريدوس: وقوته قُوَّة قابضة مجففة منقية تنقية قَوِيَّة تجلو وتقلع اللَّحْم الزَّائِد فِي القروح وتدمل القروح الخبيثة المنتشرة فِي الْجِسْم.
وَمَتى خلط بصمغ البطم أَو بالقيروطي حلل الدبيلات.
وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة: قُوَّة الديفروجس قُوَّة مختلطة وَذَلِكَ أَن فِيهِ شَيْئا من الْقَبْض والحرافة وَهُوَ دَوَاء للجراحات الردية الْمَذْهَب.
دم اسْمه باليونانية إِي أَنا قَالَ جالينوس فِي الْعَاشِرَة من الْأَدْوِيَة المفردة: إِنَّه لَيْسَ دم بَارِد أصلا غير أَن دم الْخِنْزِير حَار رطب يَسِيرا ومزاجه خَاصَّة شَبيه بمزاج الْإِنْسَان وَلذَلِك إِن زعم أحد أَن دم الْإِنْسَان نَافِع لبَعض الأدواء فَيَنْبَغِي أَن يظْهر التجربة(6/158)
وَالْفِعْل أَولا فِي دم الْخِنْزِير وَإِذا كَانَت الْحَال لَيست وَاحِدَة بل شَبيهَة بِتِلْكَ لِأَنَّهُ وَإِن كَانَت قُوَّة دم الْخِنْزِير دون قُوَّة دم الْإِنْسَان لكنه قد يفعل شَبِيها بِفِعْلِهِ.
فَأَما دم الْحمام فقد اسْتَعْملهُ كثير من قدماء الْأَطِبَّاء عِنْد تشريحهم الرَّأْس إِذا انصدع شَيْء من عِظَامه بِأَن يصيروا فِي ذَلِك الصدع من دم هَذَا الْحمام فَإِن عدموه استعملوا بدله دم الورشان أَو دم الفاختة والشفانين أَيهَا كَانَ حَاضرا.
وَبَعض الْأَطِبَّاء كَانَ يقطر من دم الْحمام وَهُوَ حَار فِي الْعين الَّتِي أصابتها طرفَة فَاجْتمع فِيهَا الدَّم فيشفيها بذلك.
وَبَعْضهمْ كَانَ ينتف من الريش الَّذِي يكون أَصله مملوءاً دَمًا فيعصره فِي الْعين الَّتِي نالتها الطرفة أَو يشق أصل هَذَا الريش فَيَأْخُذ من ذَلِك الدَّم الَّذِي يخرج مِنْهُ حاراً ويقطره فِيهَا وَإِنَّمَا يفعل)
ذَلِك مَتى أردنَا الْإِبْقَاء على الْحمام.
وَمِنْهُم من يَأْخُذ من ريش فراخ الْحمام الرُّخْصَة الناعمة المملوءة دَمًا فيقطر مِنْهَا فِي الْعين.
وَأما أَنا فقد حضرت عدَّة مِمَّن شقّ رَأسه وقطر فِيهِ بدل هَذِه الدِّمَاء الْمَذْكُورَة دهن ورد سخن على نَحْو سخونة الدَّم فبرؤا وَقد تُوجد شيافات وأقرصة تَنْفَع من هَذَا الدَّم الْحَادِث فِي الْعين كَالَّتِي يَقع فِي تركيبها المر والكندر والزعفران وعصارة الحلبة فَإِذا كَانَت هَذَا الْأَشْيَاء مَوْجُودَة وَهِي أَنْفَع من دم الْحمام فَمَا الَّذِي يضطرنا إِلَى دم الْحمام أَو الفاختة أَو الورشان وَنحن نجد هَذِه الْأَشْيَاء بِأَهْوَن سعي.
وَكَذَلِكَ لَا نحتاج أَيْضا إِلَى دم الْحَيَوَان الْمُسَمّى غلوقس فِي الدَّاء الْمَعْرُوف بالربو أَو عسر النَّفس إِذْ كَانَ من الْأَطِبَّاء من يسْقِي العليل مِنْهُ وَمِنْهُم من يطْبخ لَحْمه فيطعمه الْمَرِيض ويحسيه مرقه وَمِنْهُم من يقطر على دَمه شَيْئا من المَاء ويسقيه العليل وَقد رَأَيْت طَبِيبا سقَاهُ عليلا بشراب وَسمعت آخر يمدحه وَأَنه شفي بِهِ امْرَأَة كَانَ بهَا ربو فَسَأَلته: أَي أَصْنَاف الربو كَانَ بِتِلْكَ الْمَرْأَة الَّتِي أبرأها دم هَذَا الْحَيَوَان بِزَعْمِهِ فَلم يجبني لِأَنَّهُ لم يعلم أَنْوَاع هَذَا الْمَرَض وَقد كنت علمت أَنه سقَاهُ لهَذِهِ الْمَرْأَة فَلم ينفعها وَمثل هَذَا الْخَطَأ لحق من أثبت فِي كتبه أَن دم الخفاش لَهُ مَنَافِع كَثِيرَة وَأَنه إِذا طلي على ثدي الْأَبْكَار حفظهَا على نهودها زَمنا طَويلا وَقد جربته فَوَجَدته بَاطِلا وَكَذَلِكَ وجدته فِي طلاء الإبطين وزعمهم أَنه يمْنَع من نَبَات الشّعْر فيهمَا وَفِي الْعَانَة إِذا طلي عَلَيْهَا وعَلى خصى الغلمان الَّذين لم يراهقوا.
وَأما دم الأرنب وَدم الْمعز وَدم الدَّجَاج فقد يغتذى بِهِ كثير من النَّاس.
وَمن الْأَطِبَّاء من سقِِي دم الْمعز مخلوطا بِعَسَل أَصْحَاب المَاء الْمَعْرُوف بالحبن وَمِنْهُم من شوي هَذَا الدَّم وسقاه لمن كَانَ بِهِ استطلاق وَاخْتِلَاف أَشْيَاء لزجة مخاطية الَّتِي تخالط الدَّم فانتفعوا بذلك وأظن أَن نفعهم بِهِ لغلظ الأرضية الَّتِي فِيهِ ويبسه.(6/159)
وَمِنْهُم من زعم أَن دم الديوك والدجاج نَافِع من الدَّم السَّائِل من أغشية الدِّمَاغ وَهَذَا شَيْء لَا يَصح.
وَمِنْهُم من زعم أَن دم الخرفان إِذا شرب نَافِع من الصرع وَهَذَا لَا يجمل بِنَا تجربته إِذْ كَانَت الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من هَذِه الْعلَّة لَطِيفَة القوى وَهَذَا الدَّم ضدها لغلظه ولزوجته.
وَأما دم الجدي فَذكر فِيهِ بعض الْأَطِبَّاء قولا هَذَا لَفظه: إِن دِمَاء الجداء أَنْفَع فِي قذف الدَّم من)
غَيرهَا من الدِّمَاء وَيجب أَن يكون جَامِدا. يُؤْخَذ مِنْهُ مِقْدَار رَطْل كَيْلا ويخلط مَعَه من الْخلّ الثقيف مثله ويطبخ حَتَّى يغلي ثَلَاث غليات أَو أَكثر ثمَّ يقسم على ثَلَاثَة أَجزَاء ويسقي فِي ثَلَاثَة أَيَّام كل يَوْم جُزْء على الرِّيق وَهَذَا الدَّوَاء لَا أرى بتجربته بَأْسا إِذا لم تحضرك أدوية.
فَأَما دم الدب فَإِنَّهُ إِذا وضع وَهُوَ حَار على الأورام أنضجها سَرِيعا وَيفْعل ذَلِك ايضا دم التيوس وَدم الْكَبْش وَدم الْبَقر.
وَأما دم الضفادع الْخضر الصغار فقد جربت كذب من زعم أَنه إِذا طلي بِهِ مَوَاضِع الشّعْر وَقَالَ قوم: إِن دِمَاء الجراذين تحد الْبَصَر فَتركت تجربته لقذره وَإِنِّي أقدر على غَيره من الْأَدْوِيَة الممتحنة وَكَذَلِكَ لم أجرب دِمَاء الْخَيل وَقد ذكرُوا أَنَّهَا تحرق وتعفن.
وَذكروا أَن دم الفأر يقْلع الثآليل والمسامير من الْأَبدَان فَلم أجربها احتقارا بهَا إِذْ كنت أقدر على أدوية كَثِيرَة تفعل ذَلِك.
وَقَالَ د فِي الثَّانِيَة: إِن دِمَاء الجداء والحملان والإوز تخلط فِي المعجونات فتنفع نعما وَدم الْحمام يقطع الرعاف الَّذِي من حجب الدِّمَاغ.
وَدم الْحمام والورشان والشفنين والقبج يُؤْخَذ وَهُوَ حَار فيكتحل بِهِ للجراحات الْعَارِضَة للعين وكمنة الدَّم فِيهَا والعشا.
وَدِمَاء التيوس والماعز والأيايل والأرانيب مَتى شربت وَلَا سِيمَا إِذا طبخت على الْمِقْدَار نَفَعت من وجع المعي.
وَمَتى شربت مَعَ الْمَطْبُوخ حصرت الطبيعة المنطلقة ونفعت من السم الَّذِي يُقَال لَهُ طقسقيون.
وَدم الأرنب بحرارته إِذا لطخ على الكلف والبثر اللبني فِي الْوَجْه أبرأهما.
وَدم الثور إِذا ضمد بِهِ وَهُوَ حَار مَعَ السويق حلل الأورام الصلبة.
وَدم الْكَلْب إِذا شرب نفع من عض الْكلاب الكلبة وَمن شرب السم الَّذِي يُقَال لَهُ طقسقيون.
وَدم السلحفاة الْبَريَّة يزْعم أنَاس أَنه نَافِع من الصرع ويزعمون أَن دم السلحفاة البحرية يحلل ويشفي الورم إِذا ضمد بِهِ مَعَ حشيش بِمَنْزِلَة الضماد.(6/160)
فَأَما دم الْخَيل المتحصنة فَيَقَع فِي أخلاط المراهم المعفنة.
وَدم الحرباء يُقَال إِنَّه إِذا نتف الشّعْر النَّابِت فِي الْعين وَجعل فِي أُصُوله لم يَدعه أَن ينْبت وَدم الضفادع اخضر القتالة أَيْضا يفعل ذَلِك.)
وَقد يظنّ بِدَم الْحَيْضَة إِذا مسح بِهِ الذّكر أَو تغذى فِيهِ الناموس منع الْحَبل.
وَمَتى لطخ بِهِ على النقرس خفف وَجَعه وَكَذَلِكَ مَتى لطخ بِهِ على الْحمرَة.
وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة: إِي أَنا هُوَ الدَّم وَهُوَ حَار غير أَن دم الْخِنْزِير رطب قَلِيل الْحَرَارَة شَبيه بمزاج دم الْإِنْسَان خَاصَّة.
وَأما دم الْحمار والوراشين فَلِأَنَّهَا معتدلة تَنْفَع الدَّم الَّذِي يتكتل فِي الْعين من انْشِقَاق الْحجاب الَّذِي يُسمى معنفونس إِذا قطر فِي الْعين وَهُوَ حَار.
وَإِذا سكب على المانيخيس الغليظة إِذا ربع جُزْء من قحف الرَّأْس عِنْد انكساره فِي البط وَالْقطع حفظه من الورم.
وَأما دم دلاوقويس فَإِذا شرب مَعَ الْمَطْبُوخ أَو مَعَ المَاء نفع من عسر النَّفس.
وَأما دم الخفاش فحافظ لثدي الْأَبْكَار وَلَيْسَ يتْرك الشّعْر أَن ينْبت فِي الْإِبِط وَدم الضفادع على هَذَا الْمِثَال.
وَأما دم الماعز فَمن أجل يبسه ينفع من بِهِ استسقاء إِذا شرب مَعَ مَاء الْعَسَل وَإِذا شرب أَو أكل نفع من الذوسنطاريا وَمن بلة الْبَطن.
وَدم التيس مَتى جفف وَشرب فت الْحَصَى الكائنة فِي الكلى.
وَأما دم الدَّجَاج الأهلي فحابس لانبعاث الدَّم الْكَائِن من مقسقس.
وَأما دم الدببة والتيوس والجواميس فمنضج للدمامل كَمَا يَزْعمُونَ وَأما دم الضَّب فَيحد الْبَصَر.
وَدم الْخَيل الفحول يخلط فِي الْأَدْوِيَة المعفنة وَيَقَع فِيهَا دم الدلم وَالْحمل والإوز.
وَقَالَ أَيْضا فِي الْمقَالة الأولى: كل دم أَي دم كَانَ إِذا كَانَ صَعب الاستمراء وَلَا سِيمَا ذَلِك الغليظ الَّذِي يَلِي لمرة السَّوْدَاء كَدم الثور ينضج الأورام.
وَأما دم الأرنب فيبرد لِأَنَّهُ أطيب وَأكْثر من اغتذاذه يطبخه مَعَ الكبد وَغَيره من الْبُطُون.
وَبَعْضهمْ يَأْكُلُون دم الْخِنْزِير أَيْضا.
وَأما الدَّم الطري فقد ذكر أوميرش الشَّاعِر أَن أُنَاسًا يَأْكُلُون الدَّم الطري فيغذيهم.
قَالَ ج فِي السَّابِعَة من المفردة فِي قَوْله على حب الخروع بِأَنَّهُ أحد وألطف من زَيْت الساذج وَلذَلِك يحلل أَكثر مِنْهُ.)
وَقَالَ د فِي الأولى: إِن دهن الخروع يعْمل على هَذِه الصّفة: خُذ من حب الخروع(6/161)
المستكمل الطري مَا أَحْبَبْت وجففه فِي الشَّمْس ودقه حَتَّى تقع قشوره وَتسقط عَنهُ ثمَّ ألقه فِي هاوون ودقه نعما ثمَّ صره فِي مرجل بِمَاء وأوقد تَحْتَهُ حَتَّى يغلي فَإِذا خرج مِنْهُ جَمِيع دسمه رفعت الْمرجل عَن النَّار وانتزعت الدّهن الَّذِي يطفو على المَاء بِصَدقَة ورفعته: فَأَما أهل مصر فلأنهم محتاجون مِنْهُ إِلَى الشَّيْء الْكثير يتخذونه على غير هَذِه الصّفة وَذَلِكَ أَنهم من بعد دقهم حب الخروع يلقونه فِي رحى ويطحنونه طحنا نعما ويصيرونه فِي صوان ويعصرونه بِآلَة كابسة. وَليكن دليلك على استكمال الخروع إِذا تَبرأ من المحيطة بِهِ.
ودهن الخروع نَافِع للجرب وقروح الرَّأْس والأورام الْحَادِثَة فِي المقعدة ولانضمام فَم الرَّحِم ولانقلابها وللآثار المستحكمة السمجة الْعَارِضَة من الِانْدِمَال ووجع الْأُذُنَيْنِ. وَمَتى خلط فِي اللزوقات جعلهَا قَوِيَّة جدا ويسهل الطبيعة إِذا شرب وَيخرج حب القرع.
وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة فِي قَوْله فِي الزَّيْت: إِن دهن الخروع تعادل قوته قُوَّة الزَّيْت الْعَتِيق.
دهن الزفت قَالَ جالينوس: دهن الزَّيْت يكون من الزفت الرطب وَهُوَ شَبيه بِهِ فِي الْجِنْس إِلَّا أَن جوهره ألطف من جَوْهَر الزفت.
وَقَالَ جالينوس أَيْضا: هُوَ ينفع من دَاء الثَّعْلَب. د فِي الْمقَالة الأولى فِي قَوْله على الزفت: إِنَّه قد يكون من الزفت الرطب شَيْء يُقَال لَهُ قسالاون مَتى نزعت عَنهُ رغوته الَّتِي تطفو عَلَيْهِ وَهُوَ مثل مَاء الْجُبْن على الْجُبْن وَتجمع فِي طبخ الزفت بصوف نقي يعلق على الزفت فَإِذا ابتل من البخار الصاعد إِلَيْهِ عصر فِي إِنَاء وَلَا تزَال تفعل بِهِ ذَلِك والزفت ينطبخ.
وَهُوَ نَافِع لما ينفع مِنْهُ الزفت الرطب. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ دَقِيق شعير أنبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب. وَهُوَ والزفت الرطب يبرئان قُرُوح الْمَوَاشِي وجربها مَتى لطخا عَلَيْهَا.
قَالَ بولس فِي القَوْل السَّابِع: إِن دهن الزفت يكون من الزفت الرطب وَهُوَ ألطف مِنْهُ فِي طبعه.
دَار شيشعان وَيُسمى باليونانية اسقالانوس.
قَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة من المفردة: إِنَّه فِي طعمه حريف قَابض وقوته بِحَسب طعمه وَهُوَ مركب من أَجزَاء غير متشابهة وَذَلِكَ أَنه بأجزائه الحارة يسخن وبأجزائه القابضة يبرد قَالَ د فِي الْمقَالة الأولى: إِن اسقيلانوس الَّذِي يُسَمِّيه نَاس هوسطقطون وَآخَرُونَ فابعون ويسميه أهل الشَّام عيدَان الناردين وَهُوَ الشيشعان. وَهِي شَجَرَة ذَات غلظ خشبية فِيهَا شوك كثير وينبت فِي أسوزس وَفِي دوريا ويستعمله العطارون فِي تعفيص الأدهان المطيبة غير أَن أجوده مَا كَانَ رزينا كثيفا طيب الرَّائِحَة فِي طعمه شَيْء من(6/162)
المرارة وَإِذا قشر كن لَونه إِلَى لون الدَّم ماهو أَو لون الفرفير. وَمِنْه نوع آخر خشبي لَيست لَهُ رَائِحَة وَهُوَ دون الأول.
وَأما قُوَّة الدارشيشعان فمسخنة مَعَ قبض وَلذَلِك يُوَافق قُرُوح الْفَم إِذا طبخ بشراب وتمضمض بِهِ وينفع القروح الوسخة الَّتِي فِي الْفَم والقروح الخبيثة الَّتِي تسري فِي الْجِسْم إِذا سكب عَلَيْهَا وَيذْهب نَتن الْأنف ويحدر الأجنة إِذا وَقع فِي الفرزجات.
وطبيخه إِذا شرب يعقل الْبَطن يقطع نفث الدَّم وينفع من عسر الْبَوْل والنفخ.
وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة: إِن الدارشيشعان لَا تشبه أجزاؤه بَعْضهَا بَعْضًا وَذَلِكَ أَنه حَار لطيف قباض ولهذين الْأَمريْنِ صَار يجفف وينفع جدا من النزلات والعفونات والمواد المتجلبة.
دَار صيني اسْمه باليونانية مولوسون.
قَالَ ج فِي السَّابِعَة من المفردة: الدارصيني فِي غَايَة اللطافة وَلكنه لَيْسَ فِي غَايَة الْحَرَارَة بل هُوَ مِنْهَا فِي الدرجَة الثَّالِثَة وَلَيْسَ فِي الْأَدْوِيَة المسخنة شَيْء آخر يجفف كتجفيفه من أجل لطافة جوهره.
فَأَما ذَلِك الَّذِي يُسمى قساموس فَإِنَّهُ كالدارصيني الضَّعِيف وَقد يُسَمِّيه آخَرُونَ الدارصيني الْكذَّاب.
وَقَالَ د فِي الْمقَالة الأولى: أَصْنَاف الدارصيني كَثِيرَة فَمِنْهُ صنف يُسمى مولوسون لِأَن فِيمَا بَينه وَبَين السليخة الَّتِي يُقَال لَهَا موسوليطس مشاكلة يسيرَة.
وَمِنْه صنف ثَان جبلي وَهُوَ غليظ قصير جدا ياقوتي اللَّوْن.
وَمِنْه صنف ثَالِث أسود أملس متشظ لَيْسَ بِكَثِير العقد.
وَمِنْه صنف رَابِع أَبيض رخو حسن النَّبَات لَهُ اصل هش الانفراك كَبِير.
وَمِنْه صنف خَامِس رَائِحَته شَبيهَة برائحة السليخة سَاطِع الرَّائِحَة ياقوتي اللَّوْن قشره شَبيه بقشر السليخة الْحَمْرَاء صلب تَحت المجسة لَيْسَ بمتشظ جدا غليظ الأَصْل.
وَأما الصِّنْف الْمَعْرُوف بالقرفة فَهُوَ دارصيني خشبي وَيُشبه الدارصيني فِي أَصله وَكَثْرَة عقده إِلَّا أَن طيب رَائِحَته أقل من طيب رَائِحَة الدارصيني. وَمن النَّاس من يزْعم أَن القرفة هِيَ جنس آخر غير الدارصيني وَأَنَّهَا من طبيعة أُخْرَى غير طَبِيعَته.
وأجود الدارصيني الحَدِيث الْأسود اللَّوْن الَّذِي يضْرب إِلَى الرمادية والحمرة عيدانه دقاق ملس وأغصانه قريبَة بَعْضهَا من بعض طيبَة الرَّائِحَة جدا.
وأبلغ محنته طيب رَائِحَته وَقد يُوجد فِي بعضه مَعَ طيب رَائِحَته شَيْء من رَائِحَة السذاب ورائحة القردمانا فِيهِ حرافة ولذع للسان وَشَيْء من ملوحة مَعَ حرارة وَإِذا حك لَا يتفتت سَرِيعا وَإِذا كسر كَانَ الَّذِي فِي مَا بَين أغصانه شَبِيها بِالتُّرَابِ دَقِيقًا. وَإِذا أردْت محنته(6/163)
فَخذ الْغُصْن من أصل وَاحِد فَإِن امتحانه هَكَذَا هَين وَذَلِكَ أَن الفتات إِنَّمَا هُوَ خلة فِيهِ فَإِن الْجيد مِنْهُ يمْلَأ الخياشيم رَائِحَته فِي ابْتِدَاء الامتحان فَيمْنَع من معرفَة مَا كَانَ دونه.
وَمَا كَانَت رَائِحَته من هَذِه الْأَصْنَاف شَبيهَة برائحة الكندر أَو رَائِحَة الآس أَو رَائِحَة السليخة)
أَو كَانَ عطر الرَّائِحَة مَعَ زهومة فَهُوَ دون الْجيد. وأردأ مِنْهُ الْأَبْيَض والأجوف والمنكمش العيدان والأملس الخشبي واطرح أَصله فَلَا مَنْفَعَة فِيهِ.
وكل دارصيني فقوته مسخنة مَدَرَة للبول منضجة تدر الطمث وَتسقط الأجنة إِذا شرب أَو احْتمل مَعَ المر ويوافق سموم الْهَوَام والأدوية القتالة ويجلو ظلمَة الْبَصَر ويقلع الرُّطُوبَة اللبنية والكلف إِذا لطخ بِهِ مَعَ الْعَسَل وينفع من السعال والنزلات والحبن ووجع الكلى وعسر الْبَوْل.
وَبِالْجُمْلَةِ هُوَ كثير الْمَنَافِع ويخلط فِي الأدهان الثمينة المطيبة. ويحفظ قوته زَمَانا طَويلا بِأَن وَمِنْه صنف آخر يُسمى قساموس ويسميه قوم الدارصيني الزُّور وَهُوَ خشن الأغصان غليظ القضبان إِلَّا أَنه دون الدارصيني جدا فِي رَائِحَته ومذاقته.
وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة: إِن الدارصيني فِي غَايَة فِي لطافة الْأَجْزَاء إِلَّا أَنه لَيْسَ فِي الْحَرَارَة فِي الْغَايَة بل هُوَ مِنْهَا فِي الْجُزْء الثَّالِث.
وَلَيْسَ وَاحِد من الْأَدْوِيَة المقاومة لَهُ فِي الإسخان يجفف كتجفيفه وَذَلِكَ للطافة أَجزَاء جوهره.
فَأَما قسامون فَإِنَّهُ مثل الدارصيني إِلَّا أَنه دونه وَقد يُسمى هَذَا دارصيني زور.
وَفِي كتاب الْأَطْعِمَة: الدارصيني حَار. يَابِس مُطيب للمعدة نَافِع من الْبرد الْكَائِن فِيهَا وينفع الكبد ويجلو وَيفتح ويدر الْبَوْل ويحدر الطمث ويجلو غشاوة الْعين.
دفلى اسْمه باليونانية بئريون.
قَالَ ج فِي الثَّامِنَة من المفردة: هَذِه الشَّجَرَة مَعْرُوفَة عِنْد كل أحد وَهِي إِذا وضعت على الْجِسْم من خَارج فذات قُوَّة محللة بالكفاية.
وَأما إِن أخذت إِلَى دَاخل فَإِنَّهَا قاتلة مفْسدَة لَيْسَ للنَّاس فَقَط بل لكثير من الْبَهَائِم.
ومزاجها من الإسخان فِي الْجُزْء الثَّالِث عِنْد مبدئه وَفِي الأولى من التجفيف.
وَقَالَ د: إِن الدفلى يُسَمِّيه قوم بئريون ويسميه آخَرُونَ رودفى وَهُوَ ثنمش مَعْرُوف لَهُ ورق شَبيه بورق اللوز إِلَّا أَنه أطول مِنْهُ وَأَغْلظ وأخشن وفقاحه شَبيه بفقاح الْورْد إِلَّا أَنه المدل وَحمله شَبيه فِي شكله بالخرنوب الشَّامي مَفْتُوح فِي شكله شَيْء شَبيه بالصوف.(6/164)
وَأَصله طَوِيل حاد الطّرف مالح الطّعْم وينبت فِي الْبَسَاتِين وَفِي السواحل. وَقُوَّة زهره وورقه قاتلة للكلاب وَالْبِغَال وَالْحمير وَعَامة الْمَوَاشِي. وَإِذا شربا بِالشرابِ خلصا النَّاس من نهش ذَوَات السمُوم وخاصة مَتى خلطا بالسذاب.
وَأما الضَّأْن والمعز فَإِن شربت من مَاء قد استنقع فِيهِ هَذَا النَّبَات قَتلهَا.
وَقَالَ بولس فِي السَّابِعَة الدفلى مَتى وضع من خَارج ضمادا فقوته محللة وَإِذ شرب قتل.
دردى الْخمر اسْمه باليونانية طورطس.
قَالَ د فِي الْخَامِسَة: الْخمر الْمُخْتَار من درديها مَا كَانَ مِنْهَا من عتيقها وَمن الْبِلَاد الَّتِي يُقَال لَهَا انطاليا فَإِن لم تقدر على هَذَا فاختر مَا يشبهها.
فَأَما دردى الْخلّ فشديد الْقُوَّة جدا وَيحرق مثل مَا يحرق دردى الْخمر بعد أَن يجفف نعما وَيَنْبَغِي أَن يحرق دردى الْخمر كَمَا يحرق زبد الْبَحْر بعد أَن يجفف تجفيفا بَالغا. وَمن النَّاس من يَأْخُذهُ ويصيره فِي إِنَاء فخار جَدِيد ويلهب تَحْتَهُ نَارا قَوِيَّة ويدعها عَلَيْهَا إِلَى أَن يصل عَملهَا إِلَى بَاطِنه. وَمِنْهُم من يكتله ويطمره فِي الْجَمْر ويدعه إِلَى أَن تَأْخُذ النَّار فِيهِ كُله.
وأمارة جودة احتراقه اسْتِحَالَة لَونه إِلَى الْبيَاض أَو إِلَى لون الْهَوَاء وَأَن يكون مَتى قرب من اللِّسَان فَكَأَنَّهُ يلهبه لشدَّة إحراقه.
وَقُوَّة هَذَا الدردى المحرق قُوَّة محرقة شَدِيدَة الإحراق جدا. تجلو وتقلع اللَّحْم الزَّائِد فِي القروح وتقبض وتعفن تعفينا شَدِيدا وتجفف وتسخن إِلَّا أَنه يجب أَنه تسْتَعْمل الدردى مَا دَامَ طريا فَإِن قوته تنْحَل وشيكا. وَلذَلِك يجب أَن يحرق مغطى وَلَا يتْرك مكشوفا بل مصوناً ملفوفا.
وَهُوَ يغسل كَمَا يفعل بالتوتياء وَيسْتَعْمل فِي أدوية الْعين كالتوتياء ويجلو أثار الدمامل والقروح فِيهَا وَيذْهب بغشاوة الْعين.
وَأما الدردى الَّذِي لم يحرق فَإِنَّهُ يضمر التهبج وَحده أَو مَعَ الآس غضا وَيقبض الأورام البلغمية. وَإِذا ضمد بِهِ مَعَ الآس الْبَطن والمعدة شدهما وَمنع عَنْهُمَا سيلان الرطوبات. وَمَتى ضمد على أَسْفَل الْبَطن وعَلى القروح قطع نزف الدَّم والطمث الدَّائِم. وَقد يحلل الخراجات غير المتقرحة والأورام ويسكن أورام الثدي.
وَأما الدردى المحرق فَإِنَّهُ إِذا خلط بالراتينج قلع برص الْأَظْفَار وَإِذا خلط بعلك الأنباط مَعَ دهن قَالَ بولس فِي السَّابِعَة: دردى الشَّرَاب غير المحرق مركب القوى ويجفف تجفيفا شَدِيدا ويفش وَيقبض وَقَبضه على قدر نوع الشَّرَاب الَّذِي كَانَ مِنْهُ ويفش البثر ويسكن الثدي الَّذِي يدر لبنه شَدِيدا ويطفئ حرارته وَيسْتَعْمل فِي الْعِلَل الرّطبَة السيالة.(6/165)
وَأما المحرق فَهُوَ من الْأَشْيَاء الَّتِي تحرق وتكوى وَيجب أَن يسْتَعْمل مَعَ الْأَدْوِيَة المحرقة وَهُوَ يقْلع برص الأظافير مَتى اسْتعْمل مَعَ الراتينج ويشقر الشّعْر إِذا لطخ بِهِ مَعَ دهن ورد شَجَرَة)
المصطكي وَترك لَيْلَة وَغسل.
ودردى الْخلّ أقوى فِي جَمِيع أَحْوَاله من دردى الشَّرَاب وَأَشد قبضا.
انْقَضى حرف الدَّال(6/166)
3 - (بَاب الذَّال)
ذراريح قَالَ د: هِيَ كلهَا بِالْجُمْلَةِ معفنة مسخنة مقرحة. تدخل فِي الْأَدْوِيَة الْمُوَافقَة للأورام السرطانية وتبرئ الجرب المتقرح والقوابي الردية وتدر الطمث مَتى خلطت بالفرزجات وَمَتى خلطت بِبَعْض الْأَدْوِيَة المدرة للبول نَفَعت من الحبن لِكَثْرَة مَا تدر من الْبَوْل.
وَقد زعم بعض النَّاس أَن أَجْنِحَتهَا وأرجلها بادزهر لأبدانها إِذا شربت.
وَقَالَ ج إِنِّي قد جربت الذراريح تجربة لَيست بيسيرة فِي علاج الإظفار البرصة فَوَجَدتهَا مَتى وضعت عَلَيْهَا مَعَ قيروطي كَانَت نافعة لَهَا أَو مَعَ مرهم قلعتها حَتَّى يسْقط الظفر كُله وَقد يخلط فِي أدوية الجرب وتقشر الْجلد وَمَعَ أدوية أخر شَأْنهَا أَن تعفن وَمَعَ أدوية قلع الثآليل الْمَعْرُوفَة بالمسامير.
وَكَانَ رجل من الْأَطِبَّاء يلقِي مِنْهَا شَيْئا يَسِيرا فِي الْأَدْوِيَة المدرة للبول.
وَوجدت فِي الْمقَالة المنسوبة إِلَى جالينوس فِي السمُوم: إِنَّه حَار مفرط الْحر يذهب الجرب والبرص إِذا طلي بِهِ وَيقتل إِذا شرب.
وَقَالَ فِي الثَّالِثَة من المفردة: إِن قُوَّة الذراريح شَدِيدَة جدا فِي إدرار الْبَوْل وتنقية الْجِسْم بِهِ وَإِنَّمَا تقرح المثانة لِأَنَّهَا تميل الْمَادَّة إِلَيْهَا لَكِن إِذا كَانَ مِقْدَاره يَسِيرا قوي على إدرار الْبَوْل بِقُوَّة قَوِيَّة ويذرق بالأدوية الَّتِي تخلط بِهِ لنفع المثانة وَلَا يُمكن أَن يحدث هُوَ بِنَفسِهِ تأكلا فِي المثانة لقلته وَلِأَن الْأَدْوِيَة حجاب لَهُ.
لي إِن الذراريح لَيست إِنَّمَا تقرح المثانة بِأَنَّهَا تميل إِلَيْهَا مواد الْبدن وَلَو كَانَ كَذَلِك لوَجَبَ أَلا تفعل ذَلِك فِيمَن نجد الأخلاط فِيهِ جَيِّدَة لكنه معفن وَهُوَ يدر الْبَوْل بِسُرْعَة إِلَى المثانة ثمَّ يعفن هُنَاكَ وَلَو كَانَت النورة والزرنيخ تسبق إِلَى المثانة لكَانَتْ تعفن كَذَلِك المثانة لَكِنَّهَا لغلظها تعفن المعي. وَفِي قَول ج: إِنَّه لقلَّة مِقْدَاره لَا يتهيأ لَهُ أَن يعفن دَلِيل على صِحَة قَوْلنَا.
وَقَالَ فِي الرَّابِعَة: إِن الذراريح مَتى خلطت مِنْهَا قَلِيلا بالأدوية مَعَ مَا لَا يضر بالمثانة ينقي)
الكليتين.
قَالَ ابْن ماسويه: إِذا دقَّتْ الذراريح وَجعلت مَعَ الشمع والدهن على النقط الْبيض فِي الْأَظْفَار أذهبها. وَإِن اكتحل بهَا أذهب الظفرة.(6/167)
قَالَت الخوز: إِنَّه بَالغ النَّفْع جدا للسعفة والبرص إِذا طلي بِهِ.
من السمُوم: الذراريح مفرطة الْحر من شرب مِنْهُ مِقْدَار مِثْقَال ورم بدنه وبوله الدَّم ثمَّ قَتله ذَنْب الْخَيل قَالَ فِيهِ د: هَذَا النَّبَات قَابض وَلذَلِك عصارته تقطع الرعاف. وَمَتى شربت بِالشرابِ نَفَعت من قُرُوح المعي وتدر الْبَوْل. إِذا أنعم دقه وضمد بِهِ الْجِرَاحَات بدمها ألحمها.
وأصل هَذَا النَّبَات أَيْضا نَافِع للسعال وعسر النَّفس المحوج إِلَى الانتصاب وَمن شدخ أوساط العضل.
وَقد يُقَال: إِن ورقه إِذا شرب بِالْمَاءِ ألحم قطع المعي وَقطع المثانة وأضمر قيلة الأمعاء.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: هَذَا نَبَات قوته قُوَّة قابضة مرّة وَلذَلِك صَار يجفف غَايَة التجفيف من غير لذع فَهُوَ لذَلِك يدمل الْجِرَاحَات الْعَظِيمَة إِذا وضع عَلَيْهَا كالضماد وَلَو كَانَ العصب فِي تِلْكَ الْجِرَاحَات قد انْقَطع وينفع من الفتق الَّذِي ينحدر فِيهِ الأمعاء وَنَفث الدَّم والنزف الْعَارِض للنِّسَاء وخاصة الْأَحْمَر مِنْهُ وقروح الأمعاء وَسَائِر أَنْوَاع استطلاق الْبَطن إِذا شرب بِمَاء أَو شراب.
وَقد يحدث عَنهُ قوم أَنه أدمل فِي بعض الْأَوْقَات جِرَاحَة وَقعت بالمثانة وبالأمعاء الدقاق.
وعصارته نافعة أَيْضا من الرعاف وَمن الْعِلَل الَّتِي يستطلق فِيهَا الْبَطن إِذا شرب بشراب مَعَ شَيْء من الْأَدْوِيَة القابضة. وَإِن كَانَت هُنَاكَ حمى فبالماء.
قَالَ: وينفع من قيلة المَاء وَهُوَ نَافِع من اخْتِلَاف الدَّم وَسَائِر أَنْوَاع الإسهال إِذا شربت الحشيشة نَفسهَا مَعَ الشَّرَاب وَالْمَاء.
وعصارتها نافعة للرعاف والذرب مَتى شربت مَعَ بعض الْأَشْرِبَة القابضة أَو مَعَ مَاء إِن كَانَ العليل محرورا.
قَالَت الخوز: إِنَّه بَارِد يَابِس.
ذَنْب قَالَ ج فِي كتاب الكيموسين: إِن الأذناب أَشد صلابة من الْبُطُون والأمعاء وبحسب ذَلِك يكون عسر انهضامها وَقلة غذائها إِلَّا أَنَّهَا قَليلَة الفضول من أجل حركتها.
ذِئْب قَالَ ج: زبل الذِّئْب عَجِيب الْفِعْل فِي القولنج وَقد ذكرنَا كَلَامه أَيْضا فِي بَاب الزبل فاقرأه.
وَقَالَ ج: وَقد ألقيت من كبد الذِّئْب فِي الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالغافت النافع من وجع الكبد فَلم أر لَهُ فضلا فِي الْقُوَّة على الَّذِي لَيْسَ فِيهِ مِنْهُ شَيْء.(6/168)
ذرة قَالَ بولس: لَهَا قُوَّة مجففة مَعَ مَا فِيهَا من الْقَبْض. وَلِهَذَا تسْتَعْمل فِي أَنْوَاع الشق الَّذِي يعرض ذهب قَالَ مسيح: إِنَّه نَافِع للخفقان والبخر.
ذُو الثَّلَاث وَرَقَات قَالَ عِيسَى ابْن ماسه: إِنَّه حَار يَابِس جلاء لطيف نَافِع من البواسير.
ذُبَاب قَالَ ابْن ماسويه: قد جربته فَوَجَدته مَتى ذَلِك على لسعة الْعَقْرَب ينفع نفعا بَينا.
لي: ينظر فِيهِ.
انْقَضى حرف الذَّال(6/169)
3 - (بَاب الرَّاء)
راسن قَالَ فِيهِ د: إِن أَصله مَتى طبخ وَشرب طبيخه أدر الْبَوْل والطمث. وَإِن جعل مِنْهُ مَعَ الْعَسَل لعوق وَاسْتعْمل وَافق السعال وعسر النَّفس المحوج إِلَى الانتصاب وشدخ العضل والنفخ ونهش الْهَوَام لحرارته.
وورقه مَتى طبخ بشراب وتضمد بِهِ نفع من عرق النسا وانخلاع المفاصل الْحَادِث من الرُّطُوبَة.
وَإِذا ربى أَصله بالطلاء كَانَ جيدا للمعدة. وَإِن أَخذ مِنْهُ خَمْسُونَ مِثْقَالا فَجعل فِي سنة قوانوسات عصير وَسقي بعد ثَلَاثَة أشهر نفع الرئة والصدر وأدر الْبَوْل.
وَقَالَ د: وَقد زعم دمقراطيس أَن الراسن الْمصْرِيّ مَتى شرب أصل وَاحِد من أُصُوله نفع من نهش الْهَوَام.
وَقَالَ ابْن ماسويه: خَاصَّة الراسن تقليل الْبَوْل.
وَقَالَ ج فِي الْمقَالة السَّادِسَة: أَنْفَع مَا فِي هَذَا النَّبَات أَصله وَلَيْسَ يسخن الْجِسْم سَاعَة يوضع عَلَيْهِ فَلذَلِك لَا يجب أَن يُقَال إِنَّه حَار يَابِس مَحْض الْحَرَارَة واليبس كالفلفل الْأسود والأبيض لكنه فِيهِ مَعَ ذَلِك رُطُوبَة وَلذَلِك صَار يخلط فِي اللعوقات النافعة لنفث الأخلاط الغليظة اللزجة من الصَّدْر والرئة ويؤثر فِيهَا أثرا حسنا جدا وَقد يحْمُونَ بِهِ الْأَعْضَاء الَّتِي قد نالها الْأَذَى من الْعِلَل المزمنة الْبَارِدَة بِمَنْزِلَة عرق النسا الْعَارِض فِي الورك والشقيقة الْعَارِضَة فِي الرَّأْس وخلع المفاصل الْحَادِث عَن الرُّطُوبَة.
وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي وسط الدرجَة الثَّالِثَة أَو فِي أَولهَا وَحده دون حر الفلفل والثوم وَفِيه رُطُوبَة مائية فضلية.
وَهُوَ نَافِع من الأوجاع المزمنة الْبَارِدَة وعرق النسا ووجع الورك والشقيقة المتولدة من البلغم وَمن انخلاع الْأَعْضَاء الْحَادِث من اللزوجة وَالرِّيح الْعَارِضَة فِي المفاصل إِذا ضمدت بِهِ.)
وَهُوَ جلاء للخلط اللزج الْعَارِض فِي الصَّدْر والرئة من الرُّطُوبَة وَلَا سِيمَا إِذا عجن بالعسل.
والإكثار مِنْهُ يُورث الصداع لِكَثْرَة بخاره الْحَار وَهُوَ يُقَوي المثانة وَيمْنَع من تقطير الْبَوْل الْعَارِض من الْبرد وَهُوَ بطئ فِي الْمعدة لخشبيته.(6/170)
وَمَا ربى مِنْهُ بالخل أقل حرا وَأَقل ضَرَرا للمحرورين وَلَا سِيمَا إِذا غسل بِالْمَاءِ العذب.
وَمَتى ضمد بِهِ على الْكسر جبره وعَلى الوثء أذهبه.
وَقَالَ حنين فِي عهد أبقراط: إِن الراسن يذهب بالحزن والغيظ وَيبعد من الْآفَات لِأَنَّهُ يُقَوي فَم الْمعدة وينقي الصَّدْر وَيذْهب بالفضول الَّتِي فِي الْعُرُوق بالبول والطمث وخاصة الشَّرَاب الْمُتَّخذ مِنْهُ.
رقع يماني هَذَا دَوَاء يقئ قيئا شَدِيدا بليغا.
رمان قَالَ د: كُله جيد الكيموس جيد للمعدة قَلِيل الْغذَاء.
والحلو يُولد حرارة قَليلَة فِي الْمعدة ونفخا وَلذَلِك لَا يصلح للمحرورين. والحامض ينفع الْمعدة الملتهبة وَهُوَ أَكثر إدرارا للبول من غَيره من الرُّمَّان وَأَشد قبضا.
وَحب الرُّمَّان الحامض إِذا دخل فِي الطَّعَام منع الفضول أَن تسيل إِلَى الْمعدة والأمعاء. وَإِذا أنقع فِي مَاء وَشرب نفع من النفث.
وطبيخه نَافِع من قرحَة المعي وسيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم إِذا جلس فِيهِ.
وعصارة حبه وخاصة الحامض إِذا طبخ مَعَ الْعَسَل نَافِع من قُرُوح الْفَم والمقعدة والقروح الَّتِي فِي الْمعدة والداحس والقروح الخبيثة وَاللَّحم الزَّائِد ووجع الآذان والقروح الَّتِي فِي بَاطِن الْأنف.
والجلنار قَابض مجفف يشد اللثة وَيلْزق الْجِرَاحَات بحرارته وَيصْلح لما يصله لَهُ الرُّمَّان.
وطبيخه نَافِع للثة الدامية والأسنان المتحركة ويهيأ مِنْهُ لزق للفتق وَتخرج عصارته كَمَا تخرج عصارة هيوفسطيداس فتصلح لما يصلح لَهُ.
وَقُوَّة قشر الرُّمَّان قابضة توَافق مَا يُوَافقهُ الجلنار.
وأصل شَجَرَة الرُّمَّان الْبري تصلح عصارته لكل مَا يصلح لَهُ هيوفسطياس. وَقُوَّة قشر الرُّمَّان الحامض أَشد قبضا.)
وشراب الرُّمَّان نَافِع من سيلان الفضول إِلَى الْمعدة والأمعاء والحميات الَّتِي يعرض مِنْهَا إسهال وَهُوَ جيد للمعدة يمسك الْبَطن ويدر الْبَوْل.
قَالَ ج فِي السَّادِسَة: الجلنار زهرَة الرُّمَّان الْبري وجنبذ الرُّمَّان زهرَة الرُّمَّان البستاني.
وَطعم الجلنار طعم قوي الْقَبْض وقوته قُوَّة تجفف وتبرد وَهُوَ غليظ وَيجب أَن تعلم مِمَّا تقدم فِي القوانين أَنه أرضي بَارِد وَلَيْسَ فِي الجلنار طعم آخر بَين وَلذَلِك هُوَ يجفف ويبرد تبريدا لَيْسَ باليسير وَيشْهد على ذَلِك مَا نرَاهُ عيَانًا من أَنه ينثر. على مَوضِع السحج أَو مَوضِع فِيهِ قرحَة فيدملها سَرِيعا وَكَذَلِكَ أَيْضا فِي مداواة من ينفث الدَّم وَمن بِهِ قرحَة فِي الأمعاء وَمن يتجلب إِلَى بَطْنه أَشْيَاء تخرج بالإسهال وَالنِّسَاء اللواتي يتجلب إِلَى أرحامهن أَشْيَاء تخرج بالنزف وَجَمِيع الْأَطِبَّاء يَسْتَعْمِلهُ.(6/171)
وَقَالَ فِي الثَّامِنَة حَيْثُ أفرد ذكره: جَمِيع الرُّمَّان طعمه قَابض وَلَكِن لَيْسَ الْأَكْثَر لَا محَالة فِيهِ الْقَبْض وَذَلِكَ لِأَن مِنْهُ مَا هُوَ حامض وَمِنْه حُلْو وَمِنْه قَابض فَيجب أَن يكون مَنْفَعَة كل نوع بِحَسب الطّعْم الْغَالِب عَلَيْهِ فحب الرُّمَّان أَشد قبضا من عصارته وَأَشد تجفيفا وقشوره أَكثر فِي الْأَمريْنِ جَمِيعًا من حبه وجنبذه الَّذِي يتساقط عَن الشّجر إِذا هُوَ عقد أَكثر من قشوره.
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِن ثقل مَا قلت فِي التفاح والسفرجل وَنَفسه إِلَى الرُّمَّان لم أحتج أَن أَقُول لَك هَهُنَا شَيْئا وَرُبمَا كَانَت عصارة الرُّمَّان أَنْفَع من وُجُوه شَتَّى مِنْهَا تَقْوِيَة الْمعدة وَدفع القئ.
وَقَالَ روفس: الرُّمَّان الحامض رَدِيء للمعدة يجرد الأمعاء وَيكثر الدَّم.
وَقَالَ فِي كتاب آخر: الرُّمَّان الحلو يلين الْبَطن ويهيج رياحا يسيرَة.
وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: الرُّمَّان الحامض ينفع خفقان الْفُؤَاد والحلو لَيْسَ بسريع الهضم.
قَالَ اريباسيوس: زهر الرُّمَّان الْبري وَهُوَ الجلنار شَدِيد الْقَبْض وقوته مجففة مبردة غَلِيظَة وَمَتى نثر بعد سحقه على السحج والقروح أدملها سَرِيعا وَلذَلِك يَسْتَعْمِلهُ جَمِيع الْأَطِبَّاء فِي نفث الدَّم وَمن بِهِ اختلافه وَفِي الْموَاد المنصبة إِلَى الْبَطن وَالرحم.
قَالَ بولس: أما الحلو مِنْهُ فَإِن فِي كُله قُوَّة قابضة إِلَّا أَنَّهَا فِي الحامض أَكثر وَمن أجل ذَلِك يبرد ويجفف وَأما سَائِر الْأَفْعَال فَإِنَّهَا فِيهِ أقل والعفص مِنْهُ يبرد تبريدا أَكثر من الحلو وَهُوَ يجفف وَحب الرُّمَّان أَشد تجفيفا من مائيته وَأكْثر من الْحبّ تجفيفا قشوره وشحمه وَقُوَّة الجلنار قُوَّة شَحم الرُّمَّان.)
قَالَ ابْن ماسويه: أما الحامض مِنْهُ إِذا شرب فنافع للإسهال الْعَارِض من الْمعدة من الصَّفْرَاء والقيء الْحَادِث مِنْهَا والحلو مِنْهُ نَافِع للمبرودين ويسخن الْمعدة تسخينا يَسِيرا وَلذَلِك يضر أَصْحَاب الْحمى الحادة والحامض يدر الْبَوْل بلطافته من أجل الحموضة الَّتِي فِيهِ وَهُوَ نَافِع من الظفرة الَّتِي تكون فِي الْعين مَتى اكتحل بِهِ والمز مِنْهُ نَافِع للمعتدل الطَّبْع.
وحبه إِذا جف وَلَا سِيمَا الحامض ينفع طبيخه من إسهال الصَّفْرَاء وَكَذَلِكَ سويقه وَيجب اسْتِعْمَال سويق الرُّمَّان بِمَاء الرُّمَّان إِذا أردته أقوى.
وَمَتى عصر الحامض والحلو بشحمهما أسهل الصَّفْرَاء وقوى الْمعدة وَشد اللثة.
وقشور أصل الرُّمَّان مَتى طبخ بالنبيذ وَشرب نفع من الدُّود فِي الْبَطن وَحب القرع.
وأقماع الرُّمَّان تدبغ الْمعدة وتشد الطبيعة وتلزق الْجِرَاحَات وتجففها إِذا شرب عَلَيْهَا(6/172)
وخاصة الرُّمَّان أَن عصارته نافعة من الالتهاب الْعَارِض فِي الكبد من شرب النَّبِيذ وخاصة المز والحامض مِنْهُ.
وَسَوِيق حب الرُّمَّان مسكن للصفراء نَافِع للمعدة ويشد الْبَطن ويشهي الطَّعَام بحموضته فَإِن وَرب الرُّمَّان الْمُتَّخذ بالخس نَافِع من قيء الصَّفْرَاء والبلغم جَمِيعًا دابغ للمعدة مشه للطعام نَافِع للحوامل.
الطَّبَرِيّ: الرُّمَّان الحلو جيد للحلق والصدر ويقمع حرارة الكبد.
وَقَالَ ابْن ماسويه: الرُّمَّان المز مسكن للصفراء نَافِع للمعدة الملتهبة وخاصة الرُّمَّان قمع الْحَرَارَة الكائنة فِي الكبد من أجل الْإِكْثَار من الشَّرَاب والحلو ملين للبطن.
وَقَالَ بعض القدماء وَهُوَ انطليش الْآمِدِيّ: إِنَّه إِن أكل ثَلَاثَة من أقماع الرُّمَّان من أَمن من رمد الْعين سنة وَقَالَ: الجلنار نَافِع جدا للسحج ولإدمال القروح.
فِي الطِّبّ الْقَدِيم: إِن الرُّمَّان يقطع الباه ويجلو الْفُؤَاد.
ابْن ماسويه: إِن شراب الرُّمَّان الساذج جيد للالتهاب فِي الْمعدة وللخمار والحمى الحادة والقيء والإسهال والكبد الحارة وَالنِّسَاء الْحَوَامِل.
راتينج: قد ذَكرْنَاهُ عِنْد ذكر الصنوبر. ريق قد ذَكرْنَاهُ عِنْد ذكر اللعاب.)
رحم رطبَة قَالَ د: مَتى ضمدت بهَا الْأَعْضَاء المحتاجة إِلَى تسكين الوجع سكنته.
رتة وَهُوَ البندق الْهِنْدِيّ.
فِي كتاب ابْن البطريق فِي السمُوم: قشرها الْأَعْلَى يدق ويسقى مِنْهُ قدر عدسة وأسعط بِهِ فِي الشق الَّذِي فِيهِ اللسعة واسق مِنْهُ مِثْقَالا بِمَاء الْحَشِيش الَّذِي يُسمى الْحَاج واطل مِنْهُ أَيْضا على مَوضِع اللسع من العقارب والرتيلا وَيصْلح للسموم كلهَا وينفع من المَاء فِي الْعين ولحمى الرّبع واستطلاق الْبَطن والهيضة والجرب والشقيقة والصداع يسعط مِنْهُ بِقدر فلفلة وَكَذَلِكَ للقوة يسعط مِنْهُ أَيَّامًا والزمه بَيْتا مظلما فَإِنَّهُ بُرْؤُهُ.
ويسعط بِهِ للصرع وريح الخشم والسدة.
وَأما قشر حبه الَّذِي فِي جَوْفه فَفِيهِ خشونة فيدخن بِهِ لريح الصّبيان وَالْجُنُون ويطلى على الْخَنَازِير بخل فَإِنَّهُ يُبرئهُ وللريح فِي الظّهْر والخاصرة ويسقى مِنْهُ قدر حمصة أَيَّامًا وَيحل القولنج.
واسق مِنْهُ للخلفة بِمَاء بَارِد قدر حمصة ولريح السبل والغشاوة والظلمة يسعط بِمَاء(6/173)
ويخلط بالإثمد ويكتحل بِهِ للحول.
قَالَ القلهمان: هُوَ جيد لاسترخاء العصب.
كَانَ بِرَجُل لقُوَّة فسعط بِشَيْء قَلِيل من الرتة قطرتين فِي الْجَانِب المعوج الَّذِي يغمض فِيهِ عينه وقطرة فِي الصَّحِيح فَسَالَ من أَنفه بلاغم كَثِيرَة جدا وأديم ذَلِك وزيدت فِي كل يَوْم قَطْرَة ثَلَاثَة أَيَّام فبرئ.
الخوز: هُوَ جيد للفالج.
قَالَ ماسرجويه: إِنَّه حَار يَابِس جيد للعصب الرخو.
رخمة قَالَ ابْن البطريق: مرَارَة الرخمة تجفف فِي الظل فِي إِنَاء زجاج مختوم فَإِن لدغت أَفْعَى أَو عقرب أَو غير ذَلِك حك مِنْهُ فِي صدفة بِمَاء عذب وكحل مُخَالفا فِي الْجَانِب الصَّحِيح فَإِنَّهُ يبرأ.
وَمَتى كَانَ بانسان شَقِيقَة حك مِنْهُ قَلِيلا فِي صدفة ثمَّ دقه بدهن بنفسج ثمَّ قطر فِي أَنفه مُخَالفا فِي الْجَانِب الصَّحِيح فَيبرأ.
وَإِن كَانَت امْرَأَة فحك مِنْهَا بِلَبن الأتن وأسعطها وأسعط بِهِ الصَّبِي فَإِنَّهُ أَمَان من ريح الصّبيان ولوجع الْأذن مَتى جعل فِيهَا بِقَلِيل قطران فِي الْأذن الصَّحِيحَة واكحل مِنْهُ للبياض بِمَاء قَالَ: وَقد جربته فَوَجَدته لسم الْحَيَّة وَالْعَقْرَب والزنبور نَافِعًا جدا.
قَالَ د: ذبل الرخم يُقَال إِنَّه يطْرَح الْجَنِين مَتى تبخر بِهِ.
راوند قَالَ د: إِنَّه نَافِع مَتى شرب من الرّيح وَضعف الْمعدة والألم الْعَارِض فِي الْجوف من سقطة أَو غير ذَلِك ولوهن العضل ولورم الطحال ووجع الكبد والكلى والمغس والمثانة والصدر وامتداد مَا تَحت الشراسيف ووجع الرَّحِم وعرق النسا وَنَفث الدَّم من الصَّدْر والربو والفواق وقرحة المعي والإسهال المزمن والحميات الدائرة ونهش الْهَوَام والشربة مِنْهُ كالشربة من الغاريقون ويقل الرطوبات.
وَمَتى لطخ بالخل على آثَار الضَّرْب والقوابي قلعهَا وَمَتى ضمدت بِهِ الأورام الحارة المزمنة من المَاء حللها وقوته قابضة مَعَ حرارة يسيرَة.
وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: قُوَّة الراوند مركبة وَذَلِكَ أَن فِيهِ شَيْئا أرضيا بَارِدًا وَالدَّلِيل على ذَلِك قَبضه وَفِيه أَيْضا حرارة وَذَلِكَ أَن الْإِنْسَان مَتى مضغه فَأطَال مضغه وجد لَهُ حراقة وحدة وَفِيه جَوْهَر هوائي لطيف يدل على ذَلِك رخاوته وَخِفته وَأكْثر دلَالَة على ذَلِك مِنْهُ أَفعاله وَبِهَذَا السَّبَب صَار وَإِن كَانَ يقبض فقد يشفي مَعَ ذَلِك الفسوخ الْحَادِثَة فِي العصب والعضل ويشفي أَيْضا الْمَوَاضِع الَّتِي تحدث فِيهَا الخضرة والقوابي مَتى طلي عَلَيْهَا بالخل وَقد(6/174)
يسْتَدلّ أَيْضا على أَفعاله بِمَا فِيهِ من الْقَبْض من أَدِلَّة قَوِيَّة فِي الْعِلَل الَّتِي يشفيها وَهِي نفث الدَّم واستطلاق الْبَطن وقروح الأمعاء وَذَلِكَ أَن الشَّيْء اللَّطِيف الهوائي لَا يضاد وَلَا يمانع الشَّيْء الأرضي الْبَارِد بل يذرقه ويؤديه ويوصله إِلَى العمق وَيصير سَببا لقُوَّة أَفعاله.)
وَقَالَ بديغورش: الراوند الصيني خاصته النَّفْع من ضعف الْقلب والمعدة والكبد.
وَقَالَ بولس: إِنَّه ينفع الفتق والامتداد ونزف الدَّم والذرب ويفش الْآثَار السود وينفع من وجع الكبد لِأَنَّهُ مركب من جَوْهَر أرضي بَارِد وجوهر هوائي لطيف وجوهر حَار حريف قَلِيل.
الخوز: هُوَ جيد إِذا أَخذ مِنْهُ وزن دِرْهَمَيْنِ بطلاء ممزوج من الضَّرْبَة والسقطة بَالغ فِي ذَلِك وَقَالَت: أَظُنهُ حارا يَابسا فِي الثَّانِيَة. وَمَتى سحق بخل وطلي على الكلف أذهبه.
رماد قَالَ جالينوس فِي السَّابِعَة: جَمِيع مياه الرماد جلاءة وتقوى فِي ذَلِك وتضعف بِحَسب قُوَّة الْخشب الَّذِي يعْمل مِنْهُ.
وَقَالَ فِيهِ فِي الثَّامِنَة حَيْثُ ذكره خَاصّا: إِن فِيهِ كيفيات متضادة وَذَلِكَ أَن فِيهِ جُزْءا أرضيا وجزءا كَأَنَّهُ دخاني إِلَّا أَن هَذَا الْجُزْء اللَّطِيف يُفَارِقهُ إِذا أنقع فِي المَاء وصفي عَنهُ خرج ذَلِك فِي وَيخْتَلف الرماد بِحَسب اخْتِلَاف الشّجر الَّذِي يكون عَنهُ.
فَأَما د فلست أَدْرِي كَيفَ قَالَ فِي جَمِيع أَنْوَاع الرماد: إِن فِيهِ قُوَّة قابضة وَنحن نجد رماد خشب التِّين بَعيدا عَن هَذِه الْكَيْفِيَّة الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي شَيْء من أَجزَاء هَذِه الشَّجَرَة قبض كَالْقَبْضِ الْمَوْجُود فِي شجر البلوط وَقَالَت أَبِيه وَشَجر المصطكي ونبات لحية التيس وَمَا أشبههَا بل جَمِيع شجر التِّين مَمْلُوءَة كلهَا لَبَنًا حارا حرارة قَوِيَّة حادة كلبن اليتوع.
فرماد الْخشب الْقَابِض كالبلوط فِيهِ من الْقَبْض مِقْدَار لَيْسَ بِيَسِير وَإِنِّي لأعْلم أَنِّي فِي بعض الْأَوْقَات قد حبست بِهِ دَمًا كَانَ انفجر عِنْدَمَا لم أقدر على دَوَاء غَيره.
فَأَما رماد خشب التِّين فَلَيْسَ يَسْتَعْمِلهُ أحد فِي هَذَا الْبَاب لِكَثْرَة حِدته وإحراقه وجلائه وَهُوَ فِي الْحَالين جَمِيعًا مُخَالف لرماد خشب البلوط أَعنِي أَن الْجُزْء الدخاني فِيهِ أحد من الْجُزْء الدخاني الَّذِي فِي رماد البلوط والجزء الأرضي فِي رماد البلوط أميل إِلَى الْقَبْض مِنْهُ وَفِي رماد خشب التِّين هُوَ أميل إِلَى الْجلاء وَكَذَلِكَ هُوَ فِي رماد اليتوع.
والنورة أَيْضا من أَنْوَاع الرماد وَهِي ألطف من رماد الْخشب بِمِقْدَار فضل حَاجَة الْحِجَارَة إِلَى طول الطَّبْخ وَشدَّة الْوقُود وكثرته عَلَيْهَا حَتَّى تصير رَمَادا وَفِي النورة جُزْء نَارِي كثير الْمِقْدَار وَلذَلِك إِذا غسلت مرَارًا كَثِيرَة صَار مِنْهَا دَوَاء مجفف بِلَا لذع فَإِن هِيَ غسلت بِمَاء الْبَحْر قَالَ: والأدوية الحارة إِذا أحرقت انْسَلَخَ من حَرَارَتهَا بالحرق مِقْدَار كثير جدا(6/175)
والعديمة الْحَرَارَة)
تكتسب بالحرق حرارة نارية وَلَيْسَ شَيْء يحرق فيبرد أصلا وَذَلِكَ أَنه يبْقى من الحرق شَيْء نَارِي وَهَذَا الناري يُفَارِقهُ بِالْغسْلِ وَيبقى بعد ذَلِك أرضيا بَارِدًا يجفف بِلَا لذع.
وَقَالَ فِي التَّاسِعَة: مَاء المُرَاد يدْخل فِي المعفنات وَيحرق من غير وجع للطافته وعَلى قدر حِدة الرماد تكون حِدة المَاء ولطافته.
وَقَالَ بولس: مَتى جعل فِي رماد اليتوع أَو التِّين نورة صَار المَاء محرقا وَيدخل فِي الْأَدْوِيَة المحرقة وَأقوى مياه الرماد مَاء النورة.
روبيان قَالَ جالينوس فِي كتاب الأغذية: إِن الْحَال فِيهِ كالحال فِي السرطان وَقد ذكرنَا السرطان.
وَقَالَ فِي كتاب الترياق إِلَى قَيْصر: إِن الروبيان يحلل الأورام الصلبة ويجتذب الأزجة ويستفرغ حب القرع.
ماسرجويه قَالَ: هُوَ حَار رطب باعتدال يزِيد فِي الْمَنِيّ ويلين الْبَطن.
قَالَ ابْن ماسه: الروبيان قبل أَن يملح حَار رطب يزِيد فِي الباه ويغذو غذَاء صَالحا وَإِذا ملح أَو عتق يُولد سَوْدَاء وحكة.
قَالَ ابْن ماسويه: لحم الرَّأْس غليظ.
ربيثا قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّهَا أحر من الروبيان جَيِّدَة للمعدة نافعة لَهَا مجففة لما فِيهَا من الرُّطُوبَة وَلَا سِيمَا إِذا أكلت بالصعتر والشونيز والنبيذ والكرفس والسذاب مهيجة لشَهْوَة الباه.
قَالَ ابْن ماسه: هِيَ أحر من الروبيان جَيِّدَة للمعدة الْكَثِيرَة الرُّطُوبَة وَلَا سِيمَا إِذا أكلت بالصعتر والشونيز والنبيذ والكرفس والسذاب وبالتوابل وفيهَا بعض العون على الباه.
روذا أريذا كَانَ بحذائه: إِنَّه أصل الْورْد.
قَالَ جالينوس: إِنَّه نَبَات قوته ملطفة محللة تسخن فِي آخر الثَّانِيَة أَو فِي أول الثَّالِثَة.
رخبين قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة غير جيد الْخَلْط وَلَا جيد للمعدة الحارة يلين الْبَطن مَتى احْتمل شيافا.
ريحَان سُلَيْمَان حشيشة تنْبت فِي بِلَاد أصفهان عيدانها شَبيهَة بعيدان الشبث الرطب نافعة جدا.
حشيشة مَعْرُوفَة بِهَذَا الِاسْم وَهِي بقلة مَعْرُوفَة تَنْفَع من حمى طريطاوس وسونوخس والمليلة والسل إِذا طبخت وأكلت. وتشاكل قوتها قُوَّة البقلة اليمانية.
قَالَ بولس: مَتى أكل أَصْلهَا نفع من القولنج.(6/176)
وَقَالَ د: إِنَّهَا تطبخ بِالْمَاءِ وتسقى للإسهال المزمن وعملها كعمل السورنجان من غير نفع. وَقَالَ ذَلِك بولس.
رعاد هِيَ السَّمَكَة المخدرة.
قَالَ ج: وَقد ذكر قوم إِنَّهَا مَتى أدنيت من رَأس من بِهِ صداع سكن صداعه وَمن انقلبت مقعدته وَخرجت أصلحها وَقد جربت الْأَمريْنِ جَمِيعًا فَلم أجد وَاحِدًا مِنْهُمَا وَكَانَت تجربتي لهَذِهِ السَّمَكَة وَهِي ميتَة وَأَنا أَظن أَنه يجب أَن يفعل ذَلِك بهَا وَهِي حَيَّة فَإِنَّهُ كَذَلِك يُمكن أَن تشفي الصداع بِمَا تحدث من الخدر.
وبولس يَقُول: الدّهن الَّذِي تطبخ فِيهِ هَذِه السَّمَكَة يسكن أوجاع المفاصل الحديثة إِذا دهنت بِهِ.
وَقَالَ د: هَذِه السَّمَكَة المخدرة مَتى وضعت على رَأس من بِهِ صداع مزمن سكنه من رئة قَالَ ج فِي كتاب الأغذية لَهُ: إِن الرئة يصل إِلَى الْبدن مِنْهَا غذَاء بلغمي وَهُوَ أسهل هضما من الكبد وَالطحَال بِحَسب سخافة جرمها وغذاؤها أقل من غذَاء الكبد بِكَثِير.
قَالَ روفس فِي كتاب التَّدْبِير: إِن الرئة قَليلَة الْغذَاء جدا.
حنين يَقُول: ذَلِك بِحَسب أَنَّهَا خَفِيفَة تطفو على الْمعدة فَلَا تهضمها على مَا يجب وَلَو انهضمت لَكَانَ غذاؤها قَلِيلا لِأَنَّهَا يابسة.
قَالَ روفس: كَانَ يجب بِحَسب جوهرها من الخفة أَن يسْرع هضمها لَكِنَّهَا تطفو فِي أَعلَى الْمعدة فَهِيَ لذَلِك أَبْطَأَ هضما.
قَالَ حنين: كل ذَلِك لمن معدته ضَعِيفَة يطفو فِيهَا الطَّعَام الْخَفِيف.
الخوزي: إِن أكلهَا نَافِع لمن بِهِ كسر فِي أحد أَعْضَائِهِ.
قَالَ الخوزي وبولس: هِيَ عسرة الهضم.
رعى الْإِبِل هَذِه باليونانية الاسفاقن. وَزعم اصطفن: أَنه رعى الْإِبِل.
قَالَ فِيهِ د: إِن لطبيخ ورقه وأغصانه قُوَّة مَدَرَة للبول والطمث وَيخرج الْجَنِين ويسود الشّعْر وأصبنا فِي نسخ كَثِيرَة بعد هَذَا الِاسْم فَهُوَ الايسونسقس مُفَسرًا أَنه رعى الْإِبِل وَلَيْسَ صفته لورقهما وشجرهما وَاحِدًا وَلَا منبتهما فَلذَلِك يظنّ أَن اصطفن قد غلط لِأَن تَفْسِير هَذَا الِاسْم رعى الْإِبِل.(6/177)
وَقَالَ: د فِي هَذَا إِن الْإِبِل إِذا ارتعى هَذَا النَّبَات لم تحك فِيهِ مضرَّة الْهَوَام. وَلذَلِك يسْقِي بزر هَذَا النَّبَات لنهش الْهَوَام.
رازيانج قَالَ فِيهِ ديسقوريدوس: إِنَّه مَتى أكل زَاد فِي اللَّبن وبزره أَيْضا يفعل ذَلِك مَتى شرب أَو طبخ مَعَ الشّعير ويدر الْبَوْل وَلذَلِك يُوَافق وجع الكلى والمثانة وَيشْرب طبيخه بِالشرابِ لنهش الْهَوَام ويدر الطمث. وَمَتى شرب بِالْمَاءِ الْبَارِد فِي الحميات سكن الغثيان والتهاب الْمعدة.
وأصل الرازيانج مَتى تضمد بِهِ مدقوقا بِعَسَل أَبْرَأ عضة الْكَلْب الْكَلْب.
وَمَاء الرازيانج مَتى جفف وَجعل فِي الأكحال المحدة لِلْبَصَرِ نفع جدا. وَيسْتَعْمل وَهُوَ رطب أَيْضا.
والصمغة الَّتِي تخرج من سَاقه أقوى فِي حِدة الْبَصَر.
وَمَاء الرازيانج غير البستاني الْمُسَمّى: رازيانجا عَظِيما فَإِنَّهُ يُبرئ تقطير الْبَوْل ويدر الطمث.
وطبيخ ورقه يدر اللَّبن مَتى شرب ويبالغ فِي تنقية النُّفَسَاء.
قَالَ ج فِي السَّابِعَة: أما البستاني فَإِنَّهُ يسخن إسخانا قَوِيا حَتَّى يُمكن أَن يوضع فِي الثَّالِثَة. وَأما تجفيفه فَفِي الأولى وَلذَلِك يُولد اللَّبن وَلَو جفف تجفيفا شَدِيدا لم يُولد اللَّبن. وَهُوَ نَافِع أَيْضا لمن قد نزل فِي عَيْنَيْهِ المَاء من هَذَا الْوَجْه بِعَيْنِه ويدر الْبَوْل ويحدر الطمث.
وَأما الْبري الَّذِي يُسَمِّيه بعض النَّاس رازيانج الْجَبَل فَإِن أَصله وبزره أقوى تجفيفا من البستاني وأحسب أَن هَذَا الأَصْل وَهَذَا البزر إِنَّمَا يحبسان الطبيعة بِهَذِهِ الْقُوَّة إِذْ كَانَ لَيْسَ فيهمَا قبض بَين.
وأصل هَذَا الرازيانج الْكَبِير وبزره أَيْضا يُمكن فيهمَا أَن يفتا الْحَصَى ويشفيا اليرقان. ويحدرا)
الطمث ويدرا الْبَوْل إِلَّا أَنه لَيْسَ يجمع من اللَّبن مثل مَا يجمعه النَّوْع الأول.
وَهَهُنَا رازيانج كَبِير آخر وبزره مدور شَبيه ببزر الكزبرة حَار حريف وقوته شَبيهَة بِقُوَّة الرازيانج الَّذِي ذكرته قبله إِلَّا أَنه أَضْعَف.
وَقَالَ روفس: إِنَّه غليظ رَدِيء الْغذَاء يدر الْبَوْل.
وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: الرازيانج عسر الانهضام قَلِيل الْغذَاء جيد لادرار الْبَوْل.
وَقَالَ اريباسيوس: إِنَّه يُولد اللَّبن توليدا قَوِيا.
وَقَالَ بولس: الرازيانج الْجبلي الَّذِي يشبه القاقلة يجفف أَكثر مِمَّا يجفف سَائِر أَنْوَاع الرازيانج وَلِهَذَا يحبس الْبَطن ويفت الْحَصَى ويدر الطمث.(6/178)
قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه دابغ الْمعدة مفتح للسدد فِي الكبد نَافِع للكلى والمثانة نَافِع من الحميات المزمنة وخاصته توليد اللَّبن.
وَحكى ج فِي كتاب الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء عَن ديمقراطيس: إِن الْهَوَام ترعى بزر الرازيانج الطري لتضيء أبصارها.
قَالَ مسيح: إِن الرازيانج يفتح سدد الحشاء ويطفيء حرهَا وَيذْهب بالحميات الْقَدِيمَة.
قَالَ ماسرجويه: عصير ورقه الرطب نَافِع من الْحمى الَّتِي من البلغم والمرة.
وحبه يسخن فِي الثَّالِثَة.
وَقَالَ ابْن ماسه: إِنَّه حَار فِي الثَّالِثَة يَابِس فِي الأولى فتاح لسدد الكبد زَائِد فِي اللَّبن ينفع مَاؤُهُ مَتى اكتحل بِهِ للْمَاء فِي الْعين.
وبزره جيد لوجع الكلى ولسع الْهَوَام وعض الْكَلْب غير الْكَلْب.
رعى الْحمام قَالَ د: مَتى أنعم دقه وخلط بدهن ورد أَو شَحم الْخِنْزِير الطري وَاحْتمل سكن الوجع من الرَّحِم. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ سكن الْحمرَة وَمنع القروح من الانبساط فِي الْجِسْم وألزق الْجِرَاحَات. وَإِذا تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل أدمل القروح الخبيثة.
وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: إِن قوته تجفف حَتَّى أَنه يدمل الْجِرَاحَات.
قَالَ ماسرجويه: إِنَّه نَافِع إِذا وضع على الورم البلغمي وينفع من لذع العقارب.
الخوز: خاصته النَّفْع من النقرس.
ريباس قَالَ ابْن ماسويه: لَهُ قُوَّة رب حماض الأترج والحصرم.
سندهشار: الريباس جيد للبواسير والخمار.
قَالَ ابْن ماسه: الريباس بَارِد يَابِس فِي الثَّانِيَة يقطع الْعَطش ويقمع الصَّفْرَاء والإسهال الصفراوي جيد للحصبة والجدري والطاعون.
وربه مثل رب حماض الأترج.
رامك قَالَ الدِّمَشْقِي: إِنَّه بَارِد يَابِس يشد الْمعدة ويقمع الْحَرَارَة.
قَالَ ماسرجويه: إِنَّه بَارِد يَابِس لكنه لطيف منق.
دَوَاء يَسْتَعْمِلهُ أهل الْقرى فيسهلهم. قيل ذَلِك فِي شوسماهي الخوز.
رفاقس دَوَاء فَارسي يشبه الثوم وهما اثْنَان ملتويان واسمهما مُشْتَقّ من شكلهما يزيدان فِي الْمَنِيّ.
رصاص قَالَ ديسقوريدوس: حكاكة الرصاص الَّتِي تخرج بالسحق بَين صلاية الرصاص وفهر الرصاص على مَا فِي كتاب الصَّنْعَة قوتها قُوَّة مبردة مغرية ملينة تملأ القروح العميقة لَحْمًا وتقطع سيلان الرطوبات إِلَى الْعين وَتذهب بِاللَّحْمِ الزَّائِد فِي(6/179)
القروح وتقطع نزف الدَّم. وَإِذا خلطت بدهن ورد كَانَت صَالِحَة للقروح الْعَارِضَة فِي المقعدة والبواسير الَّتِي يخرج مِنْهَا الدَّم والقروح الْعسرَة والاندمال.
وَفعله جملَة كَفعل التوتيا.
وَأما الرصاص على وَجهه فَإِن دلك بِهِ على لدغة الْعَقْرَب وتنين الْبَحْر نفع مِنْهُمَا.
وَيجب أَن يتوقى رَائِحَته إِذا أحرق فَإِنَّهَا ضارة جدا.
وَقُوَّة الرصاص المحرق مثل قُوَّة خبث الرصاص إِلَّا أَن خبث الرصاص أَشد قبضا.
وَأما اسفيذاج الرصاص فقوته مبردة مغرية ملينة يمْلَأ القروح لَحْمًا ويقلع اللَّحْم الزَّائِد فِي قَالَ ج فِي الأسرب: إِن قوته مركبة وَذَلِكَ ان فِيهِ جوهرا رطبا قد جمد بالبرودة وَفِيه مَعَ هَذَا جَوْهَر هوائي وَلَيْسَ فِيهِ من الأرضي إِلَّا شَيْء يسير. وَمِمَّا يدل على أَن فِيهِ جوهرا رطبا قد جمد بالبرودة سرعَة انحلاله وذوبانه إِذا ألقِي فِي النَّار وَمِمَّا يدل على أَن فِيهِ جوهرا هوائيا أَنه وَحده دون سَائِر الْأَشْيَاء الَّتِي نعرفها قد علمنَا أَنه يزِيد فِي وَزنه ويربو فِي مِقْدَاره مَتى وضع فِي الْبيُوت الندية. وَقد رَأينَا مرَارًا كَثِيرَة أَن اللحام الَّتِي تلحم بِهِ قَوَائِم التماثيل من الْحِجَارَة تربو وتزيد فِي مقدارها حَتَّى تصير معلقَة من الْحِجَارَة فَهَذِهِ دَلَائِل مقنعة على برودته ورطوبته.
وَيعرف أَيْضا ذَلِك بالامتحان والتجربة فَإنَّك مَتى اتَّخذت هاونا من أسرب مَعَ دستجه وألقيت فِيهِ أَي الْأَشْيَاء الرّطبَة شِئْت وسحقته حَتَّى يصير مَا فِي الهاوون كالعصارة كَانَ مِنْهَا شَيْء)
بَارِد جدا أبرد من تِلْكَ الْبُرُودَة الَّتِي كَانَت لتِلْك الرُّطُوبَة. وَقد يسْتَعْمل ذَلِك فِي أورام المقعدة مَعَ قرحَة وَمَعَ بواسير وَفِي الأورام الحادة الحارة فِي المذاكير والعانة والثديين.
وَيكون مَا يلقِي فِي الهاوون دهن ورد أَو شَيْئا فِيهِ قبض وتبريد أَو عصارة حَيّ الْعَالم من هَذَا الْجِنْس وَهَذَا دَوَاء نَافِع جدا قد استعملته فِي جَمِيع النزل إِلَى اللَّحْم الرخو والمفاصل وَفِي الخراجات الردية الخبيثة حَتَّى أَنِّي استعملته فِي القروح الَّتِي مَعَ السرطان فعجبت من فعله.
وَإِن أَحْبَبْت أَن يجْتَمع لَك شَيْء كثير بِسُرْعَة فَاجْعَلْ سحقك لَهُ فِي شمس أَو فِي هَوَاء حَار أَي هَوَاء كَانَ فَإِن أَنْت أَيْضا جعلت هَذِه الرُّطُوبَة الَّتِي تسحقها فِي هَذَا الهاوون عصارة بَارِدَة بِمَنْزِلَة حَيّ الْعَالم أَو هندبا أَو بزرقطونا أَو حصرما أَو عِنَب الثَّعْلَب أَو الرجلة فَإِن الدَّوَاء يكون نَافِعًا فِي أَشْيَاء كَثِيرَة.
وَمَتى مد من الأسرب صفيحة وشدت على الْعَانَة أذهبت الِاحْتِلَام. وَمَتى شدت الصفيحة على العصب الملتوي شدا محكما حلت التواءه وتعقده.
وَيجب أَن يكون شدّ الأسرب على مَوضِع الْعلَّة نَفسه لَا على شَيْء مِمَّا حوله.(6/180)
وَمَتى أحرق وَغسل فقوته تبرد وَأما قبل الْغسْل فقوته مركبة.
وَهَذَا الابار المحرق نَافِع للخراجات الخبيثة. وَمَتى غسل كَانَ أَنْفَع فِي إدمالها من اللَّحْم وختمها.
وَهُوَ نَافِع للقروح الردية الْمَعْرُوفَة بجيرونيه وللسرطانية المتعفنة مَتى اسْتعْمل مُفردا أَو خلط بِوَاحِد من الْأَدْوِيَة الَّتِي تختم وتدمل كالقليميا.
وَمَتى عولجت هَذِه القروح فَيجب أَن تحل فِي أول الْأَمر مَا دَامَ الصديد كثيرا فِي كل يَوْم فَإِن لم يكن كثيرا فَمرَّة فِي ثَلَاثَة أَيَّام وَمرَّة فِي أَرْبَعَة أَيَّام وَيُوضَع عَلَيْهَا من خَارج إسفنجة مغموسة فِي مَاء بَارِد وترطب إِذا جَفتْ.
وَقَالَ فِي الإسفيذاج: إِنَّه لَيْسَ بحاد وَلَا لذاع وَلَا مُحَلل بل هُوَ مغر مبرد.
فَأَما الْمُسَمّى دود القرمز فَإِنَّهُ من الْبُرُودَة على مثل مَا عَلَيْهِ الإسفيذاج إِلَّا أَنه ألطف مِنْهُ حَتَّى أَنه يُمكن فِيهِ بِسَبَب هَذَا أَن تغوص قوته وَتصل إِلَى بَاطِن الْأَجْسَام الَّتِي تداوى بِهِ بِسُرْعَة.
وَقَالَ بولس: مَتى وضعت صفيحة رصاص على عصب ملتو بسطته.
وَقَالَ ج فِي الأولى من قاطاجانس: إِن المولوبدانا أبرد وأجف من المرداسنج والإسفيذاج أبرد وأجف من المولوبدانا والمرهم الَّذِي يتَّخذ مِنْهُ يبرد تبريدا كثيرا جدا ويجفف.)
انْقَضى حرف الرَّاء.(6/181)
3 - (بَاب الزَّاي)
زعفران قَالَ فِيهِ د: قوته منضجة ملينة قابضة يدر الْبَوْل وَيحسن اللَّوْن وَيذْهب بالخمار مَتى شرب بميبختج وَيمْنَع الرطوبات أَن تسيل إِلَى الْعين مَتى لطخت بِهِ أَو اكتحل مِنْهُ بِلَبن امْرَأَة.
وَقد ينْتَفع بِهِ أَيْضا مَتى خلط بالأدوية المشروبة للأوجاع الْبَاطِنَة والفرزجات والضمادات المستعملة لأوجاع الْأَرْحَام والمقعدة.
ويحرك شَهْوَة الْجِمَاع ويسكن الْحمرَة مَتى لطخ عَلَيْهَا وينفع من الأورام الحارة الْعَارِضَة للآذان.
وَيُقَال إِنَّه مَتى شرب مِنْهُ زنة ثَلَاثَة مَثَاقِيل بِمَاء قتل.
وَقُوَّة دهنه مسخنة منومة وَلذَلِك كثيرا مَا يُوَافق المبرسمين إِذا دهن بِهِ أَو شم أَو دهن بِهِ المنخران وينفع الأورام وينقي القروح.
ويوافق صلابة الرَّحِم وانضمامها وَيحل القروح الخبيثة الْعَارِضَة فِيهَا مَتى خلط بموم ومخ وزعفران وَضَعفه زيتا لِأَنَّهُ ينضج ويلين ويسكن ويربط.
وَيصْلح للزرقة مَتى اكتحل بِهِ مَعَ المَاء وللذين لَا يقدرُونَ أَن يقبلُوا حر الشَّمْس. ج يَقُول: فِي الزَّعْفَرَان شَيْء قَابض يسير وَقد بَينا أَن الْقَابِض أرضي وَلَكِن الْأَغْلَب عَلَيْهِ الْكَيْفِيَّة الحارة فَيكون جملَة جوهره من الإسخان فِي الدرجَة الثَّانِيَة وَفِي التجفيف فِي الدرجَة الأولى وَلذَلِك صَار فِيهِ بعض الإنضاج ويعينه على ذَلِك الْقَبْض الْيَسِير الَّذِي فِيهِ وَذَلِكَ أَن كل مَا يسخن إسخانا قَوِيا وَكَانَ فِيهِ قبض فَهُوَ فِي قوته مسَاوٍ للأدوية الَّتِي تغري وتلحج إِذا كَانَ مَعهَا حرارة وَقد بَينا أَن الْأَدْوِيَة المغرية اللاحجة الَّتِي فِيهَا حرارة مَوْجُودَة وَلَيْسَت بالشديدة فَهِيَ أدوية تنضج.
وَقَالَ بولس: الزَّعْفَرَان حَار فِي الثَّانِيَة يَابِس فِي الأولى يقبض وينضج.
وَقَالَ ابْن ماسويه: الزَّعْفَرَان حَار فِي الثَّانِيَة يَابِس فِي الأولى يقبض وينضج هاضم للطعام دابغ للمعدة من أجل عفوصته الْيَسِيرَة الَّتِي فِيهِ مقو للكبد مَذْهَب لعسر النَّفس وشهوة الطَّعَام مدر للبول محسن للون وخاصته إذهاب شَهْوَة الطَّعَام وتحسين اللَّوْن وَلَيْسَ بجيد للدماغ وَلَا الْإِكْثَار مِنْهُ بمحمود لإذهابه الشَّهْوَة.)
وَقَالَ قسطا ابْن لوقا: الزَّعْفَرَان يفرح الْقلب حَتَّى أَنه يقتل إِن أَكثر مِنْهُ والشربة القاتلة ثَلَاثَة دَرَاهِم.(6/182)
وَقَالَ ج فِي الميامر: الزَّعْفَرَان قَابض منضج مصلح للعفونة.
مسيح يَقُول: إِنَّه مفتح لسدد الكبد وَيُقَوِّي الأحشاء شرب أَو تضمد بِهِ غير أَنه يمْلَأ الرَّأْس وَيذْهب غشاوة الْعين ويردع رطوبتها إِذا طلي بِهِ عَلَيْهَا مَعَ ألبان النِّسَاء وَيُقَوِّي شَهْوَة الْجِمَاع ويحلل الأورام وَفِيه شَيْء من الْقُوَّة القابضة شرب أَو وضع من ظَاهر مَعَ لطافة.
ويحلل وَيُقَوِّي الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة والأعضاء الضعيفة بِمَا فِيهِ من الْقُوَّة القابضة مَتى شرب أَو وضع عَلَيْهَا من ظَاهر وَيفتح سدد الكبد وَالْعُرُوق باعتدال الْمَكَان مَا فِيهِ من الْحَرَارَة والمرارة إِلَّا أَنه يمْلَأ الدِّمَاغ.
مَجْهُول: الزَّعْفَرَان جيد للطحال.
قَالَ ابْن ماسويه: الزَّعْفَرَان حَار يَابِس ينيم وَيقبض وينفع من الشوصة مَتى شم.
وخاصته أَنه إِذا اكتحل بِهِ مَعَ المَاء نفع الزرقة الْعَارِضَة بعقب الْمَرَض.
وَهُوَ نَافِع للطحال مدر للبول مَذْهَب بِشَهْوَة الطَّعَام مهيج للباه مصدع رَدِيء للرأس منضج إِذا طلي على الورم الْحَار.
وَإِن شرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء بَارِد قتل.
لي كَانَت امْرَأَة تطلق أَيَّامًا فسقيت دِرْهَمَيْنِ من زعفران فَولدت من ساعتها وجرب ذَلِك مَرَّات فَكَانَ كَذَلِك.
وَهُوَ يسكر سكرا شَدِيدا مَتى جعل فِي الشَّرَاب ويفرح حَتَّى أَنه يُصِيب مِنْهُ شبه الْجُنُون من شدَّة الْفَرح.
قَالَ الخوزي: إِنَّه لَا يثير خلطا الْبَتَّةَ بل يحفظ الأخلاط بِالسَّوِيَّةِ وَهُوَ جيد للسدد فِي الكبد ويقويها.
قَالَ حنين فِي كتاب الترياق: مَاء الزَّعْفَرَان يدر الْبَوْل ويسهل النَّفس وَيُقَوِّي آلَاف النَّفس جدا.
قَالَ: وللزعفران خَاصَّة إماتة شَهْوَة الطَّعَام وملء الدِّمَاغ وإظلام الْبَصَر والحواس وَإِبْطَال الحموضة الَّتِي تكون فِي الْمعدة بهَا تكون شَهْوَة الطَّعَام.
لي جربت فَوجدت الزَّعْفَرَان مسْقطًا لشَهْوَة الطَّعَام مغثيا.)
مسيح قَالَ فِي الكناش: الْأَدْوِيَة الَّتِي تملأ الدِّمَاغ كالزعفران.
زَيْت قَالَ فِيهِ د: إِن الْإِنْفَاق وَهُوَ الَّذِي يعْمل من الزَّيْتُون الغض أوفق أَنْوَاع الزَّيْت للأصحاء جيد للمعدة لما فِيهِ من الْقَبْض ويشد اللثة وَيُقَوِّي الْأَسْنَان مَتى أمسك فِي الْفَم وَيمْنَع من الْعرق مَتى تمسح بِهِ.(6/183)
وَجَمِيع أَصْنَاف الزَّيْت حارة ملينة للبشرة وَيمْنَع الْبرد أَن يصل إِلَى الْأَعْضَاء وينشطها للحركة ويلين الطبيعة ويضعف قُوَّة السمُوم والأدوية الْخَارِجَة ويسقي مِنْهُ للأدوية القتالة يتقيأ بِهِ مَعَ المَاء الْحَار.
وَإِذا شرب مِنْهُ تسع أَوَاقٍ بِمِثْلِهَا من مَاء الشّعير أَو المَاء الْحَار أسهل.
وَمَتى طبخ بالسذاب وَسقي مِنْهُ وَهُوَ سخن زنة تسع أَوَاقٍ نفع المغس وَأخرج الدُّود من الْبَطن.
وينفع مَتى احتقن بِهِ من القولنج الَّذِي من ورم الأمعاء وَمن شدَّة الزبل الجاف.
والعتيق مِنْهُ أَشد إسخانا وتحليلا ويكتحل بِهِ لظلمة الْبَصَر.
وَأما زَيْت الزَّيْتُون الْبري فقابض وموافق لمن بِهِ صداع كموافقة دهن الْورْد ويحقن الْعرق وَيمْنَع الشّعْر الْقَرِيب من السُّقُوط أَن يسْقط ويجلو النخالة من الرَّأْس والقروح الرّطبَة والجرب القرحي وَغير القرحي وَيمْنَع إسراع الشيب إِذا دهن بِهِ فِي كل يَوْم.
وعكر الزَّيْت مَتى طبخ فِي إِنَاء نُحَاس قبرسي إِلَى أَن يثخن فَيصير كالعسل كَانَ قَابِضا وَيصْلح بَدَلا من الحضض ويفضل على الحضض بِأَنَّهُ إِذا خلط بخل وشراب ساذج أَو شراب أونومالي ولطخت بِهِ الْأَسْنَان الوجعة نَفعهَا.
وَقد يَقع فِي أخلاط أدوية الْعين والمراهم وَإِذا عتق كَانَ أَجود.
وَإِذا طبخ بِمَاء الحصرم إِلَى أَن يثخن كالعسل وطلي بِهِ على الْأَسْنَان المتحركة المتأكلة قلعهَا.
وَمَتى خلط بالدواء الْمُسَمّى حمالانون معنقيع الترمس ولطخت بِهِ الْمَوَاشِي قلع جربها.
وَأما مَا كَانَ مِنْهُ حَدِيثا لم يطْبخ أَعنِي من عكر الزَّيْت فَإِنَّهُ إِذا سخن وصب على النقرس وَالَّذين بهم أوجاع المفاصل نفعهم وَإِذا لطخ على جلد وضمد بِهِ بطن المحبون حط النفخ الْعَارِض لَهُم.)
زيتون بري ديسقوريدوس: ورقه قَابض إِذا دق وسحق وتضمد بِهِ منع الْحمرَة أَن تسْعَى والنملة والشري والقروح الخبيثة الَّتِي تسمى الْجَمْر وينفع الداحس.
وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل قلع الخشكريشة ونقي القروح الوسخة وَإِذا خلط بالعسل وتضمد بِهِ حلل الورم الْحَار الَّذِي فِي الغدد وَجَمِيع الأورام الحارة وألزق جلد الرَّأْس إِذا انقلع وَإِذا مضغ أَبْرَأ القلاع والقروح فِي الْفَم وعصارته وطبيخه يفْعَلَانِ ذَلِك أَيْضا.
وَمَتى احتملت عصارته قطعت سيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم ونزف الدَّم وَترد نتو الْعين وَتَنْفَع من قروحها الَّتِي فِي الْحجاب الْقَرنِي وتقطع سيلان الرطوبات المزمنة إِلَيْهَا وَلذَلِك تقع فِي أخلاط الشيافات لتأكل الأجفان وسلاقها.(6/184)
وَمَتى دق ورقه بشراب وعصر وجفف بعد فِي الشَّمْس وَعمل بعد أقراصا فَإِنَّهَا تصلح للآذان الَّتِي يسيل مِنْهَا الْقَيْح والآذان المتقرحة.
وَإِذا تضمد بالورق مَعَ دَقِيق شعير كَانَ صَالحا للاسهال المزمن.
وَقد يحرق الْوَرق مَعَ الزهر وَيسْتَعْمل بدل التوتيا وَلَيْسَ بِدُونِهِ فِي النَّفْع.
وَقُوَّة الزَّيْتُون البستاني كقوة الزَّيْتُون الْبري غير أَنه أَضْعَف إِلَّا أَنه أوفق للعين من الْبري لِأَنَّهُ أسلس وأخف عَلَيْهَا مِنْهُ.
والرطوبة من ورق الزَّيْتُون مَتى لطخ بهَا الرَّأْس أبرأت النخالة مِنْهُ والجرب والبهق والقوباء.
وثمره إِذا ضمد بِهِ الرَّأْس شفي نخالة الرَّأْس والقروح الخبيثة.
ولب الثَّمَرَة مَتى خلط بشحم ودقيق قلع الْآثَار الْبيض الْعَارِضَة للأظفار.
زيتون المَاء: وَأما زيتون المَاء وَهُوَ المربى بِالْمَاءِ وَالْملح فَإِنَّهُ مَتى سحق وتضمد بِهِ لم يدع حرق النَّار أَن يتنفط وينقي القروح الوسخة.
وَمَاء الْملح الَّذِي يكبس بِهِ الزَّيْتُون يشد اللثة والأسنان المتحركة.
وَالزَّيْتُون الحَدِيث الْأَحْمَر اللَّوْن يحبس الْبَطن جيد للمعدة وَيمْنَع القروح الَّتِي تسْعَى وَيُبرئ الْجَمْر.
زَيْت الزَّيْتُون الْبري ينفع اللثة الدامية مَتى تمضمض بِهِ ويشد الْأَسْنَان المتحركة ويهيأ مِنْهُ كماد للثة الَّتِي تسيل إِلَيْهَا الفضول بِأَن يلف الصُّوف على ميل ويغمس فِيهِ وَهُوَ حَار وَيُوضَع عَلَيْهَا.)
وصمغ الزَّيْتُون الْبري يلذع اللِّسَان وَالَّذِي لَا يلذعه رَدِيء لَا ينفع وَيصْلح الْجيد لوجع الْأَسْنَان المتأكلة إِذا وضع عَلَيْهَا ولغشاوة الْعين يكحل بِهِ ويجلو وسخ القرحة العميقة الَّتِي تحدث فِي القرنية ويدر الْبَوْل والطمث وَيخرج الْجَنِين ويعد فِي الْأَدْوِيَة القتالة وَيُبرئ الجرب المتقرح والقوابي.
وَقد تحرق أَغْصَان الزَّيْتُون وتغسل على مَا فِي كتاب الصَّنْعَة وتستعمل بدل التوتيا.
وَقَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة فِي ذكر ثفل الزَّيْت: إِنَّه أرضي حَار إِلَّا أَن حرارته لَا تبلغ أَن يتَبَيَّن لذعه وَإِن هُوَ طبخ كَانَ أغْلظ وَأَشد تجفيفا فليوضع فِي الدرجَة الثَّانِيَة من الإسخان والتجفيف ممتدة وَمن أجل هَذَا يشفي القروح الَّتِي تحدث فِي الْأَبدَان الْيَابِسَة ويهيج القروح الْحَادِثَة فِي غَيرهَا من الْأَبدَان كلهَا لِأَن فِيهِ تهييجا وتنفيذا كَمثل مَا فِي الزَّيْت.
وَقَالَ: ورق الزَّيْتُون وعيدانه الطرية من الْبُرُودَة فِيهَا بِمِقْدَار مَا فِيهَا من الْقَبْض.
وَأما ثَمَرَتهَا فَمَا كَانَ مِنْهَا مدْركا قد استحكم نضجه فَهُوَ حَار حرارة معتدلة وَغير النضيج أَشد بردا وقبضا.(6/185)
وَأما فِي السَّادِسَة فقد بَينا أَن الزَّيْت رطب ويسخن إسخانا معتدلا إِذا كَانَ متخذا من الزَّيْتُون الْمدْرك.
وَأما المعتصر من الزَّيْتُون الْفَج وَهُوَ الانفاق فبمقدار قَبضه فِيهِ أَيْضا من الْبرد. وَإِذا عتق الزَّيْت كثر إسخانه.
وَإِذا ذقت الزَّيْت فَوَجَدته عذبا فَهُوَ حَار باعتدال وَإِذا وجدته قَابِضا فبمقدار ذَلِك ينقص فِي الْحَرَارَة.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن الزَّيْتُون من الأغذية الَّتِي تغذو الْبدن غذَاء يَسِيرا جدا وَقد يَأْكُلهُ النَّاس مَعَ المري قبل الطَّعَام كي يلين طبائعهم.
وزيتون الزَّيْت يُولد خلطا دسما فَأَما الْآخرَانِ فَإِنَّهُمَا يولدان خلطا غليظا فهما لذَلِك لَا يقويان الْمعدة ويفتقان الشَّهْوَة.
روفس فِي كتاب التَّدْبِير: زَيْت الزَّيْتُون مسخن وَقد شكّ قوم فِي ترطيبه وَذَلِكَ أَنه دَوَاء دَاء الثَّعْلَب أملس لزج وَأَنا أَقُول: إِنَّه يسخن ويجفف قَالَ حنين: بل يرطب.
قَالَ اريباسيوس: ثفل الزَّيْت يسخن من غير لذع لذعا بَينا وَمَتى طبخ اكْتسب قُوَّة تسخن)
وتجفف.
وَقَالَ بولس: المَاء الَّذِي يفصل من الزَّيْتُون المملح أقوى من الَّذِي يحل فِيهِ الْملح فِي التنقية حَتَّى أَنه يبلغ من قوته أَنه يحقن بِهِ لعرق النسا وَذُو سنطاريا الْفَاسِد.
وَقَالَ أَيْضا: صمغ الزَّيْتُون الحبشي وَهُوَ الَّذِي يسْتَعْمل فِي آثَار الْجِرَاحَات فَيذْهب بهَا وَيذْهب الْبيَاض الَّذِي فِي الْعين والعشاوة وأوجاع الْأَسْنَان المتأكلة مَتى جعل فِي الأكال.
وَقَالَ ابْن ماسويه: الْأَخْضَر من الزَّيْتُون بَارِد يَابِس عَاقل للبطن دابغ للمعدة.
وزيتون المَاء دابغ للمعدة بعفوصته.
وَالزَّيْتُون الْأسود حَار وَفِيه يبس يسير وَهُوَ أسْرع هضما من الْأَخْضَر.
والخلط الْمُتَوَلد من الزَّيْتُون قَلِيل مَذْمُوم وَمَتى أكل فِي وسط الطَّعَام أَجَاد شَهْوَة الطَّعَام وقلل إبطاء الطَّعَام فِي الْمعدة.
والكبار مِنْهُ أقوى فِي أَفعاله وَمَتى جعل فِي الْخلّ كَانَ أدبغ للمعدة.
قَالَ ج: وزيت الْإِنْفَاق وَهُوَ من الزَّيْتُون الْأَخْضَر بَارِد يَابِس فِي الأولى مضاد للسموم بِخَاصَّة فِيهِ دابغ للمعدة مقو لَهَا صَالح للمحرورين وَلَا سِيمَا إِن كَانَ مغسولا والمتخذ من الزَّيْتُون الْأسود النضج حَار يَابِس.
قَالَ د: وَالزَّيْت المغسول الَّذِي يعْمل فِي الجزيرة الْمُسَمَّاة سقيون يسخن إسخانا يَسِيرا ويوافق(6/186)
وَقَالَ أَبُو جريج: صمغ الزَّيْتُون حَار يَابِس نَافِع للجراحات مَتى جعل فِي المراهم لِأَنَّهُ يجففها وينشف بلتها.
الذَّهَبِيّ حَار والفج الْأَبْيَض من زيتون المَاء لَيْسَ بمسخن وَهُوَ يَابِس.
زعرور قَالَ د فِيهِ: إِنَّه جيد للمعدة مُمْسك للبطن.
وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: قُوَّة ثَمَرَة الزعرور تقبض قبضا شَدِيدا وتحبس الْبَطن جدا وَفِي قضبانه وورقه عفوصة لَيست باليسيرة.
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: مَا قلته فِي التفاح والسفرجل والكمثرى يصلح أَن أقوله هُنَا والزعرور أَشد قبضا من الغبيراء وَلذَلِك هُوَ أصلح لانطلاق الْبَطن.
روفس فِي كتاب التَّدْبِير: إِنَّه يقطع القئ وَيعْقل الْبَطن وَلَا يحبس الْبَوْل.
وَقَالَ اريباسيوس: إِن قَبضه شَدِيد حَتَّى لَا يُمكن أكله إِلَّا بعد كد وَيحبس الْبَطن حبسا شَدِيدا جدا.
قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه يقمع الصَّفْرَاء.
زوفا رطب زبيب قد ذَكرْنَاهُ مَعَ الْعِنَب.
زنجبيل قَالَ د: قوته مسخنة مُعينَة على هضم الطَّعَام يلين الْبَطن تَلْيِينًا خَفِيفا جيد للمعدة وظلمة الْبَصَر وَهُوَ شَبيه الْقُوَّة بالفلفل.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إسخانه قوي وَلَكِن لَا يسخن من سَاعَته فِي أول الْأَمر كَمَا يفعل الفلفل وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي لطافة الفلفل وَلَوْلَا ذَلِك لَكَانَ يَسْتَحِيل سَرِيعا إِلَى أَجزَاء صغَار وَيصير حارا بِالْفِعْلِ مثل الفلفل وَلَكنَّا نجده عيَانًا أَن فِيهِ شَيْئا من جَوْهَر لم ينضج وَهَذَا الشَّيْء لَيْسَ هُوَ يَابسا أرضيا بل الأحرى أَن يكون رطبا وَمن أجل ذَلِك صَار الزنجبيل يتفتت ويتأكل سَرِيعا من أجل مَا فِيهِ من رُطُوبَة الْفضل لِأَن هَذَا التأكل لَيْسَ يعرض لشَيْء من الْأَشْيَاء الْمَحْضَة اليبس أَو الرُّطُوبَة برطوبة نضجة مشاكلة لجوهرها وَقد يعرض هَذَا بِعَيْنِه للدارفلفل وَمن أجل ذَلِك صَارَت الْحَرَارَة الْحَادِثَة عَن الزنجبيل وَعَن الدَّار فلفل تبقى لابثة دهرا طَويلا أطول من لبث الْحَرَارَة الْحَادِثَة عَن الفلفل الْأَبْيَض والفلفل الْأسود وكما أَن النَّار إِذا أخذت فِي الْحَطب الْيَابِس تشتعل وتتشبث بِهِ على الْمَكَان وتطفأ بالعجلة كَذَلِك الْحَرَارَة الْحَادِثَة عَن الْأَدْوِيَة الَّتِي قوتها هَذِه الْقُوَّة أَعنِي الْقُوَّة الْيَابِسَة تشتعل أَكثر وأسرع وتلبث مُدَّة أقل والحرارة الْحَادِثَة عَن الْأَدْوِيَة الرّطبَة رُطُوبَة فضل تشتعل بابطاء وتلبث مُدَّة طَوِيلَة وَلذَلِك صَارَت مَنْفَعَة كل وَاحِد من هذَيْن الجنسين من الْأَدْوِيَة غير مَنْفَعَة الآخر وَذَلِكَ أَنا مَتى أردنَا أَن نسخن الْبدن كُله بالعجلة فَيجب أَن نعطي الْأَشْيَاء الَّتِي سَاعَة تلقي حرارة الْبدن يسخن بهَا على الْمَكَان وتنتشر فِي الْجِسْم كُله وَمَتى أردنَا إسخان عُضْو وَاحِد أَي عُضْو كَانَ(6/187)
فَيجب أَن نَفْعل خلاف ذَلِك أَعنِي أَن تُعْطِي هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي سَاعَة تلقي حرارة الْبدن تبطي فِي السخونة حَتَّى إِذا هِيَ سخنت لَبِثت سخونتها مُدَّة طَوِيلَة فالزنجبيل والدارفلفل وَإِن كَانَا مخالفين للفلفل الْأسود فِي هَذَا الَّذِي وصفت فَإِن مخالفتهما إِيَّاه يسيرَة.
وَأما الْحَرْف والخردل والينتون وخرء الْحمام الْبَريَّة فَإِنَّهَا لَا تشتعل الاشتعال التَّام إِلَّا فِي مُدَّة طَوِيلَة وَلَا يُفَارق أَيْضا لهيبها الْبدن مُدَّة طَوِيلَة.
قَالَ ابْن ماسويه: الزنجبيل حَار فِي آخر الثَّالِثَة رطب فِي آخر الأولى يدل على رطوبته تَأْكُله وتعفنه وَهُوَ بليغ النَّفْع فِي السدد الْعَارِضَة فِي الكبد من الْبرد والرطوبة معِين على الْجِمَاع هاضم للطعام مُحَلل للرياح الغليظة الْحَادِثَة فِي الأمعاء والمعدة ملين للطبيعة نَافِع من ظلمَة الْبَصَر)
المتولدة من الرُّطُوبَة إِذا اكتحل بِهِ.
والزنجبيل المربى حَار يَابِس لِأَن الْعَسَل زعم أذهب رطوبته مهيج للجماع يزِيد فِي حر الْمعدة وَالْبدن ويهضم الطَّعَام وينشف البلغم وينفع من الْهَرم والبلغم الْغَالِب على الْجِسْم.
قَالَ الْفَارِسِي: إِنَّه يهضم البلغم الَّذِي فِي الرَّأْس وَالْحلق ويهيج نَار الْمعدة ويمسك الْبَطن ويهيج الباه.
مَجْهُول: الزنجبيل جيد للْحِفْظ.
شرك قَالَ فِي الزنجبيل: مَعَ حرافته فِيهِ رُطُوبَة بهَا يزِيد فِي الْمَنِيّ.
وَقَالَ حَكِيم بن حنين: إِن الزنجبيل يرتبه المحدثون لقَوْل ج فِيهِ: إِنَّه شَدِيد الْحَرَارَة فِي الدرجَة الثَّالِثَة وَلقَوْله فِيهِ: إِن فِيهِ رُطُوبَة يسيرَة فِي الأولى من الترطيب.
قَالَ ابْن ماسه: خاصته تقليل الرُّطُوبَة المتولدة فِي الْمعدة عَن الْفَوَاكِه كالبطيخ وَنَحْوه وتقليل الرِّيَاح الغليظة فِي الْبَطن.
ابْن ماسويه: إِنَّه يلين الْبَطن.
زبيب الْجَبَل نذكرهُ عِنْد ذكر الميويزج.
زهرَة الْملح زبل قَالَ د: أما أخثاء الْبَقر الراعية. إِذا وضعت حِين تروثها على الأورام الحارة من الخراجات سكنتها وَإِن صودفت غير حارة لفت فِي ورق وتسخن فِي رماد حَار ثمَّ يطْرَح الْوَرق وَيُوضَع على الأورام. وينفع نفعا بَينا من عرق النسا إِذا ضمد بهَا وَهِي سخنة. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ حل الْخَنَازِير والأورام الصلبة الَّتِي تكون فِي اللَّحْم الرخو.
وخثى الثور خَاصَّة إِذا تبخر بِهِ أصلح حَال الرَّحِم وطرد البق.
وبعر الماعز وَلَا سِيمَا الْجبلي مَتى شرب بِالشرابِ نفع من اليرقان وَإِن شرب بِبَعْض الأفاويه أدر الطمث وَأخرج الأجنة وَإِذا أنعم دق الْيَابِس مِنْهُ وخلط بالكندر واحتملته الْمَرْأَة فِي صوفة قطع سيلان نزف الدَّم من الرَّحِم. وَإِذا خلط بالخل قطع نزف الدَّم من أَي مَوضِع(6/188)
كَانَ من الْجِسْم.
وَمَتى أحرق وخلط بالخل أَو بالسكنجبين ولطخ على دَاء الثَّعْلَب أبراه. وَإِذا تضمد بِهِ مَعَ شَحم خِنْزِير نفع من النقرس. وَقد يطْبخ بالخل أَو بِالشرابِ وَيُوضَع على نهش الْهَوَام وعَلى الْملَّة والأورام الْعَارِضَة فِي أصل الْأذن فينفعها.
وَإِذا كوي بِهِ عرق النسا نفع جدا. ويكوى بِهِ على هَذِه الْجِهَة: تشرب صوفة زيتا وتوضع على الْموضع العميق الَّذِي فِيمَا بَين الْإِبْهَام والزند من الْيَد وَهُوَ إِلَى الزند أقرب ثمَّ خُذ بَعرَة والهبها حَتَّى تصير جَمْرَة ثمَّ ضعها على الصُّوف وَلَا تزَال تفعل ذَلِك حَتَّى يصل الْحس بتوسط العصب إِلَى الورك ويسكن الْأَلَم. وَهَذَا الكي يُسمى الكي البعري.
وبعر الضَّأْن مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ أَبْرَأ من الشري والثآليل وَاللَّحم الزَّائِد الْمَعْرُوف بالتوث والنملة. وَمَتى خلط بموم مذاب ودهن ورد أَبْرَأ من حرق النَّار.
وزبل الْخِنْزِير الْبري مَتى شرب وَهُوَ حَار بِمَاء أَو شراب قطع نفث الدَّم وَسكن الوجع المزمن الْعَارِض للْجنب. وَإِذا شرب مَعَ خل أَبْرَأ وَهن العضل. وَإِذا خلط بموم مذاب بدهن ورد أَبْرَأ التواء العصب.
وسرجين الْحمير وَالْخَيْل مَتى أحرق أَو لم يحرق وخلط بخل قطع سيلان الدَّم.
وسرجين الْحمار الرَّاعِي الْيَابِس مِنْهُ مَتى خلط بشراب وضمد بِهِ وَشرب نفع من لسع الْعَقْرَب نفعا عَظِيما.)
وزبل الْحمام أسخن وَأَشد إحراقا من غَيره من الزبول. وَقد يخلط بدقيق شعير وزيت وَمَاء فينفع الأورام الَّتِي تحْتَاج إِلَى تَحْلِيل. وَإِذا خلط بخل حلل الْخَنَازِير. وَمَتى خلط بالعسل وبزر الْكَتَّان قلع خشكريشة قُرُوح النَّار الفارسية. وَمَتى سحق بالزيت أَبْرَأ حرق النَّار.
وزبل الدَّجَاج يفعل مَا يَفْعَله زبل الْحمام إِلَّا أَنه أَضْعَف. ويوافق أكل الْفطر الْقِتَال وَمن كَانَ بِهِ وزبل الرخم يُقَال: إِنَّه إِذا تبخر بِهِ طرح الْجَنِين.
وزبل الفأر إِذا خلط بالخل ولطخ على دَاء الثَّعْلَب أَبرَأَهُ. وَمَتى شرب بالكندر أَو بِالشرابِ الْمُسَمّى اونومالي فت الْحَصَى وبولها. وَمَتى احتملت مِنْهُ شيافة أطلقت بطن الصّبيان.
وزبل الْكَلْب إِذا شرب بشراب عقل الْبَطن.
والعذرة مَتى تضمد بهَا وَهِي حارة منعت الْجَمْرَة من الخراجات وألزقتها. وَمَتى جففت وخلطت بِعَسَل وتحنك بهَا نَفَعت من الخناق.
وزبل الحرذون يحسن اللَّوْن ويصقل الْوَجْه وَيصْلح للفم الوجع.
وَقَالَ ج: قوته محللة تنقي الكلف وتقلع البهق والقوباء.
قَالَ: وَقد جربت زبل الْكَلْب الَّذِي يطعم الْعِظَام وَيحبس أَيَّامًا حَتَّى يكون زبله أَبيض يَابسا لَا نَتن لَهُ فِي مداواة أورام الحنجرة والقروح فِي الأمعاء والخراجات العتيقة.(6/189)
أما فِي أورام الحنجرة فَمَعَ أدوية نافعة من ذَلِك وَفِي قُرُوح المعي فَمَعَ اللَّبن الْمَطْبُوخ. بالخطمى أَو بِقطع الْحَدِيد المحمى فَوَجَدته عجيبا وَكَذَلِكَ فِي مداواة الخراجات الخبيثة وَهُوَ قوي جدا فِي التجفيف والتحليل.
فَأَما زبل النَّاس فَإِنَّهُ كَانَ عندنَا رجل يتَأَذَّى بورم يعتاده فِي حلقه حَتَّى يشرف مِنْهُ على الاختناق ويضطره ذَلِك إِلَى الفصد فطلاه رجل قبل الفصد بزبل صبي فبرأ من سَاعَته.
وداوى بِهِ قوما آخَرين فبرؤا. وَكَانَ ذَلِك الرجل يطعم الصَّبِي خبْزًا وترسما ويسقيه شرابًا عتيقا وَبعد أَن يجود هضمه يَأْخُذ زبله فِي الْيَوْم الثَّالِث. وَذكر أَيْضا أَنه قد جرب لُحُوم الدَّجَاج والحجل اسفيذباجا وغذاها الصَّبِي فَوجدَ الزبل يفعل ذَلِك. وَإِن الترمس إِنَّمَا يَسْتَعْمِلهُ لِئَلَّا يكون الزبل منتنا.
وَأما زبل الذِّئْب فَكَانَ يسْقِيه بعض الْأَطِبَّاء أَصْحَاب القولنج إِذا لم يكن هُنَاكَ ورم وَلم يكن يسْقِيه فِي نوبَة الْعلَّة أصلا وَرُبمَا سقَاهُ من قبل الوجع. وَرَأَيْت بعض من شرب هَذَا الزبل لم يعاوده الوجع وَإِن عاوده فشيء يسير غير مؤذ. لَا يعْتد بِهِ. وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِك الطَّبِيب يَأْخُذ الزبل)
الْأَبْيَض وَإِنَّمَا يكون ذَلِك إِذا تغذى الذِّئْب بالعظام فَكنت أتعجب من منفعَته إِذا عولج بِهِ المرضى. وَكَانَ رُبمَا علقه على فَخذ الْمَرِيض فينفعه مَنْفَعَة بَيِّنَة ويشده بخيط من صوف كَبْش قد افترسه الذِّئْب وَذَلِكَ أبلغ فِي الْمَنْفَعَة. فَإِن لم يقدر عَلَيْهِ فَيَأْخُذ شبْرًا من جلد أيل ويشد بِهِ ذَلِك الزبل وعلقه على فَخذ العليل.
وَأما نَحن فَإنَّا جعلنَا مِنْهُ فِي حق فضَّة مِقْدَار باقلاة وعلقناه على الوجع فنفع. وَلما رَأَيْت ذَلِك فِي وَاحِد من المرضى استعملته فِي عدَّة مِنْهُم بعد ذَلِك فنفعهم نفعا عَظِيما.
وَكَانَ ذَلِك الطَّبِيب يخْتَار الزبول الْبيض الَّتِي تقع على الصخور من زبول الذئاب الَّتِي لم تماس الأَرْض وَلَا سَقَطت إِلَّا على شوك أَو على بعض الْحِجَارَة أَو الْحَشِيش وَقد يُوجد فِيهَا كسور عِظَام قد ابتلعها الذِّئْب فضعفت معدته عَن هضمها فَتخرج سَرِيعا قبل أَن تنطبخ فَكَانَ يسحق هَذِه الْعِظَام فيسقيها وَرُبمَا كَانَ يخلط مَعَ الزبل شَيْئا من ملح وفلفل إِذا كَانَ العليل متقززا ويسقيه بشراب أَبيض لطيف وَرُبمَا سقَاهُ بِمَاء وَحده.
وَأما بعر الماعز فقوته حارة محللة نافعة من الأورام الجاسية فِي الطحال وَغَيره وَمن الأورام الصلبة وأورام الرّكْبَة المتقادمة مَتى خلط بدقيق شعير وعجن بخل ممزوج بِالْمَاءِ وَوضع عَلَيْهَا.
وَهَذَا الدَّوَاء حاد جدا. وَإِنَّمَا يسْتَعْمل فِي الْقرَوِيين والأكرة لَا فِي الصّبيان وَالَّذين أبدانهم رخصَة وَقد اسْتعْمل فِي أورام أخر غير الرّكْبَة فنفع نفعا عَظِيما. وَيسْتَعْمل فِي الاسْتِسْقَاء وَالطحَال على وُجُوه كَثِيرَة.
وَإِذا أحرقت هَذِه الزبول كَانَت ألطف من غير أَن تزداد بذلك حِدة بَيِّنَة وَلذَلِك تَنْفَع من دَاء الثَّعْلَب وَجَمِيع الأدواء المحتاجة إِلَى الْأَدْوِيَة الجلاءة بِمَنْزِلَة تقشر الْجلد والقوابي(6/190)
والجرب والوضح والقروح الردية. وَقد يخلط أَيْضا فِي الأضمدة المحللة النافعة للأورام الْحَادِثَة فِي أصل الْأُذُنَيْنِ والأربيتين المتقادمة.
وَكثير من الْأَطِبَّاء يسْتَعْمل هَذِه الزبول لِكَثْرَة تحليلها فِي نهش الأفاعي والهوام فَكَانَ من يتدارك مِنْهُم بالعاج نجا وَلَا سِيمَا نهش شَيْء سوى الأفاعي. وَكَانَ أَيْضا يسْقِي مِنْهُ أَصْحَاب اليرقان بِالشرابِ فيبرئهم. ويستعمله فِي نزف النِّسَاء فرزجا مَعَ كندر.
وَيجب أَن تعلم أَن التجفيف عَام لجَمِيع الزبل إِلَّا أَنَّهَا مُخْتَلف فِي قدر مزاج الْحَيَوَان فَمَا كَانَ مِنْهَا الأشد يبسا فِي مزاجه فزبله أَشد يبسا وَمَا كَانَ حَار المزاج فزبله حَار. وَلَيْسَ شَيْء من)
الزبل بَارِدًا إِلَّا أَنه مُخْتَلف فِي النَّاس خَاصَّة أَكثر اخْتِلَافا من سَائِر الْحَيَوَان وَذَلِكَ لاخْتِلَاف أغذيتهم فَلَيْسَ زبل من تغذى بالثوم والبصل مثل زبل من تغذى بالقرع والخس.
وَأما زبول الْمَاشِيَة الراعية الْحَشِيش فَقل مَا يخْتَلف بَعْضهَا من بعض فَإِن رعيها وَاحِد وَإِن اخْتلف فقليل.
وزبل الْبَقر يَابِس مُحَلل وَفِيه قُوَّة جاذبة وَلذَلِك ينفع من لسع النَّحْل والزنابير وَقد يُمكن أَن يكون فعله هَذَا من أجل طبعه.
وَقد كَانَ رجل مَشْهُور بالطب يطلي من بِهِ استسقاء بالأخثاء على بدنه كُله فينتفع بذلك مَنْفَعَة بَيِّنَة وَكَانَ أَيْضا يستعملها فِي الْأَعْضَاء الوارمة من أبدان الأكرة وَكَانَ يجمع الخثاء فِي فصل الرّبيع لِأَن الْبَقر فِي ذَلِك الْوَقْت ترعى العشب الرطب وَحِينَئِذٍ تكون قُوَّة أخثائها لينَة جدا. وَأما إِذا رعت الْحَشِيش الْغَيْر الرطب فقوتها يابسة.
والأخثاء الكائنة فِي فصل الرّبيع وسط بَين الأخثاء الكائنة من اعتلاف التِّبْن والكرسنة وأخثاء الْبَقر الَّتِي تعتلف الكرسنة نافعة لأَصْحَاب الاسْتِسْقَاء. وَقد كَانَ ذَلِك الطَّبِيب يسْتَعْمل أخثاء الْبَقر فِي الأورام الصلبة كلهَا والخنازير وَكَانَ عِنْد ذَلِك يعجنها بالخل ويضمدها بِهِ.
وَجَمِيع هَذِه الْأَدْوِيَة إِنَّمَا يسْتَعْمل فِي أبدان الأكرة والفلاحين.
وَأما بعر الضَّأْن فقد كَانَ ذَلِك الطَّبِيب يعالج بهَا الثآليل النملية وَهِي الَّتِي يحس فِيهَا بدبيب كدبيب النَّمْل والثآليل المتعقلة والمركوزة والمسمارية الَّتِي تسمى خيلانا وَاللَّحم الزَّائِد النَّابِت والجراحات الْحَادِثَة عَن الأخلاط الغليظة إِذا كَانَت صلبة والمسامير بعد عجنه بالخل وَكَثِيرًا مَا كَانَ يستعملها فِي قُرُوح حرق النَّار لِأَنَّهُ يختمها. وَكَانَ رُبمَا يخلطه بدهن ورد وشمع ثمَّ يَضَعهَا على تِلْكَ القروح.
وَكَذَلِكَ كَانَ يفعل ببعر الْمعز المحرق يخلط مِنْهُ الْيَسِير مَعَ كثير من القيروطي.
وَأما زبل الْحمام الْأَهْلِيَّة الراعية فحارة وزبل الْبَريَّة مِنْهَا والجبلية أَشد حرارة. وَأَنا أستعمله فِي الْمَوَاضِع الَّتِي تحْتَاج إِلَى إسخان وَرُبمَا خلطت مَعَه بزر الْحَرْف أَو بزر الْخَرْدَل(6/191)
مسحوقين منخولين واستعملها فِي الْمَوَاضِع الْبَارِدَة المحتاجة إِلَى التسخين فِي الْعِلَل المزمنة كالنقرس والشقيقة والصداع والدوار وأوجاع الجنبين والكتفين وَالظّهْر والورك فقد يعرض فِي الظّهْر أوجاع مزمنة.
وَيسْتَعْمل أَيْضا فِي أوجاع الْبَطن والكليتين والمفاصل مَا لمي تولد فِيهَا حِجَارَة وَهَذِه زبول بعيدَة)
من النتن وَلذَلِك يكثر اسْتِعْمَالهَا فِي الْأَمْصَار مخلوطة بأدوية مُخْتَلفَة.
وَأما الزبل الَّذِي يكون من الدَّجَاج فقد كَانَ ذَلِك الطَّبِيب يَسْتَعْمِلهُ فِي الخناق الْعَارِض من أكل الْفطر الْقِتَال واستعملته أَنا أَيْضا فِي أنَاس جاؤني وَقد أكلُوا الْفطر فسقيتهم إِيَّاه بعد أَن سحقته وعجنته بخل وَمَاء فنفعهم مَنْفَعَة بَيِّنَة وَذَلِكَ انهم بعد شربهَا بِقَلِيل هاج بهم قئ فقاؤا أخلاطا غَلِيظَة كَثِيرَة وأفلتوا بذلك من الْمَوْت. وَهُوَ أقل حرارة من زبل الْحمام. وَقد كَانَ ذَلِك الطَّبِيب يسْقِي مِنْهُ أَصْحَاب وجع القولنج المزمن بِالشرابِ فَإِن عزبه فبالخل وَالشرَاب ممزوجين بِالْمَاءِ.
وَيجب أَن تعلم أَن الزبول تخْتَلف بِحَسب اخْتِلَاف حَال الْحَيَوَان إِذْ كَانَ مِنْهُ الْجبلي والبري والنهري والبحري والأهلي والوحشي والمرتاض والوادع والسمين والهريل فَإِن الْحَيَوَان مَتى ضمر بالرياضة صَار أيبس من غير المرتاض وَالَّذِي يعلف ويسمن بالأغذية الْيَابِسَة أَشد يبسا من الَّذِي يغذي بالباردة الرّطبَة فَلذَلِك زبل الْحمام الراعية فِي الْبيُوت أَضْعَف من الراعية فِي الْبَريَّة وزبول الدَّجَاج المعتلفة فِي الْبيُوت المحبوسة أَضْعَف من زبول المسترخية الملتقطة لنَفسهَا.
وَأما زبل البط فلسنا نَسْتَعْمِلهُ لفضل حِدته وَكَذَلِكَ ذرق البزاة والعقبان وَلِأَنَّهَا أَيْضا قَلما تُوجد فِي كل مَوضِع فَلذَلِك تركت ذكرهَا.
وَقد زعم بعض الْأَطِبَّاء أَن زبل هَذِه الطُّيُور تحلل الْخَنَازِير وَإِنَّمَا فزعوا إِلَى هَذِه لِئَلَّا يَقع أحد على خطيهم بِسُرْعَة. وَقد فعل ذَلِك طَبِيب آخر فَقَالَ: إِن زبل العقعق ينفع من الربو وَهُوَ مُبْطل فِي قَوْله فقد جرب قَوْله فَكَانَ كذبا صراحا.
وَأما زبل الفأر فقد ذكر بعض الْأَطِبَّاء أَنه ينفع من دَاء الثَّعْلَب. وَكَانَ آخر يسْتَعْمل مِنْهُ فرزجة يحملهَا الطِّفْل ليحرك بَطْنه.
وَلَيْسَ يجب أَن تخلي الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة ويلجأ إِلَى هَذِه.
وَأما زبل الحرذون والعظاية فَإِن النِّسَاء يتخذنها لِأَنَّهُنَّ لم يكتفين بالأدوية الْمَوْجُودَة الَّتِي تصقل وجوههن وتبرقها حَتَّى استغن بزبول هَذِه.
وَكَذَلِكَ يفعلن بزبل الزرازير وَقُوَّة هَذِه الزبول يابسة جلاءة غير أَن زبل الزرازير أَضْعَف من زبل العظاية.
وَأما زبل الحراذين فينقي الكلف ويقلع البهق والقوباء.
وَأما زبل الزرازير الَّتِي تعلف الْأرز فَإِنَّهَا تجلو الكلف جلاء قَوِيا.)(6/192)
وَقَالَ اريباسيوس: قُوَّة بعر الماعز حادة محللة وَلذَلِك ينفع الأورام الصلبة لَا الَّتِي تكون فِي الطحال فَقَط بل الَّتِي تكون فِي سَائِر الْأَعْضَاء وَقد استعملته فِي علاج ركبة قد ورمت بِأَن اتَّخذت مِنْهُ ضمادا مَعَ دَقِيق الشّعير بخل ممزوج بِمَاء فنفع نفعا عَظِيما. ويعظم نَفعه مَتى اسْتعْمل كَذَلِك فِي علل أخر كَثِيرَة وَهُوَ أسخن من أَن يُوَافق أبدان النِّسَاء والأطفال والأبدان الرُّخْصَة.
وَقَالَ فِي زبل الورل: إِنَّه كَمَا يجلو النمش كَذَلِك يجلو الوضح والقوباء.
لي قد تبين من كَلَام اريباسيوس فِي هَذَا الْموضع وَفِي مَوَاضِع كَثِيرَة من كتَابنَا هَذَا أَنه إِنَّمَا يحْكى عَن جالينوس حِكَايَة فَقَط وَقد أَسَاءَ إِذْ لم يبين فِي هَذَا الْكَلَام أَن جالينوس قَالَ: إِنَّه داوى بزبل الْمعز ركبة وارمة لكنه قَالَه كَأَنَّهُ هُوَ عمله اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون قد اتّفق لَهُ أَيْضا ذَلِك وَذَلِكَ بعيد من نَص كَلَامه أَنه إِنَّمَا يحْكى عَن جالينوس وَلَكنَّا نكتب أقاويله كي يزْدَاد بذلك قَول جالينوس وضوحا وَصِحَّة أما وضوحا فلاختلاف الْغَلَط فِي النّسخ وَأما صِحَة فَلِأَنَّهُ يَحْكِي عَن نسخ يونانية فَإِذا اتّفق كَلَامه مَعَ الْمَنْقُول إِلَيْنَا خيرا كَانَ أوضح وأوكد.
وَقَالَ بولس: زبل الصَّبِي مَتى أطْعم طَعَاما قَلِيل الفضول نَافِع من الاختناق.
وأخثاء الْبَقر مَتى لطخ بهَا على الْجَسَد وأقيم فِي الشَّمْس نفع من الحبن.
وزبل الفأر أَكثر الزبول تنقية.
زراوند قَالَ د: مَتى شرب من الطَّوِيل مِقْدَار درخمي بِالشرابِ وتضمد بِهِ كَانَ صَالحا لسموم الْهَوَام والأدوية القتالة. وَإِذا شرب بالمر والفلفل نقي النُّفَسَاء من الفضول المحتبسة فِي الرَّحِم وأدر الطمث وَأخرج الْجَنِين. وَمَتى احتملته الْمَرْأَة فِي فرزج فعل ذَلِك.
والمدحرج يفعل مَا يَفْعَله الطَّوِيل ويفضل عَلَيْهِ بِأَنَّهُ ينفع من الربو والفواق والنافض وورم الطحال ووهن العضل ووجع الْجنب مَتى شرب بِالْمَاءِ وَبِأَنَّهُ مَتى تضمد بِهِ أخرج السلا والأزجة من اللَّحْم وقشور الْعِظَام ويقلع خبث القروح العفنة وينقي أوساخها. وَإِذا خلط بالايرسا وَالْعَسَل مَلأ القروح العميقة لَحْمًا ويجلو الْأَسْنَان.
وَأما الصِّنْف الثَّالِث من الزراوند الْمُسَمّى: قليمياطيطس فَإِنِّي أَحسب أَنه يفعل مَا يَفْعَله الزراوند الطَّوِيل والمدحرج إِلَّا أَنه أَضْعَف من ذَلِك.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: أَنْفَع مَا فِي هَذَا الدَّوَاء للطبيب أَصله وَهُوَ مر حريف قَلِيلا وألطف أَنْوَاع الزراوند المدحرج مِنْهُ وَهُوَ أقواها فِي جَمِيع الْخِصَال.
وَأما النوعان الْآخرَانِ مِنْهُ فالشبيه مِنْهُمَا ببقس الْكَرم الطّيب الرَّائِحَة الْمُسْتَعْمل فِي الدّهن المطيب ضَعِيف فِي الطِّبّ.
وَأما الطَّوِيل فَأَقل لطافة من المدحرج إِلَّا أَنه لَيْسَ بالضعيف بل قوته تجلو وتسخن وتحلل وجلاؤه وتحليله أقل. فَأَما إسخانه فَلَيْسَ بِدُونِ إسخان المدحرج بل عساه أَكثر(6/193)
إسخانا مِنْهُ وَلذَلِك مَتى احتجنا إِلَى دَوَاء يجلو كَانَ الزراوند الطَّوِيل أَنْفَع بِمَنْزِلَة مَا نحتاج إِلَيْهِ إِذا أردنَا إنبات اللَّحْم فِي القرحة أَو نداوي قرحَة فِي الرَّحِم. فَأَما الْموضع الَّذِي يحْتَاج فِيهِ إِلَى أَن نلطف خلطا غليظا تلطيفا أَشد وَأقوى فَنحْن إِلَى المدحرج أحْوج إِذْ هُوَ أَجود وَأقوى. وَلذَلِك صَار يشفي الوجع الْحَادِث من قبل سدة أَو من قبل ريح غَلِيظَة غير نضجة إِنَّمَا يشفيه المدحرج خَاصَّة. وَهُوَ مَعَ ذَلِك يخرج السلا وَيذْهب العفونة وينقي القروح الوسخة ويجلو الْأَسْنَان واللثة وينفع أَصْحَاب الربو والفواق والصرع والنقرس إِذا شرب بِالْمَاءِ وَهُوَ أَيْضا أوفق للفسوخ الْحَادِثَة فِي أَطْرَاف العضل وَفِي أوساطها من كل دَوَاء آخر.
بديغورس يَقُول: أما الطَّوِيل فخاصته النَّفْع من الرِّيَاح وإذابة مَا فِي الكبد.
وَقَالَ اريباسيوس: أما الطَّوِيل فَإِنَّهُ ينْبت اللَّحْم فِي القروح ويوافق قُرُوح الرَّحِم أَيْضا. وَحَيْثُ)
احتجت إِلَى تلطيف خلط غليظ بِقُوَّة فَاسْتعْمل المدحرج وَلذَلِك صَار المدحرج نَافِعًا من الأوجاع الْحَادِثَة عَن سدد أَو خلط لزج غير نضيج. وَهُوَ يخرج الأزجة والسلا وَيذْهب العفونة وينقي القروح الوسخة ويجلو الْأَسْنَان واللثة وينفع إِذا شربه أَصْحَاب الصرع والنقرس والفواق مَعَ المَاء وَهُوَ للْفَسْخ والهتك العاض للعضل أوفق من جَمِيع الْأَدْوِيَة.
وَقَالَ ماسرجويه: إِن الطَّوِيل مَتى سحق بخل وطلي على القروح الرّطبَة العتيقة نَفعهَا وينقي الْأَسْنَان واللثة من الرُّطُوبَة الَّتِي فِيهَا.
وَمَتى عجن المدحرج بِعَسَل وطلي على الطحال نفع جدا وَكَذَلِكَ مَتى سقِِي بالسكنجبين.
زوفا يَابِس قَالَ د: قوته مسخنة إِذا طبخ بِالْمَاءِ والتين وَالْعَسَل والراب وَشرب نفع من أورام الرئة الصلبة والربو والسعال المزمن والبلة الَّتِي تنحدر من الرَّأْس إِلَى الْحلق والصدر وَنَفس الانتصاب وَيقتل الدُّود. وَمَتى لعق بالعسل فعل ذَلِك. وَإِذا شرب طبيخه مَعَ سكنجبين أسهل كيموسا غليظا.
وَقد يسحق ويؤكل بِالتِّينِ الرطب لتليين الْبَطن. وَمَتى خلط بِهِ قردمانا أَو ايرسا أَو اورسمين قوى إسهاله وَيحسن اللَّوْن.
ويتمضد بِهِ مَعَ النطرون والتين للطحال والحبن ويتضمد بِهِ مَعَ الشَّرَاب للأورام الصلبة. وَمَتى تضمد بِهِ بِمَاء مغلي حلل الدَّم الْمَيِّت الَّذِي تَحت الْعين. وَمَتى خلط بطبيخ التِّين كَانَ مِنْهُ غرغرة جَيِّدَة للخناق الَّذِي من ورم العضلات الدَّاخِلَة. وطبيخه بالخل إِذا تمضمض بِهِ سكن وجع الْأَسْنَان. وَمَتى بخرت الْأذن ببخاره حلل الرّيح الْعَارِضَة فِيهَا.
وشراب الزوفا ينفع من الْعِلَل الَّتِي فِي الصَّدْر وَالْجنب والرية والسعال الْعَتِيق والربو من المغس وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا يسخن ويجفف فِي الدرجَة الثَّالِثَة وَهُوَ لطيف.(6/194)
وَقَالَ روفس: الزوفا يسهل الخام.
زوفا رطب قَالَت الخوز فِي الزوفا الرطب: إِنَّه حَار فِي الثَّالِثَة ويلين صلابة الْبدن وَلَا سِيمَا الأورام الصلبة الْبَارِدَة الَّتِي تكون فِي الرَّحِم والمثانة والكلى والكبد.
زرين درخت وبديغورس: خاصته النَّفْع من لسع الْهَوَام وعسر الْبَوْل وعرق النسا.
وَقَالَ الطَّبَرِيّ: عصير ورقه مَتى شرب أخرج الدَّم الجامد من المثانة.
زوفرا قَالَ بولس أَصله الزوفرا وبزره حَار حَتَّى أَنه يدر الطمث وَيذْهب بالنفخ جدا. واقرأه فِي بَاب ج.
قَالَت الخوز: إِنَّه جيد للذع العقارب مَتى شرب أَو صب طبيخه عَلَيْهِ.
زهر حجر آسيوس ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الْألف فِي بَاب اسيوس.
زبرجد وزمرد مَجْهُول: الزبرجد نَافِع من الجذام مَتى شرب حكاكه. والزمرد يسيل عين الأفعى مَتى نظرت إِلَيْهِ.
زرنباد قَالَ بديغورس: خاصته النَّفْع من لسع الْهَوَام.
قَالَ مسيح: إِنَّه حَار. يَابِس فِي الثَّالِثَة مُحَلل جدا نَافِع من الرِّيَاح الغليظة ولسع الْهَوَام وَيحبس الْبَطن.
قَالَ ماسرجويه: إِنَّه يحلل الْأَرْوَاح وخاصة الَّتِي فِي الْأَرْحَام وَيحبس القئ وَيعْمل فِي ريَاح الحام.
وَقَالَ ابْن ماسه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة فَاش جلاء يسمن إسمانا صَالحا ويفش الْأَرْوَاح وخاصته قطع رَائِحَة الثوم والبصل وَالشرَاب إِذا مضغ.
ماسرجويه قَالَ: ينفع من نهش الْهَوَام حَتَّى أَنه يُقَارب فِي ذَلِك الحدوار.
زوان قَالَ بولس: قوته قريبَة من قُوَّة الْحِنْطَة فِي الْحر وَالْبرد وَهُوَ يجفف قَلِيلا ويغري. اقرأه فِي بَاب شيلم.
قَالَ ديسقوريدوس إِنَّه يقتل مَتى شرب لِأَنَّهُ يَأْكُل مَا يلقاه من الْأَعْضَاء بثقله وَقد ينفع من مضرته اللَّبن مَتى شرب مِنْهُ مِقْدَار كثير ويقيأ بِهِ وَالْخمر أَيْضا ينفع من مضرته إِذا شرب بالأفسنتين أَو ببزر الكرفس أَو مَعَ فوذنج الْجَبَل أَو الزوفا فَإِنَّهُ ينفع من مضرته.
وَقَالَ ج: إِنَّه لَيْسَ عِنْدِي مِنْهُ تجربة وَلَا محنة هَل يقتل مَتى شرب وَلَا مَا يفعل إِذا وضع من خَارج.
وَقَالَ بولس هُوَ من القتالة. وَمن النَّاس من يحرقه حَتَّى يصير كالرماد ويخلطه بأَشْيَاء أخر ويسقيه أَصْحَاب القولنج وايلاوس.
قَالَ الخوزي: ينفع من الجرب والقروح الردية. وترابه يقتل الفأر.(6/195)
السمُوم قَالَ: هُوَ قَالَت مَتى شرب.
قَالَ ج فِي الرَّابِعَة من المفردة: الْأَدْوِيَة الأكالة بِمَنْزِلَة الزاج والزرنيخ والزئبق.
وَقَالَ فِي الْخَامِسَة: إِن من الْأَدْوِيَة مَا يضر الْإِنْسَان وَلَو أَخذ مِنْهَا أقل مَا يكون كدود الصنوبر والينتون والزئبق ولعاب ذَوَات السمُوم وَالْفطر وعنب الثَّعْلَب القتالين.
زاج قَالَ د: الَّذِي لَهُ لمع كالذهب قوته كقوة القلقطار.
قَالَ: والسوري هوزاج أَحْمَر على مَا زعم قوم وقوته مثل قُوَّة الزاج وحدته مثل حِدته وَقد يُبرئ وجع الأضراس مَتى وضع على الْمَوَاضِع المتأكلة مِنْهَا ويشد الأضراس والأسنان المتحركة.
وَإِذا احتقن بِهِ مَعَ الْخمر نفع عرق النسا. وَإِذا خلط بِالْمَاءِ ولطخ بِهِ البثور اللبنية أذهبها. وَقد يسْتَعْمل فِي الْأَدْوِيَة المسودة للشعر.
الزاجات أجمع غير محرقة أقوى. وَأما الْملح والنطرون والكلس والدردي وثجير الْعِنَب فمحرقة أقوى.
لي لهَذَا قانون نَكْتُبهُ: وَهُوَ أَن الْأَشْيَاء الَّتِي لَا حِدة لَهَا يكسبها النَّار حِدة وَالَّتِي فِيهَا حِدة تفارقها تِلْكَ الحدة بالنَّار لِأَنَّهَا تسلخها عَنْهَا.
قَالَ ج: إِنَّه يُمكن أَن يكون الزاج الْأَحْمَر والقلقطار والزاج الْأَخْضَر إِنَّمَا يخْتَلف فِي الغلظ واللطافة وألطفها الْأَخْضَر والقلقطار قوته وسطى بَين هذَيْن. وَهَذِه الثَّلَاثَة كلهَا تحرق وتحدث فِي اللَّحْم قشرة صلبة بعد الإحراق وفيهَا مَعَ إحراقها قبض. والزاج الْأَخْضَر مَتى أدني من اللَّحْم المعري كَانَ تلذيعه إِيَّاه أقل من تلذيع القلقطار على أَنه حَار حرارة لَيست بِدُونِ حرارة القلقطار وَلَكِن إِنَّمَا صَار فِيهِ هَذَا مَوْجُودا للطافة جوهره. والقلقطار والزاج الْأَخْضَر يذوبان وينحلان إِذا طبخا بالنَّار فَأَما الزاج الْأَحْمَر فَلَا يذوب وَلَا ينْحل لِأَن جموده جمود قوي حجري كَمَا أَن الزاج الْأَخْضَر لما كَانَ قد نضج بحرارته الطبيعية فضل نضج على نضج القلقطار صَار حَقِيقا أَن يكون أعْسر انحلالا وذوبانا من القلقطار.
وَقَالَ فِي الماليطونيا وَهُوَ زاج الأساكفة: إِنَّه يقبض قبضا شَدِيدا مَعَ أَنه يلطف أَكثر من جَمِيع الْأَدْوِيَة القابضة ويجلو جلاء يَسِيرا.
قَالَ ابْن ماسويه: الزاج يجفف الرية جدا حَتَّى أَنه يقتل لذَلِك.
زبد قَالَ ديسقوريدوس: قوته ملينة وَإِن أَكثر مِنْهُ أسهل. وَيقوم مقَام الزَّيْت فِي علاج الْأَدْوِيَة القتالة.
وَإِذا خلط بِعَسَل ودلكت بِهِ لثة الصي نفع وأسرع النَّبَات وَمنع الوجع فِي اللثة والقلاع. وَإِذا طلي بِهِ الْجِسْم غذاه وأسمنه وَلم يعرض لَهُ حصف.(6/196)
والطري مِنْهُ جيد إِذا احتقن بِهِ للأورام الحارة فِي انحطاطها والصلبة الْعَارِضَة للرحم ولقرحة المعي. وَإِذا كَانَ الورم فِي الرَّحِم حقن الْقبل. ويخلط بالأدوية المفتحة وَينْتَفع بِهِ فِي أدوية الْجِرَاحَات الْعَارِضَة للأعصاب وحجب الدِّمَاغ وفم المثانة ويملأ القروح وينقيها وَيَبْنِي اللَّحْم فِيهَا. وَإِذا وضع على نهش الأفاعي نفع مِنْهُ.
ودخان الزّبد يجفف وَيقبض قبضا رَقِيقا وَيدخل فِي أدوية الْعين وَيقطع سيلان الْموَاد إِلَيْهَا وَقَالَ ج: الزّبد يسكن اللذع الْحَادِث عَن الْموَاد الحادة لِأَن طبعه لين سَاكن مغر يتشبث بالأعضاء.
وَقَالَ فِي السّمن: إِنَّه يُرْخِي وينضج وَلذَلِك يسْتَعْمل فِي مداواة الأورام الْحَادِثَة فِي أصل الْأذن والأربية.
وقوته منضجة تحلل تحليلا يَسِيرا من الْأَبدَان المتوسطة فِي الصلابة واللين وَلَيْسَ يقدر أَن يحلل الْأَبدَان الصلبة وَذَلِكَ أَن هَذِه تحْتَاج إِلَى دَوَاء أقوى ينضجها ويحللها بسهولة وَلذَلِك قد شفينا بِهِ مرَارًا كَثِيرَة الأورام الْحَادِثَة فِي أصُول الْأُذُنَيْنِ والفم وَغير ذَلِك من الْأَعْضَاء شِفَاء تَاما كَانَت فِي أبدان الْأَطْفَال وَالنِّسَاء.
وَإِذا طلي أَيْضا على لثة الطِّفْل سهل نَبَات أَسْنَانه فِي وَقت طُلُوعهَا. وينضج ويحلل الْعِلَل الْحَادِثَة فِي الْفَم مَتى كَانَت من جنس الأورام وَكَانَ الَّذِي يتحلب وَقد انْقَطع. ويخلط فِي الأضمدة الَّتِي تُوضَع من خَارج على الأورام الْحَادِثَة فِي أصُول الْأُذُنَيْنِ ومراق الْبَطن وَفِي الْأُنْثَيَيْنِ.
وَإِن هُوَ ازْدَادَ نفع أَيْضا نفعا عَظِيما فِي نفث مَا ينفث من الرئة فِي علل ذَات الْجنب وَذَات الرئة وأنضج الْعلَّة أَيْضا فَمَتَى لعق وَحده بِلَا عسل كَانَت معونته على النضج أَكثر وعَلى النفث أقل وَإِذا لعق مخلوطا بالعسل واللوز المر كَانَت إعانته على النفث أَكثر وإنضاجه أقل.
قَالَ اريباسيوس فِي الزّبد مَا قَالَ ج فِي السّمن وَزَاد: إِن تَحْلِيله يسير وَإنَّهُ يُبرئ الأورام الَّتِي فِي الحالبين مَعَ سَائِر الأورام الَّتِي ذكرهَا ج وَفِي تِلْكَ الْأَبدَان. وَمَتى طلي اياما مُتَوَالِيَة على لثة)
الصَّبِي لينها تَلْيِينًا لَيْسَ بِدُونِ تليين الْعَسَل. وَإِذا لعق مِنْهُ نفع من نفث الدَّم الَّذِي يكون من الرئة وأنضج الأورام الْعَارِضَة فِيهَا.
وَقَالَ بولس: إِنَّه ينضج مَا فِي الصَّدْر ويلينه.
وَقَالَ ابْن ماسويه فِي الزّبد: إِنَّه حَار رطب ملطخ للمعدة مرخ لَهَا ملين للطبع وللعصب وللأورام الصلبة السوداوية والبلغمية نَافِع من اليبس الْعَارِض للجسم وَمن الأورام الْحَادِثَة فِي أصُول الآذان والأربية ضار لمن رطب مزاجه ويعين على نَبَات أَسْنَان الطِّفْل إِذا(6/197)
طلي بِهِ.
وَمَتى خلط مَعَه اللوز المر والحلو جلا مَا فِي الصَّدْر من الرُّطُوبَة. وَهُوَ مُفردا نَافِع من السعال الْعَارِض من الْبرد واليبس.
زرنيخ قَالَ د: الْأَصْفَر مِنْهُ قوته معفنة منقية للصديد يلذع لذعا شَدِيدا ويقلع اللَّحْم الزَّائِد فِي القروح ويحلق الشّعْر.
والأحمر قوته كقوة الْأَصْفَر إِذا خلط براتينج أَبْرَأ دَاء الثَّعْلَب. وَمَتى خلط بالزفت قلع الْآثَار الْبيض الْعَارِضَة فِي الْأَظْفَار. وَمَتى خلط بالزيت نفع من الْقمل. وَمَتى خلط بالشحم حل الخراجات ويوافق القروح الْعَارِضَة فِي الْأنف والفم وَسَائِر القروح. وَمَتى خلط بدهن ورد وَافق البثر والبواسير الناتئة فِي المقعدة. وَقد يسقى بأنومالي من كَانَ فِي صَدره قيح فينتفع بِهِ.
ويتدخن بِهِ مَعَ الراتينج ويجتذب دخانه بأنبوب فِي الْفَم للسعال المزمن. وَإِذا لعق بِعَسَل صفي الصَّوْت. ويخلط بالراتينج وَيعْمل مِنْهُ حب للربو فينفع جدا.
وَقَالَ ج فِي الْأَصْفَر: قوته تحرق محرقا كَانَ أَو غير محرق والمحرق ألطف وَمَتى طَال مكثه على الْجِسْم قرحه.
وَقَالَ فِي الْأَحْمَر: قوته كقوة الْأَصْفَر وَحقّ لَهُ أَن يخلط فِي المراهم المحللة الجلاءة لذَلِك.
وَقَالَ اريباسيوس: هُوَ محرق أَو غير محرق قوته محرقة وَحقّ لَهُ أَن يخلط بالأدوية الجلاءة المحللة.
قَالَت الخوز: إِنَّه ثَلَاثَة أَصْنَاف: مِنْهَا صنف أَبيض وَهُوَ قَاتل والأصفر جيد لآثار الضَّرْب بالعصا والسياط والخدوش. وَإِذا طلي بِهِ يذهب الدَّم الْمَيِّت. والأحمر أَجود من الفلدفيون.
زبد الْبَحْر هَذَا كَانَ فِي الأَصْل قوانيون وَزعم كثير من النَّاس أَنه زبد الْبَحْر.
وَالثَّانِي شكله أَيْضا شكل الإسفنجة خَفِيف ورائحته شَبيهَة برائحة الطحلب.
وَالثَّالِث شكله كشكل الدُّود وَفِي لَونه فرفيرية.
وَالرَّابِع شبه الصُّوف الْوَسخ خَفِيف.
وَالْخَامِس يشبه شكله الْفطر وباطنه خشن وَلَا رَائِحَة لَهُ وَظَاهره أملس وَيُشبه القشور.
والصنف الأول وَالثَّانِي يستعملان فِي الغسولات والبثور اللبنية والقوابي والجرب المتقرح والنمش والبرص والبهق والكلف الْأسود والْآثَار الْعَارِضَة فِي الْوَجْه.
والصنف الثَّالِث يصلح لعسر الْبَوْل والرمل فِي المثانة ووجع الكلى وَالِاسْتِسْقَاء ووجع الطحال وَإِذا أحرق وخلط بِالْخمرِ ولطخ بِهِ دَاء الثَّعْلَب أَبرَأَهُ.(6/198)
وَأما الصنفان الباقيان فهما يقبضان اللِّسَان ويستعملان فِي الْجلاء والتنقية وَحلق الشّعْر إِذا خلط بالملح.
وَقَالَ ج فِي الْحَادِيَة عشرَة: جَمِيع أَنْوَاع زبد الْبَحْر يجلو ويحلل وَلها كَيْفيَّة حادة وَقُوَّة حارة وَذَلِكَ أَن بَعْضهَا يزِيد وَينْقص عَن بعض زِيَادَة ونقصانا لَيْسَ باليسير لِأَن بَعْضهَا لَيْسَ يفضل عَن بعض فِي الْحر والحدة واللطافة.
وَأما أحد أَنْوَاع زبد الْبَحْر فَهُوَ كَيفَ رزين زهم يفوح مِنْهُ رَائِحَة السّمك المنتن وشكله وَأما النَّوْع الثَّانِي فشكله أطول من هَذَا ووزنه خَفِيف وجرمه سخيف.
وَأما النَّوْع الثَّالِث فشكله كشكل الدُّود ولونه يضْرب إِلَى لون الأرجوان وقوام جرمه لين.
وَأما النَّوْع الرَّابِع فَيُشبه الصُّوف الْوَسخ وَهُوَ سخيف خَفِيف.
وَأما الْخَامِس فسطحه الْخَارِج أملس وداخله خشن وَلَيْسَت لَهُ رَائِحَة أصلا وَفِي طعمه حِدة وحراقة لِأَنَّهُ أحر من سَائِر أَنْوَاع زبد الْبَحْر حَتَّى أَنه يحلق الشّعْر. وَبِهَذَا السَّبَب لما كَانَ ذَانك النوعان الْأَوَّلَانِ ينفعان من الجرب والبهق والقوابي وَالْعلَّة الَّتِي يتقشر فِيهَا الْجلد ويصفيان أَيْضا الْبشرَة لاعتدال قوتهما وسكونهما صَار هَذَا النَّوْع الَّذِي ذَكرْنَاهُ أخيرا لَا يُمكن أَن يفعل ذَلِك لِأَنَّهُ لَيْسَ يجلو مَا يجده من الْوَسخ وَغَيره فِي ظَاهر الْجلد فَقَط بل يقشر الْجلد نَفسه ويكشطه ويغوص فِيهِ حَتَّى يحدث فِيهَا القروح.)
وَأما النَّوْع الثَّالِث فَإِنَّهُ ألطف من سَائِر الْأَنْوَاع وَلذَلِك صَار إِذا أحرق شفي دَاء الثَّعْلَب.
وَأما النَّوْع الرَّابِع فقوته من نوع قُوَّة هَذَا وَلكنه أَضْعَف مِنْهُ بِمِقْدَار لَيْسَ بِيَسِير.
وَقَالَ بولس: زبد الْبَحْر قوته مجففة منقية وَلذَلِك يجلو الْأَسْنَان وينفع الحكة إِذا لطخ بخل وَمن البثور والنقرس. وَمَتى اسْتعْمل مَعَ شمع ودهن ورد حلل الْخَنَازِير.
وَقَالَ: إِنَّه لطيف يجلو وَلذَلِك إِذا أحرق أرق الظفرة. وَمَتى اسْتعْمل مَعَ ملح دراني وَإِن لم وَقَالَ ابْن ماسويه: أعظم فعل لَهُ شدَّة تنقية القذى من الْعين. وَمَتى أحرق ولطخ بِهِ على دَاء الثَّعْلَب نفع مِنْهُ مَنْفَعَة بَيِّنَة. جيد للبهق والقوابي والبرص والجرب جدا.
زجاج قَالَ جالينوس: إِنَّه يفت حَصى المثانة تفتيتا شَدِيدا مَتى شرب بشراب أَبيض رَقِيق.
ابْن ماسه: إِنَّه حَار يَابِس جيد للابرية وتساقط الشّعْر.
زهرَة نَبَات وهما نَوْعَانِ.(6/199)
قَالَ بولس: كل وَاحِد مِنْهُمَا ميبس جاذب وَأَحَدهمَا مشبه بخامانيطس إِلَّا أَنه ألطف أَجزَاء وَلذَلِك صلح للصرع وتنقيته أَكثر.
الزرازير قَالَ ج: زبل الزرازير يجلو النمش إِلَّا أَنه أَلين فِي ذَلِك.
زنجفر قَالَ ج: هُوَ حَار باعتدال وَفِيه قبض.
زرنب قَالَ بولس: هُوَ من الْأَدْوِيَة العطرية الرَّائِحَة حَار يَابِس قريب من الثَّالِثَة شَبيه بالسليخة فِي الْقُوَّة وبالكبابة أَيْضا.
وَكَذَلِكَ قَالَ قولونيدوس: إِنَّه يسْتَعْمل بدل الدارصيني.
مسيح: إِن فِيهِ قبضا وَفِيه مَعَ ذَلِك لطافة وحرارة يحبس الْبَطن.
قَالَ ماسرجويه: قوته كقوة جوز الطّيب لكنه ألطف مِنْهُ وَإِذا سعط مِنْهُ بِالْمَاءِ ودهن بنفسج نفع من وجع الرَّأْس الْبَارِد الرطب وينفع الْمعدة والكبد الضعيفتين لطيب رَائِحَته.
قَالَ ابْن ماسه: إِنَّه حَار يَابِس.
تمّ السّفر الْعشْرُونَ على مَا رتبه مُؤَلفه أَبُو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ رَحمَه الله ويتلوه السّفر الْوَاحِد وَالْعشْرُونَ بَاب السِّين.
تمّ بمنه تَعَالَى وَحسن توفيقه طبع الْجُزْء الْعشْرين من الْحَاوِي الْكَبِير يَوْم الِاثْنَيْنِ السَّابِع من شَوَّال المكرم سنة من الْهِجْرَة النَّبَوِيَّة اير سنة ويتلوه الْجُزْء الْحَادِي وَالْعشْرُونَ أَوله بَاب السِّين من الْأَدْوِيَة المفردة. وَقد اعتنى بِتَصْحِيحِهِ وَالتَّعْلِيق عَلَيْهِ مصحح الدائرة الْأُسْتَاذ مُحَمَّد وجيه الدّين كَامِل الجامعة النظامية إِلَّا بعضه أَي من غير أَن الدخن س ص إِلَى فيغذيهم س ص وَمن بَاب الرَّاء ص إِلَى النورة س ص وَمن بَاب الزَّاي ص إِلَى الْبَطن س ص فقد صَححهُ وعلق عَلَيْهِ مصحح الدائرة الْأُسْتَاذ الْحَافِظ السَّيِّد خورشيد على كَامِل الجامعة النظامية وَبِي. اَوْ. ايل من الجامعة العثمانية وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه أَجْمَعِينَ وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين.
الْفَقِير إِلَى رَحْمَة الله الْغَنِيّ الحميد السَّيِّد مُحَمَّد حبيب الله الرشيد القادري كَامِل الجامعة النظامية صدر المصححين بدائرة المعارف العثمانية
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
)(6/200)
(فِي الْأَدْوِيَة المفردة بَاب السِّين)(6/201)
(فارغة)(6/202)
(صلى الله على مُحَمَّد وعَلى آله وَسلم تَسْلِيمًا)
3 - (بَاب السِّين)
سعد د: إِن قوته مسخنة مفتحة لأفواه الْعُرُوق يدر بَوْل صَاحب الْحَصَاة والجبن وينفع من لدغ الْعَقْرَب جيد لتكميد الرَّحِم الْبَارِدَة ولانضمام فمها يدر الطمث نَافِع من القروح فِي الْفَم والقروح المتأكلة مَتى نثر يَابسا مسحوقاً وَيدخل فِي المراهم المسخنة. وَيُقَال: إِن فِي الْهِنْد نوعا من السعد إِذا مضغ كَانَ لَونه لون الزَّعْفَرَان وَإِذا لطخ على الْجلد حلق الشّعْر على الْمَكَان.
وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: أصل السعد يسخن ويجفف بِلَا لذع فَهُوَ لذَلِك ينفع نفعا عجيباً من القروح الْعسرَة الِانْدِمَال من أجل رُطُوبَة كَثِيرَة لِأَن فِيهِ مَعَ هَذَا شَيْئا من الْقَبْض وَلذَلِك صَار ينفع من قُرُوح الْفَم وَفِيه قُوَّة قطاعة بهَا صَار يفتت الْحَصَى ويدر الطمث وَالْبَوْل.
اريباسيوس: يبريء القروح الْعسرَة الْبُرْء الَّتِي لَا تندمل من أجل رطوبتها برأَ عجيباً.
الدِّمَشْقِي: فِيهِ عطرية وَقبض صَالح لاسترخاء الْمعدة جيد للثة.
ابْن ماسويه: إِنَّه يزِيد فِي الْعقل وَيكسر الرِّيَاح ويدبغ الْمعدة وَيحسن اللَّوْن وَهُوَ جيد للبواسير نَافِع للمعدة والخاصرة ويطيب النكهة وَمَتى شرب مَعَ دهن الْحبَّة الخضراء شدّ الصلب وأسخن الكلى.
وَقَالَ فِي ذكر خَواص الْأَدْوِيَة: خاصته نفع المثانة الْبَارِدَة وتقطير الْبَوْل.
كتاب الْإِجْمَاع قَالَ: يحرق الدَّم وَيخَاف من إكثاره الجذام.
سيسارون هُوَ نَبَات مَعْرُوف مَتى سلق أَصله وَأكل أدر الْبَوْل وأنهض شَهْوَة الطَّعَام.
سمرنيون ذَكرْنَاهُ مَعَ الكرفس وَهُوَ كرفسيون.
هُوَ ناردين نذكرهُ فِي بَاب النُّون.
سَام أبرص ذَكرْنَاهُ مَعَ العظاية.(6/203)
سليخة د: أَنَّهَا تقبض اللِّسَان وتلدغه وتجذبه جذباً يَسِيرا عطر الرَّائِحَة خمرية وقوتها مسخنة ميبسة مَدَرَة للبول تقبض قبضا رَفِيقًا جَيِّدَة فِي أدوية الْعين الَّتِي يُزَاد بهَا حِدة الْبَصَر. وَمَتى خلط بِعَسَل ولطخت بِهِ الرُّطُوبَة اللينة قلعهَا ويدر الطمث. وينفع من سم الأفعى مَتى شرب وَمن الأورام الحارة كلهَا الْعَارِضَة فِي الْجوف وَمن أوجاع الكلى واتساع الرَّحِم مَتى جلس فِي طبيخه أَو يدخن بِهِ.
وَمَتى ألقِي ثَمَانِيَة مَثَاقِيل من سليخة فِي مِقْدَار جوش من عصير وصفى بعد شَهْرَيْن نفع الكبد وعسر الْبَوْل وَنفخ الْمعدة. ج فِي السَّابِعَة: هَذَا يسخن ويجفف فِي الثَّالِثَة وَهُوَ مَعَ هَذَا كثير اللطافة وَفِي طعمه حراقة كَثِيرَة وَقبض يسير فَهُوَ لهَذِهِ الْخِصَال كلهَا يقطع ويحلل مَا فِي الْجِسْم من الفضول وَفِيه مَعَ هَذَا تَقْوِيَة للأعضاء. وَهُوَ نَافِع من احتباس الطمث إِذا كَانَ لَا يدر من أجل الأخلاط الْبَارِدَة ألف ز
سمرانيون يَقُول: هُوَ يدر الطمث ويبلغ أعماق الْأَعْضَاء من أجل غوصه وَيُقَوِّي الأحشاء.
اوريباسيوس: هُوَ يسخن ويجفف بِقُوَّة لطيف الْأَجْزَاء حادة مَعَ قبض يسير وَهُوَ لذَلِك يقطع ويحلل الفضول الَّتِي فِي الْجِسْم. وَهُوَ مَعَ ذَلِك مقو للأحشاء نَافِع من احتباس الطمث إِذا كَانَ من كَثْرَة الفضول وغلظها. ج يَقُول فِي الميامر: إِن السليخة الفائقة لاحقة بالدارصيني فِي جلّ أَفعاله.
مسيح: إِنَّهَا تقَوِّي الكبد والمعدة لَطِيفَة حادة.
مهراريس: إِنَّه يلقى الْوَلَد بِقُوَّة قَوِيَّة. ساذج يَقُول فِيهِ د: إِنَّه طيب الرَّائِحَة ساطعها وَهُوَ أدر للبول من الناردين وأجود للمعدة مِنْهُ صَالح للأورام الحارة الَّتِي تكون فِي الْعين مَتى غلي بِالشرابِ وسحق ويطيب النكهة مَتى وضع تَحت اللِّسَان وَيجْعَل مَعَ الثِّيَاب ليحفظها.
مسيح: هُوَ أقوى مِنْهُ كثيرا.
قَالَ ج فِي السَّابِعَة: قوته شَبيهَة بِقُوَّة سنبل الطّيب.
القلهمان: هُوَ كالسنبل فِي الطَّبْع غير أَن السنبل أقوى مِنْهُ.
ساليا مَعْرُوف بِهَذَا الِاسْم بِالشَّام بزره صَغِير طَوِيل أسود يشبه بزر الكرفس إِلَى الطول يحرق اللِّسَان. يشرب لوجع الطحال وعسر النَّفس. سندروس قَالَ فِيهِ: إِن لَهُ قُوَّة فِي مَا يُقَال مهزلة للسمان مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم فِي كل يَوْم بِمَاء وسكنجبين أَيَّامًا كَثِيرَة ويسقى مِنْهُ للمطحولين والمصروعين والربو. وَمَتى شرب بِمَاء الْعَسَل أدر الطمث ويجلو الْآثَار الَّتِي تكون فِي الْعين سَرِيعا ويبريء ضعف الْبَصَر إِذا ديف الشَّرَاب واكتحل بِهِ. وَلَيْسَ يعدله شَيْء فِي منفعَته لوجع الْأَسْنَان وتساقط اللثة.(6/204)
بديغورس فِي السندروس: إِن خاصته حبس الدَّم والنفع من النزلات.
ماسرجويه: مَتى دخنت بِهِ النواصير جففها. سابيرج الطَّبَرِيّ إِنَّه كثير الْبرد حَتَّى أَنه رُبمَا قتل مَتى أكل الطري مِنْهُ.
سرب قد ذَكرْنَاهُ مَعَ الرصاص. سيسنبر قد ذَكرْنَاهُ عِنْد ذكرنَا اسْمه الآخر. وَهُوَ النمام. سل ماسرجويه: هُوَ جيد لوجع العصب وَهُوَ حَار. يَابِس وَكَذَلِكَ الفل والبل.
سندهشار: السل مر قَابض حريف يُوقد نَار الْمعدة وَيعْقل الْبَطن وينفع الْأَرْوَاح والقيء.
بديغورس: السل والبل والفل خاصتها النَّفْع من أوجاع العصب. سفرجل قَالَ فِيهِ د: إِنَّه نَافِع جيد للمعدة مدر للبول وَمَتى شوي وَأكل كَانَ أقل لخشونته وَكَانَ نَافِعًا للإسهال المزمن الصفراوي وقروح المعي وَنَفث الدَّم والهيضة ألف ز وَغير المشوي أقل فعلا.
ونقيع السفرجل مُوَافق للمعدة والأمعاء الَّتِي تسيل إِلَيْهَا الفضول.
وعصارته تَنْفَع من عسر النَّفس المحوج للانتصاب.
وَيعْمل من طبيخه حقنة لنتو المقعدة وَالرحم.
والمربى بالعسل يدر الْبَوْل أَيْضا وَالْعَسَل الَّذِي ربى فِيهِ يعقل الْبَطن. وَالَّذِي يطْبخ مِنْهُ بالعسل جيد للمعدة. ويخلط بالضمادات ليعقل الْبَطن وَيذْهب الغثى والتهاب الْمعدة والثدي الوارم ورماً حاراً أَو يخسر الطحال والبواسير.
وزهرة شجر السفرجل تصلح للضمادات القابضة رطبَة كَانَت أَو يابسة وللأورام الحارة الْعَارِضَة فِي الْعين. وَإِذا شرب بشراب نفع من نفث الدَّم وإسهال الْبَطن ودرور الطمث.
ولدهنه قُوَّة قابضة تصلح للقروح الخبيثة ونخالة الرَّأْس والشقاق الْعَارِض من الْبرد والنملة ولقروح الرَّحِم مَتى حقن بِهِ ويقمع حرقة الْبَوْل إِذا حقن بِهِ الذّكر ويحقن الْعرق وَيشْرب لشرب)
الذراريح.
وشراب السفرجل قَابض جيد للمعدة مُوَافق لقروح الأمعاء ووجع الكبد والكلى وعسر الْبَوْل.
وَقد تحرق أغصانه وورقه وَيسْتَعْمل بعد الْغسْل بدل التوتياء.
وَحَرقه على مَا فِي كتاب الصَّنْعَة. وَقد ذكر جالينوس فِيهِ أَشْيَاء ذَكرنَاهَا فِي بَاب التفاح.(6/205)
وَقَالَ فِي الْمُسَمّى ساطوريا حَيْثُ أفرد ذكره خَاصّا: إِن رب السفرجل لَهُ شَيْء يَخُصُّهُ دون التفاح وَهُوَ أَن ربه يبْقى مَعَ الْعَسَل مَتى طبخ بِهِ وَأما رب التفاح فَإِنَّهُ يحمض وَذَلِكَ أَن فِيهِ رُطُوبَة كَثِيرَة بَارِدَة.
وَقد اتَّخذت من هَذَا السفرجل دَوَاء ينفع من شَهْوَة مصفرة نفعا عَظِيما جدا. وَرب السفرجل أَيْضا كَذَلِك إِلَّا أَنه أَشد قبضا وَلذَلِك قد يحْتَاج إِلَيْهِ فِي بعض الْأَوْقَات إِذا أردنَا أَن نقوي معدة قد استرخت وضعفت جدا.
ارخيجانس: السفرجل بَارِد رطب.
روفس: يحبس الْبَطن ويدر الْبَوْل وينهض الشَّهْوَة.
ابْن ماسويه: إِنَّه بَارِد فِي آخر الأولى يَابِس فِي وسط الثَّانِيَة وعفوصته أَكثر من عفوصة التفاح دابغ للمعدة مدر عَاقل للطبيعة قَاطع لنفث الدَّم مطفيء للصفراء.
وربه الساذج نَافِع للصفراء المتولدة فِي الْمعدة وَهُوَ أبقى من رب التفاح.
وَيجب أَلا يبلع جرم السفرجل لِأَنَّهُ يبطيء الهضم وَكَذَلِكَ يجب أَن يعْمل لجَمِيع مَا أمكن ذَلِك فِيهِ من الْفَوَاكِه.
ومصبه على النَّبِيذ نَافِع مسهل للبطن مَانع لبخار النَّبِيذ من الصعُود إِلَى الرَّأْس وَلَا يجب أَن يكثر مِنْهُ لِأَنَّهُ يخرج إِذا أَكثر مِنْهُ مَا فِي الْمعدة قبل انهضامه. وَمَتى أُرِيد بِهِ عقل الْبَطن فليقدم قبل الطَّعَام بساعات حَتَّى يسكن فعل السفرجل من معدته ثمَّ يَأْكُل.
والإكثار مِنْهُ يُولد القولنج ووجع العصب وخاصة مَتى أكل مَعَ التفاح الحامض والعفص فَإِنَّهُ يهيج وجع ألف ز العصب وخاصة أَنه مَعَ عفوصته يرد الْبَوْل.
ولعاب حبه مَعَ السكر يقطع لهيب الْفَم وحرارة الْعَينَيْنِ والعطش ويلين قَصَبَة الرئة ويرطب يبسها.
وَقَالَ: الميبة تقَوِّي الْمعدة وتدبغها وتسكن الْقَيْء الْعَارِض من البلغم. وشراب السفرجل)
الساذج الَّذِي لَا عسل فِيهِ نَافِع من الْمرة الصَّفْرَاء عَاقل للطبيعة إِذا كَانَ الإسهال صفراء.
ابْن ماسه: شراب السفرجل الَّذِي بالعسل جيد للقيء البلغمي مسخن للمعدة ويجلو الطبيعة جلاء يَسِيرا.
