بالعشاء وقو الْغذَاء وزد فِيهِ مَا يُقَوي الْبدن وَيزِيد فِيهِ وَمَا دَامَ الْبدن أَضْعَف فَلْيَكُن الْغذَاء ألطف وأدق وأرطب وَأَقل مِقْدَارًا وَأكْثر مَرَّات والطبيخ أصلح لَهُم من الشواء وتؤكل الْأَطْعِمَة بَارِدَة بِالْفِعْلِ وآثر كل مَا كَانَ أسْرع إنهضاماً وانحداراً عَن الْمعدة وَاسْتعْمل شراب الْجلاب والبنفسج بعد أَن تكون الْحَلَاوَة فيهمَا غير قَوِيَّة وَيكثر مزاجه بِالْمَاءِ وَاسْتعْمل فِي وَقت إِن ضعف وغثت نَفسه رب الريباس وَمَاء الرُّمَّان مَتى ضعفت الشَّهْوَة وَإِن لم يمْنَع مَانع من حمى فالشراب الممزوج بِمثلِهِ مَاء)
عشر مَرَّات وَيتْرك بعد المزاج يَوْمًا وَأكْثر حَتَّى لَا يكون يحس فِيهِ من سُورَة النَّبِيذ وشدته شَيْئا الْبَتَّةَ ويشربه بَارِدًا ويختار مِنْهُ الْأَبْيَض اللَّوْن ويحذر الْعَتِيق وَلَا تدع أَن تضمد الكبد والصدر بضماد الصندلين وخاصة بعقب الآبزن وَوضع مياه الْبُقُول عَلَيْهِ والخرق المبلولة بِمَاء البنفسج والكافور على الرَّأْس وَيكون فِي بَيت بَارِد قد فرش بالرياحين والأوراق الْبَارِدَة وأرائح طيبَة ولباس ثوب مصندل وتفاح ولفاح وآس وَخلاف وَورد وشاهشبرم وبطيخ وسفرجل وخوخ وصندل وكافور ولخالخ وَيسْتَعْمل النّوم بعد الطَّعَام والموضع مظلم وَلَا يتدثر مَا يسخنه ويدع الْبَاءَة الْبَتَّةَ حَتَّى يقوى وَيصْلح إِذا صلح أَيْضا فَلَا تستعمله فِي مَوضِع حَار وعَلى جوع وَإِذا قوى فليرتض رياضة يسيرَة قبل الطَّعَام قبل طُلُوع الشَّمْس فِي هَوَاء بَارِد وَلَا يبلغ أَن يحس فِيهِ بتعب الْبَتَّةَ مَا قل مِنْهُ وَلَا مَا كثر ويتوقى الصياح وَكَثْرَة الْكَلَام وَرفع الصَّوْت.
قَالَ: وَشرب المَاء الْبَارِد نَافِع لَهُم جدا وَإِذا مزج بِهِ قَلِيل نَبِيذ وبردا جَمِيعًا بالثلج كَانَ أَجود وَالْبيض النيمرشت وأدمغة الحملان وَالْعِنَب وَالرُّمَّان مبردة على الثَّلج والأجاص لمن وجد حرارة ابْن ماسوية فِي المنقية قَالَ: مِمَّا يهزل إدمان شرب دَقِيق الكرسنة والمرزنجوش والزاج إِلَّا أَن الزاج قتال خَبِيث ألف ب يحدث السل ويجفف الرئة فليجتنب أصلا.
أنطليس وبولس فِي الْأَصَابِع الزَّائِدَة والملتصقة قَالَا: قد ينْبت من الْإِبْهَام أَو من الْخِنْصر أصبعاً فضلى وقلما ينْبت إِلَى جَانب غَيرهمَا وَرُبمَا كَانَ لَحْمًا فَقَط وَرُبمَا كَانَت فِيهَا عِظَام وَمِنْه مَا ينْبت من الْمشْط وَمِنْه مَا ينْبت من الْأَصَابِع والنابت من الْمشْط لَهُ حَرَكَة إرادية والنابت من الْأَصَابِع رُبمَا كَانَت لَهُ حَرَكَة إِن كَانَ فِيهِ عظم لم يَتَحَرَّك الْبَتَّةَ.
قَالَ: فاقطع اللحمية بِلَا خوف وَلَا حذر.
وَأما الَّتِي تبدأ من الْمفصل فقطعها خوف لمَكَان مشاركتها العصب وَلم يَأْمر بولس بقطعها وَأمر أنطليلس بذلك.
وَأما مَا كَانَ نابتاُ من سلامى أصْبع مَا يَنْقَطِع على هَذِه الصّفة: أدر حوله إِلَى الْعظم ثمَّ اقْطَعْ الْعظم ثمَّ ألزق الْجلد على مَوْضِعه ثمَّ أدمله وعَلى هَذَا أَمر أنطليلس بِقطع الَّتِي تنْبت من الْمشْط نَفسه.
من كتاب بولس فِي تهزيل السمان قَالَ: السمان لَا يصبرون على الْجُوع والعطش وتضرهم التخم ويمرضون من الْأَسْبَاب أسْرع من أَصْحَاب الْأَبدَان الجيدة وصحتهم غير وَثِيقَة وأمراضهم إِذا)
مرضوا قَوِيَّة قاتلة ويعرض لَهُم الصرع والفالج ونتن الْعرق ووجع الْفُؤَاد وضيق النَّفس والهيضة والغشى والحميات المحرقة وَلَا يحسون بأمراضهم سَرِيعا لغلط جثثهم وَلَا تقبل العلاج قبولاً سهلاً لِأَن الْأَدْوِيَة لَا تصل إِلَى أعضائهم سَرِيعا وتضعف قوتها(2/401)
قبل ذَلِك وَتَكون أمراضهم رَدِيئَة لتضايق أعضائهم وَضعف تنفسهم ويعسر فصد عروقهم وتضرهم أَيْضا المسهلة وَرُبمَا قَتلتهمْ والبلغم فيهم كثير وَهُوَ أشر الأخلاط وَالدَّم فيهم قَلِيل وَهُوَ أَجود الأخلاط وَإِذا تقيأوا من الْمَرَض لم يَصح برؤهم سَرِيعا وَلَا ترجع أبدانهم إِلَى حَالهَا الطبيعية إِلَّا بعد مُدَّة طَوِيلَة.
قَالَ: وَأما المعتدلة الْأَبدَان فَلَا يكادون يمرضون وَإِن مرضوا نقهوا سَرِيعا والسمين لَا ينسل وَلَا يشتاق إِلَى الْبَاءَة وَلَا يقوى على الْإِكْثَار مِنْهُ الْبَتَّةَ والسمينة لَا تعلق وَإِن علقت لَا تسلم بِأَن تسْقط وَإِن لم تسْقط كَانَ الطِّفْل ضَعِيفا جدا.
قَالَ: والهزال إِنَّمَا يكون بِأَن يسخن المزاج فَإِن الْحَيَوَان مَتى برد مزاجه ازْدَادَ سمناً فألزم السمين الرياضة وباعده من السّكُون وَالْحمام والغذاء الغليظ وَاعْلَم أَن الدَّم فِي عروق المهازيل كثير وَفِي السمان قَلِيل فاحرص على أَن يكثر مَا فِي عروقهم من الدَّم ويزيل كَثْرَة شحومهم وَاعْلَم أَن التَّعَب الْيَسِير يسمن والدلك والغمز يسمنان قَالَ: وَالنَّوْم المفرط يهزل. لي عل الْخلاف كَذَلِك السهر الطَّوِيل والهم يهزل الْجِسْم سَرِيعا وَكَثْرَة الْحجامَة والجوع الدَّائِم واحرص على أَن توسع منافس بدنه ليتنفس مِنْهُ شَيْء كثير وامنعه من كَثْرَة الْأكل وَذَلِكَ أَن الْجِسْم إِنَّمَا يتغذى بِمَا يتغذى مِنْهُ وَيدْفَع الْبَاقِي فِي مَوَاضِع ثمَّ يعْطف عَلَيْهِ فيتغذى بِهِ فَيكون فِي تغذ ألف ب دَائِم قَالَ: وَإِيَّاك وخبز الْحوَاري وَالْملَّة وخاصة المعجونة بالزيت فَإِنَّهَا تسمن إسماناً كثيرا والأحساء المتخذة بِاللَّبنِ وَالشعِير أَحْمد من الْحِنْطَة والعدس ينحف الْجِسْم والباقلى يسمن والبقول تهزل لِأَنَّهَا قَليلَة الْغذَاء والشحم يهزل والأحمر يسمن فَعَلَيْك بالأشياء الحريفة الملطفة وإغزار الْبَوْل وَإِطْلَاق الْبَطن وَخذ الأنيسون والدوقو والبطراس اليون والفلفل والأسارون واعجنها بِعَسَل واسق مِنْهَا قدر البندقة فَإِنَّهُ يهزل وَالشرَاب الْعَتِيق يهزل والغليظ الحلو يسمن والخل يهزل إهزالاً شَدِيدا وليأكل عِنْد الْجُوع الدسم والبقول فَإِنَّهَا تشبعه سَرِيعا ويقل غذاؤه وليتدلك فِي الْحمام بالنطرون.
وَقد رَأَيْت نساءا قد عظم مِنْهُنَّ الثدي فقصدت لدلكه بدهن الْملح وبأصول الْقصب المنخول بالجرجير وَالنُّفَسَاء مَتى أردْت إهزالهن فَأكْثر درور الطمث وَإِن أردْت أَن يسمن فاحرص على)
قلَّة نُزُوله. لي أدوية الإسمان: السكسيلا حب الخروع الورك الْبري الخربق الْأَبْيَض المغاث التوذرى البوزيدان اللعبة بهمن جوز كندم حب السمنة وغماده على المسخنة والمغلظة والمنفخة كالفلفل سمنة لسابور: حرف خربق أَبيض دَقِيق الحمص باقلى نانخة جزؤ جزؤ كسيلا جزءان كمون كرماني فلفل من كل وَاحِد نصف جُزْء يسحق ويعجن ويخبز فِي التَّنور ويجفف وَيُؤْخَذ مِنْهُ جزؤ جزؤ سميذ جزؤ يتَّخذ مِنْهُ حساء بِلَبن وَيجْعَل فِي مرق فروج سمين ويؤكل كل يَوْم بتحسى قبل الطَّعَام.(2/402)
أقربادين حنين للسمنة: توذرى خشخاش أَبيض من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ بورق جزؤ جوز جندم حب الصنوبر ثَلَاثَة ثَلَاثَة حب السمنة أَرْبَعَة سورنجان بزونج عاقرقرحا خولنجان يهمن أَبيض من كل وَاحِد دِرْهَم كسيلا خَمْسَة دَرَاهِم حِنْطَة بَيْضَاء محكوك لبن الْبَقر دورق تنقع الْحِنْطَة بِاللَّبنِ حَتَّى يَرْبُو ثمَّ يجفف فِي الظل ويقلى ويخلط الْجَمِيع ويلقى عَلَيْهِ سمن الْبَقر عشر مغارف ويخلط نعما ويسقى كل يَوْم عشرَة دَرَاهِم بِالْغَدَاةِ وَعشرَة بالْعَشي وَيشْرب بعده لَبَنًا.
سمنة أُخْرَى تحسن اللَّوْن وتخضب الْبدن: لوز بندق حَبَّة خضراء فستق شهدانج حب صنوبر كبار يعجن بِعَسَل وَيجْعَل بَنَادِق وَيُؤْخَذ مِنْهَا كل يَوْم كالجوزة خَمْسَة أَو عشرَة وَيشْرب بعده شرابًا فَإِنَّهُ جيد للباءة أَيْضا وَيحسن اللَّوْن.
جوارش للمسلولين يخصب ويسكن الْحَرَارَة وَيعْقل الْبَطن: لوز مقشر بزر قرع وطباشير وَورد وسنبل ومصطكى يستف مِنْهُ.
مسَائِل الْفُصُول: السحنة المنهوكة رَدِيئَة لِأَن الْأَعْضَاء الرئيسة بَارِدَة فيسرع قبُوله للبرد وَالْحر وينحل قواه سَرِيعا والعبلة جدا رَدِيئَة لِأَن عروقه ضيقَة وَدَمه وروحه قليلان ألف ب وعفنه وفصوله كَثِيرَة وامتلاؤه دَائِم سريع ويبطئ حرارته من أدنى سَبَب.
الثَّانِيَة من المفردة: المَاء من أَنْفَع الْأَشْيَاء للأبدان الَّتِي قد جَفتْ ونحلت بِأَن يلقا شَيْء من خَارج مُدَّة طَوِيلَة.
الثَّانِيَة من طبيعة الْإِنْسَان قَالَ: من أفرط عَلَيْهِ استفراغ مَا ضعفت قوته وأسرعت إِلَيْهِ الْأَمْرَاض وَقد ظن بعض النَّاس أَن هزال الْجِسْم لَا يحدث عَنهُ مرض. قَالَ: وَهَؤُلَاء لَا أعلم مِنْهُم من أفرط عَلَيْهِ الاستفراغ إِلَّا كَانَ وُقُوعه فِي الْأَمْرَاض بسهولة لِأَن الْبرد يسْرع إِلَيْهِ من أَي الْأَسْبَاب)
كَانَ وَالْجد والأذى من جَمِيع الْأَسْبَاب الْخَارِجَة ويشتد ضَرَره من السهر وَالْغَم والتخم وَالْغَضَب أَكثر من إسراعها إِلَى من كَانَ عبل الْجِسْم.
وَمِنْهَا: من تُرِيدُ إهزال بدنه فَرْضه رياضة سريعة واسقه الشَّرَاب قبل الطَّعَام وَاجعَل إدامه وَطَعَامه أَشْيَاء دسمة كي يشبعه الْقَلِيل مِنْهَا.
الحميات الثَّانِيَة قَالَ: وَكَذَلِكَ يسخن الْعُضْو وينتفخ من سخنت بالزفت أَو الراتينج تسخيناً باعتدال وطليته على الْعُضْو وَتركته قَلِيلا حَتَّى يجمع ثمَّ اجتذبته فاقتلعته دفْعَة. لي هَكَذَا يسْتَعْمل طلاء الزفت وَيَنْبَغِي أَن تُؤْخَذ قِطْعَة رق فتدنى من النَّار حَتَّى يذوب قَلِيلا ثمَّ ألزمهُ الْعُضْو فَإِذا جمع اجتذبت.
جورجس للسمنة: يشرب أول يَوْم نصف رَطْل لبن مخيض وَيتْرك ثَلَاث سَاعَات ثمَّ يشرب نصف رَطْل وَلَا يَأْكُل شَيْئا حَتَّى ينهضم وتفقد الجشاء ثمَّ بعد الكزمازك لَا غير بِلَحْم الدَّجَاج أَو الجداء وَيشْرب نبيذاً صافياً رَقِيقا ويشتم رياحين طيبَة ويستحم إِذا فقد الجشاء ثمَّ يَأْكُل يَوْمًا ويحتقن كل أُسْبُوع بحقنة دسمة. لي يَعْنِي بالمخيض لَا الحامض لَكِن اللَّبن نَفسه(2/403)
سَاعَة يحلب يمخض وَهُوَ حَار وَيشْرب فَإِنَّهُ إِذا فقد الدسم كَانَ أغذى وَأَقل إسهالاً وَأبقى وأخف على الْمعدة. لي رَأَيْت فِي الطِّبّ الْقَدِيم وَهُوَ الأقربادين الْعَتِيق: البنج الْأَبْيَض يسمن والخربق الْأَبْيَض يسمن والتوذرى والسورنجان واللعبة والخشخاش وأصل الكاكنج وَجَمِيع المخدرات تسمن ومدح الْأرز فِي ذَلِك.
من كتاب الذبول قَالَ: الذبول الْبَسِيط من قلَّة الطَّعَام بِإِرَادَة وَغير إِرَادَة. لي قد صَحَّ بِأَن ترطيب الْبدن يكون بالغذاء.
السَّادِسَة من جَوَامِع تَدْبِير الأصحاء: الإسهال يمْنَع انتشار الْغذَاء فِي الْجِسْم وَلذَلِك لَا شَيْء أبلغ فِي نفض السمين مِنْهُ وبالضد وَبِأَن من كَلَامه أَن الَّذِي ينشر الْغذَاء هِيَ المدرة للبول إِذا تنوولت حنين: المهزولون إِذا حموا فاعطهم سويق الرُّمَّان وَنَحْوه لترجع إِلَيْهِم شهواتهم وَلَا تسخنهم بالدثار بل يكون مَا يلقاه أملس واختر لَهُم هواءا رطبا فَإِن ذَلِك صَالح لَهُم وأدخلهم الآبزن المعتدل وَإِذا خَرجُوا مِنْهُ سكنوا سَاعَة واستلقوا على فرش وطئة حَتَّى يسكن عَنْهُم الْحر ثمَّ ليأكلوا وليأكلوا فِي الْيَوْم مَرَّات ألف ب قَلِيلا قَلِيلا وامنع أبدانهم من التَّحَلُّل الْخَفي بالهواء الْبَارِد والطلى بِمَاء الْورْد والصندل والقمص المصندلة وخاصة إِن كَانُوا قد صَارُوا فِي حد)
يغشى عَلَيْهِم وافرش الْبَيْت بالورد وَالْخلاف والآس وكل مَا يقبض مَعَ طيب رَائِحَة فِي بُيُوتهم وليدعوا الْفِكر وَالْغَضَب الْبَتَّةَ وَشرب المَاء بالثلج نَافِع لَهُم جدا إِذا كَانَ ممزوجاً بِقَلِيل شراب فَإِذا قووا فغلظ لَهُم التَّدْبِير قَلِيلا قَلِيلا بِقدر ذَلِك وَمن كَانَ مِنْهُم قد لطفت أخلاطهم ويحلل سَرِيعا فَاسْتعْمل فِيهِ الْأَشْيَاء القابضة وَهَؤُلَاء الَّذين تسميهم أَصْحَاب تحلل الرّوح.
