(نتوء السُّرَّة والمقعدة) والقروح الَّتِي تكون فِي الْفرج والمذاكير وَمَا حولهَا والدبر والعانة والاورام وبوراسير المقعدة وَالرحم وَمَا يردهَا وأوجاعها وَمَا يَليهَا من الْعَانَة والمذاكر والخصى والدبر ونتو الرَّحِم الف ج وَالَّذِي يُسمى العفل يحْتَمل من ... ... . نتو السُّرَّة فِي بَاب الفتق علاجه بالحديد ... ... .
بولس: هَذَا يعالج بالحديد وَقد برأَ بالأدوية خلق كثير وَمن أدويته يُؤْخَذ من ... ... . وَمن دردى الشَّرَاب ثَمَانِيَة دَرَاهِم وَمن الْورْد الْيَابِس عشرَة دَرَاهِم وَمن العفص الْفَج دِرْهَمَانِ ... ... ... بِالشرابِ حَتَّى يصير فِي ثخن الْعَسَل ويطلى بِهِ السُّرَّة وَيُوضَع عَلَيْهَا البنفسج مغموس بخل وَمَاء ويربط.
أُخْرَى: برادة رصاص دِرْهَم عصارة طراثيث مثله يسْتَعْمل على مَا ذكرنَا. لسوء المقعدة وَخُرُوجه: ثَمَرَة ينبوت وعفص واسفيذاج وقاقيا وعصارة طراثيث ولحا الصنوبر وكندر ذكر بِالسَّوِيَّةِ ينعم سحقه وَيعْمل المقعدة بشراب ويذر عَلَيْهَا وَترد.
لي: هَؤُلَاءِ يحب أَن يطعموا إِذا عولجوا أغذية قَليلَة الشفل سهلة الْخُرُوج يشْبع قليلها كاللوز.
بولس قَالَ: الرَّحِم ينتو وَيخرج إِلَى خَارج وَمَا أقل ذَلِك ويعرض إِذا عرض إِمَّا من سُقُوط الْمَرْأَة من مَوضِع عَال فَتَنْشَق الصفاقات الَّتِي تحبس الرَّحِم وَإِنَّمَا يجذب المشيمة بعنف فيجذب الرَّحِم مَعهَا كَمَا يكون فِي عسر الْولادَة وجذب الْجَنِين الْمَيِّت على غير حزن أَو لاسترخاء الْجَسَد كُله لفزع شَدِيد وَذَلِكَ أَكثر مَا يكون فِي النِّسَاء المسنات وَإِنَّمَا يزلق بعض الرَّحِم.
وَقَالَ بعض النَّاس: إِنَّه قد يخرج كُله وَلم ار أَنا ذَلِك وَلَا أَدْرِي كَيفَ يُمكن أَن يثبت وَيرجع إِذا زلق كُله. قَالَ: أول علاجهن الحقنة وَإِخْرَاج الْبَوْل لِئَلَّا تضغط الرَّحِم شَيْء من نواحيه ثمَّ تَأمر الْمَرْأَة أَن تستلقى على ظهرهَا وَيكون عجزها مرتفعا ثمَّ خُذ فَتِيلَة صوف شكلها بِمِقْدَار قبل الْمَرْأَة وَيصير عَلَيْهَا خرقَة رقيقَة وتغمس فِي عصارة الْقرظ والطراثيث وَقد أديف بِخَمْر عفص وَيرْفَع بهَا الرَّحِم وَمَتى نتا رد بِرِفْق وَيُوضَع فَوْقه على الْخرق والعانة اسفنج قد غمس فِي خل مَاء وتستلقى الْمَرْأَة وَقد لفت سَاقيهَا وتوضع(3/223)
المحاجم قَرِيبا من السُّرَّة والمراق. وتشم أَشْيَاء طيبَة الرَّائِحَة وتترك الصوفة الَّتِي بالعصارة الَّتِي تهَيَّأ لرد الرَّحِم ثَلَاثَة أَيَّام فَإِذا كَانَ فِي الثَّالِث اجلست الْمَرْأَة فِي خمر سوادء عفصة مفترة قَلِيلا أَو فِي مَاء القمقم قد غلى فِيهِ آس وإذخر وقشور)
الرُّمَّان.
ثمَّ تخرج تِلْكَ الصوفة وتبدل بِأُخْرَى بِمثل ذَلِك العلاج ويضمد من خَارج بأضمدة على أَسْفَل الْبَطن مُهَيَّأ من قشر الرُّمَّان وَسَوِيق الشّعير وخل وَمَاء حَتَّى إِذا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث عولجت أَيْضا وَلَا تزَال كَذَلِك حَتَّى تَبرأ تَاما فان عفن مَا نتا فانتزعه وَلَا تخف فانه قد أخرج الرَّحِم كُله بعد ان فسد وَعَاشَتْ الْمَرْأَة بعد ذَلِك.
شَمْعُون قَالَ: إِ ن نتت المقعدة وبرزت وبقى ورمها وَلم يرجع فكمدها أَولا ليذْهب الورم ثمَّ ردهَا بَان تلطخها بأَشْيَاء لزجة.
لي: اطله بأَشْيَاء لزجة وذر عَلَيْهَا أَشْيَاء قابضة لتَكون اللزوجة يسهل رُجُوعهَا والقابضة تمنع من خُرُوجه بعد تَقْوِيَة فان القابضة لَا يظْهر فعلهَا سَرِيعا الف ج ... ... ... . . عمل الجلنار عمله وَقد دخلت المقعدة فامتنعت من الْخُرُوج ... ... ... إِذا نتت المقعدة أَو الرَّحِم ومكثا بُرْهَة طَوِيلَة لم يرجعا حَتَّى يكمدا.
ابْن سرابيون: إِذا نتت ... ... ... الثفل أَولا بحقنة: وتفرغ الْبَوْل كُله ثمَّ مرها بَان تستلقى وَتجْعَل رَأسهَا أَسْفَل من وركيها وَضم سَاقيهَا وصب على الرَّحِم دهن ورد فاترا كثيرا وضع عَلَيْهِ بعد ذَلِك صُوفًا وَقد شربته مِنْهُ وحواليه ثمَّ خُذ قاقيا مذابا قبل فِيهِ خرقَة بشراب عفص أوبماء الآس ثمَّ اجْعَلْهُ على الرَّحِم وارفعه فَذا دخل فدعها بِحَالِهَا ثمَّ اقعدها فِي طبيخ القوابض وَحملهَا الشياف الْقَابِض.
لي: رُبمَا خرجت المشيمة وتعفنت فَظن الْجُهَّال أَنَّهَا الرَّحِم والمشيمة رقيقَة دقيقة الْعُرُوق رقيقَة الجرم وَهِي منخرقة. 3 (الأقربادين الْقَدِيم) رُبمَا نتت المقعدة وورمت وَلم ترجع فاذا كَانَ ذَلِك فأجلسه فِي طبيخ الخطمى والكرنب إِلَى أَن يَلِيق الورم ثمَّ اطبخه برغوة الخطمى وصفرة الْبيض وَمَاء الكثيرا أَو لعاب بزر السفرجل وَأدْخلهُ فاذا دخل فشده ثمَّ اجلسه فِي مَاء القمقم يستعان بِبَاب امساك الْحيض وَدم البواسير الأقاقيا يرد نتو المقعدة طبيخ الآس بوافق خُرُوج المقعدة وَالرحم. قَالَ: ورق الأنجرة مَتى وضع وَهُوَ طرى على الرَّحِم الَّتِي نتت ردهَا إِلَى دَاخل. وورق البنفسج مَتى ضمد وَحده أَو مَعَ سويق الشّعير نفع من نتو المقعدة. د: اخثاء الْبَقر إِذا بخر بهَا تصلح حَال الرَّحِم الَّذِي قد نتا. وَقَالَ: طبيخ شَجَرَة المصطكى على مَا فِي بَاب نفث الدَّم جيد لنتو السُّرَّة وَالرحم مثل لحية التيس وَهُوَ الطراثيث. د وَج قَالَا: هُوَ نَافِع لخُرُوج الرَّحِم والمقعدة جدا كالهيوفسطيداس. السَّمَكَة المحدرة مَتى احتملت شدت المقعدة الَّتِي تخرج إِلَى خَارج طبيخ العفص يرد نتو المقعدة إِذا جلس فِيهِ. د:(3/224)
العفص مَتى طبخ وضمدت بِهِ المقعدة قوى النَّفْع فِي نتوها. ج: عصارة بخور مَرْيَم مَتى احْتمل أَو تدخن بِهِ الْخلّ يرد نتو الرَّحِم وَالصَّوْم.
ابْن ماسويه: طبيخ العفص يرد نتو المقعدة. ابْن ماسويه الَّتِي ينفع من خُرُوج المقعدة من الْأَدْوِيَة: مَاء حب الآس وَمَاء الجلنار وَمَاء ورد مطبوخ مَاء قشور الرُّمَّان طبيخ العفص طبيخ قشور شَجَرَة البطم طبيخ قشور شَجَرَة مَرْيَم يجلس فِيهِ.
اسحاق: العفص الْأَحْمَر النضيج مَتى طبخ بِالْمَاءِ حَتَّى يتهرى وينضج ويسحق وضمدت بِهِ المقعدة الَّتِي تخرج نَفعهَا.
مَجْهُول: الْقعُود فِي طبيخ ورق السذاب وورده نَافِع لخُرُوج المقعدة إِذا كَانَ مَعَ برودة وَإِذا كَانَ مَعَ حر فَفِي طبيخ السرو وَجوزهُ وورقه والأبهل.
طبيخ لنتو الرَّحِم والمقعدة: جوز السرو وجلنار جَفتْ بلوط قشور رمان ورد بأقماعه يطْبخ.
وتسحق هَذِه الأخلاط كلهَا كالكحل وَتَذَر على المقعدة وتلطخ بصفرة بيض وَتدْخل ثمَّ تقعد فِي هَذَا المَاء وتحتمل على المَاء ضمادا قَوِيا جدا.
الْيَهُودِيّ قَالَ: قد يعرض نتو الرَّحِم من شدَّة الطلق وَيُسمى عفلا فداو مِنْهُ فِي أول الْأَمر بالورد وكمد الظّهْر مَرَّات ثمَّ الف ج ذَر عَلَيْهِ أعنى فَم الْجرْح قاقيا وعفصا وجلنارا ... ... ... . مَتى خرجت المقعدة وورمت فاقبل عَلَيْهَا بالحمام وَالْمَاء الفاتر ثمَّ ادلك بدهن شيرج واعطسه ليرْجع إِلَى مَكَانَهُ وَأطْعم الْقَلِيل صفرَة الْبيض وخبزا قَلِيلا بِمِقْدَار مَا لَا يكون لَهُ ثفل ليمكن أَن يبْقى اربعا وَعشْرين سَاعَة واكثر لِئَلَّا يقوم إِلَى الْخَلَاء فان ذَلِك ذَلِك ملاكه: وَإِن خرج أَيْضا فأعد الْأَمر على ذَلِك وَإِن شِئْت فاغذه بِبَعْض اللعابات اللزجة وَمَتى كَانَ مفرطا فِي الرخاوة فذر عَلَيْهِ قاقيا مسحوقا فِي الْغَايَة وذره من خَارج وملاكه أَلا يقوم إِلَى الْخَلَاء زَمَانا طَويلا وان يكون إِذا كَانَت الطبيعة لينَة وَيجب أَن يعْطى لب الخيارشنر ودهن اللوز باعتدال.
الميامر: ينثر على المقعد خبث الرصاص وسماق ونزر الْورْد بعد أَن يغسل بشراب عفص.
من مداواة الاسقام وَهُوَ طب الْمَسَاكِين لج: يحرق العفص ويطلى رمادة على السُّرَّة الناتية أَو اعجن بَيَاض الكندر بيض والزمه السُّرَّة وَشدَّة برباط جلّ مَا يعرض خُرُوج المقعدة للصبيان)
سرابيون: مَتى زلقت الرَّحِم وَخرجت من مَكَانهَا فِي ولاده أَو غَيرهَا فلتستلق الْمَرْأَة على ظهرهَا وَيكون رَأسهَا إِلَى أَسْفَل ووركها عَالِيا واسكب على الناتى من الرَّحِم دهنا فاترا كثيرا وكمد حول الْقبل اجْمَعْ بصوف مشرب بدهن ورد فاتر افْعَل ذَلِك سَاعَة ثمَّ خُذ قاقيا فأدفه فِي(3/225)
مَاء فاتر حَتَّى ينْحل فِيهِ ثمَّ يشربه خرق كتَّان أَو عصارة لحية التيس أدفها بشراب قَابض أسود فانه اصلح اَوْ بِمَاء ألآس واجعهلها على الْخبز الثَّانِي وادفعها إِلَى دَاخل وَمر الْمَرْأَة أَن تضم سَاقيهَا ودعها إِلَى تِلْكَ الْحَال مُدَّة ثمَّ اجلسها فِي طبيخ القمقم وَقبل أَن تعالج بِهَذَا يجب أَن تكون قد أخرجت مَا فِي الْمَعْنى من الثفل بحقنة لينَة وَمَا فِي الْبَوْل ليتسع الْموضع. د: دهن الأقحوان يُوَافق أورام المقعدة الصلبة إكليل الْملك إِذا تضمد بِهِ وَحده أَو مَعَ صفرَة بيض ودقيق الحلبة أَو دَقِيق بز رالكتان أَو غُبَار الرَّحَى أَو خشَاش لين أورام المقعدة الصلبة لَا سِيمَا الحارة وان طبخ بشراب وتضمد بِهِ سكن أوجاعها وَكَذَلِكَ الْحَادِثَة فِي الْأُنْثَيَيْنِ. الفنجنكشت مَتى خلط بِسمن وورق الْكَرم لين جساء الْأُنْثَيَيْنِ وثمره مَتى تضمد بِهِ المَاء نفع الوجع الْعَارِض من شقَاق المقعدة طبيخ دَقِيق الباقلى مَتى طبخ بشراب أَو تضمد بِهِ أَبْرَأ وجع الخصى. ج: دَقِيق الباقلى ضماد جيد لورم الْأُنْثَيَيْنِ ببياض الْبيض وَقَالَ: إِن موقعه عَظِيم فِي قُرُوح هَذِه الْأَعْضَاء. وَقَالَ: ضماد إكليل الْملك نَافِع من ورم المقعدة جيد فِي هَذَا الْموضع بعد السلق أَو الشَّيْء بزر البنج مَتى دق وتضمد بِهِ نفع جدا من أورام الخصى الحارة. دهن الحلبة نَافِع من أورام المقعدة. د: المشمش يسْتَعْمل وَحده وَمَعَ الْأَدْوِيَة المسكنة المغرية وخاصة التوتيا المغسول فِي أوجاع المقعدة من صديد حاد يجْتَمع فِيهِ أوقرحة سرطانية. ج: وَكَذَلِكَ فِي الأورام الْحَادِثَة فِي الْعَانَة الف ج ... ... ... . مَتى تضمد بِهِ سكن الورم الْحَار الْعَارِض فِي المقعدة. د: الْملح إِذا خلط بفودنج جبلى ... ... نضج الأورام البلغمية الْعَارِضَة فِي الْأُنْثَيَيْنِ. وَقَالَ: مرَارَة الثور مَعَ عسل تصلح لوجع الْفرج وكيس البيضتين أصل السوسن مَتى سحق وَحده وخلط بخل أَو مَعَ ورق البنج ودقيق الْحِنْطَة سكن الأورام الحارة الْعَارِضَة للأنثيين. د وَج قَالَا: مَتى طبخ العفص وَحده وسحق وضمد بِهِ كَانَ دَوَاء نَافِعًا. قوى النَّفْع لجَمِيع)
الأورام الْحَادِثَة فِي الدبر: العدس المسلوق مَتى خلط مَعَ إكليل الْملك والسفرجل أَو قشر رمان أَو رَود يَابِس ودهن ورد.
ضماد جيد لقروح المقعدة وأورامها: الصَّبْر نَافِع من الأورام الحارة الْحَادِثَة فِي هَذَا الْموضع وَقَالَ: ضماد الأسرب والعصارات الْبَارِدَة على مَا فِي كتاب الصَّنْعَة جيد للأورام الْحَادِثَة فِي هَذَا الْموضع جدا. ج: شَحم الْخِنْزِير جيد لوجع المقعدة الخطمى إِذا ضمد بِهِ وَحده لَو بعد طبخه بشراب حلل ورم المقعدة الحارة.(3/226)
د: الشبث يصلح لأوجاع الْفرج. د: الزفت الرطب يحلل الصلابات والخراجات الكائنة فِي المقعدة. د: الخروع جيد للأورام فِي المقعدة.
وَقَالَ: أصل الْخُنْثَى مَتى خلط بدردى الْخمر وتضمد بِهِ نفع أوجاع الخصى.
ابْن ماسويه مِمَّا ينفع من الصلابة فِي الْأُنْثَيَيْنِ: بزر العقد خَمْسَة دَرَاهِم دَقِيق باقلى عشر دَرَاهِم زبيب منزوع الْعَجم خَمْسَة عشر كمون نبطي خَمْسَة دَقِيق الحمص عشرَة يدق ويخلط وينخل ويدق الزَّبِيب مَعَ شَحم البط أَو شَحم الْعجل مِقْدَار أوقيتين يذوب مَعَ ذبيب وَتجمع الْأَدْوِيَة وتلين بِشَيْء من دهن السوسن وَيُوضَع على الورم الصلب هَذَا إِذا كَانَ من برودة فان كَانَ مَعَ حر فَخذ برسيان دَار وعنب الثَّعْلَب ودقيق شعير وأصل الخطمى وَمَاء الكزبرة وَبَيَاض الْبيض ودهن حل. 3 (الورم فِي المقعدة والأنثيين) إكليل الْملك يطْبخ بميبختج الْعِنَب حَتَّى يتهرى ويخلط مَعَه صفرَة بيض ودقيق حلبة وبرز كتَّان مدقوق وغبار رحى ودقيق باقلى وبابونج وبنفسج وَيُوضَع على الورم نَافِع وينفع الرَّحِم.
اسحاق: إِذا كَانَ ورم فِي المقعدة مَعَ حِدة وحرارة فَخذ كسرة سميذ واطبخها بِمَاء ودهن ورد ثمَّ اسحقه فِي هاون نظيف مَعَ صفرَة بَيْضَة مسلوقة وَتَكون مشوية واطله عَلَيْهَا أَو خُذ من الْورْد الْيَابِس ثَلَاثَة مَثَاقِيل وصفرة بيضتين مشويتيين أنعم سحقه وألق عَلَيْهِ شمعا مذاباً بدهن ورد ويطلى على المقعدة وَتصْلح لَهَا التوتيا والرصاص المحرق واسفيذاج الرصاص مَجْمُوعَة ومفردة والشمع ودهن الْورْد وَإِذا كَانَ الوجع فِي المقعدة من برد فَاسْتعْمل الأدهان الحارة وَالْجُلُوس على مَوَاضِع حارة مثل طابق الْحمام وَغَيره.
مَجْهُول للوجع: شَحم دجاجا مخ الْبَقر أُوقِيَّة شمع أَبيض ثَلَاثَة أُوقِيَّة دهن ورد خام أُوقِيَّة اسفيذاج الرصاص أوقيتان مرادسنج مربا مغسول بِالْمَاءِ العذب نصف أُوقِيَّة بَيَاض بَيْضَة تجمع بِهِ وَهَذَا مرهم جيد للشقاق والوجع. للحكة فِي المقعدة مَعَ حرارة: يتَّخذ ضماد من عِنَب الثَّعْلَب ودهن ورد وَبَيَاض بيض وطين خوزى وَقَلِيل كافور وَأَيْضًا اسفيذاج الرصاص كافور مَاء عِنَب الثَّعْلَب شمع دهن يَجْعَل مرهما الف ج ويطبخ فِي طبيخ الْورْد والبنفسج وَخلاف وعوسج وخشخاش ... ... ... وخطمى ... . وللوجع برد فَيُؤْخَذ كراث وزفت وَرطب وموميائي وشمع أَحْمَر ودهن ناردين أَو دهن سوسن يتَّخذ ضمادا وَيقْعد قد طبخ فِيهِ حب الْغَار وورقه وبابونج واكليل الْملك ومرزنجوش ونمام. 3 (للوجع الْحَادِث عَن قطع البواسير) يضمد بكراث مسلوق مَعَ السّمن والبصل السليق مَعَ السّمن ويفتر مرّة بعد مرّة ويخبص عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ للرحم وَمَتى كَانَ هُنَاكَ حِدة وحرارة فيخبص بعنب الثَّعْلَب مطبوخا(3/227)
مَعَ دهن ورد يطبخان وَيجْعَل ضمداا مَعَ دهن ورد ويخبص والحارة أبلغ فِي تسكين الوجع وإكليل الْملك نَافِع جدا يسلق ويخبص وَيُوضَع عَلَيْهَا مَعَ دهن ود وَإِن كَانَت الحكة فِي المقعدة من ديدان صغَار فعلاجها فِي بَاب الديدان والحيات.
لبُطْلَان حس الْمعدة والخدر فِيهَا: يحقن بِمَاء الْملح من الْجَامِع: للشقاق فِي المقعد والأورام الحارة الَّتِي من حِدة الوجع والمرة الصَّفْرَاء جيد جدا: يُؤْخَذ مرادسنج وخبث الْفضة من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ اسفيذاج الرصاص سِتَّة دَرَاهِم يدق وينخل بحريرة ويعجن بدهن ورد وموم الْيَهُودِيّ: مرهم للورم الْحَار فِي الأثنين ونواحيها: يطْبخ عدس وَورد وقشر رمان طبخا نعما وَيضْرب مَاؤُهُ مَعَ دهن ورد ومخ الْبيض ويطلى عَلَيْهِ فِي الحكة فِي الأنثين يطلى شياف ماميثا بدهن ورد ويحجم فِي بَاطِن الْفَخْذ. 3 (للورم الْمُقِيم فِي الْأُنْثَيَيْنِ) يُؤْخَذ باقلى وحلبة مطبوخان وبابونج ومسحوق وَسمن بقر وميبختج ويضمد بِهِ الورم الْعَظِيم فِي الْأُنْثَيَيْنِ. آخر عَجِيب يسْتَعْمل مَتى أعيت المراهم: رماد نوى الصرفان جزءان خطمى جُزْء يسحق بخل ويضمد بِهِ الورم الْعَظِيم فِي الْأُنْثَيَيْنِ. آخر عَجِيب: يسْتَعْمل أَيْضا بنقيع التِّين بشراب وَكَذَلِكَ الْمقل ويجمعان ويضمد بِهِ وينفع التمرخ بدهن العقارب وَأخذ البزور اللطيفة.
لى: اسْتِخْرَاج على مَا فِي الميامر للشقاق فِي المقعدة والورم الْحَار والضربان مَعَ حرارة شَدِيدَة: ودهن ورد عصارة عِنَب الثَّعْلَب فَيلقى فِي هاون أسرب ويسحق حَتَّى يغلظ ويسود ثمَّ يلقى عَلَيْهِ اسفيذاج الرصاص مغسولا وَقيل كافور ويشون فِي الهاون حَتَّى يصير مرهما فانه عَجِيب.
وَمَتى كَانَ الوجع شَدِيدا فَخذ شَيْئا من أفيون فألقه مَعَه فانه عَجِيب جدا وَإِن كَانَ فِيهِ اشتعال ولهيب قوي فَخذ بَيَاض الْبيض فاسحقه مَعَ الكافور فِي الهاون وبرده على الثَّلج والزمه وَاحِدًا بعد وَاحِد.
3 - (الْأَدْوِيَة المفردة لوجع المقعدة)
من بواسير وَغَيره: تغسل النورة بِالْمَاءِ العذب سبع غسلات ثمَّ يضْرب ببياض الْبيض ويطلى.
ينفع من القروح فِي الْفرج وَغَيره: أَن تغسل ببول الانسان بعد أَن يعْتق كَمَا ذكر اطهورسفس وديسقوريدس. ج: قد استعملته فِي مداواة هَذِه الْأَعْضَاء إِلَّا أَنَّهَا لَا تَنْفَع نفعا بَينا لما هِيَ عَلَيْهِ من الْحَرَارَة والرطوبة.
اسْتِخْرَاج الف ج لى: اسفيذاج الرصاص وَشَيْء من افيون يحل بخل وَمَاء الهندباء وَيكون الْخلّ قَلِيلا ويطلى على هَذِه إِذا كَانَت شَدِيدَة الْحمرَة والحرارة والضربان فانه بَالغ جدا اَوْ تبرىء أَيْضا بِمَاء الهندباء مَتى جف فاذا جف لطخ ثَانِيَة. ج: الحضض يسْتَعْمل فِي القروح الْحَادِثَة فِي الدبر الحمص الْأسود مَتى طبخ(3/228)
بحضض وضمد بِهِ مَعَ خل صلح لأورام الخصى الحارة. الحمص الكرمي مَتى طلى بِهِ الأورام الْحَادِثَة فِي البيضتين ج: القيموليا مَتى لطخ على الأورام الجاسية الْحَادِثَة فِي البيضتين نفع. د:
طين ساموس يسكن الأورام الحارة فِي الْأُنْثَيَيْنِ والثديين ويحللها وَكَذَلِكَ فِي جَمِيع الْأَعْضَاء العديدة.
أوريباسيوس: ثَمَرَة الْكَرم الَّتِي مَتى خلطت بزعفران وَعسل ودهن جيد للقروح الساعية الخبيثة فِي الْفرج.
الكندر مَتى تجْعَل فَتِيلَة بِلَبن وأدخلت فِي القروح الخبيثة فِي المقعدة منعهَا من السَّعْي. د: الكزبرة مَتى ضمد بهَا أبرأت ورم البيضتين الحارة. د: الكمون د: السذاب مَتى ضمد بِهِ مَعَ ورق الْغَار نفع من الورم الْعَارِض فِي الْأُنْثَيَيْنِ.
العدس اذا سلق ثمَّ جعل مَعَ اكليل الْملك والسفرجل ودهن ورد ضمادا نفع أورام المقعدة وقروحها والفروج وَإِن كَانَت هَذِه غائرة فليجعل مَعَ الْورْد الْيَابِس وقشور رمان ويطبخ مَعَ عسل وَقَالَ: مرَارَة الثور تبريء قُرُوح المقعدة وَقَالَ: الصَّبْر ينقي القروح الَّتِي فِي الْفروج ويدمل القروح وخاصة مَا كَانَ فِي الدبر وَالذكر.
أصل الشبث إِذا أحرق ورماد القيصوم جيدان للقروح الْحَادِثَة فِي القلفة. ج: عصارة حب الرُّمَّان الحامض نافعة من القروح مَتى طبخت مَعَ الْعَسَل.
وَقَالَ: حكاك الأسرب مَعَ دهن ورد نَافِع من القروح فِي المقعدة وَقَالَ: ضماد الأسرب والمياه الْبَارِدَة عَجِيب جدا. ج: رماد الشبث نَافِع من القروح الْحَادِثَة فِي اعضاء التناسل.
وَقَالَ: رماد الشبث نَافِع جدا من القروح الْحَادِثَة فِي القلفة يدملها على مَا يَنْبَغِي.
وَقَالَ ابْن ماسويه: إِنَّه جيد للقروح الرّطبَة وخاصة مَا كَانَ فِي جلدَة الاحليل.
والزوفا الرطب إِذا خلط باكليل الْملك والزبد صلح ذَلِك للقروح الَّتِي فِي المقعدة وَإِذا خلط)
بشحم الاوز جيد للقروح فِي الْفرج مَتى احْتمل. 3 (للقروح فِي الذّكر) وَمَا حوله للورم الْحَار فِي الخصى: عِنَب الثَّعْلَب ودهن ورد وصفرة بيض يحاد ضربانه وَيجْعَل عَلَيْهِ وَإِن شِئْت سلقت الْبيض ودققت عِنَب الثَّعْلَب وَحَمَلته بدهن الْورْد.
للورم الْحَار فِي الْأُنْثَيَيْنِ: يضمد بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والرجلة والكزبرة الرّطبَة ودقيق الشّعير ودقيق الباقلي ودهن ورد يَجْعَل عَلَيْهِ.
مَتى كَانَ فِي الاحليل خراج فاحرق الأسرب بالكندر وَاسْتَعْملهُ جيد جدا. 3 (للأورام الحارة فِي الخصى) عِنَب الثَّعْلَب والرجلة والكزبرة الرّطبَة ودقيق الشّعير ودقيق الباقلي ودهن ورد وَاسْتَعْملهُ مرهما.
من الْكَمَال والتمام للورم الْحَادِث الف ج فِي المذاكر والمقعدة وَالرحم: اطبخ إكليل الْملك بميبختج ويخلط بميبختج ... ... . . ودقيق الْحِنْطَة ويضمد بِهِ الْموضع.
للورم الْحَار فِي(3/229)
هَذِه الْمَوَاضِع وخاصة فِي المذاكر يطلى بقيموليا مَعَ ... ... . وزعفران.
وَإِذا كَانَ مَعَ برد طلى بمقل منقع فِي ميبختج مَعَ اسفيذاج أَبيض.
القروح الخبيثة إِذا عرضت فِي المذاكر والدبر كَانَت أردى لِأَنَّهَا يشرع إِلَى العفونة لحرارتها ورطوبتها وَلِأَنَّهَا فِي مجاري الفضول وَأَنا أَقُول أَن الْفَم حَاله فِي العفونة كَذَلِك لحرارتها ورطوبتها وَقَالَ فِيهِ: والقروح الْحَادِثَة فِي الذّكر والمقعدة يجب أَن تداوى بِهِ بدواء مدمل وَيكون أَزِيد يبسا من المدملة بِحَسب يبس هَذِه الْأَعْضَاء على مَا بَينا فِي قوانين الخراجات والقروح الَّتِي فِي الاحليل بَعْضهَا أحْوج إِلَى اليبس وَهِي مَا كَانَ مِنْهَا قد أَخذ الاحليل كُله مَعَ طرفه البارز عَنهُ الْمُسَمّى كمرة وَالَّتِي تكون فِي القلفة تحْتَاج إِلَى أقل فِي اليبس من هَذِه القروح الرّطبَة فِي الكمرة ونواحيها تداوى بدواء القرطاس المحرق لِأَنَّهُ يجفف تجفيفا قَوِيا وَمَا كَانَ من هَذِه القروح عديم الرُّطُوبَة قريب الْعَهْد فالصبر وَحده من جيد أدوية بعد أَن ينعم سحقه وينثر عَلَيْهَا وَهُوَ يبريء القروح الكائنة فِي المقعدة وأشبه شَيْء بِالصبرِ فِي هَذِه الْمَوَاضِع فِي قوته القليميا المغسول بشراب والمر تَكُ أَيْضا قريب وَبعد المر تَكُ المولد بدانا والتوتيا فان كَانَت هَذِه القروح أرطب فعالجها بلحاء شجر الصنوبر الَّذِي يُثمر حبا صغَارًا وبالشاذنة كل وَاحِد على حِدته)
فان كَانَ لَهَا غور فَمن بعد تجفيفها بِمَا وصفت فاخلط مَعَ الْأَدْوِيَة دقاق الكندر مِقْدَار مَا يَكْتَفِي بِهِ فِي انبات اللَّحْم.
عِنَب الثَّعْلَب دَقِيق شعير دهن ورد وخل خمر صفرَة بَيْضَة بِالسَّوِيَّةِ يجمع ويضمد بِهِ.
الْيَهُودِيّ: مَتى ظَهرت الحكة والبثر فِي نَاحيَة فَبعد الفصد يحجم فِي بَاطِن الْفَخْذ وبالقرب مِنْهُ والخبيثة فِي كيس البيضتين حَتَّى يسْقط السوَاد بسلق وَسمن وينقى كيس البيضتين مُعَلّقا ثمَّ يعالج بالمراهم حَتَّى يرجع وَيبرأ وَقَالَ: عالج قُرُوح الذّكر وَمَا حوله بالشاذنة وَالصَّبْر والقرع المحرق وَرَأَيْت خلقا أَصَابَتْهُم خبيثة فِي كيس البيضتين فتأكلت وَسَقَطت وَبقيت البيضتان معلقتين ثمَّ عاود اللَّحْم ونبتت شَيْء صلب كالكيس الأول إِلَّا أَنه يقوم مقَامه.
تمّ الْجُزْء التَّاسِع بمنه وَكَرمه ويليه ان شَاءَ الله الْجُزْء الْعَاشِر فِي القروح الَّتِي فِي الكلى فِي مجاري الْبَوْل والمثانة وباطن الْقَضِيب والحكة فِي بَاطِن الْقَضِيب وَبَوْل الدَّم والمدة وَغَيرهَا. م الله الرَّحْمَن الرَّحِيم (الْجُزْء الْعَاشِر)(3/230)
(أمراض الكلى ومجاري الْبَوْل)(3/231)
(فارغة)(3/232)
(أمراض الكلى ومجاري الْبَوْل)
(القروح الَّتِي فِي الكلى) ومجاري الْبَوْل والمثانة وباطن الْقَضِيب والحكة فِي بَاطِن الْقَضِيب وَبَوْل الدَّم والمدة وحرقة الْبَوْل والأورام وَالشعر الَّذِي يبال والتقطير الَّذِي مَعَ حرقة وَيكون لأجل حِدة الْبَوْل أَو لثقله على المثانة وَسَائِر أوجاع الكلى والمثانة إِلَى الخصى والأورام فِي الكلى والمثانة وَالْفرق بَينه وَبَين وجع القولنج وَالْفرق بَين قُرُوح الكلى والمثانة ومجاري الْبَوْل والمثانة والقضيب وأوجاع الكلى وَمن بَوْل علق الدَّم والمدة إِذا جمدت وَفِيمَا يمْنَع من بَوْل الدَّم وَمن ضروب المنقيات الَّتِي تنقي الْأَعْضَاء وَالَّذِي يتَوَلَّد فِي هَذِه إِنَّمَا هُوَ هُوَ فَسَاد مزاج وَيجب أَن يكون هُوَ الَّذِي فِي الْبَاب هُوَ بِعَيْنِه عَن أورام الكلى ثمَّ القروح وَيجب أَن يكون لكل وَاحِد بَاب قَالَ جالينوس فِي الرَّابِعَة من حِيلَة الْبُرْء: إِنَّا مَتى كَانَت قُرُوح فِي هَذِه الْمَوَاضِع خلطنا بالأدوية الَّتِي نعالج بهَا بعض الْأَدْوِيَة المدرة للبول لتوصلها وتنفذها. الْخَامِسَة: أَنه مَتى كَانَت القروح فِي الكلى والكلى والمثانة خلطنا بالأدوية الَّتِي نعالجها بهَا شَيْئا من عسل والأدوية الَّتِي تدر الْبَوْل وَقَالَ: قل مَا ينبعث من هَذِه دم بحريّة وَشدَّة قُوَّة وَلكنه إِن لم يكن جرى الدَّم من هَذِه خطرا)
من أجل قُوَّة جريته فَإِنَّهُ قد يكون خطراً من أجل دَوَامه وثباته ينظر فِي قوانين القروح الْبَاطِنَة.
3 - (الْأَعْضَاء الآلمة)
الْأَجْزَاء الشبيهة بالصفايح مَتى انحدرت مَعَ الْبَوْل دلّ أَن القرحة فِي المثانة والأجزاء الشبيهة بِقطع اللَّحْم تدل على أَن القرحة فِي الكلى لَا تحس للورم الْحَار المائل ثقلاً لِأَنَّهُ لايجيئها عصب يوغل فِيهِ بل يتفرق فِي غشائها وَهُوَ قَلِيل.
السَّادِسَة مِنْهَا قَالَ: إِذا رَأَيْت الْمَرِيض يجد وجعاً فِي نَاحيَة الكلى وَمَعَهُ نافض مُخْتَلف فِيمَا بَين فترات ويحم مَعَ ذَلِك حميات على غير تَرْتِيب فابطح العليل على بَطْنه ثمَّ سَله هَل يجد ثقلاً مُعَلّقا فَإِنَّهُ إِذا كَانَت الْكُلية الْيُمْنَى فِيهَا ورم أحس حِين ينَام على الْيُسْرَى بثقل مُعَلّق وبالضد فَإِن كَانَ يعرض ذَلِك للعليل فَاعْلَم أَنه فِي كلاه جرحا وَإِذا نضج وقاح وانفجر بَال العليل مُدَّة وَيجب أَن تحرص كل الْحِرْص على سرعَة ادمالها لِأَنَّهَا مَتى ازمنت عسر اندمالها عسراً شَدِيدا وَقَالَ: وَصَارَت عسرة الْبُرْء عسراً كثيرا جدا والعلامات الدَّالَّة على أَن القرحة بَاقِيَة بعد هِيَ بَقَاء الْقَيْح فِي الْبَوْل وحس الوجع ويحم وقشور القروح وَرُبمَا خرج مِنْهَا أَيْضا الدَّم وَإِذا خرج الدَّم بعد أَن كَانَ قد خرج الْقَيْح فَهُوَ يدل على أَن القرحة دَائِما يتأكل وَقد(3/233)
يكون بَوْل الدَّم إِذا انصدع عرق فِي الكلى من صربة أَو سقطة قَالَ: وَأَصَح العلامات على قُرُوح الكلى 3 (طاقات الشّعْر) قَالَ: وَأما الْأَجْسَام الشبيهة بطاقات الشّعْر فَإِنِّي قد رَأَيْت فِي بعض الْأَوْقَات تبال وَطول الْوَاحِد شبر وَأَقل وَأكْثر وَإِنِّي لأعجب أَن يكون شَيْء هَذَا طوله يتَوَلَّد فِي الكلى وظننت أَن تولدها فِي الْعُرُوق على الْعُرُوق المدنية وَأَظنهُ يكون عَن خلط غليظ لزج يستحجر ويجف فِي الْعُرُوق وَقد داويتها بالمدرة للبول وأبرأتها وَلَا ... . أَنِّي رَأَيْت أحدا ناله مِنْهُ هُوَ الْبَتَّةَ وَلَا رَأَيْت أحدا ناله من استفراغ قيحٍ كثيرٍ بالبول أضرّ بِوَاحِد من الْآلَات بل الْأَمر فِي هَذِه الْأَعْضَاء فِي الصَّبْر على مَا يمر بهَا من غير أَن يضر بهَا كالأمر فِي الأمعاء فَإِنَّهُ لَا ينالها من الإستفراغ الكائنة من الكبد وَلَو كَانَت مَحْضَة خَالِصَة رَدِيئَة كَبِير ضَرَر إِلَّا أَن يطول ذَلِك جدا كَمَا أَن المثانة إِذا طَال بهَا مُرُور بَوْل الصديد الدَّم الرَّقِيق. قَالَ: وَمن علل الكلى عِلّة يَبُول صَاحبهَا فِيهَا صديد دم رَقِيق وَهِي نظيرة لِلْعِلَّةِ الكبدية الكائنة من ضعفها إِلَّا أَن هَذَا الصديد أَكثر دموية من ذَلِك قَلِيلا ويعرض بِسَبَب فِي الكلى شَبيه بِالسَّبَبِ الْكَائِن فِي الكبد أَعنِي ضعف الكلى ويعرض أَيْضا بِسَبَب اتساع أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي تصفي الْبَوْل من الْعرق الأجوف. لى ضعف الْجِسْم وتحوله عَلَيْهِ وصفرة الْبَوْل لِأَن ذَلِك استفراغ من الدَّم الَّذِي يغتذى بِهِ الْجِسْم وعلامة الَّذِي من الكلى أَلا يكون مَعَه ذَلِك لِأَن تِلْكَ الدموية إِنَّمَا هِيَ حينئذٍ غذَاء للكلى وَحدهَا لَا غذَاء للبدن وَأَيْضًا فَإِن هَذَا أقل وَذَلِكَ أَكثر ويعرض مَعَه عَلَامَات ضعف الكلى وَهُوَ ضعف الْقطن وَالرّجلَيْنِ وَكَثْرَة الْبَوْل وَرُبمَا فسد بِهِ المزاج.
تقطير الْبَوْل مَعَ حرقة قَالَ تقطير الْبَوْل الَّذِي يكون للذعه وحدته قد يكون عِنْدَمَا تدفع الكلى أَو غَيرهَا من الْأَعْضَاء الَّتِي يُمكن فِيهَا أَن تدفع فضولها بالبول خلطاً حاراً إِلَى المثانة أَو قيح أَو أخلاط حارة تكون فِي الْعُرُوق تدفعها الطبيعة على جِهَة التنقية للجسم. قَالَ: والمثانة تقذف بالبول إِمَّا لحدة الْبَوْل وَإِمَّا لثقله عَلَيْهَا والمثانات الضعيفة هَذَانِ الْأَمْرَانِ إِلَيْهَا أسْرع وتضعف المثانة لسوء مزاج ويعرض أَيْضا لكثير من النَّاس إِذا بردت أبدانهم أَن يثقل الْقَلِيل من الْبَوْل على المثانة حَتَّى يجب دَفعه وَلم يجْتَمع مِنْهُ كثير شَيْء.
معرفَة الْمدَّة من أَيْن قَالَ: إِذا رَأَيْت بَوْل الدَّم والمدة فتوقف وَاسْتدلَّ فَإِن كَانَ الَّذِي يَبُول الْقَيْح قد وجد قبل ذَلِك وجعاً فِي قطنه وَكَانَ يُصِيبهُ اقشعرار على غير نظام ونافض يسير مَعَ حمى)
علمت أَنه من الكلى وَإِن كَانَ وجد الوجع فِي المثانة مَعَ النافض والحمى الْمَخْصُوص بهَا المثانة فَفِي المثانة وَإِن كَانَ الوجع كَانَ فِي الْحجاب أَو فِي الكبد يدل مِمَّا يدل على أَن خراجاً كَانَ فِيهَا فان بَوْل الدَّم دَلِيل على أَنه من ذَلِك الْعُضْو ويستدل أَيْضا من اخْتِلَاط الْقَيْح بالبول فَإِنَّهُ إِمَّا أَن يكون مختلطاً اختلاطاً شَدِيدا حَتَّى يكون الْبَوْل كُله كَأَنَّهُ(3/234)
قد ضرب بِهِ فَإِن كَانَ كَذَلِك يدل على أَنه يَجِيء من فَوق وَإِن كَانَ دونه فِي الإختلاط فَمن مَوَاضِع أَسْفَل مِنْهُ ضم إِلَى ذَلِك مَكَان الوجع وَسَائِر الدلالات وَإِن كَانَ يخرج بِلَا بَوْل أَو قبل الْبَوْل فَذَلِك دَلِيل على أَنه فِي المثانة واختلاط الْمُتَوَسّط يدل على أَنه يَجِيء من الكلى. وَإِن خرجت قشرة قرحَة فاستدل بهَا فِي شكلها وَفِي اختلاطها على نَحْو مَا قُلْنَا فِي قُرُوح الأمعاء والخارجة من الكلى والخارجة من المثانة قشور قَالَ: وَقد يكون بَوْل الْمدَّة فِي الْأَحَايِين من خراج الرئة والأحايين من خراج كَانَ فِيمَا دون الْحجاب فَذَلِك فِي الندرة فاستدل عَلَيْهِ بالوجع وَدلَالَة الْخراج فِي ذَلِك الْعُضْو فإمَّا تنقية حدبة الكبد ونواحيها بالبول من خراج كَانَ فِيهَا فَإِنَّهُ يكون دَائِما وَتَكون الْمدَّة مختلطة بالبول جدا.
3 - (عَلَامَات القروح فِي الْقَضِيب)
أَن يكون الوجع فِيهِ ويبرز الْقَيْح خَالِصا قبل الْبَوْل وللقروح الَّتِي تكون فِي الْقَضِيب لذع بَين فِي وَقت الْبَوْل لاسيما إِذا نثرت مِنْهَا القشرة والوسخ. لى قد يكون فِي الكلى ونواحيها عَن القروح نواصير وَلَا تَبرأ الْبَتَّةَ القشرة والوسخ لَكِن مَتى امْتَلَأَ الْبدن جرت الْمدَّة وبالضد حَتَّى يكون أَنه قد برأَ ثمَّ يسيل أَيْضا إِذا امْتَلَأَ وَلَا علاج لَهُ إِلَّا الإستفراغ والحذر من الامتلاء وَإِذا كَانَ مَا يسيل مُدَّة جَيِّدَة فَلَا خوف مِنْهُ وَلَا يَتَّسِع وَلَا يتأكل وبالضد وَالَّذِي يَتَّسِع وَيقتل سَرِيعا وَعَلَيْك باسقاء مَا يمْنَع العفن والتكمد بِهِ وبالضد.
الأولى من جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة: الصديد الشبيه بِمَاء اللَّحْم إِذا خرج بالبول دلّ على أَن الْجَانِب المحدب عليل وَإِذا خرج بالإسهال فالجانب المقعر.
جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة الْمقَالة الأولى: إِذا كَانَت الْعلَّة فِي الكلى يكون الوجع فِي الْقطن وَهُوَ وجع ثقيل فَإِن كَانَ مَعَ الثّقل فِي الْقطن التهاب وعطش فَإِن فِي الكلى ورماً حاراً وَإِن كَانَ مَعَ الثّقل تمدد لَا التهاب فَهُوَ ورم بلغمى الْخراج إِذا انفجر من المثانة خرج الْبَوْل لايخالطه شَيْء وَسكن فِي أَسْفَله شَيْء شَبيه بالصفائح وَكَانَ الوجع فِي الْعَانَة والدوادر.) لى فَيَنْبَغِي أَن يَقُول: يخرج الْقَيْح مخالطاً للبول. قَالَ: وَإِن انفجر فِي الكلى كَانَ الوجع فِي الْقطن وَخرج مخالطاً للبول وَخرج مَعَه فتات لحم وَإِن كَانَ يَجِيء من حدبة الكبد كَانَ الوجع فِي الْجَانِب الْأَيْمن وَخرجت الْمرة مختلطة جدا وَقد مازجت الْبَوْل وتكدر بهَا وَإِن كَانَ يَجِيء من الصَّدْر كَانَ الْبَوْل غير كدر وَكَانَ الوجع والقرحة فِيمَا تقدم. لى وَإِنَّمَا يكون غير كدر لِأَنَّهُ يخرج فِي مسالك ضيقَة قَلِيلا قَلِيلا ممازجاً للبول فيتشابه حَاله حَتَّى كَأَنَّهُ جُزْء مِنْهُ. لى على مَا رَأَيْت فِي السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض: من ضروب بَوْل الدَّم ضرب يَبُول فِيهِ العليل صديداً كَمَاء اللَّحْم المغسول دَمًا كثيرا وَيكون ذَلِك من ذوبان الْجِسْم لَا من أَن عرقاً انصدع وَلَا قرحَة وَلَا غَيره وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ بانحلال الْجِسْم وذوبانه. اسْتَعِنْ بِبَاب نفث الدَّم وبالسابعة من الميامر فَإِن هُنَاكَ أقراصاً نافعة من سيلان الدَّم من الْجِسْم(3/235)
وقانون تأليفها القابضة والمغرية والمخدرة وَإِذا ألفت لخُرُوج الدَّم من آلَات الْبَوْل فَدُثَّ فِيهَا مَدَرَة للبول لتوصلها مِثَال ذَلِك قرص ينفع من بَوْل الدَّم قاقيا جلنار بزر بنج بزر كرفس أنيسون أفيون طين مختوم يعْمل أقراصاً ويسقى.
للقروح فِي الكلى والمثانة وعسر الْبَوْل مَعَ خُرُوجه: بزر كتَّان وخشخاش أَبيض وكثيراء ونشا يعْمل أقراصاً ويسقى.
الْعَاشِرَة فِي الميامر
3 - (دَوَاء للكلى والمثانة)
إِذا كَانَ فِيهَا ورم أَو قُرُوح خُذ الْأَدْوِيَة المنقية للحصى وَذَلِكَ أَن هَذِه الْأَدْوِيَة يجب أَن تكون مسكنة لِأَنَّهَا تبلغ موضعهَا ويخلط بهَا مَا يدر الْبَوْل. وَقَالَ: من أدويته حب الصنوبر الْكِبَار ولوز حُلْو وكتيراء وَرب السوس وبزر بطيخ وبزر خِيَار وبزر القثاء والخشخاش وبزر الشوكران وأفيون وبزر الكرفس والرازيانج وَالشرَاب الحلو وَاللَّبن وبزر البنج يؤلف بِقدر الْحَاجة. لى رب البنفسج والجلاب وطبيخ أصُول السوس. للدم الَّذِي يخرج من المثانة: شب يمانى مِثْقَال كتيراء مثقالان صمغ مِثْقَال يسقى بشراب حُلْو. آخر: طين أرميني صمغ طرائيث مِثْقَال مِثْقَال أفيون ربع دِرْهَم يجمع بشراب حُلْو وَيُؤْخَذ والأدوية الَّتِي عددناها جَيِّدَة للورم الْحَار فِي هَذِه الْأَعْضَاء. قَالَ: وَمِمَّا يبلغ فِي شِفَاء علل الكلى غَايَة الْبلُوغ طبيخ قضبان الْكَرم أَو قضبان يقطع مِنْهُ وَيشْرب مِنْهُ مِقْدَار أُوقِيَّة كل يَوْم على الرِّيق تِسْعَة أَيَّام وينثر عَلَيْهِ شَيْء من ملح فَإِنَّهُ يذهب علل الكلى غَايَة الإذهاب.
الأولى من تقدمة الْمعرفَة: مَتى حدث عَن الورم الْحَار فِي الكلى مَعَ الْحمى اخْتِلَاط الْعقل أَو لابست لعظمها الْحجاب فَإِنَّهُ قتال فَانْظُر فِي الدَّلَائِل الرَّديئَة فَإِنَّهُ إِن وجد مَعَ ذَلِك دَلِيل ردىء هلك العليل الْبَتَّةَ فَأَما إِن كَانَت مَعَه دَلَائِل جَيِّدَة فَإِنَّهُ يتقيح. وَمَتى كَانَت المثانة صلبة مؤلمة فَإِنَّهَا رَدِيئَة فِي جَمِيع الْأَحْوَال واقتل مَا يكون إِذا كَانَت مَعهَا حمى دائمة وَذَلِكَ أَن آلام المثانة بِغَيْر أورام حارة وخراجات تقوى على أَن تقتل والبطن لَا يتعب فِي ذَلِك الْوَقْت لِأَن الْمَرِيض يمْنَع من البرَاز لضغط المعي فِي تِلْكَ الْحَالة المثانة وَشدَّة الوجع وينحل ذَلِك بالبول وَفِيه ثقل راسب قَالَ جالينوس: إِذا أقبل الورم الَّذِي فِي المثانة النضج انصبت الأخلاط الصَّحِيحَة إِلَى فضاء المثانة فسكن فِي الْبَوْل رسوب جميد فَإِن لم ينبعث الْبَوْل أصلا وَلم يكن الورم ودامت الْحمى فتوقع الْهَلَاك قَالَ: وَهَذَا يُصِيب الصّبيان من أَبنَاء سبع إِلَى خمس عشر لِكَثْرَة أكلهم على غير التَّرْتِيب ولكثرة اجْتِمَاع الْخَلْط الخام فيهم فينحدر إِلَى نَاحيَة المثانة فَيحدث عَنْهَا فِي بعض الْأَوْقَات حِجَارَة وَفِي بعض الْأَوْقَات إِذا كَانَت فِي المثانة عِلّة ورم حَار وَإِنَّمَا يعرض ذَلِك إِذا ألمت المثانة بِكَثْرَة مُرُور هَذِه بهَا.
الرَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ: أَكثر مَا تكون القرحة فِي مجْرى الْبَوْل إِذا كَانَت حَصَاة فِي(3/236)
الكلى فمرت بهَا فسججت الْموضع. قَالَ: وَمن بَال الْمدَّة يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَيمكن أَن يكون خراج فِيمَا)
فَوق انفجر فَسَالَ إِلَى نَاحيَة الْبَوْل فَأَما مَتى دَامَ بَوْل الْمدَّة أَيَّامًا كَثِيرَة وشهوراً فَذَلِك يدل على قرحَة فِي الكلى أَو فِي المثانة الشّعْر. قَالَ: وَأما الشّعْر الطَّوِيل الَّذِي يبال وَهُوَ أشبه شَيْء بالشعر الْأَبْيَض فَأنى رَأَيْت مِنْهُ مَا طوله نصف ذِرَاع باله رجل كَانَت قصَّته أَنه أدمن عَاما أكل الباقلى المطحون والجبن الرطب واليابس وَآخَرُونَ قَالُوا: هَذَا الشّعْر كلهم كَانَ قد تقدم لَهُم أَطْعِمَة غَلِيظَة. قَالَ: فَهَذَا الْخَلْط الغليظ مَتى عملت فِيهِ حرارة حَتَّى تجففه الكلى تولد فِيهِ مثل هَذَا الشّعْر. وعلاج هَذَا الدَّاء يشْهد على صِحَة الْقيَاس فَإِن الَّذين أَصَابَهُم هَذَا الدَّاء إِنَّمَا كَانَ برؤهم بالأدوية الملطفة الْمُقطعَة ويرطب الْغذَاء وَالتَّدْبِير المرطب. قَالَ هَاهُنَا: إِن الْأَدْوِيَة الملطفة لَا تَنْفَع القروح الَّتِي فِي هَذِه الْأَعْضَاء ويهيج وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَإِنَّمَا يخلط الدرة للبول لِأَن توصل المغذية أَو يسْتَعْمل حَتَّى تنقى القرحة ثمَّ يتْرك. 3 (من بَال دَمًا) بَغْتَة فَإِن عرقاً فِي كلاه انصدع. قَالَ: لَيْسَ يُمكن أَن يكون ذَلِك من أجل المثانة وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ يُمكن فِي عرق المثانة أَن ينصدع من أجل كَثْرَة دمٍ ينصب إِلَيْهَا كَمَا يعرض ذَلِك فِي الكلى وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ يتصفى الدَّم فِي الْعُرُوق الَّتِي فِي المثانة كَمَا يتصفى فِي الْعُرُوق الَّتِي فِي الكلى وَإِنَّمَا يَجِيء من الدَّم إِلَى المثانة مَا يكفيها فَقَط وتتغذى بِهِ فَأَما الكلى فَلِأَن الدَّم يتصفى فِيهَا وَقد يَجِيء إِلَيْهَا عروق كبار وَدم كثير فضلا عَن غذائها كثيرا جدا وَمَعَ ذَلِك فَإِن الْعُرُوق الَّتِي فِي المثانة لَيست مكشوفة وَلَا غير مُعْتَمدَة مثل الْعُرُوق الَّتِي تدخل إِلَى بَاطِن الكليتين الَّتِي قد يحدث فِيهَا التقيح والتصدع من أجل كَثْرَة الأخلاط وَالْعُرُوق إِذا انصدعت استفرغ مِنْهَا دم كثير صَحِيح فَأَما إِذا انتفخ فَلَيْسَ يخرج مِنْهُ دم كثير دفْعَة وخاصة إِذا كَانَ انتفاخه عَن انتفاخ أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي يتصفى فِيهَا الدَّم يَسِيرا لكنه يرشح مِنْهُ أرقه قَلِيلا قَلِيلا فترى الْبَوْل قد خالطه شَيْء من الدَّم وَقد يكون بَوْل الدَّم من المثانة لَكِن يكون ذَلِك إِذا تآكلت حَتَّى يبلغ التآكل الْعُرُوق وَلذَلِك تتقدم عَلَامَات القرحة فِي المثانة وَهُوَ بَوْل قشور وَبَوْل مُدَّة ووجع فِي الدرادر والعانة فَأَما بَوْل الدَّم بَغْتَة خَالِصا غزيراً بِلَا سَبَب ظَاهر فَذَلِك يكون من انصداع عروق فِي الكلى لامتلائه من الدَّم وَقد يكون ذَلِك من وثبة أَو سقطة. من بَال دَمًا وقيحاً وقشوراً وَكَانَت رَائِحَة بَوْله مُنْتِنَة فَأن ذَلِك يدل على قرحَة فِي المثانة.
الدَّم والقيح إِذا بيلا مشتركين فَجَمِيع آلَات الْبَوْل إِذا كَانَت فِيهَا قرحَة وَأما الرَّائِحَة الْمُنكرَة)
فخاصة بقرحة المثانة وَلم يقل لم. قَالَ: وَأكْثر مِنْهَا القشور. لى ينظر لم الرَّائِحَة الرَّديئَة خَاصَّة بالمثانة.
الْخَامِسَة من الْفُصُول قَالَ: تقطير الْبَوْل هُوَ أَن يَبُول الْإِنْسَان مَرَّات كَثِيرَة مرَارًا مُتَوَالِيَة قَلِيلا قَلِيلا وَذَلِكَ يكون إِمَّا من ضعف الْقُوَّة الماسكة الَّتِي فِي المثانة أَو من حِدة(3/237)
الْبَوْل وحدة الْبَوْل تكون إِمَّا لمُدَّة وَدم فِي الكلى ونواحيها وَإِمَّا لِأَن مائية الدَّم تَجِيء وَهِي حارة لحدة جملَة الدَّم فِي الْجِسْم.
أبقراط: إِذا حدث فِي طرف الدبر أَو فِي الرَّحِم ورم تبعه تقطير الْبَوْل قَالَ: وَكَذَلِكَ إِذا تقيحت الكلى تبع ذَلِك تقطير الْبَوْل قَالَ: أما تقطير الْبَوْل الْحَادِث عِنْد طرف الدبر وَالرحم فلمشاركة السَّادِسَة من الْفُصُول قَالَ: مَتى حدث ورم فِي الكلى ثمَّ كَانَ ذَلِك الورم مِنْهَا فِي الْمَوَاضِع اللحمية كَانَ الوجع ثقيلاً وَذَلِكَ أَن العليل يتَوَهَّم أَن ثقلاً مُعَلّقا فِي قطنه وَمَتى كَانَت الْعلَّة إِنَّمَا هِيَ فِي الغشاء الْمُحِيط بالكلى فِي تجاويفها وَالْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب الَّتِي فِيهَا ومجاري الْبَوْل كَانَ وجعاً حاداً ناخساً. الْعِلَل الَّتِي تكون فِي الكلى والمثانة يعسر برؤها وخاصة فِي الشُّيُوخ. يعسر برؤ هَؤُلَاءِ لِأَنَّهَا لَا تسكن عَن أفعالها والفضول تمر بهَا. والأعضاء الَّتِي تحْتَاج إِلَى أَن تَبرأ تحْتَاج إِلَى هدوء وَسُكُون لَا يمر بهَا مَا يلذعها ويهيجها من الفضول الَّتِي تمر بِهَذِهِ الْأَعْضَاء يهيج قروحها أورامها وَهِي فِي المثانة أعْسر برءاً لِأَن الْعِلَل الْغَيْر عسيرة الْبُرْء عسيرة فِي الْمَشَايِخ فَكيف العسيرة الْبُرْء فِي الْمَشَايِخ وَهَذِه إِذا لَزِمَهُم إِلَى أَن يموتوا.
السَّابِعَة من الْفُصُول: مَتى شهِدت من الْبَوْل شَوَاهِد تدل على عِلّة فِي الكلى ثمَّ حدث بِهِ وجع فِي عضل صلبة فَإِنَّهُ يخرج بِهِ خراج فِي نواحي كلاه فَإِن كَانَ الوجع مائلاً إِلَى خَارج فَإلَى خَارج يمِيل الْخراج وَإِن كَانَ غائراً فالخراج يمِيل إِلَى دَاخل. من بَال دَمًا غلبظاً وَكَانَ بِهِ تقطير الْبَوْل وَبِه وجع فِي نواحي الْفرج والعانة دلّ على أَن مَا يَلِي مثانته وجع لى على مارأيت فِي الْمقَالة الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان: قد يعرض لمن يتْرك كداً وَعَملا كَانَ معتاداَ لَهُ بَوْل غليظ يشبه الْمرة وَلَا بَأْس عَلَيْهِ مِنْهُ فَإِنَّهُ لَا يزَال كَذَلِك حَتَّى ينهك قوته.
من كتاب الفصد: الْعِلَل الَّتِي فِي الكلى تحْتَاج مرّة إِلَى فصد فِي الْيَد وَمرَّة من الرجل من مابض الرّكْبَة وتحتاج إِذا كَانَ فِيهَا ورم حَار قريب الْعَهْد إِلَى فصد الباسليق وَأما فِي الْعلَّة الَّتِي تدعى خَاصَّة وجع الكلى فاليفصد الصَّافِن وَالَّذِي فِي مابض الرّكْبَة.)
من الْمَوْت السَّرِيع قَالَ: من كَانَ بِهِ وجع الخصى وورمه وَظهر بوركه الْأَيْمن شامة لون مَاتَ فِي الْيَوْم الْخَامِس صَاحب هَذَا الوجع يُصِيبهُ شَهْوَة الْخمر من كَانَ بِهِ وجع المثانة فَظهر تَحت إبطه الْأَيْسَر ورم شبه السفرجلة واعتراه فِي السَّابِع ذَلِك مَاتَ فِي الْخَامِس عشر.
السَّادِسَة من الثَّانِيَة من إبيذيميا: أَصْحَاب الْأَبدَان المرارية الَّتِي أبوالها أبدا حارة لذاعة مستعدون لحدوث القروح فِي مثاناتهم. لى يجب حفظ هَؤُلَاءِ بِمَاء الشّعير وترطيب المزاج فَإِنَّهُ جيد فِي الْحَالَتَيْنِ.(3/238)
الأولى من السَّادِسَة: 3 (الوجع الَّذِي يكون فِي الكلى) من كَثْرَة الأخلاط الَّتِي تَجْتَمِع فِي الْعُرُوق إِذا غاصت فِي الكلى فَإِنَّهُ لَا ينْحل إِلَّا بالفصد على الْمَكَان لكثافة جرم الكلى وَلِأَن قُوَّة الأضمدة الَّتِي تُوضَع على الكلى لاتصل بِسُرْعَة إِلَيْهَا لِأَن بَينه وَبَينهَا أجراماً كَثِيرَة وَقد يحله الْقَيْء وَيُشبه وجع القولنج. قَالَ: وَرُبمَا اتَّسع رَأس المجرى الَّذِي يحمل مائية الدَّم إِلَى الكلى وَيكون الدَّم رَقِيقا لَا غلظ لَهُ وَلَا لزوجة فَيكون الْبَوْل حينئذٍ دموياً. لى اجْعَل لهَذِهِ عَلامَة وعلاجاً.
الْخَامِسَة من السَّادِسَة: الْجِمَاع يضر بالكلى.
السَّادِسَة من السَّابِعَة قَالَ: لم أر أحدا جَاوز الْخمسين برأَ من علل الكلى برءاً تَاما.
الْيَهُودِيّ: لَا يُوجد شَيْء لتشحيم الكلى وتسمينها وإسخانها أفضل من دهن الْجَوْز يُؤْكَل ويحتقن بِهِ. قَالَ: وَمن قلَّة شَحم الكلى يهيج الصداع وَضعف الْبَصَر والبخارات الرَّديئَة الَّتِي تورث فِي الرَّأْس شبه الأخلاط والدبيلة فِي الكلى. قَالَ: اسْقِ صَاحبهَا دهن اللوزين وموما ينَام عَلَيْهِ ويستحم حَتَّى ينضج فَإِذا انفجرت هَاجَتْ الحكة فِي المثانة بحدة الْمدَّة وَجَاء نافض فبالأدوية المدرة للبول لتنقى عَاجلا والألم تَبرأ.
اسْتدلَّ على الْمدَّة والصديد من أَيْن يَجِيء فِي هَذِه الْأَمَاكِن مِمَّا يسْتَدلّ عَلَيْهِ فِي قُرُوح الأمعاء من الِاخْتِلَاط وَمن سرعَة الْخُرُوج بعد الوجع وَنَحْو ذَلِك فَإِن أفرط فِي حَال فِي المثانة فاطلها بأقراص الْكَوْكَب. لى ينفع من سوء مزاج المثانة الْحَار: بزر الخبازى إِذا سقى والبزر قطونا والأضمدة المبردة وَمن الْبَارِد الأفاوية يسقى ويضمد بهَا ويمرخ بالأدهان الحارة وللدبيلة يمْنَع تكونها فِي حدثانها بالفصد وَغَيره فَإِذا بادرت إِلَى الْجمع أَعنِي على ذَلِك بالتخبيص ثمَّ يسقى مَا)
يدر الْبَوْل كي ينقى الْقَيْح وينفع من استرخاء المثانة شرب الأفاوية القابضة ويضمد بهَا.
أهرن: إِذا خرج فِي آلَات الْبَوْل خراج وجد العليل ثقلاً مُعَلّقا فِي ذَلِك الْجَانِب فَإِن أردْت أَن تعلم فِي أَي جَانب يجد الثّقل فنومه على يَمِينه مرّة وعَلى يسَاره أُخْرَى وسله فِي أَي جَانب يجد الثّقل فَفِي ذَلِك الْجَانِب هُوَ. لى وعلاجه بالتكميد والتخبيص فَإِذا انفجرت الْمدَّة فِي الْبَوْل وَالدَّم وَصَارَ فِيهِ حرقة شَدِيدَة. لى وَقد يحس بخراج فِي الكلى وعلامته وجع الْقطن والتهاب وعطش وَكَثْرَة الْبَوْل يسقى الربوب الْبَارِدَة وتبرد الْموضع مَا أمكن ويسقى بزر الْخِيَار ليسيل الصديد وَلَا يسخن حَتَّى يضمد بالقوية ويفصد فَإِذا غلبت هَذِه وَلم ينفع فَعَلَيْك حينئذٍ بالإنضاج فاسقه المَاء الفاتر وَالشرَاب الْأَبْيَض وانطله وكمده وخبصه حَتَّى إِذا نضج وعلامته سُكُون الوجع فأعطه مَا يفجر كَالدَّارِ صيني والحرف والبزور المدرة للبول حَتَّى إِذا انفجر فَعَلَيْك بِمَا ينقي الْمدَّة سَرِيعا وتغسل القرحة بالبزور وَمَاء الْعَسَل فَإِن كَانَت حمى فحب القثاء مَعَ شراب البنفسج فَإِذا تنقت الْمدَّة فَعَلَيْك سَرِيعا بِمَا يلحمها وَإِيَّاك أَن(3/239)
تتوانا فَإِنَّهُ يعسر وَإِيَّاك أَن تبطئ فِي تنقية الكلى من الْقَيْح سَرِيعا لِأَنَّهُ يخَاف عَلَيْهَا التأكل فَإِذا خرج الدَّم من الكلى بِلَا قيح وَلم يكن مَعَه وجع وَلَا حرارة شَدِيدَة وَلَا حمى فَإِنَّهُ من انتفاخ الْعُرُوق وانشقاقها وَمَا كَانَ من خراج فَإِنَّهُ يخرج مَعَ الْمدَّة. وَقد يخرج من الكلى مَاء رَفِيق كغسالة اللَّحْم الطري وَذَلِكَ يكون لضعف الكلى. لي هَذَا يكون إِذا لم تميز الكلى من مائية الدَّم الْبَوْل الَّذِي فِيهِ لَكِن أدته إِلَى المثانة كَمَا هُوَ وَذَلِكَ يكون لضعف قوتها الطابخة والهاضمة. قَالَ: عالج من سوء المزاج الْحَار فِي الكلى بالحقن وبالأدهان الحارة واللينة والكماد والضماد والأطعمة المسكنة من ذَلِك أَن يُؤْخَذ سمن الْبَقر وَمن دهن الْجَوْز ودهن اللوز وَمر وَمَاء الحلبة والشبث ويحقن بِهِ فَإِن هَذِه نافعة لبرد الكلى ويبسها وتزيد فِي المَاء وعالج للحار بألبان الأتن وَمَاء الْجُبْن والحقن الَّتِي من الألعبة والمياه والأدهان الْبَارِدَة وَمَا كَانَ من وجع الكلى لريح غَلِيظَة. لى علامته أَلا يكون مَعَه عَلَامَات الْحَصَى وَلَا يكون عَلَامَات القولنج وَيكون وجع نحف مَتى جاد الهضم وتعب فاحقن فِي هَذِه الْعلَّة بطبيخ البزور اللطيفة. قَالَ: وعالج دبيلة الكلى بِمَا ينضح وبالبزور اللينة قبل النضج فَإِذا نضج فِيمَا يفجر الْخراج كدهن اللوز بطبيخ الحلبة أَو طبيخ التِّين وَإِن كَانَ شَدِيد الْحَرَارَة والالتهاب فاسقه لعاب البزر قطونا وضمده بِهِ دَائِما وَالَّذِي يخبص بِهِ ليفتح الكرنب والخطمى والتين والحلبة يَجْعَل يوضع عَلَيْهِ. وَإِذا كَانَ فِي الكلى ورم حَار فاسقه الْخِيَار شنبر)
وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب واسقه البزور اللينة وَإِذا انخرق الْخراج وسال قيحه فَإِنَّهُ ينفع من أَن يسقى اللَّبن المقطر ويحقن بِاللَّبنِ وَمَا كَانَ من دم يسيل من الكلى فعالج بالقوابض والمغريات وَجَمِيع أَقْرَاص البزور نَافِع من أورام الكلى وَإِن كَانَت حرارة شَدِيدَة فَاجْعَلْ مَعهَا أفيوناً وينفع خَاصَّة إِذا اشتدت حرقة الْبَوْل أَن يَجْعَل فِيهَا المخدرات. لى مِثَال: بزر قرع بزر خِيَار وبزر رجلة بزر بطيخ لوز حُلْو بزر بنج أَبيض خشخاش يَجْعَل أقراصاً بلعاب البزر قطونا ويسقى فِي هَذِه الْحَال اللَّبن لِأَنَّهُ يجلو وَيغسل ويعدل المزاج فَإِذا سكنت الحرقة ترك اللَّبن. وَأما أَقْرَاص الكاكنج فَإِنَّهُ يُزَاد فِي البزور الكاكنج ولوز مر وبزر كرفس وبزر الشهدانج وبزر الْكَتَّان لتَكون القرصة أسخن قَلِيلا وَأعْرض وَهَذِه البزور كلهَا تسقى للورم وَالْخَرَاج والقروح فِي الكلى وَيجْعَل مَعَ هَذِه رب السوس وَحب الصنوبر وقشور اليبروج وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك برودة دخل مَعهَا الزوفرا والأنيسون واللوز المر والقسط وَنَحْوهَا وعالج الدَّم الَّذِي مثل مَاء اللَّحْم بالفصد وضمده بالأضمدة الَّتِي تقوى مَا وصفت للكبد وامنعه الْجِمَاع والتعب وَاجعَل أطعمته سريعة الهضم. قَالَ: اسْتدلَّ على القرحة فِي الكلى هِيَ أم فَوق أم أَسْفَل كَمَا يسْتَدلّ فِي قُرُوح الأمعاء أَعنِي مَوضِع الوجع وَشدَّة اخْتِلَاط الْمدَّة بالبول والأشياء الَّتِي تكون فِي الْبَوْل فَمَا خرج من الْمدَّة بعد أَن يتوجع العليل سَاعَة جَيِّدَة فَإِن ذَلِك(3/240)
من فَوق ومكانه أبعد على حسب طول الْوَقْت وبالضد وَإِن كَانَ فِيهِ قشور فَإِنَّهُ من المثانة وَإِن كَانَ فِيهِ قطع لحم فَإِنَّهُ من الكلى وَإِن كَانَت فِيهِ الْمدَّة شَدِيدَة الِاخْتِلَاط بالبول فَمن فَوق وبالضد فَإِذا كَانَ فِي الاحليل ثمَّ يخْتَلط الْبَتَّةَ لَكِن تخرج الْمدَّة قبل الْبَوْل خَالِصَة. قَالَ: وعالج سوء المزاج فِي المثانة وَسَائِر أمراضها مثل مَا عَالَجت الكلى فعالج الْبرد فِيهَا بالرازقى ودهن الناردين وَنَحْوه تزرقه فِيهَا وتمرخه بهَا وبالكماد والآبزن والحقن الحارة اللينة أَعنِي الَّتِي عَالَجت بهَا الكلى كطبيخ الحلبة وبزر الْكَتَّان والأدهان الحارة واسق الحارة مِنْهَا بزر قطونا وَحب القثاء وَالْخيَار والطباشير وعالج الورم الَّذِي فِيهَا بالخيارشنبر وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب سقيا وتضميداً من خَارج الْمرة بعد الْمرة وَمرَّة ببزر الْكَتَّان والخطمى وَنَحْوه بِقدر الْحَاجة وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فِي حَال فِي الكلى والمثانة من ورم أَو قرحَة أَو غير ذَلِك فَعَلَيْك بِمَا يسكن الوجع وبالفلونيا وأقراص الْكَوْكَب يسقى ويطلى على المثانة نَحْو علاجك فِي قُرُوح الكلى وبتلك الْأَدْوِيَة بِعَينهَا وازرق فِيهَا اللَّبن دَائِما ودهن الْورْد والشياف الْأَبْيَض واسق اللَّبن وأقراص الكاكنج. وَاعْلَم أَنه يتبع الورم الْحَار فِي المثانة حمى حادة وسهر وعطش وهذيان وقيء الْمرة وَحصر الْبَوْل فابدأ)
بالفصد فِي أول غَلَبَة الباسليق فَأَما فِي آخرهَا فَفِي الصَّافِن وَسكن وَجَعه وبرده مَا أمكن وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فَعَلَيْك بتسكينه فِي الآبزن وَمَا يرخى بالدهن وَمَا يحلل الورم فَهُوَ الشبث والبابونج وبزر الْكَتَّان والخطمى والحلبة والكرنب تقعده فِي طبيخها وتنطل عَلَيْهِ وتضمده. لى الورم الْحَار فِي المثانة يحْتَاج إِلَى الإرخاء مُنْذُ أول الْأَمر خلاف سَائِر الْأَعْضَاء لِأَنَّهُ عصبي وَلَا يحْتَاج إِلَى القوابض والمغريات. قَالَ: وَمَتى خرج دم غليظ من المثانة فاحقنها بالقرصة الَّتِي يَقع فِيهَا القرطاس المحرق وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ النتن أقل كَفاهُ مَاء الْجُبْن وَمَاء الْعَسَل فِي جلائها وتنقيتها. لى جملَة الْأَدْوِيَة الَّتِي تسْتَعْمل فِي حرقة الْبَوْل: بزر بطيخ بزر خِيَار وبزر قثاء بزر قرع لوز مر وحلو ونشا وبزر كتَّان وخشخاش بزر بنج كثيراء رب السوس فانيز بزر الكرفس حب الصنوبر كاكنج ويسقى من بَوْل الدَّم أَقْرَاص الكهرباء. وَيجْعَل مَعهَا بعض البزور.
من كتاب هندي: الزحير يخرج من بلغم وخام قَلِيل وَلَا برَاز الْبَتَّةَ. قَالَ: وَحبس الْغَائِط وَالرِّيح يُورث مَشى الدَّم. لى يخص الزحير أَنه لَا يكون فِيهِ فَقل الْبَتَّةَ. 3 (من اختصارات الْكِنْدِيّ لتسمين الكلى) قد ذكرته فِي بَاب سَلس الْبَوْل والفالج فِي المثانة فِي بَاب الفالج. مَجْهُول قَالَ: اجْعَل قُرُوح الذّكر والمثانة بِمَاء البرسيان دَارا وبماء عِنَب الثَّعْلَب وبدهن الْورْد وألبان النِّسَاء مَعَ شَيْء من زعفران وأدف مرهم اسفيذاج بدهن ورد واحقنه بِهِ واحقنه بالشياف الْأَبْيَض يداف اللَّبن وَمن بَوْل الدَّم من المثانة يحقن بالطين الْمَخْتُوم مَعَ عصارة لِسَان الْحمل وأقاقيا وَقد تحقن قُرُوح المثانة بالأزروت وَاللَّبن والنشا والاسفيذاج وَإِذا كَانَ فِي المثانة ورم حَار فان مَعَه حمى وسهراً وقيئاً وعسر الْبَوْل واختلاط(3/241)
الْعقل فافصد من ساعتك فِي الباسليق وكمد المثانة بدهن الشبث وأصول الخطمى واحقنه بحقنة لينَة تهَيَّأ من الخشخاش وَالشعِير وشحم البط. قَالَ: وَأَنا أعالج بِأَن آخذ فِي هَذِه الْحَالة ربع دِرْهَم من الأفيون وأديفه بدهن بنفسج ثمَّ أخلط بِهِ قَلِيل زعفران وأشربه خرقَة وأحمله فِي الدبر فَإِنَّهُ يجد لذَلِك رَاحَة ويسكن الوجع وينام مَكَانَهُ وَكنت أكمد مَعَ ذَلِك وأحقن وأجلس فِي الآبزن. لى قد يُمكن أَن تتَّخذ شيافاً أَبيض يَقع فِيهِ أفيون فيحقن بِهِ فَإِنَّهُ جيد لَكِن لَا تسْتَعْمل حقن المثانة عِنْد الورم وَلَا التوبل لِأَن ذَلِك كُله يهيج الوجع بمدخل الْآلَة لَكِن إِذا طليت عَلَيْهِ الأفيون خَارِجا اشْتَدَّ الوجع جدا. قَالَ: وَمِمَّا يعظم نَفعه لبرد الكلى والمثانة: شرب الدَّوَاء الكموني ويمرخ الْعُضْو بدهن الميعة. قَالَ: وللحرارة والبثر يخرج فِي دَاخل)
الْقَضِيب والمثانة وتداف بِمَاء الكافور بِمَاء ورد ويحقن بِهِ فِي الإحليل.
بولس قَالَ: وَيعرف الورم الْحَار فِي الكلى والمثانة بالالتهاب فِي الْموضع وَثقل وتمدد ووجع وَحمى وهذيان وسهر وعسر بَوْل فافصدهم وانطلهم بِمَا يرخى كطبيخ الشبث والحلبة وأصول الخطمى ويحقن بالزيت والأفيون وشحم البط واسقهم المَاء الْحَار وَالْعَسَل قبل سَائِر العلاج واسقهم مِمَّا يدر الْبَوْل وَمن كَثْرَة الشّرْب إِلَّا أَن تكون الرُّطُوبَة المرية قد ضمرت فيهم فاسقهم حِينَئِذٍ المَاء وَحده مَعَ شَيْء يدر الْبَوْل باعتدال كَبِير والبطيخ وبزر الكرفس وَإِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فِي الْموضع فضع عَلَيْهِ مَاء ورد وسذابا ودهن بابونج وخل أَو عصارة الرجلة مَضْرُوبَة وَلَا يَأْكُلُوا شَيْئا حاراً لِأَنَّهُ يهيج الوجع ثمَّ يؤول الْأَمر إِلَى جمع الْمدَّة. وَلَا الْبَارِد جدا لِأَنَّهُ يُؤَدِّي إِلَى ورم جاس. وَلَا يدخلُوا الْحمام عِنْد الالتهاب ودبرهم تَدْبِير أَصْحَاب الْحمى. قَالَ: الاقشعريرات الْمُخْتَلفَة المختلطة تدل على خراج فِي الكلى والمثانة وَيفرق بَينهمَا بِموضع الوجع وَإِذا اسْتلْقى العليل على الْجَانِب الصَّحِيح يجد وجعاً فِي الْجَانِب الَّذِي بحذائه وثقلاً مُعَلّقا وَيجب فِي هَؤُلَاءِ اسْتِعْمَال الآبزن والأضمدة المرخية والمنضجة كالتين وزبل الْحمام أَو دَقِيق الكرسنة مَعَ الْعَسَل. لى يجب أَن يسْتَعْمل هَذَا بعد الْيَأْس من يمكنك أَن تدفع التقييح فَأَما فِي أول الْأَمر فافصد وامنع من التقيح وَلَا يجب أَن يكون التَّدْبِير كثيرا فيورث ورما جاسياً بل زن الْأَمر فَإِن كَانَ بالورم من الحدة والحرارة والعظم مَالا يُمكن أَن ينْدَفع بِلَا تقيح فأعن على التقيح وبادر إِلَيْهِ وبالضد فَإِن سَالَتْ الْمدَّة فقد انفجر الْخراج وَقد تكون قُرُوح فِي هَذِه الْمَوَاضِع من انْشِقَاق الْعُرُوق وَمن ممر حَصَاة وَغير ذَلِك. قَالَ: الْخراج الَّذِي فِي الكلى الوجع فِيهِ فِي الظّهْر مَعَ ثقل والمدة مختلطة بالبول وفيهَا أَجزَاء لحمية صغَار وَالَّذِي فِي المثانة الوجع فِي الْعَانَة وأسفل الْبَطن وَمَعَهُ عسر الْبَوْل وَترى شبه الْمدَّة بعد أَن يبولوا فِي أَسْفَل القارورة وَفِيه قشور صفائحية رَدِيئَة الرّيح وَإِذا كَانَ فِي مجاري الْبَوْل كَانَ اخْتِلَاط الْمدَّة بالبول متوسطاً وَكَانَ الوجع فِي الْمَوَاضِع الَّتِي فِيمَا بَين الكلى والمثانة وَخرج بالبول أَشْيَاء شبه الشّعْر وَإِذا(3/242)
كَانَ الدَّم والمدة يخرجَانِ بِلَا بَوْل فالخراج فِي الْقَضِيب وَإِن أردْت أَن تنضج الْخراج فِي هَذِه الْمَوَاضِع أَو تفجره فبماء حَار وَعسل وطبيخ الحلبة وَمَاء الْعَسَل وبزر القثاء مَعَ ميبختج وَشرب اللَّبن نَافِع لهَؤُلَاء وَلمن يَبُول الْمدَّة وينفع الَّذين يَبُولُونَ الْمدَّة البزور الملينة والكثيراء والنشا مَعَ مَا يدر الْبَوْل فَإِن هَذِه تنقي القروح وَمثل هَذَا بزر بطيخ وَخيَار وَحب الصنوبر ونشا وكثيراء وبزر الكرفس بِالسَّوِيَّةِ يسقى والخشخاش)
الْأَبْيَض جيد وخاصة إِذا اشْتَدَّ عسر الْبَوْل فليسق مِنْهُ دِرْهَم وَنصف بطيخ السنبل والاذخر وأصل السوس. قَالَ: وضمد الْعَانَة وأسفل الْبَطن بشمع ودهن ورد بشحم الإوز وَلبن الرهبان. لى هَذَا إِذا أردْت أَن تفتح وتنقى. قَالَ: وَإِن حدث فِيهِ تَأْكُل فاحقن بالحقن الْمُتَّخذ بالقرطاس المحرق ويضمد خَارِجا بِالتَّمْرِ وَالزَّبِيب والأقاقيا والعفص والطراثيث والشبث فَإِن كَانَ انبعاث دم فاحقن بِمَا يمسك الدَّم قَالَ: وَكَثِيرًا مَا يضعف الكلى فتتسع مجاريها ويفلت مِنْهَا شَيْء من الدَّم الَّذِي فِيهَا ويحقن لَهُ بِشَيْء فَإِنَّهُ رُبمَا انْقَطع سَرِيعا فَإِن دَامَ فافصد وَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة القاطعة للدم وضمد والمثانة بدقيق الشّعير والخل وَالتَّمْر والأقاقيا والطراثيث يطْبخ مَعَ خمر عفصة أَو بخل وَمَاء وَمَتى كَانَ نزف الدَّم من المثانة فعلق المحاجم على الخواصر والأوراك والعانة واعرف الْموضع الَّذِي يَجِيء مِنْهُ الدَّم بالعلامات الَّتِي بهَا يعرف مَجِيء الدَّم من مَوضِع الوجع واختلاط الدَّم بالبول وَمَتى احْتبسَ الْبَوْل بعقب الدَّم فَاعْلَم أَن الدَّم قد جمد فِي المثانة فَاسْتعْمل مَا يحلل الدَّم وَأما الأورام الغليظة والجساء فِي الكلى فَإِنَّهُ لَا وجع مَعهَا بل يظنّ أَنه شَيْء يتَعَلَّق من نَاحيَة الخواصر ويعرض لَهُم خدر فِي الْأَوْرَاك واضطراب فِي السُّوق ويبولون بولاً قَلِيلا وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن حَالهم شَبيهَة بِحَال من بِهِ ابْتِدَاء استسقاء وامرخ هَؤُلَاءِ بالشمع والدهن وبالأشياء الملينة والتمريخ وأنواع الكماد ويعطون أَشْيَاء تدر الْبَوْل وتلين الْبَطن بالحقن.
بلاذريوس فِي الْفَصْل الَّذِي أَوله قُرُوح المثانة والكلى عسرة الْبُرْء قَالَ: القرحة لَا تكون من الكلى فِي لَحمهَا بل فِي صفائحها.
بولش: إِذا كَانَت بثرة وقرحة فِي الْقَضِيب والمثانة بِخُرُوج مُدَّة فاحقن أَولا بِمَاء الْعَسَل ثمَّ اللَّبن ثمَّ بالشياف الْأَبْيَض وَمَتى كَانَت حرقة شَدِيدَة مَعَه فاسحق عِنَب الثَّعْلَب فِي صلابة رصاص أَو أسرب واحقنه بِهِ.
الاسكندر قَالَ: إِذا كَانَ ورم فِي الكلى فافصد الباسليق إِذا كَانَ الْجِسْم ممتلئاً وَإِلَّا فاسهل الْبَطن. لى ينظر فِيهِ واجتنب الْأَشْيَاء الحارة واللذاعة فَإِنَّهَا تزيد فِي الوجع فيزيد الورم وَعَلَيْك بالأشياء اللطيفة كَمَاء الشّعير والسمك الصغار وَلَا تعطه مَا يكثر الْبَوْل لِأَنَّهُ يزِيد فِي الوجع فيزيد فِي الورم وَعَلَيْك بميل الأخلاط نَحْو الكلى. وَإِن كَانَ الورم عَظِيما(3/243)
أورث كَثْرَة ميل الْبَوْل إِلَيْهِ وجعاً شَدِيدا وتشنجاً فِي الأول مَا يمْنَع فَإِذا بلغ النِّهَايَة فِيمَا يسكن الوجع كالبابونج وإكليل الْملك وبزر الْكَتَّان يتَّخذ مِنْهُ أضمدة وَاتَّقِ شدَّة الْحَرَارَة والبرودة بِالْفِعْلِ وَالْقُوَّة لِأَن شدَّة)
الْحَرَارَة تميل الورم إِلَى التقيح فَيصير دبيلة والبرودة تَجْعَلهُ ورماً جاسياً بتوسط وَإِيَّاك وَالْمَاء الفاتر وَالْحمام إِلَّا بعد النضج والإنتهاء فحمه فِي حمات سخنة باعتدال فَإِن جَاءَت حميات ونافض مختلط ونخس شَدِيد فالورم يجمع فَإِذا جمع وَفرغ سكنت الحميات وخف الوجع فَإِذا انفجر هاج نافض بَغْتَة وَيعلم أَنه قد جمع وَفرغ سُكُون النافض والحمى وَمن أَن العليل إِذا نَام على الْجَانِب الصَّحِيح أحس بثقل فِي الْجَانِب الآخر. قَالَ: الْمدَّة الَّتِي فِي المثانة بَيْضَاء تطفها فَوق المَاء وَالَّتِي من الكلى فِيهَا حمرَة وَهِي مختلطة أَو راسبة فَإِذا صَارَت مُدَّة وانفجرت فأعط مَاء الْعَسَل وَمَاء الشّعير وكزبرة الْبِئْر وبزر القثاء وَلبن الأتن عَجِيب أَيْضا فِي إِخْرَاج الْمَادَّة ووجع الكلى والمثانة والكاكنج وَالزَّبِيب واللوز والصنوبر والميبختج وَالشرَاب الحلو والأبيض النيمرشت إِلَى الرقة نَافِع جدا ويسكن وجع القروح فِي المثانة والكلى سَرِيعا وَتَأمل الْمدَّة فَإِن كَانَت رقيقَة لذاعة سهلة الْخُرُوج فَعَلَيْك بِهَذِهِ الَّتِي تبرد وتطفىء قَلِيلا قَلِيلا مِمَّا وصفت. فَإِذا كَانَت غَلِيظَة فإياك أَن تُعْطِي شَيْئا مغلظاً بَارِدًا. وَإِذا لم يكن مَعهَا لذع وَلَا حِدة فاعط الترمس والحلبة والبزور الحارة وخاصة إِن كَانَت غَلِيظَة وَاتَّقِ كل طَعَام غليظ. قَالَ: وَإِذا رَأَيْت فِي الْبَوْل النخالة وَلم يكن ذَلِك من الْعُرُوق فَاعْلَم أَن فِي المثانة حرقة فأعطه لبن الأتن أَو لبن الماعز والاطرية وَاللَّبن وَالْبيض الرَّقِيق ولب القثاء وصنوبر وَلبن الخشخاش والنشا وَرب السوس.
شَمْعُون: إِذا لم يغن مَا يشرب وَكَانَ فِي المثانة حرقة شَدِيدَة فاحقنه بالزراقة بِاللَّبنِ الحليب والشياف الْأَبْيَض أَو لعاب البزر قطونا وَحب السفرجل. لى حَيْثُ الحرقة اللعابات وَحَيْثُ ادمال الْجرْح الاسفيذاج والكحل وَنَحْوه. قَالَ: وينفع من شدَّة احتراق المثانة أَن يزرق فِيهَا دهن الْحل فاتراً فيسكن الوجع على الْمَكَان. قَالَ: وأنفع الْأَشْيَاء للكلى أَن تفرغه أَو تنفض الفضول مِنْهَا دَائِما لِأَن جلّ أوجاعها إِنَّمَا يكون فِي ارتباك الأخلاط وقشورتها فَلذَلِك يحْتَاج كل حِين إِلَى الْأَدْوِيَة المفتحة الدسمة لتغيرها ويغذوها الْغذَاء الدسم بدسمه مثل الحقن الزَّائِدَة فِي الباه قَالَ: ومجرى الْبَوْل لَا يكَاد يعرض فِيهِ شَيْء لِأَن الْبَوْل يمر بهما فِي كل حِين فَلَا يكَاد فيهمَا سدد وَلَا ارتباك خلط غليظ فَإِن كَانَ فعلاجه علاج الكلى وأبلغ الْأَشْيَاء فِي تسكين الوجع فِي الورم فِي المثانة الآبزن الَّذِي قد طبخ فِيهِ الملينات المحللات وكمد المثانة بالسلجم المسلوق أَو بالكرنب وبالخطمى والنخالة واطبخ فِي الآبزن حسكا وحلبة وكرنباً وخطمياً وكمدة بالرطبة مسلوقة.
قَالَ: والقروح العتيقة فِي المثانة الَّتِي قد أعيا أمرهَا اسْقِهِ لبن الأتن وَاحِدًا وَعشْرين يَوْمًا ونق بدنه)
قبل ذَلِك بالإسهال.
كناش الاختيارات: إِذا كَانَ مَعَ قُرُوح الكلى والمثانة لذع شَدِيد فأعط البزور اللينة(3/244)
والكثيراء والنشا درهما درهما بشراب بنفسج وأطعمه مرق فروج سمين والبقول اللينة وامرخ مَوضِع العجان والعانة بشحم البط والميعة السايلة واسقه اللَّبن وَقد يعرض فِي الكلى ورم جاس فيوهم أَنه حَصَاة وَيَنْقَطِع مَعَه الْبَوْل. قَالَ: وَقد يحدث مِنْهُ كثيرا فتق فِي الحالبين. لى وَلم يُعْط عَلامَة والعلامة أَن تكون فِي الْبَوْل مَعَ ذَلِك دلايل الْحَصَاة. قَالَ: يعالج هَؤُلَاءِ بالمراهم اللينة والأدهان والكماد وإدرار الْبَوْل والحقن المسهلة. وعالج عسر الْبَوْل الَّذِي من القروح فِي الكلى والمثانة بالبزور اللينة الْبَارِدَة وَلبن الأتن وَلبن الْمعز والحقن الملينة المسهلة المعمولة بالبنفسج أوريباسيوس: يَقُول: أَنا أسْتَعْمل المحمرة للجسم فِي وجع الكلى المزمن. وَقَالَ: قَالَ: قد تَنْشَق مجاري الْبَوْل وتضعف الكلى حَتَّى يخرج فِي الْبَوْل دم وأخلاط غَلِيظَة وَتَنْفَع أَصْحَاب هَذِه الْعلَّة الأغذية القابضة وَالشرَاب الْأسود والامتناع من الْجِمَاع وَشرب الْأَدْوِيَة النافعة من انفجار الدَّم وضع المبردة القابضة على الظّهْر. قَالَ: وَكثير مِمَّن يَبُول الدَّم بأدوار من الْأَيَّام مَعْلُومَة ويعرض لَهُ قبل ذَلِك ثقل ووجع شَدِيد فَإِن بَال الدَّم خف ذَلِك فليفصد هَؤُلَاءِ من الرتق قبل وَقت الدّور وَيُدبر تدبيراً لَا يجمع امتلاء. لى يعْطى هَذَا. قَالَ: وَيتبع الورم الْحَار خطر شَدِيد واختلاط وَحمى حادة وسهر وقيء مرار صرف واحتباس الْبَوْل فبادر إِلَى فصد من يتهيأ فصده وَلَا تبطىء بذلك واحقنهم بحقن لينَة وَحَملهمْ فرزجاً لينًا مخدراً وأجلسهم فِي الآبزن.
قَالَ: وَأما أَنا فَإِنِّي كنت أجلسهم أفيوناً وزعفراناً فَكَانَ يسكن الوجع عَنْهُم وينامون.
تياذوق قَالَ: إِذا كَانَت القرحة فِي الْقَضِيب فَإِن صَاحبهَا يظنّ أَنه يحْتَاج إِلَى أَن يَبُول أبدا ويحس الْموضع فيدلكه أجمع بِاللَّبنِ والأغذية اللينة والحقن اللينة.
يُوسُف التلميذ حقنة من تَذكرته وَهِي نافعة من قرحَة المثانة والقضيب رغوة البزور بزر خطمى وبزر سفرجل وبزر قطونا وإسفيذاج وصمغ عَرَبِيّ وَبَيَاض الْبيض وَلبن النِّسَاء يزرق فِيهِ.
طين أرميني وطين رومي وَدم الْأَخَوَيْنِ وقاقيا وكباربا وكندر وبزر الْبِطِّيخ وصمغ ونشا وَورد ويدام عَلَيْهِ وأجود مَا يشرب بِهِ بِمَاء لِسَان الْحمل. 3 (من التَّذْكِرَة للريح الغليظة فِي المثانة) نانخة وَجوز السرو ويسقى بِمَاء حَار. آخر: ينفع القروح فِي المثانة طين أرميني وكهرباء وَيسْتَعْمل. من التَّذْكِرَة قَالَ: إِذا كَانَ ورم فِي الكلى بنخس فَإِنَّهُ حَار فافصد الباسليق واسق مَاء الشّعير ودهن اللوز الحلو وَإِذا كَانَ بِلَا نخس فَإِنَّهُ بَارِد فَلَا تفصد لَكِن اسْقِ مَا يلين ويحلل(3/245)
واحقنه بِهِ مثل الفانيز والبزور وَمَتى كَانَت حرقة الْبَوْل شَدِيدَة فاعط بَنَادِق البزور بشراب الخشخاش وَمَتى كَانَ فِي الْبَوْل دم فَاسق الألبان والألعبة والطين الأرميني.
الْكَمَال والتمام قَالَ: إِذا اشتدت الحرقة فِي الْبَوْل من ألم القروح فَعَلَيْك بالألبان والألعبة يديمها.
المنجع حساء لمن كَانَ فِي كلاه ومثانته حرقة. نشا الْحِنْطَة ودقيق الباقلى وطبيخ التِّين وبزر الْبِطِّيخ المقشر المدقوق وسكر يتَّخذ حساء بدهن اللوز وَاحْذَرْ الحامض والمالح والحريف والقابض.
ابْن ماسويه قَالَ: الَّتِي تضر بالكلى والمثانة فَهِيَ الحمص والكراث الشَّامي والأنجدان والفراسيون. قَالَ: وينفع من القروح فِي المثانة رب السوس كثيراء صمغ اللوز الحلو بزر الخطمى بزر الْخِيَار نشا خيارشنبر مَتى كَانَ مَعَ ذَلِك برودة.
ميسوسن قَالَ: قد تجرب المثانة وَرُبمَا جربت حَتَّى ينثقب كلهَا وَهُوَ عرض رَدِيء وَرُبمَا جرب بَعْضهَا وَيكون ذَلِك من رطوبات رَدِيئَة وَمن قلَّة الْغذَاء وعلاج ذَلِك أَن تحقن المثانة بِاللَّبنِ وضمد المراق والصلب بأضمدة قابضة لتمنع الأمشاج الرَّديئَة أَن تنزل إِلَيْهَا.
وعلامة الجرب فِي المثانة أَن تسيل مِنْهَا رطوبات تضرب إِلَى الْبيَاض أَو دم وَرُبمَا سَالَ مِنْهَا كالقشور. كَانَ بِرَجُل حرقة فِي الْبَوْل شَدِيدَة وَلم تنجع البزور وألزمه اللَّبن والكثيراء وَالسكر فبرأ.
3 - (مسَائِل الحنين فِي الْبَوْل)
الَّتِي انتزعها من كتاب أبقراط وَقَالَ: يفرق بَين الْمدَّة الْخَارِجَة من الكلى والمثانة وَبَين الَّتِي من فَوق أَعنِي الكبد وَالطحَال وغبره من الدبيلات وَالَّتِي تَجِيء من الكلى والمثانة تدوم مِنْهَا مُدَّة طَوِيلَة وَالَّتِي تَجِيء من فَوق إِنَّمَا تَجِيء يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ لى رَأَيْت خلقا بالو دَمًا كثيرا نقياً فتفقدهم فَكَانَ ذَلِك عَن الكلى وَلَا يكَاد يكون عَن المثانة بَوْل دم.
سرابيون فِي الصلابة الْحَادِثَة فِي الكلى قَالَ: إِن حدث فِي الكلى ورم صلب متحجر لم يحدث مَعهَا وجع بل يحس العليل كَانَ شَيْئا ثقيلاً مُعَلّقا من كليتيه وَإِن كَانَ فِي الْيُمْنَى فَمن جَانبهَا وَإِن كَانَ من الْيُسْرَى فَمن جَانبهَا وَيكون هَذَا الثّقل فِي الْقطن ويتبعه ضعف فِي السَّاق وخدر فِي الورك وَيكون الْبَوْل مائلاً قَلِيلا جدا لِأَنَّهُ يتصفى كالمصفى وَيحدث لذَلِك ترهل فِي الْجِسْم وَفَسَاد مزاج يجب أَن يعالج هَؤُلَاءِ بالأدوية الَّتِي من شَأْنهَا تليين الصلابة وتفشي الورم وَنَحْو الأدهان والأضمدة الَّتِي ذَكرنَاهَا والتكميد والتمريخ والحقن اللينة واسقهم الْأَدْوِيَة الساكنة وَهِي الَّتِي تدر الْبَوْل ادراراً سهلاً فَإِن بِهَذَا التَّدْبِير يتخلصون من الاسْتِسْقَاء.
قَالَ: وَهَذَا مرض آخر من أمراض الكلى وَهُوَ أَن تتسع المجاري الَّتِي يتصفى فِيهَا الْبَوْل أَنه يَجِيء إِلَى الكلى وَفِيه دموية فَيكون فِي المَاء دموية ورطوبات أخر غَلِيظَة فتميز أَن يتْركهُ يسْتَقرّ مُدَّة وَيكون فَوق المَاء شبه بزبد المَاء وَلَا يكون مَعَه وجع إِلَّا شَيْء يسير فَإِن(3/246)
كَانَ الهضم فِي الْجِسْم كُله ضَعِيفا لم يرسب فِي المَاء شَيْء لكنه يكون مائياً. قَالَ: وَقد يكون مثل هَذَا المَاء الدموي عِنْد البحران فَالْفرق بَينهمَا أَن الْجِسْم يجِف على هَذَا وَهُوَ ينهك ويهزل من الأول قَالَ: وَهَؤُلَاء ينهكون سَرِيعا وخاصة إِن برز مَعَ المَاء دم كثير وَكَانَ البرَاز أَيْضا مُخْتَلف الْأَوْقَات غير مُرَتّب. لى هَذَا ضرب من الذبول أَيْضا نَحْو ديباطش. قَالَ: أشرف علاج هَؤُلَاءِ السّكُون والدعة وَذَلِكَ أَن الْحَرَكَة توسع المجرى وتهيج الانصباب وليستعملوا الأغذية القابضة كالكمثرى والسفرجل والزعرور والبسر والقسب والعدس والإوز وَنَحْوهَا وَشرب الشَّرَاب الْأسود الْقَابِض وَيمْنَعُونَ بِالْجُمْلَةِ من جَمِيع مَا شَأْنه إدرار الْبَوْل وَمن الْجِمَاع خَاصَّة وَيسْتَعْمل من دَاخل وخارج الْأَدْوِيَة القابضة الَّتِي تُعْطى لانبعاث الدَّم ويسقون مَاء البطباط مَعَ صمغ عَرَبِيّ وطين أرميني ويضمد بالأضمدة والأطلية المتخذة بسويق السفرجل وَالشعِير والمياه القابضة الَّتِي تُعْطى لانبعاث الدَّم وَيَشْرَبُونَ بِآخِرهِ لبن النعاج فَإِنَّهُ ينعشهم ويعظم نَفعه لَهُم ويخلط بِهِ شَيْء من الْأَدْوِيَة الْمَانِعَة)
للدم فَإِن كَانَ يحدث بَوْل هَذَا الدَّم بأدوار فافصد قبل الدرز وَلَا تهمله الْبَتَّةَ فيكثر وَتسقط بِهِ الْقُوَّة لَكِن أكب عَلَيْهِ بالعلاج المسدد الْمَانِع على مَا وَصفنَا. لى هَذَا أَيْضا مرض يذبل مثل ديباطش لِأَنَّهُ يخرج الدَّم عَن الْبدن وعلاجه قريب من علاج ديباطش إِلَّا أَنه يجب أَن يكون فِيهِ تجفيف أَكثر وَإِن احْتمل العليل فأعط الأغذية الْمُغَلَّظَة للدم كلحم الْبَقر الْمَطْبُوخ بخل حاذق جدا.(3/247)
(القروح الْحَادِثَة فِي آلَات الْبَوْل) قَالَ: إِذا كَانَ فِي هَذِه القروح حدث بَوْل الْمدَّة وَالدَّم أَيَّامًا مَعَ عسر الْبَوْل وَيعرف أثر القرحة مِمَّا يبرز مَعَ الْبَوْل فَإِنَّهُ إِن كَانَت القرحة فَوق الكبد ونواحيها صَار الْبَوْل كَأَنَّهُ مَضْرُوب مَعَ الْمدَّة وَلم يدم أَيَّامًا كَثِيرَة وَإِن كَانَ فِي الْبَوْل قطع لحم فَإِنَّهُ من الكلى وَإِن كَانَ فِيهِ قشور فَإِنَّهُ من المثانة أَو مجاري الْبَوْل إِلَيْهَا والفصل بَينهمَا أَن مَعَ الَّتِي من المثانة نَتن ريح وَلَيْسَ مَعَ الَّتِي من مجاري الْبَوْل نَتن فَإِن احْتبسَ الْبَوْل فَإنَّك تعرف ذَلِك من مَكَان الوجع وشدته فَإِن القرحة فِي الكلى يكون الوجع مَعَ الْقطن وَالَّتِي من مجاري الْبَوْل يكون فِي الحالبين وَالَّتِي فِي المثانة فِي الْعَانَة والدرز وعسر الْبَوْل يكون إِذا كَانَت القرحة فِي المثانة فَأَما إِذا كَانَت فِي الكلى كَانَ الْبَوْل يجْرِي بسهولة فَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا فالقرحة فِي المثانة وَمَتى كَانَ متوسطاً فَفِي مجاري الْبَوْل وَإِن لم يكن وجع فَفِي الكلى إِلَّا أَن الثّقل لَازم وَمَتى حدث الْمدَّة فَلَا بَوْل فَإِن القروح بِالْقربِ جدا.
قَالَ: وقروح الكلى تَبرأ بِسُرْعَة وَأما قُرُوح المثانة فَإِنَّهَا عسرة لِأَن جوهرها عصبي وتلذعه أبدا الفضلة الحارة والكلى لحمية الْجَوْهَر وَالْبَوْل لَا لذع لَهُ بعد فِيهَا.
علاج القروح قَالَ: اسْتعْمل المنقية المدرة والوسخ فِي القرحة حَتَّى إِذا نقيت عدت إِلَى القابضة ويمكنك مَتى لم تكن القرحة كَثِيرَة الرداءة أَن تسْتَعْمل بزر القثاء وبزر الْبِطِّيخ مَعَ الْعَسَل وَمَاء الْعَسَل الْمَعْمُول ببزر الكرفس فَإِن لم يبلغ هَذَا سقيت البرشيا وشان بِمَاء الْعَسَل ومقل محول فِي الشَّرَاب الْمَعْمُول وَمن عسل وعلك البطم مَعَ بطراساليون وشراب الْعَسَل فَإِن عسر واحتجت إِلَى مَا هُوَ أقوى فالايرسا والفراسيون والزوفاء بِمَاء الْعَسَل وضمد من خَارج بالورد الْيَابِس والعدس وَحب الكرسنة ودقيق شعير مطبوخة بالخل وَالشرَاب فَإِن هَذَا يمْنَع من عفن القرحة واتساعها ويلقى مَعهَا مصطكى وسنبل وَسعد لتغوص قواها وَاجعَل طَعَام الْمَرِيض من شعير ونشا ونخالة ودقيق الحوارى واحتباس اللَّبن واطريه مَعَ شَحم الدَّجَاج وَإِن طَال الْأَمر)
وكادت الْقُوَّة تسْقط فأعطه لُحُوم الطير والجداء مطبوخة مَعَ الْبُقُول المنقية وَأَنت عَالم برداءة القرحة وَكَثْرَة وضرها وعفنها من كَثْرَة مَا يبرز فِي الْبَوْل وكدرته ونتنه وسواده ورداءة الْمدَّة وخضرتها ورقتها وصفرتها وجودتها بأضداد ذَلِك وسهولتها على العليل وَقلة الوجع. لى وَإِن اشْتَدَّ الوجع فِي حَالَة ملت إِلَى مَا يسكن من المخدرة فَإِنَّهَا تجفف أَيْضا فتنفع.
قَالَ: وَإِذا ذهبت الْمدَّة وغسلت الْموضع غسلا شافياً فمل إِلَى القوابض وَاجعَل فِي شرابهم رب الحصرم وأعطهم الطين الْمَخْتُوم مَعَ شَيْء من نشا(3/248)
وكثيراء وبزر الْبِطِّيخ ليصل ويبلغ وَتصْلح لَهُم قشور اليبروج والبنج والأفيون لاسيما مَتى كَانَت الْمدَّة الحريفة من القرحة ثَابِتَة والوجع شَدِيدا فأعط مِنْهَا مَعَ الملحمة أَعنِي الطين وَنَحْوه مَعَ شَيْء من المدرة للبول لكَي تصل قَالَ: فَهَذَا قانون تركيب الْأَدْوِيَة فأفضل المركبة أَقْرَاص الكاكنج فَإِذا كَانَ الْأَمر مختلطا فَقلت الْمدَّة أدويتك من البزور اللينة وَالَّتِي تدر الْبَوْل وَالَّتِي تلحم مثل هَذَا لي طين مختوم وَدم الْأَخَوَيْنِ وكندر ونشا وبزر كرفس وبزر القثاء وبزر القرع وَرب السوس وَلَك وراوند صيني ولوز الصنوبر وخشخاش وبزر بنج يسقى بميبختج فَإِن هَذَا الدَّوَاء الَّذِي مثل هَذَا التَّرْكِيب ينفع فِي جمع أَوْقَات الْعلَّة لِأَنَّهُ مركب مِمَّا يصلح فِي كل حَالَة وَهُوَ بَالغ. قَالَ: وَأفضل ماتسقى بِهِ هَذِه الْأَدْوِيَة: لبن الأتن فَإِن لَهُ تعديلا وتنقية مَعًا فِيهِ.
وَإِن كَانَت 3 (القروح فِي الإحليل) حقن بِلِسَان الْحمل أَو دهن بنفسج أَو شياف أَبيض فِيهِ أفيون مداف بِلَبن جَارِيَة واخلط فِيهِ شاذنة وإقليميا ومرتك مغسول فَإِن كَانَت القروح رَدِيئَة عفنة فاخلط فِيمَا تحقنه بِهِ مَاء الْعَسَل وأقراص القرطاس المحرق وَيعرف ذَلِك برداءة الَّتِي تخرج مَتى انْبَعَثَ فِي حَال من المثانة دم كثير فَبعد الفصد العلاج أَحَق بالمثانة فاحقنها بطبيخ السماق والآس والورد والطين الأرميني والجلنار والأفيون فَإِنَّهُ جيد يداف فِي هَذِه ويحقن بهَا ويسقى القابضة ويضمد بهَا وَمَتى لم تحْتَمل التضميد طلاها طلا يُؤْخَذ جلنار وقاقيا وصمغ وعفص وطين يطلى بهَا والقيء الدَّائِم يبرىء هَذِه القروح سَرِيعا وَلَا يكون بإزعاج وحركة شَدِيدَة وَلَا يتحركون أَيْضا حركات شَدِيدَة فَإِنَّهَا مَانِعَة من برْء القروح ويحذرون الْجِمَاع خَاصَّة فَإِنَّهُ رَدِيء القروح من الكلى وَمَعَ أَنه لَيْسَ يجيد لشَيْء من القروح.
قَالَ: وَإِذا سكنت الْحمى والحدة فَعِنْدَ ذَلِك غذهم بلحوم الجداء فَأَما مَا دَامَت حِدة وحرارة ونتن فِي القرحة فالبقول وَإِن ضعفوا فالطير وَيصْلح لَهُم من الْفَوَاكِه حب الصنوبر وَلحم الزَّبِيب والفستق واللوز والقسب وليحذروا التِّين فَإِنَّهُ رَدِيء للقروح ويأكلون القثاء والطبيخ النضيج ويستعملون عِنْد النَّقَاء الكمثرى والسفرجل وَنَحْوهمَا. قَالَ: وَاعْلَم أَن اللَّبن أشرف مَا يعالج بِهِ هَذِه القروح وأظهرها نفعا فَإِن كَانَت القرحة تحْتَاج إِلَى تنقية فَاسق لبن الآتن فَإِنَّهُ ينقي ويعدل المزاج وَيعْمل فِي الإلحام مَعَ ذَلِك فَإِن كَانَت القرحة نقية والجسم منهوكاً فَاسق لبن الْبَقر فَإِن احتجت إِلَى الْحَالين فلبن الْمعز ونق قبل ذَلِك الْجِسْم بالمسهلة الَّتِي فِيهَا رفق وَلَا تهيج القرحة وكمية اللَّبن من أَربع أَوَاقٍ إِلَى تسع أَكْثَره وَاجعَل مَعَه بعض الأفاوية الجيدة المنقية فِي وَقت وجميعها فِي وَقت وشيئاً مِمَّا ينقي الْبَوْل كالأ نيسون فَإِن طَال وَقفه فِي الْمعدة فألق فِيهِ قَلِيل ملح.(3/249)
(الورم فِي الكلى) قَالَ: إِذا ورمت الكلى أحس بِهِ فِي أَسْفَل مراق الْبَطن مَعَ وجع غير شَدِيد فَإِن ورم غشاء الكلى ومجاري الْبَوْل لم يحس لَكِن هاج وجع شَدِيد حَار وَلَا يَسْتَطِيع العليل أَن ينْتَصب قَائِما وَلَا يمشي فَإِن عرضت لَهُ حَرَكَة مَا وسعال وعطاس هاج وَلَا يُمكنهُ النّوم على بَطْنه بل يستريح إِلَى النّوم على ظَهره وَإِن ورمت الكلى وَكَانَت مِنْهُمَا الْيُمْنَى كَانَ الوجع والورم عِنْد الكبد لِأَنَّهَا تلاصق الكبد وَمَتى ورمت الْيُسْرَى كَانَ الورم أَشد تسفلاً من المراق.
قَالَ: وَقد يألم مَعَ ورم الكلى الورك وتبرد الرجل وَيكون الْبَوْل ثمَّ يجس وَيحْتَاج أَن يسْرع فِي علاجه لِأَن الورم الصلب يسْرع إِلَى الكلى فَرُبمَا لم تَبرأ الْبَتَّةَ وينهك ويهيج مِنْهُ الدق. وَإِذا استحكم الورم الصلب فِي الكلى رقت الْأَوْرَاك وهزلت وذابت الإلية وضعفت السَّاق. قَالَ: والورم فِي الكلى يخْشَى أَن يصير إِلَى ورم صلب وَإِن كَانَ الوجع فِي الْعَانَة والنفخ فِي الثنة وَكَانَ مَعَه لهيب شَدِيد وقيء مري وعطش وعسر الْبَوْل وتبرد الْأَطْرَاف فَلَا تسخن إِلَّا بِجهْد ويعرض للشاب والمراهقين حمى حادة وَحُمرَة الْوَجْه وَالْعين وسهر وشخوص وَشدَّة الوجع من كل حَار حريف علاجها: إِن أمكن فابدأ بالفصد وَإِن لم يكن الدَّم كثير الحراقة أَو الرداءة فَأَقل الشَّرَاب وَجَمِيع مَا يدر الْبَوْل لتسكن هَذِه الْأَعْضَاء وتستريح وَعَلَيْك بالأضمدة المبردة والأغذية الَّتِي هِيَ كَذَلِك فَإِن كَانَ فِي الْعُرُوق دم حَار حريف وَيعرف ذَلِك من حِدة الوجع من الْبَوْل ورداءته فاسقه شرابًا كثيرا مائياً بِمَاء كثير فَإِنَّهُ يعدل ذَلِك الدَّم الردئ فتقل حِدته ويكافيه لهَذِهِ الْأَعْضَاء إِذا سقى مَاء الْعَسَل الْقَلِيل وَالْعَسَل فأغذه بالأشياء المعدلة لَهُ مثل الأمراق المغرية اللينة إِلَى أَن ينضج فَعِنْدَ ذَلِك خُذ فِي إبراز الْبَوْل واسهل الْبَطن بالحقن اللينة ويعظم نفعهم بِمَاء الكشك وَاسْتعْمل بعد للين الْبَطن الكماد بصوف ودهن مسخن بلين كدهن البابونج والشبث وضمد بالأضمدة المحللة اللينة لِئَلَّا يصير ورماً صلباً. قَالَ: وعلامة النضج أَن يغلظ الْبَوْل وَيكثر الرسوب الخشن فَإِن بقى مُدَّة طَوِيلَة المَاء مائياً فَاعْلَم أَن هضمه مُتَأَخّر وَعند ذَلِك ظن أَنه إِمَّا أَن يصير إِلَى ورم صلب وَإِمَّا أَن يجمع فَأَما إِذا أسْرع الهضم فَإِنَّهُ لَعَلَّه أَن ينْحل وَيبرأ.
الدُّبَيْلَة: إِن جمعت فِي الكلى مُدَّة فَإِنَّهُ يعرض وجع فِي الْقطن ونتو فِيمَا دون(3/250)
الشراسيف وَإِذا نَام على جنب أحس بثقل مُعَلّق وَيتبع ذَلِك حمى مختلطة ونافض وَيكون بَوْله نارياً فَإِذا انفجرت الْمدَّة سكنت الْحمى والنافض الْبَتَّةَ ثمَّ تعلم حَال القرحة من جودة الْمدَّة ببياضها)
وتوسطها فِي الغلظ والرقة وَلَا تكون مُنْتِنَة وَإِن مَال إِلَى المثانة فَذَلِك أصلح مَوضِع يمِيل إِلَيْهِ وَإِن مَال إِلَى الأمعاء كَانَ شرا من الأول إِلَّا أَنه أصلح من أَن ينصب إِلَى الْمَوَاضِع الخالية يَعْنِي حول الأحشاء وَدَلِيل ذَلِك أَلا يسيل لَا من المثانة وَلَا من الأمعاء وَقد سكنت الْحمى والأعراض.
قَالَ: وأشر من هَذَا أَن تلبث الْمدَّة فِي الكلى فَلَا تنْحَل وتحتاج عِنْد ذَلِك إِلَى بط وكي وعلاج.
قَالَ: إِذا علمت أَن الورم يجمع فأعنه بالأضمدة ليسرع ذَلِك ويضمد بِالتِّينِ المسلوق وبماء الْعَسَل فَإِن أَحْبَبْت أَن يفوق الضماد فاخلط فِيهِ أصُول السوسن وهزارجشان وَمَا زريون فَإِذا نضج فَاسق من بزر الْفَقْد والوج فَإِنَّهَا تنفجر فَإِن لم تنفجر اسْتعْمل الحقن الحارة فَإِذا تقيح وانفجر فَعَلَيْك بِمَا ينقى الْمعدة واكب عَلَيْهَا لتنقى القرحة بِسُرْعَة فَإِنَّهُ كلما تنقت أسْرع كَانَ خيرا فَإِذا تنقت الْمدَّة فَعَلَيْك بالملحمة بِسُرْعَة فَإنَّك إِن أَبْطَأت فَلَا تلتحم الْبَتَّةَ.
الْعِلَل والأعراض السَّادِسَة: قد يعرض من بَوْل الدَّم إِذا حدث فِي الْجِسْم ذوبان اللَّحْم أَو رقة الدَّم وكل مَا يذوب رَقِيقا والكلى قَوِيَّة فَإِنَّهُ عِنْد هَذِه الْحَال تستنظف الكلى مَا ذاب وتدفعه إِلَى المثانة دفعا متوالياً. 3 (من تقدمة الْمعرفَة لأبقراط) قَالَ: من بَال دَمًا فِي الندرة بعد الندرة بِلَا حمى وَلَا وجع فَلَا بَأْس عَلَيْهِ وَإِنَّمَا ذَلِك لتعب مِنْهُ فَإِن بَال الدَّم مرَارًا مَعَ حمى فاعلمه أَنه سيبول مُدَّة.
الْأَعْضَاء الألمة الأولى قَالَ: إِنَّه كلما ضعف الْجَانِب المقعر من الكبد كَانَ اخْتِلَاف شَبيه بِمَاء اللَّحْم وَكَذَلِكَ مَتى اعتل الْجَانِب المحدب بَال مثل مَاء اللَّحْم. لى هَذَا نوع من بَوْل الدَّم فاستدل عَلَيْهِ بِسوء السحنة واللون وَإِيَّاك فِي هَذِه الفصد لِأَن هَذَا الضعْف دَال على برد الكبد لَكِن اسْتدلَّ عَلَيْهِ ثمَّ أقبل عَلَيْهِ بِمَا يُقَوي الكبد كاللك والراوند وَمَا يسخنها كالسنبل والاذخر والمصطكي لى على مَا فِي الرَّابِعَة من الْفُصُول: الْأَدْوِيَة المدرة للبول مَتى كَانَت القرحة أوسخ كَانَ اسْتِعْمَالهَا أوجب فَإِذا بقيت تقية قَليلَة الْمدَّة أَو شَدِيدَة الْحمى فَإِنَّهُ تنفر مِنْهَا جدا وَيحْتَاج إِلَى المغرية وَقَلِيل من هَذِه بِقدر مَا ينْحل فَقَط. لى إِذا سكنت الحميات وَوجد صَاحب الْخراج فِي الكلى ثقلاً مُعَلّقا من أحد جانبيه إِذا اضْطجع فقد قرب أَن ينفجر مِنْهُ وَقد جمع مُدَّة.
جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة إِذا كَانَ ثقل فِي الْقطن ووجع فالعلة فِي الكلى وَإِذا كَانَ مَعَه احتباس فِي)
الْبَوْل فالعلة بَوْل كثير قد احْتبسَ فِيهِ وَإِن كَانَ مَعَ الوجع والثقل حمى وعطش والتهاب فَفِي الكلى ورم حَار وَإِن كَانَ ثقل وتمدد بِلَا حمى وَلَا عَطش فالعلة غلظ(3/251)
وورم بلغمي وَإِن كَانَ تمدد بِلَا ثقل فالعلة ريح غَلِيظَة فِيهِ وَمَتى كَانَ ثقل وصلابة مَعَ فَسَاد المزاج وَقلة الْبَوْل فالعلة ورم صلب فِي الكلى.
السَّادِسَة من الثَّانِيَة قَالَ: أَصْحَاب المزاج الَّذين ينْحل فيهم بخار حَار دخاني ويلذعهم الْبَوْل بحدته دَائِما قد يحدث لَهُم ورم مَتى لم يدمنوا الْحمام والترطيب فِي المثانة وَكَانَ بَوْله أبدا حاراً يلذعه إِذا لم يُبَادر بالحمام ثمَّ أَنه بِآخِرهِ اما شاخ ودامت بِهِ حِدة الْبَوْل عرضت لَهُ قرحَة فِي مثانته مَاتَ مِنْهَا. لى للحرقة الشَّدِيدَة بزر بطيخ وبزر قثاء وخشخاش أَبيض وبزر القرع نشا رب السوس صمغ عَرَبِيّ بزر بنج يسقى مِنْهُ بشراب متخذ من الخشخاش وَلم تكن حمى وَاحْتمل مَاء الْجُبْن وَإِن كَانَت حمى فماء الشّعير والغذاء: الأمراق اللينة بدهن لوز وشحم الدَّجَاج والآبزن الدَّائِم وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فِي حَالَة فأعطه المخدرات القوية إِذا خفت الغشى وَكَذَلِكَ فِي الْحَصَى وأسهل الْبَطن صفراء لينقلب ميل الْخَلْط إِلَى الأمعاء وَليكن بِمَاء الْجُبْن. لى قد يحدث من الصَّفْرَاء فِي سلوكها فِي هَذِه المجاري سحوج كَمَا يحدث فِي الأمعاء وَقد كَانَ شَاب أكل ثوماً كثيرا فَبَال دَمًا مَعَ حرقة شَدِيدَة جدا ثمَّ بعد ذَلِك ظَهرت بِهِ أَعْرَاض ورم الكلى فحدست أَن خلطاً حاراً سحج تِلْكَ الْمَوَاضِع ويجد عرقاً ثمَّ ورم. وَالَّذِي ينفع من هَذِه الْحَالة المغرية مَعَ المدرة للبول كَمَا ينفع فِي السحج من ذَلِك: الصمغ والكثيراء والنشا واللوز وَاللَّبن لحار وَكَذَلِكَ فافعل إِذا عرض من حر الأدهان الْبَارِدَة والبزور الْبَارِدَة واسق للورم الْحَار فِي المثانة: مَاء عِنَب الثَّعْلَب وَخيَار شنبر ودهن لوز وضمدها بعنب الثَّعْلَب وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فاطل خَارِجهَا بأقراص الْكَوْكَب وَغَيرهَا مِمَّا يخدر وَمَتى احْتبسَ الْبَوْل فعالجه من بَابه وداو استرخاء المثانة بأقراص الأفاوية يسقى ويطلى واحقن المثانة بالزنبق والمسك والنفط الْأَبْيَض وبدهن الناردين والبلسان أَو بدهن السوسن هَذَا إِذا كَانَ فِيهَا برد واسترخاء وتمدد ويحقن الإحليل للبثر والقروح بلعاب حب السفرجل وَلبن حليب ودهن ورد وَيقْعد فِي طبيخ الخطمى والبنفسج ويقطر فِي الاحليل شياف أَبيض.
من الْمَوْت السَّرِيع: من انخرقت مثانته مَاتَ. انذار عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ وجع فِي المثانة فَظهر بِهِ تَحت إبطه الْأَيْسَر ورم شبه السفرجلة واعتراه السبات مَعَ ذَلِك مَاتَ فِي الْيَوْم)
الْخَامِس عشر. 3 (تقطير الْبَوْل) يعرض إِمَّا لضعف المثانة وَإِمَّا لاسترخاء العضل وَضعف المثاتة يكون من الْبرد فقد ترى المثانة تبرد فَيعرض على الْمَكَان تقطير الْبَوْل.
تقدمة الْمعرفَة قَالَ: مَتى كَانَ فِي المثانة فلغمونى فَهُوَ رَدِيء قتال فِي جَمِيع الْأَحْوَال وأقتل مَا يكون مَعَه حمى دائمة والبطن يعتقل فِي هَذِه الْحَالة لِأَن ورم المثانة(3/252)
يزحم المعي الْمُسْتَقيم فَيمْنَع العليل من التبرز لشدَّة الوجع وَيجْعَل هَذَا الوجع الْبَوْل إِذا بيل بِمَنْزِلَة الْقَيْح وَفِيه ثقل راسب أَبيض لِأَن ذَلِك يدل على أَن الورم قد نضج وانفجر إِلَى أقْصَى المثانة فَإِن لم ينبعث هَذَا الْبَوْل ودامت الْحمى وصلابة المثانة فتوقع الْهَلَاك فِي الدّور الأول وَهَذَا الصِّنْف يُصِيب الصّبيان وخاصة من سَبْعَة سِنِين إِلَى خَمْسَة عشر عَاما لتخليط الصّبيان وتجتمع الأخلاط الْكَثِيرَة فِي أجسامهم فتقذف الطبيعة هَذِه الأخلاط دَائِما إِلَى نواحي المثانة فَرُبمَا استحجرت فَكَانَ مِنْهَا الْحَصَى وَقد يكون الْخَلْط حاراً فيرم فِي بعض الْأَوْقَات وَذَلِكَ أَن هَذِه الأخلاط لمرورها فِي هَذِه الْمَوَاضِع دَائِما يتَوَلَّد فِيهَا كَهَذا الورم الْحَار.
الْفُصُول: تقطير الْبَوْل يكون إِمَّا لعرض مثل مَا يكون من قرحَة فِي المثانة أَو خراج وَنَحْو ذَلِك وَإِمَّا من مرض مثل استرخاء عضلة وَإِمَّا من سوء مزاج المثانة وَيكون على ثَمَانِيَة أضْرب فَإِنَّهُ يكون من كل مزاج مفرط يضعف قُوَّة المثانة الماسكة للبول أَو سوء مزاج الْبَوْل وحدته على الْأَكْثَر من المزاج الْحَار ثمَّ من الرطب يكون أَيْضا من ضروب آخر من سوء التَّدْبِير. لى يَنْبَغِي أَن تَقول هَاهُنَا أَن نُقْصَان الْقِسْمَة إِذا لم يكن علاجه مُفردا خَاصّا لم يضر.
الْفُصُول: إِذا عرض فِي طرف الدبر أَو الرَّحِم ورم تبعه تقطير الْبَوْل. لِأَن الورم فِي هَذِه الْمَوَاضِع لمشاركة المثانة فِي الوجع يتضعف والقرحة يسيل مِنْهَا مُدَّة إِلَى المثانة تلذعها فَيكون سَبَب تقطير الْبَوْل قُرُوح المثانة عسرة الْبُرْء خَاصَّة فِي الْمَشَايِخ لِأَن الفضول تمر بهَا دَائِما وَلَا يَدعهَا تسكن وتلتحم وَالْعَمَل الطبيعي فِي الْمَشَايِخ أَضْعَف.
الميامر لعلل الكلى والمثانة: بزركتان بزر خشخاش أَبيض بزر الرجلة بزر قثاء كثيراء نشا يَجْعَل أقراصاً ويسقى للقروح فِي وعسر الْبَوْل وحرقته. آخر للقروح: حب الصنوبر الْكِبَار ثَلَاثُونَ حَبَّة لوز مر مقشر عشرُون لوزة تمر لحم خَمْسَة عشر كثيراء أَرْبَعَة مَثَاقِيل رب السوس مثله)
زعفران سدس مِثْقَال يعجن بميبختج وَيسْتَعْمل. لى هَذَا دَوَاء عَجِيب فاعرفه. آخر: بزر القثاء جزءان بنج أَبيض نصف أفيون سدس زعفران مثله بزر الكرفس نصف بزر الْخِيَار سدس سليخة مثله لوز حُلْو عشرَة إِذا كَانَت هَذِه مَثَاقِيل يعجن بميبختج فِي بعض النّسخ: شوكران نصف.
أَبُو جريج: الموميائي نَافِع من وجع الكلى والمثانة والإحليل شرب أَو حقن بِهِ الْقَضِيب. لى هَذَا عَجِيب للشق الطري.
ميسوسن: مَتى عرض للمثانة من الرِّجَال وَالنِّسَاء جرب وَهُوَ: أَن تظهر القشور ويدوم اللذع والحرقة فنق الْجِسْم والزم الْعَانَة أدوية قابضة وأدم حقن المثانة بِاللَّبنِ الحليب.
الْأَعْضَاء الألمة: تضعف المثانة لسوء مزاج أَو لأورام تحدث فِيهَا وَمن برد يُصِيب الْجِسْم فَإِن المثانة فِي حَال برد الْجِسْم لَا تمسك وَلَا قَلِيل الْبَوْل. المثانة يحدث فِيهَا سَلس(3/253)
الْبَوْل وعسره والقروح والأورام فَاجْعَلْ الكلى وَأخذ باقا. قَالَ: التقطير يكون مَعَ حرقة وَلَا عَطش مَعَه فَإِن ذَلِك يكون إِمَّا لحدة الْبَوْل أَو لضعف المثانة وَإِمَّا لخلط رَدِيء قيحي يخالط الْبَوْل وَإِمَّا لثقل الْبَوْل عَلَيْهَا. لى خُرُوج الْبَوْل يكون إِمَّا لإِرَادَة وَإِمَّا بِغَيْر إِرَادَة وَالَّذِي بِلَا إِرَادَة فَإنَّا نذكرهُ ديباطش وَالَّذِي بِإِرَادَة فَمِنْهُ مَا هُوَ بحرقة وَمِنْه مَا هُوَ بِغَيْر حرقة وَإِنَّمَا نذْكر هَاهُنَا مَا هُوَ بحرقة لِأَنَّهُ أخص أَولا بالأورام والقروح.
جَمِيع علل المثانة يحْتَاج أَن يبْحَث فِيهَا عَن السَّبَب البادي.
الساهر: لبن الأتن ينقي المثانة من الْمدَّة والأخلاط الغليظة وَلبن الْمعز يَنُوب عَنهُ للحرقة: حب الْقلب صمغ الأجاص بزر القرع الحلو بزر رجلة بزر بطيخ: كافور خشخاش أسود.
الطَّبَرِيّ: الزادرخت يَبُول الدَّم الجامد الَّذِي فِي المثانة. من المنجح يخدر الحمص صَاحب قرحَة المثانة فَإِن لَهُ جلاء قَوِيا. حسو جيد للقروح فِي المثانة والقضيب: نشا ودقيق باقلي تطبخ إِن لم تكن حمى بِاللَّبنِ وَإِلَّا فبماء نخالة السميذ وَالسكر الْأَبْيَض الْجَعْد وَيجْعَل فِيهِ دهن اللوز يكون غذائه. لى دَوَاء بَارِد على مارأيت للقروح فِي الْقَضِيب وحرقة الْبَوْل بزر خِيَار وبزر بطيخ رب السوس ورق النيلوفر بزر الخشخاش بزر خس بزر هندباء بِالسَّوِيَّةِ وسكر مثلهَا ويستف الأورام الَّتِي تكون فِي المثانة والكلى تحْتَاج إِلَى علاج خَاص مُفْرد لِأَن خُرُوج الْفضل المائي الَّذِي يتَوَلَّد فِي هَذِه إِنَّمَا هُوَ فَسَاد مزاج وَيجب أَن يكون الَّذِي فِي الْبَاب هُوَ بِعَيْنِه عَن)
أورام ثمَّ قُرُوح ثمَّ حِجَارَة وَيَنْبَغِي أَن يكون لكل وَاحِد بَاب من الْبدن ونفوذه إِنَّمَا يكون بِهَذِهِ الْأَعْضَاء وَلذَلِك مَتى كَانَ هَذَا الْفضل حاراً ثمَّ كَانَ فِي جَمِيع الْجِسْم فَلَا يجب أَن يسْتَعْمل فِي علاجه شَيْء من الْأَدْوِيَة المدرة للبول لما يحدث من الْمضرَّة يجذبها الأخلاط اللذاعة إِلَى هَذِه الْأَعْضَاء العليلة فَإِن لم يكن هَذَا الْفضل شرب بِلَبن أَو ميبختج كَانَ جيدا لقروح المثانة.
الكراث الشَّامي يضر بالمثانة والكلى الَّتِي فِيهَا قرحَة والحمص أَيْضا يضر بالكلى والمثانة إِذا كَانَ فِيهَا قرحَة. رب السوس مَتى شرب وَافق جرب المثانة وينفع المثانة الَّتِي ينزل مِنْهَا شبه القشور. الكثيراء مَتى شرب مِنْهُ درخمى بميبختج كَانَ بَالغا لحرقة المثانة والكلى وَمَتى خلط بقرن ايل محرق مغسول أَو شب يمَان كَانَ جيدا للقروح الَّتِي فِيهَا. الأنجدان ضار بالمثانة.(3/254)
أَبُو جريج: بزر الرجلة يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: إِنَّهَا نافعة من خشونة المثانة والكلى وَمن القروح والأورام الحارة فِيهَا. ماسرجويه: لعاب بزر الْكَتَّان جيد للوجع يسكنهُ مَتى حقن بِهِ الذّكر مَعَ دهن ورد. الكزبرة نافعة لحرقة المثانة وورمها.
روفس: اعْتمد فِي أَصْحَاب قُرُوح الكلى والمثانة على الإسهال بِمَاء الْجُبْن وَلَا يطْرَح فِيهِ فِي هَذِه أَبُو جريج: الموميائي نَافِع من قُرُوح الإحليل والمثانة وسيلان الدَّم مِنْهُ إِن حقن بِهِ هَذِه الْأَعْضَاء وَشرب وَأمره فِي تسكين الوجع غَايَة. روفس: التَّمْر مَتى أَكثر مِنْهُ أسحج المثانة وأقرحها.
شندهشار: النارجيل نَافِع من أوجاع المثانة. ابْن ماسويه خَاصَّة السكر النَّفْع من حرقة المثانة والكلى وَمن حرقة الْبَوْل. ماسرجويه: الكثيراء جيد لقروح المثانة. من كتاب سياسة الصِّحَّة: أما أمرنَا بالأطلية المبردة على الكبد وعَلى الظّهْر قَالَ: لَا تسرف فِيهَا لِأَنَّهَا تضر الكلى وتورثها عللا. من الكيموسين: إِن الكلى عُضْو ضيق المجاري فَلذَلِك تجْعَل الأغذية اللزجة فِيهَا تمرداً كَمَا تورث الكبد ذَلِك ويحس الْإِنْسَان عِنْد الْإِكْثَار مِنْهَا بثقل وتمدد ووجع فِي هذَيْن الكيموسين وَإِن لم بالملطفات رُبمَا ورم حَتَّى عفنت تِلْكَ الأخلاط المحتبسة فِيهِ. لى الكلى لَا تحْتَاج إِلَى أَن تبرد لِئَلَّا يبطل فعلهَا وَلَا يكون فِي الدَّم لزوجة كَثِيرَة لِئَلَّا تنسد وَلذَلِك توافقها الملطفات فِي كل حَالَة إِلَّا أَن يكون قد سخنت أَو ورمت.
فِي الميامر فِي الكبد: رب السوس يدر الْبَوْل. أهرن: الْبَوْل الدموي الَّذِي ينزل من الكلى لِأَن المجاري اتسعت لَا تقطعه بالأدوية لَكِن أفصده وأطعمه الْأَطْعِمَة الْكَثِيرَة الْغذَاء والباه والنقب البزور التَّامَّة. لحرقة الْبَوْل: بزر بطيخ وَخيَار وقرع وخطمى وبطيخ هندي ولوز الصنوبر وبزر)
بنج أَبيض ورجلة ولوز حُلْو ونشا وكثيراء وَرب السوس تسقى بِمَاء الْجُبْن والجلاب.
فِي أقربادين حنين لعلاج من يشرب ذراريح لعضة الْكَلْب فأعقبه حرقة فِي الْبَوْل ووجع شَدِيد فِي هَذِه النواحي. قَالَ: يتحسى اسفيذباجا دسماً ويحذر الْبرد والندى ثمَّ إِن اشْتَدَّ الوجع فِي الْعَانَة جلس فِي آبزن قد طبخ فِيهِ شبث وَمَتى لم يسكن أكل خساً مسلوقاً وَإِن لم يسكن يشرب عصارة الخس أُوقِيَّة فَإِن سكن هَذَا الوجع فَإِنَّهُ يتَحَوَّل سَرِيعا زحيرا فِي الْأَكْثَر فليسق من سمن الْغنم أُوقِيَّة وَنصف سكرجة بشراب فَإِنَّهُ يبرأ. لى رَأَيْت قوما يصيبهم من القروح فِي هَذِه الْمَوَاضِع أوجاع صعبة جدا على مِثَال مَا يكون عَلَيْهِ الطلق فِي النِّسَاء سَاعَة بعد سَاعَة وَيجب فِي هَؤُلَاءِ أَن يلزموا المغرية فيسقى اللَّبن وتحسيه مرق اسفيذاج ودجاجة سَمِينَة وَيشْرب اللَّبن مَتى عَطش أَو جلاب أَو شراب البنفسج وَإِذا كَانَ مَعَ هَذِه القروح وجع شَدِيد فَاسق البزور مَعَ بزر بنج وخطمى واسق اللَّبن وغذه بالشحم شَحم الدَّجَاج بالزبد والمر واسقه مَاء الْخِيَار والبطيخ الْهِنْدِيّ مَا يشرب فَإِنَّهُ يذهب لذع الْبَوْل ويسكن الوجع وينتقل بلوز وخشخاش وسكر وأقصد فِي هَؤُلَاءِ إِلَى تسكين الوجع أَولا بِهَذِهِ ثمَّ خُذ فِي علاج القرحة ووجعهم يسكن فَإِن بَوْلهمْ مائي.(3/255)
كَانَ بِابْن دَاوُد قرحَة فِي مجاري بَوْله يُصِيبهُ مِنْهُ وجع شَدِيد شبه الطلق فسقيته ربع دِرْهَم من بزر البنج وقيراطاً من الأفيون ودرهماً من بزر الْخِيَار وَدِرْهَم بزر خس وَنصف دِرْهَم تياذوق قَالَ: مَاء الْأُصُول ينقي الْقَيْح والعفن من المثانة والكلى وينفع من قُرُوح هَذِه المثانة النَّفْل الْأسود إِذا صنع مِنْهُ حب وابتلع. لى يسهل صَاحبه بحبه. قَالَ: وينفع من الرّيح فِي الكلى والمثانة دهن البلسان مثقالان طبيخ بزر الكرفس أُوقِيَّة وَيشْرب.
وَأما الورم فِي المثانة إِذا كَانَ حاراً فَإِنَّهُ يهيج مِنْهُ الْحمى والاختلاط فَأقبل على الْموضع بعد الفصد بالإرخاء بِمَا يسكن الوجع كدهن الشبث وشحم البط والحقن من هَذَا النَّحْو بالمخدرات وَالدُّخُول فِي الآبزن. أَمر المثانة والحالبين وَالرحم والأعضاء العصبية فِي هَذَا بِخِلَاف الْأَعْضَاء اللحمية فَانْظُر فِي خراجات العصب. 3 (الحكة فِي بَاطِن الْقَضِيب) قَالَ: أدف الصَّبْر بِمَاء واحقنه وأدف شياف ماميثا بخل وَمَاء واحقنه بلعاب بزر قطونا.
الرَّابِعَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء فِي خلال كَلَامه: إِنَّه قد تكون حرقة الْبَوْل من كَثْرَة الْجِمَاع وَالسَّبَب فِيهِ أَن الرُّطُوبَة الَّتِي فِي الغدد تندي دَائِما مجْرى الْبَوْل ليسهل خُرُوجه وليوقيه حِدة الْبَوْل وَهَذِه تخرج مَعَ المنى كثيرا جدا فَإِذا فنيت وجد الْموضع حِدة الْبَوْل وَقد تفنى هَذِه الرُّطُوبَة من نحول الْبدن. وعلاج الأول الْإِمْسَاك عَن الباه وَالثَّانِي ترطيب الْبدن وَهُوَ جيد لَهما جَمِيعًا.
مسيح قَالَ: وَينْتَفع من القرحة العتيقة فِي المثانة سقِِي لبن الأتن مَعَ الحقن لَهَا بِمَا يصلح على مِقْدَار القرحة. ابْن ماسويه حب الآس نَافِع من حرقة الْبَوْل. الْإِذْخر مَتى شرب مِنْهُ أَرْبَعَة درخميات أَبْرَأ وجع الكلى أصل المنتجوشه يسقى بِمَاء البقراطن لوجع الكلى وَإِلَّا فلونيا. يَقُول: إِنَّه مبرد وَهُوَ نَافِع لوجع الكلى. عصير أناغاليس جيد لوجع الكلى. شراب الأفسنتين جيد نَافِع من وجع الكلى. بَوْل الْحمار جيد لوجع الكلى. قَالَ: صفرَة الْبيض مَتى جعلت فِي حد مَا يتحسى وتحسيت نَفَعت من قُرُوح الكلى. الرجلة تَنْفَع من لذع الكلى. بولس: وَيجب أَن يكون مَعَ دهن لوز بِلَا ملح. 3 (الدَّوَاء) ابْن ماسويه: شراب البنفسج مَعَ الدارصيني نَافِع من وجع الكلى. الهليون وخاصة أَصله وبزره يفتح سدد الكلى وَقَالَ: أَنا فِي أوجاع الكلى العتيقة المزمنة زبل الْحمام الراعية مَعَ بزر الْحَرْف كي يقوم مقَام ضماد الْخَرْدَل. زبد الْبَحْر الفرفري اللَّوْن الْورْد الشكل(3/256)
يصلح لأوجاع الكلى. طبيخ الحماما مَتى شرب نفع من أوجاع الكلى. سومغروطين كَانَ فِي الْأُم يسقى لوجع الكلى. مَاء الحمص الْأسود ينقي الكلى مَتى طبخ مَعَ الفجل والكرفس وصب عَلَيْهِ خمس لوز حُلْو وَشرب. سرابيون: كَمَا فيطوس يسقى لوجع الكلى. بزر المقدوليس جيد لوجع الكلى دهن اللوز المر نَافِع من أوجاع الكلى اللَّبن نَافِع لقروح الكلى.
ورق لِسَان الْحمل يشرب بالطلاء لوجع الكلى. ورق لِسَان الْحمل وأصوله يسْتَعْمل فِي السَّادِسَة الْحَادِثَة وَأقوى
المر مَتى شرب مسحوقاً بِالْمَاءِ سكن الوجع الْعَارِض من احتقان الفضول.
مَاء الْمَطَر جيد لوجع الكلى إِذا شرب بَدَلا من المَاء. أصل اللوف الْجَعْد يحلل سدد الكلى.
روفس: الناردين مَتى شرب بِالْمَاءِ الْبَارِد نفع من وجع الكلى.
الناردين القليطي مَتى شرب بِالْخمرِ نفع من وجع الكلى وَقَالَ: قشور الكفرى نَافِع لوجع الكلى وَقَالَ: السليخة نافعة من أوجاع الكلى وَقَالَ: شراب السفرجل نَافِع لوجع الكلى وَقَالَ: السكر الَّذِي يجمد على الْقصب نَافِع من أوجاع الكلى.
ابْن ماسويه: عصارة سَاق الساساليون الاقريطش نَافِع من وجع الكلى وبزره إِذا كَانَ طرياً وَشرب مِنْهُ ثَلَاث أبولسات ميبختج عشرَة أَيَّام أَبْرَأ وجع الكلى وَقَالَ: السكر الَّذِي بحلب من الْحجاز شبه الْملح الدراني وسكر الْعشْر نافعان من أوجاع الكلى.
ابْن ماسويه: عصارة السوس نافعة من وجع الكلى لادرارها الْبَوْل وتنقى الكلى دَائِما مَتى اسْتعْمل. مَتى أَخذ بزر الْبِطِّيخ مقشراً وطحن وخلط بِمثلِهِ سكرا واقتمع مِنْهُ كل يَوْم نقى الكلى ابْن ماسويه: الْعنَّاب نَافِع لوجع الكلى وَقَالَ: ثَمَرَة الكاكنج قد حل فِي أدوية الكلى لِأَنَّهَا تدر الْبَوْل. يَقُول جالينوس: الزَّبِيب نَافِع لوجع الكلى.
ابْن ماسويه: الفجل جلاء لما فِي الكلى. الفوة تنقي الكلى حَتَّى إِنَّهَا تحرّك بولاً دموياً.
بولس: أصل الفارنيا مَتى شرب مِنْهُ قدر لوزة وَهُوَ منخول بحريرة بِمَاء الْعَسَل نقى الكلى. حب الصنوبر مَتى شرب مِنْهُ نفع بزر القثاء نفع من قُرُوح الكلى.
حب الصنوبر الْكِبَار جلاء للخلط الغليظ والقيح فِي الكلى.
ابْن ماسويه: القردمانا مَتى شرب بِخَمْر نفع من وجع الكلى.
الكثيراء مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَم بميبختج نفع من أوجاع. قصب الذريرة مَتى جعل(3/257)
الشل ببزر الكرفس نفع من وجع الكلى. لحم الْقُنْفُذ الْبري مَتى شرب نفع من أوجاع. الرازيانج بقله وبزره نافعان لوجع الكلى وَقَالَ الرازيانج يفتح سدد الكلى.
ابْن ماسويه: التِّين الْيَابِس جيد للكلى وَيخرج أَصْحَاب وجع الكلى زبلاً كثيرا بِقُوَّة جلائه. فِي كتاب الْغذَاء: إِنَّه يلطف وينقي الكليتين. الغاريقون مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَم نفع من وجع الكلى. وَقَالَ: الغاريقون يفتح سدد الكلى.
بديغورس: خاصته من وجع الكلى مَتى طبخت الملوخيا بدهن ورد وضمد بهَا الورم الْحَادِث فِي الكلى نفع.
ابْن ماسويه فِي الْكَمَال والتمام: الْأَدْوِيَة الَّتِي تنقي الكليتين: بزر الكوفس بزر الرازيانج بزر الجزر الْبري بزر الكرفس الْجبلي الأسارون فقاح الاذخر النانخة والكاشم انيسون ساساليون وَج هَذِه أجمع أَن شرب من كل وَاحِد مِنْهَا دِرْهَمَانِ بعد حلهَا بِمَاء الفجل وبماء الكرفس أَو الرازيانج أَو مَاء الحمص الْأسود فتحت السدد الْعَارِضَة فِي الكلى وينفع الكلى فِي وَقت هيجان الْعلَّة مِمَّا قد ذكرنَا فِي بَاب المثانة قَالَ: وجع الكلى يمْنَع من هضم الطَّعَام.
أركاغانيس فِي أوجاع الكلى: إِنَّه يَضرهَا الْمَشْي الْكثير وَالرُّكُوب وَالْمَاء الْبَارِد والأطعمة الغليظة وَالشرَاب الصّرْف قَالَ: والعدس المقشر ينقي الكلى. للورم فِي الكلى من التَّذْكِرَة: الحقن بِاللَّبنِ الحليب مَعَ شَحم بط. فِي حِيلَة الْبُرْء: مَتى ابْتَدَأَ بالكلى ورم فافصد الْعُرُوق الَّتِي فِي مابض الرّكْبَة فَإِن لم يظْهر فالصافن. هَاهُنَا أَيْضا التحجر يسْرع إِلَى الكلى وخاصة إِن كَانَ بهَا ورم حَار ثمَّ اسْتعْمل صَاحبه الْأَطْعِمَة اللزجة وَيَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الجلاءة والقطاعة قَالَ: وعلاجها عسر وَبَعضهَا علل لاتبرأ الْبَتَّةَ. فِي التَّدْبِير المسمن: يَنْبَغِي أنة تسْأَل صَاحبه هَل يجد مس ثقل فِي بَطْنه فَإِن وجد ذَلِك فَإِنَّهُ يدل على أَنه يتَوَلَّد فِي كلاه حَصَاة هَكَذَا يجب أَن يتَعَاهَد من يُرِيد أَن تحفظ عَلَيْهِ صِحَّته فِي كلاه فَإِن وجدت ذَلِك فأعطه من سَاعَته الْأَدْوِيَة القاطعة الملطفة قبل الطَّعَام ولطف تَدْبيره حَتَّى يذهب ذَلِك. فِي حفظ الصِّحَّة: إِن شدَّة برد الْأَشْيَاء الَّتِي ينَام)
عَلَيْهَا ويفترش تضر بالكلى. فليغريوس: يعرض لأوجاع الكلى وجع فِي الظّهْر والورك والقطن وَثقل وَرُبمَا عرض غشى واسر وَيكون بَوْله رملياً أَو دموياً وَرُبمَا عرض لَهُ مَعَه حمى ودوار وتتابع الْقَيْء.
3 - (الْأَعْضَاء الآلمة)
إِذا عرض مَعَ وجع الْقطن ثقل والتهاب وعطش وَحمى فَذَلِك فِي الكلى ورم حَار وَمَتى كَانَ ثقل وتمدد فَقَط فَهُوَ خلط بلغمي فِي الكلى وَمِنْه يكون وجع الكلى كَأَنَّهُ شَيْء يثقب بمثقب وَيكون مَعَه حصر الْبَوْل وَبَوْل رمل وحصى يخرج وَرمل وَدم وَالْفرق بَين الْحَصَى فِي الكلى ووجع القولنج أَنه لايظهر فِي القولنج رمل وَلَا دم فِي الْبَوْل وَلَا عسر وَلَيْسَ فِيهِ نفخة وَلَا تمدد الْبَطن وَلَا يتقدمه عدم الشَّهْوَة والهضم وَلَا يكون(3/258)
الوجع وَلَيْسَ مَعَه مغص وَلَا تخم وَلَيْسَ مَعَه غشى دَائِم من غير قيء كَمَا مَعَ القولنج وَلَا يكون فِيهِ الرجيع منتفخاً وَقد يعرض مَعَ وجع القولنج والكلى جَمِيعًا قلَّة الِاسْتِمْرَار والغثيان وَبطلَان الشَّهْوَة إِلَّا أَنه إِن كَانَت الْعلَّة فِي المعي الْمُسَمّى قولن كَانَ الوجع يتمدد وَيَأْخُذ موضعا أكبر وَمَعَهُ احتباس الْبَطن ورياح كَثِيرَة وأخلاط بلغمية وَمَعَ وجع الكلى اسر وَرمل فِي الْبَوْل.
فِي القوى الطبيعية: النَّاس يعْملُونَ إِذا عسر بَوْلهمْ وَاحْتبسَ الْبَتَّةَ مَعَ وجع الكلى وَبَوْل وَرمل إِن كلاهم فِيهَا خَاصَّة عِلّة.
الْيَهُودِيّ: يطْبخ ورق الْخَبَّازِي الْبري وَيجْعَل فِي طبيخه سمن وَعسل ويسقى مِنْهُ شَيْء كثير فِي نوبَة وجع الكلى فَإِنَّهُ يزلق الْحَصَى ويدر الْبَوْل وينفع عسر الْبَوْل والقولنج. لى المزلقات لَهَا فِي نوبَة الوجع عمل وَلَا يُمكن أَن يسْتَعْمل فِي ذَلِك الْوَقْت غَيرهَا من دَاخل والتمريخ والآبزن من خَارج. الْيَهُودِيّ: صَاحب وجع الكلى يسهله يسير الْأَدْوِيَة المسهلة وَصَاحب القولنج لَا يسهله وَلَا الْأَدْوِيَة القوية وتضره الحقن والقولنج يَنْفَعهُ ذَلِك وَصَاحب وجع الكلى يُصِيبهُ فِي ابْتِدَاء وَجَعه عسر الْبَوْل والألم فِي الفقار ويخف وَجَعه فِي آخر الْأَمر وَصَاحب القولنج وَجَعه فِي مقدم الْبَطن وَلَا يخف إِلَّا بانحدار الْبَطن أَو خُرُوج الرِّيَاح ووجع الْحَصَى مُدَّة زَمَانه أَكثر من وجع القولنج ووجع الكلى لَازم والقولنج منتقل وَقد يعرض فِي الكلى الدُّبَيْلَة كَمَا تعرض فِي سَائِر الأحشاء وَيكون مَعَه حمى برد فَمر صَاحب ذَلِك إِذا أردْت أَن تعرفه بِالنَّوْمِ على أحد جَنْبَيْهِ وَانْظُر هَل يجد ثقل شَيْء مُعَلّق فِي شقَّه الْأَعْلَى ثمَّ لينم على الْجَانِب الآخر فَإِن لم يجد ثقلاً)
فَلَيْسَتْ بِهِ دبيلة وَمَتى وجد الثّقل ثمَّ خف الثّقل وَوجد حكة فِي مجْرى الْبَوْل فقد انفجرت وَيتبع ذَلِك بَوْل الْمدَّة فبادر بتنقية الكلى مِمَّا فِيهَا. وَيفرق بَين خُرُوج الدَّم من ثقب عرق فِي الكلى وَغير ذَلِك مِمَّا لَيْسَ من أجل خراج أَن يَجِيء دم صرف صَاف كثير ضَرْبَة غير مختلط بالثقل وَلَا يكون مَعَه حمى وَلَا برد الْأَطْرَاف وَفِي الَّذِي يَجِيء من خَارج يخرج مَعَ الدَّم قيح وَيكون مَعَه حمى وَبرد الْأَطْرَاف وَيخرج مَعَ الْبَوْل قطع لحم صغَار وَقد يخرج الدَّم مِنْهَا من ضعف قَالَ: وَقد يُصِيب الْإِنْسَان من قلَّة شَحم الكلى ضعف الْبَصَر والصداع وَقلة إمْسَاك الْبَوْل وَضعف الْجِمَاع وَبرد الْأَطْرَاف والقطن فليحقن بدهن الكلى فَإِن لَهُ خَاصَّة فِي ذَلِك لَا تُوجد لغيره فِي تسمين الكلى وَيزِيد فِي الباه زِيَادَة كَثِيرَة ويحقن بِهِ ليَالِي كَثِيرَة مَعَ دهن لوز مر وَسمن بقر وَقد يكون ذهَاب شَحم الكلى من حرارة فَإِن عرضت فليسق لَبَنًا حليباً بسكر طبرزد واحقن بِمَاء شعير ودهن القرع ليَالِي مُتَوَالِيَة. وَإِن كَانَ فِي الكلى ريح غَلِيظَة فاحقن بدهن البزور واسق للدبيلة قبل أَن تنخرق(3/259)
دهن لوز حُلْو جُزْء ودهن لوز مر سدس جُزْء مِنْهُمَا جَمِيعًا ثَلَاثَة دَرَاهِم بطبيخ الحلبة ومخيطاً وتيناً فَإِن كَانَ مَعَ حرارة كَثِيرَة وورم يعسر مَعَه الْبَوْل فَاسق من الخيارشنبر أَرْبَعَة مَثَاقِيل أدفه بِأَرْبَع أَوَاقٍ من مَاء عِنَب الثَّعْلَب ودرهمين من دهن لوز حُلْو وَنصف دِرْهَم من دهن لوز مر وَافْعل ذَلِك أَيَّامًا وضمد الفقار بكرنب مسلوق وخطمى وشيرج فَإِذا انفجر فَاسق مَا يدر الْبَوْل من البزور الْمَطْبُوخ بِالْمَاءِ حَتَّى يذهب المَاء واحقن بِاللَّبنِ أَيْضا. قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فبالحقن اللينة والكمادات اللينة وَالْحمام والآبزن والتمريخ بالأدهان والأطعمة اللينة الْخَفِيفَة نافعة لأَصْحَاب الكلى الوجعة. الْمَوْت السَّرِيع: من انخرقت كلاه مَاتَ.
ابيذيميا قَالَ: أَشد ماتكون أوجاع الكلى عِنْد التملي من الطَّعَام وامتلاء الأمعاء من الثّقل.
ورم الكلى إِذا كَانَ لمزاحمة الأمعاء انحل بالفصد على الْمَكَان وَكَذَلِكَ بالأضمدة وينفعهم الْقَيْء وتسكن أوجاعهم وهم يتقيؤن فِي أول الْأَمر بلغماً ويتقيؤن إِذا دَامَت بهم الْحمى والسهر والامتناع من الطَّعَام والوجع الَّذِي يعرض فِي الرجلَيْن والخدر من أوجاع الكلى لِأَن بَين الرجل والكلى بالعرق الأجوف وبالعرق الضَّارِب الْأَعْظَم مُشَاركَة وَذَلِكَ أَنه يتشعب من هذَيْن العرقين شعبتان إِلَى الكلى ثمَّ تتشعب شعبًا صغَارًا فَتَصِير إِلَى الْقطن ثمَّ تَنْقَسِم بَاقِي هذَيْن العرقين على قسمَيْنِ فَيصير كل وَاحِد إِلَى رجل وَاحِدَة. قَالَ: وَمَا يعم نَفعه لجميعهم الرياضة وَترك التملي)
من الطَّعَام. وَمن كَانَ قد أزمن بِهِ هَذَا الوجع وَكَانَ سقى الخربق وَمن كَانَ دَمه كثيرا أفصد أَولا ثمَّ اثن بِسَائِر العلاج وتفصد الصَّافِن أَو من مابض الرّكْبَة ودرور الْبَوْل نَافِع لَهُم جدا.
وَيجب إِذا عزمت على سقِِي الخربق أَن تتقدم فتلطف الأخلاط فتهيها للقيء وتلين الْجِسْم لِأَنَّهُ إِن لم تلطف الأخلاط لم يُؤمن مَعَ الخربق التشنج وانصداع الْعُرُوق لقُوَّة الخربق وَشدَّة تمديده وَهَذَا علاج الاحتراس من تولد الْحَصَاة فِي الكلى.
ابيذيميا: الدوالي تسقى من أوجاع الكلى. أبقراط: لم أر أحدا مِمَّن جَاوز الْخمسين سنة برِئ من عِلّة الكلى إِذا كَانَت. جَوَامِع النبض الصَّغِير: يتبع ورم الكلى إِن قل عسر الْبَوْل وَإِن أفرط احتباسه الْبَتَّةَ.
من تقدمة الْمعرفَة: الأوجاع الَّتِي فِي الْقطن مَعَ حمى فَإِنَّهَا مَتى ارْتَفَعت إِلَى فَوق نَاحيَة الْحجاب أحدثت اخْتِلَاط عقل فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك دَلِيل ردئ مَاتَ العليل وَإِن كَانَت الدَّلَائِل محمودة فليقو رجاؤك فَإِن ذَلِك الوجع سيذهب. لى هَذَا خراج فِي مَوضِع الكلى والدلائل المحمودة والردئة الَّتِي تؤحذ هَاهُنَا من هَذَا الْموضع.
الْفُصُول: مَتى حدث فِي الكلى ورم حَار كَانَ فِي أَجْزَائِهَا اللحمية كَانَ الوجع ثقيلاً يَعْنِي أَنه يحس صَاحبه مَعَ الوجع شَيْئا ثقيلاً وَمَتى كَانَت الْعلَّة إِنَّمَا هِيَ فِي الغشاء الْمُحِيط بالكلى والتجويف الَّذِي فِيهَا وعروقها الضوارب وبباب مجْرى الْبَوْل كَانَ الوجع حاداً. الْعِلَل الَّتِي تكون فِي الكلى والمثانة يعسر برؤها فِي الْمَشَايِخ.
القروح الْحَادِثَة فِي هَذِه الْمَوَاضِع لَا تندمل لِأَنَّهُ يمر فِيهَا فضول حادة تهيجها وَلَا(3/260)
تدعها تندمل وَهُوَ فِي الْمَشَايِخ أعْسر لضعف الْأَفْعَال الطبيعية فيهم. من كَانَت بِهِ علل فِي الكلى وَعرضت لَهُ الْأَعْرَاض الَّتِي يَقع دَمهَا فِي الْبَوْل إِن حدث بِهِ وجع فِي صلبه فَإِن بِهِ فِي كلاه دبيلة تُرِيدُ الانفجار إِلَى خَارج وَإِلَيْهِ تنفجر وَإِن كَانَ الوجع فِي الْمَوَاضِع الدَّاخِلَة فَإلَى دَاخل تنفجر وَقد تعرض أوجاع فِي الْقطن وَيكون الْخراج فِي العضل الَّذِي فَوق الخرز الَّذِي عِنْد الكلى وَإِذا كَانَ ذَلِك لم تكن عَلَامَات دَالَّة على خراج الكلى.
الميامر: قَالَ رجل يوثق بِهِ: إِنَّه يُؤْخَذ قصبان الكرنب فتعصر وَيشْرب من ذَلِك المَاء على الرِّيق قوانوسين وينثر عَلَيْهِ شَيْء من ملح تِسْعَة أَيَّام فَإِنَّهُ يبلغ فِي شِفَاء علل الكلى غَايَة الْبلُوغ.
من كتاب ينْسب إِلَى أرسطاطاليس فِي الْمسَائِل الطبيعية: كَثْرَة الْبَوْل يضعف الكلى لِأَنَّهُ يفرغ)
شحمها ورطوبتها الْخَاصَّة وَكَذَلِكَ كَثْرَة الْجِمَاع لروفس قَالَ: فِي الكلى تضعف عِنْد الشيخوخة الْهَرم وَمن ركُوب الْخَيل بَغْتَة من غير عَادَة وَمن ضَرْبَة تعرض للصلب والتعب الشَّديد وانتصاب طَوِيل للشمس وَالسّفر الْبعيد فَفِي هَذِه الْأَحْوَال تقبل قوى الجاذبية للبول وَقد ينحدر فِي هَذِه الْأَحْوَال شَيْء من رطوبات دموية فَرُبمَا كَانَت سَببا للتقرح.
الْأَعْضَاء الألمة: مَتى ابْتَدَأَ وجع فِي الكلى دفْعَة فَإِنَّهُ يكون لحصاة ذَات قدر إِمَّا فِي بطُون الكلى وَإِمَّا فِي مجاري الْبَوْل وَعند الوجع يشبه وجع القولنج ويفصل بَينهمَا لِكَثْرَة التهوع وشدته وَإِن الَّذِي يخرج بالقيء شَيْء بلغمي وَمَعَهُ مرّة وجزء من الطَّعَام الَّذِي أكل وَقد يفرق بَينهمَا أَيْضا بالموضع إِذا كَانَ وجع القولنح عَالِيا وَأما إِذا كَانَ سافلاً فَلَا وَأَيْضًا فَإِن وجع الكلى مرتكز ووجع القولنج يَمْتَد إِلَى مَسَافَة أبعد وَيَأْخُذ من الْبَطن موضعا أكبر وَلَا يخرج من العليل ريح فضلا عَن سواهُ فَإِن خرج مَعَ الْبَوْل رمل أَو حَصى فَلم يبْق فِي الْأَمر شَيْء من الْبَحْث. وَكثير من النَّاس مَتى اعتل هَذِه الْعلَّة أحس بوجع يسير فِي أول الْأَمر مرّة إِلَى جَانب الْعَانَة وَلَا يَكُونُوا بعد قد بالوا بولاً رملياً وَمن أَصَابَهُ ذَلِك فَإِنِّي أسقيه دَوَاء يفت الْحَصَى فِي الكلى فاجمع لذَلِك أَن تعرف الْعلَّة تعرفاً صَحِيحا ولتكن مداواته بالرفق واللين وَذَلِكَ إِذا وجدت بعد الدَّوَاء رملية فِي الْبَوْل علمت أَن الْعلَّة فِي الكلى وسقيته فِيمَا تقدم من تِلْكَ الْأَدْوِيَة بِأَعْيَانِهَا وَإِذا كَانَ علمك قد تقدم فَإِن الكلى عليلة فَرَأَيْت العليل يُصِيبهُ وجع مَعَه نافض مُخْتَلف فِيمَا بَين فترات وَعم مَعَ ذَلِك حميات لَا يجْرِي أمرهَا على نظام فابطحه على بَطْنه وسله هَل يجد مس شَيْء من الثّقل مُعَلّقا من بَطْنه واقلبه أَيْضا على جنبه مرّة مرّة وسله هَل يجد ثقلاً مُعَلّقا فِي الْجَانِب الْأَعْلَى فَإِنَّهُ إِن كَانَ فَاعْلَم أَن خراجاً فِي ذَلِك الْموضع وَإِذا نضج هَذَا الْخراج وبال قَيْحا استراح من ذَلِك الوجع إِلَّا أَن الكلى تكون على وَجل من تِلْكَ القرحة وَلذَلِك يجب أَن تعرض وتجتهد فِي خَتمهَا وإدمالها لِأَنَّهَا إِن لم تدمل صَارَت عسرة الْبُرْء عسراً كثيرا جدا والعلامات الدَّالَّة على أَن القرحة بَاقِيَة هُوَ مَا خرج مَعَ الْبَوْل من الْقَيْح ودام الوجع وَفِي الْحِين يخرج مِنْهُم قشر قرحَة وَقد يخرج دم أَيْضا وَإِذا(3/261)
خرج الدَّم فَهُوَ يدل على أَن القرحة متأكل. قَالَ: وَقد ينخرق فِي بعض الْأَوْقَات عرق فِي الكلى من أجل كَثْرَة الدَّم أَو من أجل سقطة أَو ضَرْبَة فيبول العليل دَمًا كثيرا وَرُبمَا انْفَتح فِيهَا عرق وَأما قُرُوح الكليتين فأصح علاماتها حبيبات لحم صغَار خرج فِي الْبَوْل وَهِي أَجزَاء من جَوْهَر الكلى خُرُوجهَا من القرحة نَفسهَا من كَثْرَة التآكل وَأما الْأَجْسَام السليخة)
بطاقات الشّعْر فَإنَّا قد رأيناها وَأَنا أرى أَن الْأَقْرَب من الْإِقْنَاع أَن يتَوَلَّد هَذِه فِي جَوف الْعُرُوق على نَحْو تولد الْعرق الْمدنِي وَهَذِه الشعرات تكون عَن خلط غليظ لزج يجمد بالسخونة فِي جَوف الْعُرُوق. قَالَ: وَقد شفيتها بالأدوية الَّتِي تدر الْبَوْل. قَالَ: وَلست أفهم الْعلَّة فِي طولهَا.
قَالَ: وَجَمِيع من عرض لَهُ هَذَا الْعَارِض لم يعرض لَهُ مَكْرُوه فِي الكلى وَلَا بعد فَإِن شربوا الْأَدْوِيَة المدرة للبول برؤا وَلم ينلهم شَيْء من الْمَكْرُوه فِي كلاهم وَلَا مثاناتهم وَلَا رَأَيْت الَّذين يستفرغ مِنْهُم الْقَيْح الْكثير بالبول إِذا كَانَ ذَلِك يَجِيء من فَوق الكلى أضرّ بِشَيْء من آلَات الْبَوْل كَمَا أَنه لَا يضر الإستفراغ الْكَائِن عَن الكبد بالأمعاء على أَنه قد تكون أَشْيَاء رَدِيئَة حادة فِي بعض الْأَوْقَات وكما أَن المرار إِذا مر بالأمعاء مُدَّة سحجها كَذَلِك الْبَوْل الحاد إِذا مر وقتا طَويلا بِهَذِهِ أحدث فِيهَا قرحَة.
قَالَ: 3 (من علل الكلى) عِلّة يَبُول صَاحبهَا بولاً منتناً بمائية الدَّم المغسول اللَّحْم الطري كَمَا قلت فِي عِلّة الكبد إِلَّا أَنه أَكثر مِنْهُ فِي ذَلِك قَالَ: وَهَذِه تعرض بِسَبَب ضعف الكلى فِي قوتها الماسكة كَمَا يعرض ذَلِك من أجل ضعف الكبد ويعرض أَيْضا لاتساع أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي تصفي الْبَوْل من الْعرق الأجوف. لى نحتاج أَن نقُول: تعرض فِي الكلى والمثانة مِمَّا يشْتَرك القَوْل فِيهِ كَيْت وَكَيْت.
سرابيون: إِذا كَانَ فِي الكلى ورم فِي لَحمهَا نَفسه كَانَ مِنْهُ وجع ثقيل تحس بِهِ فِي الْمَوَاضِع الخالية وَإِن كَانَ فِي الغشاء الْمُحِيط بهَا كَانَ مِنْهُ وجع ناخس وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ فِي تجويفه أَو مجْرى الْبَوْل فَإِنَّهُ يحدث فِي ورم هَذِه وجع حاد لَا يَسْتَطِيع العليل أَن ينصب قامته وَلَا ينْهض فَإِن عرضت لَهُ عطة أَو شعلة صَاح من شدَّة النخس وَلَا يَسْتَطِيع النّوم على بَطْنه فِي ورم الكلى وَغَيره مِمَّا ذَكرْنَاهُ بل يجب أَن ينَام على الْقَنَاة لِأَن الْأَعْضَاء الوارمة تكون مُسْتَقِرَّة فَإِذا نَام على الْبَطن كَانَت مُتَعَلقَة ووجع الكلى يَمْتَد مرّة إِلَى الكبد ومة إِلَى الثنة والمثانة حَتَّى أَنه رُبمَا بلغ الإحليل وَإِن كَانَ الورم فِي الْكُلية الْيُمْنَى فَإِن الوجع يكون فِي نَاحيَة الكبد لِأَنَّهَا أرفع من الْيُسْرَى وَهِي تماس الكبد وَإِن ورمت الْيُسْرَى كَانَ الوجع إِلَى أَسْفَل والأعضاء السُّفْلى أميل وَإِن ورمتا جَمِيعًا ورمت لورمها جَمِيع المثانة وامتد الوجع إِلَى الإحليل وتألم مَعَه الْأَوْرَاك وتبرد الْأَطْرَاف وخاصة من الرجل وَيكون الْبَوْل فِي الِابْتِدَاء مائياً ثمَّ يحمر بِآخِرهِ لِأَن الصلابة تسرع إِلَى أورام الكلى)
فَمِنْهَا مَا لَا يبرأ(3/262)
الْبَتَّةَ بل تطول مدَّته حَتَّى ينتهك الْجِسْم وتدق الْأَوْرَاك وتبرد الْأَطْرَاف وتهزل وتذوب الإلية وتضعف السَّاق جدا هَذَا إِذا ثَبت الورم وَلم يجمع فَإِن هُوَ جمع فَإنَّا نذْكر أخيراً وَأما الأورام الْحَادِثَة فِي المثانة فَإِنَّهُ يكون مَعهَا ورم فِي الْعَانَة والدرور وانتفاخ الثنة وتلهب شَدِيد وقيء مري وعسر الْبَوْل والربو وعطش قوي وتبرد الْأَطْرَاف وَلَا تسخن إِلَّا بِجهْد وَقد يعرض للشباب والغلمان وَقت نَبَات الْعَانَة وَقَبله بِقَلِيل وَيكون مَعَ ورم المثانة حمى وصداع وسهر وَحُمرَة الْعين وَالْوَجْه والشخوص والتأذي بِكُل حريف غذَاء كَانَ أَو دَوَاء وَكَذَلِكَ فِي الكلى فِي جَمِيع الْمَادَّة فِي الكلى فِي هَذِه النواحي وتعرف ذَلِك من انتفاخ الْمَوَاضِع الخالية وأوجاع فِي الْقطن وَإِذا اضْطجع العليل على جَانب أحس فِي الْجَانِب الْأَلَم بثقل مُعَلّق مِنْهُ وَيكون مَعَ ذَلِك حمى مختلطة لَا نظام لَهَا ونافض وتلهب شَدِيد بعده وَبَوْل نَارِي فَإِذا انفجرت الْمدَّة نقصت هَذِه الْأَعْرَاض وخاصة إِن كَانَ حَال الْخراج حَالا حميدا وَيعرف حَمده ورداءته من أَن تكون الْمدَّة بَيْضَاء نقية متوسطة فِي الرقة والغلظة غير مُنْتِنَة فَإِذا كَانَ ميل الْمدَّة إِلَى المثانة فَهُوَ أَجود وَإِن كَانَ نَحْو الأمعاء فَهُوَ أردى وأشر من هَذِه أَن تلبث الْمدَّة فِي الكلى فَلَا تنْحَل عَنْهَا وَيحْتَاج أَن يعان ببط أَو كي فاحتل بِكُل حِيلَة إِن كَانَ الْخراج لَيْسَ بِموضع أَن ينْحل بِأَن تنضجه بالتكميد الدَّائِم والأضمدة المتخذة من دَقِيق الْحِنْطَة والتين بِمَاء الْعَسَل وَمَتى احتجت تقويته فاخلط فِيهِ أصُول السوسن والمازريون واسق من دَاخل الْأَدْوِيَة الحارة المدرة للبول كالوج وَحب الْفَقْد فَإِن هَذِه تعين على النضج وتنقى هَذِه الْأَعْضَاء بالبول فَإِن لم تدر المدرة فِي الْبَوْل وَاسْتعْمل الحقن الحارة وَلَا تفتر عَن التكميد والضماد فَإِن كَانَ مَعَ هَذَا تلهب فَلَا تسْتَعْمل الحارة بل اللينة مِنْهَا وَكَذَلِكَ فِي الحقن فَاسْتعْمل اللَّبن وَمَاء الشّعير والبزور والآبزن فَإِن بقيت الْمدَّة فأسرع فِيهَا بِلَحْم الْجرْح فَإنَّك مَتى غفلت عَنهُ لم يبرأ الْبَتَّةَ. لى اسْقِهِ الطين الأرميني والرومي والكهرباء والأفيون والجلنار والصمغ وضمد بالقوابض وَاجعَل القوابض مجففاً ودع الشَّرَاب مَا أمكنك وحض على أَقَله فَإِن هَذَا تَدْبِير إلحام القرحة وَمَتى طبخت اللَّبن حَتَّى تفنى مائيته ثمَّ جعلت فِيهِ طيناً أرمينياً وَنَحْو ذَلِك وسقيته كَانَ جيدا وَإِن كَانَ فِي المثانة فزرق فِيهَا مَا تحْتَاج إِلَيْهِ.
قَالَ: القروح فِي آلَات الْبَوْل إِمَّا فِي الكلى وَإِمَّا فِي مجاري الْبَوْل أَو فِي المثانة أَو الْقَضِيب ويلزمها بَوْل الدَّم والمدة وَإِن كَانَت فِي الكلى كَانَ الوجع من خلف فِي الْقطن وَإِن كَانَت فِي المثانة فَفِي)
الثنة من قُدَّام وَإِن كَانَت فِي مجاري الْبَوْل أحس بالوجع فِي الْوسط وَإِن بَال العليل عسر الْبَوْل مَعَ ذَلِك وتقطيره فَإِن القرحة فِي المثانة وَإِمَّا فِي مجاري الْبَوْل وَإِذا جرى بسهولة فالقرحة فِي الكلى وَإِن كَانَ الْبَوْل غليظاً أَو متوسطاً فِي الغلظ وَإِن كَانَت القرحة فِي المثانة كَانَ الْبَوْل منتناً وَكَانَت فِيهِ قشور وَإِن كَانَ فِي المجاري كَانَت(3/263)
القشور وَلم يكن النتن وَإِذا كَانَت القرحة فِي المثانة كَانَ الوجع أَشد حسا أَو فِي الكلى يكون الوجع أقل لِأَن حسها ضَعِيف ومجاري الْبَوْل متوسطة والأوجاع فِي المثانة لَهَا قُوَّة شَدِيدَة وتمدد. وَالَّتِي فِي الكلى لَيست لَهَا شدَّة وجع بل ثقل وأوجاع مجاري الْبَوْل تشبه أوجاع المثانة والأوجاع الْحَادِثَة فِي هَذِه أجمع إِذا كَانَت متقرحة فَهِيَ أقل مِنْهَا إِذا كَانَت وارمة لم تنضج وَإِذا كَانَ بَوْل الدَّم بعد ضَرْبَة فَلَا تشك أَنَّك أصبت السَّبَب وَهُوَ انصداع عرق وَحِينَئِذٍ تعلم مَوْضِعه بِكَثْرَة الدَّم فَإِنَّهُ إِن كَانَ كثيرا دلّ على أَنه فِي الْأَعْضَاء الْعلي ويحس الوجع أَيْضا فِي مَوضِع الضَّرْبَة وَمَتى كَانَت الْمدَّة شَدِيدَة الِاخْتِلَاط مَعَ الْبَوْل جدا فَإِن ذَلِك إِمَّا أَن يكون مِمَّا فَوق الكلى فَإِن جرت الْمدَّة بِلَا بَوْل فَإِن القرحة إِمَّا فِي الْقَضِيب وَإِمَّا بِالْقربِ فَهُوَ فِي المثانة وَانْظُر حِينَئِذٍ فِي مَوضِع الوجع وقروح الكلى تَبرأ بِسُرْعَة بِالْإِضَافَة إِلَى قُرُوح المثانة لِأَنَّهَا لحمية والمثانة عصبية وَلِأَن المثانة يقرعها الْبَوْل خلاف قرعه للكلى لِأَنَّهُ يجمع إِلَى الكلى قَلِيلا قَلِيلا وَلَيْسَ بعد بفاسد حريف.
3 - (علاج القروح)
فِي هَذِه: الْوَاجِب تنقية القرحة أَولا بالأدوية الَّتِي تدر الْبَوْل وتنقي الْمدَّة والقيح كَمَاء الْعَسَل والبزور ثمَّ تعود بعد ذَلِك إِلَى الْأَدْوِيَة القابضة. وَإِن كَانَت الْمدَّة أعْسر احتجت إِلَى أصل السوسن مغلي بِمَاء الْعَسَل وبطراساليون وفراسيون وزوفا وَدون هَذِه طبيخ عابجون مَعَ مَاء الْعَسَل وَاسْتِعْمَال الأضمدة من خَارج بِمَا يمْنَع العفن ويوسع القرحة كدقيق الكرسنة مطبوخاً بِالشرابِ أَو تَأْخُذ وردا يَابسا وعدساً وَحب الآس فضمد بِهِ فَإِن هَذِه تمنع من عفن القرحة وتوسعها فَإِذا نقيت فَعَلَيْك بالقابضة المغرية والنضوج وَاجعَل الْغذَاء لُحُوم الطُّيُور الجبلية إِن أكل ذَلِك لضَعْفه والأجود أَلا يَأْكُل ذَلِك إِن احْتمل وَإِيَّاك السمين والأمراق بل اللَّحْم المهزول الْأَحْمَر شداً واعط الأحساء المدرة للبول مثل الحساء الَّتِي يتَّخذ من مَاء الشّعير وَالسكر وشحم الدَّجَاج فَإِن هَذِه تنقى وتسكن الوجع واللذع والحرقة فَإِن كَانَ الَّذِي يبرز من القرحة منتناً لذاعاً أسود والعليل قَلِيل الِاحْتِمَال لَهُ فَذَلِك دَلِيل على رداءة القرحة فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يحْتَاج إِلَى مَا ينقى ويجفف بِقُوَّة لِئَلَّا يتأكل فأعطه كرسنة مَعَ شراب حُلْو وضمد بدقيق الكرسنة مطبوخاً بشراب واحقنه أَيْضا بِهَذِهِ وَإِذا أردْت إدمال الْقرح فمل إِلَى القابضة وَاجعَل شرابهم رب الحصرم وأعطهم لحية التيس والطين الْمَخْتُوم والأرميني واخلط بهَا مَا يغري كَا لنشا والكثيراء وَبَعض البزور كبزر الْبِطِّيخ وبزر الكرفس أَيْضا كي يصل ويغوص وقشور اليبروج والأفيون وبزر البنج جيد لهَؤُلَاء خَاصَّة إِن كَانَت مَادَّة هُوَ ذَا ينصب إِلَى القروح أَو كَانَ الوجع شَدِيدا واخلط بهَا بعض الْأَدْوِيَة الحارة المدرة للبول لكَي ينبعث سَرِيعا بسهولة إِلَى مَوضِع الْأَلَم كبزر الكرفس الْجبلي وَغَيرهَا وَمن أفاضل هَذِه الْأَدْوِيَة أَقْرَاص الكاكنج وَهَذَا الدَّوَاء: بزر بطيخ بزر خِيَار بزر قرع حُلْو مقشر وخشخاش وصمغ اللوز ونشا وكثيراء وبزر الخطمى وبزر الرجلة وبزر الخبازى وَلَك مغسول(3/264)
وراوند صيني خَمْسَة خَمْسَة طين مختوم عشرَة لب الصنوبر الْكِبَار المقشر وبزر الكاكنج الْجبلي ثَلَاثَة عصارة السوس وسكر طبرزه وبزر قطونا عشرُون عشرُون الشربة خَمْسَة دَرَاهِم بجلاب أَو ميبختج وَأفضل مَا يشرب لبن الأتن وَإِن كَانَت القروح فِي الإحليل والمثانة فاحقنه بِمَاء لِسَان الْحمل ودهن بنفسج أَو شياف أَبيض وَلبن جَارِيَة أَو دَقِيق ببياض الْبيض ومرهم الأسفيذاج أَو احقنه بشاذنة واسفيذاج ومرتك ومرفا ونورة مغسولة أَيهَا شِئْت وَإِن كَانَت رَدِيئَة عفنة فاحقنه بأقراص قرطاس المحرق فَإِذا تنقى فعد إِلَى القابضة)
المغرية.
وَمَتى انْبَعَثَ من المثانة دم فاحقنه بطبيخ السلق والورد وَمَاء الرجلة والطين الْمَخْتُوم وطراثيث وَنَحْو ذَلِك بِمَا يلزق ويلحم الْجرْح سَرِيعا وَاجعَل مَعَه أفيوناً وَأَجْلسهُ فِي طبيخ جوز السرو والعفص وَنَحْوهَا وضمد الثنة بِمثل هَذِه أَو خُذ جلناراً وقاقياً فاسحقه بِمَاء صمغ واطل الثنة والدرادر وَأعد عَلَيْهِ الطلي مَرَّات حَتَّى يقوى ويخف عَنهُ فَإِنَّهُ نَافِع جدا فَإِن احْتَاجَ إِلَى استفراغ فاجعله بالقيء لَا بالإسهال لَكِن اجْعَل أغذيتهم بِمَا يلين الطبيعة فَقَط وأظن أَن اسْتِعْمَال الْقَيْء دَائِما لَا يحْتَاج مَعَه شَيْء آخر فِي علاج قُرُوح الكلى وأوجاعها وَاحْذَرْ الحركات القوية فَإِنَّهَا تمنع اندمال القروح وَاحْذَرْ الْحمام جدا فَإِنَّهُ ضار لأوجاع الكليتين وقروحها وَإِذا سكنت عَنْهُم الْحمى فأعطهم حينئذٍ لحم الدَّجَاج والجداء وأعطهم الفستق واللوز وَاحْذَرْ التِّين فَإِنَّهُ رَدِيء للقروح فِي هَذِه الْأَعْضَاء وأعطهم السفرجل والزعرور وَهَذِه جملَة قُرُوح أَعْضَاء الْبَوْل. قَالَ: لَيْسَ أشرف مِمَّا عولج بِهِ القروح فِي أَعْضَاء الْبَوْل وأظهرها نفعا كاللبن الرَّقِيق وَمثل لبن الماعز وَلبن الأتن فَإِن هَذِه تنقي الْبَوْل تنقية كَامِلَة ويسهل اندماله ويعدل الفضول المنصبة إِلَيْهَا وَإِن كَانَ الْجِسْم مَعَ ذَلِك مُحْتَاجا إِلَى تغذية وتسمين فَاسق لبن الْبَقر فَإِنَّهُ مَعَ تسكين الحدة يعدل ويخصب وينعش العليل فَإِذا سقيت اللَّبن فَلَا تعد دون أَن ينهضم وَلَا تسق إِلَّا والجسم نقي وَيكون من أَربع أَوَاقٍ إِلَى تسع أَكْثَره وصير مَعَه حينا من البزور مَا ينقي وحيناً مَا يدر وَاجعَل مَعَه الْأَشْيَاء الملطفة لتوصله كالكرفس وَنَحْوه وَمَتى أَبْطَأَ اللَّبن فِي الْمعدة فَاجْعَلْ مَعَه شَيْئا من ملح. 3 (الورم الصلب فِي الكلى) مَتى حدث فِي الكلى ورم صلب متحجر لم يحدث مَعَه وجع بل يحس العليل كَأَن ثقلاً مُعَلّقا فِي قطنه وَيتبع ذَلِك ضعف السَّاق وخدر الورك وَيكون الْبَوْل قَلِيلا أَبيض من أجل شدَّة ضيق الأوعية وَيحدث لذَلِك استسقاء لِأَن مائية الدَّم ترجع إِلَى الْجِسْم فعالج هَؤُلَاءِ بالملينة والمحللة والتكميد والتمريخ والحقن الملينة والأدوية الساكنة المدرة للبول إدراراً سهلاً فَإِن بِهَذَا التَّدْبِير يُمكن أَن يتَخَلَّص من الإستسقاء.
ابْن ماسويه: لبرد الكلى يحقن بدهن جوز أَو دهن البطم أَو دهن الإلية أَيهَا شِئْت الْأَدْوِيَة المقوية للمعدة تقَوِّي الكلى والمثانة مَتى ضمدت بِهِ. قَالَ: وَإِيَّاك وَحبس بَوْل الدَّم. لى هَذَا إِنَّمَا يحس فِي أول الْأَمر حَيْثُ تكون الْمَادَّة قَوِيَّة فَحِينَئِذٍ افصد وعالج لقطع(3/265)
الْمَادَّة فَأَما إِذا قلت الْمَادَّة وَذهب الإبتداء فَاسْتعْمل القابضة. قَالَ: وَإِن حقنت صَاحب وجع المثانة بدهن الْخلّ سكن وَجَعه على الْمَكَان وَإِن حقنت بِهِ سكن وجع الكلى.
روفس فِي كِتَابه لوجع الكلى: مِمَّا يسكن حرقة الْبَوْل: مرق الدَّجَاج السمين والحسو الفاتر بِاللَّبنِ وَاللَّبن نَفسه والبقلة اليمانية والسرمق والهليون والقرع والخس والسمك الصخري وَمَاء الشّعير.
قَالَ: والتين رَدِيء لهَذِهِ الْعلَّة لِأَنَّهُ ينزل بولاً حريفاً حامضاً والكمون الَّذِي يشبه بزر الشونيز نَافِع جدا لمن يَبُول علق الدَّم. وَيجب أَن يشرب بعد بزر الكرفس الكارباء فَإِنَّهُ يقطع بَوْل الدَّم من الكلى.
ابْن ماسويه: الْأَدْوِيَة الَّتِي تخرج الدَّم من الكلى والمثانة إِذا انتقدت شرب مِنْهَا مِثْقَال بِثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء الكرفس أَو قردمانا وزن مِثْقَال بِمَاء حَار أَو عود الفاوينا وزن دِرْهَمَيْنِ أَو حبه أَو عوده مَتى طبخ بِالْمَاءِ وَحب البلسان دِرْهَمَانِ وأظفار الطّيب بِمَاء حَار هُوَ مثل ذَلِك وانفحة الأرنب أَو كندر الْحمار أَو غاريقون أَو ساساليوس أَو مرَارَة السلحفات الْبَريَّة والزراوند الطَّوِيل زنة مِثْقَال وَمن الحلتيت نصف مِثْقَال وأطعمه مَاء حمص فَقَط.
أركاغانيس إِن حدث بَوْل الدَّم من ضَرْبَة على الظّهْر فَذَلِك لِأَن عرقاً فِي الكلى تصدع فافصده أَولا وضمد الظّهْر بأدوية مبردة قَوِيَّة كأضمدة الْمعدة.
الْعِلَل والأعراض: إِذا حدث الذوبان فِي الأخلاط مَالَتْ نَحْو الكلى فَإِن الْبَوْل يكون صديدياً. لى يتَقَدَّم هَذَا مايوجب ذوبان الأخلاط كالحميات المحرقة والتعب وَنَحْو ذَلِك.)
الْأَعْضَاء الألمة: بَوْل الدَّم يكون إِمَّا لانتفاخ فَم عرق أَو تَأْكُله وَإِمَّا لخرق عرق وَإِمَّا لضعف الْمُغيرَة فِي الكلى. لى هَذَا إِذا كَانَ فِي الكلى ويستدل على التأكل بالمدة وقشور القرحة وعَلى الْخرق بِأَن يتقدمه ضَرْبَة وعَلى الانتفاخ فَإِنَّهُ لاوجع مَعَه. لى وَهَذَا قانون فِي المثانة وَنَفث الدَّم.
مَجْهُول: إِذا كَانَت القرحة فِي مجاري الْبَوْل كَانَ الْقَيْح شَدِيد الِاخْتِلَاط بالبول وَكَانَ الوجع فَوق وَلم يَجِيء قيح إِلَّا مَعَ بَوْل وَإِذا كَانَت فِي المثانة كَانَ الوجع أَسْفَل وَكَانَ الِاخْتِلَاط دون ذَلِك وَإِذا كَانَ فِي الْقَضِيب جَاءَ الْقَيْح بعد الْبَوْل وَقبل أَوْقَات الْبَوْل.
الْأَعْضَاء الألمة: الْخراج الَّذِي ينفجر ويبال مِنْهُ الْمدَّة إِن كَانَ فِي المثانة كَانَ الوجع فِيهَا وَخرج الْبَوْل لَا تخالطه الْمدَّة ورسب فِي أَسْفَله ثفل شَبيه بالصفائح وَإِن انفجر فِي الكلى كَانَ الوجع فِي الْقطن وَخرج مَعَه فتات من اللَّحْم وَإِن كَانَ الْخراج إِنَّمَا انفجر فِي الْجَانِب المحدب من الكبد كَانَ فِي الْجَانِب الْأَيْمن وجع قبل خُرُوج الْبَوْل المرى وَإِن انفجر فِي الصَّدْر وَلم يكن الْبَوْل كدراً وَقد تستفرغ الْمدَّة من الرئة فِي بعض الْأَوْقَات(3/266)
وطريقها هُوَ الْعرق الضَّارِب الْأَعْظَم وَفِي بعض الْأَوْقَات بالبراز وَطَرِيقه الْعرق الأجوف.
الْيَهُودِيّ. قَالَ: اسْقِ من جمود الدَّم فِي المثانة بزر القثاء ودهن القرع الحلو بالسكنجبين واسق انفحة أرنب ورماد شبث بسكنجبين أَو صب دهن لوز على مَا فِي طبيخ بابونج واسقه وَإِذا كَانَ العليل سَاعَة يجد الوجع تخرج مِنْهُ الْمدَّة فَإِنَّهَا تَجِيء من الْقَضِيب وَإِذا كَانَ يَجِيء بعد الوجع بساعة جَيِّدَة فالوجع قوي فَاسْتعْمل فِيهِ قوانين قُرُوح الأمعاء وَمَتى كَانَت القرحة فِي الاحليل لم تختلط الْمدَّة بالبول لَكِن تخرج الْمدَّة أَولا ثمَّ يتبعهَا الْبَوْل وَإِذا كَانَ فَوق فعلى قدر اخْتِلَاطه بعده وتعرف ذَلِك أَيْضا من مَوضِع الوجع وَمن سرعَة الْخُرُوج بعد الوجع أَو بطئه.
الْفُصُول: إِذا كَانَت قرحَة فِي الكلى والمثانة ثمَّ كَانَت مِنْهَا فِي مَوضِع عرق ذِي قدر وخاصةً مَعَ تَأْكُل فَإِنَّهُ يتبعهُ بَوْل مُدَّة وَحدهَا وَقد تبال الْمدَّة وَالدَّم من مجْرى الْبَوْل وَهَذَانِ المجريان متوسطان بَين الكلى والمثانة وَأكْثر مَا تعرض القرحة فِي هذَيْن المجريين بِسَبَب حجر يمر فِيهَا من الكلى فيسحجها وَأما القروح الَّتِي تكون فِي نفس الاحليل فقد يخرج مِنْهَا الدَّم والقيح من غير بَوْله دم وَرُبمَا خرجت الْمدَّة مَعَ الْبَوْل عِنْد انفجار خراج فِي بعض الْمَوَاضِع الَّتِي فِي أعالي الكلى والمثانة فقد يُمكن مَتى انفجر خراج إِلَى نَاحيَة آلَات الْبَوْل أَن يَبُول صَاحبه مِنْهُ مُدَّة يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَأَما مَتى دَامَ الْبَوْل أَيَّامًا كَثِيرَة أَو شهرا فَإِن ذَلِك يدل على قرحَة فِي الكلى أَو فِي المثانة)
ويميز فِي أَي مَوضِع القرحة مِمَّا يخرج من آلَات الْبَوْل. الميامر قَالَ: لمن يَبُول الدَّم: شب يماني مِثْقَال كثيراء مثقالان صمغ سدس مِثْقَال يسقى بشراب حُلْو. مسَائِل حنين فِي بَوْل الْمدَّة الَّتِي تجْرِي من الكلى والمثانة تزمن مُدَّة طَوِيلَة وَمَتى تَجِيء من فَوق تَجِيء يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة.
الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: وَالَّذِي يَبُول الْقَيْح إِن كَانَ قد وجد قبل ذَلِك وجعاً فِي قطنه وَكَانَ يُصِيبهُ مَعَ ذَلِك قشعريرة على غير نظام فِي بعض الْأَوْقَات ونافض يسير مَعَ حمى فَإِن ذَلِك من خراج انفجر فِي كلاه وَإِذا كَانَ الوجع فِي نَاحيَة المثانة قبل أَن يَبُول الْقَيْح فالخراج الَّذِي يَجِيء مِنْهُ الْقَيْح الْآن كَانَ فِي المثانة وَإِذا كَانَ الوجع قبله فِي الْحجاب والصدر فِي أَي مَوضِع كَانَ أَو فِي نَاحيَة الكبد فَفِيهِ خراج وَيضم إِلَى ذَلِك سَائِر الدَّلَائِل الَّتِي تخص الخراجات فِي هَذِه الْأَعْضَاء وَقد يدلك أَيْضا اخْتِلَاط الْقَيْح بالبول فَإِنَّهُ إِن كَانَ شَدِيد الإختلاط كَأَنَّهُ مَضْرُوب فَإِنَّهُ يَجِيء من الْأَعْلَى وَإِذا كَانَ أَيْضا قَلِيل الِاخْتِلَاط أَو ممتداً فِي نواحيه فَإِنَّهُ من أَسْفَل على مِثَال مَا ذكرنَا فِي الأمعاء. قَالَ: وَإِذا خرج الْقَيْح وَحده من غير بَوْل فَإِن ذَلِك يدل دلَالَة صَحِيحَة على أَن مخرجه من المثانة أَو دونهَا وَأما الْقَيْح الْمُخْتَلط بالبول اختلاطاً شَدِيدا فَهُوَ يَجِيء من فَوق نَاحيَة الكبد والحجاب وَأما الْمُتَوَسّط الِاخْتِلَاط فَمن الكلى ويستدل بِشَيْء آخر إِن خرج مَعَ ذَلِك مثل لحم أَو قشرة مِمَّا تعرف بِهِ خُصُوصِيَّة ذَلِك الْعُضْو الَّذِي مِنْهُ يخرج يسْتَدلّ على أَن الْخراج فِيهِ وَذَلِكَ أَن القشور الَّتِي تتقشر وَتخرج من(3/267)
المثانة دقاق صفائحية وَالْأُخْرَى الَّتِي تخرج من الكلى عميقة لحمية قَالَ: والجانب المحدب من الكبد والأعضاء الَّتِي فَوْقهَا تتنقى بالبول وَأما الْجَانِب المقعر من الكبد والأمعاء والمعدة وَالطحَال فَإِنَّهَا تتنقى بالبراز والصدر بالسعال وَهَذِه طرقها الْمَعْرُوفَة وَرُبمَا كَانَ فِي الندرة لَهَا طرق بِخِلَاف الْعلَّة لَا يصدق الْأَطِبَّاء بهَا مثل إِذا كَانَ يستنقى الصَّدْر فِي الْغَائِط والمواضع الَّتِي دون الْحجاب بالبول وَقد رَأَيْت خراجاً كَانَ فِي الرئة استنقى من مدَّته بالبول وخراجاً كَانَ فِي الصَّدْر تنقى من مدَّته بالغائط قَالَ: وقيء الْقَيْح من الرئة إِلَى الكليتين لَيْسَ فِيهِ شكّ وَلَا ريب أصلا وَذَلِكَ كَمَا أَنه يلين الكلى شعب من الْعرق الأجوف كَذَلِك تجيئها شعب من الْعرق الْأَعْظَم الضَّارِب إِلَّا أَن هَذَا يكون قَلِيلا يسْبق نُفُوذه فِي إِلَى أَقسَام قَصَبَة الرئة إِلَّا أَنه قد يكون فِي الندرة استفراغ الْمدَّة المتولدة فِي الرئة بالبول وَأما السَّبَب فِي استفراغ مَا فِي الرئة بالغائط فَإِنَّهُ يظْهر فِي التشريح مرّة فِي الْحِين وَذَلِكَ أَن بعض الْأَبدَان قد يُوجد الْعرق الأجوف مُشْتَركا مَعَ الْعرق الشبيه بساق الشَّجَرَة مواصلاً لَهُ بعرق آخر متوسط)
بَينهمَا وَلذَلِك قد يُمكن أَن يكون الْقَيْح يجْرِي مِمَّا فَوق الْحجاب إِلَى الْقلب وَيخرج بالغائط وَأَن يكون الْقَيْح الَّذِي أَسْفَل الْحجاب يمر إِلَى الكلى وَيصير بعد إِلَى المثانة وَلَكِن لِأَن هَذِه الهيئات فِي أبدان قَليلَة جدا إِنَّمَا يكون ذَلِك فِي الندرة وَقد يعرض من جمود الدَّم فِي المثانة صفرَة اللَّوْن وَصغر النبض والغشى وَلَكِن أدل دَلِيل على ذَلِك احتباس الْبَوْل بعقب بَوْل الدَّم. قَالَ: وَأَنا أشفي من هَذِه حَالَة الْأَدْوِيَة المفتتة للحصى وَاجعَل شرابه السكنجين وَقد عَالَجت مِنْهُم كثيرا وخذها من بَابه فِي الْبَاب الَّذِي يحل الدَّم الجامد فِي الْمعدة واقعده فِي آبزن قد طبخ فِيهِ تِلْكَ الحشايش وازرق فِي مثانته من طبيخها وادهن خَارِجهَا بدهنه وَحمله مِنْهَا وَمن الدّهن بقطنة فِي معدته. قَالَ القرحة تحدث فِي الإحليل فعلامتها وجع يكون فِيهِ شَيْء يخرج فِي الْبَوْل من الْأَشْيَاء الْمَانِعَة للقرحة وَهَذِه يكون خُرُوجهَا قبل الْبَوْل فَأَما الَّتِي من المثانة فَإِنَّهُ يكون مخالطاً للبول مَعَ أَن القروح الَّتِي تكون فِي الإحليل تلذع لذعاً شَدِيدا عِنْد خُرُوج الْبَوْل لاسيما إِذا كَانَت نقية وتقشرت مِنْهَا القشرة. ثَمَرَة الآس وَهُوَ حبه يُؤْكَل رطبا ويابساً لحرقة المثانة وعصارته ذكر أَنَّهَا تفعل ذَلِك. وَقرن الايل المحرق مَتى شرب مِنْهُ فلنجاران مَعَ كثيراء منع وجع المثانة فِيمَا قَالَ وَقَالَ: الرجلة تذْهب لذع المثانة. الْبَيْضَة إِذا جعلت فِي حد مَا يتحسى نَفَعت من خشونة المثانة وملاستها. بولس: يجب أَن يتحسى صفرَة الْبيض مَعَ دهن لوز حُلْو بِلَا ملح. إِذا قشرت الْبَيْضَة وتحسيت نَفَعت من قرحَة المثانة جدا. الجوشير يذهب بجرب المثانة والزبد نَافِع من الورم فِي المثانة أَو الحرقة إِذا احتقن بِهِ.
اسْتِخْرَاج: الكاربا يقطع بَوْل الدَّم. الحندقوقا الْبري مَتى انْعمْ دقه وَشرب بشراب إِمَّا وَحده(3/268)
وَإِمَّا مَعَ مَاء وَمَاء خِيَار نفع من أوجاع المثانة. الحمص الْأسود ينقي المثانة وخاصة مَتى طبخ مَعَ فجل وكرفس وصب عَلَيْهِ دهن لوز حُلْو وَشرب بزر المقرونس جيد لأوجاع المثانة وَاللَّبن جيد لقروحها وجراحها وَقَالَ: ورق لِسَان الْحمل يشرب لوجع المثانة. وَقَالَ: المر مَتى شرب بعد سحقه بِمَاء يسكن الوجع الْعَارِض من احتقان الفضول فِي المثانة. الناردين القفليطي مَتى شرب بِالْخمرِ نفع من أوجاع المثانة. وقشر الكهرباء نَافِع لوجع المثانة. وَقَالَ: أصل النيلوفر يضمد بِهِ لوجع المثانة وَقَالَ: دهن السفرجل يقمع حرقة الْبَوْل إِذا حقن بِهِ الذّكر. ورق السذاب والسرو إِذا شرب مسحوقاً بطلاء نفع المثانة الَّتِي تصل إِلَيْهَا الفضول.
السكر الَّذِي يجمد على الْقصب مثل الْملح نَافِع لوجع المثانة. وَقَالَ: قصب السكر مَتى مص)
يذهب بحرقة المثانة.
وَقَالَ: قصب السكر مَتى مص يذهب بحرقة المثانة. ابْن ماسويه: عصارة السوس نافعة لوجع المثانة ج ورد إِن رب السوس وعصارته تجْلِس الحشكريشة فِي المثانة وَلحم الذبيب إِذا أكل نفع من وجع المثانة. وَقَالَ حب الصنوبر مَتى شرب ببزر قثاء نفع من وجع المثانة. ابْن ماسويه: الْعنَّاب نَافِع من وجع المثانة وَقَالَ: الكاكنج يسْتَعْمل فِي أدوية المثانة. الفجل جلاء لما فِي المثانة.
حب الصنوبر الْكِبَار جلاء للخلط اللزج فِي المثانة وقروحها.
ابْن ماسويه: وَمن الْقَيْح فِيهَا أَن يسحق بغطائه وَيشْرب مَعَ شَيْء من المر أَبْرَأ وجع المثانة.
الكثيراء مَتى انقع فِي ميبختج وَشرب نفع من حرقة المثانة. وَقَالَ: القثاء يُوَافق المثانة.
بزر القثاء إِذا شرب بِلَبن أَو بطلا نفع لقرحة المثانة. وَقَالَ: الراوند مَتى شرب نفع من وجع الكلى. الرازيانج ينقي المثانة. ابْن ماسوية: التِّين الْيَابِس جيد للمثانة يجلوها وَيخرج مَا فِيهَا من الفضول. يُقَال إِن ورق ذَنْب الْخَيل قد الحم جِرَاحَة وَقعت بالمثانة طبيخ أصل الثيل نَافِع من قُرُوح المثانة. وطبيخ ورق الْغَار إِذا جلس فِيهِ نفع أمراض المثانة وَقَالَ: الْخِيَار نَافِع للمثانة وَقَالَ: بزر الْخِيَار البستاني مَتى طبخ مَعَ بزر الحندقوقا البرى وَشرب بشراب سكن أوجاع المثانة.
ابْن ماسوية: بذر الخيارونباته أجمع نَافِع مَحْمُود للمثانة من الخشونة الْحَادِثَة فِيهَا وَإِن طبخت الملوكية بدهن ورد وضمد بِهِ الورم الْحَادِث فِي المثانة نفع. وَله فِي الْكَامِل الْأَدْوِيَة المنقية للمثانة والمحللة للسدد الْعَارِضَة. طبيخ الأسارون وطبيخ الوج ودهن الأقحوان وَحب العرعر واللوز المر إِذا شرب من كل وَاحِد مِنْهَا مثقالان بعد دقها ونخلها بِمَاء أصل الخطمى أَو مَاء اصل كزبرة الْبِئْر جلاء مَا فِي المثانة وَكَذَلِكَ يفعل خرؤ الديك إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء ورق الفجل وَكَذَلِكَ يفعل بذر القطف وعنب الثَّعْلَب وطبيخ البرنجاسف إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاث أوراق وبذر القطف مَعَ بذر القيصوم والزراوند الطَّوِيل والمدحرج إِذا شرب من كل وَاحِد من هذَيْن مثقالان بعد سحقهما ونخلهما بِمَاء المكرفس وبماء الرازيانج وَمَاء الفجل قدر ثَلَاث أوراق وَمَاء الرجلة إِذا شرب مِنْهَا أوقيتان مَعَ مَاء(3/269)
الأفسنتين وَمَاء الأبهل وَكَذَلِكَ يفعل حب البلسان ومقل الْيَهُودِيّ وَحب البان وبذر الفنجنكشت وهزار جشان وفاشرشنين وأصل السوس والفوذتج الْبري وَحب الفاوينا)
ومشكطرامشير من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ بعد السحق وَالنَّخْل وَيشْرب بِمَاء الكرفس يفعل مَا ذكرنَا وَكَذَلِكَ يفعل طبيخ الأفسنتين إِذا شرب مِنْهُ مِقْدَار أوقيتين أَو ثَلَاث أَوَاقٍ وطبيخ فوة الصباغين وَمَاء النمام وَمَاء الفوذنج النَّهْرِي وَمَاء النعنع المدقوق المعصور مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ فعل مَا وصفناه ونقى المثانة وَالَّذِي ينفع للريح الغليظة فِي المثانة: جوز السرو مِثْقَال بِمَاء حَار وَمن بذر الكاكنج مِقْدَار دِرْهَمَيْنِ وَمِمَّا ينفع حرقة المثانة: التِّين وطبحنية وَرب السوس وصمغ اللوز والكثيراء والأطرية وَالْخيَار والقطف والبقلة اليمانية وَالرُّمَّان الحلو والبنفسج وَنَحْوهَا.
اسْتِخْرَاج: وَتَنْفَع هَذِه الكلى فِي وَقت هيجان الْعلَّة وينفع من القرحة فِي المثانة: رب السوس وَأَصله وصمغ اللوز الحلو وبزر الْخِيَار والخطمى والنشا والجوشير إِذا كَانَت الْعلَّة من رُطُوبَة.
ابْن ماسوية قَالَ روفس: الْخراج الْحَادِث فِي المثانة لَا يكَاد يبرأ. للحرقة الْحَادِثَة فِي الْقَضِيب والمثانة: رغوة الْبذر قطونا رغوة حب الْخِيَار والسفرجل لبن جَارِيَة وشياف أَبيض يحقن بِهِ ويحقن بِلَبن أَو بَيَاض بيض ودهن ورد بمحقنة الأحليل وَقد يحقن أَيْضا بِشَيْء من المخدرات وَإِذا كَانَ فِي الأحليل خراج دَاخِلا فَأحرق الأسرب بالكندر وَاسْتَعْملهُ فِيهِ فَإِنَّهُ نَافِع وَمن بَال قَيْحا وَمُدَّة فليسق أَقْرَاص الكاكنج إِذا كَانَت علته قد غلظت فَأَما إِن كَانَت قشرته مبتدئة فينفعه البذور نَحْو بذر الْكَتَّان وبذر القثاء والخشخاش الْأَبْيَض والكثيراء والنشا يقرص ويسقى لماء بَارِد لحرفة الأحليل من تذكرة عَبدُوس: رغوة بذر قطونا بذر خطمي بذر سفرجل صنع عَرَبِيّ اسفيذاج بَيَاض بيض طري وَلبن النِّسَاء يزرق فِيهِ. لورم المثانة يحقن بِلَبن حلتيت وشحم بط وَمَاء الثَّعْلَب وَنَحْوه.
الْأَعْضَاء الألمة: تقطير الْبَوْل يكون إِمَّا من حِدة الأخلاط وَإِمَّا من قرحَة حدثت من حِدة الْبَوْل وَإِمَّا من ضعف الْقُوَّة الماسكة وحدة الأخلاط تكون إِمَّا من أجل الكلى وَإِمَّا من الكبد وَإِمَّا من أجل الْعُرُوق. إِذا دفعت إِلَى المثانة خلطاً حاداً أَو مُدَّة والقرحة الْحَادِثَة عَن حِدة الْبَوْل تعرف من أَن يكون فِي الْبَوْل شَبيه بالصفائح وَضعف الْقُوَّة الدافعة إِمَّا لأجل ورم وَإِمَّا لسوء مزاج بَارِد.
الْيَهُودِيّ: الدَّلِيل على ورم المثانة رَاحَة العليل إِلَى الكماد. قَالَ: وَقد يعرض مَعَ ورمها أَو الوجع فِيهَا حمى وسهر وعطش وهذيان وقيء الْمرة وَأسر الْبَوْل فَإِذا ظَهرت هَذِه مَعَ أسر الْبَوْل)
والمثانة ألمة فَمَتَى أمكن فاقصد الباسليق والصافن وكمده بِمَاء البابونج والشبث والخطمى والحلبة والكرنب واحقنه بحقنة لينَة فَإِنَّهُ يبرد الورم يتَّخذ من لبن النِّسَاء(3/270)
أَو شَحم البط وَإِن كَانَ يخرج من المثانة دم صَاف فاحقنها بِبَعْض الْمِيَاه القابضة والمغرية وضمدها بِهِ وأمل التَّدْبِير إِلَيْهِ بالسقي والضماد وَالْجُلُوس فِي الْمِيَاه وَإِن كَانَ فِيهَا قرح مزمن فاحقن بأقراص القرطاس المحرق وَإِن كَانَت قرحَة وبثرة غير مزمنة فاحقن بِاللَّبنِ وَمَاء الشّعير وَمَا يسكن وشياف أَبيض فَإِذا عرض فِي المثانة الْفساد من برد فاحقن بالأدهان بذر القثاء والبطيخ ودهن القرع وشحوم الدَّجَاج وَالْخبْز والسميذ وبذر الْكَتَّان وبذر الخطمى وَمن الْأَشْرِبَة الْجلاب وشراب البنفسج وينفع الْبيض الرعاد. معجون لحرقة الْبَوْل عَجِيب: بذر بطيخ مقشر وخشخاش أَبيض وَحب الصنوبر أَجزَاء سَوَاء وكثيراء ربع جُزْء وسكر كالجميع يدق وَيحل السكر فِي الْجلاب ويطبخ حَتَّى يصير مثل الْعَسَل ثمَّ يدق بِهِ ويعجن وَيرْفَع الشربة خَمْسَة دَرَاهِم. وينفع مِنْهَا اللوز بنج بدهن اللوز والفالوذج الدَّقِيق بدهن لوز. وينفع للحرقة مَعَ حرارة: مَاء الهندباء وَمَاء القرع وينفع مِنْهُ أَن يصب وزن دِرْهَمَيْنِ من دهن لوز على أُوقِيَّة ميبختج وَيشْرب كل يَوْم.
السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: قد رَأَتْ دَمًا جمد فِي المثانة فَأصَاب صَاحبه غشي وصفرة اللَّوْن وَصَارَ النبض من أَجله ضَعِيفا كَمَا يعرض عِنْد جموده فِي الْمعدة وسخن العليل واسترخى فسقيته دَوَاء يفت الْحَصَى مَعَ سكنجبين وَجعلت شرابه السكنجبين وَلم يفلت مِنْهُم أحد إِلَّا من 3 (من مسَائِل الْفُصُول) يفرق بَين الْمدَّة الَّتِي تَجِيء فِي الْبَوْل من الكبد وَبِالْجُمْلَةِ مَا فَوق الكلى فَإِنَّهَا تَجِيء يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ثمَّ تَنْقَطِع وَالَّذِي من الكلى والمثانة يَدُوم مُدَّة طَوِيلَة. يحْتَاج أَن يعرف لم هَذَا فَإِنِّي قد شاهدته بالتجربة حَقًا لِأَنِّي رايت قوما كَانَت بهم دبيلات عَظِيمَة فِي نَاحيَة الكبد والصدر بالوا مُدَّة يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَقَط وَقوم كَانَ بهم خراج فِي كلاهم نفج فبالوا مُدَّة شَهْرَيْن وَأكْثر وَمِنْهُم من لم يبله حَتَّى مَاتَ بعد سِنِين وخاصة من امتلاء بدنه وأحسب أَنه ناصور ويضمد حينا وَيجمع حينا كَسَائِر النواصير فَإِنَّهَا كلهَا تضمد مَا دَامَ الْجِسْم قَلِيل الأخلاط فَإِذا ابْتَدَأَ من الرَّأْس هَذَا فِيمَا لم يكن مِنْهَا ملتزقة التزاقاً محكماً فَإِنَّهُ يكون كَالصَّحِيحِ مادام الْجِسْم قَلِيل الأخلاط فَأَما على مَا فَوق فأحسب أَن ذَلِك إِنَّمَا يكون من أجل تِلْكَ الْأَعْضَاء إِنَّهَا تدفع الْمدَّة إِلَى طرق الْبَوْل دفعا غَرِيبا بالفش فِي بعض الْأَحَايِين فَإِنَّهُ كَذَلِك نجده يكون وَذَلِكَ لِأَنَّك لَا ترى خراجاً فِي الصَّدْر ينقى بالبول إِلَّا فِي الندرة فَإِذا انْدفع ذَلِك مرّة فِي الْحِين بالقسو انْدفع شَيْء كثير يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ فَإِذا خف الحفز رَجَعَ إِلَى طرقه الَّتِي تخصه وَإِذا بَال الْإِنْسَان بَغْتَة دَمًا فاقصده فِي الْمُخَالف أعْطه الطين القبرسي والنشا وَدم الآخوين والكهرباء والكندر وبزر الْخِيَار ولاتعطه بزوراً مَدَرَة للبول لِأَنَّهُ لاخير فِيهَا ويبول الدَّم إِمَّا لضربة وَإِمَّا لأكل شَيْء حريف وَإِمَّا لامتلاء فِي الْجِسْم وَكَثْرَة الشّرْب وضمد الكلى بالقوابض. لى على مَا رَأَيْت أقراصاً للقرحة الطرية فِي آلَات الْبَوْل: طين مختوم وكندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وكهرباء وصمغ عَرَبِيّ بِالسَّوِيَّةِ بزر بطيخ مقشر(3/271)
نصف جُزْء بزر كرفس ربع نصف جُزْء أفيون مثله الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم غدْوَة وَعَشِيَّة وَهَذَا يصلح لالحام القروح والنواصير فِي هَذِه الْمَوَاضِع فَمَتَى أردْت منع الدَّم الْقوي فزد فِيهِ عصفا فجا.
كناش ابْن ماسوية: إِذا أردْت أَن تعلم أَن فِي كلى العليل ورماً أَولا فمره أَن ينبطح على بَطْنه ويشيل صَدره من الأَرْض قَلِيلا فَإِنَّهُ يحس بثقل مُعَلّق وَإِن لم تكن مَعَ ذَلِك حمى مختلطة وَلَا كَثْرَة بَوْل فَلَيْسَ ثمَّ ورم حَار وَلَا شَيْء يجمع فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك خدر فِي الورك وَقل الْبَوْل واقشعر أَحْيَانًا وَلم يحم بعقبه فَفِي كلاه ورم صلب وَينْتَفع بعد ذَلِك بالملينة ضماداً وحقناً وشرباً وَمِمَّا يدر الْبَوْل بِرِفْق. لي فِي المارستان: إِذا كَانَت حرقة الْبَوْل شَدِيدَة فافصد الباسليق وَإِن كَانَت مزمنة فالصافن ومنعوه من الحريف والمالح والحامض والقوابض والزموه اللَّبن مَتى لم تكن حمى مَعَ البروز وَإِن كَانَت حمى فماء الشّعير والبزور وَإِذا كَانَ الْبَوْل مَعَ ذَلِك منصبغاً)
سقوه مَا يسهل الصَّفْرَاء وَزَادُوا فِي البزور مَا يُطْفِئ كبزر الرجلة وبزر قطونا وَإِذا كَانَ أَبيض قَالُوا هَذَا هُوَ البلغم المالح فسقوا بزر الكرفس وَمَاء الْأُصُول مَعَ البزور ولايفصدون. لي يجب عِنْد حُدُوث الأورام فِي الكلى والمثانة أَن يفصد ثمَّ أسهل بالأشياء اللينة وَأصْلح شَيْء مَاء الْجُبْن فَإِنَّهُ يجمع أحدار الصَّفْرَاء ومائيتها عَن آلَة الْبَوْل إِلَى الأمعاء فتقل حِدة الْبَوْل وتعدله أَيْضا وَهُوَ غَايَة مَا يحْتَاج إِلَيْهِ حَتَّى إِذا ظهر الهضم فأدر حِينَئِذٍ الْبَوْل باعتدال. لي لاشيء أصلح فِي هَذِه من مَاء الْجُبْن وَكَذَلِكَ فِي القروح فِي هَذِه الْأَمَاكِن فَإِنَّهُ يغسل هَذِه الْمَوَاضِع أَيْضا غسلا قَوِيا حَتَّى يبيض المَاء وَهُوَ جيد أَيْضا للقروح فِي هَذِه على أَن القروح تحْتَاج مَا يدر الْبَوْل لتنقى الْمدَّة وَأصْلح شَيْء مَا يخرج الصَّفْرَاء ويدر الْبَوْل ويعدل الحدة وَذَلِكَ كُله مُجْتَمع فِي مَاء الْجُبْن. 3 (مُفْرَدَات) اللوز المر يفتح وينقى بطُون الكلى وينفع من الوجع الْحَادِث عَن ارتباك أخلاط غَلِيظَة مِنْهَا. لي قد يكون حرقة الْبَوْل عَن شدَّة حرقته فِي عنق المثانة فَلَا سدة وَلَا ورم وَذَلِكَ يكون لِأَنَّهُ إِذا أدام الْبَوْل الْخُرُوج أوجع جدا فَأمْسك عَن قبض المثانة فَلم تزرق الْبَوْل لذَلِك لَكِن يتقطر كَالَّذي أصَاب الشَّيْخ فَإِنَّهُ يكون مَعَ السدة امتلاء المثانة وَمَعَ الورم وجع فِي جَمِيع الْأَحْوَال وَإِن لم يدم الْبَوْل وَفِي هذَيْن وَاجِب تقليل الْبَوْل مَا أمكن وَأما فِي هَذَا فَإِنَّمَا يهيج الوجع عِنْد مَا يُرِيد الْإِنْسَان الْبَوْل فَمَتَى قبض فِي المثانة كَانَ كَأَنَّهُ تزحر فَإِذا نزل سكن الوجع وَالْبَوْل يسيل قطراً وَكَانَ رجلا صَابِرًا فَأَمَرته أَن يحْتَمل شدَّة الوجع ويشد نَفسه ويجتهد فِي دفع الْبَوْل زرق وبال كالحال الطبيعية لِأَنَّهُ لَا مَانع لَهُ وَهَذَا أعظم عَلَامَات هَذَا الصِّنْف ويعالج بتبريد الْجِسْم فَيكون غير لذاع ويغير بِهِ الْموضع بِمَا يرْزق فِيهِ. لى وَأعلم أَن كَثْرَة إدرار الْبَوْل يُورث قروحاً فِي الْقَضِيب والمثانة وخاصة إِذا كَانَ حاراً.
مُفْرَدَات: أصُول السوس تملس خشونة المثانة. المر إِذا سجق وعجن بِعَسَل وَشرب سكن الوجع الْعَارِض من احتقان الفضول فِي الكلى والمثانة حب الصنوبر إِذا شرب(3/272)
مَعَ بزر القثاء بميبختج سكن حرقة الْبَوْل جدا حب الآس جيد لحرقة الْبَوْل ويدر الْبَوْل ويعصر وَهُوَ رطب وَيرْفَع. لى هَذَا جيد حَيْثُ يحْتَاج مَعَ ذَلِك إِلَى إمْسَاك الْبَطن التِّين مُوَافق للكلى والمثانة بزر القثاء البستاني مَتى فِي جَمِيع الْجِسْم خلط رَدِيء فليسق العليل مَاء الْعَسَل كثير المزاج وَذَلِكَ أَنه يحلل الأورام من غير لذع لاستفراغ الأخلاط الَّتِي قد لججت فِي الْأَعْضَاء وَهُوَ أَيْضا يقطع ويلطف)
ويحلل وَقد يفهم مَا ذكرت من مَاء الْعَسَل فِي جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تلطف من غير لذع وكما أَن الهدوء والسكون ينفع جَمِيع الْأَعْضَاء الَّتِي قد يحدث فِيهَا ورم فَكَذَلِك كَانَ يجب أَن تمكن هَذِه الْأَعْضَاء إِذا حدث فِيهَا ورم فَلَمَّا لم يُمكن ذَلِك فِيهَا إِذا كَانَت آلَة الْبَوْل فَيَنْبَغِي أَن يقلل من الشّرْب مَا أمكن لتمكن مُدَّة أَكثر وتفقد وَاحْذَرْ أَلا يكون فِي الْجِسْم فضول حارة فَإِنَّهُ إِن كَانَ الْأَمر كَذَلِك ثمَّ كَانَت تنحدر إِلَى المثانة رطوبات كَانَ ينَال هَذِه الْأَعْضَاء من الْأَذَى بِسَبَب تقليل الشَّرَاب أَكثر لِأَن الفضول الحادة تنكسر لِكَثْرَة المَاء وتحتد بقلته وخاصة إِذا خلط بِالشرابِ الْأَشْيَاء المسكنة للذع وَأما فِي وَقت تولد الأورام فَيجب أَن تسْتَعْمل الأضمدة والأدهان وَسَائِر الْأَشْيَاء الَّتِي تحلل الورم.
دَوَاء ينفع الورم الْحَار فِي الكلى والمثانة: بزر كتَّان مثقالان نشا مِثْقَال يعْطى مِنْهَا ملعقة مَعَ المَاء وَإِذا رَأَيْت فِي الْعَانَة وجعاً وَعرض للعليل اقشعرار مُخْتَلف وقتا بعد وَقت وَلَحِقت ذَلِك حمى مختلطة تَأْخُذ على غير نظام فَهَذِهِ تدل على أَن خراجاً سيخرج فِي الكلى فَإِذا نضج هَذَا الْخراج وانفجر خرجت الْمدَّة فِي الْبَوْل وَحدث عَن ذَلِك قرحَة تحْتَاج إِلَى الْمُبَادرَة فِي الإدمال وَذَلِكَ أَنَّهَا مَتى لم تندمل بِسُرْعَة عسر علاجها. فِي الصلابة تكون فِي الكلى من قَول روفس حكى عَنهُ اوربياسوس فِي كِتَابه قَالَ: أما الصلابة الَّتِي تكون فِي الكلى لَا تحدث وجعاً لَكِن يجد الْإِنْسَان بثقل مُعَلّق فِي الْمَوَاضِع الخالية ويخدر مِنْهُم الورك وينتفخ السَّاق ويضعف ويقل الْبَوْل وَتصير سخنتهم كسخنة من بِهِ فَسَاد المزاج وَيَنْبَغِي أَن تعالج بالقيروطى والمراهم الملينة والدلك والكمادات وادرار الْبَوْل فِي تنقية الْبَطن بالحقن.
روفس فِي كتاب وجع الخاصرة والكلى وَالْحِجَارَة فِيهَا قَالَ: لَا يُمكن صَاحب وجع الكلى أَن ينَام على بَطْنه لِأَن الكلى مَوْضُوعَة على الخاصرة وَإِن كَانَ الوجع فِي الْكُلية الْيُمْنَى ألهبت الكبد مَعهَا ويبلغ الوجع إِذا كَانَ صعباً إِلَى الصلب ومراق الْبَطن وتبرد الْأَطْرَاف ويبول بولاً كثيرا مُتَتَابِعًا وألم ووجع وَيكون بَوْله فِي أَكثر الْأَمر مائياً رَقِيقا فَإِذا اشْتَدَّ الورم احمر غليظاً وَفِي هَذِه الْحَال تدق عَجزه وتضرب ساقاه وَتَكون هَذِه العلامات أَيْضا فِي قُرُوح الكلى وعلاج أورام الكلى أَن يضجع على فرَاش لين وَلَا يحم حمى شَدِيدَة فَإِنَّهَا ضارة لجَمِيع الأورام ويسقى المَاء ويدر بَوْله إِلَّا أَن يحْتَاج إِلَى ذَلِك وَلَا يسهل بَطْنه لِأَن جذب الْموَاد فِي هَذِه الْحَال عَن هَذَا الْعُضْو أولى وَإِن احتجت إِلَى تليين بَطْنه(3/273)
فاحقنه بحقنة لينَة لعابية وَإِيَّاكُم والقوية)
الحارة واحقنه بِمَاء الشّعير وزيت وطبيخ بزر الْكَتَّان وخطمى وَنَحْو ذَلِك فَإِن سكن الوجع فانطلاق الْبَطن وَإِلَّا فكمده بالزيت الْحَار فِي صوف وَضعه على مَوضِع الوجع وَيجب أَن يكون قد طبخ فِي الزَّيْت سذاب وبلنجاسف وخطمى فَإِن لم يكف الوجع فافصد من الْمرْفق وضمد الْموضع بضماد مسكن للوجع من بزر كتَّان ودقيق الْحِنْطَة وَمَاء الْعَسَل وَمَتى احْتَجَبت أَن تقوى الضماد فَخذ كندرا وراتينجا وجعدة وكرسنة وشمعا ودهن السوسن وهئ مِنْهُ ضماداً والزمه الكلى فَإِن بَقِي الوجع محجمة فِيمَا بَين الْقطن والصلب فِي الخاصرة واشرطه شرطا خَفِيفا وكمده بعد الشَّرْط باسفنجة أقعده بعد ذَلِك فِي آبزن قد طبخ فِيهِ خشخاش وياسمين وقصب الذريرة وفقاح الاذخر ثمَّ كمد بِزَيْت حَار وَأَشْيَاء ذَلِك من الكمادات الدسمة والزم الْمَوَاضِع المراهم واللصوقات المرخية والشمع ودهن الْحِنَّاء واسقه أدوية تسكن الأوجاع كالرازيانج والجوشير اسْقِهِ مِنْهُ ثَلَاث ابولسات وبزر خشخاش وشيرج وبزر قثاء وبزر كرفس قدر مَا تحمل ثَلَاث أَصَابِع واسقه أفيوناً مثل الكرسنة تسقيه هَذَا بطلاء وَمَاء حَار. وَأَنا أَقُول: إِن دَوَاء فيلن عَجِيب هَاهُنَا فَإِذا سكن الوجع مِمَّا يَغْزُو الْبَوْل كالرطبة والمر وَالدَّار صيني وَإِذا كَانَ رَقِيقا لطيفاً فالوجع لم ينضج قَالَ: وَإِن كَانَ فِي الكلى ورم صلب فَإِنَّهُ يضعف السَّاق وَيفْسد المزاج وَيجب أَن تديم إغزار الْبَوْل خوف الاسْتِسْقَاء.
فِي الْفرق بَين وجع القولنج والكلى والمثانة: يعم هذَيْن الوجعين احتباس الْبَطن فِي الِابْتِدَاء والوجع الشَّديد وَذَهَاب الشَّهْوَة ورداءة الهضم والمغص ويخص القولنج إِن هَذِه أجمع فيهمَا أَشد وَفِي وجع الكلى أخف والوجع فِي القولنج فِي النَّاحِيَة الْيُمْنَى من المراق أَكثر ويتصاعد الوجع إِلَى الْمعدة والكبد وَالطحَال وَيحبس الثّقل حبسا شَدِيدا حَتَّى أَنه لَا يخرج وَلَا ريح أَيْضا وَإِن أجهدوا أنفسهم وَإِن خرج مِنْهُم ذبل يكون منتفخاً مثل أقثاء الْبَقر وَقد يخرج مِنْهُم بَوْل كثير.
فَأَما فِي وجع الكلى فَإِنَّهُ يحس بالوجع دَائِما على الكلى نَفسهَا شَبِيها بالشوك المغروز وتألم الخصية الَّتِي بحذاء الْكُلية العليلة وَرُبمَا حركت الْبَطن من غير شَيْء بحركة ريَاح وَشَيْء مري وَالْبَوْل قَلِيل فِيهِ شَيْء كالرمل كثير ويجد حرقة فِي مجْرى الْبَوْل والاحليل فَهَذِهِ ترتكن الْحَصَاة فِي الكلى.