وَأما الساذج فقاطع للقيء والإسهال الصفراوي والعطش. سنديان شَجَرَة فِيهَا قُوَّة كقوة البلوط غير أَنه أقوى. سمن يذكر مَعَ اللَّبن. سوسن قَالَ د: إِن ورقه مَتى تضمد بِهِ نفع من نهش الْهَوَام.(6/206)
وعصارته مَتى خلطت بالخل وَالْعَسَل وطبخت فِي إِنَاء نُحَاس وَعمل مِنْهُ دَوَاء سيال مُوَافق للقروح المزمنة والجراحات فِي حدثان مَا تكون.
وَأَصله مَتى طبخت بدهن ورد وَاسْتعْمل أَبْرَأ حرق النَّار ولين الجسو الْعَارِض فِي الرَّحِم وأدر الطمث وأدمل القروح. وَمَتى خلط بالعسل بعد سحقه أَبْرَأ انْقِطَاع الأعصاب والتواءها ويجلو البهق والجرب المتقرح ونخالة الرَّأْس والقروح الرّطبَة الْعَارِضَة فِيهِ. وَمَتى غسل بِهِ الْوَجْه نقاه وأذهب تشنجه. وَمَتى خلط وسحق بالخل وَحده أَو مَعَ ورق البنج ودقيق الْحِنْطَة سكن الأورام الحارة الْعَارِضَة للإثنين. وَيشْرب بزره لضَرَر الْهَوَام. وَمَتى دق البزر وَالْوَرق نعما وَعمل مِنْهُ ضماد بشراب نفع الْحمرَة جدا.
وَأما أصل السوسن الأسمانجوني فَإِن قوته مسخنة ملطفة تصلح للسعال وتلطف مَا عسر نَفسه من الرطوبات الَّتِي فِي الصَّدْر. وَمَتى سقِِي مِنْهُ سبع درخميات بِمَاء الْعَسَل أسهل خلطاً غليظاً بلغمياً وَمرَّة صفراء وجلب النّوم وجلب الدُّمُوع وَأَبْرَأ من المغس. وَمَتى شرب بالخل نفع من نهش الْهَوَام ووجع الطحال وتشنج العصب وينفع من الْبرد والنافض والإمذاء من غير)
جماع. وَمَتى شرب بِالشرابِ أدر الطمث.
وَمَتى شرب بِالْمَاءِ وَجلسَ النِّسَاء فِيهِ نفع من أوجاع الرَّحِم لتليينه الصلابة الكائنة فِيهَا وفتحه فمها إِذا انْضَمَّ.
ويتخذ مِنْهُ حقنة نافعة من عرق النسا ونتن اللَّحْم فِي النواصير وَفِي القروح العميقة.
وَمَتى سلق وضمدت بِهِ الْخَنَازِير والأورام الصلبة المزمنة لينها وملأ القروح مَتى سحق وذر عَلَيْهَا. وَمَتى خلط بِعَسَل وطلي عَلَيْهَا نقاها وكسا الْعِظَام الْعَارِية اللَّحْم وَمَتى ضمد بِهِ الرَّأْس مَعَ الْخلّ ودهن الْورْد نفع من الصداع. وَمَتى خلط بِهِ خربق أَبيض مثل ضعفه ألف ز ولطخ بِهِ الكلف والرطوبة اللبنية نقاها.
وَيَقَع فِي الفرزجات والمراهم وَفِي الأدهان الَّتِي تحلل الاعياء وَهُوَ طيب الرَّائِحَة يحذو اللِّسَان ويحرك العطاس مَتى شم وَكَانَ مسحوقاً نعما.
ودهن السوسن ملين للأعصاب ولحبس الرَّحِم مسخن مفتح لانضمام فَم الرَّحِم مُحَلل لأورامه الصلبة وَبِالْجُمْلَةِ لَا نَظِير لَهُ فِي الْمَنْفَعَة من أوجاع الرَّحِم. ويوافق قُرُوح الرَّأْس الرّطبَة والثآليل ونخالة الرَّأْس وَهُوَ بِالْجُمْلَةِ مُحَلل. وَإِذا شرب أسهل مرّة صفراء ويدر الْبَوْل رَدِيء للمعدة ومغث.
ودهن السوسن الأسمانجوني مسخن ملين ينقي الخشكريشات والعفونات(6/207)
والأوساخ ويوافق أوجاع الرَّحِم وأورامه الحارة وانضمام فَمه وَيخرج الْجَنِين وَيفتح أَفْوَاه البواسير ويوافق دوِي الآذان مَتى اسْتعْمل بالخل والسذاب واللوز المر ويوافق النزلات المزمنة ونتن الْأنف إِذا دهنت بِهِ المنخران.
وَإِذا شرب مِنْهُ أُوقِيَّة وَنصف أسهل الْجوف وَيصْلح لمن عرض لَهُ القولنج الْمُسَمّى ايلاوس ويدر الْبَوْل.
ويسلس الْقَيْء على من عسر عَلَيْهِ مَتى دهنت بِهِ الْأَصَابِع أَو الريش الَّذِي يتقيأ بهَا وَيصْلح لمن بِهِ خناق أَو خشونة فِي قَصَبَة الرئة مَتى تحنك بِهِ أَو تغرغر بِهِ مَعَ مَاء القراطن. وَقد يسقى مِنْهُ من شرب البنج وَالْفطر والكزبرة.
وَأما السوسن الْبري فَإِن طبيخ أَصله مَتى تمضمض بِهِ سكن وجع الْأَسْنَان وَإِذا طبخ ورقه بِالشرابِ وضمد بِهِ الْعُضْو الوارم ورماً بلغمياً أَو على الخراجات الفجة الَّتِي لم تجمع)
بعد رُطُوبَة حللها.
قَالَ ج فِي أصل السوسن الأسمانجوني: إِنَّه يدر الطمث وينفع السعال وَذَات الْجنب وَذَات الرئة واجتماع الْقَيْح فِي الصَّدْر والصرع والتشنج والاختلاج والرعدة وَالْفَسْخ والهتك فِي العضل وَيَبْنِي اللَّحْم فِي القروح الغائرة وينقيها ويسكن وجع الجنبين والكبد وَالطحَال ويحلل الْخَنَازِير وَيَبْنِي على الْعِظَام الْعَارِية لَحْمًا وينفع من سيلان الْمَنِيّ وينفع فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي يكمد بهَا الرَّحِم لِأَنَّهُ يلين وَيفتح وَيقطع النهش والكلف ويشفي من الصداع المزمن وَيفْسد الأجنة ويخرجها من الرَّحِم.
وَقَالَ: دهن السوسن شَبيه بدهن الخروع.
وَقَالَ: أصل السوسن الْبري قَابض طيب الرَّائِحَة مَعًا وَمن هَهُنَا تعلم أَن قوته مركبة من قُوَّة مَانِعَة وَقُوَّة محللة وأفعاله تشهد بذلك وَذَلِكَ أَن أَصله نَافِع لوجع الْأَسْنَان مَتى طبخ وتغرغر بِهِ وورقه نَافِع لكل خراج فِي وَقت تزيده ومنتهاه وليطبخ هَذَا الْوَرق بشراب وَيعْمل مِنْهُ ضماد وَيُوضَع عَلَيْهَا قبل أَن يتقيح.
وَقَالَ فِي السَّابِعَة فِي السوسن: الْأَبْيَض البستاني مركبة من جَوْهَر أرضي لطيف مِنْهُ اكْتسب مرَارَة الطّعْم وَمن جَوْهَر مائي ألف ز معتدل المزاج وَلذَلِك صَار الدّهن الْمُتَّخذ من السوسن المطيب مِنْهُ وَغير المطيب قوته محللة من غير لذع ويلين وَلذَلِك صَار نَافِعًا جدا من صلابة الْأَرْحَام.
وأصل السوسن وورقه أَيْضا مَتى سحق على حِدة فَشَأْنه أَن يجفف ويجلو ويحلل باعتدال وَلذَلِك ينفع من حرق المَاء الْحَار لِأَنَّهُ هَذَا الحرق يحْتَاج إِلَى دَوَاء يجمع التجفيف والجلاء المعتدل مَعًا.
فَأصل هَذَا السوسن الْأَبْيَض يُؤْخَذ فيشوى ويسحق مَعَ دهن ورد وَيُوضَع على الْموضع الَّذِي يحرقه المَاء الْحَار وَيتْرك حَتَّى يبرأ وَهُوَ جيد أَيْضا فِي إدمال جَمِيع القروح ويلين صلابة الرَّحِم ويحدر الطمث.(6/208)
وَأما ورق السوسن الْأَبْيَض فَإِنَّمَا يطبخونه ويضعونه لَا على الحرق الْحَادِث عَن المَاء الْحَار فَقَط بل على جَمِيع القروح إِلَى أَن تنختم وتندمل آخر اندمالها: وَمن النَّاس قوم يكبسون هَذَا الْوَرق فِي الْخلّ ويستعملونه فِي إدمال الْجِرَاحَات.
وَقُوَّة الْجلاء فِي أصل هَذَا السوسن أَكثر مِنْهُ فِي ورقة مَعَ أَنه لَيْسَ فِي الأَصْل أَيْضا جلاء كثير)
لِأَنَّهُ فِي الطَّبَقَة الأولى من الْأَدْوِيَة الجالية وَلذَلِك مَتى احْتِيجَ أَن يجلى بهَا بهق أَو جرب متقشر أَو سعفة خلطنا مَعَه أدوية جلاؤها أقوى من جلائه نَحْو الْعَسَل.
وَمَتى كَانَ مَا يخالطه من الْعَسَل معتدل الْمِقْدَار يكون نَافِعًا أَيْضا من خراجات العصب والقروح وَسَائِر الْعِلَل كلهَا المحتاجة إِلَى التجفيف الشَّديد من غير لذع.
وَقد اعتصرت ورق هَذَا السوسن فخزنت عصارته واحتفظت بهَا للعلاج فطبخت العصارة مَعَ خل وَعسل مثل خمس العصارة من كل وَاحِد مِنْهُمَا فَكَانَ عِنْد مَا بلوته دَوَاء فائقاً لجَمِيع الْعِلَل المحتاجة إِلَى التجفيف الْقوي من غير لذع بِمَنْزِلَة الخرجات الْكِبَار وخاصة مَا كَانَ مِنْهَا فِي رُؤُوس العضل والأوتار وَجَمِيع القروح الْعسرَة الِانْدِمَال.
وَقَالَ فِي الثَّامِنَة فِي السوسن الْبري: إِن أَصله جاذب مُحَلل وَإِن كَانَ كَذَلِك فمعلوم أَنه يجفف وخاصة الْأَعْلَى مِنْهُ.
اريباسيوس فِي السوسن قولا مُطلقًا: أما زهره فلطيف الْأَجْزَاء وَأَصله وورقه مَتى سحق على حِدته جفف وحلل ويجلو باعتدال وَكَذَلِكَ ينفع من حرق النَّار وَالْمَاء المغلي.
وَأما الأَصْل مِنْهُ فيشوى ويسحق ويخلط مَعَ دهن ورد وَيُوضَع على مَوضِع الحرق حَتَّى يندمل وَهُوَ أَيْضا دَوَاء يصلح فِي إدمال جَمِيع القروح ملين لصلابة الرَّحِم مدر للطمث.
وَأما الْوَرق فَإِنَّهُ يطْبخ أَولا ثمَّ يوضع على هَذِه الْمَوَاضِع حَتَّى تندمل لَا على مَوضِع الحرق فَقَط بل على القروح أَيْضا فَإِن أَخذ إِنْسَان عصارة الْوَرق وطبخها مَعَ خَمْسَة أضعافها خلا وَخَمْسَة أضعافها عسلاً ألف ز عمل دَوَاء جيدا لجَمِيع الْمَوَاضِع الَّتِي يحْتَاج إِلَى التجفيف من غير لذع مثل الخراجات الْعَظِيمَة وخاصة مَتى كَانَت فِي أَطْرَاف العضل والقروح الَّتِي فِيهَا صديد والقروح المتقادمة الْعسرَة الِانْدِمَال.
بولس: أصل السوسن يسخن وَهُوَ لطيف الْأَجْزَاء جدا منق منضج يصلح لأنواع السعال ويسهل النفث الَّذِي يكون فِي الصَّدْر ويبريء المغس والقروح الوسخة وَمَتى شرب مَعَ عسل وَمَاء حَار أسهل.
وَأما دهن السوسن فيلين ويحلل وَيصْلح الأورام الحارة الَّتِي فِي الرَّحِم.
وَأما السوسن وورقه فَإِنَّهُمَا يجففان وينقيان ويحللان قَلِيلا وَلذَلِك ينفعان من حرق النَّار.(6/209)
ابْن ماسويه: الْأَبْيَض مِنْهُمَا حَار يَابِس فِي أول الثَّانِيَة ينفع من الأوجاع الْعَارِضَة فِي العصب)
من البلغم ودهنه حميد فِي أوجاع العصب وأوجاع الْأَرْحَام والأسمانجوني أقل حرارة مِنْهُ.
وأصل السوسن الأسمانجوني يسهل المَاء الْأَصْفَر بِخَاصَّة فِيهِ إِذا دق وعصر وَشرب مِنْهُ مِقْدَار أُوقِيَّة أَو أوقيتين.
وَقَالَ مسيح: إِنَّه جيد للسعال والنفث المتعذر ويلطف الأخلاط الغليظة ويجلب النّوم وَيذْهب المغس ويلين الطبيعة وينفع من لسع الْهَوَام وجساء الطحال والتشنج والإمذاء وَيَبْنِي اللَّحْم فِي النواصير وينفع من الصداع. سرو قَالَ د: هَذِه الشَّجَرَة تقبض وتبرد وَمَتى شرب وَرقهَا مسحوقاً بطلاء وَشَيْء من المر نفع المثانة الَّتِي تنصب إِلَيْهَا الفضول وعسر الْبَوْل.
وَجوز السرو مَتى دق وَهُوَ رطب وَشرب بخل نفع من نفث الدَّم وقرحة الأمعاء والبطن الَّتِي تسيل إِلَيْهِمَا الفضول وعسر النَّفس المحوج إِلَى الانتصاب والسعال. وطبيخ جوز السرو يفعل مَا يفعل جوزه. وَمَتى دق وخلط بِالتِّينِ لين الصلابة وَأَبْرَأ اللَّحْم النَّابِت فِي بَاطِن الْأنف وَإِذا طبخ بالخل ودق وخلط بالترمس قلع الْآثَار الْعَارِضَة للأظفار. وَمَتى تضمد بِهِ أضمر الأدرة والفتق وورقه يفعل فعل جوزه.
ونظن أَن جوز السرو مَتى دخن بِهِ مَعَ الأغصان وَالْوَرق طرد البق.
وورق السرو مَتى سحق وضمد بِهِ ألزق الْجِرَاحَات وَقطع الدَّم وَمَتى خلط بالخل سود الشّعْر. ويتضمد بِهِ وَحده مَعَ السويق للحمرة والنملة والجمر والأورام الحارة الْعَارِضَة للعين.
وَمَتى خلط بالقيروطي وضمد بِهِ الْمعدة قواها.
وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: ورق هَذَا وقضبانه وَجوزهُ مَا دَامَت طرية تدمل الْجِرَاحَات الْكِبَار الْحَادِثَة فِي الْأَجْسَام الصلبة. وَهَذَا يدل على أَن قوتها مجففة لَيْسَ مَعهَا حِدة وَلَا حرارة ظَاهِرَة.
وطعمها يشْهد على ذَلِك وَذَلِكَ أَنه يُوجد فِي طعم جملَة هَذِه ألف ز حِدة وحراقة يسيرَة ومرارة كَثِيرَة جدا وعفوصة هِيَ أَشد وَأقوى كثيرا من المرارة وَإِنَّمَا فِيهَا من المرارة والحدة مِقْدَار مَا يبذرق ويوصل إِلَى العمق الْقَبْض من غير أَن يحدث هُوَ فِي الْبدن حرارة أصلا وَلَا لذعاً وَلذَلِك صَارَت هَذِه الشَّجَرَة تفني مَا كَانَ مختفياً فِي العمق الْعِلَل المرهلة)
المتعفنة وتذهبه إذهاباً بِجَمِيعِ الْبعد عَن الْأَذَى والأمن فِي الْعَافِيَة مَعًا وَذَلِكَ أَن الْأَدْوِيَة الَّتِي تسخن وتجفف وَإِن كَانَت تقدر أَن تقيء الرُّطُوبَة المحتقنة فِي العمق فَإِنَّهَا مَعَ هَذَا تجذب إِلَى الْموضع بحدتها وحرارتها رطوبات أخر. وَبِهَذَا السَّبَب صَار السرو نَافِعًا لأَصْحَاب الفتق لِأَنَّهُ يجفف ويكسب الْأَعْضَاء الَّتِي قد استرخت من أجل الرُّطُوبَة قُوَّة وَذَلِكَ لِأَن قَبضه يصل إِلَى عمق تِلْكَ الْأَعْضَاء من طَرِيق أَن الَّذِي يخالطه من الْحَرَارَة يبذرق ذَلِك الْقَبْض ويوصله ويؤديه لِأَن مِقْدَار حرارة السرو كَاف فِي البذرقة والإيصال وَلم يبلغ بعد إِلَى حد مَا يلذع.(6/210)
وَقد اسْتعْمل قوم السرو فِي مداواة الْجَمْرَة والنملة بعد أَن يخلطوه بدقيق الشّعير وَذَلِكَ من طَرِيق أَنه يفني الرُّطُوبَة الفاعلة لهَذِهِ الْعلَّة من غير أَن يسخن. وَقوم آخَرُونَ يستعملونه أَيْضا فِي مداواة الْجَمْرَة فيخلطونه إِمَّا مَعَ الشّعير وَالْمَاء أَو مَعَ خل ممزوج مزاجاً مكسوراً بِالْمَاءِ.
اريباسيوس: إِنَّه يحلل الرطوبات المحتقنة فِي بَاطِن الْبدن من غير أَن يجذب إِلَى ذَلِك الْموضع رطوبات غَيرهَا.
ابْن ماسويه: إِنَّه يحلل الْمدَّة فَإِن ضمد بِهِ قوى الْأَعْضَاء وَمَتى بخر طرد البق.
ابْن ماسه قَالَ بعض قدماء الْأَطِبَّاء: مَتى بخر بجوزه وورقه أذهب البق.
سابيطس وساريقون ذكرناهما عِنْد ذكر الأفسنتين.
سقولو قندريا بالاسيا حَيَوَان بحري.
قَالَ بولس: مَتى طبخ مَعَ زَيْت وطلي بِهِ أذهب الشّعْر وَإِذا لمس اعترى فِي عُضْو اللامس لَهُ حكة. وَأَنا أَحسب أَن هَذَا غلط وَإِنَّمَا هُوَ سالامندريا وَأَظنهُ تصحيفا. سماق أما السماق سماق الدباغة فَقَالَ فِيهِ د: إِن قُوَّة ورق شَجَره قابضة تصلح لما يصلح لَهُ الاقاقيا وطبيخ الْوَرق يسود الشّعْر وتعمل مِنْهُ حقنة لقروح المعي وَيشْرب مِنْهُ وَيجْلس فِي طبيخه لَهَا أَيْضا ويقطر مِنْهُ فِي الْأذن الَّتِي يسيل مِنْهَا الْقَيْح. وَمَتى تضمد بورقه مَعَ الْخلّ وَالْعَسَل أضمر الداحس وَمنع الورم الْخَبيث من المعي.
وَمَتى طبخ السماق الْيَابِس بِالْمَاءِ وصفي وطبخ إِلَى أَن يثخن كالعسل وَافق كل مَا يُوَافقهُ الحضض.
وَالثَّمَر أَيْضا يفعل فعل الْوَرق وَمَتى جعل فِي الطَّعَام وَافق الإسهال المزمن وقروح المعي وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ المَاء منع الورم عَن قحف الرَّأْس والورم الْحَادِث فِي مَوَاضِع الضَّرْب والخدش.
وَمَتى خلط بِعَسَل جلا خشونة اللِّسَان ألف ز وَقطع سيلان الرُّطُوبَة الْبَيْضَاء من الرَّحِم ويبريء البواسير وَإِذا خلط بفحم خشب البلوط مسحوقاً وَوضع عَلَيْهَا أبرأها.
ونقيع الثَّمر إِذا طبخ إِلَى أَن يثخن كَانَ فعله أَجود من فعل الثَّمر.
وصمغته يَجْعَل فِي أكال الْأَسْنَان فيسكن وجعها.
وَأما السماق الْمَأْكُول فَإِنَّهُ مَتى شرب بشراب قَابض قطع الإسهال ونزف الدَّم من الرَّحِم. وَزعم قوم أَنه مَتى شدّ فِي صوف مصبوغ بحمرة وعلق على صَاحب النزف من أَي عُضْو كَانَ قطع الدَّم. ج فِي الثَّامِنَة: هَذِه الشَّجَرَة تقبض وتجفف وَلذَلِك صَار الدباغون يستعملونها. وأنفع مَا فِي هَذِه الشَّجَرَة ثَمَرَتهَا وعصارتها لِأَن فِيهَا طعماً قَابِضا بليغاً وأفعاله الْجُزْئِيَّة مُوَافقَة لطعومه.)
وَهُوَ يجفف فِي الثَّالِثَة ويبرد فِي الثَّانِيَة.(6/211)
قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه بَارِد فِي الثَّانِيَة يَابِس فِي أول الثَّالِثَة يشهي الطَّعَام بحموضته ويشد الْبَطن بعفوصته وينفع الإسهال المزمن الْكَائِن من الْمرة الصَّفْرَاء مَتى أكل واصطبغ بِهِ وَهُوَ فِي مَذْهَب الْخلّ فِي جَمِيع حالاته غير أَن الْخلّ ألطف مِنْهُ وَأدْخل فِي الْبدن.
وَمَتى طبخ بِهِ لحم أَو لحم دراج شدّ الْبَطن. وَمَتى تمضمض بنقيعه شدّ اللثة والأسنان وَمَتى ضمدت بِهِ المقعدة والبطن شدهما. ونفع من تجلب الصَّفْرَاء من الكبد إِلَى الْمعدة والأمعاء.
وَمَتى قلي كَانَ عقله للبطن أَكثر غير أَن قواه الْأُخَر تضعف.
وَمَتى أنقع فِي مَاء ورد واكتحل بذلك المَاء فِي ابْتِدَاء الرمد الْحَار منع الْمَادَّة وقوى الحدقة.
وَسَوِيق السماق عَاقل للبطن دابغ للمعدة نَافِع لهيجان الصَّفْرَاء وإسهالها.
ماسرجويه: مَتى طبخ السماق وصب على الوثء طبيخه لم يرم. سدر ثَمَرَة جيد للمعدة تعقل الْبَطن وطبيخ نشارة خشبه إِذْ شرب أَو احتقن بِهِ نفع من قرحَة المعي وسيلان الرطوبات المزمنة من الْأَرْحَام ويحمر الشّعْر.
سويدا لَهُ لوز هِيَ بَارِدَة تبرد الورم والصلابة وتحلل الْمدَّة وعصارته تحلل الأورام من الْأَعْضَاء. لي ينظر فِي هَذَا. ذَكرْنَاهُ فِي الْحَرْف. سقاريداش: هَذَا هُوَ ثوم كراثي. سرطان نهري وبحري قَالَ د: إِن السراطين النهرية مَتى أحرقت وَأخذ من رمادها ثَلَاثَة مَثَاقِيل مَعَ مِثْقَال وَنصف من الجنطيانا وَشرب بِالشرابِ ثَلَاثَة أَيَّام نفع نفعا عَظِيما من عضة الْكَلْب الْكَلْب وَكَذَلِكَ مَتى خلط بالعسل مطبوخاً وَحده نفع نفعا بليغاً مِنْهُ وَأَبْرَأ شقَاق المقعدة وَالرّجلَيْنِ والشقاق الْعَارِض من الْبرد.
وَمَتى دق نياً وَشرب بِلَبن الأتن نفع نفعا عَظِيما من نهش الْهَوَام والرتيلا وَالْعَقْرَب. وَمَتى طبخ وَأكل نفع من قرحَة الرئة ولشرب الأرنب البحري.
وَمَتى ألف ز دقَّتْ مَعَ الباذروج وَقربت من الْعَقْرَب قَتلهَا.
والبحرية كَذَلِك إِلَّا أَنَّهَا أَضْعَف.
قَالَ ج فِي السرطان البحري: يعمه وَجَمِيع الْأَشْيَاء ذَوَات الأخزاف الْجلاء والتلطيف إِلَّا أَنَّهَا ألطف مِنْهَا وتجفف أَيْضا كَمَا هِيَ لكنه أَكثر لطافة مِنْهَا وَلذَلِك قد يسْتَعْمل محرقاً فِي مداواة البهق والكلف والنمش والجرب وَإِذا هُوَ خلط بالملح المحتفر أذاب ومحق الظفرة ويجلو الْأَسْنَان قبل الحرق ويجفف القروح والخراجات إِذا نثر عَلَيْهَا وَيسْتَعْمل فِي حك الأجفان لما فِيهِ من الخشونة المعتدلة. وَيعْمل مِنْهُ شيافة مطاولة وتحك بِهِ الأجفان حَتَّى تدمى فَإِنَّهُ يصير بعد عمل الشيافات فِيهِ أَجود.(6/212)
وَأما النَّهْرِي فرماده يجفف وَفِي خصوصيته أَن جملَة جوهره ينفع نفعا عجيباً من عضة)
الْكَلْب الْكَلْب مَتى اسْتعْمل وَحده أَو مَعَ الجنطيانا والكندر. وَيجب أَن يُؤْخَذ من الكندر جُزْء وَمن الجنطيانا خَمْسَة أَجزَاء وَمن رماد السرطانات عشرَة والشربة من رماد السرطانات وَحده ملعقة كَبِيرَة لمن يفزع من المَاء ويسقى إِن كَانَ علاجه مُنْذُ أول الْأَمر فَإِن أَنْت عالجته بعد أَن يمْضِي أَيَّام فملعقتان. وَاجعَل على مَوضِع العضة من خَارج المرهم الْمُتَّخذ بالزيت والجوشير والخل وَاجعَل من الْخلّ قسطاً وَمن الزَّيْت رطلا وَمن الجوشير ثَلَاث أوق وَيكون الْخلّ ثقيفاً وَإِنَّمَا ذكرت هَذَا هَهُنَا لِثِقَتِي بجودة هَذَا الدَّوَاء وَعلمِي بِأَنَّهُ لم يكت مِمَّن عضه الْكَلْب الْكَلْب مِمَّن اسْتعْمل هَذَا.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن السرطانات صلبة اللَّحْم عسرة الهضم كَثِيرَة الْغذَاء بعد أَن تطبخ بماين فَعِنْدَ ذَلِك يحبس الْبَطن مَتى أخرجت عَنهُ رطوبته المالحة بالطبخ ولحمه بعد ذَلِك عسر الْفساد كلحم الحلزون الصلب.
بولس فِي السرطان النَّهْرِي: إِن رماده خَاصَّة لَهُ فعل عَجِيب فِي عضة الْكَلْب الْكَلْب وَمَتى ضمد بالسرطان النَّهْرِي مَوضِع نشب فِيهِ الشوك والأزجة أخرجهَا. ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن السرطان مَتى سحق وَجعل على الورم الجاسي حلله وَأخرج الأزجة من الْجِسْم.
ابْن ماسه: لحم السرطان ومرقة نَافِع للمسلولين وَيزِيد فِي الباه وَمَتى دق مَعَ الْخَرْدَل وَوضع فِي الْبَيْت قتل العقارب.
سكر أما الَّذِي يُوجد مِنْهُ جَامِدا على الْقصب ويتفتت كالملح فَقَالَ فِيهِ د: إِنَّه إِذا ديف بِمَاء وَشرب أسهل الْبَطن وَهُوَ جيد للمعدة نَافِع من وجع المثانة والكلى يجلو ظلمَة الْبَصَر مَتى اكتحل بِهِ. ج فِي السَّابِعَة: قُوَّة السكر فِي الْجلاء والتجفيف والتحليل شَبيهَة بِقُوَّة الْعَسَل لكنه غير ابْن ماسويه فِي قصب السكر: إِنَّه حَار فِي الدرجَة الأولى رطب فِي آخرهَا وَهُوَ أقل رُطُوبَة من الموز نَافِع من الخشونة الْعَارِضَة للصدر والرئة ألف ز وَالْحلق والمثانة يُولد نفخاً وقراقر.
وَالسكر حَار فِي الثَّانِيَة رطب فِي وسط الأولى ملين للطبيعة نَافِع للمعدة لجلائه مَا فِيهَا ضار لمن فِي معدته صفراء لتهيجه إِيَّاهَا بحلاوته. وَلَيْسَ الطبرزد فِي التليين كالسليماني والفانيذ.
وَالسكر الَّذِي يُؤْتى بِهِ من الْحجاز الشبيه بِقطع الْملح وسكر الْعشْر الذرايني نَافِع(6/213)
للمعدة بعفوصته جدا ولوجع الكلى والمثانة حاد لِلْبَصَرِ مَتى اكتحل بِهِ أَو بِالَّذِي قبله وهما جَمِيعًا يجففان ويحللان وَلَا يعطشان كَسَائِر السكر لقلَّة حلاوتهما وَلذَلِك ينفعان من الاسْتِسْقَاء مَتى شربا مَعَ لبن اللقَاح. ج فِي حِيلَة الْبُرْء فِي السَّابِعَة: إِن السكر يدْخل فِي عداد الْأَشْيَاء الجلاءة الفتاحة للسدد المنقية للمجاري.
ابْن ماسويه وَابْن ماسه: الحَدِيث مِنْهُ حَار رطب والعتيق حَار يَابِس صَالح للرياح فِي الْبَطن يحلل الطبيعة. مَتى شرب مَعَ دهن لوز حُلْو منع القولنج. والعتيق مِنْهُ نَافِع للبلغم الَّذِي فِي الْمعدة وَالسكر المجلوب من الْيمن الشبيه بالمصطكي الْمَعْرُوف بسكر الْعشْر جيد للمعدة والكبد خَاصَّة للمرارة الْيَسِيرَة الَّتِي فِيهِ إِلَّا أَنه يعطش.
وخاصة السكر النَّفْع من وجع المثانة والكلى وتنقيتهما.
سمسم قَالَ د: إِنَّه رَدِيء للمعدة ويبخر الْفَم إِذا أكل وَبقيت مِنْهُ بقايا بَين الْأَسْنَان.
وَمَتى تضمد بِهِ حلل غلظ الأعصاب وَأَبْرَأ الْخضر الْعَارِض من ضَرْبَة وَنَحْوه للأذن والأورام الحارة وَحرق النَّار ووجع معي القولون وعضة الْحَيَّة المدمية.
وَمَتى خلط بدهن ورد سكن وجع الرَّأْس الْكَائِن من إحراق الشَّمْس.
وشجرته مَتى طبخت بشراب فعلت هَذِه الْأَفْعَال وخاصة فِي أورام الْعين وضربانها. ج فِي السَّادِسَة: دهن السمسم غليظ.
وَقَالَ فِي الثَّامِنَة حَيْثُ أفرد ذكره: إِن فِيهِ من الْجَوْهَر اللزج الدهني مِقْدَارًا لَيْسَ باليسير وَلذَلِك هُوَ لحاج ملين مَعًا ويسخن أَيْضا إسخاناً معتدلاً. وَهَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا مَوْجُودَة فِي دهنه وَهُوَ الشيرج.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِنَّه أَكثر البزر دهناً وَلذَلِك يزنخ سَرِيعا ويشبع آكله سَرِيعا وَهِي يغثي ويبطيء فِي الانهضام ويغذو الْبدن غذَاء يَسِيرا دسماً دهنياً. وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَالْأَمْر فِيهِ بَين إِنَّه لَيْسَ يُمكن أَن يُقَوي الْمعدة وَغَيرهَا من الْأَعْضَاء الَّتِي فِي الْبَطن كَمَا لَا يُمكن ذَلِك فِي شَيْء من الْأَشْيَاء الدهنية وَلِأَن الْخَلْط الْمُتَوَلد من السمسم خلط غليظ صَار لَا يَنْفَكّ من الْمعدة سَرِيعا.
والبزر الْمُسَمّى ارسيمون من جنس السمسم إِلَّا أَنه أَكثر طعماً وأحس فِي جَمِيع خصاله وَأَقل غذَاء وَهَذَانِ البزران جَمِيعًا حاران وَلذَلِك يهيجان الْعَطش.
روفس: إِنَّه يلين الْبَطن.(6/214)
ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي وسط الأولى رطب فِي آخرهَا مُفسد للمعدة مغير ألف ز للنكهة وخاصة مَتى بَقِي مِنْهُ بَين الْأَسْنَان شَيْء بطيء الهضم مرخ للأعضاء الَّتِي فِي الْجوف ودهنه أَضْعَف فعلا من جِسْمه. وَمَتى أكل بِعَسَل قل ضَرَره. وَمَتى غسل الشّعْر بورقه لينه وأطاله وأذهب الابرية الْعَارِضَة فِي الرَّأْس.
وَمَتى طبخ دهنه بِمَاء الآس وَالزَّيْت الْإِنْفَاق كَانَ مَحْمُودًا فِي تصليب الشّعْر ونقى الحكة الكائنة من الدَّم والبلغم المالح وخاصة إِذا شرب دهنه بنقيع الصَّبْر وَمَاء الزَّبِيب بِلَا عجم وَمِقْدَار ذَلِك أوقيتان من نَقِيع الزَّبِيب وأوقية وَنصف من الشيرج وَيُؤْخَذ على الرِّيق مَعَ أُوقِيَّة من مَاء)
الأنيسون.
وَهَذَا أَيْضا نَافِع من الشقاق الْعَارِض فِي الرجل والخشونة الكائنة فِي الْجِسْم وَمَتى صير مَعَ ذَلِك زنة خَمْسَة دَرَاهِم من الفانيذ كَانَ أَحْمد.
والمقشر من السمسم أقل ضَرَرا. وخاصة السمسم أَنه يغثي وَيفْسد النكهة.
ماسرجويه: نَقِيع السمسم يدر الْحَيْضَة ويطرح الْوَلَد وَإِذا قلي وَأكل مَعَ بزركتان زَاد فِي الباه.
ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي الثَّانِيَة رطب فِي الأولى يهيج الْقَيْء فَإِذا قلي صلح. وَقَالَ فِي كتاب دفع مضار السمُوم: إِن دهن الْحل مُضر بالمعدة ومفسد لَهَا وَإِنَّمَا منفعَته لمن كَانَت بِهِ الْمرة السَّوْدَاء أَو الشقاق فِي أَطْرَافه وَجَسَده فَإِن هَؤُلَاءِ يَنْتَفِعُونَ بِأَكْلِهِ لِأَنَّهُ يبسط أَطْرَافهم المنقبضة ويلينها ويلحم التشقق الَّذِي من يبس الْمرة السَّوْدَاء. سورنجان قَالَ بديغورس: خاصته النَّفْع من وجع المفاصل.
بولس: أصل السورنجان لَهُ قُوَّة مسهلة وَكَذَلِكَ المَاء الَّذِي يغلى بِهِ.
وَهُوَ رَدِيء للمعدة جدا.
الدِّمَشْقِي: إِنَّه نَافِع لوجع النقرس غير حميد الْعَاقِبَة.
والسورنجان مَتى أَكثر مِنْهُ حجر العضلات ونفع المفاصل وَلذَلِك يجب أَن يسْتَعْمل من أَكثر مِنْهُ تليين المفاصل وترطيبها.
مَجْهُول: السورنجان الْأَبْيَض يزِيد فِي الباه.
ماسرجويه: الْأَبْيَض جيد للنقرس والأحمر قَاتل.
الْإِسْكَنْدَر: السورنجان بَارِد وَلذَلِك يسقى بالكمون والفلفل مَتى سقِِي لوجع المفاصل. وَلَيْسَ بالشديد الْبرد يحذر وَلَو كَانَ كَذَلِك لم يسهل.
أَبُو جريج الراهب: السورنجان حَار فِي أول الثَّانِيَة.
ابْن ماسه: الْأَحْمَر قَاتل والأبيض نَافِع من النقرس مجفف للرطوبات والخراجات العتيقة بَارِد يَابِس فِي الثَّانِيَة.(6/215)
لي لَو كَانَ السورنجان حاراً هيج وجع القروح.)
القلهمان: السورنجان الْأَبْيَض حَار حرارة عَظِيمَة. د: يلين الْبَطن وَمَتى تضمد بِهِ مطبوخاً حل الأورام الَّتِي تسمى فوجيلا وَهِي أورام تكون من دم وَمرَّة غائرة فِي الْجِسْم لَا يظْهر مِنْهَا فِي الظَّاهِر كثير نفور.
وَمَتى شرب بِمَاء القراطن أذهب اليرقان. ألف ز بولس يرطب فِي الثَّانِيَة ويبرد فِي الأولى وَلِهَذَا يلين الْبَطن.
ولبزره قُوَّة منقية وَلذَلِك صَار نَافِعًا لمن بِهِ يرقان من برد فِي الكبد. لي بزر السرمق يقيء بِقُوَّة قَوِيَّة وَرَأَيْت رجلا شرب مِنْهُ دِرْهَمَيْنِ فقيأه وأسهله حَتَّى أضعفه. سرخس مَتى شرب من أَصله أَربع درخميات بِمَاء القراطن أخرج حب القرع وَإِن شرب مَعَ أوبولوسين من سقمونيا أَو خربق أسود كَانَ أبلغ وَيجب لمن أَرَادَ شربه أَن يتَقَدَّم بِأَكْل الثوم.
وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: أَنْفَع مَا فِي هَذَا النَّبَات أَصله خَاصَّة وَذَلِكَ إِن شرب قتل حب القرع.
وَإِذا شرب مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل قتل الأجنة الْأَحْيَاء وَأخرج الْمَوْتَى. وَلَيْسَ ذَلِك مِنْهُ عجيباً إِذا كَانَ مرا وَكَانَ فِيهِ مَعَ ذَلِك شَيْء من الْقَبْض وَمن أجل هَذَا مَتى وضع على الخراجات جففها تجفيفاً شَدِيدا لَا لذع مَعَه.
وَالنَّوْع الآخر أَيْضا من السرخس وَهُوَ الْأُنْثَى قوته هَكَذَا بِعَيْنِه. وَقَالَ اريباسيوس فِي الْعقار الَّذِي يُسمى بطريس: وَفَسرهُ حنين أَنه السرخس: إِن أَصله مَتى شرب مِنْهُ أَربع درخميات مَعَ مَاء الْعَسَل قتل الْحَيَّات العراض والأجنة وأخرجها.
سرنج كَانَ عَلَيْهِ اأدرى فاستدللنا عَلَيْهِ أَنه سرنج.
قَالَ فِيهِ د: قوته كقوة الشاذنة إِلَّا أَنه أقوى وَيصْلح لأدوية الْعين وَهُوَ أَشد قبضا من الشاذنة وَلذَلِك يقطع نزف الدَّم.
وَمَتى خلط بقيروطي أَبْرَأ حرق النَّار والبثور وَقد ذكرنَا مَا ذكر جالينوس فِي الأسرنج فِي ذكر الأسرب.
اريباسيوس: السرنج ألطف من الاسفيذاج لِأَنَّهُ قد اكْتسب لطافة لم يكن لَهُ. سماني قَالَ ج فِي الْخَامِسَة من تَفْسِير السَّادِسَة من ابيذيميا: إِنِّي قد رَأَيْت نَاسا كثيرا اعتراهم تمدد فِي عضلهم من أكل السماني لِأَنَّهَا تَأْكُل الخربق فَيجب أَلا يُؤْكَل(6/216)
إِلَّا مَا جرب مِنْهُ أَو علم أَنه لم يكن يُصِيب الخربق أَو لَا يكثر هَهُنَا فَإِن قوما قد عرض لَهُم التمدد من أكله لما أدمنوه.
سنجاب ابْن ماسويه: إِن مسكه مَتى قيس بمسك السمور كَانَ بَارِدًا رطبا على أَنه يسخن الْجِسْم وَيصْلح مزاجه للمحرورين والشباب لِأَنَّهُ لَا يسخن إسخاناً مفرطاً وَأما السمور والدلق فيصلحان للمشايخ والمبرودين. سلرسلر دَوَاء رومي يسلخ الْجلد مَتى طلي عَلَيْهِ وَإِن سعط مِنْهُ مطبوخاً بِمثل حَبَّة من حِنْطَة نفع جدا.
سكر هَذَا شَيْء يسكر جدا مَتى شرب ويسرع بالسكر ويعترى مِنْهُ الدوار والعطش. سك بديغورس: خاصته الزِّيَادَة فِي الْجِمَاع وَيفتح السدد والتحليل.
ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس قباض يمسك القيئ وَيعْقل الْبَطن وَيُقَوِّي الْأَعْضَاء.
سلحفاة قَالَ: دم السلحفاة الْبَريَّة يُوَافق الصرع وَدم ألف ز البحرية إِذا شرب بشراب وأنفحة الأرنب وكمون وَافق نهش الْهَوَام وَشرب الضفادع القتالة.
قَالَ: ومرارتها توَافق الخناق والقروح الخبيثة الْعَارِضَة فِي أَفْوَاه الصّبيان. وَمَتى وضعت فِي منخري من بِهِ صرع نفع.
وَقَالَت الخوز قاطبة إِن دَمه وبوله بَالغ النَّفْع جدا للفتق بالصبيان مَتى خلط بِهِ شَيْء من مسك وقطر فِي الإحليل. وَمَتى طبخ هَذَا الْحَيَوَان فِي المَاء وأقعد الصَّبِي فِيهِ نفع. سكنجبين أما الَّذِي يصنعه د وَفِيه ملح بحري وَقد ذَكرْنَاهُ فِي كتاب الصَّنْعَة فَقَالَ فِيهِ: إِن شرب أسهل كيموسا غليظاً ونفع من عرق النسا ووجع المفاصل والصرع ونهش الأفعى وَشرب الأفيون والسم الْمُسَمّى تافسيا ويتغرغر بِهِ للخناق. ج فِي السكنجبين: إِنَّه أصلح الْأَشْرِبَة لكل مزاج وللأسنان فِي حفظ الصِّحَّة لِأَنَّهُ يفتح السبل الضيقة وَلَا يدع أَن يحتبس فِيهَا كيموسا وَهُوَ من أدوية الصِّحَّة ويلطف.
روفس فِي كتاب التَّدْبِير: السكنجبين يضاد البلغم والمرة السَّوْدَاء وينفع من تولدهما وينهض الشَّهْوَة. ابْن ماسويه: هُوَ نَافِع لتنقيح السدد وجلائها وَيقطع الأخلاط الغليظة.
والسكري أَنْفَع للمحروين وجرو الْبَلَد الْحَار والعسلي فِي الْبلدَانِ والأمزاج الْبَارِدَة والحلو مِنْهُ نَافِع للمبلغمين والحامض للصفراويين والمعتدل للمعتدلين.(6/217)
والسكنجبين جلاء مفتح مقطع للفضول نَافِع من الصَّفْرَاء والسعال البلغمي وَشرب الأفيون والذبحة الْحَادِثَة من الْحَرَارَة مَتى شرب أَو تغرغر بِهِ.
ماسرجويه: هُوَ جيد للحميات الَّتِي مَعَ العفن.
ابْن ماسويه: السكنجبين العسلي جيد لوجع المفاصل فِي الورك وللخوانيق والسكتة والسعال وَشرب الأفيون. ج فِي صبي يصرع: الْمُتَّخذ بخل العنصل لَا يضر بالعصب.
ابْن ماسويه: إِنَّه يفتح السدد بالأصول والبزور وَيكسر الرِّيَاح ويلطفها وبالخل ينفع من الطحال)
وَيفتح سدد الكبد ويسكن الْعَطش وينقى بِسَبَب الْعَسَل.
والعسلي جيد للمبرودين ولوجع المفاصل والأوراك والسكتة والخوانيق والسعال وَشرب الأفيون.
والسكري جيد للمحرورين وخاصة إِذا كَانَ حامضاً وَفِي الْأَزْمِنَة الحارة.
والمعتدل الْحَلَاوَة جيد للمعتدلين. ساذروان بديغورس خاصته تَقْوِيَة الشّعْر.
الطَّبَرِيّ: إِنَّه بَارِد قَابض يحبس الدَّم.
ابْن ماسويه: إِنَّه يمْنَع انتشار الشّعْر. بولس: الَّذِي يسْتَعْمل مِنْهُ فِي الْأكلَة فبزره وَهُوَ حَار يَابِس فِي آخر الثَّانِيَة. ج فِي السَّابِعَة ألف ز فِي لوسيماخس: الْأَغْلَب عَلَيْهِ الْقَبْض وَبِذَلِك يدمل الْجِرَاحَات وَيقطع الرعاف إِذا ضمد بِهِ وَجَمِيع الدَّم من أَيْن ينبعث.
وعصارته تشفي قُرُوح المعي مَتى حقن بِهِ وَنَفث الدَّم.
سقوطرس وَهُوَ برذى يرْبط بِهِ الْكَرم.
بولس: مَتى شرب من ثمره هَذَا أَو من زهره ثَلَاثَة قراريط حرك الْقَيْء كَمَا يُحَرك الخربق الْأَبْيَض من غير مضرَّة.
فَأَما ثَمَرَته فَإِنَّهَا تسهل من أَسْفَل وَأما عصارته فَإِنَّهَا تَنْفَع من عرق النسا. سيسا مونداس ج فِي الثَّامِنَة: هُوَ شَبيه بالخربق فِي جلائه وإسخانه وتجفيفه وَسَائِر قواه قريب من سَائِر قوى الخربق. سنديريطس فسره حنين: الْجريرِي.
وَقَالَ فِيهِ ج فِي الثَّامِنَة: إِن فِيهِ جلاء ورطوبة كَثِيرَة ويبرد قَلِيلا مَعَ شَيْء يسير من الْقَبْض فَهُوَ لذَلِك يمْنَع حُدُوث الأورام ويدمل الْجِرَاحَات الْحَادِثَة عَن الضَّرْب.(6/218)
سفارطس عُيُون ج فِي الثَّامِنَة قوته مجففة. سفارطس ج فِي الثَّامِنَة: هُوَ جذاب قوي الجذب. سطاحوس ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا فِي الثَّالِثَة من الإسخان وَلذَلِك يدر الطمث وَيخرج المشيمة وَيفْسد الأجنة. سطوني جالينوس فِي الثَّامِنَة: أَنْفَع مَا فِي هَذَا النَّبَات ثَمَرَته وورقه وقوتهما قابضة بِلَا لذع ويجفف تجفيفاً بَينا كَأَنَّهُ فِي أول الثَّالِثَة وَلذَلِك يسْتَعْمل طبيخه فِي الحقن لقروح المعي ويقطر فِي الْأذن الَّتِي يسيل مِنْهَا الْقَيْح وَيلْزق الْجِرَاحَات الْعَظِيمَة. وَأبين مَا يكون فعله فِي ذَلِك مَتى اسْتعْمل مَعَ الشَّرَاب الْأسود الْقَابِض وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يجفف تجفيفاً شَدِيدا كل رُطُوبَة تكون على غير المجرى الطبيعي.
وورقه الطري مَتى سحق وَوضع على مَوضِع انفجار الدَّم حَبسه.
وَمَتى ضمدت بِهِ الْعين الَّتِي بهَا انتشار وَهُوَ اتساع الحدقة من ضَرْبَة نفع.
سطراطيوس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: الْمَنْسُوب من هَذَا النَّبَات إِلَى المَاء فِيهِ رُطُوبَة مائية والمنسوب إِلَى الْبر فِيهِ شَيْء من قبض بِهِ صَار كَذَا وبسبب هذَيْن الجوهرين يُمكن فِيهِ إلزاق الْجِرَاحَات ونفع القروح وَيسْتَعْمل فِي البواسير وانفجار الدَّم. سيسارون فسره حنين: عشبة الشونيز.
يَقُول فِيهِ ج فِي الثَّامِنَة: إِن أَصله مَتى طبخ نفع طبيخه الْمعدة وأدر الْبَوْل وَهُوَ حَار فِي الثَّانِيَة.
وَفِيه مَعَ هَذَا شَيْء من المرارة وَالْقَبْض الْيَسِير. سقرينوبداس فسره حنين: عقرب بحري. ج فِي الثَّامِنَة: إِن هَذَا الدَّوَاء يسخن فِي الثَّالِثَة ويجفف فِي الثَّانِيَة.
سليكس ج: إِنَّهَا شَجَرَة قتالة. سقارج يجلو جلاء شَدِيدا وَيدل على ذَلِك. ألف ز اسْتِعْمَال النفاشين لَهُ حَيْثُ يَحْتَاجُونَ إِلَى الْجلاء وجربنا مِنْهُ أَنه يجلو الْأَسْنَان وينقبها وَفِيه قُوَّة حارة وَلذَلِك يدْخل فِي الْأَدْوِيَة المحرقة المجففة الَّتِي تشفي اللثة سمواش ماسرجويه: قوته كقوة الفيلزهرج وَيُقَوِّي الشّعْر. سمور السمور يسخن ويجفف لِأَن حيوانه كَذَلِك والدلق أَضْعَف مِنْهُ فِي ذَلِك.
سمك أما السَّمَكَة البحرية المخدرة فاسمها رعادة وَقد ذَكرنَاهَا فِي بَاب الرَّاء.
وَقَالَ د: مَتى وضعت على رَأس من بِهِ صداع مزمن سكنته من سَاعَته.(6/219)
وَمَتى احْتمل شدّ المقعدة الَّتِي تخرج إِلَى خَارج.
وَأخرج حنين فِي التَّفْسِير الْقَدِيم: إِن هَذَا هُوَ الرّقّ البحري.
والسمكة الَّتِي يُقَال لَهَا شيبيا وَهِي تعرف بِنَاحِيَة بَيت الْمُقَدّس بِهَذَا الِاسْم حوصلتها ملينة للبطن عسرة الانهضام وجلدها مَتى حك بِهِ الأجفان الخشنة فَهُوَ جيد. وَإِن أحرق بغطائه إِلَى أَن يسْقط عَنهُ الغطاء وسحق جلى الكلف والبهق والأسنان وَيغسل فَيدْخل فِي أدوية الْعين.
وَإِذا كحلت بِهِ عُيُون الْمَوَاشِي أذهب الْبيَاض مِنْهَا. وَمَتى اكتحل بِهِ مَعَ الْخلّ أذاب الظفرة.
وَالَّتِي تسمى طريغلا وَهِي بحريّة تورث الْعين غشاوة مَتى أدمن أكلهَا. وَمَتى شقَّتْ وَهِي نِيَّة وَوضعت على نهش تنين الْبَحْر وعقربه وعنكبوته أبرأت مِنْهُ.
وَأما البحري فَإِذا أكل غضاً طرياً غراً ونقى قَصَبَة الرئة وجود الصَّوْت وَإِذا تضمد بِلَحْم المالح الْعَتِيق أخرج السلاء من اللَّحْم من عمقه. فَأَما مَاء ملح البحري المالح إِذا جلس فِيهِ من كَانَت بِهِ قرحَة فِي الأمعاء فِي ابْتِدَاء الْعلَّة وافقها بخر بِهِ الْموَاد إِلَى ظَاهر الْجِسْم وَإِذا احتقن بِهِ أَبْرَأ عرق النسا.
والصنف الْمُسَمّى من السّمك سمارس المالح مِنْهُ مَتى أَخذ رَأسه وأحرق قلع اللَّحْم الزَّائِد فِي القروح ومنعها من السَّعْي وَقلع الثآليل المسمارية وَقلع التوت وَوَافَقَ لسعة الْعَقْرَب وعضة الْكَلْب كَالَّذي يَفْعَله كل سمك.
وَأما السّمك الصغار الَّذِي يُسَمِّيه أهل الشَّام الصير مَتى أحرق وذر على الشقاق الْعَارِض للمقعدة أَبرَأَهُ.
والمري الْمَعْمُول مِنْهُ مَتى تمضمض بِهِ أَبْرَأ القروح الخبيثة العفنة المنتنة الَّتِي فِي الْفَم.
وَأما السّمك الصخري فَإِن مرقته تسهل الْبَطن وَتَنْفَع من عضة الْكَلْب الْكَلْب مَتى تضمد بِهِ ونهش الْهَوَام.
وَأما السّمك الَّذِي يُسَمِّيه أهل الشَّام البن فَإِنَّهُ نَافِع من نهش الْحَيَّة المقرنة مَتى أَدِيم أكله وَالشرَاب عَلَيْهِ والقيء مرّة بعد مرّة. وينفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب.)
والغراء الْمَعْمُول من السّمك مَتى ألقِي فِي الاحساء نفع من نفث الدَّم.
قَالَ ج: كَانَ رجل يَأْخُذ رُؤُوس السمكات الصغار ألف ز المجففة المملوحة فيحرقها ويعالج بهَا الشقاق الْحَادِث فِي المقعدة واللهاة الوارمة ورماً صلباً مزمناً وعَلى هَذَا الْقيَاس قُوَّة هَذَا لَيست بحادة لِأَن الحدة أَكثر مَا يعرض لما يحرق بل هُوَ عَام لَهَا أجمع.
قَالَ: وَأما الْحَيَوَان الْمُسَمّى الرعاد وَهِي السَّمَكَة المخدرة فقد ذكر قوم أَنَّهَا مَتى أدنيت من رَأس من يشكو الصداع سكن صداعه وَمَتى أدنيت مِمَّن تنْقَلب مقعدته أصلحها. وَقد جربت الْأَمريْنِ فَلم أَجِدهُ يفعل وَلَا وَاحِد مِنْهُمَا وَكَانَ تجربتي لَهَا وَهِي ميتَة وأظن أَنه(6/220)
يجب أَن تدنى من رَأس صَاحب الصدع وَهِي حَيَّة فَإِنَّهُ بذلك يُمكن أَن تشفي الصداع بِمَا يحدث من الخدر.
وَأما الَّتِي تسمى طريغلا فَإِنَّهَا تَنْفَع إِذا وضعت على لسعة التنين البحري.
وَقَالَ فِي الْحَادِيَة عشر: وَمَاء السّمك المالح ينفع الخراجات المتعفنة كَمَا ينفع المري وينفع أَيْضا وجع الورك والنسا وقروح المعي مَتى حقن بِهِ العليل وَذَلِكَ لِأَنَّهُ بحدته يجذب الأخلاط المؤذية الْحَاصِلَة فِي الورك ويخرجها فِي المعي وَيغسل ويجفف القروح المتعفنة الَّتِي فِي الأمعاء وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي هَذَا الْوَجْه قوم من الْأَطِبَّاء مَاء البحري المملوح وَمَاء السميكات والصحناة. وَقد اسْتعْملت أَنا مَاء السميكات وَهِي الَّتِي تسمى المانون فِي مداواة القروح المعفنة فِي الْفَم.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن السّمك يخْتَلف النَّوْع الْوَاحِد مِنْهُ بِحَسب اخْتِلَاف مَكَانَهُ فلحم مَا يكون مِنْهُ فِي مَوضِع فِيهِ حمأة وعكر وكدر وفضول كَثِيرَة على غَايَة اللزوجة.
وَالَّذِي يكون فِي المَاء الصافي أَجود وَأفضل وخاصة إِن كَانَ ذَلِك المَاء يَتَحَرَّك برياح تهب.
وَالَّذِي يكون فِي المَاء الصافي فِي بحيرات يَسْتُرهَا عَن الرّيح شَيْء فَهُوَ أخس من الَّذِي يكون من بحيرات كَثِيرَة الأمواج لِأَن رياضته تكون أَكثر وفضوله أقل.
وأخس من هَذَا الَّذِي يكون فِي فوهة نهر تخرج أقذار مَدِينَة وأوساخها.
وَمَا كَانَ فِي بحيرة تتصل بنهر عَظِيم فِي أحد الجوانب وببحر عَظِيم عَن الْجَانِب الآخر وَمَا كَانَ من بحيرات مُنْقَطِعَة عَن الْأَنْهَار والبحار وخاصة إِن كَانَت هَذِه غدراناً صغَارًا لَا ينصب إِلَيْهَا أَنهَار كبار وَلَا فِيهَا عُيُون عِظَام تنبع.
وَالَّذِي فِي الْمِيَاه الَّتِي لَيست جريتها قَوِيَّة رَدِيء أَيْضا.
وَالَّذِي يكون فِي الْأَنْهَار فأجوده مَا كَانَ فِي أَنهَار قَوِيَّة الجرية حادتها.)
وَأما الَّذِي يكون فِي أَنهَار تفيض إِلَى بحيرات فَلَيْسَ هُوَ بالجيد.
وجودة السّمك تكون من قبل غذائه وَذَلِكَ أَن مِنْهُ مَا يغتذى من حشيش وأصول ونبات فَيكون لَحْمه لذَلِك أَجود وَمِنْه مَا يغتذى من حمأة وأصول رَدِيئَة فَيكون أخس مِنْهُ وَمَا يغتذى من أقذار مَدِينَة وأوساخها فَيكون لذَلِك أردأ من جَمِيع السّمك ألف ز حَتَّى أَنه مَتى مكث فضلا قَلِيلا بعد إِخْرَاجه من المَاء نَتن. وَمَا كَانَ من السّمك كَذَلِك فكله كريه اللَّحْم عسر الهضم وَالَّذِي فِيهِ من جودة الْغذَاء الْمِقْدَار الْقَلِيل جدا والفضول فِيهِ كَثِيرَة.
وَأفضل السّمك مَا كَانَ فِي بَحر صَاف نقي المَاء جدا وخاصة مَتى كَانَ شط ذَلِك الْبَحْر لَيست أرضه ترابية ردغية بل إِمَّا رملية وَإِمَّا خشنة صخرية فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك تسْتَقْبل(6/221)
الشمَال كَانَ سمكه أفضل بِكَثِير وَذَلِكَ أَنه لِكَثْرَة حركته بمهب الرِّيَاح يكون أَحْرَى لقلَّة فضوله ونقاء الرّيح وصفائها مِمَّا يزِيد فِي جودة طبع السّمك وفضيلة جوهره.
والسمك الَّذِي يكون فِي الْبحيرَة الْمُتَّصِلَة من أحد جانبيها بنهر عَظِيم وَمن الْجَانِب الآخر ببحر لَحْمه بَين لحم السّمك البحري والنهري لِأَنَّهُ يستريح إِلَى الماءين. وَمن طبع هَذَا السّمك أَن يغالب جرية المَاء من النَّهر وَيبعد عَن الْبَحْر كثيرا إِلَّا أَن السّمك البحري لَيْسَ لَهُ شوك صغَار وَأما وَوجه تعرف السّمك الْجيد هُوَ أَلا يكون فِي لَحْمه فضل سمن وَيكون لذيذاً لَيْسَ فِيهِ حراقة وَلَا حِدة فَأَما التفه الطّعْم وَالَّذِي الْغَالِب على طعمه الشَّحْم وَالدَّسم فَهُوَ أخس فِي اللذاذة وأردأ فِي سرعَة الهضم وَهُوَ أَيْضا رَدِيء للمعدة رَدِيء الْغذَاء.
وَمَا كَانَ من السّمك فِيهِ رُطُوبَة ولزوجة مخاطية فَإِنَّهُ إِذا ملح أذهب الْملح عَنهُ ذَلِك. والقريب الْعَهْد بالملح أفضل.
وَالدَّم الْمُتَوَلد من جَمِيع السّمك أرق وألطف من الْمُتَوَلد من الْمَوَاشِي وَقَلِيل الْغذَاء بِالْإِضَافَة إِلَى الْمَوَاشِي وغذاؤه أسْرع تحللاً.
وَأما السّمك الْقَلِيل الرُّطُوبَة الَّذِي يكَاد يتفتت لعدم الرُّطُوبَة وَالسمن فَإِنَّهُ كثير الْغذَاء صلب أرضي قَلِيل الرُّطُوبَة وَالدَّسم ينفذ سَرِيعا ويتحلل وَالدَّسم يمْلَأ الْمعدة سَرِيعا أول مَا يُؤْكَل ثمَّ يرجع فيقلل الشَّهْوَة.
وَأما السّمك الصخري فَإِنَّهُ سريع الهضم فِي غَايَة الْجَوْدَة والموافقة لحفظ الصِّحَّة لِأَنَّهُ يُولد دَمًا متوسطاً فِي القوام وَيَتْلُو السّمك الصخري فِي هَذَا الْفضل السّمك اللجي.)
والسمك الَّذِي يرْعَى فِي مَوَاضِع أقذار الْمَدِينَة فَإِنَّهُ إِذا مَا ازْدَادَ سمناً كَانَ أردأه غذَاء وَأكْثر فضولاً.
وَمَا كَانَ مِنْهُ فَاضلا مَحْمُودًا فيصلح اسفيذباجاً للناقهين.
وَأما الأصحاء فيصلح لَهُم الشوي على الطابق والمكبب.
روفس فِي كتاب التَّدْبِير: السّمك الْكثير الأرجل يهيج الباه.
والسمك المالح مَا كَانَ مِنْهُ إِذا ملح اكْتسب هشاشة فَإِنَّهُ يُطلق الْبَطن وَمَا اكْتسب صلابة فَلَا يُطلق الْبَطن وَالَّذِي يَسْتَفِيد من الْملح هشاشة مَا لم يصد من الْبَحْر.
بولس: وَالْمَاء الَّذِي يسيل من السّمك ألف ز المالح أَشد فِي التنقية وأبلغ من المَاء الَّذِي يذوب فِيهِ الْملح ويبلغ من شدَّة تنقيته أَن يسْتَعْمل فِي حقن من بِهِ عرق النسا وَذُو شنطاريا الخبيثة.
ومرق السّمك الطري يسهل الْبَطن إِذا شرب وَحده أَو مَعَ الشَّرَاب وخاصة إِن كَانَ طبخ بِمَاء وملح وشبث وزيت.(6/222)
قَالَ: والجري المملح مَتى أكل نفع الْحُلْقُوم الَّذِي بِهِ رُطُوبَة وَمَتى ضمد بِهِ جذب الشوك الْغَائِب فِي الْجِسْم.
ابْن ماسويه: السّمك الطري يُولد بلغماً نَافِع للمحرورين ولقحل الْجِسْم فَأَما من كَانَ الْأَغْلَب عَلَيْهِ البلغم وَفِي عصبه استرخاء فليجتنبه وخاصة فِي الشتَاء والبلاد الْبَارِدَة.
والمالح حَار يَابِس قَاطع للبلغم نَافِع للقيء بِهِ لإِخْرَاج البلغم اللزج فِي الْمعدة وَكلما عتق كَانَ أَكْثَره لحره ويبسه. وَأحمد مَا أكل ممقوراً الجرى. ج: لحم الجري المملح قد قيل إِنَّه يخرج السلاء.
وَقَالَ فِي الْخَامِسَة من تَدْبِير الصِّحَّة: إِن السّمك إِنَّمَا يمرخه كثير من النَّاس بَاطِلا فَإِنَّهُ وَجَمِيع مَا يتَّخذ مِنْهُ عسر الهضم ومولد للسدد فِي الأحشاء وَغَيرهَا وَإِنَّمَا يفلت من شدَّة إِذا أكل بعده عسل كثير.
وَقَالَ فِي السَّادِسَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء: إِنَّه أبرد الْحَيَوَان وَالدَّلِيل على ذَلِك أَنه يكون إِمَّا عديم الدَّم وَإِمَّا قَلِيله.
الكوسج ماسرجويه: الكوسج حَار جَدِيد بِالْإِضَافَة إِلَى السّمك حَتَّى أَنه يزِيد فِي الباه وَمَا)
يهيج من الْحَرَارَة لَا كَمَا يفعل سَائِر السّمك بالبرودة.
وَقَالَ: يجب أَن يُؤْكَل السّمك أبدا حاراً وَلَا يُؤْكَل بَارِدًا.
قَالَ سندهشار: السّمك الطري يزِيد فِي الباه وَيكثر الفضول.
ابْن ماسويه وَابْن ماسه: المارها صنف من السّمك يزِيد فِي الباه. سويق: يذكر هُنَا مَا يعم الأسوقة وَأما مَا لَا يعمها بل يَخُصهَا فمذكور فِي أبوابه ابْن سقنقور د: يُقَال: إِنَّه مَتى شرب من الْموضع الَّذِي يَلِي كلاه درخميات بشراب أنهض الباه حَتَّى يحْتَاج إِلَى شرب العدس بِالْمَاءِ الْبَارِد حَتَّى يسكن. ج عِنْد ذكره الكلى: كلى السقنقور وَمَا يَليهَا تشرب لتحريك الباه.
بولس قَالَ د إِلَّا أَنه زَاد فِيهِ: تشرب بطبيخ العدس بِعَسَل.
الخوز: مَتى شرب من كلى السقنقور خَالِصا أنعظ حَتَّى يحْتَاج أَن يشرب لَهُ مَا يسكنهُ من الْأَدْوِيَة وَإِنَّمَا تقل قوته بِأَن يخلط بالأدوية. سلق د: إِنَّه صنفان أَحدهمَا أسود وَهُوَ الَّذِي يضْرب لشدَّة خضرته إِلَى السوَاد وَهَذَا الْأسود يعقل الْبَطن وَمَتى طبخ بعدس وخاصة أَصله فَإِنَّهُ أَشد عقلا للبطن(6/223)
والصنف الآخر يسهل الْبَطن وَكِلَاهُمَا رَدِيء الكيموس للنطرونية الَّتِي فيهمَا وَلذَلِك ينقي عصارتهما مَتى استعط بهَا مَعَ الْعَسَل وينفع من وجع الْأذن.
وطبيخ ورق السلق وأصوله مَتى غسل بِهِ الرَّأْس قلع الصَّوَاب والنخالة وَمَتى صب على الشقاق الْعَارِض من الْبرد نفع. وَقد يضمد البهق بورقه بعد غسل الْموضع بنطرون ويضمد بِهِ ألف ز ج فِي الثَّامِنَة: فِي السلق قُوَّة بورقية تجلو وتحلل وتنفض فضل الدِّمَاغ من المنخرين فَإِذا طبخ فارقته هَذِه الْقُوَّة وَصَارَت قُوَّة تبطل كمون الأورام وتحلل تحليلاً يَسِيرا.
والسلق الْأَبْيَض جلاء وتحليله أَكثر لِأَن فِي الْأسود شَيْئا من قبض وخاصة فِي أُصُوله فَإِن الْقَبْض فِي أَكثر من سَائِر أَجْزَائِهِ.
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِن فِيهِ رُطُوبَة تجلو جلاء معتدلاً وبتلك الرُّطُوبَة يهيج الْبَطن للإطلاق ويلذع المعي والمعدة وخاصة إِذا كَانَت جَيِّدَة الْحس وَلذَلِك صَار السلق ضاراً للمعدة)
وخاصة لمن معدته بِهَذِهِ الْحَال إِذا أَكثر مِنْهُ.
وغذاؤه يسير كغذاء سَائِر الْبُقُول إِلَّا أَن السلق أَنْفَع من الملوكية فِي فتح السدد من الكبد وَغَيرهَا وخاصة مَتى أكل بالخردل وَإِن لم يُؤْكَل بخردل فَلَا أقل من أَن يُؤْكَل مَعَ خل.
وَهُوَ دَوَاء بليغ لمن كَانَ طحاله عليلاً من سدد إِذا أكل على مَا وصفت.
أرخيجانس: السلق حَار رطب.
روفس: السلق حريف.
وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: إِنَّه أَشد تَلْيِينًا للبطن من الملوكية.
ابْن ماسه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الأولى فِي أَولهَا وَفِيه حِدة يسيرَة للملوحة الَّتِي فِيهِ وَلذَلِك يضر بالمعدة. والأغلب عَلَيْهِ اللزوجة والجلاء وَلَيْسَ خلطه بحميد الْعَاقِبَة للملوحة الَّتِي فِيهِ والبورقية وَمَتى سلق بِالْمَاءِ ثمَّ طحن عقل الْبَطن. وَمَتى دق مَعَ أَصله وعصر وَغسل الرَّأْس بعصيره أذهب الحزاز.
فِي أَصله غلظ وإبطاء فِي الْمعدة وتوليد للنفخ والقراقر وَإِذا طحن كَانَ أَبْطَأَ فِيهَا. وَمَتى سلق وَجعل مَعَه الفول أسْرع هضمه.
وينفع من السدد الْعَارِضَة فِي الكبد وخاصة مَتى أكل بالفلفل والخردل والكمون. وَمَتى أكل بالخل فتح السدد الَّتِي فِي الطحال وخاصة مَاء ورقه. وَأَصله أَن يجلو الابرية الغليظة الَّتِي فِي الرَّأْس.
أَبُو جريج: السلق حَار رطب فِي الأولى وَفِيه من اليبس قَلِيل وَفِيه بورقية تخرج الثفل من الأمعاء إِذا حقن بهَا.
وعصيره ينقي الرَّأْس وَمَتى سلق وَجعل على الأورام فَإِنَّهُ إِمَّا أَن يحللها وَإِمَّا أَن ينضجها.(6/224)
مسيح: إِن السلق رُبمَا امغس.
ماسرجويه: إِنَّه من الْأَطْعِمَة الَّتِي فِيهَا غلظ.
وَقَالَ فِي الفلاحة الرومية فِي كتاب قسطس: إِن عصيره مَتى دلك لَهُ الرَّأْس قتل الْقمل وأذهب الحزاز وَإِن جعل عصيره قيروطياً وَسقي وَوضع على الورم سكنه وَمَتى طلي على الكلف أذهبه. وَذهب بالقروح فِي الْأنف. وَمَتى طلي بِهِ دَاء الثَّعْلَب أنبت الشّعْر.
الطِّبّ الْقَدِيم: هُوَ جيد للقولنج.) سخبر يهضم الطَّعَام.
ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس يُقَوي الْمعدة الرّطبَة وَيفتح السدد من الكبد بمرارته ويهضم الطَّعَام وخاصته قطع البلغم اللزج من الْمعدة. سنّ هُوَ قُرَّة الْعين ينْبت فِي الْمِيَاه القابضة.
قَالَ د: مَتى أكل مطبوخاً أَو غير مطبوخ فتت الْحَصَى وأخرجها ويدر الْبَوْل والطمث وينفع من قرحَة المعي. ج: هَذَا النَّبَات من الْحَرَارَة بِحَسب العطرية الَّتِي فِيهِ وَهُوَ ألف ز يحلل ويدر الْبَوْل سعلة وَيُسمى السعالي بولس: وَهَذَا الِاسْم لنفعه من السعال وضيق النَّفس المحوج إِلَى الانتصاب مَتى تبخر بِهِ وَهُوَ مركب من جَوْهَر حَار وجوهر مائي. ج فِي فنجيون وَتَفْسِيره السعال: إِن هَذَا الدَّوَاء يُسمى بِهَذَا الِاسْم لِأَن النَّاس قد وثقوا مِنْهُ بِأَنَّهُ نَافِع من السعال ويفش الانتصاب مَتى بخر بورقه وَأَصله يَابسا واستنشق دخانه وَهُوَ حَار حريف باعتدال وَلذَلِك يفجر الدبيلات والخراجات الَّتِي تكون فِي الصَّدْر تفجيراً غير مؤذ.
وَأما ورقه مَا دَامَ طرياً فَهُوَ ينفع الْأَعْضَاء الَّتِي يحدث فِيهَا الأورام الْغَيْر النضيجة إِذا وضع عَلَيْهَا وَذَلِكَ بِسَبَب مَا يخالط هَذَا الْوَرق من الرُّطُوبَة المائية. وَإِذا جفف لَا ينفع الأورام لِأَن قوته تحرق.
سطرونيون نَبَات يسْتَعْمل فِي غسل الصُّوف لتنقيته مَعْرُوف.
قَالَ د: أَصله حريف مدر للبول مَتى أَخذ مِنْهُ فلنجاران بِعَسَل نفع من أمراض الكبد وعسر النَّفس المحوج للانتصاب والسعال واليرقان ويسهل الْبَطن. وَمَتى شرب مَعَ الجوشير وأصل الْكبر فت الْحَصَى وأخرجها مَعَ الْبَوْل وحلل ورم الطحال. وَمَتى احْتمل أدر الطمث وَقتل الأجنة قتلا قَوِيا. وَمَتى طبخ بدقيق الشّعير حلل الخراجات فِي ابتدائها.
وَيَقَع فِي أخلاط الشيافات المحدة لِلْبَصَرِ ويحرك العطاس وَمَتى خلط بِعَسَل واستعط بِهِ أحدر فضول الدِّمَاغ من المنخرين.(6/225)
سنور قَالَ ابْن ماسويه وَابْن ماسه: لحم السنور مَتى جفف ودق استخرج الفضول والأزجة لِأَن لَهُ جذباً شَدِيدا.
سوس نَبَات د: عصارته تصلح لخشونة قَصَبَة الرئة وَمَتى شرب بطلاء نفع من التهاب الْمعدة وأوجاع الصَّدْر وَمَا فِيهِ والكبد وجرب المثانة ووجع الكلى.
وَمَتى امتص مَاؤُهُ قطع الْعَطش. وَقد يصلح للخراجات إِذا لطخت بِهِ.
وأصل السوس إِذا جفف وتضمد بِهِ نفع من الداحس. ج فِي السَّادِسَة: أَنْفَع مَا فِيهِ عصارة أَصله وَطعم هَذِه العصارة حُلْو كحلاوة الأَصْل مَعَ قبض يسير وَلذَلِك صَارَت تملس الخشونة الْحَادِثَة لَا فِي المري فَقَط لَكِن وَفِي المثانة أَيْضا وَذَلِكَ لاعتدال مزاجها فجوهرها فِي الْحر وَالْبرد جَوْهَر مشاكل لجوهرنا. إِذْ كَانَ قد تقدم الْبَيَان أَن الشَّيْء الحلو هَذِه حَاله وَلَكِن إِذا كَانَ فِيهَا مَعَ الْحَلَاوَة قبض قد علم من ذَلِك أَن جملَة مزاجها فِي الْحر وَالْبرد إِنَّمَا هُوَ كالسخونة الفاترة فَهِيَ لذَلِك قريبَة من المزاج المعتدل وَلما كَانَ كل شَيْء حلاوته معتدلة وَهُوَ مَعَ ذَلِك رطب حق لهَذِهِ العصارة أَن تقطع الْعَطش من طَرِيق أَنَّهَا رطبَة رُطُوبَة معتدلة بَارِدَة أَكثر من مزاج بدن الْإِنْسَان.
وَزعم د أَن أصل السوس مَتى جفف وسحق ألف ز كَانَ دَوَاء جيدا للظفرة الَّتِي تخرج فِي عين الْإِنْسَان وَاللَّحم الزَّائِد فِي أصُول الْأَظْفَار.
بديغورس: خاصته نفع الصَّدْر والسعال.
اريباسيوس قَالَ بَعْضًا مِمَّا قَالَ ج.
الخوز قاطبة: إِن السوس يحلل الْقَيْح من الصَّدْر. قَالَ بولس: هُوَ ثَمَرَة شَجَرَة أَصْغَر من الإجاص وَهُوَ فِي الْقُوَّة قريب من الطرفا وَذَلِكَ أَن لَهَا قُوَّة تقطع وتجلو وَهُوَ فِي الْقُوَّة قريب مِنْهَا وجلاؤها من غير تجفيف بَين. وفيهَا شَيْء من الْقَبْض.
وَالْمَاء الَّذِي يغلي فِيهِ إِذا شرب نفع الطحال وَأَبْرَأ وجع الْأَسْنَان.
وَثَمَرهَا ولحاؤها قريبَة الْقُوَّة من العفص.
ورماد الشَّجَرَة أَشد تجفيفاً. ينظر فِيهِ. والسبستان مَعَه يلين الصَّدْر وَحده لَا يُطلق الْبَطن وَهُوَ جيد لخشونة الصَّدْر.)
سداب د: أما الْبري فَإِنَّهُ لحدته لَا يصلح فِي الطَّعَام.
وَأما البستاني فَالَّذِي ينْبت عِنْد شجر التِّين أوفق للطعام وَكِلَاهُمَا محرق للجلد مدر للبول مَتى أكلا أَو شربا عقلا الْبَطن.(6/226)
وَمَتى شرب من بزر أَحدهمَا اكسونافن فِي شراب كَانَ نَافِعًا للأدوية القتالة.
وَمَتى تقدم فِي أكل الْوَرق وَحده أَو مَعَ تين يَابِس وَجوز أبطل فعل السم الْقَاتِل وضرر الْهَوَام.
وَمَتى أكل قطع الْمَنِيّ.
وَمَتى اسْتعْمل على مَا وَصفنَا كَانَ صَالحا لوجع الْجنب والصدر عسر النَّفس والورم الْعَارِض فِي الرئة وعرق النسا ووجع المفاصل والنافض.
وَمَتى طبخ بالزيت واحتقن بِهِ كَانَ جيدا لنفخ المعي الَّذِي يُقَال لَهُ قولون والمعي الْمُسْتَقيم وَالرحم.
وَمَتى سحق بِعَسَل ولطخ على فرج الْمَرْأَة إِلَى المقعدة نفع من اختناق الرَّحِم.
وَمَتى غلي بالزيت وَشرب أخرج الدُّود.
وَمَتى عجن بِعَسَل وضمد بِهِ أَبْرَأ وجع المفاصل.
وَقد يتضمد بِهِ مَعَ التِّين للحبن اللحمي.
وَمَتى طبخ بِالشرابِ إِلَى أَن ينتصف وَشرب نفع أَيْضا من هَذَا الصِّنْف من الحبن.
وَمَتى أكل مملوحاً أَو غير مملوح أحد الْبَصَر.
وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ سويق سكن ضَرْبَان الْعين.
وَإِذا اسْتعْمل بالخل ودهن الْورْد نفع من الصداع.
وَإِذا صير فِي الْأنف مسحوقاً قطع الرعاف.
وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ ورق الْغَار الطري نفع من الورم الْعَارِض فِي الْأُنْثَيَيْنِ.
وَمَتى غسل بِهِ مَعَ النطرون البهق الْأَبْيَض شفَاه وَقلع البثور اللينة والصلبة وَتسَمى التوت والثآليل.
وَمَتى وضع على القوابي مَعَ شب وَعسل نفع.
وعصارته مَتى سخنت فِي قشر رمانة وقطرت فِي الْأذن كَانَت جَيِّدَة لوجعها.)
وَمَتى خلطت بعصارة رازيانج وَعسل واكتحل بهَا أحدت الْبَصَر.
وَإِذا اسْتعْملت مَعَ الْخلّ واسفيذاج الرصاص ودهن الْورْد وتلطخ بهَا الْحمرَة نَفَعت من الْحمرَة والنملة وقروح الرَّأْس الرّطبَة.
وَمَتى مضغ السذاب بعد أكل الثوم والبصل ألف ز قطع رائحتهما.
وَمَتى أَكثر من الْبري قتل.
والبري مِنْهُ بعد ظُهُور أزهاره يجمع ليحمل إِلَى الْبِلَاد فيحمر الْيَد وَالْوَجْه ويورمها وَجَمِيع الْبدن ورماً حاراً مَعَ حكة شَدِيدَة وَيَنْبَغِي أَن يتَقَدَّم فِي الادهان قبل ذَلِك.
وَزعم قوم أَن عصارته مَتى رَشَّتْ على الدَّجَاج منع النمس من أكلهَا.(6/227)
وَالَّذِي ينْبت مِنْهُ فِي مقدونيا يقتل لِأَن ذَلِك الْجَبَل الَّذِي ينْبت فِيهِ هُوَ ملآن أفاعي.
وبزر السذاب صَالح للأوجاع الْبَاطِنَة. ج فِي الثَّامِنَة: الْبري فِي الرَّابِعَة من الإسخان والتجفيف والبستاني فِي الثَّالِثَة وَلَيْسَ بحاد حريف فَقَط بل هُوَ مَعَ ذَلِك مر فَهُوَ بِهَذَا السَّبَب يقطع ويحلل الأخلاط الغليظة اللزجة ولمكان هَذِه الْقُوَّة يستفرغ مَا فِي الْجِسْم بالبول وَهُوَ مَعَ هَذَا التلطيف يحلل وَيذْهب النفخ فَهُوَ لذَلِك من أَنْفَع شَيْء للرياح ومانع من شدَّة شَهْوَة الْجِمَاع ويحلل ويجفف تجفيفاً وتحليلاً شَدِيدا وَذَلِكَ لِأَنَّهُ قوي التجفيف.
روفس: إِنَّه مَانع من السل وينفع الْبَصَر ويدر الْبَوْل.
وَقَالَ أَيْضا فِي كتاب التَّدْبِير: السذاب قَاطع للمني جيد للاستمراء وإدرار الْبَوْل وَهُوَ مُوَافق جدا للمعي الْأَسْفَل.
ابْن ماسويه: إِنَّه نَافِع للريح الغليظة فِي القولون محدد لِلْبَصَرِ مَتى اكتحل بمائه مدر للْحيض مصدع عَاقل للطبيعة وخاصته إِفْسَاد الْمَنِيّ وتجفيفه.
أَبُو جريج: صمغ السذاب جيد فِي آخر الثَّالِثَة يَابِس فِي الثَّانِيَة يبريء القروح العتيقة مَتى نثر عَلَيْهَا وينفع من الْخَنَازِير فِي الْحلق والإبط مَتى استعط مِنْهُ بِوَزْن دانق.
ساساليوس د: قُوَّة ثمره وَأَصله مسخنة وَمَتى شرب أَبْرَأ تقطير الْبَوْل وعسر النَّفس المحوج للانتصاب وينفعان من الأوجاع الْبَاطِنَة ويبرئان السعال المزمن.
وَالثَّمَرَة خَاصَّة مَتى شربت هضمت الطَّعَام وحللت المغس وَهِي نافعة من الْحمى الَّتِي يعرض فِيهَا حر وَبرد مَعًا فِي أَجزَاء مُخْتَلفَة فِي الْجَسَد. وَقد يشرب بالفلفل وَالشرَاب للبرد فِي الْأَسْفَار وتسقى مِنْهُ الْمَوَاشِي الْإِنَاث ليكْثر النِّتَاج.
وَأما الأبريطشي فَإِنَّهُ يشرب لعسر الْبَوْل وإدرار الطمث.
وعصارة سَاق هَذَا النَّبَات وبزره إِذا كَانَ طرياً وَشرب مِنْهُ ثَلَاث أوبولسات بميبختج عشرَة أَيَّام أَبْرَأ وجع الكلى.
وأصل هَذَا النَّبَات قوي إِذا عجن بِعَسَل ولعق مِنْهُ أخرج الفضول الَّتِي فِي الصَّدْر.
وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: أصل هَذَا النَّبَات قوي الْحَرَارَة وَأكْثر من أَصله بزره يبلغ من إسخانه أَن يدر الْبَوْل إدراراً سَرِيعا وَهُوَ مَعَ هَذَا لطيف حَتَّى أَنه لينفع من الصرع ويفش الانتصاب.
بديغورس خاصته: إِنْزَال الْبَوْل وَالْحيض والنفع من الصرع.
الدِّمَشْقِي: إِنَّه يسهل ولادَة جَمِيع الْحَيَوَان.
ماسرجويه: مَتى استعط بالساساليوس ألف ز نفع من الصرع جدا وَكَذَلِكَ مَتى ابْن ماسويه: يذيب البلغم الجامد وَيفتح السدد جيد للمعدة نَافِع للكليتين والمثانة منق للرياح من الخاصرة والحالبين.(6/228)
سقندوليون يَقُول فِيهِ د: إِن بزره مَتى شرب أسهل بلغماً وشفى وجع الكبد واليرقان وعسر النَّفس والصرع ووجع الْأَرْحَام الَّتِي تخنق.
وَإِن تدخن بِهِ أنبه المسبت.
وَمَتى نطل بِهِ الرَّأْس مَعَ الزَّيْت وَافق قرانيطس وليثرغس والصداع.
وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الشَّرَاب منع النملة من السَّعْي فِي الْجِسْم.
وَقد يعْطى من أَصله لليرقان ووجع الكبد.
وينحت وَيجْعَل فِي النواصير الجاسية فيحلل جسوها.
وعصارة زهره إِذا كَانَ رطبا وَافق الآذان الَّتِي فِيهَا قُرُوح وَالَّتِي يسيل مِنْهَا قيح. وَقد تخزن عصارته مثل سَائِر العصارات المخزونة.
وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: قُوَّة ثَمَرَة هَذَا قُوَّة حارة قطاعة فَهِيَ لذَلِك أَنْفَع مَا تكون للربو والصرع وَهِي نافعة أَيْضا من اليرقان وَكَذَلِكَ قُوَّة الأَصْل فَإِنَّهُ يُوَافق هَذِه الْعِلَل ويقلع الصلابة الَّتِي فِي النواصير مَتى نحت وَجعل فِيهَا.
وعصارة هَذَا تحفظ فينتفع بهَا جدا فِي مداواة القروح الْحَادِثَة فِي الْأذن الَّتِي قد عتقت.
وَقَالَ أريباسيوس مَا قَالَ ج سَوَاء. وأصبت فِي الْأَرْبَع مقالات لأريباسيوس أَن بعض النَّاس زعم أَن هَذَا هُوَ الكاكنج.
سكبينج قَالَ د: يصلح لوجع الصَّدْر وخضد العضل والأوتار والسعال المزمن ويقلع الفضول الغليظة الَّتِي فِي الرئة ويشفي الصرع والفالج الَّذِي يعرض مِنْهُ ميل الرَّقَبَة إِلَى خلف وَالَّذِي يعرض مِنْهُ ذهَاب الْحس وَالْحَرَكَة من بعض الْأَعْضَاء والحميات الدائرة وينفع هَذِه الأوجاع أَن تمسح بِهِ أَيْضا.
وَمَتى شرب بادرومالي أدر الطمث وَقتل الْجَنِين.
وَمَتى شرب بشراب نفع من نهش الْهَوَام.
وَمَتى استنشقت رَائِحَته مَعَ الْخلّ الْعَتِيق نفع من اختناق الْأَرْحَام.
ويجلو الْآثَار الْعَارِضَة من القروح فِي الْعين والغشاوة وظلمة الْبَصَر وَالْمَاء الْعَارِض فِي الْعين وَقد يجلو الْآثَار كَمَا يجلو الحلتيت مَعَ لوز مر وسذاب. ج فِي الثَّامِنَة: إِنَّه يسخن ويلطف على نَحْو الصموغ الْأُخَر وَفِيه شَيْء من الْجلاء ولسبب هَذَا ينقي الْأَثر الْحَادِث فِي الْعين ويلطفه ويرقه وَهُوَ أَيْضا من أفضل الْأَدْوِيَة للْمَاء النَّازِل فِي الْعين وظلمة الْبَصَر الْحَادِثَة من الأخلاط الغليظة.
وَأما نَبَات السكبينج فَهُوَ ضَعِيف لَا مَنْفَعَة فِيهِ.
بديغورس: خاصته طرد الرِّيَاح والإذابة والتحليل.
أريباسيوس: صمغ السكبينج وَهُوَ الْمُسَمّى سكبينجاً يصلح للهتك الْكَائِن فِي العضل وأوجاع الجنبين والسعال الَّذِي يكون من ألف ز السدة الْحَادِثَة عَن أخلاط غَلِيظَة غير نضيجة.(6/229)
قَالَ ج: السكبينج يُقَاوم السمُوم القتالة وَفعله فِي ذَلِك أَكثر من فعل القنة.
حَكِيم بن حنين: إِن ج ذكر السكبينج مَتى سحق بخل وطلي على الشعيرة فِي الْعين والبثرة أذهبهما.
أَبُو جريج: إِنَّه نَافِع للقولنج مَتى شرب أَو احتقن بِهِ ويسهل البلغم الغليظة الْمُجْتَمع فِي الْوَرِكَيْنِ ويلين الطَّبْع لينًا فِي رفق وينفع البواسير مُفردا ومؤلفاً وَيصْلح الْأَدْوِيَة المسهلة وَيخرج الرِّيَاح الغليظة.
ابْن ماسويه فِي إصْلَاح المسهلة: إِن خاصته النَّفْع من الْأَرْوَاح الْعَارِضَة فِي الأمعاء وَالظّهْر)
والوركين وَدفع القولنج وإسهال البلغم اللزج.
الْفَارِسِي: إِن السكبينج يسهل ويذيب الْحَصَاة وينفع من النافض وَيزِيد فِي الباه وَهُوَ جيد للكبد.
الطَّبَرِيّ: ينفع من الْبرد فِي المقعدة والأرحام والأمعاء ويدر الْحيض وَالْبَوْل ويسهل المَاء الْأَصْفَر ويذيب الْحَصَى فِي الكلى وينشف بلة الْعين إِذا اكتحل بِهِ فِي ابْتِدَاء المَاء ويستعط بِهِ للصرع ويطلى على لدغ الْحَيَّات والعقارب وَيشْرب أَيْضا لذَلِك مِثْقَال بطلاء.
ماسرجويه: إِنَّه جيد للرياح يحللها أَيْن كَانَت ويسهل المَاء الْأَصْفَر ويذيب الْحَصَى فِي الكلى وينفع فِي ابْتِدَاء المَاء ولذع العقارب. سقولو قندريون مَتى طبخ ورقه بخل وَشرب أَرْبَعِينَ يَوْمًا حلل ورم الطحال وَيجب أَن يضمد بِهِ الطحال وَيُقَال: إِنَّه مَتى علق على الْمَرْأَة منع الْحَبل.
قَالَ ج فِي السَّادِسَة: هَذِه الحشيشة لَطِيفَة وَلَيْسَت بحارة فَلذَلِك تفت الْحَصَى وتحلل صلابة الطحال.
أريباسيوس: إِنَّه لطيف الْأَجْزَاء من غير حرارة وَلذَلِك يفت الْحَصَى وَيذْهب بالطحال مَتى طبخ بشراب وَشرب قبل الطَّعَام. وَقد جربته فِي قوم كثير.
الْإِسْكَنْدَر: مَتى علق على من بِهِ طحال أحدا وَأَرْبَعين يَوْمًا أضمر طحاله.
وأصبت فِي ثَبت الْأَسْمَاء أَن سقولوقندريون عنصل.
سقمونيا د: مَتى أَخذ مِنْهُ درخمي أَو ثَلَاث أوبولسات مَعَ القراطن أسهل مرّة وبلغماً وَقد يَكْفِي مِنْهُ بِوَزْن أبولوسين لتليين الْبَطن. وَإِذا احْتِيجَ إِلَى شربة قَوِيَّة فَثَلَاث أوبولسات مَعَ أوبولوسين من الخربق الْأسود ودرخمي من الْملح.(6/230)
وأصل شجرته مَتى أَخذ مِنْهُ درخميات أسهل وَقد يطْبخ الأَصْل بخل وينعم دقه مَعَ دَقِيق شعير وَيعْمل مِنْهُ ضماد لعرق النسا.
وَمَتى خلط بِعَسَل وزيت ولطخ بِهِ الخراجات حللها.
وَمَتى طبخ بالخل ولطخ على الجرب المتقرح قشره.
ويخلط بدهن ورد وخل وَيجْعَل على الرَّأْس للصداع.
بولس: السقمونيا يجلو ويحلل البثر وينقي البرص وَيذْهب الصداع المزمن ألف ز مَتى اسْتعْمل بخل ودهن ورد وصب على الرَّأْس.
من كتاب ينْسب إِلَى حُبَيْش وَإِلَى أبي جريج: السقمونيا حَار يَابِس وحره أَكثر من يبسه.
ابْن ماسويه: فِي إصْلَاح المسهلة: إِنَّه يسهل صفراء وَيُورث غماً وكرباً وَهُوَ رَدِيء للمعدة والكبد وَيذْهب شَهْوَة الطَّعَام.
وَقَالَ فِي كتاب الْمسَائِل الطبيعية: السقمونيا إِذا كَانَ قَلِيلا وَكَانَ عتيقاً أدر الْبَوْل وَلم يُطلق الْبَطن.
وَقَالَ فِيهِ أَيْضا: السقمونيا قَلِيل الْحَرَارَة والخربق كثير الْحَرَارَة وَلذَلِك يسهل وَلَا يقيء.
قَالَ: والتفسيا وعصارة قثاء الْحمار أَكثر حرارة من الخربق.
ابْن ماسه: يسهل صفراء مَعَ فضلَة دموية رَدِيء للمعدة يصلح أَن يخلط بعصير السفرجل.
قَالَ عِيسَى: وحره ويبسه فِي الثَّالِثَة.
انْقَضى حرف السِّين.(6/231)
3 - (بَاب الشين)
شراب ج فِي الْمقَالة الأولى من حفظ الصِّحَّة: الشَّرَاب يعدل الفضول الَّتِي من جنس المرار ويستفرغها وَيدْفَع اليبس عَن الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَيذْهب مَا ينَال الْجِسْم من يبس التَّعَب المفرط وَذَلِكَ أَنه يرطب كلما أفرط عَلَيْهِ اليبس من الْأَعْضَاء ويعدوه وَيكسر من حِدة الْخَلْط الَّذِي من جنس المرار ويستفرغه بالعرق وَالْبَوْل.
الرَّابِعَة النَّبِيذ الطَّبَرِيّ: والغليظة يجْتَمع فِي الْعُرُوق امتلاء وأخلاطاً نِيَّة كَثِيرَة رَدِيئَة. د: أما الْأَشْرِبَة العتيقة فَإِنَّهَا تضر بالأعصاب والحواس إِلَّا أَنَّهَا لذيذة الطّعْم وَيمْنَع مِنْهَا إِذا بعض الْأَعْضَاء عليلاً. وَأما فِي وَقت الصِّحَّة فقد يشرب مِنْهُ الْقَلِيل وَلَا يضر.
وَأما الحَدِيث فَإِنَّهُ نافخ عسر الهضم يرى أحلاماً رَدِيئَة ويدر الْبَوْل.
وَأما الْمُتَوَسّط فَإِنَّهُ بَرِيء من عيوبها وَلذَلِك يجب أَن يخْتَار شربه فِي وَقت الصِّحَّة وَالْمَرَض.
وَالْأسود قَابض غليظ كثير الْغذَاء جيد لمن بِهِ إسهال.
وَأما الَّذِي يلقى فِيهِ بعض الْأَدْوِيَة فَإِنَّهُ يَجِيء طبع ذَلِك الْعقار.
وَالشرَاب الحلو الحَدِيث يرفع بخاراً كثيرا إِلَى الرَّأْس ويسكر سَرِيعا وينفخ الْبَطن وَهُوَ رَدِيء للمعدة.
وَأما الْعَتِيق جدا فَإِنَّهُ جيد للغشي وهضم الْغذَاء رَدِيء للمثانة وغشاوة الْبَصَر وَلَا يجب أَن يستكثر من شربه.
والحلو الغليظ يزِيد فِي اللَّحْم وَيحسن اللَّوْن غير أَنه مُوَافق فِي الهضم.
وَأما الْبَالِغ الْقَبْض فَإِنَّهُ يدْفع السيلانات عَن الْمعدة ومضرته للرأس يسيرَة.
وَأما اللَّبن الْقَلِيل الخمرية فمضرته للعصب قَليلَة لينَة.
وَأما الطّيب الرَّائِحَة إِذا كَانَ مَعَ ذَلِك لينًا يُمكن أَن يشرب مِنْهُ مِقْدَار كثير وَلَا يسكر فَإِنَّهُ يعرض عَنهُ خمار طَوِيل الْمدَّة.
وَأما الَّذِي يتَّخذ بِمَاء الْبَحْر فنافع مسهل للبطن رَدِيء للعصب. ألف ز وَالشرَاب كُله بِالْجُمْلَةِ إِذا كَانَ خَالِصا لَا يخالطه شَيْء وَفِيه قبض فَإِنَّهُ يسْرع)
الذّهاب فِي الْجِسْم ويسخن وَيُقَوِّي الْمعدة والشهوة ويغذو الْبدن وَيزِيد فِي الْقُوَّة وَيحسن اللَّوْن(6/232)
وينفع من شرب السمُوم المخدرة مَتى شرب مِنْهُ مِقْدَار صَالح وَمن شرب المرتك وَأكل الْفطر ولسع الْهَوَام الْبَارِدَة وَيذْهب بالنفخة المزمنة واسترخاء الْمعدة وَالرِّيح الشرسفية وَلمن أفرط بِهِ الْعرق والتحليل وَلَا سِيمَا مَا كَانَ أَبيض عتيقاً طيب الرَّائِحَة.
والعتيق الحلو جيد للعلل الَّتِي تكون فِي المثانة والكلى وينفع الخراجات والأورام مَتى غمس فِيهِ صوف غير مغسول وَوضع عَلَيْهَا وَمَتى صب على القروح الخبيثة والآكلة الَّتِي تسيل إِلَيْهَا الفضول نَفعهَا وأنفع الْأَشْرِبَة للأصحاء مَا لم يخالطه مَاء الْبَحْر.
وَمَا كَانَ فِيهِ قبض وَكَانَ إِلَى الْبيَاض والغلط الْأسود رَدِيء للمعدة نافخ إِلَّا أَنه يزِيد فِي اللَّحْم.
وَالرَّقِيق الْقَابِض جيد للمعدة لكنه لَا يزِيد فِي اللَّحْم كَمَا يزِيد الْأسود.
والعتيق الْأَبْيَض الرَّقِيق يدر الْبَوْل إِلَّا أَنه يصدع الرَّأْس ويضر بالعصب.
وَالسكر كُله رَدِيء وَلَا سِيمَا إِذا أدمن.
وَمَتى ألح على السكر كل يَوْم أضرّ بالعصب وأضعفه وأرخاه.
وَإِن أدمن على الشَّرَاب لم تؤمن الْأَمْرَاض الحادة.
وأجود الْأَشْيَاء أَن يَأْخُذ مِنْهُ الْإِنْسَان بِمِقْدَار معتدل مَا بَين الْأَيَّام وَلَا سِيمَا مَتى جعل شرابه فِي تِلْكَ الْأَيَّام الْبَاقِيَة المَاء وَذَلِكَ أَنه يحلل وَينفذ وينقي الفضول الظَّاهِرَة والخفية.
وَيجب بعد شرب الشَّرَاب أَن يشرب المَاء فَإِنَّهُ يكسر صولة الشَّرَاب ويسكن عاديته.
وَالشرَاب المعسل يسْقِي فِي الحميات مَتى أزمنت وضعفت الْمعدة وَهُوَ ملين للبطن وَلَا يدر الْبَوْل وينقي الْمعدة وينفع من وجع المفاصل والكلى وَالرحم وَلَيْسَت لَهُ سُورَة شَدِيدَة فِي الرَّأْس.
حنين فِي مسَائِل الْأَمْرَاض الحادة: الْخُمُور المائية لَا تُؤثر فِي الرَّأْس وَلَا فِي العصب أثرا بَينا كَمَا تُؤثر الْخمر العتيقة.
وَقَالَ: الحوصي أَشد إسخاناً من الْأَبْيَض وَالْأسود والأحمر وَلذَلِك قرعه للرأس أَشد مِنْهَا.
وَالْأسود أَبْطَأَ انحداراً من الْأَبْيَض وَأَقل إدراراً للبول وَأَشد قرعاً للرأس وَذَلِكَ أَنه يكون أسخن وألطف.
وَأما الَّذِي لَا رَائِحَة لَهُ الْبَتَّةَ فَهُوَ أَضْعَف الْخمر وأقلها خمرية وأغلظها وأبردها وَلَيْسَت تحدث)
فِي الرَّأْس حَدثا الْبَتَّةَ لِأَنَّهَا غَلِيظَة شَدِيدَة الغلظ وَلَا نجد شرابًا حلواً رَقِيقا غَايَة الرقة وَلَا أَبيض اللَّوْن بل يكون أبدا مائلة إِلَى الغلظ والسواد لنَقص حلاوتها.
والخمرة الحلوة تسخن إسخاناً معتدلاً.
وكل شراب حُلْو فغليظ بطيء النّفُوذ وَلَيْسَ أَنَّهَا لَا يحلل السدد بل قد يحدثها فِي الكبد وَالطحَال وَلَا يحدثها فِي الرئة بل يحلل مجاري الرئة وينقيها. وَهِي أَيْضا أقل قرعاً للرأس من(6/233)
الشَّرَاب الريحاني كثيرا إِلَّا أَنَّهَا ألف ز تسهل الْبَطن أَكثر من سَائِر الْخُمُور ويستحيل سَرِيعا إِلَى المرار ويتولد عَنْهَا نفخ أَكثر من سَائِر الْخُمُور الرقيقة وَأكْثر غلظاً إِلَّا أَن نفختها أَيْضا لَيست مِمَّا تضر بالأمعاء السُّفْلى لِأَن رياحه على حَال ألطف من سَائِر نفخ الْأَشْيَاء غير الشَّرَاب.
قَالَ: وَالشرَاب الحوصي أحسن الْخُمُور كلهَا وَأولى أَن تسمى خمرًا. والمائي أقوى الْخُمُور فِي إدرار الْبَوْل وأقلها خمرية.
وَالشرَاب الحلو يعطش والمائي أَكْثَرهَا إدراراً للبول والحلو لَا يدر الْبَوْل.
وَالشرَاب الْأسود الغليظ الْمركب طعمه بَين الحلو والقابض رَدِيء لِأَنَّهُ يبطيء نُفُوذه وَهُوَ نافخ مركب من طعمين متضادين يتمانعان بِالْفِعْلِ. والعفص جيد للِاخْتِلَاف الْكثير الخراطة وذرب الْبَوْل.
وَالصرْف يضر بِالرَّأْسِ وينفع الأمعاء.
والممزوج جدا لَا يضر بِالرَّأْسِ وَلَا ينفع الأمعاء بل يَضرهَا ويرخيها وينفخها وَالصرْف يقويها بِقَبْضِهِ ويسخنها ويحلل النفخ مِنْهَا.
وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة: إِن الشَّرَاب فِي الثَّانِيَة من الإسخان وَمَا كَانَ مِنْهَا أعتق ابْن ماسويه: الْعَتِيق جدا يضر بالبصر.
وَالزَّبِيب المعسل يستأصل البلغم جيد للمعدة الرّطبَة والمتخذ من الفانيذ وَالسكر جيد لمن فِي صَدره عِلّة وَفِي مثانته. لي الشَّيْخ يحْتَاج إِلَى إدمانه وَلَا يحْتَاج إِلَى الْإِكْثَار مِنْهُ. ج فِي قوى النَّفس: الشَّرَاب ينفع الشُّيُوخ لِأَن أبدانهم بَارِدَة قَليلَة الدَّم فَهُوَ يسخنهم باعتدال وَيزِيد فِي دِمَائِهِمْ.)
وَأما من هُوَ فِي سنّ النَّمَاء فَإِنَّهُ يلهيهم ويخرجهم إِلَى حركات مفرطة جنونية.
فلاطن: لَا يجب من طلب الْوَلَد أَن يشرب ليلته تِلْكَ وَلَا الْمَرْأَة. ج: الشَّرَاب إِنَّمَا يمْنَع مِنْهُ الْقُضَاة والمدبرون لِأَنَّهُ مَتى مَلأ الْبدن بخارات حارة وخاصة الرَّأْس قوى النَّفس الشهوانية والعصبية تَقْوِيَة شَدِيدَة وَجعل النَّفس الفكرية مسرعة إِلَى الْقَضَاء والصريمة.
السَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: الشَّرَاب الْقوي يضر بالأبدان المنهوكة وبالناقهين وَأما الَّذِي لَيْسَ يقوى وَلَا يحْتَمل مزاجاً كثيرا وَله مَعَ ذَلِك قبض فَمن أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُم. وَذَلِكَ أَنه قد يسلم من مضار المَاء وَلم يبلغ أَن يسخن إسخان الشَّرَاب الْقوي.(6/234)
وَالشرَاب لَا ينْفخ بل إِن صَادف فِي الْبدن نفخة حللها وَلَا يبطيء فِي مَا بَين الشراسيف كَمَا يبطيء المَاء وَيفتح الطّرق الَّتِي ينفذ فِيهَا الْغذَاء وَيرْفَع الْغذَاء ويصعده ويعين على سرعَة نُفُوذه ويولد دَمًا جيدا ويعدل المزاج وينضج مَا هُوَ محتقن فِي الْمعدة وَالْعُرُوق وَيزِيد فِي قُوَّة الْأَعْضَاء ويبذرق الفضول ويسوقها إِلَى البرَاز.
والمائي الْأَبْيَض أَكثر الْأَنْوَاع إدراراً للبول.
قَالَ: وَالشرَاب الْعَتِيق إِذا كَانَ مرا جفف تجفيفاً كثيرا.
روفس فِي كتاب: الشَّرَاب ألف ز يبلغ من الإسخان الثَّالِثَة وَبَعضه يبرد الْأَبدَان.
وَالْأسود كثير الْغذَاء وَلَا سِيمَا إِن كَانَ مائلاً إِلَى الْحَلَاوَة وَعدم الْقَبْض وَهُوَ غير قوي الإسخان إِلَّا أَن يمِيل إِلَى المرارة. والكائن مِنْهُ فِي الْبِلَاد الْبَارِدَة أقل سخونة.
والأبيض قَلِيل الْغذَاء لَا ريح لَهُ وَلَا يضر بِالرَّأْسِ. وبقدر رِيحه قرعه وإسراعه إِلَى الرَّأْس.
وأسخنه الْأَصْفَر الْمشرق وخاصة مَتى مَال إِلَى المرارة.
والعتيق أقوى على النّفُوذ وإدرار الْبَوْل.
والجسم يَسْتَفِيد من الشَّرَاب قُوَّة وجلداً بِسُرْعَة وَينفذ الْغذَاء وَيغسل الْعُرُوق ويجيد الهضم ويسرع استحالته إِلَى الدَّم ويبريء الشَّهْوَة الْكَلْبِيَّة والقولنج الغليظ والرمد وَالْجُنُون.
والإكثار مِنْهُ تعرض مِنْهُ السكتة وَلَا يجب أَن يشربه مَحْمُوم وَلَا من بِهِ ورم أَو صداع أَو قرح أَو فَسَاد مزاج. لي ينظر فِيهِ.)
وَمن أَرَادَ الْإِكْثَار مِنْهُ فَلَا يكثر الرياضة يَوْمه لِأَنَّهُ مَتى فعل ذَلِك عرض لَهُ بعد طَعَامه كسل وفتور فيسرع النّوم.
وَأعظم مضرَّة السكر على الْأَبدَان الضعيفة وَيدْفَع شدَّة المَاء.
وَقَالَ فِي كتاب الْعَوام: الشَّرَاب ينمي الْحَرَارَة الغريزية ويحركها فَيكون لذَلِك الهضم أقوى وَالدَّم أَجود ويسهل احْتِمَال الطَّعَام الْكثير إِذا أقل مِنْهُ ويسمن الناقهين والمضرورين ويشهي الْأكل. لي ويسخن البلغم ويحط شَيْئا من الصَّفْرَاء ويعدل مَا لَا ينحط مِنْهَا وَيذْهب من ذَاته ويبسط النَّفس ويريحها وَيزِيد فِي الذكاء والشجاعة ويدر الْبَوْل والعرق ويعرض لمن تَركه الْهم وخبث النَّفس وَالْغَضَب وَبدر الْبدن. وشربه باعتدال فِيهِ هَذِه الْمَنَافِع.
فَأَما السكر فَإِنَّهُ يفْسد الدِّمَاغ وخاصة مَتى أدمن فليجتنب مِنْهُ ذَلِك وَمن شربه للِانْتِفَاع بِهِ فَلَا يشربه على طَعَام حريف وَلَا يكثر مِنْهُ.
الْفُصُول الثَّالِثَة: الشَّرَاب المائي كَمَا أَن منظره شَبيه بالمائي فَكَذَلِك قوته قريبَة من قُوَّة المَاء(6/235)
فَأَما مَا كَانَ من الْأَشْرِبَة غليظاً وَكَانَ مَعَ ذَلِك أَحْمَر فَهُوَ أَكثر الأنبذة غذَاء وأسرعها للأبدان النحيفة إخصاباً.
وَقَالَ: أقل الأنبذة غذَاء الرَّقِيق. والأحمر الغليظ كثير الْغذَاء إِلَّا أَن الْأسود أَكثر غذَاء مِنْهُ لكنه أَبْطَأَ غذَاء من الْأَحْمَر. والأبيض الغليظ أغذأ من المائي وَأَبْطَأ غذَاء مِنْهُ. وبحسب سرعَة غذائها يكون سرعَة خُرُوجهَا من الْجِسْم فَإِن الشَّرَاب المائي أسْرع الْأَشْرِبَة خُرُوجًا بالبول لسرعة نُفُوذه كُله إِلَى نَاحيَة الكلى إِلَّا الْيَسِير.
وَأما سَائِر الأنبذة الَّتِي ينحدر مِنْهَا مَعَ البرَاز شَيْء كثير فعلى حسب مِقْدَار زمَان إغذائها الْبدن يكون زمَان خُرُوجهَا.
حِيلَة الْبُرْء السَّابِعَة: قَالَ لَيْسَ من الْوَاجِب أَن يشرب من يحْتَاج إِلَى إنعاش بدنه شَيْئا خلا الشَّرَاب بعد أَلا تكون بِهِ حمى والمائي أوفق لهَؤُلَاء ألف ز يَعْنِي الناقهين وَهُوَ الْأَبْيَض الرَّقِيق الْقَلِيل الِاحْتِمَال للْمَاء فَإِن الشَّرَاب الْكثير الِاحْتِمَال للْمَاء أقوى الْأَشْرِبَة وليتوقه الناقهون والضعفاء لِأَنَّهُ يضر بقوتهم.
وَأما الْأَبْيَض الْقَابِض فَهُوَ نَافِع وَذَلِكَ أَنه قد جَاوز حد المَاء فِي مَا يخْشَى من رداءته وَلم يبلغ حد الشَّرَاب فِي مَا يحذر من مضرته.)
وَالشرَاب ينفذ الْغذَاء ويحط النفخ ويولد دَمًا جيدا ويعدل المزاج وينضج مَا هُوَ محتقن فِي الْمعدة وَالْعُرُوق وَيزِيد فِي قُوَّة الْأَعْضَاء ويبذرق الفضول ويسوقها إِلَى البرَاز. وَالشرَاب المائي أَكثر الْأَشْرِبَة إدراراً للبول.
الثَّانِيَة عشر قَالَ: من غشي عَلَيْهِ يجب أَن يسقى شرابًا حَار الطَّبْع سريع النّفُوذ وَهُوَ الْأَصْفَر الرَّقِيق الْعَتِيق الريحاني وَالَّذِي فِيهِ مَعَ ذَلِك مرَارَة فَإِنَّهُ كثير الْحَرَارَة. وَلَيْسَ يكون فِي توليد الدَّم وجودة الْغذَاء كَسَائِر أَنْوَاع الشَّرَاب وَلَا يستلذ بِهِ ويضرهم فِي الْمعدة ويؤلمها.
وَأفضل الشَّرَاب مَا كَانَ طَبِيعَته قَابِضا وَلَا يبْقى فِيهِ لِأَنَّهُ قد عتق من الْقَبْض شَيْء يحس والحرارة فِيهِ بَيِّنَة ظَاهِرَة فَإِن هَذَا لذيذ المشرب معِين على الاستمراء والنضج وانحدار الفضول ويسكن حِدة الأخلاط. واليسير الْقَبْض نَافِع للمعدة والأمعاء الَّتِي تجمع فضولاً.
قَالَ: وَلَا تَجِد من الشَّرَاب الْأَبْيَض اللَّوْن حاراً الْبَتَّةَ.
وأسخن أَنْوَاع الشَّرَاب الْأَحْمَر الناصع الْمشرق وَهُوَ الناري وَمن كَانَ رَأسه ضَعِيفا فَإِن الشَّرَاب الْقوي يسْرع الامتلاء فِيهِ وخاصة الريحاني فَإِنَّهُ يصدع أَكثر من سَائِر الْأَشْرِبَة.
والقابض يُقَوي الْمعدة وَهُوَ أبعد الْأَشْرِبَة كلهَا من الْإِضْرَار بِالرَّأْسِ وَلَا ينفذ الْغذَاء وَلَا يدر الفضول وَلَا يصلح لأَصْحَاب الغشى.
والأشربة الصفر أعون على استمراء الطَّعَام لِأَنَّهَا أَشد إسخاناً وَهِي مَعَ هَذَا تعدل(6/236)
المزاج وتغذو الْبدن وَلذَلِك صَارَت نافعة من جودة الأخلاط. وَلَيْسَ فِي المائي من هَذِه الْخِصَال شَيْء وَذَلِكَ أَن الَّذِي يصير من هَذِه دَمًا قَلِيل جدا.
والأصفر يصدع والمائي أبعد الْأَشْرِبَة من التصديع وَهُوَ أَكْثَرهَا إدراراً للبول والتالي لَهُ فِي إدرار الْبَوْل أرق صنوف الْخمر وألطفها.
وَأما الْأَصْفَر الغليظ فَأَبْطَأَ نفوذاً من الْأَصْفَر الرَّقِيق إِلَّا أَنه أَجود جَمِيع الْأَشْرِبَة القابضة فِي تَنْفِيذ الْغذَاء وغذاؤها أَكثر من الْأَصْفَر الرَّقِيق وَهِي أسْرع الْأَشْرِبَة كلهَا أصلا لرداءة الأخلاط لِأَنَّهَا تولد دَمًا جيدا.
الثَّالِثَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: الشَّرَاب مَتى شرب بِمِقْدَار معتدل أنمى الْحَرَارَة الغريزية وَزَاد فِيهَا إِذْ كَانَ أخص الأغذية بهَا وأكثرها مشاكلة وموافقة لَهَا.
من كتاب الكيموس: الشَّرَاب الْأَبْيَض الرَّقِيق يدر الْبَوْل أَكثر من سَائِر الْخُمُور وَهُوَ أقلهَا غذَاء)
للبدن. وَأكْثر الْخُمُور غذَاء أغلظها ألف ز وخاصة إِن كَانَت حلوة سَوْدَاء.
والسوداء أغْلظ من الْحمر والحمر أغْلظ من الصَّفْرَاء والصفراء من الْبَيْضَاء.
وَيصْلح لمن يحْتَاج إِلَى حصب بدنه الْحمر الحلوة والغليظة. وَلمن يحْتَاج إِلَى تلطيف بدنه وَفتح والطيبة الرّيح أَجود كيموساً من غَيرهَا غير أَنَّهَا تضر بِالرَّأْسِ.
والغليظة القابضة البشعة العديمة الرَّائِحَة اجتنبها فَإِنَّهَا رَدِيئَة الْخَلْط فَإِن كَانَت مُنْتِنَة الرَّائِحَة فَهِيَ أَشد.
وَيحْتَاج إِلَى الْخمر القابضة وَينْتَفع بهَا من يَبْغِي تَقْوِيَة معدته وَمن بِهِ ذرب. فَأَما فِي غير ذَلِك فَإِنَّهَا ردئية لِأَنَّهَا لَا تعين على نُفُوذ الْغذَاء وَلَا تولد الدَّم وَلَا تدر الفضول.
وَأَصْحَاب الأمزاج الحارة يصلح لَهُم الْخُمُور القليلة الْحَرَارَة ولأصحاب الأمزاج الْبَارِدَة الصَّهْبَاء الذكية الرَّائِحَة الْمرة وَهَذَا تسْتَعْمل فِي المحرورين وتولد فيهم حميات بِسُرْعَة. وَأما فِي المبلغمين فتنفعهم وتقوي أفعالهم الطبيعية.
وَالْخمر الْخلْوَة تلين الْبَطن والعصير ينْفخ ويعسر انهضامه وَيُطلق الْبَطن.
وَالْخُمُور الغليظة تصلح بعض الصّلاح مَتى عتقت فَأَما وَهِي طرية فلتترك فَإِنَّهَا فِي نَفسهَا عسرة الهضم فضلا عَن أَن تعين عَلَيْهِ.
وأضعف الْخُمُور التفهة.
من كتاب الأغذية قَالَ ج: أوفق أَنْوَاع الشَّرَاب كُله لتوليد الدَّم الْأَحْمَر الغليظ(6/237)
وَبعده الْأسود الحلو الغليظ وَبعد هَذَا مَا كَانَ لَونه أسود أَو أَحْمَر وَكَانَ قوامه غليظاً وَفِيه مَعَ ذَلِك قبض.
وَأَقل أَنْوَاع الشَّرَاب غذَاء الْأَبْيَض الرَّقِيق القوام المائي.
والحلو من الشَّرَاب أسْرع هضماً من الْقَابِض وأسرع نفوذاً.
وَأَغْلظ من الشَّرَاب هُوَ أَبْطَأَ نفوذاً وهضماً إِلَّا أَنه مَتى صَادف معدة قَوِيَّة حَتَّى يجود هضمه أَكثر غذَاء.
وَالرَّقِيق أَكثر إدراراً للبول.
وَقَالَ فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء: الْخُمُور الْبيض القليلة الِاحْتِمَال للْمَاء كَمَا أَنه لَا تضر بِالرَّأْسِ كَذَلِك لَا تسخن كثير إسخان وَلَا تعين على الهضم كثير مَعُونَة لَا فِي الْمعدة وَلَا فِي الْعُرُوق وَكَذَلِكَ لَا تخصب الْجِسْم كَبِير خصب.)
قسطاً فِي علل الدَّم: الشَّرَاب الحَدِيث يُولد رياحاً يمْلَأ بهَا الْعُرُوق وَلَا يعين على الهضم والعتيق يلطف وَلَا يزِيد فِي الْبدن كَبِير شَيْء بل يلطف الأخلاط وينقض مِنْهَا والمعتدل سليم من هذَيْن. فَهُوَ لذَلِك يجيد الهضم وَلَا ينْفخ.
الْإِسْكَنْدَر: الشَّرَاب الْعَتِيق رَدِيء للعصب وَإِذا شرب باعتدال كَانَت منفعَته عَظِيمَة فِي الهضم وإيصال الْغذَاء وتوليد الدَّم والاغتذاء ويشفي النَّفس ويشجعها.
فلاطن: الصّبيان لَا يجب أَن يسقوا إِلَى ثَمَان عشرَة سنة لِأَنَّهُ لَا يجب أَن يزادوا نَارا على نَار وَأما السكر وَكَثْرَة الشَّرَاب أَعنِي إدمانه فليمتنع مِنْهُ الشَّبَاب الْبَتَّةَ إِلَى الْأَرْبَعين. فَإِذا هم بلغُوا الْأَرْبَعين فَنعم الدَّوَاء على برودة الشيخوخة حَتَّى أَنه يسلي الهموم وَيذْهب خبث النَّفس. شربين د: إِنَّهَا شَجَرَة القطران.
قَالَ: وللقطران قُوَّة آكِلَة للحم الَّذِي للبدن الْحَيّ حافظة للأبدان الْميتَة وَلذَلِك سمى حَيَاة الْمَوْتَى. وَيحرق الثِّيَاب والجلود لإفراط إسخانه وتجفيفه وَلذَلِك يحد الْبَصَر إِذا وَقع فِي الأكحال ويجلو آثَار القروح.
وَمَتى قطر فِي الْأذن مَعَ الْخلّ قتل الدُّود الَّتِي فِيهَا. وَمَتى خلط بِمَاء قد طبخ فِيهِ زوفا وقطر فِيهَا سكن دويها وطنينها. وَإِذا قطر فِي السن المتأكلة سكن الوجع. وَمَتى تمضمض بِهِ مَعَ الْخلّ فعل ذَلِك.
وَإِذا لطخ على الذّكر قبل الْجِمَاع منع الْحَبل. وَإِن لطخ على الْحلق حلل اللوزتين. وَمَتى لطخت بِهِ الْمَوَاشِي قتل قملها وصؤابها. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ ملح نفع من نهشة الْحَيَّة المقرنة.(6/238)
وَمَتى شرب بالطلاء نفع من شرب الأرنب البحري. وَمَتى لعق مِنْهُ أَو تلطخ بِهِ نفع من دَاء الْفِيل.
وَمَتى تحسى مِنْهُ قدر أُوقِيَّة وَنصف نقي قُرُوح الرئة وأبرأها.
وَمَتى حقن بِهِ قتل الدُّود الْغِلَاظ والدقاق وَأخرج الأجنة.
وصفوه الَّذِي يجْتَمع على رَأسه يفعل هَذِه الأفاعيل.)
وَله خَاصَّة فِي برْء جرب الْمَوَاشِي وَالْكلاب وَيقتل القردان ويدمل قروحها. واطلها بعد جز صوفها.
ودخان القطران يجمع مثل دُخان الزفت وَيفْعل أفاعيل دُخان الزفت.
وَثَمَرَة الشربين رَدِيئَة للمعدة وينفع من السعال وشدخ العضل وتقطير الْبَوْل.
وَمَتى شرب مسحوقاً مَعَ الفلفل أدر الطمث. وَمَتى شرب بِخَمْر نفع من شرب الأرنب البحري.
وَإِن خلط بشحم الأيل ومخه وَمسح بِهِ الْجِسْم لم تقربه الْهَوَام.
وَيدخل فِي المعجونات. د: غذاؤه أقل من غذَاء الْحِنْطَة. وَمَاء الشّعير أَكثر غذَاء من سويق الشّعير. وَيمْنَع حِدة الفضول جيد لخشونة قَصَبَة الرئة وقروحها.
ويلطخ بِجَمِيعِ مَا يصلح لَهُ كشك الْحِنْطَة غير أَن كشك الْحِنْطَة أَكثر غذَاء وأدر للبول.
وَأما كشك الشّعير فَإِنَّهُ يدر الْبَوْل وَهُوَ جلي نافخ رَدِيء للمعدة منضج للورم البلغمي يعْنى بكشك الشّعير جشيشه المقشر.
ودقيق الشّعير مَتى طبخ مَعَ التِّين وَمَاء القراطن حلل الأورام البلغمية والصلبة. وَمَتى خلط بإكليل الْملك وقشور الخشخاشسكن وجع الْجنب. وَقد يخلط ببزر الْكَتَّان والحلبة والسذاب ويتضمد بِهِ للنفخ الْعَارِضَة فِي الأمعاء. وَمَتى خلط بالزفت الرطب وَالزَّيْت وَبَوْل صبي أنضج الْخَنَازِير.
وَإِذا اسْتعْمل مَعَ الآس والكمثرى ألف ز أَو العليق أَو قشور الرُّمَّان عقل الْبَطن.
وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ السفرجل نفع من الورم الْحَار الْعَارِض فِي النقرس.
وَمَتى طبخ بخل ثَقِيف وَوضع سخناً على الجرب المتقرح أَبرَأَهُ. وَمَتى طبخ بِالْمَاءِ حَتَّى يصير كالحناء الرَّقِيق ثمَّ خلط بزفت وزيت فتح الأورام. وَمَتى طبخ بالخل نفع من سيلان الفضول إِلَى المفاصل.
ماسرجويه: الشّعير بَارِد فِي الثَّانِيَة يَابِس ويبسه فِي قشوره فَإِذا قشر لم يجفف.(6/239)
وَأما مَاء الشّعير فيلين الصَّدْر ويدر الْبَوْل. وَمَتى طلي وَهُوَ حَار على الكلف أَبرَأَهُ.)
وطبيخ سويق الشّعير يعقل الْبَطن. شيلم د: مَا ينْبت مِنْهُ بَين الْحِنْطَة فَإِن لَهُ قُوَّة تشفي رداءة القروح الخبيثة إِذا خلط بقشر الفجل وَالْملح وتضمد بِهِ.
وَمَتى خلط بكبريت لم يحرق وخل أَبْرَأ القوابي الرَّديئَة والجرب المتقرح.
وَمَتى طبخ بزبل حمام وبزر كتَّان بشراب حلل الْخَنَازِير وَفتح الأورام الَّتِي يعسر نضجها. وَمَتى طبخ بِمَاء القراطن وتضمد بِهِ نفع من عرق النسا.
وَإِذا تبخر بِهِ مَعَ سويق شعير وَمر وزعفران وكندر وَافق الْحَبل وأعان على تَركه. ج فِي السَّادِسَة: هَذَا يجفف ويسخن تجفيفاً وإسخاناً عَظِيما حَتَّى يكَاد من الْأَدْوِيَة الحريفة وَهُوَ فِي هَذَا الْبَاب أَكثر من أصُول السوسن إِلَّا أَنه لَيْسَ فِي اللطافة كأصول السوسن بل هُوَ فِي ذَلِك أقل مِنْهَا كثيرا. فَمن الْوَاجِب أَن يَجعله الْإِنْسَان فِي مبدأ الدرجَة الأولى من الإسخان وَفِي
شلجم قَالَ د: مَتى طبخ وَأكل كَانَ كثير الْغذَاء نافخاً مولداً للحم الرخو مهيجاً للباه وطبيخه يصب على النقرس والشقاق الْعَارِض من الْبرد فينفع وَكَذَلِكَ مَتى ضمد بِهِ وَهُوَ سليق.
وَمَتى قورت سلجمة وأذيب فِي تقويرها شمع ودهن ورد على رماد حَار كَانَ نَافِعًا من الشقاق المتقرح الْعَارِض من الْبرد.
وَقُلُوب الشلجم تُؤْكَل مطبوخة فتدر الْبَوْل. وبزره يَقع فِي الترياقات ويهيج الباه.
وَإِذا غلي السلجم بِالْمَاءِ وَالْملح كَانَ أقل غذَاء إِلَّا أَنه يُحَرك شَهْوَة الْجِمَاع.
وَأما بزر السلجم الْبري فيستعمل فِي الْغمر مَعَ دَقِيق باقلي وكرسنة وشعير وحنطة. ج فِي السَّادِسَة: بزر هَذَا النَّبَات يهيج شَهْوَة الباه لِأَنَّهُ يُولد رياحاً نافخة وَكَذَلِكَ أَصله نافخ عسر الهضم زَائِد فِي الْمَنِيّ. شيطرج د: قُوَّة ورقه حارة محرقة وَلذَلِك يعْمل مِنْهُ ضماد لعرق النسا لذاع جدا مَتى دق نعما وَمَتى لطخ بِهِ الجرب المتقرح قلعه. ألف ز ونظن بأصول الشيطرج أَنَّهَا مَتى علقت فِي عنق من بِهِ وجع المثانة سكن.
ابْن ماسه: بزره كبزر الرشاد فِي الْقُوَّة إِلَّا أَنه أقل يبساً مِنْهُ.
يحول إِلَيْهِ مَا قَالَ ج فِي عرق النسا.(6/240)
شنجار هُوَ النَّوْع الْمُسَمّى اونوقليا أَصله قَابض فِيهِ مرَارَة يسيرَة وَهُوَ دابغ للمعدة ملطف يجلو الأخلاط المرارية والأخلاط المالحة لِأَن الطّعْم العفص مَتى خلط بالمر فَشَأْنه أَن يفعل هَذِه الْأَفْعَال. وَلذَلِك صَار هَذَا الدَّوَاء نَافِعًا لأَصْحَاب اليرقان وَلمن بِهِ وجع الكلى وَالطحَال وَهُوَ مَعَ هَذَا مبرد وَلذَلِك مَتى خلط بالضماد مَعَ دَقِيق الشّعير نفع من الورم الْمُسَمّى حمرَة.
ويجلو مَتى شرب وَإِذا وضع من خَارج وَلذَلِك صَار يشفي البهق إِذا سحق بخل ولطخ عَلَيْهِ.
وَأما ورقه فقوته أَضْعَف وَلكنه أَيْضا يجفف وَيقبض وَلذَلِك صَار يشفي استطلاق الْبَطن فَأَما النَّوْع الْمُسَمّى لوقاسيوس فَهُوَ أَيْضا نَافِع من الورم الْمَعْرُوف بالحمرة على مِثَال مَا ينفع الأول وأصل هَذَا النَّوْع الثَّانِي أَشد قبضا من النَّوْع الأول.
وَأما النَّوْع الَّذِي يُقَال لَهُ أَبُو خينس والفساريوس فقوته أَشد من قُوَّة ذَيْنك النَّوْعَيْنِ وَمن أجل ذَلِك صَار يتَبَيَّن فِي طعمه من الحراقة مِقْدَار أَكثر وَهُوَ نَافِع مَنْفَعَة بليغة لمن نهشه هوَام موذ إِذا تضمد بِهِ أَو أدنى مِنْهُ أَو أكله المنهوش أكلا.
وَأما نَوعه الرَّابِع الَّذِي لَيْسَ لَهُ اسْم يَخُصُّهُ فالحال فِيهِ مثل مَا فِي النَّوْع الثَّالِث إِلَّا أَنه أَشد مرَارَة مِنْهُ وَأقوى فَلذَلِك يخرج حب القرع مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال وَنصف مَعَ زوفا وقردمانا أَو حرف.
شبرم ابْن ماسويه وَابْن ماسه: يسهل سَوْدَاء وبلغماً.
السمُوم: الْقَاتِل مِنْهُ زنة دِرْهَمَيْنِ. وَيقطع إسهاله الْجُلُوس فِي المَاء الْبَارِد وصبه على الرَّأْس. شونجشر شيح ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا لَيْسَ بِقَبض كقبض الأفسنتين ويسخن أَكثر مِنْهُ وَفِيه مرَارَة أَكثر مِمَّا فِي الأفسنتين مَعَ ملوحة يسيرَة ويضر بالمعدة وَيقتل الدُّود أَكثر من الأفسنتين ضمد بِهِ أَو شرب ويسخن فِي الثَّالِثَة ويجفف فِيهَا.
ابْن ماسه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة قَاتل للحيات الَّتِي تؤذي بسمها.
ودهنه يذهب النافض والشقيقة الْبَارِدَة وينبت اللِّحْيَة الَّتِي تبطيء. وخاصته النَّفْع من لسع الرتيلا وَالْعَقْرَب إِذا شرب ويصدع مَتى أَكثر مِنْهُ جدا.
ماسرجويه: رماد الشيح مَعَ الزَّيْت الْعَتِيق ينْبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب.
شعر قَالَ ج فِي الْحَادِيَة: عشرَة مَتى أحرق صَارَت قوته كقوة الصُّوف المحرق فِي أَن يسخن ويجفف إسخاناً وتجفيفاً شَدِيدا ألف ز.(6/241)
شاهسفرم ابْن ماسه: فِيهِ حرارة ويبس نَافِع للمحرورين إِذا شم بعد أَن رش عَلَيْهِ مَاء بَارِد أَو مَاء ورد.
وَبَعض الْأَطِبَّاء يَقُول: إِنَّه بَارِد من أجل أَنه لم يتأذ أحد من المبرسمين برائحته فضلا عَن الأصحاء.
وَأما الحماحم فأشد حرارة وخاصة الْأَبْيَض.
ماسرجويه قَالَ: هُوَ بَارِد رطب نَافِع من الْحَرَارَة والاحتراق والصداع ويهيج النّوم.
وبزره يحبس الْبَطن من الْحَرَارَة والحرقة مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء بَارِد. شَحم د: الطَّبَرِيّ: من الشحوم اللينة كشحوم الدَّجَاج والإوز جيد لأوجاع الرَّحِم والعتيق والمالح رَدِيء لَهَا.
وشحم الْإِنَاث من الْبَقر وشحم الثور الْفَحْل قَابض يقبض قبضا يَسِيرا.
وشحم الْفِيل والأيل مَتى تلطخ بهما طرد الْهَوَام.
وشحم العنز أَشد قبضا من سَائِر الشحوم وَلذَلِك تعالج بِهِ قُرُوح المعي مَعَ الْخبز والسماق وشحم التيس أَشد تحليلاً وَمَتى عجن بِهِ بعر الْمعز والزعفران وضمد بِهِ النقرس نفع.
وشحم الضَّأْن يحلل إِلَّا أَنه أقل تجفيفاً من هَذِه.
شَحم الْخِنْزِير يُوَافق أوجاع الْأَرْحَام والمقعدة وَحرق النَّار.
وَمَتى جمع مَعَ قورة أَو رماد عَتيق كَانَ جيدا للشوصة والورم الرخو والصلب.
شَحم الْحمار: يُقَال: إِنَّه يذهب آثَار القروح.
شَحم الإوز والدجاج جيدان لوجع الْأَرْحَام والشقاق فِي الشّفة وشقاق الْوَجْه ووجع الْأذن.
شَحم الدب ينْبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب ويوافق الشقاق الْعَارِض من الْبرد.)
شَحم الثعالب جيد لوجع الْأذن.
شَحم الأفعى مَتى خلط بِعَسَل وقطران وزيت عَتيق وَافق الغشاوة وَالْمَاء الْعَارِض فِي الْعين وَمَتى نتف الشّعْر وطلي بشحم الأفعى الطري منع من نَبَاته بعد ذَلِك.
شَحم السّمك النَّهْرِي مَتى خلط بِعَسَل أحد الْبَصَر. ح فِي الْحَادِيَة عشرَة: الْفرق بَين السمين والشحم فِي الغلظ وَلذَلِك صَار مَا كَانَ من الْحَيَوَان جملَة طبعه وجوهره أرْضى فَإِنَّمَا يتَوَلَّد فِيهِ الشَّحْم وَمَا كَانَ رطبا فَالَّذِي يتَوَلَّد فِيهِ هُوَ السمين وَلذَلِك صَار السمين يذوب بالنَّار سَرِيعا وَلَا يحمر بعد مَا يذوب والشحم لَيْسَ يذوب بسهولة(6/242)
وَجَمِيع الْحَيَوَانَات الرّطبَة المزاج فَإِنَّهَا إِذا سمنت تحمل من السمين أَكثر مِمَّا تحمل من الشَّحْم كثيرا كالخنازير السمينة وَأما الْبَقر والمعز المسمنة فَإِنَّهَا تحمل من الشَّحْم أَكثر ليبوسة مزاجها.
وشحم مَا كَانَ أجف مزاجاً من الْحَيَوَانَات أيبس وشحم الأرطب أَكثر تَلْيِينًا وإنضاجاً وَلذَلِك نحقن من كَانَ فِي أمعائه السُّفْلى لذع بشحم الْمعز أَكثر مِمَّا نحقنه بشحم الْخِنْزِير لَا من طَرِيق ألف ز أَن شَحم الْخِنْزِير أقل تسكيناً للحدة من شَحم الْمعز لَكِن من طَرِيق أَنه ليبوسته يجمد سَرِيعا. وَلَكِن شَحم الْخِنْزِير وَإِن كَانَ أَكثر تسكيناً وقمعاً للحدة وَهُوَ يخرج سَرِيعا بسهولة فَلذَلِك اخترنا شَحم الماعز عِنْد اللذع الشَّديد من القروح فِي الأمعاء والزحير مَعَ أَن الشَّحْم الْخِنْزِير لِأَنَّهُ ألطف وَأَشد تسكيناً للحدة إِذا كَانَ السَّبَب المؤذي مستكناً فِي العمق لِأَن الشَّيْء الغليظ أقل غوصاً وَأَقل ممازجة للرطوبات الرَّديئَة. وَلذَلِك صَار شَحم البط أَشد تسكيناً للذع الْحَادِث فِي عمق الْأَعْضَاء وَهُوَ أَشد إسخاناً من شَحم الْخِنْزِير.
وَأما شَحم الديوك والدجاج فَهُوَ بَين هذَيْن.
وشحم الذّكر أسخن من الْأُنْثَى وَأَشد تجفيفاً وَكَذَلِكَ شَحم الخصى من الْحَيَوَان.
وَلِأَن الْخِنْزِير أقل حرارة ويبساً من جَمِيع الْحَيَوَانَات ذَوَات الْأَرْبَع صَار شحمه لذَلِك قَلِيل الْحَرَارَة كثير الرُّطُوبَة.
وَجَمِيع الشَّحْم والسمين كُله يسخن الْإِنْسَان ويرطبه إِلَّا أَنَّهَا تخْتَلف فِي ذَلِك بِحَسب أمزجتها فشحم الْخِنْزِير أبلغ فِي الترطيب قَلِيل الإسخان وشحم المسن أخف وأسخن من الرَّضِيع.
وَكَذَلِكَ شَحم الماعز أجف وَأَقل حرارة من شَحم الضَّأْن وشحم الثور أَكثر حرارة ويبساً من شَحم الْعجل. وشحم التيس أسخن وأجف من شَحم الماعز.)
وشحم فحولة الثيران أسخن وأجف من شَحم الماعز إِلَّا أَنه أقل فِي ذَلِك من شَحم الْأسد لِأَن شَحم الْأسد أَشد تحليلاً من شحوم سَائِر ذَوَات الْأَرْبَع وَأَشد حرارة وألطف جدا من جَمِيع الشحوم وَلذَلِك لَا يخلط فِي المراهم المستعملة للجراحات والأورام الحارة لما يحدث فِي الْخراج والورم من الْحَرَارَة.
فَأَما الأورام الصلبة المزمنة وتعقد العصب وَبِالْجُمْلَةِ الْعِلَل الصلبة المتحجرة فشحم الْأسد من أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهَا. وشحم الْخِنْزِير لَا يُمكنهُ أَن ينفع هَذِه.
وَأما شَحم الثور والعجل فَكَأَنَّهُ متوسط بَين هذَيْن وَلذَلِك يسْتَعْمل فِي الأورام الصلبة وَفِي الخراجات أَيْضا فيخلط مَعَ المحللة للتحليل وَمَعَ المنضجة للإنضاج.
وَمَا قيل فِي شَحم الأفاعي من أَنه يمْنَع الشّعْر إِذا نتف وطلي مَكَانَهُ مَنعه من النَّبَات فكذب.
وَكَذَلِكَ أَيْضا قَوْلهم إِنَّه يبريء ابْتِدَاء المَاء إِذا اكتحل بِهِ.
وَأما شَحم الدب فقد صدقُوا أَنه ينفع من دَاء الثَّعْلَب وَلَكِن لنا أدوية أسهل وجودا وأنفع مِنْهُ.(6/243)
وشحم الثَّعْلَب يصفونه لوجع الْأذن على غير تَحْدِيد فَلَا يجب أَن يلْتَفت إِلَى قَوْلهم فِيهِ.
وَكَذَلِكَ قَوْلهم فِي شَحم السّمك لابتداء المَاء فِي الْعين فَإِنَّهُم لَا يَدْرُونَ مَا يَقُولُونَ.
شقريدون قوته مسخنة مَدَرَة للبول وَقد يدق وَهُوَ طري أَو يطْبخ بشراب وَهُوَ يَابِس ويسقى لنهش الْهَوَام والأدوية القتالة ويسقى مِنْهُ وزن درخمي بِالشرابِ الْمُسَمّى أدرومالي للذع الْعَارِض فِي الْمعدة وقروح المعي وعسر الْبَوْل وينقي الصَّدْر من الْخَلْط الغليظ والقيح.
وَمَتى خلط يَابسا بالحرف وَالْعَسَل والراتينج والقردمانا مَكَان الْحَرْف ألف ز وهييء لعوقاً كَانَ صَالحا للسعال المزمن وشدخ العضل.
وَمَتى خلط بخل ثَقِيف ولطخ على مَوضِع الوجع من النقرس أَو خلط بِمَاء وضمد بِهِ كَانَ صَالحا لَهُ. وَإِذا خلط بقيروطي سكن ورم مَا دون الشراسيف الصلب المزمن.
وَمَتى احتملته الْمَرْأَة أدر الطمث. وَمَتى وضع على الخراجات ألزقها.
وَقد تشرب عصارته للأوجاع الَّتِي ذكرنَا. شاهترج ج فِي السَّادِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة: كَمَا أَن طعمه فِيهِ مرَارَة وَقبض مَعًا كَذَلِك فِي مزاجه حرارة وبرودة مَعًا وَهُوَ أَيْضا يجفف وينفع الْمعدة لِأَن فِيهِ قبضا لَيْسَ بِيَسِير وَلَيْسَ فِيهِ من الْحَرَارَة مِقْدَار كثير يتَبَيَّن. وَأما تجفيفه فَفِي الثَّانِيَة.
ماسرجويه: الْحَرَارَة أقل فِيهِ من الْبُرُودَة واليبس فِيهِ كثير وَهُوَ جيد للمعدة.
ابْن ماسويه فِي إصْلَاح المسهلة: خاصته نفع الْمعدة والجرب والبثر وإسهال الْمرة الصَّفْرَاء المحرقة وتصفية الدَّم وإدرار الْبَوْل وأجوده مَا اخضر لَونه وَمر طعمه وَكَانَ حَدِيثا: والشربة من طبيخه من خَمْسَة دَرَاهِم إِلَى عشرَة وَمن جرمه من ثَلَاثَة دَرَاهِم إِلَى سَبْعَة مَعَ مثله من الاهليلج الْأَصْفَر. فَإِن أَرَادَ مُرِيد شرب مائَة معتصراً فَلَا يطبخه وَيَأْخُذ مِنْهُ مَا بَين أَربع أَوَاقٍ إِلَى ثَمَان أَوَاقٍ مَعَ وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم أَو سَبْعَة من الاهليلج الْأَصْفَر وَوزن سكرا أَبيض.
شاذنة قَالَ جالينوس فِي التَّاسِعَة: مَتى حكت الشاذنة بِالْمَاءِ حَتَّى تثخن وجدت فِيهِ قبضا فَفِيهِ إِذا من الْبرد بِقدر مَا فِيهِ من الْقَبْض وَلذَلِك يمْنَع ويردع.
وَقد أصَاب الْأَطِبَّاء فِي خلطهم إِيَّاه فِي شيافات خشونة الْعين وَأَنت قَادر أَيْضا أَن تسْتَعْمل الشاذنة وَحدهَا فِي خشونة الأجفان فَإِن كَانَت الخشونة مَعَ أورام حادة دفت الشاذنة ببياض الْبيض وبماء الحلبة أَعنِي طبيخها وَمَتى كَانَت خشونة الأجفان خلوا من الورم الْحَار فَحل الشاذنة ودفها بِالْمَاءِ وقطر مِنْهُ فِي الْعين أَولا وَهُوَ رَقِيق باعتدال حَتَّى إِذا رَأَيْت العليل قد احْتمل ذَلِك فزد فِي ثخنه دَائِما واجعله فِي آخر الْأَمر فِي ثخن يحمل بالميل وحك بِهِ تَحت الجفن بعد أَن يقلب.(6/244)
وحكاك هَذَا الْحجر نَافِع من نفث الدَّم وَمن جَمِيع القروح بِأَن يسحق يَابسا كالغبار ويضمر اللَّحْم الزَّائِد وَلم يسْتَعْمل الْأَطِبَّاء القدماء فِي هَذَا الْوَجْه وَحده مُفردا فقد اسْتَعْملهُ فِي هَذِه الْوُجُوه الَّتِي ذكرتها.
وَإِذا حكت الشاذنة على مَا وصفت وقطر بالميل فِي الْعين أدمل وَختم القروح فِي الْعين وَحده مُفردا. وَهَذَا شَيْء لم أزل امتحنه بالتجربة.
وَقَالَ د: قوته مسخنة إسخاناً يَسِيرا ملطفة تجلو آثَار الْعين وَتذهب الخشونة من الجفن إِذا وَمَتى ألف ز خلط بِلَبن امْرَأَة نفع من الرمد والحرق وَالَّذِي يعرض فِي الْعين وَالْعين الدموية.
وَيشْرب بِالْخمرِ لعسر الْبَوْل وسيلان الطمث وَنَفث الدَّم الدَّائِم.
شب قَالَ ج فِي التَّاسِعَة: اسْم هَذَا الدَّوَاء مَأْخُوذ من الْقَبْض لِأَن الْقَبْض فِيهِ كثير جدا وجوهره غليظ وألطف أَنْوَاعه الَّذِي يَأْتِي من الْيمن وَبعده المستدير. وَأما الشب الرطب واللبني والصفائحي فَكلهَا شَدِيدَة الْغَلَط. شابابك ابْن ماسويه: هُوَ حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة شبه القيصوم فِي الْقُوَّة يقطع اللعاب السَّائِل من أَفْوَاه الصّبيان وينفع من أوجاع السَّوْدَاء. شقائق وَمَتى طبخ بطلاء وضمد بِهِ أَبْرَأ أورام الْعين الصلبة وعصارته تجلو آثَار القروح فِي الْعين وَفِي سَائِر الْجِسْم وينفع القروح الوسخة.
وَمَتى طبخ الْوَرق مَعَ القضبان بحشيش الشّعير وَأكل أدر الْبَوْل.
وَمَتى احْتمل أدر الطمث. وَمَتى تضمد بِهِ قلع الجرب المتقرح. ج فِي السَّادِسَة: جَمِيع الشقائق قوتها حادة غسالة جاذبة فتاحة وَلذَلِك مَتى مضغت جلبت البلغم. وَمَتى استعط بعصارتها نقت الدِّمَاغ.
وَهِي تلطف وتجلو الْأَثر الْحَادِث فِي الْعين عَن قرحَة. والشقائق أَيْضا تنقي القروح الوسخة ويقلع ويستأصل الْعلَّة الَّتِي يتقشر مَعهَا الْجلد ويحدر الطمث مَتى احْتمل ويدر اللَّبن.
ابْن ماسه: هُوَ حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة وَمَتى خلط زهره مَعَ قشر الْجَوْز الرطب صبغ الشّعْر صبغاً شَدِيدا سوَاده ويقلع القوباء وَمَتى جفف أدمل القروح. شوك جَمِيع الْأَصْنَاف تحلق بأسمائها.(6/245)
شَوْكَة بَيْضَاء وَيُقَال: إِنَّهَا الباذاورد.
قَالَ ج فِي السَّادِسَة: أصل الباذاورد يجفف وَيقبض قبضا معتدلاً وَلذَلِك صَار ينفع من استطلاق الْبَطن وَمن ضعف الْمعدة وَنَفث الدَّم وَمَتى ضمدت بِهِ الأورام الرخوة أضمرها.
وَمَتى تمضمض بطبيخه نفع من وجع الْأَسْنَان.
وبزره أَيْضا قوي اللطافة حَار وَلذَلِك ينفع التشنج إِذا مَا شرب. شكاعي قَالَ د فِي الشَّوْكَة الْعَرَبيَّة وَهِي مَا ترجمت الشكاعي: إِن طبيعتها قريبَة من طبيعة الشَّوْكَة الْبَيْضَاء وَهِي مَا ترْجم الباذاورد وَهِي قابضة وَأَصلهَا يُوَافق سيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم وَنَفث الدَّم من الصُّدُور وسيلان الرطوبات المزمنة من الْبدن. ج فِي السَّادِسَة: إِنَّه نَبَات شَبيه بنبات الباذاورد إِلَّا أَن قوته مجففة وَيقبض أَكثر من الباذاورد وَأَصله أقوى مَا فِيهِ وَلذَلِك صَار نَافِعًا من النزف الْعَارِض للنِّسَاء من رُطُوبَة ألف ز كَمَا يفعل الباذاورد وينفع اللهاة الوارمة والأورام الْحَادِثَة فِي المقعدة. وَأَصله يدمل القروح لِأَن قوته دابغة باعتدال.(6/246)
ابْن ماسه: إِنَّه حَار فِي الأولى يَابِس فِي الثَّانِيَة.
شبث قَالَ د: طبيخ جمة هَذَا النَّبَات وبزره مَتى شربا أردا الْبَوْل وسكنا النافض وجليا النفخ وقطعا الْقَيْء الْعَارِض من طفو الطَّعَام فِي الْمعدة ويمسكان الْبَطن ويدران الْبَوْل ويسكنان الفواق وَمَتى أدمن أكله أَضْعَف الْبَصَر وَقطع الْمَنِيّ.
وَمَتى جلس النِّسَاء فِي طبيخه نفع جدا من أوجاع الرَّحِم. وَمَتى أحرق بزره وضمدت بِهِ البواسير النابتة قلعهَا. ج فِي السَّادِسَة: الشبث يسخن ويجفف إِلَّا أَن إسخانه نظن أَنه فِي الدرجَة الثَّانِيَة ممتدة وَأما فِي الدرجَة الثَّالِثَة فمسترخية وتجفيفه فِي الثَّانِيَة عِنْد ابتدائها وَفِي الأولى عِنْد انتهائها وَلذَلِك صَار مَتى طبخ بالزيت صَار ذَلِك الزَّيْت دهناً يحلل ويسكن الوجع ويجلب النّوم وينضج الأورام اللينة الَّتِي لم تنضج وَذَلِكَ أَن الزَّيْت الَّذِي يطْبخ بِهِ الشبث يصير مزاجه قَرِيبا من مزاج الْأَدْوِيَة المقيحة المنضجة إِلَّا أَنه على حَال أسخن مِنْهَا قَلِيلا وألطف فَهُوَ بِهَذَا السَّبَب مُحَلل.
وَإِن أحرق الشبث صَار فِي الثَّالِثَة من دَرَجَات الإسخان والتجفيف وَلذَلِك ينفع القروح المترهلة الْكَثِيرَة الصديد مَتى نثر عَلَيْهَا وخاصة مَا حدث مِنْهَا فِي أَعْضَاء التناسل. وَأما القروح الْقَدِيمَة الَّتِي تكون فِي القلفة فَهُوَ يدملها على مَا يجب.
وَأما الشبث الطري فَالْأَمْر فِيهِ بَين أَنه أرطب وَأَقل حرارة وَذَلِكَ لِأَن عصارته بَاقِيَة فِيهِ فَهُوَ لذَلِك ينضج ويجلب النّوم أَكثر من الشبث الْيَابِس ويحلل أقل مِنْهُ وَبِهَذَا السَّبَب كَانَ القدماء يتخذون مِنْهُ أكاليل يضعونها على رؤوسهم فِي وَقت الشَّرَاب.
ابْن ماسه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة وخاصته تسكين الفواق وجلب النّوم ودهنه جيد للرياح.
وبزره مَتى جعل فِي الأحساء كثر اللَّبن. وَمَتى أَكثر مِنْهُ وَحده قلل الْمَنِيّ وأظلم الْبَصَر.
شونيز قَالَ ج فِي الثَّالِثَة: مَتى ضمدت بِهِ الْجَبْهَة نفع من الصداع الْبَارِد فَإِذا استعط بِهِ مسحوقاً مَعَ دهن الإيرسا نفع من ابْتِدَاء المَاء النَّازِل فِي الْعين وَمَتى تضمد بِهِ مسحوقاً مَعَ الْخلّ قلع البثور اللبنية والجرب المتقرح وَحل الأورام البلغمية المزمنة الصلبة.
وَمَتى دق وخلط ببول عَتيق وضمدت بِهِ الثآليل المسمارية قلعهَا وحلل الأورام البلغمية المزمنة. وَمَتى طبخ بخل مَعَ خشب الصنوبر وتمضمض بِهِ سكن وجع الْأَسْنَان.
وَمَتى ضمدت بِهِ السُّرَّة مَعَ مَاء أخرج الدُّود الطوَال. وَمَتى اشتم نفع الزُّكَام. وَمَتى شرب أَيَّامًا كَثِيرَة أدر اللَّبن والطمث. وَمَتى شرب بالنطرون سكن عسر النَّفس.
وَإِذا شرب مِنْهُ مِقْدَار درخمي بِمَاء نفع من نهشة الرتيلا. وَمَتى بخر بِهِ طرد ألف ز وَزعم قوم أَنه مَتى أَكثر من شربه قتل.
ابْن ماسويه: الشونيز فِي الثَّالِثَة من الْحَرَارَة واليبس. خاصته إذهاب الْحمى الكائنة من البلغم والسوادء وَقتل حب القرع نَافِع من لسع الرتيلا.
شهدانج ابْن ماسويه: هُوَ حَار فِي الثَّانِيَة. خاصته تجفيف الرُّطُوبَة الْحَادِثَة فِي الْأذن مَتى قطر دهنه وَمَتى أَكثر أكله ولد الصداع وَقطع الباه.
وورقه يسْقط الحزاز الَّتِي فِي الرَّأْس واللحية. شَجَرَة مَرْيَم ابْن ماسه: إِنَّهَا حارة يابسة فِي الثَّانِيَة نافعة من الزُّكَام الْبَارِدَة فِي الدِّمَاغ وَمَتى اكتحل بِمَائِهَا مَعَ الْعَسَل نفع من نزُول المَاء. شوكران شاطل دَوَاء هندي يشبه الكمأة الْيَابِسَة وَهُوَ حَار يسهل الْخَلْط البلغمي.
انْقَضى حرف الشين.(6/247)
3 - (بَاب الصَّاد)
صنوبر د: إِن ثَمَرَته مَتى شربت مَعَ بزر القثاء بالطلاء أدر الْبَوْل ونفع من قرحَة الكلى والمثانة وَإِذا شرب بعصارة رجلة سكن لذع الْمعدة ويفيد الْبدن الضَّعِيف قُوَّة ويقمع فَسَاد الرطوبات الَّتِي فِي الْبدن وَإِذا أخذت ثَمَرَة الصنوبر بغلفها من شجرتها ورضت كَمَا هِيَ رطبَة وطبخت بطلاء وَأخذ من طبيخها أَربع أَوَاقٍ وَنصف كل يَوْم وَافَقت السعال المزمن وقرحة الرئة.
وقشور الصنوبر بورقه مَتى شرب كَمَا ذكرنَا فِي التنوب نفع من وجع الكبد.
وَمَتى أنقع حب الصنوبر بشراب حُلْو وطبخ وَشرب كَانَ مُوَافقا جدا للقروح الَّتِي فِي الرئة نَافِعًا لَهَا.
قَالَ ج فِي السَّادِسَة فِي الراتينج: إِنَّه يدمل القروح الَّتِي فِي الْأَبدَان ويهيج يبقر مَعَه القروح الَّتِي فِي الْأَبدَان الناعمة.
وَقَالَ فِي السَّابِعَة: حب الصنوبر الْكِبَار إِذا كَانَت طرية فَفِيهَا مرَارَة يسيرَة وَلذَلِك صَارَت نافعة لمن بِهِ قيح مُجْتَمع فِي رئته أَو فِي صَدره ولسائر من يحْتَاج إِلَى إصعاد شَيْء محتقن إِلَى صَدره أَو رئته وقذفه بالسعال بسهولة.
وَهُوَ على سَبِيل الْغذَاء عسر الانهضام يغذو الْبدن غذَاء قَوِيا وعَلى سَبِيل الدَّوَاء من شَأْنه أَن يغري ويملس الخشونة وخاصة إِذا نقع فِي المَاء حَتَّى يَنْسَلِخ مِنْهُ جَمِيع مَا فِيهِ من الحدة والحراقة فَإِن الَّذِي يبْقى مِنْهُ بعد ذَلِك يكون فِي غَايَة الْبعد عَن اللذع وَفِي غَايَة التغرية واللحوج وَهُوَ فِي وسط بَين الْحَرَارَة والبرودة ممزوج من جَوْهَر مائي وجوهر أرضي والهواء فِيهِ قَلِيل جدا.
وَقَالَ فِي الثَّامِنَة: فِي لحاء شَجَرَة الصنوبر من قُوَّة الْقَبْض مَا يبلغ أَن يشفيالسحج إِذا وضع عَلَيْهِ كالضماد شِفَاء لَا غَايَة ألف ز وَإِذا شرب احْتبسَ الْبَطن وأدمل حرق المَاء الْحَار. وَكَذَلِكَ لحاء النَّوْع الْمُسَمّى قوفا إِلَّا أَن قوته أقل من قُوَّة هَذَا وَأما ورق هَاتين الشجرتين فَمن طَرِيق أَنه رطب أَمن لحائهما فِيهِ قُوَّة تدمل مَوضِع الضَّرْب.)
وَأما الصنوبر الْكِبَار فقوة ورقه ولحائه وَإِن كَانَ يشبه قُوَّة هَاتين اللَّتَيْنِ ذكرنَا فَإِنَّهُ أقوى حَتَّى أَنه لَا يُمكن أَن يفعل وَاحِدَة من تِلْكَ الْأَفْعَال الَّتِي ذكرنَا فعلا حسنا بل فِيهِ لذع مؤذ.(6/248)
وَأما الدُّخان الَّذِي يرْتَفع من هَذَا فَهُوَ أَنْفَع للأجفان الَّتِي قد استرخت وَانْتَفَخَتْ أشفارها وللمآق الَّتِي ذَابَتْ وتأكلت وَصَارَت تسيل مِنْهَا الدمعة.
قَالَ: والعلك الَّذِي يكون من الصنوبر الْكِبَار وَالصغَار أَشد حرافة من علك البطم لكنهما لَا يجذبان أَكثر مِنْهُ وعلك الصنوبر الْكِبَار فِي ذَلِك أَشد وَأكْثر من علك الصنوبر الْمُسَمّى قوفا وَأما علك الصنوبر الصغار وعلك الشّجر الَّذِي يُسمى لاطي فهما وسط بَين الْأَمريْنِ وَذَلِكَ لِأَنَّهُمَا أحد من علك البطم وَأَقل حِدة من علك قوفا وعلك الصنوبر الْكِبَار.
ولعلك الصنوبر جملَة حِدة وحراقة فَأَما العلك الَّذِي يُسمى لاركش فَهُوَ شَبيه بعلك البطم.
قَالَ: والدود الْأَخْضَر الَّذِي يُوجد على شَجَرَة الصنوبر قوته قُوَّة الذراريح بِعَينهَا.
قَالَ: وَقد يسْتَعْمل أطباء زَمَاننَا الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ دود الصنوبر فِي حلق الشّعْر.
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء فِي حب الصنوبر الَّذِي يُقَال لَهُ فدرس: إِنَّه دَوَاء لَا يغذو الْبَتَّةَ دون إنقاعه فِي المَاء حَتَّى تصلح حرافته وحدته كَسَائِر الْأَشْيَاء الَّتِي فِيهَا حِدة وحراقة فَإِذا سلخت حدتها غذت غذَاء يَسِيرا وَهِي تلذع الْمعدة لذعاً قَوِيا وتصدع الرَّأْس وَلَو أَخذ مِنْهَا مِقْدَار يسير.
وَحب الصنوبر الْكِبَار يُولد دَمًا غليظاً جيدا يغذو غذَاء صَالحا. وَقَالَ فِي كتاب الكيموسين: إِن حب الصنوبر الْكَبِير غليظ الكيموس وَلَيْسَ برديء الكيموس.
ارخيجانس: الصنوبر حَار رطب.
اريباسيوس: الصنوبر الصغار الْغَالِب على قشوره الْقُوَّة القابضة إِذا سحق ونثر على السحج أَبرَأَهُ نعما وَيحبس الْبَطن إِذا شرب ويدمل قُرُوح النَّار وَالْمَاء الْحَار.
وَأما قشر الصِّنْف الآخر الْمُسَمّى قوفا فَهُوَ شَبيه بِهَذَا إِلَّا أَنه أَضْعَف مِنْهُ. وَفِي ورق الصِّنْفَيْنِ الآخرين مِنْهُ قُوَّة تلزق الْجِرَاحَات.
ودخانه نَافِع من انتفاخ الأشفار وذوبان المأقين ونقصانهما والدموع الَّتِي تجْرِي مِنْهُمَا.
بولس فِي خشب الصنوبر وقشوره: إِن فيهمَا شَيْئا من حراقة وَهُوَ منق ويعين على النضج)
وَلذَلِك إِذا غلي بالخل وتمضمض بِهِ أذهب وجع الْأَسْنَان. وَمَتى جعل فِي اللعوقات سهل تصعيد مَا يصعد من الصَّدْر. وَمن تغرغر بطبيخه بخل قد خلط فِيهِ بعد ذَلِك عسل أحدر بلغماً كثيرا ألف ز من الْفَم.
ابْن ماسويه وَابْن ماسه: حب الصنوبر الْكِبَار حَار فِي الثَّانِيَة يَابِس فِي أَولهَا كثير(6/249)
الْغذَاء غليظ بطيء الهضم نَافِع للاسترخاء الْعَارِض للبدن مجفف للرطوبة الْفَاسِدَة المتولدة فِي وَيجب أَن يقشر من قشريه وينقع فِي المَاء الْحَار زَمنا طَويلا ثمَّ يُؤْكَل مَعَ الْعَسَل إِن كَانَ مبروداً وَمَعَ الطبرزد إِن كَانَ مزاجه حاراً فَإِن ذَلِك يعين على هضمه وتجويد غذائه.
وَأما الْحبّ الصغار فَفِيهِ عفوصة وحرافة ومرارة وَهُوَ نَافِع لوجع الرئة والسعال وَالضَّرَر الْحَادِث من الْبرد وَالْغَالِب عَلَيْهِ الْحَرَارَة واليبس وَهُوَ بالدواء أشبه مِنْهُ بالغذاء. والإكثار مِنْهُ يمغس وَلذَلِك يجب أَن يمس بعده من الرُّمَّان المز والعذب.
وخاصة حب الصنوبر النَّفْع من وجع الصَّدْر والرئة الْعَارِض من الْبرد والرطوبة وَهُوَ نَافِع من الرُّطُوبَة الْعَارِضَة فِي المثانة والكلى.
أَبُو جريج: الراتينج نَافِع من الخراجات الصلبة مَتى ضمدت بِهِ وينفع الْأَعْضَاء الَّتِي تكون فِيهَا الخراجات مَتى خلط بالمراهم وَإِذا نثر على القروح الَّتِي فِي الرَّأْس مَعَ الجلنار وَالْعُرُوق أبرأها وَفِي سَائِر الْجَسَد. ج فِي كتاب الكيموسين: حب الصنوبر الْكِبَار غليظ الكيموس إِلَّا أَنه رَدِيء الكيموس.
صفراغون هُوَ طَائِر هَذَا اسْمه بالافرنجية تُؤْخَذ أمعاؤه فتنظف وَتحرق وَيشْرب قَلِيلا قَلِيلا فتفت صدف د: إِن صدف الفرفير مَتى أحرق كَانَت لَهُ قُوَّة ميبسة جالية للأسنان نَاقِصَة للحم الزَّائِد منقية للقروح مدملة لَهَا وَكَذَلِكَ يفعل النَّوْع الَّذِي يُسمى فيروقس. وَإِن حشي بملح وأحرق فِي قدر جلا الْأَسْنَان وَحرق النَّار مَتى ذَر عَلَيْهِ.
وَيجب أَن يتْرك عَلَيْهِ حَتَّى يجِف فَإِنَّهُ إِذا اندمل سقط من نَفسه.
وَلحم الصدف الْمُسَمّى فيروقس جيد للمعدة وَلَا يلين الْبَطن.
وَلحم الصدف الَّذِي يُسمى فرقون أَشد قُوَّة وإحراقاً من لحم النَّوْع الْمُسَمّى فيروقس إِلَّا أَنه يَأْكُل اللَّحْم مَتى وضع عَلَيْهِ.
والصدف النبطي إِذا أحرق فعل فعل الفيروقس وَإِذا غسل بعد ذَلِك وَاسْتعْمل فِي أدوية الْعين وَافق أوجاعها وَإِذا خلط بالعسل أذاب غلظ الجفون وجلا الْبيَاض والخشونة والغشاوة.
ولحمه يوضع على عضة الْكَلْب الْكَلْب فينفع مِنْهَا.
والصدف الَّذِي يُسمى بِالشَّام طلبيس فَإِنَّهُ إِذا أكل طرياً ألان الْبَطن وخاصة مرقه.
وَمَا كَانَ مِنْهُ عتيقاً وأحرق وخلط بقطران وسحق وقطر على الجفن لم يذر الشّعْر ينْبت فِي(6/250)
ومرق أَصْنَاف الصدف الصغار يسهل الْبَطن مُفردا وَمَعَ يسير من الشَّرَاب.
وصدف الفرفير إِذا خلط بِزَيْت وأدهن بِهِ ألف ز أمسك الشّعْر المتساقط وأنبته وَإِذا شرب بخل أذبل الأورام فِي الطحال.
وَمَتى بخر بِهِ أَفَاق النِّسَاء اللواتي بِهن اختناق من وجع الْأَرْحَام وَيخرج المشيمة مِنْهُنَّ مَتى بخر بِهِ.
وَأما غطاء الصدف الْهِنْدِيّ الْعطر الرَّائِحَة والبايلي وَالَّذِي على سَاحل قلزم فَإِنَّهُ إِذا بخر بِهِ نفع من اختناق الْأَرْحَام الْبَتَّةَ وَفِي رِيحه شَيْء من ريح الجندبادستر وَلذَلِك يُنَبه المصروعين.
وَأما الصدف اللؤْلُؤِي وَهُوَ جلياس فَإِنَّهُ جيد للمعدة وَالْفساد. والبحري سريع النَّفْع فِي ذَلِك.
وَقُوَّة أغطية الصدف كلهَا إِذا أحرقت مسخنة جالية للجرب والبهق والأسنان. إِذا أحرقت)
بِلُحُومِهَا وسحقت واكتحل بهَا مَعَ عسل جلت آثَار اندمال القروح والكلف والغشاوة.
وَمَتى ضمد بهَا غير محرقة الحبن أضمره وَلَا يُفَارق الانتفاخ حَتَّى يحطمه ويفني رطوبته ويسكن أوجاع النقرس وأورامه ويجذب السلاء من اللَّحْم ويدر الطمث مَتى احْتمل. وَإِن ضمدت الْجِرَاحَات وخاصة الَّتِي فِي الأعصاب بِلُحُومِهَا مسحوقة مَعَ مر وكندر ألزقها. وَإِذا سحقت بخل قطعت الرعاف.
ولحومها طرية غير مطبوخة وَلَا مشوية تسكن وجع الْمعدة وَمَتى دقَّتْ بأغطيتها وشربت بِخَمْر وَشَيْء يسير من مر أبرأت القولنج ووجع المثانة.
واللزوجة الَّتِي تكون على لحم الْبري مِنْهَا إِذا وضعت بابرة على الشعرة الَّتِي فِي الجفن وألزقت التزقت.
جالينوس يَقُول فِي ذكر لحم الحلزون: إِن الرُّطُوبَة الَّتِي تُوجد فِي الحلزون وَتسَمى صديد الحلزون فَإِنَّهَا مَتى خلطت مَعَ الكندر وَالصَّبْر أَو مَعَ المر أَو مَعَ جَمِيع هَذِه أَو مَعَ بَعْضهَا ودقت حَتَّى يصير هِيَ والدواء فِي ثخن الْعَسَل صَار لَهُ علوكة تجفف الأورام المخاطية الْحَادِثَة فِي أصل الْأذن تجفيفاً جيدا وَهُوَ أَيْضا لزاق.
ويجفف أَيْضا الْموَاد المنحدرة من الرَّأْس إِلَى الْعَينَيْنِ إِذا وضع على الْجَبْهَة.
وَقد يسْتَعْمل الحلزون فِي إِخْرَاج السلاء بعد السحق مَعَ خزفه وَفِي مداواة اختناق الطمث.
وَقد سحقت لحم الحلزون نعما وَوَضَعته على جِرَاحَة كَانَ مَعهَا قطع وَفسخ فِي العصب فاندملت حسنا وَلم يحدث فِي الْعصبَة ورم وَكَانَ صَاحبهَا صلب الْجِسْم وسحقت مَعَ ذَلِك اللَّحْم شَيْئا من غُبَار حَائِط قريب من الرَّحَى.
وَقد ذكر الْأَطِبَّاء الَّذين كَانُوا قبلنَا أَنه يجب أَن يخلط مَعَ لحم الحلزون المر والكندر وَقد يلزق(6/251)
وَقَالَ فِي الحلزون الْمُسَمّى فيروقس وفرفورا: إِن جثته صلبة جدا وَلست أستعمله إِلَّا محرقاً. وَقُوَّة هَذِه الجثة محرقة تجفف تجفيفاً بليغاً. وَيجب أَن تجْعَل كالغبار بالسحق. نَافِع للخراجات الخبيثة.
وَهَذَا شَيْء عَام لجَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تجفف من غير لذع لذعاً بَينا. وَذَلِكَ أَن الَّذِي ألف ز يلذع بهيج ويثور فَيكون سَببا لانصباب الْموَاد وَلِجَمِيعِ مَا هَذَا سَبيله شَيْء عَام. وَذَلِكَ أَنَّهَا إِذا عجنت بالخل وَالْمَاء أَو بالخل وَالْعَسَل أَو بِالشرابِ وَالْعَسَل كَانَت نافعة نفعا كثيرا جدا)
للخراجات المتعفنة وَلذَلِك صَار جَمِيع الخراجات ينفعها هَذَا إِلَّا أَن بِالْأَقَلِّ وَالْأَكْثَر على قدر الأمزجة.
وَأما اوسطراون فَإِن خزفه شَبيه بخزف فيروقس لكنه ألطف مِنْهَا وَلِجَمِيعِ هَذَا الحلزون قُوَّة تجمع الْأَجْزَاء مَا دَامَت غير محرقة فَإِذا أحرقت صَار لَهَا قُوَّة مُخَالفَة لهَذِهِ وَهِي الْقُوَّة المحللة وَإِن غسلتها بعد ذَلِك صَار مَاؤُهَا معفناً وَمَا يبْقى أرضياً لَا لذع مَعَه أصلا وَهُوَ يكون نَافِعًا جدا لجَمِيع الخراجات الرّطبَة لِأَنَّهُ يَبْنِي اللَّحْم فِيهَا ويختمها.
فَأَما خزف الحلزون الْمُسَمّى ارسطرا فَإِنِّي أستعمله محرقاً فِي مداواة الخراجات الرّطبَة والخراجات العتيقة الَّتِي يعسر نَبَات اللَّحْم فِيهَا من أجل مَادَّة تنصب إِلَيْهَا وَقد صَارَت نواصير وَغَارَتْ فأضع حولهَا مِنْهُ من خَارج مَعَ شَحم عَتيق وأضع من دَاخل الْجرْح بعض الْأَشْيَاء الَّتِي تنْبت اللَّحْم بِمَنْزِلَة الشَّيْء الَّذِي يُسَمِّيه اليونانيون مقرناً وَهَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا مَوْجُودَة فِي جَمِيع أخزاف الْحَيَوَان بعد أَن يحرق إِلَّا أَنه بعد أَن يحرق على مَا يجب لكنه فِي خزف الْحَيَوَان الْمُسَمّى اوسطرا أَكثر وَبعده فِي خزف فيروقس وفرفورا وَلذَا صَار مَا هَذَا سَبيله من الرماد يخلط بالمراهم المحللة مَعَ الشَّحْم الْعَتِيق. وَمَتى أردته أَكثر حِدة أخلط بِهِ الشحوم الحارة.