حنين فِي تَدْبِير النَّاقة: من نحف بدنه لجوع طَوِيل أَو سفر فيمكنك أَن تغذوه من أول الْأَمر بالأغذية الغليظة لِأَن أَعْضَاء هَؤُلَاءِ الْأَصْلِيَّة وقواهم بِحَالِهَا وَلم يبعد عَن حَالهَا كَبِير بعد وَإِنَّمَا نقص مِنْهُم الشَّحْم وَاللَّحم وَأما الناقهون فَلِأَن قواهم ضَعِيفَة لَا يهضمون الغليظ.
روفس فِي الْحمام: من لم يتعهد صب المَاء على بدنه جف سَرِيعا وخاصة عِنْد الْهَوَاء الْيَابِس الْحَار.
وَمن كثر عرقه يبس بدنه والقيء قصدا يرطب الْجِسْم والإكثار مِنْهُ ينحف لِأَن الْقَصْد ينظف الْمعدة ويجيد الهضم وَالنَّوْم الطَّوِيل ينحف الْجِسْم لِأَنَّهُ يذهب الْقُوَّة والمعتدل يقويه ويخصبه والسمر بعد الطَّعَام ينحف جدا جدا ويضر وَيفْسد الْغذَاء.
وَالْأكل فِي الْيَوْم مرّة يهزل وَيعْقل الْبَطن ويهيج المرار وَالْأكل مرَّتَيْنِ بالضد.
وَشرب المَاء الْحَار يهزل والغذاء الْيَابِس ينحف الْجِسْم وَيعْقل الْبَطن والتعب يجفف الْبدن ويشده وبالضد.
دَوَاء يسمن وَيحسن اللَّوْن: دَقِيق مكوك خمس أَوَاقٍ عنزروت أوقيتان يلت الْكل بِسمن الْبَقر لتارويا ويخبز ويؤكل مِنْهُ بِالْغَدَاةِ والعشى.(2/404)
من الأقربادين الْكَبِير: وَمِنْه عَجِيب جدا: حرف أَبيض ودقيق الحمص ودقيق العدس ودقيق الباقلى ونانخة بِالسَّوِيَّةِ كسيلا جزءان كمون كرماني فلفل من كل وَاحِد جزؤ ينخل الْجَمِيع ويعجن رقاقا وَيجْعَل على آجرة فِي تنور وَيُؤْخَذ مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم وخبز يَابِس عشرُون درهما يتَّخذ حساءاً بِلَبن ويسحق بِلَا خبز ويلقي فِي سفيذباج ويتحسى قبل الطَّعَام. لي قَالَ ج: فِي تَفْسِير الْفَصْل الَّذِي أَوله خصب الْبدن المفرط: إِن بُلُوغ الْغَايَة فِي خصب الْجِسْم إِمَّا أَن يكون يقطع قرقا فيقذف الدَّم وَإِمَّا أَن يَمُوت صَاحبه فَجْأَة لِأَن الْحَرَارَة الغريزية نختنق فيهم وَلم يحد لذَلِك حدا وَالْحَد فِيهِ أَن يضيق النَّفس ثمَّ يَبْدُو الاختلاج فِي الْقلب فَعِنْدَ ذَلِك انصدهم على الْمَكَان وَأَقل بعد ذَلِك غذائهم وَإِلَّا خيف عَلَيْهِم الْمَوْت فَجْأَة إِن كَانَ إِنْسَان)
قد خصب بدنه جدا ثمَّ بلغ من حَاله أَن يتقيأ دَمًا أَو نفثه أَو استفراغه بِأَيّ نوع كَانَ من أَنْوَاع استفراغ الدَّم ثمَّ خف على ذَلِك بدنه وانتفع بِهِ فَإِنَّهُ يدل على أَنه قد بلغ غَايَة الامتلاء فِي عروقه.
الثَّانِيَة من الْأَمْرَاض الحادة ألف ب قَالَ: الكبد تسمن وتعظم يَأْكُل الْأَشْيَاء الحلوة. لي من ذَلِك يجب أَن تغذي من تُرِيدُ إسمانه بالأشياء الحلوة وتفقد أَمر السدد فِي ذَلِك.
مُفْرَدَات: الْبَاقِي يسمن وَزيد فِي لحم الْجِسْم إِذا أكل. د: وَابْن ماسويه: لحم البط يسمن إسمانا كثيرا.
الخوز: دَقِيق الحمص وَالْبَاقِي إِذا خلطا وَاتخذ مِنْهُمَا وَمن دَقِيق الْحِنْطَة حساء بِلَبن أسمن الْجَوْز كندم يسمن والكسيلا تسمن.
سندهشار: اللوز الحلو يسمن وَكَذَلِكَ البندق.
بولس: ايهزل السمان جدا. لي أَحْسبهُ الَّذِي سَمَّاهُ د: قيمور قَالَ: إِن سقِِي السّمن مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم أهزله.
بديغورس: المغاث خاصته الإسمان. لي أَحسب إِن هَذَا غلط وَيُرِيد اللعبة بل لَا أَشك فِيهِ.
روفس فِي الْحمام: الْأكل مرّة يهزل ويجفف الْبَطن والغداء وَالْعشَاء يفعل ضد ذَلِك وَشرب المَاء الْحَار يهزل والبارد يسمن وَالشَّمْس والتعريق يهزل وبالضد وَقلة الاستحمام يجفف الْجِسْم وَقلة الإدهان. لي قد عظم جالينوس فِي كتاب التَّدْبِير أَمر الْغذَاء حَتَّى أَنه قَالَ: إِن الذبول إِنَّمَا يحدث عَن فقد الْغذَاء وَإنَّهُ لَا شَيْء أَشد ترطيبا للجسم من الْغذَاء الْبَتَّةَ وَضم تَدْبِير الذبول إِلَى ثَلَاثَة أَشْيَاء: الْغذَاء وَالْحمام وَالنَّوْم. قَالَ هَاهُنَا: إِن من تُرِيدُ أَن تسمنه فَلَا تدخله الْحمام سَاعَة تغذوه وَلَكِن انْتظر مِقْدَار مَا ينهضم وينحط عَن الْمعدة فَقَط ثمَّ حمه فَإِن الْحمام لَا يصلح فِي الْجِسْم فِي الْوَقْت الَّذِي لم ينهصم الْغذَاء وَلَا فِي الْوَقْت الَّذِي قد طَال بعد الْعَهْد بالهضم لِأَن فِي ذَلِك الْوَقْت لَا يسمن بل يقضف وَفِي(2/405)
الْوَقْت الأول أَعنِي إِذا أدخلته الْحمام حِين يتغذى فَإِنَّهُ يجذب أخلاطانية. لي لَا نفع لَهَا فِي اللصوق بالجسم فَلذَلِك أَجود الْأَوْقَات الْمُتَوَسّط الَّذِي ذكرنَا.
مسَائِل أبيذيميا: قَوَاعِد إهزال الْبدن قلَّة الْغذَاء وَكَثْرَة التَّعَب والاستفراغات المتواترة بالإسهال)
وَالْبَوْل والفصد. قَالَ: وَإِذا رَأَيْت الْجِسْم متمدداً أملس أَحْمَر فَإِنَّهُ دَلِيل على الخصب وَإِذا رَأَيْته مشنجاً قضفاً أصفر فَإِنَّهُ دَلِيل على هزاله. لي مَا دمت ترى الملاسة والحمرة الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا قبل تدبيرك فَاعْلَم أَنه لم يُؤثر أثرا وبالضد.
الرَّابِعَة من السَّادِسَة: من اشْتَدَّ فضف بدنه فانقله إِلَى بلد هواؤه رطب بَارِد. وَمن اشْتَدَّ خضبه فبضد بذلك. لي مِمَّا يهزل الْجِسْم: التَّعَرُّض للشمس طَويلا وَالْأكل مرّة فِي النَّهَار والدلك بالمناديل الخشنة وَكَثْرَة التعرق وإدرار الْبَوْل والإسهال. لي للسمنة عَجِيب: أنزروت خَمْسَة حرف أَبيض عشرَة كسيلا ثَلَاثَة كمون ثَلَاثَة نانخة خَمْسَة بزربنج مثله جوز جندم مثله زرنباد ثَلَاثَة حب السمنة عشرَة بوزيدان مثله بهمن سورنجان خَمْسَة حرف مثله ترنجبين مثله لوز مقشر خَمْسُونَ سكر خَمْسُونَ تُؤْخَذ مِنْهُ ثَلَاث مِنْهُ ثَلَاث راحات بمطبوخ بِلَبن غذوة وَعَشِيَّة وَيَأْكُل حساءا متخذا من دَقِيق الْأرز ألف ب والباقلى والحمص والسميذ ولوز وسكر.
الطبرى للسمنة: خبث الْحَدِيد ثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ مِثْقَالا شونيز كف باقة سذاب كرفس يصب عَلَيْهِ فِي عضاد سِتَّة أَرْطَال رائب الْمعز وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يصفى مِنْهُ رَطْل وَيشْرب باكرا وَيَأْكُل إِذا اشْتهى الطَّعَام مَا أحب وَيشْرب عَلَيْهِ ذَلِك اللَّبن ممزوجاً بِالْمَاءِ مَتى عَطش وَإِذا نَام شرب مِنْهُ نصف رَطْل غير ممزوج ويبدل الْكل ثَلَاثَة أَيَّام ويعاد على ذَلِك وَيشْرب ثَلَاثَة أسابيع أَو أسبوعين وينفع للسمنة: حرف أَبيض بِلَبن وَيشْرب ثَلَاثَة أَيَّام وَسَبْعَة.
جائتني امْرَأَة سلقت خردلاً كَمَا هُوَ مَعَ حِنْطَة وعلفت بِهِ دجَاجَة فَلم تسمن لَكِنَّهَا هزلت وبأ فِي عينهَا يرقان وأكلت تِلْكَ الدَّجَاجَة فهاج بهَا من الْحر واليبس أَمر عَظِيم فعالجتها بلعاب البزرقطونا وَمَاء الْخِيَار مقشراً وَنَحْوه حَتَّى بَرِئت.
ابْن ماسوية للسمنة: دَقِيق حمص وباقلى وشعير وأرز بِالسَّوِيَّةِ عدس مقشر خشخاش أَبيض ماش مقشر نصف نصف سمسم مقشر ربع كعك جزءان لوز مقشر نصف سكر جزءان يتَّخذ بِلَبن حساء وَيُزَاد فِيهِ حِنْطَة مرضوضة نصف جُزْء نصف جُزْء يتَّخذ بِلَبن النعاج ويسقى غدْوَة فِي كل يَوْم.
سمنة جَيِّدَة: رَطْل لبن حليب ورطل مَاء تغليه بِرِفْق حَتَّى يذهب المَاء ثمَّ يطْرَح عَلَيْهِ أُوقِيَّة فانيذ وأوقية سمن بقر ودهن حل ويغلى ساعتين ثمَّ يحسى على الرِّيق.)
سمنة جَيِّدَة: رَطْل لبن حليب ورطل مَاء تغليه بِرِفْق حَتَّى يذهب المَاء ثمَّ يطْرَح عَلَيْهِ أُوقِيَّة فانيذ وأوقية سمن بقر ودهن حل ويغلى ساعتين ثمَّ يحسى على الرِّيق.(2/406)
سمنة جَيِّدَة: يصب على الزَّبِيب أَرْبَعَة أوزانه مَاء ويطبخ حَتَّى يذهب النّصْف ثمَّ صفه واطرح على كل قدر ففيز زبيب بالهاشمى فِي الأَصْل رطلين من خبث وَمن النانخة والقرظ والصعتر كف كف ودعه حَتَّى يغلي يَوْمَيْنِ ثمَّ يسقى مِنْهُ رَطْل غدْوَة على الرِّيق وَعَشِيَّة وَيَأْكُل على ثَلَاث سَاعَات خبْزًا بكامخ من كبر وكراث وَيشْرب عَلَيْهِ نبيذاً رطلا فَإِذا مضى سبع سَاعَات يَأْكُل عَلَيْهِ لَحْمًا سميناً وَيشْرب عَلَيْهِ نبيذاً صلباً ثَلَاثَة أَرْطَال فَإِنَّهُ جيد للبطن والصفار والبواسير.
للسمنة والصفار عَجِيب قَالَ: مَتى شرب الْخبث يجب أَن يَأْكُل كل سَاعَة من النَّهَار رغيفاً مشطوراً بِسمن وكامخ أَو يشرب عَلَيْهِ رَطْل نَبِيذ صلبا وَفِي السَّادِسَة يدهن رَأسه وَيَأْكُل طبيخاً وشواءاً يَوْمًا وَيشْرب عَلَيْهِ نبيذاً مَا يسكر سكرا وسطا فَإِنَّهُ يخصب جدا وَيحسن لَونه.
قَالَ: وَمِمَّا يَنُوب عَن الْخبث فِي الإسمان وتحمير اللَّوْن وَيذْهب الصفار والبواسير تغسل كيلجة حلبة ثَلَاث غسلات ويلقى مَعهَا دستجة شراب وَيصب عَلَيْهَا أَرْبَعَة أَرْطَال من المَاء وَضعه فِي تنور لَيْلَة ثمَّ صفه وَخذ مِنْهُ رطلين والق عَلَيْهِ سكرجة دهن حل طرى ورطل نَبِيذ وَيشْرب أسبوعاً.
الطِّبّ الْقَدِيم سمنة: يغسل البنج بِالْمَاءِ بعد أَن ينقع فِيهِ يَوْمًا وَلَيْلَة ويجفف ويلت بِسمن لتا قَلِيلا وغله بِقدر مَا يسحق ثمَّ اطرَح عَلَيْهِ مثله أَربع مَرَّات لوزاً مقشراً وَمثله جوزاً وَمثل اللوز سكرا وَخذ مِنْهُ عِنْد النّوم قدر خَمْسَة دَرَاهِم.
أُخْرَى: كمون نانخة حرف بِالسَّوِيَّةِ فلفل ربع جُزْء دَقِيق الحمص والعدس والباقلى وَالْحِنْطَة بِالسَّوِيَّةِ ألف ب مثل الْأَدْوِيَة يخبز رقاقاً ويجفف ويتحسى مِنْهُ بِلَبن أَو مرق إسفيذباج أسبوعاً كل غدْوَة ثمَّ يَأْكُل نصف النَّهَار وَيَأْكُل مِنْهُ بِاللَّيْلِ رقاقة وَاحِدَة وزن خَمْسَة دَرَاهِم.
أُخْرَى: لوز بندق مقشر الْحبَّة الخضراء سمسم خشخاش بِالسَّوِيَّةِ كسيلا نصف فانيذ مثل الْجَمِيع يستف كل غدْوَة وَعند النّوم عشرُون درهما.
تجربة لرجل نخاس: تطعم الْجَارِيَة كل يَوْم دجَاجَة مشوية رطبَة بِخبْز سميذ شهرا يسمن وَيحسن لَوْنهَا جدا.)
من كتاب الإغذاء: لَا يُمكن أَن يهزل الْإِنْسَان دون أَن تسوء حَال الكبد.
بختيشوع: مغاد كثيراء عود خربق. ج زرنباد وَحج يسحق وينخل وَيُؤْخَذ مِنْهُ مثل ثلثه سميذ جريش وَثلثه بلوز مقشر وَثلثه بسكر سليماني يجمع وَيُؤْخَذ كل يَوْم عشرُون درهما ورطلان من لبن نعجة وَمَاء الْعِنَب المعصور رطلا يغلى بعد أَن يجمعا ويطرح(2/407)
الدَّوَاء فِيهِ ويخلط بِغَلَبَة عَلَيْهِ ويتحسى فاتراً فَإِنَّهُ يخصب الْجِسْم جدا وَيحسن اللَّوْن ويحمره.
دَوَاء يلقى فِي السويق وَيكسر النفخة وَيحسن اللَّوْن: كسيلا دِرْهَمَانِ يدق وينخل وَيشْرب مَعَ سويق كل يَوْم دِرْهَمَانِ أَو يلقى على نَبِيذ لَا حموضة فِيهِ الْبَتَّةَ وزن خَمْسَة دَرَاهِم كسيلا على سمنة للهند: بنج يغسل بِالْمَاءِ غسلا جيدا ويغلى غلياناً شَدِيدا وَيصب المَاء ويجفف البنج فِي الظل وينعم سحقه واجعله فِي وسط عجين وألزقه فِي تنور أَو على آجرة حَتَّى يحمر الْعَجِين كالبسرة وَأخرجه واسحقه والق مثقالين فِي رَطْل مثلث بسمسم وخشخاش معجون بدهن وَيشْرب غدْوَة وَعَشِيَّة ثَلَاث كفوف وَأَيْضًا خُذ عظاية فَشَقهَا وملحها ويبسها واسحقها وَاجعَل مِنْهَا فِي طَعَامه يسمن فِي أُسْبُوع. د: البلوس يكثر اللَّحْم وَقَالَ: الْخبز الرطب يزِيد فِي اللَّحْم وَقَالَ: الهريسة تزيد فِي اللَّحْم جَيِّدَة للمحرورين المنهوكين ترطب أبدانهم وَقَالَ: إِذا طلى الْجِسْم بالزبد غذاه وأسمنه وَقَالَ: الزّبد نَافِع لليبس الْعَارِض للجسم.