بولس قَالَ: يعرف الورم الْحَار الْعَارِض فِي الكلى والمثانة بالتهاب الْموضع مَعَ ثقل ووجع وَحمى وهذيان وَقذف مراري صرف واحتباس الْبَوْل مَعَ هَذِه تدل على أَن الورم الْحَار فِي المثانة)
فاليقصد من سَاعَته إِلَى الأضمدة والنطول الَّتِي تسكن وتقوى مثل الْمَعْمُول بِالشرابِ والحلبة وأصول الخطمى وَاسْتعْمل الحقن اللينة بالزيت وحشيش الأفيون أَيْضا وشحم الاوز وَفِي التهاب المثانة اجْعَل فِيهِ من الأفيون قدر قِيرَاط وَنصف مَعَ مر وزعفران وزيت ويحتقنون بِهِ ويسقون مَاء حاراً وَالْعَسَل قبل سَائِر العلاج وَيمْنَعُونَ من إدرار الْبَوْل جدا وَكَثْرَة الشّرْب إِلَّا أَن تكون الرُّطُوبَة المرية كثرت فيهم فَحِينَئِذٍ شرب المَاء وَحده الْكثير يَنْفَعهُمْ أَو مَعَ شَيْء يدر الْبَوْل بِلَا لذع مثل بزر الكرفس فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن يُؤْخَذ مِنْهُ جزءان(3/274)
ونشا ستج جُزْء ويسقون مِنْهُ ملعقة بِمَاء وبز قثاء وبطيخ وَإِن كَانُوا يحسون بَينهمَا يَلِي الكلى بحرارة والتهاب فلتضع على تِلْكَ الْمَوَاضِع خرقاً مبلولة بشراب أَو دهن ورد أَو بِمَاء وردا وبماء التفاح وشمع ودهن ورد وزعفران وَورد ودهن بابونج ومخ الْبيض قد خلطت مَعَ شَيْء من الْخلّ أَو مَعَ عصارة عصى الرَّاعِي وَاسْتعْمل بِآخِرهِ مرهم ديا خيلون مَعَ دهن بابونج وامنعهم من الْأَشْيَاء الحارة جدا لِأَنَّهَا تهيج الالتهاب وتولد الْمَادَّة وَمن الْأَشْيَاء الْبَارِدَة جدا لِأَنَّهَا تولد ورماً سَرِيعا وامنعهم من الاستحمام مَعَ الورم الْحَار مَا دَامَ الالتهاب وَأَن يستعملوا تَدْبِير المحمومين. 3 (الجسأ فِي الكلى) وَأما الجسأ فِي الكلى فَإِنَّهُ لَا وجع مَعَه بل يظنّ صَاحبه أَنه شَيْء مُعَلّق من نَاحيَة الخواصر وتخدر مِنْهُم الْأَوْرَاك وتضطرب مِنْهُم السُّوق ويبولون بولاً قَلِيلا وَبِالْجُمْلَةِ تكون حالتهم شَبيهَة بِحَال من ابْتَدَأَ بِهِ الإستسقاء وَيَنْبَغِي أَن تلين هَؤُلَاءِ بالشمع والدهن والأشياء الملينة والتمريخ وأنواع الكماد ويعطون أَشْيَاء تدر الْبَوْل ولين الْبَطن بالحقن.
من كتاب مَجْهُول قَالَ: قُرُوح الكلى علاجها البزور وَشرب لبن الآتن وَمَاء الْجُبْن والحقن بِالْمَاءِ الفاتر ودهن البنفسج ولعاب بزر قطونا ويضمد خَارِجا بالخطمى والبنفسج الْيَابِس والكرنب والحلبة بدهن البنفسج وَمَا كَانَ مَعهَا برد فاحقن بِسمن ودهن ولوز الكرنب والحلبة بدهن البنفسج ويضمدون خَارِجا بالحلبة والشبث وَمِمَّا ينفع القروح الكاكج والجنار والبطيخ والقرع والرجلة والكثيراء وبزر البنج واللوز الحلو وبزر الْخِيَار وَرب السوس واخلط مَعهَا إِن أردْت أَن تلطفها أفيوناً وسليخة وبزر كرفس. 3 (لوجع المثانة والكلى) يحقن بدهن حل يسكن من سَاعَته.
ابْن ماسويه لبرد الكلى: يحقن بدهن الْجَوْز والبطم والإلية والناردين أَيّمَا شِئْت يُمَيّز بَين القروح الْحَادِثَة فِي هَذِه الْأَعْضَاء من فعلهَا وَمن خَاصَّة جوهرها وَمن قواها ووضعها فَإِن المشاجة إِذا كَانَت فِي المثانة كَانَ الوجع فِي الْعَانَة وَفِي النَّاحِيَة السُّفْلى من الْبَطن وَمَتى كَانَت فِي الكلى والوجع فِي الجنبين وَرَاء الْبدن وَإِن كَانَت القرحة فِي المثانة حدث عَن ذَلِك تقطير الْبَوْل وعسره وَإِذا كَانَت فِي الكلى جرى الْبَوْل دَائِما فَإِن كَانَت فِي الكلى خرجت قطع لحم وَتخرج من المثانة قشور لحم مُنْتِنَة والمثانة ألمها يكون ألماً شَدِيدا والكلى تألم أقل ويحس فِيهَا بثقل وعلامات القرحة الَّتِي فِي المجاري الَّتِي بَين الكلى والمثانة ممزوجة من هَذِه.
روفس فِي كتاب وجع الخاصرة قَالَ: إِذا كَانَ فِي الكلى ورم قد قاح عرض ورم فَوق الانثيين وحر شَدِيد بِخِلَاف وجع الورم الَّذِي لم يقح فَإِنَّهُ شَدِيد جدا وحميات على غير نظام مَعَ قشعريرة وَيَنْبَغِي إِذا كَانَ فِي الكلى برد أَن ينفتح يعان على ذَلِك بِأَن يضمد الْموضع بِالتِّينِ وأصل السوسن ويسقى الْأَدْوِيَة المدرة للبول فَإِن لم ينفجر الورم فاحقنه بحقن حادة نَحْو هَذِه: خربق أسود وفجل وقثاء الْحمار يطْبخ بِمَاء وَيجْعَل عَلَيْهِ زَيْت ويحقن بِهِ(3/275)
ويمسكه مَا أمكن فَإِنَّهُ يفجر الورم فَإِذا انفجر فَإِن الوجع يسكن وضمده بضمادات لينَة إِلَى أَن يتم سُكُون الوجع ثمَّ اسْقِهِ الْأَدْوِيَة المدرة للبول حَتَّى يتنقى الْقَيْح كُله ويصفو الْبَوْل فَإِن لم يصف الْبَوْل ودامت الْحمى فاحقنه بطبيخ السوسن وبالعسل وَحده وَنَحْو ذَلِك من الحقن القوية الْعَسَل واسقه من فَوق مَا يُقَوي الْجرْح كَمثل كمون كرماني مَعَ طلاء وسذاب بِعَسَل أَو قاقلة مَعَ سذاب أَو بزر كراس مَعَ السذاب وضمده من خَارج بدقيق كرسنة معجون بشراب أَو عسل أَو ضماد من ورد يَابِس وعدس وَحب الآس يعجن بِعَسَل. وللورم الصلب هَذَا الضماد فَإِنَّهُ نَافِع من قُرُوح الكلى والزمه مَعَ الصلب الأرية وفوقها بِقَلِيل. وَمَتى كَانَ الْجرْح متأكلاً فاحقنه بالحقن الَّتِي تحقن بهَا من ذوسنطاريا الْفَاسِدَة وَإِن كَانَ الْقَيْح غليظاً لَا يسيل فأجلسه فِي مَاء حَار واسقه طبيخ الرازيانج والكرفس والفوذنج فَإِذا سقيته ذَلِك فاسقه بعد أَيَّام لبن الاتن وَعَسَلًا فَإِن هَذَا اللَّبن ينقي الْجرْح تنقية جَيِّدَة فَإِذا نقص الْقَيْح وَبَقِي العليل يجد فِي الْبَوْل حرقة فالزمه لبن الْغنم فَإِنَّهُ جيد للقروح فِي الكلى وَهُوَ يبرد الْجِسْم الَّذِي نهك من هَذَا الوجع لِأَن الْجِسْم يصير من جرح)
الكلى كَمَا يصير من جرح الرئة فَإِذا تنقى الْقَيْح واستقل العليل فغذه بالأغذية السريعة النضج شبه اللَّبن والأحساء والكشك والنشا وحسه مِنْهَا من دَقِيق وَلبن والأطرية ثمَّ بعد ذَلِك من دَجَاج سمين وحسه بعد ذَلِك حسا تتَّخذ من الكرسنة والباقلى وأطعمه بعد ذَلِك الهليون والخس والسرمق والبقلة اليمانية والقثاء فَإِن هَذِه الأغذية تسكن لذع الْبَوْل وتلين الْبَطن والفراريج والسمك الصخري والبندق والصنوبر واللوز ويجتنب التِّين فَإِنَّهُ رَدِيء لهَذِهِ الْعلَّة وَيتْرك المالح والحامض والحريف وَيلْزم السّكُون والدعة والغمز والاستحمام وَمَتى أفرط فِي الْأكل فليتقيأ وَلَا يقرب إسهال الْبَطن الْبَتَّةَ والقيء نَافِع لهَذَا السقم جدا لِأَنَّهُ مجتذب الفضول إِلَى فَوق فَإِذا اسْتعْمل أَكثر فليمش قَلِيلا قَلِيلا فِي مَكَان أملس مستوي وَيَتَّقِي الاحضار والوثب وَالرُّجُوع فَإِذا قوي فضل قُوَّة فليزد فِي مشيته وَيرجع إِلَى الْعَادة وَمَتى كَانَ رَأس الْخراج مائلاً إِلَى خَارج فَإِنَّهُ ينتفخ إِلَى خَارج وعلاجه وَاحِد فِي علاج القروح والخراجات.
بولس الاقشعرارات الْمُخْتَلفَة والحميات الَّتِي لَا نظام لَهَا تدل على خراج فِي الكلى ويستدل على خراج المثانة بِمَا ذكرنَا وَبِأَن الوجع يعرض مِنْهُ فِي مَوضِع المثانة وَإِذا كَانَ فِي الكلى فَإِن الْإِنْسَان إِذا اضْطجع على الْجَانِب الصَّحِيح يجد وجعاً فِي الْجَانِب الَّذِي بحذاء الصَّحِيح ويحس بِالْكُلِّيَّةِ كَأَنَّهَا معلقَة وَيجب فِي هَؤُلَاءِ اسْتِعْمَال الآبزن مَعَ الزَّيْت والضماد بغبار الرَّحَى وَالزَّيْت وعلك البطم وبدقيق الكرسنة مَعَ عسل وَإِن كَانَ غائراً زبل الْحمام والتين الْيَابِس وَمَتى خرجت مُدَّة كَثِيرَة مَعَ الْبَوْل دلّ على انفجار الْخراج وَقد تحدث القروح فِي آلَات الْبَوْل من عرق ينشق أَو تَأْكُل أَو حَصَاة تسحج. وَالْفرق بَين الْجرْح فِي الكلى والمثانة أَو فِي مجاري الْبَوْل: أَن الَّذِي فِي الكلى يَجدونَ الوجع فِي الظّهْر مَعَ ثقل وَلَا يصيبهم من الْبَوْل شَيْء وَتَكون الْمرة شَدِيدَة الإختلاط مَعَ الْبَوْل وفيهَا أَجزَاء لحمية صغَار وَإِذا كَانَ فِي المثانة وجد ألماً شَدِيدا فِي الْعَانَة وأسفل الْبَطن وَعرض عبر الْبَوْل وترسب الْمدَّة(3/276)
بعد أَن ينزل أَسْفَل القارورة لِأَنَّهُ لَيْسَ جيد الِاخْتِلَاط وَتَكون قشور رَدِيئَة الرَّائِحَة كالصفائح وَأما الرسوب النخالي فَيدل على جرب المثانة وَإِن كَانَ الْجرْح فِي مجاري الْبَوْل يكون اخْتِلَاط الْبَوْل بالمدة متوسطاً وَيكون فِي المَاء شبه الشّعْر وَيكون الوجع فِيمَا بَين الكلى والمثانة وَأما إِن كَانَ خُرُوج الدَّم والمدة من غير خُرُوج الْبَوْل فالجرح فِي الْقَضِيب وَيشْرب الَّذين بهم جرح فِي مجاري الْبَوْل مَاء حَار وَعَسَلًا أَو طبيخ الحلبة مَعَ عسل وبزر قثاء مَعَ ميبختج واعط الَّذين يَبُولُونَ الْمدَّة الطين الأرميني وَاللَّبن أَيْضا ينفع نفعا عَظِيما وَهَذِه)
الْأَدْوِيَة: بزر كتَّان نشا جزءان تجْعَل أقراصاً وَخذ حب الصنوبر عشْرين حَبَّة وَمن القثاء أَرْبَعِينَ حَبَّة ونشا دِرْهَمَانِ وَنصف فاسقها أجمع بِمَاء قد إِلَى فِيهِ ناردين يكون مِقْدَاره ثَمَانِيَة أَو بزر الكرفس كَهَذا الْمِقْدَار وَمن المَاء مِقْدَار رَطْل وَنصف وَقد تسقى هَذِه الْأَدْوِيَة مَعَ اللَّبن.
فَأَما أَنا فأستعمل هَذَا الدَّوَاء وَهُوَ كَاف فِيهَا: يُؤْخَذ كَمَا دريوس أَرْبَعَة أسارون اثْنَان فلفل أَبيض مثله دَار صيني دِرْهَم يسقى مِنْهَا ملعقتان بعد جودة السحق بميبختج وَإِن كَانَ محموماً فبماء وَقد يسكن اللذع والوجع الْحَادِث من العفن أَن يُؤْخَذ من النشا ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن القثاء خمس عشرَة حَبَّة وتضمد الْعَانَة واسفل الْبَطن بشمع ودهن مَعَ صوف الزوفا وشحم الإوز وَلبن رمان واحقن المثانة بِمَاء فاتر وَعسل أَو لبن وَعسل قَلِيل أَو بَيَاض الْبيض مَعَ بزر قثاء مقشر أَو مَعَ شَيْء مِمَّا ذكرنَا وَمَتى كَانَ فِي القرحة أكال فليحقن بالقرص الْمَعْمُول بالقرطاس المحرق ويضمد بِالتَّمْرِ وَالزَّبِيب مَعَ عفص أَو قاقيا وطراثيث وشب والقرحة فِي الْقَضِيب تعالج أَولا بِمَاء وَعسل رَقِيق بمحقنة ليغسل بِهِ ثمَّ يعالج بِلَبن ثمَّ يخلط بِهِ شياف أَبيض وقرص كاكنج بعد أَن يسحق فِي صلاية رصاص وتغمس فِيهِ فَتِيلَة رقيقَة وَتدْخل فِيهِ أَيْضا والعفص والنشا بِالسَّوِيَّةِ يسحق بعصارة لِسَان الْحمل ودهن ورد.
3 - (دَوَاء جيد يمْنَع الدَّم من المثانة)
شب يمَان مِثْقَال كثيراء مثقالان صمغ خمس أبولسات يشرب جَمِيع ذَلِك بشراب حُلْو.
دَوَاء نَافِع من القروح فِي المثانة حب الصنوبر الْكِبَار عشرُون حَبَّة بزر القثاء البستاني أَرْبَعُونَ حَبَّة نشاستج مِثْقَال بزر كرفس خَمْسَة مَثَاقِيل سنبل مِثْقَال بطبيخ السنبل وبزر الكرفس بِالْمَاءِ وتخلط سَائِر الْأَدْوِيَة بطبيخها وَيُؤْخَذ مِنْهَا مِثْقَال بقوانوشين من الطبيخ وَقد ذكرنَا فِي بَاب الكلى أَشْيَاء تحْتَاج إِلَى أَن تلاحظها من أَمر المثانة. وَأما الجرب الْحَادِث فِي المثانة: إِذا خرج فِي الْبَوْل قشور نخالية فَإِن ذَلِك دَلِيل على جرب فِي الْعُرُوق أَو فِي المثانة ويفصل بَينهمَا فَإِن الَّذِي يكون من قشور مَعَ بَوْل غليظ تدل على أَنَّهَا فِي المثانة وَمَا يكون رَقِيقا يدل على الْعُرُوق. فَأَما الورم الْحَادِث فِي المثانة فمهلك أَو خطر وَذَلِكَ أَن أَصْحَابه يحْمُونَ حمى حادة ويسهرون ويصيبهم اخْتِلَاط الذِّهْن ويتقيؤن شَيْئا مرارياً صرفا وَلَا يَبُولُونَ فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يُبَادر فِي الفصد إِن أمكن وَلَا يُؤَخر وَيصب على مَوضِع الورم الْأَشْيَاء المسخنة مثل الزَّيْت الَّذِي قد طبخ فِيهِ سذاب وأصل خطمى وَإِن طبخ مَعَ الزَّيْت خشخاش(3/277)
وذوب فِيهِ شَحم الإوز وشحم الدَّجَاج كَانَ أَجود ويحقنون بحقنة لينَة.
وَأما أَنا فَكنت آخذ أفيوناً نصف أبولوس وأديفه بِزَيْت مَعَ مر وزعفران وأحمل العليل فرزجة فَكَانَ الْأَلَم يهدأ ويسكن من سَاعَته وينام العليل والكمادات أَيْضا نافعة لهَذَا وآبزن المَاء الْحَار الَّذِي قد طبخ فِيهِ بزر كتَّان وحلبة وَحب البلسان الَّذِي يتَّخذ بالزوفا الرطب والجندبادستر إِذا وضعت على الْموضع. وَأما الخراجات الَّتِي تخرج فِي المثانة فتحتاج أَن تنضج وَيَنْبَغِي أَن تقصد لتحليل مَا كَانَ مِنْهَا قَوِيا عَظِيما فِي ابْتِدَائه لِئَلَّا يصير أمره إِلَى التقيح فَإِن لم يكن ذَلِك فلينضج على مَا وَصفنَا فِي بَاب الكلى وبالحرف ودقيق الكرسنة مَعَ الْعَسَل وخرو الْحمام والتين الْيَابِس والكمادات وعلاج القروح الْحَادِثَة هُوَ بِعَيْنِه علاج القروح الَّتِي تحدث فِي الكلى وتخصها أَعنِي قُرُوح المثانة إِن شرب اللَّبن يعظم نَفعه فِيهَا وتسكن هَذِه القروح بالأدوية تطلى على الْعَانَة كالقيروطي الْمُتَّخذ بالزوفا الرطب وَالسمن والميعة وشحم الإوز ويحقن الإحليل بِمَاء الشّعير وَاللَّبن ودهن الْورْد المسخن وتحقن الأمعاء بِمَاء الشّعير وَالسمن وبزر القثاء مسخن مَعَ لبن ويقطر على كل وَاحِد مِنْهُمَا دهن ورد ويحقن العليل بهَا وَهُوَ بَارك على رُكْبَتَيْهِ وَذَلِكَ أَن المثانة تنتفخ حينئذٍ وتتسع الأمعاء وَتقبل الحقنة بسهولة وَيدخل فِي آبزن حَار مرَارًا مُتَوَالِيَة ويعالج بِسَائِر)
علاجات قُرُوح الكلى وَقد تنفعها الْأَدْوِيَة الَّتِي ذَكرنَاهَا فِي بَاب المقعدة غير أَنَّهَا تحْتَاج أَن تنفذها إِلَيْهَا وَمن الزَّعْفَرَان والتوتيا وَالصَّبْر ويخلط بدهن ورد أَو عصارة لِسَان الْحمل وتحقن بهَا المثانة.
روفس فِي كتاب الخاصرة قَالَ: الفلغمونى فِي المثانة يكون من فضلَة الدَّم ويعرض مَعَه حمى لهبة جدا وسهر شَدِيد واختلاط الدَّم وقيء الصَّفْرَاء الْمَحْضَة واحتباس الْبَوْل وَيكون فَوق المثانة جاسياً ووجع شَدِيد وضربان وتبرد أَطْرَافه وَجل مَا يعرض للمراهقين وَيقتل سَرِيعا إِن لم يتقيح ويسيل وعلاجه الفصد وَالْقعُود فِي مَاء قد طبخ فِيهِ سذاب وشبث وأصول الخطمى والحقن اللينة تسكن وَجَعه وخاصة إِن كَانَت الحقن من خشخاش وشحم دَجَاج وأفيون قَلِيل فَإِنِّي قد جربته فَوَجَدته نَافِعًا وضمده بِمثل هَذِه الأضمدة فِي تسكين الوجع وَاللَّبن مَعَ قَلِيل تخدير وَأَجْلسهُ فِي الآبزن دَائِما ومره يَبُول فِيهِ واطبخ فِي المَاء بزر كتَّان وحلبة وَنَحْو ذَلِك من الْأَشْيَاء اللينة فَإِنَّهَا تلين الورم وَتخرج الْبَوْل وتضمد إِن اشْتَدَّ الوجع فالبنج واليبروج والخشخاش يعجن بزبيب ويضمد بِهِ الْموضع الوجع فَإِذا مكثت مُدَّة فهيء ضماداً من زوفا وشمع وجندبادستر وَضعه عَلَيْهِ وَلَا تدخل فِي الإحليل مرودا فَإِن ذَلِك يهيج الوجع جدا وَمَتى احْتبسَ الْبَوْل بعقب دم جدا من الْبَوْل فَذَلِك لِأَن فاحقنه بِشَيْء يذيب الدَّم الجامد وعلامة جمود الدَّم أَن يعرض للسقيم عرق كثير وَبرد فِي الْأَطْرَاف ويسقى أَيْضا مَا يحلل الدَّم ويطلى فَإِن لم يحل المزاج بط وَأخرج وَإِن خرج فِي المثانة خراج فاجهد أَن تفشه وتحلله فَإِن امْتنع فاجهد أَن تفتحه بالأضمدة وَسَائِر العلاجات(3/278)
الَّتِي ذكرت فِي بَاب الكلى والضماد المهيأ من زبل الْحمام والتين اجْعَلْهُ على عمق المثانة فَإِن الْخراج أَكثر مَا يكون هُنَاكَ وَتعلم ذَلِك أَن مَوْضِعه يجسو فَإِن كَانَ مائلاً إِلَى خَارج فَإِنَّهُ ينفجر إِلَى خَارج فَإِن كَانَ مائلاً إِلَى دَاخل فَإلَى دَاخل فَإِذا انفجر إِلَى دَاخل فَلَا يكَاد يبرأ لِأَن المثانة عصبية وَالْبَوْل يماسها دَائِما وَهُوَ جلاء مالح فعالجه بعلاج الكلى فَإِذا تنقى فاللبن والأغذية لِئَلَّا يكثر الْبَوْل اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تحدث أخلاط غَلِيظَة ثَقيلَة فَإِن جرحت المثانة فعلامتها القشور الَّتِي تخرج فِي الْبَوْل فَيجب أَن تداوى نعما فَإِنَّهُ إِن أزمن أورث جرحا وَهَؤُلَاء يبرؤن وَلَكِن تسكن أوجاعهم على حَال وعلاجهم الْمَنْع من الأغذية الحريفة فَإِن ذَلِك يسكن وجعهم وألزمهم الْأَطْعِمَة اللينة ومرق الدَّجَاج والرجلة والقرع والسرمق وَسَائِر مَا ذكرنَا والطلاء الْحَار ونقيع التَّمْر وأحساء من سميذ وَلبن والسمك والبقول الَّتِي تغزر الْبَوْل وأعطهم مَاء الشّعير)
وبزر الْخِيَار والقرع وبطيخ وَنَحْو ذَلِك من الَّتِي لَيست مفرطة الْحَرَارَة وَإِيَّاك والملوحة والحراقة فَإِنَّهَا تجرحهم وأطعمهم السراطين والأصداف والإوز وَلَيْسَ لَهُم علاج غير هَذَا. 3 (خلع المثانة) خلع المثانة يكون أَكثر ذَلِك من ضَرْبَة قَوِيَّة على الظّهْر يحزل عَلَيْهَا صلبه ووركه وينحف ساقاه ويهزلان وَرُبمَا سَالَ بَوْله دَائِما وَرُبمَا احْتبسَ وعلاجه: الصنوبر والاحضار وليدهن بدهن قثاء الْحمار والسوسن والغار ويتدلك بالنطرون والخل ودهن الْحِنَّاء ويحقن بحقن قَوِيَّة كالمهيأة من خربق وشونيز وقثاء الْحمار والقنطوريون فَإِن هَذِه الْأَدْوِيَة تَنْفَع هَذَا السقيم نفعا بَينا ويسبح فِي مَاء الْبحار واسقه أدوية حارة كالجوشير والفنجنكشت والكمون وَيلْزم الْقَيْء بالخربق ويدهن مراق صلبه وبطنه بعصارة تافسيا وَاجعَل مِنْهُ ضماداً وَاجعَل مَعَه أَشْيَاء طيبَة للريح وألزمه الأغذية الحارة وامنعه الْبَارِدَة وَكَذَلِكَ فلتعالج المثانة الَّتِي لَا تحبس الْبَوْل لِضعْفِهَا.
بولس: إِذا كَانَ ريح فِي المثانة إِمَّا أَن يحس الْبَوْل إِذا كَانَ فِي العضلات الَّتِي تعين على فَم المثانة وَإِمَّا أَن تَنْطَلِق إِذا كَانَ العضلة الممسكة لفم المثانة وَيجب أَن تقصد بالعلاج إِلَى الْعَانَة والحالبين فتمسحها وتضمدها بالأضمدة المحمرة وامرخها بالأدهان الحارة واحقن الدبر بدهن السذاب ودهن قثاء الْحمار مَعَ سمن وجندبادستر أَو قنة وجوشير وحلتيت وَإِن حقنت بِهَذِهِ الْأَشْيَاء المثانة من ثقب الإحليل بمحقنة الإحليل عظم النَّفْع وَقد برِئ بِهِ خلق كثير وَاسْتعْمل أَيْضا حقنة تغسل الأمعاء بالقنطوريون والحنظل مَعَ دهن قثاء الْحمار ثمَّ شرب مَا يدر الْبَوْل وَشرب الجندبادستر بعده وَأما خُرُوج الْبَوْل بِغَيْر إِرَادَة فَاجْعَلْ فِي الضماد قوابض والأغذية الْيَابِسَة والأضمدة المحمرة والاستحمام بالمخدرات ببجة الْبَارِدَة.(3/279)
(الْحَصَى فِي الكلى والمثانة) وَغَيرهمَا وانعقاد الدَّم فِي المثانة نذكرهُ فِي بَاب عَام لجمود الدَّم فِي التجاويف الأولى من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: عَلَامَات الْحَصَى أَن يتَقَدَّم بَوْل يترسب فِي أَسْفَله رمل وَلَا يزَال يعبث وَيحك احليله ويزبل ويتوتر دَائِما ويعسر الْبَوْل. قَالَ: تولد الْحَصَاة قد يكون فِيمَا زعم قَوْلهم فِي القولن.
السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: وجع الخاصرة فِي حَال النّوبَة إِنَّمَا يحْتَاج أَن يداوى بالأشياء الَّتِي تسكن الأوجاع فَإِذا سكنت نوبَة الوجع عولج بِمَا يخرج الْحَصَاة. قَالَ: قد وَصفنَا عَلَامَات الْحَصَى فِي بَاب القولنج وَالْخَاص بِهَذِهِ الْعلَّة ارتكاز الوجع فِي مَوضِع وَاحِد لَا يبرح وَيكون مَوْضِعه صَغِيرا كَأَنَّهُ مملأة وَالْبَوْل المائي وَإِن كَانَ صَاحبه قبل ذَلِك يَعْتَرِيه فَذَلِك أدل على ذَلِك.
وَأَنا إِذا رَأَيْت الوجع فِي جَانب الحالب والعانة وحرست أَنَّهَا حَصَاة سقيت الدَّوَاء الَّذِي يفت الْحَصَى الَّتِي تكون فِي الكلى فَإِن رَأَيْت الْبَوْل بعد ذَلِك رملياً أيقنت أَن الوجع للحصاة لَا للقولنج وَصَارَ ذَلِك مَعَ الْعَلامَة وأدمنت سقِِي هَذِه الْأَدْوِيَة إِذا كَانَ فِي الْقطن ثقل مَعَ وجع مشبه بنخس المسبال فَإِن هُنَاكَ فِي الكلى خَاصَّة حَصَاة وَإِذا كَانَ الوجع ينْتَقل حَتَّى يبلغ إِلَى الأربية وَيكون فِي الحالبين فَإِن الْحَصَاة فِي مجاري الْبَوْل النافذة من الكلى. لى إِذا رَأَيْت بعقب الوجع الشَّديد فِي الكلى والعلامات الدَّالَّة على الْحَصَاة أَنَّهَا قد صَارَت إِلَى فرنجى الْبَوْل نزل الوجع من الْقطن إِلَى الْجَانِب فَإِذا سكن الوجع من هُنَاكَ أَيْضا فقد صَارَت فِي المثانة.
الْعَاشِرَة من الميامر: أدوية الْحَصَى يجب أَن تكون جلاءة قَاطِعَة من غير أَن يتَبَيَّن لَهَا قُوَّة اسخان وَأكْثر هَذِه مُدَّة.
3 - (دَوَاء يفت الْحَصَى)
وَهُوَ سر عَظِيم وَله خير يَنْبَغِي أَلا يكون على من فِي بدنه خَاتم حَدِيد: وَلَا فِي رجله خف فِيهِ مسامير حَدِيد وَلَا فِي بدنه ذَلِك فَإِنَّهُ يفت الْحَصَى ويخرجها قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يخرج الْبَتَّةَ وَلَا تتولد بعْدهَا بزر دوقو كرفس جبلي مر بزر القثاء. وَفِي أُخْرَى: بزر الكرسنة سِتَّة سِتَّة سليخة سَوْدَاء دَار صيني سنبل من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم ينعم سحقه ويسقى مِنْهُ مِقْدَار ترمسة فِي كل يَوْم ثَلَاثِينَ يَوْمًا مَعَ ثَلَاثَة قوانوس مفت للحصى: حب(3/280)
بِلِسَان وَحجر الاسفنج وبزر بنج وبزر خِيَار وبادروج يَابِس يدق ويخلط ويسقى ملعقة ثَلَاثِينَ يَوْمًا والأجود أَن يسقى المفتة للحصى كل يَوْم بعد دُخُول الْحمام. 3 (الشَّرَاب المعسل) جيد لمن يتَوَلَّد فِي كلاه حَصَاة وَيَنْبَغِي أَن يلقى فِيهِ مَا يدر الْبَوْل وَمَا يفتت الْحَصَاة.
الثَّالِثَة من الأخلاط: الْمِيَاه النقية الَّتِي تمر بالمعادن. لى والكدرة الشَّدِيدَة من كتاب مَا بَال الْحَصَى يكون من كَثْرَة الْملح فِي الْبَوْل. لى قد جربت فَوجدت الْملح فِي أَبْوَال الصّبيان أَكثر وَيكون أبدا كدرة والكدرة تكون أبدا لقُوَّة النشى فيهم لِأَن النّفُوذ فيهم شَدِيد جدا قوي لِكَثْرَة التَّحَلُّل مِنْهُم فَأَما الْملح فلشدة الطَّبْخ مَعَ المكدر.
الْفُصُول الثَّانِيَة: فِي الْحَصَى فِي الكلى فِي الْمَشَايِخ لَا يبرأ لِأَن النضج فيهم ضَعِيف جدا والعلل الَّتِي يعسر نضجها فِي الشَّبَاب لَا تنضج الْبَتَّةَ فِي الْمَشَايِخ وَمِنْهَا قد تكون الْحَصَاة خَاصَّة بِالسِّنِّ من ثَلَاثَة إِلَى اثْنَي عشر عَاما لِكَثْرَة تخليطهم لِأَن بَوْلهمْ يغلظ وحرارتهم تتحجر.
وَمن الرَّابِعَة: من كَانَ يَبُول ويرسب فِيهِ شبه الرمل وَالْحِجَارَة تتولد فِي كلاه أَو مثانته.
من تشريح الْأَمْوَات قَالَ: قد يعرض من شقّ الْحَصَاة على غير الْوَاجِب نزف الدَّم أَو جري الْبَوْل دَائِما أَو ذهَاب النَّسْل لِأَن الْقطع إِذا وَقع على أوعية المنى انْقَطع النَّسْل وَإِن وَقع فِي الْجُزْء العصبي من المثانة لم يلتحم وَمَتى وَقع على شريان تولد نزف الدَّم وَمن كَانَ عَارِفًا من تشريح الْمَيِّت لوضع المثانة والموضع الَّذِي يتَّصل بِهِ من عُنُقهَا أوعية الْمَنِيّ والموضع اللحمي من المثانة وَمَوْضِع الشريان لم يلْحقهُ شَيْء من هَذَا.
ايبذيميا الثَّالِثَة من الثَّانِيَة قَالَ: تولد جَمِيع الْحَصَى فِي الْبدن فِي الكلى والمثانة والمفاصل تكون من مواد لزجة تعْمل فِيهَا حرارة وَاحِدَة على نَحْو مَا تتولد فِي قدور الحمامات لِأَن هَذِه)
اللزوجة تحْتَاج إِلَى حرارة نارية قَوِيَّة حَتَّى تقدر أَن تهيء وتفنى مَا فِي ذَلِك من الرطوبات اللطيفة وطبخ الْبَاقِي.
الأولى من السَّادِسَة: أَصْحَاب الْحِجَارَة فِي الكلى يصيبهم أَشد مَا يكون من الوجع فِي تولدها وَفِي وَقت مرورها ونزولها إِلَى المثانة خَاصَّة وَأما فِي سَائِر الْأَوْقَات فَإِنَّمَا يَجدونَ شَيْئا ثقيلاً مَوْضُوعا فِي مَوضِع الكلى وَمن ظن أَن الْحَصَى يتَوَلَّد فِي بطُون الكلى فَإِن الوجع عِنْده لَا يكون فِي وَقت التوليد وَإِنَّمَا يكون فِي وَقت الْمُرُور وَمن ظن أَنه يتَوَلَّد فِي لحم الكلى بِمَنْزِلَة مَا يتَوَلَّد فِي المفاصل فَيتم هَذَا الْكَلَام. قَالَ: وَلَيْسَ يمْتَنع أَن يكون تولد الْحَصَى فِي الكلى على الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا وَأَشد مَا تكون أوجاع الكلى فِي الْوَقْت الَّذِي يمتلئ أَصْحَابه من الطَّعَام وخاصة فِي الْوَقْت الَّذِي ينزل فِيهِ الثّقل إِلَى الأمعاء من أجل ضغط(3/281)
المعي للكلى وَحين تخرج الفضول من أَسْفَل يخف الوجع بل يسكن أصلا ويتقدم تولد الْحَصَى فِي الكلى رسوب فِي الْبَوْل وَيكون لون الرسوب بِقدر حَال الدَّم فِي حرارته وبرودته وَيُشبه هَذَا الرسوب رسوب يكون من وجع الكبد. لى يفرق بَينهمَا بالأعراض لِئَلَّا يظنّ فِي كل رسوب يكون أَنه من وجع الكبد. لى يفرق بَينهمَا بتفقد اللَّوْن وَمَكَان الوجع لتعلم ذَلِك فَأَما بَوْل الرمل الْأَصْغَر الَّذِي مثل الشهلة فَلَا يكون إِلَّا من الأثقال. قَالَ: وَإِذا اتَّسع المجرى الَّذِي يحمل مائية الدَّم إِلَى الكلى دخل فِيهِ شَيْء غليظ فَإِذا انْفَلق فِي بطُون الكلى وانطبخ بالحرارة فَإِذا جمد مرّة أمكن أَن يتَعَلَّق بِهِ أبدا مَا يَجِيء حَتَّى تعظم الْحَصَاة قَالَ: وَلَيْسَ يتَوَلَّد الْحَصَى فِي الكلى مَتى عنيت بالرياضة وَاجْتنَاب الامتلاء من الطَّعَام والأدوية المدرة للبول فَأَما الشَّبَاب وَمن قد أزمن بِهِ هَذَا وَأَرَدْت أَن تعالجه فنقه بِهِ الخربق بعد أَن تقوه لَهُ فَإِن تلطف اخلاطه وترفقها وتجعلها مواتية لجذب الخربق مِنْهَا لى الْقَيْء نَافِع للْمَنْع من تولد الْحَصَاة. قَالَ: وَمن كَانَ فِي عروقه دم غليظ كثير فابدأ بفصد مابض الرّكْبَة والصافن ثمَّ قيئه وَإِنَّمَا يسْتَعْمل الْقَيْء بالخربق بعد الازمان وَبعد مَا تُرِيدُ استيصال عِلّة الكلى رجل عِنْدَمَا يَبُول كل شَهْرَيْن حَصَاة وَقبل أَن يبولها تَجف طَبِيعَته فَلَا يخرج مِنْهُ برَاز أصلا كالحال فِي القولنج ويصيبه وجع شَدِيد ويبول حَصَاة وَالصَّوَاب فِي هَؤُلَاءِ أَن تَبرأ كَمَا يهيج الوجع بالآبزن ودلك الخواصر وَالذكر بالدهن بِالْمَاءِ الفاتر ليتسع وخاصة الذّكر فَإِنَّهُ إِذا كَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ احرى أَلا ينتشب الْحجر ل افي مجاري الْبَوْل إِلَى المثانة وَلَا فِي الاحليل لَكِن سهل خُرُوجه وشكله أَيْضا وحركه أشكال مُخْتَلفَة لتزعزع الْحَصَاة واحقنه بِمَاء يخرج الثفل ولايأكل)
إِلَّا غذَاء لَا يثقل ويغذون كثيرا وَيجب أَن يطْلب لمن تَجف طَبِيعَته صَاحب الْحَصَى فِي الكلى وَلَا يهيج القئ وَأَنا أرى أَن ذَلِك يكون لِأَن المعي يتجع أَن يمر بهَا الثفل للوجع قَالَ: وَيمْنَع من تولد الْحَصَى فصد الصَّافِن ومابض الرّكْبَة والقئ وتلطيف التَّدْبِير نَافِع فِي علل الكلى وَمَا يدر الْبَوْل.
الثَّانِيَة من السَّادِسَة للصبيان يَبُولُونَ بولاً غليظاً وَغلظ الْبَوْل هُوَ السَّبَب الْأَقْوَى وَالْأول فِي تولد الْحَصَاة ثمَّ بعد كَثْرَة الْحَرَارَة الْكُلية قَالَ: وَهِي فِي الصّبيان كَثِيرَة. قَالَ: وَإِذا اتّفق فِي وَقت مَا أَن ينقى بَقِيَّة من ذَلِك الْخَلْط فِي المثانة عملت فِيهِ الْحَرَارَة الغريزة وصلب وَإِذا صلب مده سهل أَن يجْتَمع إِلَيْهِ ويلتزق بِهِ من الْبَوْل الشَّيْء الغليظ ويجتمع وَيصير حجرا كَمَا تتولد فِي قدور الحمامات. قَالَ: فغلظ الْبَوْل هُوَ السَّبَب الْأَعْظَم فَأَما الْحَرَارَة فقد يَكْتَفِي مِنْهَا أَن تكون فاترة وَلذَلِك ترى يُولد فِي قدور الْحمام وَإِن كَانَ المَاء فاتراً. قَالَ: ويعين على غلظ الْبَوْل فِي الصّبيان كَثْرَة أكلهم وعدوهم بعقبة وَمن شرب مِنْهُم اللَّبن فاللين حِينَئِذٍ أسْرع شَيْء إِلَى توليد الْحَصَى وَإِذا أَكثر من الْجُبْن ولد الْحَصَى فِي الكلى والحصى يكون فِي الكلى فِي الكهول أَكثر وَذَلِكَ لِأَن الْأَفْعَال الطبيعية فيهم قد ضعفت ونقصت فالمائية الَّتِي تنفصل من الدَّم الَّذِي فيهم لَيست فِي غَايَة الرقة والانطباخ لَكِن فِيهَا غلظ مَاء فَلذَلِك يتحجر فِيهَا شَيْء فِي بطُون الكلى فِي بعض الْأَحْوَال. لى وَفِي بعض الْأَحْوَال يتَوَلَّد(3/282)
فِي نفس جرم الكلى كَمَا يتَوَلَّد فِي المفاصل إِذا كَانَ غذاؤها من شئ غليظ خام. قَالَ: فَأَما الصّبيان فَإِن مائية الْبَوْل الَّذِي تحقن بِهِ الكلى فيهم على غَايَة النضج فَلذَلِك لَا ينقى وَلَا يتحجر مِنْهَا فِي الكلى شَيْء لِأَنَّهُ رَقِيق نضيج فَإِذا بلغ المثانة فَإِنَّهُ لسعة فضاء المثانة وَلِأَنَّهُ بعد عَن مَعْدن الْحَرَارَة الْكَثِيرَة ويبرد فيغلظ لذَلِك أَكْثَره وَيُمكن فِيهِ أَن يلزق بعضه بالمثانة. لى ينظر فِي عِلّة الكلى وتستقصى إِن شَاءَ الله فَإِن بَين الكهول وَالصبيان اخْتِلَافا كثيرا من أجل الكلى.
آخر يفت الْحَصَى بِقُوَّة: زجاج أَبيض يسحق فينحل بحريرة ثمَّ يشوى فِي التَّنور بِنَار قَوِيَّة مَرَّات ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ عشرَة وَمن العقارب خَمْسَة وَمن الذراريج دِرْهَم وَمن دم التيس المجفف خَمْسَة دَرَاهِم وَمن خرؤ الْحمام ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الدوقوا خَمْسَة يجمع الْجَمِيع ويسقى.
الأهوية والبلدان قَالَ: من كَانَ بَطْنه لينًا سهلاً ومثانته غير شَدِيدَة الْحَرَارَة وعنق مثانته غير ضيق فَإِنَّهُ يَبُول بولاً بِغَيْر عسر. وَلَا يبْقى كدر بَوْله فِي المثانة بل يخرج بِسُرْعَة وَمن كَانَ بطن مثانته حاراً فَإِن عنق المثانة مِنْهُ يكون حاراً باضطرار فَإِذا كَانَت المثانة مجاورة لطبعها فِي)
الْحَرَارَة ورم عُنُقهَا وَلم يبل مِنْهَا كدر الْبَوْل لضيق المجرى فَيخرج اللَّطِيف ويجمد الكدر ثمَّ يلصق بِهِ دَائِما حَتَّى تعظم الْحَصَاة فَتقبل حِينَئِذٍ إِلَى فَم المثانة فيسده فيهيج بذلك وجع شَدِيد وَتَأْخُذ حكة فِي المذاكر. لى إِنَّمَا قد يكون فِي الْقَضِيب لِأَن الْحَصَاة الْوَاقِعَة فِي عنق المثانة تزعزع بَاطِن الْقَضِيب حَيْثُ أَصله فيمد ذَلِك اللذع فِي جَمِيع جرم الْقَضِيب باتصاله فَإِذا حكه وجد لَهُ لَذَّة وَلذَلِك أَنه يَتَحَرَّك ويلتوي حركات يستريح إِلَيْهَا. قَالَ: ويعرض من شرب الْمِيَاه الكدرة والغليظة وَإِنَّمَا يعرض للصبيان لِأَن الْأَعْنَاق الَّتِي لمثاناتهم ضيقَة وَلَا تنفذ فِيهَا الرُّطُوبَة الغليظة الكدرة. قَالَ: بَوْل الصّبيان إِذا كَانَ مائياً دَلِيل على انه يتَوَلَّد فيهم الْحَصَاة فَأَما الرِّجَال فأعناق مثاناتهم وَاسِعَة وَإِنَّمَا تتولد الْحِجَارَة فِي المثانة لَيْسَ بِضيق فمها فَقَط لَكِن لشدَّة حرارة المثانة وَلم يفك عِلّة ترتضى فِي سَبَب سخونة مثانات الصّبيان وَلَا كلى الكهول. قَالَ: وَاللَّبن الْحَار المايل إِلَى الصُّفْرَة يُولد الْحِجَارَة فِي مثانات الصّبيان لِأَنَّهُ يسخن الْبَطن كُله والمثانة مِنْهُم.
قَالَ ابقراط: فَإِنَّهُ علاج يشرب الشَّرَاب الرَّقِيق نَافِع للأطفال لِأَنَّهُ لَا يخرق وَلَا يتفتحها وَلم يُفَسر جالينوس ذَلِك الْبَتَّةَ فَكَأَنَّهُ يُرِيد بِهِ أَن ذَلِك يمْنَع من تولد الْحَصَاة وَلَا يبلغ أَن يضر بالأطفال. قَالَ: النِّسَاء لَا تتعول فِيهِنَّ الْحَصَى لِأَن مثاناتهم عراض وأفواهها وَاسِعَة لَيست لَهَا أَعْنَاق طوال منفرجة ضيقَة فَيجْرِي الْبَوْل الكدر بسهولة وَلَا يحتبس الْبَتَّةَ ويمكنهن أَن يلمسن عنق مثاناتهن بأصابعهن وأفواه مثاناتهن وَاسِعَة وَلَا يعبثن بهَا وَلَا يحككنها كَمَا يعبث(3/283)
الرجل. جَاءَنَا رجل إِلَى المارستان فَقَالَ أَنه يَبُول فِي كل ثَمَانِيَة أشهر حَصَاة وَأَنه يَأْخُذ عَلَيْهَا يبس شَدِيد حَتَّى يبولها وَفِي الثَّانِيَة من مسَائِل ابيذيميا: فِي الصّبيان وَجَدتهمْ يكون فِي عنق المثانة ضيق حَتَّى يمْنَع نُفُوذ الْبَوْل الكدر وَفِيهِمْ تكون المثانة فِي غَايَة الْحَرَارَة وَمن كَانَ من الصّبيان لَا يخرج الثفل من بَطْنه على مَا يجب وعنق مثانته ضيق وَهِي حارة فَهُوَ مستعد للحصى. 3 (حرارة المثانة) يكون من حرارة الْمعدة وَاللَّبن الَّذِي يسخن الْمعدة جدا من كَانَ من الصّبيان يتَوَلَّد فِيهِ الْحَصَى يَنْفَعهُ الشَّرَاب الَّذِي فِي غَايَة الرقة ممزوجاً رَقَبَة مثانة الْجَوَارِي فصيره وَاسِعَة والتواؤها يكون قَلِيلا وبولهن أرق لِأَنَّهُنَّ أقل شَرها وحرارتهن أقل لذَلِك لَا تكَاد الْحَصَاة تتولد فِيهِنَّ.
الأغذية الأولى أعظم الْأَسْبَاب فِي تولد الْحِجَارَة فِي الكلى حرارة مزاج الكلى إِذا كَانَت حارة نارية. وَقَالَ هَاهُنَا أَيْضا عِنْد ذكر الحمص: إِن الحمص الْأسود الصغار يفت الْحَصَى الْمُتَوَلد فِي الكلى تفتيتاً بليغاً وَيجب أَن يشرب طبيخه فَقَط.
الْيَهُودِيّ قَالَ: الْحَصَى يكون من الْبَوْل الْكثير الْملح.
اهرن مَا يفت الْحَصَى: العقارب المحرقة والشربة قيراطان فالشراب الَّذِي يُسمى حنديقون وَتحرق بِقدر مَا تسخن وتلقى أَيْضا فِي الزَّيْت ويحقن بهَا الإحليل ويتحمل مِنْهُ بصوفة فِي المقعدة وتمرخ بِهِ الْعَانَة والدرز. قَالَ: والعقارب ضد الْحَصَاة وَمِمَّا يفت الْحَصَى قشور الكندر والكندر دِرْهَم.
دَوَاء يفت الْحَصَى وَلَا تعود قشور أصل الْكبر وأصل الجوشير واشقيل وثوم دقه واعجنه الطَّبَرِيّ عَن اطهورسفس الشربة من العقارب المحرقة دانقان إِلَى نصف دِرْهَم وَهُوَ نَافِع جدا.
اهرن إِذا كَانَ الْإِنْسَان يَبُول بولاً أَبيض خاواً ثمَّ بَال بعد ذَلِك رملاً فَأَخذه وجع شبه القولنج فَفِي كلاه حَصَاة وَتَكون فِي حَصَاة الكلى ممراً أبدا وَفِي المثانة لَا تكون ممراً قَالَ: ويستدل على الْحَصَاة فِي مثانة الصَّبِي أَنه يَبُول بولاً أَبيض رَقِيقا فِي أول مرّة شبه المَاء ثمَّ لَا يزَال يحك احليله ويتوتر ويذبل.
اهرن احقن الْحَصَاة فِي المثانة بطبيخ الْأَدْوِيَة الَّتِي يفتها تزرقها فِي الإحليل فَإِنَّهُ ابلغ مَا يكون من ذَلِك: مَاء السذاب وَمَاء المرزنجوش والنفط الْأَبْيَض إِذا لم يكن وجع شَدِيد وَلَا حرارة ودهن البلسان أَو دهن الناردين.(3/284)
من اختيارات الْكِنْدِيّ قَالَ: يعصر الفجل بِلَا ورق ويسقى مِنْهُ على الرِّيق أُوقِيَّة أَيَّامًا لتفتيت الْحَصَى الْكِبَار وَالصغَار الَّتِي فِي المثانة وَيفْعل ذَلِك بِخَاصَّة عَجِيبَة.
وَأَيْضًا مجرب: تُؤْخَذ أم جَنِين وَهُوَ الدويبة الْمعينَة الظّهْر بنفط سود تكون فِي الثفل والرطوبة فتبلغ صحاحا فَإِنَّهُ يذهب بالحصاة وَلَا تعود.)
من كتاب الْكِنْدِيّ ومسيح الدِّمَشْقِي: اسْقِ للحصاة مثقالين من دم تَيْس مجفف بزنة اثْنَي عشر مِثْقَالا من مَاء سخن تُؤْخَذ الدُّود الَّتِي تضيء بِاللَّيْلِ فتجفف فِي إِنَاء نُحَاس ثمَّ ارْمِ رَأسهَا بولس
3 - (دَلَائِل الْحَصَى فِي الكلى)
وجع لَازم مرتكز لَا يبرح وَبَوْل بورقية رملية وتألم احدى الخصيتين وتخدر إِحْدَى الفخذين وَهُوَ بحذاء الْكُلية العليلة وأعراض تشبه أَعْرَاض القولنج وَأما الْحَصَاة فِي المثاتة فدلائلها الْبَوْل المائي الرَّقِيق الْأَبْيَض وَفِيه رمل وحك المذاكر كثيرا وَمد الْقَضِيب وَطلب الْبَوْل وعسر خُرُوجه والانتشار. قَالَ: وَمِمَّا يفت الْحَصَى فِي الكلى كَثْرَة اسْتِعْمَال الْحمام والآبزن يشرب سَاعَته فَيخرج شَيْئا يفت الْحَصَى. ويفت الْحَصَى الصراصر الميبسة بِلَا أَجْنِحَتهَا وريشها وعصفورالصباح ممدوح جدا وَهُوَ عُصْفُور صَغِير لَونه بَين الرَّمَادِي والأخضر ومنقاره حاد وَيكون فِي الْحِيطَان فَإِذا ملح وَأكل دَائِما نيا بَوْل الْحَصَى وَإِن احْرِقْ بريشه وَسَقَى رماده مَعَ فلفل وساذج هندي بِمَاء الْعَسَل حاراً فت الْحَصَى وبولها وَقد يخلط مَعَ هَذِه الْأَدْوِيَة دم التيس وَالْقلب وَدم التيس المجفف يفت الْحَصَى فِي إبان الوجع اسْتعْمل الآبزن والمخدرة مَتى اضطررت إِلَيْهَا وَكَثِيرًا مَا فصدنا فَكَانَ ذَلِك سَببا لسرعة خُرُوج الْحَصَى وخف الوجع فَأَما الإحتراس من تولدها ثَانِيَة فبالأغذية اللطيفة القليلة وَترك الْحُبُوب والجبن وَاللَّبن وَالشرَاب الْأسود وَترك كَثْرَة اللَّحْم وَبِالْجُمْلَةِ فَليدع مَا يُولد الْخَلْط الغليظ وكل حريف أَيْضا كالثوم والبصل والأشياء الحادة جدا وَيَشْرَبُونَ سكنجبينا بِمَاء قد طبخت فِيهِ الْأَدْوِيَة المفتتة للحصى كل يَوْم أَو يَوْمَيْنِ بعد الْخُرُوج من الْحمام وليتجرعوا بعد الْخُرُوج من الْحمام قبل كل شَيْء من مَاء فاتر وليشربوا فِيمَا بَين غذائهم مَاء بَارِدًا وَإِن أحسوا بامتلاء اسهلوا وفصدوا.
من كتاب الطلسمات قَالَ: إِن أكلت الْعَقْرَب فتت الْحَصَاة وَإِن شربت الخراطين بعد سحقها فتت الْحَصَاة فِي المثانة.
الاسكندر قَالَ: جلّ علاج الْحَصَى فِي الكلى الحمامات والآبزن ومرخ الخواصر بدهن البابونج ويسقى المفتتة للحصاة والأشياء اللينة وَهُوَ فِي مَاء الْحمام ويستحم فِي الْيَوْم مَرَّات وَإِن كَانَ صيفاً فليستحم بِمَاء الرُّمَّان ويلج بالآبزن والمروخ بدهن البابونج واجعله فِي وَقت الرَّاحَة من الآبزن وألح فِي ذَلِك وَلَا تَدعه سَاعَة بِلَا علاج واحقنه بحقنة لينَة مسكنة للوجع بطبيخ الحلبة)
والخطمى والنخالة والبابونج ودهن البابونج فَإِن كَانَت الْحَرَارَة شَدِيدَة فَمن الشّعير المقشر والبنفسج والخطمى والنخالة والبابونج وَإِن الحاك الوجع إِلَى(3/285)
إِعْطَاء المخدرات فاعط الفلونيا والمخدرات وَاعْلَم أَنه لَا دَوَاء أفضل للحصى من دم التيس قد امتحنت ذَلِك وجربته فليؤخذ تَيْس من أَربع سِنِين ويذبح وَيُؤْخَذ أَوسط الدَّم وَيجْعَل فِي إِنَاء نظيف قد غسل وجفف مَرَّات واعط مِنْهُ فلنجارين بشراب حُلْو وليعط بورق الرازيانج لكَي تطيب رَائِحَته أَو يخلط بِمَا يطيب رَائِحَته فَإِنِّي قد فتت بِهِ حَصى عظاماً وَمَعَ ذَلِك يُخرجهَا بِلَا وجع وَلَا أَذَى وَإِذا رَأَيْت الْحَصَى مرتبكة جدا وَرَأَيْت الْحَرَارَة كَثِيرَة والجسم ممتلئاً قَوِيا وحدست أَنه قد عمل ورماً للوجع فابدأ بتشريح الباسليق فَإنَّك إِذا فعلت ذَلِك نفدت الْأَدْوِيَة والعلاجات فِيهِ أسْرع وَأكْثر وأسهل لخُرُوج الْحَصَى وَلَا تسْتَعْمل الحرارات كثيرا فِي هَؤُلَاءِ فِي وَقت الرَّاحَة لِأَنَّهُ يعين على تولد الْحَصَى إِذا كَانَ هُنَاكَ بلغم مستعد للتحجر وَمِمَّا يمْنَع تولد الْحَصَى شرب المَاء الْحَار على الرِّيق وتعاهد الْقَيْء والأطعمة اللطيفة وَترك اللَّبن والجبن وَالشرَاب الْأسود والحبوب اللزجة وَلَا ينَام على فرَاش الريش وَنَحْوهَا فَإِنَّهَا تسخن الْحَصَى جدا ويحجر الْمَادَّة وَطول الْقيام على الرجلَيْن يعين على تولدها. قَالَ: فَأَما حَصى المثانة فاطل بِدَم التيس فِي الْحمام فَوق المثانة مَرَّات كَثِيرَة وَعَلَيْهَا وحواليها.
شرك الْهِنْدِيّ دَوَاء مجرب للحصى قد بلوته غير مرّة: بزر بطيخ وقرطم وزعفران وقلب.
قَالَ: وجعا يكسر الْحَصَى فِي المثانة ويخرجها ركُوب دَابَّة قطوف خشن ركضها. مَجْهُول قَالَ: إِذا رَأَيْت الوجع فِي مَوضِع الكلى مرتكزاً لَا يبرح فَهُوَ وجع الكلى وَإِذا رَأَيْته يحول فِي الْبَطن وَكَانَ فَوق مَوضِع الكلى وَمن قُدَّام فَإِنَّهُ وجع القولنج. قَالَ: ويعالج وجع القولنج بالحقن اللينة شَمْعُون: العقارب المحرقة لَا يعرف دَوَاء الْبَتَّةَ أنفذ مِنْهَا فِي الْحَصَى يفتها إِذا شرب مِنْهَا قيراطان بالحنديقون فَإِن تقدم فِي شربه أَو من تولد الْحَصَاة والدودة الَّتِي تُوجد فِي اللَّيْل وتضيء تُؤْخَذ فتجفف فِي إِنَاء نُحَاس فِي شمس حارة ثمَّ ارْمِ برأسها واسحق سَائِر جَسدهَا واسق مِنْهَا وَاحِدَة فِي ثَلَاث مَرَّات فَإِنَّهَا تذيب الْحَصَى الْبَتَّةَ. قَالَ: وَهِي فِي نَحْو الذراريج إِلَّا أَنَّهَا أقوى مِنْهَا وَاحِد.
كناش الإختصارات قَالَ: فِي وَقت نوبَة الْعلَّة وشدتها أقعد العليل فِي آبزن قد طبخ فِيهِ المحللات واسقه مَاء اليقراطين وَمَاء الحلبة والكثيراء والنشادر درهما بِمَاء الْعَسَل أَو شراب البنفسج أَو)
بالميبختج وَمَا أشبه هَذَا من التَّدْبِير حَتَّى تزلق الْحَصَى.
قرصة تسْتَعْمل فِي هَذَا الأوان: بزر الْبِطِّيخ وبزر الخطمى وكثيراء ونشا يجمع بلعاب البزر قطونا ويسقى بشراب بنفسج. قَالَ: وامرخ الظّهْر والعانة ونواحيها بشحم البط وأطعمه اسفيذباجا يعْمل بفروج سمين وَالسمن والبقول اللينة فَإِذا خرج فحينئذٍ يسْتَعْمل مَا يسقى. لى وَقد يسقى فِي هَذَا الْوَقْت مَا يفت الْحَصَى فَإِنَّهَا تعين على ذَلِك. قَالَ: وعلامة الْحَصَى أَن يخرج الْبَوْل فِي بَدْء خُرُوجه أبدا رَقِيقا يشبه المَاء مَعَ وجع وحكة فِي الذّكر وَأَن يبوله وقروح المقعدة وَيخرج بعده شَيْء غليظ يجد لِخُرُوجِهِ رَاحَة. قَالَ: وَيكون قضيبه دَائِم الْقيام.(3/286)
قَالَ: وأنفع العلاج لَهُ مداومة الْحمام فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ويسقى مَتى خرج مَاء الحرشف وَمَاء ورق الفجل والفجل الدقاق فَإِنَّهُ يمْنَع أَن تكمل الْحَصَى فَإِن اشْتَدَّ الْأَمر سقى دم التيس المجفف وَإِن اشْتَدَّ أَيْضا الوجع فِي حَالَة سقى دانقى فلونيا.
من اختيارات حنين دَوَاء للحصى يذهب بهَا الْبَتَّةَ إِن كَانَت وَيمْنَع تولدها مَتى لم تكن اسحق دِرْهَمَيْنِ من ذرق الْحمام بِمثلِهِ من سكر وَيشْرب بِمَاء وللصبي نصف دِرْهَم مَعَ مثله من سكر.
3 - (مسَائِل ابيذيميا)
السَّادِسَة يعرض فِي وَقت نُفُوذ الْحَصَى فِي الكلى أصعب الأوجاع وأشدها وَأما فِي وَقت تتولد سدداً وورما فَإِنَّهُ إِنَّمَا يعرض كَأَن ثقلاً مُعَلّقا فِي مَوضِع الكلى. لى لَا دلَالَة أصح فِي التَّفْرِيق بَين وجع القولنج والكلى من أَن يكون قد تقدم ذَلِك ثقل وتمدد بِلَا وجع فِي الْقطن مُدَّة طَوِيلَة فِي ذَلِك الْوَقْت الَّذِي يُرِيد أَن يَبُول الْحَصَى لَا شَيْء تزيد فِي الوجع من أَن تكون الْمعدة والأمعاء ممتلئة ففرغها بالقيء والإسهال وَاجعَل الْغذَاء كثير الْغذَاء قَلِيل الكمية لِئَلَّا يكون ضغط وَلَا تسْقط الْقُوَّة وَقد يكون وجع شَدِيد من امتلاء الْعُرُوق من الدَّم وعلامة ذَلِك أَن يكون الوجع شَدِيدا مَعَ خلاء الْمعدة والأمعاء وَأَن يكون التَّدْبِير قبل ذَلِك مولد الدَّم فافصد هَؤُلَاءِ فَإِنَّهُ يسكن عَنْهُم أَكثر الوجع بعد مُدَّة. قَالَ: وَيحدث فِي وجع الكلى خدر فِي الرجل المحاذية لتِلْك الْكُلية. لى هَذَا أَيْضا فرق بَينه وَبَين القولنج وَيَنْبَغِي أَن تحول جَمِيع العلاجات إِلَى هَاهُنَا. لى من رَأَيْته يتَوَلَّد فِي كلاه الْحَصَاة وَاسع الْعُرُوق كثير الدَّم فافصده من مابض الرّكْبَة وَمن رَأَيْته أَبيض ناعم الْجِسْم فاقصد الْقَيْء وَالتَّدْبِير الملطف والرياضة وَأما الألوان فَلَا تلطف تدبيرهم جدا بل رطبهم مَا أمكن وبردهم فَإِنَّهُم إِنَّمَا يتَوَلَّد فِي هَؤُلَاءِ من أجل الْحَرَارَة وَفِي الْأَبدَان السمينة لأجل الرطوبات الغليظة. قَالَ: إِذا كَانَ الْفضل الَّذِي ينْدَفع إِلَى الكلى لَيْسَ بشديد اللزوجة حَتَّى يلصق بالكلى لصوقاً يعسر قلعه مِنْهُ خرج مَا جمد أَولا فأولاً فَيصير مِنْهُ الرسوب الرَّمْلِيّ وَإِذا كَانَ بالضد لم يخرج وَلم يجْتَمع إِلَيْهِ شَيْء بعد شَيْء حَتَّى يصير جملَة عَظِيمَة وَغير هَذِه الْحَالة تحْتَاج إِلَى المدرة للبول لتقلع ذَلِك مَا دَامَ صَغِيرا وتنقى الكلى أَكثر مِمَّا تحْتَاج إِلَيْهِ فِي حَال بَوْل الرمل.
بولس: يجب أَن يُؤْخَذ دم تَيْس فتي السن حِين يبْدَأ الْعِنَب بزهر فيجفف ويسقى مِنْهُ ملعقة مَعَ دِرْهَم ميبختج. تياذوق قَالَ: عَلامَة وجع الكلى أَن يعرف مَكَان الكلى وَمَوْضِع الْجرْح فَمن بَال من ذكره قَلِيلا وَجرى بَوْله من الْجرْح كثيرا فَإِنَّهُ يدل على أَنه سيعرض لَهُ رشح الْبَوْل. قَالَ: وَإِذا عرضت الْكُلية فِي هَذَا الْجرْح وَتمّ ذَلِك فَلَا برءة لَهُ وَأما إِن ضَاقَ خَارِجا وَلم يلتحم دَاخِلا فوسعه خَارِجا وضع الْأَدْوِيَة افْعَل ذَلِك مرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا وَإِيَّاك والتواني عَنهُ فَإنَّا قد رَأينَا مَا انْشَقَّ مرَّتَيْنِ وَمن بعد شهر وشهرين فبرؤا. قَالَ: وَإِذا عرضت حَصَاة أُخْرَى بعد ذَلِك فَاعْلَم أَنَّهَا من الكلى لَا من المثانة واحقن المثانة بالبورق وَنَحْوه فَإِنَّهُ سيفتها وَيخرج الْبَوْل وَلَا يحقن(3/287)
بذلك إِلَّا)
بعد سُكُون الورم والوجع فَأَما الْحَصَاة فِي النِّسَاء فعلاجها علاج الذُّكُور وَلَكِن تحس الْحَصَى من الْبكر فِي المقعدة وَالثَّيِّب فِي الرَّحِم. لى الثّقل يكون كَأَن شَيْئا مُعَلّقا من الكلى يكون حِين يتَوَلَّد السدد وَحين يتَوَلَّد الْحَصَى والأورام وَالْفرق بَينهمَا أَن مَعَ الورم الحميات المختلطة ونافض وَكَثْرَة الْبَوْل ودروره وَمَعَ السدد قلَّة الْبَوْل وصفاؤه وَمَعَ الْحَصَى صفاء الْبَوْل ورملية فِيهِ الْعَلامَة الَّتِي تطلب الْبَطن يحتبس مَعَ الْحَصَى لَا يجاع المعي ويهيج الْقَيْء لِأَنَّهُ إِذا امْتنع من أَسْفَل صَار إِلَى فَوق.
تياذوق: عَلامَة وجع الكلى أَن تعرف مَوَاضِع الكلى حَتَّى تبدر الْحَصَى ثمَّ حل الرطوبات ونقى الدَّم الجامد الَّذِي يكون فِي الشق وَأَيْضًا يرْبط الرِّبَاط خلف الْحَصَى لِئَلَّا ترجع إِلَى خلف وتمد الْجلد إِلَى رَأس الْقَضِيب وشده ليَكُون إِذا فتحناه وجع الْجلد ويغطي الْجرْح لى توهم هَذَا غلط وَذَلِكَ أَنه إِذا يغطى الْجراح منع سيلان الدَّم وَلَكِن لَيْسَ بغلط لِأَن الصديد لَهُ مسيل إِلَى افطيلش قَالَ: قد يعرض شرب الْمِيَاه الكدرة وَمن سوء الهضم فَإِن الْبَوْل يكدر وَإِذا كدر الْبَوْل رسب مِنْهُ فِي قَعْر المثانة شَيْء بعد شَيْء والتحم بعضه على بعض وانطبخ بالحرارة فتحجر وَلذَلِك يعرض للصبيان أَكثر الكدر لتخليطهم وشربهم. قَالَ: وَقد ظن بعض النَّاس أَن الْحَصَاة تثبت لاصقة بالمثانة وَلَيْسَ كَذَلِك لِأَنَّهَا لَيست لاصقة بالمثانة الْبَتَّةَ وَلذَلِك تقع من مَكَان إِلَى مَكَان مَتى تجمعت وعظمت.
3 - (عَلامَة من بِهِ حَصى فِي المثانة)
أَن مِنْهُم من يَبُول فِي آخر الْبَوْل بِلَا إِرَادَة ويوجعه طرف الذّكر ويحكه وَمَتى تَعب وارتاض أحس فِي الذّكر تحدر وَرُبمَا انسد بَوْلهمْ وَإِذا هُوَ بَال اشْتهى أَن يَبُول بعد الْفَرَاغ من الْبَوْل أَو يَبُول أَيْضا وَأحب ذَلِك وَإِنَّمَا يتجع الذّكر وَيحك باشتراك المثانة كَمَا تجمع الأربية إِذا نكيت بالإصبع وَأما شهوتهم أَن يبولوا بعد خُرُوج الْبَوْل كُله فَلِأَن المثانة تهيج لدفع مَا فِيهَا من الْحَصَى كَأَنَّهُ يُؤَيّد إِخْرَاجه لِكَثْرَة الْبَوْل. قَالَ: وَإِذا كَانَت الْحَصَاة عَظِيمَة أَو خشنة فَإِنَّهَا كثيرا مَا يَبُول صَاحبهَا الدَّم وَأما الصَّغِيرَة الملساء فَلَا يَبُول صَاحبهَا الدَّم وَيكون عسر الْبَوْل مَعَ الصَّغِيرَة أَكثر مِنْهُ مَعَ الْكَبِيرَة لِأَن الصَّغِيرَة يُمكن أَن تقع فِي فَم المثانة وَبَوْل الْحَصَى فِي الصّبيان أسهل لِأَن قضيبهم رطب لين. قَالَ: وَمن أَصْحَاب الْحَصَى من تخرج مقعدته وتحس بثقل فِي حالبيه وخصيتيه.
قَالَ: وَإِذا كَانَ فِي المثانة حصاتان أَو ثَلَاثًا دفع بَعْضهَا بَعْضًا ويبول الرمل. قَالَ: وَالَّذين تصير الْحِجَارَة مِنْهُم فِي عنق المثانة يَبُولُونَ بِلَا وجع على هَذِه الأشكال: أَحدهَا أَن يركب رجلا ويمر بَطْنه على صلبه وَهُوَ مثنى أَو يكبه ويركب رُكْبَتَيْهِ وَيضم نَفسه مَا أمكن فيضطر ذَلِك عنق المثانة إِلَى دفع الْحَصَاة إِلَى خلف وَيجْعَل رجله على الْحَائِط وَيمْسَح أَسْفَل الْبَطن إِلَى فَوق أَو يضعون أَيْديهم تَحت ركبهمْ ويدنونها من صُدُورهمْ فيسهل بِهَذِهِ الْأَشْيَاء عَلَيْهِم الْبَوْل. لى وَمَا ذكر جالينوس من شيل الرجلَيْن وَأَمرهمَا قَالَ: وَقد يُؤْخَذ نصف مِثْقَال من(3/288)
زجاج أَبيض مسحوق كالكحل يشرب بزنة اثْنَي عشر مِثْقَالا من المَاء السخن. قَالَ: وَقد يكون الْحَصَاة فِي الذُّكُور أَكثر لِأَن عنق المثانة مِنْهُم قصير وَاسع مستو فَلَا يحتبس فِيهَا الكدر.
عَلامَة الْحَصَى حكاك فِي المذاكر وَرُبمَا بَال قَلِيلا بعسر وَرُبمَا كَانَ دَمًا إِذا كَانَت خشنة ويهزل صَاحبهَا وَيدخل الإصبع فِي الْحلقَة فيلمس الْحَصَاة. قَالَ: مَاء الحمات يفت الْحَصَى. قَالَ: إِذا كَانَت الْمَرْأَة بكرا فَأدْخل الإصبع فِي الدبر وَإِن كَانَت ثَيِّبًا فَفِي الْقبل وعصر الْيَد الْأُخْرَى وادلك المراق أَو السُّرَّة حَتَّى تنزل الْحَصَاة إِلَى فَم المثانة ثمَّ شقّ عَن الْحَصَا شقاً بالوارب قَلِيلا قَلِيلا وَإِيَّاك أَن تصيب الْقَضِيب. قَالَ: فَإِن عرض من الشق عَن الْحَصَاة ورم فَاسْتعْمل الْجُلُوس فِي الْمِيَاه الملينة والحقن.
قَالَ: يُؤْخَذ نصف مِثْقَال من الزّجاج الْأَبْيَض مسحوقاً كالكحل يشرب بزنة اثْنَي عشر مِثْقَالا من المَاء الْحَار.
من التَّذْكِرَة للحصى: نصف دِرْهَم من عقارب محرقة فِي كوز جَدِيد وقردمانا وَحب الْغَار ولوز مر وَسعد وقفل الْيَهُودِيّ وَحب الْقلب يسقى بِمَاء الفجل أُوقِيَّة وَقد يسقى بِمَاء الكرفس وَمَاء الحسك وَمَاء كزبرة الْبِئْر ويسقى نصف دِرْهَم من عقارب محرقة مَعَ دِرْهَم من حب الْقلب بِمَاء الفجل أُوقِيَّة.
روفس إِلَى الْعَوام قَالَ: من بَال بولاً أسود بِلَا مرض وَلَا وجع كَانَ يبوله فَإِنَّهُ مستولد فِي كلاه حَصَاة بعد زمَان يسير وخاصة إِن كَانَ شَيخا فليبادر الطَّبِيب فيعطيه إِمَّا مليناً وَإِمَّا الْأَدْوِيَة المدرة للبول وَأمره بِالسُّكُونِ لِأَن كَثْرَة التَّعَب يُولد الْحَصَى فِي الكلى.
ابْن ماسويه فِي الْأَدْوِيَة المنقية قَالَ: الَّتِي تفتت الْحَصَاة قردمانا حب الْغَار سعد لوز مر وحلو مقل الْيَهُود مَتى أَخذ مِنْهَا دِرْهَمَانِ بِمَاء برنجاسف أَو بِمَاء أصل الخطمى مطبوخاً أَو بِمَاء الحسك أَو بِمَاء كزبرة الْبِئْر أَو نصف دِرْهَم من العقارب المحرقة يشرب بِمَاء ورق الفجل أَو ثَلَاثَة دَرَاهِم من حب الْقلب مَتى شرب بِمَاء الفجل أَو بِمَاء الفوذنج.
افطيلش: إِذا كَانَ صَاحب الْحَصَاة يَبُول رملاً فَإِن ذَلِك يدل على أَن حَصَاة رخوة متفركة وَهَذِه متوانية التفرك بالأدوية وَإِذا كَانَ الْبَوْل شَدِيدا لصقاً جدا فَذَلِك دَلِيل على حجر أملس صلب لَا يواتي التفرك بالأدوية الْبَتَّةَ.
بولس دَلَائِل الْحَصَى: الْبَوْل المائي الَّذِي فِيهِ ثفل رملي مَعَ حك الْقَضِيب وصلابته وانتشاره لَا لعِلَّة وعبث العليل بِهِ كَأَنَّهُ يفتشه وَلَا سِيمَا إِن كَانَ صَبيا ويحتبس الْبَوْل بَغْتَة بعقب هَذِه العلامات فَذَلِك لِأَن الْحَصَاة وَقعت إِلَى عنق المثانة. قَالَ: ويسهل برْء الصّبيان إِلَى أَن يبلغُوا)
أَرْبَعَة عشر عَاما للين أجسامهم ويعسر برْء الْمَشَايِخ ليبس المزاج الَّذِي لَهُم وَمَا بَينهم من الْأَسْنَان فبحسب ذَلِك وَمن كَانَت حصاته عَظِيمَة يكون مَا يعرض لَهُم من الْأَعْرَاض مِنْهَا أقل لأَنهم لعظم الْحَصَاة وخشونتها قد اعتادوا الآلام والأوجاع فَلَا يسْرع إِلَيْهِم الورم من الوجع وَإِذا أردْت العلاج فَإِن كَانَ صَغِيرا فَمر الخدم ينقضونه ويحركونه وَإِن كَانَ العليل صَبيا يُمكنهُ الْوُثُوب فمره بالوثوب وَالظفر من مَوضِع مُرْتَفع لتصير الْحَصَاة فِي(3/289)
عنق المثانة ثمَّ أقعده منتصباً وَتجْعَل يَدَيْهِ تَحت فَخذيهِ لتصير المثانة كلهَا مائلة إِلَى أَسْفَل ثمَّ جس الْموضع والمسه خَارِجا وَإِن أحسست الْحَصَاة وَإِنَّهَا نشبت بالظفر فِي عنق المثانة شقّ عَلَيْهَا من ساعتك وَمَتى لم تحس بالحصاة باللمس خَارِجا فامسح الإصبع خَارِجا بدهن أما السبابَة وَأما الْوُسْطَى على قدر سنّ الْغُلَام من الصغر وَالْكبر وأدخلها فِي الدبر وفتش عَن الْحَصَاة بالإصبع وانقلها قَلِيلا قَلِيلا إِلَى عنق المثانة فَإِن رفعتها هُنَاكَ فاكبس عَلَيْهَا بالإصبع تدفعها إِلَى خَارج جدا وَمر خَادِمًا آخر يمد بِيَدِهِ الْيُمْنَى الْأُنْثَيَيْنِ نَاحيَة عَن الْموضع الَّذِي يكون فِيهِ الشق ثمَّ اربط عَن الْحَصَاة بعمادين وَيكون الشق مُؤْذِيًا ليَكُون خَارِجا فِي اللَّحْم وَاسِعًا وَإِمَّا دَاخِلا فِي المثاتة فضيق بِقدر مَا يُمكن أَن تخرج مِنْهُ الْحَصَاة فَقَط فَرُبمَا ضغطت الإصبع فَوَثَبت لذَلِك فَإِن لم تخرج لذَلِك فأخرجها بالمجرة وَبعد ذَلِك إِن هاج نزف الدَّم فَاجْعَلْ عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة الَّتِي تقطع الدَّم كالصر والكندر والزاج وَمَا أشبه ذَلِك حَتَّى إِذا كف النزف فَاجْعَلْ على الْموضع رفافد مبلولة بزبد أَو سمن ويستلقى العليل وبل الرفافد فِي كل قَلِيل وَحل الرِّبَاط فِي الْيَوْم الثَّالِث وأنطل الْموضع بِمَاء وزيت كثير ويعالج بمرهم الباسليقون وَيحل فِي كل قَلِيل لمَكَان الْجراحَة للبول فَإِن عرض ورم حَار فَاسْتعْمل الأضمدة والنطولات الَّتِي تصلح لذَلِك وصب فِي المثانة دهن ورد ودهن بابونج أَو سمن وَإِن لم يمْنَع من ذَلِك مَانع ورم حَار وَكَذَلِكَ مَتى صَار فِي الْخراج أكال أَو فَسَاد آخر فليعالج كل نوع بعلاجه حَتَّى إِذا ذهب الورم الْحَار فجعهم وَاسْتعْمل المراهم اللينة على الصلب وَالظّهْر وأسفل الْبَطن وَفِي جَمِيع أَوْقَات العلاج اربط الفخذين مَعًا وَالرّجلَيْنِ كي تلبث الْأَدْوِيَة وَلِئَلَّا يَتَحَرَّك ويجود التحام ويسرع فَإِن كَانَت الْحَصَاة صَغِيرَة وَصَارَت إِلَى مجْرى الْقَضِيب فَلَا يقوى العليل على بولها فَخذ جلد الْقَضِيب إِلَى قُدَّام واربط من طرف الكسرة ثمَّ شدّ خَافَ الْحَصَاة الْقَضِيب شداً جيدا ثمَّ شدّ بحذاء الْحَصَاة من تَحت الْقَضِيب. قَالَ: وَقد يكون فِي الْإِنَاث حَصَاة ويحسونها بأصابعهن وَتظهر سَائِر الدلايل من أجل فَم الرَّحِم فِي عنق المثانة فَإِن كَانَ)
العليل صَبيا أقعده رجلا على كرْسِي مُرْتَفع لتحاذي رُكْبَتَيْهِ اربتيه وَيجْلس العليل على رُكْبَتَيْهِ ويمسك يَدَيْهِ كلتيهما كل وَاحِدَة بصاحبتها وَليكن للخادم شَيْء على فَخذيهِ وَشَيْء على بَطْنه من الثِّيَاب ليضطر العليل إِلَى الانتعاظ فِي مَوضِع ضيق لِأَنَّهُ إِذا كَانَ كَذَلِك كَانَ ايسر لمسها فَإِذا فعلت ذَلِك فجس الذّكر واصله والمثانة فَإِن الْحَصَاة رُبمَا اندفعت بِهَذَا الضغط إِلَى أصل الْقَضِيب فَإِن لم تحس خَارِجا بثنى من ذَلِك فامسح الإصبع بلزوجة الْكَثِيرَة أَو نَحْوهَا وادخلها فِي الدبر أَو فتش عَن الْحَصَاة وامسك الْحَصَاة بالإصبع الَّتِي فِي المقعدة ثمَّ امسح بِالْيَدِ الْيُمْنَى الْعَانَة إِلَى أَسْفَل واحصر الْحَصَاة حصراً جيدا مستوثقاً بَين الْكَفّ الْيُمْنَى الَّتِي تمسح بهَا وَبَين الْأَصَابِع الدَّاخِلَة فِي المقعدة وَإِن احتجت أَن تدبر الْحَصَاة فحرك الْمفصل الأول من إصبعك لتدفعه بِهِ وتجعله حَيْثُ شِئْت. قَالَ: وللحصاة أشكال يعسر دَفعهَا ويسهل فِي بعض فَمَا كَانَ عريض الزوايا فليحصر جيدا فَإِنَّهُ لَا ينْدَفع(3/290)
بِسُرْعَة وَأما مَا كَانَ شَبيه البلوط فَإِنَّهُ ينْدَفع بِسُرْعَة حَتَّى يَأْتِي عظم الْعَانَة. قَالَ: وَإِن عسر فِي حَال دفع الْحَصَاة إِلَى عنق المثانة بالإصبع فَلَا تشق لَكِن انْظُر اتدعها من تِلْقَاء نَفسهَا وَعَلَيْك بالظفر والوثوب فَإِنَّهَا تَدْنُو من هَذَا الْمَكَان ضَرُورَة فَأَما الرجل فَإِنَّهُ يَنْبَغِي أَن يجلس رجلَانِ على كرْسِي ويشدا فخذيهما لِئَلَّا يزولا ثمَّ يجلس الرجل على فخذيهما فَتكون جَمِيع حَاله حَالَة الصَّبِي. قَالَ: وليغمر أَسْفَل الْبَطن خدم كَمَا يَأْمر الطَّبِيب لِأَن الطَّبِيب يحْتَاج أَن يسْتَعْمل يَدَيْهِ. قَالَ: فلَان الثفل رُبمَا منع من جس الْحَصَى ومسها فَيَنْبَغِي أَن يحقن العليل قبل ذَلِك وخاصة إِن حبست فِي أمعائه رجيعاً ينشاء لِأَن الأمعاء إِذا فرغت مَا فِيهَا سهل جس الْحَصَى وَسَهل غمر الْبَطن فَإِن كَانَ العليل إِذا امسك بِهَذِهِ الصّفة تمتد عضلاته وتمتد مثانته فتحول بَينهَا وَبَين المجسة فاضجع العليل على ظَهره ثمَّ جسه لِأَن العضلات لَا تمتد فِي هَذِه الْحَالة فَإِذا أحسناه على هَذِه الصّفة واصلناه إِلَى عنق المثانة أقمناه حِينَئِذٍ وأجلسناه على كرْسِي نَحْو مَا ذكرنَا. قَالَ: وَإِن كَانَت أَكثر من وَاحِدَة فادفع الْكَبِير أَولا إِلَى فَم المثانة ثمَّ شقّ عَلَيْهَا ثمَّ ادْفَعْ الْأُخْرَى. قَالَ: وتعرف ذَلِك بإصبعك لِأَنَّهَا تخشخش فتعرف ذَلِك.
فِي الشق عَن الْحَصَاة اجْتهد فِي حصر الْحَصَاة لِأَنَّك قصرت فِي ذَلِك كَانَ علاجها بَاطِلا وَإِن كَانَ ذَلِك عسيراً فَأمر خَادِمًا أَن يضغط الْعَانَة ويعصرها وَآخر أَن يجر الْقَضِيب إِلَى فَوق ويشيله ويمده مَعَ ذَلِك خلاف جِهَة الشق ثمَّ يشق بالعمادين الَّذِي هُوَ لَيْسَ يمحكم الاستدارة ليمكن أَن)
يغوص فشق عَن الْحَصَاة الْكَبِيرَة شقاً معوجاً وَعَن الْحَصَاة الصَّغِيرَة شقاً مستوياً فَإِن وَقع الشق فِي عنق المثانة التحم لِأَنَّهَا لحمية وَإِنَّمَا يعرض تقطير الْبَوْل وَإِلَّا يلتحم إِذا وَقع الشق فِي بدن المثانة حَيْثُ هِيَ رقيقَة جودية وَأما فِي الْعُنُق فَلَا. قَالَ: فَمَا ارْتَفَعت من المقعدة إِلَى فَوق فَإِنَّهُ يبعد من جرم المثانة ويجئ نَحْو رَأسهَا وَهُوَ أصلح وبالضد. قَالَ: وَلَيْسَ هَذَا فَقَط لكنه لَا يهيج مِنْهُ وجع وَلَا تشنج وَجُمْلَة فليدفع إِلَى فَوق الْعَانَة غَايَة مَا يُمكن الدّفع فَإِذا نشبت فِي مَكَان وَلم تنْدَفع أَكثر مِنْهُ فَحِينَئِذٍ يضْطَر إِلَى ذَلِك الشق فِي ذَلِك الْموضع ضَرُورَة. وَرُبمَا نشبت لعظمها فِي مَوضِع لَيْسَ بالجيد فيضطر إِلَى البط عَنْهَا هُنَاكَ. قَالَ: واكبسها جهدك لتبدر إِذا شققت وتثب. قَالَ: وَانْظُر أَن يكون الشق فِي الْجلد وَاللَّحم بِقدر مَا تخرج عَنهُ الْحَصَى بسهولة فَأَما فِي عنق المثانة فبقدر مَا لَا يخرج إِلَّا بِشدَّة وَجهد لِأَن ذَلِك إِن عظم أهاج تقطير الْبَوْل. قَالَ: وَإِذا كَانَت صَغِيرَة ستثب من الشق لغمز الْأَصَابِع لَهَا من دَاخل وَإِن كَانَ لَهَا من الْعظم مَا لايثب فجرها بالكلبتين الَّتِي تشبه مجْرى السِّهَام فَإِذا بلغ أمرهَا أَن تكون عَظِيمَة جدا فَإِنَّهُ جهل أَن تشق شقاً عَظِيما فيهيج لذَلِك تقطير الْبَوْل وَلَا يلتحم الْبَتَّةَ وَلَكِن ادفعها حَتَّى تخرج أحد جوانبها واقبض عَلَيْهَا بِهَذِهِ الْآلَة حَتَّى تنكسر وَلَا تحل عَنْهَا ثمَّ ادفعها واقبض عَلَيْهَا حَتَّى تكسرها على هَذَا قطعا حَتَّى تخرجها.
افطيلش: إِذا خرجت الْحَصَى فتفرس لَعَلَّ فِي المثانة بَقِيَّة فَإِن كَانَت فأخرجها فَإِنَّهَا مَتى بقيت فِي المثانة أهاجت وأكلت ودعت وَكَانَ الْمَوْت ينظر فِي هَذَا إِن شَاءَ الله. قَالَ: إِذا(3/291)
كَانَت الْحَصَى ملساً لصغرها فَحِينَئِذٍ ادخل الإصبع فِي المقعدة وادفعها إِلَى فَم المثانة وشق إِذا شققت فَحِينَئِذٍ فادفع الْحَصَاة إِلَى عمق المثانة فَإِنَّهَا تنشب فِي الشق وَلَا تتْرك فِيمَا تدبر بِهِ بعد البط. قَالَ: إِن كَانَ البط بِلَا وجع شَدِيد بعده وَلَا نزف دم أَخذنَا على الْمَكَان بعد خُرُوج الْحَصَاة سمناً مذاباً فصببناه فِي الْموضع أَو شَحم الإوز والدجاج وَإِن كَانَ مَعَ خُرُوج الْحَصَاة وجع شَدِيد جدا صببنا طبيخ الملوخيا وبذر الْكَتَّان والبابونج فاجلس العليل فِيهِ فاتوا ثمَّ إِذا سكن الوجع تُقِيمهُ وتصب فِيهِ السّمن إِن كَانَ شتاءً وَإِن كَانَ صيفاً بدهن ورد فَإِن تبع ذَلِك نزف الدَّم أجلسناه فِي طبيخ الْأَشْيَاء القابضة إِلَى سرته وَاجعَل فِيهَا ملحاً قَلِيلا وَإِن كَانَ صيفاً أجلسه فِي المَاء والخل وَليكن بَارِدًا جدا ثمَّ أمره بعد أَن تشده أَن يمشي قَلِيلا لترجع المثانة إِلَى شكلها الطبيعي وَفِي أول يَوْم يوضع عَلَيْهَا رفافد بدهن ورد قَلِيل وخل حَتَّى يسكن الوجع ثمَّ خُذ فِي)
علاج مَا ينْبت اللَّحْم وَإِن أسرف نزف الدَّم فانفع سحق الزاج والكندر وَالصَّبْر وانثره عَلَيْهِ فَإِن جاشى مُسْرِف فأجلسه فِي خل حاذق فَإِن لم يَنْقَطِع فضع المحاجم على السُّرَّة والأنثتين فَإِن لم يَنْقَطِع فافصد الباسليق وَإِن جمد دم فِي المثانة وهيج عسر الْبَوْل وتعرف ذَلِك من خُرُوج الْبَوْل قَلِيلا قَلِيلا فَادْخُلْ الإصبع فِي الشق وَأخرج الدَّم الجامد ثمَّ صب فِيهِ ملحاً وخلاً حَتَّى تنقيه بالعسل وَإِيَّاك أَن تدع الدَّم فِيهَا فَإِنَّهَا تَدْعُو مَعَ ذَلِك إِلَى فَسَاد المثانة وعفونتها فَإِذا غسلته بالخل وَالْمَاء وَالْملح فقد أمنت العفن وعالجه بعد بِشرب الكندر وَنَحْوه.
قَالَ: إِذا اشْتَكَى العليل وجعاً شَدِيدا فعالجه فِي الرّبيع والخريف بِالْمَاءِ والدهن وَفِي الشتَاء بِالْخمرِ والدهن وَفِي اليقظ بدهن ورد وَمَاء وَأَجْلسهُ فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث فِي المَاء والدهن. قَالَ: فَإِن احتجت أَن تزيد يَوْمًا آخر من أجل الوجع فعلت ذَلِك ثمَّ خُذ فِي الالحام من لم يعرض لَهُ وجع وَلَا نزف وَلَا عرض ردي حللت فِي الْيَوْم الثَّالِث وَوضعت عَلَيْهِ اللبان وَنَحْوه فَإِن عرض ورم بعد البط فضمده بالخبز وَغَيره دَائِم لِأَنَّهُ يفْسد بالبول كل حِين فَإِن كَانَ الورم عَظِيما فَإنَّك تعرف ذَلِك فَإِن ترى فَوق الشد أَحْمَر وارماً فأجلسه والشد عَلَيْهِ فِي مَاء فاتر قد طبخ فِيهِ حلبة وبزر كرفس وكتان وخطمى وضع على المثانة دهن ورد وَسمنًا. قَالَ: وَإِذا أردْت إنبات اللَّحْم فَشد الفخذين والعانين بعضهما بِبَعْض لتسخن فضل سخونة فتكثر نَبَات اللَّحْم فَإِن عرضت أَكلَة وازدت أَن تعرض وعلامتها ورم أَحْمَر جدا صلب فاشرط الورم من ساعتك وعمق الشَّرْط ويسيل الدَّم ثمَّ ضمده بِمَاء وملح وخل وضع فَوْقه خرقَة كتَّان مبلولة بِمَاء. قَالَ: وتخوف الْأكلَة على من لم يخرج مِنْهُ عِنْد الْجرْح دم كثير. قَالَ ويعرض جودة العلاج وردائته وَحسن الْحَال وردائتها من حسن عقل الْمَرِيض وَحسن لَونه وَقيام الشَّهْوَة وَأما الْأَعْلَام الرَّديئَة فَمن برودة الْأَطْرَاف ووجع تَحت السُّرَّة ونافض وَحمى حادة جدا ويبس(3/292)
اللِّسَان وخشونته وحركة الرَّأْس وتتابع قيء الْمرة فَأَما من قرب مِنْهُ الْمَوْت فَإِن الفواق يعرض لَهُ وَشدَّة الوجع فِي الْموضع وتشنج فِي عضل الْبَطن فِي الْيَوْم الْخَامِس. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن لَا تغفل أَن يكون الْبَطن لينًا فَإِنَّهُ لَا تضغط المثانة وَلَا تجع ويقل الْبَوْل. قَالَ: واترك جَمِيع مَا يدر الْبَوْل فَإِنَّهُ إِذا أقل الْبَوْل أسْرع التحام ومرخ المثانة بالزيت الْمَطْبُوخ فِيهِ شراب وسخنها بالدثار لِأَن المثانة إِذا سخنت لم يهيج الْبَوْل بل فيدر الْبَوْل عَنْهَا وَلَا يجْتَمع إِلَيْهِ بِكَثْرَة. قَالَ: وَإِذا أَرَادَ العليل أَن يَبُول فليكثر المحاجم على الرفادة لِئَلَّا تصيبه الْبَوْل الْبَتَّةَ إِذا كَانَت الْحَصَاة قد صَارَت فِي مجْرى الْبَوْل)
ونشبت فَأَما وادامته فِي الكلى تكون فِي الظّهْر وأقعد العليل فِي الآبزن الَّذِي قد طبخ فِيهِ حلبة وخطمى وشبث وبابونج فَإِنَّهُ يسكن الوجع ويسهل خُرُوج الْحَصَى وَإِن انعقل الْبَطن وَجب أَن تلينه تليناً بتا لِئَلَّا يضغط الكلى الأمعاء فيشتد الوجع جدا وَلينه بالحقن فَإِن صَاحب هَذِه الْعلَّة لَا يسْتَقرّ فِي جَوْفه شَيْء من المسهلة لَكِن نقه وأدم الأضمدة بالشحوم والحلبة والخطمى وبزر كتَّان وبابونج وشبث ورطبه فَأن شَأْنهَا تسكين الوجع وتسكين المجاري وَقد يحدث مَعَ الْحَصَى ورم فيعظم الوجع ويشتد وَقد يحدث مَعهَا ريح فَانْظُر فَإِن كَانَ الْحَادِث ورماً فَإِن أمكن الفصد فَلَا تُؤخر وَأَقْبل عَلَيْهِ بالنطولات والضمادات ليرخى الورم ويفشه إِلَّا أَن يكون الْجِسْم شَدِيد الإمتلاء فَإِنَّهُ حينئذٍ يجب أَلا تسرف فِي هَذِه وَاسْتعْمل مَعَه شَيْئا من المقوية. لى يُعْطي عَلامَة الورم وَالرِّيح مَعَ الْحَصَى وَإِذا كَانَ ورم يحْتَاج فِيهِ إِلَى تنقية فأسهل بِقُوَّة بالأشياء المخرجة لذَلِك الْخَلْط فَإِن ظَنَنْت أَن هُنَاكَ ريح غَلِيظَة وَهِي تعين على الوجع خلطت بالأضمدة السذاب والأنيسون والشبث والنانخة والكمون والكرويا والشونيز يخلط مَعَ المَاء الَّذِي يخلط فِيهِ الآبزن يكمد أَيْضا بكماد يَابِس وَيسْتَعْمل المحاجم واسق مِنْهَا الَّتِي تدر الْبَوْل فَهَذَا تَدْبِير الْحَصَى الناشبة فِي الكلى ومجاري الْبَوْل وَأما حَصى المثانة فَلَا تهيج وجعاً إِلَّا أَن تنشب فِي فَم الإحليل الدَّاخِل فحينئذٍ تحْتَاج من النطول والآبزن وَالْمَاء الْحَار إِلَى أَضْعَاف مَا تحْتَاج إِلَيْهِ الكلى لِأَن ذَلِك الْعُضْو أبرد وأصلب وَأَقل مواتاما وتمرداً فأطبخ فِي الآبزن أَشْيَاء أقوى ومرخ المثانة بالأدهان القوية فِي تسكين الوجع وَحمل الْأَشَج والمقل خاضة فِي الدّهن ومرخ بِهِ المثانة وضمدها أَيْضا وَمَتى ظَنَنْت أَن المرخيات قد أبلغت فَلَا تذر إِن تمرخها بِبَعْض مَا يرد قوتها على دفع مَا فِيهَا كدهن الناردين وَنَحْوه لِأَن كَثْرَة الإرخاء يضعف قُوَّة الْعُضْو الدَّافِع.
قَالَ: الْأَدْوِيَة البسيطة الَّتِي تفت الْحَصَى الَّتِي هِيَ أَضْعَف. اصل الثيل وسقولوقندريون وبزر الخطمى وكزبرة الْبِئْر ومزمار الرَّاعِي والسعد والحسك والكمون وبزر الْبِطِّيخ وطبيخ قنطافلن وطبيخ أصل الْقصب وَمَاء السلق وخل الإشقيل وَأما المقوية فحجر الإسفنج والكمافيطوس وَالنَّار مشك والجعدة والحمص الْأسود وأصل الهليون والمقل الْعَرَبِيّ وقشور السعد الْمصْرِيّ وأصل الفليق وقشر الْغَار وبزر الفجل والزجاج المحرق وَالْقلب وَدم التيس ورماد العقارب وَأفضل من هَذِه(3/293)
اجْمَعْ عُصْفُور الاخصاص لَونه رمادي إِلَى الصُّفْرَة فِي جناحيه تخطيط ومنقاره دَقِيق وَفِي ذَنبه نقط بيض كثير لذنبه يصفر دَائِما وَمَا أقل مَا يسْتَعْمل هَذَا الطَّائِر)
الطيران بل النهوض الْخَفِيف وَيظْهر فِي الشتَاء خَاصَّة وَينزل على الْحِيطَان والسباخات وقوته أفضل من كل دَوَاء يفت الْحَصَى الَّتِي قد تولدت وَيمْنَع مَا لم تتولد يُؤْخَذ فيملح ويسحق وَيُؤْخَذ وَيحرق ويخلط رماده بفلفل وساذج وَيسْتَعْمل بِالشرابِ الصافي قَالَ: وَيسْتَعْمل مَعَ المفتتة للحصى المدرة للبول الغليظ كالفوة وقشور أصل الْكبر والأشق وَالَّتِي تبول بولاً كثيرا جدا كالوج والدوقوا والنانخة والأنيسون والرازبانج فليستعمل مَعَ تحذر شَدِيد ويطرح مَعَه أَيْضا العطرية وتخلط بهَا أَيْضا مَا يسْرع النّفُوذ كالفلفل والساذج فَمن هَذِه تركيب الْأَدْوِيَة المفتتة للحصى أَعنِي مَا يدر بولاً كثيرا وَمِمَّا يدر بولاً غليظاً وَمِمَّا يُقَوي آلَات الْبَوْل مَعَ ادرار ويفتت الْحَصَاة.
3 - (دَوَاء يفت الْحَصَى مجرب)
بزر بطيخ بزر الْقلب زجاج محرق مشكطرامشير بطيخ زرق الْحمام كندس بِالسَّوِيَّةِ يسقى بِمَاء الفجل ويسقى من رماد العقارب قيراطان بالحنديقون. آخر: خَمْسَة دَرَاهِم من البورق يعجن بالعسل وَيقسم ثَلَاث شربات كل يَوْم ثَلَاثَة بأوقيتين مَاء الفجل وَلزِمَ الورم فَإِنَّهُ لَا يلتحم إِلَّا بِجهْد وأشدها التحاماً من عشر إِلَى ثَلَاث عشر فَأَما الْمَشَايِخ والشبان فصعب علاجهم وَالْحجر الْكَبِير وَالصَّغِير عسير الْخُرُوج.
المفردة الْخَامِسَة الْأَدْوِيَة الَّتِي تفت الْحَصَى يَنْبَغِي أَن تكون بليغة التقطيع من غير أَن يكون لَهَا اسخان ظَاهر لِئَلَّا تؤذي مَوضِع الْجرْح فَمن بَال من ذكره قَلِيلا وَجرى بَوْله من الْجرْح كثيرا فَإِن ذَلِك يدل على أَنه سيعرض لَهُ رشح الْبَوْل قَالَ: وَإِذا عرضت لَهُ أَكلَة فِي هَذَا الْجرْح وَتمّ ذَلِك فَلَا برْء لَهُ فَأَما إِذا ضَاقَ خَارِجا وَلم يلتحم دَاخِلا فوسعه خَارِجا وضع الْأَدْوِيَة افْعَل ذَلِك مرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا وَإِيَّاك والتواني عَنهُ فَإنَّا قد رَأينَا مَا شقّ مرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا من بعد شهر وشهرين فبرؤا. قَالَ: وَإِن عرضت حَصَاة أُخْرَى بعد ذَلِك فَاعْلَم أَنَّهَا من الكلى لَا من المثانة فاحقن المثانة بِمَاء البورق وَنَحْوه فَإِنَّهُ سيفتها وَتخرج فِي الْبَوْل وَلَا تحقن بذلك إِلَّا بعد سُكُون الورم والوجع وَأما الْحَصَاة فِي النسوان فعلاجها علاج الذُّكُور وَلَا تجس الْحَصَاة من الْبكر إِلَّا فِي المقعدة وَمن الثّيّب فِي الرَّحِم. لى الثّقل يكون كَأَن شَيْئا مُعَلّقا من الكلى يكون حِين تتولد السدد وَحين تتولد الْحَصَى والأورام وَالْفرق بَينهمَا أَن مَعَ الورم الحميات المختلطة والنافض وَكَثْرَة الْبَوْل ودروره وَمَعَ السدد قلَّة الْبَوْل وصفاؤه وَمَعَ الْحَصَى صفاء الْبَوْل أَولا ورملية فِيهِ. العلامات الَّتِي تطلب:)
الْبَطن يحتبس فِي وجع الخصى لَا يجاع المعاء يهيج الْقَيْء لِأَنَّهُ إِذا امْتنع من أَسْفَل ثار إِلَى فَوق.
ميسوسن قَالَ: تكون الْحَصَاة فِي الذُّكُور أَكثر لِأَن عنق المثانة مِنْهُم طَوِيل ضيق معوج فَلَا تخرج الفضول اللزجة مِنْهَا بسهولة وَأما النِّسَاء فعنق المثانة مِنْهُم قصير وَاسع مستو فَلَا تحتبس فِيهِنَّ الكدرة.(3/294)
3 - (عَلَامَات الْحَصَى)
حكاك فِي المذاكر وَرُبمَا بَال قَلِيلا بعسر وَرُبمَا بَال دَمًا إِذا كَانَت خشنة ويهزل صَاحبه وَيدخل الإصبع فِي الْحلقَة فتلمس الْحَصَاة. قَالَ: مَاء الْحمة يفت الْحَصَاة. قَالَ: إِذا كَانَت الْمَرْأَة بكرا فَأدْخل الإصبع فِي الدبر فَإِن كَانَت ثَيِّبًا فَفِي الْقبل واعصر بِالْيَدِ الْأُخْرَى والخدم للمراق والسرة حَتَّى تنزل الْحَصَاة إِلَى فَم المثانة ثمَّ شقّ عَن الْحَصَاة شقاً بالوارب قَلِيلا وَإِيَّاك وإصابة العصب.
قَالَ: وَإِن عرض فِي الشق عَن الْحَصَاة فَاسْتعْمل الأغذية الحريفة فَإِذا سكن الورم فَاسْتعْمل من الْمسَائِل الَّتِي انتزعها حنين فِي الْبَوْل من كَانَ يَبُول رملاً: فَإِن الْحَصَاة لَا تَنْعَقِد فِي كلاه وَذَلِكَ أَنه يدل أَن الْمَادَّة لَيست شَدِيدَة الغلظ فِي الْغَايَة حَتَّى أَن الَّذِي ينْعَقد مِنْهُ مَا يخرج وَأما إِذا كَانَت الْمَادَّة شَدِيدَة الغلظ لم يخرج مَا انْعَقَد مِنْهَا قَلِيلا قَلِيلا لَكِنَّهَا تنضم بَعْضهَا إِلَى بعض حَتَّى تصير حجرا كَبِيرا. لى لَيست الْعلَّة فِيهِ عِنْدِي هَذِه بل إِذا كَانَت الْمَادَّة الَّتِي تسيل إِلَى الكلى وتنحجر وتجيء قَلِيلا قَلِيلا خرج أَولا أَولا فَإِن كَانَ يسيل إِلَيْهَا ضَرْبَة شَيْء كثير تولدت حَصَاة لَا يُمكن أَن يخرج بسهولة وَأَنه لَا يندمل إِلَّا غليظاً.
ابْن سرابيون وحنين جَمِيعًا يزعمان: إِن الْجُبْن الرطب أعون على توليد الْحَصَى من الْيَابِس.
ابْن سرابيون قَالَ: إِذا علمت أَن فِي الكلى حَصَاة يابسة وَيعرف ذَلِك من الوجع الراسخ الثَّابِت فَلَا يَنْبَغِي أَن تزيلها بالمدرة للبول والتنقية للحصى إِلَّا بعد اسْتِعْمَال التكميد والأضمدة المرخية المسهلة وَلَا تفرط فِي اسْتِعْمَال هَذِه وترخي الْموضع إرخاء قَلِيلا فاعط هَذِه. قَالَ: وَإِذا كَانَ الْحجر ينْتَقل من مَوضِع إِلَى مَوضِع فدليل على أَن الوجع يشْتَد مرّة ويسكن أُخْرَى فأدم النطول والتضميد بالأشياء الحارة بِالْفِعْلِ وانطل الْعَانَة والأربية أَيْضا فَإِن هَذِه إِذا اتسعت من الْحَرَارَة سهل خُرُوج الْحَصَاة وَزَاد فِي التمدد والوجع بِكَثْرَة الْبَوْل وَقد يَنْبَغِي أَن تعنى فِي التحذر من الْحَصَاة وَيمْنَع تولد فَسَاد الهضم والتخم وَيسْتَعْمل الْقَيْء واترك الأغذية الغليظة واعمل فِي تسخين الكلى سخونة شَدِيدَة بتعب أَو غَيره. قَالَ: وَإِن اشْتَدَّ الوجع فِي حَالَة فَاسْتعْمل المخدرة)
والمرخية فِي الكلى والتضميد بعد اسْتِعْمَال المرخية وضع على الْمَوَاضِع المحاجم بالنَّار فَإِن شَأْنهَا أَن تزيل الْحجر سَرِيعا ويسكن الوجع بِسُرْعَة وَتصير أَولا بِالْقربِ من الكلى فَوق ثمَّ يحط قَلِيلا باعوجاج حَتَّى تصير إِلَى أَسْفَل فِي الْموضع الَّذِي يحس العليل فِيهِ بالوجع والوجع يكون فِي الْعَانَة يخف تَخْفِيفًا شَدِيدا بل كلما كَانَت مَعَ هَذِه التقطيع أقل حرارة فَهَذَا أَجود لِأَن الْحَرَارَة تجمع الْحَصَاة وتشدها وَلَا تفتتها وأجود هَذِه أصل الهليون. لى كَانَ هَذَا الشوك الَّذِي يُسمى اشباراعورش وَتَفْسِيره الهليون وَأَحْسبهُ غَلطا لِأَن الهليون لَيْسَ بشوكي بل إِنَّمَا هُوَ أصل الحرشف وَهُوَ أبلغ فِي ذَلِك يدر بولاً غليظاً جدا والتقطيع فِيهِ أظهر وأبلغ وأصل الحشيشة الَّتِي تسمى قسطرن والجعدة والزجاج المحرق وخل العنصل.(3/295)
الْفُصُول السَّادِسَة: الْقطع الْحَادِث فِي بدن المثانة كلهَا ينفذ إِلَى فضائها لَا يكَاد يبرأ لِأَنَّهَا رقيقَة عديمة الدَّم عصبية فَأَما رقبَتهَا فَلِأَنَّهَا لحمية قد تَبرأ من الْقطع الَّذِي للحصاة سَرِيعا كثيرا. لى ملاك الْأَمر أَن يَقع الْقطع مَا أمكن فِي الْعُلُوّ فَإِنَّهُ يلتحم.
3 - (من كتاب الدَّلَائِل)
بَوْل أَصْحَاب الْحَصَى رَقِيق لِأَن مَا فِيهِ من عكر يسْرع التجميع إِلَى مَا قد اجْتمع من الْحَصَاة. لى على مَا فِي مسَائِل الأهوية والبلدان: إِذا رَأَيْت بَوْل الصَّبِي قد دَامَ على الرقة فبادر بإعطائه الشَّرَاب الْأَبْيَض الرَّقِيق والبزور فَإِن حَصَاة تتولد وَكَثِيرًا إِذا رَأَيْت الْحَصَاة فِي الكلى من المسنين قلَّة الرسوب فِي بَوْلهمْ وصفت من غير تلطيف فِي التَّدْبِير فأسرع بالأدوية المدرة للبول الغليظ. لى أخص دَلِيل بالحصاة على مَا جربت ومخرجوها يَقُولُونَ ذَلِك خُرُوج المقعدة وَقد يكون فِي المثانة مِنْهَا كثير وَقد تبلغ عشر حجارات وَتَكون فِي الْعظم مِقْدَار تفاحة وأكبر وَحدثت أَنه خرجت حَصَاة من قرحَة كَانَت فِي الخاصرة وَأما نَحن قد نرى أبدا حِجَارَة فِي السّلع وَقد رَأَيْتهَا فِي الحنك ورأيتها خرجت من مَوضِع الْخَنَازِير صلبة مستحكمة. لى العلامات الْخَاصَّة بحصى المثانة: الْبَوْل الرَّقِيق الْأَبْيَض ودلك الذّكر دَائِما وتوتره وتقطير الْبَوْل وَإِذا بَال أحدث مَعَه أَو خرجت مقعدته.
من الدَّلَائِل على الْحَصَاة فِي الكلى: خدر فِي إِحْدَى الفخذين أَعنِي المحاذية للكلية العليلة وَكَذَلِكَ الورم فِيهَا لِأَنَّهَا تشترك الرجل بعروق عِظَام الَّذِي صَحَّ عندنَا أَنه خرج من رجل سبع حَصَيَات كل وَاحِدَة كالبندقة وَأخرج من آخر كأعظم مَا يكون من بيض الدَّجَاج واللواتي تكون فِي المثانة)
فِي أَكثر الْأَمر ملساء والواحدة على الْأَكْثَر خشنة.
فِي الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الألمة: أَنه كَانَ بِهِ وجع فِي قطنه حَيْثُ يرتج الْبَوْل إِلَى المثانة شبه مثقب يثقب وَإنَّهُ كَانَ يظنّ كَأَن حَصَاة لَا حجَّة فِي هَذَا الْموضع لكنه لما احتقن بِزَيْت قَامَ بخلط زجاجي فسكن عَنهُ الوجع وَهَذَا دَلِيل قوي فِي اشْتِبَاه هذَيْن الوجعين. من التَّدْبِير الملطف: قد برأَ خلق كثير مِمَّن بهم أوجاع الكلى بِالتَّدْبِيرِ الملطف فَقَط.
من كتاب حنين فِي الْحَصَاة قَالَ: لِأَن الْأَفْعَال الطبيعية فِي الصّبيان قَوِيَّة لشدَّة حرارتهم الغريزية لانزال الأخلاط بهم رقيقَة سيالة لَا يجد مِنْهَا شَيْء فِي الكلى لِكَثْرَة حرارتهم هُنَاكَ حَتَّى إِذا جَاءَ إِلَى المثانة كَانَ فِي هَذَا الْموضع الْحر أقل فَيمكن أَن يرسب الشَّيْء الغليظ لِأَن الْحَرَارَة إِذا كَانَت كَثِيرَة لم يرسب الشَّيْء الغليظ فِي الشَّيْء الَّذِي فِيهِ تِلْكَ الخشونة الشَّدِيدَة وَأما فِي الكهول فالأخلاط فيهم لبردهم ترسب فِي الكلى لِأَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ من الْحَرَارَة مَا فِي الصّبيان وَلَا يكون فِي المثانة لِأَنَّهُ يسْبق فَتكون هُنَاكَ. ج فِي كِتَابه عهد ابقراط قَالَ: نجد خلقا كثيرا يحدث فِي المثانة مِنْهُم ورم متحجر أَو ورم حَار فتعرض لَهُم مِنْهَا أسر الْبَوْل والأعراض الَّتِي تعرض لأَصْحَاب الْحَصَى. لى يفرق بَين هَذِه. بَنَادِق عَجِيبَة تسقى للصبيان فتدر الْبَوْل وتسكن الحرقة وتفت الْحَصَى: بزر بطيخ مقشر دِرْهَم بزر الحسك نصف دِرْهَم بزر الْقلب نصف دِرْهَم بزر الفجل مثله بزر الكرنب مثله حب الصنوبر الْكِبَار(3/296)
مقل عَرَبِيّ صمغ لوز بزر الخطمى من كل وَاحِد نصف دِرْهَم يجمع الْجَمِيع ويعجن بسكر ويعطون. لى جملَة علل الْحَصَاة كدرة الْبَوْل أعظم الْأَسْبَاب فِي تولد الْحَصَاة فَأَما الْحَرَارَة فيكفيها الْيَسِير أَعنِي حرارة الْجَسَد وَهُوَ بِحَالَة الطبيعية وتولدها فِي الكهول لِأَن الْحَرَارَة الغريزية فيهم فِي نَاحيَة الكلى لَيست ببالغة الْقُوَّة فَيمكن أَن تغلظ فيهم هُنَاكَ مَا يَجِيء وَأما فِي الصّبيان فَإِن فِي نواحي كلاهم حرارة دائمة فَمَا كَانَ هُنَاكَ بَقِي دَائِما رَقِيقا منثوراً حَتَّى إِذا جَاءَ إِلَى المثانة كَانَت حَال المثانة فِي الصّبيان كَحال الكلى للكهول لِأَن المثانة قد بَعدت عَن أصل الْحَرَارَة الغريزية بعدا كثيرا فَيمكن هُنَاكَ أَن يبرد فيستقل لِأَن بَوْلهمْ غليظ وَيكثر ذَلِك بهم أَكثر من سَائِر الْأَسْنَان وبولهم غليظ من كَثْرَة الْأكل والحركات بعده وَكَثْرَة الْعظم ومادة أغذيتهم وَفِي الْإِنَاث لَا ينْعَقد كثيرا لقصر رَقَبَة المثانة وَسُرْعَة فوهته وَإنَّهُ إِذا بيل خرج ضَرْبَة كدورة مَا فِيهِ.
ابْن سرابيون: يمْنَع من تولد الْحَصَى ترك الْمُغَلَّظَة فَاسْتعْمل مَا يدر الْبَوْل إدرارا لينًا كل يَوْم)
وَاسْتعْمل مَا يدر بِقُوَّة فِي الْأُسْبُوع مرّة وَترك التخم فَإِنَّهَا أَكثر مَا فِي بَاب توليد الْحَصَى والقيء بعد الطَّعَام يعين على قلَّة تولد الْحَصَى فِي الكلى وَترك جَمِيع مَا تسخن الكلى سخونة شَدِيدَة كالأشربة الحارة والتوابل والتعب الشَّديد. لى الْحَصَى تكون فِي الكلى صَغِيرَة ولينة من أجل أَن بطونها صَغِيرَة فتمتلئ فتلزق لسطوحها الداخلية فَلذَلِك تلين وَأما فِي المثانة فَلِأَنَّهَا وَاسِعَة تلاصق سطح المثانة فَإِنَّهَا تخشن من تراكب مَا يَجِيء بَعْضهَا على بعض. قَالَ: وَالصبيان الصغار جدا يموتون إِذا شقّ عَلَيْهِم للحصاة لضعف قواهم والشباب يموتون للأورام الحارة الَّتِي تتبع ذَلِك فَأَما أوفقهم فَمن جَاوز عشرَة إِلَى دون الْعشْرين وَأما الكهول فيبرؤن مِنْهُ بِسُرْعَة لِأَنَّهُ لَا يحدث بهم من الشق ورم حَار وَلَا أَجْسَادهم بَارِدَة بِمرَّة فَلَا تلتحم قروحها وَأما الْمَشَايِخ فَلَا يبرؤن لِأَن قروحهم لَا تجيب إِلَى الالتحام. لى بزر فجل عشرَة دَرَاهِم حرمل وَسعد وقشور الْكبر وزراوند وجنطيانا وَحب الْغَار وَحب البلسان مر سقولوقندريون خَمْسَة خَمْسَة زجاج عشرَة دوقوا أبهل وأنيسون خَمْسَة خَمْسَة يعجن بدهن بِلِسَان وَعسل. 3 (مُفْرَدَات) أصل الثيل مَتى طبخ وَشرب مَاؤُهُ فت الْحَصَى. كزبرة الْبِئْر تفت الْحَصَى إِذا شربت وَهُوَ معتدل فِي الْحر وَالْبرد. البلنجاسف مُوَافق للحصى فِي الكلى. لى لم يقل إِذا شرب أَو جلس فِيهِ وَأَحْسبهُ جيدا لَهما والسقولو قندريون يفت الْحَصَى كالثيل وحرارتهما يسيرَة. لى لم يقل الَّتِي فِي الكلى والمثانة وَأَحْسبهُ جَمِيعًا لِأَنَّهُ قَالَ: إِنَّه لطيف وَلَا حرارة لَهُ وَهَذَا طبع الْأَشْيَاء القوية التقطيع. أصل الفليق فِيهِ مَعَ قَبضه جَوْهَر لطيف فَهُوَ لذَلِك يفت الْحَصَى الَّتِي فِي الكلى.
الْمقل الْعَرَبِيّ وَهُوَ الْيَابِس الصافي يظنّ أَنه يفت الْحَصَى فِي الكلى وَأما سربيون وَأَظنهُ مزمار الرَّاعِي قد جربت أَصله إِن طبخ وَشرب فت حَصى الكلى. لحى أصل شَجَرَة الْغَار لِأَنَّهُ مركب من المر والقابض يفت(3/297)
الْحَصَى. بزر الخطمى يفت حَصى الكلى وَفِيه مَعَ ذَلِك تسكين فليستعمل فِي البزور اللينة الَّتِي تدر الْبَوْل وَتَنْفَع من الحكة. طبيخ الحمص الْأسود يفت حَصى الكلى. ذَنْب الْخَيل قد يحدث النَّاس أَنه الحم جِرَاحَة وَقعت فِي المثانة فَأَما أَنه يشفي جراحات العصب والأعضاء العصبية فَظَاهر وَذَلِكَ أَنه فِي غَايَة التجفيف وَلَا يلذع. لى تعتصر عصارته وتجفف وتخلط بالمراهم حِين يعالج شقّ الْحَصَى وَيُوضَع مِنْهُ فَوق المراهم على المثانة فَإِنَّهُ نَافِع بَالغ. قَالَ: وَيقرب من فعله الثيل الَّذِي يَسْتَعْمِلهُ الصباغون. القاقلة تَنْفِي الْحَصَى من الكلى.)
أصل القنطريون يفت الْحَصَى. السعد قطاع يفت الْحَصَى. بزر الرازيانج الْبري يفت الْحَصَى.
الحسك الْبري يفت الْحَصَى فِي الكلى. الْحجر الْيَهُودِيّ يحك على مسن ويسقى بِمَاء سخن وَوَحدهُ نَافِذا فِي حَصى الكلى غير نَافِذ فِي حَصى المثانة. حجر الإسفنج يفت حَصى الكلى وَلَا يبلغ أَن يفت حَصى المثانة. وَالْحجر الْمَعْرُوف بِحجر الْحَيَّة مَتى أحرق قوته تفت وتكسر مثل قُوَّة الزّجاج فَإِن الزّجاج يفت الْحَصَاة المتولدة فِي المثانة تفتيتاً شَدِيدا إِذا شرب بشراب أَبيض رَقِيق. لى قد شهد أَن الْأَشْيَاء الَّتِي تحرق مِمَّا لَيست لَهَا حِدة تفارقها عِنْد النَّار تزداد حِدة ولطافة والزجاج كَذَلِك يَنْبَغِي أَن يحرق مَرَّات ثمَّ يسْتَعْمل فَإِنَّهُ بليغ جدا وأحسب أَن أبلغ فِي ذَلِك جدا حَتَّى أَنه يفت الْحَصَاة من يَوْمه وَلَو كَانَ عَظِيما. اطهورسفس: دم الْإِبِل يفت الْحَصَى الشربة مِثْقَال أَولا ثمَّ يُزَاد أسبوعا دانق يشرب بشراب. قَالَ: دم التيس إِذا طلي بِهِ المغنطيس فته أَحْسبهُ يُرِيد الماس القردمانا يشرب فِي الخريف مِنْهُ دِرْهَم مَعَ نصف دِرْهَم من قشر أصل شَجَرَة الْغَار فيفت الْحَصَى. صمغ اللوز المر واللوز المر نَفسه يفت الْحَصَى. أصل الحماض مَتى طبخ بشراب وَاحِد يفت الْحَصَى فِي المثانة. قشر أصل الْكبر حب الْغَار حب البلسان زجاج جنطيانا اسارون قردمانا أصل العرطنيثا عقارب دم تَيْس حجر الْيَهُودِيّ حجر الإسفنج اذخر سعد وسقولوقندريون صمغ اللوز بزر الفجل حرمل زراوند هَذِه كلهَا نافعة من الْحَصَاة. وأصل العرطنيثا مَتى شرب مَعَ الخيارشنبر وأصل الْكبر بَوْل الْحَصَى.
سقولوقندريون إِذا شرب أَرْبَعِينَ يَوْمًا فت الْحَصَى. أصل الخطمى يفت الْحَصَاة إِذا شرب بشراب. الأبنوس يفت الْحَصَى فِي المثانة. أَبُو جريج: بزر الرجلة إِذا لم يقلى يدر الْبَوْل ويعين على فت الْحَصَا. ابْن ماسويه: خَاصَّة بزر الْبِطِّيخ تنقية الكلى من الزبل وَالْحِجَارَة وجدت مَاء الْبِطِّيخ الْهِنْدِيّ يدر الْبَوْل وينقي الكلى. ماسرجويه: الحسك النَّابِت فِي أَرض يابسة لَا الَّذِي فِي المَاء مَتى عصر وَشرب مَاؤُهُ فت الْحَصَى.(3/298)
الَّتِي تعْمل فِي الْحَصَى وَلَيْسَت بحارة: بزر الْبِطِّيخ بزر القثاء بزر الحسك بزر الْقلب سقولوقندريون حكاك الآبنوس كزبرة الْبِئْر دم الْأَخَوَيْنِ أصل الفليق صمغ الأجاص بزر الخطمى أصل الحماض الْحجر الْيَهُودِيّ حجر الإسفنج رماد العقارب محرقة الدِّمَشْقِي حب المحلب يفت الْحَصَى الَّتِي فِي الكلى.
الطَّبَرِيّ: مَاء ورق الفجل يفت الْحَصَى. لى ليطبخ فِي الآبزن بولس: الْقلب يفت الْحَصَى.)
ميسوسن: شرب مَاء الحمات يفت الْحَصَى. لى مَعَ الْجُلُوس فِيهِ.
ميسوسن: قَالَ: لَا يشق عَن الْحَصَى حَتَّى تسقى مَاء الحمات فَإِنَّهَا فِي أَكثر الْأَمر تفتها فَإِن لم تفتها مَاء الحمات فَعَلَيْك بالشق. لى كل الحمات لَا تستوي فِي هَذَا الْفِعْل وأجودها الكبريتية والنوشادرية فَأَما الشبية الَّتِي يغلب عَلَيْهَا الْقَبْض فَلَا. ميسوسن: إِذا شققت عَن الْحَصَى فأخرجها بالجفت وَنَحْوه مِمَّا يشد الضَّبْط عَلَيْهِ. لى هَذَا خير من الْجَرّ لِأَنَّهُ يحرق وَيجب أَن تكون آلَة شبه كلبتي السِّهَام فَإِنَّهُ أَجود. قَالَ: إِذا بططت وهاج ورم فَعَلَيْك بِالْجُلُوسِ فِي طبيخ المرخيات واحقن الذّكر. لى يَنْبَغِي أَن يحقن فِي الشق لِأَن إِدْخَال المحقنة فِي الذّكر تهيج وجعاً وَيزِيد واحقن الذّكر لذَلِك الورم. قَالَ: واحقن بِاللَّبنِ وبطبيخ الحلبة أَو بزر الْكَتَّان وَإِيَّاك وإكثار شرب المَاء وَمَا يدر الْبَوْل وَالشرَاب فَإِذا سكن جَوَامِع الأهوية والبلدان: إِذا كَانَت طبيعة الصَّبِي أبدا يابسة اجْتمعت فِي بدنه فضول يُمكن أَن يتَوَلَّد مِنْهَا حَصَاة. لى الاحتراس أَن يلين الْبَطن دَائِما ويدر الْبَوْل ويجتنب اللزوجات اللينة ويتدارك بالمقطعات وَمن رَأَيْت من الصّبيان يخرج بَوْله رَقِيقا فَإِن ذَلِك يدل على ضيق فَم المثانة وَهُوَ مستعد للحصاة وخاصة إِن كَانَ أكل أَشْيَاء غَلِيظَة وغذاء بعد الْأكل كثيرا وَكَانَت مثانته مَعَ ذَلِك حارة بالطبع وعلامة ذَلِك شدَّة سخونة بَوْله ومثانته إِذا لمس ونتنه وَهَذَا إِذا بَال بولاً رَقِيقا فقد أخذت الْحَصَاة يتَوَلَّد فِيهِ. قَالَ: والمثانة تكتسب سوء المزاج الْحَار الناري من الْمعدة والكبد فاستدل بذلك أَيْضا على حَال مزاج المثانة. قَالَ: وَإِذا كَانَ مزاج اللَّبن الَّذِي يرضع الصَّبِي حاراً جدا فَإِنَّهُ يتَوَلَّد حَصَاة وَيمْنَع من تولد الْحَصَاة أَن يسقى الصَّبِي شرابًا أَبيض رَقِيقا ممزوجاً لِأَنَّهُ يدر الْبَوْل وَلَا يسخن.
الْمَوْت السَّرِيع الْحَصَى فِي الكلى يعرض للسمان من النَّاس تفقدت فَوجدت ذَلِك الْأَمر الْأَكْثَر يتَوَلَّد فِي النحفاء فِي المثانة. لى الدَّوَاء الَّذِي يعرف بالجداثينة قد اجْتمع عَلَيْهِ أَنه يفت الْحَصَى وَأكْثر مَا فِيهِ دهن(3/299)
البلسان وَلَيْسَ يتَوَهَّم لشَيْء من أخلاطه فعل فِي تفتيت الْحَصَى لَعَلَّ لدهن البلسان فِي ذَلِك قُوَّة عَظِيمَة ولحبه وعيدانه إِلَّا أَن اللَّبن أقوى. لى كَانَ صديق لي سميناً جدا من رِسَالَة فليغريوس فِي الْحَصَى قَالَ: لون الْحَصَى الَّذِي يتَوَلَّد أصفر أَبيض لَا يحْتَاج إِلَى الفصد بل إِلَى الإسهال بالسقمونيا لثقل الصَّفْرَاء والفصد فِي الأغذية لِئَلَّا يتَوَلَّد البلغم وَقد تستحجر)
الفضلة إِلَى أَعْضَاء أخر بالدلك والكماد وَنَحْوه إِذا كَانَ الْأَمر مهولاً. تياذوق قَالَ: يُؤْخَذ للحصاة العقارب الْبيض والشربة نصف نواة بحنديقون. قَالَ: رَأَيْت رجلا بَال بولاً شَدِيدا أَيَّامًا ثمَّ بَال بولاً كثيرا وَكَانَ بِهِ وجع شبه القولنج غير أَن الطبيعة كَانَت لينَة وَكَانَ يجد غثياً فَبَال حَصَاة وَسكن وَجَعه.
روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: من بَال بولاً أسود وَهُوَ صَحِيح فَإِن الْحَصَاة يتَوَلَّد فِي بدنه.
شرك قَالَ: يَنْبَغِي أَن يكون مَعَ من تروم لَهُ بط حَصَاة حالبة وتكمد مثانته ثمَّ أَدخل الإصبع والمس بِهِ الْحَصَاة وادفع حَتَّى تَزُول عَن الدرز وَليكن إِلَى يسرة الدرز وَإِيَّاك والشق على الدرز فَإِنَّهُ رَدِيء وَانْظُر أَلا يكون عِنْد دفع الْحَصَاة للمثانة تَقْصِير فَإِن البط يَقع عِنْد ذَلِك وَاسِعًا فِي المثانة جدا أوسع مِمَّا خَارِجا وَلَا يبرأ فَإِن دفعت الْحَصَاة إِلَى خَارج فبط إِلَّا أَن يظْهر انكسار الْعين وتدلي الْعُنُق وَلَا يتَكَلَّم وَلَا يَتَحَرَّك فَإِن ظَهرت هَذِه فَإِنَّهُ يَمُوت من سَاعَته فَلَا تبط وَليكن الشق نَاحيَة الْيَسَار عَن الدرز بِمِقْدَار شعيرَة فَإِن ظَهرت عَن يَمِين الدرز فَهُوَ أردى من الأول لَكِن يصلح ويتنحى أَيْضا عَن الدرز بِمِقْدَار شعيرَة وَاعْلَم أَن الدرز مقتل مسيح: حب البلسان قوي فَاسق مِنْهُ مِثْقَالا يفت الْحَصَى فِي الكلى بِقُوَّة قَوِيَّة وينفع من الْحَصَى فِي الكلى والوجع فِيهَا: بزر الرازيانج وَالزَّيْت الغسيل من كل وَاحِد عشرَة اساتير لبن الْبَقر مَاء قراح قسط يطْبخ حَتَّى يبْقى الدّهن ويحقن بأوقية من هَذَا الدّهن مَعَ أُوقِيَّة مَاء الحسك. قَالَ: وينفع بِخَاصَّة عَجِيبَة البراغة وَهِي الفراشة الَّتِي تظهر فِي اللَّيْل كالنار وطبعها كالذراريح إِلَّا أَنه أقوى تُؤْخَذ فتجعل فِي إِنَاء وَتجْعَل فِي الشَّمْس حَتَّى تَجف ثمَّ تُؤْخَذ رؤوسها ويسقى العليل ثَلَاث رُؤُوس بِمَاء قد حل فِيهِ حلتيت وصفى فَإِنَّهُ يفت الْحَصَاة الَّتِي فِي المثانة. لى أَحسب أَن للذراريح فعلا عجيباً وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يجرد المثانة جردا عجيباً حَتَّى أَنه ينقيها.
الخوز: الآبنوس يفت الْحَصَى فِي المثانة. قَالَت: للحصاة مجرب: حب المحلب مقشر وَحب البلسان وخولنجان وسليخة يعجن بِعَسَل ويسقى بِمَاء الفجل كل يَوْم جوزة.
الْأَدْوِيَة المختارة قَالَ: إِذا دخنت صَاحب الْحَصَاة تَحت إحليله بشوك الْقُنْفُذ بولها كلهَا. قَالَ: اسْقِ الْأَدْوِيَة الَّتِي تفت الْحَصَى فِي الكلى مَعَ رطوبات مائية رقيقَة لتغسل هَذِه الْأَعْضَاء وتسقى أدوية مَعَ لغاب بزر قطونا وجلاب. قَالَ: يجب أَن تسكن حرارة الكلى لِئَلَّا(3/300)
تولد الْحَصَاة ويجتنب الأغذية الغليظة لِئَلَّا تَجِد مَادَّة وَيَنْبَغِي أَلا يتَحَمَّل الْعَطش بل يشرب حِين يعطش مَاء)
على الطَّعَام وعَلى الرِّيق سكنجبينا. قَالَ: وليكثر المراخ ويتجنب الرياضة وخاصة مَا يتعب الظّهْر لَا سِيمَا بعد الْأكل وَكَذَا الْجِمَاع ودع مَا غلظ من اللَّحْم والحلواء وَأما المَاء فَلْيَكُن مروقاً صافياً من أرق مَا تقدر عَلَيْهِ وَإِن كَانَ قطر الْحبّ كَانَ أحسن فَإِن لم يقدر عَلَيْهِ فامزجه بشراب رَقِيق صَاف جدا وَمن يتَوَلَّد فِيهِ حَصَاة لَا تكَاد تكون كلاه بَارِدَة إِلَّا فِي الندرة فاسقه لتبريد كلاه مَاء رمان حُلْو وَخِلَافًا وبزر قطونا على بِقدر مَا يحْتَمل وَاجعَل على بَطْنه قيروطاً مشوياً بِبَعْض اللعابات والعصارات الْبَارِدَة والقطن والكرسنة والكبينج والكمة والأطرية والجبن وَمَا جرى وَرَاءَهَا تولد الْحَصَاة. لى رَأَيْت أَنه يَنْبَغِي أَن يستلقي صَاحب الْحَصَاة على قَفاهُ ويشيل رجلَيْهِ وَيضْرب بالكف على أصل الذّكر مرّة بعد مرّة إِلَى فَوق وعَلى هَذِه النواحي كلهَا بِشدَّة فَإِنَّهُ ينحي الْحَصَاة عَن عنق المثانة.
من كتاب أبي خَالِد الْفَارِسِي: دهن الْحبَّة الخضراء إِذا شرب مِنْهُ على الرِّيق فت الْحَصَى وَمَاء الحمص إِن شرب وَأكل بِهِ الْخبز واتخذته أبدا فت الْحَصَى.
بختيشوع: اسْقِ أدوية الْحَصَى وَهُوَ فِي الآبزن وَمن جيدها: حب المحلب وقشور الْكبر ولوز مر وورق الشّجر مجفف حب بِلِسَان بازرد جاؤشير راسن وليأكل الزَّيْتُون الْفَج والراسن والحمص الْأسود ويتنقل حب المحلب.
للهندي: المر نَافِع للحصى إِذا شرب بِمَاء حَار. من الْفَائِق: يفت الْحَصَى قشور الْكبر وجنطيانا وزراوند مدحرج وَحب محلب ولوز مر وبزر الجزر وبزر الجرجير وَحب الصنوبر وراسن ونانخة يسقى بِمَاء الكرفس والحندقوقا وَمِمَّا يفت الْحَصَى أكلت أَو شربت بِمَائِهَا: العقارب المحروقة وزن دانق إِلَى دانقين. الأقحوان إِذا شرب يَابسا بِغَيْر زهره كَمَا يشرب الأفتيمون نفع من الْحَصَاة. وَقَالَ: الاذخر يفت الْحَصَى الَّذِي فِي المثانة. قَالَ: وصمغ الأجاص مَتى شرب بشراب فت الْحَصَى. الْحجر الْمَوْجُود فِي الإسفنج يفت الْحَصَى الَّذِي فِي المثانة إِذا شرب بِالْخمرِ. لحجر الإسفنج قُوَّة تفت الْحَصَى إِذا شرب إِلَّا أَنَّهَا لَا تبلغ إِن تفت الْحَصَى فِي المثانة وَقد كذب واصفها بذلك ويفت حَصى الكلى وَهَذَا يدل على أَنه ملطف من غير أَن يسخن اسخاناً مَعْلُوما. قَالَ: قُوَّة حجر الإسفنج تفت الْحَصَى فِي المثانة. لبن النِّسَاء مَتى مزج بِالشرابِ وَشرب فت الْحَصَى فِي المثانة. فِيمَا ذكر اطهورسفس: بَوْل الْخِنْزِير الْبري يفت الْحَصَى ويبولها. وَقَالَ: بزر الْبِطِّيخ ينفع)
الكلى الَّتِي يتَوَلَّد فِيهَا الْحَصَى. وَقَالَ: طبيخ البلنجاسف يفت الْحَصَى. البلنجاسف مُوَافق للحصى فِي الكلى. البابونج يَبُول الْحَصَى إِذا شرب وَجلسَ فِي طبيخه. الفرفيرى الزهرة أقوى فعلا من الْحَصَى. قَالَ:(3/301)
أَنه يفت الْحَصَى وَأَنه يفت مِنْهَا مَا كَانَ فِي الكلى فَقَط وزبل الفأر إِن شرب بالكندر وَمَاء الْعَسَل فت الْحَصَاة وبولها.
قَالَ: الزّجاج يفت الْحَصَى الَّتِي فِي المثانة تفتيتاً شَدِيدا إِذا أنعم سحقه وَشرب بشراب أَبيض رَقِيق زبد الْبَحْر الَّذِي فِيهِ فرفيرية يصلح لاخراج الرمل الَّذِي فِي المثانة. الحسك مَتى شرب نفع من الْحَصَى فِي الكلى والمثانة. ثَمَرَة الحسك الْبري تفت الْحَصَى فِي الكلى إِذا شرب طبيخ الحمص الْأسود الصغار يفت الْحَصَى فِي الكلى. أصل الحماض إِذا طبخ بِالشرابِ فت الْحَصَاة فِي المثانة مَتى شرب مَا يتَحَلَّل من الْحجر الْيَهُودِيّ مِقْدَار حمصة بِثَلَاث ابولسات مَاء فت الْحَصَى فِي المثانة.
وَقَالَ جالينوس: وجدت الْحجر الْيَهُودِيّ نَافِذا فِي حَصى المثانة. حجر الْحَيَّة مَتى احْرِقْ فقوته مفتتة للحصى الَّتِي فِي المثانة. الرشح الَّذِي يخرج من قضبان الْكَرم الطرية مَتى شرب فت الْحَصَى وصمغه أَيْضا بِفعل ذَلِك والدستج أقوى. الكمون الَّذِي يشبه الشونيز نَافِع من الْحَصَاة وَيَنْبَغِي أَن يشرب بعد بزر الكرفس الكبابة تنقي الكلى من الْحَصَى. دهن اللوز المر نَافِع من الْحَصَى. اللوز المر إِذا شرب بالميبختج فت الْحَصَى. صمغ اللوز المر مَتى شرب بشراب فت الْحَصَى. الْمقل الْيَهُودِيّ يفت الْحَصَى. يظنّ بالمقل الْعَرَبِيّ أَنه يفت الْحَصَى فِي الكلى مزمار الرَّاعِي قَالَ: جربت أُصُولهَا فِي طبخها فت الْحَصَى الَّتِي فِي الكلى. الشمام الْبري إِذا شرب بزره نفع من الْحَصَى. السعد يدر الْبَوْل لصَاحب الْحَصَى. السعد يفت الْحَصَى. سقولوقندريون يفت حَصى المثانة. قَالَ: يفت الْحَصَى. لى مَتى أكل مطبوخاً وَغير مطبوخ فت الْحَصَى وأخرجها بالبول. إِنَّه يفت الْحَصَى فِي الكلى حكى لي رجل أَنه أَصَابَته حَصَاة وَأَجْلسهُ طبيبه فِي طبيخ الكرنب ويسحق لَهُ بزر الْبِطِّيخ مَعَ السكر وَأمره أَن يقتمح مِنْهُ أُوقِيَّة فبدرت مِنْهُ الْحَصَى فِي بَوْله. أصل الفليق يفت الْحَصَى فِي الكلى. حب الصنوبر الْكِبَار نَافِع للحصى.
ابْن ماسويه: صفراطون طَائِر هُوَ اسْمه بالعجمية الأفرنجية تُؤْخَذ أمعاؤه فتنظف وتجفف وتشرب قَلِيلا قَلِيلا فتفت الْحَصَى. القردمانا يشرب مِنْهُ درخمى مَعَ قشر أصل الْغَار يفت الْحَصَى. حب الْقلب يفت الْحَصَى.)
بولس: صمغ الفراسيا مَتى شرب بشراب صرف فت الْحَصَى. أصل الرازيانج الْعَظِيم بزره إِن شربا مَعًا فتتا الْحَصَى. الرازيانج الْكَبِير الْمُسَمّى رازيانج الْجَبَل يُمكن فِيهِ أَن يفت الْحَصَى.
الشيطرنج يفت الْحَصَى. بولس: الشمريلا نوعها مَعًا يفت الْحَصَى الَّتِي فِي الكلى. بولس قَالَ: التِّين يخرج من بِهِ رمل فِي كلاه رملاً كثيرا إِذا أكله. طبيخ أصل(3/302)
الثيل يفت الْحَصَى. أصل الثيل إِذا جفف كَانَ فِيهِ لذع ولطافة فَلذَلِك يفت الْحَصَى طبيخه. قشر أصل الْغَار مَتى شرب مِنْهُ تِسْعَة قراريط فت الْحَصَى. وَقَالَ: لحي أصل شَجَرَة الْغَار لِأَنَّهَا أقل حرارة وَأكْثر مرَارَة من حبه وَفِيه مَعَ ذَلِك قبض يفت الْحَصَى والشربة مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم بشراب ريحاني وَتَكون الْخمر ابْن ماسويه. الْأَدْوِيَة المفتتة للحصى فِي الكلى والمثانة هِيَ قردمانا حب الْغَار سعد لوز مر وحلو ودهنهما مقل الْيَهُود مَتى أَخذ من هَذِه الْأَدْوِيَة دِرْهَمَانِ بعد السحق بِمَاء البرنجاسف أَو بِمَاء أصل الخطمى أَو بِمَاء الحسك أَو بِمَاء كزبرة الْبِئْر يفت الْحَصَى فِي المثانة والكلى وَكَذَلِكَ تفعل العقارب المحرقة مَتى شرب مِنْهَا نصف دِرْهَم بعد إحراقها فِي كوز جَدِيد وسحقها ونخلها بِمَاء ورق الفجل يفت الْحَصَى فِي المثانة والكلى. وَكَذَا يفعل بزر الْكَتَّان وَحب الْقلب إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء الرازيانج أَو بِمَاء الفجل أَو بِمَاء الحمص الْأسود أَو بِمَاء الفودنج الْبري.
مَجْهُول: يُؤْخَذ كلس بيض طري فيسقى الْقوي دِرْهَمَيْنِ والضعيف درهما وَالْقَوِي جدا أَرْبَعَة دَرَاهِم بطبيخ الحسك فَإِنَّهُ ينقيها فِي مرار قَليلَة وَهُوَ نَافِذ فِي ذَلِك وَيُؤْخَذ زبل الْحمام الَّتِي تعتلف القرطم فينقع فِي مَاء حَار سَاعَة ثمَّ يصفى ويسقى مِنْهُ أوقيتان أَيَّامًا فَإِنَّهُ يبولها أجمع.
مَجْهُول: مَتى مَا بَال الْإِنْسَان رملاً أَو حَصى فاسقه المقطعات كأصل الهليون وكزبرة الْبِئْر وأصل الخطمى والحمص الْأسود. دَوَاء يفت الْحَصَى جيد: جندبادستر أفيون فربيون مِثْقَال انجدان طيب سرخس مثقالان كسبرة أَو مَاء خَمْسَة مَثَاقِيل تنخل بحريرة وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة نصف دِرْهَم بِمَاء السذاب.
اركاغانيس فِي الْأَمْرَاض المزمنة: العقارب مَتى أكلت مشوية فتت الْحَصَى وَذَلِكَ يدل على أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يستقصى حرقها. قَالَ: وَأَجْنِحَة الإوز إِذا أحرقت وَسَقَى رمادها فتت الْحَصَى.
قَالَ: واللوز المر يفت الْحَصَى والفريون يفتها والصمغ المر يفتها ودمعة قضبان الْكَرم وَبَوْل الْخِنْزِير وأصل الْكبر والرازيانج وَحب الخروع ولسان الْحمل والفراسيون وأصل العوسج والنانخة وَهَذَا أجمع يفت الْحَصَى. فليغريوس فِي كِتَابه إِلَى جريج فِي الْحَصَى: من بَال حَصَاة فَلَا تفصده لَكِن)
اسهله صفراء ومره يمشي وسطا ولطف غذائه وَيكون مَعَ ذَلِك بَارِدًا.
مَجْهُول قَالَ: تعلف الْحمام بزرالكتان ويقتمح من ذوقها رَاحَة أَو راحتين أَيَّامًا فَإِنَّهُ يفتها كلهَا.
ابْن ماسويه فِي الْجَامِع: إِن العقارب المحرقة يَنْبَغِي أَن تحرق بنوشادر.
فِي حفظ الصِّحَّة: إِذا كَانَت الْحَصَى تتولد فِي الكلى مَعَ نحافة الْجِسْم فَإِنَّهُ يحْتَاج(3/303)
إِلَى تَدْبِير ملطف من أجل الْحَصَى لَكِن يحْتَاج مَعَ ذَلِك إِلَى مَا لَا يجفف وَلذَلِك اسْقِهِ مَاء كشك الشّعير وأطعمه السّمك الرضراضي وَسَائِر مَا لَا لزوجة لَهُ والطيور الجبلية لِأَن الطُّيُور المسخنة مضارة لَهَا جدا وأجود الْأَشْيَاء لَهُم الحجل الْجبلي والذراج والزرازير والطيور الصخرية بعد الجبلية والعصافير وَيمْنَعُونَ جَمِيع الألبان خلا لبن الآتن وَيجب أَن يكون تدبيرهم متوسطاً فِي التلطيف بالغاية.
فلغريوس قَالَ: ليحذروا اللَّحْم فَإِنَّهُ أصل تولد هَذِه الْعلَّة واسقهم طبيخ الشونيز والحلتيت فَإِن الْأَعْضَاء الألمة: وعلامة الْحَصَى أَن يكون الْبَوْل أَبيض رَقِيقا فِي أَسْفَله رمل وَيحك الدرز ويتوتر الْقَضِيب من غير عِلّة تَدْعُو إِلَى ذَلِك وَإِذا كَانَت الْحَصَى فِي الكلى كَانَ الوجع فِي الْقطن مَعَ بَوْل فِيهِ رمل ووجع يظنّ صَاحبه أَنه ينخس. قَالَ: الْحَصَاة إِمَّا فِي الكلى وَإِمَّا فِي المثانة وَإِمَّا فِي المعي الْمُسَمّى قولن وَإِمَّا فِي المفاصل. الْيَهُودِيّ: حَصى الكلى أصفر وأحمر صغَار وَرمل وحصى المثانة أَبيض. قَالَ: اسْقِ للحصى مثروديطوس وشخرنايا فَإِنَّهُمَا جَمِيعًا يفتان الْحَصَى واحقن الإحليل بِزَيْت العقارب وادهن المثانة وَكَذَلِكَ مَوضِع الكلى وَإِذا كَانَ فِي الكلى فَحَمله يقطنه واحقن بِهِ واسق من العقارب المحرقة زنة قيراطين.
من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: الْحَصَى فِي الكلى يعرض للسمان فَيَنْبَغِي أَن يحقن الإحليل بزراقة الإحليل وَتَكون محقنة لَطِيفَة رقيقَة وَتدْخل حَتَّى تعلم أَنَّهَا قد انْتَهَت إِلَى فضاء المثانة ثمَّ يزرق فِيهَا من جَوف الزراقة وَإِنَّمَا يدْخل أنبوب الزراقة فِي الإحليل من الصّبيان ويزرق فِيهَا دهن العقارب مَعَ شَيْء من العقارب المحرقة والأشياء القوية فِي تفتيت الْحَصَى فَإِنَّهَا من هَاهُنَا أقوى فِي الْفِعْل ويدام ذَلِك ويدمن فِي الْيَوْم مَرَّات مَتى يخرج الْبَوْل أُعِيد وخاصة بِاللَّيْلِ وَيمْنَع أَن يَبُول بعده زَمنا فَإِن هَذَا تَدْبِير عَجِيب يفت الْحَصَى لَا محَالة. فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن خرو الفأر يفت الْحَصَى الَّذِي فِي المثانة. وَالْعَقْرَب مَتى أكلت مَعَ الْخبز فت الْحَصَى وَكَذَا تفعل الخراطين.
الأهوية والبلدان: من كَانَ بَطْنه لينًا ومثانته غير شَدِيدَة الْحَرَارَة وعنق مثانته غير ضيق فَإِنَّهُ لَا)
تصيبهم الْحَصَاة وَهَذِه الْخِصَال لَا تكون فِي الصّبيان فَلذَلِك تصيبهم الْحَصَاة وَالرِّجَال عنق مثاناتهم وَاسِعَة فَلذَلِك لَا يحتبس فيهم من ذَلِك الكدر شَيْء وحرارة بطن المثانة لَا يتبع كَثْرَة الدَّم وحرارته فَأَما الكلى فقد تسخن بَطنهَا بِسَبَب كَثْرَة الدَّم وحرارته فَلذَلِك يُصِيب الرِّجَال أَكثر ذَلِك فِي الكلى. اللَّبن الْحَار يُولد الْحَصَى فِي الْأَطْفَال لِأَنَّهُ يسخن الْبَطن والمثانة وينفعهم من ذَلِك شراب بِمَاء كثير جدا لِأَنَّهُ لَا يخَاف عَلَيْهِم مِنْهُ. لى إِنَّمَا ذكر الشَّرَاب بِالْمَاءِ لينقي دَائِما مَا يتَوَلَّد فِي مثاناتهم من الكدر وَإِنَّمَا أَكثر مزاجه لِئَلَّا يضر بهم وَالْأولَى عِنْدِي أَن ينحى الطِّفْل عَن مثل هَذَا اللَّبن وَلَا يعرض للشراب وَإِذا كَانَ لَهُ أدنى سنّ فَإِن أعطي بزر بطيخ مَعَ سكر يَأْكُلهُ نقى مثانته دَائِما وتعاهده بالإنقاع فِي المَاء الْحَار فِي(3/304)
كل ثَلَاثَة أَيَّام ودلك المثانة ومرخها بالبنفسج وعصرها مِمَّا يمْنَع أَن يتَوَلَّد بهَا حَصَاة. ويبول الصَّبِي قَائِما فَإِنَّهُ أَجود وتضغط المثانة من أَسْفَل حَيْثُ الدرز يشال إِلَى فَوق نعما وَلَا يجب أَن يتْرك يعبث بهَا كثيرا وَلَا يدمن أَيْضا دلكه لِأَنَّهُ يسخن ويولد الْحَصَى على مَا ذكر أبقراط لَكِن مَتى بَال الطِّفْل عصر مثانته ويشيل درزه نعما من قُدَّام وأنفع فِي المَاء الْحَار فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام وأدر بَوْله بِمَا ينقي مثانته من كَانَ أزب كثير الشّعْر ومفرط الْحَرَارَة فِي الْجِسْم أَن لم تكن كلاه وَاسِعَة المجاري تولد الْحَصَى فِيهَا كثيرا.
ابيذيميا قَالَ: فِي وَقت تولد الْحَصَى فِي الكلى تنالهم أوجاع صعبة وَفِي وَقت نفوذها تنالهم ماهو أصعب وَأَشد من ذَلِك فَأَما سَائِر الْأَوْقَات فَإِنَّهُم يَجدونَ ثقلاً فِي مَوَاضِع الكلى. قَالَ: وَقد يتَوَلَّد الْحَصَى من قُرُوح تكون فِي الكلى فَتَصِير فِيهَا مُدَّة وتغلظ حَتَّى تتحجر وعَلى حسب الْخَلْط الَّذِي يتَوَلَّد مِنْهُ يكون لون الرمل الَّذِي يثقل فِي الْبَوْل فَرُبمَا كَانَ رمادياً إِذا كَانَ وَرُبمَا كَانَ إِلَى الصُّفْرَة واصفر مشبعاً وَإِلَى الْحمرَة القانية. قَالَ: والكلى تجذب إِلَيْهَا مائية الدَّم فَإِذا اتسعت المجاري الَّتِي فِيهَا تجذب هَذِه المائية جذبت مَعَ ذَلِك شَيْئا لَهُ غلظ فَأَما إِذا سخن الْفضل فِي بطُون الكلى تحجر هَذَا أَيْضا ضرب من تكون الْحَصَى وَإِذا الزرق هَذَا الْفضل مرّة وَاحِدَة لم يزل يتَعَلَّق بِهِ مَا يجانسه ويتحجر حَتَّى يعظم فِي أَكْثَرهَا وَلَا عروقهم يَتَّسِع مِنْهُ هَذَا المجرى وَيصير الْبَوْل دموياً وَذَلِكَ أَنه ينفذ فِيهِ شَيْء كثير من مائيه الدمز قَالَ: وَلَيْسَ يتَوَلَّد الْحَصَى فِي الكلى مَتى اسْتعْمل الْقَيْء أَو لطف التَّدْبِير والرياضة وإدرار الْبَوْل. قَالَ: الصّبيان يَبُولُونَ بولاً غليظاً مَا يكون فَإِذا اتّفق أَن يجْتَمع مِنْهُ شَيْء فِي المثانة لَا يخرج مرّة وَاحِدَة سهل بعد ذَلِك أَن يستوى بِهِ فِي جوانبه. قَالَ: فغلظ الْبَوْل هُوَ السَّبَب الأول فِي تولد الْحَصَى وَأما)
الْحَرَارَة فَيَكْفِي مِنْهَا الْمِقْدَار الْيَسِير إِذْ كَانَت الْحَصَى قد تتولد فِي مَاء الْحمام والحمات وَإِن كَانَت فاترة. قَالَ: وانعقاد الْحَصَى فِي المثانة تكون من بعد الْبَوْل وإنعقاده فِي الكلى يكون قبل الْبَوْل ويتولد فِي الصّبيان فِي المثانة وَفِي الكهول فِي الكلى إِن يكون ذَلِك لضعف حرارتهم ولقوة أخلاطهم وَالصبيان لقُوَّة حرارتهم تبعد تِلْكَ الْموَاد عَن بطُون كلاهم وَهِي رقيقَة فَإِذا بلغ المثانة بردت الأمعاء لِأَنَّهَا بَارِدَة عصبية غشائية وَلِأَن فِي جوفها فضاء كَبِير وَذَلِكَ يعين على بردهَا فتعقد هُنَاكَ وَلَعَلَّ هَذَا الْبَوْل فِي الصّبيان أَشد لزوجة لانطباقه بالحرارة لقُوَّة أفعالهم الطبيعية وَغلظ بَوْلهمْ وَسبب غلظ بَوْلهمْ كَثْرَة أكلهم وتخليطهم وحركتهم بعد الطَّعَام وَاللَّبن عون عَظِيم فِي ذَلِك وَهُوَ من أعون الْأَشْيَاء على تولد الْحَصَى وَلذَلِك يتَوَلَّد الْحَصَى فِيمَن يَأْكُل الْجُبْن من الرِّجَال فِي كلاه.
روفس إِلَى الْعَوام قَالَ: من بَال بولاً أسود بوجع أَو غير وجع فَإِنَّهُ يتَوَلَّد الْحَصَى فِي كلاه بعد زمن يسير وخاصة إِن كَانَ شَيخا فليتدارك بِشرب مَاء اللَّبن أَو بالمدرة للبول وَقلة التَّعَب لِأَن كثرته يُولد هَذَا الدَّاء.(3/305)
مسَائِل الأهوية والبلدان قَالَ: الْحَصَى تتولد فِي مثانة الصّبيان خَاصَّة لِأَن أعماق مثاناتهم أعنى الذُّكُور مِنْهُم ضيقَة جدا والفضول فِي بَوْلهمْ كَثِيرَة ومثاناتهم أحد الْأَسْبَاب وَهَذِه الْأَسْبَاب الَّتِي تولد الْحَصَى وَيسلم بَعضهم من ذَلِك لِأَن هَذِه الْأَسْبَاب لَا تَجْتَمِع لَهُ وَالصَّبِيّ الَّذِي لَا يكون خُرُوج الثفل من بَطْنه سهلاً يجْتَمع فِيهِ هَذِه الفضول الْغِلَاظ أَكثر وحرارة المثانة النارية تكون عَن حر الْمعدة وَاللَّبن المفرط الْحَرَارَة يصير مَادَّة للحصى وَكَذَلِكَ الْمِيَاه الْمُخْتَلفَة وَالْبَوْل يصفو مَعَ تولد الْحَصَى لِأَن الثفل يرسب وينقى فَيكون مَادَّة للحصى وَإِنَّمَا يختنق الْبَوْل من الْحَصَى فَإِن يَقع فِي عُنُقهَا وتدفعه إِلَى العمق دفع الْبَوْل وَيَدْعُو الصَّبِي أَن يدلك ذكره لِأَنَّهُ يظنّ أَن ذكره هُوَ سَبَب وَجَعه الصّبيان الَّذين تتولد فيهم الْحَصَاة لَا يجب أَن يسقوا النَّبِيذ وَلَكِن يجب أَن يكون ذَلِك الَّذِي هُوَ فِي غَايَة الرقة لِأَنَّهُ أوفق فِي إدرار الْبَوْل فِي أَلا يسخنهم وَلَا يجففهم وَلَا يتَوَلَّد فِي الْجَوَارِي كَمَا يتَوَلَّد فِي الذُّكُور لحَال قصر رَقَبَة المثانة واستوائها وسعتها وإنهن أقل شرباً للْمَاء وأبرد مثانة وَالْمَاء تخْتَلف أَنْوَاعه يُولد الْحَصَى فِي الكلى أَيْضا وَأَسْبَاب تولد الْحَصَى فِي الكلى هِيَ أَسبَاب تولدها فِي المثانة.
الميامر: أدوية الْحَصَى كلهَا يَنْبَغِي أَن تقطع من غير إسخان وَهَذِه كلهَا مرّة المذاق وينفع مِنْهُ أَن)
يسقى من دَوَاء الذراريح والميويزج كل يَوْم بندقة ثَلَاثِينَ يَوْمًا فَإِنَّهُ يفتها.
من اختيارات الْكِنْدِيّ: للحصى يذهب بهَا كَأَن لم تكن الْبَتَّةَ دِرْهَمَانِ من زبل الْحمام مَعَ مثله من السكر الطبرزد يشرب بِمَاء وللصبي نصف دِرْهَم.
ميسوسن صَاحب كتاب القوابل: مِمَّا يفت الْحَصَى أَن يدمن شرب مياه المسخنة وَالْجُلُوس فِيهَا.
قَالَ: وَإِذا خرجت الْحَصَاة بالبط فاحذر التورم بِأَن تجْعَل على الْعُضْو الْأَشْيَاء المسكنة للوجع من كتاب ينْسب إِلَى هرمس: إِن شويت الخطاطيف وأطعمتها حارة أخرجت الْحَصَى الْبَتَّةَ.
اطهورسفس: الخراطين مَتى سحقت وجففت بشراب فتت الْحَصَى. وَقَالَ: دم الأيل يفت الْحَصَى كَمَا أَن دم التيس يفت الْحَصَى والمغنطيس.
الْأَعْضَاء الألمة: قَالَ: إِذا كَانَ الْبَوْل تضرب فِيهِ رملية إِلَى المائية وَلَا يزَال يحك الْعَانَة والقضيب وَالذكر يتوتر ويزبل ثمَّ احْتبسَ الْبَوْل بَغْتَة فَاعْلَم أَن الْحَصَاة قد صَارَت إِلَى عنق المثانة.
انطيلش قَالَ: إِذا تحرّك صَاحب الْحَصَى وَمَشى وتعب اشْتَدَّ وَجَعه وَإِذا سكن خف وَجَعه وَلَيْسَت الْحَصَاة اللاصقة بالمثانة. قَالَ: وَمن علامتها أَن يَشْتَهِي الْبَوْل دَائِما بعد بَوْله وَرُبمَا خرجت مقعدته إِذا كَانَت الْحَصَاة عَظِيمَة. قَالَ: وَالصَّغِيرَة يعسر حَبسهَا بالإصبع لِأَنَّهَا رُبمَا فَارَقت المثانة وَوَقعت فِي عُنُقهَا إِلَى مجْرى الْبَوْل وَيَنْبَغِي أَلا تكون فِي وَقت جس الْحَصَى المعي ممتلئة لِأَن ذَلِك مِمَّا يفْسد الجس لَكِن احقنها قبل ذَلِك ليفرغ مَا فِي المعي والعظيم جدا تعسر مجسته وجره إِلَى أَن يتَخَلَّص فِي مَكَان. قَالَ: وأقعد العليل على كرْسِي(3/306)
وَيدخل الْحمام وَيَده تَحت رُكْبَتَيْهِ وَيجْعَل الشق مائلاً عَن الدرز إِلَى نَاحيَة الْيَسَار وتحر أَن يَقع فِي عنق المثانة مُسْتقِلّا إِلَى فَوق فِي جرمها فَإِن ذَلِك عسر الالتحام وَأما عُنُقهَا فَإِنَّهُ يلتحم سَرِيعا وتحر أَن تجْعَل ذَلِك الشق أقل مَا يُمكن لِأَن ذَلِك آمن وأجود عَاقِبَة وَإِن وَقع الشق فِي جرم المثانة لَا فِي عُنُقهَا لم تلتحم فِي الْأَكْثَر وَإِن وَقع الشق فِي المثانة عرض من ذَلِك سيلان الْبَوْل وَمَتى كَانَت الْحَصَاة كَبِيرَة لَا يكفيها قدر الَّذِي شققت لعظم الْحَصَاة فَإِن احْتَاجَ إِلَى شقّ عَظِيم جدا فَخذ الْحَصَاة بالكلبتين واكسرها خَارِجا قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تخرج وَلَا تتفتت دَاخِلا واجهد أَلا يعظم الشق وَشد عَلَيْهَا بالإصبع من دَاخل لتبرز كثيرا إِلَى خَارج وَليكن دفعك بالوسطى من الْيُسْرَى تدْخلهَا فِي المقعدة فِيهَا وفتش بهَا وَبهَا تجس فَإِذا جرتها إِلَى عنق المثانة فامسح الْعَانَة ويغمز عَلَيْهَا غَيْرك ويعينك حَتَّى تشمرها فِي مَكَان ثمَّ عِنْد ذَلِك شقّ فَإِن كَانَت الْحَصَاة صَغِيرَة فَإِنَّهَا)
تطفو من شدَّة غمزك لَهَا من دَاخل وَإِن كَانَت عَظِيمَة احتجت إِلَى مجر تخرجها بِهِ حَتَّى تخرج. قَالَ: وَإِذا تشمرت الْحَصَى بالقضيب فَشد خلفهَا بخيط لِئَلَّا ترجع فِي المثانة وَمد الْجلد إِلَى نَاحيَة الكمرة وَشد ليَكُون البط مُمكنا ثمَّ بط عَنْهَا وأخرجها فَإِن تشمرت فِي رَأس الإحليل فإياك أَن تضغطها إِلَى الْخُرُوج بالغمز فيوشك أَن ينخرق عَنْهَا اللَّحْم وتهيج مِنْهُ قُرُوح وأوجاع شَدِيدَة لَكِن شقّ طرف الذّكر وأخرجها. قَالَ: وَأما بعد إِخْرَاج الْحَصَى فَإِن كَانَ ووجع شَدِيد فأجلس الْمَرِيض فِي طبيخ الملوخيا وبزر الْكَتَّان فِي مَاء ودهن مفتر حَتَّى تلين قوته ويسخن ويسكن الوجع ثمَّ أخرجه وضع على الْموضع سمناً مفتراً فِي قطنة تصبه فِيهَا وضع القطنة عَلَيْهِ وَإِذا لم يكن الوجع شَدِيدا فيكفيه السّمن المفتر تصبه فِيهِ تفعل ذَلِك يَوْمًا وضع فَوق السّمن قطنة عَظِيمَة مبلولة بخل وَمَاء وَمَتى كَانَ سَبَب النزف عرقاً بتراء فادفعه بالشد فَإِن لم يبرأ فأجلسه فِي خل حاذق فَإِن لم يَنْقَطِع الدَّم فضع على الْعَانَة والأربيتين المحاجم وافصده وَإِن كَانَ بعد النزف عسر الْبَوْل فَاعْلَم أَن علقَة دم جمدت فَأدْخل يدك فِي البط وأخرجها وعالجه بالخل وَالْمَاء وَالْملح حَتَّى ينقى الْموضع وَمن شكى وجعاً شَدِيدا فأجلسه فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث فِي المَاء والدهن المفترين وَمن لَا يوجعه فَحله فِي الثَّالِث وَإِن عرض الورم فأدم جُلُوسه فِي طبيخ الحلبة وبزر الْكَتَّان فَإِن أحس بلذع فصب فِي المثانة مَاء الْعَسَل واغسلها بِهِ وَاجعَل عَلَيْهِ ضماداً فِيهِ كمون وَحمل فِي المقعدة دهن السذاب. قَالَ: وَالَّذين لَا يجيئهم دم كثير عِنْد البط يخَاف عَلَيْهِم الْفساد فَإِذا رَأَيْته أسود أَحْمَر فأشرطه من ساعتك وضمده بخل وملح فِي خرقَة كتَّان حَتَّى يمْنَع الْفساد وَمن أحس بوجع تَحت السُّرَّة وَبرد الْأَطْرَاف وَذَهَاب الشَّهْوَة والنافض والحمى الحادة فَإِنَّهُم بِحَال سوء فَإِذا قرب مَوْتهمْ أَخذهم الفواق ووجع الْموضع الَّذِي بط وحركة مُنكرَة فِي الْبَطن وَالَّذين حَالهم صَالِحَة فعقولهم ثَابِتَة ولونهم حسن وشهوتهم جَيِّدَة وَاجعَل أغذيتهم مَا لَا يعقل الْبَطن الْبَتَّةَ لَكِن(3/307)
يلينه وتسخن المثانة بدهن السذاب وَنَحْوه فَأَما إِن كَانَت سخنة قل الْبَوْل وَلَا يقرب مَا يدر الْبَوْل وَنَحْوه مَا يقلهُ وَإِذا كَانَ وَقت الْبَوْل أمرت الْخَادِم أَن يغمز على الرِّبَاط لِئَلَّا يُصِيب الْبَوْل مَوضِع الشق وَلَا يخرج مِنْهُ الْبَتَّةَ فَإِن بِهَذَا التَّدْبِير يبرأ.
لأهرن: يسقى من رماد العقارب درهما.
ابْن سرابيون قَالَ: الْحَرَكَة بعد الطَّعَام وَجَمِيع مَا يغلظ الْبَوْل يعين على تولد الْحَصَاة والأغذية الغليظة الْبَارِدَة وخاصة الْجُبْن الرطب ويستدل على الْحَصَاة فِي المثانة بالبول المائي والرسوب)
الرَّمْلِيّ والحكة الدائمة والعبث بالقضيب والانعاظ بِلَا سَبَب ووجع فِي الدرز والعانة وَرُبمَا حدث بعد ذَلِك أسر الْبَوْل فَأَما الْحَادِثَة فِي الكلى فَإِنَّهَا أَصْغَر لصِغَر بطُون الكلى وَهِي أَيْضا لينَة فَأَما لينها فَإِنَّهَا لَا تلبث مُدَّة طَوِيلَة كَمَا تلبث الْحَصَاة الَّتِي فِي المثانة وَلذَلِك هِيَ أقل صلابة.
فِي التَّحَرُّز من الْحَصَاة: يَنْبَغِي أَن يمْنَع من أكل كل مَا يغلظ الْبَوْل وَمِمَّا يُولد فِي المثانة حرارة نارية فَإِن هذَيْن هما سَبَب تولد الْحَصَى ويتغذى بالأشياء اللطيفة ويعنى بالهضم فَإِن كَثْرَة الشِّبَع وَسُوء الهضم يحدثان هَذَا الوجع واترك الأغذية الغليظة اللزجة كاللبن وَالْبيض السليق وخبز السميذ والأطرية القصيدة والفالوذج وَأكْثر من ذَلِك الْخبز وَلَا سِيمَا الحَدِيث والسمك الطري الغليظ الْكَبِير وَمن الْفَوَاكِه الْعسرَة الهضم كالتفاح وَلحم الاترج وَالْخُمُور الْغِلَاظ السود. قَالَ إِذا بدأت الْحَصَاة تتولد فَاسْتعْمل الْقَيْء بعد الطَّعَام مرَارًا كَثِيرَة والأدوية المدرة للبول وَاجعَل الأغذية كلاه وَإِن كَانَ وَلَا بُد بالمهزولة اللطيفة الْخَفِيفَة وَالشرَاب الْأَبْيَض الرَّقِيق وَترك المَاء الكدر الْبَتَّةَ وشربه بعد مرّة حَتَّى إِنَّه مولد كَذَلِك يجنب الشَّيْء المالح فِي المشكطرامشير والجعدة والكمافيطوس وأصل الثيل وطبيخ الحسك وأصل كزبرة الْبِئْر والسقولو قندريون والكمون الْبري وبزر الخطمى فَإِن هَذِه تمنع من تولد الْحَصَاة وتفتت الصغار وتخرجها بالبول فِي الْأَيَّام وَمَتى أحسست أَن فضلا كثيرا غليظاً فاغذه بقلايا ملطفة والمرخ وَالْحمام لتهيئه للإستفراغ ثمَّ استفرغ بدواء قوي يمْنَع من تولد الْحَصَى وَيحل الْقَرِيبَة وَكَثِيرًا مَا يتحجر الْحَصَى عَنهُ. فلغموني: يحدث فِي هَذِه الْأَعْضَاء وَيحدث الْحَصَى المَاء الكدر الْأَدْوِيَة الحادة تسقى فِي الْأَمْرَاض المزمنة لِأَنَّهَا تتحجر الفضول فِي الكلى والمثانة. قَالَ: إِن لم الْحَصَى فِي الكلى وَلم تكن فِي المثانة وَكَانَت لَا تزعزع وَيعلم هَذَا من ثبات الوجع فِي مَوضِع فِي الخاصرة لَا ينْتَقل وَلَا يَزُول فَلَا برْء لَهَا بالأدوية المدرة للبول أَو المنقية للحصى قبل أَن تسْتَعْمل المرخيات والأضمدة(3/308)
بالقيروطات تستعملها أَيْضا بِكَثْرَة وضع ارخا يضعف قوته يتهيأ أَن تعين على دفع مَا فِيهِ وَلَا تقصر أَيْضا فَيعرض أَلا تزيلها بالأدوية لشدَّة انتشابها فِي الأوعية فَإِن كَانَ الْحجر ينْتَقل وَدَلِيل ذَلِك أَن هُنَاكَ وجع يشْتَد مرّة ويسكن أُخْرَى فَاسْتعْمل التكميد بخرق على الْموضع دهن السذاب ودهن بابونج وَمَتى كَانَ الوجع بَارِدًا فاخلط بِهِ جندبادستر وَيصْلح الْخبز الْمَطْبُوخ بِالشرابِ مخبصًا بدهن البابونج ودقيق الْحِنْطَة مطبوخاً بِمَاء ودهن الْخلّ وأدم التضميد لتصل حرارته إِلَى القعر وَاجعَل هَذِه الأضمدة)
والسكوبات على الْموضع الَّذِي فِيهِ الْحَصَى وَهُوَ الْموضع الَّذِي يحس فِيهِ بالوجع فَإِن هَذِه الْمَوَاضِع إِذا استرخت اتسعت مجاريها وتسهل على الْأَدْوِيَة المدرة للبول دفع الْحِجَارَة فِيهَا وَإِن كَانَ بالوجع صعوبة شَدِيدَة جدا فانتقل إِلَى المخدرة فاستعملها فِي الأضمدة والسقي واعط الفلونيا وَاسْتعْمل بعد أَن تسْتَعْمل ضماداً مرخياً نصب المحجمة بالنَّار فَإِن من شَأْنهَا أَن تزيل الْحِجَارَة سَرِيعا وتسكن الوجع وتوضع أَولا بِالْقربِ من الكلى ثمَّ تحط قَلِيلا باعوجاج حَتَّى يصير إِلَى أَسْفَل فِي الْموضع الَّذِي يحس فِيهِ العليل بالوجع واقعد العليل فِي الآبزن الَّذِي قد طبخ فِيهِ الحلبة والخطمى والشبث والبابونج واخلط بِالْمَاءِ دهناً ليسكن الوجع ويسهل انحطاط الْحجر وَمَتى انعقل الْبَطن فلينه تليناً شافياً لكيلا يضغط فيسد مجاري الْبَوْل فيؤول الْأَمر إِلَى الغشي من صعوبة الوجع ولين الْبَطن بالحقنة لِأَن من بِهِ هَذَا الوجع لَا يَسْتَطِيع أَخذ المسهلة وَاجعَل ضمادك المرخي من دهن حل وشحم بط ودهن الحلبة ودهن الخطمى والشبث فَإِن من شَأْن هَذِه أَن ترخي الْأَجْسَام وَتوسع المجاري وَيصْلح أَن تضمد بالحلبة وبزر الْكَتَّان مَعَ بعض الشحوم فَلَا يزَال لَازِما للتضميد والسكون والأضمدة المرخية مَا دَامَ الوجع شَدِيدا وَإِن سكن الوجع أَو بَقِي قَلِيلا فَلَا تفرط فِيهَا فيضعف الْعُضْو وَمن المرخية أَيْضا المسكنة الضماد الْمُتَّخذ بالبابونج والخطمى بقيروطى متخذ بِبَعْض الشحوم والعصارات الملينة فَإِذا سكن الوجع استعملنا الْأَدْوِيَة المفتتة للحصى حِينَئِذٍ والمدرة للبول إِلَى أَن تبرز الْحَصَاة فَهَذَا تَدْبِير الْحِجَارَة فِي الكلى وَمَتى حدث مَعَ ذَلِك ورم وإلتهاب فاخلط التَّدْبِير فَمَتَى إحتجت فافصد ودبر بِقدر مَا ظهر لَك وَهَذِه الأورام إجعل عَلَيْهَا فِي البدء مَا يسكن الوجع ويرخى قَلِيلا.
روفس: الحمات الكبريتية تفت الْحَصَى جدا. مَجْهُول: يُؤْخَذ سَبْعُونَ حَبَّة فلفل فينعم سحقها ويعجن بسبعة قراريط حجر يَهُودِيّ ويعجن وَيعْمل مِنْهَا أَقْرَاص سَبْعَة يشرب كل يَوْم فَإِنَّهُ يبولها.
الْحَصَى فِي المثانة: ينفعها ذرق الْحمام وفلفل وملح ويسقى كل يَوْم بطبيخ المشكطرا مشير.
آخر: قشور محلب وأصل الهليون وخرؤ الْحمام وَسعد يعجن الشربة ثَلَاثَة مَثَاقِيل. الْقلب يفت الْحَصَى.
ابْن سرابيون قَالَ: اسْتعْمل دَائِما فِي وَقت نوبَة الوجع الْأَدْوِيَة المسكنة للوجع وَفِي فترات(3/309)
نوبَة الوجع المفتتة للحصى والمدرة للبول إِلَى أَن تبرز الْحَصَاة فَإِذا برزت فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك ورم وَكَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة فافصد وَإِلَّا اسْتعْمل الأضمدة والملينة الورم أَو ينضج فَإِذا نضج فاخلط بهَا)
المحللة من خَارج وَمن دَاخل فَإِن كَانَ الورم أغلب حفزاً فَاجْعَلْ مَا يحلل ويفش اغلب على الضماد وَإِن كَانَت أَعْرَاض الْحجر أَشد حفزاً فَاجْعَلْ المفتتة أَكثر وَقد تكون مَعَ الْحَصَاة ريح يكون سَبَب وجع أَكثر فَإِن حدست ذَلِك فاخلط بالأدوية والأضمدة المشروبة السذاب والأنيسون والنانخة والشونيز وَنَحْوه واسق طبيخها وأضفها إِلَى الْأَدْوِيَة الَّتِي تفت الْحَصَى فَهَذِهِ جملَة التَّدْبِير للحصى الَّتِي فِي الكلى فَأَما الَّتِي فِي المثانة فَلَا يحدث بهَا وجع لسعة بطن المثانة إِلَى أَن ينبعث إِلَى رَقَبَة المثانة والإحليل فتشبث فَإِنَّهُ فِي هَذِه الْحَال يهيج عسر الْبَوْل وَلِأَن المثانة بَارِدَة قَليلَة الدَّم تحْتَاج إِلَى أدوية أقوى من أدوية الكلى وأجلس العليل فِي طبيخ الشبث وإكليل الْملك والبابونج وأصل الخطمى وبزر الْكَتَّان والحلبة وسنبل وكزبرة الْبِئْر وورق فنجنكشت ومزمار الرَّاعِي ومرزنجوش وبلنجاسف ومرخ الْقَضِيب وعنق المثانة بالأدهان المرخية ويخلط بهَا الشمع والشحوم المسكنة للوجع وَقد تحْتَاج أَن تذيب البازرد أَو الْمقل بِبَعْض هَذِه الأدهان وخاصة الْمقل الْعَرَبِيّ واطل بِهِ وحمهم بالماءالعذب فَإِنَّهَا تسكن الوجع الْحَادِث على الْحَصَى فِي الكلى والمثانة لِأَنَّهُ يُرْخِي ويوسع وَلَا تفرط فِيهِ لِأَنَّهُ يُرْخِي قُوَّة الْأَعْضَاء لَكِن اسْتَعْملهُ عِنْد الْحَاجة وبقدر وَاسْتعْمل مَعهَا عِنْد هدوء الوجع المروخ بالأدهان الَّتِي تحفظ قُوَّة الْأَعْضَاء كدهن الْحِنَّاء الَّذِي قد طبخ فِيهِ السنبل الْهِنْدِيّ فَإِن لم تثبت الْحَصَى وَلم تخرج شققت الإحليل من فَوق مُعَارضَة فِي الْموضع الَّذِي تثبت فِيهِ وأخرجها وَلَا تسْتَعْمل إِلَّا عِنْد الضَّرُورَة.
وَمن أدوية الْحَصَى الَّتِي تعْمل فِيهَا باعتدال. أصل الثيل وسقولوقندريون وبزر الْقلب وبزر الخطمى وكزبرة الْبِئْر ومزمار الرَّاعِي وَسعد وأصل الحسك الْبري وكمون وبزر القثاء والبطيخ وطبيخ القسطافلن وأصل الْقصب وخل الإشقيل وطبيخ السلق فَأَما الَّتِي هِيَ أقوى من هَذِه فحجارة الإسفنج والكمافيطوس والنارمشك والجعدة وطبيخ الحمص الْأسود وأصل الهليون والمقل الْعَرَبِيّ والسعد الْمصْرِيّ وأصل الفليق وقشر أصل الْغَار وبزر الفجل والزجاج المحرق وَالْحجر الْيَهُودِيّ والدواء الْهِنْدِيّ الْمَعْرُوف بِالْقَلْبِ وَدم التيس إِذا جفف وسحق وَشرب مَعَ مَاء الْعَسَل ورماد العقارب وَأفضل من هَذِه كلهَا العصفور الصَّغِير الْمَعْرُوف بطرغلوس وَهُوَ أَصْغَر العصافير كلهَا خلا الْمَالِكِي وَهِي رمادية اللَّوْن إِلَى الصُّفْرَة فِي جناحيها تخطط وَهِي رقيقَة المنقار فِي ذنبها نقط بيض كَثِيرَة الْحَرَكَة بذنبها تصفر دَائِما وَأَقل مَا تطير وتستعمل النهوض الْخَفِيف وتسكن فِي الْحِيطَان والسباخات وَتظهر فِي الشتَاء خَاصَّة فَإِن قوتها عَجِيبَة فِي تفتيت)
الْحَصَى لَا من الكلى فَقَط لَكِن من المثانة وتمنع حُدُوث(3/310)
الْحَصَى وَقد يسْتَعْمل جسمها كَمَا هُوَ وَيسْتَعْمل رماده وَحده وَمَعَ الفلفل والساذج وَقد يخلط بأدوية الْحَصَى الْأَدْوِيَة الَّتِي تدر الْبَوْل الغليظ الكدر كالفوة والساذج وَقد يخلط بهَا قشور أصل الْكبر وكرفس المَاء فَمَتَى لم تكن ثمَّ أخلاط غِلَاظ فاخلط الْأَدْوِيَة الَّتِي تدر بولاً كثيرا كالوج والداوقوا والأسارون والنانخة والكاشم وَنَحْو ذَلِك والذراريح وَاسْتَعْملهُ مَعَ تحرز واخلط بِهَذِهِ أدوية لَطِيفَة كالفلفل والساذج كي تسرع أَيْضا إِلَى المفتتة وَقد تخلط بهَا القابضة العطرية كالسنبل وقصب الذريرة والحماما دَوَاء مركب يفت الْحَصَى: بزر بطيخ قلب زجاج محرق دوقوا بِالسَّوِيَّةِ الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء الحمص الْأسود. آخر: ذرق الْحمام كندس بِالسَّوِيَّةِ يسقى مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء الفجل. آخر: ذرق الْحمام دِرْهَم وَنصف كندس دِرْهَم ذراريح دانق يسقى بشراب. آخر: يُؤْخَذ عقارب فتحرق بِنَار لينَة فِي قدر جَدِيد وَيشْرب مِنْهَا قيراطان فيسقيهم بمرق كل يَوْم أَيَّامًا كَثِيرَة فَإِنَّهُ يحفظ الْجِسْم أَن تتولد فِيهِ الْحَصَاة. آخر: بورق أرميني خَمْسَة دَرَاهِم يعجن بِعَسَل ثمَّ حل مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمِقْدَار أوقيتين من مَاء الفجل وَيشْرب حَتَّى يسْتَوْفى ثَلَاثَة أَيَّام.
دَوَاء عَجِيب لفليغريوس قَالَ: يفت الْحَصَى وَيمْنَع من تولدها ويسكن وجع الكلى من ورم حَار أَو غَيره وَهُوَ عَجِيب فِي ذَلِك وَيصْلح لحجارة الكلى جدا: إِذا أبتدأ الْعِنَب يسود فَخذ مِقْدَار فخار فصب فِيهِ مَاء وغله ثمَّ صب عَنْهَا وجففها وَاذْبَحْ تَيْسًا لَهُ أَربع سِنِين وَخذ من الدَّم الْأَوْسَط فأودعه الْقدر واتركه إِلَى أَن ينْعَقد ثمَّ قطعه صغَارًا صغَارًا فِي الْقدر وَأَجْعَل عَلَيْهِ خرقَة مهلهلة واتركه تَحت السَّمَاء فِي الشَّمْس وَالْقَمَر جَمِيعًا حَتَّى يجِف جدا وَاحْذَرْ أَن تصيبه ندوة مطر أَو غَيره فَإِذا استحكم جفافه فاسحق مِنْهُ شَيْئا مَعَ قَلِيل سنبل بِقدر مَا قطعت رَائِحَته بِهِ واسق مِنْهُ ملعقة بشراب حُلْو تفعل ذَلِك فِي إبان سُكُون الوجع فَإنَّك تعجب من فعله.
فِي شقّ الْحَصَى قَالَ: وَقد كَانَ قوم من القدماء يشقون عَن حَصى الكلى خلف الْقطن وَفِي ذَلِك خطر. فَأَما شقّ المثانة فَيسلم فِيهِ الْأَكْثَر فَالَّذِينَ لحومهم رطبَة وَمن لم يعرض لَهُم ورم وقاحت مِنْهُ جراحاتهم فَإِنَّهُم يتخلصون بسهولة فَأَما من ورم فأعسر والشباب يعرض لَهُم مِنْهُ ورم حاد عِنْد الشق والمشايخ لَا يلتحم جرحهم والكهول لَا يعرض لَهُم ورم ويلتحم جرحهم فَلذَلِك هُوَ أسلم فيهم وَالْحجر الْعَظِيم يسهل بظه ويعسر إِخْرَاجه وَالصَّغِير بِالْعَكْسِ والمتوسط)
يسهل خُرُوجه وَإِذا كَانَت الْحَصَى خشنة كَانَ صَاحبهَا على الشق أقوى من غَيره وَلِأَنَّهُ قد اعْتَادَ احْتِمَال الوجع وَإِذا كَانَت لينَة فبالضد. فِي التبويل يجب أَن يسْتَعْمل التبويل إِذا لم يكن هُنَاكَ ورم وَلَا وجع شَدِيد إِلَّا أَن يكون الورم عَن حجر أَو علق دم فَإِنَّهُ حينئذٍ يسكن الورم إِذا نحيت هذَيْن عَن المجرى وَمَتى عسر الْأَمر جدا وَلم يُمكن الإحتمال بالمبولة فَيجب ان يشق فِيمَا بَين الشرج والخصى شقاً صَغِيرا وَاجعَل فِيهِ أنبوباً ليخرج بِهِ الْبَوْل فَإِن عَيْش هَكَذَا خير من أَن يَمُوت. لى الصَّبِي المستعد للحصى هُوَ الَّذِي بَطْنه فِي الْأَكْثَر يَابِس ومعدته حارة وكبده.(3/311)
(أسر الْبَوْل) (الْبَتَّةَ وعسر خُرُوجه وقلته وَاسْتِعْمَال المبولة والتقطير الَّذِي يعسر والتعريف) (وَالسَّبَب والتقسيم والعلاج والاستعداد والإنذار والاحتراس.) قَالَ: فِي آخر الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء فَأَما العلاج بالقاثاطير وَهِي الْآلَة الَّتِي يَبُول بهَا أَصْحَاب حصر الْبَوْل فلست أحتاج إِلَى أَن أَقُول أَنه لن يَسْتَطِيع أحد أَن يعالج بهَا علاجاً جيدا دون أَن يكون عَارِفًا بِموضع المثانة وخلقتها معرفَة حَقِيقِيَّة.
الْأَعْضَاء الألمة الأولى: إِذا احْتبسَ الْبَوْل فنحتاج إِلَى أَن نَنْظُر هَل ذَلِك عَن الكلى ومجاري الْبَوْل مِنْهَا إِلَى المثانة أم فِي المثانة أم فِي مجْرى الْبَوْل من المثانة فَإِن كَانَ فِي الْعَانَة نتو مستدير فَإِن المثانة مَمْلُوءَة وحينئذٍ يَنْبَغِي أَن تنظر هَل الفضاء مسدود أَو فعل العضلة الَّتِي تقصر هِيَ تخرج الْبَوْل. لى يجب أَن ترجع لِأَن خُرُوج الْبَوْل إِنَّمَا يكون بانضمام المثانة عَلَيْهِ بِشدَّة وكف العضلة عَن فعلهَا وَأَنه قد نطل وَيفرق بَين ذَلِك أبدا إِن كَانَ لبُطْلَان العضلة إِنَّك إِن نصبت العليل نصبة تكون عَن مثانته إِلَى أَسْفَل وغمزت بِيَدِك على مَوضِع الانتفاخ در الْبَوْل بذلك وَإِلَّا فمنفذ الْبَوْل مسدود فَدلَّ على أَنه لَا يكون عَن استرخاء العضل المطوف على فَم المثانة وَحصر الْبَوْل إِذا استرخت لَكِن تقطيره بِلَا إِرَادَة وَعند ذَلِك يجب أَن ننظركم من ضرب ينسد المجرى الَّذِي للمثانة وَهُوَ ثَلَاثَة اضْرِب إِمَّا ورم وَإِمَّا شَيْء ينْبت فِيهِ أَو شَيْء يقف فِيهِ من حَصى أَو مُدَّة أَو ورم جامد وَاللَّحم النَّابِت والقيح يكون عقب قرحَة والحصى تكون علاماتها قد تقدّمت وَهِي فِي بَاب الْحَصَى فَإِن شهِدت لَك عَلَامَات الْحَصَى فاضجعه على قَفاهُ وشيل رجلَيْهِ حَتَّى تجعلها مُرْتَفعَة وحركه تحريكاً مُخْتَلفا فِي النواحي ثمَّ مره أَن يجْهد فِي أَن يَبُول فَإِن لم يبل فأعد ذَلِك مَرَّات فَإِن لم يبل فَعَلَيْك بالمبولة وَإِن كَانَت وَقعت على الْقطن والعانة فَتوهم أَن سَبَب)
ذَلِك ورم فَلَا تدخل المبولة لِأَن الورم يزِيد حرارة لَكِن الأجود أَن تصب على الْموضع مَاء فاتراً ومرخه بالدهن أَربع سَاعَات أَو أَكثر أَو أقل حَتَّى يلين الورم ويسترخي فَإِذا لَان الورم واسترخى كَانَ الوجع يقل فَأمره ان يجْهد نَفسه فَرُبمَا بَال. 3 (عِنْد قطع البواسير) لى عسر الْبَوْل الَّذِي يعرض عِنْد قطع البواسير هُوَ من جِهَة الورم فَيَنْبَغِي أَلا تبول بل(3/312)
اعْتمد فِيهِ على تسكين الوجع بالدهن وَالْمَاء الْحَار يجلس فِيهِ والضماد بالبصل والكراث وَالسمن حاراً على المقعدة ليسكن الوجع وَقلة الشَّرَاب لِئَلَّا يَجِيء الْبَوْل إِلَى المثانة وَقلة الْأكل يَوْمَيْنِ لتسكن جلّ الْعَوَارِض ثمَّ ترجع إِلَى الْعَادة. قَالَ: وَإِذا لَان الورم بِالْمَاءِ الْحَار والدهن فاغمز المثانة بِيَدِك ويتزحر العليل فَإِنَّهُ يَبُول إِن لم يكن الورم عَظِيما. لى امتلاء المثانة يدل على احتباس الْبَوْل من اجل المجرى الْأَسْفَل فَإِذا كَانَ الْبَوْل محتبساً والمثانة فارغة فَعِنْدَ ذَلِك تكون الْعلَّة إِمَّا من الكلى وَإِمَّا من مجاري الْبَوْل وَيجب عِنْد ذَلِك أَن يقْعد فِي الآبزن وتضمد الْبَطن بالأضمدة المرخية وتطبخ فِي الآبزن ورق الكرنب وَنَحْوه ويسقى المدرة للبول وينفع من ضَرْبَة الضَّرْبَة على الْقطن إِذا لم يكن ذَلِك لورم والورم يتقدمه ثقل فِي الْقطن ووجع وَحمى وَذَلِكَ إِذا كَانَ ورماً حاراً وَكَذَلِكَ الورم فِي المثانة فَإِنَّهُ يتبعهُ الْحمى إِذا كَانَ ورماً حاراً وَإِن كَانَ قد بَال قبل ذَلِك دَمًا فَيمكن أَن يكون لِأَن دم أَو قيح وقف فِي مجْرى الْبَوْل الْأَعْلَى وَعند ذَلِك تَنْفَع الضَّرْبَة والأدوية المدرة للبول لِأَنَّهَا تكْثر الْبَوْل فتدفع عِنْد ذَلِك.
قَالَ: وَخُرُوج الْبَوْل من المثانة تكون بتقلص المثانة وتقبضها باستدارة على الْبَوْل وَكَثِيرًا مَا يُعينهُ على ذَلِك العضل الَّذِي على مراق الْبَطن إِذا كَانَ الْبَوْل قَلِيلا جدا والمثانة ضَعِيفَة. قَالَ: وَإِن احْتبسَ الْبَوْل والمثانة فارغة فَإِن احتباسه من فَوق مجاري الْبَوْل ممدودة أَو فِيهَا دم أَو فِي الكلى حَصَاة أَو ورم أَو خلط غليظ فابحث عَن إِلَى المثانة حَال الْجِسْم أَيهَا يُوجب من هَذِه. من آخر الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: رُبمَا احْتبسَ الْبَوْل من تمدد المثانة لِكَثْرَة الْبَوْل الَّذِي فِيهَا إِذا لم يبل الْإِنْسَان وَصَارَ ذَلِك بِشدَّة فِي محفل فِيهِ نَاس أَو لنوم غرق فيمدد الْبَوْل المثانة تمديداً شَدِيدا فتضعف لذَلِك قوتها الدافعة فَلَا يُمكنهَا الضَّبْط على الْبَوْل على مجْرى الطَّبْع فيعسر الْبَوْل لذَلِك. لى يحْتَاج إِلَى علاج هَذَا وَهُوَ الْقَبْض على المثانة بطبيخ ورد مَعَ دهن ناردين فالزمه الْأَشْيَاء الحارة مَعَ قبض.)
3 - (الْأَعْضَاء الآلمة)
حصر الْبَوْل إِمَّا لِأَن المثانة لَا تقدر أَن تقبض على الْبَوْل من جَمِيعهَا وَإِمَّا لِأَن المجرى مَمْدُود أَو لِأَن العصب الَّذِي يَلِي المثانة من النخاع يبطل فعله وحينئذٍ لَا يُمكن المثانة أَن تنضم وَلَيْسَ السَّبَب فِي ذَلِك ضعفها بل سُقُوط الْقُوَّة الإرادية عَنْهَا. قَالَ: وينفع حصر الْبَوْل وَالْبرَاز الْكَائِن عَن ضعف الأمعاء والمثانة الغمز بِالْيَدِ ليعين العضل الضَّعِيف على فعله. قَالَ: وَلَا تدع أَن تمل عَن السَّبَب فِي هَذِه الْعلَّة أبدا. قَالَ: كَانَ رجل غَار مَوضِع من حرز صلبه إِلَى دَاخل من سقطة فاحتبس بَوْله فِي الْيَوْم الثَّالِث عِنْدَمَا استحكم ورم المثانة لضغط الفقار لَهَا وَكَانَ مَوضِع مثانته يوجعه فداويناه بمداواة من بِهِ ورم وَكَثِيرًا(3/313)
مَا ينَال المثانة الآفة عِنْدَمَا يصير التمدد لقوتها القابضة عَن الْبَوْل وَذَلِكَ يكون لمبس الْبَوْل بِإِرَادَة وَفِي النّوم إِذا طَال الْأَمر بذلك مرّة بعد مرّة صَارَت المثانة عسرة الْحس أَيْضا فَصَارَ من هَذَا الْوَجْه أَيْضا لَا تدفع الْبَوْل على الْإِرَادَة.
جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة وَمن الأولى: حصر الْبَوْل إِمَّا من أجل الْعُضْو الْبَاعِث وَهُوَ الكلى ومجاري الْبَوْل مِنْهَا إِلَى المثانة وَتَكون حينئذٍ المثانة خَالِيَة وَالْبَوْل محتبساً وَإِن كَانَ من أجل الكلى وجد العليل وجعاً مَعَه ثقل فِي الْبَطن وَإِن كَانَت لبرانج الْبَوْل النابتة من الكلى وجد الوجع فِي الحالبين وَهُوَ شَبيه بالوخز وَإِمَّا من أجل المثانة وَيكون ذَلِك لِضعْفِهَا عَن الإنقباض عَن الْبَوْل فعلامته أدل وَهِي فِي تِلْكَ الْحَال متزعزعة وَإِذا أَنْت غمزت عَلَيْهَا در الْبَوْل لِأَنَّهُ لَيْسَ بهَا إِلَّا الضعْف من أجل المجاري الَّتِي فِي المثانة وَهَذَا يكون إِمَّا لحصاة وَإِمَّا لثولول أَو ورم أَو علق دم وَزَوَال خرز الصلب إِلَى دَاخل يكون مِنْهُ عسر الْبَوْل.
السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: قد يفْسد مجْرى المثانة من يبس كثير يعرض فِي عنق المثانة وَيكون فِي الحميات المحرقة الْيَابِسَة جدا الَّتِي تبلغ من يبسها أَلا يُمكن العليل أَن يتَكَلَّم حَتَّى يبل فَمه بِالْمَاءِ. وَمِنْهَا: فصد الصَّافِن يحل عسر الْبَوْل الَّذِي سَببه ورم حَار وَكَثْرَة الدَّم فِي الْجِسْم وَقد رَأَيْت خلقا كثيرا أشرفوا على الْمَوْت وَبَعْضهمْ مَاتَ من احتباس الْبَوْل وَكَانَت المثانة ترى فِي جَمِيعهم مَمْلُوءَة ممتدة.
السَّابِعَة: تقطير الْبَوْل وعسره يحلهما شرب الشَّرَاب والفصد وَيجب أَن تقطع الْعُرُوق الدَّاخِلَة.
قَالَ: عسر الْبَوْل إِن كَانَ مَعَه وجع يكون إِمَّا من ورم حارة وَإِمَّا من خراج وَإِمَّا من قرحَة وَإِمَّا من خراج خَارج عَن الإعتدال مُخْتَلف وَإِمَّا من ريح غَلِيظَة وَإِن كَانَ إِنَّمَا هُوَ عسر فِي الْحَرَكَة)
فَهُوَ يكون إِمَّا لضعف الْقُوَّة وَإِمَّا من ورم من هَذِه الْعِلَل كلهَا إِمَّا لبرد فيشفي مِنْهُ شرب الشَّرَاب فيعني بِشرب الشَّرَاب فِي هَذَا الْموضع أَن يكثر النَّبِيذ ويقل مزاجه ويشفى أَيْضا من الورم إِذا حدث من دم غليظ من غير امتلاء فِي الْجِسْم وَأما الورم الْكَائِن من غير نُقْصَان فِي الْجِسْم وَإِن لم يكن امتلاء بعد أَن تكون بِهِ الْقُوَّة قَوِيَّة والفصد يشفي مِنْهَا وَيجب أَن يفصد الصَّافِن.
من الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ أسر الْبَوْل فَعرض لَهُ زحير شَدِيد مَاتَ فِي الْيَوْم السَّابِع فَإِن عرضت لَهُ حمى لم تكن قبل ذَلِك وَكثر بَوْله برِئ.
الثَّالِثَة عشر من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: أَتَى رجل مهزول وَكَانَ لَا يُمكنهُ أَن يَبُول حَتَّى يجْتَمع فِي مثانته بَوْل كثير فحدست أَن سَبَب ذَلِك شدَّة جفاف أَعْضَائِهِ وَأَن مجْرى بَوْله قد جف وقحل فانضم فَهُوَ لذَلِك يحْتَاج أَن يجْتَمع فِي مثانته بَوْل كثير حَتَّى تقدر أَن تدفع دفعا قَوِيا وتفتح انضمام المجرى فداويناه بالمروخ والأشياء اللينة والأدهان المرطبة والأغذية المرطبة وَالْحمام فبرأ من علته فِي خلال كَلَامه أَن ذَلِك يكون أَيْضا أَن كَثْرَة الْجِمَاع وَسَببه(3/314)
أَن الرُّطُوبَة الَّتِي يولدها الْغذَاء عَن جَنْبي أوعية المنى يجِف وَلَا ترسل رُطُوبَة وَعند الْجِمَاع تفنى هَذِه الرُّطُوبَة بِكَثْرَة مَا يخرج فَإِن لم يصبهَا فِي نَفسهَا جفاف من قحولة الْجِسْم. قَالَ: وَقد يكون عسر الْبَوْل من أَن تَجف هَذِه الْآلَات بإفراط الْجِمَاع وَقد كَانَ يدْخل ذَلِك فأمرناه بالامتناع من الْجِمَاع فبرئ.
ابيذيميا السَّادِسَة من الثَّانِيَة قَالَ: عسر الْبَوْل يحله الفصد إِذا كَانَ من امتلاء وورم حَار. لى على مَا رَأَيْت وَقد فسرت قصَّته فِي القولنج إِنَّمَا صَار الْجُلُوس فِي المَاء الْحَار نَافِعًا لاحتباس الْيَهُودِيّ قَالَ: قد يكون مَعَ ورم ظَاهر فِي الكبد عسر الْبَوْل لِأَن الوريد الَّذِي يَأْخُذ المَاء يَنْضَم. لعسر الْبَوْل: يحقن بخرو الْحمام فِي موميائي وتطبخ رطبَة حَتَّى تنسلق وَثمّ تُؤْخَذ وتكمد المثانة بهَا حارة فَإِنَّهَا تطلق الْبَوْل وأقعد العليل فِي آبزن طبيخ الحمص والكرنب والحلبة ومرخ الظّهْر والمثانة بأدهن مُخْتَلفَة كدهن السوسن والمرزنجوش. قَالَ: ولاشيء أَنْفَع لعسر الْبَوْل من الآبزن الدَّائِم والكماد الرطب والمرخ بالدهن. قَالَ: وَإِن أدخلت شعر الزَّعْفَرَان الإحليل أدر الْبَوْل من سَاعَته وَإِن حقنته بِزَيْت العقارب أدر الْبَوْل. لى رَأَيْت فِي مَوضِع أَنه إِن أدخلت قملة فِي ثقب الإحليل ادر الْبَوْل من سَاعَته. مَجْهُول: رجل عسر عَلَيْهِ الْبَوْل فَلم ينْتَفع شَيْء من الْأَدْوِيَة فَجَاءَهُ رجل فسحق درهما من قشر بَيْضَة منقى من الغرقى وأنعم سحقه وصير مَعَه مثله سكرا طبرزداً وسقاه فَبَال من سَاعَته. أهرن: الدَّلِيل على احتباس الْبَوْل أَنه من ورم يبس)
الطبيعة واحتباس الْبَوْل يسْتَدلّ على أَنه من ضعف المثانة عَن الانضمام على الْبَوْل فَإِن تسْأَل هَل حقن بَوْله مُدَّة طَوِيلَة وتعرف هَل ذَلِك لفالج فِي عضله فَإِن تسْأَل هَل حدث عَلَيْهِ هُنَاكَ ضَرْبَة وَنَحْوهَا والكائن من الْحَصَاة والمرة وَالْخَرَاج فدلائلها ظَاهِرَة. قَالَ: عالج ضعف المثانة بدهن الناردين أَو الْغَار والناردين الرازقي واخلط مَعهَا بعض القوابض.
سذاب وحسك وَيُؤْخَذ من مَائه قَلِيلا إِذا كَانَت المثانة منتفخة وَالْبَوْل محتبس حَتَّى إِذا غمزت عَلَيْهَا در الْبَوْل وَخرج ثمَّ يعود الْبَوْل يحتبس وَلَا يخرج إِلَّا بِالْعقدِ عَلَيْهَا فَإِن ذَلِك لضعف المثانة عَن الانضمام عَن الْبَوْل لدفعه وَإِيَّاك أَن تسْتَعْمل فِي شَيْء من أسر الْبَوْل مَعَ ورم أَو وجع حاد شَدِيد جدا المبولة لَكِن عَلَيْك بِالْمَاءِ الْحَار والدهن والتليين والإرخاء وتسكين الوجع فَإِن الوجع يسكن بِهَذِهِ الْأَشْيَاء وَإِذا خف الوجع فاغمز حِينَئِذٍ على المثانة إِن كَانَت وارمة غمزاً لينًا من أَعْلَاهَا إِلَى أَسْفَلهَا وَلَا تغمز وخاصة حقوه مادام الوجع شَدِيدا وَلَكِن افصد للإرخاء والتليين ليسكن الوجع أَولا ثمَّ اغمز لتدر الْبَوْل وَيخرج فَإِن اضطررت إِلَى استعمالك المبولة فَبعد ذَلِك أَيْضا.(3/315)
اهرن: حصر الْبَوْل تِسْعَة اضْرِب إِمَّا لورم فِي المجرى ويستدل عَلَيْهِ بِشدَّة الْأَلَم والوجع فِي ذَلِك الْموضع الَّذِي فِيهِ الورم وَأَن يخرج فِي الْبَوْل أَشْيَاء صديدية وَإِمَّا لورم فِي المعي فيضغط المثانة ويمنعها عَن فعلهَا ويستدل على ذَلِك بِأَن مَعَه أَعْرَاض المعي أَعنِي احتباس الرجيع وَنَحْوه من الوجع والغثي وأعراض الزحير وَنَحْوه وَالَّذِي من ضعف المثانة عَن الانضمام على الْبَوْل ويستدل عَلَيْهِ بِالسَّبَبِ البادي على حقن بَوْله فتمددت مثانته وَبِأَنَّهُ إِذا غمزت عَلَيْهِ بَال. وَالْآخر لفالج فِي عضلة تستدل عَلَيْهِ بِالسَّبَبِ البادي إِن جلس على شَيْء بَارِد جدا أَو أَصَابَته ضَرْبَة وَالَّذِي يكون من جمود الْقَيْح ويستدل عَلَيْهِ بِأَنَّهُ قبل ذَلِك يخرج قيح وَكَذَلِكَ فِي الدَّم وَالَّذِي من الْحَصَاة تعرفه من دَلَائِل الْحَصَاة.
3 - (علاج أسر الْبَوْل الَّذِي لضعف المثانة)
اسْتعْمل الطيوب القابضة المسخنة قَلِيلا كَالدَّارِ صيني والسعد والبسباسة والسليخة والقرنفل والسنبل يعْطى مِنْهَا كالنبقة واطبخ هَذِه وَاجْعَلْهَا ضماداً واسقه اميروسيا والقفى وَمن دَوَاء الكركم زنة دِرْهَم من كل وَاحِد واطله من هَذِه أَيْضا وينفع من دهن الناردين ودهن البان وَبَعض الأدهان الحارة ويطبخ فِيهَا بعض القوابض. لعسر الْبَوْل بالطفل: تسقى الربة مِمَّا يدر الْبَوْل.
بولس قَالَ: وَيكون من الفالج فِي المثانة عسر الْبَوْل وَقَالَ: إِذا عسر الْبَوْل وَلم يكن ورم حَار وَلَا حَصى وَلَا علق دم وَلَا خراج وَلَا شَيْء من هَذَا النَّحْو فَانْظُر فَإِن كَانَ فِي الْبَوْل حرافة وَدلّ المزاج وَسَائِر المزاجات على أَن فِي الْجِسْم مرّة فَإِنَّهُ قد يكون عسر الْبَوْل من الْمرة فَاسْتعْمل الْأَشْيَاء الَّتِي تعدلها كَمَاء الشّعير والسمك والحمامات والأشياء المرطبة ويدع الْأَشْيَاء الحريفة وَالشرَاب الْبَتَّةَ والرياضة وَالنّصب وَإِذا كَانَ الْبَوْل رَقِيقا أَبيض وَكَانَت الْأَسْبَاب تدل على سوء مزاج بَارِد فَاسْتعْمل الشَّرَاب الْحَار والأدوية المدرة للبول والآبزن فَإِن كَانَ مَعَ بياضه غليظاً فَاعْلَم أَن ذَلِك من خلط بلغمي قد سد منافذ الْبَوْل وعنق المثانة فَعَلَيْك بالسكنجبين والزوفا والصعتر والعرطنيثا والحاشا والمحروث وَلَا تسْتَعْمل المبولة فِي الورم الْحَار والإلتهاب وَأما عسر الْبَوْل يعرض فِي الحميات فليطل بدهن السذاب ودهن الشبث وَمَتى احْتبسَ الْبَطن حقنوا. وَقد يعرض من الفالج فِي المثانة عسر الْبَوْل مرّة وسلسه أُخْرَى وَذَلِكَ فِي بَاب الفالج.
الاسكندر قَالَ: إِذا كَانَ الْبَوْل عسر الْخُرُوج ورأيته أَبيض أَو غليظاً فَإِن ذَلِك من الْبرد وَكَثْرَة الاستحمام بِالْمَاءِ الْبَارِد فأعطه مدرات الْبَوْل باعتدال ومره بالاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار وَالشرَاب السخن والثوم جيد هَاهُنَا وَمَتى كَانَ أَحْمَر رَقِيقا لذاعاً فابدأ بتعديل المزاج والفصد وبزر الْبِطِّيخ وَالْخيَار والخشخاش وَالْحمام العذب المعتدل وَانْظُر إِذا عسر الْبَوْل هَل مَعَ ذَلِك مرّة أَو حرافة أَو تقدمته حرقة أَو ورم ثمَّ عالج بِحَسب ذَلِك.(3/316)
شَمْعُون قَالَ: ادلك الْقطن مِمَّن عسر عَلَيْهِ الْبَوْل بالأدهان المسخنة كدهن السوسن والنرجس والزنبق وَأَقْعَدَهُ فِي مَاء الحسك والحلبة والكرنب والخطمى واللفت وكمد الْعَانَة بالرطبة المسلوقة واحقنها بالموميائي واسقه مَا يدر الْبَوْل. لى على مَا رَأَيْت لشمعون: الْبَوْل يعسر إِمَّا لحصاة وَإِمَّا لعلق دم أَو مرّة وَإِمَّا لخام جامد وَإِمَّا لورم حَار وَإِمَّا لورم بَارِد وَإِمَّا لورم فِي المعي وَإِمَّا)
لفالج فِي العضل والحصاة تعرف بعلاماتها وعلق الدَّم والمدة فَإِنَّهُ يتقدمه قُرُوح وجمود الدَّم يغلظ الْبَوْل وَكَانَ عدم إِعْلَام القروح والحصاة والوجع والورم الْحَار واللهيب وَسُرْعَة وُرُود الْعلَّة والورم الْبَارِد فَإِنَّهُ جَاءَ قَلِيلا حَتَّى اشْتَدَّ ورم الأمعاء أَعنِي ورم المعي الْمُسْتَقيم بامتناع الزبل.
من الاختصارات: عسر الْبَوْل إِذا كَانَ من أجل لحم صلب مستدير ينْبت فِي المجرى لَا برْء لَهُ الْبَتَّةَ وَمَا كَانَ فِيهِ فِي الْبَوْل رملية وصفرة وَحُمرَة فعسره عَن الكلى وَمَا كَانَ فِيهِ بَيَاض وخثورة فَعَن المثانة. قَالَ: وَطَرِيق دفع عسر الْبَوْل عَامَّة الآبزن وَالْحمام والكماد والمدرة للبول ويطلى الْموضع بالعاقرقرحا والبورق والخردل وَالْعَسَل وَيكون ذَلِك فِي الْحمام ويطيلون اللّّبْث فِيهِ حَتَّى يعرق عرقاً شَدِيدا فَهَذَا علاج عسر الْبَوْل الَّذِي يكون من غير حَصَاة وَلَا من قرحَة وَهُوَ الَّذِي من ورم فَأَما الَّذِي من قُرُوح فعلاجه البزور الْبَارِدَة كبزر الْبِطِّيخ وبزر الْخِيَار والألبان لبن الْمعز وَلبن الأتن والحقن اللينة والأضمدة الْبَارِدَة. قَالَ: وينفع من الْأسر أَن يحقن الإحليل بدهن بِلِسَان. لى هَذَا ينفع الضَّرْب المثانة مثل طول عسر الْبَوْل وينفع من الْأسر أَن يحقن بِزَيْت قد انقع فِيهِ فِي نصف رَطْل عشر عقارب بيض ويحقن بقضيب فضَّة وينفخ فِيهِ بعد ليسرع فيصل.
مَجْهُول لعسر الْبَوْل عَجِيب: أَدخل العليل الْحمام وَأَجْلسهُ فِي الْحَوْض الْحَار وَيكون قد جففت قشور الْبِطِّيخ وسحقتها كالكحل واسقه وَهُوَ فِي الْحمام فَإِنَّهُ يَبُول مَكَانَهُ. لى إِن أسرف الْبَوْل الْخَامِسَة من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: ويعرض ضرب من عسر الْبَوْل فِي الحميات الحادة وَيكون من يبس مفرط. لى يعالج هَذَا بالآبزن والمروخ والأغذية اللينة.
تياذوق: قد يكون نوع من قلَّة الْبَوْل عَن انحلال عروق الكبد. لى عَلامَة ذَلِك لين الْبَطن وَلَا يكون مَعَه الوجع فِي الْقطن والمثانة. قَالَ: إِذا كَانَ الْأسر عَن ورم فَإِنَّهُ يكون قَلِيلا قَلِيلا وَالَّذِي يعسر الْبَوْل ضَرْبَة فَإِنَّهُ حَصَاة أَو علق دم أَو مُدَّة أَو حَصَاة فليجلس العليل على بتكة على عصعصه فَقَط ويمسك من خَلفه لِئَلَّا يَقع وَتُؤْخَذ صوفة فيشد وَسطهَا بخيط وَيدخل الْخَيط الْأَسْفَل من رَأس المبولة ويمد حَتَّى يخرج من الْجَانِب الآخر ثمَّ يقطع مَا فضل كُله بعد أَن يمدها وَلَا تكون(3/317)
عسرة المواتات لِلْخُرُوجِ من المبولة لكَي تخرج إِذا جذب الْخَيط وَإِنَّمَا يَجْعَل الصُّوف هُنَاكَ ليمنع أَن يسْبق إِلَى فَم المبولة علق دم أَو مُدَّة. قَالَ: وَتدْخل المبولة على هَذَا: يجلس العليل على مَا وَصفنَا على بتكة على عصعصه ويمسك من خَلفه وَيرْفَع رُكْبَتَيْهِ قَلِيلا إِلَى فَوق الأربيتين وَيبعد كل وَاحِدَة مِنْهُمَا عَن صاحبتها. قَالَ: فَإِنَّهُ إِذا جلس على عظم الظّهْر اسْتَوَى)
تقليب المثانة أَكثر مَا يكون ثمَّ يدْخل القاثاطير بعد أَن يحم العليل إِن أمكن وتنطله بِالْمَاءِ الفاتر وتمرخه بالدهن ليلين نعما ثمَّ تدخل القاثاطير إِلَى الْجَسَد إِلَى أَسْفَل الذّكر بعد أَن تمسحه بالدهن والألعبة اللزجة. قَالَ: وَإِذا بلغ إِلَى أَسْفَل الذّكر بعد أَن تمسحه بالدهن والألعبة اللزجة أقمناه وأملناه إِلَى السُّرَّة وتدفعه على ذَلِك قَلِيلا بِقدر عقد أَو عقدين فَإِذا دخل هَذَا الْمِقْدَار فَذَلِك غلط وَهَذَا الْموضع المنفرج يحْتَاج بعد ذَلِك وَلَا سِيمَا إِن عسر دُخُوله وَيرجع أَن يمِيل الذّكر رَقَبَة المبولة إِلَى أَسْفَل فَإنَّك ترده إِلَى حَاله واشده استعلاء وَيتبع فِي ذَلِك أبدا سهولة الذّهاب وَقلة الوجع لِأَن ذَلِك يدل على حسن الذّهاب حَتَّى إِذا وصل إِلَى مَوضِع فضاء يحبس ذَلِك بِمد الْخَيط لتخرج الصوفة ويتبعها الْبَوْل وَلِأَنَّهُ رُبمَا دخل بعد ذَلِك علق دم أَو مُدَّة فِي القاثاطير أَو ركب رَأسه فَمنع من خُرُوج الْبَوْل فَيَنْبَغِي أَن يكون ميل يدْخلهُ فِي القاثاطير وَيكون لَهُ عَلامَة إِنَّا نعرفها يكون قد وصل إِلَى رَأس القاثاطير وَلَا يكون مَعَ ذَلِك حاد الرَّأْس وَفضل قَلِيلا من رَأس القاثاطير قدر نصف شَعْرَة. قَالَ: وَكَذَلِكَ فاحقن المثانة إِذا احتجت إِلَى ذَلِك فَإِن تشد على القاثاطير كيساً تجْعَل فِيهِ دواءك وأوفق الأكياس مثانة قد عركت نعما ونقيت. لى المبولة الَّتِي يستعملها المحدثون أَجود من هَذِه لِأَن رَأس تِلْكَ وَله ثقب فِي جوانبه صغَار كَثِيرَة لَا يدْخل مِنْهَا علق الدَّم والمدة الْبَتَّةَ لصغرها وَهِي كَثِيرَة فَإِن ركب بَعْضهَا شَيْء دخل الْبَوْل من الآخر وَلِأَنَّهُ رُبمَا دخل فِي هَذَا الثقب وَإِن كَانَ عسيراً قطع مُدَّة وَاجْتمعَ فِي أنبوب الْآلَة فَإِن لَهُ ميلًا يدْخل فِيهِ وَهَذَا الْميل وَإِن كَانَ لَا ينفذ حَتَّى يخرج ذَلِك الدَّاخِل عَن الْآلَة فَإِنَّهُ يَدْفَعهُ وينحيه وَالَّذِي قدرت أَنا أصلح من ذَلِك كُله وَهِي مبولة تتَّخذ من أسرب ليعوج ويلتوي شكل الثقب وَإِيَّاك والوجع فَإِنَّهُ كثيرا يُورث التبويل قروحاً وأوجاعاً لذَلِك. افطيلش: وَيحْتَاج أَن يهيأ مبولة لكل سنّ وخلقة مبولة على مَا يصلح.
3 - (من كتاب فِي الْبَوْل)
ينْسب إِلَى ج قَالَ: وَيكون ضرب من عسر الْبَوْل الغليظ لغلظ الرطوبات. لى دَلِيله أَن يخرج فِي الْبَوْل. ابْن سرابيون: إِذا عسر الْبَوْل وَكَانَ ورم عَظِيم فِي المثانة لَا يتهيأ من أَجله اسْتِعْمَال المبولة وَاشْتَدَّ الْبَوْل على العليل وأشرف على التّلف وَخيف من المبولة زِيَادَة الوجع فشق شقاً صَغِيرا نَاحيَة الدرز بجنبه وَأدْخل فِيهِ أنبوباً ليخرج الْبَوْل فَإِن اشْتَدَّ مَا فِيهِ أَلا يلحم وَذَلِكَ خير من إِسْلَام العليل إِلَى التّلف. قَالَ: وضع عَلَيْهِ المرخية.
قَالَ: عسر الْبَوْل لمن كَانَ مَعَ وجع فَإِنَّهُ يكون من ورم أَو قرحَة أَو شَيْء يسد(3/318)
المجرى فَإِن كَانَ بِلَا وجع فَإِنَّهُ لذهاب حس المثانة لسوء مزاج بَارِد وَبطلَان قُوَّة عضلها كَالَّذي يحدث إِذا أمسك الْبَوْل مُدَّة طَوِيلَة فَإِن كَانَ مَعَ احتباس الْبَوْل المثانة فارغة فالآفة فَوق. قَالَ: وَإِن انْعَقَد الدَّم فِي المثانة لم يسْتَدلّ على ذَلِك بِأَن الْبَوْل احْتبسَ بعقب خُرُوج الدَّم وَلَكِن بِأَنَّهُ يهيج مَعَ ذَلِك صغر النَّفس وصفرة اللَّوْن وَصغر النبض والغشى والاسترسال.
قَالَ: عسر الْبَوْل إِذا كَانَ مَعَ ورم عولج بالآبزن والنطول والتمريخ بدهن البابونج وَإِن كَانَ لغظ الْبَوْل وأخلاط فالقوية فِي إدرار الْبَوْل المرققة للدم ويطبخ لَهُم فِي الآبزن البلنجاسف والغار والمرزنجوش والكرنب والحلبة والشبث وإكليل الْملك والحرمل وذرق الْحمام ويضمدون أَيْضا بهَا ويسقى مَاء الفجل وطبيخ المشكطرامشير والفوة والوج وتدهن اللثة بدهن العقارب واسقهم السكنجبين العنصلي وَإِن شَأْنه أَن يقطع ويلطف وَهَذَا ينفع من جمود الدَّم فَأَما عسر الْبَوْل الْحَادِث فِي الحميات فعالجه بالنطول ودهن الشبث وآبزن قد طبخ فِيهِ الخطمى والبابونج والبنفسج والحسك وَمَتى حدث أسر الْبَوْل عَن ريح غَلِيظَة سقى دهن الخروع بِمَاء الْأُصُول وتمسح اللثة بدهن الناردين ودهن الياسمين أَو البلسان وَيصب مِنْهُ فِي الإحليل مَعَ شَيْء من جندبادستر ومسك وَمَاء السذاب فَإِنَّهُ عَجِيب فِي ذَلِك. لى يعْطى عَلامَة الأولى من القوى الطبيعية.
قَالَ: جَمِيع النَّاس إِذا عسر عَلَيْهِم الْبَوْل وجدوا مَعَ ذَلِك وجعاً فِي الْمَتْن وبالوا مَعَ ذَلِك رملاً قَالُوا إِن وجعهم فِي الكلى. لى 3 (تَقْسِيم تَامّ لاحتباس الْبَوْل) يحتبس إِمَّا لِأَن الكلى تجذبه وعلامته أَن يكون الْبَوْل محتبساً وَلَيْسَ فِي الظّهْر وجع ثقيل وَلَا فِي الخاصرة والحالب وَلَا فِي المثانة شَيْء يكره وَلَا فِي عنق المثانة ضرب من ضروب السدة على مَا سنبين وَأَن يكون مَعَ ذَلِك الْبَطن لينًا وَقد حدث فِي الْجِسْم ترهل واستسقاء أَو كَثْرَة عرق وَإِمَّا أَن يكون مَعَ الكلى فَتكون محتبسة الْبَتَّةَ وَفِيه الْمَرَض وَذَلِكَ ورم أَو حجر أَو علق دم أَو مُدَّة ويعمه كُله أَن يكون الوجع فِي الْقطن مَعَ فرَاغ المثانة إِلَّا أَنه إِن كَانَ حَصَاة ظَهرت دَلَائِل الْحَصَاة قبل ذَلِك وَإِن كَانَ ورماً حاراً كَانَ مَعَ الوجع شَيْء من ضَرْبَان وَإِن كَانَت أوجاع الكلى إِنَّمَا هِيَ ثقل فَقَط وَإِن كَانَ ورماً صلباً لم يحتبس الْبَوْل ضَرْبَة لَكِن قَلِيلا وَإِن كَانَ ثقل فَقَط وَإِن كَانَ علق دم أَو مُدَّة فيتقدمه قرحَة وَإِن كَانَ احتباسه من أجل مجاري الْبَوْل من الكلى تكون المثانة فارغة والوجع فِي الحالب حَيْثُ هَذَا المجرى مَعَ نخس ووخز فَإِن وجع المجرى ناخس لَا يفتر وَعند ذَلِك اسْتعْمل سَائِر الدَّلَائِل فِي الدَّلَائِل فِي الكلى وَإِن كَانَ من أجل المثانة فإمَّا أَن يكون لِضعْفِهَا عَن دفع الْبَوْل فَعِنْدَ ذَلِك فاغمز عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يدر والمثانة مرتكزة فَإِن لم يدر فالآفة فِي رَقَبَة المثانة وحينئذٍ فَاسْتعْمل الدَّلَائِل الْمَذْكُورَة وَمَتى كَانَ الوجع لورم حَار فِي هَذِه الْمَوَاضِع تبع ورم المثانة حمى مَوْصُولَة وورم الكلى حمى مُتَّصِلَة وَقد تنضم رَقَبَة المثانة من انضمام يَقع(3/319)
لَهُ وَيكون للبرد واليبس من ثولول يخرج فِيهِ وَيكون قَلِيلا قَلِيلا وينسد بخلط غليظ فِي هَذِه المجاري. عَلامَة التَّدْبِير الغليظ. لى إِذا كنت تعالج حصر الْبَوْل من الورم فِي المثانة فَلَا تسْتَعْمل على اسْتِعْمَال المَاء الفاتر والتعريق بالدهن الفاتر مُدَّة يسيرَة لَكِن أَدَم ذَلِك وَأكْثر عَلَيْهِ إِلَى أَن يلين الورم ويسكن الوجع فَإِنَّهُ فِي تِلْكَ الْحَال يُمكن أَن يَبُول ومره حينئذٍ أَن يجْهد نَفسه على الْبَوْل فَإِن لم يبل فاعصر المثانة حَتَّى يَبُول.
من الأقربادين الْقَدِيم قَالَ: إِذا احْتبسَ الْبَوْل صير فِي دبره شَيْئا من ملح فَإِنَّهُ يَبُول مَكَانَهُ وصيره فِي الذّكر مَعَ طَاقَة من شعر زعفران.
ابْن ماسويه من الكناش قَالَ: إِذا اشْتَدَّ عسر الْبَوْل لورم فَأكْثر التمريخ بالدهن والتنطيل وأدم الْجُلُوس فِي الْحمام حَتَّى يعرق عرقاً كثيرا شَدِيدا وَإِن اشْتَدَّ فأجلسه فِي طبيخ الكرنب والإذخر وخرو الْحمام واطل الْقطن والعانة وَالذكر بالبول والعاقرقرحا والخردل حَتَّى يَبُول. قَالَ: وَإِذا كَانَ بِإِنْسَان قرحَة ثمَّ قلت الْمدَّة وَأَقْبل الْبَوْل يعسر يَوْمًا فيوماً فَاعْلَم أَن لَحْمًا هُوَ ذَا ينْبت فبادر لِئَلَّا)
ينسد المجرى الْبَتَّةَ فبادر فَأدْخل المبولة لكَي تفرغه وَإِن ثَبت وسد المجرى فشق المثانة شقاً صَغِيرا. 3 (مُفْرَدَات) النانخة تدر بولاً عَظِيما.
تدر بولاً كثيرا حَتَّى إِنَّه يَبُول الدَّم. الأبهل يَبُول الدَّم.
الدوقو يدر بولاً كثيرا وَهُوَ أَنْفَع الْأَدْوِيَة فِي ذَلِك. بطراساليون يدر بولاً كثيرا. الأشق يَبُول الدَّم. فوة الصَّبْغ تدر بولاً كثيرا حَتَّى إِنَّهَا تبول الدَّم. الحاشا والكمون الْبري يدران الْبَوْل إدراراً كثيرا والكرويا والقاقلى والسعد والكاشم يدر الْبَوْل. الكرسنة مَتى أَكثر مِنْهَا بولت الدَّم.
البطراساليون دَوَاء كثير فِي إدرار الْبَوْل. السنبل يدر الْبَوْل. السذاب يستفرغ الْبدن بالبول وَهُوَ جيد فِي ذَلِك. الساساليون يدر الْبَوْل إدراراً سَرِيعا. بزر الْبِطِّيخ والقثاء يدران الْبَوْل. النانخة والحرشف مَتى سلق أدر بولاً كثيرا. الْإِذْخر والبطم يدر الْبَوْل. المراق سحق وضمد بِهِ عانة الصَّبِي أدر الْبَوْل وَإِن سحق وَأطْعم حل عسر الْبَوْل جدا. السعد يدر الْبَوْل من صَاحب الْحَصَى. والجبن والغاريقون جيد لعسر الْبَوْل. القردمانا مَتى شرب نفع من عسر الْبَوْل جدا.
الهليون يدر الْبَوْل وطبيخ أَصله وبزره جيدان لعسر الْبَوْل. طبيخ المرزنجوش جيد لعسر الْبَوْل شرب أَو جلس فِيهِ. النانخة تدر الْبَوْل بِقُوَّة. الذراريح تطرح مَعَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تدر الْبَوْل ليسرع حلّه لعسر الْبَوْل. لى على مَا رَأَيْت هُنَالك بزر بطيخ وبزر كرفس ونانخة ودوقو بطراساليون أَجزَاء سَوَاء ذراريح ربع جُزْء الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم يحل عسر الْبَوْل من سَاعَته إِذا كَانَ احتباسه عَن الكلى. البلنجاسف يطْبخ وَيجْلس فِيهِ فيدر الْبَوْل وتضمد الْعَانَة فتفعل ذَلِك بِقُوَّة. مَتى عسر الْبَوْل جدا فاطبخ بلنجاسفا وشيحا ومرزنجوشا ونماما ونانخة وخطميا(3/320)
وكرنبا ورطبة وفودنجا وحاشا وَنَحْوهَا وَيجْلس فِيهِ العليل وضمد بِهِ الْعَانَة بِمَاء طبيخ الخطمى فَإِنَّهُ مَتى جلس فِيهِ حل عسر الْبَوْل.
بديغورس: الزيدرخت خَاصَّة النَّفْع من عسر الْبَوْل. اطرَح الْهِنْدِيّ شرب اللَّبن يحل عسر الْبَوْل الشَّديد. ابْن ماسويه: النانخة خاصتها إدرار الْبَوْل العسير. جَوَامِع حفظ الصِّحَّة قَالَ: يحدث)
ضرب من عسر الْبَوْل عَن أكل الْأَشْيَاء القابضة مَتى أدمنت وَعَن الْأَشْيَاء المسخنة المجففة لِأَن هَذِه تضم أَفْوَاه الأوعية وعلاج الأول أكل الْأَشْيَاء المدرة المرطبة فِي بَاب ليثرغس أَنه يدر الْبَوْل بِقُوَّة إِن مرخت فِي المثانة ونواحيها بدهن السذاب ودهن قثاء الْحمار. لى كثيرا مَا يخرج الْبَوْل بِأَن تدخل فِي الإحليل شَيْء وينفخ فِيهِ.
فِي تجارب مُحَمَّد بن خَالِد لحصر الْبَوْل وخاصة فِي الصّبيان: شَحم الْفِرَاخ يذاب فِي شَيْء نظيف ثمَّ يصب فِي قدح نَبِيذ وَيشْرب فيطلق الْبَوْل من سَاعَته.
جِبْرِيل بن بختيشوع لعسر الْبَوْل وَهُوَ منجح سريع: حب المحلب مقشر دِرْهَمَانِ بزر بطبيخ مقشر دِرْهَم سكر ثَلَاثَة دَرَاهِم يشربه وَهُوَ منقع فِي آبزن قد طبخ فِيهِ شبث وبابونج وخرو زهر الأقحوان يدر الْبَوْل. الأسارون يدر الْبَوْل. والاذخر وَحب الآس. الأبهل يدر الْبَوْل أَكثر من كل شَيْء يدره. أَنا غاليس قَالَ: إِنَّه وورق الأنجرة مَتى طبخ مَعَ بعض الأصداف وتحسيت مرقته أدر الْبَوْل. الأفسنتين وَشَرَابه قَالَ: ينقى مَا فِي الْعُرُوق من الْخَلْط المراري بإدرار الْبَوْل. وَقَالَ: دهن البلسان يدر الْبَوْل. والبادروج يدر الْبَوْل. وَاللَّبن.
ابْن ماسويه: البادروج يدر الْبَوْل. وَاللَّبن بِقُوَّة. ثَمَرَة الفنجنكشت يدر الْبَوْل وَاللَّبن مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَم بشراب البلوط يدر الْبَوْل. أصل البادروج وأصل البادرد يدران الْبَوْل. لحم الْبِطِّيخ يدر الْبَوْل. بزر الْبِطِّيخ والقثاء يدران الْبَوْل. ابْن ماسويه: الْبيض مَتى سلق وَأكل أدر الْبَوْل.
البابونج شرب أَو جلس فِي طبيخه يدر الْبَوْل والأبيض الزهرة مِنْهُ أَشد إدراراً للبول. بزر الجرجير يدر الْبَوْل والبرى أقوى فِي ذَلِك وثفلة يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: أصل الجرز البرى يدر الْبَوْل. الجعدة والدوقو يدران الْبَوْل. هُوَ فِي إدرار الْبَوْل من أقوى الْأَدْوِيَة اعني الدوقو. والجعدة يدر الْبَوْل. طبيخ الوج يدر الْبَوْل. وَقَالَ: الزَّعْفَرَان يدر. صمغ الزَّيْتُون الْبري الَّذِي يلذع اللِّسَان يدر الْبَوْل وصمغها أَيْضا. الحاشا يدر الْبَوْل. الحرمل الحندقوقا حب البلسان يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: كشك الْحِنْطَة مَتى طبخ مَعَ بزر الرازيانج وَجعل حسا أدر الْبَوْل. الحمص يدر الْبَوْل وَالْأسود أَكثر إدراراً من سَائِر الحمص. الأبهل يَبُول الدَّم. الاشق يخرج مَعَ الْبَوْل دَمًا.(3/321)
ودقيق الكرسنة يَبُول الدَّم. الكمون الْكرْمَانِي يدر الْبَوْل المراري شَيْئا كثيرا. الكبابة تدر الْبَوْل. الفوة)
تدر الْبَوْل. والكرفس وبزره أقوى فِي ذَلِك. أصل الكرفس الْجبلي وثمرته يدران الْبَوْل وَقَالَ: يدر الْبَوْل بِقُوَّة وَكَثْرَة. كماريوس هُوَ حقيق بإنزال الْبَوْل. كرويا تدر الْبَوْل. أصل الكاشم وبزره يدران الْبَوْل. الكراث يدر الْبَوْل جَمِيع أَنْوَاعه وكراث الْكَرم أقوى فِي ذَلِك. وَقَالا قشور أصل الْكبر وثمره يدران الْبَوْل وَالثَّمَرَة أَضْعَف. اللوز المر يدر الْبَوْل إِذا شرب. وَقَالا: اصل اللوف إِن أكل بعد الشَّيْء بِعَسَل أدر الْبَوْل. أصل ليناطوس يدر الْبَوْل إِذا شرب بِخَمْر. مَتى سلقت شَجَرَة المر وضمد بهَا عانة الصَّبِي أدر الْبَوْل.