وَجَمِيع هَذِه الأرمدة تجلو وتبرق الْأَسْنَان بالجلاء الَّذِي فِيهِ والخشونة.
وَإِذا أردته لهَذَا وَنَحْوه فَلَيْسَ يحْتَاج إِلَى سحقه نعما وَمَتى أردته للخراجات الخبيثة فأجد سحقه فَإِن هَذِه الأرمدة مَتى أحرقتها تنقص اللَّحْم الزَّائِد باعتدال وَمَتى خلطت بالملح جلت الْأَسْنَان جلاء قَوِيا حَتَّى أَنه يجفف اللثة المترهلة ونفع الْجِرَاحَات العفنة.
وَأما جثة فرفورا فقد زعم بعض أَصْحَاب الْكتب أَنه مَتى شرب بالخل شفى الطحال المترهل وَمَتى تدخن بِهِ نفع من اختناق الْأَرْحَام وَيخرج المشيمة من الرَّحِم.
وَالَّذِي يُسمى فوحيل فَمَتَى أحرق بجثته وخلط مَعَ رماده عفص أَخْضَر وفلفل أَبيض نفع من القروح الْحَادِثَة فِي الأمعاء مَا دَامَت لم تتعفن نفعا عَظِيما. وَيجب أَن يَجْعَل من الفلفل جُزْء وَمن العفص جزءان وَمن رماد الحلزون أَرْبَعَة أَجزَاء يسخن نعما ويذر على الطَّعَام ويسقى بشراب(6/252)
وَقد يوضع الحلزون بجثته على بطُون المستسقين وعَلى أورام المفاصل. وَإِذا وضعت عَلَيْهِ قِطْعَة قلعه يعسر لكنه يجفف ألف ز تجفيفاً شَدِيدا وَفِيه مَعَ هَذَا شَيْء يسخن من أجل إحراقه. وَيجب إِذا وضعت أَن تتْرك عَلَيْهَا حَتَّى تسْقط من ذَاتهَا.)
وَهَذَا بِعَيْنِه يجب أَن يفعل فِي مداواة الأورام الْعسرَة الْبُرْء والانحلال الْحَادِثَة فِي الْأذن من ضَرْبَة أَو رضة وَذَلِكَ أَن هَذَا الدَّوَاء يجففها تجفيفاً شَدِيدا وَلَو أَنه صَادف فِيهَا رُطُوبَة غَلِيظَة لزجة متمكنة فِي عمق الْعُضْو.
قَالَ: فَأَما الأصداف الصغار الجافة مَتى أحرقت فَإِن رمادها فِي مَا يُقَال يبلغ من إحراقه أَنه إِن خلط مَعَ القطران ثمَّ قطر مِنْهُ فِي مَوَاضِع الشّعْر المنقلب فِي الأجفان بعد النتف مَنعه من النَّبَات ثَانِيَة.
وَقَالَ فِي الحلزون الْمُسَمّى فلنجارس: إِن لَحْمه عسر الهضم كثير الْغذَاء وَفِيه رُطُوبَة تطلق الْبَطن على مثل مَا فِي جَمِيع الْحَيَوَانَات الخزفية الْجلد وَمَتى طبخ بماءين عقل الْبَطن وغذا غذَاء كَافِيا.
وَأما مَا صلب لَحْمه من الحلزون فقوة الإسهال فِيهِ أقل وفساده أعْسر وَلذَلِك يطعم من يفْسد الطَّعَام فِي معدته بعد طبخه بماءين أَو ثَلَاثَة. ويتولد من اللَّحْم الصلب مِنْهُ خلط خام وَمن وَلحم الحلزون مَتى أحرق صَارَت قوته صَالِحَة للتجفيف وَلذَلِك يَسْتَعْمِلهُ فِي بعض الْمَوَاضِع الغائرة الَّتِي قد طَالَتْ مدَّته بِسَبَب انصباب الْموَاد إِلَيْهَا وعسر نَبَات اللَّحْم فِيهَا وَصَارَت فِي طَرِيق النواصير. وَاسْتَعْملهُ فِي هَذَا الْموضع بِأَن تضعه حولهَا من خَارج بشحم خِنْزِير عَتيق وَيصب فِي نفس التجويف بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي تنْبت اللَّحْم.
بولس: الحلزون المحرق لَهُ قُوَّة مجففة قَليلَة الْحَرَارَة نَافِع من الذوشنطاريا مَا لم يعفن بعد.
وَيجب أَن يُؤْخَذ من الحلزون أَرْبَعَة أَجزَاء وَمن الفلفل الْأَبْيَض جُزْء وَمن العفص جزءان فَإِن أَخذ حلزون غير محرق وسحق وَوضع على بطن من بِهِ حبن أَو على مفاصل من بِهِ وجع المفاصل وَيتْرك عَلَيْهِ حَتَّى يسْقط من ذَاته نفع. وَذَلِكَ أَنه يجفف الرُّطُوبَة الَّتِي تكون فِي العمق. ج: لحم الأصداف يُقَال: إِنَّه ينفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب. وَأَنا أَظن أَن هَذَا الدَّاء يحْتَاج إِلَى أدوية تبدل فِي كل وَقت بِحَسب الْعلَّة.
وَلحم الحلزون مَتى سحق وطلي بِهِ الْبدن جفف تجفيفاً قَوِيا وَلذَلِك ينفع من الاسْتِسْقَاء.
صابون بولس: إِن لَهُ قُوَّة تعفن وتجلو.
صَبر قَالَ د: قوته قابضة مجففة مُحصنَة للأبدان وَإِذا شرب مِنْهُ درخمي(6/253)
وَنصف بِمَاء فاتر أسهل الْبَطن ونقى الْمعدة وَمَتى شرب مِنْهُ درخمي بِمَاء قطع نفث الدَّم ونقى اليرقان وَمَتى حبب مَعَ الراتينج أَو بِعَسَل منزوع الرغوة وَأخذ أسهل الْبَطن.
وَمَتى أَخذ مِنْهُ ثَلَاث درخميات نقى تنقية كَامِلَة. وَمَتى خلط بالأدوية المسهلة دفع ضررها عَن الْمعدة.
وَإِذا ذَر على الحزاجات ألزقها وأدمل القروح ومنعها من الانبساط وشفى القروح الَّتِي ألف ز فِي القروح وألزق الخراجات الطرية.
وَإِذا ديف بشراب حُلْو شفى من البواسير الناتئة والشقاق الْعَارِض فِي المقعدة. وَيقطع الدَّم السَّائِل من البواسير ويدمل الداحس المتقرح.
وَمَتى خلط بِعَسَل أذهب آثَار الضَّرْب الباذنجانية واللون البنفسجي الْعَارِض تَحت الْعين وَسكن حكة الْعين والمأق.
وَمَتى خلط بالخل ودهن الْورْد ولطخ على الْجَبْهَة والصدغين سكن الصداع.
وَإِذا خلط بِالشرابِ أمسك الشّعْر المتناثر. وَإِذا خلط بِعَسَل أَو بشراب وَافق أورام العضل الَّذِي وَقد يشوى فِي الْجَمْر على خزف ويلف حَتَّى يَسْتَوِي من جَمِيع نواحيه وَيسْتَعْمل فِي الاكتحال.
حَكِيم بن حنين قَالَ: قَالَ د: إِن الصَّبْر نَافِع من أوجاع الْعين وخاصة من جربها الخشن وحكة المأق والأجفان. ج يَقُول: النَّابِت مِنْهُ فِي الْبِلَاد الحارة جيد والهندي فِيهِ مَنَافِع كَثِيرَة وَذَلِكَ أَنه يجفف تجفيفاً لَا لذع مَعَه وَلَيْسَ طبعه بسيطاً مُفردا وَالشَّاهِد على ذَلِك طعمه فَإِن فِيهِ قبضا ومرارة مَعًا إِلَّا أَن قَبضه يسير ومرارته شَدِيدَة وَهُوَ أَيْضا يحدر الثفل من الْبَطن.
وَتعلم من هَذِه الْأَفْعَال إِن كنت ذَاكِرًا لما تقدم فِي القوانين أَنه يجفف فِي الثَّالِثَة ويسخن فِي إِمَّا فِي الأولى ممتداً أَو فِي الثَّانِيَة مسترخياً.
وَمِمَّا يشْهد على أَن قُوَّة الصَّبْر مركبة مخلوطة مَا يَفْعَله من أَفعاله الْجُزْئِيَّة أَولا فأولاً)
وَذَلِكَ أَنه أَنْفَع للمعدة من كل دَوَاء آخر ويلصق النواصير الغائرة ويدمل القروح الْعسرَة الِانْدِمَال وخاصة مَا كَانَ مِنْهَا فِي الدبر والمذاكير.
وينفع أَيْضا من الأورام الْحَادِثَة فِي هَذِه الْمَوَاضِع إِذا ديف بِالْمَاءِ وطلي عَلَيْهَا وَيلْزق ويدمل الْجِرَاحَات على ذَلِك الْمِثَال وينفع إِذا اسْتعْمل فِي الأورام الْحَادِثَة فِي الْفَم والمنخرين والعينين.(6/254)
وَبِالْجُمْلَةِ من شَأْنه أَن يمْنَع كل مَا ينجلب ويحلل كل مَا قد حصل. وَفِيه مَعَ هَذَا جلاء يسير يبلغ من قلته أَنه لَا يلذع الخراجات النقية.
اوريباسيوس فِيهِ هَذَا القَوْل فِي أَفعاله الْجُزْئِيَّة غير أَنه كَانَت فِي نُسْخَة كناشه الصَّغِير: إِنَّه يسخن إسخاناً شَدِيدا وتجفيفه وَقَبضه ضَعِيف وَهَذَا مُخَالف لرأي ج فَيجب أَن ينظر فِي نسخ أخر.
بولس: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة نَافِع للمعدة مُحَلل ينقي الزبل الَّذِي فِي الْبَطن وَإِذا غسل كَانَت تنقيته أقبل وَكَانَ أَنْفَع للمعدة ويسكن الأورام الحارة وَيفتح أَفْوَاه الْعُرُوق وَلَا سِيمَا الَّتِي تكون فِي المذاكير والفروج. ج فِي تَدْبِير الأصحاء: من طبع الصَّبْر جذب الصَّفْرَاء وإخراجها فَإِنَّهُ فِي السَّادِسَة.
وَقَالَ فِي الميامر فِي الثَّانِيَة: إِن الصَّبْر الْغَيْر المغسول أَكثر إسهالاً وَالْغسْل ينقص من قوته الدوائية نقصا بَينا ويخرجه عَن طبعه إخراجاً كثيرا حَتَّى أَنه لَا يكَاد يسخن.
قَالَ: وَفِي الصَّبْر قُوَّة إسهال لَيست بالقوية بل إِنَّمَا مِقْدَار قوته أَن يبلغ أَن يسهل مَا فِي الْبَطن مِمَّا يلقاه ويماسه فَإِن سقِِي مِنْهُ فضل قَلِيل بلغت قوته ألف ز إِلَى نَاحيَة الصَّدْر والكبد. وَأما أَن يكون الصَّبْر من الْأَدْوِيَة الَّتِي تنقص الْجِسْم كُله فَلَا.
وَقَالَ: الصَّبْر أبلغ الْأَدْوِيَة لمن تعرض فِي معدته علل من جنس المرار حَتَّى أَنه يبريء كثيرا مِنْهَا فِي يَوْم وَاحِد.
وَقَالَ: وَيجب أَن تعلم أَن الْعِلَل الْحَادِثَة فِي الْمعدة والبطن من أجل أخلاط رَدِيئَة ينْتَفع أَصْحَابهَا بالأدوية المتخذة بِالصبرِ.
قَالَ: وَالصَّبْر لَا يَسْتَطِيع على جذب الرطوبات الغليظة لما هُوَ عَلَيْهِ من ضعف قوته المسهلة فَإِذا خلط بِهِ الأفاويه اللطيفة قَوّته.)
الْفَارِسِي: الصَّبْر يسخن الْمعدة ويدبغها أَيْضا ويطرد الرِّيَاح وَيزِيد الْفُؤَاد حِدة ويجلوه جيد لأوجاع المفاصل والنقرس يُخرجهُ إِلَى خَارج ويسهل خلطه.
ابْن ماسويه فِي إصْلَاح الْأَدْوِيَة المسهلة: خَاصَّة الصَّبْر تنقية الْمعدة وَالرَّأْس ويجفف القروح الْحَادِثَة فِي المذاكير وَيفتح سدد الكبد وَيذْهب اليرقان ويضر بالمقعدة وخاصة الَّذِي لَيْسَ بأحمر وَلَا متفرك.
جالينوس فِي مقَالَته إِن قوى النَّفس نافعة لمزاج الْبدن: إِن للصبر قُوَّة مسهلة وَقُوَّة مقوية للمعدة ويلحم الْجِرَاحَات الطرية الَّتِي يدملها يخْتم القروح المستوية مَعَ سطح الْبدن ويجفف الرُّطُوبَة فِي الأجفان.
وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه يجلب البلغم من الرَّأْس والمفاصل وَيفتح سدد الكبد والمعدة.(6/255)
قَالَ: والعربي إِنَّمَا يسْتَعْمل بالطلاء فَقَط وَلَا يشرب.
وأصبت لِابْنِ ماسويه أَيْضا: إِنَّه نَافِع للعينين مجفف للجسد ويطلى بمائه الشقاق الَّذِي يكون فِي الْيَدَيْنِ فينفعه.
قَالَ بولس: إِنَّه يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي المقعدة.
وَقَالَت الخوز: الْعَرَبِيّ يطلى على الأورام وَهُوَ أَجود فِي ذَلِك من السقوطري وَلَا يستعملون السقوطري فِي الطلاء الْبَتَّةَ وَلَا الْعَرَبِيّ فِي الشَّرَاب.
وَقَالَ مهراريس: إِنَّه ضار بالكبد والبواسير.
وَقَالَ فِي الطِّبّ الْقَدِيم: إِن الصَّبْر مسهل للسوداء جيد للمالنخوليا وَحَدِيث النَّفس.
وَقَالَ ج فِي الثَّالِثَة من المفردة: إِن الصَّبْر مَتى غسل غسلا جيدا إِمَّا أَلا يسهل الْبَتَّةَ أَو يسهل إسهالاً ضَعِيفا لِأَن فِيهِ من الْقُوَّة المسهلة تنغسل غسلا ويفارقه أَكْثَرهَا. صعتر قَالَ فِيهِ د: قوته شَبيهَة بِقُوَّة الحاشا وَفِيه مَنَافِع.
وَقَالَ روفس فِي كتاب التَّدْبِير: إِن قوته كقوة الحاشا إِلَّا أَنه أَضْعَف.(6/256)
وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي آخر الثَّالِثَة وَلَا سِيمَا الْبري وخاصته طرد الرِّيَاح والنفخ والقراقر هاضم للطعام مَذْهَب للثقل الْعَارِض فِي الْمعدة من الطَّعَام الغليظ مدر للبول والطمث محد لِلْبَصَرِ الضَّعِيف من الرُّطُوبَة وَلذَلِك يُؤْكَل مَعَ الباذروح والفجل وَهُوَ نَافِع من وجع الورك أكل أَو تضمد بِهِ من خَارج مَعَ الْحِنْطَة المهروسة.) صفصاف: ألف ز ذَكرْنَاهُ مَعَ الْخلاف. صمغ قَالَ ج فِي السَّابِعَة: قُوَّة الصمغ تجفف وتغري. وَالْأَمر فِيهِ لذَلِك بَين أَنه يذهب الخشونة.
وَقَالَ بديغورس: الصمغ الْعَرَبِيّ يلين خشونة الصَّدْر وَيعْقل الْبَطن.
وَقَالَ أَبُو جريج: أجوده الصافي الْقَلِيل الْخشب وَهُوَ مُمْسك للبطن وَيُقَوِّي المعي وَيجْبر الْعِظَام الكسيرة مَتى تضمد بِهِ وَيدْفَع ضَرَر قُرُوح الرئة لِأَنَّهُ بَارِد يَابِس.
وَقَالَ حنين فِي الترياق: فِي الصمغ مَعَ تغريته يبوسة غالبة فَهُوَ لذَلِك بَالغ فِي الْأَمْكِنَة الَّتِي يحْتَاج فِيهَا مَعَ تغرية إِلَى تجفيف لِأَن الْكثير وَإِن كَانَت تغري كتغرية الصمغ فَإِنَّهَا لَا تجفف فَهِيَ لذَلِك تطرح مَعَ المسهلة وَلَا يطْرَح الصمغ وخاصة صمغ الأقاقيا وَهُوَ الَّذِي يخْتَار للإلقاء مَعَ الترياق.
يذكر هَهُنَا مَا يعم الصموغ فَأَما مَا يَخُصهَا فَكل وَاحِد مَعَ مَا هُوَ لَهُ صمغ واستعن بِذكر صحناة قَالَ ايْنَ ماسويه: الصحناة مجففة للمعدة جالية لما فِيهَا من بلغم نافعة من رداءة النكهة قَاطِعَة للبلغم صَالِحَة من ودع الورك الْمُتَوَلد من البلغم.
وَقَالَ ابْن ماسه: إِنَّهَا حارة يابسة فِي الثَّانِيَة رَدِيئَة الْخَلْط تنشف رُطُوبَة الْمعدة وتولد جرباً ودماً سوداوياً وحكة وتطيب النكهة الْحَادِثَة من فَسَاد الْمعدة.
صندل قَالَ الدِّمَشْقِي: إِنَّه يبرد فِي الثَّالِثَة ويجفف فِي الثَّانِيَة.
قَالَ ماسرجويه: إِنَّه بَارِد فِي الثَّالِثَة نَافِع من ضعف الْمعدة والصداع الْحَار والأحمر أبرد وأنفع فِي منع التجلب.
ابْن ماسويه: الصندل جيد للخفقان الْكَائِن من الحميات إِذا طلي على الْمعدة وللحمرة.
انْقَضى حرف الصَّاد(6/257)
3 - (بَاب الضَّاد)
ضفادع د: مَتى طبخت بملح وزيت وأكلت كَانَت بادزهراً للهوام كلهَا ومرقتها أَيْضا مَتى عملت على هَذِه الصّفة كَانَت مُوَافقَة للأورام المزمنة الْعَارِضَة للأوتار.
وَمَتى أحرقت وذر رمادها على الْموضع الَّذِي يسيل مِنْهُ الدَّم قِطْعَة وَإِن خلط بزفت رطب وطلي على دَاء الثَّعْلَب أَبْرَأ مِنْهُ.
وَدم الضفادع الْخضر إِذا قطر على مَوضِع الشّعْر النَّابِت فِي الجفن بعد نتفه لم يَدعه ينْبت. وَإِذا طبخ بخل وَمَاء وتمضمض بِهِ نفع من وجع الْأَسْنَان.
قَالَ ج يُقَال: إِن رماد الضفادع المحرقة يقطع انفجار الدَّم مَتى وضع عَلَيْهِ. وَإِذا عولج بِهِ زَعَمُوا دَاء الثَّعْلَب مَعَ الزفت الرطب شفَاه.
قَالَ: أما مَا قيل فِي الدَّم الَّذِي من الضفادع. إِنَّه يمْنَع الشّعْر الزَّائِد فِي جفن الْعين أَن ينْبت فَهُوَ كذب.
السمُوم من أكل ضفدعاً تورم بدنه ألف ز كُله وكمد لَونه وَقذف الْمَنِيّ حَتَّى يَمُوت. ضَأْن نذكرهُ مَعَ اللَّحْم.
ضرع قَالَ جالينوس فِي كتاب الْغذَاء: إِنَّه مَتى كَانَ ملآن من لبن فغذاؤه مَتى استمريء استمراء جيدا قريب من غذَاء اللَّحْم وَإِذا لم يستحكم هضمه تولد مِنْهُ خلط غليظ خام أَو بلغمي.
قَالَ ابْن ماسه: الضَّرع بَارِد يَابِس للْعصبَةِ الَّتِي فِيهِ غير أَنه إِذا كَانَ فِيهِ لبن كَانَ أسْرع لهضمه وَأحمد مزاجه. وَيجب أَن يُؤْكَل بالأفاويه يسْرع انحداره عَن الْمعدة.
وَقَالَ جالينوس فِي الكيموس: إِنَّه مَتى كَانَ فِيهِ لبن فَهُوَ طَعَام جيد غليظ الكيموس فَإِن كَانَ الْحَيَوَان صَحِيحا مَحْضا كَانَ ضرعه كثير الْغذَاء جيد الْخَلْط. ضرو قَالَ ج فِي رسم الطِّبّ بالتجارب: إِنَّه قد وَقع الْإِجْمَاع على أَنَّهَا تعقل الْبَطن وَإِنَّمَا ذكرهَا على قَالَ ابْن ماسه: الضرو حَار فِي الثَّانِيَة يَابِس فِي الأولى جلاء مُحَلل طيب الرّيح ويجلب إِلَى مَكَّة شَيْء يُسمى رب الضرو نَافِع من القلاع غَايَة النَّفْع.
ضبع قَالَ جالينوس فِي الترياق إِلَى قَيْصر: مرَارَة الضبع العرجاء مَتى خلطت بِعَسَل واكتحل بهَا نَفَعت المَاء الْكَائِن فِي الْعين.
انْقَضى حرف الضَّاد(6/258)
3 - (بَاب الطَّاء)
طرفاء د: ثَمَرَته تقبض اللِّسَان وَيسْتَعْمل بدل العفص فِي أدوية الْعين وأدوية الْفَم مُوَافقَة لنفث الدَّم مَتى شربت وللإسهال المزمن ولسيلان الرطوبات المزمنة من الْأَرْحَام ونهش الرتيلا وَمَتى تضمد بِهِ أضمر الأورام البلغمية.
وقشره يفعل فعل الثَّمر.
وَمَتى طبخ ورقه بِمَاء ومزج طبيخه بِالشرابِ وَشرب أذبل الطحال وَمَتى تمضمض بِهِ نفع من وجع الْأَسْنَان وَمَتى جلس فِي طبيخه منع السيلان المزمن من الرَّحِم. وَيصب هَذَا الطبيخ على الَّذين يتَوَلَّد فيهم قمل كثير.
وَيحْتَمل رماد خشب الطرفاء فَيمْنَع السيلان من الرَّحِم. وَيعْمل من سوق الطرفاء مشارب يسقى فِيهَا المطحولون. ج فِي السَّابِعَة: قوته تقطع وتجلو من غير أَن تجفف تجفيفاً بَينا وَفِيه مَعَ هَذَا قبض وَلما كَانَ فِيهِ هَذِه القوى صَار نَافِعًا للطحال الصلب مَتى طبخ ورقه وَأَصله أَو قضبانه بالخل أَو بِالشرابِ وَشرب وينفع أَيْضا من وجع الْأَسْنَان.
وَأما ثَمَر الطرفاء ولحاؤه ففيهما قبض شَدِيد حَتَّى أَن قوتها فِي ذَلِك قريبَة من قُوَّة العفص الْأَخْضَر إِلَّا أَن الطرفاء يخالطه شَيْء لطيف لَيْسَ بِيَسِير. وَقد يسْتَعْمل بَدَلا من العفص مَتى لم يقدر عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ الْأَمر فِي لحائه.
ورماد الطرفاء يجفف تجفيفاً شَدِيدا. فالأكثر فِيهِ الْجلاء والتقطيع والأقل الْقَبْض.
ماسرجويه. رماد الطرفاء ألف ز يجفف القروح الْعسرَة وخاصة الْكَائِن من حرق النَّار.)
الخوز: إِنَّه بَارِد لطيف يَابِس نَافِع للأورام الْبَارِدَة إِذا دخنت بِهِ ولأكثر الأورام. طريغلا ذكر عِنْد ذكر السّمك. طلع: يذكر مَعَ النّخل. طيهوج يذكر مَعَ اللَّحْم. طحال وَقَالَ فِي كتاب الكيموس فِي سَائِر الْحَيَوَان مَا خلا الْخَنَازِير: إِنَّه شَدِيد رداءة الكيموس فَأَما طحال الْخِنْزِير فَذَلِك قَلِيل فِيهِ.(6/259)
روفس فِي كتاب التَّدْبِير: إِن انهضام الطحال لَيْسَ بسريع.
قَالَ حنين: ذَلِك لعفوصته.
ابْن ماسويه: إِنَّه عفص سوداوي رَدِيء بطيء الهضم. طحلب د: إِن الخضرة الشبيهة بالعدس الْقَائِم فَوق المَاء وَهُوَ عدس المَاء بَارِد وَمَتى تضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ سويق الشّعير نفع من الْحمرَة والأورام الحارة والنقرس. وَمَتى ضمدت بِهِ قيلة الأمعاء الْعَارِضَة للصبيان أضمرها وَفِي نُسْخَة أُخْرَى: خرقها.
وَقَالَ حنين: لم يُمكن أَن يفهم باليوناني هَاتَانِ اللفظتان جَمِيعًا.
وَأم الطحلب البحري فَهُوَ شَيْء يكون فِي الْحِجَارَة الَّتِي تقرب من الْبَحْر شَبيهَة بالشعر فِي الرقة لَا سَاق لَهُ وَهُوَ قباض جدا وَفِي نُسْخَة أُخْرَى: مبرد جدا يصلح للأورام الحارة المحتاجة إِلَى التبريد من النقرس نفعا بَينا. ج فِي الثَّامِنَة: قوته مركبة من جَوْهَر أرضي وجوهر مائي كِلَاهُمَا باردان وَذَلِكَ أَن طعمه قَابض وَهُوَ يبرد. وَمَتى ضمد بِهِ نفع من جَمِيع الْعِلَل المحتاجة إِلَى التبريد نفعا بَينا.
وَقَالَ فِي الطحلب الَّذِي يكون على الصخر: مِمَّا يَقع عَلَيْهِ من الندى والطل وَهُوَ يشفي القوبا وقوته تجلو وتبرد مَعًا إِلَّا أَن تبريدها يسير. وَهِي تجفف من الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا والجلاء والتجفيف اكْتَسبهُ من الصخر والتبريد من المَاء. وَلَيْسَ بعجب أَن يكون شَيْئا مركبا من مثل)
هَذِه الطبائع يمْنَع من حُدُوث الأورام الحارة. فَأَما إِن كَانَ هَذَا الدَّوَاء يقطع الدَّم المنفجر على مَا قَالَ د فَلَا شَيْء عِنْدِي فِيهِ.
وَقَالَ فِي الطحلب حِين أفرد ذكره: مزاجه رطب كَأَنَّهُ فِي الثَّانِيَة مِنْهَا. طراثيث خاصته حبس الْبَطن وَالدَّم.
قَالَ بولس: قوته شَبيهَة بِقُوَّة الجلنار وَهُوَ دَوَاء قوي فِي جَمِيع أَفعاله فِي الْعِلَل السيالة وَهُوَ مَعًا يجفف يُقَوي الْأَعْضَاء. ابْن ماسويه: رَدِيء المزاج بطيء الهضم. طوفريوس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: قُوَّة هَذَا قُوَّة قطاعة وَلذَلِك يشفي حساؤه الطحال وَهُوَ فِي الثَّالِثَة من التجفيف وَالثَّانيَِة من الإسخان.
طيلاقيون ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا يجفف ويجلو وَلَا يسخن ألف ز إسخاناً بَينا فَهُوَ فِي الأولى من الإسخان وَفِي آخر الثَّانِيَة من التجفيف وَلذَلِك يُوَافق الخراجات المتعفنة ويشفي البهق والبرص إِذا عولج بِهِ مَعَ الْخلّ. طراغيون قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: ورق هَذَا النَّبَات وثمرته وصمغته محللة لَطِيفَة حارة كَأَنَّهَا فِي الثَّانِيَة وَلذَلِك يخرج السلاء ويفت الْحَصَى ويدر الْبَوْل إِذا شرب مِنْهُ مِثْقَال وينبت فِي قريطش(6/260)
وَمِنْه نوع آخر شَدِيد الْقَبْض يصلح للعلل السيلانية. طريفلون قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: قوته حارة يابسة فِي الثَّالِثَة وريحه كريح القفر وَلذَلِك يشفي وجع الأضلاع الْحَادِث عَن السدد ويدر الْبَوْل والطمث.
طرنجو ماناس ج: هَذَا يفعل فعل البرشياوشان. طريفلن: هَذَا ينْبت فِي الرّبيع وَله بزر شَبيه ببزر العصفر إِذا طبخ وصب طبيخه على نهش الأفعى. لي أصبت بحذاء هَذَا فِي ثَبت الْأَدْوِيَة حندقوقا وَوجدت فِي كتب كَثِيرَة أَن الحندقوقا يفعل هَذَا الْفِعْل وَهُوَ غلط فِيمَا أَحسب فِي الِاسْم. بولس: يسْتَعْمل فِي النورة مَتى أُرِيد أَن يكون يبسها أَكثر. طرخون ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي وسط الثَّانِيَة بطيء فِي الْمعدة عسر الهضم.
الطَّبَرِيّ: إِنَّه بَارِد ثقيل.
مسيح: هُوَ حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة مجفف ناشف للبلة.
طرخشقوق الخوز: نَافِع من لذع الْعَقْرَب والتنين ولبه يجلو بَيَاض الْعين. طباشير بديغورس: خاصته النَّفْع من الْحَرَارَة والصفراء.
حَكِيم بن حنين حكى عَن ج: إِن للطباشير تحليلاً ودفعاً غير أَن التبريد أقوى.
وَقَالَ: فِي مذاقته قبض ومرارة مَعًا وَهَذَانِ مجففان وَقد بَان أَنه مركب فِي قواه كالورد وَلَكِن وَقَالَ: إِن الطباشير نَافِع من أورام الْعين الحارة.
الدِّمَشْقِي: هُوَ بَارِد فِي الثَّالِثَة يَابِس فِي الثَّانِيَة نَافِع من التهاب الصَّفْرَاء وَيُقَوِّي الْمعدة وَيدْفَع الكرب وينفع القروح فِي الْفَم.
ماسرجويه: إِنَّه جيد للصفراء والغثي والبثور فِي أَفْوَاه الصّبيان عَاقل للبطن.
الخوزي: إِنَّه جيد لخفقان الْفُؤَاد وَهُوَ بَادر يَابِس فِي الثَّالِثَة يشد الْبَطن وينفع الْفَم واحتراق الْمرة وَيُقَوِّي الْمعدة وينفع من الغشي إِذا شرب مِنْهُ أَو طلي بِهِ وَمن الخفقان جيد للْحرّ والبثر فِي أَفْوَاه الصّبيان.
طين أما الْمَخْتُوم فَقَالَ د: إِنَّه مَتى شرب بِالْخمرِ دفع مضرَّة الْأَدْوِيَة القتالة بِقُوَّة قَوِيَّة وَإِذا تقدم فِي شربه وَشرب بعده الدَّوَاء الْقَاتِل أخرجه بالقيء ويوافق لذع الْهَوَام.
وَقَالَ: جَمِيع الطين المستعملة فِي الطِّبّ يعمها التبريد والتغرية وتختلف بعد فِي خَواص ألف ز لَهَا.(6/261)
القيموليا قَالَ: إِذا ديف بخل ولطخت بِهِ الأورام الْعَارِضَة فِي أصُول الآذان وَسَائِر الخراجات حللها وَإِذا خلط بِمَاء وخل ولطخ على حرق النَّار أول مَا يعرض نفع وَمنع التنفط وحلل أورام الجاسية الْعَارِضَة فِي الْأُنْثَيَيْنِ وَجَمِيع الأورام الحارة. وبالجملو فَإِنَّهُ كثير الْمَنَافِع وَذَلِكَ إِنَّمَا يكون فِي الْخَالِص مِنْهُ.
وَقَالَ: الطين المحرق وخزف التَّنور الشَّديد اليبس لَيْسَ لَهُ قُوَّة قَوِيَّة وَمَتى خلط بخل ولطخ بِهِ نفع الحكة والبثور والنقرس وَإِن خلط بقيروطي حلل الأورام الجاسية الَّتِي يُقَال لَهَا الْخَنَازِير.
والطين الَّذِي يكون فِي حيطان الأتون قوته مثل تِلْكَ. ج فِي التَّاسِعَة حِكَايَة عَن الرجل الَّذِي من أهل هَذِه الجزيرة الَّتِي فِيهَا هَذَا الطين الَّذِي وضع كتابا فِي اسْتِعْمَال هَذَا الطين: إِنَّه كَانَ يداوي بِهِ الْجِرَاحَات الطرية بدمها والقروح الْعسرَة الْبُرْء وَكَانَ يَسْتَعْمِلهُ أَيْضا فِي مداواة نهش الأفاعي وَغَيرهَا من الْهَوَام وَكَانَ يتَقَدَّم فيسقي مِنْهُ من يخَاف عَلَيْهِ أَن يسْقِي دَوَاء قتالاً ويسقي مِنْهُ من قد شرب مِنْهَا شَيْئا أَيْضا بعد شربه السم وَكَانَ يزْعم أَن هَذَا الدَّوَاء الْمُتَّخذ بحب العرعر وَهُوَ الَّذِي يَقع فِيهِ من هَذَا الطين شَيْء كثير قد امتحنته فَوَجَدته يهيج الْقَيْء إِذا شربه الْإِنْسَان والسم الَّذِي شربه فِي معدته.
فقد قَالَ جالينوس: ثمَّ جربت أَنا أَيْضا ذَلِك فِي من شرب أرنباً بحرياً وَمن شرب الذراريح بالحدس مني عَلَيْهِم أَن يَكُونُوا قد شربوا هَذَا فتقيؤا من ساعتهم مَا شربوه كُله بعد شربهم الطين الْمَخْتُوم وَلم تعرض لَهُم الْأَعْرَاض الَّتِي تعرض لمن شرب هَذَا وَكَانَ فِي الْقَيْء السم الَّذِي شربوه وَلست أعلم هَل يفعل ذَلِك فِي جَمِيع السمُوم.
قَالَ: فَأَما ذَلِك الرجل الَّذِي دفع إِلَيّ الْكتاب فَكَانَ يضمن عَن هَذَا الطين الْمَخْتُوم ذَلِك وَيَزْعُم أَيْضا أَنه قد شفى بِهِ عضة الْكَلْب الْكَلْب عِنْد مَا يسقى مِنْهُ بشراب ممزوج ويطلى على القرحة الْحَادِثَة عَن العضة مِنْهُ بخل ثَقِيف وَكَذَلِكَ يزْعم أَن هَذَا الطين إِذا ديف بخل نفع من نهش)
جَمِيع الْهَوَام بعد أَن يوضع فَوْقه إِذا طلي ودق بعض العقاقير الَّتِي قد علمنَا من أمرهَا أَن قوتها مضادة للعفونة وخاصة ورق سقرديون وَبعده ورق قنطوريون دَقِيق وَبعد هَذَا ورق الفراسيون.
وَأما الْجِرَاحَات الخبيثة العفنة فَإنَّا لما استعملنا فِي مداواتها هَذَا الطين الْمَخْتُوم نَفعهَا نفعا عَظِيما. وَيجب أَن يسْتَعْمل بِحَسب عظم رداءة الْجراحَة وخبثها وَذَلِكَ لِأَن الْجراحَة المنتنة المترهلة الوسخة تحْتَمل أَن يطلى عَلَيْهَا هَذَا الطين بالخل ثخيناً وَمَا دون ذَلِك من الْجِرَاحَات فَمرَّة بالخل وَمرَّة بِالشرابِ وَمرَّة بِمَاء الْعَسَل على نَحْو الْجراح فينفع جدا فِي إلزاق الْجِرَاحَات الطرية وَفِي شِفَاء المتقادمة الخبيثة والعسرة الِانْدِمَال.
فَأَما طين الأَرْض السمينة فَهُوَ نَافِع فِي مداواة جَمِيع الْأَعْضَاء المحتاجة إِلَى اليبس(6/262)
وَقد رَأَيْت مستسقين ومطحولين يطلونه عَلَيْهِم فينتفعون بِهِ نفعا ألف ز عَظِيما. وَقد ينفع أَيْضا الأورام المترهلة الرخوة العتيقة. وإنني لأعرف قوما ترهلت أبدانهم من كَثْرَة استفراغ الدَّم من أَسْفَل وانتفعوا بِهَذَا الطلاء نفعا عجيباً وَذَلِكَ لِأَن قُوَّة التُّرَاب مجففة من أجل أَن جرم الأَرْض يَابِس.
وَإِذا كَانَت الأَرْض خَالِصَة لَا يخالطها جَوْهَر مائي فَهِيَ مجففة تجفيفاً لَا لذع مَعَه وَمِمَّا يعينها على ذَلِك الْغسْل. وَإِنَّمَا يغسل التُّرَاب بالتصويل على مَا سنصف فِي كتاب صَنْعَة أَعمال الطِّبّ.
وَيغسل كل تربة على قدر خلوصها وجودتها.
قَالَ: وَأما تربة شاموس فَلَا تحْتَاج إِلَى غسل وَنحن نستعمل الْمُسَمّى من هَذِه التربة كَوْكَب شاموس فِي مداواة نفث الدَّم خَاصَّة وانفجاره من حَيْثُ كَانَ كَمَا نستعمل الْمَخْتُوم وبهذه الْقُوَّة بِعَينهَا صَارَت هَذِه الترابات نافعة لانفجار دم الْأَرْحَام وَالْبرد الْعَارِض للنِّسَاء ولقروح المعي قبل أَن يتعفن.
وَقَالَ أَيْضا فِي الطين الْمَخْتُوم: قد استعملته فِي مداواة قُرُوح الأمعاء العفنة الساعية فنفعت بِهِ مرَارَة كَثِيرَة نفعا بَينا بِأَن حقنت بِهِ وسقيت مِنْهُ بعد أَن غسلت القرحة أَولا بحقنة بِمَاء الْعَسَل على مَا قد جرت بِهِ الْعَادة بل يكون مَاء عسل لَهُ صروفة ثمَّ بعد ذَلِك بِمَاء الْملح ثمَّ حقنت بِهِ والطين الْمَخْتُوم أقوى من طين شاموس بِكَثِير وَلذَلِك لَا يحْتَمل الْأَعْضَاء الَّتِي بهَا ورم حَار قُوَّة الطين الْمَخْتُوم بل يحس خشونة بَيِّنَة وخاصة الْأَبدَان الناعمة.)
قَالَ: وَأما طين شاموس فَإِنَّهُ يسكن هَذَا الورم فضلا عَن أَن يهيجه وخاصة إِن كَانَ فِي بدن رطب وأعضاء رطبَة نَحْو الثديين وَلحم الغدد وَإِذا أردْت اسْتِعْمَاله فاعجنه بِمَاء ودهن ورد فائق قدر مَا يمنعهُ أَن يجِف فَإِنَّهُ على هَذِه الصّفة نَافِع جدا للأورام الحارة فِي ابتدائها والنقرس الْحَار وَفِي جَمِيع الْمَوَاضِع الَّتِي تحْتَاج إِلَى برودة معتدلة.
وَهَذَا الطين يبرد تبريداً كَافِيا وجوهر الهوائية عَلَيْهِ أغلب إِذا قيس بالطين الْمَخْتُوم وَالدَّلِيل على ذَلِك خفته فِي الْوَزْن فاعبر أبدا التُّرَاب باللين والخشونة والعلوكة والاملاس واللزوق والحل وكوكب شاموس ففيهما جلاء يسير فَلذَلِك يسْتَعْمل فِي الْغمر.
وَقد بَينا فِي الْمقَالة الثَّانِيَة من حِيلَة الْبُرْء: أَن كل شَيْء فِيهِ جلاء يسير نَافِع فِي بِنَاء اللَّحْم فِي الْجِرَاحَات فَإِن كَانَ مَعَ هَذَا يجفف فَهُوَ يدمل وَيخْتم الْجِرَاحَات.
وأنفع هَذِه الْأَشْيَاء للقروح الَّتِي لَا غور لَهَا ولحرق النَّار مَا كَانَ يجفف بِلَا لذع وَلَا إسخان وَلَا تبريد ظَاهر وَلذَلِك صَار طين شاموس وطين كيوس من أفضل الْأَدْوِيَة للقروح الْحَادِثَة من حرق النَّار لِأَن هَذِه تحْتَاج إِلَى أدوية تجلو جلاء يَسِيرا جدا من غير سخونة وَلَا(6/263)
برودة مَعْلُومَة ألف ز وَهَذَا مَوْجُود فيهمَا وَلذَلِك صَار طين شاموس لَا ينفع القروح الْحَادِثَة عَن حرق النَّار وَلَا غَيرهَا من القروح كَمَا ينفعها غَيره من أَنْوَاع الطين لِأَن فِيهِ لزوجة وعلوكة فَهُوَ لذَلِك أَشد تَقْوِيَة وَأكْثر لحوجة حَتَّى أَنه لَا يُمكن أَن يجلو.
وَالْأَمر فِي ذَلِك يكون على مَا وصفت إِذا لم يكن فِي الْجَوْهَر العلك اللزج حِدة مَعْلُومَة كَمَا يُوجد فِي الدبق.
وطين شاموس أَنْفَع للأورام الحارة من طين سالينوس وكيوس على أَن هذَيْن أَيْضا نافعان إِذا لم يُوجد غَيرهمَا.
قيموليا: وَأما هَذَا فقوته مركبة وَذَلِكَ أَن فِيهِ شَيْئا يبرد وشيئاً يحلل بعض التَّحْلِيل وَلذَلِك مَتى غسل خرج مِنْهُ هَذَا الْمُحَلّل فَإِن لم يغسل عمل بالقوتين كلتيهما وَيكون عمله بِحَسب إِعَانَة الرُّطُوبَة الَّتِي تسْتَعْمل بِهِ فَإِنَّهُ مَتى خلط برطوبة محللة صَار الْبَتَّةَ طيناً محللاً وَلذَلِك صَار نَافِعًا لحرق النَّار أَيْضا. وَقد يطلى على حرق النَّار أَيْضا بخل كثير المزاج بِالْمَاءِ.
وَقد يجب أَن يكون هَذَا أَيْضا حَاضرا لذهنك فِي جَمِيع أَنْوَاع الطين فَإِن كل طين وتربة خَفِيفَة الْوَزْن تَنْفَع من حرق النَّار إِذا طلي عَلَيْهِ من سَاعَته بالخل وَالْمَاء ويمنعه أَن يحدث نفاخات.)
وَانْظُر مِقْدَار صروفه الْخلّ إِلَى لين الْبدن ورطوبته. وكل طين عَار من الكيفيات فَإِنَّهُ يجفف من غير لذع فَإِن كَانَ فِيهِ قبض فَفِيهِ من الْبُرُودَة بِحَسب ذَلِك وَإِن كَانَ فِيهِ حراقة فَمن الْحَرَارَة فَحسب ذَلِك.
وَكَذَلِكَ خفته تدل على أَن فِيهِ من الهوائية مِقْدَارًا كثيرا. وَثقله يدل على أَن فِيهِ من الأرضية مِقْدَارًا كثيرا.
وَأما الطين الكرمي وَهُوَ الَّذِي يطلى على عيدَان الْكَرم فَيقْتل الدُّود الَّتِي فِيهِ فَإِن فِيهِ دوائية بِحَسب ذَلِك وَكَذَلِكَ خفته تدل وَهُوَ لذَلِك بعيد عَن جَمِيع أَنْوَاع الأَرْض المستعملة فِي الطِّبّ وَقَرِيبَة عَن جَوْهَر الْحِجَارَة وَلذَلِك يخلط بالأدوية الَّتِي تحْتَاج أَن يجفف بهَا شَيْء ويحلل وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ لَهَا الْبعد عَن اللذع والتسكين وإذهاب الوجع كَمَا لطين شاموس وكيوس وسالينوس وَإنَّهُ إِن غسل لم يلذع.
وَأما طين اقريطس فَهُوَ شَبيه بِهَذَا إِلَّا أَنه أَضْعَف كثيرا وَالْأَكْثَر فِيهِ الهوائية وَفِيه أَيْضا جلاء وَلذَلِك يجلى بِهِ أواني الْفضة.
وطين ليموس وَهُوَ الْمَخْتُوم قوته أَكثر من جَمِيع هَذِه وَفِيه شَيْء من قبض.
فَأَما طين ارطوناس فَهُوَ أقوى من هَذِه أَيْضا إِلَّا أَن قوته لَا تبلغ أَن تلذع فَإِن غسل صَار مثلهَا فِي اليبس والتسكين وَكَذَلِكَ يغسل مرَّتَيْنِ إِذا أُرِيد الِاسْتِقْصَاء.(6/264)
وَكَذَلِكَ القيموليا قد يغسل مَرَّات فَإِن أحرقت الطين ثمَّ غسلته اكْتسب برودة وسلخ الْغسْل حِدته فَكَانَ بذلك أَشد تجفيفاً. وَكَذَلِكَ لما كَانَ الطين نَافِعًا للقروح بِالْقُوَّةِ الْعَامَّة ألف ز لكل طين صَار أَنْفَع مَا يكون لَهَا إِذا هُوَ غسل من بعد الإحراق وَهُوَ فِي هَذِه الْحَال نَافِع جدا للقروح الْحَادِثَة فِي الأمعاء ولاستطلاق الْبَطن وَنَفث الدَّم ونزف الطمث والنوازل من الرَّأْس وقروح الْفَم العفنة. وَمن ينحدر من رَأسه إِلَى صَدره مَادَّة يَنْفَعهُ نفعا عَظِيما وَلذَلِك صَار عَظِيم النَّفْع لمن بِهِ ضيق نفس من أجل هَذِه النَّوَازِل ضيقا متوالياً وينفع أَصْحَاب السل وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يجفف القروح الَّتِي فِي رئاتهم حَتَّى لَا يمتلوا بعد ذَلِك إِلَّا أَن يَقع فِي تدبيرهم خطأ عَظِيم أَو يتَغَيَّر مزاج الْهَوَاء دفْعَة إِلَى حَال رَدِيئَة.
قَالَ: والطين الأرميني ينفع هَؤُلَاءِ غَايَة النَّفْع وَإِن كَانَ مقامهم فِي بلدان بَارِدَة وخاصة من كَانَ مِنْهُم يُصِيبهُ الربو أَو ضيق النَّفس مرَارًا مُتَوَالِيَة. وَأكْثر النَّاس لما شربوا مِنْهُ فِي هَذَا الموتان)
الْعَظِيم برؤا بِسُرْعَة. فَأَما من لم يَنْفَعهُ هَذَا الطين فكلهم مَاتَ وَلم ينْتَفع بِشَيْء آخر مِمَّا عولج بِهِ فَكَانَ ذَلِك دَلِيلا على أَن من مَاتَ مِنْهُم كَانَت حَالَته حَالَة من لَا يجوز أَن يبْقى أصلا.
وَهَذَا الطين يشرب مَعَ شراب لطيف رَقِيق القوام وممزوج مزاجاً معتدلاً مَتى لم يكن العليل محموماً أَو كَانَت حماه يسيرَة فَأَما مَتى كَانَت شَدِيدَة فاكسره بِالْمَاءِ جدا.
وَقَالَ اريباسيوس: جَمِيع الأطيان إِذا كَانَت لَا تشوبها كَيْفيَّة أُخْرَى تجفف من غير لذع وَتعين على ذهَاب تِلْكَ الكيفيات غسله. والسمين من الطين مُوَافق فِي جَمِيع علاج الْأَعْضَاء الَّتِي تحْتَاج إِلَى تجفيف وينفع الأورام العتيقة والتهيج.
وَإِنِّي لأعرف قوما قد كَانَت غلبت على أبدانهم الرُّطُوبَة المائية بِسَبَب دم كثير استفرغ مِنْهُم من السفلة انتفعوا لما لطخوا أبدانهم بِهِ نفعا بَينا وَقوم آخَرُونَ أبرؤا بِهِ أَيْضا أوجاعاً قد تمكنت فِي بعض الْأَعْضَاء برأَ تَاما.
وَقَالَ فِي طين كيوس بعض قَول جالينوس وَقَالَ فِي طين شاموس الْكَوْكَب خَاصَّة: إِنَّه نَافِع من نفث الدَّم من أَي مَوضِع كَانَ كَمَا ينفع الطين الْمَخْتُوم وَكَذَلِكَ انفجار الدَّم من الرَّحِم وقروح المعي قبل أَن يحدث فِيهَا عفونة.
وطين شاموس يسكن الأورام الحارة وخاصة مَا كَانَ فِي الثديين والأنثيين وَفِي جَمِيع الْأَعْضَاء الغددية وَيجب أَن يخلط بِمَاء ودهن ورد قدر مَا يمنعهُ أَن يجِف وَهُوَ مَحْمُود على هَذِه الْجِهَة من الِاسْتِعْمَال فِي الْمَوَاضِع الَّتِي تحْتَاج فِيهَا إِلَى التبريد الْيَسِير فَفِيهِ إِذا تبريد يسير. وَأما طين شاموس وكيوس ففيهما جلاء يسير وَلذَلِك يسْتَعْمل فِي الْغمر.(6/265)
بولس الطين الرُّومِي وَهُوَ الْمَخْتُوم إِذا حقن الدوسنطاريا المتأكل بعد أَن يغسل المعي قبل ذَلِك بِمَاء الْعَسَل ثمَّ بِمَاء مالح قَالَ: والمغرة أقوى من الطين الرُّومِي وَهُوَ الْمَخْتُوم وَلذَلِك يدْخل فِي ألف ز وَيقتل الدُّود.
وطين شاموس أَكثر تسكيناً من الطين الْمَخْتُوم لما فِيهِ من التغرية واللزوجة وَيجب أَن يسْتَعْمل فِي جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَى تسكين وَهُوَ يبريء نفث الدَّم والمرة وعسر النَّفس الَّذِي يكون من الرُّطُوبَة والقروح الرّطبَة.
والعلل الوبائية ينفع مِنْهَا غَايَة النَّفْع إِذا شرب بِمَاء إِن كَانَت حمى أَو مَعَ شراب رَقِيق المزاج مَا لم تكن حمى.)
والطين اللامي قريب من الأرميني.
وطين الْجلاء يحلل وَله قُوَّة معفنة وَينْقص اللَّحْم الْفضل الَّذِي ينْبت فِي الخراجات العتيقة مَتى خلط بشمع ودهن ورد.
الطَّبَرِيّ: الْخَالِص من الْحِجَارَة لَهُ قُوَّة قابضة مجففة مغرية تقع فِي المراهم المدملة والمجففة ويمسك الْبَطن مَتى تحسى فِي هيضة أَو احتقن بِهِ ويسقى لوجع الكبد وَالَّتِي يستعملها البحارون أَضْعَف.
الخوز: الطين الْمَخْتُوم الْخَالِص مِنْهُ مَتى ذَر مِنْهُ على فَم الْجرْح الَّذِي يسيل مِنْهُ الدَّم قطعه طاليسفر قَالَ ج فِي السَّابِعَة: هَذِه قشرة تجلب من بِلَاد الْهِنْد لَهَا قبض شَدِيد مَعَ شَيْء من العطرية الْيَسِيرَة وحدة ورائحتها طيبَة مثل جلّ الأفاويه وَيُشبه أَن تكون هَذِه القشرة أَيْضا مركبة من جَوْهَر مُخْتَلف وَالْأَكْثَر فِيهَا الْجَوْهَر الأرضي والأقل فِيهَا الْجَوْهَر اللَّطِيف فَهِيَ لذَلِك تجفف وتقبض قبضا شَدِيدا وَلذَلِك صَارَت تخلط فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من الاستطلاق وقروح المعي لِأَنَّهَا فِي الدرجَة الثَّالِثَة من دَرَجَات الْأَشْيَاء الَّتِي تجفف. فَأَما فِي الإسخان والتبريد فَلَيْسَ يتَبَيَّن لَهُ فيهمَا قُوَّة وَفعل بَين.
الدِّمَشْقِي: إِنَّهَا نافعة من أَرْوَاح البواسير.
انْقَضى حرف الطَّاء.(6/266)
3 - (بَاب الْعين)
عرعر يَقُول: الْكَبِير مِنْهُ وَالصَّغِير مسخنان ملطفان يدران الْبَوْل وَمَتى دخن بهما طرد الْهَوَام.
وثمره يسخن إسخاناً يَسِيرا وَيقبض وَهُوَ جيد للمعدة إِذا شرب ولأوجاع الصَّدْر والسعال والنفخ وضرر الْهَوَام ويدر الْبَوْل ويوافق شدخ العضل وأوجاع الرَّحِم. عوسج د يَقُول: ورق جَمِيع أَصْنَاف العوسج جَيِّدَة للحمرة والنملة مَتى تضمد بِهِ. عفص د يَقُول: إِنَّه شَدِيد الْقَبْض مَتى سحق ونثر على اللَّحْم الزَّائِد أضمره وَمنع الرُّطُوبَة من السيلان إِلَى اللِّسَان واللثة وينفع من القلاع. وَمَتى وضع فِي أكال الْأَسْنَان سكن وجعها. وَمَتى أحرق وَيجْلس فِي طبيخه لخُرُوج الرَّحِم وسيلان الرطوبات المزمنة.
وَإِذا أنقع فِي خل وَمَاء وَغسل بِهِ سود الشّعْر.
وَمَتى سحق وذر على مَاء أَو خمر وَشرب نفع من قرحَة المعي والإسهال المزمن. وينفعهم أَيْضا إِذا خلط بالغذاء الملائم لَهُم وَجعل ألف ز طبيخه فِي أغذيتهم.
وَبِالْجُمْلَةِ فليستعمل فِي كل مَوضِع يحْتَاج إِلَى التجفيف وَالْقَبْض والإمساك.
عنكبوت قَالَ د: إِذا خلط بِبَعْض المراهم وَوضع على الْموضع الَّذِي يسيل مِنْهُ دم نفع. وَمَتى وضع على القروح الَّتِي لَا عمق لَهَا منع الورم.
وَمن العنكبوت صنف يكون نسجه كثيفاً أَبيض وَزعم قوم أَنه مَتى شدّ فِي جلد وعلق فِي الْعُنُق أَو فِي الْعَضُد أَبْرَأ من حمى الغب وَإِذا طبخ بدهن ورد وقطر فِي الْأذن نفع من وجعها.
جالينوس فِي الْحَادِيَة عشرَة: قد ذكر قوم أَن نسج العنكبوت مَتى وضع على الْجراحَة وَضعهَا من الورم. يَقُول د: قوته جالية مفتحة لأفواه الْعُرُوق مجلب للرطوبات وَلذَلِك ينقي القروح الوسخة الغائرة وَإِذا طبخ حَتَّى يغلظ ألزق الْجِرَاحَات الطرية. وَإِذا طبخ مَعَ شبث رطب ولطخت بِهِ القوابي أبرأها. وَإِذا خلط بملح دراني وقطر فِي الْأذن فاتراً سكن دويها. وَمَتى تلطخ بِهِ قتل الْقمل والصؤاب. وَمَتى لطخت بِهِ القلفة القصيرة بعد الاستحمام ومرست وأديم شهرا أطالها.
وجلى ظلمَة الْبَصَر. وَمَتى تحنك لَهُ أَو تغرغر أَبْرَأ الخوانيق وورم اللوزتين ويوافق السعال.(6/267)
وَمَتى شرب سخناً بدهن ورد نفع من نهش الْهَوَام وَشرب الأفيون وَإِذا لعق نفع من أكل الْفطر الْقِتَال وعضة الْكَلْب الْكَلْب. وَإِذا لم تنْزع رغوته حرك السعال وأسهل الْبَطن. وَإِن لم يرد ذَلِك مِنْهُ فلتنزع رغوته. وَالَّذِي فِيهِ مرَارَة يجلو الكلف.
والحريف مِنْهُ جدا الَّذِي يُحَرك العطاس إِذا شم.
وَيُورث إِذا أكل ذهَاب الْعقل بَغْتَة والعرق الْبَارِد. وينفع مِنْهُ أكل السذاب والسمك المالح وَشرب اونومالي والقيء مرّة بعد مرّة.
وَمَتى خلط هَذَا الْعَسَل مَعَ الْقسْط وتلطخ بِهِ نقى الكلف.
وَمَتى خلط بالملح أذهب آثَار الضَّرْب الباذنجانية.
ابْن ماسه: مَاء الْعَسَل جيد للقوة والمعدة الْبَارِدَة والورم فِي المعي يشهي الطَّعَام والمطبوخ مِنْهُ قَالَ: وَالْعَسَل حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة حلا لطيف يجذب الرطوبات من قَعْر الْجِسْم وينقي القروح. وَمَتى طبخ قلت حِدته وحرافته جيد للبلغم رَدِيء للصفراء مَانع للجسم أَن يفْسد وينتن.)
وَعسل الْقصب يلين الْبَطن وَعسل الطبرزد لَا يلين. وهما حاران رطبان فِي الأولى. عَصا الرَّاعِي قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: فِي هَذَا النَّبَات شَيْء يقبض إِلَّا أَن الْأَكْثَر فِيهِ الشَّيْء المائي الْبَارِد وَهُوَ فِي الثَّانِيَة من التبريد فِي أقصاها أَو فِي الثَّالِثَة فَهُوَ لذَلِك نَافِع جدا لمن يجد التهاباً فِي فَم معدته إِذا وضع عَلَيْهَا وَهُوَ بَارِد من خَارج وينفع أَيْضا الورم الْمَعْرُوف بالحمرة والفلغموني وَيمْنَع ويودع الْموَاد المنصبة وَلذَلِك صَار النَّاس يظنون أَنه يجفف.
وَهُوَ أَنْفَع الْأَدْوِيَة للحمرة المنتشرة والقروح المتورمة ولسائر القروح الوارمة ورماً حاراً ألف ز وَالَّتِي تنصب إِلَيْهَا الْموَاد ويدمل الْجِرَاحَات الطرية وينفع من القروح الَّتِي تكون فِي الْأذن ويجفف الْقَيْح الْكثير فِيهَا وَيقطع نزف الدَّم الْعَارِض للنِّسَاء ويشفي قُرُوح المعي وَنَفث الدَّم وانفجاره من حَيْثُ كَانَ إِذا أفرط.
وَزعم د: أَنه يدر الْبَوْل أَيْضا إِذا سقِِي من بِهِ حصر الْبَوْل وَلَا يستقصى تَحْدِيد الْحصْر الَّذِي يحْتَاج أَن يعْطى مِنْهُ فِيهِ.
وَفِي جَمِيع هَذِه الْخِصَال الذّكر أقوى فعلا من الْأُنْثَى.
عرق قَالَ ج فِي السَّادِسَة: الْعرق يتكون مِمَّا يشرب بعد أَن يسخن ويكتسب شَيْئا من الصديد المراري كالحال فِي الْبَوْل إِلَّا أَنه قد نضج أَكثر من الْبَوْل لِأَنَّهُ قد مر وَنقل فِي جَمِيع الْأَعْضَاء حَتَّى وصل إِلَى الْجلد وَيخْتَلف بِحَسب المزاج الحيواني. وَفِي الْعرق مرَارَة خُفْيَة مَعَ ملوحة بَيِّنَة وَقُوَّة محللة تحليلاً لَيْسَ باليسير وَلذَلِك يعالج(6/268)
الثدي الوارم بالعرق الَّذِي مازج التُّرَاب من عرق المصارعين وَهَذَا التُّرَاب نَافِع جدا فِي مداواة الثدي الوارم إِذا وضع عَلَيْهِ وَحده.
فَإِن رَأَيْته يَابسا جدا فاعجنه بِهَذَا الدّهن وَلَيْسَ الأجود مِنْهُ مَا هُوَ يَابِس لَكِن مَا هُوَ لين وَمَتى خلط بِهِ دهن ورد صلح لجمود اللَّبن فِي الثدي بعد الْولادَة وَقد حللت بِهِ ورماً كَانَ فِي الأربية فبريء سَرِيعا. ج يَقُول: أَنْوَاع العلك تسخن وتجفف وَيُخَالف بَعْضهَا بَعْضًا فَإِن بَعْضهَا فِيهِ لطافة أَكثر أَو حِدة وَفِي بَعْضهَا قبض أَكثر وَبَعضهَا لَا قبض فِيهِ.
وأفضلها المصطكي وَذَلِكَ أَنه مَعَ مَا فِيهِ من الْقَبْض الْيَسِير الَّذِي بِهِ صَار نَافِعًا لضعف الكبد والمعدة وورمها.
وَفِيه أَيْضا: إِنَّه يجفف تجفيفاً لَا أَذَى مَعَه وَذَلِكَ أَنه لَا حِدة لَهُ أصلا وَهُوَ لطيف جدا.
وَبعد المصطكي علك البطم وَلَيْسَ لهَذَا قبض وَفِيه مرَارَة وَلذَلِك يحلل أَكثر من تَحْلِيل المصطكي. ولمكان هَذَا الطّعْم صَار يجلو جلاء كثيرا حَتَّى أَنه يشفي الجرب ويجذب من عمق الْبدن أَكثر من سَائِر الْأَنْوَاع الْأُخَر من العلك لِأَنَّهُ ألطف مِنْهَا.
فَأَما العلك الَّذِي يكون من شجر الصنوبر الصغار وَالَّذِي يكون من شجر الصنوبر الْكِبَار فهما أَشد حراقة وحدة من علك البطم ولكنهما لَيْسَ وَاحِد مِنْهُمَا يحلل وَلَا يجذب أَكثر مِنْهُ وعلك الصنوبر الصغار فِي هَذِه الْخِصَال أَكثر من علك الصغار.
وَأما علك الصنوبر الصغار وعلك الشَّجَرَة الَّتِي تسمى اللاطي فهما وسط بَين الْأَمريْنِ وَذَلِكَ لِأَنَّهُمَا أحد من علك البطم وَأَقل حِدة من علك القوقي وعلك الصنوبر الْكِبَار.
ولعلك البطم مَعَ هَذَا شَيْء من اليبس وَبعده فِي اليبس المصطكي.
والعلك الْمُسَمّى لاركش شَبيه لَعَلَّك البطم.) عِنَب قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه يسمن سَرِيعا وَلَكِن بِلَحْم رهل والأبيض أَحْمد من الْأسود إِذا اسْتَوَت حَالهَا فِي الرقة.
وَالزَّبِيب ألف ز مَتى أكل بعجمه جيد لأوجاع المعي. ولحمه إِذا أكل كَانَ حلواً.
والقشمش قَاطع للبلغم جدا.
وشراب الحصرم جيد للمعدة الحارة قَاطع للإسهال الصفراواي والعطش جيد للوحمى والحوامل يُقَوي معدهن وَيمْنَع الْإِسْقَاط وَيدْفَع الْمَشْي. عدس قَالَ ج: إِنَّه مَتى أدمن أكله أظلم الْبَصَر وعسر هضمه وَهُوَ رَدِيء للمعدة مولد للنفخ وَمَتى طبخ بقشره حل الْبَطن وأجوده أسرعه نضجاً وَالَّذِي إِذا أنقع فِي المَاء لم يسوده. وقوته قابضة وَلذَلِك إِذا قشر وأنعم طبخه وهريق مَاؤُهُ الأول(6/269)
عقل الْبَطن وأسهل ذَلِك الطبيخ الْبَطن. ويعرض وَيعْقل الْبَطن فِي الْغَايَة مَتى طبخ مَعَه هندباً ولسان الْحمل والبقلة الحمقاء والسلق الْأسود أَعنِي الشَّديد الخضرة أَو قشر رمان أَو ورد يَابِس أَو زعفران أَو سفرجل أَو كمثرى أَو عفص فج يطْبخ مَعَه وَيخرج مَا فِيهِ بعد الطَّبْخ وبالخل والسماق وَيجب أَن يسلق سلقاً جيدا قبل ذَلِك وَإِلَّا حرك الْبَطن.
وَإِذا قشر مِنْهُ ثَلَاثُونَ حَبَّة وابتلعت نَفَعت من استرخاء الْمعدة.
وَمَتى طبخ وتضمد بِهِ مَعَ السويق سكن وجع النقرس. وَإِذا طبخ بِعَسَل مَلأ القروح العميقة وَقلع خبثها ونقى وسخها. وَإِن طبخ بالخل وضمدت بِهِ الْخَنَازِير والأورام الصلبة حللها.
وَمَتى خلط بِهِ إكليل الْملك وسفرجل ودهن ورد أَبْرَأ أورام الْعين الحارة وورم المقعدة.
وَأما الأورام الْعَظِيمَة الْعَارِضَة للمقعدة والقروح العميقة فليستعمل فِيهَا العدس مَعَ قشر الرُّمَّان أَو الْورْد الْيَابِس يطْبخ مَعَه وَعسل. وَكَذَلِكَ فليستعمل للأكلة بعد أَن يُزَاد عَلَيْهِ شَيْء من مَاء الْبَحْر. وَكَذَلِكَ لتنفط الْجَسَد والنملة والحمرة والشقاق الْعَارِض من الْبرد.
وَإِذا طبخ بِمَاء الْبَحْر وتضمد بِهِ وَافق الثدي الوارم من احتقان اللَّبن وتعقده.) ج فِي الْخَامِسَة من تَفْسِير السَّادِسَة من ابيذيميا: إِن العدس إِمَّا أَن يكون معتدلاً فِي الْحر وَالْبرد أَو مائلاً إِلَى الْحَرَارَة قَلِيلا وَدَلِيل ذَلِك أَنه لَا يظْهر بعد أكله مَا دَامَ فِي الْمعدة وَلَا إِذا انحدر تبريد للبدن فَإِنَّهُ مركب من شَيْء يُطلق الْبَطن وَمن شَيْء يعقله وَالْمُطلق مِنْهُ حَار لَا محَالة وَإِن كَانَ الْعَاقِل بَارِدًا أرضياً فَإِنَّهُ إِذا ضمدت بِهِ القروح الوارمة مَعَ أَنه يمْنَع وَيدْفَع يقبضهُ قد يجمع الْمدَّة قَلِيلا والأشياء الْبَارِدَة لَا تفعل ذَلِك.
ماسرجويه: المقشر مِنْهُ بَارِد غليظ يحبس الْبَوْل والبطن ويغلظ الدَّم فِي الْعُرُوق فَلَا يجْرِي وَإنَّهُ أبرد من الماش.
ابْن ماسويه وَابْن ماسه: جرم العدس بَارِد يَابِس فِي الأولى وقشره حَار يَابِس فِي الأولى وَفِيه جلاء. والعدس رَدِيء للغذاء خاصته تقليل الْبَوْل والطمث لتغليظه الدَّم. عَاقِر قرحا إِنَّه يجلب البلغم ألف ز مَتى مضغ وَكَذَلِكَ مَتى طبخ بخل وَأمْسك فِي الْفَم نفع من وجع الْأَسْنَان. وَمَتى مضغ جلب بلغماً كثيرا.
وَمَتى سحق وخلط بِزَيْت وتمسح بِهِ أدر الْعرق ونفع من وجع الكزاز إِذا كَانَ يعرض للْإنْسَان كثيرا ونفع الْأَعْضَاء الَّتِي قد غلب عَلَيْهَا الْبرد وَالَّتِي قد فسد حسها وحركتها. ج فِي السَّابِعَة: أَكثر مَا يسْتَعْمل من هَذَا النَّبَات أَصله خَاصَّة وقوته محرقة وَمن أجل هَذِه الْقُوَّة صَار مسكنا لوجع الْأَسْنَان الْحَادِث من الْبُرُودَة وينفع من النافض والاقشعرار(6/270)
الْكَائِن بأدوار. وَإِذا دلك بِهِ الْجِسْم قبل نوبَة الْحمى مَعَ زَيْت نفع من النافض. وأذهب الخدر والاسترخاء المزمن.
من كتاب الْإِجْمَاع: العاقرقرحا لطيف.
عليق د فِي باطس وَكَانَ ترْجم عَلَيْهِ: إِنَّه العليق.
قَالَ: العليق هُوَ العوسج فِي الْمقَالة الرَّابِعَة: هُوَ نَبَات قَابض مجفف وأغصانه مَتى طبخت مَعَ الْوَرق صبغ طبيخها الشّعْر. وَمَتى شرب عقل الْبَطن وَقطع السيلان المزمن من الرَّحِم ويوافق نهشه الْحَيَوَان الَّذِي يُسمى قرسطس.
وَإِذا مضغ الْوَرق شدّ اللثة وَأَبْرَأ القلاع.
وَمَتى تضمد بالورق منع النملة من السَّعْي فِي الْبدن وَأَبْرَأ قُرُوح الرَّأْس الرّطبَة وَأَبْرَأ نتوء الْعين والبواسير الناتئة الْعَارِضَة فِي المقعدة وَالَّتِي يسيل مِنْهَا الدَّم. وَإِن دق الْوَرق نعما وَوضع على الْمعدة العليلة والضعيفة الَّتِي يسيل إِلَيْهَا الْموَاد وافقها.
وعصارة ثمره إِذا كَانَ نضيجاً نضجاً تَاما وَافق أوجاع الْفَم.
وَمَتى أكل ثمره وَلم يستحكم بعد فِي النضج عقل الْبَطن.
وزهره مَتى شرب بِالْمَاءِ عقل الْبَطن أَيْضا.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة فِي العليق نصا: إِن جَمِيع أَجزَاء هَذَا النَّبَات قابضة إِلَّا أَن الْوَرق الطري خَاصَّة مِنْهُ لما كَانَت المائية فِيهِ كَثِيرَة صَار قَبضه أقل وَكَذَلِكَ أَطْرَافه أَيْضا وَلذَلِك مَتى مضغت شفت القلاع وَغَيره من قُرُوح الْفَم. وَهِي أَيْضا تدمل سَائِر الْجِرَاحَات لِأَن مزاجها مركب من جَوْهَر أرضي بَارِد وجوهر مائي فاتر.
فَأَما ثَمَرَته فَإِنَّهَا مَتى كَانَت نضجة كَانَ الْخَلْط الَّذِي فِيهَا حاراً باعتدال وَذَلِكَ أَنه يكون حلواً قَلِيلا ولسبب حلاوته وَقلة قَبضه قد يُؤْكَل ويستلذ.
فَأَما إِذا لم تكن الثَّمَرَة نضيجة بعد فَإِن الْأَكْثَر فِيهَا الْجَوْهَر الأرضي وَلذَلِك تكون عفصة وتجفف تجفيفاً شَدِيدا وَكِلَاهُمَا يجففان ويحفظان وَإِن كَانَتَا أَشد تجفيفاً مِنْهُمَا إِذا كَانَتَا رطبتين.
وزهرة العليق أَيْضا قوتها هَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا الْمَوْجُودَة فِي ثَمَرَته وينفع على ذَلِك الْمِثَال من قُرُوح الأمعاء واستطلاق الْبَطن ولضعف الْمعدة وَالْمعْنَى وَنَفث الدَّم.
وَأما أصل العليق فَفِيهِ ألف ز مَعَ قَبضه جَوْهَر لطيف لَيْسَ بِيَسِير فَهُوَ لذَلِك يفت الْحَصَى الَّتِي فِي الكلى.) عشر قَالَ د فِي الرَّابِعَة: هِيَ سمانيقس.(6/271)
وَقَالَ حنين: هُوَ الْعشْر من أكله من النَّاس عرض لَهُ انطلاق الْبَطن. وَمِنْه كثيف مَتى قعد الْإِنْسَان فِي ظله ضره وَرُبمَا قَتله فليحذر.
من كتاب السمُوم: لبن الْعشْر حاد جدا يقتل مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم فِي يَوْمَيْنِ بِأَن يفت الرئة والكبد وينفع من السعفة مَتى طليت بِهِ جدا. عصفر ماسرجويه: إِنَّه حَار قَابض باعتدال. مَتى سحق وطلي بخل على القوباء أذهبها الْبَتَّةَ. وَمَتى طلي بِعَسَل على القلاع فِي أَفْوَاه الصّبيان أذهبه وأذهب بلة اللِّسَان والفم. قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: أما الْمَأْكُول وَهُوَ البستاني فَإِنَّهُ يسْتَعْمل حَيْثُ يحْتَاج إِلَى تبريد وَقبض لِأَنَّهُ يفعل الْأَمريْنِ جَمِيعًا فِي الدرجَة الثَّانِيَة.
فَأَما الكاكنج فَهُوَ أَحْمَر الثَّمَرَة وورقه قوته كقوة سَائِر عِنَب الثَّعْلَب.
وَأما ثَمَرَته فَإِنَّهَا تدر الْبَوْل وَلذَلِك قد يخلط فِي أدوية كَثِيرَة تصلح للكبد والمثانة والكلى.
وَأما الجالب للنوم مِنْهُ فَمَتَى شرب من لحاء أُصُوله زنة مِثْقَال بشراب جلب النّوم. وَهُوَ فِي سَائِر أَعماله كالأفيون إِلَّا أَنه أَضْعَف مِنْهُ حَتَّى يكون فِي الثَّانِيَة من الْبُرُودَة والأفيون فِي الرَّابِعَة.
وبزر هَذَا النَّوْع يدر الْبَوْل وَمَتى شرب مِنْهُ أَكثر من اثْنَتَيْ عشرَة حَبَّة أحدث الْجُنُون.
وَأما النَّوْع الرَّابِع فَإِنَّهُ مَتى شرب مِنْهُ أَربع مَثَاقِيل أَو أقل من ذَلِك أورث جنوناً وَلَيْسَ فِيهِ شَيْء من مَنَافِع عِنَب الثَّعْلَب مَتى شرب.
فَأَما مَتى ضمد بِهِ فَإِنَّهُ يبريء القروح الساعية وخاصة لحاء أَصله لِأَنَّهُ يجفف تجفيفاً كثيرا كَافِيا فِي أول الثَّانِيَة.
ابْن ماسه: الَّذِي يسْتَعْمل مِنْهُ الْأَخْضَر الْوَرق الْأَصْفَر الثَّمَرَة وَهُوَ خَمْسَة أَنْوَاع.
مسيح قَالَ: وَهُوَ بَارِد يَابِس فِي آخر الثَّالِثَة أَشد قبضا من كل الْبُقُول يصلح لمن يحْتَاج أَن)
يطفيء حرارة نارية. عنبر ابْن ماسه: هُوَ حَار يَابِس مقو للدماغ والحواس وَالْقلب نَافِع للمشايخ والمبرودين. عروق الصباغين قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: إِنَّه يجلو جلاء قَوِيا ويسخن.
وعصارة هَذِه الْعُرُوق تَنْفَع لحدة الْبَصَر ويجلو مَا قُدَّام الحدقة من المَاء وَالْبَيَاض.(6/272)
وَقد تسْتَعْمل هَذِه الْأُصُول فِي اليرقان الْحَادِث عَن سدد الكبد مَعَ أنيسون وشراب أَبيض.
وَمَتى مضغت هَذِه الْأُصُول كَانَت نافعة جدا لوجع الْأَسْنَان. عناب ابْن ماسه: إِنَّه حَار رطب فِي الأولى خاصته قمع حِدة الدَّم الصفراوي ونفع الصَّدْر ألف ز والرئة وَهُوَ رَدِيء للمعدة. ج فِي كتاب الأغذية: إِن غذاءه يسير وهضمه عسير.(6/273)
3 - (بَاب الْغَيْن)
غاريقون قَالَ فِيهِ د: إِنَّه قَابض مسخن صَالح للأمغاس والكيموسات الفجة ووهن العضل خلا مَا فِي أَطْرَافه والسقطة مَتى سقِِي مِنْهُ درخمي نفع من وجع الكبد والربو وعسر الْبَوْل ووجع الكلى وَالرحم الَّذِي يعرض مِنْهُ الاختناق واليرقان وَفَسَاد لون الْجِسْم وَقد يسقى لقرحة الرئة بالطلاء ولورم الطحال بالسكنجبين وَمَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثَة ابولسات بِالْمَاءِ قطع نفث الدَّم من الصَّدْر والرئة. وَمَتى أَخذ مِنْهُ ثَلَاث ابولسات بسكنجبين كَانَ صَالحا لعرق النسا ووجع المفاصل والصدر ويدر الطمث.
وَمَتى شرب قبل دور الحميات أبطل النافض. وَمَتى شرب مِنْهُ درخمي بِمَاء القراطن أسهل الْبَطن.
ويسقى مِنْهُ درخمي بشراب ممزوج للأدوية القتالة وَمَتى شرب مِنْهُ ثَلَاث ابولسات نفع نفعا عَظِيما من نهش الْهَوَام.
وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ نَافِع من جَمِيع الأوجاع الْعَارِضَة فِي بَاطِن الْجِسْم ويسقى برطوبات على حسب الْعلَّة وَالسّن وَالزَّمَان والمزاج. ج: إِنَّك مَتى ذقته وجدت لَهُ حلاوة فِي أول الْأَمر ثمَّ إِنَّه فِي آخر الْأَمر يحذي اللِّسَان ويجد لَهُ مرَارَة وَبعد أَن يمْضِي لذَلِك وَقت تتبين مِنْهُ حراقة مَعَ شَيْء من قبض يسير وَهُوَ أَيْضا رخو الجرم.
وَمن هَذِه الْأَشْيَاء يعلم أَنه مركب من جَوْهَر مائي وجوهر أرضي وَقد لطفته الْحَرَارَة وَأَنه لَيْسَ فِيهِ من المائية شَيْء أصلا وَمن أجل ذَلِك صَارَت قوته محللة مقطعَة للأشياء الغليظة فَهُوَ لذَلِك فتاح للسدد الْحَادِثَة فِي الكبد والكلى ويشفي من اليرقان الْحَادِث عَن سدد الكبد وينفع أَصْحَاب الصرع لهَذِهِ الْقُوَّة أَيْضا وَكَذَلِكَ من النافض الَّذِي يكون بأدوار وَهُوَ الْمُتَوَلد عَن الأخلاط الغليظة اللزجة وَهُوَ نَافِع أَيْضا من نهش الْهَوَام الْبَارِدَة السم مَتى وضع من خَارج على مَوضِع اللسعة كالضماد وَإِذا شرب مِنْهُ أَيْضا الملسوع مِقْدَار مِثْقَال وَاحِد بشراب ممزوج وَهُوَ مَعَ هَذَا دَوَاء يسهل.)
بديغورس: خاصته إسهال البلغم الغليظ والسوداء.
اريباسيوس: إِنَّه يحلل وَيقطع الأخلاط الغليظة وينقي وَيفتح السدد الَّتِي فِي الأحشاء وَمن أجل ذَلِك صَار نَافِعًا لمن بِهِ اليرقان الْعَارِض من أجل سدد الكبد. وينفع أَيْضا من الصرع والنافض الآخر الَّذِي يكون بأدوار الْمُتَوَلد عَن أخلاط غَلِيظَة لزجة.(6/274)
بولس: هُوَ فَاش قطاع للغلظ يفتح السدد وخاصة الَّتِي فِي الأحشاء.
وَقيل فِي شوشماهي الخوز: إِن الغاريقون يسهل الأخلاط الْمُخْتَلفَة وَلَا سِيمَا الْمرة السَّوْدَاء.
وَقَالَ الخوزي: خاصته إسهال البلغم الغليظ والسوداء.
وأصبت لَهُم إِجْمَاعًا أَنه يسهل أخلاطاً مُخْتَلفَة وَأكْثر إسهاله للصفراء.
من كتاب اليرقان لحنين: الغاريقون يخرج الفضول من العصب والدماغ بِخَاصَّة فِي ذَلِك عَجِيبَة. غراء يَقُول د: إِن الَّذِي يعْمل من جُلُود الْبَقر مَتى ديف بالخل وتلطخ بِهِ جلا القوباء وقشر الْجلد المتقرح الَّذِي لَيْسَ بغائر.
وَمَتى أذيب بِالْمَاءِ وتلطخ بِهِ على حرق النَّار لم يَدعه يتنفط.
وَمَتى أذيب بِعَسَل أَو خل كَانَ صَالحا للخراجات.
وَقد يظنّ أَنه يبسط تشنج الْوَجْه. وَقد يحرق غراء الْجُلُود من الْبَقر وَيغسل وَيسْتَعْمل بدل التوتيا على مَا فِي كتاب الصَّنْعَة.
بولس: غراء السّمك لَهُ قُوَّة تغرى وتجفف مُوَافق للمراهم الَّتِي تهَيَّأ للرأس وَالَّتِي تغرى وتلحم وأدوية البرص وَفِي شقَاق الْوَجْه وتمدده.
جالينوس: غراء السّمك مَتى ألقِي فِي الأحساء نفع من نفث الدَّم.
غبيراء د يَقُول: إِن الَّذِي يجني من شَجَرَة وَهُوَ غض مَتى جفف فِي الشَّمْس أمسك الْبَطن. ودقيق الغبيراء وطبيخها يفْعَلَانِ ذَلِك. ج فِي الثَّامِنَة: إِنَّه أقل قبضا من الزعرور جدا ودقيقه أقل حبسا للبطن من الزعرور.
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِن مَا قلته فِي التفاح يصلح أَن أقوله هَهُنَا وَهُوَ أقل قبضا من الغبيراء.
روفس فِي كتاب التَّدْبِير: الغبيراء أَو الزعرور يقْطَعَانِ الْقَيْء ويعقلان الْبَطن وَلَا يحبسان الْبَوْل.
ابْن ماسه: إِنَّه بَارِد فِي وسط الأولى يَابِس فِي آخر الثَّانِيَة يسير الْغذَاء دابغ للمعدة عَاقل للبطن وَسَوِيق الغبيراء عَاقل للبطن جيد للمعدة والمرة الصَّفْرَاء.
ابْن ماسويه وَابْن ماسه: هُوَ بَارِد فِي الأولى يَابِس فِي الثَّانِيَة. خاصته قمع حِدة الصَّفْرَاء المنصبة إِلَى الْبَطن والأمعاء.
الْإِجْمَاع: هُوَ نَافِع جدا من الصداع.
وَهُوَ يقمع البخار الصاعد من الْخمر إِذا تنقل بهَا أَبْطَأَ بالسكر جدا.(6/275)
غلاصم ابْن ماسويه: إِنَّهَا أسْرع انهضاماً من غَيرهَا. غُبَار الرَّحَى ذَكرْنَاهُ مَعَ الْحِنْطَة. غَار د: ورق الْغَار مسخن ملين فَلذَلِك مَتى جلس فِي طبيخه وَافق أمراض المثانة وَالرحم.
والطري من ورقه يقبض قبضا معتدلاً. وَمَتى تضمد بِهِ مسحوقاً نفع من لسع الزنبور والنحل.
وَإِذا شرب أرْخى الْمعدة وحرك الْقَيْء.
وَأما حبه فَهُوَ أَشد إسخاناً من الْوَرق. وَمَتى عمل مِنْهُ لعوق بِعَسَل أَو بطلاء كَانَ صَالحا لقرحة الرئة وعسر النَّفس الَّذِي يحْتَاج فِيهِ إِلَى الانتصاب والصدر الَّذِي يسيل إِلَيْهِ الفضول.
وَيشْرب بِالْخمرِ للسعة الْعَقْرَب. ويقلع البهق. وَإِذا خلط كَسبه بدهن ورد وشراب عَتيق وقطر فِي الْأذن نفع من دويها وألمها وَمن عسر السّمع. وَيَقَع فِي الأذهان ألف ز المحللة للإعياء والمسوحات المسخنة.
وقشر أصل الْغَار مَتى شرب مِنْهُ درخمي أَو سَبْعَة قراريط فت الْحَصَى وَقتل الْجَنِين ونفع من كبده عليلة.
ولدهن الْغَار قُوَّة مسخنة ملينة مفتحة لأفواه الْعُرُوق محللة للاعياء وتوافق كل وجع من أوجاع الأعصاب والاقشعرار وأوجاع الْأذن والنزلات والصداع. وَإِذا شرب غى شَاربه.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: ورق هَذِه الشَّجَرَة وثمرتها وَهِي حب الْغَار يسخنان ويجففان إسخاناً قَوِيا وتجفيفاً كَذَلِك وخاصة حب الْغَار فَإِنَّهُ فِي ذَلِك أبلغ من الْوَرق.
وَأما لحاء هَذِه الشَّجَرَة فَهُوَ أقل حِدة وحراقة وَأَشد مرَارَة وَفِيه شَيْء قَابض فَهُوَ لذَلِك يفت الْحَصَى وينفع من علل الكبد والشربة ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم بشراب ريحاني.
ودهن الْغَار أَشد حرارة من دهن الْجَوْز وَأكْثر تحليلاً مِنْهُ. وَزَاد اريباسيوس بعد هَذَا ذكر الزَّيْت.) غاغاطيس حجر خَفِيف تفوح مِنْهُ رَائِحَة القفر يَابِس قحل مَتى تدخن بِهِ صرع من بِهِ صرع وينفش اختناق الْأَرْحَام ويطرد الْهَوَام وَيدخل فِي أدوية النقرس. غيافاليون قَالَ ج: إِنَّه نَبَات مُشْتَقّ من اسْم القطيفة الَّتِي يتغطى بهَا النَّاس وَهُوَ قَابض يشفي من قُرُوح الرئة مَتى شرب بشراب قَابض. غاليون ج فِي السَّادِسَة: هَذَا يجمد اللَّبن وقوته مجففة مَعَ حِدة يسيرَة وزهرته تصلح لانفجار الدَّم.
وَقد ظن أَنه يشفي من حرق النَّار وَهُوَ طيب الرّيح. ولونه لون السفرجل.(6/276)
غوشنة ابْن ماسويه: إِنَّهَا من جنس الكمأة بَارِدَة رطبَة فِي الأولى وَلَيْسَ بردهَا بِقَوي وَفِي طبعه لحمية يسيرَة وَلَيْسَت برديئة الْخَلْط.
غافت د يَقُول: إِن ورقه مَتى أنعم دقه وخلط بشحم خِنْزِير عَتيق وَوضع على القروح الْعسرَة الِانْدِمَال أبرأها.
وَمَتى شرب هَذَا النَّبَات أَو بزره بِالشرابِ نفع من قرحَة المعي ونهش الْهَوَام. ج فِي السَّادِسَة: قُوَّة هَذَا الدَّوَاء لَطِيفَة قطاعة تجلو من غير حرارة مَعْلُومَة وَلذَلِك صَار يفتح السدد من الكبد وَفِيه مَعَ هَذَا قبض يسير من أَجله صَار يُقَوي الكبد.
بديغورس: إِنَّه لطيف ينقي وَلَيْسَت لَهُ حرارة مَعْلُومَة وخاصته النَّفْع من السدد. ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن الغافت ينفع من وجع الكبد نفعا بَينا.
مسيح: هُوَ جيد للحميات العتيقة واللثة المتقادمة.
وَقَالَ ج فِي الترياق: خاصته نفع الكبد جدا.
وَفِي شوسماهي الخوز: إِن الغافت لَيْسَ بالشديد الْحَرَارَة وَهُوَ نَافِع من الْحمى الحادة إِذا عتقت.
غرب جالينوس فِي السَّادِسَة: ورقه يسْتَعْمل فِي إدمال الْجِرَاحَات الطرية.
وَأما زهرته فيستعملها جَمِيع الْأَطِبَّاء فِي أخلاط المراهم المجففة لِأَن قوته قُوَّة مجففة بِلَا بلذع وَفِيه شَيْء من عفوصته وَمن النَّاس ألف ز قوم يتخذون من ورد الغرب عصارة فَيكون مِنْهَا دَوَاء يجفف وَلَا يلذع وينفع من أَشْيَاء كَثِيرَة فَإِنَّهُ لَا شَيْء أَنْفَع مِمَّا يجفف وَلَا يلذع وخاصة إِذا كَانَ يحْتَاج إِلَى قبض قَلِيل. ولحاء هَذِه الشَّجَرَة أَيْضا قوته كقوة وردهَا وورقها إِلَّا أَنه أيبس مزاجاً مثل جَمِيع أَنْوَاع اللحاء.
وَفِي النَّاس قوم يحرقون لحاء الغرب ويستعملون رماده فِي جَمِيع الْعِلَل الَّتِي تحْتَاج إِلَى تجفيف كثير بِمَنْزِلَة الثآليل وخاصة المدورة وَالْبيض الشبيهة برؤس المسامير والثآليل المنكوسة المرتكزة فِي الْجلد فَإِن هَذِه كلهَا يقلعها رماد شجر الغرب مَتى عجن بخل وطلي عَلَيْهَا.
وَفِي النَّاس قوم يَعْمِدُونَ إِلَى هَذِه الشَّجَرَة فِي وَقت مَا تورق فيشرطون لحاءها بمشرطة ويجمعون الصمغة الَّتِي تخرج من تِلْكَ الْمَوَاضِع ويستعملونها فِي مداواة جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تقف فِي وَجه الحدقة فتظلم لَهَا الْبَصَر لِأَن هَذِه الصمغة تجلو وتلطف وَيُمكن من أجل ذَلِك أَن تسْتَعْمل فِي أَشْيَاء أخر.
اريباسيوس: أما ورقه فيستعمل فِي إلزاق الْجِرَاحَات الَّتِي بدمها وقوته مجففة من غير(6/277)
لذع مَعَ قبض يسير. ولحاؤها مَتى أحرق كَانَ أَشد تجفيفاً فَلذَلِك يقْلع الثآليل بعد عجنه بخل ثَقِيف. د: إِن هَذِه الشَّجَرَة قابضة وَإِذا شرب وَرقهَا مَعَ فلفل قَلِيل بعد سحقها بشراب نفع من ايلاوس. وَمَتى أَخذ وَحده مِنْهُ الْحَبل.
وثمرته مَتى شربت نَفَعت من نفث الدَّم.
والقشر أَيْضا يفعل ذَلِك. وَإِذا أحرق القشر وعجن بخل وتضمد بِهِ قلع الثآليل الَّتِي فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وحلل حسوء القروح.
وعصارة ورقه وقشره إِذا كَانَ رطبا مَتى سحق وطبخ فِي دهن ورد مَعَ قشر رمانة نفع من وجع الْأذن.
وطبيخه يسْتَعْمل فِي الصب على أرجل المنقرسين فينفعهم ذَلِك جدا ويجلو نخالة الرَّأْس.
وَقد يسْتَخْرج مِنْهَا رُطُوبَة إِذا قشر قشرها فِي إبان ظُهُور الزهرة مِنْهَا فَإِنَّهَا تُوجد مجتمعة فِيهِ)
بديغورس فِي الغرب: خاصته إِخْرَاج العلق من الْحلق وإلحام الْجرْح الطري بدمه. ابْن ماسه: ورق الغرب مَتى شرب أورث العقم وينفع من قذف الدَّم.
وَاللَّبن الْخَارِج مِنْهُ يحد الْبَصَر.
انْقَضى حرف الْغَيْن(6/278)
3 - (بَاب الْفَاء)
فو قَالَ فِيهِ د: إِن قُوَّة أَصله مسخنة تدر الْبَوْل مَتى شرب يَابسا. وطبيخه يفعل ذَلِك أَيْضا وينفع من وجع الْجنب ويدر الطمث. ج فِي الثَّامِنَة: إِن فِي أَصله عطرية وَقُوَّة شَبيهَة بِقُوَّة السنبل إِلَّا أَنه دون السنبل الشَّامي وَفعله فِي ذَلِك مثل فعل المنتجوشة. فرفير قد ذَكرْنَاهُ فِي البقلة الحمقاء.
فستق قَالَ د: الشَّامي الشبيه بالصنوبر جيد للمعدة نَافِع من نهش الْهَوَام. ج فِي الثَّامِنَة: فِي هَذِه الثَّمَرَة شَيْء كَأَنَّهُ إِلَى المرارة عطري فَهِيَ لذَلِك تفتح السدد ألف ز وتنقي الكبد خَاصَّة وَتَنْفَع من علل الصَّدْر والرئة.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن غذاءه يسير وَيُقَوِّي الكبد وَيفتح منافذ الْغذَاء مِنْهَا وَفِي طعمه ميل قَلِيل إِلَى المرارة وَالْقَبْض العطري. وَقد علمنَا أَن أَشْيَاء كَثِيرَة نَظَائِر هَذَا نافعة للكبد أَيْضا.
ارخيجانس: الفستق حَار يَابِس أَشد حرارة من الْجَوْز واللوز.
ابْن ماسويه وَابْن ماسه: الفستق حَار لين فِي وسط الثَّانِيَة وَفِيه مرَارَة يسيرَة وعفوصة فَلذَلِك ينفع الكبد من وجع الكبد الْحَادِث من الرُّطُوبَة والغلظ.
وَمَتى دق وَشرب بالمطبوخ أَو بالنبيذ الشَّديد نفع من نهش الْهَوَام.
وَزعم د: إِنَّه يلين الْبَطن وَلَا يعقله.
فيلجوش قد ذَكرْنَاهُ فِي ذكر اللوف. ذَكرْنَاهُ فِي حرف الْبَاء. فسافس حَيَوَان بشبه القراد مَعْرُوف بِهَذَا الِاسْم بِالشَّام يكون فِي الأسرة. د يَقُول: من أَخذ مِنْهَا سَبْعَة عدد أَو جعلت فِي باقلاة وابتلعت قبل أَخذ الْحمى نَفَعت من حمى الرّبع. وَمَتى ابتلعت بِغَيْر باقلى نَفَعت من لسع الثعبان.
وَإِذا شمت أنبهت من اختناق الْأَرْحَام. وَمَتى شربت بخل أَو شراب أخرجت العلق من الْحلق. وَمَتى سحقت وَوضعت فِي ثقب الإحليل أبرأت عسر الْبَوْل. ج: إِن قوما ذكرُوا أَن الفسفس مَتى شرب مَعَ خل أخرج العلق الَّذِي يبتلع. وَأما نَحن فنخرج العلق أبدا بِأَكْل الثوم.(6/279)
فسطارون حشيشة تسمى بِهَذَا الِاسْم.
قَالَ بديغورس: خاصتها النَّفْع من الفضول الغليظة والنقرس.
فلنجمشك قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار. يَابِس فِي آخر الثَّانِيَة يفتح السدد الْعَارِضَة فِي الدِّمَاغ وينفع من الخفقان الْعَارِض من البلغم والسوداء فِي الْقلب. وَمَتى شم أَو أكل فتح سدد المنخرين.
سندهشار: الفرنجمشك يزِيد فِي الْمرة جيد للبواسير.
القلهمان: إِنَّه أعدل من المرزنجوش والنمام وَلَيْسَ فِيهِ من اليبس مَا فيهمَا. فلنجة يَقُول الدِّمَشْقِي: إِنَّهَا حارة فِي الثَّانِيَة فِيهَا قُوَّة قابضة وَقُوَّة محللة.
الطَّبَرِيّ فِيهِ قُوَّة محللة.
ماسرجويه: إِن فِيهَا مَعَ الْحَرَارَة والتحليل شَيْئا من الْقَبْض. ابْن ماسويه: إِنَّهَا حارة يابسة.
فروج ذكر مَعَ الديك. ذكر مَعَ الحضض. فأر اتّفق النَّاس على أَنه مَتى شقّ وَوضع على لذع الْعَقْرَب نفع. وَإِذا شوي وَأطْعم الصّبيان جفف اللعاب السَّائِل من أَفْوَاههم.
وَقَالَ جالينوس: وَلَا يجب أَن يسْتَعْمل دم فَإِن الْبيُوت تنثر الثآليل إِذْ كَانَ قد يُوجد مَا كَانَ أيسر مِنْهَا. د: زبل الفأر مَتى طلي على دَاء الثَّعْلَب نفع مِنْهُ وَمَتى شرب بالكندر واونومالي فت الْحَصَاة. وَمَتى حمل شيافة أطلق بطن الصَّبِي.
وَقَالَ ج فِي الترياق: إِنَّهَا إِذا أحرقت وعجنت بِعَسَل ولطخ بهَا على دَاء الثَّعْلَب أنبت الشّعْر وَقد يفت الْحَصَى الْكَائِن فِي المثانة.
وَقَالَ الخوزي: ألف ز مَتى طبخ بِالْمَاءِ وَقعد فِيهِ من بِهِ حصر الْبَوْل نَفعه.
فجل د يَقُول: إِنَّه مولد للرياح رَدِيء للمعدة يكثر الجشاء ويدر الْبَوْل ويسخن. وَمَتى أكل بعد الطَّعَام لين الْبَطن وأعان على نُفُوذ الْغذَاء وَمَتى أكل قبل الطَّعَام دفع الطَّعَام وَرَفعه إِلَى أعالي الْمعدة وَلم يذره يسْتَقلّ فَلذَلِك يسهل الْقَيْء وَقد يلطف الْحَواس. وَمَتى أكل مطبوخاً كَانَ صَالحا للسعال المزمن والكيموس الغليظ الْمُتَوَلد من الصَّدْر.
وقشره وَحده إِذا اسْتعْمل بسكنجبين كَانَ أَشد تسهيلاً للقيء من الفجل نَفسه وَوَافَقَ المحبونين وَالطحَال مَتى تضمد بِهِ.(6/280)
وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ عسل قلع القروح الخبيثة والْآثَار الْعَارِضَة تَحت الْعين مَعَ كمدة لون الْموضع وأنفع من نهش الأفعى.
وَمَتى خلط بدقيق شيلم أنبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب وجلا البثور اللبنية. وَإِن أكل نفع من الاختناق الْعَارِض من أكل الْفطر الْقَتْل.
وبزره مَتى شرب بخل قيأ وأدر الْبَوْل وحلل ورم الطحال وَمَتى طبخ بسكنجبين وتغرغر بِهِ وَهُوَ حَار نفع من الخناق. وَمَتى شرب بشراب نفع من نهشة الأفعى المقرنة. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ قلع قرحَة الغنغرانا قلعاً قَوِيا.
والفجل الْبري ملهب مدر للبول.
وَقَالَ فِيهِ فِي الثَّامِنَة: إِنَّه يسخن فِي الثَّالِثَة ويجفف فِي الثَّانِيَة.
وَأما الْبري فَهُوَ فِي الْأَمريْنِ جَمِيعًا أَكثر وبزر هَذِه البقلة أَيْضا أقوى من جَمِيع مَا فِيهَا وَفِي جَمِيعهَا قُوَّة محللة وَلذَلِك صَار الفجل من أجل هَذِه الْقُوَّة المحللة ينفع من النمش الْكَائِن فِي الْوَجْه وَمن الخضرة فِي أَي مَوضِع كَانَت من الْجِسْم.
وَقَالَ فِي الأغذية: قوته ملطفة مسخنة إسخاناً بليغاً لِأَن الْغَالِب عَلَيْهِ الحدة. والمسلوق يغذو أَكثر لِأَنَّهُ يسلخ حرافته إِلَّا أَنه على حَال قَلِيل الْغذَاء.
روفس: الفجل نَافِع من البلغم ويهيج الْقَيْء ويضر بِالرَّأْسِ وَالْعين والأسنان والحنك.
وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: الفجل جيد للبلغم وَلمن يُرِيد استفراغ مَا فِي بَطْنه رَدِيء للأسنان وَالْعين وَالْحلق.
حنين: سَبَب رداءته جوهره المتعفن الَّذِي فِيهِ.)
رَجَعَ قَول روفس: وَهُوَ مُفسد للطعام رَدِيء لعلل النِّسَاء كلهَا مُحدث للرياح فِي أعالي الْبَطن.
اريباسيوس: إِن الفجل لقُوَّة محللة وَمن أجل ذَلِك يسْتَعْمل فِي الْآثَار فِي الْجِسْم وَسَائِر الْمَوَاضِع الكمدة اللَّوْن فيعظم نَفعه.
وَقَالَ: إِن بزر الفجل يحلل الْمدَّة الكائنة تَحت الصفاق الْقَرنِي والْآثَار الدموية الَّتِي فِي الْوَجْه.
ابْن ماسويه: هُوَ حَار فِي أول الثَّانِيَة يَابِس فِي أول الثَّانِيَة مدر للبول جلاء للكلى والمثانة.
وَإِن أكل بعد الطَّعَام هضمه وخاصة ورقه. ألف ز وَهُوَ حد الْبَصَر.
وَمَاء ورقه نَافِع من اليرقان والسدد الْعَارِضَة فِي الكبد وخاصة مَتى شرب مَعَه سكنجبين سكري إِن كَانَت هُنَاكَ رُطُوبَة.(6/281)
وبزره يفعل ذَلِك أَيْضا وَمَتى طبخ وَأكل نفع من السعال الْمُتَوَلد من الرُّطُوبَة ويلين الطبيعة وينفخ. وَإِن أكل مَعَ السكنجبين غثى.
وَمَتى دق بزره مَعَ الكندس وطلي بِهِ البهق الْأسود فِي الْحمام أذهبه. وَمَتى أَكثر من أكله نياً أمغس.
وخاصته النَّفْع من اليرقان وورقه يهضم الطَّعَام ولحمه يغثي ويعفن الطَّعَام كُله وَالدَّلِيل على ذَلِك جشاؤه.
الْفَارِسِي: بزر الفجل نَافِع لضربان المفاصل والنفخة فِي الْبَطن ويسهل خُرُوج الطَّعَام ويشهيه جيد لوجع المفاصل.
قسطس فِي الفلاحة: الفجل نَافِع من وجع الكلى والمثانة والسعال.
مَتى أكل مَعَ الْعَسَل نفع من وجع الصَّدْر. ويهيج الباه وَيزِيد فِي اللَّبن وَيمْنَع لذع الْهَوَام مَتى طلي بِهِ الْجِسْم.
وبزره نَافِع من السمُوم والهوام بِمَنْزِلَة الترياق. وَمَتى شدخت قِطْعَة فجل وطرحت على عقرب قتلتها. لي خبرني صديق لي أَنه جرب هَذَا وَصَحَّ إِنَّه قطر مَاء ورق الفجل عَلَيْهَا فَرَآهُ أنفذ وَأَنَّهَا انتفخت وانشقت فِي نصف سَاعَة.
وينفع من حمى الرّبع والنافض ووجع الْجوف بزره مَعَ الْعَسَل.)
وَمَتى لسعت الْعَقْرَب من أكل فجلاً لم يؤذ لسعها كَبِير ضَرَر.
ويقلع آثَار الضَّرْب والبرش وينبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب. وَإِن أدمن أكله من تمرط شعره نبن شعره.
وبزره إِذا استف أَبْرَأ وجع الكبد لكنه يكثر الْقمل فِي الْجَسَد.
وَمَتى شرب من عصير الفجل نقص المَاء من المستسقين.
الطَّبَرِيّ: الفجل يحل الغلظ فِي الْجَسَد وينفع بزره من القوباء. وَمَاء ورقه ينفض اليرقان ويفت الْحَصَى.
وَقَالَت الخوز: إِن بزره نَافِع من الْقَيْء. لي لَا يُمكن بزر الفجل أَن يسكن الْقَيْء لَكِن قَوْله نَافِع من الْقَيْء إِنَّه يقيء. فاشرا وفاشر سِتِّينَ أما الفاشرا فَقَالَ د: إِن الثَّمَرَة الْحَمْرَاء الشبيهة بالعناقيد يحلق الشّعْر عَن الْجُلُود. وَقُلُوب هَذَا النَّبَات أول مَا يطلع تُؤْكَل فتدر الْبَوْل وتسهل الْبَطن.
وَقُوَّة ورقه وثمره وَأَصله حادة حريفة وَلذَلِك مَتى تضمد بهَا مَعَ الْملح نَفَعت من القروح الرَّديئَة.(6/282)
وَالْأَصْل مَتى خلط بالكرسنة والحلبة جلا ظَاهر الْجِسْم ونقاه وصفاه وأذهب الكلف والثآليل والبثور اللينة والْآثَار السود الْعَارِضَة من اندمال القروح. وَإِذا طبخ بالزيت حَتَّى يتهرى فعل ذَلِك أَيْضا وَقد يذهب بكمنة الدَّم الْعَارِضَة تَحت الْعين.
وَإِذا تضمد بِهِ مَعَ شراب سكن الداحس وحلل الأورام الصلبة وفجر الدُّبَيْلَة وَأخرج الْعِظَام إِذا تضمد بِهِ. وَيَقَع فِي المراهم الأكالة للحم.
وَيشْرب مِنْهُ سنة كل يَوْم درخمى للصرع والفالج والسدر فيعظم نَفعه ومى شرب مِنْهُ ألف وَإِذا احتملته الْمَرْأَة أخرج الْجَنِين والمشيمة وَمَتى شرب أدر الْبَوْل.
وَقد يعْمل مِنْهُ بالعسل لعوق للمختنقين وَفَسَاد النَّفس والسعال ووجع الْجنب وشدخ العضل.
وَمَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثِينَ يَوْمًا كل يَوْم قدر ثَلَاثَة اوبولسات بالخل حلل ورم الطحال.
ويضمد بِهِ مَعَ التِّين لورم الطحال فينفع وينقي الرَّحِم إِذا جلس فِي طبيخه وَهَذَا الطبيخ يخرج)
الْجَنِين أَيْضا.
وعصارته تسهل البلغم.
وثمرته صَالِحَة للجرب المتقرح والغير المتقرح مَتى تلطخ بِهِ.
وَإِن أخرجت عصارة سَاقه وتحسيت مَعَ حِنْطَة مطبوخة غزرت اللَّبن. ج: فِي السَّادِسَة: إِن أَطْرَافه فِي أول مَا تطلع تُؤْكَل فتنفع الْمعدة بقبضها وفيهَا مَعَ الْقَبْض مرَارَة يسيرَة وحرافة وَلذَلِك تدر الْبَوْل باعتدال.
وَأما أصل هَذَا النَّبَات فَإِنَّهُ يجلو ويجفف ويسخن إسخاناً معتدلاً وَمن أجل ذَلِك يذوب الطحال الصلب مَتى شرب وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ التِّين ويشفي الجرب وتقشر الْجلد.
وَأما ثَمَرَة هَذَا النَّبَات الَّتِي هِيَ كالعناقيد فيستعملها الدباغون.
بولس: وَمن البرص أَيْضا.(6/283)
وَأما الفاشرستين فَقَالَ فِيهِ د: إِن قلوبه فِي أول طُلُوعهَا تُؤْكَل فتدر الْبَوْل والطمث وتحلل ورم الطحال وتوافق الصرع والفالج. وَأَصله شَبيه بِأَصْل الفاشرا وَيصْلح لما يصلح لَهُ ذَلِك غير أَنه أَضْعَف.
وورق هَذَا النَّبَات مَتى تضمد بِهِ مَعَ الشَّرَاب وَافق أعراف الْحمير مَتى تقرحت وَيسْتَعْمل هَكَذَا لالتواء العصب. ج: إِن هَذَا مثل الفاشرا فِي أَفعاله غير أَنه أَضْعَف.
اريباسيوس: الفاشرا مَتى أكل ورقه مَعَ أغصانه وَهِي طرية تحرّك الْبَوْل تحريكاً رَقِيقا وَقُوَّة أَصله مجففة جلاءة لَطِيفَة وإسخانه إسخان سَاكن وَلذَلِك صَار يحلل التحجر والصلابة الَّتِي تكون فِي الطحال مَتى شرب وَوضع من خَارج مَعَ تين وَيذْهب الجرب وتقشر الْجلد.
وَأما الفاشرستين فَهُوَ مثله إِلَّا أَنه أَضْعَف.
فضَّة د: قُوَّة خبثها قُوَّة مولوبدانا وَكَذَلِكَ يَقع فِي المراهم الدكن والخاتمة للقروح وَهُوَ قَابض جدا. ج: خبث الْفضة يدْخل فِي المراهم المجففة.
الدِّمَشْقِي: إِنَّه يجفف ويبرد وسحالتها نافعة من الخفقان.
الخوز: خبث الْفضة جيد للجرب والحكة. فلفلموية د: خاصته النَّفْع من الأوجاع الْبَارِدَة وخاصة القولنج والنقرس.
ماسرجويه: إِنَّه حَار يَابِس ينفع من كل وجع بَارِد خاصته التشنج.
ابْن ماسه: إِنَّه نَافِع للقولنج والأرواح الْبَارِدَة. فَاخِتَة ابْن ماسويه: هُوَ عسر الهضم عَاقل للطبيعة.
فوسطس ج فِي السَّابِعَة: ألف ز ورق هَذَا النَّبَات مُحَلل وَمَعَهُ رُطُوبَة مائية بِمَنْزِلَة الملوكية. اريباسيوس: إِنَّه يسخن إسخاناً كَافِيا إِلَّا أَن إسخانه دون الفلفل وَإِذا كَانَ طرياً ثمَّ دق مَعَ بزره حل الأورام والْآثَار الَّتِي تكون فِي الْوَجْه والأورام الصلبة. ج فِي اوديقاي وَتَفْسِيره فلفل المائي فِي الثَّامِنَة: إِن هَذَا النَّبَات يسخن إِلَّا أَنه يسخن كإسخان الفلفل وينبت فِي مَوَاضِع رطبَة وَإِذا اسْتعْمل طرياً ضماداً أذهب نمش الْوَجْه وكلفه إِذا كَانَ صلباً وحلله.
وَقَالَ: هَذَا يسخن إسخان الفلفل مَتى تضمد بِهِ طرياً أذهب النمش والكلف وَإِن كَانَ قد صلب وَعتق. فالنوس ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا ينفع من أوجاع المثانة لِأَن فِيهِ شَيْئا مُطلقًا مسخناً.
فوميون قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: النَّاس يستعملون بزر هَذَا النَّبَات فِي مداواة الْبيَاض فِي الْعين وَإِخْرَاج السلاء والحشيشة أَيْضا تفعل ذَلِك فِي مَا يظنّ بهَا. وَهَذَا أَيْضا يدل على أَن فِيهَا قُوَّة تجلو وتجذب.
فلفيوس قَالَ اريباسيوس: قوته حارة مرّة وَلَيْسَ تغري ثَمَرَته من الْقَبْض وَلذَلِك يدر بولاً كثيرا مرياً وينفع من سدد الكبد وضعفها ويلين الْبَطن مَتى جفف وسحق ونثر على مَاء الْعَسَل وَشرب وَيُقَوِّي الْمعدة إِذا سحق وَهُوَ يَابِس ونثر على شراب ممزوج. فواملش ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا قَابض وَلذَلِك ينفع من استطلاق الْبَطن وقروح المعي.(6/284)
فاجرو مجر قَالَ ج فِي السَّابِعَة من قاطاجانس: هَذَا دَوَاء لَيست مَعَه حرافة الْبَتَّةَ وَإِنَّمَا هُوَ دَوَاء قوي التَّحْلِيل والتجفيف.
فراطاو غونون ج فِي السَّابِعَة: لثمرته حِدة وحرافة وَصورته شَبيهَة بحب الجاورس.
فوفل قَالَ بديغورس: إِنَّه جيد للأورام الحارة الغليظة.
ماسرجويه: إِنَّه قوي الْبرد قَابض قوته كقوة الصندل الْأَحْمَر. فربيون قَالَ فِيهِ د: لهَذِهِ الصمغة إِذا اكتحل بهَا قُوَّة جالية للْمَاء فِي الْعين إِلَّا أَن لدغها يَدُوم النَّهَار كُله فَلذَلِك يخلط بالعسل والشياف على قدر حِدته. وَإِذا خلط بِبَعْض الْأَشْرِبَة المعمولة بالأفاويه وَشرب وَافق عرق النسا ويطرح قشور الْعِظَام من يَوْمه. وَيجب أَن يوقي اللَّحْم الَّذِي حول الْعِظَام الْبَتَّةَ: إِمَّا بقيروطي أَو عجين.
وَزعم قوم أَنه من نهشه شَيْء من الْهَوَام مَتى شقَّتْ جلدَة رَأسه وَمَا يَليهَا إِلَى أَن يظْهر القحف وَجعل هَذَا الصمغ مسحوقاً فِي جَوف الشق وخيط لم يصبهُ مَكْرُوه.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: قُوَّة هَذَا الدَّوَاء لَطِيفَة محرقة.
بديغورس: خاصته النَّفْع من المَاء الْأَصْفَر. ج: فِي الثَّامِنَة من الميامر: إِن الفربيون الحَدِيث أَشد إسخاناً من الحلتيت على أَن الحلتيت أَشد من السمُوم: مَتى فتق فِي الدّهن ألف ز ومرخ بِهِ نفع من من الفالج والخدر جدا وَقتل الأجنة مَتى احْتمل وَيقتل مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم ويقرح الْمعدة والمعي.
ابْن ماسويه فِي إصْلَاح الْأَدْوِيَة: خاصته إسهال البلغم اللزج الثَّابِت فِي الْوَرِكَيْنِ وَالظّهْر والمعي.
الخوز: الفربيون يضم فَم الرَّحِم جدا حَتَّى يمْنَع الأجنة من السُّقُوط إِذا سقِِي أمهاتهم دون الْإِسْقَاط.
فرس د: الزَّوَائِد الَّتِي قرب ركب الْخَيل إِذا أحرقت ودقت وشربت أبرأت الصرع فِيمَا يُقَال.
بولس: جلد الْمهْر إِن أحرق وطلي بِالْمَاءِ على البثور أبرأها.
وَقَالَ د: أنفخة الْفرس خَاصَّة مُوَافقَة للإسهال المزمن وقرحة المعي.
قَالَ ج: قد ذكرُوا أَنَّهَا تَنْفَع من قُرُوح المعي والذرب.
وَقَالَ د زبل الدَّابَّة يفعل مَا يفعل زبل الْحمار فاقرأه فِي بَاب ج. فاط وَيُقَال فساط قَالَ ابْن ماسويه: دَوَاء يجلب من أَرض التّرْك جيد لشرب الشوكران ولسع الْهَوَام مَتى سقِِي بِالْمَاءِ الْبَارِد.(6/285)
الخوزي: إِنَّه يدْفع ضَرَر جوز ماثل والسموم والهوام ويسكن الوجع الشَّديد يسقى بِمَاء بَارِد. فيلزهرج بديغورس: خاصته تَقْوِيَة الشّعْر.
فقاع قَالَ د: الفقاع الْمُتَّخذ من الشّعير يدر الْبَوْل ويضر الكلى والعصب وحجب الدِّمَاغ ويولد نفخاً وأخلاطاً رَدِيئَة. وَإِذا أنقع فِيهِ العاج سهل عمله.
ابْن ماسه: الفقاع الْمُتَّخذ من دَقِيق شعير وسنبل وقرنفل وفلفل وسذاب رَدِيء فِي الْغذَاء رَدِيء للرأس والمتخذ من خبز الْحوَاري ونعنع وكرفس جيد الكيموس جيد للمعدة والمحرورين. لي إِنَّمَا صَار فقاع الْخبز خبْزًا لِأَنَّهُ يتَّخذ من دَقِيق الْحِنْطَة.
فسوريقون قَالَ د: هَذَا الدَّوَاء يجفف أَشد تجفيفاً من القلقطار وَهُوَ أبعد من اللذع مِنْهُ. وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَالْأَمْر بَين أَنه ألطف وَهُوَ أبدا يذهب الجرب. فنك ابْن ماسه: فرو الفنك أحر من السنجاب وأبرد من السمور.
فاغرة قَالَ ابْن ماسه: يشبه الحمص وَهِي حارة يابسة فِي الثَّالِثَة تدخل فِي الْأَدْوِيَة الْمصلحَة للمعدة. فل دَوَاء هندي يدْخل فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تبرد قوته كقوة البيروح واللفاح. فروماغان فسريق حَبَّة رُومِية تُؤْكَل كالباقلي الرطب جيد جدا للباه. فوفر مَعْرُوف بِهَذَا الِاسْم وَهُوَ رومي. لَهُ أصل طيب شَبيه الْقُوَّة بالسنبل.
فراسيون قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: كَمَا أَن طعمه مر كَذَلِك فعله مُوَافق لطعمه وَذَلِكَ أَنه فتاح لسدد الكبد وَالطحَال ينقي الصَّدْر والرئة بالنفث ويحدر الطمث وَمَتى وضع من خَارج جلا وحلل وَلذَلِك ألف ز فليوضع من الْحَرَارَة فِي الثَّانِيَة نَحْو آخرهَا وَمن اليبس فِي وسط الثَّالِثَة أَو آخرهَا.
وعصارته تسْتَعْمل لتحديد الْبَصَر ولوجع الْأذن المزمن مَتى احْتِيجَ لَهَا إِلَى شَيْء يفتح وينقي ثفل السّمع والأجزاء الَّتِي تَجِيء من عصبَة السّمع من الغشاءين المغشيين للدماغ.
اريباسيوس لَيْسَ: إسخانه وتجفيفه بالقويين وَمَتى تضمد بِهِ جلا وَقطع ونقى أَصْحَاب اليرقان بالمنخرين وينفع مَا كَانَ من أوجاع الْأذن قَدِيما لطول الْمدَّة.
بولس: الدَّوَاء الْمُسَمّى بالوطي وَهُوَ فراسيون لَهُ قُوَّة منقية حريفة إِذا ضمد بِهِ مَعَ الْملح نفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب.(6/286)
فلفل قَالَ د: الْأَبْيَض مِنْهُ يَقع فِي الأكحال والترياقات وَالدَّار فلفل صَالح للترياقات والمعجونات.
والفلفل الْأسود أَشد حرافة من الْأَبْيَض والأبيض أَضْعَف مِنْهُ.
وَقُوَّة الفلفل بِالْجُمْلَةِ مسخنة هاضمة للطعام تدر الْبَوْل جاذبة محللة جالية لظلمة الْبَصَر.
وَمَتى جعل مَعَ الدّهن وتمسح بِهِ نفع من النافض ونفع من نهشة الْهَوَام وأدر الْبَوْل وأحدر الْجَنِين. وَقد يظنّ أَنه إِن احْتمل بعد الْجِمَاع أفسد الزَّرْع إفساداً قَوِيا.
وَمَتى اسْتعْمل فِي اللعوقات والأشربة وَافق السعال وَسَائِر أوجاع الصَّدْر. وَمَتى تحنك بِهِ مَعَ الْعَسَل وَافق الخناق.
وَإِذا شرب مَعَ ورق الْغَار الطري نفع من المغس وَإِذا مضغ مَعَ الزَّبِيب قلع البلغم.
وَهُوَ من المسكنة للوجع. وَإِذا وَقع فِي الصباغات فتق الشَّهْوَة وأعان على الهضم. وَهُوَ مُوَافق للأصحاء.
وَإِذ خلط بالزفت حل الْخَنَازِير. وَإِذا خلط بالنطرون جلا البهق. وَمَتى خلط بالخل وتضمد بِهِ أَو شرب حلل ورم الطحال.) ج: أصُول الفلفل شَبيهَة بِالْقِسْطِ.
وَأما ثَمَرَته فَهِيَ أول طُلُوعهَا دَار فلفل وَلذَلِك صَار الدَّار فلفل أرطب من الفلفل المستحكم.
وَالدَّلِيل على رُطُوبَة الدَّار فلفل أَنه يتأكل إِذا أزمن. وَأَنه إِذا ذيق إِنَّمَا يبتديء باللذع بعد قَلِيل وَلَا يلذع من أول ذوقه ثمَّ يبْقى على تلذيعه مُدَّة لَيست باليسيرة.
وَأما الفلفل الْأَبْيَض فَهُوَ أَشد حرافة وَأحد من الْأسود وَذَلِكَ أَن الْأسود من أجل أَنه نضيج قد صَار كَأَنَّهُ احْتَرَقَ ويبس احتراقاً ويبساً مفرطاً والنوعان كِلَاهُمَا يسخنان ويجففان إسخاناً وتجفيفاً قَوِيا.
اريباسيوس: أما الصِّنْف الطَّوِيل مِنْهُ فَهُوَ الدارفلفل وَهُوَ أول مَا ينْبت من الفلفل وَلذَلِك صَار أَكثر رُطُوبَة.
وَأما الْأَبْيَض إِذا استحكم وانْتهى منتهاه صَار فلفلاً فَمن أجل ذَلِك صَار أَكثر حِدة من الفلفل وَأما الفلفل الْأسود فقد جف بِأَكْثَرَ من الْمِقْدَار. والنوعان جَمِيعًا قَوِيا الإسخان والتجفيف.
ابْن ماسه: إِنَّه حَار يَابِس فِي وسط الرَّابِعَة مدر للبول وَمَتى احتملته الْمَرْأَة بعد الْجِمَاع منع الْحَبل ألف ز نَافِع من المغس والرياح الغليظة الْعَارِضَة فِي الْمعدة والمعي قَاطع للبلغم اللزج فِي الصَّدْر والرئة والمعدة وخاصته منع الْحَبل مَتى احْتمل بعد الْجِمَاع ويهضم الطَّعَام.(6/287)
وَقَالَ: الدَّار فلفل حَار رطب هاضم للطعام طراد للرياح من الْمعدة والأمعاء ضار للمحرورين. ج فِي تَدْبِير الأصحاء: الفلفل الْأَبْيَض أصلح للمعدة وأبلغ مَا يكون نفعا للمعدة الْبَارِدَة.
من كتاب الْمسَائِل: الفلفل مَتى أَكثر مِنْهُ أدر الْبَوْل وَمَتى قلل أطلق الْبَطن والسقمونيا بضد ذَلِك. ج فِي تَدْبِير الأصحاء: الفلفل الْأَبْيَض يُقَوي الْمعدة أَكثر من الفلفلين الآخرين. والدارفلفل يحل غلظ الرِّيَاح النافخة وَيدْفَع مَا على فِي الْمعدة إِلَى أَسْفَل الْبَطن ويعين على هضم الطَّعَام.
شرك: الفلفل يهزل ويجفف الْمَنِيّ.
قَالَ: وَالدَّار فلفل مَعَ حرافته لَهُ رُطُوبَة بهَا يزِيد فِي الباه.
حنين من كتاب الترياق: الفلفل ينقي الكبد والبطن والصدر والمعدة وَهُوَ نَافِع من لسع الْهَوَام)
وَهُوَ يسخن العصب والعضلات مَا لايبلغه غَيره.
ابْن ماسويه: خَاصَّة الفلفل أَنه مَتى احْتمل مِنْهُ فرزجة بعد الْجِمَاع منع الْحَبل وَيقطع الأخلاط الغليظة فِي الكبد والرئة والمعي وينقي ويجلو بِقُوَّة.
والأبيض أقوى فعلا من الْأسود وَهُوَ جيد للارتعاش الْحَادِث من الْحمى الدورية. فقلا مينوس وَهُوَ بخور مَرْيَم. قَالَ د: إِنَّه مَتى شرب بِالشرابِ الْمُسَمّى ادرومالي أسهل بلغماً وكيموساً مائياً وأدر الطمث إِذا شرب أَو احْتمل.
وَقد زعم بعض النَّاس أَنه مَتى تخطته امْرَأَة حَامِل أسقطت. وَإِذا شدّ فِي الرَّقَبَة أَو الْعَضُد منع الْحَبل.
وَقد يشرب بِالشرابِ للأدوية القتالة والسموم وخاصة لسم الأرنب البحري. وَمَتى تضمد بِهِ نفع من سموم الْهَوَام. وَمَتى خلط بشراب أسكر إسكاراً شَدِيدا.
وَمَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثَة مَثَاقِيل بطلاء أَو بِمَاء القراطن ممزوج بِمَاء أَبْرَأ اليرقان. وَيجب إِذا سقِِي من بِهِ اليرقان أَن يضجع فِي بَيت حَار ويغطى بِثِيَاب كَثِيرَة كي يعرق ولون ذَلِك الْعرق يشبه لون الْمرة الصَّفْرَاء.
وَقد يخلط مَاؤُهُ بِعَسَل ويسعط بِهِ لتنقية الرَّأْس وَيصير على صوفة وَيحمل فِي المقعدة لإسهال الْبَطن. وَإِذا لطخت بِهِ السُّرَّة والمراق والخاصرة لين الْبَطن وَطرح الْجَنِين.
وَإِذا خلط مَاؤُهُ بِعَسَل واكتحل بِهِ وَافق المَاء الْعَارِض فِي الْعين وَضعف الْبَصَر وَيقتل الْجَنِين قتلا قَوِيا. وَمَتى خلط بخل ولطخ على المقعدة الناتئة ردهَا إِلَى دَاخل.(6/288)
وَأَصله ينقي الْبشرَة وَيذْهب بالبثر وَمَتى خلط بخل أَو بِعَسَل أَو ترك وَحده وَاسْتعْمل أَبْرَأ الْجِرَاحَات قبل أَن تعْتق. وَإِذا تضمد بِهِ حلل ورم الطحال. ونقى الكلف وداء الثَّعْلَب ويوافق النقرس.
وطبيخه مَتى صب على الرَّأْس وَافق القروح الْعَارِضَة لَهُ والشقاق الْعَارِض من الْبرد.
وَمَتى قور أَصله ألف ز وسخن فِيهِ زَيْت عَتيق على رماد حَار فعل ذَلِك وَرُبمَا جعل مَعَه قَلِيل شمع.) ج فِي بخور مَرْيَم نصا: قُوَّة هَذَا منقية لِأَنَّهُ يجلو وَيقطع وَيفتح ويحلل ويجذب وَالدَّلِيل على ذَلِك أَفعاله الْجُزْئِيَّة فَإِن عصارته تفتح أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي المقعدة وتحلل الخرجات والخنازير وَسَائِر الصلابات. وَمَتى اكتحل بهَا مَعَ الْعَسَل نفع من المَاء فِي الْعين ونقى الدِّمَاغ مَتى استعط بِهِ.
وَله من شدَّة الْقُوَّة مَا إِن طلي على مراق الْبَطن أطلقهُ وأفسد الْجَنِين. وَمَتى احْتمل من أَسْفَل كَانَ أقوى الْأَدْوِيَة فِي إِخْرَاج الْجَنِين.
وَأَصله أَضْعَف من عصارته إِلَّا أَنه أَيْضا قوي فَهُوَ لذَلِك يدر الطمث مَتى شرب أَو احْتمل.
وينفع أَصْحَاب اليرقان لِأَنَّهُ لَيْسَ إِنَّمَا ينقي الكبد وَيفتح سددها فَقَط بل قد ينقص المرار الْمُنْتَشِر فِي جَمِيع الْبدن ويخرجه بالعرق وَلذَلِك يجب بعد شرب الشَّارِب لَهُ أَن يحتال فِي تعريقه وَيجب أَلا يُجَاوز مَا يشرب مِنْهُ ثَلَاثَة مَثَاقِيل وَيشْرب بشراب حُلْو أَو بِمَاء الْعَسَل.
وبزره أَيْضا يجلو وَلذَلِك يشفي دَاء الثَّعْلَب والكلف وَجَمِيع النمش وَسَائِر مَا هَذَا سَبيله من الْعِلَل. وَهَذَا الدَّوَاء نَافِع من الطحال إِذا تضمد بِهِ طرياً كَانَ أَو يَابسا.
وَفِي النَّاس قوم يَأْخُذُونَ من أَصله إِذا جف فيسقونه أَصْحَاب الربو. اريباسيوس فِي عصارته: إِنَّه يُحَرك الإسهال مَتى احْتمل بصوفة وَقَالَ فِي أَصله مَا قَالَ جالينوس فِي بزره وَزَاد فِيهِ أَنه يذهب بالحصف وَجَمِيع مَا على الْجلد وَمَا أشبهه إِذا ضمد بِهِ رطبا أَو يَابسا.
بولس فِي بخور مَرْيَم: إِنَّه مَتى شرب من أَصله خَمْسَة دَرَاهِم بِعَسَل وَمَاء حَار أسهل إسهالاً وَقَالَ فِيهَا ثلثتها: إِن لَهَا قُوَّة منقية تقطع وتفش.
وعصارته مَعَ عسل تبريء الغشاوة الَّتِي تكون من رُطُوبَة غَلِيظَة.
وشجرة مَرْيَم الَّتِي تسْتَعْمل فِي الْأكلَة مَتى غليت وَشرب مَاؤُهَا نفع من بِهِ يرقان نفعا عَظِيما.(6/289)
ابْن ماسويه: بخور مَرْيَم يحلل الخراجات والأورام وَمَتى عمل مِنْهُ شياف لين الْبَطن.
وَمَتى اكتحل بِهِ مَعَ عسل نفع من جَمِيع الغشاوة وَالْمَاء وَمَتى استعط بِهِ نفع. وَمَتى لطخ على مراق الْبَطن أسهل ونقى الكلف وداء الثَّعْلَب وَسكن الصداع ونفع الطحال وَمن البثور والقروح.
ابْن ماسه فِي العرطنيثا: أَصله حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة.)
فودنج قَالَ د: إِنَّه مَتى شرب بِالشرابِ الْمُسَمّى اندرومالي أسهل كيموسا مائياً وبلغماً وأدر الطمث شرب أَو احْتمل. وَقد زعم بعض النَّاس أَنه ينفع من شرب ذَوَات السمُوم وَمن نهش الْهَوَام.
وَمَتى شرب طبيخها أدر الْبَوْل ونفع من رض لحم العضل وأطرافها وعسر النَّفس المحوج إِلَى الانتصاب ألف ز والمغس والهيضة والنافض.
وَمَتى أَخذ نياً أَو مطبوخاً فدق وَشرب بالعسل قتل الدُّود فِي الْبَطن. وَإِن أكل وَشرب بعده مَاء الْجُبْن نفع من دَاء الْفِيل. وَيشْرب لذَلِك على حسب مَاء الْجُبْن أَيَّامًا مُتَوَالِيَة.
وَمَتى احْتمل ورقه قتل الأجنة وأدر الطمث.
وَمَتى دخن بورقه طرد الْهَوَام. وَمَتى افترش أَيْضا فعل ذَلِك.
وَمَتى طبخ بشراب وتضمد بِهِ أذهب الْآثَار السود من الْجِسْم وأذهب الدَّم الْمَيِّت الْعَارِض تَحت الْعين.
وَقد يتضمد بِهِ لعرق النسا فيحرق الْجلد ويبدل مزاج الْعُضْو.
وعصارته مَتى قطرت فِي الْأذن قتلت الدُّود الْمُتَوَلد فِيهَا.
وَمَنَافع شراب الفوتنج الْجبلي مثل مَنَافِع الحاشا. وشراب النَّهْرِي نَافِع لعلل الْمعدة وَقلة الشَّهْوَة ويدر الْبَوْل وينفع من اليرقان. ج: فِي السَّادِسَة: هَذَا النَّبَات لما كَانَ فِيهِ حِدة ومرارة صَار يلطف تلطيفاً قَوِيا وَالدَّلِيل على ذَلِك مَتى وضع على الْجِسْم من خَارج حمره وَإِن ترك مُدَّة قرحه.
وَمِمَّا يعلم أَنه ملطف إِخْرَاجه للأخلاط الغليظة اللزجة من الصَّدْر والرئة بالنفث وَأَنه يدر الْبَوْل.
وَقَالَ: الفوتنج النَّهْرِي طَبِيعَته لَطِيفَة ومزاجه حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة وَيعلم ذَلِك من طعمه وأفعاله لِأَن فِي طعمه حرافة وحرارة بَيِّنَة. وَمن جربه حِين يعالج بِهِ الْجِسْم وجده أَنه مَتى وضع على الْبدن من خَارج وَهُوَ مسحوق أسخن فِي أول الْأَمر ولذع وسحج الْجلد ثمَّ إِنَّه فِي آخر الْأَمر يجرح.(6/290)
وَمَتى شرب وَحده وَهُوَ يَابِس بِمَاء الْعَسَل أسخن إسخاناً بَينا وأدر الْبَوْل والعرق وجفف الْجِسْم وَمن أجل ذَلِك قد اسْتَعْملهُ قوم فِي مداواة النافض الْكَائِن بأدوار ويطبخونه بالزيت)
ويدهنون بِهِ الْجِسْم كُله ويدلكونه دلكا شَدِيدا ويستعملونه أَيْضا من دَاخل بِأَن يسقوه على مَا وصفت.
وَقوم آخَرُونَ يضعونه على الورك وَإِذا كَانَ بالإنسان وجع عرق النسا فيضمدونه بِهِ على أَنه دَوَاء عَظِيم النَّفْع لِأَنَّهُ يجذب حرارة من عمق الْبدن ويسخن العضل كُله إِلَّا أَنه يحرق الْجلد إحراقاً بَينا ويحدر الطمث إحداراً قَوِيا مَتى شرب أَو احْتمل من أَسْفَل.
وَهُوَ أَيْضا من الْأَدْوِيَة النافعة لأَصْحَاب الجذام لَا من طَرِيق أَنه يحلل الأخلاط اللطيفة فَقَط تحليلاً شَدِيدا لَكِن من طَرِيق أَنه مَعَ هَذَا يقطع ويلطف الأخلاط الغليظة تقطيعاً وتلطيفاً شديدين وَهَذِه الأخلاط هِيَ المولدة لهَذَا الوجع.
وَكَذَلِكَ من شَأْنه أَن يجلو الْآثَار السود وَيذْهب باللون الْحَائِل من محاجر الْعُيُون وأجود مَا يسْتَعْمل فِي هَذِه الْمَوَاضِع بِأَن يطْبخ بشراب وتضمد بِهِ الْمَوَاضِع وخاصة إِذا كَانَ طرياً. وَأما إِذا كَانَ يَابسا فَإِنَّهُ ألف ز قوي جدا يحرق بسهولة وَسُرْعَة.
وَلما كَانَ هَذَا حَاله صَارُوا يستعملونه فِي مداواة نهش الْهَوَام كلهَا كَمَا يسْتَعْمل الكي وَجَمِيع الْأَدْوِيَة الْأُخَر الَّتِي تسخن.
وَلها حِدة وحرافة ولطافة وَهِي تجتذب إِلَيْهَا بِسُرْعَة وسهولة من عمق الْجِسْم الرُّطُوبَة الَّتِي نجدها فِي الْمَوَاضِع.
فَأَما المرارة الَّتِي فِي هَذَا الدَّوَاء. فَهِيَ يسيرَة جدا وَلكنهَا تفعل مَا يفعل غَيرهَا من المرارة الْكَثِيرَة الْمَوْجُودَة فِي الْأَشْيَاء الْأُخَر وَذَلِكَ لِأَنَّهَا مَعَ حرارة كَثِيرَة وَمَعَ جَوْهَر لطيف فَصَارَ هَذَا الدَّوَاء من هَذَا الْوَجْه مَتى شرب عصيره أَو احتقن بِهِ قتل الدُّود الصغار والكبار.
وعَلى هَذَا الْمِثَال يقتل الدُّود الَّتِي فِي الْأذن وَفِي جِرَاحَة أُخْرَى. وعَلى هَذَا الْمِثَال صَار يخرج الأجنة شرب أَو احْتمل بِقُوَّة قطاعة لمَكَان حرارته ولطافته ومرارته.
وَفِيه أَيْضا قُوَّة تجلو لمَكَان مرارته فَقَط. وَهُوَ ينفع من ضيق النَّفس من أجل هَذِه الْخِصَال كلهَا الَّتِي ذَكرنَاهَا وينفع أَصْحَاب اليرقان من أجل مرارته خَاصَّة كَمَا أَن جَمِيع الْأَدْوِيَة الْمرة نافعة والفوتنج الْجبلي أَنْفَع فِي هَذِه الْوُجُوه كلهَا من النَّهْرِي.
وَقَالَ فِيهِ فِي الثَّامِنَة حَيْثُ ذكره مُطلقًا: إِن قُوَّة جَمِيع أَنْوَاعه قطاعة ملطفة مجففة مسخنة فِي الثَّالِثَة وَفِي بعض أَنْوَاعهَا شَيْء من الْقَبْض.)
مَجْهُول: الفوتنج يقطع خلفة الصّبيان.
روفس يقيء بلغماً وَيقطع الباه.(6/291)
وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: الفوتنج الْجبلي مجفف منهض للشهوة مدر للبول جيد للعين محدر للمرار.
والبري مسخن نَافِع للرحم وَمُطلق للبطن إطلاقاً صَالحا.
أريباسيوس فِي الْبري: إِنَّه يسخن ويجفف ويلطف بِقُوَّة وَلذَلِك يدْفع الرطوبات الغليظة اللزجة الَّتِي فِي الصَّدْر والرئة بسهولة ويدر الطمث.
والنهري قوي الْحَرَارَة واليبس لطيف الْأَجْزَاء. إِذا شرب يَابسا وَحده أَو مَعَ مَاء وَعسل أسخن إسخاناً بَينا وحرك الْعرق وحلل وجفف الْجِسْم وَلذَلِك يسْتَعْمل فِي علاج النافض الدائرة من دَاخل وخارج. وَأما من خَارج فطبيخه بالزيت يمرخ بِهِ الْجِسْم كُله بدلك قوي. وَأما من دَاخل فبأن يسقى بِمَاء الْعَسَل.
وَقد تضمد بِهِ الوركان لمن بِهِ عرق النسا على أَنه دَوَاء قوي يجتذب الرطوبات من عمق الْبدن إِلَى ظَاهره ويسخن العضل كُله وَيحرق الْجلد إحراقاً بَينا ويحدر الطمث إِذا شرب أَو احْتمل إحداراً قَوِيا.
وَهُوَ أَيْضا صَالح لأَصْحَاب الجذام.
وَلَيْسَ دَوَاء بتة أَجود للرمد من الفوتنج بعد أَن يجفف ويسحق ويكتحل بِهِ.
ماسرجويه: الأهلي مِنْهُ البستاني يسكن الْقَيْء.
والبري جيد للسع العقارب جدا.
والجبلي نَافِع لليرقان وَيقطع الباه الْبَتَّةَ وَيخرج ألف ز حب القرع مَتى شرب.
والجبلي أقوى فِي جَمِيع هَذِه الْأَفْعَال من النَّهْرِي. بولس: القرنيثا هُوَ الفوتنج يسخن ويلطف بِقُوَّة يحمر الْمَوَاضِع مَتى تضمد بِهِ ويشفي نفث الرطوبات من الصَّدْر والرئة.
وَقَالَ: إِن الفوتنج يجذب من العمق سَرِيعا جدا وَلذَلِك يُحَرك ويفش الْجَسَد كُله ويكف الْبرد الَّذِي يعرض بأدوار إِذا دلك دلكا قَوِيا مَعَ زَيْت أَو شرب وينفع من عرق النسا وينقي رداءة الكيموس الَّتِي يعرض للجلد.
ابْن ماسويه: الفوتنج الْجبلي حَار يَابِس فِي آخر الثَّالِثَة مَذْهَب لما يُولد الباقلي من النفخ)
والعدس مَتى طبخ مَعَهُمَا نافض للبلغم مقو للمعدة نَافِع للاستسقاء إِذا أكل مَعَ التِّين وَمن السعال الْعَارِض من البلغم. وماؤه صَالح من الحكة المتولدة فِي الْجِسْم مَتى طلي بِهِ فِي الْحمام واليرقان الْمُتَوَلد من الْمرة السَّوْدَاء والصفراء الغليظة طارد للرياح من الْمعدة والبطن. وخاصته إذهاب النفخ الْمُتَوَلد من الباقلي. فانيذ ابْن ماسه: هُوَ حَار رطب فِي الأولى ملين للبطن وَلَا سِيمَا الْأَبْيَض مِنْهُ جيد للسعال إِلَّا أَنه أغْلظ من السكر.(6/292)
فاوانيا هَذَا كَانَ بإزائه علوفوسندي وَتَفْسِيره فاوانيا. وَفِيه شكّ لِأَنَّهُ لم يذكر أخص الْأَفْعَال بِهِ. د: فِي علوسوفيذي: يسقى من أَصله قدر لوزة للنِّسَاء اللواتي لم يستنظفن فِي وَقت النّفاس فينظفن بأدوار الطمث. وَإِذا شرب بِالشرابِ نفع من وجع الْبَطن واليرقان ووجع الكلى والمثانة.
وَإِذا طبخ بِالشرابِ وَشرب عقل الْبَطن.
وَمَتى شرب من حَبَّة الْأَحْمَر عشر حبات أَو اثْنَتَا عشرَة حَبَّة بشراب أسود قَابض نفع نزف الدَّم من الرَّحِم. وَمَتى أكل نفع من وجع الْمعدة واللذع فِيهَا.
وَإِذا أكله الصّبيان أَو شربوه أذهب ابْتِدَاء الْحَصَى عَنْهُم. وَأما حبه الْأسود فَإِنَّهُ مَتى شرب مِنْهُ خمس عشرَة حَبَّة بِالشرابِ الْمُسَمّى مَاء القراطن أَو بِالشرابِ نَفَعت من اختناق الْأَرْحَام والكابوس.
وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: أصل هَذَا النَّبَات يقبض قبضا يَسِيرا مَعَ حلاوة فَإِذا مضغ مُدَّة طَوِيلَة ظَهرت لَهُ حِدة وحرافة مَعهَا مرَارَة يسيرَة وَلذَلِك يدر الْبَوْل مَتى شرب مِنْهُ مِقْدَار لوزة وَاحِدَة بِمَاء الْعَسَل. وَيجب أَن يسحق نعما وينخل نخلا رَقِيقا ثمَّ يسقى وَهُوَ مَعَ هَذَا ينقي الكبد وَلذَلِك يحلل ويلطف بِقُوَّة وَيقطع الأخلاط الغليظة.
ولهذه الْقُوَّة يقْلع الْآثَار السود من الْوَجْه ويجلو سَائِر الْآثَار الَّتِي تكون فِيهِ وأنفع مَا يكون فِي مثل هَذَا الْموضع إِذا طبخ وَاتخذ ضماداً وخاصة مَتى كَانَ طرياً لَا يَابسا لِأَنَّهُ إِذا جف كَانَ)
أَكثر إحراقاً.
وعصارته تقتل الْحَيَّات والدود الْمُتَوَلد فِي المعي إِذا احتقن بِهِ وينفع الربو واليرقان: لِأَنَّهُ يجلو وَيفتح سدد الكبد والكليتين ألف ز مَتى كَانَ فيهمَا سدد.
وأفعاله هَذِه إِنَّمَا يَفْعَلهَا من طَرِيق مَا فِيهِ من الحدة والمرارة. وَأما من طَرِيق أَن فِيهِ شَيْئا من الْقَبْض فَهُوَ يحبس الْبَطن المنطلق.
وَيجب فِي هَذَا الْموضع أَن يطْبخ بِنَوْع من أَنْوَاع الشَّرَاب الحلوة العفض وَيشْرب.
وقوته بِالْجُمْلَةِ مجففة جدا وَلذَلِك لَيْسَ يجب أَن يقطع مِنْهُ الرَّجَاء فِي أَنه إِذا علق على الصّبيان الَّذين يصرعون شفاهم فَإِنَّهُ حقيق بِأَن يَثِق النَّاس مِنْهُ ذَلِك إِذْ كَانَ قوي التجفيف.
وَإِنِّي لأعرف صَبيا أَقَامَ ثَمَانِيَة أشهر لَا يصرع مُنْذُ وَقت علق عَلَيْهِ هَذَا الأَصْل فَلَمَّا سقط عَنهُ بالتواني صرع من سَاعَته. وَلما علق ثَانِيَة كَانَ من هَذِه الْعلَّة فِي عَافِيَة. فَرَأَيْت بِهَذَا السَّبَب أَن آخذه أَيْضا من عُنُقه لأجربه بذلك. فساعة أَخَذته عاودته الْعلَّة. وَلما رَأينَا ذَلِك عمدنا إِلَى قِطْعَة مِنْهُ أعظم أَو أطرى من تِلْكَ فعلقناها عَلَيْهِ فَلم يزل مُنْذُ ذَلِك الْوَقْت فِي عَافِيَة من الْعلَّة سالما مِنْهَا.
وَإِذا كَانَ الْأَمر فِي هَذَا على مَا وَصفنَا فَمن الْمقنع أَن يكون يفعل ذَلِك لأحد(6/293)
الْأَمريْنِ: إِمَّا لِأَن أَجزَاء من الدَّوَاء تنْحَل بتخالط الْهَوَاء فيستنشقها العليل استنشاقه الْهَوَاء حَتَّى إِذا وصلت إِلَى دَاخل الْجِسْم شفت الْموضع العليل وَإِمَّا لِأَن الْهَوَاء نَفسه يَسْتَحِيل ويتغير بذلك الدَّوَاء وَيقبل قوته فَإِذا وصل إِلَى الْبدن ذَلِك الْهَوَاء بالاستنشاق فعل ذَلِك.
وَقد نجد نَظِير هَذَا الحلتيت أَنه على هَذَا الْوَجْه ينفع اللهاة الوارمة. والشونيز المقلو أَيْضا مَتى شدّ فِي خرقَة شداً سليما وَهُوَ حَار وَشمه المزكوم جفف مَا ينحدر من رَأسه إِلَى قَصَبَة الرئة وَإِلَى مَنْخرَيْهِ بالحرارة الَّتِي تصل إِلَى الدِّمَاغ من مداومة استنشاقه.
وَكَذَلِكَ أَيْضا تفعل الخيوط الْكَثِيرَة وخاصة إِذا كَانَت من الأرجوان الصاعد من الْبَحْر.
وتصنع: إِن أخذت فألقيت فِي عنق أَفْعَى وخنقت بهَا الأفعى ثمَّ أَخذ كل وَاحِد من تِلْكَ الخيوط فلف كَمَا يَدُور على عنق إِنْسَان بِهِ ورم النغانغ أَو غَيره من جَمِيع الأورام الْحَادِثَة فِي الْعُنُق رَأَيْت الْعجب من نَفعه إِيَّاه.
فَأَما أصل الفاوانيا فَيجب أَن تعلم أَن مزاجه مزاج لطيف مجفف وَأَنه لَيْسَ يسخن إسخاناً)
بَينا لكنه فِي الإسخان معتدل.
وَزَاد أريباسيوس: إِنَّه إِذا شرب فِيمَا زعم حرك الطمث وَمنع الْموَاد الَّتِي تنصب إِلَى الْمعدة مَتى شرب بشراب قَابض وَشرب للقبض الَّذِي فِيهِ وتجفيفه قوي. وَلذَلِك أَثِق بِأَنَّهُ ينفع بالتجفيف الْقوي الَّذِي بالصبيان مَتى علق عَلَيْهِم. وقوته لَطِيفَة مجففة وَلَيْسَت حرارته بظاهرة.
الْيَهُودِيّ فِي كِتَابه: إِن الفاوانيا مَتى تدخن بِهِ الْمَجْنُون ألف ز والمصروع أَبرَأَهُ. وَإِذا وَإِن علق على الَّذين بهم الكابوس من الْخَلْط الغليظ نفعهم.
وَمَتى أخذت ثَمَرَته مَعَ الجلنجبين أَيَّامًا كَثِيرَة نفع نفعا عَظِيما.
الخوز: إِنَّه نَافِع من النقرس جدا. فوة الصَّبْغ قَالَ د: يدر الْبَوْل وَلذَلِك إِذا شرب بِمَاء القراطن نفع من اليرقان وعرق النسا والفالج الَّذِي يعرض مِنْهُ ضَرَر الْحس مَعَ الْحَرَكَة ويبول بولاً كثيرا وَرُبمَا بَوْل الدَّم. وَيجب للَّذين يشربونه أَن يستحموا فِي كل يَوْم.
إِذا شربت أَغْصَان الفوة مَعَ الْوَرق نَفَعت من نهش الْهَوَام.
وثمره مَتى شرب بسكنجبين حلل ورم الطحال.
وعروقه وَهِي الفوة إِذا احْتمل أدر الطمث. وأحدر الْجَنِين وَإِذا لطخ بالخل على البهق الْأَبْيَض أَبرَأَهُ. ج: هُوَ عفص مر الطّعْم وَلذَلِك صَار جَمِيع مَا ذَكرْنَاهُ من القوانين أَن هذَيْن الطعمين(6/294)
مَا يفعلانه هُوَ مَوْجُود فِي هَذَا الدَّوَاء وَلذَلِك أَنه صَار ينقي الكبد وَالطحَال وينفع من سددهما ويدر الْبَوْل الغليظ الْكثير وَرُبمَا بَوْل الدَّم ويدر الطمث ويجلو جلاء معتدلاً. فَهُوَ لذَلِك نَافِع من البهق الْأَبْيَض مَتى طلي عَلَيْهِ بالخل. وَفِي النَّاس قوم يسقونه بِمَاء الْعَسَل لمن عرض لَهُ استرخاء ولأصحاب عرق النسا.
بديغورس خاصته تنقية الكبد وَالطحَال وإنزال الْحَيْضَة وَالْبَوْل.
وَقَالَ بولس: إِنَّه نَافِع للطحال والكبد منق للكلى حَتَّى أَنه يَبُول بولاً دموياً وينقي ظَاهر)
الْجلد.
ابْن ماسه: إِن الْقُوَّة مَتى طليت على البهق الْأَبْيَض بخل أَبرَأته الْبَتَّةَ.
الخوز: مَتى سقِِي مِنْهَا دِرْهَم مَعَ دِرْهَمَيْنِ من الراوند الصيني أَبْرَأ من السقطة والضربة وَليكن بقدح نَبِيذ نفع. فطر قَالَ د: مِنْهُ قَاتل ويدلك على ذَلِك أَسبَاب كَثِيرَة مِنْهَا أَن يكون قَرِيبا من حَدِيد صديء أَو جُحر بعض الْهَوَام أَو خرق أَو أَشْيَاء أخر عفنة أَو بعض الْأَشْجَار الَّتِي من خاصتها أَن يكون مَا تحتهَا من الْفطر رديئاً وَقد تُوجد على الْفطر الْقِتَال رُطُوبَة لزجة ويعفن سَرِيعا إِذا اجتنى فَأَما الآخر مِنْهُ وَإِن كَانَ غير قَاتل فكثيراً مَا يعرض عَنهُ الهيضات والاختناق وَهُوَ كثير الْغذَاء عسر الهضم. ج فِي السَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة: قوته شَدِيدَة الْبرد والرطوبة وَلذَلِك هُوَ قريب من الْأَدْوِيَة القتالة. وَالْقَاتِل مِنْهُ خَاصَّة كل مَا كَانَ يخلط جوهره بِشَيْء من العفونة.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن الْجيد مِنْهُ غير المؤذي بَارِد الْغذَاء من أَكثر مِنْهُ ولد خلطاً رديئاً.
وَمِنْه أَنْوَاع رَدِيئَة قتالة. وَقد رَأَيْت رجلا أَصَابَهُ مِنْهُ ضيق نفس وَغشيَ وعرق بَارِد وتخلص مِنْهُ بعد جهد بالأشياء الْمُقطعَة وسكنجبين بفوتنج قد طبخ فِيهِ وَنَثَرت ألف ز عَلَيْهِ رغوة البورق فنقى ذَلِك الْفطر الَّذِي كَانَ قد اسْتَحَالَ فِي معدته إِلَى خلط غليظ بَارِد.(6/295)
وَقَالَ فِي كتاب الكيموس: إِن لَهُ كيموساً بَارِدًا لزجاً غليظاً.
بولس: الْفطر الْقَاتِل فِيهِ عفونية.
ابْن ماسويه: إِنَّه بَارِد رطب فِي آخر الثَّالِثَة يُولد خلطاً غليظاً لزجاً أَكثر مِمَّا تولد الكمأة وَيُورث الذبْحَة والسدد والخدر. وَمَا اجتنى مِنْهُ تَحت الزَّيْتُون والمواضع القذرة رَدِيء.
والأصلح أَن يسلق وَيجْعَل مَعَه الكمثرى الرطب واليابس والحبق الْجبلي لتقل غائلته وَيشْرب ج فِي كتاب الكيموسين: الْفطر لَهُ كيموس غليظ بَارِد لزج وَالنَّوْع الْمُسَمّى القلاع لم يبلغنَا أَن أحدا مَاتَ من أكله لَكِن قد أصَاب قوما مِنْهُ الهيضة لما لم ينهضم. وَهُوَ أسلم من سَائِر)
الْفطر. وَأما سَائِر الْفطر فقد مَاتَ مِنْهُ قوم كثير وشارفوا الْمَوْت من شدَّة الهيضة الَّتِي أخذتهم والاختناق.
وَقَالَ فِي مَكَان آخر من هَذَا الْكتاب: إِن لَهُ كيموساً بَارِدًا غليظاً لزجاً وَأعرف قوما أكلُوا من نوع مِنْهُ وماتوا من ساعتهم.
قَالَ: الْفطر الَّذِي يجِف أقل رداءة لِأَن الْفطر النيء الَّذِي يعفن قبل أَن يجِف. لي هَذَا كُله أَوْمَأ إِلَى أَن الْفطر الْقَاتِل لَا يجِف.
الخوز: الْإِكْثَار من الْفطر يُورث عسر الْبَوْل.
انْقَضى حرف الْفَاء(6/296)
3 - (بَاب الْقَاف)
قردمانا د: صمغه حريف مَعَ شَيْء من مرَارَة وقوته مسخنة. مَتى شرب بِالْمَاءِ نفع من الصرع وَمن السعال وعرق النسا والفالج الَّذِي من استرخاء وَالَّذِي من رض العضل وَيخرج حب القرع.
وَمَتى شرب بِخَمْر نفع من وجع الكلى وعسر الْبَوْل ولسع الْعَقْرَب وَبِالْجُمْلَةِ ينفع من لسع ذَوَات السمُوم. وَمَتى شرب مِنْهُ درخمي مَعَ قشر أصل الْغَار فت الْحَصَى.
وَمَتى تدخن بِهِ الْحَوَامِل أسقطن الأجنة. وَمَتى لطخ بِهِ الجرب بخل قلعه. ج فِي السَّابِعَة: إِنَّه يسخن إسخاناً شَدِيدا إِلَّا أَنه دون الْحَرْف فِي الإسخان لَكِن بِحَسب طيب رَائِحَته ولذته ينقص عَن الْحَرْف فِي الْحَرَارَة إِلَّا أَن هَذَا أَيْضا مَتى وضع على ظَاهر الْبدن أنكأه حَتَّى يجرحه. وَفِيه أَيْضا مرَارَة يسيرَة من أجلهَا يقتل الدُّود ويجلو ويقلع الجرب قلعاً قَوِيا مَتى طلي عَلَيْهِ بخل.
بديغورس: خاصته الإذابة والتحليل والنفع من الجرب وتقوية الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة.
أريباسيوس: يبلغ من حرارته أَن يحرق الْجلد مَتى تضمد بِهِ وَيقتل الدُّود ويجلو الجرب جدا مَتى طلي مَعَه خل.
قضم قُرَيْش قد ذَكرْنَاهُ مَعَ التنوب. قُرَّة الْعين ذَكرْنَاهُ فِي بَاب السِّين وَهُوَ سنّ. قسط د يَقُول: قوته مسخنة ألف ز مَدَرَة للبول تلذع اللِّسَان وتجذبه وتدر الطمث نَافِع من وجع الْأَرْحَام مَتى عمل مِنْهُ فرزجة أَو جلس فِي طبيخه.
وَإِذا شرب نفع من نهش الأفعى. وَمَتى شرب بِخَمْر وأفسنتين نفع من أوجاع وشدخ العضل والنفخ. ويحرك شَهْوَة الْجِمَاع مَتى شرب بِخَمْر وَعسل. وَيخرج حب القرع مَتى شرب بِالْمَاءِ.
وَيعْمل مِنْهُ لطوخ بالزيت للنافض قبل آخرهَا وللفالج الَّذِي مَعَه استرخاء وينقي الكلف مَتى لطخ عَلَيْهِ بِمَاء وَعسل. ج فِي السَّابِعَة: فِي الْقسْط كَيْفيَّة مرّة كَثِيرَة جدا وَكَيْفِيَّة حريفة وحرارة كَثِيرَة جدا وَكَيْفِيَّة مجففة وبحرارته يقرح وَلذَلِك يدلك بِهِ الْجِسْم من النافض بأدوار قبل وَقت النّوبَة وَيسْتَعْمل فِي أبدان المفلوجين وَأَصْحَاب ليثرغس وَبِالْجُمْلَةِ مَتى احْتِيجَ إِلَى إسخان عُضْو مَا.(6/297)
ويجتذب من عمق الْبدن إِلَى ظَاهره خلطاً مَا وَلذَلِك صَار الْقسْط يدر الْبَوْل والطمث وينفع من الهتك وَالْفَسْخ الْحَادِث فِي العضل ووجع الجنبين ولمرارته يقيل حب القرع ويبريء الكلف مَتى طلي عَلَيْهِ بِالْمَاءِ وَالْعَسَل.
وَفِي مزاج الْقسْط مَعَ مَا وَصفنَا رُطُوبَة نافخة من أجلهَا يعين على الْجِمَاع مَتى شرب بِالشرابِ.
أريباسيوس: إِنَّه يقتل الْحَيَّات ويجلو الكلف إِذا طلي عَلَيْهِ بِمَاء وَعسل ويحرك الباه مَتى أَخذ مَعَ عسل.
وَقَالَ بولس: الْكَيْفِيَّة الْمرة فِي الْقسْط قَليلَة بِالْإِضَافَة إِلَى الْكَيْفِيَّة الحارة والحريفة وَلذَلِك يسْتَعْمل فِي إسخان الْأَعْضَاء والجذب من عمق الْجِسْم إِلَى ظَاهره ويدر الْبَوْل والطمث وَيقتل الدُّود ويحرك الباه لنفخة فِيهِ وَيصْلح للفالج وعرق النسا وللبرد بأدوار إِذا دلك بِهِ الْجَسَد مَعَ دهن.)
القلهمان: دهن الْقسْط جيد لاسترخاء العصب ولعرق النسا وَمَتى تدخن فِي قمع بِالْقِسْطِ أسقط الْوَلَد وأدر دم الْحيض. قاقيا هُوَ مَذْكُور فِي حرف الْألف. قب ذكر فِي بَاب د. قيموليا مَذْكُور فِي الأطيان. قصب الذريرة قَالَ فِيهِ د: إِن فِي طبعها قبضا يَسِيرا مَعَ شَيْء من الحرافة مَتى شرب أدر الْبَوْل وَلذَلِك مَتى طبخ مَعَ الثيل أَو بزر الكرفس وَشرب وَافق من بِهِ حبن وَمن بكلاه عِلّة وَالَّذين بهم تقطير الْبَوْل وشدخ العضل. وَإِذا شرب أَو احْتمل أدر الطمث.
وَأَبْرَأ من السعال مَتى تدخن بِهِ وَحده أَو مَعَ صمغ البطم واجتذب دخانه بأنبوبة إِلَى الْفَم ونفع من أوجاع الْأَرْحَام إِذا جلس فِي طبيخه. وَأما الْقصب الْمَعْرُوف فَإِن أَصله مَتى تضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ السرخس جذب من اللَّحْم أزجة النشاب وشظايا الْخشب والقصب والسلاء وأشبهها وَإِذا تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ سكن وجع انفتال العصب ووجع الصلب.
وَإِذا دق ورقه طرياً وَوضع على الْحمرَة والأورام الحارة أبرأها. وقشره إِذا أحرق ألف ز وتضمد بِهِ مَعَ خل أَبْرَأ دَاء الثَّعْلَب.
وزهر الْقصب مَتى وضع فِي الْأذن أحدث صمماً. ج فِي السَّابِعَة فِي قصب الذريرة: إِن فِيهِ قبضا يَسِيرا وَفِيه شَيْئا من حِدة وحرافة كَثِيرَة جدا.
وَأما أَكثر جوهره فَمن طبيعة أرضية وطبيعة هوائية متمازجين تمازجاً حسنا على توَسط(6/298)
من)
الْحَرَارَة والبرودة فَهُوَ لذَلِك يدر الْبَوْل إدراراً يَسِيرا. ويخلط فِي أضمدة الْمعدة والكبد وَذَات الرَّحِم بِسَبَب أورام تحدث فِيهَا أَو بِسَبَب إدرار الطمث. وَإِذا خلط فِي هَذِه الْأَدْوِيَة نفع نفعا كثيرا جدا.
وَإِذا الْأَمر فِيهِ على هَذَا فليوضع فِي الثَّانِيَة من التجفيف والإسخان وَكَانَ تجفيفه أَشد من إسخانه وَفِيه مَعَ هَذَا شَيْء لطيف كَمَا فِي الأفاويه الْأُخَر إِلَّا أَن الشَّيْء اللَّطِيف مَوْجُود فِي كثير من الْأَشْيَاء الطّيبَة الرّيح بِمِقْدَار كثير. وَأما فِي قصب الذريرة فَلَيْسَ هُوَ بِكَثِير.
وَقَالَ فِيهَا: أما الْقصب الْفَارِسِي فقد ذكر قوم أَنه مَتى خلط مَعَ بصل الزير اجتذب من عمق الْبدن السلاء والأبر وَغير ذَلِك لِأَن فِيهِ قُوَّة جاذبة. وَلَكِن لم يجذب ذَلِك مِنْهُ. وَأما بِحَسب مَا يُمكن أَن يسْتَدلّ عَلَيْهِ بالحدس من مذاقته فَفِيهِ جلاء يسير عَار من الحدة والحرافة.
وَأما ورق الْقصب مَا دَامَ طرياً فَهُوَ يبرد تبريداً كَافِيا وَفِيه مَعَ هَذَا شَيْء من قُوَّة الْجلاء.
وَأما قشور الْقصب مَتى أحرقت فقوتها لَطِيفَة غَايَة فِي اللطافة محللة وفيهَا أَيْضا شَيْء يجلو وإسخانها أَكثر من تجفيفها.
والقطن الَّذِي فِي أَطْرَاف عقد الْقصب يجب أَن يحذر لِأَنَّهُ مَتى دخل فِي الْأذن لحج فِيهَا وَتعلق بهَا جدا فأضر بِالسَّمْعِ حَتَّى أَنه مرَارًا كَثِيرَة يجذب صمماً.
بديغورس فِي الْقصب النبطي: خاصته إِخْرَاج الشوك وَالْحَدِيد من الْجَسَد.
أريباسيوس فِي الْقصب المالوف: إِنَّه يجلو جلاء لَيْسَ بالكثير من غير حِدة.
وَأما ورقه الطري فَإِنَّهُ يبرد تبريداً يَسِيرا وَفِيه أَيْضا شَيْء من جلاء.
وَقُوَّة قشوره مَتى أحرقت فَإِنَّهَا تصير لَطِيفَة محللة وَيُوجد فِيهَا أَيْضا جلاء مَا وَهُوَ قوي التجفيف والإسخان.
الدِّمَشْقِي: إِنَّه نَافِع للسحج الَّذِي فِي ظَاهر الْجَسَد وَيدخل فِي المراهم.
ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة.
مسيح: هُوَ نَافِع للمعدة والكبد والأرحام.
الخوز: إِن قصب الذريرة يحلل الأورام ويسخن ويلطف.
قرطاس ذكر مَعَ البردي. قرطم د: إِنَّه مَتى دق وخلط بِمَاء الْعَسَل وطبخ مَعَ بعض الأمراق الَّتِي فِيهَا الطُّيُور أسهل الْبَطن وَهُوَ رَدِيء للمعدة. وَمَتى اتخذ مِنْهُ بعد أَن يقشر قدر قسط وَمن اللوز ثَلَاث قوانوسات وأنيسون درخمي وَمن النطرون مثله وَمن دَاخل التِّين الْيَابِس مَا يخرج من ثَلَاثِينَ تينة وَعمل ذَلِك ناطفاً والقرطم يجمد اللَّبن ويسهل مَاء اللَّبن الَّذِي يَجْعَل فِيهِ.(6/299)
وَقُوَّة بزر القرطم مثل قُوَّة زهر الانجرة غير أَنه أَضْعَف.
وَأما القرطم الْبري فَإِنَّهُ مَتى سحق ورقه أَو حبه وَشرب بفلفل وشراب نفع من لسع الْعَقْرَب.
وَقد زعم بعض النَّاس أَنه مَتى أمْسكهُ الملسوع لم يجد وجعاً فَإِن طَرحه عَاد الوجع.
وَيسْتَعْمل ناطفه هَكَذَا يخلط بلوز مقشور ونطرون وأنيسون وَعسل مطبوخ فَيجْعَل ناطفاً وَيُؤْخَذ مِنْهُ كالجوزة قبل الْغَدَاء وجوزة بعد الْعشَاء أَو قبله. ج فِي السَّادِسَة: إِن قوته مسخنة باعتدال. قَوْله هَذَا فِي القرطم الْبري.
ودهن القرطم البستاني يُطلق الْبَطن. ودهن الأنجرة أكد إطلاقاً مِنْهُ.
قَالَ وَفِيه فِي السَّابِعَة: وَالَّذِي يسْتَعْمل مِنْهُ بزره فَقَط يسهل بِهِ الْبَطن. وَهُوَ فِي الدرجَة الثَّانِيَة من الإسخان مَتى اسْتعْمل من خَارج.
بولس: مَتى تضمد بِهِ أسخن فِي الثَّالِثَة.
الدِّمَشْقِي فِي المربق: إِنَّه حَار فِي الأولى ملطف جلاء.
وَقَالَ: القرطم يحلل اللَّبن الجامد ويجمد الذائب.
ماسرجويه: فِيهِ حرافة ويلين الْبَطن وَيدْفَع الرِّيَاح وَيزِيد فِي الْمَنِيّ.
ابْن ماسه: إِنَّه حَار فِي الثَّالِثَة رطب فِي الأولى وَهُوَ مسهل للكيموسات المحرقة الغليظة.
رَدِيء للمعدة.
قرفة ذكره فِي الدارصيني. قيصوم قَالَ فِيهِ د: إِنَّه مَتى شرب مسحوقاً أَو طبيخه نفع من عسر النَّفس الانتصابي وخضد لحم العضل وأطرافه وعرق النسا وعسر الْبَوْل واحتباس الطمث. وَمَتى شرب بشراب نفع من السمُوم القتالة.
ويهيأ مِنْهُ مَعَ الزَّيْت مسوح للنافض.
وَمَتى افترش أَو تدخن بِهِ طرد الْهَوَام. وَإِذا شرب بشراب نفع من نهشها وخاصة سم الرتيلا وَالْعَقْرَب.
وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ سفرجل مطبوخ أَو خبز نفع أورام الْعين الحارة. وَمَتى طبخ مسحوقاً مَعَ وَقُوَّة دهنه مسخنة تصلح لانضمام الرَّحِم ولصلابته ويدر الطمث وَيخرج المشيمة.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِن قوته حارة يابسة. وقفنا مِنْهُ على مزاجه بطعمه وَذَلِكَ لِأَنَّهُ فِي غَايَة المرارة وَهَذَا الطّعْم إِذا كَانَ على هَذِه الْحَال فجوهره جَوْهَر أرضي لكنه جَوْهَر قد لطفته الْحَرَارَة الْكَثِيرَة تلطيفاً لَيْسَ بِيَسِير حَتَّى صَار يسخن ويجفف إسخاناً وتجفيفاً عَظِيما. وَقد وقفنا على مزاجه أَيْضا من أَفعاله الْجُزْئِيَّة وَذَلِكَ أَنَّك إِن أخذت أَطْرَافه وزهرته وهما المستعملان لِأَن سَائِر عوده إِنَّمَا هُوَ خشب لَا ينْتَفع بِهِ فَنثرَتْ مِنْهَا بعد السحق على جِرَاحَة(6/300)
بَقِيَّة لذعها على الْمَكَان وأهاجها حَتَّى تنفر مِنْهُ. وَإِن أنقعت مِنْهُ شَيْئا فِي الزَّيْت وصببته على الرَّأْس أَو الْمعدة وجدته يسخن إسخاناً بَينا ألف ز وَكَذَلِكَ إِن دلكت بِهِ أبدان أَصْحَاب النافض الكائنة بأدوار قبل الْوَقْت خف النافض حَتَّى لَا يقشعر صَاحبهَا إِلَّا يَسِيرا جدا مَعَ أَنه سَاعَة يَقع على الْجَسَد لَا تفوت الْحس حرارته.
وَمَا يَفْعَله من قَتله الديدان من أجل مرارته وَهُوَ شَيْء تعلم مِنْهُ إِن كنت ذَاكِرًا لما قيل فِي الطّعْم المر: إِنَّه دَوَاء يقطع ويحلل. ويمكنك أَن تقيس عَلَيْهِ بِأَنَّهُ فِي هَذِه الْأَفْعَال أَكثر وأبلغ من الأفسنتين بِأَنَّهُ يسير الْقَبْض والأفسنتين فِيهِ من الْقَبْض مِقْدَار لَيْسَ بِيَسِير وَمن أَنه لَا يضر الْمعدة كمضرة الشيح والأفسنتين نَافِع لَهَا.)
وَقد بَينا قبل فِيمَا تقدم من القوانين: إِن كل عصارة مرّة الطّعْم فَهِيَ ضارة لفم الْمعدة جدا إِذا كَانَ هَذَا الطّعْم فِيهَا مُفردا. وَأما الَّتِي فِيهَا عفوصة وَقبض أَو تكون فِي الْجُمْلَة قابضة فَهِيَ نافعة لفم الْمعدة.
فَإِذا اخْتَلَط هَذَانِ الطعمان كَانَ الْأَغْلَب مِنْهَا أظهر فعلا.
قَالَ: وَمَتى اخْتَلَط القيصوم مَعَ السفرجل الْمَطْبُوخ أَو مَعَ الْخبز وَعمل مِنْهُ ضماد شفى أورام الْعين وحلل الخراجات إِذا سحق وطبخ مَعَ دَقِيق شعير. وَلَيْسَ القيصوم هُوَ الشيح.