ابْن ماسويه: الحمص إِذا خلط بالباقلى وَجعل مِنْهُ حساء بِلَبن أسمن الكرسنة تسمن الْبَقر. د: الكرسنة إِذا قليت وأنعم دقها وخلطت بِعَسَل وَأخذ مِنْهَا مِقْدَار جوزة وَافَقت المهازيل. د: اللَّبن إِن تنَاوله الْإِنْسَان كل يَوْم رطب بدنه.
روفس وبديغورس: المغات خاصته الإسمان والاستحمام بِالْمَاءِ الفاتر يسمن.
روفس: النطرون يصنع مِنْهُ ضماد نَافِع للمهازيل.
ابْن ماسويه: مَا يسمن وَيزِيد فِي اللَّحْم: الْحِنْطَة المهروسة والحمص المهروس والباقلى واللوبيا مَجْهُول: مكوك دَقِيق سميذ وَخمْس أَوَاقٍ عنزروت يلتان بِسمن غنم نعما ويخبز الْكل وَيطْعم غدْوَة وَعَشِيَّة فيسمن وَيحسن اللَّوْن والقيء قبل الطَّعَام يسمن وَبعده يهزل.
للسمنة: تُؤْخَذ دود النَّحْل سبع ألف ب فيبسهن ونقهن وأخلطهن بسويق واسقها أسبوعين كل يَوْم كيلجة أسبوعاً.)
أركاغانس فِي كتاب الأدواء المزمنة: إِن الْأكل بعد الْحمام سَاعَة يخرج مِنْهُ يزِيد فِي اللَّحْم جدا ويقويه.
من جَامع ابْن ماسويه: حسو للسمنة جيد بَالغ: كعك أَرْبَعُونَ درهما لوز مقشر من(2/408)
قشرته خَمْسُونَ درهما أرز أَبيض مغسول غسلات أَرْبَعُونَ درهما شعير أَبيض مهروس ثَلَاثُونَ درهما حِنْطَة حَمْرَاء رزينته خَمْسُونَ درهما بزر الخشخاش الْأَبْيَض درهما باقلى يَابِس مثله مغات عشرَة دَرَاهِم لوبيا أَحْمَر خَمْسُونَ درهما حمص منقى من قشرة الدَّاخِل خَمْسُونَ درهما سكر أَبيض سليماني مائَة دِرْهَم كمون نبطى عشرُون درهما يتَّخذ مِنْهُ حساء بعد أَن ينعم طبخها ودقها بِلَبن حليب وَيُؤْخَذ مِنْهُ أَربع أَوَاقٍ مَعَ دهن لوز وَلَا يَأْكُل حَتَّى يسيريه ثمَّ يَأْكُل إسفيذباجا بِلَحْم جمل وَيشْرب شرابًا ريحانيا مكسورا بِالْمَاءِ وَقَالَ: أَيْضا يطلى الْجِسْم بزفت فِي كل يَوْم مرّة فِي الصَّيف ومرتين فِي الشتَاء وَيضْرب حَتَّى يحمر حمرَة معتدلة فَإِنَّهُ يزِيد بِهِ اللَّحْم.
من الْكَمَال والتمام: حساء جيد يسمن جدا وَيصْلح لأَصْحَاب السل: حمص منقع فِي لبن الْبَقر أَو النعاج يَوْمًا وَلَيْلَة جزؤ باقلى مقشر جزءان عدس مقشر جزؤ شعير مقشر ثَلَاثَة أَجزَاء حِنْطَة مقشرة جزؤ خشخاش أَبيض جزؤ ماش مقشر جزءان أرز مغسول منقع بِمَاء نخالة السميذ جزؤ وَنصف لوز مقشر من قشرته جزؤ خبز سميذ المجفف ثَلَاثَة أَجزَاء سكر طبرزد جزءان سمسم مقشر نصف جُزْء يرض جَمِيعًا وَيُؤْخَذ مِنْهَا حفْنَة ويطبخ بِلَبن النعاج ويسقى بِالْغَدَاةِ فَإِنَّهُ يسمن.
آخر يسمن وَيحسن اللَّوْن: دَقِيق سميذ مكوك عنزروت خمس أَوَاقٍ يخلطان جَمِيعًا ويلتان بالسمن نعما ويعجن ويخبز ويجفف فِي التَّنور وَيُؤْخَذ مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم مدقوقة وَيشْرب بِالْغَدَاةِ بِمَاء بَارِد أَيَّامًا مُتَوَالِيَة. ج: فِي حِيلَة الْبُرْء قَالَ كلَاما مَا هَذَا شَرحه: إِن رطوبات الْبدن مِنْهَا مَحْصُور فِي الجداول الْكِبَار بِمَنْزِلَة الرطوبات وَالدَّم الَّذِي فِي الْعُرُوق الْكِبَار وَمِنْهَا محصورة فِي الجداول الصفار بِمَنْزِلَة الرطوبات وَالدَّم الَّذِي فِي الْعُرُوق الصغار الَّتِي يسقى كل عُضْو مِنْهَا رطوبات مبثوثة فِي خلال أَجزَاء الْأَعْضَاء كالصوف المبلول وَنَحْوه وَمِنْهَا رُطُوبَة بهَا التحام أَجزَاء الْأَعْضَاء بَعْضهَا بِبَعْض وَإِذا قل الدَّم والرطوبات الَّتِي فِي الأوعية الْكِبَار حدث مِنْهَا أَن يقل الَّتِي فِي الأوعية الصغار وَاسْتِعْمَال الْأَطْعِمَة والأشربة القابضة يفعل ذَلِك بِمَا يمص بَعْضهَا وَيدْفَع بَعْضهَا حَتَّى يصير إِلَى الْمعدة وَغَيرهَا من التجاويف الْكِبَار فَيخرج عَن الْبدن وَإِذا فنيت هَذِه الرُّطُوبَة فنى الَّذِي هُوَ)
بِمَنْزِلَة المَاء فِي خلال الصُّوف وَمن هَذَا يصير الشَّحْم وَاللَّحم وَسَائِر الْأَعْضَاء أيبس وَإِذا فنيت هَذِه آل الْأَمر إِلَى أَن تفنى الرُّطُوبَة الَّتِي فِي أَجزَاء الْأَعْضَاء ملتحمة بهَا وَذَلِكَ هُوَ الذبول الَّذِي لَا دَوَاء لَهُ والحمى الدائمة تفعل ذَلِك وَقلة الْغذَاء ألف ب الْيَابِس من. وَقَالَ: قد رَأَيْت رجلا بِهِ فَسَاد مزاج يَابِس فِي معدته وَكَانَ لذَلِك لَا يستمرئ طَعَامه وَكَانَ فِي غَايَة القضف وَكَانَ غرضى فِيهِ أَن أرطب بدنه كُله مَعَ معدته فاتخذت لَهُ منزلا(2/409)
بِالْقربِ من الْحمام وَكنت أمضي بِهِ إِلَى الْحمام على مقربة لِئَلَّا تجففه الْحَرَكَة وَكنت أجعله فِي الآبزن المعتدل مَاؤُهُ وقتا طَويلا فِي الْموضع المعتدل من الْحمام وَذَلِكَ أَن مثل هَذَا لَا يحْتَاج إِلَى حرارة الْحمام بل رُطُوبَة المَاء وَلَا يجب أَن يكون مَاؤُهُ حاراً لِأَن الْأَبدَان الضعيفة لَا تحْتَمل الْحَار وَلَا الْبرد والطبيعة تهرب مِنْهُمَا جَمِيعًا وَإِذا أفرطا إِلَى غور الْبدن فَإِذا لقِيت المعتدل فِي الْحَرَارَة انبسطت وَخرجت من جَمِيع الْجِهَات الَّتِي تلفاه وغرضنا فِي هَؤُلَاءِ إِنَّمَا هُوَ توسيع المسام وتفتيحها وإرخاؤها وَالْمَاء المعتدل غَايَة الِاعْتِدَال يفعل ذَلِك بكيفيتة لِأَن المَاء الْحَار جدا يشمئز مِنْهُ الْجِسْم فيجتمع وينحصر إِلَى ذَاته وَكنت أسقيه سَاعَة يخرج من الْحمام لبن الأتن سَاعَة يحلب لِأَنَّهُ أفضل الألبان لهَذِهِ الْعلَّة إِذْ هُوَ ألطفها وأرقها وَهُوَ أقلهَا تجنبا فِي الْمعدة وَإِنَّمَا يحْتَاج من اللَّبن إِلَى أَن ينحدر عَن الْمعدة سَرِيعا وَينفذ إِلَى جَمِيع الْجِسْم ليتغذى فِي أسْرع الْأَوْقَات وَيجب أَن يسقى هَؤُلَاءِ اللَّبن وحدة مخضا أَو مَعَ شَيْء يسير من عسل مفتر وليكونا فاضلين جَيِّدين وأعن بالإنسان فِي أَن يستمرئ غذاؤه أَو تتعاهد بالْحسنِ أوغيره وينحى عَنْهَا جحشها وَقد ريضت رياضة معتدلة وتعلف من الْحَشِيش مَا لَيْسَ بِكَثِير الرُّطُوبَة وَمن التِّين وَالشعِير بِقصد وَإِن كَانَ روثها كثير الرُّطُوبَة مملوءاً رياحا علمت أَنَّهَا لم تستمرئه فزد فِي رياضتها وانقص غذائها وَإِن كَانَ أَصْلَب فبعكس ذَلِك وَبعد أَن تسقيه اللَّبن اتركه يستريح إِلَى وَقت دُخُول الْحمام ثَانِيَة وثالثة إِن احتجت إِلَيْهِ وَأدْخلهُ الْحمام ثَانِيَة إِذا علمت أَن اللَّبن قد انهضم وتعرف ذَلِك فِي الجشاء وَمن مِقْدَار انتفاخ الْبَطن وَمِقْدَار ذَلِك خمس سَاعَات الاسْتوَاء أَربع سَاعَات هَذَا إِن أردْت إِدْخَاله الْحمام ثَالِثَة فَأكْثر وكل مَا خرج من المَاء فادلكه بالدهن قبل أَن يلبس ثِيَابه وَانْظُر أَن يكون مِقْدَار كَونه فِي المَاء الْحَار إِلَى أَن ينتفخ وَمن الدَّلْك إِلَى أَن يحمر وَلَا يُجَاوز بعد ذَلِك فيتحلل وَإِن حممته قبل أَن تسخنه سخونة معتدلة فَإنَّك إِن تجاوزته إِلَى ذَلِك أنحلته وقضفته وملاك أمره أَن تمسحه بعد الاستحمام بالدهن لتحفظ عَلَيْهِ رطوبته وَإِن كَانَ يستلذ اللَّبن فاسقه أَيْضا بعد الْحَرَكَة الثَّانِيَة)
وَإِن كَانَ لَا يستلذه فاسقه مَاء الشّعير أَو خندروسا مُحكم الطَّبْخ ثمَّ دَعه يستريح ثمَّ عشه يخبز جيد الصَّنْعَة مَعَ سمك رضراضى وبحصى الديوك وأجنحتها المسمنة بالحليب وتحر أَن يكون طَعَامه خَفِيفا كثير الْغذَاء لَا لزوجة فِيهِ وَلَا فضول كَثِيرَة ولعمري أَن الطَّعَام اللزج الْقوي أَكثر غذاءا وَلَكِن الْجِسْم هُوَ الَّذِي يحْتَاج إِلَى أَن يحِيل الطَّعَام حَتَّى يغتذى بِهِ فتحتاج الْأَبدَان الضعيفة إِلَى مَا يقوى عَلَيْهَا ألف ب فَلذَلِك لَا تصلح لهَذَا الْجِسْم الْأَطْعِمَة الغليظة وَإِن كَانَت أَكثر غذاءا وَأما الْأَبدَان القوية فتصلح والأطعمة الرقيقة جدا لَا تغذي شَيْئا ذَا قدر فاختر لَهَا الْجِسْم الْمُتَوَسّط من هذَيْن أبدا.
وَأَقُول إِن جَمِيع مَا يحْتَاج إِلَى إنعاش بدنه فَلَيْسَ يجب أَن يسْتَعْمل شَيْئا مِمَّا يشربه غير الشَّرَاب وَلَكِن شرابًا(2/410)
أَبيض قَلِيل الِاحْتِمَال للْمَاء مَعَه قبض لِأَن هَذَا الشَّرَاب قد يُغَرْغر المَاء فِي الضعْف وَلَيْسَ فِي الْقُوَّة فِي حَال يسخن حَتَّى يجفف فَهَذَا أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُم وأمرخه فِي المَاء بِقدر مَا تحْتَاج إِلَيْهِ من غرضك وَمَا يقرب من فعل الدَّوَاء وَالْمَاء وَالشرَاب فَلْيَكُن مِقْدَار مَا يشرب مِنْهُ أَلا يطفو فِي الْمعدة وَلَا يجد لَهُ قرقرة وَمِقْدَار الطَّعَام الَّذِي لَا يثقل على الْمعدة وَلَا يَتَعَدَّد وَلَا ينتفخ فَإِن عرض من هَذَا شَيْء فَأَقل فِي الْيَوْم الثَّانِي فَإِن جرى الْأَمر فِي الْيَوْم الأول مَحْمُودًا فزد فِي الْيَوْم الثَّانِي شَيْئا يَسِيرا ودير فِي الْمَشْي وَالرُّكُوب بِقِيَاس زِيَادَة الْجِسْم على مِثَال تَدْبِير لفاقة فَإِن الْفرق بَين الْفَاقَة وَبَين للآمنا فِيهِ أَن جملَة الْجِسْم حَال جسم النَّاقة كَحال معدة هَذَا وَأكْثر مَا يعرض عَلَيْهِ اليبس على الْبدن فِي الْأَمْرَاض المزمنة عِنْدَمَا تشارف رطوبات الْأَعْضَاء أَن تتحلل وَهَذِه الرطوبات وَلَو فنيت جملَة لأمكننا ردهَا بِهَذَا التَّدْبِير وَأما الرُّطُوبَة الَّتِي تلحم أَجزَاء الْعُضْو بَعْضهَا بِبَعْض فَمَا لَا سَبِيل إِلَيْهِ وزد فِي التَّدْبِير مَتى زَاد الْجِسْم وَأكْثر الدَّلْك وَالرُّكُوب وكمية الطَّعَام وَكَيْفِيَّة ميله إِلَى الغلظ فَإِذا قاربوا الصِّحَّة فاقطع بَينهم كشك الشّعير وَاللَّبن وَخذ بهم فِي الْأَطْعِمَة الَّتِي ألفوها من اللحوم الغاذية القوية ودرجهم إِلَى هَذِه قَلِيلا قَلِيلا وَليكن الْغذَاء الَّذِي يتعشى بِهِ أقوى.
وَاعْلَم أَن هَذَا التَّدْبِير لمن هزل من سوء مزاج يَابِس فِي معدته وَمن سل والناقة: وَأما من أردْت أَن يسمن من الأصحاء فَأدْخلهُ الْحمام ومرخه واغذه الأغذية القوية وَلَا يحْتَاج إِلَى لبن وَلَا إِلَى كشك شعير ورضه رياضة تصلح لَهُ واسقه شرابًا كَذَلِك وادلكه دلكا يصلح لَهُ.
قَالَ ج: وَلِأَن النَّاقة وَمن هزل مَعَ ضعف الْمعدة يَحْتَاجُونَ إِلَى غذَاء كثير وَلَا يقدرُونَ على)
استمرائه وَلَو كَانَ متوسطاً فضلا عَن الْكثير يجب أَن يكون غذاؤهم فِي مَرَّات قَلِيلا قَلِيلا مَا داموا على هزالهم الْكثير وَلذَلِك أَنا أغذوهم ثَلَاث مَرَّات حَتَّى إِذا قبلوا أكلهم مرَّتَيْنِ وَليكن مِقْدَار الطَّعَام الأول مِقْدَارًا يستمرئ أكله وينهضم إنهضاماً محكما قبل تنَاول الطَّعَام الثَّانِي وَهَذَا لَا يُمكن أَن يكون مَتى كَانَ الطَّعَام الأول قَوِيا فَيَنْبَغِي أَن يكون الطَّعَام الأول سريع الاستحالة وَالْخُرُوج ليَكُون تنَاوله للطعام الثَّانِي على بَقَاء الْمعدة وَلِأَن الطَّعَام الثَّانِي يَنْبَغِي أَن يكون أقوى تتبعه الرَّاحَة وَالنَّوْم الطَّوِيل وَلذَلِك تَجِد أهل الرياضة يَفْعَلُونَ ذَلِك لأَنهم قد وجدوا صِحَّته بالتجربة وَلَيْسَ بضائر لأَصْحَاب التَّدْبِير المنعش أَن يَفْعَلُوا كَمَا يفعل أَصْحَاب الرياضة وَذَلِكَ أَنهم لَا يشربون بعد عشائهم شَيْئا حَتَّى يستمرءوا طعامهم وَإِن هم عطشوا فاسقهم قَلِيلا بِمِقْدَار مَا يَكْفِي الْعَطش لِأَن المَاء إِذا كثر مَعَ الطَّعَام وَالشرَاب ألف ب فِي الْمعدة منع أَن تحتوي الْمعدة على الطَّعَام فَإِذا استمرءوا فَأذن لَهُم فِي اسْتِيفَاء شربهم فَإِنَّهُم إِذا فعلوا ذَلِك انحدر طعامهم وتغذوا أسْرع فَكَانُوا لَهُ أشهى فِي الْيَوْم الثَّانِي وَإِذا أصبح فليبرزوا وليمشوا قَلِيلا وادلك أبدانهم دلكا معتدلاً.