جالينوس: أصل المر يدر الْبَوْل. الْمقل الْيَهُودِيّ يدر الْبَوْل. الملوخ مَتى شرب مِنْهُ درخمى بِمَاء الْعَسَل أدر الْبَوْل. وَاللَّبن. ناردين قوته مَدَرَة للبول. النمام يدر الْبَوْل. النانخة تدر الْبَوْل وَكَذَلِكَ السعد وهما قويان فِي ذَلِك. السليخة تدر الْبَوْل. ساذج يدر الْبَوْل. السفرجل يدر الْبَوْل إِذا ربى الْعَسَل أدر الْبَوْل ودهن الايرسا يدر الْبَوْل وأصل الساساليوس وَأكْثر من ذَلِك أَصله وبزره وهما يدران الْبَوْل سَرِيعا. السذاب لتقطيعه يستفرغ الْبدن بالبول. روفس: حب العرعر يدر الْبَوْل. إِنَّه يدر الْبَوْل إدراراً معتدلاً. الْعَسَل يدر الْبَوْل. وَقَالَ روفس: إِن شرب بِالْمَاءِ غزر الْبَوْل وأدره. وَقَالَ: الكاكنج الْأَحْمَر الزهرة قوي فِي إدرار الْبَوْل وَالْحيض. الفجل مدر للبول.
بزر الفجل مَتى شرب بالخل أدر الْبَوْل.
ابْن ماسويه:
قُلُوب لباب الفاشرا فِي أول مَا يطلع إِذا أكلت مَدَرَة للبول. إِنَّهَا تدر الْبَوْل باعتدال. الفلفل يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: فوة الصَّبْغ تدر الْبَوْل الغليظ كثيرا وَقد يَبُول الدَّم. الهليون يَبُول بولاً كثيرا. وَقَالَ: أصل الغاريقون والفاوانيا يَبُول. أَصله إِذا أنعم دقه وَأخذ مِنْهُ مِقْدَار لوزة وَشرب بِمَاء الْعَسَل فَإِنَّهُ يدر الْبَوْل.
طبيخ الفودنج يدر الْبَوْل. حب الصنوبر مَتى شرب مَعَ القثاء أدر الْبَوْل. وَقَالَ: الصعتر يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: الْقسْط يدر الْبَوْل. حب الْقلب يدر الْبَوْل. القاقلى مدر للبول.
ارجيجانس: قصب الذريرة يدر الْبَوْل. وجالينوس يَقُول: قصب الذريرة يدر الْبَوْل إدراراً يَسِيرا. القاقلة يدر الْبَوْل. طبيخ الراسن يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: الرُّمَّان الحامض أَشد إدراراً للبول من غَيره للطاقة حمضته. الرازيانج يدر الْبَوْل. طبيخ حَبَّة الشبث وبزره يدران الْبَوْل.
مَاء كشك الشّعير يدر الْبَوْل. وَقَالَ: الفقاع الْمُتَّخذ من مَاء الشّعير يدر الْبَوْل. وَقَالَ: قُلُوب السلجم إِذا أكلت وسلقت تدر الْبَوْل. الشاهترج يدر الْبَوْل وَهَذَا ثَبت. ابْن ماسويه: الشيطرج يدر الْبَوْل. بولس: الشونيز إِذا شرب أدر الْبَوْل. التوت يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: أصل شَجَرَة الترمس مَتى شرب طبيخه أدر الْبَوْل. قَالَ: يلقى من الرازيانج يسير فِي أدوية إدرار الْبَوْل. الثوم الْبري يدر الْبَوْل. بزر الثيل الْكَبِير الْوَرق يدر الْبَوْل إدراراً شَدِيدا. الخراطين مَتى أنعم دقها وشربت بطلاء أدرت الْبَوْل. الخس يدر الْبَوْل. أصل الْخُنْثَى يدر الْبَوْل. ابْن ماسويه: الَّتِي تدر الْبَوْل الوج والسعد وسنبل الطّيب(3/322)
وقشور السليخة وَالدَّار صيني وَحب البلسان والراسن وَحب الْكَتَّان وَحب العرعر واللاذن والخرنوب الشَّامي الفجل والشاهترج والجرجير وبصل الفار واللافسنتين والفودنج النَّهْرِي والكرويا وبزر الكرفس الْبري والحمص الْأسود هَذِه كلهَا تدر الْبَوْل إِذا شرب من كل وَاحِد مثقالان بِمَاء الرازيانج أَو بِمَاء الكرفس أَو بِمَاء الحمص الْأسود.
روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام قَالَ: البسد الرطب يدر الْبَوْل وينقي الدَّم السوسن الفرفيري الزهرة مَتى شرب مِنْهُ أَرْبَعَة درخميات أَبْرَأ عسر الْبَوْل. حب البلسان نَافِع إِذا شرب نفع من عسر الْبَوْل. بذر البادروج إِذا شرب والبادروج نَفسه يدر الْبَوْل. البسد الْأَحْمَر نَافِع جدا من عسر الْبَوْل. الدويبة الَّتِي تستدير إِذا مشت تكون تَحت جوَار المَاء كَثِيرَة الأرجل تَنْفَع من عسر الْبَوْل إِذا شربت بشراب. أصل الهليون مَتى طبخ وَشرب طبيخه نفع من عسر الْبَوْل.
بديغورس: زبد الْبَحْر الدودي الشكل الَّذِي فِي لَونه فرفيرة يصلح لعسر الْبَوْل. الْحجر الْيَهُودِيّ)
مَتى حك مِنْهُ قدر حمصة وَشرب بِثَلَاثَة ابولسات مَاء حَار نفع من عسر الْبَوْل. وَقَالَ: دَقِيق الكرسنة مَعَ الْخلّ يُبرئ عسر الْبَوْل. وَقَالَ: كمافيطوس وكما دريوس يسقيان لعسر الْبَوْل. وَقَالَ: بزر الكرفس نَافِع لعسر الْبَوْل. دهن اللوز المر مَعَ ميبختج ينفع من عسر الْبَوْل. لعسر الْبَوْل يحقن الإحليل بزنة نواة من الْملح المحلول جيد بَالغ. مَجْهُول: المر مَتى شرب مسحوقاً نفع من عسر الْبَوْل. وطبيخ المرزنجوش نَافِع من عسر الْبَوْل.
الْأَعْضَاء الألمة: حصر الْبَوْل يكون إِمَّا لقلَّة حسن المثانة والسدة تحدث لحصاة أَو ورم أَو قيح أَو خلط غليظ أَو غلظ الدَّم وَقد يحدث عَن زَوَال خرز المثانة إِلَى دَاخل عسر الْبَوْل وَقلة حسن المثانة يكون كَمَا يكون عِنْد النّوم فتمتلئ وَلَا تدفع وغما لِأَن يتمدد تمدداً مفرطاً إِذا احْتبسَ الْإِنْسَان بَوْله بإرادته.
الْيَهُودِيّ: وَيكون عسر الْبَوْل بورم المعي الْمُسْتَقيم فيضغطها كَمَا يكون ذَلِك فِي قطع البواسير فَاسق خرو الْحمام واحقن بِهِ مَعَ موميائي فَإِنَّهُ يدر الْبَوْل ومرخ الْبَطن والعانة بأدهان حارة وَأَقْعَدَهُ فِي طبيخ الحلبة واللفت والحسك والكرنب. دَوَاء عَجِيب مجرب لأسر الْبَوْل من برد وَغلظ: عاقرقرحا وخردل وبورق يعجن بِعَسَل ويطلى الدرز والعانة. دَوَاء هندي مجرب لأسر الْبَوْل: جوز هندي وعفن وكبريت فيبخر بِهِ تَحت قمع فضَّة قد أَدخل طرفه فِي الإحليل. قَالَ: بزر الخشخاش والخس والكتان يدر الْبَوْل إِذا عسر عَجِيب فِي ذَلِك يسقى بطلاء فَإِن أَدخل شعر زعفران فِي ثقب الإحليل أدر الْبَوْل وَمن احْتبسَ بَوْله فليتزحر إِذا بَال تذحراً شَدِيدا ليخرج جَمِيع مَا فِي المثانة.
الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ أسر الْبَوْل فَعرض لَهُ زحير شَدِيد مَاتَ فِي السَّابِع فَإِن عرضت لَهُ حمى لم تكن قبل ذَلِك الْبَتَّةَ وَكثر بَوْله برأَ.(3/323)
ابيذيميا: عسر الْبَوْل إِذا كَانَ من امتلاء وحرارة يحله الفصد فِي الْعُرُوق الَّتِي فِي مَا بض الرّكْبَة قد يحل أسر الْبَوْل إِذا كَانَ بِسَبَب ورم دموي. لى يَنْبَغِي أَن ينظر فِي ذَلِك فَإِن الباسليق فِي ابْتِدَاء هَذَا أوفق وَالرجل فِي آخِره من حدثت بِهِ تقطير الْبَوْل القولنج الْمَعْرُوف بايلاوس فَإِنَّهُ يَمُوت فِي أُسْبُوع إِلَّا أَن يحدث بِهِ حمى فَيخرج مِنْهُ الْبَوْل.
مَا رَأَيْت مَرِيضا على هَذِه الصّفة وَلَعَلَّ ابقراط قد رأى ذَلِك.
معجون نَافِع لعسر الْبَوْل جدا وَالْحِجَارَة أوجاع الكلى أجمع والكبد: خَمْسُونَ سنبل اقليطي)
ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ دوقوا أَرْبَعَة وَأَرْبَعُونَ سليخة أَربع وَعِشْرُونَ حَماما اثْنَان وَثَلَاثُونَ بزر كرفس جبلي اثْنَان وَثَلَاثُونَ أصل السوسن اثْنَان وَثَلَاثُونَ أسارون ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ فلفل أسود اثْنَان وَثَلَاثُونَ مِثْقَالا دهن بِلِسَان مثله حب بِلِسَان مثله ميويزج سِتَّة عشر مِثْقَالا فوة الصَّبْغ اثْنَان وَثَلَاثُونَ يجمع الْجَمِيع بنقيع عشرَة دَرَاهِم كثيرا فِي شراب وَيجْعَل بَنَادِق ويسقى. من الميامر ولى فِيهِ اصلاح هَذَا دَوَاء عَجِيب فاعرفه.
من الْأَعْضَاء الألمة: إِذا عسر الْبَوْل وَرَأَيْت فِي الْعَانَة انتفاخاً مستديراً فَاعْلَم أَن الْبَوْل حَاصِل فِي المثانة وَلَيْسَ سَبَب احتباسه لَا الكلى وَلَا المجاري وَإِنَّمَا يحْتَاج أَن تعلم حينئذٍ هَل هُوَ من سدة أَو من ضعف عضل المثانة فاغمز الإنتفاخ فَإِن أدر الْبَوْل فالسبب لضعف وَإِن لم يدر فالسبب مُدَّة فتحتاج ان تنصبه نصبا يكون عنق المثانة إِلَى أَسْفَل ويغمز على الانتفاخ فَإِن أدر الْبَوْل وَإِلَّا فَاعْلَم أَن السَّبَب فِي احتباسه لَيْسَ من أجل ضعف العضل الَّذِي يغمز على الْبَوْل وَيبقى أَن مجْرى الْبَوْل مسدود وانسداده يكون على ثَلَاثَة أوجه إِمَّا لورم فِي عنق المثانة وَإِمَّا لشَيْء ينْبت فِيهِ وَإِمَّا لشَيْء يقف فِيهِ حَصَاة أَو مُدَّة أَو علق دم دفْعَة فَاعْلَم أَن الْحَصَاة قد وَقعت فِي عنق المثانة فأضجعه على قَفاهُ وشل رجلَيْهِ حَتَّى تصير أرفع من سَائِر جِسْمه ثمَّ هز رجلَيْهِ هزاً شَدِيدا مُخْتَلفا فِي النواحي ثمَّ مره أَن يَبُول بعد أَن يَسْتَوِي فَإِن خرج الْبَوْل وَإِلَّا فأعده فهز هزاً قَوِيا فَإِن لم يخرج الْبَوْل فدونك المبولة وَإِن كَانَ إِنَّمَا ظهر قبل ذَلِك بَوْل دم وَمُدَّة فَيمكن أَن يكون علق الدَّم مجتمعاً وَيُمكن أَن يكون ذَلِك وَإِن لم يتقدمه بَوْل مُدَّة وَذَلِكَ أَنه قد يُمكن أَن تكون مُدَّة القرحة قَليلَة وانعقدت هُنَاكَ أَو ثَبت شَيْء من قرحَة كَانَت فِي مجْرى الْبَوْل والمبولة توضح لَك هَذَا كُله وَإِن كَانَت هَذِه كلهَا مَعْدُومَة وَظهر لَك أَن التَّدْبِير كَانَ بَاطِلا مولداً للخلط فَإِن الَّذِي يسْبق إِلَى الظَّن أَن الممانع للبول قِطْعَة خلط غليظ خام وَإِن كَانَ الاحتباس للبول بِسَبَب باد مثل ضَرْبَة اَوْ سقطة على المثانة فَاعْلَم أَن السَّبَب فِي ذَلِك ورم وَإِيَّاك فِي هَذِه الْحَال حَال المبولة فَإِنَّهُ يزِيد فِي الورم لَكِن عالجه بِالْمَاءِ الفاتر والدهن حَتَّى يلين التمدد ويسترخي ومره فِي الِاجْتِهَاد فِي الْبَوْل وأعنه بالغمز على المثانة بِرِفْق فَإِنَّهُ يَبُول وَإِلَّا فأعد التليين والإرخاء(3/324)
والعلاج بِمَا يحلل الورم حَتَّى يَبُول. قَالَ: خُرُوج الْبَوْل فِي الْحَال الطبيعية يكون بانقباض المثانة باستدارة على الْبَوْل وَكَثِيرًا مَا يُعينهُ على ذَلِك العضل الَّذِي على مراق الْبَطن إِذا كَانَ الْبَوْل الَّذِي فِي المثانة يَسِيرا والمثانة ضَعِيفَة والدلك يكون عسر الْبَوْل من ضعف العضل الَّذِي يقبض)
المثانة على الْبَوْل. لى علاج هَذَا فِي وقته الغمز حَتَّى يخرج الْبَوْل فَأَما بعد هَذَا فتقويه تِلْكَ الْمَوَاضِع. قَالَ: وَقد يعرض استرخاء هَذَا العضل لمن يحتبس بَوْله مُدَّة طَوِيلَة إِذا كَانَ يزعجه ويؤذيه لِأَن المثانة فِي هَذِه الْحَال تتمدد تمدداً شَدِيدا ويضعف فعل هَذَا العضل بعد ذَلِك. لى عسر الْبَوْل يكون إِمَّا من الكلى وَإِمَّا من المثانة وَإِمَّا من مجاري الْبَوْل فَالَّذِي من الكلى مَعَه وجع فِي العضل وَثقل شَدِيد فِيهِ وَالَّذِي من مجاري الْبَوْل مَعَه وجع شَدِيد فِي الحالبين وَفِي هَاتين الْحَالَتَيْنِ لَا ورم فِي الْعَانَة وَأما الَّذِي يكون من المثانة فعلى الْعَانَة ورم مستدير وَيكون إِمَّا لضعف العضل الدَّافِع وَيعرف ذَلِك من هَذَا السَّبَب البادي الَّذِي ذَكرْنَاهُ وَمن أَنه إِذا عسر عَلَيْهِ يخرج وَمن أجل المجرى وَهُوَ يكون للورم وَاللَّحم النَّابِت والعلق والحصاة أَن يسْتَعْمل فِيهَا من الدَّلَائِل والعلاج مَا قد مضى.
سرابيون: قَالَ: تقطير الْبَوْل مَعَ حرقة وعسره يكون إِمَّا من حِدة الْبَوْل أَو ورم أَو قرحَة أَو لكيموس فَاسد يجْتَمع فِي آلَات الْبَوْل. قَالَ: وعسر الْبَوْل الْبَتَّةَ إِذا كَانَ مَعَ وجع فَذَلِك فِي آلَات الْبَوْل لألم أَو لمُدَّة جامدة أَو قرحَة أَو ريح نافخة غَلِيظَة وَإِذا كَانَ بِلَا وجع فَذَلِك إِمَّا لذهاب حسن المثانة أَو لضعف عضلها الدَّافِع للبول أَو هَذَانِ يكونَانِ إِمَّا لطول لبث الْبَوْل الْكثير فِي المثانة أَو لفساد مزاج بَارِد وَإِذا كَانَ عسر الْبَوْل بِلَا انتفاخ فِي المثانة فَإِن ذَلِك من الكلى وَفَوق ذَلِك إِمَّا لورم أَو سدة بعلق دم أَو حَصى وَيفرق بَينهمَا بعلامات بَيِّنَة قد ذكرت إِذا كَانَ يؤل الْبَوْل عَن حِدته والكيموس الْحَار فِيهِ فعالج بِمَاء الشّعير والخس والهندباء والقرع والملوخيا وَالْحمام بِالْمَاءِ العذب الفاتر والامتناع من كل حريف والراحة والسكون واسقهم دَائِما بزر قطونا مَعَ دهن ورد وَإِذا كَانَ عسر الْبَوْل عَن ورم يزحم المثانة أَو مجْرى الْبَوْل فأقعده فِي طبيخ البابونج والشبث وأصل الخطمى والمرخ دَائِما بدهن البابونج ودهن الحسك وَإِن كَانَ عَن حِجَارَة فِيهَا فَفِي بَابهَا وَمن عسر الْبَوْل عَن رُطُوبَة غَلِيظَة أَو مُدَّة جامدة أَو نَحْو ذَلِك فأعطه الْأَدْوِيَة الَّتِي تفتح تفتيحاً قَوِيا كالفوة والمر والأنيسون والسنبل وبزر الرازيانج والقسط والحماما والكرنب والعنصل وَنَحْو ذَلِك وانقعه فِي الْمِيَاه الَّتِي قد طبخ فِيهَا بلنجاسف ومرزنجوش وبابونج واكليل الْملك وحلبة وكرنب نبطي وحرمل وذرق الْحمام وضمده بأضمدة متخذة من الحلبة والأشج والقنة وينفع من عسر الْبَوْل الْكَائِن عَن رطوبات غَلِيظَة جدا: حب الْغَار شبث إكليل الْملك دَقِيق الحمص الْأسود بابونج عشرَة عشرَة بزر جزر بري فجل بري بزر كرفس كرفس بستاني)
وجبلي سِتَّة وَسِتَّة وحماما عشرَة يعجن بِمَاء الكرنب النبطي ودهن السوسن وَشَيْء من دهن بِلِسَان ويضمد(3/325)
بِهِ اللثة ويسقى على أَثَره مَاء الكرفس وَمَاء ورق الفجل المغلي المروق وَمَاء السذاب بدهن لوز مر اَوْ دهن القنة أَو دهن العقارب فَإِن هَذَا ينفع من علق الدَّم والمدة والخلط الغليظ الَّذِي يسد المجرى نفعا بليغاً فَإِن كَانَ سَبَب عسر الْبَوْل من جمود الدَّم فَاسق الْأَدْوِيَة الَّتِي تحل الدَّم الجامد وَالَّتِي تفت الْحَصَى والسكنجبين دَائِما لَا يقطع وَأما أسر الْبَوْل الْحَادِث فِي الحميات فاسكب عَلَيْهَا دهن الشبث والبابونج ودهن السذاب وَأَقْعَدَهُ فِي طبيخ هَذِه ودهن قثاء الْحمار وتمرخ الثنة فَإِن حدث عسر الْبَوْل عَن ريح غَلِيظَة نافخة فاسقه دهن الخروع وَمَاء الْأُصُول ومرخ الثنة بِمَاء الناردين ودهن البلسان واسكب فِي الإحليل بعض هَذِه مَعَ الجندباستر.
الجاؤشير ينفع من تقطير الْبَوْل: طبيخ الوج يمْنَع تقطير الْبَوْل. وَقَالَ: ثَمَرَة الْجَوْز إِذا شرب مِنْهَا مِثْقَال نفع من تقطير الْبَوْل الكمون الَّذِي يشبه الشونيز نَافِع من تقطير الْبَوْل. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يشرب بعد بزر الكرفس النمام الْبري إِذا شرب بزره بشراب نفع من عسر الْبَوْل. النانخة مَتى شرب بشراب نفع من عسر الْبَوْل وَيخرج مَعَ الدَّوَاء الدرونج والذراريح لتضاد عسر الْبَوْل.
وَقَالَ: ورق السرو مَتى شرب مسحوقاً مَعَ شَيْء من مر بطلاء نفع من عسر الْبَوْل.
سقولوقندريون نَافِع من عسر الْبَوْل. ساساليوس بزره وَأَصله يشربان لتقطير الْبَوْل. وَقَالَ: ساساليوس اقريطش ينفع إِذا سقى بشراب لعسر الْبَوْل. وَقَالَ: حَدثنِي من أَثِق بِهِ أَنه كَانَ بِهِ عسر الْبَوْل فَجَلَسَ فِي طبيخ الكرنب وَهُوَ حَار وَسَقَى أُوقِيَّة من بزر بطيخ مقشر مسحوق مَعَ مثله من السكر اقتمحه فدر بَوْله. الْحَيَوَان الَّذِي يُسمى فسافس مَتى جعل فِي ثقب الإحليل أطلقت الْبَوْل من ساعتها وَكَذَلِكَ تفعل القملة. القردمانا مَتى شرب بِخَمْر نفع من عسر الْبَوْل.
قصب الذريرة إِذا شرب يخمر نفع من عسر الْبَوْل وَمَتى جعل مَعَ الثيل وبزر كرفس نفع من عسر النَّفس وَمن عسر الْبَوْل. طبيخ القيصوم وورقه نَافِع من عسر الْبَوْل الْعَارِض من برد.
ابْن ماسويه: مَاء الرازيانج الْعَظِيم الْغَيْر بستاني نَافِع من تقطير الْبَوْل. ثَمَرَة الشونيز نافعة من التقطير. الشاذنة تشرب بِخَمْر لعسر الْبَوْل مَعَ طبيخ أصل الثيل نَافِع من عسر الْبَوْل. الغاريقون مَتى شرب مِنْهُ درخمى نفع من وجع الكلى. وَقَالَ: أصل الخطمى مَتى شرب بِالْمَاءِ بعد طبيخه بِهِ نفع من عسر الْبَوْل. لتقطير الْبَوْل اسْقِهِ مَاء الجوشير والساساليون من كل وَاحِد زنة دِرْهَم بِمَاء حَار على الرِّيق وأياماً. ابْن ماسويه مَجْهُول: لعسر الْبَوْل يبخر بحرادة. مَجْهُول لعسر الْبَوْل)
مَعَ برد: حاشا صعتر بري سكبينج وبزر ملوخيا ثَلَاثَة ثَلَاثَة سذاب راسن خَمْسَة خَمْسَة نعنع سِتَّة بزر الحسك سَبْعُونَ كمون نبطي مر افسنتين ثَلَاثَة وَنصف من كل وَاحِد بزر بطيخ وَخيَار مقشر أَرْبَعَة أَرْبَعَة بزر الرازيانج دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ زعفران دِرْهَم وَنصف تلث بدهن بِلِسَان وزن ثَمَانِيَة دَرَاهِم ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِثَلَاث أَوَاقٍ من الميبختج وَيطْعم فجلية فِيهَا(3/326)
حمص اسود وتوابل وتؤكل بالخردل وَالشرَاب بميبختج وَيقْعد فِي آبزن قد طبخ فِيهِ خرو الْحمام وتعلف القرطم والكرنب والصعتر الْبري وتدبر بذلك فَإِنَّهُ جيد وَمَعَ ذَلِك يفت الْحَصَى.
لعسر الْبَوْل مَعَ حرارة: بزر الثيل وبزر بطيخ وبزر قثاء مقشر من كل وَاحِد ثَلَاثَة ثَلَاثَة حسك وَحب الْقلب وبزر قرع حُلْو مقشر خَمْسَة خَمْسَة بزر الرجلة أَرْبَعَة حمص أسود ذراريح عشرَة يسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم على الرِّيق بجلاب وَيقْعد فِي طبيخ قشور الْبِطِّيخ وحبه وعنب الثَّعْلَب ورازيانج وكرنب وسلق وبابونج وبنفسج وتمسح المثانة بدهن لوز حُلْو إِذا خرج من الآبزن ويحقن الدبر بدهن بطيخ معصوراً وَإِذا كَانَ مَعَ برد حقن الذّكر مَعَ دهن الْغَار وبدهن السكبينج يطْبخ فِيهِ وَنَحْوه من طبيخ الصموغ والعقاقير الحارة فِي الدّهن يحقن بِهِ وتمرخ الْعَانَة والمثانة والحالب بِهِ.
اسْتِخْرَاج: يسْتَعْمل دهن بزر الْبِطِّيخ بِأَن يشرب وَحده قدر ثَلَاث أَوَاقٍ أَو أَكثر وَيسْتَعْمل فِي الطَّعَام فَإِنَّهُ جيد لهَذِهِ الْعلَّة. لتقطير الْبَوْل مَعَ وجع المثانة: سمن الْبَقر وَعسل على الرِّيق شَيْئا صَالحا وَيصير عَلَيْهِ وَبعد ذَلِك فَإِنَّهُ جيد لهَذِهِ الْعلَّة جدا لعسر الْبَوْل الْكَائِن بَوْل يسير والدواء الحاد تطلى خاصرته وسرته بدهن حنظل ودهن زنبق قبل أَن يعالج وَبعده يدخن بالثوم معجوناً بِسمن الْبَقر مَعَ قشره. 3 (من الْجَامِع لعسر الْبَوْل) إِذا كَانَ مَعَ ورم فِي المثانة وَهُوَ مَعَ أَنه يدر الْبَوْل معتدل إِلَى الْبرد مَا هُوَ لَا يهيج الورم بل يَنْفَعهُ: دَقِيق شعير ثَلَاثُونَ درهما بزر الْبِطِّيخ وبزر القثاء مدقوقة منخولة وخطمى ابيض منخول وبزر الكرنب النبطي منخول عشرُون عشرُون أصل السوسن مقشر منخول بزر نيلوفر بزر السلق بزر الْخِيَار ثَمَانِيَة ثَمَانِيَة بزر القرع الحلو اثْنَا عشر درهما يجمع بطبيخ التِّين الْأَبْيَض وَيجْعَل عَلَيْهَا دهن بنفسج ويخبص بِهِ المثانة وَهُوَ فاتر مسكنة من قُدَّام وَمن خلف فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات وَأكْثر ويشد شداً رَقِيقا.
لعسر الْبَوْل والمغص يسقى مَاء الثيل المعصور. من الْكَمَال والتمام فليغريوس قَالَ: أسْتَعْمل تكميد الْعَانَة وَالْحمام والآبزن والدهن وتوضع على الْعَانَة اسفنجة بِمَاء حَار وتغمزه وتدلكه بِقُوَّة إِلَّا أَن يكون مَعَه وجع شَدِيد فَعِنْدَ ذَلِك تغمزه بِرِفْق وَكَذَلِكَ يدلك وَبعده يصب فِي الاحليل زنبق. الْعِلَل والأعراض قَالَ: قد يلْحق استرخاء المثانة عسر الْبَوْل وَمِنْه أَيْضا عسر الْبَوْل يكون إِمَّا لبُطْلَان الْقُوَّة الدافعة وَإِمَّا من ضيق المجرى وَإِمَّا مِنْهُمَا وَقد يعرض هَذَانِ السببان جَمِيعًا أعنى فَوت الْقُوَّة وضيق المجرى لمن يحتبس بَوْله مُدَّة طَوِيلَة وَقد يكون ضيق المجرى من حَصَاة أَو دم جامد أَو ثولول أَو شَيْء نابت فِيهِ أَو مُدَّة غَلِيظَة أَو من يبس شَدِيد كَالَّذي يعرض فِي الحميات المحرقة.(3/327)
الْأَعْضَاء الألمة: عسر الْبَوْل يكون إِمَّا من الْعُضْو الْبَاعِث وَهُوَ الكلى ويستدل على ذَلِك بِأَن الْبَوْل يحتبس والمثانة خَالِيَة فِي هَذِه الْحَالة وَيتبع إِذا كَانَ ذَلِك فِي الكلى وجع فِي الْقطن ثقيل وَإِذا كَانَ فِي المجاري الَّتِي يجرى مِنْهَا الْبَوْل إِلَى المثانة فَيكون الوجع فِي الحالب لِأَن هَذِه المجاري هُنَاكَ وَإِمَّا من أجل الْعُضْو الْقَابِل للبول وَهِي المثانة ومجاريها وَفِي هذَيْن تكون المثانة مرتكزة فالحصاة الْحَادِثَة من أجل المثانة تعلمه أَنْت إِذا نصبت الْمَرِيض النصبة الَّتِي ينبغى وغمزت على مثانته خرج الْبَوْل والعارض من انسداد مجاري المثانة لَا يخرج إِذا غمزت عَلَيْهِ وَحِينَئِذٍ مجْرى المثانة مسدود لحصاة أَو علق دم أَو مُدَّة أَو ورم فاعرف الْحَصَاة لعلاماتها من الْحَصَاة وعلق الدَّم بِأَن يكون قد تقدم ذَلِك بَوْل الدَّم وَكَذَلِكَ الْمدَّة وَإِذا شيلت رجل صَاحب حَصى المثانة وهززته هزاً شَدِيدا رُبمَا تنحت الْحَصَى من عنق المثانة فَبَال فَإِن لم ينجع ذَلِك وَعلمت أَن احتباس الْبَوْل إِنَّمَا هُوَ لأجل مجْرى المثانة فَعَلَيْك بالمبولة وَإِذا كَانَ عسر الْبَوْل عَن الكلى كَانَ الوجع فِي)
الْقطن وَإِذا كَانَت الْعلَّة فِي مجارى المثانة فَإِن الوجع يَمْتَد ويبلغ إِلَى أَسْفَل الْبَطن.
الفلاحة الفارسية: إِن الْبَوْل المتقطر الْمُنْقَطع يسلله ويدره أكل الثوم عَجِيب فِي ذَلِك يشفى بِهِ.
اطهورسفس. الاسرة فرض وخلط مَعَ ثوم أَو بصل وطلى على الاحليل أدر الْبَوْل من سَاعَته وطين عش الخطاطيف مَتى ديف بِمَاء وَشرب نفع من الْبَوْل من سَاعَته وَمَتى أخذت قملة وأدخلت فِي ثقب الاحليل خرج الْبَوْل من سَاعَته عسر الْبَوْل الَّذِي يعرض فِي الحميات يعرض من شدَّة اليبس علاجه الآبزن واحقنه بِاللَّبنِ وَشرب مَاء الشّعير وَمَاء القرع وَإِن كَانَت الْحمى قد سكنت فاللبن.
الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: حصر الْبَوْل يكون إِمَّا عِنْدَمَا لَا تقدر المثانة أَن تنقبض على الْبَوْل قبضا محكماً حَتَّى تضغطه وَإِمَّا لسَبَب سدة أَو ورم أَو حَصَاة أَو شَيْء آخر فِي مجْرى الْبَوْل وَقد يعسر الْبَوْل لسَبَب عسر المثانة وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَ العصب الْخَاص بالمثانة عليلاً والعصب الَّذِي يأتى العضلة الَّتِي فِي عُنُقهَا بِحَالَة يكون قَوِيا. قَالَ: جَمِيع أَسبَاب المثانة تحْتَاج إِلَى الْبَحْث عَن السَّبَب البادئ من ذَلِك انه قد وَقع إِنْسَان على صلبه فغار شَيْء من عظم الصلب إِلَى دَاخل فَعرض من ذَلِك بعد الْيَوْم الثَّالِث عشر إِن احْتبسَ الْبَوْل عِنْدَمَا تورمت المثانة إِنَّهَا كَانَت توجعه من غير ان تلمس فَمَتَى لمست أوجعت وجعاً شَدِيدا جدا وداويناه بمداواة الأورام فبرأ. وَآخر اصابه مثل هَذَا فعسر بَوْله لَا من أَن مثانته ورمت بل من أجل أَن العصب الَّذِي يجيئها فِي نَفسهَا صَار غليظاً فَصَارَت المثانة فِي عسرة الْحس فاستدل على ذَلِك بِأَن مثانته(3/328)
لى اسْتدلَّ على هَذَا لقلَّة الوجع قَالَ: وَقد يعرض عسر الْبَوْل عِنْدَمَا يفرط الْإِنْسَان فِي حقن الْبَوْل وَذَلِكَ أَنَّهَا تمدد تمدداً شَدِيدا فَيصير لذَلِك بِقُوَّة العضل الَّذِي يضمها ويقبضها على الْبَوْل من جَمِيع النواحي فَإِذا رام بعد ذَلِك الْبَوْل عسر لذهاب فعل هَذَا العضل بِشدَّة التمدد المضاد لحركة فعله لِأَن حَرَكَة فعل هَذَا العضل قبض على المثانة. قَالَ: وَآخر سقط وبال دَمًا كثيرا وَكَانَ خُرُوج بَوْله لَا لعِلَّة بِهِ ثمَّ احْتبسَ بَوْله فحدست أَنه علقَة جمدت فِي مجْرى الْبَوْل. وَآخر: كَانَت بِهِ حرقة فِي مثانته يَبُول مِنْهَا مُدَّة فاحتبس بَوْله فحدست ان مُدَّة انْعَقَدت فِي المجرى وَإِذا جمد الدَّم فِي المثانة اصفر اللَّوْن وَصغر النبض وتوتر وَضعف وَحدث الغشى وسخن العليل واسترخى وحدست على رجل أَن الدَّم جمد فِي مثانته فسقيته الْأَدْوِيَة المفتتة للحصى. قَالَ: وَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن يقْتَصر على العلامات الْحَاضِرَة فِي تَمْيِيز هَذِه الْعلَّة وَسَائِر علل المثانة حَتَّى)
تسئلوا مَعهَا عَن الْأَسْبَاب الْمُتَقَدّمَة فَإِن الْحَاضِرَة لَا تفي بِمَا تحْتَاج إِلَيْهِ من الدّلَالَة هَا هُنَا وَقد يكون مَعَ جمود الدَّم فِي المثانة هَذِه العلامات: غشى وَصغر النبض وَضَعفه وصفرة اللَّوْن واسترخاء العضل وسخونته وعلاج ذَلِك فِي بَاب الْحَصَى. الْعِلَل والأعراض: مَتى احْتبسَ الْبَوْل والمثانة مملؤة فَذَلِك إِمَّا لضعف قُوَّة المثانة الدافعة للبول وَإِمَّا لسدة فِي المجرى والسدة تكون من ورم وحصاة وعلق دم وَغَيره وثولول نابت وَلحم زَائِد وَيكون من يبس عنق المثانة هَذَا اليبس هَذَا الْعَارِض فِي الحميات اللهيبة المحرقة حَتَّى الَّذِي يحْتَاج الْإِنْسَان لشدَّة يبسها أَن يرطب مِنْهُ دَائِما.
صفة التبويل من كتاب انطيلش: يتَّخذ زر من حَرِير موثق بخيط ابريشم وَيدخل الْخَيط فِي القاثاطير ويمد حَتَّى يقوم الزر فِي فَم القاثاطير وَيكون الزر إِذا جذبته بِفضل قُوَّة جَاءَ وَخرج بل المبولة بلعاب بعض الْأَشْيَاء أَو بدهن تمسحها بِهِ وَيجْلس الْمَرِيض فِي بتكة على عصعصة وَيَأْمُر بإمساكه من خَلفه لِئَلَّا يَقع على قَفاهُ وَيرْفَع رُكْبَتَيْهِ قَلِيلا إِلَى فَوق ويفحجها وَيدخل المبولة وَهِي مائلة إِلَى فَوق إِلَى أصل الذّكر فاملها إِلَى أَسْفَل قَلِيلا وَحملهَا فَمَا دَامَت الْآلَة فِي الاحليل فاقم الاحليل إِلَى النَّاحِيَة من السُّرَّة فَإِذا قَارب ثقب الْعَانَة رددت الاحليل إِلَى أَسْفَل فَإِذا وصل جذبت الْخَيط ليخرج دلك الزر من جَوف المبولة فَإِن المبولة تتبعه لِأَنَّهُ يجذب كالزراقة فَإِن كَانَ فِي بعض الْأَحَايِين إِذا خرج الْبَوْل احْتبسَ أَيْضا فَإِنَّهُ قِطْعَة لحم أَو غَيره دخل فِي فَم الْآلَة فَلَا تخرجها لَكِن أَدخل فِي تجويفها ميلًا رَقِيقا بِقدر مَا تعلم أَنه مثل تَقْدِير المبولة لَا تزد عَلَيْهَا لِئَلَّا يصدم جرم المثانة فَإنَّك تدفع ذَلِك الشَّيْء.
انطيلش قَالَ: وَمن الأشكال الَّتِي تخرج الْبَوْل من صَاحب الْحَصَى أَن يتْركُوا على ركبهمْ وَضم أعضائهم بَعْضهَا إِلَى بعض وَمِنْهُم من يدْخل إصبعه فِي المقعدة فينحى الْحَصَى عَن عنق المثانة.
قَالَ: وَآخَرُونَ يضمون أَيْديهم تَحت ركبهمْ ويدنونها من صُدُورهمْ ويتشكلون أشكالاً آخر فَهَذِهِ تبعثهم عَلَيْهَا الطبيعة وَهَذِه الأشكال كلهَا تنحى الْحَصَاة من المثانة. لى تقطير الْبَوْل مرّة يكون لسلاسة الْبَوْل وَيكون هَذَا من غير حرقة لِأَنَّهُ لَا يحتبس(3/329)
فِي المثانة وَهَذَا من جنس ذيابيطش وعلاجه علاجه أَو من جنس الذرب ويعالج بالبلوط وَنَحْوه وَقد يكون لحدة الْبَوْل وَيكون مَعَ هَذَا حرقة ويعالج بالبزور وَيكون تقطير الْبَوْل لعسر الْبَوْل فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يتقطر الْبَوْل قَلِيلا قَلِيلا وَيحْتَاج حِينَئِذٍ إِلَى النّظر فِي ذَلِك من غير عِلّة هُوَ ورده إِلَى)
مَوْضِعه فعلى هَذَا يقسم تقطير الْبَوْل فَإِنَّهُ يكون لسلس الْبَوْل ولعسره ولحدته القاتلة تدر الْبَوْل إِذا عسر إِن سقى مِنْهُ مثقلان وَكَذَلِكَ إِن بخر بزر الكشوث مَرَّات.
مَجْهُول من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: رَأَيْت رجلا يعسر عَلَيْهِ الْبَوْل إِلَى أَن يجْتَمع مِنْهُ فِي مثانته شَيْء كثير وَكَانَ نحيلاً جدا يَابسا قشفاً فحدست أَن ذَلِك لِأَن مجْرى بَوْله قد جف وَذَلِكَ أَن غدداً مَوْضُوعَة عِنْد المجرى تبله وتنديه كَفعل سَائِر الغدد فِي الحنجرة وَغَيره فَإِذا نحف الْبدن يُمكن أَن تخف هَذِه الغدد وبرأ هَذَا الرجل بالأشياء المرطبة والأدهان المرطبة والتدابير المرطبة وخاصة فِي هَذَا الْموضع من بدنه. قَالَ: وَقد يكون من الإفراط فِي الْجِمَاع عسر الْبَوْل لجفاف هَذِه الغدد بِأَعْيَانِهَا وعلاج ذَلِك هَذَا العلاج بِعَيْنِه وَترك الْجِمَاع بتة مُدَّة طَوِيلَة.(3/330)
(الدَّاء الْمُسَمّى ديابيطش) وتقطير الْبَوْل وجريه بِلَا إِرَادَة وَلَا حرقة وَلَا ثقل على المثانة والعضيوط وَمن يَبُول فِي الْفراش وَمن يَبُول رجيعة بِلَا إِرَادَة واتساع مجاري الكلى.
3 - (الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: قد يكون)
3 - (فالج المثانة) عَن استرخاء العضلة الملقمة لعنق المثانة فيقطر الْبَوْل بِلَا إِرَادَة. لى إِنَّمَا يكون تقطير الْبَوْل لِأَن مَا يجِئ يخرج أَولا فأولاً وَلَا يجْتَمع ديابيطش السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: صَاحب هَذِه الْعلَّة يعطش جدا وَيشْرب ويبول مَا يشربه سَرِيعا كَهَيْئَته وَهَذِه الْعلَّة من الكلى بِمَنْزِلَة زلق الأمعاء وَمَتى أردْت أَن تعرف السَّبَب فَاسْتَعِنْ بِهَذِهِ الْمقَالة نَحْو الثَّلَاثِينَ مِنْهَا وَجُمْلَة ذَلِك أَن الكلى يحدث بهَا مزاج حَار يضطرها إِلَى اجتذاب الرُّطُوبَة ويضعف قوتها الماسكة فيضطرها إِلَى نَقصه عَنْهَا بِسُرْعَة إِلَى المثانة لِأَن المثانة لَيست بجاذبة للبول من الكلى بل الكلى دافعة عَنْهَا فيجذب أَولا مَا فِي الْعُرُوق من الكبد والكبد من الْمعدة والأمعاء فَحِينَئِذٍ يهيج الْعَطش وَيعود الْأَمر أَيْضا إِلَى مَا كَانَ. قَالَ: وبرؤها عسير. لى الْعلَّة بِالْحَقِيقَةِ فِي هَذِه الْعلَّة هُوَ مزاج حَار ويعرض للكلى حَتَّى يصير كَأَنَّهُ نارى فَإِن هَذَا المزاج يجتذب الرُّطُوبَة جدا وَلَا ينقى لِأَن مِقْدَار الْحَرَارَة يكون زَائِدا على مِقْدَار عظم الجرم فَإِذا جذبت الكلى عَنْهَا بحرارتها فَوق مَا تطيقها دَفعته عَنْهَا بِسُرْعَة لثقله عَلَيْهَا وَأَقْبَلت تجذب فَإِذا أضرت بهَا الرُّطُوبَة دفعتها أَيْضا وَلَو كَانَت تجذب بِقدر مَا تُطِيقهُ لم تلجأ إِلَى)
الدّفع بِقُوَّة وَبِزِيَادَة الْحَرَارَة أَيْضا تقل قُوَّة الماسكة وَالدَّلِيل على ذَلِك أَن مداواتها بالمبردات وبالكافور وَنَحْوه. لى هَذِه الْعلَّة مَتى طَالَتْ أورثت الْبدن هزالًا شَدِيدا ونحولاً. لى قَالَ: إِذا استرخت العضلة المطوقة على فَم المثانة وَالَّتِي على المعي الْمُسْتَقيم عرض للبول والثقل أَن يخرجَا قَلِيلا قَلِيلا من غير إِرَادَة. فالج قَالَ: سقط رجل على قطنه فأعقبه أَن بَوْله يخرج بِلَا إِرَادَة فقصدنا لذَلِك إِلَى عظم الصلب بالمداواة لأننا علمنَا أَن العضلة الَّتِي تأتى عضل المثانة نالتها آفَة. فالج جَمِيع الْأَعْضَاء الألمة قَالَ فِي السَّادِسَة: زَوَال خرز الصلب إِذا كَانَ إِلَى خَارج تبعه خُرُوج الْبَوْل بِلَا إِرَادَة لى احسب وَالْبرَاز لِأَن النخاع يعتل.
السَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ: تقطير الْبَوْل بِلَا عسر بل سَلس قد يكون من حِدته وَيكون من ضعف الْقُوَّة الماسكة الَّتِي فِي المثانة وَذَلِكَ لضعف يكون من سوء مزاج مفرط وخاصة(3/331)
فِي المزاج الْبَارِد. لى قد صَحَّ هَاهُنَا أَن تقطير الْبَوْل الْكَائِن بالمشايخ يكون من المزاج الْبَارِد فِي الْأَكْثَر 3 (التقطير الَّذِي من برد المثانة) من ابيذيميا قَالَ: قد نرى قوما يغلب على نواحي المثانة مِنْهُم الْبرد فَيعرض لَهُم على الْمَكَان تقطير الْبَوْل فَإِذا سخنت تِلْكَ الْمَوَاضِع مِنْهُم سكن ذَلِك. ديباطيش على مَا رَأَيْت ينفع من ديباطيش الْجُلُوس فِي مَاء بَارِد عذب إِلَى أَن يحضر الْجلد ويكمد لِأَنَّهُ يشد عصب المثانة ويبرد الكلى ويسكن الْعَطش. لى قرص بليغ: طباشير نصف دِرْهَم رب السوس مثله كثيراء مثله كافور قِيرَاط افيون مثله يسقى بِمَاء التَّمْر الْهِنْدِيّ ويقرص بِمَاء بزر قطونا. العضيوط وَمِمَّا ينفع العضيوط أَن يكون طَبِيعَته يابسة ويتبرز قبل الْجِمَاع ثمَّ يتَحَمَّل على مقعدته ثلجاً حَتَّى يشْتَد دبره.
الْيَهُودِيّ: قَالَ: ينفع من ديباطش أَنهم يطْعمُون اسفيذباجات دسمة ويسقون بزر قطونا بدهن ورد. لِكَثْرَة الْبَوْل بِلَا عَطش وتقطير الْبَوْل وكثرته: بلوط ينقع فِي خل ثَقِيف ويجفف وكندر وَسعد أَو مصطكي يستف مِنْهُ ويبيت بِاللَّيْلِ على الاطريفل الصَّغِير.
العضيوط قَالَ: وَحمل العضيوط دهن الآس مَعَ قاقيا ورامك. لى يَنْبَغِي أَن يسقى العضيوط أَقْرَاص عجم الزَّبِيب ويتبرز قبل ذَلِك نعما وأخل بَطْنه وجلسه فِي مَاء القمقم وَيحمل هَذِه اهرن طَعَام صَاحب ديابيطش: دراج بِمَاء حصرم وسمك نحل والإوز والمصوص والسفرجل ونبيذ الذبيب وينفع مِنْهُ رب االحماض الاترجي ويعرق فِي الْحمام المجفف ويضمد قطنه وبطنه)
بالأضمدة الْبَارِدَة القابضة وينفعهم الفصد وينفعهم نفعا عَظِيما ادهان مَاء الْفَوَاكِه القابضة.
كَثْرَة الْبَوْل بِلَا عَطش من تقطير الْبَوْل الدَّائِم: بلوط حب الآس كندر جلنار يسقى بِمَاء وخل حَتَّى أَن الرّيح يخرج مِنْهُم بِغَيْر إِرَادَة وخاصة إِذا سعلوا أَو صاحوا وَيكون فِي الخصيان لغَلَبَة الْبُرُودَة والرطوبة عَلَيْهِم وعلاجهم علاج يحْمُونَ الْأَطْعِمَة الْبَارِدَة الرّطبَة والسمك والألبان والبقول والفواكه وَشرب المَاء الْبَارِد واعطهم الترياق والانقرديا والفلافلى واحقنهم بالحقن الحادة والكمادات ويغتذون بِمَا فِيهِ خَرْدَل وفلفل وصعتر وكمون وَيَشْرَبُونَ الشَّرَاب الْعَتِيق الصّرْف أَو نَبِيذ الْعَسَل.
الاختصارات: وَقد يكون خُرُوج الثفل بِلَا إِرَادَة من حرارة وَذَلِكَ لشدَّة حرارة الْبَوْل وَلَكِن ذَلِك يكون بِأَن يشْعر حِدته ولذعه ثمَّ تجلبه لشدَّة ذَلِك عَلَيْهِم. 3 (الْحَادِث فِي الْحَامِل) وَقد يُصِيب الْحَامِل خُرُوج الْبَوْل وَذَلِكَ لضغط الرَّحِم المثانة. قَالَ: وَالَّذِي يعرض من حِدة الْبَوْل للشباب مَعَ لذع وحرقة فَإِنَّهُنَّ يبرأن مَتى ولدن. قَالَ:(3/332)
أَصْحَاب ديباطش أَجود علاجهم أَن يحقنوا بالأدهان والأسمان والشحوم واسقهم مَاء الشّعير واطعمهم الأدمغة والمخاخ وَلُحُوم الجداء والألبان الدسمة وسمك الطري والبقول الْبَارِدَة وَمَتى كَانَت الْقُوَّة مُحْتَملَة فابدأ بالفصد أَولا.
الْفُصُول تَفْسِير افلاذيوش قَالَ: مَتى حدث فِي الرَّحِم أَو فِي السُّرَّة ورم مؤلم تبع ذَلِك تقطير الْبَوْل. 3 (من اختيارات حنين) الَّذِي يَبُول فِي الْفراش بِاللَّيْلِ: خولنجان يشرب بِمَاء فَإِنَّهُ عَجِيب فِي ذَلِك. القلهمان: العدس يقل الْبَوْل ويحبسه لِأَنَّهُ يغلظ الدَّم. لى لتقطير الْبَوْل: قد يكون من سوء مزاج وَمِنْه ضرب لَا يكَاد صَاحبه يشفى مِنْهُ وَمَتى ظن أَنه قد شفي مِنْهُ قطر مِنْهُ أَيْضا قطرات وَيكون من اخْتِلَاط حاد وَبَوْل غليظ وعلاجه يسحق المثانة وينضج الأخلاط الْبَتَّةَ وينفع من تقطير الْبَوْل للشيوخ أَن يُؤْكَل الثوم وَأَن يحقن بالجندبادستر وادهن الثنة ويحقن بِسَائِر الأدهان الَّتِي تسخن الكلى وتقويها.
تياذوق قَالَ: ينفع من كَثْرَة الْبَوْل مَعَ الْعَطش طبيخ حب الآس والكمثرى الْيَابِس وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ وتموهيروق وَيشْرب مِنْهُ كل يَوْم أوقيتان على الرِّيق وَتَنْفَع مِنْهُ هَذِه القرصة. أخلاطها: أقاقيا مِثْقَال ورد يَابِس مثقالان جلنار مِثْقَال صمغ نصف مِثْقَال يسقى مِنْهُ قرص فِيهِ مِثْقَال وَيشْرب مَعَه أوقيتان من المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ عَجِيب لديباطيش وَيُزَاد فِيهِ طين مختوم وَمِمَّا يعظم نَفعه لَهُم طبيخ الْفَوَاكِه القابضة وَمَاء التَّمْر الْهِنْدِيّ اعْتمد فِي أدوية ديباطش على مَا يسكن الْعَطش ويغلظ الدَّم ويبرد المزاج. قرصة لديباطش: يُؤْخَذ من الْورْد جُزْء وَمن رب السوس نصف جُزْء وَمن بزر القرع الحلو والطباشير وبزر الْخِيَار وبزر الخس المقشر والجلنار والكثيراء والطراثيث والصندل والكافور ويقرص الشربة دِرْهَمَانِ بأوقيتين من المَاء والخل قد مزجا والغذاء الرجلة والخس والقرع وَالشرَاب الغليظ الْأسود إِن لم يكن مِنْهُ برْء. هَذِه قرصة تعقل الْبَوْل: جلنار وقاقيا وكندر وبلوط وَحب المحلب يقرص ويسقى مِنْهُ دِرْهَم.
اوريباسيوس قَالَ: أعظم شَيْء نفعا لهَؤُلَاء شرب المَاء الْبَارِد ثمَّ يتقيؤنه على الْمَكَان وَأكل الْبُقُول وَشرب مَاء السويق وَلَا يقرب مَا يدر الْبَوْل فَإِنَّهُ أفضل علاجه ويسقى الأقراص الَّتِي يسقى فِي الْحمى المحرقة ويضمد بِتِلْكَ الأضمدة وَاجعَل شرابه نَقِيع التَّمْر وَحب الآس والكمثرى وينفع فِي أَوَائِل الْعلَّة فصد الْعرق من الْمرْفق وليستعمل فِي بعض الْأَوْقَات المخدرة سقيا وحملاً.
مَجْهُول قَالَ: ينفع من الْبَوْل فِي الْفراش أَن يسقى الحلتيت والزعفران يشرب مِنْهُ مَا يحمل الظفر تياذوق قَالَ: وينفع لديباطيش أَن يسقى كل يَوْم أَربع أَوَاقٍ من لبن بِنصْف أُوقِيَّة سكر(3/333)
إِلَى ان يبرأ وليحذر الْجِمَاع ويعتمد على مَا يبرد من الأغذية وَاللَّبن والرايب جيدان لَهُ مَعَ برد. قَالَ: فَإِن اشْتَدَّ برد الكلى والمثانة حَتَّى لَا يمسك الْبَوْل فليشرب الكمونى ويتمرخ بدهن الناردين أَو)
دهن الْقسْط أَو الْمُسَمّى ميغلا أَو دهن السوسن أَو دهن السذاب وينفع أَن يذاب شَحم ودهن ناردين ويذاب اشق بشراب وَيجمع إِلَى القيروطى ويلقى عَلَيْهِ شَيْء من جندبادستر وتطلى بِهِ المثانة أَو الكلى إِن كَانَ ذَلِك مِنْهَا. لى يَنْبَغِي أَن يفرق بَينهمَا. نياذوق لمن لَا يملك بَوْله: بلوط ينقع فِي خل خمر ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يجفف وَيُؤْخَذ مِنْهُ جُزْء كندر نصف جُزْء مر ربع جُزْء سرو مثله يَجْعَل أقراصاً ويسقى.
من رِسَالَة فليغريوس فِي ذيابيطس: اقصد فِي الأول لتسكين الْعَطش بِأَن تسقيه مَاء الْورْد أَو عصير الْورْد فِي ابانه اسْقِهِ قدر قوطولين ولتكن فِي هَوَاء بَارِد أَو مَوضِع كنين رطب جدا وضمده بالأضمدة الْبَارِدَة واغذه بهَا حَتَّى يسكن عطشه وَإِذا سكن فَعَلَيْك بالاحقن المسهلة وتليين الْبَطن. قَالَ: واجلب لَهُ النّوم بِكُل حِيلَة. قَالَ: وَمَتى أزمن السهر والتخم وَالسكر وَشرب المَاء الْبَارِد وَبرد الْجِسْم كُله وَضعف الكبد وَلم يَأْتِ فِي ذَلِك بعلة مقنعة وَأمر أَن يعالج بعد سُكُون الإسهال بحب الصَّبْر بعد الحقن وبلوغاذيا بعده وَاسْتِعْمَال الْقَيْء وضماد الْخَرْدَل وَلم من معجون الصُّحُف معجون جيد لاسترخاء المثانة حب الْغَار وورقه ثَلَاثَة ثَلَاثَة جندبادستر مِثْقَال أرميني مِثْقَال تجمع بدهن الصنوبر ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة مِثْقَال وَالطَّعَام قلية وشواء ويحقن بطبيخ الفنجنكشت والسذاب والكمون ودهن السوسن.
للتقطير الْبَارِد من المنقية لِابْنِ ماسويه: النافعة من تقطير الْبَوْل يسقى من الجوشير والساساليوس من كل وَاحِد دِرْهَم على الرِّيق بِمَاء حَار أَيَّامًا. وللتقطير والبلل قَالَ انطيلش فِي بَاب الْحَصَى: مرخ المثانة بدهن السذاب وَنَحْوه فَإِن المثانة مَتى سخنت قل الْبَوْل وَقل الْقيام الْبَتَّةَ. لى هَذَا علاج يعرض للمشايخ. قَالَ: وَحمله فِي مقعدته مِنْهُ وَمن سَائِر مَا يسخن فَإِن الْبَوْل يقل.
سرابيون قَالَ: الْبَوْل يسلس إِمَّا لضعف عضل المثانة أَو لضعف قوتها الماسكة أَو لفساد مزاج فِيهَا وَأكْثر مَا يعرض سوء المزاج لحدة الْبَوْل من حِدة الأخلاط أَو لقروح مَعَ حرقة. قَالَ: مَتى حدث خُرُوج الْبَوْل مَعَ حرقة ووجع وَكَانَ ذَلِك لَيْسَ لقرح بل لحدة الأخلاط فَعَلَيْك بِمَاء الشّعير والخس والهندباء والاستحمام بالمياه العذبة الفاتر وَترك الحريفة بعد اسهال الصَّفْرَاء مَرَّات ويسقون دَائِما بزر قطونا ودهن ورد. وللبرودة قَالَ: إِذا حدث خُرُوج الْبَوْل عَن فَسَاد مزاج بَارِد فِي المثانة كَمَا يعرض للشيوخ اسْتعْملت الْخمر والأنقرذيا والمثروديطوس وينفعهم نفعا عَظِيما: الاطريفل الصَّغِير إِذا مزج بالشخزنايا والاطريفل إِذا دق فِيهِ كندر وكمون كرماني وَسعد وَمَاء)(3/334)
3 - (دَوَاء لمن يَبُول فِي الْفراش)
اهليلج كابلى بليلج املج عشرَة بلوط منقع بخل خمر يَوْمًا وَلَيْلَة مقلوا سَبْعَة دَرَاهِم كندر سعد وآس ميعة يابسة كسيلا خَمْسَة خَمْسَة مر ثَلَاثَة يعجن بِعَسَل الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم وينفع من ذَلِك نفعا عجيباً قَوِيا الشونيز وَمَاء السذاب. حب مجرب لِكَثْرَة الْبَوْل فِي الْفراش: اهليلج جندباستر وقسط مر حاشا جَفتْ البوط عَاقِر قرحاً بِالسَّوِيَّةِ ويعجن بِعَسَل ويحبب وَيُؤْخَذ مِنْهُ عِنْد النّوم دِرْهَم.
ديباطش قَالَ: عَلَيْك فِي ديباطش بترطيب الْجِسْم جهدك أعْطه الأغذية الْعسرَة الْغَيْر الْبَارِدَة لِئَلَّا يلطف وَيحدث عَنْهَا بخارات بِسُرْعَة لِأَن الكبد من هَؤُلَاءِ قَوِيَّة يجذب مَا فِي الْمعدة من الرُّطُوبَة فأعطهم مَاء الشّعير وَالْخيَار وَيكون شرابهم مَاء القرع وَمَاء الرُّمَّان الحامض والريباس والأجاص وَرب الحصرم ويسقون بزر قطونا بِمَاء الْخِيَار ودوغ الْبَقر وأقراص الطباشير وَهَذِه نافعة: قاقيا دِرْهَمَانِ ديابس ثَلَاثَة دَرَاهِم جلنار أَرْبَعَة دَرَاهِم صمغ دِرْهَم يعجن بلعاب البزر قطونا وَيشْرب بِمَاء بَارِد واجتنب الْعرق جهدك واطل الكلى بالصندل والأقاقيا والكافور والبنج بِمَاء الْورْد فَإِنَّهُ عَجِيب وَهُوَ أصلح من الضماد وَمَاء الثَّلج لَهُم عَجِيب النَّفْع جدا.
وَقَالَ فِي ضعف الكلى: وَهِي عِلّة شبه هَذِه الْعلَّة فِي وُجُوه اِسْقِهِمْ لبن النعاج فَإِنَّهُ نَافِع لَهُم جدا وَهَؤُلَاء يَبُولُونَ بولاً دموياً. لى وَالْحَال فِيهِ فِي هَذِه الْعلَّة عِنْدِي كَذَلِك فَاسْتَعْملهُ فَإِنَّهُ لَا مثل لَهُ.
الثَّامِنَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: الَّذِي يمْنَع الْبَوْل الْقَابِض والمسدد. لسابور بن سهل مِمَّا ينفع خُرُوج الْبَوْل من برد وَيُسمى ضعف المثانة: يزرق فِي المثانة دهن الناردين فَإِذا غلظ الْأَمر فَخذ درهمي مقل أَزْرَق فَيحل بِمَاء السذاب ويقطر عَلَيْهِ دهن زيبق ثَلَاث قطرات وَيشْرب فَإِنَّهُ عَجِيب. لى صنوف مَا يشكوه النَّاس من كَثْرَة الْبَوْل بِلَا حرقة إِمَّا بَوْل كثير بِلَا عَطش دَائِم وَإِمَّا بِلَا عَطش وَإِمَّا أَن يَبُول فِي النّوم وَإِمَّا أَن يكثر بَوْلهمْ إِذا برد الْهَوَاء وَإِمَّا أَن يقطر دَائِما بِلَا إرادتهم فَالْأول ديباطش وَالَّذِي يَبُول فِي النّوم علاجه أَن يقل شرابه عِنْد النّوم حَتَّى ينَام عطشاناً ويجفف التَّدْبِير وَقلة الطَّعَام لِئَلَّا يثقل نَومه فَإِن الْبَوْل فِي النّوم إِنَّمَا يعرض إِذا كثر الْبَوْل وَغلظ الْحس كَمَا يعرض للسكارى وَالصبيان فليجفف تَدْبيره ويسخن قَلِيلا لِئَلَّا يثقل نَومه وَأما الَّذِي يَبُول إِذا بردت المثانة كالمشايخ فالتمريخ بدهن الناردين والتين وَالزَّيْت وَحب المحلب)
والكندر والشخزنايا وَأما الَّذين يَبُولُونَ مَرَّات كَثِيرَة بِلَا برد يصيبهم فَإِن ذَلِك يكون لرقة الدَّم فعلاجهم مَا يغلظ الدَّم ويبرده ويسد ويغرى لِأَن هَذِه ضد المدرة للبول. مِثَال ذَلِك: كزبرة وطين ارميني وكهربا وجفت البلوط واقاقيا وجلنار وَحب الآس ويسقون ويطعمون مثل ذَلِك مِمَّا يغلظ الدَّم ويبرده.
الْيَهُودِيّ: ينفع من تقطير الْبَوْل بِلَا إِرَادَة أَن يحقن بدهن الْجَوْز والحبة الخضراء(3/335)
والمرزنجوش والناردين مَعَ مَاء السذاب ليَالِي مُتَوَالِيَة واطل الْقطن بالقابضة الحارة.
جورجس قَالَ: من يَبُول بِاللَّيْلِ وَمن يكون بَوْله بِلَا حرقة انههم عَن الْبُقُول والفواكه وَجَمِيع الأغذية والأشربة الْبَارِدَة الرّطبَة وليميلوا إِلَى مَا يجفف مَعَ إسخان وليأكلوا الْخَرْدَل والفلفل واللحوم المشوية وَالشرَاب الْعَتِيق وينفعهم جدا خبث الْحَدِيد والإهليلج الْأسود. لى سفوف لذَلِك: يُؤْخَذ بلوط وكندر وَمر وهيوفسطيداس وكزبرة وخبث الْحَدِيد منقع بخل وإهليلج أسود وَسعد ويستف مِنْهُ.
الطِّبّ الْقَدِيم لِكَثْرَة الْبَوْل بِلَا حرقة: يسقى من حب المحلب كل يَوْم درهما بِمَاء بَارِد فَإِنَّهُ جيد وَلُحُوم الأرانب جَيِّدَة. لى فِي الْأَدْوِيَة المفردة: بلوط كندر سعد وَج خولنجان حب المحلب وخبث الْحَدِيد وكزبرة وكلى معز والمر جيد بَالغ مَشْهُور لَهُ.
اقربادين حنين لِكَثْرَة الْبَوْل اكائن عَن استرخاء المثانة وَشدَّة الْبرد: حب الْغَار وورقه ثَلَاثَة جندبادستر اثْنَان بورق ارميني وَاحِد حب الصنوبر الْكِبَار ثَلَاثَة يلت بدهن الناردين ويعجن بِعَسَل ويسقى مِنْهُ وَليكن الطَّعَام شواء وقلايا وَالشرَاب عسل ويحقن بطبيخ الشونيز والقنطوريون والفودنج الْبري والسذاب وبزر السلجم ودهن سوسن لَيْلًا ويمسك مَا أمكن وتمرخ المثانة بدهن السوسن والناردين جزءان والقيء نَافِع فِي هَذَا. سفوف لمن يَبُول على الْفراش: بلوط وَمر وكندر ولبنى الرُّمَّان وفودنج جبلي يدق بزر السذاب ويلت الْجَمِيع بمائه وَيشْرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء الراسن الرطب. لى راسن يَابِس وكندر وَمر وبلوط ويستف. علاج تَامّ لديباطش: يسقى الدوغ الحامض مستقصى إِخْرَاج الزّبد وَيَأْكُل خبزه بِهِ وتضمد كلاه بِمَا يبرد فِي كل سَاعَة وَيجْعَل أبدا فِي فِيهِ مصلاً كي يسكن الْعَطش ويسقى مَاء الشّعير ويحقن بِمَاء الْورْد ولعاب البزر قطونا كل يَوْم واسقه أَقْرَاص الكافور وَيطْعم الْفَوَاكِه والبقول الْبَارِدَة.
من الاقربادين الْكَبِير للبول فِي الْفراش مَعَ حرارة: اهليلج اصفر وأسود وَورد بأقماعه وجفت)
البلوط وكزبرة يابسة ومثانة محرقة. دَوَاء مارستاني تَامّ لسلس الْبَوْل: حب الآس جلنار دِرْهَمَانِ كندر وقشور كندر دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ حب المحلب نصف دِرْهَم جَفتْ بلوط دِرْهَم اهليلج اصفر دِرْهَم بلوط ثَلَاثَة دَرَاهِم خبث الْحَدِيد مغسول بخل أَربع مَرَّات نصف دِرْهَم وَمن السماق وكزبرة يابسة دِرْهَمَانِ الشربة دِرْهَمَانِ وَإِن كَانَ الْبَوْل كثير الْمِقْدَار فِي نَفسه بِلَا عَطش فاسقه أَمْثَال هَذِه لتضم المسالك وَإِن كَانَ يسير الْمِقْدَار سقِِي شخزنايا وَنَحْوه مِمَّا يسخن فَإِن ذَلِك حِينَئِذٍ يبرد الْجَسَد ومرخ المثانة والقطن بدهن الزنبق والجندباستر وَرُبمَا تركبنا فَركب العلاج وَيطْعم تيناً بِزَيْت ويحقن الذّكر بدهن بَان وسك أَو بدهن ناردين ويمرخ بِهِ أَيْضا. لي كَثْرَة الْبَوْل يكون إِمَّا لحدته وَإِمَّا لسوء مزاج بَارِد وَمَعَ(3/336)
الأول حرقة فَعَلَيْك فِيهِ بإسهال الصَّفْرَاء بِمَاء الشّعير والبزر قطونا والبزور اللينة الَّتِي تدر الْبَوْل فَإِن ذَلِك بُرْؤُهُ وَأما الَّذِي بِلَا حرقة فَإِنَّهُ يعرض للمشايخ كثيرا وعلاجه البزور المسخنة والقابضة وإسخان المثانة بالمروخات. 3 (مُفْرَدَات) لد نَافِع من تقطير الْبَوْل: قشر الصنوبر إِذا شرب أمسك الْبَوْل حَتَّى أَنه يعسر وخاصة قشر التنوية الَّتِي تثمر ثمرا صغَارًا أَو قشور اللاذن. والجاؤشير جيد لتقطير الْبَوْل والسقولو قندريون نَافِع من تقطير الْبَوْل جدا والساساليوس نَافِع لتقطير الْبَوْل.
ابْن ماسويه: السعد خاصته تقليل الْبَوْل الْعَارِض بِسَبَب برد فِي المثانة.
الطَّبَرِيّ: من أَكثر من أكل التِّين قوي على حبس الْبَوْل جدا. لى رَأَيْت أهل المارستان يطْعمُون من مثانته بَارِدَة وَيكثر بَوْله لذَلِك التِّين بالزيت. لى أمرت رجلا بِهِ ديابيطش أَن يَجْعَل مَأْوَاه سرداباً بَارِدًا نديًا ويستلقي على الأَرْض الْبَارِدَة وورق الْخلاف قد رش عَلَيْهِ مَاء ثلج وليتعمد أَن يضع أَسْفَل الظّهْر عَلَيْهِ ويمسك فِي فِيهِ مصلاً وَلَا يَتَحَرَّك الْبَتَّةَ لِئَلَّا يعود يتَحَلَّل مِنْهُ شَيْء فبردت كلاه لما دَامَ استلقاؤه على الْأَشْيَاء الْبَارِدَة وَسكن أَكثر مَا بِهِ وَيحْتَاج أَن ينظر فِيهِ كَيفَ يَسْتَحِيل فِي هَؤُلَاءِ الكيلوس إِلَى الدَّم وَالْمَاء يمر بِهِ فِي تِلْكَ الْعُرُوق وكل سَاعَة لَا يفتر وليحذر ذَلِك.
ابْن ماسويه لمن يَبُول فِي فرَاشه بِاللَّيْلِ: اهليلج كابلى بليلج املج بلوط منقع بخل يَوْمَيْنِ مقلواً قَلِيلا من كل وَاحِد جزءان سعد كندر راسن ميعة سَائِلَة أَو يابسة كسيلا جُزْء مر ربع جُزْء يعجن بِعَسَل ويسقى بِمَاء قد غمس فِيهِ الْحَدِيد المحمى. للتقطير يسقى كمون وقنطوريون أَيَّامًا بِمَاء)
حَار.
من اختيارات الْكِنْدِيّ علاج لمن بردت كلاه ومثانته فَلم يقدر على حبس الْبَوْل.
من كتاب ابقراط زعم: يسقى الكمون بالطلاء وَالْمَاء السخن اسبوعاً فَإِنَّهُ يسخن كليتيه وظهره فَإِن نقى وَإِلَّا فاحقنه. يُؤْخَذ شبث بابونج سذاب حلبة قسط صعتر اذخر سكبينج مقل يطْبخ بِالْمَاءِ وَتحل الصموغ بطلاء وَعسل ويخلط بِهِ دهن الْحبَّة الخضراء مَا يَكْفِي وتمرخ بالأدهان الحارة عَلَيْهَا وَيجْعَل طَعَامه بدهن الْجَوْز. شندهشار قَالَ: الْقَيْء نَافِع من سَلس الْبَوْل.
تياذوق قَالَ: اعْتمد فِي ديباطش على الأغذية والأشربة القابضة الحامضة مَعًا كالحصرم وَنَحْوه وعَلى الْبَارِدَة الرّطبَة كَمَاء الشّعير والبقول وعَلى المغرية كالصمغ والطين الأرميني وليدخل فِي المَاء الْبَارِد مَرَّات فِي الْيَوْم ويضمد أَسْفَل الْبَطن كَمَا يَدُور بالأشياء الْبَارِدَة القابضة. قَالَ: وينفع من كَثْرَة الْبَوْل بِلَا عَطش أَن يطْبخ البلوط بخل ثَقِيف ثمَّ يجفف ويدق ويخلط مَعَ مثل ثلثه مرو نصفه من اللبان ويسقى وَمَتى جعل مَعَه ورق الْحِنَّاء كَانَ جيدا وينفع من برد المثانة الَّتِي لَا تمسك الْبَوْل قيروطي بدهن الناردين يخلط فِيهِ جندبادستر ويطلى بِهِ المثانة.(3/337)
لى كَانَ بِغُلَام عِلّة الْبَوْل فِي الْفراش فعولج بِكُل مَا يعالج بِهِ الْأَطِبَّاء فَلم ينجح حَتَّى حقن بِالَّتِي تمسك الْبَوْل وزرق فِي مثانته مِنْهَا مَعَ المسخنة كل لَيْلَة عِنْد النّوم وَإِن أَخذ من حب المحلب زنة دِرْهَمَيْنِ إِلَى ثَلَاثَة اذْهَبْ كَثْرَة الْبَوْل وينفع من كَثْرَة الْبَوْل سذاب بري يَابِس يعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ مِنْهُ. وينفع من ديابيطس سكر طبرزد وَلبن الْمعز يشرب ويدام ذَلِك وينفع من كَثْرَة الْبَوْل وَبرد المثانة دَار صيني يجمع بقنة وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل لَيْلَة نصف دِرْهَم وينفع مِنْهُ أَن تغسل الحلبة وتجفف فِي الظل وتسحق كالكحل وتعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم زنة دِرْهَمَيْنِ وَنصف. ولديابيطا مجرب: ينقع بِثَلَاث بيضات فِي خل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يكسر ويتحسى. دَوَاء نَافِع من الأبردة وَبرد المثانة: حب المحلب ولوز الصنوبر والحبة الخضراء وحلبة وحسك بِالسَّوِيَّةِ حب الْغَار وكندر وخولنجان وميعة يابسة وقشر الصنوبر وراسن مجفف نصف نصف يعجن بعصير التِّين وَيُؤْخَذ رغوته كل لَيْلَة بميبختج أَو بعصير التِّين إِن شَاءَ الله. قَالَ: وَمِمَّا يحبس الْبَوْل وَيذْهب بالإبردة رَطْل حسك يصب عَلَيْهِ أَرْبَعَة أَرْطَال من المَاء ويطبخ يَوْمًا ثَانِيًا حَتَّى يصير رطلا وَيصب على ذَلِك المَاء رَطْل دهن حل ويطبخ حَتَّى ينضب المَاء ثمَّ أحقنه بِثُلثي رَطْل فَإِنَّهُ بليغ. لى يسْتَخْرج مَاء)
الحسك ولعاب الحلبة وبزر الْكَتَّان من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَمن دهن بَان ودهن الْغَار ودهن المحلب ودهن حب الصنوبر أُوقِيَّة أُوقِيَّة ودهن نارجيل ودهن الْجَوْز نصف نصف يعالج بِهِ. قَالَ: إِذا كَانَ الْإِنْسَان يكثر الْبَوْل فاسقه أَرْبَعَة دَرَاهِم كندر بِمَاء حَار ثَلَاثَة أَيَّام فَإِنَّهُ يبرأ. قَالَ: وَهَذَا دَوَاء عَجِيب مجرب: مر كندر بلوط سعد بِالسَّوِيَّةِ الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم ودرهمين أَيَّامًا يُبرئهُ الْبَتَّةَ. آخر: دقاق الكندر صعتر شونيز خولنجان بِالسَّوِيَّةِ وَمثل الْجَمِيع حلبة مقلوة يعجن بِعَسَل الشربة مثقالان وَيَأْكُل فجلية بِلَحْم سمين.
من الْأَدْوِيَة المختارة حقنة لمن رقت كلاه وَكَثْرَة الْبَوْل وَقلة النُّطْفَة: مَاء الحسك الْمَطْبُوخ القوى وشحم كلى مَاعِز وودك ومخ ضَأْن وخصى كَبْش تنضج وتطبخ وَيُؤْخَذ من الودك بِالسَّوِيَّةِ وَمن اللَّبن الحليب بِقدر ربع الْجَمِيع وبقدر اللَّبن سمن إلية مذابة ودهن البطم يضْرب ويحقن بِهِ. قَالَ: وينفع من التقطير وَكَثْرَة الْبَوْل ان يتحسى فِي كل يَوْم خمس بيضات على الرِّيق فَإِنَّهُ نَافِع.
من الكناش الْفَارِسِي لِابْنِ أبي خَالِد قَالَ: حَبَّة الخضراء أَو دهنها يسخن الكلى وَيمْنَع كَثْرَة الْبَوْل وَمن أَجود مَا يمْنَع الْبَوْل: الحسك الْيَابِس المربا بِمَاء الحسك الرطب حَتَّى يزِيد ثَلَاثَة أَمْثَاله ثمَّ يلت بدهن الْحبَّة الخضراء ويعجن بفانيذ وَهَذَا آخر: كندر وَاحِد بلوط ثَلَاثَة مر ثَلَاثَة يلتان بدهن الْحِنَّاء وَيُؤْخَذ ثَلَاثَة غدْوَة وَثَلَاثَة عَشِيَّة. وَحب الزلم نَافِع جدا من ذَلِك يعجن بِعَسَل بعد أَن يغلى بِلَبن ثمَّ يلت بِسمن ويفتر قَلِيلا وَيُؤْخَذ مِنْهُ كالبيضة غدْوَة وَعَشِيَّة. للْحرّ فِي الكلى والأمعاء وَالْبَوْل: مَاء الشّعير وبزر خِيَار لبن دهن ورد بالسواء. مَجْهُول: الْعَسَل يذهب بتقطير الْبَوْل قَالَ: وخاصة دهن الخروع النَّفْع من وجع المثانة وَكَانَ فِي كَلَامه دَلِيل على أَنه يسخنها جدا. 4 (البلوط)(3/338)
بختيشوع: يُؤْخَذ رَطْل بلوط فيطبخ بِسِتَّة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يحمر ويصفى وَيشْرب مِنْهُ كل يَوْم ربع رَطْل مَعَ درهمي كندر يسخن المثانة وَيُقَوِّي الْمعدة وَيذْهب بِشَهْوَة الطين.
ابقراط فِي تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: قد يكون من شدَّة سخونة الرَّأْس كَثْرَة الْبَوْل لِأَن البلغم يذوب وعلامته أَن يكون مَعَه نَوَازِل إِلَى الصَّدْر فَأَما إِلَى الْأنف فَلَا محَالة وَأَن عرض مَعَ تقطير الْبَوْل وكثرته الصداع الشَّديد والهوس وخدر فِي الرَّأْس وعزوب الذِّهْن فكمد الرَّأْس تكميداً دَائِما وقيئه بِمَاء حَار شَدِيد الْحَرَارَة وادلك الْجَبْهَة وَالْوَجْه بعد حلق الرَّأْس واحقنه بحقنة حارة وانفخ فِي انفه مَا يعطس فَإِن جرى مَاء مِنْهُ أَو من أُذُنه فقد تخلص فَعِنْدَ ذَلِك فحمه إِذا ثخن النزل كف الضربان وأطعمه سلقاً وعدساً واسقه مَاء الْعَسَل واسهله واكوه لِئَلَّا يعاود مُؤخر 4 (حب المحلب المقشر) مَجْهُول معجون يزِيد فِي الباه ويقل الْبَوْل: حب المحلب المقشر والحبة الخضراء وَحب الصنوبر الْكِبَار ونارجيل وحسك وحلبة وتودرى وشقاقل عشرَة عشرَة هليلج أسود وأملج وبليلج وقشر الصنوبر وكندر وبلوط وكهربا وراسن وكسيلا وكزمازك وَسعد وطين أرميني خَمْسَة خَمْسَة خولنجان قسط مر قرنفل فودنج جندبادستر بزر السذاب حب البلسان حب البان ميعة رماد المثانة جوشير دِرْهَمَيْنِ وَنصف من كل وَاحِد يعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ دِرْهَم مَعَ قِيرَاط بزربنج. 4 (عصير ورق السرو) للهند لمن يَبُول فِي فرَاشه خاصية للنِّسَاء: سكرجة عصير ورق السرو وسكرجة دهن سمسم يسقى ثَلَاثَة أَيَّام غدْوَة وَعَشِيَّة وَحين ينَام مثل ذَلِك وَلَا يَأْكُل الحموضة والبقول. وينفع من ذَلِك نفعا عَظِيما: الشحوم إِذا أكلت وَشرب عَلَيْهَا مَاء بَارِد فَإِن ذَلِك ينفع من لَا يُمكنهُ أَن يحبس بَوْله ولشحم القبج فِيهِ خاصية فليسق بِمَاء بَارِد فَإِنَّهُ يبرأ إِن شَاءَ الله. من الْفَائِق مِمَّا ينفع من الْبَوْل فِي الْفراش خَاصَّة: بلوط ورق الآس الْيَابِس وشب وحناء وكندر وَمر وجلنار بِالسَّوِيَّةِ يستف بخل حامض. حقنة تذْهب بتقطير الْبَوْل وتزيد فِي الباه: زَيْت ودهن البطم وَسمن بقر من كل وَاحِد نصف رَطْل وَمن الزنبق الْجيد أوقيتان وَمن الْعَسَل مثله وَمن عصير السذاب أُوقِيَّة وَمن الْبِطِّيخ الحلبة وطبيخ بذر الْكَتَّان من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ يسحق الْجَمِيع ويطيب بِشَيْء من مسك ويحقن بِنصْف رَطْل مِنْهُ بِاللَّيْلِ وَيشْرب النَّبِيذ الْقوي وَيَأْكُل اللَّحْم السمين. وينفع من برد المثانة وَكَثْرَة الْبَوْل: أَن يدق الفلفل بالزبيب يعجنه وَيَأْخُذ مِنْهُ جِبْرِيل بن بختيشوع لديابيطا أَجود علاجه لبن الْبَقر وَلبن النعاج ويحقن بدوغ الْبَقر أسبوعاً كل يَوْم بِثُلثي رَطْل وَيشْرب المَاء فِي هَذِه الْعلَّة أَحْمد من الشّرْب.
روفس 4 (السماق مَتى شرب بشراب قَابض قطع ذرب الْبَوْل. د: قشر الينبوت إِذا شرب) 4 (امسك الْبَوْل. للبول فِي الْفراش مَعَ حر: اطريفل يَجْعَل فِيهِ جَفتْ بلوط ورد بأقماعه) 4 (ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء بَارِد وثلج وشراب الرُّمَّان أَو خُذ هليلجا أصفر وقاقيا وقشور) 4 (الكندر والبلوط المقلو(3/339)
لمن يَبُول فِي الْفراش: اسْقِهِ فوذنجا نهريا قبل الْعشَاء وَلَا يتعشى)
4 - (وَلَا يشرب مَاء بعد الْعشَاء الْبَتَّةَ أَو قَلِيلا جدا وَيُقَال أَنه إِن أحرق مثانة عنز أَو نعجة)
4 - (ويسقى مِنْهَا بخل ممزوج مَاء نفع. من اشليمن لسلس الْبَوْل الَّذِي يعطش ويبول)
4 - (كثيرا يكون من شدَّة حرارة الكلى والكبد والمعدة يسقى أَقْرَاص طباشير وَيَأْكُل لحم)
4 - (الْخِيَار والقثاء ويضمد الْمعدة والكبد باضمدة بَارِدَة وخاصة الكلى إِن كَانَ الْعَطش)
4 - (لَيْسَ بشديد فَإِن كَانَ الْعَطش شَدِيدا فضمد الْمعدة والكبد ويحقن بدهن النيلوفر)
4 - (والبنفسج مَعَ مَاء شعير ويسقى مخيض الْبَقر الحامض وَمَاء قرع مَعَ دهن ورد ويسقى)
4 - (ويحقن بِهِ وتضمد كلاه بحرارته وكبده ومعدته ويحقن أَيْضا بمخيض الْبَقر ودهن الْورْد)
)
4 - (بِالْغَدَاةِ والعشي ويدام على أَقْرَاص الطباشير بِالْغَدَاةِ والعشي وَاجعَل طَعَامه البوارد.)
4 - (للَّذي يَبُول فِي الْفراش: يسقى مِثْقَال خولنجان بِمَاء بَارِد فَإِنَّهُ لَا يعاوده. اركاغانيس من)
4 - (ذرب الْبَوْل قَالَ: يسكن عطشة وتضمد معدته باضمدة بَارِدَة وتجذب رطوباته إِلَى)
4 - (خَارج بالأدوية الحارة القوية والرمل الْحَار وَالْحمام وبماء الثَّلج.) فِي ذيابيطا من كتاب فليغريوس قَالَ: هَذَا الدَّاء يكون من ضعف الكبد وَبرد الْجِسْم كُله من تخمة أَو سهر وَشرب المَاء الْبَارِد ويعرض مَعَه عَطش قوي جدا. قَالَ: فَعَلَيْك بتسكين الْعَطش وَقد ذكرنَا مَا ذكر لذَلِك فِي بَاب تسكين الْعَطش فَإِذا سكن الْعَطش فاحقنه بالحقن المسهلة اللينة مَرَّات ثمَّ أسهله بحب الصَّبْر يكون كالحمص إِحْدَى عشر حَبَّة فَإِنَّهُ يسهل إسهالاً جيدا ثمَّ دَعه ثَلَاثًا ثمَّ اسْتعْمل الْقَيْء بعد الطَّعَام بالفجل والمحاجم الحارة على جَمِيع الْجِسْم والكماد والدخن ولاسيما أَطْرَاف الْبدن وَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة المحمرة ثمَّ أرحه أَيَّامًا وَاسْتعْمل الرّكُوب باعتدال والدلك خَاصَّة فِي أَطْرَاف الْجِسْم وَالْحمام وَيشْرب الشَّرَاب الْيَسِير فَإِنَّهُ يُبرئهُ برءاً تَاما.
من جَوَامِع ابْن ماسوية: بلوط مقلو بذر حماض مقلو طباشير ورد صمغ الْقرظ طراثيث راسن جَفتْ بلوط عفص بذر البلوط كهرباء جلنار طين أرميني كندر جُزْء جُزْء كافور نصف جُزْء يسقى بِمَاء رمان مز فليغريوس ينفع من يخرج زبله بِغَيْر إِرَادَة: الْقعُود فِي الْمِيَاه القابضة والضمادات بثفلها والأغذية القابضة والحقن وَذَلِكَ الصلب دَائِما والرياضة وَالْقعُود فِي مَاء الشب. (الْعِلَل والأعراض) قَالَ: يحدث خُرُوج الْبَوْل بِغَيْر إِرَادَة إِذا استرخى العضل المتلقم لفم المثانة.
الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: بعض علل خُرُوج البرَاز وَخُرُوج الْبَوْل بِغَيْر إِرَادَة وَهُوَ استرخاء العضل الَّذِي على فَم المثانة والمقعدة وَهُوَ يسترخى إِمَّا من طول الْجُلُوس على شَيْء بَارِد جدا أَو استحمام بِمَاء بَارِد أَو ضَرْبَة تقع بِهِ أَو بط كَمَا يعرض عِنْد السقطة أَو البط عَن الْحَصَاة. لى إِذا عرض النواصير(3/340)
الْأَعْضَاء الألمة: ذرب الْبَوْل يكون من نارية فِي الكلى تقوى قوتها الجاذبية أَولا وطبعها كَذَلِك وقوتها الماسكة ضَعِيفَة الْعَطش يتبعهُ لاستفراغ الرطوبات. قَالَ: وَهُوَ عسر الْبَوْل. وَقد يحدث عَن زَوَال خرز الْقطن إِلَى خَارج خُرُوج الْبَوْل بِلَا إِرَادَة.
الْيَهُودِيّ قَالَ: احقن صَاحب هَذَا الدَّوَاء بِاللَّبنِ الحليب ودهن اللوز الحلو ودهن القرع واسقه بذر قطونا وأطعمة الإسفيذباجان اللينة الدسمة باللحوم الْفتية والأشربة الرقيقة الْبيض واسقه لبن الْمعز الْمَطْبُوخ بِالْمَاءِ لى واجلسه فِي الآبزن الْبَارِد. قَالَ: وَقد تصيب الكلى ضَرْبَة وَيكثر مِنْهَا الْبَوْل وَقد يخرج مَعَه بَوْل دموي فَاسق هَذَا أدوية حبس الدَّم وأطعمه الإسفيذباجان اللينة وضمده بأضمدة قابضة وضمد أَصْحَاب ذرب الْبَوْل بالبقول الْبَارِدَة على الْبَطن والقطن وَأدْخلهُ الْحمام الْيَابِس الَّذِي رَأسه برأَ وَرُبمَا فصدناهم إِذا كَانَ اللهيب شَدِيدا ونسقيهم مَاء الشّعير. قمحة للبول الَّذِي يقطر من غير إِرَادَة: بلوط كندر سماق جلنار سعد مصطكى يستف مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم ويبيت بِاللَّيْلِ على لعقة اطريفل وَمَتى انقع البلوط بالخل وجفف كَانَ أَجود فَإِن لم ينْتَفع بهَا وَكَانَ مَعَ برد فاحقنه بدهن الْجَوْز والحبة الخضراء ودهن المرزنجوش ودهن فِي العضيوط قَالَ الْيَهُودِيّ: هَؤُلَاءِ يكونُونَ شديدي الشبق سريعي الإمناء كثيري اللحوم عريضي الْأَجْسَام وَيكون إِذا كَانَت عضلة المقعدة تسترخي مَعَ عضلة الممسكة للمني. قَالَ: وَحمل العضيوط الأدهان القابضة بالرامك والقاقيا وَنَحْوه. لى يَنْبَغِي لهَؤُلَاء أَن لايطعموا وَلَا يشْربُوا قبل أَن يهتموا بِالْجِمَاعِ ويأخذوا من الخرنوب والكمثرى وَحب الرُّمَّان وَنَحْو ذَلِك واملهم إِلَى القوابض من الْأَطْعِمَة وَكَذَلِكَ من الْفَاكِهَة وَإِن أكلو الْبُسْر المقلو فِي ذَلِك الْيَوْم فليفعلوا وليحتملو واحقنهم بالحقن لِئَلَّا يصيبهم القولنج ينظر فِيهِ.
جورجس فِي ديابيطا قَالَ: تَنْفَعهُ الأمخاخ والأدمغة إِذا أكلهَا وَلُحُوم الجداء والأكارع والقثاء وَالْخيَار والملوخيا والخس أخص الْأَدْوِيَة بِهِ من نَفعه دهن الْورْد وَالْبذْر القطونا وَاللَّبن والآبزنات)
والتمريخ بالسمن وَشرب مَاء الشّعير والحقن الدسمة المبردة.
الْأَعْضَاء الألمة: من علل الكلى عِلّة يُقَال لَهَا ديابيطش وَلم أرها إِلَى هَذِه الْغَايَة إِلَّا مرَّتَيْنِ فَقَط وَإِنَّمَا تعرض فِي الندرة وَيكون مَعهَا عَطش شَدِيد يتَجَاوَز الْمِقْدَار ويبول مايشرب سَرِيعا وَمحل هَذِه الْعلَّة من الكلى مَحل زلق الأمعاء من الأمعاء. قَالَ: وَذَلِكَ يكون إِذا تزيدت قُوَّة الكلى الجاذبة جدا فتجذب مَا فِي الكبد من الرُّطُوبَة المائية ويجتذب الكبد من الأمعاء والمعدة فيجف لذَلِك فَم الْمعدة فيتوق العليل إِلَى الشّرْب. قَالَ: وَقد يكون درور الْبَوْل وَخُرُوج الْغَائِط فِي غير وَقتهَا وَبلا إِرَادَة من استرخاء العضلة المطوقة لعنق المثانة والدبر وَمن أخص العلامات باسترخاء العضلة خُرُوج الْبَوْل وَالْبرَاز بِغَيْر إِرَادَة. قَالَ: وَمَتى استرخت هَذِه العضلة وَوَقع مَعَ ذَلِك سدة فِي مجْرى الْبَوْل عسر تعرف العلتين جَمِيعًا واحتيج إِلَى استقصاء وَبحث شَدِيد عَن الْأَسْبَاب الْبَادِيَة.(3/341)
لى خُرُوج الْبَوْل بِكَثْرَة إِمَّا بِلَا إِرَادَة وَإِمَّا بِإِرَادَة فَالَّذِي بِلَا إِرَادَة هُوَ استرخاء عضل المثانة وتحتاج إِن تسئل عَن الْعِلَل الْبَادِيَة وَأما الَّذِي بِإِرَادَة فإمَّا أَن يكون بحرقة أَو بِلَا حرقة وَأما الَّذِي يكون بِلَا حرقة إِمَّا أَن يكون مَعَ عَطش وَإِمَّا من غير عَطش وَأما خُرُوج الْبَوْل مَعَ حرقة فَإنَّا نذكرهُ فِي بَاب قُرُوح المثانة وأورامها وَأما الآخر فهاهنا. قَالَ: وَرجل سقط على قطنة فَكَانَ يخرج بَوْله بِلَا إِرَادَة فَعلمنَا أَن العضلة الملتقمة لعنق المثانة قد أضرت السقطة بالعصب الَّذِي يجيئها. لى ذرب الْبَوْل مَتى كَانَ مَعَ عَطش فَهُوَ ديابيطا وَإِن كَانَ بِلَا عَطش وَلَا حرقة فَهُوَ استرخاء العضل الَّذِي على المثانة وخاصة إِن كَانَ بعقب ضَرْبَة أَو برد شَدِيد وَإِن كَانَ مَعَ حرقة فَيكون لحدة الْبَوْل وَأما لقروح. سرابيون: قد يحدث ضرب من ذرب الْبَوْل لَا عَطش مَعَه وَلَا حرقة وَيخرج مِنْهُ بَوْل غليظ وَقد يكون فِيهِ دموية فِي الْأَكْثَر ويسكن إِذا وَقع مِنْهُ رسوب كثير وَرُبمَا جمد عَلَيْهِ شبه زبد الْبَحْر وَذَلِكَ يكون على حد بحران وَقد يكون حَادِثا لاتساع المجاري الَّتِي تنجذب فِيهَا مائية الدَّم إِلَى الكلى وَيحدث للبدن عَن ذَلِك نحول وهزال وَضعف واكثر مَا يكون بأدوار وكنحو مَا يكون عَنهُ اموريدس ويهزل الْجِسْم اكثر إِذا كَانَ هَذَا الْبَوْل غليظاً وخاصة إِن كَانَ فِيهَا دموية. وعلاج ذَلِك: أَشْرَاف علاج لَهُم السّكُون وَترك جَمِيع الحركات لِأَنَّهَا توسع المجاري وهم يَحْتَاجُونَ إِلَى ضد ذَلِك ويستعملون الْأَدْوِيَة والأضمدة والأشربة القابضة ويحذرون من جَمِيع مَا يدر الْبَوْل وَمن الْجِمَاع ويبردون الْقطن والبطن)
وَيَشْرَبُونَ الْأَدْوِيَة النافعة لنزف الدَّم وَيَشْرَبُونَ لبن النعاج الَّذِي طبخ قَلِيلا أَو غير مطبوخ فَإِنَّهُ يَنْفَعهُمْ وينعشهم وَيدْفَع هزالهم وَهُوَ عَظِيم النَّفْع جدا لهَؤُلَاء. وَإِن كَانَ يحدث بادوار فافصد قبل الدّور ثمَّ اسْتعْمل مَا ذكرنَا وَإِن كَانَ يحدث بِلَا أدوار فقاومه بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة وَالْجُلُوس فِي المَاء الْبَارِد فَإنَّك مَتى توانيت عَنهُ أدّى إِلَى الذبول وَإِن كَانَ ذَلِك يحدث لبحران فعلامته الْخُف الَّذِي يجده الْمَرِيض وَسُكُون الْمَرَض فَإِن دَامَ بعد البحران فقاومه أَيْضا فَإِنَّهُ قد صَار مَرضا ردياً.
سرابيون: هَذَا يحدث مَعَه عَطش ويبول مَا شرب على الْمَكَان وَيحدث عَن شدَّة حر الكلى والتهابها وَضعف برده وتلززه وعلاج ذَلِك لِأَن هَذَا يكون من سوء مزاج حَار يَابِس يجب أَن تضمد الكلى بالمبردات ويسقى مِنْهَا وَلِأَن الْجِسْم فِي هَذِه الْعلَّة قد جف لِكَثْرَة الِاخْتِلَاف وَاسْتعْمل الشَّرَاب أَكثر من الْعَادة لِئَلَّا يتْرك للعطش موضعا للحدوث وأغذهم بالأحساء المتخذة من الْبر وَالشعِير وَمَاء الشّعير والقرع وَالْخيَار وضمد أكبادهم لتبرد فَتعين على تسكين الْعَطش واسقهم رب الحصرم وحماض الاترج والريباس وَمَاء القرع والبزر قطونا عَظِيم النَّفْع ودوغ الْبَقر والأدوية القابضة أَيْضا يُؤْخَذ من الاقاقيا دِرْهَمَانِ وَورد يَابِس ثَلَاثَة دَرَاهِم جلنار أَرْبَعَة صمغ وَاحِد كثيراء نصف رب السوس نصف يعجن بلعاب البزر قطونا وَقد يَجْعَل فِيهِ كافور وَيشْرب مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء بَارِد واجتذب عرقهم واطل كلاهم بالقابضة المبردة. فِي تقطير الْبَوْل بِلَا حرقة وَلَا وجع قَالَ: إِذا كَانَ تقطير الْبَوْل بِلَا إِرَادَة فَإِن ذَلِك(3/342)
حَادث عَن ضعف عضل المثانة وَأكْثر مَا يكون ذَلِك للبرد فَإِن المثانة إِذا بردت أَصَابَهَا ذَلِك وَقد يحدث لضعف عضل المثانة فعالج ذَلِك يُؤْخَذ حب رمان وَحب الآس والبلوط وقشور الكندر وكمون كرماني بِالسَّوِيَّةِ الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بشراب عَتيق أَو يُؤْخَذ بلوط وينقع بخل خمر يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يغلى ويدق وَيُؤْخَذ مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم واهليلج أسود وكابلى وبليلج واملج مقلو سَبْعَة دَرَاهِم قشار كندر خَمْسَة دَرَاهِم حب الآس دِرْهَم الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء الحدادين.
دَوَاء جيد لمن يَبُول فِي الْفراش: اهليلج كابلى بليلج املج عشرَة عشرَة بلوط منقع بخل خمر مقلو سَبْعَة دَرَاهِم سعد كندر راسن ميعة يابسة كسيلا خَمْسَة خَمْسَة مر ثَلَاثَة دَرَاهِم يدق ويعجن بِعَسَل الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم وَقد جرب هَذَا الْحبّ للبول فِي الْفراش وتقطيره من الْبرد: جندبادستر قسط مر حاشا جَفتْ بلوط عاقرقرحا بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِمَاء الآس الرطب ويحبب)
وَيُؤْخَذ مِنْهُ عِنْد النّوم دِرْهَم أقل وَأكْثر بِقدر الْحَاجة وأناس يسقون شونيزاً وبزر السذاب. لى وَقد يعْطى لذَلِك تين ملوث بالزيت. وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: مَتى حدث تقطير الْبَوْل عَن فَسَاد مزاج بَارِد ويرخي الْقُوَّة الماسكة استعملنا الْخمر والمعجونات الحارة كالانقرديا والمثروديطوس وينفعهم نفعا عَظِيما الاطريفل الصَّغِير يمزج بالشخزنايا بِالسَّوِيَّةِ وَينْقص وَيُزَاد على حَيْثُ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ من ظُهُور الْبرد والبلوط والكندر نَافِع لَهُم والأدوية الَّتِي كتبناها فَوق والكندر قوي ثمَّ ذكر هَذَا الدَّوَاء الَّذِي أَوله حب رمان.
مَجْهُول قَالَ: مِمَّا يعظم نَفعه لهَذِهِ الْعلَّة الحقن الدسمة الَّتِي فِيهَا قبض وَأما هَذِه فتهيأ من أمراق وقوابض وَشرب اللَّبن الْمَطْبُوخ بالحديد وينفعهم مَاء الرُّمَّان والتفاح والسفرجل وَمَاء الشّعير قد طبخ فِيهِ الزعرور وَالْحمام الْيَابِس أَيْضا نَافِع لَهُم وضمد بطونهم بالسويق والخل وينفعهم الفصد والقئ ونبيذ التَّمْر والكمثرى. لى تياذوق الفها لسلس الْبَوْل: يُؤْخَذ بلوط قد انقع ثَلَاثَة أَيَّام بخل عشرَة دَرَاهِم وَمن حب الآس ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الْورْد الْيَابِس مثله وَمن الطباشير ثَلَاثَة دَرَاهِم بزر حماض مقلو دِرْهَمَانِ جلنار مثله عفص مثله طين أرميني ثَلَاثَة دَرَاهِم صمغ الْقرظ أَو صمغ السماق دِرْهَمَانِ كزبرة يابسة منقعة بخل ثَلَاثَة دَرَاهِم كاربا دِرْهَمَانِ بزر قطونا خَمْسَة دَرَاهِم كافور دِرْهَم يسقى بِرَبّ الريباس أَو مَاء الرُّمَّان الحامض أَو رب حماض الاترج الشربة مثقالان بِالْغَدَاةِ وَمثله بالْعَشي وَالطَّعَام حصرمية فَإِن هَذَا يقطع ديابيطش ويعتد مَعَ هَذَا أَن يمضغ تمراص هندياً فِي فِيهِ مرّة بعد مرّة أَو مصلاً أَو نَحوه ليقطع عطشه ويصابر الْعَطش جهده وضمد معدته وكبده بضماد بَارِد.
من الكناش الْفَارِسِي مِمَّا يسْتَعْمل لتقطير الْبَوْل الَّذِي للمشايخ من برودة: حب المحلب وخولنجان وابهل وراسن. قَالَ: وَمِمَّا يمسك الْبَوْل جدا الأفيون. لى إِذا كَانَ يدر الْبَوْل مَا ارق الدَّم فالأفيون يمْنَع من ذَلِك وَلذَلِك يجب أَن يخلط بالبنادق الَّتِي ألفتها ويخلط بهَا أَيْضا كزبرة مقلوة وبزر قطونا وَنَحْو ذَلِك.(3/343)
(القروح الْحَادِثَة فِي الذّكر) (والدبر والانثيين وكيسهما والأورام الحارة فِيهَا وَأما غير الحارة فَفِي بَاب) (الْقبل والبثور والحكة فِيهَا وتقرح القطاة فِي بَاب الاستلقاء اسْتَعِنْ بقوانين) (الْجِرَاحَات.) قَالَ فِي الْمقَالة الأولى من قاطيطريون: إِن الطَّبِيب قد يضْطَر كم من مرّة إِلَى أَن يقطع إِحْدَى الانثيين إِذا كَانَت قد عفنت فَيَرْمِي بهَا. 3 (القرع المحرق ورماد الشبث) الْيَهُودِيّ: عالج قُرُوح الإحليل بالقرع المحرق ورماد الشبث وبالاسفيذاج والمرتك والتوتيا وبالشادنة يذر عَلَيْهِ ذراً وبالصبر الْأَحْمَر. مرهم العدس للورم الْحَار فِي الانثيين ونواحيهما: عدس مقشر وَورد وقشور رمان ينعم طبخه وَخذ المَاء فَاضْرِبْهُ مَعَ دهن ورد نعما واطله عَلَيْهِ ودق الأثفال نعما واحمل مَعَه دهن ورد وضمد بِهِ فَإِنَّهُ نَافِع للورم الْحَار فِي الانثيين وَمَا جاورهما. دَوَاء نَافِع للقروح فِي الإحليل والأنثين الْعسرَة الْبُرْء الردئة مِنْهَا: قرع مسحوق ومرداسنج واسفيذاج الرصاص وشب يماني وَقِرْطَاس محرق واقليميا أصفر وقشور الغرب وكندر وشادنة بِالسَّوِيَّةِ يسحق نعما ويعالج بِهِ وينفع من الْحَرَارَة والحكة فِي الانثيين أَن يطلى بماميثا بخل وَمَاء. لى وينفع من الالتهاب المفرط فِيهِ: يُؤْخَذ عصير عِنَب الثَّعْلَب وشوكران فيطلى عَلَيْهِ وَمَتى لم تَجِد شوكران فادف فِيهِ افيوناً واطله. وللحكة فِي الانثيين: دَقِيق الباقلى ودهن ورد وسماق وَبَيَاض بيض يضْرب ويطلى عَلَيْهِ وَله وللورم الْحَار: مَاء عِنَب ثَعْلَب وَبَيَاض بيض ودقيق شعير ويطلى عَلَيْهِ. قَالَ: وَقد رَأَيْت من سَقَطت جلدَة بيضته كلهَا فعريت وَلم يبْقى عَلَيْهَا شَيْء فدوى بالصندل والورد والكافور مَعَ حجر الماس المحكوك بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب فبرئ. دَوَاء نَافِع للقروح الرَّديئَة فِي الذّكر والقبل ونواحيه: عفص وشياف ماميثا وانزروت وجلنار وَورد يَابِس وأقماع الرُّمَّان ومرتك وصبر وكندر يسحق وَيسْتَعْمل. آخر ينفع القروح المتأكلة فِيهَا: قرطاس محرق شبث يَابِس محرق وقرع محرق واقليميا واسفيذاج الرصاص ومرتك وقشور الغرب وشادنة وتراب الكندر بِالسَّوِيَّةِ ويعالج بِهِ. وينفع من الأورام الحارة فِيهَا: ورد يَابِس وعدس مقشر وقشور رمان يطْبخ بِالْمَاءِ حَتَّى ينضج ثمَّ يَجْعَل مَعَه دهن ورد ويضمد. وَإِن شِئْت أَن يبرد أَكثر فحى الْعَالم وَنَحْوه.)(3/344)
مُخْتَصر حِيلَة الْبُرْء قَالَ: جَوْهَر قضيب الذّكر جَوْهَر الرباطات وَلذَلِك يحْتَمل الكي بالنَّار بالأدوية الحارة القوية من غير أَن يتَأَذَّى بِهِ والقروح الَّتِي تعرض فِيهِ كثيرا مَا تعفن إِن لم يُبَادر فِي تجفيفها بالأدوية القوية قَالَ: وجسم الْقَضِيب لَيْسَ فِيهِ شَيْء من الأعصاب الحساسة الْبَتَّةَ. قَالَ: والقروح الْحَادِثَة فِي العضل الَّذِي فِي أَسْفَل الذّكر والحادثة فِي المقعدة عسرة الْبُرْء وَذَلِكَ لِأَنَّهَا تحْتَاج إِلَى تجفيف قوي وَهَذَا الْموضع لَهُ فضل حس لِأَنَّهُ بجنبه عصب حساس لَا يُمكنهُ ذَلِك لفضل حس فِيهِ. قَالَ: وَقد يتعفن القروح الَّتِي تعرض فِي الْفرج وَالذكر سَرِيعا مَتى لم يُبَادر بتجفيفه.
الطَّبَرِيّ: مَتى خرج خراج فِيمَا بَين الدبر والإنثيين وَخفت أَن يتقيح فضع عَلَيْهِ دَقِيق الْأرز معجوناً بِالْمَاءِ وَكلما سخن ضع عَلَيْهِ غَيره فَإِنَّهُ يمْنَع من التقيح. لى هَذَا مَوضِع مجوف لِأَنَّهُ عِنْد المثانة فَلذَلِك هَاهُنَا التقيح رَدِيء.
من كناش مَجْهُول قَالَ: إِذا كَانَت قُرُوح فِي الْفرج وَالذكر والدبر وَلم يكن مَعهَا ورم فَعَلَيْك بِمَا يجفف كالقرطاس المحرق والقرع المحرق والشبث المحرق يدق وينفخ فِيهِ فَإِن جَفتْ القروح ثمَّ ابتلت بعد ذَلِك فذر عَلَيْهَا صبرا وشاذنة وَمَتى كَانَ فِيهَا نُقْصَان وَأَرَدْت انبات اللَّحْم فاخلط مَعَ هَذِه قشور كندر.
بولس فِي فصد الْعرق من الكعب ويضمدون مَتى كَانَت الْحَرَارَة شَدِيدَة بالبنج ودقيق الشّعير وبالقرع الني وبورق الْقصب ودهن الْورْد ودقيق الباقلى وَمَتى كَانَت الْعلَّة مَعَ جساوة فالحلبة وبزر الْكَتَّان مَعَ شراب أَو مَعَ عسل أَو مَعَ دَقِيق الايرسا وَإِذا تقرحت جلدَة الخصى من الْعرق فاسحق عفصاً أَو شيا وذره على شَحم ولطخ بِهِ وَمَتى حدث فِي جلد الخصى قلاع فاطلها بقيموليا بِمَاء بَارِد ودعها عَلَيْهِ حَتَّى تَجف ثمَّ اغسلها بِمَاء حَار ثمَّ ضمدها بِمَاء الكرفس وَأما اللَّحْم الناتئ الَّذِي يعرض للانثيين فاعجن رماد خشب الْكَرم بِمَاء وضمد بِهِ وَمَتى عرضت حكة فِي جلدَة الخصى فاطله فِي الْحمام بخل الْخمر ودهن الْورْد والنطرون والشبث والفلفل والميويزج فَإِذا خرج من الْحمام لطخه ببياض الْبيض مَعَ عسل.
بولس: القروح الْحَادِثَة فِي المذاكر والمقعدة إِذا لم يكن مَعهَا ورم حَار يحْتَاج إِلَى أدوية تجفف جدا مثل الَّذِي يهيأ بالقرطاس المحرق والشيث والقرع المحرق وَأما الخراجات الْحَادِثَة الَّتِي لَيْسَ مَعهَا رطوبات كَثِيرَة فَإِن الصَّبْر مَتى سحق كالغبار ونثر عَلَيْهَا جففها وَمَتى كَانَت شَدِيدَة)
الرُّطُوبَة ينفعها لحى شجر الصنوبر والشادنج وَمَتى كَانَ لَهَا عمق فاخلط مَعَهُمَا كندرا وَإِن كَانَ فِيهَا تَأْكُل فاضمده بعدس وخل وقشر رمان. وَإِذا كَانَ فِي الذّكر ورم فشده إِلَى فَوق وضمده بورق الْكَرم وَإِن حدث فِيهِ ترهل أَو جساء فانطله بِمَاء ملح واترك الْحَرَكَة فِي أورام الذّكر.
انطيلس: مَتى كَانَ فِي الذّكر الخبيثة وعفن فليقطع وينثر عَلَيْهِ مَا يدمل ولمنع النزف:(3/345)
الزنجار وزاج وَمَتى اشْتَدَّ النزف فاكو الْموضع. قَالَ: وَقد يخرج على الذّكر توتة وَرُبمَا خرج على الكمرة وعَلى غَيرهَا مِنْهُ فَمَا كَانَ رَدِيء الْمَذْهَب فاكوه بعد الْقطع وَمَا لم يكن رَدِيء الْمَذْهَب فاقطعه وانثر عَلَيْهِ الزنجار والزاج.
ابْن سرابيون: فِي 3 (الحكة فِي الخصى) اسقيناج الرصاص سِتَّة كبريت أَبيض دِرْهَم أفيون نصف دِرْهَم يطلى عَلَيْهَا بخل ممزوج. آخر للحكة الْعَارِضَة فِي الخصى ويرشح شَيْء يشبه المَاء: أقاقيا ماميثا نصف نصف نوشادر دانق صَبر دانق زعفران نصف دِرْهَم اشنان مثل الْجَمِيع يدق وينخل ويخلط الْجَمِيع بالياسمين فَإِنَّهُ عَجِيب.
بولس: إِذا بَدَت القطاة تحمر لطول الاستلقاء فَاتخذ دوارة من صوف لين. لى تتَّخذ من خرق كتَّان شيزى لين وتوضع تَحت الْموضع وتمرخ بدهن ورد وشمع ويذر عَلَيْهِ مرداسنج وآس فَإِن كَانَ ورماً حاراً فليضمد بعنب الثَّعْلَب وَنَحْوه وَإِن تَأْكُل وَصَارَ جرحا رديئاً فليضمد بعدس مَعَ قشور رمان. لى لَا شَيْء اجود إِذا بدا هَذَا الْموضع يحمر من أَن ينوم العليل على سَرِير قد نزع مِنْهُ فِي هَذَا الْموضع لوح وكشف هَذَا الْمَكَان مِنْهُ ويغطى بدوارة متخذة من خرق كتَّان ليصيب الْموضع وَإِن شِئْت رششت تَحْتَهُ المَاء الْبَارِد وفرشت الْخلاف وينفع مِنْهُ أَن ينوم العليل على الجاورس فَإِنَّهُ وطى وَلَا يحمى. 3 (مُفْرَدَات) الصَّبْر يدمل القروح الْعسرَة وخاصة مَا كَانَ مِنْهَا فِي الدبر وَالذكر وينفع من الأورام الْحَادِثَة فِي هَذِه الْمَوَاضِع. رماد الشبث ينفع القروح الرهلة الْكَثِيرَة الصديد إِذا نثر عَلَيْهَا وخاصة مَا حدث مِنْهَا فِي أَعْضَاء التناسل ويدمل القروح الرهلة الَّتِي تزمن وَهِي الَّتِي تكون فِي القلفة على مَا يَنْبَغِي ورماد القرع كَذَلِك.
العفص مَتى طبخ وضمد بِهِ كَانَ نَافِعًا غَايَة النَّفْع لجَمِيع الأورام الْحَادِثَة فِي الدبر فلتطبخ إِن شِئْت إِلَى شدَّة الْقَبْض بشراب وَإِلَّا فبماء.
بليغ النَّفْع للورم الْحَار فِي الانثيين: الحضض نَافِع للقروح فِي الدبر والديفروحس نَافِع جدا للقروح فِي الدبر وَهُوَ وكوهاسك وورق الآس إِذا سحق بِقَلِيل مَاء ودهن ورد وشراب وضمد بِهِ الأورام الحارة فِي الانثيين والشرى والبواسير نفع جدا. دَقِيق الباقلى مَتى طبخ بشراب وضمد بِهِ أَبْرَأ ورم الانثيين. ضماد مسكن للوجع جدا يوضع على الأورام الفلغمونية: إكليل الْملك يطْبخ بِالْمَاءِ مِقْدَار مَا يلين وَلَا يكثر المَاء ثمَّ يلقى عَلَيْهِ بعد الدق صفرَة بيض مسلوقة ودقيق بزر الْكَتَّان يعجن الْجَمِيع بميبختج ويضمد بِهِ. وينفع من الحكة والاشتعال والحرارة فِي الكلى والمثانة: بزر خشخاش بزر الْخِيَار بزر قرع بزر حمقاء رب السوس نشا كثيراء حب كاكنج لوز بطيخ ويعجن بلعاب بزر قطونا وَإِن كَانَ جرح مَعَ حِدة جدا فزد صمغاً وطيناً واعجنهما بِمَاء لِسَان الْحمل.(3/346)
3 - (تقرح القطاة من طول الْمَرَض) إِذا ابتدأت تحمر هَذِه الْمَوَاضِع فَخذ صُوفًا لينًا وهيئ مِنْهُ شَيْئا شَبِيها بقرص كثير الْمِقْدَار وَيجْعَل تَحْتَهُ وَيكون كالدائرة على نَحْو مَا يَسْتَعْمِلهُ الحمالون واعمد إِلَى قيروطى بدهن ورد أَو دهن الآس وَيجْعَل فِيهِ مرداسنج واسفيذاج الرصاص وَيصير على الْموضع فَإِن عرض ورم حَار فليضمد بِخَمْر مَعَ عِنَب الثَّعْلَب أَو مَعَ البرسيان دَارا أَو مَعَ لِسَان الْحمل أَو مَعَ كرنب طري فَإِن عرضت فِيهِ قرحَة خشنة يبط عَنهُ ويضمد بعدس مَعَ قشر رمان.
بولس: يتَّخذ دوارة عَظِيمَة من صوف لين وَيجْعَل تَحت الْموضع ويدهن بشمع ودهن الآس والورد مَعَ مرداسنج واسفيذاج.
اوربياسوس: مَتى كَانَ تَأْكُل يطلى على الْموضع بعدس وقشر رمان.(3/347)
(القيل والفتوق) (والادرة وادرة المَاء وارتفاع الخصى إِلَى فَوق وصغرها وعظمها ونتو السُّرَّة) (وعلاج الخصى الَّتِي تمد وتجذب وتنجع والأورام الْبَارِدَة فِيهَا واسترخاء) (جلدتها والأورام الحارة فِيهَا.) فِي الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: إِن المَاء الَّذِي فِي القيلة يستفرغ بأنبوب يدْخل فِيهِ. قَالَ: وَيقطع فِي علاج القيلة جُزْء من الصفاق. لى يَعْنِي من باريطاؤن لِأَنَّهُ ينزل إِلَى كيس البيضتين.
3 - (الْعِلَل والأعراض)
الثَّانِيَة قَالَ: قيلة الأمعاء وقيلة الثرب يكونَانِ فِي أَكثر الْأَمر إِذا اتسعت المجاري النافذة من الصفاق إِلَى الخصيتين وَفِي الْأَقَل خرق يحدث فِي الصفاق فَيعرض أَن يكون الثرب أَو بعض الأمعاء ينزل فَيصير إِمَّا فِي ذَلِك الْخرق وَإِمَّا فِي كيس البيضتين.
وَمن جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: إِذا رطب الصفاق وترهل لرطوبته يتوسع مِنْهُ مجاريه الَّتِي تنحدر إِلَى البيضتين حَتَّى ينحدر فِيهِ بعض الأمعاء إِلَى كيس البيضتين. لى علاج هَذَا القابضة المسخنة الصفاق مَمْدُود على الأحشاء كلهَا ولباس كيس البيضتين الدَّاخِل هُوَ مِنْهُ والبيضتان فِي جَوْفه كَمَاء الحشاء فِي جَوْفه. من محنة الطَّبِيب: قيلة الثرب والأمعاء مرض قوي عسير وَلَو كَانَ حجمه صَغِيرا وقيلة المَاء اسهل وَلَو كَانَ حجمه كَبِيرا. لى لم يعطنا هُوَ الْفرق وَلَا العلاج. وَقَالَ: هُوَ من علاج أَصْحَاب الْحَدِيد وَالْفرق بَينهمَا أَن قيلة المَاء لَا تدخل وَهُوَ لينَة لابثة ثَقيلَة لَهَا فتحس المَاء وَقيل الثرب والأمعاء يدْخل وخاصة قبل المعي فَإِن قيل الثرب يُمكن أَن لَا يدْخل وَقد رَأَيْت فِي المارستان شَابًّا لَهُ قيلة عَظِيمَة لَا تدخل إِلَى دَاخل وَكَانَ عظمها كالخريطة الْعَظِيمَة فَسَأَلته هَل يخرج برازه على مَا يجب فَقَالَ: أَنه لَا يُنكر من خُرُوج برازه شَيْئا الْبَتَّةَ وَلَو كَانَت مَعَ ذَلِك بعض أمعائه قد خرجت على ذَلِك الْعظم لَكَانَ بعض أمعائه أَو أَكثر من وَاحِد مِنْهَا قد سَقَطت فِي كيس القيلة فحدست أَن السَّاقِط فِي كيس القيلة الثرب أَكْثَره أَو كُله وأحتاج أَن اسْأَل مثله هَل أحس مُنْذُ حدث بِهِ ذَلِك بِنُقْصَان الهضم فَإِن قَالَ نعم فَذَلِك الثرب لَا شكّ. لى الصفن يعظم إِمَّا لنزول الثرب أَو المعي إِلَيْهِ وَلَا يعالج بالأدوية الَّتِي تضمد وعلامته أَن يرجع بالعصر وَإِمَّا لمائية وعلامته الثّقل والبريق وعلاجه(3/348)
الضماد بأدوية الاسْتِسْقَاء يضمد بهَا وَإِمَّا لريح وعلاجه أضمدة محللة كالأشق والميعة وَإِمَّا لورم صلب وعلاجه الشحوم والمخاخ والمقل والأشق وَكَانَ فِي المارستان رجل بِهِ صفن كَبِير وورم صلب
3 - (كتاب العلامات)
قَالَ: يستلقي صَاحب قيلة السُّرَّة على قَفاهُ ويغمز فَإِن كَانَ ذَلِك امعاء وجع مَعَ وجع يسير وَعَاد بطيا وَإِن كَانَ ريحًا دخل بِلَا وجع شَدِيد وَعَاد سَرِيعا وَهُوَ أعظم مِمَّا كَانَ وَإِن كَانَ لَحْمًا ناتياً وَهُوَ الَّذِي رفع السُّرَّة لم يبرح. قَالَ: والأدر إِذا قَامَ كثيرا أَو اغْتسل عظمت أدرته وَإِذا جلس وَلم يغْتَسل صغرت وَمَتى غمزت سمع لَهَا قرقرة وَقد يعرض مثل ذَلِك للنِّسَاء فِي الأرابي. قَالَ: والفتق الَّذِي ينحدر فِيهِ إِلَى كيس البيضتين رُبمَا نزلت الأمعاء وَرُبمَا نزل الثرب وَإِذا غمزت عَلَيْهِ فَإِنَّهُ مَتى كَانَ ثرباً رَجَعَ بِلَا صَوت وَلَا قرقرة والأمعاء مَعَ صَوت وقرقرة. قَالَ: وَيجب للطبيب أَن يلقِي العليل على قَفاهُ ليرْجع وَيَأْخُذ مَوضِع الفتق بِيَدِهِ ويحتال لَهُ ليلحمه.
قَالَ: وقيلة الأمعاء صلبة المجس مَعهَا وجع عِنْد الغمز وقرقرة وقيلة الثرب رخوة الملمس وَلَا وجع مَعهَا عِنْد الرُّجُوع وَلَا صَوت. قَالَ: وَمن بِهِ رُطُوبَة فِي جلدَة البيضتين فَإِنَّهُ ترى الرُّطُوبَة فِيهِ نيرة براقة إِذا عصرت المذاكر. قَالَ: ويعرض من ارْتِفَاع الخصى حَتَّى يبلغ مراق الْبَطن وَيبين هُنَاكَ أَن يشق وَهَؤُلَاء إِذا أَرَادوا أَن يبولوا عرض لَهُم وجع شَدِيد وتقطير قَلِيل. قَالَ: وَيحدث استرخاء فِي جلدَة البيضتين حَتَّى يكون كالخرقة لينًا وسماجة. تجارب المارستان: إِذا احتجت إِلَى رد البلس وَلم يرجع فِي الصفن خَاصَّة فَإِنَّهُ أَكثر مَا يتعسر وَلَا يرجع مَا نزل إِلَيْهِ فأجلسه فِي مَاء حَار وضمده حَتَّى يلين جدا ثمَّ رده وألحمه. 3 (الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة) نزُول الأمعاء إِلَى كيس البيضتين يكون إِمَّا لإنخراق باريطاون وَإِمَّا من اتساع المجرى الَّذِي ينحدر من ذَلِك الغشاء إِلَى كيس البيضتين. لى القيل أَربع: قيلة المَاء وقيلة ريح وقيلة الثرب وقيلة الأمعاء والماهرون يبطون قيلة الأمعاء بمبضع ثمَّ يكوونه وكيه: أَن تحمى المكاوي نعما وَتدْخل فِي البط وتدار فِي كيس البيضتين وَقد شيلت البيضتان إِلَى فَوق إدارة حميدة وَإِن عولجوا بالأدوية الحادة فيسحق الدَّوَاء الحاد كالغبار وينفخ فِيهِ نعما مَرَّات ويهد من العلاجين جَمِيعًا يتشنج الباريطاون وَلَا يدْخلهُ مَا بعد ذَلِك.
الثَّالِثَة عشر من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: الْبَيْضَة الْيُسْرَى أَضْعَف من الْبَيْضَة الْيُمْنَى وَيحدث أبدا اتساع الْعُرُوق واسترجاع الْجلد أَكثر مِمَّا يعرض فِي الْيُمْنَى. وَقد يكون فِي بعض الْأَوْقَات أَن يتَّفق فِي الْخلقَة أَن تكون الْيُسْرَى أقوى من الْيُمْنَى. لى من اخْتِلَاف الْأَعْضَاء الشبيهة الْأَجْزَاء: إِنَّمَا تحدث الفتوق فِي أَسْفَل السُّرَّة لِأَن فِي تِلْكَ النَّاحِيَة الصفاق لَيْسَ فَوْقه شَيْء من آثَار العضل الممتد على الْبَطن وَمَا فَوق السُّرَّة فَإِنَّهُ يَمْتَد على الصفاق العضل الممتد فِي عرض الْبَطن ويدغمه ويقويه ويغلظه.(3/349)
الأولى من الثَّانِيَة من ابيذيميا قَالَ: ورم الانثيين قد يحدث كم من مرّة بالسعال يحدث لِأَن الْفضل ينْتَقل مِنْهَا إِلَى الصَّدْر بالآلات الْمُشَاركَة لَهَا وَقد ذكرنَا هَذِه الْمُشَاركَة فِي تشريح الْعُرُوق.
الأولى من الثَّانِيَة من ابيذيميا قَالَ أبقراط: الفتوق الَّتِي تكون فِي المراق مَا كَانَ مِنْهَا فَوق السُّرَّة فَهُوَ مؤلم موجع رَدِيء يُورث كروبا وقيء الرجيع لِأَن ذَلِك مَوضِع الأمعاء الدقاق فَإِن برز مِنْهَا شَيْء من ذَلِك الفتق تبعه مَا ذكرنَا وخاصة إِذا كَانَ فِي الْجَانِب الْأَيْمن لِأَن ذَلِك مَوضِع الْأَعْوَر وجزء من القولن. لى هَكَذَا فسره حنين وَلَيْسَ من هذَيْن الدقاق. والفتوق الَّتِي نَحْو الْعَانَة وأسفل من السُّرَّة هِيَ فِي أول الْأَمر أسهل لِأَنَّهُ لَا يحدث عِنْد هَذِه الْأَشْيَاء لسعتها لِأَنَّهَا لسعتها لَا تمنع من مُرُور الثفل كَمَا تمنع من الدقاق وَلكنهَا فِي آخر الْأَمر تصير أشر وَذَلِكَ أَن فِيهَا تتسع دَائِما وَتعرض الفتوق من حَرَكَة شَدِيدَة والأمعاء ممتلئة. فتوق الرّيح لَا تدافع الْيَد وفتوق الأمعاء تدافع.
السَّادِسَة من الثَّانِيَة قَالَ:)
تعرض من الْبَيْضَة الْيُسْرَى وَأكْثر من الْيُمْنَى وَهِي بِالْجُمْلَةِ أَضْعَف من الْيُمْنَى لِأَن الْعُرُوق الَّتِي تَجِيء إِلَى الْبَيْضَة الْيُسْرَى لنفوذها تَجِيء من الْكُلية الْيُسْرَى وَالْعُرُوق الَّتِي تَجِيء الْكُلية الْيُسْرَى تنْبت من مَوضِع من الْعرق العميق قبل أَن يتنقى الدَّم من المائية الَّتِي فِيهِ وَأما مايجيء إِلَى الْكُلية الْيُمْنَى فَلَا.
الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: المعي الْأَعْوَر أسْرع الأمعاء وقوعاً فِي الصفن لِأَنَّهُ مُطلق مخلى لَيْسَ بمربوط بالأغشية والجداول الَّتِي تسمى ماسريقا.
الْيَهُودِيّ قَالَ: 3 (الفتق) يكون من الْجِمَاع على الشِّبَع وَمن تَوَاتر التخم وَمن الوثبة ويوجع مَتى كثرت الرِّيَاح فِي الْبَطن ويخف مَتى خفت.
قَالَ: وإمساك المنى مُتَعَمدا عِنْد الْجِمَاع وصعود الْمَرْأَة فَوق الرجل يُورث الادرة وورم البيضتين. لى حدث بِي ورم فِي الْبَيْضَة الْيُمْنَى فاستعملت القئ فَكَانَ ينقص حَتَّى استعملته نقصا بَينا إِلَّا أَنِّي لم أستقصه لِأَنَّهُ لم يكن موجعاً وأدمنته مَرَّات حَتَّى اقلع بعد ذَلِك أَصله الْبَتَّةَ وَلم أرى شَيْئا أبلغ وأسرع وَأظْهر نفعا مِنْهُ. 3 (للورم الصلب فِي الأنثين) باقلى وحلبة وبابونج وَسمن وعقيد الْعِنَب أَو شيرج التِّين يضمد بِهِ. وَله إِذا أعي وَطَالَ: يُؤْخَذ رماد نوى التَّمْر الصرفان جزءان خطمى جُزْء يسحقان بخل ويضمد بِهِ. وللورم الصلب فِي الْأُنْثَيَيْنِ خمس تينات تنقع فِي خل خمر وَتَأْخُذ خَمْسَة دَرَاهِم من الْمقل الْأَزْرَق فانقعه فِي خل قَلِيل ثمَّ اجمعه سحقاً واطله عَلَيْهِ. وللورم فِي البيضتين: حمص أسود جُزْء مويزج جُزْء جُزْء عقارب محرقة يضمد بِهِ. وللادرة وَالرِّيح: مصطكى وأنزروت وكندر بِالسَّوِيَّةِ وغراء فأدف الغراء بنبيذ زبيب ثمَّ اجْمَعْ الْجَمِيع واطله وضع فَوْقه كاغذا وشده.(3/350)
مرهم للفتق: صَبر وغراء وكندر بِالسَّوِيَّةِ يحل الغراء بخل احمه واطله على المجرى الَّذِي تنزل مِنْهُ الأمعاء مَرَّات كَثِيرَة.
مرهم جيد لأدرة الصّبيان: ينقع الْمقل فِي نَبِيذ وَيجْعَل مَعَه قَلِيل زنبق ويطليه.
لارْتِفَاع الخصى فَوق: ادخل العليل الْحمام سَبْعَة أَيَّام مُتَوَالِيَة وَأدْخل كل يَوْم فِي احليله أنبوباً من فضَّة وانفخ فِيهِ نفخاً شَدِيدا حَتَّى ينتفخ الحالبان فتنزل الخصى وعالج النفخة الكائنة فِي جلد الذّكر بقشر رمان وعفص وجلنار وأنزروت وطين مختوم وشياف ماميثا بِالسَّوِيَّةِ. أهرن للأدرة: جوز السرو وكندر وأقاقيا وجلنار وأنزروت وَدم الْأَخَوَيْنِ وحضض ومرو وأبهل فأنعم سحقه واعجنه بصمغ وألزقه على الْبَيْضَة ودعه حَتَّى يسْقط من ذَاته. وينفع من الورم الصلب فِي الْبَيْضَة أَن يُؤْخَذ من التِّين وورق السرو والأبهل جُزْء جُزْء وأشق وشحم البط يجمع بنبيذ ويضمد بِهِ وَيحل الْمقل بالزنبق ويطلى وَهُوَ جيد للصبيان. وينفع من الورم فِي الْأُنْثَيَيْنِ: باقلى وحلبة وبابونج يجمع بِسمن ويتضد بِهِ وَيحل الْمقل بالزنبق ويطلى وَهُوَ جيد. وَهَذَا دَوَاء جيد لما قد أعيا من الورم: رماد التَّمْر جزءان خطمى جُزْء اسحقه بخل وضمد بِهِ فَإِنَّهُ يبدد الورم. لى اخْرُج لَهُ من الأضمدة أضمدة محللة ولورم الْأُنْثَيَيْنِ يصب فِي الإحليل قَلِيل دهن زنبق فَإِنَّهُ عَجِيب أَو يعلق عَلَيْهِ فوة الصَّبْغ.
من كتاب حنين قَالَ: ينفع من الأدرة دهن الخروع والشخزنايا. قَالَ: يُؤْخَذ مقل وكندر وأشق وصبر وَمر وأنزروت وقاقيا بِالسَّوِيَّةِ وغراء الْجُلُود جزءان يداف بالخل وَيجمع ويستلقي الأدر وَترد أدرته إِن رجعت ويطلى عَلَيْهَا يلزق بِهِ مِنْهُ فِي حريرة ويشد وَلَا يحل ثَلَاثًا ويقل الْغذَاء وَيَأْكُل كل لَيْلَة دِرْهَم شخزنايا بِمَاء بَارِد. ضماد يحل المَاء من الأدرة: فلفل حب الْغَار بورق بولس: هَذَا فِي الصّبيان قد يبرأ فِي الْأَدْوِيَة وَإِذا كَانَ الفتق نَحْو الأربية يُسمى قيلة الأربية وَإِذا)
كَانَ نَاحيَة الخصى سمي قيلة الخصى وَمن أدويته: يُؤْخَذ قشر رمان عشرَة دَرَاهِم عفص فج خَمْسَة دَرَاهِم يطْبخ بشراب قَابض وزن خَمْسَة أَوَاقٍ وَيُوضَع عَلَيْهِ وَقبل ذَلِك رد المعي إِلَى دَاخل وانطل الْموضع بِمَاء بَارِد وبخل فِي كل عشرَة أَيَّام مرّة فَإِنَّهُ يلتحم فِي الصّبيان لرطوبة الصفاق فيهم وَيكون العليل مُسْتَلْقِيا ثَلَاثِينَ يَوْمًا وَيشْرب مَاء قد غلى فِيهِ جوز السرو مَعَ شراب أَو يسقى جوز السرو عشرَة قراريط بشراب فَإِن هَذَا علاج نَافِع جدا. آخر: جوز السرو والعفص من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَنصف وَمن قشور الرُّمَّان ثلث أُوقِيَّة وَمن غراء الْجُلُود ثَلَاث أَوَاقٍ وَمن دقاق الكندر نصف أُوقِيَّة وَمن الحلزون مَعَ صدفه أُوقِيَّة وَمن الصَّبْر السقوطري نصف أُوقِيَّة وَمن الجلنار نصف أُوقِيَّة يطْبخ جوز السرو وقشر الرُّمَّان بِالشرابِ وَيجمع بِهِ الْبَاقِي ويضمد بِهِ وَهَذَا يصلح للكبار وَإِذا لم يصبر على الاستلقاء لم يقم إِلَّا وَقد أحكم شده وليدع الْأَدْوِيَة الَّتِي تنفخ وَكَثْرَة الشَّرَاب وَالْحمام وَالْحَرَكَة السريعة والصياح وَنَحْو ذَلِك. قَالَ: وَأما الأدرة فَهُوَ اجْتِمَاع رُطُوبَة فِي جلد الخصى فليؤخذ من(3/351)
النطرون ثَلَاثُونَ درهما وَمن الشمع سِتّ أَوَاقٍ وزيت خمس أَوَاقٍ فلفل مائَة حَبَّة حب الْغَار ثَمَانُون حَبَّة يَجْعَل ضماداً ويضمد بأضمدة الطحال وَالِاسْتِسْقَاء الحارة ويكمد بِشَيْء حَار بِالْغَدَاةِ والعشي ثمَّ يضمد بِهِ. يُؤْخَذ من سورج الْملح سِتَّة عشر درهما زبيب منزوع الْعَجم ثَلَاث أَوَاقٍ كمون هندي أُوقِيَّة نطرون أَحْمَر أُوقِيَّة كبريت أُوقِيَّة يَجْعَل ضماداً وَيُوضَع عَلَيْهِ رماد أصُول الكرنب قد عجن بشحم عَتيق مملح. ثمَّ قَالَ: وَلِئَلَّا يعود المَاء فافعل وَلم يذكر العلاج فاطلبه فِي نُسْخَة أُخْرَى وَأَنا أرى أَنه يحْتَاج إِلَى الْأَدْوِيَة المغرية وَالتَّدْبِير المجفف.
مَجْهُول للأدرة: كندر مقل اثْنَان أشق صَبر انزروت أقاقيا غراء بِالسَّوِيَّةِ يجمع بخل ويطلى بِهِ دفْعَة وَيلْزم ويستلقي على ظَهره وَلَا يَأْكُل إِلَّا قَلِيلا غير منفخ وَلَا يشرب مَاء إِلَّا قَلِيلا وَيَأْخُذ شخزنايا كل يَوْم وَلَيْلَة وَهَذَا ينفع الفتق فَوق الخصى أَيْضا. قَالَ: وينفع من الورم الْبَارِد فِيهَا كمون وَعسل بالزبيب يضمد بِهِ أَو بزر كتَّان وَمر نصف جُزْء ويضمد بِهِ أَو بابونج وشبث ورماد الكرنب بشحم يضمد بِهِ. لى هَذَا يحْتَاج إِلَى تَحْلِيل.
شَمْعُون قَالَ: سَبَب ارْتِفَاع الخصى إِلَى فَوق ضعف الْحَرَارَة الغريزية فعالجه بالحمام أسبوعاً متوالياً فَإِن لم تنزل فَأدْخل فِي الْقَضِيب أنبوباً وانفخ فِيهِ بِشدَّة أبدأ حَتَّى ينتفخ الحالبان مثل الزق فَينزل الخصى. للخصى إِذا جربت فوجعت: عسل الزَّبِيب وكمون وشمع وَمَاء التفاح بِالسَّوِيَّةِ أَو)
دهن بابونج أَو سمن بقر يمرخ بِهِ.
من الاختصارات قَالَ: إِذا لم يرجع الفتق إِلَى مَوْضِعه فكمده حَتَّى يرجع ثمَّ ضع عَلَيْهِ الاكر 3 (حنين لورم الخصى بِلَا حرارة وَلَا جَمْرَة) يصب فِي الإحليل زنبق ويقطر فِيهِ مَرَّات فَإِنَّهُ جيد مجرب أَو يعلق عَلَيْهِ فوة الصَّبْغ أَعنِي من بِهِ ورم فِي الخصية فَإِنَّهُ ينفع أَو يُؤْخَذ مصطكى وأنزروت فينقع فِي طلاء أَو زنبق طليه على الْبَيْضَة أَو يَأْخُذ من النَّبِيذ وَمن التِّين وشحم البط جُزْءا جُزْءا وَمن ورق السرو وأشق من كل وَاحِد نصف جُزْء يجمع الْجَمِيع بطلاء عَتيق ويطلى بِهِ.
من اختيارات حنين قَالَ: قد اجْمَعْ قدماء الْأَطِبَّاء على نفع جوز السرو من الفتق وَأما المحدثون فَإِنَّهُم يستعملون العفص الْفَج مطبوخاً بالنبيذ مسحوقاً ويضمد بِهِ ويشد على مَوضِع الفتق وَلَا يحل إِلَّا فِي الشَّهْر ويسقى العليل طبيخ جوز السرو وَقد مزج بِشَيْء من نَبِيذ. قَالَ: والقدماء أَيْضا يستعملون لَهُ ضماداً من الجلنار والبزر قطونا للصبيان وأصل السوسن الْبري ينفع من بِهِ هَذِه الْعلَّة من الصّبيان إِذا شرب. قَالَ: والبنطافلن نَافِع من هَذِه الْعلَّة شرب أَو ضمد بِهِ.
أوريباسيوس مرهم للفتق: جوز السرو صغاره وطريه وقشور الرُّمَّان من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ فيطبخ بِزَيْت ويمد بِهِ إِلَى أَن ينْحل انحلالاً خَالِصا ثمَّ يدق فِي هاون حَتَّى يصير كالطين ويخلط بِهِ شَحم بقر عَتيق مَا يصير بِهِ كالمرهم ويعصر الأمعاء حَتَّى ترجع ويلطخ(3/352)
الدَّوَاء على خرقَة وتوضع عَلَيْهِ وترفد وتشد وَتحل فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام مرّة. أَو خُذ زيتاً جُزْءا وكموناً نصف جُزْء ونطروناً ربع جُزْء فاجعله مرهماً بالدق وشده وَلَا تحله أسبوعاً حَتَّى يبرأ تعيد عَلَيْهِ مَرَّات.
قَالَ: ولأدرة المَاء ضمده بِمَا ينشفها كَمَا يكون فِي الاسْتِسْقَاء أَحدهَا هَذَا: نطرون ونانخة وكبريت يجمع بالزييب بِلَا عجم ويطلى فينشف المَاء وَاسْتعْمل فِيهِ الأضمدة كالأضمدة الَّتِي تسْتَعْمل فِي الاسْتِسْقَاء.
اطلاوس قَالَ: حل الْمقل بِالْمَاءِ حَتَّى يكون غليظاً كالمرهم وَضعه على القيلة أَو خُذ ورق السرو وأنعم دقه واجعله ضماداً بشراب فَإِنَّهُ يذهب برطوبة القيلة.
من التَّذْكِرَة للصلابة الْعَارِضَة فِي الخصى: برنجاسف ودقيق الباقلى ودقيق الحمص وَالزَّبِيب وشحم أيل وشحم البط وشمع ودهن سوسن فَإِن كَانَ الورم مَعَ حرارة فدقيق الباقلى ودقيق)
الشّعير وأصل الخطمى ودهن ورد وشمع. ولورم خصى الصّبيان: حل الكمون بطلاء وَتجْعَل مَعَه قَلِيل دهن ويطلى. ولورم الخصى من الْكِبَار وَالصغَار: باقلى مقشر مطبوخ وحلبة مطبوخة بابونج سمن الْبَقر ونبيذ مطبوخ يجمع الْجَمِيع ويطلى. وللورم فِيهِ الَّذِي لَا يتَحَلَّل يضمد برماد التِّين مَعَ نصفه من الخطمى المعجون معجوناً بالخل. 3 (المنقية للصلابة فِي الْأُنْثَيَيْنِ) بزر الْفَقْد خَمْسَة دَرَاهِم دَقِيق باقلى عشرَة زبيب بِلَا عجم خَمْسَة عشر كمون نبطي خَمْسَة دَرَاهِم دَقِيق الحمص عشرَة يدق الزَّبِيب مَعَ شَحم البط أَو مَعَ شَحم الأيل أَو شَحم الْعجل زنة أوقيتين وتدق الْأَدْوِيَة وتخلط جَمِيعًا بدهن سوسن وتوضع على الْموضع الوارم إِذا لم تكن حرارة فَإِن كَانَت حرارة فعنب الثَّعْلَب وبرسيان دَارا ودقيق الشّعير وأصل الخطمى وَمَاء الكزبرة ودهن حل. قَالَ: وينفع من الرّيح الغليظة الْعَارِضَة فِي الخصى أَن يسقى جوز السرو وبزر النانخة زنة دِرْهَمَيْنِ بِمَاء حَار أَيَّامًا.
بولس وانطولس فِي 3 (نتو السُّرَّة) قَالَا: قد يعرض فِي السُّرَّة نتو وَغلظ لفتق أَو غَيره قَالَ: شقّ الصفاق فِي بعض الْأَوْقَات فِي مَوضِع السُّرَّة يخرج الثرب والأمعاء وَرُبمَا كَانَ ذَلِك بِلَا فتق هَذَا المعي لَكِن من رُطُوبَة بَارِدَة تَجْتَمِع هُنَالك كالحال فِي الاسْتِسْقَاء وَرُبمَا نبت هُنَاكَ لحم فضل فَكَانَ نتو السُّرَّة عَنهُ وَرُبمَا كَانَ ذَلِك ريحًا تَدْفَعهُ الطبيعة وَرُبمَا كَانَ فتق شريان كالحال فِي انورسما أَو فتق عرق عَظِيم.
لورم مثل لون الْجَسَد وَيكون لينًا بِلَا وجع وَيكون مُخْتَلف الْموضع وَإِن كَانَ الَّذِي يَدْفَعهُ معي يكون شكله أَكثر تغيباً واختلافاً وَإِذا كبسته بالأصابع غَابَ وَرُبمَا غَابَ بقرقرة ويعظم كثيرا عِنْد الدُّخُول إِلَى الْحمام والدلك وَإِذا كَانَ الَّذِي يدْفع السُّرَّة شَيْء رطب يكون لمسه لينًا وَلَا يغيب إِذا كبس بالأصابع وَلَا ينقص وَلَا يزِيد أَيْضا وَإِن كَانَ الَّذِي يدْفع السُّرَّة دَمًا فَإِنَّهُ مَعَ مَا وَصفنَا من دَلَائِل الرُّطُوبَة يكون لون النتو إِلَى السوَاد وَإِن كَانَ الورم من لحم نابت يكون الورم جاسياً صلباً لَازِما لعظم وشكل وَاحِد وَإِن كَانَ من ريح ونفخة فَإِن لمسه يكون أَلين.(3/353)
والعلاج: أما مَا كَانَ من فتق شريان أَو عرق عَظِيم أَو من ريح فَلَا تعالجهم وَأما سَائِرهمْ فأقم العليل وَأمره أَن يمد قامته ويمسك نَفسه وَيقف متمدداً ثمَّ أرشم حول ورم السُّرَّة كُله دَائِرَة بمداد)
ثمَّ أمره أَن يستقلي وَخذ بالغمادين حول الورم كُله حَيْثُ رشمت ثمَّ مد وسط الورم إِلَى فَوق بصنارة ثمَّ أَدخل فِيهِ إبرة بخيط ثمَّ أجعَل فِي وسط الورم عُرْوَة بأنشوطة لتتمكن بِهِ من الْمَدّ ثمَّ بط وسط الورم وَأدْخل السبابَة وَانْظُر هَل صَار الْخَيط تَحت الثرب أَو تَحت المعي فَإِن كَانَ صَار تَحت المعي أرخيت الْخَيط وَدفعت المعي إِلَى الْأَسْفَل وَمَتى كَانَ ثرباً مده واقطع فضلته بعد شدّ رُؤُوس مَا فِيهِ من الشرايين وَالْعُرُوق إِن كَانَ هُنَاكَ. لى تحر فِي إِدْخَال الإبرة أَن تمر فِي المراق فَقَط لِئَلَّا تحْتَاج إِلَى مَا ذكرنَا وَذَلِكَ يكون بِلَا تعمق ثمَّ خُذ إبرتين بِقدر عظم الورم بخيوط ممدودة فِيهَا مستوية الرأسين فأدخلهما فِي الورم من الطّرف إِلَى الطّرف على شكل الصَّلِيب ثمَّ اقْطَعْ الخيوط حَتَّى يصير لَهَا أَرْبَعَة رُؤُوس ثمَّ اجزمه فِي كل مَوضِع حَتَّى يسْقط اللَّحْم وَيَمُوت. ثمَّ خُذ فِي الأدمال واحرص أبدا أَن تكون تدمله وَهُوَ متقعر غير ممتلئ فَإِنَّهُ اجود ليشبه شكل السُّرَّة فَأَما انطيلش فَزَاد فِيهِ قَالَ: إِذا كَانَ الدَّافِع للسرة الثرب فَلَا وجع مَعَه وَإِن كَانَ المعي فمعه وجع وريح قَالَ: وَإِن كَانَ ريح فَإنَّك إِذا ضَربته سَمِعت مِنْهُ صَوت الطبل فِي الغمز. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن تَأمر العليل أَن ينْتَصب ويمد قامته ويثنيها إِلَى خلف مَا أمكن وَيحبس نَفسه مَا قدر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ بِهَذَا الْوَجْه يظْهر كل هَذَا الورم. قَالَ: وَإِن كَانَ هَذَا الدَّافِع للسرة مَاء أَو ورم فبط وَسطه مَعَ العروة وأفرغه ثمَّ أدمله لِأَن باريطاون غير مثقوب فَأَما أنورسما فماء وريح.
انطيلش: إِنَّه قد يعالج أَيْضا لَكِن بِالْقطعِ والخياطة أَيْضا.
ابْن سرابيون قَالَ: على الْبَطن حجابان الثرب والصفاق. قَالَ: الصفاق إِذا بلغ الاربيات يكون مِنْهُ ثقبان برنجان من كل جَانب وَاحِد يبلغان إِلَى الخصى ثمَّ ينفتحان وينبسطان وَيصير مِنْهُمَا كيس وَاحِد يحوي البيضتين وَيُسمى هَذَا لكيس باليونانية ابلوطروايداس وَهَذِه البرانج رُبمَا اتسعت بِسَبَب رُطُوبَة تبلها وترخيها أَو تنخرق فِي هَذَا الْموضع أَو غَيره من وثبة أَو صَيْحَة وَنَحْوهَا لَا سِيمَا بعد الإمتلاء فَإِن اتسعت أَو انخرقت نزل الثرب أَو نزلت مَعَه الأمعاء إِلَى كيس الخصى فَإِن كَانَ قَلِيلا والفتق صَغِيرا حَتَّى أَنه ينزل شَيْء قَلِيل من الثرب قيل قيلة الثرب وَإِن كَانَ عَظِيما حَتَّى ينزل فِيهِ من الأمعاء شَيْء صَالح قيل لَهُ قيلة الأمعاء وَمَتى لم يكن شَيْء من ذَلِك اجْتمع فِي كيس الخصى رُطُوبَة كَمَا يجْتَمع فِي الاسْتِسْقَاء قيل لَهُ قيلة الأمعاء.
العلاج قَالَ: إِذا كَانَت القيلة صَغِيرَة فِي الأربية فَإِن الماهين يشيلون المعي إِلَى فَوق قَلِيلا وَتَكون)
الأربية الألمة لتكاثف الثقب الَّذِي ينزل فِيهِ الأمعاء بالكي فَإِن كَانَت كَثِيرَة فَإِنَّهُم يشيلون المعي ويربطونه بلجام قوي لِئَلَّا يرجع ثمَّ يكوون مَوضِع الفتق وَلَا يحلونَ اللجام حَتَّى يبرأ وَأما الفتوق الصغار جدا فِي أجسام الصّبيان والأجسام اللينة فتعالج(3/354)
بالقابضة مثل جوز السرو وورقة والأبهل فَإِن هَذِه تجفف تِلْكَ الْأَجْسَام الَّتِي استرخت من الرُّطُوبَة والأقاقيا والطراثيث وَالصَّبْر والمر والمصطكى وتراب الكندر وقشور الرُّمَّان وغراء السّمك والعفص الْفَج وسماق الدباغة والشب وَنَحْوهَا ويخلطون بهَا مَا يحلل الرِّيَاح كالأبهل والكمون وَالَّتِي لَهَا مَعَ حل الرِّيَاح قبض وَمَا يلين الأورام ويسكنها كالراتينج والمقل وعلك البطم. وَأما قيلة المَاء فَإِنَّهُم يفصدونها وَيخرجُونَ المَاء ثمَّ يجْعَلُونَ فِي الثقب أدوية حارة لتنقى الْكيس الَّذِي يحتبس فِيهَا وَلَا يَأْتِيهِ لَكِن يتبدد. لى هَذَا هُوَ الْكيس الَّذِي من الصفاق ثمَّ يدملونه وَآخَرُونَ يقطعونه بالحديد اعني ابلوطروايداس حَتَّى يتبدد المَاء فِي الْهَوَاء. لى إقرأ مَا فِي انطيلش فِي القيل فَإنَّك تفهمه الْآن وَحَوله إِلَى هَاهُنَا.
سَابُور للفتق: مصطكى وقشر الكندر وَجوز السرو وورقة وَمر وعنزروت وغراء السّمك من كل وَاحِد جُزْء يذاب الغراء بالخل وتعجن بِهِ الْأَدْوِيَة وتستعمل فَإِنَّهُ عَجِيب جيد بَالغ.
قَالَ فِي الْخَامِسَة من التشريح قولا أوجب مِنْهُ: إِن الفتق إِنَّمَا يعرض لاسترخاء أوتار العضل الَّتِي على الْبَطن وَهِي أوتار غشائية تضبط جَمِيع الْموضع اللين من الْبَطن وتبلغ إِلَى الْعَانَة والحالب وَفِي هذَيْن ثقب لينزل مِنْهُ الباريطاون قَالَ: فَإِذا استرخت هَذِه الأوتار وَعرض من ذَلِك قيلة وَهُوَ الفتق والقرو. لى هَذَا حق لِأَن الباريطاون رَقِيق جدا يَقُول: إِنَّه شَبيه بنسج العنكبوت الرَّقِيق فَالْحق أَن يكون الضَّابِط للأمعاء هَذِه الأوتار الغشائية.
قرابادين سَابُور الْكَبِير لورم خصى الصّبيان وَغَيرهم: ينقع الْمقل ثمَّ يطلى على الْبَيْضَة الوارمة.
جيد لورم الخصية: باقلى مقشر وحلبة يغليان غلية بِالْمَاءِ حَتَّى يلين ثمَّ يلقى عَلَيْهِ بابونج مسحوق وَيجمع بِسمن ويضمد بِهِ وَقد يُزَاد فِيهِ مقل وطلاء ودهن زنبق مَتى احْتِيجَ إِلَيْهِ.
الْيَهُودِيّ قَالَ: اسْقِ أَصْحَاب الفتق الشخزنايا وكل مَا يبدد الرِّيَاح وَشد الفتق وامرخه بدهن الناردين وَلَا تعطهم منفخاً. لى مصلح أوريباسيوس التسع مرهم للفتق الَّذِي يخرج إِلَيْهِ الثرب والمعي: يُؤْخَذ جوز السرو وصغار وطرية وقشور الرُّمَّان من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ يطْبخ بشراب أسود قَابض ويمد بِهِ أبدا قَلِيلا قَلِيلا إِلَى أَن يتهرأ ثمَّ يدق فِي هاون دقاً جيدا ويخلط بِهِ)
شَيْء من أنزروت ويلطخ على خرقَة وَيرد المعي ويلصق بِهِ وَلَا يحل وَلَا يَأْكُل إِلَّا فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام مرّة. وَمن أدوية الفتق جوز السرو والعفص والسعد والسنبل وعجم الزَّبِيب والكندر والأقاقيا وبزر الأنجرة والكمون والغراء والأنزروت والمرزنجوش. وَمن أدوية قيلة المَاء: النطرون والمرقشيشا والعاقرقرحا والمقل والنانخة ودهن الزنبق وَسَائِر المحللات.
أوريباسيوس: ضماد النخالة جيد فِي الورم الصلب فِي المذاكر خَاصَّة وَفِي جَمِيع الْأَعْضَاء يُعَاد على النخالة الدق مرّة بعد مرّة وينخل بِشَيْء صفيق وَيحل أشق بسكنجبين ويعجن بِهِ وَيلْزق بالموضع وَهُوَ حَار معتدل ويعاد عَلَيْهِ شَيْء آخر حَار أبدا فَإِنَّهُ عَجِيب. لى إِذا بَدَأَ الفتق بِلَا طفرة وَلَا صَيْحَة إِن كَانَ طَويلا فَإِنَّهُ قيلة وَإِن كَانَ أَسْفَل عِنْد الحالب فَإِنَّهُ توسع البرانج وَتَنْفَع مِنْهُ الأضمدة الموصوفة غَايَة النَّفْع وَهِي الَّتِي تجفف غَايَة التجفيف(3/355)
وَإِذا كَانَ مستديراً وَكَانَ فَوق هَذَا الْموضع يوجع إِذا نَام على الْقَفَا أَو غمز بِالْيَدِ فَهُوَ انخراق الصفاق وَلَا ينفع فِيهِ الضماد وملاكه الشد. معجون للفتق: يسقى مَا يحل النفخ ويلين الْبَطن تُؤْخَذ ورق السذاب الْيَابِس ودوقوا وكمون ونانخة وبزر الفنجنكشت وفودنج وبورق أَجزَاء سَوَاء وَمن الافتيمون مثلهَا اجْمَعْ السَّادِسَة من الميامر: المر يصل إِلَى عمق الْأَعْضَاء لِأَن طَبِيعَته لَطِيفَة حَتَّى تَبرأ الْأَعْضَاء الوارمة ويستقصى برؤها. لى لذَلِك من أدوية الفتق ويخلط بالقوابض فيوصلها.
3 - (جَوَامِع التَّدْبِير الملطف)
قَالَ: إِذا كَانَ فِي الصفن ورم صلب أَو فِي الأربية سمي قيلة اللَّحْم وَإِذا كَانَ فِي الصفن مَاء قيل لَهُ قيلة المَاء وَإِذا كَانَ فِيهِ الثرب والأمعاء قيل لَهُ قيلة الثرب والأمعاء وَإِذا حدث فِيهَا دوال قيل قيلة الدوالي.
3 - (تجارب المارستان)
صَاحب الفتق يَنْبَغِي أَلا يَتَحَرَّك الْبَتَّةَ إِذا تَأْكُل وَلَا يَأْكُل بقولاً وَلَا حبوباً منفخة ويتعاهد مَا يحل النفخ ويدمن الشد. وَمن خِيَار ضماده الَّتِي تعْمل فِي المارستان: جوز السرو ويسحق كالكحل وقشور الكندر وأنزروت بالسواء وَيحل غراء السّمك فِي خل يغلى وَيجمع بِهِ وتطلى بِهِ خرقَة ويضمد ويحذر الصياح والوثب والطفر.
جالينوس: من النَّاس من يلين الْمقل الْعَرَبِيّ بريق إِنْسَان لم يَأْكُل شَيْئا حَتَّى يصير كالمرهم ثمَّ يضمدون بِهِ قيلة المَاء. الحمص الْأسود يحلل أورام البيضتين. مُفْردَة: ذَنْب الْخَيل ينفع من الفتق جدا السرو ينفع من الفتق جدا لِأَنَّهُ يجفف فيقوي الْأَعْضَاء الدَّاخِلَة ويقويها ويصل قَبضه إِلَيْهَا إِذا كَانَ مَعَه حرارة قَليلَة توصل الْقَبْض وَلَا تبلغ أَن تلذع لى الْمقل إِذا لين ببزاق صَائِم وضمد بِهِ قيلة المَاء أبرأها. جوز السرو إِذا ضمد بِهِ وَحده أَبْرَأ القيلة والأدرة. الكمون مَتى خلط مَعَ دَقِيق الباقلى أَو لحم الزَّبِيب أَو بقيروطى أَيهَا شِئْت وضمدت بِهِ الْأُنْثَيَيْنِ اللَّتَيْنِ فيهمَا ورم صلب حلله. الكزبرة إِذا خلط بِلَحْم الزَّبِيب أَو بالعسل أَبْرَأ ورم البيضتين الصلب وَغَيره.
ابْن ماسويه: دَقِيق الحمص يحل الورم الصلب فِي الْأُنْثَيَيْنِ والثدي. ماسرجويه والخوز: الْمقل الْأَزْرَق يحلل الأورام الصلبة فِي الْأُنْثَيَيْنِ إِذا ضمد بِهِ. الخوز وماسرجويه: دم السلحفات وبولها بليغ النَّفْع جدا لفتق الصّبيان إِذا حقن بِهِ الإحليل وَحده أَو خلط بِهِ شَيْء يسير من مسك وقطر فِي الإحليل أَو طبخ هَذَا الْحَيَوَان بِالْمَاءِ وَيجْلس الصَّبِي فِيهِ.
ينفع نفعا عَظِيما أَن يسحق الصدف أَو مَعَ رُطُوبَة أَو رطوبته مَعَ مر وكندر وقاقيا وغبار الرَّحَى ويضمد بِهِ الفتق بعد أَن تدخله فَإِنَّهُ يلْزمه وَلَا يُفَارِقهُ.
مسَائِل ايبذيميا الثَّانِيَة: الفتوق الَّتِي تكون فَوق السُّرَّة أَكثر وجعاً مِمَّا تكون تَحت(3/356)
السُّرَّة إِلَّا أَن الَّتِي أَسْفَل السُّرَّة أشر عَاقِبَة لِأَنَّهَا تزداد دَائِما اتساعاً لِأَن الأمعاء تدفع الصفاق فِي ذَلِك الْموضع دفعا عَظِيما وَأما إِلَى فَوق فأكثرها ألماً مَا لم يكن فَوق السُّرَّة بِكَثِير لَكِن بِالْقربِ مِنْهَا وَمَا كَانَ)
بِالْقربِ مِنْهَا وَمَا كَانَ مائلاً إِلَى نَاحيَة الْيَمين وَهَذِه أعنى الَّتِي هِيَ فَوق أَلين مغمزاً وَأَشد اندفاعاً إِذا غمزت لِأَنَّهَا فِي الْأَكْثَر إِنَّمَا تكون فِيهَا ريح وَإِن كَانَ فِيهَا فِي بعض الْأَحْوَال شَيْء من المعي فَإِنَّهَا تنْدَفع بِسُرْعَة لِأَن مَكَانَهُ لَيْسَ مَنْصُوبًا إِلَى أَسْفَل كالحال فِي السُّفْلى وَلَا تدافع الغمز لثقله الطبيعي إِلَّا قَلِيلا. كَانَ رجل يُصِيبهُ وجع فِي حالبيه ثمَّ ينزل إِلَى بيضته الْيُمْنَى فَيصير ورماً صلباً فَكَانَ يذهب ذَلِك الورم إِذا جَامع وَيبرأ مِنْهُ أبدا دَائِما. لى إِنَّه رُبمَا وَقعت الرّيح فِي الفتق فَاشْتَدَّ الوجع جدا. وعلاجه فِي هَذِه الْحَال: احْتِمَال الحمول المهيأ من ورق السذاب وَالْعَسَل والكمون والنطرون يسحق نعما بِعَسَل حَتَّى يرق وتلطخ صوفة وَيحْتَمل فَإِنَّهُ يفش الرِّيَاح واسقه مِثْقَالا من الكمون بطبيخ الخولنجان فَإِن سكن وَإِلَّا أَدِيم الكماد وَالْحمام وَإِن بقيت فِيهِ بقايا انتفاخ وضع عَلَيْهِ محاجم وضمد بالسذاب والكمون وَحب الْغَار والمرزنجوش وَنَحْوهَا مِمَّا يفش ويحلل الرّيح وَأما الاحتراس من ذَلِك فَترك الْبُقُول والحبوب وَالشرَاب الممزوج الرَّقِيق والفواكه والتخم وَاسْتِعْمَال الشد عِنْد الْحَرَكَة وامتلاء الْبَطن وَلَا يتزحر إِلَّا وَهُوَ مشدود وَلَا يَتَحَرَّك إِذا أكل الْبَتَّةَ وَتَكون طَبِيعَته أبدا لينَة بالتمرى والكمونى وَنَحْوهمَا.
الأولى من الْعِلَل والأعراض قَالَ: رُبمَا تزيد الأنثيان أَو إِحْدَاهمَا على الْأُخْرَى بِلَا عِلّة فِيهَا الْبَتَّةَ أَلا تزيد فِي جرمها من جنس الخصب فَقَط من الغلظ الْخَارِج عَن الطَّبْع. قَالَ: قيلة اللَّحْم هُوَ سقيروس حَادث فِي الْأُنْثَيَيْنِ. لى تكبر الخصى إِمَّا لشَيْء يدْخل إِلَى كيسه وَهُوَ ثَلَاثَة: المعي وَالْمَاء وَالرِّيح وَإِمَّا لورم فِي الخصى وكيسه أَو فِي إِحْدَاهمَا وَهُوَ إِمَّا دموي وَإِمَّا بلغمي وَإِمَّا مسيح دَوَاء نَافِع لقرو الصّبيان: يحل الْمقل بشراب ويطلى عَلَيْهَا. خَالِد للفتق: تسحق كماة يابسة وأدفئها بغراء سمك ويبرد ويطلى بِهِ بِخرقَة وَتلْزم وتشد. قَالَ: إِن كَانَ الورم فِي الخصى أَبيض فقطر فِيهِ نفطاً أَبيض فَإِنَّهُ يبرأ وَإِن كَانَ أَحْمَر فاطله بتوتيا بخل.
من كتاب جِبْرِيل للورم فِي الخصى: دَقِيق الحلبة والباقلى يعجن بدهن سوسن وضمده وقطر فِي الإحليل مسكاً يَسِيرا بدهن زنبق فَإِنَّهُ أقوى العلاج.
الْيَهُودِيّ: قد يحدث الفتق من الْجِمَاع على الإمتلاء وعَلى تخمة وريح فِي الْبَطن كَثِيرَة. لورم الخصى: شَحم كلى مَاعِز مصفى جُزْء دهن السوسن نصف جُزْء دَقِيق الباقلى مثله شمع أصفر ثلث وَتجمع الْكل. 3 (مُفْرَدَات)(3/357)
دهن الأقحوان ينفع من ورم الخصى وَالذكر أَن يطلى باذروان بخل خمر قَالَ: يستعان بثبات ورم المقعدة والمذاكير وبجميع مَا يحلل الأورام. قَالَ: دهن الأقحوان ينفع من أدرة المَاء بعد ان يسقى بزر قطونا مَتى ضمد بِهِ قيل الأمعاء الْعَارِضَة للصبيان والسرر الناتية أبرأها. وَقَالَ: يجب أَن تَأْخُذ اكسونافن فينعم دقه ثمَّ يَجْعَل فِي قوطولين من مَاء فَإِذا أجمد المَاء ضمد بِهِ وَقَالَ: دهن الدَّارَقُطْنِيّ إِذا خلط بالقردمانا جيد لأدرة المَاء ثمَّ تمسح بِهِ سومقروطن يوضع على الفتق جالينوس وَقَالَ: الطحلب الَّذِي يُسمى عدس المَاء مَتى ضمدت بِهِ قيلة الصّبيان أضمرها وَقَالَ: الْمقل الْيَهُودِيّ إِذا أذبت بريق صَائِم نفع من أدرة المَاء.
قَالَ جالينوس: الْمقل الْعَرَبِيّ يَسْتَعْمِلهُ خَاصَّة فِي قيل المَاء بِأَن يلين بريق صَائِم حَتَّى يصير كالمرهم. جوز السرو إِذا طبخ بخل ودق ويضمد بِهِ أضمر الأدرة والفتق وورقه يفعل ذَلِك جوز السرو وورقه ينفع أَصْحَاب الفتق لِأَنَّهُ يجفف الْعُضْو مَعَ تَقْوِيَة الْعُضْو ويصل قَبضه للحرارة القليلة الَّتِي فِيهِ إِلَى عمق الْأَعْضَاء.
الجلنار يضمد بِهِ الفتق. قَالَ: الراوند نَافِع للفتق وَكَذَلِكَ ذَنْب الْخَيل. بولس: يُقَال: إِن ورق ذَنْب الْخَيل مَتى شرب بِالْمَاءِ أضمر قيلة الأمعاء. الريوند نَافِع للفتق وَكَذَلِكَ ذَنْب الْخَيل ينفع الفتق الَّذِي ينحدر فِيهِ الأمعاء إِلَى كيس البيضتين. ملاك الفتق والقيلة أَن يوضع عَلَيْهَا الضماد وينام صَاحبه جهده مَا أمكن. للقيلة جيد نَافِع: عُصْفُور خَمْسَة زعفران دِرْهَمَانِ جلد خف محرق خلق قشر رمان حُلْو صفرَة بيضتين كندر ثَلَاثَة دَرَاهِم عصارة لحية التيس وقاقيا خَمْسَة غراء السّمك زفت رطب صَبر صمغ دهن الآس عنزروت أذب مَا يذاب واجمع الْبَاقِيَة إِلَيْهِ بنقيع غراء السّمك وَيلْزق بِهِ وينام جهده ثمَّ اغسله بطبيخ أَشْيَاء قابضة وخاصة جوز السرو ثمَّ أعد عَلَيْهِ مَرَّات.
من الْجَامِع: اسْقِ للْمَاء الَّذِي فِي كيس البيضتين الْأَدْوِيَة المدرة للبول وَاجعَل الطَّعَام فجلية وشراب السكنجبين وجلاباً ممزوجين بِمَاء. اسْتِخْرَاج: واطل الْموضع بأخثاء الْبَقر والطين وَنَحْو ذَلِك من أضمدة الْجَبْر.
من الْكَمَال والتمام: للقيلة تُؤْخَذ الكمأة الميبسة فتسحق نعما وتداف بِمَاء غراء السّمك ويطلى الْموضع.
وَقَالَ فِي الْعِلَل والأعراض: تعرض الرُّطُوبَة للغشاء المحتوي على الأحشاء ان يَتَّسِع المجرى الَّذِي ينحدر مِنْهُ إِلَى البيضتين حَتَّى ينحدر فِيهِ الأمعاء إِلَى الْأُنْثَيَيْنِ فَتحدث الْقلَّة. ضماد للفتق عَجِيب: مصطكى قشور الكندر جوز السرو وورقة وَمر وعنزروت وغراء السّمك من كل وَاحِد بِالسَّوِيَّةِ يذاب الغراء بخل خمر وتعجن بِهِ الْأَدْوِيَة وتستعمل جَوَامِع الْعِلَل مَتى كَانَ الورم الصلب الْمُسَمّى سقيروس فِي الْأُنْثَيَيْنِ سمى قيلة اللَّحْم وَمَتى كَانَ فِي الصفن مَاء سمى قيلة المَاء وَمَتى انحدر الثرب إِلَى الصفن سمى قيلة الثرب أَو قيلة الأمعاء إِذا انحدرت إِلَى المعي وَإِذا كَانَ فِي الصفن دوالي قيل قيلة الدوالي. لى وَتَكون قيلة فِي قَصَبَة الرئة وَفِي الْعُرُوق الضوارب وَيَنْبَغِي أَن نصف أَصْنَاف الفتوق والقيل.(3/358)
لى إِذا انحدر الثرب كَانَ بِلَا وجع وَإِذا انحدرت الأمعاء كَانَ مَعهَا وجع شَدِيد وتأذ بالرياح.
الْيَهُودِيّ قَالَ: الفتق يحدث من الْجِمَاع على الشِّبَع والتخم المتواترة وَالْحمل الثقيل والطفر والعدو على الامتلاء ويخف وَجَعه مَتى خفت الرِّيَاح فِي الْجوف وبالضد يسقى للفتق الشخزنايا بِمَاء)
الحلبة وتمرخ بطونهم بدهن الْغَار. للفتق والأدرة: غراء أنزروت كندر بِالسَّوِيَّةِ يذاب الغراء وَيجمع وَيلْزم ويشد نعما. لأدرة الصّبيان: تطليه بمقل قد حل فِي شراب أَو فِي دهن زنبق. لى هَذَا يطلى بِهِ الورم فِي خصى الصّبيان فَإِنَّهُ يحلله وَلَا يقرب مَوضِع الفتق فَإِنَّهُ يوسعه.
الْيَهُودِيّ قَالَ: مر من ارْتَفَعت خصيتاه وَغَابَتْ أَن يدْخل الْحمام أسبوعاً متوالياً كل يَوْم وَأدْخل فِي احليله أنبوب فضَّة وانفخ فِيهِ نفخاً شَدِيدا حَتَّى ينتفخ حالباه فَينزل الخصى وَإِذا كَانَ فِي جلد الْأُنْثَيَيْنِ تهيج ونفخة فاطله بقشور رمان وعفص وجلنار وطين وشياف ماميثا حَتَّى تقويه من محنة الطَّبِيب: القيلة الَّتِي قد نزل فِيهَا الغشاء الَّذِي على الْمعدة أَو الأمعاء وَالَّذِي يُقَال لَهُ الثرب مرض صَعب قوي وَإِذا كَانَ حجمها لَيْسَ بالعظيم المنظر وَالَّتِي فِيهَا مَا مرض يسير وَإِن كَانَت عَظِيمَة المنظر وَأَشد مِنْهَا مَا ينزل فِيهَا المعي نَفسه. إنذار قَالَ: عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: إِذا كَانَ بِوَاحِد وجع الخصيتين وورمها وَظَهَرت بوركه الْأَيْمن شامة لون السَّمَاء مَاتَ فِي الْخَامِس صَاحب هَذَا الوجع تصيبه شَهْوَة الْخمر.
الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: انحدار المعي إِلَى كيس البيضتين يكون إِمَّا لخرق يحدث فِي الغشاء المغشي على الأمعاء وَإِمَّا لاتساع ذَلِك المجرى الَّذِي ينحدر من ذَلِك الغشاء إِلَى كيس البيضتين واصلاحه يكون بتضيق مَا اتَّسع.
ابيذيميا: الفتق الْحَادِث فَوق السُّرَّة قَلِيلا فِي الْجَانِب الْأَيْمن مؤلم مكرب يُورث قيء الرجيع وَأما الَّتِي نَحْو الْعَانَة فَإِنَّهَا فِي أول الْأَمر على الْأَكْثَر لَا يلْحقهَا ضَرَر لِأَن ذَلِك الفتق يكون فِي الأمعاء الدقاق وَهَذِه فِي الْغِلَاظ. ويعرض الفتق من ضَرْبَة وَمن طفرة وَمن رفع شَيْء ثقيل جدا وَالَّتِي من الأمعاء الْغِلَاظ فَهِيَ فِي أول الْأَمر أقل ضَرَرا حَتَّى إِذا أزمن صَار رديئاً لِأَنَّهُ يعظم ويثقل مَا فَوق.
يصب فِي الإحليل للورم فِي الْبَيْضَة شَيْء من زنبق مرَارًا فَإِنَّهُ مجرب وَمَتى علقت فوة الصَّبْغ على من بِهِ ورم فِي الخصى نَفعه جدا. آخر لورم الخصى: مصطكى أنزروت ينقعان فِي طلاء أَو زنبق وتطلى الْبَيْضَة الوارمة. وضمدها بورق السرو والأبهل مَعَ شَحم البط وَاحْذَرْ أَن يتقرح.
اختيارات حنين قَالَ: ذكر سورانس: إِن الباقلى مَتى طبخ ثمَّ دق مَعَ زبيب وضمد(3/359)
بِهِ نفع من الفتق نفعا عجيباً. قَالَ: وَأما قيلة المَاء فليؤخذ كمون وميويزج فليدق بزبيب منزوع الْعَجم حَتَّى)
يصير مرهماً ويضمد بِهِ قَالَ: وَذكر جالينوس أَن قصب الذريرة ينفع الفتق الريحي وقصب السرو وورقه وَجوزهُ ينفع الفتق الَّذِي تنحدر فِيهِ الأمعاء إِلَى الصفن لِأَنَّهُ يجفف وتكتسب الأحشاء قُوَّة لِأَن قبضهَا يغوص إِلَى دَاخل الْجِسْم وَلَا لذع مَعَه مَعَ ذَلِك. وَجَمِيع الْأَطِبَّاء يَقُولُونَ فِي السرو هَذَا القَوْل. حنين: الحشيشة الَّتِي تسمى بنطافلن نافعة فِي هَذِه الْعلَّة شربت أَو تضمد بهَا وَيَقُول فِي هَذِه: إِن أَصْلهَا يجفف تجفيفاً قَوِيا بِلَا لذع. وَقَالَ: أصل السوسن الْبري الْأَعْلَى مِنْهُ ينفع هَذِه الْعلَّة إِذا كَانَت بالصبيان إِذا شرب مَعَ المَاء والبزر قطونا نَافِع من هَذَا الدَّاء للصبيان خَاصَّة إِذا ضمد بِهِ وَمن أَتَى بعد جالينوس يستعملون العفص الْفَج مطبوخاً بشراب عفص يسحق ويضمد بِهِ ويشد وَلَا يحل إِلَّا فِي الشَّهْر مرّة وليسق العليل طبيخ جوز السرو ويمرخ بِشَيْء من نَبِيذ. وَقد اتّفق وَغَيره فِي علاج أدرة المَاء على الْمقل الْعَرَبِيّ مبلولاً بريق إِنْسَان قبل أَن يطعم شَيْئا يَجْعَل عَلَيْهِ وَوَضَعُوا أَيْضا الأشراس مَعَ سويق الشّعير وَكَذَلِكَ بزر الْكَتَّان والحلبة الرّطبَة وتوضع عَلَيْهِ. أطهورسفس قَالَ: مَتى وضع الْجُبْن على الإنتفاخ الْحَادِث فِي الخصى حلله من مداواة الأسقام قَالَ: حل الْمقل بخل حَتَّى يكون مثل المرهم وَضعه على الأدرة أَو دق ورق السرو وضمد بِهِ.
الْعِلَل والأعراض قَالَ: قيل الثرب وَقيل الأمعاء إِنَّمَا يكونَانِ فِي الْأَكْثَر عِنْدَمَا يَتَّسِع المجريان النافذان من الصفاق إِلَى البيضتين وَفِي الْأَقَل عِنْدَمَا تنفتق أَو يحدث ثقب فِي هَذَا الصفاق فَيعرض أَن يكون الثرب أَو وَاحِد من الأمعاء ينزل فَيصير إِمَّا فِي ذَلِك الْخرق أَو المجرى نَفسه الَّذِي هُوَ مجْرى الصفاق إِلَى البيضتين وَإِمَّا أَن يصير فِي كيس البيضتين. وَأما الفتوق فَتكون ذَلِك عِنْدَمَا ينشق الصفاق فتنتؤ الأمعاء ويسفل المراق كَمَا تنتؤ الرئة إِذا خرج الصَّدْر والعنية إِذا انخرقت القرنية.
الساهر للقيلة: يسحق كمأة يابسة بغراء سمك مذوب وتطلى القيلة. مَجْهُول فايق: قَبْضَة قيصوم يطْبخ برطل وَنصف مَاء ويشد رَأسه فِي قدر من حجر وَضعه فِي تنور لَيْلَة حَتَّى يبْقى رَطْل وَاحِد وَيشْرب غدْوَة وَلَا يُؤْكَل إِلَى الْعَصْر افْعَل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات فَإِنَّهُ يَتَقَلَّص الفتق والقيلة الطَّبَرِيّ: إِذا عظمت الخصية وورمت فقطر فِي احليله دهن زنبق مرَارًا فَإِنَّهُ عَجِيب وَإِن علقت عَلَيْهِ فوة الصَّبْغ عظم نَفعه. للريح فِي خصى الصّبيان: يسقى كل يَوْم مَا حمل الظفر من ورق السذاب مسحوقاً بِلَبن أمه فَإِنَّهُ يُبرئهُ.)(3/360)
ابْن سرابيون قَالَ: على آلَات الْغذَاء غشاءان أَحدهمَا يُسمى اسلس وَهُوَ الثرب الطافي وَهُوَ فَوق الأحشاء يسخنها وَالْآخر يُسمى باريطاون وَهُوَ حجاب يمْنَع الأحشاء أَن تنْدَفع إِلَى خَارج إِلَى الْمَوَاضِع الخالية وليعصر الأمعاء والمعدة مَعَ الْحجاب فيعين على خُرُوج الثفل وَإِذا بلغ باريطاون إِلَى الأربية كَانَ فِيهِ ثقبتان مثل البرنجين يصير مِنْهُمَا جَمِيعًا كيس البيضتين وَهَذِه البرانج رُبمَا اتسعت من رُطُوبَة تبلها وَرُبمَا تفتقت من وثبة أَو صَيْحَة وَنَحْو ذَلِك وشيل الْحمل الثقيل وخاصة بعد التملي من الطَّعَام ينزل الثرب مَعَه أَو الأمعاء إِلَى حَيْثُ الفتق وَيُسمى قيلة الثرب أَو قيلة الأمعاء وَإِن نزلت فِيهِ مائية سمي قيلة المَاء. قَالَ: وَأَصْحَاب العلاج بِالْيَدِ إِذا كَانَ الفتق فِي الأربية وَكَانَ صَغِيرا يشيلون المعي إِلَى فَوق ويكوى مَوضِع الفتق لتكاثف ذَلِك الثقب وَلَا ينزل مِنْهُ المعي ويشدونه بلجام حَتَّى يبرأ مَوضِع الكي ويصلب ثمَّ يحلونه لِئَلَّا ينْدَفع لهَؤُلَاء والكي بعد قرحَة رطبَة فينطل وَمَتى كَانَ فِي أبدان الصّبيان وَنَحْوهم اكتفوا بجوز السرو وورقه وَالصَّبْر والمر والمصطكى وتراب الكندر وغراء السّمك والعفص الْفَج فَإِن هَذِه تصلب الْموضع وتضيق وتمنع من نزُول المعي ويخلطون بهَا وَرُبمَا يُؤْكَل مَا يحل الرِّيَاح ويخلطون بالضماد الأبهل والكمون والراتينج فَأَما قيلة المَاء فَمن النَّاس من يثقب الْموضع وَيخرج المَاء وَيجْعَل على مَوضِع الثقب الْأَدْوِيَة الحادة السالكة الَّتِي المَاء محتبس فِيهَا حَتَّى لَا تَجْتَمِع مائيته ثمَّ يدملون الْموضع. وَقوم آخَرُونَ يقطعون جُزْءا من الفضاء الدَّاخِل من كيس البيضتين وَهُوَ من باريطاون لِئَلَّا يجْتَمع المَاء ثَانِيَة لِأَنَّهُ ينفش فِي الْهَوَاء. لى إِنَّمَا يجْتَمع المَاء هَاهُنَا وَفِي المستسقى تَحت باريطاون لصلابته كَمَا يجْتَمع المَاء تَحت الفرنى. ضماد جيد للقيلة المعوية: أشق وكندر وصبر ودبق ثَلَاثَة ثَلَاثَة مقل دِرْهَمَانِ قاقيا أنزروت دِرْهَم دِرْهَم ترض فِي هاون بخل ويبل وَيتْرك لَيْلَة فَإِذا كَانَ من غَد انْعمْ سحقه ويسحق أبهل وَيشْرب الْجَمِيع قطنة وَيجْعَل على الْموضع وَيكون الْخلّ قد انْدفع فِيهِ أبهل فَإِنَّهُ جيد. لى ضماد جيد بَالغ: قاقيا وَجوز السرو وأبهل وقشور رمان وصبر يسحق الْجَمِيع نعما ويطلى الْموضع بِمَاء الصمغ وَيُوضَع فَوْقه ويشد فَإِنَّهُ عَجِيب.
لقيلة الصّبيان: يسحق مقل بشراب عفص ويشد على الْموضع. وللصبيان تجفف كمأة وتسحق وتغمس وتعجن بغراء السّمك وتطلى. لى الْجِرَاحَات فِي أدرة المَاء الْعَظِيمَة تشيل البيضتين وتعصرهما إِلَى فَوق وترفق جلدَة الخصى بالعصر وتفصد بالمبضع وَيبقى الدرز لَا يفصد مِنْهُ لَكِن يمنة أَو يسرة وَلَا تزَال تعصره حَتَّى ينقى وَيخرج المَاء كُله ويجتمع هَذَا أَيْضا بعد أشهر)
فَيحْتَاج إِلَى الفصد ثَانِيَة فَمَتَى احب أَلا يعاود كواه وكيه أَن تحمى حَدِيدَة شبه مَا يحلج بهَا الْقطن وادق مِنْهَا يشيل البيضتين إِلَى فَوق جيدا ويشدهما هُنَاكَ ثمَّ تدخل هَذِه الحديدة فِي(3/361)
مَوضِع الفصد وتديرها مَرَّات وَمَتى احْتَاجَ أَن يوسعه فافعل ذَلِك ثمَّ عالجه بعد حَتَّى تسْقط الخشكريشة ويدمله فَإِنَّهُ لَا يعاود وَرُبمَا حشاه بدواء حاد والبيضة فَوق مشدودة حَتَّى تعْمل فِيهِ عملا كثيرا ثمَّ تعالجه فَلَا يعود والأحزم أَن توسع وتقطع من باريطاون قِطْعَة كَبِيرَة ويكوى بعد وَاجعَل على الحالب والدرز أدوية قابضة قَوِيَّة وَيمْنَع شرب المَاء ويصابر الْعَطش ويعرق وَيُدبر تَدْبِير المستسقى.
مَنَافِع الْأَعْضَاء: الأدرة أَكثر مَا تقع فِي الْبَيْضَة الْيُسْرَى لِأَنَّهَا أَضْعَف بالطبع.(3/362)
(نتو الذّكر الدَّائِم) (وسيلان المنى وَقطع الباه وضرره فِي الْبدن واللزوجة الَّتِي تسيل مِنْهُ وتلزق) (بِالثَّوْبِ واختلاج الذّكر الدَّائِم اسْتَعِنْ بِبَاب الزِّيَادَة فِي الباه لتضاده.) فِي الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: يتَوَلَّد انتفاخ الذّكر الدَّائِم من ريح بخارية وتذهبها الْأَدْوِيَة الْمُطلقَة للبطن والقيء والدلك الْكثير والحركات الْكَثِيرَة وَالْحمام وخاصة الْأَشْيَاء المحللة والإمساك عَن الْغذَاء وطلي الْأَدْوِيَة الحارة على الْبدن وكل دَوَاء مَا يسخن ويجفف واستفرغ بدنه ثمَّ ضع على الْجِسْم إِن كَانَ أسخن مِمَّا لم يزل عَلَيْهِ وَاحِد من الْأَدْوِيَة المبردة وَإِن كَانَ لم يسخن الْعُضْو فضع عَلَيْهِ فِي أول الْأَمر دَوَاء يبرد تبريداً معتدلاً وَاجعَل تَدْبِير الْعلَّة كلهَا تدبيراً يحل الرِّيَاح وَهَذِه الْعلَّة تعرض للشباب وأجود الْأَشْيَاء لَهُم إِخْرَاج الدَّم وَقد عَالَجت رجلا بِأَن فصدته وألزمت قطنه وَذكره القيروطى الْمُتَّخذ بِالْمَاءِ الْبَارِد فبرأ هَذَا الرجل فِي ثَلَاثَة أَيَّام وَآخر فصدته ثمَّ ألزمته الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالبابونج وَكنت اسقيهم النيلوفر والفنجنكشت وَمَتى طَالَتْ الْعلَّة أطعمته سذاباً كثيرا فَإِنَّهُ قَامَ فِي آخر الْأَمر وَتَنْفَع هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف وتسخن بِقُوَّة. قَالَ: وَمَتى أردْت أَن تنقي الْجِسْم فالقيء فِي هَذِه الْعلَّة أَحْمد من الإسهال بِحَسب مَوضِع الْعُضْو.
من السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: تقطير الْبَوْل يكون بِلَا إِرَادَة وَلَا توتر الإحليل فَأَما رسمس فَهُوَ توتر الْقَضِيب دَائِما من غير شَهْوَة وَلَا حرارة مكتسبة كَمَا يعرض عِنْد الاستلقاء على الْقَفَا. قَالَ: تقطير المنى يكون إِمَّا لِأَن المنى رَقِيق وَإِمَّا لِأَن مجاريه ضَعِيفَة على امساكه وَعلة ماشرمس ريح نافخة يكون ذَلِك لشيئين أَحدهمَا أَن يَتَّسِع أَفْوَاه الْعُرُوق الضوارب الَّتِي)
تَأتي الذّكر وَإِمَّا أَن يتَوَلَّد فِي الْعصبَة الْعَظِيمَة المجوفة الَّتِي مِنْهَا تركيب الإحليل. قَالَ: وَهُوَ من انتفاخ هَذَا العصب أَكثر ويتقدم ذَلِك إِذا كَانَ من أجل ريح نافخة تولد فِي هَذِه الْعصبَة اخْتِلَاج الذّكر دَائِما فَإِذا لم يكن فِيهِ اخْتِلَاج الذّكر فَإِنَّهُ يشبه أَن يكون بِسَبَب اتساع أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي تَحْتَهُ وَقد رَأَيْت من عرضت لَهُ هَذِه الْعلَّة من أجل اتساع أَفْوَاه الْعُرُوق وَكَانَ قد تقدم ذَلِك أَن أحدهم كَانَ امْتنع من الْجِمَاع مُدَّة طَوِيلَة على غير عَادَة لترك الْجِمَاع وَآخر تنَاول أَطْعِمَة تولد أخلاطاً حارة حريفة وَآخر عرض لَهُ بعد أَن شدّ وَسطه فِي سفر على غير عَادَة مِنْهُ لشد الْوسط فَعلمنَا بالحدس أَن أَفْوَاه الْعُرُوق من(3/363)
هَؤُلَاءِ تفتحت فِي بَعضهم من كَثْرَة الْمَنِيّ وَآخر من شدَّة الْوسط للحرارة الَّتِي تولدت هُنَاكَ وَآخر لِأَن الأخلاط الحارة فتحتها.
قَالَ: مِمَّا يُؤْكَل وَيُوضَع من خَارج على الْقطن والأنثيين والدبر كلهَا مَا يطرد الرِّيَاح وَيحل النفخ وَالَّتِي تبرد أَيْضا والامتناع من الْجِمَاع يُولد هَذِه الْعلَّة لِأَنَّهُ يجمع فِي الْبدن منياً كثيرا فَمن أضْرب عَن الْجِمَاع الْبَتَّةَ وَكَانَ يتَوَلَّد فِيهِ مني كثير وَلم ينقص فضل الدَّم بالرياضة والاستفراغ هَاجَتْ بِهِ هَذِه الْعلَّة وَأكْثر فِي ذَلِك لمن يتفكر فِي الباه وَمن يكثر من الْأَطْعِمَة المولدة للمني. وَقد كَانَ رجل امْتنع من الْجِمَاع فَجعل إحليله يغلظ وينتفخ فأشرت عَلَيْهِ أَن يستفرغ الْمَنِيّ وَهَذِه المجاري فِي المستعملين للجماع أوسع فَلذَلِك يهيج بهم إِذا تَرَكُوهُ فَأَما الَّذين تفنى فضولهم بالرياضة القوية كالمصارعين وَلَا يتفكرون فِي الْجِمَاع الْبَتَّةَ وَلَا يسمعُونَ حَدِيثه فَإِن الذّكر مِنْهُم يبْقى ضامراً كذكور الشُّيُوخ وَإِذا دَامَ بهؤلاء ذَلِك الْحَال تَأَكد فِيهَا لِأَن الْأَعْضَاء الَّتِي تفقد رياضتها وأعمالها تضعف أفعالها وتنسد مجاريها.
الرَّابِعَة من
3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض)
قَالَ: إِذا كَانَ سيلان الْمَنِيّ من ضعف الْقُوَّة الماسكة أَو رقة الْمَنِيّ كَانَ بِلَا إنعاظ وَإِن كَانَ عَن تشنج يعرض فِي آلَات الْمَنِيّ كَانَ مَعَ إنعاظ.
السَّادِسَة من حفظ الصِّحَّة: اسْتَعِنْ بجوامع حفظ الصِّحَّة قَالَ: وَيجب أَن تروض الْأَعْضَاء الْعَالِيَة من الَّذين يتَوَلَّد بهم مني كثير جدا ويطلى الحقو بعد الْحمام بدهن مبرد وعصارة حى الْعَالم وَنَحْوه والبزر قطونا قَالَ: وَشد صحيفَة رصاص على الظّهْر لى قد جربته فَوَجَدته نَافِعًا لدفع الِاحْتِلَام وَالنَّوْم على الثِّيَاب الْبَارِدَة وعَلى الفنجنكشف وَورد يظْهر فعله من ليلته وليتوقوا أَن تدهنوا بدهن الخشخاش أَو دهن اللفاح أَو يفرشوا تَحْتهم الخشخاش وَكَذَلِكَ ليحذروا الْأَشْيَاء القوية الْبرد لِأَنَّهُ يخَاف أَن تضر كلاهم. لى اسْتعْمل هَذِه عِنْد الافراط وعندما يكون الْمَنِيّ حاراً جدا بافراط واسقهم مِنْهُ أَيْضا. قَالَ: وَقد أمرت رجلا أَن يفترش الْورْد فَانْتَفع بِهِ وَلم يضرّهُ ذَلِك فِي كلاه سقط بعد هَذَا شَيْء صَالح من الْكتاب فصحح الْكتاب وألحقه قَالَ: وَالَّذين يضرهم ترك الْجِمَاع جدا وتضرهم المجامعة هم أَفْرَاد من النَّاس فَأَما الْأَكْثَر والتوسط فِي ذَلِك فموجود فِي النَّاس وَهُوَ لَا يضرهم ذَلِك جدا وَلَا يَنْفَعهُمْ.
الرَّابِعَة من الثَّانِيَة: 3 (الْجِمَاع يضر بالعصب) مضرَّة شَدِيدَة وَيسْقط الْقُوَّة ويبليها. الثَّانِيَة من السَّادِسَة: ابيذيميا: الْمَشَايِخ يعرض لَهُم من الْجِمَاع
3 - (مسَائِل الأهوية والبلدان)
كَثْرَة الرّكُوب يذهب الباه لِأَن أوعية الْمَنِيّ ترتض(3/364)
وتكل. قطع الْعُرُوق الضوارب الَّتِي خلف الْأذن تجْعَل الرجل عقيماً وتورثه طبعا يَابسا.
الْيَهُودِيّ: قد تسيل من الإحليل لزوجة تلتزج بِالثَّوْبِ هُوَ دَاء رَدِيء يسيل دَائِما وينهك الْبدن ويهزله. قَالَ: وينفع مِنْهُ حقنة الراسن والأكارع وانفع مِنْهُ دهن الإلية ودهن جوز ودهن الْحبَّة الخضراء وَسمن بقر وَمَاء السذاب يحقن بِهِ ثَلَاث لَيَال ويطلى أَسْفَل الظّهْر بقاقيا وَدم الْأَخَوَيْنِ ورامك. قَالَ: الْجِمَاع يسْقط الْقُوَّة جدا وَمن أَكثر مِنْهُ فَلْيقل اخراج الدَّم وإدمان الْجِمَاع ينهك الْبدن ويضعف الْبَصَر. قَالَ: وَحبس الْمَنِيّ عِنْد الْجِمَاع يُورث الأدرة ويرخي الْأُنْثَيَيْنِ وَرُبمَا أورث الورم فيهمَا وَرُبمَا غيب إِحْدَى البيضتين إِلَى فَوق. واستعلاء الْمَرْأَة على الرجل يورثه الأدرة والانتفاخ والقروح فِي الاحليل والمثانة وَرُبمَا سَالَ منيها فِي الإحليل وَهُوَ حَار. قَالَ: عالج من سيلان الْمَنِيّ وَمن الَّذِي يلتزق بِالثَّوْبِ بفصد الأكحل وبالمبردات على الظّهْر والقطن واعطه الاطريفل واحمه الْغذَاء الْكثير وَالشرَاب الْبَتَّةَ قَالَ: وَمِمَّا يحرق الْمَنِيّ الْبَتَّةَ ويهلكه: الفنجنكشت والسذاب والحزاء والحندقوقا والفودنج والمر الْأَبْيَض لِأَنَّهَا لَطِيفَة يابسة والكزبرة تفعل ذَلِك والخل أهرن 3 (قرصة نافعة من سيلان الْمَنِيّ) يُؤْخَذ من الجندبادستر دِرْهَمَانِ وَمن السذاب ومرزنجوش وبزر بنج وأنيسون دِرْهَم دِرْهَم وَمن حب الرُّمَّان خَمْسَة عشر حَبَّة الشربة دِرْهَم وَمَتى سقيت من حب القثاء المقشر درهما فعل ذَلِك. لى المرزنجوش يدْخل فِي عداد الفنجنكشت فِي هَذَا الْفِعْل.
أهرن: ورق الْحِنَّاء يجفف المَاء وَقد يقطع الْمَنِيّ المفرط الْخُرُوج مَتى شرب عصير السذاب مَعَ الْخلّ أسبوعاً أَو يجلس فِي طبيخ الاذخر والزوفا إِلَى الْعَجز وَالْجُلُوس فِي المَاء الْبَارِد واطل الحقو ونواحيه بهيوقسطيداس وقاقيا بخل ويطلى بعصير الفنجنكشت. لى واسقه هَذَا الدَّوَاء وأصول الْقصب الْيَابِس والحبق الْجبلي والمر دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ فربيون نصف دِرْهَم بزر السذاب الحزاء وفنجنكشف ومرزنجوش يجمع ويسقى درهما ويطلى ببزر الخس والشيح. لى دَوَاء مبرد: بزر خس وبزر بنج وبزر خِيَار وبزر هندباء وبزر قطونا ونيلوفر مجفف وكزبرة يابسة يستف مِنْهَا رَاحَة أَيَّامًا تباعا وَيَنْبَغِي أَن يسقى هَذِه حَيْثُ الْحَرَارَة كَثِيرَة وَتلك حَيْثُ الْحَرَارَة قَليلَة وَالرِّيح كَثِيرَة وَكَانَ رجل جَاءَنَا إِلَى مارستان يشكو كَثْرَة الانعاظ فتفقدته فَوَجَدته كثير أهرن: دَوَاء لانتشار الْكثير المفرط بالفصد والأضمدة المجففة كبزر الفنجنكشت والسذاب والحذاء والمرزنجوش اسْقِهِ وضمده وقيئه وأسهله ونومه على الْفراش الْبَارِد والأوراق الْبَارِدَة وعَلى ورق الخس والفنجنكشت واحقنه بطبيخ السذاب والفنجنكشت واحمه اللَّحْم والنبيذ.(3/365)
الطَّبَرِيّ: اسْتِعْمَال الصَّوْم والجوع والعطش فَإِنَّهُ كَاف فِي تقليل الْمَنِيّ وَقَالَ: إِن شرب من بزر الخس رَاحَة وافرة بِمَاء بَارِد قطع الباه.
أهرن لقطع الْمَنِيّ: جوارش الكمون والخل. لى يسقى جوزة من جوارش الكمونى بالخل إِذا كَانَت حرارة وبماء السذاب إِذا لم تكن أَو بِمَاء الفوتنج. لى أقرصه نافعة لقذف الْمَنِيّ مَعَ حرارة: بزر قثاء وبزر خس دِرْهَم دِرْهَم كافور طسوج دهن نيلوفر ودهن الْخلاف نصف دِرْهَم جلنار مثله أفيون قِيرَاط هَذِه شربة وَاحِدَة يعْطى بشراب النيلوفر. قرصة لَهُ مَعَ حرارة: يُؤْخَذ لَهُ من السذاب والأنيسون المجفف فنجنكشت مرزنجوش جندبادستر ثلث جُزْء وَمثله بزر بنج وَمن الجلنار جُزْء يجمع وَيُعْطى. لى يحمى لسيلان المنى اللَّحْم والنبيذ وَيطْعم العدس بالخل وَنَحْوهَا وعالج من كَثْرَة الانتشار بِمثل علاج سيلان المنى ومل على مَا يحل الرِّيَاح الْبَتَّةَ من الأغذية والأدوية وادمن عَلَيْهِ القئ والاسهال لتخرج عَنهُ تِلْكَ الرطوبات الْكَثِيرَة الَّتِي لَهَا تِلْكَ)
البخارات المنعظة ونومه على الْفراش الْبَارِد واطله بالأضمدة الْبَارِدَة وَاجعَل طَعَامه الْخلّ وَمَا من كناش مَجْهُول قَالَ: مِمَّا ينفع سيلان المنى الاستنقاع فِي الْمِيَاه القابضة كَمَاء القمقم واطل الظّهْر بالقابضة والآبزن الْبَارِدَة وَمَاء الثَّلج والعيون الْبَارِدَة وَأكْثر الْأَطْعِمَة القابضة والحامضة وتشد منْطقَة بفلوس اسرب وَتَكون الْفُلُوس مماسة لصلبة ويجوع ويعطش وَيكثر الرياضة. وَاعْلَم أَن دوَام شدَّة الشَّهْوَة والانتشار يكون لخرق أوعية المنى وَعند ذَلِك ينبسط الذّكر فَلَا ينقبض وينتفخ الْبَطن ويجئ الْعرق الْبَارِد كَمَا يكون فِي التشنج وَيهْلك سَرِيعا وَهَذَا الدَّاء قَلِيلا مَا يكون فِي الرِّجَال وَيكثر فِي النِّسَاء وَإِذا رَأَيْت ذَلِك فابدأ بالفصد وغذه بالملطفات والخل واسهله واسقه الْأَدْوِيَة الكاسرة للرياح. قَالَ: ولكثرة الاختلاج اطل الظّهْر بعصير الكزبرة أَو ورق الكزبرة والبقلة الحمقاء بخل وضمده بِهِ.
بولس: مَتى خرج المنى بِلَا إِرَادَة ولاإنتشار فَذَلِك لضعف أوعية المنى فليستعمل صَاحبه الهدوء والسكون وضمد الظّهْر بالأضمدة الْبَارِدَة القابضة وَيجْلس فِيهَا أَو فِي طبيخها وَيسْتَعْمل الأغذية الَّتِي تجفف.
وَأما الاختلاج فِي الذّكر إِذا كَانَ دَائِما فَيعرض من ورم حَار فِي أوعية الْمَنِيّ وينتشر مَعَه الذّكر وَإِن لم يكن سَرِيعا صَار إِلَى امتداد أوعية الْمَنِيّ وينتفخ الْبَطن ويعرق عرقا بَارِدًا وَيهْلِكُونَ فَإِذا رَأَيْت الانتشار مَعَ اخْتِلَاج وتمدد فافصد سَاقيه من سَاعَته واسهله مَرَّات بِرِفْق وَإِيَّاك أَن تعطيه مسهلاً قَوِيا ضَرْبَة واحقنهم بحقن لينَة مسهلة وأدم ذَلِك واجتنب مَا يدر الْبَوْل وضمد الصلب بالأشياء المبردة القوية الْبرد كالشوكران والبنج وعنب الثَّعْلَب والرجلة وَكَذَلِكَ اطل مَا حول الْعَانَة وليصبر على الْعَطش فِي الَّذين بهم كَثْرَة الْمَنِيّ يكثرون اخراج الدَّم.
وَأما الإنتشار الدَّائِم الَّذِي بِلَا اخْتِلَاج فَإِنَّهُ من كَثْرَة الْمَنِيّ وَالرِّيح فأعطهم بالعشى مَا(3/366)
يفش الرِّيَاح وَمَا يبطل الْمَنِيّ ويفرغ بالقيء ويلطف التَّدْبِير ويعطون مَا يقطع الْمَنِيّ كأصول النيلوفر وبرسياوشان وأصول السوسن والسذاب وسطرونيون. الاسكندر: تفقد الْمَنِيّ الَّذِي يسيل فَإِن كَانَ غليظاً فَخذ فِي الَّتِي تقل الْمَنِيّ وَإِن كَانَ رَقِيقا فَاعْلَم أَنه يقطر لضعف فِي الْعُضْو ولرقته وَإِن كَانَ يلذع فلرداءة كيفيته فَخذ حينئذٍ فِيمَا يغلظ الْمَنِيّ. والسذاب يقل الْمَنِيّ ويغلظه جَمِيعًا فَإِن لم يكن مَعَه لذع فَعَلَيْك بِهِ وَإِلَّا فبالأشياء الغليظة المبردة قَالَ: وبزر النيلوفر وَأَصله إِن ادمن شربه يقْطَعَانِ الباه وَرُبمَا يَجْعَل الرجل عقيماً إِلَّا أَنه يُورث أمراضاً ردية بَارِدَة.)
مَجْهُول قرص لِكَثْرَة الْمَنِيّ يقطعهُ: بهمنان جزءان بزر الْفَقْد إيرسا نصف جُزْء من كل وَاحِد يعجن بعصير السذاب ويقرص الشربة دِرْهَم. آخر ورد قاقيا عفص بزر رجلة يستف بعصير الكراث. لى اعْتمد فِي هَؤُلَاءِ على التجفيف بِالتَّدْبِيرِ والأغذية وَمن كَانَ مِنْهُم كثير الرُّطُوبَة فَإنَّك تحْتَاج إِلَى الْأَشْيَاء المسخنة لِأَنَّهُ لَا يجفف بهَا إِلَّا كأصحاب الْأَبدَان الرّطبَة الشحيمة الْبَارِدَة المزاج فَاسْتعْمل فيهم السذاب وَنَحْوه وَأما الَّذين بهم ذَلِك من حِدة الْمَنِيّ ورقته فأطعمهم المغلظات.
مَجْهُول مِمَّا يقطع الامذاء وسيلان الْمَنِيّ: دَقِيق البلوط يسقى أَيَّامًا متتابعة فَإِنَّهُ مجرب. قَالَ: والسذاب الْجبلي والجندبادستر يقطع سيلان الْمَنِيّ. لى الجندبادستر دَاخل فِي جملَة الشَّدِيدَة التجفيف المحللة للرياح. قَالَ: والبنج يقطع سيلان الْمَنِيّ قَالَ: واطل الظّهْر بالأقاقيا والمر والبنج والأفيون ولينم على الفنجنكشت.
من الاختصارات قَالَ: اجْعَل طَعَام هَؤُلَاءِ المصوص والقريض والهلام والعدس المقشر والخل وَيسْتَعْمل مَاء الْورْد والكافور والصندل. وَمِنْهَا: إِذا توتر الذّكر وَبَقِي بِحَالهِ بِلَا شَهْوَة للباه ودام ذَلِك فعالجه فِي أول الْأَمر بالفصد وبالأشياء الْبَارِدَة حَتَّى تقل الْمَادَّة وتجمد ثمَّ بالأشياء المجففة للمني فَاسْتعْمل فيهم الْقَيْء لتجذب الْمَادَّة إِلَى فَوق ويتعاهد من الْحمام ليستفرغ تِلْكَ البخارات الغليظة الَّتِي مِنْهَا كَانَ ذَلِك الانعاظ الدَّائِم. لى قد صَحَّ من هَاهُنَا أَن الْحمام والتعرق رَدِيء للباه. قَالَ: وَلَا يتوانى بِهِ فَإِنَّهُ رُبمَا انْتقل إِلَى أَن يعرض مِنْهُ ورم حَار فِي أوعية الْمَنِيّ فَيهْلك.
قَالَ: وَإِذا حدث بِصَاحِب هَذِه الْعلَّة انتفاخ الْبَطن والعرق الْبَارِد هلك. قَالَ: وَلَا نقصر فِي أول الْأَمر فِي الفصد وَالْحمام والقيء والمبردات والأطلية الْبَارِدَة على الْقطن وَالذكر وَالْمَنْع من النّوم على الْقَفَا ثمَّ سقِِي الْأَدْوِيَة المجففة للمني فَإِن دَامَ ذَلِك فاسقه من الكافور نصف دانق. لى لَيْسَ شَيْء أبلغ لهَذَا من الفصد والجوع وَالْحمام والجوع أبلغ.
السَّادِسَة من مسلئل ابيذيميا قَالَ: الْحمام يجفف الْبدن دَائِما كَمَا يفعل السهر فَإِن كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة اسخنه مَعَ ذَلِك بالسخونة الغريزية لِأَنَّهُ لحركتها يشعلها وينميها وَمَتى كَانَت الْحَرَارَة الغريزية ضَعِيفَة اسخنه فِي وَقت اسْتِعْمَاله لَهُ بِالْعرضِ فَإِذا كَانَ بعد ذَلِك آل بِهِ إِلَى تَدْبِير قوي. قَالَ: الْجِمَاع يضر الْأَبدَان الساقطة الْقُوَّة جدا ويبلغ بهَا إِلَى غَايَة الْبُرُودَة(3/367)
ويضر من هُوَ فِي النمو وَيمْنَع مِنْهُ لتجفيفه. لى تسقى الأقراص لقطع الباه بطبيخ العدس.)
من المنقية لِابْنِ ماسويه قَالَ: لسيلان الْمَنِيّ إيرسا وبزر السذاب وفودنج بري وحاشا يشرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ على الرِّيق. 3 (حنين فِي الباه) قَالَ: الشَّهْوَة تقل إِمَّا لقلَّة الْمَنِيّ وَإِمَّا لبرده فَالَّذِي يمْنَع الشَّهْوَة إِذا إِمَّا مايبرد تبريداً شَدِيدا فاحمه حَتَّى يقل لذعه ودغدغته كالخس والرجلة واليمانية والقرع والسرمق والتوت وَالْخيَار والقثاء والبطيخ وَإِمَّا مَا يلطف ويفش الرِّيَاح كالسذاب والشبث وَنَحْوهمَا.
من الْمسَائِل أرسطاطاليس فِي الباه: الْجِمَاع يضر بِالْعينِ ويهزله ويذهبه ويهزل الخاصرة وَينْقص الدِّمَاغ ويسمن الكلى قَالَ: ويجفف الدَّم. قَالَ: وَيعلم ضَرَره بالدماغ أَنه يُورث كسلاً واسترخاء الحركات والصلع قَالَ: وَالْمَشْي حافياً يذهب شَهْوَة الباه قَالَ: وَالَّذين يفرطون فِي الباه يضرهم جدا لأَنهم مثل من يتقيأ أَو يسهل أَكثر مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ وَأما من جَامع بِقدر شبقة للباه فَإِنَّهُ كمن تخرج فضوله بِقدر الْحَاجة. قَالَ: الْجِمَاع يجفف الْجِسْم وَيقبض الْبَطن وَيكثر الْبَوْل وَيَرْمِي شعر الرَّأْس واللحية والأشفار ويسرع الصلع.
ابْن سرابيون قَالَ: سيلان الْمَنِيّ يكون من رقته أَو ضعف الْآلَات أَو تشنجها كَمَا يعرض فِي الصرع فَإِن أوعية الْمَنِيّ إِذا تشنجت زرفت بالمني فَأَما عضل المثانة والمقعدة فَإِنَّهَا مَتى تشنجت منعت الْغَائِط وَالْبَوْل فَلذَلِك لَا يخرج فِي الصرع إِلَّا فِي آخِره عِنْد الرَّاحَة من النّوبَة قَالَ: وافصدهم وقيئهم مَتى احتاجوا إِلَى ذَلِك لامتلاء يظْهر وَلَا تسهلهم وَلَا تدر بَوْلهمْ لِأَنَّك تجذب إِلَيْهَا مَادَّة ونومهم على فرَاش بَارِد وَلَا يستلقون على الْقَفَا إِلَّا على المبردات وضمد الْقطن بالأدوية المبردة واسقهم النيلوفر بشراب أسود قَابض وَمَاء العدس وبزر الخس وَمَتى لم تكن حرارة ظَاهِرَة فبحب الْفَقْد والسذاب الرطب وَحب الشهدانج يكثر مِنْهُ. قَالَ: وَلَا تعط حب الْفَقْد والسذاب فِي أول الْعلَّة لَكِن فِي آخرهَا فَإِنَّهُ حينئذٍ ينفع. دَوَاء شرِيف لذَلِك: أصل الْقصب الْفَارِسِي الْيَابِس وفودنج جبلي وبزر بنج وبزر الخس وبزر السذاب وَحب الْفَقْد وَورد أَحْمَر بِالسَّوِيَّةِ دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بخل ممزوج. سفوف وَصفه حنين لمن يسيل مِنْهُ الْمَنِيّ مَعَ حرارة شَدِيدَة: بزر قطونا بزر الخس دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بزر رجلة ثَلَاثَة كزبرة يابسة دِرْهَم وَنصف يشرب على الرِّيق بجلاب.
من أقربادين حنين لسيلان الْمَنِيّ أَقْرَاص عَجِيبَة: أصُول الْقصب الْيَابِس فودنج جبلي بزر الْفَقْد)
وبزر اللفاح دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بزر الخس بزر بنج دِرْهَم دِرْهَم فلفل ساذج هندي نصف دِرْهَم أفيون ربع دِرْهَم يعجن بِمَاء السذاب الطري وَيشْرب نته زنة مِثْقَال وَهُوَ يحبس الْبَوْل أَيْضا وَأما النِّسَاء الشديدات الشَّهْوَة فتحتمله أَيْضا. لى الْأَدْوِيَة الحارة الَّتِي تقطع الْمَنِيّ: الايرسا والسذاب والفودنج والفنجنكشت والحزاء وَأما الْيَابِسَة فالاهليلج والاملج وَأما الْبَارِدَة فالخس والكزبرة والنيلوفر والمخدرات وأصول الْقصب. مَجْهُول: كَثْرَة الباه يُورث دقة الْعِظَام ووجع الكلى وَالظّهْر وأبردة وهزالاً وتشنجاً.(3/368)
3 - (الْمقَالة الأولى من)
3 - (الْمَنِيّ) قَالَ: إِذا كثر الباه اجتذبت البيضتان بِقُوَّة قَوِيَّة جَمِيع ماهو فِيهَا محتبس من رُطُوبَة فِي الْمَنِيّ وَهَذِه الرُّطُوبَة فِي هَذِه الْعُرُوق يسيرَة تخالط الدَّم مُخَالطَة الطل لما يَقع عَلَيْهِ وتحتاج الْعُرُوق إِلَى مثل هَذِه الرُّطُوبَة كي تغتذي بهَا فَإِن دوَام الْجِمَاع يضعف الْجِسْم كُله لِكَثْرَة مَا يتفرغ مِنْهُ من ذَلِك الْخَلْط الَّذِي بِهِ يكون تغذية الْعُرُوق وقوتها من الرّوح من الشرايين وَتعين على ذَلِك اللَّذَّة فَإِنَّهَا وَحدهَا تَكْفِي بِأَن تكْثر التَّحَلُّل من الْبدن بِقُوَّة قَوِيَّة جدا فَإِذا كَانَ ذَلِك من الاستفراغ للشَّيْء الْجيد فَلَيْسَ بعجيب ان تكون كَثْرَة الْجِمَاع تضعف لِأَنَّهُ يفرغ أَجود الدَّم ويفرغ روحاً حيوانياً كثيرا فِي الْمَنِيّ خفِيا والتحلل الْخَفي يكون عِنْد اللَّذَّة وَقد يعرض لقوم غشي شَدِيد عِنْد الْجِمَاع لضعف قوتهم والطائفة من الرّوح الحيواني تخرج مِنْهُم يَعْنِي بِالروحِ هُنَاكَ البخار الْخَارِج مَعَ الْمَنِيّ وَقوم يخرج مِنْهُم هَذَا الرّوح كثيرا فيضعفون لذَلِك ضعفا كثيرا.
الثَّانِيَة من 3 (اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء) قَالَ: ابدأ أبدا فِي كَثْرَة الْمَنِيّ إِذا غلظ أمره بالفصد والقيء الدَّائِم إِن رَأَيْت الْجِسْم يحْتَاج إِلَى استفراغ وَترك الأغذية المولدة للمني وَاسْتعْمل المجففة للمني. لى ينفع مِنْهُ الفصد والتعب الرَّابِعَة من 3 (تَدْبِير الأصحاء) يحدث من كَثْرَة الْجِمَاع مَا يحدث من كَثْرَة الرياضة لِأَنَّهُ يجفف الْجِسْم وَيحل الْقُوَّة. لى ويبرده ويسخنه سخونة قَوِيَّة غَرِيبَة وَيَنْبَغِي ان يكون طَعَام من أسرف فِي الْجِمَاع كثير الرُّطُوبَة لكَي ينهضم انهضاماً جيدا وَيصْلح اليبس الْحَادِث عَن الْجِمَاع وَيكون إِلَى الْحَرَارَة لِأَن الْجِسْم قد يخلخل وَبرد ويبس وَضعف عَن الْجِمَاع فَيجب من ذَلِك أَن يكْشف وَيُقَوِّي ويرطب ويسخن. لى يزْعم: أَن فِي الْعُرُوق والشرايين رُطُوبَة تشبه الْمَنِيّ محدودة كَثِيرَة وَمِنْهَا تغتذي وينسب ضعف الْإِنْسَان بعقب الْجِمَاع وَكَثْرَة الباه إِلَى البيضتين تجتذب ذَلِك إِذا لم يبْق فِيهَا شَيْء لقُوَّة شَدِيدَة حَتَّى تحمى مِنْهَا الْعُرُوق والشرايين فتسترخي بذلك لِأَن بِهَذِهِ غذائها وخاصة الشرايين فَإِنَّهُ يستفرغ مِنْهَا ذَلِك روح كثير واللذة أَيْضا تعين على الضعْف والرياضة وليجعل السَّبَب فِي ذَلِك الدَّم وَهُوَ أشبه لِأَن الْإِنْسَان يستفرغ من الدَّم أَضْعَاف ذَلِك ولايضعف بل يشبه أَن يكون هَذِه الرُّطُوبَة كَأَنَّهَا زبد يَجِيء فِي اللَّبن وَأَنَّهَا تقوى وتغتذى الْعُرُوق وَأَنَّهَا لاتستكمل نوع الْمَنِيّ إِلَّا فِي أوعيته بحرز ذَلِك.
من مسَائِل أرفطاطاليس فِي الباه: إدمان الْجِمَاع يضر بِالْعينِ ويهزلها وَكَذَلِكَ بالخواصر لي ليجتنب الْإِكْثَار من الباه من خاصرته ومراقه رَقِيق وهضمه ضَعِيف.
مُفْردَة: بذر الْفَقْد وشجرته يقْطَعَانِ الباه إِذا أكلا أَو افترش ورقة بزر الخس إِذا شرب قطع تقطير الْمَنِيّ. الشهدانج مَتى أَكثر مِنْهُ جفف الْمَنِيّ. بزر الخس والنيلوفر إِذا شربا قطعا سيلان الْمَنِيّ. السذاب يقطع الباه لِأَنَّهُ يجفف تجفيفاً شَدِيدا فِي الْغَايَة وَيحمل النفخ(3/369)
جدا. مَتى شدّ على ظهر صفيحة أسرب قطعت الأمذاء والإحتلام. وَيجب أَن تطرق حَتَّى ترق ثمَّ تشد على الْعَانَة. د: أَلا يرسا مَتى شرب بالخل قطع الامذاء الْكَائِن بِلَا جماع. الرجلة تقطع شَهْوَة الباه. بزر الخس مَتى شرب مِنْهُ قطع شَهْوَة الباه والاحتلام الدَّائِم. السذاب مَتى شرب قطع شَهْوَة الباه)
وأذهب الْمَنِيّ. بزر الشبث يقطع الْمَنِيّ. أصل النيلوفر أَو بزره مَتى شرب مِنْهُمَا مرّة قطع الِاحْتِلَام فَإِن شرب وأدمن أَيَّامًا أَضْعَف الذّكر وقلصه وأذهب الشَّهْوَة الْبَتَّةَ.
ابْن ماسويه: الحزاء يقطع الباه ماسرجويه: مَاء العدس إِذا شرب قطع الانعاظ مَاء الكزبرة الْيَابِسَة مَتى شربت نقيعاً مَعَ السكر قطعت الِاحْتِلَام بالوا شربت مَعَ سكر. الخوز: كشت بركشت خاصته قطع شَهْوَة الباه.
ماسرجويه: البدسكان يَابِس لطيف بديغورس يَقُول: هُوَ مثل كشت بركشت فِي الْقُوَّة وَلَيْسَ بِهِ. مسيح وماسرجويه: الكافور يقطع الباه. لى أَخذ رجل بلغمى سِتَّة مَثَاقِيل من الكافور فِي ثَلَاث مَرَّات فِي أقل من خَمْسَة عشر يَوْمًا فَانْقَطع عَنهُ الباه الْبَتَّةَ وَبقيت شَهْوَته بِحَالِهَا وضعفت معدته حَتَّى لم تكن تهضم طَعَاما شهرا ثمَّ صلح وَلم يبداه سوء غير هَذَا.
مسيح: الايرسا يقطع الامذاء. شرك: الفلفل يجفف الْمَنِيّ. روفس: الفودنج يقطع الباه بِقُوَّة قَوِيَّة. سندهشار: الْقلب يجفف الْمَنِيّ. الرُّمَّان الحامض يجفف الْمَنِيّ. لى أَقْرَاص ألفتها على مَا رَأَيْتهَا فِي مَوَاضِع كَثِيرَة لسيلان الْمَنِيّ مَعَ حرارة وحدة: ورد احمر مطحون عشرَة دَرَاهِم بزر الخس خَمْسَة دَرَاهِم بزر القثاء ثَلَاثَة دَرَاهِم ورد النيلوفر مجفف ثَلَاثَة دَرَاهِم زهرَة الْخلاف مجففة كافور دِرْهَم الشربة مِثْقَال بأوقية مَاء بَارِد. قرص آخر: ورق السذاب بزر الفنجنكشت فودنج جلنار الشربة مثقالان. لى شكا رجل امذاء شَدِيدا وَكَانَ يسكن عَنهُ فِي الصَّيف عِنْد كَثْرَة الْعرق فألزمته الْحمام فسكن كُله ضَرْبَة. والطباشير يقطع الباه. دَوَاء بَارِد: طباشير ورد بزر القثاء بزر الخس طين خرساني عدس مقشر صندل أصفر بزر الرجلة أصل النيلوفر وبزر القرع سماق جلنار بِالسَّوِيَّةِ كافور قَلِيل قدر دانق فِي الشربة يسقى ثلث دِرْهَم فِي كل يَوْم أَرْبَعَة. دَوَاء حَار: ورق السذاب بزر الفنجنكشت بزر الشبث شهدانج ايرسا كشت بركشت فلفل يستف مِنْهُ. من كتاب روشم فِي الصَّنْعَة: مَاء الْعنَّاب يذهب الانعاظ. لى شراب يذهب ذَلِك يتَّخذ من مَاء الْعنَّاب والعدس والخل ويعلق فِيهِ بعد الْفَرَاغ واقطر الطرخون فِي ذَلِك وَيشْرب.(3/370)
مسيح: ينفع الامذاء الفصد وَترك الشَّرَاب وَاللَّحم وَاسْتِعْمَال الْقَيْء والاسهال وطلي الحقو ونواحيه بالمبردات بعصارة عِنَب الثَّعْلَب والبنج مَعَ الاسفيذاج والقيموليا ويدمن أكل الشاهترج فَإِنَّهُ يجفف الْمَنِيّ ويستف دَقِيق البلوط بشراب عفص زنة دِرْهَمَيْنِ كل يَوْم وَيدخل المَاء الْبَارِد)
كل يَوْم. قَالَ: قد يعرض للنِّسَاء شَهْوَة الباه حَتَّى يحتك قبلهن فيحككنه فَإِذا جومعن أفرط عَلَيْهِنَّ ويعالجن بِمَا يقل الْمَنِيّ وَيكسر حِدته ولذعه. دَوَاء آخر لذَلِك: شهدانج وصمغ بِالسَّوِيَّةِ أَرْبَعَة دَرَاهِم ثمَّ يشرب بِمَاء الرجلة قوي لقطع الْمَذْي الرَّقِيق أما الرِّجَال فيسقون بزر السذاب جلنارب فنجنكشت وَأما النِّسَاء فليسقين بزر الشبث زنة دِرْهَم بِمَاء حَار أَيَّامًا كَثِيرَة. فِي النَّاس مستفاض: مَتى لبس الْيَاقُوت الْأَحْمَر منع الِاحْتِلَام الْبَتَّةَ. ثَمَرَة الفنجنكشت تقل الْمَنِيّ شرب أَو افترش بِهِ والزهاد يفترشونه لذَلِك قَالَ: بزره يقطع الباه كَيفَ أكل مقلواً وَغير ذَلِك.
وَقد وثق النَّاس بِهِ فَإِنَّهُ يقطع الباه إِذا أكل بل إِذا افترش ورقه. الرجلة تذْهب شَهْوَة الباه مَتى أكلت أَو عصرت وَشرب مَاؤُهَا. الكست يقل الباه خَاصَّة فِيهِ. بديغورس: إدمان شرب المَاء الْبَارِد يقطع الباه. روفس: أصل النيلوفر يقطع الباه مَتى شرب قطع الِاحْتِلَام وَمَتى أدمن شربه أَيَّامًا أَضْعَف الذّكر وبزره يفعل ذَلِك. جالينوس: قَالَ: أصل النيلوفر وبزره يقطع سيلان الْمَنِيّ والاحتلام والأبيض الأَصْل من النيلوفر قوي فِي ذَلِك. الايرسا نَافِع من الامذاء من غير جماع الايرسا نَافِع من سيلان الْمَنِيّ. بزر الخس مَتى شرب بِالْمَاءِ سكن الانعاظ وَكَذَلِكَ طبيخ العدس. السذاب خاصته ييبس الْمَنِيّ ويجففه.
ابْن ماسويه قَالَ جالينوس: السذاب نَافِع من شدَّة شَهْوَة الْجِمَاع والسذاب قَاطع للمني مَتى أكل وطبيخ العدس إِذا شرب سكن الانعاظ قَالَ جالينوس: حكى ذَلِك قوم. عِنَب الثَّعْلَب يقطع الباه. روفس: الفوتنج يقطع الباه والسذاب يقطعهُ والشهدانج إِن أَكثر من أكله يقطع الْمَنِيّ. السذاب يقطع الباه لشدَّة تجفيفه وإحراقه وحله الرِّيَاح فَهُوَ إِذا أَكثر مِنْهُ جفف الْمَنِيّ وَمَتى شدّ الأسرب على الظّهْر أذهب كَثْرَة الِاحْتِلَام إدمان أكل الشبث يجفف الْمَنِيّ. إِن دق الشوكران بورقه وضمد بِهِ الْأُنْثَيَيْنِ أذهب بِكَثْرَة الِاحْتِلَام. وَإِن ضمد بِهِ المذاكير أرخاها قَالَ: جالينوس: خصى الْكَلْب الصَّغِيرَة مِنْهُ الْيَابِس يمْنَع الباه. بزر الخس إِذا شرب نفع من كَثْرَة الِاحْتِلَام وَقطع شَهْوَة الباه وماؤه يقطع الباه. بزر الخس يذهب تقطير الْمَنِيّ ويشفي كَثْرَة الِاحْتِلَام. يُقَال إِن أَكثر الْأَشْيَاء مضرَّة للباه بزر الخس إِذا شرب بِالْمَاءِ. ابْن ماسويه مِمَّا ينفع من سيلان الْمَنِيّ: بزر الفنجنكشت وبزر السذاب من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ جلنار دِرْهَم وَنصف وَيشْرب بِمَاء حَار بعد سحقه أَيْضا وَيُؤْخَذ من الايرسا مِثْقَال وَمن بزر السذاب الْبري دِرْهَم جلنار دِرْهَم يشرب مِنْهُ أَيَّامًا شربة وَاحِدَة. لتجفيف الْمَنِيّ:(3/371)
يُؤْخَذ أصل الْقصب الْفَارِسِي)
يَابسا وَمن الفودنج الْجبلي والمر وبزر السذاب من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ فربيون نصف دِرْهَم بزر الخس بزر بنج أَبيض ورد منقى من أقماعه دِرْهَم دِرْهَم جلنار فنجنكشت ثَلَاثَة ثَلَاثَة يقرص بِمَاء الفنجنكشت القرص دِرْهَمَانِ ويسقى وَاحِد بِمَاء فنجنكشت رطب أَو طبيخه. آخر يُؤْخَذ بزر السذاب أنيسون دِرْهَم دِرْهَم جند بادستر بزر بنج أَبيض دِرْهَمَانِ ورد بأقماعه جلنار ثَلَاثَة ثَلَاثَة يقرص ويسقى دِرْهَمَيْنِ بِمَاء ورد وَمَاء الخس. اسْتِخْرَاج: بزر الخس بزر بقلة الحمقاء أصل النيلوفر جلنار بزر بنج أَبيض كافور بزر قطونا يَجْعَل أقراصاً بِمَاء الخس ويسقى بِمَاء بَارِد. آخر: بزر الرجلة صندل أَحْمَر يَجْعَل أقراصاً. روفس: إدمان الرّكُوب يقطع الباه وَقد رَأَيْت من زعم كثيرا مِمَّن لزم الرّكُوب كثيرا صَارُوا شبه الخصيان عقماً لَا يَنْسلونَ.
أركاغانيس فِي كِتَابه فِي الْأَمْرَاض المزمنة لسيلان الْمَنِيّ: الزموه الْأَطْعِمَة الغليظة وقووا بدنه فَإِذا قوي بدنه انْقَطع عَنهُ ذَلِك وحجموه بعد فِي الْكَاهِل والقطن ودلكوا مَوضِع الْحجامَة بالملح بعد الْفَرَاغ ثمَّ استعملوا الْأَدْوِيَة المحمرة فِي كل خَمْسَة أَيَّام على الْقطن. فِي فلسفة أرسطاطاليس قَالَ: الْجِمَاع يهرم سَرِيعا لِأَنَّهُ يجفف الْجِسْم. من الْكَمَال والتمام لقطع شَهْوَة الْجِمَاع الَّذِي يصلح لذَلِك يسقى فِي كل يَوْم بزر الخس دِرْهَمَيْنِ أَو بزر السذاب مدقوق بِمَاء بقلة الحمقاء أَو بزر بقلة الحمقاء دِرْهَمَيْنِ بزر الخس والشبث من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ بزر السذاب دِرْهَم وَنصف يُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم دِرْهَمَانِ وَاجعَل الطَّعَام مَا يُوَافق ذَلِك أَو بزر السذاب ثَلَاثَة دَرَاهِم جلنار خَمْسَة دَرَاهِم يشرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار على الرِّيق وطبيخ العدس وتضمد المذاكر بحشيش الشوكران والبنج فَإِن هَذَا يمْنَع الْمَنِيّ المفرط فِي خُرُوجه أَو يكثر أكل الشهدانج. وللامذاء اسْقِهِ بزر الخس أَيَّامًا بِمَاء بَارِد وَيسْتَعْمل الطَّعَام من عدس مقشر وخل وكزبرة. ولبطلان شَهْوَة النِّسَاء: تسقى الْمَرْأَة بزر الشبث دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار أَيَّامًا كَثِيرَة.
الْعِلَل والأعراض قَالَ: الْعلَّة الَّتِي ينتفخ فِيهَا الْقَضِيب وينعظ دَائِما تكون من ريح غَلِيظَة نافخة. فِي حِيلَة الْبُرْء: انتفاخ الذّكر دَائِما يكون إِذا امْتَلَأت الْعصبَة الَّتِي تَجِيء إِلَى الذّكر من ريح بخارية فاستفرغ الْجِسْم أَي ضرب من الاستفراغ أوفق لَهُ ثمَّ ضع على الْعُضْو نَفسه إِن كَانَ أسخن مِمَّا لم يزل عَلَيْهِ وَاحِد من الْأَدْوِيَة المبردة وَاجعَل مِقْدَاره فِي التبريد بِقدر الْحَرَارَة فِي الْعُضْو وَإِن لم يكن قد صَار أسخن مِمَّا كَانَ فِي حَاله الطبيعي وضع عَلَيْهِ فِي ابْتِدَاء الْأَمر دَوَاء يبرد تبريداً معتدلاً وَأما فِي آخر الْأَمر فَلَيْسَ يضْطَر إِلَى أَن يضع عَلَيْهِ مثل هَذَا الدَّوَاء وَكَذَلِكَ)
فَالْزَمْ فِي الْقطن كُله دَوَاء قوته مثل هَذِه الْقُوَّة بِعَينهَا وَاجعَل تَدْبِير الْمَرَض كُله تدبيراً يُولد النضج وَيحل الرِّيَاح ويجفف وَهَذِه الْعلَّة تعرض للشباب خَاصَّة أَكثر وأنفع الْأَشْيَاء لأصحابها إِخْرَاج الدَّم وَقد رددت أَنا رجلا إِلَى حَاله الطبيعية فِي ثَلَاثَة أَيَّام بِإِخْرَاج الدَّم وَبِأَن عملت لَهُ قيروطاً بدهن ورد وشربتهما مَاء بَارِدًا وألزمتهما الذّكر(3/372)
والقطن وَكنت أَسْقِي أَصْحَاب هَذِه الْعلَّة من النيلوفر ثمَّ أسقيهم بعد ذَلِك الفنجنكشت وَمَتى طَالَتْ الْعلَّة أطعمتهم شرابًا كثيرا فَإِنَّهُ قانون عَام أَن يسْتَعْمل فِي أَكثر الْأَمر فِي آخر الْعِلَل الردية فِي جَمِيع الْأَعْرَاض أدوية تسخن وتيبس وَمَعْلُوم أَنه إِذا كَانَ الذّكر هُوَ الوارم فالاستفراغ لَا يجب أَن يكون بادرار الْبَوْل والاسهال والحقن لَكِن بالقيء والفصد.