وَأما القيصوم المحرق فَإِن قوته حارة يابسة أَكثر من القرع المجفف المحرق وَأكْثر أَيْضا من أصُول الشبث المحرقة ويستدل على ذَلِك أَن هَذِه تصلح للقروح الرّطبَة الَّتِي فِيهَا صلابة مَتى كَانَت خلوا من الورم وَلذَلِك ظن بهَا جَمِيع النَّاس أَنَّهَا نافعة للقروح الْحَادِثَة فِي القلفة.
وَأما رماد القيصوم فَإِنَّهُ يلذع جَمِيع القروح لذعاً كثيرا وَمن أجل ذَلِك هُوَ نَافِع من دَاء الثَّعْلَب مَتى طلي عَلَيْهِ بِبَعْض الأدهان اللطيفة كدهن الخروع أَو الفجل أَو الزَّيْت وَيفْعل فعلا لَيْسَ بِدُونِ فعله مَعَ هَذِه إِذا أنقع فِي الدّهن الْمُتَّخذ من الْإِذْخر بالزيت وَذَلِكَ أَنه يُوسع مسام الْجَسَد لِأَنَّهُ لطيف مسخن لذاع. هُوَ فوتنج جبلي.
قلليط يذكر مَعَ الكرنب. قفر د: إِن قوته مَانِعَة من تورم الْجِرَاحَات ملزقة للشعر الَّذِي فِي الْعين محللة مَتى احْتمل أَو اشتم أَو تدخن بِهِ كَانَ صَالحا لأوجاع الْأَرْحَام الَّتِي يعرض لَهَا الاختناق ولخروج الرَّحِم.
وَإِذا تدخن بِهِ نفع صرع من كَانَ بِهِ صرع مثل مَا يفعل الْحجر الْمُسَمّى غلقاطيس وَهُوَ شَبيه بالزفت.(6/301)
وَمَتى شرب بالجندباستر وخمر أدر الطمث ونفع من السعال المزمن والربو وعسر النَّفس ونهش الْهَوَام وعرق النسا وأوجاع الْجنب.
وَقد يحبب وَيُعْطى مِنْهُ من بِهِ إسهال مزمن.
وَإِذا شرب بخل ذوب الدَّم الجامد المتعقد فِي الْجوف.
وَإِذا استنشق دخانه أَبْرَأ النزلات.
وَمَتى وضع فِي السن الوجعة سكنها.
وَأما النفط وَهُوَ صفو القفر ألف ز البابلي فَإِنَّهُ نَافِع للْمَاء فِي الْعين وَالْبَيَاض. إِذا تضمد بالقفر مَعَ دَقِيق الشّعير ونطرون وموم نفع النقرس ووجع المفاصل.
وَقَالَ ج فِي الْحَادِيَة عشرَة: الرطب قوته مجففة فِي الثَّالِثَة وَلذَلِك صَار يسْتَعْمل فِي إلزاق الْجِرَاحَات الطرية بدمها وَفِي سَائِر مَا يحْتَاج إِلَى التجفيف مَعَ الإسخان الْيَسِير.
بديغورس: القفر الْيَهُودِيّ يحلل.
والنفط خاصته التَّحْلِيل والإذابة.
الطَّبَرِيّ: النفط حَار مُحَلل نَافِع من الرِّيَاح وَبرد المثانة والأعضاء.
ماسرجويه: مَتى شرب من النفط شَيْء قَلِيل حَار نفع من السعال والربو والرياح الَّتِي فِي المثانة من الْبرد ووجع المفاصل الْبَارِدَة وخاصة الْأَبْيَض.
الخوزي النفط الْأسود مَتى احْتمل بصوفة نفع من الديدان المتولدة فِي المقعدة وكل مَوضِع فِيهِ ديدان.) ذكر مَعَ الشربين. قير قد ذكر مَعَ التنوب. قاليورس وَهِي شَجَرَة الاميربارس فِي مَا يُقَال.
قَالَ د: مت شرب بزره نفع من السعال وفت الْحَصَى الَّتِي فِي المثانة وَصلح لنهش الْهَوَام.
وورقها وَأَصلهَا قابضان وَإِذا شرب طبيخها عقل الْبَطن وأدر الْبَوْل ونفع من السمُوم القاتلة ونهش الْهَوَام.
وَأَصلهَا مَتى دق وتضمد بِهِ حلل الخراجات فِي ابتدائها والأورام البلغمية. قفعون هُوَ بصل الزير. قطائف ذكرت مَعَ الْحِنْطَة. أما الَّذِي زهره أَبيض فقوته قابضة وَكَذَلِكَ مَتى شرب بشراب قَابض نفع من فِي أمعائه قرحَة إِذا أَخذ مرَّتَيْنِ فِي النَّهَار.(6/302)
وَإِذا تضمد بِهِ منع الخبيثة من السَّعْي. وَإِذا خلط بموم وزيت عذب أَبْرَأ حرق النَّار.
والصنف الَّذِي يكون مِنْهُ هَذَا اللاذن مثل الأول وَقُوَّة اللاذن مسخنة ملينة مفتحة أَفْوَاه الْعُرُوق.
وَإِذا خلط بشراب وَمر ودهن الآس أمسك الشّعْر المتساقط وَإِذا لطخ بشراب على آثَار الدماميل واندمال القروح جففها.
وَإِذا قطر فِي الْأذن مَعَ الشَّرَاب الْمُسَمّى ادرومالي أَو مَعَ دهن الْورْد أَبْرَأ أوجاعها.
ويدخن بِهِ لإِخْرَاج المشيمة وَإِذا احْتمل فِي الْفروج ألان صلابة الرَّحِم.
وَيدخل فِي الْأَدْوِيَة المسكنة للأوجاع والضربان والصداع وَغَيرهَا وأدوية السعال والمراهم. وَإِذا)
شرب بشراب عَتيق عقل الْبَطن وأدر الْبَوْل.
وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة فِي نَبَات اللاذن نصا باسمه وَقَالَ: الَّذِي يكون مِنْهُ فِي الْبِلَاد الحارة هُوَ من جنس الَّذِي يكون عندنَا إِلَّا أَنه بِسَبَب الْبَلَد قد اكْتسب حرارة لدنة مَحْضَة فَهُوَ بِهَذَا مَخْصُوص دون الَّذِي عندنَا وَيُخَالف مَا فِي الْبلدَانِ الْبَارِدَة فِي أَنه لَا برودة فِيهِ أصلا وَفِي أَنه مَعَ ذَلِك جلاء فِيهِ شَيْء ألف ز من الْحَرَارَة. وَأما سَائِر مَا فِيهِ من الْأَفْعَال الْأُخَر فَهُوَ فِيهَا على مثل مَا عَلَيْهِ فِي الْبلدَانِ الْبَارِدَة.
وَأما اللاذن من هَذَا النَّبَات فحار فِي الثَّانِيَة نَحْو آخرهَا قريب من الثَّالِثَة وَفِيه قبض يسير وَفِي جوهره لطف جدا فَهُوَ من أجل هَذِه الْخِصَال كلهَا يلين تَلْيِينًا معتدلاً ويحلل على ذَلِك الْمِثَال وَالْأَمر فِيهِ مَعْلُوم أَنه ينضج وَلَيْسَ بعجب أَن يكون نَافِعًا من علل الْأَرْحَام إِذْ كَانَ فِيهِ مَعَ هَذِه الْخِصَال الموصوفة قبض يسير فَلذَلِك صَار يُقَوي وينبت الشّعْر الَّذِي ينتثر لِأَنَّهُ يفني جَمِيع مَا فِي أُصُوله من الرُّطُوبَة الرَّديئَة وَيجمع ويشد بِقَبْضِهِ المسام الَّتِي فِيهَا مراكز الشّعْر. فَأَما دَاء الْحَيَّة وداء الثَّعْلَب فَلَيْسَ يُمكن أَن يشفيهما لِأَن هَاتين عِلَّتَانِ تحتاجان إِلَى أدوية تحلل تحليلاً كثيرا بِالْإِضَافَة إِلَى تَحْلِيل اللاذن لِأَن هَذِه أدواء تكون من رطوبات كَثِيرَة غَلِيظَة لزجة وَلَا تقدر عَلَيْهَا إِلَّا الْأَدْوِيَة القطاعة المحللة وَيجب أَن تكون مَعَ تحليلها أَو تقطيعها لَطِيفَة الْجَوْهَر لَا قبض فِيهَا أصلا وَلَا يَنْبَغِي أَن تبلغ لطافتها أَن تجفف وتفنى مَعَ الأخلاط اللزجة المجتمعة هُنَالك الرُّطُوبَة الطبيعية الَّتِي بهَا يَنْمُو الشّعْر ويتزيد فَإِنَّهَا إِن كَانَت كَذَلِك لَيْسَ إِنَّمَا تشفي دَاء الثَّعْلَب بل القروح المبتدئة أَيْضا.
بولس فِي حشيش اللاذن: إِنَّه قَابض بَارِد وورقه وأغصانه تجفف على أَنَّهَا تلصق الْجِرَاحَات.
الدِّمَشْقِي: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة يفتح السدد وينفع من السعال ويلين الصَّدْر وَيُقَوِّي أصُول الشّعْر وَيذْهب بوجع الْأذن وَيخرج المشيمة ويلين جسو الرَّحِم ويسكن الأوجاع.(6/303)
ج فِي الرَّابِعَة من قاطاجانس: إِن اللاذن يدمل القروح الْعسرَة الِانْدِمَال.
الخوز: اللاذن بَارِد قَابض يمسك الْبَطن.
قسامون ذكر فِي بَاب د عِنْد ذكر كسانقون. قراسيا قَالَ د: مَتى اسْتعْمل رطبا لين الْبَطن واليابس يمسك.
وصمغ القراسيا إِذا خلط بشراب ممزوج بِمَاء أَبْرَأ السعال المزمن وَحسن اللَّوْن وَأحد الْبَصَر وأنهض الشَّهْوَة. وَإِذا شرب بشراب وَحده نفع من بِهِ حَصَاة.
وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: فِي ثَمَر هَذِه الشَّجَرَة قبض وَلَيْسَ ذَلِك باستواء بل الْحَال فِيهَا كالحال فِي التفاح وَالرُّمَّان وَمَا كَانَ من هَذِه الثَّمَرَة فِيهَا حلاوة فَهُوَ منحدر عَن الْمعدة بسهولة وينفعها نفعا وَأما الحامض مِنْهَا فنافع للمعدة البلغمية المملوءة فضولاً لِأَن الحامض مِنْهَا يجفف أَكثر مَا هُوَ عفص مِنْهُ وفيهَا مَعَ هَذَا شَيْء قطاع.
وَأما صمغ هَذِه الثَّمَرَة فَفِيهِ الْقُوَّة العامية الْمَوْجُودَة فِي جَمِيع الْأَدْوِيَة اللزجة ألف ز الَّتِي لَا لذع مَعهَا فَهُوَ لذَلِك نَافِع من الخشونة الكائنة فِي قَصَبَة الرئة. وَحكى قوم أَنَّهَا مَتى شربت فتت الْحَصَى.
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِن ثَمَرَة القراسيا تشبه التوت بِمَا فِيهَا من الْقَبْض وَبَعضهَا فِيهَا قبض بَين يشبه قبض العليق وَبَعضهَا أَشد قبضا من العليق. وَيُمكن أَن تعرف جَمِيع أَنْوَاعه فِي مَا تقدم فِي التوت والعليق.
وَأما عليق الْكَلْب فَإِنَّهُ أَشد قبضا وغذاؤه يسير.
قرنورا ذكر مَعَ الشوك المنتن. قماشير قنفذ بري وبحري.
قَالَ ج: أما البحري فَهُوَ جيد للمعدة ملين للبطن ويخلط جلده بأدوية الجرب. وَإِذا أحرق نقى القروح الوسخة وَنقص اللَّحْم الزَّائِد.
وَأما الْبري فَإِنَّهُ إِذا أحرق جلده وخلط بزفت رطب ولطخ بِهِ دَاء الثَّعْلَب وَافقه.
ولحمه مَتى ملح ثمَّ شرب بسكنجبين نفع من وجع الكلى والحبن اللحمي والفالج وداء الْفِيل وَابْتِدَاء الحبن جملَة وَيقطع سيلان الْموَاد إِلَى الأحشاء.
وَإِذا جففت كبده على خرقَة فِي شمس حارة وَسَقَى مِنْهَا عملت عمل اللَّحْم ومرارته تمنع من نَبَات الشّعْر.(6/304)
قَالَ ج القنفذان كِلَاهُمَا الْبري والبحري مَتى أحرقا جملَة وَصَارَ مِنْهُمَا رَمَادا يجلو ويحلل ويفنى اللَّحْم الزَّائِد. وَقد اسْتَعْملهُ قوم فِي مداواة الْجِرَاحَات الوسخة وَالَّتِي ينْبت فِيهَا لحم فضل.
بولس: لحم الْقُنْفُذ مَتى جفف لَهُ قُوَّة ميبسة وَمَتى شرب لَحْمه نفع من الجذام ورداءة المزاج.
ابْن ماسويه: لحم الْقُنْفُذ مَانع من النقرس الانتصابي وينفع من الجذام وَمن السل والتشنج ووجع الكلى وَلَا سِيمَا إِذا جفف وَشرب وَمن الاسْتِسْقَاء المتمكن.
واللحمي فَإِن كَانَ يفعل ذَلِك فقوته شَدِيدَة التَّحْلِيل والتجفيف.
ابْن ماسه: الْقُنْفُذ عَجِيب جدا فِي برْء الْخَنَازِير والغدد العصبية.
ورماد النحري أَيْضا يحلل وَينْقص اللَّحْم وَهُوَ صَالح لريح الصّبيان.
فَأَما الْقُنْفُذ الْجبلي وَهُوَ الَّذِي يَرْمِي الْإِنْسَان بشوكه مثل النبل فَهُوَ قريب من هذَيْن.)
قرع إِذا ضمد بِهِ يافوخ الصَّبِي نَفعه من الورم الْحَادِث فِي دماغه وَكَذَلِكَ ينفع مَتى تضمد بِهِ من الأورام الحارة الْعَارِضَة فِي الْعين والنقرس.
وَمَاء قشر القرع مَتى استعط بِهِ وَحده أَو بدهن ورد نفع من وجع الْأَسْنَان.
وَمَتى طبخ القرع كَمَا هُوَ وعصر وَشرب مَاؤُهُ بِعَسَل وَشَيْء يسير من النطرون أسهل الْبَطن إسهالاً خَفِيفا. ج فِي السَّابِعَة: مزاجه بَارِد رطب فِي الثَّانِيَة وَلذَلِك عصير جرادته نَافِع من وجع الْأذن الْحَادِث من ورم حَار مَتى اسْتَعْملهُ الْإِنْسَان مَعَ دهن ورد وَكَذَلِكَ أَيْضا دهن القرع مَتى عمل مِنْهُ ضماد أطفأ وَبرد الأورام الحارة ألف ز تطفئة وتبريداً باعتدال.
وَإِذا أكل القرع ولد بلة فِي الْمعدة.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن القرع النيء كريه ومضرته للمعدة عَظِيمَة.
وَقد رَأَيْت إنْسَانا أقدم على أكله نيئاً فأحس بمعدته ثقلاً وبرداً وأصابه عَلَيْهِ غشى ثمَّ غثي وقييء. وَلَا دَوَاء لهَذِهِ الْأَعْرَاض الَّتِي تعرض مِنْهُ إِلَّا الْقَيْء فَإِذا سلق غذا غذَاء رطبا وَلذَلِك غذاؤه يسير فِي مثل جَمِيع الْأَطْعِمَة الَّتِي تولد خلطاً مائياً رَقِيقا وانحداره عَن الْمعدة سريع لما ذكرنَا من رطوبته وَلما فِيهِ من الملاسة والذلق. وَإِذا انهضم فَلَيْسَ خلطه برديء مَا لم يسْبق إِلَيْهِ الْفساد قبل انهضامه وَالْفساد يعرض لَهُ إِمَّا من الصَّنْعَة وَإِمَّا من خلط رَدِيء فِي الْمعدة وَإِمَّا من أجل إبطائه فِيهَا كَالَّذي يعرض لجَمِيع الْفَوَاكِه الرّطبَة من الْفساد إِذا أَبْطَأت فِي الْمعدة وَلم تسرع الانحدار.
وَمَتى أكل وَحده تولد مِنْهُ خلط تفه. فَإِن أكل مَعَ غَيره تولد مِنْهُ خلط طعمه طعم ذَلِك(6/305)
الشَّيْء الَّذِي مَعَه لِأَنَّهُ يَنْقَلِب ويتشبه بِهِ. فَإِن كَانَ مَعَ خَرْدَل تولد مِنْهُ خلط حريف مَعَ حرارة بَيِّنَة. وَمَتى أكل مَعَ ملح تولد عَنهُ خلط مالح. وَمَتى أكل مَعَ الْأَشْيَاء القابضة قبض.
وَقَالَ فِي ذكر التوت: إِن القرع مَعَ مَا هُوَ عَلَيْهِ من أَنه أول الثِّمَار الصيفية كلهَا مضار مَتى لم ينحدر عَن الْمعدة سَرِيعا فسد فَسَاد سوء غَرِيب لَا ينْطق بِهِ.
روفس: إِنَّه يبرد ويرطب. والمر فِيهِ جُزْء من الْحَرَارَة من أجل المرارة. والقرع يلين الْبَطن وَلَا يدر الْبَوْل.)
وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: إِنَّه مرطب سريع الهضم قَلِيل الْغذَاء قَاطع للعطش.
ابْن ماسويه: إِنَّه يغذو غذَاء بلغمياً نَافِع لمن بِهِ حرارة ويبس سريع الاستحالة ضار لأَصْحَاب الْمرة السَّوْدَاء لبرده فَقَط ولأصحاب البلغم بالكيفيتين جيد لأَصْحَاب الصَّفْرَاء مَتى سلق وَاتخذ بعد بِمَاء الحصرم وَمَاء الرُّمَّان وخل الْخمر ودهن اللوز وزيت الانفاق. وَمَتى عمل بالسفرجل ولد خلطاً مَحْمُودًا وأضر بالقولون.
وَسَوِيق القرع نَافِع من السعال ووجع الصَّدْر الْعَارِض من الْحَرَارَة قَاطع للعطش نَافِع من الكرب الْحَادِث من الصَّفْرَاء.
والقرع المربى يصلح للذة لَا للدواء لِأَنَّهُ لَا برد فِيهِ وَلَا حر فَيعْمل عملا قَوِيا. ج فِي كتاب الكيموسين: القرع عسر الهضم وَهُوَ مَعَ ذَلِك مَتى فسد كَانَ مِنْهُ كيموس رَدِيء فِي الْغَايَة.
وَقَالَ ماسرجويه: مَتى طلي بالعجين وشوي نفع مَاؤُهُ من الْحمى الحادة وَمن الْعَطش والسعال ولين الْبَطن باعتدال مَتى سقِِي مَعَ سكر.
الخوزي: هُوَ نَافِع لوجع الْحلق.
وَقَالَ فِي الطِّبّ الْقَدِيم: إِنَّه جيد للبرسام قَاطع للعطش وينفع من الْحمى الغب.
ابْن ماسه: القرع يُولد القولنج الْبَارِد وماؤه جيد للصبيان مَتى وضع على اليافوخ. قثاء ج البستاني مِنْهُ يلين الْبَطن جيد للمعدة ألف ز مبرد لَا يفْسد يُوَافق المثانة وينعش صَاحب الغشى الْحَار مَتى شمه ويدر الْبَوْل إدراراً يَسِيرا.
وَإِذا شرب بِلَبن أَو طلاء وَافق المثانة القرحة يَعْنِي بزره.
وورقه مَتى تضمد بِهِ أَبْرَأ عضة الْكَلْب. وَإِذا تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل أَبْرَأ الشرى البلغمي.
وَأما الْبري وَيعرف بقثاء الْحمار فَإِن عصارته مَتى قطرت فِي الْأذن نَفَعت من أوجاعها.
وَأَصله مَتى تضمد بِهِ مَعَ سويق الشّعير حلل كل ورم بلغمي عَتيق. وَإِذا وضع على الخراجات مَعَ صمغ البطم فجرها.
وَمَتى طبخ بالخل وتضمد بِهِ نفع من النقرس. وطبيخه حقنة من عرق النسا.(6/306)
ويتمضمض بِهِ لوجع الْأَسْنَان.
وَمَتى اسْتعْمل يَابسا مسحوقاً نقى البهق والجرب المتقرح والقوابي والأثر السود الْعَارِضَة من)
اندمال القروح.
وَمَتى أَخذ من عصارة الأَصْل اوبولوس وَنصف أقل مَا يكون أَو أَخذ من قشره ربع اكسونافن أسهل كل وَاحِد مِنْهُمَا بلغماً وَمرَّة صفراء وخاصة من أبدان الَّذين بهم استسقاء فَإِنَّهُ عَجِيب جدا ينفع من غير إِضْرَار بالمعدة. وَيجب أَن يُؤْخَذ من الأَصْل نصف رَطْل ويسحق مَعَ قسطي شراب وخاصة من الشَّرَاب الْمصْرِيّ وَيُعْطى مِنْهُ المستسقي ثَلَاثَة قوانوسات على الرِّيق فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام إِلَى أَن يضمر الورم جدا.
وعصارة قثاء الْحمار فَهِيَ مُوَافقَة للاسهال والشربة التَّامَّة مِنْهُ مِقْدَار اوثولوسين وَأَقل مَا يشرب مِنْهُ مِقْدَار نصف اوبولوس.
وَأما الصّبيان فيسقون مِقْدَار اوبولوسين. وَمَتى أعْطوا أَكثر من ذَلِك ضرهم جدا. وَمن هَذِه العصارة تخرج بالإسهال والقيء بلغماً وَمرَّة. والإسهال بهَا نَافِع جدا للَّذين بهم رداءة النَّفس.
وَإِن أَحْبَبْت أَن تسهل بهَا فاخلط بهَا ضعفها من الْملح وَمن الإثمد قدر مَا يُغير لَوْنهَا تغييراً صَالحا واعمل مِنْهَا حبا أَمْثَال الكرسنة فاسقه بِالْمَاءِ وليتجرع بعده من المَاء الفاتر قدر قوانوش.
وَمَتى أَحْبَبْت الْقَيْء بهَا فأدفها بِالْمَاءِ ثمَّ خُذ مِنْهَا بريشة والطخ الْموضع الَّذِي يَلِي أصل اللِّسَان من دَاخل فَإِن كَانَ الْإِنْسَان عسر الْقَيْء فدفها بالزيت أَو بدهن السوسن وامنع الَّذِي تُرِيدُ قيئه من النّوم.
وَيجب أَن يسقى الَّذين يحمل عَلَيْهِم الْقَيْء وَلم يسكن شرابًا مَعَ زَيْت فَإِنَّهُم يهدؤن ويسكن عَنْهُم الْقَيْء فَإِن لم يسكن فليسقوا سويق شعير بِالْمَاءِ الْبَارِد والخل الممزوج وأطعمهم الْفَوَاكِه الغضة وَسَائِر مَا يَسْتَطِيع أَن يشد الْمعدة.
وَهَذِه العصارات تدر الطمث وَتقتل الْجَنِين إِذا احتملت. وَمَتى استعط بهَا مَعَ اللَّبن نقت اليرقان وأذهبت الصداع المزمن.
وَمَتى تحنك بهَا مَعَ الزَّيْت الْعَتِيق أَو مَعَ الْعَسَل ومرارة الثور نَفَعت مَنْفَعَة قَوِيَّة من الخناق.
وَأما أصل القثاء البستاني فَإِنَّهُ مَتى شرب مِنْهُ مِقْدَار اوبولوسين بعد سحقه بادرومالي قيأ. ج فِي الثَّانِيَة من أغذيته فِي القثاء البستاني مَا قد ذَكرْنَاهُ فِي ذكر الْبِطِّيخ.
وَقَالَ فِي الثَّامِنَة من أدوية المفردة فِي قثاء الْحمار: ألف ز عصارة قثاء الْحمار تحدر)
الطمث وتفسد الأجنة مَتى احتملت كَمَا يفعل جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي لَهَا مرَارَة ولطافة مَعًا وخاصة مَتى كَانَت فِيهَا حرارة مَا مثل مَا فِي عصارة قثاء الْحمار فَإِن هَذِه العصارة مرّة فِي غَايَة المرارة وَهِي حارة حرارة يسيرَة كَأَنَّهَا من الْحَرَارَة فِي الدرجَة الثَّانِيَة وَمَا كَانَ كَذَلِك(6/307)
فقوته قُوَّة محللة وَلذَلِك قد صَار بعض النَّاس يطلي مِنْهَا على ورم الحنجرة مَعَ الْعَسَل أَو مَعَ الزَّيْت الْعَتِيق.
وَهِي أَيْضا نافعة من اليرقان الْأسود مَتى استعط بهَا مَعَ الْخلّ. وَمَتى اسْتعْملت على هَذَا الْوَجْه فِي الصداع الْمَعْرُوف بالبيضة أَبرَأته الْبَتَّةَ. فَهَذِهِ أَفعَال عصارة الْوَرق.
وَأما عصارة أصل النَّبَات فَإِنَّهَا أَضْعَف.
وَقُوَّة الأَصْل تجلو وتلين وتحلل.
وَقَالَ فِي كتاب أغذيته فِي القثاء البستاني: إِنَّه يدر الْبَوْل كَمَا يفعل الْبِطِّيخ إِلَّا أَنه فِي ذَلِك دونه لِأَنَّهُ أقل رُطُوبَة وَلِهَذَا لَيْسَ يسْرع إِلَيْهِ الْفساد فِي الْمعدة كَمَا يسْرع إِلَى الْبِطِّيخ. وَقد يستمرأ بِهِ الْفَرد بعد الْفَرد من النَّاس سَرِيعا من أجل مُوَافَقَته لَهُم على مَا بَينا أَن الشَّيْء الأوفق يستمرأ أَجود.
روفس فِي كتاب التَّدْبِير: القثاء البستاني بَارِد رطب مدر للبول.
اريباسيوس فِي القثاء البستاني: النضيج مِنْهُ جوهره ألطف وَأما الَّذِي لَيْسَ بنضيج فجوهره أغْلظ. وَفِيه أَيْضا قُوَّة جلاءة مقطعَة وَمن أجل ذَلِك يدر الْبَوْل ويجلو الْأَسْنَان.
وَأما القثاء الْبري وَهُوَ قثاء الْحمار فَإِن عصارة ثَمَرَته تدر الطمث وتفسد الأجنة مَتى احتملت بصوفة وَتصْلح لأَصْحَاب اليرقان مَتى استعطوا بهَا مَعَ اللَّبن وعَلى هَذِه الْجِهَة يسْتَعْمل أَعنِي بِاللَّبنِ فَإِنَّهَا تذْهب الصداع الَّذِي يُسمى الْبَيْضَة وَهُوَ الْمُشْتَمل على الرَّأْس كُله.
وعصارة أَصله وورقه أَضْعَف مِنْهُ. وَأما أَصله فَإِنَّهُ يجلو ويحلل ويلين. وقشره أَكثر تجفيفاً.
بولس: عصارة قثاء الْحمار حارة فِي الثَّالِثَة تدر الطمث وَتقتل الأجنة لشدَّة مرارته مَتى احْتمل مِنْهُ فرزجة.
وَمَتى لطخت بِهِ المنخران مَعَ لبن من دَاخل فرغ مِنْهُمَا فضولاً كَثِيرَة.
وَمَتى حقن بِهِ من أَسْفَل أفرغ خاماً وَرُبمَا أفرغ دَمًا.
ابْن ماسويه فِي القثاء وَالْخيَار: إنَّهُمَا باردان رطبان فِي آخر الثَّالِثَة وأبردهما الْخِيَار وَهُوَ يُولد)
بلغماً لزجاً يصير مِنْهُ إِلَى الْعُرُوق خلط نيء يكون مِنْهُ إِذا أَكثر حميات مزمنة. وَلَا يدران الْبَوْل كإدرار الْبِطِّيخ ويفسدان فِي الْمعدة سَرِيعا.
وَيجب للمكثر مِنْهُمَا أَن يسْتَعْمل النانخه إِلَّا أَن تكون معدته ملتهبة.
وَمن أَصَابَهُ الغشي من حرارة فَإِن شم صَالح لَهُ بِخَاصَّة فِيهِ.
مَجْهُول: قثاء الْحمار مَتى احْتمل مِنْهُ قتل الْوَلَد.
سلمويه: عصارة قثاء الْحمار فِي الثَّانِيَة: تدر الطمث مَتى احتملت وَتقتل الْوَلَد وتجذب(6/308)
الرطوبات مَتى استعط بهَا وتسهل بلغماً وخاماً وَرُبمَا أخرجت الدُّود مَتى لطخ بهَا المقعدة. ألف ز.
ابْن ماسه: نَحن نَسْتَعْمِلهُ فِي وجع الرَّأْس الْمَعْرُوف بالبيضة يسعط بِهِ فيعظم نَفعه.
ابْن ماسويه فِي إصْلَاح المسهلة: إِنَّه يسهل المَاء والبلغم من غير إِضْرَار بالمعدة والشربة مِنْهُ خَمْسَة قراريط وَمن عصارته ثَلَاثَة قراريط.
مسيح: الْخِيَار يهيج الغشى رَدِيء للمعدة.
قسوس د: أصنافه ثَلَاثَة: أسود وأبيض وأحمر وَجَمِيع أصنافه حريفة قابضة ضارة للعصب.
وَمَتى أَخذ من زهره الْأَبْيَض مَا تحمله ثَلَاث أَصَابِع وَشرب بشراب كَانَ صَالحا لقرحة المعي.
وَيجب مَتى احْتِيجَ إِلَى شربه أَن يشرب مرَّتَيْنِ فِي النَّهَار.
وَمَتى خلط بموم مذاب بِزَيْت وَافق حرق النَّار.
ويدر الطمث أَعنِي رؤوسه.
والطري من ورقه مَتى سحق وخلط بالخل وطلي أَبْرَأ وجع الطحال. وَمَتى عصر ومرخ بدهن الايرسا وَعسل أَو نطرون فاستعط بِهِ وَافق أوجاع الرَّأْس وَالْأُذن وتقيحها.
وَالْأسود مَتى شرب من مَائه وَأكْثر مِنْهُ أَضْعَف الْجِسْم.
ويخلط بالدهن. ويسود الشّعْر. وَإِذا قطر مَا يعصر من رؤوسه بعد أَن يسخن فِي قشر رمانه مَعَ دهن ورد فِي الْأذن الْمُخَالفَة للسن الوجعة فيسكن الوجع.
وَمَتى طبخ ورقه بشراب وَعمل مِنْهُ ضماد كَانَ مُوَافقا لكثير من القروح الخبيثة الْعَارِضَة من حرق النَّار.
وَإِن تبخر مِنْهَا بِوَزْن درخمي بعد الطُّهْر منع الْحَبل.
وَمَتى أَخذ قضيب من قضبانه بورقه وغمس فِي خل واحتملته الْمَرْأَة أدر الطمث. ويعين مَتى احْتمل وَحده على إِخْرَاج الْجَنِين.
وَمَتى قطر مَاؤُهُ فِي الْأنف نقى النتن والعفونة مَتى عرضا فِيهِ.
ودمعته مَتى لطخت بهَا الشُّعُور حلقتها وَقتلت الْقمل.
وَمَتى استخرج مَاء الْأُصُول وخلط بخل وَشرب نفع من نهش الرتيلا.
بولس ورقه مَتى غلي مَعَ شراب ألصق الْجِرَاحَات وينفع من حرق النَّار وَالطحَال.
وصمغه أَشد حرافة فبذلك يقتل الْقمل ويحلق الشّعْر.
قنطوريون قَالَ د: أما الْكَبِير مِنْهُ فَمَتَى أعطي من أَصله من بِهِ حمى بِالْمَاءِ نفع(6/309)
من وَهن العضل ووجع الْجنب والربو والسعال المزمن وَنَفث الدَّم من الصَّدْر والمغس وأوجاع الْأَرْحَام. وَإِذا خلط وَهِي فِي شكل فرزجة وَاحْتمل فِي الرَّحِم أدر الطمث وَأخرج الْجَنِين. وعصارته تفعل ذَلِك.
وَمَتى كَانَ رطبا دق وَاسْتعْمل فِي الْجِرَاحَات وَمَتى كَانَ يَابسا أنقع فِي المَاء أَولا ثمَّ دق وَيسْتَعْمل بعد ذَلِك للجراحات لِأَنَّهُ يضمر وَيلْزق.
وَقد تخرج عصارته وتستعمل بدل الحضض وَمَتى دق وطبخ مَعَ اللَّحْم جمعه.
وَأما الصَّغِير فَإِنَّهُ مر جدا. وَإِذا دق وَهُوَ رطب وتضمد بِهِ ألزق الْجِرَاحَات ونقى القروح المزمنة وأدملها.
وَمَتى طبخ وَشرب طبيخه أسهل مرّة ألف ز صفراء وكيموساً غليظاً.
ويهيأ من طبيخه حقنة لعرق النسا تسهل وتخفف الوجع.
وعصارته مَتى خلطت بالعسل جلت ظلمَة الْبَصَر.
وَمَتى احتملت فِي فرزج أدرت الطمث وأخرجت الأجنة. وَمَتى شربت وَافَقت أوجاع الْأَرْحَام والعصب خَاصَّة.
ويستخرج عصارة هَذَا النَّبَات بعد أَن ينقع خَمْسَة أَيَّام وتطبخ إِلَى أَن تصير فِي قوام الْعَسَل. ج فِي السَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة فِي أصل القنطوريون الْكَبِير: إِن أصل هَذَا النَّبَات فِيهِ مذاقات متضادة فَفِي طعمه حِدة وحرافة وَقبض مَعَ شَيْء من حلاوة يسيرَة.
وَأما فعله فَإِنَّهُ يفعل بالحدة والحرافة أَن يدر الطمث وَيخرج الْجَنِين الْمَيِّت وَيفْسد الْحَيّ ويخرجه. وبالقبض يفعل الْأَفْعَال الْبَارِدَة الأرضية وَذَلِكَ أَنه يدمل الْجِرَاحَات وينفع من نفث الدَّم.
والشربة مِنْهُ مثقالان مَتى كَانَ الشَّارِب محموماً فبالماء وَمَتى كَانَ غير مَحْمُوم فبالشراب.
وينفع بكيفياته كلهَا من الهتك وَالْفَسْخ الْحَادِث فِي العضل وضيق النَّفس والسعال الْعَتِيق وَذَلِكَ لِأَن هَذِه علل لَيْسَ إِنَّمَا يحْتَاج فِيهَا إِلَى إِخْرَاج مَا هُوَ فِي الْأَعْضَاء على غير المجرى الطبيعي فَقَط بل يجب مَعَ ذَلِك أَن تقوى الْأَعْضَاء أَنْفسهَا الَّتِي يسْتَخْرج ذَلِك مِنْهَا.
واستفراغ مَا يستفرغ ينْتَفع فِيهِ بالحدة والحرافة إِذا لم تكن مُفْردَة وَحدهَا خَالِصَة لَكِن)
يخالطهما شَيْء من الْحَلَاوَة وَإِن لم يكن حلاوة فيخالطها على حَال شَيْء من الْحَرَارَة. وَذَلِكَ لِأَن الحدة والحرافة مَتى كَانَ يخالطها شَيْء من الْجَوَاهِر المعتدلة المزاج لم يكن لَهَا حِينَئِذٍ عنف وَسورَة. وَالشَّيْء الحلو هُوَ معتدل المزاج. وَأما شدَّة الْأَعْضَاء وتقويتها عِنْد الاستفراغ فَيحْتَاج وَينْتَفع فِيهِ بِالْقَبْضِ.(6/310)
وَهَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي يَفْعَلهَا أصل القنطوريون الْجَلِيل فقد يَفْعَلهَا بِأَعْيَانِهَا عصارته وَمن النَّاس قوم يستعملون عصارة القنطوريون الْجَلِيل مَكَان الحضض.
وَأما الدَّقِيق فَإِنَّهُ لَيْسَ ينْتَفع بِأَصْلِهِ.
وَأما قضبانه وورقه وزهرته فكثيرة الْمَنَافِع جدا. والمرارة أَكثر فِيهَا من غَيرهَا وفيهَا أَيْضا قبض يسير وَلذَلِك يجفف تجفيفاً لَا لذع مَعَه. وَقد قلت: إِن أَمْثَال هَذِه الْأَدْوِيَة تَنْفَع مَنَافِع كَثِيرَة جدا. وَأَنا مذكرك لذَلِك هَهُنَا على طَرِيق الْمِثَال فَإِن أصلح جَمِيع مَا يَفْعَله هَذَا الدَّوَاء من أَفعاله الْجُزْئِيَّة فَأَقُول: إِنَّه يدمل الْجِرَاحَات الْكِبَار إِذا ضمد بِهِ وَهُوَ طري وَيخْتم أَيْضا الْجِرَاحَات العتيقة الْعسرَة الْخَتْم مَتى تضمد بِهِ.
وَمَتى يبس خلط فِي المراهم المدملة والمجففة الَّتِي يُمكن فِيهَا أَن تدمل النواصير والقروح الغائرة وَأَن يلين الأورام الصلبة العتيقة أَيْضا وَأَن يشفي الخراجات الرَّديئَة الخبيثة. وَقد يخلط أَيْضا مَعَ الأضمدة الَّتِي تشفي الْعِلَل الْحَادِثَة عَن الْموَاد المنصبة إِلَى الْأَعْضَاء.
وَأفضل هَذِه الْأَدْوِيَة مَا كَانَ يجفف تجفيفاً قَوِيا مَعَ شَيْء من الْقَبْض من غير أَن يكون مَعَه شَيْء من اللذع.
وَفِي النَّاس قوم يطبخون القنطوريون وَيَأْخُذُونَ مَاءَهُ ويحقنون ألف ز بِهِ صَاحب عرق النسا فَيخرج خلطاً غليظاً مرارياً إِذْ هُوَ دَوَاء يسهل وَيخرج من الْبدن كهذه الأخلاط وَإِذ أَكثر إسهاله حَتَّى يخرج شَيْئا دموياً كَانَ أعظم لنفعه.
وعصارة هَذَا القنطوريون قوتها كهذه الْقُوَّة أَعنِي قُوَّة تجفف وتجلو فَهِيَ لذَلِك تفعل جَمِيع مَا وصفت فعلا جيدا وتكحل بِهِ الْعين مَعَ الْعَسَل ويحدر الأجنة مَتى احْتمل والطمث وَقد يشفي علل العصب لِأَنَّهُ يجفف وَيقبض الأخلاط اللاحجة فِيهَا تجفيفاً ونقصاناً لَا أَذَى مَعَه.
وَهُوَ من أفضل الْأَدْوِيَة لسدد الكبد وَالطحَال مَتى تضمد بِهِ خَارِجا وَشرب.
اريباسيوس: أما الْكَبِير فأصله حَار حاد قَابض وَمن أجل حِدته يحدر مَا كَانَ من الأجنة)
حَيا ولسبب قَبضه يلزق الْجِرَاحَات وينفع من نفث الدَّم.
وَمِقْدَار مَا يسقى مِنْهُ مثقالان بِمَاء إِن كَانَ محموماً وَإِن لم يكن محموماً فبالشراب. وينفع الهتك والحرق العارضين فِي العضل وعسر النَّفس والسعال المزمن.
والدقيق يجفف تجفيفاً قَوِيا من غير لذع وَيلْزق الْجِرَاحَات الْعِظَام مَتى تضمد بِهِ وَهُوَ طري وَمن النَّاس من يحقن بطبيخ هَذِه الحشيشة أَصْحَاب عرق النسا لِأَنَّهُ يخرج رطوبات مرية.
فَإِذا عمل عملا قَوِيا استفرغ شَيْئا دموياً. وَكَانَ نَفعه أَكثر.
وعصارته تفعل هَذِه الْأَفْعَال وتحط الأثفال.(6/311)
بولس: أصل القنطوريون الْكَبِير نَافِع من نفث الدَّم وَمن سَائِر الْعِلَل الَّتِي تعرض للصدر.
ابْن ماسه: خاصته إسهال البلغم اللزج والمرة الشبيهة بالدردي وينفع مَا يعرض فِي الورك شرب أَو احتقن بِهِ.
الخوز: إِنَّه قوي الإسهال للبلغم وَكَذَلِكَ للْمَاء. قرن يذكر هَهُنَا مَا يعم الْقُرُون.
قَالَ ج: مَتى أحرقت جلت الْأَسْنَان بالخشونة والجلاء مَعًا.
قطاة الخوزي: لَحمهَا فِي غَايَة اليبس وَلَيْسَ بالشديد الْحَرَارَة جيد لاستطلاق الْبَطن وَالِاسْتِسْقَاء.
قانصة قَالَ ج: قوانص البط كَثِيرَة الْغذَاء لذيذة وَبعدهَا قوانص الدَّجَاج المسمن.
قَالَ: وَمَا قيل فِي قانصة النعام من أَنه يهديء الْعِظَام فَبَاطِل.
وَكَذَلِكَ قَوْلهم فِي قوانص الْحمام لِأَنَّهَا هِيَ أَنْفسهَا لَا تهضم الأغذية كَمَا تفعل بعض الْأَدْوِيَة كالزنجبيل والفلفل وَمن جِهَة الشَّرَاب والخل وَمن جِهَة أُخْرَى.
وَقَالَ فِي كتاب الْأَدْوِيَة: وجد الضَّمَان الَّذِي ضمن عَن قانصة الدَّجَاج بَاطِلا ويزعمون أَنَّهَا تَنْفَع إِذا شربت فَم الْمعدة.
وَقَالَ ابْن ماسويه: الْجُلُود الَّتِي فِي أَجْوَاف القوانص إِذا شربت نَفَعت من وجع الْمعدة وَلَا سِيمَا قوانص الديوك. قانخيون قَالَ: إِنَّهَا صمغة تكون فِي بِلَاد الغرب فِيهِ شَبيه من المر زهم كريه الرَّائِحَة يتدخن بِهِ مَعَ المر والميعة.
وَيُقَال: إِن لَهُ قُوَّة ألف ز مهزلة للسمان إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاث أَربَاع دِرْهَم بسكنجبين أَيَّامًا كَثِيرَة وبالماء. وَقد يسقى مِنْهُ المطحولون والمصروعون وَالَّذين بهم الربو. وَمَتى شرب بِمَاء الْعَسَل أدر الطمث.
ويجلو الْآثَار الَّتِي فِي الْعين جلاء يَسِيرا. ويبريء من ضعف الْبَصَر إِذا ديف بشراب واكتحل بِهِ.
وَلَا يعدله شَيْء فِي نَفعه من وجع الْأَسْنَان وتساقط اللثة.
أَبُو عمرَان: هَذِه الصّفة هِيَ صفة السندروس. ويضعف ذَلِك أَن د قد ذكر السندروس عِنْد ذكره الخوز.
أَبُو جريج: السندروس حَار يَابِس وَهُوَ نَافِع من النَّوَازِل ينزلها إِذا بخر بِهِ ويجفف القروح.(6/312)
بديغورس: خاصته النَّفْع من النزلات ونزف الدَّم.) قوطو ليدون قوته مركبة من جَوْهَر رطب مائل إِلَى الْبرد وَمن جَوَاهِر أخر يسيرَة الْمِقْدَار من المرارة وَمن أجل ذَلِك صَار يبرد وَلَا يجفف القروح كَمَا تفعل الْأَشْيَاء المجففة ويجلو ويحلل ويبريء الأورام الَّتِي مَعهَا حمرَة والحمرة الَّتِي مَعهَا ورم. وَهُوَ ضماد صَالح للمعدة إِذا كَانَ فِيهَا لهيب ج فِي السَّابِعَة: قوطوليدون دَوَاء مركب من جَوْهَر رطب قَابض ضَعِيفا ومرارة قَليلَة فَلذَلِك يشفي الأورام الحارة والحمرة وَهُوَ جيد للهيب الْمعدة إِذا ضمد بِهِ.
وورقه وَأَصله قد وثق النَّاس مِنْهُ أَنه يفت الْحَصَى. قرقومعما د: قوته جالية لظلمة الْبَصَر مَدَرَة للبول مسخنة منضجة. قرنفل بولس: هُوَ حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة.
حَكِيم بن حنين: المحدثون يرتبون هَذَا فِي الثَّالِثَة من الْحر واليبس ويستعملونه فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تحد الْبَصَر وَتذهب الغشاوة وَتَنْفَع من السَّيْل.
أَبُو جريج: علك القرنفل شَبيه الْقُوَّة بعلك البطم.
قرفة الطّيب قوقي حَيَوَان بحري. يَقُول د: أنفحة القوقي توَافق الصرع واختناق الرَّحِم. ج: قوتها كقوة الجندبادستر. قبج وطيهوج سندهشار: لحم القبج جيد للمعدة والفؤاد وَكَذَلِكَ لحم الطيهوج والصيقور خَفِيف.
الخوزي: لحم القبج جيد لحبس الْبَطن وَالِاسْتِسْقَاء.
وَقَالَ أَيْضا: لَحْمه حَار رطب نافخ يزِيد فِي الباه ويسمن وَلذَلِك يُؤْكَل للسمنة. قرقيون هُوَ حجر يخرج من الْبَحْر لَهُ كَيْفيَّة حريفة يَنْفِي كل شَيْء ويحلله.
وَمِنْه لون بنفسجي فَإِذا أحرق أَبْرَأ دَاء الثَّعْلَب والقوباء والبهق.
وَالنَّوْع المستوي السَّطْح الأملس حريف جدا لَا ينقي فَقَط بل يسلخ الْجلد. وَالَّذِي يشبه
قاقلة مسيح الدِّمَشْقِي: الَّتِي بأقماعها وَالَّتِي بِلَا أقماع.
وَالَّتِي بِلَا أقماع حارة يابسة فِي الأولى جيد للمعدة هاضمة للطعام نافعة للبلة ألف ز فِي الْحلق.
وَالَّتِي بالأقماع أَكثر قبضا تَنْفَع من الغثيان وَكَثْرَة الْقَيْء مَتى خلطت مَعَ المصطكي وشربت بِمَاء الرمانين.(6/313)
مَجْهُول: الْقَافِلَة جَيِّدَة للغثى والقيء.
ماسرجويه كَذَلِك. قرط ماسرجويه: إِن ثمره طرياً يلين الْبَطن لِأَن فِيهِ حرارة يسيرَة وليناً وَهِي يابسة تعقل الْبَطن.
وَأما ورقه فَهُوَ بَارِد قَابض. ابْن ماسه: فِيهِ قبض شَدِيد ويسهل حب القرع.
قلب بولس: هُوَ يفت الْحَصَى ويدر الْبَوْل.
سندهشار: يذهب الربو والفواق جيد للبواسير نَاقص من النُّطْفَة.
ابْن ماسه: عَجِيب جدا فِي إدرار الْبَوْل والطمث ويفت الْحَصَى فِي الكلى والمثانة وَهُوَ حَار يَابِس. قلقاس أَصله مَتى طبخ وَأكل كَانَ جيدا للمعدة يدر الْبَوْل حَار فِي الثَّانِيَة.
ابْن ماسويه: القلقاس حَار رطب فِي الأولى يزِيد فِي الباه. قلقل ابْن ماسويه: حب القلقل حَار رطب زَائِد فِي الْجِمَاع وخاصته مَتى خلط بالسمسم وعجن بِعَسَل الطبرزد أَو الفانيذ وَلَا يضر حِينَئِذٍ وَلَا هُوَ رَدِيء الْخَلْط وَمَتى قلي كَانَ أَحْمد.
والإكثار مِنْهُ يتخم وَيُورث الهيضة.
ماسرجويه: هُوَ حَار رطب فِي الثَّانِيَة زَائِد فِي الباه مَتى تنقل بِهِ على الشَّرَاب صدع.
وَلَيْسَ خلطه برديء وخاصة إِذا قلي.
قطن الدِّمَشْقِي: لب حب الْقطن مسخن ملين للصدر نَافِع من السعال.
ابْن ماسويه: عصارة ورقه نافعة من الإسهال الْعَارِض للصبيان. قلب ج فِي كتاب الْغذَاء: إِن جوهره لحم صلب عضلي فَهُوَ لذَلِك عسر الهضم بطيء الانحدار عَن الْمعدة والنفوذ فِي الأمعاء وَإِذا استمريء كَانَ مَا يَنَالهُ الْجِسْم مِنْهُ مِقْدَار لَيْسَ بِيَسِير.
وَقَالَ فِي الكيموس: إِنَّه كثير الْغذَاء.
ابْن ماسويه: الْقلب حاس بطيء الانهضام إِلَّا أَنه إِذا انهضم كَانَ كثيرا مَحْمُودًا مستحصفاً.
قتاد د: صمغه وَهُوَ الكثيراء لَهُ قُوَّة مغرية شَبيهَة بِقُوَّة الصمغ يسْتَعْمل فِي الأكحال والسعال وخشونة قَصَبَة الرئة وَانْقِطَاع الصَّوْت وَإِذا خلط مَعَه شَيْء يسير من قرن أيل محرق أَو شب مِقْدَار درخمي وأنقع فِي ميبختج وَشرب نفع من حرقة المثانة ووجع الكلى.(6/314)
ج فِي الثَّالِثَة: الكثيراء لَهُ قُوَّة شَبيهَة بِقُوَّة الصمغ وَهِي قُوَّة تغرى وتلزق وتلحج وتكسر من حِدة الْأَشْيَاء الحادة وَهُوَ أَيْضا يجفف تجفيف الصمغ.
أَبُو جريج: الكثيراء بَارِدَة وفيهَا رُطُوبَة تسهل الْبَطن وينفع من السعال وقرحة المعي غير أَنَّهَا تزيد فِي الخلفة وَتَنْفَع من قُرُوح الْعين والبثر والرمد وَتصْلح حِدة الْأَدْوِيَة المسهلة.
ماسرجويه: هُوَ جيد لقروح المثانة وخشونة الْحلق وَاللِّسَان.
قنبرة ألف ز د: إِنَّهَا مَتى أكلت نَفَعت من القولنج. ج: أما القنابر فَإِنَّهَا إِذا طبخت مرقة بَيْضَاء نَفَعت من القولنج.
وَيجب أَن يدمن أكلهَا كثيرا مَعَ مرقها. وَقد جربت نَفعهَا لهَذِهِ الْعلَّة وبلوته.
ابْن ماسه: هِيَ تلين الْبَطن مَتى أكل مرقها وتعقله مَتى أكل لَحمهَا. قوقاداس قَالَ فِيهِ د: إِن الصمغة الَّتِي تخرج من هَذَا النَّبَات فِي لَوْنهَا حمرَة وَهِي لذاعة للسان. مَتى نطل الرَّأْس بالخل ودهن الْورْد نَفَعت من ليثرغس وقرانيطس والصدر والصداع المزمن والفالج الَّذِي يعرض مِنْهُ بطلَان الْحس.
وَجُمْلَة فَإِن التمسح بهَا بالخل وَالزَّيْت نَافِع لوجع الأعصاب.
وتنشق رِيحه نَافِع من اختناق الْأَرْحَام والسبات.
وَمَتى بخر بِهِ طرد الْهَوَام.
وَمَتى خلط بدهن ورد وَوضع فِي أكال الْأَسْنَان نفع.
وَمَتى اسْتعْمل بالبيض صلح للسعال وعسر النَّفس والمغس والنفخ.
ويلين الْبَطن لينًا رَقِيقا. ويحلل ورم الطحال. وينفع نفعا عَظِيما من عسر الْولادَة.
وَمَتى شرب نفع من وجع المثانة والكلى والتمدد الْعَارِض فيهمَا وَيفتح فَم الرَّحِم.
وأصل هَذَا النَّبَات يفعل فعل الصمغة إِلَّا أَنه أَضْعَف. ويخصه أَنه مَتى سحق نعما وَهُوَ يَابِس ونثر على القروح نقاها وَأخرج قشور الْعِظَام مِنْهَا وأدمن الخبيثة ويخلط فِي المراهم والأضمدة المسخنة.
وَقد قَالَ ج فِي بودامس مَا كتبناه فِي بَاب ب.
قرمز قَالَ فِي السَّابِعَة: حب القرمز فِي قوته قبض ومرارة مَعًا وَهُوَ يجفف بِهَاتَيْنِ الكيفيتين تجفيفاً لَا لذع مَعَه وَلذَلِك يصلح للجراحات الْكِبَار ولجراحات العصب. وَإِذا عولج بِهِ هَذِه الْجِرَاحَات فقوم يسحقونه بالخل وَقوم يسحقونه بالخل وَالْعَسَل ويعالجون بِهِ.
وَقَالَ فِي دود القرمز: إِذا أَخذ من الشّجر وَهُوَ بعد طري فَهُوَ يبرد ويجفف فِي الثَّانِيَة لِأَن فِيهِ شَيْئا يقبض قبضا معتدلاً.(6/315)
قاماس وقيقابون ج فِي السَّابِعَة: إِنَّه يجفف بِلَا لذع وجوهره جَوْهَر غليظ لزج فَهُوَ لذَلِك مَتى أنقع فِي الشَّرَاب ولعق مِنْهُ أَبْرَأ خشونة قَصَبَة الرئة والمري وَمَتى مضغ فعل ذَلِك لِأَنَّهُ مثل رب السوس.
قسطرن ج فِي السَّابِعَة: إِنَّه يقطع الأخلاط الغليظة لِأَنَّهُ مر حريف ويفت الْحَصَى فِي الكلى ويجلو الكبد والرئة ويحدر الطمث وينفع من الصرع والهتك وَالْفَسْخ فِي العضل.
وَإِذا ضمد بِهِ نفع أَيْضا لنهش الْهَوَام.
وينفع من عرق النسا والجشاء الحامض.
قرقياقس ج فِي السَّابِعَة: يزْعم ج أَن هَذَا النَّبَات إِذا شرب نقى الْأَرْحَام والمعي لِأَنَّهُ طيب الرَّائِحَة فَهِيَ وثمرته تولد اللَّبن مَتى أخذت مَعَ بعض الأحساء. قلدريون ألف ز. ج فِي السَّابِعَة: إِنَّه حَار وَلم يبلغ أَن يحرق وَهُوَ لطيف فاجعله فِي الثَّالِثَة من الْحر واليبس.
وَقَالَ فِي هَذِه الْمقَالة: ورقه فِيهِ قُوَّة حارة محرقة حَتَّى أَنه يكشط الْجلد فَهُوَ لذَلِك فِي الرَّابِعَة.
قليماطس ج فِي السَّابِعَة: ورقه فِيهِ قُوَّة محرقة حارة حَتَّى أَنه يكشط الْجلد فَهُوَ لذَلِك فِي الرَّابِعَة. قليماطش الشبيه بِالْغَارِ والشبيه بالآس والشبيه بالبطباط.
قَالَ ج: إِنَّه نَافِع من استطلاق الْبَطن وقروح المعي مَتى شرب بشراب.
وَإِذا مضغ سكن وجع الْأَسْنَان. وَمَتى احْتمل سكن وجع الْأَرْحَام.
قورنوس ج فِي السَّابِعَة: قد وثق النَّاس أَن أصل هَذَا النَّبَات مَتى أكل نفع من انطلاق الْبَطن. قرنيون ج فِي السَّابِعَة: إِنَّه مالح الطّعْم مره فَلذَلِك يجلو ويجفف إِلَّا أَنه فيهمَا ضَعِيف.
انْقَضى حرف الْقَاف.(6/316)
3 - (بَاب الْكَاف)
كندر قَالَ د: إِنَّه يقبض ويسخن ويجلو ظلمَة الْبَصَر ويملأ القروح العميقة ويدملها وَيلْزق الْجِرَاحَات الطرية وَيقطع نزف الدَّم من أَي مَوضِع كَانَ والنزف الَّذِي من حجب الدِّمَاغ ويسكنه وَيمْنَع القروح الخبيثة الَّتِي فِي المقعدة وَفِي سَائِر الْأَعْضَاء من الانتشار إِذا خلط بِاللَّبنِ وعملت مِنْهُ فَتِيلَة وَجعلت فِيهَا.
وَمَتى خلط بالخل والزفت ولطخ بِهِ الوجع الَّذِي يُسمى مرميقيا وَهُوَ وجع يعرض مِنْهُ فِي الْجِسْم شَبيه بالثآليل وَمَعَهَا شبه دَبِيب النَّمْل فِي ابْتِدَاء هَذَا الوجع أَبرَأَهُ ويقلع القوابي.
وَمَتى خلط بشحم البط وشحم الْخِنْزِير أَبْرَأ القروح الْعَارِضَة من حرق النَّار والشقاق الْعَارِض من الْبرد.
وَإِذا خلط بالنطرون وَغسل بِهِ الرَّأْس أَبْرَأ القروح الرّطبَة. وَإِذا خلط بِعَسَل أَبْرَأ الداحس. وَإِذا خلط بالزفت أَبْرَأ شدخ الْأذن.
وَمَتى خلط بِخَمْر حلوة وقطر فِي الْأذن نفع من أوجاعها كلهَا. وَمَتى خلط بطين قيموليا ودهن الْورْد ولطخ بِهِ نفع من الأورام الحارة الْعَارِضَة للثدي فِي النّفاس.
وَيدخل فِي أدوية قَصَبَة الرئة والضمادات المحللة للأورام فِي الأحشاء.
وَمَتى شرب نفع من نفث الدَّم. وَمَتى شربه الأصحاء جسهم. وَمَتى أَكثر من شربه مَعَ الْخمر قتل.
وَأما قشور الكندر فأقوى قبضا من الكندر وَلذَلِك هُوَ أوفق من الكندر لنفث الدَّم وَالنِّسَاء)
اللواتي تسيل مِنْهُنَّ رطوبات مزمنة.
وَيصْلح لجلاء آثَار القروح الْكَثِيرَة الْوَسخ الَّتِي فِي الْعين وعلاجها. وَمَتى قلي كَانَ جيدا للحكة فِي الْعين.
وَأما دقاق الكندر فقوته كقوة الكندر غير أَنه أَضْعَف.
وَأما دُخان الكندر فقوته مسكنة للأورام الحارة فِي الْعين.
وَيقطع سيلان الرطوبات مِنْهَا وينقي قروحها وَيَبْنِي اللَّحْم ألف ز فِي قُرُوح الْعين الْكَثِيرَة الْوَسخ ويسكن الورم الْعَارِض فِي الْعين الَّذِي يُسمى السرطان. ج فِي السَّابِعَة: هَذَا يسخن فِي الثَّانِيَة ويجفف فِي الأولى وَفِيه مَعَ هَذَا قبض يسير إِلَّا أَن(6/317)
وَأما قشر الكندر فقوته قابضة قبضا بَينا فَهُوَ لذَلِك يجفف تجفيفاً شَدِيدا حَتَّى أَنه فِي مُنْتَهى الدرجَة الثَّانِيَة من دَرَجَات الْأَشْيَاء المجففة وَهِي أغْلظ من الكندر وَلَيْسَ فِي حِدة وَلَا حراقة أصلا.
وَلما كَانَت هَذِه الكيفيات والقوى فِيهِ مَوْجُودَة أَكثر الْأَطِبَّاء اسْتِعْمَاله فِي مداواة نفث الدَّم وَلمن كَانَت معدته رخوة وَلمن بِهِ ذوسنطاريا وذرب وقرحة المعي وَلَا يقتصرون على خلطه فِي الأضمدة الَّتِي يداوى بهَا من خَارج دون أَن يلقوه أَيْضا فِي الْأَدْوِيَة الْوَارِدَة إِلَى دَاخل الْجِسْم.
وَأما دُخان الكندر فَإِنَّهُ أيبس وأسخن من الكندر حَتَّى أَنه يعد فِي الثَّانِيَة وَفِيه مَعَ هَذَا شَيْء من الْجلاء وَلذَلِك يُقَال: إِنَّه ينقي ويملأ القروح الَّتِي تكون فِي الْعين كَمَا يفعل دُخان المر ودخان الميعة.
وَقَالَ: دُخان الكندر يَسْتَعْمِلهُ الْأَطِبَّاء فِي أخلاط الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح للعين الوارمة وَالَّتِي فِيهَا قرحَة فَإِن قُرُوح الْعين تنقى بِهَذَا الدُّخان وتمتليء لَحْمًا. وَقد يستعملونه أَيْضا فِي الأكحال الَّتِي تحسن شعر الأشفار.
بولس: الكندر حَار فِي الثَّانِيَة يَابِس فِي الأولى وَفِيه قبض.
وَأما قشور الكندر فَإِنَّهُ بَين الْقَبْض وَهُوَ يَابِس فِي الثَّانِيَة وَهُوَ أغْلظ أَجزَاء من الكندر مَتى وَأما أغصانه فَإِنَّهَا حارة يابسة فِي الثَّالِثَة مَعَ شَيْء من الْقَبْض وَمَعَهَا شَيْء من التنقية وَلِهَذَا السَّبَب ينقي ويلحم العفن فِي الْعين.
حَكِيم بن حنين عَن جالينوس إِنَّه قَالَ: إِذا كحل بِهِ جرب الْعين الَّتِي فِيهَا دم مُجْتَمع حلله ونفع)
مِنْهُ.
أَبُو جريج: الكندر حَار فِي أول الثَّالِثَة يَابِس فِي آخرهَا يحرق الدَّم والبلغم وينشف رطوبات الصَّدْر وَيُقَوِّي الْمعدة الضعيفة ويسخنها مَتى بردت. وقشار الكندر كَذَلِك. وَمَتى أنقع مِنْهُ مِثْقَال وَشرب فِي مَاء كل يَوْم نفع من البلغم وَزَاد فِي الْحِفْظ وأذهب كَثْرَة النسْيَان غير أَنه يحدث لشاربه إِذا أَكثر مِنْهُ صداع وبخار رَدِيء وإحراق الدَّم.
الْفَارِسِي: الكندر يهضم الطَّعَام ويطرد الرِّيَاح جيد للحمى.
وَقَالَ فِي الثَّانِيَة من طيماؤس: الكندر الْأَحْمَر أقوى جلاء من الْأَبْيَض وقوته مثل قُوَّة دَقِيق الشّعير فِي الْجلاء.
والكندر الْأَبْيَض أَضْعَف فِي جَمِيع الْخلال وَهُوَ فِي الطَّبَقَة الأولى.
ابْن ماسويه: يَأْكُل البلغم وَيذْهب بِحَدِيث النَّفس وَيزِيد فِي الذِّهْن ويذكيه وينفع الْقلب. ذَكرْنَاهُ فِي النورة.(6/318)
كرم الشَّرَاب قَالَ فِيهِ د: إِن ورقه وخيوطه إِذا تضمد بهما سكنا الصداع لبردهما وقبضهما وَإِذا ضمد بِأَحَدِهِمَا وَحده أَو مَعَ سويق شعير سكن الورم الْحَار فِي الْمعدة والالتهاب الْعَارِض لَهَا.
وعصارة الْوَرق قابضة ألف ز نافعة من قرحَة المعي وَنَفث الدَّم ووجع الْمعدة ورحم النِّسَاء.
وخيوط الْكَرم إِذا أنقعت بِالْمَاءِ وشربت فعلت ذَلِك.
ودمعة الْكَرم وَهِي شَبيهَة بالصمغ تجمد على الْقَضِيب مَتى شربت بِالشرابِ أخرجت الْحَصَى.
وَمَتى تلطخ بهَا أبرأت القوابي والجرب المتقرح وَغير المتقرح. وَيجب أَن يغسل الْعُضْو بالنطرون قبل أَن يلطخ بِهِ.
وَإِذا تمسح بِهِ مَعَ الزَّيْت حلق الشّعْر وخاصة الدمعة الْمَجْمُوعَة من قضبان الكوم الطرية إِذا شرحت ورشحت مِنْهَا الدمعة كَمَا يرشح الْعرق وَهِي أَيْضا تذْهب الثآليل النملية إِذا لطخ ورماد قضبان الْكَرم ورماد ثجير الْعِنَب مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ أَبْرَأ المقعدة الَّتِي قلع مِنْهَا بواسير ناتئة والتواء العصب وينفع من نهشة الأفعى. إِذا ضمد بِهِ مَعَ دهن ورد وبشراب وخل نفع من الورم الْحَار الْعَارِض للطحال.
ودهن زهرَة الْكَرم مثل دهن الْورْد غير أَنه لَا يُطلق الْبَطن. وَالْكَرم الْبري الَّذِي يحمل عنباً مثل البستاني.
وَقُوَّة دهن الْعصير مسخنة ملينة مسكنة تصلح للنافض وَلكُل أوجاع الأعصاب وَالرحم وَهُوَ أَنْفَع الأدهان المحللة للاعياء لقُوَّة تليينه.
وَأما الْكَرم الْبري إِن طبخ أَصله بِالْمَاءِ وَشرب مَعَ قوانوس شراب قد عمل بِمَاء الْبَحْر أسهل المَاء ونفع الحبن.
والعناقيد تنقي الكلف وَمَا أشبهه من الْآثَار.
وَثَمَرَة الكرمة الْبَريَّة مَتى شربت جَيِّدَة للمعدة تدر الْبَوْل وَتمسك الْبَطن وتقطع نفث الدَّم وَهِي جَيِّدَة للخفقان وَالْكرب والمعدة الَّتِي يحمض فِيهَا الطَّعَام.
ويخلط بالخل ودهن الْورْد وَيُوضَع على الرَّأْس رطبا كَانَ أَو يَابسا وَيمْنَع من الغرب المتفجر)
ابْتِدَائه وينفع اللثة والقروح الخبيثة الْعَارِضَة فِي الْفروج وَيدخل فِي الْأَشْيَاء القاطعة لنزف الدَّم.
ويتضمد بِهِ مَعَ سويق شعير لسيلان الفضول إِلَى الْعين والتهاب الْمعدة ويضمد بِهِ لحرارة الكبد.(6/319)
وَمَتى أحرق على خزفة مَوْضُوعَة على جمر كَانَ صَالحا لأوجاع الْعين ويبريء الداحس مَعَ الْعَسَل والظفرة واللثة المسترخية الَّتِي يسيل مِنْهَا الدَّم.
قَالَ: ورماد قضبان كرم الشَّرَاب قوته محرقة. وَإِذا تضمد بِهِ مَعَ شَحم عَتيق أَو مَعَ الزَّيْت نفع من شدخ العصب واسترخاء المفاصل وتعقد العصب. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ والنطرون نفع من نهش الْهَوَام وعض الْكَلْب الْكَلْب.
وَيَقَع فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تكوى وَيشْرب مَاء رماده للسقطة وَالْفطر الْقِتَال. ج فِي السَّادِسَة: الْكَرم الْبري يجلو حَتَّى أَنه يذهب الكلف والنمش وَجَمِيع مَا هَذَا سَبيله مِمَّا يحدث فِي ظَاهر الْجِسْم وفيهَا مَعَ هَذَا قُوَّة دابغة.
وَكَذَلِكَ قُوَّة الْكَرم الأهلي إِلَّا أَنه أَضْعَف فِي ذَلِك فعلا.
بولس: فقاح الْكَرم وَهُوَ زهره أَعنِي الْبري مِنْهُ شَدِيد الْقَبْض مقو وَلَا سِيمَا مَا يَلِي الْبَطن. ذَكرْنَاهُ مَعَ القتاد ألف ز.
كاكنج ذَكرْنَاهُ مَعَ عِنَب الثَّعْلَب. كمثرى قَالَ د: جَمِيع أصنافه قابضة وَلذَلِك يسْتَعْمل فِي الضمادات الْمَانِعَة من مصير الْموَاد إِلَى الْأَعْضَاء.
وَمَتى شرب طبيخه وَأكل مِنْهُ بعد أَن يجفف عقل الْبَطن. وَمَتى أكل الكمثرى والمعدة خَالِيَة أضرا آكله.
والكمثرى الشَّديد الْقَبْض البطيء النضج. رماد خشبه قوي النَّفْع من خنق الْفطر الْقِتَال.
وَقد قيل: إِنَّه مَتى طبخ الكمثرى الْبري مَعَ الْفطر لم يضر آكله. د فِي السَّادِسَة: ورق هَذِه الشَّجَرَة وأطرافها قابضة.
وَأما الثَّمَرَة فَفِيهَا مَعَ ذَلِك حلاوة ومائية.
وَتعلم من ذَلِك أَن أَجزَاء هَذِه الثَّمَرَة غير مُتَسَاوِيَة المزاج بل فِيهَا أرضية ومائية. وَإِن شِئْت قلت من وَجه آخر: إِن بَعْضهَا حَار وَبَعضهَا معتدل وَلذَلِك مَتى أكل الكمثرى قوى الْمعدة وَسكن الْعَطش. وَمَتى تضمد بِهِ جفف وجلا جلاء يَسِيرا وَلِهَذَا السَّبَب أعلم أَنِّي قد أدملت بِهِ جراحات كَثِيرَة حَيْثُ لم أقدر على دَوَاء آخر.
والكمثرى الْبري أَكثر قبضا ودبغاً وتجفيفاً فَهُوَ لذَلِك يدمل مَا هُوَ من الْجِرَاحَات أعظم وَيمْنَع الْموَاد من التجلب.
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: إِن نقلت مَا ذكرت فِي التفاح إِلَى هَهُنَا لم أحتج أَن أَقُول فِيهِ شَيْئا الْبَتَّةَ.
والكمثرى الْكِبَار يغذو أَكثر من سَائِر أَنْوَاعه.(6/320)
روفس فِي كتاب التَّدْبِير: الكمثرى خلطه أَحْمد من خلط التفاح وَهُوَ أسْرع هضماً مِنْهُ.
ابْن ماسويه: الكمثرى بَارِد فِي الأولى يَابِس فِي الأولى مُخْتَلف الطّعْم والحامض مِنْهُ العفص يخْتَلط فِي الأضمدة الَّتِي يُرَاد بهَا منع الفضول المنحدرة إِلَى الْأَعْضَاء ودبغ الْمعدة وعقل الطبيعة وَلَا سِيمَا إِذا طبخ بخل وَأكل. والمقدد مِنْهُ مَتى أكل فعل ذَلِك وَكَذَلِكَ الْيَابِس مِنْهُ إِذا أكل.
والإكثار مِنْهُ يُورث القولنج بِخَاصَّة فِيهِ. وَيَنْبَغِي أَن يشرب بعد أكله مَاء الْعَسَل بالأفاويه)
وخاصة إِن طبخ مَعَ الْفطر أذهب ضَرَره.
وَرب الكمثرى قَاطع للاسهال الصفراوي دابغ للمعدة.
ابْن ماسويه: الكمثرى الْبري يذهب ضَرَر الْفطر إِذا طبخ مَعَه والصيني مقو للمعدة قَاطع للعطش مسكن للخلط الصفراوي بَارِد فِي الثَّانِيَة رطب فِي الأولى.
وشراب الكمثرى مقو للمعدة قَاطع للعطش والإسهال. كتيت ذكر ج فِي السَّابِعَة أَنه الهرطمان عِنْد ذكره الْحَشِيش. وَقد ذَكرْنَاهُ عِنْد ذكر الهرطمان. كور ذكره ج فِي السَّابِعَة. كتَّان قُوَّة بزر الْكَتَّان شَبيهَة بِقُوَّة بزر الحلبة وَإِذا خلط بِمَاء الْعَسَل وَالزَّيْت وَالْملح حلل الأورام الحارة ولينها ظَاهِرَة كَانَت أَو باطنة. وَإِذا تضمد بِهِ مَعَ التِّين والنطرون قلع الكلف والبثر اللبني. وَإِذا وَإِذا طبخ بشراب قطع النملة والبثر اللبني والقروح ألف ز الشهدية. وَمَتى خلط بالحرف على السوَاء مَعَ الْعَسَل نفع من شقَاق الْأَظْفَار. وَإِذا خلط بِعَسَل وفلفل ولعق وَأكْثر مِنْهُ حرك الباه وَأخرج الفضول الَّتِي فِي الصَّدْر وَسكن السعال.
ويحتقن بطبيخه للذع المعي وَالرحم ولإخراج الفضول. وَمَتى جلس النِّسَاء فِي طبيخه نفع الأورام الْعَارِضَة فِي الْأَرْحَام. ج فِي السَّابِعَة: قد قَالَت القدماء: إِن بزر الْكَتَّان نَافِع جدا من لذع المعي وَهُوَ لين خَفِيف على الأحشاء لكنه أقل فِي ذَلِك من البابونج.
وَقَالَ فِي ذكره خَاصّا: إِن أكل ولد نفخة وَلَو كَانَ مقلواً وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَهُوَ ممتليء من الرطوبات الفضلية. وَهُوَ مَعَ ذَلِك حَار فِي الأولى وسط فِي مَا بَين الرُّطُوبَة واليبس.
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء لَهُ: إِنَّه رَدِيء للمعدة عسر الهضم قَلِيل الْغذَاء متوسط فِي(6/321)
إِطْلَاق)
الْبَطن وحبسه ويخالطه شَيْء يسير من الْقُوَّة المدرة للبول وَيظْهر ذَلِك ظهوراً بَينا مَتى أكل بعد أَن يقلى وَهُوَ إِذْ ذَاك أولى لحبس الْبَطن.
روفس: بزر الْكَتَّان يلين الْبَطن.
بولس: الْكَتَّان نَفسه إِذا أحرق يكون لَهُ دُخان لطيف ينفع من الزُّكَام واختناق الْأَرْحَام.
ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي الأولى وقوته معتدلة فِي الرُّطُوبَة واليبس بطيء الهضم رَدِيء للمعدة يسير الْغذَاء يدر الْبَوْل والرطوبة. وخاصته إِن ضمدت بِهِ الْأَظْفَار الْبيض مَعَ الموم وَالْعَسَل أصلحها. ج فِي آخر تَدْبِير الأصحاء: إِن بزر الْكَتَّان مَتى طبخ بِالْمَاءِ كَانَ طبيخه مبرداً وَأَظنهُ يُرِيد الرطب مِنْهُ بل لَا شكّ فِي ذَلِك.
أَبُو جريج: بزر الْكَتَّان حَار لين نَافِع من قُرُوح المثانة والكلى وينضج الخراجات مَتى ضمدت بِهِ. وَمَتى شرب محمصاً أنضج السعال الْبَارِد الرطب.
الطَّبَرِيّ: إِنَّه مَتى وضع على الظفر أصلح مَا فِيهِ من التشنج وَالْفساد ويحتبس الْبَطن.
ماسرجويه: طبيخ بزر الْكَتَّان يضْرب مَعَ الدّهن ويحقن بِهِ القروح الَّتِي فِي المعي فيعظم نَفعه. لي ينفع من تسكين الوجع واللذع.
ابْن ماسه: ثِيَاب الْكَتَّان بَارِدَة يابسة من لِبَاس الصَّيف وَدَلِيل برده أَنه يقصر على لابسه كل يَوْم.
وبزر الْكَتَّان خاصته إِذا ضمدت بِهِ الْأَظْفَار الَّتِي فِيهَا نقط بيض مَعَ الشمع وَالْعَسَل والحرف أذهبها رَدِيء للمعدة عَاقل للبطن وخاصة إِذا قلي.
كماشير دَوَاء هندي مَعْرُوف حَار فِي الرَّابِعَة يسْقط الأجنة.
شرك: خاصته الإذابة والتحليل ينزل الْبَوْل والحيضة.
ماسرجويه: حَار فِي الرَّابِعَة يطْرَح الْوَلَد ويسهل المَاء بِقُوَّة.
الخوزي: لَا مِثَال لَهُ فِي طرح الْوَلَد وإسهال المَاء. كشك ذكر مَعَ الْحِنْطَة وَالشعِير. كرسنة د: إِنَّهَا تصدع وَتطلق الْبَطن وتبول الدَّم وتسمن الْبَقر.
ودقيقها يسهل الْبَطن وَيحسن اللَّوْن ألف ز وَإِذا أَكثر من أكلهَا أمغست وبولت الدَّم. ويخلط بالعسل فينقي القروح والبثور اللينة والكلف والْآثَار الظَّاهِرَة فِي الْجلد من الكيموسات وينقي الْبشرَة وَيمْنَع القروح الخبيثة من السَّعْي ويلين الورم الصلب والمميت(6/322)
للعضو والأورام الصلبة الْعَارِضَة فِي الْيَدَيْنِ وَغَيرهَا من الْأَعْضَاء ويقلع النَّار الفارسية والقروح الشهدية.
وَمَتى عجنت بشراب أَو تضمد بهَا أبرأت من عضة الْكَلْب الْكَلْب ونهشة الأفعى وعضة الْإِنْسَان. وَمَتى اسْتعْملت مَعَ الْخلّ نَفَعت من عسر الْبَوْل وسكنت الزحير والمغس.
وَمَتى قليت الكرسنة وأنعم دقها وخلطت بِعَسَل وَأخذ مِنْهَا مِقْدَار جوزة وَافَقت المهازيل.
وَمَاء طبيخ الكرسنة مَتى صب على الشقاق الْعَارِض من الْبرد والحكة الْعَارِضَة لِلْيَدَيْنِ أبرأت مِنْهَا.
وَقَالَ ج فِي الكرسنة: إِنَّه يجفف فِي الثَّالِثَة ويسخن فِي الأولى وبحسب مرارته يقطع ويجلو ويقيح السدد. وَمَتى أَكثر من أكله بَوْل الدَّم.
مسيح: الكرسنة حارة فِي الثَّانِيَة تنقي الرطوبات الغليظة.
وَقَالَ عِيسَى: الكرسنة مَتى أَكثر مِنْهَا جلبت الرعاف وبولت الدَّم.)
الخوز: الكرسنة حب تَأْكُله الْبَقر بالمغرب وَهُوَ نَافِع إِذا طلي من السعفة ووجع الْأذن. وينفع من السعال مَتى خلطت بالمخيطة ويسقى مَعَ المطجنا للسعال أَيْضا. وَهُوَ حب يشبه حب السفرجل.
وَقَالَ ج فِي الأغذية: إِنَّهَا تولد خلطاً رديئاً وَنحن نُصْلِحهَا كَمَا نصلح الترمس ثمَّ نستعملها مَعَ الْعَسَل كَمَا نستعمل الدَّوَاء الَّذِي ينقي الرُّطُوبَة من الصَّدْر والرئة.
والأبيض مِنْهُ أميل إِلَى الْغذَاء وَإِذا طبخت مرَّتَيْنِ خرجت عَنْهَا الْكَرَاهَة وَذهب عَنْهَا مَا يجلو وَيقطع وَبَقِي جوهرها الأرضي الْيَابِس وغذا غذَاء يَابسا. كمون أما البستاني فَقَالَ فِيهِ د: لَهُ قُوَّة قابضة مسخنة. إِذا طبخ بالزيت أَو احتقن بِهِ بدقيق شعير وَافق المغس والنفخ ويسقى بخل ممزوج بِالْمَاءِ لنَفس الانتصاب وبالشراب لنهش الْهَوَام. وينفع من ورم الْأُنْثَيَيْنِ الْحَار إِذا خلط بزبيب ودقيق باقلي أَو قيروطي وَوضع عَلَيْهَا. وَيقطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم. وَيقطع الرعاف مَتى سحق بخل واشتم وَجعل فِي الْأنف. ويصفر اللَّوْن مَتى شرب أَو تلطخ بِهِ.
وَأما غير البستاني فَهُوَ أَشد حرافة وَيشْرب بِالْمَاءِ للمغس والنفخ وَمَتى شرب سكن الفواق.
وَمَتى شرب بِالشرابِ نفع من ضَرَر الْهَوَام والبلة الْعَارِضَة فِي الْمعدة.
وَإِذا مضغ وخلط بِزَيْت وَعسل وتضمد بِهِ قلع آثَار لون الدَّم الْعَارِض تَحت الْعين. وَمَتى(6/323)
من الكمون غير البستاني صنف وبزره شَبيه ألف ز ببزر الشونيز. وَهُوَ نَافِع جدا مَتى شرب من نهش الْهَوَام وتقطير الْبَوْل والحصاة وَبَوْل علق الدَّم. يجب أَن يشرب بعده مَاء بزر الكرفس. ج فِي السَّابِعَة: الكمون الْبري إِن هَذَا الدَّوَاء حريف مر وَفِيه قبض أَيْضا وَلذَلِك يحدر من الْبَوْل المراري شَيْئا كثيرا ويشفي السدد والضعف الْكَائِن فِي الكبد.
وعصارته أَيْضا تحد الْبَصَر بِأَن تحدر من الْعين دموعاً كَثِيرَة كَمَا يفعل الدُّخان.
وَأعرف إنْسَانا كَانَ يسْتَعْمل هَذَا الدَّوَاء على أَنه يُقَوي الْمعدة وَيُطلق الْبَطن فَكَانَ يجففه ويحفظه ثمَّ يسحقه وينثر مِنْهُ على مَاء الْعَسَل إِذا أَرَادَ أَن يُطلق الْبَطن وَيشْرب وَإِذا أَرَادَهُ)
لتقوية الْمعدة نثر مِنْهُ على شراب ممزوج.
وَقَالَ فِي الكمون الْمُسْتَعْمل: إِنَّه حَار وشأنه إدرار الْبَوْل وطرد الرِّيَاح وإذهاب النفخ وَهُوَ فِي الثَّالِثَة من الإسخان.
روفس: الكمون النبطي يسهل الْبَطن.
ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي الثَّالِثَة يَابِس فِي الثَّانِيَة يدر الْبَوْل وَيحل النفخ. وَمَتى احتملته الْمَرْأَة مَعَ زَيْت عَتيق قطع كَثْرَة ضَرَر الْحيض والرعاف وَإِذا خشيت بِهِ جِرَاحَة طرية أدملها وَلم وَإِن نفخ فِي الْأنف بعد دقه قطع الرعاف. وَإِن أَكثر من شربه أَو غسل الْوَجْه بمائه صفر اللَّوْن.
وَهُوَ نَافِع من الرِّيَاح الغليظة مجفف للمعدة.
خاصته تصفير اللَّوْن وَقطع الرعاف وَالْحيض.
أصبت فِي جَامعه أَن الْكرْمَانِي يعقل الْبَطن والنبطي لَا يعقله. وأصبت أَن الكمون الْبري هُوَ الْكرْمَانِي.
حَكِيم بن حنين: المحدثون رتبوا حرارة الكمون فِي الثَّالِثَة وَإِن د قَالَ فِيهِ: إِنَّه جيد للأورام وَلَا سِيمَا أورام الْعين الْكَثِيرَة الْمَادَّة.
مسيح: هُوَ يصفر اللَّوْن وَتلك خاصته ويطرد الرِّيَاح.
الْفَارِسِي: يبرد الرِّيَاح وينضج الطَّعَام ويجفف الصَّدْر جيد للبلغم.
ابْن ماسويه: هُوَ حَار فِي الثَّالِثَة يَابِس فِي الثَّانِيَة يصفر اللَّوْن مَتى شرب مِنْهُ وَيقطع الطمث مَتى احْتمل فرزجة جيد لكبد. مَتى شرب بخل ممزوج نفع من الربو.
كاربا ذكره مَعَ الْجَوْز.
كزبرة قَالَ د: قوتها مبردة وَإِن تضمد بهَا مَعَ الْخبز أَو السويق أبرأت الْحمرَة والنملة. وَمَتى تضمد بهَا مَعَ دَقِيق باقلي حللت الْخَنَازِير.(6/324)
وبزرها مَتى شرب مِنْهُ شَيْء يسير بالميبختج أخرج الدُّود الطوَال وَولد الْمَنِيّ.
وَمَتى شرب مِنْهُ شَيْء كثير خلط الذِّهْن وَلذَلِك من الْوَاجِب أَن يتوقى كثرته وإدمانه.
وَأما مَاء الكزبرة إِذا خلط بالاسفيذاج والخل ودهن الْورْد ولطخ على الأورام الحارة الملتهبة الظَّاهِرَة فِي الْجلد نفع مِنْهَا. ج فِي السَّابِعَة: د يزْعم أَن الكزبرة بَارِدَة وَهُوَ غير مُصِيب فِي ذَلِك لِأَنَّهَا مركبة من قوى متضادة وَالْأَكْثَر فِيهَا ألف ز الْجَوْهَر المر. وَقد بَينا أَن هَذَا الْجَوْهَر الأرضي قد يلطف بالحرارة وَفِيه أَيْضا رُطُوبَة مائية فاترة الْقُوَّة لَيست بيسيرة الْمِقْدَار وفيهَا مَعَ ذَلِك قبض يسير فَهُوَ بِسَبَب هَذِه القوى كلهَا يفعل جَمِيع تِلْكَ الْأَفْعَال المتفننة الَّتِي وصفهَا د فِي كِتَابه إِلَّا أَنَّهَا لَيست تفعل تِلْكَ الْأَفْعَال من طَرِيق أَنَّهَا تبرد بل أَنا أصف السَّبَب فِيهَا وَاحِدًا وَاحِدًا. فَإِن القَوْل الَّذِي يجْرِي على هَذَا فِي الدَّوَاء بعد: الدَّوَاء نَافِع إِذا كَانَ بالقوانين الْمَذْكُورَة قبل فَأول مَا أَقُول: إِن د وَغَيره من الْأَطِبَّاء قد حكمُوا فِي أدوية مَا أَنَّهَا تصلح لعلل مَا أَنَّهَا تصلح لعلل مَا بِأَحْكَام مُهْملَة لَا تَحْدِيد لَهَا وَذَلِكَ أَنه قد يُمكن أَن يكون فِي عُضْو مَا حمرَة ثمَّ يسود ويخضر ويبرد بعد ذَلِك والأطباء مقيمون على تبريده وَلَيْسَ يحْتَاج فِي ذَلِك الْوَقْت إِلَى أدوية مبردة بل إِلَى أدوية تحلل وتستفرغ الْخَلْط الراسخ فِي الْعُضْو وَلَا يفرقون فِي ملاكهم بَين الَّتِي تصلح للحمرة فِي وَقت الِابْتِدَاء وَبعد الِانْتِهَاء بل يَقُولُونَ فِيهَا جَمِيع: إِنَّهَا أدوية للحمرة.
وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك لِأَن الورم الْمَعْرُوف بالحمرة إِذا سكن لهيبه وغليانه فَلَيْسَ يجب أَن يُسمى ذَلِك الْوَقْت حمرَة. ونظن أَن الْأَدْوِيَة الَّتِي تشفيه أدوية بادرة وَلَا نُقِيم على أَن الْعلَّة حارة والأدوية الَّتِي تشفيها بَارِدَة كَمَا نجد د يظنّ بالكزبرة أَنَّهَا بَارِدَة من أجل أَنه إِن اتخذ مِنْهَا ضماداً مَعَ خبز وَسَوِيق شعير وَوضع على الْحمرَة فشفاها فَإِن الكزبرة مَعَ الْخبز لم يشف وَلَا هُوَ يشفي فِي وَقت من الْأَوْقَات حمرَة خَالِصَة وَهِي الَّتِي مَعهَا لهيب وَيكون لون الورم أَحْمَر)
بل إِنَّمَا يشفي الْحمرَة الَّتِي قد خمدت وَبَردت.
وَكَذَلِكَ أَشَرنَا نَحن على من يُرِيد استنباطه قوى الْأَدْوِيَة على تَحْصِيل وتحديد أَن نَخْتَار لَهَا مَرضا بسيطاً مَا أمكنه فيجرب قُوَّة الدَّوَاء فِيهِ.
وَجل الْأَطِبَّاء يغلط فِي هَذَا. وَقد يكون فِي بعض الْأَوْقَات حمرَة يخالطها ورم بلغمي وَحُمرَة يخالطها ورم سوداوي وَيحدث عَن تراكيب هَذِه علل كَثِيرَة.
وَذكر هَذَا لَا يَلِيق هَذَا الْكتاب فَنَقُول: إِن الضماد الَّذِي وَصفه د من الكزبرة والسويق لَا يشفي فِي وَقت من الْأَوْقَات حمرَة خَالِصَة أَعنِي الورم الْكَائِن عِنْد امتلاء الْعُضْو من مَادَّة من جنس المرار وَقد يُمكن أَن تعلم أَن الكزبرة بعيدَة من التبريد من أفعالها الَّتِي ذكرهَا د وَذَلِكَ أَنه زعم أَنَّهَا تحل الْخَنَازِير مَتى اسْتعْملت مَعَ دَقِيق الباقلي ولاأحسب أَن د يشك فِي(6/325)
أَن الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة لَا يَفِي لتحليل الْخَنَازِير إِذْ كَانَ قد وصف فِي كِتَابه من الْأَدْوِيَة الَّتِي تشفي الْخَنَازِير أدوية كَثِيرَة كلهَا مُوَافقَة ومزاجها حَار وفعلها التَّحْلِيل.
ارخيجانس: الكزبرة بَارِدَة رطبَة ألف ز شَدِيدَة الْبُرُودَة.
روفس: الكزبرة تبرد وتجفف.
اريباسيوس: الْغَالِب على الكزبرة الْجَوْهَر المر الَّذِي هُوَ أرضي لطيف الْأَجْزَاء وَفِيه أَيْضا من المائية شَيْء لَيْسَ باليسير وَقبض يسير وَمن أجل هَذِه الْأَشْيَاء صَار فعله متفنناً.
بولس: إِنَّهَا مركبة من كيفيته مرّة لَطِيفَة الْأَجْزَاء ورطوبة مائية فاترة وفيهَا شَيْء من قبض وَلذَلِك تصلح للأورام الحارة والحمرة إِذا لم تكن حارة جدا وتفش الأورام اللينة إِذا جعل مَعهَا شَيْء آخر مِمَّا يصلح لَهَا.
وَمَتى شرب من بزرها شَيْء قَلِيل مَعَ شراب حُلْو أخرجت الدُّود. وَمَتى أَخذ مِنْهَا شَيْء ابْن ماسويه: الكزبرة الرّطبَة بَارِدَة يابسة بردهَا أَكثر من يبسها وفيهَا رُطُوبَة يسيرَة مكتسبة من المَاء نافعة من هيجان الْمرة الصَّفْرَاء إِذا أكلت وَإِذا طليت على الأورام الحارة وَلمن يجد فِي معدته التهاباً فَأكلهَا رطبَة بخل ثَقِيف.
وخاصتها تَوْقِيف الطَّعَام فِي الْمعدة وَلَا يجب الْإِكْثَار مِنْهَا لِأَنَّهَا تورث خبث النَّفس.
وَمَتى طليت مَعَ لباب الْخبز أَو دَقِيق الشّعير على الأورام الصفراوية عِنْد احمرارها وَفِي آخر أمرهَا نَفَعت من ذَلِك.)
وخاصتها النَّفْع من البثر الْكَائِن من الْخَلْط الْحَار الْعَارِض للفم وَاللِّسَان إِذا تمضمض بِمَائِهَا أَو دلكت بهَا.
والكزبرة الْيَابِسَة بَارِدَة فِي وسط الثَّانِيَة يابسة فِي وسط الثَّالِثَة دابغة للمعدة نَفسهَا مسكنة للالتهاب الْعَارِض من الصَّفْرَاء. وَمَتى قليت عقلت الطبيعة.
وَقطعت الدَّم مَتى شربت أَو ذرت على مَوضِع الدَّم. وَهَذِه خاصتها.
وَحكى حَكِيم بن حنين أَن جالينوس زعم أَن د قَالَ: الكزبرة مَتى خلطت بدقيق الحمص حللت الْخَنَازِير.
قَالَ: وَقد قَالَ ج: إِن عصارة الكزبرة إِذا قطرت فِي الْعين مَعَ لبن امْرَأَة سكنت الضربان الشَّديد.
أَبُو جريج: الكزبرة بَارِدَة فِي آخر الثَّالِثَة مخدرة تورث الْغمر والغشي. وَهِي سم يجمد.
وَقَالَ فِي بعض الْكتب: إِن الكزبرة تمنع البخار من الصعُود إِلَى الرَّأْس فَلذَلِك تسكن الصداع وَالسكر وتمنع نفث الدَّم وتعقل الْبَطن وَتَنْفَع إِذا شربت مَعَ سكر من وجع الظّهْر وَالرَّأْس الحاد.(6/326)
كناش الْإِسْكَنْدَر: الكزبرة تمنع البخار من الصعُود إِلَى الرَّأْس فَلذَلِك يخلط فِي طَعَام صَاحب الصرع الَّذِي من بخار يصعد من الْمعدة.
ابْن ماسويه: الكزبرة نافعة للمعدة الملتهبة وللمحرورين قَاطِعَة للدم إِذا شرب مِنْهَا مثقالان مَعَ ثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء لِسَان الْحمل غير مغلي.
وخاصتها: إِنَّهَا مَتى مضغت ألف ز نَفَعت من السلان الْكَائِن فِي الْفَم. والإكثار مِنْهَا يفْسد الْفِكر.
الخوز: إِذا أنقعت الْيَابِسَة وَشرب مَاؤُهَا بسكر قطعت الانعاظ الشَّديد وجففت الْمَنِيّ. لي وَكَذَلِكَ مَتى استفت مَعَ السكر.
حنين فِي كتاب الأبدال الْمَنْسُوب إِلَى ج: إِن حب ج لمعاندة د حمله على أَن قَالَ: إِن الكزبرة مائلة إِلَى الْحَرَارَة وَذَلِكَ أَنه بَين: إِن الْقُوَّة الْبَارِدَة فِي الكزبرة أَكثر من أَنه إِن أَكثر من شرب عصيرها الخوز: إِنَّهَا تَنْفَع الْحَرَارَة والخشونة فِي الْفَم واللهاة ونقيع مَائِهَا مَعَ السكر يقطع الانعاظ. وَهِي نافعة لوجع المثانة وصلابتها.
قَالَ حُبَيْش فِي كتاب الأغذية قَالَ ابقراط: الكزبرة الرّطبَة حارة تعقل الْبَطن وتسكن الجشاء)
الحامض مَتى أكلت فِي آخر الطَّعَام وتجلب النّوم.
السمُوم: مَتى شرب من عصير الكزبرة أَربع أَوَاقٍ قتل. لي الكزبرة الرّطبَة تمنع الرعاف إِذا قطر مِنْهَا وتنشق مَاؤُهَا. كبريت د: أقواه مَا لم يقرب النَّار والأصفر يسخن ويحلل وينضج السعال وَيخرج الْقَيْح الَّذِي فِي الصَّدْر سَرِيعا.
مَتى تحسى فِي بيضه أَو تدخن بِهِ نفع من الربو. وَمَتى تدخنت بِهِ الْحَامِل طرحت الْجَنِين.
وَإِذا خلط بصمغ البطم قلع الجرب المتقرح والقوابي والْآثَار الْبيض الْعَارِضَة فِي الْأَظْفَار وَإِذا لطخ بِهِ مَعَ الْخلّ قلع الجرب المتقرح والبهق. وَإِذا لطخ مَعَ الراتينج أَبْرَأ لسعة الْعَقْرَب. وَإِذا خلط مَعَ الْخلّ نفع من مضرَّة سم التنين البحري ولسعة الْعَقْرَب.
وَإِذا خلط بالنطرون وَغسل بِهِ الْبدن سكن الحكة الْعَارِضَة فِيهِ. وَمَتى أَخذ مِنْهُ فلنجاران وَشرب بِمَاء أَو بَيْضَة نفع اليرقان وأنضج الزُّكَام والنزلة.
وَإِذا ذَر على الْبدن قطع الْعرق. وَإِذا لطخ على النقرس مَعَ النطرون وَالْمَاء نفع. وينفعه أَيْضا مَتى تدخن بِهِ. وَيقطع النزف. وَمَتى خلط بِالْخمرِ وَالْعَسَل ولطخ على شدخ الْأذن أَبرَأَهُ.
وَقَالَ ج: كل كبريت فقوته جاذبة لِأَن مزاجه حَار وجوهره لطيف وَلذَلِك يُقَاوم جلّ السمُوم من الْهَوَام ويضادها.
وَقد استعملته مرَارًا كَثِيرَة فِي مداواة لسعة طروغن البحري ونهشة التنين. وَسمعت(6/327)
الصيادين يمدحونه. واستعماله أَن يسحق وينثر على الْمَوَاضِع أَو يعجن بالريق وَيُوضَع عَلَيْهِ. وَقد جربت هَذَا فَوَجَدته نَافِعًا.
وَأرى أَن يعجن بالبول وَقد نجح إِذا اسْتعْمل مَعَ الزَّيْت الْعَتِيق أَو مَعَ الْعَسَل أَو علك البطم.
وَقد شفيت بِهِ أَيْضا الجرب وتقشر الْجلد والقوباء مَعَ علك البطم مرَارًا كَثِيرَة لِأَنَّهُ يجلو ويقلع هَذِه الْعِلَل كلهَا من غير أَن يدْفع مِنْهَا شَيْئا إِلَى عمق الْبدن وَكثير من الْأَدْوِيَة الَّتِي تشفي هَذِه فقوته مركبة مِمَّا يحلل وَيمْنَع مَعًا.
اريباسيوس: هُوَ حَار لطيف جذاب يقتل الْهَوَام وَيمْنَع من سمومها وَيذْهب الجرب والقوباء)
إِذا اسْتعْمل ألف ز مَعَ علك البطم لِأَنَّهُ يجلو جَمِيع هَذِه من غير أَن يَدْفَعهَا إِلَى دَاخل. كندس ج يَقُول فِي الثَّامِنَة: أَكثر مَا يسْتَعْمل مِنْهُ أَصله وطعمه حريف وَهُوَ حَار يَابِس فِي الرَّابِعَة وشأنه أَن يجلو ويهيج العطاس بِمَنْزِلَة الْأَشْيَاء الحارة.
بديغورس: خاصته قطع البلغم والمرة السَّوْدَاء الغليظة وَتَحْلِيل الرِّيَاح من الخياشيم. كنكر ذكر مَعَ الحرشف. كمأة ج فِي الثَّامِنَة: قوام جرم الكمأة جَوْهَر أرضي كثير الْمِقْدَار يخالطه شَيْء يسير من الْجَوْهَر اللَّطِيف.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية لَهُ يعمه مَعَ جَمِيع الْأَطْعِمَة التفهة: إِن الْخَلْط الْمُتَوَلد مِنْهَا لَا طعم لَهُ إِلَّا أَنه أميل إِلَى الْبُرُودَة والغذاء الْمُتَوَلد من الكمأة أغْلظ من الْمُتَوَلد من القرع.
وَقَالَ فِي كتاب الكيموسين: إِن الكمأة غَلِيظَة الكيموس قَليلَة الْغذَاء إِلَّا أَنه لَيْسَ بردىء الكيموس.
ابْن ماسه: هِيَ رَدِيئَة للمعدة بطيئة الهضم يُورث إدمانها القولنج والسكتة والرياح وخاصتها ايزاد هَذِه الأدواء مَعَ وجع الْمعدة.
واليابسة أضرّ فَإِن أحب أكلهَا فليتدفن فِي الطين الرطب إِلَى أَن ترطب وَيشْرب عَلَيْهَا النَّبِيذ الصّرْف وَيُؤْخَذ بأثرها الزنجبيل المربى وتستعمل بالتوابل الحارة بعد سلقها بِمَاء وملح وصعتر.
وجدت فِي مقَالَة تنْسب إِلَى ج فِي السمُوم: إِن الكمأة بَارِدَة فِي الرَّابِعَة زعم وَهَذَا عِنْدِي غلط.
وَقَالَ فِي هَذِه الْمقَالة: إِنَّهَا تورث عسر الْبَوْل والقولنج وَكَذَلِكَ الْفطر.)
ابْن ماسويه: وَالْفطر يُولد خلطاً غليظاً أَكثر مِمَّا يُولد الكمأة وَإِذا قَرَأت مَا قيل فِي الْفطر بَان لَك أَنَّهَا أردأ من الكمأة جدا.(6/328)
ماسرجويه قَالَ: إِنَّهَا بَارِدَة غَلِيظَة وفيهَا نوع من حمرَة وَهِي قاتلة.
ابْن ماسويه وَابْن ماسه: هِيَ بَارِدَة رطبَة فِي الثَّانِيَة وتورث ثقلاً فِي الْمعدة فَإِن أكلت بالتوابل وَالزَّيْت والمري خفت وليفعل بهَا ذَلِك بعد السلق فَإِنَّهُ أَجود وَلَيْسَت برديئة الْخَلْط.
الخوزي: الْإِكْثَار مِنْهَا يُولد عسر الْبَوْل والقولنج.
القلهمان: الكمأة أقل غلظاً من الْفطر وأجودها مَا كَانَ فِي مَوَاضِع رمل قَلِيل المَاء.
مسيح: يُولد سَوْدَاء أكلا وماؤها يجلو الْبَصَر كحلاً. كلى ج فِي كتاب الْغذَاء: الْخَلْط الْمُتَوَلد مِنْهَا رَدِيء ظَاهر الرداءة وهضمها عسر شاق.
روفس فِي كتاب التَّدْبِير: الكلى رَدِيئَة الهضم والغذاء وفعلها قَلِيل فِي إِطْلَاق الْبَطن.
حنين: لَا تجود فِي الهضم لبشاعتها وَغلظ جوهرها وبطء انحدارها.
ابْن ماسويه: الكلى بَارِدَة يابسة غير محمودة وفيهَا زهومة يسيرَة من أجل مائية الْبَوْل. وكلى الجداء أَحْمد الكلى وخاصة إِن أكلت حارة. ج فِي الكيموسين: الكلى رَدِيئَة الْخَلْط غَلِيظَة. ج فِي الكيموسين: هَذِه تولد كيموساً لزجاً ألف ز وَلكنه لَيْسَ بغليظ وَهِي صَالِحَة فِي الانهضام عديمة الفضول حَسَنَة الكيموس سريعة الانهضام.
ابْن ماسويه: أَطْرَاف الْحَيَوَان لزجة عصبية تغذو غذَاء يَسِيرا وتسهل الطبيعة بلزوجتها بطيئة الهضم نافعة من السعال الْمُتَوَلد من الْحَرَارَة وخاصة مَتى طبخت مَعَ الشّعير المقشر. ج فِي الكيموسين: إِنَّهَا تولد غذَاء لزجاً لَيْسَ بغليظ وَالدَّلِيل على ذَلِك حَالهَا فِي النضج لِأَن مَا كَانَ يَرْبُو كثيرا فيتهرأ فِي الطَّبْخ فَإِنَّهُ جيد الهضم.
بولس: هِيَ عصبية قَليلَة السّمن وَاللَّحم لزجة قَليلَة الْغذَاء مُطلقَة للبطن.)
كامخ يذكر هَهُنَا مَا يعم الكوامخ فَأَما ذكر كل وَاحِد فقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب ذكر الكوامخ. كروكر دهن قَالَ بديغورس: خاصته النَّفْع من الفالج وأوجاع العصب.
الطَّبَرِيّ: ينفع من السدد والحميات الْبَارِدَة. كبد أما كبد الْكَلْب الْكَلْب فَالْقَوْل فِيهَا مستفيض: إِنَّهَا مَتى شويت وَأكل مِنْهَا صَاحبهَا عضة الْكَلْب الْكَلْب نَفَعت من الْفَزع من المَاء وَقد يشد قوم نَاب الْكَلْب الْكَلْب على عضد الْإِنْسَان ليحفظه من عضة الْكَلْب الْكَلْب.(6/329)
وَأما كبد المعزى فَإِنَّهَا مَتى شويت فَإِن الرُّطُوبَة السائلة مِنْهَا نافعة للعشا. وَمَتى فتحت الْعين على بخاره إِذا شوي أَو طبخ نفع. وَإِن أكلت مشوية صرعت من بِهِ صرع وَلَا سِيمَا كبد التيس. ج أما كبد الْكَلْب الْكَلْب فقد ذكر قوم أَنَّهَا مَتى شويت وأكلت نَفَعت من عضة الْكَلْب الْكَلْب.
وَقد رَأَيْت قوما أكلُوا مِنْهَا فعاشوا لكِنهمْ تداووا مَعَ ذَلِك بِغَيْرِهِ وَبَلغنِي أَن قوما اقتصروا عَلَيْهِ فماتوا.
وَأما كبد المعزى فَإِنَّهَا تشوى ويكحل بصديدها من العشا وَيفتح الْعين قبالة بخاره وتؤكل مشوية كَذَلِك فَإِنَّهَا تكشف أَمر من بِهِ صرع إِذا أكلهَا.
وَأما كبد الذِّئْب فقد ألقيت أَنا مِنْهَا فِي الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالغافت لوجع الكبد فَلم يزدْ على الَّذِي لَا كبد فِيهِ.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: أكباد الْمَوَاشِي والحيوانات المألوفة الْأكل تولد خلطاً غليظاً عسر الانهضام بطيء الانحدار عَن الْمعدة والنفوذ فِي المعي.
وَأفضل الكبود فِي جَمِيع الْأَحْوَال الكبود الَّتِي تسمى التبنية من أجل أَن حيوانها يعتلف التِّبْن)
الْيَابِس حَتَّى يسير كبده فِي هَذِه الْحَال سَمِينَة.
قَالَ: وكبد البط المسمن الَّذِي يَجْعَل غذاءه بِالتِّينِ لذيذ جدا كثير الْغذَاء يُولد دَمًا مَحْمُودًا وخلطاً فِي غَايَة الْجَوْدَة ألف ز وحاله فِي الانهضام فِي الْمعدة وَخُرُوجه من الْبَطن على أصلح مَا يكون.
روفس فِي كتاب التَّدْبِير: الكبد أَبْطَأَ انهضاماً وَأكْثر غذَاء من الطحال.
ابْن ماسويه: الأكباد من جَمِيع الْحَيَوَان حارة رطبَة بطيئة الهضم يُولد خلطاً غليظاً كَالَّذي يتَوَلَّد من الطحال والخصى.
وأكباد الدَّجَاج محمودة وَلَا سِيمَا المسمنة وخاصة مَا جعل فِي علفه التِّين. ج فِي كتاب الكيموس: إِن الكبد بَارِدَة غَلِيظَة الْخَلْط لَكِنَّهَا لَيست برديئة الْخَلْط.
كباد مَعْرُوف. خاصته إِخْرَاج الدُّود وَحب القرع.
وأحسب أَن هَذَا كتيت.
كبر قَالَ د: إِنَّه رَدِيء للمعدة ويلين الْبَطن ويعطش.
وَمَتى شرب ثمره كل يَوْم مرّة ثَلَاثِينَ يَوْمًا زنة درخمي بشراب حلل ورم الطحال وأدر الْبَوْل ونفع من عرق النسا والداء الَّذِي يفْسد مِنْهُ الْحس وَالْحَرَكَة من عُضْو وَاحِد ووهن العضل ويدر الطمث ويقلع البلغم مَتى مضغ.
وثمره مَتى طبخ بخل وتمضمض بِهِ سكن وجع الْأَسْنَان.(6/330)
وقشر أَصله مَتى جفف وَافق مَا ذكرنَا وينقي القروح الوسخة المزمنة الجاسية. وَقد يخلط بدقيق شعير ويضمد بِهِ ورم الطحال.
وَمَتى عض بِالسِّنِّ الألمة على أصل الْكبر نفع. وَإِذا أنعم سحقه بخل ولطخ على البهق الْأَبْيَض جلاه.
وَإِذا أَخذ مَاؤُهُ وقطر فِي الْأذن قتل الدُّود الْمُتَوَلد فِيهَا.
وَيكون مِنْهُ نوع ينْفخ نفخاً مفرطاً.
وَنَوع يُحَرك الْقَيْء.
وَالَّذِي ينْبت بِنَاحِيَة بَحر القلزم ولينوى حريف جدا ينفط الْفَم وَيَأْكُل اللثة حَتَّى يفْسد الْأَسْنَان فَلذَلِك لَا يصلح للطعام.
وَقَالَ جالينوس فِي السَّابِعَة: إِن قُوَّة أصل الْكبر الْغَالِب عَلَيْهَا المرارة وَبعده الحرافة وَبعد هذَيْن الْقَبْض فَلذَلِك يدل على أَنه مركب من قوى مُخْتَلفَة متضادة وَذَلِكَ أَنه يقدر أَن يجلو وينقي وَيفتح وَيقطع لمَكَان مرارته وَأَن يسخن ويحلل لمَكَان حرافته وَأَن يجمع ويشد لمَكَان قَبضه وَلذَلِك صَار قشر هَذَا الأَصْل أَنْفَع من كل دَوَاء آخر يعالج بِهِ الطحال الصلب إِذا ضمد بِهِ مَعَ أدوية أخر نافعة للطحال أَو شرب بالخل أَو السكنجبين أَو بِمَاء أشبهه أَو يجفف ويسحق ويخلط بِهَذِهِ وَذَلِكَ أَنه يقطع الأخلاط الغليظة اللزجة إِذا شرب على هَذِه الصّفة تقطيعاً بَينا ويخرجها بالبول وَالْغَائِط ومراراً كَثِيرَة قد يخرج بالغائط شَيْئا دموياً فيسكن وجع الطحال ويخف أمره على الْمَكَان وَكَذَلِكَ يفعل فِي وجع الورك.
وَهُوَ مَعَ هَذَا يدر الطمث ويحدر البلغم إِذا تغرغر بِهِ وَإِذا مضغ وينفع من الهتك الَّذِي يَقع فِي وَإِذا مضغ قشر هَذَا الأَصْل وَوضع على الْجِرَاحَات الخبيثة ضماداً عظم نَفعه لِأَنَّهُ يجففها)
ويجلوها جلاء وتجفيفاً قَوِيا وَكَذَلِكَ ينفع من وجع ألف ز الْأَسْنَان مرّة إِذا طبخ بشراب وَمرَّة إِذا طبخ بخل ومراراً كَثِيرَة بِأَن يمضغ أَو يعَض عَلَيْهِ وَحده. وَلكُل وَاحِد من هَذِه وَقت.
وَقد تعلم مِمَّا قدمنَا من القوانين أَن لهَذَا القشر قُوَّة قطاعة وَقُوَّة تجلو وَقُوَّة تحلل وَقُوَّة تشد وتغري وتقبض إِذْ كَانَ يجلو البهق إِذا طلي عَلَيْهِ بالخل ويحلل الْخَنَازِير والأورام الصلبة إِذا خلط مَعَ الْأَدْوِيَة النافعة لذَلِك.
وَأما ثمره الْكبر الَّذِي يكون فِي الْبِلَاد القوية الْحَرَارَة كَالَّذي يكون فِي أَرض تهَامَة فَإِنَّهُ أحد وَأَشد حراقة من الْكَائِن فِي الْبِلَاد الَّتِي هِيَ أبرد بِمِقْدَار كثير فَفِيهِ لهَذَا السَّبَب قُوَّة محرقة لَيست بيسيرة.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية فِي ثَمَرَة الْكبر: قوتها لَطِيفَة جدا وَلذَلِك غذاؤه يسير كَسَائِر الْأَشْيَاء اللطيفة وَهِي قبل أَن تملح أَكثر غذَاء. وَإِذا ملحت إِن هِيَ أكلت أطلقت الْبَطن(6/331)
وغذت غذَاء قَلِيلا جدا وَكَانَت مُوَافقَة لتحريك الشَّهْوَة المقصرة ولجلاء مَا فِي الْمعدة والبطن من البلغم وإخراجه بالبراز ولتفتيح مَا فِي الكبد وَالطحَال من السدد وتنقيتها. وَإِذا اسْتعْملت لهَذَا الْوَجْه وَحَال القضبان كَذَلِك إِلَّا أَنَّهَا أغْلظ.
أريباسيوس: قُوَّة أصل الْكبر مركبة وَذَلِكَ أَنه يجلو وَيفتح وينقي وَيقطع ويحلل بحدته وَيجمع بِقَبْضِهِ وَلذَلِك ينفع الطحال الصلب أَكثر من كل شَيْء من دَاخل أَو خَارج إِذا ضمد بِهِ وَإِن طبخ مَعَ خل وسكنجبين وَشرب وَذَلِكَ أَنَّهَا تقطع الأخلاط الغليظة اللزجة تقطيعاً بَينا إِذا أخذت على هَذِه الْجِهَة.
وَلَيْسَ إِنَّمَا تفعل ذَلِك بالبول فَقَط بالإسهال أَيْضا. وَقد تسهل من الْبَطن أَيْضا مرَارًا كَثِيرَة شَيْئا دموياً فتنفع من الطحال والوركين بِهَذَا الاستفراغ وتحدر الطمث ويجلب البلغم من الْفَم فتنفع من الفتق والحرق الْكَائِن فِي العضل.
وَهُوَ دَوَاء جيد للقروح الخبيثة إِذا ضمد بهَا وينفع أَيْضا من وجع الْأَسْنَان إِذا طبخ بالخل وَمرَّة بِالشرابِ ومراراً كَثِيرَة إِذا مضغت على حدتها.
ويقلع الوجع إِذا طلي عَلَيْهِ بالخل ويحلل الْخَنَازِير والأورام الصلبة إِذا خلط بالأدوية الَّتِي تصلح لذَلِك.)
وعصارته تقتل الدُّود فِي الْأذن من أجل مرارتها.
وَقُوَّة حب الكزبرة هَذِه الْقُوَّة.
بولس: أصل الْكبر ينقي وَيقطع ويسخن ويحلل ويفش لما فِيهِ من المرارة. وَهُوَ أَيْضا يجمع ويشد لما فِيهِ من الْقَبْض. وَلذَلِك ينفع الطحال الجاسي من دَاخل وخارج. ويدر الطمث ويقلع البلغم وينفع من القروح الرَّديئَة الْمَذْهَب. وَيذْهب بوجع الْأَسْنَان وَيحل الأورام وَيذْهب الوهن وَيذْهب بالبهق وَيقتل الدُّود فِي الْأذن.
وَقُوَّة الْوَرق وَالثَّمَر كَذَلِك إِلَّا أَنَّهَا أَضْعَف.
ابْن ماسويه: هُوَ مقو لشَهْوَة الطَّعَام ألف ز والمربى بالخل دابغ للمعدة. فَأَما غير المربى بالخل فضار للمعدة مجفف لَهَا معطش جلاء لما فِيهَا من البلغم فتاح للسدد فِي الكبد وَالطحَال مدر للطمث نَافِع من وجع الورك.
وخاصته نفع الطحال والإضرار بالمعدة مضرَّة يسيرَة.
الْفَارِسِي: يزِيد فِي الباه جيد للبواسير ويطيب الْفَم وَهُوَ ترياق ويطرد الرّيح.
ابْن ماسه: الْكبر حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة جيد لوجع الورك وَإِذا أنقع بخل ذهب إضراره بالمعدة.(6/332)
الخوز: الْكبر يشفي النواصير الَّتِي تكون فِي المأق وَإنَّهُ ينفع الْمعدة ويسكن الْحمى وَالدَّم. وَهُوَ حَار يَابِس. لي أدام صديق لي أكل كامخ الْكبر الطري فسحجه وَأرى أَنه إِن حقن بعصيره من بِهِ عرق النسا كَانَ بليغاً جدا.
كلب قَالَ د: دَمه إِذا شرب وَافق عضة الْكَلْب الْكَلْب وسم السم الَّذِي يطلى على النشاب.
زبله قَالَ: وزبل الْكَلْب مَتى شرب بشراب قَابض عقل الْبَطن.
وَقَالَ ج: قد اسْتعْملت زبل الْكَلْب الْأَبْيَض مِنْهُ الْيَابِس فِي مداواة الخناق والذرب وقروح المعي فَوَجَدته عجيباً. وَقد ذكرنَا كَلَامه بِلَفْظِهِ فِي الزبل فاقرأه. وَكَذَلِكَ فِي القروح الخبيثة.
كبده قَالَ د فِي كبد الْكَلْب القَوْل فِيهِ مستفيض: إِنَّه مَتى شوي وَأكل نفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب وَمن الْفَزع من المَاء. وَج قد ذكر هَذَا وَقَالَ: قد رَأَيْت قوما عضهم كلب كلب أكلُوا من هَذِه الكبد فعاشوا وَبَلغنِي أَن قوما اقتصروا عَلَيْهَا فماتوا.
لبنه قَالُوا: وَمَا قيل إِن لبن الكلبة يمْنَع أَن يعود الشّعْر الَّذِي ينتف من الجفن وَمن الْعَانَة كذب.
وَكَذَلِكَ مَا قيل: إِنَّه يخرج الأجنة الْمَوْتَى إِذا شرب بَوْله. كشت بركشت بديغورس خاصته قطع شَهْوَة الْجِمَاع.
ماسرجويه: قُوَّة هَذَا كقوة البرشكان وَإنَّهُ حَار يَابِس لطيف.
كور كندم بولس: إِنَّه يَابِس وَله قُوَّة تبرد قَلِيلا وتجفف وتبريء من القوبا وتطفيء الْحَرَارَة وتقطع الدَّم على مَا ذكر د. وَكَانَ فِي الْكتاب هَذَا الِاسْم عندعندوم.
وَقَالَ فِي كتاب الطلسمات: إِن هَذِه التربة البربرية تسمى بالرقة: كوركندم. وَإِذا طرح مِنْهُ ربع كيلجة فِي عشرَة أَرْطَال من الْعَسَل وَثَلَاثِينَ رطلا من المَاء الْحَار وَضرب نعما وغطى رَأس الْإِنَاء أدْرك شرابًا من سَاعَته. والرقي ضَعِيف والبربري قوي.
الخوز: يسمن وَيزِيد فِي الْمَنِيّ. كشوث ابْن ماسويه: إِن فِيهِ مرَارَة وعفوصة والأغلب فِيهِ الْحَرَارَة فِي وسط الأولى يَابِس فِي آخر الثَّالِثَة دابغ للمعدة لمرارته وعفوصته مقو للكبد مَذْهَب لليرقان مفتح للسدد الْعَارِضَة فِيهِ وللطحال ألف ز مخرج للفضول العفنة من الْعُرُوق والأوردة نَافِع من الحميات المزمنة ملين للطبيعة وَلَا سِيمَا مَاؤُهُ فَإِنَّهُ صَالح من الحميات الْعَارِضَة للصبيان مَتى شرب مَعَ سكنجبين. وَإِن أَكثر مِنْهُ ثقل فِي الْمعدة لعفوصته.(6/333)
وخاصته إِخْرَاج الفضول اللطيفة من الْعُرُوق والأوردة بَالغ النَّفْع من الحميات المزمنة.
ماسرجويه: إِنَّه بَارِد لطيف وَفِيه قبض نَافِع من اليرقان وسدد الكبد وَالطحَال.
كزمازك قَالَ الدِّمَشْقِي: إِنَّه بَارِد فِي الثَّانِيَة يَابِس فِي الثَّالِثَة ينقص اللَّحْم الزَّائِد وينفع من تَأْكُل الْأَسْنَان. كهربا الخوز هُوَ يعلق على صَاحب الأورام الحادة فينفع وَهُوَ بَارِد نَافِع للخفقان وَنَفث الدَّم والرعاف.
كار هُوَ خشب يجلب من الْهِنْد كثير ببلخ وَأَحْسبهُ مغاث هندي نَافِع للرض وَالْكَسْر جدا جدا. كرش ج فِي كتاب الْغذَاء: الكروش والمصارين والأرحام من الْمَوَاشِي أَصْلَب من اللَّحْم وَلذَلِك مَتى انهضم أَجود مَا يكون من الانهضام لم يتَوَلَّد مِنْهَا دم خَالص لَا عيب فِيهِ بل خلط أَشد بردا وَهُوَ غير مصلح يحْتَاج إِلَى مُدَّة طَوِيلَة لتتغير وتستحيل فِي الْمعدة وتنضج حَتَّى يصير دَمًا.
وَقَالَ فِي كتاب الكيموسين: إِن الأمعاء والأرحام والبطون أَصْلَب من اللَّحْم وغذاؤها أقل مِنْهَا وكيموسها دون كيموسه فِي الْجَوْدَة.
روفس فِي كتاب التَّدْبِير: إِن الكروش والأمعاء بطيئة الهضم وغذاؤها أَكثر. أَحسب أَنه يُرِيد أَن غذاءها أَكثر من غذَاء الرئة لِأَن كَلَامه فِيهَا بعقب كَلَامه فِي الرئة.
ابْن ماسويه: بطُون الْحَيَوَان الرضع أَحْمد لرطوبتها وَسُرْعَة ... والكرش بطيئة الهضم يسير الْغذَاء. ج: بطُون الطير مُخْتَلفَة وَهِي صلبة فَهِيَ لذَلِك عسرة الهضم فَإِن انهضمت فَهِيَ كَثِيرَة بولس: الْبُطُون والمصارين بطيئة الهضم مولدة للبلغم.
ماسرجويه: بطُون الطير حارة حَدِيدَة فَلذَلِك لَا نطعمها المرضى.
كادي قيل فِي كتاب الْأَسْمَاء الْهِنْدِيَّة: إِنَّه يستأصل الجذام ويقطعه. كزبرة البير د: طبيخ هَذَا النَّبَات مَتى شرب أَبْرَأ من الربو واليرقان ووجع الطحال وعسر الْبَوْل وَقد يفت الْحَصَى وَيعْقل الْبَطن. وَيشْرب بشراب لنهش الْحَيَّات وينفع من سيلان الفضول إِلَى الْمعدة وَقد يدر الطمث وينقي النُّفَسَاء وَيقطع سيلان الدَّم.(6/334)
ويضمد بِهَذَا النَّبَات القروح الخبيثة المفرطة الرداءة وينبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب ويبدد الْخَنَازِير.
ويخلط بِمَاء الرماد فينقي نخالة الرَّأْس ويقلع القروح الرّطبَة.
ويخلط بدهن اللاذن والآس فَيمسك الشّعْر المتساقط. وَإِذا خلط بِالشرابِ وَمَاء الرماد فعل لي هَذَا الدَّوَاء لَا يتَبَيَّن لَهُ كَيْفيَّة غالبة بل هُوَ فِي الكيفيات على السوَاء وَلَا سِيمَا فِي الْحر وَالْبرد. وقوته الثَّانِيَة تلطف وتحلل وقوته الثَّالِثَة قُوَّة تنْبت الشّعْر فِي دَاء الثَّعْلَب وتبدد الْخَنَازِير ويخلط بِمَاء الرماد فينقي نخالة الرَّأْس ويقلع القروح الرّطبَة وَيشْرب فيفت الْحَصَى ويعين على نفث الأخلاط اللزجة من الصَّدْر والرئة وَيحبس الفضول المنبثة.
ابْن ماسويه: خاصتها إسهال الصَّفْرَاء الْعَارِضَة فِي الْمعدة والأمعاء. الشربة من سَبْعَة دَرَاهِم إِلَى عشرَة دَرَاهِم.
ابْن ماسه: يفت الْحَصَى وَيخرج الأخلاط الغليظة من الصَّدْر ويرقق الأخلاط الغليظة من الصَّدْر وَغَيره وَيحل الْخَنَازِير وَيُقَوِّي الشّعْر مَتى غسل الرَّأْس بطبيخها. وَإِذا طبخت فِي مَاء رماد البلوط قوت الشّعْر ونفت النخالة. وَهِي بليغة النَّفْع فِي ذَلِك.
كسيلا قيل فِي جَامع الخوز: إِنَّه حَار رطب جيد لاسترخاء الْمعدة ويسمن. كرمدانة لي هَذِه حَبَّة شريفة جليلة الْقدر قد ذكرهَا أبقراط وَغَيره من القدماء. وَهِي تسهل المَاء والمرة وتنقي أَيْضا وتعمل أعمالاً جليلة. كافور مسيح: هُوَ بَارِد يَابِس فِي الثَّالِثَة يقطع الرعاف مَعَ عصير الْبُسْر الْأَحْمَر.
قَالَ ماسرجويه: أَخذ رجل من معارفي سِتَّة مَثَاقِيل من الكافور فِي ثَلَاث مَرَّات ففسدت معدته حَتَّى لم تهضم الْبَتَّةَ وَانْقطع عَنهُ الباه بالواحدة. وَلم يحدث بِهِ مرض غير هَذَا.
ابْن ماسويه: الكافور بَارِد فِي الثَّالِثَة نَافِع للمحرورين مَعَ مَاء الْورْد يُقَوي أعضاءهم وحواسهم مَتى ألقِي مِنْهُ كمية يسيرَة مَعَ أدوية تعقل الطبيعة الَّتِي تمشي صفراء.
وَقَالَ فِي الطِّبّ الْقَدِيم: إِن الكافور يعقل الْبَطن ويسرع الشيب.
كتيت قَالَ ج فِي السَّادِسَة: قُوَّة جَمِيع أصنافه بَين الْحِنْطَة وَالشعِير. بقلة مَعْرُوفَة.
ماسرجويه: قوته من قُوَّة البقلة اليمانية.
ابْن ماسويه: إِنَّه من جنس الْفطر وَهِي قريبَة من الغوشنة فِي الطَّبْع وَهِي بَارِدَة إِلَّا أَن بردهَا لَيْسَ بِقَوي. كشك قَالَ ابْن ماسويه: الفامي مِنْهُ رَدِيء الكيموس. وَأما الْمُتَّخذ من(6/335)
الْحِنْطَة المنقاة والكرفس والنعنع والسذاب والأرز وَمَاء الحصرم وكزبرة رطبَة وأطراف الأترج وحماماً وفلنجمشك فجيد. كمافيطوس قَالَ د: إِذا شرب ورق هَذَا النَّبَات سَبْعَة أَيَّام مُتَوَالِيَة أَبْرَأ اليرقان وَإِذا شرب مَعَ الشَّرَاب الَّذِي يُقَال لَهُ ادرومالي أَرْبَعِينَ يَوْمًا مُتَوَالِيَة أَبْرَأ عرق النسا. وَقد يسقى مِنْهُ لعِلَّة الكبد وعسر ألف ز الْبَوْل ووجع الكلى والمغس.
وَقد يسْتَعْمل هَذَا النَّبَات لضَرَر السم الْمُسَمّى اقرنيطن وَقد يضمد بِهِ مَعَ سويق الشّعير لهَذِهِ وَمَتى خلط بِعَسَل وَاحْتمل نقى الفضول من الرَّحِم. وَإِذا وضع على الثدي الجاسية حلل جساها. وَإِذا تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل ألزق الْجِرَاحَات وَمنع النملة من السَّعْي فِي الْبدن.
جالينوس فِي الثَّامِنَة: المرارة أقوى فِيهِ من الحرافة وَفعله أَن ينقي وَيفتح ويجلو الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة أَكثر مِمَّا يسخنها وَلذَلِك صَار أَنْفَع الْأَدْوِيَة لمن بِهِ يرقان وَبِالْجُمْلَةِ لمن فِي كبده سدد بسهولة وَهُوَ مَعَ هَذَا يحدر الطمث مَتى شرب مَعَ عسل وَمَتى احْتمل من أَسْفَل. وينفع من إدرار الْبَوْل.
وَبَعض النَّاس يُعْطي مِنْهُ لوجع الورك بعد طبخه بِمَاء الْعَسَل.
وَمَا دَامَ طرياً فَهُوَ يلزق الْجِرَاحَات ويلحمها ويشفي بذلك الْجِرَاحَات المتعفنة ويحلل الصلابة)
من الثديين وَذَلِكَ لِأَنَّهُ فِي التجفيف فِي الثَّالِثَة وَمن الإسخان فِي الثَّانِيَة.
بديغورس: خاصته تفتيح السدد وإنزال الْحيض وَالْبَوْل.
حنين فِي الترياق: الكمافيطوس مسهل. كروان هِيَ حشيشة القلاف مقرحة للأفواه وخاصتها نفع الْفُؤَاد ووجعه وَدفع الْهَوَام.
كرفس د: أما البستاني فَإِنَّهُ يُوَافق كلما توافقه الكزبرة. إِذا تضمد بِهِ مَعَ الْخبز والسويق سكن أورام الْعين الحارة والتهاب الْمعدة وأورام الثدي الحارة ويدر الْبَوْل نيئاً ومطبوخاً.
وطبيخه بأصوله إِذا شرب نفع من السمُوم وحرك الْقَيْء وَيعْقل الْبَطن.
وبزره أَشد إدراراً للبول وينفع من نهش الْهَوَام وَشرب المرداسنج وَيحل النفخ وَيدخل فِي أخلاط الْأَدْوِيَة الَّتِي تسكن الأوجاع والأدوية المركبة لضَرَر سموم الْهَوَام وأدوية السعال.
وَأما الكرفس النَّابِت فِي المَاء فَهُوَ أعظم من الكرفس البستاني وقوته كقوته.
وَأما الكرفس الْجبلي فَإِن أَصله وثمرته أدرا الطمث وَالْبَوْل مَتى شربا بشراب.(6/336)
وَأما المقدونس وَهُوَ الكرفس الرُّومِي فَإِنَّهُ مَعَ إدراره الْبَوْل والطمث جيد لإدرار الْمعدة والقولون والمغس وَمَتى شرب أَيْضا نفع من وجع الْجنب والكلى والمثانة.
وَأما الْمُسَمّى سمرنيون فَإِنَّهُ أعظم من الكرفس البستاني ولونه إِلَى الْبيَاض مَا هُوَ وَله سَاق جوفاء طَوِيلَة ناعمة كَأَن فِيهَا خُطُوطًا وَفَوق ورقه ميل يسير إِلَى الْحمرَة مسخن يُوَافق نهش الْهَوَام والسعال وعسر النَّفس وَالْبَوْل ويحلل الأورام البلغمية مَتى ضمدت بِهِ فِي ابتدائها والأورام الصلبة وخاصة الأورام الحارة وَيصْلح للجراحات فِي جَمِيع أحوالها إِلَى أَن تنختم.
وَمَتى حك أَصله وَجعل مِنْهُ فرزجة وَاحْتمل أخرج الْجَنِين. ويوافق عرق النسا إِذا شرب بِالشرابِ. ويوافق أَيْضا وجع الكلى وَالطحَال والمثانة ألف ز وَيخرج المشيمة ويدر الطمث ويسكن النفخ فِي الْمعدة ويدر الْعرق ويحرك الجشاء. وَيشْرب للحبن خَاصَّة ولأدوار الْحمى.
وَأما الكرفس الْبري فَإِنَّهُ مَتى تضمد بِهِ بورقه وأغصانه قرح وألم وَلذَلِك يبريء تشقق)
الْأَظْفَار وتقشرها وَكَذَلِكَ يفعل بالجرب والنمش والثآليل. وَمَتى ضمد بِهِ دَاء الثَّعْلَب وقتا يَسِيرا قطعه.
وَمَتى طبخ وصب طبيخه فاتراً على الشقاق الْعَارِض من الْبرد نفع مِنْهُ.
وَأَصله إِذا جفف وأنعم دقه وشم عطس. وَمَتى علق فِي الرَّقَبَة سكن وجع الْأَسْنَان إِلَّا أَنه يفتها. وقوته حارة جدا مقرحة.
وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: الكرفس الْجبلي أَنْفَع مَا فِيهِ بزره. وَجُمْلَة النَّبَات شَبيه بِهِ إِلَّا أَنه أَضْعَف.
وكما أَن طعمه مر حريف كَذَلِك هُوَ حَار قطاع وَبِهَذَا السَّبَب يحدر الْبَوْل والطمث كثيرا وَيحل النفخ ويذهبه. وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَهُوَ لَا محَالة فِي الثَّالِثَة من الإسخان والتجفيف.
وَقَالَ فِيهَا أَيْضا فِي الكرفس الْمَأْكُول: إِنَّه يبلغ من إسخانه أَن يدر الطمث وَالْبَوْل وَيحل الرِّيَاح وَالَّذِي يُسمى مِنْهُ اوراساليون وساساليون يشبه بزر الكرفس الْمُسْتَعْمل إِلَّا أَن النَّوْع الْمُسَمّى اوراساليون أَضْعَف مِنْهُ بِحَسب مَا النَّوْع الْمُسَمّى اوسالينون أقوى مِنْهُ.
وَقَالَ فِي الثَّامِنَة فِي سمرنيون: إِنَّه أقوى من الكرفس البستاني وأضعف من الْجبلي وَلذَلِك صَار يحدر الطمث وَالْبَوْل ويسخن ويجفف فِي الثَّالِثَة.
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء فِي الكرفس البستاني والجبلي وسمون وَهُوَ كرفس المَاء وسمرنيون: إِنَّهَا كلهَا تدر الْبَوْل وكرفس الْجبلي بعيد عَن الِاعْتِدَال.(6/337)
وَأما سمرنيون فمعتاد وَهُوَ أَجود من الكرفس البستاني وأخف مِنْهُ بِكَثِير وَفِيه مَعَ هَذَا عطرية فَهُوَ لذَلِك أَكثر إدراراً للبول وأحدر للطمث.
والكرفس البستاني أَنْفَع للمعدة من جَمِيع هَذِه لِأَنَّهُ ألذ مِنْهَا وَأكْثر اعتياداً.
ارخيجانس: الكرفس البستاني حَار رطب وَأَصله حَار يَابِس.
روفس: الكرفس يمْلَأ الْأَرْحَام رُطُوبَة حريفة ويدر الْبَوْل وَلَا يُطلق الْبَطن.
اريباسيوس: بزر الكرفس الْجبلي حَار مر وَلذَلِك يُحَرك الطمث ويدر بولاً كثيرا وَيحل الرِّيَاح ويسخن ويجفف بِقُوَّة قَوِيَّة.
ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي أول الثَّانِيَة يَابِس فِي وسط الثَّانِيَة يدر الْبَوْل قَلِيل النفخ.
وخاصة بزره فَإِنَّهُ مقو للمعدة فتاح للسدد فِي الكبد عَاقل للطبيعة ضار لمن بِهِ صرع جدا.
وماؤه مغث.)
وَأَصله أقوى من بزره. وبزره أقوى من ورقه. والمربى أسْرع هضماً للرطوبة المكتسبة وأنفع لأَصْحَاب الخراجات.
أَبُو جريج: إِنَّه حَار يَابِس فِي أول الثَّانِيَة نَافِع للكبد الْبَارِدَة والسدد فِيهَا. وَإِن طلي على الأورام الحارة ألهبها.
من كتاب قسطس فِي الفلاحة قَالَ: الكرفس يهيج شَهْوَة الباه من الرِّجَال وَالنِّسَاء وَلذَلِك ألف ز يمنعهُ الْمُرضعَة لِأَنَّهُ يهيج الباه مِنْهَا ويقلل اللَّبن.
والكرفس يطيب النكهة فَلذَلِك يكثر من أكله من بِهِ بخر وَمن يحْتَاج أَن يسَار السُّلْطَان والأشراف كثيرا يدمنون أكله لِئَلَّا يكون فِي أَفْوَاههم رَائِحَة كريهة.
حَكِيم بن حنين: إِن حذاق الْأَطِبَّاء الْمُحدثين يضعون الكرفس فِي أول الثَّانِيَة من الْحَرَارَة واليبس.
حنين فِي الترياق: إِن بزر الكرفس الْجبلي خاصته إِطْلَاق الْبَطن فِي القولنج.
أَبُو جريج: إِنَّه حَار فِي أول الثَّانِيَة يَابِس فِي آخر الأولى وماؤه نَافِع من السدد فِي الكبد وَينفذ بِمَا يمزج بِهِ وَيفتح سدد الأحشاء بِخَاصَّة عَجِيبَة ويسخن الكبد الَّتِي قد بردت وينفع من المَاء وَمَتى شرب غير مغلي غشى ووقف فِي الْمعدة وَإِن أَكثر مِنْهُ قيأ.
ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي الثَّالِثَة يَابِس فِي الثَّانِيَة ينقي الكبد والكلى والمثانة وَيفتح السدد وَيحل الرِّيَاح والنفخ الْعَارِض فِي الْمعدة ويضر بِصَاحِب الصرع.
مسيح: أصنافه كلهَا نافعة للمعدة ويضر بِصَاحِب الصرع.
كمادريوس د يَقُول: مَتى شربت الحشيشة نَفسهَا طرية أَو شرب طبيخها نفع من(6/338)
شدخ العضل والسعال وجساء الطحال وعسر الْبَوْل وَابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء ويحدر الطمث والجنين. وَمَتى شرب بخل نفع من ورم الطحال. وَمَتى شرب بشراب أَو ضمد بِهِ نفع لنهش الْهَوَام.
وَقد يسحق ويعجن ويحبب وَيشْرب للعلل الَّتِي ذكرنَا. وَمَتى خلط بِعَسَل نقى القروح المزمنة الوسخة.
وَمَتى خلط بالزيت واكتحل بِهِ أَبْرَأ القرحة الَّتِي يُقَال لَهَا: اخيلوس الْعَارِضَة فِي الْعين. وَمَتى تمسح بِهَذَا الزَّيْت أسخن.
وَأما شرابه فمسخن مُحَلل نَافِع من التشنج واليرقان والنفخة فِي الرَّحِم وإبطاء الهضم وَابْتِدَاء ج فِي الثَّامِنَة: الْأَكْثَر فِي هَذَا الدَّوَاء الْكَيْفِيَّة الْمرة وَفِيه مَعَ هَذَا حِدة وَلذَلِك هُوَ حقيق بإذابة الطحال وإدرار الطمث وَالْبَوْل وتقطيع الأخلاط الغليظة وتفتيح السدد الَّتِي الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة فليوضع فِي الثَّانِيَة من التجفيف والإسخان على أَن إسخانه أَكثر من تجفيفه.
بديغورس: إِنَّه يقطع الفضول ويذيب الطحال. كافروره ابْن ماسويه قَالَ: هِيَ حارة يابسة فِي الثَّالِثَة تجفف رطوبات الرَّأْس وتحلل سدده.
كسن قَالَت الخوز: إِنَّه حَار فِي الأولى يلين وينفع من السعال. كرنب د يَقُول: إِنَّه مَتى سلق سلقة خَفِيفَة وَأكل أسهل الْبَطن وَإِن أجيد سلقه وخاصة إِن سلق مرَّتَيْنِ بِمَاء أمسك الْبَطن.
والكرنب النَّابِت فِي الصَّيف رَدِيء للمعدة والمصري لَا يُؤْكَل لمرارته وَمَتى أكل الكرنب نفع وقلب الكرنب ألف ز أَجود للمعدة وأدر للبول من سائره. وَإِن عمل بِالْمَاءِ وَالْملح كَانَ رديئاً للمعدة مليناً للبطن.
وعصارة الكرنب مَتى خلطت مَعَ أصل السوسن الْمُسَمّى إيرسا ونطرون وشراب أسهل الْبَطن. وَمَتى خلط بشراب نفع من نهشة الأفعى.
وَإِذا خلط بدقيق الحلبة وتضمد بِهِ نفع النقرس ووجع المفاصل والقروح الوسخة العتيقة.
وَمَتى استعط بعصارته نقى الرَّأْس. وَمَتى احْتمل مَعَ دَقِيق الشيلم أدر الطمث.
وورق الكرنب مَتى أنعم دقه وتضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ سويق نفع من كل ورم حَار بلغمي ويبريء الْحمرَة والشرى والجرب المتقرح. وَإِذا خلط بالملح قلع النَّار الفارسية. وَقد يمسك الشّعْر المتساقط.
وَإِذا أكل الْوَرق نيئاً بالخل نفع الطحال. وَإِذا مضغ ومص مَاؤُهُ أصلح الصَّوْت الْمُنْقَطع.(6/339)
وطبيخ الكرنب يسهل الْبَطن ويدر الطمث.
وزهره إِذا عمل مِنْهُ فرزجة واحتملتها الْمَرْأَة بعد الْحَبل قتل الْجَنِين. وَمَتى احْتمل قبل الْحَبل منع الْولادَة.
وبزر الكرنب الْمصْرِيّ يقتل الدُّود لمرارته وَيَقَع فِي الترياقات وينقي الْوَجْه من البثور اللبنية.
وقضبان الكرنب الطرية إِذا أحرقت مَعَ الْأُصُول وخلط برمادها شَحم عَتيق وضمد بِهِ سكن أوجاع الْجنب المزمنة.
وَأما الْبري مِنْهُ فَإِنَّهُ إِذا ضمد بِهِ ألزق الجرحات وحلل الأورام البلغمية. ج فِي السَّابِعَة: إِن الكرنب البستاني مجفف إِذا أكل وضمد بِهِ وَلَيْسَ بِظَاهِر الحدة والحرافة تبلغ)
قوته إِلَى إدمال الْجِرَاحَات وإشفاء القروح الخبيثة والأورام الَّتِي صلبت وَصَارَت فِي حد مَا يعسر انحلاله والحمرة الَّتِي قصَّتهَا مثل هَذِه الْقِصَّة وبهذه الْقُوَّة بِعَينهَا تشفي الشرى والنملة وَفِيه أَيْضا جلاء بِهِ تشفي تقشر الْجلد.
وبزر الكرنب يقتل الدُّود إِذا شرب وخاصة بزر الكرنب الْمصْرِيّ من أجل أَنه أيبس مزاجاً ولمرارة طعمه أَيْضا فَإِن مرَارَة الطّعْم مَوْجُودَة فِي جَمِيع الْأَدْوِيَة القاتلة للديدان فبهذه الْقُوَّة صَار ينفع من النمش والكلف الْكَائِن فِي الْوَجْه وَمن جَمِيع الْعِلَل الَّتِي تحْتَاج إِلَى جلاء يسير.
وَأما قضبان الكرنب إِذا أحرقت فرمادها يجفف تجفيفاً قَوِيا.
وَأما الْبري فَإِنَّهُ أحد وأيبس وَلذَلِك مَتى أكل أضرّ. وطعمه أَمر من البستاني وَذَلِكَ لِأَن فِي البستاني أَيْضا مرَارَة وحرافة إِلَّا أَن هذَيْن جَمِيعًا فِي الْبري أقوى وَلذَلِك صَار يحلل ويجلو أَكثر من البستاني.
وَأما البحري فَإِنَّهُ ملين للبطن لميله إِلَى الملوحة وَقد يسْتَعْمل أَيْضا من خَارج الْجِسْم فِي الْوُجُوه الَّتِي تحْتَاج فِيهَا إِلَى تِلْكَ الكيفيات الَّتِي ذَكرنَاهَا.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن الْأَطِبَّاء يستعملونه على أَنه دَوَاء مجفف ورطوبته تسهل الْبَطن بعض الإسهال وجرمه لتجفيفه يعقل وَإِذا أردته لعقل الْبَطن سلقته بماءين وَإِذا أردته للإسهال سلقته مرّة وَاحِدَة وغمسته بعد سلقه ألف ز فِي مربى وزيت.
والكرنب يجفف كتجفيف العدس وَلذَلِك يحدثان ظلمَة الْبَصَر إِلَّا أَن تكون الْعين مُنْذُ أول أمرهَا رطبَة رُطُوبَة مُجَاوزَة للاعتدال وينال الْبدن مِنْهَا غذَاء يَسِيرا أرق وأرطب من غذَاء العدس لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ صلابة جرم العدس واكتنازه وَلَيْسَ دَمه بجيد كَدم الْخبز بل رَدِيء كريه الرَّائِحَة.
وَقَالَ: إِن بيض القنبيط أقل تجفيفاً من ورق الْقسْط والكرنب.(6/340)
ارخيجانس: إِن الكرنب حَار يَابِس حريف وبزره كَذَلِك وَهُوَ أحر مِنْهُ.
روفس فِي كتاب التَّدْبِير: إِنَّه يَابِس ينفع من السكر ويدر الْبَوْل.
وَقَالَ فِي كتاب آخر: إِنَّه ييبس الْبَطن وَيحسن اللَّوْن.
قَالَ اريباسيوس: قوته مجففة وَلَيْسَ بِظَاهِر الحدة بعد بل مقدارها الْمِقْدَار الَّذِي يلزق الْجِرَاحَات ويبريء القروح الخبيثة والأورام الصلبة الْعسرَة الانحلال وَمَا كَانَ من الورم الْمَعْرُوف)
بالجمرة وَمن الأورام الساعية على هَذِه الْحَال.
وَقَالَ أَيْضا: فِيهِ قُوَّة جلاءة يجلو بهَا الجرب المتقرح المتقشر.
وَأما بزره فَإِنَّهُ يقتل الْحَيَّات الكائنة فِي الْجوف إِذا شرب وينفع من الكلف والْآثَار الَّتِي تسمى العدسية.
وأصول الكرنب مَتى أحرقت وَصَارَت رَمَادا كَانَت قَوِيَّة التجفيف حَتَّى أَنه يكْتَسب من ذَلِك قُوَّة محرقة وَلذَلِك يسْتَعْمل مخلوطاً مَعَ شَحم عَتيق فِي أوجاع الجنبين وَنَحْوهَا وَذَلِكَ أَنه يحلل تحليلاً قَوِيا.
وَقَالَ ابْن ماسويه: هُوَ حَار يَابِس فِي الأولى والنابت فِي الصَّيف رَدِيء للمعدة لما فِيهِ من الحرافة. وَمَتى احْتمل من بزره دِرْهَمَانِ بعد الْجِمَاع أفسد الْمَنِيّ وَلم يكن مِنْهُ حمل.
وطبيخه يخرج حب القرع خَاصَّة مَعَ مَاء الشيح والترمس ويولد دَمًا عكراً سوداوياً. وَمَتى طبخ بِاللَّحْمِ أَو الدَّجَاج السمين قلت غائلته.
وَمَتى طلي بمائه المعصور على الأورام البلغمية وَالَّتِي من الدَّم الفلغموني الغليظ حللها.
وَهُوَ مجفف اللِّسَان. والإكثار مِنْهُ يغثي نَافِع من وجع الطحال الوارم والرطوبة وَالرِّيح مُحَلل للبلغم مَتى تغرغر بِهِ مَعَ سكنجبين نَافِع للبهق لَا سِيمَا إِذا طلي عَلَيْهِ وَمن حمى الرّبع والحميات المزمنة والحميات البلغمية الْخَالِصَة الَّتِي لَا صفراء مَعهَا.
وَمَتى أكل مَعَ السلق نفع من وجع الْأَرْحَام. وخاصته إِخْرَاج الرُّطُوبَة من الرَّأْس وتجفيف اللِّسَان الثقيل من البلغم.
والقنبيط أغْلظ وَأَبْطَأ فِي الْمعدة يُولد دَمًا عكراً وَأصْلح مَا يُؤْكَل بِلَحْم سمين أَو بدهن لوز.
والإكثار مِنْهُ يضعف الْبَصَر. وغذاؤه يسير وَيصْلح مَتى طبخ قبل بِالْمَاءِ وَالْملح ثمَّ يطْبخ بِاللَّحْمِ السمين أَو الدَّجَاج المسمنة أَو دهن اللوز.
وخاصة الكرنب ألف ز دفع السكتة.
وخاصة بزره إِفْسَاد الْمَنِيّ مَتى احتملته الْمَرْأَة بعد طهرهَا.
وَقَالَ فِي الميامر: إِن بزر الكرنب الْبري يلطف تلطيفاً قَوِيا ويجفف نعما ويحلل تحليلاً بليغاً.
وَقَالَ فِي كتاب مَا بَال: إِن الكرنب بَارِد وَلذَلِك يسْتَعْمل فِي استطلاق الْبَطن الشَّديد.(6/341)
قسطس: ينفع من السعال الْقَدِيم والنقرس مَتى صب على المفاصل. وَمَتى أطْعم الصّبيان)
شبوا سَرِيعا.
وعصيره مَتى شرب بالنبيذ أَيَّامًا أذهب وجع الطحال.
ويبريء عصيره الجرب والحكة. وَمَتى خلط عصيره بالزاج والخل وطلي بِهِ البرص والجرب نفع.
وَمَتى خلط رماده ببياض الْبيض أَبْرَأ حرق النَّار.
ويجلب النّوم إِذا أكل ويصفي الصَّوْت وينفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب. ويضمد بِهِ الطحال. كراث قَالَ د: أما البستاني فنافخ رَدِيء الكيموس تعرض مِنْهُ أَحْلَام رَدِيئَة ويدر الْبَوْل ويلين الْبَطن ويلطف وَيحدث غشاوة فِي الْعين ويدر الطمث ويضر بالمثانة القرحة والكلى نعما. وَإِن طبخ بِمَاء الشّعير أخرج الرطوبات الَّتِي فِي الصَّدْر.
وورقه مَتى طبخ بِمَاء وملح وَجلسَ النِّسَاء فِي نفع من انضمام فَم الرَّحِم والصلابة الْعَارِضَة فِيهِ. وَإِن سلق بِالْمَاءِ وهريق عَنهُ بكرم سلق أَيْضا قلت نفخته.
وَأما النبطي فَإِنَّهُ أَشد حرافة وَفِيه شَيْء من قبض وَلذَلِك مَتى خلط مَاؤُهُ بدقاق الكندر قطع الدَّم وخاصة الرعاف ويحرك شَهْوَة الْجِمَاع.
وَمَتى خلط بِعَسَل ولعق كَانَ صَالحا للأوجاع كلهَا الْعَارِضَة فِي الصَّدْر وقرحة الرئة. وَإِذا أكل نقى قَصَبَة الرئة. وَإِن أدمن أكله أظلم الْبَصَر. وَهُوَ رَدِيء للمعدة. وَمَتى شرب مَعَ مَاء القراطن نفع من نهش الْهَوَام.
وَإِن تضمد بالكراث فعل ذَلِك أَيْضا وَمَتى خلط مَاؤُهُ بالخل والكندر أَو اللَّبن ودهن الْورْد وقطر فِي الْأذن نفع من الوجع والدوي. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ السماق قطع الثآليل وأذهب الشرى.
وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ الْملح قلع خبث القروح.
وَمَتى شرب من بزره درخمي مَعَ مثله من حب الآس قطع نفث الدَّم من الصَّدْر.
وَأما كراث الْكَرم فَهُوَ أردأ للمعدة وأسخن وأدر للبول والطمث وينفع من نهش الْهَوَام. ج فِي السَّادِسَة: الكراث الْبري قوته متوسطة بَين الكراث والثوم وَلذَلِك هُوَ أَشد حرافة وَأكْثر تجفيفاً من البستاني كَمَا أَن جَمِيع الْأَشْيَاء الْبَريَّة أقوى من البستانية وأحرف فَهُوَ أقوى للمعدة وتقطيعه وتفتيحه للسدد أَكثر من البستاني وَلذَلِك يدر الطمث إدراراً كثيرا إِذا كَانَ قد احْتبسَ من أجل خلط بَارِد.
وَمَعَهُ من الْحَرَارَة مَا يقرح مَتى وضع على الْجِسْم من خَارج.)
وَقد قُلْنَا: إِن مَا يسخن هَذَا الإسخان فَهُوَ فِي أقْصَى الدَّرَجَات.(6/342)
وَمَا ذكر فِيهِ فِي كتاب الْغذَاء ذَكرْنَاهُ فِي ذكر البصل.
روفس: الكراث يسخن ألف ز الْجِسْم ويغرز الْبَوْل وينقي الصَّدْر.
وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: إِنَّه يسخن قَلِيلا وَيقطع الجشاء الحامض ويدر الْبَوْل والطمث وَيُطلق الْبَطن جيد للعين.
قَالَ بولس فِي كراث الْكَرم: إِنَّه حريف جدا فِي الدرجَة القصوى من الْحَرَارَة وَلذَلِك يقرح وَيقطع الكيموسات وَيفتح السدد. رَدِيء للمعدة.
ابْن ماسويه: الكراث النبطي حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة وَمَتى سلق مرَارًا قلت حرافته وضرره قَلِيل الْغذَاء مصدع يُولد بخاراً وَيرى أحلاماً رَدِيئَة وَهَذِه خاصته. وَمَتى سلق وطحن وَأكل وضمد بِهِ البواسير الْعَارِضَة من الرُّطُوبَة نفع مِنْهَا. وينفع من السدد الْعَارِضَة فِي الكبد المتولدة من البلغم.
وَمَتى صير فِي مَائه خل ودقاق كندر مسحوق وسعط بِهِ قطع الرعاف. وَهُوَ زَائِد فِي الباه للرطوبة الَّتِي اكتسبها من المَاء.
وأصل الكراث النبطي نَافِع من وجع القولنج إِذا اتخذ مِنْهُ اسفيذباجة بدهن القرطم ودهن لوز حُلْو وشيرج.
وَإِن عصر مَاؤُهُ وَجعل فِيهِ خل وكندر ودهن ورد وصب فِي الْأذن سكن وجعها الْعَارِض من الْبرد والرطوبة.
وَمَتى سحق بزره وعجن بقطران وبخرت بِهِ الأضراس الَّتِي فِيهَا الديدان نثرها وَسكن الوجع. وَمَتى قلي بزره مَعَ الْحَرْف نفع من البواسير وعقل الطَّبْع وَحل الرِّيَاح الَّتِي فِي الأمعاء.
وَأما الشَّامي فَإِنَّهُ أقل حرا ويبساً ويولد رياحاً أقل مِمَّا يُولد النبطي ويدر الْبَوْل وَالْحيض ويلين الْبَطن. وَيُورث الْإِكْثَار مِنْهُ ضعف الْبَصَر ويضر بالكلى والمثانة الَّتِي فِيهَا القروح. وَمَتى طبخ مَعَ مَاء الشّعير جلا البلغم اللزج الْمُتَوَلد فِي الصَّدْر.
وَمَتى سلق ورقه بِمَاء وملح أَو مَاء الْبَحْر وضمدت بِهِ الرَّحِم الوارمة من البلغم حلل ورمها.
وَمَتى بخر بِهِ فعل ذَلِك وخاصة ورقه وَمَتى طبخ بِمَاء وملح نفع من الجسأة الْعَارِض للرحم.
وَهُوَ رَدِيء للمعدة بطيء الهضم.)
الْيَهُودِيّ: خَاصَّة الكراث إِفْسَاد الْأَسْنَان واللثة.
ابْن ماسه: خَاصَّة أَصله النَّفْع من القولنج وَإِذا أكل الكراث وَشرب طبيخه نفع من البواسير الْبَارِدَة. وأجود الكراث مَا دق مِنْهُ.(6/343)
والشامي أقل حرارة ويبساً وخاصته الْإِضْرَار بالمثانة والكلى الَّتِي فِيهَا قُرُوح.
وورق الكراث الشَّامي خاصته النَّفْع للرحم الَّتِي فِيهَا رُطُوبَة يزلق الْوَلَد.
ماسرجويه: بزر الكراث إِذا دخنت بِهِ المقعدة جفف البواسير. كبيكج: وَهُوَ الْعنَّاب.
قَالَ جالينوس فِي السَّادِسَة: أَنْوَاعه أَرْبَعَة قوتها كلهَا حارة حريفة شَدِيدَة حَتَّى أَنَّهَا مَتى وضعت من خَارج أحدثت قروحاً مَعَ وجع. وَمَتى اسْتعْمل بِقدر فَإِنَّهُ يقْلع الجرب وَالْعلَّة الَّتِي يتقشر مَعهَا الْجلد والأظفار الَّتِي يظْهر فِيهَا الْبيَاض ويحلل الْآثَار ألف ز وينثرالثآليل الْمُتَعَلّقَة والمركوزة الَّتِي يحدث فِيهَا إِذا أضرها بِبرد الْهَوَاء وجع شَبيه بقرص النَّمْل.
وينفع من دَاء الثَّعْلَب مَتى وضع عَلَيْهِ مُدَّة يسيرَة وَذَلِكَ أَنه مَتى أَبْطَأَ كشط الْجلد وأحدث فِي الْموضع قرحَة.
وَهَذِه الْأَفْعَال كلهَا أَفعَال ورق هَذَا النَّبَات.
وقضبانه مَا دَامَت طرية مَتى وضعت من خَارج كالضماد فعلت فعله.
وَأما أَصْلهَا إِذا هُوَ جفف نفع لتحريك العطاس كَمثل جَمِيع الْأَدْوِيَة القوية الإسخان. ويجفف وينفع من وجع الْأَسْنَان مَعَ أَنه يفتها لِأَنَّهُ يجففها تجفيفاً قَوِيا.
وَبِالْجُمْلَةِ فَكلهَا تجفف وتسخن إسخاناً وتجفيفاً قَوِيا.
كراويا د: هُوَ يدر الْبَوْل ويسخن جيد للمعدة هاضم للطعام وقوته كقوة الأنيسون. ج فِي السَّابِعَة: ويجفف فِي الثَّالِثَة وَفِيه حرافة معتدلة فَهُوَ لذَلِك يطرد الرِّيَاح ويدر الْبَوْل لَا ابْن ماسويه: إِنَّه أغْلظ من الكمون وَيخرج حب القرع مقو للمعدة مُحَلل للرياح عَاقل للبطن أقل من الكمون. وخاصته إِخْرَاج حب القرع.
وأصبت أَنه نَافِع من الخفقان. كنيل دَاره ماسرجويه: هُوَ حَار منق يقتل الدُّود وَحب القرع. كاشم قُوَّة بزر هَذَا النَّبَات وَأَصله مسخنة هاضمة للغذاء مُوَافقَة لأوجاع الْجوف والأورام البلغمية والنفخ وخاصة الْعَارِضَة فِي الْمعدة ولسع الْهَوَام ويدر الْبَوْل وَكَذَلِكَ مَتى احْتمل.
وَقد يَقع البزر وَالْأَصْل فِي أخلاط الْأَدْوِيَة الهاضمة للطعام وَالَّتِي تسرع انحداره وَيذْهب النفخ وَيسْتَعْمل فِي الطَّعَام بدل الفلفل. وَهُوَ مر الطّعْم. ج: فِي السَّابِعَة فِي الكاشم الْبري: أصل هَذَا النَّبَات وبزره يبلغ إسخانهما أَن يحدرا الطمث وَالْبَوْل وهما مَعَ هَذَا يطردان الرِّيَاح والنفخ.(6/344)
وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة هاضم للطعام مَذْهَب النفخ والقراقر ويدر الْبَوْل وَالْحيض نَافِع جدا.
ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة يهضم الطَّعَام وَيفتح السدد الَّتِي فِي الكبد من الْبرد والرطوبة ويطيب الْأَطْعِمَة.
وخاصته تقليل الرُّطُوبَة الَّتِي فِي الْمعدة وَيحل النفخ مَتى اسْتعْمل فِي الطبيخ وَإِذا خلط فِيهِ مَعَ الأبازير.
الخوز: إِنَّه يشفي مِنْهُ دِرْهَم بشراب ممزوج للحيات فِي الْبَطن وللمستسقين زنة دِرْهَمَيْنِ.)
كبابة ج: فِي السَّابِعَة: إِن قوته شَبيهَة بالدارصيني إِلَّا أَنه ألطف مِنْهُ جدا وَلذَلِك صَار أَكثر تفتيحاً مِنْهُ للسدد الْعَارِضَة فِي الأحشاء. وَهُوَ مدر للبول منق للكلى من الْحَصَى المتولدة فِيهَا وَلَا تبلغ لطافته أَن تسْتَعْمل بَدَلا من الدارصيني.
مسيح: إِن فِيهَا حرارة وبرودة إِلَّا أَن الْحَرَارَة أغلب وَهِي جَيِّدَة للحلق حابسة للبطن. فِي الثَّامِنَة: بزر هَذَا النَّبَات قوته محللة. كسيرس ألف ز ج فِي الثَّامِنَة: قوم يسمونه: كسوريس أصل هَذَا النَّبَات قوته حادة لَطِيفَة محللة وَلذَلِك هِيَ مجففة وبزره أَكثر فِي ذَلِك وَلذَلِك يدر الْبَوْل ويشفي صلابة الطحال إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
انْقَضى حرف الْكَاف.(6/345)
3 - (بَاب اللَّام)
لِسَان الْحمل قَالَ د: هما صنفان والأكبر مِنْهُمَا أَكثر مَنْفَعَة ولورق لِسَان الْحمل قُوَّة قابضة مجففة وَلذَلِك إِذا تضمد بِهِ وَافق القروح الخبيثة والقروح الَّتِي تسيل إِلَيْهَا الْموَاد والقروح الوسخة وَمن بِهِ دَاء الْفِيل وَيقطع سيلان الدَّم وَيمْنَع القروح الخبيثة وَالنَّار الفارسية والنملة والشرى وَيمْنَع الساعية من السَّعْي فِي الْجِسْم ويدمل القروح المزمنة ويبرىء القروح الخبيثة وَيلْزق الْجِرَاحَات العميقة بدمها.
وَمَتى تضمد بهَا مَعَ الْخلّ نفع من عضة الْكَلْب الْكَلْب وَحرق النَّار والأورام الحارة والعارضة فِي أصوال الآذان والأورام الَّتِي تسمى: فوجيلا والخنازير ونواصير الْعين.
وَمَتى طبخ هَذَا البقل وَأكل بملح وَافق والإسهال المزمن. وَقد يطْبخ أَيْضا مَعَ العدس بدل السلق ويؤكل وَيصْلح أَن يغتذى بِهِ أَصْحَاب الحبن والصرع والربو.
وَأما الْوَرق مَتى تمضمض بِهِ دَائِما أَبْرَأ القروح الَّتِي فِي الْفَم. وَإِذا خلط بطين قيموليا أَو باسفيذاج الرصاص أَبْرَأ الْحمرَة.
وَمَتى حقنت بِهِ النواصير نفع مِنْهَا. وَإِذا قطر فِي الْأذن الوجعة سكن الوجع. وَإِذا ديفت بِهِ الشيافات وقطر فِي الْعين نفع للرمد. وَيصْلح للثة الدامية الرخوة وَيقطع نفث الدَّم من الصَّدْر إِذا شرب وقروح الرئة والأمعاء.
وتحتمل فِي صوفة لوجع الرَّحِم الَّذِي يعرض مِنْهُ الاختناق ولسيلان الفضول إِلَى الرَّحِم. وثمره إِذا شرب بِالشرابِ قطع سيلان الفضول إِلَى الْبَطن. وَمَتى طبخ أَصله وتمضمض بطبيخه أَو مضغ الأَصْل سكن وجع الْأَسْنَان. وَيشْرب الْوَرق أَيْضا بالطلاء لوجع المثانة والكلى. وَقد زعم قوم: أَنه إِذا شرب ثَلَاثَة أصُول من لِسَان الْحمل بِأَرْبَع أوارق وَنصف من شراب ممزوج نفع من حمى الغب. وَمَتى شرب بِهِ أَرْبَعَة أصُول نَفَعت من حمى الرّبع.
وَقد تعلق هَذِه الْأُصُول فِي عنق من بِهِ خنازير يرجون بذلك تحليلها.
فِي السَّادِسَة: مزاجه مركب فِيهِ مائية بَارِدَة وَفِيه قبض وَالْقَبْض هُوَ لجوهر أرْضى بَارِد فَهُوَ لذَلِك يبرد ويجفف فِي الثَّانِيَة وَجَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف مَعَ قبض نافعة للقروح الْحَادِثَة فِي الأمعاء وَذَلِكَ أَنَّهَا تقطع الدَّم وَمَتى كَانَ هُنَاكَ شىء من اللهيب والتوقد أطفأته. وتدمل)
النواصير وَسَائِر القروح الرّطبَة العفنة مَعًا.(6/346)
وَهَذَا الدَّوَاء إِمَّا أَن يكون الْمُتَقَدّم لجَمِيع هَذِه الْأَدْوِيَة وَإِمَّا غير مُخْتَلف الف ز عَنْهَا وثمرته وَأَصله قريبان مِنْهُ فِي الْقُوَّة إِلَّا أَنَّهُمَا أبيس مِنْهُ وَأَقل برودة وَمَعَ هَذَا فان ثَمَرَته لَطِيفَة جدا وَأَصله أغْلظ.
وروق هَذِه الحشيشة أَيْضا إِذا جفف صَارَت قوته ألطف وبرودته أقل لِأَن الْفضل المائي يفنى ويتحلل وَلذَلِك صرنا نستعمل أصل هَذَا النَّبَات فِي مداواة وجع الْأَسْنَان فَيعْطى صَاحب الوجع أَصله ليمضغه. ويطبخ الأَصْل أَيْضا بِالْمَاءِ وَيُعْطِي ذَلِك المَاء ليتمضمض بِهِ. وَأما فِي مداواة السدد الْحَادِثَة فِي الكبد والكلي فانا نستعمل أُصُوله وورقه أَيْضا وَأكْثر مِنْهُمَا جَمِيعًا ثَمَرَته خَاصَّة لِأَن جَمِيع هَذِه فِيهَا جلاء وَعَسَى أَن تكون هَذِه الْقُوَّة مَوْجُودَة فِي نفس الحشيشة أَيْضا مَا دَامَت طرية إِلَّا أَنَّهَا مغمورة فِي كَثْرَة رُطُوبَة الحشيشة فَلَا يتَبَيَّن فعله لذَلِك.
اريباسيوس: تبريده وتجفيفه وَقَبضه كَاف وَلذَلِك. يُوَافق القروح الخبيثة وسيلان الْموَاد إِلَى الْأَعْضَاء والعفن وَمن أجل ذَلِك صَار يصلح أَيْضا لاخْتِلَاف الدَّم وَيقطع الدَّم السَّائِل من البواسير. وَمَتى كَانَ بانسان لهيب أطفأه وَيلْزق الْجِرَاحَات. وَهُوَ ينفع من جَمِيع القروح الْقَرِيبَة للْعهد والمتقادمة وَذَلِكَ أَنه يجفف من غير لذع وَفِيه برودة وَلم يبلغ الْأَمر بهَا إِلَى أَن تخدر.
وَقُوَّة ثَمَرَته ألطف وأصوله أغْلظ ورق هَذِه الحشيشة إِذا جفف تصير قوته لَطِيفَة قَليلَة الْبرد وَلذَلِك تسْتَعْمل أُصُوله فِي علاج سدد الكبد والكلي وَكَذَلِكَ ورقه وَأكْثر من هذَيْن لوزان قَالَ د: دهن اللوز المر يصلح للأرحام وانقلابها وأورامها الحارة ووجعها الَّذِي يعرض مَعَه اختناق والصداع ووجع الْأذن ودويها وطنينها وينفع من وجع الْكُلِّي وعسر الْبَوْل. وَإِذا خلط بِعَسَل وأصل السوسن وشمع مذاب بدهن حناء أَو دهن ورد نفع من بِهِ حَصَاة أوربو أَو ورم فِي الطحال ويقلع الْآثَار الَّتِي تكون من فضول الْجِسْم فِي الْوَجْه ويقلع الكلف ويبسط تشنج الْوَجْه. وينفع من كدر الْبَصَر وكلاله. إِذا خلط بِخَمْر نفع من القروح الرّطبَة والحزاز الَّتِي تكون فِي الرَّأْس والنخالة. وأصول هَذِه الشَّجَرَة إِذا طبخ ودق نعما وسحق نقى الكلف الَّذِي فِي الْوَجْه.
واللوز إِذا ضمد بِهِ أَيْضا يفعل ذَلِك. وَإِذا احْتمل أدر الطمث. وَإِذا خلط بخل ودهن ورد وضمد بِهِ الجبين نفع من الصداع. وَإِذا خلط بخل ودهن ورد ودهن بنفسج شفى الصداع)
أَيْضا. وَمَتى خلط بشراب كَانَ جيدا للشرى. وَإِذا خلط بِعَسَل كَانَ صَالحا للقروح الساعية والنملة وعضة الْكَلْب.
وَإِذا أكل سكن الوجع وألان الْبَطن وجلب النّوم وأدر الْبَوْل. وَمَتى اسْتعْمل بنشاستج(6/347)
الْحِنْطَة والنعنع كَانَ جيدا لنفث الدَّم. الف وَإِذا شرب وَحده أَو مَعَ صمغ البطم بشراب مائي كَانَ صَالحا لوجع الْكُلِّي ووروم الرئة الحارة. وَإِذا اسْتعْمل بالمبيختج نفع من عسر الْبَوْل ويدرق الْحَصَاة. وَإِذا لعق مِنْهُ قدر جوزة بِعَسَل وَلبن نفع من وجع الكبد والسعال والنفخ فِي القولون. وَإِذا تقدم قبل الشَّرَاب بِأخذ خمس لوزات مِنْهُ منع السكر.
وَمَتى أطْعم الثَّعْلَب قَتله.
وصمغ اللوز يقبض ويسخن وينفع من نفث الدَّم. وَمَتى لطخ بِهِ القوابي بخل قلعهَا.
وَإِذا شرب بشراب ممزوج نفع من السعال المزمن. وَمَتى شرب بشراب قَابض فت الْحَصَى.
والحلو أَضْعَف من المر بِكَثِير وَهُوَ أَيْضا يدر الْبَوْل.
مَتى أكل اللوز بقشره وَهُوَ طرى أصلح بلة الْمعدة. ج فِي السَّادِسَة فِي اللوز المر: قوته ملطفة وَالدَّلِيل عَلَيْهِ طعمه وَمَا يظْهر من فعله بالتجربة لِأَنَّهُ يجلو النمش ويعين فِي نفث الأخلاط الغليظة اللزجة من الصَّدْر والرئة. وَهَاتَانِ القوتان تابعتان للقوة الملطفة وَمِمَّا يتبع هذَيْن الْجلاء. وَقد يتَبَيَّن أَن لأمثال هَذِه قُوَّة فتاحة بطرِيق الْعرض وَالشَّاهِد عَنهُ التجربة وَذَلِكَ أَن اللوز يفتح السدد الْعَارِضَة فِي الكبد عَن الأخلاط الغليظة اللزجة المتضاغطة فِي أقْصَى الْعُرُوق تفتيحا بليغا ويشفى أَيْضا الأوجاع الْحَادِثَة فِي الأضلاع واالطحال وَفِي الكلى من أَمْثَال هَذِه الْأَسْبَاب.
وَجُمْلَة شَجَرَة هَذَا اللوز قوتها مثل هَذِه الْقُوَّة وَلذَلِك قد يُؤْخَذ أصل الشَّجَرَة فيطبخ وَيُوضَع على الكلف فيذهبه.