والمعتدل فِي هَؤُلَاءِ أَن يمسك عَنْهُم إِذا سخن الْبدن ثمَّ يركبُوا فَإِذا نزلُوا فادلكهم أَيْضا وأدخلهم الْحمام قبل انتصاف النَّهَار(2/411)
وَإِن كَانَ وَلَا بُد فنحو انتصاف النَّهَار لَكِن ليكن فِيمَا بَينه وَبَين الْعشَاء مُدَّة كَافِيَة وَاجعَل عنايتك باعتدال الْموضع الَّذِي هم فِيهِ واجر نَحْو عَادَتهم فِي الشّرْب على نَحْو عَادَتهم فِي الْيَوْم الثَّانِي اجهد أَلا يسهروا فَإِن قلَّة النّوم يجفف تجفيفاً شَدِيدا واجر فِي الْأَطْعِمَة إِلَى مَا فِي شهواتهم وعادتهم إِلَيْهَا وَمَا لَا يغنى وتأباه نُفُوسهم.
وَاعْلَم أَن من أَصَابَهُ اليبس الذبولي فِي معدته فَإِنَّهُ لَا يبرأ الْبَتَّةَ وَتبقى معدته بَاقِي عمره كمعد الشُّيُوخ وينهك دَائِما وَمن أَصَابَهُ ذَلِك فِي فُؤَاده فَأمره يؤول إِلَى الذبول بِسُرْعَة وَبعد هَذَا فِي السرعة الذبول الْحَادِث عَن الكبد وَبعد هَذَا الَّذِي مبدؤه من الْمعدة فَأَما الذبول الَّذِي يَبْتَدِئ من سَائِر الْأَعْضَاء فَفِيهِ من طول الْمعدة بِحَسب مَا ينقص عَن هَذِه الْأَعْضَاء وَأما من جف جرم فُؤَاده جفوفاً يَسِيرا فَإِنَّهُ يهرم سَرِيعا إِلَّا أَنه على حَال يعِيش أَكثر مِمَّن يكون من اليبس الَّذِي أنكأ فُؤَاده وتدبيرهم على حَال التَّدْبِير الَّذِي وَصفنَا من الترطيب من ظَاهر وباطن وَيَنْبَغِي أَن تعلم أَن اليبس إِذا أزمن مَعَه الْبرد فَلْيَكُن غرضك فِي علاجهم الإسخان المعتدل فَإنَّك إِن أسخنت الَّذين قد نقصت رطوباتهم الَّتِي فِي تجاويف الجداول الصغار إسخاناً معتدلاً يَوْمَيْنِ مَعَ)
تحفظ التَّدْبِير احْتمل فِي الثَّالِث غذاءا أغْلظ وَفِي الرَّابِع وَالْخَامِس غذاءا أصلح.
وَقَالَ أَيْضا فِي حِيلَة الْبُرْء: إِن المزاج الْحَار الْيَابِس يمِيل الْبدن إِلَى النحافة والرياضة المسرعة وَالتَّدْبِير اللَّطِيف والأدوية الملطفة والهموم والأرق يَجْعَل المزاج أَشد حرارة ويبسا فيورث بذلك الهزال وَكَذَلِكَ الْإِحْضَار الشَّديد نافض من اللَّحْم جدا فَمن احتجت أَن تزيد فِي لَحْمه فاسقه من الشَّرَاب غليظاً وأطعمه مَا يُولد دَمًا غليظا ورضه رياضة فِيهَا إبطاء من الْحَرَكَة وادلكه دلكا معتدلا وَافْعل بِهِ فِي الْجُمْلَة مَا تفعل بِمن تُرِيدُ إهزاله على مَا ذكرنَا هُنَاكَ وينفعهم الطلى بالزفت فِيمَا بَين كل ثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة مرّة فَإِن هَذَا دَوَاء نَافِع من التزييد اللَّحْم وَكَذَلِكَ مَتى عرضت هَذِه الْعلَّة فِي عُضْو وَاحِد فاطله بِهَذَا الدَّوَاء فَإِن هَذَا بليغ فِي أَكثر مَا تريده من جَمِيع من تُرِيدُ أَن يتزيد لَحْمه وَذَلِكَ أَنه يسخن ويرطب بِسَبَب أَن يجتذب دَمًا كثيرا وَلذَلِك يَنْبَغِي لنا أَلا ندمن اسْتِعْمَاله فِي الْأَبدَان العبلة وَلَا إِذا كَانَ مَوضِع يَنْبَغِي لنا أَن نَسْتَعْمِلهُ فِيهِ فَيَنْبَغِي لنا أَلا نَسْتَعْمِلهُ مَرَّات كَثِيرَة لَكِن حَسبنَا أَن نَسْتَعْمِلهُ فِي الشتَاء مرَّتَيْنِ ألف ب وَفِي الصَّيف مرّة وَاحِدَة تعين فِي كل علاج يعالج بِهِ فَأَما من قد ولد وَشَيْء من أَعْضَائِهِ هزيل فَإِن النخاسين يداوونه بِهَذَا الدَّوَاء مَعَ تلذيع خَفِيف تلذعونه بِالضَّرْبِ بقضيب مستو أملس مدهون وللضرب مِقْدَار معتدل بِهِ ملاك الْأَمر وَالْعَمَل كُله وَهُوَ مِقْدَار مَا ينتفخ بِهِ الْجِسْم وَقيل أَن يضمر وَلذَلِك يجب فِي كل عُضْو تُرِيدُ الزِّيَادَة فِي لَحْمه أَن تدلكه وتصب عَلَيْهِ ماءا حارا أَو تلذعه بِالضَّرْبِ حَتَّى ينتفح وَتمسك عَنهُ إِذا أَخذ ينتفخ على الْمَكَان قبل أَن يَأْخُذ فِي التَّحْلِيل فَإِن جَمِيع مَا يسخن من شَأْنه أَن يحلل مَا ينجذب إِلَيْهَا إِن طول وابطئ من تسخينه وَقد رَأَيْت رجلا من النخاسين وَقع إِلَيْهِ غُلَام نَاقص الإليتين فَزَاد فِي(2/412)
إليتية فِي زمن قَلِيل بِأَن كَانَ يلذعهما بِالضَّرْبِ المعتدل يَوْمًا وَيَوْما لَا وَيسْتَعْمل طليهما بالزفت بِمِقْدَار معتدل وَأما من كَانَ قد نحف جَمِيع بدنه فَإِنَّهُ ينْتَفع بالاستحمام بعد الطَّعَام وَأعلم أَن المستحم بعد الطَّعَام لَا يُؤمن أَن يعرض لَهُ سدد فِي كبده وخاصة إِن كَانَ نوع الطَّعَام مُوَافقا لذَلِك فَإِن الْأَطْعِمَة المولدة للدم الغليظ قد تحدث سدة إِن اسْتعْملت على غير هَذَا الْوَجْه فدع إِذا اسْتعْمل على هَذَا الْوَجْه يَعْنِي أَن يدْخل بعد تنَاولهَا الْحمام وَقد يُولد مثل هَذَا التَّدْبِير أَيْضا إِذا طَال الْحَصَاة فِي كلى وَالسَّبَب الَّذِي لَيْسَ يعرض لجَمِيع ن يسهله اخْتِلَاف الْخلق وَذَلِكَ أَن من النَّاس من كلاهم ملززة ضيقَة المجاري وَكَذَلِكَ بحاري أكبادهم وَآخَرين هم بالضد من هَؤُلَاءِ وَلَيْسَ لَهُم عَلامَة بَيِّنَة فتعرف بِهِ)
هَذَا لَكنا تسْأَل من تدبره بِهَذَا التَّدْبِير هَل بِحَدّ مس ثقل فِي جنبه الْأَيْمن أَو فِي قطنه فَإِن أصَاب ذَلِك أطعناه من سَاعَته كبرا بخل وَعسل فِي أول طَعَامه وَلَا يزَال يفعل بِهِ ذَلِك حَتَّى يذهب عَنهُ مَا وجد من الثّقل فَأَما مَتى كَانَ أَعْضَاء الْجِسْم لَا تتغذى إِلَّا بكد وَكَانَ مَعَ هَذَا قد برد بردا كثيرا فَإِن قد اسْتعْملت كم من مرّة فِي مداواته الينتون وطلبته بِهِ مَعَ عسل وَمرَّة مَعَ قيروطى فَإِن هَذَا أَيْضا إِذا وضع على الأعصاب جذب إِلَيْهَا دَمًا كثيرا فَأَما مَتى كَانَ الْجلد نَاقِصا فَإِن أداويه وَبِذَلِك ويستغنى بِهِ عَن غَيره. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: فَأَما النَّقْص الَّذِي يكون فِي الشفتين أَو فِي طرف الْأنف أَو فِي الْأُذُنَيْنِ فَأَنا نسلخ ونكشط أَولا الْجلد من الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا ثمَّ نقطع اللَّحْم الصلب ونجمع الْجلد من الْجَانِبَيْنِ ونضم أَحدهمَا إِلَى الآخر ثمَّ يخيطهما بعد ذَلِك ونلزقهما.
فِي حفظ الصِّحَّة: إِن قضافة الْبدن قد تكون من أجل سوء المزاج الْيَابِس يعرض فِي الْبدن أَو فِي الْمعدة وَيكون سَببا لضعف الْقُوَّة المؤدية للغذاء أَو الْقُوَّة الغاذية أَو جَمِيعًا وَقد نفع من كَانَ نحيلاً من هَؤُلَاءِ من ضعف هَاتين القوتين بالطلاء الزفتي وبالدلك قبل الاستحمام بمناديل متوسطة فِي الخشونة واللين إِلَى يحمر بدنه ثمَّ يدلك بعد ذَلِك دلكا صلباً كثيرا ليصلب بدنه ألف ب وَيسْتَعْمل بعد من الرياضة مِقْدَارًا معتدلا ثمَّ يستحم وَلَا يبطئ فِي الْحمام وينشف فِي مناديل كَذَلِك قَلِيلا أَيْضا ثمَّ يمرخ بدنه بدهن يسير ويتناول طَعَامه وَإِن كَانَت السن تحْتَمل صب المَاء الْبَارِد فعل ذَلِك فَإِنَّهُ ينتقع بِهِ. قَالَ: وَكثير مِمَّن اسْتعْمل هَذَا اللطوخ مِمَّن كَانَ فِي مَا مضى قضيفاً عبلاً وخاصة من كَانَت قوته المغرية غير ضَعِيفَة بل المؤدية للغذاء ضَعِيفَة ويمنعها ن الْغذَاء قلَّة الْمَادَّة والغذاء الَّذِي يصل إِلَى الأوراد وَلَيْسَ شَيْء يُسَاوِي هَذَا اللطوخ فِي الْقُوَّة وَإِذا لم يكن هَذَا الطلاء إِمَّا لتفتيق أَو غَيره فَاسْتعْمل الدَّلْك على مَا وَصفنَا والرياضة على مَا وَصفنَا أَيْضا قبل وغرضنا فِي ذَلِك أَن نجتذب دَمًا كثيرا إِلَى اللَّحْم ونقوى الْقُوَّة المغذي ونمنع جهدنا من التَّحَلُّل وَإِنَّمَا نقوى الْقُوَّة المغذية(2/413)
بسخونة اللَّحْم ونمنع مَا كَانَ من الإغذاء إِلَى الْأَعْضَاء بالدهن وَالْمَاء الْبَارِد عَظِيم النَّفْع فِي ذَلِك.
وَمن هَذَا الْكتاب قَالَ: قد أُوتيت بِغُلَام ملهوس السَّاقَيْن فمرخته فِي الْيَوْم الأول بالزفت مرَّتَيْنِ الْوَاحِدَة فِي أثر الْأُخْرَى كَمَا من فِي عادتي أَن أفعل ذَلِك وأمرته أَن تغذوه غذاءاً غير مسرع وَلَا كثير وَفِي الْيَوْم دلكته بالطلاء دلكا معتدلاً فِي الصلابة يسير الكمية فَلَمَّا لَان بدنه أَمرته أَن يزِيد)
فِي كمية الْإِحْضَار وَلَا يزِيد فِي السرعة وَكَذَلِكَ فعلت فِي الثَّالِث وَكنت أدلكه بعد الْإِحْضَار بالدلك الْمسكن وأمرته أَن يمشي كل يَوْم ويبتدئ بِالْمَشْيِ المعتدل ثمَّ يزِيد فِيهِ قَلِيلا قَلِيلا وَجعلت أتفقد سَاقيه وخاصة عروقها لَعَلَّهَا اتسعت لِأَن إتساع الأوراد دون نَمَاء اللَّحْم رَدِيء مجدث للأورام وتفقدت أَيْضا هَل تسخن ساقاه ويجد فِيهَا مس الإعياء الورمى وَكَذَلِكَ يجب أَن تتفقد فِي جَمِيع الْأَعْضَاء فَإِن رَأَيْت من ذَلِك شَيْئا قصرت عَن الرياضة وَأخذت فِي التَّدْبِير الْمسكن لذَلِك على مَا وَصفنَا فِي بَاب الإعياء وعلقت الرجلَيْن والعضو الَّذِي فِيهِ إِلَى فَوق فِي حَال النّوم فَإِذا رَجَعَ إِلَى الْحَال الطبيعية رجعت إِلَى الْعَمَل وَإِن لم تزمن ذَلِك شَيْئا زِدْت فِي مِقْدَار الرياضة كل يَوْم قَلِيلا. ج فِي أَصْنَاف الحميات: إِن سخنت الزفت أَو الراتينج تسخيناً معتدلاً وطليته على عُضْو وَتركته حَتَّى يجمد عَلَيْهِ ثمَّ قلعته عَنهُ بعد أَن انتفخ الْعُضْو. لي هَكَذَا يعْمل طلاء الزفت.
من حميات ابْن ماسوية إِذا كَانَ الْجِسْم قد برد ويبس كالشيخ فأطعمه صفرَة الْبيض تحسية مَعَ خبز السميذ واسقه قَلِيل شراب وَمَاء فَإِذا ناله ثَلَاث سَاعَات فأطعمه خبْزًا مبلولاً بِمَاء وشراب وَأدْخلهُ الْحمام وَليكن غرضك ترطيبة فَقَط وَأخرجه واغذه إسفيذباجة بِلَحْم حمل بحمص وشبث ثمَّ اسْقِهِ شرابًا ممزوجاً وَلَا تكْثر مِنْهُ وَلَا تَجْعَلهُ قَوِيا فيصدع ودعه كي ينَام وبخره بِالْعودِ الْمَطَر أَو بخر بِهِ قدامه أَيْضا ولين وطأه واتكأه وَلَا تبطيء فِي الْحمام وَلَا يكن شَدِيد الْحَرَارَة واحقنهم بحقنة الرَّأْس والأكارع وَالْجنب السمين وَالْحِنْطَة والحمص والشبث يُؤْخَذ مَاؤُهُ ودسمه ألف ب وَيجْعَل فِيهِ شَيْء من دهن بَان ويحقن بِهِ ثَلَاثَة أَيَّام وَيتْرك خَمْسَة أَيَّام ثمَّ يعاود هَذَا بِاللَّيْلِ ينَام عَلَيْهِ لَيْلَة وينكر على حساء صفرَة الْبيض وَالتَّدْبِير فَإِذا دخل الْحمام بعد أَن يَأْكُل صفرَة الْبيض وَالْخبْز وَالشرَاب فَهُوَ جَائِز وَيشْرب شربة بِمَاء سخن فِي الشتَاء ويدلك أعضاؤه بدهن خيري الَّذين يسمنون وتحمر ألوانهم قد يهيج بهم العصب فِي الأحيان من سوء التنفس.
اليهودى: لبن الْبَقر رَطْل بِالْغَدَاةِ وَلَا يَأْكُل إِلَى نصف النَّهَار ثمَّ يَأْكُل ويغتسل فِي الْحمام فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام ويحتقن بالحقن المكثرة لشحم الكلى فَإِنَّهُ يسمن ويرطب(2/414)
المزاج وَلبن النعاج يفعل ذَلِك.
وَقَالَ: الِانْتِفَاع فِي المَاء الْحَار بعد الْأكل حِين يَأْخُذ الطَّعَام ينهضم يسمن جدا.