من تَدْبِير الأصحاء قَالَ: وَمن الْأَبدَان الردية المزاج أبدان يتَوَلَّد فِيهَا مني كثير حَار يَدعُوهُم إِلَى نفضه فَإِذا نفضوه ضعفوا وقضفوا وَغَارَتْ عيونهم واصفرت ألوانهم. وَمَتى أَمْسكُوا عَن الْجِمَاع ثقلت رؤوسهم ومعدهم وَعرض لَهُم غثيان وقيء وَكثر احتلامهم وأصابهم مِنْهُ من الضعْف وَنَحْو ذَلِك وَمِنْهُم من يحس بمنيه حاراً لذاعاً وتحس النِّسَاء مِنْهُ بذلك وَيجب أَلا يَأْكُل هَؤُلَاءِ المولدة للمني ويستعملوا المجففة لَهُ ويروضوا أعالي أبدانهم بلعب الكرة الصَّغِيرَة وَرفع الْحِجَارَة وامرخ حقوبه وَمَا دونهمَا بعد الاستحمام بالأدهان المبردة كدهن الْورْد ويتخذ لَهُم مِنْهَا مَالا يسيل على أبدانهم بِسُرْعَة مثل قيروطى بدهن ورد مشربَة مَاء الخس وعصارة حَيّ الْعَالم وعنب الثَّعْلَب وتشد صفيحة رصاص على الْقطن فَيمْنَع الِاحْتِلَام وجربته وَهُوَ صَحِيح وَأمرت آخر بِأَن افترش الفنجنكشت والسذاب الطري فأحس بنفعها على الْمَكَان وَكَذَلِكَ إِن افترش الْخلاف والورد والبنفسج والنيلوفر.
فليغريوس: الَّذين يخرج مِنْهُم منيهم بِلَا إِرَادَة يهزلون جدا ويضعفون ويموتون إِذا دَامَ بهم ذَلِك وعلاجهم الْجُلُوس فِي مياه قابضة واطل الظّهْر والعانة بشوكران وادلك الْجِسْم دَائِما وأغذيه قابضة والزمهم الرياضة والتعب وَترك الدعة والأطعمة الحلوة الدسمة ويتجوعوا كثيرا فَإِنَّهُ نَافِع لَهُم جدا.
من الْعِلَل والأعراض: الامذاء الدَّائِم يكون إِمَّا من ضعف الْآلَة الَّتِي للمني عَن امساكه وَهَذَا يكون من غير إنعاظ وَإِمَّا عَن التشنج يحدث فِي تِلْكَ الأوعية فيمددها ويهيج الْقُوَّة الدافعة لدفع الْمَنِيّ كَالَّذي يعرض لَهُ فِي الصرع وَهَذَا يكون مَعَ إنعاظ.)
الْيَهُودِيّ قَالَ: قد يخرج بعد هَذَا الْبَوْل شَيْء لزج يتَعَلَّق بِالثَّوْبِ للزوجته وَإِنَّمَا هُوَ شَحم الكلى وَهُوَ إِذا تعرض ينهك الْبدن. وَقَالَ: خُرُوج الْمَنِيّ يكون إِمَّا لِأَنَّهُ حَار حاد مفرط الحدة وَإِمَّا لطول الْعَهْد بِالْجِمَاعِ فتضعف الْآلَة بِكَثْرَة الْمَنِيّ أَو لاسترخاء العضل الممسك للمني وَإِمَّا لرقته.
قَالَ: عالج مِنْهُ إِذا أمكن الزَّمن وَالسّن بفصد الأكحل وتبريد الْعَانَة والقطن والورك بعنب الثَّعْلَب وعصير البنج واعطه الاطريفل الْأَصْغَر واحمه المولدة للمني وَالشرَاب. قَالَ: والسذاب والفنجنكشت والحزاء والحندقوقا والمرو الْأَبْيَض محرقة للمني وَكَذَلِكَ الفودنجات والعنبر.
جورجس قَالَ: يذهب الباه أكل الطباشير.
من الأهوية والبلدان قَالَ: كَثْرَة الرّكُوب يضعف الباه وَيُورث العقم لِأَنَّهُ يرض أوعية الْمَنِيّ. لى كَثْرَة الرّكُوب لَا يضعف الباه فِي أَصْحَاب الأمزجة الْبَارِدَة والرطبة بل يزِيد فِيهِ(3/373)
لِأَنَّهُ يسخن الكليتين وأوعية الْمَنِيّ وَأما أَصْحَاب الأمزجة الحارة الْيَابِسَة فَهُوَ يضرهم لِأَنَّهُ يضعف أوعية الْمَنِيّ.
فِيمَا ذكر أَبُو جريج: مَتى أَدِيم أكل الرجلة أذهب الشَّهْوَة. من مسَائِل أرسطاطاليس: إدمان الباه يذهبه.
الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: قد يكون استفراغ الْمَنِيّ من غير إِرَادَة وَلَا توتر الإحليل فَيكون ذَلِك إِمَّا لرقة الْمَنِيّ وَإِمَّا لضعف الْقُوَّة الماسكة. قَالَ: فَأَما الْعلَّة الَّتِي تسمى فريافيسيموس فَهِيَ أَن ينعظ الْإِنْسَان وَيبقى دَائِما من غير شَهْوَة الْجِمَاع وَقد يكون من كَثْرَة ريح نافخة توتره مَتى وصلت فِي الْعصبَة المجوفة أَو من أجل أَفْوَاه الْعُرُوق الضوارب الْجَارِيَة إِلَى الْقَضِيب إِذا اتسعت وَيكون من أجل اتساع الْعُرُوق أَكثر لِأَن ذَلِك أسهل وَمن كَانَ بِهِ فِيمَا سلف اخْتِلَاج متواتر فِي إحليله كَانَ سَبَب علته ريحًا نافخة وَمن كَانَ ذَلِك بِهِ من أجل اتساع الْعُرُوق فَلَا يحدث ذَلِك بِهِ وَرُبمَا حدث هَذَا الضَّرْب الَّذِي من اتساع الْعُرُوق من الِامْتِنَاع من الْجِمَاع مُدَّة طَوِيلَة وَمن أَطْعِمَة تولد أخلاطاً حارة أَو من اسْتِعْمَال شدّ الْوسط كثيرا على غير عَادَة ويصيب من يكثر منيه وَيمْتَنع من الْجِمَاع والارتياض ويفنى دَمه بِضَرْب آخر وَيَنْبَغِي لهَؤُلَاء أَن يستفرغوا الْمَنِيّ بِالْجِمَاعِ ويأخذوا مَا يقل الْمَنِيّ ويتباعدوا عَن الْأَحَادِيث الَّتِي تهيج الباه.
الْعِلَل والأعراض: مَتى كَانَ سيلان الْمَنِيّ مَعَ انتشار الْقَضِيب فَإِن ذَلِك يكون لعِلَّة تشبه التشنج تحدث فِي أوعية الْمَنِيّ وَإِذا كَانَ الْقَضِيب مسترخياً فَمن ضعف أوعية الْمَنِيّ الماسكة.
أهرن: ينفع من الحكة فِي الرَّحِم وانتفاخه من شدَّة الشَّهْوَة الفصد من الأكحل ثمَّ الصَّافِن)
والأدوية الَّتِي تمشي الْمرة. لى هَذِه تعالج بعلاج الرِّجَال وتنوم على الفنجنكشت وَتلْزم الحامض فِي طعامها.
من كتاب الْحُدُود: سيلان الْمَنِيّ يهزل الْبدن وَيفْسد لَونه.
ابْن سرابيون: عالج الامذاء وسيلان الْمَنِيّ بتلطيف التَّدْبِير وَالنَّوْم على الْفرش الْبَارِدَة وَترك الإسهال وإدرار الْبَوْل وَاسْتِعْمَال الْقَيْء فَإِنَّهُ جيد لَهُ وَلَا تستفرغ من أَسْفَل فَإِنَّهُ يجذب إِلَى أَسْفَل مَادَّة وَلَا ينَام على الْقَفَا فَإِنَّهُ ينعظ ولينم على الْخلاف ويشد على قطنه عِنَب الثَّعْلَب وَيَأْكُل الفرفير وَيشْرب النيلوفر مَعَ السذاب الْأسود الْقَابِض وَمَاء العدس وَمَاء الفرفير وبزر الخس وَإِن لم تكن حرارة ظَاهِرَة فَاسق حب الْفَقْد والسذاب وَحب القنب يجفف الْمَنِيّ إِذا أَكثر مِنْهُ. دَوَاء قوي لذَلِك: أصل الْقصب الْفَارِسِي وفودنج جبلي وبنج أَبيض وبزر الخس وبزر السذاب وفنجنكشت وَورد أَحْمَر بِالسَّوِيَّةِ الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء ممزوج بخل خمر وَإِن لم تكن حرارة نفع من ذَلِك الكمون. كَثْرَة الْجِمَاع يعقل الْبَطن وَيُورث القولنج ويبرد الْجوف تبريداً شَدِيدا. الْهِنْدِيّ: الزَّبِيب يقل الْمَنِيّ.(3/374)
من كتاب روفس فِي الباه قَالَ: الْجِمَاع يبرد الْجِسْم الْحَار وَيزِيد الْبَارِد برودة وَلَا يكَاد يَصح النضج لمدمن الْجِمَاع وتعلوهم صفرَة والصفرة من غير حمى لَا تكون إِلَّا من عِلّة بَارِدَة وَلَا تكون أَبْصَارهم حادة وَلَا سمعهم وَلَا شَيْء من حواسهم ويغلب عَلَيْهِم السهر والارتعاش وتضرب عَلَيْهِم المفاصل وينفث بَعضهم الدَّم الْكثير وَيصير إِلَى وجع الكلى والمثانة وَمِنْهُم من ينتن فَمه ويوجعه أَسْنَانه ويتورم لِسَانه فَإِذا رَأَيْت هَذِه العلامات فليتقدم بالامساك عَن الْجِمَاع وَكَثْرَة الْجِمَاع بِالرِّجَالِ أضرّ لِأَن تعبهم فِيهِ أَشد ومزاجهم أخف وَلِأَنَّهُم فِي حَال الباه يَمْتَد العصب مِنْهُم أبدا ويحمى الْجِسْم فيخاف أَن يتشنج بعض أَعْضَائِهِ الداخلية وَيَنْقَطِع مِنْهُم عرق قَالَ: وَكَثْرَة الْجَنَابَة أَشد إضعافاً من كَثْرَة المجامعة فَلذَلِك إِذا الحت أرخت الْجِسْم فَيَنْبَغِي أَن يُجَامع لثقل الْجَنَابَة وَمن أَكثر مِنْهُ وَهُوَ شيخ أَو يَابِس المزاج عطب والأغذية الْبَارِدَة الْيَابِسَة كلهَا تذْهب النُّطْفَة وَالْجِمَاع على التَّعَب يورم الحقوين. وينفع من كَثْرَة الِاحْتِلَام قلَّة الْغذَاء ويبسه وبرده وَألا يتعب فَإِن من تَعب استرخى بدنه وَأَكْثَره الِاحْتِلَام يكون لمن استرخى بدنه فَإِذا نَام احْتَلَمَ وَالنَّوْم على الْجَانِب الْأَيْمن يذهبه ويساره يهيجه لاسيما الاستلقاء والانبطاح على فرَاش حَار وينفع أَن يطلى الحقو باسفيذاج وخل وكزبرة أَو شوكران. من كتاب الاغتذاء: قلَّة الْأكل)
وَكَثْرَة التَّعَب يقلل اللَّبن والمنى وَالدَّم.
أبقراط فِي تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة قَالَ: يعرض للمكثرين الْجِمَاع دق ويجدون شَبِيها بدبيب النَّمْل من الرَّأْس إِلَى الصلب ويحتلمون دَائِما ويضعفون وتطن آذانهم ثمَّ يعرض لَهُم حمى حادة فيهلكون فاسقهم اللَّبن واحمهم التَّعَب وَالْحمام وَالسكر.(3/375)
(مَنَافِع الْجِمَاع فِي الْبدن) (وإنهاض الشَّهْوَة والانعاظ وَالزِّيَادَة فِي الْمَنِيّ وَمَا يحْتَاج أَن يتدبر بِهِ قبله وَبعده) (والرعدة تصيب الْإِنْسَان بعد الْجِمَاع والبخار الشَّديد يصعد إِلَى الرَّأْس بعد) (الْجِمَاع والتعظيم والتضيق والملذذة وَالَّتِي ترى ماءاً كثيرا عِنْد الْجِمَاع وَالَّتِي) (تمنع سيلان الرطوبات والطمث فِي وَقت الْجِمَاع والمني الَّذِي يغلظ حَتَّى) (يخرج كالخيط من غلظه وَقد ذكرنَا هَذَا فِي بَاب الْمَذْي.) السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: الفتيان الْكثير الْمَنِيّ إِذا لم يجامعوا ثقلت رؤوسهم وقلقوا وحموا وَقلت شهوتهم واستمراؤهم وَأعرف قوما كَانُوا كثيري الْمَنِيّ فَلَمَّا منعُوا أنفسهم من الْجِمَاع لضرب من التفلسف وَغَيره بردت أبدانهم وعسرت حركاتهم وَوَقعت عَلَيْهِم الكأبة بِلَا سَبَب وَعرضت لَهُم أَعْرَاض المالنخوليا وَقلت شهوتهم وهضمهم وَرَأَيْت رجلا ترك الْجِمَاع وَقد كَانَ قبل ذَلِك جَامع مجامعة متواترة فقد شَهْوَته للطعام فَصَارَ وَإِن أكل الْقَلِيل لم يستمرئه وَمَتى حمل على نَفسه فَأكل فضلا قَلِيلا تقيأه من سَاعَته وَلَزِمتهُ أَعْرَاض المالنخوليا فَلَمَّا رَجَعَ إِلَى 3 (الأنعاظ) الإستلقاء على الْقَفَا على فرش لينَة حارة يزِيد فِي الانعاظ عكس قَول ج فِي كَلَامه فِي انتفاخ الذّكر: شدّ الْوسط الدَّائِم يهيج الانعاظ والأدوية المسخنة والنافخة إِذا شربت وَإِذا طليت على الْقطن وعَلى الْأُنْثَيَيْنِ والدبر والأطعمة المولدة للمني الْكثير وَترك الْجِمَاع مُدَّة مَعَ كَثْرَة حَدِيثه وَالسَّمَاع لما يتشوق إِلَيْهِ يُقَوي الانعاظ وَقلة إِخْرَاج الدَّم وَترك الرياضة وَكَثْرَة الْفِكر وَلَا يغيبه بِمدَّة طَوِيلَة إِذا كَانَ قَادِرًا عَلَيْهِ لِأَن الْأَعْضَاء إِذا فقدت أفعالها ضعفت قواها وانسدت مجاريها وَلذَلِك المعتادون للجماع الْكثير أقوى عَلَيْهِ وهم عَلَيْهِ أَصْبِر وَهُوَ لَهُم أقل ضَرَرا فَأَما ترك الْجِمَاع مُدَّة طَوِيلَة والإضراب عَن ذكره فَإِنَّهُ يقلص الذّكر ويجعله شبه ذكر الشُّيُوخ واستعماله كثيرا يُوسع هَذِه الْعُرُوق ويسهل انصباب الأخلاط إِلَيْهَا وَيكثر لَهُ توليد الْمَنِيّ وتكثر لذَلِك الشَّهْوَة. 3 (مَنْفَعَة الْجِمَاع) قَالَ: من كَانَ مُعْتَادا للجماع ثمَّ تَركه فَإِنَّهُ رُبمَا عرضت لَهُ الْعلَّة الْمُسَمَّاة بارسموس وَهُوَ توتر الذّكر دَائِما. لى قَوْلنَا الضَّرْب عَن الْجِمَاع لم يغن مُدَّة طَوِيلَة كَمَا(3/376)
يضْرب عَنهُ من يُرِيد قطعه الْبَتَّةَ لَكِن بِقدر مَا يجْتَمع الْمَنِيّ وَيكثر وَهُوَ فِي ذَلِك يكثر حَدِيثه والإشتياق إِلَيْهِ وَلكُل مَا يُولد الْمَنِيّ واستعماله خَارِجا وَبَاطنا مَا سَنذكرُهُ بعد هَذَا لمن كَانَ ضَعِيف الإنعاظ فَإِذا قوي إنعاظه فليتدرج إِلَيْهِ بِالْعَادَةِ فَإِنَّهُ إِن أَكثر مَا جرت لَهُ بِهِ الْعَادة قوي الْعُضْو على ذَلِك وجلب لنَفسِهِ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ بِحَسب مَا قد جرت لَهُ من الرياضة وَالْحَرَكَة.
من الثَّانِيَة من تَدْبِير الأصحاء: قد يحدث عَن الْجِمَاع فِي الْبدن من اليبس مَا يحدث لَهُ من كَثْرَة الرياضة. قَالَ: يحدث عَن الْجِمَاع فِي الْبدن وَلذَلِك يَنْفَعهُ الرياضة الْيَسِيرَة وَالْحمام والغذاء الرطب وَيكون إِلَى الْحَرَارَة إِن برد الْبدن بِالْجِمَاعِ وَإِلَى الْبُرُودَة إِن سخن وَلَا يُفَارق الترطيب فِي الْحَالين.
من كتاب مابال: ركاب الْخَيل يعتريهم شَهْوَة الباه أَكثر ويعظم أنثييهم. من كتاب بولس فِي الفلاحة قَالَ: كل خبز يخبز بِلَا خمير فَإِنَّهُ يُحَرك الْجِمَاع جدا.
الأولى من تَفْسِير الثَّانِيَة من ابيذيميا قَالَ: الْجِمَاع يحل الإمتلاء ويمنعه لكنه يوهن قُوَّة الْمعدة جدا وَترك الْجِمَاع أبلغ شَيْء فِي حفظ قُوَّة الْمعدة.)
الْخَامِسَة من الثَّانِيَة قَالَ: الْإِكْثَار من الباه ينفع الْأَمْرَاض الَّتِي تكون من البلغم. إِنَّمَا ينفع مِنْهُم من قوته قَوِيَّة فَأَما الضُّعَفَاء فَإِنَّهُم إِذا أَكْثرُوا من الباه وبهم أمراض البلغم صَارُوا إِلَى الْغَايَة القصوى من الضعْف وَالْبرد فيضرهم فَأَما من كَانَت قوته قَوِيَّة والحرارة الغريزية فِيهِ كَثِيرَة فَإِن الْإِكْثَار من الباه لَا يُضعفهُ ويحط الباه من البلغم الَّذِي قد كثر فِي بدنه فَإِن اسْتِعْمَال الباه يجفف الْبدن كَمَا يفعل السهر لِأَنَّهُ يزِيد فِي تَحْلِيل الأخلاط فَمَتَى كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة فَإِن الباه يسخن الْجِسْم وَمَتى كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة فَإِن الباه يسخن الْجِسْم فِي وَقت اسْتِعْمَاله ثمَّ أَنه بعد يبرد تبريداً قَوِيا.
قد يظْهر أَن قَول من قَالَ: إِن الْجِمَاع كَمَا أَنه يجفف دَائِما كَذَلِك يبرد صَحِيح. قَالَ: وَالْمَنْفَعَة الَّتِي ينَال الْإِنْسَان من الْجِمَاع إِنَّمَا ينالها بتبريده بدنه وَذَلِكَ أَن الْجِمَاع لَا ينفع إِلَّا من كَانَ فِي بدنه بخار دخاني لغَلَبَة سوء مزاج حَار بالطبع عَلَيْهِ فَقَط فَإِن هَؤُلَاءِ إِذا احتقن فيهم ذَلِك البخار الدخاني فَلم يتَحَلَّل ضرهم ذَلِك مضرَّة عَظِيمَة فَهَؤُلَاءِ هم الَّذين يَنْتَفِعُونَ بالباه مَتى استعملوه فِي وَقت الْحَاجة وبالمقدار الَّذِي يَنْبَغِي الْجِمَاع يشد الطبيعة مَا لم يفرط حَتَّى تضعف الْقُوَّة فَإِذا أَضْعَف الْقُوَّة فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك ينْطَلق الْجوف لفساد الهضم. لى رَأَيْت فِي كتاب سوء التنفس فِي الثَّالِثَة شَيْئا يُوجب: أَنه قد يعرض عَن الْإِمْسَاك عَن الْجِمَاع مَعَ شدَّة الْحَاجة إِلَيْهِ شَبيه بِمَا يعرض للنِّسَاء الْمُسَمّى اختناق الْأَرْحَام.
الْيَهُودِيّ: عاقرقرحا مِثْقَال دارصيني دِرْهَم فربيون نصف دِرْهَم ينعم سحقه جدا ويطرح فِي نصف أُوقِيَّة من الزنبق الْخَالِص ويمرخ بِهِ الإحليل والخصيتان والعجان وأسفل الرجلَيْن وَيكون المرخ شَدِيدا حَتَّى تحمى تِلْكَ الْمَوَاضِع. السّمك المشوي مَتى أكل مَعَ البصل زَاد زِيَادَة بَيِّنَة فِي الْجِمَاع وَيجب أَن يكون حاراً فَأَما الْبَارِد فَلَا ينفع.(3/377)
الْيَهُودِيّ: قد رَأَيْت من أَصَابَته فِي رَأسه ضَرْبَة يذهب عَنهُ شَهْوَة الباه وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تعلم أَن الدِّمَاغ فِي ذَلِك أعظم الْخطر فَلذَلِك مَتى ضعف الدِّمَاغ قل الباه وعلاجه السعوط بدهن اللوز والروائح الطّيبَة ليسمن الدِّمَاغ وعلامة ذَلِك أَلا يكون بِالْقَلْبِ والكبد والكلى عِلّة والباه نَاقص وَالْعين مَعَه تكون غير سخن وَلَا رطب. الدغدغة تصيب الْإِنْسَان عِنْد الْجِمَاع وَبعده: اسْقِهِ أَيَّامًا دِرْهَم جوشير بأوقية من مرزنجوش مطبوخ. قَالَ: من النَّاس من يصعد إِلَى رَأسه بعد الْجِمَاع بخار شَدِيد وعلاج هَؤُلَاءِ أَن يتْركُوا شرب النَّبِيذ الصّرْف الْكثير فَإِنَّمَا يُؤْذونَ مِنْهُ.
مَجْهُول: للباه بزر حندقوقا كيلجة دقه واعجنه بِعَسَل وَاجعَل جوزات وتأكل جوزة مَتى أردْت)
ذَلِك. دَوَاء جيد ملذذ فِي بَاب النحب يعظم الذّكر: يدلك ويمرخ شَحم الورل فَإِنَّهُ يعظم وَيكون ذَلِك شَدِيدا وَليكن الدَّلْك شَدِيدا.
حمول مسخن: يُؤْخَذ الكرمدانج ينخل بحريرة صفيقة ويتحمل مِنْهُ قَلِيلا مَعَ دهن زنبق فَإِنَّهُ يسخن حَتَّى يفْطن أَنه علاج إِن أَكثر مِنْهُ جدا فَلَا يكثر مِنْهُ. علاج يطيب ويضيق الرَّحِم عجب فِي ذَلِك سك ومسك قَلِيل زعفران يطْرَح فِي شراب ريحاني ويغلى ويغمس فِيهِ خرقَة كتَّان حَتَّى تشربه ويرفعها عنْدك وَعند الْحَاجة تقطع مِنْهَا قِطْعَة وتحتمل سَاعَة فَإِنَّهُ يطيب رِيحه ويضيق.
عَجِيب حَتَّى لَا يشْبع الرجل مِنْهُ مشهٍ. 3 (ضعف الْمَنِيّ من الدِّمَاغ) أهرن: إِذا كَانَ الْمَنِيّ ضَعِيفا فَإِن ذَلِك عَن الدِّمَاغ. وَإِذا كَانَ الإنتشار ضَعِيفا فَذَلِك عَن الْقلب وَإِذا كَانَت شَهْوَة الباه ضَعِيفَة كَانَ عَن الكبد والكليتين ويهيج الباه أكل البصل المشوي والمثروديطوس جيد لَهُ. وَإِذا كَانَ ذَهَابه لغم الْقلب فدواء الْمسك.
الطَّبَرِيّ للباه قَالَ: يدْخل الْحمام أَو تُوضَع الرجل فِي مَاء حَار سَاعَة ثمَّ يُؤْخَذ عاقرقرحا وفربيون فيجاد سحقه ويعجن مَعَه قَلِيل مسك ويعجن بدهن زنبق ويطلى بِهِ بَاطِن الْقدَم والمذاكر والعجان فَإِنَّهُ مجرب قوي وَيكون ذَلِك بعد الأغذية الجيدة والحقن فَإِنَّهُ جيد بَالغ. لى يجب أَن يحقن مَرَّات وَيَأْكُل مَا يهيج الباه أَيَّامًا كَثِيرَة وَيمْنَع من الباه ثمَّ يمسح بِهَذَا. قَالَ: وينفع من استرخاء الذّكر أَن يدهن بدهن بِلِسَان أَو بدهن الْخَرْدَل. قَالَ وَفِي كتاب الْهِنْد: إِنَّه مَتى نقصت النُّطْفَة جدا فسد اللَّوْن وتوجع الذّكر وَكَانَ صَاحبه ميت الْقلب. البوزيدان يزِيد فِي الباه وَكَذَلِكَ الناركيو والبهمنان. لى تجربة: دهن السعد يصلب الذّكر والتمسع بالسعد يفعل ذَلِك حَتَّى أَنه إِن مسح بِهِ ذَلِك نفع من سَاعَته. لى رَأَيْت مَتى كثر النفخ فِي الْبَطن وَلم يبلغ أَن يكون مرجعه اشْتَدَّ الإنعاظ.
3 - (دَوَاء الحسك لأهرن)
يُؤْخَذ حسك رطب فيجفف فِي الظل وينخل بحرير ثمَّ يعصر الحسك الرطب واسقه مِنْهُ وَزنه وجففه فِي الظل ثمَّ اسْقِهِ أَيْضا وجففه افْعَل ذَلِك حَتَّى يشرب ثَلَاثَة أوزانه ثمَّ اجْعَلْهُ أقراصاً والشربة مثقالان بسكرجتين من حليب فِيهِ شَيْء من زنجبيل.
أَبُو هِلَال الْحِمصِي قَالَ: يجب أَن يكون الْجِمَاع بعد الهضم وَقبل خلاء الْمعدة(3/378)
والإكثار مِنْهُ يضر بالبصر إِضْرَارًا قَوِيا وَشرب المَاء بعده يُرْخِي الْجِسْم وَيكثر البهر والتنفس والرعدة وَلَا يَنْبَغِي أَن يُجَامع على الإمتلاء لِأَنَّهُ يُولد فِي الْبدن أخلاطاً نِيَّة وَلَا يعقب الْحمام والتعب ويدع كل الحركات الشَّدِيدَة من حركات الْجَسَد وَالنَّفس مثل الغيظ وَالْغَضَب والاستفراغ بالقيء والفصد وَبعد التخم فَإِن ذَلِك كُله يُرْخِي الْجِسْم وينهك الْقُوَّة.
من كتاب مسيح قَالَ: سخونة الظّهْر تعين على الباه كَمَا أَن تبريده وَالنَّوْم على الأوراق الْبَارِدَة ينقص الباه. للزِّيَادَة فِي الباه عَجِيب: يطْبخ لبن النوق بِلَبن الْبَقر الحليب الطري وَيجْعَل ذَلِك غذاءه. تربية الحسك وَهُوَ عَجِيب للباه: يقطع الحسك الرطب ثمَّ ينقع فِي عصير الحسك الرطب فَإِذا أنشف اعيد عَلَيْهِ سِتَّة أشهر. ولاسترخاء الذّكر: يطلى بدهن البلسان فَإِنَّهُ عَجِيب.
بولس قَالَ: وَقد يبطل فعل الذّكر من فالج يعرض لربطة وَهَؤُلَاء يشتهون وَلَا ينتشرون فِي حَال وعلاج هَؤُلَاءِ علاج الفالج فِي بعض الْأَعْضَاء بالأشياء المسخنة والمروخ.
مَجْهُول: يُؤْخَذ ذكر ثَوْر هرم فجففه ثمَّ اسحقه وانثر مِنْهُ شَيْئا يَسِيرا على بَيْضَة نيمبرشت وتحسى فَإِنَّهُ أَمر عَجِيب جدا وَأَيْضًا يُؤْكَل ثَلَاثَة دَرَاهِم من بزر الجرجير بِسمن الْبَقر. قَالَ: وَإِن استف قدر البلوطة من بزر الكراث الشَّامي أَكثر الباه.
ابْن ماسويه قَالَ: ليجتنب الْجِمَاع على الْخمار فَإِنَّهُ يهيج بخاراً كثيرا فِي الرَّأْس كَمَا يكون عِنْد الإمتلاء لكنه يكون أخوف وَأحد.
من كناش مَجْهُول مؤلف فِي الباه دَوَاء يزِيد فِي الباه زِيَادَة كَثِيرَة يُؤْخَذ لبن بقر حليب زنة رطلين فيطبخ بحقنتين من ترنجبين حَتَّى يغلظ كالعسل وادفعه واشرب مِنْهُ أُوقِيَّة على الرِّيق فَإِنَّهُ ينعظ حَتَّى يتَأَذَّى بِهِ ويسكن إنعاظه بعنب الثَّعْلَب والهندباء وَيُؤْخَذ مِنْهُ بعد الطَّعَام أَيْضا. ويجفف ذكر ثَوْر وينعم سحقه وينثر مِنْهُ ثَلَاثَة مَثَاقِيل على بيض ويحس. آخر جيد بَالغ يكثر الباه وَهُوَ يصلح للنحفاء: يُؤْخَذ رطلان لبن حليب من بقر ويسحق خَمْسَة دَرَاهِم من الدارصيني أَجود)
مَا يكون واطرحه فِيهِ واشرب مِنْهُ سكرجة حَتَّى يَأْتِي عَلَيْهِ وخضخضه كل سَاعَة فِي يَوْمك وَخذ ذَلِك أسبوعاً وَيكون الطَّعَام طياهيج واشرب نبيذاً فَإنَّك ترى عجبا. أُخْرَى عَجِيبَة: يغلى عسل بلاذر مَعَ عسل النَّحْل وبسمن بقري حَتَّى يغلظ ويختلط وَلَا يغلي وَيُؤْخَذ مِنْهُ قدر حمصة عِنْد النّوم فَإِنَّهُ يهيج الباه اللَّيْل كُله وَهُوَ عَجِيب جدا.
لتعظيم الذّكر: يُؤْخَذ علق فَيجْعَل فِي نارجيلة فِيهَا مَاء وَيتْرك أسبوعاً وَمَا زَاد حَتَّى يجِف ثمَّ اسحقها واطلها بِهِ فَإِنَّهُ يعظم. للإنعاظ: بورق أَحْمَر وحلتيت بِالسَّوِيَّةِ فينعم سحقه ويخلط بِعَسَل ويدلك بِهِ أصل الذّكر وَحَوله والمراق وباطن الْقدَم وافتق عاقرقرحا فِي زنبق وَاسْتَعْملهُ.
ولتعظيم الذّكر: يدلك طرفِي النَّهَار ثمَّ يمسح بِلَبن الضَّأْن الغليظ فَإِنَّهُ يعظم ويبلغ مِقْدَار ماتزيد ويصابر على الدَّلْك أَو خُذ الحلبلاب وَهِي شَجَرَة لَهَا لبن فادلكه واطله بلبنها فَإِنَّهُ يعظم ويشتد مَا شِئْت. ولتغليظه: تُؤْخَذ خراطين فتجفف بعد غسلهَا(3/379)
وتسحق نعما وتداف فِي دهن سمسم ويطلى بِهِ فَإِنَّهُ يغلظ جدا. ملذذة: لى الكبابة مَتى مضغت وَجَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تحدد اللِّسَان والفم وَاسْتعْمل لُعَابهَا لذذت لَذَّة عَجِيبَة.
شرك الْهِنْدِيّ: إِذا كثر الْمَنِيّ اشْتَدَّ الشبق جدا ويهم فِي الْجِمَاع. قَالَ: لَا تجامع وَقد حركك الْبَوْل والرجيع وَلَا الطامث وَلَا الْمَرِيضَة والحدثة والهرمة والعاقر وَلَا عِنْد الْجُوع والعطش وَالْغَم والسهر والرمد والخمار وَالْمَشْي والقيء. قَالَ: وَإِذا أَدِيم أكل العصافير السمان وَشرب اللَّبن مَتى عَطش لم يزل كثير الْمَنِيّ منتشر الذّكر وَيزِيد فِي الْمَنِيّ زِيَادَة كَثِيرَة. بيض السّمك وَلبن الْبَقر عَجِيب يزِيد فِي الْمَنِيّ زِيَادَة كَثِيرَة ويسمن الْجِسْم: لحم الدَّجَاج المسمن وكل طَعَام يتَّخذ من الدَّجَاج المسمن وَقَالَ: ليؤخذ المخ من الْعِظَام ويطبخ مَعَ سمن الْبَقر وَلحم ويذر عَلَيْهِ أفاوية الطّيب ويؤكل فَإِنَّهُ بليغ النَّفْع زَائِد فِي الْمَنِيّ جدا وَكَذَلِكَ لحم السّمك الطري ويؤكل بالملح والحلتيت زَائِد فِي الْمَنِيّ وليشرب اللَّبن مَتى عَطش فَإِنَّهُ بليغ. قَالَ: وَجَمِيع الْأَطْعِمَة الحلوة والدسمة تزيد فِي الْمَنِيّ ومباشرة النِّسَاء فِي سنّ الحداثة يضر بالباه.
من كتاب تياذوق قَالَ: يشرب للجماع مَاء الْعَسَل الْغَيْر منزوع الرغوة بِلَا أفاوية بل يَجْعَل فِيهِ زعفران قَلِيل قدر مَا يلونه وَلَا تطبخه ويدمن شربه فَإِنَّهُ يزِيد فِي الإنعاظ. مجرب لى لِأَنَّهُ ينْفخ جدا. شَمْعُون دَوَاء يضيق ويشهى الْمَرْأَة بِالْجِمَاعِ: اغمس خرقَة فِي مَاء الشب الْيَمَانِيّ قد حل بِمَاء ثمَّ لوثها فِي سعد وسليخة وعفص مسحوقة بالكحل وَحملهَا قبل الْجِمَاع بساعتين أَو)
دق بزر الحماض نعما ويتحمله فَإِنَّهَا تصير كالعذراء. فَإِن كَانَت تَجِد رُطُوبَة فاسحق عفصاً جزءين وإثمدا جُزْءا وانعم سحقها بطلاء وتحتمله. للتضييق وتطيب الرَّائِحَة: عود وراسن وَسعد وقرنفل ورامك ومسك قَلِيل يسحق الْجَمِيع وتلوث صوفة فِيهِ قد غمست فِي ميسوسن وَحملهَا فَإِنَّهُ عَجِيب. لى ولتشهية الْجِمَاع والتسخين حملهَا عسل والزنجبيل أَو فلفل وَشد الظّهْر بالمناطق اللينة الحارة فَإِنَّهَا تهيج الإنعاظ إِذا أدمن جدا. لى يَنْبَغِي أَن تتحذ منْطقَة خرق وتبل بدهن ناردين وَبَان بكر وتشد على الظّهْر أَو تضمد وتشد. قَالَ: وَكَثْرَة الشَّرَاب وخاصة الحلو والحنديقون يهيج الباه. قَالَ: وللإنعاظ يحْتَمل شيافة من شَحم حمَار فَإِنَّهُ عَجِيب من الْعجب وألبان الْبَقر يزِيد فِي الباه جدا وَالْمَاء الَّذِي يطفى فِيهِ الْحَدِيد المحمى مَتى سقِِي لمن يسترخي ذكره لم يزل ينعظ اللَّيْل كُله.
ابْن ماسويه للباه: يشرب مِثْقَال حلتيت بنبيذ صلب. الطَّبَرِيّ: الَّتِي تزيد فِي الباه زِيَادَة كَثِيرَة الْأرز الْمَطْبُوخ بِاللَّبنِ وَسمن الْبَقر وَالسكر يكثر لمن أدمنه وَالَّذِي يهيج المباضعة بِهِ شرب دهن شيرج على نَبِيذ صلب وَيَأْكُل الكباب من لحم الضَّأْن ويتعاهد الزنجبيل المربى.
ابْن ماسويه: يهيج الإنعاظ بِقُوَّة أَن يفتق الجندبادستر والفربيون والعاقرقرحا والفلفل فِي دهن النرجس والسوسن ويمرخ بِهِ كل لَيْلَة الْقطن أجمع فَإِنَّهُ إِذا أَدِيم يَنُوب عَن الحقنة.(3/380)
روفس فِي كِتَابه فِي ذكر أبقراط: إِنَّه كَمَا أَن الْمَرْأَة الَّتِي تُرِيدُ بَقَاء لَبنهَا دَائِما يحلب مِنْهُ دَائِما فَإِنَّهُ إِن تركته جف كَذَلِك حَال من أدمن الْجِمَاع فَإِنَّهُ يقوى عَلَيْهِ أَكثر وَيكثر تولد الْمَنِيّ فِيهِ.
من اختيارات حنين دَوَاء ملذذ: عاقرقرحا ميويزج دارصيني بِالسَّوِيَّةِ ينخل بحريرة ويعجن بِعَسَل قد ربى فِيهِ زنجبيل ويحبب أَمْثَال الفلفل وَتمسك مِنْهُ حَبَّة فِي الْفَم عِنْد الباه وَيمْسَح الذّكر مِنْهُ والقبل فيوجد لَهُ لَذَّة عَجِيبَة. آخر: حلتيت مسحوق يصب فِي قَارُورَة وَيصب عَلَيْهِ دهن زنبق وَيتْرك أَيَّامًا ثمَّ يمسح بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب وَيدخل الرجل يَده تَحت ظهر الْمَرْأَة مِمَّا يَلِي الْعَجز ويرفعها إِلَيْهِ ويشد فَخذيهِ فَإِنَّهُ ينالهما لَذَّة عَجِيبَة. من اختيارات حنين لاسترخاء الذّكر: قنطوريون وزفت وقيروطى بدهن السوسن أَو دهن خيرى وشمع مصفى يجمع ويطلى بِهِ الذّكر ونواحيه وَيحْتَمل بِهِ فِي قطنه. قَالَ: وَالَّذين لَا يقدرُونَ على الْجِمَاع ليدلكوا المذاكر دلكا مُتَتَابِعًا بِشَيْء من الشحوم وَقد خلط شَيْء من أصل النرجس أَو حب المازريون أَو عاقرقرحا أَو ميويزج أَو قريض وليشربوا الفلفل وخصى الثَّعْلَب وليكثروا ذكر الباه.)
السَّادِسَة من مسَائِل ابيذيميا: الْأَبدَان الَّتِي يعرض لَهَا عِنْد الْجِمَاع النافض والإقشعرار فِيهَا أخلاط ردية مرارية فَيعرض لَهُم من حَرَكَة الْجِمَاع مثل مَا يعرض فِي الْحمام وَمِنْهُم من يشْتم مِنْهُ فِي وَقت الْجِمَاع رَائِحَة مُنْتِنَة وَهَؤُلَاء فيهم أخلاط عفنة وَمِنْهُم من تعرض لَهُم ريَاح فِي أَجْوَافهم وَهَؤُلَاء قد ضعفت مِنْهُم الْحَرَارَة الغريزية وَأَكْثَرهم أَصْحَاب الْعلَّة المراقية الْمَعْرُوفَة بالنافخة وشهوتهم للباه شَدِيدَة. لى يعالج هَؤُلَاءِ بِمَا يحل الرِّيَاح ويجيد الهضم وَإِلَّا ولين بالإستفراغ.
قَالَ: وَالْجِمَاع ينفع من كَانَ يتَوَلَّد فِي بدنه بخار دخاني لغَلَبَة سوء المزاج الْحَار عَلَيْهِ بالطبع فَإِن هَؤُلَاءِ من صَبر مِنْهُم على هَذَا البخار وَلم يُجَامع أضرّ بهم جدا وَالْجِمَاع باعتدال يروح أبدانهم فينتفعون بذلك.
أوربياسيوس قَالَ روفس: الْجِمَاع يفرغ الإمتلاء ويخف بِهِ الْجِسْم ويحركه إِلَى النمو والنشو ويكسب جلدا ويشده وَيحل الْفِكر ويسكن الْغَضَب وَلذَلِك هُوَ دَوَاء لمالنخوليا يبلغ من نَفعه ذَلِك مبلغا عَظِيما وللجنون وفقد الْعقل وَهُوَ علاج قوي للأمراض البلغمية كلهَا وَرُبمَا هيج شَهْوَة الطَّعَام. وَلَا تحتمله الْأَبدَان الْيَابِسَة وَيجب أَن يتدبر من يُرِيد الْإِكْثَار مِنْهُ تدبيراً مسخناً مرطباً فيرتاض باعتدال وَيسْتَعْمل الْجِمَاع باعتدال فَإِنَّهُ إِذا اسْتعْمل الْعُضْو أَكثر انجذب إِلَيْهِ والأغذية الْكَثِيرَة الْغذَاء والغليظة المنفخة كالجزر والسلجم والجرجير والباقلى والحمص واللوبياء وَإِنِّي لِأَحْمَد الْعِنَب حمداً كثيرا فِي هَذَا الْبَاب لِأَنَّهُ يرطب ويملأ الدَّم ريحًا وَالرِّيح ينعظ وَمن هُوَ مرمع أَن يُجَامع فَلَا يتملأ من الطَّعَام وَسُوء الهضم والإكثار مِنْهُ رَدِيء مَعَ كَثْرَة من الأخلاط الردية فِي الْجِسْم وأوفق مَا يكون بعد غذَاء معتدل لَا يثقل فَإِن ذَلِك لَا يسْقط الْقُوَّة وَلَا يبرد مَعَه الْجِسْم وليحذر بعقبه التَّعَب والقيء والإسهال فَأَما الإسهال المزمن فَإِنَّهُ يقطعهُ وَيَنْبَغِي للمنهوكين ان يضبطوا أنفسهم.(3/381)
أوريباسيوس: يُؤْخَذ من المر والكرنب ولب القرطم جُزْء جُزْء وَمن الشونيز جزءان وَمن العاقرقرحا نصف جُزْء وَمن الفلفل إِذا كَانَت تِلْكَ دِرْهَم ثَلَاثُونَ حَبَّة وَمن الكردمانة عشرُون حَبَّة يداف شمع يسير بدهن خروع وَعسل وَيجمع بالأدوية وتدلك بِهِ المذاكر وَمَا حولهَا. قَالَ: الَّذين لَا يقدرُونَ على الإنعاظ يدام مسح الذّكر والعجان بِبَعْض الشحوم وَقد خلط بِشَيْء يسير من الْحبّ الْمُسَمّى فسدس أَو ميويزج أَو عاقرقرحا أَو بزر الأنجرة وَقد ينعظ الحلتيت مَتى جعل مِنْهُ فِي ثقب الإحليل. قَالَ: وَمن أشرف على نَفسه فِي الباه فليتدبروا بتسخين ويطيلون النّوم)
لترجع قوتهم. قَالَ: وَقد يسْتَعْمل شياف من قنطوريون وزفت وَيسْتَعْمل لاسترخاء الذّكر.
روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: الْجِمَاع يتعب الصَّدْر والرئة والعصب وَالرَّأْس وَفِيه أَيْضا مَنَافِع لِأَنَّهُ يطيب النَّفس وَيصْلح للمالنخوليا وَالْجُنُون قَالَ: وَهُوَ فِي الخريف وَفِي الوباء ضار مهلك وَليكن قبل النّوم فَإِنَّهُ أَجود لراحة الْجِسْم وللحمل أَيْضا وَهُوَ رَدِيء أَن يُجَامع فِي آخر اللَّيْل قبل التبرز وَخُرُوج الثفل وَألا يسْتَعْمل على الإمتلاء من الشَّرَاب وعَلى الْخَلَاء من الْغذَاء وَلَا بعد الْقَيْء والإسهال والتعب والكائن مِنْهُ قبل الطَّعَام والإستحمام أقل تعباً ليسترد الْقُوَّة بالدلك والأغذية المقوية وَالنَّوْم وليسخن الْجِسْم وليسترح.
من كتاب حنين فِي الْمعدة ضماد ينعظ: عاقرقرحا وحسك وبزر القريظ وجرجير وَدَار فلفل وعكر الزَّيْت يضمد بِهِ الْقطن. قريطن للتضيق والرطوبة عِنْد الْجِمَاع: قشور الصنوبر مدقوقة أَرْبَعَة أَجزَاء شب جزءان سعد جُزْء يطْبخ بشراب ريحاني عفص حَتَّى يغلظ وتبل بِهِ خرق كتَّان وَيرْفَع فِي إِنَاء زجاج مشدود الرَّأْس وَعند الْحَاجة تمسك مِنْهَا وَاحِدَة. آخر يخفى اللواتي اقتضضن: عفص فج جزءان فقاح إذخر جُزْء يدق وينخل بمنخل صفيق واجعله فِي إِنَاء يكون فِيهِ خرق مبلولة بشراب وَيُؤْخَذ مِنْهَا وَاحِدَة بعد أَن تَجف وَتمسك وَأما اللواتي يشكين كَثْرَة الرُّطُوبَة فليدمن الإستنجاء بِمَاء القمقم ويحتملن من هَذِه. صفة للَّتِي تَشْكُو الْبرد والرطوبة: عفص فج أَربع أَوَاقٍ حب فسدس نصف أُوقِيَّة فلفل مثله سعد أُوقِيَّة دق ذَلِك وانخله واعجنه بمطبوخ وارفعه وَعند الْحَاجة انْعمْ سحقه واخلط بِهِ شَيْئا من دهن الْورْد وَيحْتَمل وَقت الْحَاجة إِلَى الْجِمَاع. آخر شب عفص جُزْء جُزْء فلفل أَبيض عاقرقرحا ربع جُزْء ربع جُزْء يعجن بدهن ورد حَتَّى يصير قوامه كالعسل وَيحْتَمل وَقت الْحَاجة قبل وَقت الْجِمَاع.
من كناش حنين فِي الباه قَالَ: الْقُوَّة على الباه تكون إِذا كَانَ الْمَنِيّ كثيرا حاراً وَيكون ذَلِك إِذا كَانَ مزاج الْأُنْثَيَيْنِ حاراً رطبا لِأَن تولد الْمَنِيّ إِنَّمَا يكون فيهمَا فَإِذا يبس مزاجهما قل الْمَنِيّ وَضعف صَاحبه عَن الباه لقلَّة الْمَنِيّ وَإِذا كَانَ مزاجهما بَارِدًا كَانَ الْمَنِيّ الَّذِي يتَوَلَّد فيهمَا سَاكِنا جَامِدا لَا لذع مَعَه وَلَا حَرَكَة غائراً فِي قعور أوعيته فَلم يهج وَلم(3/382)
يلذع. قَالَ: وَيتبع حرارة مزاج الْأُنْثَيَيْنِ شدَّة الشبق والإنجاب وتوليد الذُّكُور وَسُرْعَة نَبَات الْعَانَة وَكَثْرَة الشّعْر فِيهَا وغلظه فِي نواحيه. وَالدَّلِيل على برده ضد ذَلِك وَدَلِيل رطوبته كَثْرَة الْمَنِيّ ورقته وَدَلِيل يبسه قلته وغلظه فَإِذا كَانَ المزاج حاراً يَابسا كَانَ الْمَنِيّ غليظاً جدا وَيكون صَاحبه منجياً جدا كثير)
الشبق ويحتلم سَرِيعا وتنبت عانته سَرِيعا وتكثر حَتَّى تبلغ السُّرَّة وتنحدر إِلَى الفخذين وَصَاحب هَذَا المزاج سريع إِلَى الباه إِلَّا أَنه يَنْقَطِع سَرِيعا من أجل اليبس وَمَتى أكره نَفسه أضره ذَلِك وَمَتى اجْتمعت مَعَ حرارة مزاج الْأُنْثَيَيْنِ رُطُوبَة كَانَ الشّعْر فِي الْعَانَة كثيرا إِلَّا أَنه دون الأول وَلم تكن الشَّهْوَة بِأَكْثَرَ من شَهْوَة صَاحب المزاج الْحَار الْيَابِس إِلَّا أَنه أضرّ عَلَيْهِ وضرره لَهُ أقل وَرُبمَا أضرّ بِهَذَا المزاج الْإِمْسَاك عَن الباه فَإِن كَانَ المزاج بَارِدًا رطبا كَانَ الشّعْر فِي الْعَانَة رَقِيقا بطيء النَّبَات والإحتلام بطيئاً والشبق قَلِيلا والمني رَقِيقا مائياً وَصَاحبه غير منجب ومولداً لإناث وَإِذا كَانَ بَارِدًا يَابسا كَانَ كَحال صَاحب المزاج الرطب إِلَّا أَن الشّعْر أَكثر والمني أغْلظ وَأَقل. لى يحول فِي المزاج إِن شَاءَ الله.
قَالَ: إِذا حدث ضعف عَن الباه لم يعهده فَانْظُر فَإِن كَانَ الْمَنِيّ قل مَعَ ذَلِك فالسبب فِيهِ عوز الْمَنِيّ وَإِذا كَانَ على مالم يزل عَلَيْهِ فالسبب أَنه برد وَإِن كَانَ غلظ فالسبب فِيهِ أَنه يبس وَإِن كَانَ رق فَإِنَّهُ رطب وَذَلِكَ لمزاج الْأُنْثَيَيْنِ الْمُسْتَفَاد فعالج كل وَاحِد بضده وَأما الْأَمر الْكُلِّي فَإِن الضعْف عَن الباه يكون إِمَّا لقلَّة الْمَنِيّ وَإِمَّا لبرده فأدمن مَا يُقَوي عَلَيْهِ فَأَما مَا يُولد الْمَنِيّ فَيحْتَاج إِلَيْهِ إِذا نقص الْمَنِيّ وَأما مَا يسخنه فَيحْتَاج إِلَيْهِ إِذا برد فقد بَان إِذا أَن الَّذِي يقطع الْمَنِيّ ضَرْبَان إِمَّا ماينقصه وَإِمَّا مَا يبرده ويجمده وَالَّذِي يُولد الْمَنِيّ مَا احْتِيجَ فِيهِ أَن يكون الْغذَاء الْكثير الْغذَاء مولداً للرياح حاراً ملائماً لجوهر الْمَنِيّ فَمَتَى لم يجْتَمع ذَلِك فِي شَيْء فضم ذَلِك من غَيره مِثَال ذَلِك: الباقلى قَلِيل الْغذَاء ينْفخ لكنه لَيْسَ بِكَثِير الْغذَاء فَإِذا ضم إِلَيْهِ اللَّحْم السمين اجْتمع فِيهِ مَا يُرَاد مِنْهُ. لى إِذا أكل السّمك الطري المشوي فَإِنَّهُ أفضل وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الحلتيت وَمن علم أَن الصنوبر حَار كثير الْغذَاء إِلَّا أَنه لَا ينْفخ علم أَنه يحْتَاج أَن يضم إِلَيْهِ عقيد الْعِنَب وَنَحْوه مِمَّا يُولد ريحًا وَكَذَلِكَ الأدمغة وصفرة الْبيض ومخ الْعِظَام يحْتَاج أَن يضم إِلَيْهَا مَا يسخن والحمص قد اجْتمعت فِيهِ الْخلال الثَّلَاثَة لى إِلَّا أَنه لَيْسَ يُبَالغ فِيهَا ثلثتها. قَالَ: ومزاجه وَحده بَقِي بتوليد الْمَنِيّ لِأَنَّهُ قريب من مزاج الهريسة والسلجم وبصل الزير وَأما الجرجير فَإِنَّهُ أَكثر إسخاناً من السلجم وَهُوَ منفخ إِلَّا أَنه أقل غذَاء مِنْهُ فَلذَلِك يُولد الْمَنِيّ أقل إِلَّا أَن يكون مَعَ غَيره وَكَذَلِكَ الجزر والنعنع إِلَّا أَن الجزر أَكثر غذاءاً من النعنع وَكَذَلِكَ الكراث والبطم وَالْعِنَب وَلَكِن فِي الْعِنَب فضل رُطُوبَة وغذاء كثير وَنفخ كثير فَهُوَ لذَلِك أقوى الْفِعْل والكراث والبطم يعينان على الباه. قَالَ: فَجَمِيع مَا يهيج الباه يكون إِمَّا لِأَنَّهُ يُولد الْمَنِيّ)
وَإِمَّا لِأَنَّهُ يسخنه وَإِمَّا لِأَنَّهُ إِذا وَقع مَعَ سَائِر الْأَطْعِمَة ولد شَيْئا يحْتَاج إِلَيْهِ. قَالَ: والأدوية الَّتِي تعين على الباه: بزر الجرجير وبزر السلجم والقسط الحلو والزعفران والسقنقور مِمَّا يَلِي كلاه إِذا شرب مِنْهُ مُفردا زنة مِثْقَال بِثَلَاث أَوَاقٍ من نَبِيذ ريحاني قوي والكزبرة الْيَابِسَة إِذا شرب مِنْهَا زنة دِرْهَم مَعَ(3/383)
عقيد الْعِنَب لَهُ مِقْدَار وبزر الْكَتَّان إِذا أكل مَعَه الْعَسَل الْمَعْقُود والحرف وبزر الأنجرة والأنيسون إِذا شرب مِنْهُ زنة دِرْهَمَيْنِ بنبيذ ولب القرطم إِذا خلط بالأطعمة وَقد يخالط بالحقن المسخنة المرطبة وبالأدهان الَّتِي تمرخ بهَا الكلى ونواحيها وأفضلها دهن الخيري يخلط بِشَيْء يسير من بصل النرجس والعاقرقرحا والميويزج وبزر الأنجرة والجندبادستر وَنَحْوه.
3 - (من كتاب الْمسَائِل)
الْمَنْسُوب إِلَى أرسطاطاليس قَالَ: الْإِكْثَار من إدرار الْبَوْل ينقص الْمَنِيّ لِأَنَّهُ يهزل الكلى وَينْقص شحمها. قَالَ: وَمن جَامع بِقدر شَهْوَته فَإِنَّهُ كمن ينقص طَبِيعَته وينقي بِقدر الْحَاجة وبالضد.
قَالَ: إِذا كَانَت المثانة ممتلئة أَو الْبَطن ممتلئاً كَانَ خُرُوج الْمَنِيّ أعْسر. قَالَ: مدمنو ركُوب الْخَيل أقوى على الباه من غَيرهم الْجِمَاع يُخَفف الْجِسْم وَيكثر الْبَوْل. قَالَ: وَتعرض شَهْوَة الباه للرِّجَال فِي الْبلدَانِ الْبَارِدَة فِي الشتَاء وللنساء بالضد. قَالَ: الكثيرو االشعر أقوى على الْجِمَاع وَأَصْحَاب الْمرة السَّوْدَاء يهيج فيهم الباه كثيرا بِسَبَب النفخ والمقعدون أَكثر جماعاً لقلَّة تعبهم لأَنهم لَا يَمْشُونَ كثيرا.
من كتاب روفس فِي تهزيل السمين قَالَ: السمان لَا يشتهون الباه وَلَا يقوون على الْإِكْثَار مِنْهُ.
مَجْهُول الحقنة الْكَبِيرَة: رَأس حمل حولى سمين وأكارعه وجنبه الْأَيْمن يرض رضَا شَدِيدا ويغلى فِي قدر برام أَو نُحَاس مرصص وَيجْعَل مَعَه حِنْطَة مهروسة خمسين درهما وحمص مرضوض ثَلَاثِينَ درهما وحسك حَدِيث ثَلَاثِينَ وقرطم مرضوض وحلبة عشرَة عشرَة بزر الشبث بزر الجزر بزر البصل بزر الكراث بزر الهليون بزر اللفت بزر الجرجير بزر الأنجرة بزر الرّطبَة سَبْعَة سَبْعَة شقاقل عشرَة بزر الكرفس نانخة وخصى الثَّعْلَب ثَلَاثَة ثَلَاثَة يطْبخ بِخَمْسَة وَعشْرين رطلا مَاء ماحور الرَّأْس حَتَّى يتهرأ وينحل الْبَتَّةَ ويساط نعما ثمَّ يصفى وَيُؤْخَذ من المرق نصف رَطْل وَمن الدسم ثلث رَطْل وَيجْعَل مَعَه دهن خيرى أصفر خَالص ودهن الْجَوْز والحبة الخضراء وَبَان عشرَة عشرَة وَعسل خَمْسَة عشر درهما وَسمن عشرَة ويحقن بِهِ.
ابْن سرابيون الَّتِي تنعظ بزر الأنجرة وبصل الزير وبزر اللفت والجزر وبزره والنعنع والجرجير)
والحمص والباقلى والسمك الْكثير الأرجل وَحب الصنوبر والتودرى وأصل اللوف وكلى الاسقنقور وبيض الحجل والقسط إِذا شرب بشراب عسل وخصى الثَّعْلَب والبصل والهليون وأدمغة العصافير.
سفوف يهيج الباه: بزر هليون شقاقل زنجبيل خَمْسَة خَمْسَة درونج أَحْمَر وأبيض بهمن أَحْمَر وأبيض ثَلَاثَة ثَلَاثَة بزر الرّطبَة وبزر اللفت وبزر الفجل وبزر الجرجير وبزر الأنجرة دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ إشقيل مشوي سرة الاسقنقور ثَلَاثَة ثَلَاثَة رشاد خَمْسَة أَلْسِنَة العصافير دِرْهَم سكر أَربع الشربة دِرْهَم بطلاء آخر إِن كَانَ يسْتَعْمل الْهِنْدِيّ حسك يَابِس يدق وينخل بحريرة ويعتصر مَاء الحسك الرطب فِي إبانه وَيصب عَلَيْهِ وَيجْعَل فِي الشَّمْس حَتَّى تنشفه فيوزن وَيكون وَزنه يَابسا ثَلَاثَة أضعافه فَإِنَّهُ إِذا زَاد فِيهِ ثَلَاثَة أضعافه جَاءَ عجيباً فَخذ مِنْهُ حينئذٍ(3/384)
ثَلَاثَة أَجزَاء وعاقرقرحا جُزْء سكر طبرزد أَرْبَعَة أَجزَاء الشربة خَمْسَة دَرَاهِم فَإِنَّهُ عَجِيب وَيشْرب دِرْهَمَيْنِ أَيْضا. آخر يعتصر مَاء البصل الرطب نصف رَطْل ويطرح عَلَيْهِ نصف رَطْل من الْعَسَل ويطبخ بِنَار لينَة إِلَى أَن ينضب مَاء البصل وَيرْفَع وَيُؤْخَذ مِنْهُ عِنْد النّوم قدر أُوقِيَّة فَإِنَّهُ جيد.
آخر: يُؤْخَذ عسل فيطبخ حَتَّى يغلظ قَلِيلا ثمَّ ينثر عَلَيْهِ حب الصنوبر لبه الْكِبَار وبزر الجزر وَدَار فلفل وشقاقل وبزر الجرجير وَدَار صيني وَيحْتَمل مثل جوارش النارمشك ويعقد ويدام أكله بعد الطَّعَام كل يَوْم قرصة فِيهَا أُوقِيَّة شراب. يُحَرك الباه: لفت وجزر وتين بِالسَّوِيَّةِ يطْبخ بِمَاء ويصفى ويطبخ فِيهِ ثَانِيَة زبيب منزوع الْعَجم ثمَّ يصفى ثَانِيَة ويخلط مَعَه فانيذ وَيتْرك حَتَّى يغلي وَيصير نبيذاً وَيشْرب مِنْهُ وَيسْتَعْمل فِي الْأكل وَالشرب وَالنَّقْل والحلواء وكل مايحرك الباه وَيجْعَل ثلثه ملح السقنقور.
دَوَاء مجرب للباه مَجْهُول: مَاء الحسك المعصور وَمَاء البصل المعصور وَمَاء الجرجير الرطب وَسمن وَعسل بِالسَّوِيَّةِ يجمع وَيجْعَل فِي شمس حَتَّى يغلظ بعد أَن يضْرب بعضه بِبَعْض ويطبخ قَلِيلا حَتَّى يخلط بِنَار لينَة ويلعق مِنْهُ قدر أوقيتين فِي كل يَوْم فَإِنَّهُ أبلغ مَا يكون.
بولس قَالَ: من أحب ان يستكثر من الباه فليكثر فِي بدنه أبدا فضلا من الْغذَاء وليتغذى أغذية كَثِيرَة الْغذَاء لذيذة.
أقرابادين حنين حقنة جَيِّدَة تزيد فِي الباه جدا: حسك طري خمس حزم وكف حلبة وكف بزر اللفت والجزر والجرجير الْبري والهليون ونخاع تَيْس وخصيتاه مرضوضتان ودماغه يصب)
عَلَيْهِ رطلان من مَاء وَلبن حليب زنة رطلين ويطبخ جدا حَتَّى يغلظ ويحقن بِأَرْبَع أَوَاقٍ مَعَ أُوقِيَّة من دهن البطم يحقن بِهِ ثَلَاثَة أَيَّام على الرِّيق بعد التبرز. وَله جوارش البزور: تجمع البزور وتلت بالزنبق الرصاصي الْجيد ثمَّ يعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ مِنْهُ مثل الجوزة بأوقيتين من لبن حليب وَنصف أُوقِيَّة من السكر أَيَّامًا فَإِنَّهُ أبلغ. لى على مَا رَأَيْت لَهُ معجون اللبوب يزِيد فِي الباه: لوز بندق مقشر وفستق ونارجيل مقشر محكوك ولوز الصنوبر حب الفلفل حب الزلم وحبة الخضراء أَجزَاء سَوَاء ونارمشك وَدَار فلفل وزنجبيل من كل وَاحِد عشر جُزْء بِمِقْدَار مَا يكون لَهُ أدنى حرافة يدق نعما ويعجن بِمِقْدَار مَا يجمعه فانيذ سجزى وَيُؤْخَذ مِنْهُ مثل الْبَيْضَة كل يَوْم وَيشْرب لَبَنًا قد أنقع فِيهِ تمر ويمسك عَن الباه فَإِذا كثر المَاء شرب الْأَدْوِيَة الحارة الجافة.
من منجح ابْن ماسويه للإنعاظ: يشرب مِثْقَال حلتيت بنبيذ صلب أوقيتين. لى دَوَاء الحلتيت: زنجبيل دَار فلفل شقاقل بالسواء حلتيت نصف جُزْء يعجن بِعَسَل وَيشْرب وَهَذَا يصلح لِأَنَّهُ دَوَاء حَار جدا. بولس لِكَثْرَة الإنعاظ: يحرق اسفلانوطس ويسحق وَيصب عَلَيْهِ دهن ويلطخ بِهِ إِبْهَام الرجل الْيُمْنَى فَإِنَّهُ ينعظ مَا شِئْت فَإِذا أردْت أَن يكف غسل. لى وجدت هَذَا فِي كتاب العلامات فِي أَوله فِي ذكر الْهَوَام أَنَّهَا العظاية الَّتِي لَوْنهَا إِلَى السوَاد وَعَلَيْهَا نقط تكون فِي الخراب وتصعد فِي الْحِيطَان.(3/385)
من كتاب مُخْتَار وصف دَوَاء الترنجبين قَالَ: يتَّخذ على هَذِه الصّفة: رطلان من حليب وَنصف رَطْل من الترنجبين الْجلَال يطْبخ بِنَار لينَة حَتَّى يصير كالعجين غلظاً ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ فَإِنَّهُ أَجود مَا رَأَيْت يُجَامع حَتَّى يضجر وتسكينه أَنه يقْعد فِي المَاء الْبَارِد لى هَذَا المزاج الْحَار هَذَا يصلح لأَصْحَاب الأمزجة الحارة الْيَابِسَة المحتاجين إِلَى مَا يرطب.
أوربياسيوس مسوح لروفس ينعظ جدا: مر كبريت لم يطفأ ولب القرطم دِرْهَمَانِ من كل وَاحِد عاقرقرحا أبولسان فلفل أسود ثَلَاثُونَ حَبَّة قردمانا عشرُون حَبَّة يدق مَعَ دِرْهَم من بصل العنصل دقاً نعما كل وَاحِد على حِدة ثمَّ تجمع ثمَّ يذاب شمع ودهن وَيصب على الْأَدْوِيَة ويسحق حَتَّى يصير فِي ثخن الْعَسَل وتمسح بِهِ المقعدة والقطن والعجان قبل الْوَقْت بساعة ثمَّ يغسل مرّة بعد الْجِمَاع ويدهن بدهن ورد.
جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة: النّوم على الْقَفَا وَشد الحقو ينعظ اسْتِعْمَال كَثْرَة الْجِمَاع يغلظ الذّكر ويملؤه وقلته يقلصه ويرقه لِأَن كل عُضْو يرتاض ينمى.)
الرَّابِعَة من طيماوس قَالَ أفلاطن: إِن المخ يزِيد فِي الْمَنِيّ قد يظْهر قَول أبقراط أَيْضا أَنه كَانَ يرى أَن زِيَادَة المخ تزيد فِي الْمَنِيّ. قَالَ: الْمَنِيّ إِذا كثر أحب الْحَيَوَان إِخْرَاجه. لى لذَلِك يزِيد فِي الْمَنِيّ أكل اللبوب بالسكر.
من مسَائِل ارسطاطاليس فِي الباه قَالَ: الهضم الْجيد يكثر مَادَّة الْمَنِيّ. لى جربت فَوجدت النفخ فِي الْبَطن والثقل الَّذِي لَيْسَ بمفرط فِي الْبَطن ينعظ مَالا ينعظ عِنْد الْخُف من الْغذَاء وَعدم النفخ فِي الْبَطن والباه ينقص شعر الحاجبين وَالرَّأْس وأشعار الْعَينَيْنِ وَيكثر شعر اللِّحْيَة وَسَائِر الْبدن وَيكثر شعر الأشفار سَرِيعا. قَالَ: والأبدان الحارة الرّطبَة هِيَ مستعدة للحقن فَإِذا منعت الْجِمَاع جدا عفن فِيهَا الْمَنِيّ وعفن لذَلِك الدَّم فَصَارَ الْبَوْل وَالْبرَاز مرارياً وعلامة الْمَنِيّ العفن الْمُتَغَيّر الرَّائِحَة واللون.
من الأقربادين الْكَبِير دَوَاء الحسك: حسك يَابِس يسحق كالكحل رَطْل وَيصب عَلَيْهِ رطلان من مَاء ويطبخ حَتَّى يهترأ ثمَّ يصب عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَرْطَال من مَاء الحسك الرطب ويطبخ حَتَّى يصير كاللعوق بِنَار لينَة ثمَّ يُؤْخَذ عاقرقرحا جُزْء وَمن هَذَا الطبيخ ثَلَاثَة أَجزَاء فانيذ مثله يشرب فِي كل لَيْلَة أَرْبَعَة دَرَاهِم عِنْد النّوم فَإِنَّهُ عَجِيب.
مُفْردَة: بزر الأنجرة مَتى عجن بعقيد الْعِنَب وَأخذ هيج الباه. بصل الزير يهيج الباه مَتى أكل وَلَا يهيج حرارة. بزر السلجم وَأَصله يزِيد فِي الْمَنِيّ. الجزر وبزره والنعنع يُحَرك الباه قَلِيلا.
البصل يهيج الباه والقسط يُحَرك الباه مَتى أَخذ بشراب. خصى الثَّعْلَب يهيج الباه والجرجير وبزره إِذا أَكثر مِنْهُمَا هاجا الباه والحرف يهيج الباه وبدله الْخَرْدَل وبزر الجرجير بِالسَّوِيَّةِ يهيجان الباه. والبلبوس يُحَرك الباه وَلَا يجب أَن يكثر مِنْهُ من عصبه ضَعِيف لِأَنَّهُ يضر بالعصب بزر الكزبرة مَتى شرب بالميبختج ولد الْمَنِيّ. أصل شَجَرَة الأنجدان منفخ(3/386)
مسخن لى فَهُوَ جيد إِذا لهَذَا. قَالَ: والحلتيت صمغه وَهُوَ أقوى مِنْهُ نافخ. ورق الأنجدان أقوى من الأَصْل والصمغ أقوى من الْوَرق. خصى الثَّعْلَب مَتى أمسك فِي الْيَد هاج الباه وَمَتى شرب حركه أَكثر. وشحم البط يزِيد فِي الباه وَكَذَلِكَ لَحْمه.
سندهشار: لحم الدَّجَاج يزِيد فِي الباه. ابْن ماسويه: لحم الدَّجَاج يزِيد فِي الْمَنِيّ. الخوز: الوج يزِيد فِي الباه. ابْن ماسويه: زعفران يزِيد فِي الباه. ابْن ماسويه وشرك الْهِنْدِيّ والخوز وماسرجويه: الزنجبيل يزِيد فِي الباه. الخوز: الحلبة يزِيد فِي الباه. سندهشار: الحسك يزِيد فِي)
الباه. ابْن ماسويه: حب الزلم يزِيد فِي الباه جدا وَهُوَ طيب المذاق دسم. الهليون والكنكر يزيدان فِي الباه. الخوز الحلبة بقله وبزره يهيجان الباه. ابْن ماسويه: مَتى انقع الحمص وَشرب مَاؤُهُ على الرِّيق زَاد فِي الإنتشار جدا. الخوز: يشرب مَاؤُهُ ويؤكل الحمص فَإِنَّهُ ينعظ إنعاظاً بليغاً وَليكن المَاء قَلِيلا قَلِيلا ليَكُون أقوى. وليستعمل دَائِما كل يَوْم قدر نصف ربع من المنقى الْكِبَار مِنْهُ. الجوزجندم يزِيد فِي الْمَنِيّ. الكردمانا النِّسَاء يستعملنه ليسخن الْفرج فيسخن جدا حَتَّى يفْطن أَنه علاج. لى يسخن ويضيق ويطيب لب الكردمانا وسك فيلوث فِيهِ خرقَة كتَّان بنبيذ زبيب عَتيق وَيحْتَمل فَإِنَّهُ عَجِيب.
الفلاحة: الكرفس يهيج الباه من الرِّجَال وَالنِّسَاء وَلذَلِك يمْنَع مِنْهُ الْمُرْضع.
شرك: اللَّبن يزِيد فِي الباه جدا وَيَنْبَغِي أَن يدمنه من يدمن الْجِمَاع. الخوز: لِسَان العصافير زَائِد فِي الباه.
ماسرجويه: سمن الْبَقر جيد للباه ويسمن الكلى. وَقَالَ: اللعبة تزيد فِي الباه جدا. بزر المغاث يزِيد فِي الباه جدا. الخوز: الموز يُحَرك الباه.
ابْن ماسويه: مَاء النارجيل يُحَرك الباه. وَقَالَ: السرطان النَّهْرِي مَتى شوي وَأكل هاج الباه.
سندهشار: السّمك الطري يزِيد فِي الباه. الخوز: مَتى شرب مِمَّا يَلِي كلى السقنقور ثَلَاثَة مَثَاقِيل أنعظ حَتَّى يحْتَاج أَن يشرب لَهُ نَقِيع العدس وَمَتى خلط بالأدوية انْكَسَرت شدَّة قوته.
هَذَا السّمك خاصته أَن يهيج الباه.
القلهمان: السكبينج الْأَصْبَهَانِيّ يزِيد فِي الباه. الفلاحة: الفجل يزِيد فِي الباه لِأَنَّهُ يسخن وينفخ.
الخوز: الفجل يزِيد فِي الْمَنِيّ والإنعاظ جَمِيعًا. لب القرطم يزِيد فِي الباه القلقاس يزِيد فِي الباه وخاصة مَتى خلط بالسمسم وَعسل الْقصب أَو الفانيذ. الذوبيان الطري يزِيد فِي الباه. الربيثا يهيج الباه.
سندهشار: الثوم جيد لمن قل منيه من كَثْرَة الْجِمَاع وَيكثر الْمَنِيّ جدا السّمن وَاللَّبن يكثران الْمَنِيّ.(3/387)
الخوز: الخولنجان يزِيد فِي الباه جدا. الْحبَّة الخضراء تزيد فِي الباه.
مَجْهُول: يسحق الْخَرْدَل ويغلى فِي الدّهن ويتمسح بِهِ بعد أَن يصفى فَإِنَّهُ ينعظ جدا.)
ابْن ماسويه: الشقاقل زَائِد فِي الباه. قريطن: للبرد والرطوبة وَالنَّتن وَالسعَة فِي الْفرج: عفص وَمر وَسعد وسليخة وفلفل وسنبل وقندس يسحق ويتحمل فِي خرقَة. لى على مَا استخرجته لميسوسن وَغَيره. وَإِذا كَانَت الْمَرْأَة ترى مَاء كثيرا فاحقن الرَّحِم بِمَا شَأْنه إسهال المَاء مَرَّات وجفف التَّدْبِير وَحمل شيافات جازبة للْمَاء. فأبلغ مَا جرب فِي ذَلِك الشياف المتخذة من شَحم الحنظل والشبرم ثمَّ بعد ذَلِك يحمل ويحقن بالقوابض كطبيخ العفص والآس والسك وَنَحْوه. لى مِمَّا وَقع فِي ذَلِك بالتجربة بِخِلَاف ظَنِّي الكردمانا فَإِنِّي ظَنَنْت أَنه يحدث المَاء فَإِذا هُوَ يجفف الرَّحِم ويسخنه اسخاناً شَدِيدا لَا بعده حَتَّى أَن النِّسَاء بالتجربة يستعملنه لقطع الطمث وَأَنا من كتاب روفس وَحكى عَنهُ قسطاً أَيْضا: أَن الْجِمَاع إِذا كَانَ مَعَ الغلمان كَانَ أَشد إتعاباً للجسم وَذَلِكَ أَن الْآلَة غير مُوَافقَة تحْتَاج إِلَى تَعب لينزل الْمَنِيّ وَلَيْسَ من الْحر واللين والرطوبة على مِثَال الْفرج وَلذَلِك يتعب أَشد إِلَّا أَن يكون الْفَاعِل شَدِيد الشبق جدا فيبدر منيه بسهولة. لى رَأَيْت فِي مَوضِع آخر أَن مجامعة الغلمان لَا تخرج من الْمَنِيّ مَا تخرج من مجامعة النسوان وَلذَلِك هُوَ أقل إنهاكاً للجسم وَيجب ان يحرز ذَلِك. مسَائِل أرسطاطاليس قَالَ: الكلى والقضيب يسخن بسخونة الْقَدَمَيْنِ. لى إِذا دلكت بدهن مسخن هاج الإنعاظ.
مسَائِل الرَّابِعَة من السَّادِسَة من ابيذيميا: الباه يجفف دَائِما وَلَا يسخن أَي يبرد دَائِما لكنه مَتى كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة أَعنِي ان تكون الْحَرَارَة الغريزية فِي الْبدن كَثِيرَة أسخنه وَمَتى كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة والحرارة الغريزية يسيرَة أسخن وَقت اسْتِعْمَاله ثمَّ أَنه يبرد تبريداً شَدِيدا قَوِيا وَمَتى كَانَ فِي الْجِسْم بخار دخاني برد أَيْضا. حمل الرجل شيافة فأنعظ ليلته كلهَا حَتَّى أخرجهَا وَإِنَّمَا كَانَ حملهَا لبواسير كَانَت بِهِ. قَالَ: وَكلما رق لحم الكلى كَانَ امْتنَاع الْمَنِيّ أَشد وَكَانَ الإنعاظ أَشد لى احسبه يحْتَاج مَتى رقت آنِية الْمَنِيّ وَلذَلِك نجد قوما أرقاء نحفاء شديدي الإهتياج للباه ويضرهم لقلَّة أخلاطهم ورقة أبدانهم.
بليناس فِي الطبيعيات: من أحب أَن يُجَامع وَلَا يُؤْذِيه فليشرب بزر الكراث مَعَ شراب. خلف: يحقن بحقنة الراسن ثَلَاث لَيَال كل شهر ويتحسى كل يَوْم صفر خمس بيضات مَعَ درهمي بزر جرجير وَيَأْكُل عجه بهليون وَسمن وصفر بيض ثمَّ ذَر عَلَيْهَا دَار فلفل وزنجبيل وَيَأْخُذ كل يَوْم من الشقاقل قِطْعَة.(3/388)
أرسطاطاليس: يَنْبَغِي أَن يُجَامع بِقدر الشبق فَإِنَّهُ حينئذٍ تخرج الفضلة فَقَط وَلَا ينزل مَعَ الشبق)
فَإِنَّهُ كَمَا أَن من بِهِ غثى يحْتَاج أَن يتقيأ ليخرج الْفضل وَمن لَا غثى بِهِ لَا يحْتَاج أَن يتقيأ كَذَلِك الْحَال فِي الْمَنِيّ. قَالَ: وَخُرُوج الْمَنِيّ مَعَ خف الْبَطن أسهل كثيرا وَكَثْرَة الرّكُوب يهيج الباه وَكَثْرَة الباه يجفف الْبَطن ويسهل الْبَوْل ويبرد الْبَطن كُله.
مَجْهُول للتضييق: رامك وقنة وصمغ عَرَبِيّ أُوقِيَّة أُوقِيَّة رب السوس مثقالان سك مثله بسباسة ثَلَاثَة مرداسنج مِثْقَال عود أُوقِيَّة زجاج شَامي ينخل بالحريرة ثمَّ يسحق بِمَاء السنبل ويقرص وَعند الْحَاجة يسحق بالميسوسن ويتعالج بِهِ يَجِيء عجيباً وَإِن شِئْت قرصه بِمَاء الآس لبن بقر حليب رَطْل دَار فلفل أَرْبَعَة دَرَاهِم مسحوق يداف مِنْهُ وَيشْرب أسبوعاً قَالَ: وَهُوَ قوي جدا فِي الإنعاظ دَوَاء الترنجبين وَاللَّبن مثله أقوى حَتَّى أَنه يتَأَذَّى بالإنعاظ وليدع البقل والخل فَإِنَّهُمَا يغيران الشَّهْوَة. قَالَ: وَلَا شَيْء أبلغ فِي الإنعاظ من مرخ الذّكر وحواليه بِمَا يلذع كالبورق وَالْعَسَل بورق الْخبز وعاقرقرحا وبزر الكرفس والأدهان الحارة وَكَذَلِكَ الشيافات. فربيون عاقرقرحا عنصل مشوي يداف مِنْهَا بِالسَّوِيَّةِ وزن سِتَّة دَرَاهِم فِي أُوقِيَّة زنبق وشمسه أسبوعاً ثمَّ اسْتَعْملهُ. ولقلة المَاء من يبس: رَطْل ميبختج يلقى عَلَيْهِ مثل الْبَيْضَة من سمن بقر خَالص وَيشْرب على الرِّيق أسبوعاً. حقنة لذَلِك: سكرجة دهن جوز وَمثله سمن الْبَقر وَمثله من مَاء الكراث الَّذِي لم يغسل يحقن بِهِ وَأَيْضًا رَطْل لبن بقر حليب نصف رَطْل من سمن الْبَقر رَطْل عسل تغليه وألق عَلَيْهِ من دَقِيق الحمص مَا يغلظ وَيصير عصيدة وكل مِنْهُ كل يَوْم كالرمانة ثَلَاث مَرَّات وَلَا تجامع أَيَّامًا. وَاعْلَم أَن الْمَشْي حافياً يقطع الإنعاظ. قَالَ: خُذ رطلا من لبن الضَّأْن وَعشرَة دَرَاهِم من السكر واشرب أَيَّامًا أَو خُذ رطلين من لبن الضَّأْن ورطلاً من التَّمْر وَنصف رَطْل من الْحبَّة الخضراء مدقوقين فانقعه فِيهِ ثمَّ كُله واشرب اللَّبن عَلَيْهِ فِي يَوْمَيْنِ أَو كل يَوْم عشْرين تَمْرَة قد أنقعت بِلَبن فِيهِ لرطل خَمْسَة دَرَاهِم دَار صيني أَو خُذ دجَاجَة سَمِينَة ففصلها وألق مَعهَا كف حمص مرضوض وَعشر بصلات بيض وَقَلِيل ملح واطبخها وَكلهَا وتحسى المرق وَاجعَل حلواءك ترنجبينا قد طبخته فِي لبن الْبَقر حَتَّى صَار كاللبأ وكل بعده مِنْهُ رطلا. قَالَ: وَإِذا دلكت الذّكر بالأدوية الحارة رَبًّا فِي إنعاظه وَعظم وَمِمَّا يفعل ذَلِك العلق والخراطين والحبوب وشجرة تسمى بالحجاز السطاح ودود النَّحْل يذاب فِي الزنبق. وَمِمَّا يكثر الْمَنِيّ وَالْولد بَيَاض الْبيض وبزر الفرفير يزِيد فِي الْمَنِيّ ولب وَحب الْقطن ينعظ إِذا ديف فِي رازقى وتمرخ بِهِ وَيُؤْخَذ حب الْقطن وعاقرقرحا بِالسَّوِيَّةِ ينعم دقه وأدفه فِي دهن رازقى واطل بِهِ أصل الذّكر)
والحالبين وباطن الْقَدَمَيْنِ وَلَا يُصِيب من الذّكر إِلَّا أَصله وَتَأْخُذ بورقاً من الَّذِي يلقى فِي الْخبز غير شَدِيد الْبيَاض مِثْقَالا فاعجنه بِعَسَل واعصر الحلبوب وَهُوَ اللبلاب العريض واخلطه ثمَّ امرخ بِهِ الذّكر والحالبين واستدخل مِنْهُ بأصبعك قَلِيلا فَإِنَّهُ ينعظ ويربو ويعظم ويصلب جدا ويسخن حَتَّى يكَاد يحرق مَا مَسّه وَمِمَّا يَنْفَعهُ جدا حَاضر: يشرب مِثْقَال خولنجان بنبيذ صلب حِين تأوي إِلَى فراشك وَمِمَّا يزِيد فِي الْمَنِيّ: بندق يدق لبه وَتُؤْخَذ مِنْهُ سكرجة وَلبن حليب(3/389)
ثَلَاث سكرجات تطبخ حَتَّى يذهب الثُّلُث ويحسوه على الرِّيق أَيَّامًا وينفعه أَن يَأْخُذ كل غَدَاة سكرجة مَاء الجرجير معصوراً مَعَ رَطْل نَبِيذ صلب جدا ويغتذي بأغذية مُوَافقَة فَإِذا أويت إِلَى فراشك وضعت قَدَمَيْك فِي مَاء حَار سَاعَة ثمَّ أخرجهُمَا وامسحهما بدهن زنبق.
لقلَّة الْمَنِيّ: يُؤْخَذ بصل قد شوي فِي رماد حَار ثمَّ ينظف ويدق ويعجن بِسمن وَعسل وَيُؤْخَذ مِنْهُ مثل الْبَيْضَة ثَلَاث مَرَّات فَإِذا أكل الْغذَاء أكل كشك الشّعير مطبوخاً بِاللَّبنِ على عمل أرز بِلَبن أَيَّامًا أَو رض بصلاً رطبا حريفاً وصب عَلَيْهِ غمرة لبن وامرسه فِيهِ واشرب ذَلِك اللَّبن أسبوعاً فترى الْعجب أَو افْعَل ذَلِك بِمَاء الجرجير الرطب وَخذ بندقاً مبزراً فَإِذا جف فَخذ بزره وورقه واطرح عيدانه وَعند الْحَاجة تستف مِنْهُ بنبيذ صلب وَلَا يَأْكُل خمس سَاعَات واعمل هَذَا العلاج وَهُوَ أَن تَأْخُذ ديكاً أَيَّام الرّبيع فاذبحه وارم بأحشائه واحشه ملحاً وعلقه فِي الظل حَتَّى يجِف ثمَّ اطرَح جلده وعظمه واسحق اللَّحْم وَالْملح واجعله فِي قَارُورَة وَاخْتِمْ عَلَيْهِ وَتَأْخُذ مِنْهُ عِنْد الْحَاجة مثل حَبَّة الحنظل أَو أَكثر قَلِيلا فَإِنَّهُ عَجِيب. لى أَحسب أَن هَذَا أقوى من المائي. قَالَ: دَوَاء الترنجبين كل مِنْهُ مَا قدرت واشرب عَلَيْهِ شرابًا صلباً بزر الرّطبَة يدق ويعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ مِنْهُ مثل الْبَيْضَة غدْوَة وَعَشِيَّة.
دَوَاء اللبوب لذيذ نَافِع: يُؤْخَذ بندق مقشر من قشريه وَجوز هندى ولوز وَجوز مقشر وَحب صنوبر وَحب الفلفل وَحب الزلم والحبة الخضراء وفستق أوقيتان من كل وَاحِد وسمسم وخشخاش وشقاقل وتودرى وبهمنان بِالسَّوِيَّةِ زنجبيل دَار فلفل خولنجان قرفة نارمشك من كل وَاحِد ثلث جُزْء وسكر مثل الْجَمِيع يذاب بِمَاء ويعجن بِهِ ويؤكل كل يَوْم مثل الْبَيْضَة. قَالَ: يغلى رطلين من لبن حليب فِي برنية ثمَّ يلقى فِيهِ حفنتان من ترنجبين واغله بِنَار لينَة حَتَّى ينْعَقد ثمَّ يَأْكُل مِنْهُ أسبوعاً على الرِّيق واطل أَسْفَل قَدَمَيْهِ بِمَاء السلق. وَمِمَّا نَفعه حَاضر أَن يمرخ الورك والعانة ونواحيها بزنبق ويتحمل مِنْهُ بقطنة.)
دَوَاء يغلظ وينعظ: يخرج دهن حب الْقطن ثمَّ اسحق بورقاً وأدفه وامسح بِهِ الذّكر ونواحيه.
قَالَ: وأجود من هَذَا كُله أَن تُؤْخَذ ثَلَاثَة أَرْطَال من اللَّبن الحليب فَيلقى فِيهِ نصف رَطْل ترنجبين وَنصف رَطْل من الْحبَّة الخضراء مدقوقة واغله غلية وامرسه نعما وَصفه وَخذ مِنْهُ نصف رَطْل فألق عَلَيْهِ نصف دِرْهَم خولنجان واشرب مِنْهُ رطلا وَنصف على هَذِه الصّفة أَيَّامًا فَإِنَّهُ نَافِع.
يُؤْخَذ بزر بنج فيغلى بِمَاء بِرِفْق حَتَّى يتهرأ ثمَّ يتَحَمَّل مِنْهُ بقطنة ينعظ جدا. الخوز: الحندقوقا بقله وبزره يهيجان الباه. عَجِيب جدا للإنعاظ: فربيون عاقرقرحا بِالسَّوِيَّةِ أُوقِيَّة أُوقِيَّة يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء ويصفى وَيصب عَلَيْهِ دهن ويغلى حَتَّى ينضب ثمَّ يمرخ بِهِ الذّكر فَلَا يسكن إنعاظه. لى افتق فربيوناً فِي دهن زنبق وامرخ بِهِ وَاذْكُر جِرَاحَة الْقَضِيب.
الْهِنْدِيّ: من أَصَابَهُ ضعف أَو مرض لِكَثْرَة الْجِمَاع فاللبن شفاؤه.(3/390)
من كتاب روفس فِي الباه: الْإِنْزَال على خلاء الْبَطن أسهل إِلَّا أَنه يضعف وَهُوَ على الشِّبَع رَدِيء وعَلى السكر أردى وَالْجِمَاع يفرغ الإمتلاء ويجفف الْبدن ويجعله مذكراً حركاً لَا نفح فِيهِ وَلَا استرخاء وَيذْهب الْفِكر وينفع من المالنخوليا والصرع وَثقل الرَّأْس. قَالَ: وَقضى أبقراط على كل مرض يكون من البلغم أَن الْجِمَاع نَافِع مِنْهُ وَكثير من المرضى برؤا على الْجِمَاع لِأَن أبدانهم تنفست بعد أَن كَانَت منقبضة وَرجعت شهوتهم للطعام بعد سُقُوطهَا لِأَنَّهُ يسخن. قَالَ: وَالْحَرَكَة وَالرُّكُوب يضران بالذين أمزجتهم حارة يابسة وينفع الَّذين مزاجهم بَارِد رطب لِأَنَّهُ يسخن الحقو والكلى والأنثيين وَمن قد ضعف عَن الباه لِكَثْرَة ضَبطه لنَفسِهِ عَنهُ فَيَنْبَغِي أَن يدرج نَفسه إِلَيْهِ قَلِيلا قَلِيلا ويتغذى بِمَا يزِيد فِي الْمَنِيّ وَلَا بُد لمن يُرِيد كَثْرَة الباه من اسْتِعْمَال الْأَشْيَاء الزَّائِدَة فِي النُّطْفَة وَيزِيد فِيهَا من كل حَار رطب وكل منفخ منعظ وَلذَلِك أمدح الْعِنَب. والإنعاظ وَالْجِمَاع رَدِيء فِي حَال التملي جدا كَمَا أَن جَمِيع الحركات فِي هَذِه الْحَال ردية وَكَذَلِكَ على الخوى المفرط لِأَنَّهُ يُورث ضعفا شَدِيدا وعَلى التُّخمَة وَقبل التبرز وَالْبَوْل فَإِنَّهُ إِن جَامع على الإمتلاء من هَذِه الْأَعْضَاء أورث ضَرَرا فَلذَلِك ينْهَى عَنهُ نصف اللَّيْل لِأَن الْبَطن لم يخف بعد وَلم ينحط عَنهُ الطَّعَام وَفِي الصُّبْح قبل التبرز وَيُورث بعد الْحمام والتعب ضعفا عَظِيما وَهُوَ على الطَّعَام الْيَسِير صَالح وَمَتى أَرَادَ إِنْسَان بعد الطَّعَام فليمسك حَتَّى ينتشر عَن معدته الطَّعَام وَمن طلب الْوَلَد فليجامع بعد أَخذ الطَّعَام وَالشرَاب الْيَسِير ويحذر بعده الْقَيْء والإسهال المفرط وَأما إسهال الْبَطن الدَّائِم الَّذِي لعِلَّة رطبَة فالجماع يقطعهُ وليحذره من)
صَدره عليل أَو ضَعِيف فَإِن بَين هَذِه الْأَعْضَاء والعصب مُشَاركَة قَوِيَّة جدا وَالْجِمَاع أضرّ شَيْء بالعصب وَزِيَادَة شَهْوَة الباه المفرطة تنذر بالصرع والمالنخوليا والفالج وَيَنْبَغِي أَلا يُجَامع عِنْد التشوق بالتصور النَّفْسِيّ بل عِنْد هيجان الْجِسْم لَهُ لَا النَّفس فَإِن الْجِسْم يهتاج لَهُ حِين يهتاج إِلَى قذف هَذَا الْفضل فَأَما النَّفس فتهتاج لَهَا لذكر اللَّذَّة. قَالَ: والشاب قوي على الباه وَالنّصف بعده وَالشَّيْخ أسوأهما حَالا فِيهِ. قَالَ: وَكَانَ رجل يَشْتَهِي الْجِمَاع وَلَا ينزل مِنْهُ شَيْء الْبَتَّةَ بل يخرج مِنْهُ وَقت الْفَرَاغ ريح فعالجته بالأغذية الرّطبَة فبرئ. وَآخر كَانَ لَا ينزل وَقت الْجِمَاع ثمَّ كَانَ يَحْتَلِم بِمني كثير فِي النّوم. فَعلمت أَنه يحْتَاج إِلَى إسخان لِأَنَّهُ فِي حَال النّوم كَانَ يسخن جَوْفه فَأَمَرته بركض الْخَيل والطلي بالجندبادستر أَو تسخين هَذِه الْمَوَاضِع وألزمته الأغذية الحارة الْيَابِسَة.
الخوز دَوَاء لمن يبس بدنه وفقد الْجِمَاع وَيصْلح فِي الصَّيف: ترنجبين عشرَة دَرَاهِم لبن أَرْبَعُونَ يصفى الترنجبين ثمَّ يُعِيد فيطبخه على النّصْف ثمَّ يحسوه بِمرَّة يفعل ذَلِك أسبوعاً فَإِنَّهُ يزِيد فِي الْمَنِيّ والدماغ ويرطب الْجِسْم.
بختيشوع: الق فِي الحقنة خصيتي فَحل الضَّأْن مرضوضة مشرحة فَإِنَّهُ أَجود. وَهَذِه حقنة جَيِّدَة جدا تزيد فِي الباه وتسكن وجع الظّهْر: خُذ خصيتي تَيْس ونخاعه ودماغه وسكرجة مَاء كراث وسكرجة مَاء بصل معصور وحفنة تودرى وحفنة لِسَان العصافير يطْبخ(3/391)
بِخَمْسَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رطلان ويصفى وَيجْعَل فِيهِ أُوقِيَّة من السّمن وَنصف أُوقِيَّة بَان ميسوسن وَربع أُوقِيَّة زنبق.
من كتاب الْفَائِق: الأدمغة تزيد فِي الْمَنِيّ وخاصة أدمغة العصافير والبط والفراريج وأدمغة الحملان إِذا أخذت مَعَ الْملح وبزر الجرجير والزنجبيل. وينبه الشَّهْوَة جدا: أَن يسقى من جوارش البزور ثَلَاثَة مَثَاقِيل بأوقية من مَاء الجرجير الرطب ثَلَاثَة أَيَّام وَيكون طَعَامه حمصاً وبصلاً ودجاجة وحلواه عسلاً وَسمنًا بقرياً فَإِنَّهُ جيد.
مَجْهُول إِلَّا أَنه مجرب: يُؤْخَذ من الجزر فَيقطع ويطبخ بِمثل كَيْله مَاء بعد أَن يقطع مثل الدَّرَاهِم فَإِذا نضج صفى المَاء وَطرح عَلَيْهِ ثلثه من عسل وأعيد طبخه حَتَّى ينقص ثلثه ثمَّ يرفع حَتَّى يدْرك وَقد طرح فِيهِ بسباسة وجوزبوا وَيسْتَعْمل بالغدوات والعشيا أقداحاً فيعظم نَفعه. وَمن أقوى مَا يهيج الإنعاظ: أَن يسحق دِرْهَم بورق أرميني بِثَلَاثَة دَرَاهِم زنبق وتدلك بِهِ المذاكر)
وحواليها. ولتعظيم الذّكر: يطلى بِمَاء البادروج. طَعَام ينعظ: يفقص الْبيض وَيضْرب ضربا جيدا ويصيب فِيهِ مثل ربعه من مَاء البصل المدقوق المعصور وَيجْعَل رعاداً ويتحسى. آخر: اطحن البصل بِسمن بقر وَيصب عَلَيْهِ بيض وينثر عَلَيْهِ ملح وحلتيت ويؤكل. أَيْضا: يُؤْخَذ من الترنجبين رَطْل وَمن لبن الْبَقر رطلان فيعقد فِي طنجير وينثر عَلَيْهِ من التوذرى والشقاقل المسحوق وَقَلِيل دَار صيني ويؤكل.
بزر الأنجرة مَتى شرب بطلاء حرك الباه. بزر الأنجرة يهيج إِذا شرب مَعَ عقيد الْعِنَب.
بديغورس: خَاصَّة الأنجرة أَنه يهيج الباه. أريباسيوس: بزر الأنجرة يُحَرك الباه ولاسيما مَتى شرب بشراب حُلْو. اقْرَأ تَدْبِير الأمزجة لتعلم مِنْهُ فعل الْجِمَاع فِي الأمزجة.
ابْن ماسويه: بزر الأنجرة يهيج الباه إِن أكل مَعَ البصل ومخ بيض. الأنيسون يهيج الباه.
بديغورس: بوزيدان خاصته الزِّيَادَة فِي الْمَنِيّ. البصل يزِيد فِي الْمَنِيّ. البلبوس وَكَذَلِكَ قَالَ فِيهِ الجرجير إِذا أَكثر أكله يُحَرك الباه وبزره يفعل ذَلِك. ابْن ماسويه: خَاصَّة الجرجير أَنه يُحَرك الإنعاظ. أصل الجزر الْبري يهيج الباه وَفعل البستاني فِي ذَلِك أَضْعَف. ابْن ماسويه: الهليون والزعفران والزنجبيل تعين على الباه. وَقَالَ الْحبَّة الخضراء والحرف يزيدان فِي الباه. الحمص يزِيد فِي الباه وتوليد الْمَنِيّ وَلذَلِك يعظم مِنْهُ فحولة الْخَيل. الحمص مَتى انقع وَشرب مَاؤُهُ على الرِّيق زَاد فِي الإنتشار وقوى الذّكر. ابْن ماسويه: بزر كتَّان مَتى جعل مَعَه فلفل وَعسل ولعق وَأكْثر مِنْهُ حرك الباه. الكزبرة الْيَابِسَة إِذا شربت بالميبختج ولدت الْمَنِيّ. وَقَالَ: الكراث النبطي يُحَرك الباه.
ابْن ماسويه: بزر كتَّان مَتى جعل مَعَه عسل غير مطبوخ حرك الْجِمَاع. ابْن ماسويه: أصل لوف لحية التيس إِذا شوي أَو شرب حرك الباه.(3/392)
مَجْهُول: خَرْدَل مسحوق نعما يغلى فِي الدّهن ثمَّ يصفى ويمرخ بِهِ الإحليل وَمَا يَلِيهِ فَإِنَّهُ ينعظ جدا. لِسَان العصافير قَالَ بديغورس: إِن لَهُ خَاصَّة فِي الزِّيَادَة فِي الْجِمَاع. المغاث لَهُ خَاصَّة فِي الزِّيَادَة فِي الْمَنِيّ. بديغورس: النعنع يهيج الباه. مَاء النارجيل مَتى شرب زَاد فِي الباه.
ابْن ماسويه: السّمك الْكثير الأرجل يهيج الباه. روفس سقنقور إِذا شرب مِمَّا يَلِي كلاه زنة دِرْهَم بشراب أنبض الشَّهْوَة والباه حَتَّى يحْتَاج إِلَى تسكينه.
بديغورس: السّمك خاصته الزِّيَادَة فِي الْجِمَاع. أدمغة العصافير مَتى أكلت بالزنجبيل والبصل)
الرطب وَالدَّار فلفل أَكثر الْمَنِيّ وهاج الإنعاظ. الْقسْط يُحَرك الباه وَمَتى شرب بِعَسَل يُحَرك شَهْوَة الباه يعين على الباه مَتى شرب بشراب. حب الفلفل زَائِد فِي الباه وخاصة إِن خلط بسمسم وعجن بالفانيذ.
ابْن ماسويه: الربيثا يهيج الباه. السلجم مَتى سلق وَأكل هاج الباه وبزره يهيجه. قَالَ: أصل السلجم أَكثر تهيجاً للباه من بزره. الشقاقل المربى يهيج الباه. ابْن ماسويه: خصى الثَّعْلَب يسقى مِنْهُ وَهُوَ رطب بِاللَّبنِ للجماع. قَالَ جالينوس: الْكثير مِنْهُ يُحَرك الباه وخصى الثَّعْلَب وَأَصله يفْعَلَانِ ذَلِك.
الْأَدْوِيَة الَّتِي تزيد فِي الباه: ابْن ماسويه: الْقسْط الحلو والزعفران والنعنع والحرف والهليون والجرجير والبصل الطري والجزر والسلجم والزنجبيل وَالدَّار فلفل وملح الاسقنقور وصفرة الْبيض.
مَجْهُول: يُؤْخَذ لبن حليب يَجْعَل فِيهِ ترنجبيل أَبيض طبرزد مثل ربع اللَّبن ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيرْفَع فِي إِنَاء وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم أوقيتان فَإِنَّهُ ينعظ إنعاظاً شَدِيدا. ويسكن إنعاظه بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب رطبا أَو ينقع يابسة فِي المَاء وَيشْرب ويتنقل حب الصنوبر الْكِبَار وَحب الزلم وَحب الفلفل تَأْخُذ رطلي حليب من لبن بقر فتي واطرح فِيهِ عشرَة دَرَاهِم من الدارصيني مسحوقاً كالكحل واشرب مِنْهُ قدحاً سَاعَة بعد سَاعَة وخضخضه حَتَّى لَا يثقل واشربه حَتَّى تَأتي عَلَيْهِ. افْعَل ذَلِك فِي كل يَوْم أسبوعاً وكل طياهيج واشرب نبيذاً قَوِيا فَإِنَّهُ عَجِيب فِي الزِّيَادَة فِي الْمَنِيّ. وَأَيْضًا اخلط عسل البلادر بِسمن بقر وَيُؤْخَذ مِنْهُ مثل الباقلى فَإِنَّهُ عَجِيب. وادلك أَسْفَل الذّكر ببورق وحلتيت مسحوق كالكحل فلوثه بِعَسَل وادلك بِهِ المراق أَيْضا وباطن الْقدَم فَإِنَّهُ جيد. ويتخذ كل يَوْم حساء من دَقِيق الحمص بِاللَّبنِ وَيُؤْخَذ بزر الحندوقا كيلجة دقه ويعجن بِعَسَل أَمْثَال الْجَوْز وَتَأْخُذ مَتى أَحْبَبْت ذَلِك وَتَأْخُذ عاقرقرحا وميويزج مسحوقين نعما فيمسح بِهِ مَعَ دهن الْورْد ويدهن بِهِ المراق والمذاكر والورك فَإِنَّهُ ينْهض الباه.
حقنة جَيِّدَة جدا: تُؤْخَذ ألية فتشرح وَيجْعَل فِي تشريحها نصف دِرْهَم جندبادستر يقسم فِي تشاريحها وَيجْعَل تَحت شَيْء ثقيل وَيتْرك ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يقطع ويذوب من غير أَن يخرج(3/393)
الجندبادستر مِنْهَا ويحفظ دهنه ثمَّ يُؤْخَذ سكرجة من ذَلِك الدّهن وَنصف سكرجة من سمن الْبَقر وَنصفه من مَاء الكراث وَمثله من طبيخ الحلبة فاحقنه بِهِ عِنْد الْعَصْر ودعه إِلَى أَن يمْضِي)
من اللَّيْل ثَلَاث سَاعَات فَإِذا أَرَادَ أَن ينَام فاحقنه كَمَا حقنت واتركه ينَام وَافْعل ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام وجنبه النِّسَاء والتعب وَالرُّكُوب فَإِنَّهُ عَجِيب. لتقوية الذّكر: مرَارَة ثَوْر وَعسل منزوع الرغوة يخلطان ويطلى بِهِ الذّكر. ولاسترخاء الذّكر الشَّديد: عاقرقرحا دِرْهَم جندبادستر نصف دِرْهَم يطلى بدهن ياسمين. آخر فربيون فلفل جزءان اثْنَان عاقرقرحا ميعة سَائِلَة ويابسة نصف نصف إشقيل ربع جُزْء مصطكى جُزْء حب بِلِسَان وشونيز من كل وَاحِد نصف جُزْء يجمع الْكل بدهن خيرى وَيجْعَل مَعَه جندبادستر جُزْء ويطلى بِهِ المذاكر وَمَا حولهَا. وَمَتى شرب ثَلَاثَة مَثَاقِيل من كلى الاسقنقور خَالِصا أَو وَحده من غير شَيْء مَعَه بشراب هيج الباه حَتَّى يحْتَاج أَن يشرب لَهُ طبيخ العدس وَمَاء الْورْد وَإِن أَخذ مَعَ الْأَدْوِيَة لم تكن لَهُ هَذِه الْقُوَّة.
للجماع من تذكرة عَبدُوس: رَأس ضَأْن وَثَلَاث أَو أَربع من خصاه وَقطعَة ألية وحمص يَجْعَل فِي تنور وَيُؤْخَذ مَاؤُهُ ودهنه وَهُوَ فِي غَايَة الْقُوَّة وَاجعَل عَلَيْهِ دهن جوز ودهن الْحبَّة الخضراء وشحم الاسقنقور يذاب فِي هَذِه الأدهان ويحقن بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب.
حقنة اسْتِخْرَاج على مَا فِي الْجَامِع: بزر البصل وبزر السلجم وبزر الجزر وبزر الجرجير وبزر الهليون وحلبة ولوبيا وبزر الفلفل وَحب الزلم وحمص وشقاقل وبزر الأنجرة وبزر كتَّان وشبث وحرف وبزر كراث ونعنع ودر فلفل يطْبخ بِالْمَاءِ وَيُؤْخَذ مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ ودهن الألية ودهن جوز الْكَمَال والتمام: إِذا كَانَ الْجِمَاع مُنْقَطِعًا من أجل الْبرد واليبس وَقل الإنعاظ وَالْمَاء والشهوة كلهَا فعلاجه الحقن الحارة الرّطبَة كالمعمول من رَأس ضَأْن حولى ومقاديمه وجنبه الْأَيْمن والحمص وهليون وسلجم وجرجير وحنطة وترنجبين وَيُؤْخَذ ذَلِك ويطبخ وَيجمع إِلَى الأدهان وَيجمع الْكل ويتعالج بهَا وَهِي حارة فِي الشَّهْر تسع لَيَال ثَلَاث فِي أَوله وَثَلَاث فِي وَسطه وَثَلَاث فِي آخِره يجدد المَاء كل مرّة وَيقدم قبل ذَلِك حقنة وَيغسل الْموضع من السلق والنخالة وَنَحْوهَا والمري والبورق والتين والشبث والبابونج وَاجعَل الطَّعَام لحم ضَأْن حولى ورؤس الضَّأْن بالبصل والشبث والنعنع والهليون والموز والجوز والجزر. وَيسْتَعْمل صفر الْبيض والشقاقل والزنجبيل المربى وبزر الجرجير والبصل والسلجم وتمسح الأنثيان بدهن البان ودهن السوسن قد فتق فِيهَا عاقرقرحا وجندبادستر غدْوَة وَعَشِيَّة وبدهن البلسان وَيُؤْخَذ هَذَا الدَّوَاء: حب الفلفل جيد حب الزلم سمسم مقشر من كل وَاحِد عشرُون درهما زنجبيل دَار فلفل خَمْسَة خَمْسَة ورق النعنع عشرَة خصى الثَّعْلَب خَمْسَة عشر بزر الهليون بزر السلجم بزر الجرجير بزر الجزر من كل)
وَاحِد عشرَة دَرَاهِم بزر الرازيانج عشرَة بزر الفجل الشَّامي ثَمَانِيَة لِسَان العصافير عشرَة ملح الاسقنقور وسرته عشرَة عشرَة بزر الأنجرة ثَمَانِيَة(3/394)
شقاقل يَابِس خَمْسَة عشر قسط حُلْو ثَمَانِيَة سِتَّة بهمن أَحْمَر وأبيض وخردل أَبيض ثَمَانِيَة ثَمَانِيَة يلت بدهن لوز حُلْو ويعجن بِعَسَل الطبرزد والشربة مِثْقَال إِلَى إثنين عِنْد النّوم وَيَأْكُل الدَّجَاج المسمنة بالأرز وَالْحِنْطَة مطبوخة بِلَبن حليب وَيسْتَعْمل دَائِما الشقاقل المربى ويتنقل حب الصنوبر الْكِبَار وَحب الزلم المقشر وَحب الفلفل وَيجْعَل فِي طَعَامه وملحه زنجبيلاً مَا أمكن. وَإِذا انْقَطع من الْحر واليبس فَإِنَّهُ كثير الإنعاظ والشهوة قَلِيل الْإِنْزَال وَالْمَاء فأطعمه نَبَات الشبابيط وَاللَّبن والبطيخ وَالْخيَار والقرع والبقلة اليمانية وَاجعَل لَهُ حَقنا مرطبة من رُؤُوس الضَّأْن على مَا وَصفنَا وشعير مقشر وَسَائِر الْحُبُوب وشحم الدَّجَاج وَمَتى انْقَطع من الْبرد والرطوبة فَإِنَّهُ قَلِيل الشَّهْوَة والإنعاظ كثير المَاء رقيقَة فعالجه بالشخزنايا والزنجبيل والمثروديطوس والفلفل ومعجون الجرجير ومعجون الكاشم وَحب الفلفل والخردل وَالدَّار صيني والعصافير والحلتيت والترياق وَاجعَل لَهُ حقنة حارة يابسة كالمتخذة من بزر الأنجرة والفجل والجزر والجرجير والهليون والشبث والبابونج والمرزنجوش وبزر الأنجرة ودهن السوسن والنرجس والزنبق والخيرى الْأَصْفَر والزنجبيل وَنَحْوهَا وتمسح بدهن الْقسْط والناردين وعاقرقرحا وجندبادستر ومسك وفربيون وَعَنْبَر وَغير ذَلِك.
تَدْبِير الأصحاء الْجِمَاع يحل الْجِسْم ويبرده ويضعفه ويجففه فيسخن الْجِسْم يكثفه ويقويه ويرطبه فَالَّذِينَ يستعملون الْجِمَاع وهم ضِعَاف إِمَّا من أجل السن أَو شَيْء آخر فَإِنَّهُ يجب ضَرُورَة أَن يضعفوا وَيجب أَن يستعملوا رياضة الإسترداد وَأما الَّذين ينالهم عِنْد الْجِمَاع تخلخل الْبدن وَخُرُوج الْعرق بسهولة فليستعملوا الرياضة وَإِن كَانَ الزَّمن لَهُم مُمكنا فالإستحمام بِالْمَاءِ الْبَارِد وَاجعَل أغذيتهم قَليلَة الكمية رطبَة الْكَيْفِيَّة لكَي تستمرئ على مَا يجب وَيكون بِهِ شِفَاء اليبس الْعَارِض من الْجِمَاع وَليكن معتدلاً أَو مائلاً إِلَى الْحَرَارَة قَلِيلا فَهَذَا يجب أَن تعْمل إِذا ضعف الْبدن بعقب الْجِمَاع.
الْعِلَل والأعراض: الَّذين تفرط عَلَيْهِم اللَّذَّة فِي الْجِمَاع تبرد أبدانهم أَكثر حَتَّى أَنه رُبمَا طفئت الْحَرَارَة الغريزية لإفراط مَا يتَحَلَّل مِنْهُم من جَمِيع الْبدن عِنْد الشدَّة من اللَّذَّة وَذَلِكَ أَن اللَّذَّة وَالسُّرُور يحركان الْحَرَارَة الغريزية إِلَى خَارج.
فليغريوس: يعالج الْعنين برياضة الْأَعْضَاء السُّفْلى ودلكها ودلك الأربية والفخذ واطل عانته)
وَذكره بأدوية لذاعة قَوِيَّة كالفلفل والفربيون واسقهم شرابًا ريحانياً وأطعمهم حب الصنوبر الْكِبَار وخصى الثَّعْلَب ويديم النّظر إِلَى ذَوَات الْجمال وَلَا يقربهن حَتَّى تشتد غلمته.
الْيَهُودِيّ: قَالَ: من أَكثر من الْجِمَاع فَلْيقل إِخْرَاج الدَّم. قَالَ: وَيجب أَن يُجَامع فِي وَقت تكاثف الْمَنِيّ وعلامته أَن يهيج الْإِنْسَان من غير نظر إِلَى شَيْء يهيجه فَفِي هَذِه الْحَال يَنْبَغِي أَن يُجَامع لِئَلَّا يكْسب تكاثف الْمَنِيّ خفقان الْفُؤَاد والرجف وضيق الصَّدْر والهوس والدوار. قَالَ: النِّسَاء يشتهين فِي الصَّيف وَالرِّجَال فِي الشتَاء. قَالَ: الإلحاح على الْجِمَاع ينهك الْجِسْم ويضعف الْبَصَر وَحبس الْإِنْزَال عِنْد الْجِمَاع يُورث الأدرة وَرُبمَا أورث ورماً(3/395)
حاراً وصعود الْمَرْأَة على الرجل يكسبه قروحاً فِي المثانة والإحليل والأدرة والإنتفاخ. دَوَاء خَفِيف جيد جدا يهيج الباه: يُؤْخَذ خشخاش ابيض أُوقِيَّة بزر جرجير نصف أُوقِيَّة عاقرقرحا دِرْهَمَانِ يعجن الْجَمِيع بِعَسَل وميبختج وَيجْعَل أَمْثَال الباقلى وَيُؤْخَذ بِالْغَدَاةِ والعشي. ويمرخ الإحليل بِأَن يُؤْخَذ عاقرقرحا دِرْهَمَانِ وفربيون نصف دِرْهَم ينعم سحقه وَيضْرب بأوقية من زنبق ويمرخ الإحليل محمية وشده ليحمى وأسفل الْقدَم وَيزِيد فِي الْمَنِيّ أَن يتحسى بيضًا رعاداً بملح الاسقنقور. السّمك الْحَار المكبب على البصل يهيج الباه وَيزِيد فِي الْمَنِيّ والمالح كُله يهيج الباه. والرؤس والهريسة ونبيذ التَّمْر والحسك يزِيد فِي الباه. قرصة الحسك تزيد فِي الباه: يُؤْخَذ حسك ذكر فينعم دقه واعجنه بِمَاء الحسك الرطب كل قرص ثَلَاثَة دَرَاهِم الشربة قرصة بِمِقْدَار أَربع أَوَاقٍ من اللَّبن الحليب وأوقية من الْعَسَل وَالسمن أَيَّامًا وَيطْعم لَحْمًا سميناً.
دَوَاء جيد عَظِيم النَّفْع: يُؤْخَذ كلى الاسقنقور جُزْء شقاقل وخولنجان وزنجبيل وَدَار فلفل وعاقرقرحا وبزر جرجير وسلجم وبزر بصل وخشخاش أَبيض من كل وَاحِد جُزْء ودقيق الطّلع الذّكر ثَلَاثَة أَجزَاء أدمغة العصافير خَمْسَة أَجزَاء وبيض العصافير ثَلَاثَة أَجزَاء وخصى الديوك ثَلَاثَة أَجزَاء يعجن الْجَمِيع بِعَسَل قد طبخ بِمَاء البصل الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بطلاء.
دَوَاء جيد يُؤْخَذ مَاء البصل المعصور وَلبن حليب بِالسَّوِيَّةِ وَعسل وَسمن من كل وَاحِد سدس جُزْء ترنجبين مثل ذَلِك يجمع ويعقد وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم. قَالَ: وَيجب أَن يُقَوي الدِّمَاغ وَالْقلب والكبد إِن كَانَ وَاحِد مِنْهَا ضعبفاً فَأَما الكبد فبذبيد الكركم والأميروسيا وَالْقلب بدواء الْمسك والمثروديوطوس والدماغ بسعوط دهن اللوز. قَالَ: وَقد رَأينَا من ضرب على دماغه فضعف انتشاره.)
قَالَ: ويعالج من الرعدة تصيب الْإِنْسَان بعد الْجِمَاع بِأَن تسقيه من الجوشير زنة دِرْهَم بِمَاء مرزنجوش ثَلَاثَة ايام وَمن النَّاس من يصعد إِلَى رؤوسهم إِذا جَامعا مثل الدُّخان وتثقل عَلَيْهِم رؤوسهم وَهَؤُلَاء يشربون الشَّرَاب صرفا فمرهم يمزجوه.
الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: الْجِمَاع قد ينْتَفع فِيهِ كثير من الشَّبَاب وَالْحَد المعتدل فِيهِ أَن يكون بَين أوقاته مَا لَا يحس بعده باسترخاء وَلَا ضعف بل يحس بِأَن بدنه بعد اسْتِعْمَاله أخف وَنَفسه أَجود واستعماله وَقد سخن الْبدن وَإِن كَانَ غير مُوَافق خير لَهُ من اسْتِعْمَاله وَقد برد واستعماله وَهُوَ ممتلئ خير من اسْتِعْمَاله وَهُوَ حَار واستعماله وَهُوَ رطب خير مِنْهُ وَهُوَ يَابِس.
فِي الأهوية والبلدان مِمَّا يُقَوي الباه: رُطُوبَة المزاج وَاسْتِعْمَال الْبَارِد دَائِما وإدمان ركُوب الْخَيل وَأهل الْبِلَاد الْبَارِدَة نَحْو التّرْك والصقلب وَغَيرهمَا يقل حَبل نِسَائِهِم لذَلِك الوصائف وخاصة اللواتي يتعبن فِي الْأَعْمَال يعلقن سَرِيعا لهزال أبدانهم وَقُوَّة حرارتهم. جورجس: مِمَّا يكثر مَاء الصلب الطَّعَام الَّذِي يصنع من الْحِنْطَة وَاللَّبن وَنَحْو بزر الجرجير وأصوله والأنجرة والاشقيل المشوي والخشخاش والبهمنان والبوزيدان والشقاقل.(3/396)
قَالَ: والعصافير والبلبوس والدواء الْمُسَمّى محسنيا والمسمى هما وأحضرها نفعا لحم السقنقور والعصافير الْخضر وخصى السَّبع وخصى الدَّوَابّ كلهَا وخاصة خصى حمير الْوَحْش والحقنة الدسمة. لى للجماع: يُؤْخَذ خصى الضَّأْن السمين فيكبب فِي الْخمر وَيكثر الْأكل مِنْهُ فَإِنَّهُ طيب الطّعْم لذيذ الْكل يزِيد فِي الباه زِيَادَة كَثِيرَة. قَالَ: وَيجب أَن يكون الْجِمَاع على اعْتِدَال الْبدن بعد التبرز وَلَا يكون ثقل كثير فِي الْجوف.
ابيذيميا: كَثْرَة الْجِمَاع يُورث الرعشة يجب أَن ينْهَى عَنهُ الضَّعِيف العصب وَالْقُوَّة. قَالَ: وَهَذَا أبلغ شَيْء فِي إضعاف قُوَّة الْمعدة والإمتناع مِنْهُ حَافظ لقُوَّة الْجِسْم ويفرغ الإمتلاء ويحطه إِذا أَكثر اسْتِعْمَاله إفراغاً قَوِيا والإمتناع مِنْهُ إِذا كَانَ مَعَه اسْتِعْمَال الرياضة لَا يُولد الإمتلاء. قَالَ: كَثْرَة الْجِمَاع تضر بالدماغ والعصب وتوهن الْقُوَّة وتضعفها.
ابيذيميا: من يُصِيبهُ عِنْد الْجِمَاع نافض فَفِي بدنه أخلاط ردية وَأكْثر هَؤُلَاءِ شباب.
روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: الْجِمَاع يتعب الرَّأْس أَكثر والصدر والرئة والعصب وَفِيه مَنَافِع لِأَنَّهُ يطيب النَّفس وَيجْعَل أَصْحَاب المالنخوليا وَالْجُنُون مُقْبِلين إِلَى الْفَهم ويضعف مَتى أَكثر مِنْهُ وليتوق عِنْد الإمتلاء من الطَّعَام وَيمْتَنع من الْجِمَاع الْبَتَّةَ النحفاء وَبعد التَّعَب المفرط والقيء)
والإسهال قبله وَبعده وَفِي الخريف خَاصَّة وَفِي الوباء وَأما الشَّيْخ فَإِنَّهُ يهرمه وَإِذا كَانَ قبل الطَّعَام وَقبل الإستحمام فَهُوَ أَهْون وَأَقل تعباً وَإِذا كَانَ قد يتعب وَيعلم ذَلِك أَنه لَا يتهيأ للْإنْسَان بعده أَن يعْمل أَعماله على مَا جرت بِهِ الْعَادة وَمن جَامع قبل الإستحمام فليتدلك ويستحم ثمَّ يَأْكُل طَعَاما نَافِعًا واجعله أَيْضا قبل النّوم وَذَلِكَ أَن النّوم يسكن تَعبه وَالْجِمَاع نصف اللَّيْل رَدِيء وَذَلِكَ أَن الهضم لم يكمل فيسخن الْجِسْم وينجذب إِلَيْهِ من الْغذَاء غير منهضم وبالغداة قبل أَن يتبرز ردئ.
من كتاب عَليّ بن ربن فِي إِثْبَات الطِّبّ قَالَ: يستعان على الْجِمَاع بالقلقاس. من اختيارات حنين للرعشة بعد الْجِمَاع: يشرب جاوشير بِمَاء المرزنجوش المعصور أَيَّامًا تباعا.
من اختيارات حنين لاسترخاء الذّكر: قنطوريون وزفت وقيروطى بدهن السوسن أَو دهن الخيرى يجمع ويطلى مِنْهُ الذّكر وَيحْتَمل مِنْهُ أَيْضا فِي فَتِيلَة فَإِنَّهُ ينعظ ويقوى. قَالَ: وَيجب لمن ينعظ قَلِيلا أَن يدلك المذاكر دَائِما بشحم الْأسد مَعَ بزر الأنجرة وَيَأْكُل الفلفل وخصى الثَّعْلَب وَيكثر حَدِيث الْجِمَاع.
الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة: اسحق البورق بِعَسَل ولطخ بِهِ المذاكر والأنثيين فَإِنَّهُ يلهب الذّكر وينبهه بيض الشفانين يلهب الشَّهْوَة. مَتى شرب مَاء الحدادين أنعظك بِقُوَّة.
من الْمسَائِل الطبيعية: المدمن للباه تضعف عَيناهُ وخاصرتاه أما خاصرتاه فلضعف(3/397)
كلاه واما عَيناهُ فلكثرة مَا يجِف بدنه وَذَلِكَ بَين على الْعين أَكثر. قَالَ: كَثْرَة الْجِمَاع يجحظ الْعَينَيْنِ وَيرْفَع النَّاظر كَالَّذي يكون عِنْد الْمَوْت لِأَن الْجِمَاع وَالْمَوْت يجففان الدِّمَاغ. وَلَا يجب أَن يُجَامع إِلَّا عِنْد الشبق لِأَنَّهُ حينئذٍ يخرج الشَّيْء الضار للبدن وَإِذا لم يكن شبقاً فالشيء النافع كَمَا أَنه من لَا غثى بِهِ لايحتاج أَن يتقيأ وَإِن تقيأ فَإِنَّمَا يخرج من الْجِسْم مَا تَركه أصلح. وَاعْلَم أَن خُرُوج الْمَنِيّ وَالْبدن فارغ يكون أسْرع مِنْهُ والجسم ممتلئ ومدمنوا ركُوب الْخَيل أَكثر منياً وَأقوى على الْجِمَاع من غَيرهم لى هَذَا خلاف لما قَالَ أبقراط إِلَّا أَنه قد قَالَ: إِن من ترتاض مِنْهُ رِجْلَاهُ وقطنه وكلاه فَيصير الهضم فِيهَا وَتصير مَادَّة للمني فَيمكن أَن يكون الإلحاح على الرّكُوب هُوَ الْقَاطِع والتوسط هُوَ الزَّائِد. قَالَ: الإلحاح على الْجِمَاع يبرد الْجِسْم ويضعف الهضم وَيجْعَل الدَّم ردياً والعرق منتناً ويجفف الطبيعة ويدر الْبَوْل ويتساقط شُعُورهمْ الْأَصْلِيَّة القليلة النَّبَات كالحاجب والأشفار ويصلعون سَرِيعا. فَأَما شعر الْبدن واللحية فَإِنَّهُ ينْبت أَكثر لهيجان الْحَرَارَة الغريزية)
والبخارات وَأما تِلْكَ فَإِنَّمَا تنقص من أجل نُقْصَان الرُّطُوبَة الطبيعية. الضُّعَفَاء الباه لَا تستيقظ شهوتهم إِلَّا أَن ينكحوا فلينكحوهم فَأَما الأقوياء فيكفيهم الحَدِيث حَتَّى يتوتر قضيبهم. الَّذين طبائعهم مفرطة الْحر والرطوبة مَتى أَمْسكُوا عَن الْجِمَاع أسرعت إِلَيْهِم أمراض العفن. الكثيرو الشّعْر أقوى على الْجِمَاع من غَيرهم. إدمان الْجِمَاع يذهب الْبَصَر على الْأَمر الْأَكْثَر.
روفس فِي تهزيل السمين: الرجل السمين لَا يشتاق إِلَى الباه كثيرا وَلَا يقوى عَلَيْهِ وَإِن اشتاق فِي الْأَقَل على شَيْء قَلِيل.
مَجْهُول للهند: الحامض والمالح إِذا أدمنا أذهبا الباه وَكَذَلِكَ العفص والقليل الدسم وَالْخبْز الْكثير البورق وَكَثْرَة شرب المَاء والتخم المتواترة وإتيان الْحَائِض والجواري اللواتي لم يبلغن وَالْمَرْأَة الَّتِي لم تؤت حينا كثيرا فاعتراها ريَاح الْأَرْحَام فَكل هَذِه يكسر الذّكر ويوهن قُوَّة الباه. لى لون يكثر المَاء على مَا رَأَيْت: يُؤْخَذ فراخ سمان قد زقت بالحمص والباقلى واللوبيا وربيت بِهِ فتفصل وَيُؤْخَذ حمص مرضوض وَمَاء البصل وملح الاسقنقور وَيجْعَل ملح الْقدر أجمع وَتَكون الْقدر مالحة ويلقى فِيهَا شَحم ثَلَاثَة اَوْ أَرْبَعَة أفرخ لتجئ دسمة ثمَّ يشرب خبْزًا نقياً من هَذَا المرق ويؤكل ويحسى وَلَا يشرب عَلَيْهِ المَاء سَاعَة ثمَّ يشرب عَلَيْهِ النَّبِيذ ويديم ذَلِك أَيَّامًا فَإِنَّهُ عَجِيب فَإِذا بَقِي فِي عصارته مرقة فصب فِيهَا شرابًا واشربه.
آخر طيب: يتَّخذ هريسة من حِنْطَة نقية بِلَبن الْبَقر وَيجْعَل دسمها شَحم الْفِرَاخ وملحها ملح لى رَأَيْت فِي كتب الْهِنْد أَنهم يعتمدون فِي الباه على الحلتيت وَهُوَ عِنْدِي علاج قوي لِأَنَّهُ حَار جدا وَهُوَ مَعَ ذَلِك منفخ.
من كتاب الفلاحة الفارسية: إِن عمد إِلَى ذَنْب الْخَيل وأحرق كَمَا هُوَ إِلَّا شعره الطَّوِيل وعجن رماده بشراب شَدِيد وطلى الْقَضِيب والعانة والمذاكر أورث من نشاطه مَا يتَأَذَّى بِهِ.(3/398)
أطهورسفس: بيض العصافير مَتى أكلت هيجت الباه وَكَذَلِكَ أجسامها إِذا أدمنت وَالْبيض أقوى. قضيب الأيل أَو خصاه إِذا جفف وحك وَشرب مِنْهُ أنعظ جدا.
الْأَعْضَاء الألمة: قَالَ: الَّذين منيهم كثير مَتى لم يجامعوا ثقلت رؤوسهم وحموا وقلقوا وَقلت شهوتهم للطعام واستمراؤهم فَإِن ضبط أَمْثَال هَؤُلَاءِ أنفسهم عَن الْجِمَاع ضبطاً شَدِيدا بردت أبدانهم وعثرت حركاتهم وَوَقعت عَلَيْهِم الكآبة وأصابهم سوء الفكرة كَمَا يعرض لصحاب مالنخوليا.)
فرزجة جَيِّدَة تزيد فِي الباه من أقربادين ابْن سرابيون: شَحم الاسقنقور عاقرقرحا بِالسَّوِيَّةِ ولب حب الْقطن يحْتَمل شيافة وَيحْتَمل بدهن الرازقى. لى أتوهم على مَا رَأَيْت فِي الْكتب أَن الشيافة الَّتِي يستعملها الرِّجَال عَن اللعبة البربرية لِأَن هَذَا يثير حرارة شَدِيدَة جدا مَعَ انتفاخ دموي كثير جدا لَيْسَ كحرارة العقاقير الحارة الحادة وَمَتى أكلت أَيْضا فعلت وَرَأَيْت إمرأة سقيت هَذِه اللعبة فرأيتها من ساعتها قد احمر وَجههَا وَدرت عروقها واوداجها حَتَّى كَاد عَيناهَا تنتوان بإفراط فِي ذَلِك شَدِيد جدا.
الساهر قَالَ: يتعالج بِهَذِهِ الحقنة بعض النخاسين فيزيد منيه: يُؤْخَذ رَطْل دهن جوز وَيجْعَل فِي طنجير ويلقى عَلَيْهِ رَطْل من الحسك الذّكر وَثَلَاثَة ارطال من لبن بقر وأوقية زنجبيل وأوقية سكر ويغلى غليات وَيصب عَلَيْهِ أوقيتان من الزنبق الرصاصي ودهن بَان ودهن رَأس ضَأْن ويحقن بِهِ كل لَيْلَة ثَلَاث أَوَاقٍ ثَلَاث لَيَال وَلَا يُجَامع عشر لَيَال.
من كتاب أبقراط فِي الْجَنِين: قَالَ: المدمنون للحم تكْثر شهوتهم للجماع. المغاث يزِيد فِي الْجِمَاع.
وَيزِيد فِي الإنعاظ أَن يَمْرُق الْقطن بدهن حَار وينام على الْقَفَا وَتَحْت قطنه شَيْء حَار وطئ كالمرعزى والفرا وَنَحْوه فَإِنَّهُ ينعظ فِي ساعتين إِذا سخنت الكلى.
ابْن سرابيون مِمَّا يُحَرك الباه: بزر الأنجرة وبصل الزير وبزر اللفت واللفت والجزر وبزره والنعنع والجرجير والحمص والباقلى والسمك الْكثير الأرجل وَحب الصنوبر الْكِبَار واللوف وكلى الاسقنقور وبيض الحجل والقسط والحلو مِنْهُ وخصى الثَّعْلَب والبصل والهليون وأدمغة العصافير.
سفوف يكثر الْمَنِيّ: بزر الهليون وشقاقل وزنجبيل خَمْسَة خَمْسَة بوذرنج أَحْمَر وأبيض وبهمنان ثَلَاثَة ثَلَاثَة وبزر الرّطبَة وبزر اللفت وبزر جزر وبزر الفجل وبزر جرجير وبزر الأنجرة زنة دِرْهَمَيْنِ من كل وَاحِد إشقيل مشوي سرة الاسقنقور ثَلَاثَة ثَلَاثَة حب الرشاد لِسَان العصافير خَمْسَة خَمْسَة سكر أَرْبَعُونَ درهما الشربة خَمْسَة دَرَاهِم يطلى دَوَاء كَانَ يَسْتَعْمِلهُ أَمِير الْمُؤمنِينَ الْمهْدي بِاللَّه: حسك يَابِس بِقدر الْحَاجة يدق وينخل وَيُؤْخَذ الحسك الرطب فِي وقته فيعصر مَاؤُهُ وَيصب مِنْهُ على الْيَابِس واجعله فِي شمس وتسقيه مِنْهُ حَتَّى تزيد ثلثه بِالْوَزْنِ إِذا جف وَيُؤْخَذ مِنْهُ ثَلَاثَة أَجزَاء وعاقرقرحا جُزْء وسكر طبرزد أَرْبَعَة أَجزَاء يدق وينخل الشربة درهما بِمَاء فاتر فَإِنَّهُ فتْنَة قنة لَا شَبيه لَهُ الْبَتَّةَ آخر:(3/399)
بصل أَبيض مقشر يعصر وَيُؤْخَذ من العصارة نصف رَطْل ويطرح عَلَيْهِ من الْعَسَل رَطْل ويطبخ بِنَار لينَة إِلَى)
أَن ينضب مَاء البصل فيحفظ ذَلِك الْعَسَل فِي إِنَاء زجاج ويذر فِيهِ كلى سقنقور وَيُؤْخَذ مِنْهُ ملعقتان عِنْد النّوم فَإِنَّهُ عَجِيب قَالَ: وحقنة الرَّأْس والأكارع وَالْجنب السمين يسْتَعْمل ثَلَاثَة أَيَّام وَأكْثر بعد غسل المعي بحقنة أُخْرَى فَإِنَّهُ عَجِيب.
من الْكتاب الْمُؤلف فِي وجع المفاصل: الْجِمَاع جيد للوسواس والصداع الْمُتَوَلد من بخارات كَثِيرَة وَمن الْجُنُون وصفاء الصَّوْت والحنجرة.
قَالَ: الْجِمَاع يفرغ الإمتلاء ويجفف الْجِسْم ويكسبه جلدا وَيحل الْفِكر الشَّديد ويسكن الْغَضَب الشَّديد وَمن أجل ذَلِك فَهُوَ نَافِع بَالغ الْمَنْفَعَة للجنون والمالنخوليا وَهُوَ علاج قوي فِي الْأَمْرَاض الْعَارِضَة من البلغم. وَمن النَّاس من إِذا اسْتَعْملهُ كثر عَلَيْهِ غذاؤه وَأكله وَيذْهب بِكَثْرَة الإحتلام. والأمزجة الحارة الرّطبَة أجمل لَهُ وأردأها لَهُ الْيَابِسَة وَيصْلح لَهُ رياضة معتدلة وأطعمة غَلِيظَة منتفخة كالسمك الْكثير الأرجل والنعنع والجرجير والسلجم والبقلة الَّتِي تسمى أوفش والباقلى والحمص واللوبيا لِأَنَّهَا تنفخ فَأَما السذاب وَنَحْوه وَشبهه مِمَّا يحل النفخ فضار لَهُ وَإِن الْعِنَب لعَظيم النَّفْع فِيهِ وَذَلِكَ لِأَنَّهُ يغلي الدَّم ويكسبه ريحًا بخارياً ويرطب الْجَسَد وينهض الشَّهْوَة والباه وَلَا يجب أَن يُجَامع بعد الإمتلاء من الطَّعَام بِوَقْت يسير مَعَ سوء الهضم لِأَنَّهُ رياضة وَلَا إِذا كَانَ فِي الْجِسْم فضول ردية لِأَنَّهُ يعْمل عمل الرياضة على مَا ذكرنَا وَاسْتعْمل بعد الرياضة والإستحمام بعد أَن يُؤْكَل قبله شَيْء قَلِيل يسْتَردّ الْقُوَّة فَإِن ذَلِك أوفق وَأَحْرَى أَلا يعرض بعد الْبرد الْعَارِض بعقبه وَيجب أَن يحذر بعقب التَّعَب والقيء والدواء المسهل والذرب النَّاقة والمسلول واليابس الْجِسْم. قَالَ: وَمِمَّا يذهب شَهْوَة الْجِمَاع ويميتها التَّعَب. لمن لَا يقدر على الْجِمَاع: يمسح الذّكر دَائِما بِبَعْض الشحوم قد خلط فِيهِ شَيْء يسير من أصل النرجس والعاقرقرحا والميويزج والأنجرة. وَقد ينعظ حلتيت قَلِيل مَتى جعل فِي ثقب الإحليل يجب أَن يُؤْكَل قبل الطَّعَام بصل البلبوس الْأَحْمَر الصغار مِنْهُ مشوياً مَعَ ملح وزيت وأصل اللوف مشوي مَعَ طريخ أَو شَيْء يسير من بصل الأشقيل قد جفف قَلِيلا. وَالْجِمَاع ضار لِذَوي الْأَبدَان الْيَابِسَة المزاج بالطبع. الْجِمَاع ضار للصدر والرئة وَالرَّأْس والعصب وَهُوَ ينْقل الْحَرَكَة والطيش إِلَى الهدوء والسكون ويبلغ من فعله فِي ذَلِك أَنه يسكن الوسواس السوداوي وَالْجُنُون الْفَاحِش وينقض عشق العاشق وَإِن كَانَ مَعَ غير من يعشق وَلَا يجب أَن يُجَامع على الإمتلاء وخاصة من الشَّرَاب وَلَا مَعَ الْخَلَاء والهيضة والتعب والإعياء ويقل مِنْهُ فِي الخريف وَفِي وَقت فَسَاد الْهَوَاء)
وَتَكون الْأَمْرَاض العامية وَالْوَقْت الْمُوَافق لَهُ هُوَ بعد الطَّعَام قبل النّوم وَذَلِكَ أَن الْإِنْسَان إِذا نَام بعد الْجِمَاع سكن الإعياء الْحَادِث عَنهُ وَلَا يكون بعد الطَّعَام الْكثير والتملي وانتفاخ الْبَطن وَقد يحدث الإمتناع من الْجِمَاع فِي الَّذين منيهم كثير الإسترخاء وغؤور الْعين وَثقل الرَّأْس وَالْكرب وَهَؤُلَاء يَحْتَاجُونَ أَن يتقوا(3/400)
الْأَشْيَاء المكثرة للمني وَأَن يَأْخُذُوا مَا يقلله وليدهنوا الْقطن بدهن ورد والسفرجل وَمَا أشبه ذَلِك مخلوطاً بِبَعْض العصارات المبردة طلاء تَجْعَلهُ قيروطاً وَفِي الهاون على مَا تعلم. وصفيحة رصاص على الْقطن جيد وأقراص الفنجنكشت وَأكل السذاب وَيجب أَلا يفرط فِي تَدْبِير الظّهْر بالأطلية فَيضر بالكلى. يهيج الْجِمَاع: بزر الأنجرة وبزر اللفت وأصل الجزر وبزره والنعنع والقسط الحلو مَتى شرب مَعَ شراب الْعَسَل وخصى الثَّعْلَب والجرجير والحمص والباقلى والسمك الْكثير الأرجل وَحب الصنوبر الْكِبَار والأنيسون واللوف الْمَأْكُول وكلى السقنقور وبيض القبج وبزر الكراث إِذا شرب مِنْهُ ملعقة أحدث انتشاراً صَحِيحا لَا مُضر فِيهِ. الَّتِي تمنع الباه: الفنجنكشت المقلو وَمر مقلو وورقه وفقاحه الشَّجَرَة والإفتراش لَهُ والسذاب والعدس والرجلة والخس وبزره.
مَجْهُول: بورق ينعم سحقه وأدفه بِعَسَل واطل بِهِ الْقَضِيب والشرج والعانة فَإِنَّهُ يقوم حَتَّى يضجر واغسله بشراب.
بولس الْجِمَاع بليغ النَّفْع فِي الْأَمْرَاض البلغمية مَتى كَانَت الْحَرَارَة الغريزية مَعَ ذَلِك قَوِيَّة. بولس قَالَ: لمن لَا يقدر على الْجِمَاع يدبر بِمَا أَمر أوريباسيوس. وَزَاد فِيهِ حب النّيل والزارقي واسقه شَيْئا من الفلفل أَو خصى الثَّعْلَب وبزر الجرجير ولباب القرطم. وللإفراط فِي الْجِمَاع: التدبر وَالنَّوْم والتغذي والمعاودة للنوم والدثار. من صفة رجل. لى مِمَّا كَانَ يعْمل للمتوكل على الله: دِرْهَم فربيون حَدِيث قوي وَنصف دِرْهَم من العاقرقرحا وَنصف دِرْهَم من الْمسك وَنصف أُوقِيَّة من الزنبق الْخَالِص فتجعل هَذِه فِيهِ وَيتْرك وَيخْتم رَأسه بعد سحقها وَيرْفَع وَيمْسَح بِهِ عِنْد الْحَاجة المراق والمذاكر فَإِذا أنعظ غسله أَو دهن بدهن ساذج وَورد وشمع قَلِيل.
بولس: قد يبطل الإنتشار من استرخاء الْآلَات والشهوة قَائِمَة وَالْعلَّة فِي ذَلِك إِمَّا استرخاء الْآلَات وَإِمَّا قلَّة الْمَنِيّ. وَيسْتَعْمل فِي استرخاء هَذَا الْعُضْو مَا ذكرنَا فِي استرخاء المثانة وَنَحْوه.
لِكَثْرَة الْجِمَاع: يحرق الْحَيَوَان الْمُسَمّى سقلانوطس ويسحق وَيصب عَلَيْهِ دهن ويلطخ بِهِ إِبْهَام الرجل الْيُمْنَى فَإِذا أردْت أَن يكف فَغسل. دَوَاء ينعظ: يسقى على الرِّيق فلفل وَحب الصنوبر)
وبزر كرفس جبلي وجرادة ذكر أيل وعلك البطم بِالسَّوِيَّةِ ويخلط بِعَسَل وَيُؤْخَذ على الرِّيق.
من كتاب مَجْهُول يضعف الباه: مَاء السذاب والخل يشرب أَيَّامًا ويطلى على الحقو بعصارة لحية التيس والقاقيا والبنج والفنجنكشت وبزر خس وَقرن أيل محرق وَالنَّوْم على شَيْء بَارِد جدا وَشرب مَاء الكزبرة وطلى الظّهْر بِهِ وَمن جيد أدويته: قرن الأيل المحرق شرب أَو طلى بِهِ وَهُوَ يجمد الْمَنِيّ.
ابْن ماسويه: كَثْرَة الباه يضعف الْبَصَر جدا وَالْجِمَاع فِي الصَّيف ردئ لِأَنَّهُ ييبس الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة أَكثر.(3/401)
(تَطْوِيل القلفة وتقصيرها) (وَالْفرق بَين الثّيّب وَالْبكْر وَمَا تدبر بِهِ الْبكر بعد الاقتضاض وَمَا يبطئ) (بالإنزال والتعظيم.) مَتى مرست القلفة بعد الْخُرُوج من الْحمام بالعسل ولطختها بِهِ وَفعل ذَلِك شهرا أطالها.
مَجْهُول: تُؤْخَذ العلق فتجعل فِي نارجيلة فِيهَا مَاؤُهَا ودعها أسبوعاً ثمَّ أخرجهَا واسحق العلق واطل بِهِ الذّكر فَإِنَّهُ يعظم جدا تفعل ذَلِك أَيَّامًا. وَمِمَّا يعظمه أَن تدلكه فِي الْيَوْم عشر مَرَّات بِلَبن الضَّأْن دلكا طَويلا فَإِنَّهُ يعظم جدا يفعل ذَلِك أَيَّامًا. ويطلى الذّكر بِلَبن شَجَرَة تدعى الحلبلاب فَإِنَّهُ يغلظه ويشده مَا شِئْت أَو خُذ الخراطين واغسلها ويبسها واسحقها ثمَّ اخلطها بدهن سمسم وادهن بِهِ الذّكر فَإِنَّهُ يغلظ. والدلك الدَّائِم يغلظ الذّكر جدا وَيجب أَن يكف عَنهُ إِذا بَدَأَ ينتفخ ويحمر حَتَّى يسكن سكوناً تَاما ثمَّ يعود ذَلِك فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات.
اسْتِخْرَاج. لى تُؤْخَذ الكردمانة فتنخل بحريرة صفيقة وتستدخل الْمَرْأَة مِنْهُ قَلِيلا مَعَ دهن زنبق وَلَا تكْثر فَإِنَّهُ يبلغ من السخونة مَا يفْطن بِهِ أَنه علاج من أَكثر ذَلِك.
علاج لتطيب الرّيح والتضييق: سك ورامك وَقَلِيل مسك وَشَيْء من زعفران وعود فيطرح فِي شراب ثمَّ يغلى فِي برام أَو حَدِيد ثمَّ يُؤْخَذ خرقَة فَتَشرب هَذَا المَاء وتقطع وَتحمل مَتى أَحْبَبْت قِطْعَة مِنْهُ فَإِنَّهُ عَجِيب جدا فِي التطييب والتضييق.
3 - (دَوَاء يجفف الْمَرْأَة الرّطبَة)
عفص فج بزر حماض دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ كحل نصف دِرْهَم خبث الْحَدِيد نصف دِرْهَم ويطبخ فِي المَاء جلنار وجفت البلوط وَيشْرب صوفة وتلوث بالدواء وتحتمل اللَّيْل كُله.
فِي حِيلَة الْبُرْء: إِذا كَانَت القلفة مقصرة عَن طرف الإحليل فَإِنِّي أَتَّخِذ قالباً من رصاص رَقِيق فَأدْخلهُ تَحت القلفة وأجعله بِإِزَاءِ رَأس الكمرة ثمَّ أمد القلفة عَلَيْهِ مَا امتدت وَألف عَلَيْهَا سحاءة وألزق طرفها بصمغ. فَإِن عالجتها بالدلك وَحده إِذا لم يكن فِيهَا كثير تَقْصِير أجزى.
الْيَهُودِيّ: دم الكبد لَا يخرج وَلَا ينغسل بالملح وَلَا بحماض الأترج وَسَائِر الدِّمَاء تنغسل. لى قد يكون بِالنسَاء رتق وَهَذِه لَا يُمكن أَن تقتض حَتَّى تشق بالحديد. وَقد يصير فِي بَعضهنَّ هَذَا اللَّحْم قَوِيا فرنياً فَيجب أَلا تفاجئها بِالْجِمَاعِ بِشدَّة ضَرْبَة لكَي تعلم هَل هِيَ كَذَلِك أم لَا لِئَلَّا يُصِيب الذّكر مِنْهُ بلية.(3/402)
3 - (من الطبيعيات لنتن الْفرج) يُؤْخَذ طين لابى فيطين بِهِ خَارج قمع جُلُود وَأدْخلهُ ثمَّ تستدخل الْمَرْأَة طرفه وتبخر تحتهَا باللك حَتَّى تَجِد طعم الدُّخان فِي فمها تفعل ذَلِك عِنْد طهرهَا مَرَّات. وَقَالَ: مَتى سحقت الخراطين وطليت على الذّكر عظم جدا. قريطن للرطوبة فِي الْفرج: قشور صنوبر أَرْبَعَة آس جزءان سعد جُزْء يصب عَلَيْهِ شراب عفص ريحاني وتبل مِنْهُ خرق كتَّان وَيرْفَع يَوْمًا وَيُدبر عِنْد الْحَاجة بِهِ. لى يجب أَن يصب على هَذَا طبيخ العفص والرامك وقردمانا وَهَذَا يضيق الْفرج تضيقاً شَدِيدا ويطيبه وَمَتى جعل فِي هَذِه الحمولات حب القريص أسخن جدا. لى القردمانا قد اتّفق عَلَيْهِ أَن يسخن الْفرج. اختيارات حنين: يُؤْخَذ حلتيت فيسحق وَيصب عَلَيْهِ دهن زنبق فِي قَارُورَة وَيتْرك أَيَّامًا ثمَّ يمسح بِهِ فَإِنَّهُ يلذذ الرجل وَالْمَرْأَة لَذَّة عَجِيبَة. وَيدخل الرجل يَده تَحت ظهر الْمَرْأَة مِمَّا يلى الْعَجز ويرفعها إِلَيْهِ ويشد فَخذيهِ فَإِنَّهُمَا يلتذان جَمِيعًا لَذَّة عَجِيبَة. أُخْرَى مللذة عاقرقرحا وميويزج ودارصيني سَوَاء ينخل بالحريرة ويعجن بِعَسَل الزنجبيل المربى ويحبب أَمْثَال الفلفل. ثمَّ اجْعَل مِنْهُ وَاحِدَة تَحت اللِّسَان وَيمْسَح بالريق الذّكر فَإِنَّهُ عَجِيب يلذذ لَذَّة عَجِيبَة وخاصة للْمَرْأَة.
ميسوسن. أَجْلِس المقتضة فِي زَيْت وشراب فَإِن كَانَ قد جرح الْموضع وضع عَلَيْهِ مرهم بعد أَن يَجْعَل فِيهِ أنبوبة ليخرج مِنْهَا الْبَوْل وَلَا يلتحم الْجَمِيع.)
انْتهى السّفر التَّاسِع من كتاب الْحَاوِي لصناعة الطِّبّ تأليف أبي بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ رَحمَه الله ويتلوه فِي الْعَاشِر فِي الْحَيَّات والديدان فِي الْبَطن والمقعدة والأدوية الَّتِي تقتل الديدان وَتخرج حب القرع والحيات.
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
(وَعَلِيهِ أتوكل وَبِه أستعين)(3/403)
(فارغة) (الْجُزْء الْحَادِي عشر)(3/404)
(الْحَيَّات والديدان فِي الْبَطن والمقعدة)(3/405)
(فارغة)(3/406)
(الْحَيَّات والديدان فِي الْبَطن والمقعدة) (والأدوية القاتلة للديدان والمخرجة لحب القرع والحيات) الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: (الديدان من الْأَشْيَاء الْخَارِجَة عَن الطبيعة) وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تخرج أصلا عَن الْبدن. وَإِنَّمَا يُمكن إخْرَاجهَا عَنهُ بعد قَتلهَا فَإِنَّهَا مَتى دَامَت إحْيَاء تنشب بالأمعاء فَإِذا مَاتَت خرجت بالبراز. وَإِنَّمَا يَقْتُلهَا الْأَدْوِيَة الْمرة مثل الأفسنتين وَمَا شابهه. حب القرع فَأَما حب القرع فَإِنَّهَا تحْتَاج إِلَى أدوية أقوى من الأفسنتين كالسرخس. الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الألمة: 3 (الديدان لَا تتولد إِلَّا فِي الأمعاء) الثَّانِيَة من الْفُصُول: الدُّود الصغار الدقاق تتولد فِي المعي الغليظ عِنْد فَسَاد الهضم. وَأما الْعِظَام المستديرة فَإِنَّهَا تتولد فِي الأمعاء الْعليا حَتَّى إِنَّهَا تصعد كثيرا إِلَى الْمعدة وتولد هَذَا الْجِنْس فِي الصّبيان أَكثر من تولد الدُّود العراض وَهِي حب القرع وَأما العراض وَهِي حب القرع فقليلا مَا تتولد فِي الصّبيان وَهَذِه أَكثر مَا تتولد فِي الأمعاء كلهَا وَهَذِه أطولها كلهَا.
3 - (كتاب العلامات)
يعرض لصَاحب الْحَيَّات كَثْرَة الْأكل وينحف مَعَ ذَلِك الْجِسْم ويضعف ويجد نخسا على فُؤَاده ونخسا عِنْد سرته وخاصة إِذا خلا من الطَّعَام وخاصة إِذا كَانَ من الطَّعَام هَذِه الْحَيَّات العراض وَأما المدورة فَإِنَّهَا تكون فِي الشَّبَاب أَكثر مِنْهَا فِي الشُّيُوخ وَفِي الصّبيان أَكثر مِمَّا تكون فِي الشَّبَاب ويعرض مَعهَا لذع فِي المعي ومغس وغثى حَتَّى يضْطَر صَاحبهَا إِلَى إِدْخَال يَده فِي فِيهِ وَذَلِكَ عِنْد صعودها إِلَى فَم الْمعدة ويستطلق بَطْنه مِنْهَا وَرُبمَا خرجت من فَوق بالقيء ويعرض لَهُ ضعف شَدِيد وَقلة شَهْوَة الطَّعَام وصفرة وهزال وسعلة يابسة وَرُبمَا غشي عَلَيْهِ وَرُبمَا عرض للصبيان الِاضْطِرَاب فِي النّوم وصرير الْأَسْنَان وَالنَّوْم على بطونهم من شدَّة الْأَلَم وَرُبمَا عرض مَعَه التشنج والحمى والسبات ويحم وُجُوههم ويبرد أَطْرَافهم ويلقون بِأَيْدِيهِم إِلَى النواحي من الكرب ويعرقون عرقا بَارِدًا وَإِذا لمست بطونهم وجدت شَيْئا جاسيا وَرُبمَا تحركت تَحت الْيَد ويأخذهم مَعَ ذَلِك مغس ومجستهم ضَعِيفَة مُخْتَلفَة وَرُبمَا خرجت من الْأنف وَقل مَا تخرج بالقيء عِنْد شدَّة الْحمى وَالِاضْطِرَاب وَأما فِي حَال لَا حمى فَتخرج من أَسْفَل وَيُشبه بعض أعراضها قرانيطس إِلَّا أَنهم لَا يلقطون زئبر الثِّيَاب وَلَيْسَ فِي رؤوسهم وجع وَلَا فِي آذانهم طنين لكِنهمْ(3/407)
يَجدونَ مغسا ولذعا ونخسا وَالِاخْتِلَاف فيهم مُنْقَطع سَاعَة بعد سَاعَة وتنقطع أَصْوَاتهم سَاعَة فساعة. ويميز بَينهَا وَبَين الصرع بوجع الْبَطن وَأَنه لَا وجع بهم فِي الرَّأْس وتميزه من القولنج أَن بطونهم لَيست معتقلة الْبَتَّةَ وألوانهم صفر وينبطحون على وُجُوههم. وَيفرق بَينهم وَبَين تصرير أسنانهم من النّوم فَإِن تصرير الْأَسْنَان من الْحَيَّات إِنَّمَا يكون حينا فحينا. وَإِذا خرجت من المرضى ميتَة كَانَت من عَلَامَات الْمَوْت وَإِذا خرجت حَيَّة كَانَ دَلِيلا صَحِيحا على الْقُوَّة.
وَأما الديدان الصغار الَّتِي تكون فِي المقعدة فَإِن صَاحبهَا يجد حكاكا فِي المقعدة وَقد يشْتَد ذَلِك حَتَّى يغشى عَلَيْهِ ويجد قبل أَن يتبرزها ثقلا تَحت شراسيفه وَفِي صلبه. قَالَ: وَإِذا)
خرجت الْحَيَّات من المحموم ميتَة دلّت على مَوته وَمَتى خرجت بِلَا حمى وَهِي حَيَّة مَعَ دم فَهُوَ ردي وَمَتى اخْتلف الْمَرِيض حيات وَهِي حَيَّة دلّت على صِحَة قوته وَمَتى خرجت بالقيء دلّت على أخلاط ردية فِي معدته وَخُرُوج الْحَيَّات أجمع فِي الحميات ردي إِلَّا أَن الْحَيّ خير من الْمَيِّت. وَإِذا خرجت مِنْهُ قبل الهبوط فَذَلِك ردي وَمَتى خرجت بعد الهبوط فَصَالح يدل على قُوَّة الطبيعة وَقبل الهبوط يدل على ضعف وَسُقُوط الْقُوَّة وعَلى أخلاط ردية.
الأولى من الثَّانِيَة من ايبذيميا: الديدان تولد فِي الخريف من أجل الْفَوَاكِه أَكثر. وَقد تتولد فِي سَائِر الْأَوْقَات من أجل فَسَاد الْأَطْعِمَة. والديدان أَنْفسهَا من شَأْنهَا أَن تتحرك فِي الْأَزْمَان وتهيج فِي الخريف عِنْد الْمسَاء بالْعَشي.
السَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ: 3 (الْحَيَّات تحدث من التخم) المتواترة وَأكل الْأَشْيَاء الَّتِي قد شابتها عفونة وَالْخبْز الخشن والحيات تحدث ألم الْفُؤَاد واختلال الشَّهْوَة والسبات واختلاط الذِّهْن والسهر والحمى وتصرير الْأَسْنَان فِي النّوم لى والصرع وانطلاق الْبَطن وتحدث مثل هَذِه الْأَعْرَاض عِنْد الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام وتتولد الْحَيَّات أَيْضا فِيمَن يكثر من الطَّعَام فَإِذا كثرت فِي الْجِسْم أفرط عَلَيْهِ الهزال وانطلاق الْبَطن. وَإِذا رَأَيْت شَيْئا من هَذِه الْأَعْرَاض فَلَا تحكم بِأَن تِلْكَ الْعلَّة ذاتية حَتَّى تسْأَل عَن أَمر الدُّود وتفقد بعناية لَا يُمكن أَن تكون عارضة فِيهِ.
الْيَهُودِيّ فِيمَا عد لنا مِمَّا يخرج الْحَيَّات: الباقلي والحمص أَنَّهُمَا يخرجَانِ الْحَيَّات. قَالَ: وَبَعض النَّاس يسْقِي لَبَنًا حليبا أَيَّامًا ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة حَتَّى تأنس إِلَيْهِ الْحَيَّات ويغتذي بِهِ فَإِذا كَانَ فِي الْيَوْم الرَّابِع أَخذ سرخسا وأبرنجا مقشرا وشيحا وقنبيلا وتربدا ضعفها وترمسا أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِلَبن حليب. والأبرنج المقشر مَتى أَخذ مِنْهُ خَمْسَة دَرَاهِم أسقط كيس حب القرع الْبَتَّةَ. قَالَ: فَإِن أردْت معرفَة هَل الْحَيَّات فِي الْبَطن فرش على معدة العليل ماءا بَارِدًا بِالْغَدَاةِ فَإِنَّهُنَّ يجتمعن إِلَى ذَلِك الْموضع شبه الكبة.
مَجْهُول: مَتى شربت دَوَاء الْحَيَّات فَشد منخريك شدا شَدِيدا جدا وَلَا تفتحهما حَتَّى(3/408)
تتمضمض وَيذْهب طعم الدَّوَاء الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ من الأجود أَن تحبس فِي النَّفس إِذا شربت الْأَدْوِيَة الَّتِي تخرج الْحَيَّات. قَالَ: وَحب النّيل يخرج الْحَيَّات.)
الطَّبَرِيّ: الحمص الْأسود مَتى أنقع بخل ثمَّ أكل مِنْهُ على الرِّيق وصبر عَلَيْهِ قتل الدُّود فِي الْجوف. وَله دَوَاء يخرج الْحَيَّات: يشرب ثَلَاثَة أَيَّام لَبَنًا حليبا بِالْغَدَاةِ ويتحسى أسفيذباجا بعد ذَلِك بساعات ثمَّ يُؤْخَذ سِتّ مَثَاقِيل أبرنج وَثَلَاثَة دَرَاهِم من سرخس وقنبيل ثَلَاثَة فتدق وتداف بخل خمر حامض ثمَّ يمص أَولا الكباب لِأَن الدُّود تبارد إِلَى ذَلِك وَإِلَى طلب اللَّبن وتعلى رؤوسها وتفتح أفواهها وَبعد ذَلِك اتبعهُ الدَّوَاء فِي الْحِين.
أهرن قَالَ: 3 (حب القرع) مَتى خرجت بالبراز فَإِنَّهُ دَلِيل على الْحَيَّات الْكِبَار.
3 - (أَصْنَاف الدُّود)
بولس: الدُّود ثَلَاثَة أَصْنَاف: المستدير والعريض وَالصغَار الَّتِي تكون فِي المقعدة وَكلهَا تكون من البلغم العفن وَتَكون فِي الَّذِي يكثر من الْأكل للأشياء الرّطبَة اللزجة وَلَا يكون الدُّود من الْمَرَّتَيْنِ الْبَتَّةَ لِأَنَّهُمَا قاتلتان للحيوان فضلا عَن أَن يتَوَلَّد مِنْهُمَا وَمَتى خرج فِي بعض الْأَحَايِين مَعَ الدُّود مرّة صفراء أَو مرّة سَوْدَاء فَاعْلَم أَن الْمرة فِي حيّز آخر. قَالَ: والدود الطوَال تكون فِي الأمعاء الدقاق وبالقرب من الْمعدة وَلذَلِك كثيرا مَا تتصاعد إِلَى الْمعدة وَقد خرجت من بعض النَّاس من الْأنف والفم وَتَكون فِي الصّبيان والأطفال أَكثر من غَيرهم وَتَكون أَكثر ذَلِك مَعَ حمى. ويعرض لمن بِهِ دود مستدير لذع فِي الأمعاء والبطن وسعال قَلِيل يَابِس ويعرض لبَعْضهِم يرقان وخفقان وانتباه على غير مَا يَنْبَغِي وينتبه بَعضهم مَعَ صياح ثمَّ يغمى عَلَيْهِم وَيخْتَلف النبض وتعظم الحميات وتشتد على غير نظام مَعَ برد الْأَطْرَاف وتغور أَعينهم. وَابْتِدَاء الدُّود ثَلَاث أَو أَربع مَرَّات فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة على غير تَرْتِيب ويعرض مضغ اللِّسَان وَنَحْوه وتبريد الْأَسْنَان ويغمضون أَعينهم ويريدون السُّكُوت فَإِذا انتبهوا اشْتَدَّ ذَلِك عَلَيْهِم وَتظهر فِي أَعينهم دموية وتحمر وجناتهم ثمَّ تَتَغَيَّر حَتَّى تصير كمدة وَتَكون هَذِه الْأَشْيَاء أوقاتا قَليلَة وَتَكون فِيمَا بَينهَا مُدَّة من الزَّمَان وَرُبمَا صَار هَذَا الدُّود إِلَى الْمعدة فَيكون غثى ولذع وَذَهَاب الشَّهْوَة فَإِن أَخذ شَيْئا تقيأ وَرُبمَا عرض إسهال الْبَطن وانتفاخه وتمدده كالطبل ويتمدد سَائِر الْجِسْم على غير قِيَاس لَا من جوع كَانَ وَلَا من استفراغ مفرط. وَلَا يَنْبَغِي أَن تطلب كل هَذِه الدَّلَائِل بل بَعْضهَا وَرُبمَا أصبت أَكْثَرهَا. وَإِنَّمَا يعرض مَا ذكرنَا من أجل أَن الدُّود تلتوي فِي الأمعاء فتلذعها وَلِأَنَّهُ)
تتصاعد إِلَى الدِّمَاغ من الرُّطُوبَة العفنة الَّتِي تَجْتَمِع فِي الْبَطن بخارات فَتكون حمى فأعن فِي بعض الْأَوْقَات بِإِخْرَاج الدُّود فِي بعض الْأَعْرَاض على قدر الْأَمر فَإِن أَكثر تَوَاتر فِي إِخْرَاجه فَأكل الدُّود أمعاءهم واعتراهم نخس فِي هَذِه الْأَعْضَاء ثمَّ اعتراهم تشنج أَو مَاتُوا. وَزعم قوم أَنهم رَأَوْا الدُّود قد ثقب الْبَطن وَخرج مِنْهُ فضمد الْبَطن بالأفسنتين ودقيق الترمس والشيح وقشور الرُّمَّان والعفص. وَمن أدويته: الراسن وَحب الْغَار والسليخة والحاشا والفودنج والسعد والبسبايج والأيرسا والقرطم والفلفل يُؤْخَذ مِنْهَا ثَلَاثَة دَرَاهِم أَجزَاء سَوَاء يطْبخ النعنع أَو تُؤْخَذ عصارة أصل التوت ولطخ على معدهم الصَّبْر بشراب تفاح فَإِنَّهُ ينْهض شَهْوَة الطَّعَام(3/409)
وَالْحَاجة إِلَيْهِ فِي هَذَا الْبَاب شَدِيدَة. ولتخلط بِهِ فِي بعض الْأَوْقَات الأفسنتين وأطل بِهِ على السُّرَّة مرَارَة ثَوْر وَشَيْء من الْأَدْوِيَة الْمرة وأدهن السُّرَّة كثيرا بالدهان الَّذِي يعْمل بالدفلى وضمد بورق الخوخ الْجوف كُله والطخ بالشونيز مَعَ دهن الْورْد أَو يعجن الترمس بعصير الشَّيْخ أَو يعجن بعض هَذِه الْأَدْوِيَة بمرارة ثَوْر ويلطخ أَو يطْبخ الأفسنتين. وأحقنهم بِالْمَاءِ الفاتر وَالْعَسَل كي تنزل الدُّود فِي طلب حلاوة الْعَسَل إِلَى أَسْفَل الأمعاء وَمَتى كَانَت تصعد بخارات ردية فأسهلهم أَولا بإيارج فَيقْرَأ ثمَّ أسهلهم بِمَا يسهل الدُّود. قَالَ: وَأما الدُّود العريض فَإِنَّهُ يُغير الصفاق الَّذِي دَاخل الأمعاء حَتَّى يصير دودا عريضا ويعرض مِنْهُ اللذع الدَّائِم فِي الْجوف والشهوة الشَّدِيدَة للطعام وَذَلِكَ أَن هَذَا الْحَيَوَان يتغذى بِمَا يصير إِلَيْهِ غذَاء سَرِيعا فتحتاج الكبد إِلَى الاجتذاب من الْمعدة وَإِن لم يطعموا عرض لَهُم لذع فِي المعي الصَّائِم وهزال فِي الْجَسَد وَضعف وكسل وَيخرج فِي الثفل دَائِما مِنْهَا ويعالج هَؤُلَاءِ بِأَكْل الثوم والأدوية الْمرة وَمَتى كَانَ ذَلِك مَعَ حمى فأعطهم طبيخ السبستان ويأكلونه أَيْضا وأسقهم عصارة الهندباء والمر وبزر الكزبرة الْيَابِسَة بعد الدق. قَالَ وليحسوا فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام زَيْت إِنْفَاق فَإِنَّهُ لمرارته يَقْتُلهَا وبلزوجته يزلقها وَمَتى كَانَ مَعَ ذَلِك ورم حَار فِي الأحشاء فليستعمل الضماد الْمَعْمُول فِي دَقِيق الترمس والأفسنتين والفاشرا وأنطل الْمَوَاضِع الَّتِي تَحت الشراسيف بدهن الأترنج وثمر الأفسنتين وَالصَّبْر وَمَتى لم تكن الْحمى قَوِيَّة فأعط الْأَدْوِيَة القوية فِي إِخْرَاج الدُّود كالقردمانا والحرف وبزر الجرجير والأفسنتين وَحده كَاف فِي ذَلِك واسقهم درهمي صَبر فَإِنَّهُ عَجِيب جدا وَأما الَّذين يتأذون بالدود مَعَ إسهال الْبَطن فأعطهم لِسَان الْحمل يَابسا أَو عصارته أَو أعطهم طبيخ القنطوريون.)
صفة أُخْرَى إِذا لم تكن حمى: سرخس أوقيتان وَنصف نطرون ثَلَاثَة دَرَاهِم يسقى مِنْهُ الثُّلُث مَعَ شَيْء من سقمونيا وَيذْهب بهَا الْبَتَّةَ.
الترياق: مَتى لم تكن حمى فأعطهم إِيَّاه مَعَ عدم الْحمى. قَالَ: وَأما الدُّود الصغار فَإِنَّهَا تكون فِي آخر المبعر وتتولد من فَسَاد هُنَاكَ فَاسْتعْمل للأطفال شياقة بملح وبورق وَأما الرِّجَال فاحقنهم بِمَاء شَدِيد الملوحة أَو بطبيخ القنطوريون وَعسل بطبيخ الحنظل والأفستين قَالَ: وَلَا يحقن بِهَذِهِ إِلَّا بعد لطخ المقعدة بالأقاقيا والطراثيث والسماق مَعَ شراب كي تقوى أَو بشبث وشراب وَأما الَّذين يَجدونَ من هَذِه قبضا شَدِيدا فلتلطخ بالطين الأرمني أَو الرومى مَعَ شراب فَاعْلَم أَنه مَتى جَاع الْإِنْسَان كثر لذع الدُّود لَهُ لِأَنَّهَا تجوع فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يغدوا كل قَلِيل وليأكل قَلِيلا ليسلم من اللذع إِذا كَانَ مُؤْذِيًا وغذهم فِي وَقت الرَّاحَة قبل اللذع لكَي لَا يعرض لذع وَإِن عرض مَعَه سيلان الْبَطن وزلق الأمعاء فأعطهم أغذية قَوِيَّة واطل الْبَطن بالأطلية القابضة وَمَتى كَانَ هضمهم بطيئا فيهيج اللذع لذَلِك فأعطهم الأحساء وَنَحْوهَا مِمَّا يسْرع الانحدار.(3/410)
لى يكون من الديدان أمراض كالصرع والجوع الشَّديد الَّذِي لَا يسكن ويتبعه غشي مَتى لم يَأْكُل وَقد ذكر فِي بَاب قوليموس وخفقان الْقلب ووجعه: حَتَّى أَنه رُبمَا قتل.
الاختصارات: أطْعم الصّبيان للديدان شيحا وَتَمْرًا. قَالَ: وَالَّذِي فِي المقعدة يلطخ بصوف بنفط أَبيض وَحَملهمْ.
شندهشار: علامته فِي الْبَطن: حميات لينَة مختلطة وَذَهَاب اللَّوْن وخفقان الْفُؤَاد وَرُبمَا اعترى الصرع وَضعف فِي الشَّهْوَة وفتور وكسل ودوار وقيء واستطلاق لَا وَجه لَهُ.
يُوسُف الساهر مسهل للحيات عَجِيب: أبرنج خَمْسَة دَرَاهِم حب النّيل دِرْهَمَانِ يشرب الْجَمِيع بِلَبن فَإِنَّهُ يخرج الْحَيَّات أجمع.
الْكَمَال والتمام للديدان: سرخس قنبيل من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم دَاخل الأترنج خَمْسَة دَرَاهِم ترمس سَبْعَة دَرَاهِم شيح أرمني عشرَة دَرَاهِم تَرَبد أَبيض خَمْسَة عشر درهما ملح هندي بِخَمْسَة دَرَاهِم قسط مر سَبْعَة دَرَاهِم الشربة خَمْسَة دَرَاهِم بِمَاء الراسن الرطب قدر أُوقِيَّة ويسقى قبل هَذَا لَبَنًا حليبا ثَلَاثَة أَيَّام على الرِّيق.
دَوَاء يخرج الْحَيَّات لمن لَا يَسْتَطِيع على الْأَدْوِيَة الحارة من المحمومين والمحرورين: كزبرة يابسة)
وميبختج يشرب ثَلَاثَة أَيَّام وَلَاء أَو يعجن الشونيز بِمَاء الحنظل الرطب قدر أُوقِيَّة ويطلى على الْبَطن. قَالَ: وَيخرج الْحَيَّات أَن يسقى من مَاء الفودنج أوقيتين.
أَبُو جريج الراهب: الْحَيَّات تتولد من أجل الْأَشْيَاء الفجة واللينة كالقبح والبقول واللوبيا والحمص وَأكل اللَّحْم النيّ وسف الدَّقِيق. قَالَ: وَإِذا أزمن حب القرع صَار لَهَا عش منظم فَمَتَى لم يتعالج صَاحبه أصفرّ لَونه وَنحل جمسه وَقل لَحْمه وَظهر فِي بَطْنه عروق مثل مَا يكون فِي صَاحب المَاء الْأَصْفَر وَعند ذَلِك يحدث بِصَاحِبِهِ الْعَطش لَا يرْوى من أَجله وترم أنثياه مَعَ أوجاع ردية يُخرجهَا الشيح والأبرنج والسرخس والترمس وَالْعَسَل ولحى شَجَرَة التوت وَشَجر الرُّمَّان وأسرع مَا رَأَيْت لَهُ نفعا حَتَّى أَنه يلقِي عشه كَمَا هُوَ كَامِلا ثمَّ لَا يعود: عشرَة دَرَاهِم أبرنج مدقوقة منخولة قد ديفت بِلَبن حليب فَإِنَّهُ يَرْمِي عشه كُله ويخرجه أَحْمَر كلون البقّم.
من كتاب الْمعدة لحنين: إِنَّه ينفع من الْحَيَّات أَن يتعب حِين يشرب دواءها تعبا شَدِيدا بإحضار وركوب مُتْعب شَدِيد فَإِنَّهُ ملاك الْأَمر فِي إلقائها وإخراجها وَقد رَأَيْت نَاسا كثيرا تخرج مِنْهُم إِذا تعبوا حيات بِلَا دَوَاء يستعملونه بل التَّعَب فَقَط.
ابْن سرابيون قَالَ: الْحَيَّات تتولد من البلغم لِأَن الدَّم لَا ينصب فِي المعي وَلَيْسَ مَعَ ذَلِك وَلَو انصب بمستعد أَن ينخلق مِنْهُ فَأَما المرتان فَإِنَّهُمَا يقتلان الْحَيَّات المكونة فضلا عَن(3/411)
أَن تتخلق مِنْهَا دود وَلذَلِك أَكثر تولدها فِي الصّبيان والمبلغمين والشرهين والطوال تولدها فِي المعي الْأَعْلَى وَحب القرع فِي الْأَعْوَر والقولن وَالصغَار جدا فِي الْمُسْتَقيم فِي طرفه والطوال لَا تخرج إِلَّا بِجهْد. فَأَما حب القرع فَتسقط من ذَات أَنْفسهَا وَسُقُوط حب القرع يدل على المستطيلة وَالدَّلِيل على كَون الْحَيَّات: اللذع والغثى ومغس ويتولد من طول السهر والتخم والأغذية الغليظة وَإِذا هَاجَتْ صغّرت النبض وبرّدت الْأَطْرَاف وأحدثت تصرير الْأَسْنَان واختلاج الشّفة وتصعد كثيرا مَعَ الْقَيْء وَالَّذين بهم ديدان صغَار يحسون بحكة فِي المقعدة والعلاج التَّام إخْرَاجهَا ثمَّ التَّدْبِير الملطف لِئَلَّا تعود.
3 - (الْأَدْوِيَة المفردة)
الأفستين والشيح والأفتيمون والترمس والفودنج والنعنع والحبة السَّوْدَاء وبزر الكرنب وَنوى الخوخ مَتى ضمد بِهِ الْبَطن والمر والسعد والبسبايج والقرطم والقسط والمر والكمون وقشور الرُّمَّان والكافور وَأما الصغار فعصارة الفودنج تحمل أَو طبيخ شَحم الحنظل وَمَاء الزَّيْتُون والمالح والمري يحقن بِهِ ويمسك سَاعَة فَإِن لم ينجع بِالِاحْتِمَالِ فطبيخ الأفستين. وَأما العراض فالسرخس والقسط والمر وقشور أصل التوت والأبرنج والقنبيل.
دَوَاء يخرج حب القرع بِلَا أَذَى: يعصر الراسن الرطب وَيشْرب ثَلَاث أَوَاقٍ فَإِنَّهُ عَجِيب. آخر: قسط مر أَرْبَعَة شونيز دِرْهَمَانِ تَرَبد ثَلَاثَة مقشر سرخس أَرْبَعَة دَرَاهِم يشرب بِلَبن أَو بخل أَو بمري بعد صَوْم يَوْم وجوع شَدِيد.
كتاب الدَّلَائِل يدل على الْحَيَّات مغس فِي الْبَطن وَغشيَ وصفرة اللَّوْن وفزع فِي النّوم وتوثب مَعَه بَغْتَة ونبض صَغِير وتتولد من أكل الْخبز الخشن الْوَسخ الجشب. لى رُبمَا اجْتمع حب القرع أَسْفَل المعي وَيُورث قولنجا وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَابه. 4 (الشيح البرنج) الأفتيمون الأفستين الترمس القنبيل العرطنيثا الكندس الْقسْط الشونيز الْحَرْف الصعتر الكزبرة الْملح الْأسود الفوة.
القرابادين الْقَدِيم قَالَ: يسْقط الديدان أَن يمرس سماق فِي المَاء ثمَّ يصفى ويخلط مَعَ بزر البقلة الحمقاء. لى هَذَا جيد حَيْثُ تكون حرارة. وَأكل الثوم ينفض حب القرع. والقردمانا مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال أخرج الدُّود. للدود الصغار فِي المقعدة يحْتَمل دهن الخروع أَو نفط أَبيض وَهُوَ أَجود وَمَاء الكراث فَإِن أزمنت يحقن بهَا إِن شَاءَ الله.
القرابادين الْقَدِيم قَالَ: يسْقط هَذِه أَن يحْتَمل دهن الخزوع أَو طبيخ الأفسنتين فِي صوفة أَو ملح نفطي.
مُفْردَة ج: 4 (القيصوم) ردي لفم الْمعدة إِلَّا أَنه يقتل الدُّود. 4 (النعنع) 4 (الفودنج) النَّهْرِي يقتل الدُّود مَتى شرب أَو احتقن بِهِ القردمانا والقطران يقتلان الدُّود فِي المقعدة والبطن مَتى احْتمل. الْقسْط قتال حب القرع. بزر الكرنب(3/412)
وخاصة الْمصْرِيّ مَتى أَخذ أخرج الدُّود والحيات. الشونيز يقتل الدُّود. ورق الخوخ يقتل الدُّود مَتى سحق وَوضع على السُّرَّة. لمى شجر التوت يقتل الدُّود العريض. أصل السرخس مَتى شرب مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل أخرج حب القرع. المر يقتل الدُّود. د: 4 (القردمانا) يخرج حب القرع. ودهن الخروع مَتى شرب أخرج الدُّود. القطران يقتل الدُّود كلهَا احتقن أَو احْتمل. طبيخ شَجَرَة الرُّمَّان يخرج حب القرع. طبيخ أصل الخوخ أَن شرب طبيخه بِالْمَاءِ أخرج حب القرع الثوم يخرج حب القرع والحيات. الْحَرْف أَن شرب أَرْبَعَة دَرَاهِم أخرج حب القرع والحيات طبيخ الفودنج وعصارته وورقة مَتى شرب بِمَاء الْعَسَل وَالْملح أخرج الدُّود.
الحاشي يطْبخ بِمَاء الْعَسَل وَالْملح فَيخرج الدُّود الطوَال. مَاء السذاب يخرج الْحَيَّات وطبيخه بالزيت أَن شرب. الكزبرة الْيَابِسَة مَتى شربت بالشيح أخرجت الدُّود الطوَال. الشونيز مَتى لطخت بِهِ السُّرَّة مَعَ خل أخرج الْحَيَّات.
ابْن ماسويه: 4 (البقلة الحمقاء) مَتى شربت تخرج حب القرع.
الفلاحة: 4 (الجرجير) يخرج الدُّود.
الخوز: 4 (الجعدة) خاصتها إِخْرَاج حب القرع. وَقَالَ: دَوَاء يُقَال لَهُ حلدواح جيد لإِخْرَاج الْحَيَّات.
ابْن ماسوية وَابْن ماسة قَالَا: مَتى سحق من الْحَرْف زنة خَمْسَة دَرَاهِم وَشرب بِمَاء حَار أخرج الدُّود وَحب القرع خَاصَّة.
الخوز وَابْن ماسوية وَابْن ماسة: دَوَاء يُقَال لَهُ: حيلب وَيُقَال لَهُ: هيلب يسهل اسهالا شَدِيدا مفرطا وخاصة الديدان وَهُوَ خِيَار لَا يُوجد للديدان أقوى مِنْهُ.
الطَّبَرِيّ: ينقع الحمص بالخل لَيْلَة ثمَّ يُؤْكَل على الرِّيق وَلَا يَأْكُل شَيْئا إِلَى الْعَصْر يقتل الدُّود فَإِن الدُّود تخرج مَعَ البرَاز. وخبرني الْقَرَوِي أَنه طلى على الْبَطن الشونيز بِمَاء الحنظل على السُّرَّة فَأخْرج الْحَيَّات.
ابْن ماسويه: طبيخ الكرنب النبطي مَعَ الترمس يشرب فَيخرج حب القرع. وَقَالَ: خَاصَّة الكرويا إِخْرَاج حب القرع من الْبَطن.
الخوز: قَالَت: يسقى من الكاشم دِرْهَمَيْنِ بشراب للحيات. المازريون يسهل حب القرع مَعَ حب النّيل ابْن ماسويه الخوز الْهِنْدِيّ: الْعَتِيق مِنْهُ يخرج حب القرع. الخوز: النفط الْأسود جيد للديدان فِي المقعدة إِذا احْتمل. ابْن ماسويه: القنبيل يسهل حب القرع والروبيان يُخرجهَا. وَقَالَ: ورق الخوخ مَتى عصر وَشرب أخرج حب القرع والحيات بالإسهال. الديدان مَتى خرجت بالمسهل عَادَتْ بعد شَهْرَيْن مَتى أكل صَاحبهَا يَوْم الدَّوَاء وَبعده أَيَّامًا دسما وَيخَاف مِنْهَا مَتى لم يَأْكُل وَالَّذِي(3/413)
يسقى بِهِ دَوَاء الْحَيَّات الدوغ الحامض أَو خل أَو لبن مفرط أَو مري والبسبايج قوى فِي إِسْقَاط الْحَيَّات وَمَتى أسرف فِي الدسمة والتخم عَادَتْ بعد شَهْرَيْن أَو ثَلَاثَة. وَقد يحقن بالأدوية القاتلة للحيات إِذا كَانَ مُعظم الوجع أَو النخس أَسْفَل وينفع مِنْهُ أرياج فيقرا. قَالَ: وَرُبمَا مَاتَت الْحَيَّات وَبقيت فِي الْبَطن فَيَنْبَغِي أَن يسْرع فِي إخْرَاجهَا لِأَنَّهَا مَتى تعفنت صعد مِنْهَا إِلَى الدِّمَاغ بخار ضار بِهِ جدا وَالصَّبْر يُخرجهَا. وَإِذا كَانَت الْحَيَّات حب القرع احتكت المقعدة وَرُبمَا أَدخل العليل إصبعه فأخرجها والحقنة أوجب إِذا أخرجتها فَليَأْكُل الْقَلِيل من الكرنب واللبلاب والسلق لى وَالزَّيْتُون والمالح والبري وَالْكبر قبل طَعَامه كل يَوْم أَو يشرب المري فَإِن ذَلِك يمْنَع من عودتها وَكَذَلِكَ الدّهن مَتى شرب قبل الطَّعَام.)
صفة لمن لَا يحب أَن يَأْكُل دَوَاء: يتجوع ويتعب تعبا شَدِيدا ثمَّ يَأْكُل حمصا منقعا بنبيذ يفعل ذَلِك مَرَّات فَيخرج الدُّود كُله.
الخوز دهن الْجَوْز مَتى شرب مِنْهُ مَرَّات كل يَوْم أُوقِيَّة يطْرَح الدُّود. لى الدسم يُولد الدُّود فَلْيَكُن دسم صَاحبه دهن الْجَوْز أَو يتعب ثمَّ يقتمح وزن عشرَة دَرَاهِم من قشر الرُّمَّان أَو يشرب عَلَيْهِ مَاء حَار أَو يشرب مَاء السماق الْمَطْبُوخ بعد التَّعَب فَإِنَّهُ يطرحه أَو يشربه بزر الكراث بِمَاء أَو يشرب عصارة السذاب أَو يستف الكمون بِمَاء حَار.
الْهِنْدِيّ: الفانيذ يُولد الدُّود وَالزَّيْت يَقْتُلهَا. الخوز: مَتى شرب سكرجة من عصارة الآس فَإِنَّهُ من كتاب الْفَائِق الْمخْرج من كتاب أهرن: مَاء الباقلي يخرج الدُّود الطوَال. ج: النَّوْع من الشنجار الَّذِي هُوَ أَشد مرَارَة يخرج حب القرع مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال وَنصف مَعَ حرف أَو قردمانا. الأفسنتين مَتى طبخ وَحده أَو مَعَ الْأرز وَشرب بِعَسَل قتل الدُّود الَّذِي يُسمى أسفارندس.
الخوز: الرجلة مَتى أَكثر من أكلهَا أخرجت حب القرع. بديغورس: الجعدة خاصتها إِخْرَاج حب القرع وخاصة الصُّغْرَى مِنْهَا. الزَّيْت مَتى طبخ بشراب وَشرب مِنْهُ تسع أَوَاقٍ بِمَاء حَار أخرج الدُّود. د: كل حريف مخرج للحيات فِي الْبَطن الْحَرْف يخرج حب القرع.
ابْن ماسويه: طبيخ الحاشا مَعَ الْعَسَل يخرج الدُّود الطوَال. د: عصارة حَيّ الْعَالم إِذا شربت أخرجت الدُّود المستطيل. د: كبابة تخرج الدُّود وَحب القرع. الكزبرة مَتى شربت يابسة بالميبختج أخرجت الدُّود الطوَال. وَقَالَ: بزر الكرنب الْمصْرِيّ يقتل الدُّود لمرارته وَقَالَ: وَافقه عَلَيْهِ جالينوس. والكرويا يخرج حب القرع. د: عصارة النعنع مَتى شربت بالخل أخرجت الدُّود الطوَال.(3/414)
ابْن ماسويه: المر يقتل الدُّود. د: النارجيل الْعَتِيق يخرج حب القرع. ابْن ماسويه: سرخس إِذا شرب من أَصله أَرْبَعَة درخميات بِمَاء الخراطين أخرجت حب القرع فَمَتَى خلط بِهِ أبولسان من خريق أَو سقمونيا كَانَ أبلغ وَيجب لمن أَرَادَ شربه أَن يتَقَدَّم فِي أكل الثوم وَقَالَ ج: مَتى شرب مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل فعل ذَلِك وَقتل الأجنة أَيْضا وَلَيْسَ ذَلِك مِنْهُ بعجب لمرارته وَفِيه شَيْء من الْقَبْض. السذاب مَتى إِلَى بالزيت وَشرب أخرج الدُّود. كماشير وَهُوَ عقار هندي حَار فِي الرَّابِعَة يسْقط الأجنة مَتى شرب مَعَ أصل الْكَرم أسهل الدُّود. دو بولس: عصارة الفودنج مَتى شربت مَعَ الْعَسَل أَو الْملح أخرجت جَمِيع)
أَصْنَاف الدُّود وَكَذَلِكَ إِذا شربت مُفْردَة أَو احتقن بهَا. ج: القردمانا إِن شرب بِالْمَاءِ أخرج حب القرع. د: الْقسْط مَتى شرب أخرج الدُّود وَحب القرع. د وَج: القلقنت مَتى لعق مِنْهُ دِرْهَم بِعَسَل قتل حب القرع. د: أصل شَجَرَة الرُّمَّان إِذا طبخ وَشرب طبيخه قتل حب القرع وَقَالَ: قشر أصل الرُّمَّان مَتى طبخ بنبيذ وَشرب نفع من الدُّود فِي الْبَطن وَحب القرع.
ابْن ماسويه: القطران مَتى احتقن بِهِ قتل الدُّود. د: الشونيز مَتى ضمدت بِهِ السُّرَّة مسحوقا بِالْمَاءِ أخرج الدُّود الطوَال وَهِي تقتل شرب أَو تضمد بِهِ. وَقَالَ: الشيح قوي فِي قتل الديدان. د: قشر أصل شَجَرَة التوت مَتى طبخ وَشرب طبيخه أخرج حب القرع. د وَج: دَقِيق الترمس مَتى لعق بشراب قتل الْحَيَّات. د: وَكَذَلِكَ مَتى أكل غير مُطيب أَو شرب طبيخه. ج: إِنَّه يفعل ذَلِك مَتى أَخذ بِعَسَل أَو خل ممزوج بِمَاء أَو ضمد بِهِ. الثوم مَتى أكل أخرج حب القرع. د: دهن الخروع يخرج الدُّود مَتى شرب. قضبان شَجَرَة الخوخ وورقها يقتل الدُّود مَتى ضمدت بِهِ السُّرَّة.
ابْن ماسويه: مَتى دق ورق الخوخ وفقاحه وعصر وَشرب أخرج الْحَيَّات وَحب القرع. الخباز الصَّغِير الَّذِي يَدُور مَعَ الشَّمْس مَتى شربت ثَمَرَته مَعَ نطرون وزوفا وحرف قتل الدُّود. بولس وَقَالَ ابْن ماسويه المخرجة للحيات وَحب القرع: قردمانا مثقالان بِمَاء الشيح الأرمني المعصور ثَلَاث أَوَاقٍ أَو بنقيع الترمس أَو مثقالان من قسط بِهَذِهِ الرُّطُوبَة أَو دهن الخروع مثقالان أَو مَاء قشور أصل الرُّمَّان بعد طبخه أَو اسْقِهِ مَاء الكراث النبطي وَمن مَاء الرجلة مثل ذَلِك مَعَ حرف مسحوق زنة خَمْسَة دَرَاهِم وزوفا يَابِس مثقالين أَو اسْقِهِ مَاء الفودنج الْبري زنة أَربع أَوَاقٍ مَعَ حاشا مسحوق منخول زنة مثقالين أَو مَاء السذاب بِمِقْدَار ثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ أوقيتين من عسل فَإِنَّهُ نَافِع. وَمِمَّا يخرج حب القرع أَن يجوع جوعا شَدِيدا مفرطا ثمَّ يطعم رغيفا حارا مَعَ رَطْل دوشاب فَتخرج. للديدان الصغار فِي المقعدة: خربق كندس ميوبزج ملح نبطي وأفسنتين يَجْعَل فِي المقعدة أَو يَجْعَل فِيهِ قطنة قد غمست فِي مَاء الأفسنتين أَو بِمَاء شاهترج أَو غَيره من الْأَشْيَاء الْمرة أَو يحْتَمل زَيْت أَخْضَر فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ أَو يطْبخ فِي الزَّيْت بعض هَذِه وتحتمل فِي قطنة. للحيات إِذا كَانَت فِي الْبَطن الْأَسْفَل: أحقن بِبَعْض الْأَدْوِيَة الَّتِي تقتل الديدان.(3/415)
3 - (عَلَامَات الْحَيَّات)
من كتاب ج الْمَنْسُوب إِلَيْهِ فِي العلامات: كَثْرَة الْأكل مَعَ مُضَافَة ويضعف ويجد أبدا نخسا على معدته هَذِه العلامات للعراض فَأَما المدورة فَإِنَّهَا تكون فِي الشَّبَاب أَكثر مِنْهَا فِي الشُّيُوخ ويعرض مَعهَا لذع فِي المعي ومغس قوي وغثى كالشيء الصاعد إِلَى فَم الْمعدة حَتَّى يزِيد الْقَيْء وصفرة وهزال وَرُبمَا اضْطر إِلَى أَن ينَام على الْبَطن من شدَّة الوجع وَرُبمَا أحس بحركته تَحت الْيَد وَرُبمَا خرج مَعَ الْقَيْء والرجيع وَرُبمَا عرض لشدَّة وَجَعه غشي واختلاط.
مَجْهُول: يكون من التخم وَالَّتِي تكون فِي الأمعاء الدقاق طوال. وَالَّتِي فِي الْغِلَاظ عراض وَتخرج العريضة مَتى احتقن بِمَاء وملح وَأكل الثوم يُخرجهَا.
من الْكَمَال والتمام لمن لَا يقدر على الْأَدْوِيَة القوية الحارة: بزر الكزبرة ويخلط بميبختج وَيشْرب ثَلَاثَة أَيَّام وَلَاء. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: الْحَيَّات لَا تخرج عَن الْبدن إِلَّا أَن تقتل لِأَنَّهَا مَتى دَامَت حَيَّة فَإِنَّهَا تتَعَلَّق بالأمعاء أَو تصير كالميتة بِأَن تسكن وتسدر والأدوية القاتلة لَهَا الأفسنتين وَمَا شابهه وَأما حب القرع فتحتاج إِلَى أدوية أقوى من الأفسنتين كالسرخس وَنَحْوه.
3 - (الْعِلَل والأعراض)
الديدان تتولد فِي الأمعاء. ضماد يخرج الديدان: أسحق الشونيز بِمَاء الحنظل الرطب أَو مطبوخه ويطلى على الْبَطن والسرة.
3 - (دَوَاء يخرج الْحَيَّات)
من قرابادين سَابُور الْأَوْسَط: بودرنج وسرخس وقنبيل وترمس وَتَربد وأفسنتين الشربة خَمْسَة دَرَاهِم بأوقيتين لبن حليب قَتله ثمَّ يشرب هَذَا الدَّوَاء بأوقيتين من مَاء الشيح.
الْيَهُودِيّ: يسْقِي جوزة هندية عفنة فَإِنَّهَا تخرج حب القرع بكيسه. فِي الترياق إِلَى قَيْصر لج: الأربيان يستفرغ حب القرع.
أبيذيميا: يتَوَلَّد فِي وَقت أكل الْفَاكِهَة خَاصَّة. وَقد يتَوَلَّد فِي فَسَاد مَا يُؤْكَل وَهِي ثَلَاثَة أَصْنَاف أَحدهَا كدود الْخلّ تكون فِي المعي الْأَسْفَل وَالثَّانيَِة كالحيات مستديرة طوال غِلَاظ تكون فِي الأمعاء الدقاق والعراض وَهِي حب القرع تكون فِي الْغِلَاظ. قَالَ: وَأكْثر حركاتها من السّنة فِي الخريف وَمن النَّهَار فِي آخِره وَبعد الْعشَاء.
من الْمَنْسُوب لج فِي العلامات: يعرض لصَاحب الْحَيَّات العراض كَثْرَة الْأكل ونحافة الْجِسْم والضعف والنخس على الْفُؤَاد عِنْد الْخَلَاء من الطَّعَام وَعند شرب المَاء الْبَارِد وَقد تكون من هَذِه الْحَيَّات مَا طوله ثَلَاثَة أَذْرع أَعنِي العراض فَأَما المدورة فَإِنَّهَا فِي الصّبيان أَكثر مِنْهَا فِي الشَّبَاب وَفِي الشَّبَاب أَكثر مِنْهَا فِي الْمَشَايِخ وَأكْثر مَا تكون من الحميات الحارة(3/416)
والطويلة ويجد صَاحبهَا لذعا فِي المعي والبطن ومغسا قَوِيا وغثيا حَتَّى يُرِيد الْقَيْء فَلَا يقيء ويحس بِشَيْء صاعد إِلَى فَم الْمعدة حَتَّى يُرِيد إِدْخَال يَده وإخراجها وتقل الشَّهْوَة وَتَعْلُو الصُّفْرَة والهزال وَرُبمَا كَانَ مَعَه سعال يَابِس وغثي وَرُبمَا أوجع حَتَّى يعرض مِنْهُ الغشي وَالنَّوْم على الْبَطن والصرير بالأسنان والتشنج والحمى الحادة جدا والتقلب وَبرد الْأَطْرَاف والعرق الْبَارِد وَمَتى لمست الْأَطْرَاف والبطن فِي أَسْفَله وجدت شَيْئا جاسيا تَحت الْيَد أَو متحركا ويهيج مَعهَا مغس شَدِيد وَأكْثر مَا يخرج بالقيء إِذا اشتدت الْحمى فَأَما عِنْد سُكُون الْحمى فَيخرج من أَسْفَل ويعرض مِنْهُ مثل أَعْرَاض البرسام والليثرغس وَيفرق بَينهمَا أَن هَؤُلَاءِ يتوجعون من الْبَطن وينامون فِي تِلْكَ الْحَال على بطونهم وتختلط عُقُولهمْ سَاعَة بعد سَاعَة ويحفظون مَا يتَكَلَّم بِهِ بحضرتهم.
وَإِذا خرجت فِي هَذِه الْحمى هَذِه الْحَيَّات ميتَة دلّت على موت العليل (ألف ج) وَمَتى خرجت من غير حمى وَهِي حَيَّة مَعَ دم فَهُوَ مَكْرُوه وَمَتى اخْتلف الْمَرِيض حيات وَهِي حَيَّة دلّت على صِحَة وقوته وَمَتى قاءها دلّت على أخلاط ردية فِي معدته والحيات أجمع مَعَ الحميات ردي إِلَّا أَن الْحَيّ خير من الْمَيِّت وَإِذا خرجت ميتَة فِي شدَّة السقم خيف على العليل وَمَتى)
خرجت فِي الهبوط فَهِيَ عَلامَة صَحِيحَة على الصّلاح وَجُمْلَة فَإِن الْحَيَّات مَتى خرجت فِي الِابْتِدَاء تدل على ضعف وَفِي وَقت الهبوط تدل على قُوَّة الطَّبْع. جورجس: يكون من الدُّود أيلاوس ودواؤه: شرب الخربق وَشرب الْحَرْف الْأَبْيَض بِالشرابِ الصّرْف وَالْخمر وَحدهَا نافعة لهَذَا الوجع جدا وَأما الصغار الَّتِي فِي المقعدة فيتخمل النفط الْأَبْيَض. قَالَ: الْحَيَّات المتولدة فِي الْبَطن تحدث ألم الْفُؤَاد واختلاط الشَّهْوَة والسبات واختلاط الذِّهْن والسهر والحمى وصرير الْأَسْنَان.
أَبُو جريج: الْحَيَّات تتولد من أكل الْأَشْيَاء الرّطبَة كالفول والقمح واللوبيا اللينة أكل لُحُوم الْحمير وسف الدَّقِيق فَمَتَى أزمنت صَار صَاحبهَا كالمستسقى وَيحدث لَهُ عَطش لَا يرْوى مَعَه من المَاء وورم البيضتين وأوجاع ردية وَمِمَّا يُخرجهَا: نَقِيع الشيح والأبرنج والتربد والترمس والقنبيل ولحى شَجَرَة التوت. وأسرع مَا رَأَيْت نفعا لَهُ: عشرَة دَرَاهِم أبرنج مدقوقا منخولا بشراب مداف بِلَبن حليب فَإِن هَذِه أما أَن ترمى بعش حب القرع وَإِمَّا أَن يبوله أَحْمَر كالبقّم. أَبُو جريج: القطران يخرج الْحَيَّات شرب أَو احتقن بِهِ أَو صلي بِهِ.
من الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة: ترمس أفسنتين شونيز بِالسَّوِيَّةِ يعجن بمرار الْبَقر ويطلى الْبَطن بِهِ فَإِنَّهُ يخرج الْحَيَّات وَيخرج الْجَنِين أَيْضا فليغربوس قَالَ: نبضهم ضَعِيف عِنْد الوجع فَإِذا اشْتَدَّ الوجع فَرُبمَا بَطل الْبَتَّةَ وسقطوا وتشنجوا والتووا كالمصروعين لشدَّة الوجع على أَن عُقُولهمْ مَعَهم وَرُبمَا تقيوها أَو مَشوا بهَا. وَهِي تعرض من فَسَاد الهضم وَالْغسْل بِالْمَاءِ بعد الطَّعَام كثيرا. قَالَ: ويخرجها أَن يدهن الظّهْر والبطن وأسفل السُّرَّة بالقطران. ويقتلها أَيْضا الشليثا والمثروديطوس والترياق يَقْتُلهَا(3/417)
أَيْضا. والكرنب والترمس والحمص مَتى أنقع فِي خل لَيْلَة وَأكل من الْغَد على الرِّيق وصبر عَلَيْهِ نصف يَوْم قتل الدُّود فِي الْبَطن.
الطَّبَرِيّ وَابْن سراييون: الْمَادَّة الَّتِي تتولد مِنْهَا الْحَيَّات بلغم مَعَه لزوجة وَلَا يكون من غَيره لِأَن الدَّم لَا ينصب إِلَى الأمعاء فَيكون مِنْهُ دود والمرتان لَا يكون عَنْهُمَا دود بل يقتلان سَائِر الْحَيَوَان وَيعلم ذَلِك أَيْضا أَن الْحَيَّات تتولد فِي الْأَطْفَال والأبدان القليلة المرار وَالَّذين يشرهون إِلَى أَطْعِمَة كَثِيرَة غَلِيظَة بَارِدَة ويواترون ذَلِك فانه يكون بهم دَائِما سوء هضم وَالْفَاعِل للديدان حرارة وعفونة وَهِي طوال وعراض وصغار والطوال تتولد فِي الأمعاء الدقاق والعراض)
تتولد فِي الْأَعْوَر والقولن وَالصغَار الَّتِي ألف ج فِي حِكَايَة دود الْخلّ فِي المعي الْمُسْتَقيم.
فِي علاج تولد الدُّود قَالَ: فِي المعي الْأَعْلَى بالتفافه تحتبس فِيهِ رطوبات فِي جوانبها فَإِذا عفنت يكون مِنْهَا دود طوال وَأما الأمعاء الْغِلَاظ فَإِن الرطوبات اللزجة فِيهَا اكثر لبردها وسعتها وَإِن المرار المنصب إِلَى الأمعاء يكون عَن ضعف إِذا جاءها فَإِن مَادَّة الدُّود تكون فِيهَا كَثِيرَة ولكثرتها يتكون ديدان كَثِيرَة لَا وَاحِدَة وَلَا اثْنَتَيْنِ فَلذَلِك تكون الْحَيَّات العراض أشر لِأَنَّهَا تكون من مَادَّة اكثر. فَأَما فِي المعي الْمُسْتَقيم فَإِنَّهُ لما كَانَ كَأَنَّهُ معبر وَيكون الثفل إِذا بلغ إِلَيْهِ قد قلت رطوباته لم تكن فِيهِ مَادَّة كَثِيرَة لتوليد الدُّود فَكَانَ مِنْهُ ديدان صغَار جدا وَإِنَّمَا تولد الديدان لِأَن الطبيعة لَا تدع مَادَّة متهيئة لِأَن يكون مِنْهَا حَيَوَان وَلَا تولده. والحيات العراض وَالصغَار تقف عَلَيْهَا بِسُرْعَة لِأَنَّهُ لَا بُد لمن كَانَت بِهِ أَن تستفرغ مِنْهُ فِي البرَاز إِلَّا أَنَّهَا ضَعِيفَة لصغرها وَهِي قريبَة من الدبر فَلذَلِك لَا يقدر أَن يتشبث بالأمعاء. فَأَما الطوَال فَلِأَنَّهَا عَظِيمَة وَهِي قَليلَة أَيْضا وبعيدة من الدبر تتشبث فَتبقى لذَلِك مُدَّة وَلَا تخرج مِنْهُ فَيُوقف عَلَيْهَا بالعلامات وَهِي أَن يعرض لذع وغثي ومغس وَلَا تكتفي بِهَذِهِ الْحَال لِأَن هَذِه تكون من غير الديدان لَكِن إِن كَانَ التَّدْبِير قبل ذَلِك تدبيرهّم وشره وسهر مَعَ حُدُوث اللذع والغثى عِنْد الْجُوع لِأَن ذَلِك يدل على أَنَّهَا قد اضْطَرَبَتْ عِنْد الْحَاجة إِلَى الْغذَاء فمضت مَا هُنَاكَ ولذعت واضطربت فعفنت. وَإِذا عظمت بليتها سقط النبض فصارصغيرا متواترا وَبرد ظَاهر الْجِسْم واصطكت الْأَسْنَان وصرت وجاشت النَّفس كثيرا وَقد تصعد بالقيء. وَأما الدُّود الصغار فيحس صَاحبهَا بحكة فِي المقعدة.
علاج الْحَيَّات: إِنَّهَا تكون من مَادَّة رُطُوبَة لزجة فَعَلَيْك بالأدوية اللطيفة الْيَابِسَة الْمرة فَإِنَّهَا تقتل هَذِه الْحَيَّات والأغذية الَّتِي لَهَا جلاء وتلين مَعَ ذَلِك الْبَطن فَإِن هَذِه تقتل هَذِه الديدان وَإِذا قتلتها خرجت. وَمِمَّا يَقْتُلهَا: الأفسنتين والشيح والأفتيمون والنعنع والترمس والفودنج والقردمانا وبزر الكرنب وخاصة الْمصْرِيّ والحبة السَّوْدَاء وورق الخوخ شرب أَو تضمد بِهِ والحاشا والسعد والبسبايج وأصول السوسن وطبيخ قشر الرُّمَّان وَمَاء الْخلاف والقسط والمر والكمون والكافور وقشر أصل التوت. ويحقن للديدان الصغار فِي المقعدة بعصارة الفودنج وَيحْتَمل القطران وطبيخ شَحم الحنظل والقنطوريون وَمَاء الزَّيْتُون المملح إِذا(3/418)
حقن بِهِ والمري وطبيخ الأفسنتين والأبرنج والقنبيل. يخرج حب القرع ويطرح بِلَا أَذَى: يُؤْخَذ من الراسن فيعصر مَاؤُهُ)
ويسقى مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ فَإِنَّهُ يُخرجهَا.
دَوَاء يخرج الْحَيَّات: قسط مر أَرْبَعَة شونيز دِرْهَمَانِ أبرنج مقشر ثَلَاثَة دَرَاهِم سرخس أَرْبَعَة دَرَاهِم تَرَبد عشرَة دَرَاهِم الشربة أَرْبَعَة دَرَاهِم بِلَبن أَو بِمَاء فجل أَو بمري بعد أَن يحتمي يَوْمًا. لى يطْبخ أفسنتين وزيت أَخْضَر (ألف ج) وَيحْتَمل مِنْهُ للدود الصغار فَلَا يحْتَاج إِلَى غَيره أَو يحْتَمل دهن خروع أَو دهن سمسم أَو دهن نوى الخوخ فَإِنَّهَا جَيِّدَة نافعة.
الْأَعْضَاء الألمة: الْحَيَّات لَا تتولد إِلَّا فِي الأمعاء. من كنائس الْإِسْكَنْدَر: يكون لصَاحب الْحَيَّات سهر شَدِيد وَقلة هضم ويشتهي الطَّعَام الغليظ الْكثير وَالْحمام كثيرا ويجد مغسا شَدِيدا وَأَحْيَانا يذهب لَونه وَأَحْيَانا يرجع ويحمر وَقد تثور فِي وَجهه حمرَة فِي الْأَحَايِين وَيكون نبضه دَقِيقًا وَنَفسه منتنا وَإِذا اشْتَدَّ الْأَمر عَلَيْهِ صرت أَسْنَانه وعرق عرقا بَارِدًا مَعَ نفس شَدِيد وَمَتى كَانَ بِهِ مَعَ ذَلِك حمى فعالجه بالأشياء اللينة المزلقة وبالهندباء والخس المرين فَإِنَّهُمَا نافعان وبالكرفس المنقع بخل وَالْكبر بخل والبطيخ وَلحم الْحمام ينفع من هَذَا الدَّاء. وَمن لَا حمى بِهِ فدواه بالأشياء الْمرة كالأفسنتين وَنَحْوه وينفع مِنْهُ أَن يشرب مِنْهُ بعد التَّعَب الشَّديد والجوع الْأَشْيَاء المزلقة وَالْمَاء وَالزَّيْت أَو عصارة الرجلة مِقْدَار رطلين بعد تَعب شَدِيد فَإِنَّهُ يُخرجهَا.
زعم أَنه يسقى مَرَّات كَثِيرَة بمرارة بقر ودقيق الترمس تحتمله طلاء على السُّرَّة. ودهن الخروع يقتل الدُّود. والجوز مَتى أَكثر من أكله قتل حب القرع وَيُؤْخَذ على الرِّيق. وطبيخ القردمانا والزوفا والشيح والجوز والحبق والنعنع والهندباء المر والكمون والشونيز إِذا طلي على السُّرَّة أخرجه. وأصل قثاء الْحمار يُخرجهُ شرابًا وضمادا. يَنْبَغِي أَن يشرب شراب التفاح. وَمَتى طبخت الكزبرة الْيَابِسَة بشراب وشربت أخرجت الدُّود. والقطران يُخرجهَا مَتى حقن بِهِ أَو طلي. وَمَتى أَكثر من أكل الثوم قَتلهَا وأخرجها ونحاته الساج تخرجها.
الْفُصُول: الدُّود الدقاق تتولد خَاصَّة فِي أَسْفَل الأمعاء الغليظة وَيكون ذَلِك إِذا كَانَ بالغذاء لَا يستمرأ حسنا وَتَكون فِي الْجِسْم مَعَ ذَلِك حرارة كَمَا يظْهر ذَلِك فِي الدُّود إِذا لم يستمرأ غذاؤها.
وَأما الْحَيَّات المستديرة الْعِظَام فتتولد فِي أَعلَى الأمعاء وَرُبمَا صعدت إِلَى الْمعدة. والحيات تتولد فِي الصّبيان أَكثر من الدُّود فَأَما حب القرع فَقل مَا يتَوَلَّد فِي الصّبيان وَهَذَا النَّوْع هُوَ أطولها كلهَا وَكَثِيرًا مَا تستدير فِي الأمعاء كلهَا.(3/419)
(البواسير والشقاق والسحوج فِي المقعدة) (والقروح الْحَادِثَة فِي الدبر وَالذكر وَمَا يليهما والورم الْحَار فيهمَا ونتوها) (والنواصير وأمورنداس حَبسهَا وَفتحهَا والتعقد فِي هَذِه الْمَوَاضِع وَفِي البثور) (والحكة فِيهَا وَأما الورم الصلب فَفِي بَاب القيل وَفِيمَا يفتح البواسير وافواه) (الْعُرُوق والبواسير الدامية وَغير الدامية وأرواحها وَمَا يقبلهَا وكل شَيْء يتَّصل) (بالبواسير والنواصير فِي المقعدة) التَّاسِعَة من الميامر قَالَ:
3 - (علل المقعدة عسرة الْبُرْء)
لِأَن الثّقل يمر بهَا وَلِأَنَّهَا كَثِيرَة الْحس وَلِأَن الْأَدْوِيَة (ألف ج) لَا يُمكن أَن تُوضَع عَلَيْهَا وتحتاج إِلَى القابضة وَهِي لَا تحتملها لنكايتها إِيَّاهَا بقبضها وَهِي لشدَّة حسها تألم ألما شَدِيدا وَلذَلِك صَارَت تنْتَفع بِهَذِهِ المعدنية المغسولة. دَوَاء نَافِع للشقاق: اسفيذاج مرداسنج خَمْسَة خَمْسَة شب يمَان كندر ثَلَاثَة ثَلَاثَة زعفران نصف مِثْقَال دهن ورد وشراب على قدر الْحَاجة. وَمن أدويته: الزوفا ومخ الأيل والأقاقيا ودهن الْورْد والورد وإكليل الْملك والخشخاش والأفيون وصفرة الْبيض ولسان الْحمل والتوتيا. آخر: توتيا مغسول ورد اسفيذاج الرصاص مرتك مغسول جُزْء جُزْء زعفران ثلث جُزْء إكليل الْملك جُزْء أفيون جُزْء زوفا رطب جُزْء صفرَة الْبيض مشوي دهن ورد مَا يَكْفِي يَجْعَل مرهما وَهَذَا جيد لتسكين الوجع فِي المقعدة والحكة فِيهَا والشقاق.
آخر 3 (للشقاق والوجع) شَحم بط وشحم دَجَاج وكندر ومخ عِظَام الأيل وبزر الْورْد وتوتيا وإقليميا مغسول وإسفيذاج الرصاص وأبار محرق مغسول وأفيون وزوفا رطب وعصارة الهندباء وعنب الثَّعْلَب ودهن ورد. آخر: لبن أفيون وصفرة بيض يَجْعَل طلاء فَإِنَّهُ جيد.
لى للشقاق نَافِع جدا: زوفا رطب ومخ عجل وَإِلَيْهِ ونشا مغسول وشحم بط أَو دَجَاج يديم التمسح بِهِ وإسفيذاج الرصاص فَإِنَّهُ جيد والشحوم والأوداك دَوَاء جيد لَهُ. للنتو فِي المقعدة دَوَاء جالينوس: ثَمَر الطرفاء عفص إسفيذاج أقاقيا طراثيث قشور الصنوبر كندر مر يذر على المقعدة بعد الْغسْل بشراب عفص. فِي قلب المقعدة بالدواء: فلفل وبورق يسحق وَيحْتَمل فَإِنَّهُ يَنْقَلِب. آخر: ميويزج ونطرون ومرارة ثَوْر وعصارة بخور مَرْيَم وَعسل يعْقد بِهِ وَيحْتَمل بورق وميويزج ويعجن بِعَسَل ويطلى بصوفة وَيحْتَمل فَإِنَّهُ يطْلب البرَاز وينقلب(3/420)
المقعدة لى إِذا انقلبت شدها بخيط سير وثيق ودعه سَاعَة حَتَّى ترم ثمَّ حلّه واعمل بِهِ مَا شِئْت. وَهَذِه الْأَدْوِيَة تفتح أَفْوَاه عروق البواسير الْعَمى وَالْقلب بالقدح أسلم وَأفضل. ج: قد يعرض من هَذِه خُرُوج المقعدة ثمَّ تبقى ناتية فأصلحها بعد ذَلِك بالأدوية الَّتِي تصلح لذَلِك.
الثَّانِيَة من 3 (الأخلاط) الَّذين تنفتح فيهم أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي السفلة لَا تصيبهم ذَات الْجنب والرئة والأكلة وَالْجُنُون والحمرة والجاورسية وتقشير الْجلد والجرب والقوابي والجذام والسرطان وَنَحْوهَا فَإِن عولجوا على غير مَا يجب عرضت لَهُم هَذِه فأهلكتهم إِلَّا أَن يدمنوا الاستفراغ من ذَلِك الْخَلْط وتنقية الْجِسْم وجودة التَّدْبِير.
السَّادِسَة من الْفُصُول: من عولج من بواسير مزمنة حَتَّى يبرأ مِنْهَا وَلم يتْرك لَهُ وَاحِدَة ينفى بهَا لم يُؤمن عَلَيْهِ الوسواس والسل ووجع الكبد وَغَيره من أمراض السَّوْدَاء كالجرب المتقشر والسرطان وداء الْفِيل وَنَحْوه. أما الاسْتِسْقَاء فَلِأَن ذَلِك الدَّم السوداوي الَّذِي كَانَ يخرج عَن الْجِسْم لَا يخرج فتنقي وَلَا ينقى الكبد مِنْهُ فَيحدث فِيهِ على (ألف ج) الْأَيَّام ورم صلب وسدة فَيفْسد مزاجه. وَأما السل فَلِأَن الْجِسْم ممتلئ من الدَّم لذَلِك وَرُبمَا تدفع الكبد لامتلائها من الدَّم إِلَى الرئة دفعا كثيرا فتتصدع عروقها بامتلائها وَلذَلِك يجب أَن تتْرك وَاحِدَة من البواسير تنقى بهَا الكبد وخاصة إِذا كَانَ مزمنا لِأَن ذَلِك يكون قد صَار عَادَة. ج: لَيْسَ يُمكن أَن تحدث البواسير دون أَن تنفتح أَفْوَاه الْعُرُوق إِلَى المقعدة بِسَبَب كَثْرَة الدَّم وغلظه لدفع الكبد إِلَيْهَا الدَّم العكر السوداوي. لى فَلذَلِك يجب أَن يجتنبوا كل مولد لمثل هَذَا الدَّم وينفعهم استفراغ الْخَلْط الْأسود والفصد وَالتَّدْبِير الَّذِي يُولد دَمًا قَلِيلا رَقِيقا.
الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ أمورنداس وَظهر بركبتيه بثر كثير سود مَاتَ فِي الْعشْرين.
من اختصارات حِيلَة الْبُرْء قَالَ: فِي جسم المقعدة من عصب الْحس شَيْء يسير وَذَلِكَ مِنْهَا فِي العضل الَّذِي على المقعدة وَلذَلِك القروح الْحَادِثَة فِي هَذَا العضل عسرة الْبُرْء إِذْ تحْتَاج إِلَى اليبس القوى لفضل يبسها لِأَنَّهَا عصيبة وَلَا تحْتَمل الْأَدْوِيَة القوية التجفيف لفضل حسها.
السَّادِسَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء: العضلة الَّتِي تضم طرف الدبر لمنع الزبل مَوْضُوعَة عَلَيْهَا بِالْعرضِ لكيما يَنْضَم طرف المعي الْمُسْتَقيم ويجمعه جمعا محكما. لى النواصير الْعَارِضَة فِي المقعدة مَا كَانَ مِنْهَا قَرِيبا من تجويف المقعدة فالخطر فِيهِ أقل لِأَنَّهُ لَا يذهب مَعَه كل العضلة بل قِطْعَة مِنْهَا فَلَا يذهب فعل هَذَا العضل الْبَتَّةَ. وَأما مَا كَانَ بَعيدا من تجويف المقعدة فالخطر فِيهِ عَظِيم لِأَنَّهُ يَنْقَطِع العضلة كلهَا عِنْد الحزم فَلَا يُمكن صَاحبه إمْسَاك الْغَائِط.(3/421)
3 - (حَرَكَة العضل) الْمقَالة الأولى مِنْهَا: العضلة الَّتِي على تجويف المقعدة تحرّك نَفسهَا بِأَن تنضم وَهِي بِمَنْزِلَة الأكياس الَّتِي تفتح وتشرح. وَقَالَ فِي الْمقَالة الثَّانِيَة من هَذَا الْكتاب: كثيرا مَا يسرف فِي قطع العضلة الَّتِي على المقعدة فَتخرج الْفُصُول بِلَا إِرَادَة. لى قَوْله هَاهُنَا يسرف يدل على أَنه لَيْسَ يعرض هَذَا الْعَارِض فِي الْأَمر الْأَكْثَر إِلَّا أَن يَقع سرف فِي الْقطع جدا. لى للبواسير: يعتصر مَاء الخرنوب الرطب ويغمس فِيهِ صوفة وترفع عِنْد الْبَاسُور دَائِما فَإِنَّهُ يذهب بِهِ الْبَتَّةَ وَإِن حك ودلك بِهِ نعما كَانَ أسْرع إذهابا بِهِ وَالدَّلِيل على ذَلِك الثآليل.
الثَّالِثَة من السَّادِسَة من أبيذيميا: انفتاح أَفْوَاه عروق المقعدة تَنْفَع من ذَات الْجنب وَذَات الرئة والأكلة وَالْجُنُون والبثور وتقشر الْجلد وَمن علل كَثِيرَة وَيكون سَببا للبرد لِأَن أبدانهم تنقى بذلك كَمَا تنقى الْمَرْأَة بِالْحيضِ وَمَتى أسرف أفسد المزاج ورهل الْجِسْم.
الْخَامِسَة من السَّادِسَة قَالَ: انفتاح عروق المقعدة إِذا كَانَ الدَّم الَّذِي يسيل مِنْهُ أسود يستفرغ السَّوْدَاء قَالَ: وَقد رَأَيْت كثيرا من النَّاس يهيج بهم الوسواس السوداوي مَتى احْتبسَ عَن هـ (ألف ج) إِلَّا أَن يتَقَدَّم بفتحه أَو يشرب دَوَاء يسهل السَّوْدَاء وَلذَلِك يجب أَن يظنّ أَن الْجِسْم يَنْفِي من السَّوْدَاء بِهَذَا الدَّم إِذا كَانَ أسود وَلكنه لَيْسَ يكون فِي حَال أسود وَذَلِكَ أَنه قد يكون أَحْمَر وَحِينَئِذٍ يكون الامتلاء فِي الْجِسْم من دم جيد أَن كَانَ ابْتِدَاء وَأما أَن جَاءَ الْأَحْمَر بعد الْأسود فَإِنَّهُ قد يكون أَن يستفرغ الْأسود ثمَّ لنفتاح فَم الْعرق يَجِيء مِنْهُ الْأَحْمَر حَتَّى لَا تنضم أَفْوَاه الْعُرُوق وَيكون أَيْضا لِأَن الدَّم فِي الْجِسْم أَكثر وَلِأَن دَمًا غاص إِلَى تِلْكَ الْعُرُوق من غير أَن يكون دَفعته إِلَيْهِ الطبيعة لنفع الْجِسْم لى: إِذا كَانَ أَحْمَر وَكَانَ يضعف عَلَيْهِ الْجِسْم فَهُوَ دم خرج من غير إِرَادَة وَلَا دفع عَن الطبيعة فأقطعه مَكَانك. الْمقَالة الأولى من الأهوية والبلدان: أَكثر مَا تعرض البواسير من السَّوْدَاء وَمن البلغم أقل ذَلِك. لى رَأَيْت من البواسير الَّتِي فِي المقعدة ضروبا مُخْتَلفَة جدا وأعجب مَا رَأَيْت مِنْهَا شَيْئا يشبه النفاخات الَّتِي فِي بطُون السّمك. الْيَهُودِيّ: البواسير إِذا حزمتها فاحمل فِي لين الطبيعة فَإِن اليبس يُولد وجعا شَدِيدا وورما حارا وَمَتى اشْتَدَّ وَجَعه فضمد بكراث وَسمن ودخنة بمقل وسنام من الحزم كَانَ الوجع أَو من الْقطع وَمَتى استرخت المقعدة بعد الحزم فَأقْعدَ فِي مَاء القمقم. قَالَ: وَحب الْمقل يقطع دم)
أمورنداس جدا. والقمحة السَّوْدَاء جَيِّدَة لَهُم إِذا كَانَ فيهم خلفة وَإِذا عرض لَهُم خفقان فَعَلَيْك بدواء الكركم ودواء الْمسك فَإِن ذَلِك يكون لِكَثْرَة الدَّم الَّذِي يخرج مِنْهُ. مَجْهُول مجرب للبواسير: يُؤْخَذ قثاء الْكبر الرطب فيكسر ويلطخ بِمِائَة وتدلك البواسير مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا يذهب الْبَتَّةَ. آخر: يُؤْخَذ أصل الينبوت وأصل الْكبر وأصل قثاء الْحمار وَاصل الحنظل وفاشرشنين بِالسَّوِيَّةِ ينقع بعد النّخل بالحريرة فِي مَاء الكراث ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يعجن بدهن الخروع أَو دهن المشمش وَيجْعَل بلاليط ويتحمل كل يَوْم فَإِنَّهُ يجفف البواسير فَإِذا جَفتْ فأطلها بالسمن الْعَتِيق فَإِنَّهَا تسْقط وتبرأ.(3/422)
أهرن: أَمَر أَن يذر على البواسير قلقيدون وَإِذا كواها فسكن وَجَعه بسمسم محرق ويطلى عَلَيْهِ بدهن ورد. قَالَ: وامسح بالزيت وذر عَلَيْهِ أشنانا أَخْضَر مسحوقا أَيَّامًا فَإِنَّهُ يقطعهَا. وَأما مَا يسكن وجعها فالكراث المسلوق والدخنة بسنام الْجمل والمقل وَنَحْوهمَا.
مسيح: ينفع من البواسير الَّذين تشبه وُجُوههم لون الْآبَار: خبث الْحَدِيد المعجون جيد لَهُم وَيكون فِيهِ هليلج أسود ومقل وبرادة الأبر منقع بخل أسبوعا ثمَّ يقلى قلوا شَدِيدا ثمَّ ينعم سحقه ويخلط ويعجن بالعسل وَسمن بقر يُؤْخَذ من خبث الْحَدِيد المدقوق جُزْء وَمن الهليلج الْأسود المنزوع النَّوَى والهليلج الكايلي والأملج بِلَا نوى بِالسَّوِيَّةِ وأصل السوسن جُزْء الشربة ملعقة بأوقية من طلاء ممزوج.
بولس للشقاق: وينفع من الشقاق الَّذِي فِي المقعدة والمذاكر: الراتينج المقلو إِذا سحق مَعَ دهن ورد حَتَّى يصير لزجا ويخلط مَعَه صفرَة الْبيض وافيون. دَوَاء يُقَوي المقعدة وَيكسر حِدة الأوجاع: قدميا (ألف ج) محرقة وَورد يسحق ويذر عَلَيْهِ.
وَأما التعقد الْحَادِث فِي هَذِه الْمَوَاضِع فضع عَلَيْهِ الْأَشْيَاء الملينة وَالشرَاب وَالزَّيْت. لى فَأَما التوث والثآليل فَإِن الْأَدْوِيَة الَّتِي تجذب جذبا قَوِيا يقلعها وَالَّتِي تعفن تموتها. وَمِمَّا عرف من علاجها: عصارة قثاء الْحمار مَعَ ملح يوضع أَو تين فج مَعَ خل ونطرون ودقيق يلطخ بِلَبن التِّين أَو لبن اليتوع.
قَالَ: وَإِذا كَانَت بثرة تُرِيدُ أَن تعظم فَإِن رماد خشب الْكَرم والخل إِذا ضمد بِهِ ورماد لحى الْخلاف يمْنَع أَن تزيد.
للشقاق الَّذِي مَعَ التهاب ووجع شَدِيد وحرارة قَالَ: يشرب قيروطي بدهن ورد وَمَاء عِنَب)
الثَّعْلَب ثمَّ الق عَلَيْهِ الإسفيذاج والأفيون وَبَيَاض الْبيض وَاضْرِبْهُ نعما حَتَّى يصير مرهما وأطل عَلَيْهِ بَارِدًا. وَكَانَ رجل يَهُودِيّ ينثر على البواسير ديك برديك فيحم عَلَيْهِ صَاحبهَا ثمَّ يبرأ الْبَتَّةَ وَإِن كَانَ دَاخِلا قلب المقعدة وينثر عَلَيْهَا مِنْهُ. 3 (للوجع الشَّديد من قطع البواسير) الدياخيلون بدهن الْورْد وَشَيْء من زعفران وافيون وميبختج بالسواء يُسَوِّي بالسحق ويضمد بِهِ أَو أَخذ إكليل الْملك وفودنجا ونانخة وشبثا فيطبخ بشراب ويسحق مَعَ لب الْخبز وَيجْعَل ضمادا لينًا ويضمد بِهِ. لى اعْتمد فِي الْحَرَارَة على مَاء عِنَب الثَّعْلَب ومرهم الإسفيذاج والأفيون وَنَحْو هَذِه وَأما فِي الَّتِي لَا حرارة فِيهَا وَلَا حرقة فلعاب بزر الْكَتَّان والحلبة والبابونج والشحوم والصموغ الحارة وَمَاء الكراث والبصل المخبص بالسمن.
قَالَ: البواسير مِنْهَا مَا يسيل مِنْهَا الدَّم وَمِنْهَا مَا لَا يسيل وَتسَمى الْعَمى لِأَنَّهُ لَا يخرج مِنْهَا دم. وَالَّتِي لَا يسيل مِنْهَا دم وتوجع فيسيل مِنْهَا دم وَالَّتِي يسيل مِنْهَا إِن أفرط فأمسكه. وَمِمَّا يلقى البواسير بِرِفْق: أَن يُؤْخَذ من أم غيلَان وَمن قثاء الْحمار والشيطرج والعفص(3/423)
والشب يطْبخ فِي المَاء وَيجْلس فِيهِ أَيَّامًا حَتَّى يذبل وَيَمُوت. لى وَإِذا خَرجُوا من المَاء ذَر عَلَيْهَا عفص ونوشادر وَيعود فِي المَاء حَتَّى يذبل ويكويها كيا مستقصى ثمَّ ضمدها بِمَا يرخى حَتَّى تسْقط.
وَمَتى هاج وجع فسكنه بالأشياء المسكنة لذَلِك مِمَّا قد وَصفنَا. لى طبيخ جيد جدا لهَذَا: أبهل وقشور الكندر وأطراف الطرفاء وبخور مَرْيَم وَسعد خرنوب الشوك يطْبخ فِي المَاء وَيجْلس فِيهِ أبدا وينثر عَلَيْهِ إِذا خرج عفص ونوشادر وَيتْرك ثَلَاث سَاعَات وَيعود حَتَّى تَمُوت ثمَّ تُؤْخَذ بالقالب وتضمدها بِسمن وكراث حَتَّى تسْقط. وَمِمَّا يعظم نَفعه للوجع والورم فِي المقعدة: أَن يسلق الكراث سلقة خَفِيفَة ويخبص بِسمن ويضمد بِهِ أَو يُؤْخَذ بابونج وكرنب وبزر كتَّان وحلبة وشبث فتطبخ الْبُقُول وَتجْعَل كلهَا ضمادا بالسمن وتخبص.
مَجْهُول ينفع من الشقاق فِي المقعدة: زَيْت وشحم مَاعِز ودهن حل يجمع وَيحْتَمل فَإِنَّهُ عَجِيب. ويسكن وجعها وورمها أَن يجلس العليل فِي دهن حل فاتر مِقْدَار مَا يضع مقعدته فِيهِ فَإِنَّهُ يسكن. وينفع من الورم والنفخة: أَن يدق الزَّبِيب بِلَا عجم وشحم بِالسَّوِيَّةِ وتسخنه وتضعه عَلَيْهِ. 3 (دخن البواسير) نَوْعَانِ: نوع يُسْقِطهَا وَهِي الْأَشْيَاء (ألف ج) المجففة كقشور أصل الْكبر وأصول الحنظل والأبهل وَنَحْوهَا وَمِنْهَا مَا يسكن الوجع وَهِي الْمقل والسنام وَنَحْوهمَا. للورم والوجع فِي المقعدة: عصير الكراث وَسمن الْبَقر وَقَلِيل دهن ورد يذر فِيهِ دَقِيق الباقلي ويطبخ قَلِيلا حَتَّى يخْتَلط ويطلى وَيلْزق فاترا.
شَمْعُون قَالَ فِي علاج الزحير: مَتى اشْتَدَّ وجع المقعدة فكمدها بالدهن المفتر ودخنها بِالْكبرِ والسنام. لى فقد صَحَّ من هَاهُنَا أَن الْمقل والسنام وَالْكبر يدخن بهَا لتسكين الوجع وَأَن كل شَمْعُون فِي الخزم: أَمر أَن تقلب المقعدة وتخزم البواسير قَالَ: وَأَجْلسهُ فِي مَاء قشور الرُّمَّان فَإِنَّهُ يمْنَع أَن ترم مقعدته من الْقطع والخزم. يمْنَع من شدَّة الوجع: الدّهن المسخن والتكميد. للورم قَالَ: وَهَذَا جيد للورم الَّذِي يكون فِي المقعدة: إكليل الْملك يطْبخ بمطبوخ ويخبص بدهن الْورْد ويضمد أَو أطبخ كراثا بِسمن الْبَقر وضمده أَو ضمده بمح بيض مسخن. لى جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي لَا تلذع إِذا فترت وَوضعت على المقعدة النافذة وَالَّتِي قطع مِنْهَا ناصور سكن الوجع.