فَأَما اللوز الحلو فَفِيهِ مرَارَة يسيرَة وَلِأَن الْغَالِب عَلَيْهِ الْحَلَاوَة صَارَت مرارته خُفْيَة لَا تكَاد تظهر ظهورا بَينا إِلَّا أَن يعْتق وَقد بَينا أَن كل حُلْو معتدل الْحَرَارَة.
ودهن اللوز المر المرارة فِيهِ كَثِيرَة وَفِيه شىء من قبض.
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: لَيْسَ فِي اللوز شىء من طعم الْقَبْض أصلا بل الْغَالِب عَلَيْهِ الْجلاء)
والتلطيف وَلذَلِك يجلو الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة وينقيها ويعين على قذف الرطوبات من الرئة والصدر.
وَبَعض اللوز يبلغ من شدَّة قوته القطاعة الَّتِي فِيهِ أَلا يُؤْكَل البته من أجل مرارته.
وَفِي اللوز دهينة وَلذَلِك يزنخ أَيْضا إِذا طَال مكثه إِلَّا أَن دهنيته أقل من دهنية الْجَوْز وَلذَلِك لَا يصلح لإِطْلَاق الْبَطن. وغذاؤه قَلِيل.
قَالَ ارخيجانس: اللوز حَار رطب وخلطه جيد.
وَقَالَ روفس فِي كتاب التَّدْبِير: اللوز المر مدر للبول عسر الهضم. أريباسيوس فِي اللوز المر إِنَّه يلطف تلطيفاً كَافِيا حَتَّى أَنه يجلو وَيذْهب بالكلف ويعين على قذف الأخلاط اللزجة الغليظة من الصَّدْر والرئة مَعُونَة صَالِحَة وَهُوَ أَيْضا يفتح وينقى سدد الكبد وَالطحَال أَو فِي المعى(6/348)
وَقُوَّة شَجَرَة اللوز هَذَا شَبيهَة بِقُوَّة اللوز نَفسه حَتَّى أَن أُصُوله مَتى طبخت وسحقت وطلى بهَا الكلف جلاه ونفعه.
وَأما اللوز الحلو فانه الف أَضْعَف من المر.
ابْن ماسويه: الحلو مِنْهُ حَار رطب فِي وسط الأولى وحرارته معتدلة يجلو الكلف من الْوَجْه نَافِع من البلغم اللزج الْعَارِض من الصَّدْر والرئة مفتح لسدد الكبد وَالطحَال نَافِع من القولنج ووجع الكلى ويغذو غذَاء يَسِيرا.
ودهنه أخف من جِسْمه.
وَالرّطب مِنْهُ مَتى أكل بقشره شدّ اللثة ودبغها وَسكن مَا فِي الْفَم من الْحَرَارَة بعفوصته وحموضته وَإِذا أكل بالسكر أسْرع الانحدار عَن الْمعدة. وَمَتى قلى يابسه كَانَ أدبغ للمعدة.
والمر حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة وَهُوَ أقوى فِي الأفاعيل الَّتِي يَفْعَلهَا من الحلو. وَهُوَ دَوَاء لَا غذَاء.
وخاصته منع السكر وتخفيفه ويجلو الكلف. وينفع من نفث الدَّم. وَسَوِيق اللوز الحلو ثقيل فِي الْمعدة نَافِع من السعال ووجع الصَّدْر مهيج للصفراء بحلاوته.
أَبُو جريج: صمغ اللوز الحلو يذهب مَذْهَب الصمغ الْعَرَبِيّ وَكَذَلِكَ صمغ الإجاص.
ماسرجويه: دهن اللوز جيد للمعدة مفتح للسدد فِي الكبد جيد للصدر والرئة.
ابْن ماسويه: اللوز الحلو حَار رطب فِي الأولى وَإِن أكل الحلو مَعَ قشره نفع من وجع الْفَم وجلا مَا فِي الصَّدْر والرئة من الرُّطُوبَة.
لاركس ذَكرْنَاهُ فِي حرف التَّاء فِي التنوب.
لاذن ذَكرْنَاهُ فِي قسوس فِي حرف الْقَاف.
لفت ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الشين فِي الشلجم.
لوف وَيُسمى الفيلجوش قَالَ د: أما اللوف الْمَعْرُوف فانه مَتى تضمد مَعَ أَصله بأخثاء الْبَقر كَانَ جيدا للنقرس. وقوته شَبيهَة بِقُوَّة اللوف الْمُسَمّى بلوف الْحَيَّة إِلَّا أَنه أقل حراقة بِكَثِير.
وَأما لوف الْحَيَّة فان العنقود الَّذِي يكون على طرفه إِذا عصر مَاؤُهُ وخلط بِزَيْت وقطر فِي الْأذن سكن الوجع. وَمَتى صير فِي صوفة وقطر فِي الْأذن سكن الوجع.
وَمَتى أَدخل فِي الْأنف أذهب اللَّحْم الزَّائِد والسرطان فِيهِ.
وَمَتى شرب من ثمره ثَلَاثُونَ حَبَّة بخل ممزوج أسقط الْجَنِين. وَمَتى شمت الْمَرْأَة رَائِحَة هَذَا النَّبَات عِنْد ذبول زهرته أسقطت.(6/349)
وَأَصله مسخن قَاطع من نفس الانتصاب ووهن العضل والسعال والنزلة.
وَمَتى شوى وَأكل بالعسل سهل نفث الرطوبات وأدر الْبَوْل وَمَتى شرب بشراب حرك شَهْوَة الباه.
وَمَتى خلط بالفاشر أَو الْعَسَل وَجعل مرهما نقى القروح الخبيثة وأدملها. وَيعْمل بلاليط للنواصير وَإِخْرَاج الأجنة.
وَإِن دلك الأَصْل على الْجَسَد أَبْرَأ من نهشة الأفعى. وَمَتى لطخ بشراب وَوضع على الشقاق الْعَارِض من الْبرد وافقة.
وَمَتى لف فِيهِ الْجُبْن لم يتدود.
وَأما الأَصْل فانه يُوَافق القرحة الْعَارِضَة فِي الْعين الَّتِي تسمى نعاليون وَالَّتِي تسمى اخيلوس. ج فِي السَّادِسَة: الف ز اللوف الْمُسَمّى أأرن جوهره جَوْهَر أرْضى حَار فَهُوَ لذَلِك يجلو وَلَكِن لَيست قُوَّة الْجلاء فِيهِ قَوِيَّة كقوتها فِي اللوف الآخر الَّذِي يُسمى دراقيطون)
فليوضع فِي الأولى من الإسخان والتجفيف.
وَأما أَصله فَهُوَ أَنْفَع مَا فِيهِ. وَمَتى أكل قطع الأخلاط الغليظة تقطيعا معتدلا وَلذَلِك هُوَ نَافِع لنفث مَا فِي الصَّدْر.
وَالنَّوْع الآخر الْمُسَمّى دراقيطون أَنْفَع فِي ذَلِك.
وَقَالَ فِي السَّادِسَة أَيْضا فِي النَّوْع الْمُسَمّى دراقيطون: أصل هَذَا النَّبَات وورقة شَبيه بالنوع الآخر من اللوف الْمُسَمّى: أأرن إِلَّا أَن هَذَا أحد من ذَلِك وَأمر وَهُوَ لذَلِك أسخن مِنْهُ وألطف.
وَفِيه شىء يسير من قبض وَهَذَا الْقَبْض إِذا كَانَ مَوْجُودا فِي هَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي ذَكرنَاهَا أعنى مَعَ الحدة وَمَعَ المرارة كَانَ النَّبَات عِنْد ذَلِك أقوى.
وأصل هَذَا اللوف ينقى وَيفتح سدد الكبد وَالطحَال والكلى لِأَنَّهُ يلطف الأخلاط الغليظة اللزجة. وَهُوَ نَافِع جدا للجراحات الرَّديئَة وَذَلِكَ أَنه يجلوها وينقيها تنقية قَوِيَّة وينفع أَيْضا من جَمِيع الْعِلَل المحتاجة إِلَى الْجلاء. إِذا طلى بالخل قلع البهق.
وورقة أَيْضا قوته هَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا فَهُوَ لذَلِك يصلح للقروح والخراجات الطرية. وَكلما كَانَ ورقة أقل جفوفا كَانَ إدماله للجراحات بِحَسب ذَلِك أَكثر لِأَن الْوَرق الْكثير الجفوف قوته وَاحِدَة مِمَّا تصلح للجراحات الْحَادِثَة عَن الضربات.
وَقد وثق النَّاس من اللوف بِأَنَّهُ يحفظ الْجُبْن الرطب إِذا وضع عَلَيْهِ من خَارج ويمنعه من العفونة وبزره أقوى من ورقة وَمن أَصله أَيْضا فَهُوَ لذَلِك يشفى السراطين والأورام الْحَادِثَة فِي المنخرين الَّتِي تسمى الْكَثِيرَة الأرجل وَهِي بواسير الْأنف.(6/350)
وعصارة اللوف أَيْضا تنقى الْآثَار الْحَادِثَة فِي الْعين عَن قرحَة.
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: الَّذِي لَا حِدة فِيهِ وَلَا حراقة أَجود للغذاء. وَالَّذِي فِيهِ ذَلِك أَنْفَع لإصعاد الرطوبات المجتمعة فِي الصَّدْر والرئة. والخلط الْمُتَوَلد مِنْهُ غليظ وخاصة الَّذِي لَيست فِيهِ حِدة دوائية وَلَا حراقة.
وَقد يطعم اللوف الْجَعْد بعد سلقه مَرَّات حَتَّى يذهب عَنهُ مَا فِيهِ من الدوائية لمن يحْتَاج أَن يقْلع من صَدره ورئته خلطا لزجا.
وَقَالَ أريباسيوس: صنفاه جَمِيعًا جلاءان إِلَّا أَن السبط لَيْسَ بقوى كالجعد والجعد يسخن إسخانا كَافِيا وَلذَلِك يصلح لقذف الرطوبات من الصَّدْر.)
وَقَالَ النَّوْع الْمُسَمّى دراقيطون مِنْهُ أحد من الْمُسَمّى أأرن وَأكْثر مرَارَة وإسخانا وألطف وَفِيه مَعَ الحدة قبض يسير ومرارة وَلذَلِك صَار دَوَاء قَوِيا من ذَلِك.
إِن أَصله ينقى وَيفتح سدد جَمِيع الأحشاء بتلطيفة الأخلاط الغليظة اللزجة وَهُوَ دَوَاء صَالح للقروح الخبيثة وينقى ويجلو سَائِر الْمَوَاضِع الَّتِي تحْتَاج إِلَى جلاء قوى وينفع البهق مَتى اسْتعْمل وَأما ورقة فانه ينفع من القروح والجراحات القربية وَكلما كَانَ الْوَرق أقل جفافا كَانَ إلزاقه للجراحات أَكثر وَذَلِكَ أَنه إِذا جف كَانَ أَكثر حِدة من أَن يلزق الْجِرَاحَات.
ليثابوطس قَالَ د فِيهِ: إِنَّه ثَلَاثَة أَصْنَاف ولصنف وَاحِد مِنْهَا ثَمَرَة تسمى فجروا.
قَالَ: وَإِذا تضمد بِهَذَا النَّبَات مدقوقا قطع سيلان الدَّم من البواسير وَسكن الأورام الحارة الْعَارِضَة فِي المقعدة والبواسير الناتئة وأنضج الْخَنَازِير والأورام الْعسرَة النضج.
وَأَصله إِذا اسْتعْمل يَابسا مَعَ الْعَسَل نقى القروح. وَإِذا شرب بِالْخمرِ أَبْرَأ المغس وَوَافَقَ نهش الْهَوَام وأدر الطمث وَالْبَوْل. وَمَتى تضمد بِهِ رطبا حل الأورام البلغمية.
وجميعه إِذا خلط بِعَسَل واكتحل بِهِ أحد الْبَصَر.
وثمره إِذا شرب فعل ذَلِك. وَإِذا شرب بِالشرابِ والفلفل نفع من الصراع وأوجاع الصَّدْر المزمنة واليرقان. وَإِذا تمسح بِهِ مَعَ الزَّيْت أدر الْعرق.
وَمَتى خلط بدقيق الشيلم والخل وتضمد بِهِ وَافق شدخ العضل وأطرافها والنقرس. وَمَتى خلط بخل ثَقِيف نقى البهق.
وَيجب أَن يسْتَعْمل لتفجير الدبيلات بزر الليثابوطس الْمُسَمّى فجروا لِأَنَّهُ حريف يخشن الْحلق لَكِن بزر الْأَصْنَاف الْأُخَر. والمسمى فجروا مسخن وَلذَلِك يخلط فِي الغسولات الَّتِي يغسل بهَا الرؤوس ويذر عَلَيْهَا أَيْضا وَيتْرك ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يغسل بعد ذَلِك فَيقطع النزل الَّتِي تنصب إِلَى الْعين.(6/351)
وجدت فِي نُسْخَة اريباسيوس أَنه ثَلَاثَة أَنْوَاع وقوتها جَمِيعًا متشابهة وَهِي ثلاثتها ملينة محللة مقطعَة.
وعصارة أُصُولهَا وحشائشها إِذا خلطت بالعسل أذهبت ظلمَة الْبَصَر الَّتِي تكون عَن غلظ الرطوبات.)
فِي السَّابِعَة فِي ليثابوطس: إِن أَنْوَاع هَذَا الدَّوَاء ثَلَاثَة وَاحِد لَا ثَمَر لَهُ والاثنان بثمران وقوتها كلهَا شَبيهَة بَعْضهَا بِبَعْض وَهِي قُوَّة تحلل وتلين.
وعصارة حشيشه إِذا خلطت بالعسل شفت ظلمَة الْبَصَر الْحَادِثَة عَن الرُّطُوبَة الغليظة.
وطبيخ النَّوْع الَّذِي يُسَمِّيه الرّوم رسمانيون إِذا شربه أَصْحَاب اليرقان نفعهم وَذَلِكَ لِأَن أَنْوَاع هَذَا النَّبَات كلهَا فِيهَا قُوَّة تجلو وتقطع.
لوسماجس هُوَ سراج القطرب ذَكرْنَاهُ فِي بَاب السِّين.
ذكر فِيهِ أَن بزره مَتى نفع من لسعة الْعَقْرَب. وَأما البرى مِنْهُ فانه مَتى أَخذ من بزره درخميان أسهل الْبَطن.
وَقَالَ ج فِيهِ: إِنَّه حَار يَابِس فِي آخر الثَّالِثَة.
لِسَان ابْن ماسويه: إِنَّه غليظ كثير الْحَرَكَة لِاجْتِمَاع الرُّطُوبَة فَيجب أَن يُؤْكَل بالخردل.
بولس: إِنَّه رخو قَلِيل الْغذَاء.
قَالَ ج فِي كتاب الْغذَاء: إِن جوهره مركب من اللَّحْم الرخو وعروق وَعصب وعضل تولد فِيهِ فضل رُطُوبَة.
ليلاب قَالَ د: مَاء ورقة يسهل الْبَطن.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: قُوَّة هَذَا النَّبَات محللة.
وَقَالَ فِيهِ فِي السَّابِعَة: اللبلاب الَّذِي يعرف بِحَبل الْمَسَاكِين مركب من قُوَّة متضادة وَذَلِكَ أَن فِيهِ جوهرا قَابِضا وَقد بَينا أَن هَذَا الْجَوْهَر بَارِد أرْضى وَفِيه أَيْضا قُوَّة حادة حريفة وَقد بَينا أَن هَذِه الْقُوَّة الحريفة حارة وطعمه شَاهد على ذَلِك وَفِيه مَعَ هَذَا جَوْهَر ثَالِث وَهُوَ الْجَوْهَر المائي الْمَوْجُود فِيهِ مَا دَامَ رطبا فاذا جف انحل عَنهُ هَذَا الْجَوْهَر وبقى فِيهِ ذَلِك الجوهران الأرضيان أَعنِي الْبَارِد الْقَابِض والجوهر الْحَار الَّذِي لَهُ الحدة والحرافة.
وورق هَذَا اللبلاب مَتى طبخ بِالشرابِ مَا دَامَ طريا أدمل الْجِرَاحَات الْكِبَار وشفى الخراجات الخبيثة وَختم القروح الْحَادِثَة عَن حرق النَّار.
وَمَتى طبخ ورقة بالخل نفع الطحال.
وَأما زهرته فَهِيَ أقوى وَبِهَذَا السَّبَب صَارَت مَتى سحقت مَعَ القيروطى كَانَت من أَنْفَع شىء لحرق النَّار.(6/352)
وَأما عصارة هَذَا النَّبَات فَهُوَ دَوَاء يسعط بِهِ ويشفي أَيْضا الْمَادَّة المتجلبة إِلَى الْأذن إِذا عتقت والقروح العتيقة فِي الْأذن وَفِي الْأنف.
وَإِن كَانَت عصارته فِي بعض الْأَوْقَات حارة فَيجب أَن يخلط مَعهَا دهن ورد ودهن آخر عذب.
وصمغة هَذَا النَّبَات تقتل الْقمل وتحلق الشّعْر لِأَن قوتها قُوَّة تحرق إحراقا خفِيا وَذَلِكَ أَنه بِمَنْزِلَة صمغ ماى.
اريبارسيوس فِي اللبلاب الْكَبِير الَّذِي يصعد على الشّجر: إِن عصارته مُعينَة على تنقية الرَّأْس مَتى استعط بهَا وتقطع الْموَاد المنصبة إِلَى الْأُذُنَيْنِ إِذا أزمنت والقروح الْقَدِيمَة فِيهَا وَسَائِر ذَلِك بِلَفْظ ج.
وَقَالَ ابْن ماسويه: اللبلاب حَار فِي وسط الدرجَة الأولى يَابِس فِي أَولهَا حريف فِيهِ عفوصة يسيرَة يسهل صفراء محترقة وَهُوَ دَوَاء لَا غذَاء.
وَإِن دق وخلط بدهن ورد وموم مصفى وتضمد بِهِ الاحتراق الْكَائِن من النَّار نفع.)
وَإِن دق ورقة وقطر فِي الْأذن أذهب وجعها الْحَادِث من الصَّفْرَاء.
وَمَتى قطر فِي الْأنف نفع من الرَّائِحَة المنتنة الْعَارِضَة فِيهِ وَغسل مَا فِيهِ من الأوساخ.
وَأما لبنه السَّائِل مِنْهُ فان طلى بِهِ الْجَسَد أذهب الْقمل.
وخاصة انه إِذا دق وخلط بالموم الْمُصَفّى ودهن الْورْد نفع من حرق النَّار.
وَمَتى طبخ مَاؤُهُ قل إسهاله وَفتح السدد. وَمَتى شرب غير مطبوخ كَانَ أقوى إسهالا وَأَقل تفتيحا للسدد.
الخوز: اللبلاب بَارِد يسهل وينفع من الْحمى الصالبة.
لوقفرولس قَالَ جالينوس: إِنَّه يجفف تجفيفا لَا لذع مَعَه الْبَتَّةَ وَلذَلِك يخلط بقيروطى وَيسْتَعْمل فِي إدمال الْجِرَاحَات الَّتِي فِي الْأَبدَان اللينة.
وَيسْتَعْمل فِي شيافات الْعين وَهُوَ لين سَاكن اللِّقَاء أَكثر فِي ذَلِك فِي جَمِيع الْحِجَارَة. د: هُوَ حجر مصرى يَسْتَعْمِلهُ القصارون فِي تبييض الثِّيَاب رخو ينماع سَرِيعا وَهُوَ جيد لنفث الدَّم وَهُوَ مغر جيد للاسهال المزمن من وجع المثانة إِذا شرب بِالْمَاءِ.
وَمَتى احتملته الْمَرْأَة قطع الطمث. وَيدخل فِي الشيافات المسكنة المغرية وَالَّتِي للقروح وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يمْلَأ القروح الَّتِي فِي الْعين وَيقطع السيلان إِلَيْهَا.
وَإِن خلط بقيروطى كَانَ جيدا فِي إدمال القروح الخبيثة.
لبخ كَانَ كَانَ جزأه فرشاء أَو هُوَ السدر.
قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: إِن لورقه قبضا معتدلا حَتَّى أَنه ينفع نزف الدَّم فِي بعض الْأَوْقَات إِذا ضمد عَلَيْهِ.(6/353)
لَا لَا حشيشة تجلب من مَكَّة نافعة للبواسير إِذا تدخن بهَا تنثرها وتسكن وجع المقعدة.
يَقُول فِيهِ د: إِنَّه أجمع جيد الكيموس مغذ للبدان ملين للبطن نافخ للمعدة والأمعاء.
وَلبن الرّبيع أَكثر مائية من لبن الصَّيف وَالَّذِي يكون من المرتعى من النَّبَات الرطب أَشد تَلْيِينًا للبطن من الَّذِي يرتعى من الْيَابِس.
والجيد من اللَّبن الشَّديد الْبيَاض المستوى القوام إِذا قطر على الظفر كَانَ مجتمعا لم يتمدد.
وَلبن الْمعز أقل ضَرَرا للبطن من غَيره من الألبان لِأَنَّهُ يرتعى أَشْيَاء قابضة كشجرة المصطكى وَالزَّيْتُون والحبة الخضراء فَلذَلِك صَار لبن الماعز جيدا للمعدة.
وَلبن الضَّأْن ثخين دسم حُلْو لَيْسَ بجيد للمعدة كلبن الْمعز.
وَلبن الأتن وَالْبَقر وَالْخَيْل أَكثر إسهالا للبطن من غَيره من الألبان.
وَلبن الْحَيَوَان المرتعى للعقاقير المنشأة مُفسد للمعدة والأمعاء.
وكل لبن إِذا طبخ كَانَ أَعقل للبطن من غَيره وخاصة مَا نشف مَاؤُهُ بحصى محمى يلقى فِيهِ وينفع من القروح الْبَاطِنَة وخاصة مَا فِي الْحلق وقصبة الرئة والأمعاء والكلي والمثانة والحكة والجرب والبثر وَفَسَاد الْجَسَد بالكيموسات والرديئة.
وَإِذا غلى ذهبت نفخته وَإِذا طبخ بالحصى المحمى إِلَى أَن يذهب نصفه نفع من إسهال الْبَطن مَعَ قرحَة الأمعاء. وَمَاء الْجُبْن مسهل يصلح أَن يذهب نصفه نفع من إسهال الْبَطن مَعَ قرحَة وَمَاء الْجُبْن مسهل يصلح أَن يسهل بِهِ من لَا يُمكن أَن يسقى دَوَاء حادا كَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ أَصْحَاب الماليخوليا والصرع والجرب المتقرح وداء الْفِيل والبثور. وَيخرج مَاء الْجُبْن لهَؤُلَاء بالسكنجبين ويسقى مِنْهُ تسع أَوَاقٍ فِي وَقت بعد وَقت حَتَّى ينتهى إِلَى ثَلَاثَة أَرْطَال وتسع أَوَاقٍ. وَيجب لشاربه أَن يتمشى فِي مَا بَين الْوَقْت وَالْوَقْت.
وَاللَّبن الحليب يصلح للحرقة واللهيب الْعرض من الْأَدْوِيَة القتالة كالذراريح وَنَحْوهَا والسالامندرا)
والبنج والشوكران.
وَلبن الْبَقر خَاصَّة ملائم للمعدة إِذا أكل صَاحبهَا شَيْئا مسموما ويتمضمض بِاللَّبنِ للقروح الْعَارِضَة فِي الْفَم ويتغرغر بِهِ للقروح الْعَارِضَة فِي جَوَانِب الحنك.
وَلبن الْبَقر والضأن والماعز إِذا طبخ بالحصى المحمى قطع الإسهال والمغس والزحير ويحتقن بِهِ وَحده مَعَ مَاء الشّعير للذع المعى والقروح فِي الرَّحِم.
وَلبن النِّسَاء أغذى وَأَشد جلاء من سَائِر الألبان وَإِذا سقى نفع من اللذع الْعَارِض فِي الْمعدة وقرحة الرئة وَشرب الأرنب البحرى.(6/354)
ويخلط بِهِ كندر ويقطر فِي الْعين للطرفة.
وَمَتى خلط بِهِ أفيون وموم وزيت وطلى على النقرس نفع.
والألبان أجمع رَدِيئَة للطحال والكبد العليلة والعصب والحمى والصداع والسدر والصرع إِلَّا مَاؤُهُ فانه يصلح للشقيقة.
وَزعم قوم: أَن لبن الكلبة فِي أول بطن تضع مَتى لطخ بِهِ الشّعْر حلقه وَمَتى شرب أخرج الأجنة الْمَوْتَى وَكَانَ بادزهرا من الْأَدْوِيَة القتالة.
والجبن الرطب غير الملوح جيد للمعدة هَين السلوك فِي الْأَعْضَاء يزِيد فِي اللَّحْم ويلين الْبَطن تَلْيِينًا معتدلا.
وَمَتى شوى عقل الْبَطن.
وَمَتى ضمدت بِهِ الْعين الوارمة ورما حارا نَفعهَا. وينفع من اللَّوْن الْعَارِض تَحت الْعين.
والجبن الحَدِيث الملوح أقل غذَاء من الرطب الَّذِي لَا ملح فِيهِ وَهُوَ ينقص اللَّحْم ردىء للمعدة والأمعاء.
والجبن الْعَتِيق يعقل الْبَطن.
وَمَاء الْجُبْن يغذو الْكلاب.
وَأما الزّبد: فقوته ملينة وَمَتى أَكثر مِنْهُ أسهل الْبَطن. وَيقوم مقَام الزَّيْت فِي علاج الْأَدْوِيَة القتالة.
وَمَتى خلط بِعَسَل ودلكت بِهِ لثة الصبى نفع وأسرع نباتها ونفع الوجع فِي اللثة والقلاع. وَمَتى طلى بِهِ الْجِسْم غذاه وأسمنه وَلم يعرض لَهُ حصف.)
والطرى مِنْهُ جيد إِذا احتقن بِهِ للأورام الحارة الصلبة الْعَارِضَة فِي الرَّحِم والأمعاء. وَإِذا كَانَ ورم فِي الرَّحِم حقن الْقبل.
ويخلط فِي الْأَدْوِيَة المفتحة وَينْتَفع بِهِ فِي أدوية جراحات العصب وحجب الدِّمَاغ وفم الْمعدة ويملأ القروح وينقيها ويبنى اللَّحْم فِيهَا.
وَمَتى وضع على نهشة الأفعى نفع مِنْهَا.
ودخان الزّبد يدْخل فِي أدوية الْعين فيجفف وَيقبض قبضا رَقِيقا وَيقطع سيلان الْموَاد ويملأ قروحها سَرِيعا.
وَقَالَ ج: أَجود اللَّبن مَا لم يشبه بشىء من الخلاط المعتدل القوام الصافي اللَّوْن الَّذِي إِذا تطعمته لم تَجِد فِيهِ حموضة وَلَا حراقة وَلَا ملوحة بل تكون فِيهِ حلاوة يسيرَة ورائحته طيبَة غير مذمومة فَمَا كَانَ مِنْهُ على هَذِه الصّفة فتولده عَن الدَّم الصَّحِيح البرىء عَن الْآفَات وَإِذا كَانَ كَذَلِك نفع من النَّوَازِل الحريفة اللذاعة ونقى الْأَعْضَاء من الكيموسات الرَّديئَة بِغسْلِهِ لَهَا وجلائه إِيَّاهَا ويلحج فِيهَا ويلصق بهَا فَيمْنَع حِدة الأخلاط الحريفة من الْوُصُول(6/355)
إِلَيْهَا كَمَا يفعل ذَلِك يجب أَن يمص من الثدى.
وأوفق هَذِه الألبان ألبان النِّسَاء الصحيحات الْأَبدَان اللواتي لم يطعن فِي السن وَلم يكن فِي سنّ الفتيات بل تكون الْمَرْأَة نصفا معتدلة المزاج محمودة الْغذَاء يكون الْغذَاء مولدا للكيموسات النقية.
وَبعد ألبان النِّسَاء فِي الْجَوْدَة والموافقة فألبان الْحَيَوَانَات الَّتِي لم تبعد عَن طبيعة الْإِنْسَان.
وروائح لُحُوم الْحَيَوَانَات تدل على جودة أَلْبَانهَا ودمائها وصحتها وَبعدهَا وقربها من مزاج الْإِنْسَان إِذْ فِي الْحَيَوَان مَا لَحْمه منتن الرَّائِحَة كلحم الْكَلْب وَالذِّئْب والأسد والفهد والضباع والدببة وَنَحْوهَا. وَأما لُحُوم الْحَيَوَانَات الطّيبَة الروائح كلحوم الضَّأْن والخنازير والمعز وَالْبَقر وَالْخَيْل والحمر الْأَهْلِيَّة والوحشية والظباء وَنَحْوهَا مِمَّا يغتذى بهَا أَكثر النَّاس فهى قريبَة من طبيعة الْإِنْسَان ملائمة لَهُ وَلذَلِك تسْتَعْمل ألبان الْبَقر والمعز وَالْحمير فِي الْأَكْثَر.
ويتخذ من أَلْبَانهَا الْجُبْن مَا خلا ألبان الْحمير فانها رقيقَة مائية لَا جبنية فِيهَا وَلَا غلظ وَلَا دسم.
فَأَما لبن الْبَقر فغليظ كثير الدسم. وألبان الْمعز وسط بَين ذَلِك.)
وَاللَّبن مركب من ثَلَاثَة جَوَاهِر: جبنية ومائية وزبدية فاذا ميزت هَذِه الْجَوَاهِر بالعلاج وَفَارق وَالسمن غَالب على لبن الْبَقر وَلذَلِك يتَّخذ مِنْهُ أَكثر.
وَالسمن مُحَلل منضج يسْتَعْمل فِي الأورام الَّتِي خلف الْأذن وَفِي الأربيتين وَغَيرهَا إِذا أردنَا تليينها وإنضاجها.
وَأما قُوَّة مَاء اللَّبن الَّذِي يتَمَيَّز من الدسم والجبينة فانه ينقى وَيغسل الأحشاء وينقى عَنْهَا الفضول العفنية وَيفْعل ذَلِك بِغَيْر لذع يسكن اللذع مَتى شرب أَو احتقن بِهِ وَيغسل القروح الَّتِي فِيهَا قيح ردىء فَاسد ويبرئها. وَقد يخلط بِهَذَا المَاء الْأَدْوِيَة الَّتِي تفش المَاء النَّازِل إِلَى الْعين وَيسْتَعْمل فينفع من ذَلِك. وَهُوَ يجلو الكلف ويشفى أورام الْعين وَالدَّم المنصب إِلَيْهَا مَعَ بعض الْأَدْوِيَة الْمُوَافقَة لذَلِك.
وَإِذا اسْتعْمل اللَّبن وَفِيه جبنية فانه يلصق الأحشاء ويسكن لذع الأخلاط المؤذية ويسكن انطلاق الْبَطن المفرط وَيقطع اخْتِلَاف الْأَشْيَاء اللزجة الدموية بعد طبخه بِالْحِجَارَةِ المحمية حَتَّى تفنى مائيته أَو يطْبخ مَكَان الْحِجَارَة بِقطع حَدِيد مستديرة صقيلة وَيكون لَهَا مقابض فَحِينَئِذٍ تكون أَجود من الْحِجَارَة للقبض الَّذِي فِي الْحَدِيد. وَجَمِيع الألبان نافعة من الرمد الْكَائِن من النَّوَازِل الحارة وَرُبمَا عالجنا بِهِ مُفردا(6/356)
وَرُبمَا خلطنا بِهِ بعض الشيافات وَرُبمَا بدهن ورد وشىء من بَيَاض الْبيض وجعلناه على الأجفان الوارمة فينفعها.
وتحقن بِهِ الأورام والأرحام القرحة إِمَّا وَحده وَإِمَّا مخلوطا بِمَا يُوَافق للقروح من الْأَدْوِيَة.
وَكَذَلِكَ يسْتَعْمل للقروح الْحَادِثَة فِي المقعدة عَن خلط لذاع. وَينْتَفع بِهِ فِي البواسير وقروح الْأُنْثَيَيْنِ.
وَبِالْجُمْلَةِ فِي كل ورم لذاع أَو قرحَة سيالة من كَثْرَة رُطُوبَة لذاعة.
ويخلط بِهِ الدَّوَاء الَّذِي يتَّخذ من أتاتين الَّتِي ذوب فِيهَا النّحاس فينفع من القروح السرطانية ويسكن وجعها.
ويتمضمض بِهِ لقروح الْفَم فيسكن أوجاعها وينفع من أورام اللوزتين واللهاة إِذا تغرغر بِهِ.
وَإِذ كَانَ جوهره بَرِيئًا من اللذع فَبِحَق يسكن الأوجاع وخاصة مَتى طبخ فانه حِينَئِذٍ يكون بَالغ الْمَنْفَعَة فِي ذَلِك وَلذَلِك يسْقِيه الْأَطِبَّاء لشارب الدَّوَاء الْقَاتِل كالذراريح وَنَحْوهَا فينفعهم.
وَأما ألبان الْكلاب فقد ذكرلها مَنَافِع لم تصح كَقَوْلِهِم: إِنَّه إِذا لطخ بِهِ خصى الغلمان وعاناتهم لم تنْبت الشّعْر وَكَذَلِكَ قَوْلهم فِي لطخه على مَوضِع الشّعْر الَّذِي ينتف من بَاطِن الجفن)
وإخراجه للجنين الْمَيِّت إِذا شربته الْمَرْأَة. كل هَذِه الْأَقَاوِيل خدع وأباطيل.
فَأَما الْجُبْن فانما هُوَ لبن جامد وَلَكِن لَيْسَ جَمِيع الألبان يجمد وَيقبل التجبن بل إِنَّمَا يفعل ذَلِك مَا كَانَ الغلظ عَلَيْهِ أغلب فيسهل انْعِقَاده ومفارقته للْمَاء.
وَأما الْجُبْن الْعَتِيق فقد يعرض لمن ذاقه وَشمه حرافة وحدة.
وَقد أتيت مرّة بِرَجُل فِي محفة اعتراه وجع المفاصل وَكَانَ فِي مفاصله كالحصى فحطر ببالي أَن أعمد إِلَى كوارع الْخَنَازِير المملوحة كَانَت بالحضرة فطبختها وعجنتها بذلك الْجُبْن الْعَتِيق وَكَانَ حَاضرا بمرقبة ومرسته مرسا نعما وَوَضَعته على مفاصله وَحين فعلت ذَلِك انْتفع بِهِ جدا. وَذَلِكَ أَن جلد الْموضع تشقق من تِلْقَاء نَفسه من غير بط بحديد فَكَانَ يخرج مِنْهُ يَوْمًا بعد يَوْم بِلَا أَذَى أَجزَاء من تِلْكَ الْحَصَى فَهَذَا مَا وجدته مَا وجدته بالفكرة وَتحقّق عندى بالتجربة.
فَأَما الْجُبْن الحَدِيث فقوته مُخَالفَة لقُوَّة الْعَتِيق وَقد ضمدت بِهِ جرحا بعد أَن سحقته ثمَّ علوته بورق الحماض فبرأ جرح ذَلِك الرجل لِأَنَّهُ لم يكن خبيثا. وَإِنَّمَا جعلت ذَلِك البقلة إِذْ لم يحضرني غَيرهَا. وَأما أَنْت فان لم تجدها فَاسْتعْمل بدلهَا ورق الْكَرم أَو السلق أَو الخس أَو الدلب فَإِنَّهُ يجزئك.
وَأما الْجُبْن الْمُتَّخذ من اللَّبن الحامض فَفِيهِ مَعَ الْقُوَّة الْمَانِعَة المبردة قُوَّة أُخْرَى تحلل تحليلاً يَسِيرا.(6/357)
وَأما الزّبد وَالسمن فقوته منضجة وَفعله ذَلِك فِي الْأَبدَان اللينة أقوى وأنجح. وَأما فِي الجاسية الصلبة فقوته تضعف عَنْهَا.
وَإِذا كَانَ على مَا ذكرنَا فَهُوَ نَافِع من الأورام الْحَادِثَة فِي الْأُصُول الْأذن والأربية والفم فِي الْأَبدَان وَرُبمَا لطخنا بِهِ أوراما ودبيلات فِي أبدان الغلمان وَالنِّسَاء وَحده فشفيناهم بِهِ.
وَكَثِيرًا مَا لطخنا بِهِ غلظ اللثة والعمور وخاصة فِي لثة الطِّفْل.
وَإِذا أردنَا إسراع نَبَات أَسْنَانه دلكنا لثة الصبى بِهِ.
وينفع أيضاا سَائِر أورام الْفَم ويخلط بِبَعْض الْأَشْيَاء الَّتِي يعْمل مِنْهَا الضمادات وتوضع على الشراسيف وأورام الحالبين وَغَيرهَا من الْمَوَاضِع الَّتِي فِيهَا أورام ودبيلات فيحلها.
وَإِذا لعق مِنْهُ مخلوطا بِعَسَل كَانَت منفعَته من النفث الْكَائِن من الرئة فِي أَصْحَاب ذَات الْجنب أورام الرئة عَجِيب وَكَانَ معينا على النضج وَهُوَ مَعَ ذَلِك ينضج.)
وَهُوَ أعنى الزّبد مَتى لعق وَحده بِغَيْر عسل كَانَت معونته على أَكثر وعَلى النفث أقل وأضعف فعلا. وَإِذا كَانَ مخلوطا بِعَسَل ولوز مر كَانَت قوته على النفث أَكثر وعَلى النضج أقل. وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِن الألبان تخْتَلف لاخْتِلَاف أَنْوَاع الْحَيَوَان وأوقات السّنة فلبن الْبَقر أغْلظ الألبان وَلَا يزَال يغلظ مَا امْتَدَّ الزَّمن أَولا أَولا حَتَّى يَنْقَطِع أصلا. وَيكون فِي الرّبيع رطبا جدا وكميته أَكثر.
وَاللَّبن الأغلظ أوفق لمن يُرِيد كَثْرَة الْغذَاء وَأَقل إطلاقا للبطن. والمطبوخ بِقطع الْحَدِيد إِلَى أَن تفنى مائيته يسقى لمن يعرض لَهُ لذع فِي معدته من فضل حاد وَيعْقل الْبَطن.
وَيجب أَن تعلم أَن اللَّبن الْمَطْبُوخ بالحديد والحصى يتجبن فِي الْمعدة وَلذَا صرنا نخلط مَعَه عسل القراح على اللَّبن بعد ذهَاب مائيته لِأَن الْأَطِبَّاء لم يهربوا من مائية اللَّبن بل من الحدة الَّتِي يُطلق بهَا الْبَطن وَلبن الْمعز أرق وَأَقل دسما من لبن اللقَاح.
وَأما لبن الأتن فالجبن وَالدَّسم فِيهِ قَلِيل وَلذَلِك لَا يتجبن فِي الْمعدة إِلَّا فِي الندرة مَتى يشرب وَهُوَ حَار سَاعَة يحلب فَمَتَى خلط مَعَه عسل وملح لم يُمكن أَن ينْعَقد فِي الْمعدة من أجل رطوبته صَار يُطلق الْبَطن أَكثر لِأَن إِطْلَاق الألبان للبطن إِنَّمَا تكون بِهَذِهِ المائية لِأَن الجبينة قوتها عَاقِلَة للبطن.
وبحسب مَا عَلَيْهِ مَاء اللَّبن من الصّفة فِي توليد الدَّم الْجيد إِذا قيس إِلَى سَائِر أَجزَاء(6/358)
اللَّبن كَذَلِك تعرف سَائِر الْأَشْيَاء الْأُخَر الْمُطلقَة وأحسب أَنه بِهَذَا السَّبَب كَانَت القدماء تستعمله فِي إِطْلَاق الْبَطن للبطن.
وينبغى أَن تخلط مَعَه من الْعَسَل مِقْدَار مَا يستلذه الشَّارِب وَلَا يغثى نَفسه وَكَذَلِكَ من الْملح بِمِقْدَار مَا لَا يُؤْذى حاسة الذائق.
وَمَتى أردْت أَن تطلق الْبَطن أَكثر فَاجْعَلْ الْملح أَكثر.
فَأَما اللَّبن الردىء الْخَلْط فانه يبلغ من رداءته أَن يفْسد أخلاط الْجَسَد وَلَو كَانَت جَيِّدَة. وَإِنِّي لأعرف طفْلا كَانَت جَيِّدَة مرضعته رَدِيئَة اللَّبن فَامْتَلَأَ بدنه قروحا.
وَلَو أَن حَيَوَانا رعى سقمونيا أَو يتوعا أَو نَحْوهَا لأطلق لبنة الْبَطن فَلذَلِك يجب أَن تفهم مَا قلته فِي اللَّبن مِمَّا مثلته: أَنه أَجود الأغذية فِي توليد الدَّم الْجيد اللَّبن الْجيد الَّذِي فِي غَايَة الْجَوْدَة.)
فَأَما اللَّبن الَّذِي ينقص من غَايَة الْجَوْدَة فبحسب ذَلِك نقصانه عَن الْمرتبَة الَّتِي ذكرنَا فِي نفع الْبدن إِلَّا أَن اسْتِعْمَال اللَّبن الْكثير المائية وَإِن دَامَ أقل خطرا من غَيره.
فَأَما اللَّبن الْكثير الجبنية الْقَلِيل المائية فَلَيْسَ إدمانه مَحْمُودًا لجَمِيع النَّاس وَذَلِكَ أَنه يُولد الْحَصَى فِي الكلى والسدد فِي الكبد فِيمَن كَانَت هَذِه الْأَعْضَاء مِنْهُ مستعدة لذَلِك.
فَأَما الصَّدْر والرئة ونواحيها فالألبان كلهَا مُوَافقَة لَهَا.
فَأَما الرَّأْس فالألبان غير مُوَافقَة لَهُ وتضره إِلَّا أَن يكون قَوِيا جدا وَكَذَلِكَ فان اللَّبن غير مُوَافق للجنبين إِذْ كَانَت النفخة تسرع إِلَيْهِمَا لِأَنَّهُ يتَوَلَّد مِنْهُ ريَاح فِي أَكثر معد النَّاس.
وَإِذا طبخ اللَّبن مَعَ بعض الأغذية المولدة للخلط الغليظ ذهبت نفخته إِلَّا أَنه يكون أبلغ فِي توليد السدد والحصى.
وَهَذِه الأغذية مثل السميذ والحندروس والنشا والعطرية وخبز الفرن وَالْملَّة والفطير وَاللَّبن على مَا ذكرنَا جيد الْغذَاء كَثِيرَة إِلَّا أَنه مركب من شَيْء يعقل وَشَيْء يلطف يُطلق شَيْء يحدث السدد وَشَيْء يلطف الأخلاط الفليفة وَذَلِكَ أَن مَاء اللَّبن الأخلاط الغليظة وَذَلِكَ أَن مَاء اللَّبن يلطف الأخلاط الغليظة وَيُطلق الْبَطن.
وجبنه حَابِس للبطن مولد للأخلاط الغليظة الَّتِي من أجلهَا تحدث السدد والحصى.
وإدامة اللَّبن يضر بالأسنان واللثة وَيحدث فِي اللثة ترهلا وَفِي الْأَسْنَان سرعَة عفن وتأكل فَلذَلِك يجب أَن يتمضمض بعده بشراب ممزوج. والأجود أَن يخلط مَعَه عسل فان ذَلِك مِمَّا يذهب بالجبنية الَّتِي تلزق بالأسنان واللثة ويجلوها.
وَإِن كَانَ مِمَّا يضر رَأسه فليتمضمض بِالشرابِ الصّرْف(6/359)
فانه أصلح. وأجود من ذَلِك فِي دفع الضَّرَر عَن اللثة والأسنان مَتى خلط الْعَسَل بِالشرابِ الصّرْف فانه أصلح وأجود من أَن يتمضمض أَولا بِمَاء الْعَسَل ثمَّ يتمضمض بشراب صرف قَابض. رأئب فَأَما اللَّبن الحامض فانه لَا يضر بالأسنان إِلَّا من جنس الضرس مثل سَائِر الْأَشْيَاء الحامضة الْبَارِدَة والعفصة. والمعد الْبَارِدَة لَا تستمرىء اللَّبن الحامض على أى الْجِهَات كَانَ استمراء جيدا. والمعد الْبَارِدَة والحارة يفْسد اللَّبن فيهمَا أما فِي الحارة فبأن ينْتَقل إِلَى الدخانية.
وَفِي الْبَارِدَة إِلَى الحموضة لَكِن الرائب الحامض يصلح للمعدة الحارة وَينْتَفع بِهِ غَايَة الْمَنْفَعَة وَأما الْمعد المعتدلة فيعسر استمراء الرائب الحامض فِيهَا إِلَّا أَنه على حَال لَا يقويها على)
هضمه حَتَّى لَا تهضمه أصلا.
مخيض فَأَما المخيض من اللَّبن الَّذِي قد أخرج زبده فانه لَا يَسْتَحِيل إِلَى الدخانية الْبَتَّةَ وَلَا فِي معدة فِي غَايَة توليد المرار والالتهاب لِأَنَّهُ قد فَارقه الْجُزْء الدسم والحار الَّذِي فِي مائيته وَمَا بقى فَهُوَ الْجُزْء الجبنى قد اسْتَحَالَ إِلَى أبرد مِمَّا كَانَ.
وَإِذا كَانَ كَذَلِك فانا نقُول: إِن هَذَا اللَّبن المخيض يُولد خلطا غليظا بَارِدًا وَلذَلِك لَا تستمريه المعتدلة ويولد الخام.
قَالَ: وينفع هَذَا الْغذَاء وَمَا جرى مجْرَاه الْمعدة الملتهبة وَهُوَ فِي غَايَة الْإِضْرَار بالمعدة الْبَارِدَة.
وَقَالَ: واللبأ إِذا لم يخلط بِعَسَل كَانَ أَبْطَأَ انهضاما وأبلغ فِي توليد الْخَلْط الغليظ وَأَبْطَأ فِي الانحدار عَن الْمعدة والنفوذ فِي الأمعاء.
وَإِذا خلط بِعَسَل كَانَ مَا يحظى بِهِ الْبدن مِنْهُمَا جَمِيعًا من الْغذَاء مِقْدَارًا كثيرا.
قَالَ: وَأما الْجُبْن فانه يزْدَاد حِدة من أجل الأنفحة وينقى عَنهُ جَمِيع رُطُوبَة مائية اللَّبن وَلَا سِيمَا إِذا عتق فانه فِي ذَلِك الْوَقْت يكون أحد والحرارة المحرقة فِيهِ أبين فَيكون إحداثه للععطش بِهَذَا السَّبَب أَكثر وانهضامه أعْسر وَلذَلِك لَا يَسْتَفِيد الْجُبْن من الْأَشْيَاء الحريفة الحادة الملطفة الَّتِي تخلط بِهِ صلاحا وجوده كَمَا يَسْتَفِيد ذَلِك مِنْهَا جَمِيع الْأَطْعِمَة الغليظة مَتى خلطت بهَا لكنه يزْدَاد عِنْد مَا تخلط مَعَه رِدَاءَهُ لِأَن الْمضرَّة الدَّاخِلَة عَلَيْهِ من أجل هَذِه الْأَشْيَاء زَائِدَة فِي رداءة غذائه. وحرارته المتحرفة تعم الْمَنْفَعَة الَّتِي يستفيدها من تلطيف هَذِه الْأَشْيَاء الغليظة.
وَإِذا خلط الْجُبْن بِهَذِهِ الْأَشْيَاء كَانَ فِي تِلْكَ الْحَال لَيْسَ يسير الْإِعَانَة على توليد الْحَصَى فِي الكلى لِأَن الْحِجَارَة تتولد فِي الْأَبدَان الَّتِي يجْتَمع فِيهَا خلط غليظ مَعَ حرارة نارية ملتهبة وَلذَلِك يجب أَن يحذر من الْجُبْن مَا كَانَ فِي مثل هَذِه الْحَال لِأَنَّهُ لَا خير فِيهِ للانهضام وَلَا للنفوذ وَلَا لإدرار الْبَوْل وَإِطْلَاق الْبَطن وَلَا فِي جودة الْغذَاء.(6/360)
والجبن الَّذِي على هَذِه الْحَال مَا كَانَ لَيْسَ بعتيق وَلَا حريف وَلَا حاد فانه وَإِن كَانَ هَكَذَا فَهُوَ ردىء إِلَّا أَن رداءته أقل من رداءة الْجُبْن الْعَتِيق.
وَأفضل أَنْوَاع الْجُبْن الْمُتَّخذ من اللَّبن الحامض وَهُوَ ألذها وأنفعها للمعدة وأسرعها انهضاما وانحدارا وَلَيْسَ غذاؤه بردىء إِلَّا أَن الدَّم الْمُتَوَلد مِنْهُ غليظ. وَذَلِكَ أَمر يعم جَمِيع الْجُبْن.)
والجبن اللين أفضل من الصلب والرخو المتخلخل أفضل من المتكاثف والجبن المتين العلك والهش المتفرك رديئان وأفضلهما الْمُتَوَسّط بَين هذَيْن وَإِنَّمَا يعرف فَضله من الطّعْم.
وأفضله وأجوده مَا لَا طعم قوى فِيهِ وَلَكِن الْحَلَاوَة والعذوبة أغلب عَلَيْهِ قَلِيلا واللذيذ أفضل من الكريه وَالَّذِي فِيهِ من الْملح مِقْدَار معتدل أفضل من الَّذِي لَا ملح فِيهِ الْبَتَّةَ.
والجبن الَّذِي يقل طعمه فِي الجشاء هُوَ أفضل وَمَا بقى طعمه فِي الجشاء لَا بثا فَلَيْسَ بمحمود لِأَن مَا كَانَ كَذَلِك فَهُوَ عسر الانهضام والاستحالة. وَقَالَ فِي كتاب الكيموس: الْغَالِب على لبن اللقَاح والأتن المائية وعَلى لبن النعاج الجبنية وعَلى لبن الْبَقر الدسم وَلبن الْمعز معتدل فِي هَذِه الثَّلَاثَة وَلَيْسَ من الْحرَّة أَن يشرب الْإِنْسَان لبن الْمعز بِلَا عسل لِأَنَّهُ كثيرا مَا يتجبن فِي الْمعدة.
وَأفضل الألبان لبن الْحَيَوَان الصَّحِيح المخصب.
وَجَمِيع الْجُبْن غليظ الْخَلْط فان كَانَ عتيقا فَهُوَ مَعَ ذَلِك ردىء الْخَلْط. وكيموس الطرى أقل غلظا وألين يبرىء قُرُوح الرئة وَحده. وَمَعْلُوم أَن ذَلِك إِنَّمَا يكون مِنْهُ قبل أَن تعظم القرحة وتصلب.
وَلبن النِّسَاء أَحْمد فِي علاج السل وَيجب أَن يمص من الثدى لِأَنَّهُ يعْدم بعض فضائله سَاعَة يخرج من الثدى.
مَجْهُول: اللَّبن يمْلَأ الْمعدة وتولد كثرته حمى وقملا.
وَقَالَ روفس فِي كتاب التَّدْبِير: اللَّبن أفضل الأغذية للأخلاط السوداوية والبثور والعفن فِي الْأَعْضَاء والسموم وَهُوَ حَار رطب قوى فِي ذَلِك. وَاسْتدلَّ على ذَلِك بِأَنَّهُ قد انهضم أَكثر من انهضام الدَّم وَعَن الدَّم كَانَ فَهُوَ أَشد مِنْهُ انهضاما.
حنين: ينظر أى الْأَعْضَاء هضمته فأنما هضمته أَعْضَاء بَارِدَة يهضمه غدد الثديين وهما باردان.
روفس: وَلِأَن اللَّبن دسم نضيج صَار إلهابه للحرارة سَرِيعا سهلا وَلذَلِك صَار يعطش وإشعاله للحمى سهل سريع.(6/361)
قَالَ حنين: ذَلِك لسرعة استحالته إِلَى مَا يُصَادف.
روفس: وَمَتى تنَاوله إِنْسَان فِي كل يَوْم رطب بدنه وأحدث ثقلا فِي الرَّأْس ودوارا وجشاء حامضا وينفخ الْمعدة وَبعد أَن يُولد دَمًا جيدا يحبس الطبيعة فِي بعض الْأَوْقَات ويطلقها فِي)
بعض.
وَلبن كل حَيَوَان على حسب دَمه من الغلظ أَو من الرقة فان دم الْبَقر غليظ وَكَذَلِكَ لبنة غليظ. وَدم الْمعز رَقِيق وَكَذَلِكَ لبنة.
روفس: لبن الرماك يلى لبن الْمعز فِي الرقة.
حنين: لبن الرماك وَلبن الْحَيَوَان الَّذِي يكد وَيعْمل أَو يرتاض أبيس وَلبن الْحَيَوَان الحبلى فَاضل اريباسيوس فِي الزّبد: إِن فِيهِ مَعَ أَن قوته منضجة شَيْئا من الْقُوَّة المحللة وَلذَلِك يبرىء مَرَّات كَثِيرَة الأورام الَّتِي تعرض فِي أبدان النِّسَاء والأورام الَّتِي تعرض فِي جَانب الْأذن وَالَّتِي فِي الحالبين وأورام الْفَم وَسَائِر الآورام الَّتِي تعرض للمرطوبين كأبدان الصّبيان وأبدان النِّسَاء.
وَقَالَ: إِن اللَّبن سريع التَّغْيِير بالهواء الْحَار والبارد أَيْضا يُفْسِدهُ.
وَينْقص فَضله مَتى لم يسْتَعْمل سَاعَة يحلب أَو من ثدى الْمَرْأَة أَو غَيرهَا من يحلب مِنْهُ.
وَجُمْلَة اللَّبن ينفع من الْموَاد الحارة المنصبة إِلَى الْعين وَالدَّم المنعقد فِيهَا وللآثار الَّتِي تحدث فِي الْوَجْه وَإِذا كَانَ فِي الْعين ورم ثمَّ وضع على الأجفان من خَارج مَعَ بيض ودهن ورد خام فِي وَقت النّوم حلل تِلْكَ الأورام.
وَيجب أَن يسْتَعْمل فِي ذَلِك لبن امْرَأَة صَحِيحَة محمودة التَّدْبِير حِين يحلب وَيسْتَعْمل أَيْضا فِي قُرُوح الْأَرْحَام وَفِي جَمِيع الْأَعْضَاء الَّتِي تحْتَاج فِيهَا إِلَى تسكين ورم حَار أَو لذاع أَو عِلّة خبيثة.
قَالَ: وَإِذا عزمنا على إِعْطَاء اللَّبن لأَصْحَاب اخْتِلَاف الدَّم وَجَمِيع الَّذين يخرج مِنْهُم بالإسهال فضول حادة فقد يجب أَن يتَقَدَّم فِي طبخه بالحصى حَتَّى يذهب أَكثر مائيته فان طبخناه بِقطع الْحَدِيد صَار أقوى كيثرا.
وَقَالَ ابْن ماسويه: فِي لبن الْإِبِل ملوحة وحدة وَاللَّبن ضار للمبلغمين. وطبع اللَّبن عِنْد حلبه حَار رطب وحرارته يسيرَة وَدَلِيل حرارته حلاوته وقربه فِي الاستحالة إِلَى الدَّم والإكثار مِنْهُ يُولد الْحَصَى فِي المثانة ويتجبن فِي الْمعدة وَأكْثر مَا يكون اللَّبن نَافِعًا لمن طَبِيعَته حارة يابسة وَلَيْسَ فِي معدته صفراء.
والحامض مِنْهُ بَارِد يَابِس إِذا قسته إِلَى الحليب عسر الانهضام(6/362)
ويتمضمض بعد أكل اللَّبن بالنبيذ الصّرْف أَو بِمَاء السماق مَعَ العاقر قرحا أَو الْخلّ وَالْعَسَل أَو بِالْمَاءِ لِئَلَّا تفْسد اللثة. وَلَا يجب أَن يَأْكُل الحليب من يجد جشاء دخانيا.)
وَلبن النِّسَاء نَافِع من وجع الصَّدْر والرئة والكلى والمثانة.
وَكَذَلِكَ لبن الأتن وَلبن الْبَقر المنزوع الزّبد نَافِع من تطفئه الْحَرَارَة ومقو للمعدة معدل لَهَا.
وَكَذَلِكَ لبن اللقَاح نَافِع للسدد المتولدة فِي الكبد من الدَّم الغليظ.
وَلبن الْإِبِل يدر دم الْحيض الْمُنْقَطع من الْحَرَارَة واليبس.
والأحمد اجْتِنَاب اللَّبن الْبَتَّةَ إِذا لم يكن الْجَسَد نقيا.
مَجْهُول: لَا يسقى اللَّبن الضُّعَفَاء الرؤوس وَلَا المنتفخ مِنْهُم مَا تَحت الشراسيف لِأَنَّهُ يزِيد فِيهَا ويصدع الرَّأْس ويملؤه وَلَا الضِّعَاف الْمعدة وَلَا المحمومين.
وَيصْلح إِن أردته لِأَن ترطب بِهِ بدنا حارا يَابسا مخيض الْبَقر الحامض المنزوع الزّبد ولأصحاب السل لبن الأتن.
ولمشى الدَّم يخرج زبد لبن الْمعز وَهُوَ حليب حُلْو ويستقصى ذَلِك ثمَّ يطْبخ بِقطع الْحَدِيد المحماة بعد أَن يصب عَلَيْهِ مثله من المَاء وَلَا تزَال تطبخه حَتَّى يذهب ذَلِك المَاء فان هَذَا نَافِع جدا.
وَيقطع الخراطة وَالدَّم قطعا عجيبا. وَأكْثر مَا يسقى مِنْهُ ثلثا مِنْهُ رَطْل. ومخيض الْبَقر الحامض يطفىء الصَّفْرَاء وَيقطع الِاخْتِلَاف المفرط الْكَائِن مِنْهَا.
وَلبن الأتن وَالنِّسَاء نَافِع من قُرُوح الرئة.
وَلبن اللقَاح نَافِع من حرارة الكبد ويبسها نفعا بليغا وَهُوَ أحر من سَائِر الألبان. ويسقى مِنْهُ من رَطْل إِلَى رطلين حليبا بسكر الْعشْر وزن خَمْسَة دَرَاهِم فينفع الاسْتِسْقَاء الْحَار.
وَيجب أَن يتمضمض بعد اللَّبن بِمَاء الْعَسَل وَالشرَاب أَو بسكنجبين لِأَن اللَّبن يفت الْأَسْنَان ويرخى اللثة.
وَإِذا ولد اللَّبن فِي الْمعدة جشاء دخانيا فاقطعه واستفرغ الشَّارِب لَهُ صفراء. وَإِذا ولد حموضة فَأَقل مِنْهُ واقطعه أَيَّامًا ثمَّ اغذه.
وَإِن أدمن اسْتِعْمَاله فليجعل مَعَ بعض الملطف لتأمن من تولد الْحَصَى.
وَمَاء الْجُبْن يسهل الأخلاط الْمُحْتَرِقَة إِذا عمد بسكنجبين وَألقى فِيهِ بعد ملح وغلى وَأخذت رغوته.
وَاللَّبن ردىء للكبد وَالطحَال نَافِع للصدر إِذا كَانَ حلوا.)
والجبن حريف من أجل الأنفحة حَار وأعتقد أردؤه وَهُوَ يعطش لملوحته.
والأنفحة ضارة للمعدة مولدة للقولنج تعقد الْبَطن عقدا شَدِيدا.(6/363)
والزبد نَافِع من خشونة الْجَسَد من دَاخل وَمن خَارج الْعَارِض من السَّوْدَاء وكل خشونة تحدث كالقوابي وَنَحْوهَا.
اليهودى: لبن الأتن نَافِع من عسر الْبَوْل واللهب واشتعال الْقلب والرئة جيد لقروح الرئة دَافع لكل أمراض الصَّدْر جيد لقروح المثانة ومجارى الْبَوْل يسقى مِنْهُ قدر ثَلَاث أَوَاقٍ أَو نَحْوهَا من أتان شهباء مصلحَة الْعلف.
وَلبن الْمعز قَالَ: يَسْتَحِيل إِلَى دم جيد نَافِع للسعال وَنَفث الدَّم والسل ونهول الْجِسْم.
وَلبن الضَّأْن جيد للسعال والربو ويصفى اللَّوْن جدا ويكسب اللَّحْم وَيزِيد فِي الدِّمَاغ والنخاع والباه.
وَلبن اللقَاح: نَافِع للْمَاء الأصفراء والبهر وضيق النَّفس وَيفتح سدد الكبد ويقوى الْجِسْم.
ويسقى مَعَ سكر لتصفية لون النِّسَاء.
ومخيض الماعز نَافِع للصفراء إِذا أَخذ على مَا فِي بَابه واللاحتراق واليرقان والحمى المفرط إِذا أكل مَعَه الْجُبْن. ويسقى مَعَ خبث الْحَدِيد للصفار. ويسقى اللَّبن نَفسه للسمنة.
جملَة اللَّبن قَالَ روفس فِي كتاب اللَّبن: اللَّبن يخْتَلف بِحَسب اخْتِلَاف نوع الْحَيَوَان وَسنة وسخنته وغذائه ورياضته وَقرب عَهده بِالْولادَةِ وصنعته وبجوهره وَيَقَع ذَلِك من الْخلاف مَا يُمكن أَن يكون دَوَاء وغذاء وَيخْتَلف ذَلِك أَيْضا بِحَسب الْأَبدَان. فان من النَّاس من يخف عَلَيْهِ شرب الْقَلِيل وَإِن أَكثر مِنْهُ بالضد.
قَالَ: وَلبن اللقَاح أرق الألبان وأبطأها انحدارا عَن الْمعدة على أَن مَا فِيهِ من المائية كثير وَقد جرب ذَلِك.
وَلبن الضَّأْن أغْلظ الألبان وأكثرها جبنا بطىء الانحدار يلهب الْبَطن.
وَلبن الرماك والأتن أسْرع انحدارا.
وَلبن الْبَقر يغذو غذَاء مَحْمُودًا ويسهل إسهالاً يَسِيرا وَلبن الْمعز أَضْعَف إسهالاً من لبن الْبَقر.
فَأَما فِي سَائِر أَحْوَاله فمنفعته معتدلة.
وألبان الْخَنَازِير قد كَانَت تسقى للسل. وَمن أدمنها أورثته وضحا.)
وَلبن النِّسَاء يقطر فِي الْعين ويرضع مِنْهُ المسلول كَمَا يرضع الطِّفْل فيسمن وَيبرأ من قروحه الَّتِي فِي الرئة سَرِيعا.
اسْتِدْلَال على اللَّبن: يسْتَدلّ عَلَيْهِ بِصِحَّة الْحَيَوَان وسقمه بِمَا يتهيأ لَك من الدَّلَائِل ورقة جلودها وَقلة شعرهَا وتناثرها وامتناعها من الْعلف يدل على مَرضهَا فليحذر لبن الْحَيَوَان السقيم إِلَّا أَن يقْصد بِهِ الإسهال. فان انحدار هَذَا اللَّبن أسْرع.
وَلبن الْحَيَوَان الصَّحِيح أغذى وَأطيب. وَلبن الْحَيَوَان الْأَبْيَض ضَعِيف وَهُوَ ضَعِيف(6/364)
الْقُوَّة أَعنِي الْحَيَوَان الْأَبْيَض فِي نَفسه. وَالْأسود أقوى أبدا وأحمل لتغير الْأَزْمِنَة ولبنه أَجود وَأَبْطَأ انحدارا وَلبن الْأَبْيَض أسْرع انحدارا.
اللَّبن بِحَسب الْوَقْت: لبن الرّبيع أرطب وأرق والصيفى أثخن وأخف كثيرا لِأَن الزَّرْع فِي هَذَا الْوَقْت يكون أجف مِنْهُ فِي وَقت الرّبيع فَيكون اللَّبن لذَلِك أدسم وَأَغْلظ لِأَن الَّذِي يَأْكُلهُ الْحَيَوَان ينهضم.
اللَّبن بِحَسب المرعى قَالَ: الراعية فِي الآجام والمروج أرطب لَبَنًا والراعية فِي القلاع وَالْجِبَال أجف وأسخن والراعى فِي الآجام أطلق للبطن. والمتولد عَن رعى الْأَدْوِيَة المسهلة يسهل.(6/365)
اللَّبن بِحَسب الْأَسْنَان أَجود الألبان المتناهى السن فَأَما لبن الصَّغِير السن فأرطب وَلبن الْهَرم اللَّبن بِحَسب الطّعْم والقوام اللَّبن الحامض وَالرَّقِيق والثخين والمالح ردىء وَأما الحلو المستوى القوام الذى لَهُ ثخن فَهُوَ جيد.
مَاء الْجُبْن خَيره الرَّقِيق.
اللَّبن بِحَسب مُدَّة الْحمل قَالَ: لبن الْحَيَوَان الَّذِي مُدَّة حمله أَكثر من حمل الْإِنْسَان أَو أقل رَدِيء للانسان والمساوى ملائم وَلذَلِك صَار لبن الْبَقر أَكثر ملائمة.
جملَة اللَّبن قَالَ: بِالْجُمْلَةِ أَنه يغذو غذَاء كَافِيا ويولد لَحْمًا لينًا رطبا ويعدل الأخلاط اللذاعة ويستفرغ بَعْضهَا وينفع من سقى شَيْئا حارا أَو حقن بِهِ.
وَإِن كَانَ فِي الرَّحِم لذع فحقن بِهِ نفع.
وَإِذا شرب نفع القروح الَّتِي فِي الرئة والأمعاء والكلى وَالرحم والدمامل والبثر وَسَائِر الخشونات. وينفع من شرب الذراريح. وَبِالْجُمْلَةِ شرب الْأَدْوِيَة المقرحة الأكالة. ويقابل البنج وَيرد عقل من يسقاه على الْمَكَان.)
وينفع من الأورام الْعَارِضَة فِي الحنك شرب أَو تغرغر بِهِ وَلمن بدنه يَابِس قحل وَلمن بِهِ عِلّة فِي مَا دون الشراسيف لَا يسهل تخلصه مِنْهَا.
لى هَذَا القَوْل فِيهِ نظر. قَالَ: وَأما المطحول والمكبود وَصَاحب الخفقان والنفخ والسدد وَثقل الرَّأْس وظلمة الْبَصَر ورقتها والعشا والحميات وانبعاث الدَّم فضار لَهُم. وَكَذَلِكَ من يتجشأ جشاء دخانيا أَو حامضا. وَمن لَا يعرض هَاتَانِ الخلتان فاسقه إِيَّاه.
اللَّبن بِحَسب الْأَسْنَان وَأما الصّبيان فليشربوه إِلَى وَقت الإنبات ثمَّ يَدعُوهُ وخاصة من كَانَ مِنْهُم محروراً فَإِنَّهُ يتجبن فِي معدهم وَيُورث كربا وقلقا فِي كل معدة حارة المزاج. وَهُوَ ينفع الصّبيان لِأَنَّهُ يرطبهم وَيزِيد فِي نموهم. وَلَا يُوَافق لمن تناهى فِي شبابه لغَلَبَة الْحر عَلَيْهِ وَبعد الِانْتِهَاء فانه جيد لِأَنَّهُ يرطب ويعدل الأخلاط ويسكن الحكة الْعَارِضَة فِي أبدان الْمَشَايِخ.
وَإِيَّاك أَن تسقيه أَصْحَاب الأمزجة الحارة والمحمومين لِأَنَّهُ يَسْتَحِيل فيهم إِلَى المرار وينفخ الأحشاء وَيحدث صداعا وثقلا فِي الرَّأْس ويضر بالأبصار إِذا لم يجد انهضامه لِأَنَّهُ مَتى أصَاب الْمعدة وفيهَا ضَرَر شاركها الرَّأْس فَمَتَى تنَاول اللَّبن فَليدع جَمِيع الْأَطْعِمَة والأشربة إِلَى أَن ينحدر إِلَى أَسْفَل لِأَنَّهُ إِن خالطه شىء وَكَانَ قَلِيلا فسد وأفسد ذَلِك اللَّبن مَعَه وَلذَلِك يَسْتَعْمِلهُ الرُّعَاة فيخصب أبدانهم.
وَيجب أَن يُؤْخَذ بِالْغَدَاةِ وَلَا يُؤْكَل عَلَيْهِ شىء إِلَى انهضامه ويحذر التَّعَب بعده لِأَنَّهُ يمخضه ويحمضه لِأَن التَّعَب قد يحمض الْأَطْعِمَة القوية ويمخضها فضلا عَن اللَّبن والسكون بعده أصلح بعد أَن يكون مستيقظا فان ذَلِك أَحْرَى أَن ينحدر اللَّبن فِي أول مرّة يَأْخُذهُ وَهُوَ لذَلِك مُحْتَاج قَالَ: وَاللَّبن فِي أول أمره إِنَّمَا يخرج مَا فِي الأمعاء ثمَّ إِنَّه إِذا دَامَ بِهِ بعد ذَلِك يدْخل فِي الْعُرُوق ويغذو غذَاء حميدا ويعدل مَا فِيهَا وَلَا يُطلق الْبَطن بل يمسِكهُ. وَمن أَرَادَهُ للاطلاق أَخذ مِنْهُ مِقْدَارًا كثيرا. وَمن أَرَادَهُ للتغذى والترطيب فليأخذ مِنْهُ مِقْدَارًا أقل لَا يثقل عَلَيْهِ الْبَتَّةَ.
جملَة قَالَ: وينفع شرب اللَّبن فِي الْعِلَل المزمنة فِي الصَّدْر والسعال وَنَفث الدَّم من الصَّدْر وَلَا يجب أَن يدمن بل يغب.
وَهُوَ جيد من قُرُوح الرئة والهلاس.
وَمَتى شرب للأخلاط اللذاعة والفضول فِي الْعُرُوق فليخلط مَعَه عسل فانه يصير أَجود وأسرع انحدارا وَقد يسهل إِذا خلط مَعَه ملح.)
وَإِذا شرب لاخْتِلَاف الدَّم والفضول وَعلل المعى الصَّائِم وَمَا يسيل إِلَى الْمعدة فاشربه مطبوخاً.
ويطبخ أَولا برفقولين حَتَّى يذهب بعضه ثمَّ ويطبخ بعد ذَلِك طبخاً أَكثر ويحذر أَن يتجبن أَو تسمير مَاؤُهُ أَولا بِرِفْق ولين حَتَّى يذهب بعضه أَو يَحْتَرِق وَذَلِكَ يكون بِأَن يطْبخ ويحرك بخشب التِّين وَيُؤْخَذ مَا يجْتَمع على شفة الْقدر بشىء ينشف بِهِ فيطبخ على هَذِه الصّفة حَتَّى يغلظ فانه يحبس الْبَطن وينفع من قُرُوح الأمعاء ويقوى الْبَطن. ويطبخ بالحصى أَيْضا على مَا يعرف.(6/366)
مَاء الْجُبْن قَالَ: يسقى من يحْتَاج أَن يسهل إسهالا قَوِيا ويتخذ على هَذِه الصّفة غير أَنه يرش عَلَيْهِ مرّة بسكنجبين وَمرَّة بشراب وَمرَّة بِمَاء الْعَسَل على قدر الْحَاجة فان كَانَ الْخَلْط بلغميا رششنا عَلَيْهِ بسكنجبين.
وَقد ينفع مَاء الْجُبْن الضَّعِيف والمهلوس.
لى فِي هَذَا نظر.
قَالَ: ويخلط مَعَه فِي أول الْأَمر ملح وَمَتى أخذت مَعَه أدوية مسهلة فلينقص مقدارها فان الْخَطَأ فِيهِ عَظِيم مَتى أفرط وَزنهَا. فَأَما هُوَ وحدة فَلَا يعرض مِنْهُ خطأ.
قَالَ: والمجبن بالقرطم قوى فِي إسهاله. وَمَتى طبخ بعد أَخذه وَجعل فِيهِ الْملح أسهل بِقُوَّة. وَمن احْتَاجَ إِلَى مسهل وَلم يقو على الْأَدْوِيَة فليسق مَعَ ملح أَو مَاء الْبَحْر فانه يستفرغه استفراغا صَالحا ويخلط فِيهِ حاشا وافثيمون وَقد يخلط مَعَه قثاء الْحمار فيقوى بِهِ. وَقد يسقى للأمعاء الَّتِي يخَاف أَن يحدث فِيهَا قرحَة وَالَّتِي يجرحها البرَاز المرارى وقروح الكلى والمثانة وَلَا يَجْعَل فِيهِ فِي هَذَا الْحَال ملح ولحرقة الْبَوْل وَلَا يتوقى أَخذه فِي الصَّيف الشَّديد الْحر كَمَا يتوقى المسهلة من الْأَدْوِيَة.
وينفع القوى الإسهال مِنْهُ للخراجات والبثر الكمدة اللَّوْن وَإِخْرَاج الأخلاط الرَّديئَة المجتمعة تَحت الْجلد والقروح الحديثة والقديمة الخبيثة والسعفة والمواد السائلة إِلَى الْعين والأجفان والكلف وَفِي الحميات المزمنة الطَّوِيلَة وَمن يخَاف عَلَيْهِ الأستسقاء.
قَالَ: والجبن يُولد البلغم ويلهب الْبَطن ويعطش وَيحدث جشاء حامضا. وَمَتى انهضم كَثْرَة غذاؤه. والمتخذ بالنَّار أفضل من الْمُتَّخذ بالأنفحة والْحَدِيث أَجود من الْعَتِيق والمشوي من النىء.)
وأنواعه كلهَا رَدِيئَة ومضرة الرطب مِنْهُ أسهل وينفع من شرب المرداسنج.
ابقراط من كتاب الْفُصُول فِي آخر الْخَامِسَة: اللَّبن رَدِيء لمن يتَأَذَّى بالصداع والحمى وَلمن مَا دون شراسيفة منتفخ وفيهَا قراقر وَلمن بِهِ عَطش وَلمن الْغَالِب على مزاجه المرار وَلمن هُوَ فِي حمى حادة وَلمن اخْتلف دَمًا كثيرا. وينفع أَصْحَاب السل إِذا لم تكن بهم حمى قَوِيَّة ولأصحاب الدق وَالَّذين تذوب أبدانهم. ج: اللَّبن من الْأَشْيَاء الَّتِي تسرع إِلَيْهَا الاستحالة وَمَتى صَادف معدة حارة اسْتَحَالَ فِيهَا إِلَى الدخانية وَفِي الْبَارِدَة إِلَى الحمضة. ويستدل على ذَلِك من الَّذِي يحلى يحمض وَالَّذِي يطْبخ بِنَار وَيحمل عَلَيْهِ حَتَّى يصير دخانيا. وَإِذا استمرئ اللَّبن على مَا يَنْبَغِي فانه غذَاء غزير جيد لِأَنَّهُ على حَال فِي حَال استمرائه إِلَى أَن يستمرئ قد يُولد نفخا فِي مَا دون الشراسيف ويصدع وَهُوَ يفعل ذَلِك فِي الأصحاء فَلذَلِك هُوَ أَجود أَن يفعل ذَلِك فِي المستعد للصداع والمنتفخ الشراسيف. وَلَيْسَ إِنَّمَا يضر من بِهِ فِي شراسيفه نفخة لَكِن وَمن فِي(6/367)
شراسيفه ورم مائي أَو ورم آخر كَانَ حمرَة أَو فلغمونيا أَو ترهلا أَو سقيروس أَو دبيلة لم تنفجر وَهُوَ يزِيد فِي عَطش من عطشه بالطبع قوى أَو من شربه على عَطش شَدِيد حدث لَهُ لِأَنَّهُ يَسْتَحِيل إِلَى المرار. وينفع من قُرُوح الرئة والدق أَيْضا.
وَهُوَ غذَاء مَحْمُود سريع النّفُوذ. وَيجب أَن يَسْتَعْمِلهُ إِذا لم يخف أَن تكون مضاره أَكثر من مَنَافِعه.
الساهر: لبن الأتن أَجود الألبان كلهَا بعد لبن النِّسَاء للسل وَنَفث الدَّم وجلاء الكلى والمثانة من الْمدَّة والخلط الغليظ وَلَا يكَاد يتجبن فِي الْمعدة إِلَّا فِي الندرة إِذا لم يشرب سَاعَة يحلب ويسقى مِنْهُ أوقيتان ثمَّ يُزَاد حَتَّى يبلغ ثلثا رَطْل. وَإِذا سقيته للسل والدق فاعلف الأتان الْأَشْيَاء الْبَارِدَة كالهندبا وَالشعِير المنقع. وَإِن كَانَت الْعلَّة نفث الدَّم فاعلفها الْأَشْيَاء القابضة وَالشعِير والكزبرة الْيَابِسَة والينبوت والعوسج واطرح فِيهِ طينا مَخْتُومًا وَنَحْو ذَلِك.
وَلبن الْمعز بدله.
وَلبن النعاج جيد للسعال الْيَابِس.
وَلبن الْبَقر يقوى الْمعدة وَيقطع الإسهال ويسكن الْحَرَارَة وينفع من الدق ويسقى مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ بعد أَن ينْزع زبدة كُله. ويعنى باستمرائه. وَمَا أكثرت مِنْهُ أقللت من تَأْخِير الْغذَاء. ويسقى مَعَ)
الْخبث فيخصب الْبدن.
مَاء الْجُبْن يخرج الأخلاط الْمُحْتَرِقَة ويبرد الْبدن وَيفتح سدد الكبد وَالطحَال واليرقان والبثور والقروح والجرب والشرى وَيخرج الفضول السوداوية الَّتِي تكون عَن احتراق الصَّفْرَاء ويقلعالكلف ويجلو ظلمَة الْبَصَر إِذا كَانَ من خلط مراري. هَذِه أَفعاله إِذا اتخذ بالسكنجبين.
ويسقى لليرقان الَّذِي من قبل الكبد بسقمونيا وإهليلج أسود وللبثور والقروح بِمَاء الشاهترج وَمَاء الكشوت وإهليلج أصفر من كل وَاحِد أُوقِيَّة ولأصحاب السَّوْدَاء بدرهم اقتيمون وَنصف دِرْهَم غاريقون ودانقى ملح.
وَقد أبرأت بِهِ ظلمَة الْبَصَر الْحَادِثَة من الْحَرَارَة واليبس وخاصة الْحَادِث فِي عقب الْأَمْرَاض الحادة. ويسقى للمستسقين بسكر الْعشْر والأدوية المخرجة للْمَاء واتخذه للصفراء بسكنجبين وللبلغم بلباب القرطم والأنفحة. واسقه لأَصْحَاب السَّوْدَاء الكائنة عَن احتراق البلغم بالإهليلج الْأسود ولسان الثور وحجارة أرمينية وبرنجمشك بملح هندي واسطوخدوس.
لبن اللقَاح: ينفع من سدد الكبد وَالطحَال والغلظ فيهمَا وَالِاسْتِسْقَاء وَجَمِيع الأورام(6/368)
الصلبة.
ويسقى فِي الأورام الَّتِي تؤول إِلَى المَاء عِنْد استحكام المَاء وَلَا يسقى قبل ذَلِك. وَأما الَّذِي يؤول إِلَى جَمِيع المَاء فيسقى فِي أول الْأَمر.
ويعلف النَّاقة الْأَشْيَاء النافعة ويسقى المستقين بِمَاء القاقلي وسكر الْعشْر والمازريون وبالكاكنج ويسقى للأورام الصلبة فِي الْجوف كلهَا بالأدهان كدهن الخروع ودهن اللوز المر والحلو.
وأجود أَوْقَات اللَّبن للسقى الرّبيع لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ أَكثر مائية.
وَأما فِي الخريف فانه قَلِيل المائية كثير الجبنية وَفِي الشتَاء لَا يُمكن شربه وَلَا يشرب بعد ولادَة الْحَيَوَان بِأَرْبَعِينَ يَوْمًا كى يقل اللبأ مِنْهُ ويؤمن تجبنه. وَإِن عرض مِنْهُ إسهال فاطرح فِيهِ الْأَشْيَاء القابضة كالقرط والطراثيث وَمَا أشبههما تتْرك فِيهِ سَاعَة ثمَّ يصفى وَيشْرب.
وَقَالَ ج فِي الْمقَالة الرَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء نَحْو آخرهَا: إِن اللَّبن لَا تزيد حرارته على برودته وَلَا برودته على حرارته.
وَقَالَ أَيْضا: إِن الدَّم من كل حَيَوَان متوسط بَين صفرائه وبلغمه وَهُوَ أحر من بلغمه وأبرد من صفرائه.)
وَقَالَ فِي تَدْبِير الأصحاء: إِن اللَّبن الصَّحِيح أَبيض اللَّوْن طيب الرَّائِحَة والطعم ومعتدل القوام مستوى الْأَجْزَاء. وَأما الألبان الرَّديئَة فَأَنَّهَا إِمَّا أَن تكون غَلِيظَة جبنية وَإِمَّا رقيقَة مائية. وَأما كمدة اللَّوْن أَو غير مستوية الْأَجْزَاء أَو يكون فِي طعمها حموضة أَو ملوحة أَو طعم غَرِيب وريحها منتن فَهَذِهِ صفة الألبان الرَّديئَة غير الصَّحِيحَة.
وَقَالَ فِي تَدْبِير الطِّفْل فِي الْخَامِسَة مِنْهُ: اللَّبن يُولد فِيمَن منافذه بالطبع ضيقَة سددا فِي الكبد وحجارة فِي الكلى ويولد فِي كثير من النَّاس نفخا وقراقر وَيفْسد الْأَسْنَان واللثة لمن أدمن عَلَيْهِ.
وَقَالَ: والمرعى الَّذِي يرعاه الْحَيَوَان يُغَيِّرهُ تغيره تغييرا عَظِيما. وَلبن الْحَيَوَان الَّذِي يرْعَى حشائش مسهلة يسهل وَالَّذِي يرْعَى الْيَابِس تكون أَلْبَانهَا حريفة أَو حامضة أَو عفصة. وَيجب أَلا يكون اللَّبن الَّذِي يسْتَعْمل لَهُ طعم دوائي الْبَتَّةَ كى يقوم مقَام الأغذية وَليكن من حَيَوَان فَتى. مسيح فِي السّمن: إِنَّه ملين للعصب واليبس فِي الْبدن ضار للمعدة مرخ لَهَا. ج فِي الْخَامِسَة من الْفُصُول: إِن نُقْصَان حر اللَّبن عَن حر الدَّم كنقصان حر اللَّحْم العددي الَّذِي يحيله عَن حر لحم الكبد وَهُوَ لحم عديم الدَّم بَارِد.
الطَّبَرِيّ: اللَّبن ينفع من علل خمس: عسر النَّفس وَنَفث الدَّم والسل والحبن والسعال.(6/369)
ابْن ماسويه: الْجُبْن يُورث وجعا فِي الْمعدة وَيعْقل الْبَطن وَيُورث القولنج ويولد الْحَصَى. ج فِي الْخَامِسَة من المفردة: اللَّبن لَهُ حرارة فاترة أنقص قَلِيلا من الدَّم وَذَلِكَ أَن الدَّم معتدل الْحَرَارَة والصفراء مُجَاوزَة الْحَرَارَة للاعتدال والبلغم مجاوز الِاعْتِدَال إِلَى الْبُرُودَة. فَأَما اللَّبن فَهُوَ فِي حرارته بَين البلغم وَالدَّم لكنه إِلَى الدَّم أقرب وَمن البلغم أبعد.
بولس فِي الأولى: كل جبن عَتيق فَهُوَ حريف معطش بطئ الهضم رَدِيء الكيموس معِين على توليد الْحَصَاة. وأجودة الْجُبْن الحَدِيث الْقَلِيل المالح وأردؤه أعْتقهُ وأحرفه.
وَأما مَاء الْجُبْن قَالَ: يسقى بسكر أَو بسكنجبين وَالْقدر رَطْل وَنصف إِلَى رطلين.
اللَّبن الْمَطْبُوخ بالحصى قَالَ: هَذَا يصلح لاخْتِلَاف الدَّم وللفضول الحادة المرية.
الخوزى فِي مَاء الْجُبْن: إِنَّه جيد للحرارة فِي الكبد واليرقان ويلين الْبَطن.
ويغذو اللَّبن لمن يكثر من الصَّوْم وَمن الْجِمَاع.
قَالَ: وَرَأَيْت البقرى ينفع من بِهِ حرارة غَرِيبَة.
وَلبن الْمعز ينفع من نفث الدَّم وبوله إِذا طبخ.)
وَقَالَ فِي سمن الْبَقر: إِنَّه حَار فِي الثَّانِيَة رطب فِي الثَّالِثَة نَافِع من الرُّطُوبَة الكائنة فِي الرئة والصدر ويخرجها بالنفث وَهُوَ نَافِع للذع الْهَوَام وخاصة الْحَيَّات فانه يوهن سمها وَيمْنَع أَن يصل إِلَى الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة جيد للسع الْعَقْرَب إِلَّا أَن أَكثر نفع للحيات.
قَالَ: وزبد الْبَقر جيد لخفقان الْقلب والمعدة. وَالسمن يعقل الْبَطن.
وَقَالَ ج فِي كتاب الكيموس: لبن النعاج غليظ وَلبن الأتن رَقِيق وَلبن الْبَقر دسم وَلبن الْمعز معتدل فِي كل هَذِه الْخِصَال وَذَلِكَ إِنَّه لَيْسَ بِكَثِير الرُّطُوبَة والرقة وَلَا كثير السّمن وَالدَّسم وَلذَلِك صَار فعله متوسطا إِلَّا أَن اللَّبن اللَّطِيف المائي أَكثر إسهالا وَأكْثر غذَاء للبدان والغليظ أَكثر وَأَقل إطلاقا للبطن.
وكل لبن فمركب من ثَلَاثَة جَوَاهِر: مائي لطيف وجبني غليظ ودهني دسم وَلَا تستوي مقادير هَذِه الْأَجْزَاء فِي كل الألبان لَكِن الْأَغْلَب على لبن اللقَاح والأتن الرُّطُوبَة المائية وعَلى لبن النعاج الجبنية وعَلى لبن الْبَقر الدهنية.
وَأما لبن الْمعز فمتوسط بَين هَذِه الْحَالَات كلهَا إِذا قيس بِسَائِر الألبان الَّتِي فِي الْأَطْرَاف فَأَما إِذا قيس بعضه بِبَعْض فانه يخْتَلف فِي السن والمراعى والأزمان وَقرب الْعَهْد بِالْولادَةِ اخْتِلَافا لَيْسَ بِيَسِير وَمَعَ أَنه لَيْسَ يكَاد يتجبن. وَلَيْسَ من الحزم أَن يشرب لبن الْمعز بِلَا عسل لِأَن كثير مِمَّن يشرب لَبَنًا مُفردا يتجبن فِي معدته.
قَالَ: وَمن النَّاس من يشرب اللَّبن بِالْمَاءِ وَالْملح وَالْعَسَل لِئَلَّا يتجبن.(6/370)
وَأفضل الألبان كلهَا فِي جودة الكيموس لبن الْحَيَوَان المخصب الصَّحِيح إِذا شرب سَاعَة يحلب فَأَما مَا طبخ من اللَّبن حَتَّى فنيت رطوبته أعنى مائيته فان كيموسه يكون غليظا وخاصة إِذا وَأما الْجُبْن فانه غليظ فِي طبعه أَي جبن كَانَ فان كَانَ عتيقا فَهُوَ مَعَ ذَلِك رَدِيء الْخَلْط.
وَقد يُؤْكَل مِنْهُ الطري حِين يتجبن قبل الطَّعَام لتليين الْبَطن. وغلظه فِي هَذَا الْوَقْت أقل من غلظ الْعَتِيق فَلَيْسَتْ لَهُ رِدَاءَهُ الْبَتَّةَ.
وَأما الْجُبْن الطري فانه يلين الْبَطن تَلْيِينًا كثيرا.
وَقَالَ فِي هَذَا الْكتاب: اللَّبن قد ذكره الْأَطِبَّاء كلهم وَقَالُوا: إِنَّه أحسن الْأَشْيَاء كيموسا وَلذَلِك رأى قوم أَن الَّذين بهم قُرُوح فِي الرئة فاللبن وَحده يبرئهم ويشفيهم وَمن الْبَين أَن يكون أَن ذَلِك قبل أَن تعظم القرحة وتصلب.)
وَلبن النِّسَاء فِي ذَلِك أَحْمد الألبان فانه ملائم للْإنْسَان ويأمرون بامتصاصه من ثدى الْمَرْأَة لِأَنَّهُ قد يعْدم شَيْئا من فضائله سَاعَة يخرج من الثدى وَيجب أَن يكون الْمَرْأَة صَحِيحَة الْجِسْم خصبة اللَّحْم.
وَقَالَ جالينوس: اللَّبن المعتدل فِي الرقة والغلظ يخصب الْجِسْم.
وَلَا تسق اللَّبن من يَعْتَرِيه بعد شربه صداع وَلَا من يحمض فِي معدته وَلَا من يَسْتَحِيل فِيهَا إِلَى الدخانية.
وَلَا يَتَحَرَّك الَّذِي يشربه فانه إِن انحدر قبل الانهضام وَحل فيوشك أَن يَسْتَحِيل إِلَى أخلاط وَإنَّهُ من شربه وَفِي الْمعدة وَلَا سِيمَا الطَّعَام الغليظ والقابض فانه يبْقى فِي أعالى الْمعدة وَيفْسد فَسَادًا غَرِيبا ويولد بخارات حادة يكون عَنْهَا سدد ودوار.
الطبرى: عَن بعض كتب الْهِنْد: لبن الْبَقر أفضل الألبان ينفع من السل والربو والنقرس والحمى العتيقة.
وَلبن الْمعز جيد للسل والحمى العتيقة واستطلاق الْبَطن لِأَنَّهُ الْمعز كَثِيرَة المشى قَليلَة الشّرْب وترعى مَا كَانَ مرا خَفِيفا.
وَلبن اللقَاح فِيهِ حرارة وملوحة وَله خفَّة وينفع من البواسير وَالِاسْتِسْقَاء والدبيلة ويهيج شَهْوَة الْغذَاء وَالْجِمَاع.
وَلبن الضَّأْن أردأ الألبان وَهُوَ حَار غير ملائم للبدن يهيج الفواق والمرة والبلغم.
وَخير مَا شرب اللَّبن إِذا كَانَ حاراً حِين يحلب لِأَنَّهُ مَتى برد ثقل جدا وأهاج البلغم فان برد فليسخن بالنَّار قَلِيلا فانه يخف.(6/371)
وألبان الْمَوَاشِي الْأَهْلِيَّة الَّتِي تَأْكُل الفت والنخالة ثَقيلَة مرطبة جدا والراعية فِي الصحارى بِالْعَكْسِ.
والرائب الَّذِي فِيهِ حموضة يزِيد فِي الشَّهْوَة ويطفئ نَار الْمعدة وينفع من انطلاق الْبَطن.
ابْن ماسويه: إِنَّه بَين الْحَرَارَة والبرودة وَهُوَ إِلَى الْبُرُودَة أقرب لأجل الحموضة الَّتِي فِيهِ وَهُوَ غليظ.
قَالَ: وَسمن أَجود السّمن كُله للباه والكلى.
قَالَ: ويطبخ اللَّبن على أضْرب مُخْتَلفَة على نَحْو الْعِلَل فَمرَّة مَعَ المَاء وَمرَّة يطْرَح فِيهِ كثيراء)
وخشخاش وَمرَّة يطْرَح فِيهِ صمغ.
وَقد يسقى لبن الْبَقر لقروح الْأَرْحَام إِذا عتقت.
فَأَما مخيض الْبَقر فَأَما قد سقيته من الدوسنطاريا وَهُوَ جيد لَهُ خَاصَّة والسل والحرارة فِي الكبد والمعدة وَلكُل احتراق وحدة.
واسقه مَعَ الاطريفل فيقوى الْمعدة وَمَعَ خبث الْحَدِيد فيقويها ويطفىء الْحر والسمين جيد للقلاع فِي أَفْوَاه الصّبيان مَعَ الْعَسَل.
الطَّبَرِيّ عَن الْهِنْد: اللَّبن يزِيد فِي النُّطْفَة ويحفظ الصِّحَّة ويغذى غذَاء الْخبز يزِيد فِي الْحِفْظ وَيذْهب الإعياء وَالْغَم والسل والسعال وَمن مرض من كَثْرَة الْجِمَاع واليرقان وَهُوَ ترياق من السمُوم ويصفى اللَّوْن وَيكثر لبن الْمَرْأَة ويسكن الْعَطش وَأسر الْبَوْل.
ابْن ماسويه: إِنَّه ردىء لمن مزاج أَسْنَانه بَارِد لِأَنَّهُ يَضرهَا وَهُوَ بَارِد فِي الثَّانِيَة إِذا أخرج زبده قَالَ: وَاللَّبن حَار فِي وسط الأولى رطب فِي الثَّانِيَة فِي أَولهَا ضار للمعدة جيد للصدر.
اللبأ قَالَ: هُوَ غليظ بطىء الانحدار رَدِيء للمرطو بَين يهيج القولنج ويولد الْحَصَى ووجع الْمعدة.
السّمن خاصته العجيبة النَّفْع من السمُوم القاتلة.
قَالَ: وخاصة اللَّبن انه يجلو وَيغسل الفضول الحادة ويستحيل إِلَى مَا صَادف وَلذَلِك يجب أَلا يُؤْكَل فِي الصَّيف لِأَنَّهُ يَسْتَحِيل إِلَى المرار وتتولد عَنهُ حميات طَوِيلَة وَهُوَ فِي الرّبيع أمثل.
مَاء الْجُبْن شَأْنه إسهال الأخلاط المحرقة الحادة مثل مَا يحدث للمجذومين وَيخرج الصَّفْرَاء الْمُحْتَرِقَة.
وخاصته نفع المجذومين والمصروعين الصرع السوداوى.(6/372)
المصل: بَارِد يَابِس فِي الثَّانِيَة ردىء الكيموس مُضر بالمعدة وَأَصْحَاب السَّوْدَاء جدا. وَإِذا طبخ بِاللَّحْمِ السمين صلح قَلِيلا. ج فِي آخر الرَّابِعَة من المفردة: إِن اللَّبن لَيْسَ الْحر فِيهِ بغالب الْبُرُودَة وَلَا الْبُرُودَة غالبة الْحَرَارَة ومزاج جملَة اللَّبن دون مزاج الْجِسْم المعتدل فِي الْحَرَارَة. فَأَما على التَّفْصِيل مماؤه بَارِد رطب وسمنه أَكثر اعتدالا فِي المزاج. والجبن دونه فِي ذَلِك.
وَقَالَ ارسطوطالس فِي الْمقَالة الرَّابِعَة من الْآثَار العلوية: إِن لبن اللقَاح الْغَالِب على مزاجه المائية)
وَالْبرد وَلَا أرضيه فِيهِ.
لحم قَالَ ج: بعض اللحوم يغذى وَبَعضهَا فِيهِ دوائية وَبَعضهَا قاتلة.
ثمَّ قَالَ: فِي لُحُوم الأفاعى مَا كتبناه فِي ذكر الأفعى وَأَقُول: إِن لحم الْحَيَوَان الَّذِي هُوَ حَار بالطبع فانه مَعَ أَنه يغذو يسخن والبارد يبرد كَذَلِك الْيَابِس يجفف وَالرّطب يرطب فَلْيَكُن عَمَلك بِحَسب أَنْوَاع الْحَيَوَان.
مِثَال ذَلِك: إِن الْكَبْش أبيس مزاجا من الْخِنْزِير فلحمه يجفف أَكثر من لَحْمه والمعز أيبس من الْكَبْش والثور أيبس من الْمعز والأسد أبيس من الثور وَكَذَلِكَ فَافْهَم فِي الْحَرَارَة فان حرارة الْأسد أَكثر من حرارة الْكَلْب وَالْكَلب أحر من فَحل الثور وفحل الثور أحر من الخصى فَمَتَى أردْت تجفيف الْجِسْم فأعط اللحوم المجففة. وَكَذَلِكَ فَافْهَم من سَائِر الكيفيات.
المملوح: وَالِاخْتِلَاف فِي المملوح مِنْهُ وَغير الملوح لَيْسَ ييسير بل هُوَ كثير جدا لِأَن لحم الْحَيَوَان الَّذِي يرطب إِذا ملح يجفف تجفيفا كثيرا أَكثر من لحم الْحَيَوَان الْيَابِس المزاج غير المملوح.
وَكَذَلِكَ مَا يشوى من اللَّحْم أيبس من الَّذِي طبخ بِالْمَاءِ ساذجا.
وَقد قيل فِي لحم الْقُنْفُذ البرى: إِنَّه مَتى جفف وَشرب نفع من الجذام وَسُوء المزاج المتمكن والتشنج وَعلل الكلى وَالِاسْتِسْقَاء اللحمى فان كَانَ يفعل ذَلِك فقوته محللة مجففة تحيلاً وتجفيفاً شَدِيدا.
وَكَذَلِكَ لحم ابْن عرس إِذا قدد مَتى أكل نفع من الصرع على ماذكرنا.
وَأما لحم الجدى إِذا قدد وَيُقَال إِنَّه إِذا دق وتضمد بِهِ أخرج السلاء لِأَن لَهُ قُوَّة جاذبة.
وَيُقَال: إِن لحم الحلزون والأصداف ينفع الْجِرَاحَات الرَّديئَة الْحَادِثَة من عضة الْكَلْب الْكَلْب.
وَأما أَنا فلست أَظن أَن عضة الْكَلْب يشفيها دَوَاء خَاص بِحَسب أَحْوَاله وأوقاته.
وَلحم الحلزون البرى إِذا دق فِي هاوون ثمَّ سحق بعد ذَلِك وطليت بِهِ الْأَعْضَاء جفف تجفيفا قَوِيا وَلذَلِك ينفع من الاسْتِسْقَاء.(6/373)
وَقَالَ فِي كتاب الأغذاء: إِن اللَّحْم مَتى استمرىء نعما تولد مِنْهُ دم جيد فَاضل نَافِع لصَاحبه وخاصة من لُحُوم الْحَيَوَانَات الجيدة الْخَلْط بِمَنْزِلَة لحم الْخِنْزِير وَقد يعرف بالتجربة أَن لحم الْخِنْزِير أَكثر غذَاء من جَمِيع الأغذية.)
وَلحم الْبَقر غذاؤه أَكثر إِلَّا أَنه يُولد دَمًا غليظا مائلا إِلَى السَّوْدَاء فان أكله سوداوى بالطبع أَصَابَهُ مِنْهُ إِذا أدمنه الْأَمْرَاض السوداوية كالجذام والسرطان والجرب المتقشر وَالرّبع والوسواس وكما يفضل لحم الْبَقر على لحم الْخِنْزِير فِي الغلظ كَذَلِك يفضل لحم الْخِنْزِير على لحم الْبَقر فِي اللزوجة والمائية وَهُوَ أوفق للاستمراء والهضم.
وكل حَيَوَان يَابِس المزاج فلحم صغيره أفضل لِأَنَّهُ أرطب وَبِالْعَكْسِ فَلذَلِك لُحُوم العجاجيل أفضل من لُحُوم الْبَقر وَلُحُوم الجداء أسْرع هضما من لُحُوم الْمعز الْبَالِغَة.
وَإِن كَانَ الْمعز أقل يبسا من الْبَقر لكنه أيبس من الْإِنْسَان وَالْخِنْزِير فَلذَلِك لُحُوم الخنانيص تغذو غذَاء قَلِيلا لرطوبتها وَسُرْعَة نفوذها وتحللها.
وَلحم الحملان أَيْضا أرطب وَأكْثر تولدا للبلغم.
وَلُحُوم النعاج أَكثر فضولا وأردأ خلطا.
وَلحم الماعز يُولد خلطا رديئا مَعَ حِدة.
وَلحم التيوس خلطه ردىء جدا واستمراؤه وهضمه عسر جدا.
وَبعد لُحُوم التيوس فِي ذَلِك لُحُوم الكباش وَبعد الكباش لُحُوم الْبَقر.
وَلحم الخصى أفضل من جَمِيع الْحَيَوَانَات من الْفَحْل.
والهرم ردىء الْخَلْط والهضم وغذاؤه قَلِيل حَتَّى أَن الْخَنَازِير على رُطُوبَة مزاجها إِذا هرمت صَار لَحمهَا كالليف جافاً فيعسر لذَلِك هضمه.
فَأَما لحم الأرانب فدمها غليظ إِلَّا أَنه على حَال أَجود من الدَّم الْمُتَوَلد من لحم الْبَقر والكباش والنعاج.
وَلحم الْإِبِل لَيْسَ بِدُونِ هَذِه فِي رداءة الدَّم فَهُوَ عسر الهضم صلب.
وَلُحُوم الْحمر الوحشية مَتى كَانَت سَمِينَة فتية فهى قريبَة من لحم الْإِبِل.
وَلُحُوم الْحمر الحضرية الهرمة هِيَ الْغَايَة القصوى من رداءة الدَّم وعسر الهضم وَهِي رَدِيئَة الدَّم بشعة زهمة لَا تقبلهَا النَّفس. وَكَذَلِكَ لُحُوم الْخَيل.
وَشر من هَذِه لُحُوم الدببة.
وَشر من تِلْكَ لحم الْأسد والنمر. وَقد تُؤْكَل بعد طبخها بماءين.
وَالْحَيَوَان المخصب أَجود هضما.)(6/374)
وَقَالَ فِي ذكر الخصى: إِنَّه كَمَا أَن لحم الْخِنْزِير أَجود اللحوم كَذَلِك خصاه أَجود الأخصية إِلَّا خصى الديوك.
لحم الطير: وَلُحُوم الطير قَليلَة الْغذَاء سريعة الهضم بِالْإِضَافَة إِلَى المواشى.
وأسرع لحم الطير انهضاما لحم الحجل والفراخ والفراريج والفواخت.
وَأما لحم الدَّجَاج والديكة الْكَامِلَة والعصافير المرجية فأصلب مِمَّا ذكرنَا.
وَلحم الطاؤس أَصْلَب مِمَّا وَصفنَا وَأَغْلظ وَأَبْطَأ انهضاما وَأقرب إِلَى شبه الليف.
وَأما البط والنعام فانها كَثِيرَة الفضول عسرة الهضم.
وَأما أَجْنِحَتهَا فَلَيْسَتْ بِدُونِ أَجْنِحَة الطير الْأُخَر فان كثيرا من الطير الصغار أَجْنِحَتهَا صلبة ليفية عضلية.
وَجُمْلَة لحم الكركى عضل ليفى وَلذَلِك يُؤْكَل بعد أَن يذبح بأيام.
وَلحم الْحُبَارَى متوسط بَين الكركى والبط.
وَلحم الْبَقر يَقُول فِيهِ ارخيجانس: إِنَّه حَار يَابِس غير ملائم للنَّاس إِلَّا لُحُوم العجاجيل.
وَلحم الماعز حَار يَابِس وَلحم الضَّأْن حَار رطب وَلحم الأيل حَار يَابِس.
وَكَذَلِكَ لحم الأرانب وَلحم الْحمام وَلحم الإوز إِلَّا أَن لحم الإوز حَار يَابِس حريف.
روفس: الْحمل لَحْمه يلين الْبَطن تَلْيِينًا صَالحا.
وَلحم الأرنب يحبس الْبَطن ويدر الْبَوْل.
وَلحم الطير أَشد يبسا من لُحُوم الْمَوَاشِي.
وأشدها يبسا الفواخت ثمَّ الدراج ثمَّ الْحمام والديوك الصغار.
وَقَالَ: لحم البط أرطب لُحُوم الطير الَّتِي فِي المَاء. وَلُحُوم الْحَيَوَانَات القليلة الدَّم أيبس وَلحم الذّكر المملوح قَلِيل الْغذَاء لِأَن الْملح قد أفنى رطوبته ويعفن الْبَطن وخاصة مَتى أنقع فِي الْخلّ.
وَقَالَ فِي كتاب التَّدْبِير: لحم الحولى أجوده وَهُوَ أسرعه انهضاما وَهُوَ كثير الْغذَاء.
وَلحم الماعز أقل من لحم الْبَقر وأسرع انهضاما. وَلحم الأيل بعده فِي اليبس. والمعز البرى أَجود من الأيل.
ابْن ماسويه: لحم الْمعز ضار لسكان الْبِلَاد الْبَارِدَة صَالح لسكان الْبِلَاد الحارة وَهُوَ أقل حرارة من لحم الضَّأْن وأجف يُولد دَمًا يَابسا بِالْإِضَافَة إِلَى الدَّم الْمُتَوَلد من لحم الضَّأْن وَفِيه)
حرارة وحدة يسيرَة وَلَيْسَ بزهم لقلَّة حرارته ورطوبته لِأَن ذَلِك يكون للحرارة والرطوبة.(6/375)
وَلحم الخصى من الضَّأْن والماعز أَحْمد لِأَنَّهُ مركب قَلِيل الْحَرَارَة عذب. وَمَتى أزمن حيوانه كَانَ رديا يُولد سَوْدَاء ودما غليظا.
وَلُحُوم التيوس يُولد مرّة سَوْدَاء ويبطىء فِي الهضم وَهِي ردية الْخَلْط. وخاصتها توليد السَّوْدَاء.
لحم الحملان معتدل نَافِع للمحرورين اليابسى المزاج. وَمن كَانَ فِي معدته رُطُوبَة زَاد فِيهَا إِلَّا أَن خاصته النَّفْع من السَّوْدَاء.
لحم الجداء أقل حرارة ورطوبة من لحم الحملان وَإِن كَانَ رطبا وَذَلِكَ فِيهِ من أجل أَن اللَّبن نَافِع لمن طبعه حَار يَابِس لرطوبة اللَّبن ويولد دَمًا مَحْمُودًا وَأَصله المتوسطة فِي السن. وخاصته لمن كَانَ. حَار المزاج يَابسا.
لحم الحولى يُولد دَمًا مَحْمُودًا لَا رطبا وَلَا يَابسا وينفع من السَّوْدَاء وخاصة الخصى مِنْهُ وينفع من كَانَ مزاجه حارا يَابسا لقلَّة حرارته ورطوبته.
وَيجب أَن يملح من اللحوم مَا كَانَ رطبا فَأَما الغليظة مِنْهَا فَلَا يجب أَن يملح لِأَنَّهَا تزداد غلظا.
لحم الْبَقر بَارِد إِذا قيس إِلَى الْغنم غليظ الْغذَاء عكر الدَّم بطىء الهضم يحدث دَاء الْفِيل والسرطان والجرب وَحمى الرّبع وغلظا فِي الكبد وجسوا.
ومرق لَحْمه مَتى عمل بالخل قطع الإسهال الصفراوى. وَيجب أَن يتحسى مالم تكن حمى. مَعَ وَإِن كَانَت الْمعدة قَوِيَّة فيأكل لَحْمه أَيْضا وَهُوَ نَافِع للمعى وَمَا كَانَ فِي مثل مزاجها للملائمة.
وَلحم العجاجيل يغذو غذَاء صَالحا وخاصة إِذا انهضم.
وَمَتى جعل مَعَ لحم الْبَقر برز الْبِطِّيخ هدأه وَكَذَلِكَ قشوره وَلم يطلّ الْبَتَّةَ فِي الْمعدة. وَمن أحب أكله للاسهال الصفراوى فليؤكل بخل خمر أَو سماق وكزبرة يابسة وزعفران. وخاصته نفع الْمرة المتجلبة إِلَى الْمعدة وَلَا سِيمَا حساء مرقه الْمَعْمُول بخل الْخمر.
لحم الْجَزُور يُولد دَمًا سوداويا عسر الهضم ويعين على هضمه التَّعَب قبل أكله ويتحرك بعد حَرَكَة يسيرَة ليستقر فِي قَرَار معدته ثمَّ ينَام على شقة الْأَيْسَر ليسخن بِالنَّوْمِ عَلَيْهِ لحم الأرانب يُولد دَمًا غليظاً دون مَا يُولد لحم الْبَقر والكباش والتيوس وَإِن طجن لَحْمه وصير جَوف الْقدر)
وَأكل نفع من القرحة الْعَارِضَة فِي المعى. وخاصته توليد الدَّم الغليظة.
لحم الظباء يُولد دَمًا يقرب من الدَّم السوداوى غير أَنه أَحْمد من لُحُوم الْبَقر والجزر.
وَلحم حمر الوحشى المزمن مِنْهَا يُولد خلطا ردىء الهضم مغث. وشحمه نَافِع من الكلف إِذا طلى عَلَيْهِ وَإِن غلي بدهن الْقسْط كَانَ نَافِعًا لوجع الظّهْر والكلى الْعَارِض من البلغم وَالرِّيح الغليظة.(6/376)
لحم الطير أخف من المواشى. وأخف لحم الطيهوج والفراريج والتدرج وفراخ الحجل.
وَلحم الدراج عَاقل للبطن. وَكَذَلِكَ القطا والحجل والطيهوج.
وَلحم الفراريج ملين للطبيعة مسكن للحرارة الْعَارِضَة فِي الْمعدة.
روفس فِي كتاب اللَّبن: لحم الْحَيَوَان الْأسود أخف من الْأَبْيَض. ج فِي كتاب الكيموس: لحم الخنانيص الصغار جدا كثير الفضول.
وَلحم الْخَنَازِير المسنة ردىء لبرودته ورطوبته وَإِن كَانَ أفضل الْحَيَوَان لحم الْخَنَازِير ويتلوه لحم وَأما لحم الحملان فَهُوَ رطب لزج مخاطى. وَأما سَائِر لحم الْحَيَوَان المشى فانى آمُر من يعْنى بِحسن الْخَلْط أَن يمْتَنع من أكله.
وَقَالَ فِي هَذَا الْكتاب: إِن لحم الجدى أفضل فِي الْغذَاء والهضم من لحم الْحمل لِأَنَّهُ أقل رُطُوبَة من لُحُوم الحملان.
وَقَالَ أَيْضا فِي كتاب الأغذية عِنْد ذكر الْفرس: إِن النمكسود يُولد خلطا غليظا مائلا إِلَى السَّوْدَاء وَلَا يجب أَن يكثر مِنْهُ وخاصة من بدنه الْغَالِب عَلَيْهِ السَّوْدَاء وَدَمه غليظ ردىء لِأَنَّهُ يزِيد الدَّم غلظا ورداءة.
الطبرى: لحم الْبَقر نَافِع للمحرورين ضار لأَصْحَاب البلغم والسوداء.
وَلحم البط أفضل لُحُوم الطير.
وَلُحُوم الدَّجَاج ألطف لُحُوم الطير وأسرعها هضما.
الخوز: لحم القبج حَار رطب يَسْتَعْمِلهُ النِّسَاء لِأَنَّهُ يشد الْمعدة ويسمن الْجِسْم جدا.
لحم القطا يُولد السَّوْدَاء.
لحم الْفِرَاخ حَار رطب جدا يكثر الدَّم. ويعالج بالفراخ خَاصَّة من خلا بدنه من الدَّم من طول الْمَرَض.)
وَلحم الورشان والشفنين هما فِي نَحْو لُحُوم الْحمام والقطا حَار يَابِس نَافِع لمن بِهِ سدد وَضعف الكبد وَفَسَاد المزاج وَالِاسْتِسْقَاء.
والبط لَحْمه يقرب من لُحُوم الضَّأْن فِي رطوبته وَهُوَ أَجود.
وَيزِيد فِي اللَّحْم ويسمن.
ابْن ماسويه: لحم حمر الْوَحْش غليظ سوداوى مَعَ شىء من حرارة.
والفراخ لَحْمه أحر من جَمِيع لُحُوم الطير المألوفة مَعَ عسر انهضامه وَكَثْرَة توليد الدَّم ورطوبته.(6/377)
لحم القنابر حَار يَابِس وَكَذَلِكَ لحم العصافير.
والتدرج يشبه الدراج معتدل جيد جدا.
الحبرج يُولد سوداءوكذلك الكركى.
والإوز غليظ يُولد خلطا رديا غليظا.
وَلحم الشقراق حَار نَافِع من الرِّيَاح.
لى مَا تبينت من لحم الجزر أَنه يسخن إسخانا قَوِيا.
وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة من الميامر: لَا يطعم المحمومون لحم الْفِرَاخ. وَفِي كثير من الْكتب: يطعم المحمومون مِنْهَا. فَيدل على أَنَّهَا لَيست عِنْده كَثِيرَة الْحَرَارَة. وَنحن نستبين أَن لَهَا حرارة كَثِيرَة وَهِي تجلب الخوانيق: وَكَانَ سَبَب موت الْمُنْتَصر أَنه أكل فراخا فِي يَوْم ثَلَاث مَرَّات شوى. وَلَعَلَّ ذَلِك إِنَّمَا يكون فِي الْبِلَاد الْبَارِدَة يطْعمُون المحمومون مِنْهَا.
ماسر جويه قَالَ: لحم الْبَقر بَارِد غليظ يُولد دَمًا غليظا بَارِدًا مثل الجزر والتيوس الجبلية.
قَالَ: وأحشاء الطير لَا نطعمها المرضى فانها حارة ونطعمهم لحومها لِأَن جَمِيع الطير بطونها حَدِيدَة.
قَالَ: وأحر لُحُوم الطير الأهلى لُحُوم البط وأغلظه.
وَلحم الْحمام جيد للكلى وَيزِيد فِي المنى وَالدَّم.
وَلحم الفراريج وخاصة الديوك أحر وألطف من لحم الدَّجَاج.
وَاللَّحم المملوح أَشد حرا ويبسا من غير المملوح.
سندهشار: لُحُوم السبَاع وَذَوَات المخالب من الطير والجوارح جَيِّدَة للبواسير العتيقة وَفَسَاد الْمعدة والسل وتقوى الْبَصَر وتلين الْبَطن وتبرىء بحرافتها.)
وكل لحم ذبح وَأكل سَرِيعا فَهُوَ أقوى وَأَصَح. وَلَا يجب أَن يُؤْكَل الْمَيِّت والمهزول جدا وَلَا السمين جدا وَلَا الْهَرم وَلَا الَّذِي مر لولادته أقل من شهر وَمَا ضرّ بِهِ سبع وَلَا غريق وَلَا مَرِيض.
ابْن ماسويه: لحم الْحمل خاصته إصْلَاح من غلبت عَلَيْهِ السَّوْدَاء وَمن كَانَ يَابِس المزاج تحل الْمعدة وَلحم الجدي أقل حرارة مِنْهُ وَأكْثر رُطُوبَة إِذا كَانَ رضيعاً جيد يغذو غذَاء حسنا.
لحم النعاج رطب ردىء الْخَلْط.
لحم الضَّأْن الخصى حَار رطب لطيف.
لحم إناث الْمعز أقل حرارة من الضَّأْن وَأَقل رُطُوبَة وَلَا دفر لَهُ وَلَا زهومة.
لحم التيوس يُولد السَّوْدَاء.
لحم الْبَقر بِالْإِضَافَة إِلَى لحم الْحمل بَارِد يَابِس من أدوية الأمرض السوداوية.(6/378)
مرق لحم الْبَقر بالتوابل والخل جيد لمن بِهِ ذرب صفراوى ويرقان.
الظباء يُولد لَحمهَا مرّة سَوْدَاء.
لحم الْخِنْزِير يهيج الباه قَلِيل الزهومة.
الطير قَالَ: لحم الطير جمله أخف من الماشى وأخف لحم الطير الدراج والطيهوج وَهِي حَسَنَة الكيموس.
والفراريج نافعة للمحرورين وَمن فِي معدته التهاب وحرارة مفرطة.
والفراخ أحر من جَمِيع هَذِه بطيئة الهضم جدا تولد دَمًا كثيرا.
والتدرج هِيَ كالدجاج المسن تولد سَوْدَاء.
النعاج لَحْمه شَبيه لحم الْحمل.
لحم القطا يَابِس جدا يُولد سَوْدَاء جيد للِاخْتِلَاف وَالِاسْتِسْقَاء.
لحم القبج حَار رطب ينقى وَيزِيد فِي الباه ويسمن الْجِسْم.
لحم القنابر يعقل الْبَطن مَتى سلقت وصب مرقها.
الْفِرَاخ تزيد فِي الدَّم جدا يصلح أَن تطعم الناقه الَّذِي قد برد بدنه وَالَّذِي قل دَمه.
لحم الدَّابَّة حَار فِي الثَّالِثَة يُولد دَمًا غليظا.
لَك بولس: هُوَ صمغة شَبيهَة بالمر طيبَة الرَّائِحَة.
وَيسْتَعْمل بخورا وَله قُوَّة يهزل السمان جدا وَيفتح السدد. هَذَا يُوهم أَنه غلط وَأَن هَذَا هُوَ الكاربا.
الطبرى: هُوَ حَار يَابِس يفتح سدد الكبد والمعدة.
ماسر جويه: إِنَّه حَار يَابِس فتاح للسدد فِي الكبد جيد للمعدة ويقويها ويقوى الكبد وَلَعَلَّ الَّذِي سَمَّاهُ د قرمزا هُوَ اللك.
يذكر مَعَ الميعة.
لَا طينى قَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِنَّه يجلو باعتدال وَيقبض أَيْضا.
لوبيا كَانَ فِي كتاب الأغذية أَن اللويبا هَذَا الأسم فَهُوَ دوليجن هُوَ اللوبيا. وَقد صحّح فِي الْأَسْمَاء أَنه اللوبيا. وجالينوس يسْتَدلّ فِي الْكتاب ويحدس على هَذَا الِاسْم.
وَذكر ج أَن صَاحب كتاب التَّدْبِير قَالَ فِي دوليجن: إِنَّه أسْرع خُرُوجًا بالبراز من الماش وَلَيْسَ لَهُ هَذَا نفخة كنفخة الماش وَفِيه: انه اللوبيا شكّ.
حَدَّثَنى بعض إخوانى أَن إِسْحَاق بن حنين صحّح هَذَا وَقَالَ: هُوَ اللوبيا.
أرخيجانس: اللوبيا بَارِد يَابِس.
ابْن ماسويه: اللوبيا حَار فِي الأولى فِي وَسطهَا رطب كَذَلِك والأحمر مِنْهُ أحر ويدر الْحيض إِذا صير مَعَه قنة ودهن ناردين.(6/379)
قَالَ: وَمن أَدِلَّة رطوبته سرعَة نفخته ويولد خلطا بلغميا غليظا رديا للمعدة. وَأكله مَعَ الْخَرْدَل يمْنَع ضَرَره. والأحمر أَحْمد خلطا. والأبيض كثير الرُّطُوبَة عسر الانهضام ويعين على هضمه وَأما الطرى مِنْهُ فَيجب أَن يُؤْكَل بالملح والفلفل والصعتر ليعين على هضمه وَيشْرب عَلَيْهِ نَبِيذ صرف.
والمربى مِنْهُ بالخل قَلِيل الرُّطُوبَة بطىء الهضم من أجل الْخلّ ليبسه.
لى أَمر اللوبيا فِي أَنه لَا ينْفخ ظَاهر وَقد غلط النَّاس على ج فِي أمره وَسبب ذَلِك الِاسْم)
الْمُشْتَرك فِي اليونانى وَذَلِكَ بَين لمن قَرَأَ الْبَاب الثَّالِث وَالْعِشْرين من كتاب ج فِي الأغذية. وَلما ذكر اللوبيا فِي أول الْمقَالة الثَّانِيَة قَالَ: والسلق وَهُوَ اللوبيا. وَأما دوليجن فَلم يتَبَيَّن أَنه اللوبيا بل قد بحث عَنهُ بحثا طَويلا فِي الْبَاب الثَّالِث وَالْعِشْرين.
وَالْحب الَّذِي قَالَ: وَهَهُنَا أَحسب أَن القدماء تسمى اللوبيا وَأما دوليجن فَيمكن أَن يكون هَذَا الْغَلَط فِي الِاسْم على جالينوس أَيْضا.
الدمشقى: إِنَّه حَار فِي الأولى كثير الرِّيَاح مدر للبول.
اريباسيوس: إِنَّه ينْفخ.
ابْن ماسويه: اللوبيا حَار رطب فِي الأولى وخاصته إدرار الطمث لاسيما الْأَحْمَر مِنْهُ ملين للبطن جيد للصدر والرئة يُورث أحلاما ردية.
حنين فِي كتاب الأغذية: قَالَ ج اللوبيا: إِنَّه كثير الْغذَاء ونفختة أقل من نفخة الباقلى وَقَرِيب من نفخة الماش وَخُرُوجه أسْرع من خُرُوج الماش وَالدَّم الْمُتَوَلد مِنْهُ دون الْمُتَوَلد من الماش وَهَذَا أغْلظ وَأقرب إِلَى البلغم.
وَقَالَ د: إِن اللوبيا يدر الْبَوْل وَيرى أحلاما رَدِيئَة. وَحكى عَن روفس أَنه قَالَ: إِن اللوبيا ينْفخ نفخا يَسِيرا ويغذو غذَاء كثيرا.
لِسَان العصافير قَالَ بديغورس: خاصته الزِّيَادَة فِي الْجِمَاع. الدمشقى: إِنَّه نَافِع من الخفقان زَائِد فِي الباه.
ليمونيون قَالَ ج فِي السَّابِعَة: ثَمَرَة هَذَا مَتى شربت بِالشرابِ نَفَعت من انطلاق الْبَطن وَاخْتِلَاف الدَّم وَيحبس الطمث وَهِي قابضة. والشربة اكسونافن.
لوفاقانيس قَالَ فِي السَّابِعَة: إِن أَصله مر فَهُوَ لذَلِك يحلل ويجفف فِي الدرجَة الثَّالِثَة وإسخانه فِي الأولى.
ليثابوطس قَالَ ج فِي السَّابِعَة: أَنْوَاعه ثَلَاثَة: وَاحِد مِنْهَا لَا ثَمَر لَهُ والآخران يثمران وقوتها جَمِيعًا محللة(6/380)
وعصارته مَتى خلطت بالعسل أبرأت ظلمَة الْبَصَر الْحَادِث عَن الرُّطُوبَة الغليظة. وطبيخه نَافِع لليرقان.
لينودو سطس قَالَ ج فِي السَّابِعَة: هَذَا يَسْتَعْمِلهُ النَّاس كلهم فِي إلانه الْبَطن. وَمَتى أحب أحد تجربته فضمد بِهِ وجد لَهُ تحليلا بليغا.
لوغارين قَالَ ج فِي السَّابِعَة قُوَّة هَذَا الدَّوَاء يجفف مَا ينحدر إِلَى الْبَطن وَيخرج مِنْهُ بالمواد حَتَّى أَنه يجفف تجفيفا جيدا.
لوتجيطش هُوَ الحربة وَهُوَ مَذْكُور فِي بَاب الْحَاء.
لِسَان الثور قَالَ ج: هَذَا نَبَات مزاجه مزاج حَار رطب وَمن أجل ذَلِك مَتى ألْقى فِي الشَّرَاب قرح ذَلِك الشَّرَاب وَهُوَ نَافِع للسعال من أجل خشونة قَصَبَة الرئة والحنجرة إِذا طبخ بِمَاء الْعَسَل.
الخوز: إِنَّه بَارِد رطب فِي الثَّانِيَة وورقه إِذا أحرق نفع من رخاوة اللِّسَان واللثة والقلاع فِي لزاق الذَّهَب قَالَ د: لَهُ قُوَّة تجلو اللثة وتقطع اللَّحْم الزَّائِد فِي القروح وتنقيها وتقبض وتسخن وتعفن تعفينا كثيرا وتلذع لذعا يَسِيرا وَهُوَ مهيج للقىء قَاتل.
قَالَ ج: هَذَا من الْأَدْوِيَة الَّتِي تذيب اللَّحْم لكنه لَا يلذع لذعا شَدِيدا وَأما تَحْلِيله وتجفيفه فشديد.
وَبَعض النَّاس لَا يُسمى بِهَذَا الِاسْم إِلَّا المعدنى فَقَط وَآخَرُونَ يسمون بِهِ الْمَصْنُوع من بَوْل الْأَطْفَال فِي النّحاس وَليكن النّحاس وَليكن أَحْمَر بِأَن يسحق فِي الصَّيف أَو هَوَاء حَار وَآخَرُونَ يدْخلُونَ هَذَا أَيْضا فِي عداد الزنجار ويجعلونه نوعا مِنْهُ.
وَهُوَ دَوَاء نَافِع جدا للجراحات الخبيثة مَتى اسْتعْمل وَحده أَو خلط مَعَ غَيره. وَهَذَا يجفف أَكثر مِمَّا اللزاق المعدانى وَهُوَ أقل لذعا لِأَنَّهُ ألطف.
وَمَتى أحرقت المعدني لطفته أَكثر.
وَقَالَ فِيهِ عِنْد ذكره الْبَوْل: إِنَّه جيد للخراجات الْعسرَة الْبُرْء وَيسْتَعْمل فِي المداواة الخراجات الخبيثة على أَنه دَوَاء فَاضل.
لازورد قَالَ د: قوته كقوة لزاق الذَّاهِب إِلَّا أَنه أَضْعَف مِنْهُ وينبت شعر الأجفان وَله قُوَّة تقلع بهَا اللَّحْم الزَّائِد ويعفن تعفينا يَسِيرا جدا وَلذَلِك يخلط مَعَ الْأَدْوِيَة النافعة للعين وَيسْتَعْمل كحلا وَحده للأشفار إِذا كَانَت قد انتثرت من أجل أخلاط حادة لَا تنمى وَلَا تنْبت وَكَانَت دقاقا ضعافا وَذَلِكَ أَن حجر اللازورد فِي هَذَا الْموضع يفنى هَذِه الأخلاط الحادة وَيرد الْعُضْو إِلَى مزاجه الأصلى فَيكون نَبَات الشّعْر عَنهُ بِعرْض.(6/381)
لحية التيس قَالَ ج فِي السَّابِعَة: فِيهِ قبض لَيْسَ بِيَسِير وَذَلِكَ مَوْجُود فِي مذاقته وَفِي أَفعاله الْجُزْئِيَّة أَولا فأولا لِأَن ورقه الغض إِذا سحق جفف وَقبض تجفيفا وقبضا يبلغ بهما أم يدمل الْجِرَاحَات.
وزهرته أَيْضا أقوى من ورقه حَتَّى أَنه من شرب مِنْهَا بشراب أبرأت مَا يكون من قُرُوح المعى وَضعف الْمعدة وتجلب مَا ينجلب إِلَيْهَا.
وَإِذا اتخذ ضمادا نفع الْجِرَاحَات المتعفنة لِأَن قوتها قَوِيَّة التجفيف وَذَلِكَ أَنَّهَا من اليبوسة فِي الثَّانِيَة عِنْد منتاها وَفِي هَذَا الدَّوَاء من الْبُرُودَة مِقْدَار مَا قد صَارَت بِهِ حرارته فاترة جدا.
وَأما الَّذِي يُؤْخَذ من أصل هَذَا النَّبَات وَيُقَال لَهُ: هيوفسطيداس فَهُوَ أَشد قبضا من ورقه جدا وَهُوَ دَوَاء بليغ الْقُوَّة فِي شِفَاء جَمِيع الْعِلَل الَّتِي تكون من تجلب الْموَاد بِمَنْزِلَة نفث الدَّم واستطلاق الْبَطن ونزف الدَّم وقروح المعى ولتقوية الْأَعْضَاء الَّتِي قد قد ضعفت من أجل رُطُوبَة كَثِيرَة اكتسبتها إِذا وضع عَلَيْهَا قُوَّة لَيست بالدون وَبِهَذَا السَّبَب صَار يخلط فِي الأضمدة النافعة لفم الْمعدة والكبد وَيدخل فِي الترياق الْكَبِير ليقوى الْأَعْضَاء ويشدها.
وَقَالَ فِي الميامر عِنْد ذكر أدوية الْعين: إِن عصارة لحية التيس تقبض قبضا معتدلا كالورد وبزره.
لعاب قَالَ ج: هَذَا أَيْضا يخْتَلف بِحَسب مزاج الْحَيَوَان وحاله من ريها وضمرها وَاخْتِلَاف أجناسها وَفضل حَرَارَتهَا ونقصانها فان البزاق مِمَّن اغتذى أَضْعَف من الجائع وَمن الريان أَضْعَف من العطشان.
وبصاق من كَانَ غذاؤه معتدلا واستمراؤه حسنا معتدل.
وَهَذَا البصاق هُوَ الَّذِي يَسْتَعْمِلهُ طوره الْأَطْفَال فِي قوباء الْأَطْفَال فيقلعونها بِهِ بِأَن نبل فِيهِ الْأصْبع ويدلك الْموضع دلكا بلغيا وَيفْعل ذَلِك فِي مَرَّات كَثِيرَة.
وَكثير من الأكرة يَمْضُغُونَ الْحِنْطَة ويضعونها على الْجِرَاحَات فتنضج وتتحلل. وَإِنَّمَا تفعل ذَلِك الْحِنْطَة بمخالطتها للريق. وَذَلِكَ أَنَّهَا لَو طبختها أعنى الْحِنْطَة فِي مَاء ثمَّ وَضَعتهَا على الْخراج وَإِذا كَانَت الخراجات فِي الْأَبدَان الرُّخْصَة اسْتعْمل فِيهَا البزاق وَحده أَو ممضوغا بالخبز فَيكون أَسْرعَا لنضجه وتحليله وَلذَلِك ينفع من الدَّم الَّذِي ينصب إِلَى الْعين ويحلل الْآثَار الكمدة من الْوَجْه وَسَائِر الْبدن لَا سِيمَا مَتى مضغ الْخبز مَعَ الفجل.
والريق فِي جملَة طبعه مقاوم لجَمِيع الْهَوَام وَقد كَانَ بعض النَّاس وَعَدَني أَنه يقتل عقربا بريقها فتموت فِي الْحِين فرقاها سَاعَة ثمَّ بَصق عَلَيْهَا فَمَاتَتْ فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِك أَمرته أَن يبصق على عقرب أُخْرَى من غير رِيقه فَفعل فَمَاتَتْ من ساعتها كالأخرى فأعلمته أَن الَّذِي(6/382)
قتل الْعَقْرَب إِنَّمَا كَانَ البصاق وَأَن هَذِه الْقُوَّة فِيهِ أَشد مَتى كَانَ صَاحبه على الرِّيق وَمَتى كَانَ على الامتلاء فبصاقه ضَعِيف.
لاعية قَالَ ج فِي السَّابِعَة: قُوَّة هَذَا شَبيهَة بالفراسيون إِلَّا أَنه أَضْعَف كثيرا مِنْهُ. وَيسْتَعْمل بدله إِذا لم يُوجد على علم من تَقْصِيره فِي الْفِعْل.
أَبُو جريج: مَتى دقَّتْ وألقيت فِي غَدِير فِيهِ سمك طفت على المَاء كالميتة.
انْقَضى حرف اللَّام(6/383)
3 - (بَاب الْمِيم)
مو قَالَ د: مين وَهُوَ المو وَيُسمى أَيْضا منفطير نَبَاته كنبات الشبث يكون بِبَلَد ماقدونيا وبلاد اشبانيا وأصوله دقاق طيبَة الرَّائِحَة تشذ اللِّسَان.
إِذا غليت بِالْمَاءِ أَو لم تغل وشربت مسحوقة فانها تسكن الوجع الْعَارِض من احتقان الفضول فِي المثانة والكلى وهى جَيِّدَة لعسر الْبَوْل.
وَإِذا سحقت وخلطت بِعَسَل ولعقت نَفَعت من الرّيح الْعَارِضَة فِي فَم الْمعدة والمغس وأوجاع الْأَرْحَام والمفاصل والصدر الَّذِي تنصب إِلَيْهِ الْموَاد.
وَإِذا سلقت وَجلسَ النِّسَاء فِي طبيخها أدرت الطمث. وَإِذا ضمد بهَا عانة الصبى أدرت الْبَوْل. وَإِذا أَخذ مِنْهَا أَكثر من الْمِقْدَار الْكَافِي صدعت.
وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة: أصُول المو وَهِي المستعملة وَهِي حارة فِي الثَّالِثَة يابسة فِي الثَّانِيَة تدر الْبَوْل وتحدر الطمث وَإِذا أَكثر من أكلهَا أحدثت الصداع من طَرِيق أَنَّهَا تسخن أَكثر مِمَّا تجفف وَذَلِكَ أَن فِيهَا رُطُوبَة نافخة غير نضيجة فاذا أصعدت الْحَرَارَة هَذِه الرُّطُوبَة إِلَى الرَّأْس أوجعته وَقَالَ أريبارسيوس: يسخن إسخانا قَوِيا ويجفف تجفيفا صَالحا وَلذَلِك يُحَرك الْبَوْل والطمث إِلَّا أَنه يصدع وينفخ.
الدمشقى: هُوَ شَبيه بالسنبل فِي قوته غير أَنه أَكثر حرارة وَأَقل قبضا.
ملوخيا كرناه فِي ذكر الخبازى فِي حرف الْخَاء.
مسن ذَكرْنَاهُ فِي الْبَاب الْجَامِع للحجارة.
مرقشيثا قَالَ د: قوته محرقا كَانَ أوغير محرق مسخنة محللة تجلو غشاوة الْبَصَر منضجة للأورام الجاسية مَتى خلط براتينج وَقد يقْلع اللَّحْم الزَّائِد فِي القروح مَعَ شىء يسير من إسخان وَقبض.
قَالَ ج: هُوَ وَاحِد من الْحِجَارَة الَّتِي لَهَا قُوَّة شَدِيدَة جدا وَنحن نَسْتَعْمِلهُ بِأَن نخلطه فِي المراهم المحللة ونلقى مَعَه أَيْضا من الْحجر الْمُسَمّى: سحطبوس وَقد حلل هَذَا المرهم مرَارًا كَثِيرَة الْقَيْح والرطوبة الشبيهة بعلق الدَّم إِذا كَانَ كل وَاحِد مِنْهُمَا محتنقا فِي الْمَوَاضِع الَّتِي بَين العضل.(6/384)
وَيجب مَتى اسْتعْملت هَذِه الْحِجَارَة أَن تكون ميحوقة جدا كالهباء لتصل إِلَى عمق الْأَعْضَاء الَّتِي تعالج بهَا وَلَا يفتت بِمَنْزِلَة الرمل.
لينانوس فِي كتاب الْحِجَارَة: إِنَّه مَتى علق على الصبى لم يقرع فانه يجعد الشّعْر. وَمَتى سحق بالخل وطلى بِهِ البرص أَبرَأَهُ.
لى ينظر فِيهِ.
مصطكى قَالَ د: إِنَّه نَافِع من نفث الدَّم والسعال المزمن إِذا شرب وَهُوَ جيد للمعدة محرك للجشاء يدْخل فِي السنونات الجالية للاسنان وغمر الْوَجْه لجلائه وَيلْزق الشّعْر النَّابِت فِي الأجفان إِلَى دَاخل ويطيب النكهة مَتى مضغ ويشد اللثة.
ودهن ثَمَرَة المصطكى يبرىء الْمَوَاشِي وَالْكلاب من الجرب وَيَقَع فِي الفرزجات والأدهان المحللة للاعياء ومراهم الجرب المتقرح.(6/385)
وَأما دهن المصطكى الَّذِي يعْمل مِنْهُ نَفسه فانه يصلح لأوجاع الْأَرْحَام كلهَا لإسخانه بِرِفْق وَقبض وتليين وَيصْلح أَيْضا للضمادات الَّتِي تضمد بِهِ الْمعدة للاسهال المزمن من قُرُوح المعى وَمَا يعرض فِي الْوَجْه من الْآثَار من فضول الْبدن لجلائه وتحسينه اللَّوْن.
وَقُوَّة ثَمَرَة المصطكى قابضة مُتَسَاوِيَة الْقُوَّة مَتى طبخ قشرها وَأَصلهَا بِالْمَاءِ طبخا طَويلا ثمَّ صفى المَاء وَحده إِلَى أَن يثخن كالعسل صلح هَذَا الطبيخ لقبضه إِذا شرب لنفث الدَّم واستطلاق الْبَطن وقرحة المعى ونزف الدَّم من الرَّحِم وبروز الرَّحِم والسرم وَبِالْجُمْلَةِ يُمكن أَن يسْتَعْمل بدل الأقاقيا والهيوفسطيداس. وعصارة وَرقهَا كَذَلِك.
وَمَتى صب طبيخ الْوَرق على القروح العميقة وعَلى الْعِظَام الْمَكْسُورَة بنى اللَّحْم فِي القروح وألحم الْعِظَام وَقطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم وَيمْنَع القروح الخبيثة أَن تسْعَى فِي الْجِسْم ويدر الْبَوْل.
وَمَتى تمضمض بِهِ شدّ الْأَسْنَان المتحركة. وَإِذا عملت من أغصانه مساويك جلت الْأَسْنَان.
وَيكون من ثَمَرَة هَذِه الشَّجَرَة دهن قَابض يُوَافق جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَى قبض. ج فِي السَّادِسَة عِنْد ذكر الزَّيْت: دهن المصطكى قوته مركبة لِأَنَّهُ مَتى شرب فَلَيْسَ يلين فَقَط بل وَيقبض أَيْضا.
وَقَالَ فِي السَّابِعَة: الْأَبْيَض من المصطكى وَهُوَ الْمُسَمّى علك الرّوم مركب من قوى متضادة أعنى من قُوَّة تقبض وَقُوَّة تلين فَهُوَ بِهَذَا السَّبَب نَافِع لأورام فَم الْمعدة والأمعاء والكبد ويسخن ويجفف فِي الدرجَة الثَّانِيَة.
وَأما المصطكى الْأسود الَّذِي يعرف بالقبطى فتجفيفه أَشد من تجفيف الْأَبْيَض وَقُوَّة الْقَبْض فِيهِ أقل مِنْهَا فِي ذَلِك فَهُوَ لذَلِك أَنْفَع لمن يحْتَاج إِلَى التجفيف القوى وَلذَلِك هُوَ نَافِع للأورام الصلبة)
وَأما دهن المصطكى الْمُتَّخذ من الْأَبْيَض وَلَا يكَاد يتَّخذ من الْأسود فقوته شَبيهَة بِقُوَّة المصطكى.
وَقَالَ فِيهِ فِي الثَّامِنَة حَيْثُ ذكر العلك: إِن أفضل أَنْوَاع العلك: إِن أفضل أَنْوَاع العلك وَأَوْلَادهَا بالتقديم علك الرّوم وَهُوَ المصطكى وَذَلِكَ أَنه مَعَ مَا فِيهِ من الْقَبْض الْيَسِير الَّذِي بِهِ صَار نَافِعًا لضعف الكبد والمعدة.
وورقها فِيهِ أَيْضا قُوَّة تجفف أَيْضا تجفيفا لَا أَذَى مَعَه وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا حِدة لَهُ أصلا وَهُوَ لطيف جدا.
وَقَالَ فِيهِ فِي الثَّامِنَة أَيْضا فِي شَجَرَة المصطكى: إِنَّهَا مركبة من جَوْهَر مائى حَار قَلِيل وَمن جَوْهَر أرْضى بَارِد لَيْسَ بِكَثِير الْمِقْدَار وبسببه صَارَت تقبض قَلِيلا وَهِي فِي الثَّانِيَة تجفف نَحْو آخرهَا وَالثَّالِثَة عِنْد ابتدائها.
وَأما حَالهَا فِي الْبُرُودَة والحرارة فحال معتدلة المزاج وَالْقَبْض فِي أَجزَاء هَذِه الشَّجَرَة على مِثَال وَاحِد أَعنِي فِي عروقها وورقها وقضبانها وَثَمَرهَا ولحائها.
وَمَتى اتخذ من وَرقهَا غضا ضماد كَانَت قُوَّة الضماد تقبض قبضا يَسِيرا وَلذَلِك قد يشرب وَحده وَمَعَ أدوية أخر لقروح المعى واستطلاق الْبَطن وَهُوَ أَيْضا نَافِع لمن بِهِ نفث الدَّم ولنزف بديغورس: خاصته إذابة البلغم وتقوية الْمعدة.
اريباسيوس: إِن فِيهِ قوتين مختلفتين: قابضة ومرخية وَلذَلِك ينفع الأورام الكائنة فِي الْمعدة والبطن والمعى والكبد وإسخانه وتجفيفه كَاف وَالْكَافِي عِنْد اريبارسيوس فِي الثَّانِيَة والقوى فِي الثَّانِيَة والقوى فِي الثَّالِثَة.
وَقَالَ فِيهِ حَيْثُ ذكر الراتينج: إِن المصطكى مَعَ مَا فِيهِ من الْقَبْض الْيَسِير يقوى ضعف الْمعدة والكبد وينفع من الأورام الَّتِي تكون فِيهَا ويجفف من غير أَذَى وَذَلِكَ أَنه أقل حِدة وَأكْثر لطاقة من سَائِر الراتينجات. وَيَعْنِي بالراتينجات جَمِيع العلوك والصموغ.
أَبُو جريج: المصطكى أقل حرا ويبسا من الكندر وألطف مِنْهُ أَنْفَع فِي تسخين الْمعدة وَله فعل فِي الرَّأْس وجذب البلغم إِذا مضغ وَمن أجل ذَلِك جعل مَعَ الصَّبْر فَيُصْلِحهُ ويجذب مَعَه بلغما من الرَّأْس.
مسيح: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة نَافِع من نفث الدَّم والسعال وفتور الشَّهْوَة جيد للمعدة)
يجلو الْأَسْنَان وَيحسن الْبشرَة إِذا طلى بِهِ ويسكن وجع اللثة.
الخوزى: الَّذِي يضْرب مِنْهُ إِلَى السوَاد وَإِلَى الْحمرَة وَهُوَ القبطى أبلغ فِي إمْسَاك الْبَطن.
حنين فِي كتاب الترياق: إِن المصطكى يحلل الأورام فِي الْمعدة وينفع من السعال.(6/386)
مرزنجوش: إِنَّه مسخن جدا وَمَتى شرب طبيخه نفع من بَدْء الاسْتِسْقَاء وعسر الْبَوْل والمغس.
وَمَتى اسْتعْمل ورقه بالعسل أذهب آثَار الدَّم الْعَارِضَة تَحت الْعين.
وَمَتى احْتمل أدر الطمث. ويتضمد بِهِ مَعَ الْخلّ للسعة الْعَقْرَب.
وَقد يعجن بقيروطى وَيُوضَع على التواء العصب وعَلى الأورام البلغمية ويتضمد بِهِ مَعَ المسيكزان لأورام الْعين الصلبة وَيدخل فِي المراهم المحللة للاعياء والمسخنة الملينة.
ولدهنه قُوَّة مسخنة ملطفة حارة تصلح لانضمام الرَّحِم الَّذِي يعرض مِنْهُ الاختناق ويسكن وجع الظّهْر والأربية.
وَمَتى اسْتعْمل بالعسل كَانَ أَجود لِأَنَّهُ يلطف يشدة جلائه.
وَإِذا تمسح حلل الاعياء الْعَارِض.
وَيدخل فِي ضمادات الفالج الَّذِي يعرض مِنْهُ ميل الرَّقَبَة إِلَى خلف وَفِي ضروب الفالج الْأُخَر. ج فِي الثَّامِنَة: قُوَّة هَذَا محللة لَطِيفَة وَذَلِكَ أَنه يجفف ويسخن فِي الدرجَة الثَّالِثَة.
ابْن ماسويه فِي المرزنجوش والنمام: إنَّهُمَا: إنَّهُمَا حاران يابسان فِي الثَّالِثَة نافعان من الأوجاع الْبَارِدَة الرّطبَة والصداع البلغمى والشقيقة السوداوية والبلغمية غير أَن المرزنجوش مَحْمُود الْفِعْل فِي عِلّة اللقوة أَكثر.
ماسرجويه قَالَ: دهن المرزنجوش ينفع من السدة فِي الدِّمَاغ إِذا استعط بِهِ وللشقيقة وَجَمِيع الْأَرْوَاح الغليظة فِي الرَّأْس إِذا أدهن بِهِ.
ابْن ماسويه: خَاصَّة المرز بخوش إِذا دق وصير مَاؤُهُ فِي الججمة بعد الْفَرَاغ من الْحجامَة وَوضع على مَوَاضِع الشَّرْط أذهب الْآثَار الْبيض مِنْهَا وَيفتح السدد من المنخرين والأذنين.
موغالى ذكر فِي ذكر ابْن عرس.
مصارين ذكرت مَعَ الكرش وَكَذَلِكَ المعى.
مبيختج ذكر مَعَ الشَّرَاب.
مقل الْيَهُود قَالَ فِيهِ د: إِن قوته مسخنة ملينة إِذا ديف بريق صَائِم حلل الجسو والورم الغليظ الْبَارِد وأدرة المَاء.
وَمَتى احْتمل أَو تبخر بِهِ فتح فَم الرَّحِم المنضم ويحدر الْجَنِين وكل رُطُوبَة.
وَهُوَ نَافِع من شدخ أوساط العضل ووجع الْجنب والرياح.
وَيدخل فِي المراهم الْمُوَافقَة لصلابة الأعصاب وتعقدها.(6/387)
ج فِي السَّادِسَة: الْمقل الْأسود الصقلى أَلين من الْمقل الآخر الْعَرَبِيّ وقوته ملينة. والعربي أَشد تجفيفا من الْأَدْوِيَة الملينة والْحَدِيث الرطب الْعَرَبِيّ إِذا عجن بِالْيَدِ كَانَ كاللبن فعمله مثل عمل الصقلى وَكلما عتق حدث فِي طعمه مرَارَة وَصَارَ حادا حريفا يَابسا وَخرج من طبعه فِي الِاعْتِدَال فِي الْأَدْوِيَة الملينة للأورام الصلبة.
وَقد يسْتَعْمل الْعَرَبِيّ خَاصَّة فِي مداواة ورم الحنجرة وَفِي قيلة المَاء ملينا بريق إِنْسَان صَائِم وَلَا يزالون يعجنونه حَتَّى يأتى فِي قوام المرهم.
وَقد يظنّ بالمقل الْعَرَبِيّ أَنه يفت الْحَصَى فِي الكلى مَتى شرب ويدر الْبَوْل وَيذْهب الرِّيَاح الغليظة ويفشها ويشفى الأوجاع فِي الأضلاع وفسوخ العضل.
بديغورس: خاصته إِنْزَال الْحيض وَالْبَوْل والتحليل.
اريباسيوس: قُوَّة الْمقل الْيَهُودِيّ التليين. ويستعمله بعض النَّاس فِي الأورام الَّتِي تكون فِي الحنجرة وَفِي قيلة المَاء بعد عجنه بريق صَائِم وَهُوَ أَيْضا يحل الْأَرْوَاح الَّتِي تَنْعَقِد فِي الْأَعْضَاء وأوجاع الأضلاع وهتك العضل.
أَبُو جريج: الْمقل الْأَزْرَق حَار فِي آخر الأولى وَله حِدة تمسك الطبيعة إِذا لانت وَيقطع الدَّم)
السَّائِل من المعقدة وينفع من البواسير وَيقطع مادتها وينفع الخراجات إِذا خلط بالمراهم وَيذْهب بالخنازير وَإِذا طلى على السعفة بخل أبرأها.
ابْن ماسويه: إِنَّه نَافِع من البواسير ويحلل الأورام الدَّاخِلَة مَتى شرب بمطبوخ والخارجة مَتى وضع عَلَيْهَا محلولا بمطبوخ. قَالَ فِي إصْلَاح الْأَدْوِيَة المسهلة.
ماسرجويه حِكَايَة عَن ج قَالَ: يحلل الأورام الصلبة فِي الْأُنْثَيَيْنِ وَغَيرهمَا.
سلمويه: يحلل الأورام الصلبة فِي الْبَطن وَالْحلق والرقبة إِذا ضمد بِهِ وَإِذا شرب وينفع من انفجار الدَّم لما شرب.
حنين فِي الترياق: الْمقل يحل الدَّم الجامد.
مَاعِز ذكر فِي بَاب الْعين مَعَ العنز.
مغرة ذكر مَعَ الطين فِي بَاب الطَّاء.
ماليطرنا مريق ذكر مَعَ القرطم.
موميائى قَالَ د: هُوَ شىء جامد كالقار يتَّخذ من الْجبَال الَّتِي يُقَال لَهَا: الصواعقية وَيُلْقِيه المَاء إِلَى الشطوط وتفوح مِنْهُ رَائِحَة زفت مخلوط بقفر وَله قُوَّة مسخنة ملينة مدملة جابرة للكسر نافعة من علل الْجوف.
وَحكى لى عَن بعض الْأَطِبَّاء مَنَافِع الموميائى قَالَ: هُوَ نَافِع للصداع البلغمى والبارد من غير مَادَّة والشقيقة والفالج واللقوة والصراع والدوار.(6/388)
ويسعط مِنْهُ لهَذِهِ الْعِلَل بِحَبَّة مَعَ مَاء مرزنجوش ولوجع الْأذن يدهن ياسمين. ولوجع الْحلق يداف مِنْهُ قِيرَاط بِرَبّ التوت أَو بطبيخ العدس والسوسن.
ولسيلان الْقَيْح من الْأذن يداف مِنْهُ شعيرَة بدهن ورد وَمَاء حصرم وتلوث فِيهِ فَتِيلَة وَتدْخل فِي الْأذن. ولثقل اللِّسَان يداف مِنْهُ قِيرَاط بِمَاء قد طبخ فِيهِ صعتر فارسى.
وللسعال يطْبخ بِمَاء عناب أَو مَاء شعير وسبستان ويسقى مِنْهُ ثَلَاثَة أَيَّام على الرِّيق. وللخفقان قِيرَاط بسوسن أَو يماء نعنع. وللريح والنفخة فِي الْمعدة قِيرَاط بِمَاء كمون وكراويا أَو بِمَاء النانخه.
وللصدمة والدفعة بالمعدة والكبد قِيرَاط مَعَ دانقى طين أرمينى ودانق زعفران بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب أَو خيارشنبر.
وللفواق حَبَّة بطبيخ بزر الكرفس وكمون كرمانى. ولوجع الرَّأْس الْعَتِيق يُؤْخَذ مِنْهُ حَبَّة وَمن الْمسك والكافور والجند بادستر حَبَّة حَبَّة يداف الْجَمِيع بدهن بَان ويسعط بِهِ. وللخناق قِيرَاط بسكنجبين. ولوجع الطحال قِيرَاط بِمَاء الكزبرة.
وللسموم حبتان بِمَاء قد طبخ فِيهِ الحسك والانجدان. وللعقارب قِيرَاط مَعَ خمر صرف وَيُوضَع على الْموضع بِسمن بقر.
أَبُو جريج: هُوَ يصلح للكسر والوهن من دَاخل الْجِسْم وخارجه وينفع الصَّدْر والرئة. وَهُوَ قريب من الِاعْتِدَال إِلَّا أَن لَهُ خُصُوصِيَّة فِي تسكين أوجاع الْكسر إِذا شرب مِنْهُ أَو تمرخ بِهِ أَو احتقن بِهِ. وينفع من قُرُوح الإحليل والمثانة.
الطبرى: الموميائى حَار لطيف جيد للسقطة والضربة والرياح. خبرت أَن رجلا نفث الدَّم فَلم يَنْقَطِع عَنهُ بأدويته الَّتِي تشفيه فسقى من الموميائى ثَلَاث حبات زَعَمُوا بنبيذ فَانْقَطع عَنهُ ذَلِك.)
قَالَ ماسرجويه: إِنَّه حَار لطيف جيد للوثء وَالْبرد والرياح وَمَتى استعط مِنْهُ بِقَلِيل نفع من ابْن ماسه: إِن ج قد ذكره فِي الميامر حَيْثُ تكلم على الصداع فَيجب أَن يطْلب ذَلِك ويحول الميامر فِي الرَّابِعَة مِنْهُ.
قَالَ: من أدوية الْعين أدوية حارة حريفة كالموميائى والحلتيت والسكنجبين والفربيون وَبِالْجُمْلَةِ كل دَوَاء يسخن إسخانا قَوِيا من غير أَن يحدث فِي الْعين خشونة.
الخوز: إِنَّه دَوَاء أبلغ من كل دَوَاء لنفث الدَّم وَإنَّهُ مَتى حل بزنبق وَتحمل نفع من قلَّة الصَّبْر على حبس الْبَوْل.
مثك ذكر مَعَ السوسن.
مصل ذكر مَعَ اللَّبن.
مران قَالَ د: إِن عصارة ورقه مَتى شربت بِخَمْر نَفَعت من نهشة الأفعى.(6/389)
وقشر المران مَتى أحرق ولطخ على الجرب المتقرح قلعه.
وَيُقَال: إِن نحاتة خشب المران تقتل مَتى شربت.
وَقَالَ ج: عفوصة بليغة وَهُوَ مَعَ هَذَا يُؤْكَل وَلذَلِك يحبس الْبَطن حبسا شَدِيدا كَمَا يفعل الزعرور وورقها أَيْضا وقضانها عفصة قَوِيَّة التجفيف وَلذَلِك يدمل الْجِرَاحَات الْكِبَار الَّتِي فِي الْأَبدَان الصلبة وَأما الصغار فِي الْأَبدَان اللينة فَهِيَ مضادة لَهَا وَذَلِكَ أَنَّهَا تهيج هَذِه وتثورها لِأَنَّهَا تجففها أَكثر مِمَّا يَنْبَغِي.
مطراويسا ج: فِي الثَّامِنَة: هَذَا فِي جَمِيع.
ماهيزهرة أَبُو جريج: إِنَّهَا نافعة لأوجاع المفاصل وَلمن تتشبك أَصَابِعه.
مر د: إِن قويه مسخنة ميبسة لَازِقَة لما يحْتَاج أَن يلزق قابضة ويلين فَم الرَّحِم المنضم ويفته.
وَمَتى احْتمل مَعَ الافسنتين أَو مَاء الترمس أَو مَعَ عصارة السذاب أدر الطمث وَأخرج الْجَنِين بِسُرْعَة.
وَقد يشرب مِنْهُ مِقْدَار باقلاه للسعال المزمن وللنفس المحوج للانتصاب ووجع الصَّدْر وَالْجنب وَإِذا أَخذ مِنْهُ مِقْدَار باقلاه بفلفل وَمَاء قبل أَخذ النافض بساعتين سكنها.
وَمَتى وضع تَحت اللِّسَان وازدرد مَا يتَحَلَّل مِنْهُ لين خشونة قَصَبَة الرئة وصفى الصَّوْت وَقتل الدُّود. وَإِذا ليك فِي الْفَم طيب رَائِحَته.
ويخلط بالسذاب الرطب وتلطخ بِهِ الآباط المنتنة. وَمَتى خلط بخل الْخمر وَالزَّيْت وتمضمض بِهِ شدّ الْأَسْنَان واللثة.
وَمَتى ذَر على قُرُوح الرَّأْس أدملها. وَمَتى لطخ مَعَ لحم الصدف على غضروف الْأذن المشدخة أَبرَأَهُ ويكسو الْعِظَام الْعَارِية لَحْمًا. وَمَتى خلط بالأفيون والجند بادستر والماميثا أَبْرَأ الْأذن الَّتِي يسيل مِنْهَا الْقَيْح وأورامها الحارة.
ويلطخ بِهِ مَعَ الْعَسَل والسليخة على الثآليل. وَمَتى خلط بخل وطلى على القوابي جلاها.
وَمَتى أَخذ بريشة ولطخ بِهِ المنخران قطع النزلات المزمنة.
ويملأ القروح الَّتِي فِي الْعين ويجلو بياضها وظلمتها وخشونتها الَّتِي تكون فِي الجفون.
ودخانه يصلح لَهُ المر. وريح الْجيد من المر طيبَة حارة وطعمه مر.
وَمَتى أَخذ من المر مثقالان وَمن الفلفل الْأَبْيَض مِثْقَال وَمن أصل السوسن سِتَّة مَثَاقِيل(6/390)
وَمن الشب ثَلَاثَة مَثَاقِيل ودقت دقا جريشا وأنقعت فِي سِتَّة أقساط من المَاء وَتركت أَيَّامًا ثمَّ روق وَقَالَ: دُخان الكندر بعيد عَن الْأَذَى كدخان المر.) ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا فِي الثَّالِثَة من الإسخان والتجفيف وَلذَلِك إِذا نثر على الشجاج الْحَادِثَة فِي الرَّأْس أمكن أَن يلزقها وَفِيه من المرارة أَيْضا أَمر لَيْسَ ييسير وَمن أجل هَذِه المرارة صَار يقتل الدُّود والأجنة ويخرجها وَفِيه لهَذِهِ الْقُوَّة جلاء وَلذَلِك يخلط فِي الأكحال الَّتِي تتَّخذ للقروح والْآثَار الغليظة الَّتِي تكون فِي الْعين وَبِهَذَا السَّبَب صَار يخلط فِي أدوية السعال الْقَدِيم والربو وَلَا يحدث فِي قَصَبَة الرئة خشونة كَمَا تفعل سَائِر الْأَشْيَاء الَّتِي تجلو بل فِيهِ من الْجلاء مِقْدَار قصد.
وَلَا عتدال جلائه صَار بعض النَّاس يخلطه فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تشرب لخشونه قَصَبَة الرئة بِخَاصَّة من طَرِيق أَنه يسخن ويجفف إسخانا وتجفيفاً بليغاً وَلَا يخَافُونَ أصلا من فضل مرارته وجلائه.
قَالَ: والمجلوب من بروطيا يسخن ويلين ويحلل.
وَقَالَ حَيْثُ ذكر مَاء السّمك المالح: ينفع الخراجات المتعفنة كَمَا ينفعها المر.
بديغورس: خَاصَّة المر التَّحْلِيل وتفتيح السدد.
بولس: إِنَّه يلصق الشجوج الْعَارِضَة للرأس وَهُوَ مُوَافق لَهَا جدا. ج فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء: إِن من المر ضربا يخلط بِهِ لبن شَجَرَة فارفاستين وَهِي شَجَرَة قتالة فَيصير هَذَا المر مَتى أكل قتالا لكنه عَجِيب فِي الأكحال وَذَلِكَ أَنه يحلل الْمدَّة الَّتِي فِي الْعين بِلَا لذع وَقد يفش المَاء فِي ابْتِدَائه مَتى كَانَ رَقِيقا.
أَبُو جريج: المر فِي آخر الأولى يَابِس فِيهَا وَهُوَ ينفع من استرخاء الْمعدة ويشد الْبَطن وينفع من المَاء الْأَصْفَر مَتى شرب مِنْهُ أَو ضمد بِهِ الْبَطن. وَيدخل فِي أدوية القروح وينشف البلة.
وَمَتى سعط بِوَزْن دانق مِنْهُ جلا الدِّمَاغ وَأخرج عَنهُ الرّيح الغليظة ويقوى الْأَدْوِيَة إِذا خلط فِي الشَّرَاب والسعوط لِكَثْرَة مَنَافِعه.
الدِّمَشْقِي: المر جيد للقوباء مَتى لطخ بِهِ.
ابْن ماسويه: خاصته النَّفس ونقي كل ريح مُنْتِنَة وعفنة.
ميبة ابْن ماسه: أما الممسكة فيقوى الْمعدة ويسخنها ويمسك الْبَطن وَيقطع القىء ويقوى الْقلب.
ماميثا د يَقُول: أما الشياف الْمُتَّخذ مِنْهُ فانه يسْتَعْمل فِي الأكحال فِي ابْتِدَاء الْعِلَل الْبَارِدَة.(6/391)
ج: هَذَا نَبَات فِيهِ قبض مَعَ بشاعة ويبرد حَتَّى أَنه يشفى الْحمرَة إِذا لم تكن قَوِيَّة جدا. ومزاجه مزاج مركب من جَوْهَر مائى وجوهر أرْضى وَكِلَاهُمَا باردان إِلَّا أَن برودتها لَيست بالشديدة لَكِن مثل برودة مياه الغدران.
بديغورس: خاصتها النَّفْع من الأورام الحارة الغليظة.
اريبارسيوس: يَقُول جالينوس.
ماهو دانه قَالَ د: مَتى أَخذ من بزره سَبْعَة أَو ثَمَانِيَة وَعمل مِنْهُ حب وَشرب أَو أكل من غير أَن يحبب بعد أَن يمضغ نعما وَشرب بعده مَاء بَارِد أسهل بلغما.
وثمره وماؤه ولبنه يعْمل لبن اليتوع.
وَإِذا شرب من ورقه الْمَطْبُوخ مَعَ الدَّجَاج وَأكل مرقه أسهل الْبَطن. ج: قد زعم قوم أَنه من اليتوع وَجَمِيع قوته شَبيهَة بِقُوَّة أَنْوَاع اليتوع وَإِنَّمَا فِيهِ خَاصَّة وَاحِدَة بهَا يُفَارق اليتوع وَهِي أَنه أَعنِي البزر إِذا ذاقه الذائق وجده حلوا وَفِي هَذِه البزور خَاصَّة قُوَّة الإسهال.
بولس: إِنَّهَا تسهل إسهال اليتوع وخاصة لَبنهَا وَأما بزرها فقوة الإسهال فِيهِ أَكثر.
سلمويه قَالَ د: مَتى طبخ مَعَ القطف وديك عَتيق وَأكل أسهل الْبَطن.
هُوَ المرو الْبري.
ماسرجويه: هُوَ شَبيه الْقُوَّة بالبزرقطونا.
مداد قَالَ د: أما الْمَعْمُول من خشب الصنوبر وَمثل ثلثه من صمغ فانه يصلح للمراهم المعفنة وَحرق النَّار إِذا عجن بِالْمَاءِ ثخينا ولطخ وَلَا يُؤْخَذ حَتَّى يسْقط من نَفسه بِأَنَّهُ لَا سقط حَتَّى يندمل. ج فِي المداد: إِنَّه يجفف تجفيفا شَدِيدا وَإِذا ديف بِالْمَاءِ وطلى على حرق النَّار نفع من سَاعَته. وَمَتى حل بالخل كَانَ أَنْفَع.
بولس: المداد الهنداى على مَا زعم د من الْأَشْيَاء الَّتِي تبرد قَلِيلا وينفع الأورام الحارة والنفخ وينقي الْجِرَاحَات.
وَقَالَ رجل صَدُوق: إِن عقربا لسعته فَأخذ من المداد الهندى فسكن وَجَعه.
ميس قَالَ بولس: أما البستاني دوا النلث وَرَقَات فَلهُ قُوَّة منقية مجففة قَلِيلا وَهُوَ معتدل فِي الْحر وَالْبرد.
وَأما البرى فانه حَار فِي الثَّانِيَة.(6/392)
وَأما الْمصْرِيّ فَإِنَّهُ يتَّخذ خَبرا أَيْضا.
محلب الدمشقى: هُوَ يفت الْحَصَى.
الطبرى: هُوَ بَارِد.
ماسرجويه: إِنَّه معتدل وَفِيه تَحْلِيل.
قَالَ: وَزعم بعض الْأَطِبَّاء أَنه بَارِد يَابِس.
وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار لين نَافِع من وجع الخاصرة مَتى شرب بِمَاء الْعَسَل نَافِع للغثى.
الخوزى: هُوَ بَارِد يَابِس فِي الأولى.
محروت ابْن ماسويه: هُوَ حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة قَاطع للبلغم مقو للمعدة الْبَارِدَة.
ماش ج: هُوَ فِي جملَة جوهره شَبيه بالباقلى وَيُخَالِفهُ فِي أَنه لَا ينْفخ كنفخ الباقلى وَأَنه لَا جلاء فِيهِ وَلذَلِك انحداره عَن الْمعدة والبطن أَبْطَأَ انحدارا من الباقلى.
ابْن ماسويه: هُوَ بَارِد فِي الأولى معتدل فِي الرُّطُوبَة واليبس غير أَنه إِلَى اليبس أقرب وَلَا سِيمَا مَتى قشر وطبخ وَجعل مَعَه مرى ودهن لوز حُلْو. وَفِي قشره بعض العفوصة وَلَيْسَ بنافخ وَمَتى ضمدت بِهِ الْأَعْضَاء الواهنة نَفعهَا وَسكن أوجاعها وخاصة مَتى عجن بالمطبوخ والزعفران والمر وَأحمد وَأحمد المعالجة بِهِ فِي الصَّيف والأمزاج والعلل والحارة.
فانه أحب محب إذهاب نفخه فليطبخه بِمَاء القرطم ودهن اللوز مَتى لم تكن حمى صفراوية أَو ورم فان كَانَت حمى فاطبخه مَعَ الرجلة والخس والسرمق وشعير مهروس.
وَمَتى أردْت أَن تعقل الْبَطن فقشره واطبخه بِمَاء ثمَّ اقله ثمَّ اطبخه مَعَ البقلة الَّتِي تسمى الحماض وَاجعَل مَعَه مَاء الرُّمَّان والسماق فانه عِنْد ذَلِك يعقل الْبَطن ويسكن الْحَرَارَة.
ماسرجويه: الماش نَظِير العدس غير أَنه أقل بردا مِنْهُ جيد للرض وَالْفَسْخ مَتى ضمد بِهِ.
سندهشار: الماش يسكن الْمرة وينفخ وَينْقص الباه.
حنين فِي الأغذية: انحداره أسْرع من انحدار الباقلى. ينظر فِيهِ.
قَالَ: مَاؤُهُ ملين للبطن وجرمه جيد الْغذَاء.
وَحكى عَن أبقراط أَنه قَالَ: يضعف الْأَسْنَان.
ملوخ مَعْرُوف بِهَذَا الِاسْم بِالشَّام.
قَالَ فِيهِ د: إِنَّه مَتى شرب من أَصله درخمى بِمَاء القراطن نفع من شدخ العضل وَسكن ميعة قَالَ د: أما السائلة فَهُوَ دهن المر وإسخانه كاسخان المر. ودخان الميعة أقوى من دُخان المر ودخان الكندر.(6/393)
ج فِي الثَّامِنَة: الميعة تسخن وتلين وتنضج وَلذَلِك تشفى السعال والزكام والنوازل والبحوحة وتحدر الطمث إِذا شربت أَو احتملت من أَسْفَل. ودخانها شَبيه بِدُخَان الكندر.
أَبُو جريح يَقُول: إِنَّه صمغ شَجَرَة بالروم يسيل مِنْهُ وَهُوَ حَار يَابِس فِي الأولى ويبسه أقل من حره وينفع من وجع الصَّدْر والرئة ويبدد البلة ويمسك الطبيعة ويطيب الْمعدة ويقويها وينفع الرِّيَاح الغليظة وتشبك الْأَعْضَاء إِذا طبخ أَو طلى بِهِ من دَاخل الْجَسَد والقروح الْخَارِجَة والجرب رطبَة ويابسه إِذا طلى بِبَعْض الأدهان.
ويابسه ينزل البلة من الرَّأْس إِذا بخربه.
الدمشقى: هِيَ حارة رطبَة ملينة. ودخانها جيد للسعال.
والسائلة تملو الدِّمَاغ وَتَنْفَع الجرب والقروح الرّطبَة.
قَالَ ذَلِك فِي اللبني. . ج فِي الْخَامِسَة من تَفْسِير السَّادِسَة: إِنَّا نشفي من وجع القولنج عِنْد الشدَّة بِمَا يبرد تبريدا قَوِيا لى قد اتّفق الْجَمِيع أَنَّهَا مسخنة فَيجوز أَن تكون وَإِن كَانَت حارة أَنَّهَا تدخل مَعَ هَذِه لِأَنَّهَا تسكن الوجع أَو لِأَن تصلح هَذِه وأحسب أَن الميعة مخدرة.
ماسرجويه: الميعة حارة محللة ينفع دخانها من السعال والزكام وَمَتى احتملت أدر الطمث.
ابْن ماسويه: الميعة السائلة حارة لينَة جَيِّدَة للصدر ورياح المفاصل والسعال. ج فِي الثَّانِيَة عشرَة من حِيلَة الْبُرْء حِين ذكر تسكين الوجع الْأَدْوِيَة الَّتِي تخدر كالأفيون والبنج وأصول اليبروج والميعة السائلة وَهَذَا كَلَام يدل على أَن الميعة مخدرة لِأَن الْمَعْنى فِي هَذَا الْكَلَام قد خرج عَن أَن تكون الميعة إِنَّمَا تدخل فِي تدخل فِي هَذِه لتصلح بهَا بل صَارَت الميعة بِهَذَا الْكَلَام ركنا من أَرْكَان المخدرة كاخدار الْأَشْيَاء الَّتِي تسم وَفِي خلال كَلَامه هَهُنَا إِن الميعة)
تسبت وَهِي لعمرى تثقل الرَّأْس جدا إِلَّا أَن المر والزعفران على أَنَّهُمَا حاران يفْعَلَانِ ذَلِك.
وَقَالَ فِي الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الألمة: إِن بعض النَّاس يعرض لَهُم الصداع من الرِّيَاح الحارة كنحو العفن والمنى لما احتقن فَصَعدَ بخاره.
الطبرى: دُخان الميعة جيد للزكام من كتاب الاجماع الميعة حارة يابسة تعقل الْبَطن.
ماميران ج فِي الثَّامِنَة: إِنَّه أحد من عروق الصباغين كثيرا وَإِذا وضع على الْجلد قرحه سَرِيعا ويقلع(6/394)
وَمَتى استعط بعصارته نفض من المنخرين فضل الدِّمَاغ لِأَنَّهُ حَار جدا وَلذَلِك يجب أَن يوضع فِي الرَّابِعَة عِنْد ابتدائها من الْحر واليبس.
بولس: إِنَّه يرق آثَار الْبيَاض الكائنة فِي الْعين وَذَلِكَ أَن لَهُ قُوَّة منقية.
مزمار الراعى كَانَ بحذائه فِي ثَبت حنين داماسونيون وَهُوَ مزمار الراعى.