من الذبول: الذبول فَسَاد جسم الْحَيّ من أجل اليبس قَالَ: وَيكون الذبول الْبَسِيط من الِامْتِنَاع من تنَاوله الأغذية إِمَّا بِإِرَادَة وَإِمَّا بِغَيْر إِرَادَة يَعْنِي بالبسيط مَا كَانَ من اليبس فَقَط وَأما الذبول)
الَّذِي مَعَ الْبرد فَيعرض للمشايخ وَأما الَّذِي مَعَ الْحَرَارَة فَيعرض من حميات الدق وَلَا يَشْمَل الذبول على الْبدن لِئَلَّا يذبل الْبَتَّةَ وَلَا فِي حَال الشيخوخة فَغير مُمكن فَأَما إِن امْتَدَّ لذَلِك وَقت أطول فممكن وَهَذِه الجزؤ من الطِّبّ يُسمى تَدْبِير الْمَشَايِخ وَالْغَرَض فِيهِ مداواة جرم الْقلب وَمنعه بِقدر الطَّاقَة أَن يجفف لِأَنَّهُ مَا دَامَ هَذَا الْعُضْو يَتَحَرَّك فَلَيْسَ يَمُوت وَكَذَلِكَ الْحَيَوَان وَكَذَلِكَ الْحَال فِي الكبد وَلَو أمكن أَن تمسك هَذِه رطبَة دَائِما لأمكن دفع الشيخوخة لكنه لما كَانَ لَا يُمكن ذَلِك فَإِنَّهُ يُمكن دَفعهَا مُدَّة طَوِيلَة قَالَ: فَقَوْل أميروس حق فِي الْمَشَايِخ: إِنَّهُم إِذا استحموا وأكلوا يجب لَهُم أَن يَنَامُوا على فرش لينَة وَهَذَا التَّدْبِير أصوب مَا يدبر بِهِ الْمَشَايِخ لِأَن هَذَا التَّدْبِير يرطب جدا والغذاء خَاصَّة ترطيبه للبدن أَكثر من سَائِر مَا يرطبه لِأَنَّهُ يتشبه بِهِ وَيزِيد فِي الرُّطُوبَة الْأَصْلِيَّة فَأَما سَائِر ضروب الترطيب فَإِنَّهَا إِمَّا أَن تمنع اليبس من الظَّاهِر وَإِمَّا أَن تزيد فِي الرطوبات الَّتِي هِيَ مبثوثة فِيمَا بَين الْأَعْضَاء. قَالَ: وَبِذَلِك يُمكن أَن يرطب نفس مزاج الْقلب وَيزِيد فِي رطوبته الْأَصْلِيَّة ورطوبة جَمِيع الْأَعْضَاء بِزِيَادَة الرُّطُوبَة المبثوثة كَمَا أَنه إِذا قلت الرطوبات الآخر صَار سَببا إِلَى قلَّة رُطُوبَة الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة. قَالَ: وَلَيْسَ يعْدم الْقلب والكبد الرُّطُوبَة إِلَّا بِأَن يعْدم الْحَيَوَان الدَّم الْعَدَم الشَّديد أما الكبد فَلِأَن توليد الدَّم لَهَا وَأما الدَّم فلشدة قوته الجاذبة فَلذَلِك لَا يُمكن أَن يعْدم الْقلب الْغذَاء دون أَن يعدمه جَمِيع الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة بِحَسب فضل قوته الجاذبة عَلَيْهَا وَلَا يجب أَن تتوهم أَن حَال قلب القضيف وكبده أحسن حَالا من سَائِر أَعْضَائِهِ. قَالَ: وَفِي حَال الذبول الْقلب بَارِد ويستدل عَلَيْهِ من برودة النَّفس وصغره وتفاوته وَكَذَلِكَ يكون النبض صَغِيرا متفاوتا وَلَا برأَ لَهُ الْبَتَّةَ.
من حفظ الصِّحَّة لأبقراط قَالَ: اسْتعْمل ضد مَا وصفناه فِي تهزيل ألف ب السمين وَيدخل الْحمام مِنْهَا مَرَّتَانِ أَو وَاحِدَة لَا محَالة بعد الطَّعَام والرياضة البطيئة القليلة وَالتَّدْبِير والفراش الوطئ وتفريق الْغذَاء فِي مَرَّات والإكثار مِنْهُ.
أبيذيميا فِي الترياق إِلَى قَيْصر: إِن الدُّود فِي الْبَطن قد يهزل الْإِنْسَان لِأَنَّهُ يستلب الْغذَاء أجمع.
أبيذيميا: تهييج الْغَضَب والغيظ وَمَا يحمر الْوَجْه ويبرز الْحَرَارَة إِلَى ظَاهر الْبدن(2/415)
كالنظر إِلَى الْقِتَال والصراع وتعاطيه يسمن والفرح يسمن طلاء الزفت والتحمير والدلك المعتدل والحركات تسمن الْبدن كُله والعضو الَّذِي يسْتَعْمل فِيهِ.
أبيذيميا: من كَانَ مُعْتَادا للرياضة وَكَانَ مَعهَا خصب الْبدن فَتَركهَا فَرُبمَا قضف الْمَشْي البطئ)
يغلظ الْجِسْم وكل رياضة بطيئة تسمن وَيسْتَعْمل من يُرِيد أَن يسمن الْخبز والأغذية الرّطبَة أَكثر وَمن يُرِيد أَن يهزل بدنه فليستعمل السويق وَنَحْوه من الأغذية الْكَثِيرَة الكمية القليلة الْكَيْفِيَّة. قَالَ: وَمن نقص بدنه فأطعمه لحم الْخَنَازِير مشوياً لِأَنَّهُ كثير الْغذَاء وَلِأَن الشوي يكون مِنْهُ قوى مَنَاسِك غير سيال وَلَا يُولد لَحْمًا منتفخا بل لَحْمًا ملززا قَوِيا. قَالَ: النخاسون يمددون الْجلد ويرجون لكل بدن أَن يسمن بِقدر تبَاعد الْجلد عَن اللَّحْم قَلِيلا كَانَ أَو كثيرا. قَالَ: اللَّوْن المراري لصَاحب الْبدن المزول فِي الْأَكْثَر والأحمر للبدن السمين والمستعد للسمين وَلَيْسَ يُمكن أَن يمسك حَتَّى يحدث فِيهِ دم كثير مَحْمُود فَإِن الدَّم إِذا كَانَ مراريا وَلَو كثيرا إِلَّا يسمن المحرور المزاج قد يسمنه المضجع فِي الْهَوَاء الْبَارِد والفراش الْبَارِد وبالضد. ج فِي تَفْسِيره لطبيعة الْإِنْسَان: إِن النحيف الْبدن تسرع إِلَيْهِ الْأَمْرَاض بسهولة وَذَلِكَ أَن الْحر وَالْبرد والإعياء والأذى من جَمِيع الْأَسْبَاب الخارجية تسرع إِلَيْهِ وتؤثر فِيهِ بسهولة وتسرع إِلَيْهِ الْأَمْرَاض بالعجلة من السهر وَالْغَم والتخم وَالْغَضَب أَكثر من إسراعها إِلَى من بدنه عبل سمين.
قَالَ قاطيطرون: الهزال الَّذِي يعرض لبَعض الْأَعْضَاء إِمَّا أَن يكون لِكَثْرَة سُكُون من تِلْكَ الْأَعْضَاء طَوِيل الْمدَّة أَو رِبَاط ربطت بِهِ لكسر أَو غَيره لِأَن السّكُون يضعف الْقُوَّة الجاذبة والرباط يعصر عَنهُ الدَّم فيقل لذَلِك غذاؤه فافعل فِي مداواتها ضد ذَلِك فتقوى قوتها بالحركة وتجلب الدَّم إِلَيْهَا بالدلك المعتدل والأطلية والرباط وصب المَاء والدلك يكونَانِ بِمِقْدَار مَا ينتفخ الْعُضْو ويحمر وَيقطع قبل أَن تشتد حمرته لِأَن فِي هَذِه الْحَالة ينْحل أَكثر مِمَّا جذبته إِلَيْهِ وَأكْثر ويستدل على سرعَة رُجُوع الْعُضْو إِلَى الْحَال الطبيعية سرعَة حمرته عِنْد الدَّلْك وَالْمَاء الْحَار والأعضاء الَّتِي تعسر حمرتها فَإِنَّهُ تحْتَاج إِلَى الدَّلْك بِبَعْض الْأَدْوِيَة الحارة مثل الَّذِي يَقع فِيهِ تفسيا قَلِيل والأدوية المحمرة وَاسْتعْمل هَذَا إِلَى أَن يحمر الْعُضْو فَقَط فَإِذا حمرته فَلَا تدعها عَلَيْهِ وَإِن لم تحمره فأعدها إِلَى أَن تحمر والطلاء بالزفت جيد فِي ذَلِك قَالَ: فَهَكَذَا أعالج الْأَعْضَاء المهزولة وَلَا تحْتَاج إِلَى الرِّبَاط إِلَّا فِي الندرة ألف ب وَصفَة هَذَا الرِّبَاط أَن يَأْخُذ من الْموضع الَّذِي فَوق الْعلَّة مَكَانا صَالحا وَيكون اللف هُنَاكَ صلبا وتجئ بِهِ نَحْو الْموضع وَلَا تزَال بِهِ حَتَّى يكون عِنْد الْموضع العليل أرْخى مَا يكون لِأَن هَذَا تحذب إِلَى ذَلِك الْموضع دَمًا كثيرا وَهَذَا الرِّبَاط ضد رِبَاط الْكسر وَذَلِكَ أَن رِبَاط الْكسر يكون أَشد موضعا فِيهِ مَوضِع الْكسر وارخاه.(2/416)
لي هَذَا علاج الْعُضْو المفلوج الَّذِي أُشير بِهِ وَقَالَ: فِي الصَّيف إِنَّمَا أربط فَوق الْموضع العليل)
وَلَا أربط مَوضِع الْعلَّة لِأَنِّي أَخَاف أَن أسخنه وأحلله وَأما فِي الشتَاء فَإِنِّي أربطه وأدثره وَإِذا كَانَت الْعلَّة فِي يَد أَو رجل وَكَانَت قد قضفت جدا فَإِنِّي أربط الرجل الْأُخْرَى وَالْيَد الْأُخْرَى رِبَاطًا من أَسْفَل إِلَى فَوق لأمنع الدَّم الَّذِي يجيئها فَيَنْصَرِف إِلَى الْعُضْو الآخر وَلَا يَنْبَغِي أَن يكون ربطاً شَدِيدا بل بِقدر مَا لَا يؤلم مِنْهُ وَيكون الْعُضْو الآخر فِي الصَّيف مكشوفاً وَفِي الشتَاء موقى من الْبرد وادلكه دلكا دَائِما أَولا بمنديل خام ثمَّ بأدوية حارة مَتى كَانَ عسر الْقبُول للسخونة وَإِن كَانَ سهل الْقبُول للسخونة فحسبه أَن يدلك بِزَيْت فِيهِ شمع يسير جدا وَيسْأل العليل هَل يحس الْحَرَارَة الَّتِي أكسبناه إِيَّاهَا من الدَّلْك والأدوية بَاقِيَة أم لَا فَإِن أحسها بَاقِيَة تَرَكْنَاهُ وَإِلَّا أعدنا ضروب العلاج. العلاج أَرْبَعَة أضْرب: الْحَرَكَة والدلك وَالْمَاء الْحَار والأدوية إِمَّا قَليلَة الْحَرَارَة كالزيت وَإِمَّا كَثِيرَة الْحَرَارَة كالزفت والأدوية المحمرة وَإِن رَأَيْت الَّذِي تعالجه قد برد بردا شَدِيدا فَلْيَكُن دواؤك مؤلفاً من أدوية كَثِيرَة يَقع فِيهَا قفر وكبريت قَلِيل لم تمسه النَّار وعاقرقرحا وَقد داويت بِهَذَا الطَّرِيق جمَاعَة فبرءوا. قَالَ: وَإِذا كَانَت الْعلَّة فِي السَّاق أَو الساعد فَإِنَّهُ يَكْفِيك أَن تبتدئ بالرباط من الأربية بغمز رَقِيق وترخيه إِلَى مَوضِع النهوك وَأما إِذا كَانَت الْعلَّة فِي الْفَخْذ أَو فِي الْعَضُد فَإنَّك تحْتَاج أَن ترْبط الْيَد أَو الرجل الْأُخْرَى وَاجعَل مبدأ الرِّبَاط من أَسْفَل وارتق بِهِ نَحْو الأربية والإبط وَإِن كَانَ النهوك فِي الساعد أَو السَّاق قَوِيا مفرطاً فالأجود مَعَ رِبَاط مَا فَوْقه أَن ترْبط الْعُضْو الَّذِي فِي الْجَانِب الآخر وتربط أَيْضا من الرجل أَو الْيَد العليلة مَا هُوَ دون الْعُضْو الْموضع العليل ربطاً إِلَى فَوق أَيْضا لكيلا يغتذى ويصل الْغذَاء كُله إِلَى الْموضع العليل وَهَذَا الرِّبَاط ينكئ الْعُضْو الصَّحِيح وينهكه إِلَّا إِنَّا نصنر عَلَيْهِ حَتَّى يعود العليل إِلَى حَاله ثمَّ نعنى بِهِ أَيْضا بعض الْعِنَايَة على أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يشرف فِي الشد لِأَن ذَلِك رَدِيء جدا والعضو مِنْهُ على إشراف فَسَاد عَظِيم.
من جَوَامِع النبض الصَّغِير: الذبول قد يكون من أجل أورام لَا تنْحَل وتزمن فيذوب لَهَا الْجِسْم أَولا فأولا والنبض فِي هَذَا الصِّنْف ضَعِيف شَدِيد السرعة متواترة مائل منحن وَيكون أَيْضا الذبول من أجل شراب سقى الْمَرِيض فِي حمى حارة لعِلَّة عَظِيمَة أشرف عَلَيْهَا من غشى شَدِيد فنجا بذلك الشَّرَاب من الْمَوْت العرضى ألف ب بِمَشِيئَة الله ثمَّ ذبل بدنه على طول الْمدَّة والنبض فِي هَذَا الذبول ثَابت على حَال وَاحِدَة ضَعِيف متواتر جدا كذنب الْفَأْرَة فِي جَمِيع الْأَوْقَات وَهَذَانِ الذبولان مَعَهُمَا فِي الْجِسْم حرارة بَاقِيَة وَأما الصِّنْف الثَّالِث من الذبول فَإِنَّهُ)
يعرض بِسَبَب سوء مزاج بَارِد يَابِس ويعرض للمشايخ خَاصَّة وَلَا سِيمَا إِذا كَانَت الْمعدة أَو الرئة عليلتين وَأكْثر مَا يعرض هَذَا الصِّنْف بعقب الْحمى والنبض يكون فِي هَذَا(2/417)
الْوَقْت مَا دَامَت الْقُوَّة متماسكة متفاوتا وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ هُنَاكَ حَاجَة تقتضى ذَلِك فَإِذا انْحَلَّت الْقُوَّة غَايَة انحلالها صَار النبض متواترا ليبلغ تَمام الْحَاجة الْأَبدَان الَّتِي تهزل فِي زمن طَوِيل يَنْبَغِي أَن تكون إِعَادَتهَا إِلَى الخصب بالتغذية فِي زمن طَوِيل بتمهل وَالَّتِي ضمرت فِي زمن يسير فَإِنَّمَا يحدث لَهَا ذَلِك من استفراغ الرطوبات لَا من ذوبان الْأَعْضَاء الجامدة. فَأَما الْأَبدَان الَّتِي ضمرت وقضفت فِي زمَان طَوِيل فقد ذاب مِنْهَا اللَّحْم ودقت وانتهكت وضعفت الْأَعْضَاء الَّتِي تهضم الْغذَاء وَهِي الَّتِي تنشرها فِي الْجِسْم وَالَّتِي تولد الدَّم فَلذَلِك لَا تقوى على النضج الَّذِي يكون بِمِقْدَار مَا يحْتَاج إِلَيْهِ الْبدن وَكَذَلِكَ يَنْبَغِي أَن تجْعَل غذاءه قَلِيلا قَلِيلا فَأَما الَّتِي إِنَّمَا استفرغت مِنْهَا الرطوبات فَإِنَّهُ قد يُمكن إِعَادَتهَا سَرِيعا إِذا كُنَّا واثقين بِقُوَّة الْأَعْضَاء الهاضمة والمولدة للدم والمثيرة للغذاء والأغذية الَّتِي يسْرع إغذاؤها للجسم وَهِي الرقيقة اللطيفة وخاصة إِن كَانَت بَاقٍ وَكَذَلِكَ تحللها ومرورها من الْجِسْم سَرِيعا وبالضد وَإِذا أردْت أَن تولد لَحْمًا صلباً بَاقِيا فاترك هَذِه إِلَى اللزوجة الْفُصُول: الرَّاحَة الطَّوِيلَة الدائمة والأغذية الغزيرة والرطبة ترطب الْبدن وتوق فِي من تُرِيدُ أَن تخصب بدنه الحامض والمالح والعفص والحريف فَإِن هَذِه تجفف وَهِي أَن تكون الأغذية الَّتِي فِيهَا هَذِه الطعوم أَطْعِمَة دوائية وَأما الأغذية الَّتِي تصلح لَهُم الحلو وَالدَّسم والتفه وَاعْلَم أَن المَاء لايفئ بترطيب الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة وَلَا يقوى على ذَلِك لَا إِذا شرب وَلَا إِذا ألْقى لقى الْجِسْم من دَاخل أَو من خَارج بل إِنَّمَا يرطب إِذا لقى الْبدن من دَاخل وَمن خَارج السَّطْح الَّذِي يلقاه ويسهل جفونه بعد.