قَالَ: فَإِن كَانَ فِي المقعدة لذع شَدِيد فضمدها بمح بيض سليق حَار.
3 - (دَوَاء عَجِيب فِي تسكين وجع المقعدة)
شَحم البط وعلك البطم وإكليل الْملك السليق بِالشرابِ خبصه وضمده بِهِ. مرهم لوجع المقعدة مَتى ورمت أَو قطع مِنْهَا بواسير فورمت: مراداسنج خَمْسَة دَرَاهِم نشا ثَمَانِيَة إسفيذاج الرصاص دِرْهَمَانِ موم ثَلَاث أَوَاقٍ سمن أوقيتان شَحم البط مثله دهن الْحل مَا يَجْعَل على الْجَمِيع وَيعْمل مِنْهُ مرهم فَإِنَّهُ غَايَة. وَإِذا رَأَيْته يرم ورما شَدِيدا فاطبخ قشور الرُّمَّان بطلاء حَتَّى ينضح ثمَّ اعجنه بدهن ورد وخبصه وضمد بِهِ. 3 (مِمَّا ينفع للبواسير) الْخبث.(3/424)
وَمن كتاب الاختصارات قَالَ: قد يحدث التزحر من ورم حَار فِي المقعدة من أَنَّهَا تخرج ثمَّ ترم وَلَا ترجع إِلَّا بالتكميد وَمن الشقاق والبواسير قَالَ: فَاسْتعْمل للورم الْحَار: عِنَب الثَّعْلَب ودهن الْورْد وَمَا أشبهه وَالَّذِي من الشقاق بمرهم الإسفيذاج وَسقي المقلياثا وَإِن كَانَ من بواسير: سقِِي خبث الْحَدِيد الْمَطْبُوخ بالبزور والأطريفل الْأَصْغَر وَحب الْمقل وتضمد المقعدة بالمقل والسنام وَاجعَل طَعَامه الجوذاب والأشياء الدسمة فَإِن لم ينجع ذَلِك قطعت.
ابْن ماسوريه قَالَ: قد تكون البواسير من دم سوداوي والإكثار من الأغذية المولدة للسوداء كالعدس والباذنجان والتمشكوز وَالتَّمْر والجبن وَلحم الْبَقر وَاللَّبن وَالسمن والإكثار من الحلو. فلتترك من هَذِه وَتَأْخُذ هَذَا الْحبّ فِي الْجُمُعَة مرَّتَيْنِ فَإِنَّهُ عَجِيب: إهليلج أسود وكابلي وبليلج وأملج خَمْسَة عشر خَمْسَة عشر بزر الكراث النبطي خَمْسَة دَرَاهِم جنطيانا رومي أَرْبَعَة دَرَاهِم مقل الْيَهُودِيّ عشرَة دَرَاهِم سكبينج أَرْبَعَة دَرَاهِم ينقع الْمقل والسكبينج فِي مَاء الكراث مصفى مدقوقا يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يسحق نعما بالأدوية ويحبب كالحمص الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم ويتمسح بدهن البان وبدهن الْجَوْز ودهن نوى المشمش ويتعاهد فِي (ألف ج) الْأَيَّام الأطريفل الصَّغِير ويبخر بِهَذَا البخور صفته: أصل الْكبر وأصول شَحم الحنظل وبزر الكراث وحرف بابلي ومقل أَزْرَق ينقع الْمقل بِمَاء الكراث يجمع ويبندق ويبخر بِهِ وَليكن فِي طَعَامه الكراث والحمص والجوز وَيشْرب نبيذا عتيقا صافيا وَعند الوجع ضمد بالكراث النبطي قد سلق وخبص بِسمن.
لقطع دم أمورنداس: عصارة لحية التيس وجلنار وكندر ينعم سحقه وَيحْتَمل بقطنه.
من اختيارات حنين للبواسير مجرب: يسقى وزن دِرْهَم من قنة يابسة بِالْمَاءِ فَإِنَّهُ يُبرئهُ فَإِن)
سقِِي ثَلَاث مَرَّات لم يعد إِلَيْهِ أبدا. 3 (معجون للبواسير من اختيارات حنين) يسكن الوجع ويصحح الْجِسْم: يُؤْخَذ من الداذي جزءان وَمن الخولنجان ثَلَاثَة أَجزَاء يخلطان بعد النّخل بالحرير ويعجنان بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء سخن ويلت قبل الْعَسَل بِمثل خمس الدَّوَاء من سمن بقر. من تركيب الْهِنْد للبواسير: إهليلج أسود وكابلي جزءان حرمل جُزْء مقل صَاف جيد وشونيز وزوفا وقشر عروق الْكبر وأفاوية الأيارج ونانخة من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة يلت بدهن المشمش ثمَّ يعجن بِعَسَل صَاف عَجنا جيدا وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم أَرْبَعَة دَرَاهِم بنبيذ التَّمْر فَإِنَّهُ جيد بَالغ.
3 - (الْمقَالة الثَّانِيَة من مسَائِل أبيذيميا:)
3 - (من أفرط عَلَيْهِ نزف الدَّم) أما أَن يبيض أَو يصفر أَو يصير رصاصيا لِأَن الدَّم إِذا قل مِقْدَاره غلب عَلَيْهِ إِمَّا البلغم فبياض وَإِمَّا الصَّفْرَاء فيصفر وَإِمَّا السَّوْدَاء فَيصير رصاصيا.
أوريباسيوس مرهم للورم الْحَار الْحَادِث فِي المقعدة: زعفران أفيون دِرْهَم دِرْهَم صفرَة بيض مشوية كثيرا قَلِيل بِقدر مَا يجمع بِهِ المَاء.(3/425)
فليغريوس فِي كِتَابه الصَّغِير مرهم عَظِيم النَّفْع لوجع المقعدة: صفرَة بَيْضَة مشوية تسحق بشراب قَابض ويخلط بشمع ودهن ورد وَيرْفَع أَو يطْبخ الْخبز بِمَاء وَيجْعَل ضماد مَعَ صفرَة بيض ودهن ورد أَو اسحق صفرَة بيض مسلوق ودهن ورد سحقا نعما ويضمد بِهِ مَعَ دهن ورد.
قَالَ فِي صفة هَذَا: دَوَاء ينفع من علل المقعدة مَعَ حرارة وَهُوَ عَظِيم النَّفْع وَهُوَ أَن يطلى بشحم بط وصفرة بَيْضَة ودهن بنفسج لى فَهَذَا يسْتَعْمل إِذا كَانَت الْحَرَارَة غالبة. وَأما الأورام الَّتِي عَن البواسير وَنَحْوهَا فالبصل والكراث المسلوق والبابونج وينفع من هَذَا ضماد إكليل الْملك والبابونج وبزر الْكَتَّان ودهن البابونج. للتواجع من البواسير: يغلى من الثوم سِنِين أَو ثَلَاثَة مقشرا لى فَتِيلَة تحْتَمل لوجع البواسير: سَنَام الْجمل بزر الكراث مقل أَزْرَق دهن سمسم شَحم الدَّجَاج يَجْعَل شيافة وَيحْتَمل. وينفع مِنْهُ أَن تحْتَمل بصلَة قد سلقت ولوثت بدهن سمسم حَار وَأَن يتمسح بدهن المشمش والبزر هَذَا كُله يسكن الوجع.
الْكَمَال والتمام لورم المقعدة عَجِيب يسكن الوجع: يطْبخ إكليل الْملك بميبختج ويخبص مَعَ)
صفرَة بَيْضَة مشوية ودقيق الْحِنْطَة ويضمد بِهِ. وَمِنْه أَيْضا فِي الحقنة الَّتِي تسكن وجع المقعدة وَالرحم والبيضتين: يطْبخ إكليل الْملك بعقيد الْعِنَب حَتَّى يتهرأ ثمَّ يخلط مَعَ صفرَة الْبيض ودقيق الحلبة وبزر الْكَتَّان ودقيق الباقلى وبنفسج ضمد بِهِ الْموضع الوارم.
تياذوق مِمَّا يقطع دم البواسير قطعا (ألف ج) بليغا: الأطريفل الصَّغِير إِذا خلط بِهِ جُزْء خبث الْحَدِيد وَقد أنقع فِي الْخلّ أسبوعا وأنعم سحقه قبل ذَلِك الشربة مِنْهُ كل يَوْم مثقالان.
وَيَنْبَغِي أَن ينقع خبث الْحَدِيد فِي الْخلّ أسبوعا وأنعم سحقه نعما بعد أَن يصفى الْخلّ عَنهُ ويغلى على مغلى حَتَّى يَسْتَوِي نعما ثمَّ يسحق حَتَّى يتْرك هباء لَا جرم لَهُ. الْخَامِسَة من قاطاجانس أَقْرَاص تقطع دم أمورنداس: زرنيخان بِالسَّوِيَّةِ نورة أرمني مثلهمَا أقاقيا مثل أحد الزرنيخين يسحق بالخل أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَيجْعَل أقراصا ويطلى بهَا الْموضع عِنْد الْحَاجة. لى هَذَا يَقُول: إِن الدَّوَاء الحاد يمْنَع سيلان الدَّم وَهُوَ كَذَلِك لِأَنَّهُ يكوي الْموضع. آخر: قلقطار أقاقيا قشور الرُّمَّان صَبر إسفيذاج قلقنت يَجْعَل أقراصا ويلطخ بخل. لى خبرني غير وَاحِد أَنه لم يَنْقَطِع دم البواسير المفرط الَّذِي لم تعْمل فِيهِ الْأَدْوِيَة إِلَّا بخبث الْحَدِيد وَالْجُلُوس فِي الْمِيَاه القابضة وَقد طرح فِيهَا زرنيخ ونورة أَيْضا عَجِيب والحمة الزاجية والشبية وَمَاء الحدادين جيد جدا. ابْن سرابيون:
3 - (أَنْوَاع البواسير)
ثَلَاثَة: طوال شَبيه بالفجل الَّتِي تسمى الفجلية وَمِنْهَا عراض تشبه حب الْعِنَب وَمِنْهَا مَا يشبه التوت. وشرها النَّوْع الأول وشرها أَيْضا مَا قرب من الذّكر لِأَنَّهُ إِذا توجع احْتبسَ الْبَوْل فَأَما الَّتِي إِلَى خلف فَهِيَ أقل رداءة وَكَذَلِكَ مَا كَانَ خَارِجا من الشرج أَو قَرِيبا مِنْهُ فَإِنَّهُ أسهل والداخلة أشر. وَمِنْهَا عمى وَهِي الَّتِي لَا يسيل مِنْهَا شَيْء. فاحتل فِي فتح هَذِه فَإِنَّهَا توجع حَتَّى إِذا انْبَعَثَ مِنْهَا الدَّم سكن الوجع الْبَتَّةَ(3/426)
وَفتحهَا يكون بِأَن تطليها بعصارة بخور مَرْيَم أَو بعصارة البصل الْأَبْيَض وَنَحْوهمَا. ويسكن الوجع عَنْهُم أَن تسقيهم هليلجا أسود وَقد طجن بِسمن الْبَقر والإهليلج المربى وَمَاء الكراث المعصور مَعَ دهن السمسم أَو دهن الْجَوْز يَنْفَعهُمْ يكون مَاء الكراث أوقيتين ودهن الْجَوْز دِرْهَمَيْنِ وَكَذَلِكَ حب الْمقل والأطريفل الصَّغِير وَهَذَا: إهليلج أسود مطجن بِسمن الْبَقر وبزر الرازيانج ويخلط مَعَه بعد االدق رشاد كالجميع وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم ملعقة بشراب ممزوج. أَو يُؤْخَذ خبث الْحَدِيد مدقوقا منخولا ثَلَاثَة دَرَاهِم وحرف أَبيض دِرْهَم يشرب بأوقية مَاء الكراث دهن جوز بِقدر الْحَاجة ويضمد الْموضع بكراث مسلوق مطجن بِسمن الْبَقر وبخر السّفل بِأَصْل الكب وببزر الكرنب وأصل الحنظل الَّذِي قد أنقع بِمَاء الكراث المجفف بعد ذَلِك.
وَهَذَا 3 (بخور ينثرها الْبَتَّةَ) أصل الْكبر وأصل الكرفس وورق الدفلة وأصل الشَّوْكَة الْمَعْرُوفَة بالإيرسا وَهُوَ الخاخ ومحروث وأصل السوسن وبلادر بِالسَّوِيَّةِ دق الْجَمِيع وأدهنه بدهن زنبق وبندقه كل بندقة من دِرْهَم وَعند الْحَاجة أوقد بعر الْجمال وَإِذا سكن دخانه والتهب بخره ببندقة مِنْهَا بقمع غدْوَة وَعَشِيَّة حَتَّى ينتثر فِي مَرَّات.
حب يحبس الدَّم وَهُوَ عَجِيب جدا: إهليلج أسود وبليلج وشير أملج من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم زاج دِرْهَمَانِ مقل مثله يحل بِمَاء الكراث ويحبب. قَالَ: والبخور الدَّائِم بالبلاذر يُسْقِطهَا وَكَذَلِكَ بالخردل وَكَذَلِكَ بالمقل. ويسكن الوجع قعُود العليل فِي نَبِيذ الداذى. وَمَتى صَعب الوجع مسح بدهن مشمش ودهن نوى الخوخ فَإِنَّهُ يسكن (ألف ج) تسكينا عجيبا. قَالَ: وَإِن هاج فِي المعي الْمُسْتَقيم ورم وتمدد شَدِيد فاحقن بدهن حل مفتر وتمسكه سَاعَة فَإِنَّهُ يحلل الورم ويسكن الوجع تسكينا فِي الْغَايَة وَأَقْعَدَهُ فِي طبيخ أصل الخطمي والبابونج وبزر الْكَتَّان فَإِنَّهُ يحل الورم ويسكن الوجع. وَمَتى حدث ورم ملتهب حَار فضمده بعنب الثَّعْلَب ودهن ورد ومح بيض. قَالَ: والعفص مَتى طبخ ضماد قوي للورم والنتو الحادثان فِي الشرج: يطْبخ بِمَاء مَتى لم ترده شَدِيد الْقَبْض أَو بشراب عفص مَتى أَرَادَتْهُ قَوِيا فَإِن حدث فِي الشرج سقيروس فَخذ شَحم الأوز وزعفرانا وصفرة بيض ودهن ورد وَاسْتَعْملهُ وَإِن أزمن فضم إِلَيْهِ مقلا ومرهم اللعابات. وَمَتى نتا الشرج وَكَانَ فِيهِ قرح فَخذ أسربا محرقا وإسفيذاجا وَدم الأخويين ووردا فأنثره عَلَيْهِ بدهن ورد وَأَقْعَدَهُ فِي مَاء القمقم. 3 (للشقاق إِذا لم تكن مَعَه حرارة) عَجِيب جدا بَالغ: مخ سَاق الْبَقر زفت رطب بِالسَّوِيَّةِ يذاب وَيحْتَمل أَو يمسح بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب مجرب. وللحرارة: إسفيذاج ومخ سَاق الْبَقر ودهن ورد خام أَو شمع ومرداسنج جوارش للبواسير: كمون قد أنقع فِي خل يَوْمًا وَلَيْلَة مقلو وإهليج أسود مقلو بِسمن وبزر كراث مقلو وبزر كتَّان مقلو ويسقى مِنْهُ ثَلَاثَة أَيَّام. لى رَأَيْت الْخبث الَّذِي فِي البروز يزِيد فِي سيلان دم البواسير وَذَلِكَ وَاجِب لِأَن الْغَالِب عَلَيْهِ بزور تلطف الدَّم وترقه.
لى لسابور مسوح مسكن لوجع البواسير جيد بَالغ: يُؤْخَذ أُوقِيَّة من دهن نوى(3/427)
المشمش فَيجْعَل فِيهِ زنة دِرْهَم من ميعة سَائِلَة ودرهمي مقل أَزْرَق ويتمسح بِهِ لى مسوح مسكن لدم البواسير: مقل لبن ومخ سَاق الْبَقر ولوز المشمش مقشر ولبني يدق حَتَّى يصير مرهما رطبا ويرطب بدهن المشمش ويتمسح بِهِ.
ولسابور قتيلة تمسك الدَّم الْجَارِي من المقعدة: كندر وَمر وأفيون وزعفران يعجن بِمَاء لِسَان الْحمل وَيحْتَمل. آخر: مروقاقيا صمغ بزربنج يعْمل بلوطة. لى أقاقيا وطين أرمني وجلنار وإسفيذاج الرصاص وأفيون يَجْعَل بلوطة بِمَاء الصمغ وَيحْتَمل بدهن ورد. بلوطة تفتح فَم البواسير: عرطنيثا وبخور مَرْيَم وبورق وَاجِب الرَّأْس يَجْعَل بلوطة وتحتمل بمرار الْبَقر وَهُوَ قوي يقلب المقعدة وَيدخل فِيهَا.
لحبيش فَتِيلَة تدر الدَّم وتسكن الوجع من البواسير: شَحم حنظل ثَلَاثَة دَرَاهِم لوز مر أَرْبَعَة دَرَاهِم يعْمل فَتِيلَة طَوِيلَة ويمسك فِي المقعدة. وَمَتى هاج مِنْهَا بعض الحدة أمسك بعض دهن ورد ويمسك سَاعَة وتبدل الفتيلة ليَكُون أحدّ فَتخرج الدَّم خمس سَاعَات بِخمْس فتل. فتل تقطع الدَّم: كهرباء وزرنيج أَحْمَر لقاقيا كزمازك من كل وَاحِد دِرْهَم شب أفيون دانقان من كل وَاحِد دم الْأَخَوَيْنِ دِرْهَم يتَّخذ فَتِيلَة جَيِّدَة بَالِغَة. الرَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ:
3 - (الْأَدْوِيَة الفتاحة)
طبعها طبع غليظ حَار أَرَاضِي وَلَكِن لَا تبلغ الحدة أَن تحرق مثالها (ألف ج) فعلا ميسورا وَهُوَ العرطنيثا وبخور مَرْيَم والثوم والبصل ومرارة الثور وثفل كل دهن مُطيب وثفل دهن السوسن والأقحوان فَإِن هَذِه تفتح أَفْوَاه البواسير.
3 - (أَسبَاب البواسير)
السَّادِسَة من الْفُصُول: البواسير تكون أما بِسَبَب حِدة الدَّم أَو لكثرته أَو لغلظه أَو لَهما جَمِيعًا.
لى جربت ذَلِك فَوَجَدته يكثر فِي الْأَبدَان الْكَثِيرَة الغليظة الدَّم. وَكَلَام جالينوس فِي حَرَكَة العضل: إِنَّه رُبمَا يعرض من علاج البواسير خُرُوج الْغَائِط من غير إِرَادَة من أَن يَنْقَطِع جُزْء من العضلة أَو كلهَا أَو جلها فتضعف أَو يبطل انضمامها لِأَن هَذِه العضلة مَوْضُوعَة بِالْعرضِ لَا بالطول وَلَو كَانَت بالطول مَا كَانَ ينالها من جرم الْبَاسُور آفَة لِأَنَّهُ كَانَ يَنْقَطِع ليفها بالطول وَإِنَّمَا تعرض هَذِه إِذا كَانَ الْبَاسُور الَّذِي يقطع بَعيدا من الشرج واحتيج فِي خزمه أَن يقطع كل العضلة أَو أَكْثَرهَا وَأَنت تعلم ذَلِك بِأَن تنظر إِلَيْهِ وتأمر العليل بِضَم شرجه وتفقد مَوضِع الْحَرَكَة فَإِن كَانَ الْبَاسُور أقرب إِلَى المقعدة ووراءها إِنَّمَا يَتَحَرَّك بِضَم العليل شرجه أجساما كَثِيرَة فَإِن الخزم لَا يضرّهُ وَإِن كَانَ على حد الْحَرَكَة أَو بعْدهَا فَإِن فِي خزمها إبطالا لفعل هَذِه العضلة الْبَتَّةَ. وَيجب أَن تنظر فِيهِ: هَل يُمكن أَن تلزق أم لَا. لى جربت فَوجدت لَا شَيْء أَنْفَع فِي وجع المقعدة وورمها الَّذِي يهيج من ذَاته وبعقب الخزم وَقطع البواسير من الفصد للباسليق وَذَلِكَ أَنه ورم حَار فيسكن ذَلِك على الْمَكَان وَذَلِكَ أَنه يجب بعد ذَلِك أَن يضمد بالأضمدة المحللة الملينة وَلَو كَانَ ورما فِي غَايَة الْحَرَارَة فَإِن الْبَارِدَة هَاهُنَا تهيج وجعا شَدِيدا وَيصْلح الْقعُود فِي المَاء الْحَار فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تسكين وجع المقعدة الورامة والبصل وَالسمن. فَإِن خرج مِنْهُ دم سكن وَجَعه وبمقدار عظم الوجع وشدته وَعظم(3/428)
الورم وَطول إمْسَاك صَاحبه عَن الْقَصْد فَلْيَكُن إخراجك الدَّم مِنْهُ فَإِنَّهُ يسكن وَجَعه على الْمَكَان بذلك أَو يخف وَبعد الفصد فَخذ فِي تكميده بِالْمَاءِ الْحَار وتضميده. لى من كتاب العلامات قَالَ: إِنَّمَا ترم الْحلقَة إِمَّا لشقاق وَإِمَّا لبواسير تسد أفواهها فَإِنَّهُ إِذا أنسدت أَفْوَاه البواسير ورمت وجست وَاشْتَدَّ وجعها. لى الفصد أَكثر نَفعه إِذا كَانَ ذَلِك لانسداد أَفْوَاه الْعُرُوق وَاسْتدلَّ على ذَلِك بالمتلاء فِي الْجِسْم وباستعمال الأغذية السوداوية وبمزاج)
الْمَرِيض. وَقد ترم من الشقاق إِلَّا أَن هَؤُلَاءِ يكون بهم وجع قبل الورم وحكة. والفصد فِي كلتا الْحَالَتَيْنِ نَافِع وَلكنه فِي الشقاق أقل نفعا.
وَمن كتاب غَرِيب مجرب: تبخر البواسير بالطرفاء ثَلَاث مَرَّات فَإِنَّهَا تَجف وتذبل وتنتثر بعد ذَلِك مجرب.
من اختصارات حِيلَة الْبُرْء الأولى قَالَ: يقطع دم البواسير وضع المحاجم على الْبَطن. لى وفصد الباسليق يقطع الدَّم ويسكن الوجع. وللوجع فِي المقعدة ضماد نَافِع: مقل لبن وشحم بط يدق مَعَ بزر الْكَتَّان والحلبة ومخ الْبَقر (ألف ح) يلين الْمقل بِاللَّبنِ وَيجمع الْجَمِيع ثمَّ يوضع عَلَيْهِ. وينفعه جدا أَن يمسح بقير وطي بشحم الدَّجَاج والبط فَإِنَّهُ يبلغ فِي تسكين الوجع أمرا عجيبا ويضمد بحب الخروع إِن لم تكن حرارة أَو تشد عَلَيْهِ إِلَيْهِ. لى رَأَيْت التوتات تكون من دم عكر فعالجها بعلاج التوت الْخَارِج أَعنِي بالفصد قبل ثمَّ أسهل الْخَلْط الْأسود مَرَّات ثمَّ أجعَل عَلَيْهِ القليقديون مَتى كَانَ منبسطا أَو غائرا ويحزم وَيقطع إِن كَانَ ناتيا. وَمَتى قطع جعل على الْموضع زاج وضمد حواليه وفوقه بالسمن لِئَلَّا يهيج الورم فأعرف هَذَا الْبَاب فِي علاج كل عُضْو عصبي قطع. لى ليكن تقدمك على من قد ضعف من النزف جدا وَصغر نبضه بالأفيون أقل فَإِنَّهُ يسْقط مَا بَقِي من قواهم لَكِن أغذهم وسخّتهم أَولا.
الْيَهُودِيّ: إِذا عرض فِي المقعدة من البواسير ورم عَظِيم حَتَّى تنْقَلب المقعدة فضمد بكراث مسلوق مَعَ سَنَام الْجمل أَو سمن الْبَقر وَنَحْوه وغذه فِي الْيَوْم بالسمن مَرَّات ولطف الْغذَاء. قَالَ: وَيَنْقَطِع دم البواسير بحب الْمقل وَإِن كَانَ بَطْنه لينًا: القميحة السَّوْدَاء. وَمَتى إِصَابَة من كَثْرَة خُرُوج الدَّم بهر وَنَفس ضيق فأعطه دَوَاء الكركم وَإِن إِصَابَة خفقان فدواء الْمسك. لى صَحَّ مرَارًا كَثِيرَة إِن الوجع يكون يزِيد وينتفخ فَحَمله عرطنيثا لينفتح. لى إِن رَأَيْت الْبدن يزِيد تولد هَذَا الْخَلْط فِيهِ فالأجود أَن تفتح لَهُ بواسير ليسيل وَإِلَّا فأفصده فَإِن يسكن وَجَعه وَإِن كره ذَلِك كَارِه فتعاهد فصده وإسهال الْخَلْط الْأسود. وَالَّذِي ينْتَفع بِهِ من دم البواسير مَا دَامَ أسود فَإِذا رق واحمر فَمن الْوَاجِب قطعه. ويقطعه نعما القلقطار والقلقنت والعفص والشب مسحوقة فتحتمل وَيجْلس فِي مَائِهَا وَإِن أفرط فَلَيْسَ إِلَّا أَن يَجْعَل عَلَيْهِ قلقديون حاد كَذَا وصف فِي قاطاجانس فِي السَّادِسَة. من الطِّبّ الْقَدِيم قَالَ: تكون البواسير من خلط الدَّم السوداوي إِذا أَكثر من لحم الْبَقر والأرانب والسمك والجبن والباذنجان والعدس والنمكسود وَالتَّمْر وَكَثْرَة صنوف)
الْحَلْوَاء فليترك ذَلِك كُله.(3/429)
لى من شكا إِلَيْك من الْعَامَّة بواسير فمره أَن يُرِيك اختلافه فَإِن كَانَ كثيرا تكون بِهِ قُرُوح فِي أمعائه. وَقد شكا إِلَى ذَلِك رجل وَلما بحثت عَن أمره كَانَت بِهِ قرحَة مزمنة فحقنته بحقن الرازيانج فبرأ.
لى إِذا أردْت خزم البواسير فَانْظُر فَمَا كَانَ مِنْهَا لَا ينفذ الْميل فِيهِ وَلَا يصل إِلَى الإصبع إِلَّا فَوق كثيرا فتوقه فَإنَّك أَن خزمته استرخت المقعدة لِأَن فِي ذَلِك قطع العضلة كلهَا وَمَا كَانَ يصل إِلَيْهِ إصبعك أَسْفَل فَلَا تهبه فَإِنَّهُ لَا يَنْقَطِع من العضلة إِلَّا قَلِيل. وَقد تخزم البواسير أَيْضا إِذا أردْت ذَلِك فَلْيَكُن خزمك بهَا بِشعر مفتول على مثل مَا يعْمل الصيادون بالجعر فَإِنَّهُ أبلغ وأسرع فَإِن لم يتهيأ فبالزبر فَإِنَّهُ جيد بَالغ وتوق كل مَا كَانَ بَعيدا يحْتَاج أَن يدْخل فِي وسط لحم كثير فَإِذا خزمت فَلَا تشد أول يَوْم وَاسْتعْمل جُلُوس الْمَرِيض فِي المَاء الْحَار والمرخ بالدهن والضماد المرخي والدهن الْكثير وتواتر ذَلِك وضمده قبل ذَلِك لِئَلَّا (ألف ج) يحدث على العليل التشنج. فَإِذا رَأَيْت أَنه يُرِيد أَن يحدث أَعْرَاض ردية فَحل الحزم وَمَتى لم يعرض عَارض ردي فَشد كل يَوْم إِلَى أَن يفرغ.
لى قَول جالينوس فِي الْمقَالة الثَّانِيَة: من حَرَكَة العضل كثير مَا يسرف فِي قطع هَذِه العضلة فَتخرج هَذِه الفضول بِغَيْر إِرَادَة يدل على أَن الخزم أبدا يَقع فِي شَيْء من العضلة فَإِذا كَانَ مَا قطع مِنْهَا كثيرا جدا عرض خُرُوج البرَاز بِلَا إِرَادَة وَإِن كَانَ قَلِيلا بِالْبَاقِي من العضلة بِفِعْلِهَا فَلم يعرض ذَلِك. ويستدل فِيهِ أَيْضا على مَا قُلْنَا قبل وَذَلِكَ أَن هَذِه العضلة لَيْسَ لَهَا من الذّهاب فِي عرض الْجِسْم كثير عمق وَلَا يكَاد يَقع عَلَيْهِ باسور إِلَّا خَارِجا عَنْهَا فَإِذا خزم قطع العضلة فِي عرض الْبدن فَقَوْل ج: إِسْرَاف فِي قطع العضلة إِنَّمَا هُوَ فِي طول الْجِسْم لَا فِي عرضه ويستدل على ذَلِك من أَن الْإِنْسَان إِذا شدّ هَذِه العضلة رَآهَا تجذب المقعدة إِلَى فَوق جذبا شَدِيدا وَهَذَا فعلهَا لِأَن هَذِه العضلة خلقت هَاهُنَا لمَنْفَعَة أَن تغلق الدبر وَأَن تشيل المقعدة إِذا خرجت فَيدل ذَلِك على أَن جلّ فعلهَا للنواصير يضمرها حَتَّى يكون كَالصَّحِيحِ.
حب الْمقل: إهليلج كابلي بليلج أملج بِالسَّوِيَّةِ خبث الْحَدِيد نصف مِثْقَال مقل جزءان يسحق حبا ويتعاهد وللحكة فِي المقعدة يحمل بخل خمر ودهن ورد أَو تمسح بِهِ ويحجم على العصعص. لى الْمرة السَّوْدَاء انْظُر فِي الدَّم السَّائِل من البواسير فَمَا دَامَ أسود غليظا إِذا هُوَ)
جمع فِي إِنَاء فَدَعْهُ يسيل فَإِن رَأَيْته رَقِيقا أَحْمَر فاحبسه على الْمَكَان. وَإِنَّمَا يتَوَلَّد فِي الأمزاج الَّتِي يكثر فِيهَا تولد السَّوْدَاء فَإِن أردْت استصلاحهم فبرّدهم ورطّبهم وأسهلهم سَوْدَاء فَإِنَّهُم يصلحون. لى إِذا كَانَ النزف فِي باسور ظَاهر فَقَطعه ثمَّ يَجْعَل عَلَيْهِ زاج مسحوق وصبر فَإِنَّهُ يلتحم وَلَا ينزف مِنْهُ شَيْء كَذَلِك مَتى كَانَ أفواهه ظَاهِرَة. وَرُبمَا كَانَت(3/430)
توتة غائرة فَلْيَكُن علاجها بالأدوية الكاوية فَإِن لم تَرَ المجاري الَّتِي يخرج مِنْهَا الدَّم فعلاجها احْتِمَال الْأَدْوِيَة الكاوية شياف وَغَيره مختلطة بالقابضة فَإِن هَذِه تلحم تِلْكَ الأفواه. وَأما فتحهَا فَيكون بالأشياء الحادة الَّتِي لَا تجفف كعصير البصل وَعسل البلاذر وَكلهَا تفتح سَرِيعا.
من كتاب العلامات فِي كل باسور وخاصة فِي الشرج: إِن كَانَ نَافِذا نفاذا مستويا كَانَ مَا يخرج مِنْهُ قَلِيلا وَكَانَ يَابسا فِي أَكثر الْأَمر وَمَتى كَانَ كثير التفاريج معوجا فبقدر ذَلِك يكون كَثْرَة مايسيل مِنْهُ وَاخْتِلَاف ألوان السَّائِل لِأَنَّهُ يخرج من أَمَاكِن مُخْتَلفَة.
الأقربادين الْقَدِيم فرزجة تمسك دم البواسير: كندر دم الْأَخَوَيْنِ وقاقيا وعفص فج وكحل وأفيون وَيجْعَل ذَلِك شيافا بِمَاء الخرنوب ويمسك اللَّيْل كُله.
3 - (تجارب المارستان)
نواصير المقعدة مَتى لم تكن نَافِذَة جعل فِيهَا دَوَاء حاد ثمَّ سمن ثمَّ مرهم أسود حَتَّى يبرأ والنافذة يخرج مِنْهَا الزبل وَالرِّيح تحْتَاج أَن تخزم فَإِن كَانَت لَهُ أَفْوَاه عدَّة فأخزم بَعْضهَا إِلَى بعض ويدع اللَّحْم الصلب ثمَّ إِن كَانَ نَافِذا فأخزم أفربها إِلَى المقعدة وَإِلَّا فدع ثمَّ عالج فَإِنَّهُ يبرأ.
الساهر مرهم الإسفيذاج للشقاق قَالَ: تُؤْخَذ أُوقِيَّة قيروطي وَنصف أُوقِيَّة إسفيذاج وَدِرْهَم وَنصف (ألف ج) مراداسنج وَمثله إقليميا الْفضة وَنصف دِرْهَم كثيراء وَنصف دِرْهَم مخ سَاق الْبَقر ببياض الْبيض دِرْهَم يجمع فَإِنَّهُ عَجِيب بولس: أطرح مَعَه نشا وكثيراء وَبَيَاض الْبيض. لى تأليف: قيروطي بدهن ورد خام أُوقِيَّة نشا كثيراء من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ إسفيذاج أَرْبَعَة دَرَاهِم بَيَاض بَيْضَة وَاحِدَة نصف دِرْهَم أفيون يجمع فَإِنَّهُ غَايَة. وَقد يكون شقَاق يَابِس قحل يوجع فَخذ لَهُ صفرَة الْبيض ومخ سَاق الْبَقر وشمع ودهن حل ونشا وكثيراء وامسحه بِهِ. 3 (مُفْردَة) ج: مَتى احْتمل فتخ أَفْوَاه البواسير.
لبن التِّين عَجِيب فِي ذَلِك أَن أحتمل.
قَالَ جالينوس فِي الثَّانِيَة: أَنا نجد النواصير وخاصة الَّتِي فِي المقعدة أَنَّهَا إِذا انْقَطع وسخها لطيّت وانقبضت حَتَّى تظن إِنَّهَا قد بَرِئت وَلَا تزَال كَذَلِك حَتَّى يمتلئ الْبدن ثمَّ ترشح وَقَالَ: التوتيا مَتى غسل كَانَ أَشد تجفيفا من كل دَوَاء مجفف بِلَا لذع مَعَ ذَلِك وَلذَلِك هُوَ مُوَافق للقروح فِي المقعدة والمذاكر والعانة إِذا كَانَ يجفف جدا بِغَيْر لذع لى هَاهُنَا يحْتَاج أَن يلقِي فِي مرهم الإسفيذاج مَعَ القليميا فَيكون غَايَة. ج: المرارات وخاصة مرَارَة الثور إِذا احتملت أدرت دم البواسير وأبلغ المرارات الَّتِي فِيهَا مرَارَة حَمْرَاء اللَّوْن. أطهورسفس: السّمن يسكن وجع البواسير. د:
الْوَسخ الْمُجْتَمع على حيطان الحمامات جيد للشقاق فِي المقعدة مَتى طلى بِهِ والبواسير إِذا لطخ بهَا الزفت الرطب جيد للشقاق فِي المقعدة إِذا طلي بِهِ. والحضض جيد للشقاق والسحج فِي المقعدة إِذا طلي بِهِ. مَاء الْورْد الْعَتِيق رماد التِّين والبلوط يحقن بِهِ من كَثْرَة سيلان الدَّم من البواسير إِذا أزمنت. لى هَذِه كاوية وينفع من ذَلِك الشيافات المعمولة(3/431)
بالنورة والقلقطار والراتينج وَيَنْبَغِي أَن يعْمل للعتيق المزمن البصل نَفسه الَّذِي هُوَ مِنْهُ إِلَى الطول والحمرة فَإِنَّهُ أحرف ويغمس فِي زَيْت وَيحْتَمل فِي المقعدة فَيفتح أَفْوَاه البواسير. وَالصَّبْر مَتى ديف بميبختج وطلي على البواسير الناتية والشقاق الَّتِي فِي المقعدة أبرأها وَقطع نزف الدَّم مِنْهَا. إكليل الْملك مَعَ ميبختج وصفرة بيض يسكن وجع المقعدة من ورم حَار يضْرب وَرُبمَا خلط فِيهِ بزركتان ودقيق الحلبة. لى المستعملة فِي تسكين وجع البواسير وورم المقعدة الَّتِي تضرب: الشيث البابونج إكليل الْملك بزر الْكَتَّان صفرَة الْبيض ميبختج شَحم البط مخ الْعجل أفيون زعفران حَماما المَاء الْحَار التكميد الْيَابِس البصل السليق الدياخيلون د: ورق الخطمي وأصوله صالحان جدا للورم الْحَار فِي المقعدة وتسكين الوجع لى اعْتمد عَلَيْهِ قَالَ: وَلِأَنَّهُ يحلل وينضج ويسكن كل وجع. الخطمي مَتى طبخ بعصير الْعِنَب وَجعل مَعَ شَحم البط ضمادا وَاسْتعْمل سكن وجع البواسير الوارمة غَايَة السّكُون.
شرك والخوز وَابْن ماسويه: الإهليلج الْأسود جيد للبواسير. الحلبة نافعة للبواسير. الْمقل نَافِع للبواسير. لى يتَّخذ أطريفل فِيهِ داذي وطاليسفر وإهليلج أسود ومقل وَمَاء الكراث. بزر الكراث مَعَ الْحَرْف ينفع من البواسير. الدِّمَشْقِي: الطاليسفر نَافِع من أَرْوَاح البواسير الخوز: الداذي نَافِع من أَرْوَاح البواسير سَماع لثقة لَا لَا اسْم حشيشة تجلب من مَكَّة إِذا تدخن بهَا نثرت البواسير نثرا وسكنت الوجع عجينة فِي ذَلِك.
أَبُو جريح: الْمقل الْأَزْرَق يقطع دم البواسير مَتى شرب وَإِن طلي عَلَيْهِ وَشرب على نَبِيذ داذي.
دهن الخوخ ينفعان أَيْضا كَذَلِك. ابْن ماسويه: السعد جيد للبواسير.
ماسرجويه:
السندروس مَتى بخر بِهِ أضمر البواسير الَّتِي فِي المقعدة.
أَبُو جريح: السكبينج ينفع البواسير مَتى شرب مُفردا أَو مؤلفا مَعَ الْأَدْوِيَة.
الخوز: ريحَان سليمن يشبه عيدَان الشبث الرطب نَافِع للبواسير جدا.
سندهشار: الثوم ردي للبواسير. قريطن: طلي جيد لوجع المقعدة والشقاق: صفرَة بيض مشوية ومرداسنج وشمع ودهن وشحم بط وَلبن يجمع ويسحق بِاللَّبنِ ويطلي عَلَيْهِ أَو أسحق صفرَة الْبيض بِلَبن وأطله عَلَيْهِ. لي ينفع الَّذين قد بردت أبدانهم ومعدهم وقاربوا الاسْتِسْقَاء من أسرف البواسير: القنجتوش وَهُوَ ضرب من خبث الْحَدِيد جيد جدا.
لي على مَا رَأَيْت لميسوسن وَغَيره: يَنْبَغِي إِذا خزمت توثة أَن تقعد العليل غي المرخيات. لي أَدخل الْميل فِي الْبَاسُور وَأدْخل السبابَة من الْيَد الْيُسْرَى فِي الْحلقَة حَتَّى تلبس رَأس المجس ثمَّ أَمر العليل أَن يضم مقعدته بِقُوَّة وتفقد كَيفَ قُوَّة الضَّم فَوق إصبعك وادفعها إِلَى فَوق فَإِن رَأَيْت أَن فَوق مَوضِع أقْصَى الْبَاسُور مَوضِع كَبِير من العضلة القابضة فَإِنَّهُ مِمَّا يجوز أَن يخزم وبالضد.(3/432)
بولس طلاء جيد للوجع والشقاق: صفرَة بَيْضَة ودهن ورد وشحم دجَاجَة يجمع الْكل ويطلى.
وَقَالَ أبقراط حَكَاهُ عَنهُ بولس: الْجِرَاحَات الَّتِي فِي جَانب المقعدة بطّها قبل النضج وَلَا ينْتَظر لِئَلَّا يمِيل إِلَى دَاخل فَيحدث بواسير.
الثَّانِيَة من الْفُصُول: النافع من دم البواسير مَا كَانَ تنجلب قَلِيلا قليلاَ حَتَّى يعرض لَهُ بإبطائه أَن يسود فَهَذَا أصل من الَّذِي يخرج على سَبِيل الانفجار دَفعه لى الْجيد النافع مِنْهُ أَن يَجِيء دم أسود غليظ فَإِذا جَاءَ دم رَقِيق أَحْمَر فاقطعه لِأَنَّهُ يتبع ذَلِك سُقُوط قُوَّة.
ماسرجويه: إِذا تدخن صَاحب البواسير بالسندروس أضمرها ولطاها وجففها كي لَا تخرج مِنْهُ بلة الْبَتَّةَ. لى يجلس فِي القوابض وسخن فِيهَا السندروس والمر وبزر الكراث.)
ماسرجويه: بزر الكراث يجفف البواسير إِذا بخرت بِهِ. محتضر حِيلَة الْبُرْء: وَإِذا أسرف أمورنداس فَشد الْيَدَيْنِ على مَا تعلم وضع المحجمة على الْبَطن واسق القوابض والمخدرة. لى وَأَجْلسهُ فِي مَائِهَا وَحمله مِنْهَا وَمَتى اضطررت إِلَى الكاوية فَعَلَيْك بهَا. لى كَانَ لرجل فِي مقعدته بواسير على عظم الحمص ثَلَاثَة وَكَانَ بِهِ وجع شَدِيد فطليت مِنْهَا أعظمها وأشدها حمرَة وامتلاء بغرطنيثا وعصارة البصل مَرَّات وأمرته بِالصبرِ على ذَلِك فَسَأَلَ مِنْهُ دم قَلِيل ثمَّ أقبل يكثر ويسكن الوجع وضمرت الْبَاقِيَة وَصَارَ هَذَا الْوَاحِد أَيْضا متقلصا يدمنه دم بِلَا وجع. لى إِذا قطعت بواسير فأجلس صَاحبهَا فِي خل وَمَاء مطبوخ فِيهِ عفص فَإِنَّهُ لَا يدمي.
لى إِذا كَانَ إِنْسَان يتعاهده (ألف ج) ورم المقعدة ووجع فَحَمله مَا يفتق الدَّم ويدره واختر على فصد الْيَد هَذَا. وَإِذا كَانَ إِنَّمَا هاج بِهِ هَذَا مرّة فافصده الباسليق وقوّ معدته وخاصة إِن لم يكن فِيهَا نتو الْبَتَّةَ وَلَا كَانَ بدنه مِمَّا لَهُ دم مراري لِأَن الدِّمَاء المرارية لَا بُد تولد البواسير فَفَتحهَا أصلح. الْمرة السَّوْدَاء لَا تمنع دم البواسير إِذا كَانَ عَنْهَا. والعلامة مَا دَامَ أسود وَحين يرق فامنع.
المارستان: إِن كَانَت البواسير ظَاهِرَة فبروها بالقالب جيد واقطعوها. وَمَتى كَانَت دَاخِلَة فاقلبوا المقعدة بالمحجمة ثمَّ اقطعوها واتركوا الدَّم يسيل بِمِقْدَار صَالح ثمَّ ذَروا عَلَيْهَا قلقطارا وأحكموا شدها وامنعوا العليل من الْغَائِط يَوْمًا وَلَيْلَة خَاصَّة إِذا كَانَ نزف قوي فَإِن خلا وَجَاء الدَّم أجكموا الشد أَيْضا فَإِذا لم يجيءالدم حَتَّى يتبرز عجلوا فِي تليين بَطْنه باعتدال لِأَن القرحة إِنَّمَا تَبرأ وتنقي بِمَا يمر بهَا من الثفل. وَمَتى حدث عَن ذَلِك أسر الْبَوْل اعلموا فِي حل الورم وتسكين الوجع.
للشقاق عَجِيب: شمع ودهن ورد مخ سَاق الْبَقر سَنَام الْجمل مقل كثيراء نشا يتَّخذ مرهما.
مسيح أدوية البواسير: الْمقل بزر الكراث السندروس. لى الداذي قشور الكندر سَنَام الْجمل سكبينج.
قَالَ: إِذا كَانَ فِي المقعدة ورم محرق ومؤذ فلتؤخذ صفرَة بَيْضَة مشوية فيحقن بهَا بعد(3/433)
سحقها بِمَاء ودهن ورد ويطلى فَإِنَّهُ يسكن من سَاعَته. وللشقاق: رماد الصدف ونشا بِالسَّوِيَّةِ ورق الزَّيْتُون نصف وشمع ودهن ورد يجمع ويطلى فَإِنَّهُ يسكن من سَاعَته. وللبواسير: يذر عَلَيْهَا توبال الْحَدِيد ورصاص محرق فَإِنَّهُ يجففها ويبطلها الْبَتَّةَ. ولفتح أفواهها: أدهنه بدهن سوسن)
واسقه أقحوانا يَابسا. ولضيقها: أطله بالأفاويه والإسفيذاج والنعنع. ولنتو المقعدة: اغسلها بشراب قوي ثمَّ ذَر عَلَيْهَا القابضة. لى اقم ذَلِك مقَام دهن الْورْد فاترا قَالَ وامسحها بِهِ ثمَّ ذَر عَلَيْهَا القوابض. وَهَذَا عَجِيب للورم مَعَ شقَاق: اسْقِ كندر ذكر شادنة عفص زعفران دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ علك الأنباط خَمْسَة شمع أَبيض أُوقِيَّة دهن ورد نصف أُوقِيَّة يجمع جيد بليغ. وَأَيْضًا: مراداسنج إسفيذاج شَحم الإوز بِالسَّوِيَّةِ زعفران مر نصف نصف دهن ورد شمع بِقدر مَا يَكْفِي جيد للشقاق والقروح.
قَالَ: إِذا أردْت أَن تلطخ الْبَاسُور بدواء حاد فَخذ عنزروتا فاعجنه بِمَاء ولطّخ حواليه ثمَّ اسْتعْمل الحادة. لى الصمغ يصلح. معجون جيد للبواسير: إهليلج أسود وكابلي وأملج بالسواء داذي نصف يعجن بدهن نوى المشمش حَتَّى ينعصر مِنْهُ ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيسْتَعْمل. آخر: نانخة بزر الكرفس مصطكى خولنجان قرفة من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم أبهل خَمْسَة عشر حرف مقلو عشرَة يدق خلا الْحَرْف ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة وَيسْتَعْمل الشربة دِرْهَمَيْنِ إِلَى ثَلَاثَة. للشقاق والوجع الشديدي: يسحق فِي القيروطي ثلثه حناء نعما ويتمزج ابْن ماسويه وماسرجويه والخوز: الأملج جيد للبواسير يُقَوي الشرج. سندهشار: بقلة الحماض ينفع من البواسير مَتى أكلت.
الدِّمَشْقِي: الطاليسفر جيد لأرواح البواسير.
(ألف ج) الطِّبّ الْقَدِيم قَالَ: دخن البواسير بورق الشاهترج وبزره أَو بحب الحرمل أَو حب الْقطن وَنوى الهليلج الْأسود ونانخة وَورد يَابِس وكندر. وَمِمَّا يسكن وَجَعه: نفط أسود وشحم الكلى ودقيق الشّعير يتَّخذ مرهما. ولوجع المقعدة: اسلق الكرنب ثمَّ خبصه بِسمن ويضمد أَو يقْعد فِي طست قد صب فِيهِ دهن حل أَو يسلق الشبث بِمَاء كثير ودهن حل وَيقْعد فِيهِ ساعتين فَإِنَّهُ يسكن الوجع. وَمِمَّا يسكن الوجع: بخور لب حب الْقطن ومخ عِظَام الإيل أَو مخ عِظَام سوق الْبَقر يحبب ويبخر بِهِ. وَمِمَّا يسكن الوجع وينفع البواسير الْبَاطِنَة أَن يصب من القطران الشَّامي الَّذِي يشرب دِرْهَمَانِ ودهن نوى المشمش دِرْهَمَانِ فَيصب على مَاء الهليلج الْأسود وَيصب ثَلَاثَة أَيَّام فَإِنَّهُ يتَبَيَّن نَفعه فِي يَوْمَيْنِ فَإِن تأذيت بحره فضع دهنا على رَأسك وكل نصف النَّهَار إسفيذباجا بِلَحْم سمين أَو سمن واحتم الْخلّ والبقل وَاللَّبن.
قَالَ: وينفع من البواسير التِّين ويضرها التَّمْر والتين الْأسود أَجود. وينفع مِنْهَا اللبنى عسله)
وقشوره تدخل فِي حب الْمقل والحرف والنانجة وبزر الكراث والسكنجبين.
قَالَ: إِذا اشْتَدَّ الوجع فِي البواسير فاحقنه بِسمن مذاب ودهن جوز وَمَاء الكراث واحقنه بدهن حل مسخن واحقنه بلعاب بزر الْكَتَّان والبابونج والحلبة. قَالَ: وليدع صَاحب البواسير(3/434)
لحم البط والدجاج وَالْبَقر والسمك وطير المَاء وَالْبيض والخردل والثوم والفجل والأشربة القوية فَإِن هَذِه أجمع تهيج البواسير. ويوافقها الكراث وَالسمن وَلحم الْمعز وَلَا يُوَافقهُ لحم الضَّأْن. حب عَجِيب: إهليلج أسود عشرُون درهما مقل عشرَة سكبينج وقنة خَمْسَة خَمْسَة الشربة دِرْهَمَانِ.
من مَسْأَلَة سُئِلَ عَنْهَا حنين قَالَ: البواسير تكون من فضلات تسيل من الْمعدة والأمعاء إِلَى أَسْفَل فترتبك هُنَاكَ لَا تخرج قَالَ: وَفَوق الْحلقَة لحم رطب رهل فَلذَلِك أَكثر مَا تعرض هُنَاكَ.
لى من هَذَا يجب أَن تجفف أغذيتهم وَتخرج الفضول.
الْهِنْدِيّ: الْحَرْف يذهب بالبواسير. قَالَ: وَالزَّيْت ينفع من البواسير. دَوَاء سُهَيْل: أصل الْكبر وسلخ الْحَيَّة وأصل الشوك أَعنِي شوك الْجمال وأصل الحنظل وورق الدفلى ومقل وسكبينج يسحق بِمَاء الكراث عشْرين يَوْمًا كَا يَوْم سَاعَة ثمَّ يبندق كالبندق الَّذِي يرْمى بِهِ ويبخر بِهِ مَرَّات فَإِنَّهُ عَجِيب جدا يُسْقِطهَا ويضمرها. من ششماهي بختيشوع: بعر الْجمال الراعية وقشور عروق التوث وقشور أصل الْكبر د: إِذا طبخ ورق الآس وخبص وضمدت بِهِ البواسير نفع. دهن الآس وأصل الأنجدان مَتى طبخ بخل فِي قشور رمان وضمد بهَا ذهبت البواسير الناتية فِي المثعدة. بقلة الحمقاء نَافِع للبواسير الدامية. صفرَة الْبيض إِن خلط بعد سلقه بإكليل الْملك نفع من البواسير. د: رماد الْجُلُود الخلفة الَّتِي يرْمى بهَا الأساكفة جيّد للبواسير. الهليلج الكابلي المربى وَغير المربى ابْن ماسويه: نَافِع لأرواح البواسير. الزرنيخ مُوَافق إِذا خلط بدهن ورد للبواسير الناتية فِي المقعدة. زنجار الْحَدِيد نَافِع من البواسير الناتية فِي المقعدة. د: رماد قصب الْكَرم ورماد ثجير الْعِنَب يبرئان المقعدة الَّتِي قلع مِنْهَا البواسير وَقَالَ: إِذا تضمد بِهِ مَعَ خل. الكراث النبطي مَتى سلق وطجن بعد وضمد بِهِ البواسير نفع وَمَتى أكل مِنْهُ نفع ابْن ماسويه: وَإِنَّمَا ينفع البواسير الْعَارِضَة من الرُّطُوبَة. بزر الكراث مَتى قلى مَعَ الْحَرْف نفع من (ألف ج) البواسير إِذا شرب. وَقَالَ: اللَّبن يسْتَعْمل مَعَ التوتيا المحرق المغسول فِي تسكين وجع البواسير إِذا قطعت.) ج: لبني بوطش مَتى ضمد بعد دقه البواسير سكنها. د: يُؤْخَذ أصل الخرنوب النبطي الْبري فِي مَوضِع لَا يسقى وَلَا يكون بَين الحروث فقشره من قشره وجففه فِي الظل ثمَّ امسح الْبَاسُور وكل ثؤول ونتو فِي المقعدة بدهن خطر أَو دهن الرازقي ودخنه بقمع على مَا تعلم مَرَّات فَإِنَّهُ يسْقط.
ابْن ماسويه: زهر النّحاس يذوّب البواسير مَتى احْتمل. السفرجل الْمَطْبُوخ بِمَاء الْعَسَل كَانَ جيدا للبواسير مَتى ضمد بِهِ. سماق الدباغة يُبرئ البواسير مَتى خلط بفحم خشب البلوط مسحوقا وتضمد بِهِ البواسير فيبرئها.(3/435)
د: الصَّبْر إِذا ديف بشراب حُلْو شفى البواسير الناتية وَقَالَ: حكاك الأسرب مَعَ دهن ورد نَافِع من البواسير الدامية وَغير الدامية وَقَالَ: ضماد حكاك الأسرب والعصارة الْبَارِدَة نَافِع جدا فِي ذَلِك.
جالينوس: يبخر الْبَاسُور بِأَصْل الكرفس الْيَابِس مَرَّات يرْمى بِهِ. دَوَاء جيد للبواسير: يُؤْخَذ حب محلب ينعم سحقه وَيجْعَل مَعَه سدسه شعر زعفران ينعم دقة وَيجْعَل شياقة بدهن مشمش يقشر من قشريه وَيحْتَمل. دَوَاء عَجِيب مجرب للبواسير: مَتى كَانَت ظَاهِرَة فامسحها بدهن ورد ودخنها تدخينا دَائِما بالشوك الْمُسَمّى بالخاخ وَفِي مجمرة وقمع مَتى كَانَت دَاخِلَة وَمَتى كَانَت خَارِجَة فَلَا يحْتَاج أَن يدْخل زَيْت الْقَمْح فِي المقعدة فَإِنَّهَا تنتثر فِي ثَلَاثَة أَيَّام. وَمَتى كَانَت صغَارًا ضامرة كَثِيرَة فأجلس فِي طبيخ الخاخ وامسح عَلَيْهَا دهن ورد.
وايضا يشرب الإطريفل وَحب الْمقل وخبث الْحَدِيد إِن كَانَ مطبوخا فَثَلَاث أَوَاقٍ وَمَتى كَانَ معجونا فمثقال وَاجعَل طَعَامه مرّة فِي النَّهَار وأدمه لحم ضَأْن وتبخر المقعدة بخور لَهُ جيد: أفيون فربيون زرنباد سندروس كندر شَحم الحنظل وورقه وورق الْكبر وحسك وأصل الْكبر وبزر الكراث وأنزروت ومقل وقيصوم وكبريت أصفر وشعير وزبل خِنْزِير قفر يَهُودِيّ سَنَام جمل يتبخر بِهِ بخور آخر: سندروس أصل شَحم الحنظل وورقه وورق الْكبر وَأَصله مقل سَنَام الْجمل يتخل بحريره وَأمره يدهن بدهن مشمش وبخره. وَأما الأوجاع الْحَادِثَة عَن الْقطع والخزم فقد ذَكرنَاهَا فِي بَاب أورام المقعدة وأوجاعها.
البواسير مَتى كَانَت ناتية أخذت بالقالب وَقطعت وَجعل عَلَيْهَا زاج مسحوق وَإِن كَانَت عَظِيمَة خزمت فِي مَوَاضِع بالباندورة وَكَذَلِكَ يخزم مَا اصله اغلظ من رَأسه والمستوية مَعَ)
سطح المقعدة والمقعدة تحْتَاج أَن تكوى وتعالج بالدواء الحاد.
مَجْهُول: دُخان البلاذر يسْقط التوثة.
من التَّذْكِرَة للبواسير مَعَ برد: أصل الْكبر داذي آس يغلي بدهن ورد. مَجْهُول قَالَ سَأَلته عَن البواسير فَقَالَ: البواسير تكون عَن غليان الدَّم وكثرته فَعَلَيْك بِكُل شَيْء ينقص الدَّم (ألف ج) ويسكن الْحَرَارَة ويلين الْبَطن.
طلاء للبواسير يثرها: تُؤْخَذ حَنْظَلَة رطبَة فتشق على أَربع قطع وَتجْعَل فِي إِنَاء وَيصب عَلَيْهَا أَبْوَال الْإِبِل الراعية غمرها وَشد رَأسه وَضعه فِي الشَّمْس القيظ كُله وَمَتى نقص الْبَوْل فأمده ثمَّ أطل بِهِ البواسير فَإِنَّهُ ينثرها أَو أطلها بالمرمرات فَإِنَّهُ يَأْكُلهُ كُله أَو ذَر عَلَيْهَا شونيزا فَإِنَّهُ عَجِيب فِي ذَلِك يرْمى بهَا كلهَا. وَإِن كَانَت دَاخِلَة فلطخ قطنة بِعَسَل ولوّثها فِي شونيز محرق ويتحمله.
وَله: ينثر عَلَيْهَا زاج فَإِنَّهُ يجففها وتتناثر إِذا عسر الْبَوْل ثمَّ احترس لِئَلَّا يعسر. دخنة تدخن بهَا البواسير: يعجن البلاذر أقراصا ويدخن بِهِ فَإِنَّهُ جيد ودخن بِأَصْل(3/436)
الحنظل أَو أصل الْكبر أَو الخرنوب النبطي أَو بالراسن أَو بزر الكراث وأحقن صَاحب البواسير بِمَاء الكراث مَعَ الْمقل.
شياقة يمْسِكهَا صَاحب البواسير مَتى كَانَت طَبِيعَته يابسة: مقل ثَلَاثَة حنظل دِرْهَم يتَّخذ شيافة بِمَاء الكراث.
إنذار من كتاب الْمَوْت السَّرِيع: إِذا كَانَ بِإِنْسَان أمورنداس وَظهر بَين كَتفيهِ بثر كثير سود مَاتَ فِي الْيَوْم الْعشْرين. قَالَ فِي كتاب الأهوية والبلدان: أَكثر مَا تعرض البواسير من السَّوْدَاء وَمن البلغم أقل من ذَلِك.
أبيديميا: من انفتحت أَفْوَاه عروق مقعدته ل تصيبه ذَات الْجنب والرئة والأكلة والبثور والتقشر والقوابي وَنَحْو ذَلِك. فَإِذا قطعت بواسيرهم كلهَا ثمَّ لم يتعاهدوا بالفصد والإسهال حدث بهم ذَلِك سَرِيعا.
الْفُصُول: خُرُوج الدَّم من المقعدة لَا يجب أَن يتْرك يفرط وَلَا يجب أَن ينقص إِذْ الحالتان جَمِيعًا مضرتان.
وَمِنْهَا: من قطعت لَهُ بواسير مزمنة فبرأ مِنْهَا فَلم يتْرك وَاحِدَة مِنْهَا لم يُؤمن إِن يحدث بِهِ استسقاء أَو سل لِأَن الدَّم الْأسود الَّذِي كَانَ يسيل وَيخرج إِذا لم يخرج كثيرا وَاحْتبسَ فِي الكبد)
وأحدث ورما صلبا فِي الكبد فَلَا يزَال كَذَلِك حَتَّى تُطْفِئ حَرَارَتهَا فَإِن دفعت الكبد ذَلِك الدَّم إِلَى الرئة انصدع فِيهَا عروق فَيحدث لذَلِك السل فَلذَلِك يحْتَاج أَن يتْرك مِنْهَا وَاحِدَة لتنقي الكبد من عكر الدَّم. لى رُبمَا دفعت الكبد ذَلِك بِكَثْرَة إِلَى الطحال فَعظم لَكِن إِذا كثر لم يقبل الطحال أَيْضا فَعَاد الْأَمر إِلَى ضعف الكبد أَيْضا.
أَبُو جريج الراهب: مَتى طبخت عصارة قثاء الْحمار فِي دهن حل وطليت بِهِ البواسير الظَّاهِرَة أبرأها وَإِن طبختها فِي الزُّور وجففتها ونثرتها كلهَا. وَقَالَ: الْمقل يقطع الدَّم السَّائِل من البواسير وينفعها وَيقطع مادتها. السكبينج قَالَ أَبُو جريج: وَهُوَ ينفع البواسير إِذا شرب.
من اختيارات حنين للبواسير: يسقى دِرْهَمَيْنِ من قنة يابسة بِالْمَاءِ فَإِنَّهُ يبرئها وَمَتى سقِِي ثَلَاث مَرَّات لم تعد إِلَيْهِ. لى أصبت هَذَا صَحِيحا فِي اختيارات حنين والكندي وَلَا يصلح اسْتِعْمَاله فِي محرور فتوقف عَنهُ.
من اختيارات الْكِنْدِيّ مِمَّا ركبناه للبواسير وَهُوَ عَجِيب: إهليلج كابلي (ألف ج) وأسود جزءان وحرمل جُزْء ومقل صَاف جيد وجندبادستر وزوفا وقشر عروق الْكبر وأفاويه الأرياج ونانخة من كل وَاحِد نصف جُزْء يلت الْجَمِيع بدهن مشمش ثمَّ يعجن بِعَسَل غليظ جيد صَاف منزوع الرغوة عَجنا قَرِيبا من اللت لَا يعرق وَلَا يكثر مِنْهُ وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم أَرْبَعَة دَرَاهِم بنبيذ تمر بَالغ لَا حلاوة فِيهِ وَلَا حموضة وَيكون نبيذا تمريا قَوِيا.(3/437)
آخر من اخْتِيَاره وَلَيْسَ من تركيبه بزر حماض وَهُوَ قاقلي الْجمال وبزره شَبيه بالشونيز جُزْء وَمن الناتجة جُزْء يقليان بِسمن بقر عَتيق بعد الدق ويعجنان بِعَسَل منزوع الرغوة علك صَاف عَجنا يَابسا وكل غَدَاة يُؤْخَذ مِنْهُ كالجوزة الْعَظِيمَة ويتحسى عَلَيْهِ حسوات من نَبِيذ تمر على مَا أخبرنَا. وَيجب أَن لَا يكون النَّبِيذ حلوا وَلَا حامضا بل قَوِيا بَالغا صافيا عتيقا فَإِنَّهُ نَافِع للبواسير وَغَيرهَا.
وَمن اخْتِيَاره يسكن الوجع وَيصِح الْجِسْم: يُؤْخَذ من الداذي جزءان وخولنجان ثَلَاثَة أَجزَاء ينخلان بالحريرة وَتُؤْخَذ هَذِه الْأَجْزَاء بعد النّخل وينعم خلطها مَعًا نعما ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار ويلت بِسمن الْبَقر قبل العجن بالعسل مثل عشر الدَّوَاء وَهُوَ مجرب جيد جدا. لى رَأَيْت كثيرا من التوتات إِذا خزمت ذَابَتْ وانحلت حَتَّى تضمحل فِي أَيَّام بعد أَن ترشح دَائِما حَتَّى تبطل وَبَعض لَا تذوب لَكِن أقطعها بالخزم وَكلهَا لَا بُد أَن تذبل)
بالخزم وَرَأَيْت الَّتِي تذوب بالخزم الْحمر الَّتِي كَأَنَّهَا علق الدَّم الرهلة الرّطبَة.
الطَّبَرِيّ: مَتى هَاجَتْ البواسير وَضربت فاسلق كراثا واجعله عَلَيْهَا مَعَ سمن بقر ودخنها بالمقل وعروق الْكبر وسنام الْجمل. قَالَ الْأَعْوَر لرجل كَانَ قد قطعت بواسيره وَبِه وجع أَنه يحْتَاج أَن يحْتَمل مرهم إسفيذاج وَيجْعَل على الْموضع فَوق ذَلِك دياخيلون فَإِنَّهُ يلين ويسكن الوجع وَكَذَلِكَ وجدت فِي بولس فِي بَاب الْحَصَى إِن الدياخيلون يسكن الوجع.
قَالَ: وَيدخل الْحمام فَيَضَع مقعدته على الطابق الْحَار ليسكن وَجَعه. لى هَذَا تكميد فَلَا تبال أَن تكمد بِهِ والأجود البصل والكراث وَالسمن مسخنة تكميدا أَولا. وَمِمَّا يسكن وجع البواسير: دُخان سَنَام الْجمل بالمقل فَإِنَّهُ عَجِيب. وَمِمَّا يسكن الوجع: فَتِيلَة تتَّخذ من أفيون وكندر وَاحْتِمَال الشحوم اللطيفة والمقل عَجِيب فِي ذَلِك تجْعَل مِنْهُ فَتِيلَة وتحتمل وَيُزَاد فِيهِ عِنْد شدَّة الوجع أفيون.
ابْن سراييون فِي البواسير قَالَ: أَنْوَاع البواسير ثَلَاثَة أَنْوَاع مِنْهَا: طَوِيلَة تشبه الفجل وَهَذِه أردأها وَمِنْهَا: مُدَوَّرَة شَبيهَة بالعنبة فِي الشكل واللون ارجوانية الثَّالِثَة: شَبيهَة بالتوت وأردأها مَا ينْبت من أصل الذّكر وَذَلِكَ أَنه إِذا عظم سد مجْرى الْبَوْل. فَأَما الَّذِي يكون إِلَى أَسْفَل فَإِنَّهُ يكون أقل رداءة. لى إِذا قطع أَيْضا فَالَّذِي يقرب من الذّكر أعظم خطرا. وَرُبمَا كَانَ مِنْهُ ورم المثانة واحتباس الْبَوْل أَكثر. وَأما الْخَارِجَة من الشرج فَإِنَّهَا أقل رداءة.
والبواسير الْعَمى هِيَ الَّتِي لَا يسيل مِنْهَا شَيْء بل تكون كَأَنَّهَا ثؤول وَهَذِه يهيج مِنْهَا وجع شَدِيد فَإِذا نقيتها أَو (ألف ج) فتحتها سَالَ مِنْهَا دم وَسكن الوجع فَإِن شِئْت فاثقبها بحديدة وأطلها بدواء حاد كعصارة بخور مَرْيَم وَالْملح بِنَار. وَمِمَّا ينفع أَصْحَاب البواسير: الهليلج المربى الْأسود المقلو بِسمن الْبَقر وَمَاء الكراث ودهن الْجَوْز يكون دِرْهَمَيْنِ وَمَاء الكراث أوقيتين وَحب الْمقل والأطريفل الصَّغِير والمقلياثا. دَوَاء جيد: إهليلج أسود مطجن بِسمن الْبَقر وبزر رازيانج بِالسَّوِيَّةِ يدق وينخل ويخلط بِهِ مثله من حب الرشاد وَيُؤْخَذ ملعقة كل(3/438)
يَوْم مَعَ شراب ممزوج أَو يُؤْخَذ خبث الْحَدِيد منخولا ثَلَاثَة دَرَاهِم حرف أَبيض دِرْهَمَانِ يشرب بأوقية من مَاء الكراث مَعَ دِرْهَمَيْنِ من دهن الْجَوْز ويضمد الْموضع بكراث مسلوق مطجن بِسمن الْبَقر ويبخر بأصول الْكبر وأصل الحنظل وبزر الكراث.
بخور جيد للبواسير: أصل الْكبر وأصل الكرفس وَاصل الدفلي وَاصل الشوك الطَّوِيل الَّذِي)
يعرف بالأرسيا ومحروث وأصل السوسن وثمر البلاذر بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل البلاذر ويؤلف بدهن زنبق وَيجْعَل أقراصا من دِرْهَم دِرْهَم يبخر بِهِ على بعر الْجمال الموقدة الَّتِي لَا دُخان لَهَا بخور آخر: هرند وزرنيخ أَحْمَر وبلاذر يبخر بِهِ أَو يُؤْخَذ أصل الحنظل وأصل الحرمل وأصل الْكبر وبلاذر وفربيون يبخر بِهِ فَإِنَّهَا تسْقط. لى وَأما مَا يسكن الوجع من البخور فالمقل وبزر الكراث وسنام الْجمل وَنَحْو ذَلِك. قَالَ: أَو بخره بالبلاذر يبخر بِهِ وَحده فَإِنَّهُ يَرْمِي بهَا ونبيذ الداذي جيد لَهُ أَن يقْعد فِيهِ عِنْد شدَّة الوجع. ودهن نوى المشمش وَنوى الخوخ يسكن وجعها تسكينا عجيبا. لى يبخر ببزر بنج أَو كبريت وَحده مَرَّات فَإِنَّهُ يصسقطها. وَاعْلَم أَن علاج البواسير الدامية منع الدَّم إِذا أسرف فَخذه من بَابه. وعلاج الْعَمى بتحريك ذَلِك الدَّم وإدارة وَإِلَّا اشْتَدَّ الوجع. دَوَاء يحبس دم البواسير: إهليلج أسود وبليلج وأملج عشرَة عشرَة حلزون مغسول محرق كهرباء دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ مقل عشرُون درهما ينقع الْمقل بِمَاء الكراث وتعجن بِهِ الْأَدْوِيَة الشربة دِرْهَمَانِ إِلَى ثَلَاثَة بِمَاء بَارِد وشراب. وَهَذَا أَيْضا مجرب: خبث الْحَدِيد بزر الكراث نانخة دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ حب الْكبر الْيَابِس أَرْبَعَة دَرَاهِم الشربة دِرْهَم على مَاء الكراث قدر أُوقِيَّة. وَيصْلح فِي أطعمتهم السماق وعصير الكراث.
مَنَافِع الْأَعْضَاء: العضل الَّذِي يضْبط فَم المعي الْمُسْتَقيم وَيمْنَع الثفل أَن يخرج إِلَّا بارادة هُوَ مَوْضُوع بِالْعرضِ. لى إِذا كَانَ هَذَا هَكَذَا فَلَا بُد فِي خزم البواسير من ان يَنْقَطِع لِيف هَذَا العضل بِالْعرضِ ولسنا نرى أَنه يلْزم كل خزم بطلَان فعل هَذَا العضل فَبَقيَ أَن تكون رُبمَا كَانَت البواسير قريبَة من فضاء المقعدة وَهَذَا لَا يَنْقَطِع فِيهِ كل لِيف العضلة لَكِن بعضه وَرُبمَا كَانَ بَعيدا حَتَّى أَنه يكون من خلف العضل كُله وَهَذَا إِذا خزم انْقَطع لِيف العضلة اجْمَعْ بِالْعرضِ فِي مَوضِع الْقطع فَيجب أَن يكون توقيك وإقدامك بِحَسبِهِ. لى البواسير ضَرْبَان: نَافِذ وَغير نَافِذ فَغير النَّافِذ يُسمى منكوسا وعلامته أَن لَا يخرج مِنْهُ (ألف ج) ريح وَلَا ثفل وَأما النَّافِذ فَيخرج مِنْهُ الرّيح والزبل والمنكوس يحْتَاج أَن يدْخل فِيهِ الإصبع وَيحبس ويشق حَتَّى يَتَّسِع ثمَّ يعالج بالمرهم الْأسود. والنافذ يخزم بالمنجل ويعالج أَيْضا بالمرهم الْأسود. لى علاج البواسير المنكوسة: تلف خرقَة خشنة على ميل وَتدْخل فِيهِ وَيحك حَتَّى يدمى نعما ثمَّ يتْرك يَوْمه ثمَّ يُعَاد عَلَيْهِ الإدماء والحك ثَلَاث مَرَّات وَكلما كَانَ أعتق احْتِيجَ(3/439)
أَن يستقطى ذَلِك عَلَيْهِ أَكثر لِأَن اللَّحْم الثؤلولي فِي جَوْفه أَكثر وأصلب فَإِذا بلغ مَا تُرِيدُ فَخذ صبرا وقشور كندر وَمَرا)
وعنزروتا وإيريسا ودقيق الكرسنة ولحى نَبَات أصل الجوشير مسحوقة وَدم الْأَخَوَيْنِ فاحشه فِيهِ فَإِنَّهُ يلحمه. ج فِي الْأَدْوِيَة المفردة: أَن النواصير وخاصة مَا فِي المقعدة إِذا انْقَطع اللَّحْم الصلب الَّذِي داخلها فَإِنَّهَا تضمر وتنطبق وتجف بدواء مجفف يَجْعَل فِيهَا وَهَذَا دَلِيل على مَا قُلْنَا فأعرفه. دَوَاء عَجِيب للبواسير: خَمْسَة دَرَاهِم من ورق الدفلى يسحق وَيصب عَلَيْهِ فِي طنجير ثَلَاثُونَ درهما من الزَّيْت الركابي يغلي غليان ثمَّ يصفى وَيحْتَمل فِي صوفة إِن كَانَت دَاخِلَة وَإِن كَانَت ظَاهِرَة لطخ عَلَيْهِ فَإِنَّهُ بُرْؤُهُ الْبَتَّةَ لَا يحْتَاج إِلَى غَيره. لى أَيْضا للناصور فِي المقعدة: ادخل فِيهِ المجس وحكه وَيكون المجس خشنا كالمبرد فتدخله وتحكه ثمَّ أَدخل فِيهِ فَتِيلَة بمرهم زنجار حاد مَرَّات وتحكه كل مرّة فَإِذا نقصت العلاج فَأدْخل فِيهِ صبرا وكندرا فَإِنَّهُ يلْزمه ويلحمه.
من الكناش الْفَارِسِي الْهِنْدِيّ: بخر البواسير بورق الدفلى وأدم بخورها بورق أَو بالينبوت فَإِنَّهَا تسْقط. لى يحْتَمل مَاء الخرنوب الرطب مَرَّات وَإِن كَانَ ظَاهرا ذَلِك فَإِنَّهَا تذْهب الْبَتَّةَ.
مَجْهُول: يُؤْخَذ بزر كراث وبزر فجل وبزر جزر بري وبزر جرجير وداذي وإهليلج أسود ومقل الْيَهُود وَيعْمل معحونا فَإِنَّهُ عَجِيب. لِسَان الْحمل يقطع سيلان الدَّم. القسب إِذا أكل منع دم البواسير. الفليق مَتى تضمد بِهِ أَبْرَأ سيلان الدَّم من البواسير. د: البقلة الحمقاء الكاربا الطراثيث الجلنار لِسَان الْحمل يقطع الدَّم من البواسير عصارة طبيخ ورق شَجَرَة مصطكى على مَا فِي بَاب نفث الدَّم يقطع سيلان الدَّم من البواسير. د: البلح إِذا شرب بخل خمر عفص منع سيلان الدَّم من البواسير. الغبيراء مَتى ديف بشراب حُلْو قطع الدَّم السَّائِل من البواسير. د: ابْن ماسويه الَّتِي تَنْفَع من سيلان الدَّم من المقعدة: تدخن المقعدة بالسماق وَيشْرب الودع المحرق بعد نَخْلَة زنة دِرْهَمَيْنِ بِمَاء سفرجل وَيَأْكُل سماقية. وَإِذا انفتحت عروق المقعدة فَخذ قاقيا جُزْءا وكثيراء نصف جُزْء وبرادة رصاص جُزْء ينعم سحقه على حِدة ثمَّ يجمع الْجَمِيع ويعجن بِمَاء ويضمد بِهِ الْموضع ويشد بلجام وأطعمه الرجلة واسقه ماءها فَإِنَّهَا نافعة جدا واسق ماءها مَعَ الجلنار والطين الرُّومِي. وَيصْلح لذَلِك قرن الأيل محرقا يشرب مَعَ خل ممزوج وبزر الخشخاش الْأسود إِذا شرب بشراب عفص حَدِيث وبزر الْورْد وَيحْتَمل الحضض والعفص والكندر وَيجْلس فِي طبيخ القوابض والمخدرة. وتضمد المقعدة بعد الْخُرُوج من ذَلِك المَاء)
يُؤْخَذ عفص وجلنار وقشر رمان وقشر خشخاش فيطبخ ويعالج بِهِ لقطع دم البواسير والطمث: جلنار وشب زاج كحل طين أرمني (ألف ج) قرطاس محرق وسخ السفّود يلوث فِيهَا صوقة بِمَاء الآس وَيحْتَمل.(3/440)
من تذكرة عَبدُوس: ينفع مِنْهَا الصَّبْر السمجاني والإقليميا والكحل والخبث.
مَجْهُول: مِمَّا يقطع دم المقعدة سَرِيعا أَن يذر عَلَيْهَا زراوند مسحوق فَإِنَّهُ يقطعهُ من سَاعَته.
أَقْرَاص لقطع نزف الدَّم: بسد جزءان كندر ذكر جُزْء صمغ عَرَبِيّ خمس جُزْء يعجن ببياض الْبيض القرص دِرْهَم يسْقِي بِبَعْض مَا يعين.
الْيَهُودِيّ: أَحْمد الدَّم الَّذِي يسيل من البواسير الْأسود الثخين على قدر بعده من هَذَا يكون ضَرُورَة واضره الرَّقِيق الْأَحْمَر الَّذِي كَدم الغزال. لى قد يكون فِي المقعدة التوت ونزف الدَّم وينفع من ذَلِك أَن تكون الطبيعة لينَة والجسد غير ممتلئئ فَهِيَ تقطع وتخزم فالخزم إِذا كَانَت عَظِيمَة شَدِيدَة الْحمرَة مجوفة أَن تنزف مَتى قطعت فَمَا كَانَت ظَاهِرَة عولجت وَمَا كَانَت باطنة وضع على المقعدة المحجمة بِنَار أَو مص حَتَّى تنْقَلب وَتظهر فَإِذا انقلبت المقعدة تركت المحجمة عَلَيْهَا زَمَانا حَتَّى ترم لِئَلَّا ترجع المقعدة فَتبقى البواسير ظَاهِرَة فاقطعها واخزمها وقطعها أَن تأخذها بالقالب واقطعها من أَصْلهَا بعد شدها إِلَيْك نعما وَتجْعَل على الْموضع بعد أَن تدع الْموضع يسيل مِنْهُ الدَّم حَتَّى يضعف ويحتبس: الصَّبْر والكندر مسحوقين وَدم الْأَخَوَيْنِ وشياف مامثيا وقاقيا وَنَحْو ذَلِك. وَمَتى كَانَ الدَّم غَالِبا فالقلقطار والعفص ذرهما عَلَيْهِ وشده إِن كَانَ غَالِبا. وَمَتى اضطررت أَن تغلي الزَّيْت وتغمس فِيهِ قطنة وتقطر عَلَيْهِ لتكويه فيحتبس الدَّم فعلت ثمَّ ضع عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة وَلَا تعالج بِهَذَا إِلَّا عِنْد الضَّرُورَة مَعَ أَنه لَا يتخوف مَعَه من التشنج وعالج ببياض الْبيض ووبر الأرنب يلوث فِي ذرور ج وشده نعما وَلَا تحله مَا أمكن. والخزم أَن كَانَ صَغِيرا فأخزم حوله وَإِن كَانَ كَبِيرا فَأدْخل إبرة فِي وَسطه واخزمه بنصفين أَو على قدر مَا ترى فَإِذا خزمت فضع عَلَيْهِ كراثا أَو بصلا مسلوقا قد خبص بِسمن لِئَلَّا يرم ويوجع وجعا شَدِيدا ودخنه بسنام الْجمل والمقل وَأَجْلسهُ فِي الْمِيَاه القابضة كَمَاء القمقم فَإِنَّهُ يمْنَع أَن ترم مقعدته وَتسود البواسير وَتسقط سَرِيعا. وَمَتى ورمت المقعدة من بواسير وَاشْتَدَّ وجعها فدخنها بالمقل والسنام وضمد بالبصل والكراث المسلوق المخبص بِسمن حَتَّى يسكن الوجع وَلَا تخزم وَلَا تقطع حَتَّى يسكن الوجع ويهدأ. وَإِن كَانَ شكل التوثة منبسطا أَو منحفرا فَإِنَّهَا تعالج)
بالدواء الحاد وَيجْعَل عَلَيْهِ وَهَذَا إِن كَانَ عَظِيما كَانَ محرقا من الدَّوَاء الْحَار وَيجْعَل أَحْمد الْأَشْيَاء لَهَا الْجُلُوس فِي الْمِيَاه القابضة فِي الْيَوْم مَرَّات وَأَن ينثر عَلَيْهَا العفص والزاج لتصلب وَلَا تتسع وَذَلِكَ برؤها لِأَن هَذَا الدَّوَاء الحاد فِي هَذَا الْموضع مخوف. وَمن جيد أدويتها أَعنِي البواسير: حب الْمقل والقميحة السَّوْدَاء وَإِذا كثر خُرُوج الدَّم حَتَّى يضعف فأقراص الكهرباء وَنَحْوهَا والفلونيا والعماد على المقوية والقابضة والمخدرة وَالطَّعَام سماقية وحصرمية وَشرب مَاء الثَّلج وَالْجُلُوس فِي الْمِيَاه القابضة. وَإِذا مَا عظم الضعْف مِنْهُ حَتَّى يخْفق الْفُؤَاد فالمقوية للقلب والمعدة ودواء الْمسك وَالشرَاب الْقَلِيل الريحاني وَمَاء اللَّحْم. ويذر (ألف ج) عَلَيْهَا أَيْضا العفص والزاج وَسَائِر الْأَشْيَاء إِذا لم يُمكن العليل من قطع وَلَا خزم أَو لم(3/441)
يتهيأ ذَلِك فَإِذا كَانَ الدَّم يجْرِي بِقدر لَا يضعف الْجِسْم بل يَنْفَعهُ فَلَا تحبسه فَإِنَّهُ شِفَاء لِأَشْيَاء كَثِيرَة وَإِذا قطعت البواسير فاترك وَاحِدَة وَمَتى قطعتها اجْمَعْ فزد فِي تنقية الْجِسْم وفصده. مِمَّا يبخر تحتهَا ليسقطها زَعَمُوا: قشور أصل الْكبر وأصل الحنظل والأبهل والبلاذر وَنَحْوهَا. فَأَما مَا يعالج بِهِ من الحرقة والوجع فقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب الشقاق الورم فِي المقعدة. وَمَا يعالج بِهِ استرخاؤها فقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب نتو المقعدة وَالرحم.
الْيَهُودِيّ: مَتى كره العليل العلاج بالحديد فأنثر عَلَيْهَا دواءا حادا وضع عَلَيْهَا قطنة فَإِن اشْتَدَّ وَجَعه حَتَّى لَا يقدر أَن يحْتَملهُ فأجلسه فِي الْمِيَاه القابضة ثمَّ أخرجه وأطله بمرهم مرداسنج وإسفيذاج وشمع ودهن ورد وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَبَيَاض الْبيض حَتَّى يسكن وَجَعه وَيذْهب الورم ثمَّ عاود الدَّوَاء الحاد والعلاج مَرَّات حَتَّى تقطع وَتسقط. مِمَّا يسكن البواسير: سمسم محرق يتَّخذ مرهما بدهن ورد فَإِذا وَقعت البواسير من خزم فذر على مَكَانهَا ذرورا أصفر أَو نَحوه وَأَقْعَدَهُ فِي الْمِيَاه القابضة أَيَّامًا إِلَى أَن يستحكم بُرْؤُهُ.
الميامر قَالَ جالينوس: الْعِلَل الَّتِي فِي السفلة عسرة لَا تَبرأ لِأَن هَذَا الْعُضْو كثير الْحس فَلذَلِك ينكأها الْأَدْوِيَة الَّتِي فِيهَا شَيْء من الحدة أَو من الْقَبْض وَإِن البرَاز يمر بِهَذَا دَائِما. والأدوية الَّتِي تداوى بهَا لَا تثبت عَلَيْهَا والقابضة تلذع السفلة وَلَا تحْتَمل هَذِه لذعها لما هِيَ عَلَيْهِ من فضل الْحس وَلذَلِك مَا تَنْفَع القوابض لهَذِهِ الْعلَّة الَّتِي لَا عفونة فِيهَا لِأَن هَذِه لَا تحدث فِيهَا خشونة كَمَا تحدث سَائِر الْأَشْيَاء العفصة.
دَوَاء نَافِع لعلل السفلة لأندروماخس: حضض طري هندي أوقيتان زوفا أُوقِيَّة شمع دسم)
أصفر أوقيتان دهن ورد على قدر الْحَاجة تهَيَّأ وَيسْتَعْمل. آخر: ورد طري أَو يَابِس توتيا مغسول إسفيذاج مرتك مغسول زعفران إكليل الْملك زوفا أفيون من كل وَاحِد مثقالان زوفا رطب مِثْقَال صفرَة بَيْضَة مشوية تسْتَعْمل. بعد لم أؤلفه أَنا وَهَكَذَا هُوَ فِي الْكتاب. آخر للشقاق والأورام والأوجاع: شَحم البط مطبوخ على المَاء أَو غير ذَلِك شمع وكندر مخ الأيل بزر الْورْد توتيا إقليميا آبار محرق إسفيذاج الرصاص من كل وَاحِد جُزْء دماغ الكركي ربع جُزْء أفيون مثله زوفا رطب جُزْء وَربع عصارة الهندباء قوطولي إِذا كَانَت هَذِه مَثَاقِيل دهن ورد نصف قوطولي. آخر: ورد طري ثَمَانِيَة مَثَاقِيل أَو بنفسج وَلبن النِّسَاء قوطولي مرتك أَرْبَعُونَ مِثْقَالا أفيون أَرْبَعَة مَثَاقِيل بيضتان ثِنْتَانِ زوفا رطب سِتَّة عشر مِثْقَالا سمن مثله عفص مثله يسْتَعْمل.
دَوَاء يقلب المقعدة لتظهر البواسير: فلفل وبورق تعالج بِهِ المقعدة: أَو نطرون ومرارة ثَوْر ميويزج أَو عصارة بخور مَرْيَم وَعسل. آخر قوي: عصارة قنطريون شب رطب زاج ميويزج يعجن بالعسل وتطلى بِهِ المقعدة أَو يحْتَمل فِي صوفة فَإِنَّهُ يهيج البرَاز وَإِذا تبرز (ألف ج)(3/442)
ظهر الْبَاسُور. دَوَاء جيد لما يحدث عَن هَذِه فِي المقعدة من الخشونة وَالْجرْح والسلخ: إسفيذاج الرصاص أُوقِيَّة مرتك ثَمَان أَوَاقٍ إقليميا مثله أُوقِيَّة كندر دهن الآس عشر من مدواة الأسقام لج: خُذ زرنيخا وكلسا وقاقيا وزاجا واسحقها بخل وأطل بِهِ البواسير وَأعد عَلَيْهَا فَإِنَّهَا تَجف مَتى تتناثر. وَمَتى كَانَت رطبَة فِي بدن صبي أَو امْرَأَة فاطلها بالزاج فَإِنَّهَا تجففها.
حقنة جَيِّدَة للبواسير: مَاء الكراث سكرجة سمن بقر نصف سكرجة مقل زنة دِرْهَم يحل فِيهِ ويحقن بِهِ فَإِنَّهُ جيد. شيافة جَيِّدَة للبواسير: يُؤْخَذ مقل يَهُودِيّ فَيحل فِي مَاء الكراث ثمَّ يعقّد وَيحْتَمل مِنْهُ بدهن نوى المشمش.
من أقربادين ابْن سرابيون دَوَاء يجفف الرُّطُوبَة ويسكن اللذع: هليلج أسود مقلو بِزَيْت إِنْفَاق خَمْسَة دَرَاهِم كاربا دِرْهَمَانِ داذي ثَلَاثَة دَرَاهِم عفص فج دِرْهَم مقل خَمْسَة دَرَاهِم زاج دِرْهَم ينعم سحقه بِمَاء الكراث وتعجن بِهِ الْأَدْوِيَة وَيُؤْخَذ دِرْهَمَانِ أَو يعْطى دِرْهَمَانِ من الداذي بِمَاء حَار فَإِنَّهُ عَجِيب أَو يُؤْخَذ فِيهِ قميحة سَوْدَاء فَإِنَّهُ عَجِيب. وَله حب الْمقل يَقع فِيهِ زاج عَجِيب: هليلج وبليلج وأملج دِرْهَم دِرْهَم مقل خَمْسَة يحل بِمَاء الكراث وَيجْعَل حبا.)
وَمِنْه حقنة للبواسير: مَاء الكراث يحل فِيهِ مقل وَيجْعَل عَلَيْهِ دهن نوى المشمش ويحقن بِهِ.
ويحقن بِهَذَا أَيْضا: طبيخ الحلبة وعصارة الكراث وَسمن الْبَقر د: دهن الآس نَافِع. ثَمَر الفنجنكشث يضمد بِهِ مَعَ المَاء فينفع.
جالينوس: وسخ الْحمام جيد للشقاق فِي المقعدة. د: بولس: الحضض نَافِع من الشقاق فِي المقعدة. د: السرطان النَّهْرِي يُبرئ شقَاق المقعدة. بولس ود: رُؤُوس السّمك الصغار مَتى أحرقت وَجعلت على شقَاق المقعدة أبرأتها. د: قَالَ ج: قد رَأَيْت رجلا كَانَ يعالج برؤوس السّمك الصغار المملحة للشقاق الْعَارِضَة فِي المقعدة. الصَّبْر إِذا أديف بشراب حُلْو شفي الشقاق فِي المقعدة. د: ضماد الأسرب والعصارات الْبَارِدَة عَجِيبَة لدلك جدا. ج: الزفت الرطب مَتى لطخ على شقَاق المقعدة نَفعهَا. د: الخيري الْأَصْفَر مَتى خلط بقيروطي أَبْرَأ الشقاق الْعَارِضَة فِي المقعدة. د: أسخن للشقاق الْعَارِضَة فِي المقعدة: يُؤْخَذ رماد خرقَة كتَّان جُزْء نشا جُزْء ورق الزَّيْتُون طري يعصر ويسحق بِهِ الدَّوَاء ويطلى على الشقاق زفت وشمع يجمعان ويجعلان على تورم المقعدة جيد نَافِع.
من الْكَمَال والتمام: يبس الْبَطن دَائِما يُولد السلخ والشقاق فتوقه للورم الْحَار فِي المقعدة: اعْمَلْ من عصير ورق عِنَب الثَّعْلَب وإسفيذاج ودهن ورد وشمع. وللوجع من بواسير تقطع أَو ترم: كراث أَو بصل مسلوق يخبص بالسمن وَيُوضَع عَلَيْهِ فاترا ويعاد مَرَّات.(3/443)
قَالَ د: دهن الأقحوان يفتح أَفْوَاه البواسير إِذا دهن بِهِ المقعدة وأفواه الْعُرُوق. د: الْإِذْخر يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق والبواسير والبصل يفعل ذَلِك إِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ فِي فتحهَا قشر وغمس فِي زَيْت ج قَالَ: البصل لغلظه وحره مَتى أَدخل فِي المقعدة فتح أَفْوَاه البواسير وادر الدَّم مِنْهَا. د: دهن الْحِنَّاء يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق. د: السعد يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق. د: دهن الإيرسا يفتح أَفْوَاه البواسير. وَقَالَ: الْعَسَل يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق. د: عصارة بخور مَرْيَم تفتح أَفْوَاه الْعُرُوق فِي المقعدة. (ألف ج) ج: لبن التِّين يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق د: ورق التِّين ولبنه يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق فِي المقعدة. جالينوس: الطَّعَام الَّذِي يعمله النَّصَارَى من الزَّيْتُون والجوز والثوم يفتح أَفْوَاه البواسير ويعمله أَيْضا أهل فَارس. دهن الْغَار يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق. د: المرارة مَتى احتملت فتحت أَفْوَاه البواسير. د: دهن الْغَار يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق.
من الكناش الْفَارِسِي الْهِنْدِيّ للبواسير وأرواحها: يحقن بالية مذابة زنة أوقيتين ومثقالي)
جندبادستر أَو يُؤْخَذ سكرجة من مَاء كراث وَنصف سكرجة من دهن السمسم فيحقن بِهِ وَإِن شكا مَعَ ذَلِك بردا شَدِيدا جعل فِيهِ مَاء السذاب وجندبادستر لى يَجْعَل فِي هَذَا مقل وَمَاء الكراث ودهن نوى المشمش ويحقن بِهِ.(3/444)
(الحدب ورياح الأفرسة ووجع الظّهْر) (الْعَتِيق يحول مَا فِي وجع الظّهْر من بَاب المفاصل إِلَى هَاهُنَا فَإِنَّهُ مِثَال عَزِيز) الْمقَالة الثَّانِيَة من الْفُصُول: 3 (الحدب يكون من الأخلاط الْبَارِدَة الغليظة) إِذا عرض تشنج لم يبرأ لِأَن برأه فِي الشَّبَاب يعسر فضلا عَن الشُّيُوخ. (السَّادِسَة:) 3 (من أَصَابَته حدبة) من ربو أَو سعال قبل نَبَات الْعَانَة فَإِنَّهُ يهْلك لِأَن من تصيبه حدبة بِلَا ضَرْبَة وَلَا سقطة وَلَا سَبَب ظَاهر إِنَّمَا يكون ذَلِك لخراج دَاخل يجذب خرز الصلب وَهَذَا الْخراج مَتى كَانَ من خلط غليظ غَايَة الغلظ لَا ينضج الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ يقتل على هَذِه الْجِهَة فَإِنَّهُ إِذا حدث فِي هَذَا الْوَقْت منع الصَّدْر لِأَن يَتَّسِع ويبلغ مِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الرئة وَالْقلب فِي التنشق فَيقْتل لذَلِك بِضيق النَّفس. وَإِن نضج زعم أَنه وَقت سيلانه يقتل صَاحبه لى لصِغَر السن ولج فِي هَذَا الْفَصْل كَلَام جملَته: أَن الحدبة إِمَّا أَن تكون من ضَرْبَة وَنَحْوهَا وَإِمَّا من خراج دَاخل الصلب صلب غليظ يجذب إِلَيْهِ الخرز فَإِن جذب خرزة وَاحِدَة أَو خَرَزَات عدَّة بعد أَن تكون مُتَوَالِيَة حدث تَقْصَعُ فِي الصلب فَقَط وَإِن جذب خرزا غير مُتَوَالِيَة كَانَ من ذَلِك حدبة لِأَن الْمَوَاضِع الَّتِي لم تنحدب ترى أحدب. والحدبة إِلَى دَاخل مَعْنَاهُ التقصع وَإِلَى خَارج مَعْنَاهُ الحدب فَإِن الْخراج الْعَظِيم إِذا حدث بِالصَّبِيِّ حَتَّى يجذب الخرز منع الصَّدْر والأضلاع أَن ينمى فَضَاقَ لذَلِك على الرئة وَالْقلب سَرِيعا بِضيق النَّفس.
من كتاب الذبول قَالَ:
من رام علاج الحدبة إِلَى قُدَّام فَإِنَّهُ جَاهِل بِنَوْع هَذِه الْعلَّة. لى الحدبة إِلَى قُدَّام هُوَ التقصع.
الأولى من الثَّانِيَة من أبيذيميا قَالَ فِي كتاب المفاصل: أَنه مَتى حدثت خراجات بطيئة النضج فِي الفقار حدثت مِنْهَا حدبة فَإِن برْء تِلْكَ الحدبة يكون كثيرا باخْتلَاف الدَّم لى مصلح الْيَهُودِيّ ادهن صلب صَاحب الحدبة بدهن الجندبادستر يُؤْخَذ جندبادستر وعاقر قرحا وشحم حنظل وفربيون وفلفل يفتق فِي الدّهن ويشمس (ألف ج) فِي الرطل أُوقِيَّة مِنْهَا بِالسَّوِيَّةِ ثَلَاث مَرَّات ويصفى ويعصر ويشمس كل مرّة أسبوعين أَو ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة فَإِنَّهُ عَجِيب فِي الْحَرَارَة قوي أهرن: الحدب إِنَّمَا يعرض أما فِي فقار الظّهْر أَو الصَّدْر وَإِنَّمَا يكون من الرّيح الغليظة والرطوبة يلْزم ذَلِك الْمَكَان فَلَا ينهضم. قَالَ: وعلاجه وعلاج الشبخ وَاحِد. لى من(3/445)
أهرن دهن نَافِع للحدبة والرواسي: أبهل وراسن وشيح وقردمانا واذخر وسليخة ومرزنجوش وإكليل الْملك وعاقر قرحا وَجوز السرو يطْبخ نعما بِالْمَاءِ ويصفى وَيصب عَلَيْهِ دهن ويطبخ ويعاد عَلَيْهِ مَرَّات ثمَّ يطْرَح فِيهِ جندبادستر وفربيون وأبهل المسحوق وَيرْفَع ويدلك الْموضع دلكا جيدا فَإِنَّهُ يفشي الرطوبات ويحلل الرِّيَاح وَيُقَوِّي الْعُضْو. لى وَاعْتمد فِي هَذِه الأذهان على الملطفة القوية مَعَ قبض مِثَاله: دهن السذاب مَعَ جوز السرو.
مَجْهُول: للأفرسة: يُؤْخَذ ثَمَانِيَة عشر درهما من شَحم الحنظل وَعشرَة دَرَاهِم من المر الْأَحْمَر الْجيد وَسِتُّونَ درهما من الْملح الْأسود وَعِشْرُونَ من بزر الحرمل وشونيز عشرُون حب البان عشرُون وانزروت سَبْعَة وبورق خَمْسَة ينعم سحق الْجَمِيع ويدق ثَمَر خروع مقشر ولوز مر.
ثمَّ يدق الْجَمِيع وَيجْعَل بلوطا بالعسل ويدهن بدهن خروع وَيحْتَمل بِاللَّيْلِ عِنْد النّوم فَإِنَّهُ يقيمه ليلته وَمن غَد أَرْبَعَة مقاعد ويخفف الوجع وَيتْرك صَاحبه الْخلّ والبقل والمالح وَيكون غذاؤه لَحْمًا إسفيذباجا وَيشْرب نبيذا عتيقا.
شَمْعُون: الحدب يكون على سَبِيل التشنج إِمَّا ليبس العضلات وَإِمَّا لرطوبة كَثِيرَة.
ابْن سرابيون: الحدبة تكون إِمَّا لضربة أَو سقطة أَو خراج عَظِيم يخرج على عظم الصلب دَاخِلا وخارجا أَو رُطُوبَة لزجة تبل رباطات الفقار أَو لريح غَلِيظَة تسكن تَحت الفقار. الَّتِي من سقطة تعالج بالشد والأضمدة الصَّالِحَة لذَلِك. وَالَّتِي من الخراجات بعلاج الخراجات وَأما الَّتِي تكون من الرطوبات فبالأدوية المجففة المسخنة كحب الشيطرج وَمَاء الْأُصُول والإيارج وَالَّتِي من)
الرِّيَاح الغليظة بحب السكبينج ودهن الخروع وَمَاء الْأُصُول والبزور.
دَوَاء لجبريل لرياح الأفرسة: وَج ناردين أسارون مصطكى دارصيني خَمْسَة خَمْسَة مر عشرَة زرنباد درونج ثَلَاثَة بزر الكرفس بزر الحرمل ثَلَاثَة ثَلَاثَة يعجن بِعَسَل الشربة دِرْهَم بِمَاء فاتر.
وللحدبة الريحية ضماد: لبني يَابِس قسط قصب الذريرة أبهل أُوقِيَّة أُوقِيَّة فربيون دِرْهَم دهن النادرين على قدر الْحَاجة. آخر: راسن وَج جوز السرو أبهل يطْبخ ويضمد بِهِ أَو يضمد بترياق الْأَرْبَعَة فَإِن لم ينجع هَذَا كويت الْموضع كي تَجف تِلْكَ الرُّطُوبَة ويصلب الْموضع وينقبض وَيمْنَع الْفضل أَن يزْدَاد استرساله وَيكثر تقلبه. لى يعْطى عَلَامَات على الَّتِي للرطوبة وَالرِّيح وَالْخَرَاج دَاخِلا ويستقطى العلاج على الَّتِي لخراج من خَارج وداخل. وَالَّتِي لسقطة أقرابادين (ألف ج) سَابُور الْكَبِير قَالَ: ينفع مِنْهُ دهن الفربيون ودهن العاقر قرحا. لى رَأَيْت فِي المارستان صَبيا بَدَت بِهِ حدبة فضمد الطَّبِيب ظَهره بالمقوية فبرأ مِنْهَا وَاسْتَرْخَتْ رِجْلَاهُ ابْن سرابيون: الحدبة فِي الصّبيان صعبة جدا.
الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة: الحدب إِنَّمَا هُوَ انجذاب الخزر إِلَى الدَّاخِل فَمَتَى انجذبت خرزة وَاحِدَة أَو عداد خزار غير منجدبة ظَهرت الحدبة هَذَا إِذا كَانَ الانجذاب إِلَى دَاخل فَأَما إِذا كَانَ الانجذاب إِلَى الْجَانِب الْأَيْمن أَو الْأَيْسَر فَإِن الصلب يعوج من ذَلِك. لى(3/446)
الحدب كُله إِنَّمَا هُوَ أَن يتقطع بعض الخرز وَيبقى فِي الْوسط مِنْهَا شَيْء غير متقصع وَمَتى مَا كَانَ مَا بَقِي غير متقصع أَكثر كَانَت أَكثر فَلذَلِك الحدب ردي يضيق الصَّدْر لِأَن الخرز تنجذب إِلَى دَاخل فيضيق الفضاء.
قَالَ: وَقَالَ إبقراط فِي كتاب المفاصل: لَيْسَ يصير الْإِنْسَان من أجل زَوَال الخرز إِلَى دَاخل مفلوجا فَأَما بِسَبَب زَوَالهَا إِلَى جَانب فَيكون فالج يبلغ الْيَدَيْنِ وَلَا يتَجَاوَز إِلَى أَسْفَل الْجِسْم وَقد فسره جالينوس وَتَفْسِيره فِي بَاب الفالج قَالَ: والخرز تميل أما لسقطة أَو ضَرْبَة أَو لورم غليظ يمددها.
الطَّبَرِيّ: مَتى ضمدت الصلب الَّذِي فِيهِ وجع عَتيق بالباقلي أَبرَأَهُ.
ابْن ماسويه: خَاصَّة الهليون النَّفْع من وجع الظّهْر الْبَارِد. قَالَ: والحمص ينفع من وجع الظّهْر الْبَارِد.
بختيشوع لوجع الظّهْر الْعَتِيق: يشرب نَقِيع الحمص الْأسود مِقْدَار رَطْل مَعَ أَرْبَعَة دَرَاهِم من)
السّمن وَدِرْهَم عسل أَرْبَعَة عشر يَوْمًا فيبرئ وجع الظّهْر والوركين.
للهندي دَوَاء لوجع الظّهْر الدَّائِم وَقلة الباه وَضعف الكلى وَإِخْرَاج الخام: كف من الْحبَّة الخضراء وكف زنجبيل وكف بزر جرجير يعجن بِعَسَل وَتَأْخُذ مِنْهُ حِين تنام كالجوزة وَبعده مثل ذَلِك فينفع جدا ويصفي اللَّوْن وَيُقَوِّي الْمعدة.
من جَامع ابْن ماسويه ضماد نَافِع من الحدبة: وَج وسنبل رومي وقسط دِرْهَم دِرْهَم سنبل الطّيب وصبر سمجاني دِرْهَم وَنصف من كل وَاحِد مر نصف دِرْهَم ورد أَحْمَر بأقماعه وطين أرمني من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم لإذن دِرْهَمَانِ قصب الذريرة قاقيا رامك ثَلَاثَة ثَلَاثَة حب الْغَار عشرَة ماش مقشر سَبْعَة آس يَابِس وَجوز السرو عشرَة عشرَة كافور خَمْسَة جلنار وجفت بلوط ثَلَاثَة ثَلَاثَة يعجن بِمَاء الآس ويضمد بِهِ.
اسْتِخْرَاج: يحْتَاج إِلَى قابضة وَإِلَى لَطِيفَة غواصة وَإِلَى مسخنه محللة وَمن هَذَا يجب أَن تركب أدويته نَحْو هَذَا: جلنار وقاقيا وَجوز السرو ورامك وقصب الذريرة وَحب الْغَار وورق الدفلي وأشنة يعجن بِمَاء الآس ويضمد بِهِ بِمَاء السرو.
من الْكَمَال والتمام: ينفع من الحدبة الدحمرثا والأدوية القوية الْحَرَارَة الَّتِي تسقى للمفلوجين. لى سَمِعت بعض مَشَايِخنَا يَقُول: إِنَّه ضمد ظهر صبي بِهِ ابْتَدَأَ حدب بضماد مقو فَزَالَ حدبه وَاسْتَرْخَتْ رِجْلَاهُ من وركيه وأحسب أَنه لما قوي ذَلِك الْموضع اندفعت تِلْكَ الْمَادَّة إِلَى هُنَاكَ.
وَأَنا أَقُول: إِنَّه كَانَ يجب أَن يفعل ذَلِك بعد تنقية فَإِن كَانَ الصَّبِي لَا يحْتَمل التنقية (ألف ج) يقلل ذَلِك الْخَلْط بِالْجُوعِ والرياضة.
الْأَعْضَاء الألمة: زَوَال الفقار مَتى كَانَ إِلَى خَارج فَهِيَ حدبة من خَارج وَإِن كَانَ إِلَى دَاخل فَهِيَ حدبة من دَاخل وَمَتى كَانَ إِلَى جَانب فَهُوَ التواء وَيكون ذَلِك إِمَّا من(3/447)
خَارج مثل سقطه أَو ضَرْبَة وَنَحْوه وَمن دَاخل لِأَن الْأَسْبَاب الغليظة اللزجة تحدث التمدد وَإِمَّا من أجل ورم حَار وَيحدث فِي العضل الَّتِي هُنَاكَ. وَإِذا حدث خُرُوج فقاره على زَاوِيَة حدث لذَلِك استرخاء وَإِن خرجت فقارات حَتَّى لَا تعْمل زَاوِيَة تخرج على استدارة لم يحدث ذَلِك.
الترياق نَافِع للحدب فِيمَا ذكر جالينوس عَن ديمقراطيس فِي الْأَدْوِيَة الْمُقَابلَة للأدواء.
الْيَهُودِيّ: ينفع مِنْهُ دهن الجندبادستر سقيا وتمريخا.
أبيذيميا: تكون الحدبة من خراجات بطيئة النضج تخرج على الفقار نَفسهَا. وَقد تَبرأ هَذِه)
الحدبة باخْتلَاف الدَّم.
الْفُصُول: من أَصَابَته حدبة من ربو أَو سعال قبل نَبَات الشّعْر فِي الْعَانَة فَإِنَّهُ يهْلك. قَالَ: الحدبة تعرض فِي الصلب من ضربه أَو سقطه أَو خراج صلب يخرج فِي ظَاهر وَذَلِكَ أَن الْخراج يحدب حدبا إِلَى الظّهْر فَيصير بَاطِنه غائرا وَكَذَلِكَ تكون الحدبة إِلَى ظَاهر مَا دَامَ زَوَال الظّهْر متواليا وَكَانَ إِلَى الظَّاهِر وَإِن كَانَت لَيست مُتَوَالِيَة حدثت الحدبة بَاطِنه لِأَنَّهُ بِمِقْدَار مَا يجذب ذَلِك الْخراج بعض الخرز إِلَى الظَّاهِر ينجذب الآخر إِلَى بَاطِن وَإِنَّمَا صَار من إِصَابَة الحدبة من ربو أَو سعال قبل وَقت نَبَات الشّعْر فِي الْعَانَة يهْلك سَرِيعا لِأَن صَدره لَا يقبل النمو مَعَ سَائِر بدنه فَيحدث لآلة النَّفس مِنْهُ ضيق شَدِيد. وَجَمِيع من تصيبه الحدبة بِلَا ضَرْبَة وَلَا سقطة فسبب حدبته خراج صلب وَبَين هَذِه الخراجات بون بعيد فِي مِقْدَار الصلابة وَعظم الورم والموضع الَّذِي يحدث فِيهِ.
الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: إِذا انجذبت خرزة وَاحِدَة أَو كَثِيرَة مُتَّصِلَة بَعْضهَا بِبَعْض حدث للصلب التقطع. فَأَما إِذا كَانَ بَين المنجذبة وَاحِدَة أَو اثْنَتَيْنِ سليمَة حدثت من ذَلِك الحدبة. وَإِن كَانَ الانحداب إِلَى جَانب مَا تعوج الصلب قَالَ: وَذَلِكَ يكون أما لسقطة أَو ضَرْبَة وَإِمَّا لخراج دَاخل قوي صلب يمدد تمديدا شَدِيدا قَوِيا.
الطَّبَرِيّ: للحدبة وَزَوَال حل المفاصل والخرز من رُطُوبَة وَعمل وَنَحْوه: آس وَفِي أُخْرَى بذل الآس: راسن وَج وأبهل يطْبخ بشراب ويسحق الْمقل بِالَّذِي قد طبخ حَتَّى يصير مرهما وَيُوضَع.
ابْن سرابيون: الحدبة أما لضربة وَنَحْوهَا وَإِمَّا لرطوبة غَلِيظَة تصير بَين الفقار وتبل رباطها وَإِمَّا لخراج يخرج دَاخِلا يجذب الفقار وَإِمَّا لريح غَلِيظَة تسكن الفقار فتدفعها وتخرجها علاج مَا كَانَ من سقطه: الرياضة وأضمدة الْجَبْر وَالَّتِي من خراجات فبعلاج الديبلات وَمَا كَانَ مِنْهَا من رطوبات غَلِيظَة فبحب الشيطرج وَمَاء الْأُصُول والإيارج وَالَّتِي من ريَاح غَلِيظَة فيشرب حب المنتن ودهن الخروع والبروز المسخنة وخاصة هَذَا الدَّوَاء(3/448)
دَوَاء لجبريل جيد لرياح الأفرسة: وَج نارين أسارون مصطكي دارصيني خَمْسَة خَمْسَة مر عشرَة زربناد درونج ثَلَاثَة ثَلَاثَة بزر كرفس بزر حرمل ثَلَاثَة ثَلَاثَة يعجن بِعَسَل الشربة دِرْهَم بِمَاء فاتر (ألف ج) فَإِنَّهُ عَجِيب. للحدبة عَن الرّيح: لبني يَابِس قسط قصب الدريرة وأبهل أُوقِيَّة أُوقِيَّة فريبون دِرْهَم دهن النارين على قدر الْحَاجة يضمد بِهِ أَو يطْبخ راسن ووجّ مرضوض ويضمد)
بِهِ أَو يضمد بترياق الْأَرْبَعَة. فَإِن لم تنجع هَذِه كويت الْموضع فَإِنَّهُ يصلب وَيمْنَع من زِيَادَة الْفضل.(3/449)
(النقرس ووجع المفاصل والورك) (وعرق النسا والرياح الَّتِي تشبك الرجلَيْن ووجع الرُّكْبَتَيْنِ وَالظّهْر وتقفع) (الْأَصَابِع وَالْفرق بَينه وَبَين دَاء الْفِيل والأوجاع الَّتِي تهيج فِي الْقَدَمَيْنِ فِي الشتَاء) (والوجع الْحَادِث فِي أَسْفَل الْقدَم والأطراف والقطن التَّعْرِيف وَالسَّبَب والتقسيم) (والعلاج) والاحتراس والاستعداد والانذار الثَّانِيَة من أَصْنَاف الحميات قَالَ: إِن من هَذِه مَا تَدور بأدوار محدودة. ج فِي الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: يسْتَعْمل فِي أوجاع المفاصل الْأَدْوِيَة الَّتِي تلطف غَايَة التلطيف وَالَّتِي تدر الْبَوْل غَايَة الإدراركبزر السذاب والزراوند المدحرج والقنطوريون الدَّقِيق والجعدة والبطراس اليون وَنَحْوه.
وملح الأفاعي بلطف غَايَة التلطيف فَهَذِهِ تفرغ الْبدن دَائِما بالعرق وَالْبَوْل والتحليل الْخَفي وتفني الْفُصُول وَلَكِن اسْتعْمل هَذِه فِي الْأَبدَان الضخمة العلبة فَإِن كثيرا من المهزولين والمتوسطين عطبوا باستعمالها لِأَن دِمَاءَهُمْ احترقت وَإِنَّمَا دعاهم إِلَى اسْتِعْمَال هَذِه إِنَّهُم رَأَوْا قوما استعملوها فَذهب عَنْهُم مَا كَانُوا يَجدونَ من وجع المفاصل وَلم يفهموا أَن مزاج أُولَئِكَ كَانَ بَارِدًا بلغميا لِأَن من بدنه عبل غليظ لَا يتخوف ضَرَر هَذِه الْأَدْوِيَة.
الْعَاشِرَة من الميامر: 3 (وجع النقرس والمفاصل وعرق النسا من جنس وَاحِد) وَذَلِكَ أَن الوجع إِذا كَانَ فِي المفاصل سمي وجع المفاصل هُوَ بِعَيْنِه وَإِذا كَانَ فِي الورك سمي عرق النسا وَإِذا كَانَ فِي الْقَدَمَيْنِ سمي نقرسا. قَالَ: والنقرس إِنَّمَا يَبْتَدِئ من مفصل وَاحِدًا فَإِذا عتق وَطَالَ مكثه انْتَشَر فِي المفاصل كلهَا. وَقَالَ: هَذِه الْعِلَل تكون من أفراط الكيموس على الْمفصل إِذا امْتَلَأَ عرض لَهُ أَن يتمدد ويوجع وَكَثِيرًا مَا يكون ذَلِك الْخَلْط دمويا وَأما فِي الْأَكْثَر فَيكون بلغميا أَو مختلطا من بلغم وصفراء. وعَلى التَّحْقِيق إِنَّمَا يكون من جنس الخام الغليظ الشبيه بالمدة فَإِذا طَال مكثه يزِيد غلظه وَرُبمَا تحجر. قَالَ: وَيعرف الْخَلْط الْغَالِب على المفاصل من لون الْمفصل على أَهْون رسل. وَإِذا كَانَت الْمَادَّة من جنس الْمرة فَإِنَّهُ يحدث للْمَرِيض حرارة كَثِيرَة وتقلقه الْأَدْوِيَة الحارة ويستريح إِلَى الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة. وَانْظُر فِي تَدْبِير (ألف ج) العليلي إِلَّا فِي خلط يُوجب أَن يتَوَلَّد وَإِن كَانَ قد ترك الرياضة وأدمن دُخُول الْحمام بعد الشِّبَع وَانْظُر فِي السن وَالْعَادَة والمزاج وَالْوَقْت فابتدئ أَولا باستفراغ الكيموس الغلب وَإِن كَانَ الْجِسْم ممتلئا فأفصده أَولا ثمَّ أسهل ثمَّ عالج الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ مُنْذُ أول مرّة بالمانعة بعد الإسهال فَأَما الورك فَلَا لِأَنَّهُ ينْدَفع الْفضل كُله إِلَى حق الورك(3/450)
فعالجه إِذا فِي الِابْتِدَاء بِمَا يسكن الوجع من القليلة الإرخاء وَلَا تبذر أصلا وَلَا تقصد إِلَى أدوية تسخن أسخانا قَوِيا كَالَّتِي تحْتَاج إِلَيْهَا فِي آخر الْأَمر فَإِن هَذِه تبلغ من أمرهَا أَن تزيد فِي التحلب. 3 (عرق النسا) قَالَ: عرق النسا يكون من كَثْرَة الدَّم وَإِذا كَانَ ذَلِك كَذَلِك فعلاجه سهل: فصد الْعرق الَّذِي تَحت منثنى الرَّكية أَو الْعرق الَّذِي إِلَى جَانب الكعب. قَالَ: وَأعظم الْأَشْيَاء ضَرَرا ترك الفصد وَوضع الْأَدْوِيَة الحارة على الورك والجسم ممتلئ مِمَّا يزِيد بالانجذاب إِلَيْهِ وَينْعَقد فِيهِ شَيْء كثير فأبدأ أَولا بالفصد والاستفراغ بالإسهال مَرَّات ثمَّ ضع الْأَدْوِيَة الحارة. استفرغ الَّذِي تُرِيدُ فصده وأفصد أَولا من الباسليق وَالَّذِي تُرِيدُ وضع الْأَدْوِيَة عَلَيْهِ بالقيء الدَّائِم وَقلة الْغذَاء أَولا والإسهال أَيْضا فِيمَا بَين كل مرَّتَيْنِ الْقَيْء والحقن ثمَّ أطله بالخردل بعد أَن تعلم أَنه لَيْسَ فِي الْبدن شَيْء يُمكن أَن ينجذب وَلَا تسْتَعْمل المسخنة والأدوية الحارة فِي الْوَقْت الَّذِي يكون قد رسخت الأخلاط وَأما قبل ذَلِك فَلَا لِأَنَّك أما أَن تجذب وَإِمَّا أَن تجفف مَا فِي الورك بالأدوية القوية التجفيف فَيصير الْبَاقِي حجريا.
لى تدبر تَدْبِير الورم الغليظ وعلاج الورك بالأدوية الحارة قبل استفراغ الْجِسْم تجْعَل الْعلَّة عسرة الْبُرْء عَظِيمَة أما عظمتها فلكثرة مَا ينجذب وَأما عسرة فَلِأَنَّهُ يزيدها أَيْضا غلظا ولزوجة لِأَنَّهَا تجتذب مِنْهَا دَائِما لطيفها وتحلله وَلِأَن استفراغ الْبدن فِي هَذِه الْحَالة عَظِيم النَّفْع فَلَا تبدأ بِشَيْء غَيره وَلَا تقتصر على الفصد من الرجل بل من الْيَد قبل والقيء أَيْضا نَافِع لعلاج عرق النسا أَكثر من الإسهال فَاسْتَعْملهُ أَولا بعد الطَّعَام ثمَّ بعد ذَلِك بالأدوية المنقية فَإِن لحجت بالورك إخلاط غَلِيظَة عسرة فَذَلِك الْوَقْت هُوَ الْوَقْت الَّذِي يجب أَن تسْتَعْمل فِيهِ المحجمة ويعظم نَفعهَا جدا وَحِينَئِذٍ تَنْفَع الحقن القوية الَّتِي يَقع فِيهَا شَحم الحنظل وتمشى الدَّم لِأَن هَذِه تقلع الْمَادَّة من مَكَانهَا. وَأما المراهم الَّتِي تصلح لاجتذاب مَا فِي الورك فقوية حارة رَأَيْت أوجاعها تهيج فِي الْفَخْذ والساق مَعَ حرارة فِي لمس هَذِه الْمَوَاضِع ويصيب الناقهين كثيرا. وينفع من الَّذِي من دَاخل فصد الصَّافِن وَمن الَّذِي من خَارج فصد النسا وَقد ذكر جالينوس: أَنه لَا يَجِيء إِلَى الرجل عرقان كَمَا يَجِيء إِلَى الْيَد وَأَن الْقِسْمَة تكون عِنْد الرّكْبَة وَلَكِن التجربة تشهد لما قلت.
ضماد يُؤْخَذ بزر السذاب الْبري حب الْغَار انجذان نطرون شيح أرمني قردمانا شَحم الحنظل نانخة من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل بسذاب طري ثمن منا زفت ثمن منا صمغ ثمن منا اشق ثمن منا بازدر سِتَّة مَثَاقِيل جاوشير أَرْبَعَة مَثَاقِيل كبريت لم تصبه النَّار أَرْبَعَة مَثَاقِيل تهَيَّأ مرهما قَالَ ج: هَذَا قوى يُمكن أَن يجتذب الأخلاط من عمق الورك. آخر: (الف ج)) يتَّخذ من شمع وعصارة ثافسيا وزيت. وَمن هَذِه الْأَدْوِيَة الكبريت والبورق وَحب الرَّأْس والعاقر قرحا. والدبق والمر والقنة وزهر وَحجر اسيوس والبورق وَنَحْوهَا. ضماد جيد يسكن الوجع تسكينا كثيرا وَيقطع وجع الورك: ميويزج رَطْل وَنصف بازر نصف رَطْل دردي محرق رطلان عَاقِر قرحا(3/451)
نصف رَطْل حرف رَطْل وَنصف كبريت نصف رَطْل بورق نصف رَطْل زَيْت ثلث قوطولي صمغ الصنوبر يشوي مَعَ البازرد حَتَّى يشتوي. وَيجْعَل الْجَمِيع مرها أَو يوضع عَلَيْهِ أَو يُؤْخَذ زفت وكبريت يدق كالكحل واجمعه واطله على الورك: وألزق فَوْقه قرطاسا واتركه ألى أَن يسقطا من قبل نَفسه. 3 (ضماد للنقرس ووجع النسا والمفاصل) عالج عرق النسا بِهَذَا العلاج فَإِنَّهُ ينفع من سَاعَته: تُؤْخَذ حلبة فتطبخ بخل خمر ممزوج بالماءحتى يتهرأ وتنحل ثمَّ تصفيه وتلقى على الثفل عسلا وشيئا من ذَلِك المَاء وأدفه ثمَّ اطله وضع فَوْقه خرقَة ثمَّ شده على الورك وَغَيره ودعه ثَلَاثَة أَيَّام وَثَلَاث لَيَال. لي هَذَا يعالج بِهِ فِي أول الْأَمر أَيْضا. وَاعْلَم أَن ضماد الأنجذان وَهُوَ الْمُتَقَدّم قوى جدا بليغ فِي ذَلِك. آخر قوي للورك: يُؤْخَذ زفت رطب وشمع ثَلَاثَة أَرْطَال: ويورق أَحْمَر رَطْل وَنصف كبريت رَطْل ميويزج رَطْل عاقرقرحا نصف رَطْل حرف رَطْل وَنصف يذاب الشمع والزفت ويدق الْيَابِس وينخل وَيسْتَعْمل. 3 (عرق النسا) عالج عرق النسا بنبات الشيطرج قَالَ: خُذْهُ وَهُوَ ناضر فِي الصَّيف لِأَنَّهُ فِي الشتَاء أَضْعَف وأنعم دقة فَإِنَّهُ عسر الدق واسحقه نعما مَعَ شَيْء من شَحم ثمَّ ضَعْهُ على حق الورك وَالرجل كلهَا واربطه ودعه أَربع سَاعَات إِلَى سِتّ ثمَّ أدخلهُ الْحمام فَإِذا ندى بدنه أدخلهُ الآبزن ثمَّ خُذ عَنهُ الضماد وضع على الْموضع صُوفًا تغطيه بِهِ وَلَا يحْتَاج إِلَى شَيْء آخر فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ الْبَتَّةَ فَإِن بَقِي شَيْء فعاوده مرّة أُخْرَى فَقَط وَفِي الْأَكْثَر لَا يبْقى شَيْء الْبَتَّةَ وَلَا تعده إِلَّا بعد عشرَة أَيَّام ثمَّ أرحه فِي الْوسط. قَالَ: وَهَذَا الضماد يُغني عَن العلاج بالثافسيا والخردل.
فِي النقرس والمفاصل ضماد يسْتَعْمل عِنْد هيجان الوجع: يُؤْخَذ أفيون أَرْبَعَة مَثَاقِيل وزعفران مثله يسحق بِلَبن الْبَقر ويسقى عَلَيْهِ لباب الْخبز السميذ حَتَّى يصير لينًا مستلذا ويضمد بِهِ ويسمح الْعَامِل يَده بدهن ورد وَيجْعَل فَوْقه ورق السلق أَو ورق الخس ليحفظه فِي هيجان الْعلَّة فَإِنَّهُ عَجِيب فِي هيجانها. وَقد يسحق الأفيون والزعفران بِاللَّبنِ ويطرح على قيروطي بدهن ورد وَيسْتَعْمل. أَو خُذ من الميعة مثقالين وَمن الأفيون مِثْقَالا وَيسْتَعْمل على مَا وَصفنَا قبل. آخر: بزر الشوكران سِتَّة أفيون وَاحِد زعفران وَاحِد شراب حُلْو مَا يعجن بِهِ يخلط بقيروطي بدهن ورد.
قرص جيد يسْتَعْمل لهَذِهِ الْعلَّة: يُؤْخَذ صَبر عشرَة أفيون مثله عصارة الشيح سِتَّة لفاح عشرُون زعفران أَرْبَعَة يطْبخ اللفاح بخل حَتَّى يتهرأ وَيصب على الْأَدْوِيَة ويقرص ويطلى بقرص وَقت الْحَاجة.
لي خُذ بزر بنج وأفيونا وبزر قطونا وقاقيا ومغيثا اجْعَلْهَا أقراصا بعد سحقها واطل مِنْهَا بِلَبن الْبَقر ورطبه (الف ج) ابدأ بِهِ وضع فَوْقه ورقة رطبَة أَو خرقَة تحفظ عَلَيْهِ رطوبته وَإِذا انْقَطع السيلان أَو عِنْد الْعِلَل الْبَارِدَة فَاسْتعْمل الضمادات الَّتِي تمص الرطوبات من عمق المفاصل(3/452)
مِمَّا قد ذَكرنَاهَا المتخذة من النطرون والدبق والأشق والنورة فَأن هَذِه تجتذب الرُّطُوبَة وتمصها فيسكن الوجع. لي يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فِي هَذِه الأوجاع مَا يسْتَعْمل فِي أوجاع القولنج من الْأَدْوِيَة المسكنة للوجع. والبزور الحارة عَظِيمَة النَّفْع جدا للنقرس الَّذِي فِي الْأَبدَان البلغمية على مَا ذكر فليخلط بهَا فِي وَقت نوبَة الوجع أفيون وبزر بنج ومغاث وَنَحْوهَا ليسكن الوجع فَإِذا سكن عَنْهَا طرح عَنْهَا الْبَتَّةَ واسق الملطفة فَقَط وَأما فِي النقرس الْحَار)
فاستعملها مَعَ بزور تدر الْبَوْل وَلَا تسخن اسخانا كثيرا. مِثَال ذَلِك: يُؤْخَذ بزر بطيخ وبزر خِيَار وسورنجان أَبيض ومغاث وحرف جُزْء جُزْء وَمن الأفيون ثلث جُزْء وَتجمع الشربة أَرْبَعَة دَرَاهِم مَعَ مثله من السكر يسكن الوجع وينفع من سَاعَته وَأما الْبَارِدَة: فالحنظل والفوة ونانخة وزراوند وفودنج وورق سذاب وبورق وسورنجان وبوزيدان. وَمَا هِيَ زهره ومغاث وأفيون يركب على مَا يَنْبَغِي ويسقى.
الْخَامِسَة من حفظ الصِّحَّة قَالَ: من كَانَ يُصِيبهُ وجع المفاصل والنقرس فَإِن الشَّرَاب المعسل جيد لَهُ مَتى طرح فِيهِ بزر كرفس. المقاله الأولى من الأخلاط قَالَ وَكَانَ بَوْله غليظا فَإِنَّهُ يتَخَلَّص بذلك لِأَنَّهُ يستفرغها فَإِن لم تخرج هَذِه بالبول لَكِن كَانَ الْبَوْل رَقِيقا قَلِيلا أحدث فِي مفاصلهم أوراما وخاصة أَن تعبوا فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تدر من هَؤُلَاءِ بولا غليظا كثيرا وَذَلِكَ يكون بالمقطعة والمدرة للبول يحثها على الْمَجِيء نَحْو المثانة والكلى فَأَما مَتى كَانَ الْبَوْل رَقِيقا مراريا فَلَا تقرب للبدن شَيْئا من هَذِه لَكِن اجْتهد أَن تستفرغ فضول المرارات بالبراز بِمَا لَا يسخن. لي إذاحدست أَن فِي الْجِسْم مثل هَذِه الأخلاط فامنع من التَّعَب حَتَّى تستفرغ أَولا.
قَالَ: رَأَيْت رجلا بِهِ وجع المفاصل يستريح رَاحَة عَظِيمَة مَتى غمزت مفاصله غمزا رَفِيقًا بأيدي حارة لينَة وَذَلِكَ لِأَن علته كَانَت عَن انصباب أخلاط كَثِيرَة إِلَى مفاصله بَعْضهَا دموية وَبَعضهَا مرارية وبلغمية وَبِالْجُمْلَةِ نيّة غير نضيحة. لى فِي خلال هَذَا الْكَلَام هَاهُنَا إِن هَذِه الأخلاط تحْتَاج أَن يسكن صَاحبهَا ويماسها شَيْء لَهُ حرارة فاترة لينَة فَإِنَّهُ ينضجها ثمَّ أَنه يحللها بعد.
الثَّانِيَة من الأخلاط: من كَانَت بِهِ أورام أَو أَعْضَاء ضَعِيفَة فليتوق الْحمام وَشرب الشَّرَاب وَالْغَضَب فَإِنَّهُ يسهل مَعَ هَذِه انصباب الفضول إِلَى الْأَعْضَاء الضعيفة وَيزِيد الأورام جدا جدا.
لى وَالْجُلُوس فِي الشَّمْس والرياضة وَنَحْوهَا مِمَّا يحمي الْجِسْم ويرق الدَّم.
وَمِنْهَا صَاحب وجع المفاصل لما أَصَابَهُ قولنج ذهب وجع المفاصل عَنهُ فَلَمَّا برِئ من وجع القولنج عَاد وجع مفاصله. ج: يُمكن أَن يكون ذَلِك لِأَن الوجع الشَّديد يغمر الضَّعِيف حَتَّى لَا يحس وَيُمكن أَن يكون ذَلِك لِأَن الْخَلْط الَّذِي كَانَ ينصب إِلَى المفاصل انصب إِلَى الأمعاء.)
لى على مَا رَأَيْت فِي الثَّانِيَة من تقدمة الْمعرفَة: النَّوَازِل إِنَّمَا تكْثر فِي المفاصل لسعتها ودوام حركتها فَهِيَ من هَذِه الْجِهَة أَضْعَف الْمَوَاضِع.(3/453)
من كتاب مَا بَال قَالَ: الغلمان لَا يصيبهم وجع المفاصل ويوجع (ألف ج) الشَّبَاب أَشد والمشايخ يوجعهم أقل وَلَا يبرؤن مِنْهُ. لى كثير من الْجُهَّال ينتظرون زَعَمُوا فِي وجع المفاصل بالاستفراغ النضيج وَكَانَ صديق لي ينْتَظر بِهِ ذَلِك فَكَانَ فِي وجع شَدِيد جدا حَتَّى دفعت طَبِيعَته عشْرين مَجْلِسا مرّة صفراء حَتَّى سحجته سحجا قَوِيا فسكن الضربان على الْمَكَان الْبَتَّةَ بعد أَن استفرغ عشرَة مجَالِس حَتَّى كَأَن لم يكن وبرأ مِنْهُ مُدَّة أطول من سَائِر المدد الَّتِي عهدها. الْمقَالة الثَّالِثَة من الْفُصُول: النقرس والنسا ووجع المفاصل وَنَحْوهَا من الْعِلَل إِذا كَانَت من رطوبات غَلِيظَة فِي الْمَشَايِخ لَا يبرأ لِأَن هَذِه يعسر نضجها فِي الشَّبَاب فضلا عَن الشُّيُوخ.
الْخَامِسَة من الْفُصُول قَالَ: المَاء الْبَارِد يسكن أوجاع المفاصل والنقرس الْكَائِن من غير قرحَة ابْن ماسويه: لَا شَيْء أنجع للنقرس وأوجاعه من جسم الْمَادَّة بالاستفراغ.
المقلة السَّادِسَة قَالَ: 3 (الأوجاع الَّتِي تنحدر من الظّهْر) 3 (إِلَى الْمرْفقين يحلهَا فصد الْعرق لِأَن ذَلِك يكون من خلط ينْتَقل وإقباله إِلَى حَيْثُ مَا) 3 (يدل على ميله إِلَى ذَلِك الْجَانِب فاستفرغ من حَيْثُ هُوَ مائل إِلَيْهِ.) قَالَ: الخصيان لَا يعرض لَهُم النقرس. قَالَ ج: قد يكون ذَلِك على عهد إبقراط فَأَما الْآن فَلَمَّا قد غلب على النَّاس من الترفة والخفض والإكثار من الشَّهَوَات فَلَا. قَالَ: وَقد يجب أَن يكون من يعرض لَهُ النقرس قدماه بالطبع ضعيفتان وَلَيْسَ يجب لَا محَالة أَن يُصِيبهُ الوجع إِذا لم يسْتَوْف التَّدْبِير فقد يمكنك أَن تعلم أَن ضعف الْعُضْو وَحده لَا يَفِي باخْتلَاف الْعلَّة من الْوَقْت الَّذِي بَين نوبتي النقرس فَإِن الْعلَّة والضعف غير موجودين فِي ذَلِك الْوَقْت فَإِن كَانَ إِنَّمَا يوجعهم إِذا جرى إِلَيْهَا شَيْء فَإِن الْجِسْم إِذا كَانَ دَائِما نقيا من الْفضل لم يُمكن أَن يجْرِي إِلَيْهَا شَيْء كالحال فِي غلية النّوبَة وَلم يجر وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَ يرتاض باعتدال ويستمرئ غذاءه استمراء جيدا وَلذَلِك السّكُون الدَّائِم والهم يضر بأصحاب هَذِه الْعلَّة وتضرهم أَيْضا الْخمر القوية الْكَثِيرَة وخاصة إِن شربوا قبل أَن برزوا من الطَّعَام فَإِن الشَّرَاب مَتى أَخذ على هَذِه الْجِهَة أسرعت نكايته للعصب ويضرهم أَيْضا الْجِمَاع وَالْحمام بإفراط والخصيان أبعد مِنْهُ من الفحول وَكَذَلِكَ النِّسَاء ويبلي الخصى بِهِ إِذا أَكثر اسْتِعْمَال النَّبِيذ والنهم. وَكَذَلِكَ القَوْل فِي أوجاع المفاصل فَإِنَّهُ فِي أَكثر الْأُمَرَاء إِنَّمَا يعرض أَولا لجَمِيع أَصْحَاب وجع المفاصل النقرس ثمَّ يصيرون مِنْهُ إِلَى وجع المفاصل وَيكون ذَلِك أَكثر وأوكد إِذا ولدُوا على مَا كَانَ فِي آبَائِهِم.
قَالَ: إِنَّمَا يكثر وجع المفاصل لمن لَا يسْتَعْمل الرياضة وَلَا يستمرء الْغذَاء وَيكثر السكر وَشرب النَّبِيذ على الرِّيق والإفراط فِي الْجِمَاع وَالْحمام.(3/454)
قَالَ إبقراط: الْمَرْأَة لَا تنقرس إِلَّا أَن يَنْقَطِع طمثها لِأَن أبدانهن تستسقى بالطمث فَلذَلِك لَا يعرض لَهُنَّ النقرس ألف ج) إِلَّا أَن يخطئن خطأ عَظِيما فِي التَّدْبِير على مَا ذكرنَا.
قَالَ: والغلام لَا يُصِيبهُ النقرس قبل أَن يَبْتَدِئ بمجامعة النِّسَاء.
قَالَ ج: للجماع فِي توليد النقرس قُوَّة عَظِيمَة جدا وَيعرف ذَلِك من بعد.
الصّبيان من النقرس قَالَ: قد رَأَيْت خصيانا أَصَابَهُم النقرس وَأما صبياننا فَمَا رَأَيْت أحدا أَصَابَهُ وَإِن كَانَ يصيبهم فَإِنَّمَا يصيبهم انتفاخ فِي مفاصلهم عِنْد اجْتِمَاع لحم كثير فِي أبدانهم. لى فِي أَن الخصيان وَالنِّسَاء والغلمان يعسر حُدُوث النقرس بهم فَإِذا حدث دلّ على أَن فِي الدَّم) ج: 3 (الْفرق بَين الْعُرُوق) الْعرق الدَّاخِل عِنْد الكعب يَعْنِي الصَّافِن والعرق الْخَارِج يسير وَذَلِكَ إنَّهُمَا جَمِيعًا ينقسمان من عرق وَاحِد حَيْثُ مابض الرّكْبَة وَإِنَّمَا يَجِيء الرجل عرق وَاحِد غير ضَارب يَنْقَسِم مِنْهُ جَمِيع عروق الرجل فينقسم فِي مابض الرّكْبَة ثَلَاثَة أَقسَام.
قَالَ حنين: الْعُرُوق على هَذَا إِلَّا أَن التجربة تشهد أَن صَاحب عرق النسا ينْتَفع بفصد عرق النس نفعا عَظِيما وَلَا ينْتَفع بفصد الصَّافِن إِلَّا نفعا قَلِيلا.
قَالَ: وجع المفاصل مَا كَانَ مَعَه أورام حارة فَيَنْبَغِي أَن يتَقَدَّم فِي حفظ الصِّحَّة مِنْهَا مَعَ ورم وعلاجها فِي وَقتهَا بالفصد وإسهال الصَّفْرَاء وَمَا كَانَ مِنْهَا مَعَ أورام بَارِدَة فَيحْتَاج إِلَى نقص الأخلاط البلغمية وَالتَّدْبِير الملطف. قَالَ: وجع المفاصل مَا كَانَ مِنْهَا مَعَه حرارة شَدِيدَة فتحتاج أَن ينقص مِنْهُ الأخلاط الَّتِي من جنس الصَّفْرَاء وَالَّتِي مَعَ أورام بَارِدَة فأسهل الأخلاط البلغمية.
قَالَ: وَمَا كَانَ من النقرس مَعَ ورم حَار فَإِن ورمه يسكن فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا. ج: إِن الورم فِي النقرس يكون من فضل ينحدر إِلَى مفاصل الْقَدَمَيْنِ وَأول مَا يقبل ذَلِك الْفضل مَوضِع المفاصل وَجب ضَرُورَة أَن تماط الرطوبات الَّتِي تحيط بِتِلْكَ المفاصل من خَارج فَأَما العصب والأوتار فَلَا تشبه أَن تكون ترم فِي صَاحب النقرس وَإِنَّمَا يحدث فِيهَا الوجع بتمددها مَعَ المفاصل فَقَط ويستدل على ذَلِك أَنه لم ير أحد قطّ إِلَى هَذِه الْغَايَة من المنقرسين حدث بِهِ النقرس تشنج والتشنج يعرض كثيرا عِنْد حُدُوث الورم فِي العصب والأوتار.
قَالَ: 3 (الْغَرَض فِي علاج المنقرسين) هُوَ الْغَرَض الْعَام فِي علاج ورم وَذَلِكَ أَنه يحْتَاج أَن يحلل مَا حصل فِي الْقَدَمَيْنِ وتحليله يكون مَتى كَانَ رَقِيقا فِي مُدَّة أقل وَمَتى كَانَ غليظا فَفِي مُدَّة أَكثر وَلَكِن لَيْسَ يجاور على حَال هَذَا الورم أَرْبَعِينَ يَوْمًا حَتَّى ينْحل وَيبرأ أَن أفعل الطَّبِيب جَمِيع مَا يَفْعَله بِالصَّوَابِ. وَأما الورم الْحَار الْحَادِث فِي الْأَعْضَاء اللحمية فحد انقضائه فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا وَذَلِكَ أَن جَوْهَر اللَّحْم أَشد تخلخلا وجوهر هَذِه أَعنِي الرَّبْط(3/455)
وَنَحْوهَا كثيفة وكما يبطئ فِي قبُول الْفضل كَذَلِك يبطئ فِي التَّحَلُّل عَنهُ فَلهَذَا حد انحلال الورم عَنهُ فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا لِأَن الرطوبات الَّتِي فِي المفاصل تحْتَاج أَن تصير بخارا أَو تنفذ فِي الرباطات المحيطة بالمفاصل وَكَذَلِكَ مَا قد دَاخل تِلْكَ الرطوبات المحيطة بالمفاصل من ذَلِك الْفضل. وَعلل النقرس تتحرك فِي الرّبيع والخريف على الْأَمر الْأَكْثَر. ج:
3 - (علل المفاصل والنقرس تتزيد فِي الرّبيع)
قَالَ: وَبَين أَن النقرس يدْخل فِي عداد أوجاع المفاصل وَرُبمَا هاج فِي الخريف فِي الَّذِي يجْتَمع فِيهِ فِي (ألف ج) الصَّيف فِي وَقت الْفَوَاكِه خلط ردي وَأكْثر مَا يهيج فِي الرّبيع فِي من كَانَ تَدْبيره فِي الشتَاء كثيرا رديا. قَالَ إبقراط: من كَانَ بِهِ وجع النسا فَكَانَ وركه ينخلع ثمَّ يعود فَإِنَّهُ قد حدثت بِهِ رُطُوبَة مخاطية. قَالَ ج: كثيرا مَا يجْتَمع فِي المفاصل كيموس بلغمي وَهُوَ الَّذِي سَمَّاهُ إبقراط مخاطيا فتبتل بِهِ رطوبات ذَلِك الْمفصل فيسترخي وَلذَلِك يخرج الْعظم من النقرة الْمركب فِيهَا خُرُوجًا سهلا وَيرجع إِلَيْهَا رُجُوعا سهلا سَرِيعا. الورك قَالَ من اعتراه وجع فِي الورك مزمن فَكَانَ وركه يخرج وينخلع فَإِن رجله كلهَا تضمر وتعرج مَتى لم يكوها. قَالَ جالينوس: من كَانَ فَخذه ينخلع من نقرة وركه للرطوبة الَّتِي قد حصلت فِي نقرة وركه فَإِنَّهُ إِن لم يكو مفصل وركه كَيْمَا تنفذ تِلْكَ الرُّطُوبَة البلغمية الَّتِي قد حصلت كَذَلِك ويشتد بالكي الْموضع كُله وَتذهب رخاوته فتمنع مفصل الورك أَن يَزُول وَإِلَّا حدثت عَن ذَلِك عروجة لَا محَالة وَتبع ذَلِك أَلا تغتذي رجله على مَا يجب فتضمر وتنتقص كَمَا يعرض للأعضاء الَّتِي تعدم حركاتها من حركاتها الطبيعية. لى يَنْبَغِي أَن يكوى بعد أَن يرد الْفَخْذ فِي مَكَانَهُ حَتَّى يَسْتَوِي الْمفصل كالحال الطبيعية وَإِلَّا كَانَ رده بعد الكي غير مُمكن وَكَانَت حَيَاته عَظِيمَة. قَالَ)
وَإِنَّمَا يعرض لهَؤُلَاء انخلاع رَأس الْفَخْذ لِأَن رباطات مفصل الورك المحيطة بِهِ تبتل وَتَسْتَرْخِي تِلْكَ الرُّطُوبَة وتمتلئ النقرة أَيْضا رُطُوبَة. لى قد تحدث أوجاع فِي الْفَخْذ والساق شبه أوجاع المفاصل وَهِي من جنس دَاء القيل وَيفرق بَينهمَا بِأَن ميل هَذَا الورم لَا يكون إِلَى الْمفصل وَحده لَكِن إِلَى جَمِيع الْموضع الَّذِي بَين المفصلين وعلاجه إمالة الْمَادَّة وتلطيف التَّدْبِير والشد والطلي بالمحللة المقوية. الْمقَالة الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان قَالَ: قد رَأينَا كثيرا من الأخلاط الَّتِي تنصب إِلَى المفاصل أَو الْقدَم فِي علل النقرس إِذا انقلبت من هُنَاكَ إِلَى بعض الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة مَاتَ العليل. وَإِنَّمَا يُرْجَى لَهُ حِينَئِذٍ الْخَلَاص بِوَاحِدَة فَقَط وَهُوَ أَن يُمكن جذب تِلْكَ الأخلاط ثَانِيَة إِلَى المفاصل. قَالَ فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن رَأس الطَّائِر الْمُسَمّى أقطيس إِذا جفف ودق وَأخذ مِنْهُ مَا يحمل ثَلَاثَة أَصَابِع وَسقي المنقرس بِالْمَاءِ شفَاه. لى الرجل صَاحب الرّكْبَة المزمنة شرب أَكثر من خمسين شربة من أصطماخيقون وحقن غير مرّة بالقنطوريون أَشرت عَلَيْهِ بالإدمان على الْأَدْوِيَة المدرة للبول الملطفة وَكَانَ رطب المزاج بارده فبرأ لما استعملها مُدَّة.(3/456)
من كتاب الفصد قَالَ: من كَانَ بِهِ نقرس أَو وجع فِي المفاصل يَنْبَغِي أَن يستفرغوا فِي أول الرّبيع بالفصد أَو بالإسهال فَإِنِّي قد أبرأت خلقا مِنْهُم بالاستفراغ فِي الرّبيع وتعاهد الاستفراغ حَيْثُ يحسون بنوبة الْعلَّة.
قَالَ: وَمن الْبَين أَن جَمِيع هَؤُلَاءِ يجب أَن يكون تدبيرهم معتدلا فِي اللطافة وَذَلِكَ أَن من كَانَ من هَؤُلَاءِ مختلطا فِي تَدْبيره مكثرا لشرب الشَّرَاب فَلَيْسَ ينْتَفع كَبِير نفع بالإسهال وَلَا بالفصد لِأَن الأخلاط الْبَتَّةَ تَجْتَمِع فِي بدنه كثيرا سَرِيعا لسوء تَدْبيره وَمن كَانَ كَذَلِك فَلَا يقرب علاجه أصلا وَأما من كَانَ مُطيعًا فَإِنَّهُ يعظم نَفعه بالفصد (ألف ج) والإسهال فِي أول الرّبيع ثمَّ اسْتِعْمَال الرياضة بعد ذَلِك وتلطيف التَّدْبِير. 3 (الفصد) وَقَالَ فِي هَذَا الْكتاب أَنِّي لأعْلم أَنِّي قد أبرأت غير مرّة الْعلَّة الَّتِي تسمى النقرس باستفراغ الدَّم من الرجل وَذَلِكَ يكون مَتى لم تكن الْعلَّة من برد لَكِن كَانَت من أجل امتلاء فِي الْعُرُوق الَّتِي فِي الورك وَلذَلِك صَار انْتِفَاع من بِهِ هَذِه الْعلَّة بفصد الْعرق الَّذِي فِي مابض الرّكْبَة أَكثر من انتفاعه بفصد الصَّافِن. وَأما الْحجامَة فَلَا يكَاد يكثر نَفعهَا لَهُم. لى ج: لَا يذكر عرق النسا الْبَتَّةَ كَأَنَّهُ شَيْء لَا يحْتَاج إِلَيْهِ ويستغني عَنهُ بالفصد من مابض الرّكْبَة وَمَا مَحل عرق النسا عِنْدِي إِلَّا مَحل الأسليم من الباسليق فَإِن الأسليم أَيْضا يستبان لَهُ فضل نفع على الباسليق وَإِن كَانَ يتشعب مِنْهُ وَيُقَال: أَن ذَلِك لطول الجذب والنسا يفضل على الَّذِي فِي مابض الرّكْبَة كَذَلِك وَلِأَنَّهُ خَارج فَكَأَنَّهُ أجذب من الورك. وَالْأَمر بَينه وَبَين الْعرق الَّذِي فِي مابض الرّكْبَة قريب النَّفْع فَأَما الصَّافِن فبعيد كَمَا قد شهد بِهِ حنين.
من الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ وجع الورك فَظهر بفخذه حمرَة شَدِيدَة قدر ثَلَاث أَصَابِع لَا توجعه واعترته فِيهِ حكة شَدِيدَة واشتهى مَعَ ذَلِك أكل الْبُقُول المسلوقة مَاتَ فِي الْخَامِس وَالْعِشْرين. قَالَ: يعرض للمنقرسين الورم أَو وجع الْقدَم فَيبْدَأ الوجع مرّة من إِبْهَام الرجل وَمِنْهُم من يبْدَأ بِهِ من الْعقب أَو من أَسْفَل الْقدَم والورم الْكَائِن فِي الْقدَم رُبمَا تغير لَونه عَن لون الْبدن وَرُبمَا كَانَ بلونه وَرُبمَا كَانَ الوجع مَعَ حرقة وَرُبمَا كَانَ بِلَا حرارة الْبَتَّةَ وَرُبمَا كَانَ مَعَ برودة شَدِيدَة وَقد يكون فِي الْقَدَمَيْنِ جَمِيعًا وَرُبمَا بلغت شدَّة الوجع إِلَى السَّاقَيْن وَالركبَة وَإِلَى المثانة والمقعدة وَمِنْهُم من تطول خصيتاه فَإِذا طَال بِهِ هَذَا السقم انتفخت ساقاه وفخذاه. فَأَما أَصْحَاب وجع المفاصل فَإِنَّهُ قد يكون بهم فِي جَمِيع المفاصل ورم ووجع فِي الصلب وَرُبمَا نبت اللَّحْم فِيمَا بَين مفاصلهم وخاصة بَين الْأَصَابِع وتلتوي الْأَصَابِع وتمتد وتلتوي مفاصلها ويشتد الوجع حينا ويخف حينا ويزمن وَيطول بهم وجع الظّهْر فَأَما وجع الظّهْر فَإِنَّهُ يكون فِي العضلات الدَّاخِلَة والخارجة وَفِي الخرز ويعرض لَهُم من الأكباب على الحقو وَالْحمل الثقيل ويعرض أَن يمْتَنع صَاحبه من الانحناء وَمن بسط الصلب جدا ويدمن وَرُبمَا لم يدمن وَإِذا كَانَ بِهِ الورم فِي العضل الظَّاهِر وجد(3/457)
وجعا إِذا جس ظَهره وَإِذا كَانَ فِي العضلات الْبَاطِنَة فَلَا بل يجد مس الوجع إِلَّا دَاخِلا شَبيه وجع صَاحب الكلى.)
عَلَامَات وجع عرق النسا قَالَ: يعرض لصَاحبه وجع فِي الورك وتفل وإبطاء فِي الْحَرَكَة ومجسته ضَعِيفَة صَغِيرَة كثيفة جدا. وَرُبمَا عرضت لَهُ الْحمى فَلَا يقدر أَن يَنْقَلِب على جَانِبه وَرُبمَا بلغ الوجع من الورك إِلَى الرّكْبَة وَرُبمَا بلغ إِلَى الكعب وَرُبمَا لم ينزل من حد الأربية وَإِذا طَال هَذَا السقم هزل هَذَا الْعُضْو هزالًا شَدِيدا بوجع وألم شَدِيد وينطلق الْبَطن ويجد إِذا غمز رَاحَة كَثِيرَة ويشتد عَلَيْهِ الْمَشْي فِي أول علته فَإِذا أزمنت قل توجعه لَهُ. وَمِنْهُم من يمشي على أَطْرَاف أَصَابِعه ويمد صلبه وَلَا يقدر أَن يركب وَمِنْهُم من (ألف ج) يركب وَيَمْشي مُتكئا وَلَا يقدر أَن يُسَوِّي قامته. قَالَ: وَهَذَا يكون فِي عضلات الْفَخْذ والصلب والأربية.
قَالَ: ويعرض أَعْرَاض تشبه هَذِه للنِّسَاء من قبل الْأَرْحَام ويميز ذَلِك فِي بَابه.
لى إِذا كَانَ الوجع يعرض من الورك إِلَى الْقدَم كالقضيب الْمَمْدُود فَإِنَّهُ امتلاء عرق الورك من الدَّم وشفاؤه استفراغ ذَلِك الدَّم فَأَما الأوجاع الَّتِي عرضهَا أَكثر من طولهَا فَإِنَّهَا من أخلاط غَلِيظَة بلغمية وَأما الأوجاع الَّتِي تحوج إِلَى الانحناء فَإِنَّهَا تكون من ورم جاس وعلاجها التليين والتحليل. وَأما الَّتِي تكون مَعَ شدَّة انتصاب الظّهْر وامتداده فَإِنَّمَا هِيَ فِي العضلات الَّتِي فَوق وَلذَلِك لَا يقدر العليل أَن ينصب ظَهره من اجل الوجع.
الْمقَالة الثَّانِيَة من قَالَ: النَّاس يدلكون الْأَعْضَاء الَّتِي يحدث بهَا النقرس ووجع المفاصل بملح مسحوق مَعَ شَيْء من زَيْت يسير ويفعلون ذَلِك فِي وَقت فَتْرَة الْعلَّة لَا فِي وَقت نوبتها يُرِيدُونَ بذلك أَن يخففوا ويحللوا ذَلِك الْفضل كُله ويكسبوا الْأَعْضَاء الضعيفة بفعلهم هَذَا حسن حَال ويقويها.
الأولى من تَفْسِير السَّادِسَة من أبيذيميا: قد يحدث ضرب من وجع الورك للنِّسَاء عَن وجع الْأَرْحَام إِذا أزمنت وَبقيت عشرَة أشهر.
الثَّانِيَة من السَّادِسَة من أبيذيميا قَالَ: قد يبرأ وجع الورك بالكي.
الْخَامِسَة من السَّادِسَة من أبيذيميا قَالَ: الْجِمَاع يضر بالمنقرسين والمفاصل.
فِي مسَائِل الأهوية والبلدان: إدمان الرّكُوب ضار لوجع الْأَوْرَاك لِأَنَّهُ ينصب إِلَيْهَا شَيْء كثير.
الْيَهُودِيّ قَالَ: إِذا لَقِي اليبروج وزن دانقين كل يَوْم يشرب بطلاء وَعسل سكن وجع النقرس. قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فَإِنِّي لم أر للنقرس دَوَاء أَنْفَع من دهن الكلكلانج إِذا سقِِي مَعَ دهن لوز حُلْو)
قَلِيل ومرهم الشحوم مجرب قوى الْفِعْل فِي تسكين وجع النقرس. شَحم الْأسد وشحم حمَار الْوَحْش ودهن سوسن ودهن الناردين ودهن الْقسْط وشحم البط وَإِلَيْهِ تذاب وَتجمع وتطلى.(3/458)
لعرق النسا: أدهنه بدهن الحنظل وَإِذا لم تَنْفَع العلاجات فاكوة فِي الورك حَيْثُ يحس بالوجع وَفِي الْفَخْذ حَيْثُ يحس وَفِي السَّاق ظَاهرا حَيْثُ يحس بالوجع وَفِي الْقدَم عِنْد الكعب وكية أُخْرَى فِي خنصر الرجل عميقة رقيقَة فَإِن هَذَا علاجه وبرؤه.
حقنة نافعة عجينة لعرق النسا والنقرس أَيْضا مِمَّا يعظم نَفعهَا: مَا هِيَ زهره قشور عروق الْكبر وخربقان وحرمل وصعتر وسورنجان وشحم حنظل وأسارون ومازريون وَوَج وجندبادستر وسكبينج وَمر ومقل مِثْقَال مِثْقَال يصب عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَرْطَال نَبِيذ ويطبخ حَتَّى يصير رطلا وَخذ مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ وَيصب عَلَيْهِ شَيْء من عسل وَسمن واحقنه بِهِ ثَلَاث مَرَّات.
لى إِذا أعياك الْأَمر فِي النقرس ووجع الورك وَالركبَة وَالظّهْر فأدم المدرة للبول فَإِنَّهُ قانونه.
أهرن: مِمَّا يعظم نَفعه للنقرس ووجع الورك وَالركبَة وَالظّهْر: أيارج هرمس وَيشْرب فِي الرّبيع وَمن شربه أَيَّامًا يَبْتَدِئ (ألف ج) فِي تعرق رِجْلَاهُ ومفاصله الوجعة عَجِيب فِي ذَلِك. لى هَذَا دَوَاء لطيف جدا لَا يسهل إِلَّا أَنه ينقي الْبدن بالبول جدا فاعتمد عَلَيْهِ وينفع عِنْد هيجان الوجع عروق اليبروج والسورنجان. وينفع من وجع الورك الأضمدة الحارة الحادة القوية كالمتخذة بالشيطرج والخردل والكبريت وَنَحْوهَا مَا ينفض الْبدن ويصبر العليل عَلَيْهَا مَا أمسكن ويغسله فِي الْحمام. وَيَنْبَغِي أَن يعالج هَذِه الأوجاع الْبَارِدَة إِذا أزمنت وتقادمت بالتنقية على مَا يَنْبَغِي إِن كَانَ غرضك أَن تفرغ مَا فِي الْعُضْو فَقَط.
قَالَ: وينفع من وجع الرُّكْبَتَيْنِ الَّذِي يكون من الْبرد إِن يسحق الفربيون وَيجْعَل مَعَ قيروطي بدهن نرجس أَو دهن سوسن وَيجْعَل عَلَيْهِ. لى هَذَا يحل وجع الْأَوْرَاك المزمنة وَجَمِيع المفاصل الَّتِي قد أزمنت من خلط غليظ يعرض فِيهَا. آخر ينفع من جفوف الرُّكْبَتَيْنِ خَاصَّة وَجَمِيع المفاصل: يُؤْخَذ حب الخروع المنقى أوقيتين يسحق بِسمن الْبَقر نعما وَشَيْء من عسل على قدر مَا يلزجه ويضمد عَلَيْهِ فَإِنَّهُ عَجِيب وعالج بِهِ مَا يبس من المفاصل من يبس وَمن خراجات. ضماد مبرد جيد خَفِيف: أنقع بزر قطونا فِي مَاء حَار فَإِذا رَبًّا فَاضْرِبْهُ بدهن ورد وَضعه على الْموضع وأدم تَدْبيره بِهَذِهِ المبردات إِذا كَانَ من حرارة. وينفع من وجع الورك أَن)
يشرب الأنزروت ودهن الْجَوْز أَيَّامًا والإيارج مَعَ دهن الخروع وَمَاء الحسك والشبث أسبوعا واترك الْحمام الْبَتَّةَ وَالشرَاب وَالْجِمَاع.
حقنة جَيِّدَة لوجع الورك مصلحَة على مَا رَأَيْت: يُؤْخَذ مَا هِيَ زهره وقنطريون وزراوند وبورق وقشر الْكبر وخربق أسود وورق الحرمل وصعتر وحاشا وسورنجان وحنظل وأشنان ومازريون وَحب الشبرم بِالسَّوِيَّةِ فاطبخه بالنبيذ حَتَّى ينتصف ثمَّ بعد أَن تنقعه فاحقن مِنْهُ بِنصْف رَطْل مَعَ أوقيتين من زَيْت.
الطَّبَرِيّ قَالَ: من الْأَمْرَاض مَا لَا يبرأ برءا صَحِيحا وَلَا علاج لَهُ كالسرطان والنقرس وإيلاوس. قَالَ: قد وصفت لغير وَاحِد قد كَانَت الرّيح شبكتهم فاقعدهم فِي دهن الحندقوقا(3/459)
فَانْطَلَقت أَرجُلهم وصحوا يشرب مِنْهُ ويتمرخ بِهِ صفته: يُؤْخَذ من الحندقوقا الَّذِي قد برز فَيجْعَل فِي طنجير وَيصب عَلَيْهِ زَيْت مَا يغمره وشراب مثله ويطبخ وَيُؤْخَذ مِقْدَاره حَتَّى يبْقى الدّهن ثمَّ يمرس ويصفى وَيرْفَع والشربة ثلث دِرْهَم وَأَقل.
الطَّبَرِيّ قَالَ: وجع الورك يكون من فَسَاد الصَّفْرَاء وَيكون من كَثْرَة الْقيام فِي الشَّمْس فتجف لذَلِك رُطُوبَة الورك. وينفع من وجع الورك قطع العرقين اللَّذين عِنْد خنصر الْقدَم والحقن وَالْحمام والأضمدة الملينة أَولا ثمَّ المحللة قَالَ: فَإِن لم ينفع ذَلِك كوي على العصب الَّذِي فِي الظّهْر إِلَى جَانب الْكُلية وعَلى الفخذين أَربع كيات وعَلى الرُّكْبَتَيْنِ أَربع كيات وعَلى كل سَاق بالطول موضِعين وَأَرْبع كيات عِنْد الكعب وَأَرْبع على أَصَابِع الرجلَيْن. وَقَالَ فِي كتب الْهِنْد أَنه أَن زَاد الدَّم زَاد النقرس.
أهرن: اسْتدلَّ على الْخَلْط الْغَالِب فِي هَذِه الأوجاع من التَّدْبِير الْمُتَقَدّم. قَالَ: وَمن أفضل علاج الورك نفض الجمد بِمَا يقلل فضوله ويقلل غذاءه وينقيه. قَالَ: وَإِذا كَانَ الْفضل حارا يخالطه ريَاح فَأَنا نقطع بعد قطع الأكحل الْعرق الَّذِي عِنْد خنصر الْقدَم وَبَعض عروق (ألف ج) الْقدَم الظَّاهِرَة. وَالطَّعَام بالأدوية الْقَيْء عَجِيب جدا لوجع الورك فعوّده الْقَيْء أَولا بعد الطَّعَام الورك قَالَ: وَمن شرب لوجع الورك الْأَدْوِيَة الحارة فَصَارَ الْفضل ناشبا فِي وركه فَإِنَّهُ يَنْفَعهُ أَن يجحم على الورك والحقن القوية الَّتِي تخرج الدَّم كالمري وطبيخ الحنظل والقنطوريون ويعالج بِهَذِهِ الحقن وَيُوضَع عَلَيْهِ خَارِجا مَا يجذب بِقُوَّة وَإِذا أوجع فبمَا يسكن ثمَّ يعاود ذَلِك.
لى يعرف انتشار الْفضل فِي الورك إِذا لزم وجع الورك وَلم يبح الْبَتَّةَ فَاجْعَلْ مَا تعطيه من)
المسهلة فِيهَا شَحم الحنظل وقنطوريون أَو عصارة قثاء الْحمار وصموغ وبزور لَطِيفَة وماهي وهره وشيطرج.
من سوء المزاج الْمُخْتَلف قَالَ: مَتى كَانَ الورم الدموي شَدِيد الالتهاب فَاعْلَم أَن الدَّم فِي جَمِيع الْجِسْم مراري. لى وَلذَلِك يحْتَاج بعد الفصد إِلَى إسهال الصَّفْرَاء.
دَوَاء ينفع من وجع الْوَرِكَيْنِ والنقرس: يُؤْخَذ ثَلَاثَة دَرَاهِم من الأنزروت الْأَحْمَر وَمن السورنجان مثله ودهن مائَة جوزة يسحق ويخلط وَيصب على شَيْء من مَاء الشبث الْمَطْبُوخ ويسقى الْمَرِيض فَإِنَّهُ يمْشِيه من غير أَن يُؤْذِيه ويسكن الوجع. آخر: وينفع أَن يُؤْخَذ من البسد مِثْقَال وَنصف وقرنفل خَمْسَة دَرَاهِم مر وقاقيا وَحب الشبث أُوقِيَّة أُوقِيَّة وَمن الجعدة اثْنَتَا عشرَة نواة وراوندان من كل وَاحِد أوقيتان يسقى مِنْهُ نواة بِمَاء الآس وَلَا يَأْكُل تسع سَاعَات وَيشْرب عشرَة أَيَّام وَلَاء فَإِنَّهُ يذهب بالأوجاع العتيقة الشَّدِيدَة. دَوَاء آخر من الْعِظَام يشرب كل ثَلَاثَة ايام من أَيَّام السّنة كلهَا وَفِي بعض الْأَحَايِين فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام فيستأصل الْعلَّة:(3/460)
يُؤْخَذ كمادريوس ثَمَانِيَة أَو قنطوريون ثَمَانِيَة أَو زراوند وجنطيانا ع هـ هيوفاريقون خَمْسَة بطراسياليون ع هـ ح هـ مر ثَلَاثَة غاريقون جُزْء فوى يعجن بِعَسَل قد نزعت رغوته الشربة دِرْهَم إِلَى دِرْهَمَيْنِ على قدر الْمَرَض والجثة يشرب بِمَاء الْعَسَل.
لى هَذِه أدوية ملطفة وتستأصل أوجاع المفاصل الغليظة الْبَارِدَة وملاكه إِلَّا يَأْكُل بعده عشر سَاعَات ثمَّ يَأْكُل أطْعمهُ ملطفة وَلَا يشرب شرابًا كثيرا وَاعْتمد فِي هَذِه على أيارج هرمس فَإِنَّهُ أَجودهَا.
دَوَاء يسكن وجع النقرس يُؤْخَذ قشور أصل اليبروج مسحوقة فيسقى مِنْهَا نواة بِمَاء الْعَسَل فَإِنَّهُ يسكن الوجع. وينفع من وجع الورك أَن تدلكه ثمَّ تمرخه بالأدهان الحارة جدا الجاذبة مثل الْمَطْبُوخ بِالْقِسْطِ والعاقر قرحا والفربيون والجندبادستر. وَمن الأضمدة الجاذبة: يُؤْخَذ كبريت وبورق وحرف وعاقر قرحا وميوبزج وذرق الْحمام الْبري يجمع بالزفت فَإِن لم يحضر فالشمع وَالزَّيْت الْعَتِيق وَيجْعَل مرهما.
لى وَقد ينفع فِي هَذِه الميويزج والذراريح. وأنفع مَا يكون إِذا انبثر الورك وَجعل فِيهِ نفاخات وَلَا يسْتَعْمل شَيْئا من هَذِه إِلَّا بعد التنقية جدا وَبعد أَن يطول الْمَرَض وَيقف وَلَا تكون الْموَاد طلاء جيد يحل وجع الورك والنقرس فِي آخِرَة: يُؤْخَذ رَطْل بورق ورطل زَيْت يطْبخ حَتَّى يغلظ ويطلى عَلَيْهِ.
ولى (ألف ج) لتحليل الورم فِي آخر الْأَمر: يُؤْخَذ من لعاب الحلبة وبزر الْكَتَّان يضربان بدهن شيرج ويطبخ حَتَّى يغلظ كالعسل ويطلى وأخف من هَذَا أَن تشربه قيروطي فَإِنَّهُ أخف وأجود وتقويه إِن شِئْت بِمَا تُرِيدُ. للورك وينفع من وجع الرُّكْبَتَيْنِ: إِن يسحق فربيون بدهن سوسن ويطلى عَلَيْهِ. وينفع من يبس الرُّكْبَتَيْنِ وتشنجها من القروح والجمر يكون فِيهَا أَن يُؤْخَذ حب الخروع المقشر ثَلَاث أَوَاقٍ بِسمن بقر أُوقِيَّة وَعسل مثله وخل نصف أُوقِيَّة يَجْعَل ضمادا فَإِنَّهُ جيد.
أهرن قرصة عجينة: شياف ماميثا وعصارة لحية التيس وبزر البنج وأصل اللفاح وأفيون اعجنها بلعاب البزر قطونا وارفعها وَعند الْحَاجة اسحقه بخل قوي واطل بِهِ وضع فَوْقه خرقَة رطبَة تبردها مَتى سخنت فَإِنَّهُ جيد جدا. لى قرصة أُخْرَى آخر الْأَمر: يُؤْخَذ دَقِيق الحلبة وبزر الْكَتَّان وبزر الكرنب وَمر ومقل وبزر الخطمي وبزر الشبث وبزر السلجم ولب حب الصنوبر وبزر السذاب وأشق وَقَلِيل بورق وكبريت وعاقر قرحا يَجْعَل قرصا من بعض هَذِه أَي قرصة شِئْت وتعجن وَعند الْحَاجة تسحق بطبيخ إكليل الْملك والكرنب والشبث(3/461)
والبابونج ويطلى وَاسْتعْمل البزور. وَمَتى أردْت أقوى فزد فِيهِ الْإِذْخر وَإِذا لم يحضر شَيْء من هَذِه فاسحقه بشراب أَو بميبختج لى المغاث يلين الدشبد والصلابة فِي المفاصل وَهُوَ جيد للنقرس.
والسورنجان يجفف المفاصل وينفعها. وَقَالَ ماسرجويه: يجب لمن أَكثر من اسْتِعْمَال السورنجان أَن يكثر من تليين مفاصله)
وترطيبها فَإِنَّهُ يمْنَع النَّوَازِل ويعصر مَا قد نزل فِيهَا فَلذَلِك يجب اسْتِعْمَاله مَعَ المغاث طليا وشربا.
بولس قَالَ: ينفع أَصْحَاب عرق النسا أَن يُعْطوا بورقا وخردلا كي يقيؤا بِهِ فَإِنَّهُ نَافِع جدا.
من كتاب غَرِيب أَظُنهُ لمسيح الدِّمَشْقِي للنقرس الْبَارِد: شمع وزيت خَمْسَة فربيون خَمْسَة يسوى وَيُوضَع عَلَيْهِ. أَو يدق ورق البنج الرطب وَيُوضَع عَلَيْهِ.
وللمادة الَّتِي تنجلب إِلَى الْأَعْضَاء والمفاصل: يُؤْخَذ بورق وفنيك وعاقر قرحا وميويزج ونورة يخلط الْجَمِيع ويطلي مفاصله بالعسل وينثر عَلَيْهِ من هَذَا لى مثل هَذِه الْأَدْوِيَة تحْتَاج إِلَيْهَا عِنْد تَحْلِيل الفضلات الْعسرَة. وَوصف لوجع الْمَتْن أضمدة كالصموغ الحارة والأذهان الحارة اللطيفة متل الجاوشير والوشق والمقل والحندبادستر وَحب الْغَار والسذاب والشمع وَالزَّيْت الْعَتِيق يهيأ مِنْهَا ضماد وَفِي بَعْضهَا فربيون ودهن الميعة وَأمر أَن يدلك فِي الْحمام بالدواء الْمُتَقَدّم الَّذِي يغسل وَيشْرب من أصُول الْكبر وترياق الْأَرْبَعَة وَمن الْأَدْوِيَة: الجنطيانا والزرواوند المدحرج وبزر السذاب يشرب بِمَاء فاتر وَيشْرب دهن الخروع بِمَاء الكرفس ويدهن الظّهْر بدهن الخروع يذاب بشمع وَيسْتَعْمل حب المنتن ويديم الْحمام.
وَمن وجع الرُّكْبَتَيْنِ: مر وصبر وأشق وكندر وَيحل بالطلاء ويطلى بِهِ. قَالَ وَقد قَالَ الْعَالم إبقراط: إِن المَاء الْبَارِد يذهب وجع المفاصل الَّذِي مَعَ ورم وَلَا قُرُوح مَعهَا وينفع من ذَلِك نفعا بليغا. قَالَ: وَلَا ينصب إِلَى المفاصل (ألف ج) شَيْء إِلَّا وَالسَّبَب فِيهِ الْحَرَارَة. قَالَ: والنقرس لَا يحدث بِالنسَاء مَا استقام حيضهن وَلَا بالخصيان إِلَّا فِي الندرة وَأما فِي الصّبيان فَلَا. فَإِن رَأَيْت صَبيا بِهِ نقرس فَذَلِك عَجِيب وَهُوَ مِيرَاث.
حب جيد لوجع الورك: جندبادستر جاوشير شَحم الحنظل مقل سكبينج الشربة مثقالان بأوقية مَاء سخن يشرب عِنْد النّوم وَمن أول اللَّيْل. آخر: جندبادستر وجاوشير أُوقِيَّة أُوقِيَّة أفيثمون ثَلَاث أَوَاقٍ سكبينج أوقيتان فربيون مثقالان يشرب بأوقية من المَاء الْحَار من أول اللَّيْل فَإِنَّهُ عَجِيب وينفع مِنْهُ الزراوند المدحرج زنة نصف مِثْقَال كل لَيْلَة بِمَاء حَار وَمَا يدر الْبَوْل جدا.
قَالَ: تغلي المَاء غليانا شَدِيدا جدا زَمَانا طَويلا حَتَّى ينقص الثُّلُثَانِ ثمَّ يلقِي فِيهِ ثَعْلَب(3/462)
مَذْبُوح بدمه ويطبخ حَتَّى يَنْفَسِخ ويصفي المَاء وَيجْعَل فِيهِ زَيْت وَيُوضَع الْعُضْو فِيهِ أَو يجلس فِيهِ فَإِنَّهُ)
يفش الْمَادَّة كلهَا وَهُوَ جيد لوجع العصب. قَالَ: وأوجاع الصلب والركبتين من جنس أوجاع المفاصل وَمن تِلْكَ الْموَاد وَعَامة هَذِه الْموَاد الْخَلْط الخام فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يستفرغ الْجِسْم مِنْهُ إِلَّا أَن ترى أَكْثَره دَمًا فيفصد أَولا. قَالَ: والقيء ينفع من وجع الظّهْر نعما.
أفلادنوس قَالَ: النقرس يهيج من الْجِمَاع على الامتلاء وَالسكر.
للريح المشبكة الَّتِي تشبك الْإِنْسَان الْعسرَة الصعبة: يطْبخ الْخَرْدَل الْأَبْيَض والفنجنكشت والخروع وَيجْلس فِيهِ. لى ليجلس فِي طبيخ هَذِه الْأَشْيَاء الحارة الحريفة.
بولس قَالَ: عرق النسا أحد أوجاع المفاصل وَيكون الوجع من خلط غليظ بلغمي يحتقن فِي مفصل الورك وَيكون الوجع من حق الورك وَمَا يَلِي الأربية وَإِلَى الرّكْبَة وَكَثِيرًا مّا يَنْتَهِي الوجع إِلَى الْقدَم والأصابع. قَالَ: وَأول علاجه أَن تحقنه وتفصده من الْيَد المجاذبة وتفشه. وَمَتى كَانَت الْعلَّة مزمنة فصدناه من عقبَة وَيسْتَعْمل فِي أَوْقَات النّوبَة وحدّة الوجع التنطيل والتكميد(3/463)
مثل هَذَا الدّهن: يُؤْخَذ من دهن الْحِنَّاء نصف رَطْل وخل نصف رَطْل نطرون ربع رَطْل قاقلة أُوقِيَّة وَنصف يغمس فِيهِ صوف الزوفا الرطب أَعنِي الصُّوف الَّذِي فِيهِ وضح وتسخن بِهِ الْمَوَاضِع. ويضمد بدقيق الترمس مَعَ سكبينج أَو بالميويزج مَعَ زرنيخ أَو أصُول قثاء الْحمار ونطرون وفودنج وقاقلة وَحب الْغَار والفودنج وَحده نَافِع إِذا تضمد بِهِ مَعَ سكبينج واسقهم على الرِّيق مَعَ الحلتيت قدر باقلاة وَمن جندبادستر مِقْدَار دِرْهَم وَنصف مَعَ نصف مِثْقَال من قبَّة. وَاصل الْكبر جيد لَهُم شرب أَو احتقن بطبيخه أَو ضمد بِهِ. وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فِي حَال فَاسْتعْمل المخدرة كالفونيا. قَالَ: واحقنه بالحقن القوية الحريفة وَهِي حارة. وَمَتى حقنت فكمد المقعدة بأَشْيَاء حارة لتحتبس الحقنة سَاعَة طَوِيلَة فَإِنَّهُ مَتى أخرج أخلاطا لزجة مخاطية ودموية فَإِنَّهُ يعظم نَفعه من يَوْمه. وَمِمَّا يعظم فِي ذَلِك القنطوريون والحرف وعصارة قثاء الْحمار وَالْمَاء المالح الَّذِي يمصل من السّمك المالح وَالَّذِي يمصل من الزَّيْتُون الَّذِي يطيب بالملح أَو بِالْمَاءِ وَالْعَسَل والنطرون: من المَاء زنة أوقيتين وَمن الْعَسَل أُوقِيَّة وَمن الْعَسَل أُوقِيَّة وَمن النطرون نصف أُوقِيَّة وتوضع المحاجم على الورك بِشَرْط وَبلا شَرط. فَهَذَا مَا يعالج بِهِ من أول الْعلَّة. فَإِن أزمنت فَاسْتعْمل الإسهال بشحم الحنظل الْخَالِص أَو بأرياج.
روفس قَالَ: اسْقِهِ من شَحم الحنظل درهما (ألف ج) وَنصفا مَعَ شراب عسل مِقْدَار ثَلَاث أَوَاقٍ ينظر فِي شَحم الحنظل. والقيء نَافِع جدا والأضمدة المحمرة والحمات الحارة. وَهَذَا)
ضماد جيد إِذا أزمن: فربيون إذارقي خربق أسود عَاقِر قرحا نطرون فلفل ميويزج أَجزَاء سَوَاء وَبعد كل شَيْء فالضماد بالخردل والتين. وَيذْهب بِهِ الْبَتَّةَ العلاج بالشيطرج.
قَالَ: فليوضع عَلَيْهِ إِلَى أَن يسود الْجلد ويكمد ثمَّ يُؤْخَذ ويستحم العليل ويمرخ الْموضع بالدهن والخل والجاوشير والشمع لِأَن هَذَا يسكن ويجذب وَلَا يدع اسْتِعْمَال المراهم الجاذبة مثل الَّذِي وَصفنَا. وينفع مِنْهُ الْأَدْوِيَة المدرة للبول الَّتِي تشرب السّنة كلهَا مثل هَذَا: يُؤْخَذ كمادريوس وكمافيطوس وجنطيانا من كل وَاحِد تسع أَوَاقٍ بزر السذاب الْيَابِس سبع أَوَاقٍ يدق وينخل وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل يَوْم ملقعة على الرِّيق بعد هضم الطَّعَام مَعَ ثَلَاث أَوَاقٍ من المَاء الْبَارِد وَيشْرب مِنْهُ سنة تَامَّة حَتَّى يكف السقم الْبَتَّةَ. وليلطف التَّدْبِير ويرتاض. قَالَ: وَرُبمَا نضح الْموضع وَرُبمَا ابتل الرِّبَاط واسترخى وَعرض مِنْهُ خلع العضل فَإِن أزمنت هَذِه الْعلَّة فليكو المفاصل فِي ثَلَاث أَو أَربع مَوَاضِع على مَا فِي بَاب علاج الْيَد وَلَا يتْرك الخراجات تندمل أَيَّامًا كَثِيرَة. قَالَ: وَأما الْخَلْط الَّذِي يكون مِنْهُ وجع المفاصل فَإِنَّهُ فِي الْأَكْثَر من كيموس مري يتَوَلَّد من كَثْرَة الْأَطْعِمَة والتخم وَقلة الرياضة وَقد يكون أَيْضا مريا ودمويا وسوداويا وَقد يكون مختلطا من ذَلِك أجمع فيعسر عِنْد ذَلِك تعرفة وعلاجه وَلَا يكَاد يبرأ. قَالَ: وَأكْثر مَا تهيج هَذِه الْعلَّة من تَعب أَو مشي مفرط أَو اسْتِعْمَال مَاء كثير وَقد يكون شرب المَاء الْبَارِد والأغذية الْبَارِدَة وَكَثْرَة الشَّرَاب سَببا لَهُ وَقد حدث هَذِه الْعلَّة بِبَعْض النَّاس من عَثْرَة عثرها وضربة ضربهَا على مفصل وَذَلِكَ أَنهم كَانُوا مستعدين لذَلِك لِأَن الْخَلْط كَانَ فِي بدنهم لكنه كَانَ سَاكِنا فَلَمَّا حركها السَّبَب البادي ثار وَقد يهيج أَيْضا من الأخزان والسهر ويستدل على الْخَلْط السَّائِل إِلَى المفاصل من لون الْمفصل ولمسه فَإِن إِن كَانَ مريا كَانَ لَونه أصفر أَو أَحْمَر ولمسه حَار ويتقشر فِي الْجلد سَرِيعا بِلَا ورم كثير ويهيج من الشَّيْء الْحَار ويسكن بالبارد واستعن بالمزاج وَالتَّدْبِير وَأما الدموي فَإِن لون العليل دموي والموضع وارم حَار متمدد وَأما السوداوي فَإِنَّهُ أسود وورمه قَلِيل عسر اللَّوْن وَفِي المزاج السوداوي وَأما البلغمي فَإِنَّهُ بطيء التورم بل لَا يكَاد يتورم وَهُوَ أَبيض بلون الْجَسَد. قَالَ: فابدأ فِي علاج المري بِمَا يسهل الْمرة مثل الْجلاب بسقمونيا أَو السفرجل بسقمونيا أَو إيارج فيقرا وضع على الْعُضْو بعد دلكه بدهن الْورْد وَقَلِيل شراب عصارة عِنَب الثَّعْلَب وَحي الْعَالم وبقلة الحمقاء أَو أنقع خبز فِي خل وَمَاء واطله وَبدل كل سَاعَة إِذا فتر فَإِن كَانَ فِي المفاصل ورم حاد وَحُمرَة شَدِيدَة فَإِن قشور القرع الطري إِن)
وضع عَلَيْهِ يسكن ذَلِك تسكينا سَرِيعا بَينا وَكَذَلِكَ يفعل لحم الْبِطِّيخ والقثاء وبزر قطونا يسكن تسكينا عجيباً ودقيق الباقلي مَعَ بعض العصارات الْبَارِدَة. وَإِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فالأشياف الَّتِي تهَيَّأ بالماميثا والزعفران والصندل والأفيون وَالْخبْز المنقع بخل وَمَاء مَعَ بزر قطونا بخل وَمَاء وَلَا تدع المبردات زَمنا طَويلا فَإِنَّهَا تحدث عواقب ردية وأوراما عسرة لَكِن كَمَا يسكن الوجع فانتقل إِلَى دهن البابونج والدياخيلون الْمُذَاب بدهن البابونج وَاجعَل أغذيتهم مبردة لَطِيفَة رطبَة وَلَا يشْربُوا شرابًا عتيقا وليستعملوا الْحمام العذب المَاء ويصبوا مِنْهُ على الْعُضْو وَلَا يَأْكُلُوا حريفا وَلَا يغضبوا وَجُمْلَة لَا يتدبروا يُولد مرّة. وَلَا يتعبوا وَلَا يجامعوا وَلَا يصيبهم سوء هضم. وَإِن كَانَت النزلة من امتلاء من دم فافصد عرق النسا وَلَا تُؤخر ذَلِك وَكَذَلِكَ إِن كَانَ الامتلاء من بلغم وَإِن كَانَ من السَّوْدَاء وَذَلِكَ أَن أخلاط هَؤُلَاءِ أبدا فِي الْعُرُوق وَلَكِن لَا تخرج الدَّم من الْأَجْسَام الْبَارِدَة كثيرا فَإنَّك تضرها جدا وَتجْعَل عللها لَا(3/464)
تنضج الْبَتَّةَ ثمَّ أسهلهم وَالْحب الَّذِي يعْمل بِالْحجرِ الأرمني هُوَ خَاص لوجع المفاصل.
قَالَ: والسورنجان جيد إِلَّا أَنه ردي للمعدة وخاصة أَنه يغشى وَيذْهب شَهْوَة الطَّعَام لكنه يخلف سَرِيعا ذَلِك الْخَلْط وَيقطع النزلة أَكثر ذَلِك بعد يَوْمَيْنِ ويكف الوجع الْبَتَّةَ حَتَّى أَن العليل يتَصَرَّف فِي حَوَائِجه. وَقد يطْبخ ويسقي طبيخه مَعَ البروز المدرة للبول فَيكون عجيبا فِي ذَلِك وَلَا يكون لَهُ رداءة فِيمَا ذكر. وقوّ الْمعدة بعد اسْتِعْمَاله بِمَا لَهُ تَقْوِيَة وإسخان قَلِيل. وَرجل الْغُرَاب أَجود مِنْهُ فِي ذَلِك وَلَا يُؤْذِي الْمعدة.
قَالَ: وَأما الْأَشْيَاء الَّتِي تجْعَل على الْموضع إِذا كَانَت الْعلَّة من البلغم والوجع متوسط فالكرنب الرطب والكرفس. وَإِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فليؤخذ دَقِيق الحلبة ثَلَاثَة أَجزَاء ودقيق الإيرسا ودقيق الحمص جُزْء ويضمد بشراب الْعَسَل وبشراب لطيف فِي قوته مَعَ شَيْء من دهن الْحِنَّاء ورماد الكرنب مَعَ شَحم. وَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا فشحم طري. وَإِذا كَانَ عِنْد التَّحْلِيل فشحم عَتيق. وَإِذا ظهر لَك أَن الكيموس من السَّوْدَاء لَا تسْتَعْمل الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف بل اسْتعْمل مَا يرفق ويحلل.
قَالَ: وَإِذا كَانَت الدَّلَائِل مختلطة فَاجْعَلْ الدَّوَاء كثير التَّرْكِيب مُخْتَلفا فَإِن أَمْثَال هَؤُلَاءِ إِنَّمَا يَنْتَفِعُونَ بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة. وانتقل فِي مثل هَذِه الْعلَّة (ألف ج) من دَوَاء إِلَى دَوَاء مَا لم تَرَ الأول ينجح فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يُوَافق النافع وَمن علاج إِلَى علاج مُخَالف أَو مضاد وَلَا تدمن على)
علاج وَاحِد لَا سِيمَا إِذا لم ير العليل فِي ذَلِك خفَّة فَإِنَّهُ كثيرا مَا ينفع الدَّوَاء عضوا وَاحِدًا وَلَا ينفع عضوا آخر بِهِ تِلْكَ الْعلَّة بِعَينهَا. وأعجب من ذَلِك أَنه رُبمَا نفع الدَّوَاء الْعُضْو الْوَاحِد مَرَّات كَثِيرَة ثمَّ يضرّهُ بعد قَلِيل ويلهب فِيهِ ورما حارا. فَأَما فِي الْعلَّة الدموية فَلَا تحْتَاج إِلَّا إِلَى الفصد.
قَالَ: وَمِمَّا يمْنَع اجْتِمَاع الأورام المتحجرة: دَقِيق الترمس والسكنجبين أَو مَعَ الْخلّ وَالْمَاء وأصول المحروث وأصل البرشياوشان. وَهَذَا الدَّوَاء يحلل بِلَا أَذَى: حضض وأشنج بِالسَّوِيَّةِ يسحق بشراب عَتيق وزيت انفاق ويخلط بِهِ دَقِيق الباقلي جُزْء ويطبخ طبخا وسطا بِالشرابِ وَالزَّيْت ويضمد بِهِ حارا وَإِذا سكنت الأوجاع الْبَتَّةَ وَبَقِي الورم وَخفت التحجر فضمد بالبلوس يدق وَيضْرب بِالْمَاءِ حَتَّى يصير كالدبق ويخلط بِهِ سريق وانطل بطبيخ إكليل الْملك والبابونج والخطمي والقنطوريون. وَقد ينفع طبيخ أصل الْكبر أَو يُؤْخَذ حاشا وصعتر بري وفودنج يطْبخ بخل ثَقِيف وينطل بِهِ الْموضع الْأَلَم مَرَّات كَثِيرَة كل يَوْم فَإِنَّهُ قد نفع خلقا كثيرا علتهم بلغمية وصفراوية أَيْضا. قَالَ: وَمِمَّا يدْفع السيلان عَن الْعُضْو من سَاعَته أَن يطْبخ البلوط بعد دقة طبخا شَدِيدا وينطل بِهِ سَاعَة طَوِيلَة فِي ابْتِدَاء الْعلَّة ويكمد باسفنج قد غمس فِيهِ بعد ذَلِك فَإِنَّهُ يدْفع الْمَادَّة عَنهُ من سَاعَته وَهُوَ جيد للمواد الصفراوية أَيْضا. قَالَ: وينفع أَصْحَاب الْعِلَل الصفراوية التنطيل بِالْمَاءِ العذب الفاتر القراح. وَأما الأوجاع الَّتِي تكون من برد شَدِيد وسدد فِي المفاصل فَإِن هَذَا علاج قوي: يُؤْخَذ من الزَّيْت الْعَتِيق رَطْل وَنصف وَمن النطرون الإسْكَنْدراني رَطْل وَمن علك البطم مثله وَمن الفربيون أُوقِيَّة أيرسا أوقيتان دَقِيق(3/465)
الحلبة رَطْل وَنصف. وينتفعون بالأضمدة الَّتِي لعرق النسا. وَكَثِيرًا مَا يسْتَعْمل فِيمَن قد برد عضوه: التِّين والخردل وَسَائِر الْأَشْيَاء المحمرة دون الذراريح وَهَذِه تعقب مضرَّة إِلَّا أَن يسْتَعْمل مَعهَا بعض الْأَشْيَاء الملينة مثل دهن البلاطي ودهن الْجَوْز الرُّومِي والأدوية المذهبة للأعياء يسْتَعْمل بعده.
قَالَ: واما الأورام الرخوة فيصلح لَهَا الكماد والتنطيل بِمَاء الْبَحْر الْحَار وَوَضعه عَلَيْهِ بعد ذَلِك بإسفنج والمراهم المعمولة بالملح والرماد والنطرون وَنَحْوهَا من الأضمدة وَليكن بعد ذَلِك الِانْتِهَاء وَليكن تدبيرهم وغذاؤهم مجففا قَلِيل الرُّطُوبَة وليمسكوا عَن الطَّعَام وَالْحمام وَالشرَاب مَا أمكن وَمَتى استحموا فليدلكوا بالنطرون وَنَحْوه وليستعملوا فِي أَوْقَات الرَّاحَة الرياضة ودلك الْأَطْرَاف خَاصَّة ومياه الحمات والاندفان فِي الرمل الْحَار والقيء بالفجل والخربق والإسهال)
الدموي بطبيخ ورق الْكَرم يدق وَيصب عَلَيْهِ دردي الْخلّ ودهن ورد قَلِيل واسحقه نعما وضمده واحمهم.
قَالَ: وَاجعَل غذاءهم مِمَّا هُوَ قَلِيل الْغذَاء مجفف مبرد وليتركوا الشَّرَاب وخاصة الْأسود.
وَقد رَأَيْت (ألف ج) خلقا كثيرا تركُوا النَّبِيذ فبرؤا من النقرس الْبَتَّةَ أَو ضعفت علتهم جدا فَانْظُر إِن أمكن العليل أَلا يعرض لَهُ من ترك الشَّرَاب آفَة فليتركه عمره كُله وَإِن لم يُمكن فليدعه مُدَّة وليعتد تَركه قَلِيلا قَلِيلا. قَالَ: وَيجب لمن ترك شرب الشَّرَاب أَن يشرب بدله طبيخ الأفيثمون والبروز المقوية للمعدة وليدع الْفَاكِهَة وَسَائِر مَا يُولد أخلاطا بَارِدَة وَالْجِمَاع. وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي تشرب السّنة فَإِنَّهَا تريح المبلغمين رَاحَة تَامَّة. وَأما الَّذين طبائعهم حارة يابسة فَإِنَّهُ مهلك وَلَا تسرف فِي منع الْمَادَّة فِي أول الْأَمر قبل الاستفراغ فَإِنَّهُ كثيرا مَا يزدْ الْمَادَّة إِلَى عُضْو شرِيف إِلَى الْجنب أَو إِلَى الرئة فَيهْلك. قَالَ: وترياق الْفَارُوق فَإِنَّهُ مَتى أَخذ فِي الشتَاء كل يَوْم بعد الهضم وَيُؤْخَذ فِي الصَّيف غير متوال فَإِنَّهُ أما أَن يقطع السقم أَو يوهنه.
قَالَ: والدواء الَّذِي يعْمل بالبسد قد حلل مَرَّات أوراما جاسئة عرضت للمفاصل. وَأما الأورام الصلبة فالملينات والمحللات بِقُوَّة كمرهم الزرنيخ وَالَّذِي يعْمل بزهرة الْملح فَإِنَّهُ يحلل وَيذْهب لِأَن النطرون وَالْملح وأشباهها تجفف وتنشف وتبرئ الْأَلَم وَتذهب الأورام الرخوة.
وَأما الْمقل والأشق والميعة وَالزَّيْت الْعَتِيق فَإِنَّهُ يلين ويحلل الأورام الصلبة.
فِي التَّحَرُّز من النقرس: النُّقْصَان من الْغذَاء وَأَن تكون سريعة الهضم قَليلَة الفضول وَقلة الشَّرَاب وَالزِّيَادَة فِي الرياضة وَترك الْجِمَاع ودلك الْأَعْضَاء بالملح المسحوق وبالزيت وَجَمِيع المفاصل فَإِن ذَلِك نَافِع جدا. الاحتراس من النقرس أَلا يكون قد غلب عَلَيْهِ سوء(3/466)
مزاج يَابِس جدا وليستعمل الدّهن بِالْغَدَاةِ والعشي فِي جَمِيع عمره عِنْد الرَّاحَة وَعند نُقْصَان الْعلَّة. تنظر فِي ذَلِك.
الْإِسْكَنْدَر قَالَ: النقرس دَار عياء لَا يكَاد يُصِيب الْأَطِبَّاء علاجه إِذا كَانَ من أخلاط كَثِيرَة ومجتمعة. قَالَ: وَقد يكون من دم كثير سخن يمْلَأ المفاصل وتمتد الْعُرُوق فليقون وجعا شَدِيدا أَو من مرّة حارة أسخنت الْعُرُوق وَرُبمَا كَانَ من بلغم وَرُبمَا كَانَ من السَّوْدَاء.
قَالَ: إِذا كَانَت المفاصل حارة شَدِيدَة الْحَرَارَة بِلَا ورم ولونه لون الورم الَّذِي يعرف بالحمرة وَلَا)
امتداد فِيهِ وَلَا ثفل ويستريح جدا إِلَى إِلَى المبردات فَاعْلَم أَن ذَلِك من قبل الصَّفْرَاء وسل عَن التَّدْبِير فَإِذا ساعد ذَلِك فَلَا تفصد لَكِن فرّغ الصَّفْرَاء مَرَّات كَثِيرَة وعدّل الدَّم وبرده وَانْظُر أَن يكون مَا يسهل بِهِ لَيْسَ بحار وَهُوَ الَّذِي يكون من عصارة الْورْد: يُؤْخَذ من عصارة الْورْد رطلان وَمن الْعَسَل أَرْبَعَة أَرْطَال وَمن السقمونيا المشوي أُوقِيَّة فأطبخه والشربة بعد أَن يكون لَهُ قوام من فلنجارين إِلَى ثَلَاث قلنجارات أَو يُؤْخَذ سفرجل وَعسل وسقمونيا فاعمل مِنْهُ مسهلا. لى يُؤْخَذ من عصارة السفرجل رَطْل وَمن خل خمر ثَلَاث أَوَاقٍ وَمن السكر رَطْل والسقمونيا إِذا فرغت مِنْهُ لكل ثَلَاثَة دَرَاهِم والشربة من نصف أُوقِيَّة إِلَى أُوقِيَّة وَنصف.
قَالَ: وَأَقْبل سَرِيعا على تبريد الْعُضْو لِأَنَّك مَتى تركته على حماه جذب إِلَيْهِ جذبا كثيرا. قَالَ: وَمِمَّا يُطْفِئ ويسكن الوجع فبياض الْبيض يضْرب بدهن الْورْد جيدا وَيُوضَع عَلَيْهِ. لى هَذَا يسكن الوجع مَعَ ذَلِك لِأَنَّهُ لين سَاكن اللِّقَاء لَا يحس. وَمَتى ضرب اللَّبن مَعَ دهن الْورْد (ألف ج) كَانَ كَذَلِك. قَالَ: وَأصْلح أغذيتهم وَاجْعَلْهَا بقولاباردة واترك الحريف الْبَتَّةَ وَالدَّسم والمالح واعطهم لُحُوم الطير والسمك الصغار.
قَالَ: وَكَثِيرًا مَا يَنْفَعهُمْ الأغذية الغليظة الْبَارِدَة كبطون الْبَقر والخل وخاصة اذا كَانَت الطبيعة حارة من الأَصْل وليأكلوا الْعِنَب الجاشئ اللَّحْم غير الشَّديد الْحَلَاوَة والخوخ والأجاص والتفاح وَالرُّمَّان ولايقربوا الْيَابِسَة الْبَتَّةَ لِأَنَّهَا تولد المرار وَلَا يكثروا الْحَرَكَة وَلَا يتعبوا الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ ضار لَهُم ويتمشوا قَلِيلا قَلِيلا غير مُتْعب الْبَتَّةَ أَن نشطوا لذَلِك لِأَن الْحَرَكَة تكْثر الْمرة وتجريها الى المفاصل وليستحموا بِالْمَاءِ العذب وَبعد الْأكل فانه يكثر البلغم وَيذْهب بحدة الْمرة وليصب على المفاصل الوجعة فِي الْحمام مَاء بَارِدًا اَوْ يشرب بعد الْخُرُوج من الْحمام وَقبل دُخُوله وَفِي وَسطه وَخُرُوجه وَيصب عَلَيْهِ سَاعَة جَيِّدَة مَاء بَارِدًا. وَيشْرب بعد الْخُرُوج من الْحمام مَاء الشّعير وَيَأْكُل مَا وَصفنَا من الأغذية وَيشْرب فِي وسط طَعَامه مَاء بَارِدًا. واطله بعنب الثَّعْلَب والرجلة والبنج والشوكران وَحي الْعَالم والطحلب يسحق بسويق الشّعير بِبَعْض هَذِه العصارات فانه يبرد ويطفىء تطفئة محكمَة والقيروطي بدهن ورد تسقى بِهَذِهِ العصارات وَإِن برح الوجع وَاشْتَدَّ فَاسْتعْمل المخدرة وَلَا تطل اسْتِعْمَالهَا لَكِن اذا اسْتَغْنَيْت عَنْهَا فانتقل سَرِيعا الى الملينة كالبابونج وبزر الْكَتَّان والخطمى والحلبة وَنَحْوهَا ومرهم الألعبة فانها تسكن بذلك عَادِية مَا عملته المبردات وتريح المفاصل من الْقَبْض والشدة.)(3/467)
قَالَ: فاذا برىء العليل فَاسْتعْمل للتحرز الأطلية القابضة على المفاصل. وَمِمَّا هُوَ عَظِيم النَّفْع هَذَا الطلاء: اقاقيا وهيوفسطيداس وماميثا وحضض ويطلى عَلَيْهِ فِي حَال الصِّحَّة ليقوى الْموضع وَلَا يسْرع الى قبُول النَّوَازِل.
لى هَذِه اذا كَانَت الْمَادَّة قَليلَة وَالْبدن نقيا وَلم تخف من رُجُوع الْمَادَّة امرارديا. قَالَ: وَإِذا كَانَ الْأَمر بالضد وَكَانَ الْبَارِد يضرّهُ وساعدت الْأَشْيَاء الملتئمة فأسهل بِمَا يخرج البلغم بِقُوَّة وَلَا تعْمل مثل مَا يعْمل بعض النَّاس الَّذين يسقون ادوية قَليلَة الْقُوَّة فِي اخراج البلغم فانه يسكن البلغم وَلَا يُخرجهُ فيزيد ضَرَره. وَقَالَ: وَكَثِيرًا مَا يخْتَلط البلغم وَالدَّم فافصده حِينَئِذٍ أَولا ثمَّ اسهل.
قَالَ: وَإِذا اردت ان تسهل لوجع المفاصل والنقرس البلغمي فَبِهَذَا الْحبّ: صَبر اوقية قشور الخربق الْأسود وسقمونيا أُوقِيَّة أُوقِيَّة فربيون نطرون نصف اوقية نصف اوقية اعجنه بعصارة الكرنب ونق بِهَذَا الْحبّ البلغم الغليظ والسوداء فِي مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا فانه ينفع جدا وَيبْطل اصل الدَّاء الْبَتَّةَ ويسقون بعد ذَلِك الْأَدْوِيَة المسخنة الملطفة فَإِنَّهَا عَظِيمَة النَّفْع لهَؤُلَاء شَدِيدَة الْأَذَى لأَصْحَاب الأجساد الحارة الْيَابِسَة.
قَالَ: وَلم ار فِي هَذِه الْأَشْيَاء انفع من دَوَاء البسد وَهُوَ مَعَ ذَلِك لَا يجفف الْبدن ويسخنه كَمَا يفعل غَيره وَيشْرب هَكَذَا يبْدَأ فِي شربه فِي كانون (الف ج) الآخر فيشرب فِي كل يَوْم سِتَّة قراريط بِمَاء سخن وَيتْرك حَتَّى ينتصف النَّهَار ثمَّ يَأْكُل وَيشْرب خمسين يَوْمًا وَلَاء ثمَّ تَدعه خَمْسَة عشر يَوْمًا ثمَّ تشربه خمسين يَوْمًا وتريح خَمْسَة عشر يَوْمًا حَتَّى اذا اتت لَهُ مِائَتَا يَوْم فليشربه يَوْمًا ويدعه يَوْمَيْنِ حَتَّى يتم ثَلَاث مائَة شربة وَيَتَّقِي الْغَضَب وَالْجِمَاع وَالشرَاب الْحَار الْعَتِيق وَكَثْرَة الْحَلَاوَة والبقول واللحوم الغليظة فانه يستريح من الوجع بِمرَّة وَيزِيد فِي الشربة وَينْقص بِقدر السن والمزاج. وَإِذا بَدَأَ الوجع من وَجَعه فليتعاهد الإسهال ويحذر الامتلاء لِئَلَّا يعود عَلَيْهِم الوجع.
قَالَ: وَإِن لم يسْتَطع الرجل ان يشرب هَذَا سنة فَنصف سنة من وسط الخريف إِلَى وسط الرّبيع قَالَ: وَهَذَا نطول مسكن للوجع مَا من النزلات: صعتر أوريعانس وحبق فاطبخهما بالخل حَتَّى ينضج ويتهرأ ثمَّ انطل بِهِ مَوضِع الوجع فِي الْيَوْم مَرَّات فانه عَجِيب فِي ذَلِك وَفِي النقرس الْحَار أَيْضا.)
قَالَ: وَقد رَأَيْت الأوجاع الْبَارِدَة سكنت سَرِيعا جدا بقيروطى مَعَ فربيون ونطرون لِأَن هَذَا جاذب مفش للأرواح مَذْهَب للأوجاع الشَّدِيدَة وَقد رَأَيْته يسكن بضماد الْخَرْدَل والتين يسكنهَا تسكينا عجيبا إِذا أَدِيم عَلَيْهِ حَتَّى يحمر وَالْحمام بِالْمَاءِ العذب لهَؤُلَاء ردي فَأَما لمن بِهِ ذَلِك من مرار فَإِنَّهُ جيد لِأَنَّهُ يرطبهم ويعدل المرار.
قَالَ: وأجود مَا يكون إِذا نفّط الْموضع وتفقأت تِلْكَ النفاطات وَخرج مِنْهَا شَيْء كَهَيئَةِ المَاء وَتفعل ذَلِك الْأَدْوِيَة المحمرة كلهَا الَّتِي فِيهَا الْخَرْدَل والذراريح. قَالَ: والثوم أَيْضا مَتى(3/468)
ضمد بِهِ.
وَآخَرُونَ يكوونها وَأَنا لَا أَحْمد هَذَا العلاج لِأَنَّهُ إِنَّمَا يسكن أَن يفش شَيْئا مَا ويعقد الْبَاقِي ويحجره وَلَيْسَ كالأشياء الحارة اللينة الَّتِي تنضج وتهضم.
قَالَ: فَمن عالج بِهَذِهِ وَحدهَا من غير أَن يَجْعَل مَعهَا مَا يلين ويرخي فَإِنَّهَا تجْعَل المنقرسين فِي آخر عمرهم كَهَيئَةِ الْمَقْعَدَيْنِ. وَإِذا لم يكن بُد أَن يعالج بذلك لشدَّة الوجع وَغَيره فليعالج بِهَذِهِ الملينات لترجع المفاصل إِلَى طبائعها. قَالَ: وينوب عَن الْأَدْوِيَة المحمرة وَلَا تُؤثر أثر سوء المتخذة بالشمع وَالزَّيْت الْعَتِيق والفربيون والأشق والمقل والقنة والجندبادستر والنطرون وشحم البط وَبِالْجُمْلَةِ الْأَشْيَاء المسخنة مَعَ الملينة. قَالَ: وَهَذَا علاج البلغم الغليظ الَّذِي يكون لون الْمفصل فِيهِ لون التُّرَاب وَهُوَ صلب قوي. فَأَما الورم الرخو فَإِنَّهُ يكون من بلغم رَقِيق وريح يدْخل فِيهِ الْأصْبع فَإِنَّهُ يَنْفَعهُ لصوق الصَّبْر والكماد بالملح وَالْحمام السخن الْيَابِس نَافِع لَهُم جدا بعد أَن يكمدوا بنطرون مسحوق وملح وَجَمِيع الْأَدْوِيَة الَّتِي تجذب الرطوبات من المنافس وينفع مِنْهُ الْخلّ إِذا وضع عَلَيْهِ وطلي بِهِ.
لى دردي الْخمر وشحم عَتيق ونورة تجْعَل ضمادا فَإِنَّهُ نَافِع للورم الرخو وعظيم نَفعه إِذا كَانَ فِي الرّكْبَة وَالرُّمَّان الحامض مَتى طبخ حَتَّى يتهرأ وألصق عَلَيْهِ بعد أَن يَجْعَل مرهما وَالشرَاب مَتى شرب بعصير الخس. لى قَالَ إبقراط فِي الْفَصْل الَّذِي أَوله صَاحب الإعياء فِي الْحمى أَكثر من يخرج بِهِ الْخراج إِلَى جَانب اللحين قولا يجب مِنْهُ (ألف ج) أَن التَّعَب يهيج بهم وجع المفاصل.
لى الشَّرَاب ينفع كَمَا قَالَ. قَالَ: فَأَما المفاصل الوجعة من كَثْرَة الدَّم فافصد وَإِن فصدت فدبر العليل بعد بِمَا لَا يكثر الدَّم. وَمِمَّا يكثر الدَّم أكل اللَّحْم والأشياء الحارة الحلوة وَالشرَاب وَقلة الرياضة فَإِن أمكنهم أَن يدعوا هَذِه الْأَشْيَاء الْبَتَّةَ إِلَّا فليدعوه فِي الرّبيع والصيف فَإِنَّهُ أولى ألاّ)
ينزل فِي مفاصلهم نزلات دموية.
قَالَ: وَمِمَّا يعظم نَفعه للنزلات البلغمية التعرق فِي الْحمام فِي وَقت الرَّاحَة وتدلك المفاصل بالنطرون وَالْملح والأشياء الجاذبة القوية.
قَالَ: فَأَما السوربحان فَإِن النَّاس يَقُولُونَ إِنَّه يسكن عَنْهُم الوجع من سَاعَته لِأَنَّهُ يخرج من الْجوف خلطا مائيا لكنه ضار للمعدة. وَقد ظن النَّاس أَنه شَدِيد الْبرد جدا فَلذَلِك خلطوا بِهِ زنجبيلا وفلفلا وكمونا ومصطكى وَآخَرُونَ خلطوا بِهِ فربيونا.
قَالَ: وَأَنا أَقُول أَنه لَيست لَهُ برودة كَثِيرَة وَلَو كَانَ كَذَلِك لم يكن ليمشي وَلكنه بَارِد وكل من يشرب مِنْهُ لم يشته فِي ذَلِك الْيَوْم الطَّعَام. فَأَما خلط الكمون بِهِ والزنجبيل فَإِنَّهَا صَالِحَة لِأَنَّهَا تمسك الْمعدة وَلَا تدعها يُفْسِدهَا السورنجان. وَأفضل من هَذِه كلهَا الصَّبْر مَتى خلط بِهِ لِأَنَّهُ يُعينهُ فَإِذا أردْت أَن تمشي بِهِ فأخلط بِهِ صبرا وسقمونيا فَإِنَّهَا نافعة. وَإِذا لم تَرَ ذَلِك فأخلط بِهِ كمونا وزنجبيلا فَإِنَّهَا نافعة.
قَالَ: دق الثوم نعما وضمد بِهِ النقرس الَّذِي من خلط غليظ ودعه ينتقط ثمَّ حلّه(3/469)
واغسله بِمَاء وملح فَإِنَّهُ جيد وَله أَشْيَاء طبيعية فِي الْخَواص. لى أرى أَن مَادَّة الْأَدْوِيَة الْمَانِعَة لنزول النزلات إِلَى المفاصل بَارِدَة يابسة لتبرد مزاج الْأَعْضَاء القوية وتوهنها فتمنع من دفع الْفضل عَنْهَا. لى على مَا رَأَيْت ضماد المغاث: مغاث جُزْء سورنجان جزءان قشر أصل اللفاح نصف جُزْء أفيون ربع جُزْء إسفيذاج الرصاص نصف جُزْء وعفص ربع جُزْء يجمع الْجَمِيع ويعجن وَيجْعَل بَنَادِق وَعند الْحَاجة يطلى فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تسكين الوجع.
شرك الْهِنْدِيّ قَالَ: من أقعدته الرّيح فَلَا يقدر على الْقيام فليؤخذ جلد شَاة سَاعَة تسلخ ويلبس عَلَيْهِ وليطبخ لبن بقر حليب ودهن ورد ويلطخ بِهِ ويعصب بذلك الْجلد مَرَّات فَإِنَّهُ نَافِع.
قَالَ: النقرس يعرض لمن ترك شرب المسهلة والمقيئة. قَالَ: بِالنَّهَارِ يهيج النقرس. قَالَ: وأسهل صَاحب النقرس بالإهليلج المربى بِمَاء الهليلج أَو بالربد الْمَطْبُوخ بِلَبن بقر.
مَجْهُول قَالَ: يعتصر من مَاء الرجلة سكرجة وتصب عَلَيْهِ مثل ربعه دهن لوز وَيشْرب أسبوعا يبرأ من وجع المفاصل الْبَتَّةَ. قَالَ: ينفع للريح فِي الرّكْبَة وَالظّهْر والمفاصل خَمْسَة دَرَاهِم من السورنجان وَعشرَة دَرَاهِم من المرزنجوش الْيَابِس وَمثله من السكر يستف مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم على الرِّيق فَإِنَّهُ نَافِع مِمَّا ذكرنَا. لى يُؤْخَذ سورنجان وبوزيدان وماهي زهرَة ونانخواة وأنيسون)
وكمون يستف من الْجَمِيع شربة.
مَجْهُول لعرق النسا: يَنْفَعهُ الدَّلْك للورك بالحنظل الرطب مِنْهُ وَيحرق العرطنثيا ويضمد (ألف ج) برماده بالخل أَو تَسْقِي الفوة بِمَاء الْعَسَل أَو يمرخ بدهن الْقسْط فَإِنَّهُ جيد لَهُ. لوجع الرّكْبَة عَجِيب: يطلى بزبل الْبَقر بخل فَإِن لَهُ قُوَّة عَجِيبَة فِي جذب مَا يحصل فِي مفصل الرُّكْبَتَيْنِ وينفع من وجع الرُّكْبَتَيْنِ من الْبُرُودَة والخام أَن يُؤْخَذ مقل أُوقِيَّة جاوشير شَحم مذاب يجمع وَيُوضَع عَلَيْهِ أَو يسحق أفيثمون بالقيروطي وَيُوضَع عَلَيْهِ ويحقن بحقن لينَة قَوِيَّة مسخنة مثل حقن عرق النسا فَإِنَّهُ نَافِع وينطل عَلَيْهَا وعَلى سَائِر المفاصل الَّتِي تَشْتَكِي هَذَا النطول وَنَحْوه مرزنجوش وشب وورق الْغَار وسذاب وصعتر وكمون يطْبخ وينطل بِهِ.
لى يحْتَاج إِلَى مَا يجذب وَإِلَى مَا يحلل بِقُوَّة مثل أضمدة الورك. طلاء للنقرس جيد: ميعة وأفيون بِالسَّوِيَّةِ يطلى عَلَيْهِ. وللنقرس الملتهب: يحل الصندل بخل خمر ثَقِيف. وينفع من وجع الرُّكْبَتَيْنِ أَن يدق ورق الدلب ويضمد بِهِ أَو يُؤْخَذ إكليل الْملك والبابونج ونمام وشيح وفودنج يطْبخ وينطل ويضمد الْبَاقِي. لى أطريفل يسْتَعْمل كل يَوْم مرّة لمن بِهِ أوجاع المفاصل وَهُوَ: هليلج أصفر عشرُون درهما سورنجان وبوزيدان من كل وَاحِد ثَلَاثَة بزر كرفس وأنيسون دِرْهَمَانِ يعجن بسكر مذاب الشربة كل يَوْم دِرْهَمَيْنِ. وللبارد يُؤْخَذ: سورنجان وبوزيدان وماهي زهرَة وفلفل وزنجبيل وأنيسون ودوقو يعجن بِعَسَل وَيُؤْخَذ كل يَوْم. الطَّبَرِيّ حب نَافِع من وجع الظّهْر والركبتين والساقين والباردة وجع المفاصل(3/470)
والنقرس: سورنجان وبوزيدان وماهي زهره وشحم الحنظل وَتَربد وسقمونيا وزنجبيل وَدَار فلفل وحلتيت ومقل يعجن ويحبب وقنطوريون وسكبينج وأشج عَرَبِيّ على مَا يجب.
شَمْعُون قَالَ فِي عرق النسا: تُوضَع المحاجم على الْموضع الَّذِي ينجع. قَالَ: وَهُوَ اتساع هَذَا الْعرق وامتلاؤه من الدَّم المراري مَتى كَانَ دم الْجِسْم مراريا وَأما من بلغم قَالَ: فَإِن لم يسكن الوجع فاكوه وكيه ان تكويه كَيَّة على الورك حَيْثُ يحس بالوجع وَفِي الفخذين حَيْثُ يحس بالوجع ذَاهِبًا مَعَ ذهَاب الوجع وَفِي السَّاق كَيَّة حَيْثُ يحس بالوجع فِي الْجَانِب الوحشي وكية تَحت الكعب وكية دقيقة عميقة فِي رَأس الْأصْبع الصُّغْرَى فانه يبرأ. فان لم يسكن وَاشْتَدَّ الْأَمر فشق عَنهُ وعلقه بصنارة واقطعه بترا واكوه حَتَّى يَنْقَطِع اكثره فانه يبطل وَجَعه وَإِذا كويت فَلَا تلحمه بل ضع عَلَيْهِ ادوية مقرحة لتبقى آثَار الكي مُدَّة طَوِيلَة. المشبكة قَالَ: والرياح الَّتِي تشبك)
الْإِنْسَان فِي الظّهْر والمفاصل اجلسه فِي حُفْرَة قد احميت حَتَّى يسيل مِنْهُ الْعرق فَهُوَ بُرْؤُهُ.
الاختصارات قَالَ: وجع المفاصل يكون أما من دم قد اسخنته الصَّفْرَاء أَو من بلغم قد سخن ولطف اَوْ من مرّة سَوْدَاء قد سخنت. قَالَ: وَلَا يكَاد يُصِيب النِّسَاء وَلَا الصّبيان وَلَا الخصيان واما النِّسَاء فلبرد امزجتهن وتنقيتهن بالطمث وَأما الصّبيان فَلِأَن التَّحَلُّل مِنْهُم كثير فيفش الحرارات وَأما الخصيان فلبرد امزجتهم لَا يسخن دمهم وَلَا بلغمهم وَلَا يتَوَلَّد فيهم سَوْدَاء. واذا هَاجَتْ فِي الصَّيف وَالربيع أسْرع انقضاؤها وبالضد. قَالَ: اسْقِ فِي الحارة طبيخ الهليلج والخيارشنبر بعد الفصد ثمَّ اسْقِهِ مَاء الْجُبْن وَفِي الْبَارِدَة طبيخ السورنجان والشيطرج ثمَّ المعجونات الحارة والأضمدة الحارة. قَالَ: عرق النسا افصده اولا بَين خنصر الرجل والبنصر واسقه نَقِيع الْبر ودهن الخروع ثمَّ خُذ فِي الْمِيَاه والحمات المحللة فان سكن وَإِلَّا فالحقن فان سكن وَإِلَّا فالقيء. لى (الف ج) يرى أَن الفصد نَافِع على كل حَال لِأَن ذَلِك الْعرق يقل امتلاؤه من أَي خلط كَانَ امْتَلَأَ.
ابْن ماسويه لوجع الظّهْر: يدهن بدهن الْقسْط المر مَعَ الميعة السائلة وَيجْعَل فَوْقه قرطاسا وَيلْزمهُ اياما ويسقي مَاء الحمص الْأسود اَوْ يحقن بدهن الخروع على مَاء الحسك والحلبة ودهن السوسن. أَو يشرب لَهُ دِرْهَم سكبينج وبزر كرفس أَو يشرب حب الشيطرج أَو يشرب الْخبث بمخيض الْبَقر.
ابْن ماسويه: أَجود دَوَاء للنقرس معجون هرمس وَكَذَلِكَ الورك. قَالَ: فَمن أدمن عَلَيْهِ برأَ برءا تَاما كَامِلا. وَقَالَ: تكون أوجاع المفاصل أما من دم حاد أَو بلغم فأبدأ فِي علاج الدموي بالفصد أَولا ثمَّ بالإسهال بِمَا أشبه ذَلِك ثمَّ بعد ذَلِك اسْقِ مَاء الْبُقُول وَمَا يطفىء حِدة الدَّم. لى اسْقِ نَقِيع التَّمْر الْهِنْدِيّ وَمَتى يَبِسَتْ الطبيعة فَاجْعَلْ فِي مَاء الْبُقُول خيارشنبر واسقه لتَكون الطبيعة منطلقة وأطمعه الْبُقُول والفراريج. وَأما البلغمي فَإِنَّهُ يعتري الرطوبين والمشايخ وورمه بلون الْجَسَد فأسهله بحب المنتن والشيطرج والقيء وَالْحمام والتمريخ(3/471)
بالأدهان الحارة ويغلى ورق الباذنجان وَيقْعد فِي مائَة. لى هاج بحار لنا صفراوي الزاج وجع النقرس فِي رجله ففصدته فسكن عَنهُ وَصَارَ فِي الرجل الْأُخْرَى ففصدته بعد أَرْبَعَة أَيَّام فسكن أَكْثَره ثمَّ غذوته بالعدس والخل حَتَّى سكن كل مَا كَانَ بِهِ فِي ثَلَاثَة أَيَّام وبرأ برءا تَاما. والعدس والخل جيدان فِي هَذِه لِأَنَّهُمَا يغلظان الدَّم جدا وَيصْلح لَهُم فِي الصَّيف عدسية صفراء بِقطع القرع.)
السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ: تبين فِي وجع المفاصل كَثْرَة الْمَادَّة فان كَانَت كَثِيرَة فَلَا تقدم على تبريد الْموضع بالأضمدة دون الاستفراغ وَإِلَّا انحصرت الْمَادَّة وهاجت وجعا شَدِيدا. لى يسْتَدلّ على ذَلِك مَتى علمت إِن الورم حَار وَوضعت الأضمدة المبردة فَزَاد الوجع فَاعْلَم انه قد زَاد التمدد فاستفرغ ثمَّ عد إِلَيْهَا. وَمَتى كَانَ الوجع حارا فِي الْغَايَة فِي الْكَيْفِيَّة دون مَادَّة أَو من كَثْرَة الأخلاط أَو من غلظها وَذَلِكَ إِن التبريد من شَأْنه تكشيف السطوح من خَارج فيزيد فِي تمدد الْعُضْو ويمنعه التَّحْلِيل وَيزِيد فِي الوجع. لى لذَلِك يجب إِن يعالج هَذَا بخرق مبلولة تلفهَا فَوق الْعُضْو.
قَالَ: الاحتراق فِي الشَّمْس وأوجاع النقرس إِذا كَانَ الْفَاعِل لَهما مَادَّة رقيقَة حارة فَيحْتَاج إِلَى التبريد الشَّديد للعضو نَفسه. لى قد يكون فِي المفاصل تلهب شَدِيد بِلَا ورم وَهَؤُلَاء لَا يَحْتَاجُونَ إِلَى الاستفراغ بل إِلَى المطفيات والأطلية. وَمَتى غلظ الْأَمر فليسهل صفراء.
بولس صفة الدَّوَاء الْمَعْمُول بِرَجُل الْغُرَاب يعْمل عمل السورنجان وَهُوَ جيد للمعدة: زنجبيل دِرْهَم فلفل نصف دِرْهَم غاريقون خَمْسَة دَرَاهِم لب القرطم دِرْهَمَانِ أصل رجل الْغُرَاب ثَلَاثَة دَرَاهِم الشربة ثَمَانِيَة عشر قيراطا. وَمن كَانَ يَابِس الطبيعة يشرب (ألف ج) ثَلَاثَة وَعشْرين قيراطا يخلف سَبْعَة مجَالِس ويستحم بعده وَيَأْكُل خبْزًا وبيضا فَإِنَّهُ بَالغ.
صفة دَوَاء البسد قَالَ: معنى البسد هَهُنَا إِنَّمَا هُوَ زهر الخيري الْأَحْمَر الزهر وَهُوَ يُسمى البسد وَهَذِه صفته: تَرَبد فاوانيا مر سنبل أوقيتان من كل وَاحِد ساذج هندي أُوقِيَّة قرنفل خَمْسَة عشر حَبَّة خيري أَحْمَر الزهر الْمُسَمّى بالبسد نصف أُوقِيَّة زراوندان بِالسَّوِيَّةِ ثَمَان أَوَاقٍ الشربة سِتَّة قراريط كل يَوْم بعد انهضام الطَّعَام نعما وَيجب أَن يبْدَأ فِي شربه من الاسْتوَاء الخريفي وَيُؤْخَذ مِنْهُ إِلَى خمسين يَوْمًا ثمَّ يقطع خَمْسَة عشر يَوْمًا يفعل ذَلِك أبدا حَتَّى تتمّ ثَلَاث مائَة وَخَمْسَة وَسِتُّونَ يَوْمًا وَيمْتَنع من شربه فِي جَمِيع الْأَيَّام الحارة عِنْد طُلُوع الْكَلْب لأربعة وَعشْرين يَوْمًا تمْضِي من تموز إِلَى انسلاخ آب وَيتْرك اللَّحْم وخاصة الغليظ والمالح والنمكسود والمري والسلق والجزر والنعنع والقثاء والبطيخ وَبِالْجُمْلَةِ كل مَا يُولد خلطا مائيا أَو غليظا وليترك الشَّرَاب وخاصة الْأسود وَلَا يكثر مِنْهُ إِن لم يكن بُد ويستحم كل يَوْم ويرتاض بِالْمَشْيِ أَو الرّكُوب ويتجنب الْغَضَب. وَمن كَانَت طَبِيعَته أميل إِلَى اليبس فَإِنَّهُ إِن تدبر تدبيرا أوسع من ذَلِك لم يضرّهُ لَهُ.)(3/472)
بولس: طلي بعر الْمعز بالخل الثقيف على ورك صَاحب عرق النسا يعْمل عمل الْخَرْدَل بل هُوَ أفضل مِنْهُ لَهُ. أوريباسيوس قَالَ: الَّذين تعرض لَهُم أوجاع المفاصل مَعَ حرارة فأسهلهم فِي الرّبيع المحرور صفراء وَإِذا كَانَت بِلَا حرارة فأسهلهم كيموسات نِيَّة أَعنِي الخام.
بولس وَقَالَ أوريباسيوس: قَالَ جالينوس أَنا أسْتَعْمل الأضمدة المحمرة فِي علل النقرس إِذا لم يكن هُنَاكَ تحجر. قَالَ: يُؤْخَذ زَيْت عَتيق فيطبخ حَتَّى يغلط ثمَّ ينثر عَلَيْهِ نطرون ويخلط بِهِ وَيُوضَع على المفاصل لى عِنْد التَّحْلِيل.
مسوح لعرق النسا قوي الْفِعْل: فربيون أُوقِيَّة فلفل سِتّ أَوَاقٍ نطرون خَمْسَة أَوَاقٍ مرزنجوش أوقيتان عَاقِر قرحا أَربع أَوَاقٍ كندس مثله يجمع بشمع وزيت عَتيق وضمد بِهِ أَو مسح بِهِ وَهُوَ رَقِيق حَتَّى يتنقط يُزَاد فِيهِ ميويزج وتفسيا فَإِنَّهُ يجذب من عمق المفاصل بِسُرْعَة. قَالَ: وَهَذِه هِيَ الْأَدْوِيَة الْمُغيرَة للمزاج.
أوريباسيوس قَالَ: هَذَا دَوَاء فَاضل للنقرس وعرق النسا وَبِالْجُمْلَةِ لأوجاع المفاصل مَتى أدمن شربه سنة يلطف جَمِيع الْحَواس بِرِفْق وينفض الفضول كلهَا بالبول: يُؤْخَذ كمادريوس وكمافيطوس من كل وَاحِد تِسْعَة قنطوريون ثَمَانِيَة زرواند طَوِيل سَبْعَة جنطيانا لَا ثقب فِيهِ سِتَّة هيوفاريقون خَمْسَة بطراساليون ثَلَاثَة فوّ وَاحِد موّ وَاحِد راوندصيني اثْنَان غاريقون وَاحِد عسل ثَمَانِيَة عشر اجمعها بعد النّخل بالحرير بالعسل وَاجْعَلْهَا أقراصا يكون زنة القرص درهما وليشرب فِي السَّاعَة الثَّالِثَة من النَّهَار بعد التغوط وَإِلَّا يكون فِي الهضم تَقْصِير قرصا وَاحِدًا بقوانوس من المَاء الْحَار. وَيسْتَعْمل الْمَشْي وَالرُّكُوب ويبتدئ فِي شربه من الشتَاء وَلَا يَأْكُل بعد ثَلَاث سَاعَات وَلَا يشرب مَعَ فَسَاد الهضم وَلَا فِي الْأَيَّام (ألف ج) الحارة وَيتم شربه بِثَلَاث مائَة وَخمْس وَسِتِّينَ يَوْمًا وَيكون غذاؤه لطيفا جدا.
وَقَالَ أوريباسيوس: أَنا أرى للَّذين بهم وجع المفاصل أَن يَأْكُلُوا الكرنب فَإِن لَهُ خَاصَّة فِي مضادة هَذَا الْمَرَض.
قَالَ: وليشرب العليل بعد الطَّعَام بِقَلِيل مزاج مَاء. لى أَنِّي أرى أَن العدس والكرنب وحماض الأترج وَجَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تضَاد الْخمار وتغلظ الدَّم نافعة فِي أوجاع المفاصل بِأَنَّهَا تمنع النَّوَازِل لَا بِأَنَّهَا تدفع الْخَلْط. وَقَالَ: ضماد يحل الورم الصلب الَّذِي يبْقى فِي المفاصل: يُؤْخَذ أصل الخيري فيسحق بخل وتضمد بِهِ هَذِه الأورام الصلبة فِي المفاصل فَيذْهب بهَا أَو رماد)
الكرنب وشحم عَتيق يذهب بِهِ.
قَالَ: وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي تخلص من هَذِه الْعلَّة إِذا أزمنت فأسهلها بِهَذَا: كمادريوس رَطْل جنطيانا سبع أَوَاقٍ زراوند مدحرج تسع أَوَاقٍ بزر السذاب رَطْل وَنصف وينخل وَيُعْطى على الرِّيق ملعقة بعد الهضم الْجيد بقوانوس من المَاء الْبَارِد فَهَذَا هُوَ الدَّوَاء الَّذِي يعْمل من(3/473)
أَرْبَعَة أدوية. وَله آخر يعْمل من تِسْعَة أدوية وَهَذِه صفته: أوفاريقون أُوقِيَّة قنطوريون ثَلَاث أَوَاقٍ كمافيطوس ثَلَاث أَوَاقٍ جنطيانا خمس أَوَاقٍ زراوند مدحرج أُوقِيَّة غاريقون ثَلَاث أَوَاقٍ بطراساليون أُوقِيَّة عسل جيد خَمْسَة أَرْطَال يسحق ويعجن بِهِ الشربة مِثْقَال بقوانوسين مَاء.
قَالَ: وَيمْنَع من حُدُوث النقرس أَن يسحق الْملح بالزيت ويمرّخ بِهِ طول عمره غدْوَة وَعَشِيَّة إِلَّا أَن يكون بِهِ سوء مزاج بَارِد وَيسْتَعْمل أَيْضا فِي وَقت انحطاط الْعلَّة ونقصانها.
فِي الترياق إِلَى قَيْصر قَالَ: الْأَدْوِيَة الَّتِي تشرب للنقرس إِنَّمَا هِيَ أدوية تمنع من انحدار الْفضل إِلَى الْقَدَمَيْنِ وَلَا تسْتَعْمل إِلَّا بعد استفراغ مَادَّة الْعلَّة وَلذَلِك لست أرى اسْتِعْمَال هَذِه لِأَنَّهَا رُبمَا جعلت الْمَادَّة فِي عُضْو شرِيف فقد رَأَيْت خلقا كثيرا لما شَرِبُوهَا حصل الْفضل فِي رئاتهم وأكبادهم وَقُلُوبهمْ فماتوا لَكِن أدمن على الترياق بعد التنقية فَإِنَّهُ يستأصل الوجع بِإِخْرَاجِهِ مادته بالتحليل عَن الْبدن.
تياذوق قَالَ: وجع الظّهْر من جنس وجع المفاصل وَمن تِلْكَ الْمَادَّة تكون فاعتمد على الأضمدة والأدهان المسخنة كدهن السذاب ودهن الفسط والفربيون والأضمدة المتخذة بالخندروس والصموغ والحقن الحارة والإسهال بِمَا يخرج البلغم وتلطيف التَّدْبِير لِأَنَّهُ فِي الْأَكْثَر يكون من أخلاط فجة. وَقد يكون فِي بعض الْأَحَايِين من الْحَرَارَة فينفع مِنْهُ فصد الرّكْبَة وضد هَذَا التَّدْبِير.