قَالَ ج فِي السَّادِسَة: زعم د فِي الْمقَالة الثَّالِثَة أَنه مَتى شرب من أَصله شفى القروح وحبن الْبَطن وحلل الأورام الرخوة وَأما أَنا فَلم أجربه فِي هَذِه الْأَشْيَاء لَكِن جربته أَنه يفت الْحَصَى فِي الكلى مَتى شرب طبيخه وَمن أجل ذَلِك مَعْلُوم أَن قوته جلاءة.
مسهار هَذَا ضرب من الخشخاش وَهُوَ بَارِد فِي الثَّالِث.
منريون ج فِي السَّابِعَة: أَصله يقبض وَيقطع النزف الْعَارِض للنِّسَاء وَجَمِيع الْموَاد السائلة. وبزرة يُخَالِفهُ جدا حَتَّى أَنه يدر الطمث لِأَنَّهُ لطيف قطاع.
ملكنش الخشنة جالينوس فِي السَّابِعَة: هَذَا يلتف على الشَّجَرَة وَهُوَ مِمَّا يفترش ولورقه حِدة وحراقة وَهُوَ مسخن وَقُوَّة الملكنش الحرشاء غير قُوَّة الملساء.
منى قَالَ ج فِي الأولى من تَدْبِير الأصحاء: إِن الْغَالِب عَلَيْهِ بقياسه إِلَى الدَّم الهوائية والنارية وَهُوَ أيبس من الدَّم.
مارق هُوَ شىء يشبه الياسمين الْأَبْيَض إِلَّا أَن ورقه ألطف مِنْهُ وَهُوَ أقل حرارة مِنْهُ.
مولى قَالَ ج فِي السَّابِعَة: قُوَّة هَذَا تشد وَتجمع وَلذَلِك مَتى احْتمل مَعَ دَقِيق الشيلم نفع الرَّحِم المتقرح.
ماسقرن ابْن ماسويه: هُوَ دَوَاء هندى يدْخل فِي الأدهان المقوية.
موافسقس تَفْسِيره شوك الْفَأْرَة. ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِنَّه شىء ينْبت فِي الرّبيع لَهُ بزر شَبيه بنزر العصفر مَتى طبخ وصب مَاؤُهُ على نهشة الأفعى وَالدَّابَّة الَّتِي تسمى فلحيون سكن الْأَلَم من سَاعَته. وَمَتى صب على مَوضِع لم تنهشه أَفْعَى عرض مثل مَا يعرض من نهشة الأفعى.
مشمش د: هُوَ أَجود للمعدة من الخوخ.
قَالَ ج: أما الأرميني فثمرته بَارِدَة رطبَة كَأَنَّهَا فِي الثَّالِثَة.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: إِنَّه مجانس للخوخ إِلَّا أَنه أفضل مِنْهُ وَأَنه لَا يفْسد كفساد الخوخ فِي الْمعدة وَلَا يحمض. وَهُوَ عِنْد خلق ألذ مِنْهُ فَهُوَ أَجود للمعدة مِنْهُ.(6/395)
ابْن ماسويه: إِنَّه بَارِد رطب فِي وسط الثَّانِيَة وَهُوَ شَبيه بالخوخ ويولد خلطا أردأ من الْخَلْط الَّذِي يولده الخوخ غليظ نيا كالأوتار ويولد خلطا كالأوتار ويولد حميات مزمنة وَلذَلِك يجب أَن يُؤْخَذ بعده أنيسون ومصطكى زنة مِثْقَال بميبة أَو بنبيذ صرف.
وَقَالَ ج فِي السَّابِعَة فِي برقوقيا: إِنَّه بَارِد رطب فِي الثَّانِيَة.
ماسريه: إِنَّه يُولد خلطا غليظا يتَوَلَّد مِنْهُ حمى بطيئة الانحلال عقبه.
الخوز: هُوَ يسهل الصَّفْرَاء ويولد خلطا غليظا يتَوَلَّد مِنْهُ حمى.
لى كَانَ بِرَجُل بخر وحدست أَنه من معدته فأطعمته مِنْهُ رطبا فَذهب بخره ثمَّ كَانَ يسْتَعْمل نقيعه دَائِما وَلَا أَحسب أَنه يُوجد شىء أَشد تبريدا للمعدة مِنْهُ وَلَا أَشد تلطيخا وإضعافا.
مسك قَالَ حَكِيم بن حنين: إِنَّه حَار يَابِس يسْتَعْمل فِي الْأَدْوِيَة المقوية للعين ويجلو الْبيَاض الرَّقِيق وينشف رطوباتها.
مسيح: هُوَ حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة لطيف دَقِيق يقوى الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة لطيب رَائِحَته وينفع من الصداع المزمن من رُطُوبَة ويولد الصداع لمن كَانَ دماغه حارا ويقوى الدِّمَاغ الْبَارِد.
القلهمان: حرارته فِي الثَّانِيَة ويبسه فِي الثَّالِثَة.
ابْن ماسويه وَابْن ماسه: يقوى الْقلب والأعضاء الدَّاخِلَة مَتى شرب والخارجة مَتى ضمد بِهِ وَهُوَ حَار يَابِس.
من كتاب الْإِجْمَاع: يبخر الْفَم مَتى جعل فِي الطبيخ.
مرو هُوَ أَرْبَعَة أَنْوَاع أَحدهَا مرماحور وميرارون وادرسعان ودارما.
الدِّمَشْقِي: المرماحور أَشد حرارة ويبسا من المرزنجوش وَلذَلِك هُوَ أقوى فعلا مِنْهُ ينفع من وجع الْمعدة الْحَادِث من البلغم والرياح الغليظة الْحَادِثَة فِي الدِّمَاغ مَتى شم واستعط بِهِ والصداع البلغمى والسوداوى وَجَمِيع الْأَمْرَاض الْبَارِدَة فِي الرَّأْس وَهُوَ فِي نَحْو الشيح جيد إِذا طبخ وكب على بجاره مَا سرجويه: هُوَ كثير الْحَرَارَة واليبس ملطف وَهُوَ نوع من المرو حَار فِي الثَّالِثَة.
الخوز: إِنَّه جيد للخفقان وَمَتى أَنْفَع فِي الشَّرَاب وَشرب أسكر جدا.
قَالَ: والمسمى أدرسرغان حَار يَابِس وَهُوَ طيب الرّيح.
والمسمى مِنْهُ ميردارون حَار ويسكر كالحرمل وَأَشد مَا يكون إِذا طبخ بشراب وَشرب.
ودارما يسعط بِهِ الصّبيان ليناموا وبرز المروحار يَابِس.
ابْن ماسويه: المروحار يَابِس فِي الثَّالِثَة أَنْوَاعه كلهَا تَنْفَع من البلغم.(6/396)
وَمَتى أَكثر شمه على النَّبِيذ أسكر وصدع.
أَبُو جريج: بزر المرو أقل حرا من بزر الْكَتَّان وَلكنه أَشد إنضاجا للخراجات.
وَمَتى قلى عقل الْبَطن وقوى المعى وَمَتى لم يقل أسهل وَكَذَلِكَ حَال كل البزور اللعابية.
وَقد ذكرنَا أَن لينانوطس يُقَال لَهُ المرو.
ابْن ماسويه: ينفع من الخفقان الْبَارِد وَيفتح سدد الرَّأْس جيد لأوجاع الرَّحِم وَالنِّسَاء الْحَوَامِل)
الطبرى: المرماحوز كثير الْحر واليبس ملطف.
القلهمان: المرو أَرْبَعَة أَنْوَاع: أَحدهَا يُسمى مردارون وَهُوَ حَار.
وَالثَّانِي أدرسرغان وَهُوَ حَار لين.
وَالثَّالِث يُسمى دارما ينفع الخفقان وَهُوَ الْأَبْيَض وَهُوَ معتدل. وَالرَّابِع المرمامويه وَهُوَ المرماحوز وَهُوَ حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة.
وَمِنْه نوع آخر يُسمى مشنهار وَهُوَ بَارِد نَافِع للصداع وللأورام.
ميويزج قَالَ د: مَتى أَخذ مِنْهُ خمس عشرَة حَبَّة وأنعم دقة وَسقي بِمَاء القراطن قيأ كيموسا غليظا وَيجب أَن يتمشى شَاربه مشيا رَفِيقًا وَيَنْبَغِي أَن تفقد أَمر هم وَأَن تسقيهم سقيا متواتراً من مَاء القراطن لِأَنَّهُ يخَاف مِنْهُ الاختناق وإحراق الْحلق.
وَمَتى سحقت على حِدة وخلطت بالزرنيخ الْأَحْمَر وَالزَّيْت ولطخ بِهِ وَافق الْقمل والحكة والجرب الَّذِي لَيْسَ بمقترح. وَمَتى مضغ أخرج بلغما كثيرا.
وَمَتى طبخ بالخل نفع هَذَا الطبيخ مَتى تمضمض بِهِ من وجع الْأَسْنَان وأذهب رُطُوبَة اللثة.
وَمَتى خلط بالعسل أَبْرَأ القلاع وَيَقَع فِي المراهم الملينة.
وَقَالَ ج: إِنَّه حَار. حريف حراقة قَوِيَّة حَتَّى أَنه يحدر من الرَّأْس مَتى مضغ أَو تغرغر بِهِ بلغما كثيرا ويجلو جلاء قَوِيا وَلذَلِك صَار نَافِعًا لتقشر الْجلد وَفِيه مَعَ هَذَا قُوَّة محرقة.
بديغورس: خاصته التقطيع والتحليل.
وَقَالَ اريباسيوس فِي الثَّانِيَة: حِدته قَوِيَّة وَهُوَ يجتذب البلغم اجتذابا قَوِيا ويجلو جلاء شَدِيدا وَلذَلِك ينفع من الجرب. وَفِيه أَيْضا قُوَّة محرقة.
مَاء د: أما العذب أجودة السَّرِيع النّفُوذ من الْبَطن الْقَلِيل النفخة الَّذِي لَا يفْسد.
مَاء الْبَحْر حريف ردىء للمعدة مسهل للبطن يسهل بلغما.
وَإِذا صب على الْبدن وَهُوَ حَار أسخن وحلل ونفع من ألم العصب والشقاق الْعَارِض من الْبرد قبل أَن يتقرح.
وَيدخل فِي المراهم المحللة وينفع من المغس مَتى حقن بِهِ. وَيصب على الجرب(6/397)
والحكة والقوابي وَالْقمل وأورام الثدى. وَإِذا كمد بِهِ حلل الدَّم الْمُجْتَمع تَحت الْجلد.
وَمَتى دخل فِيهِ أحد وَهُوَ سخن نفع من نهش الأفعى والهوام الَّتِي يعرض من نهشها ارتعاش وَمن برد الْجِسْم ولسعة الْعَقْرَب والرتيلا والأفعى.
وبخاره ينفع من الاسْتِسْقَاء والصداع وعسر السّمع.
وَقد يسْقِي وَحده لإسهال الْبَطن وَيُعْطى بعده مرق الدَّجَاج أَو السّمك ليكسر اللذع الْعَارِض مِنْهُ.
وَقَالَ ج فِي كتاب الكيموس فِي مَنَافِع المَاء ومضاره: إِن الثَّلج وَإِن كَانَ لَا يظْهر للحس ضَرَره للأبدان الصَّحِيحَة فِي أول الْأَمر فان ضَرَره ينمي وَيزِيد قَلِيلا قَلِيلا من غير أَن يحس يه حَتَّى إِذا طعن فِي السن أحدث فِي المفاصل والعصب أمراضا كَثِيرَة عسرة الْبُرْء وأصبته لبَعض القدماء وَأَظنهُ روفس.
المَاء الْحَار يسخن ويرطب.
وَالْمَاء البورقي ينفع الصَّدْر وَالرَّأْس والمعدة الرّطبَة وَالِاسْتِسْقَاء مَعَ برد والتهيج الَّذِي من الْمَرَض.
وَمَاء الشب ينفع من نفث الدَّم والقىء ونزف الْحيض والإسقاط.
وَمَاء الكبريت يلين العصب وَيذْهب بالبثر الْكَائِن فِي الْجَسَد.
وَمَاء القفر يمْلَأ الرَّأْس ويؤلم الْحَواس ويسخن الْجِسْم.
وَمَاء النّحاس ينفع الْفَم وَالْأُذن والأحشاء والبواسير واللهاة وَالْعين.
اخْتِيَار المَاء قَالَ روفس فِي كتاب التَّدْبِير: الْمِيَاه الْجَارِيَة أفضل من الْقَائِمَة والقائمة أفضل من مَاء الْأَيَّام وَمَاء الْمَطَر أفضل من مَاء الثَّلج. وَالَّذِي يسْتَقْبل الْمشرق أفضل من الَّذِي يسْتَقْبل)
الْمغرب وَالَّذِي يسْتَقْبل الشمَال أفضل من الَّذِي يسْتَقْبل الْجنُوب. ومياه الْآبَار قَليلَة اللطاقة فَلذَلِك إِذا وصلت إِلَى الْجوف كَانَ بلها للطعام وحلها لَهُ أقل حَتَّى يحدث لذَلِك سوء الهضم.
انحداره بالبول أسْرع بِسَبَب غلظها وبردها وَأفضل مَا تكون مياه الْآبَار بعد التصفية مَرَّات والمحض وَبعد تنقية النز.
والمياه الْجَارِيَة ألطف وأسرع تحليلا للطعام ومعونة على الهضم ودرور الْبَوْل.
مياه النقائع أما مياه النقائع فردية وَذَلِكَ أَنَّهَا عفنة وَهِي فِي الصَّيف حارة وَفِي الشتَاء بَارِدَة فَهَذَا دَلِيل على رداءة المَاء فَهِيَ لذَلِك فِي الصَّيف تهيج الْبَطن وتبطىء الانحدار إِلَى المثانة ويعرض مِنْهُ على الْأَكْثَر زلق الأمعاء وَاخْتِلَاف الدَّم ويؤول الْأَمر بشاربه إِلَى وجع العضل وَذَات الْجنب والسعال ويضر بالطحال وَيحدث فِيهِ فِي أول الْأَمر(6/398)
أورام ووجع ويؤول الْأَمر إِلَى الاسْتِسْقَاء وَتَكون الرّجلَانِ من أجل الطحال ضعيفتين وَمَتى حدث بهَا قُرُوح عسر اندمالها.
والنقائع الَّتِي تخرج عَنْهَا مياهها فِي السّنة مرَّتَيْنِ ويدخلها غَيرهَا فَهِيَ أصلح وَأَقل عفونة.
مَاء الْمَطَر وَمَاء الْمَطَر خَفِيف الْوَزْن لطيف يَعْنِي حلوا وينضج مَا يطْبخ بِهِ أسْرع ويسرع إِلَى السخونة وَقل مَا يحْتَاج بِهِ أَن يمزج بِهِ الشَّرَاب لِأَنَّهُ فِي نَفسه مُوَافق فَاضل وَجَمِيع فضائله مَوْجُودَة وَذَلِكَ أَنه جيد للهضم جيد لإدرار الْبَوْل جيد للكبد وَالطحَال والكلى والمثانة والرئة والعصب إِلَّا أَنه لَيْسَ فِيهِ قُوَّة مبردة شَدِيدَة الْبرد لكنه أَكثر ترطيبا. وَهُوَ ينفذ سَرِيعا وَهَذَا دَلِيل على فَضله لِأَنَّهُ يَسْتَحِيل سَرِيعا للطافته وَأَنه لَا شىء صلب مَانع فِيهِ وَكَذَلِكَ فأفضل الْأَطْعِمَة والأشربة أسرعها إِلَى الاستحالة.
وَمَاء الْمَطَر الربيعي والشتوي أفضل مَا يكون ولهذين أَكثر مرحى.
وَحكى عَن أبقراط: الْمِيَاه الَّتِي يظْهر فِيهَا طعم ردىء والكمدة وَالَّتِي لَهَا رَائِحَة وَالَّتِي ثقلهَا كثير وَالَّتِي تَتَغَيَّر فِي زمَان كثير وَالَّتِي فِيهَا طعم يجمد عَلَيْهَا شىء ويعلوها رغوة وَالَّتِي ينزل فِيهَا ثفل وَالَّتِي مَتى بردت وَكَانَت فِي إِنَاء نُحَاس جمدت وتحجرت وَالَّتِي تتولد فِيهَا العلق أَو حَيَوَان آخر ومياه الآجام والنقائع وَالَّتِي تنْبت فِيهَا حشائش ردية والمستديرة للشمس وَالَّتِي لَا تخترقها الرِّيَاح وَلَا تجرى وَالَّتِي بِالْقربِ من أجمة كلهَا ردية وَيجب طبخ المَاء الردىء فِي إِنَاء فجار ثمَّ يبرد ثمَّ يفتر وَيشْرب.
حنين: يطْبخ حَتَّى ينزل غليظها ويصفي فِي فجار لَا كَيْفيَّة فِيهِ.)
تغير المَاء وَإِذا تغير المَاء وَبرد نزل مَا فِيهِ من الثفل كُله.
روفس: وَإِن احتجت لعسكر مَاء من مياه ردية فاحفر آبارا متحاذية بَعْضهَا أَخفض وَأجر فِيهَا المَاء بعد أَن يلقِي فِيهَا الْمدر الحلو السمين وَهُوَ الَّذِي يتَّخذ مِنْهُ الفخار فان ذَلِك المَاء ينزل كيفيته الردية فِيهِ.
قَالَ: وكل مَاء فَهُوَ بقياسه إِلَى الْخمر غير غاذ عسر الهضم مغير اللَّوْن نافخ مضعف مسكن للعطش مضعف للنزلات الباردةء نُحَاس جمدت وتحجرت وَالَّتِي تتولد فِيهَا العلق أَو حَيَوَان آخر ومياه الآجام والنقائع وَالَّتِي تنْبت فِيهَا حشائش ردية والمستديرة للشمس وَالَّتِي لَا تخترقها الرِّيَاح وَلَا تجرى وَالَّتِي بِالْقربِ من أجمة كلهَا ردية وَيجب طبخ المَاء الردىء فِي إِنَاء فجار ثمَّ يبرد ثمَّ يفتر وَيشْرب.
حنين: يطْبخ حَتَّى ينزل غليظها ويصفي فِي فجار لَا كَيْفيَّة فِيهِ.
تغير المَاء وَإِذا تغير المَاء نزل مَا فِيهِ من الثفل كُله.
روفس: وَإِن احتجت لعسكر مَاء من مياه ردية فاحفر آبارا متحاذية بَعْضهَا أَخفض وَأجر فِيهَا المَاء بعد أَن يلقِي فِيهَا الْمدر الحلو السمين وَهُوَ الَّذِي يتَّخذ مِنْهُ الفخار فان ذَلِك المَاء ينزل كيفيته الردية فِيهِ.
قَالَ: وكل مَاء فَهُوَ بقياسه إِلَى الْخمر غير الْخمر غاذ عسر الهضم مغير اللَّوْن نافخ مضعف مسكن للعطش مضعف للنزلات الْبَارِدَة لَا يحدث النّوم وَلَا يسكن الْفِكر وَلَا يعسر النَّفس وَيكون فِي أَكثر الْأَمر عِلّة لحدة الأخلاط.
حنين: إِن شرب الشَّرَاب لما كَانَ يدر الْبَوْل صَار يخرج الفضول المائية الَّتِي تَجْتَمِع يَوْمًا فيوما فيبقي لذَلِك الدَّم. وَأما المَاء فانه لَا يدر الْبَوْل فَصَارَت الفضول المائية الْحَادِثَة عَنهُ تبقي فِي الْعُرُوق فتكثر فَكلما بقيت فِي الْعُرُوق سخنت وأحرقته وَالدَّلِيل على ذَلِك الْبَوْل.
فَمَتَى احتدت وَصَارَت صديدا صيرت الأخلاط المختلطة مَعهَا حادة وَصَارَت سَببا لجَمِيع هَذِه الْعِلَل.(6/399)
روفس: المَاء بِقِيَاس الْخمر يحدث التقشر والبهق والقوابي. وَمَتى شرب الْإِنْسَان مَاء بعد أكله الْبُقُول فَهُوَ على خطر من الجرب والتقشر والنخالة والقوابي والقروح العفنية والثآليل الْمُتَعَلّقَة والحمرة وَمَا أشبه ذَلِك.)
إصْلَاح الردىء مِنْهَا قَالَ روفس: الْمِيَاه البورقية يصلحها اللَّبن وَالْخمر الغليظ والنشاشتج وَالْبيض.
والشبية يصلحها الْخمر الْبَيْضَاء الريحانية.
حنين: لِأَنَّهُ يدر الْبَوْل الَّذِي يحْبسهُ المَاء الشبى.
قَالَ: لِأَن هَذَا جلاء فاذا اخْتَلَط بعفوصة هَذَا المَاء أصلحه.
قَالَ روفس: والمياه الشبيه وَنَحْوهَا تصلحها الْبُقُول الملطفة للبطن كالثوم والبصل والكراث.
قَالَ: وَالْمَاء بِالْقِيَاسِ إِلَى الْخمر جيد لمن بِهِ وجع وظلمة فِي بَصَره ووجع فِي عصبه. وَأَنا أَظن أَن فِي هَذَا غَلطا وَأَنه يحْتَاج بدل عصبَة عينة.
روفس: لِأَنَّهُ فِي مثل هَذِه الْأَحْوَال يحْتَاج إِلَى إِلَّا يرْتَفع إِلَى الرَّأْس بخار والبخار يرْتَفع عَن الشَّرَاب أَكثر.
وَقَالَ: المَاء ينفع من بِهِ استرخاء أَو صرع أَو وجع المفاصل.
حنين: لِأَن هَذِه علل يحْتَاج أَن يكون الدَّم مَعهَا غليظا بطىء النّفُوذ وَشرب المَاء يَجعله بِهَذِهِ الْحَال وَالشرَاب بعكس ذَلِك.
روفس: وَشرب المَاء يسكن شَهْوَة الباه وينفع من الْعلَّة الَّتِي تسمى الانتفاخ الألمى وَلمن بِهِ رعشة وَأَصْحَاب الدّرّ وَهُوَ رَدِيء للصدر وقصبة الرئة إِذا كَانَ فِيهَا عقد.
حنين: ذَلِك لِأَن المَاء ردىء لجَمِيع القروح لِأَنَّهُ يرطب والقروح تحْتَاج إِلَى تجفيف قوى وقصبة الرئة تحْتَاج إِلَى التجفيف القوى لِأَنَّهَا يابسة المزاج. وَالَّذِي ينفع هَؤُلَاءِ شرب الْخمر.
روفس: وَهُوَ مَعَ ذَلِك يغثى.
وَالْمَاء ردىء للمرى والبطن والمعى والكبد والكلى والمثانة وَالرحم وَهُوَ جيد للاختناق فِي الرَّحِم ويحدر مَا يتَوَلَّد مِنْهُ فِي المعى إِذا شرب حارا مرّة وباردا أُخْرَى.
حنين: إِن كَانَ مَا يحْتَاج أَن تحدره من سوء مزاج حَار فليشرب بَارِدًا وبالضد.
روفس: وينفع لمن هضمه بطىء.
حنين: إِذا كَانَ الْفساد من حرارة.
روفس: وَلمن يعرق عرقا كثيرا.
حنين: مَتى كَانَ ذَلِك من تحلل الدَّم ورقته وتحلل الْبدن.)(6/400)
روفس: وَهُوَ نَافِع لمن يَبُول بولا كثيرا.
حنين: مَتى كَانَ ذَلِك من حرارة نارية فِي الكلى والمثانة.
روفس: وَهُوَ نَافِع فِي وَقت طُلُوع الْكَلْب وللفتيان الحسان اللَّحْم السمان وللصبيان وَلمن كَانَ فِي النشى وَلمن بِهِ هيضة وَلمن تنَاول دَوَاء مسهلا فأفرط عَلَيْهِ.
حنين: ذَلِك لِأَن الدَّم فِي عروق هَؤُلَاءِ رَقِيق وأفواهها وَاسِعَة.
قَالَ روفس: وَلمن بِهِ انفجار الدَّم من مَنْخرَيْهِ أَو من حرارة.
حنين: لِأَن دم هَؤُلَاءِ مُحْتَاج إِلَى أَلا يجْرِي.
روفس: إِن أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي أَسْفَله. وَلمن شرب شرابًا صرفا كثيرا فَعرض لَهُ التهاب وَالْعلَّة الَّتِي تسمى بوليموس.
إِن كَانَت بوليموس الْعلَّة الَّتِي من عَادَة القدماء أَن يسعوها.
بِهَذَا الأسم وَهُوَ الغشى الْحَادِث من عدم الْغذَاء وَغَلَبَة الْبرد فَشرب المَاء الْبَارِد ضار لمن بِهِ ذَلِك وَشرب الْخمر نَافِع. وَلست أدرى أَي بوليموس يَعْنِي.
روفس: وَهُوَ نَافِع أَيْضا لمن بِهِ حمى محرقة مَتى لم يكن جسو مَا دون الشراسيف لِأَنَّهُ إِذا مَا أَكْثرُوا من شربه عرض لَهُم قىء وانحلت الْحمى وَخرجت مَعَ الْعُرُوق وَلمن يتَأَذَّى بالهيضة وَلمن بِهِ ذوبان المنى.
حنين: ذَلِك لِأَنَّهُ يجمد ويكثف ويسد.
روفس: وينفع من ذوبان المنى المَاء شرب أَو استحم بِهِ وَكَذَلِكَ ينفع من بِهِ نزف والضعيف وَمن بِهِ قىء والمرضعة فِي وَقت طُلُوع الْكَلْب إِذا كَانَ بطن الطِّفْل مُطلقًا أَو كَانَت بِهِ حمى.
وينفع من الكرب والفواق ونتن رَائِحَة الْفَم وَجَمِيع الْجِسْم.
قَالَ حنين: فانه لَهُ كل هَذِه الصِّفَات الَّتِي وصفوها. فالماء الممزوج بالفلفل من الشَّرَاب أَكثر نفعا.
روفس وَقد ينْتَفع هَؤُلَاءِ أَيْضا بالاستحمام الْبَارِد. وينفع البثور والنخالة والقوابي وَمن يكثر عرقه شربوه أَو استحموا بِهِ.
حنين قد قَالَ: إِن المَاء يُورث هَذِه. وَذَلِكَ لمن كَانَ المَاء شرابه فَأَما من شرب الشَّرَاب فَأَصَابَهُ عَنهُ هَذِه فالماء يَنْفَعهُ.)
روفس: ويشد اللثة ويقوى العصب ويسكن الباه وَلذَلِك هُوَ نَافِع للصبيان إِذا ابْتَدَأَ شعر الْعَانَة ينْبت فِيهَا وَيعْقل الْبَطن خَاصَّة فِي الَّذين هم فِي النشأ وَفِي الْمَشَايِخ وَفِي الَّذين تلين بطونهم. كل هَذِه الْأَفْعَال فِي المَاء الْبَارِد.
المَاء الفاتر وَأما الفاتر فانه نَافِع للصداع ووجع الرَّأْس والرمد وتأكل اللثة والأسنان وَلمن بِهِ فِي لثته ورم يجْرِي مِنْهُ الدَّم وَلمن بِهِ قُرُوح فِي حنكه أَو أورام اللهاة(6/401)
والرئة وَإِذا كَانَ ينحدر إِلَيْهَا من الرَّأْس مواد وَيجْرِي الْمدَّة من أُذُنه ولنتن رَائِحَة الْأنف وَلمن فِي أَنفه لحم فضل نابت ولفم الْمعدة مَتى كَانَت ضَعِيفَة والسعال الدَّائِم الْكَائِن عَن الأخلاط الحريفة وللحمى الحادة وَالَّتِي الْغَالِب عَلَيْهَا المرار.
حنين: المَاء ينفع أَصْحَاب الْحمى الحادة مَتى لم يكن فِي أحشائهم ورم أَو فِي عروقهم أخلاط ردية فجة.
روفس: وينفع من الْغَالِب عَلَيْهِ الْخَلْط الْأسود الملتهب وَلمن يتَوَلَّد فِيهِ الْمرة السَّوْدَاء وَلمن يعرض لَهُم الهيضة فِي ابتد الْأَمر وَلمن يُصِيبهُ فِي الْحمى المرار الزنجارى وَلمن يعرض لَهُ الْعرق والتحلل دَائِما إِذا منع مَانع من اسْتِعْمَال المَاء الْبَارِد.
وَقد ينْتَفع بِالْمَاءِ الفاتر فِي القروح الَّتِي تعرض فَوق الْحجاب وَنَفث الدَّم ولنهك الأغشية الَّتِي فِي الصَّدْر.
وينفع المَاء الْحَار مَتى احْتِيجَ إِلَى التليطف وَإِلَى انصباب الأخلاط وذوبانها وتلينيها وإنضاجها وتحليلها وتقشرها وَفتح السدد وَإِلَى جذب الْموَاد إِلَى الْأَعْضَاء.
وَالْمَاء الْحَار يستفرغ البزاق والمخاط وينفع من التهوع ويسكن جَمِيع الأوجاع وخاصة الَّتِي فِي مَا دون الشراسيف فِي الْبَطن والمعى إِذا كَانَ حدوثها عَن ريَاح وينفع فِي جودة الهضم ونفوذ الْغذَاء واتصاله إِلَى الْأَعْضَاء وَحسن النشى ويجود حس جَمِيع الْبدن ويسهل حركاته ويدر الطمث وينفع فِي جودة الهضم نفعا فِي الْغَايَة وينفع الأحبشاء وَالرَّأْس والعصب من بِهِ ذَات الْجنب والرئة ووجع الْحلق وخفقان الْفُؤَاد والخراجات الْعَظِيمَة وينضج هَذِه الْعِلَل كلهَا شرب أَو استحم بِهِ أَو تكمد بِهِ ويسكن الْأَعْرَاض الْحَادِثَة عَن نهش الْهَوَام ويهيج القىء ويسكن الاقشعرار وكل برد يهيجه الْإِنْسَان وينفع من تولد الْحمرَة والقروح. وَرُبمَا سكن الحكاك.
وَمن ظن أَن الْمِيَاه المالحة تَنْفَع من انطلاق الْبَطن والشبيه فِي عقله فَقَط غلط وَذَلِكَ أَنه إِن شربه)
أحد على أَن ينْطَلق بَطْنه فَلم ينْطَلق عرضه لَهُ من ذَلِك أَن تجمع كبده الْمدَّة وَيحدث بِهِ استسقاء.
لى يجب أَن تنظر فِي قَوْله تجمع كبده مُدَّة وَلَيْسَ يجب. زعم أَن يحكم على جودة المَاء من خفَّة وَزنه فَقَط.
إصْلَاح الْمِيَاه قَالَ د: والمياه الثَّقِيلَة الطباع تولد الْحِجَارَة والدوالى وَيجب أَن تشرب بشراب الْعَسَل فانه صَلَاحهَا أَو بِأَن يُؤْخَذ قبلهَا شىء من الأفاويه المدرة للبول وَالْمَاء الَّذِي ينغسل فِيهِ أَرض ردية التربة.
وَمَاء الْمَطَر جيد فِي خلط الْأَدْوِيَة وغسلها وَفِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تعْمل للمواد المنصبة إِلَى الْعين والقروح فِيهَا.(6/402)
وَأفضل مياه الْعُيُون مَا كَانَت جريتها على مَوَاضِع حجرتة أَو مدرية.
حنين: الصخرية تجْعَل المَاء صلبا.
قَالَ: وَأفضل الْأَنْهَار الْجَارِيَة الشَّدِيدَة الجرية دَائِما الَّتِي لَا تختلط بِمَا يفْسد كيفيتها.
ومياه الْآبَار العميقة والمالحة الْبَارِدَة يجب أَن تطبخ قبل فِي إِنَاء وَاسع الْفَم ثمَّ يبرد ذَلِك وَالْمَاء الكبريتي يستفرغ الْبدن وينفع من القوابي والبهق وتقشر الْجلد والبرص والجرب والقروح المزمنة وأروام المفاصل والصلابة وَالطحَال والكبد وَالرحم وأوجاع الْقطن وَالركبَة والاسترخاء والثآليل الْمُتَعَلّقَة والسعفة.
وَأما مياه الحمآت القابضة فانها مَانِعَة من الإسهال والعرق المفرط والقىء والذرب وبطء الهضم والدوالى.
وَأما الَّذِي فِيهِ قمة الرماد فنافع من وجع الطحال.
والمالحة مُطلقَة للبطن.
حنين: المَاء المالح يسهل من لم يعتده فانه يلذع أمعاءه فاذا اعتاده أمسك بِقَبْضِهِ ويبسه وَقلة انحداره.
تصفية المَاء ابْن ماسويه: مِمَّا يصفي المَاء الكدر أَن تلقي فِيهِ قطع خشب الساج والآجر الْجَدِيد والطين الأرميني وَسَوِيق الْحِنْطَة وَإِن شرب المَاء الكدر بالنبيذ الصلب أذهب غائلته.
وَالْمَاء مرطب للبدن مُطلق للطبيعة يَنْبَغِي للمبرود اجتنابه. فان أحب صَاحب الرُّطُوبَة شربه)
فليطبخه حَتَّى يذهب نصفه فِي إِنَاء حِجَارَة أَو حَدِيد أَو قَوَارِير ثمَّ يروق وَيشْرب.
ثلج: وَأما الثَّلج فَيضر بالشباب إِضْرَارًا لَيْسَ بعاجل الْمَكْرُوه وبالمشايخ إِضْرَارًا عَاجلا مبردا للمعدة وَلَا يحْتَملهُ إِلَّا حَار المزاج. وَيجب للمسنين ااجتنابه وَلَا سِيمَا الباردى الْمعد. وَهُوَ مُفسد للعصب مولد للبلغم.
وَالْمَاء الْمبرد عَلَيْهِ أقل ضَرَرا مِنْهُ.
وَمن أدمن الثَّلج فليدمن دُخُول الْحمام وَشرب النَّبِيذ الْعَتِيق ويتمرخ بدهن السوسن ودهن النرجس.
بولس: مَاء الْبَحْر يسهل الخام.
الحمآت جملَة قَالَ الْيَهُودِيّ: الحمآت جمع تجفف مديفية المزاج الرطب وَيجب أَن يتدرج بالنزول.
البورقية البورقية والكفرية والكبريتية والملحية نافعة من وجع الرَّأْس والصدر إِذا تكاثفت فيهمَا البلة وَالِاسْتِسْقَاء ورطوبة الْمعدة وَيذْهب بالرهل والبلغم.(6/403)
الشبية والشبية تقطع نفث الدَّم والطمث جيد للمعدة الَّتِي اعتادت القىء.
الكبريتية والكبريتية تلين العصب وتسخنه وَتَنْفَع من الشخوص وتضعف الْمعدة وَتَنْفَع من القروح والجرب.
الكفرية والكفرية تسخن إسخانا شَدِيدا وتثقل الرَّأْس والحواس.
والحديدية تَنْفَع الْمعدة وَالطحَال.
المَاء السَّرِيع الْقبُول الحرّ وَالْبرد.
قَالَ ج فِي كتاب الأغذية: إِنَّه سريع الْخُرُوج من الْبَطن إِمَّا بالبول وَإِمَّا مَعَ الثفل وَالَّذِي هُوَ بالضد يبقي فِي الْبَطن زَمَانا طَويلا وَذَلِكَ مثل الأغذية الْعسرَة الهضم.
الْمِيَاه الراكدة قَالَ: والمياه الراكدة فِي السباخ والبطائح هِيَ فِي الصَّيف حارة غَلِيظَة كريهة الرَّائِحَة لِأَنَّهَا لَا تجْرِي وَالشَّمْس دائمة الشروق عَلَيْهَا ردية اللَّوْن تولد الْمرة الصَّفْرَاء ومحلها مَحل الأغذية العفنة يتَوَلَّد مِنْهَا فِي الْمثل مَا يتَوَلَّد من السمُوم وتولد الأخلاط العفنة وخاصة الصَّفْرَاء وَهُوَ يُورث فِي الشتَاء البحح لِأَنَّهَا فِي الصَّيف تعفن وتسخن وَفِي الشتَاء تغلظ وتبرد.
وَمن شرب مِنْهَا عظم طحالة وتصلب أكبادهم خَاصَّة ومعدهم ويسرع فِي السدد وينحف.)
وَشر هَذِه المكشوف للشمس وَالْبرد. ويولد فيهم نفخا وينحف أبدانهم وَيكثر الْحَرَارَة العفنة فِيهَا.
قَالَ: وشاربوا هَذَا المَاء يكثرون من الأغذية ويدوم ظمأهم لفرط الْحَرَارَة فيهم يَحْتَاجُونَ للغذاء للذع الَّذِي يجدونه فِي معدهم لرداءة هَذَا المَاء وَأَعْلَى بطُون هَؤُلَاءِ وأسافلها جاسية جدا وَلذَلِك يجب أَن يستعملوا الْأَدْوِيَة المسهلة القوية لِأَن بطونهم لَا تستفرغ إِلَّا بدواء قوى وَهَذَا الْمَرَض لَازم لَهُم فِي الشتَاء والصيف أَعنِي عظم الطحال والاستكثار من الأغذية ودوام الْعَطش ويموتون بالاستسقاء كثيرا ويعرض لَهُم فِي الصَّيف الخلفة وقروح المعي وحميات مزمنة وتؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء.
وَشر مَا تكون هَذِه الْمِيَاه فِي الصَّيف. وَإِذا خرجت الفضول مِنْهُم بالإسهال إِن كَانَت حارة أورثتهم قُرُوح المعي وَإِلَّا نقصت حرارتهم قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تفْسد أمزجتهم.
ويعرض للشباب مِنْهُم أوجاع الرئة وَالْجُنُون لِأَن الشَّبَاب لحدتهم تسرع الآفة إِلَيْهِم من حرارة هَذَا المَاء وأوجاع الرئة يعرض مِنْهَا فِي الشتَاء أَكثر.
ويعرض للكهول مِنْهُ حمى محرقة ويشد بهم مَا دَامَت بطونهم يابسة.
ويعرض للنِّسَاء مُهِمّ البلغم الْأَبْيَض ويعسر حبلهن وولادهن وَيفْسد طمثهن.
ويعرض لصبيانهن الأدرة ولرجالهن الدوالى فِي سوقهم والقروح وتنقص أعمارهم ويسرع هرمهم. ويصيب نِسَاؤُهُم حَبل كَاذِب.(6/404)
وَيَتْلُو هَذَا فِي الرداءة مياه الْعُيُون النابعة الحارة والمعدنية الحديدية والفضية والذهبية والشبيه والكبريتية فان هَذِه كلهَا يعرض مِنْهَا عسر الْبَوْل وَشدَّة الِاخْتِلَاف وَإِن كَانَت هَذِه الْمَوَاضِع حجرتة فَهُوَ أردأ.
ومياه النّحاس تسهل إِلَّا أَنَّهَا غير مُوَافقَة للأصحاء.
وَأما مياه الْمَعَادِن إِن أدمنت عسر عَلَيْهَا النجو وَالْبَوْل.
الْمِيَاه المنصبة من مَوَاضِع مشرفة وتلاع ترابية أفضل الْمِيَاه وأصحها وَهِي عذبة حارة فِي الشتَاء وَكَذَلِكَ النابعة من الْعُيُون الغائرة. وَلَا يجب أَن يكون صخريا وَلَا معدنيا وَهَذِه لَا تحْتَاج أَن تشرب بشراب وَهُوَ أعظم فَضِيلَة للْمَاء.
فَأَما الْمِيَاه الكدرة والزهمة والمالحة وكل مَاء فِيهِ كَيْفيَّة ردية فانها تحْتَاج أَن تمزج بشراب كثير.)
والمياه الفاضلة عذبة بَارِدَة فِي الصَّيف حارة فِي الشتَاء وأجوده مَعَ ذَلِك أَن يكون يسيل من الْأُفق الشَّرْقِي الصيفي لأ هَذِه بيض براقة طيبَة الرَّائِحَة وَهَذِه تبرد سَرِيعا وتسخن سَرِيعا وَهُوَ أفضل عَلامَة للْمَاء الْجيد.
والكائن فِي الْهَوَاء الصافي أفضل من غَيره وَهَذِه هِيَ الكائنة فِي الْأُفق الشَّرْقِي الصيفي فَأَما المائلة عَن الشرق فَأَغْلَظ والمياه المالحة ردية مفْسدَة.
أفضل الْعُيُون الْمُقَابلَة للمشرق وَبعدهَا الَّتِي فِيهَا بَين الْمشرق الصيفي وأفضلها المائلة إِلَى الْمشرق وَبعدهَا الَّتِي فِيهَا بَين مغرب الشَّمْس الشتوي والصيفي وأرداها كلهَا فِي نَاحيَة فَأَما الْعُيُون الَّتِي مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب الشتوي فالشمالية خير من الجنوبية فَهَذِهِ الْمَوَاضِع الجيدة تزيد المَاء الْفَاضِل فضلا والردية مِنْهَا تنقص من فضيلته.
والمالح والنحاسي والبطىء النضج لَا يُقَوي عَلَيْهِ إِلَّا الأصحاء الأقوياء فِي الصِّحَّة لِأَن الْقُوَّة القوية لَا تكَاد تنكؤها هَذِه. والأجود أَلا تشرب.
مياه الْعُيُون قبالة قطب الشمالي بَارِدَة صلبة عذبة ثَقيلَة.
مياه الْبلدَانِ الَّتِي هِيَ مُقَابلَة للمشرق خَفِيفَة عذبة نيرة وهواؤها لطيف لما ذكرنَا فِي الْبلدَانِ.
مياه الْعُيُون الْمُقَابلَة للمغرب بالضد غَلِيظَة غير صَافِيَة وَلَا نقية.
الْمقَالة الثَّانِيَة قَالَ أبقراط: الْعلم بالمياه عَظِيم النَّفْع فِي تَدْبِير الصِّحَّة.
وَقَالَ ج: ذَلِك بِالْوَقْتِ لِأَنَّهُ لَا غناء بِنَا عَن اسْتِعْمَاله وَلَا يمكنا الاغتذاء إِلَّا مَعَه.(6/405)
قَالَ أبقراط: الْمِيَاه الراكدة فِي السباخ والبطائح حارة فِي الصَّيف غَلِيظَة كريهة الرّيح بِسَبَب ركودها وَعدمهَا للجرى وَلِأَن الشَّمْس تشرق عَلَيْهَا دَائِما وتحر فَتكون ضَرُورَة ردية اللَّوْن مولدة للصفراء.
لى لم يُعْط الْعلم فِي سَبَب لَونه وَالْعلَّة فِيهِ أَن لطيفه يذهب دَائِما ويبقي يزْدَاد غلظا وعنونة فَيكون لَونه لذَلِك رديا لِأَن النُّور وَالْإِشْرَاق يكون للطافته.
قَالَ ج: هَذَا المَاء عفن فَلذَلِك يُولد أخلاطا فَاسِدَة كَمَا تولد السمُوم المعفنة ويولد الصَّفْرَاء وَغَيرهَا من الأخلاط المعفنة ذَلِك كُله لعدمه للجرى واحتراقه بالشمس قد عفن واكتسب طبيعة ردية لمن شرب مِنْهَا.)
قَالَ أبقراط: وَهَذِه الْمِيَاه تكون فِي الشتَاء بَارِدَة جامدة كدرة من أجل الثلوج والجمود فَتَصِير لذَلِك بلغمية تورث البحح.
قَالَ ح فِي هَذِه الْمِيَاه: لِأَنَّهَا بَارِدَة فِي هَذَا الْفَصْل أَعنِي الشتوي وَفِي الْفَصْل الصيفي تكون عفنة وَفِي الشتَاء غير نضيجة فتولد فِي الصَّيف الصَّفْرَاء وَفِي الشتَاء البلغم لِأَن الْمِيَاه الْبَارِدَة تولد البلغم وتبحح الصَّوْت.
قَالَ أبقراط: الَّذين يشربون هَذِه الْمِيَاه تعظم أطلتهم وَأَنا أَقُول: إِنَّه لَا تفْسد أطحلتهم فَقَط لَكِن وَغَيرهَا من الْأَعْضَاء وخاصة الكبد والمعدة لِأَن هَذِه الْمِيَاه تولد السدد فِي المعاء سَرِيعا لِأَنَّهَا كدرة لِأَن الطحال أسْرع إِلَيْهِ لِأَنَّهُ يجتذب من الدَّم الغليظ.
لى فَيحدث فِيهِ الغلظ أَولا فاذا ضعف عَن الجذب حدث حِينَئِذٍ فِي غَيره.
قَالَ: وَمن يشرب هَذِه الْمِيَاه تكون بطونهم حارة بالحرارة العفنة يابسة وأبدانهم نحيفة منتفخة لِأَنَّهُ يتَوَلَّد فيهم عفوته ورياح غَلِيظَة وتنحف أبدانهم لأَنهم لَا يغتذون كثيرا من أجل وَهَذِه الْمِيَاه حارة فِي الصَّيف عفنة وَفِي الشتَاء جامدة كدرة وَمن اضْطر إِلَى شربهَا عرض لَهُ ذكرنَا.
قَالَ: وَتَكون أبدان أَصْحَابهَا نحيفة مَهْزُولَة وخاصة الْوَجْه والتراقى والمناكب لِأَن فِيهَا عظاما كبارًا فيتبين الهزال عَلَيْهَا أَكثر وَتَكون أطحلتهم وبطونهم عَظِيمَة منتفخة لِأَن دِمَاءَهُمْ تفْسد وأكبادهم تضعف لعظم الأطحلة وَالطحَال إِذا عظم اجتذب أَكثر غذَاء الْبدن إِلَيْهِ فيهزل الْبدن اضطرارا ويعظم الطحال لعلتين لجذبه أَكثر الْغذَاء ولإنهاكه قُوَّة الكبد.
قَالَ: ويكثرون من الأغذية فيدوم ظمأهم.
قَالَ: وَإِنَّمَا يَدُوم عطشهم بِسَبَب الْمرة الصَّفْرَاء الَّتِي فِي أبدانهم.
وَأما إفراطهم فِي شَهْوَة الأغذية فانما يكون ذَلِك فِي الصَّيف والخريف لِأَن فِي بطونهم أخلاطاً فَاسِدَة يلذع الْبَطن.
وَأما فِي الشتَاء فَيكون ذَلِك عَنْهُم لشدَّة برد بطونهم ولشدة برد مَائِهِمْ وَفِي الْحَالَتَيْنِ(6/406)
تكْثر شهوتهم للأغذية وَلَا تستفرغ من أبدانهم أخلاط إِلَّا بدواء قوى لِأَن أعالى بطونهم وأسافلها جاسية قَوِيَّة جدا فَلذَلِك يجب أَن يستعملوا من المسهلة القوية جدا لأَنهم لَا يقدرُونَ على استفراغ أبدانهم إِلَّا بدواء قوى.)
وَعظم الطحال والاستكثار من الأغذية ودام الْعَطش لَا يفارقهم فِي الشتَاء والصيف ويعرض لَهُم المَاء الْأَصْفَر كثيرا ويقتلهم ويعرض لَهُم فِي الصَّيف اخْتِلَاف أغراس وذوب طَوِيل وَحمى طَوِيلَة مزمنة.
وَإِذا طَالَتْ هَذِه الحميات أفسدت مزاجهم وَولدت المَاء الْأَصْفَر.
قَالَ: وَإِنَّمَا يعرض لَهُم الذرب وَاخْتِلَاف الأغراس فِي الصَّيف لِأَن هَذِه الْمِيَاه أردأ مَا تكون فِي هَذَا الزَّمَان. وَإِذا خرجت هَذِه الفضول مِنْهُم فان كَانَت لذاعة جدا أحدثت الِاخْتِلَاف والأغراس وَإِن لم تكن حريفة كَانَت ردية فَقَط. وبكثرة الِاخْتِلَاف وتنقص حرارتهم فَيفْسد مزاجهم.
وَحمى الرّبع تحدث فِي الصَّيف وتطول بهم لأَنهم لَا يقدرُونَ على شرب مَاء عذب طيب وَإِنَّمَا تدوم الْحمى بِشرب هَذَا المَاء لِأَنَّهُ يُولد عفونة دَائِما.
قَالَ: وشباب هَؤُلَاءِ تعرض لَهُم أوجاع الرئة وَفَسَاد الْعقل فَأَما أوجاع الرئة فتعرض فِي الشتَاء لِأَن هَذِه الْمِيَاه تكون فِي الشتَاء بَارِدَة جدا كدرة جامدة وَفِي الصَّيف عفنة مخدرة للأخلاط فتفسد أخلاط هَؤُلَاءِ.
وَقد ترْتَفع فِي الشَّبَاب خَاصَّة بخارات حارة إِلَى الرَّأْس وَأما الشُّيُوخ فتعرض لَهُم حمى محرقة لى لم يُعْط جالينوس عِلّة يبس بطونهم وَلَا يُمكن أَن ينْسب إِلَى مَاء الْملح أَنه يجفف الْبَطن قد تقدم أَن هَذِه الْمِيَاه تلذع الْبَطن. وَيجب أَن يبْحَث عَنهُ.
قَالَ: وَأما نِسَاؤُهُم فَيعرض لَهُنَّ استسقاء لحمى ورهل وَلَا يحبلن إِلَّا بعسر وَلَا يلدن إِلَّا بِمَشَقَّة وَتَكون جثثهم عظاما غلاظا فاذا غذتهم الْأُمَّهَات نحفوا وَلَا يكون طمثن على مَا يجب إِنَّمَا يعرض لَهُنَّ البلغم الْأَبْيَض لِأَنَّهُ يحدث فِي أكبادهن عللا. والأجنة ينحفون لِأَن أبدانهن ردية جدا.
لى لم يُعْط أَيْضا عِلّة لكَوْنهم غلاظا. وَالسَّبَب فِيهِ عِنْدِي كَثْرَة الفضول فِي الْبَطن.
قَالَ: ويعرض لصبيانهن الأدرة ولرجالهن الدوالى وقروح السَّاق وَلَا يطول أعمارهن لرداءة أخلاطهن من فَسَاد المَاء.
قَالَ: ونسباؤهم يتوهمن أَنَّهُنَّ حبالي فاذا بلغن بِوَقْت الْولادَة ضمرت بطونهن وَلم يكن بِهن حَبل لِأَنَّهُ يجْتَمع فِي أرحامهن المَاء الْأَصْفَر وَيمْكث أشهرا ثمَّ أَنه يستفرغ دفْعَة مَاء كثير)
ويضمر الْبَطن. فَهَذِهِ حَال البطائحي السباخي.(6/407)
وَفِي مياه الْعُيُون من مياه الْعُيُون الردية مَاء الْعُيُون الَّتِي تنبع من الْأَرْضين الحارة وَمن معادن الْحَدِيد والنحاس وَالْفِضَّة وَالذَّهَب والكبريت والشب والزفت والبورق وَالْملح فان هَذِه كلهَا إِنَّمَا تعرض تكون من شدَّة الْحَرَارَة فَتكون هَذِه الْمِيَاه جاسية يعرض لمن شربهَا عسر الْبَوْل وَشدَّة الِاخْتِلَاف.
قَالَ: والمياه النابعة من الأَرْض المعدنية ردية كلهَا وَلَا سِيمَا إِذا كَانَت مَعَ ذَلِك أَرضًا صخرية.
قَالَ: وَأما الخارية من الأَرْض الحديدية فأقلها رداءة لِأَنَّهَا لَا تَأْخُذ من كَيْفيَّة الْحَدِيد كَبِير شىء. ويعم هَذِه الْمِيَاه كلهَا الجسو وعسر الهضم وتضر من شربهَا على قدر طبائعهم وَرُبمَا نَفَعت فِي بعض الأسقام فانه قد انْتفع بالمياه الحديدية والنحاسية فِي وجع الكلى والقولنج والكبد والمعدة غير أَن إدمان شربهَا يفْسد الأخلاط ويسقم لِأَنَّهَا دَوَاء لَا غذَاء. فمياه الْعُيُون المعدنية مذمومة للأصحاء وَجَمِيع الْمِيَاه الجاسية الغليظة تورث عسر الْبَوْل والقولنج.
وَأما المَاء النحاسي فيسهل كالأدوية المسهلة غير أَنه لَا يُوَافق أحدا من الأصحاء.
والمياه المعدنية والحجرية كثيرا لَا يشْربهَا أحد لِأَنَّهَا لَا تنهضم وتمنع خُرُوج الْبَوْل وَالْبرَاز لعسر نُزُولهَا.
قَالَ: والمياه الَّتِي تنصب من مَوَاضِع مشرفة وتلاع ترابية أفضل الْمِيَاه وأصحها وَهِي عذبة لَا تحْتَاج أَن تشرب بِالشرابِ وَهِي فِي الصَّيف بَارِدَة وَفِي الشتَاء حارة وَهَذِه حَال الْمِيَاه النابعة من الْعُيُون الغائرة أَعنِي أَن تكون حارة فِي الشتَاء بَارِدَة فِي الصَّيف. ج: إِن أفضل الْمِيَاه المنبعثة من مَوَاضِع مشرقة وتلاع ترابية وشراهخا البطائحية الراكدة السبخية والمياه الصخرية فانها ردية.
وتفقد الْعُيُون الغائرة وَالظَّاهِرَة لِئَلَّا تكون تنبع من مَوَاضِع معدنية أَو صخرية فاذا لم تكن الْعُيُون تنبع من معادن وَلَا من الصخر وَكَانَت مَعَ ذَلِك غائرة تَحت الأَرْض فانه جيد لِأَنَّهُ يكون بَارِدًا فِي الصَّيف حارا فِي الشتَاء أَبيض عذبا.
وَأما الْعُيُون الَّتِي على ظَاهر الأَرْض فانها صَالِحَة.
وَالْمَاء الْجيد فَقل مَا يحْتَاج إِلَى الشَّرَاب. وَأما الْمِيَاه الردية فانها تحْتَاج إِلَى شراب كثير حَتَّى يغلب عَلَيْهَا وَتبطل كيفيتها.)
لى الْعُيُون المستوية غائرها خير من ظَاهرهَا.
قَالَ: وَخير الْمِيَاه الجيدة الفاضلة السائلة من أفق شَرق الشَّمْس لَا سِيمَا الْمشرق الصيفي يَعْنِي الْقَابِل فِي الْمَوَاضِع لهَذَا الْمَكَان الْمُسْتَتر عَن غَيره.
قَالَ: لِأَن هَذِه الْمِيَاه بيض براقة طيبَة الرّيح لَا محَالة.
قَالَ: المَاء الْعَذَاب الصافي الْخَفِيف الطّيب الرَّائِحَة يبرد ويسخن سَرِيعا اضطرارا وَمَا كَانَ بِخِلَافِهِ فانه يبطىء فِي ذَلِك.(6/408)
وَمن الْمِيَاه الجيدة الْمِيَاه السَّائِل من الْمشرق.
والصيفي أفضل الْمِيَاه كلهَا لِأَن الْهَوَاء هُنَاكَ صَاف جدا وصفاء الْهَوَاء ينفع مَالا ينفع اعْتِدَال الْحَرَارَة والبرودة فَلذَلِك هَذَا المَاء أفضل من مَاء الْبِلَاد المعتدلة فِي الْحر وَالْبرد إِذا لم تكن مُقَابلَة لمشرق الشَّمْس وَكَذَلِكَ رُطُوبَة الْهَوَاء وكدرته يضران بِالْمَاءِ مَا لَا يضرّهُ برودته.
لى الَّذِي ينفع المَاء ويجعله خَفِيفا صفاء الْهَوَاء والحرارة وَالَّذِي يَجعله غليظا ثقيلا غلظ الْهَوَاء والبرودة إِلَّا أَن صفاء الْهَوَاء خير لَهُ من الْحَرَارَة وغلظه شَرّ من الْبُرُودَة.
قَالَ: وكل مالح من الْمِيَاه بطىء النضج جاس فانه ضار للأصحاء وَرُبمَا نفع فِي بعض الْعِلَل.
قَالَ: فَأَما مَا كَانَ من الْمِيَاه الملوحة فَكلهَا ردية عسرة الهضم.
قَالَ: الْمِيَاه إِمَّا بطائحية وَإِمَّا عُيُون وَإِمَّا مَاء الْمَطَر.
قَالَ: فماء الْعُيُون إِذا كَانَت أرْضهَا معدنية أَو تخرج من صَخْر لم تغن الْجِهَة الحميدة والارتفاع شَيْئا لِأَن المعدنية مفْسدَة للدم. والخارجة من الصخر بطيئة الْخُرُوج مِمَّن يشْربهَا وَلَكِن كَمَا أَن أفضل الْمِيَاه الجيدة الْجَارِيَة بازاء الْمشرق الصيفي كَذَلِك شَرّ الْمِيَاه الردية الْجَارِيَة بازاء الْجنُوب.
قَالَ: وَأفضل الْمَوَاضِع الَّتِي تواريها الْعُيُون جَيِّدَة كَانَت أَو ردية مشرق الشَّمْس ثمَّ نَاحيَة الفرقدين ثمَّ الْمغرب وأردؤها كلهَا الْجنُوب لِأَن الرّيح الْجنُوب كمدة حارة فتفسد الْجيد من المَاء وتزيد الردىء رداءة.
قَالَ: وأصناف هَذِه الْمِيَاه الثَّلَاثَة وَإِن كَانَت ردية فانها لَا تقوى على أَن تفْسد الْجِسْم الصَّحِيح الْكَامِل الصِّحَّة: وَهِي المالحة وَالْخَارِج من الصخر والبطىء النضج بعد كَونهَا جَارِيَة.
قَالَ: وَمن كَانَ جاسى الْبَطن من النَّاس فان الْمِيَاه العذبة الْخَفِيفَة الصافية نافعة لَهُ وَمن كَانَ بَطْنه غير جاس فان الْمِيَاه البطيئة النضج خير لَهُ لِأَن الْمِيَاه السريعة تسهل الْبَطن وتلينة والبطيئة تحبسه.)
قَالَ: المالحة تطلق الْبَطن مِمَّن لم يعتدها فاذا اعتادها خففت الْبدن ويبست الطبيعة لِأَن من الْمِيَاه الجاسية البطيئة النضج فَأَما فِي أول الْأَمر فَكَانَت تلذع الْبَطن فاذا اعتادت الْبَطن صَحَّ فعل طبعه فان الْملح يجفف وَيقبض فيشد الْبَطن ويصلبه.
مياه الأمطار قَالَ: مياه الأمطار خَفِيفَة عذبة تبرد جدا لِأَن الشَّمْس تَأْخُذ لطيف المَاء.
قَالَ: وتسخن سَرِيعا وتبرد سَرِيعا وتنضج مَا يطْبخ بِهِ سَرِيعا وتتغير وتتعفن سَرِيعا.
وَلَا تظن أَن المَاء الَّذِي يعفن سَرِيعا مَاء ردىء فانه رُبمَا كَانَ فَاضلا جيدا إِن اجْتمعت لَهُ العلامات الجيدة وَذَلِكَ أَن سرعَة استحالته مِمَّا يدل على جودته لَا على رداءته. وَزعم(6/409)
أَن سَبَب سرعَة عفنه هُوَ أَن يجْتَمع من مَوَاضِع شَتَّى وَأَن الْأَشْيَاء الَّتِي تكون مجتمعة من أَشْيَاء شَتَّى أسهل عفونة وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك عِنْدِي لَكِن سرعته فِي العفن إِنَّمَا هُوَ لأجل لطافته لِأَن قَالَ: فماء الْمَطَر أَجود الْمِيَاه كلهَا مَا دَامَ لم تعرض لَهُ رَائِحَة ردية فانه إِن حدث لَهُ ذَلِك أورث بموجة وسعالا وَثقل الصَّوْت وَهَذِه الْمِيَاه أَعنِي مَاء الْمَطَر إِذا طبخ لم يغن عَنهُ الطَّبْخ شَيْئا.
وَإِذا بَدَأَ يعفن بَدَت فِيهِ رَائِحَة الشَّرَاب ويتخذ مِنْهُ الشَّرَاب الَّذِي يُقَال لَهُ: أدرومالى فيصلح لَهُ حِينَئِذٍ. وَإِن صَبر عَلَيْهِ انفشت عَنهُ العفونة وَإِن شرب والعفن فِيهِ قَائِم أورث مَا قَالَ. وَلم يخبر بالعلل.
قَالَ: وَأما الْمِيَاه الَّتِي إِنَّمَا هِيَ جليد وثلج ذاب فانها كلهَا ردية لِأَنَّهَا إِذا جمدت مرّة لم ترجع إِلَى طبعها الأول لِأَن مَا كَانَ مِنْهَا خَفِيفا انْقَلب من الخفة وَمَا كَانَ من المَاء كدرا بَقِي على حَاله. وَيعلم ذَلِك أَنَّك إِن أخذت من مَاء وجمدته ثمَّ حللته فِي الشَّمْس وجدته قد نقص نُقْصَانا كثيرا.
قَالَ: فَهَذِهِ دلَالَة على أَن لطيف المَاء ينفش وَلَا يَقع عَلَيْهِ الجمود وَإِنَّمَا يجمد مَا فِيهِ من الغلظ.
قَالَ ج: يُوَافق أبقراط على هَذَا أرسطاطاليس وفلاطن فِي أَن لطيف المَاء لَا يجمد ويتحلل عِنْد الجمود وينفش ويبقي الكدر الغليظ فِيهِ فيجمد.
لى لَيْسَ هَذَا قِيَاسا صَحِيحا وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يُوزن قدح مَاء ثمَّ يجمد ويوزن وَهُوَ جامد فان نقص وَزنه فَذَاك. فَأَما ان يذوّب بعد الجمود فان ذَلِك النُّقْصَان إِنَّمَا لحقه عِنْد الذوب لَا عِنْد وَقَالَ أبقراط: المَاء الَّذِي يكون من الثلوج وكل مَا يَنْبع فَذَلِك أردأ الْمِيَاه.
وَقَالَ ج: يَعْنِي بِمَا تنبع تِلْكَ الْمِيَاه الَّتِي هِيَ بَارِدَة كبرد الثَّلج والجليد فان هَذِه قريبَة من تِلْكَ)
وَإِن لم تكن ذَابَتْ مِنْهَا لِأَنَّهَا غَلِيظَة جاسية بطيئة النضج وَأكْثر مَا تكون هَذِه الْمِيَاه نَحْو الفرقدين وَلَا تشرق عَلَيْهَا الشَّمْس بِقُوَّة فَتكون غَلِيظَة وجاسية.
قَالَ: فَأَما المَاء الَّذِي يجْتَمع من مياه كَثِيرَة وسيول كَثِيرَة مُخْتَلفَة يجْتَمع فِي بحيرة أَو نهر من مَوَاضِع شَتَّى مُخْتَلفَة فَتكون بَعْضهَا مياها حلوة وَبَعضهَا مالحة فاذا اخْتلطت كلهَا غلت فِي حَال بعد حَال وريح بعد ريح مَا بعد مِنْهَا عَلَيْهَا فان بَعْضهَا يتعفن بِبَعْض الرِّيَاح فَمِنْهَا مَا يعفن بالشمال وَمِنْهَا مَا يعفن بالجنوب وَهِي أَيْضا عكرة الثفل. ويعرض لشاربها وجع الخاصرة والورك والأدرة.(6/410)
قَالَ: وَكَذَلِكَ المَاء الَّذِي يجىء من مَوَاضِع بعيدَة جدا يُورث مثل هَذِه الْأَشْيَاء لِأَنَّهُ يمر بأرضين مُخْتَلفَة فَيَأْخُذ كيفيات مُخْتَلفَة وَلَيْسَ مَا يَنْفَعهُ طول الْمسير إِلَّا الَّذِي مسيرَة تجاه الْمشرق وَالْأَرْض الَّتِي يمر عَلَيْهَا وَاحِدَة الطَّبْع جَيِّدَة ذكية عذبة فان هَذَا المَاء أَكثر إنباتا للأشياء وأخصب وَأَعْدل الْمِيَاه كلهَا.
قَالَ: وكل مَا يطول مكثه فِي المعي فانه يذهب مِنْهُ إِلَى الورك والأنثيين أَشْيَاء تورث الأدرة من مسَائِل حنين: كل مَا فِيهِ ريح وَطعم غَالب فطبعه طبع ذَلِك الرّيح والطعم وَالَّذِي لَا طعم لَهُ وَلَا ريح فطبعه بَارِد رطب وكل مَاء خَفِيف الْوَزْن بالميزان فانه أسْرع نفوذا من الْبَطن والأثقل أَبْطَأَ نفوذا.
المَاء اللين هُوَ الَّذِي لَيست فِيهِ حرارة وَلَا برودة مفرطة مُجَاوزَة للقدر يفزع لَهَا الشَّارِب أَو المستحم بهَا.
لى معنى يفزع أَي يُنكره الْبدن إنكارا شَدِيدا وَمثل هَذِه الْمِيَاه تكون فِي الْمَوَاضِع العميقة الآجامية.
وَالْمَاء الخشن فَهُوَ الَّذِي يفزع مِنْهُ شَاربه أَو المستحم بِهِ إِمَّا لحرارته وَإِمَّا لبرودته وَتَكون فِي الْمَوَاضِع الْعَالِيَة وَإِمَّا فِي الحمآت أَو الْمَعَادِن والصخرية.
قُوَّة مَاء الْملح عسر بطىء النضج. معنى المَاء الْعسر البطىء النضج أَن يعسر انْتِقَاله إِلَى الْحَرَارَة أَو إِلَى الْبُرُودَة وَيلْزمهُ لَا محَالة عرضان: إِمَّا أَن مَا طبخ فِيهِ يبطىء نضجه والأخر أَنه رزين فِي الْوَزْن ثقيل فِي الْمعدة.
وَالْمَاء الْعسر التَّغَيُّر لِأَنَّهَا بطيئة التنقل إِلَى الْحَرَارَة والبرودة وَلَيْسَت بخشنة وَذَلِكَ أَنَّهَا أَعنِي من)
المَاء المالح لِأَن كل مَاء عسر التَّغَيُّر مالح لِأَن من الْمِيَاه الْعسرَة النضج كَثِيرَة كَمَا ذكرنَا.
المَاء التَّغَيُّر أَعم من الخشن لِأَن كل مَاء خشن عسر التَّغَيُّر وَلَيْسَ كل مَا كَانَ عسر التَّغَيُّر خشنا لِأَن الْمِيَاه المالحة عسرة التَّغَيُّر لَيست فِيهَا حرارة وَلَا برودة مجاورة للقدر.
مياه الْمَدِينَة الْمَوْضُوعَة حِيَال الرِّيَاح الشمالية بَارِدَة فِيهَا خشونة تقرع الْجِسْم.
وَالْمَاء الْقَائِم يُولد فِي الصَّيف مرّة لعفونته وَفِي الشتَاء بلغما الجموده ويولد دَائِما فِي الطحال صلابة وانتفاخا ويهزل الْجِسْم ويعظم الْبَطن وتهيج فِيهِ حرارة غَرِيبَة ويهيج شَهْوَة الطَّعَام وَالشرَاب لَا بالعلاج بل بِالْفَسَادِ ويسهل القىء وَلَا يسهل بطُون شاربيه إِلَّا الْأَدْوِيَة القوية وَيُورث اخْتِلَاف الدَّم والذرب وَحمى الرّبع وَذَات الرئة وَالْجُنُون وَحمى(6/411)
محرقة وَالِاسْتِسْقَاء اللحمى وعسر الولاد والعفن والسل وَفَسَاد الطمث وقروح السَّاق وَقصر الْعُمر والتشنج وَهُوَ شَرّ الْمِيَاه أجمع ويتلوه الْمِيَاه الْقَائِمَة فِي الرداءة وَهُوَ بعْدهَا فِي الدرجَة الثَّانِيَة.
مياه الْمَدِينَة الْمَوْضُوعَة حِيَال الرِّيَاح الجنوبية مالحة لينَة.
الْمِيَاه الخشنة نَوْعَانِ: أَحدهمَا إِنَّمَا هُوَ خشن لِأَنَّهُ قد أفرط فِي الْحر وَالْبرد وَهُوَ نقي من الكيفيات الْأُخَر عذب كَالْمَاءِ الْكَائِن فِي الْمَوَاضِع الصخرية. وَالْآخر مياه الحمآت والمعادن.
المَاء الخشن يعقل الْبَطن وَيمْنَع الْبَوْل هَذِه الْبَارِدَة الصخرية. فَأَما الحارة فانها تعطش وتلهب وَتفعل أمورا أخر بِحَسب خَاصَّة مختلط بِهِ من فضول المَاء.
والجيد فِي الْغَايَة أَن يكون لَهُ عُيُون غائرة وَلَا تحْتَاج إِلَى كثير شراب طيب الطّعْم وَالرِّيح خَفِيف الْوَزْن حَار فِي الشتَاء بَارِد فِي الصَّيف.
أفضل الْعُيُون الْمُقَابلَة للشرق ثمَّ الْمُقَابلَة للشمال ثمَّ الْمُقَابلَة للغرب. وشرها الْمُقَابلَة للجنوب وخاصة عِنْد هبوب رِيحهَا فَهَذَا بِحَسب النواحي لَا فِي شىء آخر.
الْبدن الْقوي لَا تضره الْمِيَاه الردية إِلَّا الْبَالِغَة الرداءة.
الَّذِي بَطْنه يَابِس يحْتَاج إِلَى المَاء العذب الْجيد وَلِأَنَّهُ يُطلق الطبيعة وَلِأَنَّهُ ينهضم سَرِيعا.
وَالَّذِي بَطْنه منطلق يحْتَاج إِلَى الخشن والبطنء النضج والمالح لِأَن هَذِه يعسر نفوذها فَيمْنَع البرَاز ويبطؤ خُرُوجهَا من الْبَطن.
وَالْمَاء المالح يُطلق الْبَطن مِمَّن لم يعتده أَولا ثمَّ يعقله.
الْمقَالة الثَّانِيَة: مَاء الْمَطَر أخف الْمِيَاه وأعذبها وأصفاها لِأَنَّهُ متصاعد ويعرض لمن شرب من)
عفنه البحة والسعال وَثقل الصَّوْت.
مَاء الْمَطَر إِن لم يعفن فَيجب أَن يطْبخ فانه لَا يعفن بعد وَإِن كَانَ قد عفن فليترك حَتَّى يسكن فسباته تبطل عفونته إِذا سكن ثمَّ شرب.
المَاء الذائب من الثَّلج والجليد فِي غَايَة الرداءة لِأَنَّهُ غليظ ثقيل. المَاء الْمُجْتَمع من سيول كَثِيرَة وأنهار مُخْتَلفَة ردىء وَكَذَلِكَ مَا كَانَ جائيا من أَرضين بعيدَة وَهَذَا المَاء يُولد الْحَصَى ووجع الكلى وعسر الْبَوْل وعرق النسا والأدرة.
الطبرى عَن الْهِنْد: إِذا كَانَت الأَرْض قاعا لَا نَبَات فِيهَا فماؤها خَفِيف وَإِذا كَانَت أَرضًا بشجر فماؤها ثقيل.
وَإِنَّمَا المفرط الْحر أَو الْبرد ردىء لَا يجب أَن يشرب مِنْهُ وَلَا مَاء فِيهِ دندن أَو طحلب أَو حيات وَلَا مَاء يقل عَلَيْهِ طُلُوع الشَّمْس فان اضْطر إِلَيْهِ صفاه وسخنه ثمَّ شربه بعد أَن يبرد.(6/412)
وَلَا يجب أَن يشرب المَاء الْبَارِد الضَّعِيف الْمعدة والضعيف الْبدن الْقَلِيل اللَّحْم والناقه وَمن بِهِ طحال أَو يرقان أَو اخْتِلَاف أَو استسقاء أَو بواسير.
قَالَ الْإِسْكَنْدَر: المَاء السخن مَتى شرب بِعَسَل يطْرَح كل مشج سوء إِلَى النواحي السُّفْلى وَإِذا حرك القىء فَهُوَ جيد لِأَنَّهُ يخرج أخلاطا ردية تمتزج بِهِ. وَلَا أعلم مَاء خيرا مِنْهُ لمن شربه لِأَنَّهُ يلين اليبس ويسكن الْحر ويرخى المفاصل وَهُوَ جيد للتخمة أَيْضا.
سندهشار قَالَ: المَاء الْحَار المغلى جيد للفواق والنفخة وَالرِّيح والعطش والسعال والربو والزكام ووجع الخاصرة وَالْجنب وَالْحلق الوجع والمثانة.
الخوز فِي شوشماهي: المَاء العذب يقوى الْجَسَد.
وَالَّذِي يجْرِي على الْكفْر ينفع العصب إِذا قعد فِيهِ.
وَمَاء الكبريت ينفع القروح العتيقة والحكة والجرب.
وَمَاء الْحَدِيد نَافِع من استرخاء الْمعدة.
وَالْمَاء الْحَار العذب يفتح مسام الْجَسَد ويجلو جَمِيع اللزوجة المتلبسة عَلَيْهِ ويرطب الْأَعْضَاء الدَّاخِلَة.
وَالْمَاء الَّذِي يجْرِي على الْجَبَل والحصى لَا يخرج مِنْهُ لغيره ثقيل لَا يمرئ وَيُورث الشوصة الربو وضيق النَّفس.)
وَالْمَاء العفن كمياه النقائع وَمَوْضِع الحمأة يَجْعَل الدَّم رديا جدا.
لى الْمِيَاه الَّتِي يسْرع النتن إِلَيْهَا يجب أَن تنظر قبل ذَلِك فان كَانَ يتَبَيَّن فِي الشم أَو الذَّوْق شىء من الْكَرَاهِيَة فان سرعَة النتن إِنَّمَا جاءها من أَنَّهَا عفنة لَا من أَنَّهَا لَطِيفَة وبالضد فتفقد ذَلِك فانه بَاب كَبِير.
وَأما الْحمى الرّيح فسريع فِي إيراث الْحمى لِأَنَّهُ يحر الدَّم.
مغاث قَالَ بديغورس: خاصته الزِّيَادَة فِي المنى والإسمان وَالنعْمَة أَظُنهُ يُرِيد اللعبة وَهَذَا غلط.
الدِّمَشْقِي: المغاث حَار رطب فِي الثَّانِيَة وبزره يكثر المنى وعيدانه نافعة من تشنج العصب والنقرس مَتى ضمد بِهِ بخل.
وَقيل فِي شموسماهي الخوز وماسرجويه: المغاث جيد للنقرس إِذا طلى عَلَيْهِ ويلين التشبك وصلابة الرَّحِم وتشنج العصب.
ابْن ماسويه: إِنَّه حَار رطب يزِيد فِي الباه.
وَأَصله نَافِع للنقرس وصلابة الرَّحِم وَكَذَلِكَ حشيشه. وَأَصله نَافِع للنقرس ويلين صلابة العصب والمفاصل.(6/413)
مَالِي قَالَ بولس: هِيَ شَجَرَة مَعْرُوفَة وَرقهَا مَتى شرب نفع من لسع الأفعى.
وقشرها مَتى أحرق ولطخ بِهِ البرص نَفعه.
وَيُقَال: إِن نشارته إِذا شربت قتلت وَكَذَلِكَ نَقِيع خشبته.
مليخ قَالَ ج فِي السَّابِعَة: إِنَّه يكون كثيرا بقاليقلا وتؤكل أَطْرَافه مَا دَامَت غضة وتكبس وتستعد لوقت آخر وتولد منيا ولبنا. وطعمه فِيهِ ملوحة وَقبض يسير. وَمن هَهُنَا تعلم أَن أجزاءه غير مريح قَالَ الدِّمَشْقِي: إِنَّه حب هندي وَهُوَ حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة وَهُوَ شَبيه بالزوفا يدر الطمث وَيفتح سدد الكبد وَالطحَال.
موعاس قَالَ ج فِي السَّابِعَة: بزر هَذَا النَّبَات فِيهِ دسومة وَقُوَّة تغرى وتلحج.
ملح قَالَ د: قوته قابضة جاذبة تنقي وتحلل وتقلع اللَّحْم الزَّائِد فِي القروح وتكوى.
وتختلف هَذِه الْأَفْعَال فِيهِ فِي الشدَّة والضعف على قدر اختلافه وَقُوَّة أصنافه وتمنع القروح الخبيثة من الانتشار.
وَيَقَع فِي أخلاط أدوية الجرب ويقلع اللَّحْم الزَّائِد فِي القروح الَّتِي تكون فِي الْعين والظفرة وَيصْلح أَن يدْخل فِي الجفن.(6/414)
وَإِذا خلط بالزيت وتمسح بِهِ أذهب الإعياء. وَهُوَ جيد للأورام البلغمية الْعَارِضَة للمستسقين.
وَإِذا تكمد بِهِ سكن الوجع. وَإِذا ركب بِهِ سكن الوجع.
وَإِذا خلط بالزيت والخل وتلطخ بِهِ قرب النَّار إِلَى أَن يعرق سكن الحكة وأذهب الجرب المتقرح وَغير المتقرح والقوابي. وَإِذا خلط بِعَسَل وخل وزيت وتحنك بِهِ سكن الخناق. وينفع مَعَ الْخلّ وَالْعَسَل أَيْضا من ورم اللهاة والنعنغ.
وَقد يتضمد بِهِ مَعَ سويق الشّعير محرقا وَالْعَسَل للآكله والقلاع واللثة المسترخية. وَقد يتغمد بِهِ أَيْضا مَعَ بزر الْكَتَّان للسعة الْعَقْرَب وَمَعَ فوتنج الْجبلي وخمير وَفِي نُسْخَة أُخْرَى مَكَان الخمير:)
السّمن أنضج الأورام البلغمية الْعَارِضَة فِي الْأُنْثَيَيْنِ.
وينفع من نهشة التمساح. وَمَتى سخن وصير فِي خرقَة وغمس فِي خل وَضرب بِهِ ضربا رَفِيقًا وَوضع على الْعُضْو المنهوش من بعض الْهَوَام نفع من النهشة. وَمَتى اسْتعْمل بالعسل نفع من كمنة الدَّم الَّتِي تَحت الْعين.
وَيدْفَع مضرَّة الأفيون وَالْفطر الْقِتَال مَتى شرب بالسكنجبين. مَتى خلط بالدقيق وَالْعَسَل نفع من التواء العصب.
وَإِذا خلط بالزيت وَوضع على حرق النَّار لم يَدعه أَن ينتفط. وَيُوضَع على النقرس فينفع مِنْهُ.
وَيسْتَعْمل بالخل لوجع الْأذن.
وَإِذا ضمد بِهِ مَعَ الْخلّ ولطخ بِهِ مَعَ الزوفا يمْنَع الْحمرَة والنملة من الأنتشار فِي الْبدن.
وَمَتى طرح فِي المَاء نفع ذَلِك المَاء للقرحة الخبيثة الساعية الَّتِي فِي المعى وَإِذا حقن بِهِ عرق وَيسْتَعْمل للصب على الْأَعْضَاء مَكَان مَاء الْبَحْر. ج فِي الْعَاشِرَة: يجب أَن تعلم أَن جَمِيع المحتفرة تجفف لِأَنَّهَا أرضية وَبَعضهَا فِيهِ حِدة فان غسلت مرَارًا كَثِيرَة جففت بِلَا لذع.
وَقُوَّة الْملح وملح الْبَحْر على مِثَال وَاحِد.
وَالْملح مركب من كيفيتين: مرَارَة وَقبض فَفِيهِ أدنى جلاء بالمرارة ويجفف بهما جَمِيعًا.
وَقَالَ فِي الْحَادِيَة عشرَة حَيْثُ أفرد ذكر الْملح المحتفرو الْملح البحري: قوتهما قُوَّة وَاحِدَة بِعَينهَا فِي الْجِنْس ويختلفان فِي أَن المحتفر أَشد اكتنازا. وَلذَلِك الغلظ وَالْقَبْض فِيهِ أَكثر وَلذَلِك لَا ينْحل بِسُرْعَة كَمَا ينْحل ملح الْبَحْر.
وَالْملح الْمُتَوَلد فِي نقائع المَاء المالح والبحيرات كملح الْبَحْر وَقُوَّة هَذِه الأملاح مجففة ويمكنك أَن تعرف الْخلاف الَّذِي بَين الأملاح من طعمها وَذَلِكَ أَن مَا كَانَ فِيهِ مِنْهُ مرَارَة فَفِيهِ تَحْلِيل بِقدر ذَلِك وَأما مَا كَانَ طعمه مالحا فَقَط فَشَأْنه مَعَ مَا يحلل أَن يقبض ويشد.
وَالْملح المحرق أَكثر تحليلا وألطف وَلَا يُمكن فِيهِ أَن يجمع وَيقبض ويشد كَمَا يُمكن ذَلِك فِي الَّذِي لم يحرق.
وَقَالَ أَيْضا فِيهَا: وَأما زهرَة الْملح فانها ألطف من الْملح المحرق فضلا عَن غير المحرق وطعمه وَقَالَ فِيهَا: أما غُبَار الْملح فانه شَبيه بزبد الْملح إِلَّا أَنه ألطف من الْملح وَيُمكن فِيهِ أَن يلطف)
ويحلل أَكثر من الْملح كثيرا وَأَن يجمع مَا يبقي من جَوْهَر الْجِسْم الَّذِي يلقاه كَمَا يجمع الْملح.
اريبارسيوس: قُوَّة الْملح مركبة من كيفيتين: من الْجلاء وَالْقَبْض وَهَاتَانِ الكيفيتان تجففان وَلذَلِك ينشف الرُّطُوبَة الَّتِي فِي الْجِسْم ويفنيها وَيجمع الْأَعْضَاء الصلبة بِقَبْضِهِ وَلذَلِك صَار ينشف الْأَبدَان من الرُّطُوبَة الَّتِي فِيهَا ويحفظها من العفن.
فَأَما الْملح المحرق فانه يحلل أَكثر إِلَّا أَنه لَا يجمع ويلبد بِحَسب ذَلِك فَأَما زهرَة الْملح فَهِيَ ألطف من الْملح المحرق وطعمها حَار وتحليلها كَاف.
بولس: قوته تيبس وتقبض قبضا شَدِيدا وَلذَلِك يفني كل رُطُوبَة غربية فِي الأجساد وَيجمع الْبَاقِي بِقَبْضِهِ وَلذَلِك يحفظ اللحوم من أَن تعفن.(6/415)
ابْن ماسويه: هُوَ حَار يَابِس فِي آخر الثَّالِثَة مُحَلل جلاء وَفِيه عفوصة يسيرَة غامر للرطوبات الَّتِي تكون فِي الْأَبدَان مجفف لَهَا مذيب للأخلاط الجامدة فِي الْجِسْم حَافظ للأبدان بيبسه يلين الطَّبْع وينفع من البلغم والحكة الْعَارِضَة الْبَتَّةَ إِذا خلط بالخل ودهن الْورْد وطليت بِهِ الحكة فِي الْحمام.
أَبُو جريح: إِنَّه حَار يَابِس إِذا خلط بالأغذية الْبَارِدَة كالجبن والسمك والكوامخ أحالها عَن طبائعها حَتَّى تصير حارة يابسة ويعين على الإسهال والقىء ويحلل البلغم ويقلع البلغم اللزج من الْمعدة والصدر وَيغسل المعى ويهيج القىء ويكثره ويعين الْأَدْوِيَة الَّتِي تقلع السَّوْدَاء على قلعهَا من أقاصي الْجِسْم.
الْفَارِسِي: الْملح الْهِنْدِيّ بديع الْفِعْل فِي التُّخمَة وَالرِّيح ويسهل خُرُوج الطَّعَام.
وَقَالَ ج فِي الرَّابِعَة من المفردة: إِن كل ملح قد يخالطه شىء من الْقَبْض خَفِي خَاص وخاصة الْملح الْعسر التفتت وَمَا كَانَ من الْملح سريع التفتت فَهُوَ أَكثر جلاء وتحليلا وَأَقل قبضا وَالَّذِي لَا يتفتت إِلَّا بعسر حَاله على هَذِه الْحَال.
والأملاح الْمرة والهشة فالجلاء فِيهَا أَكثر من الْقَبْض وَكَذَلِكَ فِيهَا تَحْلِيل كثير. وَمَا كَانَ صلبا يحتفر من مَعْدن فَهُوَ أقل حرارة ولطفا من غَيره من الْملح.
وزهرة الْملح سهلة التفتت هشة فَمن أجل ذَلِك هِيَ ألطف وأسخن.
والمر الطّعْم قد قرب من قُوَّة البورق.
ابْن ماسه: الْملح الْأسود الَّذِي لَيْسَ سوَاده شَدِيد وَلَا لَهُ رَائِحَة النفط حَار فِي الثَّانِيَة يسهل)
البلغم والسوداء. والنفطي يسهل المَاء والسوداء والبلغم العفن. الدراني يسهل البلغم.
وَأما المر فيسهل السواداء بِقُوَّة.
الخوز: الْملح الْهِنْدِيّ يسهل المَاء الْأَصْفَر ويطرد الرِّيَاح ويلين الْبَطن وَيذْهب البلغم وَيحد الْفُؤَاد وينفع من وَجَعه ويشهي الطَّعَام.
وَالْملح كُله جيد للدبيلة والتخم ويهضم الطَّعَام وَيذْهب بالصفرة من الْوَجْه. ج فِي الثَّانِيَة من قاطاجانس: إِن الْملح قَبضه أَكثر من تَحْلِيله بِكَثِير وَفِيه تبقى كثير.
مازريون قَالَ د: ورقه يسهل مرّة وبلغما وخاصة مَتى خلط بِجُزْء مِنْهُ جزءان من أفسنتين وعجن بِعَسَل أَو بِمَاء وَعمل مِنْهُ حب وَالْحب الْمُسْتَعْمل مِنْهُ مَتى شرب لم يذب فِي الْجوف وَخرج فِي البرَاز كُله.
وَمَتى أنعم دقه وعجن بِعَسَل وضمدت بِهِ القروح الوسخة قطع الخشكريشة ونقاها.
وَمَتى أَخذ من المازريون وَقت ازهاره اثنى عشر درخميا فيلقي على جزءين من شراب وَيتْرك شَهْرَيْن ثمَّ يصفي فِي إِنَاء آخر وَيتْرك ثمَّ يشرب مِنْهُ نفع الاسْتِسْقَاء والكبد ونقي النُّفَسَاء.(6/416)
بديفورس: خاصته إسهال السَّوْدَاء وَالْمَاء الْأَصْفَر وَكَذَلِكَ حَال غَيره من اليتوعات.
من كتاب السمُوم: إِنَّمَا يقتل مَتى شرب مِنْهُ درخمى بِأَن يجفف رُطُوبَة الكبد.
مرداسنج وَيُقَال: إِن الْمَعْمُول مِنْهُ بِالْغسْلِ وَهُوَ الْأَبْيَض يصلح للا كَحال ويجلو الْآثَار السمجة من القروح فِي الْوَجْه مثل الكلف وَنَحْوه.
وَقَالَ أَيْضا: المرتك تجفف إِلَّا أَن تجفيفه قَلِيل جدا وَهُوَ أَيْضا فِي جَمِيع كيفياته متوسط لِأَنَّهُ لَا يسخن وَلَا يبرد ظَاهرا وجلاؤه أَيْضا وَقَبضه يسير فَهُوَ لذَلِك دون الْأَدْوِيَة المتدلة الْجلاء وَدون الَّتِي تجمع وتقبض. وَهُوَ نَافِع فِي الْوسط من المحتفرة وَقد يسْتَعْمل كالمادة فيخلط بِهِ إِمَّا مَا لَهُ لذع شَدِيد وَإِمَّا مَاله قبض أَو فعل آخر.
اريبارسيوس: يجفف بِمَنْزِلَة الْأَشْيَاء الحجرية وَفعله لذَلِك إِنَّمَا هُوَ بغاية السّكُون والرفق. ج فِي قاطاجانس: إِن المرداسنج معتدل بَين التبريد والإسخان ويبرد فِي الأولى وَهُوَ متوسط أَيْضا بَين المسددو والجالية وَلَا ينقي القروح وَلَا يوسخها وَلَا ينْبت اللَّحْم وَلَا ينقصهُ لِأَنَّهُ متوسط بَين هَذِه جمع.
فِي شوسماهي الخوز: المرداسنج المبيض أعظم مَنَافِعه أَنه يجلو الْآثَار الَّتِي يبقي فِي الْوَجْه من القروح وَغَيرهَا وَإِذا غسل كَانَ مبردا فِي الثَّانِيَة.
جيد للسحج وَمنع القروح.
وَقَالَت الخوز: يبس المرداسنج المبيض كثير وَأكْثر نَفعه لمن يُرِيد إذهاب آثَار القروح من السمُوم: المرداسنج مَتى شرب حبس الْبَطن وورم الْجوف وجلب الْمَوْت.
والباسليقون: مرداسنج للخفة فِي الصّبيان.
مرَارَة د: المرارات كلهَا مسخنة حريفة وَيخْتَلف فِي الْقُوَّة.
ومرارة السّمك الْمُسَمّى بالعقرب والشنبوط والسلحفاة والضبع العرجاء وَالْعِقَاب والدجاج والمعز الوحشية شَدِيدَة الْقُوَّة توَافق ابْتِدَاء المَاء النَّازِل فِي الْعين والقروح.
ومرارة الثور أقوى من الضَّأْن والدب والتيس وَالْخِنْزِير.
والمرارات كلهَا تحرّك الإسهال وخاصة فِي الصّبيان إِذا صيرت فَتِيلَة بصوف واحتملت فِي المقعدة.
ومرارة الثور يتحنك بهَا مَعَ عسل للخناق وتبرىء القروح فِي المقعدة. وَإِذا خلطت بِلَبن عنز أَو لبن امْرَأَة وقطرت فِي الْأذن الَّتِي يسيل مِنْهَا الْقَيْح أبرأها. وتخلط بِمَاء الكراث وتقطر فِي الْأذن لطنينها.
وتقطع فِي المراهم الْمَانِعَة للحمرة من الخراجات واللطوخات الَّتِي تَنْفَع من نهش الْهَوَام.(6/417)
وَتصْلح مَتى خلطت بالعسل للقروح الخبيثة ووجع الْفرج وَالْجَلد الَّذِي نَحْو البيضتين. وَمَتى خلطت ومرارة الغبان والدب تصلحان لما تصلح لَهُ مرَارَة الثور غير أَنَّهَا أَضْعَف مَتى لعق مِنْهَا نَفَعت مِنْهَا من الصرع.
ومرارة السلحفاة تصلح للخناق والقروح الخبيثة الْعَارِضَة فِي أَفْوَاه الصّبيان. وَمَتى وضعت فِي منخري من بِهِ صرع نفعته.
ومرارة العنز الوحشية إِذا اكتحل بهَا أبرأت العشا خَاصَّة. وَتفعل ذَلِك مرَارَة التيس وتقلع اللَّحْم الزَّائِد الَّذِي يُقَال لَهُ التوت. وَإِذا لطخ بهَا دَاء الثَّعْلَب أذهبته والزيادات الْعَارِضَة فِي مَوَاضِع الورم.
ومرارة الْخِنْزِير تسْتَعْمل للقروح الْعَارِضَة فِي الْأذن وَلِجَمِيعِ مَا وَصفنَا من القروح.
وَقَالَ ج: الْمرة وَهِي مَاء دَاخل المرارة. هَذِه الْخَلْط أسخن مَا فِي بدن الْحَيَوَان وتختلف بِحَسب اخْتِلَاف الْحَيَوَانَات فالحيوانات الحارة المزاج أحر مرّة من الْبَارِدَة المزاج ونجد عيَانًا الْمرة من الْحَيَوَان الْحَار المزاج حَمْرَاء فان جَاع أَو عَطش مَالَتْ حِينَئِذٍ فِي بعض الْأَوْقَات إِلَى لون الزنجار وَفِي بعض الْأَوْقَات إِلَى لون الباذنجان وَرُبمَا مَالَتْ إِلَى لون النيلج وَيجب أَن تتفقد لون الْمرة حِين تُرِيدُ خلطها بالدواء فتستعمل بِحَسب ذَلِك.)
والأطباء يخلطون فِي أَقْرَاص أندرون وأقراص فراسيون وأقراص قولوندوس وَنَحْوهَا مرَارَة الثور وَبَين أَن مرَارَة الْفَحْل أحر من مرَارَة الخصى من ذَلِك الْحَيَوَان وَذَلِكَ أَن كل ذكر يخصى يصير طبعه شَبِيها بطبع الْحَيَوَان الْقَرِيب الْعَهْد بالولاد.
وكما يتَغَيَّر الْبَوْل بِحَسب حَال الْجِسْم فَيكون عِنْد التَّعَب والعطش أَحْمَر وبضد ذَلِك كَذَلِك الْحَال فِي المرارة.
وَاعْلَم أَنَّك إِن ألقيت فِي الدَّوَاء الَّذِي تعمله مرّة صفراء صَار بذلك معتدل الْحَرَارَة وَإِن ألقيت فِيهِ مرّة مائية جعلته أَضْعَف بِحَسب ميل الْمرة إِلَى المائية وَلذَلِك يحدث لمن يُرِيد فتح أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي المقعدة إِذا تعالج بِتِلْكَ المرارة أَن يجدهَا مرّة أَضْعَف مِمَّا يجب وَمرَّة أقوى.
وَقد تخْتَلف المرارة بِحَسب اخْتِلَاف الْبدن فِي ذكاء حسه وغلظه وَالدَّلِيل على أَن المرارة حارة أَنَّهَا تفتح وتفجر الدَّم الَّذِي يخرج من أَسْفَل إِذا هُوَ انْقَطع ويجد من استعملها لَهَا لذعا وَلذَلِك نتوقي نَحن أَن نستعمل المرارات الَّتِي مرتها حَمْرَاء وَهِي خَالِصَة وَحدهَا وَإِنَّمَا يَقع مِنْهَا فِي الْأَدْوِيَة شىء قَلِيل وَكَذَلِكَ الشيافات.
ومرارة الْخِنْزِير يبلغ من ضعفه أَن القروح تحتملها وَهِي أَكثر مائية من جَمِيع المرارات إِلَّا الْخَنَازِير الْبَريَّة فان مرَارَة هَذِه أحر كَمَا أَن لَحمهَا أحر.(6/418)
وَقد تسْتَعْمل مرَارَة الْخِنْزِير الأهلي فِي مداواة القروح الْحَادِثَة فِي الْأذن على أَنَّهَا دَوَاء نَافِع وَيخْتَلف اسْتِعْمَال المرارات بِحَسب أَوْقَات الْعِلَل أَيْضا فيصلح لَهَا فِي وَقت دون وَقت مرَارَة دون مرَارَة وَذَلِكَ أَنه مَتى كَانَت القرحة فِيهَا صديد وقيح كثير احتملت مَا هِيَ من المرارات أَشد تجفيفا بِمَنْزِلَة مرَارَة الْكَبْش فانها أحر قَلِيلا من مرَارَة الْخِنْزِير ومرارة الماعز أَيْضا أحر من هَذِه ومرارة الدب والثور قريبتان من مرَارَة الماعز.
فَأَما مرَارَة الْفَحْل من الثيران فَهِيَ أقوى من هَذِه لَكِنَّهَا أَضْعَف من مرَارَة الْعَقْرَب البحرى وَالرّق البحري.
فَأَما مرَارَة الماعز الْجبلي فقد ذكر قوم فِي كتبهمْ أَنَّهَا تَنْفَع من العشا.
فَأَما مرَارَة الطُّيُور فَكلهَا أحر وأيبس من مرَارَة ذَوَات الْأَرْبَع.
ومرارة الدَّجَاج ومرارة الحجل أَنْفَع مَا فِي مرَارَة الطير لما يحْتَاج إِلَيْهِ فِي الطِّبّ.
فَأَما مرَارَة البزاة والعقبان فشديدة اللذع قَوِيَّة الحدة لأكلها اللَّحْم كَذَلِك ألوانها زنجارية وَرُبمَا)
كَانَت سَوْدَاء.
وَإِذا أَنْت نظرت فِي مَا ذكرت لَك عرفت أَنَّهَا تحْتَاج فِي كل وَقت وَعلة وَبِأَيِّ قدر.
ابْن ماسه: مرَارَة الْجَوَارِح وخاصة الباشق جَيِّدَة للْمَاء والانتشار والظلمة.
مري قَالَ د: الْمَعْمُول من السّمك المالح واللحوم المالحة مَتى صب على القروح الخبيثة منعهَا من السَّعْي ويبرىء عضة الْكَلْب الْكَلْب ويحقن بِهِ لقرحة المعى ليكويها ولعرق النسا ليحرك الْأَعْضَاء إِلَى دفع الفضول.
وَقَالَ ج فِي الْحَادِيَة عشرَة: قُوَّة المرى حارة يابسة وَلذَلِك اسْتَعْملهُ قوم من الْأَطِبَّاء فِي مداواة القروح المتعفنة وألقوا مِنْهُ فِي الحقنة لمن بِهِ قرحَة المعى وَمن وجع الورك.
قَالَ بولس: هُوَ قوى الْحَرَارَة واليبس وَيسْتَعْمل خَارِجا فِي القروح المتعفنة وداخلا لعرق النسا والذوسنطاريا.
ابْن ماسويه: المرى الْمُتَّخذ من دَقِيق الشّعير حَار فِي الأولى يَابِس فِي الثَّانِيَة والمتخذ من السّمك أقل حرارة ويبسا ملين للطبيعة قَاطع للبلغم نَافِع من وجع الورك جلاء منق لما فِي الْمعدة والمعى.
وخاصته النَّفْع من وجع الْوَرِكَيْنِ إِذا أكل أَو احتقن بِهِ.
ماسرجويه: لَهُ قبض وتقوية وتنقية فَلذَلِك يكتحل بِهِ فِي الجدري ليمنع أَن تخرج بثرة فِي الْعين وَإِن خرج شىء أذابه ونفع مِنْهُ.
ابْن ماسه: خاصته نشف رُطُوبَة الْمعدة وتطييب النكهة وانه حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة.
وَهُوَ حجر يتَوَلَّد بَين الذَّهَب وَالْفِضَّة.
قَالَ د: إِنَّه ينْبت اللَّحْم وَلَا يصلح إِدْخَاله فِي المراهم الجالية.(6/419)
وَقَالَ ج: قوته كقوة المرداسنج وَهُوَ زائل قَلِيلا عَن الأعتدال إِلَى الْبرد وَفِيه قُوَّة تجلو وَهَذَانِ الدواآن يذوبان وينحلان فِي الزَّيْت إِذا طبخا بِهِ وبالماء.
وَقَالَ فِي الأولى من قاطاجانس: إِنَّه أبرد من المرداسنج وأيبس.
موز قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي وسط الأولى رطب فِي آخرهَا يغذو غذَاء يَسِيرا والإكثار مِنْهُ يُولد ثفلا كثيرا وَهَذِه خاصته نَافِع من القرحة الْحَادِثَة فِي الْحلق والصدر والرئة والمثانة إِلَّا أَن الْإِكْثَار مِنْهُ يثفل فِي الْمعدة والصدر والرئة والمثانة إِلَّا أَنه يجب لمن كَانَ مزاجه بَارِدًا فَأكْثر مِنْهُ أَن يشرب بعده مَاء الْعَسَل أَو سكنجبينا معسلا وَيُؤْخَذ الزنجبيل المربى وَهُوَ ملين للطبيعة.
سندهشار: إِنَّه دَوَاء جيد للصدر والمثانة والكلى ويدر الْبَوْل.
القلهمان: يزِيد فِي النُّطْفَة والبلغم.
ابْن ماسه: يُولد السدد إِن أَكثر مِنْهُ.
وَقيل فِي الطِّبّ الْقَدِيم: إِنَّه يُحَرك الباه وَيزِيد فِي الصَّفْرَاء وَهُوَ ثقيل فِي الْمعدة.
ماسرجويه: هُوَ لطيف يقوى الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة.
مخ قَالَ د: أقوى الأمخاخ فعلا للعلاج مخ الأبل ثمَّ مخ الْعجل ثمَّ مخ الثور ثمَّ مخ الماعز والضأن. وَجَمِيع أصنافه محللة ملينة مسخنة تملأ القروح.
ومخ الأيل يطرد الْهَوَام مَتى تلطخ بِهِ. ج: قُوَّة المخ تحلل وتلين الصلابة والتحجر فِي العضل كَانَ أَو فِي الوترات أَو فِي الرباطات أَو فِي الأحشاء.
وَالَّذِي جربته فَوَجَدته عَظِيم النَّفْع مخ عظم الأيل وَبعده مخ الْعجل وَأما مخ عظم الْبَقر والتيوس فَهُوَ أَشد حرافة وحدة وَأكْثر تجفيفا فَهُوَ لذَلِك لَا يقدر على تَحْلِيل الصلابة المتحجرة.
وَأَنت عَالم بِهَذَا إِن كنت ذَاكِرًا للقوانين: وَقد يركب من مخ عِظَام الأيل والعجل أَشْيَاء ملينة وَأَشْيَاء محللة فرزجة فتنفع علل الْأَرْحَام وتضمد بهَا الْأَرْحَام خَارِجا فتلين.
ومخ الصلب وَهُوَ النخاع أيبس من مخ الْعِظَام وَلَيْسَ فِي اللين والدسومة مَا لمخ الْعِظَام وَيجب أَن يَعْنِي بالأمخاخ أَن لَا يعفن.
وَقَالَ فِي كتاب الْغذَاء: الَّذِي فِي جَوف الْعِظَام أعذب وأدسم من الدِّمَاغ وَهُوَ أَيْضا يهيج وَأما النخاع فانه لَا يغثى لِأَنَّهُ أَصْلَب من الدِّمَاغ والمخ وغذاؤه إِذا استمرىء لَيْسَ بِيَسِير.
قَالَ بولس: المخ يلين الْأَبدَان الخشنة الجاسية والأورام الصلبة والمخ الَّذِي يكون من الْأَطْرَاف فانه)
أدسم وَأَشد تَلْيِينًا والنخاع أيبس وأجسأ.(6/420)
قَالَ ابْن ماسويه: المخ دسم يلطخ الْمعدة وَيذْهب بالشهوة ملين للبطن يَنْبَغِي أَن يُؤْكَل بالأفاويه.
موم قَالَ د: قوته مسخنة ملينة تملأ القروح مَلأ وسطا لَيْسَ بالقوى وَيشْرب مِنْهُ عشر حبات مثل الجاورس مَعَ بعض الأحساء لقروح المعى وَيمْنَع اللَّبن من التعقد فِي ثدى المرضعات. ج فِي السَّابِعَة: كَأَنَّهُ فِي الْوسط بَين المسخنة والمبردة والمجففة والمرطبة وَفِيه شىء غليظ قَلِيل دبقي وَلذَلِك لَيْسَ إِنَّمَا لَا يجفف بل عساه أَن يظنّ أَنه يرطب بعرص آخر إِذْ كَانَ بدبقيته يمْنَع التَّحَلُّل من أجل ذَلِك هُوَ مَادَّة لجَمِيع الأضمدة الْأُخَر الَّتِي تبرد وَالَّتِي تسخن.
وَأما هُوَ فِي نَفسه فَهُوَ من الْأَدْوِيَة المنضجة إنضاجا ضَعِيفا وَلَيْسَ من الْأَدْوِيَة الَّتِي ترد إِلَى الْجوف لَكِن من الْأَدْوِيَة الَّتِي تُوضَع من خَارج وَفِيه مَعَ هَذَا شىء يحلل وَهَذَا الشىء فِي الْعَسَل كثير.
وَقَالَ أَبُو جريح: إِنَّه يلين صلابة الأورام وَيصْلح خشونة الصَّدْر إِذا طلى عَلَيْهِ أَو لعق مِنْهُ مَعَ بعض الأدهان مثل البنفسج والخل ويلين الأعصاب الجاسية والقروح الخشكريشة وَقد يعْقد أَكثر المراهم.
إِذا طلى على العصب الجاسى حلل جسوه.
مازريون قَالَ فِيهِ د: ورقة يسهل مرّة وبلغما. وَمَتى شرب مِنْهُ اكسونافن بطبيخ الفوذنج الْجبلي أخرج حب القرع.
وَقد يسقى مِنْهُ أَصْحَاب الحبن مِقْدَار درخمى مَرَّات فيضمرهم.
وَشرب طبيخة نَافِع لعسر الْبَوْل وَإِذا شرب نفع من نهش الْهَوَام وَإِذا خلط بالسوبق وعجن بِالْمَاءِ وَالزَّيْت قتل الفأر وَالْكلاب والخنازير.
وَأما الْأسود فَمَتَى سحق أَصله وخلط بشىء يسير من القلقنت وصير مَعَ القطران وشحم عَتيق قلع الجرب. وَمَتى خلط بكبريت وقفز وطبخ مَعهَا خل ولطخ بهَا القوابي قلعهَا.
وَإِن تمضمض بِهِ بعد طبخه سكن وجع الْأَسْنَان. وَإِذا خلط بِهِ من الفلفل جُزْء مسَاوٍ لَهُ من الموم مثله وألصق على الْأَسْنَان الألمة نفع من ذَلِك وَقد يطْبخ بالخل ويكمد بِهِ الْأَسْنَان وَإِذا خلط بالكبريت نقى الكلف والبهق.
وَقد يَقع فِي أخلاط المراهم الَّتِي تَأْكُل. وتضمد بِهِ القروح المتأكلة والقروح الخبيثة فيشفيها ويبرئها.
وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: فِيهِ من الطّعْم المر مِقْدَار كثير فَهُوَ لذَلِك ينقي القروح الوسخة ويقلع الخشكريشة والقشور الْعِظَام الْحَادِثَة فِي وَجه القرحة إِذا اسْتعْمل مَعَ الْعَسَل.
بولس: لحب المازريون قُوَّة حريفة محرقة إِذا شرب أسهل المَاء وَحب القرع وَهَذَا أَجود من الْأسود فِي ذَلِك.(6/421)
وَالْأسود جيد للجرب والحكة.
الخوز: خَاصَّة المازريون إسهال السَّوْدَاء. وَهُوَ يَابِس فِي الرَّابِعَة يَأْكُل الرُّطُوبَة من الكبد وَمن جَمِيع الْجَسَد ويسرع الاسْتِسْقَاء إِلَى شَاربه وينفع القروح الردية.
لى فِي هَذَا شكّ لأَنا قد أصبْنَا مازريون بتفسير وَأما هَذَا فَكَانَ خامالاون وَقَالَ بعض النَّاس: إِنَّه مازريون وَقد أصبْنَا نَحن خامالاون بِالصِّحَّةِ وَلَيْسَ هَذَا مازريون.
الدِّمَشْقِي: المازريون الْأَبْيَض يسهل المَاء وَحب القرع وَهُوَ أَجود من الْأسود فِي ذَلِك غير أَن الْأسود جيد للحكة والجرب.
مغنيطس قَالَ د: إِذا سقى مِنْهُ ثَلَاث أوبولسات بِمَاء القراطن أسهل كيموسا غليظا وَقد)
يحرق فَيصير شادنة.
وَقَالَ ج: قوته كقوة الشادنه.
ماسرجويه: هوجيد لمن سقى برادة الْحَدِيد وَلمن يمسهُ بَطْنه من شرب خبث الحيد. وَهُوَ يَابِس جدا.
من قَالَ ماسرجويه: إِنَّه معتدل فِي الرُّطُوبَة واليبس حَار فِي الأولى جيد للصدر والرئة وَالْوَاقِع مِنْهُ على الطرفاء جيد للسعال.
مقل مكي عِيسَى ابْن ماسويه: هُوَ بَارِد قَابض يعقل الْبَطن ويقوى الْمعدة.
مشكطر امشيغ قَالَ فِيهِ د: إِنَّه يطْرَح الأجنة الْمَوْتَى بِالشرابِ والتداخين بِهِ وَالِاحْتِمَال وَهُوَ أقوى من الفوتنج بِكَثِير.
وَالشرَاب الْمُتَّخذ بِهِ نَافِع للكرب جيد للغثى ويحدر دم النُّفَسَاء. ج فِي السَّادِسَة: جوهره لطيف أَكثر من جَوْهَر الفوتنج البرى وَأما فِي سَائِر خصاله فَهُوَ شَبيه بِهِ. والمسمى مشكطرامشيع ذُو زهر مثله إِلَّا أَنه أَضْعَف مِنْهُ.
مرغاوا حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة جلاء لطيف.
موردا سفرم الطبرى: يقوى الْمعدة والكبد ابْن ماسرجويه: قوته كقوة الباذاورد إِنَّه لَيْسَ بقوى الْحَرَارَة جيد للديدان الَّتِي فِي الشرج مَتى احْتمل.
الخوزى: قوته كقوة الأفسنتين الرُّومِي يقوى الْمعدة والكبد وَهُوَ أَشد قبضا.
مدريو فَلَنْ ج فِي السَّابِعَة: قوته مجففة يدمل الْجِرَاحَات.
مولش ج فِي السَّابِعَة: أَصله طيب الرَّائِحَة حُلْو المذاق يحدر الطمث ويعين على نفث مَا فِي الصَّدْر فَهُوَ لذَلِك فِي الثَّانِيَة من الإسخان.(6/422)
3 - (بَاب النُّون)
ناردين قَالَ د: قوته مسخنة ميبسة يدر الْبَوْل فَلذَلِك إِذا شرب عقل الْبَطن.
وَمَتى احْتمل فرزجة قطع النزف وجفف الرُّطُوبَة السائلة من الرَّحِم.
وَإِذا شرب بِمَاء بَارِد سكن الغثيان ونفع من الخفقان والنفخ واليرقان ووجع الكبد والكلى.
وَمَتى جلس النِّسَاء النُّفَسَاء فِي طبيخة نفع الأورام الحارة الْعَارِضَة فِي الْأَرْحَام. جيد لسُقُوط الأشفار لقبضه إِيَّاهَا وإنباته لَهَا. ويذر على الأجساد الْكَثِيرَة الْعرق. وينفع من أدوية الْعين.
وقوته كقوة المورى غير أَنه أدر للبول وأجود للمعدة.
وَمَتى شرب بطبيخ الأفسنتين نفع من الأورام الحارة الْعَارِضَة وَمن اليرقان وَنفخ الْمعدة. وَمَتى شرب بِالْخمرِ نفع من وجع الطحال وأورام الكلى والمثانة ونهش الْهَوَام.
وَقُوَّة الناردين الجبلى مثل قُوَّة الاقليطى. ج فِي الثَّامِنَة فِي سنبل الطّيب: إِنَّه يسخن فِي الأولى ويجفف فِي آخر الثَّانِيَة وَهُوَ مركب من جَوْهَر قَابض كثير المقدرار وجوهر حاد لَيْسَ بِكَثِير الْمِقْدَار وجوهر مائل إِلَى الْحَرَارَة يسير)
الْمِقْدَار وَلِأَنَّهُ مركب من هَذِه القوى صَار حَقِيقا بِأَن ينفع الكبد وفم الْمعدة إِذا شرب أَو وضع من خَارج ويدر الْبَوْل ويشفى اللذع الْحَادِث فِي الْمعدة. ويجفف الْموَاد المنحدرة المنصبة إِلَى الْمعدة والأمعاء والمواد المجتمعة فِي الصَّدْر وَالرَّأْس.
وَأقوى أَصْنَاف السنبل فِي ذَلِك الهندى وَهُوَ أَشد سوادا من السنبل الشَّامي.
وَأما الأقليطى فقوته من جنس قُوَّة سنبل الطّيب إِلَّا أَنه أَضْعَف مِنْهُ فِي جَمِيع خصاله خلا إدرار الْبَوْل وَهُوَ أَشد حرارة من ذَلِك السنبل وَقَبضه أقل من قبض ذَلِك.
وَأما الجبلى فَهُوَ أَضْعَف أَنْوَاع السنبل: ابْن ماسويه فِي عصافير السنبل إِنَّه حَار فِي الأولى يَابِس فِي آخر الثَّانِيَة مقو للمعدة والكبد مدر للبول مجفف للرطوبة الْعَارِضَة فِي الرَّأْس والصدر نَافِع من اللذع الْحَادِث فِي الْمعدة والمعى.
وَالْأسود خير من الْأَحْمَر. ج: إِن الطين الَّذِي ينْقض من أُصُوله جيد لغسل الْيَد طيب الرَّائِحَة.(6/423)
مسيح: يصلح للمعدة إِلَّا أَن يكون حارة المزاج جدا وينشف بلنها لمجهول: السنبل جيد لحمى الغب.
الْإِسْكَنْدَر فِي كِتَابه: السنبل نَافِع للرأس وللصدر لِأَنَّهُ يجفف مَا فيهمَا.
وَمَتى شرب بخل وَرفع فِي إِنَاء أَخْضَر ثمَّ أمرّ مِنْهُ ميل على الأجفان أنبت الأشفار.
وَالْأسود أبلغ.
ابْن ماسويه فِي ذكر خَواص الْأَدْوِيَة: خَاصَّة السنبل إمْسَاك الطمث مَتى شرب.
نخاع ذكر مَعَ المخ.
نش ذكر مَعَ الْحِنْطَة.
نخالة الْحِنْطَة ذكرت فِي الْحِنْطَة.
نَبِيذ ذكرت أصنافه كلهَا مَعَ الشَّرَاب فِي بَاب الشين.
نخل قَالَ د: البلح مَتى شرب بخل خمر عفص قطع الإسهال والرطوبات المزمنة السيلان من الرَّحِم وَالدَّم السَّائِل من والبواسير.
وَمَتى ضمد بِهِ الخراجات قطع الدَّم.
القسب ينفع من نفث الدَّم ووجع الْمعدة والمثانة مَتى تضمد بِهِ مسحوقا مَعَ سفرجل وموم مذاب بدهن زهرَة الْكَرم وينفع من قرحَة المعى.
وَمَتى أكل مَعَ حب الصنوبر أَبْرَأ خشونة الْحلق.
فَأَما النَّوَى فانه يحرق ويطفأ بِخَمْر وَيسْتَعْمل بعد غسله بدل التوتيا فِي الأكحال الَّتِي تحسن هدب الْعين.
وقوته قابضة مُغيرَة. وَيصْلح إِذا خلط بالناردين للقروح الَّتِي فِي الْعين ولنتوءها ولسقوط الأشفار. وَيمْنَع زِيَادَة اللَّحْم فِي القروح ويدملها.
جفرى وقشر الجفرى قَابض مَانع للقروح من السعى ويشد المفاصل الرخوة وينفع من وجع العصب والكلى والمثانة والأحشاء ويبرىء من سيلان الفضول إِلَى جَانب الْبَطن وَالرحم وَمَتى طبخ وَهُوَ غضن براتينج وموم وَوضع على الجرب وَترك عَلَيْهِ عشْرين يَوْمًا أَبْرَأ مِنْهُ.
وَالثَّمَر الَّذِي فِي جَوف هَذَا القشر وَهُوَ الكفرى فقوته كقوة القشر خلا أَنه أقل عفوصة.
والجمار يعْمل عمل الكفرى.
ودهن قشر الكفرى مشاكل للقوة الَّتِي فِي دهن الْورْد غير أَنه لَا يسهل الْبَطن.(6/424)
دبس: وَأما دبس العقيد فان طبيخه بِالْمَاءِ مَتى مزج بِالشرابِ الْمُسَمّى أدرومالى بالعتيق مِنْهُ)
ونبيذه ذَلِك. وطبيخه وَحده يقبض قبضا شَدِيدا.
وَأما شراب التَّمْر فمصدع قَاطع لسيلان الْموَاد لقبضه ويوافق الْمعدة الضعيفة والإسهال المزمن وَنَفث الدَّم. ج فِي الثَّامِنَة: جَمِيع أَجزَاء النَّخْلَة فِيهَا قبض.
والجمار مركب من جَوْهَر مائي فاتر وجوهر أرْضى بَارِد.
فَأَما ثَمَرَة النّخل وخاصة مَا هُوَ مِنْهَا حُلْو فحرارته لَيست ييسيرة.
وَقد تسْتَعْمل من خَارج فِي الْجمع والتجفيف والشد وَالْقَبْض.
وَقُوَّة الطّلع قُوَّة الْجمار وقشور الطّلع فِيهِ قبض أَكثر وَلذَلِك صَار يسْتَعْمل فِي مداواة الخراجات المتعفنة وَفِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تشد المفاصل الرخوة وَفِي الْأَدْوِيَة النافعة للكبد وفم الْمعدة مَعَ مَا يوضع من خَارج وَمَا يشرب.
وأصل النَّخْلَة قوته قُوَّة تجفف تجفيفا لَا لذع مَعَه وَفِيه شىء من قبض.
ثمَّ قَالَ فِي كتاب الأغذية: إِنَّه لَيْسَ شىء من أَنْوَاع ثَمَر النّخل يَخْلُو من قبض وحلاوة إِلَّا أَن بعضه قد يكون الْقَبْض فِيهِ يَسِيرا.
وَقد بَينا أَن الحلو كثيرا كثير الْغذَاء والقابض عَاقل للبطن جيد للمعدة.
وَجَمِيع الثَّمَرَة مصدع عسر الهضم وَبَعضه لَهُ مس لذع فِي فَم الْمعدة. وَمَا كَانَ كَذَلِك فَهُوَ يحدث الصداع أَكثر.
وغذاؤه غليظ وَفِيه مَعَ ذَلِك بعض اللزوجة. ذَلِك إِذا كَانَ لحيما سمينا. وكل غذَاء على هَذِه الصّفة إِذا خالطته حلاوة يسْرع إِلَى اجتذاب السدد وَإِن كَانَ فِي الكبد ورم أَو صلابة أضرّ بهَا غَايَة الْإِضْرَار وَبعد الكبد فِي الْمضرَّة الطحال.
وَالرّطب أعظم مضرَّة مَتى أَكثر مِنْهُ فضل قَلِيل. والشديد الْحَلَاوَة مِنْهُ أحر من غَيره.
وَأما الْبُسْر فَالَّذِي يتَوَلَّد مِنْهُ أبرد. وَالرّطب ينْفخ. وَنسبَة الرطب إِلَى التَّمْر كنسبة التِّين الرطب إِلَى الْيَابِس. والإكثار من الْبُسْر يمْلَأ الْبدن خلطا حارا وتصيب آكله قشعريرة ونافض. عسيرا مَا يسخن.
وَيحدث فِي أبدانهم سددا.
وَقَالَ فِي كتاب الكيموسين: إِن الرطب يُولد كيموسا غليظا وشيكا فيصعد فِي الكبد وَيحدث)
فِيهَا سددا.
روفس: البلح يغزر الْبَوْل وينفخ.
وَقَالَ أَيْضا فِي كتاب التَّدْبِير: التَّمْر أردأ غذَاء من التِّين وأسرع هضما مِنْهُ وأدر للبول. وَمَتى(6/425)
ابْن ماسويه فِي الْجمار: إِن خاصته إِبْرَاء وجع الْمعدة والإبطاء فِيهَا بَارِد فِي آخر الأولى يَابِس فِي وَسطهَا يعقل الْبَطن وينفع من الصَّفْرَاء وَالدَّم الحريف.
الطّلع: وَأما الطّلع فيابس فِي وسط الثَّانِيَة بَارِد فِي آخر الأولى بطىء فِي الْمعدة عَاقل للبطن يُورث الْإِكْثَار مِنْهُ وجع الْمعدة ويولد النفخ والقولنج فليؤكل مَعَ الشحوم وَالدَّسم وَيشْرب بعده النَّبِيذ الْعَتِيق.
والبلح بَارِد يَابِس فِي وسط الثَّانِيَة دابغ للمعدة واللثة والفم وَهُوَ ردىء للصدر والرئة بطىء فِي الْمعدة عَاقل للبطن.
الْبُسْر إِذا حلا صَار حارا فِي الأولى يَابسا فِي الثَّانِيَة نَافِعًا للفم والمعدة وَيعْقل الْبَطن ويولد قراقر ونفخا ورياحا وخاصة إِذا شرب على أكله مَاء.
والهش مِنْهُ لَا يبطؤ فِي الْمعدة كالسكر والجيسوار.
رطب الرطب حَار فِي الثَّانِيَة رطب فِي الأولى. وخاصته إِفْسَاد اللثة والأسنان وغذاؤه أَكثر من غذَاء الْبُسْر يُولد أَولا فِي الكبد سددا ثمَّ فِي الطحال. وَمَا اشتدت حلاوته وصفرته فَهُوَ أَجود. والإكثار مِنْهُ يُولد حميات.
وَأحمد الهيرون وشره الْأسود وَيجب أَن يتضمض بعده بالنبيذ الصّرْف أَو بالعسل يسلم من تمر وَالتَّمْر أحر من الرطب وَأَبْطَأ فِي الْمعدة يصدع. وبخاره ردىء للفم والثة والأسنان ويولد الْمرة الصَّفْرَاء ويمغس ويولد شرحا.
وَكَانَ ج يمدح مِنْهَا الْقَلِيل الرُّطُوبَة الْخَفِيف الَّذِي فِيهِ عفوصة قَليلَة.
قسب: القسب أَحْمد من الرطب وَالتَّمْر للعفوصة الَّتِي فِيهِ وَلَيْسَ نفخه كنفخ الرطب.
وَالتَّمْر دابغ للمعدة عَاقل للطبيعة.
الدِّمَشْقِي: التَّمْر نَفسه يبسه أقل من حرَّة يلين الْبَطن ويجلو الصَّدْر وَيفْسد اللثة والأسنان ويهيج الصداع. ج فِي الكيموسين: إِن رطب النّخل يُولد كيموسا غليظا ويسد مجاري الكبد سَرِيعا ويغلظ)
الطحال. وَمَتى كَانَ فِي الأحشاء ورم يسير أَو ابْتِدَاء ورم فانه يزِيد فِيهِ وَيزِيد فِي البلخية وأدوار الحميات ويهيج بهَا.
جفرى ابْن ماسويه وَابْن ماسه: الجفرى بَارِد يَابِس فِي الثَّانِيَة مورث للقولنج.
جمار يقمع حِدة الدَّم والصفراء.
بلح وَبسر هما باردان يابسان فِي الثَّانِيَة جيدان للفم واللثة يعقلان الطبيعة ويقويان الْمعدة.(6/426)
تمر قَالَ: هُوَ حَار رطب فِي الأولى يُولد سددا فِي الكبد وَالطحَال.
فِي الطِّبّ الْقَدِيم: يطفىء الشرى يَعْنِي الْجمار.
سندهشار: التَّمْر يزِيد فِي المنى وَاللَّحم جيد للسعال والسل.
نرجس قَالَ د: إِنَّه مَتى أكل أَصله مسلوقا هيج القىء.
وَمَتى اسْتعْمل مَعَ الْعَسَل بعد سحقه وَافق حرق النَّار. وَمَتى تضمد بِهِ ألزق الْجِرَاحَات الْعَارِضَة فِي الأعصاب. وَمَتى سحق وخلط بِعَسَل وتضمد بِهِ نفع من انفتال الأوتار الَّتِي فِي العقبين والأوجاع المزمنة الْعَارِضَة فِي المفاصل. وَمَتى خلط بالخل نقي الكلف والبهق.
وَمَتى خلط بالكرسنة وَالْعَسَل نقي أوساخ القروح وفجر الدبيلات الْعسرَة النضج. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ دَقِيق الشيلم وَالْعَسَل أخرج السلاء وَمَا أشبهه.
ودهن النرجس يصلح لأوجاع الرَّحِم لتليينه صلابتها وفتحه إِيَّاهَا إِذا انضمت وَهُوَ مصدع.
وَقَالَ ج: أصل النرجس مجفف حَتَّى أَنه يلحم الْجِرَاحَات الْعَظِيمَة ويبلغ من قوته أَنه يلحم الْقطع الْحَادِث فِي الوترات وَفِيه مَعَ ذَلِك شىء يجلو ويجذب.
بولس: أصل النرجس يبلغ من إلزاقه الْجِرَاحَات أَنه يلزق الْعَظِيمَة مِنْهَا ويلصق أَيْضا قطع العصب وَفِيه أَيْضا جذب وجلاء.
ابْن ماسويه: يبلغ من إلزاقه للخراجات أَنه يلحمها وَهُوَ يفعل أَفعَال الياسمين إِلَّا أَنه أَضْعَف وَهُوَ نَافِع لوجع العصب الْعَارِض من البلغم. ودهنه جيد لذَلِك.
الدمشقى: هُوَ حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة يدمل القروح الغائرة فِي العصب وَله قُوَّة غسالة جالية.
نفط ذَكرْنَاهُ مَعَ القفر.
ناركبو ذَكرْنَاهُ مَعَ الخشخاش.
نشارة الْخشب المتآكل قَالَ د: إِنَّه إِذا ضمد بِهِ نقي القروح وأدملها. وَإِذا خلط بِمثلِهِ من الأنيسون وعجن بِخَمْر وصير فِي خرقَة وأحرق وسحق وذر على القروح النملية منعهَا أَن تسْعَى فِي الْجِسْم.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: من شَأْن هَذَا أَن ينقي القروح الرّطبَة ويجلوها وخاصة إِن كَانَ من خشب لَهُ قبض وجلاء مَعًا بِمَنْزِلَة بعض أَجنَاس الشوك.
نحام قَالَ ابْن ماسويه: لحم النحام أكْرم لحم الطير وأفضله حَار دسم يقوى الْجِسْم وينشط نيل قَالَ د: إِن ورقة الَّتِي يكون مِنْهَا النّيل يحلل الأورام والخراجات فِي(6/427)
ابتدائها وَيلْزق الْجِرَاحَات لحرارتها وَيقطع سيلان الدَّم ويبرىء القروح الخبيثة والنملة والحمرة الخبيثة.
وَأما البرى فانه يفعل مَا يفعل الأهلى وينفع الطحال خَاصَّة. ج فِي السَّادِسَة: أما البستاني الَّذِي يَسْتَعْمِلهُ الصباغون فقوته تجفف تجفيفا قَوِيا من غير لذع لِأَنَّهُ قَابض فَهُوَ يدمل الخراجات الْحَادِثَة فِي الْأَبدَان الصلبة وَلَو كَانَت فِي رُؤُوس العضل وَيقطع أَيْضا انفجار الدَّم ويحلل ويضمر إضمارا كثيرا الأورام الرخوة ويقاوم مقاومة شَدِيدَة جَمِيع الْجِرَاحَات الردية عفنة كَانَت أَو متأكلة فان وجد فِيهِ بعض الْأَوْقَات صلابة عِنْد جَوْهَر صَاحب الْعلَّة فاخلط مَعَ ورقة إِذا سحق خبْزًا أَو دَقِيق شعير أَو دَقِيق حِنْطَة بِحَسب الْعلَّة الْغَالِبَة.
فَأَما النّيل البرى فَفِيهِ حِدة بَينه فِي مذاقته وَفِي فعله فَهُوَ بِهَذَا السَّبَب أَكثر تجفيفا من النّيل البستاني. وَلذَلِك صَار أقوى فِي علاج العفونة الرّطبَة الْحَادِثَة فِي الخراجات وَفِي القروح.
فَأَما علاج القروح الْأُخَر الَّتِي ذَكرنَاهَا فَهُوَ أقل نفعا لَهَا لِأَنَّهُ قوى وتجفيفه مَعَه لذع.
وَجَمِيع مَا هَذَا سَبيله فَهُوَ يهيج الأورام ويثورها.)
وَقَالَ أريباسيوس: يدمل الْجِرَاحَات الَّتِي فِي الْأَبدَان الصلبة وَلَو كَانَت فِي رُؤُوس العضل ويضمد بِهِ الْموضع الَّذِي يجْرِي مِنْهُ الدَّم فيقطعه وَيحل الأورام المتهيجة تحليلا كَافِيا ويضمرها.
وَقَالَ فِي سَائِر الْأَشْيَاء مثل قَول جالينوس.
الخوز: النّيل حَار قَابض فِيهِ حِدة وَلَا سِيمَا البرى. وهما يحبسان الدَّم ويجففان الْأكلَة فِي القروح إِذا ضمدت بِهِ.
وَإِذا دق ورقة مَعَ دَقِيق الشّعير وضمدت بِهِ الأورام حللته لقُوَّة.
والبرى أقوى فعلا وَالَّذِي بِهِ تصنع عصارة البستاني مِنْهُ. جرب أَنه جيد للقىء. عَجِيب الْفِعْل إِذا سقى الصّبيان الَّذين بهم سعال شَدِيد من شدته.
وَيَقُول غير وَاحِد من الْأَطِبَّاء: نعنع: قَالَ فِيهِ د: إِنَّه جيد لقروح الرئة إِن قوته مسخنة قابضة مجففة وَلذَلِك مَتى شربت عصارنه بخل قطعت الدَّم وَيقتل الدَّم الطوَال ويخرجه ويحرك الباه.
وَمَتى شربت مِنْهُ طاقات بِمَاء رمان حامض سكن القىء والفواق والهيضة.
وَمَتى تضمد بِهِ سويق حلل الدبيلات. وَإِذا وضع على الْجَبْهَة سكن الصداع. وَمَتى وضع على الثدى الوارم وَالَّذِي تعقد فِيهِ اللَّبن نَفعه.(6/428)
وَمَتى خلطت عصارته بِمَاء القراطن نفع من وجع الْأذن.
وَمَتى احْتمل فِي وَقت الْجِمَاع منع الْحَبل. وَمَتى ذَلِك بِهِ اللِّسَان لانت خشونته.
وَمَتى ألْقى مِنْهُ طاقات فِي اللَّبن لم يتجبن.
قَالَ ج: فِي السَّادِسَة النعنع أقل إسخانا من القوتنج النهرى وَقُوَّة الفوتنج النهرى فِي الثَّالِثَة من الْحر. والنعنع مثل الفوتنج البستاني فِي الإسخان والفوتنج النهرى مثل النعنع البرى. والنعنع من أجل أَنه يزرع فِي الْبَسَاتِين قد اكْتسب رُطُوبَة فَهُوَ لذَلِك يُحَرك الْجِمَاع تحريكا يَسِيرا.
وَهَذَا شىء عَام مُشْتَرك لجَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي فِيهَا رُطُوبَة فضل غير نضيجة نضجاً تَاما وَمن أجل هَذَا المزاج صَار بعض النَّاس يدقه ويضعه مَعَ دَقِيق شعير على الخراجات والدبيلات فينفعها وَهَذَا شىء لَا يقدر عَلَيْهِ الفوتنج النهرى لِأَنَّهُ يسخن ويجفف بِأَكْثَرَ مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ وَفِيه مَعَ هَذَا شىء من المرارة والعفوصة فَهُوَ بِسَبَب مرارته يقتل الديدان وبسبب عفوصته يقطع نفث الدَّم مَا دَامَ لم يعْتق إِذا شرب بالخل الممزوج.)
وجوهره فِي اللطافة على أَكثر مَا عَلَيْهِ غَيره من النَّبَات.
لى أَحسب أَن هَذَا يُرِيد بِهِ الفوتنج لِأَن النعنع لَيْسَ ألطف مَا يكون وَفِيه رُطُوبَة فضلية وَيحْتَاج إِلَى نظر بعد.
ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي آخر الثَّانِيَة يسخن الْمعدة ويسكن الغثيان البلغمى ويجشىء ويعين على الهضم.
وخاصته تسكين القىء البلغمى وتطيب الْمعدة وينفع الفواق البلغمى إِذا شرب مُفردا وَإِذا شرب بِمَاء النمام.
نمام قَالَ فِيهِ د: الَّذِي ينْبت مِنْهُ بَين الصخور منتصب القوام يدر الطمث إِذا شرب ويدر الْبَوْل وينفع من رض العضل وورم الكبد الصلب الفلغموني وضرر الْهَوَام شرب أَو تضمد بِهِ.
وَإِذا طبخ بالخل مَعَ دهن ورد وصب على الرَّأْس سكن الصداع.
وَإِذا شرب وَافق خَاصَّة مرض ليثرغس وقرانيطس.
وَإِذا شرب مِنْهُ أَربع درخميات سكن قىء الدَّم وَفِي نُسْخَة أُخْرَى: سكن القىء مُطلقًا.
وَأما البرى فبزره إِذا شرب بِالشرابِ وَافق تقطير الْبَوْل والحصى وَسكن المغس والفواق.
ويضمد بِوَرَقَة الصدغ والجبهة للصداع وللسع الزنابير والنحل على الْموضع.
وَمَتى شرب سكن القىء. ج: فِي السَّادِسَة: إسخان هَذَا الدَّوَاء بليغ يبلغ أَن يدر الْبَوْل والطمث وَلِهَذَا يعْطى مِنْهُ(6/429)
بولس: السيسنبر حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة لطيف مُحَلل وبزره أقوى مِنْهُ وَلِهَذَا يعْطى مِنْهُ أَصْحَاب الفواق وَمن بِهِ مغس مَعَ الشَّرَاب.
وَمَا ذكر ابْن ماسويه فِيهِ قد ذَكرْنَاهُ فِي ذكر المرزنجوش.
ابْن ماسويه: النمام يفتح سدد المنخرين. وخاصته النَّفْع من لسع الزنابير مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال بالسكنجبين.
نبق ج فِي السَّابِعَة: فِي هَذِه الشَّجَرَة كَيْفيَّة قبض لَيْسَ بِكَثِير وَهِي مَعَ هَذَا لَطِيفَة مجففة.
وَمِمَّا يدل على ذَلِك أَن نشارة خشبها ينفع من النزف من الْأَرْحَام وقروح المعى والذرب.
وَهَذِه النشارة يطْبخ بِالْمَاءِ مرّة وبالشراب أُخْرَى على حسب مَا تَدْعُو إِلَيْهِ الْحَاجة وَيسْتَعْمل فِي الحقن ويشد أصُول الشّعْر وَذَلِكَ دَلِيل على أَن فِيهَا شَيْئا من قبض مَعَ تجفيف معتدل.
وَقد قُلْنَا فِي ذكر اللاذن: إِن كل دَوَاء يشد أصُول الشّعْر وينبته فَلهُ مثل هَذِه الْقُوَّة.
وَقَالَ اريبارسيوس مَكَان قَول ج الذرب: إِنَّه ينفع من الإسهال الْعَارِض من ضعف الْمعدة وَاخْتِلَاف الدَّم.
قَالَ: وَلَيْسَ إِنَّمَا يحقن بطبيخ هَذَا النَّبَات بل قد يشرب أَيْضا.
وَسَوِيق النبق نَافِع للمعدة عَاقل للبطن.
وطبيخ نشارة خشبه إِذا شرب أَو احتقن بِهِ نفع قرحَة المعى وسيلان الرطوبات المزمنة من الْأَرْحَام ويحمر الشّعْر لى رَأَيْت النبق متخما يُولد الهيضة إِذا أَكثر مِنْهُ ابْن ماسويه: يقمع الصَّفْرَاء.
نوشادر قَالَ بديغورس: إِنَّه يذوب ويرفق ويلطف.
نارنكس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة بزر هَذَا النَّبَات يسخن ويلطف وجوهره مَا دَامَ طريا فِيهِ شىء من قبض فَلذَلِك ينفع نفث الدَّم وانطلاق الْبَطن.
نوارس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا يحلل بِلَا لذع حَتَّى أَن النَّاس قد وثقوا مِنْهُ أَنه يلحم العصب الْمُنْقَطع.
وأصوله خَاصَّة أَكثر فعلا.
وطبيخه يسقى لمن بِهِ عِلّة فِي عصبه.(6/430)
نوغالى:(6/431)
ج فِي الثَّامِنَة: إِنَّه يقبض قبضا معتدلا. ويظن أَنه إِن شرب زَاد فِي اللَّبن فان كَانَ كَذَلِك فلبه حَار رطب.
نوغا نيطس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: لهَذَا من المرارة والبشاعة أَمر عَظِيم وَلذَلِك لَا ينفع من أَشْيَاء كَثِيرَة. وَقد يسْتَعْمل كالضماد فِي مَوَاضِع الضَّرْب وَفِي جلاء الكلف فِي الْوَجْه.
نولوفيش فِي الثَّامِنَة: إِنَّه يسخن ويجفف فِي الثَّانِيَة فَلذَلِك يدمل مَوَاضِع الضَّرْب.
نوليموس ج فِي الثَّامِنَة: هُوَ لطيف مجفف وَلذَلِك يسقى أُصُوله بِالشرابِ لوجع الورك وقروح المعى وصلابة الطحال.
نوطا حيطن ج فِي الثَّامِنَة: هُوَ يبرد وَيقبض مثل عَصا الراعى إِلَّا أَنه أغْلظ جوهرا مِنْهُ.
نيلج ج فِي التَّاسِعَة: قوته قُوَّة حارة تقبض أَكثر من الزنجفر وَفِيه مَعَ هَذَا قبض.
وَهُوَ المنفذ دَوَاء يعرف بِهَذَا الِاسْم.
سلمويه: هَذَا دَوَاء لطيف حَار وشحمه الْأَخْضَر الْمَوْجُود فِي جَوْفه قباض فَلذَلِك ينفع من انطلاق الْبَطن وَنَفث الدَّم.
نسرين قَالَ بولس: أما نَبَاته كُله فان لَهُ قُوَّة مسخنة لَطِيفَة الْأَجْزَاء وَهَذِه الْقُوَّة فِي زهره أَكثر لاسيما إِذا كَانَ يَابسا حَتَّى أَنه يدر الطمث وَيقتل الأجنة ويخرجها.
وَمَتى خلط بِهِ مَاء حَتَّى يكسر قوته صلح أَيْضا فِي الأورام الحارة وَلَا سِيمَا الَّتِي تكون فِي الرَّحِم.
وأصوله أَيْضا لَهَا قُوَّة قريبَة من هَذِه الْقُوَّة إِلَّا أَنَّهَا أغْلظ أَجزَاء وَأكْثر أرضية وَهُوَ يحلل الأورام الحارة الجاسية إِذا صيرت مَعَ الْخلّ.
ابْن ماسه: حَاله كَحال النرجس وَكَذَلِكَ زهره.
ودهنه مَحْمُود للشوصة المتولدة من السَّوْدَاء نَافِع من أوجاع الْأَرْحَام.
ماسرجويه: إِنَّه شَبيه الْقُوَّة بالياسمين إِلَّا أَنه أقل حرارة مِنْهُ وأخف على الطباع وَأَقل يبسا أَيْضا.
نَار مشك بديغورس: خاصته الترقيق والتلطيف.
ماسرجويه: إِنَّه يَابِس فِي الثَّانِي حَار فِي الأولى ويرقق ويلطف.
ابْن ماسويه: قوته كقوة الناردين.
نارجيل قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار فِي وسط الثَّانِيَة رطب فِي الأولى وَدَلِيل(6/432)
رطوبته سرعَة تغيره وَهُوَ بطىء الانهضام فِي الْمعدة. وَالْمُخْتَار مِنْهُ الحَدِيث الْأَبْيَض العذب المَاء وَيجب للمحرورين أَن يجتنبه. والعتيق مِنْهُ يخرج حب القرع.
ودهنه نَافِع من الرّيح الْعَارِضَة فِي الظّهْر والوركين والبواسير المتولدة من البلغم والسوداء إِذا شرب مَعَ دهن نوى المشمس أَو الخوخ.
وَإِن طليت بِهِ البواسير نفع مِنْهَا.
وماؤه يزِيد فِي الباه.
ماسرجويه: إِنَّه حَار حَابِس للبطن.
سندهشار: إِنَّه يحد الذِّهْن ويسهل وينفع من وجع المثانة.
قَالَ د: قوته مسخنة ملهبة مجففة. مَتى شرب بشراب نفع من المغس وعسر الْبَوْل ويدر الطمث وَالْبَوْل ويخلط فِي أدوية الذراريح ليضاد عسر الْبَوْل وَفِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تقشر البهق والبرص.
وَإِذا سحق بالعسل وضمد بِهِ قلع كمنة الدَّم تَحت الْعين.
وَإِن شرب أَو تلطخ بِهِ أحَال لون الْجِسْم إِلَى الصُّفْرَة.
وَإِن تدخن بِهِ مَعَ الزفت والراتينج نقى الرَّحِم. ج: أَنْفَع مَا فِيهِ بزره وقوته مسخنة مجففة ملطفة وَفِي طعمه أَيْضا مرَارَة يسيرَة وحراقه وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَهُوَ الْبَوْل ويحلل فليوضع فِي الثَّالِثَة من الإسخان والتجفيف نَحْو وَسطهَا إِلَى آخرهَا.
أريباسيوس: بزره يسخن إسخانا شَدِيدا وَهُوَ لطيف مدر للبول مُحَلل.
بولس: النانخة حارة تدر الْبَوْل وتغزر الطمث وتفتح سدد الأحشاء.)
ابْن ماسويه: يدر الْبَوْل والطمث وَيحل الرِّيَاح يزِيل المغس الْحَادِث من الرّيح والبلغم ويسخن الْمعدة والكبد.
وَإِن أَكثر مِنْهُ صفر اللَّوْن.
أَبُو جريج: طبيخه يحل النفخ الْبَتَّةَ.
وحبة يذهب بالبلة والحميات العتيقة.
وطبيخه يصب على لسع الْعَقْرَب فيسكن الوجع على الْمَكَان.
الْفَارِسِي: إِنَّه يقطع الْقَيْح الَّذِي فِي الصَّدْر والمعدة ويسكن الرِّيَاح ويهضم الطَّعَام جيد لوجع الفواد والغثيان وتقلب النَّفس وَمن لَا يجد طعم الطَّعَام.
سلمويه: إِنَّه يدر الْبَوْل والطمث جيد للكلى وَيفتح سدد الأحشاء.
ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة يدر الطمث وَالْبَوْل ينفع الكلى وينقيها وينفع المثانة والكبد وينفع من لسع الْهَوَام.(6/433)
والإكثار مِنْهُ يسود اللَّوْن.
وَقَالَ فِي ذكر لخواص الْأَدْوِيَة: إِن خاصته إدرار الْبَوْل الْعسر.
نريفش قَالَ د: إِن لبنه مَتى أكل رطبا نفع من نفث الدَّم والإسهال المزمن.
ويسقى أَيْضا لنهش الأفعى بِالشرابِ.
وَإِن جعل فِي المنخرين قطع الرعاف.
وبزره إِذا شرب نفع من المغس.
وَإِن أكل سَاقه صرّع. وَيعْمل بالملح ويؤكل.
نعام قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه بطىء فِي الْمعدة كثير الرُّطُوبَة.
وَقَالَ ج فِي الكيموسين: إِن أعضاءه كلهَا عسرة الهضم كَثِيرَة الفضول وأجنحتها صلبة ليفية عضلية.
نيلوفر أَصله مَتى شرب نفع من الإسهال المزمن.
ونفع من قرحَة المعى وحلل ورم الطحال.
ويضمد بِهِ لوجع المثانة. وَإِذا خلط بِالْمَاءِ وصير على البهق أذهبه. وَإِن خلط بزفت وصير على دَاء الثلعب أَبْرَأ.
وَيشْرب للاحتلام فيسكنه. وَمَتى أدمن شربه أَضْعَف ذكر شَاربه. وبزره أَيْضا يفعل مَا يَفْعَله الأَصْل فِي هَذِه الْأَشْيَاء جَمِيعًا.
والصنف الْأَصْفَر الزهر الْأَبْيَض الأَصْل إِذا شرب أَصله وورقه بشراب نفعا من سيلان الرُّطُوبَة المزمنة من الرَّحِم.
وَقَالَ ج فِي نيمقا وَفَسرهُ حنين بنيلوفر: إِن أَصله وبزره يجففان بِلَا لذع فَلذَلِك يحبس الْبَطن وَيقطع سيلان المنى والاحتلام وينفع من قُرُوح المعى.
وَمَا كَانَ مِنْهُ أَبيض الأَصْل فَهُوَ أقوى من الْأسود حَتَّى أَنه يقطع نزف الدَّم الْحَادِث للنِّسَاء وَيشْرب الْأَبْيَض الأَصْل وَالْأسود لهَذِهِ الْعلَّة بشراب قَابض وَفِيهِمَا جَمِيعًا قُوَّة جالية وَلذَلِك يشفيان البهق وداء الثَّعْلَب. فاذا عولج بهما البهق عَجنا بِالْمَاءِ. وَإِذا عولج بهما دَاء الثَّعْلَب عَجنا بالزفت الرطب والطلاء.
والأنفع فِي هَاتين العلتين الْأسود الأَصْل وَفِي الْعِلَل الْأُخَر الْأَبْيَض الأَصْل.
أريبارسيوس: مَكَان البهق الرص.
ابْن ماسويه حَيْثُ ذكر أفاعيل البنفسج: هُوَ أَكثر فعلا لهَذِهِ الْأَفْعَال من البنفسج النيلوفر.
وَقَالَ ابْن ماسه: إِنَّه بَارِد رطب فِي الثَّالِثَة لطيف غواص يسبت وَيذْهب بالسهر.
وَقَالَت الخوز: أصل النيلوفر الهندى قوته كقوة اليبروح.(6/434)
شراب النيلوفر جيد للسعال والشوصة ملين للبطن ويطفىء جدا.)
نيطافلن قَالَ د: طبيخ أصل هَذَا النَّبَات مَتى طبخ بِالْمَاءِ حَتَّى ينقص الثُّلُث وَأمْسك فِي الْفَم سكن وجع الْأَسْنَان. وَإِذا تمضمض بِهِ منع القروح الخبيثة من أَن تنبسط فِي الْفَم. وَإِذا تغرغر بِهِ نفع من خشونة الْحلق.
وَإِذا شرب نفع من إسهال الْبَطن وقرحة المعى ووجع المفاصل وعرق النسا.
وَمَتى دق نَاعِمًا وطبخ بالخل وتضمد بِهِ منع النملة من السعى فِي الْجِسْم.
وَقد يحلل الْخَنَازِير والأورام الصلبة والبلغمية وتورم الشريان عِنْد الفصد والدبيلات والحمرة والداحس والبواسير الناتئة فِي المقعدة ويبرىء الجرب.
وعصارو أَصله إِذا كَانَ طريا صلح لوجع الكبد ووجع الرئة والأدوية القتالة.
وَقد يشرب الْوَرق بأدرومالى أَو بشراب ممزوج مَعَ شىء يسير من الفلفل لحمى الرّبع وَالْغِب والورد فيشرب للورد ورق غُصْن وَاحِد وللغب ورق غُصْنَيْنِ وللربع أَرْبَعَة أَغْصَان. وَإِن شرب الْوَرق ثَلَاثِينَ يَوْمًا مُتَوَالِيَة من الصرع.
وعصارة الْوَرق إِذا شرب مِنْهَا عشرَة أَيَّام فِي كل يَوْم مِقْدَار ثَلَاث قوانوسات أبرأت اليرقان.
وَمَتى تضمد بالورق مَعَ الْملح وَالْعَسَل أَبْرَأ الخراجات والبواسير والداحس.
وَقد ينفع من قيلة المَاء. وَإِذا شرب هَذَا النيات أَو تضمد بِهِ قطع نزف الدَّم.
وَقد يسْتَعْمل هَذَا النَّبَات فِي التَّطْهِير للهياكل.
وَيَزْعُم بعض النَّاس أَن هَذَا هُوَ الفنجنكشت وَتَفْسِيره نيطافلن ذُو خمس وَرَقَات. فَأَما الفنجنكشت فانه بِالْفَارِسِيَّةِ وَتَفْسِيره ذُو خمس وَرَقَات وباليونانية: اعيس.
وَزعم حنين أَن صيادنة الْعرَاق يعْرفُونَ هَذَا الدَّوَاء بِهَذَا الِاسْم وَإِنَّمَا يُوجد مِنْهُ عِنْدهم أَصله فَقَط.
وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة فِي نيطافلن: إِن أصل هَذَا الدَّوَاء يجفف بِقُوَّة وَلَيْسَت لَهُ حِدة وَلَا حرافة أصلا وَلذَلِك هُوَ نَافِع كنفع جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تجفف بِلَا لذع. وتجفيفه كَأَنَّهُ فِي الثَّالِثَة وَلَا حرارة فِيهِ.
نُحَاس أما المحرق فَقَالَ د: إِنَّه يقبض ويجفف ويلطف ويجذب وينقى القروح ويدملها ويجلو غشاؤة الْعين وَينْقص اللَّحْم الزَّائِد وَيمْنَع الساعية.
وَمَتى شرب بأدرومالى ولعق بِعَسَل أَو تحنك بِهِ أهاج القىء.
وخبث النّحاس شَبيه الْقُوَّة بِهِ إِلَّا أَنه أَضْعَف.(6/435)
وَأما زهرَة النّحاس وَصفته فِي كتاب الصَّنْعَة فقوته قابضة تنقص اللَّحْم الزَّائِد وتجلو غشاؤه وَمَتى شرب مِنْهُ أَرْبَعَة أبولسات أسهل كيموسا غليظا وأذاب اللَّحْم الزَّائِد فِي بَاطِن الْأنف والمقعدة. وَإِذا خلطت بِالْخمرِ أذهبت البثور.
وَمَا كَانَ من زهرَة النّحاس أَبيض وسحق وَنفخ فِي الْأذن بمنفخة نفع من الصمم المزمن. وَإِذا خلط بِعَسَل وتحنك بِهِ حلل أورام اللهاة والنغانغ.
وَأما توباله فَيقبض ويعصر ويلطف وَيمْنَع القروح الخبيثة من الانتشار ويدمل وَإِذا شرب بِالشرابِ الَّذِي يُقَال لَهُ مَاء القراطن أسهل كيموسا مائيا. وَمن النَّاس من يسْقِيه بعد عجنه بدقيق الْحِنْطَة وَيعْمل مِنْهُ حبا.
وَيَقَع فِي أدوية الْعين ويجفف القروح الْعَارِضَة فِيهَا ويحلل الخشونة الْحَادِثَة فِي الجفون.
وَأما الزنجار فقوته مثل قُوَّة التوبال إِلَّا أَنه أقوى وكل أَصْنَاف زنجار النّحاس فقابض مسخن يجلو الْآثَار الْعَارِضَة فِي الْعين عَن اندمال القروح ويلطف ويذرى الدُّمُوع وَيمْنَع الساعية من الانتشار فِي الْبدن والخراجات أَن ترم.
وَإِذا خلط بالموم وَالزَّيْت أدمل القروح. وَإِذا طبخ بالعسل نقي القروح الوسخة والبواسير الجاسية. وَإِذا خلط بالأشق وعملت مِنْهُ فتائل أذابت جسو البواسير الجاسية وينفع أورام اللثة وانتفاخها.
وَإِذا خلط بالعسل واكتحل بِهِ حلل الجسو الْعَارِض فِي الجفون وليكحل بِهِ بعد أَن تكمد الْعين باسفنجة مبلولة بِمَاء سخن.
وَإِذا خلط بصمغ البطم والنطرون والنحاس المحرق قلع الجرب.
قَالَ ج فِي الزنجار: إِن لَهُ كَيْفيَّة حادة يجدهَا فِيهِ من يذوقه وَهُوَ يحلل وَينْقص اللَّحْم الزَّائِد)
ويذيبه لَا اللَّحْم الرخو فَقَط بل والصلب.
وَمَتى جعل مِنْهُ بِطرف الْميل شىء قَلِيل على القروح الَّتِي فِيهَا لحم زَائِد وجدهَا من غَد قد اسْتَوَت وضمرت وَلذَلِك يظنّ قوم بغلط مِنْهُم أَنه يدمل على أَنه لَيْسَ كَذَلِك وَذَلِكَ أَنه مَتى جعل مِنْهُ فضل قَلِيل نَقصهَا وأكلها. والأدوية الَّتِي تدمل لَا تَأْكُل اللَّحْم بل تجمعه وتصلبه.
والزنجار لَيْسَ يلذع القروح فَقَط بل تلذع اللِّسَان فِي مذاقته أَيْضا. وَمَتى خلط الْيَسِير مِنْهُ بقيروطى كثير صَار يجلو الْمُتَّخذ مِنْهُ جلاء لَا لذع مَعَه وَذَلِكَ الْفِعْل حِينَئِذٍ لجملة المراكب لَا للزنجار.
وَقَالَ فِي قشر النّحاس: إِنَّه ينقص اللَّحْم الزَّائِد ويذيبه أَكثر من قشور الْحَدِيد.
وَجَمِيع القشور تجفف تجفيفا شَدِيدا. وَالْفرق بَين بَعْضهَا وَبَعض أَنَّهَا تجفف أَكثر وَأَقل.(6/436)
وقشور المسامير تجفف أَكثر من الْجَمِيع لِأَنَّهَا ألطف من سَائِر القشور وَذَلِكَ لِأَن فِيهَا وَأما قشور الْحَدِيد فالقبض فِيهَا أَكثر وَهُوَ فِي قشور الشابرقان أَكثر مِنْهُ فِي قشور اللين وَلذَلِك صَار هَذَانِ القشران أَنْفَع فِي الخراجات الخبيثة من قشور النّحاس.
وقشور المسامير هِيَ تذيب اللحوم اللين أَكثر من قشور النّحاس.
وكل القشور يلذع لذعا بالذوق وَهَذَا يدل على أَن جوهرها لَيْسَ بِكَثِير اللطافة.
وَقَالَ فِي النّحاس المحرق: إِن فِيهِ شَيْئا حارا وَله مَعَ هَذَا قبض وَلذَلِك مَتى غسل كَانَ مِنْهُ دَوَاء جيد لإلحام الْجِرَاحَات وإدمالها وَقد يُمكن فِيهِ أَن يفعل ذَلِك قبل الْغسْل أَيْضا وخاصة فِي الْأَبدَان الصلبة وَأما الْأَبدَان اللينة فالمغسول أَنْفَع لَهَا.
فَأَما توبال النّحاس فقوته أَيْضا لَطِيفَة ألطف من قُوَّة النّحاس المحرق وَمن قشور النّحاس وَلذَلِك صَار الشياف الَّذِي يَقع فِيهِ هَذَا التوبال يجلو ويقلع ويحلل من الأجفان الخشونة الْكَثِيرَة الَّتِي يُقَال لَهَا: سوقوموس.
أريباسيوس: مَتى خلط قَلِيل من الزنجار بِكَثِير من الشمع الْمُذَاب بالدهن كَانَ الْمركب مِنْهُ لَهُ جلاء من غير لذع.
وَيجب أَن تعلم من هَهُنَا أَن قانون المدملة أَن تكون جلاءة بِلَا لذع مجففة.
وَقَالَ ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن توبال النّحاس يسهل إِذا شرب إسهالا كثيرا.
الخوز: سحالة النّحاس جيد للعين الرّطبَة المترخية الَّتِي يكثر الدمع فِيهَا.)
وَقَالُوا أَيْضا: إِن النّحاس المحرق بَارِد يَابِس ينفع من وجع الْعين وانفجار الدَّم والمطث. نطرون قَالَ د: قوته شَبيهَة بِقُوَّة الْملح ويفضل عَلَيْهِ بِأَنَّهُ يسكن المغس إِذا سحق مَعَ الكمون وَشرب بِالشرابِ أَو بِمَاء طبيخ السذاب والشبث.
وَيمْسَح بِهِ لبَعض الحميات الآخذة بأدوار قبل الدّور بِالْقربِ من النَّار مَعَ الزَّيْت أَو بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي تعْمل لذَلِك.
وَيَقَع فِي المراهم الجاذبة وأدوية الجرب. وَمَتى قطر فِي الْأذن مَعَ خمر وَمَاء أبرأها من الرّيح والدوى والطنين والرطوبة السائلة مِنْهَا. وَإِن خلط بالخل وقطر فِيهَا نقى أوساخها.
وَمَتى خلط بشحم الْحمار أَو الْخِنْزِير أَبْرَأ عضة الْكَلْب الْكَلْب.
وَمَتى خلط بشحم البط أنضج الأورام. وَمَتى خلط بصمغ البطم فتح أَفْوَاه الدماميل. ويتضمد بِهِ مَعَ القير للاستسقاء.
وَمَتى اكتحل بِهِ مَعَ عسل أحد الْبَصَر.
وَمَتى شرب بِالْمَاءِ دفع مضرَّة الذراريح الَّتِي يُسمى يونونطش. وَمَتى شرب مَعَ الأنجدان دفع(6/437)
وَيعْمل مِنْهُ ضماد نَافِع للهزال. ويخلط بقيروطى. ويضمد بِهِ للفالج الَّذِي يعرض مِنْهُ ميل الرَّقَبَة إِلَى خلف فِي انحطاط الْعلَّة وَلَا لالتواء العصب.
وَقد يخلط بالعجين ويخبز لمن بِهِ استرخاء فِي أَسْنَانه.
أبقراط فِي كتاب الخربق: إِن النطرون والأملاح الَّتِي يرام أَن تحل ويسخن بهَا الْجلد فانها لَا تسخن لِأَنَّهَا إِذا حلت بردت أَكثر مِمَّا تسخن.
أريباسيوس: لَا يجب أَن يُؤْكَل النطرون إِلَّا لأمر عَظِيم إِن اضْطر إِلَى ذَلِك.
نورة قَالَ د: المعمولة من الرخام أفضلهَا وجميعها ملهب لذاع بُخَارى.
وَمَتى خلط مَعَ الشَّحْم وَالزَّيْت كَانَ منضجا ملينا محللا مدملا والْحَدِيث أقوى من الْعَتِيق والحى من المطفأ.
وَقَالَ ج: إِن غير المطفأ يحرق إحراقا شَدِيدا حَتَّى أَنَّهَا تحدث قشرة صلبة محترقة. فَأَما مَا أطفىء مِنْهَا فانها سَاعَة تطفأ تحدث قشرة محترقة ثمَّ إِنَّهَا بعد يَوْم أَو يَوْمَيْنِ يقل إحراقها فاذا أزمنت بَطل ذَلِك مِنْهَا إِلَّا أَنَّهَا تسخن وتذوب اللَّحْم.
فان غسلت النورة سلخت حدتها ولذعها فِي المَاء وَصَارَ مَاؤُهَا معفنا وَصَارَت هِيَ تجفف بِلَا لذع فان غسلت مرّة ثَانِيَة ومرارا كَثِيرَة صَارَت لَا لذع لَهَا أصلا. صَارَت تجفف تجفيفا شَدِيدا من غير لذع.
نمر الخوزى: شحمه أعظم دَوَاء للفالج ومرارته قاتلة ومرارة اليبر أنفذ فِي ذَلِك وَكَذَلِكَ شحمه.
وَقيل فِي ثَبت الْأَسْمَاء: شَحم النمر نَافِع جدا للفالج ومرارته قاتلة من ساعتها.
السمُوم: مرَارَة النمر قاتلة من ساعتها.
انْقَضى حرف النُّون(6/438)
3 - (بَاب الْوَاو)
وَج قَالَ د: رَائِحَته حريفة وَقُوَّة أَصله حارة إِذا سلق وَشرب مَاؤُهُ أدر الْبَوْل ونفع من أوجاع الْجنب والصدر والكبد والمغس وشدخ العضل ويحلل ورم الطحال وينفع من تقيطر الْبَوْل ونهش الْهَوَام وَيجْلس فِي طبيخه لوجع الْأَرْحَام.
وَأما عصارة الوج فانها تجلو ظلمَة الْبَصَر.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِنَّمَا يسْتَعْمل مِنْهُ أَصله فَقَط وَهُوَ حَار حريف فِي طعمه مرَارَة يسيرَة وَلَيْسَت لَهُ رَائِحَة ردية.
وَمن ذَلِك يعلم أَن قوته حارة حريفة وجوهره لطيف وَيشْهد على ذَلِك إدراره الْبَوْل. وَإنَّهُ ينفع صلابة الطحال ويجلو ويلطف مَا يحدث من الغلظ فِي الطَّبَقَة القرنية من طَبَقَات الْعين وأنفع مَا يكون مِنْهُ لهَذَا عصارة أَصله.
وَمن الْبَين أَنه يجفف لَا محَالة فليوضع إِذا فِي الثَّالِثَة فِي الْأَمريْنِ جَمِيعًا.
بديغورس: خاصته طرد الرِّيَاح وتنقية الْمعدة وتقوية الكبد.
وَقَالَ اريباسيوس: إِنَّه شَدِيد الْحَرَارَة واليبس لطيف الْأَجْزَاء فِي قوامه ولذالك صَار يُحَرك الْبَوْل وينفع من الطحال الَّذِي قد صلب وتحجر.
الْفَارِسِي: الوج يذهب بالنفخة والضربان وينفع من السدة ويجفف المفاصل الرّطبَة ويصفى اللَّوْن وَيزِيد الباه. ج فِي الثَّانِيَة من طيماوس: الوج يجلو بِلَا لذع وطبيعته مثل طبع الزراوند وأصل السوسن.
ماسرجويه: يحلل الرّيح الَّتِي تكون تَحت الطحال.
سندهشار: هوجيد لثقل اللِّسَان.
ابْن ماسويه وَابْن ماسه: خَاصَّة الوج ترقيق الْبيَاض وإذهابه.
وزغ ذكر فِي الْعين مَعَ عظاية.
ورد الْحبّ هُوَ كسلح.
وسخ قَالَ د: إِن الْمُجْتَمع مِنْهُ فِي حيطان مَوَاضِع الرياضة على الْأَصْنَام يسخن ويحلل الخراجات الْعسرَة قَالَ: والمجتمع مِنْهُ على أبدان المصارعين ينفع من العقد الْعَارِضَة فِي البراجم إِذا وضع عَلَيْهَا.(6/439)
وينفع من عرق النسا إِذا وضع على الْمَوَاضِع بدل المراهم والكماد.
وَقَالَ أَيْضا: وسخ كوارات النَّحْل قوته قُوَّة مسخنة جدا جاذبة للسلاء وَغَيرهَا من اللَّحْم.
وينفع مَتى تبخر بِهِ من السعال المزمن ويجلو القوابي جلاء قَوِيا.
والمجتمع مِنْهُ فِي حيطان الحمامات يسخن ويلين ويحلل وينى اللَّحْم ويوافق الشقاق الَّذِي فِي المقعدة والبواسير مَتى لطخ عَلَيْهَا.
وَقَالَ ج: إِنَّه يلين تَلْيِينًا معتدلا.
بولس: إِنَّه يسخن قَلِيلا ويلين وَيصْلح لأنواع الشقاق فِي المقعدة.
وَقَالَ ج فِي وسخ الْحمام: إِنَّه يلين تَلْيِينًا معتدلا.
وَقَالَ وسخ الكور فِي الثَّامِنَة: قوته تجلو جلاء وسطا وتجذب جذبا قَوِيا. لِأَن جوهره جَوْهَر لطيف وَهُوَ يسخن فِي الثَّانِيَة قَرِيبا من آخرهَا وَفِي الثَّالِثَة عِنْد ابتدائها.
وَقَالَ فِي الثَّامِنَة أَيْضا: والوسخ الَّذِي يُوجد فِي التمايثل الَّتِي يحرق عِنْدهَا زَيْت كثير مُحَلل ملين والوسخ الْمُجْتَمع على أبدان المصارعين فبحسب مَا فِيهِ من الْغُبَار يُخَالف الأول.
وَأما وسخ التماثيل فمحلل للخراجات غير النضيجة وَالَّذِي من الكراع نَافِع من الأورام الْحَادِثَة فِي الثديين وَذَلِكَ أَنه يطفىء لهيبها وَيمْنَع مَا ينصب ويحلل مَا قد انصب لِأَنَّهُ مركب من غُبَار وزيت ووسخ الْأَبدَان وعرقها يحلل.
فَأَما وسخ التماثيل فَلِأَنَّهُ يكْتَسب حِدة من تماثيل النّحاس فَهُوَ أَجود.
وَقَالَ فِي الْعَاشِرَة حَيْثُ أفرد ذكره: إِن الْوَسخ إِنَّمَا هُوَ بَقِيَّة غَلِيظَة أرضية تبقى من الشىء الَّذِي يتَحَلَّل من جَمِيع الْبدن تحليلا خفِيا وَمن هَذَا تعلم أَن قوته مجففة وَأَن فِيهِ مَعَ ذَلِك شَيْئا من)
الْحَرَارَة.
وَقد قيل فِي وسخ الْأذن: إِنَّه ينفع من الداحس.
وَقَالَ أريباسيوس: وسخ الكور قوى الإسخان شَدِيد الْجلاء صَالح لطيف الْجَوْهَر.
وَقَالَ ج فِي السَّادِسَة: إِن وسخ الْحمام يلين تَلْيِينًا معتدلا.
ورد قَالَ د: إِنَّه بَارِد واليابس مِنْهُ أَشد قبضا من الطرى.
وعصارة الْورْد الرطب إِذا قطع عَن ورقه أَطْرَافه الْبيض وطلى على الْعين فِي الأورام الحارة نَفعهَا.
فان طبخ الْيَابِس بشراب كَانَ صَالحا لوجع الرَّأْس وَالْعين وَالْأُذن واللثة إِذا تمضمض بِهِ والمقعدة إِذا لطخ بريشة وَالرحم والمعى الْمُسْتَقيم.
وَمَتى طبخ ورق الْورْد وَلم يعصر وتضمد بِهِ نفع من الأورام الحارة الْعَارِضَة فِي المراق وَمن بلة الْمعدة والحمرة.
وَيدخل فِي الأكحال وأدوية الخراجات.(6/440)
وبزر الْورْد مَتى ذريابسا على اللثة الَّتِي ينصب إِلَيْهَا الفضول كَانَ صَالحا.
وأقماع الْورْد إِذا شربت قطعت الإسهال وَنَفث الدَّم.
ولدهن الْورْد قُوَّة قابضة مبردة تسهل الْبَطن إِذا شرب ويطفىء التهاب الْمعدة ويبنى اللَّحْم فِي القروح العميقة ويسكن رداءة الردية مِنْهَا. وَيصْلح للقروح الرّطبَة فِي الرَّأْس والصراع والصداع فِي ابْتِدَائه.
ويتمضمض بِهِ لوجع الْأَسْنَان. وَيصْلح للجفن الَّذِي فِيهِ غلظ إِذا اكتحل بِهِ.
وَإِذا احتقن بِهِ نفع من قرحَة المعى وَالرحم.
يتَّخذ مِنْهُ أخلاط أَقْرَاص طيبَة الرَّائِحَة تصلح نَتن الْعرق وتطيب الْبدن على هَذِه الصّفة يُؤْخَذ من الْورْد الَّذِي لم يصبهُ مَاء فَيتْرك حَتَّى يضمر وَيُؤْخَذ مِنْهُ أَرْبَعُونَ مِثْقَالا وَمن سنبل الطّيب خَمْسَة مَثَاقِيل وَمن المرستة مَثَاقِيل تعْمل أقراصا وترفع وَيمْسَح الْجِسْم وَيغسل بهَا فِي الْحمام نَافِع لما ذكرنَا.
وَأما شراب الْورْد فاذا اسْتَعْملهُ من معدته وَجَعه نَفعه وَإِن كَانَت لَا تهضم الطَّعَام وشربه نَفعه ونفع من الإسهال المزمن وقرحة المعى.)
وَقَالَ ج فِي الثَّامِنَة: قد ذكرنَا فِيمَا تقدم أَنه مركب من جَوْهَر مائى مَعَ طعم قَابض وَطعم مر وَقد وَصفنَا أَصْنَاف هَذِه الطعوم.
وَأما بزر الْورْد فَهُوَ أَشد قبضا من الْورْد فَهُوَ أَيْضا لذَلِك مجفف.
وَيُسمى اريباسيوس هَذَا الَّذِي سَمَّاهُ جالينوس بزر الْورْد وَهُوَ البزر الَّذِي فِي وَسطه.
بولس: الْورْد من حرارة وقيض ومرارة وزهرة يقبض قبضا أَكثر وَمن هَهُنَا يجفف.
قَالَ: وأصل شَجَرَة الْورْد مركب لَهُ قُوَّة محللة وَهُوَ حَار فِي الثَّانِيَة لطيف.
ابْن ماسويه: الْورْد بَارِد فِي الأولى يَابِس فِي آخر الثَّانِيَة شمه نَافِع لأَصْحَاب الصَّفْرَاء وَمن بِهِ حرارة مسكن للصداع الصفراوى والعارض من حرارة الدَّم نَافِع للبخار الحاد الحريف الْعَارِض مِنْهَا والأوجاع الحارة مهيج للعطش للصفراويين الحارى الأدمغة.
إِذا ربب بِعَسَل جلا مَا فِي الْمعدة من البلغم وَإِذا ربب بسكر فعل ذَلِك.
لى جرب غير وَاحِد من أصدقائى ورق الْورْد الرطب أخذُوا مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم فأسهلهم عشرَة مجَالِس وَأكْثر وَأَقل وَكَذَلِكَ عصارته.
وَإِن الْورْد إِذا جف كَانَ أَشد قبضا لِأَن المرارة تُفَارِقهُ حِينَئِذٍ إِلَّا قَلِيلا لَكِن التجفيف فِي الْورْد قوى لِأَنَّهُ مركب من الْقَابِض والمر والثوم عَلَيْهِ يقطع البلة ويسهل إسهالا كثيرا.
وَقَالَ ج فِي الثَّالِثَة: الْقَبْض فِي الْورْد يسير وَإِنَّمَا يقبض بِقدر مَا لَا ينَال الْأَجْسَام الَّتِي تَلقاهُ من الْقُوَّة المركبة مِقْدَار مَا يتَحَلَّل بِهِ قوتها وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَلَيْسَ من الْعجب أَن ينفع من الأورام الدموية وخاصة فِي تزييدها لِأَن فِيهِ قبضا مَا.(6/441)
وَأما دهن الْورْد فَلِأَن قَبضه أفضل مَا تداوى بِهِ هَذِه الأورام فِي وَقت تصفرها.
ماسرجويه: الْورْد جيد للمعدة والكبد جيد للحمى الَّتِي تكون من عِلّة الكبد والمعدة.