بختيشوع: الكرسنة إِذا قليت وطحنت وَأخذ مِنْهَا كالجوزة معجونة بِعَسَل نَفَعت من الهزال مَاء لِسَان الْحمل نَافِع لمن غلب على مزاجه اليبس وَكَذَلِكَ السّمك الطري والقرع والسويق وخاصة فِي الصَّيف والأحشاء.
الأهوية والبلدان: وَمَا كَانَ من الْبدن ظَاهرا مكشوفاً يجِف لِأَن البخار يتَحَلَّل مِنْهُ وَمَا كَانَ مَسْتُورا فَإِنَّهُ يعرق لِأَن البخار الَّذِي يخرج لَا يبْقى لَكِن يبْقى بعضه عَلَيْهِ فَيبقى الْجَسَد رطبا. لي من هَذِه يجب أَلا يبرز جَسَد من تُرِيدُ ترطيبه للهواء وخاصة الْحَار وَالشمَال فَإِنَّهُمَا يجففان لَكِن تَجْعَلهُ أبدا عَلَيْهِ نداوة معتدلة فَإِن الفرط أَيْضا يجفف المزاج.) ج فِي المزاج: إِن اللَّحْم مادام لَا يبطل ألف ب فعله طبيعيا فَإِنَّهُ زِيَادَة فِي الصِّحَّة.
حنين فِي تَدْبِير من غلب على بدنه الْحَار واليابس: قَالَ جالينوس فِي الذبول: إِنَّه لَوْلَا التَّدْبِير بالآبزن والمروخ لما كَانَ إِلَى شِفَاء الدق سَبِيل.
وَقَالَ فِي أغلوقن: الْأَصْلَح فِي رد مزاج الْقلب الْحَار استنشاق الْهَوَاء الْبَارِد والأصلح فِي رد المزاج الْحَار الَّذِي يكون(2/418)
للدماغ الأضمدة الْبَارِدَة والأصلح فِي مزاج الْمعدة والكبد الْحَار الأغذية والأضمدة مَا يتَحَلَّل من الْبدن من الأرياج فزده وغذاؤه الروايح وَمَا يتَحَلَّل من الأخلاط فالأشربة وَمَا يتَحَلَّل من الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فالحبوب واللحوم وَيجب أَلا يكون هُوَ صَاحب الدق من الْحَرَارَة بِحَيْثُ يحس بحرارة أَصْحَاب الْأَبدَان المعتدلة وَلَا من الْبرد بِمِقْدَار يقشعر مِنْهُ هَؤُلَاءِ وَيجب أَن تسْتَعْمل هَؤُلَاءِ الآبزن فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ وَإِن كَانَت الْعلَّة ضَعِيفَة فَأكْثر وَيسْتَعْمل المروخ قبل دُخُول الآبزن ويضمد بدهن الْورْد والبنفسج. لي المروخ قبل الآبزن يَنْبَغِي أَن نَنْظُر فِيهِ وَليكن أبلغ مرار الآبزن الْمرة الَّتِي تكون فِي آخر النَّهَار وَمن كَانَ من هَؤُلَاءِ الْحَرَارَة عَلَيْهِ أغلب أَن يبرد مَاء الآبزن بعد أَن يدْخلهُ قَلِيلا وَيكون المَاء الَّذِي يصبهُ على رَأسه أبرد من مَاء الآبزن وَيتبع الْخُرُوج من الآبزن وضع الْأَشْيَاء الْبَارِدَة للرأس إِن كَانَ الدِّمَاغ قد سخن جدا وعَلى الصَّدْر والكبد والمعدة ويتوخا أَن تكون هَذِه الأضمدة تجمع إِلَى الْبرد طيب الرَّائِحَة وَتَكون بَارِدَة بِالْفِعْلِ وَالْقُوَّة وتوق الْأَشْيَاء الْيَابِسَة بِالْقُوَّةِ وتوق مَا يبرد أبدانهم بِالْفِعْلِ وَالْقُوَّة بردا قَوِيا وَذَلِكَ يخصب أبدانهم بِالْفِعْلِ وَالْقُوَّة بردا قَوِيا وَذَلِكَ يخصب أبدانهم فَيمْنَع من نُفُوذ الرطوبات وقبولها فَإِذا كَانَ سوء المزاج الْيَابِس مَعَ حرارة لم تحتج أَن تتوقى الْبرد هَذَا التوقى وَإِنَّمَا تحْتَاج أَن تتوقى إِذا كَانَ مَعَ برودة وَمن نَافِع مَا يسْتَعْمل فِي الَّذِي لَهُم مَعَ ذَلِك حر مَاء الْورْد والكافور وخل ودهن ورد ودهن نيلوفر ودهن بنفسج وقيروطى وَيجب مَتى كَانَ الْبدن نحيفاً ودام على ذَلِك أَن تحذر عَلَيْهِ غَايَة الحذر من التَّعَب وَلَا سِيمَا فِي الْحمام وَعند اسْتِعْمَال الآبزن ويحتاط فِي ذَلِك إِذا كَانَ الضَّعِيف غَالِبا وَيحمل فِي محفة إِلَى الْحمام وَأخرجه على تِلْكَ الْحَال وَاحْذَرْ عَلَيْهِم جَمِيعًا تَعب الْبدن وتعب النَّفس من الْفِكر والضجر وَغَيره وتوق أَن تطيلوا اللّّبْث فِي الْحمام والآبزن إِلَى أَن تذبل أبدانهم وتسترخى قواهم وتوق عَلَيْهِم الدنو من الشَّمْس أَن يكون حمامهم وَمَاء آبزنهم حاراً كثيرا مِمَّا حذرنا. ج: طول الْفِكر يهزل السمين. لي طول الْفِكر الَّذِي إِذا فكر اهتم يهزل فَأَما غَيره فَلَا)
وَيجب أَن يكون التَّدْبِير فِي تَقْدِير المَاء فِي الْحمام والآبزن على مَا وَصفنَا مَا كَانَ الْبدن ضَعِيفا فَإِذا صلح وأخصب بعض الخصب وتراجعت الْقُوَّة اسْتعْمل فِي وَقت الْخُرُوج من الآبزن مَا أبرد ويغط فِيهِ غطة وَاحِدَة حَتَّى يصير برده قَوِيا ويتوقى برده مَا دَامَ لم يخصب ألف ب وَلم يكْسب من اللَّحْم مِقْدَارًا صَالحا وَاحْذَرْ ذَلِك حذرا شَدِيدا وَليكن استعمالهم الْحمام على غير جوع وَلَا نُقْصَان من الْجِسْم بل يكون من الْغذَاء الْمُتَقَدّم بَقِيَّة فَإِن لم يتهيأ ذَلِك اسْتعْمل الأحساء الْمُوَافقَة وانتظر سَاعَة هَل يحس بانحدارها ثمَّ اسْتعْمل الْحمام والآبزن وَهَذَا التَّدْبِير يسمن المهازيل إسمانا قَوِيا غير أَنه رُبمَا عرض لَهُم بعقبة ثقل فِي الْجَانِب الْأَيْمن فَإِذا عرض ذَلِك فليستعملوا مَاء الأفسنتين والسكنجبين وحسو الْأرز بِاللَّبنِ الحليب حَتَّى يتهرا وينحل يسمن المهازيل غير أَن هَذَا الحسو لَا يصلح للضعاف بل لمن مَعَه قُوَّة وَاحْذَرْ الْحمام فِي هَؤُلَاءِ على الْخَلَاء والأغذية التفهة هِيَ المسمنة وَمَا كَانَت الشَّهْوَة إِلَيْهِ أميل مَا لَا يكون يَابسا.(2/419)
وَمن أوفق الْأَشْيَاء لأَصْحَاب الدق وهم الَّذين قد غلب على أعضائهم الرئيسة الْحر واليبس وَالَّذين قد بلغُوا من ذَلِك من الضعْف إِلَى أَن صَارُوا يغشى عَلَيْهِم: لبن الأتن وَمَاء الشّعير وَإِن لم يتهيأ لبن الأتن فلبن الْبَقر سَاعَة يحلب ويخلط بِهِ سكر ليمنع من التجبن وتعلف العنز شَعِيرًا أَو هندباء أَو خساً أَو غير ذَلِك مِمَّا أشبهه وَتَكون فتية خصيبة الْجِسْم قريبَة الْعَهْد بالولاد وَيسْتَعْمل اللَّبن بعد الْخُرُوج من الْحمام وقيئهم وقتا بعد وَقت على قدر احْتِمَال الْقُوَّة فَأَما مَاء الشّعير فَاسْتَعْملهُ أَيْضا بعد الْخُرُوج من الآبزن بعد جودة طبخه وَإِذا كَانَت الْقُوَّة رقيقَة فَأَرقهُ وَخذ صَفوه وَمَتى رَأَيْت قُوَّة فزد فِي غلظه حَتَّى يسْتَعْمل ثفله أَيْضا ويخلط فِي الأحيان عدس مقشر فَهَذَا يصلح إِذا كَانَت الْحَرَارَة غالبة.
قَالَ: وَمِمَّا تصلح لَهُم: حساء الإسيفذباجات المعمولة بالبقول الْبَارِدَة كالقطف والأسفاناخ والرجلة والبقلة اليمانية والخس والملوخيا وَنَحْوهَا والقرع وجوف الْخِيَار والقثاء وَيشْرب أَحْيَانًا مَاء القرع المشوي قبل الطَّعَام بعقب الآبزن يعد أَن يطيب بِشَيْء من سكر وخل وَيَأْكُل الخس بالخل الممزوج بِالْمَاءِ وَلَا يَأْكُلهُ بِهِ خَالِصا وخاصة إِن كَانَ قَوِيا فَإِنَّهُ يجفف وَإِن لم تمنع الْحَرَارَة فَاسْتعْمل الفراريج وَنَحْوهَا والجداء والحملان الرضع والسمك الرضراضى سَاعَة يصاد إسفيذباجا وَليكن أكل هَذِه بعد اسْتِعْمَال الحساء بمديدة يسيرَة ولتكن الْأكلَة الثَّانِيَة بالعشى بعد الآبزن وَيكون مَا يتحسى قبل الآبزن خَفِيفا ليمكن أَن يدْخل الآبزن وَمَتى ازْدَادَ الْجِسْم قُوَّة فزد)
فِي الْغذَاء بِحَسب احْتِمَاله وَمَا دَامَ الْجِسْم اضعف فَاجْعَلْ الْغذَاء ألطف وأرق وأرطب وَفِي مَرَّات وَأكْثر الطبيخ أَحْمد من الشواء لهَؤُلَاء وتفقد الأغذية فيهم فَمَا رَأَيْتهَا أسْرع انحدارا فآثره على غَيره وتؤكل البوارد فَإِنَّهَا أَحْمد وَيسْتَعْمل شراب البنفسج والجلاب بعد أَلا تكون الْحَلَاوَة فيهمَا قَوِيَّة وَيكثر المَاء وَاسْتعْمل رب الريباس فِي وَقت الغشى وصفر النبض وَضعف النَّفس وَقلة الشَّهْوَة وَمَاء الرُّمَّان وربه وَإِن لم يمْنَع من الشَّرَاب حرارة فَاسْتعْمل من الشَّرَاب ألف ب الممزوج بِعشْرَة أَمْثَاله وتترك مُدَّة كي تتَّخذ كيفياته وَيصير فِي حد لَا يحس من سُورَة النَّبِيذ لَهُ شَيْء الْبَتَّةَ وَيشْرب بَارِدًا: وَيتَخَيَّر اللَّبن الْأَبْيَض مِنْهُ ويخدر عتيقه وضمد الكبد والمعدة وَاعْلَم أَنه قَلما تسخن الكبد وَتبقى كَذَلِك مُدَّة وَلَا تسخن مَعهَا الْمعدة وضمدها بالصندل والكافور وَمَاء الآس وَمَاء الْورْد وَالْخلاف وَأما الصَّدْر فضمده بقيروط فِيهِ كافور وَيجْعَل فِيهِ أَحْيَانًا شَيْء من خل وَالْأَفْضَل فِي هَذَا الضماد أَن يسْتَعْمل بعقب الآبزن وَيُوضَع على الصَّدْر والأضلاع لتطفئة حرارة الْقلب مَاء الخس وَمَاء حَيّ الْعَالم وَنَحْوه بدقيق شعير ويبدل مَتى سخن فَاجْعَلْ مَعهَا دهن نيلوفر وكافور وَيُوضَع على الرَّأْس مِنْهَا وَقد برد بالثلج إِذا احتجت إِلَى ذَلِك فَأَما مَا يوضع على الصَّدْر والمعدة فَلَا تَجْعَلهُ غَالب الْبرد مثل مَا يوضع على الدِّمَاغ وخاصة مَا دَامَ الْبدن مهزولاً وَيجب أَن يكون الْهَوَاء الْمُحِيط مبردا إِمَّا برِيح تخترقه(2/420)
وَإِمَّا بمراوح كبار وَيكون بِقُرْبِهِ تفاح أَو لفاح وآس وَورد وَخلاف وشاهشبرم وبطيخ وسفرجل وخوخ ولخالخ محلولة من ورد وصندل وكافور وَمَاء آس وتفاح وَنَحْوهَا ويستدعى النّوم أبدا بعد الطَّعَام وَإِن تغذى فليضطجع على فرَاش وطئ فِي مَوضِع مظلم بَارِد على مَا وَصفنَا بشم تِلْكَ الأرايح وليجتنب الْبَاءَة غَايَة الاجتناب وَجَمِيع مَا يسخن الْجِسْم حَتَّى يقوى بدنه فَإِذا قوى أَيْضا فليجتنبه فِي مَوضِع حَار أَو على جوع شَدِيد أَو على الامتلاء وليستعمل شَيْئا يَسِيرا من الرياضة قبل طُلُوع الشَّمْس فِي هَوَاء بَارِد بِالْمَشْيِ وَالرُّكُوب ويحذر أَن يبلغ ذَلِك مِنْهُ مبلغا يحس الْجِسْم بِشَيْء من التَّعَب والإعياء وليتوق الصَّباح وَكَثْرَة الْكَلَام وليستعمل سويق الشّعير مَعَ مَاء الرُّمَّان فِي وَقت صغر النَّفس وغثى الْمعدة وَسَوِيق السلت بدهن اللوز ويقصد إِلَى مَا كَانَت الشَّهْوَة إِلَيْهِ أميل وانهضامه أسْرع وَلَا يسْتَعْمل من الْحَلَاوَة إِلَّا الْيَسِير فَإِنَّهَا تسخن وتؤذى فَإِن أكل مِنْهَا فلذي فِيهَا من ذَلِك باعتدال ويدع القابضة الْبَتَّةَ. لي ويدع المالحة والمرة والحريفة والحامضة وَلَا يلبس مَا يكربهم ويستلقى بعد الْحمام والآبزن)
على فرَاش وطئ حَتَّى يسكن التَّعَب الَّذِي يكسه الْحمام ثمَّ يتَنَاوَل الطَّعَام وَيَأْكُل مَرَّات فِي الْيَوْم وليستعمل الآبزن بالغذاة والعشى أَو ثَلَاث مَرَّات فِي الْيَوْم وَيكون مَاؤُهُ معتدلاً لذَلِك الْجِسْم ويتمرخ بالدهن قبله وَبعده ويقل الْحَرَكَة مَا أمكنه وَيكون تقلبه فِي هَوَاء رطب وَيكثر حوله من المَاء والرجلة والأخيرة الَّتِي يدخلهَا الآبزن فِي كل يَوْم فَهِيَ لَا محَالة بعد الطَّعَام وَإِلَّا فليتناول شَيْئا قبل الآبزن وَيصْلح لَهُم مَاء الشّعير وَغَيره بعد الْخُرُوج من الآبزن مبرداً بالثلج وألزمهم الأغذية المبردة وَقرب إِلَيْهِم بعد البوارد المعمولة من الْبُقُول وَغَيرهَا هَذَا للَّذين بهم حمى وحرارة واعمل من عِنَب الثَّعْلَب بقلية وَشرب المَاء الْبَارِد نَافِع جدا للَّذين غلب على مزاجهم سوء المزاج الْحَار الْيَابِس ألف ب جدا والدجاج المسمن جيد لمن تُرِيدُ إسمانه وَقد قوى قَلِيلا وخاصة المغذيات بالحبوب وَاللَّبن وصفرة الْبيض وأدمغة الحملان وَالَّذين قد غلب عَلَيْهِم الْحر واليبس جدا تعاهد هوائهم بالتبريد لِئَلَّا ينْحل مِنْهُم شَيْء كثير فيغشى عَلَيْهِم فَلْيَكُن غرضك ليغلظ الرّوح فيهم دَائِما وليأكلوا الْفَاكِهَة المبردة بالثلج قبل الطَّعَام كالتوت وَالْعِنَب المائي والبطيخ الَّذِي لَيْسَ بحلو وَالَّذين يصيبهم الغشى فاعطهم مَعهَا سفرجلا وكمثرى وَإِن كَانَ صَار إِلَى اليبس فَإِن فِي حفظ القوى أولى فِي تِلْكَ السَّاعَة وامرخهم بالأدهان القابضة.