فليغريوس من رسَالَته فِي النقرس قَالَ: وَقد يكون ضرب من النقرس من يبس العصب مَعَ رُطُوبَة قَليلَة مؤذية لَطِيفَة لذاعة وشفاء هَذَا النَّوْع الْحمام الدَّائِم. قَالَ: وَيذْهب بورم الْقَدَمَيْنِ الأدهان الحارة وَالْملح والدلك.
وَمن رسَالَته فِي عرق النسا قَالَ: يعسر علاجه إِذا عرض فِي الشتَاء وَفِي الأمزجة الرّطبَة اللحمة وَفِي الورك الْأَيْسَر. قَالَ: وَلَا تضمد بالأضمدة الحارة قبل استفراغ الْجِسْم وَإِلَّا جذبت إِلَيْهِ (ألف قَالَ: فافصد فِي الْيَد الْمُقَابلَة وقيئه ثمَّ ضع عَلَيْهِ الأضمدة الحارة واكوه على مَا أصف واحقنه)
بِالَّتِي تمشي الدَّم كالقنطوريون والحنظل وقثاء الْحمار حَتَّى يخرج الدَّم فَإِذا خرج الدَّم فاحقنه بِشَيْء لين يسكن عَنهُ اللذع فَإِن سكن وَإِلَّا فَعَلَيْك بالأضمدة الحارة والقيء وأبدأ بِهَذَا الطبيخ: اطبخ ثافسيا فِي المَاء حَتَّى يَأْخُذ قوته ويغلظ المَاء ثمَّ بل فِيهِ صوفة وألزمه الورك وَهُوَ حَار ودعه سَاعَة بِقدر مَا يبرد وَأعد فعل ذَلِك حَتَّى يحمر ثمَّ خُذ قِطْعَة رق بِقدر الورك فأسخنها حَتَّى يذوب زفته والزقه عَلَيْهِ ودعه خَمْسَة أَيَّام أَو أسبوعا ثمَّ خُذْهُ فَإِنَّهُ بُرْؤُهُ فَإِن نفع ذَلِك وَإِلَّا فضع عَلَيْهِ الْخَرْدَل حَتَّى يتنقط فَإِنَّهُ يُبرئهُ. وَقد يكون كَذَا: تدير حول الورك عجينا ويملأ ملحا مسلوقا وَيصب عَلَيْهِ زَيْت فاتر ثمَّ أَشد مِنْهُ حَتَّى يصب مَا لَا يصبر عَلَيْهِ ثمَّ نحّه وادلكه بذلك الْملح دلكا نعما. لى خير الْأَشْيَاء هَهُنَا مرهمنا الْأسود الَّذِي(3/474)
يقرح فاعتمد فِي هَذِه كلهَا عَلَيْهِ فَإنَّك لَا تحْتَاج إِلَى غَيره الْبَتَّةَ ويغنيك عَن الكي وَغَيره فَإِنَّهُ ينفط لَك الْموضع من سَاعَته وَإِذا نفطه فاثقب النفاطات وانثر عَلَيْهِ المجففات فَإِن برِئ وَإِلَّا فإعد عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يُبرئهُ.
فليغريوس: أقسم بِاللَّه مَا يعالج بِهَذَا الدَّوَاء أحدا إِلَّا برِئ وينفع مِنْهُ أيارج روفس والترياق الْكَبِير فاعتمد عَلَيْهِ وَكَذَلِكَ اعْتمد على أيارج روفس.
الْكِنْدِيّ: السورنجان نَفعه تسكين الوجع فِي وَقت النّوبَة لَا تَقْدِيمه للِاحْتِرَاز لِأَن خاصته منع قسطا فِي كِتَابه فِي اسْتِحَالَة الأخلاط قَالَ: أخذت من عصارة قثاء الْحمار جزءين وزيتا عتيقا جُزْءا فطبخته حَتَّى بَقِي الزَّيْت فمرخت بِهِ صلب رجل فِيهِ ريح مزمنة فورم ثمَّ برأَ الْبَتَّةَ وَهُوَ عَجِيب للركبة وكل مَوضِع يحْتَاج أَن يسخن. لى اعْمَلْ بدلة طبيخ الحنظل.
التَّذْكِرَة للنقرس من عمل الراهب: سورنجان ثَلَاثُونَ شَحم الحنظل عشرَة يطبخان بِخَمْسَة عشر رطلا من مَاء حَتَّى تبقى ثَلَاثَة أَرْطَال مَاء ويسقى مِنْهُ كل يَوْم ثَلَاث أَوَاقٍ بسكر فَإِنَّهُ عَجِيب.
الْكَمَال: مَتى وجد فِي عرق النسا اشتعال وحرارة وامتلاء الْعُرُوق فليفصد وَإِلَّا فَلَا وليعالج بالإسهال والقيء. لى لِأَن هَذِه الأغذية تكْثر مِنْهَا فضول غير مستحيلة إِلَى الدَّم فَتكون مَادَّة إِلَى الْفضل الَّذِي تَدْفَعهُ الْأَعْضَاء.
المنجح طبيخ الهليلج نَافِع لوجع المفاصل البلغمي والدموي الغليظ: إهليلج أصفر خَمْسَة عشر مِثْقَالا شاهترج عشرَة بزر كرفس وبزر رازيانج وانيسون ومصطكى وقرنفل وفوة الصَّبْغ وسورنجان وبوزيدان مِثْقَال مِثْقَال يطْبخ بِسِتَّة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ويصفى وَيُؤْخَذ) مِنْهُ أَربع أَوَاقٍ فيذاب فِيهِ دِرْهَم تَرَبد وَنصف دِرْهَم من الإيارج.
من كتاب روفس فِي أوجاع المفاصل قَالَ: أَصْحَاب وجع المفاصل مَتى تعبوا تعبا شَدِيدا وتمددت عضلاتهم جدا أدهم ذَلِك إِلَى النقرس فأجعل رياضتهم معتدلة. لى قد رَأَيْت الَّذين بهم وجع المفاصل يهيج (ألف ج) عَلَيْهِم إِذا تعبوا وَإِنَّمَا يكون ذَلِك لِأَنَّهُ ينصب إِلَيْهَا شَيْء خَاصَّة إِذا كَانَ الْجِسْم ممتلئا لِأَن المفاصل تتعب كثيرا فِي الْحَرَكَة وَلَا شَيْء أَنْفَع لَهُم من الْحَرَكَة وَلَكِن يَنْبَغِي أَن يتدرجوا إِلَيْهِ قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يحمل أحد مِنْهُم نَفسه على مل لم يعتاده مِنْهُ ضَرْبَة لَكِن يعْتَاد قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ إِذا تدرج فِيهَا احْتمل الشَّدِيدَة وَذهب أصل الوجع الْبَتَّةَ.
قَالَ: وَيجب أَن يتْركُوا الْجِمَاع وَالْحمام فَمَتَى استحموا فالحمات إِلَّا فِي الْحر الشَّديد وَحين يكون وجع المفاصل خَرِيفًا فَإِنَّهُ يجب أَن يستحم بِمَاء عذب. قَالَ: وينفعهم الْحمام الْيَابِس والدفن فِي الرمل وَوصف الْحمام الْيَابِس ومدحه قَالَ: وليحذروا الأغذية الرّطبَة السريعة الْفساد. قَالَ: واللحوم كلهَا تَضُرهُمْ لِأَنَّهَا رطبَة كَثِيرَة(3/475)
الْغذَاء فَلْيقل مِنْهُ وَيَأْكُل أيبسها. لى لِأَن هَذِه الأغذية يكثر مِنْهَا فضول غير مستحيلة إِلَى الدَّم فَتكون مَادَّة للفضل الَّذِي تَدْفَعهُ الْأَعْضَاء.
قَالَ: وَإِذا كَانَ فِي المفاصل ورم حَار فليمنع اللَّحْم وَالشرَاب والرياضة وَالْحمام وأسهلهم وغذهم بالبقول ونقّ الْجِسْم قبل الرّبيع وقيئهم قبل هيج الْعلَّة وَقبل أَن تسخن الأخلاط وترق وتسيل إِلَى المفاصل وَفِي الخريف أَيْضا.
قَالَ: يَحْتَاجُونَ إِلَى مَا يسهل الْمرة والبلغم وأسهلهم بالخربق الْأسود وَالصَّبْر والبسبايج لِأَنَّهَا تحدر بلغما وَمرَّة والحنظل مُوَافق لَهُم. قَالَ: والأدوية المدرة للبول تستأصل هَذِه الْعلَّة وَمن اعتادها فَلَا يَدعهَا ضَرْبَة بل قَلِيلا قَلِيلا مَعَ زِيَادَة فِي الرياضة وَقلة من الْغذَاء لِئَلَّا يجْتَمع الْفضل وَقد ذهبت عاديته أَن ينصب إِلَى المفاصل فَيصير إِلَى عُضْو رَئِيس فَإِن رجلا كَانَ شرب من هَذِه لما برأَ من وَجَعه ترك شربه بَغْتَة فأسكت.
قَالَ: وأفصد مِنْهُم كل من يجد فِي مفاصله حرارة فَأَما من يجد برودة فاكوه فَإِنَّهُ يجفف الْفضل نعما. قَالَ: وضع الأضمدة الْمَانِعَة فَوق الْموضع إِذا أردْت أَن تمنع وَذَلِكَ بعد الإفراغ فَإِن كَانَ فِي الْقدَم فعلى السَّاق فَإِن كَانَ فِي مفصل الزند فعلى الذِّرَاع. قَالَ: وَلَا تسْتَعْمل التَّعَب الْبَتَّةَ فِي أوجاع المفاصل الحارة وَلَا تتركه فِي الْبَارِدَة وضماد الْخَرْدَل فِي الْبَارِدَة بعد الاستفراغ)
عَجِيب وَلَا تقربه فِي الحارة. لى قد يطلى عفص وسورنجان وطين أرمني فَوق العضل فَيمْنَع النزلة الْبَتَّةَ. قَالَ: ط وَلَا تعطهم بقولا وَلَا فَاكِهَة رطبَة إِلَّا حِين يزمعون على الْقَيْء هَذَا لأَصْحَاب أوجاع المفاصل الْبَارِدَة.
الْكَامِل لِابْنِ ماسويه قَالَ: ينفع من عرق النسا غَايَة النَّفْع أَن يطْبخ الْحَرْف ويحقن بِمِائَة قدر نصف رَطْل أَو يطْبخ الْحَرْف والحنظل وأصل الْكبر والقنطوريون وقشر الحنظل وقثاء الْحمار وشيطرج وفوة ويحقن بِالْمَاءِ فَإِنَّهُ عَجِيب ويضمد الورك بالثفل.
من كتاب فليغربوس فِي النقرس قَالَ: إِذا كَانَ يهيج وجع بِلَا ورم مَعَ حرقة شَدِيدَة وحرارة مفرطة فاترك التَّعَب والأشياء المسخنة وَعَلَيْك بالمبردة المقوية المسكنة كالقطف وَالْخيَار وَنَحْوهمَا لِأَن ذَلِك من الصَّفْرَاء ودع السهر والحزن وَبِالْجُمْلَةِ (ألف ج) كل مَا يحد المزاج وأسهل الصَّفْرَاء وألزم النّوم بعد الْغذَاء الْجيد وَالْحمام بِالْمَاءِ العذب الفاتر مَرَّات فِي الْيَوْم يدْخل فِيهِ وَيصب عَلَيْهِ. قَالَ: والكثمري جيد للنقرس فَأَما سواهُ من الْفَاكِهَة فردي. قَالَ: واشرب اللَّبن وكل الْجُبْن الطري. لى قد يكون نَحْو من أوجاع المفاصل يحْتَاج فِي علاجه إِلَى ترطيب الْجِسْم فَقَط.
قَالَ: واحفظ الدَّم على اعتداله فَمَتَى سخن فبادر بإسهال الصَّفْرَاء خُذ من السقمونيا كعظم الباقلي مَعَ شَيْء يسير من الْملح فِي السّنة مرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا بِقدر حَاجَتك وَتقدم بذلك قبل(3/476)
نوبَة الوجع فَإِنَّهُ أما أَن لَا يهيج وَإِمَّا أَن يكون ضَعِيفا وَهَذَا علاج النقرس الْعَارِض مَعَ حرارة وحرقة شَدِيدَة بِلَا ورم وتوضع على الْقدَم فِي حَال الوجع بزر قطونا والرجلة ودهن ورد وأفيون ويبروج تطليها عَلَيْهَا بخل فَإِنَّهَا عَجِيبَة وَمَتى مَا تعبت أَو تحركت فبادر إِلَى الْقَدَمَيْنِ بالتبريد قَالَ: وَلَا تفصد فَإِن هَذَا لَيْسَ من الدَّم ولآن مَعَ الدموي ورما إِلَّا أَن تَجِد ممتلئا وَعَلَيْك بالتنطيل بِالْمَاءِ العذب ودهن الْورْد وشمع والعصارات الْبَارِدَة تسكن الحرقة والحرارة.
قَالَ: ودهن البابونج يسكن الوجع الْكَائِن من التَّعَب فِي المفاصل فادهن بِهِ المفاصل. كَانَ رجل من أصدقائي يُصِيبهُ النقرس الْحَار فَإِذا لطخه بالصندل وَنَحْوه اشْتَدَّ الوجع عَلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ يحس بِأَنَّهُ يتَأَذَّى بِشدَّة قبضهَا وَكَانَ وَجَعه يسكن إِذا طليته بالمغاث والأفيون والشمع ودهن الْورْد.)
من السَّابِعَة من قاطاجانس مسوح يتمسح بِهِ كل يَوْم للنقرس فيحفظ مِنْهُ: ملح نفطي شب يماني دردي الشَّرَاب يسحق بِزَيْت عَتيق ويرقق بِهِ ويتمسح بِهِ.
ابْن سرابيون قَالَ: مِمَّا يُولد النقرس كَثْرَة التخم والراحة الطَّوِيلَة وَالْجِمَاع المفرط الْكثير وَترك الاستفراغات والمزاج الْبَارِد بالطبع أَو بِالْعرضِ وَالْحمام وَالْحَرَكَة بعد الْغذَاء وَبِالْجُمْلَةِ جَمِيع مَا يسيء الهضم ويولد خلطانيا وَالشرَاب الْكثير وَالسكر الدَّائِم يهيجان النقرس وَالشرَاب الصّرْف قبل الْغذَاء يهيجه لِأَن الشَّرَاب مضاد للعصب والنقرس يتناسل.
قَالَ: ومفاصل الْأَوْرَاك وَالرجل إِذا ألحت عَلَيْهَا هَذِه الْعلَّة وأدمن لم ترجع إِلَى الْحَال الطبيعية وَأما سَائِر المفاصل فَإِنَّهَا رُبمَا بَرِئت برءا تَاما وخاصة إِذا كَانَت الْمَادَّة دموية وَإِن بَرِئت الْأَوْرَاك وَالرجل فَإِنَّهَا تعود سَرِيعا لأدنى عِلّة ويستدل على الْمَادَّة من الْأَسْبَاب المتلثمة وَمن لون الورم وحاله وَجُمْلَة علاج هَذِه هُوَ استفراغ ذَلِك الكيموس.
فِي عرق النسا قَالَ: إِذا كَانَ من دم غليظ فَإِنَّهُ يبرأ من فصد عرق النسا.
قَالَ: وَينْتَفع بِهَذَا الْعرق أَكثر من الصَّافِن لِأَن هَذَا الْعرق غائص غائر وَهَذِه الْمَادَّة غائصة غائرة فَانْظُر إِن احْتمل العليل أَن تَمنعهُ الْغذَاء يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ثمَّ تفصد هَذَا الْعرق فَإِن نَفعه حِينَئِذٍ يعظم جدا ويسكن عَنهُ من سَاعَته فَبعد الفصد أسهل الْخَلْط الْغَالِب بِمَا يُخرجهُ فَإِن سكن وَإِلَّا فاحقنه بِهَذِهِ الحقنة وَهِي ماهودانه شواصرا قنطوريون (ألف ج) دَقِيق زراوند أصل الْكبر خربقان حرمل وسورنجان عَاقِر قرحا حنظل مازريون لب القرطم شب يطْبخ نعما وَيُؤْخَذ من مَائِهَا رَطْل وَيصب عَلَيْهِ من دهن الناردين زنة أوقيتين ويحقن بِهِ فاترا فَإِن وجد مِنْهَا تلهبا فاحقنه بعْدهَا بحقنة مطفئة وكمد المقعدة كي تبقى الحقنة مُدَّة طَوِيلَة فَإِن شَأْن هَذِه الحقنة أَن تخرج رطوبات مخاطية وَرُبمَا خرج مَعهَا شَيْء من الدَّم فيعظم نَفعه فاطل الورك بعد ذَلِك بِهَذَا: ورق الْغَار عشْرين عَاقِر قرحا خَمْسَة قسط سَبْعَة حرف أَرْبَعَة بورق ثَلَاثَة يدق وينخل ويذاب نصف رَطْل من الزفت الرُّومِي بأوقيتين من دهن الياسمين يخلط ويطلى بِهِ(3/477)
قرطاس وَيلْزم الورك أَو خُذ صُوفًا نقيا فشربه دهن سذاب ثمَّ انثر عَلَيْهِ بورقا وعاقر قرحا ورش عَلَيْهِ خلا وشده على الورك فَإِن لم ينقص بعد بالعلاج أَعنِي بالإسهال والحقن مرَارًا فَإِنَّهُ ينقص بعد أَن تريحه فِيمَا بَينهَا والقيء عَظِيم النَّفْع فِي هَذَا الوجع فَاسْتَعْملهُ أَولا بعد الطَّعَام ثمَّ بالأدوية إِذا يعود ذَلِك فَإِن بلغ الْأَمر إِلَى أَن يتخوف على العليل أَن يقلب الرمانة من موضعهَا)
وتنخلع الورك فاكوه فِي ثَلَاثَة أَو فِي أَرْبَعَة مَوَاضِع وَلَا تدعها تَبرأ سَرِيعا بالأدوية لينصب مِنْهَا صديد كثير ولطف تَدْبيره وَاحْذَرْ عَلَيْهِ الامتلاء وَالسكر المفرط وَالْجِمَاع وَالْحَرَكَة بعد الطَّعَام أَو كلما يُولد خلطا نيا.
قَالَ: إِذا كَانَ وجع المفاصل دمويا فابدأ بالفصد على جَمِيع الْأَحْوَال ثمَّ إِن كَانَ الدَّم مَعَ ذَلِك رديا فأسهل بِمَا يخرج الْخَلْط الْغَالِب فِيهِ ثمَّ ضمد بضماد حَيّ الْعَالم الْمَوْصُوف فِي بَاب الورم الْحَار وينفع مِنْهُ أَن تَأْخُذ ورق الكرنب المسلوق المدقوق مَعَ صفرَة الْبيض الني ودردي الْخمر أَو خل خمر فَإِن دردي الْخلّ هَهُنَا أَجود من الْخلّ وَقد جربنَا فَرَأَيْنَا بزر قطونا إِذا ضرب بدهن ورد وخل وَوضع عَلَيْهِ وَبدل مَتى فتر فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تسكين الوجع والخطمي مَتى ضرب بالخل وَوضع عَلَيْهِ وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فِي ذَلِك الْحَال اسْتعْمل المخدرة بِمِقْدَار مَا يسكن الوجع فَإِذا سكن فانتقل عَنهُ لِأَنَّهُ يحدث مَتى طَال اسْتِعْمَاله عسر حركات العضل فَإِن حدث عَنْهَا عسر الْحَرَكَة فَخذ الدياخيلون وأدقة بدهن البابونج واطله عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يحدث هضما وَيرد الْحَرَارَة وَأما النقرس الْحَادِث عَن الصَّفْرَاء فابتدئ بإسهال الصَّفْرَاء ثمَّ بترطيب الْبدن وتسكين الحدة واللذع بالأغذية الْبَارِدَة الرّطبَة والأطلية الَّتِي تعالج بهَا الْحمرَة وأسهل مَرَّات كَثِيرَة وأجود مَا تسهل بِهِ الشَّرَاب الْمُتَّخذ من الْورْد وَالسكر والقمونيا الْمَعْرُوف بشراب الْورْد المقوي وجوارش السفرجل ولتكن الأضمدة والأطلية مبردة مرطبة والغذاء وَالْحمام بِالْمَاءِ الْبَارِد العذب وَهَذَا هُوَ مثل الْحمرَة وعلاجها وَإِن اضطررت فَاسْتعْمل المخدرة فَأَما البلمغي فاستفرغ البلغم مَرَّات بالقيء أَكثر وبالمسهل والحقن القوية الَّتِي ذكرت (ألف ج) فِي بَاب عرق النسا واعطه حب السورنجان والشيطرج والمنتن وَحب النجاح أَجودهَا مَرَّات واعطه بعد ذَلِك معجون هرمس وَاعْتمد على إدارة الْبَوْل دَائِما ودق الكبريت وَضعه عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يعظم نَفعه ودقيق الشليم الْمَطْبُوخ بِالشرابِ المخبص بدهن الناردين ودهن السذاب فِي الانحطاط فإمَّا مَاء البابونج والحرمل وإكليل الْملك وَنَحْوهَا فَإِنَّهُ نَافِع فِي الانحطاط وانفع مَا اسْتعْمل فِي النقرس البلغمي الفربيون والعاقر قرحا والنطرون إِذا خلطت بالقيروطي وَغَيره وَإِن كَانَ الوجع لَا يسكن بالأضمدة فَعَلَيْك بِهَذِهِ النطولات بطبيخ خل ثَقِيف جدا مَعَ حاشي وصعتر وفودنج وحرمل وورق الْغَار وأصل الْكبر وقنطوريون وبابونج وإكليل الْملك ثمَّ يصفى ونطل عَلَيْهِ مَرَّات كَثِيرَة وَإِن رَأَيْت الورم يصلب فَلَا تلح بالتحليل وأسهل السَّوْدَاء وَرطب الْعُضْو بالملينة ثمَّ حلل على هَذَا أبدا. فَإِن)
كَانَ النقرس من أخلاط مُخْتَلفَة فَإِن دلائله تختلط وتشتبه فَلَا(3/478)
ينْتَفع بالأدوية وَرُبمَا لم ينْتَفع بِمَا كَانَ انْتفع بِهِ مرَارًا وَهُوَ أعظم دَلِيل على أَن الْمَادَّة مختلطة غير مُفْردَة فَاجْعَلْ تَدْبيره وأدويته ممتزجة بِحَسب تخمينك وَبِالْجُمْلَةِ فَمن كَانَ بِهِ نقرس بلغمي فالعماد فِي تَدْبيره على مَا يلطف ويحلل بِقُوَّة.
فِي التَّحَرُّز: توخ أَلا يكون الامتلاء فِي الْبدن واستفراغ الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ تهيج الْعلَّة وخاصة وَقت النّوبَة وَالْجِمَاع لَا يضر من كَانَ مِنْهُم يُصِيبهُ هَذِه الْعلَّة على الإمتلاء وَأما غَيرهم مِمَّن يُصِيبهُ من كيموس حَار أَو خام أَو سوداوي فيضره والرياضة تضر من كَانَ يَنَالهُ ذَلِك عَن الصَّفْرَاء وَعَن السَّوْدَاء وينفع من كَانَ يُصِيبهُ ذَلِك عَن البلغم وَالدَّم غير الْحَار وبشرط أَلا يَكُونَا من الْكَثْرَة على الْغَايَة وَمن كَانَ يُصِيبهُ الوجع عَن مواد دموية فاجتهد أَلا يمتلئ فَإِن امْتَلَأَ فافصد وَالَّذِي يُصِيبهُ من خلط بلغمي فَأكْثر رياضته ولطف تَدْبيره وسخنه واعطه أغذية ملطفة وأدمن ادرار الْبَوْل وقيئه والسوداوي رطبه وَلينه لِئَلَّا يجْتَمع فِي بدنه هَذَا الْخَلْط. وَمن اسْتعْمل نطل مَاء الْملح على تِلْكَ الْأَعْضَاء حفظهَا وَكَذَلِكَ إِن سكب عَلَيْهِ دَائِما وَكَذَلِكَ أَن ضمد الرجل بالملح المسحوق بالزيت.
قَالَ: وَالْجِمَاع فِي سَائِر الأمزجة الَّتِي تحدث النقرس ردي جدا لِأَنَّهُ يثور الْبدن ويبرده ويملأ الْأَعْضَاء الضعيفة ويجفف الْبَاقِيَة فَأَما من كَانَ يحدث بِهِ ذَلِك من امتلاء فَإِنَّهُ لَا ينكأه وَأعظم نكايته لمن كَانَ داؤه حَدِيثا. لي الَّتِي تعْمل فِي النقرس بِخَاصَّة السورنجان والبوزيدان والماهي زهره وَرجل الْغُرَاب ورعي الْحمام والقنطريون والحنظل.
قرابادين حُبَيْش لوجع الظّهْر الدَّائِم بالمشايخ والمرطوبين: أشق وسكبينج وجاوشير وأنزروت يحل فِي دهن الْجَوْز أَو دهن السذاب وَيجْعَل مَرَّات وينفع مِنْهُ الحقن المسخنة. (ألف ج) لَهُ دهن يحلل الأخلاط الراكدة فِي الرّكْبَة وَالظّهْر والمفاصل: يطْبخ شَحم الحنظل بِالْمَاءِ حَتَّى يتهرأ وَيصب على الدّهن الزَّيْت مثله ويطبخ.
قَالَ: وَيُقَوِّي الجندبادستر والميعة والفربيون ودهن الميعة يفعل ذَلِك.
مسَائِل الْفُصُول قَالَ: يحدث فِي حَال يبس الْهَوَاء الْأَمْرَاض الكائنة من احتداد الأخلاط كوجع المفاصل. لى قد يكون ضرب من وجع المفاصل إِنَّمَا سَببه احتداد الدَّم فَقَط لَا كثرته وَإِنَّمَا يكون ذَلِك لِأَن الْأَعْضَاء الرئيسة تدفع شَرّ مَا فِيهَا عَن أَنْفسهَا وعلامة هَذَا النَّوْع أَنه يلْحق)
الْأَبدَان المرارية أبدا وَفِي الْأَحْوَال الَّتِي يتدبرون فِيهَا تدبيرا يُولد الصَّفْرَاء ويتعبون ويقلون الْغذَاء ويكثرون الباه وَنَحْو ذَلِك فأقصد لهَؤُلَاء الباسليق بتعديل الأخلاط والأغذية المرطبة وَالْحمام فَإِنَّهُ برؤهم وَهَؤُلَاء ضد الَّذين تعتريهم أوجاع المفاصل من أجل كمية الأخلاط والوجع فِي أُولَئِكَ يكون للتمدد وَفِي هَؤُلَاءِ لرداءة الْخَلْط فَلَا جرم أَن الورم فِي هَؤُلَاءِ أقل وَفِي أُولَئِكَ أعظم وَقد يكون هَذَا الوجع لِاجْتِمَاع هذَيْن وَغَيرهمَا وَيجب أَولا الاستفراغ ثمَّ التَّعْدِيل. وَقَالَ فِي الْمسَائِل: مَتى يكون حُدُوث وجع المفاصل أَكثر قَالَ فِي حَالَة الْهَوَاء الْيَابِس(3/479)
الْحَار. لى طلاء عَجِيب للنقرس إِذا كَانَ حارا: قشور أصل اليبروج ومغاث وطين أرمني وأفيون وشياف ماميثا وصندل أصفر وفوفل وكافور يجمع الْجَمِيع ويتخذ أقراصا وَعند الْحَاجة يسحق ويطلي بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب أَو الخس أَو مَاء الْورْد ويلقي فَوْقه خرقَة رطبَة بَارِدَة أبدا.
السَّادِسَة من الْفُصُول قَالَ: وجع النقرس إِنَّمَا يكون الْفضل فِيهِ فِي المفاصل ويتمدد لذَلِك الرباطات الَّتِي عَلَيْهَا ويرسخ أَيْضا فِي اللَّحْم فيرم فَأَما العصب والأوتار فَهِيَ فِي هَذِه الْعلَّة سليمَة من الورم ويستدل على ذَلِك أَنه لم نر أحدا إِلَى هَذِه الْغَايَة حدث بِهِ تشنج من نقرس وَإِنَّمَا يتوجعوا لِأَنَّهَا تتمدد أَيْضا فَقَط. لى جملَة كَلَام ج فِي الميامر: يَنْبَغِي أَن يبْدَأ فِي وجع الورك إِذا كَانَ دمويا بفصد الباسليق مرَّتَيْنِ وتقليل الْغذَاء حَتَّى تعلم أَن الدَّم قد نقص فِي الْبدن وَذَلِكَ فِي عشرَة أَيَّام ثمَّ أفصد الصَّافِن أَو من مابض الرّكْبَة وَلَا تعالج هَذَا النَّوْع بأدوية تُوضَع على الورك فَأَما فِي البلغمي فأبدأ بالقيء بعد الطَّعَام ثمَّ بِلَا طَعَام وبالإسهال فِيمَا بَينهمَا وضع على الورك الْأَدْوِيَة المسكنة للوجع الْحَار مثل الشبث والبابونج وإكليل الْملك ودقيق الشّعير وَنَحْوه وَلَا تجَاوز واحقن بحقنة لينَة فَإِذا طَال السقم وأزمن فَحِينَئِذٍ اسْتعْمل الحقن الَّتِي تمشي الدَّم وَقبل أَن تعْتق الْعلَّة وَفِي وَقت يكون فِي الْبدن امتلاء وَقبل إستفراغ الْبدن بالقيء فإياك وَهِي المحللة والأطلية الخردلية والمنفطة.
لى أَجود مَا خلق (ألف ج) الله موفقا فِي هَذَا الْوَقْت يقوم مقَام الكي أَن يطلي الورك بِعَسَل البلاذر حَتَّى تصير نفاطات وتفقأ ليسيل مَاؤُهَا وتمنع أَن تندمل مُدَّة حَتَّى يسكن وجع الورك. وَهَذَا يَنُوب عَن الكي أَيْضا ويطلي على البلاذر على خرقَة وَيلْزم الْموضع ساعتين حَتَّى ينبسط ويتنفط فَإِن لم يستحكم تنفطه فأعد عَلَيْهِ. طلاء لأواخر النقرس الْحَار استخرجته على مَا فِي كتاب الترياق إِلَى قَيْصر وَيصْلح للورم الملتهب: شمع أَبيض ودهن ورد)
يذابان ويذاب شَحم البط ويصفى ثمَّ يمزج ويطلى الْموضع فَإِنَّهُ يحلل ويسكن. آخر اكثر تحليلا مِنْهُ واكثر حرارة: يطْبخ الشبث والبابونج فِي دهن حل ثمَّ يذاب مَعَ الشمع الْأَصْفَر وشحم البط.
من أقرابادين سَابُور الْكَبِير لعرق النسا: شَحم حنظل وبورق يجمع بِقَلِيل فلفل وَيجْعَل شيافا طوَالًا ويمسك ويعاد حَتَّى يسحجه ويحقن بدهن شَحم الحنظل وَهُوَ أَن يطْبخ ذَلِك المَاء بالدهن ويحقن بِهِ ويمرخ مِنْهُ جيد بَالغ ان شَاءَ الله. أوريباسيوس مرهم للنقرس بَالغ التَّحْلِيل: يطْبخ زَيْت عَتيق حَتَّى يغلظ ثمَّ يذر عَلَيْهِ نطرون مسحوق ويضمد بِهِ. لى سَمِعت كَاتب إِسْمَاعِيل. يَقُول: إِن وَجَعه لَا يسكن إِلَّا بِأَن يطلى عَلَيْهِ ميعة بزنبق فانه عَجِيب فِي ذَلِك ووجعه بلغمي بَارِد.
من الْكَمَال والتمام لورم الرّكْبَة يُؤْخَذ بعر الشَّاة ودقيق شعير يطليان عَلَيْهَا بخل خمر فَإِنَّهُ يحلل مَا فِيهِ.(3/480)
الرَّابِعَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل أبيذيميا قَالَ إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يعالج بالتبريد للورم الْمُسَمّى حمرَة والصداع الْحَادِث من حر الشَّمْس أَو حمى محرقة وَبِالْجُمْلَةِ إِذا كَانَ الوجع الَّذِي فِي الْعُضْو لَيست مَعَه مَادَّة تحْتَاج أَن تحلل فان أَنْت منعتها مددت فِي ذَلِك الْعُضْو مَادَّة حارة رقيقَة فَأَما حَيْثُ يكون خلطان فَلَا تكْثر المبردة. لى قد رَأَيْت كثيرا مَا يطلى بالمبردات فيزيد فِي الوجع فَإِذا رَأَيْت الورم فَعَلَيْك بالاستفراغ ثمَّ بالتكميد والتحليل من الْعُضْو بالأشياء المرخية وَأما إِذا كَانَ الوجع الوجع شَدِيدا والورم لينًا وَهُوَ قَلِيل فَحِينَئِذٍ أطل بالمبردات.
جورجس قَالَ: افصد فِي هَذَا الوجع الْعرق الَّذِي عِنْد إِصْبَع الرجل الصُّغْرَى وَأخرج الدَّم عَشِيَّة أَيْضا فَإِن لم يقْلع ذَلِك فافصده عرق النسا وَمن كَانَ يتَعَاهَد هَذَا الوجع فَلَا شَيْء أصلح لَهُ من الكي وَاحِدَة على الورك ثمَّ أُخْرَى على الْفَخْذ ثمَّ على السَّاق.
السَّابِعَة من قاطاجانس مسوح يقْلع النقرس الْبَتَّةَ: ملح وشب ودردى الشَّرَاب وبورق هش أُوقِيَّة من كل وَاحِد زَيْت رطلان يلقى فِيهِ ويمرخ الْعُضْو بِهِ كل يَوْم مرخا جيدا ان شَاءَ الله تَعَالَى وَقد يُزَاد فِيهِ عاقرقرحا وفلفل من كل وَاحِد ثلث أُوقِيَّة فَيكون أبلغ. السَّادِسَة من السَّادِسَة من أبيذيميا قَالَ ج: إِن استعمالنا لتبريد الْأَعْضَاء الوجعة أقل وتسخيننا لَهَا لتسكين الوجع أَكثر وَذَلِكَ أَن المبردة يكثف سطحها وَيمْنَع من تحلل تِلْكَ الْموَاد مِنْهَا فتزيد (ألف ج)) تمددا وَلَيْسَ يشفى التمدد إِلَّا سوء المزاج الْحَار بِلَا مَادَّة كالصداع الْكَائِن من الشَّمْس.
لى انْظُر ابدا فان رَأَيْت الوجع مَعَه غلظ ومادة فَعَلَيْك بإمالة الْخَلْط عَن الْعُضْو حَتَّى إِذا فعلت ذَلِك فَخذ فِيمَا يستخف الْجلد قَلِيلا فَإنَّك بذلك تسكن الوجع وَقد جربت الْأَدْوِيَة الْكَثِيرَة الْبرد فِي النقرس الوارم الدموي فرأيتها كلهَا لَا تسكن الوجع بل رُبمَا زَادَت فِيهِ فاجتنبها وَإِذا رَأَيْت الْعُضْو ينخس وَلَيْسَ بِهِ غلظ وَلَا تمدد فَعِنْدَ ذَلِك برده وَكَذَلِكَ إِذا رَأَيْته بالضد فسخنه وَرَأَيْت صب طبيخ البابونج يسكن هَذَا الوجع سَرِيعا.
لى جربت فَوجدت أَنه مَتى هاج الوجع فِي الرجل فاستعملت الإسهال زَاد الوجع وجربت فَرَأَيْت النقرس الْحَار إِذا أسهلت صَاحبه وَقد هاج بِهِ الوجع زَاد فِيهِ لَكِن يجب فِي ذَلِك الْوَقْت أَن تَأْخُذ فِي تَبْدِيل الزاج بِمَاء الشّعير والبقول والسويق وَالسكر عَجِيب فِيهِ فَإِنَّهُ إِذا سكنت حرارته وأبيض مَاؤُهُ سكن وَجَعه الْبَتَّةَ ثمَّ فِي حَال الرَّاحَة تَأْخُذ فِي استفرغه وَأما فِي الرجل فَإِنَّهُ كَانَ بَارِدًا احْتَاجَ إِلَى الْقَيْء وانتفع بِهِ جدا جدا وَقد جربته فِي ذَلِك وَفِي الورك فرأيته عجيبا.
من كتاب روفس فِي اوجاع المفاصل قَالَ: إِذا تقيحت مَوَاضِع النقرس عسر برؤها وسالت مِنْهَا ألوان مُخْتَلفَة.
لى على مَا رَأَيْت فِي الْعَاشِرَة من الميامر ينفع من الأوجاع الَّتِي تهيج فِي الْقَدَمَيْنِ فِي الشتَاء مَعَ تعقد فِيهَا ان تضمد بالأضمدة الحارة المتخذة من النورة والنطرون والعاقر قرحا وشحم البط وَالزَّيْت الْعَتِيق فانه يمتص مَا هُنَاكَ ويسكن الوجع.(3/481)
لى وَتَنْفَع الميعة والزنبق وَكنت أرى رجلا يُصِيبهُ هَذَا ثمَّ إِذا جَاءَ الرّبيع خرج من تِلْكَ الْأَمْكِنَة قطع دم جامد يَابِس تَدْفَعهُ الطبيعة وَيبرأ الصَّيف كُله ثمَّ يعود فِي الشتَاء وخاصة إِذا مَشى على أَرض ندية بَارِدَة وَإِنَّمَا كَانَ لشدَّة مَا يُصِيبهُ فَيصير فِي وسط اللَّحْم الخبيثة فَيجب لهَؤُلَاء أَن يدهنوا أَرجُلهم فِي الشتَاء بالميعة والزنبق ويدهنوا بدهن الثوم فَإِنَّهُ بَالغ ويتوقون السّفر فِي اللَّيْلَة الْبَارِدَة فَإِنَّهُم مستعدون للخبيثة.
الْعَاشِرَة من الميامر قَالَ: إِذا تولدت الْعلَّة فِي المفاصل فَلَيْسَ فِي رُجُوع المفاصل إِلَى حَالهَا الطبيعية حِينَئِذٍ مطمع. لى لم يذكر جالينوس فصد عرق النسا الْبَتَّةَ إِنَّمَا قَالَ: أفصد مابض الرّكْبَة أَو الصَّافِن لعرق النسا وَلَا كِتَابَة فِي الفصد ذكر عرق النسا الْبَتَّةَ على أَنه قد ذكر هَذِه)
الْعلَّة وَقَالَ: قد أبرأت مِنْهَا بفصد مابض الرّكْبَة.
الثَّامِنَة قَالَ: أيارج فيقرا نَافِع من عرق النسا. لى أَحسب أَن نَقِيع الصَّبْر وَالصَّبْر نَفسه إِذا أَدِيم سقيه حَتَّى يسحج نفع أَيَّامًا. التَّدْبِير الملطف قَالَ: رَأَيْت أَقْوَامًا كثيرا مِمَّن بهم وجع (ألف ج) المفاصل إِلَّا أَنهم لم يبلغُوا أَن تمتلئ مفاصلهم من الْحِجَارَة برؤا من عللهم بإدمان التَّدْبِير الملطف.
قَالَ ج: أَصْحَاب عرق النسا يَنْتَفِعُونَ بفصد مابض الرّكْبَة أَكثر وأبلغ مِنْهُ بالصافن.
مَجْهُول قَالَ: يتَجَنَّب الباه ويطليه بالميعة والزنبق واللخالخ الحارة وَيكثر الْحمام وَلَا يَأْكُل مَا يُولد دَمًا غليظا الْبَتَّةَ.
لى رَأَيْت مَشَايِخ وشبابا بهم أوجاع المفاصل الحارة الفلغمونية جلهم تهيج عَلَيْهِ الْعلَّة والبثور مَتى تعبوا وَمَشوا مِنْهُم الأخوان سوَادَة وَمُسلم.
فِي جَوَامِع حفظ الصِّحَّة قَالَ: تليين الْبَطن جيد لكل من يجْتَمع فِي بدنه أخلاط نِيَّة. لى رَأَيْت خلقا كثيرا سمانا مِمَّن لَا تمكنهم الرياضة فَكَانَ إِنَّمَا يُمكن أَن يحفظوا من وجع المفاصل بِأَن يسهلوا كل أُسْبُوع مرّة وَمن فعل ذَلِك بِهِ مِنْهُم لم يعتده الوجع وَذَلِكَ أَنه لم يكن يبْقى مَا يُمكن أَن ينْدَفع إِلَى مفاصلهم.
من مقَالَة ج فِي صبي يصرع قَالَ: فَأَما الرياضة فَمَتَى كَانَت بعد الْوَقْت الَّذِي يَبْتَدِئ بِهِ الأعياء فَإِنَّهَا تذيب اللَّحْم وَتجمع فِي المفاصل والعضل فضولا. لى قد صَحَّ من هَهُنَا مَا يَقُول فليغريوس فِي النقرس وَقَالَ: لَا تجْعَل الأضمدة الْبَارِدَة على الورم الْحَار مَعَ مَادَّة فَإِنَّهَا تكثف الْجلد فَلَا ينْحل فيزيد الوجع. لى يجب أَن تجْعَل الأضمدة فَوق الْموضع فَأَما الْموضع نَفسه فَيتْرك بِحَالهِ ويرخى قَلِيلا. وَقَالَ: دهن البابونج جيد جدا للوجع الَّذِي يهيج من التَّعَب. الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة قَالَ: ضع فَوق العضل خرقَة مبلولة فِي خل وَمَاء أَو ضماد الْخلّ فَإِنَّهُ يمْنَع الْمَادَّة بعد النفض وَأما الورك فابدأ فقيئه مَرَّات كَثِيرَة وأفصده من فَوق ثمَّ أسهله وأفصده من أَسْفَل وَاجعَل تَدْبيره لطيفا فَإِنَّهُ ملاكه.(3/482)
القرابادين الْكَبِير للنقرس الْحَار جيد جدا: سقمونيا ربع دِرْهَم أفسنتين دِرْهَم يَجْعَل حبا وَيشْرب بجرعة جلاب أَو شراب الْورْد وليحذروا الحلو والحريف والتعب الْبَتَّةَ وأدخلهم الْحمام إِذا برد وسكنت فورته بعد أَن يَأْكُلُوا شَيْئا قَلِيلا بَارِدًا وَيكون ذَلِك بالعشيات واسقهم بزر)
بنج أَبيض من دِرْهَم إِلَى دِرْهَم وَنصف وَيصب على الْموضع المَاء الْبَارِد وتوضع عَلَيْهِ خرقَة قَالَ وليأكلوا لحم الْبَقر بالخل وَالزَّيْت والأجاص والتفاح وحماض الأترج وَلَا يتحركوا الْبَتَّةَ وَلَا يجامعوا.
من كناش ابْن ماسويه قَالَ: يهيج عرق النسا من الْجُلُوس على الْأَشْيَاء الصلبة وَمن كَثْرَة الباه وَلَا يكَاد يعرض للغلمان ويعرض للشباب والكهول وَمَتى أزمنت هَذِه الْعلَّة عرج صَاحبهَا وَهِي فِي الْجَانِب الْأَيْسَر أَشد وينفع مِنْهَا أيارج شَحم الحنظل وَالْقعُود فِي الْحمة الحارة والمحاجم بالنَّار على الورك وَرُبمَا سرح على الورك العلق فنفع وَإِذا كَانَ بِهِ من دم فالفصد من الْيَد ثمَّ من الرجل يُبرئهُ.
قَالَ: وَرُبمَا كثرت الْمَادَّة (ألف ج) الَّتِي يكون مِنْهَا وجع المفاصل حَتَّى ينصب إِلَى الفقار واللحيين وَالْأُذن والعينين والأسنان وَالْحلق. الثَّعْلَب الْمَطْبُوخ يمرخ بدهنه المنقرس وطبيخ الضبع العرجاء يقْعد فِيهِ يَقُول ذَلِك جَمِيع الْأَطِبَّاء.
تجارب المارستان مَتى كَانَ مَعَ وجع الرّكْبَة وَنَحْوهَا تفرقع فَإِنَّمَا هِيَ رطوبات. لعرق النسا يحقن قبل النّوبَة بحقنة تغسل المعي من الثفل ثمَّ يحقن بالقوية.
لى كَانَ رجل بدين لَازِما للراحة كثير الْأكل لاتتهيأ لَهُ حَرَكَة بِهِ وجع المفاصل فالزمته الفصد فِي كل تسعين يَوْمًا والإسهال اللين فِي كل أُسْبُوع مرّة بِمَا يقيمه أَرْبَعَة مجَالِس أَو خَمْسَة وَفِي كل شَهْرَيْن إسهالا أعنف من هَذَا وَفِي كل يَوْم البزور المدرة للبول والتقدم بالفصد والإسهال فِي أَوْقَات النوائب فَخفت علته وقارب الصِّحَّة على أَنه لم يحتم الْبَتَّةَ.
الْعَاشِرَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: من كَانَت رجله ضَعِيفَة أَو مفاصله كَذَلِك فَإِنَّهُ يسهل قبُولهَا للفضل الَّذِي فِي الْبدن عِنْد دُخُول الْحمام وَذَلِكَ أَن الرطوبات الَّتِي فِي بدنه ترق والمجاري تتسع وَتَسْتَرْخِي حَتَّى تجْرِي فِيهَا بسهولة.
بولس فِي السَّابِعَة عِنْد ذكر ضماد الْخَرْدَل قَالَ: كثيرا مَا يكون بعر الماعز مَعَ الْخلّ مَتى ضمد بِهِ أنجح من الْخَرْدَل لَا سِيمَا فِي عرق النسا.
لى يعلم من قَول إبقراط أَن النِّسَاء لَا يعرض لَهُنَّ النقرس لاستنقائهن بالطمث والخصيان وَالصبيان لَا يعرض لَهُم النقرس أَن النقرس إِنَّمَا حُدُوثه أما من كَثْرَة الدَّم وَإِمَّا من حِدته فَانْظُر أبدا أَن يكون تدبيرك للأبدان المرارية بالترطيب ليصير فِي مزاج الصّبيان والخصيان فَإِنِّي رَأَيْت)
النقرس يحدث فِي ثَلَاثَة أمزجة: فِي الَّذين يمتلؤن سَرِيعا من الدَّم(3/483)
وَفِي الْأَبدَان الَّتِي يخالط دَمهَا مرار أصفر كثير وَفِي الْأَبدَان الَّتِي تخالطها فضول نِيَّة كَثِيرَة جدا. وَرَأَيْت هَذَا قل مَا يحدث وَإِن كَانَ الْأَطِبَّاء قد قَالُوا بضد ذَلِك أوصيك أَن تدبر هَذِه الْأَبدَان بالترطيب دَائِما لتَكون دمائها رطبَة لَا حرارة لَهَا. مُفْردَة ج: فِي السَّابِعَة قَالَ: إِن الأشق قوته ملينة جدا وَلذَلِك يحل الصلابات الثؤلولية الَّتِي تَنْعَقِد فِي المفاصل. لى مَا أَكثر مَا تكون هَذِه فِي مفصل الرّكْبَة فاعتمد على الأشق والخل والشحوم والمخوخ وَسَائِر الملينات. لى قَالَ ج فِي السَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة: أَن البقلة الحمقاء تبرد فِي الثَّالِثَة وترطب فِي الثَّانِيَة فَلذَلِك لَا عديل لَهَا فِي النَّفْع لمن يجد لهيبا فِي جَوْفه أَو احتراقا إِذا وضع على بَطْنه وَلذَلِك أقدر أَنَّهَا نافعة جدا فِي أوجاع المفاصل الحارة الَّتِي لَيْسَ فِيهَا كَبِير ورم الملتهبة جدا فاعتمد عَلَيْهَا وعَلى لعاب بزر قطونا ومل إِلَيْهَا حَيْثُ الورم حمري أَو قَلِيل الرُّطُوبَة لِأَنَّهَا ترطب مَعَ أَنَّهَا لَا تضر مَعَ ذَلِك لى الَّتِي تحلل باعتدال (ألف ج) وتستعمل فِي آخر النقرس الْحَار: الخطمي الحلبة البابونج الشبث الكرنب بزر كتَّان الشحوم الأمخاخ الأشق الزَّيْت الْعَتِيق اللوز المر.
مُفْردَة ج: الزراوند المدحرج نَافِع للنقرس مَتى شرب بِالْمَاءِ. الراسن يحمر بِهِ الورك كالأدوية المحمرة وَهُوَ مَعَ ذَلِك يشفى من انخلاع الورك الَّذِي من رُطُوبَة. فوّة الصَّبْغ من النَّاس من يسْقِي أَصْحَاب عرق النسا مِنْهَا فتبولهم دم وينتفعون بِهِ. ويسقى بِمَاء الْعَسَل دَقِيق الترمس فيضمد بِهِ الورك فِي الشتَاء فينفع جدا ويحمر. الفودنج النَّهْرِي يوضع على الورك يضمد بِهِ فَيكون عَظِيم النَّفْع لِأَنَّهُ يجذب من عمق الْجِسْم ويسخن العضل كُله إِلَّا أَنه يحرق الْجلد أحراقا بَينا.
وَقَالَ فِي ذَلِك د وَعظم أمره قَالَ: يعرض وجع النسا والساقين حاروغير حَار وَلَا يكون فِي الْمفصل بل فِي الزندين وَهُوَ عسير لَا يكَاد يبرأ وَلَا يكون من فضل فيندفع إِلَيْهِ أبدا. وَقد رَأَيْت من إِذا حمى بدنه بشراب أَو غير ذَلِك أوجعهُ على الْمَكَان فَإِذا سكن لم يوجعه وعلاجه تجنب الْأَشْيَاء المهيجة لَهُ وَلَا أرى تقويته فَإِنَّهُ يهيج حمى مَتى قوى وَالْفرق بَينه وَبَين وجع المفاصل أَنه لَيْسَ فِي مفصل. حدث بِرَجُل ورم فِي فّخذه حَار يضْرب ففصدته وضمدت بالمانعة فَكَانَ وَجَعه أخف وَلم يسكن حَتَّى ضمدت بالمحللة الملينة فسكن وانحل الورم فَانْظُر فَإِذا سكن اللهيب وَرَأَيْت الوجع قَائِما والعضو متمددا فَخذ فِي المحللة والملينة. د: قشر أصل الْكبر ينفع من وجع الورك إِذا شرب بخل وَعسل وَقد يجدر شَيْئا دمويا أَو يبوله)
فيخف الوجع على الْمَكَان وينفع غَايَة النَّفْع أَيْضا مَتى ضمد بِهِ الورك وورقة يدق وتحمر بِهِ الورك. والقنطوريون الدَّقِيق يحقن بطبيخه أَصْحَاب عرق النسا فيسهل خلطا غليظا دمويا وَذَلِكَ أَنه إِذا أسهل كثيرا سكن الوجع. الحنظل الرطب مَتى ذَلِك بِهِ الورك انْتفع بِهِ نفعا عَظِيما. أصُول الخيري يضمد بهَا الأورام الَّتِي تصلب وتتحجر فِي المفاصل فينفع.(3/484)
لى خُذ مَادَّة هَذِه من الملينة. وورق الدلب مَتى دق وضمدت بِهِ الرّكْبَة الَّتِي فِيهَا ورم حَار نفع نفعا عجيبا ويجفف. لى هَذَا يصلح لتِلْك الأورام الَّتِي تعرفها. الهيوفاريقون يسقى لوجع الورك. كمافيطوس يطْبخ بِمَاء الْعَسَل ويسقى لوجع الورك.
قَالَ ج: الْحِجَارَة الَّتِي تسمى غاغاطيس تَنْفَع الوجع فِي الرُّكْبَتَيْنِ وَلَا سِيمَا من الرّيح. مَاء الكراث نَافِع من ذَلِك. ج قَالَ: عجنت جبنا عتيقا بطبيخ أكارع مملوحة عتيقة وَكَانَ الْجُبْن قد أَتَى عَلَيْهِ سنُون كَثِيرَة لَهُ حراقة وحدة شَدِيدَة فعجنت من ذَلِك الْجُبْن بِمَاء تِلْكَ الأكارع وضمدت بِهِ رجلا فِي مفاصله صلابات متحجرة فانشقت جلدَة الْموضع وَجعل يخرج من الحجارات شَيْء بِلَا أَذَى وَلَا مؤونة.
لى خُذ أحرف مَا تقدر عَلَيْهِ من الْجُبْن وَأَشد صفرَة وعتقا وَخذ شحما عتيقا مالحا اعْتِقْ مَا يكون فاطبخه واعجن ذَلِك بِهِ وَاسْتَعْملهُ فَإِنَّهُ يَجِيء أبلغ من ذَلِك. (ألف ج) بعر الماعز قَالَ: هُوَ حَار مُحَلل وَقد حللت بِهِ ورما مزمنا كَانَ فِي الرّكْبَة بِأَن اتَّخذت ضمادا من دَقِيق الشّعير وألقيت فِيهِ من بعر الْمعز فَكَانَ بَالغا. لى هَذَا جيد للركبة والمفاصل الَّتِي تنصب إِلَيْهَا رطوبات وريح فَيَجِيء الورم عَظِيما مثل الَّذِي بطه عَبدُوس فَإِنَّهُ يفش تِلْكَ الأورام سَرِيعا والمسحوق فِيهِ أبلغ وَقَالَ جالينوس: أَنه يزْدَاد لطافة وَلَا يزْدَاد كَبِير حِدة. الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ الثعالب والضباع كثير التَّحْلِيل وَلذَلِك صَار يشفي أَصْحَاب أوجاع المفاصل فِي أَكثر الْأَمر وَذَلِكَ أَنه يستفرغ استفراغا كثيرا جَلَسُوا فِيهِ أَو تمرخوا بِهِ وَذَلِكَ أَنه يجتذب من عمق الْجِسْم جذبا شَدِيدا ويستفرغ مَا جذب وَمَتى كَانَت الْعلَّة قَوِيَّة يَجْلِسُونَ فِي ذَلِك الزَّيْت وَهُوَ فاتر ويمكثون فِيهِ زَمنا طَويلا فتحلل مَا فِي المفاصل تحليلا بليغا وَلَا ينصب بعد ذَلِك إِلَى الْمفصل شَيْء لِأَن الْجِسْم يستفرغ بِهِ فَهَذَا العلاج أما إِن يبرئهم الْبَتَّةَ وَإِمَّا أَن يعاودهم معاودة ضَعِيفَة. ج: المري يحقن بِهِ من وجع الورك فينفع جدا. د: الإيرسا يطْبخ ويهيأ مِنْهُ حقنة نافعة لعرق النسا. القردمانا مَتى شرب جيد لعرق النسا. الأسارون جيد إِذا سقِِي لعرق النسا يسقى بِمَاء)
الْعَسَل مِنْهُ سِتَّة مَثَاقِيل فَإِنَّهُ يسهل خلطا لزجا ويعظم نَفعه. دهن الشبث جيد لوجع المفاصل جدا وَعَمله أَن يلقِي رَطْل فِي عشرَة من دهن وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يجدد ثَلَاث مَرَّات أَيْضا وَيُقَال أَنه الغرب قَالَ: طبيخ ورقة يصب على رجل المنقرس فيعظم نَفعه لَهُم جدا. الْخَيْر لَهُ خَاصَّة فِي تلطيف الورم الْعَارِض فِي أَسْفَل الْقدَم. د: ضماد بَالغ جدا لما يحْتَاج إِلَى تبريد يُؤْخَذ: مَاء الهندباء وخل وإسفيذاج الرصاص فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تسكين وجع النقرس الْحَار جدا.
الْخَرْدَل مَتى ضمد بِهِ مدقوقا مَعَ تين إِلَى أَن يحمر الْجلد وينتقط كَانَ نَافِعًا لعرق النسا وجر الوجع إِلَى خَارج والمادة. والحرف مَتى حقن بطبيخه مَشى الدَّم وَأَبْرَأ مِنْهُ. الغاريقون مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أبولسات بسكنجين كَانَ جيدا لعرق النسا ووجع(3/485)
المفاصل. القنطوريون الصَّغِير يهيأ من طبيخه حقنة لعرق النسا يسهل دَمًا ويخفف الوجع. قَالَ: الفوة يسسقى كل يَوْم مِثْقَال صَاحب عرق النسا أَو يدْخل الْحمام كل يَوْم فيتولد دم فيبرئه الْبَتَّةَ ويسقى بِمَاء الْعَسَل. الأشق يبلغ من تليينه وتحليله أَن يحل الصلابات المتحجرة فِي المفاصل. لى اسْتعْمل دهن شِيث وشمع وأشق للمفاصل الصلبة المتحجرة.
ابْن ماسويه: خَاصَّة الهليون النَّفْع من وجع الظّهْر الْبَارِد.
الخوز وماسرجويه والسندهشار: عود هندي مَعْرُوف لَا شَبيه لَهُ فِي النَّفْع من النقرس والرياح الغليظة فِي الظّهْر وَالركبَة وَنَحْوهَا.
ابْن ماسويه: الكركم نَافِع جدا للنقرس الْبَارِد.
ماسرجويه قَالَ: الماهي زهره نَافِع (ألف ج) جدا لمن بِهِ نقرس ووجع مفاصل وَلم يشتبك أَصَابِعه خَاصَّة جدا. لى إِنَّمَا يدعونَ الماهي زهره مَتى عقدهم اللاعية فَقَط.
أَبُو جريح: الميعة نافعة من تشبك الْأَعْضَاء من الرّيح شربت أَو طلي بهَا.
ابْن ماسويه: دهن النارجيل يَجْعَل على مَاء الْأُصُول ويسقى لوجع الظّهْر والورك.
أَبُو جريج: السورنجان جيد لوجع المفاصل شرب نَفسه أَو طبيخه وَيحبس النزلات الَّتِي تنزل إِلَى المفاصل أَن تنزل فِي وَقت ابتدائها والإكثار مِنْهُ يحْجر العضلات وينفع المفاصل وَلذَلِك يجب لمن أدمنه أَن يكثر من المَاء الْحَار والدهن والملينات على مفاصله.
أَبُو جريج وَابْن ماسويه: خَاصَّة الفودنج النَّفْع من الرِّيَاح الغليظة فِي الظّهْر والوركين والمفاصل القلهمان: خَاصَّة بزر الفجل النَّفْع من وجع المفاصل. لى ليدْخل فِي عداد الْأَدْوِيَة الَّتِي تدر)
الْبَوْل. وَقَالَ: الصَّبْر دَوَاء جيد لوجع المفاصل جدا يسهل الْخَلْط الَّذِي مِنْهُ يحدث.
الخوز: النفط الْأَبْيَض عَجِيب مَتى شرب لوجع الظّهْر والورك وَالركبَة والمفاصل الْبَارِدَة. الخوز: التبريد يخرج الخام من الرُّكْبَتَيْنِ.
بولس قَالَ: الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ الثَّعْلَب الْمَذْبُوح مَتى جلس فِيهِ سَاعَة طَوِيلَة أَبْرَأ من وجع المفاصل مَتى كَانَت عِلّة مبتدئة وَمَتى كَانَت مزمنة خففها. لى على مَا رَأَيْت للخوز: حب جيد لوجع الظّهْر وَالركبَة يُسمى مُقيم الزمني: شَحم حنظل ربع دِرْهَم تَرَبد نقي حَدِيث لين دِرْهَم قنطوريون دَقِيق نصف دِرْهَم زنجبيل ثلث دِرْهَم جندبادستر ربع دِرْهَم سكبينج دانقان حب النّيل ثلثا دِرْهَم وَليكن مقشرا وَهِي الشربة الْكَامِلَة.
الرَّابِعَة من السَّادِسَة من أبيديميا: وجع النقرس يسكن وجع القولنج ووجع القولنج وجع المفاصل. لى قد رَأَيْت كثيرا مَا يعتري صَاحب وجع المفاصل قولنج وَصَاحب القولنج وجع المفاصل. الدّهن الْمَعْمُول من الشَّجَرَة التدمرية الَّتِي تكون مِنْهَا الأومالي قَالَ د: أَنه نَافِع من أوجاع المفاصل. طبيخ ورق الغرب يصب على أرجل المنقرسين فينفعهم(3/486)
جدا. عِظَام النَّاس محرقة قَالَ ج: أعرف رجلا يسقيها فيشفي خلقا بهم وجع المفاصل. وَقَالَ د: أحرق ابْن عرس كَمَا هُوَ واطل رماده بخل على النقرس فَإِنَّهُ يَنْفَعهُمْ. ج: قد قَالَ قوم إِن رماد ابْن عرس مَتى عجن بالخل وطلي على النقرس ووجع المفاصل نفع لِأَنَّهُ يحلل تحليلا شَدِيدا. ج ود: رماد ابْن عرس يعجن بالخل وينفع لِأَنَّهُ يحلل تحليلا كثيرا جدا.
وَمَتى شرب من الأشق دِرْهَم أَبْرَأ وجع المفاصل د: وَإِذا ضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل وَالزَّيْت حلل الفضول المتحجرة فِي المفاصل. ج: الأشق مُحَلل جدا وَلذَلِك يحلل الصلابة المتحجرة فِي المفاصل. حب البان يضمد بِهِ للنقرس.
دَقِيق الباقلي مقشر قَالَ جالينوس: قد استعملته مَرَّات كَثِيرَة فِي علل النقرس بعد أَن طبخته بِالْمَاءِ وخلطت مَعَه شَحم الْخِنْزِير. والبلبوس مَتى ضمد بِهِ (ألف ج) وَحده أَو مَعَ الْعَسَل نفع لوجع المفاصل والنقرس. د: بزر بنج مَتى ضمد بِهِ بعد دقه نفع من النقرس. بزر قطونا مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ ودهن)
الْورْد وَالْمَاء نفع من وجع المفاصل الحارة. ج: أخذت جبنا عتيقا حريفا وعجنته بِمَاء قد طبخت فِيهِ أكارع خِنْزِير مملحة مزمنة وَوَضَعته على صلابات متحجرة كَانَت فِي مفاصل رجل فانشقت من تِلْقَاء أَنْفسهَا وَخرج مِنْهَا كل يَوْم شَيْء من تِلْكَ المتحجرات من غير أَذَى. مَتى تضمد بالجاوشير مَعَ الزَّيْت وَافق النقرس. د: دَوَاء الديك الْعَتِيق الَّذِي فِي بَاب القولنج مَعَ البسبايج والقرطم نَافِع لوجع المفاصل إِذا تعود الإسهال بِهِ جدا لِأَنَّهُ يخرج خلطا أسود. لى يَنْبَغِي أَن يلقى فِي هَذَا المرق بعض مَا يصلح لهَذِهِ الْعلَّة كالسورنجان وَرجل الْغُرَاب وَإِن عمل لوجع النسا كَمَا يصلح لَهُ فَإِنَّهُ جيد إِن شَاءَ الله تَعَالَى. الهندباء يعْمل مِنْهُ ضماد نَافِع للنقرس. د: هشت دهان خاصته النَّقْع من النقرس. بديغورس: عكر الزَّيْت إِذا سخن وصب على النقرس ووجع المفاصل نفع. د: بعر الماعز مَتى تضمد بِهِ مَعَ شَحم خِنْزِير نفع من النقرس. ج: أَنا أسْتَعْمل فِي الأوجاع العتيقة المزمنة وَفِي علل المفاصل والنقرس الضماد المحمر الَّذِي فِي بَاب عرق النسا مَا لم يتَوَلَّد فِي المفاصل حِجَارَة. ج: الزراوند المدحرج مَتى شرب بِالْمَاءِ نفع من النقرس. د: طبيخ الحماما نَافِع إِذا شرب من النقرس. زنجار الْحَدِيد مَتى لطخ على النقرس نفع مِنْهُ. د: دَقِيق الْحِنْطَة مَتى ضمد بِهِ أَسْفَل الْقدَم حلل الوجع الَّذِي يكون فِيهِ وَقَالَ: حَيّ الْعَالم جيد للنقرس مَتى ضمد بِهِ. وَقَالَ: الطحلب نَافِع من النقرس الْحَار. وَقَالَ: أصل اليبروج مَتى خلط بسويق الشّعير وضمد بِهِ سكن وجع المفاصل. وَمَتى خلط الكرنب مَعَ(3/487)
نطرون بِمَاء على النقرس نَفعه وينفع مِنْهُ أَيْضا أَن يدخن بِهِ. وعصارة الكرنب مَتى خلطت بدقيق الْحِنْطَة والخل وتضمد بِهِ نفع من أوجاع النقرس ووجع المفاصل. د: لبن النِّسَاء وقيروطي بدهن ورد وأفيون مَتى جعل طلاء نفع من وجع النقرس. وَقَالَ: اللوف السبط مَتى تضمد بِأَصْلِهِ جيد للنقرس. المر مَتى عجن بعد سحقه بالعسل وَشرب مِنْهُ نفع من أوجاع المفاصل. د: الْملح مَتى خلط بِزَيْت وَوضع على النقرس نفع المَاء أَجود لصَاحب النقرس من الشَّرَاب.
روفس: المَاء الكبريتي نَافِع لأوجاع المفاصل. وَقَالَ: بصل النرجس مَتى ضمد بِهِ مَعَ عسل أَبْرَأ أوجاع المفاصل المزمنة.) د: السكنجبين الْمَعْمُول بِمَاء الْبَحْر مَتى شرب أسهل أخلاطا وينفع من وجع المفاصل. بديغورس خَاصَّة السورنجان النَّفْع من وجع المفاصل.
بولس: هُوَ مسهل جيد لأَصْحَاب وجع المفاصل وَكَذَلِكَ طبيخه. د: طبيخ السذاب الرطب والشبث الْيَابِس مَتى شرب نَافِع لوجع المفاصل. وَقَالَ: لحم الزَّبِيب مَتى تضمد بِهِ بالجاوشير نفع من النقرس العدس مَتى طبخ بخل وتضمد بِهِ مَعَ دَقِيق (ألف ج) الشّعير سكن وجع النقرس وَقَالَ فلسطاربون: خاصته النَّفْع من النقرس. فلقمويه يَقُول بديغورس: خاصته النَّفْع من النقرس الْبَارِد. عصارة بخور مَرْيَم ينفع من النقرس. د: الصدف مَتى سحق بِلَحْمِهِ وتضمد بِهِ سكن أوجاع النقرس وأورامه. قَالَ بولس: مَتى أَخذ حلزون وسحق وهونيّ بِلَحْمِهِ وَوضع على مفاصل من بِهِ وجع المفاصل وَترك حَتَّى يتبرأ من ذَاته نفعهم جدا وَقَالَ: إِن هَذَا يعسر قلعة لقُوَّة تجفيفه وَلذَلِك يجب أَن يتْرك عَلَيْهَا حَتَّى يسْقط من ذَاته إِذا ضمد بالفقد مَعَ دَقِيق الشّعير والنطرون والموم نفع من النقرس ووجع المفاصل. د: القرع نَافِع مَتى تضمد بِهِ من النقرس مَتى طبخ أصل قثاء الْحمار بالخل وتضمد بِهِ نفع من النقرس ووجع المفاصل. وَقَالَ: دهن الشبث نَافِع من وجع المفاصل. د: شَحم النسْر مَتى عجن بِهِ بعر العنز والزعفران وَوضع على النقرس نفع دَقِيق الشّعير مَتى ضمد بِهِ مَعَ السفرجل بعد أَن يدافا بالخل وَجعل ضمادا نفع من الأورام الْعَارِضَة من النقرس. دَقِيق الشّعير مَتى ضمد بِهِ مَعَ السفرجل بعد أَن يدافا بالخل وَجعل ضمادا سكن النقرس الْحَار طبيخ السلجم يصب على النقرس ويضمد بِهِ فينفع مِنْهُ وَمن وجع المفاصل. ابْن ماسويه: لبن التِّين مَتى خلط بدقيق الحلبة نفع من وجع النقرس. جالينوس: الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ الثَّعْلَب حَيا كَانَ أَو مَيتا ويطيل العليل الْجُلُوس فِيهِ إِمَّا أَن يُبرئ وجع المفاصل جملَة وَإِمَّا أَن يعظم نَفعه لَهُم لِأَنَّهُ يحلل تحليلا قَوِيا قَالَ: أبدان(3/488)
أَصْحَاب وجع المفاصل ممتلئة وَمَتى استفرغوا ثمَّ عَادوا إِلَى التبريد المولد للامتلاء عَاد إِلَيْهِم الدَّاء بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَ لِأَن مفاصلهم قد اعتادت نزُول الْموَاد إِلَيْهَا قَالَ: وَهَذَا الزَّيْت لَا يسكن الوجع دَائِما لِأَنَّهُ إِنَّمَا يشفي من وجع المفاصل مَا كَانَ الْفَاعِل لَهَا محتقنا فِي بَاطِن الْعُضْو بِسَبَب خلط غليظ بَارِد أَو خلط كثير الحدة أَو ريح نافخة لَا تَجِد مخلصا فَهُوَ ينفع من هَذِه. بولس: الزَّيْت الَّذِي يطْبخ فِيهِ الثَّعْلَب حَيا أَو مَيتا إِذا جلس فِيهِ سَاعَة طَوِيلَة من بِهِ وجع المفاصل إِن كَانَت علته مبتدئة أذهبها وَإِن كَانَت مزمنة خففها عصارة الثافسيا مَتى اسْتعْملت طلاء نَفَعت من وجع)
المفاصل المزمن. د: الغاريقون مَتى شرب ثَلَاث أبولسات بسكنجبين كَانَ صَالحا لوجع المفاصل وَقَالَ: طبيخ ورق الغرب ولحائه يصب على أرجل المنقرسين فيعظم نَفعه وَقَالَ: مَتى ضمد بعروق الخيري الْأَصْفَر مَعَ خل كَانَ صَالحا للنقرس أصُول الخيري تداوى بهَا الأورام الَّتِي فِي المفاصل مَتى صلبت وتحجرت. ج: خزف التَّنور والأتون الْقَرِيب الْعَهْد بالنَّار إِذا طلي بخل على النقرس نفع نفعا قَوِيا. د: مَتى خلط بالخل شَيْء من الكبريت وصب وَهُوَ حَار على النقرس نفع مِنْهُ الإسهال بالخربق الْأسود نَافِع من أوجاع المفاصل. د الْكَامِل من الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من النقرس الْبَارِد: (ألف ج) أسق من الحماما مثقالين بِمَاء ثَلَاثَة مَثَاقِيل سورنجان مطبوخ ثلثا رَطْل حَتَّى يبْقى من المَاء الثُّلُث وغل ورق الغرب مَعَ الشويلا بِمَاء عذب وصبه على الرجل وضمدها بشحم الْمعز وثربه أَو بشحم التيس مَعَ بعر الْغنم معجونا بِمَاء الكرنب مَعَ شَيْء من خل واسقه فودنجا بريا. ابْن ماسويه: النقرس وأوجاع المفاصل تتولد من سوء الهضم. قَالَ روفس: وجع المفاصل يعرض لأَصْحَاب التخم والدعة وَترك الرياضة ويعرض للنِّسَاء من احتباس الطمث وللرجال من احتباس دم البواسير كَثْرَة الْجِمَاع يُولد وجع المفاصل والحار مِنْهُ أسهل علاجا من الْبَارِد وَقد تهيج وَجَعه أَيْضا مَتى ترك صَاحبه الطَّعَام الْبَتَّةَ وَرُبمَا هاج من تَعب أَو ضَرْبَة.
طبيخ إهليلج نَافِع لوجع المفاصل: إهليلج أصفر قدر الْحَاجة بزر الكرفس رازيانج فوة الصَّبْغ سورنجان بوزيدان مِثْقَال مِثْقَال يطْبخ ويسقى بالتربد وَالْملح وَالصَّبْر.
إِسْحَاق: يجب أَن تتقدم قبل الرّبيع بِأَن تمنع أَصْحَابه من التملي وخاصة من الْأَطْعِمَة والأشربة الغليظة وَالْجِمَاع وَقَالَ: من أَصَابَهُ نقرس أَو وجع المفاصل فاستفرغ بدنه أَولا بالفصد إِن كَانَ الدَّم قد كثر فِي بدنه أَو بالإسهال مَتى كَانَت سَائِر الأخلاط وَإِن لم تكن كَثِيرَة ظَاهِرَة فاستفرغ بدنه أَولا بالفصد مَتى كَانَ الدَّم ظَاهرا وَمَتى لم يكن فاستفرغه على كل حَال وضع على الْقدَم فِي علل النقرس فِي مبدأ الْأَمر وَكَذَلِكَ على وجع المفاصل أدوية قابضة فَإِن اشْتَدَّ الوجع فَاجْعَلْ مَعهَا مخدرة مثل أفيون وزعفران وَمر وَلبن الْبَقر فَإِن تحجرت المفاصل فاطبخ ثعلبا حَيا أَو مَيتا بِزَيْت واجعله فِي آبزن وَأَقْعَدَهُ فِيهِ وَمَتى حدث(3/489)
الورم فِي المفاصل ضمده بدقيق باقلي بعد طبخه بِالْمَاءِ وأصول الخيري يعجن بخل وَيسْتَعْمل ورق الدلب الطري مَتى سحق وَوضع على الرّكْبَة الوجعة خَاصَّة نَفعهَا إِذا كَانَ فِيهَا ورم حَار.)
مَجْهُول: مَتى كَانَت الْمَادَّة تَجِيء بعد فافصد من الْمُقَابلَة وَإِن كَانَت قد انْقَطَعت فَمن الْعُضْو العليل. والنقرس يَبْتَدِئ من الرجل ووجع المفاصل من الْيَد ويسقي مَا يسْقِي أَصْحَاب الكبد الحارة من مَاء الْبُقُول ولب الخيارشنبر وضمده بالمبرادت وَاعْتمد عَلَيْهَا وعَلى المخدرة فِي شدَّة الوجع ويتجنب الشَّدِيدَة الْقَبْض ذَلِك الْوَقْت لِأَنَّهَا تزيد فِي الوجع وَاسْتعْمل فِي الِابْتِدَاء مَا دَامَت الْمَادَّة فِي الانصباب وَمَتى رَأَيْت حرارة من غير ورم فأسهل صفراء بِأَن تَأْخُذ ربع دِرْهَم من السقمونيا وَدِرْهَم أفسنتين يدافان فِي جلاب وَيشْرب أُوقِيَّة وغذه بالبوارد وَاحْذَرْ الحارة وغذه بالسمك الصغار وَلحم الْبَقر بخل الْبَقر وخاصة بطونها والباقلي والخوخ والأجاص وَلَا يستحموا فِي حمام شَدِيد الْحر الْحر وَلَا يصابروا الْعَطش والجوع الشديدين فَإِن ذَلِك يهيج بهم الْحَرَارَة وَمَتى كَانَ الوجع حارا جدا فاسقهم (ألف ج) بزر بنج أَبيض درهما وَنصفا وضمد بِوَرَقَة ويطلى بالأفيون وَمَاء اللفاح.
دَوَاء للنقرس الْبَارِد: كمادريوس رَطْل جنطيانا ثَمَان أَوَاقٍ زراوند مدحرج سبع أَوَاقٍ بزر السذاب الأهلي خمس أَوَاقٍ زعفران خَمْسَة دَرَاهِم أسارون صَبر سقرطري شيطرج قسط وَج كمون نبطي أُوقِيَّة أُوقِيَّة سورنجان بوزيدان إيارج فيقرا خربق أسود شبث بزر كرفس بزر حندقوقا أُوقِيَّة وَنصف أُوقِيَّة وَنصف من كل وَاحِد سكر نصف الْأَدْوِيَة يسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء فاتر على الرِّيق.
وَله أَيْضا: كمون فودنج فلفل وفاشرا وعنزروت أَحْمَر ونانخة زنجبيل وصعتر زرنباد فلفل ورق الْكبر خطاطيف محرقة فاشرشين مصطكى زعفران بزر بنج.
للنقرس الَّذِي من رُطُوبَة: حب الأترج عشرَة تَرَبد سَبْعَة مغاث خَمْسَة كمون نبطي أَرْبَعَة يعجن بِعَسَل الشربة دِرْهَمَانِ إِلَى ثَلَاثَة على الرِّيق.
ملح يَأْكُلهُ المنقرس: فلفل أسود خَمْسَة نانخة زنجبيل كمون مغاث من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ ملح هندي عشرُون يجمع وَيجْعَل فِي خبْزَة شَيْء من البزور المدرة للبول.
للنقرس الْحَار: يُؤْخَذ أَطْرَاف الْقصب الرطب فينعم دقة ويعجن بِلَبن بقر وَيُوضَع عَلَيْهِ فيوجد لَهُ من سَاعَته رَاحَة الْأَبدَان المستعدة لوجع المفاصل هِيَ الواسعة الْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب.
طلاء لوجع الرّكْبَة وثقلها يتَّخذ من بزر الْكَتَّان وفلونيا وخبث الْحَدِيد وكرسنة وبورق وشيطرج)
وَثَمَرَة الطرفاء وبزر الْفَقْد وشعير أَبيض وميعة الرهبان بِمَاء الشويلا. من تذكرة عَبدُوس قَالَ أرجنجانس فِي كِتَابه فِي الْأَمْرَاض المزمنة: أَنه يَنْبَغِي أَن يدْخل صَاحب النقرس الْحمام فِي كل حِين مرّة.(3/490)
مَجْهُول لمن يوجعه ظَهره: يوضع عَلَيْهِ محجمة بِنَار أَو يمص شَدِيدا بِلَا شَرط مَرَّات عشرا فَإِنَّهُ جيد. من صفة الراهب للنقرس من التَّذْكِرَة: سورنجان ثَلَاثُونَ شَحم حنظل عشرَة يطْبخ بِخَمْسَة عشر رطلا من مَاء حَتَّى يبْقى ثَلَاثَة أَرْطَال ويسقى مِنْهُ بعد تصفيته رطلا فِي خَمْسَة أَيَّام شربة وَهِي رَطْل مَرَّات بِثَلَاث أَوَاقٍ سكرا وَهُوَ مسخن جدا. الْكِنْدِيّ: من خاصيته السورنجان منع النَّوَازِل فَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فِي وَقت الْعلَّة لِأَنَّهُ يمْنَع النَّوَازِل فيحصر فِي الْأَعْضَاء الرئيسة فضولا لَا يَنْبَغِي أَن تَنْحَصِر لى اسْتِخْرَاج لى يسْتَعْمل يَنْبَغِي اسْتِعْمَاله فِي الاحتراس مَتى كَانَ الْجِسْم قَلِيل الفضول وَيسْتَعْمل بعده الْأَدْوِيَة المدرة للبول.
قسطا قَالَ: أخذت من عصير قثاء الْحمار جزءين وَمن الزَّيْت الْعَتِيق جُزْءا فطبخته بِرِفْق حَتَّى تحلل المَاء ومرخت بِهِ صلب رجل كَانَت بِهِ ريح غَلِيظَة فِي خرز صلبه فورم ثمَّ زَالَ عَنهُ وَهُوَ عَجِيب لتسخين الْمَوَاضِع المحتاجة إِلَى ذَلِك. وثافسيا مَتى اسْتعْملت عصارته لطوخا نفع من الوجع المزمن فِي الْقدَم. اسْتِخْرَاج لى اعْتمد فِيمَا يحْتَاج إِلَى استفراغ من الأوجاع الْعَارِضَة فِي الْأَطْرَاف على شَحم الحنظل فَإِنَّهُ يجذب من (ألف ج) الْأَطْرَاف. كناش لِسُلَيْمَان لوجع الرُّكْبَتَيْنِ الْبَارِد والنقرس: تطبخ الخنافس بالزيت ويطلى بِهِ النقرس فَإِنَّهُ عَجِيب.
وَهَذَا جيد للنقرس الْبَارِد وَالرِّيح الْبَارِدَة وَالْبرد فِي الْأَعْضَاء: يُؤْخَذ طلاء ودهن المرزنجوش من كل وَاحِد سِتَّة وَثَلَاثُونَ مِثْقَالا جندبادستر أَرْبَعَة مَثَاقِيل يطْبخ جَمِيعًا حَتَّى يبْقى الدّهن ويتدهن بِهِ.
حب جيد جدا فِي الْغَايَة للنقرس الْبَارِد: جاوشير سكبينج أشق حرمل سورنجان خربق أَبيض شَحم حنظل بِالسَّوِيَّةِ مقل ربع جُزْء حناء ثَلَاثَة أَربَاع جُزْء يحبب بِمَاء الكراث الشربة دِرْهَمَانِ وَيجب أَن يشرب قبل ذَلِك أُوقِيَّة دهن خروع كل يَوْم زعم أَيَّامًا.
فليغربوس فِي النقرس إِذا كَانَ لَا ورم مَعَه فَإِن أَذَاهُ بالكيفية فَقَط وَإِذا كَانَ لَا ورم فِي الْمفصل لَكِن لذع وحرقة فبرده ليرْجع إِلَى حَاله الطبيعية وَاسْتعْمل النّوم بعد الطَّعَام فَإِنَّهُ يبرد وَالْمَاء العذب فالزمه فَإِنَّهُ يبرد تبريدا شَدِيدا كَافِيا فِي الْيَوْم مَرَّات ويغذى بالسمك والخس وأسهله)
بالسقمونيا وضماد حَيّ الْعَالم والأفيون وَنَحْوه فَإِذا سكن المضض والحرقة فَاسْتعْمل ضمادا من بابونج أَو أفسنتين أَو سلق أَو خبازي أَو خطمي فَإِن هَذِه بعد بَدْء الوجع جَيِّدَة وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى الفصد مَتى كَانَ مَعَ الْعلَّة ورم. فليغريوس فِي النقرس قَالَ: قد يكون ضرب من النقرس من يبس فِي العصب مَعَ رُطُوبَة قَليلَة يَا مؤدّية للعضو شفاؤها الْحمام الدَّائِم. قَالَ: وَيذْهب بورم الْقَدَمَيْنِ الأدهان الحارة وَالْملح والدلك ويبس تيبيسا شَدِيدا الْملح ورماد الصفصادف ورماد الطرفاء وضمد بِهِ سَاعَته: سورنجان مِثْقَال منخول يشرب بنبيذ الْبُسْر خير لَهُم ولعرق النسا من الشَّرَاب.(3/491)
حب لوجع المفاصل: صَبر أَرْبَعُونَ درهما هليلج أصفر سورنجان عشرَة عشرَة سقمونيا خَمْسَة يعجن بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب فَمَتَى لم تقدر عَلَيْهِ فبماء هندباء فَإِن لم يكن فبسكنجبين الشربة دِرْهَمَانِ.
حب للنقرس قوى: إهليلج عشرَة شيطرج ماهي زهرَة سقمونيا خَمْسَة خَمْسَة بِهن أَحْمَر وأبيض سورتجان ثَلَاثَة ثَلَاثَة بوزيدان دِرْهَم إيارج اثْنَا عشر درهما يعجن بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب.
اسْتِخْرَاج فائق جدا حسن التَّرْكِيب: يَقع فِيهِ أرجح من دانق سقمونيا فِي الشربة وأرجح من دانقين سورنجان وَمثله من إهليلج وَدِرْهَم ودانق من الصَّبْر فيصلح الصَّبْر والإهليلج مضرَّة السورنجان والسقمونيا وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب يصلح مَا يحدد السقمونيا من الكبد وَهُوَ عَجِيب جيد فاحفظه. قَالَ: قد يتضمد النقرس بالسورنجان فينفع نفعا عَظِيما. جَامع ابْن ماسويه قَالَ: تذبح الضبع العرجاء وَيُؤْخَذ دَمهَا فِي شَيْء تقطع وتلقى مَعَ دَمهَا فِي قدر وَيصب عَلَيْهِ من المَاء مَا يغمره وَمن الزَّيْت الركابي عشر المَاء وَمن الحمص الْأسود والسلجم أَن أصبت وَمن الكرنب وَمن الكراث والرازيانج والكرفس وَمن بزرهما (ألف ج) ويهرى بالطبخ ويصفى بالطبخ ثمَّ يصفى الطبيخ مَعَ الدسم وَيجْلس فِيهِ حارا مُمكنا ويسخن فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث مَتى احْتِيجَ إِلَيْهِ والطبخة تصلح لثلاث جلسات تفعل فِي أول الشَّهْر وَفِي وَسطه وَآخره ثَلَاثَة أَيَّام كل مرّة. لوجع المفاصل الْحَار الصفراوي: تسقية للاحتراس مِنْهُ مَاء الْجُبْن بالهليلج الْأَصْفَر أَيَّامًا إِذا بقيت بقايا من الْمَادَّة بعد الإسهال والفصد فاطفئها بِمَاء الهندباء مغلي وبالسكنجبين يسقى كل يَوْم أَربع أَوَاقٍ أَيَّامًا فَإِنَّهُ يلطف ويبرد بقاياه. إِذا كَانَ النقرس مَعَ مَادَّة فابدأ أَولا بالفصد ثمَّ بالإسهال وَبِالْعَكْسِ وعلامة مَا هُوَ مَعَ مَادَّة الورم.)
الْكَمَال والتمام دَوَاء نَافِع من وجع الرُّكْبَتَيْنِ: حب الصنوبر الْكِبَار خَمْسَة صمغ اللوز الحلو أَرْبَعَة إيرسا لوز مر مقشر من قشريه وصعتر بري وفودنج ومصطكى من كل وَاحِد مثقالين يعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة مِثْقَال بِمَاء فاتر.
لِبَقَايَا الْحمرَة الْبَاقِيَة من النقرس الْحَار مَتى كَانَت قَليلَة وَمَعَهَا حِدة فاعجن دَقِيق شعير بِمَاء كرفس وضمده وَإِن كَانَت أَكثر فَخذ صمغا عَرَبيا وزعفرانا وَمَرا فاطله بِمَاء الكرنب أَو بِمَاء الهندباء إِن كَانَت الْحَرَارَة قَوِيَّة بعد أَو بِمَاء إكليل الْملك أَو طبيخ الخطمي.
لورم الرُّكْبَتَيْنِ: اطل عَلَيْهِ بعر الشَّاة ودقيق الشّعير بخل. قَالَ: إِذا كَانَ وجع المفاصل مبتدئا حارا فَاسق فِي الْأُسْبُوع الأول وَالثَّانِي مَا يُطْفِئ ويبرد فَقَط فَإِذا جَاوز الْأَرْبَعَة عشر يَوْمًا فَاسق مَاء الرازيانج فَإِذا جَاوز الْعشْرين وانحطت الْعلَّة فَاسق الأيارج وطبيخ الهليلج وطبيخ الأيارج والفصد فِي أوائلها جيد صَالح ودبر صَاحب وجع المفاصل الْحَار بعناية إِلَى الْأَرْبَعين يَوْمًا وَإِن كَانَ برد مَعَ وجع المفاصل فاسقه حب الشيطرج والمنتن ودواء قاقيا وإكليل الْملك مَعَ دهن خروع وليدمن الْقَيْء قبل شربه ودهن الخروع بعده وَدخُول الْحمام ويمرخ بعد الْخُرُوج من الْحمام بدهن الخروع والبابونج والناردين وَيجْعَل الطَّعَام مَاء حمص(3/492)
بكمون ومري ويطلى عَلَيْهِ المغاث وإكليل الْملك والبابونج وَالصَّبْر والزعفران بِمَاء الكرنب النبطي. لى اسْتِخْرَاج: هَذَا جيد لتحليل مَا فِي الورم الْحَار أَيْضا والمغاث فِي ذَلِك عَجِيب وليدمن النفض بحب الشيطرج وَأخذ دَوَاء قباد الْملك والقيء بعد الامتلاء.
للفضلة الَّتِي قد اعتادت الأنصباب إِلَى المفاصل: اسْقِ العليل دِرْهَمَيْنِ من الْعِظَام المحرقة بِمَاء حَار قَالَ: وَإِذا كَانَ وجع المفاصل قد استحكم وتناهى فافصد الصَّافِن وأسهله بِمَاء الْجُبْن والهليلج الْمُتَّخذ بالسكنجبين وَإِذا كَانَ النقرس الْبَارِد من غير مَادَّة بل من سوء مزاج فَلَا تسهل الْبَتَّةَ لَكِن اسْقِ المسخنة المبدلة للمزاج وَإِن كَانَ مَعَ مَادَّة فأسهل بحب الشيطرج والسورنجان حب شيطرج تأليف (ألف ج) يحيى بن ماسويه نَافِع جدا للنقرس الْبَارِد والقولنج ووجع الظّهْر والوركين: سورنجان وبوزيدان وماهي زهره خَمْسَة خَمْسَة فوة الصَّبْغ سَبْعَة دَرَاهِم تَرَبد خَمْسَة عشر درهما إيارج فيقرا عشرَة دَرَاهِم شَحم حنظل سَبْعَة كثيراء أَرْبَعَة حرمل زنجبيل وَج صعتر بري فلفل أَبيض ثَلَاثَة ثَلَاثَة بزر كرفس ونانخة وأنيسون دِرْهَمَانِ من كل وَاحِد سكبينج ومقل خَمْسَة خَمْسَة تنقع الصموغ فِي مَاء الكرنب النبطي ويحبب الشربة)
دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار والنقرس الْبَارِد يطلى عَلَيْهِ اللَّبن مَعَ صفرَة بيض وي لتحليل بقايا النقرس: بعر الشَّاة وشحم يطلى عَلَيْهِ.
وللنقرس الْحَار: أفيون وزعفران قَلِيل وَلبن النِّسَاء عَجِيب فِي ذَلِك يطلى عَلَيْهِ. للبارد: لحم الزَّبِيب يدق بالسذاب والبثور ويضمد بِهِ.
حب النقرس: إهليلج أصفر تَرَبد بابونج بو زَيْدَانَ بِالسَّوِيَّةِ ملح هندي ثلث جُزْء يجمع بعنب الثَّعْلَب وَمَاء اللبلاب الشربة مثقالان. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: الْأَدْوِيَة القطاعة تسْتَعْمل لوجع المفاصل مثل بزر السذاب الْبري والزراوند المدحرج والقنطوريون الصَّغِير والجنطيانا والجعدة والقوية فِي إدرار الْبَوْل فَإِن هَذِه تستفرغ الْجِسْم بالبول وَتوسع المسام وتحلل التَّحْلِيل الْخَفي فتنقض عَن الْجِسْم فضوله. وملح الأفاعي يلطف غَايَة التلطيف وَخلق كثير مِمَّن بدنه وسط فِي السحنة عطب بِاسْتِعْمَالِهِ هَذِه الْأَدْوِيَة بِسَبَب أَن بدنه تشيط وَاحْتَرَقَ وَإِنَّمَا دعاهم إِلَى اسْتِعْمَالهَا إِن رَأَوْا قوما استعملوها فَذهب عَنْهُم مَا كَانُوا يجدونه من وجع المفاصل الْبَتَّةَ وَلم يعلمُوا أَن أُولَئِكَ كَانُوا أَصْحَاب مزاج بَارِد بلغمي لِأَن من بدنه غليط عبل لَا يتخوف عَلَيْهِ من هَذِه الْأَدْوِيَة. قَالَ: الحمات الملحية وَالْمَاء الْمُتَّخذ بزهر الْملح نَافِع لمن فِي بدنه فضل مائي كثير. ج فِي حفظ الصِّحَّة من كَانَ من أَصْحَاب هَذِه الْعِلَل سمينا ممتلئا فَلَا تجزع أَن تحمل عَلَيْهِ بالأدوية أَن تحمل عَلَيْهِ بالأدوية الملطفة وَإِن كَانُوا مهلوسين فإياك وَذَلِكَ فَإِن أبدانهم كلهَا تيبس من ذَلِك وَرُبمَا صَارَت إِلَى حَال أردأ من الْأَلَم.(3/493)
أفيديميا: الدوالي تشفى من النقرس وأوجاع المفاصل وَكَذَلِكَ يفتح أَفْوَاه الْعُرُوق السُّفْلى. فليغريوس: مَتى أزمن النقرس لم يكد يبرأ وَمَتى تدورك فِي ابْتِدَائه برأَ برءا تَاما فَيَنْبَغِي إِذا أحسن الْإِنْسَان فِي رَحْله بوجع أَو فِي إبهامه أَو فِي عقده من غير ضَرْبَة وَلَا وثي وَنَحْوهمَا أَن يدع من سَاعَته الشَّرَاب ويقل الْأكل ويبيت أَكثر عمره جائعا ويحذر التخم والباءة ويلطف أغذيته ويتقيأ فِي الشَّهْر مَرَّات بالفجل وَيسْتَعْمل غمز جسده ودلكه دَائِما قبل طَعَامه وَيكثر الْمَشْي فَإِنَّهُ لَا يعاوده وَمَتى كَانَ مزمنا ثمَّ تعالج بِهَذَا العلاج حفظ مِنْهُ مَعَ إسهال الْبَطن. لى رَأَيْت إتفاقا فِي أَن أوجاع المفاصل من أعظم النَّفْع لَهَا إدرار الْبَوْل والأشياء الَّتِي تبول بولا كثيرا حَتَّى أَنَّهَا تبول بولا غليظا أَو دمويا تستأصل وجع المفاصل)
والورك وَلَكِن (ألف ج) من الْوَاجِب وَضعهَا حَيْثُ يَنْبَغِي ويجتنب ذَلِك فِي المحرور المزاج سقمونيا ثَلَاثَة طساسيج حب النّيل ربع دِرْهَم سورنجان. الْيَهُودِيّ اسْتدلَّ على الْفضل بلون الورم وحرارته وتدبير العليل ومزاجه وَنَحْو ذَلِك وأبدأ بالاستفراغ إِمَّا للدم أَو لغيره ثمَّ سَائِر العلاج وَقَالَ: الْجِمَاع على الشِّبَع يُولد وجع المفاصل على هَؤُلَاءِ وَقد يُولد على الأصحاء وجع المفاصل لِأَنَّهُ يسخن وَالْبدن مَمْلُوء فيجتذب مِنْهُ. لى أَنا أَقُول إِنَّه على السكر والخمار أنفذ مَا يكون فِي ذَلِك. قَالَ: وتتابع التخم يُولد النقرس. وَإِذا كَانَ وجع المفاصل فِي الْبدن كَانَ حارا جدا وَقَالَ: يُقَال إِنَّه إِذا شرب العليل من الزراوند الطَّوِيل زنة دِرْهَمَيْنِ وعجن بزنة نصف أُوقِيَّة من الْعَسَل وَشرب أَيَّامًا فِي الشَّهْر قلع النقرس وقشور أصل اليبروج يَجْعَل فِي السّمن ويمرخ بِهِ مَوضِع النقرس فيسكن الوجع وَمَتى شرب من اليبروج كل يَوْم زنة دانقين بطلاء أَيَّامًا نفع من النقرس. الْيَهُودِيّ: وَلم أر شَيْئا أَنْفَع للنقرس من دهن الكلكلانج إِذا صير مَعَه ثلثه من دهن اللوز الحلو فَإِنَّهُ نَافِع للنقرس والمفاصل والوركين جدا وَيذْهب عرق النسا. وعالج المنقرسين بعد الاستفراغ بمرهم الشحوم: شَحم أَسد وشحم حمَار وَحشِي وأيل وبقر ودب وجندبادستر ودهن الناريكر ودهن السوسن والبابونج ودهن الْقسْط وموم أصفر ولعاب الحلبة والتين اجْعَل من هَذِه أَيهَا حضر ضمادا فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تسكين الوجع والمخاخ أَحْمد من الشحوم وَهَذِه المراهم تسكن وَجَعه الْبَتَّةَ فَإِن لم تَنْفَعهُ هَذِه العلاجات سقِِي دهن الكلكلانج.
لطوخ لوجع المفاصل والنقرس: جندبادستر أفيون مرو زعفران يطلي بِمَاء الكزبرة. قَالَ: والنقرس يكون فِي الْأَطْرَاف كلهَا لبرد طبيعتها وَإِذا أزمن صَاحبهَا رعش رعشة شَدِيدَة وَهَؤُلَاء يَحْتَاجُونَ إِلَى ضماد الْخَرْدَل.(3/494)
قَالَ جالينوس فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن دماغ الطَّائِر الْمُسَمّى إقطيس إِذا جفف وسحق وَأخذ مِنْهُ مَا تحمل ثَلَاث أَصَابِع وَسمي بِالْمَاءِ شفي النقرس.
وَمِنْه: وَلَا يشرب المنقرسون الْأَدْوِيَة الَّتِي تمنع انصباب تِلْكَ الْمَادَّة إِلَى الْقَدَمَيْنِ لِأَنَّهَا ترجع وتنصب إِلَى الرئة أَو غَيرهَا فتحنق الْإِنْسَان وَلَكِن ألزمهُ الترياق الْأَكْبَر فَإِنَّهُ قد أَبْرَأ خلقا كثيرا حِين لزموه حَتَّى استراحوا مِنْهُ بِوَاحِدَة. من العلامات المنسوبة إِلَى جالينوس: من أَصْحَاب النقرس من تطول خصيتاه.
الأخلاط: مَتى كَانَ فِي الْجِسْم اخلاط كَثِيرَة نِيَّة فَإِن بَال صَاحبهَا بولا غليظا دَائِما فَإِنَّهُ ينقي تِلْكَ)
الأخلاط وَإِلَّا أحدثت أوراما فِي المفاصل وَيجب مَتى حدست على ذَلِك أَن تعطيه المقطعات روفس فِي أوجاع المفاصل قَالَ: يحدث وجع المفاصل لرطوبة فِيهَا زَائِدَة وَالْحر واليبس ناقصان وَيجب أَلا يتوانى فِي تحليلها من المفاصل لِأَنَّهَا مَتى بقيت زَمنا عسر تخلصها مِنْهُ وَصَارَت متحجرة وخاصة فِيمَن لَا يتعب فَإِنَّهُ لَا تكَاد تِلْكَ الرُّطُوبَة أَن تحلل من مفاصل من لَا يتعب وَلَا يَقع فِي وجع المفاصل من يتعب وَأكْثر من يَقع فِي وجع المفاصل الَّذين يتركون التَّعَب تركا تَاما وَكَثِيرًا مَا تعود الْموَاد من المفاصل إِلَى الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة (ألف ج) إِذا كَانَت ضَعِيفَة فتولد أمراضا رَدِيئَة فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن تحرص على تحليلها وتجفيفها وامنع صَاحبهَا من كَثْرَة الطَّعَام لِئَلَّا يكثر الدَّم فيهيج فيهم وافصدهم واحقنهم من يَوْمك فَإِن هَذِه الثَّلَاثَة تقاوم هَذَا الدَّاء مقاومة كَثِيرَة وَيقبل بِهِ أبدأ مرّة إِلَى الرياضة وَتجْعَل أطعمته إِلَى اليبس مَا هِيَ وَإِن تعاهده الوجع فِي المفاصل العلياء فرض السُّفْلى وبالضد وَمَتى كَانَ فيهمَا جَمِيعًا فادلكهما وَلَا ترض هَؤُلَاءِ بالرياضة القوية لِأَن أَصْحَاب وجع المفاصل إِذا اشْتَدَّ عصبهم فَوق الطَّاقَة أورثهم هَذَا الدَّاء وأداهم إِلَى النقرس وَيَنْبَغِي أَن يتْرك الاستحمام فَإِن كَانَ اضْطر إِلَيْهِ من أجل تَعب أَو سوء هضم فليستحم بِقدر مَا تسخن الْبَطن وجنبه الْجِمَاع تجنيبا شَدِيدا فَإِن استحموا بِمَاء الشب وَالْملح وَاجعَل لَهُم الْحمام الْيَابِس الَّذِي يهيأ للمستسقين فَإِنَّهُ نَافِع لَهُم جدا وَإِن يدْفن فِي الرمل الْحَار فَهُوَ جيد ويوافقهم لحم الطير الْيَابِس وَلَا تطعم أَصْحَاب وجع المفاصل والنقرس شَيْء من اللحمان لِأَنَّهَا تغذو غذَاء كثيرا رطبا وَكلما كَانَ أغذأ وأرطب فَهُوَ أشر وَاجعَل خبزهم مختمرا من حِنْطَة عتيقة وشرابهم عتيقا وَمَتى كَانَ فِي المفاصل ورم فدع الشَّرَاب وَاللَّحم والرياضة والأدوية الحارة. وَمن الْوَاجِب أَلا يستحموا بعد الطَّعَام لِأَنَّهُ يجذب إِلَى مفاصلهم مرَارًا كثيرا وأسهلهم وَاجعَل طعامهم الْبُقُول فإمَّا الَّذين بهم ذَلِك من غير ورم وَلَا حرارة فَلَا تعطهم بقولا وَلَا تغذهم سمكًا وَإِذا أَعطيتهم فأعطيهم قَلِيلا قَلِيلا وَفِي مَرَّات كَثِيرَة وَلَا تتركهم يَنَامُوا بعد الْغذَاء ونق أبدانهم فِي الرّبيع قبل أَن تسخن الكيموسات قتسيل إِلَى مفاصلهم ونقهم أَيْضا أَيْضا فِي الخريف قبل دُخُول الشتَاء وأسهلهم بلغما وصفراء فَإِنَّهُ ملاك أَمرهم وَلَا تسهلهم بلغما فَقَط فَإِنَّهُ يَنْفَعهُمْ أَولا ثمَّ يضرهم وَلَا تسهلهم بالسقمونيا واليتوع وصمغ الْكَرم البرى والفربيون وَنَحْوه فَفِي هَذَا خطر(3/495)
لى فِي هَذَا نظر لِأَن غير السقمونيا نَافِع جدا فِي هَذِه الْعلَّة قَالَ: ويوافقهم الإسهال بالخربق مِقْدَار دِرْهَم وَمن الصَّبْر ثَلَاثَة أبولسات لِأَن هَذِه الشربة تحدر)
بلغما ومرارا باعتدال واسقهم البسفايج فَإِنَّهُ يجذب مرّة وبلغما باعتدال وَمِقْدَار دِرْهَم من الحنظل مُوَافق لَهُم وَهَذَا دَوَاء مُوَافق لَهُم: شَحم الحنظل غاريقون كمادريوس من كل وَاحِد عشرَة عشرَة جاوشير سكبينج من كل وَاحِد ثَمَانِيَة بزر كرفس جبلي زراوند فلفل أَبيض خَمْسَة خَمْسَة دَار صيني سنبل مر زعفران أَرْبَعَة أَرْبَعَة يتَّخذ معجونا بِعَسَل قد نزعت رغوته ويدام الْأَخْذ مِنْهُ فَإِنَّهُ ينقي الْجِسْم قَلِيلا قَلِيلا فِي مهل وَيخرج الفضول من موَاضعهَا والشربة أَرْبَعَة دَرَاهِم بشراب الْعَسَل وَمَتى خلط فِيهِ صَبر كَانَ أبلغ وَأكْثر نفعا وتنقية وَإِذا كَانَ الوجع فِي الرجل فالقيء أَنْفَع لَهُ فليتعاهده وَإِذا كَانَ فِي العلياء فالإسهال والقيء نافعان لأوجاع المفاصل وقيئهم دَائِما قبل الْأكل بالفجل والسكنجبين والأفسنتين فَإِنَّهُ نَافِع لَهُم جدا لِأَنَّهُ يعين على الهضم ويدر الْبَوْل وَهَاتَانِ خصلتان (ألف ج) نافعتان فِي وجع المفاصل فليعطوا من عصارته قدر باقالاة بِثَلَاث أَوَاقٍ من المَاء. وَبَين وجع المفاصل ووجع القولنج نِسْبَة حَتَّى أَن قوما مِنْهُم قد عرض لَهُم إسهال أماتهم وَقوم مِمَّن بهم القولنج عرض لَهُم وجع المفاصل بِشدَّة والأدوية المدرة للبول نافعة لَهُم جدا وَيجب أَن يطاول وَلَا يتْرك سَرِيعا فَإِنَّهَا تقطع الأخلاط على الْأَيَّام وتدرها بالبول وَمن اعْتَادَ شرب هَذِه مِنْهُم فَلَا يقطعهَا ضَرْبَة فَإِنَّهُ يخَاف عَلَيْهِ أَن تصير تِلْكَ الْموَاد الَّتِي كَانَت تخرج إِلَى عُضْو شرِيف وَيخَاف مِنْهُ السكتة والسل وَنَحْوه بل يَتْرُكهَا بتدرج إِذا أحب ذَلِك وَمَعَ رياضة وتقليل من الْغذَاء إِلَى أَن يعْتَاد تَركهَا قَالَ: وَقد عرض لرجل كَانَ يَأْخُذ هَذِه الْأَدْوِيَة وَتصْلح عَلَيْهَا حَاله فقطعها بَغْتَة وَعرضت لَهُ سكتة وَهلك وَآخر عرضت لَهُ فَاسْتعْمل الحقن القوية فنجا وَيجب أَن يفصدوا بعد ذَلِك وَإِن لم يحتاجوا إِلَيْهِ كي يأمنوا من ذَلِك.
من كَانَ وَجَعه بَارِدًا فليكو مفاصله فَإِن الكي أعمل فِي يبس المفاصل وَيجب فِي ابْتِدَاء الْعلَّة أَن يضمد مَا فَوق الوجع لمنع التحلب بالقوية الْمَنْع وَإِن كَانَ فِي الزند فأطل الذِّرَاع وَإِن كَانَ فِي الْعقب فالساق وَمَتى أزمن الوجع وَكَانَ الْجِسْم نقيا فالطلاء بالحرف والخردل. والأدوية المحمرة نافعة فِي الوجع الْبَارِد وَأما الأوجاع الحارة فَأول تدبيرهم الهدوء والراحة ثمَّ الحقن اللينة وتقليل الْغذَاء جملَة والقيء والفصد وَإِن كَانُوا ذَوي امتلاء فضمد الْموضع بالزعفران والأفيون وَلَا تفرط فِي تبريد الْمفصل وَلَا سِيمَا مَتى أردْت التَّحْلِيل وللوجع الْبَارِد: بزر كتَّان ودقيق حلبة ودقيق حمص وشراب الْعَسَل وَشَيْء من خَرْدَل وضمادات الرّطبَة مِنْهَا جَيِّدَة لمن يشكو صلابة وَأما الضمادات الْيَابِسَة فكالسعد والخل ودقيق الشّعير والزفت فَإِن هَذِه تجفف بِقُوَّة)
وَكَذَلِكَ دَقِيق العدس المقلو فَأَما(3/496)
المفاصل الَّتِي تنصب إِلَيْهَا رُطُوبَة كَثِيرَة فضمد بورق اليبروج وَنَحْو ذَلِك وَلَا تسرف وَإِن كَانَ صَاحب الفغلموني فِي المفاصل سَاكِنا فليلطف تَدْبيره وَيتْرك الشَّرَاب لِأَنَّهُ إِن لم يفعل أَصَابَته أوجاع آخر رَدِيئَة الفضول. الخصيان لَا يعرض لَهُم الصلع وَلَا النقرس. قَالَ جالينوس: أما الصلع فَلَا يعرض للخصيان وَأما النقرس فَالْآن قد غلب على النَّاس من الترفة والشره مَا لَيْسَ هَذَا القَوْل يَصح قَالَ: وَيجب أَن تكون الْقدَم من أَصْحَاب النقرس ضَعِيفَة بالطبع كَمَا يحدث فِي الَّذين يحدث لَهُم الصرع أَن تكون ادمغتهم ومعدهم ضَعِيفَة وَإِن لم يسيؤا التَّدْبِير لم يجب ضَرُورَة أَن تصيبهم الْعلَّة وَلَا يجْرِي إِلَى أَقْدَامهم فضل إِذا كَانَ الْجِسْم نقيا من الفضول وَالْبدن إِنَّمَا يكون نقيا من الْفضل إِذا كَانَ يرتاض ويستمرئ غذاءه فَلذَلِك صَار السّكُون الدَّائِم والنهم يضر أَصْحَاب هَذِه الْعلَّة ويضرهم أَيْضا شرب الْخمر الْكثير الصّرْف الْقوي خَاصَّة قبل الطَّعَام لِأَن النَّبِيذ مَتى شرب بِهَذِهِ الْحَال أسرعت نكايته للعصب ويضرهم أَيْضا الْجِمَاع وَالسكر وَشرب النَّبِيذ على الرِّيق وَكَثْرَة الاستحمام والخصيان قل مَا يصيبهم وَلَكِن لأَنهم فِي هَذَا الزَّمَان يستعملون الالحاح (ألف ج) على النَّبِيذ فَإِنَّهُم يصيبهم هَذَا السقم لذَلِك وَالْقَوْل فِي النقرس هُوَ القَوْل فِي وجع المفاصل وَإِذا كَانَ المنقرس ابْن منقرس كَانَ أوكد لأَنهم إِذا كَانُوا مولودين من آبَاء ضعفاء الْأَبدَان والمفاصل والأقدام بالطبع كَانَ ذَلِك فيهم أَضْعَف وأوكد وَالْمَرْأَة لَا يُصِيبهَا النقرس إِلَّا ان يَنْقَطِع طمثها من طَرِيق الاستفراغ بالطمث الْغُلَام لَا يُصِيبهُ النقرس قبل أَن يبتدىء فِي المباضعة لِأَن لاستعمال الْجِمَاع قُوَّة عَظِيمَة فِي تولد النقرس وَلذَلِك قل مَا يعرض للخصيان وَقد رَأَيْت الخصيان أَصَابَهُم النقرس فَأَما الصّبيان فَمَا رَأَيْت ذَلِك وَإِن اصابهم ذَلِك فانما يعرض لَهُم انتفاخ فِي مفاصلهم من تخم كَثِيرَة مَا كَانَ من أوجاع النقرس مَعَه ورم حَار فان ورمه يسكن فِي اربعين يَوْمًا. قَالَ جالينوس: النقرس يكون من فضل ينحدر إِلَى مفاصل الْقَدَمَيْنِ وَأول مَا يقبل ذَلِك الْفضل مفاصل الرجلَيْن ثمَّ الى جَمِيع مَا حول ذَلِك إِلَى الْجلد وَإِذا كَانَ الْفضل يمْلَأ موضعا من الْمَوَاضِع فانه يمدد الرباطات الَّتِي تحيط بِتِلْكَ المفاصل من خَارج فَأَما العصب والأوتار فَلَا يشبه ان ترم فِي صَاحب النقرس وَإِنَّمَا يحدث فِيهَا الوجع من أجل تمديدها للرباطات مَعَ المفاصل من خَارج وَيدل على ذَلِك أَنه لم ير أحد أَصَابَهُ من وجع النقرس تشنج وَذَلِكَ يحدث كثيرا عِنْد حُدُوث الورم فِي العصب والأوتار وَالْغَرَض فِي علاج النقرس وعلاج كل ورم غَرَض عَام وَذَلِكَ أَنه انما يحْتَاج أَن يتَحَلَّل مَا)
يجْرِي الى الْقَدَمَيْنِ وتحليله مَتى كَانَ رَقِيقا يكون فِي مُدَّة أقل وَمَتى كَانَ غليظا أَو لزجا فَفِي مُدَّة أطول وَإِن كَانَ قد جمع اللزوجة والغلظ فَهُوَ أَحْرَى أَن يحْتَاج إِلَى مُدَّة أطول لَكِن لَيْسَ تجَاوز على حَال الْأَرْبَعين يَوْمًا حَتَّى يتَحَلَّل وَيبرأ اذا كَانَ الطَّبِيب يفعل جَمِيع مَا يَفْعَله بِالصَّوَابِ وَإِنَّمَا تطول هَذِه الْمدَّة لِأَن الورم فِيهِ فِي أغشية وربط فَأَما الورم الْحَار الَّذِي يحدث فِي الْمَوَاضِع اللحمية فقد ينقص فِي أَرْبَعَة عشر يَوْمًا لِأَن جَوْهَر اللَّحْم اسخف(3/497)
وَأَشد تخلخلا. علل النقرس تتحرك فِي الرّبيع والخريف على الْأَمر الْأَكْثَر. قَالَ: أَكثر مَا يتَوَلَّد هَذِه وَعلل المفاصل فِي الرّبيع. ج: النقرس دَاخل فِي عداد أوجاع المفاصل وَإِنَّمَا تهيج هَذِه الْعلَّة فِي الخريف لمن يكثر من الْفَاكِهَة فيكثر اجْتِمَاع هَذَا الْخَلْط الردي فِيهِ وتهيج فِي الرّبيع فِيمَن كَانَ تَدْبيره فِي الشتَاء رديئا لِأَن الأخلاط تذوب وتتحلل.
الميامر قَالَ: عرق النسا والنقرس هما جَمِيعًا من جنس وجع المفاصل وَذَلِكَ لِأَن الأوجاع إِذا كَانَت فِي المفاصل كلهَا لاتخص وَاحِدًا أبدا فَهِيَ وجع المفاصل وَإِذا كَانَ يخْتَص مفصل الورك سمى عرق النسا وَإِذا كَانَت فِي الْقدَم سميت نقرسا الْعلَّة الَّتِي تسمى بالنقرس إِنَّمَا ابْتِدَاؤُهَا من مفصل وَاحِد فاذا عتقت وقدمت انتشرت فِي المفاصل كلهَا وَكلهَا تكون من إفراط الكيموس على الْمفصل العليل ويعرض للمفصل (الف ج) إِذا امْتَلَأَ أَن يتمدد مَا يطِيف بِهِ من العصب فَيعرض من ذَلِك وجع شَدِيد وَفِي أَكثر الْأَمر يكون هَذَا الْخَلْط بلغميا وَكَثِيرًا مَا يكون دمويا ومختلطا من بلغم وصفراء وَرُبمَا خالطها أَيْضا دم وَإِن تقصيت الْكَلَام قلت الْغَالِب فِي وجع المفاصل فِي اكثر الْأَمر الْخَلْط الخام وَالْحِجَارَة مِنْهُ تتولد فِي المفاصل وَإِذا تولدت الْحِجَارَة فَلَيْسَ فِي رُجُوع الْمفصل إِلَى الْحَال الطبيعية مطمع وَيعرف طبع الْخَلْط المؤذي بِأَهْوَن الرُّسُل من لون الْمفصل وَمن الْأَعْرَاض الْعَارِضَة لَهُ. وَمِمَّا تقدم من الْأَدْوِيَة وَالتَّدْبِير: فَانْظُر هَل كَانَ الْمَرِيض اسْتعْمل عطلة وَترك الرياضة واستحم كثيرا وَأكل كثيرا على غير نقاء وَمَا كَيْفيَّة الطَّعَام والمزاج وَالْوَقْت وَخذ استدلالك من جَمِيع مَا قدرت عَلَيْهِ ثمَّ اقدم فاستفرغ أَولا مَا يدلك عَلَيْهِ فان كَانَ امْتَلَأَ فابدأ أَولا بالفصد ثمَّ بالاسهال ثمَّ بعلاج الْموضع نَفسه على التَّرْتِيب الْوَاجِب فعالج الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ فِي أول الْعلَّة بِمَا يمْنَع ويصد ثمَّ الاسهال ثمَّ التَّحْلِيل فَأَما الورك فاياك وَذَلِكَ لِأَن مَوضِع هَذَا الْمفصل غائر فاذا وضعت عَلَيْهِ هَذِه دفع تِلْكَ الرطوبات إِلَى قَعْر الْمفصل فيتولد مِنْهَا مَا يكون عسر التَّحَلُّل وَرُبمَا ولد خلع الْمفصل قَالَ: لَكِن عالج الورك فِي الِابْتِدَاء بِمَا يسكن)
وَهَذِه تكون معتدلة فِي الْحَرَارَة فَإِن هَذِه لَا تجذب الْخَلْط وتفشي بِرِفْق وتسكن الوجع فَأَما فِي آخر الْأَمر فَإِن الورك تحْتَاج إِلَى أدوية قَوِيَّة قَالَ: قد قلت إِنَّه مَا دَامَت هَاتَانِ العلتان شديدتين فامنع بعد الاستفراغ وَصد فَإِذا انْقَطع السيلان فَعَلَيْك بالتحليل لما قد حصل.
ضماد مسكن نَافِع لوجع النقرس ووجع المفاصل: اسْتعْمل وَقت هيجان الوجع من الأفيون أَرْبَعَة مَثَاقِيل زعفران مثقالان يسحق بِلَبن الْبَقر أَو الْمعز ويلقى عَلَيْهِ لباب الْخَبَر ويخلط ويدق حسنا حَتَّى يلتئم مِنْهُ ضماد لين تستلذ لمسه نعما وَالْيَد ممسوحة بدهن الْورْد وضمد بِهِ وضع فَوْقه ورقة سلق لتحفظه أَو ورقة الخس وَرُبمَا طرحنا الأفيون والزعفران المسحوقين بِاللَّبنِ على قيروطي ودهن ورد ووضعناه عَلَيْهِ ليذْهب الوجع وينفع بعد الاستفراغ أَن تُوضَع على الْبدن أضمدة تنفط الْموضع ويصبر عَلَيْهَا مَا أمكن ثمَّ تفتح وتفقأ النفاطات(3/498)
وتكمد بِمَا يسكن الوجع ويعاد الْعَمَل فَإِنَّهُ نَافِع وينفع أَن يوضع على الْبدن أضمدة تنفط فِي وَقت سُكُون الْعلَّة مَا يقْلع ويجذب مَا فِي المفاصل وَهِي الأضمدة الحارة القوية وضع هَذَا على النقرس الْبَارِد وَعند مَا يكون الْبدن نقيا. قَالَ أَبُو جريج الراهب: للبرنج خاصية فِي قطع البلغم من المفاصل وَقَالَ: الأنزروت خاصته إسهال البلغم الَّذِي يجْتَمع فِي الرُّكْبَتَيْنِ والوركين والمفاصل وَقَالَ: السكبينج خاصته إسهال البلغم الغليظ الْمُجْتَمع فِي المفاصل والورك والجاوشير يخرج من الْبَطن الخام وَيحل أوجاع المفاصل.
اختيارات حنين للورم الَّذِي يظْهر ويزمن وتطول مدَّته: يُؤْخَذ من الأبهل الْيَابِس ربع كيلجة فَيصب عَلَيْهِ مَا يغمره من المَاء ويطبخ بِنَار (ألف ج) لينَة حَتَّى يسود المَاء ثمَّ يصفى وَيُؤْخَذ مِنْهُ رَطْل وَيصب عَلَيْهِ ثَلَاث أَوَاقٍ من دهن شيرج ويشربه العليل وَيَأْكُل عَلَيْهِ حصرمية أَو مَاء حصرم بشيرج فليغريوس فِي وجع النقرس قَالَ: ذكرت أَنه لَيْسَ فِي قَدَمَيْك ورم وَأَنَّك تحس فيهمَا بحرقة فَعَلَيْك بِكُل مَا يخرج الصَّفْرَاء ويطفيها واستحم بِالْمَاءِ العذب فَإنَّك يخف بِهِ وجعك وَخذ من السقمونيا كالباقلي فاخلط بِهِ من الْملح زنة الباقلي أَيْضا واشربه فِي السّنة مَرَّات لتخرج عَنْك الصَّفْرَاء وَافْعل ذَلِك قبل الزَّمن الَّذِي تنْتَظر فِيهِ وجعك فَإِنَّهُ إِمَّا أَن لَا يعرض إِذا فعلت ذَلِك وَإِمَّا أَن يعرض واهنا ضَعِيفا وتغذ بالأغذية المبردة واطل قَدَمَيْك بعنب الثَّعْلَب والبنج والأفيون بخل وَلَا تتعبها فَإِنَّهُ يهيج الوجع يعقب ذَلِك قَالَ: وَلَا تفصد فَإِن وجعك لَيْسَ من زِيَادَة الدَّم. لى هَذَا إِذا لم يكن مَعَ الوجع الْحَار فِي الْمفصل ورم بَرِيء إِلَّا بفصد لِأَن الْعلَّة)
صفراوية والفصد أبلغ شَيْء فِي تَخْفيف ذَلِك الوجع وَإِن كَانَ لَيْسَ بدموي لِأَن الدَّم فِي تِلْكَ الْحَال صفراوي فينقص بِهِ الصَّفْرَاء ويبرد الْجِسْم كُله بِإِخْرَاجِهِ.
من كتاب ينْسب إِلَى هرمس: شَحم الثَّعْلَب مَتى أذيب مَعَ دهن الْورْد ودهن بِهِ النقرس برأَ.
لى قد يطْبخ الثَّعْلَب كَمَا هُوَ فِي الدّهن وَيجْلس فِيهِ لهَذِهِ الْعلَّة وَلَعَلَّ لهَذَا الشَّحْم فضل تَحْلِيل قوي أَو خاصية.
أطهورسفس: الخراطين تسحق وَيُؤْخَذ مِنْهَا عشرُون درهما ويضاف إِلَيْهَا عسل زنة أَربع أَوَاقٍ وَيجْعَل كالمرهم وَيمْسَح بدهن ورد ويضمد بِهِ.
الساهر: طبيخ الضعب العرجاء وَلحم حمَار وَحشِي عَجِيب للرجل إِذا كَادَت أَن ترم وهزلت الْأَعْضَاء لدوام النقرس ووجع المفاصل: تُؤْخَذ ضبعة فتذبح وتلقي بدمها كَمَا هِيَ فِي قدر ويلقى مَعهَا لحم حمَار وَحشِي شَيْء صَالح وزيت ركابي رَطْل سذاب باقة صَالِحَة كرنب باقتان كراث مثله وَمن بزر الكرنب وبزر الكراث وَمن بزر الجرجير من كل وَاحِد دِرْهَم(3/499)
مرضوضا وبزر كرفس ويغمر بِالْمَاءِ وَيُزَاد حَتَّى يتهرأ الْجَمِيع ويلقى عَلَيْهِ حمص أسود ربع رَطْل ويصفى وَيجْلس فِيهِ وهوحار أَكثر مَا يُمكن من الْحَرَارَة ثَلَاثَة أَيَّام فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات ثمَّ يسخن مَتى جلس فِيهِ ثمَّ يجدد ذَلِك الطبيخ وَيفْعل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات فِي الشَّهْر ثَلَاثَة أَيَّام فِي أَوله وَثَلَاثَة فِي وَسطه وَثَلَاثَة فِي آخِره. لى سَمِعت أَشْيَاء عَجِيبَة مِنْهَا أَن طَبِيب سعيد بن بكسي يسْقِي للنقرس من السورنجان وزن مثقالين مَعَ نصف دِرْهَم من أفيون وَثَلَاثَة دَرَاهِم من سكر فيسكن الوجع من سَاعَته وأحتاج أَن أجرب ذَلِك. الطَّبَرِيّ قَالَ: سقيت غير وَاحِد مِمَّن كَانَت الرّيح تشبكه وأزمن بِهِ دهن الحندقوقا فعوفوا وَصفته: حندقوقا مِمَّا قد بزر يغمر فِي زَيْت بِأَرْبَع أَصَابِع مَضْمُومَة وأوقد تَحْتَهُ نَارا لينَة وصب عَلَيْهِ من المَاء مثله واتركه إِلَى أَن يذهب المَاء كُله ثمَّ ينعم مرسه ويصفى الشربة ثَلَاثَة (ألف ج) دَرَاهِم.
الطَّبَرِيّ: المغاث نَافِع من النقرس أَحْسبهُ يُرِيد طلاء.
أهرن: مِمَّا ينفع النقرس شرب أصُول قشور اليبروج المربا فِي السّمن سنة يشرب مِنْهُ كل يَوْم نصف دِرْهَم سنة فَإِنَّهُ يقْلع أصل النقرس وَمَتى شرب من الزراوند المدحرج زنة دِرْهَمَيْنِ بِمَاء الْعَسَل فِي الرّبيع والشتاء مَرَّات أذهب بدوره أَو شرب أصل اليبروج بطلا وَعسل مِقْدَار نواة مَرَّات فَإِنَّهُ يسكن الوجع ويقلعه وينفع مِنْهُ دهن الخفافيش: يُؤْخَذ عصير ورق المرحور وزيت)
عَتيق رَطْل وَاثنا عشر خفاشا وَمن الزراوند أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن الجندبادستر ثَلَاثَة دَرَاهِم وقسط ثَمَانِيَة دَرَاهِم فأجمع الْجَمِيع والخفافيش مذبوحة واطبخه حَتَّى يبْقى الدّهن ثمَّ يصفى الدّهن واسحق الثفل نعما وصب عَلَيْهِ الدّهن وارفعه فَإِذا احتجت إِلَيْهِ فمرخ مِنْهُ مَوضِع الوجع أَو صب رَطْل زَيْت عَتيق على عشر أَوَاقٍ بورق وحلتيت ثمَّ مرخ بِهِ الْموضع أَو خُذ مَاء شَحم الحنظل الْمَطْبُوخ بِهِ دهن ورد حَتَّى يذهب المَاء واطله بِهِ.
مرهم نَافِع من تشنج الرُّكْبَتَيْنِ وتشبكهما من الرّيح يُؤْخَذ من حب خروع منقى حفْنَة وأوقيتان من سمن بقر وأوقية من عسل وَنصف أُوقِيَّة من دهن الْحل يجمع الْجَمِيع وألزمه فَإِنَّهُ يُطلق الْموضع الجافة.
ابْن ماسويه يعْتَمد فِي كِتَابه فِي وجع المفاصل الصفراوي على شراب ورد بسقمونيا وَمَتى كَانَت الْمعدة ضَعِيفَة فسقمونيا مشوية فِي سفرجل مَعَ سفرجل وَعسل قَالَ وَهَذَا هُوَ الْملاك قَالَ وَمن يكون بِهِ أوجاع المفاصل من برد فَلَا يكون أَحْمَر ظَاهر الْجِسْم وَلَا أصفر اللَّوْن وَلَكِن رصاصيا كمدا.
ابْن سراييون قَالَ لَيْسَ عِلّة وجع المفاصل والنقرس وعرق النسا ضعف المفاصل فَقَط لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لكَانَتْ الْعلَّة دائمة وَلَكِن امتلاء الْجِسْم لِأَنَّهُ إِنَّمَا يمِيل الْفضل إِلَى هَذِه(3/500)
الْمَوَاضِع فِي أَوْقَات تصادف من الْجِسْم فضل امتلاء وَهَذِه الفضلات تَجْتَمِع فِي الْجِسْم من السكر والنهم وَسُوء الهضم وَطول الرَّاحَة وَمن الْجِمَاع الْخَارِج عَن الِاعْتِدَال وَترك الاستفراغ الْمُعْتَاد وَقد يعين على تولد هَذِه الفضلات الَّتِي يكون مِنْهَا النقرس سنّ الشيخوخة والمزاج الْبَارِد والحركات العنيفة بعد الطَّعَام وَالْحمام بعد الطَّعَام وَشرب الشَّرَاب الْكثير أَو الصّرْف وَالشرَاب قبل الْأكل لِأَن الشَّرَاب يضر بالعصب ويتوراث قَالَ وَإِذا ألمت المفاصل من خلط سوداوي وخلط غليظ خام لَا تكَاد ترجع إِلَى حَالهَا الطبيعية وخاصة الْأَوْرَاك ومفاصل الرجل وَأما غَيرهَا من المفاصل وَغير هَذِه من الأخلاط فقد تَبرأ مِنْهَا برءا تَاما وخاصة مَتى كَانَت الْمَادَّة دموية قَالَ: أعرف الْخَلْط الْفَاعِل للوجع بلون الْعُضْو فَإِن اللَّوْن دَال فِي هَذِه الْعلَّة على الْخَلْط الْفَاعِل أَكثر مِنْهُ فِي كل عِلّة لِأَن الرباطات وَاللَّحم يبتل ويتشرب ذَلِك الْخَلْط فَيرى لَونه وَضم إِلَى ذَلِك التَّدْبِير والمزاج وَغير ذَلِك جملَة هَذِه الأوجاع الاستفراغ إِمَّا للدم أَولا إِن كَانَ هُوَ الْغَالِب وَإِمَّا للخلط وابتدئ من المسهلة والمنقية بالألين فَإِذا انهضم فالأقوى (ألف ج) ثمَّ تعود إِلَى علاج الْمَوَاضِع أَنْفسهَا بالضماد)
وَاحْذَرْ من الأضمدة مَا شَأْنه أَن يجفف تجفيفا قَوِيا لِأَنَّهُ يحْجر الفضلات فِي المفاصل وَيفْعل ذَلِك كل مفرط الْحر وكل مفرط الْبرد فَإِن الْقوي الْحَرَارَة يحْجر الْمَادَّة فِي المفاصل وَالْقَوِي الْبرد يجمعها ويجمدها وَيحدث مَعَ ذَلِك فِي المفاصل وَيحدث فِيهَا خدرا وعسر حَرَكَة وحس فاجتنب بِهَذِهِ علاج هَذَا الْمفصل قَالَ إِن كَانَ وجع المفاصل من صفراء فَاسق طبيخ الاهليلج والشاهترج والأفسنتين والأجاص وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ وَمَتى كَانَت هُنَالك حمى وَفِي المفاصل ورم حَار فَاسق مَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء مَعَ لب خيارشنبر واللبلاب والبنفسج فَإِذا سكنت الْحمى وَظهر النضج فضم إِلَى الْبُقُول مَاء الكرفس والرازيانج وشيئا من الصَّبْر وَمَتى كَانَ الْخَلْط بلغميا فَاسق حب المنتن وَحب الشيطرج أَو هَذَا: تَرَبد غاريقون شَحم حنظل سورنجان بوزيدان مَا هيزهرة شيطرج صَبر حرمل فوة فاشرا فاشرستين ملح هندي عَاقِر قرحا مقل أشق وَنَحْوهَا. وَرُبمَا كَانَت الْمَادَّة تنصب من عُضْو وَاحِد بِعَيْنِه فَإِذا كَانَ ذَلِك كَذَلِك فواظب على ذَلِك الْعُضْو نَفسه واحرص على تَبْدِيل المزاج وامنع أَن ينصب مِنْهُ شَيْء بالأضمدة الَّتِي تلْزمهُ وَإِن كَانَ قد حصل فِي الْمفصل خلط دموي كثير فعلاجه بعد الفصد الضماد بالأدوية الَّتِي تبرد الْعُضْو وتجفف الْمَادَّة مثل حَيّ الْعَالم وقشر الرُّمَّان والسماق ودقيق الشّعير لِأَن هَذِه تجفف الرُّطُوبَة الْحَاصِلَة فِي المفاصل أما فِي الشتَاء ففاتر وَأما فِي الصَّيف فبارد فَإِن لم يحْتَمل العليل الضماد فَهَذَا الطلاء: صندل أَحْمَر مامثيا طين أرميني اعجنه بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب أَو عدس مقشر مسحوق منخول بحريرة ويعجن بِمَاء الكزبرة الرّطبَة ويطلى مَعَ كافور فَإِن كَانَ سَبَب الوجع كيموسا بلغميا فَاتخذ ضمادا من بابونج وإكليل الْملك وحلبة وبزر الْكَتَّان وورق الْغَار وحرمل وورق الكرنب ومغاث وراسن ودهن ناردين أَو من الصَّبْر والمر والحضض والزعفران وعصارة الكرنب(3/501)
وَقَالَ النقرس الْحَادِث عَن كيموس دموي وصفراوي تضرب البزر قطونا بِمَاء وخل ويطلى على الْعُضْو فَإِنَّهُ يُطْفِئ الالتهاب ويعظم نَفعه ويغمر دَائِما بِمَاء عذب بَارِد يوضع أبدا فَإِن كَانَ كَانَ الوجع أقل حرارة فالخطمى إِذا ضرب بالخل وطلى جيد فَإِن خفت من شدَّة الوجع الغشي فَعَلَيْك بالمخدرة وَإِذا طفئ الوجع وَذهب فدعها فَإِنَّهَا تضر بحركة الْمفصل وَمَتى حدث فِي الْمفصل عسر حَرَكَة فَاسْتعْمل الدياخيلون أذبه بدهن بابونج واطله فَإِن شَأْن هَذَا الضماد مَتى اسْتعْمل بِهَذَا الدّهن أَن يحدث هضما وَيرد الْحَرَارَة العزيزية إِلَى الْأَعْضَاء الَّتِي بردتها الْأَدْوِيَة المخدرة. قَالَ: النقرس الْحَادِث من حِدة صفراوية لَا ورم مَعَه فَلَا عَلَيْك من التطفئة وَالْوَاجِب)
فِي هَذَا التطفئة وترطيب الْجِسْم وتعديل مزاج ذَلِك الْخَلْط واستفرغ مَرَّات بشراب الْورْد المسهل ويجوارش السفرجل وضمد بالطحلب والفرفير وبزر قطونا (ألف ج) والنيلوفر والبنفسج وَإِن شِئْت فاخلط مَعَه أفيونا وَمَاء ثلج فبرد الضماد بالثلج دَائِما وَاجعَل التَّدْبِير كُله بَارِدًا رطبا وَمَتى كَانَ النقرس من خلط بلغمي كثير فِي الْبدن فَاسْتعْمل الْقَيْء والإسهال بعصارة قثاء الْحمار وشحم الحنظل واحقن بهَا وبالقنطوريون ولطف التَّدْبِير وألزمه فِي وَقت الرَّاحَة المعجونات الملطفة والكرنب مَتى وضع على النقرس البلغمي نَفعه وَإِذا انحط فضع عَلَيْهِ الأضمدة القوية الْحَرَارَة الغريزية كالمتخذة من حرمل وإكليل الْملك وأنفع شَيْء يسْتَعْمل فِي ذَلِك الفربيون والعاقر قرحا والنطرون وَجَمِيع المحللة وَمَتى خفت الوجع فِي حَالَة فنطل عَلَيْهِ طبيخ الحاشا والصعتر والفوتنج والحرمل وورق الْغَار والبابونج والشبث وإكليل الْملك وأصل الْكبر والقنطوريون يطْبخ بخل أَو بِمَاء وشراب فِي الأحيان وَمَتى كَانَ الْخَلْط الْفَاعِل سوداويا فَلَا تسْتَعْمل الْأَدْوِيَة الحارة القوية التجفيف لِأَنَّهَا تحجره تحجيرا لَا ينْحل لَكِن انطل الْعُضْو بِمَا يسخن وَاتبعهُ بأدوية فِيهَا تَحْلِيل وتليين مَعًا واستفرغهم بِمَا يخرج السَّوْدَاء وَأَقْبل على ترطيب الدَّم.
وَاعْلَم أَن الأخلاط رُبمَا اجْتمعت فِي الْأَلَم فَكَانَت الدَّلَائِل غير بَيِّنَة وخاصة إِذا رَأَيْت العليل ينْتَفع بأضمدة مُخْتَلفَة فيضره مَا كَانَ نَافِعًا لَهُ حينا وَبِالْعَكْسِ فَلَا تشك فِي اخْتِلَاف الأخلاط وَيحدث النقرس من كَثْرَة البطالة أَو من إِسْرَاف الكبد أَو من سوء التَّدْبِير الَّذِي يَقع إِمَّا فِي الْغذَاء وَإِمَّا فِي النّوم وَإِمَّا فِي الْجِمَاع فَإِذا كَانَت هَذِه على مَا يجب وَحدث فَإِنَّمَا يحدث لسوء حَال الْجِسْم ولفساد أخلاطه وَيحدث دَائِما أما لفساد مزاج الأخلاط وَإِمَّا لكثرتها فَلذَلِك يجب أَن تَعْنِي أبدا أَن تكون الأخلاط جيادا معتدلة فِي الْكَيْفِيَّة والكمية ومل على من يُصِيبهُ ذَلِك من الامتلاء بالتلطيف والإفراغ وَقلة الْغذَاء وَكَثْرَة الرياضة لِئَلَّا يمتلئ وَمن يُصِيبهُ ذَلِك من سوء مزاج مَا فالمضاد لذَلِك السوء المزاج حَتَّى يذهب والفصد والإسهال قبل هيجان الوجع على نَحْو مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَيجب لذَلِك الْخَلْط الَّذِي يكون من سَببه الوجع وَالْجِمَاع غير ضار لمن يحدث بِهِ هَذَا الدَّاء من امتلاء دموي فإمَّا لغَيرهم فرديء جدا لِأَنَّهُ يمْلَأ الْأَعْضَاء الضعيفة ويجفف غَيرهَا من الْأَعْضَاء وخاصة لمن كَانَ ذَلِك حَادِثا بِهِ قَرِيبا فَإِنَّهُ أضرّ عَلَيْهِ.(3/502)
وَاعْلَم أَن سكوب مَاء الْملح دَائِما على الرجلَيْن والمفاصل يمْنَع كَون النقرس وَكَذَلِكَ مَتى سحق)
الْملح وَجعل فِي الدّهن ودلك بِهِ الْموضع ثمَّ ضمد بِهِ غليظا فَإِنَّهُ يمْنَع كَون النقرس فِي ذَلِك الْعُضْو وَهَذَا التَّدْبِير يمْنَع أَن يحدث فِي الْأَعْضَاء فضل أَو ورم.
الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: النَّاس يدلكون بالملح الْكثير وَالزَّيْت الْيَسِير الْأَعْضَاء الَّتِي فِيهَا النقرس فِي وَقت فَتْرَة الْعلَّة لَا فِي وَقت نوبتها ليحللوا بذلك الْفضل كُله ويكسبوا الْأَعْضَاء حسن حَال.
من كتاب ثَابت فِي وجع المفاصل قَالَ: اسْتعْمل لوجع الورك (ألف ج) الْقَيْء وَإِذا أزمن حقن بشحم الحنظل وَالشرَاب وَالْجِمَاع على الامتلاء رَدِيء لهَذِهِ الْعلَّة وينفع من النقرس الاستنقاع فِي مَاء الْبَحْر وطلى المفاصل لحفظ صِحَّتهَا بالنطرون ومياه الحمات جَيِّدَة للنقرس جدا.
من الْكتاب الْمَجْمُوع فِي وجع المفاصل قَالَ اسْتعْمل لوجع الورك الْقَيْء وَقَالَ: يكون وجع المفاصل فِي الْجُمْلَة من فَسَاد الهضم وَيكون أمره من كل الأخلاط وَإِذا كَانَ من وَاحِد لم يخف دَلِيله ويسهل علاجه وَإِذا كَانَ الْخَلْط المنصب إِلَى المفاصل خلطين عسر تعرفه وعلاجه أَكثر وَإِن كَانَت ثَلَاثَة صَعب أَكثر فَإِن كَانَت أَرْبَعَة عسر جدا تعرفه وعلاجه وَدَلِيله أَنه يسكن حينا بِبَعْض الْأَدْوِيَة ويهيج بهَا حينا وَقد يهيج بِبَعْض الْأَدْوِيَة يهيجه التَّعَب الشَّديد وَالْجِمَاع وَشرب المَاء الْبَارِد لمن لم يعْتد والأطعمة الغليظة وَكَثْرَة الشَّرَاب وخاصة من الشَّرَاب الغليظ وَمن صدمة وَمن ضَرْبَة تقع بالعضو إِذا كَانَ الْجِسْم مستعدا قَالَ: فتعرف الْخَلْط الْفَاعِل من لون الْعُضْو إِذا كَانَ الْجِسْم مستعدا قَالَ يعرف الْخَلْط الْفَاعِل من لون الْعُضْو وَمن حَال الضربان واللمس والورم وأحوال العليل فِي النبض وَالْبَوْل وَالنَّوْم والعطش وَسَائِر الدَّلَائِل الْحَاضِرَة الَّتِي يسْتَدلّ بهَا على أخلاط الْجِسْم وَمن الدَّلَائِل الَّتِي سبقت من الْغذَاء وَالتَّدْبِير والخفض والتعب فَإِن من ذَلِك يعرف الْخَلْط وَمن أَرَادَ أَن يسْرع الشِّفَاء مِنْهُ إِذا كَانَ صفراويا فيبتدئ بِمَا يسهل الصَّفْرَاء بِقُوَّة قَوِيَّة كالسقمونيا وَالصَّبْر والأطلية الْبَارِدَة الرّطبَة كجرادة القرع وَلحم القثاء ولعاب الأسفيوس مَضْرُوبا بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والطحلب والبنج والأفيون وَنَحْو ذَلِك.
وَاعْلَم أَن دهن البابونج والقيروطي المتخذة من الشمع الْأَبْيَض يرِيح من ذَلِك الوجع جدا.
ضماد مسكن للوجع جدا: شمع ودهن بابونج يتَّخذ قيروطا ويسحق مَعَ دَقِيق الباقلي وَيُوضَع عَلَيْهِ. لى آخر مُحَلل مسكن: شمع ودهن بابونج ولعاب الحلبة وبزر الْكَتَّان يجمع حَتَّى يصير وَاحِدًا وَيُوضَع عَلَيْهِ قَالَ وَبعد اسْتِعْمَال المخدرات اسْتعْمل قيروطي بدهن بابونج ولعاب)
الخطمي وعصارته وأمل صَاحب الْمَادَّة الصفراوية إِلَى مَا يبرد من الْغذَاء ويرطب ويستحم بِالْمَاءِ العذب مَرَّات ويحذر الْجِمَاع والتعب وَالشرَاب قَالَ وَالْحجر الأرمني لَهُ خَاصَّة فِي النَّفْع من وجع المفاصل قَالَ والسورنجان مُفسد للمعدة مغث مضعف للشهوة(3/503)
إِلَّا أَنه عِنْد شدَّة الوجع مُوَافق إِذْ يسكن الوجع جدا وَإِن طبخ السورنجان مَعَ البزور كالأنيسون والكرفس وَسقي نفع طبيخه وَلم يضر حِينَئِذٍ الْمعدة والاسكندر يزْعم أَن رجل الْغُرَاب أَجود من السورنجان فِي إذهاب الوجع وَهُوَ مَعَ هَذَا لَا يضر الْمعدة.
ضماد جيد مُحَلل مسكن للوجع: رماد الكرنب وشحم طري يوضع على عِلّة العليل إِذا كَانَت بلغمية وللحرارة فِي آخرهَا فَإِنَّهُ يعظم نَفعه وللتحليل فِي آخر الْأَمر: بعر الماعز ودقيق الشّعير وخل وَمَا يَجْعَل ضمادا قَالَ وَإِذا كَانَت الْعلَّة مختلطة فانتقل فِي الْأَدْوِيَة (ألف ج) وَاجْعَلْهَا مركبة بِحَسب مَا تتوهم وينفع من التحجر والورم الصلب يبْقى فِي المفاصل: بصل الزير يضمد بِهِ مُفردا أَو مَعَ لب الْخبز ودعه عَلَيْهِ حَتَّى يحمر والنطول بطبيخ الحلبة والبابونج وإكليل الْملك والقنطوريون وَقد ينطل بطبيخ الْكبر وَأقوى من هَذِه بطبيخ الصعتر والفودنج بالخل وينطل بِهِ فَإِن هَذَا عَجِيب قوي فِي فعل يحل الورم الغليظ وَيَنْبَغِي لمن يَعْتَرِيه هَذَا من بلغم أَن يسْتَعْمل الأغذية الْيَابِسَة وَالصَّوْم وَيتْرك الْجِمَاع وَالْحمام إِلَّا بِمَاء الْبَحْر وَيسْتَعْمل الْقَيْء بالفجل وبالخربق مَتى احتمله.
ضماد للنقرس الدموي: اتَّخذهُ من قشور رمان وسماق وَحي الْعَالم ودردي الْخلّ والعدس وَيَأْكُل العدس والكرنب وَالرُّمَّان ويمسك عَن الشَّرَاب الْبَتَّةَ قَالَ وَترك شرب النَّبِيذ الْبَتَّةَ يرِيح من النقرس فَإِن لم يتْركهُ عمره كُله فليتركه سنة أَو سنتَيْن لينقطع عَنهُ ثمَّ يَأْخُذ مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا وَكَذَلِكَ الْجِمَاع قَالَ: وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي تتَنَاوَل أَيَّام السّنة كلهَا أَو أَكْثَرهَا لهَذِهِ الْعلَّة فَإِنَّهَا تقطع هَذِه الْعلَّة إِذا كَانَت بلغمية الْبَتَّةَ وَأما الْأَبدَان المرارية فَإِنَّهُم يموتون مِنْهَا فَجْأَة وَذَلِكَ أَنه تميل الْمَادَّة وَقد اجتذب إِلَى بعض الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة وَيحدث بهم عِلّة خبيثة حادة قاتلة قَالَ وليتركوا الشَّرَاب وَذَلِكَ يجب إِذا كَانَت الْعلَّة دموية أَو صفراوية قَالَ وَالَّذين بهم هَذِه الْعلَّة من بلغم إِذا شربوا الترياق وأدمنوا عَلَيْهِ قلع الْعلَّة عَنْهُم الْبَتَّةَ وَلم يصبهم ضَرَر قَالَ ودواء البسد أقوى من هَذِه كلهَا فِي قلع هَذِه الْعلَّة وَيذْهب بالتحجر الَّذِي يصير فِي المفاصل وزيت الثعالب والضباع إِذا نطل بِهِ حارا أذهب التحجر ويدهب بِهِ جَمِيع الملينات القوية كالشحوم العتيقة والأشق)
والمقل وَالزَّيْت الْعَتِيق والميعة.
للتحجر: زرنيخ أَحْمَر يسحق بالخل ويطلى عَلَيْهِ فَإِنَّهُ عَجِيب فِي ذَلِك وَإِذا طبخ المرداسنج بِزَيْت حَتَّى يغلط وذر عَلَيْهِ زرنيخ أصفر فاصربه حَتَّى يَسْتَوِي وَاسْتَعْملهُ.
صفة دَوَاء أبروقليوس الْمَوْصُوف بقلع أوجاع المفاصل وعرق النسا الْبَتَّةَ مَتى شرب مِنْهُ سنة وَيُقَوِّي الْمعدة ويجلو الْبَصَر وَيذْهب النسْيَان وَيخرج الفضول بالبول ويطرد الْعِلَل البلغمية وَيذْهب الصرع والصداع الْقوي وَالطحَال والكبد الجاسيين فَأَما وجع المفاصل فَإِنَّهُ يذهب بِهِ الْبَتَّةَ مجرب مختبر: فوة ثَلَاثَة كماذريوس تِسْعَة قنطوريون دَقِيق زراوند طَوِيل جنطيانا رومي حَدِيث سِتَّة هيوفاريقون خَمْسَة فطراساليون أَرْبَعَة غاريقون جيد أَبيض خَفِيف لين اثْنَان مر وَاحِد لتكن هَذِه الْأَدْوِيَة جبلية فَإِنَّهَا أقوى ولتكن حَدِيثَة وَيُؤْخَذ مِنْهَا الْوَزْن(3/504)
بعد الدق وَالنَّخْل بحريرة وَتحفظ ثمَّ تسحق أَيْضا ثَانِيَة وَتجْعَل أقراصا القرص من دِرْهَم وَيشْرب على ثَلَاث سَاعَات من النَّهَار (ألف ج) إِذا كَانَ لَيْسَ فِي الْمعدة بَقِيَّة طَعَام فَإِن أحس بثقل لم يشربه بِمَاء فاتر ويتمشى قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يَأْكُل ثَلَاث سَاعَات حَتَّى يذهب الدَّوَاء ثمَّ يَأْكُل طَعَاما جيدا ويتوفى الامتلاء فَإِنَّهُ يبطل نَفعه ويشربه فِي الشتَاء أَو أَوَاخِر الخريف ليخرج إِلَى الصَّيف وَقد اعتاده فَإِن التدوية فِي الصَّيف رَدِيء جدا لِأَنَّهُ يذوب الْبدن جدا قَالَ والكرنب جيد لأَصْحَاب وجع المفاصل وَقَالَ قَالَ الْإِسْكَنْدَر: وَأكْثر مَا يعرض وجع المفاصل من الصَّفْرَاء قَالَ وَيجب أَن يدمن إسهاله وترطيبه واجعله سهل الجرية بالغذاء وَالْمَاء الفاتر قَالَ واوافق مَا يسهل بِهِ ورد وسقمونيا وسكر يسقى مِنْهُ فَإِنَّهُ لَا يفْسد الْمعدة أَو عصارة سفرجل وخل وسقمونيا وسكر يتَّخذ خلطا فيسهل بِهِ أَو اتخذ حبا من أفسنتين وسقمونيا: أفسنتين ثَلَاثَة سقمونيا وَاحِد يجمع بجلاب ويسقى مِثْقَالا قَالَ وَلُحُوم الْبَقر وبطونها نافعة بالخل هَاهُنَا ويستحمون بِالْمَاءِ العذب ويصبون بعده المَاء الْبَارِد على الْموضع الوجع شَيْئا كثيرا وَيُؤْخَذ لعاب بزر قطونا فَيضْرب مَعَ دَقِيق شعير وَيُوضَع ويلقى فَوْقه خرقَة بَارِدَة وتترك فَإِنَّهُ يسكن الضربان نعما وَإِذا لم تكن الْحَرَارَة شَدِيدَة الالتهاب اسْتعْملت الْأَدْوِيَة المعتدلة: قيروطي ودقيق باقلي ودهن بابونج فَإِنَّهَا تسكن الوجع نعما إِذا لم تكن حِدة والتهاب قَالَ: وَإِن كَانَت الْمَادَّة بلغمية فابدأ بالإسهال بحب النّيل وَحب الْمُلُوك وَلبن الشبرم وَالصَّبْر وشحم الحنظل والفربيون وَنَحْوهَا قَالَ وَشرب دَوَاء البذ كل يَوْم فِي شَهْرَيْن ثمَّ بعد ذَلِك فِي كل يَوْمَيْنِ مرّة أَو كل ثَلَاثَة فِي)
الصَّيف ويتوفى الامتلاء والنبيذ وَالْغَضَب وَلَا يشرب هَذَا إِلَّا بعد أَن نقيت الْجِسْم بالإسهال ويدع الْجِمَاع قَالَ: وَمن شرب هَذِه الْأَدْوِيَة فليشربها على نقاء وَلَا يَأْكُل ثَلَاث سَاعَات وَلَا يغْضب وَلَا يهتم وَيجْلس فِي الظل وَلَا يقطعهُ أقل شَيْء من سِتَّة أشهر فَإِنَّهُ يعظم نَفعه فَإِذا تمّ شربه فليتمرخ بالدهن وخاصة المفاصل والعضلات وَيَمْشي ويكشف مفاصله يفعل ذَلِك أَيَّامًا ويتعب قَلِيلا لتنمرج العضلات وتفوز من بدنه قَالَ: وانطل مفاصل من علته بلغمية بطبيخ الصعتر بالخل الحاذق فَإِنَّهُ عَجِيب جدا وينفع علل الصَّفْرَاء أَيْضا نفعا بليغا قَالَ وادهن المفاصل للتحليل بشحم العصافير وَالزَّيْت فَإِنَّهُ مُحَلل لطيف وبقيروطي الفربيون قَالَ وَلَا تَأذن للبلغمي فِي الْحمام وَلَا تمنع الصفراوي قَالَ: وضماد الْخَرْدَل والتين رَأَيْت من عالج بِهِ النقرس البلغمي فِي وَقت الضربان فَأَبْرَأهُ وَكَذَلِكَ بضماد الثوم وضماد الزرنيخ وكل مَا ينفط المفاصل ثمَّ تفقأ النفاطات وتسيل ويسكن الوجع قَالَ وَالشرَاب أَيْضا إِنَّمَا يضر أَصْحَاب الْعِلَل الدموية وَقد رَأَيْت خلقا كثيرا تَرَكُوهُ فبرؤا فَإِن لم يُمكن تَركه الْبَتَّةَ فليترك فِي الرّبيع والصيف وَيجْعَل أطعمته مقللة للدم ويجعلها (ألف ج) قَليلَة ليقل الدَّم فِي بدنه فَإِنَّهُ يَأْمَن الْعلَّة قَالَ: وَفِي الْعِلَل البلغمية(3/505)
أَدخل العليل الْحمام فَإِذا عرق فادلك جسده كُله بالنطرون وزبد الْبَحْر وَالْملح دلكا جيدا شَدِيدا فَإِنَّهُ يَنْفَعهُ وادلك مفاصله خَاصَّة دَوَاء يسكن الوجع: سورنجان عشرُون قيراطا كمون مثله رجل الْغُرَاب سِتَّة قراريط يسحق وَيُؤْخَذ بِمَاء فاتر دَوَاء يحيى بن خَالِد للنقرس: سورنجان عشرَة سنا خَمْسَة أسارون زنجبيل كمون كرماني دَار فلفل وَج من كل وَاحِد دِرْهَم يعجن بِعَسَل الشربة مثقالان بِمَاء فاتر قد جربناه فوجدناه نَافِعًا جيدا وَهُوَ جيد جدا.
من كتاب الْفَائِق دَوَاء جيد لوجع الورك وَالظّهْر الغليظ المزمن والركية خَرْدَل وحرف وعاقر قرحا وميويزج وحلتيت وخرء الْحمام وبورق وكبريت من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة وَمن الحلبة نصف رَطْل وَيُؤْخَذ رَطْل من عروق السلجم فيطبخ وَيكون مَا يطْبخ فِيهِ بخل ويدق بِهِ الْأَدْوِيَة ويلقى عَلَيْهِ رَطْل من دهن السوسن ويتخذ مرهما ويضمد بِهِ وينفع من غلظ الرُّكْبَتَيْنِ قيروطي بدهن سوسن وفربيون وينفع من الورم فِيهَا أَن تضمد بترمس مسحوق بسكنجين أَو باقلي وَمر أَو باقلي مَعَ لب حب المنتن إِذا لم يُوجد الترمس وينفع من تشنجهما من ورم أَو قرحَة حب الخروع يعجن بِسمن الْبَقر ودهن حل أَو عسل يحل الورم سَرِيعا وَفِي الْقَدَمَيْنِ: بعر الماعز الْيَابِس وَنصفه دَقِيق شعير يطْبخ بخل ودهن حل وتوضع عَلَيْهِ أَو أخثاء الْبَقر وكبريت وبورق ويطبخ)
بخل ودهن حل ويطلى أَو ينطل بطبيخ الحرمل أَو يسحق الحرمل المرطب بِسمن بقر ويضمد بِهِ قَالَ والنقرس البلغمي ينْتَفع بصب الْمَار الْحَار على الْعُضْو وَفِيه يجب أَن يسقى الْحُبُوب المتخذة بسورنجان وبوزيدان وماهي زهره حول فِي مَوْضِعه فليغريوس من رسَالَته إِلَى سقيروس فِي النقرس قَالَ: إِذا نفضت الْجِسْم بإدرار الْبَوْل فَاسْتعْمل حِينَئِذٍ الأضمدة المقوية للمفاصل مثالها أبهل وَجوز السرو وَعِظَام محرقة بِالسَّوِيَّةِ شب سدس جُزْء زاج مثله غراء السّمك مثله وخل مَا يَكْفِي. قَالَ وَكَثْرَة الأضمدة القوية التَّحْلِيل تجفف العصب وتقفع الْأَصَابِع وتورث المفاصل فَإِذا أَكثر ذَلِك عَلَيْهَا فَعَلَيْك بِكَثْرَة الملينات عَلَيْهِ مِثَاله أشق مقل وميعة سَائِلَة مخ إبل يذاب الْجَمِيع بِزَيْت عذب وَيسْتَعْمل قَالَ وَاحْذَرْ الباه جدا وَكَانَ قَوْله هَذَا فِي علاج نقرس بلغمي وَفِيه نظر قَالَ ودع الْحمام أَو أقل مِنْهُ. لى رَأَيْت التقفع إِنَّمَا يحدث بأصحاب الأمزاج الشَّدِيدَة الْحَرَارَة فَمن نقرس من هَؤُلَاءِ تقفعت أَصَابِعه وَذَلِكَ لفرط جفاف الْعُضْو وَيجب فِي هَؤُلَاءِ إدمان التليين للعضو وَلَا يسخن الْبَتَّةَ أَو باعتدال.
من رِسَالَة ثَابت فِي وجع المفاصل إِنَّه قد يسْتَعْمل الْأَدْوِيَة المنفطة على مفصل الْيَد وَالرجل إِذا أزمن وَمِثَال ذَلِك ضماد حَكَاهُ: قشور أصل الْكبر مازريون يطلى بدردي الشَّرَاب وَيلْزم الْعُضْو وَهُوَ حَار (ألف ج) وَيتْرك ساعتين ثمَّ تثقب النفاطات وَيصب عَلَيْهَا مَاء بَارِد ثمَّ يُعِيد عَلَيْهَا(3/506)
وَهُوَ بَارِد وَيتْرك على الْعُضْو ثَلَاث سَاعَات قَالَ وَإِذا رَأَيْت صَاحب النقرس الْحَار يتَأَذَّى بالأضمدة الْبَارِدَة أَو الْبَارِد بالحارة فَذَلِك للتمدد فضع عَلَيْهَا حِينَئِذٍ المرخية وَيصْلح لذَلِك ميبختج ودهن ورد مذاب بالشمع وضع فَوق الْموضع إسفنجة قد غمستها فِي خل وَمَاء وَكَذَلِكَ إِذا اسْتعْملت المحللة فضع فَوق الْموضع شَيْئا يدْفع وَاحْذَرْ المحمرة والمحاجم وَالشّرط وَنَحْو ذَلِك مَا دَامَ فِي الْعُضْو وجع أَو حرارة وَالشرَاب وَالْجِمَاع على الامتلاء شَرّ شَيْء لهَذِهِ الْعلَّة وخاصة للورك والاكثار مِنْهُ للباه على الامتلاء أجلب شَيْء لهَذَا الوجع وينفع مِنْهَا للتحرز دلك الْأَعْضَاء بالنطرون وَالْملح وَسَائِر مَا يجفف وَمَاء الْبَحْر والحمات فَإِنَّهُ عَظِيم النَّفْع لهَذِهِ الْعلَّة وَإِذا طَالَتْ تنْحَل الرمانة الكائنة فِيهَا وينفع لوجع الورك الْقَيْء فَإِذا أزمن فحقن شَحم الحنظل تياذوق قَالَ: من شرب الْأَدْوِيَة الْكَثِيرَة الاستيصال للنقرس فليأخذوها غدْوَة وَلَا يَأْكُل ثَلَاث سَاعَات ثمَّ يَأْكُل عشرَة مَثَاقِيل خبز بشراب وَمَاء قَلِيل وَيدخل الْحمام على سِتّ سَاعَات فاغتسل بِمَاء حَار ثمَّ أغذه بِمَا يصلح المزاج ويعدله كلحوم الضَّأْن والفراريج وينقي مَا فِيهِ لين)
والمالح وَلُحُوم الصَّيْد حَتَّى القبج وَلَا يَأْكُل إِلَّا الملطفة قَلِيلا ويدع الْفَوَاكِه والبقول اللينة رطبها جورجس قَالَ: وجع الظّهْر ينفع مِنْهُ كل مَا ينفع وجع المفاصل الْبَارِدَة فينفع مِنْهُ دهن الخروع وَحب المنتن والشيطرج والحقن المسخنة وَالْحمام والآبزن والأدهان المحللة المذيبة للفضل الغليظ.
لى كَانَ بِرَجُل وجع الظّهْر وَهُوَ أَبُو نصر الْخُرَاسَانِي فأشرت عَلَيْهِ أَن يدهنه بدهن السوسن بعد إسخان الظّهْر بالنَّار والدلك وينام عَلَيْهِ لَيْلَة ويستحم من غَد فبرئ فِي ثَلَاث لَيَال. لى حقنة لوجع الورك: بابونج حسك نخالة قزطم مدقوق كف كف شَحم حنظل قنطوريون قشر الْكبر كف كف يطْبخ وَيجْعَل فِي ثَلَاثِينَ أُوقِيَّة مري وأوزقية دهن لوز مر أَو نوى المشمش وَثَلَاثَة دَرَاهِم من البورق ويحقن بِهِ ويكمد المقعدة ليطول إِمْسَاكه فَإِن أخلف دم ولزوجات وَإِلَّا أعده وَحمل شياف شَحم الحنظل والبورق والمقل حَتَّى يسحج فَإِنَّهُ يبرأ.
مسيح قَالَ: وجع الظّهْر من جنس وجع المفاصل وعلاجه الْقَيْء والأضمدة الملينة المسخنة والأطريفل الْكَبِير والمربيات الحارة وينفع مِنْهُ هَذَا الحمول: مر زنجبيل عنزروت كندر مِثْقَال مِثْقَال شَحم الحنظل مثقالان حب البان عشرُون حَبَّة مقشرة يتَّخذ فَتلا بِعَسَل وينفع مِنْهُ الْحمام والتضمد برماد الكرنب والحلبة والترمس والبابونج والمرزنجوش وَنَحْوه والنطل بِالْمَاءِ الْحَار والمرخ بالأدهان الحارة قَالَ ينفع من النقرس الشَّديد الضربان: كمون وبزر الكرفس وأنيسون وزنجبيل دِرْهَم دِرْهَم مصطكى فلفل نصف نصف سورنجان خَمْسَة (ألف ج) دَرَاهِم ضماد عَجِيب يسكن الوجع من سَاعَته: حلبة تسلق بخل ممزوج حَتَّى يتهرى ثمَّ يصب عَلَيْهِ عسل ويطبخ حَتَّى ينْعَقد ويطلى بعد أَن يسحق على صلابة حَتَّى يصير كالغالية ويطلى(3/507)
على خرقَة كتَّان وَيلْزم الْموضع يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة فَإِن جف الضماد لين بدهن ورد إِن كَانَ يحس بَحر وَإِلَّا بخيري وَهَذَا جيد فِي أَوَائِل الْعلَّة وتصاعدها. لى رَأَيْت أَنه إِذا قطعت الْمَادَّة فالأشياء المسكنة للأوجاع أَجود من الْمَانِعَة خَاصَّة إِذا لم تَرَ الرّوم يتزايد تزايدا مفرطا.
ضماد يحل الصلابات: يطْبخ الزَّيْت الْعَتِيق بشحم بط حَتَّى ينْعَقد بِنَار لينَة ثمَّ يذر عَلَيْهِ نطرون ومدقوق ويسحق حَتَّى يصير مرهما وَيلْزم أَو يذاب شمع بِزَيْت ويلقى عَلَيْهِ نطرون وملح وَيلْزم فَإِنَّهُ جيد للورم الرهل أَيْضا وَيمْنَع من حُدُوث النقرس: الْقَيْء على الامتلاء ثَلَاث مَرَّات فِي الشَّهْر وتلطيف التَّدْبِير وَترك السكر ومرخ الْأَعْضَاء بالزيت وَالْملح وَمِمَّا ينفع من وجع الرّكْبَة وورمها: بعر معز جزءان دَقِيق شعير جُزْء يطْبخ بخل وزيت عَتيق ويضمد بِهِ أَو ينطل بطبيخ)
الحرمل أَو يخبص الحرمل بِسمن ويضمد بِهِ أَو يضمد بشحم الحنظل أَو ذرق الْحمام.
حقنة نافعة للورك عجينة: كف حرف وكف حرمل وكف أشنان أَخْضَر تطبخ بِمَاء ويصفى ويلقى على مِقْدَار الْحَاجة شيطرج يحقن بِهِ.
الْأَشْيَاء الَّتِي تحْتَاج أَن يَدعهَا صَاحب النقرس: الحمص الترمس الزَّيْتُون الْأسود الأجاص الْأسود الْعِنَب والتين الأسودان الْخِيَار القثاء الشَّرَاب الْأسود النعنع الفجل الباذنجان الخس البصل الكمأة الْفطر الجرجير الكراث الكرنب الْبُقُول الحريفة السّمك الْخلّ اللَّبن الصحناة الربيثاء الروبيان لحم الْبَقر والمعز القطا الرؤوس الأكارع الْبيض الصلب الشيّ لُحُوم الصَّيْد طير المَاء وَبِالْجُمْلَةِ مَا يُولد خلطا غليظا أَو حريفا وَدخُول المَاء الْبَارِد بعقب المَاء الْحَار.
الْكِنْدِيّ فِي رسَالَته فِي النقرس مَعَ وجع الْمعدة دَوَاء يشرب فِي أول الْعلَّة فيسكن الوجع وَفِي آخرهَا يحللها: سورنجان حَدِيث اثْنَا عشر فلفل دَار فلفل زنجبيل حناء مكي كمون كرماني ورق الْكبر دِرْهَم دِرْهَم ملح نفطي نوشادر زبد الْبَحْر ميعة يابسة دانق وَنصف من كل وَاحِد عسل ثلث الدَّوَاء كُله منزوع الرغوة الشربة خَمْسَة دَرَاهِم يداف فِي مَاء سخن وَيُؤْخَذ مِنْهُ وَيُؤْخَذ بعده يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ صفة: هليلج كابلي أسود وأصفر بِالسَّوِيَّةِ رازيانج نصف جُزْء فقاح إذخر ربع جُزْء فأنيذ الطبرزد نصف جُزْء يشرب مِنْهُ ثَمَانِيَة دَرَاهِم وَيُؤْخَذ ليدفع غائلة السورنجان للمعدة فَإِنَّهُ لَا يعرف دَوَاء لتسكين الوجع كالسورنجان الطَّبَرِيّ الدفلي ينفع من وجع الظّهْر الْعَتِيق وَلَا يعرف دَوَاء مثله.
ابْن ماسوية خَاصَّة الهليون النَّفْع من وجع الظّهْر الْبَارِد. الخوز مِمَّا يسكن وجع النقرس: أَن يدق حب الطبيخ نعما ويطلى بدهن خيري أَو يحرق بزر كتَّان (ألف ج) قَلِيلا فِي مقلي ثمَّ حب يُقيم الزمني وَمن قد شبكته الرّيح فِي ظَهره وركبته: شَحم حنظل وقنطوريون وماهي زهره تَرَبد شبرم بِالسَّوِيَّةِ شيطرج أبهل وَج خَرْدَل جُزْء جُزْء زنجبيل جاوشير سكبينج أشق(3/508)
جزءان جزءان من كل وَاحِد نفط أَبيض ربع الْجَمِيع ينقع ويحبب الشربة دِرْهَمَانِ وَنصف وَأَقل وَيشْرب بِاللَّيْلِ عِنْد النّوم ليَالِي وَيتْرك فِي الْوسط أَيْضا حَتَّى يعافى وَالطَّعَام مَاء حمص من الْأَدْوِيَة المختارة مغاث خطمي سورنجان أَبيض دَقِيق شعير بِالسَّوِيَّةِ يعجن بدهن حل ومخ الْبيض وَقَلِيل خل وَيلْزم تجربة أَيْضا يحرق بزر كتَّان بِقدر مَا ينسحق ويسحقه بدهن بنفسج ويطلى قَالَ إِذا غمزك النقرس فَاشْرَبْ هَذَا الدَّوَاء بِمَاء حَار حِين تنام ثَلَاثَة دَرَاهِم وَلَا تزد)
الْبَتَّةَ: سورنجان ومصطكى وسكر أَبيض بِالسَّوِيَّةِ وَإِن كَانَ بَارِد المزاج فزد كمونا وزنجبيلا وَقد يشرب للحار: سورنجان يوزيدان ورد احمر بِالسَّوِيَّةِ الشربة مِثْقَال وَنصف فَإِنَّهُ يمْنَع الوجع أَن يهيج ويسكن مَا هاج. مَجْهُول قَالَ للوجع فِي أَسْفَل الْقدَم يدق خزف التَّنور وَيضْرب بالبيض ويطلى. لى كَانَ بِأبي عبد الله وَكَانَ يسكنهُ بالحجامة على الْعقب. ج: دَقِيق الْحِنْطَة يضمد بِهِ الْقدَم فيسكن الوجع.
الْهِنْدِيّ: خَاصَّة دهن الخروع النَّفْع من وجع الورك وَالظّهْر.
أَيُّوب الطاهري: ينفع من وجع المفاصل الْحَار الطلاء بالمغاث وعنب الثَّعْلَب. بختيشوع لوجع الْوَرِكَيْنِ وورمهما: يطْرَح حب الحرمل مدقوقا رَطْل فِي سِتَّة أَرْطَال من الْخلّ وتحمي حِجَارَة وتطرح فِيهِ وتقام الرّكْبَة فَوْقه وفوقها كسَاء لِئَلَّا تبرد سَرِيعا حجرا بعد حجر فَإِنَّهُ يجفف من سَاعَته.
قسطا من كِتَابه فِي البلغم قَالَ يجْتَمع فِي الصلب وخرزه فضول من التخم فيهيج وجع شَدِيد وَرُبمَا أهاج حدبة ينفع من ذَلِك: حب السكبينج والاسهال الْمُتَوَاتر بشحم الحنظل وَإِن كَانَ أَسْفَل فِي الْقطن فينفع مِنْهُ الحقن اللطيفة والمرخ بالأدهان اللطيفة كالمتخذة من الحسك والجاوشير والسكبينج والحلبة ودهن البطم ودهن الفجل قَالَ: وعرق النسا فِي ابْتِدَائه رُبمَا لم يصل إِلَى الرّكْبَة والساق ثمَّ يصل وَإِذا لم يصل إِلَى أَسْفَل فَأَما أَن الْمَادَّة قَليلَة أَو هُوَ ابتداؤه وَإِذا وصل وصُولا تَاما فالمادة كَثِيرَة وينفع مِنْهُ جدا الإسهال الْمُتَوَاتر بشحم حنظل وَأما الشَّبَاب فأكثرهم ينْتَفع بفصد الْعرق قَالَ وَلم أر الكي أَبرَأَهُ قطّ وَالْحمام ينفع مِنْهُ الْقَيْء خَاصَّة والضمادات ضَعِيفَة الْفِعْل فِيهِ لِأَن الْعُضْو عميق وَإِن كَانَ وَلَا بُد فالمحمرة كالخردل أَو زبل الْحمام والأدهان اللطيفة كدهن الْقسْط قَالَ: والنقرس البلغمي ينْتَفع بصب المَاء الْحَار على الْعُضْو وَفِيه يَنْبَغِي أَن يسْقِي الْحُبُوب المتخذة بالسورنجان وبوزيدان والماهي زهره. د: الأسارون جيد لمن بِهِ عرق النسا. قَالَ: وَإِن طرح مِنْهُ ثَلَاثَة مَثَاقِيل فِي اثْنَي عشر قوطولي عصير وَترك شَهْرَيْن وروق بعد وَسقي نفع من عرق النسا ووجع الورك (ألف ج) وهيوفاريقون وَقَالَ: إِنَّه إِن شرب أَرْبَعِينَ يَوْمًا مُتَوَالِيَة أَبْرَأ عرق النسا وَقَالَ د: إِن شرب من(3/509)
بزر أندورسامن زنة دِرْهَمَيْنِ أسهل الْبَطن وَأَبْرَأ عرق النسا خَاصَّة وَيَنْبَغِي أَن يتجرع بعده جرع مَاء حَار بعد الإسهال الدارقن نَافِع من عرق النسا وَقَالَ ج: الدارقن نَافِع للعلل المحتاجة إِلَى إسخان من خَارج فَأَما من)
دَاخل فَلَا يُورد الْجِسْم لفرط قوته قوته وَإِذا اسْتعْمل خَارِجا لكسر قوته بِشَيْء يخلط بِهِ. لى: خل العنصل نَافِع لعرق النسا أصل الأنجدان إِذا خلط بقيروطي مَعْمُول بدهن الإيرسا ودهن الْحِنَّاء وتضمد بِهِ نفع عرق النسا وَمَتى شرب من الأشق زنة دِرْهَمَيْنِ أَبْرَأ عرق النسا د: قَالَ وَمَتى خلط بِهِ نطرون وخل ودهن حناء وتضمد بِهِ أَبْرَأ عرق النسا وَقَالَ حب البلسان إِذا شرب نفع من عرق النسا الجاوشير يلطخ على عرق النسا وَقَالَ مَتى ألقِي من أصل الجاوشير عشر درخميات ويسقي فِي جُزْء من شراب وَترك شَهْرَيْن ثمَّ سقِِي مِنْهُ نفع من عرق النسا.
وَقَالَ حب البلسان إِذا شرب نفع من عرق النسا. ج: الدبق يجذب من قَعْر الْبدن الرطوبات جذبا قَوِيا الرقيقة مِنْهَا والغليظة ويحللها وَيفْعل ذَلِك فِي مُدَّة طَوِيلَة كَمَا يفعل التافسيا وَغَيره وَأَنا أَقُول إِنَّه يُمكن أَن يتَّخذ ضماد من التافسيا وَغَيره يعجن بالدبق ويضمد بِهِ الورك فينفع نفعا عَظِيما طبيخ أصل الهليون نَافِع من عرق النسا وبزره أَيْضا يفعل ذَلِك. وهيوفاريقون قَالَ ج: إِنَّه يسْقِي لوجع الورك. المَاء الَّذِي ينصل من زيتون المَاء إِذا ربى أقوى من مَاء الْملح جيد لعرق النسا إِذا حقن بِهِ. بولس: أخثاء الْبَقر الراعية مَتى سخنت وطليت على الورك نَفَعت من عرق النسا نفعا بَينا. د: الكي الَّذِي ببعر الماعز على مَا فِي الْكتاب إِذا أَدِيم اسْتِعْمَاله وزبل الْحمام الراعية مَعَ بزر الجزر بعد نخلهما يقومان مقَام الْخَرْدَل والضمادات المحمرة على مَا ذكرت الْأَطِبَّاء فِي وجع الورك الزاج السوري الْأَحْمَر مَتى احتقن بِهِ مَعَ الخس نفع من عرق النسا. د: إِذا شرب من ثَمَرَة الْجَوْز مِثْقَال نفع من عرق النسا. د: الْحَرْف إِذا خلط بخل وَسَوِيق الشّعير وتضمد بِهِ أَبْرَأ عرق النسا وَمَتى احتقن بِهِ أسهل دَمًا وَقَالَ: الْحَرْف البابلي إِذا احتقن بِهِ نفع عرق النسا بِأَن يسهل شَيْئا يخالطه دم وَقَالَ إِن الْحَرْف يقوم مقَام الْخَرْدَل مَتى احتقن بِهِ وَهُوَ نَافِع لوجع الورك الصلب ابْن ماسويه: الحاشا مَتى خلط بسويق وعجن بشراب وَوضع على عرق النسا نَفعه. د: الحنظلة مَتى جففت وخلطت بِبَعْض الحقن نَفَعت من عرق النسا الحنظلة إِذا كَانَت خضراء بعد فادلك بشحمها عرق النسا فَإِنَّهُ يَنْفَعهُ وَشهد بذلك جالينوس وَصَححهُ وأكده.
بديغورس: خَاصَّة شَحم الحنظل النَّفْع من عرق النسا.
بولس: مَتى دلك بعصارة شَحم الحنظل وَهُوَ رطب ورك من بِهِ عرق النسا نفع. الكمافيطوس)
مَتى شرب أَرْبَعِينَ يَوْمًا مُتَوَالِيَة أَبْرَأ عرق النسا. د: سمرينون جيد لعرق النسا مَتى شرب بِالشرابِ. د قشور أصل الْكبر وثمره مَتى شرب بالسكنجبين ثَلَاثَة أَيَّام بشراب نفع عرق النسا. د قَالَ ج: إِن قشور (ألف ج) أَصله وثمره مَتى شرب بالسكنجبين قطع الأخلاط الغليظة تقطيعا بليغا وأخرجها بالبول وَالْبرَاز وَرُبمَا وَأخرج(3/510)
مَعَ الْغَائِط خلطا دمويا فَخفف وجع الورك من سَاعَته. ابْن ماسويه قَالَ: الْكبر نَافِع من وجع الورك الْملح إِذا حل بِالْمَاءِ وحقن بِهِ نفع من عرق النسا المزمن والمري يحقن بِهِ لعرق النسا المزمن.
ابْن ماسويه: خاصته النَّفْع من وجع الورك أكل أَو احتقن بِهِ دهن النارجيل نَافِع من الرّيح الْعَارِضَة فِي الورك إِذا شرب مَعَ دهن نوى المشمش أَو الخوخ.
ابْن ماسويه: الإيرسا يتَّخذ مِنْهُ حقنة نافعة لعرق النسا مَاء السّمك المالح إِذا احتقن بِهِ نفع من وجع الورك وعرق النسا. جالينوس: لِأَنَّهُ يجذب الأخلاط الْحَاصِلَة فِي الورك ويخرجها وَأكْثر مَا يستعل فِي ذَلِك مَاء الجدي والسمكيات الصغار والصحنا السكنجبين الْمَعْمُول بِمَاء الْبَحْر الَّذِي يصفه ديسقوريدوس مَتى شرب أسهل خلطا غليظا ونفع من عرق النسا. د: طبيخ السذاب الرطب والشبث الْيَابِس مَتى شرب نفع من عرق النسا أصل السقمونيا مَتى طبخ بالخل وأنعم دقه مَعَ شعير وَعمل مِنْهُ ضماد نفع عرق النسا. وَقَالَ: أَخذ بعض أَصْحَابنَا جوارش التَّمْر فأسهله مَرَّات وأسحجه سحجا خَفِيفا وأبرأه من عرق النسا كَانَ بِهِ عياءه بالأدوية والفصد فوة الصَّبْغ إِذا سقيت بِمَاء الْعَسَل نَفَعت عرق النسا. د: وَقَالَ ج: إِنَّه يسْقِي لذَلِك الفربيون مَتى شرب بِبَعْض الْأَشْرِبَة المعمولة بالأفاويه وَافق عرق النسا. د: ورق الفودنج مَتى تضمد بِهِ لعرق النسا حمر الْجلد وَبدل مزاج الْعُضْو.
وَقَالَ جالينوس: الفودنج النَّهْرِي يوضع على الورك لعرق النسا على أَنه دَوَاء عَظِيم النَّفْع لِأَنَّهُ يجذب من العمق ويسخن الْمفصل كُله إِلَّا أَنه يحرق الْجلد إحراقا بَينا الصحناة جَيِّدَة لوجع الورك البلغمي.
ابْن ماسويه: الصَّبْر نَافِع من وجع الورك أكل أَو ضمد بِهِ خَارِجا مَعَ الْحِنْطَة المهروسة والمري أقوى.)
ابْن ماسويه: القردمانا مَتى شرب بِالْمَاءِ نفع من عرق النسا. د: الْقسْط يصلح لعرق النسا مَتى دلك بِهِ الورك بِزَيْت.
بولس قَالَ: قَالَ ج إِنَّه يصلح لِأَن يسخن بِهِ الْعُضْو الْبَارِد الَّذِي يحْتَاج إِلَى إسخان ويجذب شَيْئا من العمق طبيخ القيصوم مَتى شرب أَو ورقة مسحوقا يَابسا نفع من عرق النسا. د: القفر مَتى شرب بالجندبادستر بِالْخمرِ نفع من عرق النسا وَقَالَ طبيخ قثاء الْحمار حقنة نافعة لعرق النسا جدا وَقَالَ بولس: عصارة قثاء الْحمار مَتى حقن بهَا أخرجت الخام وَرُبمَا أخرجت الدَّم القنطوريون الدَّقِيق يهيأ من طبيخه لعرق النسا فيسهل دَمًا ويخفف الوجع من سَاعَته. د: القنطوريون الدَّقِيق يحقن بطبيخه وعصارته صَاحب عرق النسا فَيخرج أخلاطا غَلِيظَة ردية مرارية وَإِذا كثر عمله حَتَّى يخرج خلطا دمويا كَانَ أَنْفَع لَهُ.(3/511)
ج: ورق الراسن مَتى طبخ بِالشرابِ وضمد بِهِ عرق النسا نفع مِنْهُ د: إِن الراسن قد يحمر بِهِ الْأَعْضَاء للورك وَغَيره الريوند ينفع من عرق النسا مَتى شرب. د: الشليم مَتى طبخ بِمَاء الْعَسَل وضمد (ألف ج) بِهِ نفع عرق النسا وَقَالَ: الشيطرج لِأَنَّهُ مقرح حاد يعْمل مِنْهُ ضماد لعرق النسا فَيدق نعما ويخلط بالراسن وَيسْتَعْمل بِأَن يضمد بهما الورك ربع سَاعَة وَقَالَ دَقِيق الترمس مَتى خلط بالعسل والخل وتضمد بِهِ سكن وجع عرق النسا. ج: العاريقون إِذا أَخذ مِنْهُ ثَلَاثَة أبولسات بسكنجبين كَانَ صَالحا لعرق النسا. د: الْخَرْدَل يضمد بِهِ مَعَ التِّين صَاحب عرق النسا وَقَالَ أصل الخطمي مَتى ضمد بِهِ بشراب فتر عرق النسا وَإِن خلط بشراب وَشرب نفع من عرق النسا. د: الخشخاش الْبري مَتى طبخ أَصله بالمايء إِلَى أَن يذهب النّصْف وَشرب أَبْرَأ عرق النسا.
ابْن ماسويه مِمَّا ينفع عرق النسا إِذا كَانَ من بلغم لزج مِمَّا يحتقن بِهِ وَيشْرب: يرض من اصول السوسن الآسمانجوني أوقيتان ويغلي برطل مَاء حَتَّى يذهب النّصْف ويحتقن بِهِ وَإِن شرب مثقالان مِنْهُ بِمَاء الْعَسَل على الرِّيق وَكَذَلِكَ يفعل بالكمافيطوس وَكَذَا الهيوفاريقون والقنطوريون الدَّقِيق وَحب البلسان إِذا شرب مِنْهُ أَو إِذا دهن بدهنه نفع مِنْهُ وينفع مِنْهُ إِذا كَانَ من البلغم وَالرِّيح الغليظة: دَقِيق الكرسنة ودقيق الترمس خَاصَّة إِذا شرب من أَحدهمَا ثَلَاثَة مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل ثَلَاث أَوَاقٍ وَكَذَا الراوند الصيني والقنطوريون الدَّقِيق والفودنج والحاشا والسذاب والفوة)
والكمافيطوس كل هَذِه نافعة إِذا شرب من كل وَاحِد مِنْهَا مثقالان بِمَاء الْعَسَل والحرف والخردل وَاصل الكمون وأصل الْكبر مَتى طبخت وضمد بهَا الْموضع نَفَعت وَكَذَلِكَ يفعل الشيطرج الْهِنْدِيّ والفوة والجاوسير وَإِذا تضمد بِهِ أَو شرب نفع وينفع أَن يُؤْخَذ من الْحَرْف النبطي والبابلي فيطبخان بِمَاء ويحقن بِهِ بِقدر نصف رَطْل اسْتِخْرَاج لى: خُذ من عصارة قثاء الْحمار وشحم الحنظل وَمن العنزروت وَمن البورق واجعله شيافا كالبلوط وَيحْتَمل من أول اللَّيْل ويدافع بِهِ إِذا حركه مَا أمكن فَإِذا أجهده قَامَ ورد آخر مَكَانَهُ يفعل ذَلِك ليَالِي ينقلع مِنْهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
إِسْحَاق أفصد الباسليق من جَانِبه أَو يسهل إِن كَانَت الأخلاط الْغَالِبَة فَإِذا عملت ذَلِك فافصد عرق النسا والعرق الَّذِي فِي مابض الرّكْبَة وضمد الورك الوجع بدقيق ترمس مطبوخ بِمَاء وخل إِن كَانَت الْعلَّة حارة أَو بخل وَعسل إِن كَانَت بَارِدَة غَلِيظَة وَيُؤْخَذ فودنج نهري ويسحق أَيْضا ويضمد بِهِ وَهُوَ قوي حاد وَمثله قشور أصل الْكبر إِذا ضمد بِهِ أَو شرب وَمن حقنة الحقنة الَّتِي فِيهَا قنطوريون وقشور الحنظل ومري وَسَائِر الأخلاط وَيَنْبَغِي أَن يتَقَدَّم إِلَى أَصْحَابهَا قبل الرّبيع فيمنعهم من التملئ وخاصة من الْأَطْعِمَة الغليظة والأشربة وَمن الْجِمَاع خَاصَّة لوجع الْوَرِكَيْنِ أطلهما بالدهن المربى بشحم الحنظل على مَا فِي بَاب الإسهال فَإِنَّهُ يمشي مقاعد صَالِحَة ويسكن الوجع إِن شَاءَ الله تَعَالَى وينفعهم وينفع مِنْهُ حقنة اللوز المر وَقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب وجع الظّهْر الريحي والبلغمي(3/512)
ابْن ماسويه الهليون خاصيته الْخَاصَّة بِهِ النَّفْع من وجع الظّهْر المزمن الْعَتِيق الريحي والبلغمي. قَالَ جالينوس أَنا أسْتَعْمل فِي وجع الظّهْر زبل الْحمام الراعية مَعَ بزر الْحَرْف منخولين يقومان مقَام (ألف ج) الْخَرْدَل ودهن المرزنجوش نَافِع من وجع الظّهْر.
روفس: دهن النارجيل نَافِع من وجع الظّهْر إِذا شرب مَعَ دهن المشمش والخوخ. ابْن ماسويه حقنة جَيِّدَة لوجع الظّهْر والورك والقولنج.
من تذكرة عَبدُوس: بابونج لب القرطم شبث سلق كراث كرنب قنطوريون لوز سكبينج يطْبخ ويخلط بالطبيخ عسل ومرار الْبَقر ودهن الناردين.
فَتِيلَة جَيِّدَة لَهُ شَحم حنظل وأنزروت وفانيذ يحْتَمل.
أركاغانيش قَالَ: إِن هَذَا الدَّاء قد يكون كثيرا من طول الْجُلُوس وَمن قلَّة اسْتِعْمَال الباه ويعرض)
أَكثر ذَلِك للشيوخ والشباب فَأَما الْأَحْدَاث فقلما يعرض لَهُم فَإِذا كَانَ فِي الْجَانِب الْأَيْسَر كَانَ اشد وجعا وَأَبْطَأ برءا وَرُبمَا انحل هَذَا السقم بِأَن يحدث لصَاحبه بواسير أَو دوالي أَو يرقان أَو اخْتِلَاف دم أَو خراج أَسْفَل الورك وعلاجه ترك التَّعَب وكمده فِي أول أمره بالزيت المسخن فَإِن هَذَا يسكن الوجع لكنه يعود وَبعد الْيَوْم الثَّالِث أفصده من يَده مُقَابل الشق وَأخرج دَمًا قَلِيلا فِي ذَلِك الْيَوْم فَإِذا كَانَ من غذ فَأخْرج أَيْضا فَإِن رَأَيْت الوجع قد خف قَلِيلا فَأخْرج لَهُ أَيْضا بالْعَشي دَمًا صَالحا فَإِن هاج فَاتْرُكْهُ أَرْبَعَة أَيَّام واحجمه على سَاقه بِشَرْط عميق وَأكْثر إِخْرَاج الدَّم وأدم تكميد الْموضع وَإِيَّاك أَن يُصِيبهُ الْبرد ثمَّ ألزم الْموضع محجمة حَتَّى يرم وينتفخ ثمَّ أشرطه شرطا غائرا ومصه مصا قَوِيا وَقد اسْتعْمل بعض الْأَطِبَّاء بدل المص العلق.
وَاعْلَم أَن الإلحاح بالتكميد يسكن الوجع وَإِيَّاك وكية الكي العنيف فَإِنَّهُ رُبمَا أهاج وجعا لَا برْء لَهُ واكوه بالزيت وَنَحْو ذَلِك وبالشحم وَخذ تافسيا ودفه بِمَاء واطله ودعه ثَلَاث سَاعَات ثمَّ اغسله فَإِذا وجدت الْموضع قد ورم فضع عَلَيْهِ إسفنجة بِمَاء حَار ثمَّ اشرطه بِرِفْق وَلَا تعنف وضع خرقا مغموسة فِي زَيْت وشراب ودعه يَوْمه كُله أَو خُذ من زق الميعة إِن قدرت عَلَيْهِ أَو غَيره من الزقاق الَّتِي فِيهَا رقة فانثر عَلَيْهِ تافسيا أَو ملحا مَتى لم تَجِد التافسيا وألزمه الورك خَمْسَة أَيَّام فَإِنَّهُ يستأصل الوجع فَلَا يعود واحقنه الحقن القوية مثل مَاء الخيري وطبيخ القنطوريون فَإِذا أَصَابَهُ مِنْهُ لذع شَدِيد فَخذ صُوفًا فاغمسه فِي دهن سوسن مفتر أَو لبن حليب مفتر وكمد بَطْنه وأربيتيه وقطنه فَإِنَّهُ يسكن لذعه إِذا أَدِيم ذَلِك وعد إِلَى الورك بِالشّرطِ العميق والمحاجم مرّة بعد مرّة والدواء المحمر فَإِنَّهُ يستأصل الوجع فَلَا يعود وانفضه دَائِما بارياج شَحم حنظل فِي الشَّهْر ثَلَاث مَرَّات والتكميد عَلَيْهِ دَائِما وألزمه الْقَيْء أَيْضا والكي يرِيح من هَذَا الدَّاء فَإِذا كويته فاحفظ الْجراحَة لَا تلتحم زَمَانا طَويلا لكَي تسيل مِنْهَا الرطوبات العفنة.(3/513)
فليغريوس قَالَ: يعسر علاجه إِذا كَانَ فِي بدن بَارِد وزمان بَارِد وخاصة إِن كَانَ لحميا وَهُوَ فِي الْأَيْسَر أصعب وَأَشد وَلَا تضع على الورك أدوية حارة قبل النفض بالفصد والحقن فَإِذا فصدت الباسليق من نَاحيَة الْعلَّة والحجامة والعلق وحقنته فَخذ (ألف ج) تافسيا أَو ملحا فاطله بِهِ طليا ثخينا سَاعَات واغسله وَقد ينضج الرُّطُوبَة بدقيق وَوضع خرقَة فِي زَيْت وشراب وألزق عَلَيْهِ قطعه رق مزمنة ثمَّ سخنه حَتَّى يذوب الزفت وانثر عَلَيْهِ تافسيا أَو ملحا وتلزقه ودعه خَمْسَة أَيَّام ثمَّ اقلعه وَإِذا أمشت الحقن دَمًا بَرِيء وأجودها لذَلِك مَاء قثاء الْحمار)
والحنظل ومرار الْبَقر فَإِن هَذِه تمشي دَمًا كثيرا فَإِذا سَالَ مِنْهُ الدَّم ولحقه لذع فَاجْعَلْ على الورك الْأَدْوِيَة المحمرة حَتَّى تتنفط كالخردل وَلبن التِّين وَلبن اليتوع فَإِنَّهُ يُبرئهُ والكي الَّذِي نَسْتَعْمِلهُ نَحن فَإنَّا نَذِير حول الْموضع عجينا ثمَّ نملؤه ملحا مسحوقا وَنصب عَلَيْهِ زيتا مسخنا قَلِيلا ثمَّ أسخن مِنْهُ إِلَى أَن لَا يُقَوي عَلَيْهِ ثمَّ اتركه بذلك الْموضع واربطه وَقد أقسم بِاللَّه تَعَالَى أَنه مَا تعالج بِهَذَا أحد إِلَّا برِئ وينفع مِنْهُ إيارج روفس والترياق نفعا عَظِيما.
مَجْهُول يسْقِي طبيخ أصُول الْكبر كل يَوْم أوقيتين فَإِنَّهُ يُبرئهُ فِي أُسْبُوع وعلامته أَن يشْتَد وَجَعه ثمَّ يُبرئهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى ويحقن بطبيخ الأبهل وطبيخ الأبهل إِذا شرب كَانَ نَافِعًا جدا.
من الْكَمَال والتمام لوجع الورك البلغمي: يحقن بطبيخ الْحَرْف البابلي وَحده أَو يسقى مَاء قشور الحنظل الْمَطْبُوخ أَو يسْقِي فوة الصَّبْغ وقشور أصل الْكبر وحرف بخل إِن شَاءَ الله.
حقنة لوجع الظّهْر البلغمي والورك والقولنج: سكبينج ثَلَاثَة أشق مثله مقل خَمْسَة قنطوريون دَقِيق سَبْعَة قنطوريون جليل عشرَة لوز مر مقشر من قشريه عشرَة دَرَاهِم سِتَّة عشر درهما من دهن بابونج خَمْسَة عشر درهما من شَحم الحنظل سِتَّة دَرَاهِم من الحلبة وبزر كتَّان عشرَة عشرَة تين يَابِس سمين حب الخروع مرضوضا عشرَة دَرَاهِم خطاطيف سِتَّة عدد قرطم بستاني وبري عشرَة عشرَة بزر حسك عشرُون بزر كرفس نانخة خَمْسَة خَمْسَة ثخالة سميد عشرُون كمون سَبْعَة سذاب رطب ثَلَاث أَوَاقٍ جندبادستر عَاقِر قرحا ثَلَاثَة يطْبخ بِخَمْسَة عشر رطلا من المَاء حَتَّى يبْقى من المَاء خَمْسَة أَرْطَال ويصفى وَيُؤْخَذ مِنْهُ نصف رَطْل فخلط بأوقية عسل ومري أُوقِيَّة ومرار الثور دِرْهَمَانِ ودهن بَان نصف أُوقِيَّة دهن ناردين نصف أُوقِيَّة دهن السوسن مثله دهن الْجَوْز مثله يعالج بِهِ فاترا إِن شَاءَ الله ويسقى هَذَا الْمَطْبُوخ بدهن الخروع: فوة شيطرج سورنجان بوزيدان خَمْسَة خَمْسَة حلبة عشرَة زبيب منقى من عجمه عشرَة أصولالكرفس والرازيانج سَبْعَة سَبْعَة زنجبيل ثَلَاثَة مصطكى وأنيسون دِرْهَمَانِ من كل وَاحِد أصُول الْإِذْخر ثَلَاثَة دَرَاهِم يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى الرّبع وَينزل عَن النَّار ويصفى وَيشْرب مِنْهُ ثلث رَطْل كل يَوْم بدهن الخروع زنة مثقالين قَالَ: وَإِن وجد مَعَ عرق النسا اختراق واشتعال فافصد وَإِلَّا فَلَا وخاصة إِن وجد خدرا وبردا واسقه حب المنتن والشيطرج واحقن بالحقن القوية بطبيخ أصُول قثاء الْحمار بخل ويضمد الورك. فليغريوس قَالَ إِذا أزمن هَذَا الوجع فتوانى صَاحبه بِهِ آل الْأَمر بِهِ إِلَى أَن يعرج واما الوجع(3/514)
الْعَارِض فِي الظّهْر وَلَا يبلغ الْفَخْذ)
والورك فَإِنَّهُ من جنسه أَيْضا وَمَتى أزمن فَعَلَيْك بالدلك الْقوي وَالْحمام وَبِالْجُمْلَةِ فليعالج بعلاج عرق النسا وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فِي حَالَة فِي الظّهْر أَو الورك فألزمه المحاجم والأدوية المحمرة. حنين فِي كتاب (ألف ج) الفصد: عرق النسا مَتى امْتَلَأَ دَمًا اشْتَدَّ ضربانه على صَاحبه قَالَ إِذا امْتَلَأَ عرق النسا دَمًا ضغط العصب الَّتِي إِلَى جَانِبه فَلذَلِك يوجع شَدِيدا قَالَ: فَإِن أردْت أَن يذهب الوجع الْبَتَّةَ فاكوه مَوضِع الفصد فَإِنَّهُ ملاكه.
لى الْأَشْيَاء الَّتِي تدر الْبَوْل الغليظ وَالْبَوْل الدموي تستأصل وجع الورك على مَا رَأَيْت فِي كتاب جالينوس.
الْيَهُودِيّ قَالَ: عرق النسا الَّذِي من دم يرم ويحمي ويحمر مَكَانَهُ ويمتلئ قَالَ والقيء نَافِع لهَؤُلَاء أَكثر من الإسهال وَإِذا أردْت إسهاله فقيئه أبدا ثمَّ أسهله ثمَّ احقنه اسْقِ من عرق النسا دهن الكلكلانج وَحب الشيطرج ومره بالحمام واحقنه بحقنة الأدهان وضع المحاجم على الفخذين من غير شَرط وامرخه بدهن الحنظل وَإِن أعيا فاكوه من الورك إِلَى الْقدَم فِي الْمَوَاضِع الَّتِي يحس فِيهَا الوجع ويجتنب عضل السَّاق وَتَكون كَيَّة دقيقة عميقة فِي رَأس الْأصْبع الَّتِي تحس الوجع قد انْتهى إِلَيْهَا فَإِنَّهُ يُبرئهُ بِإِذن الله تَعَالَى وَلَا تدع الكيات تلتحم أَيَّامًا إِن شَاءَ الله وحذره الْعشَاء بِاللَّيْلِ.
حقنة جَيِّدَة لعرق النسا والنقرس الْبَارِد: يُؤْخَذ ماهي زهرَة وعرق اللصف وخربق أَبيض وأسود وحرمل وصعتر نبطي وسورنجان وشحم حنظل وأشنان ومازريون وجندبادستر وسكبينج وَمر ومل مِثْقَال مِثْقَال يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال نَبِيذ حَتَّى يصير رطلا ويحقن مِنْهُ بِثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ أُوقِيَّة سمن وأوقية عسل فَإِن لم يسهله فاحقنه فِي الْيَوْم الثَّانِي بست أَوَاقٍ. ج: إِن الْعلَّة الْمُسَمَّاة عرق النسا تَبرأ فِي يَوْم بفصد عرق الرجل مَتى كَانَت الْعلَّة بِسَبَب امتلاء الْعُرُوق الَّتِي فِي الورك لَا من الْبرد وَلذَلِك صَار انْتِفَاع هَؤُلَاءِ بفصد الْعرق الَّذِي فِي بَاطِن الرّكْبَة أَكثر مِنْهُ بالصافن وَأما الْحجامَة فَلَا تكَاد تنفعهم نفعا بَينا. قَالَ ج: فِي الْأَدْوِيَة المسهلة: إِنِّي قد أبرأت خلقا من عرق النسا مَرَّات بالإسهال فَقَط.
إنذار من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ وجع الْوَرِكَيْنِ فظهرت بفخذه حمرَة شَدِيدَة قدر ثَلَاث أَصَابِع وَلم توجعه فاعترته حكة شَدِيدَة واشتهى مَعَ ذَلِك أكل الْبُقُول المسلوقة مَاتَ فِي الْيَوْم الْخَامِس وَالْعِشْرين. من كتاب العلامات لج قَالَ: إِذا أزمن الوجع بِهَذَا الْعُضْو اشْتَدَّ هزاله)
واعتراه استطلاق الْبَطن.
جورجس قَالَ: يحقن لعرق النسا بطبيخ الخفافيش ويكوى على الظّهْر تَحت الكلى كيتين وعَلى كل فَخذ كَيَّة وعَلى السَّاق بالطول كَيَّة وعَلى الرّكْبَة فِي جَانب العرقوب وعَلى أَربع أَصَابِع الرجلَيْن الصغار(3/515)
أفيذيميا قَالَ: الكي على الورك ينفع عرق النسا. روفس فِي أوجاع المفاصل حقنة قَوِيَّة للنقرس والمفاصل وعرق النسا عَجِيبَة: يُؤْخَذ طبيخ الحنظل وخربق أسود وأفسنتين وشيح أرمني وقنطوريون وإيرسا ونطرون وملح وَعسل وزيت عَتيق قَلِيل وشراب اتخذ مِنْهُ حقنة واحقن قبلهَا بحقنة لينَة من نخالة وَغَيرهَا مِمَّا يغسل ويجلو ثمَّ ثنه بِهَذَا وَانْظُر فِي الْقُوَّة فَإِن هَذِه الحقنة تفرغ بِقُوَّة وَرُبمَا أفرغت الدَّم وَأمره يتحسى من غَد لَبَنًا لتسكن (ألف ج) حرقة الحقنة والحقن فِي عرق النسا خير من الإسهال ونفعها لما دون الرُّكْبَتَيْنِ قَلِيل. حنين فِي كتاب الْفُصُول قَالَ: إِن جالينوس يقلل الْفرق فِي الْعُرُوق الَّتِي فِي الرجل بَين الَّتِي فِي الْجَانِب الوحشي وَهُوَ عرق النسا وَالَّذِي فِي الْجَانِب الأنسى وَهُوَ الصَّافِن لِأَن فِي التشريح: كَمَا يخرجَانِ جَمِيعًا من الْعرق الَّذِي فِي مابض الرّكْبَة إِلَّا أنّا نرى بالتجربة أَن فصد عرق النسا ينفع صَاحب وجع النسا نفعا عَظِيما وفصد الصَّافِن لَا يَنْفَعهُ كثير نفع من كَانَ بِهِ وجع النسا فَكَانَ وركه تنخلع ثمَّ تعود فَإِنَّهُ قد حدثت فِيهِ رُطُوبَة مخاطية قَالَ كثيرا مَا يجْتَمع فِي المفاصل رطوبات مخاطية فتبتل بِهِ رباطات الْمفصل فتسترخي وَيخرج الْعظم لذَلِك من النقرة المركبة فِيهَا بسهولة فترجع إِلَيْهَا بسهولة وَلَيْسَ يَعْنِي بانخلاع الورك نفس الورك بل عظم الْفَخْذ الْمركب فِيهِ من اعتراه وجع فِي الورك مزمن وَكَانَ وركه تنخلع فَإِن رجله كلهَا تضمر وتعرج إِن لم تَبرأ. ج يُرِيد بِهَذَا أَن صَاحب وجع النسا الَّذِي يعرض من أجل كَثْرَة الرُّطُوبَة البلغمية فِي الورك وتنخلع فَخذه ثمَّ تعود إِلَى موضعهَا فتضمر وتنتقص فَخذه إِن لم يُبَادر إِلَى تجفيف تِلْكَ الرُّطُوبَة بالكي وَيجب أَن يكوي مفصل الورك كَيْمَا تنفذ تِلْكَ الرطوبات البلغمية وتشتد بالكي رخاوة الْجلد فِي الْموضع الَّذِي يقبل مِنْهُ الْمفصل تِلْكَ الرُّطُوبَة وتمنعه النقلَة عَن مَوْضِعه فَإِن مفصل الورك إِذا لبث مُدَّة منخلعا من كَثْرَة الرُّطُوبَة البلغمية ودام ذَلِك حدثت من قبل ذَلِك عرجة لَا محَالة وَيتبع ذَلِك ضَرُورَة إِلَّا تغتدي الرجل على مَا يجب فتضمر لذَلِك وتنقص كَمَا يعرض لسَائِر الْأَشْيَاء الَّتِي تعدم حركاتها الطبيعية. لى يَنْبَغِي أَن تعلم أَن هَذَا الْخلْع لَيْسَ بخلع الْأَشْيَاء الَّتِي لَهَا أَسبَاب خَارِجا لَكِن على الْبَاب الَّذِي قد وصفت فِي بَاب الْخلْع وَلذَلِك لَا يكون فِي هَذَا من)
القلق والوجع مَا فِي ذَلِك.
الميامر قَالَ جالينوس هَذِه الْعلَّة قد تكون كثيرا من قبل كَثْرَة الدَّم فِي الْبدن جدا وَإِذا كَانَ كَذَلِك فعلاجها يسهل ويسرع وَهُوَ فصد الْعرق الَّذِي فِي منثنى الرّكْبَة وَالَّذِي إِلَى جَانب الكعب ويعظم الضَّرَر أَن تعالج الورك بالأدوية الحريفة قبل الاستفراغ لِأَنَّهُ يَجْعَل الْعلَّة عسرة الْبُرْء من طَرِيق أَنه يجذب إِلَيْهَا أخلاطا كَثِيرَة وتتحجر بِتِلْكَ الْأَدْوِيَة أَيْضا فَتَصِير فِي حد مَا لَا تنْحَل واستفراغ الْجِسْم فِي هَذِه الْعلَّة عَظِيم بَين الْأَثر فأبدأ فِيهِ وَلَا تقتصر(3/516)
على استفراغ الدَّم من الرجل بل وَمن الْيَد قبل ذَلِك وَاسْتعْمل الْقَيْء فَإِنَّهُ يمِيل الأخلاط إلأى النَّاحِيَة العلياء وَاجعَل الْقَيْء فِي أول الْأَمر بعد الطَّعَام حَتَّى يعْتَاد ويسهل ثمَّ اجْعَلْهُ بالأدوية وأبدأ بألينها ثمَّ تدرج فَإِذا لحج الْخَلْط فِي الورك لخطأ الْأَطِبَّاء فالمحجمة عَظِيمَة النَّفْع جدا والحقن القوية بِمَنْزِلَة حقنة شَحم الحنظل.
ضماد يَجْعَل على الورك: كبريت رَطْل بورق رَطْل وَنصف ميويزج رَطْل وَنصف قسط نصف رَطْل عَاقِر قرحا نصف رَطْل دردي الشَّرَاب محرق رطلان تجمع هَذِه فِي الزفت الرطب مَا يكون دَوَاء قَوِيا وألزقه على الورك فِي الْوَقْت الَّذِي تحْتَاج إِلَيْهِ.
ضماد نَفعه أَخذ بِالْيَدِ لعرق النسا والنقرس والمفاصل: تطبخ الحلبة بخل حَتَّى تتهرأ على نَار جمر فَإِذا طبخت نعما فَخذهَا وألق عَلَيْهَا عسلا واطبخها طبخة أُخْرَى ثمَّ أنزلهُ واسحقه نعما حَتَّى يندبق واطله على خرقَة كتَّان وألزمه الْموضع وَمَتى احتجت إِلَى رُطُوبَة فَاسْتعْمل الْخلّ الَّذِي طبخته (ألف ج) فِيهِ ويلقي من الْعَسَل مَا يُعْطِيهَا قوما يطلى على خرقَة ويشد على الْموضع ثَلَاثَة أَيَّام.
ضماد قوي أنجدان سذاب بري حب الْغَار مثقالان مثقالان شَحم حنظل بورق شيح قردمانا تجمع بالزفت وَهُوَ قوي جدا وَإِن كَانَ الْبدن لينًا فَخذ كزبرة يابسة فاحرقها وادفها بدهن الْحِنَّاء واطل بِهِ الورك ثمَّ ألزمهُ هَذِه الأضمدة. لى لَيْسَ لهَذَا كَبِير معنى لِأَن تقرح الورك نَافِع جدا فِي آخر قوي: حرف دردي خل محرق بورق أَحْمَر ميويزج عَاقِر قرحا تجمع بالزفت.
قَالَ اقتلع نَبَات الشيطرج وخاصة فِي الصَّيف فَإِنَّهُ أقوى وَأما إِذا جف فِي الشتَاء وَالْبرد فَإِنَّهُ أَضْعَف ودقه نعما فَإِنَّهُ عسر الدق ثمَّ أنعم سحقه مَعَ شَيْء من شَحم وَضعه على حق الورك وعَلى الرجل كلهَا فاربطه ودعه على النسا ساعتين وعَلى الرجل أَربع سَاعَات أقل شَيْء وَإِن تركت أَكثر إِن احْتمل فَهُوَ أَجود وَلَا بُد مِنْهُ ثمَّ ادخل العليل الْحمام وَلَا تمسحه بدهن وَلَا بِغَيْرِهِ) بتة فَإِذا بَدَأَ يعرق فَادْخُلْهُ الآبزن وأمسكه فَإِنَّهُ يعرض لَهُ لذع على الْأَكْثَر فَإِذا أَقَامَ قَلِيلا فِيهِ فَحل الرِّبَاط عَنهُ فِي الآبزن فَإِنَّهُ مَتى أَدخل مَحْمُولا خرج على رجلَيْهِ ثمَّ خُذ زيتا كثيرا وَشَرَابًا قَلِيلا فامسح بدنه بِهِ كُله ثمَّ اسْقِهِ من الدَّوَاء والدهن وضع على مَوضِع الْعلَّة صُوفًا خَفِيفا غَايَة الخفة ولينصرف فَإِنَّهُ علاج تَامّ لَا يحْتَاج أَن يعاود فِي الْأَكْثَر وَإِن بقيت بَقِيَّة فِي الْأَقَل فعاوده بعد عشْرين يَوْمًا لَا أقل من ذَلِك. وَقَالَ ديمقراطيس إِنَّه قد يشفي بِهَذَا العلاج جَمِيع الأدواء الَّتِي تحْتَاج لَهَا إِلَى الْأَدْوِيَة المحمرة أَعنِي ضماد الْخَرْدَل والتافسيا وَنَحْوه وَهُوَ يزْعم أَنه قد أَبْرَأ بِهِ الصداع الْعَتِيق. أرخيجانس يذكرهُ للطحال وَقد ذَكرْنَاهُ. قَالَ فِي الْعِلَل والأعراض: إِن مفصل الورك وَجَمِيع المفاصل الَّتِي تنخلع من أجل الرُّطُوبَة لَيْسَ تنخلع لِأَن الرطوية تصير فِي النقرة لَكِن لِأَن الرُّطُوبَة يطول مقَامهَا فتبل الرَّبْط وترخيها فَيصير لذَلِك الْمفصل ينخلع من أدنى حَرَكَة.(3/517)
الطَّبَرِيّ قَالَ: وجع الورك يكون من فَسَاد الصَّفْرَاء وَمن كَثْرَة الْقيام فِي الشَّمْس فتجف لذَلِك رُطُوبَة الورك يكوي الْمَتْن فِي جَانب الظّهْر حَيْثُ الوجع وعَلى الفخذين أَربع كيات وعَلى الرُّكْبَتَيْنِ أَربع وعَلى كل سَاق بالطول أَربع كيات واربع فِي الكعب وَأَرْبع بَين الْخِنْصر والبنصر من الرجل.
أهرن: الْقَيْء خير للورك من الإسهال وخاصة فِي الِابْتِدَاء وينفع مِنْهُ بعد فصد الأكحل فصد الْعرق الَّذِي بَين الْخِنْصر والبنصر من الرجل وَبَعض عروق الْقدَم وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْفضل حارا فِيهِ ريَاح فَإِن الفصد حِينَئِذٍ نَافِع جيد وَيطْعم الطَّعَام اللَّطِيف الْقَلِيل الفضول.
ابْن ماسويه: يعرض النسا من إدمان الْجُلُوس وَالنَّوْم على غير وَطْء وَمن كَثْرَة الْجِمَاع وَمن حدث بِهِ ذُو شنطاريا برأَ مِنْهَا والكي على الورك نَافِع لَهُم.
ابْن سرابيون قَالَ: وَأما (ألف ج) وجع الورك فَلِأَن الكيموس فِي القعر يجب أَن يعده لطافة وسهولة جري ثمَّ اسْتعْمل بعد ذَلِك الْأَدْوِيَة القوية الإسهال والقوية التَّحْلِيل بالضماد وَلَا تسْتَعْمل فِي تسكين أوجاع الورك فِي حَال من الْأَحْوَال الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة لِأَن هَذِه إِنَّمَا تسْتَعْمل فِي مفاصل غير هَذِه وانح نَحْو الْمَادَّة فضاد مزاجها وَمَتى اضطررت فِي حَال إِلَى اسْتِعْمَال المخدرة لشدَّة الوجع وَخَوف الغشي مِنْهُ فاخلط بهَا الجندبادستر وَسَائِر الملطفات.
قَالَ: وجع الورك مرّة يحدث من دم غليظ وَمرَّة من كيموسات غَلِيظَة والحادث من ورم عَظِيم يَنْفَعهُ الفصد فَإِنَّهُ رُبمَا برأَ مَعَ الفصد بِلَا زمن وَأفضل العرقين لفصده هَذَا الْعرق العميق يَعْنِي عرق النسا لِأَن هَذَا الدَّم غائر شَدِيد الْقُوَّة وأجود مَا يكون إِن احْتمل العليل أَن يَصُوم يَوْمَيْنِ)
وأمكنته الْقُوَّة ثمَّ أعْطه قَلِيلا من الْغذَاء قبل الفصد شَيْئا قَلِيلا قدر مَا لَا يغشى عَلَيْهِ وأفصده فَإِن هَذَا أَنْفَع التدابير لجذب الكيموس الغائر فَإِن كَانَ الْفضل حريفا فاسقه مَاء الْبُقُول بعد الإسهال بِمَا يشبه هَذَا وَإِن كَانَ الوجع من أخلاط غَلِيظَة فأعطه حب المنتن والشيطرج وَحب السورنجان وَحب النجاح واحقنه بحقنة منقية للثفل من النخالة والسلق والبورق ثمَّ اتبعهُ بحقنة من طبيخ القنطوريون والمقل والحنظل ودهن الناردين وَنَحْوهَا.
حقنة جَيِّدَة لعرق النسا: ماهودانه وبلنجاسف وقنطوريون دَقِيق وزراوند وأصل الْكبر وخربق أسود وسورنجان وعاقر قرحا وحنظل ومازريون ولب القرطم وشبث يُؤْخَذ من مَائِهَا رَطْل بعد أَن يطْبخ الرطل مِنْهَا فِي تِسْعَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل بِنَار لينَة وَخذ من هَذَا الطبيخ رطلا وَمن دهن الناردين أوقيتين فاحقنه وكمده لكَي تبقى الحقنة مُدَّة طَوِيلَة وَإِن وجد بعْدهَا لهيبا فاحقنه بعد ذَلِك بحقنة مطفئة قَالَ هَذِه الحقنة إِن طَال مكثها أخرجت رطوبات غَلِيظَة وأخلاطا دموية وَعظم نَفعهَا ويطلى على الورك هَذَا الطلاء: ورق الْغَار عشرُون درهما وعاقر قرحا خَمْسَة دَرَاهِم قسط سَبْعَة دَرَاهِم حرف أَرْبَعَة دَرَاهِم بورق ثَلَاثَة دَرَاهِم ينخل وَيُؤْخَذ زفت رومي نصف رَطْل فيذاب باوقيتين من دهن ياسمين ويخلط بِالْجَمِيعِ ويطلى على قرطاس وَيلْزم الْموضع آخر: يُؤْخَذ صوف نقي فينفع فِي دهن سذاب أَو دهن قثاء الْحمار وينثر عَلَيْهِ بورق وعاقر قرحا ورش عَلَيْهِ بخل وألزمه الْموضع فَإِن ثَبت الوجع(3/518)
فعد فِي التنقية والأضمدة وَالتَّدْبِير مَرَّات بعد أَن تريحه فِي الْوسط وتسترد قوته وَلَا تسقطها والقيء نَافِع فِي هَذَا الوجع يسْتَعْمل أَولا بعد الطَّعَام حَتَّى يعتاده ويسهل ونأجزه بالأدوية الَّتِي من شَأْنهَا أَن تقيئ وأبدأ فِيهَا بأضعفها ثمَّ بالأقوى وَاحْذَرْ كل الحذر من أَن تتخلع الرمانة تفلت من موضعهَا فَإِن خفت على العليل ذَلِك فاكوه (ألف ج) على الورك فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع أَو أَرْبَعَة وَلَا تدع مَوضِع الكي أَن يلتحم سَرِيعا بل احفظه بالأدوية المفتحة الأكالة أَيَّامًا كَثِيرَة حَتَّى ينصب مِنْهَا صديد كثير فَإِذا انصب مِنْهَا صديد كَثِيرَة فَعِنْدَ ذَلِك فادملها وَفِي الْجَمِيع من التَّدْبِير فالتلطيف وأعن بِسُرْعَة الهضم وجودته وَترك التملئ والمسكر وَالْجِمَاع وَالْحَرَكَة بعد الطَّعَام.
انْقَضى بَاب النقرس.(3/519)
(الدوالي وداء الْفِيل) (والرهصة إِذا حدثت فِي هَذِه قُرُوح فَاسْتَعِنْ بِبَاب البلخية) قَالَ ج فِي الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: الْعُرُوق الَّتِي تغلط وتتسع فِي السَّاقَيْن والخصيتين تقطع وتسل وتستأصل.
3 - (الْعِلَل والأعراض)
الْعُرُوق الَّتِي تسمى فرسوس تسل وَتخرج عَن الْبدن. لى يَنْبَغِي أَن يشق اللَّحْم حَتَّى تظهر الدالية ثمَّ يدْخل المجس تحتهَا وتسل ثمَّ تشق بالطول شقا وَاسِعًا وَإِيَّاك وَالْعرض والتأريب واتركه حَتَّى يسيل مَا فِيهِ من الدَّم أجمع فَإِذا سَالَ فالو المجس حَتَّى ينجر مَا امكن ثمَّ ابتراه وَمَا أمكنك أَن تسله بالكي بعد البتر فَهُوَ أَجود وَكَذَلِكَ فافعل بشريان الصدغين. لى يجب أَن يفصد صَاحب الدوالي من يَدَيْهِ أَولا الباسليق وتسقيه بعد مَا تخرج السَّوْدَاء مَرَّات ثمَّ تفصده الْعُرُوق أجمع ودعه يسيل كل مَا فِيهَا ثمَّ تتعاهد نفض بدنه من الْخط الْأسود فِي كل قَلِيل وَيتْرك الأغذية والأشربة الْمُغَلَّظَة للدم والمكثرة لَهُ جملَة وَالْمَشْي لَهُ جملَة ردي ويروض أعضاؤه الْعليا فَإِن عاوده مَعَ هَذَا التَّدْبِير فسلها وَإِذا سللت الدوالي فَلَا تدع تعاهد الْبدن بالفصد وتفض الْخَلْط الْأسود فِي كل قَلِيل وَإِلَّا خيف عَلَيْهِ أمراض ردية من الْمرة السَّوْدَاء. قَالَ: دَاء الْفِيل والدوالي تكون من الْخَلْط الْأسود فَإِذا لم تكن مَعَه حرارة وَلم تكن مفرط الرِّدَاء شَدِيد الْميل إِلَى السوَاد الْخَالِص يعرض من هَذَا دَاء الْفِيل الَّذِي لَونه إِلَى الْحمرَة وَإِذا طَال مكثه أسود لَونه.
قَالَ: وَقد عرض لكثير من النَّاس لما أقلعت عَنْهُم الدوالي المالنخوليا. لى إِذا قطعت دالية أَو بواسير فتعاهد بعد ذَلِك فصد الباسليق وإسهال السَّوْدَاء وَترك الأغذية السوداوية قَالَ: من النَّاس من يكثر فِيهِ الدَّم الْجيد الصَّحِيح فَيصير بِهِ دوالي فِي ساقية وبطنه لِأَن هَذِه الْعُرُوق أَضْعَف من الطَّبْع وَلَيْسَت دوالي ردية وَلَا يعرض من قلعهَا مالنخوليا. لى أعرف هَذَا من لون الْجِسْم ولون هَذِه الدوالي وعالجهم بالفصد فَقَط. ج (فِي كتاب الْمرة السَّوْدَاء) إِن رجلا سلت لَهُ دوالي فعسر الالتحام لجرحه سنة بالأدوية فَبعد سنة صَار إِلَى معلمي ففصده فَلَمَّا رأى الدَّم أسود كثيرا أخرج لَهُ مِنْهُ شَيْئا كثيرا وَأخرج لَهُ أَيْضا فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث وَالرَّابِع ثمَّ أسهله ثَلَاث مَرَّات بِشَيْء يخرج السَّوْدَاء ثمَّ عالج القرحة فبرئت بِأَهْوَن لى إِذا حدث فِي دَاء الْفِيل والدوالي قُرُوح فَهَذَا علاجها وعلاج البلخية. من كتاب العلامات (ألف ج) قَالَ: الدوالي تعرض فِي السَّاقَيْن فِي الْأَكْثَر وَقد تعرض فِي الْبَطن. السَّادِسَة من(3/520)
التشريح الْكَبِير قَالَ: اسْتعْمل فِيهِ صنارات كَمَا يسْتَعْمل فِي الدوالي فَإِن الدوالي تعلق بصنانير وتشال ثمَّ ترْبط وتسل أَو تقطع.
أبقراط فِي الرَّابِعَة من الثَّانِيَة من أبيذيميا: إِذا حدثت فِي الْبَيْضَة الْيُمْنَى أَو فِي السَّاق الْيُسْرَى حدثت رقة الصَّوْت وأبرأه وَلم يحققه جالينوس.
الْيَهُودِيّ قَالَ: قد تصيب بعض النَّاس رهصة من أَن يطَأ على حجر أَو شَيْء صلب فَيَمُوت الدَّم فعبد ثَلَاث سَاعَات وَنَحْوهَا يُصِيبهُ وجع شَدِيد يشْتَد يَوْمًا فيوما فاكوه بِالذَّهَب الْأَحْمَر كيا شَدِيدا حَتَّى يخرج الدَّم مِنْهُ وَيجْرِي. أهرن قَالَ: الدوالي وداء الْفِيل يتولدان من كَثْرَة الشَّحْم.
الاختصارات: دَاء الْفِيل لَا يبرأ لِأَنَّهُ سرطاني مِنْهُ مادته وَلَا ينْتَفع بِهِ إِلَّا بِقِطْعَة إِن أمكن من الأَصْل.
أشليمن قَالَ: ينفع من دَاء الْفِيل فصد السَّاقَيْن فِي الصَّافِن ودوام النفض بِمَا يسهل السَّوْدَاء وينفع مِنْهُ نفعا بَينا أَن يشرب مِنْهُ كل يَوْم نصف مِثْقَال من إيارج فيقرا أَو يطلى الْمَكَان بِزَيْت قد طبخ فِيهِ شبت ورماد الكرنب دَائِما أَو تدق الطرفاء الْيَابِسَة وتدهن الرجل بِزَيْت وتذره عَلَيْهِ وَيصب عَلَيْهِ مَاء الترمس الْمَطْبُوخ نعما إِن شَاءَ الله أنطيلس قَالَ: صَاحب القرسوس أَدخل صَاحبه الْحمام ويربط ذَلِك الْعُضْو الَّذِي هُوَ فِيهِ ليشتد ظُهُوره ثمَّ يشق اللَّحْم عَنهُ ويعلق بصنانير ويفصد ويسيل مَا فِيهِ ثمَّ يدْخل الْميل تَحْتَهُ ويلوي أَيْضا أبدا حَتَّى يَنْقَطِع ويسيل مِنْهُ مَا أمكن. الْمقَالة الأولى من كتاب الأخلاط قَالَ: إِذا مَالَتْ مَادَّة إِلَى إِحْدَى الرجلَيْن فَإِنِّي أفصد الباسليق من الْيَد الْمُقَابلَة ثمَّ أَضَع عَلَيْهَا الأطلية الْمَانِعَة وأعصبها من أَسْفَل إِلَى فَوق من الكعب إِلَى الأربية وَأَجْعَل أَشد الرِّبَاط فِي الِابْتِدَاء وأضع على الرجل الْأُخْرَى المسخنة لكَي أجتذب)
الْمَادَّة.
لى فَإِن كَانَ فِي الرجلَيْن فصد الباسليقان وربطا جَمِيعًا وَاسْتعْمل الْقَيْء. قَالَ: وَإِن أزمن فصد الصافتان ليخرج مَا أرتبك ويدام نفض الْبدن بالقيء مَتى كَانَ الدَّاء قريب الْعَهْد وَكَانَ أَبيض اللَّوْن وَفِي بعض الْأَحَايِين بِمَا يخرج البلغم بفوة ويلطف التَّدْبِير فَإِن كَانَ مزمنا وَكَانَ الْخَلْط أسود فَإِنَّهُ يجب أَن يكثر الإسهال بالأفتيمون وتواتره وَيجْعَل الأغذية لَطِيفَة رقيقَة ويديم فصد الباسليق ويضمد ويعصب وَإِن كَانَت دوالي سلت وَهَذَا جملَة علاج دَاء الْفِيل وَإِذا كَانَ الدَّاء مزمنا فيستعمل الطلاء بالأشياء المحللة أَيْضا حينا وحينا. لى الرهصة: تضمد عندنَا فِي المارستان بجوز السرو والمغاث مسحوقين بشراب د: القطران أَن لعق أَو لطخ نفع من بِهِ دَاء الْفِيل. لى الدوالي الْحمر الجيدة إِن علظ أمرهَا فأفصد وَأَقل الْغذَاء وَأما الدوالي الردية فالأحزم لمن يتَوَلَّد فِيهِ وَلَا يُمكنهُ التفرغ لنَفسِهِ أَن يسلها لَكِن أفصدها وأسل من دَمهَا واعصرها لتَكون قد أَمْسَكت فعل الطبيعة فِي أَصْحَاب البواسير الْمرة السَّوْدَاء.(3/521)
3 - (دَاء الْفِيل) مَا دَامَ مبتدئا يمنعهُ من الزِّيَادَة إسهال السَّوْدَاء الْمُتَوَاتر فَإِذا استحكم فَلَا برْء لَهُ كالسرطان إِلَّا أَن يقطع أَصله كُله.
لى علاج تورم السَّاقَيْن وَابْتِدَاء دَاء الْفِيل: أفصد إِن رَأَيْت فِيهِ حمى ووجعا وَإِلَّا فَاسْتعْمل الْقَيْء ولطف (ألف ج) التَّدْبِير فَإِذا علمت أَنَّك قد استفرغت الْبدن فافصد الدالية أَو الصَّافِن ولتكن أبدا مشدودة من الكعب إِلَى الرّكْبَة وخاصة عِنْد الْحَرَكَة وَاسْتعْمل فِيهِ إِن احتجت إِلَى التَّحْلِيل والتليين أَن تحلل بدقيق الباقلي والترمس ورماد الكرنب والنطرون والدوسر وبعر الماعز ودقيق الحلبة وبزر الْكَتَّان والشبث وبزر الفجل وبزر الجرجير والكرنب وَالزَّيْت الْعَتِيق وَنَحْوهَا يلين حينا ويطلى بِهَذَا الدَّوَاء وَبِمَا يحلل الْخَنَازِير والورم الرخو حينا إِلَى أَن يتَحَلَّل كُله إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَهَذَا الدَّاء يعرض فِي الْأَكْثَر بعقب مرض حَار تصير مادته إِلَى هَهُنَا وَيبقى وَلَا يتَحَلَّل وَقد يعرض ابْتِدَاء على طَرِيق أوجاع المفاصل إِلَّا أَن الْفرق فِيمَا بَينهمَا أَن الغلظ يكون فِيمَا بَين المفصلين من الْعُضْو لَا فِي الْمفصل نَفسه وَكَانَ بِرَجُل هَذَا لَا أَنه أَبيض فَكَانَ ينْتَفع بحب الماهياني وَهُوَ حب فِيهِ شَحم حنظل واشياء جاذبة للبلغم وَإِذا كَانَ أسود فَعَلَيْك بِمَا يجذب الْخَلْط الْأسود وَاعْلَم بِالْجُمْلَةِ أَنه دَاء عسر الْبُرْء جدا لَا يكَاد يبرا لَكِن)
إِن تعاهد صَاحبه النفض والقيء خَاصَّة لم يزدْ وَبَقِي عمره كُله لَا يزِيد شدَّة مَتى أَرَادَ التَّعَب.
الْمَوْت السَّرِيع: الساقان اللَّتَان ينحدر إِلَيْهِمَا الكيموس برؤهما عسير لَا تبرءان الْبَتَّةَ.
لى فِي خلال كَلَامه: إِن الْمَادَّة الَّتِي نزلت على طَرِيق البحران إِلَى السَّاق وَكَانَت كَثِيرَة حَتَّى عفن الْعُضْو لَا تَبرأ وَإِذا كَانَ ذَلِك كَذَلِك فكم بالحري أَن يكون غَيره مِمَّا حدث أبدأ لَا يبرأ وَجُمْلَة فاعمل من هَذَا على أَلا يزِيد وملاكه الْقَيْء بعد الإسهال والشد وجذب الْمَادَّة إلأى الرجل الْأُخْرَى.
3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض)
إِذا قطعت الدوالي هزل الْعُضْو من أجل أَنه بعيد عَن طَرِيق الْغذَاء. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: الْوَالِي تحْتَاج أَن تقطع ويستأصل مَوضِع الْعلَّة وتسل مَعَه عروقه الواسعة وتقطع كلهَا وَإِذا لم يكن عَظِيما فليسل الْعرق فَقَط. لى أخْبرت أَنه قد برأت غير مرّة بفصدها وإفراغ مَا فِيهَا وَأرى أَنه يَنْبَغِي أَن تفصد أَولا ويسل مَا فِيهَا بعد الفصد من فَوق مَرَّات فَإِذا ضمرت وسال مَا فِيهَا أجمع تبرت وعلق الرجل أَيَّامًا وَاسْتعْمل بعد ذَلِك دَائِما إِخْرَاج الدَّم من الْيَد وَإِخْرَاج السَّوْدَاء بالإسهال وَمَتى عَاد فأعد وارتك الْمَشْي الْبَتَّةَ شهورا إِلَى أَن يبرأ ويستحكم.
الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: يحدث فِي أسافل الْجِسْم الدَّم السوداوي لِأَن رسوبة يكون بالطبع إِلَى هُنَاكَ. قَالَ فِي الْمرة السَّوْدَاء: إِذا تطاولت هَذِه الْعلَّة أسود الْجلد فِي مَوضِع هَذِه الْعُرُوق وَيكون من الطبيعة ينقى الْجِسْم من الْفضل الْأسود وَكَثِيرًا مَا تتسع هَذِه وَلَا ينصب فِيهَا دَامَ أسود لَكِن يكون الدَّم أَحْمَر وَذَلِكَ يكون لسعة هَذِه وضعفها وَمثل هَذِه الْعُرُوق كثيرا مَا يشرف صَاحبهَا مِنْهَا على الْوُقُوع فِي المالنخوليا إِذا كَانَ مَا فِيهَا كيموسا(3/522)
أسود وَقَالَ: إِن قرسوس قلع فِي بعض القروح فطالت (ألف ج) مُدَّة برئه بالمراهم وَلم يبرأ حَتَّى عولج بعد سنة بِأَن فصد من يَدَيْهِ فَلَمَّا كَانَ أسود ثني لَهُ وَثلث وَربع إِلَى الْيَوْم الثَّالِث وَالرَّابِع وأسهل مَرَّات بِمَا يخرج الكيموس الْأسود وغذي بأغذية جَيِّدَة الدَّم فيبرئ بِسُرْعَة بعد ذَلِك بالمراهم. لى على مَا رَأَيْت فِي أبيذيميا: من كَانَ طحاله رديا ممتلئا دَمًا سوداويا فكثرة الْمَشْي يعقبه إِمَّا د: القطران مَتى لعق ولطخ بِهِ نفع من دَاء الْفِيل. زقال فِي الْعِلَل والأعراض: إِنَّه إِن قطعت اللهاة أَو سلت الْعُرُوق الْمُسَمَّاة قرسوس قَالَ ذَلِك يكون مَرضا من نُقْصَان وَفِي هَذِه أَن مَحل سل هَذِه مَحل سل الأصداغ وَقطع اللهاة وَنَحْوهَا مِمَّا لَا خطر فِيهِ.)