حَكِيم بن حنين: مَاء الْورْد نَافِع لانصباب الْموَاد إِلَى الْعين ومانع لما قد حصل فِيهَا أَيْضا من التَّحَلُّل.
الطبرى: إِنَّه نَافِع لمن قد غشى عَلَيْهِ مَتى تجرعه مَرَّات.
الخوز: دهن الْورْد ردىء للريح والبرودة جدا.
وَأما الْمُسَمّى الميسى فانه حَار يَابِس.
وَأَصله يحرق كاحراق العاقر قرحا.) ج فِي الثَّالِثَة: مَاء الْورْد أبرد من الْبدن المعتدل لَيْسَ بِكَثِير إِلَّا أَن مَاء الْورْد لطيف كثير اللطافة. وَالدَّلِيل على ذَلِك سرعَة جفاف الْورْد وَأَنه لَا لزوجة لَهُ أصلا. وَأَن رَائِحَته تغلب على رَوَائِح الأدهان المطيبة بِهِ لِأَنَّهُ يسْبق فَيمْلَأ مجارى تَنْشَق الرّيح قبل أَن تصل إِلَيْهَا تِلْكَ الروائح الْأُخْرَى المختلطة مَعَه.
لى يجب أَن تنظر مَا السَّبَب فِي تعطيس الْورْد.
حنين فِي الترياق: الْورْد يقوى الْأَعْضَاء الدَّاخِلَة ويصل قَبضه ويغوص من أجل المر الَّذِي مَعَه.
وَقَالَ فِي كتاب الْعين: الْورْد فِيهِ قبض وَتَحْلِيل ويبس.
ورشان أبن ماسويه: هُوَ عسر الهضم عَاقل للبطن.
وَقَالَ ج: دم الورشان يكتحل بِهِ لخراجات الْعين وكمنة الدَّم والعشا ورل د: دم الورل وَإِن كَانَ يحد الْبَصَر فاستعماله فقر إِلَى الْأَدْوِيَة. ج: خرء الورل يحد الْبَصَر ويجلو الْوَجْه من النمش والكلف والبهق.
ورس الدمشقى: إِنَّه حَار لطيف يَابِس ينفع مَتى لطخ على البهق والحكة.
وسمة الطبرى: هُوَ حَار وَإنَّهُ يصْبغ الشّعْر.
ماسرجويه: إِنَّه مر حَار قَلِيلا فَلذَلِك هُوَ إِلَى الْحَرَارَة وَفِيه قبض.
ورد الْحمار ابْن ماسويه: هُوَ بَارِد يَابِس فِي الثَّانِيَة أَضْعَف من الْورْد فِي فعله شكله شكل طَائِر حَار يَابِس فِي الأولى وَهُوَ أصفر لَيْسَ يُفَارق الرّيح.
انْقَضى حرف الْوَاو(6/442)
3 - (بَاب الْهَاء)
هندبا البرى مِنْهُ أَجود للمعدة والبستاني صنفان: أَحدهمَا عريض الْوَرق وَالْآخر دَقِيق وكل أَصْنَاف الهندبا مر قَابض جيد للمعدة.
إِذا طبخ وَأكل بالخل عقل الطبيعة. وخاصة البرى مِنْهُ فانه أَشد عقلا للبطن وأجود للمعدة.
وينفع من ضعف الْمعدة.
وَإِذا تضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ سويق شعير سكن الالتهاب الْعَارِض فِي الْمعدة. وَمَتى اسْتعْمل مِنْهُ ضماد نفع من الخفقان. ونفع من النقرس وأورام الْعين الحارة. وَمَتى تضمد بِهِ مَعَ أُصُوله نفع من لسع الْعَقْرَب.
وَمَتى خلط بسويق وضمد بِهِ مَعَ أُصُوله نفع وَسكن الأورام الحارة.
وَمَاء الهندبا مَتى خلط باسفيذاج الرصاص وخل كَانَ لطوخا نَافِعًا جدا لمن يحْتَاج إِلَى تبريد.
وَقَالَ ج فِي الثَّانِيَة: مزاج الهندبا البرى بَارِد يَابِس وَهُوَ مِنْهُمَا فِي الأولى. فَأَما البستاني فتبريده أَكثر من البرى وَلكنه بِسَبَب مَا خالطه من المائية الغريبة الْكَثِيرَة قد ذهب عَنهُ اليبس.
وَقَالَ فِي كتاب الأغذية: قوته كقوة الخس غير أَنه دونه فِي خصاله.
ارخيجانس: الهندبا بَارِد رطب.
اريبارسيوس: مزاج الهندبا يَابِس يسير الْبرد.
بولس الهندبا البرى بَارِد يَابِس فِي الأولى كالبستاني مِنْهُ وَفِيه شىء من قبض وَلذَلِك يُوَافق)
الذوسنطاريا الَّتِي تكون فِي الكبد.
وَقَالَ فِي الطرخشقوق: إِنَّه يبرد تبريدا شَدِيدا ويبرد مَعَ شىء من قبض.
ابْن ماسويه فِي الهندبا: إِنَّه فِي وَقت الصَّيف تظهر مرارته فيميل إِلَى الْحَرَارَة وَفِي الشتَاء بعكس ذَلِك. وَجُمْلَة أمره أَنه بَارِد فِي الأولى يَابِس فِي وَسطهَا يشوبه من حرارة إِذا اجتنى فِي الصَّيف مقو للمعدة مفتح لسدد الكبد جلاء لما فِيهَا وَفِي الْمعدة.
وخاصته تفتيح السدد على مَا فِيهِ من العفوصة.
وَأما البلخشكوك فانه بَارِد فِي أول الثَّانِيَة واليبس أغلب عَلَيْهِ. مقو للمعدة والكبد دابغ لَهَا.(6/443)
وَإِن دق وَوضع على لسع الْعَقْرَب أَو أكل أَو شرب مَعَه مَاؤُهُ نفع مِنْهُ.
وخاصته النَّفْع من لسع الْهَوَام. ج فِي الميامر: الْغَالِب على مزاجه الْبرد الْيَسِير وَفِيه مرَارَة وبهذين جَمِيعًا يقبض قبضا معتدلا أَبُو جريج: الهندبا ينفع مَاؤُهُ الأورام الَّتِي فِي الْجوف ويقوى الْمعدة وَيفتح السدد.
حنين فِي الاختيارات: إِن الطرخشقوق يشرب فينفع للسع الْعَقْرَب والزنبور والحيات وَحمى الرّبع.
هليون قَالَ د: إِذا سلق سلقة وَأكل أَو شرب أدر الْبَوْل.
وَمَتى طبخت أُصُوله وَشرب طبيخها نفع من عرق النسا وغزر الْبَوْل. وَمَتى طبخ بِالشرابِ نفع طبيخه من نهش الرتيلا.
وَإِذا تمضمض بِهِ السن الألمة.
وبزره إِذا شرب فعل مثل فعل الْأُصُول.
وَيُقَال: إِن طبيخه يقتل الْكلاب.
وَقَالَ ج فِي الصخرى مِنْهُ: إِن قوته جلاءة وَلَا يسخن وَلَا يبرد تسخينا وتبريدا ظَاهرا فَلذَلِك يفتح سدد الكبد والكلى وخاصة أَصله وبزره ويشفى أَيْضا وجع الْأَسْنَان لِأَنَّهُ يجفف من غير إسخان وَهَذَا أَكثر مَا تحْتَاج إِلَيْهِ الْأَسْنَان خَاصَّة.
روفس: الهليون يغزر الْبَوْل وَيعْقل الْبَطن.
اريباسيوس: لَهُ قُوَّة جلاءة وَلَا يسخن شَدِيدا وَلذَلِك يفتح سدد الكبد والكلى وخاصة أُصُوله وبزره وَهُوَ أَيْضا يذهب بوجع الْأَسْنَان لِأَنَّهُ يجفف من غير إسخان.
ابْن ماسويه: هُوَ حَار رطب فِي أول الثَّانِيَة يلين الْبَطن ويدر الْبَوْل ويغير رَائِحَته زَائِد فِي الباه مفتح للسدد الَّتِي تعرض فِي الكلى والكبد نَافِع للاسنان وَمَا يحدث من وجع الظّهْر الْمُتَوَلد من البلغم وَالرِّيح وينفع من وجع القولنج لتليينه الطبيعة. وَإِن أَكثر مِنْهُ غثى.
هليلج أما الْأَصْفَر مِنْهُ فَقَالَ فِيهِ بديغورس: خاصته إسهال الصَّفْرَاء.
وَأما الْأسود فخاصته تَقْوِيَة الْمعدة وَقطع الفضول الغليظة.
ابْن ماسويه: الكابلى المربى دابغ للمعدة مقو لَهَا هاضم للطعام مجفف للرطوبة ملين للطبيعة نَافِع من ريَاح البواسير والمرة السَّوْدَاء.
الْيَهُودِيّ: الكابلى خاصته تنقية فضول الْمعدة وتجفيفها.
وَقَالَ: خَاصَّة الْأسود النفيع من السَّوْدَاء وخفقان الْقلب وتصفية اللَّوْن.
وَقَالَ فِي الْأَصْفَر: خاصته إسهال الصَّفْرَاء ودبغ الْمعدة.
وَقَالَ الدِّمَشْقِي: إِنَّهَا كلهَا بَارِد يابسة فِي الأولى وَالْأسود ينفع من السَّوْدَاء بخاصته والأصفر(6/444)
ماسرجويه: الْأسود قَابض دابغ فِيهِ شىء من الْبُرُودَة وشىء من حِدة ولطافة. والأصفر يسهل الصَّفْرَاء فِي رفق واعتدال مَعَ قبض فِيهِ.
الهندى: الهندى مرسوس الْحَرَارَة يخرج الثفل من الْبَطن ويقوى الْحَواس وَيزِيد فِي الْحِفْظ والذهن وينفع من الجذام والقولنج وعزوب الذِّهْن والبواسير والمليلة العتيقة والصداع وَالِاسْتِسْقَاء وَالطحَال ويجلب البلغم والقىء.
وَقَالَ فِي كتاب الْحمى: إِن من طبيعة الهليلج الْقَبْض والحرارة.
ابْن ماسويه: الهليلج الْأسود جيد للمعدة والبواسير والأصفر يطفىء الْمرة ويدبغ الْمعدة ويسهل صفراء.
حَكِيم بن حنين: زعم المحدثون أَن الهليلج الْأَصْفَر بَارِد شَدِيد الْقَبْض فِيهِ مرَارَة يسيرَة وَيسْتَعْمل فِي تقرية الْعين المسترخية وَيمْنَع الْموَاد الَّتِي تسيل كحلا.
أَبُو جريج: الكابلى بَارِد وَفِيه حرارة يسيرَة وَيسْتَعْمل فِي تَقْوِيَة الْعين وينشف البلغم وَيعْمل فِي السَّوْدَاء. والأصفر أسخن من الْأسود وَإِنَّمَا صَار بَارِدًا للحموضة الَّتِي فِيهِ.
ابْن ماسه: الْأَصْفَر بَارِد يَابِس يسهل الصَّفْرَاء وشيئا من البلغم.
والكابلى يخرج شَيْئا من السَّوْدَاء جيد للمعدة والبواسير.
هُوَ لحية التيس.
هزار حسان هُوَ الفاشرا.
قَالَ بديغورس: شَأْنه الترقيق والتلطيف.
وَقَالَ القلهمان: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة.
هيل وهال حَار يَابِس لطيف.
الطبرى: هُوَ ألطف من القاقلة وَقد ذكر فِي بَاب القاقلة فِي حرف الْقَاف لِأَنَّهَا شَبيهَة بِهِ.
هريسة إِنَّهَا بطيئة الهضم كَثِيرَة الْغذَاء تولد دَمًا كثيرا لِأَنَّهَا مصنوعة من ضَرْبَيْنِ كثيرى الْغذَاء ملائمين للطبيعة وهما الْحِنْطَة وَاللَّحم. وَالدَّم الْمُتَوَلد مِنْهُمَا إِلَى الرُّطُوبَة أقرب نافعة للمحرورين وَلمن بدنه جَاف وَيكثر اللَّحْم.
هرقلوس قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: فِيهِ قبض وبرودة بَيِّنَة مَتى أكل أَو تضمد بِهِ مَا دَامَ رطبا فان جفف أسخن
هراسة وَيعرف بالهرنوة وبالفارسية هره.
قَالَ ماسرجويه: إِن فِي عروقه بعض الْحَلَاوَة وَهُوَ فِي الحدة وَالْقَبْض معتدل الْحر وَالْبرد. وَمَتى دق وَوضع وَهُوَ رطب على مَوضِع نزف الدَّم نفع.
وطبيخه يذيب الْحَصَى ويدر الْبَوْل.(6/445)
ابْن ماسه: إِنَّه حَار رطب.
هرطمان قَالَ ج: إِنَّه نوع من الْحُبُوب قوته مثل قُوَّة الشّعير وَذَلِكَ أَنه مَتى وضع من دقيقه ضماد حلل وجفف قَلِيلا من غير لذع ومزاجه بَارِد برودة يسيرَة وَفِيه مَعَ هَذَا شىء من الْقَبْض فَهُوَ ينفع من انطلاق الْبَطن.
وَقَالَ فِيهِ عِنْد ذكره: إِنَّه متوسط بَين الْحِنْطَة وَالشعِير.
قَالَ: والحشيش الْمُتَّخذ مِنْهُ أَشد حبسا للبطن من حشيش الشّعير.
قَالَ: وَلَا سِيمَا إِن قلى.
قَالَ: وَقَالَ د فِي أولومرا: هُوَ جنس من الكتيت إِنَّه بَين الْحِنْطَة وَالشعِير.
وَقَالَ فِي السَّابِعَة: إِن الهرطمان هُوَ الكتيت عِنْد ذكر الْحَشِيش.
وَقَالَ ماسرجويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّالِثَة جيد للنقرس والرياح الغليظة فِي الْأَعْضَاء.
هفت بهلو حشيشة مَعْرُوفَة.
ماسرجويه: إِنَّه بَارِد يَابِس فِي الثَّانِيَة وَيحبس الْبَطن.
هيو فاريقون قَالَ ج فِي الثَّامِنَة: هَذَا يسخن ويجفف وجوهره جَوْهَر لطيف حَتَّى أَنه يدر الْبَوْل والطمث وَيجب إِذا أردْت أَن تسقى مِنْهُ من يحْتَاج إِلَى هَذَا أَن تسقى من ثَمَرَته كَمَا هِيَ وَلَا تقتصر على بزره وَحده.
وَمَتى اتخذ مِنْهُ وَحده مَعَ ورقه ضماد وضمدت بِهِ مَوَاضِع حرق النَّار والقروح ألحمها وأدملها. وَمَتى جفف ودق ونثر على القروح المترهلة والعفنة نقاها.
وَقد يسقى لوجع الورك.
قَالَ بديغورس: خاصته إِنْزَال الْحيض والإذابة والتحليل.
انْقَضى حرف الْهَاء(6/446)
3 - (بَاب الْيَاء)
يبروح إِنَّه يطْبخ أُصُوله بِالشرابِ إِلَى أَن يذهب الثُّلُث وَيرْفَع وَيُؤْخَذ مِنْهُ أَو قية وَنصف للسهر وتسكين الأوجاع.
وَمن يحْتَاج أَن يبطل حس من يقطع مِنْهُ عُضْو أَو يكوى فيشرب من دمعته أَو مِنْهُ كُله بِالشرابِ الَّذِي يُقَال لَهُ مَاء القراطن فيقىء بلغما وَمرَّة كَمَا يفعل الخربق.
وَمَتى أَخذ مِنْهُ مِقْدَار كثير قتل. وَيَقَع فِي أدوية الْعين والأدوية الَّتِي تسكن الأوجاع والمروخات الملينة.
وَمَتى أَخذ مِنْهَا نصف أوبولوس وأحتمل أدر الطمث وَأخرج الْجَنِين. وَإِن جعل فِي المقعدة فَتِيلَة أنامت.
وَيُقَال: إِن الأَصْل مَتى طبخ مَعَ العاج لينه وَيكون لبنه فِيهِ مِقْدَار سِتّ سَاعَات فانه يصيره سَلس القياد يشكل بِأَيّ شكل أَرَادَ.
وورقة إِذا أكل طريا وتضمد بِهِ نفع من الأورام الحارة الْعَارِضَة للعين والقروح ويحلل الأورام)
وَإِذا دلك بِهِ البرش دلكا رَقِيقا خَمْسَة أَيَّام أَو سِتَّة أذهبه من غير أَن يقرح الْموضع. وَقد يجفف الْوَرق وَيسْتَعْمل لما يسْتَعْمل فِيهِ وَهُوَ رطب.
وَإِذا دق الأَصْل نعما وخلط بالخل أَبْرَأ الْحمرَة. وَإِذا خلط بِعَسَل أَو بِزَيْت كَانَ جيدا للسع الْهَوَام. وَإِذا خلط بِالْمَاءِ حل الْخَنَازِير والخراجات. وَإِذا خلط بالسويق سكن وجع المفاصل.
وَقد يعْمل مِنْهُ شراب يبطل الْحس من غير أَن يطْبخ بِأَن يلقى فِي مطريطوس شراب حُلْو من قشر الأَصْل ثَلَاثَة أُمَنَاء يطْرَح فِيهِ ويسقى ثَلَاث قوانوسات من يحْتَاج إِلَى أَن يقطع مِنْهُ عُضْو أَو أَن يكوى فانه يسبت إسباتا لَا يحس مَعَه.
ولفاح هَذَا الصِّنْف إِذا أكل أسبت إسباتا لَا يحس مَعَه.
ولفاح هَذَا الصِّنْف الْأَبْيَض الَّذِي لَا سَاق لَهُ مَتى شم أَيْضا أسبت.
وعصارته تفعل ذَلِك وَمَتى أَكثر مِنْهُ عرضت للمكثر مِنْهُ السكتة.
وبزر اللفاح ينقى الرَّحِم مَتى شرب. وَإِن خلط بكبريت لم تمسه النَّار وَاحْتمل قطع نزف الدَّم من الرَّحِم.
وعصارته أقوى من دمعه.(6/447)
والصنف مِنْهُ الَّذِي يشبه ورقة ورق الْأَبْيَض إِلَّا أَنه أَصْغَر مِنْهُ فان أَصله يسبت وَيبقى سباته وَيُقَال إِنَّه بادزهر لعنب الثَّعْلَب المجنن. ج فِي السَّابِعَة: قُوَّة الْبُرُودَة فِي هَذَا النَّبَات كَثِيرَة حَتَّى أَنه فِي الثَّالِثَة مِنْهُ وَفِيه مَعَ هَذَا حرارة يسيرَة.
وَأما اللفاح نَفسه فَفِيهِ رُطُوبَة وَلذَلِك يحدث السبات.
وَأما قشر أصل اليبروح فقوته قَوِيَّة جدا وَهِي مَعَ تبريدها مجففة.
وَأما نفس أصل المستبطن للقشر فَهُوَ ضَعِيف.
ابْن ماسويه فِي اللفاح: إِنَّه بَارِد مَعَ رُطُوبَة فضلية نَافِع من السهر صَالح لأَصْحَاب الصَّفْرَاء مسكن للصداع الْمُتَوَلد من الدَّم الْحَار والمرة مخدر مَتى أكل أَو شم.
ابْن ماسه: اللفاح بَارِد فِي الثَّالِثَة يَابِس فِي الثَّانِيَة فِيهِ شىء قَلِيل من الْحَرَارَة. وَأَصله وعصارته ينيمان.
ولبنه مَتى شرب أسهل البلغم والمرة. وَمَتى أمسك فِي الرَّحِم أخرج الْجَنِين.)
ورقه يقْلع الْآثَار والنمش من غير أَن تحرج.
ماسرجويه قَالَ: اللفاح فِي الثَّالِثَة من الْبرد وَفِيه حرارة ممتزجة مَعَ ذَلِك. وَإِن أكل من اللفاح فَرُبمَا قتل. وأعراضه الاختناق وَحُمرَة الْوَجْه وَذَهَاب الْعقل وينفع مِنْهُ أَن يسقى سمنا وَعَسَلًا أَو لى خبرنى بعض مَشَايِخ الْأَطِبَّاء بِبَغْدَاد أَن جَارِيَة أكلت خمس لفاحات فَسَقَطت مغشية عَلَيْهَا واحمرت وَإِن رجلا صب على رَأسهَا مَاء الثَّلج حَتَّى أفاقت. وَرَأَيْت من النِّسَاء من يشرب أَصله للسمنة فيصرن بِحَال من قد خرج من الْحمام أَو يشرب شرابًا كثيرا من حمرَة الْوَجْه وَالْبدن وانتفاخهما.
يتوع قَالَ د: إنَّهُمَا سَبْعَة أَصْنَاف وقوتها مُتَقَارِبَة وَلها لبن مَتى قطر مِنْهُ على تينة ثَلَاث قطرات أَو أَربع وجفف وَأخذ أسهل إسهالا كَافِيا. وَمَتى شرب خَالِصا بطلاء بموم وَعسل فانه يخشن الْحلق.(6/448)
وَإِن تلطخ بِهِ فِي الشَّمْس حلق الشّعْر أَعنِي هَذَا اللَّبن إِذا كَانَ حَدِيثا ثمَّ جعل النَّابِت بعد ذَلِك رَقِيقا أشقر ثمَّ إِنَّه بِأخرَة يسْقط كُله.
وَيجْعَل فِي أكال الأضراس فيسكن الوجع. وَيجب أَن يَجْعَل فَوْقه على الأكال شمع لِئَلَّا يُصِيب اللثة وَاللِّسَان.
إِذا لطخ بِهِ الثآليل والتوث والقوابي قلعهَا ويوافق الظفرة والجدري والأكلة والورم الْخَبيث الْمُسَمّى عنقرايا والنواصير.
وورقه وثمره إِذا أَخذ مِنْهُمَا نصف اكسونافن وشربا فعلا كَفعل اللَّبن.
وَقد ذكر ج: أَن لَهُ قُوَّة غسالة وَذَكَرْنَاهُ نَحن عَنهُ فِي بَاب ذكر اللَّبن. ج فِي الثَّامِنَة: جَمِيع أَنْوَاع اليتوع قوتها حارة وفيهَا مَعَ هَذَا مرَارَة وَأقوى شىء فِيهَا لَبنهَا ثمَّ بزرها وورقها وَفِي أُصُولهَا أَيْضا شىء من هَذِه القوى وَلَيْسَ ذَلِك فِي الْجَمِيع مُسَاوِيا.
وأصل اليتوع مَتى طبخ بالخل أذهب وجع الْأَسْنَان وشفتها وَلَا سِيمَا الوجع الْحَادِث فِي الْأَسْنَان المتأكلة.
هَذِه الْأَفْعَال هِيَ للنوع من اليتوع الْمُسَمّى الذّكر وَهُوَ أَحْمد القضبان مَمْلُوء لَبَنًا حارا وورقه كورق الزَّيْتُون إِلَّا أَنه أطول.)
فَأَما لبن اليتوع فانه لما كَانَت قوته أَشد وَأظْهر صَار النَّاس يضعونه فِي ثقب السن المتأكلة لِأَنَّهُ إِن مَاس سَائِر الْأَجْزَاء الَّتِي فِي الْفَم أحرقها على الْمَكَان وقرحها وَلذَلِك هِيَ فِي دَرَجَة الْأَشْيَاء المحرقة وَلذَلِك لبن اليتوع يحلق الشّعْر لكنه لشدَّة قوته يحْتَاج أَن يخلط مَعَه زَيْت. وَإِن أَدِيم هَذَا الْفِعْل على الشّعْر أبْطلهُ الْبَتَّةَ.
ولهذه الْقُوَّة يقْلع الثآليل الَّتِي تتَعَلَّق والمنكوسة والخيلان وَاللَّحم الزَّائِد النَّابِت الَّذِي فِي جَانب الْأَظْفَار والتوث ويجلو القوابي والجرب لِأَنَّهُ فِيهِ جلاء من أجل مرارته ولشدة إسخانه وَيُمكن فِيهِ أَن يشفى القروح المتأكلة والحمرة المتعفنة مَتى اسْتعْمل فِي الْوَقْت وبالمقدار الَّذِي يجب وبهذه الْقُوَّة يقْلع الصلابة الَّتِي حول النواصير وَجَمِيع هَذِه الْأَفْعَال الَّتِي يَفْعَلهَا يَفْعَلهَا بزره وورقه فعلا حسنا.
وَقد يطْرَح فِي غَدِير فِيهِ سمك فيطفو السّمك كَأَنَّهَا ميتَة.
أَبُو جريج: إِن مِنْهَا المازريون والشبرم وَالْعشر واللواعى والعرطنيثا والحلتيتا وضروبا أخر كَثِيرَة وَالَّذِي يخص الْأَطِبَّاء بقَوْلهمْ لبن اليتوع لبن اللاعية.
ابْن ماسه: مَتى أدمن طلى الشّعْر بِلَبن اليتوع منع نَبَاته الْبَتَّةَ وَيحْتَاج أَن يَجْعَل مَعَ دهن ليقمع حِدته فانه يحلق.
الخوزى: جَمِيع أَنْوَاع اليتوع تسهل السَّوْدَاء والبلغم الغليظ وَالْمَاء.
ينبوت قَالَ فِيهِ بولس: لَهُ قُوَّة فاشة من غير لذع يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل زهره وورقه أَكثر من غَيره.
الدمشقى: هُوَ بَارِد يَابِس جيد للمغس والإسهال واليرقان.
وَيقتل طبيخه البراغيث مَتى رش بِهِ الْبَيْت جيد للسع الْهَوَام. وماؤه مَتى شرب طرح الْوَلَد.(6/449)
ابْن ماسه: هُوَ حَار فِي الثَّالِثَة مَتى طبخت أغصانه وورقه فِي الدّهن وأدهن بِهِ نفع من وَمَتى دق جوزه وورقه وَشرب بِخَمْر أخرج الأجنة بِقُوَّة قَوِيَّة وأدر الطمث.
ياسمين قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه حَار يَابِس فِي الثَّانِيَة نَافِع من الرطوبات والبلغم المالح صَالح للشيوخ والباردى المزاج وَنَافِع من الصداع الْعَارِض من البلغم اللزج.
ماسرجويه: إِن ورق الياسمين رطبا كَانَ أَو يَابسا مَتى وضع على الكلف أذهبه.
ابْن ماسه: الْأَصْفَر دون الْأَبْيَض فِي الْحَرَارَة.
انْتهى بَاب الْيَاء وَهُوَ آخر الْحُرُوف(6/450)
(الْجُزْء الثَّانِي وَالْعشْرُونَ)
(كتاب صيدلة الطِّبّ فِي الصيدلة وَفِي الجداول جداول الاستنباط الْأَسْمَاء والأوزان والمكاييل)(7/5)
(فارغة)(7/6)
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
(كتاب صيدلة الطِّبّ)
قَالَ أَبُو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ: الْمعرفَة بالأدوية وتمييزها جيدها ورديها وخالصها ومغشوشها وَإِن كَانَ لَيْسَ بِلَازِم للطبيب ضَرُورَة كَمَا يحسبه جهال النَّاس فَهُوَ أَحْرَى وأزين بهَا. وَلذَلِك رَأَيْت أَن أجمع هَذَا الْفَنّ وَإِن لم يكن جُزْءا من الطِّبّ ضَرُورِيًّا فِي كتاب يَخُصُّهُ ليعرف ويجتمع الَّذِي خصصها كل وَاحِد مِنْهَا بِكِتَاب.
وَإِن ذهب على ذَاهِب يعد هَذَا جُزْءا من أَجزَاء الطِّبّ الْخَاصَّة كالمعرفة بِمَا تؤثره الْأَدْوِيَة فِي أبدان النَّاس والمعرفة بِأَسْبَاب الْأَمْرَاض ودلائلها وَلم يعدها صناعَة خادمة للطب كَحال الصناعات الَّتِي يخْدم بَعْضهَا بَعْضًا فسيضطر إِلَى أَن يعد صناعات كَثِيرَة أَجزَاء الطِّبّ يحْتَاج إِلَى بَعْضهَا كَمَا يحْتَاج إِلَى عناية الصيدلة إِذْ كَانَ كثيرا مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ من الْأَدْوِيَة أفاويه طيبَة وَكثير مِنْهَا ثمار وأعسال وأدهان وَيحْتَاج إِلَى بَعْضهَا فيتخذ الْآلَة والأداة الَّتِي يعالج بهَا)
كالمباضع والمناط والأميال والصنانير والمقاريض والمحاقن والمحاجم للأعناق وَغير ذَلِك مِمَّا يطول الْكَلَام بِهِ.
وَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن يعد شَيْء من هَذِه جُزْءا خَاصّا من الطِّبّ بل صناعَة خادمة لَهُ كخدمة الصِّنَاعَة بَعْضهَا لبَعض وَلَا يجوز أيضاُ أَن يُسمى أعرف النَّاس بأنواع الْأَدْوِيَة وأشكالها وألوانها وخالصها الف ط ومغشوشها طَبِيبا بل إِنَّمَا يُسمى الطَّبِيب من عرف أفاعيل هَذِه فِي أبدان النَّاس وَمن إِذا أُتِي بدواء مَا لم يره قبل وقته ذَلِك قطّ وَلَا سمع لَهُ بِذكر وَلَا باسم قدر أَن يعرفهُ من امتحانه إِيَّاه جَمِيع أفاعيله الظَّاهِرَة وَإِنَّمَا شرطنا الظَّاهِرَة لِأَن للأدوية أفاعيل باطنة وَهِي الَّتِي تسمى الْخَواص وَلَا يبلغ الطَّبِيب استخراجها كجذب المغنطيس للحديد وإمساكه عَن جذبه إِيَّاه ذَلِك بالثوم وَرجع الْفِعْل عَلَيْهِ إِذا غسل بالخل أَو كهرب الْحجر الْمُسَمّى الباغض للخل من الْخلّ وكتحلية المرادسنج للخل إِذا طرح فِيهِ وتسويده لأبدان النَّاس إِذا وَقع فِي النورة الَّتِي يطلون بهَا وَنَحْو ذَلِك. وَهُوَ إِن لم يقدر على اسْتِخْرَاج هَذِه القوى بطرِيق القانون الطبي فَهُوَ أقوى على استخراجها بطرِيق التجارب إِذا كَانَ قَوِيا فِي الصِّنَاعَة بَالغا لجَمِيع النَّاس وَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن يدع الصِّنَاعَة الْخَاصَّة بِهِ وَيقبل على مَا يجده من غير صناعَة لِأَنَّهُ إِن فعل ذَلِك اضْطر على الإقبال على صناعات كَثِيرَة إِذْ الصناعات تخْدم بَعْضهَا بَعْضًا. اللَّهُمَّ إِلَّا بالمقدار الَّذِي عَرفْنَاهُ من بَابه وَذكره مَا لَا يشْغلهُ شغل يتَبَيَّن ضَرُورَة مِمَّا هُوَ أولى بِهِ وأخص.(7/7)
وَيَنْبَغِي أَن يكون إقباله على صناعته الْخَاصَّة بِهِ وَحَقِيقَته فِيهَا كاقبال أهل الصناعات على صناعاتهم وإشرافهم على غَيرهَا مِمَّا يقرب مِنْهُ وَيَدْنُو إِلَيْهِ فِي وَقت الْفَرَاغ والراحة أَو بعد اسْتِيفَاء الطبيعة من صناعته وَيتَعَلَّق بالمقدار الَّذِي هُوَ أحْوج إِلَيْهِ اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون فِي نَفسه من الْفضل مَا يَتَّسِع لذَلِك وينشط لَهُ فَإِنَّهُ إِن أمكن رجلا أَن يتدرب على صناعات كَانَ أجمل وَأحسن.
وَقد ظن بعض النَّاس أَن الف ط الطَّبِيب الْعَارِف بِفعل دَوَاء لَا يُمكنهُ اسْتِعْمَاله على ثِقَة ويقين إِذا كَانَ جَاهِلا بنوعه لِأَنَّهُ لَا يَأْمَن. زَعَمُوا أَن يكون يدْفع إِلَيْهِ البَائِع لَهُ غير الَّذِي يُريدهُ وَكَانَ هَذَا عِنْدهم أعظم مَا أَرَادوا وَمِمَّا يسْتَحق بِهِ أَن يكون صناعَة الصيدلة جُزْءا من أَجزَاء الطِّبّ.
فأجبناهم أَنه قد يُمكن للطبيب الاحتراس من هَذَا بِوَجْهَيْنِ: أَحدهمَا عمله وصناعته وَذَلِكَ أَنه)
إِذا طلب دَوَاء محللا ثمَّ أعْطى دَوَاء قَابِضا أَو عفصا مقويا مُسَددًا علم حِينَئِذٍ حق علم أَن هَذَا الدَّوَاء لَيْسَ بالدواء الَّذِي أَرَادَهُ وَكَذَلِكَ إِذا طلب دَوَاء ممسكا مغريا فَوَجَدَهُ حريفا أَو مرا على مثل عمله الأول كَانَ هُوَ الْحَاكِم على الصيدلاني بِأَنَّهُ غلط.
وَالْوَجْه الثَّانِي من بَاب التجربة الْعَقْلِيَّة وَذَلِكَ أَنه إِن ابْتَاعَ الدَّوَاء الَّذِي يُريدهُ من عداد عقاقير فيسموه باسمه لم يجز أَن يكون قد وَقع فِي الْأَمر غلط أَو تواطئوا إِذا اشْترى ذَلِك من مَوَاضِع مِنْهَا وَكَذَلِكَ يفعل فِي تعرف جودته وخلوصه. وَذَلِكَ مِمَّا لَا يعسر وَلَا يضيق الْبَتَّةَ إِلَّا فِي الْقرى والدساكر وَقد يُمكن فِي ذَلِك أَيْضا ضروب من الثَّانِي لسنا نحب أَن نطول الْكتاب بذكرها على أَنا لَا ننكر أَن الْمعرفَة بِهَذَا الْفَنّ أَعنِي الصيدلة إِذا انضمت للطبيب على علمه كَانَ أفضل فَإِنَّهُ شَدِيد الالتصاق بصناعة الطِّبّ لَكنا نقُول: إِن مَحَله من صناعَة الطِّبّ غير مَحل الْأَجْزَاء قَالَ ج فِي أول الْخَامِسَة من تَفْسِير طبائع العقاقير: والصيادلة العطارون والطباخون والمضمدون والمسوحون والحقانون والفصداون والبطاطون وَإِن كَانَ الطَّبِيب قد يعْمل هَذِه الْأَعْمَال فِي بعض الْأَحَايِين فَإِنَّمَا يعْمل عمل مَا يعْمل من الف ط ذَلِك بِمَنْزِلَة مَا يمد يَده النجار فِي بعض الْأَحَايِين إِلَى المجذاف أَو الدقل فَيعْمل بِهِ شَيْئا من أَعمال الملاحين.
3 - (قوانين الصيدلة)
قَالَ ج فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء إِن مَا يَجْعَل من الْحَشِيش وثمره على قضبانه إِذا كَانَ ثمره كثيرا غضا ممتليا ملززا صَالح الْبَقَاء هُوَ أَجود من الَّذِي لَهُ نضيض وَهُوَ الَّذِي ينحسف انحسافا سريع الْفساد وأذكاها رَائِحَة فِي الْجِنْس الَّذِي يَخُصُّهُ أَجودهَا وَكَذَلِكَ(7/8)
إِذا كَانَ بَالغا فِي طعمه الَّذِي يَخُصُّهُ وَمَا كَانَ لَيْسَ بمشنج وَلَا مهزول ملززا غير منتفخ خَارج فِي ذَلِك عَن نَوعه فَهُوَ أَجود والغلط إِذا كَانَ من تلزز فَهُوَ جيد وَإِذا كَانَ مَعَ سخافة متشنج فَهُوَ ردئ.
قَالَ: وَأفضل الأقشار مَا لَيْسَ قشرء بمتشنج لِأَن تشنج القشر يدل على أَن الأَصْل قضيف مهزول.
وَأما الثِّمَار والقضبان والأغصان فَيَنْبَغِي أَن تكون طرية كَثِيرَة.
وَأما البزور فاستدل عَلَيْهَا بامتدادها وامتلاء قشرها فَإِنَّهُ أَجودهَا وَأما الألبان والعصارات فَلَا يَنْبَغِي أَن تكون قد جَفتْ جفوفا شَدِيدا لطول مكثها وَلَا يكون طعمها ورائحتها ضعيفين.
وَقَالَ د: يَنْبَغِي أَن يجمع الْأَدْوِيَة فِي الْأَزْمِنَة الْمُوَافقَة لَهَا فانها قد تكون فِي زمَان قَوِيَّة وَفِي زمَان ضَعِيفَة وَيَنْبَغِي أَن تجمع والهواء صَاف فانه قد يعرض فِيهَا اخْتِلَاف كثير إِذا لقطت بعد أمطار وَقعت عَلَيْهَا وَبعد عدم الْمَطَر فِي أوقاته والكائنة مِنْهَا فِي الْمَوَاضِع الجبلية الْبَارِدَة الرَّائِحَة مِنْهَا أقوى وَالَّتِي فِي السهل والمواضع الرّطبَة الطّيبَة الَّتِي لَيست بريحة أَضْعَف وأضعف من غَيره مَا لقط فِي غير زَمَانه وَمَا ضمر وذوى من مَائه لِأَنَّهُ لعِلَّة الف ط عرضت لَهُ وَلَيْسَ يقدر من لم يُشَاهد مَا فِي الْأَزْمِنَة عِنْد تغير حَالهَا أَن يعرف اختلافها وَمَا يعرض لَهَا فَلَا يغلط لذَلِك. وَجَمِيع هَذِه الحشايش الملتقطة خلا الخربقين فانها تبقى قوتها ثَلَاث سِنِين أَكثر شَيْء.
وَيَنْبَغِي أَن تلْتَقط ذَوَات البزور والبزور فِيهَا وافرة تَامَّة مثل اسطوخدوس والكمادريوس والقيصوم والمرو والافسنتين والزوفا.
وَيجمع الزهر قبل سُقُوطه.
وَيُؤْخَذ الثَّمر وَهُوَ ونضيج وَيجمع إِذا ابتدأت أَن تَجف قبل أَن تبتدى تتساقط.)
وَيَنْبَغِي أَن تُؤْخَذ عصارات الْأَدْوِيَة النابتة والسوق غضة وَكَذَلِكَ عصارة الأوراق ويشرط سوقها فِي وَقت أَخذ اللَّبن مِنْهَا والصمغ.
وَيَنْبَغِي أَن يجمع الْأُصُول والأغصان والقشور ابْتِدَاء طرحها الْوَرق وَمَا كَانَ قَوِيا فليجفف فِي مَوَاضِع غير ندية وَمَا كَانَ فِيهَا طين فليغسل بِالْمَاءِ.
الْأَدْوِيَة إِمَّا ثَمَرَة أَو زهر أَو ورق أَو قضبان أَو قشور أَو أصُول أَو عصارات أَو ألبان أَو صموغ أَو معدنية حجرية أَو نبع مثل القار وَغَيره.
الْأُصُول: الزنجبيل الراوند الزراوند الطَّوِيل البنطافلن الْقسْط السنبل الْهِنْدِيّ البنتجوشه الجنتيان المو الوج الفو.
الْوَرق: سفورس فوتنج فراسيون اسطوخدوس جعده مشكطرا مشيع كمادريوس هيوفاريقون قنطوريون.(7/9)
افسنتين أَبُو جريج: إِنَّه أَنْوَاع كَثِيرَة يُؤْتى بهَا من بلد فَارس من نَحْو الْمشرق من جبل اللكام وَغَيرهَا أجوده الصورى والطرسوسي الَّذِي إِذا رَأَيْته خلته زغبا وَفِيه عقد كَأَنَّهَا بزر الصعتر الْفَارِسِي وَمَا كَانَ شَدِيد المرارة فَيظْهر مِنْهُ فِي السحق مثل مَا يظْهر من الصَّبْر وَكَانَت صفرته كَأَنَّهَا زغب فراخ الْحمام. الف ط افسنتين من حِيلَة الْبُرْء: إِن الأفسنتين القاطي قُوَّة الْقَبْض فِيهِ أَكثر وَفِيه مَعَ ذَلِك عطرية وورقة وزهره أَصْغَر من ورق سَائِر الأفسنتين. وَأما سَائِر الأفسنتين فالمرارة غالبة وَقَالَ ج فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء: عصارة الأفسنتين تغش بعصارة الفراسيون وَلَيْسَ الضَّرَر فِيهِ بكبير جدا. 4 (الأقافيا) هَذَا صمغ الْقرظ.
قَالَ بولس: إِنَّه رب الْقرظ خَاصَّة الاسطرك وأصبت أَنه صمغ الزَّيْتُون.
الايرسا د: إِنَّه نوع من السوسن وورقة شَبيه ورق شعير غير أَنه أعرض مِنْهُ وَأعظم وألزج وَله سَاق عَلَيْهِ زهر منحن فِيهِ ألوان مُخْتَلفَة يوازي بَعْضهَا بَعْضًا ببياض وصفرة وفرفيرية ولون السَّمَاء وَمن اخْتِلَاف ألوان يشبه بايرس وَهُوَ قَوس قزَح وَله أصُول صلبة ذَات عقد طيب الرّيح.
وَيَنْبَغِي إِذا قلعت أَن تجفف فِي الظل وَتجمع فِي خيط كتَّان.
وأجود هَذَا النَّوْع من السوسن مَا كَانَ فِي بِلَاد سوريا وماقدونيا والجيد مِنْهُ مَا كَانَ أَصله كثيفا قَصِيرا عسر الرض مائلا إِلَى الْحمرَة طيب الرَّائِحَة نقيها لَا تشوبها رَائِحَة أُخْرَى يحذو اللِّسَان ويحرك العطاس إِذا دق وَأما مَا كَانَ من هَذَا النَّوْع من بلد شتوي فَإِنَّهُ أَبيض وقوته دون قُوَّة السوسن الَّذِي ذكرنَا. فَإِذا عتق الأيرسا تسوس وتفتت غير أَنه حِينَئِذٍ يكون أطيب رَائِحَة مِنْهُ قبل ذَلِك.
ابْن ماسويه: اختر مِنْهُ مَا كثر مَاؤُهُ وانفركت أجزاؤه وَمَا كَانَ قَصِيرا غير سخيف فَإِذا شم عطس بِقُوَّة. 4 (إسارون) د: لَهُ ورق يشبه ورق النَّبَات الْمُسَمّى قسوس غير أَنه أَصْغَر مِنْهُ بِكَثِير وَأَشد استدارة وَله زهرَة فِيمَا بَين الْوَرق عِنْد أَصله لَونه فرفيري شَبيه الف ط زهرَة البنج فِيهِ بزره وَهُوَ يشبه القرطم وَله أصُول كَثِيرَة معوجة شَبيهَة بالثيل غير أَنَّهَا ألزق بِكَثِير طيبَة الرَّائِحَة مسخن يلْدغ اللِّسَان جدا. 4 (الْإِذْخر) د: اختر مِنْهُ الحَدِيث الَّذِي فِيهِ حمرَة كثير الزهر فَإِذا انْشَقَّ كَانَ فِي لَونه فرفيرية دَقِيقًا فِي رَائِحَته شَبيه بالورد إِذا دلك بِالْيَدِ ويلذع اللِّسَان ويحذوه حذوا يَسِيرا. ونفعه فِي الزهر وقضيب الْأُصُول.(7/10)
أغالوجن: د: إِنَّه خشب يُؤْتى بِهِ من الْهِنْد وَمن بِلَاد للغرب شَبيه بالصلاية فِي صلابته وتلززه منقط طيب الرَّائِحَة قَابض مَعَ حرارة يسيرَة لَهُ قشر كَأَنَّهُ جلد موشى يسْتَعْمل فِي الدخن.
اودومالي د: وَهُوَ دهن أثخن من الْعَسَل يسيل من سَاق شَجَرَة بترمذ وأجودها الْعَتِيق الثخين الدسم الصافي. 4 (أذن الفأر) أَبُو جريج: أَغْصَانهَا منبسطة على الأَرْض دقاق لَهَا ثَلَاث جَوَانِب وبزرها شَبيه الكزبرة ونورها أَزْرَق وَهُوَ ورق صغَار جدا إِذا بزر أكل بزره الخطاطيف.
الأملج قَالَ أَبُو جريج الشير أملج ينقع فِي بَلَده فِي اللَّبن ليكسر شدَّة قَبضه.
الأفيتمون أَبُو جريج: أجوده مَا احمر لَونه واحتدت رَائِحَته وَيكون حاد الرَّائِحَة اقريطي.
اشق ابْن ماسويه: اختر مِنْهُ الَّذِي يشبه اللبان ورائحته رَائِحَة الجندبادستر شَدِيد الانضمام نقى من القذر والدرن.
وَقَالَ: اختر مِنْهُ مَا لم يكن فِيهِ عيدَان ورائحته رَائِحَة الكزبرة مر الطّعْم وَلَا وسخ فِيهِ.
الأنزروت ابْن ماسويه: اختر مِنْهُ من الشبيهة باللبان يقرب من الصُّفْرَة فِيهِ مرَارَة مَا.
ارماك ابْن ماسويه: إِنَّه خشب يشبه القرفة طيب الرّيح بجلب من الْيمن. وَسمعت أَنه خشب يتَّخذ مِنْهُ الْحُقُوق الف ط قسح.
اقليا قَالَ اريباسيوس: الْمُخْتَار مِنْهُ مَا فِيهِ شَيْء يسير من خضرَة طيب الرَّائِحَة.
افيون اريباسيوس: أقوى الأفيون الكثيف الرزين الشَّديد الرَّائِحَة المر الطّعْم السهل الانحلال أملس أَبيض لَيْسَ بالخشن وَلَا ينْعَقد وَلَا يجمد إِذا أذيب بِالْمَاءِ وَلَيْسَ بالصلب وَإِذا وضع فِي الشَّمْس انحل وَإِن ألهب فِي السراج لم يكن لهيبه مظلما وَالَّذِي يغش مِنْهُ بالماميثا أصفر إِذا أديف بِالْمَاءِ صفره كالزعفران. والمغشوش بالصموغ ضَعِيف الْقُوَّة صافي اللَّوْن.
بِلِسَان ج فِي كتاب الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء: دهن البلسان يُمكن أَن يغش عشا غامضا. د: لَهُ ورق شَبيه بورق السذاب غير أَنه أَشد بَيَاضًا بِكَثِير وأدور وَرقا وَيكون فِي بِلَاد الْهِنْد وَهُوَ يخرج بعد طُلُوع الْكَلْب وشجره يشرط بمشراط حَدِيد وَالَّذِي يسيل مِنْهُ يسير وَإِنَّمَا هُوَ لبن البلسان. وَالَّذِي يجْتَمع مِنْهُ فِي كل سنة خَمْسُونَ رطلا إِلَى سِتِّينَ وَيُبَاع فِي مَكَانَهُ بِضعْف وَزنه فضَّة.
والجيد مِنْهُ الحَدِيث القوى الرَّائِحَة الَّذِي لَيْسَ فِيهِ رَائِحَة الحموضة وَهُوَ سريع الانحلال يلذع(7/11)
وَقد يغش بدهن حَبَّة الخضراء ودهن الْحِنَّاء ودهن شَجَرَة المصطكى وبأشياء أخر كالعسل والشمع ودهن الآس.)
والخالص مِنْهُ إِذا قطر مِنْهُ على صوفة وَغسل مِنْهَا لم يُؤثر فِيهَا فَأَما الْمَغْشُوش مِنْهُ فانه يبْقى لَهُ أثر. والخالص يجمد اللَّبن إِذا قطر عَلَيْهِ والمغشوش مِنْهُ فَإِنَّهُ يبْقى لَهُ أثر. والخالص يجمد اللَّبن إِذا قطر عَلَيْهِ والمغشوش لَا يفعل ذَلِك. والخالص إِذا قطر على المَاء انحل ثمَّ يصير للْمَاء قوام اللَّبن بِسُرْعَة والمغشوش يطفو مثل الزَّيْت ويجتمع ويتفرق وَيصير بِمَنْزِلَة الْكَوَاكِب والخالص على طول الزَّمَان يثخن فَيفْسد.
وَمِنْهُم من ظن أَن الْخَالِص إِذا قطر على المَاء يغوص أَولا فِي عمقه ثمَّ أَنه يطفو عَلَيْهِ وَهُوَ الف ط غير منحل.
وَأما عود البلسان فأجوده الحَدِيث الرَّقِيق الْأَحْمَر الطّيب الخشن يفوح مِنْهُ رَائِحَة دهن البلسان ويختار من حبه الْأَشْقَر الممتلئ الْعَظِيم الثقيل الَّذِي يلذع اللِّسَان ويحذوه حذوا يَسِيرا وتفوح مِنْهُ ريح البلسان. وَقد يغش بحب يخلط بِهِ وَهُوَ صَغِير فارغ ضَعِيف الْقُوَّة طعمه كالفلفل.
بسفايج أَبُو جريج: وَهُوَ عود أغبر يقرب من السوَاد تشوبه حمرَة قَليلَة رَقِيق الْعود وَله شعب كَثِيرَة تشبه الأرجل وأجوده مَا غلظ عوده وَقرب من الْحمرَة وَكَانَ حَدِيثا اجتنى من عَامه. وَفِيه إِذا ذقته طعم مرَارَة حَدِيدَة تشبه طعم القرنفل.
ابْن ماسويه: اختر الْأَصْفَر مِنْهُ المكسر الَّذِي فِيهِ حلاوة يسيرَة مَعَ عفوصة وغلطة كغلط الْخِنْصر.
البوزيدان قَالَ ابْن ماسويه: من أَجود البوزيدان مَا ابيض لَونه وَغلظ عوده وَكَثُرت خطوطه والدقيق الْعود الأملس الْقَلِيل الْبيَاض ردئ.
البلبوس أَبُو جريج: إِنَّه بصل صغَار يشبه بصل الزَّعْفَرَان وورقه يشبه ورق الكراث وَيُشبه ورده البنفسج.
بزرقطونا ابْن ماسويه: أجوده المكثر الخصب الَّذِي يرسب مِنْهُ الْكثير.
بسبابة ابْن ماسويه: إِنَّه قشر الجوزبوا.
يداشقان ابْن ماسويه: إِنَّه الحشيشة الَّتِي تتَّخذ مِنْهُ القبط الأسورة.
برسياوشان: هُوَ حشيشة رقيقَة جدا يذهب قوتها سَرِيعا وينبت من حِيَاض المَاء.
جنطيانا أَجود الجنطيانا أَحْمَر لَونه وصلب عوده.)
جلبهنك قَالَ أَبُو جريج: إِنَّه يشبه الْحبَّة أصفر وأحمر صَغِير الْقدر.
جاوشير ابْن ماسويه: اختر مِنْهُ الْأَصْفَر الظَّاهِر الْأَبْيَض الْجوف. المر الطّعْم الشَّديد الرَّائِحَة السَّرِيع الانكسار وليتجنب الف ط الْأسود.
جوز ماثل ابْن البطريق قَالَ: يشبه جوز القئ وَجه يشبه حب الابرنج.
جدوار هُوَ قطع صلب يشبه الزرنباد.(7/12)
4 - (دهاها هيج) قَالَ ابْن ماسويه: يشبه الفودنج الْأَحْمَر إِلَّا أَنه أَصْغَر مِنْهُ حَار يَابِس.
دَار فلفل ج فِي حفظ الصِّحَّة: إِنَّه أول مَا يَنْبَغِي أَن يتفقد من الدَّار فلفل وَأَن ينظر هَل يشبه طعمه طعم الفلفل وَبعد ذَلِك ألقه فِي المَاء فَإِن الْخَالِص مِنْهُ الَّذِي لَيْسَ مَعْمُولا يمْكث نَهَاره فِي المَاء القار لَا يبتل فَإِذا لم يبتل بِالْمَاءِ وَكَانَ طعمه طعم الفلفل وَلم يكن متأكلا فَهُوَ جيد.
دَار صيني ج فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء: زعم قوم أَن دَار صيني لَا يضعف على الْأَيَّام قوته فامتحنت أَنا مِنْهُ كثيرا فَرَأَيْت قوته تتفاضل على حسب تقادمها فِي الزَّمَان وَرَأَيْت الْقدَم أَضْعَف واستعملت مِنْهُ مَا أَتَى عَلَيْهِ ثَلَاثُونَ سنة فِي الترياق فرأيته أَضْعَف.
قَالَ: وَرَأَيْت الدارصيني الطّيب جدا وَالَّذِي مذاقه حَار جدا غير مؤذ بتلذيعه وَأما الَّذِي د: أجوده الحَدِيث الْأسود اللَّوْن الَّذِي يضْرب إِلَى الرمادية والحمرة عيدانه دقاق ملس أغصانه قريبَة بَعْضهَا من بعض طيب الرَّائِحَة جدا.
وأبلغ محنته طيب الرَّائِحَة جدا وَفِي طيب رَائِحَته شَيْء من رَائِحَة السذاب أَو القردمانا وَفِيه حرافة وَشَيْء من ملوحه مَعَ حرافة. إِذا حك لَا يتفتت سَرِيعا فَإِذا كسر كَانَ الَّذِي فِيمَا بَين أغصانه شَبِيها بِالتُّرَابِ رَقِيقا.
إِذا أَرَادَت محنته فَخذ الْغُصْن من أصل وَاحِد فَإِن امتحانه هَكَذَا هَين وَذَلِكَ أَن الفتات إِنَّمَا هُوَ خلة فِيهِ والجيد يمللأ الخياشيم الف ط رَائِحَته فِي ابْتِدَاء الامتحان فَيمْنَع من معرفَة مَا كَانَ دونه.
وَمِنْه جبلى غليظ قصير جدا ياقوتي اللَّوْن.
وَمِنْه صنف ثَالِث أسود أملس متشظ لَيْسَ بِكَثِير العقد.
وَفِيه صنف رَابِع أَبيض هُوَ منفتح حسن النَّبَات لَهُ أصل هَين الانفراك كَبِير.)
وَمِنْه صنف خَامِس رَائِحَته كرائحة السليخة سَاطِع ياقوتي اللَّوْن وقشره مثل قشر السليخة الْحَمْرَاء أَصْلَب تَحت المجسة لَيْسَ متشظ جدا غليظ الأَصْل. فَمَا كَانَ من هَذِه الْأَصْنَاف شَبيهَة برائحة الكندر أَو رَائِحَة الآس أَو رَائِحَة السليخة أَو كَانَ عطر الرَّائِحَة مَعَ زهومة فَهُوَ دون الْجيد. وأردأ مِنْهُ مَا كَانَ مِنْهُ أَبيض وَمَا كَانَ أجوف والمنكمش العيدان. والأملس الْحسن.
الأَصْل أَنه لَا ينْتَفع بِهِ.
وَقد يُوجد دارصيني زنجي وَهُوَ مثل الدارصيني فِي المنظر إِلَّا أَنه يفرق بَينهمَا بزهومة الرَّائِحَة.(7/13)
وَقد يُوجد شَيْء يشبه بالدارصيني جنس من أَجنَاس النَّبَات ضَعِيف الرَّائِحَة.
وَإِذا أردْت أَن تيقى قوته زَمَانا طَويلا فاسحقه وأعجنه بشراب وقرصه وجففه فِي الظل وارفعه. 4 (دَار شيشعان) د: هِيَ شَجَرَة ذَات غلظ وَتدْخل بغلظها فِيمَا يُسمى خشب فِيهَا شوك كَبِير وَتدْخل فِي أفاويه الْعطر.
والجيد مِنْهُ الرزين إِذا قشر رئى لَونه إِلَى لون الفرفير كثيف طيب الرَّائِحَة فِيهِ شَيْء من مرَارَة.
وأصبت فِي كتاب مَجْهُول أَنه أصل السنبل الْهِنْدِيّ.
دند أَبُو جريج: إِنَّه ثَلَاثَة أَصْنَاف: صيني كبار الْحبّ أشبه شَيْء بالفستق وَمِنْه جنس شَبيه بحب الخروع إِلَّا أَنه منقط بنقط سود صغَار يجلب من سجستان وجنس ثَالِث متوسط فِي الْمِقْدَار بَين الصيني والشحرى وَهُوَ أغبر يضْرب إِلَى الصُّفْرَة يُؤْتى بِهِ من الْهِنْد.
والصيني الف ط أَجود الثَّلَاثَة وأقواها فِي الإسهال والهندي أصلح من الشحرى.
وَاعْلَم أَنه على طول الزَّمَان لَا يزَال اللب الَّذِي فِي جَوْفه مثل الألسن يصغر حَتَّى ينفذ. وخاصة فِي غير بِلَاده. وَأما فِي بِلَاده فَهُوَ أقوى وَأبقى.
ديودار ابْن ماسويه: إِنَّه من جنس الأبهل شبه السرو.
دبق اريباسيوس: الْجيد مِنْهُ أملس اللَّوْن ظَاهره كراثي وباطنه أَحْمَر لَيست فِي خشونة وَلَا مَا)
يشبه النخالة.
وَيجمع الدبق من شَجَره وشجرة التفاح والكمثرى وَشَجر آخر.
هليلج أجوده مَا رسب فِي المَاء.
قَالَ: أَبُو جريج: قد تبيع الصيادلة هليلج أسود من الْأَصْفَر على أَنه أسود وَلَيْسَ كَذَلِك وَإِنَّمَا سَواد الهليلج على قدر نضجه فِي شَجَره.
ابْن ماسويه فِي إصْلَاح المسهلة: الْمُخْتَار من الْأَصْفَر الشَّديد الصُّفْرَة الَّذِي يضْرب إِلَى الخضرة الرزين الممتلئ الَّذِي لَيْسَ بنخر.
قَالَ: واختر من الكابلي الَّذِي هُوَ إِلَى الْحمرَة وَهُوَ رزين ممتلئ. 4 (هزار جشان) ابْن ماسويه: ثَمَرَة تشبه العناقيد ويستعمله الدباغون.
هرنوه ابْن ماسويه: إِنَّهَا حب أَصْغَر من الفلفل تشم مِنْهُ رَائِحَة الْعود وتعلوه صفرَة قَليلَة.
هليلج قَالَ ابْن ماسه: أصنافه أَرْبَعَة: أصفر وأسود كابلي وَهُوَ كبار وأسود صغَار هندي وَنَوع آخر خَفِيف رَقِيق يعرف بالصيني نَخْتَار مِنْهُ الَّذِي لَهُ منقار.(7/14)
وَج قَالَ د: إِن ورقه يشبه ورق الآس غير أَنه أدق وأطول وأصوله لَيست ببعيدة فِي الشّبَه من أُصُوله غير أَنَّهَا مشبكة بَعْضهَا بِبَعْض وَلَيْسَت بمستقيمة لَكِنَّهَا معوجة وَفِي ظَاهرهَا عقد لَوْنهَا إِلَى الْبيَاض مَا هِيَ حريفة.
وأجود الوج مَا كَانَ أَبيض كثيفا غير متأكل وَالَّذِي من الْمَدِينَة الف ط الْمُسَمَّاة قعوق وَهُوَ على هَذِه الصّفة وَكَذَلِكَ الَّذِي من عمورية.
ورس ابْن ماسويه: يجلب من الْيمن أَحْمَر قانئ يُوجد على قشور شجر بِالْيمن يتَّخذ مِنْهَا وَهُوَ شَبيه بالزعفران المسحوق.
زعفران أقواه الحَدِيث الْحسن اللَّوْن الَّذِي على شعره بَيَاض قَلِيل الطول الضخم غير المتفتت الهش الممتلئ الَّذِي يصْبغ الْيَد سَرِيعا الَّذِي لَيْسَ بمتكرج وَلَا ندى سَاطِع الرَّائِحَة حادها وَالَّذِي بِخِلَاف هَذِه الصّفة فَأَما أَن يكون عتيقا أَو قد نقع.(7/15)
زوان قَالَ ابْن ماسويه: أجوده الْخَفِيف الْوَزْن غير الثخين وَلَا المتفتت اللزج عِنْد المضغ ولونه بعد المضغ إِلَى الْحمرَة وَقبل المضغ إِلَى الصُّفْرَة وَفِيه عفوصة يسيرَة.)
زراوند ابْن ماسويه: إِنَّه ثَلَاث أَصْنَاف: الطَّوِيل والمدحرج وَالَّذِي يشبه ببقش الْكَرم.
زرنب قَالَ ابْن ماسويه: رَائِحَته رَائِحَة الأترج وَهُوَ حشيش دَقِيق.
حزوان: قَالَ ابْن ماسويه: أجوده الْخَفِيف الْوَزْن غير النخر وَلَا المتفتت اللزج عِنْد المضغ لَونه بعد المضغ إِلَى الْحمرَة وَقبل المضغ إِلَى الصُّفْرَة وَفِيه عفوصة يسيرَة.
حضض قَالَ ج فِي مُقَابلَة الْأَدْوِيَة للأدواء: الحضض الْهِنْدِيّ يغش غشا غامضا جدا يخفى عَن المهرة من النَّاس.
حَماما قَالَ د: إِنَّهَا شَجَرَة كَأَنَّهَا عنمقود من خشب مشتبك بعضه بِبَعْض وَله زهر صَغِير مثل زهر لوقاين وورق شَبيه بورق بروانيا يَعْنِي الفاشرا وأجوده الأرميني لَونه كالذهب ولون خشبه كالياقوت طيب الرَّائِحَة.
وَأما النَّابِت فِي المَاء فضعيف لِأَنَّهُ ينْبت فِي أَمَاكِن رطبَة وَهُوَ عَظِيم لَونه إِلَى الخضرة لين تَحت المجسة وخشبه كالشظايا. وَفِي رَائِحَته شبه رَائِحَة الف ط السذاب.
وَأما النبطي فَإِنَّهُ ياقوتي لَيْسَ بطويل وَلَا عسر الرض خلقته كخلقة العنقود وَهُوَ ملآن من ثَمَرَته رَائِحَته ساطعة. فاختر مِنْهُ الحَدِيث الْأَبْيَض الَّذِي لَونه كلون الدَّم الَّذِي لَيْسَ بمنضغط وَلَا مشتبك وَلَا متخلخل متفرق ملآن من بزره وَهُوَ شَبيه بعناقيد صغَار ثقيل طيب الرَّائِحَة جدا فَلَيْسَتْ فِيهِ رَائِحَة التكرج حريف يلذع اللِّسَان لَونه وَاحِد لَا يخْتَلف.
ويغش بِشَيْء يُشبههُ غير أَنه لَيست لَهُ رَائِحَة وَلَا ثَمَرَة. وَإِذا أردْت أَن تأمن هَذ أَو شبهه فاجتنب الفتات واختر مِنْهُ مَا كَانَت أغصانه تَامَّة نابتة من أصل وَاحِد.
وَقَالَ ابْن ماسويه: أجوده الأرميني الَّذِي لَونه كالذهب وَعوده مر وَلَيْسَت لَهُ رَائِحَة شَدِيدَة وَالَّذِي هُوَ أغْلظ من هَذَا لَونه أَخْضَر وخشبه ذُو شظايا فَإِنَّهُ ردئ.
وَمِنْه جنس آخر أَحْمَر مستطيل كثير الْورْد شَدِيد الرَّائِحَة سريع التفرك وَالْمُخْتَار من هَذَا الْجِنْس هُوَ العطسي الحَدِيث الْقَلِيل الْبيَاض الَّذِي يَلِي الْحمرَة كثيف الْأَجْزَاء منبسط غير ملتو بعضه على بعض كثير البزر مكتنز شَبيه بالعناقيد رزين شَدِيد الرَّائِحَة حريف الطّعْم يلذع اللِّسَان وَلَيْسَت فِيهِ ألوان مُخْتَلفَة.
قَالَ ابْن ماسويه الطَّبِيب: أجوده مَا كَانَ من أرمينية لَونه كلون الذَّهَب عوده مر لَيْسَ لَهُ رَائِحَة شَدِيدَة.)
أما الْأَخْضَر الضخم المنبسط الَّذِي رِيحه مثل ريح الحبق الْجبلي فردئ.
قَالَ أريباسيوس: اختر مِنْهُ الْأَبْيَض أَو المائل إِلَى الْحمرَة الَّذِي لَيْسَ بالمتكرج ويلذع اللِّسَان.
واختر أغصانه ودع فتَاته.
حنظل قَالَ أَبُو جريج: يَنْبَغِي لمجتني الحنظل أَن يجتنيه فِي آخر السّنة إِذا اصفر وَلَا يقربهُ وَهُوَ الف ط أَخْضَر أَو فِيهِ خضرَة.
وشحمه إِن أخرج من بطيخه نقصت سَرِيعا وضعفت وَإِن ترك فِي بطيخه بقى دهرا.
وَالَّذِي على شَجَره حَنْظَلَة وَاحِدَة قتالة.
حسب السمنة قَالَ أَبُو جريج: إِنَّه حب شَجَره تنْبت فِي القفار على قدر الذارع وَرقهَا أَبيض لَيْسَ بشديد الْبيَاض يحمل ثَمَرَة على قدر الفلفل لخشبها دهن وَلها بزر.
حب النّيل هُوَ قرطم هندي.
حضض قَالَ فِي كتاب شرك: إِن الحضض الْهِنْدِيّ هُوَ أَن يُؤْخَذ خشب الزرشك فيطبخ طبخا جيدا حَتَّى لَا يبْقى فِيهِ شَيْء من الْقُوَّة ثمَّ يصفى ويطبخ المَاء حَتَّى يجمد.
حجر اليشب قَالَ عِيسَى ابْن ماسه: إِنَّه أصفر اللَّوْن.
حبلب قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه يجلب من بِلَاد الْحَبَشَة.
حجر الْيَهُودِيّ قَالَ ثَابت فِي كتاب الْحمى: إِنَّه بِمَنْزِلَة جوزة مسطوحة الشكل فِيهِ آثَار خطوط كَأَنَّهَا خطت بالبيكار. 4 (طين مختوم) ج فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء: يغش وَلَا يعرف الْبَتَّةَ.
قَالَ الخوزى: أجوده الَّذِي رِيحه الشبث وَإِذا وضع مِنْهُ على فَم السَّائِل مِنْهُ الدَّم قطعه.(7/16)
طاليسفر قَالَ ج فِي السَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة: إِنَّه قشر يجلب من بِلَاد الْهِنْد فِي طعمها قبض شَدِيد مَعَ شَيْء من حِدة وعطرية يسيرَة ورأئحتها أَيْضا طيبَة مثل سَائِر الأفاويه.
طباشير قَالَ ماسرجويه: إِنَّه يكون فِي جَوف القنا الْهِنْدِيّ وَأَنا أَظن أَنه يكون فِي حِجَارَة النورة. وَهَذَا الظَّن من الْكَاتِب لَا من الْمُؤلف.
ابْن ماسويه: إِنَّه يجلب من الْبَادِيَة. 4 (كسيلا) ابْن ماسويه: إِنَّهَا عيدَان يعلوها سَواد تشبه عيدانه عيدَان الفوتنج. الف ط كندر أريباسيوس: أجوده الذّكر وَهُوَ المستدير الْحبَّة الْكِبَار الْأَبْيَض وباطنه يندق بِالْيَدِ. ويغش بالصمغ والراتينج وَمَعْرِفَة ذَلِك سهلة لِأَن الصمغ لَا يلتهب والراتينج إِنَّمَا يدخن فَقَط والكندر يلتهب.
كاكنج قَالَ الخوزي: إِنَّه نَوْعَانِ: أَحدهمَا يُؤْتى بِهِ من ماه وَمن أَصْبَهَان والبلدان الْبَارِدَة.
قَالَ فِي الْخَامِسَة من قاطاجانس: إِن الكاكنج هُوَ عِنَب الثَّعْلَب الْأَحْمَر الثَّمر.
لِسَان الثور ابْن ماسويه فِي الْكَمَال: إِنَّهَا حشيشة وَرقهَا عريض مثل ورق المرو خشنة اللَّمْس.
لاغيه قَالَ أَبُو جريج: إِنَّهَا شَجَرَة تنْبت فِي سفح الْجَبَل لَهَا ورد أصفر طيب الرَّائِحَة قَلِيلا مَا هُوَ يَقع على وردهَا الرَّاعِي من النَّحْل وَلها لبن غزير إِذا قطعت.
لعبة قَالَ أَبُو جريج الراهب: شبه صُورَة يشبه جرمها السورنجان الْأَبْيَض ويجلب من افريقة لاذن قَالَ أريباسيوس: أجوده الطّيب الرَّائِحَة الَّذِي لَونه إِلَى الخضرة سهل الانحلال يدبق بِالْيَدِ نقى من الرمل يشبه الراتينج والقبرسي فِي هَذِه الصّفة.
مر ج فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء: وَإِن من المر مَا يخلط بِهِ بعض ألبان اليتوعات الْقَابِلَة فَيصير قتالا إِذا ورد دَاخل الْبدن. وَالَّذِي يفرق بَينه وَبَين الَّذِي لَيْسَ فِيهِ ذَلِك اللَّبن طيب رَائِحَته فَإِن الطّيب الرَّائِحَة لَيْسَ فِيهِ من ذَلِك اللَّبن شَيْء.)
قَالَ أَبُو جريج: أجوده مَا قرب من الْبيَاض وشابه شَيْء من الْحمرَة يسيرَة وَلم يخالطه لحاء شَجَرَة.
ميعة قَالَ فِي قاطاجانس: أقوى أَنْوَاع الميعة الَّذِي يضْرب إِلَى الصُّفْرَة وَإِذا عتق هَذَا النَّوْع أَيْضا فَهُوَ يضْرب إِلَى الذهبية وَهَذَا النَّوْع عَزِيز وَالنَّوْع الآخر الف ط المائل إِلَى السوَاد ردئ.
قَالَ أَبُو جريج: إِن الميعة صمغ يسيل من شَجَرَة بالروم يتحلب مِنْهُ فَيُؤْخَذ فيطبخ. ويعتصر من لحاء تِلْكَ الشَّجَرَة فَمَا عصر مِنْهُ سمى ميعة سَائِلَة وَيبقى الثخين يشبه الثجير وَيُسمى ميعة يابسة.(7/17)
مو قَالَ د: سَاقه شيبَة بساق الشبث وورقه مثل ورقه غير أَنه أغْلظ من الشبث وارتفاعه نَحْو من ذارعين متفرق الْأُصُول وأصوله دقاق بَعْضهَا معوجة وَبَعضهَا مُسْتَقِيمَة طوال طيبَة الرَّائِحَة يحذو اللِّسَان.
مازريون قَالَ أَبُو جريج الراهب: إِنَّه جِنْسَانِ: مِنْهُ كبار الْوَرق إِلَى الدقة مَا هُوَ وجنس آخر صغَار الْوَرق إِلَى الثخن مَا هُوَ جعد وَهُوَ أردأ الجنسين.
قَالَ ابْن ماسويه: اختر مِنْهُ المتكاثف الْوَرق إِلَى الثخن مَا هُوَ وَهُوَ يشبه ورق الزَّيْتُون إِلَّا أَنه ألطف حَار الطّعْم يخشن الْحلق.
ماهودانه قَالَ أَبُو جريج الراهب: إِنَّه جِنْسَانِ لَهما بهار وورق طوال فِي طول الْأَصَابِع مشرف إِذا نظر إِلَيْهَا النَّاظر شبهها بالسمك وَيخرج ثَمَرهَا مثل جوز الْقطن وأصغر فِيهِ ثَلَاث حبات سود.
مقل ابْن ماسويه: اختر مِنْهُ الصافي اللزج الَّذِي رِيحه مثل ريح أظفار الطّيب. ج فِي الْأَدْوِيَة المفردة: إِنَّه نَوْعَانِ: صقلي وَهُوَ أسود وألين من الْعَرَبِيّ والعربي هُوَ أصفى لونا من الصقلى.
قَالَ أريباسيوس: اختر مِنْهُ المر الطّعْم الشبيه بغراء الْجُلُود جُلُود الْبَقر يكَاد يدبق بِالْيَدِ مَا كَانَ سهل الانحلال نقيا من العيدان والوسخ إِذا دخن بِهِ كَانَت رَائِحَته شَبيهَة برائحة الْأَظْفَار.
مغاث أصبت فِي كتاب مَجْهُول: إِنَّه عروق الرُّمَّان الْبري الف ط وأصبت أَيْضا فِي قَول ماسرجويه: انه طورك لسفرم.)
قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه آس بحري نبطي وَهُوَ نَوْعَانِ: أَبيض وأسود داسم.
قَالَ ابْن ماسويه: يشبه البطم مائلة إِلَى الصُّفْرَة طيبَة الرَّائِحَة.
نارمشك ابْن ماسويه: فقاح شَجَرَة يُسمى نَار ماسيس.
سحسونه قَالَ فِي بعض الْكتب: إِن السحسونه هُوَ بزر السجستان وَكَذَلِكَ أصبت فِي تذكرة عَبدُوس.
سكبينج ج فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء: إِن الْخَالِص من السكبينج ينْحل سَاعَة تلقيه فِي المَاء.
وَيُشبه القنة إِذا كَانَت زبدية خَفِيفَة الْوَزْن وَهُوَ أكثف وَأَشد تلززا من الصِّنْف الآخر وإياه يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل لِأَنَّهُ أفضل نوعيهما.
قَالَ: والسكبينج الْمَعْمُول من القنة لَيست لَهُ رَائِحَة السكبينج وَلَا ينْحل.
قَالَ أَبُو جريج: إِنَّه حَار لين وأجوده مَا صفا مِنْهُ يجلب من نَاحيَة الْمشرق.
قَالَ ابْن ماسويه: اختر مِنْهُ أقرب لون دَاخله إِلَى الْحمرَة وخارجه إِلَى الْبيَاض الصافي الشَّديد الرّيح المر الطّعْم.(7/18)
قَالَ ابْن ماسه: إِنَّه أَرْبَعَة أَنْوَاع
سليخة ج فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء: السليخة تستحيل كثيرا إِلَى الدارصيني ترى مُنَاسبَة الشّجر مِنْهُ يَعْنِي من الدَّار صيني سليخة ويجد مِنْهَا قضبانا مُتَّصِلَة أَغْصَانهَا نَحْو الدارالصيني.
قَالَ فِي ترياق قَيْصر: السليخة الملساء الطّيبَة الطّعْم: الرّيح وَمِنْهَا مَا طعمه طعم الشَّرَاب. ج: لَهَا سَاق غليظ القشر وَيكون فِي بوادي الْعَرَب وورق شَبيه بورق الايرسا الياقوتي الْحسن اللَّوْن مثل لون الشب دَقِيق الثقب أملس طَوِيل غليظ الأنابيب ثقيل يلذع اللِّسَان ويقبضه ويحذوه حذوا يَسِيرا الف ط عطر الرَّائِحَة فِيهِ حمرَة وَهُوَ ثَلَاثَة أَصْنَاف وَهَذِه أَجودهَا وَأما الْأسود الكريه فَفِيهِ فرفيرية ورائحته كرائحة الْورْد. وَأما الْأسود الكرية الرَّقِيق القشر المشققة فانما هِيَ نَحْوهَا من دونه.
وَقد يُوجد شَيْء شَبيه بالسليخة جدا. وَيفرق بَينهمَا بِأَنَّهُ لَيْسَ بحريف وَلَا عطر وقشره لاصق بشحمه.
وَمن السليخة مَا لَونه إِلَى الْبيَاض أجوف رَائِحَته مثل رَائِحَة الكراث.
وَمِنْه مَا لَيْسَ بغليظ الأنبوب بل رَقِيق أجوف.)
قَالَ ابْن ماسويه: أَجودهَا مَا كَانَ إِلَى الْحمرَة صَافِيَة اللَّوْن أَحْمَر كلون البسد مستطيل دَقِيق سنبل ج: قد يسْتَعْمل السنبل بِأَن يطْبخ أَولا ثمَّ يُبَاع على أَنه لَا عيب فِيهِ فاحذره.
قَالَ مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا: هَذَا لَا يكون قوى الطّعْم وَلَا مشبع اللَّوْن.
قَالَ ابْن ماسه: أجوده الْأسود.
قَالَ د: أجوده السوري وَهُوَ وافر الجمة أشقر طيب الرَّائِحَة جدا فِيهِ شَيْء من رَائِحَة السعد وسنبله صَغِير مر مجفف يحذو اللِّسَان وَيمْكث طيبه فِي الْفَم إِذا مضغ وقتا طَويلا.
وَمِنْه هندي وَهُوَ ضَعِيف. وَهُوَ أطول وَأكْثر سنبلا وَيخرج سنبله من أصل وَاحِد وأكمام سنبله هُوَ ملتف بعضه بِبَعْض زهم الرَّائِحَة.
وَهُوَ الَّذِي من الْهِنْدِيّ بعيد من النَّهر الَّذِي ينْبت عِنْده دوائح الْجَبَل طيب رَائِحَته وأقصر سنبلا وتشبه رَائِحَته السعد.
وَيكون مِنْهُ نوع فِي وَسطه سَاق وَهُوَ أَشد بَيَاضًا وَهُوَ ردئ.
وَرُبمَا نقع السنبل فِي المَاء ويستدل على ذَلِك من بَيَاض السنبل وقحله وَمن أَنه لَا تُرَاب فِيهِ.
وَقد يغش بِأَن يرش عَلَيْهِ إثمد أَو سكر ليتلبد ويثقل.(7/19)
قَالَ: الناردين الاقليطي هِيَ شَجَرَة الف ط صَغِيرَة يقْلع بطينها وتشد حزما تملا الْكَفّ وَيَنْبَغِي أَن يتَقَدَّم بِيَوْم فِي رش الحزم وتنقى من الطين وتوضع فِي مَوضِع ندى وَتَحْته قَرَاطِيس وَفِي الْيَوْم الثَّانِي ينقى من طينه فانه حِينَئِذٍ لَا يتَبَيَّن الْجيد من الردئ لما أفادته الْقُوَّة من الرُّطُوبَة.
ويغش هَذَا بنبات يُشبههُ يفرق بَينهمَا أَن هَذَا النَّبَات زهم لَهُ رَائِحَة كرائحة البيش وَله سَاق.
وَهَذَا أَشد بَيَاضًا وورقه أقصر من ورق الناردين الاقليطي وَلَيْسَ أَصله بمر وَلَا طيب الرَّائِحَة مثل أصُول الناردين.
وَإِذا أردْت أَن يبْقى الناردين على قوته وكثرته فاطرح ورقه ودق أُصُوله وسوقه نَاعِمًا واعجنها بشراب وَاجْعَلْهَا أقراصا وارفعها فِي إِنَاء خزف جَدِيد وَأحكم تَغْطِيَة رَأسه.
والجيد مِنْهُ مَا كَانَ حَدِيثا طيب الرَّائِحَة حَدِيث الْأُصُول عسر الانفراك ممتليا.
قَالَ: وَأما الناردين الجبلى فَإِن ورقه يشبه ورق العصفر وَكَذَلِكَ أغصانه غير أَنَّهَا أَصْغَر)
وَلَيْسَ هِيَ بخشبية وَلَا مشوكة. وَله أصلان أَو أَكثر سود طيبَة الرَّائِحَة كَالَّتِي للحناء غير أَنَّهَا أرق أَصْغَر بِكَثِير وَلَيْسَ لَهُ سَاق وَلَا ثَمَرَة وَلَا زهرَة.
سعد د: لَهُ ورق يشبه ورق الكراث غير أَنه أطول وأدق وأصلب وَله سَاق طولهَا ذارع وَأكْثر وفيهَا اعوجاج كساق الْإِذْخر وعَلى طرفه أوراق صغَار وأصوله كَأَنَّهَا زيتون مِنْهُ طَوِيل وَمِنْه مدور مشتبك بعضه مَعَ بعض سود طيبَة الرَّائِحَة فِيهَا مرَارَة وينبت فِي أَمَاكِن غامرة وَأَرْض رطبَة.
وأجودها مَا كَانَ ثقيلا كثيفا غليظا عسر الرض خشنا طيب الرَّائِحَة مَعَ شَيْء من حِدة.
ساذج د: يتَوَهَّم قوم أَنه ورق الناردين الْهِنْدِيّ لتشابه رَائِحَته ويغلطون فِي ذَلِك فَإِن الأسارون والوج يشبه الف ط رائحتهما رَائِحَة الناردين.
والساذج ينْبت فِي بِلَاد الْهِنْد فِي أَمَاكِن فِيهَا حمأة وَيظْهر على وَجه المَاء بِمَنْزِلَة عدس المَاء وَلَيْسَ لَهُ أصل فَإِذا جَمَعُوهُ على الْمَكَان نظموه فِي خيط كتَّان ويجففونه ويخزنونه.
وأجوده الحَدِيث الَّذِي لَونه إِلَى الْبيَاض مَا هُوَ السوَاد الصَّحِيح غير منثقب سَاطِع الرَّائِحَة دَائِم الطّيب فِيهِ شبه رَائِحَة الناردين لَيْسَ بمالح وَلَا مسترخ.
وَأما المسترخى مِنْهُ المنثقب الَّذِي رَائِحَته كرائحة الشَّيْء المتكرج فَإِنَّهُ ردئ.
سقمونيا أَبُو جريج الراهب: أجوده مَا كَانَ أَبيض يضْرب إِلَى الزرقة كَأَنَّهُ قطع الصدف المكسر سريع التفتت والمجلوب مِنْهُ من جبل اللكام على هَذِه الصّفة. هَذَا لَا يقربهُ مثل الكرمان الْأسود المستدير الشكل المغمر.
قَالَ: وَقُوَّة السقمونيا لَا تنكسر إِلَّا بعد ثَلَاثِينَ سنة أَو أَرْبَعِينَ سنة إِلَّا مَا قد أصلح(7/20)
بالشَّيْء قَالَ ابْن ماسويه: أجوده أعظمه قطعا وأبيض.
سكر الْعشْر أَبُو جريج: وَهُوَ يَقع على النَّبَات الْمُسَمّى الْعشْر. 4 (سورنجان) أَبُو جريج: أجوده الْأَبْيَض الدَّاخِل وَالْخَارِج الصلب الْكسر فَأَما الْأسود والأحمر فانهما رديان جدا وَيُبَاع مِنْهُ على أَنه اللعبة البربرية.
قَالَ الخوزى: السورنجان أصل نابت ينْبت قبل الأمطار وَهُوَ صنفان: أَبيض وأحمر والأبيض دَوَاء والأحمر ردئ.
وَيُقَال: إِن السورنجان أصل نابت فِي الخريف تنْبت لَهُ وردة تسمى بلغَة أهل واسحر حفر وبلغة أهل الصغد سكروه.
وَهَذِه الوردة لونان: أَبيض وأصفر وَهُوَ أول الْأَنْوَار المنفتحة الف ط فِي السفوح والمواضع الجبلية. ورق هَذَا النَّبَات لاطئ بِالْأَرْضِ. 4 (سيسا ليوس) ابْن ماسويه: إِنَّه يشبه الزنجبيل. وَقد أصبت فِي بعض الْكتب أَنه أنجدان رومى.
عسل ج فِي حِيلَة الْبُرْء: افضل الْعَسَل الْأَحْمَر اللَّوْن الناصع الطّيب الرَّائِحَة الصافي الَّذِي ينفذ فِيهِ الْبَصَر بصفائه ومذاقته حريفة حادة لذيذة غَايَة اللذاذة إِذا أَنْت رفعت مِنْهُ شَيْئا بأصبعك سَالَ إِلَى الأَرْض. وَلم يَنْقَطِع فَإِن انْقَطع فَإِنَّهُ إِمَّا أغْلظ وَإِمَّا أرق مِمَّا يَنْبَغِي فِي الْجُمْلَة فَإِن ذَلِك لِأَنَّهُ غير متشابه الْأَجْزَاء ووالعسل الغليظ فِي أَجْزَائِهِ كلهَا وَفِي بعض أَجْزَائِهِ كثير الموم وَالرَّقِيق كثير الفضول غير نضج عسر الانهضام. وَمَا ظهر فِيهِ طعم الموم ووسخ الكور فَهُوَ عسل سوء. وَمَا سطعت مِنْهُ رَائِحَة قَوِيَّة حادة فَلَيْسَ بمحمود. وَإِن كَانَت خُفْيَة فَلَيْسَ بضائر.
عنصل قَالَ أَبُو جريج: إِنَّه يخرج من الحقول من غير زرع كالرمانة وَإِذا كَانَ أَيَّام الرّبيع يخرج وردا أسود وورقة شبه ورق السوسن.
عَاقِر قرحا: أجوده الحاد الطّعْم المحرق للسان الَّذِي مكسره إِلَى الْحمرَة وغلظه كغلظ الْأصْبع.
فربيون ج فِي قاطاجانس: إِن الْعَتِيق مِنْهُ لَا يبْقى لَونه الرماني لكنه يضْرب إِلَى الصُّفْرَة وَيكون مَعَ ذَلِك فِي غَايَة الجفوف وَإِذا أدفته بالزيت لَا ينداف مَعَه إِلَّا بكد. والْحَدِيث بِخِلَاف ذَلِك فانه ينداف بِسُرْعَة. وذوق الحَدِيث بِمَنْزِلَة النَّار حَتَّى أَنه يحرق اللِّسَان والعتيق يسير الحدة.
والفريبون الْفَائِق تبقى قوته أَكثر شَيْء ثَلَاث سِنِين أَو أَرْبعا وَتبطل قوته من الرَّابِعَة إِلَى السَّابِعَة)
قَالَ أَبُو جريج فِي الْأَدْوِيَة المسهلة: إِن الفربيون يَجْعَل فِي آنِية مَعَ باقلى مقشر فتحفظ قوته وَلَا تتأكل مُدَّة.
قَالَ ابْن ماسويه الف ط: اختر مِنْهُ الحَدِيث الصافي الْأَصْفَر اللَّوْن الحاد الرَّائِحَة الحريف الطّعْم.(7/21)
فو د: وَقد يشبه ورق رعباذيلا.
وَهُوَ الكرفس الْعَظِيم الْوَرق والقضبان وَسَاقه ذارع أَو أَكثر أملس ناعم لَونه مائل إِلَى الأرجوان مجوف ذُو عقد لَهُ زهرَة شَبيهَة بزهرة النرجس غير أَنه أكبر مِنْهُ وَفِي ميله إِلَى الْبيَاض شَيْء من فرفيرية وَفِي غلظ أَعلَى مَوضِع من أَصله مثل غلظ الْخِنْصر ويتشعب من أَسْفَل الأَصْل شعبًا معوجة مثل الْإِذْخر والخربق الْأسود مشتبكة بَعْضهَا بِبَعْض لَوْنهَا إِلَى الشقرة مَا هُوَ طيب الرَّائِحَة فِيهَا شَيْء من رَائِحَة الناردين مَعَ شَيْء من زهومة. ويغش بِأَصْل ألآس الْبري. والمعرفة بِهِ هينة لِأَن أصل الآس الْبري صلب عسر الرض لَيْسَ بِطيب الرَّائِحَة.
فلفل ج فِي الثَّامِنَة من الْأَدْوِيَة المفردة: إِن أصُول الفلفل تشبه الْقسْط وثمرته فِي أول مَا يطلع الدَّار فلفل وَلذَلِك صَار الدَّار فلفل أرطب من الفلفل ويسرع إِلَيْهِ التأكل وَلَا يلذع من سَاعَته والفلفل الْأَبْيَض أَشد حراقة من الْأسود لِأَن الْأسود أنضج والأبيض فج.
فيلزهرج قَالَ ماسرجويه: إِنَّه ثَلَاثَة أَصْنَاف: أَحدهَا هندى وَالْآخر يعْمل من الزرشك وَالْآخر عَرَبِيّ وَهُوَ الْمُسَمّى حضض.
فاغره ابْن ماسويه: هُوَ أصل يشبه الحضض.
وَقَالَ ابْن ماسه: إِنَّه أصل النيلوفر الْهِنْدِيّ.
فلنجه قَالَ ابْن ماسويه: أصل النيلوفر الْهِنْدِيّ.
فلفمويه ابْن ماسه إِنَّه أصل الفلفل.
صَبر قَالَ أَبُو جريج: هُوَ ثَلَاثَة أَصْنَاف: الأسقوطري والعربي والسمنجاني والأسقوطري تعلوه صفرَة شديبة كالزعفران وَإِذا استقبلته بِنَفس حَار من فِيك خلت أَن فِيهِ ضربا من رَائِحَة المر.
وَهُوَ سريع التفرك وَله بريق وبصيص قريب من بريق الف ط الصمغ الْعَرَبِيّ فَهَذَا)
هُوَ الْمُخْتَار.
وَأما الْعَرَبِيّ فَهُوَ دونه فِي الصُّفْرَة والرزانة والبريق والبصيص.
وَأما السمنجاني فرديء جدا منتن الرّيح تقرب رَائِحَته إِذا قابلته بِنَفس حَار من فِيك رَائِحَة قَالَ: وَالصَّبْر إِذا عتق أسود وانكسرت حِدته والمغشوش الْأَحْمَر البارق والشديد التفرك حمرته كحمرة الكبد سهل الانحلال صَادِق المرارة.
فَأَما مَا كَانَ مِنْهُ أسود عسر الْكسر فَلَا خير فِيهِ. ونباته شَبيه بنبات الراسن.
ضرو ج: هُوَ قشره.
وَقَالَ ابْن ماسويه: هُوَ صمغ شَجَرَة تسمى الكمكام يجلب من الْيمن.
قنة: لَهُ ذكر عِنْد السكبينج.(7/22)
وَقَالَ فِي كتاب الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء: إِنَّه نَوْعَانِ: أَحدهمَا زبدي خَفِيف الْوَزْن وَهَذَا أَشد بَيَاضًا. وصنف آخر أكثف وَأَشد تلززا وَهُوَ أَجودهَا وإياه فَاسْتعْمل.
قرفة قَالَ فِي ترياق قَيْصر: إِن مِنْهَا مَا هُوَ صلب طيب الرَّائِحَة يشبه الدارصيني لَهُ عيدَان طوال شَدِيدَة طيبَة رَائِحَته أقل كثيرا من الدارصيني.
وَقد زعم قوم أَنه جنس آخر غير الدارصيني.
قردمانا: الْجيد مِنْهُ يكون بأرمينية فاختر مِنْهُ الْعسر الرض الممتلئ الصلب المنضم وَمَا خَالف ذَلِك فردئ. والجيد سَاطِع الرَّائِحَة حريف الطّعْم مَعَ شَيْء من مرَارَة.
قسط د: أجوده مَا كَانَ فِي بِلَاد الْعَرَب وَكَانَ أَيْضا خَفِيفا طيب الرَّائِحَة وَبعده الْهِنْدِيّ وَهُوَ غليظ أسود خَفِيف مثل القثاء وَبعده السورى وَهُوَ ثقيل ولونه لون خشب الشمشاد سَاطِع الرّيح وأجوده الحَدِيث الْأَبْيَض الممتلئ الكثيف الْيَابِس غير المتأكل وَلَا زهم يلذع اللِّسَان ويحذوه.
ويغش بأصول الف ط الراسن الصلبة ويغرق بَينهمَا لِأَن الراسن لَا يحذو اللِّسَان وَلَا رَائِحَته قَوِيَّة ساطعة كرائحته.
قصب الذريرة قَالَ: ينْبت بِالْهِنْدِ. أجوده الياقوتي اللَّوْن المتقارب العقد الَّذِي إِذا هشم ينهشم إِلَى شظايا كَثِيرَة وأنبوبة ملآن من شَيْء لَونه إِلَى الْبيَاض مَا هُوَ يشبه نسج العنكبوت لزج إِذا مضغ فِيهِ قبض وَشَيْء من حراقة.)
قثى قَالَ: هِيَ حَبَّة نستعملها مركبة قد ذكرنَا تركيبها فِي صَنْعَة الطَّبِيب والمعجونات.
قروقومعما قَالَ: هُوَ ثفل دهن الزَّعْفَرَان.
قَالَ د: أجوده الطّيب الرَّائِحَة الَّذِي فِيهِ من المر باعتدال الرزين الْأسود الَّذِي لَيْسَ فِيهِ عيدَان وَإِذا أذيب كَانَ لَونه قَرِيبا من لون الزَّعْفَرَان جدا وَكَانَ لينًا فِيهِ مرَارَة يسيرَة يصْبغ الْأَسْنَان وَاللِّسَان صبغا شَدِيدا وَيبقى سَاعَات كَثِيرَة.
قَالَ أَبُو جريج: ينْبت على وَجه الأَرْض مَبْسُوطا وَيَنْبَغِي أَن يجتنى فِي آخر الصَّيف ليؤخذ مَا قد اصفر مِنْهُ وَالَّذِي إِذا أَصَابَهُ الندى انقلع سَرِيعا وَخرج حبه وافرا يضْرب وَجه لاقطه.
وأجوده مَا كثرت ثَمَرَته فِي شَجَره وَكثر مَاؤُهُ.
قَالَ: يتَّخذ مِنْهُ مَا اصفر على شَجَره الْكثير الْحمل: واعصره وَلَا تذقه وَخذ المَاء مَعَ الثفل الغليظ وصيره فِي إِنَاء وَكلما صفى المَاء فصب عَنهُ صَفوه واترك الثخين قدر مَا ينعجن واجعله فِي خرقَة صفيقة وعلقه حَتَّى يقطر جَمِيع مَا فِيهِ ثمَّ تجففه فِي غضارة على رماد فاتر وَهُوَ مَبْسُوط ثمَّ ضَعْهُ فِي الظل إِلَى لوح أَيَّامًا حَتَّى يستحكم جفافه وارفعه.
قَالَ ابْن ماسويه: اختر مِنْهُ الْمُسْتَقيم الَّذِي يشبه صغَار القثى الصَّادِق المرارة واختر من عصارته الْأَبْيَض الف ط الأملس الْخَفِيف الْوَزْن الَّذِي يشبه الاشقال.(7/23)
قَالَ بولس: الْمُخْتَار من عصارة قثاء الْحمار مَا كَانَ إِلَى الخضرة الْخَفِيف يكون قد أُتِي عَلَيْهِ أَكثر من سنة.
قليميا ج فِي الْأَدْوِيَة المفردة: إِنَّه يكون من دُخان النّحاس وَمن دُخان الْفضة وَمن دُخان حجرَة المرقشيثا وَمِنْه أَيْضا معدني غير مَعْمُول. والمعمول صنفان: عنقودي وَهُوَ بخار مَا يرْتَفع فِي الأتون وصفائحي وَهُوَ مَا يبْقى فِي أسافل الأتون.
قلب ابْن ماسويه: بزر الْهِنْدِيّ يشبه بزر الْكَتَّان إِلَّا أَنه أكبر مِنْهُ قَلِيلا يعلوه غبرة.
قَالَ ثَابت: إِنَّه ماش هندى.
قفر الْيَهُود اريباسيوس: الْجيد مِنْهُ مَا لَونه مائل إِلَى لون الفرفير بليغ قوى الرَّائِحَة رزين وَأما الْأسود فانه ردي يغش بزفت يخلط بِهِ.
قنطوريون قَالَ الخوزى: إِنَّهَا نَوْعَانِ: كَبِير وصغير ينبتان فِي آخر الرّبيع وورقه يشبه ورق الأثل.) 4 (راسن) د: ورقه يشبه الدَّقِيق من ورق النَّبَات الَّذِي يُسمى قلومس غير أَنه أخشن وأطول وَأعظم طيب الرَّائِحَة حريف ياقوتي اللَّوْن وَفِيه شعب.
قَالَ ابْن طَاوس: يكون بِمصْر صنف آخر من الراسن وَهِي حشيشة لَهَا أَغْصَان طولهَا ذارع مسطحة على الأَرْض مثل النمام وورقه شبه ورق العدس غير أَنه أطول وَهُوَ كثير الأغصان وَله أصُول صفر غلظها مثل الْخِنْصر وأسفلها دون أَعْلَاهَا وَعَلَيْهَا قشر أسود.
وينبت فِي مَوَاضِع قريبَة من الْبَحْر وَفِي التلول.
راوند ج فِي الْمُقَابلَة الف ط للأدواء: إِن الرواند لَا يغش لَكِن يُؤْخَذ من الْمَوَاضِع الَّتِي تنْبت فِيهَا مَا دَامَ طريا فيطبخونه وَيَأْخُذُونَ عصارته ويجمدون تِلْكَ العصارة ويجلبونها إِلَى الْبلدَانِ ويبيعون الَّذِي قد طبخ على أَنه لم يغش والمغشوش مِنْهُ متكاثف الْجَوْهَر متماسك لِأَنَّهُ من عصارة والخالص أَشد تخلخلا وسخافة وَالْقَبْض فِي الْخَالِص ضَعِيف وَهُوَ فِي الراوند الْمَعْمُول قوى والتأكل يسْرع إِلَيْهِ.
شيطرج ج فِي الميامر: إِن صفة نَبَات الشطرج أَنه ينْبت كثيرا فِي الْقُبُور والحيطان العتيقة والمواضع الَّتِي لَا تحرث وَهُوَ ناضر أبدا إِلَّا أَنه أَحْمَر وورقه يشبه ورق الْحَرْف وَطول قصبه ذارع وَأَقل وَأكْثر ويخلف فِي الصَّيف وَرقا دقاق لَا يزَال عَلَيْهِ حَتَّى يضْربهُ الْبرد فَإِذا برد الْهَوَاء جف من الْوَرق مَا يجِف قضيبه وانتثر وَبقيت مِنْهُ بقايا نَحْو أَصله فَإِذا كَانَ فِي الصَّيف خرج عَن قصبته زهر صغَار جدا كثير الْوَرق لَونه لون اللَّبن وَأَرْدَفَ ذَلِك بزرا صَغِيرا غَايَة الصغر لَا يُمكن أَن يرى حسا لصغره وَأَصله لَهُ رَائِحَة حادة جدا وَهُوَ أشبه شَيْء بالحرف.(7/24)
شبرم أَبُو جريج الراهب: أَجود الشبرم مَا أَحْمَر لَونه حمرَة خَفِيفَة وَكَانَت الْقطعَة مِنْهُ كَأَنَّهَا جلد ملفوف رَقِيق اللحاء.
فَأَما الغليظ الْجِسْم الْقَلِيل الْحمرَة الَّتِي بسطا تحمر وَفِيه شبه الخيوط فَهُوَ شَرّ الشبرم وَأكْثر هَذِه فَأَما الْفَارِسِي فأردأ الشبرم.
شوكران قَالَ روفس فِي كتاب المالنخوليا: إِن الشوكران ورقه شَبيه بورق اليبروح إِلَّا أَنه أَصْغَر وَأَصله رَقِيق لَيست لَهُ ثَمَرَة.
تفسيا أصبت أَنه صمغ السذاب البرى.)
قَالَ الف ط د فِي قاطاجانس: التفسيا تضعف قوته فِي سنة.
وَقَالَ فِي الميامر: لَا ينْتَفع بِهِ بعد ثَلَاث سِنِين.
تَرَبد قَالَ أَبُو جريج: أَجود التربد الْأَبْيَض اللَّوْن الملتف الشكل المصبغ الطَّرفَيْنِ الَّذِي مثل أنابيب الْقصب الدَّقِيق الْجِسْم الدَّقِيق الأنبوب السَّرِيع التفتت الَّذِي لَيْسَ بغليظ وَلَا برقيق ويسرع التأكل إِلَى التربد والتأكل يضعف فعله وَهُوَ الَّذِي يرَاهُ مثقبا كرأس الإبر وَكَانَ خَفِيف الْوَزْن جدا هَذَا وَقد ذهبت قوته.
قَالَ ماسرجويه: اختر مِنْهُ مَا جَوْفه شديدي الْبيَاض وَظَاهره أملس رَقِيق الْعود لَيْسَ بِذِي شظايا غير متأكل.
خربق قَالَ أركاغنيس فِي كتاب الْعِلَل المزمنة: أجوده الْمُتَوَسّط بَين الْعَتِيق والْحَدِيث وَالسمن والهزال فالرمادي اللَّوْن السهل انكساره الَّذِي يخرج مِنْهُ إِذا كسر شبه الْغُبَار ومذاقه حريف قَالَ د: إِن الخربقين تبقى قوتهما سِنِين كَثِيرَة.
قَالَ ابْن ماسويه: اختر من الخربق الْأَبْيَض المستطيل الدسم السَّرِيع الانكسار غير النخر المنفرك الَّذِي إِذا كَسرته رَأَيْت فِي جَوْفه شبه غزل العنكبوت فِي طعمه حراقة يحرق اللِّسَان.
قَالَ: واختر من الْأسود الصلب القضبان الممتلئة الدسم الرقيقة الَّذِي فِي جَوْفه شبه نسج العنكبوت الْحَدِيد الطّعْم.
قَالَ أريباسيوس: اختر مِنْهُ مَا كَانَ ممتلئا حريفا بَادِي الطّعْم.
خيارشنبر قَالَ ابْن ماسويه فِي الْأَدْوِيَة المسهلة: اختر مِنْهُ الْبراق الدسم.
قَالَ ماسرجويه: أجوده مَا لم يخرج من قصبه.(7/25)
قَالَ ابْن ماسه: إِنَّه نَوْعَانِ: أَحدهمَا يجلب من كابل وَالْآخر يجلب من الْبَصْرَة. الف ط خَرْدَل قَالَ ابْن ماسه: أَجود الْخَرْدَل الْأَحْمَر الْكَبِير الْحبّ الَّذِي إِذا فركته ظَهرت مِنْهُ زعفرانية ولدونة.
غاريقون ج فِي الْمُقَابلَة للأدواء: إِنَّه لَا يُمكن أَن يغش وكل مَا كَانَ أخف وزنا فَهُوَ أَجود وَمَا كَانَ أكثف وَأقرب إِلَى الخشبية فَهُوَ أردأ.
قَالَ أَبُو جريج: اجوده مَا إِذا كسر وجد أملس الجوانب شَدِيد الْبيَاض خَفِيف فِي مذاقته قَالَ ابْن ماسويه فِي الْأَدْوِيَة المسهلة: اختر مِنْهُ الْأُنْثَى وعلامته أَنه يرى فِي جوفها إِذا قطع)
شَبِيها بالفراخ مستويا فَأَما الذّكر مِنْهُ فَإِنَّهُ أملس مستدير فِي جَمِيع النواحي وَأول طعمه يقرب من الْحَلَاوَة ثمَّ يظْهر عِنْد المطاولة مرَارَة فاختر من الْأُنْثَى أَيْضا مَا كَانَ أَبيض الْجوف سريع التفرك. 4 (أريبا سيوس) أجوده مَا كَانَ فِي شظايا مُسْتَقِيمَة.(7/26)
(سقط: من هَذِه الصفحة إِلَى صفحة 323)(7/27)
(الْجُزْء الثَّالِث وَالْعشْرُونَ)
(قوانين اسْتِعْمَال الْأَطْعِمَة والأشربة وَفِي الْأَمْرَاض الَّتِي تعدى وتتوارث وَغَيرهَا)(7/323)
(فارغة)(7/324)
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
(قوانين اسْتِعْمَال الْأَطْعِمَة)
(والأشربة لحفظ الصِّحَّة ومضار الْجُوع والعطش ومنافعهما وَدفع مضارهما) يَنْبَغِي أَن يكْتب هَهُنَا مَا أمكن من تَدْبِير الْغذَاء وَمَا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي اسْتِعْمَاله بِحَسب الزَّمَان وَالْحَرَكَة والمزاج وَالسّن يحْتَاج أَن يحول إِلَى هَهُنَا من بَاب الْمعدة والعادات وَمَا يَلِيق بِهِ. لي ظهر من قُوَّة كَلَام جالينوس فِي الْمقَالة السَّابِعَة من كتاب حِيلَة الْبُرْء أَنه يَنْبَغِي أَن يكون الطَّعَام بِقدر مَا لَا يثقل الْمعدة وَالشرَاب بِقدر مَا لَا يطفو وَلَا يجذبه مس قرقرة وَيكون جُمْلَتهَا بِقدر مَا لَا يثقل على الْمعدة بِلَا أَذَى وَلَا تمدد وَلَا انتفاخ وَأَنه إِن عرض فِي يَوْم مَا هَذَا فَيجب أَن يقصر فِي الثَّانِي بِمِقْدَار عظم الْعَارِض فِي الْيَوْم الَّذِي قبله وَإِن لم يعرض زِدْت بِمِقْدَار مَا تحْتَمل الْمعدة من الطَّعَام وَالشرَاب من غير أَن تعرض لَهَا هَذِه الْأَعْرَاض أَعنِي الثّقل والتمدد والانتفاخ والقراقر والطفو فِي فمها فَهُوَ مقدارها الَّذِي يحْتَاج أَن يلْزمه فَإِن تَغَيَّرت الْعَادة عملت بعد بِحَسب ذَلِك. لي وَتبين أَيْضا من كَلَامه فِي هَذِه الْمقَالة أَن السّكُون وَالنَّوْم بعد الطَّعَام عون عَظِيم على هضمه وبالضد ذَلِك أَنه قَالَ إِن الطَّعَام الثَّانِي لَيْسَ يُعينهُ على مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من الاستمراء إِن يسكن المتناول لَهُ بعده وينام لَكِن قد يُعينهُ على ذَلِك أَيْضا طول الْوَقْت وعناية اللَّيْل لِأَنَّهُ كَانَ فِي ذكر الْعشَاء.
وَأَن الشَّرَاب بعد الطَّعَام من قبل أَن يستمرأ يفْسد الاستمراء إِلَّا أَن يعرض من الْعَطش شئ مؤذ فيشرب بِقدر مَا يسكنهُ الف ي فَقَط وَإِذا انحط الْغذَاء فليستوف من الشَّرَاب فَإِنَّهُ)
إِذا فعل ذَلِك انحدر الطَّعَام وَنفذ أسْرع وَخرج فِي البرَاز وَكَانَت الشَّهْوَة من غَد أقوى من أَن لَا يشرب.
إِن مِمَّا تبين من كَلَام جالينوس فِي الرَّابِعَة من حفظ الصِّحَّة أَن الطَّعَام إِذا فسد فِي الْمعدة يجب أَن يُبَادر إِلَى إِخْرَاجه كَيفَ أمكن بالقئ أَو بالإسهال وَيجب أَن تجتهد فِي أَن لَا تكون تخم بِتَقْدِير كمية الْغذَاء وَلَو اضطررت إِلَى أَن يكون ردياً فَإِن التخم إِذا لم يكن أَن يجْتَمع فِي الْعُرُوق شئ ردئ وَلَو كَانَت الأغذية ردية بل إِن اجْتمع شئ فَفِي نَاحيَة الْجلد.(7/325)
وَالرُّكُوب وَالْحَرَكَة بعد الطَّعَام أبلغ مَا يكون فِي إِفْسَاد الْغذَاء وإيراث الأخلاط الردية والخراجات وَنَحْوهَا.
وَقَالَ فِي هَذَا الْكتاب: يجب فِي تَدْبِير حفظ الصِّحَّة أَن يبْدَأ بالتعب ثمَّ بِالطَّعَامِ ثمَّ بِالنَّوْمِ وإعرف إصْلَاح التخم من بَاب الْمعدة.
من السَّادِسَة من تَدْبِير الأصحاء الَّذين مزاج أكبادهم ومعدهم وأعضائهم الرئيسة مُتَسَاوِيَة فَإِن الطَّعَام الَّذِي يلتذونه هُوَ أغذى لَهُم وَأما الَّذين مزاج هَذِه الْأَعْضَاء مُخْتَلف فيهم حَتَّى يكون فِي الْمثل مزاج الْمعدة بِخِلَاف مزاج الكبد فَإِنَّهُم قد يشتهون مَا يضرهم على مَا قُلْنَا فِي بَاب حفظ قَالَ جالينوس: يجب أَن تعرف خَواص الأغذية والأطعمة الَّتِي تستدرك بالتجربة فَإِن لَهَا فِي قُوَّة الهضم أعظم المعونة وتعمل بِحَسبِهِ. لي اسْتَعِنْ بِبَاب قوانين حفظ الصِّحَّة وانقله إِلَى هَهُنَا.
الأولى من كتاب الأخلاط قَالَ: مصابرة الْعَطش يشفي من علل مائية والأبدان الرّطبَة وَأما الْأَبدَان المرارية الأخلاط فَإِنَّهُ يَضرهَا ويهيج فِيهَا المرار.
قَالَ: وَكَذَلِكَ الْجُوع فَإِنَّهُ يهيج المرار جدا فَأَما الأخلاط النِّيَّة فَإِنَّهُ ينضجها وَيقطع البلغم.
قَالَ: الشِّبَع والري ينفعان الْأَبدَان الَّتِي الْغَالِب ألف ي عَلَيْهَا المرار والجوع والعطش الَّتِي استولى عَلَيْهَا البلغم.
الْمقَالة الثَّانِيَة من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: 3 (التَّدْبِير الرَّدِيء فِي الْمطعم وَالْمشْرَب) غير الشبيه بعضه بِبَعْض أوفق فِي حَال حفظ الصِّحَّة فِي جَمِيع الْأُمُور الْأَوْقَات من الِانْتِقَال بَغْتَة إِلَى تَدْبِير آخر وأجود مِنْهُ لِأَن تَغْيِير الْعَادة على غير تدريج عَظِيم الضَّرَر.
قَالَ: وَمن ذَلِك أَن انْتِقَال من جرت عَادَته أَن يَأْكُل فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ إِن انْتقل إِلَى أَن يَأْكُل مرّة بَغْتَة أحدث عَلَيْهِ ضَرَرا وضعفاً وَمن لم تكن عَادَته أَن يتغذى فتغذى أضعفه ذَلِك على الْمَكَان وكسله وأرخاه فَإِن تعشى مَعَ ذَلِك تجشأ جشاء حامضاً.
وَمِنْهُم من يعرض لَهُ لين الْبَطن لِأَنَّهُ قد ثقل على معدته شئ جاءها بِخِلَاف الْعَادة لِأَن الطبيعة كَانَت قد اعتادت أَن لَا تتملأ مرَّتَيْنِ وَلَا تهضم الطَّعَام مرَّتَيْنِ.
وَمن اسْتعْمل الخواء على غير عَادَة عرض لَهُ كرب عَظِيم قلق واضطراب النّوم. وَإِذا تَركه وَهُوَ مُعْتَاد ضعف وسهر.
قَالَ: وَمن ناله ثقل من الْغذَاء فَيَنْبَغِي أَن ينَام نوماً كثيرا بِقدر لَيْلَة مَعَ توقي الْبرد فِي الشتَاء وَالْحر والصيف فَإِن لن يتهيأ لَهُ النّوم يمشي مشياً كثيرا وليشربوا شرابًا قَلِيلا لِئَلَّا يهيج بهم نفخ وَلَا قراقر فَإِذا تخلصوا من ذَلِك لم يعاودوا الْعشَاء والغذاء الَّذِي يثقل عَلَيْهِم وَإِن أَحبُّوا ذَلِك تدرجوا فِيهِ قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يعتادوه.(7/326)
قَالَ: وَمن اعْتَادَ أَن يَأْكُل فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ إِن أكل مرّة استرخى بدنه وَضعف وجزع من كل عمل وَعرض لَهُ وجع فِي الْفُؤَاد حَتَّى يتَوَهَّم أَن أحشاءه معلقَة ويبول بولاً حاراً أَو يبرز برازاً محترقاً وَرُبمَا وجد فِي فِيهِ مرَارَة وغثياً وتغور عَيناهُ وصدغاه وتختلج وتبرد أَطْرَافه وخاصة إِن كَانَ مزاجه مرارياً. 3 (اخْتِلَاج الأصداغ) فيزيد بِهِ شدَّة نبض الشرايين الَّتِي هُنَاكَ وَأما أَطْرَافهم الف ي فتبرد لانصباب المرار إِلَى الْمعدة فيؤذيها ويلذغها فيكرب فتبرد الْأَطْرَاف لذَلِك.
وَالْأَكْثَر من ترك من هَؤُلَاءِ الْغذَاء لم يُمكنهُ أَن يَسْتَوْفِي عشاءه وَإِذا تعشى تقلبت معدته وثقلت وعسر نَومه أَكثر مِمَّا كَانَ لَو كَانَ قد تغدى يَوْمه ذَلِك.
قَالَ: وَمن كَانَ مراري الطَّبْع ولبث من غير أَن يتغدى وَلم تكن لَهُ عَادَة جرت بذلك انصب إِلَى معدته مرار فتشغب نَفسه للطعام لسوء حَال معدته فَإِن أكرهها على ذَلِك ثقل عَلَيْهِ وَضعف نَومه وَكثر تقلبه وَفَسَد طَعَامه وَمَتى كَانَت مُدَّة صَوْمه أطول كَانَ ثقل الْعشَاء عَلَيْهِ أَشد وَيجب لهَؤُلَاء أَيْضا أَن يتوقوا فَإِن احْتِمَاله يصعب عَلَيْهِم ثمَّ يتعشون عشَاء خَفِيفا وَليكن غذاؤه رطبا ويخفف غذاءه من غَد وَيشْرب شرابًا أَبيض غير ممزوج.
وَبِالْجُمْلَةِ من أَرَادَ أَن يعود من ترك الْغذَاء إِلَى أكله وَمن أكله إِلَى تَركه فَيجب أَن يعود إِلَيْهِ على تدريج.
وَأهل المرار أقل احْتِمَالا للصَّوْم وَهُوَ عَلَيْهِم أصعب لِأَن معدهم تفْسد وتمتلئ مرَارًا إِلَّا أَن ذَلِك وَأما من ينصب إِلَى معدته المرار وَلَيْسَ مزاجه بمراري فَإِنَّمَا تعرض لَهُ الْأَعْرَاض الردية فِي الْمعدة فَقَط كالغثى وقئ الصَّفْرَاء.
وَالَّذِي الْغَالِب على مزاجه ومعدته البلغم يحْتَمل الصَّوْم وَالْأكل مرّة لِأَن البلغم يَسْتَحِيل عِنْد التجوع إِلَى الدَّم ويغذوهم وَأما أَصْحَاب المرار فيزيد الْجُوع مرتهم حِدة ورداءة.
قَالَ: وَالسَّبَب فِي أَن تكون الأحشاء معلقَة أَن الْمعدة إِذا لم تمتلئ بِالطَّعَامِ لَا يسدها لَكِن تنقبض وتنضم فتنغلق الأحشاء.
قَالَ: وَتَنَاول الأغذية والأشربة الَّتِي قد جرت بهَا الْعَادة وَإِن كَانَت أخس كَانَت أوفق من الَّتِي هِيَ أَجود مِنْهَا إِذا كَانَت غير مألوفة.
قَالَ: وَمن انْتقل من قلَّة اسْتِعْمَال الطَّعَام إِلَى ألف ي الْإِكْثَار مِنْهُ وبالضد عظم ضَرَره لَهُ جدا والانتقال من قلَّة الْغذَاء إِلَى الْإِكْثَار مِنْهُ بغية أَكثر ضَرَرا مَرَّات كَثِيرَة من الِانْتِقَال من الْكَثْرَة إِلَى الْقلَّة.(7/327)
قَالَ: والجوع الطَّوِيل تمتلئ بِهِ الْمعدة صديداً.) لي على مَا فِي الْفُصُول من الْمقَالة الأولى: الْأَبدَان يجب أَن تغذى بِمِقْدَار الْوَقْت والمزاج والمهنة فَإِن الشتَاء وَسن الصّبيان والمزاج الْحَار الرطب والكد والرياضة توجب أَن يكون الْغذَاء كثيرا أما الشتَاء فلطول اللَّيْل: وسخونة الْجوف لعدم التَّحَلُّل.
وَأما المزاج فَلِأَن مَا كثرت فِيهِ الْحَرَارَة الغريزية يحْتَاج إِلَى غذَاء أَكثر.
وَأما السن فَلِأَن الصّبيان لِكَثْرَة مَا يتَحَلَّل مِنْهُم يَحْتَاجُونَ إِلَى غذَاء أَكثر وَكَذَلِكَ الشَّبَاب وَأما الْمَشَايِخ فَأَقل.
أَصْحَاب الرياضة يَحْتَاجُونَ إِلَى غذَاء أَكثر وبالضد.
وَكَذَلِكَ الْحَال فِي كَيْفيَّة الْغذَاء فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن يكون عِنْد حفظ الصِّحَّة ملائماً لذَلِك المزاج فَإِن الصّبيان يَحْتَاجُونَ إِلَى غذَاء أرطب والشباب إِلَى مَا هُوَ أجف وبحسب ذَلِك يتم الْبَاب.
وَأما الْمَشَايِخ فيحتاجون إِلَى أَن يغتذوا قَلِيلا قَلِيلا فِي أزمنة مُتَقَارِبَة كَمَا قد بَينا ذَلِك فِي أبوابه.
والأغذية الَّتِي هِيَ شَبيهَة بالطبع تسْتَعْمل عِنْد حفظ الصِّحَّة والمضادة عِنْد الْمَرَض كَمَا قَالَ أبقراط: إِن الْغذَاء الرطب جيد للمحمومين.
الْمقَالة الثَّالِثَة: من كَانَ عَازِمًا أَن لَا يَأْكُل لحمية أَو لسَبَب مَا فَلَا يتعب وَلَا يفصد وَلَا يسهل وَلَا يتقيأ وَلَا يعْمل شَيْئا يُحَرك الْبدن حَرَكَة قَوِيَّة لِأَن الْقُوَّة تخور إِذا اسْتعْمل هَذِه مَعَ الْجُوع الشَّديد جدا. 3 (شرب الشَّرَاب على الْجُوع) الشَّديد قبل أَن يتَنَاوَل الطَّعَام يُورث التشنج واختلاط الذِّهْن سَرِيعا.
مَا كَانَ من الطَّعَام أخس قَلِيلا إِلَّا أَنه ألذ فَيجب أَن يخْتَار على الْأَفْضَل مِنْهُمَا إِلَّا أَنه أكره لِأَن الْمعدة تحتوي على مَا تلتذ وَتلْزَمهُ جدا فتجيد هضمه وَلَا تحتوي على الكريه فَلذَلِك ألف ي يسوء هضمه فيجلب إِمَّا غثياً وَإِمَّا نفخة.
وَاعْلَم أَن الشَّيْء الَّذِي هُوَ عِنْد النَّاس أَكْثَرهم أردأ قَلِيلا ثمَّ كَانَ عِنْد وَاحِد مستلذاً فَإِنَّهُ خير لَهُ فَإِن جمع اللَّذَّة أَن لَا يكون ذَمِيمًا الْبَتَّةَ فَذَلِك أفضل مَا يكون وَإِنَّمَا قُلْنَا: أخس قَلِيلا لِأَن الشَّيْء المستلذ إِن كَانَ فِي الْغَايَة من الرداءة فَلَا يجب حِينَئِذٍ أَن يُؤثر لأجل استلذاذه بل إِذا كَانَت رداءته قَليلَة وَلَذَّة العليل لَهُ أَكثر مِنْهُ للَّذي لَيست لَهُ تِلْكَ الرداءة وَكَذَلِكَ الْأَمر فِي الْبدن الصَّحِيح.(7/328)
وَقَالَ روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام اعْلَم أَن بعض النَّاس يستمرئ بعض الأغذية الردية وَينْتَفع بهَا أَكثر مِنْهُ بالجيدة عِنْد النَّاس الْأُخَر بخواص دقائق فِي مزاجه ذَلِك الطَّعَام فاعرف ذَلِك بالسؤال لَهُ وأعطه مِنْهُ واعمل بِحَسبِهِ فَإِن هَذَا الْأَمر لَا يلْحقهُ الطَّبِيب: وَيجب لكل إِنْسَان أَن يتفقد ذَلِك الْخَامِسَة من الْفُصُول من عَطش بِاللَّيْلِ عطشاً شَدِيدا إِن نَام بعد ذَلِك وَلم يشرب فَذَلِك مَحْمُود.
قَالَ جالينوس: إِن كَانَ الْعَطش شَدِيدا فَيجب أَن يشرب لِأَن حفظ الصِّحَّة إِنَّمَا هُوَ أَن يمد نُقْصَان الرُّطُوبَة بالرطوبة إِن كَانَ ذَلِك من شرب شراب قَلِيل المزاج أَو من قلَّة الشَّرَاب وَأَن تقمع حرارة الشَّرَاب بِالْمَاءِ إِن كَانَ ذَلِك الْعَطش إِنَّمَا هُوَ من أجل الشَّرَاب الْحَار فَأَما إِن كَانَ الْعَطش يَسِيرا فَلَيْسَ يجب لَا محَالة أَن يُؤذن لَهُ فِي الشَّرَاب لَكِن انْظُر: هَل عطشه من عجز الرُّطُوبَة أَو من حرارة شراب كثير كَانَ شربه فَإِن كَانَ من عجز الرُّطُوبَة أذن لَهُ فِي الشَّرَاب وَإِن كَانَ من كَثْرَة الشّرْب فَلَا تَأذن لَهُ لِأَنَّهُ قد يُمكن إِذا نَام هَذَا أَن ينْتَفع بِهِ. لي لِأَنَّهُ إِذا نَام لَا ينهضم ذَلِك الشَّرَاب هضماً محكماً.
3 - (الْمقَالة السَّابِعَة:)
3 - (الْجُوع يُبرئ من جَمِيع الْعِلَل الرّطبَة) ألف ي) لي لِأَنَّهُ يُخَفف الرُّطُوبَة تَخْفِيفًا قَوِيا لِأَن بالرطوبة الْبدن دَائِم التَّحَلُّل فَإِذا لم يخلف بَدَلا مِمَّا ينْحل جفف جفوفاً شَدِيدا.
الْمقَالة الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان: لَا يجب أَن يشرب الشَّرَاب بعد الرياضة وَبعد الْحمام لِأَنَّهُ فِي تِلْكَ الْحَال يضر بِالرَّأْسِ والعصب جدا: وَكَذَلِكَ المَاء الْبَارِد فِي هَذِه الْأَوْقَات لَيْسَ بسليم من الْمضرَّة إِلَّا أَن يشرب قبله مِقْدَارًا يَسِيرا من الشَّرَاب ممزوجاً بِمَاء حَار وَذَلِكَ أَن شرب المَاء الْبَارِد قبل الطَّعَام يضر بالمعدة والكبد وَرُبمَا نَالَ العصب مِنْهُ مضرَّة فِي بعض النَّاس.
قَالَ: فَلَيْسَ يَنْبَغِي أَن يشرب الشَّرَاب بعد الرياضة وَالْحمام على الْمَكَان فَإِن كَانَ لَا بُد مِنْهُ فالأجود أَن يشرب قبله شَيْء من مَاء كَمَا نجد أَصْحَاب الصراع يَفْعَلُونَ ذَلِك.
قَالَ: إِذا عرض للْإنْسَان أَن يتجشأ طعم طَعَامه من غَد الْيَوْم الَّذِي أكله عرضت لَهُ نفخة فِيمَا دون الشراسيف فَإِن ذَلِك لِأَن طَعَامه لم ينهضم فلينم نومَة طَوِيلَة فِي الْيَوْم الثَّانِي وَيسْتَعْمل فِي الثَّالِث حَرَكَة قَوِيَّة كَثِيرَة وَيجْعَل شرابه أَكثر وَأَشد صروقه وَيَأْكُل غذَاء أقل حَتَّى يرجع إِلَى الْحَال الطبيعية.
من كتاب الكيموسين قَالَ الَّذين أكلُوا الأغذية الدوائية عِنْد المجاعة فَسدتْ أمزجتهم ووقعوا فِي علل كَثِيرَة. لي الْفَوَاكِه أَكْثَرهَا دوائية فَلذَلِك الأدمان لَهَا يفْسد الدَّم.(7/329)
قَالَ: كَانَ أَبوهُ يمنعهُ من أكل الْفَوَاكِه فِي الخريف فَيبقى لَا يمرض ثمَّ أَنه أكل فِي الخريف من الْفَوَاكِه فَمَرض مَرضا احْتَاجَ فِيهِ إِلَى فصد وبلي بدبيلة. قَالَ: فَجعلت على نَفسِي أَن لَا آكل من الْفَاكِهَة شَيْئا خلا الَّتِي وَالْعِنَب الْمُحكم النضج وَأَن أَكثر مِنْهُمَا ألف لي: اسْتَعِنْ بجوامع حفظ الصِّحَّة.
وَقَالَ هَهُنَا: الأطمعة الغليظة إِن انهضمت فغذاؤها كثير وخلطها جيد وَأقوى النَّاس على اسْتِعْمَالهَا أَصْحَاب الرياضة الَّذين مجاريهم وَاسِعَة وهم الَّذين يعرض لَهُم فِيهَا وجع فِي الكبد وَلَا ثقل فِي الكبد وَلَا ثقل وَلَا تمدد فَأَما غير هَؤُلَاءِ فتؤذيهم السدد.
والأطعمة الملطفة تجْعَل الدَّم أَولا سخناً رَقِيقا ثمَّ تَجْعَلهُ سوداويا وأجود الْأَطْعِمَة المتوسطة لمن)
يعْنى بِحِفْظ الصِّحَّة لَا بخصب الْبدن.
قَالَ: فَيَنْبَغِي لمن يعْنى بِحِفْظ الصِّحَّة أَن لَا يدمن الغليظة لَكِن كَمَا يجب اسْتِعْمَالهَا على غير شُرُوطهَا وَلَو كَانَت جَيِّدَة الكيموس وَأما الردية الكيموس فليجتنب فِي كل الْأَوْقَات ملطفة كَانَت أَو مُغَلّظَة وَأما الغليظة فَلَيْسَ فِي كل حِين يجب أَن تجتنب لِأَن أهل الرياضة وَأَصْحَاب المجاري الواسعة يُمكنهُم اسْتِعْمَالهَا وَالِانْتِفَاع بهَا.
قَالَ: وَأما الْأَطْعِمَة الجيدة فِي الْأَكْثَر فَهِيَ الَّتِي تولد دَمًا معتدلاً وَأما الْأَطْعِمَة اللطيفة الْخَلْط فَإِنَّهَا تجْعَل الَّذين يدمنونها نحافاً ضعافاً لِأَن غذاءها يسير.
وَأفضل الْأَطْعِمَة كلهَا فِي بَقَاء الصِّحَّة المتوسطة بَين اللطافة والغلظ واللزوجة والقحل فَإِن إفراط القحل فِي الْأَطْعِمَة رَدِيء وَلذَلِك صَارَت الْأَطْعِمَة المتخذة من الدخن والجاورس قريب أَن يظنّ آكله أَن يَأْكُل رملاً. لي وَمثل هَذِه لَا يتَوَلَّد عَنْهَا دم مَحْمُود لَكِن دم لَا لزوجة لَهُ وَلَيْسَ ذَلِك بحميد.
قَالَ: والأبدان المستحصفة الْعسرَة التَّحَلُّل يَحْتَاجُونَ من الأغذية إِلَى أرطبها وأسرعها تحللاً وألطف وَأَقل مِقْدَارًا وأيبس وَأَبْطَأ تحللاً.
قَالَ: وَمن كَانَ دَمه سوداوياً يحْتَاج إِلَى الأغذية الرّطبَة المزاج وَمن كَانَ دَمه صفراوياً يحْتَاج إِلَى الأغذية الرّطبَة الْبَارِدَة وَأما الَّذِي دَمه بلغمي فَيحْتَاج إِلَى الأغذية ألف ي الحارة الْيَابِسَة وَمن كَانَ يجْتَمع فِي بدنه دم جيد إِلَّا أَنه كثير الكمية فَإلَى أغذية جَيِّدَة قَليلَة الكمية.
قَالَ فَمن أَرَادَ اسْتِعْمَال الأغذية بِالصَّوَابِ فَيحْتَاج أَن يعرف حَال الْأَبدَان ثمَّ يكون غَرَضه بعد فِيهَا أَن تكون جَيِّدَة الكيموس وَأَن تنهضم هضماً جيدا ويستعملها بِحَسب مزاج الْبدن وأعضائه فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَت أَعْضَاء الْبدن مُخْتَلفَة فاحتيج لذَلِك إِلَى تَدْبِير مستقصى.
قَالَ: والأطعمة اللطيفة أحفظ للصِّحَّة لَكِنَّهَا لَا تكسب الْبدن جلدا وَلَا خصباً فَمن آثر دوَام الصِّحَّة بِلَا جلد فليدمنها وَمن يحْتَاج مَعَ ذَلِك إِلَى جلد فليأخذ من الْمُغَلَّظَة وَلَا(7/330)
يكثر ويجعلها فِي الْأَوْقَات الَّتِي يشْتَد فِيهَا جوعه فَأَما فِي غير هَذِه الْأَوْقَات فلتستعمل المتوسطة بَين القليلة الْغذَاء والكثيرة الْغذَاء.
فَأَما 3 (الْأَطْعِمَة الردية الْخَلْط) فَيجب للنَّاس أجمع أَن يدعوها وَمِنْهَا الْفَاكِهَة الرّطبَة إِلَّا أَن يتعبوا فِي الصَّيف تعباً شَدِيدا فيحتاجوا إِلَيْهَا لحرارة أبدانهم ويبسها فليأكلوا حِينَئِذٍ قبل الطَّعَام التوت والمشمش والبطيخ والخوخ وَنَحْوهَا والأجاص وَلَيْسَ هَذَا تَدْبِير جيدا لِأَنَّهُ قد يُمكن مداواة هَذَا اليبس بِأَن يدْخل الْحمام وَيشْرب بعد خُرُوجه خمرًا ممزوجة وَيبقى ثمَّ يَأْكُل خساً وكوارع الْخِنْزِير المتخذة بالمري وَالزَّيْت وَأَجْنِحَة الدَّجَاج وسمكاً ليناُ رخصاً أَو الْبُقُول الجيدة وَشَرَابًا ممزوجاً بِمَاء بَارِد شَدِيد الْبرد مَتى كَانَ مُعْتَادا لَهُ ومشهياً وَالْبيض التيمبرشت فَأَما أَنا فِي هَذِه الْحَالة فأشرب مَاء الشّعير وَليكن مِقْدَار برد المَاء بِقدر الْعَادة.
قَالَ: والثلج لَا يضر فِي هَذِه الْحَال وَإِن اجْتنب وتوقى وَقت شدَّة الْحر وَشرب من مَاء الْعُيُون الْبَارِدَة كَانَ أصلح فَإِن الثَّلج وَإِن كَانَ لَا يظْهر لِلْحسنِ مضرته للأبدان الصَّحِيحَة فَإِن ضَرَره ألف ي يتزيد قَلِيلا قَلِيلا من غير أَن يحس بِهِ حَتَّى إِذا أسن الْإِنْسَان أحدث فِي المفاصل والعصب أمراضاً عسرة الْبُرْء وَلَا يكَاد تَبرأ أَو يكون فِي الْأَعْضَاء الضعيفة أَكثر.
والتخم المتواترة عَظِيمَة الْقُوَّة فِي اجتلاب الْأَمْرَاض من الأغذية الحميدة كَانَت أَو من الذميمة إِلَّا أَن التخم الَّتِي من الذميمة الكيموس أشر.
وَمَا كَانَ من التخم من الأغذية الردية الكيموس مِمَّا خلطه لطيف فَإِنَّهُ يُولد أمراضاً حادة وحميات خبيثة والحمرة وَنَحْوهَا من الْأَمْرَاض الحادة.
وَمَا كَانَ من الغليظة البلغمية الكيموس فَإِنَّهُ يحدث عَنهُ وجع المفاصل والنقرس والكلى والرئة وجساوة الطحال والكبد.
وَمَا كَانَ مِنْهَا يُولد سَوْدَاء فَيحدث الإلحاح عَلَيْهَا السراطين والتقشر وَحمى الرّبع والجرب والمالنخوليا والبواسير.
وَمَا كَانَ من الأغذية مختلطاً متفنن الكيموس الردي فَإِنَّهُ يُورث أوراماً وسعالاً والقروح والأكلة وحميات تنتكس مرّة بعد مرّة وتطول.
فَمن الْوَاجِب لمن يُرِيد بَقَاء الصِّحَّة أَن يَعْنِي بِتَقْدِير الكمية فِي الْأَطْعِمَة وجودة كيموسها وجودة الهضم فَإِنَّهُ إِن عني بذلك لم يكد يمرض.
قَالَ: وَمن لم يُمكنهُ اسْتِعْمَال نوع من أَنْوَاع الرياضة قبل الطَّعَام بِالْقَصْدِ إِلَيْهَا خَاصَّة فليستعمل)
الرّكُوب وَالْمَشْي قبله. فَإِن السّكُون شَرّ عَظِيم فِي حفظ الصِّحَّة كَمَا أَن الْحَرَكَة خير عَظِيم وَذَلِكَ لِأَن الْإِنْسَان مَتى عني بِأَن لَا يعرض لَهُ سوء هضم الْبَتَّةَ فَلَا يَتَحَرَّك بعد الْأكل حَرَكَة قَوِيَّة لم يمرض الْبَتَّةَ فَإِن الْحَرَكَة القوية بعد الطَّعَام تولد فِي الْبدن خلطاً نيئاً تمتلئ مِنْهُ الْعُرُوق وَذَلِكَ شَرّ عَظِيم فِي حفظ الصِّحَّة كَمَا أَنه من أصلح شَيْء الْحَرَكَة قبل الطَّعَام.(7/331)
لي تَدْبِير الْمطعم وَالْمشْرَب يتم بأمرين: أَحدهمَا الْمعرفَة بطبائعها وَقد ذكرنَا ذَلِك فِي كتاب جَوَامِع أَصْنَاف الحميات شرب المَاء الْبَارِد فِي غير وقته رُبمَا أحدث الذبول والإمساك عَن الْغذَاء مُدَّة طَوِيلَة يحدث عَنهُ الذبول وَشرب المَاء الْبَارِد جدا بعقب الرياضة يُورث الاسْتِسْقَاء وخاصة إِن كَانَ كثيرا.
3 - (كتاب بويثوس فِي العلاج)
قَالَ: من يتَعَرَّض للشمس كثيرا فَيَنْبَغِي أَن لَا يَأْكُل غذاءه فِي مرّة وَاحِدَة لَكِن يفرق عدَّة مَرَّات فَإِن ذَلِك أسلم وأوفى فِي مَنْفَعَة هضم الطَّعَام.
من مَنْفَعَة النبض قَالَ: إِذا تنَاول الْإِنْسَان الطَّعَام أَكثر مِمَّا يحْتَمل عظم نبضه وَصغر تنفسه لِأَن الْمعدة تزحم الْحجاب فَيصير النَّفس أَصْغَر وَلَكِن يصير أَشد تواتراً ليلحق بِهِ مَا فَاتَ من الْعظم.
من الثَّانِيَة من القوى الطبيعية قَالَ: إِذا احْتَاجَت الْمعدة إِلَى الْغذَاء وَلم تَجدهُ جذبت إِلَيْهَا فضولاً من جنس المرار والبلغم تدفعها عَلَيْهَا الكبد من فضولها عِنْد شدَّة جذب الْمعدة من الكبد. لي لذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن يُؤَخر الطَّعَام جدا لِأَن الْمعدة تمتلئ فِي هَذِه الْحَالة بِمثل هَذِه الأخلاط فَلَا يجب للْإنْسَان أَن يدافع بِالطَّعَامِ والمعدة شَدِيدَة الإحساس بِالْجُوعِ لِأَنَّهُ مَتى دَامَ ألم الْجُوع بهَا وَلم يتَنَاوَل الْغذَاء جلبت فضولاً من الكبد وَإِن تهَيَّأ ذَلِك على الْإِنْسَان فعلامته بطلَان الشَّهْوَة وغثى الْمعدة وَتَقَلُّبهَا فَيجب فِي هَذِه الْحَال أَن يشرب شرباً يلين الْبَطن فَإِذا أحس بالشهوة أكل حِينَئِذٍ وَلَا يَنْبَغِي أَيْضا أَن يُبَادر الْإِنْسَان بِالْأَكْلِ قبل أَن يحس بلدغ الْجُوع لِأَن فِي تِلْكَ الْحَال فِي الْمعدة فضل بلاغم فَإِذا وَقع فِيهَا الْغذَاء اخْتَلَط بهَا وَصَارَ جملَة الْغذَاء أَكثر بلغماً وأفسد قُوَّة الْمعدة والهضم وَجعل الدَّم مَتى داوم هَذَا التَّدْبِير بلغمياً.
الثَّانِيَة من الأولى من مسَائِل افيذيميا ألف ي فِي النَّاس أَفْرَاد يضرهم بعض الأغذية النافعة لأكْثر النَّاس وتنفعهم الضارة وَهَؤُلَاء لَيْسَ يُمكن فيهم إِلَّا التجربة فتعرف ذَلِك من كل من تدبره وأعمل بِحَسبِهِ.)
الْخَامِسَة من السَّادِسَة: قَالَ: الْأَطْعِمَة الَّتِي هِيَ فِي غَايَة الضعْف إِنَّمَا لَهَا من الْعُمر مُدَّة قَليلَة قَالَ جالينوس: يَعْنِي القليلة الْغذَاء. لي والرقيقة الْغذَاء وَيُمكن أَن يَعْنِي بقوله أَن من أدمنها قصر عمره مُدَّة وَقد يُمكن أَن يكون يَعْنِي بذلك أَن مُدَّة اتساعها للبدن قصير إِلَّا أَن الأول أشبه وَهَذَا بعيد.(7/332)
الأولى من الأغذية: قَالَ: الَّذين يتعبون تعباً شَدِيدا كثيرا كالفلاحين وَغَيرهم أقوى النَّاس على استمراء الأغذية الغليظة لأَنهم لشدَّة تعبهم ينامون نوماً غرقاً وَهَذِه الْخلَّة الْوَاحِدَة نافعة فِي استمرائها فَأَما كَثْرَة التَّحَلُّل من أبدانهم اللَّازِم لَهُم من أجل التَّعَب فَإِنَّهُ يَدْعُو إِلَى أَن تختطف الْأَعْضَاء الْغذَاء من الْمعدة سَرِيعا قبل استحكام نضجه وَرُبمَا اختطفته وَلم ينله شَيْء من النضج وَذَلِكَ إِذا مَا أردْت أكلهَا تتعب.
قَالَ: وَهَؤُلَاء الْقَوْم يصابون فِي آخر أعمارهم بأمراض عسرة شَدِيدَة ويموتون قبل وَقت الشيخوخة وَكثير من النَّاس لجهلهم يغبطونهم بِقُوَّة أبدانهم وَإِذا رَأَوْهُمْ يستمرؤن أَشْيَاء لَا يقدر على استمرائها.
قَالَ: فَلَيْسَ لهَؤُلَاء فِي الاستمراء خلة محمودة إِلَّا النّوم الْغَرق فَإِن ذَلِك يعينهم مَعُونَة بَيِّنَة على الاستمراء فَإِن أَخذ هَؤُلَاءِ السهر ليَالِي كَثِيرَة مُتَوَالِيَة مرضوا على الْمَكَان.
قَالَ: إِن دَامَ أحد على اسْتِعْمَال الأغذية الْكَثِيرَة الْغذَاء مِمَّن لَا يرتاض أسْرع إِلَيْهِ الامتلاء كَمَا أَن بعض أَصْحَاب الرياضة كالصراع وَنَحْوه إِن دَامَ على الْبُقُول وَمَاء الشّعير فسد بدنه وأسرع إِلَيْهِ السل.
قَالَ: 3 (الْخَلَاص من التُّخمَة) الثَّانِيَة من الأغذية: ألف ي قَالَ: يجب أَن تسْأَل عَن الْغذَاء وتمتحنه بالتجربة فَإِن بعض الأغذية الردية يستمرئها بعض النَّاس بِخَاصَّة مشاكلة بَين ذَلِك الْإِنْسَان وَبَينهَا وَتَكون لَهُ أقل ضَرَرا مِنْهُ لغيره وَيكون هَذَا أعظم سبار لَك وأوثق من غَيره.
قَالَ: والحزم فِي أَن تتْرك الأغذية الردية وَإِن كَانَت تستمرأ لِأَنَّهَا لَا بُد أَن تولد على طول الْأَيَّام فِي الْبدن خلطاً ردياً مائياً خاماً وَإِمَّا حاراً خَرِيفًا وَيُورث حميات وأمراضاً الأولى أَن تقدم أسْرع الأغذية نزولاً قبل أعسرها أبدا لِأَنَّك أَن أخرتها فَسدتْ وأفسدت الْغذَاء كُله.
قَالَ: وَقد ينْتَفع بالفواكه الرّطبَة الْبَارِدَة ذَا قدمت قبل الأغذية فِي الْيَوْم الَّذِي تَعب فِيهِ الْإِنْسَان وأصابه حر شَدِيد فَإِنَّهَا تُطْفِئ فضل تِلْكَ الْحَرَارَة وَلَيْسَ هَذَا التَّدْبِير أَيْضا فِي الْغَايَة من الْجَوْدَة لِأَن لَهُ تدبيراً أَجود من هَذَا فِي إطفاء تِلْكَ الْحَرَارَة وَهُوَ مَاء الشّعير والأغذية الجيدة الْخَلْط وَإِذا قدمت الأغذية الجيدة الرّطبَة السريعة الاستحالة أَولا أعانت على إِطْلَاق الْبَطن وسهلت للطعام مخرجه وَإِن أكلت بعد الطَّعَام أَشْيَاء قابضة وَقد أكلت قبل أَشْيَاء مزلقة قوت أعالي الْمعدة وأطلقت الطبيعة وَيجب أَن يسْتَعْمل ذَلِك فِيمَن يُصِيبهُ الْقَيْء بعد الطَّعَام كثيرا وَإِن قدمت القابضة ثمَّ أكلت المزلقة ضعفت أعالي الْمعدة وهاج الْقَيْء وامتسك الْبَطن لِأَن أسافلها قَوِيَّة.
فِي آخر الثَّانِيَة من الأغذية قَالَ يجب أَن تحذر إدمان الْأَشْيَاء الحريفة الحادة وَلَا سِيمَا(7/333)
فِيمَن كَانَ طبعه مرارياً لِأَن هَذِه الْأَطْعِمَة إِنَّمَا توَافق من كَانَت تَجْتَمِع فِي بدنه أخلاط بلغمية أَو خلط غليظ لزج فَقَط وبالضد الَّذين أخلاطهم حارة حريفة جدا لَا يجب أَن يعنوا بِكَمَال الهضم كغيرهم لِأَن هَؤُلَاءِ إِذا كمل هضمهم بقيت أخلاطهم حريفة فَإِذا أكلُوا قبل تَمام الهضم أغذية ألف ي مرطبة تفهة أصلحت حراقة أخلاطهم وَإِذا صلح ذَلِك فَلْيَدعُوا بعد هَذَا التَّدْبِير لِئَلَّا يجْتَمع فِي أبدانهم أخلاط خام إِلَّا أَن يَكُونُوا فِي الْغَايَة من حراقة الأخلاط فَإِن هَؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ إِلَى اسْتِعْمَال هَذَا التَّدْبِير دَائِما وَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى الرياضة وَلَا الْحمام قبل الطَّعَام.
قَالَ الطَّبَرِيّ: قَالَ أبقراط: لَا تَأْكُل فِي الصَّيف حاراً بِالْفِعْلِ وَلَا فِي الشتَاء بارداُ بِهِ.
الشَّرَاب على الطَّعَام ردي مُفسد للهضم وَبعد الطَّعَام يعين على انحدار الطَّعَام والغذاء إِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِ المحرورون.
وَأفضل أَوْقَات الْأكل الْأَوْقَات الْبَارِدَة من النَّهَار وَمن أحس بثقل وتجشأ جشاء حامضاً فليتقيأ)
بسكنجبين وَيَأْخُذ شَيْئا من الكموني بعد أَن أحس بثقل فِي كبده.
قَالَ: فَإِذا أكل فلينم على يَمِينه قَلِيلا ثمَّ يَنْقَلِب على يسَاره وينام نَومه.
قَالَ وَلَا يكثر التقلب فَإِنَّهُ يهيج الرِّيَاح ويعين على الهضم أَن ينَام على الْبَطن سَاعَة وَيجْعَل على بَطْنه ثيابًا ويدثر بهَا وَيجْعَل وسادته مُرْتَفعَة.
قَالَ الطَّبَرِيّ من بعض كتب الْهِنْد: الْإِكْثَار من الأغذية الْيَابِسَة يذهب الْقُوَّة واللون ويجفف الْبَطن والإكثار من الدسم يُورث الكسل والكلل وَيذْهب بالشهوة والإكثار من الْبَارِد يُطْفِئ نَار الْبدن وَيُورث الثّقل والكسل والإكثار من المالح يضر بِالْعينِ والإكثار من الحريف والحامض يجلب الْهَرم وَلَا يَنْبَغِي أَن يُؤْكَل شَيْء مِمَّا يكون فِي المَاء مَعَ الْعَسَل والفانيذ والحبوب الَّتِي لم تدْرك والألبان خَاصَّة وَلَا يُؤْكَل اللَّبن مَعَ شَيْء من الحموضات والبقول وَالثِّمَار الحامضة فَإِن ذَلِك يُورث الجذام وَلَا يُؤْكَل الماست مَعَ الفجل وَلَا مَعَ الدَّجَاج وَلَا السّمك مَعَ الْبُقُول فَإِنَّهُ رَدِيء جدا وَلَا يُؤْكَل سمن فِي إِنَاء نُحَاس وصفر وَلَا يشرب سويق على أرز مطبوخ بِلَبن وَلَا يشوى الكباب على جمر حطب الخروع فَإِنَّهُ رَدِيء جدا.
قَالَ: وَلَا يَنْبَغِي أَن يشرب مَاء بِئْر على مَاء نهر وَلَا مَاء نهر ألف ي على مَاء بِئْر وَلَا مَاء بِلَاد على مَاء بِلَاد أُخْرَى حَتَّى يستمرأ المَاء الأول. 3 (شرب المَاء الْبَارِد على الرِّيق) يهزل الْبدن ويطفئ نَار الْمعدة وشربه بعد الطَّعَام يسمن الْبدن ويصححه وَيزِيد فِي البلغم وشربه على الْمَائِدَة يطيب النَّفس وَيصِح الْبدن ويعين على الهضم.
قَالَ: وَلَا يَنْبَغِي أَن يُطِيل ويبطئ بِمدَّة الْأكل جدا وَيكثر ألوانه لِأَن أَوَائِله يُخَالف فِي(7/334)
الهضم أواخره وَيكثر مِنْهُ ويثقل على الْمعدة وليخط بعد الطَّعَام مائَة خطْوَة ويتكئ على الْيَسَار ويجتنب بعد الطَّعَام الِاغْتِسَال وَالرُّكُوب وَأكل الْحُبُوب المقلوة.
قَالَ: وَأفضل الْغذَاء مَا كَانَ دسماً خَفِيفا مسخناً لِأَن الدسم يسمن الْجِسْم وَيُقَوِّي الْحَواس وَالطَّعَام السخن الْخَفِيف يسْرع الاستمراء ويبطئ الْهَرم وَالطَّعَام السخن يزِيد فِي نَار الْمعدة.
قَالَ أَبُو هِلَال الْحِمصِي: الطَّعَام الْحَافِظ للصِّحَّة لَا يَنْبَغِي أَن يكون بَارِدًا بِالْفِعْلِ بِقدر مَا يُطْفِئ حرارة الْمعدة وَلَا حاراً فيلهب ويهيج بخاراً ويطفو وخاصة فِي الصَّيف وَلَا غليظاً يتعب الْمعدة وَيطول مكثه وَلَا رَقِيقا فَلَا يَغْدُو بِأَن يفْسد وَلَكِن لتكن كميته بِقدر مَا تقوى الطبيعة عَلَيْهِ قُوَّة كَامِلَة فَإِنَّهُ زَاد على هَذَا صَار مَا يَنْبَغِي أَن يكون زَائِدا فِي الْغذَاء زَائِدا فِي الفضول وَنقص هضمه على التَّمام فتراكم يَوْمًا يَوْمًا وَيكثر فتضعف الْقُوَّة بِقدر الْغذَاء لِأَن الفضول لَيست غذَاء وتلتزم تِلْكَ الفضول من حرارة الْجوف وتلتصق فِي المجاري فتكثر من ذَلِك السدد وفنون الأورام والعفونات الَّتِي تورث فنون الحميات والأمراض وليقدم الألطف والأسرع انحداراً.
قَالَ: وَيجب أَن يسْتَعْمل السّكُون بعد الْأكل لِأَن الطبيعة إِذا لم تسكن بعد الْغذَاء ألف ي كَانَت كمن يعْمل عملا وَهُوَ قلق مَشْغُول بِغَيْرِهِ وَكَذَلِكَ الطبيعة فَإِنَّهَا إِذا حركت بعد الْغذَاء شَيْئا من حركات الْبدن وَالنَّفس مثل الغيظ وَالْغَضَب والهم فسد الطَّعَام وَأخرجه نياً قبل تمكن الْمعدة مِنْهُ وَكَانَ مَا مِنْهُ فِي الكبد نيا غليظاً فَلَا ينفذ نفوذاً سهلاً فَتتْرك الْأَعْضَاء التغذي بِهِ وَيكثر السدد والعفونات فَلذَلِك يَنْبَغِي النّوم أَو السّكُون عَن جَمِيع الحركات بعد الطَّعَام لتتمكن الطبيعة من جودة هضمه.
قَالَ: فَيجب أَن تقسم مَا تحْتَاج إِلَيْهِ من الْغذَاء فِي مرَّتَيْنِ وَتجْعَل ثلثه فِي الْغذَاء وثلثيه فِي الْعشَاء لِأَن ذَلِك أولى بِأَن يخف على الطبيعة وتجيد هضمه على الكبد والأعضاء هضماً فِي الْغَايَة وتستولي عَلَيْهِ وَليكن أَقَله وأخفه لوقت الْغَدَاء لتعتصم بِهِ الْقُوَّة فَقَط وَلَا تهيج الْحَرَارَة ويخف على الْمعدة وَأَكْثَره وأغلظه للعشاء مَعَ أَنه لَا يجب أَن يكون مَا يُؤْخَذ مِنْهُ فِي الْوَقْتَيْنِ جَمِيعًا إِلَّا)
قدر مَا يكون إِذا جمعا غير ثقيلين على الطبيعة وَلَا يذهب فِي الْمَرَّتَيْنِ إِلَى الاستكثار مِنْهُ لَكِن يذهب إِلَى تفريقه وَإِن كَانَ مِقْدَارًا قصدا وَالْوَقْت مَا بَين الْغَدَاء وَالْعشَاء ثَمَان سَاعَات وَمَا بَين وَلَا يَنْبَغِي أَن يكثر أَصْنَاف اللذيذة الشهية لِأَنَّهَا إِذا أَكثر مِنْهَا أُصِيب مِنْهَا ثَلَاثَة أَمْثَال الْحَاجة فِي وَقت الْأكل لاختلافها وصنوفها وَكَثْرَة لذاتها وتهيج الشَّهْوَة عَلَيْهَا ثمَّ تثقل بعد ذَلِك على الطبيعة ويتخم تخماً عَظِيمَة فَإِن وَقع ذَلِك فليترك الْعشَاء ويلطف التَّدْبِير بعده.
وَلَا يَنْبَغِي أَن يشرب الشَّرَاب حَتَّى يتَحَلَّل الطَّعَام وَينزل عَن الْمعدة ويقل الشَّرَاب إِن احْتِيجَ إِلَيْهِ على الطَّعَام فَإِنَّهُ يُورث قراقر ونفخاً وجشاء لِأَن المَاء يمْنَع الْمعدة أَن تحتوي(7/335)
على الطَّعَام ويطيفه فِي أعالي الْمعدة فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يمسك عَن شرب الشَّرَاب والإكثار من المَاء إِلَّا بِقدر الْحَاجة لقطع الْعَطش إِلَى أَن يصير مَا فِي الْمعدة كيلوساً فَعِنْدَ ذَلِك يشرب عَلَيْهِ فَإِن الشَّرَاب حِينَئِذٍ يمتزج بِهِ وَلَا يُغير عَنهُ وَلَا يطفو فَوْقه بل يُعينهُ على البروز والنفاذ وَلَا يَتَحَرَّك عَن الامتلائية لِأَن ذَلِك ينشر فِي الْبدن أخلاطاً نِيَّة تورث الفالج والسدد وَلَا يشرب المَاء الْبَتَّةَ وخاصة الْبَارِد بعد كل حَرَكَة شَدِيدَة ينهزم النَّفس مثل النِّكَاح والرياضة وَالْحمام والتعب وَالْحَرَكَة وَالْقَبْض وَالْغَضَب وَإِخْرَاج الدَّم وَفِي الْجُمْلَة عِنْد كل حَالَة ترخى الْجَسَد وتفتح مجاريه.
شرك قَالَ: إِذا أكل الْإِنْسَان بِالْغَدَاةِ وَلم ينهضم بل فسد فَإِن أكل على طَعَام فَاسد جَمِيعًا فَلذَلِك لَا يجب أَن ألف ي يَأْكُل طَعَاما الْبَتَّةَ حَتَّى يستمرئ الَّذِي قبله وليرفق بالمعدة فَإِن صَلَاحهَا صَلَاح جَمِيع الْجَسَد.
من كتاب اهرن: قَالَ: عمَّة الأستنرار انك إِذا تجشيت كَانَ جشاؤك ريح لَهُ وَطعم وَيكون قَلْبك فَرحا وجسمك فَإنَّك قد استمرأت استمراء صَحِيحا وَهُوَ أَجود الْأَوْقَات كلهَا. وَأَيّمَا رجل كَانَت معدته ضَعِيفَة الهضم فاسقة فِي الصَّيف بعد أكله قدح مَاء بَارِد وَفِي الشتَاء قدح مَاء حَار. لي ينظر فِي شرب المَاء الْحَار على الطَّعَام.
الطَّبَرِيّ قَالَ: اجْتنب التخم فَإِنَّهَا أصل كل دَاء فَإِن أتخمت فَخذ الجوارشنات فَإِن علمت أَن تِلْكَ تخمة عَظِيمَة غَلِيظَة عتيقة فَخذ دَوَاء الْمَشْي فَإِنَّهُ لَا تنقي هَذِه التخم بالجوارشنات وَيسلم مِنْهَا إِلَّا بدواء الْمَشْي.
اريباسوس قَالَ: إِن أَكثر مكثر من الطَّعَام وَالشرَاب فِي حَاله فلتقيئه فَإِنَّهُ يدْفع التخم ومضرة)
الشَّرَاب.
روفش إِلَى الْعَوام قَالَ: لَا يَنْبَغِي أَن تتقيأ وشربت شرابًا قَلِيلا لِأَن ذَلِك ضار جدا بل يَجْعَل يَوْم الْقَيْء إِذا شربت الْكثير قَالَ: وَلَا تشرب على طَعَام حريف فَإِنَّهُ رَدِيء. لي الْأكل الوافي تسخن الْمعدة بعده وَلَا يحْتَملهُ شئ من الْفُصُول إِلَّا الشتَاء لِأَنَّهُ فِي هَذَا الْفَصْل ينْتَفع بِهِ لِأَن الْجَسَد يسخن بعده فيعتدل وَأما فِي الصَّيف فَإِنَّهُ لَا ينهضم وَيجب أَن يُؤْكَل قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يتملأ ضَرْبَة الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ يهيج مثل الْحمى وَهُوَ فِي الخريف أردأ وأشر وَفِي الخريف خَاصَّة يجب أَن يشرب على الطَّعَام أَو بعده بِشَيْء قَلِيل وَيشْرب من الْخمر الصّرْف فَإِن المَاء الْبَارِد رَدِيء فِي هَذَا الْفَصْل وَلَا يَأْكُل الْفَوَاكِه وَلَا يشتهيها ألف ي وَهُوَ أبلغ شَيْء فِي حفظ الصِّحَّة وَأَن بدنه يرطب وَلَا تهيج فِيهِ حراقة الأخلاط الْمُحْتَرِقَة.
وَبِالْجُمْلَةِ فالشراب فِي هَذَا الْفَصْل دَوَاء ضَرُورَة فَأَما فِي الرّبيع فَإِنَّهُ رَدِيء لِأَنَّهُ يزِيد(7/336)
فِي انتشار الدَّم وهيجان الأخلاط الْمُحْتَرِقَة وَهُوَ فِي الصَّيف أقل رداءة إِذا أَكثر مزاجه وَهُوَ فِي الشتَاء صَالح حميد وَمَتى كَانَت تهيج بِهِ بعد الْأكل سخونة فَيجب أَن لَا يَأْكُل أكلا كثيرا ضَرْبَة لَكِن قَلِيلا قَلِيلا لِأَن الْمعدة ذَا امْتَلَأت أَخذ الْإِنْسَان مِنْهُ شبه النافض ثمَّ أعقبه شبه الصالب حَتَّى تبدو الْعِظَام تسخن. 3 (الْفَوَاكِه) ابْن ماسويه فِي دفع مضار الأغذية قَالَ: الْفَوَاكِه جملَة يجب أَن تقدم قبل الطَّعَام وخاصة الرقيقة المزلقة.
الرطب يغسل الْفَم بعد أكله تنقية للثته وفمه الْغسْل البليغ لِأَن الرطب من شَأْنه إرخاء اللثة ويتمضمض بعد ذَلِك بِمَاء الْورْد وَقد أنقع فِيهِ سماق أَو يُؤْكَل على إثره الرُّمَّان المز والسكنجبين السكرِي أَو مَاء الإجاص فَإِن بذلك يسهل خُرُوجه وَيدْفَع ضَرَره.
الخوخ يشرب بعد أكله مَاء الْعَسَل الْمَطْبُوخ.
المشمش يشرب بعده شراب صرف صلب أَو يستف من الكندر مِثْقَال أَو يَأْخُذ فنداديقون.
الموز يشرب بعده مَا يشرب بعد المشمش خلا الكندر.
مَتى وجد صَاحبه بعده ضَرَرا فِي العصب والمعدة فليأخذ مَا يُقَوي الْمعدة كالعود والسنبل والبسباسة وَمَا يُقَوي العصب كالقسط والجند بادستر وَأما سَائِر خصاله فحميدة.
الكمثري الْإِكْثَار مِنْهُ يُولد قولنجاً فليشرب بعده مَاء الْعَسَل الْمَطْبُوخ المسهل.
النبق والزعرور: مَتى وجد بعدهمَا ثقل فِي الْمعدة أَخذ من المصطكي دِرْهَم وَمن القاقلة نصف دِرْهَم بِمَاء حَار. ألف الرُّمَّان الحلو إِن كَانَ صفراوياً شرب بعده السكنجبين أَو يَأْكُل الرُّمَّان الحامض.
الْبِطِّيخ يُؤْكَل بعده كندر وزنجبيل فَإِن كَانَ محروراً شرب بعده سكنجبيناً.
التِّين المحرور يشرب بعده سكنجبيناً والمبرود يشرب بعده شرابًا عتيقاً قَوِيا صرفا فَيمْنَع تولد النفخ.
الْعِنَب يحذر قشره وعجمه فَإِن وجد نفخاً شرب مصطكى أَو زنجبيلاً وَإِن صدع بعده شرب سكنجبيناً.
الإجاص مَتى أكله بلغمي شرب بعده مَاء الْعَسَل أَو شرابًا عتيقاً أَو شَيْئا من مصطكى وعود صرف.
اللوز يقشر من قشره ثمَّ ينقع فِي المَاء الْحَار حَتَّى يلين وَيصير بِمَنْزِلَة الرطب فَإِنَّهُ أسْرع لانحداره ويؤكل إِمَّا بالعسل وَإِمَّا بالطبرزد وَيفْعل ذَلِك بلوز الصنوبر والشاهبلوط.
الفستق يفعل بِهِ مَا يفعل باللوز وينقع فِي مَاء حَار وملح.(7/337)
البندق يشرب بعده الميبة وَنَحْوهَا من النافعة للمعدة وَنَحْوهَا.
الْجمار يُؤْخَذ بالعسل وَيشْرب بعده الشَّرَاب الْعَتِيق الْقوي.
الخشخاش الطّلع يُؤْكَل مَعَ الخرذل والفلفل والمري وَيشْرب بعده الشَّرَاب الصّرْف وَمَاء الْعَسَل بالأفاويه.
البلح والبسر شرب بعده مَا يحدره عَن الْمعدة كشراب الْعَسَل وَالسكر وبالسنبل والمصطكى.
الْخِيَار والقثاء من كَانَ بلغمياً فليأكله بالمري الَّذِي فِيهِ شونيز وصعتر وَإِن كَانَ محروراً فبخل خمر ويؤكل.
لب البلوط يلعق بعده عسل ليطلق الْبَطن.
الْجَوْز يفعل بِهِ مَا يفعل باللوز ويأكله البلغمي بالمري ويتمضمض بعده بِمَاء السماق أَو بِمَاء الكزبرة الرّطبَة وَيَأْكُل بعده الْأَشْيَاء الْبَارِدَة كلب الْخِيَار والقثاء ألف ي والخس وَنَحْوه.
النارجيل يقشره ظَاهره ويؤكل بِعَسَل طبرزد وَيشْرب بعده جلاب سكري.
الْحبَّة الخضراء السمسم والشهدانج وَحب الفلفل وبزر الْكَتَّان يُؤْكَل كلهَا مقلوة مملحة وَيشْرب بعْدهَا مَاء الْعَسَل إِن كَانَ مبروداً والسكنجبين السكرِي إِن كَانَ محروراً.
الباذنجان يشق شقتين متقاطعتين ثمَّ يملح وَيُوضَع فِي المَاء سَاعَة ليجتذب الْملح فَسَاده ثمَّ ينقع فِي المَاء الْبَارِد ليخلص من كدره ثمَّ يسلق بِالْمَاءِ القراح وتأكله بعد ذَلِك كَيفَ شِئْت ويؤكل بعده الإجاص.
الكمأة تسلق بِالْمَاءِ وَالْملح والصعتر ثمَّ تأكلها كَيفَ شِئْت وَإِن سلقت بالزيت والحلتيت أبطل مَا يُولد فِي الْمعدة من البلغم اللزج.
وَكَذَلِكَ يفعل بِالْفطرِ فَإِن وجد بعدهمَا ثقل شرب شرابًا صرفا أَو مَاء الْعَسَل أَو خُذ من الترياق زنة دِرْهَم.
القنبيط يغسل بِالْمَاءِ وَالْملح مَرَّات ثمَّ يسلق وَيصب عَلَيْهِ المَاء ويطبخ بعد ذَلِك بِاللَّحْمِ السمين فَيمْنَع يبوسته وتوليده للمرة السَّوْدَاء ويسرع حدره عَن الْمعدة وَيجْعَل مَعَه الكمون والفلفل والكرويا وَيشْرب بعده الشَّرَاب الْقوي الْعَتِيق والأشياء المسهلة المنقية للمعدة كالأرياج ويؤكل بالحرمل والخل والخرذل والمري.
الكرنب يغسل بِالْمَاءِ الْبَارِد وَالْملح مرَارًا ثمَّ بِالْمَاءِ القراح مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا حَتَّى يصفو كدره ثمَّ يطْبخ بِاللَّحْمِ السمين.(7/338)
البصل يتَعَمَّد مِنْهُ الْقَلِيل الحراقة وَيغسل أَولا بِالْمَاءِ وَالْملح مَرَّات ثمَّ بالخل الحاد فَإِنَّهُ يمْنَع حِدته ويؤكل بعده لب القثاء فَإِن ذَلِك يمْنَع سورته فِي الرَّأْس.
الثوم يُؤْخَذ بالخل فَإِن لم يرد ذَلِك ألف ي فباللحم السمين بعد سلقه بِالْمَاءِ وَالْملح فَإِن دسم اللَّحْم يمْنَع حِدته ويبسه ويؤكل بعده لب الْخِيَار.
وَكَذَلِكَ يُؤْكَل لب الْخِيَار بعد الكراث إِن أكل نياً.
الباذروج الراسن يشرب بعده السكنجبين.
الجرجير يُؤْكَل بعده خس أَو طرخون وَإِلَّا فوحده إِن أَرْبَد للباه.
الشلجم يسلق ويؤكل بالتوابل لتطرد رياحه.
وَكَذَلِكَ الجزر.
الطرخون يُؤْكَل ورقه فَقَط ويؤكل بعده مري وهندباً بخل ليسرع حدوره بِبرْدِهِ.
الزَّيْتُون يصطبغ بعده بخل.
اللوبيا يُؤْكَل بخردل وزيت وسذاب ويستف بعده مَا يحط النفخ.
الباقلي العدس يجاد سلقه ويؤكل بعده فنداديقون.
الماش يُؤْكَل بعده سلق لِئَلَّا ينْفخ وَلَا يُورث القراقر.
الْأرز يجيد غسله وإنقاعه ثمَّ طبخه بِاللَّبنِ الحليب.
الجاورس يُؤْكَل بِاللَّبنِ الحليب ويؤكل بالسمن وَالسكر ليسهل خُرُوجه.
الْخَرْدَل مَتى ولع بِهِ فليخلط بدهن لوز حُلْو ليكسر حِدته.
الترمس ينقع فِي المَاء حَتَّى يطيب ثمَّ يُؤْكَل بالتوابل.
الحلبة تُؤْكَل بالخل والمري ويتمضمض بعْدهَا بِالشرابِ الصّرْف فَيذْهب بخبث رائحتها وتشرب الحمص يعْمل بِزَيْت الْإِنْفَاق ولباب الْخبز ويجاد إنضاجه وَيجْعَل فِيهِ فلفل قَلِيل.
الفالوذج يعْمل بِعَسَل الصعتر أَو بالسكر وَيُؤْخَذ بعده الهليلج المربى وَيشْرب شرابًا عتيقاً.
العصيدة يتَّخذ من كعك وَشَيْء من فلفل وَعسل الطبرزد.
الهريسة يجاد تقشير ألف ي الْحِنْطَة ثمَّ تصنع بلحوم الدَّجَاج والحولى من الضَّأْن وَإِن شِئْت جعلت فِيهَا لَبَنًا وَإِن ثقلت أكل بعْدهَا الزنجبيل المربى وتؤكل بالمري.
اللوزينج والقطائف والعلكية يجادها بخميرها وعجينها وإنضاجها.
السميذ والإطرية تُؤْكَل بالعسل والفلفل وبدهن اللوز.(7/339)
الماست والشيراز الْجُبْن يُؤْكَل مَعَ الصعتر والأنجدان وَالرّطب يُؤْكَل بِعَسَل.
اللَّبن يستف بعده مصطكى ونانخواه دِرْهَم من كل وَاحِدَة.
المصلية: تُؤْكَل حارة لَا بَارِدَة وَيكثر فلفلها وَلَا يَجْعَل مَعهَا سمن وَلَا زبد.
المضيرة: لَا يقربهَا سمن وتؤكل حارة وتؤكل قبل الطَّعَام الشيراز يمزج بِزَيْت الْإِنْفَاق لِئَلَّا يفْسد الْمعدة.
لحم الْبَقر: الْفَتى مِنْهُ الْأَشْقَر تُؤْكَل مقاديمه ويتعب قبل ذبحه ويطبخ بخل خمر وسذاب وكرفس وفلفل وورق الأترج وثوم وزعفران بعد سلقه بِالْمَاءِ وَالْملح قبل طبخه بالخل وَيُؤْخَذ بعده وَبعد لحْمَان الصَّيْد الغليظة كلحم حمَار الْوَحْش وَنَحْوه مِثْقَال زنجبيل.
الجزر: تُؤْكَل الأعرابية قَليلَة بالزيت الركابي والفلفل والكزبرة والكرويا ويسلق قبل ذَلِك بِالْمَاءِ وَالْملح وَيشْرب بعده شراب عَتيق.
الأرانب: يجود إنضاجها وتؤكل بالتوابل الرؤس: تُؤْكَل بالخرذل والأنجدان بالخل البط: يطْبخ بالخل والسذاب وروق الأترج والفوتنج ثمَّ يُؤْكَل بالخردل والمرىء وجوذابة من لَحْمه لغلظه الْفِرَاخ: تُؤْكَل بخل خمر وَمَاء التفاح المز وَالرُّمَّان المز والحصرم وحماض ألف الأترج الْبيض: تُؤْكَل النيمبرشت بالفلفل والصعتر وَالْملح والمرىء السّمك: يجاد شيه ويؤكل بدهن اللوز ويؤكل على أَثَره الْعَسَل وَيشْرب عَلَيْهِ الشَّرَاب الْعَتِيق الْقوي الصحناة: تُؤْكَل بخل خمر وزيت إِن كَانَ محروراً وَإِن كَانَ مبرداً فليكثر زيتها وصعترها.
الروبيان: يسلق بِالْمَاءِ الْحَار مَرَّات ثمَّ يغسل بِالْمَاءِ العذب ثمَّ صفه واطبخه كَيفَ شِئْت وأحمده مَا طبخ بخل.
الْجَرَاد: يسلق بِالْمَاءِ وَالْملح وَيشْرب على إثره السكنجبين السكرِي أَو رمان مز أَو رب الحصرم والأشياء المطفئة للمرة ويسهل بعد الْإِكْثَار مِنْهُ الْبَطن بِمَا يخرج الْمرة.
السويق: النقيع أصلح للمحرور والمطبوخ لصَاحب البلغم فيغلى بِمَاء حَار مَرَّات وَأحمد الشَّرَاب للمحرور أَن يمزج بِالْمَاءِ ويبرد يَوْمًا ثمَّ يشرب بعد كل قدح جرعة من المَاء ليطفئ حِدته)
وسورته الْبَتَّةَ ويمزجه أَيْضا فِي هَذَا الْوَقْت وَيَأْكُل قبله البوارد والهلام والقريص والسكباج(7/340)
الفقاع: يتَّخذ من الْخبز السميذ النضج المختمر.