أَبُو جريج الراهب: اللعبة الْبَريَّة تسمن وترطب الْبدن الْيَابِس وتزيد فِي اللَّحْم جدا إِن سقيت مَعَ بعض الأسوقة إِلَّا أَنَّهَا قَوِيَّة الْحَرَارَة وَرُبمَا أورثت أوجاعا حارة.
اختيارات الْكِنْدِيّ: سمنة مجربة لمن غلب عَلَيْهِ الهزال: يُؤْخَذ ربع كيلجة خروع مقشر(2/421)
فينعم سحقه وَيصب عَلَيْهِ رطلان من لبن حليب ويعجن نعما وَيحكم خلطه ويخبز مِنْهُ فِي كل وَاحِدَة نصف أُوقِيَّة ويجفف ثمَّ يستف مِنْهُ فِي كل يَوْم اثْنَان قبل الطَّعَام فَإِنَّهُ عَجِيب نَافِع.
من كتاب روفس فِي تهزيل السمين. قَالَ: الْجِسْم الْجيد الْبضْعَة المعتدل فِي ذَلِك أكمل صِحَة وأوثق وَقَالَ: الباقلى يرطب الْبدن لبن الْبَقر المنزوع الزّبد غير الخيض لَكِن المخيض من سَاعَته إِذا طرح فِيهِ خبث الْحَدِيد والصعتر والبزور وَشرب أخصب الْبدن.
يُوسُف السَّاحر: الْخبث يسمن ويخصب فليرد إِلَى هَاهُنَا مِنْهُ صِفَات وَله سمنة عَجِيبَة: مغاث رَطْل ينخل ويعجن بِلَبن حليب ويغطى بمنخل لَيْلَة ثمَّ يلقى عَلَيْهِ كثيراء نصف رَطْل مدقوق وَنصف ربع حَبَّة السمنة وغمزه شيرج ويلقى فِيهِ حب السمنة نصف ربع وكمون ثمن ويطبخ نعما ويصفى الدّهن فيتخذ حساء بدقيق الباقلى وأرز وحنطة وحمص وَلبن وَيجْعَل فِيهِ)
الدّهن ويلقى من هَذَا الثفل فِي الفتيت فَإِنَّهُ عَجِيب جدا.
الطبرى مِمَّا يسمن قلَّة الْبَاءَة حسو يخصب الْجِسْم ويرطبه: كعك مجمر جزءان دَقِيق الْأرز جزؤ لوز حُلْو نصف جُزْء مطحون يطْبخ الْجَمِيع بسكر وَلبن ويتحسى. د: وينفع مِنْهُ أَصْنَاف الْخبث وَهُوَ الأقربادين.
من الأقربادين ابْن سرابيون: يحل البارزد فِي اللَّبن الحليب ويحقن بِهِ اسْتعْمل ضد التَّدْبِير الَّذِي يُسمى حمله وأوفق الأمزجة فِي التهزيل المزاج الْحَار الْيَابِس لِأَن الْحَار لَا يتْرك الشَّحْم واليبس يمْنَع اللَّحْم وَاسْتعْمل التَّدْبِير الملطف والأشياء القوية وَقلة النّوم والحزن وَالنَّوْم على اليبس وَترك الشَّرَاب الْبَتَّةَ وَقد يوضع عل الكبد والمعدة أدوية مبردة جدا وَذَلِكَ خطر إِلَّا أَن تسْتَعْمل بحكمة لِأَنَّهَا رُبمَا أسقطت قوتها الجاذبة جملَة كالشوكران والبنج وَنَحْو ذَلِك وَمَتى سخن الْجِسْم قلب أَيَّامًا ثمَّ عاود ألف ب وَاجعَل الطَّعَام الْكثير الكمية الْقَلِيل الْغذَاء وَإِن شرب فالرقيق جدا الْأَصْفَر الْعَتِيق والأبيض واجتنب الغليظ.
من حفظ الصِّحَّة لأبقراط قَالَ: من أردْت إهزاله فليتحرك بعد الطَّعَام تستفرغ الْبدن والتعب بعد تملى الْبدن يملؤه إِذا تَعب واستحم فَلَا ينْتَظر بل يَأْكُل وَنَفسه لم يسكن وَلم يرجع إِلَى الْحَال هَذَا مُخَالف لِجَالِينُوسَ فِي مَا يظْهر مِنْهُ قَالَ: وليشربوا قبل طعامهم النَّبِيذ كَيْمَا تمتلئ أبدانهم من البخار الْحَار وَلَا ينل من الْغذَاء كثيرا وَيجب أَن يحْتَرز فِي هَذِه الْحَالة لِأَن الْإِنْسَان إِذا تنَاول الطَّعَام بعد الرياضة وَبعد الْحمام وَهُوَ يتنفس بعد تنفسا سَرِيعا أورثه ذَلِك سددا فِي أحشائه وخاصة فِي الكبد كَمَا يفعل ذَلِك التَّعَب وَالْحمام بعقب الطَّعَام فِي الْأَبدَان الَّتِي مجارى الْغذَاء مِنْهَا ضيقَة.
قَالَ: لِأَنَّهُ إِذا كَانَ الْجِسْم قضيفا يحْتَاج إِلَى نيل(2/422)
فَيحْتَاج صَاحبه أَن ينْتَظر بِالْأَكْلِ بعد الرياضة حَتَّى تسكن حرارته السّكُون التَّام وبالضد لِأَن المهزول حِينَئِذٍ يَأْكُل أكلا أَكثر والسمين يَأْكُل أكلا أَكثر لِأَنَّهُ يشْبع سَرِيعا وخاصة أَن كَانَ من الدسم قَالَ: واسقه بعد الرياضة شرابًا إِلَّا أَنه بحذر وتوق تسقيه مَعَ مَاء فاتر لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ تقل شَهْوَته وجنبه الْبَارِد فَإِنَّهُ يزِيد فِي الشَّهْوَة وليجعل طَعَامه مرّة وليدع الْحمام ويخشن فرَاشه وَلَا يتدثر مَا أمكنه لِأَن الطَّعَام إِذا أَخذ فِي مَرَّات جاد هضمه جدا وَقل مَا يتَوَلَّد مِنْهُ من الثفل وبالضد والاستحمام يعين على نُفُوذ الْغذَاء جدا لسخونة ظَاهر الْجِسْم وباطنه وخاصة الظَّاهِر وَالنَّوْم على الشَّيْء الصلب يحضر بدنه)
ويمنعه الانبساط والتكشف يبرد فِي الشتَاء ويسخن فِي الصَّيف على التَّحَلُّل جدا وَفِي الشتَاء لِأَنَّهُ يبرد الظَّاهِر جدا وَيمْنَع نُفُوذ الأغذية إِلَى الْأَطْرَاف والسطوح.
الْفُصُول قَالَ أبقراط: إِن خصب الْبدن المفرط فِي الْغَايَة القصوى خطر لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يثبت أَصْحَاب ذَلِك على حَالهم وَلَا يستبرؤا عَلَيْهَا وَلَيْسَ يُمكن أَن يزدادوا إصلاحا لِأَن خصبهم فِي الغابة فبقى أَن يميلوا إِلَى حَال أردى وَلذَلِك وَاجِب أَن ينقص مثل هَذَا الخصب قَلِيلا قَلِيلا بِلَا تَأْخِير بالاستفراغ وَلَا تجْعَل الاستفراغ قَوِيا فِي مرّة لِأَن ذَلِك خطر وكل تغذية تبلغ القصوى فَهُوَ خطر أَيْضا. لي الخصب الَّذِي يُمكن أَن يثبت على حَاله هُوَ الَّذِي فِيهِ للجلد وَالْعُرُوق مَوضِع للتمدد وَقبُول الْغذَاء فَأَما إِذا امْتَلَأت فِي الْغَايَة فَلَيْسَ بُد عِنْد التغذى أَن يفصد بعض الْعُرُوق والاستفراغات أَو نَحْو ذَلِك قَالَ: لِأَن الْجِسْم إِذا صَار بِهَذِهِ الْحَالة لم يكن بُد أَن تنهنك بعض الْعُرُوق أَو تنطفيء الْحَرَارَة الغريزية لِأَنَّهَا لاتجد مَكَانا فِي الْعُرُوق فِي التروح فَتكون مِنْهُ موت الْفجأَة وَقد عرض ذَلِك كثيرا لقوم من أَصْحَاب الصراع فَيجب أَن ينقص ألف ب هَذَا السّمن وَلَا يُؤَخر وَذَلِكَ لِأَن الطبيعة دَائِما تُوجد الْغذَاء فَإِذا لم يكن فِي الْعُرُوق لم يكن بُد أَن يهتك فاما أَن يطفيء الْحَار الغريزي فَيكون موت فَجْأَة فَلذَلِك يجب أَن ينْقض هَذَا الخصب لكَي يكون للغذاء الَّذِي ينفذ موضعا: وَلَا يقْصد للاستفراغ المفرط لِأَن خطره لَيْسَ بِدُونِ الامتلاء المفرط.
وَأما الخصب الَّذِي لَيْسَ فِي الْغَايَة بل الْمُتَوَسّط مثل خصب من يرتاض فَإِنَّهُ لَا يجب أَن ينقص كَمَا ينقص هَذَا الخصب المفرط. الْمَوْت إِلَى من هُوَ أول سنة أسمن وَهُوَ غليظ الْبدن أسْرع مِنْهُ إِلَى من هُوَ أول سنة قضيف قَالَ: وَأفضل السحنات المعتدل لِأَن ذَلِك يُمكن فِيهِ غَايَة الشيخوخة فَإِن كَانَ جَاوز الِاعْتِدَال بإفراط فِي الهزال أعون وَذَلِكَ أَن الْبدن الغليظ ضيق الْعُرُوق فَلذَلِك الدَّم وَالروح فِيهِ قليلان فَإِذا تمادت بِهِ السن طفئت حرارته الغريزية من أدنى سَبَب يعرض لَهَا سَرِيعا فَأَما المهزول فَلَيْسَ يخَاف عَلَيْهِ من هَذَا الْوَجْه لِأَنَّهُ لما كَانَت أعضاؤه الرئيسة لَيْسَ لَهَا كَبِير ستر وَلَا وقاية فالآفة تسرع إِلَيْهَا من خَارج فَأَما من كَانَ من الأَصْل رَقِيقا ثمَّ غليظ لِأَنَّهُ اسْتعْمل تَدْبِير المتنعمين فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ اكتسى لَحْمًا وشحماً كثيرا فعروقه(2/423)
الضوارب وَغير الضوارب وَاسِعَة وَلذَلِك سرعَة انطفاء حرارته أقل وَأبين من السمين فِي الأَصْل من الطَّبْع وَقَالَ: سمن الْجِسْم وعظمه يسْتَحبّ فِي الشبيبة إِلَّا أَنه عِنْد الشيخوخة يقل ويعسر)
احْتِمَاله قَالَ ج: هَذَا لَا يصلح إِلَّا فِي الندرة للطويل فَإِن الطَّوِيل هَذِه حَاله.
السندروس لَهُ قُوَّة تهزل السمان إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم فِي كل يَوْم بِمَاء وسكنجبين أَيَّامًا. د: وَلذَلِك يسْقِي المصارعين أَيْضا. د: الْعَسَل يذوب الْجِسْم.
يوحنا: مِمَّا يهزل: إدمان شرب دَقِيق الكرسنة والمرزنجوش فأنما الزاج فَإِنَّهُ قتال خَبِيث يجفف من الْجَامِع مِمَّا يهزل سَرِيعا: يُؤْخَذ من بزر السذاب البستاني دِرْهَم وَنصف على الرِّيق وَيَأْخُذ من أغصانه الرّطبَة زنة عشرَة دَرَاهِم وَمِنْه أَيْضا زراوند مدحرج دِرْهَم قنطوريون دَقِيق ثلثا دِرْهَم جنطيانا رومي وجعدة وبطراساليون وملح الأفاعي من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم تستف هَذِه الْأَدْوِيَة أجمع على الرِّيق وَهِي شربة وَيكثر الْمَشْي المستعجل فَإِن هَذَا الْمَشْي يذهب اللَّحْم. وللسمن أَيْضا: أصل قثاء الْحمار وأصل الخطمي وأصل الجاوشير من كل وَاحِد دانقان يستف على الرِّيق. ج: الْإِحْضَار الشَّديد وَجَمِيع الرياضات السرعة مَهْزُولَة والأدوية اللطيفة وَيجب أَن يسْتَعْمل فِي تنقيص اللَّحْم الَّذِي قد كثر الْأَدْوِيَة الْمُقطعَة كبزر السذاب وخاصة الْبري والزراوند المدحرج والقنطوريون الدَّقِيق والجنطيان والجعدة والقوية فِي إدرار الْبَوْل فَإِن هَذِه تستفرغ الْبدن بَعْضًا بالبول وبعضا بالتحليل الْخَفي وملح الأفاعي يلطف والأغذية وَالَّذين أبدانهم غَلِيظَة فَلَيْسَتْ هَذِه الْأَدْوِيَة تَضُرهُمْ وَلَا تحرق دِمَائِهِمْ وَقد داويت أَنا رجلا شَابًّا قد قَارب ألف ب الْأَرْبَعين كَانَ بدنه قد غلظ غَايَة الغلظ بالمعجون الَّذِي يسقى لوجع المفاصل وبالملح الْمُتَّخذ بالأفاعي وبالترياق نَفسه واستعملت فِيهِ مَعَ سَائِر هَذَا التَّدْبِير الملطف ورضته بأنواع الرياضة بالإحضار الشَّديد السَّرِيع وَكنت قبل أَن آخذه فِي الْإِحْضَار أعد بدنه لذَلِك بِأَن أدلكه بدهن فِيهِ أدوية وَهَذِه الْأَدْوِيَة هِيَ: أصل قثاء الْحمار وأصل الخطمى والجنطيان والزراوند ونبات الجوشير والجعدة والقنطوريون وَيجب فِي الشتَاء أَن يمرخ بِهَذِهِ المروخات بعد الاستحمام أَيْضا وَلَا يطعم من هَذِه حَاله سَاعَة يخرج من الْحمام وَلَكِن دَعه كي ينَام أَولا إِن أحب ذَلِك ثمَّ يعاود الْحمام أَيْضا من قبل الطَّعَام وَليكن المَاء الَّذِي يستحم مَا يحلل وَإِن قدرت على مَاء الْحمة حممت بِهِ وَإِن لم تقدر فَاتخذ شَبِيها بِمَاء الْحمة الملحية الزعافية واخلط مَعَ المَاء زهرَة الْملح وَهَذَا المَاء نَافِع جدا لمن لَحْمه كثير وخاصة إِن طَال السباحة فِيهِ والمكث مَعَ الِاضْطِرَاب وَإِذا فعل ذَلِك)
فَلَا يَأْكُل وَلَا يشرب من سَاعَته لَكِن ينَام أَولا وَيمْكث مكثاً طَويلا وَأعلم أَنه لَا(2/424)
بُد لمن توليت تنقيص لَحْمه من أَن يحم فِي بعض الْأَوْقَات بِسَبَب الحركات الَّتِي يتحركها بِقُوَّة شَدِيدَة دفْعَة.
وَأعلم أَن الْحمى لَيست غير رَدِيئَة لَهُ فِيمَا تريده وَإِذا حم فاقصد لتسكين حماه أَيَّامًا ثمَّ عاوده العلاج وَاجعَل شرابهم الشَّرَاب الْأَبْيَض.
قَالَ ج: فِي تَدْبِير الْأَصْحَاب: الْأَبدَان الَّتِي أفرط عَلَيْهَا الضخم يجب أَن يفعل بهَا ضد مَا تَفْعَلهُ بالقضاف فتزيد فِي تَحْلِيل أبدانهم وأدم احدار بطونهم لتعود آلَات الْغذَاء دفع مَا فِيهَا إِلَى أَسْفَل ويمنعها من أَن ينتشر الْغذَاء فِي الْبدن وَتفعل ذَلِك وأسهله بالمسهل دَائِما ورضهم بالرياضات السريعة والتمريخ بالدهن الْمُحَلّل والدلك الْكثير اللين فَإِن هَذَا يرخى الْجِسْم والاستحمام بعد الدَّلْك ويتناول الطَّعَام الْكثير الكمية لكَي يشبعه سَرِيعا الْقَلِيل الْكَيْفِيَّة لِئَلَّا يكون غذاؤه كثيرا وَتفعل ذَلِك بعد أَن يستحم ثمَّ ينَام إِن شَاءَ ويستحم ثَانِيَة وَقد أهزلت أَنا إنْسَانا فِي مُدَّة يسيرَة بِهَذَا التَّدْبِير فليجتنب من لَا يُرِيد أَن يسمن الأغذية الرّطبَة وَيسْتَعْمل الأسوقة وَيتْرك الْخبز الْبَتَّةَ وَاسْتعْمل الأغذية الْكَثِيرَة الْغذَاء.