إنطليس: الْوَالِي تشق وتعصر ثمَّ يشق موضعهَا وتسل أجمع ثمَّ تعالج بِمَا يلحم مَاء الْجُبْن يصلح أَن يسهل بِهِ اصحاب دَاء الْفِيل لأَنهم لَا يحْتَملُونَ الإسهال بدواء حاد. ج: لِسَان الْحمل ينفع من دَاء الْفِيل إِذا ضمد بِهِ وَقَالَ د: مرَارَة التيس إِذا لطخ بهَا دَاء الْفِيل ذهبت بالزيادات الْعَارِضَة فِي مَوضِع الورم.
وَقَالَ: ورق الفودنج مَتى شرب وَشرب بعده مَاء الْجُبْن أَيَّامًا نفع من دَاء الْفِيل يشرب على نَحْو مَا يشرب مَاء الْجُبْن أَيَّامًا مُتَوَالِيَة لحم الْقُنْفُذ الْبري مَتى شرب وَهُوَ مملح بسكنجبين نفع من دَاء الْفِيل. القطران إِذا لعق أَو لطخ بِهِ نفع من دَاء الْفِيل. من كناش أشليمن: أفصد الصَّافِن وليدم الإيارج وَمَا ينْقض السَّوْدَاء ويلطف وَيمْتَنع من الْمَشْي وينفع مِنْهُ نفعا عَظِيما مَتى شرب كل يَوْم نصف مِثْقَال إيارج فيقرا ويطلي على الْموضع بِزَيْت ورماد الكرنب دَائِما أَو يدهن بِزَيْت ويذر عَلَيْهِ الطرفاء مسحوقة فَإِنَّهُ جيد جدا وَأما الترمس فَمَتَى طلى عَلَيْهِ فَإِنَّهُ جيد. فِي الْمرة السَّوْدَاء قَالَ: دَاء الْفِيل إِذا كَانَ الكيموس السوداوي لَيْسَ بمفرط الرِّدَاء كَانَ مخالطا للدم فَدَفَعته الطبيعة لتنقي الدَّم لِأَن الطبيعة تحب تنقية الدَّم دَائِما كَانَ مِنْهُ دَاء الْفِيل الَّذِي لَونه مائل إِلَى الْحمرَة إِلَّا أَنه يسود مَتى طَال مكثه قَالَ: وَهَذَا ينفع مِنْهُ الفصد وإسهال السَّوْدَاء نفعا عَظِيما فِي الْغَايَة.
فِي الْعُرُوق الْمَدِينَة من كتاب العلامات قَالَ: تعرض تَحت الْجلد تنساب كَمَا تنساب الْحَيَّة وَجل مَا يعرض فِي السَّاقَيْن وَفِي الْقطن وَفِي الْجنب ويعرض الصاحبه مِنْهُ حكة قَالَ: وَنحن نقُول إِنَّه يعرض من فَسَاد العصب وَلذَلِك يطن الظَّان أَنه يَتَحَرَّك.
الْيَهُودِيّ: تكون الْعُرُوق الْمَدِينَة من جفاف الدَّم فَإِن كَانَ مَعَ حِدة كَانَ مؤلما حارا جدا وَيَنْبَغِي أَن يحترس مِنْهُ بترطيب الْجِسْم وفصد الصَّافِن والأكحل وَشرب الهليلج والترطيب فَمَتَى صَارَت الْحَيَّات لم يكن لَهَا علاج إِلَّا إخْرَاجهَا.
بولس قَالَ: يتَوَلَّد بِالْهِنْدِ ومصر يعرض فِي الْأَعْضَاء العضلية مثل المعصمين والساقين والفخذين وَأما فِي الصّبيان فقد يعرض فِي الجنبين وَكَونهَا تَحت الْجلد وتتحرك حَرَكَة بَينه(3/523)
حَتَّى إِذا أزمنت ينتفخ الْموضع الَّذِي يكون فِيهِ طرف هَذَا الْعرق وينفتح الْجلد وَيخرج مِنْهُ طرف الْعرق فَإِن مد عرضت عَنهُ أوجاع شَدِيدَة وخاصة إِن انْقَطع وَلذَلِك يعلق بعض النَّاس (ألف ج) بطرفه رصاصة وتلفه عَلَيْهَا لِئَلَّا يَنْقَطِع وَيخرج مِنْهُ قَلِيلا قَلِيلا بثفل الرصاص حَتَّى يخرج عَن)
آخِره وَيسْقط ويعصر الْعُضْو وينطل بِالْمَاءِ الْحَار ليسهل خُرُوجه ثمَّ يرفع بالأصابع قَلِيلا قَلِيلا يمسح وَيخرج قَالَ: فَإِن انْقَطع أَو لم يخرج بط حَتَّى يُوصل إِلَيْهِ وَيخرج ثمَّ يعالج بعلاج الْجِرَاحَات.
الاختصارات قَالَ: قد يكون فِي الْبلدَانِ الحارة وبشرب الْمِيَاه الردية وَيكون من بلغم حَار يحتد قَالَ: إِذا بدأت فضمد الْموضع وَبرد جهدك بالصندلين والكافور وَنَحْوهمَا مِمَّا يطلى بِهِ فَإِن ظَهرت رؤوسها فلتجذب بِرِفْق لِئَلَّا تَنْقَطِع وأربطها فِي قطعه أسرب وَتلف كل يَوْم مَا يخرج مِنْهُ ويسهل خُرُوجه المَاء الفاتر فَإِذا أخرجته أجمع فعالج الْموضع بالمرهم الْبَارِد كمرهم الإسفيذاج وَإِن انْقَطع فَإِن كَانَ فِي مَوضِع يُمكن بطه فبطه فَإِنَّهُ يُولد ورماه وعفنا وَأخرجه وعالجه وَمَتى لم يكن بطة فعفنه بالسمن إِلَى أَن يعقن مَا فِيهِ وَيخرج وعالجه وَمَتى لم يُمكن بطه فعفنه بالسمن إِلَى أَن يعفن مَا فِيهِ وَيخرج واجتنب الْأَدْوِيَة الحارة فِي هَذِه الْعلَّة فَإِنَّهَا تحدد الدَّاء وَتُؤَدِّي إِلَى الآكلة. لى رَأَيْت فِي المارستان شَيْئا انْقَطع فبططناه وَلم نلتفت إِلَى طلب الْعرق لَكِن فتقنا الْجرْح بالإصبع فتقا نعما فعالجناه فبرأ برءا تَاما.
ابْن ماسويه قَالَ: اطل على ورم الْعرق الْمدنِي بالأشياء المبردة قبل خُرُوجه وسرح عَلَيْهِ العلق واطله بدقيق الشّعير والرجلة ودهن الْورْد وعنب الثَّعْلَب والكزبرة أَو لطخه باعتدال بالصندل وبزر قطونا والمر وَاللَّبن الحليب أَو اصل الورم بِالصبرِ والكافور إِلَى الْبَطن فَإِن كَانَ شتاء فضمده بالخمير وَالسمن إِلَى أَن يعفن مَا فِيهِ واجتنب الْأَدْوِيَة الحارة فِي هَذِه الْعلَّة يبرأ إِن شَاءَ الله. 3 (من اختيارات حنين) إِذا تنفط مَوضِع الْعرق الْمدنِي وابتدأ يخرج فَاشْرَبْ لَهُ أول يَوْم نصف دِرْهَم من الصَّبْر وَفِي الْيَوْم الثَّانِي زنة دِرْهَم وَفِي الثَّالِث دِرْهَمَيْنِ فَإِنَّهُ يَمُوت وَيبْطل أَذَاهُ واطل على مَوْضِعه لزوجة الصَّبْر الرطب: تشق الورقة وَتُؤْخَذ اللزوجة الَّتِي فِي بَاطِنهَا فتطلى عَلَيْهِ فَيَمُوت ويسكن جَمِيع ألمه مجرب جيد يحول إِلَيْهِ مَا فِي كناش جورجس. لى خبرني ابْن عَم الْحُسَيْن بن عدويه إِنَّه كَانَ يتَأَذَّى بالعرق الْمدنِي وبطه غير مرّة ثمَّ أَن رجلا من أهل الْحجاز علمه أَن يَأْخُذ نصف دِرْهَم من الصَّبْر ثَلَاثَة أَيَّام فَفعل ذَلِك فَبَطل أَذَاهُ وَلم يخرج فِي ذَلِك الْوَقْت وَلَا بعده إِلَى هَذِه الْغَايَة شَيْء وَهَذَا الرجل محرور وَاسع الْعُرُوق أزب عضل. لى رَأَيْت الْعرق الْمدنِي لَا يكَاد يخرج بالأبدان الرّطبَة اللَّحْم وَإِنَّمَا يخرج بالعضلة والنحيفة وَلَا بِمن أدمن الاستحمام وَالدُّخُول فِي المَاء وَشرب الشَّرَاب والتوسع فِي الأغذية وَمِمَّا قد أَجمعُوا عَلَيْهِ أَنه أَن ذَلِك مَا وَرَاء الْموضع الَّذِي قد خرج فِيهِ بالثلج بعد قَلِيلا قَلِيلا وأدمن الدَّلْك وَالْمدّ خرج كُله. وَقد قيل: إِنَّه إِذا طلب من خَلفه إِلَى أَكثر مَا يُمكن ثمَّ شقّ عَنهُ وَأدْخل تَحْتَهُ الْميل وَرفع على عضل الصدغ وَمسح الْموضع ودلك (ألف ج) بالثلج قَلِيلا قَلِيلا وَمد خرج كُله فِي سَاعَة. قَالَ وَيجب أَيْضا إِذا رَأَيْت عَلَامَات الْعرق قبل أَن يظْهر الرَّأْس أَن تعالجه بِهَذَا العلاج فَإِنَّهُ مَا لم يطلّ بِهِ الزَّمَان لَا يكون لَهُ كَبِير طول وَلَا يزِيد على ذِرَاع لَا شَيْئا قَلِيلا وَكَثِيرًا مَا يكون أَصْغَر مِنْهُ وَأما إِذا طَال فكثيرا مَا يكون الْإِنْسَان فِيهِ أشهرا وَيكون طَويلا جدا.(3/524)
قسطا فِي كِتَابه فِي البلغم قَالَ: يحدث فِي الْبِلَاد اللطيفة الْهَوَاء الحارة وَفِي الْأَبدَان الرّطبَة المترفة إِذا انْتَقَلت إِلَيْهَا أَو كَانَت فِيهَا فقد تولد فِي الْمُوفق عِنْد مقَامه بِمَكَّة قَالَ: وَقد رَأَيْت بسامري رجلا تولد فِي بدنه أَرْبَعُونَ عرقا وتخلص من جَمِيعهَا قَالَ: فِي أول ابْتِدَائه يَنْبَغِي أَن يمرخ بدهن الخيري أَو الزنبق أَو البان حَتَّى يسهل خُرُوجه وبروزه عَن الْجِسْم ثمَّ يحفظ لِئَلَّا يَنْقَطِع وَينْتَفع بحب القوقايا. فِي الْأَعْضَاء الألمة قَالَ ج: لَيْسَ يمكنني أَن أتفكر فِيهَا فكرة صَحِيحَة لِأَنِّي لم أرها قطّ. من كتاب مَجْهُول قَالَ: يكون من دم غليظ لزج وَالْفَاعِل لَهُ الْحَرَارَة المفرطة ويستطيل لطول الْعرق الَّذِي يكون فِيهِ حَتَّى يتشكل بشكله ويعرض من الْحَرَارَة الْيَابِسَة وَمن الأغذية الْيَابِسَة القليلة كالدخن وَنَحْوه ويعالج باخراج الدَّم من الْعُضْو الَّذِي فِيهِ والاسهال بالاهليلج والأطعمة المرطبة والفراريج وَيُوضَع على الْعرق نَفسه الأسفيوس ودقيق الشّعير)
والخطمى ودهن البنفسج والنيلوفر لتليين العضلة وسلها واستخرجها بِرِفْق وبسهولة بعد تنقية الْبدن.
بولس: يتَوَلَّد فِي بِلَاد الْهِنْد وأعالي مصر وَفِي الْأَعْضَاء العضلية كالمعصمين والفخذين والساقين وَقد يتَوَلَّد فِي الصّبيان فِي الجنبين وَلها تَحت الْجلد حَرَكَة حَتَّى اذا أزمنت ينتفخ الْموضع الَّذِي فِيهِ طرف هَذَا الْعرق وينفتح الْجلد فَيجب ان لَا يقطع فانه يعرض عَنهُ اوجاع شَدِيدَة بل يسخن الْموضع بِمَاء حَار ويمدد بالأصابع بعد مَسحه قَلِيلا قَلِيلا والنطول بِمَاء حَار وَقد أجمع على ذَلِك جَمِيع أَصْحَاب الْجِرَاحَات وَقد تسْتَعْمل فِيهِ الأضمدة الَّتِي تعْمل بالعسل وَالْمَاء الْحَار ودقيق الْحِنْطَة وَالشعِير وَيصْلح فِيهَا المراهم الَّتِي تعْمل بحب الْغَار وَالَّتِي تعْمل بالعسل فان هَذِه الأشياءتميت هَذَا الْعرق ويسقطه فان لم ينفتح وَيسْقط فشق الْعرق حَتَّى تكشفه وانزعه ثمَّ عالج الْموضع بالفتل وَسَائِر علاج الْجِرَاحَات. وَقَالَ فِي جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: انما يتكون فِي تجويف الْعُرُوق. حنين فِي كتاب الفصد: انه يجب ان يبرد يبزر قطونا وَنَحْوه فاذا انْتهى فمرهم باسليقون جيد لَهُ.
أَبُو جريج: مرهم الزفت انفع مَا يكون للعرق الْمدنِي. من اختيارات الْكِنْدِيّ قَالَ: اذا تنفط الْموضع وَبَدَأَ يخرج من الْجَسَد فَاشْرَبْ لَهُ اول يَوْم نصف دِرْهَم من الصَّبْر وَفِي الْيَوْم الثَّانِي درهما وَفِي الْيَوْم الثَّالِث درهما فانه يبطل اذاه الْبَتَّةَ وَيَمُوت وتطلى على مَوْضِعه لزوجة الصَّبْر: تشق الورقة وَتُؤْخَذ اللزوجة الَّتِي فِي بَاطِنهَا فتطلى عَلَيْهِ فانه يَمُوت ويسكن اذاه هَذَا مجرب (الورم الْمُسَمّى سقيروس) (والأورام الصلبة السوداوية والبلغمية خلا السرطان فِي اللَّحْم والعضل الَّذِي) (يخرج فِي المفاصل فَيمْنَع انقباضها وانبساطها يَنْبَغِي أَن يحول إِلَيْهِ.) من الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء من كتاب العلامات قَالَ: سيقروس روم جاس لَا(3/525)
وجع مَعَه لَونه لون الْجَسَد ممتد شَدِيد فَوْقه شعر يشبه الزغب يتواقع مِنْهُ سَرِيعا وَلَيْسَ لَهُ برْء الْبَتَّةَ وَقد يكون ورم أَحْمَر يُسمى فولوس وَهُوَ صلب أملس بلون الْجَسَد وَرُبمَا انْتقل من عُضْو إِلَى عُضْو هَهُنَا ضرب آخر لَا ينْتَقل وَهُوَ يشبه الْعظم فِي صلابته إِلَّا أَن لَونه لون الْجَسَد وَإِذا وَقع هَذَا الورم فِي مجْرى سَده لم يبرأ الْبَتَّةَ. من الْغَلَط الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: الورم الْمُسَمّى سقيروس نَوْعَانِ يَشْتَرِكَانِ جَمِيعًا فِي أَنَّهُمَا جَمِيعًا صلبان وَفِي أَنَّهُمَا يحدثان من أول الْأَمر وَقد يلحقان أَيْضا الفلغموني والسوداوي أسود اللَّوْن. الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة: الورم الصلب الَّذِي لَا حس لَهُ يتَوَلَّد من خلط غليظ بَارِد إِمَّا من السَّوْدَاء الَّتِي لَا رداءة مَعهَا وَإِمَّا من بلغم قد صلب صلابة كَثِيرَة والأورام الصلبة كلهَا لَا تَخْلُو من أَن تكون سوداوية أَو بلغمية أَو مركبة مِنْهُمَا والورم الْحَادِث من البلغم الَّذِي قد يبس جف كثيرا مَا يحدث فِي رُؤُوس العضل والوترات وَهُوَ يعالج بالأدوية الملينة فاما الورم السوداوي فَإِنَّهُ من جنس السرطان فَهُوَ لذَلِك ينفر ويهيج بالأدوية الملينة. لى هَذَا إِذا كَانَ خلطه حارا رديا وَانْظُر أبدأ فِي الورم الصلب السوداوي إِلَى مِقْدَار حرارته باللمس وَهل فِيهِ ضَرْبَان وَهل حواليه عروق فَبِهَذَا الْمِقْدَار يكون قربه من السرطان وَهَذِه هِيَ الَّتِي لَا تنفر من الْأَدْوِيَة الَّتِي يلها حرارة ولذع مَا. بولس: سقيروس المستحكم لَا حس لَهُ الْبَتَّةَ وَلَا الْبُرْء وَأما الآخر فعسير الْحس عسير الْبُرْء وَذَلِكَ أَنه يكون من خلط غليظ يتشبث بالعضو وَقد يحدث أَولا وَيحدث عَن الأورام الحارة إِذا بردت فَوق الْمِقْدَار وَلَا يَنْبَغِي أَن يحمل عَلَيْهِ بالمحللات لِأَنَّهُ ينقص مِنْهُ فِي زمن قَلِيل مِقْدَار كثير إِلَّا أَن الَّذِي يبْقى مِنْهُ يتحجر وَلَكِن ليحلل حينا ويلين حينا ويلين بمخاخ الأيل والعجل والشحوم شحوم الْجَوَارِح كالأسد وَالنُّمُور والدببة والنسر وشحوم الطير بالأشج والمقل والميعة السائلة والمصطكى مُفْردَة ومركبة فَإِن كَانَ سقيروس فِي رُؤُوس العضل والرباطات فليحم حجر مرقشيثا إِن وجد وَإِلَّا فَغَيره ثمَّ رش عَلَيْهِ خل خمر فائق ويمسك الْعُضْو على بخاره ويردد عَلَيْهِ مَلِيًّا ثمَّ يطلى بالأدوية الملينة ولينطل بالدهن كل يَوْم وَيكون حارا قد طبخ فِيهِ أصل قثاؤ الْحمار وأصل الخطمي)
وليمنعوا من الْحمام والإدمان عَلَيْهِ. لى ينظر فِي هَذَا وَقد ذهب عِنْدِي إِلَى أَن الْحمام يحلل شَيْئا ويصلب الْبَاقِي ولرداءته للعصب قَالَ: حَتَّى إِذا بدا (ألف ج) الاسقيوروس يلين يداف أشج بخل قوي فائق الحموضة ويطلى بِهِ أَيَّامًا كَثِيرَة ثمَّ يضمد بالدواء الملين وَيجْعَل مَعَه جاوشير وقنة دسمة وَسَائِر الأضمدة الَّتِي تحل الْخَنَازِير. ج إِلَى أغلوقن: هَذَا الورم مَتى كَانَ خَالِصا كَانَ مَعَ صلابته عديم الْحس أصلا وَمَتى لم يكن خَالِصا فَلَا يكون عديم الْحس لكنه يكون قَلِيل الْحس لَا محَالة فَمَا كَانَ مِنْهُ عديم الْحس فَلَا برْء لَهُ وَمَا كَانَ قَلِيل الْحس فَإِنَّهُ يبرأ لكنه يعسر لِأَنَّهُ يكون من خلط غليظ فيرسخ فِي الْعُضْو ويعسر تَحْلِيله لذَلِك وَرُبمَا ابْتَدَأَ هَذَا الورم ابْتَدَأَ هَذَا الورم قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ يزِيد حَتَّى(3/526)
يستحكم وَرُبمَا عمله الْأَطِبَّاء بِسوء تدبيرهم الورم الْحَار لشدَّة تبريدهم لَهُ وَإِن كَانَ اسْتعْمل فِي هَذَا الورم الْأَدْوِيَة المقوية المحللة نقصت فِي أول الْأَمر نقصا كثيرا إِلَّا أَنه تبقى مِنْهُ بَقِيَّة متحجرة لَا تتحلل الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ يتَحَلَّل مَا لطف مِنْهُ ويتحجر الْبَاقِي فَلذَلِك يجب أَن تكون أدويته حارة قَلِيلا وَفِيه رُطُوبَة قَليلَة لِأَن الْكَثِيرَة الرُّطُوبَة لَا تحلل أصلا والقليلة الرُّطُوبَة تجفف تجفيفا أَشد مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَهَذِه هِيَ الْأَدْوِيَة الملينة والأمخاخ والشحوم والمقدم على جَمِيعهَا مخ الأيل ويتلوه مخ الْعجل وَمن الشحوم شَحم البط من جَمِيع الشحوم الَّتِي للطير وَمن الآخر شَحم الْأسد والنمر والدب والثور وَيَتْلُو شَحم البط شَحم الدَّجَاج قَالَ: وَقد عَالَجت صَبيا كَانَ بِهِ ورم صلب فِي فَخذه بالدهن اللَّطِيف الَّذِي لَا قبض مَعَه ومنعته الدُّخُول إِلَى الْحمام وَبعد النطول كنت أضمده بالأمخاخ والشحووم فَكنت أخلط مَعهَا شَيْئا من الْمقل الصّقليّ والمصطكى الْمصْرِيّ والأشق اللين الحَدِيث واللعبة اللينة فَلَمَّا لينت الورم بذلك مُدَّة أذبت أَلين مَا قدرت عَلَيْهِ من الأشق بأثقف مَا يكون من الْخلّ وطليته على الْفَخْذ بجلد ثَوْر وَجعلت أخلط مَعَه فِي الْأَيَّام شَيْئا من جاوشير أَلين مَا يكون وَهُوَ أحدثه وَأمرت الْغُلَام أَن يحجل على الرجل الصَّحِيحَة كَيْمَا ينبعث الْغذَاء أَكْثَره إِلَيْهَا ثمَّ أَنِّي باخرة لما رَأَيْت ذَلِك الورم قد ضمر وخف وَخفت أَن تبقى مِنْهُ بَقِيَّة لَا تحلل اسْتعْملت ضد هَذَا وَذَلِكَ أَنِّي كنت أستجر إِلَيْهِ الْغذَاء وأطليه بالزفت وأرخى وألين فَكَانَ الورم يزِيد فِي هَذِه الْحَال وَلَا ينقص وَينْقص فِي الْأَحْوَال الَّتِي كنت أسْتَعْمل فِيهَا الْأَدْوِيَة الَّتِي بالخل ثمَّ عدت إِلَى التَّحْلِيل فبرأ ذَلِك الصَّبِي وَلم تبْق مِنْهُ بَقِيَّة صلبة وَلَو اقْتصر على أحد هذَيْن العلاجين لم يتم بُرْؤُهُ وَمَتى كَانَ هَذَا الورم فِي العضل ورؤوسها فَإنَّك إِن اسْتعْملت أَولا التليين ثمَّ حميت)
المرقشيثا ورششت عَلَيْهِ خلا وأقمت فِي بخاره وَيكون الْخلّ فِي غَايَة الثقافة وَرجح الْعُضْو على ذَلِك البخار فَأَنِّي قد رَأَيْت أَعْضَاء كَانَت قد تقفعت أصلا وَثبتت فِيهَا الرمانة بَرِئت برءا تَاما بِهَذَا العلاج وَهِي بعد ترجح على ذَلِك البخار حَتَّى تكَاد أَن تكون بِهَذَا العلاج كالسحر والرقية لَكِن يَنْبَغِي أَن تكون هيئ ذَلِك الْعُضْو قبل ولين بالملينة وَقبل ذَلِك البخار قد نطل بدهن كثير مسخن لطيف وَإِن كَانَ قد طبخ فِيهِ الشبث وخاصة الطري (ألف ج) فَهُوَ أَجود فَإِن لم يحضر مرقشيثا فَاسْتعْمل حجر الرَّحَى. أطلاوش قَالَ: يُؤْخَذ للورم الصلب شَحم الثور ومخه وأشق ومقل وميعة رطبَة فألزمه فَإِذا لِأَن فضمد بدقيق الحلبة أَو ببعر الماعز يعجنان بسكنجبين فَإِنَّهُ يحلل تحليلا بليغا. أنطيلس قَالَ: سقيروس كثيرا مَا يعرض بعقب الورم الحاد وَيكون صلبا وينثر الشّعْر الَّذِي عَلَيْهِ وَيبْطل حسه وَيكون صلبا جدا وَهُوَ من جنس السرطان وَالْفرق بَينهمَا أَنه لَيْسَ مَعَ سقيروس ألم وَلَا حس وَلَا حرارة وَلَا عروق ساعية قَالَ: وَلَا يقطع الْبَتَّةَ وَلَو عرض فِي الْأَطْرَاف كالأصابع وَالْأنف والشفة لِأَن قِطْعَة يهيج بلَاء عَظِيما إِلَّا أَن يكون أكالا سرطانيا فَعِنْدَ ذَلِك(3/527)
فليقطع ويقور أَصله كُله ويكوي نَحْو علاج السرطان قَالَ: وَقد يعرض فِي المفاصل صلابة تمنع من انثناء الْمفصل وَبسطه قَالَ: وَهَذَا يكون نَوْعَيْنِ أَحدهمَا عصبي وَالْآخر لحمي وَالْفرق بَينهمَا أَن العصبي مَعَه عسر حَرَكَة وخدر مَا فِي ذَلِك الْعُضْو وَلَا يعالج بالحديد الْبَتَّةَ وَلَا بِنَار لِأَنَّهُ مَتى قطع أورث التشنج وَذَهَاب الْحس فَأَما اللحمي فَيقطع ويرفق بعلاجه ليَكُون اندماله لطيفا وَلَا يكون فِيهِ أثر غلظ فِي منع حَرَكَة المفاصل الْحَال الأولى قَالَ: وَهَذَا يعرض تَحت الْعُنُق حَتَّى يعسر أَن يمد الرَّأْس إِلَى قُدَّام وَفِي سَائِر الْمَوَاضِع. الْمقَالة السَّابِعَة من قاطاجانس قَالَ: أقوى الْأَدْوِيَة الملينة كلهَا مَا كَانَ يشفي الصلابة الَّتِي قد قاربت أَن تتحجر مِثَال ذَلِك: مخاخ الْعِظَام الْمُخْتَلفَة ونوعا الميعة وَبعد هَذِه الشحوم وَأما مخ الْعِظَام فأفضلها مخ عِظَام الأيل وَالثَّانِي بعده مخ الْعجل والعلك والصمغ والمصطكى وصمغ الصنوبر وإكليل الْملك أَيْضا فِيهِ إلانة وَكَذَلِكَ فِي بزر الحلبة فَإِن بزر الحلبة أَيْضا إِذا طبخ لين تَلْيِينًا شَدِيدا وَلَا سِيمَا إِن خلط مَعَ شَحم والدهن الَّذِي لَا قبض فِيهِ ووسخ الْحمام ودهن السوسن وَالسمن وطبيخ الخطمي ووسخ الكوارة والأشق والمقل الصّقليّ أبلغ فِي التليين وَهُوَ أَلين والبارزذ والجاوشير مَعَ مَا هما عَلَيْهِ من التليين والتحليل لَهما إلانة والجاوشير أبلغ فِي التليين وَفِي الإنضاج. قَالَ: وَالْقَوِي مِنْهَا الميعة السائلة والأشق والمقل ووسخ الكوارت والبارزذ وشحم)
الثور ومخ ساقية واضعفها الشَّحْم والدهن والزوفا وَنَحْوهَا وَمن الملينة دهن الْحِنَّاء ودهن السوسن.
لى رَأَيْت وجربت أَن الخروع فِي الطَّبَقَة الأرفع من الملينة وَأَنه يلين الصلابات كلهَا.
ابْن سرابيون ملين جدا قوي: يُؤْخَذ عكر البزور وعكر دهن الْحل وحلبة فيغلي غليا يَسِيرا بِلَبن ثمَّ يصب عَلَيْهِ الية مذابة وَيسْتَعْمل.
3 - (الْأَدْوِيَة المفردة)
الْأَدْوِيَة الملينة الْغَيْر مفرطة الْحَرَارَة والمقل والميعة والأشق وَعسل اللبني والبارزذ والمخاخ وَالزَّيْت الْعَتِيق دهن الخروع (ألف ج)
4 - (أصل الخطمي)
وأصول قثاء الْحمار والملوخيا السمسم وَلَا يجب أَن يكون فِي الملينات ملح لِأَن الْملح يجفف تجفيفا قَوِيا.
لى على مَا رَأَيْت فِي قاطاجانس: إِذا كَانَ الورم غليظا أَدخل فِي الأضمدة الْخلّ لِأَنَّهُ يضعف الْعُضْو وخاصة إِن كَانَ عصبيا فيكثر التَّحَلُّل مِنْهُ وأضمد بِهِ من الْخلّ والأشق والبارزذ والمقل والعاقر قرحا والنطرون وَنَحْوهَا من الملينة والمحللة. ج: فِي الْخَامِسَة من تَفْسِير السَّادِسَة: من كَانَ بِهِ ورم فَكَانَ مَا يدْخلهُ بدنه قَلِيلا يحلل من الورم أَكثر مِمَّا يصير إِلَيْهِ فَيبرأ على طول الْمدَّة وبالضد.(3/528)
الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: الْأَدْوِيَة المفردة الملينة للورم الصلب يَنْبَغِي أَن تكون أسخن من مزاج الْإِنْسَان كثيرا. ج: الرؤوس تشفي من الأورام الَّتِي قد ابتدأت تصلب التودري قَالَ: عَجِيب فِي حل الأورام الصلبة وخاصة الَّتِي فِي الثديين والأنثيين المزمنة مِنْهَا الأشق قوته ملينة جدا وَلذَلِك يحل الصلابات الثؤلولية الْحَادِثَة فِي المفاصل الدّهن الَّذِي يطْبخ فِيهِ الشبث الْيَابِس ملين مُحَلل للورم. لى تليين جيد وَيحل الورم الصلب: شمع أصفر عشرَة دَرَاهِم دهن الشبث مُكَرر الطَّبْخ أَربع أشق ومقل خَمْسَة خَمْسَة لعاب الحلبة وبزر الْكَتَّان سَبْعَة سَبْعَة يجمع الْجَمِيع ويضمد بِهِ وَقد يسْتَعْمل مثل ذَلِك بدهن الخطمي تطبخ شَجَرَة الخطمي فِي الزَّيْت الْعَتِيق ثَلَاث مَرَّات.) ج:
4 - (الْمقل الْأسود)
اللين بليغ فِي الإلانة جدا البهار الْمُسَمّى عين الثور أَكثر تحليلا من البابونج حَتَّى أَنه يشفي الورم الصلب إِذا خلط بالقيروطي الأشنة تحلل وتلين وَهِي قريبَة من الفتورة دَقِيق الترمس مَتى طبخ بخل وضمدت بِهِ الأورام الصلبة حللها ورق الْكبر وقشر أَصله خَاصَّة يحل الورم الصلب سَرِيعا وَيَنْبَغِي أَن يخلط بالمقل وَنَحْوه القنطوريون الصَّغِير يلين الأورام الصلبة اللاذن يلين تَلْيِينًا نعتدلا ويحلل الكرنب يحلل الأورام الَّتِي قد صلبت وَصَارَت فِي حد مَا يعسر انحلاله ورماده مَتى خلط بشحم عَتيق أَبْرَأ الورم الصلب المزمن المصطكى الْأسود ملين للأورام الصلبة التِّين الَّذِي فِيهِ شَيْء من لبنه مَتى ضمد بِهِ الأورام الصلبة حللها السمسم يلين ويسخن إسخانا معتدلا الميعة تلين وتنضج التِّين يحل ويلين الورم الصلب إِذا ضمد بِهِ الحلبة تلين وتحلل السّمن يلين ويحلل وخاصة الأورام الَّتِي فِي أصل الْأذن والغدد شَحم الاسد والنمر ينفع الأورام الصلبة ويحلها غَايَة الْحل شَحم البط كثير الْحل مَعَ التليين وَلذَلِك ينفع الورم الصلب مخ الْعِظَام يلين الصلابات والتحجر فِي الرباطات والأوتار والأحشاء وَالَّذِي جربته فَوَجَدته ينفع نفعا عَظِيما مخ عِظَام الأيل وَبعده مخ الْعجل. ج: الْمقل يلين الصلابة الكائنة فِي الأعصاب مَتى حل بشراب وضمدت بِهِ السمسم إِذا دق وضمد بِهِ لين الأعصاب الغليظة المرزنجوش يلين الأورام الصلبة وخاصة الَّتِي فِي الدبر والأثنيين مَتى (ألف ج) طبخ بالميبختج وخاصة مَتى خلط بِهِ صفرَة بيض ودقيق الحلبة أَو دَقِيق بزر الْكَتَّان أَو غُبَار الرَّحَى قَالَ: الألية تحل الورم الجاسي وتلين العصب القلهمان: دهن البان يلين العصب الصلب جدا وَكَذَلِكَ ثجيره. الخوز والقلهمان: ورق الدفلى مَتى طبخ وضمدت بِهِ الأورام الصلبة حللها بِقُوَّة بليغة. لى قد قَالَ دج فِيهِ: إِنَّه كثير التَّحْلِيل جدا. الخوز قَالَت: الزفت الرطب أَجود شَيْء للمثانة وَالرحم الَّتِي فِيهَا سقيروس وخاصة مَعَ الشَّحْم والمخاخ. لى وَحب البان والمقل والأشق. 4 (صمغ البطم) يلين تَلْيِينًا كَافِيا ويحلل باعتدال. الكنكرزذ د: يحلل جَمِيع الأورام الصلبة سَرِيعا. ماسرجويه: المغاث يلين صلابة الدشبد فِي المفاصل إِذا طلي عَلَيْهِ قَالَ: وصلابة العصب الممتد. أَبُو جريج: الشمع يلين الأعصاب الممتدة إِذا طلي(3/529)
عَلَيْهَا مَعَ دهن. قَالَ: وَحب القرع أبلغ الملينات للعقدة الممتدة. إِسْحَاق: الَّذِي يصلح لهَذِهِ مَا كَانَ يجمع التليين والتحليل وَيجب أَن يبْدَأ بالملينة كمخ الأيل وشحم التيس وأشق ومقل وأصطرك فَإِذا لَان فَاسْتعْمل المحللة كالحلبة وبعر التيس وخل ممزوج وَنَحْو ذَلِك من المراهم المحللة. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: الْخَلْط الْفَاعِل لهَذِهِ الأورام وأشباهها لَا يَخْلُو من أَن يكون إِمَّا لزجا وَإِمَّا غليظا وَإِمَّا جَامعا للأمرين وَيجب أَن يسخن ويرطب فليلا ليلين ثمَّ يحلل فَإِن حمل عَلَيْهِ بالمحللة قبل أَن يلين نقص نقصا كثيرا وَظن أَنه قد قرب من الْبُرْء فِي أَيَّام يسيرَة إِلَّا أَنه يبْقى مِنْهُ بَقِيَّة متحجرة وَلَا تنْحَل الْبَتَّةَ لِأَن رَقِيق الْخَلْط أجمع قد انحل واستحجر لذَلِك الْبَاقِي كَمَا يستحجر فِي المفاصل وَكَذَلِكَ لَا تَنْفَع هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي تسخن وتجفف بِقُوَّة وَإِنَّمَا تحْتَاج إِلَى الْأَدْوِيَة الَّتِي تنفى مَعَ التليين بالتحليل بِمَنْزِلَة مخ الأيل والعجل وشحم الْبَقر والتيس والأسد والأشق ونوعي الْمقل وخاصة الصقلى والميعة السائلة أفضل فِيهِ من الْيَابِسَة وَيخْتَلف استعمالك لهَذِهِ بِحَسب الْأَعْضَاء فَإِذا كَانَ الورم الصلب فِي وتر فاخلط مَعَ هَذِه الْأَشْيَاء المحللة شَيْئا مِمَّا يقطع وَخذ من هَذِه وَهُوَ قوي الْخلّ يسْتَعْمل فِي أورام كَثِيرَة فِي الورم الصلب وَأما فِي لج الْوتر والرباط إِذا كَانَ فِيهِ ورم صلب يسْتَعْمل الملينة ثمَّ الْخلّ فَإِن اسْتعْمل الْخلّ فَهَكَذَا: تَأْخُذ حجرا فاحمه بالنَّار ثمَّ يطفي بالخل وَإِن أمكن أَن يكون الْحجر مرقشيشا فَهُوَ أَجود فَإِن لم يتهيأ فحجر الرَّحَى وَأمر العليل أَن يُحَرك ذَلِك الْوتر والرباط فِي بخار ذَلِك الْخلّ ثمَّ أعد عَلَيْهِ الدَّوَاء الملين وصب عَلَيْهِ مُنْذُ أول العلاج إِلَى آخِره فِي كل يَوْم زيتا وَلَا تصب مَاء وَيكون زيتا لطيفا لَا قبض فِيهِ الْبَتَّةَ وَكَثِيرًا مَا يطْبخ فِي الزَّيْت أصُول الخطمي وأصول قثاء الْحمار وَغير ذَلِك مِمَّا أشبهه فَأَما العلاج بالخل فَإِنَّمَا يصلح (ألف ج) وينفع عِنْد طول الْمدَّة من الْعلَّة بعد أَن تتقدم فتأهب لَهُ بتهيئة الْعُضْو بالأدوية الملينة وَقد اتخذ أدوية يَقع فِيهَا خل فضع مِنْهَا على الْعُضْو فِيمَا بَين الْأَيَّام وضع عَلَيْهَا الْأَدْوِيَة الملينة يَوْمًا وَاحِدًا وَذَلِكَ أَن قُوَّة الْخلّ مَتى اقتصد فِيهِ)
بليغة هُنَا لِأَنَّهُ يقطع الأخلاط الغليظة اللزجة ويذيبها فَإِن أفرط فِيهِ أَو اسْتعْمل فِي الْوَقْت الَّذِي لَا يجب فَإِنَّهُ يسلب لطيف الْخَلْط وَلَا يسلم الْبَاقِي من التحجر مَعَ أَنه مَتى أدمن اسْتِعْمَاله زَمنا طَويلا أضرّ بجوهر العصب وأنكاه وَلَا يَنْبَغِي اسْتِعْمَال الْخلّ فِي مداواة الرباطات والأوتار فِي أول الْأَمر وَلَا أَن يكثر مِنْهُ وَلَا فِي زمن طَوِيل وَأما فِي ورم الطحال الصلب والأعضاء اللحمية فَاسْتعْمل الْخلّ فَإِنَّهُ مَأْمُون الْعَاقِبَة وَقد اسْتعْملت أَنا لَهَا الْخلّ والأشق فِي مداواة العضل الصلب فِيمَا بَين كل ثَلَاثَة أَيَّام مرّة وَفِي سَائِر الْأَيَّام الْأَدْوِيَة الملينة وَلم أجد للأدوية الملينة أثرا وَحدهَا إِلَّا أَنَّهَا مَتى اسْتعْملت أياماثم طلي يَوْمًا بالأشق والخل نفع النَّفْع الْعَظِيم وحسبك اسْتِعْمَاله يَوْمًا أَو يَوْمَيْنِ ثمَّ تعاود الملينة أَيَّامًا كَثِيرَة ثمَّ عاوده أَيْضا بالأشق والخل وَلَا يَنْبَغِي أَن تتوانى عَن التليين لِأَنَّك مَتى توانيت صلب الورم صلابة لَا تنْحَل وَلذَلِك أَنا أسْتَعْمل الضماد بِأَصْل الخطمي لِأَن أصل الخطمي إِذا سحق مَعَ شَحم الضَّأْن جَاءَ دَوَاء مَحْمُودًا فِي أَمْثَال هَذِه الأورام وَيجب أَن يكون الشَّحْم شَحم البط وَإِن لم يتهيأ فشحم الدَّجَاج وورق الخباز الْبري مَتى سحق مَعَ احدهما نفع قَالَ وأعني بِقَوْلِي ورم صلب: الَّذِي يجمع صلابة وَعدم الوجع فَلَيْسَ بِوَاجِب أَن يكون مَا(3/530)
هُوَ عديم الوجع عديم الْحس أبدا فَإِن كَانَ كَذَلِك فَلَا برْء لَهُ أصلا وَكلما كَانَ هَذَا الْعُضْو من عدم الْحس أبعد فَهُوَ أسْرع برءا وأسهل وَبِالْعَكْسِ بعد أَن يكون الْعُضْو فِي نَفسه ذَا حس جَوَامِع الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة: سيقروس قد يحدث من بلغم غليظ وَمن دم سوداوي وَهُوَ صلب غير مؤلم وَقد يحدث إِمَّا ابْتِدَاء وَإِمَّا بعقب الورم الرخو إِذا برد تبريدا مفرطا والحادث عَن البلغم يكون لَونه إِلَى الْبيَاض أميل والحادث عَن السَّوْدَاء إِلَى السوَاد. من كتاب العلامات قَالَ: وَلَا وجع لهَذَا الورم ولونه لون الْجِسْم وَفِيه شيبَة الأوتار وَعَلِيهِ شعر شبه الزغب ينْبت سَرِيعا وينتثر سَرِيعا وَلَا برْء لَهُ الْبَتَّةَ. من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: أحد نَوْعي سقيروس يتَوَلَّد عَن البلغم اللزج الغليظ والصنف الثَّانِي عَن عكر الدَّم وَهَذَا الَّذِي يتَوَلَّد عَن العكر صنفان: أَحدهمَا عَن العكر فَقَط وَهُوَ سقيروس وَالْآخر عَن السَّوْدَاء وَهُوَ السرطان. وَيفرق بَين سقيروس السوادوي والبلغمي باللون وهما جَمِيعًا صلبان غير مؤلمين ويتولد إِمَّا فِي أول الْأَمر وَإِمَّا بعقب الفلغموني والترهل إِذا أسرف عَلَيْهِمَا بالتبريد أَو يبردان من ذاتهما (ألف ج) بردا شَدِيدا. الورم الصلب إِمَّا أَن يكون بعقب الورم الْحَار وَإِمَّا بعقب الورم البلغمي الجاسي مِنْهُ إِمَّا سيقروس الْكَائِن من دم سوداوي وَإِمَّا من)
الْمرة السَّوْدَاء الْخَالِصَة وَهُوَ السرطان. أغلوقن: سيقروس مَتى كَانَ خَالِصا كَانَ مَعَ صلابته عديم الْحس وَإِذا لم يكن خَالِصا فَلَا بُد أَن يكون قَلِيل الْحس والعديم الْحس لَا برْء لَهُ والقليل الْحس عسر الْبُرْء لِأَن هَذَا الورم يكون من خلط غليظ يرسخ رسوخا يعسر تحلله وَرُبمَا ابْتَدَأَ هَذَا الورم قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ يتزايد حَتَّى يستحكم وعَلى أَكثر الْأَمر يحدثه الْأَطِبَّاء عَن تبريد الفلغمونيات وتقبيضها قبضا شَدِيدا وَمَتى اسْتعْمل فِي هَذَا الورم الَّذِي يحلل بِقُوَّة نقص فِي أول الْأَمر نقصا قَوِيا وتحجر بَاقِيه فَصَارَ لَا برْء لَهُ فَكَذَلِك يجب أَن يكون الدَّوَاء الَّذِي يداوى بِهِ هَذَا الورم لَيْسَ يجفف جدا لَكِن تكون فِيهِ حرارة فاترة وَيكون معتدلا فِي الرُّطُوبَة واليبس وَذَلِكَ أَن المفرط الرُّطُوبَة لَا يحلل اصلا والقليل الرُّطُوبَة يجفف بِأَكْثَرَ مِمَّا يَنْبَغِي فَيَنْبَغِي أَن ينَال هَذَا الورم من الدَّوَاء مَا ينَال الشمع من الشَّمْس فَإِنَّهُ يحلله وَلَا تبلغ أَن تجففه وَهَذِه هِيَ الملينة والمقدم عَلَيْهَا هُوَ مخ الأيل ثمَّ مخ الْعجل وَمن الشحوم شحوم الطير وخاصة شَحم البط وَمن ذَوَات الْأَرْبَع شَحم الْأسد خَاصَّة وشحم الدب ثمَّ شَحم الثور. مِثَال: بَقِي فِي فَخذ صبي من فلغموني كَانَ بِهِ سيقروس فِي جَمِيع فَخذه فنطلت فذخه بالدهن وأجلسته فِي زَيْت لطيف ومنعته الْحمام وَبعد النطل كنت أعَالجهُ بِهَذِهِ الأمخاخ والشحوم وأخلط مَعهَا شَيْئا من الْمقل الصّقليّ والمصطكى الْمصْرِيّ والأشق اللين الَّذِي لم يعْتق وَذَلِكَ أَنِّي لما تقدّمت فهيأته للتحليل بِهَذِهِ الْأَشْيَاء حللت الأشق بعد بأثقف مَا يكون من الْخلّ فطليته عَلَيْهِ ثمَّ جعلت أخلط مَعَه فِي الْأَيَّام جاوشيرا أدسم مَا يكون لَبَنًا حَدِيثا وَكَذَلِكَ كنت أخْتَار لَهُ الأشق والقنة وَتَقَدَّمت إِلَيْهِ(3/531)
بَان يحجل على الرجل الصَّحِيحَة كَيْمَا ينبعث الْغذَاء إِلَيْهَا أَكثر مِنْهُ إِلَى العليلة ثمَّ لما رَأَيْت ذَلِك الورم قد ضمر وَخفت أَن يبْقى مِنْهُ بَقِيَّة لَا تنْحَل رجعت فسلكت ضد هَذَا الطَّرِيق فَكنت أطليه بدواء الزفت فَكَانَ ذَلِك الورم الصلب عِنْد استعمالي الأطلية المتخذة بالخل ينقص نقصا بَينا وَعند استعمالي الأطلية الَّتِي ترخي وتلين وَلَا ينقص لَكِن جعلت أسْتَعْمل هَذِه مرّة وَهَذِه أُخْرَى بالمقدار الَّذِي يجب فبرأ ذَلِك الصَّبِي وَلَو اقْتصر مقتصر على أحد هذَيْن العلاجين مَا برأَ وَمَتى كَانَ الورم الصلب فِي أَطْرَاف العضل أَعنِي فِي الأوتار فَإنَّك إِن اسْتعْملت الملينة أَولا ثمَّ اسْتعْملت بعده العلاج بِالْحجرِ الْمَعْرُوف بالمرقشيثا رَأَيْت مِنْهُ نفعا عَظِيما جدا يجب أَن يحمي ذَلِك الْحجر بالنَّار ثمَّ يرش عَلَيْهِ خل فِي غَايَة الثقافة ويعلق الْعُضْو على بخاره ويرجح (ألف ج) عَلَيْهِ بغطاء حَتَّى يلقِي ذَلِك البخار الصلب وينحل بِهِ)
ورمه فقد بَرِئت أَعْضَاء كَثِيرَة قد كَانَت تعفنت أصلا وَثبتت فِيهَا الرمانة بِهَذَا العلاج برءا تَاما وَهِي بعد ترجح فِي بخار ذَلِك الْخلّ حَتَّى يكون نفع هَذَا الدَّوَاء كَأَنَّهُ بِالسحرِ والرقي أشبه لكنه يَنْبَغِي أَن يهيأ الْعُضْو أَولا تهييئا جيدا بالملينة قبل ذَلِك نعما وبنطل بالدهن نظلا كثيرا وَيكون دهنا مسخنا لطيفا كالزيت الشَّامي وَلَا بَأْس أَن يطْبخ فِيهِ الشبت بِوَرَقَة وخاصة الطري مِنْهُ فَإِن لم يجد المرقشيثا فَاسْتعْمل حجر الرَّحَى.
الْأَدْوِيَة المفردة لِجَالِينُوسَ قَالَ: الصلابة تحدث للعضو إِمَّا لامتلائه وَإِمَّا ليبسه وَإِمَّا من أجل أَنه قد دبر فجمد فالممتلئ يستفرغ والجامد يسخن واليابس يرطب وَكَذَلِكَ الْحَال فِيهَا إِذا تركبت تركب العلاج لى ابحث أَولا عَن الصلابة من أَي جنس هِيَ ثمَّ عالج وعلامة الصلابة الْحَادِثَة عَن برودة الْعُضْو ضموره وكمدته والحادثة عَن الامتلاء ترفعه وتنفخه والحادثة عَن اليبس قحله ويبسه وسل عَن الْأَسْبَاب ثمَّ أقصد العلاج. قَالَ: والورم الصلب إِنَّمَا يكون عِنْد مَا تلحج مَادَّة غَلِيظَة فِي بعض الْأَعْضَاء وينفش عَنْهَا ألطف مَا فِيهَا وأرقها وَيبقى الغليظ وَلذَلِك لَا يحْتَاج أَن يعالج بأدوية قَوِيَّة الأسخان وَلَا قَوِيَّة التجفيف لِأَن هذَيْن جَمِيعًا يحجرانه بل شفاؤه بالأدوية الملينة وَهَذِه تلينه أَولا أَولا وتحلله أَولا أَولا والأدوية الملينة كَأَنَّهَا فِي الثَّانِيَة من الأسخان فَأَما يبوستها فَأَقل من ذَلِك بِمَنْزِلَة الْمقل وَعسل اللبني والميعة والأشق وشحم الأيل وشحم الْبَقر قَالَ: والورم الصلب مِنْهُ بِلَا وجع يكون مَعَه أَو يكون عسر الْحس قَلِيل الوجع وَكَثِيرًا مَا يحدث فِي رُؤُوس العضل وَهِي أورام سرطانية وتحدث عَن السَّوْدَاء والبلغم الغليظ أَو عَنْهُمَا مَعًا وَهَذِه تهيجها الْأَدْوِيَة الملينة كَمَا أَنَّهَا تهيج السرطان قَالَ وَسَنذكر علاج هَذِه فِي حِيلَة الْبُرْء. لى قد ذكره وَهُوَ علاج بخار الْخلّ وَمَا يتَّصل بِهِ. قَالَ: وَأما الأورام الصلبة الَّتِي حدثت عَن أخلاط غَلِيظَة. لى هَذَا هُوَ الَّذِي فِي آخر الأورام الحارة. قَالَ: فَيَنْبَغِي أَن تكون أدويته مَا يسخن فِي الثَّانِيَة إِلَى آخرهَا أَكثر شَيْء وَلَا تجفف الْبَتَّةَ أَو تجفف قَلِيلا كمخ الأيل وشحمه والأشق وَعسل اللبني والبارزذ والمقل الصّقليّ ولتكن حَدِيثه لِأَن الْعَتِيق أَكثر تجفيفا وخاصة(3/532)
الشحوم فَإِنَّهَا إِذا عتقت كَانَت أَكثر تجفيفا وَالزَّيْت الْعَتِيق ودهن السوسن وأصول الخطمي وأصول قثاء الْحمار وورق الْخَبَّازِي وشحم الْخِنْزِير الْعَتِيق بِلَا ملح وبالواجب يَنْبَغِي أَن تكون الملينات حارة من أول الثَّانِيَة إِلَى وسط الثَّالِثَة لَا تجوزها وَتَكون يسيرَة اليبس مَا أمكن وَلها شَيْء من تغرية لَا تكون كَثِيرَة لِأَنَّهَا مَتى كَانَت كَثِيرَة قَوِيَّة التَّعْزِيَة سدت المسام فَلم تحلل)
الْبَتَّةَ. ابْن سرابيون: وَهُوَ نَوْعَانِ: مِنْهُ مَا لَا حس لَهُ وَلَا علاج لهَذَا وَمِنْه مَا يحس حسا ضَعِيفا وَهُوَ صَعب العلاج وعلاجه يتم بالأدوية الملينة وَمِمَّا لَا يشْتَد إسخانها لِأَن هَذِه تحلل تحليلا كثيرا ثمَّ تتحجر الْمَادَّة فَيجب أَن يكون إسخانها فِي آخر الثَّانِيَة وتحليلها فِي الأولى لِأَنَّهَا إِن كَانَت أسخن من هَذِه حجرت الْمَادَّة وَإِن لم تكن يابسة فِي الأولى لم تتحلل لِأَن الرُّطُوبَة لَا تحلل فَاسْتعْمل المخاخ والشحوم وَأقوى مِنْهَا الأشق والمقل الْأَزْرَق فَإِنَّهُ (ألف ج) أرطب والميعة السائلة وَالزَّيْت اللَّطِيف الْعَتِيق وَإِذا حدث فِي الرباطات والعصب فاخلط مَعَ الملينة الْمُقطعَة زنجار الْخلّ نَافِع فِي هَذِه الْمَوَاضِع ورش على حجر مرقشيثا وَحجر الرَّحَى محمي وَاجعَل الْعُضْو قبالته سَاعَة ثمَّ يضمد بالأضمدة وَالزَّيْت اللَّطِيف ويطبخ فِيهِ أصُول قثاء الْحمار ودهن الشبث والأشق يحل بالخل ويطلي الْعُضْو فَإِنَّهُ جيد فَإِن الْخلّ مقطع وَلَا تكْثر اسْتِعْمَال الْخلّ فِي الْمَوَاضِع العصبية وَأما فِي الْأَعْضَاء اللحمية إِذا حدث فِيهَا سقيروس فَاسْتَعْملهُ بِلَا حذر وخاصة الاعضاء الممتدة.
حِيلَة والبرء الأولى: إِذا حدثت القرحة عَن الورم الصلب فَإِنَّهُ يقْصد إِلَى ذَلِك الورم بالتنطيل وَالشّرط والأدوية المحللة. لى إِذا أزمن الورم الصلب شَرط ثمَّ ضمد بالمحللة القوية. لى الملينة العطرية: الأشنة الميعة دهن الميعة دهن البان اللاذن حب المحلب المصطكى دهن الْحِنَّاء دهن السوسن المرزنجوش العنبر المر. ج: فِي الْمقَالة الثَّامِنَة: ورق الدفلى وورده قوي التَّحْلِيل جدا. ماسرجويه والخوز: مَتى طبخ ورقه وَوضع على الورم الصلب حلله. د: خاصته تَحْلِيل الورم الصلب.
الْهِنْدِيّ: المرطبة تحل كل ورم قَالَ: وَكَذَا يفعل الجرحير الرطب وَهُوَ أقوى.
وَقع الْفَرَاغ من طبع هَذَا الْجُزْء يَوْم الْجُمُعَة الثَّانِي وَالْعِشْرين من شهر جُمَادَى الْآخِرَة سنة هـ سمبر سنة م ويتلوه الْجُزْء الثَّانِي عشر أَوله فِي السرطان والقروح السرطانية.(3/533)
(أمراض السرطان والأورام)
(والدماميل والدبيلات وَمَا يحلل جسأ القروح والدشبد وَغَيرهَا)
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
(السرطان والقروح السرطانية) 3 (فِي ظَاهر الْجِسْم والسرطان المتأكل المتعفن) حكى جالينوس عَن ديسقوريدوس: أَن أريسمن مَتى اسْتعْمل كالضماد نفع من السرطان الَّذِي لَا تقرح مَعَه. وَقَالَ بولس: أَنه ينفع من السرطان الْخَفي إِذا ضمد بِهِ عَلَيْهِ. ج: إِن قُوَّة هَذَا النَّبَات ملهبة وطعمه شَبيه بطعم الْحَرْف وَيصْلح للأورام الصلبة الَّتِي فِي أصل الْأذن والصلابات المزمنة فِي الثديين والأنثيين. ج: 3 (الأبخرة تشفي السرطان) 3 (المتأكل لِأَنَّهَا تجفف بِقُوَّة من غير لذع. د: دَاخل الْجَوْز الزنخ يوضع على الورم) اسْتِخْرَاج لي السرطان المتقرح الشَّديد البثور والضربان الْحَار جدا يسكن حرارته وضربانه: يُؤْخَذ إسفيذاج الأسرب وَمَاء الهندباء وخل وَشَيْء من أفيون يهيأ مِنْهُ لطوخ فَإِنَّهُ جيد بَالغ مَحْمُود بِإِذن الله. اسْتِخْرَاج لي وَكيد جيد: لُحُوم الأفاعي مَتى أكلت مطبوخة بِمَاء وملح وشبث وشراب ريحاني أوقفت السرطان المبتدىء ونفعته وملح الأفاعي يفعل ذَلِك. الحمص مَتى تضمد بِهِ بعد طبخة بِالْمَاءِ نفع من القروح السرطانية.
دوج: 3 (اللَّبن جملَة) يعالج بِهِ وَحده وَمَعَ الْأَدْوِيَة المسكنة المملة جَمِيع القروح السرطانية الَّتِي تحْتَاج إِلَى تسكين وجعها وأجود الْأَدْوِيَة الَّتِي يسْتَعْمل مَعهَا: التوتيا المحرق المغسول وَقَالَ: لَو فقر غش يجْرِي هَذَا المجرى وَهُوَ ألف ج سَاكن اللِّقَاء للجسم أسكن فِي ذَلِك من جَمِيع الْأَدْوِيَة الحجارية الَّتِي قد أحكم عَملهَا. ج: مرهم حكاك الأسرب والعصارات الْبَارِدَة عَجِيبَة الْفِعْل جدا فِي السرطان المتقرح.
جالينوس: الأسرب المحرق جيد للقروح السرطانية والسرطان المتأكل وَمَتى غسل كَانَ أَجود. ج دَوَاء يذر على السرطان المتقرح: خشب الْخلاف الْعَتِيق فَهُوَ خير يدق وينخل ويذر على القروح السرطانية غدْوَة وَعَشِيَّة وَيغسل بِمَاء قد طبخ فِيهِ ورق الدلب وَيُوضَع عَلَيْهِ بعد الْغسْل ورق الخباز البستاني.
أشليمن: السرطان يسهل بِمَا يخرج السَّوْدَاء ويغذي بِمَا يرطب الْجِسْم وينفع مِنْهُ الترياق والمثروديطوس وَلبن الأتن جيد لَهُ ويطلى بالمراهم الملينة الَّتِي لَيست بحارة. ج(4/7)
3 - (حِيلَة الْبُرْء) السرطان يكون من خلط سوداوي وتعرفه فِي ابْتِدَائه يعسر وَيجب استفراغ السَّوْدَاء بالاسهال ثمَّ يمْنَع من اجْتِمَاع هَذَا الْخَلْط فِي الْعُرُوق وتولده أَن امكن وَمَتى لم يُمكن استفرغناه فِي كل أَيَّام مَعْلُومَة واقصد لتقوية الْعُضْو ونفضه بالأفيثمون يسقى مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمَاء الْجُبْن أَو بِمَاء الْعَسَل أَو بالدواء الَّذِي ألفته أَنا من حجر دَوَاء مُفْرد وتحتاج الْأَدْوِيَة الَّتِي تُوضَع عَلَيْهِ أَن تكون معتدلة الْقُوَّة فِي التَّحْلِيل وَذَلِكَ أَن الضعيفة تعجز عَن تَحْلِيله والقوية إِنَّمَا تحلل لطيفه وتحجر الْبَاقِي وَيجب أَن تكون مَعَ اعتدالها غير لداعة فَإِن هَذِه الْعلَّة لرداءتها تنفر وتهيج من الْأَدْوِيَة اللذاعة ومادة هَذِه الْأَدْوِيَة المعدينة المغسولة فَإِن السرطان مَا دَامَ فِي ابتدائة يبرأ بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة مَتى اسْتعْمل مَعهَا بعض النفض للجسم باسهال السَّوْدَاء فَأَما مَا كَانَ من السرطان أعظم من هَذَا فقصاراه مَنعه من التزيد فَإِن أَنْت أقدمت على علاجه بالحديد فابدأ أَيْضا أَولا بالاستفراغ للسوداء ثمَّ استقص على الْموضع حَتَّى لَا يبْقى لَهُ أصل الْبَتَّةَ واترك الدَّم يسيل وَلَا تعجل فِي حَبسه واعصر مَا حوله من الْعُرُوق من الدَّم الغليظ الَّذِي فِيهَا وَبعد ذَلِك داو القرحة وَقَالَ: السرطان وَجَمِيع القروح الَّتِي لَا برْء لَهَا يجب أَن يقْلع أَصله بِقطع الْعُضْو الَّذِي هُوَ فِيهِ.
3 - (جَوَامِع الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة)
السرطان يحدث عَن الدَّم السوداوي وَلذَلِك يكون لون دَمه أسود ولمسه لَيْسَ بحار والأوعية الَّتِي فِيهِ أَشد امتلاء مِنْهَا فِي الورم الْحَار وَكَذَلِكَ نرى عروقه كمدة سَوْدَاء ومجسته حارة فَإِن كَانَ حاراً متقرحاً فَهَذَا عِنْد ذَلِك ردى وَمَتى لم يتقرح فرداءته أقل.
الْيَهُودِيّ: أَكثر تولد السرطان إِنَّمَا هُوَ فِي الرَّحِم والثدي وَالْعين. ج
3 - (الْأَدْوِيَة المسهلة)
جورجس: السرطان يعرض فِي الرَّحِم إِذا سَالَ مِنْهُ مُدَّة طَوِيلَة دم رَقِيق لِأَنَّهُ يبْقى غلظه وَكَذَلِكَ فِي الثدي إِذا سَالَ مِنْهُ دَائِما لبن رَقِيق.
من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: السرطان يعرض من خلط السَّوْدَاء وَإِن كَانَ حاراً يقرح وَهَذِه الأورام وَنَحْوهَا أَكثر سواداً من الأورام الحارة وَأَقل حرارة وَالْعُرُوق مِنْهَا تمتلىء وتتمدد أَكثر مِنْهَا فِي الأورام الحارة لِأَن الَّذِي يرشح مِنْهَا ألف ج الْخَلْط قَلِيل الغلظ وَلَا تكون الْعُرُوق الَّتِي فِيهَا بيضًا وحمراً كَمَا تكون فِي الفلغموني لَكِن تكون خضرًا وسوداً بلون الْخَلْط المولد لَهَا السرطان إِذا كَانَ متقرحاً وَكَانَ صَغِيرا فِي عُضْو غير خطر أمكن أَن تسهله مَرَّات وتفصده ثمَّ تجْعَل عَلَيْهِ الدَّوَاء الحاد حَتَّى تستأصله من ابيذيميا: وَإِذا كَانَ على غير هَذَا فَلَا. 3 (الْفُصُول) إِذا حدث السرطان الْخَفي فالأصلح أَلا تعالج فَإِنَّهُ إِن لم يعالج بَقِي صَاحبه زَمنا طَويلا وَإِن عولج هلك سَرِيعا. السرطان الْخَفي هُوَ الَّذِي لَا قرحَة فِيهِ وَالَّذِي هُوَ فِي بَاطِن الْبدن. ج: إِنَّمَا أَمر أَن يعالج السرطان بالكي وَالْقطع وبهذين يكون علاج مَا(4/8)
يبرأ مِنْهُ فَأَما الَّتِي تغسل صديد القرحة إِذا كَانَ مَعَ السرطان فالأشياء الَّتِي لَا تهيج وَلَا تعفن فَإِن ذَلِك يجب أَن يسْتَعْمل مَتى كَانَت مَعَ السرطان قرحَة. وَقد علم أَن السرطان الْبَاطِن لَا يبرأ فِيمَا أعلم وَلَا أعلم أحدا عالجه إِلَّا كَانَ إِلَى تهيجه أسْرع مِنْهُ إِلَى إبرائه وَقتل صَاحبه سَرِيعا فَإِنِّي قد رَأَيْت قوما قطعُوا وكووا سرطاناً حدث فِي أَعلَى الْفَم وَفِي المقعدة وَفِي الْفرج فَلم يقد أحد على ادمال تِلْكَ القرحة وعذبوا الأعلاء بالعلاج وَلم يزَالُوا كَذَلِك حَتَّى مَاتُوا وَقد يُمكن بمشية الله أَن لَو لم يعالجوا بِهَذَا العلاج أَن يبقوا مُدَّة طَوِيلَة وَلَا ينالهم من أَذَاهُ مَا نالهم فَمَا كَانَ من السرطان هَذِه حَاله فَلَا تعرض لعلاجه إِلَّا أَن تغسل عَنهُ صديده على مَا وصفت إِن كَانَ متقرحاً فَأَما مَا كَانَ من السرطان فِي ظَاهر الْجِسْم فاقصد مِنْهُ لعلاج مَا يُمكن قطعه مَعَ أَصله جَمِيعًا فأصوله هِيَ الْعُرُوق الَّتِي ترَاهَا ممدودة مِنْهُ إِلَى مَا حواليه مَمْلُوءَة دَمًا أسود. وَقد نهى أَيْضا عَن قطع هَذِه كثير من جلة الْأَطِبَّاء وَلم يأذنوا إِلَّا فِي قطع مَا كَانَ مَعَه قرحَة مؤذية جدا فاشتهى صَاحبه ذَلِك وَكَانَ فِي الْأَعْضَاء الَّتِي يُمكن قطعه بأصوله وكيه بعده. صمغ الْجَوْز مَتى سحق ونثر على السرطان المتقرح نفع مِنْهُ جدا أَبُو جريج: هُوَ نَافِع من القروح السرطانية.
أطهورسفس: مَتى أحرقت سلحفاة بحريّة حَتَّى تبيض حرقاً وسحقت مَعَ السّمن وطليت على شَيْء وَوضعت على السرطان المتقرح نقت أوساخه وألحمته ومنعته أَن يعود ثَانِيَة وَهُوَ أولى بِأَن تبرىء جَمِيع القروح وَحرق النَّار. قَالَ: فَإِن طليت انفحة الأرنب رَأَيْت الْعجب قَالَ: قرن من كتاب الْعين: السرطان رُبمَا يبرأ فِي ابْتِدَائه وَذَلِكَ عسير قَلِيل وَأما بعد استحكامه فَإِنَّهُ لَا يبرأ إِلَّا بِالْقطعِ وقطعه نَفسه خطر لثلاث خلال: إِحْدَاهَا النزف الْقوي وخاصة مَتى كَانَ الْعُضْو كثير الْعُرُوق عَظِيما وَالثَّانيَِة لما يحدث من ألم الْأَعْضَاء الرئيسة مَتى سَالَتْ رطوبات الْعُرُوق وَالثَّالِثَة أَنه لَا يُمكن فِي كل مَوضِع أَن يكون بعد الْقطع لِأَنَّهُ رُبمَا كَانَ مجاوراً لعضو شرِيف وَأما فِي أول ابْتِدَائه فَإِن علاجه تَعْدِيل الْبدن وإفراغ الْعُضْو الوارم بالفصد أَولا وبالطمث وَكَثْرَة إسهال السَّوْدَاء بالأفيثمون وَمَاء الْجُبْن. والأغذية يجب أَن تكون رطبَة لَطِيفَة بَارِدَة مسكنة)
لحرقة السَّوْدَاء كَمَاء الشّعير وَمَاء الْجُبْن والسرمق ألف ج والقرع والسمك الصغار فَإِنَّهُ إِذا فعل ذَلِك إِمَّا أَن يبرأ وَإِمَّا أَن يتَوَقَّف.
أغلوقن قَالَ: كثيرا مَا يكون السرطان فِي ثدي النِّسَاء إِذا لم تنق ابدانهن بالطمث فَإِنَّهُ إِن كَانَت التنقية على مَا يَنْبَغِي لم تزل الْمَرْأَة صَحِيحَة من غير أَن ينالها شَيْء من الْأَمْرَاض أصلا. قَالَ: وَهَذِه تكون من فضول سوداوية وتتولد هَذِه الفضول إِذا كَانَت الكبد مستعدة لتوليدها وَهِي الأكباد الحارة والأغذية مِمَّا يتَوَلَّد عَنْهَا الدَّم الغليظ العكر وَالطحَال بِحَال من الضعْف يعجز عَن جذبه من الكبد فَإِنَّهُ إِذا اجْتمعت هَذِه الْأَحْوَال غلظ الدَّم وتكدر وَعند ذَلِك رُبمَا دفعتها الْعُرُوق إِلَى السفلة وَكَانَ مِنْهَا البواسير وَإِلَى الرجل واتسعت عروقها(4/9)
وَكَانَ مِنْهَا الدوالي واندفع إِلَى الْجلد فَكَانَ مِنْهَا الجذام أَو انْدفع إِلَى عُضْو ورسخ فِيهِ فَكَانَ مِنْهُ السرطان.
وَرَأَيْت الْعُرُوق الَّتِي فِي ذَلِك الْعُضْو ممتلئة من الدَّم الكمد الغليظ وَكلما كَانَ الدَّم أغْلظ وَأَشد سواداً فالعلة أردى وَجُمْلَة شكل هَذَا الورم كثيرا كشكل السرطان وَذَلِكَ أَنه كَمَا أَن أرجل ذَلِك الْحَيَوَان عَن جَنْبي بدنه كَذَلِك تكون عَن جَنْبي هَذَا الورم عروق كَثِيرَة متواترة حَتَّى تكون كَأَنَّهَا أرجل وَهَذِه الْعلَّة فِي بدئها تَبرأ فَأَما إِذا صَار لورمها عظم ذُو قدر فَمَا من أحد وصل إِلَى علاجها إِلَّا بعلاج الْحَدِيد وَالْغَرَض فِيهِ بالحديد استئصاله بأسره كَمَا يَدُور إِلَى أَن يبلغ الْموضع الصَّحِيح إِلَّا أَنه إِن كَانَ فِي الْموضع الَّذِي فِيهِ عروق غِلَاظ وَلَا سِيمَا إِذا كَانَت ضوارب فَلَا يومن النزف على الْمَكَان وَمَتى شددنا تِلْكَ الْعُرُوق ألم بمشاركتها مَا يتَّصل بهَا من الْأَعْضَاء النفيسة وَمَتى أردْت أَن تكوي الْموضع كَانَ فِي ذَلِك خطر لَيْسَ باليسير إِذا كَانَ الكي يقرب من الْأَعْضَاء النفيسة فَأَما فِي ابتدائها عالجناها وبرئت وَلَا سِيمَا إِذا لم يكن الْخَلْط مفرط الغلظ فَإِنَّهُ إِذا كَانَ كَذَلِك برأَ بالأدوية المسهلة بسهولة وَبِه يكون بُرْؤُهُ وَهَذِه هِيَ الْأَدْوِيَة الَّتِي تستفرغ الأخلاط السوداوية وَيَنْبَغِي أَن تواتره حَتَّى يعود الْعُضْو إِلَى حَالَته الطبيعية عودا صَحِيحا وَيكون مَعَ ذَلِك التَّدْبِير الَّذِي يُولد دَمًا مَحْمُودًا فَإِن التَّدْبِير فِي هَذِه الْعلَّة عَظِيم الْخطر وابدأ بالفصد وإدرار الطمث وضع على مَوضِع الْعلَّة مَاء عِنَب الثَّعْلَب فَإِنَّهُ من أبلغ دَوَاء فِي مثل هَذِه الْعِلَل فَإِن لم يتهيأ ذَلِك فضع عَلَيْهِ مرهم التوتيا يعالج بِهِ السرطان المتقرح وَاجعَل أَكثر غذائه كشك الشّعير وَمن الْبُقُول الخباز والبقلة الحمقاء والبقلة اليمانية والقرع وَلُحُوم الطير الاجامية والسمك الصخري.)
إنطليش قَالَ: هَذَا الورم يكون مستديراً وحواليه عروق ممتلئة غائصة كَأَنَّهَا أرجل لَهُ والهائج مِنْهُ يكون وَجَعه بوخز ونخس والخاصة الَّتِي لَا تفارق السرطان أَن يكون وَجَعه بوخز ونخس والخاصة الَّتِي لَا تفارق السرطان أَن يكون إِذا جسته طَويلا أحسست بحرارة تصعد مِنْهُ إِلَى يدك وَالْعُرُوق الَّتِي حواليه وأرمة منتفخة وَأما المتقرح فَإِن تقرحه وتأكله مائل إِلَى دَاخل وصديده سَائل ردى وَله شفَاه حمر غِلَاظ فَإِنَّهُ إِن كَانَ متثبتاً غائراً وَفِي عُضْو لَا يُمكن قطع أَصله فَلَا تعرض لَهُ إِلَّا بتسكين الوجع وَمَتى كَانَ فِي طرف الْأنف وَبَعض الْأَصَابِع والثدي أَو كَانَ فِي عُضْو يحْتَمل أَن يقْرض حَتَّى لَا يبْقى من أَصله ألف ج شَيْء فاقطعه من أَصله الْبَتَّةَ حَتَّى لَا يبْقى مِنْهُ شَيْء وسل عروقه واكوه ثمَّ عالجه وَإِلَّا فَلَا تعرض لَهُ.
ابْن سرابيون: السرطان يحدث فِي الْأَمر الْأَكْثَر فِي اللَّحْم الرخو كالثدي وَنَحْوه لإن نزُول مادته لغلظها لَا تَسْتَقِر إِلَّا فِيهِ وَإِذا انصبت إِلَيْهِ وحصلت فِيهِ عسر جريها مِنْهُ. قَالَ: وابدأ فِي علاجها فِي الأول بالاستفراغ وَيجب أَن يكون استفراغ صَاحب السرطان دَائِما قَلِيلا قَلِيلا بِمَاء الْجُبْن والأفيثمون وَلَا تسهل مرّة الْبَتَّةَ بل يدام عَلَيْهِ بالاسهال بِهَذِهِ قَالَ: ويسقى أَرْبَعَة مَثَاقِيل أفيثمون مَعَ مَاء الْجُبْن واسقه ذَلِك مَرَّات كَثِيرَة وَإِذا استفرغت الْبدن حِينَئِذٍ ضع عَلَيْهَا مَا لَا يلذع وَلَا يهيج وَلَا تبرده ويطفىء مَعَ تَحْلِيل لين فَإِن هَذَا ملاكه وَإِن(4/10)
أَنْت قطعته فاستأصل جدا وأسل عروقه واعصر الْعُضْو جدا ثمَّ عالجه بِمَا يجفف وَلَا يلذع فَإِن ورم فَاجْعَلْ عَلَيْهِ المبردة كعنب الثَّعْلَب وَنَحْوه وَأما السراطين الْبَاطِنَة فَلَا تعرض لَهَا وَلَا برْء لَهَا بل يجب أَن تحري أَلا يهيج بالأغذية اللينة المسكنة كالسرمق والسمك الصغار والرجلة والبقلة اليمانية وَليكن قصارى أَمرك أَلا يهيج فليجلب الوجع الشَّديد.
إنطليش قَالَ: قد قطع بعض القدماء سرطاناً مزمناً فِي الثدي واستأصل الثدي الْبَتَّةَ ودمى بِهِ فَخرج بِهِ سرطان فِي الثدي الآخر لِأَن الْمَادَّة اندفعت إِلَيْهِ.
الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: 3 (ابْتِدَاء السرطان) 3 (يفوت أَكثر الْأَطِبَّاء فَلَا يعلمُونَ أَنه سرطان وَيكون من انصباب الدَّم السوداوي العكر) 3 (إِلَى عُضْو مَا فَإِذا علمت ذَلِك فافصد على الْمَكَان لاستفراغ هَذَا الْخَلْط بالمسهلة ثمَّ) 3 (افصده لِأَن تمنع تولد هَذَا الْخَلْط فِي الْعُرُوق فَإِن لم يكن ذَلِك فاستفرغه فِي كل أَيَّام) 3 (مَعْلُومَة واقصد مَعَ ذَلِك تَقْوِيَة الْعُضْو وَاجعَل الاسهال بِمَا يجذب السَّوْدَاء واسق من) 3 (الأفيثمون وزن أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمَاء الْجُبْن أَو بِمَاء الْعَسَل أَو بالدواء الَّذِي ألفته أَنا جُزْء) 3 (حجري مُفْرد وَلَيْسَ تعْمل فِي هَذَا الْخَلْط الْأَدْوِيَة المحللة لِأَنَّهَا لَا تقدر على تَحْلِيله بل) 3 (على تلطيفة وتحجر كثيفه أَو تقرحه فَيصير شرا فَيحْتَاج إِلَى أدوية لَا لذع مَعهَا معتدلة) 3 (الطَّبْع بالأدوية المعدنية المحرقة المغسولة وَإِن السرطان مَا دَامَ مبتدئاً يبرأ بالنفض الدَّائِم) 3 (وطلى هَذِه الْأَدْوِيَة فَأَما مَا قد كبر وَعظم فَإِنَّهُ يمْنَع من التزيد وَإِن اجترأت أَن تعالجه) 3 (بالحديد فانفض الْجِسْم أَولا ثمَّ استقص قطع مَوضِع الْعلَّة حَتَّى لَا يبْقى لَهُ أصل الْبَتَّةَ) 3 (ودع الدَّم يسيل واغمز على مَا حوله من الْعُرُوق واعصرها من الدَّم الغليظ الَّذِي فِيهَا ثمَّ) 3 (حوالي القرحة. لي إِن من الورم الصلب مَا يشبه السرطان وَهُوَ جِنْسَانِ: أَحدهمَا لَا) 3 (حس لَهُ وَالْآخر تحس فافرق بَينهمَا وَبَين السرطان فَإِن الورم الصلب أَكثر ذَلِك يتبع) 3 (الورم الْحَار وَلَا يكَاد يحدث ابْتِدَاء وَيتبع الورم البلغمي أَو نَحْو ذَلِك فَيكون أبدا تَابعا) 3 (لشَيْء والسرطان يحدث ابْتِدَاء وَإِن تِلْكَ الأورام حواليها عروق ممتدة وَإِنَّهَا كلهَا أقل) 3 (حرارة عِنْد المجس من السرطان فَأَما الَّذِي لَا يحس فَلَا عَلامَة أَجود من هَذِه لِأَن) 3 (السرطان يحس وخاصة إِن كَانَ أسخن.) الْمقَالة الأولى ألف ج من كتاب الأخلاط قَالَ: قد ابرأت مرَارًا كَثِيرَة من السرطان بالاسهال وَحده من غَيره شَيْء آخر. الْفُصُول السَّادِسَة: إِذا حدث بِإِنْسَان سرطان خَفِي فالأجود أَلا يعالج لِأَنَّهُ مَتى عولج هلك سَرِيعا وَمَتى لم يعالج بَقِي مُدَّة طَوِيلَة ج: يَعْنِي أَن يعالج بِالْقطعِ والكي وَنَحْو ذَلِك فَأَما إِن كَانَ مَعَ السرطان الدَّاخِل وَالْخَارِج تقرح فيحب أَن يعالج بِالْقطعِ أَو بالمياه الَّتِي تغسل ذَلِك الصديد وتسكن اللذع وَلَا تهيج الْبَتَّةَ فَأَما غير المتقرح فَلَا يحْتَاج إِلَى هَذَا. قَالَ: وَالْقطع والكي فَقَط يكونَانِ برْء السرطان مَتى أمكن ذَلِك فِيهِ والسرطان الْبَاطِن لَا يبرأ بِهَذَا العلاج وَلَا أعلم أحدا رام برْء السرطان الْبَاطِن إِلَّا كَانَ إِلَى تهيجه)
أقرّ مِنْهُ إِلَى برئه(4/11)
وَقتل صَاحبه سَرِيعا فَإِنِّي قد رَأَيْت قوما قطعُوا وكووا سرطاناً حدث فِي أَعلَى الْفَم وَفِي المقعدة والفرج فَلم يقدر أحد مِنْهُم على ادمال تِلْكَ القرحة وعذبوا العليل حَتَّى ذاب وَمَات بعد ذَلِك وَقد يُمكنهُم لَو لم يعالجوهم أَن يبقوا مُدَّة طَوِيلَة وَيكون مَا ينالهم من الْأَذَى اقل فَمَا كَانَ من السرطان هَذِه حَاله فَلَا تلتمس علاجه. وَمَا كَانَ من السرطان فِي ظَاهر الْبدن فافصد مِنْهُ لعلاج مَا يُمكن قطعه من أُصُوله أَعنِي بِهِ الْعُرُوق الَّتِي ترَاهَا ممدودة إِلَى مَا حواليه مَمْلُوءَة دَمًا سوداوياً وَكثير من الْأَطِبَّاء الأجلة قد نهوا عَن قطع هَذَا وَلم يأذنوا إِلَّا فِي قطع السرطان المتقرح الْعَظِيم الْأَذَى الَّذِي يخْتَار صَاحبه قطعه وَكَانَ مَعَ ذَلِك فِي عُضْو يُمكن أَن يقطع بأصوله ويكوى بعد وَنهى قوم عَن قطع هَذَا أَيْضا وأشاروا إِلَى أَن يحذر فِي كل سرطان جَمِيع العلاج الشَّديد فَإِن كَانَ السرطان الظَّاهِر لَا يكَاد يبرأ فأحرى بالباطن.
السَّادِسَة قَالَ: أَنا أستفرغ بدن امْرَأَة فِي كل سنة إِذا دخل الرّبيع وَكَانَ يعرض لَهَا من جنس السرطان ورم جاس فاتر فأبرأتها مِنْهُ بدواء قوي مسهل للسوداء فَإِن تغافلت عَن إسهالها فِي الْوَقْت أَصَابَهَا ذَلِك الوجع فيسكن إِذا سقيتها.
3 - (من كتاب العلامات)
السرطان يكون ابتداؤه ورما صَغِيرا بشبه الباقلي أَو الجلوزة ثمَّ ينْتَقل من مَكَان إِلَى مَكَان وَرُبمَا عظم حَتَّى يصير كالجوزة وَرُبمَا عظم جدا وَلَا يبرح من مَوْضِعه إِذا عظم وَيكون جاسياً جدا وَيضْرب إِلَى حمرَة مُخَالفَة للون الْجَسَد وَرُبمَا كَانَ على لون الْأَبَّار وأصفر وَيكون مَعَه وجع يشبه النخس وحرقة وينفر من كل دَوَاء يوضع عَلَيْهِ وَله حِدة وحرافة وَرُبمَا انفجر من ذَاته فيوجد جَوْفه ردياً عفناً يسيل مِنْهُ دم كالدردي يَأْكُل مَا حوله ويفسده وَيكون كثير الْحس فَإِن وضعت عَلَيْهِ فِي هَذِه الْحَال أدوية لَهَا قُوَّة عرض مِنْهُ التشنج والحمى والغشى والنافض والمدة الَّتِي تسيل من هَذِه القرحة تلذع اللَّحْم الصَّحِيح وَرُبمَا اقرحته.
من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة: السرطان يحدث عَن السَّوْدَاء وورمه أسود ولمسه لَيْسَ بحار وَالْعُرُوق الَّتِي فِي الْعُضْو أَكثر امتلاء فِي جَمِيع الأورام وَتَكون مَعَ ذَلِك خضرًا وسوداً وَمَتى كَانَ الْخَلْط حاراً أقرح وَكَانَت رداءته حِينَئِذٍ أَكثر وَإِذا لم تكن مَعَه حِدة لم يتقرح وسمى سرطاناً خفِيا.
من اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء: وَأما السراطين الَّتِي هِيَ فِي ابْتِدَاء كَونهَا فَاعْلَم أَنا قد منعتها من التزيد)
باستفراغ الكيموس الْأسود وَذَلِكَ أَنه فِي ابْتِدَاء السرطان يكون هَذَا الكيموس من بعد مخالطاً للدم وَيَجِيء مِنْهُ الشي بعد الشَّيْء إِلَى الْعُضْو فَأَما ألف ج إِذا لحج شَيْء كثير فارتبك فِي الْعُضْو فَإِنَّهُ يعسر أَن يستفرع بالاسهال لي وَفِي هَذِه الْحَالة وَإِن لم ينقص مَا حصل فَإِنَّهُ يمْنَع من التزيد وَعَلَيْك بادمان الفصد والاسهال للخلط الْأسود وأمل الْغذَاء إِلَى مَا يُولد دَمًا رَقِيقا بَارِدًا وامنع فِي الْجُمْلَة ابدا كَيفَ كَانَت الْحَال من تزيد الجذام والسرطان أبقراط فِي السَّادِسَة من الثَّانِيَة من ابيذيميا: السرطان لَا يَكْتَفِي باسهال السَّوْدَاء ثَلَاث(4/12)
مَرَّات وَلَا أَرْبعا إِلَّا أَكثر فأسهل السَّوْدَاء مَرَّات كَثِيرَة ثمَّ ضع عَلَيْهِ زنجاراً محرقاً حَتَّى يحمر فَإِن لم يكن متقرحاً وَوضعت عَلَيْهِ بعد ذَلِك زنجاراً أَو دَوَاء حاراً وَوضعت فَوْقه خرقَة بَارِدَة رطبَة بِحَيْثُ يسيل إِلَيْهِ الْخَلْط فَإِن ابقراط يَرْجُو بذلك أَن يَأْكُل أَصله وَيكون علاجاً لَهُ وَأما أَنا فَإِنِّي أعلم أَن رَأَيْته ينفر مِنْهُ وَيزِيد فِي مطروهه لي اسْتعْمل هَذَا بِحَسب الْأَعْضَاء فَفِي أَي مَوضِع يمكنك أَن تتلاحق شَره جربه وَقد ذررت أَنا زنجاراً على سرطان فِي أصل ذقن رجل فَكَانَ يَأْكُلهُ قَلِيلا قَلِيلا وَلم ينفر كثير نفور ورجوت أَنه يُمكن أَن يبرأ بِهِ. ج: مَتى كَانَ السرطان المتقرح مبتدئاً فَلَا عَلَيْك أَن تعالجه بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة بعد الاسهال والفصد وضع فَوق الدَّوَاء على الْعُضْو إسفنجاً مبلولا بِمَاء بَارِد وَشد فَوق الْعُضْو جيدا ليمنع سيلان الْيَهُودِيّ للسرطان المتقرح: نشا وإسفيذاج وكندر وصبر وطين ارمني اتَّخذهُ مرهماً بدهن ورد واجعله عَلَيْهِ وَمَتى كَانَ رطبا وَمَتى كَانَ شَدِيد الرُّطُوبَة فذر عَلَيْهِ يابسه فَإِنَّهُ جيد.
اهرن للسرطان المقترح: وَهُوَ أَن يُؤْخَذ نشا وإسفيذاج الرصاص وطين أرمني فاسحقه بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب ودهن ورد واطله عَلَيْهِ وَمَتى كَانَ رطبا رهلاً فذر عَلَيْهِ الدَّوَاء فَإِن هَذَا الدَّوَاء جيد لَهُ. 3 (السرطان فِي النِّسَاء أَكثر) بولس: السرطان كَونه فِي النِّسَاء أَكثر لرخاوة ابدانهن فَتقبل الفضلة أسْرع لِأَن هَذِه الفضلة عَظِيمَة الغلظ والأبدان الجاسية لَا تكَاد تقبلهَا وَيكون فِي الْعُنُق والثدي والمواضع العصبية أَكثر قَالَ: والسرطان يكون من مرّة سَوْدَاء تغلى والمسهلة لَا يُمكنهَا استفراغها من الْعُضْو والأدوية اللينة إِذا وضعت عَلَيْهِ لم تعْمل فِيهِ شَيْئا والأدوية القوية تنفره وتهيجه وَفِي ابْتِدَائه يمن مَنعه فليبدأ بافصد ثمَّ بِمَا يسهل السَّوْدَاء: يسْقِي نصف أُوقِيَّة من الفيثمون بِمَاء الْجُبْن أَو بِمَاء الْعَسَل فاتراً وبايارج الخربق الْأسود وَاجعَل على السرطان خرقَة قد غمست فِي عصارة عِنَب الثَّعْلَب فَإِنَّهُ علاج نَافِع للسرطان الَّذِي مَعَ ضَرْبَان أَو جرح ورطبها مَتى جَفتْ وَكَذَلِكَ أَيْضا أطله بعصارة الخس أَو بعصارة عِنَب الثَّعْلَب أَو حَيّ الْعَالم مَعَ اسفيذاج مسحوق فأيها حضر أَو اسحق طيناً أرمنيا بعصارة هَذِه الْأَشْيَاء واطله وَاجعَل اغذيته مَا يبرد ويرطب وَلَا يكون غليظاً كالخيار والقثاء وَمَاء الشّعير وَمَاء الْجُبْن والسماق والبقلة الحمقاء والسمك وَالطير الصغار.
الثَّانِيَة من مسَائِل ابيذيميا: إِذا كَانَ فِي فَم صَاحب السرطان مَادَّة فَإِنَّهَا من الصَّفْرَاء ألف ج الْمُحْتَرِقَة وَيجب فِي ابْتِدَاء السرطان بعد الفصد أَن يسهل بِمَا يخرج السَّوْدَاء مَرَّات وَاعْتمد على الاسهال فِيهِ أَكثر من الفصد لِأَن هَذِه الْعلَّة من كَيْفيَّة الدَّم لَا من كميته.(4/13)
اوريباسيوس دَوَاء السرطان الشَّديد التأكل المفرط الْفساد عَجِيب فِي نَفعه: يُؤْخَذ شراب قَابض وسماق الدباغة نصف عشره وعفص غير مثقوب وسليخة من كل وَاحِد ربع ينقع فِي الشَّرَاب أَرْبَعَة أَيَّام ثمَّ يطْبخ بعد ذَلِك حَتَّى يغلي غليات ويحرك بخشب السرو ثمَّ يعصر ويصفى ويعاد طبخ مَا صفيت حَتَّى يصير فِي قوام الْعَسَل ثمَّ يرفع فِي إِنَاء زجاج وَمَتى ثخن فأدفه بِالشرابِ وَيسْتَعْمل طلاء عَلَيْهِ وعَلى الآكلة فَإِنَّهُ عَجِيب. وَمَتى كَانَ فِي السرطان ضَرْبَان شَدِيد فأدف هَذَا الدَّوَاء بِاللَّبنِ وَهُوَ يبرىء القروح الساعية برءاً عجيباً. لي إِذا كَانَ فِي السرطان ضَرْبَان فَعَلَيْك بِمَا يسكن الوجع كمرهم حكاك الأسرب وَإِذا اردت مَنعه من التأكل فَهَذَا وَنَحْوه لي السرطان ورم مستدير فِي أَكثر الْأَمر لَازم الأَصْل فَهُوَ فِي الْعُضْو أَكثر مِنْهُ خَارج لَهُ أصل كَبِير وعروق ممتدة مِنْهَا خضر وَفِي مجسته حرارة على الْأَمر الْأَكْثَر وَله ضَرْبَان مَا وَرُبمَا كَانَ أَشد وَيكون صَغِيرا ثمَّ يكبر قَلِيلا قَلِيلا ويعرض فِي الْأَكْثَر فِي الْأَعْضَاء العصبية وَإِن تقرح)
أَو بط انقلبت وغلظت شفاهه احمر وَصَارَ وحشاً وَلم يبرأ البته إِلَّا باستئصاله وسل عروقه.
اغلوقن: الْعِلَل الَّتِي بهَا يكثر الْخَلْط الْأسود فِي الْبدن ثَلَاثَة: إِمَّا لِأَن الكبد فِي غَايَة الْحَرَارَة فيكثر توليد الدَّم السوداوي وَإِمَّا لِأَن الطحال لَا يجذب وَإِمَّا لِأَن الأغذية مُوَافقَة لذَلِك. قَالَ: والأغذية المركبة والاسهال الْمُتَوَاتر للسوداء والفصد وإدرار الطمث يبرىء هَذِه الْعلَّة فِي ابتدائها فَأَما إِذا عظم ونشبت أرجله أعنى عروقه واستدارته وَتمكن أَصله فَلَا يبرأ إِلَّا بِانْقِطَاع أَصله وَلَا يجوز ذَلِك إِذا كَانَ فِي عُضْو خطير فَإِن كَانَ متقرحاً فضع عَلَيْهِ دَوَاء التوتيا وَنَحْوه من المسكنة وَإِن كَانَ غير متقرح فداوم الاسهال للخلط الْأسود وَرطب الْجِسْم بالغذاء واجعله مَاء الشّعير والسرمق والخباز والقرع والسمك الصخري فَإِنَّهُ لَا يزِيد وَيقف.
بولس قَالَ: السرطان ورم جاس غير مستوى الشكل ردي المنظر مائل إِلَى السوَاد مؤلم وَرُبمَا كَانَت مَعَه قرحَة وَله عروق ممتدة من كل جَانب. وَمَتى عرض فِي عُضْو يُمكن قطعه الْبَتَّةَ من أَصله وكيه فَرُبمَا برأَ. ارطناش قَالَ: هُوَ ورم مستدير الشكل مِنْهُ مَا يرم وَمِنْه مَا لَا يرم ورماً كثيرا وَقد يهيج إِذا عولج فَأَما الْحَرَارَة فَإِنَّهَا لَازِمَة بالسرطان إِذا وضعت يدك عَلَيْهِ طَويلا احست بحرارة تصعد إِلَيْك وَتَكون حوله عروق ممتلئة وَيكون أَكثر جِسْمه ورمه فِي العمق أَكثر وَأما المتقرح فَإِن الرُّطُوبَة الَّتِي تسيل مِنْهُ صديدية رقيقَة مُنكرَة الرّيح وتأكل مَا حوله وَيكون تَأْكُله فِي النَّاحِيَة الدَّاخِلَة فِي الْجِسْم فِي عمق اللَّحْم فَلذَلِك قد يهيج مِنْهُ كثيرا انفجار الدَّم وَهُوَ صلب مَعَ ذَلِك صلب الشفتين احمرها منقلبها. قَالَ: وَنحن لَا نعالج بالحديد مِنْهُ إِلَّا مَا كَانَ فِي الْأَطْرَاف كطرف الْأنف والثدي والأصابع(4/14)
وَحَيْثُ يُمكن أَن يقطع أَصله وَأما سَائِر الْأَعْضَاء فَإِنَّهُ مَتى كَانَ ألف ج غائراً فِي عمق الْجِسْم امتنعنا من علاجه بالحديد وَإِن أمكن أَن يقور كُله بِأَصْلِهِ حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى اللَّحْم الصَّحِيح بِلَا خوف لِقَاء عُضْو شرِيف قطعناه قطعا مستديراً وقطعنا مَعَه جُزْءا من اللَّحْم الصَّحِيح لِئَلَّا يعود الْبَتَّةَ وَتعلم أَنَّك قد وصلت إِلَى اللَّحْم الصَّحِيح من لين اللَّحْم وَذَهَاب الصلابة ثمَّ تكويه بعد ذَلِك ثمَّ ضع عَلَيْهِ مَا يسْقط الخشكريشه وعالجه بعد ذَلِك بالمراهم. اوريباسيوس قَالَ: السرطان أقل حرارة وَحُمرَة من الفلغموني إِلَّا أَن الْعُرُوق الَّتِي حوله أَشد امتلاء. قَالَ: وجيد مَا يسهل بِهِ إبارج فيقرا قد ركب فِيهِ خربق لي على مَا رَأَيْت فِي إبيذيميا علاج كَامِل للسرطان: يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل الاسهال الْمُتَوَاتر كل أُسْبُوع وَيجْعَل الْغذَاء كل رَقِيق رطب ويقلل إِلَى أَن تسْقط الْقُوَّة ثمَّ تسترجعها ثمَّ تعاود وَمَتى كَانَ بِالْقربِ)
عرق عَظِيم فصدته أَو سللته وينطل كل يَوْم ويضمد بالأشياء اللينة التَّحْلِيل وَلَا يبلغ أَن ينفر أَو يسخن وَيكثر الاستحمام بِالْمَاءِ الفاتر العذب فَإِنَّهُ على هَذِه الْجِهَة يقل كل يَوْم حَتَّى يفنى على الدَّهْر. ابقراط: السرطان اسهله مَرَّات ثمَّ ضع عَلَيْهِ زنجاراً قد أحرق حَتَّى احمر وضع فَوْقه خرقَة بَارِدَة واربطه. لي إِذا حدث السرطان اسهله كل اسبوع مرّة عشر مَرَّات وَرطب التَّدْبِير فِيمَا بَين ذَلِك ثمَّ انْظُر هَل فَوق الْموضع عرق عَظِيم فَإِن كَانَ فافصده أَو سَله ثمَّ ضع على الْموضع دَوَاء محللاً قَوِيا جدا كالمعتدلة وضع فَوق الْموضع اطلية بَارِدَة وخرقاً مبلولة تُعَاد ابداً حَتَّى يكون مَا حوله إِلَى السرطان بَارِدًا والدواء الْقوي التَّحْلِيل يعْمل فِيهِ وَالْبدن نقي جيد الدَّم ورطبه فَإِن هَذَا أبلغ فِي علاجه وَلينه حينا وحلله حينا على علاج سقيروس. فَإِن تقرح فَعَلَيْك بِهَذَا التَّدْبِير: وانثر عَلَيْهِ مَا يَأْكُل بِرِفْق مَعَ قبض كالقلقطار والزنجار واجهد أَلا يشْتَد الوجع وَأَن تمنع انصباب الْمَادَّة. ج ود: التودري نَافِع مَتى ضمد بِهِ السرطان الْغَيْر المتقرح يضمد بِالْمَاءِ وَالْعَسَل.
جالينوس أَنه عَجِيب فِي حل الأورام الصلبة جدا وخاصة فِي الثدي والأنثيين: بزر اللوف لِأَنَّهُ شَدِيد اليبس يشفي السرطان المزمن ج: إِن سحقت بعض العصارات الْبَارِدَة فِي هاون أسرب وَشد فِي الشَّمْس وخاصة عصارة لِسَان الْحمل رَأَيْت مِنْهُ الْعجب فِي نفع السرطان المتقرح والقروح السرطانية. والتوتيا إِذا غسل صَار مِنْهُ دَوَاء مجفف أَشد من كل دَوَاء مجفف وَلَا يلذع فَهُوَ لذَلِك نَافِع مُوَافق للقروح السرطانية جدا. ج: اورسمن أَن لَهُ وَرقا شبه ورق الجرجير وأغصان دقاق وزهر صفر وعَلى الْأَطْرَاف غلف شَبيه بالقرون دقاق مثل غلف الحلبة فِيهَا بزر صَغِير يشبه بزر الْحَرْف يلذع اللِّسَان فَهُوَ عَجِيب للسرطان غير المتقرح وَجَمِيع الأورام الصلبة.(4/15)
مَجْهُول: الكنكرزد يضمد بِهِ السرطان مَعَ لعاب بزر الْكَتَّان فيحللها. الخوز: دَقِيق الحمص ينفع السرطان إِذا ضمد بِهِ السرطان. مَجْهُول قَالَ: يحرق أصُول الكرنب النبطي ويعجن رماده بشحم ويضمد بِهِ السرطان فَإِنَّهُ يحلله أَولا أَولا وَمَتى نفر فامسحه بالشحم شَحم الدَّجَاج أَيَّامًا حَتَّى يسكن ثمَّ أعد عَلَيْهِ التضميد وَعَلَيْك بالفصد ألف ج والاسهال والغذاء المرطب وَالْحمام. لي اصبت فِي بعض نسخ الاسكندر إِن لِسَان الْحمل مَتى ضمد بِهِ السراطين حلل أَكْثَرهَا. لي على مَا رَأَيْت فِي إنطليش: إِذا شَككت فِي شَيْء شبه السرطان فِي الْعُنُق والابط)
فضع عَلَيْهِ يدك زَمَانا طَويلا فَإِن السرطان يحس مِنْهُ بحرارة تصعد إِلَى يدك لي والخنازير ابرد من الْجَسَد أَو مثله.
قسطا: ارجنجانس: تُؤْخَذ سراطين نهرية يلقِي مثلهَا من القليميا وتعجن حَتَّى تصير كالمرهم ويضمد بِهِ الْموضع الَّذِي فِيهِ ابْتَدَأَ السرطان فينفع أَو تحرق يلقى رمادها على شمع ودهن ويضمد بِهِ الْموضع. وَأما المتقرحة فالطين الْمَخْتُوم يداف بخل قد سحق فِيهِ على صلاية الأسرب ويطلى بِهِ وينفع مِنْهُ مَاء عِنَب الثَّعْلَب بِخَاصَّة. لي اجْعَل بدل صلاية الأسرب قَلِيل إسفيذاج الأسرب.(4/16)
(الأورام البلغمية والنفخية والرخوة) (والأورام النفخية وَهِي أورام فِيهَا فضل من الرُّطُوبَة وَالرِّيح والتهبج فِي) (الْأَطْرَاف والنفخة وَمَا يعرض فِي أرجل الحبالى والناقهين فَيَنْبَغِي أَن يحول إِلَى) (هَهُنَا مَا فِي الرَّابِعَة عشر من الورم البلغمي وَلَا يعْتَمد على مَا فِي بَاب قانون) (الأورام من الأورام من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة) قَالَ جالينوس: البلغم مَتى كَانَ رَقِيقا فِي قوامه قَلِيل اللزوجة أحدث التهيج وَهَذَا الورم رخو أَبيض يبْقى فِيهِ أثر الْأصْبع لَا وجع مَعَه وَمَتى كَانَ غليظاً لزجاً أحدث الورم الصلب الْمُسَمّى سقيروس الْأَبْيَض اللَّوْن.
الثَّانِيَة من السَّادِسَة من ابيذيميا إِذا ترهل عُضْو مَا فابدأ بدلكه بالدلك الصلب بالمناديل وانثر عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة المجففة وامنعه المَاء أَن يصب عَلَيْهِ.
من كتاب مسيح: ورق النيلوفر يسلق نعما ويعصر وَيُوضَع عَلَيْهِ فَإِنَّهُ عَجِيب. لبولس فِي الأورام البلغمية كَلَام جيد قد حول فِي بَاب النقرس حَيْثُ ذكر الورم الرخو فَانْظُر فِيهِ. وَقَالَ إِن هَذِه تكون بِالْعرضِ فِي الاسْتِسْقَاء والسل وَقَالَ: وَهَذِه لَا تحْتَاج إِلَى علاج الْبَتَّةَ يَكْتَفِي مِنْهَا بدلك السَّاقَيْن ومسحها بالزيت أَو بدهن الْورْد والخل وَفِي بعض الْأَوْقَات اجْعَل مَعَ الزَّيْت ملحاً وَقد يجمع الْخلّ وَالْملح ودهن الْورْد وَأما الورم البلغمي الْحَادِث لذاته فَرُبمَا اكْتفى فِي علاجه بِأَن يُؤْخَذ إسفنج ويغمس فِي خل وَمَاء وَيُوضَع عَلَيْهِ ويربط بالرباط من النَّاحِيَة السُّفْلى وَيَنْتَهِي عِنْد النَّاحِيَة الْعليا فَإِن لم يحضر إسفنج جَدِيد فاغسل مَا حضر مِنْهُ بالنطرون أَو بِمَاء)
الرماد فَإِن لم يسكن الوجع بِهَذَا فَاجْعَلْ مَعَ الْخلّ وَالْمَاء شَيْئا من الشب وشياف ماميثا أَيْضا جيد فِي هَذَا الْموضع فَإِن كَانَ الورم مزمناً فادهن الْعُضْو بالزيت أَولا ثمَّ يوضع عَلَيْهِ اسفنج مبلولا بِمَاء الرماد ويربط فَإِنَّهُ يُبرئهُ على الصِّحَّة وَجَمِيع الأطيان يفش ويبدد هَذِه الأورام ألف ج الرخوة إِذا لطخ عَلَيْهَا من الطين سِيمَا الطين الْمصْرِيّ. لي الورم الرخو تغمس خرقَة بطاقين فِي مَاء رماد وَيُوضَع عَلَيْهِ وَمَتى جف أُعِيد إِلَيْهِ فَإِنَّهُ جيد بَالغ وَإِن كَانَ عَظِيما فاغمسه فِي مَاء النورة فَإِنَّهُ بَالغ للاسكندر فِي ذَلِك كَلَام جيد فِي بَاب النقرس فاقرأه.(4/17)
بولس فِي الترهل الْعَارِض فِي اقدام النِّسَاء الْحَوَامِل قَالَ: يغمس حمل الْقصب الَّذِي من المسكنة بالخل وَيُوضَع عَلَيْهِ أَو يدق ورق الكرنب ويضمد بِهِ أَو يطلى بالقيموليا والخل والشب أَو تطبخ قشور الأترج بِمَاء وينطل بِهِ أَو يطْبخ الشبث.
اوريباسيوس قَالَ مثل ذَلِك اغلوقن قَالَ: الورم الْمُسَمّى الترهل هُوَ الورم الرخو لَا وجع مَعَه وَيكون أما من بلغم رَقِيق وَإِمَّا من ريح بخارية كَالَّذي يتَوَلَّد فِي جنوب الْمَوْتَى حَتَّى ينتفخ وَهَذَا يتَوَلَّد فِي الْأَطْرَاف كثيرا فِي علل الاسْتِسْقَاء والسل وَنَحْوهَا من الْعِلَل الَّتِي يفْسد فِيهَا مزاج الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فَسَادًا قادحاً فِي تِلْكَ الْحَال هَذَا الورم عرض تارع لتِلْك الْعِلَل. قَالَ: وَقد يسكن الورم بالدلك فَقَط بدهن ورد مخلوط بخل وَرُبمَا اسْتعْمل فِيهِ الْملح مَعَ الدّهن والمح مَعَ دهن الْورْد الْمَضْرُوب بالخل. قَالَ: فَأَما مَتى كَانَ الورم من أجل خلط بلغميى فَرُبمَا سكنه إسفنج مبلول بِمَاء فِيهِ شَيْء يسير من الْخلّ فَمَتَى لم يسكنهُ ذَلِك زبد فِيهِ من الْخلّ فليل وَاسْتعْمل الْقَلِيل المزاج من الْخلّ فِي الْأَبدَان اللينة الرّطبَة وَالْكثير الْخلّ فِي الصلبة والقوية وفيمن اسْتعْمل الرَّقِيق المزاج فَلم ينْتَفع بِهِ وَيكون الاسفنج حَدِيثا فَمَتَى لم يحضر الْجَدِيد فاغسله بِمَاء الرماد فَإِن لم يسكن الانتفاخ بِهَذَا فألق فِي المَاء الَّذِي مزج بِهِ شَيْئا قَلِيلا من الشب فَإِن كَانَ فِي الرجلَيْن وَالْيَدَيْنِ شدهما من أَسْفَل إِلَى فَوق وَيكون الرِّبَاط فِي شده رِبَاط الْكثير فَإِن الْغَرَض فِي هَذَا الورم شَيْئَانِ: أَحدهمَا أَن يحلل مَا فِي الورم وَالثَّانِي شدّ جَوْهَر الْعُضْو وتقويته فَإِن اسْتعْملت هَذِه فَلم تنجح فَاسْتعْمل من المحللة الممزوجة مَا هُوَ أقوى من هَذِه وَأما أَنا فقد عَالَجت ورماً قَرِيبا مزمناً من هَذَا النَّحْو فَإِن دهنته بالزيت أَولا ثمَّ وضعت عَلَيْهِ إسفنجاً مبلولاً بِمَاء الرماد وشددته شداً وثيقاً فبرأ برءاً تَاما وَإِن طَالَتْ أَكثر فَاسْتعْمل المحللة وَحدهَا.
اطلاوس قَالَ: شرب صوفة خلا وَضعهَا عَلَيْهِ وشدها من أَسْفَل إِلَى فَوق فَإِن لم ينْحل فَحل)
الشب فِي الْخلّ أَو مَاء الرماد وأدف حضضاً بخل واطله عَلَيْهِ فَإِن طَال الورم فادهنه بالزيت ثمَّ ضع عَلَيْهِ صُوفًا قد شرب بخل وشده عَلَيْهِ شداً جيدا أَو يدق ورق الصفصاف وَيُوضَع عَلَيْهِ وشده فَإِنَّهُ يحلله. من رِسَالَة فليغريوس فِي النقرس قَالَ: يذهب الورم فِي الْقدَم والأطراف الدَّلْك بالزيت وَالْملح وَأقوى من ذَلِك البلح ورماد الطرفاء والصفصاف يضمد بِهِ فَإِنَّهُ يجفف تجفيفاً قَوِيا. اشليمن قَالَ: للورم الْحَادِث فِي أرجل الحبالى والناقهين: خل وملح ودهن ورد يجاد ضربه ويطلى أَو برماد الكرنب وزيت وبورق يضمد بِهِ أَو يدلك بالملح وَالزَّيْت ألف ج قَالَ: وينفع الورم الرخو إِذا عسر أَن يحرق الطرفاء ويدهن بالزيت ويذر عَلَيْهِ أَو يطلى بالزيت ورماد الكرنب دَائِما أَو ينطل دَائِما بطبيخ الكرنب فَإِنَّهُ عَجِيب.
من التَّذْكِرَة قَالَ: والتهبج اطله بِالصبرِ والحضض ورماد الكرنب بِمَاء الكرنب وَإِن(4/18)
ازمن فزد فِيهِ بزر حرمل وفربيونا. قَالَ: وَإِذا اعيا فلطخه برماد التِّين وخطمي نصفه وخل.
الْكَمَال والتمام: للورم الْعَارِض فِي أَطْرَاف المستسقين: خل خمر ودهن ورد يضْرب ويطلى عَلَيْهِ وَيُوضَع عَلَيْهِ ورق الفجل ويشد أَيَّامًا حَتَّى يسكن المنجح: ضماد يحلل الأورام البلغمية الغليظة: ورق الأقحوان وأصل الكرنب النبطي وبزره وبابونج وحلبة وبزركتان وحرف وأصل الخطمي وَحب الْغَار وحرمل وشيح ومقل وَمر تجمع مَعَ قَلِيل زعفران ودهن السوسن أَو دهن الناردين ويطلى غدْوَة وَعَشِيَّة.
ابْن سرابيون: 3 (الْفرق بَين الورم النفخي وَبَين الورم الرهل) إِن النفخي يدافع الْأصْبع وَله صَوت إِذا ضَربته فَأَما الرهل فَإِن الْأصْبع تدخل فِيهِ وَتبقى مَكَانَهُ وَلَا صَوت لَهُ. علاج الورم الرخو الْأَبْيَض الَّذِي لَا يوجع إِن حدث عَن مرض كَمَا يحدث فِي الاسْتِسْقَاء والسل فعلاجه علاج الْعلَّة لِأَنَّهُ عرض فَإِن دعت الْحَاجة إِلَى علاجه فعالج النفخي بخل الْخمر ودهن الْورْد مَعَ ملح قَلِيل يمرخ بِهِ فَأَما الَّذِي هُوَ ترهل البلغم فَإِنَّهُ يعالج بِمَا يشدد وَبِمَا يحلل مَعًا: تبل خرقَة بخل وَمَاء الرماد وتربط من أَسْفَل إِلَى فَوق قَالَ: يصلح للترهل فِي أرجل الحبالى إِن ينقع البردي فِي الْخلّ ثمَّ ضمد بِهِ أَو تمسح الرجلَيْن بالخل ودهن الْورْد مَعَ ملح وقيموليا أَو كرنب محرق وملح مقلو يسحق بِزَيْت ويطلى بِهِ إِذا كَانَ قَوِيا أَو يسلق ورق الكرنب ويضمد بِهِ أَو يطلى عَلَيْهِ حضض بِمَاء الكرنب أَو يطلى بالزيت وَالصَّبْر والصندل 3 (طلاء شرِيف للورم البلغمي) ذكره فِي بَاب النقرس: مر وصبر وحضض وشياف ماميثا وصندل أَحْمَر وزعفران دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ ورماد الكرنب أَرْبَعَة دَرَاهِم ويطلى.
سَابُور قَالَ: ينفع من التهبج أَن يطلى بأخثاء الْبَقر. ج فِي الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ قولا وَجب مِنْهُ أَن الْملح فِي غَايَة النَّفْع للأورام البلغمية وَذَلِكَ أَنه قَالَ أَنه فِي غَايَة التجفيف.
جَوَامِع اغلوقن: التهبج الضَّعِيف يَكْفِيهِ وضعك عَلَيْهِ صُوفًا قد غمص فِي مَاء الرماد والخل ويشد والصعب يحْتَاج أَن يدهن بِزَيْت ثمَّ يوضع عَلَيْهِ صوف مغموس فِي مَاء الرماد ويشد من أَسْفَل إِلَى فَوق. لي التهبج الْغَالِب يشفيه الدَّلْك بالملح وَالزَّيْت وَهُوَ عَجِيب فِي ذَلِك فَلْيَكُن الرِّبَاط أَشد على مَوضِع الورم ثمَّ يرخى ليسترح قَلِيلا قَلِيلا تَأمر أَن يرفع إِلَى فَوق ويمعن بِهِ إِلَى فَوق امعاناً صَالحا فَإِن هَذَا الرِّبَاط يمْنَع من أَن يقبل الْموضع الوارم شَيْئا. ج: الباداورد مَتى وضع على الأورام الرخوة نفع جدا وأضمرها وَكَذَلِكَ الشكاعى وكل مَا قبض قبضا معتدلاً وجفف وَقَالَ: الصَّبْر من شَأْنه أَن يمْنَع مَا ينزل فِي الأورام ويحلل مَا قد حصل وعَلى هَذَا فَإِنِّي أَحسب أَنه جيد الْأَدْوِيَة للورم الرخو. قَالَ فِيهِ: إِنَّه(4/19)
جيد لورم الْعين وَقد رَأَتْ من فعله مَعَ الحضض فِي الأورام النفخية الَّتِي فِي الأجفان فعلا قَوِيا وَلست أَشك أَنه يفعل مثل ذَلِك فِي التهبج الْكَائِن فِي جَمِيع الْأَعْضَاء وَقَالَ: النّيل البستاني يضمر الأورام الرخوة اضماراً كثيرا لِأَنَّهُ يجفف تجفيفاً قَوِيا بِلَا لذع الطين الْحر مَتى طلي بِهِ الورم الرخو عظم نَفعه.) د: 3 (ورق الدلب الطري يفش الأورام البلغمية) والطرفاء وثمرته مَتى تضمد بهَا أَبْرَأ الأورام البلغمية وورقه إِذا تضمد بِهِ أضرّ الأورام البلغمية وَكَذَلِكَ طبيخه. د: دَقِيق الشّعير مَعَ مَاء الْعَسَل يحلل الورم البلغمي وورق الكرنب مَتى دق وضمد بِهِ جيد للورم البلغمي الصعتر مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ حل الورم البلغمي الحَدِيث المرزنجوش مَتى تضمد بِهِ الأورام البلغمية مَعَ قيروطي حللها السوسن مَعَ الْخلّ يحلل الأورام البلغمية الَّتِي قد ازمنت.
ابْن ماسويه قَالَ: مَتى ضمدت الأورام البلغمية بالكرنب حللها قَالَ: تطلى بِمَاء الكرنب فيحللها. روفس: الشّعير جيد للترهل دَقِيق العدس جيد للترهل طلاء جيد للترهل سعد وطين ودقيق الشّعير والعدس مقلوين وشب بِالسَّوِيَّةِ يطلى بِمَاء الرماد والخل وَيسْتَعْمل إِن شَاءَ الله فليغريوس فِي رسَالَته فِي النقرس: مصلح. لي تَدْبِير جيد للترهل: انطله بِمَاء الْبَحْر سخنا نطلاً جيدا ثمَّ دَعه ينفش سَاعَة فَإِذا رَأَيْت قد تفشى فانطله بطبيخ قشور الرُّمَّان لِئَلَّا يقبل فضلا آخر أَو بطبيخ ورق الآس أَو بخل وَمَاء وَقد يحلله الدَّلْك الْيَابِس بخرق خشنة يدلك حينا وينفش حينا. 3 (مَجْهُول للترهل والورم البلغمي) يدلك بخل خمر ودهن ورد وَيُوضَع عَلَيْهِ ورق الفجل ويشد. يتاذوف للترهل فِي جَمِيع الْجِسْم: يوضع عَلَيْهِ صوف يشرب خلا ممزوجاً أَو يسحق البورق بِمَاء الرماد ويطلى عَلَيْهِ أَو يطلى بالماميثا بخل أَو برماد البلوط أَو يسحق الشب بخل ويطلى عَلَيْهِ أَو يطلى عَلَيْهِ البعر والأخثاء بخل وَمَتى جعل مَعَه شَيْء من الكرنب كَانَ أقوى وينفع مِنْهُ الجمة الشبية والكبريتية وينفع مِنْهُ مَاء الكراث والكرنب وجرمهما. بختيشوع: إِن كَانَ الورم يتَحَوَّل من مَوضِع إِلَى مَوضِع فَإِنَّهُ ريح فبخره باللبان والأشنان وصب عَلَيْهِ مَاء حاراً. د: الاسفنج الْجَدِيد يقبض الأورام البلغمية. ج: اناغورس ورقه إِذا تضمد بِهِ وَهُوَ طري حلل الأورام البلغمية أصل الباذاورد يتضمد بِهِ للأورام البلغمية ج: إِن ضمد بِهِ الأورام الرخوة أضمرها. د: عين الثور الْمُسَمّى بهاراً إِذا سحق بقيروطي حل الأورام البلغمية وَقَالَ: بزرقطونا مَتى ضمد بِهِ مَعَ الْخلّ ودهن الْورْد وَالْمَاء نفع الأورام البلغمية إِن تضمد بالدوقو حل الأورام البلغمية ورق الدلب الطري مَتى طبخ بِخَمْر وضمد بِهِ الورم البلغمي فشه الدردي دردى الْخلّ أَو الشَّرَاب غير محرق إِن اسْتعْمل مَعَ الآس قبض الأورام البلغمية. د: الحضض خاصته النَّفْع من الأورام البلغمية الرخوة والنفاخات.(4/20)
بديغورس: الحاشي مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ حلل الأورام البلغمية الحديثة. د: 3 (النخالة تحل الأورام المتولدة من البلغم) ابْن ماسويه: مَتى ضمد بهَا بعد طبخها بِالْمَاءِ والارندفان فِي الرمل الْحَار الَّذِي على شط الْبَحْر يجفف اللَّحْم المترهل الشبيه بِالْمَاءِ مَتى دفن فِيهِ الْعُضْو. ج: ثَمَرَة الطرفاء مَتى تضمد بهَا أبرأت الأوارم البلغمية. د: وقشر الطرفاء يفعل فعل الثَّمَرَة. د قَالَ: رَأَيْت أَقْوَامًا طلوا ابدانهم وَهِي متهبجة بالطين مَرَّات كَثِيرَة فانتفعه بذلك نفعا عَظِيما. سرابيون: يحل الأورام البلغمية مَتى تضمد بِهِ فِي ابتدائها. د: ورق الكرنب مَتى انْعمْ دقه وتضمد بِهِ نفع الورم البلغمي. وَقَالَ: الكرنب الْبري يحل الأورام البلغمية. وَقَالَ: إِن طلي بِمَاء الكرنب الأورام البلغمية حللها. وَقَالَ: الكاشم مُوَافق للأورام البلغمية وَقَالَ: ليناطوطس مَتى تضمد بِهِ رطبا حل الأورام البلغمية وَقَالَ: ورق المرزنجوش يوضع يَابسا مَعَ القيروطي يحل الأورام البلغمية. لي اسْتِخْرَاج: أَظن أَن أَجود مَا اسْتعْمل فِي الأرجل الوارمة بعقب الْمَرَض أَن يطلي فِي الْيَوْم مَرَّات كَثِيرَة بالطين وَالْملح ويخلط بالزيت ويتمسح بِهِ جيد للأورام البلغمية فَمَتَى عَايَنت أَصْحَاب هَذِه انتفعوا بذلك نفعا عَظِيما. د: مزمار الرَّاعِي قَالَ ج: زعم د: إِن أَصله يحل الأورام البلغمية الرخوة. ج: النّيل البستاني يضمر إضماراً كثيرا الأورام الرخوة الترمس مَتى طبخ ورقه بشراب وضمدت بِهِ الأورام البلغمية حللها. د: السرو وَجوزهُ وورقه يفنى مَا كَانَ مجتمعاً فِي الْعين من الْعِلَل الرهلة. ج: أصل القثاء مَتى تضمد بِهِ مَعَ سويق شعير حلل كل ورم بلغمي عَتيق. د: شَحم الْخِنْزِير مَتى خلط بالنورة أَو بالرماد حلل الأورام البلغمية د: اسْتِخْرَاج تخيره سَابُور: الشحوم تفعل ذَلِك لِأَن الرماد يحلل والنورة تحلل مثل هَذِه الأورام لكنه قوي فَيحْتَاج إِلَى مَا يُضعفهُ دَقِيق الشّعير مَتى طبخ بِمَاء الْعَسَل أَو بطبيخ التِّين وضمد بِهِ حلل الأورام البلغمية المزمنة. الشونيز مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ حل الأورام البلغمية المزمنة الشبت تلطخ بِهِ الأورام البلغمية فينفع ج أصل خصى الْكَلْب الْأَعْظَم يحل الأورام البلغمية الخطمي مَتى تضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بِالشرابِ حل الأورام البلغمية النفخية. اسحق: الورم الرخو يكون من أخلاط بغلمية وَهُوَ رخو غير مؤلم وعلاجه أَن يغسل قِطْعَة اسفنج ببورق أَو بِمَاء الرماد واغمسها فِي خل ممزوج أَو فِي مَاء الرماد وَضعهَا عَلَيْهِ أَو اربطها وشدها فَإِنَّهُ ملاكه اضغط ضغطاً رَفِيقًا لَا تزعجه وتبتدئ بالرباطات من أَسْفَل إِلَى الْأَعْلَى فَإِن لم يحضر اسفنج فَاسْتعْمل بدله قطنة فَإِن لم ينْحل فاخلط بذلك شَيْئا من الشب. وَمِمَّا يصلح لَهُ: الماميثا إِذا بللته بِبَعْض الرطوبات المحللة وطليته)
عَلَيْهِ مثل مَاء الاسداريا. فَإِن طَال مكثه فامسحه بِبَعْض الأدهان المحللة وبل قطنة بِمَاء الرماد وارفدها وشدها فضل شدّ. البنج البستاني يحله بِقُوَّة شَدِيدَة.(4/21)
اسْتِخْرَاج: قطن خلق يلقى فِي شمس حارة أَيَّامًا ويغمس فِي مَاء الشبت ثمَّ يجفف ثمَّ يسْتَعْمل بدل الاسفنج للتهبج. من التَّذْكِرَة: بزر الحرمل صَبر فرييون حضض مر رماد الكرنب يعجن بِمَاء الكرنب ويطلى عَلَيْهِ رماد الكرنب أَو بِمَاء الرماد. اشليمن قَالَ: للورم الرخو الْكَائِن فِي أَقْدَام الحبالى والناقهين: خل وملح ودهن ورد يجاد ضربه ويطلى بِهِ أَو يطلى بِمَاء الكرنب وزيت أَو بملح وزيت. من الْكَمَال والتمام للورم فِي الْيَد وَالرجل: يُؤْخَذ خل خمر ودهن ورد بِالسَّوِيَّةِ يخلطان ويطلى على الْمَوَاضِع المتورمة وَيُوضَع عَلَيْهَا ورق الفجل ويدمن ذَلِك أَيَّامًا. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: وَهُوَ رخو المجسة لَا وجع مَعَه وَقد يحدث شَيْء من هَذَا الْجِنْس فِي أرجل المستسقين والمسلولين إِلَّا أَن هَذَا فِي هَؤُلَاءِ عرض تَابع لِلْعِلَّةِ ومداواته مداواة الْعلَّة وَمَتى احتجت فِي بعض الْأَوْقَات أَن يفنى فيكفيك دلك السَّاقَيْن بدهن ورد مرّة وبملح وزيت أُخْرَى وبدهن ورد وخل خمر أُخْرَى فَأَما إِذا حدث الورم الرخو بِأحد الْأَعْضَاء من أجل بلغم ينصب إِلَيْهِ فقد يَكْتَفِي كم من مرّة بِأَن تضع عَلَيْهِ اسفنجة مبلولة بِمَاء قد مزج بخل يسير حَتَّى أَنه قد يُمكن أَن يشرب أَو يُزَاد فِيهِ فضل قَلِيل مَاء وَشد الاسفنجة برباط يكون ابتداؤه من أَسْفَل وانتهاؤه إِلَى فَوق وَيجب أَن تنظر فِي الْأَسْفَل والفوق هَهُنَا وَيَنْبَغِي أَن تكون الاسفنجة جَدِيدَة مَتى أردْت أَن يكون الْعَمَل قَوِيا نَافِعًا فَإِن لم يتهيأ فاغسلها ببورق ونطرون أَو بِمَاء الرماد فَإِن فعلت هَذَا وَلم ينخفض الورم وَسكن فعاود الشد باسفنجة جَدِيدَة مبلولة على مَا وصفت وألق فِيهَا مَا يبلها بِهِ شَيْئا قَلِيلا وَإِن وجدت الْجَوْهَر الَّذِي يُقَال لَهُ خيميون اللين مِنْهُ الَّذِي يكون مِنْهُ بِمَنْزِلَة مَا يجلب من طرسوس فَاسْتَعْملهُ فَإِنَّهُ أَجود من الاسفنج فاغمسه فِي الْخلّ وَالْمَاء والشب وشده من أَسْفَل إِلَى فَوق على مِثَال مَا تشد الْعِظَام الْمَكْسُورَة تجْعَل لَهَا للسفلى أَشد ثمَّ ارخه بعد ذَلِك حَتَّى تفرغ وَلَا كل الإرخاء لِئَلَّا تضطرب والماميثا من أَجود الْأَدْوِيَة لهَذِهِ الْعلَّة إِذا ديفت وَهَا بخل ممزوج وَأفضل مِنْهَا فِي ذَلِك الدَّوَاء الَّذِي ألفته أَنا نع فِيهِ مَا ميثا وَقد يَكْتَفِي بالأدوية المركبة وتختلف مداواة الورم الرخو بِحَسب الأعظاء لِأَنَّهُ مَتى حدث بمراق الْبَطن لم تَجِد أحد من النَّاس يَجْعَل عَلَيْهِ اسفنجة مبلولة بخل ممزوج بِمَاء بَارِد وَلَا تَجِد حدا يطْبخ افسنتينا بِزَيْت وتجعله)
على ركبة وارمة قَالَ: وَلَيْسَ علاج الورم الرخو وعلاج الورم النفخي علاجاً وَاحِدًا وَلَا نوعهما وَاحِد لِأَن الورم الرخو يحدث عَن البلغم فَإِذا غمزت عَلَيْهِ بالأصبع انخفض لَهُ عمق كَبِير وَأما انتفاخ فَإِنَّمَا يحدث عِنْدَمَا تَجْتَمِع فِي مَوضِع من الْبدن ريح نفخية عني ريحًا بخارية وَهَذِه تَجْتَمِع مرّة تَحت الْجلد وَمرَّة تَحت الأغشية لمغشية للعظام والعضل وَقد تَجْتَمِع كم من مرّة فِي الْمعدة والأمعاء وَفِيمَا بَين الأمعاء والغشاء المستبطن للعضل وَالْفرق بَين الورم الريحي والورم الرخو أَن الورم الرخو ينغ ويتأثر بِالْيَدِ والانتفاخ لَا ينخفض(4/22)
وَمَتى ضربت بِيَدِك عَلَيْهِ سَمِعت لَهُ كصوت الطبل فَإِن كَانَت هَذِه النفخ فِي التجاويف الْكِبَار نَحْو الْمعدة والأمعاء فقد ذَكرْنَاهُ فِي بَاب النفخ فَأَما إِن كَانَ فِي الْيَد أَو فِي الرجل أَو فِي عضل تَحت الْجلد أَو فِي بعض الأغشية المغشية على الْعِظَام فَإِنَّهُ إِن كَانَ لَا وجع مَعَه فَإِن بعض الْأَشْيَاء السة اللطيفة الْأَجْزَاء تفي باشفائه بِمَنْزِلَة الرماد الَّذِي يُقَال لَهُ: سالبطي فَإِن كَانَ مَعَه وجع فَيجب أَن يمرخ الْعُضْو بمروخ تلين وترخى وأمثال هَذِه الْعِلَل تحدث عَن ضَرْبَة ترض وتفسخ بعض العضل أَو بعض الأغشية الَّتِي على الْعِظَام إِلَّا أَنه مَتى عرض الرض لعضلة يَنْبَغِي أَن يداوى بِمَا يسكن الوجع وَقد ذَكرْنَاهُ فِي من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة التهبج ورم رخو يبْقى فِيهِ أثر الْأَصَابِع لَا وجع مَعَه وَيحدث عَن بلغم رَقِيق. وَمِنْه: إِن حدث التهبج وَهُوَ الورم الرخو عَن بلغم رَقِيق إِن لم تبرز الأورام البلغمية.
أَبُو جريج وَقَالَ حنين فِي كتاب الْعين: 3 (الْخَلْط المائي يحدث ورماً) (يُسمى الانتفاخ) وَأما البلغمي الرَّقِيق فَإِنَّهُ يحدث ورماً يُسمى التهبج قَالَ: وعلاج الورم النفخي بالأدوية المركبة مِمَّا يلطف ويحلل وَيقبض ويسدد وَأما التهبج فعالج فِي الِابْتِدَاء بأدوية مركبة تشد وتحلل كالخل الممزوج والشب مَعَ الْملح والبورق وَمَاء الرماد وَيجب أَن تسْتَعْمل أَولا الدون من هَذِه فَإِن لم ينجح فَاسْتعْمل الْأَقْوَى فَإِن طَال مكثه اسْتعْملت الْأَدْوِيَة الَّتِي تقطع وتحلل فَقَط وتربط رِبَاطًا أَسْفَله أَشد من أَعْلَاهُ. لي الَّذِي يحدث عَن البلغم صنوف من الأورام: أَحدهَا الترهل وَالثَّانِي هُوَ الرخو وَالثَّالِث الجسأ وَهُوَ ورم صلب وَهَذَا إِذا كَانَ فِي اللَّحْم الرخو فَهُوَ خنازير وَثَلَاثَة أضْرب من الدبيلات العسلي والشحمي والأرد هالجي. أغلوقن قَالَ: اوديما ورم رخو لَا وجع مَعَه أَبيض كلون الْجِسْم وَيكون من جَوْهَر بلغمي وريح بخارية مثل مَا يتَوَلَّد فِي جنوب الْمَوْتَى حَتَّى ينتفخ مِنْهَا ويتولد فِي الْأَطْرَاف فِي الاسْتِسْقَاء فَأَما الْحَادِث للمستسقين فَلَا يحْتَاج إِلَى علاج يَخُصُّهُ وَقد يسكنهُ الدَّلْك بدهن الْورْد والخل ممزوجين أَو بالملح والدهن وَمَتى كَانَ من أجل كيموس بلغمي سَالَ إِلَى عُضْو فَرُبمَا سكنه اسفنج مبلول بِمَاء وَشَيْء يسير من خل فَإِن لم يسكن فزد فِي الْخلّ وَلَا تجَاوز مِقْدَار مَا يُمكن شربه وعَلى قدر صلابة الْأَبدَان فَيكون الاسفنج جَدِيدا مغسولاً بالنطرون أَو بِمَاء الرماد فَإِن لم يسكن فضع عَلَيْهِ اسفنجاً قد سقى شَيْئا يَسِيرا من مَاء الشب وَإِن كَانَ فِي أَعْضَاء يُمكن أَن تشدها فشدها وابدأ من أَسْفَل وانته إِلَى فَوق وَيكون الرِّبَاط مثل الرِّبَاط الَّذِي للكسر فَإِن الْغَرَض فِي هَذِه الْعِلَل غرضان: أَحدهمَا أَن تحلل شَيْئا من جوهرها وَالْآخر أَن نجمع جَوْهَر الْعُضْو وتشده قَالَ: وَأما أَنا فقد عَالَجت ورماً من هَذَا الْجِنْس بِأَن مسحته بالدهن أَولا ثمَّ وضعت عَلَيْهِ اسفنجاً مبلولاً بِمَاء الرماد وشددته شداً فِيهِ فضل قُوَّة فبرأ برءاً تَاما.(4/23)
جَوَامِع اغلوقن قَالَ: الورم الْمَعْرُوف بالتهبج هُوَ ورم رخو لَا وجع مَعَه وحدوثه يكون أما من ريح بخارية وَإِمَّا من بلغم ينصب إِلَى بعض الْأَعْضَاء والتهبج الْعَارِض من الرّيح يذهب سَرِيعا وَلَا يحْتَاج إِلَى مداواة فَإِن احْتِيجَ إِلَى مداواة فَإِنَّهُ يسهل ذَلِك لِأَنَّهُ يذهب ويتحلل سَرِيعا والدلك بالخل ودهن الْورْد إِمَّا وَحده وَإِمَّا مَعَ ملح وَأما الْحَادِث عَن البلغم فَإِنَّهُ يداوى باشياء تشد وتحلل مَعًا فَيُوضَع عَلَيْهِ اسفنج جَدِيد مغموس بخل لِأَن الاسفنج الْجَدِيد يحلل والخل يدْفع فَإِن)
لم ينفع فزد فِي القوتين جَمِيعًا بِأَن يخلط مَعَ الْخلّ شب وَيشْرب الاسفنج مَاء الرماد فَإِن طَال الْأَمر بِهِ فاطرح الدافعة الْبَتَّةَ وَاسْتعْمل الْمُقطعَة واربطه رِبَاطًا يَبْتَدِئ من أَسْفَل الْعُضْو رخواً وَيصير إِلَى فَوق وَهُوَ صلب وَهُوَ الرِّبَاط الْمَعْرُوف برباط الْعظم المكسور كَيْمَا لَا يقبل الْعُضْو شَيْئا مِمَّا ينصب إِلَيْهِ قبولاً مفرطاً.
الساهر قَالَ لورم السَّاق والقدم: دهن ورد وملح وخل وَاجعَل فَوْقه ورق السلق أَو ورق الفجل.
ابْن سرابيون قَالَ: يَكْتَفِي الترهل الْحَادِث فِي الرجل وَالْيَد أَن يعالج بدهن ورد وخل خمر وَشَيْء من ملح يدلك بِهِ والورم البلغمي بالاسفنج المشرب بخل وَمَاء ويشد من أَسْفَل إِلَى فَوق وَيكون الشد على ارخاء وينفع الرماد مَعَ قيروطي ودهن الشبث فَإِنَّهُ يحلل هَذِه الأورام وَقَالَ: لترهل أرجل الحبالى ينفع رماد البردي بخل ويضمد بِهِ أَو يضْرب الْخلّ بدهن الْورْد ويطلى بِهِ أَو ملح وخل أَو قيموليا بخل. وللورم الجاسي البلغمي: رماد الكرنب وملح مقلو يسحق بِزَيْت ويطلى عَلَيْهِ أَو يسلق الكرنب ويضمد بِهِ أَو يطلى على الورم الرخو أَيْنَمَا كَانَ قيموليا يعجن بِمَاء الكرنب أَو يُؤْخَذ صَبر وفوفل وصندل أَحْمَر يبل بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب ويطلى هَذَا يصلح للعين إِن شَاءَ الله.(4/24)
(الدماميل والدبيلات) (الْبَاطِنَة وَالظَّاهِرَة والبثور والخراجات وعلامات التقيح والمقيحة والطرق الَّتِي) (فِيهَا تَأْخُذ الْمدَّة والقيح إِذا خرج عَن الْبدن والتصاق الْجلد والسلع وَمَا يصلح) (لذَلِك وجودة الْمدَّة ورداءتها وحس الخراجات والبط والطاعون وَمَا يجب أَلا) (يبط بالحديد بل بالأدوية) من الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: 3 (الدُّبَيْلَة) تكون عِنْد انطباق ورم حَار عَظِيم فِي مِقْدَاره فَيكون فَتحه إِذا نضج كَأَنَّهُ فِي جراب وَالْآخر لَا يتقدمه ورم حَار لَكِن رُطُوبَة لَيست بحراة تنصب إِلَى بعض الْمَوَاضِع وَتوسع لنَفسهَا مَكَانا لكثرتها وتمديدها وتكتسب بطول مكثها عفونة وتوجد فِيهَا أَشْيَاء بديعة كالشعر والخزف والأظفار وضروب الطين والدردي وعكر الزَّيْت وَرُبمَا كَانَ لَهَا ريح مُنكرَة جدا. وَالْأَكْثَر من الدبيلات تجْرِي مِنْهَا ثَلَاثَة أَشْيَاء مِنْهَا مَا يجْرِي مِنْهَا كالأردهالج وَالثَّانِي الشحمي وَالثَّالِث العسلي وَالْغَرَض فِي علاجه أَنه رُبمَا حللت وَرُبمَا عفنت وَرُبمَا قطعت بالحديد والأردهالجي إِمَّا أَن يعفن وَإِمَّا أَن يقطع والشحمي يعالج بالحديد فَقَط لِأَنَّهُ لَا يُمكن فِيهِ أَن يعفن وَلَا أَن يتَحَلَّل.
وَأما الْبَاطِنَة وخاصة فِي الأحشاء فَإِن الْأَدْوِيَة المتخذة بالأفاويه نافعة لَهَا وَفعل هَذِه الْأَدْوِيَة أَن تحل وتذيب الرُّطُوبَة المجتمعة وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي سَبِيلهَا هَذِه السَّبِيل كَثِيرَة وأحسنها كلهَا اثر الترياق الْكَبِير والأميروسيا وَأما سهلة الْوُجُود فأفضلها كلهَا المتخذة بالفوذنج النَّهْرِي. فِي كتاب الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: وَأما الطّرق الَّتِي يَأْخُذ فِيهَا الْقَيْح والمدة الَّتِي فِيهَا تجاويف تشترك فَإِن تنقية الْمدَّة تكون فِيهَا فِي الْأَمر الْأَكْثَر كَمَا تنقى فِي خراجات الصَّدْر بالنفث وَالَّتِي فِي الْمعدة بالقىء وَالْبرَاز وَالَّتِي فِي الأمعاء بالبراز وَالَّتِي فِي مقعر الكبد بالبراز أَيْضا وَالَّتِي فِي حدبة الكبد بالبول وَكَذَلِكَ الخراجات الَّتِي فِي الكلى ومجاري الْبَوْل والمثانة بالبول.
قَالَ: وَهنا أمراض يعرض فِيهَا ضروب لَا تعرض إِلَّا فِي الندرة لَا يكَاد يصدق بهَا مثل مَا يعرض إِذا استنقت مَوَاضِع الصَّدْر بالغائط ومواضع الْمعدة والأمعاء بالبول. قَالَ: وَقد رَأَيْت خراجاً كَانَ فِي الرئة استقى بالبول وخراجاً كَانَ فِي الصَّدْر تنقى بالغائط قَالَ: ومجيء الْقَيْح من الرئة إِلَى الكلى لَهُ طرق وتجاويف مَوْقُوفَة عَلَيْهَا وَذَلِكَ أَنه كَمَا تَأتي الكلى شعب من الْعرق الأجوف)
كَذَلِك تجيئها شعب من الْعرق الضَّارِب الْأَعْظَم فاستفراغ الْقَيْح من(4/25)
الرئة بالبول قد يعرض فِي الاجانين وَهَذَا طَرِيقه وَأما استفراغ قيح الرئة بالغائط فقد يظْهر بالتشريح بالاجانين وَذَلِكَ لِأَن الْعرق الأجوف قد يُوجد فِي بعض الْأَحْوَال مُشْتَركا مَعَ الْعرق الشبيه بساق الشَّجَرَة مواصلاً لَهُ بعرق آخر متوسط بَينهمَا وَهَذَا أَيْضا يُمكن أَن يصير الْقَيْح الَّذِي أَسْفَل الْحجاب إِلَى المثانة إِلَّا أَن هَذِه الْأَشْيَاء إِنَّمَا تكون فِي الاجانين لِأَن هَذِه الأشكال تتفق فِي الاجانين. لي وَلِأَن عللاً تقع فِي المجاري الْمُعْتَادَة مَانِعَة فتضطر الطبيعة عِنْد ذَلِك إِلَى اسْتِعْمَال سواهَا وَلَقَد قَرَأت فِي بعض الْكتب أَنه لَو لم يكن بَين العضوين إِلَّا عصب أَو عظم لدفع إِلَيْهِ فِي ذَلِك العصب والعظم فضلا عَن اللَّحْم بالاضافة إِلَى هَذِه فَإِن الدّفع فِي اللَّحْم لَا يجب أَن يتعجب مِنْهُ الْبَتَّةَ وَذَلِكَ لِأَن فِيهِ مجار كمجاري الاسفنج وَإِن لم تكن تمر على استقامة.
3 - (جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة)
حُدُوث النافض أبدا خَاص بانفجار الخراجات الْبَاطِنَة وبتكون فورة الْحمى الحارة وشدتها خَاص بِأَن الْمدَّة قد كَانَت وفرغت وَشدَّة هيجان الحميات خَاص بِأَن الْمدَّة فِي الْكَوْن مَعَ شدَّة الوجع وَلذَلِك يتكون الوجع فَيكون خَاصّا بِأَن الْمدَّة قد كَانَت.
السَّابِعَة من الميامر: الدبيلات الْبَاطِنَة تنفعها الْأَدْوِيَة اللطيفة المجففة كالدارصيني والمرو نَحْوهمَا. قَالَ: وَالشرَاب اللَّطِيف الرَّقِيق إِذا شرب قَلِيلا قَلِيلا. قَالَ: الورم الَّذِي من جنس الدبيلات إِذا كَانَت فِي الْبَطن فِي آلَات التنفس أَو آلَات الْغذَاء يحْتَاج إِلَى الْأَدْوِيَة الملطفة المجففة وَينْتَفع بِشرب الشَّرَاب الْعَتِيق اللَّطِيف الرَّقِيق مَتى شرب مِنْهُ شَيْء يسير لِأَنَّهُ يجفف ويلطف وتحتاج الدبيلات الْبَاطِنَة إِلَى مَا يجفف ويلطف وأنفع مَا يكون إِذا كَانَت مَعَ ذَلِك أفاويه.
الْمقَالة الأولى من تقدمة الْمعرفَة: 3 (الأورام الَّتِي تحدث فِي مراق الْبَطن) إِن كَانَت فِي المراق فَقَط وَكَانَت الأحشاء الَّتِي وَرَاءَهَا سليمَة لم يُمكن أَن تقتل إِلَّا أَن تكون عَظِيمَة جدا وَيَقَع فِي تدبيرها خطأ وَأما الَّتِي تكون فِي الأحشاء الَّتِي وَرَاءَهَا أَعنِي فِي الكبد وَالطحَال والمعدة والحجاب وَنَحْوهَا فَإِنَّهَا ردية قاتلة إِلَّا أَن يكون لَهَا بحران برعاف وتدفعها الطبيعة. قَالَ: فَأَما الأورام الْحَادِثَة فِي المراق الَّتِي مَعهَا حمى فَإِنَّهَا مَتى لم تنفش كلهَا أَو ينفش بَعْضهَا أَو يتحجر الْبَعْض لَكِن يبْقى مَعَه الْحمى فَإِنَّهَا تتقيح وَمُدَّة تقيحها مَتى كَانَت فلغمونيا تكون فِي عشْرين يَوْمًا وَإِن كَانَت أوذيما فَفِي سِتِّينَ يَوْمًا وَإِن كَانَت متوسطة فَفِي أَرْبَعِينَ أَحْمد هَذِه الخراجات مَا كَانَ مِنْهَا مائلاً إِلَى خَارج الذيليس لَهُ رَأس محدد وَبِالْجُمْلَةِ فالمائل إِلَى الْخَارِج وَهُوَ مروس محدد الرَّأْس صَغِير وأرداها العريض الْعَظِيم الْقَلِيل الْميل إِلَى خَارج جيد بالاضافة إِلَى المائل إِلَى دَاخل وَإِن لم يكن جيدا بقياسه إِلَى بعض المائلة إِلَى خَارج فَأَما المائل إِلَى خَارج فَالَّذِي كَأَنَّهُ صنوبرة أَجودهَا كلهَا لِأَنَّهُ يدل على قُوَّة الْقُوَّة الدافعة للمدة وعَلى أَن الْخراج لم يفْسد موضعا كَبِيرا فَأَما المائل إِلَى دَاخل فَمَا لم يمل الْبَتَّةَ(4/26)
إِلَى خَارج وَيكون لاطياً لَا وجع مَعَه وَلَا يرى فِي الْموضع الْخَارِج فِي مَكَانَهُ كثير تغير على أَنه لَيْسَ من المائلة إِلَى دَاخل حميد الْبَتَّةَ وَذَلِكَ أَنه تنْدَفع من الأخس إِلَى الْأَشْرَف وَلِأَنَّهُ إِذا انْفَتح لم يُمكن أَن يوضع عَلَيْهِ دَوَاء لِأَنَّهُ لَا يرى وَلَا يظْهر وَلِأَنَّهُ ينصب إِلَى أَعْضَاء شريفة فَإِن الْمدَّة إِذا انفجرت إِلَى المعي الغليظ رُبمَا سحجته وَمَتى انصبت إِلَى المعي الصَّائِم والأمعاء الدقاق سدت نُفُوذ الْغذَاء وَمَتى انصبت إِلَى فضاء الْمعدة أفسدت الاستمراء وأردى من هَذِه مَا انفجر إِلَى الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا لِأَنَّهُ قد جمع الْحَالَتَيْنِ الرديتين كلتيهما وَلَا يكون من ذَلِك للطبيعة حِينَئِذٍ مَوضِع يبتدىء مِنْهُ نَبَات اللَّحْم فتجعله لَهَا بِمَنْزِلَة الأساس فَأَما الْمدَّة فأحمدها الْبَيْضَاء الملساء الَّتِي لَيْسَ لَهَا رَائِحَة مُنكرَة والمضاد لَهَا فِي غَايَة الرداءة لِأَن الرَّائِحَة الْمُنكرَة تدل على أَن تغير الْخَلْط كَانَ بالعفن لَا بالنضج وَأما بَيَاض اللَّوْن فَلِأَن الشَّيْء الَّذِي يَسْتَحِيل إِذا كَانَ مَغْلُوبًا على الْحَقِيقَة وَالِاسْتِقْصَاء يشبه بلون الْمُحِيل وَلِأَن الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة بيض والمدة لَا تبلغ وَلَو كَانَت فِي غَايَة الْجَوْدَة أَن تكون فِي بَيَاض المنى واستوائه لِأَنَّهُ الْحَرَارَة الَّتِي تنضج الْخَلْط حَتَّى تَجْعَلهُ مُدَّة لابد أَن يشوبها شَيْء من عفن وَلَيْسَت حرارة طبيعية خَالِصَة كَالَّتِي تنضج الدَّم حَتَّى يصير منياً لَكِن مَا كَانَت فِي ذَلِك أَكثر فَهُوَ أَجود وَكَذَلِكَ مَتى كَانَت أقل فِي الرَّائِحَة الْمُنكرَة فَهِيَ أَجود لِأَن هَذِه الرَّائِحَة)
تحدث إِذا كَانَت العفونة أقوى من الهضم فَأَما إِذا كَانَت الْحَرَارَة الَّتِي تنضج ذَلِك الدَّم فِي غَايَة الْحَرَارَة فَإِنَّهُ يتَوَلَّد مِنْهَا عفن كالعفن الَّذِي يكون فِي أبدان الْمَوْتَى وَمِقْدَار غَلَبَة هَذِه الْحَرَارَة الردية تكون بميل الْمدَّة عَن الْحَال الحميدة قَالَ: وَقد بيّنت فِي كتاب سوء المزاج الْمُخْتَلف: أَن الدَّم الَّذِي يحصل فِي الْعُضْو عِنْد الورم الْحَار قد خرج عَن الأوردة الصغار الَّتِي هِيَ موَاضعه الَّتِي تخصه بالطبع وَأَنه لَا يُمكن أَن يرجع إِلَى طَبِيعَته الأولى أَعنِي الدموية أَو إِلَى مَكَانَهُ ولابد لَهُ من الاستحالة والتعفن بِمَنْزِلَة جَمِيع الْأَشْيَاء الَّتِي تسخن سخونة شَدِيدَة فِي مَوضِع غير موَاضعهَا إِلَّا أَنَّهَا مَتى سخنت فِي هَذَا الْموضع الْغَيْر الْخَاص بهَا سخونة شَدِيدَة جدا عفن كعفن جنوب الْمَوْتَى وَمَتى سخنت سخونة معتدلة نَضِجَتْ وَكَانَت مُدَّة جَيِّدَة. وَإِن كَانَ الْأَمر متوسطاً توسطت فِي ذَلِك فَإِن الْمدَّة الجيدة متوسطة بَين الأخلاط الطبيعية وَغير الطبيعية. لي يَعْنِي بالطبيعة المنى وَاللَّبن وَسَائِر مَا يتَوَلَّد استحالته إِلَى الْحَال الطبيعية والغير الطبيعية. لي الصديد والفضول. الْمقَالة الثَّانِيَة: الخراجات تطول مُدَّة نضجها بِحَسب الْأَعْضَاء وبحسب الْخَلْط الْغَالِب وَالسّن وَالزَّمَان فَمَتَى كَانَ الْعُضْو أَلين والخلط أسخن وَالزَّمَان وَالْمَكَان أَيْضا كَذَلِك كَانَ النضج أسْرع وَمَا حدث عَن خلط أبرد وَفِي عُضْو أَصْلَب وزمان وَسن باردين يابسين كَانَ النضج أبعد. لي رَأَيْت الفصد مُوجبا أَن يُؤَخر نضج الخراجات فَإِذا أردْت نضج خراج فَلَا تخرج الدَّم لِأَنَّهُ يضعف نضجه وَالدَّلِيل على أَن الْخراج الْبَاطِن قد تفتح وَجمع الْمدَّة إِذا استحكم ذَلِك فِيهَا أَن تسكن الحميات وَشدَّة الوجع ويصيرفي مَكَان الوجع والنخس ثقل وَالدَّلِيل على انفجاره أَن يهيج نافض يتبعهُ حمى ثمَّ(4/27)
يقوم الثّقل بعد ذَلِك. وَقد قَالَ فِي تقدمة الْمعرفَة قولا مُخَالفا لهَذَا فَلْينْظر فِي ذَلِك وَذَلِكَ أَن جالينو قَالَ: إِذا عرض النافض والحمى بعقبه تَجِيء أَشد من الْعَادة وأحس بثقل فِي الْمَكَان فَفِي ذَلِك الْوَقْت قد طَالَتْ الْمدَّة واستحكمت وَمن هَذَا الْوَقْت إِذا سكن الثّقل وَبَطل هَذَا فقد انفجر الْقَيْح.
لي الْمقَالة الثَّانِيَة من الْفُصُول: إِذا كَانَ من الخراجات مَا يبرز مراريا فَاعْلَم أَن الدَّم كُله رَدِيء فَاسْتعْمل الاستفراغ وَإِذا كَانَ مَا يبرز من الْجِسْم كَمَا يبرز من الْجِسْم الصَّحِيح فَلَيْسَ الْجِسْم بعليل وَيجب حِينَئِذٍ بالتقدم على تغذيته وَحفظ الْقُوَّة فَقَط بالأغذية الجيدة وعلاج ذَلِك الْموضع فَأَما من دَاخل فَلَا قَالَ: البثور والخراجات إِنَّمَا تكون عِنْد مَا يسخن الدَّم من المرار الْأَصْفَر.
وَمِنْهَا: فِي وَقت تولد الْمدَّة يعرض الوجع والحمى أَكثر مِمَّا يعرض بعده تولده قَالَ ج: لِأَن الدَّم)
الَّذِي يُرِيد أَن يصير مُدَّة يهيج الوجع ويمدد الْعُضْو وَفِي وَقت مَا يكون قد صَار مُدَّة يكون قد قل كميته فيقل تمديده وَفِي وَقت تولد الْمدَّة أَيْضا فِي الْعُضْو يعرض سخونة شَدِيدَة بهَا يصير الدَّم مُدَّة وَيكون عَنْهَا حمى لشدى السخونة يتَأَذَّى الْقلب بهَا وَإِذا صَارَت الْمدَّة سكنت تِلْكَ الْحَرَارَة لِأَنَّهَا تكون بِمَنْزِلَة نَار قد طفيت. وَمن السَّادِسَة من الْفُصُول: مَا كَانَ من الخراجات أَشد ارتفاعاً وإشرافاً وَأَشد تحدد رَأس فالخلط الْمُحدث لَهُ حَار وَمَا كَانَ أَخفض وألطأ وَأعْرض فالخلط الْمُحدث عَنهُ أبرد.
وَمِنْهَا قَالَ: لَا تتبين للحس فِي الخراجات إِمَّا لغلظها وَإِمَّا لِكَثْرَة اللَّحْم الَّذِي فَوْقهَا وَإِمَّا لَهما.
قَالَ: بَين الخراجات فرق كَبِير فِي الْموضع والخلط حَتَّى إِن من الخراجات مَا لَا يتقيح عمر صَاحبه الْبَتَّةَ لَكِن يبْقى بِحَالهِ لغلظ ذَلِك الْخَلْط وَيَردهُ كالخراجات الَّتِي تخرد فتجذب خرز الصلب وَيُورث الجذب.
وَمن السَّابِعَة من الْفُصُول قَالَ ابقراط: إِذا انفجر خراج إِلَى دَاخل حدث عَن ذَلِك سُقُوط قُوَّة وذبول نفس وقيء ج: يَعْنِي بالخراج الدُّبَيْلَة وبالانفجار إِلَى دَاخل إِلَى الْمعدة لِأَنَّهُ إِنَّمَا يكون الْقَيْء إِذا كَانَ انفجاره إِلَيْهَا فَأَما انفجاره إِلَى الصَّدْر والرئة فَلَا يحدث قيئاً لكنه يحدث ضَرُورَة سعالاً وَرُبمَا أحدث اختناقاً وانفجاره إِلَى الأمعاء يحدث اخْتِلَاف الْمدَّة ويعم كل وَمن السَّابِعَة أَيْضا: يَنْبَغِي أَن تعلم أَن ابقراط يرى أَن الطبيعة مَتى كَانَت قَوِيَّة لم يعجزها طَرِيق ينفذ فِيهِ الشَّيْء تُرِيدُ انفاذه وَإِن كَانَ الشَّيْء الَّذِي تُرِيدُ إِنْفَاذه غليظاً وَكَانَت المجاري الَّتِي فِي ذَلِك الْموضع رقيقَة ضيقَة أَو كَانَ يَقُول: إِن الفضول قد تدفعها الطبيعة فِي الْعظم وَقد نرى نَحن الْمدَّة تنفذ فِي الفضاء الَّذِي فِيمَا بَين الرئة والصدر إِلَى الصَّدْر وَالدَّم من الْجلد الصَّحِيح عِنْد(4/28)
الرطوبات فِي الْجنب. لي اجْعَل عنايتك فِي الدُّبَيْلَة تَقْوِيَة الْقُوَّة فَإِن بِهِ يكون التنقية وَبِه لَا يحدث الْعشي وجلهم يَمُوت بالغشي إِذا مَاتَ وَإِذا كَانَت الْقُوَّة قَوِيَّة نفت الطبيعة الْمدَّة.
الثَّانِيَة من طبيعة الانسان قَالَ: من ينفث مُدَّة وخلطاً غليظاً شبه الْمدَّة أَو يبولها أَو من تخرج من برازه اخلاط ردية من غير أَن تكون بهم حمى بِمن قد جَاوز خمْسا وَثَلَاثِينَ سنة فَإِنَّهُم قد كَانُوا فِيمَا تقدم أَصْحَاب كد ثمَّ تَرَكُوهُ فاكتسبوا لَحْمًا رهلاً وامتلاء فينصب مِنْهُم صديد إِلَى الأفضية مِمَّا قد انصب إِلَى الْمعدة والأمعاء خرج بِسُرْعَة وَكَانَ مثل مَا يخْتَلف الدَّم وَمَا انصب إِلَى الصَّدْر وَغَيره وعفن فَصَارَ مثل الْمدَّة وَلَا خوف على هَؤُلَاءِ من هَذِه الاستفراغات لَكِنَّهَا)
تنغص أبدانهم وتنقي مِنْهَا فِي أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَو شهرا أَو فِي سنة تَامَّة.
من سوء المزاج الْمُخْتَلف: إِذا كَانَ الورم مَا يتقيح فَأَحْمَد مَا يكون أَن يمِيل التقيح إِلَى أعظم تجاويف الْعُضْو وأسهله وبالضد فَإِذا كَانَ فِي تجاويف الْمعدة فأسله أَن يمِيل إِلَى تجويفها وَكَذَلِكَ يكون فِي الْأَكْثَر فَإِنَّهُ إِلَى هُنَالك ينفجر وَأما إِن انفجر إِلَى الفضاء الَّذِي دون الصفاق فَإِنَّهُ ردي. وَإِن كَانَ الْخراج فِي نواحي الدِّمَاغ فَإِن مَال الْجمع والتقيح إِلَى التجويفين المقدمين كَانَ أَحْمد لي لِأَنَّهُ يسيل من الْأنف والحنك. قَالَ: وَالْجمع تَحت أم الدِّمَاغ وَفِي التجويف الْمُؤخر ردي فَأَما الَّتِي تكون فِي الأضلاع ونواحيها فانفجارها فِي الْأَكْثَر يكون إِلَى فضاء الصَّدْر والكائنة فِي سَائِر الْأَعْضَاء فانفجارها يكون إِمَّا إِلَى أكبر تجاويف فِيهَا وَإِمَّا إِلَى بعض الْعُرُوق وَإِمَّا إِلَى خَارج نَحْو الأغشية المحيطة.
من محنة الطَّبِيب: صَاحب الدُّبَيْلَة فِي الأحشاء يغذى بأغذية فِي غَايَة اللطافة وَأما إِن كَانَت الدُّبَيْلَة فِي مراق الْبَطن والأحشاء سليمَة فَلَا.
من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: الخراجات تكون إِمَّا عَن انطباخ الفلغموني وَإِمَّا لخلط تَدْفَعهُ الطبيعة فِي اللَّحْم حَتَّى إِذا بلغ الْجلد لم يُمكن أَن ينفذ وأسكنها فِي ذَلِك ألينها. قَالَ: وتوجد فِي الخراجات أَشْيَاء عَجِيبَة متفننة قَالَ: وَهَذِه الْأَشْيَاء الَّتِي تكون فِيهَا هَذِه الْأَشْيَاء البديعة تخص باسم السّلْعَة وأكثرها يجْرِي فِي غشاء يَخُصُّهُ بِمَنْزِلَة الْكيس وَأما الآخر فيخص باسم الدُّبَيْلَة وَيكون مَا فِي جَوْفه ضروباً من الْمدَّة مُخْتَلفَة اللَّوْن والقوام وَقد يُوجد فِيهَا شَيْء مثل اللحوم وَمثل الحساء وَمثل العصيدة قَالَ: فَإِذا بططت هَذِه وَخرج مَا فِيهَا يجب أَن يُبَادر بلصق الْجلد بِاللَّحْمِ سَرِيعا فَإنَّك إِن لم تفعل ذَلِك صلب على طول الْمدَّة وَلم يُمكن أَن يلصق إِلَّا أَنه قد ينقبض ويلطأ إِذا جففت بالأدوية وَالتَّدْبِير الملازم حَتَّى تظن بالعضو أَنه قد صَحَّ وبرأ وَمَا دَامَ صَاحبه يتحذر فِي تَدْبيره بَقِي ذَلِك المخبأ منقبضاً لاطياً وَمَتى خلط فِي تَدْبيره بعض التَّخْلِيط حَتَّى يجْتَمع فِي بدنه امتلاء فَيبْدَأ المخبأ من الرَّأْس وَعَاد الْخراج فَإِذا تفرغ الْخراج حدث أَيْضا المخبأ. قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ أَيْضا فَإِنَّهُ يصير ناصوراً. الدمل يحدث عَن دم غليظ فَمَتَى كَانَ غلظه انقص قرب من الْجلد وَكَانَ مكروهه أقل وَمَتى كَانَ غلظه أَزِيد بعد عَن الْجلد وَصَارَ فِي غور الْجِسْم فَيكون عِنْد ذَلِك خبيثاً ردياً.(4/29)
من اختصارات حِيلَة الْبُرْء: أَنا لَا اسمى دبيلة إِلَّا الَّتِي لَا تجمع مُدَّة بل تكون فِيهِ اخلاط آخر)
فَأَما الثَّانِي فأسميه خراجاً وَلَا شح فِي الْأَسْمَاء. قَالَ: علاج الدُّبَيْلَة الظَّاهِرَة مَتى كَانَ مَعهَا فلغموني فَمَا يسكن الفلغموني فَإِذا لم يكن مَعهَا فالأدوية المحللة المجففة فَإِن لم يتَحَلَّل بِهَذَا التَّدْبِير فالعلاج بالحديد بطها وَإِخْرَاج مَا فِيهَا وإدمالها. قَالَ: وَأما الْبَاطِنَة فالتي تشرب لَهَا من الْأَدْوِيَة مَا يلطف ويحلل ويفش كالترياق والمثروديطوس والأمروسيا.
الأولى من التشريح الْكَبِير: اجْعَل ابدا البط ذَاهِبًا مَعَ لِيف العضل اللَّهُمَّ إِلَّا أَن تُرِيدُ أَن تبطل فعل ذَلِك العضل للخوف من تشنج فَإنَّك حِينَئِذٍ تقطعه عرضا لينقطع ليفه عرضا وَيسلم بذلك الرَّابِعَة: 3 (العضلة العريضة) الْمَوْضُوعَة تَحت جلدَة الْجَبْهَة تمتد فِي طول الْجِسْم وعملها أَن تشيل الحاجبين والجهال من أَصْحَاب علاج الْيَد يجْعَلُونَ الْقطع فِيهَا بِالْعرضِ فَيعرض إِذا قطعوها قطعا عَظِيما وخاصة بِالْقربِ من الحاجبين أَن تقع بعد ذَلِك الحاجبان على الْعَينَيْنِ فيعسر فتحهما وتنقلهما.
ابيذيميا الأولى من الثَّانِيَة ابقراط: الْمدَّة والفضول تنْدَفع من عُضْو إِلَى عُضْو لَا فِي الْأَعْضَاء المجوفة تجويفاً محسوساً فَقَط وَلَكِن فِي الْأَعْضَاء الصلبة كالعصب والأوتار وَالْجَلد وَالْعِظَام. ج: قد رَأَيْت قوما كَانَت بهم مُدَّة فِي فضاء الصَّدْر فبالوا مُدَّة وتنقوا بذلك وَآخَرين قَامُوا مُدَّة فَسَلمُوا بذلك وَقد رَأَيْت ذَلِك غير مرّة.
الأولى من السَّادِسَة من ابيذيميا: أَحْمد الخراجات مَا كَانَ ميله إِلَى خَارج حَتَّى يكون تزيده بَينا من خَارج وَمَا كَانَ محدد الرَّأْس فَإِن هَذِه أَحْمد من العريض لِأَنَّهُ يكون من خلط أسخن وأرق فَهُوَ لذَلِك أسْرع نضجاً وتقيحاً وَأما العريضة المفرطحة فَتكون عَن اخلاط بَارِدَة ونضجها عسير وَتَكون أبدا إِلَى العفونة أقرب مِنْهَا إِلَى التقيح على طول الْمدَّة ويجمد أَيْضا مَا تقيح جَمِيعه باستواء لِأَن مَا تقيح بعضه وَلم يتقيح بعض فَإِنَّهَا طَوِيلَة الْمدَّة عسرة وعلاجها أصعب وَذَلِكَ أَن الْمَوَاضِع الَّتِي لم تتقيح تحْتَاج إِلَى شَيْء وَالَّتِي قد تقيحت إِلَى علاج آخر فتختلف وَمَا كَانَ مِنْهَا لَيْسَ مَا حوله صلب فَهُوَ أَحْمد مِمَّا كَانَ حوله صلباً أَعنِي مَا كَانَ وَسطه لينًا وحواليه صلب بطيء النضج أَو لَا ينضج الْبَتَّةَ ويجمد أَيْضا إِلَّا أَن يكون رَأسه الَّذِي أسْرع إِلَى التقيح فِي أَسْفَل مَوضِع مِنْهُ لِأَنَّهُ لَا يحمل حِينَئِذٍ كيساً إِذا انفجر وَمَا كَانَ لَهُ رَأس وَاحِد فَهُوَ أَحْمد وَأسلم لِأَنَّك تَجِد دَائِما مَا بَين الرأسين من اللَّحْم غير سليم كَاللَّحْمِ الصَّحِيح وَلَا ينتفخ بل)
صلب غير متقيح وَلَا سليم والصلب مِنْهَا فبحسب لينه جودته. لي ينظر فِي ذَلِك فِي الْجَوَامِع فَإِن النُّسْخَة عِنْدِي غلط. قَالَ: وَأما المائلة إِلَى دَاخل فالأجود أَلا تميل إِلَى خَارج ليَكُون انفجاره إِلَى مَوضِع وَاحِد. قَالَ: والخراجات الَّتِي تسيل مِنْهَا وتنفجر إِلَى دَاخل مِمَّا يحدث(4/30)
فِي مراق الْبَطن وتنور الصَّدْر لِأَن هَهُنَا تجويفاً يتهيأ للخراج أَن يمِيل مِنْهُ إِلَى دَاخل فَأَما فِي الْأَعْضَاء الصلدة كالقحف فَلَا يتهيأ أَن يمِيل رَأسه إِلَى دَاخل.
الثَّانِيَة من السَّادِسَة: إِنَّمَا يَنْبَغِي لَك أَن تسْتَعْمل الْأَدْوِيَة المقيحة حَيْثُ ترجو التقيح. قَالَ: وَالْخَرَاج يمْتَنع من التقيح لعلتين أما لِأَن مَا فِي ذَلِك الْعُضْو من الْحَرَارَة الغريزية قد ضعفت جدا حَتَّى لَا تقدر الْبَتَّةَ على نضج ذَلِك الْفضل وَإِمَّا لِأَن الْخَلْط نَفسه ردي خَبِيث. قَالَ: وَفِي مثل هذَيْن الْمَوْضِعَيْنِ لَا تسْتَعْمل الْأَدْوِيَة المغرية الَّتِي ذكرت إِنَّهَا مقيحة لِأَنَّهَا رُبمَا عفنت الْعُضْو لَكِن اسْتعْمل فِي هَذِه الْحَالة الشَّرْط الغائر والبط والأدوية الَّتِي هِيَ فِي غَايَة التجفيف. لي هَذَانِ النوعان من الخراجات أَحدهمَا مَا يختنق فِيهِ دم كثير كالحال فِي الخبيثة فَهَذَا يحْتَاج أَن يُبَادر بِالشّرطِ الغائر ليسيل مِنْهُ الدَّم لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي وسع الطَّبْع أَن يحل وينضج ذَلِك كُله وَإِن أَنْت وضعت على هَذِه الْأَدْوِيَة المغرية زِدْته اختناقاً وضيف مسام وأعنت على عفن الْعُضْو كُله وَالْآخر الخراجات الَّتِي تجمع إِلَّا أَن جمعهَا يكون ردياً مُنْكرا كالمدة الرقيقة الحريفة المنتنة وَذَلِكَ يكون لرداءة الْخَلْط من الأَصْل لَا لِكَثْرَة كميته كالحال فِي الأولى وَهَذَا أَيْضا يحْتَاج أَن يُبَادر فِي بطه ليخرج مِنْهُ ذَلِك الْخَلْط الردي وَلَا يَنْبَغِي أَن تضع عَلَيْهَا المغرية لِأَنَّهَا تحصره أَكثر وَهُوَ حَار حريف فَيكون سَببا إِلَى توسع الْخراج وَأكله مَا حواليه وَعند وَقت انفجار الْمدَّة إِلَى الْبَطن يحدث استطلاق بطن يظنّ بِهِ نجح يعرض بِهِ سحج شَدِيد وَذَلِكَ أَن الْمدَّة تلذع الأمعاء وتهيجها.
السَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ: قد يعرض فِي الرّكْبَة ورم عَظِيم ويوهم إِن فِيهِ رُطُوبَة كَثِيرَة مجتمعة فَإِذا بط لم يكن فِيهِ شَيْء الْبَتَّةَ لَكِن تُوجد العضلة إِمَّا منتفخة وَإِمَّا مبلولة برطوبة كَثِيرَة وَإِمَّا بالحالين جَمِيعًا لي قد رَأَيْت فِي المارستان هَذَا وبط فَلم يخرج مِنْهُ شَيْء الْبَتَّةَ وَمَات العليل الثَّانِيَة من السَّادِسَة قَالَ: وَقد يحدث مثل هَذَا فِي جَمِيع المفاصل فيغر الْأَطِبَّاء وَإِذا بطوه لم يكن فِيهِ شَيْء الْبَتَّةَ.
اهرن: الدُّبَيْلَة قد تعرض من الخرز فِي الْمعدة وَأكْثر مَا تتولد من فَسَاد الهضم فِي بعض أَعْضَاء)
الْجَسَد فتجتمع فِيهِ أَولا أَولا ثمَّ يصير دبيلة إِذا عفن.
أَبُو هِلَال الْحِمصِي قَالَ: الْخراج فِي الْجوف يحْتَاج أَولا إِلَى الْأَشْيَاء الدافعة والمميلة للمادة مثل الفصد أَولا ثمَّ أَقْرَاص الْورْد والطباشير لكَي تدفع فَإِذا كَانَ بعد الِابْتِدَاء بِالْقربِ من النضج فأقراص الأفسنتين والغافث والسنبل وَنَحْوه وَفِي الْوَقْت الثَّالِث يُعْطي الترياق والأدوية الحارة المسهلة.
من اختيارات الْكِنْدِيّ للسلع نَافِع جدا يُؤْخَذ عنزروت فيطلى على خرقَة وتوضع عَلَيْهَا ويدمن ذَلِك فَإِنَّهُ يحللها وَتبطل الْبَتَّةَ مجرب. قَالَ: ولبدء الْخراج يسحق الترمس ويعجن بِالْمَاءِ وَيلْزق عَلَيْهِ فَإِنَّهُ إِن كَانَ مِمَّا يجمع أسْرع بِهِ وَإِلَّا حلله.(4/31)
للدمل ينضجه سَرِيعا وَهُوَ خَفِيف: يدق الْخَرْدَل بِالتِّينِ أَو بِالتَّمْرِ دقاً نَاعِمًا حَتَّى يتعجن وَيُوضَع عَلَيْهِ أَو دق الحلبة بِالتَّمْرِ وَضعه عَلَيْهِ أَو دق بزر الْكَتَّان بِالتَّمْرِ والتين وَضعه عَلَيْهِ أَو دق بزر المرو أَو بزر الكرنب دقاً نَاعِمًا بشيرج التِّين أَو التَّمْر وَضعه عَلَيْهِ.
بولس: عَلامَة ذهَاب الورم الْحَار الَّذِي فِي بَاطِن الْبدن إِلَى التقيح أَن يعرض قشعريرات وحميات لَا تَرْتِيب لَهَا وأوجاع شَدِيدَة وَتَكون القشعريرة فِي أول الْأَمر أطول زَمَانا حَتَّى إِذا استحكمت الْمدَّة خفت الحميات والأقشعريرة والأوجاع قَلِيلا حَتَّى إِذا حضر وَقت انفجار الْمدَّة عَادَتْ الأوجاع وَصَارَت حريفة ناخسة وَتَكون فِي أَوْقَات الحميات مؤذية امتداداً شَدِيدا حَتَّى إِذا انفجر عرض بَغْتَة نافض وسالت الْمدَّة بعد ذَلِك ويسكن الثفل والوجع الْبَتَّةَ.
بولس: انطل الْعُضْو إِذا أردْت تفتح بطبيخ أصل الخطمي وَنَحْوه وَإِذا كَانَ عسر الْجمع فضع عَلَيْهِ تيناً يَابسا خلوا دسماً يطْبخ حَتَّى يتهرأ ويخلط بِهِ دَقِيق الشّعير واخلط فِيهِ ملحاً مقلواً فَإِنَّهُ يكون قَوِيا قَالَ: مِمَّا يفتح الخراجات سَرِيعا أَن يسحق النرجس مَعَ مَاء وَعسل ثمَّ خبصه بدهن سوسن وضمد بِهِ أَو يغلى الْقصب الطري بِالْمَاءِ وتغليه غلية جَيِّدَة ثمَّ تسحقه مَعَ عسل وَإِن أخذت من الزفت جُزْءا وَمن وسخ الكوائر جُزْءا انضج الخراجات. قَالَ: وَإِذا بط الْخراج فَلَا تقربه مَاء وَلَا دهناً وَلَا شَيْئا من نَحْوهمَا وَلَا مرهماً يَقع فِيهِ شَحم لِأَنَّهُ الْخراج يحْتَاج إِلَى مَا يجفف لَا إِلَى مَا يرطب.
قَالَ: إِمَّا ورم حَار عَظِيم يتقيح وَإِمَّا بِلَا ورم حَار بل خراج بِلَا وجع وَلَا ضَرْبَان. قَالَ: وَإِذا كَانَت)
الدُّبَيْلَة فِي عُضْو رَئِيس كَانَ مَعهَا حمى وأكثرها بِاللَّيْلِ وقشعريرات على غير نظام وَلَا تَرْتِيب حَتَّى إِذا استحكمت الْمدَّة سكن الوجع وَصَارَ شَبِيها بالحسكة وَسكن الوجع مثل سُكُون الْعُضْو قد خدر وَيصير لَهُ رَأس وينجذب إِن كَانَ ظَاهرا وَكَانَ يُرِيد أَن يتفجر إِلَى خَارج.
بولس: الدماميل تكون من خلط غليظ وأشرها أعمقها الَّتِي تصعد من مَكَان غائر بعيد وينضج الدمل لحم الزَّبِيب مَعَ ملح قد دق نَاعِمًا والخمير وبزر الْكَتَّان مَعَ عسل يلزق عَلَيْهِ. لي وَلم يذكر لَهُ جالينوس علاجاً غير الانضاج الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ توهم أَنه لابد للدمل من النضج وَلذَلِك يجب أَن تبادر إِلَيْهِ وَأما أَنا فَمَا رَأَيْت دملاً إِلَى هَذِه الْغَايَة تحلل وَلم ينضج وَلَو كَانَ صَغِيرا بعد أَن يكون دملاً خَالِصا لَهُ أصل وضربان فَلذَلِك الرَّأْي أَن تنضجه مَا أمكن وَهُوَ سليم القرحة لِأَن خلطه لَيْسَ بردي وَرَأَيْت دماميل صغَارًا فِي رجل طمعت فِي سُكُون وجعها وانفشاشاها بِلَا تقيح فَلم يُمكن ذَلِك وَمَا زَالَت تضرب حَتَّى تقيحت. لي على مَا رَأَيْت: كَانَ رجل من الماهين كَانَ مَعَه دَوَاء ذراريح فَلم أر شَيْئا أسْرع فِي التقيح مِنْهُ وعالج بِهِ دملاً وَقد بَدَت كميته فأقرحه فِي نصف يَوْم: يُؤْخَذ ذراريح بِلَا رُؤُوس وَلَا أَجْنِحَة فينعم سحقها ثمَّ يغلى بِزَيْت عَتيق مرداسنج حَتَّى ينْحل ويسود حَتَّى يصير لَهُ قوام مَا ثمَّ يذر عَلَيْهِ الذراريح ويشاط(4/32)
قَالَ: الدبيلات ثَلَاثَة أَصْنَاف فالتي تخرج رطوبات عسلية رقيقَة قد يُمكن أَن يتَحَلَّل وَلَا تعالج بالحديد وَأما الَّتِي فِي جوفها شَيْء كالعصيدة فَإِنَّهُ يسْتَعْمل فِيهَا علاجان أَعنِي التَّحْلِيل والبط على قدر مَا يكون غلظ مَا يحويه وَذَلِكَ إِن مِنْهَا مَا يُمكن أَن يتَحَلَّل وَمِنْهَا مَا لَا يتَحَلَّل وَأما الَّتِي تحوي شَيْئا من الشَّحْم فَإِنَّهُ غير مُمكن تحللها لَكِن يعالج بالبط وَمَا يحل الْخَنَازِير يحل الدُّبَيْلَة العسلية ويخصها أَن تكمد أَولا بِشَيْء حَار يَابِس ثمَّ تضمد بزبيب منزوع الْعَجم فَإِنَّهُ يحلل مَا فِيهِ أَو خُذ لاذنا ومقلاً وقنة وأشقا ووسخ الكوارات وعلك البطم بِالسَّوِيَّةِ يدق وَيُسَوِّي ضماداً فَإِنَّهُ جيد لَهَا وللخنازير أَيْضا وَالَّتِي تعرض فِي أصُول الآذان والدماميل كلهَا. قَالَ: وَاعْلَم أَن الْأَدْوِيَة كلهَا لَا يُمكنهَا أَن تحلل مَا فِي جَوف الدُّبَيْلَة وَالْجَلد على الْعُضْو فَلذَلِك يجب أَن يكشط الْجلد من الدُّبَيْلَة والخنازير بالأدوية الَّتِي تحرق أَعنِي الحارة حَتَّى تشوي الْجلد وتهيجه ثمَّ ضع عَلَيْهَا المحللة وأسهلها هَذَا: يُؤْخَذ نورة ورماد وصابون ينعم سحقها ويضمد بِهِ حَتَّى يكشط الْجلد ثمَّ يطلى وَيُوضَع عَلَيْهِ المحللات أَو دق هَذَا الدَّوَاء بِمَاء الرماد واطله عَلَيْهِ وَهُوَ مثل الْعَسَل مَتى أردْت ذَلِك وَكَذَلِكَ سَائِر الْأَدْوِيَة الحارة.)
شرك الْهِنْدِيّ قَالَ: الدُّبَيْلَة تكون من الاكثار من الطَّعَام وَالشرَاب خَاصَّة وَمن حبس الرجيع وَالْبَوْل وَمن الْغم وَالنَّوْم الْكثير أَو تَعب شَدِيد أَو ركُوب دَابَّة خشنة جدا. ومواضعها الْخَاصَّة بهَا أَرْبَعَة: الثنة والسرة والمعدة والأضلاع. وَقَالَ فِي كتاب شرك: إِن الخراجات الَّتِي تكون فِي مَوَاضِع هائلة ردية مخوفة يجب أَلا تبط بالحديد بل تفجر بالأدوية وَوصف أدوية تفجرها عندنَا خير مِنْهُ. لي يجب أَن يتوقى بط الْخراج إِذا كَانَ مجاوراً لعضو شرِيف يخَاف أَن يماسه بالحديد فِي بطه فَأَما إِذا لم يكن ذَلِك فالحديد أَحْمد عَاقِبَة وَذَلِكَ أَن الَّذِي يفتح بالأدوية لابد أيفسد قِطْعَة من الْجلد ويعفنه فَيحْتَاج لذَلِك كثيرا إِلَى اسْتِعْمَال القص بالمقراض. وَقَالَ شرك: كل خراج فِي الجنبين والمراق وَالْحلق ومواضع العضلات فإياك والمبضع وَلَا سِيمَا فِي الْأَطْفَال والشيوخ فَلَا تعالج هذَيْن بالمبضع.
ابْن ماسويه: ضماد ينضج الدماميل: تين يطْبخ حَتَّى يتهرأ بِمَاء قَلِيل ثمَّ يلقى عَلَيْهِ ربعه من بورق وينعم دقه ويخبص بِزَيْت أَو بِسمن أَو بثيرج ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ جيد بَالغ. لي على مَا رَأَيْت فِي السَّادِسَة من مسَائِل ابيذيميا: من كثر بِهِ خُرُوج الدماميل فليلزم تسخيف الْبدن بالرياضة وَالْحمام. وَقَالَ: انْظُر إِذا خرج الْخراج فَإِن رَأَيْت الْحَرَارَة الغريزية قَوِيَّة والخلط لَيْسَ بشديد الرداءة فَيمكن فِيهِ إِذا انضجته أَن يَسْتَحِيل إِلَى مُدَّة جَيِّدَة فضع عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة المنضجة وَهِي إِمَّا المسددة المغرية كدقيق الْحِنْطَة وَإِمَّا الَّذِي لَهُ قبض يسير كالزعفران فَإِن رَأَيْت الْحَرَارَة الغريزية ضَعِيفَة والخلط ردياً فاحذر أَن تنضجه لِأَنَّك مَتى فعلت ذَلِك تولد فِي الْعُضْو عفونة لَكِن اسْتعْمل حِينَئِذٍ الشَّرْط والحروف الغائرة فِي مَوَاضِع وضع عَلَيْهِ من الْأَدْوِيَة مَا هِيَ فِي غَايَة التجفيف والتحليل. لي تعلم أبدا رداءة الْخَلْط من(4/33)
لون الْخراج وَشدَّة أَذَاهُ وَضعف الْحَرَارَة الغريزية من ابطاء النضج. مسَائِل ابيذيميا السَّادِسَة: يسْتَدلّ على انفجار الْخراج إِلَى الأمعاء من انطلاق الْبَطن المزعج الَّذِي مَعَه لذع وحركة دائمة لطلب خُرُوج الثفل لِأَنَّهُ يلذع الأمعاء. لي من السّلع سلْعَة عَظِيمَة لَا يحْتَمل أَصْحَابهَا أَن تسلخ وَلَا أَن ينثر فِيهَا دَوَاء حاد فَإِن فعل ذَلِك بهم حموا وعلاجهم أتشقها وَتخرج مَا خرج مِنْهَا وتصب فِيهَا كل يَوْم سمنا مفتراً فَإِن من شَأْنه أَن يرخى الْكيس العفن على طول الْمدَّة حَتَّى يعفن وَيخرج كُله بِلَا وجع.
اغلوقن قَالَ: إِذا جمع الورم واحتجت إِلَى بطه فبط وَإِيَّاك أَن تسْتَعْمل فِي الْخراج مَاء وَلَا دهناً بل اسْتعْمل مَاء الْعَسَل والخل الممزوج بِالْمَاءِ وَالشرَاب. وَإِن كَانَ قد بَقِي فِي الْخراج ورم بعد فضع)
حواليه الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة المجففة فضع فَوْقه خرقَة مبلولة بِمَاء وخل وَاحْذَرْ أَن يدنو من الخرراج شَيْء من المراهم الدسمة كالباسليقون وَنَحْوه وَذَلِكَ أَن هَذِه إِنَّمَا تحْتَاج إِلَى أَن تجفف تجفيفاً قَوِيا. (سقط: إِلَى آخر الصفحة)(4/34)
(سقط: من بداية الصفحة إِلَى بداية الْفَقْرَة الْأَخِيرَة)
3 - (عَلَامَات التقيح)
سُكُون الوجع والحميات وتهيج الْحَرَكَة فِيهِ والخدر فَإِن كَانَ ظَاهرا صَار لَهُ رَأس محدد أَبيض لين المجسة تغور الْأصْبع فِيهِ وَتَكون الْجلْدَة الَّتِي على رَأسه تمتد إِذا مد. قَالَ: وَإِذا كَانَت الدُّبَيْلَة فِي جَانب توجع صَاحبهَا من النّوم على الْجَانِب الْمُقَابل لَهُ وَذَلِكَ أَنه يتَعَلَّق فيهيج التمدد والوجع والبط بِحَسب الْموضع إِذا كَانَ عِنْد الْعين فبطه بطاً يشبه وضع الْعين وَفِي الْأنف بطول الْأنف وَفِي الفك وَقرب الْأذن بشق مستو لِأَن تركيب هَذَا الْموضع مستو وَيعرف ذَلِك من أجساد الشُّيُوخ وَأما خلف الْأذن فبط مستوياً والذراع والساق والفخذ والعضد كُله مستوياً يصير بالطول وَكَذَلِكَ فِي عضل الْبَطن وَفِي الظّهْر وَفِي الأربية والابط واجعله بطاً يَأْخُذ من الْعرض أَيْضا لِئَلَّا يصير فِيهِ مخبأ يصير ناصورا وَكَذَلِكَ مَا كَانَ قرب المقعدة فَخذ فِيهِ من الْعرض أَيْضا لِئَلَّا يحدث مخبأ فَيصير ناصورا والأنثيين والقضيب مستوياً بالطول وَفِي الْجنب والأضلاع هَذَا بِالْعرضِ أَيْضا ليَكُون مقرناً لِأَن وضع هَذَا الْعُضْو أَعنِي الأضلاع كَذَلِك وَاللَّحم الَّذِي عَلَيْهَا. قَالَ: وتفقد أَيْضا وضع لحم الْموضع ولف عضلته لأَنا إِنَّمَا نحرص على أَن نبط بأتباع الْموضع لِئَلَّا يحدث قطع ولكي يكون مَوضِع الالتحام حسنا غير وَحش وَليكن فِي كل حَال من همك أَلا تقطع شرياناً أَو عرقاً عَظِيما أَو عصبَة أَو ليفاً يكون لعضلة بِحَسب عظم الْخراج مَتى كَانَ صَغِيرا يسيل مَا فِيهِ من(4/35)
مَوضِع فشق فِي ذَلِك الْموضع وَإِن كَانَ عَظِيما فبطه هَكَذَا ادخل اصبعك السبابَة الْيُسْرَى فِيهِ وبطه حَيْثُ يَنْتَهِي رَأسه ثمَّ ادخل فِي البط الثَّانِي أَيْضا وعَلى ذَلِك حَتَّى تَأتي عَلَيْهِ وَمَتى كَانَ للخراج مَوضِع متسفل يُمكن أَن يخرج مَا فِيهِ مِنْهُ بططناه فِي ذَلِك الْموضع وَمَتى كَانَ مستديراً أَو لَهُ شكل لَا يخرج مَا فِيهِ من بطة وَاحِدَة بططناه فِي أَسْفَله فِي موضِعين أَو ثَلَاثَة بِقدر مَا تعلم إِن كل مَا يجْتَمع فِيهِ يسيل فِي الْوَقْت. قَالَ: إِذا كَانَ الْخراج فِي مفصل أَو عُضْو شرِيف أَو مَوضِع قريب من الْعظم أَو غشاء أَسْرَعنَا فِي بطه قبل استحكامه بالنضج لِئَلَّا يفْسد الْقَيْح شَيْئا من هَذِه الْأَعْضَاء.
انطيلس فِي السّلع قَالَ: مد أَولا الْجلد الَّذِي فَوق السّلْعَة بِيَدِك الْيُسْرَى أَو خَادِم يمده لَك على)
نَحْو مَا يستمكن لِأَنَّك تحْتَاج أَلا تشق الْكيس من السّلْعَة فيمنعك ذَلِك من تقصي الكشط فَإذْ امددت إِلَيْك الْجلد نعما فشقه بِرِفْق لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يكون حجاب السّلْعَة امْتَدَّ فِي الْأَحْوَال فتأن حَتَّى يظْهر لَك حجاب السّلْعَة ثمَّ مد الْجلد من جانبين بصنانير وَخذ فِي كشط الْكيس عَن اللَّحْم فَإِنَّهُ رُبمَا يُمكن كشطه وَرُبمَا كَانَ ملتزقاً بِهِ فَعِنْدَ ذَلِك فاسلخه بالقمادين حَتَّى يخرج الْكيس صَحِيحا بِمَا فِي جَوْفه فَإِن ذَلِك أحكم مَا يكون فَإِذا أخرجته إِن كَانَ الْجلد لَا يفضل عَن مَوضِع الْجرْح لصِغَر السّلْعَة فامسح الدَّم واغسل الْجرْح بِمَاء الْعَسَل وخطه وألحمه وَإِن كَانَ يفضل عَلَيْهِ كثيرا لعظم السّلْعَة فاقطع فَضله كُله ثمَّ عالج وَإِن كَانَت السّلْعَة تجَاوز عصباً أَو عرقاً وَكَانَت مِمَّا تنكشط فَلَا بَأْس بكشطها وَإِن كَانَ مِمَّا يحْتَاج أَن يسلخ بالقمادين وَخفت أَن تقطع شَيْئا من ذَلِك فَأخْرج مِنْهُ مَا خرج وَاجعَل فِي الْبَاقِي دَوَاء حاداً وَلَا تلحمه حَتَّى تعلم أَنه لم يبْق فِيهِ شَيْء من الْكيس لِأَنَّهُ مَا بَقِي فِيهِ فَإِنَّهُ يعود. لي إِذا فتحت سلْعَة عَظِيمَة فاحشها بالقطن وعالجها بالدواء.
بولس قَالَ: إِذا كَانَت الدُّبَيْلَة مائلة إِلَى خَارج لَهَا رَأس ظَاهر يَقع عَلَيْهِ الْحس فَإِنَّهُ يعلم أَنه قد نضج بالحس فبطه حِينَئِذٍ وَإِذا كَانَت غائرة فَوْقهَا لحم كثير فَاعْلَم نضجها وتولد الْمدَّة على التَّمام من سُكُون الوجع والحمى ونقصان الْحمرَة والضربان وَيصير وجعها شبه حكاك وَذَهَاب جَمِيع عَلَامَات الورم الْحَار أَعنِي الالتهاب والوجع والتمدد الصلب فبطه حِينَئِذٍ وعمق بِحَسب ذَلِك. قَالَ: وَاعْلَم أَنَّك تحْتَاج فِي بعض الْأَحَايِين أَن تبطه قبل استحكام نضجه وَذَلِكَ إِذا كَانَ قَرِيبا من المفاصل أَو شَيْء من الْأَعْضَاء الرئيسة لِئَلَّا يفْسد بالنضج التَّام شَيْء مِنْهَا وَقد أَمر ابقراط أَن تبط الخراجات الَّتِي تكون قَرِيبا من المقعدة الْبَتَّةَ قبل أَن تنضج على التَّمام من خيفتنا التقيح إِلَى دَاخل. قَالَ: وَاتبع فِي البط أبدا فِي الْأَعْضَاء الخطوط الطبيعية مثل الأسرة فِي الْجَبْهَة وَفِي الْمَوَاضِع الَّتِي فِيهَا عضلات فَاجْعَلْ الشق بالطول وَفِي بعض الْمَوَاضِع إِلَى الجيت بِسَبَب عُضْو رَئِيس تهرب من مَسّه بالحديد فاجعله بِالْعرضِ وَإِن كَانَ مَا يَعْلُو تجويف الْخراج سميناً غليظاً فشق مِنْهُ أَسْفَله وشده فَإِنَّهُ يلزق وَمَتى كَانَ نحيفاً رَقِيقا مهزولاً فسقه من أَوله إِلَى آخِره لِئَلَّا يلتزق.(4/36)
وَقَالَ انطيلس: وَقد يكون نوع من السّلع فِيهِ رُطُوبَة عسلية وَأكْثر مَا يعرض فِي مابض المفاصل وَيجب أَن تتحفظ لِئَلَّا ينخرق كيس هَذِه لِأَنَّهُ مَتى انخرق لم تقدر على اخراجه فَإِن انخرق)
فحطه فَإِن خرج من الْخياطَة فألصق عَلَيْهَا أَشْيَاء تَمنعهُ واحتل فِي ذَلِك حَتَّى تنقى مَا فِي غشائها فَإنَّك بذلك تقدر على اخراجها. وَاعْلَم أَنه قد يعرض فِي الرَّأْس والجبهة وَفِي مَوَاضِع أخر شَيْء يشبه السّلْعَة وَلَيْسَ سلْعَة وَلكنه الْمُسَمّى بِعقد العصب وعلامته أَنه ينْدَفع الغمز يمنة ويسرة وَلَا ينْدَفع فِي طول الْجِسْم وعلاجه إِذا كَانَ الْغَرَض فِي هَذِه الْمَوَاضِع اخراجه كَمَا تخرج السّلع إِن شِئْت كَذَا. قَالَ انطيلس: وَإِن شِئْت رضه وَشد عَلَيْهِ شَيْئا ثقيلاً وَإِذا كَانَ فِي الْيَد والساق فَلَا يخرج الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ يكْسب تشنجاً لَكِن شدّ عَلَيْهِ شَيْئا ثقيلاً بعد رضه. وَله عَلامَة أُخْرَى وَهِي أَنَّك إِذا غمزت عَلَيْهِ حدر الْعُضْو.
الأولى من التشريح قَالَ: الأجود أَن يكون الْقطع أبدا يذهب مَعَ وضع لِيف العضل والأشر أَن
3 - (الْأَدْوِيَة المفردة)
الْخَامِسَة قَالَ: الدَّوَاء المقيح لَا يجب أَن تبلغ حرارته إِلَى أَن تحلل من الْجِسْم لَكِن تكون بِمِقْدَار مَا يسخن الْجِسْم اسخاناً شَبِيها بِهِ وَيكون بِهِ مَعَ ذَلِك تغرية ليحفظ على الْجِسْم رطوبته وَمَتى كَانَ الْجِسْم أسخن من الْبدن المعتدل كَانَ الدَّوَاء المقيح بِحَسب ذَلِك الاسخان. قَالَ: وأبلغ الْأَدْوِيَة المقيحة خبز الْحِنْطَة مَعَ المَاء وَالزَّيْت لِأَن هَذَا الضماد حَار رطب والشحوم الَّتِي لَيست بشديدى الْحَرَارَة والزفت الْمُذَاب مَعَ شَيْء من دهن الْورْد وَإِن كَانَ الورم بِهِ اللهب وَإِن كَانَ سَاكِنا بَارِدًا فأدفه بدهن الخروع ودهن الفجل وَالزَّيْت الْعَتِيق والشمع يذاب بِبَعْض هَذِه الأدهان فَإِن الشمع تغريته تفنى بالتقيح لَكِن حرارته تقصر عَن ذَلِك فَلذَلِك يجب أَن يكون يذاب بِبَعْض هَذِه الأدهان المسخنة.
محنة الطَّبِيب: كَانَ بِرَجُل ورم فِي مراق بَطْنه فَتوهم الْأَطِبَّاء أَن بِهِ دبيلة فِي أحشائه فَلَمَّا لم يكن فِي نبضه دَلِيل لذَلِك بل كَانَ صلباً أعلمته أَنه لَيْسَ إِلَّا فِي المراق. قَالَ: وَقد كَانَ الْأَطِبَّاء لطفوا تَدْبيره كَمَا يفعل بِمن بِهِ دبيلة فأنهكوه. لي تفقد فِي هَذِه الْمَوَاضِع المشتبهة صلابة النبض.
الثَّانِيَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل ابيذيميا قَالَ: مَتى كَانَ فِي الخراجات الْحَرَارَة الغريزية قَوِيَّة وقدرت أَنَّهَا تستحيل إِلَى الْمدَّة فأعنه إِن احتجت إِلَى ذَلِك بالمقيحة وَمَتى رَأَيْت الْحَرَارَة خَفِيفَة والخلط رديا وَلم ترح أَن يَسْتَحِيل إِلَى مُدَّة جَيِّدَة فإياك والمقيحة فَإِنَّهَا تعفن الْعُضْو.
لي يعْطى عَلَامَات الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: مَتى وجدت وجعاً أَو ثقلاً أَو انتفاخاً ووجعاً فِي مَوضِع عُضْو من الْأَعْضَاء وَوجدت مَعَه نافضاً وحميات على غير نظام فِي)
مَوضِع الكلى كَانَ أَو فِي الْجنب أَو فِي المثانة أَو فِي الْحجاب فَاعْلَم أَن خراجاً كَانَ بهم فِي الْموضع الَّذِي كَانَ يوجعهم فانفجر. لي مَا دَامَت حميات مختلطة فَإِن الْخراج لم ينفجر(4/37)
حَتَّى إِذا انفجر جَاءَ نافض شَدِيد على قدر حَال الْموضع الَّذِي ينصب إِلَيْهِ وسكنت الحميات الْبَتَّةَ وهاج ذَلِك الْعُضْو لدفع الْمدَّة. وَقد رَأَيْت ذَلِك فِي ذَات الْجنب وَفِي الكلى فِي غير مَوضِع تكون على هَذَا.
الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: الْأَدْوِيَة المقيحة يجب أَن تكون حَرَارَتهَا مُسَاوِيَة لحرارة الْجِسْم وَيكون مَعَ ذَلِك لَهَا تغرية وَلَا يجب أَن تسخن أَكثر من ذَلِك لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ تحلل وَلَيْسَ شَيْء أسْرع فِي التقيح مِمَّا مزاجه وقوامه هَذَا القوام لِأَن مَا هَذَا سَبيله لَا يحلل من الْعُضْو شَيْئا وَيمْنَع رطوباته بلزوجته أَن تتحلل مِنْهُ. قَالَ: وَالَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ أَن يقيح شَيْئَانِ: أَحدهمَا اللَّحْم الَّذِي ينشرح وَالثَّانِي الْخَلْط الْفَاعِل للورم وَلَا يجب أَن تكون حَاله مجففة لِأَن هَذِه تحلل من الورم رطوبات كَثِيرَة وَلَا تنضج لَكِن معتدلة فِي الْحَرَارَة مغرية تسد المسام وتحصر البخار فَلذَلِك أبلغ وَمن الأضمدة دَقِيق الْحِنْطَة الْمَطْبُوخ قَلِيلا بِالْمَاءِ وَالزَّيْت وَالْخبْز الْمَطْبُوخ كَذَلِك والشحوم الْغَيْر اللطيفة بل الغليظة والزفت والراتينج المذوب بِزَيْت أَو دهن خروع إِذا كَانَ الورم بَارِدًا غليظاً فَإِن كَانَ حاراً يغلي فليذوب بدهن الْورْد وَقد يفتح هَذَا الشمع ودهن الْورْد ولباب الحلبة والشمع يذوب بدهن السوسن جيد مفتح للأورام الحارة. لي يجب أَن تعلم أَن الدَّوَاء المقيح لَيْسَ هُوَ المقرح لِأَن المقيحة إِنَّمَا تحلل مَا قد حصل خَارِجا عَن الطَّبْع إِلَى الْمدَّة وَهَذِه لَا يحْتَاج أَن تكون محللة فَأَما المقرحة فقوية الاسهان كالكبيكج والشيطرج والعنصل والتافسيا فَإِن هَذِه تقرح اللَّحْم الصَّحِيح.
جالينوس:
الخطمي ينضج الخراجات الْعسرَة نضجاً تَاما. د: النعنع مَتى تضمد بِهِ مَعَ دَقِيق الشّعير حل الدبيلات الَّتِي تحْتَاج إِلَى شقّ. لي اسْتعْمل ذَلِك فِي الْمَوَاضِع المخوفة. ج: علك البطم ينضج الخراجات.
ابْن ماسويه: الْحَرْف ينضج ويفتق الدبيلات الدَّاخِلَة مَتى شرب.(4/38)
(مَا يحلل جسأ القروح) 3 (والدشبد والمفاصل الصلبة من الْكسر وَمَا يحلل تعقد العصب ويلينه) قَالَ د: 3 (قشر الغرب) مَتى أحرق وعجن بخل وتضمد بِهِ حل جسأ القروح الزوفا الرطب يحل جسأ القروح ويلين جفافها. د: قشر الغرب مَتى أحرق وطلي على الْموضع حلل جسأ القروح فِي السمسم مَتى تضمد بِهِ حلل غلظ الأورام.
من الْكَمَال والتمام للدشبد ووجع الْوَرِكَيْنِ يُؤْخَذ بعر الشَّاة ودقيق الشّعير ويطلي بخل عَلَيْهِ يدلك الدشبد بورق الحماض الرطب وورق الْجَوْز ورماد الْقصب قصب الْكَرم إِذا تضمد بِهِ مَعَ شَحم عَتيق أَبْرَأ تعقد العصب الْمقل مَتى تضمد بِهِ حلل عقد الأعصاب. د: مخ سَاق الأيل يحل الصخر فِي العضل وَالْوتر والرباط فضلا عَن غَيرهَا. ج: 3 (دهن السوسن) يلين تعقد العصب السمسم ان تضمد بِهِ حلل ورم الأعصاب. د: الزوفا الرطب يلين ذَلِك اسْتِخْرَاج جيد اسْتَعِنْ بِبَاب الْخَنَازِير فَإِن فِيهِ مراهم ملينة. لي لتليين المفاصل: شدّ عَلَيْهَا قِطْعَة آلية حَتَّى تلين ثمَّ ترفع.
فِي 3 (السّلع والعق) السّلع خراجات تكون فِي أغشية وعلامتها أَلا تكون لَازِمَة الْأُصُول بل تَجِيء وَتذهب كَأَنَّهُ نفاخة تَحت ثوب أَو غُدَّة تَحت جلد يشق ويسلخ غشاؤها أجمع حواليها بذنب المجس وَتعلق بالصنانير وتشال حَتَّى تخرج وَرُبمَا كَانَت مِنْهَا عسلية وضروب رطوبات ومجستها تخْتَلف وَرُبمَا كَانَ فِيهَا حجر وَالْحجر فِي جلدتها إِلَى فَوق صلب رَقِيق لَازم ومجسته مجس حجر وَيكون التعقد يذهب إِذا غمزته وعلاجه أَن يغمز وَيمْسَح يَده فَإِن ذهب فشده وَاجعَل على مَوْضِعه خميرة أَيَّامًا فَإِنَّهُ لَا يعود. لي رَأَيْت امْرَأَة ضربت بعصا على زندها فَحصل هُنَاكَ شَيْء غددي غمزناه فَذهب سَرِيعا لِأَنَّهُ كَانَ قريب الْعَهْد وَلم يكن قد جمد جموداً شَدِيدا وشددناه فبرأ وَهَذِه كلما كَانَت أقرب عهدا كَانَ يفشيها الغمز أسْرع.
انطيلس قَالَ: يبط بطاً مستديراً ويعنى بِهِ أَن يقور فِي موضِعين وَأما إِذا كَانَ رَأس الْخراج عفنا كُله فَإِن ذَلِك الْموضع كُله يجب أَن يكشط وَأما إِذا كَانَ مَا يعلوه جلد فَقَط لَا(4/39)
ثخن لَهُ لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ ان بططت مستوياً احتجت أَن تقور الْجلد بعد ذَلِك وَإِلَّا اجْتمع تَحْتَهُ شَيْء وَلَيْسَ هُوَ مِمَّا يلصق لرقته فتقويره من أول الْأَمر أصلح.
3 - (جَوَامِع الاسطقسات)
قَالَ: من عَلَامَات النضج الردي أَن يكون السَّائِل من الْخراج أَشْيَاء مُخْتَلفَة فِي القوام واللون والرائحة. 3 (الدماميل) تكون من زِيَادَة مَعَ غلظ وَأعظم مكروهها أَن تخرج فِي مَوضِع خطر وَقد يكون الدَّم الَّذِي يصير إِلَيْهَا ردياً فَيكون مِنْهُ خراج ردي مؤذ وَيكون فِيمَن يكثر التَّعَب بعد الأكحل خَاصَّة إِذا كَانَ الدَّم فِي ذَلِك الْجِسْم حريفاً وَهُوَ أبدا يكون فِيمَن يكثر الشَّرَاب وَالْأكل ويدمن البطالة ثمَّ يتعب تعباً على غير نظام العلاج: الفصد وتلطيف الْغذَاء والاسهال الْمُتَوَاتر بِمَاء الْفَوَاكِه والأغذية الحامضة القابضة وَترك الحلو وَالشرَاب.
مصلح لي الثَّانِيَة من تَفْسِير السَّادِسَة من مسَائِل ابيذيميا قَالَ: الأورام الَّتِي تعرض فِي المفاصل كلهَا إِذا اجْتمعت تكون مخاطية وَفِي مَكَان وَاسع فَتحدث رهلاً وَلَيْسَت منضغطة متكاثفة فَتحدث عفناً. لي إِذا كَانَ خراج شَدِيد الضربان فِي مَوضِع فِيهِ عرق ضَارب عَظِيم فَلْيَكُن ثقتك بتفجيرك أقل لِأَن الضربان يكون من أجل ذَلِك الْعرق لَا من أجل شدَّة حرارة ذَلِك الْخراج عِنْد اللَّمْس.
اهرن: مِمَّا يفجر الدُّبَيْلَة: دَقِيق الكرسنة والزرواند والخردل والفلفل والحرف والقردمانا والجاوشير والقسط والسليخة والدارصيني وأشباهها من الْأَدْوِيَة. محنة الْأَطِبَّاء قَالَ جالينوس: إِن الْأَطِبَّاء كَانُوا يتوهمون على مَرِيض أَن بِهِ دبيلة فِي جَوْفه فَكَانُوا لذَلِك يغذونه بألطف الأغذية وَقَالَ فِي مَكَان آخر: أَن الدُّبَيْلَة يُعْطي صَاحبهَا أدوية ملطفة محللة. لي هَذَا بعد الِانْتِهَاء يرى لَهُ تَحْلِيل ذَلِك إِن لم يكن قد جمع فَإِن هَذَا إِمَّا أَن يحلله وَإِمَّا أَن يفجره.
من كتاب ينْسب إِلَى ج فِي أَمر الْحجامَة والمبضع: إِذا كَانَ دمل غير التقيح سَاكن الْحَرَارَة فاحجمه بعد فصد الْعرق الَّذِي يسقى ذَلِك الْموضع وَلَا يكون ذَلِك فِي ابْتِدَاء ظُهُور الدمل وَالْخَرَاج والدبيلات فَإِن فِي ذَلِك الْوَقْت يغلظ الدَّم الَّذِي فِي ذَلِك الْمَكَان فَيصير قرحَة خبيثة وَيخرج الدَّم الرَّقِيق فَقَط. د: مَتى تضمد بالأبخرة مَعَ الْملح أَبْرَأ الخراجات والدبيلات دَقِيق الباقلي إِذا خلط بدقيق الحلبة وَعمل حلل الدبيلات والدماميل البرسياوشان يحل الدبيلات والدماميل. د: الدبق مَتى خلط براتينج وموم بِالسَّوِيَّةِ كلهَا انضج كل الأورام الظَّاهِرَة إِذا وضع)
عَلَيْهَا. د: دردي الشَّرَاب إِذا طلي على الخراجات حللها. وَقَالَ: دهن الزَّعْفَرَان يفتح. وَقَالَ: الشبرمة إِذا طلي على الخراجات حللها. د: وورق الزَّيْتُون الْبري مَتى ضمد بِهِ جَمِيع الأورام الحارة حللها وَقَالَ: الحماما ينضج الأورام الحارة. قَالَ: ودهن الحلبة ينضج الدُّبَيْلَة الْحَرْف يفجر الأورام الْحَرْف البايلي يفجر الدبيلات الْبَاطِنَة إِذا شرب. ج:(4/40)
3 - (خمير دَقِيق الْحِنْطَة) يلطف الأورام الغليظة الْعَارِضَة فِي أَسْفَل الْقدَم وينضج سَائِر الأورام وَمَتى خلط بِالْمَاءِ أنضج الدماميل وَفتح أفواهها. ج: الْحِنْطَة مَتى طبخت بِالْمَاءِ وتضمد بهَا فجرت الأورام.
ابْن ماسويه: بزر الْكَتَّان والحلبة أَيهمَا خلط بالعسل وَالزَّيْت وَالْمَاء الْحَار حل الأورام وأنضجها ظَاهِرَة كَانَت أَو باطنة. السّمن لِأَنَّهُ يُرْخِي وينضج إِن اسْتعْمل فِي الأورام الْحَادِثَة فِي أصل الْأذن والأربية ج: لِسَان الْحمل مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْملح نفع من الأورام الحارة الْعَارِضَة فِي أصُول الْأذن الَّتِي تسمى فوجيلا. وَقَالَ: القرويون يَمْضُغُونَ الْحِنْطَة ويضعونها على الْخراج تحلل الورم وتنضجه سَرِيعا. الْملح إِذا تضمد بِهِ مَعَ الزَّيْت وَالْعَسَل حل الدماميل. د: 3 (بصل النرجس) مَتى خلط بدقيق الكرسنة وَالْعَسَل وأنعم دقة فجر الدبيلات الْعسرَة النضج. د: النعنع مَتى تضمد بِهِ مَعَ دَقِيق حل الدبيلات. وَقَالَ: النطرون مَتى خلط بصمغ البطم فجر الدماميل. د: النورة مَتى خلطت بالشحم أنضجت وَفتحت. د: مَتى دق بزر السرمق مَعَ ورقه وَعمل مِنْهُ ضماد بشراب وضمد بِهِ نفع لكل خراج فِي وَقت تزيده وانتهائه قبل أَن يتقيح. ج: أصل الفاشرا مَتى تضمد بِهِ مَعَ شراب فجر الدُّبَيْلَة. د: أصل قثاء الْحمار مَتى تضمد بِهِ مَعَ صمغ البطم فجر الدُّبَيْلَة. وَقَالَ: القنة يتضمد بهَا الدماميل. وَقَالَ: الزَّيْت الَّذِي طبخ فِيهِ الشبث ينضج الأورام. ج: 3 (دَقِيق الشّعير) مَتى طبخ بِمَاء حَتَّى يصير فِي قوام الحسو الرَّقِيق ثمَّ يطْبخ مَعَ زفت وزيت وَجعل على الأورام وَفتحهَا وَمَتى خلط بالراتينج والزفت وخرء الْحمام انضج الأورام الصلبة. د: الشيلم إِذا طبخ مَعَ بزركتان وخرء الْحمام بِالشرابِ قيح الأورام الَّتِي لَا تكَاد تنضج إِذا وَقعا فِي الأضمدة وَالرّطب أقوى فِي ذَلِك. التِّين الْيَابِس مَتى طبخ ودق نعما وضمد بِهِ لين الدماميل وأنضج الأورام الحادة وخاصة الكائنة فِي اللَّحْم الرخو وَلَا سِيمَا إِن خلط بِهِ الايرسا والنطرون أَو النورة. د: لبن التِّين يفتح جدا حَتَّى إِنَّه يفتح اللَّحْم الصَّحِيح وَكَذَلِكَ عصارته إِذا لم يكن قد ظهر ورقه بعد. التِّين الْفَج مَتى جعل مَعَه موم حل الدماميل. د: مَاء رماد التِّين المثلث الْعَتِيق جيد جدا فِي التقريح.
وَقَالَ جالينونس: التِّين السمين يَفِي بانضاج الأورام الصلبة وَيجب مَتى أردْت أَن تخلط بِهِ دَقِيق الشّعير بعد طبخه بِالْمَاءِ ويخلط دَقِيق الشّعير بشيرجه. عصارة التافسيا إِن خلط بالكرنب وطلي على الخراجات فجرها. د: الخطمي مَتى تضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بِالشرابِ حل الدبيلات. د: الخطمي يفجر الأورام. د: الخطمي ينضج الخراجات الْعسرَة النضج. د: أصل الْخُنْثَى مَتى خلط بدردي الْخمر وتضمد بِهِ نفع الدماميل. د: يضمد الدمل بدقيق الكرسنة ملح وَسمن وكرنب مدقوقة يفجره وَيخرج مَا فِي جَوْفه.
ابْن ماسويه قَالَ: يتَوَلَّد من فَسَاد الهضم دماميل.(4/41)
مَجْهُول: الدُّبَيْلَة الْبَاطِنَة يسقى بِمَاء الكرنب النبطي ثَلَاث أَوَاقٍ وَعسل ماذني أُوقِيَّة فيفجرها.
ضماد ينضج سَرِيعا: شيلم الْحِنْطَة تين شَحم الأيل دَقِيق الشّعير دَقِيق الحلبة شيرج قدر مَا)
يعجن بِهِ فَإِنَّهُ يفجر الدُّبَيْلَة. د:
3 - (دَوَاء يقوم مقَام الْحَدِيد)
فِي تفجير الدُّبَيْلَة وكل ورم صلب يحْتَاج أَن يبط: مرداسنج أُوقِيَّة افيذاج الرصاص اوقيتان بَيَاض أوقيتان قنة دِرْهَمَانِ ملح نفطي دِرْهَم بورق أرمني نصف دِرْهَم دهن خيري أصفر ثَلَاث أَوَاقٍ ثَلَاث أَوَاقٍ قلقديس نصف أُوقِيَّة تُرَاب الزئبق أَرْبَعَة دَرَاهِم نورة حَيَّة خَمْسَة دَرَاهِم بَوْل الايل أُوقِيَّة جاوشير دِرْهَمَانِ اشنان فَارسي خَمْسَة قشر أصل الْكبر سِتَّة دهن شيرج أُوقِيَّة وَنصف زَيْت ركابي أُوقِيَّة مرَارَة ثَوْر نصف أُوقِيَّة يَجْعَل الْكل قيروطياً بشمع أصفر وَيجمع الْجَمِيع مرهما ويضمد بِهِ.
اسحق: امضغ حِنْطَة وَضعه عَلَيْهِ أَو خُذ زبيباً فانزع عجمه ودقه واخلطه بملح مسحوق زنته وضع عَلَيْهِ أَو خُذ من التِّين التِّين الْيَابِس فاطبخه بِمَاء واسحقه نعما واخلط مَعَه صمغ البطم وَضعه عَلَيْهِ. ضماد يفجر الْخراج: يُؤْخَذ خمير وثوم وموم قَلِيل وَشَيْء من خل يغلي فِي مغرفة ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ يلين جدا حَتَّى يُمكن البط وَإِن ترك أَكثر فجرة أوخذ أشقا وخميراً وَعَسَلًا بالسواء فاسخنه بالنَّار واجعله على الْخراج.
اسحق: إِذا رَأَيْت الورم قد أَخذ فِي طَرِيق جمع الْمدَّة فاطبخ الْخبز أَو دَقِيق الشّعير أَو كرنباً على حسب مَا ترى من حِدة الورم وبلادته وضمده ليعينه على التقيح وَذَلِكَ بعد الْبَأْس من تَحْلِيله وَإِذا رَأَيْته يعسر تقيحه فَخذ شيرج التِّين الْأَبْيَض السمين واجعله مَعَ دَقِيق الشّعير والخطمي ضماداً وَرُبمَا جعل مَعَه فوذنج أَو حشيش الزوفا ليَكُون أقوى. مرهم ينشف الْمدَّة من الخراجات الَّتِي قد نَضِجَتْ حَتَّى إِنَّه يصاب عَلَيْهِ إِذا رفع مُدَّة ويحلل مَا لم ينضج مِنْهَا حَتَّى لَا يبْقى مِنْهَا شَيْء: تُؤْخَذ المرقشيشا فتسحق وتعجن بِمَاء صمغ عَرَبِيّ ويطلى على جلد ويشده وَلَا يقْلع حَتَّى يَقع من ذَاته.
من تذكرة عَبدُوس دَوَاء ينضج الدماميل والحدر: دَقِيق الخشكار مَعَ الحلبة وبزر الْكَتَّان وبزر المرو مدقوقة بشيرج التِّين.
قسطاً فِي كِتَابه فِي علل الدَّم إِن الدماميل تحدث من دم معتدل الطبيعة زَائِد الكمية.
مَجْهُول: ضماد يفجر الدبيلات والدماميل: خمير بورق ملح حناء حاشى خرء الْحمام تجمع)
بِزَيْت. وَأَيْضًا: تين وورق الكرنب يسلقان ويدقان مَعَ بورق وَيجْعَل ضماداً بدهن السوسن.
اسْتِخْرَاج: يجب أَن يَجْعَل على كل ورم إِذا أردْت فَتحه مَا يَنْبَغِي: فَاجْعَلْ على الورم الْحَار جدا بزر قطوناً ولبناً وعَلى مَا هُوَ أقل حرارة: بزر مرو ولبناً وعَلى مَا هُوَ دون هَذَا: شيرج(4/42)
التِّين ولعاب الْخَرْدَل وحلبة بزر الْكَتَّان وَسمن وعَلى مَا هُوَ أعْسر من هَذَا: شيرج التِّين ولعاب الْخَرْدَل ودهن السوسن وَهُوَ أقوى مرهم يحلل وَيفتح أَعنِي الدياخيلون.
من الْكَمَال والتمام للدبيلة من دَاخل: طرخشقوق دِرْهَم بزر مرو دِرْهَم وَنصف حلبة مدقوقة دِرْهَم سكر ثَلَاثَة دَرَاهِم لبن النعاج وَلبن الماعز ثَلَاث أَوَاقٍ يشرب أَيَّامًا فَإِنَّهُ جيد غَايَة.
دَوَاء نَافِع للدبيلة الدَّاخِلَة مُحَلل لَهَا مسكن للوجع مخرج للقيح الْكَائِن بسهولة مَتى انفجرت إِلَى دَاخل: بزر مرو وبزر خطمي وبزر الْخِيَار خَمْسَة خَمْسَة كثيراء سِتَّة دَرَاهِم يعجن بعد الدق بدهن اللوز الحو ودهن البنفسج ويسقى بِالْغَدَاةِ ثَلَاثَة أَيَّام ثَلَاثَة دَرَاهِم وبالعشي دِرْهَمَيْنِ بِمَاء الطرخشقوق قدر ثَلَاث أَوَاقٍ فَإِن لم تكن حمى فَإِن أَحْبَبْت أَن تفجرها سَرِيعا فاخلط بالشربة كل يَوْم من الصَّبْر السقوطري دانقاً وَمن الزَّعْفَرَان دانقين.
دَوَاء جيد يفجر بِقُوَّة من غير وجع وَلَا أَذَى ويمحق اللَّحْم الزَّائِد: يُؤْخَذ دبق فيقشر ويمضغ وَيُؤْخَذ بوزنه من الصابون ويدق بِهِ فِي هاون نعما حَتَّى يتلزج فَإِذا تلزج طرح عَلَيْهِ من الْعُرُوق المنخولة ربع دِرْهَم واجعله على مَا تُرِيدُ. 3 (مِمَّا تفجر الأورام الصلبة) بصل النرجس. وَمِمَّا ينفع الدُّبَيْلَة بعد انفجارها إِلَى دَاخل أَن يسقى العليل بزر قطونا وبزر مرو وبزر الخطمي والخبازي وكثيراء ونشا وبزر بطيخ وطين أرمني ويسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء بَارِد وَشَيْء من دهن بنفسج بِالْغَدَاةِ ودرهمين بالعشى ويحسى حساء متخذاً من أرز مغسول ونشا وشعير مقشر مَعَ ضمغ البطم وَاجعَل طَعَامه الحماض والخبازي والسرمق وَالشرَاب بالسكر وَرب الآس إِن كَانَ الْبَطن مُسْرِف اللين وَمَتى كَانَت الدُّبَيْلَة فِي الأسافل حقن بصمغ وصفرة الْبيض ودهن ورد ورغوات البزور اللينة. ج قَالَ: إِذا كَانَ الضربان فِي الورم قَوِيا جدا فَلَيْسَ يُرْجَى أَن يبرأ دون أَن يتقيح فأعنه على ذَلِك بالأضمدة الَّتِي تسخن وترطب كدقيق الشّعير الْمَضْرُوب بالزيت وَالْمَاء الْحَار وينطل بِمَاء حَار حَتَّى يبرأ والمرهم الْمُتَّخذ من أَرْبَعَة أدوية وَهُوَ الباسليقون وَقَالَ: مرهم الْأَرْبَعَة ينضج الأورام.
قَالَ ج فِي حِيلَة الْبُرْء: الورم الْمَعْرُوف بالخراج صنفان أَحدهمَا يكون عِنْدَمَا يقيح الورم الْحَار فيجتمع الْقَيْح كُله فِي وعَاء وَالْآخر يكون عِنْدَمَا يجْتَمع أما فِي عُضْو من الْأَعْضَاء من غير أَن يكون قد تقدم هُنَاكَ ورم حَار وَهَذِه الرطوبات تكون فِي الْحَالَات الْمُخْتَلفَة على أَنْوَاع مُخْتَلفَة إِلَّا أَنَّهَا على حَال رُطُوبَة لَيست بحارة وتقشط مَا حولهَا من الْأَجْسَام حَتَّى تجْعَل لنَفسهَا موضعا وَإِمَّا فِيمَا بَين صفاقين وَإِمَّا من وَرَاء غشاء من الأغشية وقشطها لهَذِهِ الْأَجْسَام بِسَبَب أَنَّهَا تمدد الْأَجْسَام وتضربها لكثرتها وَرُبمَا كَانَ ذَلِك لِأَنَّهَا تكتسب بطول مكثها حِدة وعفونة فَإِذا بطت هَذِه الدبيلات وجد فِيهَا أَشْيَاء كَثِيرَة بديعة لَيست من أَصْنَاف الرطوبات فَقَط لَكِن من أَجنَاس الْأَجْسَام الصلبة تشبه الْأَظْفَار والخزف وَالشعر وفتات الْعِظَام والحصاة والطين ودردي الشَّرَاب وَقد يكون فِي الندرة مِنْهَا شَيْء مُنكر الرَّائِحَة جدا وقليلاً مَا يكون ذَلِك وَأما أَنْوَاعه الَّتِي تعرض فِي الْأَكْثَر فَثَلَاثَة الأردهالجي(4/43)
والشحمي والعسلي وَتسَمى بِهَذِهِ لشبه الرطوبات الَّتِي تحويها بِهَذِهِ وَالْغَرَض فِيهِ أَن تحلل الشَّيْء المحتقن فِيهَا أَو تعفنه أَو تقطعه وَبَعض الدبيلات تحْتَاج إِلَى هَذِه الثَّلَاثَة الْأَغْرَاض مَعًا وَهِي العسلية وَالَّتِي تكون مَا فِيهَا أرق وألطف وَبَعضهَا يحْتَاج إِلَى غرضين بِمَنْزِلَة الأردهالجية فَإِن هَذِه قد يجوز أَن تقطع وَيجوز أَن تعفن وَإِنَّمَا تعالج بالحديد فَقَط إِذا كَانَت لَا يُمكن أَن تعفن وَلَا تحلل وَأما الدبيلات الْحَادِثَة فِي بَاطِن الْجِسْم وخاصة فِي الأحشاء فَإِن الْأَدْوِيَة المتخذة بالأفاويه نافعة لَهَا جدا وَفعل هَذِه الْأَدْوِيَة هُوَ أَن تحل وتذيب)
الرُّطُوبَة المجتمعة وتحللها والأدوية الَّتِي سَبِيلهَا هَذَا السَّبِيل كَثِيرَة وأجودها ترياق الأفاعي والأمروسيا وفائق أدويته هُوَ أَن يحل ويذيب الرُّطُوبَة المجتمعة ويحللها وَأما من الْأَدْوِيَة الْمَوْجُودَة
3 - (جَوَامِع الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة)
قَالَ: إِذا دفعت الطبيعة خلطاً وَوَقع الاندفاع فِي عُضْو لَيْسَ لَهُ مجْرى محسوس دَفعته حِينَئِذٍ فِي المسام نَفسهَا حَتَّى إِذا صَار إِلَى سطح الْجِسْم وَكَانَ ذَلِك الْموضع أكثف ارتبك وَجعل لنَفسِهِ خللاً وَفرق بَين ذَلِك الْموضع وَمَا يَلِيهِ وَصَارَ فِي تجويفه فَتكون مِنْهُ الدُّبَيْلَة وتوجد فِيهِ أَشْيَاء مُخْتَلفَة المنظر مثل الْأَظْفَار وَالشعر والحصاة والعصيدة وَغير ذَلِك. وَقَالَ: إِذا فرغت مَا فِي الدُّبَيْلَة فبادر إِلَى إلصاق الْجلد الَّذِي فِي تجويفه بِاللَّحْمِ الَّذِي تَحْتَهُ لزق وَلزِمَ وبرأ برءاً صَحِيحا وَإِن توانيت عَن ذَلِك صلب على طول المجة وَلم يُمكن أَن يلصق إِلَّا أَنه ينقبض ويلطأ مَتى جفف بالأدوية وَالتَّدْبِير وَمَا دَامَ صَاحبه يلطف التَّدْبِير فَهُوَ صَالح وَمَتى غلظ التَّدْبِير حَتَّى يمتلىء بدنه مِنْهُ امْتَلَأَ ذَلِك المخبأ من الرَّأْس وَعَاد الْخراج وَلَكِن يكون وَجَعه فِي هَذِه الْمدَّة أقل. الدمل يحدث من دم غليظ فَمَتَى كَانَ غلظه أقل قرب من الْجلد وَكَانَ أقل مَكْرُوها وبالضد وَالْكثير الغلظ كثير الْغَوْر خَبِيث ردي. دَوَاء ينضج الدمل والدبيلة: خمير ثَلَاثَة بورق جُزْء خرء الْحمام جُزْء يعجن بالزيت وَيلْزم. آخر: تين يَابِس مطبوخ يلقى عَلَيْهِ بورق ويدق ويخبص بالزيت وَيسْتَعْمل.
من جَوَامِع الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: إِذا بططت الدبيلات رَأَيْت فِي داخلها أنواعاً مُخْتَلفَة: أجساماً رطبَة وصلبة يُوجد فِيهَا شبه الحمأة وَالْبَوْل وَالْعَسَل والمخاط وَالْعِظَام وَالْحِجَارَة والأظفار وَقطع اللَّحْم وحيوانات عَجِيبَة كالحيوانات العفونية وكالعصيدة والشحم وَالْعَسَل ويحوي هَذِه الرطوبات فِي أَكثر الْأَمر غشاء شَبيه بالحجاب وَمَتى انفجرت الدُّبَيْلَة إِلَى الْمعدة أَو الصَّدْر فَإِنَّهُ يلْزمه وَيلْزم كل انفجار إِلَى دَاخل ذبول النَّفس والغشي وَسُقُوط الْقُوَّة.
وَقد يحدث من الْعَظِيمَة إِذا انفجرت إِلَى الصَّدْر اختناق.
من محنة الطَّبِيب: اصحاب الدبيلات فِي الْبَطن يغذون بأغذية لَطِيفَة. قَالَ ج: فِي التَّدْبِير الملطف: إِن الْأَشْيَاء الحريفة كلهَا تفجر الدماميل.
وَقَالَ فِي الْمرة السَّوْدَاء: إِن الطبيعة تروم أبدا تصفية الدَّم من جَمِيع مَا يعرض فِيهِ من الرداءة فتدفعه إِلَى مَوَاضِع مُخْتَلفَة فَيكون فِيهَا ضروب الخراجات والقروح.)(4/44)
جورجس قَالَ: تكون الدُّبَيْلَة من الْحزن الشَّديد وَمن التخم المتتابعة. لي مرهم مفتح الفته فاخر جدا وَهُوَ أنفذ من الْحَدِيد: يُؤْخَذ قلي ونورة فينقع الْجَمِيع فِي المَاء ويعاد عَلَيْهِ مَرَّات حَتَّى يقوى ثمَّ يصفى وَيصب المَاء على ظرف وَيُؤْخَذ لعابه ثمَّ يُؤْخَذ هَذَا اللعاب فيغلى حَتَّى يذهب أَكثر مَائه ويميل إِلَى الغلظ ثمَّ يعْقد الْجَمِيع مَعَ المرداسنج وَالزَّيْت وَمَتى احْتِيجَ إِلَى شَيْء يَفْتَحهُ بِسُرْعَة تفتيحاً قَوِيا فدق الدياخيلون بلعاب الْخَرْدَل وَضعه عَلَيْهِ أَو خُذ خردلاً وتيناً وعلكاً فدقه حَتَّى ينعلك ثمَّ ضَعْهُ عَلَيْهِ أَو خُذ صابوناً فدقه مَعَ تين وَضعه عَلَيْهِ.
الميامر قَالَ: ينفع الدبيلات الْبَاطِنَة شرب الشَّرَاب اللَّطِيف الرَّقِيق مِقْدَارًا يَسِيرا لِأَنَّهُ يلطف وَإِلَى هَذَا يَحْتَاجُونَ. قَالَ: الدبيلات تحْتَاج إِلَى أدوية تجفف وتلطف فَلذَلِك أوفق الْأَدْوِيَة لَهَا الأفاويه.
أَبُو جريج: الأشق يفتح الأورام الصلبة.
اطهورسفس: مَاء الْعَسَل إِذا شرب ينفع الدُّبَيْلَة المتحجرة جدا. وَقَالَ: خرء الْحمام مَتى خلط بِالتِّينِ الْيَابِس ودقيق الشيلم والخل وَالْعَسَل وضمد بِهِ الدُّبَيْلَة والخنازير نفع جدا.
حنين فِي كتاب الْعين: مَتى كَانَ البلغم رَقِيقا ولد الورم الرخو وَمَتى كَانَ الورم لَهُ غلظ وعفن ولد ورماً فِي جَوْفه لزوجة مثل الْعَسَل وَمَتى كَانَ أغْلظ من هَذَا أَو أخف ولد ورماً فِي جَوْفه شَيْء شَبيه بالشحم وَإِن كَانَ فِي غَايَة الغلظ واليبس ولد الجسأ وَإِن كَانَ هَذَا الجسأ فِي اللَّحْم الرخو سمى خنازير.