المَاء الغليظ: يطْبخ حَتَّى يذهب نصفه ثمَّ يطْرَح فِيهِ السويق فَإِنَّهُ يلطفه.
الطين: يُؤْكَل مِنْهُ الأرميني المقلو بالملح وَيمْنَع وينوب عَنهُ حَصى صغَار بملح ثمَّ تُؤْخَذ فِي الْفَم وتمص. 3 (الْأَمْرَاض الحادة) الثَّالِثَة قَالَ: إِذا تعدى إِنْسَان عَادَته فِي الْمطعم وَالْمشْرَب حَتَّى يثقله إِمَّا لكثرته وَإِمَّا لِكَثْرَة المرات الَّتِي يتغذى فِيهَا تجشأ جشاء حامضاً ولانت طَبِيعَته وأصابه عِنْد النّوم قلق وكرب وَكَثْرَة التقلب على فرَاشه ودوامه وينفع هَؤُلَاءِ أَن يَنَامُوا نوماً ألف ي طَويلا لَيْلَة أَو بِقدر لَيْلَة مَعَ توق من الْبرد فِي الشتَاء وَمن الْحر فِي الصَّيف فَإِن لم يُمكنهُم أَن يَنَامُوا تَمْشُوا مشياً كثيرا رَفِيقًا مُتَّصِلا لَا يستريحون فِي الْوسط ثمَّ لَا يَأْكُلُون يومهم أَو يَأْكُلُون قَلِيلا وَيَشْرَبُونَ شرابًا قَلِيلا قَوِيا صرفا وَلَا يَنْبَغِي أَن تغير الْعَادة فِي عدد المرات لِأَن من اعْتَادَ أَن يَأْكُل مرَّتَيْنِ إِذا هُوَ أكل مرّة ضعف جدا واسترخى وسخن بدنه واحمر بَوْله وتعلقت أحشاؤه وَمن كَانَت عَادَته أَن يَأْكُل مرّة إِن هُوَ ثنى ثقل عَلَيْهِ لِأَن الْمعدة قد تعودت إِلَّا تمتد مرَّتَيْنِ فِي الْيَوْم وَمن كَانَ مراري الطَّبْع وَلم يُبَادر بالغذاء تقلبت معدته وَسَقَطت شَهْوَته للغذاء وَقل نَومه. لي قد سَمِعت وَرَأَيْت أَن قوما شربوا بِالْغَدَاةِ سويقاً بِمَاء بَارِد اشتهوا يومهم الطَّعَام واستمرؤه وبالضد وَرَأَيْت هَؤُلَاءِ أَصْحَاب الأكباد والمعد الحارة.
قَالَ: وَمن أَصَابَهُ هَذِه المضار من ترك الطَّعَام فليتوق الْحر وَالْبرد والتعب فَإِنَّهَا تضمر جدا بِأَكْثَرَ من الْعَادة وَيَأْكُل أكلا خَفِيفا قَلِيلا من غَد رطبا سهل الاستمراء وَيشْرب شرابًا صَالحا صرفا ويتدبر كَذَلِك يَوْمَيْنِ حَتَّى يعود إِلَى حَاله الطبيعي وَلَا يظنّ أَنه يحْتَاج أَن يتغذى أَكثر ليلحق مَا فَاتَ فَإِنَّهُ إِن أَكثر لم يهضمه لِأَن معدته قد ضعفت.
قَالَ: وتمتلئ الْمعدة من الْجُوع الطَّوِيل صديدات ردية.
الثَّانِيَة من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: شرب الشَّرَاب بعقب الرياضة وَالْحمام على الْمَكَان قبل أَن يتَنَاوَل الْأَطْعِمَة أَو شَيْئا من الْأَشْرِبَة إِمَّا مَاء أَو غَيره يضر بِالرَّأْسِ والعصب وَأَصْحَاب الرياضة يشربون بعد الرياضة شَيْئا من المَاء الْبَارِد ثمَّ يشربون الشَّرَاب.)
قَالَ: وَلَيْسَ شرب المَاء الْبَارِد بمحمود وَلَا سليم بعقب الرياضة وَالْحمام وَيحْتَاج أَن يقدم قبله شرب مِقْدَار يسير من الشَّرَاب الممزوج بِمَاء فاتر ألف ي وَذَلِكَ أَن شرب المَاء الْبَارِد قبل الطَّعَام يضر بالمعدة وبالكبد وَرُبمَا نَالَ العصب مِنْهُ مضرَّة فِي بعض النَّاس. لي الشَّرَاب الصّرْف الصلب مَتى شرب مِنْهُ مِقْدَار صَالح بعد الرياضة وَالْحمام ضرّ بِالرَّأْسِ والعصب فَأَما الْقَلِيل الممزوج على مَا ذكرنَا فَلَا وخاصة ضَرَره لمن كَانَ ضَعِيف الرَّأْس.
وَالْمَاء الْبَارِد الشَّديد الْبرد الْكثير بعقب الرياضة وَالْإِنْسَان يَلْهَث رَدِيء وَذَلِكَ أَنه يبرد(7/341)
الكبد بردا شَدِيدا فَأَما إِن تجرع مَاء بَارِدًا على الرِّيق من مزاج كبد حَار نفع وَغسل ونفع من كمون قَالَ جالينوس: شرب الشَّرَاب الْكثير المزاج الْبَارِد بِالْفِعْلِ جيد لمن بِهِ سوء مزاج حَار طبيعي أَو عرضي وَذَلِكَ لِأَنَّهُ لَا يقصر عَن تبريد الْبدن وَفِيه مَعَ ذَلِك الْمَنَافِع الَّتِي تستفاد من الشَّرَاب.
السَّادِسَة من
3 - (الْعِلَل والأعراض)
قَالَ: يلْحق التخم فِي حَال دون حَال بعض هَذِه الْأَعْرَاض: نفخ ولذع وانطلاق الْبَطن والغثي وَسُقُوط الشَّهْوَة وهيجانها المفرط والكسل وَغلظ الذِّهْن والبلادة وَثقل الرَّأْس وَالْأُذن ووجع الْفُؤَاد وتبلد الْعقل والكآبة السوداوية والقولنج ووجع الطحال والكبد والصدر والمفاصل والتكسير والحمى فَجَمِيع هَذِه الْأَعْرَاض تعرض عَن التخم بِحَسب الأغذية وَحسب حالات الْبدن.
السَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء: أَصْحَاب الأمزاج الحارة الْيَابِسَة أقل النَّاس احْتِمَالا للجوع والعطش يحْمُونَ مِنْهُ سَرِيعا ويحتاجون أَن يباكروا الْغذَاء وَأَن يَأْكُلُوا فِي الْيَوْم أكلتين ويستعملوا الرَّاحَة وَشرب المَاء الْبَارِد وَيحْتَاج أَن تكون أغذيتهم مِمَّا يُولد خلطاً عذباً وَيكون مَعَ ذَلِك بِسَبَب تكثيره الْغذَاء فَإِنَّهُ يتَوَلَّد فيهم من الأول أخلاط ردية وَمن الثَّانِي سدد يحْمُونَ مِنْهَا. لي إِلَّا أَن يدمنوا الاستحمام والأغذية ألف ي الحلوة والدسمة تستحل فيهم إِلَى بولس: من سكر يَوْمًا فَلْيقل من الْغذَاء ويستحم ويتدلك وَيَمْشي لينفض عَن الْبدن بِقدر مَا ملأَهُ الْخمر فِي الْيَوْم الْمَاضِي فَإِنَّهُ كَذَلِك لَا يُصِيبهُ امتلاء وَمن أَرَادَ أَن يتملأ من الْخمر فَلَا يتملأ من الطَّعَام.
أوريباسيوس قَالَ: من فسد الطَّعَام فِي معدته فَإِنَّهُ إِن لَان بَطْنه كَفاهُ وَإِلَّا فليلينه باعتدال وَمن كَانَ يعتاده كَثْرَة فَسَاد الطَّعَام فِي معدته فجنبه الَّتِي يسْرع إِلَيْهَا الْفساد والزهمة وقيئه قبل الطَّعَام)
وأعطه مَا يُولد خلطاً حميدا وَلَا يكون حريفاً وَلَا مدخناً ويتعاهد المسهل باعتدال كل قَلِيل. لي هَذِه للتخمة الدخانية على أَن الإسهال ينفع جَمِيعًا من تملأ من الشَّرَاب فليتقيأ ويغتسل بِمَاء حَار وينام حَتَّى يصحو.
قَالَ: من أعظم الْخَطَأ فِي الْأَطْعِمَة التملي مِنْهَا فَإِنَّهُ وَإِن كَانَت الْمعدة قَوِيَّة فاستمرأته امْتَلَأت الْعُرُوق مِنْهَا امتلاء شَدِيدا حَتَّى تألم وتتمدد وَرُبمَا تصدعت وَرُبمَا وَقعت هيضة وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن من أدمن ذَلِك عرضت لَهُ الْأَمْرَاض الامتلائية وَإِذا كَانَ فِي يَوْم مَا فقيئه على الْمَكَان قبل أَن يستمرئه فتمتلئ بِهِ الْعُرُوق وَانْطَلق الْبَطن من ذَاته فَذَاك وَإِلَّا فَأَطْلقهُ وَإِن لم تفعل ذَلِك فلتزد فِي الْيَوْم وَيشْرب المَاء قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يستمرئ غذاؤه استمراء جيدا(7/342)
فَإِذا انحدر فليستحم وَيَأْكُل شَيْئا قَلِيلا وَيشْرب شرابًا رَقِيقا فَإِن استمرأه فَذَلِك وليرجع إِلَى عَادَته وَإِن لم يستمرئه وَثقل بدنه وعسرت حركته وكل ذهنه وَمَال إِلَى النّوم واعتراه كسل وَلَا يعرف لَهُ سَبَب فقد عرض لَهُ امتلاء فِي الْعُرُوق فَإِن عرض لَهُ فِي هَذِه الْحَال إعياء فليسكن وَلَا يَتَحَرَّك الْبَتَّةَ حَتَّى يكمل الهضم ثمَّ يرتاض وَيشْرب مسهلاً.
من كتاب مُحدث يُقَال إِن سلمويه ابتدأه: تحر من أَوْقَات النَّهَار ألف ي الْأَوْقَات الْبَارِدَة فَإِنَّهَا أَجود للغذاء وَلَا يشرب عَلَيْهِ إِلَّا قدر مَا يسكن بِهِ الْعَطش حَتَّى ينهضم ويخف الْبَطن ثمَّ خُذ حَاجَتك من الشَّرَاب فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يسْرع نُفُوذه وَخُرُوجه ولطف الأغذية فِي الصَّيف وغلظها فِي الشتَاء.
من أول السَّادِسَة من جَوَامِع تَدْبِير الأصحاء قَالَ: وَقد يكون من الأغذية مَا لَهَا ملائمة لحيوان مَا بجملة جوهره وَلِهَذَا صَارَت لأنواع الْحَيَوَانَات أَن يَأْكُل كل وَاحِد نوعا آخر من الْغذَاء وَقُوَّة هَذِه الأغذية عَظِيمَة جدا لمن لاءمته فِي الاستمراء جدا لي هَذِه الَّتِي يحْتَاج أَن يسْأَل عَنْهَا.
من مسَائِل الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: أحد الْأَشْيَاء فِي الاستمراء أَن تجمع فِي الْمعدة أغذية مُخْتَلفَة فِي قبُول الاستمراء حَتَّى أَن أَصْحَاب الرياضة لما قد عرفُوا ذَلِك يَأْكُلُون اللَّحْم فِي الْعشَاء وَالْخبْز فِي الْغذَاء.
قَالَ جالينوس فِي الرَّابِعَة من السَّادِسَة من افيذيميا: إِذا كَانَ المَاء ثقيلاً بطئ الانحدار طَوِيل اللّّبْث فِي الْمعدة أَو منفخاً لَهَا أَو فَارغًا لَهَا أَو مُثقلًا لَهَا فقد يصلحه أَن تطبخه ثمَّ تبرده)
وتشربه.
روفس فِي كِتَابه فِي الْحمام قَالَ: الْأكل مرّة وَاحِدَة فِي الْيَوْم يُخَفف الْبدن وَيعْقل الْبَطن فَأَما الْغذَاء وَالْعشَاء فيفعل ضد ذَلِك وَالْمَاء الْحَار إِذا شرب يهزل الْبدن.
من سياسة الصِّحَّة: من أتخم فليتقيأ مَا دَامَ جشاؤه ردياً فَإِن أَبْطَأَ حَتَّى ينزل إِلَى أَسْفَل فليسهل بَطْنه وَمن أتخم مَرَّات مُتَوَالِيَة فليشرب دَوَاء مسهلاً. وَمن كَانَ يجد فِي الشراشيف ثقلاً ورياحاً فضع تَحْتَهُ مخدة لينَة حارة وينام عَلَيْهَا ولتكن نَاحيَة الرَّأْس من الْبدن عِنْد النّوم عالية وَسَائِر الْبدن مَنْصُوبًا وَلَا يكون الْمَنْصُوب إِلَى لحية الرَّأْس فَإِنَّهُ رَدِيء فِي الاستمراء يدْفع الطَّعَام إِلَى فَم الْمعدة وَليكن التصويب ألف ي نَاحيَة أَسْفَل الْبدن وَلَا يكثر التقلب لِأَنَّهُ يقلب الطَّعَام من مَكَان إِلَى مَكَان وَيفْسد الهضم وَإِذا وجد نفخة تَحت الشراشيف إِذا أصبح فالمشي يذهب بِهِ وَمن كَانَ عبلاً خصب الْبدن فَليَأْكُل مرّة فِي نصف النَّهَار والنحيف يَأْكُل مرَّتَيْنِ أَكلَة خَفِيفَة بِالْغَدَاةِ وأكلة قَوِيَّة للعصر.
الصّبيان إِلَى أَن يبلغُوا ثَمَانِي عشرَة سنة لَا يَنْبَغِي أَن يَذُوقُوا شرابًا لِأَنَّهُ لَا يجب أَن يزِيدُوا نَارا على نَار وَأما الشَّبَاب فليشربوه باعتدال إِلَى أَن يصير لَهُم ثَلَاثُونَ وليمتنع من(7/343)
السكر وَكَثْرَة الشَّرَاب ومواترة الشَّرَاب إِلَى أَرْبَعِينَ وَأما بعد الْأَرْبَعين من السن إِلَى سنّ الشيخوخة خَاصَّة فَإِنَّهُم يَنْتَفِعُونَ بِهِ نفعا عَظِيما مَعَ أَنه يسلي الْإِنْسَان وَيذْهب خبث نَفسه.
ابْن ماسويه قَالَ: الكمثري يذهب بِضَرَر الْفطر إِذا طبخ مَعَه والكمثري يحْتَاج أَن يشرب بعده مَاء الْعَسَل لِئَلَّا يُورث القولنج.
قَالَ: أكل السّمك عسر الهضم وَلَا يفلت من شَره إِلَّا بِعَسَل كثير يُؤْكَل بعده.
وَقَالَ: من أَكثر من الْخِيَار والقثاء احْتَاجَ أَن يكثر من النانخواه إِلَّا أَن تكون معدته ملتهبة.
من كتاب حنين فِي تَدْبِير الأصحاء بالمطعم وَالْمشْرَب قَالَ: لما كَانَت أبداننا دائمة التَّحَلُّل من الْهَوَاء الْمُحِيط وَمن الْحَرَارَة الغريزية الَّتِي فِينَا احْتَاجَت إِلَى الاغتذاء لتخلف بَدَلا مِمَّا يتَحَلَّل وَلِأَنَّهُ لَيْسَ جَمِيع مَا يُؤْكَل يَسْتَحِيل احْتِيجَ إِلَى مجاري الفضول فَلذَلِك جملَة حفظ الصِّحَّة الإخلاف بالغذاء وإدرار الفضول.
قَالَ: وَمن كَانَ معتدلاً فِي مزاجه يتَوَلَّد فِيهِ دم خَالص نقي فَإِنَّهُ يحْتَاج أَن يغذي بالأغذية المعتدلة وَقد يكون قدرهَا كَقدْر عظم جثته وَقدر يقظته ونومه وَمن كَانَت تتولد فِيهِ صفراء أَو)
سَوْدَاء أَو بلغم فليعط الأغذية ألف ي المضادة لما يتَوَلَّد وَمن يكثر تولد النفخ فِيهِ فليعط مَا لَا ينْفخ الْبَتَّةَ وَمَتى كَانَ الْبدن مستحصفاً عسر التَّحَلُّل فغذه بأغذية قَليلَة لَطِيفَة رقيقَة لقلَّة مَا يتَحَلَّل مِنْهُ فَهَذَا هُوَ التَّدْبِير مَا لم يعرض شَيْء مَانع فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَت الكبد بَارِدَة ضيقَة المجاري واحتيج إِلَى اسْتِعْمَال اللطيفة وَاجْتنَاب الغليظة وَإِن كَانَ الْبدن منهوكاً مُحْتَاجا إِلَيْهَا متخلخلاً لِئَلَّا تحدث فِي الكبد سدداً وَإِذا كَانَت الكبد حارة فيحذر الحلوة وَإِن احْتَاجَ إِلَيْهَا الْبدن لسرعة استحالتها إِلَى الصَّفْرَاء وَرُبمَا كَانَ يتَوَلَّد فِي الْمعدة بلغم فَيحْتَاج أَن يُعْطي مَا يجلو وبقطع إِن كَانَ يجوز ذَلِك وَرُبمَا احْتَاجَت لِضعْفِهَا أَن تقوى بأغذية لَا يحْتَاج إِلَيْهَا سَائِر الْبدن وَحِينَئِذٍ يجب أَن تنظر فِي الأوجب وَرُبمَا كَانَت تولد مرَارًا كثيرا فتحتاج أَن تخلط بالأغذية مَا يقمع حِدة الصَّفْرَاء وَيتْرك المولدة لَهَا وَرُبمَا كَانَ الطَّعَام يطفو على رَأس الْمعدة فتحتاج إِلَى اسْتِعْمَال الأغذية الثَّقِيلَة غير الرقيقة وَالْحَرَكَة الْيَسِيرَة الرفيقة وَاجْتنَاب الحساء لِئَلَّا يرْتَفع الْغذَاء إِلَى فَوق وَرُبمَا انحط الْغذَاء قبل انهضامه وَحِينَئِذٍ إِلَى مَا يقبض ويمسك أسافل الْمعدة وَرُبمَا أَبْطَأَ انحداره واحتيج إِلَى أَن يسْتَعْمل مَا يلين الْبَطن وَمَتى كَانَ الرَّأْس حاراً قَابلا للبخار احْتِيجَ إِلَى اجْتِنَاب الأغذية الحارة وَإِن احْتَاجَ إِلَيْهَا سَائِر الْبدن.
وَانْظُر فِي مِقْدَار الْحَرَكَة قبل الطَّعَام فَإِن كَانَت كَثِيرَة عنيفة فاغذه بأغذية غَلِيظَة لزجة كَثِيرَة بطيئة التَّحَلُّل وَلم تَأمره بالحمية لقلَّة الْحَاجة إِلَيْهَا وَمَتى لم تكن قبل الطَّعَام حَرَكَة أَو كَانَت يسيرَة فَلَا تقتصر على الحمية وَقلة الطَّعَام ولطافته دون أَن تسْتَعْمل مَعَ ذَلِك إفراغ الفضول بالإسهال وَالْبَوْل وَالْحمام والفصد لتستنظف الفضول ألف ي وَمَتى كَانَت الْحَرَكَة كَافِيَة استعملنا الأغذية المعتدلة فِي كثرتها وَقدر لطافتها وغلظها وَكَذَلِكَ النّوم بعد فَإِنَّهُ إِذا كَانَ(7/344)
النّوم بعد الطَّعَام استعملنا أغذية كَثِيرَة غَلِيظَة كالحال فِي الشتَاء وبالضد كالحال فِي الصَّيف فاغذ الْأَبدَان المعتدلة بالأغذية المعتدلة والخارجة عَن الِاعْتِدَال بالإفراط المضاد وَإِذا كَانَ لَا بُد أَن يَأْكُل غذَاء غير مُوَافق فَلَا يدع أَن يخلط بِهِ شَيْئا مُوَافقا أَو دافعاً لضرره وَقدر كميته فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ جيد الْغذَاء كُله يفضل على مَا تقوى عَلَيْهِ الْقُوَّة تولد مِنْهُ شَيْء رَدِيء.
وَيجب أَن يقدم مَا يجب تَقْدِيمه وَيُؤَخر مَا يجب تَأْخِيره فَإِنَّهُ إِن كَانَ فِي أَكلَة طعامان أَحدهمَا ملين للبطن وَالْآخر عَاقل لَهُ فَإِنَّهُ هُوَ قدم الملين وَأتبعهُ بِالْآخرِ سهل انحدار الحابس وَإِن كَانَ هُوَ قدم الحابس لم ينحدر أَو فسدا جَمِيعًا وَذَلِكَ أَن الطَّعَام الملين إِذا أَرَادَ الْخُرُوج وَمنعه من ذَلِك)
الَّذِي تَحْتَهُ فسد وأفسد مَا تَحْتَهُ وَإِذا كَانَ الملين قَلِيلا انحدر إِذا انهضم وَسَهل للحابس الانحدار وَكَذَلِكَ إِن جمع فِي أَكلَة طعامين أَحدهمَا سريع الهضم وَالْآخر بطيئة فليقدم البطيء الهضم ليسبق إِلَى قَعْر الْمعدة وَمن لم يَأْخُذ غذَاء حَتَّى ينحدر الَّذِي كَانَ قد أَخذه قبل وَيقدم قبله حَرَكَة كَافِيَة وَأتبعهُ بنوم كَانَ ذَلِك أحسن فِي استمرائه وَمن أَخذ طَعَامه أبدا قبل حَاجته إِلَيْهِ ولد التخم والبشم وَإِذا أَخذه بعد حَاجته إِلَيْهِ وحركة كَافِيَة حسن استمراؤه لِأَن الْمعدة قد احتمت واشتاقت إِلَى الْغذَاء وَأما معدته وكبده فَهِيَ بِمَنْزِلَة الْخمر الزكي فَيحسن استمراءه وبالضد فَإِن أَخذه على غير حَاجَة وَلَا بعد حَرَكَة كثر فضوله وَمن أتبع الطَّعَام بنوم هضم طَعَامه وَمن أتبعه بحركة أحدث فِيهِ سدداً وغلظاً فِي الكبد والكلى وَسَائِر الْأَعْضَاء وَرُبمَا كَانَ الطَّعَام يطفو فِي أعالي الْمعدة لِضعْفِهَا فَلَا تَأمر هَؤُلَاءِ بِالنَّوْمِ حَتَّى ينحدر الطَّعَام وَيصير فِي القعر وَرُبمَا أمرناه بحركة يسيرَة وَإِن أتبع الطَّعَام ألف ي بِالشرابِ الْكثير منع أَن تحتوي عَلَيْهِ الْمعدة فَلَا ينهضم فَلَا يُؤْخَذ على الطَّعَام من المَاء إِلَّا مَا يسكن بِهِ حَال الْعَطش لأكله ويصبر على قَلِيل من الْعَطش حَتَّى ينهضم ثمَّ يَأْخُذ مَا أحب مِنْهُ فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك يرقه وينفذه ويسهل خُرُوجه وَلَا يدْفع الطَّعَام عَن وَقت حركته الشهوانية لِأَنَّهُ إِن أَخّرهُ عَنْهَا وَلم يُبَادر عِنْد تحريكها صَارَت فِي الْمعدة فضول ردية فَيبْطل أَولا الشَّهْوَة وَيفْسد الْغذَاء بِأُخْرَى وأجود الْأَوْقَات للإغتذاء الْأَوْقَات الْبَارِدَة والحارة ردية. لي فَإِن لم يُوجد الْوَقْت الْبَارِد فَلْيَكُن فِي مَوضِع ريح لِأَن الْحَرَارَة المحيطة بالجسم تضعف الهضم وَمن كَانَ الْغَالِب على مزاجه الْحَرَارَة وَكَانَت معدته لحرارتها يسْرع فِيهَا تولد المرار يحْتَاج إِلَى الْغذَاء وَمن كَانَ ينصب إِلَى معدته مرار كَثِيرَة وَكَانَ حَار الْمعدة جدا يحْتَاج إِلَى الأغذية الغليظة الْعسرَة الهضم لِأَن السريعة الهضم تفْسد فِيهَا وَمن اعْتَادَ غذَاء مَا فَهُوَ لَهُ أوفق وَإِن كَانَ أخس قَلِيلا وَكَذَلِكَ الْحَال فِي مَرَّات مَا يتَنَاوَل أوقاته وللالتذاذ أَيْضا حَظّ عَظِيم فَإِن من التذ من غذَاء فَهُوَ أَشد استمراء فَيجب أَن يلْزم الْعَادة إِذا كَانَت قد طَالَتْ وَإِن لم يكن صَوَابا فَلَا يغيرها مَا لم يضْطَر إِلَيْهِ شَيْء لَا بُد مِنْهُ وَإِن حدث بعد ذَلِك فتدرج إِلَى ترك الْعَادة قَلِيلا قَلِيلا وَمن لم يحْتَج إِلَى اكْتِسَاب الْجلد والشدة وَلم تكن لَهُ رياضة كَثِيرَة فَأصْلح الأغذية مَا لَا يَغْدُو غذَاء كثير غليظاً وبالضد فَأَما المطلفة فَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهَا فِي الْأَحَايِين على سَبِيل التَّدَاوِي بهَا.)(7/345)
من الكيموسين قَالَ: لما تجنبت وَتركت الْفَاكِهَة وَالَّتِي تولد الْخَلْط النيء بالرياضة وَكَانَ لَا يُصِيبنِي سوء فَسَاد هضم بقيت بِلَا حمى أَنا وَجَمِيع من قبل مني مُنْذُ سِنِين كَثِيرَة ألف ي خمس عشرَة سنة وَعشْرين من غير أَن احتجنا مَعَ ذَلِك إِلَى اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة وَكَذَا تكون حَال من عني بالهضم والارتياض فَأَما من لَا يُمكنهُ أَن يرتاض قبل الطَّعَام وَلَا أَن يَأْكُل فِي الْوَقْت الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ وينام فَإِنَّهُ لَا يُمكن أَن تدوم صحتهم إِلَّا بِاسْتِعْمَال الإسهال فِي بعض الْأَوْقَات والفصد وإدرار الْبَوْل فَإِن صحتهم لَا تبقى إِلَّا بذلك اجْتِمَاع الْخَلْط الرَّدِيء فِي الْعُرُوق يؤول إِلَى أَمريْن: إِمَّا أَن يَسْتَحِيل إِلَى الدَّم وَإِمَّا أَن يعفن وَهَذَا الْخَلْط يتَوَلَّد عَن الأغذية الغليظة وَعَن قلَّة اسْتِيلَاء لي فِي خلال كَلَامه: وَعَن الْفَوَاكِه الرّطبَة كالمشمش والتفاح وَكَذَلِكَ من أَكثر من هَذِه يحْتَاج أَن يتَعَاهَد بالإسهال. لي الْحَد الْجيد فِي الأغذية أَن لَا يتَوَلَّد مِنْهَا دم مراري وَلَا يتَوَلَّد عَنْهَا خلط كثير نيء فاعرف ذَلِك بعلاماته واقصد أبدأ بتدبيرك وَكَذَلِكَ تغذى المحمومين بِالْخِيَارِ والبقول الْبَارِدَة الرّطبَة لِأَن دِمَاءَهُمْ مرارية يحْتَاج أَن يكثر فِيهَا الْخَلْط النيء لتعتدل وتغذى الأصحاء بِمَا لَا يُولد هَذَا الْفضل وخاصة من لم تكن طَبِيعَته حارة لِأَن هَذَا الْفضل إِذا كثر عفن وأشعل حميات وَيجب أَن ينظر فِي ذَلِك ويحرز إِن شَاءَ الله.
وَقد شبه جالينوس هَذَا الْفضل بِالْمَاءِ القاتم والأشياء الَّتِي تقيم مُدَّة فِي مَكَان فتعفن.
وَقَالَ: هَذِه رُطُوبَة غَرِيبَة فِي الْبدن لَا تلتزق بِهِ إِلَّا أَن تنضج وَكَذَلِكَ رُبمَا بادرها العفن قبل ذَلِك واشتعلت حميات.
قَالَ: الأغذية اللطيفة تجْعَل من يدمنها ضَعِيفا نحيفاً تسرع إِلَيْهِ الْآفَات فَهِيَ لذَلِك مذمومة وَإِنَّمَا يجب أَن تسْتَعْمل فِي الْمَوَاضِع الَّتِي يحْتَاج إِلَيْهَا فِيهَا.
قَالَ: وَاعْلَم أَن الهضوم الثَّلَاثَة يتبع بَعْضهَا بَعْضًا فِي الْجَوْدَة والرداءة فالهضم الَّذِي فِي الْمعدة إِن كَانَ جيدا ألف ي تبعه هضم الكبد جيدا وَتبع هضم الكبد هضم الْعُرُوق وبالضد.
وَمن كتاب روفس عَلَامَات الصَّائِم ضعف الْبدن وَصغر الْعُرُوق وَفَسَاد اللَّوْن وعلامة المكثر من الطَّعَام قُوَّة الْبدن والنشاط للْعَمَل وجودة اللَّوْن.
قَالَ: اللَّحْم ملائم للبدن جدا لِأَنَّهُ يزِيد فِي اللَّحْم بِسُرْعَة ويقويه غَايَة التقوية لِأَن كل شَيْء يقوى يُشبههُ.)(7/346)
روفس فِي كِتَابه المالنخوليا قَالَ: إِذا أكلُوا فَلَا يشْربُوا عَلَيْهِ شرابًا كثيرا دفْعَة فَإِن ذَلِك يفْسد الهضم لَكِن يتوفى ذَلِك وَيشْرب قَلِيلا قَلِيلا بِقدر مَا يدْفع بِهِ الْعَطش فَقَط وَلَا يمِيل إِلَى اللَّذَّة فَإِن الهضم يجود بذلك كَمَا يجود طبخ الشَّيْء بالرطوبات المعتدلة الكمية. لي تَحْرِير أَمر الْخَلْط النيء وعفنه: إِن الأغذية الَّتِي تكون فِيهَا فضول مائية كَثِيرَة لَا يُجيب كل الكيموس الَّذِي يكون مِنْهَا إِلَى أَن يصير دَمًا نقياً بِحَسب مَا يُمكن أَن يلزق بالأعضاء لَكِن يكون فِيهِ أبدا مائية وَهَذِه المائية إِذا طَال مكثها احتدت على الْأَيَّام وَصَارَت صديداً لِأَنَّهَا اغلظ من الْعُرُوق وَلَا تنْحَل فِي الهضم الثَّالِث كلهَا لِأَن فضول الهضم الثَّالِث إِنَّمَا يكثر على قدر هَذِه المائية وغلظها فَإِذا لم ينْحل مَا برز مِنْهَا إِلَى الْفضل وَطَالَ مقَام مَا هُوَ مِنْهَا فِي الْعُرُوق احتد مَا هُوَ مِنْهَا فِي الْعُرُوق احتد مَا هُوَ مِنْهَا فِي الْعُرُوق لطول مقَامه وَلذَلِك إِن تغذى أحد بِمثل هَذِه ثمَّ ارتاض وتعرق كَانَ أقل لبلائها لِأَن مَا برز مِنْهَا إِذا تحلل تتبعه طَائِفَة مِمَّا فِي الْعُرُوق لي فِيهِ تَحْرِير كثير كَيفَ يحرز وَهُوَ كَيفَ لَا يعفن الدَّم الْجيد نَفسه إِذا طَال ألف ي مقَامه وَلم صَارَت هَذِه لَا تبرز بروز الدَّم وَهِي أرقى مِنْهُ.
جَوَامِع اغلوقن قَالَ: ليكن مِقْدَار إسقائك الشَّرَاب على هَذِه الشُّرُوط إِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة فالكثير وَإِن كَانَت ضَعِيفَة فالقليل وَالشَّيْخ يسقى كثيرا وَالصَّبِيّ يسقى قَلِيلا والشاب معتدلاً وَمن قد اعْتَادَ فَأكْثر وَمن لم يعْتد فَأَقل وَفِي الشتَاء كثيرا وَفِي الصَّيف قَلِيلا وَفِي الْبَلَد الْبَارِد كثيرا وَفِي الْبَلَد الْحَار قَلِيلا وَفِي المزاج الْحَار كثيرا وَفِي الْبَارِد قَلِيلا. لي ينظر فِي هَذَا وَأَنا أَقُول إِن هَذَا صَحِيح لِأَنَّهُ يفهم مِنْهُ على أَنه يدْفع ضَرَر الشَّرَاب الْكثير فِي الْأَبدَان الْبَارِدَة لما يورثه من الْعِلَل الْبَارِدَة وبالضد من ذَلِك لَا تسرع إِلَيْهَا الْعِلَل الْبَارِدَة من الشَّرَاب لَا سِيمَا إِذا سقيت الشَّرَاب باعتدال فعلى هَذَا فليفهم هَذَا الْمَعْنى وَيحْتَاج أَن يحرر تحريراً أَكثر.
مسَائِل الرَّابِعَة من السَّادِسَة: ابيذيميا قَالَ: يقصر الْعُمر خَاصَّة فِيمَن يغتذي بأغذية قَليلَة الْغذَاء مثل الْبُقُول وَالثِّمَار الصلبة والقشور.
حنين حِكَايَة عَن جالينوس من كتاب الكيموسين أَحْسبهُ وَيجب أَن تنظر ويحول ذَلِك من هُنَاكَ قَالَ: الأغذية الَّتِي يبطئ انحدارها يجب أَن تتَنَاوَل بعد أغذية تسرع الْخُرُوج.
قَالَ: وَأما الأغذية الَّتِي تفْسد سَرِيعا فَقَدمهَا قبل جَمِيع الأغذية وَمَا كَانَ رَدِيء الْغذَاء سريع)
الانحدار فليقدم قبل الأغذية وَإِذا كَانَ الْغذَاء لَيْسَ برديء الْغذَاء وَلَا جيده وَلَيْسَ ينحدر سَرِيعا فليؤكل فِي وسط الطَّعَام وكل مَا يلين الْبَطن فليؤكل قبل الطَّعَام وَمَا يشد(7/347)
فَبعد الطَّعَام وَمَا يلين وَمَا لَا يشد فَانْظُر فَإِن كَانَ غذاؤه جيدا فليؤكل مَتى شِئْت وَإِن كَانَ لَيْسَ بجيد الْغذَاء فليؤكل بَين الطَّعَام. ألف ي لي الْأَطْعِمَة يجب أَن تقدم وتؤخر بِحَسب الْحَال للبدن وبحسبها فِي نَفسهَا والردي الْغذَاء والسريع الْفساد يقدم وبالضد وَفِي حَال الْبدن فَإِذا كنت تُرِيدُ إِطْلَاق الْبَطن فَقدم مَا يسهل وبالضد.
من كتاب أبقراط فِي الطِّبّ الْقَدِيم قَالَ: يَنْبَغِي أَن تقدر الأغذية قصدا فَإِن قَلِيل الْجُوع يُقَوي على هدم بدن الرجل وإنهاكه وَإِن كَانَ لَا يشبه الْأَمْرَاض الَّتِي تعرض من قلَّة الطّعْم يعرض من كثرته.
الأولى من الْفُصُول قَالَ جالينوس فِي تَفْسِير كَلَام أبقراط: إِن الأصحاء يجب أَن يكون تَقْدِير أغذيتهم ينحو نَحْو أَمريْن إِمَّا أَن نزيد فِي قوتهم وَإِن كَانَ وَلَا بُد فَلَا ينقص مِنْهَا وَأما المرضى فَإِن تبقى قوتهم بِحَالِهَا وَلَا تنقص كَبِير نُقْصَان فَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى الْكثير. لي الْخلّ تصلح بِهِ الأغذية المرخية للمعدة وَالَّتِي تحْتَاج أَن تلطف من غير حرارة والتوابل تصلح بهَا البطيئة والباردة وَلَا يَنْبَغِي أَن تُؤْكَل الثمارنية.
كناش أبي عباد اللَّجْلَاج: التُّخمَة تكون إِذا أكل قبل الرياضة وَقبل الاستحمام وَقبل ظُهُور النضج فِي الْبَوْل فَإِن ذَلِك يجمع فِي الْعُرُوق أخلاطاً نِيَّة فَيَنْبَغِي أَن لَا تَأْكُل قبل ظُهُور النضج فِي الْبَوْل وَتَقْدِيم القابضة يسد مسالك نُفُوذ الْغذَاء إِلَى المَاء سَرِيعا.
من حفظ الصِّحَّة لأبقراط: من أَرَادَ أَن يبْقى عَلَيْهِ غذاؤه ويجود هضمه فليجعله وَاحِد النَّوْع وَيَأْخُذهُ فِي مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ على هَذِه الْجِهَة يطول مكثه وَيكثر غذاؤه ويقل مَا يخرج بالبراز مِنْهُ لِأَن الْقُوَّة تقوى عَلَيْهِ قُوَّة كَامِلَة فَإِن كَانَ مَعَ هَذَا غذَاء كثير الغذائية فَهُوَ تَدْبِير ألف ي مغلط فِي الْغَايَة وَمن أَرَادَ أَن يُطلق بَطْنه وَلَا ينَال غذَاء كثيرا فليأخذ ضَرْبَة أَطْعِمَة مُخْتَلفَة فَإِن ذَلِك يعين على سرعَة الْخُرُوج وَقلة الاغتذاء بِهِ.
وَقَالَ: إِذا عرض للْإنْسَان أَن يتجشأ جشاء فِيهِ طعم طَعَامه من غَد وَعرضت لَهُ نفخة فِيمَا دون الشراسيف فَإِن مِقْدَار الطَّعَام قد ضعفت عَنهُ الْحَرَارَة الغريزية فسخن الْمعدة بالتكميد)
وليطل النّوم ثمَّ ليرتض ويقلل الطَّعَام حَتَّى تبطل تِلْكَ الْأَعْرَاض الْبَتَّةَ ثمَّ يُخَفف أَيَّامًا.
قَالَ: وَجَمِيع الأغذية المنفخة ردية والأشربة المنفخة مِنْهَا.
روفس فِي كتاب الشَّرَاب من احْتَاجَ أَن يجلس بعد طَعَامه وَلَا ينَام فَلَا يتعب قبل طَعَامه وبالضد وَمن أَرَادَ أَن يكثر من الشَّرَاب فَلَا يكثر من الْأكل وَيجْعَل فِيهِ شَيْئا مَا يدر الْبَوْل وَإِن اتّفق أَن يكثر الْأكل وَالشرَاب فليتقيأ فَإِن تهَيَّأ أَن يشرب بعد الْقَيْء مَاء عسل ويتقيأه أَيْضا فَهُوَ أَجود ويتمضمض بعده بخل وَيغسل وَجهه بِمَاء بَارِد.(7/348)
وَقَالَ فِي كتاب شرب اللَّبن: إِن التَّعَب بعد الطَّعَام يحمضه.
روفس إِلَى الْعَوام قَالَ: يجب أَن يتعب قبل الطَّعَام بِمَا قد اعتاده كل أحد من التَّعَب وَمَا رَآهُ لَا يضر ثمَّ يَأْكُل مِمَّا قد اعْتَادَ وَعلم مُوَافَقَته لَهُ فَإِن كَانَ إِنْسَان يعرف مَا يُوَافقهُ من الأغذية مَا لَا يعرفهُ الطَّبِيب فليأخذ بِقدر مَا يسهل هضمه بِهِ وبقدر تَعبه والمرات بِحَسب عَادَته.
والتملي من الطَّعَام رَدِيء فَإِنَّهُ وَإِن هضمته الْمعدة امْتَلَأت مِنْهُ الْعُرُوق وتمددت وَحدثت مِنْهُ أسقام كَثِيرَة وَكَثُرت البخارات فِي الْبدن بِكَثْرَة لِأَن قلَّة البخار تَابع لقلَّة الدَّم فَإِن وَقع مَعَ ذَلِك فليتقيأه من سَاعَته قبل أَن ينحدر ويلطف التَّدْبِير من غَد وَإِن أدمن التملي فليدمن ضروب الاستفراغ وَإِلَّا وَقع فِي أسقام وَمن لم يُمكنهُ الْقَيْء لعِلَّة فَأمره بِالنَّوْمِ الْكثير ثمَّ يجزع المَاء الْحَار مَرَّات فَإِن المَاء الْحَار يجلب النّوم ألف ي وَيغسل الأمعاء ويهضم وَأمره بالحمام وَحسن التَّدْبِير وَشرب شراب ممزوج وَترك الْغذَاء إِلَى أَن يخرج المثقل لهضم.
روفس فِي المالنخوليا: الطَّعَام الْقَلِيل وَلَو كَانَ ردياً تحيله الطبيعة لشدَّة استيلائها عَلَيْهِ وبالضد.
وَله من كتاب حفظ الصِّحَّة قَالَ: أَحْمد الْمَشْي الرفيق بعد الطَّعَام لِأَنَّهُ يعين على الهضم ويدر الْبَوْل وَالْبرَاز وَيجْعَل الْإِنْسَان عِنْد الْعشَاء جيد الْأكل ويجيد هضم عشائه وأدم الْحَرَكَة الشَّدِيدَة.
الطَّبَرِيّ: لَا تَأْكُل فِي الصَّيف الْحَار بِالْفِعْلِ وَلَا فِي الشتَاء بَارِدًا بِهِ لِأَنَّهُ يسْتَقْبل الرَّاحَة وَالْوَقْت الْبَارِد والغذاء إِنَّمَا هُوَ للمحرورين الَّذين يخَاف إِن تغذوا أَن تهيج بهم حرارة وينفع من الثّقل بعد الطَّعَام أَن يدثر الْبَطن ويتكأ على شَيْء لين حَار سَاعَة ويتمشى بعد ذَلِك.
ابْن ماسويه: الْحَرَكَة بعد الطَّعَام تولد سدداً والتملي كل يَوْم يكثر الفضول ويولد السدد)
والعفونات والتجفيف دَائِما يتْرك المجاري مَفْتُوحَة وَلَا يشرب مَاء شَدِيد الْبرد على الرِّيق إِلَّا من يُرِيد تبريده كبده فِي القيظ للخوف من البرسام فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك نَافِع.
روفس فِي كتاب التَّدْبِير: المَاء الردي أقل ضَرَرا لمن اعتاده على هَؤُلَاءِ أَيْضا لَا يسلمُونَ مِنْهُ.
قسطاً بن لوقا: من أكل الْفَاكِهَة فَيجب أَن يسْرع الْحَرَكَة بعْدهَا وَالْأكل بعد ذَلِك حَتَّى ينحدر ويزلق فَلَا يصير مِنْهَا إِلَى الْعُرُوق كثير شَيْء فَيَأْمَن أخلاطها الردية وَمن أحس بالغذاء متحيزاً(7/349)
(بَاب تَدْبِير الْمطعم وَالْمشْرَب)
ألف ي لحفظ الصِّحَّة فِي كميتها وكيفيتها وَسُوء ترتيبها وَنَحْو ذَلِك. 3 (الْحَار والبارد) يستعان بقوانين الأغذية من الْأَدْوِيَة المفردة وبباب الْمعدة وَيرد إِلَى هَهُنَا من بَاب المَاء مَا فِيهِ من الْحَار والبارد.
قَالَ ابْن اللَّجْلَاج: التُّخمَة تكون إِذا أكل قبل الرياضة وَقبل الاستحمام وَقبل ظُهُور النضج وَأَنا أَقُول إِن هَذَا يجمع فِي الْعُرُوق أخلاطاً نِيَّة فَيجب أَن لَا يَأْكُل دون ظُهُور النضج فِي الْبَوْل.
قَالَ: وَأكل الْأَطْعِمَة القابضة قبل الطَّعَام يسد مسالك الْغذَاء من الْمعدة والأمعاء إِلَى الكبد ويشد الْبَطن.
وَقَالَ جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء: شرب الشَّرَاب على الطَّعَام قبل انهضامه يمْنَع الْمعدة أَن تحتوي عَلَيْهِ احتواء شَدِيدا جيدا فَيفْسد لذَلِك الهضم فَإِن عَطش فَيجب أَن يعْطى مِنْهُ قدر مَا يسكن عطشه فَإِذا انهضم الْغذَاء فَيجب أَن يشرب عَلَيْهِ الْعَادة من الشَّرَاب وَالْمَاء فَإِنَّهُ أسْرع انحداراً حِينَئِذٍ عَن الْمعدة وأسرع جرية فِي طَرِيق الْغذَاء وأعون على أَن يَنْتَهِي من غذَاء الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام وَترك الْأكل مرَّتَيْنِ يضر الَّذين مزاجهم حَار يَابِس وينفع الَّذين مزاجهم بَارِد رطب.
الْأَبدَان الحارة المرارية يجب أَن لَا تغذى بِشَيْء من الَّتِي فِيهَا كيفيات حريفة أَو حارة ويقتصر بهَا على العذبة وَلَا يغذوا كثيرا جدا فَإِنَّهُم لَا ينهضمونه هضماً جيدا بل غذهم بِمَاء يبرد ويرطب مَعَ عذوبة طعم نَحْو مَاء كشك الشّعير الْمُحكم فَإِنَّهُ يسكن عطشهم ويرطبهم.
وَقَالَ جالينوس فِي حفظ الصِّحَّة: الْأَبدَان الَّتِي تَجْتَمِع مِنْهَا فِي الْمعدة مرار كثير يَحْتَاجُونَ إِلَى الْأكل مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وَمن لَا يعرض لَهُ ذَلِك يجب أَن يمسكوا عَن الطَّعَام حَتَّى يستحموا.) الف ي قَالَ يجب إِذا أردْت أَن تكون الطبيعة معتدلة أَن تقدم من الْأَطْعِمَة والأشربة مَا كَانَ مِنْهَا مليناً للبطن ويختار من الشَّرَاب مَا كَانَ حلواً وَمن الْبُقُول مَا كَانَ مِنْهَا مليناً للبطن(7/350)
مَعْمُولا بالزيت والمري وَاحْذَرْ القابضة والعفصة قبل الطَّعَام وَبعده فَإِن بعض النَّاس تسهل طبائعهم الْأَشْيَاء القابضة وَأكْثر هَؤُلَاءِ الضُّعَفَاء الْمعد وَمن اضْطر أَن يتَنَاوَل شَيْئا من الطَّعَام قبل وَقت فَرَاغه من أشغاله وَقبل الرياضة فَليَأْكُل خبْزًا وَحده بِلَا أَدَم أَو يَجْعَل مِقْدَاره مِقْدَار معتدلاً يُمكن مَعَه أَن ينهضم هضماً بَالغا إِلَى وَقت فَرَاغه وَلَا يشرب عَلَيْهِ مَاء وَلَا غَيره إِن أمكن ذَلِك وَإِلَّا فَلْيَكُن أقل مَا يُمكن وَإِن أحب أَن يرتاض بعد هضم هَذَا الْمِقْدَار فَلْيفْعَل حَتَّى إِذا فرغ استحم وَأكل غذاؤه وَيجب أَن يكون الْمَشْي قبل الطَّعَام قَوِيا سَرِيعا وَبعد الطَّعَام يكون إِن احْتِيجَ إِلَيْهِ فِي غَايَة الإبطاء مَعَ أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يكون الْمَشْي قبل الطَّعَام أَيْضا من السرعة فِي الْحَال الَّتِي يمشي همساً حَاجَة وَإِن أَبْطَأَ الهضم وَوجدت ثقلاً فِي نَاحيَة الكبد فلطف التَّدْبِير وَاسْتعْمل الفلافلي والسكنجبي فَإِذا فسد الطَّعَام فِي الْمعدة فَإِنَّهُ إِن انحدر فَهُوَ أفضل فِي بَقَاء الصِّحَّة وَإِن لم ينحدر فأعنه على ذَلِك بالأشياء الَّتِي تلين الْبَطن من غير لذع كالجوارش الكموني إِذا كَانَ البورق فِيهِ مُسَاوِيا لأجزائه والدواء الْمُتَّخذ بِالتِّينِ الْيَابِس ولباب القرطم أَو بالأفتيمون وينتقغ أَيْضا من كَانَت هَذِه حَاله بالقيء قبل الطَّعَام وَيشْرب الشَّرَاب الحلو وَترك مَا يسْرع الْفساد من الأغذية وَيَأْكُل الْعسرَة الْفساد الجيدة الْخَلْط ويتعاهد فِي مُدَّة يسيرَة إسهال الْبَطن بالأدوية المعتدلة الإسهال بِمَنْزِلَة أيارج فيقرا.
قَالَ وَقد جريت أَخذ الْأَشْيَاء القابضة بعد الطَّعَام فوجدنها تطلق الْبَطن أَكثر مِمَّا إِذا مسك عَنْهَا فَلم تُؤْخَذ ألف ي الْبَتَّةَ.
قَالَ: يجب إِن احتجت إِلَى تلين الْبَطن أَن تقدم الْأَشْيَاء المزلقة والمحدرة للبطن ثمَّ تَأْكُل الْأَطْعِمَة القوية وبالضد وَإِذا كَانَ طعامان أَحدهمَا أسْرع اسْتِحَالَة وقدمت غير المستحيل ثمَّ أَخذ الأسرع اسْتِحَالَة بعد فَسَاد من أجل ممانعة العسير الاستحالة إِيَّاه من الْخُرُوج وَهَذَا يفْسد بِهِ الاستحمام بعد الْبدن للتغذي والأبدان الفاضلة لَا يجب أَن تَأْكُل شَيْئا قبل الاستحمام فَأَما من احْتَاجَ أَن يَأْكُل شَيْئا قبل الاستحمام فَلَا يَنْبَغِي أَن يشرب عَلَيْهِ شَيْئا لِأَنَّهُ إِن شرب ثمَّ استحم انجر الْغذَاء كُله بِجَمِيعِ فضوله بَغْتَة إِلَى جَمِيع الْجِسْم لِأَنَّهُ قد رق وَمَا الْبدن الْفَاضِل فَإِنَّهُ يَأْكُل وَيشْرب بِمِقْدَار حَاجته فِي الطَّبْع إِلَيْهِ وَلَيْسَ يمِيل إِلَى الإفراط إِلَّا أَن يكون قد عود من)
صغره نهماً وَأما فِيمَا يَدعُوهُ إِلَيْهِ طبعه فَإِنَّهُ يَأْكُل بِمِقْدَار الْحَاجة لِأَن طباعه لَا تحركه أَكثر وَلَا تقصر بِهِ عَن الْوَاجِب لَهُ وَإِذا فسد الطَّعَام غَايَة الْفساد فِي الْمعدة فَيجب أَن تحركه إِمَّا بقيء وَإِمَّا بإسهال لِأَنَّهُ لَيْسَ يُمكن أَن ينهضم مثل هَذَا الْخَلْط لبعد مزاجه عَن مزاج الْبدن.
يجب أَن يتَعَاهَد من الطَّعَام كميته أَو لَا يكون بِمِقْدَار الِاعْتِدَال وَلَا يكون فَوق الْقُوَّة(7/351)
وكيفيته لكَي يكون مُوَافقا فِي الكيفيات الْأَرْبَع وإسهال الْبَطن واعتقاله وحرارته بِالْفِعْلِ وبرودته بِهِ ولطاقته وجلائه وغلظه ولزوجته وَحسن ترتيبه لِئَلَّا يقدم الْعسر الهضم قبل السهل الهضم والبطيء الْخُرُوج قبل السَّرِيع الْخُرُوج إِذا ارتادت الطبيعة وبالضد وَأَن يحسن التَّدْبِير قبله وَبعده أما قبله فالرياضة وَالْحمام وَأما بعده فالسكون وَالنَّوْم وَترك الرّكُوب وَالْحَرَكَة وَاسْتِعْمَال النّوم.
قَالَ ج فِي كتاب الأغذية: إِن الفلاحين وَالَّذِي يتعبون دَائِما فِي الْأَعْمَال الصعبة أَشد أبداناً وَأقوى على استمراء الْأَطْعِمَة ألف ي الغليظة ويعينهم على ذَلِك أَن أبدانهم لدوام كدها تتحلل تحللاً دَائِما فتحتاج لذَلِك الْأَعْضَاء إِلَى أَن تختطف الْغذَاء قبل تَمام نضجه وَرُبمَا اختطفته وَمن ينله نضج الْبَتَّةَ وَذَلِكَ عِنْد مَا يردفون لهضم الْمُتَقَدّم قبل الطَّعَام بتعب آخر وَأكْثر هَؤُلَاءِ يموتون قبل الشيخوخة لِأَن أعضاءهم تيبس قبل آوان يبسها ويصابون فِي آخر أعمارهم بأمراض صعبة عسرة وَقد يغبط هَؤُلَاءِ جهال النَّاس على شدَّة أبدانهم وجودة هضمهم وَإِنَّمَا كَانَ يحبب ذَلِك لَو لم تعقبهم هَذِه المضار الْعَظِيمَة وَمِمَّا يعنيه أَيْضا على هضم الأغذية الغليظة إِنَّهُم لشدَّة الكد ينامون نوما غرقاً جدا فَإِن أَخذ أحدهم بالسهر ليَالِي مُتَوَالِيَة مرض سَرِيعا وكما أَن أَصْحَاب الرياضة والتعب مَتى استعملوا الأغذية اللطيفة ضعفوا كَذَلِك غير أهل الكد والتعب وهم أهل الدعة والترفه إِذا استعملوا الأغذية الغليظة أسرعت إِلَيْهِم الْأَمْرَاض الامتلائية والسدد والأخلاط الخامة. 3 (الْأَطْعِمَة اللزجة تورث حميات) لِأَنَّهُ يتَوَلَّد عَنْهَا سدد والأطعمة المرارية تولد الْحمى لحدة الدَّاء الْمُتَوَلد عَنْهَا.
من كتاب أغذية جالينوس: إِذا كَانَ الْبدن معتدلاً فَالَّذِي يحفظه على حَاله الأغذية المعتدلة وَإِذا كَانَ مائلاً عَن الِاعْتِدَال وَكَانَ لَهُ ذَلِك طبيعاً فيحفظه الْمُشبه لَهُ وَكَذَلِكَ إِن كَانَ ميله عَن الإعتدال خَارِجا عَن الطَّبْع فتوافقه الْأَطْعِمَة المضادة وَهَذَا من علاج الْأَمْرَاض وَالطَّعَام المشتهى أفضل من غَيره إِذا لم يكن التباين بَعيدا جدا وَهَذَا أسْرع هضماً من غير المشتهى وَذَلِكَ لِأَن الْمعدة تحتوي عَلَيْهِ وينهضم انهضاماً محكماً وعَلى الْأَكْثَر هِيَ مشابهة مُوَافقَة وَلذَلِك تشْتَهي فالزمها ون كَانَ أخس حَالا وَإِلَّا أَن يكون ألف ي الْفرق بَينهمَا وَبَين مَا يحْتَاج إِلَيْهِ كثيرا جدا فدعها حِينَئِذٍ فَإِن ذَلِك حِينَئِذٍ إِنَّمَا هُوَ لغَلَبَة الْخَلْط الردي كنحو شَهْوَة الطين والفحم وَمَا أشبه ذَلِك.
يجب أَن ينظر فِيمَا يطعم فتجعله مُوَافقا وتجتنب الضار وَذَلِكَ يعرف من جِهَتَيْنِ: إِحْدَاهمَا أَن لكل إِنْسَان معرفَة خاصية بِنَفسِهِ يعرف بهَا من تجاربه مَا يُوَافقهُ مِمَّا يضرّهُ فَيجب أَن يعْمل بِحَسب ذَلِك وَالثَّانِي أَن يقْصد قصد الجيدة لما تريده وتجتنب الردية.
مِثَال ذَلِك: إِنَّهَا إِذا كَانَت مسالك الكبد أَو الكلى ضيقَة وَكَانَت الكلى مَعَ ذَلِك حارة نارية تَوْقِيت الْأَطْعِمَة الغليظة اللزجة لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ تحدث سدداً وحصى وَأَقْبَلت على(7/352)
الملطفة لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ تحفظ الصِّحَّة وَإِن وَقع فِي الْفَرد الْأَمر بِخِلَاف ذَلِك تداركته.
وَالَّذين أخلاطهم حارة حريفة جدا لَا يَنْبَغِي أَن يعنوا بِكَمَال الهضم كغيرهم ن هَؤُلَاءِ مَتى كمل هضمهم بقيت أخلاطهم حريفة وَإِذا أكلُوا قبل كَمَال الهضم أغذية مرطبة تفهة أصلحت حرافة أخلاطهم فَذا صلح ذَلِك فَلْيَدعُوا بعد هَذَا التَّدْبِير لِئَلَّا تَجْتَمِع فِي أبدانهم أخلاط خامة إِلَّا أَن يَكُونُوا فِي الْغَايَة من حرافة الأخلاط فَإِن هَؤُلَاءِ يَحْتَاجُونَ إِلَى استعمالهم هَذَا التَّدْبِير دَائِما وَلَا يَحْتَاجُونَ إِلَى الاستحمام قبل الطَّعَام وَلَا الرياضة.
وَإِذا رَأَيْت الْإِنْسَان يقيئ صفراء وَيفْسد طَعَامه إِلَى الدخانية فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك بَارِد المزاج فقيئه قبل طَعَامه فَإِن المجرى الْعَظِيم من مجاري المرار قد انصب إِلَى معدته وبراز هَذَا أَبيض فِي أَكثر الْحَالَات واجعله عسر الْفساد غليظ الْجَوْهَر فَإِنَّهُ يجود استمراؤه لَهُ كلحم الْبَقر الْمَطْبُوخ بالخل.)
من الكيموسين: المداومة على اللزجة من الأغذية تولد السدد فِي الكبد والكلى لِأَن هذَيْن العضوين ألف ي هما بالطبع ضيقي المجاري فَإِذا أَكثر الْإِنْسَان من هَذِه الأغذية أحس فِيهَا بثقل وَتبع ذَلِك سدد وَتَبعهُ إِمَّا عفن وَإِمَّا ورم وَلذَلِك يجب أَن يتبع هَذَا التَّدْبِير إِذا وَقع بالأشياء الملطفة لتقلع هَذِه وَلَا تديم الملطفة أَيْضا لِأَنَّهَا تجْعَل الدَّم مرارياً أَولا ثمَّ سوادوياً لِأَنَّهَا تسخن إسخاناً شَدِيدا وَأَشد الْأَبدَان اسْتِعْدَادًا لذَلِك الَّتِي هِيَ أضيق مجاري بالطبع وَهَذِه يُمكن أَن تدوم صِحَّتهَا مَتى ارتاضت قبل الطَّعَام ارتياضاً كَافِيا.
قَالَ: من أمكنه أَن يرتاض وينام مَا شَاءَ بعد طَعَامه ويستحم وخاصة إِذا استعملها لم يعرض لَهُ ثقل فِي أحشائه وَأما من لم يُمكنهُ ذَلِك لشغل أَو لم يعْتد أَن يرتاض قبل الطَّعَام أَو لم تتهيأ لَهُ الرياضة لسن أَو لضعف فليمتنعوا مِنْهَا على أَنه لَا يَنْبَغِي لأحد أَن يَأْكُل قبل أَن يَتَحَرَّك حَرَكَة مَا وَلَكِن إِذا لم تتهيأ رياضة قَوِيَّة فليستعمل دونهَا مثل الرّكُوب وَالْمَشْي وَذَلِكَ أَن السّكُون شَرّ عَظِيم فِي حفظ الصِّحَّة كَمَا أَن الرياضة قبل الطَّعَام أَنْفَع من جَمِيع الْأَشْيَاء فِي حفظ الصِّحَّة كَذَلِك الْحَرَكَة بعد الطَّعَام من أضرّ الْأَشْيَاء فِي حفظ الصِّحَّة لِأَن الْغذَاء يتَأَذَّى من الْبَطن قبل هضمه فتجتمع مِنْهُ فِي الْعُرُوق كميوسات كَثِيرَة تولد أمراضاً مُخْتَلفَة إِن لم يسْتَوْفى ذَلِك تحلل يعرض بعد بِسَبَب تَعب كثير أَو انهضام قوي إِلَى الدَّم بِقُوَّة الكبد.
والحزم أَن يتباعد من الْأَطْعِمَة اللزجة وَالَّتِي تحفظ الصِّحَّة لَا تخصب الْبدن.
الْأَبدَان المستحصفة الْعسرَة التَّحَلُّل يَحْتَاجُونَ إِلَى أغذية أَزِيد رُطُوبَة ولزوجة وبالضد وَمن كَانَ يتَوَلَّد فِي دَمه سَوْدَاء كَثِيرَة يحْتَاج أَن تكون أطعمته أرطب وأسخن إِلَّا أَن سخونتها أقل وَكَذَلِكَ فقس فِيمَن دَمه مراري وبلغمي وَمن كَانَ يكثر تولد الدَّم فِيهِ إِلَّا أَنه دم جيد فَهُوَ يحْتَاج إِلَى أغذية قَليلَة الْغذَاء.(7/353)
وَيجب أَن تسْتَعْمل الْأَطْعِمَة الغليظة اللزجة مَتى أَحْبَبْت تَقْوِيَة الْبدن بعد الرياضة وعَلى ألف ي مَا يجب لَهَا فَأَما الْفَوَاكِه الرّطبَة فَيجب أَن تدعها الْبَتَّةَ اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يتعب أحد مِنْهُم فِي الصَّيف تعباً شَدِيدا فيحتاجون إِلَى أَن يرطبوا أبدانهم فَإِنَّهُ يصلح لَهُم حِينَئِذٍ أَن يَأْكُلُوا قبل الطَّعَام التوت والإجاص والمشمش والبطيخ وأجود من هَذَا فِي تسكين هَذَا اليبس الْعَارِض الْبيض النيمبرشت والسمك المعتدل وَشرب المَاء الْبَارِد وَلَا يسْتَعْمل الْبَارِد إِلَّا عِنْد هَذِه الْحَاجة وَمن قد اعتاده والحار المزاج لِأَن الثَّلج يحدث فِي طول الزَّمَان أمراضاً عسرة فِي)
الأعصاب والمفاصل وليجتنب التخم المتواترة فَإِنَّهَا عَظِيم الْقُوَّة فِي إِفْسَاد الأخلاط وجلب الْأَمْرَاض وخاصة مَتى كَانَت من أَطْعِمَة ردية الكيموس والتخم الكائنة من الْأَطْعِمَة الَّتِي رداءة كيموسها ملطفة تحدث حميات خبيثة وجمرة وخراجات والغليظة تحدث أوجاع المفاصل والربو وجسأ الأحشاء والسراطين والبواسير.
والأغذية الَّتِي عرف النَّاس أَنهم يستمرؤنها أَجود وأسرع فَهِيَ أوفق لَهُم إِلَّا أَنه إِن كَانَ ذَلِك غذَاء فِي غَايَة الْبعد عَمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ فَلَيْسَ يجب أَن يدمنها من أجل موافقتها الاستمراء لِأَنَّهَا وَإِن كَانَت جمعت على طول الْأَيَّام ذَلِك الْخَلْط الْخَاص بهَا.
مِثَال ذَلِك أَن رجلا يستمرئ العدس وَلحم الْبَقر أَجود من غَيره وَهُوَ يحْتَاج أَن يكون دَمه رَقِيقا لطيفاً فَلَيْسَ يُمكن أَن يتَوَلَّد من هذَيْن لجودة الهضم الَّذِي يكون فِي الْمعدة لَهَا خلط رَقِيق بل غليظ وَإِن كَانَت فِي هَذِه الْمعدة أصلح مِنْهَا فِي غَيرهَا.
قَالَ جالينوس: وَأَنا أُشير على جَمِيع النَّاس أَن يدعوا الأغذية الردية الأخلاط وَإِن كَانُوا يستمرؤنها جيدا فَإِنَّهُ لَا بُد أَن تَجْتَمِع على طول الْأَيَّام فيهم رطوبات عفنة تجلب أمراضاً حادة أَو خامية تجلب أمراضاً مزمنة.
قَالَ: وَأفضل الْأَوْقَات لأكل الْفَاكِهَة الرّطبَة إِذا كَانَ الْبدن قد سخن ويبس من حر وتعب لِأَن الْمعدة فِي تِلْكَ الْحَالة والكبد قشفة وَهَذِه تصلح ألف ي من يبسها فَإِن كَانَت مَعَ ذَلِك مبردة على الثَّلج بردت أَيْضا ولطفت الْحَرَارَة.
وَالَّتِي تقدم قبل الطَّعَام لتليين الْبَطن الْبيض النيمبرشت والبقول المطيبة بالمري وَالزَّيْت وَالشرَاب الحلو قدر قدح أَو قدحين ثمَّ يتبع ذَلِك بألطف الطَّعَام ثمَّ بأغلظه وَإِذا احتجت أَن تمسكه أَولا فبالبضد أطْعم أَولا القابضة ثمَّ اتبع سَائِر الْأَطْعِمَة.
وَإِذا كَانَ طعامان أَحدهمَا أَبْطَأَ اسْتِحَالَة فاجعله بعد السَّرِيع الاستحالة لَا بل إِن قدمت البطيء الاستحالة فسد السَّرِيع الاستحالة قبل أَن ينحدر الْقوي.
من الْعَادَات قَالَ: وَلَا تنقل الْعَادة من طَعَام إِلَى طَعَام وَمن كمية إِلَى كمية وَلَا(7/354)
من شراب إِلَى شراب وَمن صرف إِلَى مزاج وَمن مزاج إِلَى صرف إِلَّا قَلِيلا قَلِيلا واستعن بِبَاب الْعَادَات)
وَكَذَلِكَ الْأَوْقَات مرّة كَانَت أَو اثْنَتَيْنِ.
وَاعْلَم أَن الْأَبدَان المرارية إِذا أَمْسَكت عَن الطَّعَام وَقت عَادَتهَا انصب إِلَى معدها مرار فأفسد معدهم وقلل شهوتهم فَإِن أكلُوا بعد ذَلِك كَانَ هضمهم فَاسد ردياً لاختلاط المرار بِالطَّعَامِ وَيكون نومهم ردياً. لي أَنا أرى أَن يقدم هَؤُلَاءِ فِي هَذِه الْحَالة الْبِطِّيخ والتوت والفواكه الرّطبَة المبردة ويمكثون سَاعَة حَتَّى تختلط وتنحدر ثمَّ يَأْكُلُون طعامهم وَإِن أمكن يقيؤا أَولا ثمَّ يَأْكُلُوا.
الْيَهُودِيّ قَالَ: لَا يجب أَن يُطلق شرب المَاء وَقت أَخذ الأغذية فِي الانهضام وَلَا فِي اللَّيْل بعد النّوم إِذا كَانَ الْجوف فِيهِ طَعَام لِأَن ذَلِك يبلد الهضم ويطفئ الْحَرَارَة الغريزية.
مَتى كَانَ رجل يستمرئ الأغذية الغليظة وتفسد فِي معدته اللطيفة فَاعْلَم أَن مزاج معدته حَار إِمَّا بالطبع وَإِمَّا بِالْعرضِ وَهَذَا إِنَّمَا تفْسد ألف ي هَذِه الْأَطْعِمَة فِيهِ إِلَى الدخانية أبدا لِأَنَّهَا تفْسد بفرط الْحَرَارَة فَانْظُر إِن كَانَ برازه فِي الْأَكْثَر أَبيض وبدنه بدن بلغمي فقيئه قبل طَعَامه وَإِن كَانَ غير ذَلِك فقد ذَكرْنَاهُ.
وَيجب أَن تجْعَل الْغذَاء على حسب المزاج وَالْوَقْت وَالْحَال جملَة فَانْظُر فِيهِ.
مِثَال ذَلِك أَن الْأَبدَان المتخلخلة تحْتَاج إِلَى أغذية أغْلظ وبالضد وَكَذَلِكَ الَّذِي يرتاض ويتعب فَأَما من كَانَ يتَوَلَّد فِيهِ دم كثير جدا فَيحْتَاج إِلَى أَطْعِمَة قَليلَة فَإِن لم يشْبع بهَا جعلت كَثِيرَة الكمية قَليلَة الْغذَاء وبالضد من كَانَ يحْتَاج أَن يتَوَلَّد فِيهِ دم كثير وَلم يُمكن حمل الأغذية الْكَثِيرَة فِي معدته فَيحْتَاج إِلَى أَطْعِمَة قَليلَة الكمية كَثِيرَة الْغذَاء وعَلى ذَلِك فقس فِي جملَة الْبدن وَفِي عُضْو عُضْو مِنْهُ.
الأغذية مَا دَامَت تزيد حفظ الْبدن على حَاله فَتكون أشكالاً وَأما إِذا عرض للبدن عَارض احتجت أَن تزيله فَيكون أضداد الْعَارِض وَكَذَلِكَ إِذا أردْت أَن تنقل مزاجاً ردياً وَكَانَ صَحِيحا إِلَى مزاج أَجود مِنْهُ.
الْأَطْعِمَة المولدة للدم اللَّطِيف أَحْمد فِي دوَام الصِّحَّة لَكِنَّهَا لَا تفِيد جلدا وَلَا قُوَّة والغليظة بالضد فَمن كَانَ يُرِيد دوَام الصِّحَّة وَلَا يحْتَاج إِلَى أَعمال فِيهَا كد فليدمها وَمن كَانَ يحْتَاج إِلَى الْأَعْمَال القوية فَلَا بُد لَهُ من الغليظة فليمد يَده إِلَيْهَا مَعَ حسن التَّدْبِير لما يحْتَاج إِلَيْهَا وَلَا يدمنها.)(7/355)
وَيجب اجْتِنَاب الغليظة اللزجة فالملوحة للَّذين كلاهم وأحشاؤهم جملَة ضيقَة المجاري بالطبع مَعَ أَن الكلى من كل إِنْسَان ضيقَة المجاري فَإِذا اسْتعْمل التَّدْبِير المغلظ مُدَّة فليستعمل التلطيف لينقى تِلْكَ المجاري الَّتِي يجد فِيهَا ثقلاً أَولا فَإِن ذَلِك الحزم وَليكن اسْتِعْمَال الْأَطْعِمَة الحريفة وَنَحْوهَا فِي الْأَبدَان المرارية أقل وبالضد.
وَمن كَانَ يتهيأ لَهُ أَن يرتاض قبل الطَّعَام فَلَيْسَ ألف ي بِهِ كَبِير حَاجَة إِلَى الِاسْتِقْصَاء فِي الأغذية وبالضد وَلَيْسَ إِنَّمَا يحْتَاج من لَا يرتاض قبل طَعَامه وَلَا ينَام بعده حَتَّى يكمل هضمه أَن يستقصي أَمر الْغذَاء لَكِن يحْتَاج أَن يسْتَعْمل الْأَدْوِيَة الملطفة والمسهلة والفصد.
حنين: وليحذر التَّعَب بعد الطَّعَام وَذَلِكَ أَنه يجذب إِلَى الْأَعْضَاء الْغذَاء فجا نياً فَتحدث بِسَبَبِهِ أمراض ردية وَلَا يغرك حَال الفلاحين وَغَيرهم وَأعَاد الْكَلَام. قَالَ أبقراط: الْأَشْيَاء الْبَارِدَة كالجمد والثلج ضارة للصدر مهيجة للسعال جالبة لانفجار الدَّم والنزل.
قَالَ: وَمن أعظم الْأَسْبَاب قُوَّة فِي إِفْسَاد الدَّم التخم المتواترة وَمَتى كَانَت من أغذية ردية الْغذَاء كَانَت أردأ وَإِذا كَانَت من الغليظة ولدت أمراضاً غَلِيظَة واللطيفة تولد أمراضاً حادة.
الأغذية السريعة الْفساد يجب تَقْدِيمهَا قبل جَمِيع الأغذية والفواكه كلهَا خلا القابضة مَتى أردْت تليين الْبَطن لِأَن هَذِه تطرق لغَيْرهَا وتنحدر سَرِيعا وَإِن كَانَت فَوق فَسدتْ وأفسدت الطَّعَام.
والغذاء الَّذِي لَيْسَ بمحمود وَلَا لَهُ لزوجة ورطوبة مثل الْفَوَاكِه فاجعله فِي وسط الطَّعَام كَمَا لين الْبَطن فَيَنْبَغِي أَن يقدم قبل الطَّعَام وَإِذا أردْت أَن تلين الْبَطن فَلَا يَنْبَغِي أَن تبادر بِمَا يلين الطَّبْع بعْدهَا لَكِن يشرب عَلَيْهَا شراب حُلْو قَلِيل وينتظر سَاعَة ثمَّ يُؤْخَذ الطَّعَام وبالضد إِذا كَانَ الْبَطن لينًا وَيجب أَن تستقصي تنقية الْحُبُوب مِمَّا يخالطها من الْأَشْيَاء الردية وخاصة لمن كَانَ مزاجه ردياً وَكَانَ مزاج السّنة ردياً أَيْضا مثل الَّذِي يُصِيب فِيهَا الزَّرْع اليرقان وَنَحْوه لِأَن ذَلِك وَإِن لم تظهر مضرته فِي زمَان يسير فَإِنَّهُ ستظهر فِي مَا يسْتَأْنف وليبعد مِنْهَا من يُرِيد التَّدْبِير اللَّطِيف بالعتيقة الف ي وبالضد والمتوسطة بالمتوسطة وأجوده مَا ترك حَتَّى يضمر ضموراً معتدلاً.
والأبدان الضعيفة إِمَّا بالطبع وَإِمَّا بِالْعرضِ فَاجْعَلْ أغذيتها لَطِيفَة سهلة الاستحالة وبالضد لِأَن)
القوية تحْتَمل الْأَطْعِمَة الغليظة القوية وَأما الْأَطْعِمَة الصلبة الجافة فَلَا تكَاد الْأَبدَان الضِّعَاف تقلبها إِلَى الدَّم.
من حفظ الصِّحَّة لأبقراط: قَالَ: احذر شرب الشَّرَاب الْبَتَّةَ بعقب الاستحمام والرياضة لِأَنَّهُ يمْلَأ الرَّأْس ويضره وَلَا يشرب المَاء الْبَارِد فِي هَذِه الْحَال فَإِن اضطررت إِلَيْهِ فَاشْرَبْ شرابًا قَلِيلا ممزوجاً بِمَاء حَار لِأَن شرب المَاء الْبَارِد قبل الطَّعَام يضر بالمعدة(7/356)
والكبد وَرُبمَا نَالَ العصب مِنْهُ وَمن هَذَا الْكتاب قَالَ: من احْتَاجَ من غذائه إِلَى أَن يبْقى ويجود هضمه فليجعله وَاحِد النَّوْع وَيَأْخُذهُ فِي مرار كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ على هَذِه الصّفة يطول مكثه وَيكثر غذاؤه ويقل مَا ينحدر مِنْهُ بالبراز لِأَن الطبيعة تقوى عَلَيْهِ قُوَّة كَامِلَة فَإِن كَانَ مَعَ هَذَا كثير الْغذَاء فَهُوَ تَدْبِير مغلظ فِي الْغَايَة وَمن أَرَادَ أَن يُطلق بَطْنه وَلَا ينَال بدنه غذَاء كثيرا فليأخذ مِنْهُ كثيرا ضَرْبَة وأطعمة مُخْتَلفَة فَإِن ذَلِك يعين على سرعَة الْخُرُوج وَقلة الإعتذاء.
من تَدْبِير الصِّحَّة لأبقراط قَالَ: إِذا عرض لأحد أَن يتجشأ جشاء فِيهِ طعم طَعَامه من غَد يَوْمه وَمن عرضت لَهُ نفخة فِيمَا دون الشراسيف فَإِن ذَلِك يكون لِأَن مِقْدَار الطَّعَام أَكثر من الْحَرَارَة الغريزية فَلذَلِك يجب أَن تسخن الْمعدة وَيطول النّوم ويرتاض ويقل الطَّعَام حَتَّى يبطل السَّبَب الْبَتَّةَ ثمَّ لَا يُجَاوز بعد مِقْدَار مَا لَا يتخمه.
قَالَ جالينوس فِي صبي يصرع: ألف ي يجب أَن يقسم الْغذَاء فَليَأْكُل ثلثه فِي الْغذَاء وَيكون أكله الْبُقُول الملينة للبطن وثلثيه فِي الْعشَاء وَيكون أكله الأغذية القوية.
وَقَالَ: جَمِيع الأغذية المجففة للبطن المنفخة الْعسرَة الهضم ردية فِي جَمِيع الْأَوْقَات والحالات.
قَالَ: وليتجنب النافخ من الشَّرَاب جَمِيع النَّاس قَالَ ذَلِك فِي حفظ الصِّحَّة أبقراط.
وَقَالَ فِي الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: فَأَما تَدْبِير الْمطعم وَالْمشْرَب للبدن المعتدل فبالأطعمة المعتدلة وَقَالَ فِي الْحَث على تعلم الصِّنَاعَة أَن أبقراط قَالَ: إِن دوَام الصِّحَّة يكون بترك التملي من الْغذَاء وبالرياضة المعتدلة.
قَالَ: والرياضة بِأَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي وَالْأكل بِأَكْثَرَ مِمَّا يجب يعود بِهِ الْبدن إِلَى غَايَة الْعظم وَالْخصب وَيكون مستعداً لأمراض ردية جدا.
وَقَالَ فِي كتاب النفخ أَن الأغذية الْمُخْتَلفَة المتفننة تحدث اضطراباً لِأَن بَعْضهَا يبطئ انهضامه وَبَعضهَا يسْرع.)
افيذيميا قَالَ: الْأَبدَان الْيَابِسَة المزاج أحمل للجوع من أضدادها لِأَنَّهُ لَا ينْحل مِنْهَا إِلَّا الْقَلِيل.
قَالَ: الَّذين لَا يَأْكُلُون الطَّعَام إِلَّا مرّة وَاحِدَة فِي النَّهَار ويكثرون كميته حَتَّى يثقل الْمعدة جدا مَعَ مَا لَا يَنْتَفِعُونَ بذلك قد يضرهم إِن كَانَت أحشاءهم أَو معدهم ضَعِيفَة غَايَة الضَّرَر بذلك يَنْبَغِي فِي الأغذية أَن تختبر أَو يختبر العليل مَا يُوَافقهُ فَإِن من النَّاس(7/357)
أفذاذ يخرج أَمرهم عَن القانون حَتَّى يَنْفَعهُمْ بعض الأطمعة الضارة فِي الْأَكْثَر وبالضد فَلذَلِك يجب أَن يكون الطَّبِيب أَو الرجل نَفسه قد عرف ذَلِك من نَفسه.
افيذيميا قَالَ: أكل الكراث والثوم يُورث فِي الصَّيف مَعَ مَا يُورث من الْحَرَارَة مغساً وتقطيعاً ألف فَأَما فِي الشتَاء فيعظم نَفعه لِأَنَّهُ يقطع الأخلاط الغليظة ويسخن الْبَارِدَة اللزجة الَّتِي قد الأخلاط: قَالَ: الْعَطش جيد لمن قد غلبت عَلَيْهِ الأخلاط المائية وردئ للمرار يهيجه وَكَذَلِكَ الْجُوع فَهُوَ جيد للأخلاط النِّيَّة ينضجها بطول الْجُوع والشبع ينفع(7/358)
الْأَبدَان المرارية والناقصة الدَّم.
3 - (من كتاب الأخلاط)
قَالَ: الْأَطْعِمَة الَّتِي تولد الدَّم الْجيد إِذا أَخذ مِنْهَا مَا فَوق الطَّاقَة تولد بلغماً.
أبقراط فِي الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: من جرت عَادَته أَن يَأْكُل فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ إِن انْتقل إِلَى أَن يَأْكُل مرّة دفْعَة من غير تدرج حدث لَهُ ضَرُورَة ضَرَر وَضعف وَمن انْتقل من عَادَته أَن يَأْكُل مرّة إِلَى مرَّتَيْنِ أضعفه غذاؤه على الْمَكَان وأثقل بدنه وأرخاه وكسله وتجشأ من غذائه جشاء حامضاً وَرُبمَا عرض لَهُ ذرب وَذَلِكَ أَنه يثقل الْمعدة عَن عَادَتهَا وَإِنَّمَا كَانَت عَادَتهَا أَن تهضم الطَّعَام مرّة لَا مرَّتَيْنِ وَمِنْهُم من إِن تعشى كرب وقلق وعسر نَومه وَكثر تقلبه على فرَاشه لِأَن كَثْرَة الْأَطْعِمَة تفعل ذَلِك وخاصة فِيمَن لم يعْتد ذَلِك وَقد لَا ينْتَفع من هَؤُلَاءِ أَعنِي من يثقل عَلَيْهِ الطَّعَام بِأَن ينَام بِمِقْدَار لَيْلَة تَامَّة أما فِي الشتَاء فَمَعَ توقي الْبرد وَفِي الصَّيف للْحرّ فَإِن لم يُمكنهُم النّوم فليمشوا مشياً رَفِيقًا كثيرا من غير أَن يستريحوا فِي الْوسط فَإِذا كَانَ بعد ذَلِك أكلُوا أكلا خَفِيفا جدا وَيَشْرَبُونَ شرابًا صرفا قَلِيلا لِأَن ذَلِك يُعِيد الْمعدة إِلَى قوتها وَمن اعْتَادَ الْأكل مرَّتَيْنِ فَأكل مرّة استرخى بدنه وَضعف وَعرض لَهُ وجع فِي الْفُؤَاد حَتَّى يتَوَهَّم أَن أحشاءه معلقَة واحتد بَوْله.
وَمِنْهُم من يُصِيبهُ غثيان وقيء وغؤور الْعين ألف ي واختلاج الأصداغ وَبرد الْأَطْرَاف)
ويمر فَمه إِن كَانَ صفراوياً وَإِنَّمَا تبرد أَطْرَافهم لنُقْصَان الْحَرَارَة الغريزية وانصباب الأخلاط المرارية فِي الْمعدة وَأكْثر هَؤُلَاءِ إِذا ترك غذاءه اخْتَلَط عَلَيْهِ أَيْضا عشاؤه وصعب عَلَيْهِ نَومه.
وَإِذا أردْت أَن تعيد من ترك طَعَامه إِلَى عَادَته فَوْقه أَولا الْحر وَالْبرد فَإِنَّهُ مِمَّا يصعب عَلَيْهِ وَلَا يحْتَملهُ وَاجعَل كمية غذائه أقل مِمَّا جرت بِهِ عَادَته لِأَن الْمعدة قد ضعفت واجعله رطبا لِأَنَّهَا قد جَفتْ واسقه شرابًا غير ممزوج بِمِقْدَار طَعَامه لِأَن الممزوج يضعف الْمعدة والقليل المزاج يجفهها وَهُوَ يحْتَاج إِلَى مَا يقوى وَلَا يجفف ثمَّ دَرَجه بغذاء أَكثر حَتَّى تعيده إِلَى عَادَته.
الْأَبدَان المرارية يَضرهَا تَأْخِير الْغذَاء وَتَركه فَأَما البلغمية فَلَا. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن تنظر فَلَعَلَّ الْبدن إِنَّمَا يغلب المرار والبلغم على معدته فَقَط لَا على كل مزاجه لِأَنَّهُ وَإِن كَانَ ذَلِك فَهَذَا الحكم فِيهِ صَحِيح وَإِنَّمَا ذَكرْنَاهُ لِئَلَّا يغلظك أَن ترى بدناً الْغَالِب عَلَيْهِ فِي جثته وسخنه البلغم فيجرى الحكم عَلَيْهِ فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ يتَوَلَّد فِي معدته مرار كثير وَهَذَا يضرّهُ الْإِمْسَاك عَن الْغذَاء وَجَمِيع مَا حكيناه.
والأطعمة المعتدلة والأشربة أفضل من غَيرهَا لمن اعتادها وَإِن كَانَت أحسن مِنْهَا لِأَنَّهَا فيهم أَجود وأسهل هضماً وَأَقل توليداً للأمراض.
روفس فِي كتاب الشَّرَاب: من أَرَادَ أَن يجلس بعد أكله وَيشْرب يَوْمه فَلَا يسرف فِي الرياضة قبل الطَّعَام فَإِنَّهَا تتعبه وتنقله وتنميه إِذا أكل وَمن أَرَادَ النّوم فليتعب قبل الطَّعَام وليقدم قبل أكله مَا يدر الْبَوْل كالكرفس وَنَحْوه وَيجْعَل طَعَامه جملَة يَوْمه ذَلِك الَّذِي يُرِيد أَن يشرب فِيهِ أقل فَإِنَّهُ أصلح لبدنه وَأَصَح من غذ وَإِن كَانَ بدنه ضَعِيفا فليجنب السكر فَإِن السكر ألف ي رَدِيء وخاصة فِي الْأَبدَان الضعيفة وَإِن اتّفق أَن يشرب كثيرا مَعَ أكل كثير فليدفع ضَرَره بالقيء فَإِن تهَيَّأ أَن يشرب بعد الْقَيْء مَاء الْعَسَل ويتقيأ أَيْضا فَإِنَّهُ جيد وليتمضمض بعد ذَلِك بِمَاء وخل وَيغسل وَجهه بِمَاء بَارِد.
وَقَالَ فِي كتاب شرب اللَّبن: إِن التَّعَب بعد الطَّعَام يحمض الطَّعَام.
وَقَالَ روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: أما تَدْبِير من كَانَ صَحِيحا فَأَرَادَ حفظ صِحَّته أَن يروض بدنه بِالْأَعْمَالِ قبل الطَّعَام وَأَن تكون تِلْكَ الْأَعْمَال قد اعتادها فَإِنَّهَا أوفق وأنفع ثمَّ ليتناول مِنْهَا مَا قد اعْتَادَ أكله وَعرف أَنه أَنْفَع لَهُ ويجتنب مَا علم أَنه يضرّهُ فَإِن كل إِنْسَان أعلم بذلك فِي نَفسه من الطَّبِيب لِأَن من الْأَطْعِمَة مَا ينفع بعض النَّاس دون بعض ويضرهم لأمر لَا)
يعرفهُ الْأَطِبَّاء وَلَا يُدْرِكهُ إِلَّا بالتجربة وَتَكون كميته بِقدر مَا يسهل عَلَيْهِ هضمه وبقدر تَعبه وعرفه ومراره وَيَأْكُل فِي المرات بِحَسب عَادَته وَذَلِكَ أَن من النَّاس من يثقل جدا إِذا أكل طَعَامه فِي مرّة وَمِنْهُم من ينْتَفع بذلك وَاتبع فِي الْجُمْلَة الْعَادة فَإِن قوتها عَظِيمَة وسل كل وَاحِد عَن تَدْبيره لنَفسِهِ واعرف ذَلِك مِنْهُ ثمَّ دبره كَذَلِك.
والامتلاء من الطَّعَام رَدِيء وَإِن هضمته الْمعدة فَإِن الْعُرُوق ينالها مِنْهُ ضَرَر وتمددت وتشققت وأورثت أوجاعاً كَثِيرَة وَكَثُرت البخارات فِي الْبدن لِكَثْرَة الدَّم لِأَن قلَّة البخارات وَكَثْرَتهَا تَابِعَة لكمية الدَّم.
قَالَ: وَيجب إِن أَكثر يَوْمًا من الطَّعَام لشَهْوَة أَن يتقيأه من سَاعَته ويلطف تَدْبيره من غَد فَمن أدمن التملي من الطَّعَام وَلم يسْتَعْمل أَنْوَاع الاستفراغات كثرت الفضول فِي عروقه وَمن لم ينهضم طَعَامه عرض لَهُ ثقل ووجع فِي الْقلب وملأ أمعاءه رياحاً وَعرض لَهُ وجع(7/359)
الجنبين وَالنَّفس الْحَار وَثقل رَأسه وَذَهَبت ألف ي شَهْوَته للطعام وَرُبمَا اشْتهى الشَّهَوَات الردية وَعرض لَهُ السهر واصفر اللَّوْن وضعفت قوته ولانت طَبِيعَته لينًا مفرطاً ويتبرز برازاً لينًا لذاعاً رَقِيقا ومرارياً وَرُبمَا تقيأ.
قَالَ: وَإِذا تمليت من الطَّعَام فَأَرَدْت أَن تتقيأ فأسرع قبل أَن ينهضم أَو يَأْخُذ فِي الهضم وامنع من الْقَيْء من لَا يحْتَمل ذَلِك على مَا فِي بَابه وَإِن لم يحْتَمل الْقَيْء على مَا وَصفنَا فِي بَابه بِسَبَب أمزجتهم وخلقهم فَأَمرهمْ بِالنَّوْمِ كثيرا وَشرب المَاء الْحَار مرَارًا كَثِيرَة فَإِن شرب المَاء الْحَار يجلب إِلَيْهِم النعاس وَيغسل الأمعاء ويهضم الطَّعَام جيدا ويحدره وخاصة إِذا كَانُوا مُحْتَاجين إِلَى الإسهال وَأمرهمْ بالاستحمام وتقليل الْغذَاء وَشرب شراب ممزوج بِالْمَاءِ الْكثير وَيمْنَعُونَ من الطَّعَام مَا لم يخرج مَا أكلوه وينهضم سَرِيعا.
وَحكى جورجس عَن ج أَنه قَالَ: إِن الْإِنْسَان لَا يزَال صَحِيحا مَا دَامَ يَأْكُل باعتدال وَتخرج مِنْهُ فضوله على مَا يجب وَيجب إِذا امْتنعت أَن تدر الْبَوْل وتسهل الْبَطن بالأشياء الَّتِي تسْتَعْمل فِي حفظ الصِّحَّة قد ذَكرنَاهَا فِي المسهلات وَمثل هَذَا صمغ البطم قدر بندقه مَعَ شَيْء من ملح يسقى عِنْد النّوم وبمثل الْأَطْعِمَة الَّتِي تسهل كمرق الحلزون البحري والسلق واللبلاب والبسفايج فِي الطَّعَام وَالصَّبْر قدر ثَلَاث حمصات يسْتَعْمل عِنْد النّوم. لي حب لهَذَا الْعَمَل: يُؤْخَذ نصف دِرْهَم صَبر وَمثله من علك البطم ودانق نظرون)
وَيُؤْخَذ فَإِنَّهُ جيد.
الْفُصُول: أحمل النَّاس للإمساك عَن الْغذَاء الْمَشَايِخ وبعدهم الكهول والفتيان أقل احْتِمَالا لَهُ وَالصبيان أقل احْتِمَالا من الفتيان وَمن كَانَ من الصّبيان أقوى شَهْوَة فَهُوَ أقل احْتِمَالا لَهُ وَإِنَّمَا يصلح هَذَا فِي الْمَشَايِخ فِيمَن هُوَ فِي ابْتِدَاء الشيخوخة لَا فِي الَّذين هم ألف ي فِي الْغَايَة القصوى لِأَن أُولَئِكَ يَحْتَاجُونَ إِلَى الْغذَاء فِي كل قَلِيل وَلَا يحْتَملُونَ الْإِمْسَاك عَنهُ وقتا طَويلا وَأَكْثَرهم يحْتَاج مِنْهُ إِلَى الْقَلِيل جدا فِي كل مرّة وَذَلِكَ أَن حَالهم كَحال السراج الَّذِي قد قرب من الانطفاء فَهُوَ يحْتَاج أَن يُزَاد فِيهِ الزَّيْت قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يحْتَمل أَن يصب فِيهِ شَيْء كثير دفْعَة فَلذَلِك يجب أَن يطعم مَرَّات كَثِيرَة بكمية قَليلَة.
وَأما الصّبيان فَلِأَن الْحَرَارَة الغريزية فيهم كَثِيرَة وأبدانهم فِي النشؤ وَيكثر التَّحَلُّل مِنْهُم فهم يحْتَملُونَ الْكثير من الطَّعَام دفْعَة وَمن الفتيان مَتى مَا أَمْسكُوا عَن الطَّعَام مُدَّة أضرّ ذَلِك بهم وأمرضهم.
وَمن كَانَ أقوى شَهْوَة فَهُوَ فِي حرارته بِأَكْثَرَ تحلله أَكثر فَلذَلِك يحْتَاج إِلَى استجلاب ذَلِك أسْرع ومضرته إِن لم يفعل أَكثر.(7/360)
والأبدان الرّطبَة يتَحَلَّل مِنْهَا أَكثر مِمَّا يتَحَلَّل من الْأَبدَان الْيَابِسَة فَلذَلِك يحْتَاج إِلَى الْغذَاء أسْرع وَأكْثر لِأَن الْأَشْيَاء الرّطبَة أَشد مواتاة للتحليل من الْيَابِسَة وَقس ذَلِك من الْبُقُول والخشب فَإنَّك إِن وَضَعتهَا فِي الشَّمْس وجدت أَحدهمَا ينقص نُقْصَانا كثيرا وَالْآخر بِحَالهِ.
الطَّعَام الْكثير ضَرْبَة يثقل على الْبدن فِي الصَّيف خَاصَّة جدا وَكَذَلِكَ فِي الخريف وَتَكون مؤونته فِي الشتَاء وَالربيع أقل.
لَيْسَ مَتى كَانَ الْإِنْسَان يَأْكُل حَتَّى تتمدد معدته فَهُوَ لَا محَالة يضرّهُ وَلَا يستمريه لَكِن مَتى فعل ذَلِك وعروقه ممتلية ضرّ ضَرَرا عَظِيما إِن لم يتقيأه إِن كَانَت قوته الهاضمة قَوِيَّة وَمَتى كَانَت قُوَّة الهضم فِيهِ ضَعِيفَة فَإِنَّهُ يضرّهُ وَيفْسد فِي بَطْنه.
وَلَيْسَ مَتى أقل الْأكل فَإِنَّهُ قد أَمن ضَرُورَة الضَّرَر لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يكون غذَاء ردياً وعسر الهضم فِي نَفسه وَإِن كَانَت كميته قَليلَة أَو تكون قوته ضَعِيفَة وَحَاجته إِلَيْهِ قَليلَة فَلذَلِك لَا يجب أَن يقْتَصر على النّظر فِي كَثْرَة مَا يرد الْمعدة وقلته حَتَّى ألف ي تتفقد مَعَ ذَلِك هَذِه الْأَحْوَال وَنَحْوهَا.)
الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام لمن مزاجه نَارِي مُدَّة طَوِيلَة يشعل بِهِ حمى فَإِن لم تتداركه خيف عَلَيْهِ الْوُقُوع فِي الدق.
مَا كَانَ من الأغذية ألذ وأشهى وَأكْثر اعتياده فاختره وَإِن كَانَ أخس فِي الأصحاء والمرضى لِأَن الملتذ يجود اشْتِمَال جملَة غذائه وَإِن كَانَ أَجود سر لذَلِك المغتذي.(7/361)
(فِي العطاس واجتلابه وَمنعه) (ومنافعه ومضاره وجهة اسْتِعْمَاله)
3 - (الْعِلَل والأعراض)
قَالَ: إِذا لم يكن العطاس عَن زكام فَهُوَ أعظم الْأَشْيَاء نفعا للرأس المملوء من البخارات.
الأولى من الأخلاط قَالَ العطاس يجب أَن يجلب حينا وَيمْنَع حينا وَهُوَ ضار مَتى كَانَ فِي الصَّدْر والرية أَو فِي الرَّأْس أخلاط نِيَّة لم تنضج لِأَن هَذِه الأخلاط حِينَئِذٍ إِنَّمَا تحْتَاج إِلَى السّكُون والإسخان المعتدل فتنضج لذَلِك الأخلاط النِّيَّة الَّتِي فِيهِ وَالَّذِي يعرض من الْحَرَكَة ضد هَذَا وَذَلِكَ أَن الرَّأْس يمتلئ بِهِ أَكثر مِمَّا يجب فَلَا ينضج الأخلاط الَّتِي فِيهِ فَأَما مَتى كَانَت الأخلاط قد نَضِجَتْ فَإِنَّهُ ينْتَفع بالعطاس نفعا بَينا.
قَالَ: 3 (التصبر على دغدغة العطاس) 3 (نَافِع من قطع العطاس حَتَّى أَنه إِن كَانَ ضَعِيفا لم يحْتَج إِلَى علاج سواهُ.) لي العطاس يسكنهُ المَاء الْحَار وَالْحمام وَالنَّوْم.
الْمقَالة الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة قَالَ: أما الزُّكَام والعطاس فرديء فِي جَمِيع الْعِلَل الكائنة فِي الصَّدْر والرئة قبل الْعلَّة حدثت أَو بعْدهَا وَأما فِي سَائِر الْأَمْرَاض القتالة فَإِنَّهُ يتفع بِهِ لِأَنَّهُ يدل إِذا حدث على النضج وَشدَّة قُوَّة الْقُوَّة الدافعة وَلَيْسَ يحدث فِي سَائِر الْأَمْرَاض فِي أول الْمَرَض. ألف ي من كتاب مَا بَال ذَلِك الْأنف وَالْعين يسكن العطاس ويدفعه.
قَالَ: والعطاس يكون من كَثْرَة الرُّطُوبَة وَفَسَاد الْحَرَارَة الغريزية.
قَالَ: 3 (لعطاس يدل على قُوَّة الدِّمَاغ) بِأَن الهضم فِيهِ جيد لِأَنَّهُ يكون إِذا كَانَ حر الدِّمَاغ غَالِبا لرطوبته وَهُوَ مَحْمُود حَتَّى أَن من قرب من الْمَوْت لم يسْتَطع أَن يعطس الْبَتَّةَ.
الْمقَالة الْخَامِسَة من الْفُصُول: 3 (العطاس يسهل الْولادَة) ويطرح المشيمة وينفض عَن الْبدن الأخلاط الملتزقة بِهِ. الْمقَالة السَّابِعَة من الْفُصُول: العطاس يكون إِذا سخن الدِّمَاغ وَرطب الْموضع الْخَالِي الَّذِي فِي الرَّأْس وَانْحَدَرَ الْهَوَاء الَّذِي فِيهِ فَيسمع لَهُ صَوت لِأَن خُرُوجه ونفوذه يكون فِي مَوضِع ضيق. قَالَ جالينوس: لَيْسَ كل عطاس يكون إِذا سخن الرَّأْس فَإنَّا قد نرَاهُ يهيج بِإِدْخَال(7/362)
سحاة وَقد يرْتَفع من العطاس ريح من أَسْفَل فَإِذا صَارَت فِي مجْرى المنخرين صَارَت سَببا لحدوث العطاس. قَالَ: وَرَأى أَن قَول الْقَائِل إِن الْهَوَاء الَّذِي يخرج من الرَّأْس وَحده هُوَ الصَّوْت المسموع فِي العطاس كذب وَذَلِكَ أَنا نرى عيَانًا يرْتَفع من الرَّايَة دفْعَة انقباض الصَّدْر فِي تِلْكَ الْحَالة ويدخله قبل العطاس هَوَاء كثير.
قَالَ: فَيجب أَن يكون حُدُوث العطاس من شَيْء يلْدغ بطُون الدِّمَاغ وتشتاق الطبيعة إِلَى دَفعه كَمَا يعرض فِي السعال والفواق.
قَالَ: والعطاس الَّذِي يكون ابتداؤه من الدِّمَاغ يُخَفف الرَّأْس يَعْنِي الَّذِي لَا يستجيب وَذَلِكَ أَن هَذَا العطاس يكون إِذا مَا انْحَلَّت الرطوبات الَّتِي فِي الدِّمَاغ حَتَّى تصير هَوَاء ثمَّ يدْفع ذَلِك الْهَوَاء بحركة من الطبيعة وَإِنَّمَا تحل تِلْكَ الرطوبات حَتَّى تصير هَوَاء إِذا سخنت وَإِنَّمَا تسخن من الْحَرَارَة الغريزية إِذا تنفست لِأَن تِلْكَ الفضول الرّطبَة إِنَّمَا اجْتمعت لِضعْفِهَا. لي إِذا صَارَت ألف ي الرطوبات ريحًا ودغدغت بطُون الدِّمَاغ حدث عَن ذَلِك مَا يحدث عَن السخاة وَأما عِلّة صَوت العطاس مَا حكى عَن أبقراط فَبَاطِل لِأَنَّهُ لَا يشبه قَول أبقراط وَقد بَين جالينوس ذَلِك وَلَوْلَا ذَلِك لبينا نَحن بَيَانا أَكثر وأوضح.
من آلَة الشم: العطاس يسكن الثّقل الْعَارِض فِي الرَّأْس وَفِي خلال الْكَلَام مَا يجْتَمع مِنْهُ أَن العطاس ينفض الدِّمَاغ من فضوله نفضاً فِي الْغَايَة فَلذَلِك هُوَ جيد لمن يحْتَاج أَن ينفض من دماغه خلطاً ردياً. لي إِلَّا أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يكون اسْتِعْمَال التعطيس بِالْقَوِيّ إِلَّا بعد تنقية الْبدن جدا لِأَنَّهُ يمْلَأ الرَّأْس.
الطَّبَرِيّ قَالَ عَن بعض كتب الْهِنْد قَالَ: لَا يَنْبَغِي أَن يعطس أحد إِلَّا وَوَجهه مستو قبالة)
صَدره.
اهرن قَالَ: 3 (مَا يهيج العطاس) الكندس والقسط والعاقرقرحا والافتيمون والجندبادستر والفلفل والشونيز وَحب الحرمل والخرذل والزنجبيل وَالصَّبْر والبورق وورق المرزنجوش الْيَابِس والصعتر وشحم وَمِمَّا يسكن العطاس من أقراباذين سَابُور أَن يحسوا حساء حاراً.(7/363)
اريباسيوس قَالَ: من فِي صَدره ورئته كيموسات نِيَّة محتقنة فَلَا يعطس لَكِن اسْتعْمل لَهُ مَا يطلي بِهِ على الحنك. قَالَ اهرن: يسكن العطاس الحسا الْحَار وَيَضَع على الرَّأْس مَاء حاراً ويسعط بدهن الْفَرْع وَاللَّبن.
بولس قَالَ: لَا تنفخ المعطسة فِي الْأنف. لي لأه رُبمَا طارت إِلَى الدِّمَاغ لَك ألصق الدَّوَاء فِي الْأنف بريشة أَو بالإصبع.
وَمِمَّا يقطع العطاس أَن يسعط بدهن الْورْد والشيرج وشم ألف ي الانيسون والباذروج.
بولس قَالَ: العطاس الْكثير رُبمَا عرض فِي الحميات وَفِي غَيرهَا من الْأَمْرَاض فيؤذي ويهيج لِأَنَّهُ يمْلَأ الرَّأْس وَيسْقط الْقُوَّة ويزعج الصَّدْر والرئة وَرُبمَا سليت من الْأنف والصدر فَلذَلِك يجبل أَن يقطع وَقد يقطع ذَلِك من الْعين وَالْأنف وَفتح الْأنف وَذَلِكَ الحنك بِشدَّة والتقلب على الجوانب وغمز الْأَطْرَاف وترطيب العضل بالأدهان وخاصة اللحيين وصب دهن حَار فِي الْأُذُنَيْنِ وَوضع مرفقة حارة تَحت فقرة الْقَفَا وليجتنب الانتباه عَن النّوم بَغْتَة وَالدُّخَان وَالْغُبَار والأشياء المعطسة كالفلفل والجندبادستر والكندس والزراوند والخردل ويشم تفاحاً وسويقاً فَإِنَّهَا تكسر حِدة العطاس والإسفنج البحري إِذا كَانَ فَارغًا يفعل مثل ذَلِك وَإِن احتجت إِلَى جلب العطاس فاحتل فِي مد الْعُنُق إِلَى فَوق بِرِفْق وَاسْتِعْمَال شم الْأَشْيَاء الحريفة وَسُكُون الْفِكر.
مَجْهُول قَالَ: الاستلقاء يرِيح الْبدن والأعضاء تضعف كثرته الْبَصَر ويولد الْحَصَى فِي الكلى وبنغط ويحفظ الْبدن على حالاته.
ليقورس قَالَ: التَّعَب يهرم سَرِيعا وَيحرق الدَّم وييبس الْبدن ويولد السَّوْدَاء ويشد العضل)
وَالْبدن ويصلبه حَتَّى تقل أمراضه إِلَّا أَنه يجفف سَرِيعا وَلَا يبلغ أَصْحَابه من الْعُمر مَا لَهُم أَن يبلغوه فِي طبائعهم الكد يكْسب الْأَعْضَاء قُوَّة ويقوى الهضم ويثقل النّوم إِلَّا أَنه يسْرع فِي يبس الْأَعْضَاء.
والراحة تحفظ الرطوبات فِي الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وتطيل الْعُمر غير أَنَّهَا تولد عفونات إِن كَانَ الْبدن مستعداً لذَلِك فَيجب أَن يتَعَاهَد ذَلِك مِنْهُ بالتنقية.(7/364)
(النّوم واليقظة ومنافعهما ومضارهما) ألف ي واستجلابهما ومنفعتهما وَفِي الرَّاحَة والتعب وصنوف التشكل وَالْقعُود والاستلقاء وَالْقِيَام وَنَحْوهَا وَمَا تدل عَلَيْهِ فِي الْأَمْرَاض وَفِيمَا يثقل الرَّأْس ويخففه قَالَ جالينوس فِي الْمقَالة الثَّانِيَة عشرَة من حِيلَة الْبُرْء: لذَلِك الْكثير يجلب النّوم.
وَقَالَ: النّوم ينضج واليقظة تحلل إِن شَاءَ الله.
3 - (الْمقَالة الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الآلمة:)
3 - (النّوم والسبات يتولدان من أَسبَاب بَارِدَة) والحار يفعل خلاف ذَلِك فَإنَّا نرى عيَانًا أكل الخس والاستحمام بِالْمَاءِ العذب الفاتر على الرَّأْس وَالشرَاب الممزوج بِالْمَاءِ يجلب النّوم وَالتَّدْبِير اللَّطِيف وَالشرَاب الصّرْف الْعَتِيق يجلب الأرق.
قَالَ: كَانَ غُلَام عَطش فَشرب من شراب عَتيق جدا صرف مِقْدَارًا كثيرا فبقى مُنْذُ شربه فِي سَائِر عمره لَا ينَام ثمَّ إِنَّه فِي بعض الْأَوْقَات مَعًا كَانَ بِهِ من الأرق حم لترادف الأرق عَلَيْهِ وَلما تبع ذَلِك اخْتِلَاط الذِّهْن هلك.
3 - (جَوَامِع الْعِلَل بِحَسب الْأَعْضَاء)
قَالَ: الخشخاش والخس والباقلي يجلب النّوم والخرذل وَالْكبر يجلبان الأرق وَالنَّوْم من الْبُرُودَة والرطوبة وللبرودة الْمرتبَة الأولى والسهر من الْحر واليبس وللحر الْمرتبَة الأولى.
من الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ النّوم تحْتَاج إِلَيْهِ النَّفس الف ي عِنْدَمَا يكثر تحللها باليقظة لتكتسب فِي النّوم مِقْدَارًا صَالحا وَلذَلِك تَجِد نوم من قد أعيا أَشد استغراقاً وخاصة إِذا تنَاول من الطَّعَام مِقْدَارًا معتدلاً لِأَن الَّذِي جرى من هَؤُلَاءِ من الرّوح النفساني أَكثر ويرطبون الْآن بالغذاء وخاصة إِن كَانَ أرطب وَكَذَلِكَ الشَّرَاب والاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار يوضع على الرَّأْس.
من الرَّابِعَة من الميامر: يُؤْخَذ ورق اليبروج وَأَصله وَلبن الخشخاش وورقه وَسَوِيق شعير فَيجْعَل مِنْهُ تفاحة ويشمها العليل يُؤْخَذ أفيون وزعفران وميعة وتفاح ويتخذ مِنْهُ تفاحة ويشمها العليل فَإِنَّهُ يَنْعس.
لطرد النّوم يشم تفاحة كافور(7/365)
لي ينظر فِي هَذَا فَإِنَّهُ عَجِيب.
التَّاسِعَة قَالَ جالينوس: الأفيون أقوى الْأَدْوِيَة الخدرة فِي جلب النّوم ذَلِك لِأَنَّهُ فَوق كل دَوَاء يجلب النّوم حَسبك بِهِ أَنه إِذا احْتمل فِي المقعدة أَو طلى على الْجَبْهَة أَو شم جلب النعاس.
الرَّابِعَة من تَدْبِير الأصحاء قَالَ: الْحمام يجلب النّوم وَمن لم يجلب لَهُ الْحمام النّوم فَإِن ذَلِك رَدِيء لَا خير فِيهِ يدل على تمكن اليبس من الْبدن.
قَالَ: وَالنَّوْم لَا يحدث عَن الْحَرَارَة وَإِن كَانَ مَعَ حرارة كَانَ مضطرباً مشوشباً كثير التفرغ والاختلاط سريع التيقظ جدا فيجل أَن تعلم أَن السهر قوي جدا فِي إِفْسَاد الدَّم إِلَى المرارية وإضعاف الهضم وجلب الْأَمْرَاض وخاصة فِي الْأَبدَان النحيفة المرارية وتعظم قوته فِي ذَلِك عِنْد جالينوس فِي حفظ الصِّحَّة بِأَنَّهُ حفظ نَفسه على أَنه لم يزل أَكثر دهره ساهراً.
الْمقَالة الأولى من الأخلاط قَالَ: من كَانَ فِي بدنه أخلاط تحْتَاج أَن تنضج فالنوم ينضجها وَمن كَانَ يحْتَاج إِلَى التَّحَلُّل فاليقظة تحللها وَالنَّوْم يجلب الأخلاط إِلَى بَاطِن الْبدن فَإِن كَانَ استفراغ فِي ظَاهر الْبدن من دم جرح أَو غَيره قطعه وَيقطع أَيْضا الْقَيْء والإسهال لَا لهَذِهِ ألف ي الْعلَّة لَكِن للسكون لِأَن السّكُون يمْنَع الاستفرغات كلهَا وَالْحَرَكَة تهيجها وتثيرها)
واليقظة تجتذب الأخلاط إِلَى ظَاهر الْبدن والأخلاط الَّتِي يحْتَاج أَن يرفق غلظها وتحلل فاليقظة نافعة لَهَا وَلَكِن يَنْبَغِي أَن يكون بِقدر قصد لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن يقْصد لإنضاجها بِالنَّوْمِ ولتحليلها وَمن أضرّ الْأَشْيَاء النّوم الطَّوِيل لصَاحب الأخلاط الْبَارِدَة جدا وَهُوَ يمِيل إِلَى النّوم بِسَبَبِهَا وَلَيْسَ هُوَ بِصَالح لَهُ لَكِن فتر النّوم فِي جَمِيع هَؤُلَاءِ بِمِقْدَار مَا يَكْتَفِي بِهِ من اسْتِرْدَاد الْقُوَّة إِذا انْحَلَّت من الْيَقَظَة بِأَن يحدث عَن النّوم بعد النضج وَأما فِي ابْتِدَاء أدوار الْحمى فَجَمِيع النَّاس إِلَّا الشاذ يعلم مبلغ ضَرَر النّوم وخاصة إِذا كَانَت الْحمى مَعهَا سبات وَقد يعرض أَيْضا ضَرَر من النّوم للأحشاء المتورمة إِذا كَانَ فِي ابْتِدَاء دور الْحمى وَذَلِكَ لِأَنَّهُ تنصب إِلَيْهَا مَادَّة من الدَّم تميله عِنْد ذَلِك نَحْو بَاطِن الْبدن مَعَ الْحَرَارَة الغريزية.
قَالَ: من كَانَت الأخلاط الدموية غالبة عَلَيْهِ فاليقظة لَهُ أَنْفَع من النّوم وخاصة مَتى كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة وأنفع مَا يكون النّوم مَتى كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة إِذا كَانَ فِي الأخلاط بعض النُّقْصَان وخاصة إِن كَانَ فِيهَا مَعَ نُقْصَان كميتها نهوة.
قَالَ: مَتى كَانَ الْبدن مرارياً وَفِي الْأَمْرَاض الحادة فقد يحْتَاج إِلَى سُكُون وراحة كَامِلَة وَأما الأخلاط النِّيَّة والأمراض الْبَارِدَة فقد يحْتَاج فِيهَا فِي بعض الْأَوْقَات إِلَى الْحَرَكَة.
الْمقَالة الثَّانِيَة من الأخلاط قَالَ: الصَّوْت الملتذ باعتدال والأصوات المستوية كخرير الْمِيَاه وَنَحْوه إِذا لم تكن شَدِيدَة مهولة تجلب النّوم إِن شَاءَ الله.(7/366)
الرَّاحَة جَيِّدَة فِي نضج الأخلاط وَفِي استفراغها. ألف ي قَالَ حنين هَهُنَا: النّوم يرطب الْبدن فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَلَيْسَ من شَأْنه أَن يسخن أَو يبرد فِي جَمِيعهَا لَكِن يسخن فِي بعض الْأَوْقَات ويبرد فِي بعض ويسخنه فِي حَال ويبرده فِي حَال أُخْرَى لِأَن الْحَرَارَة فِي أبدان الْحَيَوَان جِنْسَانِ: أَحدهمَا غريزي وَالْآخر غَرِيب فَمَتَى صَادف النّوم فِي الْبَطن أَطْعِمَة وَفِي الْعُرُوق أخلاطاً بلغمية نِيَّة وَبِالْجُمْلَةِ بَارِدَة كَيفَ كَانَت هضمها وأنضجها حَتَّى يتَوَلَّد مِنْهَا دم جيد أسخن لذَلِك الْبدن الْحَرَارَة الغريزية فِيهِ وَمَتى كَانَت فِي ابدن حرارة غَرِيبَة نارية وَحمى بِسَبَب ورم فِي بعض أحشائه فَأطَال النّوم وَكَانَ ذَلِك فِي ابْتِدَاء النّوبَة فَإِن الْبدن يسخن حِينَئِذٍ بحرارة خَارِجَة عَن الطَّبْع ويتزيد لذَلِك النّوم فيزيد فِي الْحمى وَمَتى نَام الْإِنْسَان وَلَيْسَت فِي بدنه مَادَّة الْغذَاء وَلَا فِي عروقه خلط يحْتَاج أَن ينضج بل نَام بعد النضج الْكَامِل فَإِن حرارته الغريزية تقل.) لي هَذَا قَول ضَعِيف وَإِنَّمَا يبرد الْبدن وتقل حرارته الغريزية إِذا نَام بعقب النضج لِأَن الْمَادَّة بعقب التَّحَلُّل وَإِن لم يكن كحاله فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ على حَال بَاقٍ وخاصة فِي دَاخل الْبدن فحال النّوم بعد النضج كَحال نَار لَا تمد بالزيت فَلذَلِك يكون كل سَاعَة أَضْعَف.
قَالَ حنين: وَمَتى كَانَ الْأَغْلَب على الْبدن الأخلاط الَّتِي من جنس المرار وَكَانَت للطبيعة من فضل الْقُوَّة مَا يُمكنهَا تمييزها واستفراغها بعد ذَلِك فَإِن الْحَرَارَة الغريبة عِنْد ذَلِك تطفأ بِالنَّوْمِ وَرجع الْبدن إِلَى حَاله الطبيعية وَمَتى لم يُمكن للطبيعة من القوى فِي هَذِه الْحَال مَا تقوى على تَمْيِيز هَذِه الأخلاط المرارية وإخراجها عَن الْبدن فَإِن الْبدن لَا يسخن من النّوم وَلَا يبرد لَكِن يبْقى بِحَالهِ.
وَمَتى نَام الْإِنْسَان وَبِه حمى عفونة أخلاط زَائِدَة وَكَانَ فِي الطبيعة فضل قُوَّة يُمكنهَا مَعَه ألف ي فِي النّوم نضج تِلْكَ الأخلاط حَتَّى يتَوَلَّد مِنْهُ دم جيد فَإِن الْبدن يسخ حِينَئِذٍ ويبرد مَعًا فِي وَقت نَومه إِلَّا أَن سخونته تكون بالحرارة الغريزية ويبرد بالحرارة الغريبة فينمى الْحَرَارَة الغريزية وتذبل الْحَرَارَة الغريبة الْخَارِجَة عَن الطبيعة وتذبلها وتطفئها.
فَأَما السهر فيجفف الْبدن فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَلَا يسخن أَو يبرد فِي جَمِيعهَا فَافْهَم بَاقِي الْقِسْمَة فِيهِ من عكس أَفعَال النّوم وَذَلِكَ أَن كل مَا يقدر النّوم على فعله فِي الأخلاط فِي كل وَاحِد من الْأَبدَان بِحَسب كيقية تِلْكَ الأخلاط وكميتها فالسهر يفعل فِيهِ بضد ذَلِك.
قَالَ جالينوس: التَّعَب واسترخاء الْقُوَّة مِمَّا يعين على جلب النّوم الْمُسْتَغْرق وَلذَلِك فَأنى أمنع الَّذين لَا ينامون نوماً غرقاً من النّوم وتغميض الْعين والاتكاء والاستراحة فِي وَقت نومهم وَرُبمَا ربطتهم رِبَاطًا بَالغا يوجعهم حَتَّى إِذا استرخت قوتهم حللت الرِّبَاط وأخمدت السراج ورددت الْأَبْوَاب وَأمرت أَن ينحى عَنهُ كل حس وَصَوت الْبَتَّةَ فَإِنَّهُم ينامون نوماً غرقاً.(7/367)
قَالَ جالينوس: النّوم المعتدل يُولد دَمًا مَحْمُودًا والمجاوز الْمِقْدَار فِي الِاعْتِدَال يفْسد الأخلاط والناقص عَن الِاعْتِدَال يَجْعَلهَا مرارية والتعب يزِيد فِي حِدة الصَّفْرَاء ويولد الْمرة الناصعة الْحمرَة القليلة الرُّطُوبَة.
قَالَ: التَّعَب يفنى الدَّم وَيجْعَل مَا يبْقى مرارياً والراحة تزيد فِي الدَّم وتجعله بلغمياً.
الْمقَالة الثَّانِيَة من الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: السهر الشَّديد يمْنَع الطَّعَام وَالشرَاب من النضج وَيسْقط الْقُوَّة لِكَثْرَة التَّحَلُّل ويجفف الْبدن وَالنَّوْم الْكثير يُرْخِي الْبدن ويثقل الرَّأْس وَذَلِكَ أَنه يمْلَأ)
الْبدن رُطُوبَة حارة ويرخى لذَلِك ألف ي لِأَنَّهُ لَا يتَحَلَّل مِنْهُ مَا يجب فتجتمع مِنْهُ فِي الْبدن فضول بخارية.
الْمقَالة الأولى من الْفُصُول قَالَ: إِذا كَانَ النّوم فِي الْأَمْرَاض يحدث وجعاً فَذَلِك من عَلَامَات الْمَوْت وَإِذا كَانَ لَا يجلب وجعاً فَلَا.
قَالَ جالينوس: لَيْسَ يَعْنِي بِهَذَا النّوم الْكَائِن فِي ابْتِدَاء النوائب فَإِن هَذَا النّوم يضر لَكِن لَيْسَ بِدَلِيل على الْمَوْت وَإِنَّمَا هُوَ شَيْء يتبع طبيعة ذَلِك الْوَقْت. وَذَلِكَ أَن الكيموسات تميل فِي ابْتِدَاء النوائب إِلَى بَاطِن الْبدن وخاصة فِيمَن بِهِ ورم أَو قشعريرة فتطول لذَلِك مُدَّة الْحمى مَتى نَام فِي ابْتِدَاء النوائب وَلَا تَنْتَهِي مُنْتَهَاهَا إِلَّا بعد كد ون كَانَ ورم فِي الأحشاء زَاد فِيهِ وَإِن كَانَ مِمَّن تجلب إِلَى معدته كيموسات كَثِيرَة جدا وَلم تنضج فِي ذَلِك الْوَقْت كَمَا تنضج فِي غير هَذَا الْوَقْت من النّوم.
وَأما الَّذِي يَقُول أبقراط: فَإِن كَانَ العليل مَتى نَام انتبه وَهُوَ أثقل وَأَشد عَلَيْهِ.
وَقد ينفع النّوم فِي الْأَكْثَر نفعا بَينا وَلَا سِيمَا فِي انحطاط النوائب فَإِنَّهُ ينفع هُنَاكَ نفعا عَظِيما وَقد ينفع فِي مُنْتَهى النّوبَة وَفِي آخر الْبرد بِالْقربِ من الْمُنْتَهى.
فَإِذا كَانَ النّوم يضر وَلَو فِي الانحطاط فدلالته على الشَّرّ فِي الْغَايَة لِأَنَّهُ قد صَار يضر فِي الْوَقْت الأنفع وَذَلِكَ لَا يكون إِلَّا لشدَّة الوجع. 3 (مضار النّوم) إِذا كَانَ شَأْنه أَن يضر هِيَ هَذِه: يزِيد الْحمى والوجع وَيكثر سيلان مَا سيل إِلَى بعض أَعْضَاء الْبدن وَيزِيد فِي الأورام وَرُبمَا عرض للْمَرِيض أَن يتَكَلَّم فِي نَومه كلاماَ مشوشاً وَيبقى بعد الانتباه مختلطاً مُدَّة وَرُبمَا حدث لبَعْضهِم فِي ابْتِدَاء النّوبَة سبات لَا ينتبه إِذا حرك إِلَّا بكد وَهَذِه الْأَشْيَاء كلهَا تعرض من خبث الأخلاط ورداءتها وَذَلِكَ أَنه مَتى كَانَت الْحَرَارَة الغريزية ألف ي أقوى من الأخلاط أنضجتها فِي وَقت النّوم وَمَتى كَانَ كل الأخلاط أغلب للْمَرِيض مَا وَصفنَا من الْأَعْرَاض لغلبتها عِنْد النّوم غَلَبَة أَكثر فَإِن النّوم تميل فِيهِ الْحَرَارَة الغريزية إِلَى بَاطِن الْبدن بأجمعها فَإِذا كَانَت فِي ذَلِك الْوَقْت لَا تحدث فِي الأخلاط حسن حَال دلّ على ضعفها فِي الْغَايَة فَلذَلِك يدل على الْمَوْت وَأما إِن هُوَ أحدث حسن حَال فَلَيْسَ بِدَلِيل كَامِل على ثِقَة صَحِيحَة لِأَنَّهُ من قبل هَذِه الْحَال قد(7/368)
يجب أَن يسلم العليل من وَجه آخر قد يهْلك لِأَنَّهُ قد يُمكن من بِهِ ورم عسر الانحلال فِي بعض فِي بعض أَعْضَائِهِ الشَّرِيفَة أَن يَمُوت وَلَو كَانَ النّوم يصلح بعض حَاله والأجود أَن يكون النّوم دَائِما إِنَّمَا يدل على الْمَوْت إِذا كَانَ يجلب ضَرَرا وَأما إِذا لم يحدث ضَرَرا فَلَا يدل وَلَا على كل وَاحِد من الْأَمريْنِ.
قَالَ جالينوس: هَذَا دَلِيل على قُوَّة الْحَرَارَة الغريزية.
قَالَ أبقراط: النّوم واليقظة كل وَاحِد مِنْهُمَا إِذا جَاوز الْمِقْدَار الْقَصْد فَهِيَ عَلامَة رَدِيئَة.
الْمقَالة الرَّابِعَة: التشنج والتفزع والتوجع الَّذِي يكون فِي الْحمى بعد النّوم رَدِيئَة وَذَلِكَ أَن النّوم يجب أَن يصلح الْحَال لَا أَن يُفْسِدهَا وَفِي هَذِه الْحَال يدل على أَن الْخَلْط الرَّدِيء قد صَار إِلَى الرَّأْس لِأَن ميل الطبيعة فِي النّوم إِلَى دَاخل الْبدن وكما أَن الْإِنْسَان إِذا صَار بعد تنَاول الطَّعَام إِلَى النّوم عرض لَهُ فِي رَأسه امتلاء كَذَلِك إِذا نَام وَفِي بدنه امتلاء أَو كَثْرَة امتلاء رَأسه فيعل الدِّمَاغ فَإِن كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ سَوْدَاء عرض لَهُ تفزع وَإِن كَانَ حاراً لذاعاً عرض لَهُ تشنج ألف ي وتوجع وَلَوْلَا أَن الْمَنْفَعَة الْعَارِضَة من أنضاج النّوم للأخلاط أَكثر مَا يحدث عَلَيْهِ من الْمضرَّة من ميل الأخلاط إِلَى بَاطِن الْبدن لَكَانَ ضارا فِي كل حَالَة. لي وَلذَلِك يجب أَن يسْتَعْمل كَمَا يجب على مَا بَينا قبل.
الْمقَالة السَّادِسَة: إِن ظهر بَيَاض الْعين فِي الْأَمْرَاض فِي النّوم والجفن منطبق وَلَيْسَ ذَلِك بعقب اخْتِلَاف وَلَا عَادَة وَلَا شرب دَوَاء فَذَلِك مهلك.)
قَالَ: إِنَّمَا يظْهر بَيَاض الْعين إِذا لم ينطبق الجفن انطباقاً محكماً وَذَلِكَ يعرض إِمَّا لغَلَبَة اليبس على الْبدن كَمَا يعرض فِي الْجلد المدبوغ وَيكون بعقب استفراغ وتحلل كثير جدا وَإِمَّا لشدَّة السَّابِعَة: التشنج واختلاط الذِّهْن قد يلحقان السهر وَإِذا لحقاه فَهُوَ رَدِيء ن هَذَا التشنج يكون من اليبس والسهر أَشد شَيْء فِي تجفيف الْبدن وَالدَّم أَيْضا عِنْد السهر الطَّوِيل يحتد ويميل إِلَى المزارية وَلذَلِك يحدث اخْتِلَاط الذِّهْن وَقد يحدث عَن السهر المفرط هَذَانِ.
قَالَ جالينوس فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن الأفيون نَافِع جدا لمن قد ضعفت قوته من السهر لِأَنَّهُ ينومه فترجع قوته إِلَيْهِ.
الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ سهر شَدِيدا دَائِم فَعرض لَهُ سعال مَاتَ.
من كتاب ينْسب إِلَى جالينوس وَأَحْسبهُ بروفس وَهِي مقَالَة فِي النّوم واليقظة والضمور قَالَ: إِن النّوم يرطب والسهر يجفف دَائِما بِإِطْلَاق وَلَيْسَ يسخن النّوم وَلَا يبرد دَائِما لكنه إِذا كَانَ الْبدن كثير البلغم نقياً من الحميات كثير الأخلاط النِّيَّة فَإِن النّوم يهضمها ويولد دَمًا نقياً جيدا فيسخن الْإِنْسَان بِكَثْرَة الْحَرَارَة ألف ي الغريزية.(7/369)
وَقَالَ: النّوم ضار فِي ابْتِدَاء الحميات لِأَنَّهُ يجمع الْحَرَارَة إِلَى بَاطِن الْبدن فَإِن كَانَ هُنَاكَ ورم هيجه وَإِن كَانَ فِي الْبدن أخلاط رَدِيئَة ازدادت رداءة فَلذَلِك تَأمر المحموم باليقظة فِي ابْتِدَاء النّوبَة لكَي تخرج الْحَرَارَة إِلَى ظَاهر الْبدن فَأَما النّوم فِي هبوط الْحمى فنافع وَكَذَلِكَ فِي الهبوط الْكُلِّي.
لِأَن الْهَوَاء الْكثير الَّذِي ينتشق فِي الْيَقَظَة وَكَثْرَة التَّحَلُّل يجفف الْبدن.
من آلَة الشم قَالَ: لَا يُمكن أحد من النَّاس الدُّخُول فِي النّوم فِي هَوَاء مضى دون أَن تستر عَيناهُ وَلذَلِك جعلت للحيوان الَّذِي لَيْسَ لَهُ أجفان كالسرطانات وَنَحْوهَا مخابي تغور فِيهَا الْعين عِنْد النّوم.
وَقَالَ: إِن الاستلقاء على الْقَفَا يحفظ فضول الدِّمَاغ فِي بطونه فَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن يكثر من النّوم على الْقَفَا المستعد للسكتة والصرع.
وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: لَا يجب أَن ينَام على الْقَفَا من تنحدر من رَأسه نزلة لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ يسهل دُخُولهَا إِلَى قَصَبَة الرئة.
طيماوس الْمقَالة الأولى قَالَ: النّوم والأحلام المختلطة تكون إِذا كَانَ فِي الْبدن ريَاح غَلِيظَة)
نافخة غير نضيجة من أخلاط نِيَّة لم يستحكم نضجها. لي أصبت فِي أَمَاكِن أَن الباقلي يَجْعَل النّوم مضطرباً وَيمْنَع من كَون الرُّؤْيَا الصادقة لِأَنَّهُ يُولد رياحاً كَثِيرَة إِلَّا أَنه إِذا لم يكن فِي النّوم اضْطِرَاب أصلا قلت الأحلام فِي النّوم وبالضد فَتكون أَصْنَاف من التخييل غَرِيبَة مُنكرَة وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَت فِي الْبدن حركات يضاد بَعْضهَا بَعْضًا وَهَذَا يكون إِذا كَانَت ريَاح غَلِيظَة نافخة من أخلاط نِيَّة. الْمقَالة الثَّانِيَة من طيماوس قَالَ: النّوم الْكثير الْغَرق إِذا عرض للأصحاء ألف ي أنذر بِمَرَض وَإِذا عرض لبَعض المرضى فَكَأَنَّهُ دَلِيل على الصِّحَّة.
من آخر الْمقَالة الأولى من حركات العضل: أقل مَا يُمكن فِيهِ هُوَ الشكل الطبيعي وَهَذَا لَا بُد أَن يكون أَن يَمْتَد فِيهِ العضل امتداداً مَا وَلكنه لَا يبلغ أَن يحس ألمه سَرِيعا حَتَّى يجْتَمع فِيهِ ألم كثير إِلَّا أَن يضعف الْبدن فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك يحس بالألم سَرِيعا وَلذَلِك يتَأَذَّى فِي هَذِه الْحَال بِجَمِيعِ أَصْنَاف الشكل وَيجب الِانْتِقَال من شكل إِلَى شكل سَرِيعا جدا كَمَا يعرض عِنْد الغشى.
الثَّانِيَة من أفيذيميا: قَالَ: يجب أَن تتفقد حالات المنامات وأوقاتها فتنظر هَل رَأَيْت فِي ابْتِدَاء الْمَرَض الْكُلِّي أَو الجزئي أَو بِقرب الْأكل وَمَا أشبه ذَلِك لِأَن الثَّلج وَالْمَاء فِي النّوم ينذران بالأخلاط الْبَارِدَة فِي الْبدن لكنه أرادأ فِي ابْتِدَاء نوبَة مَعهَا اقشعرار فَإِنَّهُ يجب أَن يُضَاف إِلَى ذَلِك أَن فِي الْبدن خلطاً بَارِدًا فَإِن رأى ذَلِك فِي الانحطاط أَو فِي الإنتهاء فَهَذَا يدل كثيرا على خلط بَارِد فِي الْبدن وخاصة مَتى لم يتَنَاوَل شَيْئا من الْأَطْعِمَة الْبَارِدَة بِالْفِعْلِ أَو بِالْقُوَّةِ.(7/370)
الرَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ: ظَاهر بدن النَّائِم أبرد من بَاطِنه وباطنه أسخن والمنتبه بالضد. قَالَ جالينوس: يعلم ذَلِك من أَن النَّائِم يحْتَاج إِلَى فضل دثار وغطاء لرأسه مَا كَانَ منتبهاً لم يحْتَج إِلَيْهِ وَمن عظم التنفس فِي وَقت النّوم يعلم أَنه قد اجْتمع فِي الْجَسَد حرارة كَثِيرَة وَكَذَلِكَ حرارة الهضم فِي الْمعدة وَفِي الْعُرُوق.
قَالَ: وَالنَّوْم يرطب فِي جَمِيع الْأَحْوَال والسهر يجفف فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَلَيْسَ يسخن فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَلَا يبرد لكنه مَتى صَادف فِي الْبدن أخلاطاً نِيَّة يقدر على هضمها كثر الدَّم فزادا فِي الْحَرَارَة الغريزية وَإِن صَادف الْبدن وَفِيه حمى عفن برد الْحَرَارَة الغريزية وأنمى الْحَرَارَة الغريبة ألف ي هَذَا إِذا كَانَت تِلْكَ الْحمى عَن عفن أخلاط بلغمية وَمَتى كَانَت الْحمى عَن)
أخلاط مَارِيَة فَإِنَّهُ إِن قوي على تَمْيِيز تِلْكَ الأخلاط ونقيها عَن الْبدن فعل ذَلِك ورد الْبدن إِلَى اعتداله الطبيعي وَإِن لم يقو على ذَلِك حفظه على مزاجه وَإِن نَام وَبِه حمى من ورم فِي أحشائه فِي ابْتِدَاء حماه رد النّوم الْبدن فِي حَالَة أسخن وأبرد بِأَن يَجعله أسخن بالحرارة الغريزية وأبرد بالحرارة الغريبة.
قَالَ: السهر يجوع الْإِنْسَان لأجل أَنه يحلل مِنْهُ شَيْئا كثيرا لكنه لَا يعين على الهضم كَمَا يعين النّوم.
والسهر إِذا كَانَ الْإِنْسَان يعْمل فِيهِ عملا مَا مهنئاً فَإِنَّهُ يحلل بدنه وَلَا ينقص بِهِ كَبِير شَيْء من قوته فَأَما من اسْتلْقى على قَفاهُ ويتقلب ويسهر حينا وينام حينا فَإِن قوته تخور وتضعف وَلَا تهيج شَهْوَته كالحال فِي السهر الْخَالِص وَيكون فِي جَمِيع أَحْوَاله شرا مِمَّن ينَام نوماً جيدا.
الْخَامِسَة من السَّادِسَة قَالَ النّوم الْقَلِيل بعقب الدَّوَاء المسهل والقيء يسكن التَّعَب الَّذِي نَالَ الْبدن من المسهل والمقيئ وَإِن كَانَت قد بقيت بَقِيَّة من أخلاط غير نضيجة فِي الكبد وَالْعُرُوق الْقَرِيبَة من الكبد أنضجها وَأما النّوم الْكثير على الْجُوع وعَلى استفراغ الْبدن وَقلة الأخلاط فَإِنَّهُ يهزل ويطفئ الْحَرَارَة الغريزية لِأَنَّهَا إِذا غارت فِي بَاطِن الْبدن فَلم تَجِد مَا تغتذى بِهِ طفئت.
السَّابِعَة من السَّادِسَة: إِذا كَانَ لون الْجَسَد يصير فِي النّوم أردأ مِنْهُ فِي الْيَقَظَة فَإِنَّهُ رَدِيء وَإِذا كَانَ النّوم يزِيد فِي الْعلَّة فَإِنَّهُ مهلك وَإِذا كَانَ يخففها وَينْقص مِنْهَا كَيفَ كَانَت فَإِنَّهُ مرض سليم.
قَالَ جالينوس فِي الثَّانِيَة من الأغذية: أَنا مُنْذُ شخن آكل كل عَشِيَّة خساً سليقاً مطيباً ألف ي لأجتلب بِهِ النّوم لِأَنِّي الْيَوْم حَرِيص على النّوم. لي كي تبقى لَهُ الرُّطُوبَة مَا أمكن.
الطَّبَرِيّ قَالَ: مِمَّا يهيج النّوم جدا أَن يسعط بدهن النيلوفر وتدلك أَسْفَل الْأَقْدَام بِهِ.(7/371)
وَقَالَ: إِن جعلت حبتين من حب القرع فِي منخرك سهرت وَإِن طليت الْأنف بقلقنت قويت اهرن قَالَ: ثقل الرَّأْس وَاللِّسَان تَنْفَع مِنْهُ الغرغرة الَّتِي تجلب النّوم.
من كتاب هندي قَالَ: النّوم بِالنَّهَارِ يجلب الأدواء البلغمية كالزكام وَالطحَال وانكساف اللَّوْن والورم فِي الأحشاء والحمى والاسترخاء فِي العصب وَضعف الشَّهْوَة والمعدة وَيجْعَل صَاحبه)
نؤوماً كسلاناً بطيء الْحَرَكَة.
الثَّانِيَة من أَصْنَاف النبض قَالَ: النّوم إِنَّمَا يكون إِذا غارت الْحَرَارَة الغريزية إِلَى دَاخل الْجَسَد إِمَّا لِأَنَّهَا تقبل على الْغذَاء بِسَبَب يبس وتعب عرض لَهَا وَإِمَّا لِأَنَّهَا لَا تطِيق أَن تتنفس إِلَى خَارج لسَبَب إفراط يبس الرُّطُوبَة وَالْأول يكون بِهِ النّوم الطبيعي وَالثَّانِي يكون فِي السبات ولليثرغس وضد هَذَا النّوم فِي سَببه هُوَ سهر الموسومين وضد الأول الانتباه الطبيعي فَإِن السهر الوسواسي يكون عِنْد مَا تصير الْحَرَارَة الغريزية من النَّفس إِلَى حد يلهب وَيصير نارياً.
قَالَ: فَأَما النّوم الطبيعي فَيكون عِنْدَمَا تحْتَاج الْحَرَارَة الغريزية إِلَى رُطُوبَة كَثِيرَة ووجدتها غزيرة فِي الْبَطن فتجتمع لهَذِهِ الْعلَّة فِي الأحشاء والبطن فِي طلب الرُّطُوبَة واليقظة الطبيعية تكون إِذا حظيت الحارة الغريزية بحاجتها من الرُّطُوبَة وَرجعت إِلَى كيفيتها الطبيعية واستغنت عَن الرُّطُوبَة لذَلِك فانتشرت وَخرجت. لي قد بَان من هُنَاكَ كَيفَ صَار الْأكل ينوم وَأَن الْحَرَارَة الغريزية إِذا يَبِسَتْ طلبت الرُّطُوبَة فَإِن كَانَ فِي الْبَطن ألف ي رُطُوبَة جَاءَ النّوم لدخولها إِلَى الْبَطن وَإِلَّا ازدادت حرافة وحدة وَمَا يتبع هَذَا من الْكَلَام.
من كتاب غَرِيب لاجتلاب النّوم: سليخة أفيون زعفران يدق ويداف بدهن ورد وَيمْسَح الْوَجْه والجبهة وَالرَّأْس ينَام نوماً غرقاً. لي الأفاويه كلهَا تسبت لِأَنَّهَا تثقل الرَّأْس فلتدخل فِي الشمومات المنومة.
وللسهر الشَّديد الْغَالِب: قشور أصل اليبروح وبزر بنج أسود وأفيون يسحق بِمَاء الخس ويطلى بِهِ من الصدغ إِلَى الصدغ.
والمر يثقل الرَّأْس وينيم.
من اختيارات حنين: نَحْو منوم يحْتَاج إِلَيْهِ من يطول سهره فِي الْعِلَل يُؤْخَذ قشور أصل اليبروج وساذج وحماماً وقسط وزرنب واصطرك وأشق ومقل وأصل اللفاح وأفيون أُوقِيَّة أُوقِيَّة حب البلسان رَطْل يتبخر بِهِ على جمر حطب السرو. وحنين قَالَ: للْمَنْع من السبات يمسح العليل وَجهه بخل وَمَاء وتربط أَطْرَافه ربطاً شَدِيدا ويحتجم بَين الْكَتِفَيْنِ فَإِن لم يعن ذَلِك فَاسْتعْمل التعطيس.(7/372)
اريباسيوس قَالَ: فِي إفراط السهر تغسل وُجُوههم بطبيخ السفرجل وَتُؤْخَذ قشور الخشخاش)
وأصل اليبروح بِالسَّوِيَّةِ فيستحقان بدهن بنفسج حَتَّى يصير طلاء ويطلى عَلَيْهِ ويشم مِنْهُ وَإِن ضمدت الْجَبْهَة بنمام وإكليل الْملك قد طبخا بشراب حُلْو هيج النّوم. قَالَ وَإِن أفرط السهر فلطخ الْجَبْهَة والصدغ بأفيون وعصارة اليبروح وَأما السبات فَيغسل الْوَجْه بخل وَمَاء وتوضع محاجم على الصلب وعَلى الخرز وتمص مصاً شَدِيدا ويعطسون ويقلل غذاؤهم ويلطف.
حنين فِي كتاب الْمعدة: إِذا اسْتلْقى الْإِنْسَان مُدَّة طَوِيلَة وَالنَّوْم مُتَعَذر عَلَيْهِ فَإِن هضمه وَجَمِيع أَفعاله الطبيعية تكو أَضْعَف وَأَقل. لي فِي هَذِه الْحَال يجب أَن يقوم ألف ي الْإِنْسَان ويشتغل بِعَمَلِهِ لِأَن السهر الَّذِي يعرض فِيهِ تحلل من الْبدن يَدعُوهُ إِلَى شَهْوَة الطَّعَام وَإِلَى النّوم الْغَرق وَهَذَا هُوَ السهر.
تياذوق: الأشنة تجلب النّوم مَتى وضعت تَحت الرَّأْس الوجع.
وَمِمَّا ينيم نوماً غرقاً: بزر البنج. وبزر اللفاح وقشور الخشخاش وبزر الخس وأفيون وبزر الرجلة وبزر الشوكران يسحق بِمَاء أَو بلعاب البزرقطونا وتطلى بِهِ الصدغان أَو يدخن بنواة من الأفيون أَو بِشَيْء من بزر الشوكران أَو أصُول اللفاح.
وَإِن حشيت مخدة بوبر الأرنب وَوضعت تَحت الرَّأْس أنامت. 3 (قرصة تجلب النّوم) أفيون وقشور أصل اليبروح مِثْقَال مِثْقَال زعفران تصف مِثْقَال يتَّخذ أقراصاً وَعند الْحَاجة تداف وتطلى بِهِ الصدغان ويدخن الْبَيْت أَيْضا.
الثَّانِيَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: الاحتراق فِي الشَّمْس يسهر والبرودة تصيب الرَّأْس تسبت وَالْبرد فِي السبات لَهُ الْمرتبَة الأولى ثمَّ الرُّطُوبَة. وَالْحر فِي السهر ثمَّ اليبس.
وَقَالَ: الثّقل فِي الرَّأْس الْخُلُو من الوجع اللذاع الْحَار ينفع صَاحبه بِمَا يحدر البلغم.
الثَّانِيَة من حركات العضل قَالَ: النّوم على الْقَفَا هُوَ غَايَة إراحة العضل وَلذَلِك صَار يتشكل بِهِ الضُّعَفَاء جسداً وَالْمَيِّت فَإنَّك إِذا قلبت جثة الْمَيِّت على جَنْبَيْهِ لم يبْق لكنه يَنْقَلِب بِسُرْعَة إِمَّا على وَجهه وَمَا على قَفاهُ وَلذَلِك النّوم على جنب يدل على قُوَّة العضل واحتمالها لَهُ.
قَالَ: وَلَا يكون الغطيط إِلَّا بِفَتْح الْفَم والاستلقاء على الْقَفَا وَفتح الْفَم يدل على غَايَة استرخاء الفك فَلذَلِك ينفتح من الْمَوْتَى. ألف ي(7/373)
الرَّابِعَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: الْقُوَّة النفسانية تسكن وتستريح فِي وَقت النّوم وَتَدَع أَكثر أفعالها فَأَما الْقُوَّة الطبيعية فتفعل أَكثر ذَلِك وَيفْعل ذَلِك من أَن الإعياء نعم العون لي جريت فَوجدت ثقل الْمعدة يقطع النّوم وَيرى منامات ردية فَلَا يدع الْإِنْسَان أَن يسْتَغْرق وخاصة إِذا كَانَ الْإِنْسَان غير تَعب والخفة أَيْضا تخلط النّوم فَأَما الْمُتَوَسّط فيجلب نوماً لذيذاً غرقاً.
أريباسيوس: دخنة تنوم: اصطرك حاما اشق مقل أصل اللفاح أفيون بالسواء يَجْعَل بَنَادِق ويتبخر بِهِ على جمر خشب السرو.
بولس واريباسيوس قَالَا: إِذا عرض أرق مفرط فاربط الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ حَتَّى توجعا فِي الْوَقْت الَّذِي اعْتَادَ فِيهِ النّوم وَمرَّة أَن يفتح عَيْنَيْهِ وَلَا يغمضها حَتَّى ينصب ويؤذيه الرِّبَاط وقتا طَويلا ثمَّ إِذا هُوَ مَال إِلَى النّوم جدا فَحل الرِّبَاط ضَرْبَة وارفع السراج والنور فَإِنَّهُ سينام.
وَإِن كَانَ أرقاً شَدِيدا فاغسل الْوَجْه بطبيخ الخشخاش الْأسود واشمه الأفيون وأصل اليبروح وَأخذ مِنْهُمَا بِالسَّوِيَّةِ فاعجنه بشراب حُلْو ودهن ورد ويضمد أَو يسحق أفيون ويطرح على قيروطي ويضمد بِهِ وَيدخل فِي الْغذَاء الخشخاش والخس ويعطون لعوق الخشخاش وَشَرَابه.
وَمَتى لم يكن يسْرع الامتلاء إِلَى رَأسه جيدا فليؤخذ ساذج وحماماً وقسط وزرنب أُوقِيَّة)
أُوقِيَّة وَمن حب البلسان رَطْل وَمن الاصطرك وأصل اليبروح والأفيون أُوقِيَّة أُوقِيَّة فبخره بهَا على جمر السرو.
فَأَما السبات فليغسل وَجهه دَائِما ألف ي بِمَاء ممزوج بخل وتربط اطراف وَلَا تحل فِي وَقت عَادَة النّوم ويشم المقطعات الحارة ويحجم فِيمَا بَين الْكَتِفَيْنِ والنقرة.
وَمَتى دَامَت الْعلَّة فحرك العطاس وَاسْتعْمل الأغذية الحارة مَا أمكن.
بولس قَالَ: ينفع من اخْتِلَاف النّوم بعد الاستمراء بالْعَشي شرب شراب رَقِيق وتمسح الْجَبْهَة بدقيق الخشخاش واليبروح ويغليان بالدهن ودهن الشبث الطري والغذاء الرطب وَرُبمَا عسر النّوم لفساد الْغذَاء أَو لكثرته فليتقيأ.
قَالَ: وَالنَّوْم رَاحَة للقوة النفسانية يعين على الهضم ونضج الأخلاط النِّيَّة ويسكن الوجع الَّذِي فِي الْأَعْضَاء ويرخي الْأَعْضَاء الَّتِي قد تمددت باليبس ويشفي الآلام النفسانية وَيرد الْفِكر الَّذِي زَالَ إِلَى الاسْتقَامَة وَهُوَ يرطب الْبدن أبدا.
قَالَ: ونوم النَّهَار لَيْسَ بذلك الطائل لِأَنَّهُ لَا يمتدج مِقْدَار مَا يتم الهضم بِهِ وَإِذا انْقَطع النّوم قبل كَمَال الاستمراء وجد جشاء حامضاً ويمتلئ الْبَطن نفخاً اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تطول بِهِ القائلة حَتَّى يستحكم هضم الْغذَاء فَأَما اللَّيْل فمدته كَافِيَة فِي تَمام الهضم وَأَيْضًا فظلمته(7/374)
وبرده تعين على الِاسْتِغْرَاق فِي النّوم وَحصر الْحَرَارَة وَهَاتَانِ خلَّتَانِ نافعتان فِي الهضم ويستدل على أَن اللَّيْل كَاف فِي الهضم أَن النَّاس ترهقهم فضول الْغذَاء أبدا بعد نوم اللَّيْل وَبِالْجُمْلَةِ فَلْيَكُن النّوم بِمِقْدَار لي إِذا كَانَ ينقص ويحلل الفضول المتولدة عَن الاستمراء. لي صَنْعَة ساذجة جَيِّدَة: يدق بزر الخس ويعجن بطبيخ قشور الخشخاش الْأَبْيَض وَالْأسود ويطلي من الصدغ إِلَى الصدغ وينشق دهن القرع أَو النيلوفر والبنفسج ويسعط بِهِ. لي شراب يسكن السعال ويهيج النّوم: بزر خشخاش أَحْمَر جُزْء وَربع ويطبخ حَتَّى تنزل قوتها ألف ي فِي المَاء ويمرس ويصفى ويلقى عَلَيْهِ سكر ويعقد وللمبرسم أطبخ فِي مَاء الشّعير بزر خشخاش زبزر خس.
من آلَة الشم قَالَ: من اسْتلْقى ليلته كلهَا على قَفاهُ خيف عَلَيْهِ أَن تسرع إِلَيْهِ السكتة وَالْإِغْمَاء الصرع وَذَلِكَ أَن فضول الدِّمَاغ حِينَئِذٍ لَا تسيل بل تمتلئ رُطُوبَة مِنْهُ. لي هَذَا الشكل جدا عِنْد امتلاء الرَّأْس وَفِي هَذِه الْحَال يَنْبَغِي أَن ينقى فضل الدِّمَاغ بالشم مِمَّا)
يحدر فِي الْأنف والحنك لَا أَن يَجْعَل فِيهِ.
روفس فِي كِتَابه فِي الْحمام قَالَ: التَّعَب يجفف الْبدن ويقويه جدا. ج: الدّهن الَّذِي يطْبخ فِيهِ الشبث الْيَابِس يجلب النّوم إِذا تَنْشَق مِنْهُ.
3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض)
النّوم الطبيعي يكون من رُطُوبَة معتدلة تندى الدِّمَاغ وَالْخَارِج عَن الطَّبْع يكون إِمَّا من برودة تحدر الدِّمَاغ وَإِمَّا من رُطُوبَة كَثِيرَة تبله وتستغرقه. لي بِأَن من كَلَامه أَن للرطوبة أَعمال النّوم على الْحَقِيقَة وَأما الْبُرُودَة فَإِنَّمَا تجلبه لخدر الْقُوَّة وموتها. 3 (مُفْرَدَات) اللفاح يسبت وَأما قشور أَصله فَإِنَّهَا قَوِيَّة جدا وَالْأَصْل نَفسه ضَعِيف. ج: الإبريسا يجلب النّوم الحماما يجلب النّوم الْإِذْخر يثقل الرَّأْس دهن الزَّعْفَرَان يسبت ويتخذ من المر الزَّعْفَرَان يلقيان فِي زَيْت قد عفص بالحمايا والإذخر والميعة. لي هَذَا قوي جدا والمر يسبت جدا والميعة السائلة تنيم وتسبت الصَّبْر ينوم. د قَالَ:
الأقحوان إِن اشتم أَنَام وأسبت.
الزَّعْفَرَان ينيم ويسبت إِذا شم ويثقل الرَّأْس إِن أكل. قَالَ حنين فِي كتاب الترياق: إِن الحماما تسكن وتنوم.
ابْن ماسويه قَالَ: عصارة اللفاح وَأَصله يسبتان. ألف ي الفلاحة: الكرنب يثقل الرَّأْس مَتى أكل ويسبت المرو الْأَبْيَض الْمُسَمّى الدَّرْمَك يسعط بِهِ الصّبيان فينامون والمرماحوز مَتى أَكثر شمة على النَّبِيذ جلب نوماً غرقاً.(7/375)
ابْن ماسويه: النيلوفر ينوم ويسبت. ج فِي الترياق إِلَى قَيْصر قَالَ: الأفيون مَتى سقى من قد انْحَلَّت قوته من السهر أَبرَأَهُ لِأَنَّهُ ينميه فترجع قوته إِلَيْهِ.
روفس فِي كتاب الْحمام قَالَ: إِن النّوم الزَّائِد يسخف الْبدن ويوهنه والمعتدل يسخنه ويقويه واليسير يجففه ويسخنه ونوم الصبوح يجفف والسهر بعد الطَّعَام يضر ضَرَرا بَينا.
مسَائِل فيذيميا: النّوم الطَّوِيل إِن كَانَ بعد غذَاء زَاد فِي الْحَرَارَة الغريزية وأخصب الْبدن وَإِن كَانَ بعد رياضة أَو حمام أَو استفراغ وَبِالْجُمْلَةِ فِي حَال لَيْسَ للبدن فِيهِ مَا يغتذي مِنْهُ نقص الْحَرَارَة الغريزية وقصف الْبدن.
بولس قَالَ: من سهر من الأصحاء لَا لعرض مرض فَأدْخلهُ الْحمام بالْعَشي بعد استمراء الْغذَاء وغذه بالخس والسمك وَنَحْوهَا واسقه خمرًا ممزوجاً لَيْسَ بعتيق وعرق رَأسه بدهن ورد قد أنقع بيبروح أَو بدهن الشبث الطري وليتعب قَلِيلا ثمَّ يستريح دفْعَة.
والباه المعتدل يجلب بعده نوماً صَالحا.
وَكثير من النَّاس إِذا وثر رَأسه وَقَدمَاهُ جلب لَهُ نوماً فَإِن حدث الأرق عَن كَثْرَة طَعَام فِي الْمعدة أَو فَسَاده ولذعه لَهَا فقيئه وغذه. ج قَالَ: إِن شرب من الأفيون قدر حَبَّة كرسنة أَنَام نوماً معتدلاً وَإِن أَخذ مِنْهُ شَيْء كثير أَنَام)
نوماً ثقيلاً يعسر الانتباه مِنْهُ.
ابْن ماسويه: البنفسج ينيم نوماً معتدلاً والنيلوفر أقوى مِنْهُ وَمَتى جعلت الأشنة فِي شراب أَنَام ذَلِك الشَّرَاب نوماً غرقاً.
الفنجن كست مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ أسبت وَثقل الرَّأْس ودهن اللوز يسبت ألف ي اللَّبن يحدث ج وروفس: الإيرسا مسبت. د: الكاكنج الْأَحْمَر الزهرة مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَم بشراب أَنَام نوماً قَرِيبا من الأفيون وَقَالَ د: الصَّبْر قوته منومة الشبث يجلب النّوم الخشخاش يجلب النّوم الْقدر من الأفيون للنوم قدر كرسنة وَمَتى أَخذ أَكثر مِنْهُ جلب سباتاً قَوِيا ثقيلاً مثل ليثرغس وَمَتى احْتمل أَيْضا أرقد ورائحته تنوم الخس منوم لبن الخس الْبري ينوم.
قَالَ جالينوس: إِنِّي كنت فِي شيخوختي آكل خساً مسلوقاً وَذَلِكَ أَنِّي لم أجد دَوَاء للسهر أَجود مِنْهُ. لي يتَّخذ مِنْهُ فَتِيلَة وسنبوسك بدهن لوز ويشيم بنفسجاً وينتقل بالخشخاش وتذاب حَبَّة أفيون فِي بنفسج خَالص ويسعط أَو يربى بنفسج بخشخاش أسود فَإِنَّهُ جيد.(7/376)
لي الكافور يسهر.
ابْن ماسويه: قد يكون سهر من رُطُوبَة عفة مالحة وينفع مِنْهُ دهن الشبث وطبيخه إِذا نطل بِهِ ودهن الإيرسا والزعفران.
الإفراط فِي السهر يفني الرطوبات ويضعف الْبدن وَلَيْسَ يَنُوب نوم النَّهَار عَن سهر اللَّيْل ونوم النَّهَار يصفر اللَّوْن ويهيج الأحشاء وَالنَّوْم يحبس الرطوبات دَاخل الْبدن فَلذَلِك تعظم المجسة وَلَا يهش إِلَى الطَّعَام فِي عقبه.
إِسْحَاق: مِمَّا يجلب النّوم: الأغذية والأشربة المرطبة وترطيب الرَّأْس ودلك الْقَدَمَيْنِ والإكثار)
من الْحمام المعتدل.
جَامع ابْن ماسويه: مِمَّا يرقد: بزر الخس بزر الخشخاش قشوره قشور اللفاح وقشور الجفرى شوكران افيون يتَّخذ طلاء بِمَاء الكزبرة الرّطبَة وَمَاء الْخلاف أَو مَاء الْورْد ويطلى الجبين كُله وَأقوى مِنْهُ جلب لبن الْمعز على الرَّأْس وَلبن الضَّأْن وَأقوى من ذَلِك مَا قد طبخ فِيهِ رَأس ألف ي الْحمل وأكارعه مَعَ شبث بِلَا ملح أَو يُؤْخَذ بنفسج وخشخاش وبزر خس وورق اللفاح وشبث طري يطْبخ وينطل ويحتقن لثقل الرَّأْس.
جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء: الدَّلْك الْكثير الدَّائِم لِلْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ قوى فِي جلب النّوم وَالنَّوْم يثقل الأحشاء وَيمْنَع الأخلاط أَن تنْحَل لكنه ينضج.
الافسنتين يخدر الرَّأْس.
الطَّبَرِيّ: كَثْرَة التقلب على الْفراش يُولد النفخ.
مسَائِل ارسطاطاليس فِي الباه: النّوم يكثر جَوْهَر الدِّمَاغ. ج يَأْتِي مَا ينيم ويسبت ويثقل الرَّأْس وَيمْنَع النّوم ويخفف الرَّأْس وَفِي مَنَافِعه ومضاره: البنفسج قَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه ينوم نوماً معتدلاً.
دهن الْإِذْخر ودهن الاصطرك يثقل الرَّأْس ويسبت.
الفنجنكست: إِن شرب مِنْهُ درخمى ثقل الرَّأْس وأسبت. د:
دهن النيلوفر ينوم. د: النيلوفر أقوى من البنفسج.
ابْن ماسويه: دهن الزَّعْفَرَان ينيم نوماً كثيرا.
الحماما يجلب النّوم إِذا ضمدت بِهِ الْجَبْهَة.(7/377)
د: يبروح تطبخ أُصُوله بِالشرابِ إِلَى أَن يذهب الثُّلُث ويسقى مِنْهُ أُوقِيَّة وَنصف للسهر وتخدير الْحس من يحْتَاج أَن يبطل حسه ليقطع مِنْهُ عُضْو أَو يكوى وَمَتى جعل من أصُول اليبروح فَتِيلَة فِي المقعدة وأنامت.
اللفاح إِن اشتم جلب النّوم إِذا كثر مِنْهُ.
ابْن ماسويه: دهن الزَّعْفَرَان مَتى طليت المنخرين بِهِ أسبت. د: اللوز المر إِذا أكل جلب النّوم وَقَالَ: اللَّبن يحدث ثقلاً فِي الرَّأْس.
روفس: أصل السوسن الأسمانجوني يجلب النّوم.
السكاكنج الْأَحْمَر الزهرة مَتى شرب مِنْهُ درخمي بشراب أَنَام نوماً قَرِيبا من نوم الأفيون.
وَقَالَ: قُوَّة الشبث منومة وَالزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ الشبث يجلب النّوم والشبث ألف ي الطري إِن أَكثر مِنْهُ جلب النّوم وَقد تُوضَع مِنْهُ أكاليل على الرَّأْس لذَلِك. ج: طبيخ الخشخاش مَتى نطل على الرَّأْس أسبت وَمَتى أكل أَيْضا نفع من السهر ويسحق بِالْمَاءِ وتطلى بِهِ الْجَبْهَة والصدغان للسهر وَمَتى أَخذ من الأفيون مِقْدَار كرسنة أرقد رقاداً معتدلاً وَإِن أَخذ مِنْهُ شَيْء كثير أَنَام نوماً شَدِيد الِاسْتِغْرَاق مثل مَا ينَام أَصْحَاب ليثرغس وَمَتى احتملت فَتِيلَة أرقد رقاداً كثيرا ورائحته تنوم أَيْضا وَمَتى أخذت خمس جماجم من الخشخاش الْمصْرِيّ وطبخت بِثَلَاث قوانوشات شراب وَسَقَى أرقد.
وَقَالَ: لبن الخشخاش منوم. قَالَ جالينوس: إِنِّي فِي شيخوختي كنت آكل دَائِما خساً مسلوقاً وَذَلِكَ أَنِّي لم أجد دَوَاء أداوي بِهِ السهر أَجود مِنْهُ.)
سَماع لي واستخراج: يسلق الخس ثمَّ يتَّخذ مِنْهُ شبه بفلية وتطيب وتؤكل ويشتم البنفسج وينتقل بخشخاش أَبيض وأسود وينطل على الرَّأْس مَاء قد طبخ فِيهِ خشخاش.
قَالَ: ودهن يتَّخذ من الأفيون ينوم نوماً غرقاً.
ابْن ماسويه: إِذا كَانَ السهر من الرُّطُوبَة المالحة العفنة نفع مِنْهُ دهن الشبث إِذا دهن بِهِ الرَّأْس وطبيخ الشبث ينطل على الرَّأْس فينوم ودهن الإيرسا ودهن الزَّعْفَرَان وطبيخه.
والإفراط فِي السهر يفنى الرطوبات ويضعف الْقُوَّة وَلَيْسَ يَنُوب نوم النَّهَار عَن سهر اللَّيْل ونوم النَّهَار يصفر اللَّوْن ويهبج الأحشاء وَالنَّوْم يحبس الرطوبات دَاخل الْبدن فَلذَلِك تعظم المجسة بعقبه وَلَا يهش إِلَى الطَّعَام فِي عقب النّوم.
إِسْحَاق مِمَّا يجلب النّوم: الأغذية والأشربة المرطبة وترطيب الرَّأْس ودلك الْقَدَمَيْنِ وَالْحمام المعتدل إِذا أَكثر مِنْهُ.
من جَامع ابْن ماسويه: مَا ينيم ويرطب الْبدن وَالرَّأْس: برزخس حب خشخاش ألف ي وقشرة قشور اللفاح بزر شوكران أفيون يَجْعَل طلاء بِمَاء الخس وَمَاء الكزبرة وَمَاء(7/378)
الْخلاف وَمَاء ورد يطلي الجبين كُله فِي الْيَوْم ثَالِث مَرَّات وَأقوى من ذَلِك حلب لبن الْمعز على الرَّأْس وَأقوى من ذَلِك مَاء قد طبخ فِيهِ رَأس حمل ومقدمه مرضوضة مَعَ شبث بِغَيْر ملح.
وَأَيْضًا: يُؤْخَذ خشخاش وشبث وقشر الخشخاش ولفاح يطْبخ بِالْمَاءِ وينطل على الرَّأْس وَيجْعَل الثّقل ضماداً بدهن بنفسج ويخبص بِهِ الرَّأْس. قَالَ جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء: مِمَّا يجلب النّوم جدا الدَّلْك الْكثير لِلْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ إِذا أَدِيم وَأكْثر فنه قوي.
وَقَالَ هَهُنَا: النّوم يمْنَع الأخلاط أَن تنْحَل ويثقل الأحشاء لكنه ينضج.
الْأَعْضَاء الألمة: النّوم يكون من الْبُرُودَة وَتعلم ذَلِك من أجل الْأَزْمَان الْبَارِدَة يَجْعَل الْهَوَام كَأَنَّهَا ملقاة ميتَة.
والباقلي والخشخاش وَكَذَلِكَ الخس والكراث والخردل والأدوية والأمراض الحادة وللرطوبة فِي ذَلِك فعل أَيْضا وَالدَّلِيل على ذَلِك الاستحمام وَالشرَاب وَسن الصِّبَا وَكَذَلِكَ الأرق فالعلة الْأَقْوَى فِيهِ للحرارة وَالثَّانيَِة لليبس والأرق يعرض مَعَ حرارة ويعرض لقلَّة الْغذَاء وَالْغَم.)
قَالَ: الأرق يكون إِذا كَانَت الرُّطُوبَة المبثوثة فِي الدِّمَاغ على غير مَا يستلذه الدِّمَاغ.
ابْن ماسويه: إِذا عرض فِي الحميات الحادة صداع فانطل على الرَّأْس مَاء الشّعير وقشور الخشخاش وبزر الخس واجلب اللَّبن عَلَيْهِ أَيْضا واسطعه بدهن البنفسج والنيلوفر وَاجعَل الطَّعَام الخس وَضعه على اليافوخ والجبهة.
الافسنتين يجفف الرَّأْس وَيذْهب بِالنَّوْمِ.
عكس قَول جالينوس فِي حِيلَة الْبُرْء: الْيَقَظَة تحل الأخلاط والأحساء.
من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع لج: من كَانَ بِهِ سهر ألف ي فَعرض لَهُ سعال مَاتَ. قَالَ فِي التؤياق إِلَى قَيْصر: إِن الأفيون نَافِع لمن قد ضعفت قوته من السهر لِأَنَّهُ ينومه فَيرد قوته إِلَيْهِ بذلك.
من مقَالَة تنْسب إِلَى جالينوس قَالَ: النّوم يرطب والسهر ييبس دَائِما وَالنَّوْم لَا يسخن دَائِما لكنه إِذا كَانَ الْبدن نقياً من الحميات وَكَانَ كثير الأخلاط النِّيَّة فَإِنَّهُ يهضمها ويولد دَمًا نقياً فيسخن الْأَسْنَان لذَلِك وَيكثر فِيهِ الْحَار الغريزي وَإِن كَانَ فِي الْبدن أخلاط ردية وَحمى فَإِنَّهُ يطفي حرارة الْحمى وينمي الْحَار الغريزي.
وَالنَّوْم فِي ابْتِدَاء الْحمى رَدِيء جدا لِأَن الْحَرَارَة تغور فتثير وتهيد ورماً إِن كَانَ فِي الأحشاء وَإِن كَانَ فِي الْبَطن أخلاط ردية كَثِيرَة ازدادت أَيْضا رداءة فَلذَلِك لَا يجب أَن ينَام(7/379)
المحموم فِي أول أَخذ الْحمى لَهُ وَلَكِن قد ينْتَصب ويسهر لتخرج الْحَرَارَة إِلَى ظَاهر الْبدن.
فَأَما النّوم الْكَائِن فِي سَائِر الْأَوْقَات فقد ينْتَفع الْبدن بذلك وخاصة إِذا كَانَ فِي هبوط الْمَرَض فَإِن نَفعه حِينَئِذٍ يعظم وَرُبمَا نفع فِي مُنْتَهى الْمَرَض وَفِي آخر صُعُوده إِلَّا أَن أبين منفعَته إِنَّمَا تكون فِي زمَان هبوط الْمَرَض قَالَ: وَالنَّوْم يعين على لين الْبَطن لِأَنَّهُ يمْنَع كثراً اليبس والحركات ويطفي الْحَرَارَة الكائنة فِي جَمِيع الْبدن.
أفيذيميا قَالَ: ظَاهر بدن المنتبه أسخن من ظَاهر بدن النَّائِم وباطن بدن النَّائِم أسخن من بَاطِن بدن المنتبه وَيعلم ذَلِك من أَن النَّائِم يحْتَاج إِلَى فضل دثار عظم النَّفس فِي حَال النّوم يدل على حرارة الْبَاطِن وجودة الهضم.
قَالَ: النّوم يرطب فِي جَمِيع الْأَحْوَال كَمَا أَن السهر يجفف فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَلَيْسَ يبرد أَو)
يسخن دَائِما لكنه إِن صَادف الْبدن نقياً من الْحمى وَفِيه أخلاط بلغمية أَو بِالْجُمْلَةِ نِيَّة فَإِنَّهُ ينضجها وَيزِيد فِي الدَّم فيسخن الْجَسَد كُله لذَلِك وأنمى ألف ي الْحَرَارَة الغريزية.
وَمَتى صَادف الْبدن وَفِيه حمى وعفونة برد بتنظيفه حرارة الْحمى وأنمى الْحَار الغريزي.
وَمَتى صَادف الْبدن وَلَيْسَت بِهِ حمى أَو بِهِ حمى وَفِيه أخلاط كَثِيرَة مرارية فَإِنَّهُ إِن قوي على تَمْيِيز تِلْكَ الأخلاط ونقضها عَن الْبدن رد الْبدن إِلَى اعْتِدَال مزاجه فِي صِحَّته وَإِن لم يقو على ذَلِك حفظ الْبدن على صِحَّته.
قَالَ: النّوم غير الْغَرق مثل أَن يكون طول اللَّيْل مُسْتَلْقِيا وينام بعضه ويتقلب ويسهر الْبَاقِي فَإِنَّهُ لَا تكون شَهْوَته وَلَا أَفعاله الطبيعية كَامِلَة جَيِّدَة كَمَا تكون فِيمَن ينَام اللَّيْل النّوم الْغَرق.
وَقَالَ: يفعل النّوم فِي الْبدن مَا يَفْعَله الْخَفْض والدعة واليقظة تفعل مَا تَفْعَلهُ الحركات.
من كتاب الأخلاط قَالَ: إِذا كَانَ الْبدن يحْتَاج إِلَى تَحْلِيل فَعَلَيْك باليقظة وَإِذا كَانَ يحْتَاج إِلَى إنضاج فَعَلَيْك بِالنَّوْمِ وَإِن كَانَت الأخلاط مائلة نَحْو قَعْر الْبدن فَأَرَدْت جذبها فَعَلَيْك باليقظة وبالضد.
وَالنَّوْم أَيْضا يسكن انفجار الدَّم من جِرَاحَة.
والقيء وَهُوَ رَدِيء جدا لمن فِي بدنه خام كثير وَفِي ابْتِدَاء الحميات وخاصة إِذا كَانَت الْعلَّة عِلّة فِيهَا سبات أَو كَانَ فِي الأحشاء ورم فَإِنَّهُ يعظم عِنْد ذَلِك ضَرَر النّوم فِي ابْتِدَاء النّوبَة لِأَنَّهُ يصب إِلَيْهَا الْموَاد وَيزِيد فِي الورم جدا.
قَالَ: من كَانَت الأخلاط الدموية غالبة عَلَيْهِ فاليقظة لَهُ أَنْفَع من النّوم وخاصة إِذا كَانَ قَوِيا وأنفع مَا يكون النّوم إِذا كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة وَكَانَ فِي الدَّم نُقْصَان وخاصة إِن كَانَ فِيهِ بعض النهوة.(7/380)