اغلوقن قَالَ: الدُّبَيْلَة تكون من أخلاط وتجتمع وتفترق بَين مَوَاضِع من الْجلد مُتَّصِلَة وَقد تحدث عَن الفلغمونيات وَقد تحدث عَن جَوْهَر ريحي يفرق بَين طَبَقَات اللَّحْم ثمَّ يحدث فِيهَا على طول الْأَيَّام فِي ذَلِك الفضاء رُطُوبَة فَتَصِير دبيلة وَإِذا حصلت هَذِه الرُّطُوبَة فِي هَذِه الأفضية تولدت عَنْهَا استحالات مُخْتَلفَة كَثِيرَة حَتَّى أَنه يُوجد فِيهَا مثل الْحِجَارَة والخشب وَاللَّحم والطين والدردي. وَالظَّاهِرَة يسهل تعرفها باللمس وتعالج بأَشْيَاء تُوضَع عَلَيْهَا. قَالَ: وَمن قد لمسها مَرَّات وَحفظ صورتهَا فِي نَفسه قدر أَن يعلم مَا فِي تجويفها. وَإِذا كَانَت تحتوي رُطُوبَة قَالَ: فَلْيَكُن طريقك فِي هَذَا الورم إِذا رَأَيْته قد حدث وَفرق بَين طَبَقَات اللَّحْم وَكَانَ عَظِيما فَإِنَّهُ ابْتِدَاء الدُّبَيْلَة الارخاء وتسكين الوجع بارخاء ذَلِك التمدد فِي أول الْأَمر فَإِذا استحكم الْأَمر وَطَالَ وانتقل إِلَى الانضاج والتقيح وَقد وصفت ذَلِك الطّرق فِي الْمقَالة)
الثَّامِنَة من الْأَدْوِيَة المفردة فقد ينفع حِينَئِذٍ أَن تمعن فِي صب المَاء الْحَار ابدا على الْعُضْو الَّذِي فِيهِ الورم وغرقه بالدهن المسخن وضمد بدقيق الْحِنْطَة بعد أَن يطْبخ بِمَاء ودهن طبخاً معتدلاً فَإِن هَذَا الضماد أسْرع تقيحاً من الْمُتَّخذ من الْخبز وَذَلِكَ أَن الْمُتَّخذ من الْخبز أبلغ فِي التَّحْلِيل لما فِي الْخبز من الْملح والخمير. قَالَ: وَإِذا أَنْت رمت مداواة ورم حَار قد أَخذ فِي التقيح ثمَّ رَجَوْت أَن تَمنعهُ من التقيح فاطبخ الْخبز وَبَالغ فِي طبخه بعد بله بِمَاء ودهن وَليكن المَاء أَضْعَاف الدّهن وأبلغ من هَذَا الضماد فِي منع التقيح(4/45)
الضماد الْمُتَّخذ من دَقِيق الشّعير مَتى طبخ على هَذَا الْمِثَال وَليكن هَذَا المَاء الَّذِي يطْبخ فِيهِ دَقِيق الشّعير قد طبخ بطبيخ أصل الخطمي.
فَإِن كَانَ فِي الْجلد الْمُحِيط بالعضو الَّذِي فِيهِ الورم قد تمدد تمدداً شَدِيدا فاشرطه شرطا غير غائر ثمَّ اطبخ دَقِيق الشّعير كَمَا وصفت وألزمه عَلَيْهِ وَاعْلَم أَن الشَّرْط الْغَيْر الغائر قَلِيل النَّفْع والغناء والغائر يستفرغ من الورم دَمًا كثيرا أَكثر مِمَّا يجب حَتَّى يكَاد يغشى عَلَيْهِ. وَيحْتَاج إِلَى مداواة خَاصَّة بِهِ وَالَّذِي بَين الشَّرْطَيْنِ سليم من الآفتين فَلذَلِك أَشرت اسْتِعْمَاله دَائِما إِلَّا أَنه مَتى كَانَ الورم عسر التَّحْلِيل عسر النضج فقد تعلم أَن الأخلاط اللاحجة فِي ذَلِك الْعُضْو فِيهَا فضل غلظ ولزوجة فَفِي مثل تِلْكَ الْحَال يصلح اسْتِعْمَال الشَّرْط الغائر. لي هَذَا الْكَلَام هَهُنَا هُوَ فِي الأورام الَّتِي يرام تحليلها لَا انضاجها وَذَلِكَ أَنه لَا يجب لَك أَن تروم إنضاج هَذَا الورم إِلَّا بعد الْيَأْس من تحلله. قَالَ: وَيصْلح فِي هَذِه الأورام الضماد الْمُتَّخذ بِالتِّينِ الْيَابِس الْمَطْبُوخ يطْبخ وَيُؤْخَذ طبيخه بِعَسَل وَيجب أَن يكون اسمن التِّين ثمَّ يُؤْخَذ ذَلِك المَاء بعد أَن جعلته فِي قوام الْعَسَل الرَّقِيق فاخلط بِهِ مرّة دَقِيق الشّعير وَمرَّة خبز الخشكار وَمرَّة دَقِيق الْحِنْطَة فَإِن الَّذِي من دَقِيق الشّعير تكون فِيهِ قُوَّة محللة وَالَّذِي من دَقِيق الْحِنْطَة مفتح وَالْخبْز فِيمَا بَينهمَا. قَالَ: والمتخذ من دَقِيق الشّعير من أبلغ الأضمدة فِي التَّحْلِيل والمتخذ من دَقِيق الْحِنْطَة من أبلغ الأضمدة فِي التَّحْلِيل والتقييح والمتخذ من الْخبز فِيمَا بَين هذَيْن كَمَا أَن دقيقه بَين هذَيْن. وَإِن رَأَيْت الورم إِلَى التَّحْلِيل أميل مِنْهُ إِلَى التقيح إِلَّا أَنه يقصر عَمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ من التَّحْلِيل فاطبخ فِي طبيخ التِّين من الزوفا الْيَابِس والفودنج. وَإِن احتجت أَن تسْتَعْمل فِي الورم مَا يجفف تجفيفاً أقوى فألق فِي مَاء التِّين شَيْئا من ملح ثمَّ اعجن بِهِ دَقِيق الشّعير بعد اخراج جَمِيع نخاله واطبخه وضمد بِهِ. وَمَتى رَأَيْت الورم عسر التَّحْلِيل فاحذر أَن يبْقى مِنْهُ بَقِيَّة متحجرة وَيجب لَك أَن تتفقد الورم عِنْد كل حلَّة تحلها فتنظر إِلَى مَا آل أمره إِلَيْهِ لِأَن العلاج بالأضمدة الَّتِي تجفف)
تجفيفاً قَوِيا قد تصلب الورم وَأَنت تعرف ذَلِك باللمس عِنْد كل حلَّة تحل الضماد عَن الْعُضْو فقس حَاله بِالْحَال الأولى فَمَتَى خفت على الورم أَن يصلب فَاجْعَلْ المَاء الَّذِي تعجن فِيهِ دَقِيق الشّعير طبيخ أصل قثاء الْحمار وأصل الخطمي واخلط بالضماد لبن التِّين أَو عسله والشحوم والمخاخ وخاصة شَحم البط فَإِن الضماد حِينَئِذٍ يحلل وَلَا يصلب وَكَذَلِكَ مَتى جعلت المَاء الَّذِي تعجن بِهِ دَقِيق الشّعير طبيخ أصل اللوف أَو الفاشرا وَلَا تضع هَذَا فَإنَّك مَتى حملت على الْعُضْو المحللة وَلم تلينه تحجرت مِنْهُ بَقِيَّة برجع من هَهُنَا إِلَى التقيح. قَالَ: وَإِذا يئست من تحلل الورم فَاسْتعْمل الأضمدة المتخذة بدقيق الْحِنْطَة فَإِن هَذِه تعين على التقيح مَعُونَة بَالِغَة ثمَّ بعد أَن تبطها أَن رَأَيْت مَا حول مَوضِع البط نقياً من الورم أصلا فَاسْتعْمل المرهم وَيجب أَن تكون قُوَّة هَذِه المراهم قُوَّة مجففة لَا لذع مَعهَا وَلَا تركيبها من أدوية قابضة لَكِن يكون تركيبها أما من أدوية محللة فَقَط لَيْسَ مَعهَا فِي ذَلِك عنف وَلَا مَكْرُوه وَإِمَّا من أدوية فِيهَا مَعَ التَّحْلِيل شَيْء من الْقَبْض. وَقد اسْتعْملت مرَارًا كَثِيرَة فِي مثل هَذِه الْأَحْوَال مرهم الخمير(4/46)
ومرهم القلقطار المحرق ومرهم القلقطار بدهن ثمَّ انزله من النَّار واتركه حَتَّى يبرد قَلِيلا ثمَّ ألقه على صلابة ورش عَلَيْهِ شَيْئا من نَبِيذ وادلكه بكفيك. وَرُبمَا صَار من هَذَا ناصوراً فَاسْتعْمل مَا قُلْنَا فِي بَاب النواصير.
الْأَعْضَاء الألمة: الدَّلِيل الْخَاص إِذا أصَاب الانسان نافض فِي عروقه مَعَ حمى حارة فَإِن الْخراج والدبيلة الْبَاطِنَة تتقيح وَإِذا سكن النافض وَذهب الْأَلَم فقد كَانَ بعد التقيح.
لي على مَا رَأَيْت هَذَا المرهم يقوم مقَام الْحَدِيد عَجِيب فعله فِي ذَلِك جدا: زفت سَائل رطب جُزْء وَعسل البلادر جزءان يجمع فِي قدر على نَار لينَة حَتَّى ينْعَقد كالمرهم الْأسود وَيُوضَع عَلَيْهِ فَإِنَّهُ عَجِيب وَاسْتعْمل بدل الدَّوَاء الحاد هَذَا فِي النواصير وَمَا تُرِيدُ آخر: يُؤْخَذ ذراريح منزوعة الرؤوس والأرجل والأجنحة فَأَلْقِهَا فِي دهن مَا يغمرها واقلها وشطها حَتَّى تصير كالقطران وضع مِنْهَا على الْموضع. وَمَتى كنت فِي مَوضِع لَا تَجِد هَذِه فَاسْتعْمل لبن اللواعي الَّتِي تحمر الْجِسْم إِذا طليت عَلَيْهِ والصابون ولعاب الْخَرْدَل وَلبن التِّين وَنَحْو ذَلِك.
الطَّبَرِيّ مِمَّا يقيح تقييحاً قَوِيا: الجرجير السليق بِالْمَاءِ المخبص بالسمن لَا يصب مَاؤُهُ وَلَكِن يطْبخ حَتَّى يجْتَمع الْجَمِيع.
مَجْهُول للدبيلة الدَّاخِلَة يفجرها. يُؤْخَذ بزر مرو بزر خطمي دِرْهَم دِرْهَم حرف دِرْهَمَانِ)
صَبر دانق زعفران دانقين اسْقِهِ بِثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء الطرخشقوق مَتى لم تكن حمى. مرهم قوى فِي التقيح: يُؤْخَذ زَيْت قد طبخت فِيهِ ذراريح حَتَّى صَار كَأَنَّهُ عسل وَعسل البلادر فيذر عَلَيْهِ كبيكج ويعقد بِهِ ويعالج بِهِ فَإِنَّهُ حَار سريع التقيح جدا وَمَتى أردته أسْرع فاسحق الكبيكج واخلط بالشمع والدهن شَيْئا صَالحا وَاجعَل عَلَيْهِ وأجود مَا يعْمل أَن يخلط بصابون.
وَمَتى ضمدت الْموضع بذرق العصافير أَو ذرق البط قرحه سَرِيعا جدا أَو اعقد مرداسنجا بِزَيْت وانثر عَلَيْهِ ميويزجا فَإِنَّهُ سريع التقيح جدا. لَيست الْأَدْوِيَة المقيحة هِيَ الْأَدْوِيَة المقرحة لِأَن المقرحة هِيَ الَّتِي تولد مُدَّة وَهَذِه تحْتَاج أَن تكون معتدلة الْحَرَارَة لزجة علكة كَمَا يذكر جالينوس لأَنا إِنَّمَا نُرِيد أَن نَحْفَظ على الْعُضْو بخاره كَيْلا يتَحَلَّل مِنْهُ شَيْء فَقَط وَأما المقرحة فَهِيَ الَّتِي تبلغ من شدَّة تحليلها أَن تنقض الِاتِّصَال. الْأَدْوِيَة المقيحة تصلح إِذا احتجت أَن تنضج خراجاً حَتَّى تصير مُدَّة والمقرحة إِذا أردْت أَن تقرحه حَتَّى يَنُوب عَن الْحَدِيد.
قَالَ جالينوس: من أبلغ الْأَدْوِيَة للتقيح دَقِيق الْحِنْطَة الْقَلِيل النخالة الَّذِي قد طبخ بِالْمَاءِ وَالزَّيْت وخبز السميذ الْمَطْبُوخ بِالْمَاءِ وَالزَّيْت أبلغ وأسرع انضاجاً.
قَالَ: وَيصْلح أَيْضا الزفت والراتينج الْمُذَاب بالزيت إِن كَانَ الورم قَلِيل الْحَرَارَة وَإِن كَانَ كثير الْحَرَارَة فالمذاب بدهن الْورْد. والشمع الْمُذَاب بِبَعْض الأدهان يقيح وَاجعَل الدّهن فِي حرارته وبرودته بقد حَال الورم فَإِن كَانَ قَلِيل الجرارة فأذبه بالأدهان الحارة لي دَوَاء يحل الْمدَّة: اسحق المرقشيشا كالكحل ثمَّ اعجنه بِمَاء قد جعل فِيهِ قنة مذابة ويضمد بِهِ فَإِن القنة وَحدهَا تفي بتحلل الْمدَّة فِيمَا ذكر أَبُو جريج والمرقشيشا كَذَلِك وَأما مَا ذكر القدماء أَن المرقشيشا بِمَاء صمغ تحل الْمدَّة فَكيف هَذَا(4/47)
قَالَ انطيلس: إِذا كَانَ الْخراج فِي الرَّأْس فشقه شقاً مستوياً وبكون مَعَ أصل نَبَات الشّعْر لَا يكون متعرضاً فِيهِ لكَي يغطيه الشّعْر وَلَا يتَبَيَّن إِذا برأَ. قَالَ: وَإِن كَانَ فِي مَوضِع الْعين فَإنَّا نبطه مورباً وَمَتى عرض فِي الْأنف بططناه مستوياً بِقدر طول الْأنف وَإِن كَانَ يقرب الْعين بططناه بطاً يشبه رَأس الْهلَال وصيرنا الاعوجاج إِلَى أَسْفَل وَمَتى عرض فِي الْكَفَّيْنِ شققناه شقاً مستوياً لِأَن تركيب هَذَا الْموضع مستو وَيعرف ذَلِك من أجساد الشُّيُوخ. فَأَما خلف الْأذن فَإنَّا نبطه مستوياً وَأما الذراعان والمرفقان وَالْيَدَانِ والأنامل والأربيتان فَإنَّا نبطها إِلَى الطول. قَالَ: وَإِن كَانَ بِقرب الفخذين بططناه بطاً مستديراً والبط المستدير هُوَ الَّذِي يَأْخُذ فِي طول الْجِسْم شَيْئا)
من عرضه. قَالَ: لِأَن هَذَا الْموضع مَتى لم يبط مستديراً أمكن أَن يجْتَمع فِيهِ الْموَاد وَيصير ناصوراً وَكَذَلِكَ أَيْضا يبط مَا كَانَ بِقرب المقعدة لمَكَان الرُّطُوبَة الَّتِي تَجْتَمِع ثمَّ وَفِي الْجنب والأضلاع يبط مورباً وَأما الخصى والقضيب فيبطان مستوياً. قَالَ: واحرص أبدا أَن يكون البط تَابعا للشكل الكياني مَا قَدرنَا عَلَيْهِ. فَأَما الساقان والعضلات فلتشق بالطول وَتحفظ من إِصَابَة العصب. لي البط يجب أَن يكون إِذا لم يمْنَع مَانع بِحَسب لِيف الْبدن الَّذِي هُوَ سداه وَهَذَا يَقع أبدا فِي طول الْعُضْو وَلَكِن لما كَانَت الْأَعْضَاء كَثِيرَة تشق مُخَالفَة كالحالب والمراق وكل مَوضِع يَقع أسره فَاتبع فِي تِلْكَ الْمَوَاضِع الأسرة. وَأما بِحَسب الْعلَّة فتحر أَن يكون الْبَاب إِلَى أَسْفَل والكيس إِلَى فَوق لتَكون الْمدَّة مصبوبة مَا أمكنك.
لي مجس الْمدَّة الرقيقة يُخَالف مجسة الْمدَّة الثخينة كَأَنَّهَا لَا تقرح للجس فِي سرعَة الرقيقة وَلَا ترجع إِلَى مَكَانهَا أَيْضا فِي سرعَة رُجُوع الرقيقة وَتعلم فِي الْخراج غثى أم لَا بالتزحزح تَحت الْأَصَابِع وأجود مَا تعرف بِهِ التزحزح أَن تغمزه بِبَعْض الْأَصَابِع وتفقد بِالْيَدِ الْأُخْرَى فتنظر هَل يتزحزح بِسُرْعَة رُطُوبَة رقيقَة. مِثَال ذَلِك: تزحزح زق دوشاب أَو زق فِيهِ بعض اللزوجات واللعابات يدْخل فِيهَا الْيَد كدخولها فِي الزّبد وَلَا يتزحزح لِأَنَّهُ لين لزج فَهَذِهِ لعابات فاستدل من لون الْجلد على مَا فِي تجويف الْخراج فَإِن الْجلد الَّذِي إِلَى البنفسجية يدل على أَن الْحَاصِل دم فَإِن كَانَ يتزحزح سَرِيعا فَهُوَ دم رَقِيق وَهَذَا كثيرا مَا يكون من الْمَرَض وَإِذا كَانَ لون الْجلد أَبيض وَله غلظ ومتانة فَإِن فِيهِ مُدَّة ثخينة وَإِذا كَانَ لون الْجلد أَخْضَر أَو أصفر وَلَيْسَ بمجسته كثير مدافعة فَفِيهِ مُدَّة رقيقَة ومائيته صفراء أَو خضراء بِحَسب الْجلد وَإِذا كَانَ الْجلد أَبيض ومجسته فِيهَا لين فَفِيهِ لعاب أَبيض وعَلى ذَلِك فقس.
فِي الْأَعْضَاء: مَتى انْقَطع من الْأذن وَالْأنف شَيْء وكوى لم ينْبت فَإِن الغضاريف والأعصاب والأربطة لَا ترجع وَلَا يرجع إِلَّا اللَّحْم وَقد ترجع الْعُرُوق وَلَا ترجع الشرايين لِأَنَّهَا أَصْلَب.(4/48)
(الْخَنَازِير والأدوية المحللة) (القوية للصلابات وبقايا الأورام والفوجيلا والورم فِي الغدد كلهَا الملينات) (جَمِيعًا فِي بَاب سقيروس وَمَا جرى من السّلع مجْرَاه من الخراجات وَمَا يحلل) (الْمدَّة وعلق الدَّم وَغير ذَلِك والخراجات الْمُسَمَّاة فوجيلا فِي أصل الْأذن والغدد) (أجمع. الأربية وَغَيره وَمَا جرى مجْرَاه يستعان فِي هَذَا بِبَاب الدبيلات وَمَا) (جرى مجْرَاه. الأورام الَّتِي فِي الغدد أجمع كالأربية والابط وَغير ذَلِك وَمَا) (جرى مجْرَاه) قَالَ جالينوس فِي الثَّانِيَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: الورم الصلب الْحَادِث فِي الغدد هُوَ الْخَنَازِير وَهُوَ عسير الْبُرْء.
فِي الرَّابِعَة عشر مِنْهُ: 3 (الْخَنَازِير تحدث عِنْد حُدُوث الورم) الصلب فِي الغدد وَهَذَا اللَّحْم الرخو إِنَّمَا هُوَ دعامة وحشو فِي مَا بَين الْأَعْضَاء وَالْفرق فِي مَا بَينه وَبَين اللَّحْم الرخو الَّذِي لَهُ مَنَافِع عَظِيمَة مثل اللَّحْم المولد للبن والمولد للمنى والمولد للريق إِن فِي ذَلِك عروقاً كَثِيرَة وَهَذَا لَا عرق فِيهِ فَإِذا حدث الورم الصلب فِي هَذَا اللَّحْم الصلب الشريف فعالجه كَمَا يعالج الورم الصلب بالأدوية والتحليل والتليين فَإِذا حدث فِي اللَّحْم الَّذِي هُوَ حَشْو فَقَط فاقصد إِن لم يمكنك تَحْلِيله إِلَى قلعه من اللَّحْم الَّذِي حدث فِيهِ وَذَلِكَ يكون إِمَّا بِأَن يقطع بالحديد ويستأصل نعما حَتَّى لَا يبْقى مِنْهُ شَيْء وَذَلِكَ يكون إِمَّا بِأَن يقطع بالحديد ويستأصل نعما حَتَّى لَا يبْقى مِنْهُ شَيْء وَإِمَّا أَن تعفنه بالأدوية. لي تفقد مَوضِع الْخَنَازِير فَمَتَى رَأَيْت فِيهِ عروقاً كَثِيرَة فعالجه بِمَا يلين ويحلل واترك الْحَدِيد والأدوية الحارة.
الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: كَانَ رجل يعالج خنازير غائرة فَقطع العصب الرَّاجِع إِلَى فَوق وأعدم صَاحبه الصَّوْت وَرُبمَا لم يقطع هَذَا العصب إِلَّا أَنه يتَّفق أَن ينْكَشف للهواء الْبَارِد فيبرد فَيذْهب الصَّوْت وَيحْتَاج أَن يعالج حَتَّى يسخن ليعود.
الْمقَالة الأولى من
3 - (جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة)
قَالَ قولا يجب مِنْهُ هَذَا الَّذِي أَقُول: إِذا حدث قرحَة أَو فِي الْيَد تورم الابط والأربية فاعمل أَلا يبْقى ذَلِك الورم لَكِن يتَحَلَّل سَرِيعا فَإِنَّهُ رُبمَا بَقِي ذَلِك الورم بعد برْء القرحة وأزمن فَصَارَ ورماً صلباً فَتكون خنازير وعنايتك بذلك تكون بِأَن يسكن الوجع عَن الْموضع وابتدأ القرحة مَعَ تَقْوِيَة لَهُ من أَسْفَل(4/49)
فَإِذا سكنت فورة القرحة وَلم يسكن الوجع ترخيه بالأدهان لِئَلَّا ينْعَقد ذَلِك الورم. الْخَنَازِير لَا يكون فِيهَا ضَرْبَان لِأَنَّهَا لَيست بورم حَار.
فِي الفوجيلا الثَّانِيَة من الميامر قَالَ: رماد الحلزون مَتى عجن بشحم عَتيق غير مملح أبلغ الْأَدْوِيَة فِي تَحْلِيل الأورام العتيقة وَلَو كَانَ تولدها عَن مَادَّة تجلب دَائِما إِلَى الْموضع الوارم وَهَذَا يحلل الفوجيلا من أصل الْأذن أَو اسحق عَاقِر قرحاً بِالتِّينِ الْيَابِس وَيلْزم الصلابات والفوجيلا وَنَحْوهَا بعد أَن لَا يكون فِيهَا وجع أَو تُؤْخَذ نورة وتخلط بِعَسَل وتوضع على الفوجيلا وَمَا شابهه بِدَم ابْن عرس فَإِنَّهُ يحلله أَو تصب على الفوجيلا والأورام الصلبة خلا قد غلى ثمَّ ضع عَلَيْهَا اسفنجة مغموسة فِي مَاء الْملح.
قَالَ ج: هَذَا لَا يصلح إِلَّا لأبدان العولج وَلَا تحتمله الْأَبدَان الناعمة: يُؤْخَذ رماد ابْن عرس فيخلط بقيروطي قد اتخذ من دهن السوسن وعالج بِهِ يحلل الفوجيلا بعد أَن يعْتق ويصلب ويعسر انحلاله وَهَذَا يحل الْخَنَازِير تحليلاً عجيباً. وَمَا كَانَ من هَذِه الأورام لَا مُدَّة فِيهِ وَلَا صلابة شَدِيدَة فِيهَا فمرهم دياخيلون ومرهم مياساوس ومرهم كشك الشّعير يبرئها وَمَا كَانَ أمرهَا أسهل وَأَقل هَذَا فالمرهم الْمُتَّخذ بالزوفا الرطب وَالسمن وَنَحْوه يُبرئهُ.
من كتاب مَا بَال قَالَ: الْخَنَازِير تكون فِي الصّبيان أَكثر مِنْهَا فِي سَائِر الْأَسْنَان وَفِي الْمَشَايِخ أقل مَا)
تكون وَهِي فوران وغليان الدَّم وَهِي فِي الْأَبدَان الحارة الرّطبَة كَثِيرَة. قَالَ جالينوس فِي محنة الْأَطِبَّاء: أَن رجلا كَانَت بِهِ خنازير عَظِيمَة فِي رقبته من كلا الْجَانِبَيْنِ فَقطع بعض المعالجين ذَلِك بِجَهْل فأورثه بِسوء فعله بردا فِي العصبتين المجاورتين للعرقين الضاربين قَالَ: وَهَاتَانِ العصبتان تنبتان فِي أَعْضَاء كَثِيرَة وَتَأْتِي مِنْهُمَا شُعْبَة إِلَى فَم الْمعدة مِنْهَا ينَال فَم الْمعدة الْحس كُله وَطَائِفَة قَليلَة من هَذَا العصب تحرّك آلَات الصَّوْت فأورث ذَلِك الرجل من ذَلِك أَن عدم صَوته وَذَهَبت شَهْوَته للطعام وَلما علمت ذَلِك وضعت على رقبته دَوَاء مسخناً فبرأ فِي ثَلَاثَة أَيَّام.
من كتاب العلامات قَالَ: مَكَانهَا فِي الابطين والأربيتين والعنق وَهِي جاسية فِي نَفسهَا وَمِنْهَا مَا تَزُول وتتحرك من مَكَانهَا إِلَى مَكَان آخر وَرُبمَا كَانَت لَا تتحرك وَرُبمَا كَانَت مستديرة وَرُبمَا كَانَت مستطيلة ولونها لون الْجِسْم.
لي الْخَنَازِير إِذا كَانَت جاسية وَمَعَهَا حرارة وَإِن لم ترد أَن تنضج لَكِن تُرِيدُ أَن تتحل قَلِيلا قَلِيلا مَعَ أَمن من انجذاب الْمَادَّة: يُؤْخَذ مر جُزْء حضض جزءان أعجنها بِمَاء الكزبرة الرّطبَة واطل عَلَيْهِ مَرَّات ثمَّ زد فِي المر وانقص الحضض مَتى أردْت أَن يكون التَّحْلِيل أَكثر.
لي رَأَيْت خلقا بهم ابْتَدَأَ خنازير فاحتجوا فاستحكم ذَلِك بهم وصاروا مِنْهُ إِلَى أَمر غليظ وقوماً كَانَت بهم خنازير قد بَرِئت بالعلاج احتجموا فَعَادَت أشر مِمَّا كَانَت وَلذَلِك لَا(4/50)
يجب أَن يقرب الْحجامَة من بِهِ لطخ من هَذِه الْعلَّة ويفصد القيفال وَلَا يجب لَهُ أَن يكون وضع رَأسه مَنْصُوبًا وَلَا موجعاً لَهُ الْبَتَّةَ وَلَا يُطِيل السُّجُود وَلَا الصياح وَلَا جَمِيع (سقط: من بداية الصفحة إِلَى صفحة 55)(4/51)
من تذكرة عَبدُوس: دهن المرزنجوش نَافِع لوجع الأربية.
قَالَ ج: اسْتعْملت عرق المصارعين فِي أربية وأرمة فبرئت سَرِيعا.
اسليمن: للورم الصلب يسحق بعر الْغنم بدهن الشبث ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تَحْلِيل الورم.
3 - (من كتاب العلامات)
الْمَنْسُوب إِلَى ج: الْخَنَازِير تكون فِي الْعُنُق والابط والأربية وَتَكون بلون الْجِسْم وَمِنْهَا مَا تتحرك كالسلع وَمِنْهَا مَا لَا تتحرك وَمِنْهَا مستديرة وَمِنْهَا مستطيلة.
مَجْهُول ضماد للخنازير: رماد أصل الكرنب النبطي وَمثله من الزفت الرطب يجمع مَعَه وَيجْعَل عَلَيْهَا نَافِع.
ضماد دياخيلون عَجِيب قوي على مَا رَأَيْت يصلح فِي الْمَوَاضِع الْبَارِدَة قوي جدا:(4/55)
لعاب بزر الْكَتَّان ولعاب بزر الخطمي ولعاب حب الرشاد ولعاب الحبلة والخردل وبزر مرو وَحب الأبخرة وَحب الْغَار وورق الدفلي وأصول قثاء الْحمار تنقع هَذِه فِي المَاء وَيُؤْخَذ مَاؤُهَا ولعابها ويلقى عَلَيْهِ لكل ثَلَاثَة أَرْطَال أوقيتان من المرداسنج المربى وَمثله من الصابون وَمثله من دهن السوسن وأوقيتان من شَحم عَتيق أَو دهن الْجَوْز تحل الصموغ بالدهن وتعقد الْجَمِيع وَيسْتَعْمل وَيُزَاد فِي هَذَا رماد الكرنب ورماد الشبث أوقيتان من كل وَاحِد.
دياخيلون بَارِد: لعاب بزر قطونا وَحب السفرجل وبزر كتَّان وأصل الخطمي وأصل الْخَبَّازِي ولعاب بزر الشاهسفرم وبنفسج يَابِس ينقع بِمَاء حَار وتعقد هَذِه الألعبة بِزَيْت مغسول ومرداسنج.
من الْجَامِع دَوَاء يحل الْخَنَازِير: زفت وبورق أرمني وَحب الْغَار وأصل السوسن الآسمانجوني ثَلَاثُونَ ثَلَاثُونَ قنة خَمْسَة عشر فلفل أَبيض سِتَّة دَرَاهِم نورة خَمْسَة دَرَاهِم شَحم الثور ودهن السوسن مَا يَكْفِي يجمع وَيجْعَل عَلَيْهَا وَيلْزم اللَّيْل وَالنَّهَار فَإِنَّهُ يحلهَا حلا قَوِيا.
من الْكَمَال والتمام دَوَاء نَافِع جيد للخنازير: دَقِيق شعير وزفت رطب ودردي الْبَوْل يَجْعَل ضماداً ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب فِي تحليلها. أَو ضمدها بأصول الْكبر والمقل والفلفل مَعَ الزفت.
وللأورام البطيئة النضج الْحَادِثَة فِي الْعُضْو: اخلط الضفادع مَعَ الزَّيْت وَالْملح واطل عَلَيْهَا.
قَالَ ج: فِي حِيلَة الْبُرْء: الْخَنَازِير ورم صلب يعرض فِي اللَّحْم الرخو ومداواتها من حَيْثُ هِيَ ورم صلب عَامَّة لَهُ وللورم الصلب فَأَما على طَرِيق الْعُضْو الَّذِي هِيَ فِيهِ فَإِنِّي أَقُول: أَن اللَّحْم الرخو ضَرْبَان أَحدهمَا: الَّذِي يُولد اللَّبن والريق والمنى والرطوبات وَالْحَاجة إِلَى هَذَا اللَّحْم عظمية وَالثَّانِي: اللَّحْم الَّذِي جعل حَشْوًا فِيمَا بَين الأعصاب وَالْعُرُوق كي يدعمها)
فَلَيْسَ يَقع هَذَا بِكَثِير الْعظم وجوهر اللَّحْم الرخو المولد للرطوبات أسخف من الثَّانِي.
وَإِذا حدث الورم الصلب فِيهِ فليداو كَمَا تداوى سَائِر الْأَعْضَاء وَأما إِذا حدث فِي اللَّحْم اللين الَّذِي عمل للحشو والدعامة فاقصد مَعَ ذَلِك إِلَى قلع الدَّاء مَعَ الْعُضْو الردي الَّذِي حل فِيهِ مَعًا وَيتم إِمَّا بِقطعِهِ بالحديد وَإِمَّا بتعفينه.
قَرَأت فِي كتاب جالينوس إِلَى أغلوقن بِنَقْل قديم: أَن الْفرق بَين الْخَنَازِير والخراجات أَن الْخَنَازِير تكون أَشد تفرطحاً وَأَشد بَيَاض لون وَلَا يكون لَهَا رَأس محدد وَلَا يُبَادر إِلَى الْجمع وَذَلِكَ أَنَّهَا من خلط بلغمي بَارِد والخراجات الحادة بِخِلَاف ذَلِك.
الْأَعْضَاء الألمة: الْخَنَازِير لَا ضَرْبَان مَعهَا لِأَنَّهَا لَيست من جنس الورم الْحَار.
دَوَاء يفش الْخَنَازِير جيد جدا: رماد أصل الكرنب النبطي يذاب الزفت الرطب ويلقى عَلَيْهِ وَيضْرب حَتَّى يَسْتَوِي نعما وَيجْعَل على جلد وَيلْزم الدياخيلون.
من محنة الطَّبِيب قَالَ: قد يحدث لسوء الِاحْتِيَاط فِي قطع الْخَنَازِير وَغَيرهَا مِمَّا فِي(4/56)
الرَّقَبَة آفَات بالعصب المجاور للعرق النابض وَهَذَا العصب ينبث أَكْثَره فِي الْمعدة فَيعرض لَهُ لذَلِك ضرب الشَّهْوَة وَغَيره من آفَات الْمعدة وآفات الصَّوْت أَيْضا فَلذَلِك يجب أَن تعرف مَكَان هَذَا العصب ويتوقى. قَالَ: وَعرض لرجل قروي دوى من خنازير بِالْقطعِ ضَرَر فِي الشَّهْوَة لمَكَان هَذَا العصب فَلَمَّا علمت ذَلِك وضعت على رقبته دَوَاء مسخناً فبرأ فِي مُدَّة ثَلَاثَة أَيَّام.
لي إِنَّمَا ينَال هَذِه الْعصبَة الْبرد فِي حَال كشفها فِي العلاج فيغلظ جوهرها ويقل حسها فَلذَلِك
الترياق إِلَى قَيْصر السرطان النَّهْرِي إِذا سحق وَجعل على الورم الجاسىء فشه.
من كتاب جالينوس الْمَعْرُوف بقاطاجانس: يجب أَن يكون الْمُتَوَلِي لتحليل الأورام الجاسئة عَارِفًا بطبيعة الْجِسْم وطبيعة الْعُضْو الَّذِي يعالجه وَيسْتَعْمل الدَّوَاء فِي أول أمره بالحدس المقرب وَيفهم بعد يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة يحْتَاج أَن يزِيد أَو ينقص قَالَ: بزر الحلبة مَتى طبخ وخلط بشحم لين تَلْيِينًا صَالحا فَإِذا أردْت أَن تضع شَيْئا مِنْهَا على الْجَسَد فعرق الْموضع أَيْضا بالزيت ثمَّ ضع عَلَيْهِ وتحر أَن تكون لزوجة تعلق بالجسد.
الملينة فِي الطَّبَقَة الأولى: السّمن والفلونيا والراتينج والشمع الْأَبْيَض والوج وشحم الدَّجَاج والبط وَنَحْوهَا.
مرهم ملين: أشق شمع من كل وَاحِد سِتَّة وَثَلَاثُونَ أُوقِيَّة علك البطم ثَمَان أَوَاقٍ مقل الْيَهُود مثله كندر وَمر أَربع أَوَاقٍ من كل وَاحِد بارزذ ثَمَان أَوَاقٍ دهن الْحِنَّاء أَرْبَعَة قوطولات ينقع الْمقل والكندر والمر بشراب وَيحل الأشق بخل ويدق الْجَمِيع وَيمْسَح الراتينج بدهن الْحِنَّاء حَتَّى يندق الْجَمِيع وينخل وَهُوَ دَوَاء مَشْهُور فائق. آخر: يُؤْخَذ شمع علك البطم أشق مقل مر وسخ الكور أصل السوسن ميعة سَائِلَة بِالسَّوِيَّةِ دهن السوسن المطيب وشراب مَا فِيهِ الْكِفَايَة.
قَالَ أَبُو جريج: صمغ السذاب مَتى سعط مِنْهُ صَاحب الْخَنَازِير فِي الْعُنُق والابط ابرأه. وَقَالَ: الْمقل يحل الْخَنَازِير والقنة تبلغ أمرهَا إِلَى أَن تحلل الْمدَّة وتحلل الْخَنَازِير ومرهم الزفت الرطب يبدد الْخَنَازِير جدا. وَقَالَ: الموم يحل الأورام الصلبة.
أَبُو جريج من اختيارات الْكِنْدِيّ قَالَ: يحرق مشاش قرن الماعز ويسقى من بِهِ خنازير زنة دِرْهَمَيْنِ كل أُسْبُوع يفعل ذَلِك شَهْرَيْن فَإِنَّهُ يبرأ من الْخَنَازِير برءاً تَاما.
اطهورسفس قَالَ: مَتى أحرقت الْحَيَّات الَّتِي تكون فِي الْبيُوت وسحقت وخلط رمادها بِزَيْت وطلي على الْخَنَازِير فشها الْبَتَّةَ وَقد جربه زعم فَوَجَدَهُ نَافِعًا. قَالَ: الشحوم مَتى(4/57)
خلطت مَعَ عسل وراتينج وَوضعت على الْخَنَازِير فتحتها وأبرأتها. قَالَ: وحافر الْحمار مَتى أحرق وسحق بِزَيْت وطلي على الْخَنَازِير بردهَا بِقُوَّة قَوِيَّة.
من كتاب الْعين: الْخَنَازِير ورم بلغمي من بلغم غليظ تحدث فِي اللَّحْم الرخو يعالج إِمَّا بالتعفنة وَإِمَّا بِالْقطعِ إِذا لم تعْمل فِيهِ المحللات)
من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: الْخَنَازِير قد تكون أَيْضا عَن قُرُوح كَانَت فِي اللَّحْم الرخو عولجت بالتعفين فبرئت وَبَقِي الورم فَيصير خنازير. قَالَ: وَكَانَ رجل يعالج خنازير لَهَا فضل غور بالحديد وَكَانَ يتوقى أَن يقطع عصباً أَو شرياناً فَكَانَ فِي الْأَكْثَر يكشط مَا يظْهر لَهُ من الأغشية بأظفاره فَقطع مِنْهَا وَهُوَ لَا يشْعر العصب الرَّاجِع إِلَى فَوق فبرأ الْغُلَام من الْخَنَازِير إِلَّا أَنه أعدمه الصَّوْت وَآخر أعدمه نصف صَوته لِأَنَّهُ كَانَ من جَانب وَاحِد.
لي يجب أَن يحذر مَوضِع هَذَا العصب هَهُنَا وَمِقْدَار غوره.
انطيلس قَالَ: يتَوَلَّد من وَاحِد مِنْهَا كَثِيرَة وَيكون فِي حجب مُحِيطَة بهَا.
الطَّبَرِيّ قَالَ: الْخَنَازِير فِي الصّبيان سليمَة وَفِي الشَّبَاب عسرة وَأكْثر مَا تكون فِي الصّبيان. قَالَ: دلكت الْخَنَازِير بخصي الثَّعْلَب الَّذِي هُوَ الْحَيَوَان أبرأها.
لي يجب أَن يكون إِذا فَرغْنَا من كلامنا نقُول إِن لهَذِهِ الْعلَّة أَشْيَاء تَنْفَع بِخَاصَّة فِي كتاب الْخَواص.
الطَّبَرِيّ: ورق الْكبر وَأَصله يحل الْخَنَازِير إِذا ضمد بِهِ. وَقَالَ: حيات الْبيُوت مَتى أحرقت وسحق رمادها مَعَ الزفت وطلي على الْخَنَازِير حللها وأذهبها مجرب صَحِيح.
ابْن سرابيون قَالَ: الْخَنَازِير سقيروس يحدث فِي لُحُوم غددية وعلاجه قطعه وإفناؤه بالأكالة لِأَن هَذِه اللحوم لَا مَنْفَعَة عَظِيمَة لَهَا.
وَمِمَّا يحلل: دَقِيق الترمس المعجون بسكنجبين وأخثاء الْبَقر المطبوخة بخل يضمد بهَا فَإِنَّهُ يحللها.
وَهَذَا عَجِيب لذَلِك وَهُوَ أوقى من الدياخيلون وَمن كل شَيْء يسْتَعْمل فِيهِ: يُؤْخَذ أصل الكرنب فيحرق ويعجن رماده بالزيت ويضمد بِهِ. لي إِذا كَانَت الْخَنَازِير عَظِيمَة جدا لم تَبرأ إِن عسر ذَلِك مِنْهَا وَقد رَأَيْت صَبيا كَانَ فِي عُنُقه كَمَا يَدُور ورم غليظ قوي جدا فَلم يعالجه أَصْحَاب الخراجات لِأَن الْخَنَازِير غرضها أَن تذاب وتؤكل بالأدوية الحادة حَتَّى تتأكل فَإِذا كَانَت على مثل هَذَا الْعظم لم يُمكن أَن تعالج لَا بحديد وَلَا بدواء حاد فأصحاب الخراجات لَا يعالجون أَصْحَاب هَذِه ويرون إِن المدافعة أفضل. وَأما أَنا فَأرى أَلا يداوى أَمْثَال هَؤُلَاءِ كَيْلا تنقرح فَإِن تقرحت عسر أمرهَا وقلل لَهُم الْغذَاء جدا جدا واطل برماد الْحَيَّات. الأبخرة مَتى تضمد بهَا مَعَ الْملح أبرأت الفوجيلات.)
جالينوس: دَقِيق الباقلي مَتى خلط بدقيق الحلبة وَعسل حل الأورام الْعَارِضَة فِي(4/58)
أصل الْأذن والأربية. د: البزر قطونا إِن ضمد بِهِ مَعَ خل وَمَاء ودهن ورد نفع من الخراجات الْحَادِثَة فِي أصل الْأذن. دردي الشَّرَاب إِذا طلى على الفوجيلا حلله. ورق الزَّيْتُون الْبري إِن ضمد بِهِ الأورام الْحَادِثَة فِي الغدد حللها. بعر الْمعز ضماد نَافِع للخراجات الْحَادِثَة فِي أصل الْأذن إِذا أزمن. الراوند يحلل الأورام فِي أصل الْأذن إِذا أزمن. الراوند يحلل الأورام فِي أصل الْأذن والأربية. جالينوس: السّمن يشفي ذَلِك. جالينوس: دهن الْحِنَّاء جيد للأورام الَّتِي فِي الأربية.
الحمص الكرسني يذهب لورم الْحَادِث فِي أصل الْأذن. جالينوس: طين شاموس يسكن جَمِيع الأورام الَّتِي فِي الغدد. اريبلسيوس: السّمن لِأَنَّهُ يُرْخِي وينضج يسْتَعْمل فِي الأورام الْحَادِثَة فِي أصل الأربية وَالْأُذن. وَقَالَ ج أَيْضا: لِسَان الْحمل مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْملح نفع من الأورام الحارة الْحَادِثَة فِي أصُول الْأذن الَّتِي تسمى فوجيلا. د: السرمق إِن طبخ وضمد بِهِ حلل الفوجيلا. وَقَالَ: عِنَب الثَّعْلَب مَتى أنعم دقه وخلط بالملح وضمد بِهِ حل الأورام الَّتِي تعرض فِي أصل الْأذن. ج: الرُّطُوبَة الْمَوْجُودَة فِي الحلزون مَتى خلطت بِالصبرِ والمر والكندر كلهَا أَو بَعْضهَا حَتَّى تصير فِي ثخن الْعَسَل وَجعلت على الأورام المخاطية الْحَادِثَة فِي أصل الْأذن حللها. وَقَالَ: الزوفا الْيَابِس مُحَلل للخراجات الَّتِي تكون فِي الغدد مائلة إِلَى خَارج الكائنة من الصَّفْرَاء. د: القفر إِذا طبخ ثمَّ أنعم دقه وضمد بِهِ حلل الورم الْعَارِض فِي أصل الْأذن. إِن صب الْخلّ وَهُوَ فاتر على الورم الْمُسَمّى فوجيلا أَو شرب صوفة وَوضع عَلَيْهِ اذهبه.
انذار من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع: إِن عرض لَا مرئي وجع كلمح الْبَرْق فِي أربيته من غير سَبَب مَعْرُوف مَاتَ فِي الثَّالِث.
الميامر قَالَ: يعالج الخراجات النفخية فِي أصل الْأذن بالأدوية الجاذبة. وَإِن لم يتَبَيَّن لهَذِهِ أثر حميد استعملنا المحاجم وَذَلِكَ أَن غايتنا أَن نجذب الْخَلْط المؤذي إِلَى ظَاهر الْجِسْم وخاصة إِن كَانَ على سَبِيل بحران أَو عِلّة فِي الرَّأْس فَإِنَّهُ يجب أَن تعان على الطبيعة حَتَّى يستحكم ذَلِك المزاج وَإِن كَانَ الطَّبْع قَوِيا وَرَأَيْت الورم قوي الْكَوْن ترك وَذَلِكَ أَنَّك مَتى جذبت حِينَئِذٍ بدواء وَوضعت محجمة عرض من الوجع أَمر صَعب لَا يحْتَمل لِأَن فِي تِلْكَ الْحَالة لِكَثْرَة الانصباب يجْرِي إِلَيْهِ وَيُورث شدَّة الوجع سهراً وَزِيَادَة حمى وانحلال الْقُوَّة فاقصد فِي)
مثل هَذِه الْحَال إِلَى تسكين الوجع لَا للجذب بالأدوية ولتكن الْأَدْوِيَة المسكنة معتدلة الْحَرَارَة والرطوبة فَإِن هَذِه مُوَافقَة فِي هَذِه الْحَال فَإِذا أجمع فبطه وَانْظُر إِذا كَانَت هَذِه الخراجات تبتدئ بوجع وصعوبة فَاعْلَم إِن الْميل قوي وحار فضع عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة المسكنة للوجع وحسبك أَن تبلغ هَذِه فتسرع فِي جمع الْمدَّة وَإِن كَانَت تبتدئ بِضعْف(4/59)
وهيئة بِلَا وجع فَهَذِهِ بطيئة الْجمع فأعن الطَّبْع فَإِن أردْت تحليلها فَعَلَيْك بمرهم اللعابات وَهُوَ الدياخيلون ومرهم الزوفا الرطب ومرهم ساساوس.
اطهورسفس: كبد الْحُبَارَى يرفع فَإِن احتجت إِلَيْهِ يسحق بدهن الناردين وقطره فِي الْأذن فَإِنَّهُ نَافِع من الورم الْحَادِث فِي أصل الْأذن الظَّاهِر ويسكن الوجع من سَاعَته ويجلب النّوم وليقطر مَرَّات كَثِيرَة إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فَإِنَّهُ عَظِيم النَّفْع.
جَوَامِع اغلوقن: الخراجات الَّتِي تسمى فوجيلا مركبة من الفلغموني والحمرة تحدث فِي اللَّحْم الرخو وَيحْتَمل الْأَدْوِيَة القوية لحدوثها فِي اللَّحْم.(4/60)
(خراجات العصب) (والعضل وَالْوتر والربط والتشنج والهتك والوهن فِي العضل والورم وَنَحْوهَا) (وهتكها وانقطاعها الْبَتَّةَ والأورام الَّتِي تضر بالحركات وَفِي التواء العصب) (وفسوخ العضل والعصب من ضَرْبَة ووهنها وجراحاتها وحصرها وتعقدها) (وتمددها) قَالَ ج فِي الثَّالِثَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: مَتى أَصَابَت رَأس العضلة جِرَاحَة أَو وجبة فتبع ذَلِك تشنج وَلم تقدر على دَفعه بِشَيْء مِمَّا يداوى بِهِ هَذَا التشنج احتجت إِلَى قطع تِلْكَ العضلة عرضا فتدفع بذلك التشنج وَتبطل فعل تِلْكَ العضلة. قَالَ: وَكَذَلِكَ مَتى أَصَابَت عصبَة وجبة أَو نخست فقد يضْطَر الْأَمر إِلَى بترها وَذَلِكَ عِنْدَمَا ترى العليل قد أشرف على التشنج أَو على اخْتِلَاط الْعقل بِسَبَب تِلْكَ الوجبة وَكِلَاهُمَا عِلَّتَانِ عسرة الْقبُول للعلاجات جَوَامِع مَا فِي القانون إِلَى هُنَا.
لي لَا يجب أَن يقطع العضلة إِلَّا إِذا لم تَنْفَع العلاجات واضطررت. 3 (الخراجات الْعَظِيمَة) فِي العضلة تتبعها حمى وصفرة اللَّوْن والنبض الصَّغِير الضَّعِيف الْمُتَوَاتر ويسخن العليل ويسترخي.
قاطيطريون الْمقَالة الأولى مِنْهُ قَالَ: احذر فِي علاج جراحات العصب أَن يكون العليل فِي حِين تعالجه فِي مَوضِع بَارِد وتهب عَلَيْهِ ريح بَارِدَة.
الْمقَالة الْخَامِسَة من الْفُصُول قَالَ: 3 (القروح) الَّتِي يحدث بِسَبَبِهَا تشنج لَا تتقيح.
السَّادِسَة قَالَ: وَمَتى حدثت الْجراحَة فِي العصب والأوتار والرباط وَنَحْوهَا ورمت فِي بطء وَكَانَ نضجها كَذَلِك وَكَثِيرًا مَا يعرض التشنج مَتى ورم العصب أَو الْوتر فَأَما الورم غَيرهَا فَلَا. وَقَالَ: القروح فِي هَذِه الْأَعْضَاء أَبْطَأَ نضجاً وتحللاً كَمَا أَنَّهَا أَبْطَأَ قبولاً لتلززها.
الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة قَالَ: وَأما تفرق الِاتِّصَال الْكَائِن فِي العصب والأوتار فَإِنَّهُ بِفضل حس هَذِه الْأَعْضَاء وَلَا تصالها بالدماغ يحدث التشنج سَرِيعا لَا سِيمَا إِذا لم تنْحَل الفضول الَّتِي فِيهِ إِلَى خَارج وَذَلِكَ يكون إِذا انسد شقّ الْجلد فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يفتح هَذَا الشق ويجفف القرحة بدواء جوهره لطيف يُمكن أَن يغوص ويصل إِلَى عمق الشق.
من اختصارات حِيلَة الْبُرْء: توق فِي جراحات العصب مس المَاء للجرح غَايَة التوق(4/61)
حَيْثُ لَا يدنو مِنْهُ مَاء الْبَتَّةَ وَكَذَلِكَ كل ضماد يطْبخ بِالْمَاءِ وَيجب أَن يقطر عَلَيْهِ الزَّيْت وَحده مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فِي الْيَوْم وَليكن من الزَّيْت اللَّطِيف أَو دهن الخروع ويقطر على الْعصبَة الَّتِي نالتها الآفة من الزَّيْت ويغمس صوف فِي زَيْت حَار وتضعه على الْجرْح وَهَكَذَا عالج مَا وَقع بِهِ جرح من الأعصاب. وَأما إِذا انْكَشَفَ مِنْهَا عِنْد الْجِرَاحَات وَلم يَنْقَطِع اتِّصَاله فِي نَفسه فليعالج من أدوية العصب بِمَا هُوَ أقل قُوَّة من هَذَا لِأَنَّهَا نَفسهَا تلقى العصب بارزاً ظَاهرا فَأَما الأعصاب الَّتِي ينالها النخسة فتحتاج إِلَى أدوية أقوى لِأَن كيفيتها تُرِيدُ أَن تنفذ إِلَى العصب مثل دَوَاء الفربيون. فَإِن حدث فِي جِرَاحَة العصب والأعضاء العصبية فلغموني وَكَانَ الفلغموني ملتهباً جدا فَاسْتعْمل فِي العلاج الْأَدْوِيَة الَّتِي تتَّخذ بالخل والأحجار المعدنية الَّتِي قد ذكرتها وَأَكْثَرت مِنْهَا.)
الثَّالِثَة من قاطاجانس: يُؤْخَذ من قلقيدس دِرْهَم وَربع وَمن الزاج سَبْعَة دَرَاهِم وَمن توبال النّحاس أوقيتان ودرهمان وَنصف وَمن قشار الكندر أُوقِيَّة وَنصف وَمن البارزد أُوقِيَّة وَمن الشمع تسع أَوَاقٍ وَمن الزَّيْت تسع أَوَاقٍ وَمن الْخلّ الثقيف رطلان وَربع تسحق الْأَدْوِيَة الْيَابِسَة بالخل عشرَة أَيَّام ويذوب مَا يذوب ويبرد ويخلط الْجَمِيع فِي قدر ويحرك تحريكاً مستقصي حَتَّى يذوب وَيَسْتَوِي وليقطر على الْعُضْو العليل من الزَّيْت مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فِي الْيَوْم وَعند وضع هَذَا الدَّوَاء عَلَيْهِ يجب أَن يوضع عَلَيْهِ من خَارج صوف قد بل بخل وزيت مسخنين معتدلي الْحَرَارَة فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْء أصلا أضرّ بالأعصاب العليلة وَلَا أردى عَلَيْهَا مِمَّا كَانَ بَارِدًا. فَإِن احتجت تضمد هَذِه الْأَعْضَاء فِي حَال بالضماد الْمُتَّخذ بالعسل والخل والرماد فَلْيَكُن الضماد مطبوخاً وَأَن يكون دقيقه دَقِيق الكرسنة وَمَتى لم يحضرك فَاسْتعْمل دَقِيق الباقلي ودقيق الشّعير.
من التشريح الْكَبِير: أخوف الْجِرَاحَات الَّتِي تقع فِي العصب أَن يتشنج مِنْهَا العليل والنخصة الَّتِي تقع فِي العصب أَو العضل فِي الْجُزْء العصبي وخاصة فِي رَأس وترها وَإِن كَانَت الْجراحَة نخسة أَو وجبة فَإِن هَذِه قد تضطر فِيهَا إِلَى بتر العضل.
3 - (ورم العضل)
من الْمقَالة الأولى من حَرَكَة العضل قَالَ: قد يعرض من ورم العضل اخْتِلَاط الْعقل والتشنج وَبَعض هَؤُلَاءِ صَادف طَبِيبا حكيماً فَقطع ذَلِك العصب الْمُتَّصِل بذلك العضل فأراح العليل بذلك من هَذِه إِلَّا أَنه يفْسد لَا محَالة بعض الحركات أَن انبترت العضلة الَّتِي تنبسط انقبض الْعُضْو وَلم ينبسط وبالضد وَأما إِن ورم فَإِن الورم إِذا كَانَ فِي العضل الَّذِي يقبض الْعُضْو انقبض الْعُضْو وَلم ينبسط فَإِن كَانَ فِي الَّذِي ينبسط لَا ينقبض. وَذَلِكَ إِن الورم الَّذِي يزِيد فِي تمدد العضلة فَيكون الجذب أبدا فِي الْجَانِب الوارم.
الرَّابِعَة من السَّادِسَة قَالَ: من أَصَابَهُ جرح فِي مفصل الرّكْبَة من قُدَّام عِنْد الْعظم الْمَعْرُوف بالرضفة الَّتِي فَوْقه حَيْثُ تجْرِي وترات العضل الَّتِي فِي الفخد فبعضهم مَاتَ وَبَعْضهمْ لم يكد مَا تخلص. وَذَلِكَ أَن الرُّكْبَتَيْنِ عيا عَن الْمَشْي فِي حَال الصِّحَّة فضلا عَن الْمَرَض أَكثر من سَائِر المفاصل.(4/62)
اهرن قَالَ: إِذا حدثت فِي العصب فإياك والمبادرة بالحام الْجراحَة لَكِن عَلَيْك بتسكين الوجع بالدهن المسخن حَتَّى إِذا سكن الورم وَأمنت انصباب الفضول والورم فالفصد وَغَيره فَعِنْدَ ذَلِك فَخذ فِي إلحام الْجراحَة.
بولس قَالَ: إِذا وَقع فِي العصب جِرَاحَة ونخسة مَعَ ذَلِك وجع وَرُبمَا تبعه ورم حاد وَلذَلِك يعرض فِي جراحات العصب حميات وامتداد واختلاط فِي الْعقل وَرُبمَا ظَهرت الأورام فِي مَوَاضِع غير مَوضِع الْجراحَة فَوْقهَا وَلذَلِك يجب أَن يتْرك الْجلد مَفْتُوحًا لتسيل مِنْهُ الرطوبات وَمَتى كَانَ الْخراج فِي الركب وَلم يكن وَاسِعًا فلتشق شقين متقاطعين وَإِن كَانَ الْجَسَد ممتلئاً وَكَانَ الورم عَظِيما فابدأ بالفصد وَإِن كَانَ ردي المزاج فالاسهال وَاجعَل حول الْخراج من الْأَدْوِيَة مَا يسكن الوجع وانطله وامسحه بدهن فاتر وعَلى الْجرْح نَفسه مَا لَا يلتحم الْفَم للسيلان وخاصة إِذا لم يُوسع. وَاعْلَم أَن المَاء الْحَار على أَنه مُوَافق لسَائِر الأورام ردي لهَؤُلَاء فانطلهم بدله بدهن لطيف الْأَجْزَاء حَار مَا أمكن لَيْسَ فِيهِ قبض الْبَتَّةَ وَذَلِكَ أَن الْبَارِد والحار جدا ضار لَهُم. وَيَكْفِي الصّبيان والنسوان من الْأَدْوِيَة الَّتِي تُوضَع عَلَيْهِ علك البطم فَإِنَّهُ من أدوية جِرَاحَة العصب. وَفِي الَّذين أَجْسَادهم أَصْلَب اخلط مَعَه الفربيون.
وَإِن عرض فِي جراحات العصب ورم حَار وعفونات فَاسْتعْمل دَقِيق الشّعير أَو دَقِيق الكرسنة)
أَو دَقِيق الباقلي قد طبخت بِمَاء الرماد أَو بِمَاء السكنجبين يوضع على الْموضع مَوضِع العفن وَيفتح الْفَم أبدا وَإِذا أَصَابَت فِي العصب نخسة وَلم يكن هُنَاكَ ورم حَار وَلَا عفن فَاسْتعْمل مرهم الفربيون أَو خرء الْحمام على مَا ذكر جالينوس وزد وانقص بِحَسب الْجِسْم.
وَمن أدوية العصب: الباسليقون بعد أَن يُزَاد عَلَيْهِ نطرون ونورة وفربيون أَو كبريت أصفر أَو زبل الْحمام أَو جاوشير أَو سكبينج أَو حلتيت أَو جندبادستر أَو المراهم الَّتِي تسْتَعْمل لحفظ جِرَاحَة عضة الْكَلْب بعد أَلا يكون مَعهَا ورم حَار وَلَا ضَرْبَان ويلقى فِي الرطل من مرهم الباسليقون أُوقِيَّة وَمن هَذِه الَّتِي ذكرنَا فَإِنَّهُ جيد فِي جراحات العصب وخاصة فِي النخسة والجراحات الضيقة. وَإِذا لم يُوجد شَيْء من هَذِه فليؤخذ الخمير ووسخ الكوارات أَو لبن اليتوع يخلط بِسمن. 3 (خراجات العصب) قَالَ: واجتنب الأضمدة المرخية فِي خراجات العصب. لي ينظر فِيهِ. قَالَ: فَأَما إِن كَانَ الْجرْح وَاسِعًا حَتَّى أَنه يرى العصب ظَاهرا سليما كَانَ فِي نَفسه أَو كَانَ مجروحاً وَكَانَ الشق فِي طول العصب فَلَا تسْتَعْمل حِينَئِذٍ الْأَدْوِيَة القوية لِأَن العصب المكشوف لَا يحْتَمل شدَّة هَذِه بل اسْتعْمل الكلس الَّذِي قد رطب بِزَيْت كثير مَرَّات كَثِيرَة ومرهم الْعَسَل وَلَا يمس الْجرْح شَيْء بَارِد لِأَن العصب مُتَّصِل بالدماغ وَلَا تنطل بالزيت لِأَنَّهُ يشنج بل امسح رطوباته بصوفة لينَة.
قَالَ: فَإِذا رَأَيْت الْجراحَة فِي اقبال لم تخوف أَن ترطبه بميبختج حُلْو وَأما فِيمَن لَهُ قُوَّة جَيِّدَة فَاسْتعْمل المكشوف يلحمه وضع بعد أَن تغطيه على الْجرْح من خَارج شَيْئا من الْأَدْوِيَة الَّتِي(4/63)
تسْتَعْمل فِي نخس العصب وشده بِخرقَة عريضة تَأْخُذ من الْموضع الصَّحِيح شَيْئا كثيرا. قَالَ: وَأما أَن يكون الْجرْح بِالْعرضِ فلتكن أَكثر حرصاً فِي أَن تتغطى العصب لِأَن اللَّحْم لَا يرجع فَوْقه كَمَا يرجع فَوق الَّذِي يرجع بالطول فَلذَلِك يسْتَعْمل فِيهِ الحدب الْخياطَة وَيجب أَن يكون عمقه قَلِيلا وتوق نخس العصب ثمَّ عالج بعلاج الدَّافِع بالطول وَاسْتعْمل فِي جَمِيعهم التَّدْبِير اللَّطِيف والفراش الوطىء وَاسْتعْمل الدّهن المسخن على الابطين والعنق وَالرَّأْس. وَإِذا كَانَ الْجرْح فِي السَّاق يصب الدّهن المسخن على الأربية والعانة والمواضع الْقَرِيبَة من الْجراحَة. وعَلى هَذَا الْقيَاس فامنع من الْحمام الْبَتَّةَ حَتَّى يُؤمن الورم وينحط وَلَا يقرب شَيْئا من المَاء الْبَارِد إِلَى ذَلِك الْعُضْو. وَإِن لم يكن فليتوثق شده وَيحْتَاج أَلا يقرب الْعُضْو المَاء وَلَا يصل إِلَيْهِ ويستحم وَأما)
رض العصب فَإِن كَانَ عرض للجلد مَعَه جرح فَاسْتعْمل الضماد الْمَعْمُول بدقيق الباقلي والسكنجبين وَرُبمَا زيد عَلَيْهِ دَقِيق الكرسنة وأصل السوسن فَإِن كَانَ الورم بِلَا جرح فانطله بدهن مُحَلل وَهُوَ سخن تنطيلاً كثيرا مثل دهن الشبث والسذاب والأقحوان. فَإِن انبتر العصب الْبَتَّةَ فَإِنَّهُ لَا يتخوف مِنْهُ بلايا مثل الَّذِي يتخوف من انشداخه لَكِن يذهب حس الْعُضْو الَّذِي يَجِيئهُ وحركته أَو هما مَعًا فَاسْتعْمل فِيهِ سَائِر علاجات الْجِرَاحَات.
قاطاجانس الثَّانِيَة: كَانَ معلمي يضعون على جراحات العصب الْأَدْوِيَة الَّتِي تلحم القروح الطرية فَإِن حدث فِيهَا ورم نطلوه بِالْمَاءِ الْحَار نطلاً كثيرا وضمدوا بالمراهم المقيحة. قَالَ: وَهَذَا أشر مَا يكون من العلاج وَذَلِكَ أَن العصب يتَحَلَّل بِالْمَاءِ الْحَار حَتَّى يصير بِمَنْزِلَة الْمَطْبُوخ وفم الْجرْح يلتصق ويجتمع الصديد فيورث الوجع والتشنج والعفونة. قَالَ: وَأَنا لما رَأَيْت مَا يورثه علاجهم هَذَا بالمرخيات المرطبات من العفن علمت أَن العفن إِنَّمَا يكون من الْحر والرطوبة عزمت على أَن أعالج جراحات العصب بالباردة الْيَابِسَة ثمَّ لما علمت أَن الْبَارِد عَدو للعصب كَمَا قَالَ أبقراط علمت أَن أَنْفَع الْأَدْوِيَة للعصب مَا يجفف وَيكون معتدلاً فِي الْحر وَالْبرد أَو يكون إِلَى الْحَرَارَة قَلِيلا وَتَكون لَطِيفَة الْجَوْهَر ليمكن أَن تصل.
قَالَ ج: إِذا توليت علاج جرح فِي العصب أعَالجهُ مرّة بأدوية رطبَة القوام وَمرَّة بمراهم بعد أَن أَضَع عَلَيْهِ من خَارج صُوفًا من غزل لين غَايَة اللين مبلولاً بِزَيْت حَار وَأحل الْجرْح مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فِي النَّهَار وأعرقه بدهن زَيْت مسخن وَإِن كَانَ اللَّيْل طَويلا حللته بِاللَّيْلِ وَأكْثر مَا أفعل ذَلِك إِذْ كَانَت القرحة تلذعها الْأَدْوِيَة فَأَما إِذا لم يصب العليل لذع وَلَا تمدد فَإِنِّي أحل جرحه مرَّتَيْنِ فِي كل يَوْم بِالْغَدَاةِ والعشي وَيكون الدّهن المسخن بِقدر مَا لَا تؤذي العليل سخونته فَإِنَّهُ كَمَا أَن الْبَارِد فِي هَذِه الْعلَّة لَا يُوَافق فَكَذَلِك الفاتر لَيْسَ فِي غَايَة الْمُوَافقَة وَلَا أقرب من الْعُضْو مَاء وَمَتى احتجت إِلَى أَن أغسله من الدَّم غسلته بالزيت فَإِذا خف مَا بالعليل وَدلّ الْحمام لم آذن لَهُ أَن يدْخل ذَلِك الْعُضْو العليل فِي المَاء وَذَلِكَ أَن أَكثر مَا يَقع جراحات العصب بالكفين.(4/64)
قَالَ: وَكَانَ رجل أَصَابَته جِرَاحَة مثل هَذِه فِي يَده احتراق الوجع سكن عَنهُ فِي الْيَوْم الرَّابِع غَايَة السّكُون وَرَأى أَن عضوه الْمَجْرُوح لَيْسَ بوارم فَخرج عَن منزله إِلَى عمل اضْطر إِلَيْهِ فِي وَقت برد شَدِيد فَأَبْطَأَ فِي الْعَمَل ثمَّ انْصَرف إِلَى منزله وَهُوَ يحس بتمدد فِي يَده كلهَا إِلَى الرَّقَبَة وَرجع وأتاني رَسُوله فَعرفت مَا كَانَ فِيهِ فَأَمَرته أَن يَرْمِي مَا كَانَ مَوْضُوعا على جرحه من الصُّوف)
لِأَنَّهُ قد برد جدا وعرقت يَده كلهَا بِزَيْت مسخن وعرقت الْموضع المحاذي ليده من رقبته وكمدته بصوف مبلول بِزَيْت وَوضعت على الْجرْح دَوَاء رطبا يَقع فِيهِ فربيون وجندبادستر فهدأ ونام من سَاعَته وَلم يزل نَائِما إِلَى الْعشي وأتيته وَقد بَطل جَمِيع الْأَعْرَاض الَّتِي بِهِ.
قَالَ: وَأمر العليل مَتى كَانَ شَابًّا بِلُزُوم الْبَيْت إِلَى الْيَوْم الْخَامِس أَو السَّابِع وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ العليل إِلَى السَّابِع لَا يظْهر فِيهِ ورم وَلم يكن هُنَاكَ وجع الْبَتَّةَ وَكَانَ الْمَرِيض لَا يحس بامتداد لم يتخوف عَلَيْهِ بعد ذَلِك وَليكن الزَّيْت لَا قبض فِيهِ. قَالَ: وَأما مرّة فَلم يحضرني الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالفربيون وضعت على جرحة وسخ الكوارات وَمرَّة وضعت عَلَيْهِ خميراً عتيقاً وَحده وَآخر عالجته بلين اليتوع مخلوطاً بخمير وَرُبمَا اسْتعْملت خلا ثقيفاً بليغاً فِي ذَلِك اخلطه بِزَيْت وأسخنه وأبل فِيهِ صوفة وأضعها على الْجرْح سَاعَة ورفعته ووثقت بالخل لِأَنَّهُ كَانَ بَالغا فِي ثقافته. وَأما رجل آخر فَإِنِّي صادفته وَقد بردت جراحته لِأَنَّهُ أَصَابَهُ رض فِي عصبه قبل أَن يلقاني بساعة أَو أَكثر من سَاعَة امرته بِأَن يعرق عُضْو الْمَجْرُوح بِزَيْت. وَفِي بعض الْأَوْقَات خلطت مَعَ الزَّيْت خلا لِأَن الْوَقْت كَانَ صائفاً. وَكم مرّة عجنت دَقِيق الشّعير أَو دَقِيق الباقلي بِمَاء الرماد وضمدت بِهِ الْجراحَة فِي أول أمرهَا. وَفِي بعض الْأَحْوَال جَاءَنِي رجل يذكر أَنه أَصَابَهُ عفن فِي وتر من أوتار يَدَيْهِ فَدفعت إِلَيْهِ فربيونا وأمرته أَن يسحقه بِزَيْت حَتَّى يصير فِي ثخن القيروطي الرطب ويضعه على مَوضِع العفن فَسَأَلته بعد سَاعَات: هَل يجد قفي الْموضع مسا من حرارة كَثِيرَة فَزعم أَنه يحس بلذع لَكِن يحس شَبِيها بالحركة والدغدغة فَتركت الدَّوَاء على الْجرْح إِلَى اللَّيْل فَلَمَّا أمسينا وأخدت الدَّوَاء على الْجراحَة رَأَيْت أَن الْحَرَارَة الَّتِي حدثت فِيهَا حرارة معتدلة وَأَن فَم الْجرْح مَفْتُوح لم يَنْضَم رَأَيْت أَن الصَّوَاب إِذا الدَّوَام على اسْتِعْمَال ذَلِك نَفسه ثمَّ أَنِّي عالجته بذلك إِلَى أَن انْقَضتْ علته. فَذهب انسان رَأْي فعلى فعالج مثل تِلْكَ الْعلَّة بفربيون فأحدث فِي الْموضع حرارة ووجعاً ولذعاً فحللت الْجرْح وَأخذت عَنهُ الدَّوَاء وعرقته بالزيت وَوضعت عَلَيْهِ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالخل. وَلَو لم يتهيأ لي لَكُنْت أَضَع عَلَيْهِ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالفربيون بعد أَن أخلط بِهِ شمعاً ودهناً كثيرا. وبقد قُوَّة الفربيون بعد أَن يخلط من القيروطي أما قَلِيلا وَإِمَّا كثيرا الْحَد للْحَدِيث نصف سدس والعتيق سدس وَأكْثر من ذَلِك. قَالَ: وَيَقَع فِي هَذَا القيروطي وسخ الكوارات فَإِنَّهُ جيد لِأَنَّهَا تجذب من العمق.(4/65)
قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فَجَمِيع الْأَدْوِيَة الجاذبة مُوَافقَة لجراحة العصب وَلَكِن لِأَن مَعَ كثير من هَذِه)
يكون مَعَه لذع أَو حمضة يجب أَن يعدل ذَلِك.
قَالَ: والأجود أَن لَا يقرب العليل الْحمام وَالْمَاء إِلَى أُسْبُوع أَو أَرْبَعَة أَيَّام. قَالَ: فَإِن لم يكن بُد وَلم يطعك فلف عَلَيْهِ خرقاً كَثِيرَة مبلولة بِزَيْت وعرقها بعد ذَلِك بالزيت وجود شدها ثمَّ يستحم.
قَالَ: وجراحة العصب إِذا وَقعت بِالْعرضِ احْتَاجَت إِلَى خياطَة لِأَن الَّتِي بالطول يجمع شَفَتَيْه الرِّبَاط. قَالَ: وَقد يحدث عَن جراحات العصب والعضل والوترات آفَات عَظِيمَة غَلِيظَة. وَأما الرِّبَاط فَلَا يعرض فِيهِ شَيْء لِأَن نَبَاته من الْعظم.
قَالَ: وَكَانَ صبي أَصَابَهُ نخس فِي الْجَانِب الْأَيْسَر من عضده فِي العضل فَوضع عَلَيْهِ طَبِيب دَوَاء قد امتحنه فِي جراحات أخر فتشنج الْغُلَام وَمَات لِأَن جراحته لم تكن وَاسِعَة لَكِن كَانَت نخسة وَهَذَا شَيْء يجب أَن تعلمه أَن الْجراحَة الَّتِي العصب فِيهَا ظَاهر مَكْشُوف لَا يَنْبَغِي أَن يكون فِي قُوَّة الدَّوَاء الَّذِي يوضع على النخسة وَيجب أَن تَعْنِي بالنخسة الضيقة أَن يكون الْجرْح أبدا مَفْتُوحًا ليَكُون الصديد يسيل بعضه ويتحلل الْبَعْض. وَإِذا وَقعت النخسة بِجنب عصب أَو على عصب عَظِيم كَانَت شَدِيدَة الْخطر وَيجب أَن يكون الْعِنَايَة بِهَذَا أَشد.
قَالَ: وَاحْذَرْ فِي علاج العصب الْأَدْوِيَة القابضة وَعَلَيْك بالجاذبة إِلَّا أَن يكون العصب شَدِيد الانكشاف جدا فَعَلَيْك حِينَئِذٍ بِمَا يَقع فِيهِ القوابض وتغلب عَلَيْهِ الجاذبة أَو يعتدل كأقراص أندرون تذاب بعقيد الْعِنَب حَتَّى تصير كالعسل وتغمس فِيهِ صوفة وتوضع على العصب الْبَارِد المكشوف فَإِذا وضعت عَلَيْهِ وغطيته بهَا فضع فَوق ذَلِك بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا العصب وَهِي المتخذة بألبان الشّجر المتخذة بالفربيون وَالَّذِي يتَّخذ بخرء الْحمام والأشياء الْأُخَر نَحْو وسخ الكوارات والأشياء اللينة الَّتِي تسْتَعْمل فِي علاج العصب المكشوف الَّذِي لَا يواريه شَيْء الْبَتَّةَ وتعرق أعالي الْموضع إِلَى مَسَافَة طَوِيلَة بالنطول مرَّتَيْنِ بِالنَّهَارِ أَو ثَلَاثًا مَتى احْتِيجَ إِلَى ذَلِك ويستعان بِهَذِهِ الْمقَالة وَهِي الثَّالِثَة. وَمَتى رَأَيْت الْعُضْو قد نفر من الْأَدْوِيَة الَّتِي وضعت عَلَيْهِ فعرقته بعد ذَلِك بالشحوم فَإِنَّهُ يسكن اللذع وَيرجع إِلَى الْحَالة الطبيعية وَمَتى لم تَجِد الفربيون فَاسْتعْمل بدله خرء الْحمام أَو حلتيتا.
قَالَ: النخسة تعالج بِمَا تعالج مَخَافَة أَن ينضج فَم الْجرْح فَأَما المكشوف فَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يعالج بأدوية لَهَا قبض يسير وفيهَا مَعَ ذَلِك قُوَّة تحلل وَلَا تسرع.)
قَالَ: وَمَتى وَقعت ضَرْبَة فِي العضل بالطول فَإِن الرِّبَاط تفي بِضَم فَم الْجرْح. وَأما وَقعت ضَرْبَة بِالْعرضِ علمت أَنَّهَا قد عملت إِلَى دَاخل كثيرا فَلِأَنَّهَا تحْتَاج إِلَى خياطَة لِأَنَّهَا مَتى لم تخلط لم تَجْتَمِع نعما وَمَتى خيطت اطرافها فَقَط لم تلتحم مَا كَانَ مِنْهَا بَاطِنا فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن لَا تكون الْخياطَة غائرة منقعرة إِلَّا أَنه رُبمَا كَانَ هُنَاكَ أوتار عريضة كالحال فِي(4/66)
الأوتار الَّتِي عِنْد الرّكْبَة أَسْفَل الفخذين من قُدَّام وَالَّتِي عِنْد جلدَة الْكَتف وَهَذِه الأوتار تشبه الأغشية فِي الْعرض.
وَمَتى خيطت مَعَ العضل جلبت زمانة وبلايا. وَأما الأغشية فَلَيْسَ فِي خياطتها مَكْرُوه. وَإِنَّمَا تفرق من هَذِه من عاقبها وَعرف نوعها بالتشريح على أَن هَذِه الأوتار وَإِن فَإِنَّهَا على حَال أغْلظ وأصلب من الأغشية وَهَذِه الأوتار الدقيقة إِنَّمَا هِيَ فِي مَوَاضِع من الْجِسْم قد ذكرتها فِي بَاب التشريح.
لي إِذا انْكَشَفَ شَيْء يشك فِيهِ أَنه وتر أَو غشاء أَو عضل فَاعْلَم أَن الْوتر إِذا تفرست فِيهِ وجدت ليفه طولا وَلَا يكون اندماجه كاندماج الغشاء لِأَن الغشاء متشابه الْأَجْزَاء فِي كل أَحْوَال النبض وَالْوتر لَا يَخْلُو أَن ترى فِيهِ مسالك الليف. وَأَيْضًا أَنه إِن كَانَ غشاء لم يزل يتَّصل بِقطعِهِ وَلَا عفونته وَلَا لَهُ أَيْضا إِذا نخس حس الْوتر وَإِذا أَنْت مددته لم يحدث لَهُ شَيْء وَهُوَ أَشد صلابة أبدا من الغشاء. قَالَ: والعضل الَّذِي يتَّصل بالعقب وَالَّذِي يتَّصل بالمرفق كل وَاحِد مِنْهُمَا يشْتَرك مَعَه فِي الآفة مَا فَوق الْموضع الْمَوْقُوف حَتَّى يبلغ الدِّمَاغ الْأَلَم وَكَذَلِكَ العضل الَّذِي فِي الْفَخْذ.
الثَّانِيَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: وجع العصب يَمْتَد فِي مَوضِع دَقِيق غائر فِي طول الْجِسْم وَإِن امْتَدَّ إِلَى فَوق حَتَّى يبلغ الرَّأْس حدث التشنج. لي مَتى رَأَيْت فِي جراحات العصب ووتره قديداً وجع فِي طول الْبدن وَأخذ فِي الْعُلُوّ نَاحيَة الرَّأْس فَخذ فِي النطول والمروخ قبل أَن يحدث التشنج.
3 - (الْأَدْوِيَة)
ج: ذَنْب الْخَيل يلحم الْجِرَاحَات العصبية والأعضاء العصبية. والخراطين قد وَقع الاجماع على الحامها لقطع العصب. قَالَ د: دهن الأقحوان مُوَافق لالتواء العصب إِذا بل بِهِ صوف وَوضع عَلَيْهِ مَتى ضمد بِهِ. والأبخرة مَتى ضمد بِهِ مَعَ ملح. ثَمَرَة الفنجنكشت وورقه مَتى ضمد بِأَحَدِهِمَا أَو بهما التواء الأعصاب ابرأه. البلبوس مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل أَو وَحده جيد لالتواء العصب. بزر قطوناً مَتى تضمد بِهِ مَعَ خل ودهن وَمَاء نفع من أورام التواء الأعصاب. ج قَالَ: اسْتعْملت دَقِيق الباقلي بعد أَن طبخته بِعَسَل فِي فسوخ العضل وهتكه. بزر قطونا مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْعَسَل أَو وَحده جيد لالتواء العصب وَإِذا ضمد بِهِ مَعَ خل ودهن ورد وَمَاء نفع من أورام التواء الأعصاب. البسبايج أَصله مَتى تضمد بِهِ جيد لالتواء العصب.
اوريباسيوس قَالَ: إِذا اسْتعْملت دَقِيق الباقلي فِي فسوخ العضل والعصب فاعجنه بخل. د:
عصارة الجنطيانا مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ نفع من وَهن العضل خلا أطرافها والتواء العصب. وَقَالَ: الجاوشير يشرب بِمَاء القراطن أَو بشراب وَافق وَهن العضل وأطرافه. طبيخ الوج نَافِع من شدخ العضل.
وَقَالَ: زبل الْخِنْزِير الْبري مَتى تضمد بِهِ مَعَ موم ودهن ورد أَبْرَأ التواء العصب. وَقَالَ: الزراوند المدحرج مَتى شرب نفع من شدخ العضل ووهنه. وَقَالَ: إِذا شرب الزراوند المدحرح بِالْمَاءِ هُوَ من أقوى الْأَدْوِيَة لفسوخ أوساط العضل وأطرافها.(4/67)
جالينوس: سقومرطين يشرب مَعَ الْخلّ وَالْعَسَل لفسوخ العضل والعصب. رماد ثجير الْعِنَب أَو رماد قضبان الْكَرم مَتى ضمد بِهِ مَعَ خل التواء العصب أَبرَأَهُ. د: رماد قضبان الْكَرم إِذا ضمد بِهِ مَعَ شَحم عَتيق أَو مَعَ زَيْت نفع من شدخ العضل. وَقَالَ: الكمادريوس مَتى شرب أَو طبيخه وَهُوَ طري نفغ من شدخ أَطْرَاف العضل. د قَالَ: قشور أصل الْكبر مَتى شرب بِالشرابِ ثَلَاثِينَ يَوْمًا كل يَوْم زنة دِرْهَمَيْنِ نفع من وَهن العضل. د:
ثَمَرَة الْكبر وقشور أَصله تَنْفَع من هتك رُؤُوس العضل وأطرافها. أصل لوف الْحَيَّة ينفع من وَهن العضل. د: بزر لينابوطس إِن خلط بدقيق شيلم وخل وتضمد بِهِ وَافق شدخ العضل وأطرافها. وَقَالَ: ورق المرزنجوش الْيَابِس يعجن بقيروطي وَيُوضَع على التواء العصب. وَقَالَ: الْمقل نَافِع من شدخ أوساط العضل. ج: يظنّ بِهِ أَنه يشفي فسوخ العضل. الملوخ مَعْرُوف بِالشَّام مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء الْعَسَل نفع من شدخ العضل. وَقَالَ: شراب عنصل نَافِع من شدخ أَطْرَاف العضل. وَقَالَ: البلبوس مَتى سلق وَأكل بالخل كَانَ صَالحا لوهن أوساط العضل ردي لوهن أطرافها. وَقَالَ: الأفسنتين نَافِع من خضرَة لحم العضل. وَقَالَ: الْملح مَتى خلط بالدقيق وَالْعَسَل نفع من التواء العضل. وَقَالَ: بصل النرجس مَتى سحق بِعَسَل وتضمد بِهِ نفع من انفتال الأوتار الَّتِي فِي العقبين. وَقَالَ: النمام نَافِع من ورم العضل مَتى تضمد بِهِ. وَقَالَ: النطرون يضمد بِهِ مَعَ قيروطي نَافِع لالتواء العصب. وَقَالَ: أصل السوسن مَتى خلط بالعسل أَبْرَأ التواء الأعصاب. وَقَالَ: الايرسا جيد للْفَسْخ والهتك فِي العضل. ج: السكبينج جيد لخضرة العضل والأوتار. د: 3 (حب العرعر) مُوَافق لشدخ العضل. وَقَالَ: الفاشرا مِنْهُ يهيأ مَعَ الْعَسَل لعوق نَافِع لشدخ العضل. وَقَالَ: ورق الفاشرا مَتى تضمد بِهِ مَعَ الشَّرَاب وَافق التواء العصب. وَقَالَ: عصارة بخور مَرْيَم ينفع من التواء العصب. وَقَالَ: طبيخ الفوذنج نَافِع من رض العضل فِي أَطْرَافه. الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من شدخ أوساط العضل هِيَ الَّتِي تَنْفَع من رض اللَّحْم وَالَّتِي تَنْفَع من رض أَطْرَاف اللَّحْم هِيَ الَّتِي تَنْفَع من رض العصب. الْقسْط مَتى شرب بِخَمْر وألسنتين نفع من شدخ العضل. د: الْقسْط نَافِع من الْفَسْخ والهتك فِي العضل.
جالينوس: قصب الذريرة مَتى أَخذ مَعَ بزر الكرفس والنيل أَبْرَأ شدخ العضل. وَقَالَ: أصل الْقصب الْفَارِسِي مَتى تضمد بِهِ مَعَ الْخلّ سكن وجع انفتال العصب ووجع الصلب. وَقَالَ: مَتى شرب ورقه مجففاً مسحوقاً أَو شرب طبيخه نفع من حَضْرَة لحم العضل وأطرافه. وَقَالَ: القنطوريون الْكَبِير مَتى أعطي من أَصله من لَا حمى بِهِ مَعَ الشَّرَاب زنة دِرْهَمَيْنِ وَمن بِهِ حمى دِرْهَمَيْنِ بِالْمَاءِ نفع من وَهن العضل. أصل القنطوريون الْكَبِير نَافِع من الْفَسْخ والهتك فِي العضل.
وَقَالَ: القنة تُؤْخَذ لخضرة العضل. وَقَالَ: الراوند يشفي الفسوخ الْحَادِثَة فِي العصب والعضل.(4/68)
ثَمَرَة الشونيز نافعة من شدخ العضل. الزفت الْيَابِس جيد لورم العضل. مرق الضفادع المطبوخة بِمَاء وملح وزيت مُوَافق للأورام المزمنة الْعَارِضَة فِي الأوتار. ذَنْب الْخَيل نَافِع من شدخ أوساط العضل مَتى سقِِي مِنْهُ ثَلَاثَة قراريط. وَقَالَ: الثوم مَتى شرب شفي فسوخ العضل والعصب.
وَقَالَ: الغاريقون مَتى سقِِي مِنْهُ ثَلَاثَة قراريط كَانَ صَالحا لوهن أوساط العضل. وَقَالَ: مَتى جعل من الأسرب صفيحة وَوضع على الغدة الْمَعْرُوفَة بتعقد العصب اذهبته. د: وَرَأَيْت أَنا هَذِه تدق بالمرطقة دقاً جيدا فَذَهَبت بِهِ. الخطمي مَتى ضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بِالشرابِ نفع من تمدد الأعصاب وتعقدها لِأَنَّهُ يلين وَيحل ويرخي. د: أصل الخطمي مَتى طبخ بِالشرابِ وَشرب نفع من شدخ أوساط العضل. وَقَالَ: مَتى أَخذ دِرْهَم من أصل الْخُنْثَى نفع من وَهن العضل. وَقَالَ: الْوَسخ الْمُجْتَمع على أبدان المصارعين نَافِع من التعقد الْكَائِن فِي البراجم.
مرهم ملين للعصب الَّذِي فِيهِ صلابة: لعاب بزر الْكَتَّان بزر خطمي حلبة بزر قطوناً ثَلَاثَة أَرْطَال شمع أصفر أَرْبَعَة أَرْطَال علك سِتّ أَوَاقٍ زَيْت رطلان يطْبخ اللعابات حَتَّى يغلظ وَيجْعَل عَلَيْهَا العلك وَالزَّيْت والشمع ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيرجع إِذا برد كالدياخيلون وَيسْتَعْمل. وَأَيْضًا مثله: عصارة بنج وشحم وشمع وارتينج بِالسَّوِيَّةِ يعْمل مرهماً للضربة والسقطة على العصب. ورق الخطمي الرطب يوضع عَلَيْهِ وينفع من التشنج وينفع من الرض الْحَادِث فِي الْأَعْضَاء العصبية وَالْقطع. لحم الصدف وغبار دَقِيق الرَّحَى إِذا خلط مَعَ المر والكندر وضمد بِهِ نفع. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: إِذا حدث الرض فِي العضلة فعالجه بدواء يسكن وَإِن كَانَ قد حدث بِهِ ورم تفجر فَلَا تعالجه بِمَا يحل الورم المتفجر كالرماد وَغَيره لَكِن اقصد إِلَى تسكين الوجع فَاسْتعْمل حِينَئِذٍ الْعِنَب مَعَ شراب وخل يسير وزيت بِمِقْدَار قصد وأسخن هَذِه اسخانا معتدلاً واغمس فِيهَا صُوفًا وسخا وَهُوَ صوف الزوفا الرطب وَضعه عَلَيْهِ فَمَتَى لم تقدر على هَذَا الصُّوف فألق مَعَ هَذِه الْأَشْيَاء شَيْئا من الودج وَهُوَ الزوفا الرطب نَفسه وعالجه بِهِ بصوف وَيجب أَن تسكن وجع المفاصل المرضوض أبدا بدواء قوي مركب مِمَّا ينضج ويحلل وَيقبض قبضا معتدلاً فَإِنَّهُ إِن كَانَ لَا قبض فِيهِ أصلا فكثيراً مَا يزِيد فِي الورم وَلَا سِيمَا فِي الْأَبدَان الممتلئة. وَانْظُر أبدا فِي رض العضل فَمَتَى كَانَ الوجع أَشد من غَيره فاقصد لتسكينه وَمَتى لم يكن هُنَاكَ وجع فَاسْتعْمل العلاج الأبلغ فِي حَال الورم والعلاج الأبلغ يكون بالأدوية القوية جدا كَمَاء الرماد والخل وَبعد هذَيْن الشَّرَاب وَمَتى كَانَت العضلة لَا وجع فِيهَا فقد يمكنك أَن تطرح بدل مَاء الرماد بورقاً أَبيض زبدياً. وَمَتى كَانَ الانتفاخ فِي العضل قد كال مكثه من أجل توان كَانَ عَنهُ فِي المداواة فَيجب أَولا على مَا وصفت أَن يداوي صَاحبه بالدواء الْمُتَّخذ بِمَاء الرماد ثمَّ ثق بِوَاحِد من الْأَدْوِيَة الدَّاخِلَة فِي بَاب المراهم وَمثل ذَلِك يُؤْخَذ من وسخ الْحمام فغله ثمَّ صفه أَو لَا حَتَّى يصفو ثمَّ اجْعَلْهُ فِي(4/69)
طنجير ويلقى عَلَيْهِ نورة مسحوقة قد صَارَت كالدقيق بِمِقْدَار مَا يصير فِي ثخن الطين. والدواء الْمُتَّخذ بالخمير أَيْضا يُوَافق لهَؤُلَاء وَغَيره مِمَّا أشبهه.
الْيَهُودِيّ: مَتى أصَاب العصب هتك وشق فأسمنه دَائِما واحفظ أَلا يلتحم حَتَّى يسكن وَجَعه فَإِنَّهُ مَتى انْضَمَّ قبل سُكُون وَجَعه وينحل مَا فِيهِ عفن. وَقَالَ فِي قاطاجانس: حانى مَتى أَصَابَهُ)
رض بِقرب من مفصل اصبعه من شقَّه الْيُمْنَى فَرَأَيْنَا مَا حول الْعصبَة العليلة قد صَار من الرُّطُوبَة إِلَى التعفن فضمدت هَذَا الْموضع بضماد متخذ من دَقِيق الشّعير معجوناً بِمَاء الرماد الْقوي وعرقت الْموضع الَّذِي لم يكن قد حدث فِيهِ عفونة لَكِن كَانَ قد تمدد بِزَيْت سخن يسْقِيه وَوضعت عَلَيْهِ بعد ذَلِك قيروطي الفربيون. وَقَالَ: من شَأْن النَّاس أَن يسموا الْفَسْخ فِي هَذِه الْأَعْضَاء أَيْضا جراحات العصب والكائن أَيْضا فِي الأوتار والرباط والأعضاء العضلية والعضل هُوَ جراحات العصب وكل هَذِه الْجِرَاحَات يتحد بِعَيْنِه.
لي كَذَلِك قد جعلنَا البَاقِينَ وَاحِدًا ثمَّ جعلت من غَد فِي ضماده مَكَان دَقِيق الشّعير دَقِيق الكرسنة معجوناً بِمَاء الرماد فَأصْبح فِي الْيَوْم الثَّانِي أصلح حَالا. وَلما عالجته فِي الْيَوْم الثَّالِث مثل ذَلِك سكن وَجَعه الْبَتَّةَ إِلَّا أَنه ظهر فِي الْموضع الَّذِي كَانَ تعفن جسم شَبيه بالعصب غليظ فساعة حركته سقط لِأَنَّهُ كَانَ قد عفن فَظن الْحَاضِرُونَ أَنه وتر الْأصْبع وَأما أَنا فَعلمت أَن هَذِه الأوتار تلين الْأَصَابِع وَعَلَيْهَا أغشية غَلِيظَة علمت أَن تِلْكَ هِيَ ذَلِك الغشاء وَرَأَيْت الْوتر تَحْتَهُ سليما فعمدت لذَلِك إِلَى بعض الْأَدْوِيَة الَّتِي أَحدهَا أَقْرَاص بوليداس واندرون فأدفته بعقيد الْعِنَب وطليت الْموضع المكشوف مِنْهُ ثمَّ ضمدته على الْمِثَال الأول وضعت عَلَيْهِ قيورطي الفربيون كَمَا كنت أفعل فَكنت انْتظر أَن تَبرأ الْعصبَة من الورم ثمَّ الحم الْجرْح. وَإِن لم يكن مَا بِهِ من الورم عالجته بِبَعْض المجففات فَلَمَّا برأَ الورم الحمت الْجرْح فَسلم من كل آفَة حَادِثَة لجراحات العصب. وَأما رجل آخر فَإِنِّي طليت الْمَوَاضِع المكشوفة من جراحته بِهَذِهِ الأقراص مدافة بعقيد الْعِنَب وَوضعت فَوق ذَلِك قيوطي الفربيون حَتَّى برأَ.
لي هَذَا إِذا لم يكن فِي حول الْجراحَة ورم فَلذَلِك لم نعرقه بالزيت وَلَا كَانَ ورم عصبه أَيْضا كثيرا فَلذَلِك لم نضع عَلَيْهَا ضماد الكرسنة.
قَالَ: وَجُمْلَة علاجي للجراحة فِي العصب أعالجها بأدوية بطيئة القوام ذائبة وَمرَّة أداويه بأدوية ازم قوما مِنْهَا. لي هَذَا على نَحْو سَعَة الْموضع وضيقه. قَالَ: وأضع خَارج المرهم صوف مَاعِز لينًا مبلولاً بِزَيْت حَار وأحله فِي النَّهَار وَاللَّيْل مَرَّات ثَلَاثًا أَو أَرْبعا وأعرقه بالزيت. وَأكْثر مَا يسْتَعْمل الْحل عَن القرحة كل قَلِيل إِذا كَانَت الْأَدْوِيَة تلذعها فَإِن لم تلذع فَإِنَّمَا احله مرَّتَيْنِ فِي يَوْم وَلَيْلَة بِالْغَدَاةِ والعشي. وَالزَّيْت الَّذِي كنت أعرق بِهِ يكون مفتراً فَإِنَّهُ كَمَا أَن الْبرد فِي غَايَة المضادة لهَؤُلَاء كَذَلِك الفتورة فِي غَايَة الْمُوَافقَة. فَأَما الدّهن الْحَار فإياك وإياه فَإِنَّهُ يقحل اللَّحْم)
وييبسه والبارد يمدده والفاتر مُوَافق جدا وأهرب أَن يُصِيب الْعُضْو مَاء الْبَتَّةَ. وَأكْثر مَا يَقع جراحات العصب فِي الْكَفَّيْنِ. وَكَانَ رجل قد أَصَابَته جِرَاحَة(4/70)
فِي يَده واعتر بِأَن سكن عَنهُ الوجع فِي الْيَوْم الرَّابِع غَايَة السّكُون وَذهب الورم فتصرف فِي حَاجته فَأَصَابَهُ برد شَدِيد فِي يَده فَانْصَرف وَهُوَ يحس بتمدد فِي يَده يبلغ إِلَى الرَّقَبَة فصرت إِلَيْهِ فَأَمَرته أَن يعرق يَده بِزَيْت مسخن والموضع المحاذي من رقبته وكمدته بصوف مبلول بذلك الزَّيْت وَوضعت مِنْهُ على الْجرْح دَوَاء رطبا يَقع فِيهِ الفربيون وجندبادستر فهدأ من سَاعَته فَنَامَ وأتيته وَقد بطلت تِلْكَ الْأَعْرَاض عَنهُ وألزم الْمَرِيض الْبَيْت مَتى كَانَ مِنْهُ خَمْسَة أَيَّام وَإِيَّاك أَن يُصِيبهُ ريح بَارِدَة الْبَتَّةَ وَذَلِكَ أَنه إِن بَقِي إِلَى السَّابِع لَا يوجعه وَلَا يتمدد وَلم يتخوف عَلَيْهِ بعد ذَلِك الْبَتَّةَ يَنْبَغِي أَن يوضع فَوق الزَّيْت دثار يمْنَع الْعُضْو من الْبرد وَيجب أَلا يكون فِي الزَّيْت قبض الْبَتَّةَ وَقد وضعت على بعض هَذِه وسخ الكور حَيْثُ ظَنَنْت أَن الخمير لَا يبلغ من اسخانه مَا يحْتَاج إِلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ طرياً وَكَانَ هَذَا اللَّبن قَرِيبا منى وخلطت أَيْضا زفتاً رطبا بخمير وَوَضَعته عَلَيْهِ. فَأَما الأضمدة المتخذة بالخل وَالْعَسَل ودقيق الشيلم والترمس فقد استعملتها دَائِما فِي المدن لَا فِي الْقرى وَعند الضرورات فِي جراحات العصب واقتصرت مَرَّات كَثِيرَة حَيْثُ لم يتهيأ. لي شَيْء آخر: إِن ضربت خلا فائق الثقافة بِزَيْت وَوَضَعته بصوف على الْجراحَة سَاعَة وَقعت وأتاني رجل من أهل بيتى قد عرض لَهُ عفن فِي بعض أوتاره فَدفعت إِلَيْهِ فربيوناً عتيقاً وأمرته أَن يخلطه بقيروطي ويضعه على مَوضِع العفن فَلَمَّا رجعت من حَاجَتي سَأَلته: هَل وجد لذعاً فَزعم أَنه وجد فِيهِ دغدغة فَقَط وَتركته كَذَلِك إِلَى أَن أمسيت فَلَمَّا أخذت الدَّوَاء عَن الْموضع رَأَيْت أَن الصَّوَاب اسْتِعْمَال ذَلِك الدَّوَاء بِعَيْنِه وَلم أزل أعَالجهُ إِلَى أَن برأَ. لي غَرَض جراحات العصب أَلا تعفن أَولا وَألا تبرد وَلَا ترم لِأَنَّهُ إِن عفن زمن وَإِن ورم أَو برد تشنج فَلذَلِك يحْتَاج أَن تعالجه بالأدوية الحارة الْيَابِسَة وبالمحللة اللينة الفاترة ليصيبه تجفيف يمنعهُ من قبُول مَادَّة ترطب وتعفن ويتحلل عَنهُ الورم وَلَا يبرد وَإِلَّا يَنْضَم فَم الْجرْح لِأَنَّهُ إِذا اجْتمع ذَلِك الصديد حول الْعصبَة عفنها وَاشْتَدَّ الوجع. فَيَنْبَغِي أَلا يلتحم فَم الْجرْح حَتَّى يسكن ورم الْجرْح ويجف جفوفاً محكماً وَلَا تخشى ورماً وَلَا وجعاً ثمَّ يلحم. قَالَ: وَذهب إِنْسَان رأى فعلى فعالج مثل علاجي بفربيون حَدِيث قوي وخلط بالقيروطي بِمثل ذَلِك الْوَزْن فأحدث فِي الْجراحَة لذعاً ووجعاً شَدِيدا وَلما جىء بِهِ أخذت عَنهُ ذَلِك الدَّوَاء وَوضعت عَلَيْهِ الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالخل لِأَنَّهُ قد كَانَ)
أحمى بالفربيون الحَدِيث وَذَلِكَ يجب أَن يتَعَاهَد فَإِن كَانَ اللذع قَوِيا أقللت من الفربيون والدواء الْحَار الَّذِي تستعمله وَإِن قصر عَمَّا تريده زِدْت وَإِن وجدته يحدث حرارة معتدلة اقررته على حَاله فِي الفربيون وَبَين الْعَتِيق والْحَدِيث بون بعيد جدا. وَكَانَ الَّذِي دفعت إِلَيْهِ أَتَى عَلَيْهِ خمس سِنِين وَهَذَا قدير الْقُوَّة وليخلط من الحَدِيث جُزْءا وَعشرَة من القيروطي فَاجْعَلْ الفربيون ضعفيه أَو ثَلَاثَة أضعافه وَإِذا أردْت أَن يكون الدَّوَاء ثخيناً فاحفظ هَذَا الْوَزْن وزد فِي اشمع وَأدْخل فِي(4/71)
الدَّوَاء علكاً وَنَحْو ذَلِك وَيكون وزن الشمع وَالزَّيْت إِذا أردته ثخيناً بِالسَّوِيَّةِ وَمَتى أردته غليظاً أدخلت فِيهِ علك البطم قدر مَا يكون القيروطي على مَا تحْتَاج إِلَيْهِ ثمَّ تزن بالميزان نصف سدسه من الفربيون واخلط بِهِ وجرب هَذَا المرهم بِأَن تضعه على ساقك ودعه ثَلَاث سَاعَات فَإِن اسخنك اسخاناً معتدلاً فَإِن تأليفه جيد وَإِن كَانَ لَا يسخن الْبَتَّةَ فزد فربيوناً وَإِن كَانَ يلذع لذعاً شَدِيدا جدا فزد فِي القيروطي وَمَتى قدرت على وسخ الكور فاجعله بدل العلك فَإِنَّهُ اخود من جَمِيع العلوك وتجنب الرطوبات الردية والرياح البخارية من عمق القرحة إِلَى ظَاهرهَا فَيصير الدَّوَاء لذَلِك فِي غَايَة الْجَوْدَة وَلِأَنَّهُ هُوَ وَحده عَالَجت بِهِ جراحات العصب وَمَعَ لبن اليتوع وَوَجَدته نَافِذا جدا وَقد عَالَجت أَيْضا هَذِه الْجِرَاحَات بمرهم الباسليقون بعد أَن خلطت فِيهِ كبريتاً لم يطفأ ونطرونا وزهرة البورق أَو زهر حجر اسيوس وَنَحْو ذَلِك أَو رغوة البورق وَبِالْجُمْلَةِ فَكل الْأَدْوِيَة الَّتِي تجذب الرطوبات من عمق الْجِسْم إِلَى ظَاهره مُوَافقَة لجراحات العصب بعد أَلا يكون مَعهَا حرارة مفرطة وَلَا برودة مفرطة وَلَا حموضة أَو يخلط مَعهَا مَا يعمع هَذِه من غير أَن يفْسد قواها.
قَالَ: والأجود أَلا يستحم صَاحب هَذِه الْعلَّة فَإِن لم يقبل مِنْك فلف على مَوضِع الْجراحَة طاقات كَثِيرَة من خرق مشربَة زيتاً وَإِذا خرج فارم بهَا وَبِمَا على الْجرْح اجْمَعْ وجدد لَهُ العلاج.
وَيحدث عَن عِلّة الأوتار تشنج إِن عفنت عفن مَعهَا. وَيجب مَتى وَقعت الضَّرْبَة على الْوتر بِالْعرضِ أَن تقطع بَاقِي الْوتر لتأمن التشنج وَكَذَا كنت أفعل وَكنت أَدِيم التعرق بالزيت وَلَا أقرب مِنْهُنَّ المَاء فابرأتها فِي أَيَّام يسيرَة. د: مُوَافق لجراحات العضل مَتى بل بِهِ صوف وَوضع عَلَيْهِ وأصل الاذخر. ج: قد اسْتعْملت دَقِيق الباقلي مَرَّات بعد أَن طبخت دقيقه بالعسل فِي جراحات العصب)
وهتكه وفسوخه.
اوريباسيوس قَالَ: إِذا اسْتعْملت دَقِيق الباقلي فِي فسوخ العصب وجراحاته فاعجنه بخل وَعسل. ج: دهن الْجَوْز لِكَثْرَة تَحْلِيله يداوي بِهِ جراحات العصب. عصارة الجنطيانا مَتى شرب مِنْهَا زنة دِرْهَمَيْنِ نفع من وَهن العضل خلا أطرافها. د: وفوة الصباغين مَتى أنعم دقها وخلطت بخل فَإِنَّهَا لقبضها توَافق جراحات الأعصاب. وَقَالَ: الزّبد يَقع فِي أدوية جراحات العصب وحجب الدِّمَاغ وفم المثانة. بصل النرجس إِذا تضمد أفرق خراجات الأعصاب. جالينوس قَالَ: يبلغ من قُوَّة بصل النرجس أَن يلحم الْجراحَة فِي الأوتار. ج: النّيل البستاني يلحم الْجِرَاحَات وَلَو كَانَت فِي رُؤُوس العضلات أصُول السوسن مَتى سحقت وخلطت بالعسل أبرأت انْقِطَاع الأعصاب.(4/72)
د: الدَّوَاء الْمَعْمُول من عصارة السوسن بالخل وَالْعَسَل على مَا فِي انبات اللَّحْم جيد من جراحات العصب. ج: لحم الصدف مَتى سحق مَعَ كندر وَمر الزق الْجِرَاحَات الَّتِي تقع فِي الأعصاب. ج: قد اسْتعْملت لحم الحلزون مرّة فِي قَرْيَة بِأَن سحقته وَوَضَعته على غُبَار الرَّحَى على جِرَاحَة كَانَ مَعهَا قطع وَفسخ فِي العصب فاندملت حسنا وَلم يحدث فِي الْعصبَة ورم. حب الْقرظ لِأَنَّهُ يجفف من غير لذع يصلح جراحات الأعصاب. ج: الخراطين مَتى أنعم دقها وضمدت بهَا الأعصاب المنقطعة ألحمها وَيجب أَلا يحلهَا ثَلَاثَة أَيَّام. د وَج: زعم أَقوام أَنهم جربوا الخراطين مَتى سحقت وَوضعت على العصب الْمَقْطُوع نَفَعت من ساعتها.
ابْن ماسويه فِي الْأَدْوِيَة النافعة لجراحات العصب: قردمانا قسط مر وحلو أصل الاذخر قصب الذريرة راسن اقحوان قنة مَعَ دهن السوسن مقل الْيَهُود حب العرعر غاريقون راوند صيني زراوند طَوِيل قنطوريون علك ايرسا فوتنج. الْيَهُودِيّ: هَذِه جَمِيعًا مَتى شرب مِنْهَا دِرْهَمَانِ نَفَعت من ذَلِك.)
من تذكرة عَبدُوس لقطع العصب: يضمد بالخراطين المدقوقة أَو بِلَحْم الصدف مَعَ غُبَار الرَّحَى ج: فِي حِيلَة الْبُرْء: مَتى أَصَابَت العصت نخسة فَلَا بُد لَهُ ضَرُورَة لفضل جسا أَن يَنَالهُ وجع شَدِيد أَكثر من سَائِر الْأَعْضَاء وَأَنه لَا محَالة يرم مَتى لم يحتل فِي تسكين وَجَعه وَمنع حُدُوث الورم فَلذَلِك رَأَيْت أَن الصَّوَاب أَلا يلحم فِي النخسة بل يمْنَع الالتحام كي يخرج مِنْهَا الصديد وينقي الْجِسْم من الفضول واحرص كل الْحِرْص أَلا يحدث فِي الْعُضْو وجع والحزم أَن توسع الْموضع إِن كَانَ ضيقا واستفرغ جملَة الْجِسْم بفصد الْعرق إِن كَانَ فِي الْقُوَّة محمل وَمَتى كَانَ الْجِسْم ردي الْخَلْط نقيته بالدواء المسهل تبادر بِهِ فِي أول الْأَمر واجتنب المَاء الْحَار فِي جراحات العصب وَذَلِكَ أَن قد شقّ جَوْهَر العصب من مَادَّة رطبَة تجمدها الْبُرُودَة وكل شَيْء يكون قوام جوهره هَذَا القوام فَهُوَ ينْحل ويتعفن من الْأَشْيَاء الحارة الرّطبَة مَعًا وَلِهَذَا يَنْبَغِي أَن لَا يقرب مِنْهُ المَاء الْحَار الْبَتَّةَ واطله بالزيت مفتراً وَيكون الزَّيْت لَا قبض مَعَه أصلا. فَأَما أدويته فلتكن لَطِيفَة الْأَجْزَاء معتدلة الْحَرَارَة تَجف تجفيفاً لَا أَذَى مَعَه فَإِن هَذِه وَحدهَا تقدر على اجتذاب الصديد من عمق الْجِسْم من غير أَن تثور وتهيج وتلذع الْعُضْو الذب تعالج بِهِ وَلِهَذَا جعلت أول شَيْء استعملته علك البطم وَحده مَعَ شَيْء من الفربيون أما وَحده فَفِي الْأَبدَان الرّطبَة وَمَعَ فربيون فِي الْأَبدَان الْيَابِسَة وَكَذَلِكَ وسخ الكور وَحده مَعَ الفربيون وَمَتى تهَيَّأ أَن يكون الْوَسخ صلباً فاعجنه بِزَيْت لطيف غير قَابض فَأَما الْأَبدَان الشَّدِيدَة الصلابة فقد اسْتعْملت فِيهَا السكبينج مَعَ الزَّيْت وعلك البطم والجاوشير أَيْضا فقد اسْتعْملت هَذِه وَأرى أَن الحتيت أَيْضا نَافِع مَتى اتخذ مِنْهُ دَوَاء إِلَّا أَنِّي(4/73)
لم أسخنه بعد والكبريت لِأَنَّهُ لطيف الْأَجْزَاء وَلَيْسَ من جنس الْحِجَارَة ينفع جراحات العصب يخلط مَعَه من الزَّيْت بِمِقْدَار مَا يصير لَهُ الْجَمِيع فِي ثخن وسخ الْحمام فَإِن أَنْت عَالَجت بِهَذَا الدَّوَاء بدناً صلباً فاجعله أثخن وَقد خلطت لهَذِهِ الْعلَّة أَيْضا نورة مغسولة بِزَيْت فنفع وأنفع مَا تكون النورة إِذا غسلت بِمَاء الْبَحْر فِي الصَّيف الْحَار وَإِن غسلتها غسلات كَانَ أَجود وأنفع وَقد عَم النَّاس اسْتِعْمَال الدَّوَاء الَّذِي ألفته واستعملته وَهُوَ مركب من شمع وراتينج وفربيون وزيت والعلك والزفت من كل وَاحِد نصف جُزْء وَمن الشمع جُزْء وَإِن لم يتهيأ علك البطم فَاجْعَلْ مَكَانَهُ راتينجاً. فَأَما الفربيون فَلْيَكُن نصف سدس الشمع وَمَتى أردته أقوى فَأكْثر قَلِيلا فَإِن كَانَ العلك يَابسا قَوِيا بِمَنْزِلَة العلك الْمَطْبُوخ فَإِنَّهُ يَكْفِيهِ حِينَئِذٍ شَيْء يسير من الزَّيْت وَصفَة هَذَا الدَّوَاء مَكْتُوبَة فِي)
المراهم.
وَبِالْجُمْلَةِ فمداواة الْعصبَة الَّتِي يُصِيبهَا نخس ووجبة أَو ينتقص اتصالها بِأَيّ ضرب كَانَ يجب أَن يكون أدويتها تحدث حرارة فاترة وتجفف تجفيفاً غَايَة التجفيف وَيكون جوهرها حَادِثا لطيف الْأَجْزَاء وَيجب أَن تزيد فِي قُوَّة الدَّوَاء وتنقص مِنْهُ وتبقيه على حَاله بِقدر مَا تروم أمره إِذا حللته كل مرّة فَإِن رجلا من الْأَطِبَّاء قد كَانَ داوى بمرهمي مرهم الفربيون النخس الْوَاقِع بالعصب مَرَّات فأنجح ثمَّ أَنه داوى بِهِ رجلا فَلم ينجح وَحدث بالعضو وجع وورم فَسَأَلت العليل: هَل أحس فِي الْيَوْم الَّذِي وضع عَلَيْهِ مرهم بِمَسّ حرارة شَبيهَة بحرارة شمس لينَة فَذكر: أَنه لم يجد ذَلِك. وَسَأَلت الطَّبِيب فَإِذا هُوَ قد اتخذ مِنْهُ أرجح من سنة وَكَانَ الَّذين داواهم بِهِ صبياناً وشباناً وفكرت فِي هَذَا أَن الفربيون نَاقص عَمَّا يَنْبَغِي فزدت فِي مِقْدَاره ووسعت فمي الْجرْح لِأَنَّهُ كَانَ ضيقا وعرقت الْعُضْو بالزيت اللَّطِيف الَّذِي لَا قبض مَعَه وَأمرت أَن يحل بالْعَشي وَأَن يعالج بالزيت اللَّطِيف الَّذِي لَا قبض مَعَه الَّذِي عالجته بِهِ مَعَ الدَّوَاء وَأمرت العليل أَن يمسك عَن الطَّعَام فَلَمَّا فعل ذَلِك أصبح العليل وَقد سكن الوجع عَنهُ وتبرد الورم فَإِن كَانَ الْخرق الْوَاقِع بالعصب لَيْسَ يحسه بل هُوَ خرق فَانْظُر: أهوَ ذَاهِب فِي عرض الْعصبَة أَو فِي طولهَا وَكم مِقْدَار مَا انخرق من الْجلد الَّذِي يعلوها وَانْظُر أَن الْجلد قد انخرق خرقاً بَينا حَتَّى أَن الْعصبَة بقيت مكشوفة وخرقها بالطول فَلَيْسَ يجب أَن تقرب هَذِه الْعصبَة شَيْئا من الْأَدْوِيَة الَّتِي تتَّخذ بالفربيون وَأَمْثَاله لِأَن الْعصبَة لَا تحْتَمل قُوَّة هَذِه الْأَدْوِيَة وَهِي مكشوفة كَمَا كَانَت تحتملها عِنْدَمَا كَانَ بَينهَا وَبَين الْجلد والأجود هَهُنَا أَن تعجن النورة المغسولة بِزَيْت كثيرا وعالجها والدواء الْمُتَّخذ بالتوتيا جيد فِي مثل هَذَا الْموضع مَتى ديف بدهن ورد يخلط بِهِ ملح وَجُمْلَة غرضك فِي مداواة الْعصبَة المكشوفة أَن تجففها تجفيفاً لَا لذع مَعَه وأجود مَا يكون مِنْهَا النورة إِذا غسلت مَرَّات كَثِيرَة بِمَاء عذب فِي وَقت وَاحِد والتوتيا إِذا فعل بِهِ ذَلِك لِأَنَّهُ يسلخ حدتها فِي المَاء والمرهم الْمُتَّخذ بالعسل وَيجب أَن يكون شمعه مغسولاً ودهن ورد لَا ملح فِيهِ. وَإِن وَقع فِي هَذِه الْأَدْوِيَة علك فَلْيَكُن معتدلاً. وَإِن كَانَ العيل نقي الْبدن أمكن أَن يداوي بالأدوية المغسولة المقوية فَإِنِّي داويت شَابًّا معتدل الطَّبْع إِلَّا أَنه كَانَ عرض لبدنه احتراق من الشَّمْس كَانَ قد عرض لَهُ خرق وَاسع(4/74)
فِي زنديه وعصبه فَأخذت شَيْئا من أَقْرَاص بوليداس فأدفنها بعقيد الْعِنَب وسخنتها على مَاء حَار وغمزت فِيهِ فَتِيلَة وَجَعَلته فِي الْجرْح)
وَيجب أَن يكون هَذَا مِمَّا لَا تَفْعَلهُ وَهُوَ أَلا يلقى لموْضِع الْجرْح والعصبة وَشَيْء من الْخرق من الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة. جملَة يُؤمن إِن كَانَ هَذَا العصب من عصب عضلة أَن يحدث التشنج فِي أسْرع الْأَوْقَات وَقد يعرض التشنج أَيْضا عِنْدَمَا يُصِيب الأوتار آفَة فَلَمَّا وضعت على مَوضِع الْجراحَة وعَلى مَوَاضِع كَثِيرَة مِمَّا حوله وفوقه من الدَّوَاء جعلت أعرق مَوضِع الرَّقَبَة والإبطين وَالرَّأْس بِزَيْت حَار لن الْجراحَة كَانَت فِي الْيَد تعريقاً متواتراً وأخرجت أَيْضا دَمًا من فصد فِي الْيَوْم الأول فَلَمَّا كَانَ فِي الرَّابِع حسنت حَاله وضمدت قُرْحَته وانقبضت وَبرئ فِي السَّابِع برءاً تَاما وَمَا كَانَ من القروح فِي مثل هَذِه الْحَال فَلَيْسَ يجب أَن يصب عَلَيْهَا زَيْت لِأَن الزَّيْت مضاد لقُوَّة هَذَا التَّدْبِير الَّذِي ذكرته وَهُوَ مَعَ هَذَا يوسخ القرحة وَلَا تستعمله فِي القروح الْكَبِيرَة كَمَا تستعمله فِي القروح الصَّغِيرَة الَّتِي الْعصبَة فِيهَا مغطاة بِالْجلدِ فَإِن احتجت أَن تغسل الْعصبَة من صديدها فنشفها بصوفة على طرف ميل وَإِن احتجت أَن تبله بِشَيْء لكَي لَا يلقى القرحة وَهِي يابسة فبلها بعقيد الْعِنَب وبالشراب الحلو الْبعيد من الْقَبْض واللذع واترك المَاء دَائِما واهرب مِنْهُ فِي علاج العصب نخسة كَانَت أَو خرقاً وَكَذَلِكَ اهرب من الضماد المرخى فَإِن اسْتعْملت الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالقلقطار فَإِنَّهُ قريب من الأقراص الَّتِي ذكرت فأدف هَذَا أَيْضا فِي الصَّيف بدهن ورد وَفِي الشتَاء بِزَيْت لطيف وأقراص أندرون وفراسيون تقوم مقَام هَذَا الدَّوَاء الَّذِي ألفناه نَحن وَهُوَ أقوى من كلهَا وَقد قلت: أَن الْأَبدَان القوية يجب علاجها بالأدوية القوية وَبِالْعَكْسِ وَمَتى وَقعت الْجراحَة فِي عرض الْعصبَة فَإِن هَذَا أَشد خطراً وَأقرب من أَن يُصِيب صَاحبهَا تشنج وَذَلِكَ أَن الورم يصل الشظايا المقطوعة الَّتِي لم تَنْقَطِع فَيحدث لذَلِك التشنج وعلاج الْجرْح هَهُنَا هُوَ ذَلِك بِعَيْنِه إِلَّا أَنه يجب لصَاحِبهَا أَن يخرج لَهُ من الدَّم بِلَا زحمة أَكثر مِمَّا أخرج لذَلِك ولطف تَدْبيره أَكثر ويحفظه على الهدوء والسكون ولينوم على فرَاش وطىء ويعرق إبطه ورقبته بِزَيْت حَار فَإِن كَانَت الْجراحَة فِي الرجل فليعرق الحالبين ويمرخ عظم الصلب كُله حَتَّى تصير إِلَى الرَّقَبَة وَالرَّأْس وَأما رض العصب فَإِن كَانَ عه رض فِي الْجلد أَو قرحَة فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى أدوية غرضها أَن تجفف تجفيفاً كثيرا وَتجمع وتشد الْأَجْزَاء الَّتِي قد استرخت من أجل الرض. فَأَما أَن اصاب الْعَضُد رض غير أَن يرض مَعَه الْجلد وَمَا أقل مَا يكون ذَلِك فصب عَلَيْهِ زيتاً حاراً منزيت قوته محللة صبا متواتراً واعن عَن أَمر الْجِسْم جملَة مثل مَا وَصفنَا وَهُوَ يبرأ فِي أسْرع الْأَوْقَات بصب الزَّيْت وَأما رض العصب مَعَ الْجلد فقد يكون كثيرا)
وَأَصْحَاب الصِّنَاعَة قد علمُوا بالتجربة مداواته بدقيق الباقلي وخل وَعسل. وبالحق ان هَذَا دَوَاء جيد. وَمَتى كَانَ مَعَ الرض وَجمع فاخلط مَعَه زفتاً عِنْد طبخه وضمد بِهِ وَهُوَ حَار.
وَمَتى أردْت أَن يكون تجفيفه أَشد فاخلط مَعَه دَقِيق الكرسنة وَمَتى أَحْبَبْت تجفيفه أَكثر فاخلط مَعَه الْعَسَل وأصول السوسن. والعناية بِأَمْر الْجِسْم كُله يعم هَذَا وَغَيره. فَإِن انْقَطَعت الْعصبَة فابترها بِلَا خوف على من أَصَابَهُ ذَلِك إِلَّا أَن الْعُضْو الَّذِي كَانَ يَتَحَرَّك بِهِ يفلج(4/75)
ومداواته مداواة سَائِر القروح. فَأَما الرباطات فَإِنَّهَا وَإِن كَانَ نوعها من أَشد شَيْء فقد يحْتَمل من المداواة مَا هُوَ أَشد وَأقوى لِأَنَّهَا تتصل بالدماغ وَلِأَنَّهَا عديمة الْحس. وَأما الأوتار فَلِأَنَّهَا تشارك العصب لِأَنَّهَا من عصب ورباط فقد يحدث من أجلهَا التشنج وتعرف هَل الْجراحَة فِي عصب أَو وتر أَو رِبَاط من جنس تفرك بجوهر كل وَاحِد مِنْهَا بالتشريح وَإِذا أصَاب الرِّبَاط جِرَاحَة فَإِن كَانَ رِبَاطًا ينْبت من عظم ويتصل بِعظم فَلَا مَكْرُوه فِيهِ وَيجوز مداواته بِمَا شِئْت وَإِن فِي الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: إِن الْجراحَة الْوَاقِعَة فِي الأوتار والعصب والعضل لفضل حسها واتصالها بالدماغ تورث التشنج سَرِيعا لَا سِيمَا مَتى لم يتحل الفضول الَّتِي فِيهِ إِلَى خَارج وَذَلِكَ لانسداد فَم الْجرْح فَلذَلِك يجب فِي مداواة هَذِه أَن تفتح فَم الْجرْح وتجفف القرحة بدواء جوهره جَوْهَر لطيف يُمكن أَن يغوص ويصل إِلَى الْعُضْو حَتَّى يصل إِلَى الْعصبَة الَّتِي نالها الشق.
قاطيطريون: اهرب عِنْد علاج هَذِه أَعنِي العصب من الْبرد وَالرِّيح. وَمن هَذَا الْكتاب: مَتى كَانَ سُقُوط الْأَجْسَام العصبية من الْجِسْم فِي القروح بعد أَن يتقيح الْموضع كَانَ سليما لَا خطر فِيهِ وَيكون فِي مُدَّة أطول قَلِيلا فَإِذا استكرهت الْعصبَة الوترة الَّتِي تحْتَاج أَن تقطع بالآلات والأدوية ومددتها حدث عَن ذَلِك أورام وتشنج وحميات فِي بعض الْمَوَاضِع.
قاطاجانس: جراحات العصب لَيست تحْتَاج إِلَى أدوية تقبض بل أدوية تجتذب مَا فِي عمق الْمَوَاضِع من الشَّيْء المؤذي اجتذاباً كَافِيا وَتخرج إِلَى خَارج. قَالَ: وَكنت أرى معلمي يعالجون الْجِرَاحَات الْوَاقِعَة بالعصب بعلاج الْجِرَاحَات الطرية وَهُوَ العلاج الملحم وَكَانُوا يضعون عَلَيْهَا فِي الْأَكْثَر الْأَدْوِيَة الملزقة يُرِيدُونَ بذلك إلزاق الْجراحَة وَإِن كَانَ مَعَ الْجراحَة ورم صبوا عَلَيْهِ مَاء فاتراً كثير الْمِقْدَار ويعرقونه بالزيت ثمَّ يضمدونه بضماد دَقِيق الْحِنْطَة الْمَطْبُوخ بِالْمَاءِ وَالزَّيْت ورأيتهم يعالجون من أصبته جِرَاحَة على ركبته أَو عِنْد الْوتر العريض بِهَذَا العلاج بِعَيْنِه وَهُوَ فَوق عين)
الرّكْبَة بِقَلِيل وَهَذَا بِأَن يكون قَاتلا أولى مِنْهُ بِأَن يكون علاجاً لَهُ فَإِنَّهُ كَانَ حيلهم مِنْهُم يموتون وَمِنْهُم من يتَخَلَّص بعرج وَكَذَلِكَ جَمِيع من عالجوه فِي أوتار كَفه تعقدت أوتارهم كثيرا وعفنت الْجراحَة ببعضهم كثيرا فَلَمَّا رَأَيْت كَثْرَة العفن فِي هَذَا العلاج حكمت أَنه يجب أَن يعالج بالبرد والبنج ثمَّ مَا رَأَيْت الْبرد عدوا للعصب علمت بِأَن أدود أدوية العصب مَا كَانَ يجفف مَعَ توَسط بَين الْحَرَارَة والبرودة وَإِن كَانَ أَيْضا جاراً جَازَ بِأَن يكون بَالغ التجفيف وَذَلِكَ أَنه لَا يُمكن التعفن من العديم الرُّطُوبَة وَعلمت أَيْضا أَن الَّذِي يجب أَن يعالج بِهِ الْعصبَة وَهِي مكشوفة غير مَا يَنْبَغِي أَن تعالج بِهِ وَهِي متوارية إِذا كَانَت هَذِه يسيرَة لَا يلقاها الدَّوَاء بل إِنَّمَا الْوَاصِل إِلَيْهَا قوته فَلذَلِك يجب أَن تكون ألطف وَأقوى وَلَا يكن مَعَ هَذَا أَن يكون هَذَا الدَّوَاء بَالغ الْحَرَارَة لِأَن حرارته تنفذ قبل الْوُصُول إِلَى الْمَوَاضِع.(4/76)
قَالَ: وَرَأَيْت رجلا أَصَابَته ضَرْبَة على عضل فَخذه حَيْثُ هِيَ قريب من الرّكْبَة بِالْعرضِ فقور فِيهِ فعزمت أَن أخبطه لِأَن الرِّبَاط إِذا كَانَت الضَّرْبَة بِالْعرضِ لم تضبط فَم الْجرْح وامتنعت من التغرية لِأَنِّي علمت أَن الْأَجْزَاء اللحمية من العضل لَا بَأْس عَلَيْهَا من ذَلِك فأمنت بذلك هَذِه الْجراحَة من جَمِيع المعايب وَذَلِكَ أَن بَعضهم كَانَ يخيط فَم الْجرْح ظَاهرا فَيبقى مَا وَرَاءه غير ملتحم وَكَانَ يخيط الأوتار مَعَ اللَّحْم فَكَانَ يُورث أَشْيَاء ودية من تشنج وَغَيره وَهَذِه الأوتار الَّتِي هَهُنَا عريضة فَأَما الرِّبَاط فَلَيْسَ من جراحته مَكْرُوه مثل مَا فِي جِرَاحَة الْوتر لِأَن منبته من الْعظم. لي فِيهِ استرخاء الْمفصل وزواله عَن مَوْضِعه وَإِذا كَانَت الْجراحَة الَّتِي فِي العصب فالعصب مِنْهَا مَكْشُوف وتحتمل أَن تُوضَع عَلَيْهَا الْأَدْوِيَة الحارة لِأَنَّهَا معراة مكشوفة فَأَما الَّتِي هِيَ تحس فَلَيْسَتْ الْعصبَة فِيهَا ظَاهِرَة فَإِنَّهَا تُوضَع عَلَيْهَا ويحذر التحامها وَمَتى احتجت إِلَى توسعها إِن كَانَت فِي غَايَة الضّيق فوسعها بشقين يتقاطعان على زَوَايَا قَائِمَة لِأَن النخسة إِذا التحم رَأسهَا وَاجْتمعَ الصديد دَاخِلا على العصب حدث بَغْتَة تشنج قَاتل.
فِي تأليف أدوية جراحات العصب: احذر القابضة وخاصة فِي النخسة فِي العصب فَأَما مَا كَانَ يجلو كتوابل النّحاس فَهُوَ مُوَافق واسحق مَعَه المعدنية بالخل ليلطف جوهرها وَليكن خلا غير قَابض عتيقاً جدا والزاج والقلقطار والزنجار وأقراص الدرون وَنَحْوهَا تطلى على العصب المكشوف بعقيد الْعِنَب. لي هَذَا يجفف العصب وَيُوضَع فَوْقهَا الدَّوَاء الْحَار يسحق على مَا قيل.)
قَالَ: وَلَا تسْتَعْمل هَذِه الأقراص إِلَّا فِي الْأَبدَان الرُّخْصَة لَكِن بعض الْأَدْوِيَة الْأُخَر ثمَّ ضع فَوْقهَا المراهم وعرق الْمَوَاضِع الْعَالِيَة فَوق الْجراحَة بالزيت مرَّتَيْنِ وَثَلَاثًا بِالنَّهَارِ مثل الدَّوَاء المغري الَّذِي لي رَأَيْت العقد الَّتِي تكون فِي ظَاهر الْكَتف الَّذِي يذهب الْفَسْخ مَتى شدت وَوضع عَلَيْهَا خميرة قَوِيَّة الْقَبْض أَيَّامًا لم تعد وَإِن عَادَتْ أقوى مَا يكون: قلقطار محرق جُزْء وَمن الزاج جُزْء توبال النّحاس ثَلَاثَة أَجزَاء هَذَا أقوى مَا يكون فَإِن جعلت الزاج والقلقطار جُزْءا جُزْءا جعلتهما محرقين وتوبال النّحاس أَرْبَعَة أَجزَاء فَهَذِهِ أَضْعَف مَا يكون وَالْوسط أَن تَأْخُذ زاجاً وقلقطاراً محرقين كلهما جُزْءا جَزَاء وتوبال النّحاس ثَلَاثَة أَجزَاء فاسحقهما بالخل كَمَا وصفت وَخذ الدَّوَاء الْأَقْوَى مثلَيْهِ ومقل مثل الشمع مرّة وَنصف زَيْت فِي الْأَوْسَط من هَذَا القيروطي بِهَذَا الْوَزْن مثل الْأَدْوِيَة المعدنية مرَّتَيْنِ وَربع وَفِي الأضعف مرَّتَيْنِ وَنصف ثمَّ عالج كل بدن بِمَا يحْتَملهُ مِنْهَا وَانْظُر الزَّيْت أَن يكون لَا قبض فِيهِ.
قَالَ: وألق على المعدنية مثل نصفهَا من الكندر وعلك البطم وَإِن أردْت أَن يكون الدَّوَاء أقوى فَأَقل من النّصْف وَمثل نصف الكندر وبارزد إِن كنت تداوي بِهِ عصبَة مكشوفة فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ ينفع نفعا عَظِيما لِأَنَّهُ يسكن الوجع وَإِن كنت لَا تداوي عصباً مكشوفاً لَكِن نخسة(4/77)
فَلَيْسَ يَضرك أَن تطرح البارزد وَإِن كَانَ عنْدك أَيْضا شَحم الإوز والدجاج وَنَحْوه من الشحوم اللطيفة فاخلط فِي بعض الْأَحَايِين حِين تُرِيدُ تسكين الوجع.
وَفِي قيروطي الفربيون مَنْفَعَة وَصفه: فربيون حَدِيث جُزْء وَمن الشمع ثَلَاثَة أَجزَاء وزيت اثْنَي عشر جُزْءا تجمع وضع عَلَيْهِ مِنْهُ حَتَّى يحس الْعصبَة بِثِقَة واتكال وَإِن كَانَ الفربيون ضَعِيفا فزد فِيهِ بِحَسب ذَلِك إِلَى أَن يلقى ثَلَاثَة أَجزَاء فِي هَذِه الْأَجْزَاء من الشمع وَالزَّيْت فَإِن حكى الْمَرِيض أَنه شَدِيد اللذع وَرَأَيْت الْموضع الَّذِي حول النخسة حاراً وَقد اتَّسع وتجببت شفتاها ورمت فزد فِي القيروطي وَإِلَّا فزد فِي قُوَّة الدَّوَاء وَإِن اعتدل فَدَعْهُ وَمَتى أَحْبَبْت أَلا تسْقط عَن الْجلد سَرِيعا فَألْقى مَعَه شَيْئا من عروق الشّجر.
دَوَاء متوسط لجراحات العصب: اسحق سكنجبينا بالخل حَتَّى ينْحل فِي هاون ثمَّ ألق عَلَيْهِ علك البطم مَرَّات ووسخ الكور وَبَعض الشحوم.
آخر: وسخ الكور وعلك وشحم اجمعها فَهَذَا أَلين جدا لهَذِهِ الْعلَّة وَإِن شِئْت خُذ دَوَاء الفربيون بِأَن تجْعَل مِنْهُ مَكَان الفربيون خرء الْحمام إِذا عدمت الفربيون وَهَذَا أقل لطافة من)
الفربيون وَإِنَّمَا يصلح أَن تعالج بِهِ الْأَبدَان الجافية. وَقد ألقيت مَكَان الفربيون الحلتيت بِطيب رِيحه بِمثل الأدهان الطّيبَة إِذا اتخذته لذَلِك. قَالَ: النخسة فِي العصب يَنْبَغِي أَن تحفظ لَا تنضم وَأما الْعصبَة المكشوفة فَإِن من الْوَاجِب أَن تعالج بأدوية لَهَا قبض يسير وفيهَا مَعَ ذَلِك قُوَّة تحلل بِلَا لذع.
مرهم لم يؤله جالينوس إِلَّا أَنه رضيه لجراحات العصب: شمع سِتّ أَوَاقٍ زَيْت تسع أَوَاقٍ زاج سِتَّة مَثَاقِيل قلقطار أَرْبَعَة مَثَاقِيل توبال النّحاس أوقيتان كندر أُوقِيَّة وَنصف بارزد أُوقِيَّة تسحق المعدنية بخل ثَقِيف سحقاً نعما وتذاب الذائبة ثمَّ تطرح عَلَيْهَا أَو تجمع. قَالَ: وَقد وصفت علاج العصب والعضل الْمَجْرُوح إِذا كَانَ عَارِيا من الورم وَهُوَ علاجه مَعَ الورم قَالَ: مَتى أَصَابَت عضلة أَو عصبَة جِرَاحَة وأصابت غشاء بِقرب من عظم طعنة وجدت فِي الْموضع بعد الْيَوْم الرَّابِع وجعاً دَائِما مُتَّصِلا وورماً وَحمى مَعَ عوارض ردية أَعنِي سهراً كثيرا واختلاط الْعقل وعطشاً وجفاف اللِّسَان وتزداد الْجراحَة فِي كل يَوْم حرا وَيجْرِي مِنْهَا صديد وعكر خاثر كالدردي وَيكون لون الْجراحَة أَحْمَر وَمَا حولهَا منتفخاً متمدداً فَهَذَا حَكَاهُ جالينوس عَن غَيره وشفاؤه الْأَدْوِيَة الملينة تُوضَع عَلَيْهِ.
مِمَّا يَعْتَقِدهُ ج رَأيا لنَفسِهِ قَالَ: قد تشنج خلق كثير من جراحات العصب من غير أَن يَكُونُوا أحسوا بألم شَدِيد فَدلَّ ذَلِك على أَن الورم فِي عصبهم لم يكن عَظِيما فَإِن لم يكن الوجع عَظِيما يسلم من مضرَّة ذَلِك بالتليين.
بختيشوع: الخراطين ينعم دقها وتوضع على العصب الْمُنْقَطع وَلَا تحل ثَلَاثَة أَيَّام فَإِنَّهَا تلزقه. الألية تحل تعقد العصب وَرَأَيْت المخبرين يستعملون فِي التليين التَّمْر والشيرج.
دَوَاء ينفع من وَهن العصب واضطراب المفاصل وتعقد العصب: يُؤْخَذ حطب الْكَرم(4/78)
فيحرق وَلَا يستقصي حرقه ثمَّ يلقى عَلَيْهِ من المَاء مَا يغمره وَيتْرك أَيَّام ثمَّ ينطل مِنْهُ بعد أَن يصفي على الْمَوَاضِع الْوَاهِيَة من العصب.
ضماد يلين العصب جيد جدا: سمسم مقشر عشرُون يدق مَعَ عشرَة دَرَاهِم من ورق مرزنجوش ويضمد بِهِ إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
ضماد نَافِع للمواضع الصلبة العصبية الَّتِي يحدث فِيهَا غلظ: مقل يَهُودِيّ عشرَة ينقع بِمَاء حَتَّى ينْحل وَيُؤْخَذ عشرَة دَرَاهِم من أصل الخطمي المسحوق وَقد نخل بحريرة يعجن ويلين بعقيد)
الْعِنَب وَيلْزم الْموضع.
ضماد نَافِع من التواء العصب: أصل السوسن ينعم دقه ويخلط بعقيد الْعِنَب ويضمد بِهِ الْموضع واستعن بِبَاب التشنج وبباب الاسترخاء مَتى أردْت مِنْهُ شَيْئا.
شراب نَافِع من تعقد العصب ويلين حركته: يطْبخ عشرَة دَرَاهِم حاشا منخولة بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ويصفي ويلقى عَلَيْهِ سكر نصف رَطْل وَعسل مثله ويطبخ كالجلاب وَتُؤْخَذ رغوته ويسقى مثل الْجلاب.
أَبُو جريج: الفربيون يحل الأعصاب الجاسية. وَكَذَلِكَ الموم.
اطهورسفس: مَتى سحقت الخراطين وَوضعت على العصب الْمُنْقَطع ألحمته وَمَتى ضمد بهَا الْأَعْضَاء الألمة: يعرض مَعَ جراحات العضل غشي وصفرة اللَّوْن وَضعف النبض وصغره وتواتره ويسترخي العليل ويسخن.
من التشريح الْكَبِير قَالَ: قد يضْطَر مَرَّات كَثِيرَة إِلَى قطع لِيف العضل بِالْعرضِ إِذا أصابتها نخسة فِي الْجُزْء العصبي مِنْهَا وخاصة إِذا كَانَ ذَلِك فِي رَأس وترها وَكَانَت الْجراحَة ضيقَة فيخاف أَن يلتحم ظَاهر الْجراح وَلَا يلتحم بَاطِنه.
من مَنَافِع الْأَعْضَاء: الْأَمْرَاض الْحَادِثَة فِي الغضاريف أما أَلا تَبرأ وَإِمَّا أَن يعسر برؤها.(4/79)
(انْقِطَاع الشرايين وَالْعُرُوق) (الَّتِي فِي ظَاهر الْجِسْم والجراحات الَّتِي تَنْقَطِع فِيهَا الْعُرُوق وَالدَّم المنبعث من) (غشاء الدِّمَاغ وفتق الشريان الَّذِي يُسمى أَبُو رسما والقروح الَّتِي لشدَّة) (ضربانها يتفجر مِنْهَا الدَّم وتمنع نزف العلق وَالَّتِي تقطع النزف بِقُوَّة من أَيْن كَانَ) (وقوانين خُرُوج الدَّم من أَي عُضْو كَانَ والفتق الْحَادِث عَن الْحر وَالْبرد والعرق) (الضَّارِب وَمَا يقطع نزف الدَّم الْحَادِث من جِرَاحَة فيستعان بِالَّتِي دَاخل الْبدن) قَالَ ج فِي الثَّالِثَة من حِيلَة الْبُرْء: إِن الشريان مَتى بتر عرضا الْبَتَّةَ لم يُمكن أَن يتَّصل بعد ويلتحم وَانْقطع الدَّم الْجَارِي مِنْهُ.
فِي الْخَامِسَة من حِيلَة الْبُرْء قَالَ: مَتى شقّ عرق ضَارب أَو غير ضَارب فَلَا بُد أَن يعرض عَنهُ انبثاق عَظِيم وَمَتى كَانَ هَذَا الشق عَظِيما فِي عرق ضَارب عسر التحامه وَإِن كَانَ عرق ضَارب يخَاف أَلا يلتحم بِحَسب مَا قد قضي بِهِ قوم من الْأَطِبَّاء.
قَالَ: مَتى حدث انبثاق الدَّم فاحتل لشد الْعرق وأمل الدَّم إِلَى نَاحيَة الضِّدّ وَذَلِكَ أَنه إِن قَالَ: 3 (الْخرق الَّذِي فِي الْعُرُوق) وَلَا يُمكن أَن يخاط فَبَقيَ أَن يكون فوهة الْعرق تنسد أما بِدَم يجمد فِيهِ أَو بِأَن يضبطه بِالْيَدِ أَو بالرباط أَو بأَشْيَاء تجْعَل عَلَيْهَا من خَارج والذب يُمكن أَن يلقى عَلَيْهَا من خَارج فِي بعض الْأَحَايِين إِذا كَانَت الْحَرَارَة عَزِيمَة وَلم يُمكن فصده وَنَحْوه لحم الْجراح وَالْجَلد والأشياء الَّتِي احتالها الْأَطِبَّاء كالفتائل والأدوية الَّتِي تعلق وتنشب بالخرق وتعرى وتنسد من أجل مَا لَهَا فِي طبعها من الغلظ والأشياء الَّتِي تحدث عَن فَم الْجرْح قشرة محترقة بالكي والأدوية الشبيهة بالكي فَإِن القدماء إِنَّمَا احْتَالُوا بِهَذِهِ القشرة كي يكون طبقًا لسده.
قَالَ: وَمن عَظِيم المداواة أَن تجْعَل الْعُضْو الَّذِي تنزف مِنْهُ الدَّم مَنْصُوبًا نصبة مُوَافقَة واقصد أَلا يَنَالهُ وجع وَأَن يكون الْموضع الَّذِي مِنْهُ ينبعث الدَّم عَالِيا فَإِن ضد هذَيْن أغْنى أَن يكون الْعُضْو الَّذِي ينزف نَصبه إِلَى أَسْفَل ونصبه لشدَّة وَجَعه بِمَا يحدث انفجار الدَّم وَلَو لم يُمكن فِيهِ أَن تزيد فِيهِ. قَالَ: إِذا حضرت موضعا قد انفجر مِنْهُ الدَّم فَأول مَا تَفْعَلهُ بِأَن تضع(4/80)
اصبعك على الْخرق من الْعرق واغمزه غمزاً رَفِيقًا وَأقرهُ سَاعَة فَإنَّك تدمج فِيهِ أَمريْن أَحدهمَا أَن تستبقي شَيْئا من الدَّم وَلَو مُدَّة وَالثَّانِي أَنه يجمد مِنْهُ شَيْء فَيصير فِي فوهة الْعرق فَيمْنَع الدَّم فَإِن كَانَ الْعرق غائراً بَعيدا فاستقص النّظر حَتَّى تعلمهَا أَيْن مَوْضِعه وَكم مِقْدَار عظمه وضارب هُوَ أَو غير ضَارب فَإِذا علمت ذَلِك مِنْهُ فعلقه بصنارة ومده إِلَى فَوق وافتله فَتلا يَسِيرا فَإِذا انْقَطع الدَّم بِتِلْكَ الْعرق فدم إِن كَانَ عرقاً غير ضَارب قطع الدَّم من غير أَن تربطه بِبَعْض الْأَدْوِيَة الَّتِي تقطع الدَّم وأفضلها مَا كَانَ لَهُ تغرية وتمديد الورم وَهِي الَّتِي تؤلف من العلك الْمَطْبُوخ وغبار الرَّحَى والجبسين وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ شرياناً فَإِنَّمَا يُمكن قطع الدَّم أما بربطه وَإِمَّا ببتره بنصفين وَقد يضْطَر مرَارًا كَثِيرَة إِلَى شدّ الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب برباط مَتى كَانَت عَظِيمَة وَكَثِيرًا مَا تحْتَاج إِلَى بترها وَذَلِكَ إِذا كَانَت تصعد من مَوضِع بعيد الْغَوْر صعُودًا مستوياً منتصباً وخاصة إِذا كَانَ الْموضع من الْبدن ضَعِيفا أَو عضوا من الْأَعْضَاء الألمة.
لي على مَا ذكر: فَإِن شقّ الودج الَّذِي فِي الْعُنُق خطر مَتى كَانَ شقاً عَظِيما.
قَالَ: فَإِن الْعرق إِذا انبتر تقلص من جانبيه وتكمش وَضبط اللَّحْم عَلَيْهِ من جانبيه واحزم الْأُمُور أَن تربطه فِي الْموضع الَّذِي يَلِي أَصله ثمَّ تبتره.
قَالَ: وأصل الْعُرُوق وَهُوَ الْجَانِب الَّذِي يَلِي الكبد وَالْقلب وَهُوَ فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ الْجَانِب)
الْأَعْلَى وَفِي الرّقية الْجَانِب الْأَسْفَل وَفِي كل عُضْو بِحَسب مَا يتعرفه من أمره بالتشريح.
لي مَتى شَككت فِي شَيْء من هَذَا فاربط ثمَّ اقْطَعْ فَإِذا فعلت ذَلِك فبادر بانبات اللَّحْم فِي الْجراحَة قبل أَن يسْقط الرِّبَاط من الْعرق فَإِنَّهُ إِن تبادر اللَّحْم فَيغسل مَا حول مَوضِع الْخرق من الْعرق الضَّارِب وَبَقِي حول الْخرق مَوضِع خلا حدث فِي ذَلِك الْموضع شَيْء يُقَال لَهُ ابورسما وَهُوَ فتق الدَّم وَهُوَ لين المجسة فِي جَوْفه دم مخالط للدم الَّذِي فِي الْعرق الضَّارِب فاربط هَذَا الفتق مَتى أَصَابَته آفَة كَانَ كالحال الأول وَيُسمى بعض النَّاس هَذَا أم الدَّم وَلذَلِك أرى أَن اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة المنبتة للحم أَجود من اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة الَّتِي تكوى وَتحرق لِأَن هَذِه تنْبت اللَّحْم فَيكون حبس الدَّم أوثق وَأبْعد من الْخطر والأدوية الَّتِي تكوى لَا تؤمن إِن سَقَطت القشرة الْمُحْتَرِقَة قبل وَاللَّحم ينْبت إِن يسكن الدَّم ثَانِيَة وَأفضل مَا علمناه لذَلِك مِمَّا استعملنا لذَلِك أَيْضا فِي انبعاث الدَّم من الغشاء المغشي على الدِّمَاغ وَلَا خطر فِيهِ: يُؤْخَذ من الكندر جُزْء وَمن الصَّبْر نصف جُزْء فَإِذا احتجت إِلَيْهِ فاخلطهما ببياض الْبيض بعد سحقهما كالغبار بِقدر مَا يصير الدَّوَاء فِي ثخن الْعَسَل وَتَأْخُذ من وبر الأرنب شَيْئا لينًا فلوثه فِيهِ وضع على الْعرق المنخرق والقرحة كلهَا وَأكْثر مِنْهُ واربطه بِخرقَة تلفهَا على مَوضِع الْخرق ثَلَاث مَرَّات أَو أَرْبعا أَو خمس مَرَّات ثمَّ يمر بهَا إِلَى أصل الْعرق المنخرق فِي الْأَعْضَاء الَّتِي يمكنك أَن تمدها إِلَيْهِ وَهَذَا مُمكن فِي جَمِيع الْمَوَاضِع خلا غشاء الدِّمَاغ ثمَّ حل ذَلِك الرِّبَاط بعد ثَلَاثَة أَيَّام وَانْظُر فَإِن رَأَيْت الدَّوَاء لَازِما للجرح محكماً فَلَا تقلعه(4/81)
لَكِن ضع حوله من الدَّوَاء شَيْئا آخر كَأَنَّهُ يندى بِهِ الْوَبر ثمَّ اربطه أَيْضا كَمَا ربطت وَإِن تَبرأ الْبر الأول من القرحة من تِلْقَاء نَفسه فاغمز بأصبعك غمزاً يَسِيرا على أصل الْعرق كي لَا يسيل مِنْهُ دم واقلع الْوَبر الأول وضع مَكَانَهُ وَبرا آخر وَلَا تزَال تفعل ذَلِك أَيَّامًا حَتَّى ينْبت حول الْعرق لحم واحفظ الْعُضْو فِي علاجك منتصباً إِلَى فَوق وَإِيَّاك أَن يكون مفرطاً فتوجع فَإِنَّهُ لَا شَيْء أَزِيد فِي الورم وانبعاث الدَّم من الوجع.
وَمَا كَانَ من الْأَبدَان صلباً فَاجْعَلْ من أدويته صبرا أَكثر وَرُبمَا كَانَ أَلين فَلْيَكُن الكندر فِيهِ أَكثر. والدواء الَّذِي فِيهِ الصَّبْر أَكثر قبضا وَالَّذِي فِيهِ الكندر أَشد تغرية وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ طَلَبك شدَّة التغرية فاطلب كندرا شَدِيد العلوكة وَهُوَ مَا كَانَ من الكندر أَشد بَيَاضًا وألين إِذا مضغ لم ينفت سَرِيعا.
قَالَ: وَمَتى أردْت أَن تكون قَوِيَّة الْقَبْض وَلم تمل إِلَى التغرية كثير ميل فَاجْعَلْ بدل الكندر دقاق)
الكندر وَالَّذِي اركب من هَذَا الدَّوَاء مرّة على مَا وصفت وَمرَّة بِالسَّوِيَّةِ وأزيد فِي الكندر شَيْئا يَسِيرا. قَالَ: وَلست أعرف دَوَاء أفضل مِنْهُنَّ وَلذَلِك اسْتَعْملهُ أَنا فِي انبعاث الدَّم من الغشاء المغشي على الدِّمَاغ والجراحات الْحَادِثَة فِي الرَّقَبَة حَتَّى أعالج بِهِ انبعاث الدَّم من الْأَوْدَاج لِأَنَّهُ يقطع الدَّم المنبعث من الودج من غير أَن يرْبط الودج برباط.
قَالَ: وَيجب لمن تولى علاج الودج أَلا يُبَادر كَمَا يفعل كثير من معالجي الْجِرَاحَات المجانبين لَكِن يترفق فَيَضَع إِحْدَى يَدَيْهِ على الْخرق الْأَسْفَل من الْعرق ويعصره ويضبطه ضبطاً شديداُ حَتَّى يَنْقَطِع الدَّم وَيَضَع بِالْيَدِ الْأُخْرَى الدَّوَاء على الْجرْح ويربطه من فَوق إِلَى أَسْفَل لِأَن ميل الْعرق هَهُنَا إِلَى أَسْفَل وَكَذَلِكَ يجب أبدا أَن يرْبط ليمر الرِّبَاط نَحْو أصل الْعرق فَيمْنَع انبعاث الدَّم.
قَالَ: وَلَيْسَ فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تفعل هَذَا النَّحْو من الْفِعْل دَوَاء أَجود مِنْهُ لِأَنَّهُ يسْرع انبات اللَّحْم من جَمِيعهَا وَهَذَا هُوَ الْمَطْلُوب فَأَما الْأَدْوِيَة الَّتِي تجذب قشرة محرقة فَإِنَّهَا تغري الْعُضْو وتصلب اللَّحْم عِنْد سُقُوط تِلْكَ القشرة فَأكْثر مِمَّا كَانَ عَلَيْهِ فَلَا يُؤمن انبعاث الدَّم أَيْضا.
لي الكي عِنْد جالينوس إِنَّمَا يقطع الدَّم بِأَن يجذب غشاء وطبقاً على الْخرق الَّذِي يظْهر من قُوَّة فعله يدل على أَنه يفعل شَيْئا أَكثر وَأقوى من هَذَا وَهُوَ أَنه يكمش الْعرق نَفسه ويزوي اللَّحْم الَّذِي فِيهِ ويصلب الْموضع كُله حَتَّى يَنْضَم ويضيق الْجَمِيع ضيقا شَدِيدا جدا وَتبطل المسالك الَّتِي ينبعث مِنْهَا الدَّم بِشدَّة التكميش وتزوي كَمَا يعرض للجلد فِي النَّار.
قَالَ ج: فَيجب للرجل أَن يتَوَقَّف فِي مثل هَذِه الْمَوَاضِع وَينظر أَي الْأَبْوَاب أسلم وَأبْعد من الْخطر وَيسْتَعْمل سَائِر الْأَبْوَاب من اضْطر إِلَيْهَا.
قَالَ: وَأعظم الْآفَات أَن تضطر إِلَى الكي بالنَّار أَو بالأدوية الكاوية مَتى كَانَ النزف إِنَّمَا هُوَ من أجل آكِلَة وَقعت فِي الْعُضْو وَليكن قصدك فِي الْأَدْوِيَة المحرقة أَن يكون فِيهَا مَعَ حدتها قبض بِمَنْزِلَة القلقطار والقلقنت والزاج. وَأما الَّتِي متخذة بنورة غير مطفأة فَهِيَ لعمري(4/82)
أقوى من هَذِه الْأَدْوِيَة إِلَّا أَنه لَا يكون للقشرة الَّتِي تحدث عَنْهَا بَقَاء وَتسقط سَرِيعا. وَأما القشرة الَّتِي تتولد عَن الْأَدْوِيَة القابضة فَإِنَّهَا تمكث مُدَّة طَوِيلَة فتسبق اللَّحْم فينبت قبل سُقُوط القشرة وَلذَلِك يجب أَن لَا تبادر فِي قلع القشرة كَمَا يفعل كثير من المعالجين قبل أَن ينْبت اللَّحْم وَمَتى بادرت إِلَى كشطها بَقِي الْموضع الَّذِي يضطرك إِلَى الكي عفناً فَقَط. قَالَ: فَأَما مُحَصل جملَة كَلَامي كُله فَأَقُول: إِن الدَّم المنبعث يَنْقَطِع أما من أجل أَن مَجِيئه لتِلْك الْعُرُوق يَنْقَطِع وَإِمَّا)
من قبل أَن الْخرق ينسد وَإِمَّا من الْأَمريْنِ جَمِيعًا وَهُوَ أَجود ومجيء الدَّم إِلَى مَوضِع الْخرق يَنْقَطِع إِمَّا لغشي يعرض لصَاحب الْعلَّة أَو باجتذاب الدَّم إِلَى نَاحيَة الْخلاف أَو بنقله عَن تِلْكَ الْمَوَاضِع إِلَى غَيرهَا وتبريد جملَة الْبدن وخاصة ذَلِك الْعُضْو الَّذِي بِهِ الْجرْح. وَكَثِيرًا مَا يقطع انبعاث الدَّم شربة مَاء بَارِد أَو صب المَاء الْبَارِد على الْبدن والخرق وتنسد أما بقشره وَإِمَّا بالفتل والأدوية وَإِمَّا بعلق الدَّم. لي قَالَ ج: إِنِّي لأجد تبريد الْعُضْو الَّذِي ينزف الدَّم من جِرَاحَة لِأَن ذَلِك يدْفع الدَّم إِلَى بَاطِن الْجِسْم وتملأ بِهِ الْعُرُوق فَيكون النزف الَّذِي من دَاخل لذَلِك أقوى. وَقد رَأَيْت قوما كثيرا رعفوا اضرهم تبريد الرَّأْس وَإِذا كَانَ هَذَا الْحَال فِي النزف الَّذِي من دَاخل فَإِن تبريد الْعُضْو ظَاهر الْجِسْم فِي النزف الَّذِي من ظَاهر الْبدن جيد بَالغ لِأَنَّهُ يدْفع الدَّم من ظَاهر الْجِسْم إِلَى بَاطِنه فَإِن الْخراج الْحَادِث فِي الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب فَإِن مداواتها كمداواة القروح الْحَادِثَة فِي اللَّحْم وَقد وصفناه وكتبناه نَحن فِي قوانين القروح.
قَالَ: وَذَلِكَ أَنَّهَا إِن كَانَت إِنَّمَا حدثت عَن ضَرْبَة قريبَة الْعَهْد فَمن الْوَاقِعَة أَن القروح إلحامها بالأدوية الملحمة وَإِن كَانَت إِنَّمَا حدثت على جِهَة الْأكلَة فَمثل مَا ذكرت هُنَاكَ فِي القروح الخبيثة الردية ثمَّ عالج بِحَسب مَا تحْتَاج إِلَيْهِ وَكَذَلِكَ فَمَتَى ربطت الْعرق برباط أَو داويته بأدوية من شَأْنه قطع الدَّم أَو كويته بالنَّار وَكَانَ غرضك أَن تنْبت فِي شفتي الْجرْح لَحْمًا فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة الَّتِي تعلمت بِالطَّرِيقِ الصناعي استعاملها فِي مداواة القروح الغائرة وَبِالْجُمْلَةِ فعلاج القروح الْحَادِثَة فِي الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب مثل الْحَادِثَة فِي اللَّحْم.
قَالَ: وَأما الْجرْح الْحَادِث فِي الشرايين فقد ظن قوم من الْأَطِبَّاء أَنه مِمَّا يُمكن التحامه وَبَعْضهمْ ظن أَنه مِمَّا لَا يُمكن التحامه وَبَعْضهمْ يستشد فِي ذَلِك بالتجربة وَبَعْضهمْ يستشهد بِالْقِيَاسِ فَيَقُولُونَ: إِن الضَّارِب أحد صفاقي الشريان صلب غضروفي والأجسام الصلبة لَا تلتحم وَذَلِكَ أَنا لم نجد غضروفاً قطّ اتَّصل بغضروف وَلَا عظما التحم بِعظم بل إِنَّمَا يلتزق الْعِظَام بَعْضهَا بِبَعْض بالدشبد.
وَأَنا أَقُول: إِنِّي رَأَيْت شرايين التحمت وَنبت حول خرقها لحم أما فِي الصّبيان وَالنِّسَاء فَفِي الْجَبْهَة والعنق وَالْكَفَّيْنِ والرسغ وَأما فِي رجل شَاب فَإِن رجلا فصد الشريان على أَنه عرق ضَارب فبادرت إِلَى شفتي الْجرْح فجمعتهما باستقصاء وَوضعت عَلَيْهِ من الْأَدْوِيَة المغرية المسددة وَوضعت فَوق الدَّوَاء اسفنجة لينَة رطبَة وَتَقَدَّمت إِلَيْهِ أَن يرطب الاسفنجة وينديها)(4/83)
فِي كل يَوْم وَلَا يحله إِلَّا فِي الْيَوْم الرَّابِع بحضرتنا فَلَمَّا كَانَ فِي الْيَوْم الرَّابِع حللناه فَوَجَدنَا مَوضِع الْخرق قد التحم التحاماً محكماً فأعدنا عَلَيْهِ الدَّوَاء وربطناه أَيَّامًا أخر فبرأ خرق الْعرق الضَّارِب من هَذَا الرجل دون سَائِر من رَأَيْته فصد من مأبضه شرياناً فَأَما سَائِر من فصد من مأبضه شريان فكلهم عرضت لَهُم الْعلَّة الَّتِي تسمى ابورسما إِلَّا أَنَّهَا كَانَت فِي بَعضهم أعظم وَفِي بَعضهم أَصْغَر.
قَالَ ج: وَذَلِكَ أَن الَّذِي برأَ من غير فتق كَانَت الضَّرْبَة الَّتِي وَقعت بالشريان غير عَظِيمَة.
لي وَأَنا أَظن أَيْضا أَن الفتق يكون عظمه وصغره على حسب الضَّرْبَة بل لَا أَشك فِي ذَلِك.
قَالَ ج: صفة الشريان صلب عسر الالتحام إِلَّا أَنه لم يبلغ من صلابته أَلا يلتحم الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي صلابة الغضاريف بل هُوَ أَلين وَأقرب من طبيعة اللَّحْم مِنْهُ كثيرا فَلذَلِك لَيْسَ هُوَ من الصَّوَاب أَن ييأس الْإِنْسَان عَن التحام جُزْء يَقع مِنْهُ إِذا كَانَ الْجُزْء يَسِيرا وَكَانَ الْجِسْم لينًا رطبا والتجارب تشهد للْقِيَاس وَذَلِكَ أَنِّي قد رَأَيْت خروقاً وَقعت فِي عدَّة عروق ضوارب بأبدان نسَاء وصبيان فالتحمت لرطوبة أبدانهم ولينها والتحم أَيْضا فِي الشَّاب الَّذِي ذكرت أمره والعرق الضَّارِب مَتى انخرق فبرؤه أعْسر من برْء الْغَيْر الضَّارِب إِلَّا أَن اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا هَذَانِ العرقان لَيْسَ بمختلف اخْتِلَافا كثيرا بل نوع وَاحِد وَإِنَّمَا الْخلاف بَينهمَا من طَرِيق الْعُضْو وَذَلِكَ أَن الْعرق الضَّارِب يحْتَاج إِلَى أدوية ايبس بِحَسب فضل نَفسه على غير الضَّارِب بالطبع فَأَما إِن احتاجا إِلَى أَن ينْبت حول خرقها لحم فكلاهما يحْتَاج إِلَى أدوية وَاحِدَة بِعَينهَا لِأَن تولد اللَّحْم حول هذَيْن على نَحْو مَا بَيناهُ فِي الْعُرُوق الغائرة. وَقَالَ فِي الثَّانِيَة من قاطيطريون: قد تدخل الفتل وَحدهَا وملوثة فِي الْأَدْوِيَة فِي الْجِرَاحَات الَّتِي ينفجر فِيهَا الدَّم.
لي إِذا كَانَ هَذَا هَكَذَا فَلَيْسَ للخوف من ادخال الفتيلة فِي مَوضِع الفتيلة يمْنَع الالتحام لِأَن اللَّحْم الَّذِي ينْبت لَا يزَال يدْفع الفتيلة قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى ينْبت فَالَّذِي عمله ذَلِك الطَّبِيب الَّذِي حكى لنا عَنهُ الْمخبر هُوَ صَوَاب وَذَلِكَ أَنه فتل فَتِيلَة على مجسة ولوثها فِي دَوَاء ودسها دساً جيدا فِي شريان قد فصد وربطه فالتحم وَإِدْخَال الفتيلة فِي هَذَا الْموضع أعون على قطع الدَّم من كل شَيْء فلوثا فِي بَيَاض الْبيض وَالصَّبْر والكندر وأدخلها فِيهِ واربطه فَإِن هَذَا أحكم مَا يكون لَهُ.
قَالَ: وأجود شَيْء لَهُ أَلا يتبرأ وَيسْقط هَذِه الْأَدْوِيَة عَن الْجرْح الَّذِي تحشى فِيهِ لكَي يلصق بِهِ الأولى من الْفُصُول قَالَ: قد يلْحق الضربان الشَّديد فِي القروح انفجار الدَّم فَإِذا لحقها كَانَ)
انفجار الدَّم ردياً لِأَن الطبيعة قد دَفعته بِقُوَّة.
من كتاب الفصد: 3 (الْأَطِبَّاء يهربون من فصد الشريان) لعسر احتباس دَمه وَأَنَّهُمْ إِن(4/84)
حبسوه لم يلتحم لَكِن يحدث الفتق الَّذِي عاقبه مَخَافَة الشريان.
وَأما أَنا فقد ألحمت مرَارًا كَثِيرَة الشريان وَلم يحدث هَذَا الفتق.
قَالَ: وَقد يعرض مثل هَذَا فِي الْبرد الشَّديد من الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب فِي بعض الْأَحْوَال وَقد يحدث من القوابض دَائِما.
قَالَ: وَإِذا اضطررت من أجل النزف بترته بنصفين ضَارِبًا كَانَ أَو غير ضَارب.
قَالَ: وَكَانَ رجل أَصَابَته ضَرْبَة فِي عُنُقه فأصابت شرياناً فعسر قطع الدَّم فبترت الشريان وَوضعت على الْموضع دَوَاء الصَّبْر والكندر وَبَيَاض الْبيض ووبر الأرنب فالتحم وَلم يحدث شقّ.
لي أَصْحَابنَا فِي المارستان يستعملون الكمون والقلقطار والنورة وَقد انْفَتح شريان عَظِيم فَأَما من اخْتِصَار حِيلَة الْبُرْء: مَتى انبثق دم من جِرَاحَة فَإِن ضم شفتيها برفائد والرباط برأسين يقطع الدَّم وَمَتى خيطت الْجراحَة كَانَ أَجود مَعَ ذَلِك وَمَتى حشيت الْجراحَة بخرق مبلولة بخل قطع الدَّم وبالفصد فِي الْجَانِب الْمُخَالف باستفراغ دم كثير فِي مَرَّات كَثِيرَة فَإِن هَذَا النَّحْو أبلغ فِي جذب الدَّم.
قَالَ: والرباط أَيْضا من فَوق مَوضِع الْجرْح نعم العون على قطع الدَّم وَيجب أَن لَا يكون سلساً فَإِنَّهُ لَا ينفع وَلَا شَدِيدا جدا فَإِنَّهُ ينفع ويوجع.
لي أما سَاعَة بِمِقْدَار مَا تعالج أَنْت مَوضِع الْجرْح بِمَا تُرِيدُ من شَيْء يحبس فِيهِ أَو تخيطه وتربطه وَنَحْو ذَلِك فَإِنَّهُ يجب أَن تشده شداً شَدِيدا ليقطع انبعاث الدَّم الْبَتَّةَ فَإِذا فرغت مِمَّا تحْتَاج إِلَيْهِ من علاج الْجرْح لم تحل الرِّبَاط ضَرْبَة لَكِن ترخيه قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يصير بِحَالَة يقدر العليل أَن يحْتَملهُ وَإِذا رَأَيْت أَن الدَّم قد انْقَطع أرخيته أَيْضا مَا قدرت عَلَيْهِ حَتَّى يصير غير مؤذ الْبَتَّةَ ثمَّ دَعه بِهَذِهِ الْحَالة مُدَّة فَإِن هَذَا التَّدْبِير نعم العون على قطع الدَّم بل لَا يُمكن بِغَيْرِهِ الْبَتَّةَ. وَذَلِكَ أَنه مَا دَامَ يزرق فِي وَجهه لَا يمكنك أَن تستمكن من حَشْو الْجراحَة وَلَا خياطتها وَلَا من وضع دَوَاء عَلَيْهَا وَلَا من شدها وَلَا غير ذَلِك من العلاج.)
3 - (الْأَدْوِيَة المفردة الأولى)
الكي إِنَّمَا يقطع بِهِ القشرة الصلبة الَّتِي يحدثها. قَالَ: وَلذَلِك نستعمل الكي فِي وَقت نزف الدَّم بمكاو قد أحميت غَايَة الإحماء لِأَنَّهُ مَا لم يكن كَذَلِك فَإِنَّهُ مِمَّا لَا ينْتَفع بِهِ من منع الدَّم فقد يزِيد انبعاثه لِأَنَّهُ لَا يبلغ أَن يحدث قشرة عميقة قَوِيَّة ويبلغ أَن يسخن الْمَكَان اسخاناً شَدِيدا.
قَالَ ج فِي الثَّانِيَة من آراء ابقراط وأفلاطن: إِن الْعُرُوق الضوارب مَتى بترت يَنْبَغِي أَن تشد قَلِيلا مِمَّا يَلِي الْقلب وَمن قريب النَّاحِيَة الْأُخْرَى أَيْضا وَأَنا أرى أَنه يحْتَاج إِلَى ذَلِك لِأَنَّهُ يُمكن أَن يكون يتَّصل من أَسْفَله شريان آخر فَيكون لَهُ اتِّصَال بِالْقَلْبِ فَلذَلِك من الحزم شده من الناحيتين.(4/85)
الثَّالِثَة من الثَّانِيَة من ابيذيميا: الشد الْغَيْر الشَّديد يهيج انبعاث الدَّم والشديد جدا إِذا كَانَ فَوق الْجراحَة قطعه. قَالَ: جَمِيع أَصْنَاف العلاج الَّتِي يعالج بهَا نزف الدَّم الظَّاهِر الْأَدْوِيَة والفتل حَيْثُ يُمكن والرطوبة البيضية وَشد الْعرق نَفسه والكي. فَإِذا كَانَ ضَرْبَان أَو وجع حاد أَو وجع شَدِيد لم يُمكن فِيهِ لَا دَوَاء حاد وَلَا رِبَاط وَلَا السَّابِعَة من الثَّامِنَة قَالَ: إِذا حدث الغشي انْقَطع جرية الدَّم. والمحجمة تقطع الدَّم من الرعاف وَمن الرَّحِم وَمن المقعدة وَمن جَمِيع الْمَوَاضِع إِذا وضع بحذائها وَشد الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وَأَنا أعلق المحجمة على الْقَفَا مَتى أسرف الرعاف وأبرد الرَّأْس جُزْءا وَذَلِكَ بعد الفصد والمحاجم أَسْفَل.
قَالَ: وَقد رَأَيْتُمُونِي كَيفَ أَشد وَذَلِكَ أَنه يجب أَن يوضع أول الشد فِي الْموضع الَّذِي يجْرِي مِنْهُ الدَّم ويشد ويمد بِهِ إِلَى الْمَوَاضِع الَّتِي مِنْهَا ينصب.
قَالَ: وَرُبمَا أكتفي بِحَبْس الدَّم إِذا كَانَ ضَعِيفا بِأَن تُوضَع الْيَد على فَم الْجراحَة أَو الْعرق سَاعَة جَيِّدَة فيجمد علق الدَّم فِي فوهة الْجرْح وَيصير مَانِعا لجري الدَّم.
الْيَهُودِيّ قَالَ: مَتى سَالَ من إِنْسَان دم كثير من رُعَاف أَو عرق انفجر وَتبع ذَلِك غشي وفواق مَاتَ سَرِيعا فَإِن لم يعرض الغشي لَكِن عرض فوَاق وقيء وخلفة وَتبع ذَلِك رُعَاف مَاتَ أَيْضا.
فِي كتاب الْهِنْد: مِمَّا يحبس الدَّم أَن ينعم دق زبد الْبَحْر وينثر عَلَيْهِ ويشد.
بولس قَالَ: إِذا كَانَ النزف من عرق صَغِير فرم قطعه بالأدوية وَإِن كَانَ لَهُ عظم كَبِير فشقه وعلقه بصنارة والوه وَإِن شدّ مَا يَلِي الكبد ثمَّ ضع على الْموضع الدَّوَاء الملتحم)
وَكَذَلِكَ فِي الشريان إِلَّا أَن يكون عَظِيما فيضطر إِلَى قطعه بنصفين وَإِنَّمَا يقطع بنصفين إِذا كَانَ يرْتَفع من عرق كَبِير فِي عُضْو لحم فَإِنَّهُ يَتَقَلَّص حِينَئِذٍ وينضم اللَّحْم عَلَيْهِ من طَرفَيْهِ.
انطيلس فِي فتوق الشريانات قَالَ: إِن الشريانات تنفتق فِي الْعُنُق والأربية والمأبض فَيعرض من ذَلِك ورم لين تدخل الْأصْبع إِذا غمز وَيرجع وَله نبض الشريان وَقد يعرض ذَلِك من الفصد إِلَّا أَن الْعَارِض من الفصد مستدير وَالْآخر مستطيل. قَالَ: وَالَّذِي من الفصد إِذا غمز عَلَيْهِ دخل بِصَوْت. قَالَ: والعارض مِنْهُ فِي الْإِبِط والأربيتين والعنق مَكْرُوه خطر العلاج لعظم هَذِه الشرايين.
فَأَما الْعَارِض فِي الْأَطْرَاف وَفِي الرَّأْس فَإنَّا نعالجها. قَالَ: وَإِذا كَانَ مِقْدَاره عَظِيما أَيْن كَانَ فعلاجه خطر وَتَركه أصلح. قَالَ: يشق الشريان فِي موضِعين خلف الورم وقدامه ويشق الْجلد ويمدد بالصنانير ويكشف عَن الشريان غشاؤه ويمدد إِلَى فَوق وَتدْخل فِيهِ ابره بخيط كتَّان ثمَّ يقطع الْخَيط حَتَّى يصير لَهُ أَرْبَعَة رُؤُوس ويشد شداً محكماً يفعل ذَلِك عَن جَنْبي الورم وَبعد ذَلِك يفصد الورم حَتَّى يخرج مَا فِيهِ من الدَّم وَيقطع فضل الْجلد وَإِن كَانَ كثيرا ويعالج الْجَمِيع بالمراهم.(4/86)
لي أَنا أرى أَلا يقرب هَذَا العلاج الْبَتَّةَ والنفع فِي هَذَا أَن يعرف هَذِه الفتوق وَتحفظ ويتولى عَلَيْهَا الشق.
بولس: وَقد تعرض هَذِه الفتوق قَصَبَة الرئة وعلاماتها هَذِه العلامات بِأَعْيَانِهَا من رُجُوع الدَّم وَخُرُوجه فَامْتنعَ من علاجه بالحديد لِأَن هَذِه أوردة وَاسِعَة قَوِيَّة النفخ. وَقد تكون على قَصَبَة الْخَامِسَة من قاطاجانس: أَنه يقطع الدَّم قطعا عجيباً قلقطار عشرُون دقاق الكندر ثَمَانِيَة عشر علك يَابِس ثَمَانِيَة صَبر مثله راتينج أَرْبَعَة جبسين مسحوق منخول بحريرة خَمْسَة عشر نورة أَرْبَعَة ينعم سحقه ويعالج بِهِ.
الثَّانِيَة من
مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: مَتى انثقب وَاحِد من الْعُرُوق الضوارب الَّتِي فِي الْفَخْذ وَالرجل ثقباً وَاسِعًا لم يُمكن أَن يعِيش صَاحبه. 4 (مَنْفَعَة النبض) قَالَ: وَأي غرق ضَارب ذِي قدر شقّ فَإِنَّهُ يستفرغ مِنْهُ جَمِيع الدَّم الَّذِي فِي الْبدن إِن لم يمْنَع.
لي لَيْسَ يرى أَنه يستفرغ من الصغار وَكَذَلِكَ رَأَيْنَاهُ نَحن فَإنَّا رَأينَا شرايين صغَارًا كَثِيرَة لَا يزَال يخرج مِنْهَا الدَّم حَتَّى يضعف ثمَّ يسْتَقرّ وَلَا يخرج مِنْهُ دم.
الثَّامِنَة من صناعَة التشريح قَالَ: قطع الْعُرُوق عرضا يقطع نزف الدَّم الْبَتَّةَ إِن كَانَ الْموضع لحيماً كثير اللَّحْم وَذَلِكَ أَن الْعرق يَتَقَلَّص وَيصير ذَلِك اللَّحْم بِوُقُوع بعضه على بعض غطاء من التشريح قَالَ فِي التَّاسِعَة: الدَّم الَّذِي ينبعث من قطع الشرايين الَّتِي خَارج قحف الرَّأْس يقطع بِأَهْوَن شَيْء بِأَن تشده. لي وَكَذَلِكَ كل شريان عَظِيم.
من الْخَامِسَة من قاطاجانس: شب سِتَّة عشر مِثْقَالا عفص سِتَّة عشر مِثْقَالا زاج ثَمَانِيَة مَثَاقِيل زرنيج أصفر خَمْسَة نورة ثَمَانِيَة مذا الدَّوَاء يحرق ويكوي وَيمْنَع الدَّم منعا قَوِيا من الْأنف والمقعدة وَنَحْوهَا.
قَالَ جالينوس: اسْتعْمل فِي نزف الدَّم الفتيلة حَيْثُ يُمكن. لي فَلذَلِك يَنْبَغِي فِي فصد الشريان أَلا يقتصلا على أَن تضع دَوَاء جالينوس وضعا على الْعرق وَلَكِن تتَّخذ فَتِيلَة على المجس ولوثها فِيهِ واغمزها فِي الْجرْح أَكثر مَا تهَيَّأ ثمَّ ضع فَوْقهَا الرِّبَاط وعالج على مَا ذكرنَا.
مُفْردَة جالينوس: الباقل مَتى شقّ بنصفين وَوضعت انصافه على الْمَوَاضِع الَّتِي علق عَلَيْهَا العلق قطع نزف الدَّم مِنْهَا بعد أَخذ العلق.
ماسرجويه: دم الْأَخَوَيْنِ يحبس الدَّم.
لي مَتى رَأَيْت الْعرق الضَّارِب بعد مَا تشد بخيط أَو تضع الْيَد عَلَيْهِ من نَاحيَة الْقلب(4/87)
ينبض فَاعْلَم أَنه يتَّصل بِهِ شريان من فَوْقه فشده من الْجَانِبَيْنِ جَمِيعًا. وَإِن سكن نبضه الْبَتَّةَ فيكفيه الشد من نَاحيَة الْقلب فَقَط.
آراء ابقراط السَّادِسَة قَالَ: الدَّم الَّذِي فِي الشريان على الْأَكْثَر أرق وَأَشد حمرَة وَرُبمَا كَانَ فِي الندرة أغْلظ وَأَشد سواداً وَهُوَ فِي جَمِيع الْحَالَات أَشد حرارة من الَّذِي فِي الْعُرُوق.)
قَالَ: وَالدَّم الَّذِي فِي الْبَطن الْأَيْمن من الْقلب مثل الَّذِي فِي الْعُرُوق لِأَنَّهُ لم يقبل تغير الْقلب بعد فَأَما الَّذِي فِي الْأَيْسَر فعلى مَا وَصفنَا فِي الشرايين.
لي على مَا رَأَيْت: أَن الشد الَّذِي يَأْمر بِهِ قدماء الْأَطِبَّاء أَن تشد الْيَد من الْكَفّ إِلَى الْإِبِط وَالرجل من الْقدَم إِلَى الأربية على مَا فهم عَنْهُم المحدثون خطأ عَظِيم وَذَلِكَ أَن الْقَصْد فِي هَذَا أَن يحتبس دم كثير فِي هَذِه الْعُرُوق فَإِذا شددت هَذِه اجْمَعْ زَاد النزف لِأَنَّهُ يعصر جَمِيع الدَّم إِلَى مَوضِع أضيق لَكِن يشد عِنْد الْإِبِط وَيتْرك الْعَضُد وَسَائِر الساعد وَكَذَلِكَ الرجل فَإِن بِهَذَا الْوَجْه يمتلىء عروق هَذِه دَمًا كثيرا فَيقبل النزف ضَرُورَة.
لي لَا شَيْء أصلح حَيْثُ يُمكن أَن تدخل فَتِيلَة فِي رَأس الْجرْح وَيكون تملؤها مَلأ محكماً فَإِنَّهُ عَجِيب جدا وخاصة فِي فصد الشريان وَرَأَيْت مرّة شرياناً فصد فَوضع رجل اصبعه على فَم الْعرق مُدَّة طَوِيلَة نَحْو ثَلَاث سَاعَات وصابر ذَلِك فَلَمَّا رفع عَنهُ لي يسل الدَّم وَكَانَ قد جمد فِي الفوهة علقَة صلبة. وَلَيْسَ يُمكن بالشد هَذَا لِأَن الشد إِذا لم يكن شَدِيدا سَالَ الدَّم وَإِن كَانَ شَدِيدا هاج الوجع حَتَّى لَا يُمكن أَن يَزُول إِلَّا بالمبردة.
لي الإسفنج الْخلق قَالَ ج: إِن رجلا من معلميه كَانَ يسْتَعْمل الإسفنج الْخلق المحرق فِي الْجرْح الْعَارِض عِنْد الْإِبِط فَكَانَ يعده ليَكُون يتهيأ لَهُ فِي وَقت حَاجته وَهُوَ يَابِس لَا نداوة فِيهِ الْبَتَّةَ وَقد كَانَ أَكثر ذَلِك يَسْتَعْمِلهُ فِي هَذِه الْجِرَاحَات بِأَن يغمسه فِي الزَّيْت ويشعل فِيهِ النَّار ويضعه عَلَيْهِ ليقوم مقَام الكي وَيصير رماد الإسفنجة مَانِعا من النزف فيجتمع الْأَمْرَانِ جَمِيعًا.
بَوْل الْإِنْسَان إِذا عتق وَجعل على رماد الْكَرم وَوضع على مَوضِع سيلان الدَّم قطعه فِيمَا قَالَ اطهورسفس.
القرطاس المحرق فِيمَا ذكر بديغورس يقطع الدَّم البرشياوشان يقطع نزف الدَّم. د: جبسين وغبار الرَّحَى بَيَاض الْبيض ووبر الأرنب يتَّخذ ضماداً لنزف الدَّم. ج: الْحجر إِن سحق وذر على مَوضِع النزف قطع الدَّم. الطين الْمَخْتُوم وطين ساموش الْمُسَمّى بالكوكب قَالَ جالينوس من كل وَاحِد يسْتَعْمل فِي انفجار الدَّم. د: الكندر يقطع نزف الدَّم من أَي مَوضِع كَانَ من حجب الدِّمَاغ. وَقَالَ: الكزبرة الْيَابِسَة مَتى قليت وسحقت ونثر مِنْهَا على مَوضِع جرى الدَّم حَبسته بِخَاصَّة فِيهَا عَجِيبَة.(4/88)
ابْن ماسويه: ورق النّيل يمْنَع سيلان الدَّم. د: ورق السرو مَتى انْعمْ دقه وضمد بِهِ الْجِرَاحَات قطع الدَّم وَكَذَلِكَ الاهرنج. وَقَالَ: العفص المحرق المطفأ بالخل وَالْملح يقطع نزف الدَّم. رماد العفص قَاطع للدم وَيجب أَن يحرق على فَحم ثمَّ يطفأ بخل. نسج العنكبوت يقطع الدَّم من أَيْن سَالَ. د:
عصارة عصى الرَّاعِي يقطع نزف الدَّم إِذا شرب من حَيْثُ كَانَ. وَقَالَ: حكاك الأسرب يقطع نزف الدَّم الشب يقطع نزف الدَّم. ورق الينبوت إِذا ضمدت الْجِرَاحَات بِهِ مدقوقاً قطع نزف الدَّم من الْجراح الطرية.
رماد الضفادع مَتى ذَر على الْجراحَة قطع الدَّم. د: مَتى ضمد بورق الْخلاف الطري منع انفجار الدَّم. وَقَالَ: الْخلّ قَاطع لنزف الدَّم شرب أَو جلس فِيهِ أَو صب عَلَيْهِ. وَقَالَ: مَتى صب الْخلّ الَّذِي فِيهِ ملح كثير وَقد عتق أَيَّامًا وَهُوَ سخن منع النزف. اسحاق: مَتى انفجر الدَّم من أَي عُضْو كَانَ فضع الْيَد على فَم الْجرْح عرقاً كَانَ أَو غير ذَلِك واكبسه كبساً رَفِيقًا لَا يؤلمه والبث كَذَلِك مُدَّة طَوِيلَة فَإِنَّهُ يجمد عَلَيْهِ علقَة تقطع الدَّم فَإِن لم يَنْقَطِع بذلك فأجود مَا تقطعه بِهِ وأحمده عَاقِبَة: كندر جُزْء صَبر نصف جُزْء يجمعان ويعجنان ببياض الْبيض حَتَّى يصير فِي قوام الْعَسَل ثمَّ يغمس فِيهِ وبر الأرنب الَّذِي فِي غَايَة اللين وَيُوضَع مِنْهُ شَيْء كثير على الْموضع كُله الَّذِي فِيهِ الْجرْح ويشد بعصابة تلف أَولا أَربع لفات أَو خمْسا على ذَلِك الْعُضْو نَفسه مَوضِع الْجراحَة ثمَّ يمر بالشد نَحْو أصل الْعرق وَلَا يحل ثَلَاثَة أَيَّام فَإِن وجدت بعد الثُّلُث الدَّوَاء مُتَعَلقا بِالْجرْحِ وضعت أَيْضا حوله كَمَا يَدُور من الدَّوَاء تذره عَلَيْهِ ببياض الْبيض أَو تبله وَتَذَر عَلَيْهِ الدَّوَاء وَمَتى وجدته قد تَبرأ من نَفسه فضع يدك على أصل الْعرق واغمز عَلَيْهِ بِرِفْق لِئَلَّا يخرج مِنْهُ شَيْء وبل الدَّوَاء قَلِيلا قَلِيلا وضع عَلَيْهِ وَليكن هَذَا دأبك حَتَّى ينْبت اللَّحْم فِي فيمَ الْعرق. وَمِمَّا يقطع الدَّم: العفص المحرق والجبسين إِذا خلطا ببياض الْبيض وغبار الرَّحَى وَجعل عَلَيْهِ مَعَ قطن أَو وبر الأرنب. يقطع الدَّم الْجَارِي من فصد فِي الْفَم أَو جِرَاحَة بطبيخ العفص والسماق والخل وَالْملح الْعَتِيق وَمن المقعدة مَا ذَكرْنَاهُ فِي بَابه وَكَذَلِكَ من الرعاف. وَإِن كَانَ الدَّم فِي عُضْو لَا يلْحقهُ الْيَد فالأجود فِيهِ أَن ينصب شكله وَلَا يكون مؤلماً.
دَوَاء يقطع الدَّم من الْجِرَاحَات يتَّخذ من الصَّبْر وقشور الكندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وأنزروت ببياض الْبيض وَشعر أرنب.
مخدر لانفجار الشريان: انزروت مر دم الْأَخَوَيْنِ يجمع ويحشى ويشد.
من الْكَمَال والتمام: استخراد يُؤْخَذ صَبر وقشور الكندر بِالسَّوِيَّةِ وزاج نصف جُزْء وَقِرْطَاس محرق مثله وطين مختوم ثلث جُزْء وأفيون خمس جُزْء وقافيا نصف جُزْء مر ثلث جُزْء وَيصير على الْموضع بنسج العنكبوت ويكبس بِهِ ثميغمس وبر الأرنب فِي بَيَاض الْبيض(4/89)
ويلوث فِيهِ ويشد نعما وَلَا يحل مَا أمكن فِي الشتَاء خَاصَّة فَأَما فِي الصَّيف فَيجب أَن لَا تبطىء لشدَّة الْحر.
وَمن عِنْدِي ببياض بيض ونورة لم تطفىء فَتضْرب ولوث فِيهِ وبر الأرنب وخيوط ثوب كتَّان.
قَالَ: وَيجْعَل على الْموضع ويطلى بِهِ خرقَة نعما وَيجْعَل فَوْقه ويشد فَإِنَّهُ عَجِيب جدا.
من الْكَمَال والتمام: يغمس خرقَة كتَّان فِي بَيَاض الْبيض وينثر عَلَيْهَا صَبر وقشور كندر بِالسَّوِيَّةِ وَيجْعَل مِنْهَا فِي فَم الْجرْح ثمَّ تُوضَع الْخِرْقَة عَلَيْهِ أَو اجْعَل على الْجرْح رماد الضفادع.
قَالَ: إِذا كَانَ الشق فِي عرق ضَارب أَو غير ضَارب بعد أَن يكون عَظِيما نَفعه انبثاق الدَّم.
وَإِن كَانَ فِي غير ضَارب عسر التحامه وَإِن كَانَ فِي ضَارب فَلَيْسَ يُمكن على رَأْي بعض الْأَطِبَّاء أَن يلتحم. وَالدَّم يخرج من الْعُرُوق أما لِأَن أطرافها تتفتح وَإِمَّا لِأَن صفاقها يخرق وَإِمَّا لِأَن الدَّم يرشح مِنْهَا. وصفاق الْعرق يخرق أما لقطع أَو فسخ أَو تَأْكُل. وانفتاح أَطْرَافه يكون أما بِسَبَب ضعف الْعُرُوق وَإِمَّا لِأَن دَمًا كثيرا سَالَ إِلَى جِهَة أَسْفَلهَا دفْعَة وَإِمَّا لِأَن شَيْئا حاراً من خَارج يلقى هَذِه الْأَطْرَاف. وَرشح الدَّم يكون إِمَّا عِنْد مَا يتخلخل ويتسخف صفاق الْعُرُوق أَو يرق ويلطف الدَّم وَقد يكون ذَلِك فِي بعض الْأَوْقَات من أجل أَن عروقاً صغَارًا تنفتح أفواهها والأسباب الَّتِي يعرض مِنْهَا الْقطع والتخلخل كلهَا حارة وَالَّتِي يعرض مِنْهَا الرض ثَقيلَة وَالَّتِي يعرض مِنْهَا الْفَسْخ تكون على جِهَة التمدد والتمدد يكون لشدَّة الْفِعْل مثل حمل ثقيل أَو صَيْحَة أَو لِكَثْرَة مَا فِي تجويف الْعُرُوق أَو لشَيْء يَقع عَلَيْهَا فَإِنَّهُ يعرض للعرق إِذا وَقع عَلَيْهِ شَيْء مثل مَا يعرض للركوة المملؤة إِذا أرسل عَلَيْهَا حجر عَظِيم فَأنْظر فَإِن كَانَ السَّبَب الْفَاعِل لخُرُوج الدَّم عَن الْعُرُوق قد بَطل فاقصد للمرض فَقَط. وَإِن كَانَ بَاقِيا فاقصد إِلَيْهِ.
مِثَال ذَلِك: إِن خُرُوج الدَّم إِذا كَانَ من ضَرْبَة أَو صَيْحَة بَطل السَّبَب فَعَلَيْك بعلاج الْمَرَض وَإِن)
كَانَ من امتلاء فَيجوز أَن يكون الْعرق فِي ذَلِك الْوَقْت دَائِما فَيفْسخ مَا دَامَ ذَلِك الامتلاء مَوْجُودا فاقصد فِي هَذَا السَّبَب إِلَى استفراغ دم كثير أَولا ثمَّ صر إِلَى علاج الْموضع.
وَقطع الدَّم يكون إِمَّا بِأَن تحتال للجرح أَن يَنْضَم أَو ينْتَقل الدَّم عَن الْعُضْو الَّذِي يسيل إِلَى غَيره وَذَلِكَ أَنه إِن دَامَت جرية الدَّم على حركته الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا مُنْذُ أول أمره وَبقيت فوهة الْعرق مَفْتُوحَة مَاتَ العليل قبل انْقِطَاع الدَّم.
وفوهة الْجراحَة وَالْعُرُوق تنضم إِمَّا بضَمهَا بِالْيَدِ إِذا وصل إِلَيْهَا وَإِمَّا بالرباط وَإِمَّا بالأدوية الْبَارِدَة القابضة وتكشط إِذا جمد فمها وَإِمَّا بأَشْيَاء تلقى عَلَيْهَا من خَارج مثل الْأَدْوِيَة المغرية.
وَالَّتِي تحدث محترقة إِمَّا بالبارد وَإِمَّا بالأدوية الكاوية. وَأما نقل الدَّم عَن الْعُضْو فَيكون مرّة إِلَى أقرب الْمَوَاضِع إِلَيْهِ وَمرَّة إِلَى جِهَة الْخلاف.
مِثَال ذَلِك: أَنه إِذا كَانَ الدَّم يسيل من الْفَم فاجتذابه إِلَى أقرب الْمَوَاضِع يكون بِأَن تميله(4/90)
إِلَى الْأنف أَو إِلَى الْجِهَة الْمُخَالفَة بِأَن تميله إِلَى أَسْفَل مثل الْعَضُد فِي الْيَد أَو إِلَى الرجل وَذَلِكَ يكون بِغَيْب الاستفراغ أَيْضا بالجذب فَقَط كَمَا تُوضَع المحجمة على أَسْفَل الْبدن لدرور الطمث وعَلى الطحال والكبد للرعاف. فَإِن المحجمة الْعَظِيمَة إِذا علقت على الطحال والكبد للرعاف قطعته.
فالتي من الْجَانِب الْأَيْمن للكبد وَالَّتِي من الْجَانِب الْأَيْسَر للطحال. وَمَتى كَانَت من الْجَانِبَيْنِ قطعت من الْجَانِبَيْنِ. وَإِن ان الرعاف لم يجِف بِالْقُوَّةِ فصد العليل من مأبض الْيَد المحاذية للمنخر الَّذِي يخرج مِنْهُ الرعاف وَيخرج لَهُ من الدَّم مِقْدَار يسير وينتظر بِهِ سَاعَة ثمَّ يخرج لَهُ أَيْضا وينتظر ثمَّ يعاود بِحَسب مَا يكون من الْقُوَّة.
وَمن عَظِيم علاج نزف الدَّم أَن ينصب الْعُضْو فَوق بعد أَلا يكون عَلَيْهِ من هَذِه النصبة وجع وَلَا يكون الْعُضْو منكباً وَمَتى خضرت قطع عرق ظَاهر فضع اصبعك من ساعتك عَلَيْهِ واغمزه غمزاً رَفِيقًا لَا يوجع وامكث سَاعَة فَإِن ذَلِك ربح أَمريْن أَحدهمَا أَن يبْقى الدَّم فِي الْبدن وَالثَّانِي أَنه إِذا احْتبسَ الدَّم عَن جريته انْعَقَد مِنْهُ فِي الْموضع الَّذِي انخرق فَصَارَ علقَة. فَإِن كَانَ الْعرق غائراً بعيد الْموضع فأجد الْبَحْث مِنْهُ حَتَّى تعلم أضارب هُوَ أم غير ضَارب وَأَيْنَ مَوْضِعه ثمَّ علقه بصنارة ومده إِلَى فَوق وافتله قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا انْقَطع الدَّم بفتاك إِيَّاه فَانْظُر فَإِن كَانَ غير ضَارب فرم قطع سيلان الدَّم بالأدوية من غير رِبَاط الْعرق. وَأفضل الْأَدْوِيَة مَا كَانَ لَهَا)
تغرية وسد وَلُزُوم مثل الَّذِي يؤلف من العلك الْمَطْبُوخ وغبار الرَّحَى والجبسين وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ الْعرق ضَارِبًا فَأَما يَنْقَطِع مِنْهُ الدَّم بِأحد أَمريْن أما بِأَن يستوثق مِنْهُ برباط وَإِمَّا بِقطع يبتر نِصْفَيْنِ وَقد يضطرنا الْأَمر مرَارًا كَثِيرَة إِلَى شدّ الْعُرُوق وَإِن كَانَت غير ضوارب مَتى كَانَت عظاماً وَكَثِيرًا مَا يضطرنا إِلَى بترها أَيْضا وَإِنَّمَا يضْطَر إِلَى ذَلِك إِذا كَانَ يصعد من مَوضِع بعيد الْغَوْر صعُودًا مستوياً منتصباً وخاصة إِذا كَانَ ذَلِك فِي مَوضِع من الْجِسْم ضيق وَفِي غير عُضْو من الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة الجليلة الْخطر فَإِن الْعرق إِذْ انبتر تكمش جانباه فيتغطى مَوضِع الْخرق بِمَا يصير فَوْقه من الْأَجْسَام والأحزم أَن ترْبط أصل الْعرق ثمَّ تبتره أَعنِي بِأَصْل الْعُرُوق الْموضع الَّذِي بلي الكبد وَالْقلب وَهَذَا فِي الرَّقَبَة هُوَ الْجُزْء الْأَسْفَل وَفِي الْيَد الْجُزْء الْأَعْلَى وَفِي سَائِر الْأَعْضَاء على مَا تبين فِي التشريح فَإِذا فعلت ذَلِك فبادر فِي انبات اللَّحْم فِي الجروح قبل أَن يسْقط الرِّبَاط من الْعرق فَإِنَّهُ لم يسْبق اللَّحْم النَّابِت فيسفل مَا حول مَوضِع الْخرق من الْعرق الضَّارِب من الدَّم وَبَقِي حول الْخرق مَوضِع خَال حدث فِي ذَلِك الْعُضْو تنولين المجسة فِي جَوْفه دم مخالط لما فِي الْعرق الضَّارِب من الدَّم إِن بط انْبَعَثَ مِنْهُ دم حَاله حَال الأول فِي عسر الاحتباس وَيُسمى ابورسما وَأم الدَّم لذَلِك أرى اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة الَّتِي تسد وتغري أَكثر من الَّتِي تكوي وتحدث قشرة وتغطي مَوضِع الْجرْح لِأَن تِلْكَ الْأَدْوِيَة تنْبت اللَّحْم فِي الْجراحَة أسْرع وَيكون مَا ينبته أبعد عَن الْخطر وَأقرب إِلَى الْأَمْن وَذَلِكَ أَن الْأَدْوِيَة المرحقة إِذا اسْتعْملت فِي هَذَا الْموضع كَانَ الْإِنْسَان على خطر إِذا وَقعت تِلْكَ الْعسرَة أَن ينبعث الدَّم ثَانِيَة فأفضل هَذِه الْأَدْوِيَة مِمَّا(4/91)
اسْتِعْمَاله مَعَ هَذَا فِي انبعاث الدَّم من غشاء الدِّمَاغ لَا خطر فِيهَا أَن يُؤْخَذ كندر جُزْء وصبر نصف جُزْء فتجعلهما ببياض الْبيض كالعسل بعد جودة السحق وَيُؤْخَذ من وبر الأرنب شَيْء لين فلوثه فِيهِ وَضعه على الْعرق المخروق وعَلى القرحة كلهَا وَأكْثر مِنْهُ واربطه بِخرقَة تلف على الْموضع لفات أَولا ثمَّ اذْهَبْ نَحْو أصل الْعرق فِي الْأَعْضَاء الَّتِي يُمكن ذَلِك فِيهَا وَلَا يُمكن فِي كل عُضْو إِلَّا فِي غشاء الدِّمَاغ ثمَّ حل الرِّبَاط بعد الثَّالِث فَإِن رَأَيْت الدَّوَاء لَازِما للجرح لزماً محكماً فَلَا تقلعه وَلَكِن ضع حوله شَيْئا آخر كَأَنَّك تشوى بِهِ فِي ذَلِك الْوَقْت الْوَبر الَّذِي هُنَالك من وبر الأرنب ثمَّ اربطه كَمَا ربطته فِي الْمرة الأولى فَإِن بتر الْوَبر الأول من تِلْقَاء نَفسه من القرحة فاغمز بأصبعك غمزاً يَسِيرا على أصل الْعرق حَتَّى لَا يسيل مِنْهُ دم واقلع الْوَبر الأول وضع مَكَانَهُ آخر وَلَا يزَال هَذَا دأبك حَتَّى ينْبت حول الْعرق لحم بعد أَن تحفظ الْعُضْو فِي هَذَا)
الْوَقْت كُله أَن يكون منصباً بِلَا وجع فَإِنَّهُ لَا شَيْء اجلب للنزف والورم من الوجع وَاجعَل هَذَا الدَّوَاء مرّة على مَا وَصفته وَمرَّة اجْعَلْهَا بِوَزْن سَوَاء أَو تزيد فِي الكندر قَلِيلا قَلِيلا أَو اجْعَل مَكَان الكندر قشوره فَإِنَّهُ اقبض والكندر ابلغ فِي اللُّزُوم والتغرية وَمَا كَانَ من الْأَبدَان صلباً فَاجْعَلْ فِي هَذَا الدَّوَاء الصَّبْر أَكثر وَمَا كَانَ أرطب فالكندر أَكثر وَأحد هذَيْن الدواءين يكون أَشد قبضا وَالْآخر أَشد تغرية وَهَذَا أفضل الْأَدْوِيَة وَلِهَذَا أمرت بِاسْتِعْمَالِهِ دَائِما فِي العلاج لانبعاث الدَّم من غشاء الدِّمَاغ وانبعاثه من جراحات الرَّقَبَة حَتَّى إِنِّي استعملته فِي الدَّم المنبعث من الودج من غير أَن اربط الْعرق برباط وَيجب أَن تعالج هَذَا العلاج بتؤدة ورفق وتبتدئ فتضع الْيَد على أصل الْعرق وتضبطه شَدِيدا وضع بعد ذَلِك الدَّوَاء على الْخرق واربطه إِلَى نَاحيَة أصل الْعرق وَالْغَرَض هَهُنَا هُوَ أَن يكون قد نبت حول الْعرق لحم عِنْد مَا يسْقط عَنهُ الدَّوَاء. فَأَما الْأَدْوِيَة الَّتِي تحدث قشرة فَإِنَّهَا تقوى الْعُضْو وتصلبه وتلحمه أَيْضا عِنْد سُقُوط القشرة بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَ فِي الطَّبْع وَكَثِيرًا مَا يعود انبعاث الدَّم عِنْد سُقُوطهَا فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن نَخْتَار الطَّرِيق الأول إِذا كَانَ أَجود عَاقِبَة إِلَّا أَن يضْطَر إِلَى هَذَا بِأَكْثَرَ مِمَّا يضْطَر إِلَيْهِ إِذا كَانَ انبعاث الدَّم بِسَبَب آكِلَة وَقعت فِي الْعُضْو فَإِن الكي هَهُنَا أبلغ وَذَلِكَ أَن اللَّحْم هَهُنَا لَا ينْبت فِيهَا.
وَمن هَذِه الْأَدْوِيَة المحرقة فأفضلها لهَذَا العلاج مَا كَانَ مَعهَا مَعَ ذَلِك قبض كالزاج والقلقنت فَأَما الَّتِي لَا قبض فِيهَا كالمتخذة بنورة لم يصبهَا مَاء فَهُوَ أقوى فِي احداث القشرة إِلَّا أَن قشرتها تسْقط سَرِيعا والمتولدة عَن حرق الْأَدْوِيَة القابضة تبقى زَمَانا طَويلا لاصقة بِالْجرْحِ وَهَذَا اصلح كثيرا لِأَن القشرة مَتى طَال مكثها يسْبق نَبَات اللَّحْم تحتهَا قبل سُقُوطهَا فَصَارَت ضماما لفم الْعرق وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن لَا تبادر فِي كشط القشرة وقلعها فَإِن اضطررت إِلَى كشطها فَحَيْثُ يضطرك إِلَى الكي العفن فَقَط واقول: إِن الدَّم المنبعث من الْعُرُوق إِنَّمَا يَنْقَطِع أما لِأَن مَجِيئه إِلَيْهَا يَنْقَطِع وَإِمَّا لِأَن خرقها ينسد وَإِمَّا لَهما جَمِيعًا وَهُوَ أَجود مَجِيء الدَّم فِي الْعُرُوق وَيَنْقَطِع عَنْهَا بغشى يعرض للعليل أَو باجتذاب الدَّم إِلَى ضد النَّاحِيَة أَو تنقله(4/92)
إِلَى عُضْو آخر وتبريد جملَة الْجِسْم وخاصة الْعُضْو الَّذِي فِيهِ الْخرق وَكَثِيرًا مَا يَنْقَطِع الدَّم من شربة مَاء بَارِد أَو صب الْخلّ الممزوج من خَارج أَو شَيْء مِمَّا شَأْنه أَن يقبض ويبرد.
والعلاج فِي الدَّم المنبعث فِي الْعُرُوق الْبَاطِنَة اجتذاب الْمَادَّة إِلَى خلاف النَّاحِيَة ونقلها إِلَى مَوضِع آخر والأطعمة والأشربة المقوية والأدوية القابضة المبردة وَيسْتَعْمل ذَلِك بِحَسب الْأَعْضَاء.)
وَقل مَا يعرض أَن يكون انبعاث الدَّم من المثانة والكلى والأرحام قَوِيا كثيرا إِلَّا أَنه من جِهَة طول مكثه لَا يُؤمن سوء عاقبته وَأعرف امْرَأَة كَانَت تنزف أَرْبَعَة أَيَّام فَلم يَنْقَطِع عَنْهَا بِشَيْء من العلاج حَتَّى عولجت فِي الرَّابِع بعصارة لِسَان الْحمل فَإِنَّهَا مَعَ علاجنا لَهَا انْقَطع النزف الْبَتَّةَ.
وَهَذِه العصارة نافعة من انبعاث الدَّم إِذا كَانَ بِسَبَب آكِلَة وَيَنْبَغِي أَن يخلط بهَا فِي بعض الْأَوْقَات أَشْيَاء قَوِيَّة بِحَسب مَا ترى وَيُؤْخَذ الدَّلِيل على ذَلِك من كَثْرَة الدَّم لِأَنَّهُ إِن كَانَ ينبعث من عرق عَظِيم فقد يحْتَاج فِي مداواته إِلَى أَشْيَاء قابضة كالجلنار ولحية التيس وسماق وعصارة الحصرم والعفص الغض وقشور الرُّمَّان فَإِن كَانَ انبعاث الدَّم إِنَّمَا هُوَ من عروق صغَار فَهُوَ قَلِيل قَلِيل فَإِن دقاق الكندر ولحي شجر الصنوبر والطين الْمَخْتُوم وَثَمَرَة الشوك الْمصْرِيّ والزعفران وشاذنة وَنَحْوهَا مَعَ شراب اسود قَابض من خِيَار الْأَدْوِيَة ولسان الْحمل وعنب الثعب فَإِن لم تتهيأ هَذِه فَخذ أَطْرَاف الشّجر الْقَابِض فاطبخها وَاسْتعْمل طبيخها وَاسْتعْمل طبيخ حب الآس والزعرور. وَإِذا كَانَ انبعاث الدَّم حدث عَن آكِلَة فَإِنَّهُ فِي أَكثر الْأَمر لَا يكون انبعاثه قَوِيا لكنه قَلِيلا قَلِيلا وَاسْتعْمل فِي هَذَا الْموضع اقراص اندرون وأقراص فراسيون وأقراص بولونداس والأقراص الَّتِي الفتها أَنا فَإِنَّهَا من جنس هَذِه إِلَّا أَن هَذِه أقوى وَذَلِكَ لِأَن هَذِه الأقراص تقطع الآكلة وتدفعها واعن مَعَ ذَلِك بجملة الْجِسْم وَإِن كَانَ انبعاث الدَّم قَوِيا فَاسْتعْمل من الْأَدْوِيَة القابضة جدا حَتَّى تقطع ذَلِك قُوَّة الانبعاث ثمَّ اخلط مَعَ هَذِه الْأَدْوِيَة الأقراص الَّتِي ذكرتها ثمَّ استعملها وَحدهَا بِبَعْض العصارات والمياه المطبوخة وَلَيْسَت أَحْمد الْأَدْوِيَة الَّتِي تُوضَع خَارِجا لانبعاث الدَّم مِمَّا يقبض ويبرد من غير أَن يقبض جدا مُطلقًا لَكِنَّهَا كثيرا مَا تفعل جلاء وَيحْتَاج إِلَيْهِ بِأَن تدفع الدَّم إِلَى ظَاهر الْبدن وتملأ الْعُرُوق الْبَاطِنَة. وَأعرف قوما مِمَّن كَانَ الدَّم ينصب من رثاتهم اضربهم تبريد صُدُورهمْ اضرارا بَينا. وَكَذَلِكَ كَانَ قوم ينفثون الدَّم لما بردت معدهم من خَارج اضر ذَلِك بهم وعَلى هَذَا الْمِثَال كثير مِمَّن أَصَابَهُم الرعاف اضر بهم تبريد الرَّأْس اضرارا بَينا وَلذَلِك لَا يَنْبَغِي أَن تبرد الْأَعْضَاء الَّتِي ينبعث مِنْهَا الدَّم إِلَّا بعد أَن يكون قد رَوَت الدَّم وقلبته إِلَى أَعْضَاء أخر.
مِثَال ذَلِك أَنه إِن كَانَ الدَّم ينبعث من المنخرين فصدت صَاحبه أَولا واستعملت فِيهِ الدَّلْك وغمز الْأَطْرَاف وربطها وَتَعْلِيق المحاجم على جَنْبَيْهِ. وَإِذا فعلت ذَلِك ايضا فَلَا تبادر تبريد الرَّأْس لَكِن اجذب مَا قد حصل فِي الرَّأْس إِلَى خلاف الْجِهَة الَّتِي يجْرِي مِنْهَا بِأَن تضع المحاجم)
فِي مُؤخر الرَّأْس ثمَّ برد الرَّأْس بعد ذَلِك فَاسْتعْمل فِي إلحام خرق الْعرق(4/93)
الطّرق الَّتِي تستعملها فِي إلحام القروح الَّتِي هِيَ خرق اللحوم والخروق الْحَادِثَة عَن عرق ضَارب. وَقد عرف بِالتِّجَارَة انه عسير الالتحام وَمن الْقيَاس.
وَذَلِكَ أَن أحد صفاقي الْعرق الضَّارِب شَدِيد اليبس على أَنِّي قد رَأَيْت خرق عرق ضَارب التحم فِي النِّسَاء وَالصبيان فِي الْجَبْهَة والعينين والكعبين والرسغين فَأَما رجل شَاب فَإِنَّهُ لما أحب أَن يفتصد أَكثر عضوه اتّفق ان انْفَتح عرقه الضَّارِب وَظهر فَرَأَيْت الدَّم يثب من سَاعَته وثبا نبضيا وَهُوَ أَحْمَر مستو فبادرت إِلَى شفتي الْجرْح فجمعتهما جمعا شَدِيدا بعناء واستقصاء ثمَّ وضعت عَلَيْهِ دَوَاء مِمَّا يلزق ويغري وَجعلت فَوْقه اسفنجة رطبَة وربطته وأمرته أَن لَا يحل إِلَّا فِي الرَّابِع بحضرتي وتبدل تِلْكَ الإسفنجة كل يَوْم فَلَمَّا حللته وجدت خرق الْعرق نَفسه قد التحم التحاما محكما فَأَمَرته أَن يُعِيد عَلَيْهِ ذَلِك الدَّوَاء بِعَيْنِه والرباط وَلَا يحله أَيَّامًا كَثِيرَة فبرأ هَذَا الرجل.
فَأَما سَائِر من رَأَيْته مِمَّن وَقعت بِهِ ضَرْبَة فِي الْعَضُد بالعرق الضَّارِب فكلهم أَصَابَهُم الْعلَّة الَّتِي تعرف بأبورسما فعالج خروق الْعُرُوق الضوارب فغنه لم يبلغ بس صفاقها إِلَى أَلا يلتحم الْبَتَّةَ وخاصة إِن كَانَت فِي ابدان رطبَة. والتحام الْعُرُوق الضوارب اعسر من الْعُرُوق الْغَيْر الضوارب وأدويتها يجب أَن تكون أجف من أدوية الْغَيْر الضوارب بِفضل يبسه عَلَيْهَا وَكِلَاهُمَا يحتاجان إِلَى أدوية وَاحِدَة بِعَينهَا إِلَّا أَنه يجب أَن يكون أَحدهمَا ايبس.
قَالَ جالينوس: قشور الكندر قَوِيَّة التجفيف جدا وَلذَلِك يَسْتَعْمِلهُ فِي انبعاث الدَّم.
لي خبرت أَن امْرَأَة قطعت لَهَا جهارك فعولجت ليرقأ دَمهَا فَامْتنعَ فجَاء رجل بثلج فَجعل يُعْطِيهَا قِطْعَة بعد قِطْعَة إِلَى أَن خدر فمها فَأمْسك الدَّم فَاسْتعْمل ذَلِك فِي جَمِيع الْمَوَاضِع وَفَوق الْعُضْو والعرق الَّذِي ينزف لِأَنَّهُ يشد ويكثف وَيَنْبَغِي أَن يجمد الْعُضْو ويخدر حَتَّى يعْمل فِي ذَلِك. وَفِي الرعاف الشَّديد يَنْبَغِي أَن يلْزم ذَلِك الفتق اجْمَعْ وَالرَّأْس الدُّخُول فِي مَاء الثَّلج إِلَى أَن يخضر جملَة الْجِسْم قَاطع للنزف جدا جدا.
3 - (جَوَامِع الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة)
هَذَا يحدث عِنْدَمَا يلتحم الْجلد الَّذِي فَوق الْعرق الضَّارِب وَلَا يكون خرق الْعرق الضَّارِب قد التحم وانسد وتعرفه من أَنه ينبض وَهُوَ كالفتق يرجع إِذا وضعت الْيَد عَلَيْهِ الدَّم لِأَن ذَلِك الدَّم اجْمَعْ يرجع إِلَى الْعرق. وَيمْنَع الشريان من الالتحام أَشْيَاء مِنْهَا: صلابة جرحه فَإِنَّهُ صلب غضروفي لِأَن نَبَاته من مَوضِع صلب وَهُوَ الْقلب فَكَذَا احْتِيجَ إِلَيْهِ وَلِأَنَّهُ يَتَحَرَّك وَيدْفَع دَائِما وَلَا يَتَحَرَّك يسْتَقرّ فِيهِ وَلَا يزَال يضْربهُ الدَّم كَمَا يضْرب الموج وَلِأَن الْحَرَارَة فِيهِ كَثِيرَة جدا.
من الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة قَالَ: وَإِذا بَقِي ابورسماعسر حبس الدَّم كالحال فِي الأول.
وَقَالَ فِي ابيذيميا: مَتى كَانَ مَعَ انبعاث الدَّم فِي الْعُضْو ورم حَار يضْرب ضربا مؤلما قَوِيا فَلَيْسَ يجب أَن يَجْعَل عَلَيْهِ أدوية تكوى وَلَا شَيْء يلذع أصلا وَلَا أَن يعلق الْعرق بالصنارة فيربط بالخيط وَلَا أَن تدخل فِي الْجرْح فَتِيلَة وَلَا أَن تشد شدا عنيفا وَلَا يُمكن أَن يعالج بِشَيْء إِلَّا بالمغرية والقابضة والشكل الْمُوَافق وَمَتى اجْتمع أَن تكون نصبة الْعُضْو(4/94)
إِلَى فَوق تهيج الوجع احتجت أَن تجْعَل النصبة بِحَسب ذَلِك فتميل الْعُضْو نَحْو أصعب الْأَمريْنِ أَو تتوسطه فِي ذَلِك وَأَشد مَا يهيج الْعُضْو للوجع إِذا كَانَ فِي الْعُضْو ورم حَار.
قَالَ: والشد إِذا لم يكن صلبا جدا فَإِنَّهُ يجلب الدَّم إِلَى الْعُضْو كالحال فِي الفصد فَإِن شدّ شدا جدا منع الدَّم من الجري.
قَالَ: الشريان يخزم. لي قد فَكرت فِي هَذَا فيربط حَتَّى يظْهر الشريان ثمَّ يغلق ويشد فِيمَا يَلِي الْقلب فِي موضِعين أَو ثَلَاثَة لتَكون أوثق وَإِن شِئْت خطت مَوضِع الْخرق مِنْهُ ثمَّ جعلت عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة الملحمة وشددته إِلَى أَن يعفن الْخَيط وَتخرج الأخلاط.
قَالَ: النّوم يسكن نزف الدَّم من جِرَاحَة.
لي الْأَشْيَاء المخدرة تسكن نزف الدَّم وتجلب النّوم مَعًا فَاعْلَم الفضول مَتى خرج من الْبدن دم كثيرا فَإِذا عَرفته فتوقف بِرِفْق حَتَّى تعود هضمه إِلَى مَا يجب ثمَّ اعد إِلَيْهِ بِالْقدرِ الْمُعْتَاد وَذَلِكَ انك إِذا غدوته من أول مرّة قبل الْبُرْء لانت طَبِيعَته أَكثر مِمَّا يَنْبَغِي لضعف حرارته الغريزية وَفَسَد هضمه.
الْفُصُول: إِذا تبع خُرُوج الدَّم الْكثير من الْجِسْم تشنج فَذَلِك من عَلَامَات الْمَوْت لِأَن هَذَا التشنج من استفراغ. وَإِذا حدث بعد نزف الدَّم اخْتِلَاط الذِّهْن وتشنج فَذَلِك ردي وَهَذَا الِاخْتِلَاط)
لَيْسَ يكون كثيرا قَوِيا لكنه يشبه الهذيان وَمَتى اجْتمع إِلَى هَذَا الهذيان تشنج فَلَيْسَ يبرأ صَاحبه الْبَتَّةَ واختلاط الذِّهْن وَحده دَلِيل ردي وَأكْثر من رداءة التشنج وَإِن كَانَ الِاخْتِلَاط فليغريوس قَالَ: وبر الأرنب خُذْهُ من بطن الأرنب فَإِنَّهُ الْجيد الناعم.
لي حَدثنِي رجل إِنَّه أَصَابَهُ فصد وَاسع فِي شريانه فجَاء رجل فلف قطنة على مجسة ثمَّ لوثه بريقه فِي الذرور الْأَصْفَر ودسه فِي الْجراحَة دسا جيدا ثمَّ ضمه برفادتين من الناحيتين وشده شدا بِضَم الرفادتين وَتَركه فالتحم وتخلص وَأَنا أرى أَن يكون بدل الْقطن وبر الأرنب ويبل ببياض الْبيض ويلوث فِي الصَّبْر والكندر وَمَتى لم يُوجد وبر الأرنب فَإِن نسج العنكبوت مثله وأجود مِنْهُ ثمَّ يَجْعَل فَوْقه أَيْضا مِنْهُ ثمَّ يضم بالرفائد ويشد وَإِن شِئْت فلف نسج العنكبوت على مجس ولوثه فِي بَيَاض الْبيض والنورة ودسه فِيهِ وَأَنا أرى أَن تقعد من قد أَصَابَهُ نزف فِي مَاء الثَّلج حَتَّى يخدر بدنه واسقه افيونا وَنَحْوه مِمَّا يبرد جدا ويغلظ الدَّم.
لي اذكر حَدِيث هَاشم فِي وضع الثَّلج على آخر الدِّمَاغ.
انْتهى السّفر الرَّابِع من كتاب الْحَاوِي وَهُوَ السّفر التَّاسِع والعاشر على مَا رتبه مُؤَلفه أَبُو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ ويتلوه فِي الْحَادِي عشر فِي القروح الَّتِي تتعفن والقروح الخبيثة والقروح الردية والودكة وَمَا أشبه ذَلِك مِمَّا انتسخ بِمَدِينَة طليطلة حرسها الله لخزانة الْوَزير الْأَجَل الخضل الطَّالِب الْأجر الأطول أبي الْحجَّاج يُوسُف بن الشَّيْخ المرحوم المكرم أبي إِسْحَاق بن نخميش.
انْتهى الْجُزْء الثَّانِي عشر وَقد وَقع الْفَرَاغ من طبعه يَوْم الْخَمِيس الْخَامِس وَالْعِشْرين من شهر شعْبَان الْمُعظم سنة هـ راير سنة م وَصلى الله تَعَالَى على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه اجمعين آمين(4/95)
(فارغة)(4/96)
(الْجُزْء الثَّالِث عشر)
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
(فِي الرض وَالْفَسْخ والقروح فِي أَعْضَاء التناسل وَغَيرهَا)(4/97)
(فارغة)(4/98)
(الرض وَالْفَسْخ) (الَّذِي ينشق مِنْهُ دَاخِلا وعلاج القروح فِي أَعْضَاء التناسل) (والمقعدة وَفِي جراحات العصب والعضل وَالْوتر والربط وَفِي علاج) (رض العصب وَفِي خياطَة جِرَاحَة الْبَطن والمراق والأمعاء وَفِي)) (الثرب والقرحة الَّتِي جنب الشريان وَفِي إدمال القروح وَفِي تولد) (الْعُرُوق فِي القروح وَفِي عسر التحام الْجِرَاحَات وسهولتها بِحَسب) (الْأَعْضَاء وعلاج الْعِظَام الْفَاسِد وَفِي خُرُوج الثرب وجمل الْعِلَل) (المراقية من برْء القروح وَفِي جراحات الدِّمَاغ والخراجات الْحَادِثَة) (فِي دَاخل الْأذن وَفِي قوانين علاج القروح الْبَاطِنَة ونزف الدَّم من) (بَاطِن الْبدن وَفِي الآكلة فِي الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة وَبَعض القَوْل فِي نزف دم) (الطمث وعلاج طفر الدَّم ورشحه وَبَعض القَوْل فِي قُرُوح الصَّدْر) (والرئة وَفِي تنقية الْمدَّة الَّتِي فِي فضاء الصَّدْر وَفِيه قوانين علاج) (القروح الْبَاطِنَة عَامَّة وَفِي القروح الْحَادِثَة فِي قَصَبَة الرئة وَشرب) (اللَّبن لقروح الرئة وَفِي علاج من أَصَابَهُ نفث الدَّم من نزلة وَفِي الدَّم) (وَخُرُوجه من أَسْفَل وَفِيه علاج حرق النَّار وَالْمَاء الْحَار والنفط) (والنفاخات وعلاج الكي وَمَا يقْلع الخشكريشة وَفِيه علاج الْخلْع) (وَالْكَسْر فِي جَمِيع الْأَعْضَاء والوثي.) ألف د ا (الرض وَالْفَسْخ الَّذِي ينشق مِنْهُ دَاخِلا) يَنْبَغِي أَن تجتهد فِي تَحْلِيل ذَلِك الدَّم اللاحج بَين الجلدين حول الْجرْح بالأدوية المرخية وبالتي هِيَ أجف مِنْهَا قَلِيلا وَلَا يكون فِيهَا لذع وَلَا تهيج وَمَتى كَانَ هَذَا الدَّم أبعد من سطح الْبدن جعلت الْأَدْوِيَة أقوى وَأَشد قُوَّة وتقطيعاً وَبِالْجُمْلَةِ يَنْبَغِي أَن تكون الْأَدْوِيَة أقوى فعلا بِمِقْدَار غور الدَّم الْفَاسِد وَمَا كَانَ من هَذِه الْعلَّة على هَذِه الصّفة فالمحجمة تَنْفَعهُ وَذَلِكَ أَنَّهَا تجتذب بِقُوَّة وعنف فَإِذا تحلل الدَّم الَّذِي خرج عَن مَوْضِعه فَأقبل حِينَئِذٍ على الشق الَّذِي مَعَ الْفَسْخ بالأدوية المجففة والربط وَبِالْجُمْلَةِ فتجمع مَا ترجو بِهِ التحام تِلْكَ الشقوق الْحَادِثَة عَن الرض وَإِن تحلل ذَلِك الدَّم الَّذِي خرج عَن مَوْضِعه سَرِيعا التحم ذَلِك اللَّحْم الَّذِي انْفَسَخ فِي أسْرع الْأَوْقَات وَإِن لم يتَحَلَّل ذَلِك إِلَّا فِي زمَان طَوِيل تولد فِي الْفَسْخ على طول الْمدَّة وضر كثير وَصَارَ فِيمَا بَين شفتي الشقوق الَّتِي فِيهِ تمنع من التحام الْفَسْخ التحاماً جيدا فَلَا يَنْبَغِي أَن يغرك ذَلِك الإلحتام الضَّعِيف فَإِنَّهُ مَتى عرض للعليل أَن يحم أَو يعْمل ذَلِك الْعُضْو عملا شاقاً يجد فِيهِ من سَاعَته وجعاً وَذَلِكَ أَن شفتي الشقوق الْحَادِثَة فِي الْفَسْخ لم تلتحم بل إِنَّهَا نشبت أَحدهَا بِالْأُخْرَى على طَرِيق الْمُجَاورَة وَلِهَذَا صَارَت تفترق من أدنى سَبَب وَيخرج مِنْهَا صديد رَقِيق يبْقى بَين الجلدين على مِثَال مَا خرج فِي أول الْأَمر الدَّم وَلذَلِك تكون هَذِه الْعلَّة الْأَخِيرَة تنْحَل أسْرع من الأولى لرقة ذَلِك الصديد. ألف د لي وَيَنْبَغِي أَن تعلم أَن هَذَا الْفَسْخ هُوَ الَّذِي يعرض للحم دَاخِلا أَن يتفرق اتِّصَاله وَأما ظَاهر الْبدن وَالْجَلد فيتصل على حَاله فَيكون فِي الْمثل كلهَا حركات باطنة والأدوية المجففة تُوضَع عَلَيْهِ بعد أَن ينْحل ذَلِك الدَّم لِئَلَّا يعسر وَيمْنَع تحلل ذَلِك الدَّم لِأَن ذَلِك الدَّم اللاحج إِن بَقِي عفن وَصَارَت مِنْهُ قرحَة فتريد أَن تحلل ذَلِك الدَّم ثمَّ تضع على الْعُضْو أدوية مجففة حَتَّى تلتحم تِلْكَ الشقوق الَّتِي عرضت فِي اللَّحْم وَلَيْسَ هَذَا مثل الَّذِي ذَكرْنَاهُ وَلَا الَّذِي يَفْتَحهُ لِأَن ذَلِك هُوَ جِرَاحَة وشق ظَاهر من فسخ.
جمل مَا تقدم الْمقَالة الْخَامِسَة قَالَ جالينوس: أُرِيد أَن أذكر جمل مَا قَتله فِي الثَّالِثَة وَالرَّابِعَة بإيجاز فَأَقُول: أَن القرحة الغائرة الَّتِي تحْتَاج إِلَى أَن ينْبت فِيهَا لحم تحْتَاج إِلَى أدوية تجفف تجفيفاً يَسِيرا وتجلو باعتدال والقروح الَّتِي تحْتَاج إِلَى أَن تلتحم أَعنِي الَّتِي إِنَّمَا هِيَ شقّ فَقَط تحْتَاج إِلَى أدوية أَشد تجفيفاً من المنبتة للحم وَأَن يكون عديمة الْجلاء يسيرَة الْقَبْض وَالَّتِي تحْتَاج إِلَى أَن تدمل تحْتَاج إِلَى مَا يجفف تجفيفاً قَوِيا وَيقبض قبضا شَدِيدا أَشد من الملحمة. فَأَما الَّتِي فِيهَا)
لحم زَائِد فتحتاج إِلَى أدوية حادة أكالة وَهِي ضَرُورَة حارة(4/99)
يابسة. فَإِن كَانَ مَعَ القرحة عرض آخر وَلم تكن ساذجة بسيطة فاستخرج المداواة من نفس ذَلِك الْعرض فَإِن كَانَ وضرا مجتمعاً فِيهَا فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى أدوية تقلعه وتستنظفه وَمَا هَذِه سَبيله. يَنْبَغِي أَن يكون أَكثر جلاء من المنبتة للحم. وَإِن كَانَت فِي القرحة رُطُوبَة كَثِيرَة ظَاهِرَة فَلْيَكُن الدَّوَاء أَشد تجفيفاً وَلَكِن لَا يبلغ من التجفيف أَن يُفَارق نوع الْخَاص بِهِ. فَأَما إِن كَانَ فِي لحم القرحة سوء مزاج فَيَنْبَغِي أَن يقْصد أَولا لعلاج ذَلِك السوء ألف د المزاج. فَإِن كَانَ اللَّحْم قد يبس بِأَكْثَرَ من طبعه رطبته وَكَذَلِكَ فَافْهَم فِي جَمِيع الكيفيات مُفْردَة ومركبة وَأَن الْعُضْو الأيبس يَنْبَغِي أَن يجفف أقل فَأَما القرحة الَّتِي هِيَ أرطب فتحتاج إِلَى أَن تجفف أَكثر وَأَن المداواة تقع بِحَسب ذكاء حس الْعُضْو وبلادته وخطره وَضَعفه وَوَضعه وشكله.
كتبنَا جَمِيع مَا فِي هَذِه الْمقَالة الْخَامِسَة من بعد هَذَا الْموضع وَهُوَ ابْتِدَاؤُهَا إِلَى آخرهَا هَذَا الَّذِي مِنْهُ يَبْتَدِئ الْآن فِي قوانين القروح الْبَاطِنَة وفيهَا علاج نزف الدَّم من الْعُرُوق ظَاهرا وَبَاطنا.(4/100)
(القروح فِي أَعْضَاء التناسل والمقعدة) قَالَ: كَانَ رجل يداوي قرحَة رطبَة فِي الكمرة بالأدوية الَّتِي تداوى بهَا القروح فِي سَائِر لحم الْبدن فَلم تنجح فَأَمَرته أَن يداويه بالأدوية الْيَابِسَة يبساً أَكثر فاستعملها فبرأ.
وَقَالَ: القروح الَّتِي تحدث فِي الْفروج من الرِّجَال وَالنِّسَاء من غير ورم فليداووا بدواء دامل فضل يبسه على يبس الْأَدْوِيَة الداملة بِحَسب يبس هَذِه الْأَعْضَاء على اللَّحْم وَبَعض القروح الْحَادِثَة فِي الإحليل أحْوج إِلَى كَثْرَة التجفيف وَهُوَ مَا كَانَ قد أَخذ الإحليل كُله مَعَ الكمرة وَبَعضهَا تحْتَاج إِلَى تجفيف أقل وَهِي الَّتِي تكون فِي القلفة وَالَّتِي تكون فِي سَائِر جلدَة الإحليل تحْتَاج إِلَى تجفيف أَكثر من تجفيف الَّتِي تكون فِي القلفة.
قَالَ: وَهَذِه القروح الَّتِي فِي الكمرة إِذا كَانَت رطبَة إِنَّمَا تَبرأ بالدواء الْمُتَّخذ بالقرطاس المحرق والشب المحرق والقرع الْيَابِس المحرق وَنَحْوه من الْأَدْوِيَة القوية التجفيف فَأَما الَّتِي من هَذِه قَلِيل الرُّطُوبَة قريب الْعَهْد فالصبر يبرئها وَهُوَ من جِيَاد الْأَدْوِيَة ينثر عَلَيْهَا بعد أَن يسحق يَابسا وَهُوَ أَيْضا يُبرئ القروح الجافة الَّتِي ألف د تكون فِي المقعدة وأشبه شَيْء بِالصبرِ فِي فعله هَذَا القيموليا المغسول بشراب وَإِذا عولج بِهِ يَابسا أَيْضا يقرب مِنْهُ. والمولوندلنا والتوتيا مَعَ إِنَّه لَا قَالَ: فَإِن تهَيَّأ أَن تكون القروح أرطب فعالجها بلحاء شجر الصنوبر الَّتِي تحمل حبا صغَارًا)
وبالشاذنة. لي يَعْنِي بأرطب هَهُنَا فِي أبدان أرطب.
قَالَ: فَإِن كَانَت قُرُوح لَهَا غور فَبعد أَن تجففها بِمَا وصفت يَنْبَغِي لَك أَن تخلط مَعَ الْأَدْوِيَة من دقاق الكندر مَا يكْتَفى بِهِ فِي إنبات اللَّحْم.(4/101)