روفس فِي تهزيل السمين قَالَ: السمان لَا يحْتَملُونَ التَّعَب والجوع والتخم ويقعون مِنْهَا فِي أَشْيَاء رَدِيئَة وأمراضهم قَوِيَّة وهم مستعدون لَهَا وخاصة للفالج والصرع والعرق المنتن ووجع الْفُؤَاد وضيق النَّفس والهيضة والغشى والحميات المحرقة وَإِذا مرضوا أَيْضا لم يحسوا بمرضهم سَرِيعا لبطء حسهم فَيبلغ بهم أَنهم لَا يتعالجون إِلَّا وَقد بلغ الْمَرَض مِنْهُم فأمراضهم رَدِيئَة لحَال ضيق تجاويفهم وَضعف تنفسهم وفصدهم عسير لِكَثْرَة الشَّحْم ودقة الْعُرُوق وَرُبمَا قَتلتهمْ الْأَدْوِيَة المسهلة ألف ب وَإِن لم يقتلهُمْ فَإِنَّهَا توهنهم ويعسر ذَلِك فيهم والبلغم فيهم كثير وَهُوَ أردى الأخلاط وَالدَّم فيهم قَلِيل وَهُوَ أَجودهَا وَلَا يكادون يبرؤن من مرضهم وَإِذا برؤا فَلَا ينقهون سَرِيعا وَلَا ترجع أبدانهم إِلَى حَالهَا إِلَّا فِي زمن طَوِيل. ج قَالَ: فَأَما المعتدل الصَّنْعَة فَإِنَّهُم أوثق وأجود صِحَة فِي جَمِيع الْأَسْبَاب وَلَا يكادون يمرضون وَإِن مرضوا نقهوا سَرِيعا وَالْمَرْأَة السمنة لَا تكَاد تعلق وَلَا الرجل السمين يكَاد ينجب وَلَا يشتاق إِلَى الْبَاءَة وَإِن اشتاق لم يقو الْبَتَّةَ على الْكثير وَالْمَرْأَة السمينة إِن علقت أسقطت وعسر ولادها فَلذَلِك فاحتل فِي تلطيف الشَّحْم مَتى أردْت إهزال السمين فألزمه التَّعَب وأبعده من الرَّاحَة وَالْحمام والأغذية الغليظة وألزمه الملطفة وَإِن دخلُوا الْحمام فعلى الرِّيق وَأما الْبدن)
النحيف والناقة فَلَا تدخله الْحمام على الرِّيق وَالنَّوْم الْكثير يهزل الْجِسْم أَيْضا إِذا لم يكن فِي الْبَطن طَعَام والسهر يهزل إِذا طَال وَالنَّوْم على شَيْء غير وطئ خشن يهزل سَرِيعا والحجامة وَإِخْرَاج الدَّم ووسع مسام(2/425)
الْبدن وَإِيَّاك أَن تطلق لَهُ أَن يَأْكُل كثيرا وَذَلِكَ أَن الطبيعة عِنْد الْأكل الْكثير تغتذى بِمَا يغتذى بِهِ وَينفذ الْبَاقِي فِي مجار ثمَّ تعطف عَلَيْهِ بعد ذَلِك وتغتذى ثَانِيَة بِهِ وَاجعَل أغذيتهم قَليلَة الْغذَاء سريعة الْخُرُوج وَأطلق الْبَطن وغزر الْبَوْل فَإِن هذَيْن ينحفان جدا وَالشرَاب الْعَتِيق ينحف وألزمه الْخلّ فَإِنَّهُ يهزل إهزالاً قَوِيا وادلكه فِي الْحمام بالبورق والقيء قبل الطَّعَام يهزل وَبعده يسمن وَمن قَالَ: إِن الْقَيْء بعد الطَّعَام يهزل فَهَذَا خطئَ واحرص فِي النِّسَاء على تَكْثِير الطمث.
تمّ الجزؤ السَّادِس ويليه الجزؤ السَّابِع: فِي أمراض الثدي وَالْقلب والكبد وَالطحَال.(2/426)
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
(الْجُزْء السَّابِع)
(أمراض الثدي وَالْقلب والكبد وَالطحَال)(2/427)
(فارغة)(2/428)
3 - (فِي مَا يدر اللَّبن ويقطعه) وَفِي علاج اللَّبن المنعقد فِي الثدي وَمَا يحفظ الثدي والخصى على حَاله وَمَا يعالج بِهِ ثدي الرجل إِذا عظم وَمَا ينقي اللَّبن ويصلحه وَمَا يقطعهُ وَغَيره والقروح والأورام الْحَادِثَة فِيهِ والقروح السرطانية وَمَا يحفظ عانات الصّبيان وثدي الْأَبْكَار ويبطئ بهم عَن الِاحْتِلَام والطمث. 3 (الْخَامِسَة من الْمُفْردَات:) 3 (قلَّة اللَّبن) مَتى قل اللَّبن فِي الثدي وَأَرَدْت تكثيره فابحث عَن الدَّم فانه لَا يَخْلُو أَن يكون قَلِيلا فِي كميته فِي الْبدن أَو غير ملائم لَهُ فِي كيفيته فان وجدته قَلِيل الكمية فَاعْلَم أَنه يحْتَاج أَن يسخن الْجِسْم ويرطب وَإِن كَانَ غير ملائم فِي كيفيته فَانْظُر فَإِن كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ المراز فَهُوَ يحْتَاج أَولا إِلَى الإسهال ثمَّ التَّدْبِير الَّذِي وصفت فَإِن كَانَ الْغَالِب عَلَيْهِ البلغم فَيحْتَاج إِلَى الْأَدْوِيَة الَّتِي تسخن فِي الدرجَة الأولى أَو فِي الثَّانِيَة وَأفضل هَذِه مَا كَانَت أغذية بِمَنْزِلَة الجرجير والرازيانج والشبت)
(ألف ب) وَذَلِكَ أَن الْيَابِسَة تجفف وتسخن بِأَكْثَرَ مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي هَذَا لدوية الْبَاب أَو من هَذِه الْأَدْوِيَة: الكرفس والسمرنيون مَا دَامَت رطبَة لِأَنَّهَا إِذا جَفتْ جعلت الدَّم أَشد حرارة من قدر الْحَاجة وغلظته وَيجب فِي توليد اللَّبن من الدَّم أَن يصير الدَّم حاراً باعتدال وَلَا يكون غليظاً أصلا فَلذَلِك صَار مَا يجفف يقطع اللَّبن فَأَما الَّتِي تسخن وَلَا تجفف فقد تولده والفواخت تولد اللَّبن فَأَما المقللة فالأشياء القوية الإسخان والقوية التجفيف والأشياء الَّتِي تبرد فَإِنَّهَا تمنع من توليد اللَّبن وَجَمِيع مَا يقلل كمية الدَّم أَو يفْسد كيفيته وإدرار الطمث يقطع اللَّبن.
مَجْهُول: إِذا جف اللَّبن فِي الثدي فأدف الأشق بِمَاء وأظل بِهِ جملَة الثدي. لي رَأَيْت رجلا يخرج مِنْهُ كالخيط وَلَعَلَّ هَذَا أَن يَنْفَعهُ.
أهرن ينفع الورم الَّذِي يعرض فِي الثدي بعد الْولادَة للبن يجمد: أَن ينطل بشراب ممزوج أَو يمزج بخل ودهن ورد مسخنين هَذَا فِي الِابْتِدَاء أَو خُذ بزر كتَّان فدقه نعما واعجنه بخل واجعله مرهما وَضعه على الثدي.
وللورم الْحَار فِيهِ: حيص شجر عِنَب الثَّعْلَب مَعَ دهن ورد وَضعه عَلَيْهِ.
كَذَا وَالظّهْر: السمورينون هُوَ الكرفس الْبري بَحر الْجَوَاهِر كَذَا وَالظَّاهِر: خبص.(2/429)
وينفع من جَمِيع الأورام فِي الثدي: تَأْخُذ خبز الْحوَاري فدقه جيدا وَتَأْخُذ مثله دَقِيق شعير وَمثله من الباقلى المطحون والحلبة المطحون وبزر الْكَتَّان حفْنَة حفْنَة وَتَأْخُذ كرنباً وكاكنجا فيطبخ ويعجن بِمَائِهَا الْأَدْوِيَة وَتَأْخُذ مخ بيضتين وَمَرا وزعفرانا درهما درهما فاجمع الْجَمِيع وَضعه على الصَّدْر والصلب والأثنين فَإِن هَذَا نَافِع لكل ورم حَار فِيهِ صلابة.
وَمِمَّا يزِيد فِي اللَّبن: الْأَدْوِيَة الزَّائِدَة فِي الْبَاءَة والضروع كلهَا إِذا شويت وأكلت زَادَت فِي الْبَاءَة.
بولس قَالَ: كثيرا مَا يتجبن اللَّبن فِي الثدي بعد الْولادَة فَيكون من ذَلِك وزم حَار وَيجب أَن يسْتَعْمل فِي أول ذَلِك إسفنج قد غمس فِي مَاء وخل فاتر وعصر قَلِيلا وَوضع عَلَيْهِ ويشد بِرِفْق أَو يضمد بِتَمْر وخبز قد سحق مَعَ مَاء وخل ويضمد بَيَاض الْبيَاض وصفرته مَعَ دهن ورد أَو يضمد بالشبث والكزبرة الرّطبَة أَو البقلة الحمقاء وضع عَلَيْهِ مرقشيثا مسحوقاً مَعَ دهن ورد)
وَإِن عرض للثدي امتداد وَجمع فِيهَا دم فضمدها بِخبْز مَعَ مَاء وزيت أَو مَعَ شراب وَعسل أَو بدقيق الباقلى مَعَ مَاء وَعسل أَو ميبختج فَإِن لم يحتملوا ثقل الضماد فلينطلوا بالزيت الْحَار وَيُوضَع عَلَيْهِ إسفنجة أَو صوفة قد شرب زيتاً حاراً أَو يكمدون ببخار مَاء قد غلى فِيهِ حلبة وبزر كتَّان اَوْ خطمى. أَو بخر بِالْمَاءِ الْحَار فَقَط ويضمدون بدقيق خشكار مَعَ بزر كتَّان أَو بحلبة مَعَ مَاء وَعسل أَو سمسم مَعَ عسل وَسمن وَلَا يمص الثدي الوارم الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ ينجذب إِلَيْهِ الْموَاد وَإِذا نقص الورم فليوضع على الثدي القيروطي على هَذِه الْجِهَة (ألف ب) يغلى السلق فِي الزَّيْت حَتَّى يتهرأ ثمَّ يَجْعَل من ذَلِك الزَّيْت قيروط ويلقى عَلَيْهِ.
صفة أُخْرَى: تخلط عشرَة من صفرَة الْبيض مَعَ أَو قيتى شمع وَأَرْبع أَوَاقٍ دهن ورد حَار وَيضْرب ضربا جيدا وَيصب عَلَيْهِ من المَاء المالح مَا يُمكنهُ قبُوله وَيضْرب بخشبة عَظِيمَة عريضة كالسيف وَيسْتَعْمل وَإِن صلب الورم الَّذِي فِي الثدي فليجعل عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة الملينة وَإِن حدث فِيهِ آكِلَة اسْتعْمل الدَّوَاء الْخَاص بِهِ وَهُوَ فِي بَاب الآكلة ويحفظ الثدي أَن يسحق كمون ويخلط مَعَ المَاء ويضمد بِهِ الثدي ثمَّ ضع عَلَيْهِ إسفنجا قد غمس فِي خل وَمَاء ويربط وَيتْرك ثَلَاثًا يفعل بِهِ ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام فِي الشَّهْر أَو يسحق شوكران بِعَسَل وَيُوضَع عَلَيْهِ وَلَا تحله الْبَتَّةَ ثَلَاثَة أَيَّام أفعل ذَلِك بِهِ ثَلَاث مَرَّات فِي الشَّهْر وضع خَارجه إسفنجا وَإِن طليته بالمسن حفظه.
مَجْهُول يدر اللَّبن الرازيانج وَحب الرّطبَة وبزر الكراس وبزر الجرجير يستف بِمَاء كشك الشّعير ثَلَاث أَوَاقٍ.
شَمْعُون: قد يكون فِي بعض الْأَوْقَات فِي الثدي لبن بِلَا حمل وَلَا جماع وَأكْثر مَا يكون ذَلِك إِذا انْقَطع الطمث وَيرجع الدَّم إِلَى الثدي فيستحيل لَبَنًا وَإِن كَانَت الْمَرْأَة مِمَّن بلغت أَن يَنْقَطِع حَيْضهَا فَلَا بَأْس وَإِن كَانَ فِي الشَّبَاب فأحرص على إدرار الطمث فَإِن لم يدرولد فِي الثدي أوراماً وقروحاً عسرة. وَقَالَ مِمَّا يدر اللَّبن: خُذ سمنا فاسخنه واسق مِنْهُ بكأس شراب صرف بِالْغَدَاةِ واسقها بزر اللفت والحلبة معجونة بِسمن وَغسل مثل الْبَيْضَة كل(2/430)
يَوْم واطبخ فجلا ونخالة ثمَّ اسقها ذَلِك الطبيخ مَعَ عسل ومرها فلتأكل قَلِيل حمص منقوع بِالْمَاءِ وتشرب ألبان الْغنم مَتى عطشت. د: أَو خُذ بزر اللفت وبزر الحلبة)
من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ وبزر الشبت وبزر الكراث وبزر الحندقوقا من كل وَاحِد أُوقِيَّة وعصارة الرازيانج الرطب وَعَسَلًا وَسمنًا واخلط بِهِ الْأَدْوِيَة وسخنها واسقها مِنْهُ فَإِنَّهُ عَجِيب جدا.
لقطع اللَّبن: كمون وسذاب جبلى وبزر الْفَقْد إطبخه بِمَاء واسقها مِنْهُ ويطلى بِهِ ثديها وَمن المر اطل بِهِ الثدي بلعاب البزر قطونا وَلَا تطل الثدي بالأطلية إِلَّا وَقد خرج مَا فِيهِ وحلبته حَتَّى يفنى وَإِلَّا جمد فِيهِ اللَّبن وَصَارَ قروحاً وَمَا اسْتَطَعْت فِي الثدي فَوسعَ وَلَا تضيق.
اختيارات حنين دَوَاء للسلع وَالْعقد فِي الثدي: يُؤْخَذ ورق الخوخ الرطب وورق السذاب الرطب فيدقان جَمِيعًا ويضمد بِهِ الْموضع.
بولس: مِمَّا يحلل الدَّم وَاللَّبن الجامدين فِي الْجوف فِي بَاب السمُوم الَّذِي بَين الأغذية فليحول مَا هَاهُنَا وَيجمع كُله.
أوريباسوس: يدر اللَّبن السمسم وبزر الْخِيَار والقثاء والشاهفافخ والدماغ والفاشرا والكمون الرطب والرازيانج.
اشليمن قَالَ: يكثر شرب اللَّبن المعزى اللَّبن ويتخذ حساء بِلَبن وَيجْعَل فِيهِ رازيانج وشبث (ألف ب) والشونيز وَأكل السّمك المالح يزِيد فِي اللَّبن.
من التَّذْكِرَة للسدة الْعَارِضَة فِي الثدي من اللَّبن: دق الخراطين وأطلها عَلَيْهَا أَو دق السمسم ويطلى عَلَيْهَا المر بِمَاء الفوذنج والأنيسون ودقيق الحمص وورق الْغَار وبزر الكرفس والكمون النبطي والقاقلة إِذا طليت مَعَ مَاء البرسيان دارى وينقى الْجِسْم وَكَذَلِكَ مَاء السلق وَالْحِنْطَة روفس فِي تَدْبِير الْأَطْفَال قَالَ: النِّسَاء اللواتي يحرصن على قطع اللَّبن بِشرب العقاقير يفْسد مِنْهُنَّ الثدي ويجسو حَتَّى يحْتَاج هَؤُلَاءِ إِلَى البط والباذروج يقطع لبن الْمعز إِذا رعته.
من الْكَمَال من الْأَدْوِيَة المنقية لِابْنِ ماسويه: إِذا كَانَ الثدي مملوءاً لَبَنًا وَقد أثقله ذَلِك فدق النعنع مَعَ شَيْء من ملح الْعَجِين وضمد بِهِ وشده أفعل ذَلِك بِهِ أَيَّامًا.
أنطليس وبولس قَالَ: قد ينتفخ ثدي الذُّكُور عِنْد الِاحْتِلَام فَرُبمَا بَقِي بِحَالهِ وَرُبمَا زَاد حَتَّى يسمج وَيُشبه ثدي النِّسَاء وَيَنْبَغِي أَن يبط كَمَا يبط عَن السّلع حَتَّى يبلغ الشَّحْم ثمَّ أخرجه كُله وخطه وأدمله.
قريطن لبَقَاء الثدي على حَاله: كمون يدق وينخل ويسحق بِالْمَاءِ سحقاً نعما ثمَّ(2/431)
ضمد بِهِ)
الثديين وَاجعَل عَلَيْهِمَا من خَارج إسفنجة لينَة واربطها على الصَّدْر والثديين وَقد شربتهما بخل ممزوج واضفطها بالرباط ضغطاً رَقِيقا ودع الرِّبَاط عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ حلّه ونقه من الكمون وَخذ بصل السوسن فدقه واعجنه بِعَسَل وضمد بِهِ الثديين واربطهما ثَلَاثَة أَيَّام على مثل مَا فعلت بدءا ثمَّ حل الرِّبَاط واترك التَّدْبِير أفعل ذَلِك فِي الشَّهْر ثَلَاث مَرَّات فيدوم لَهَا الصغر.
آخر: خُذ زيتا وشبا مسحوقاً كالكحل وأجعله فِي إِنَاء أسرب وأدهن بِهِ الثديين كل يَوْم فَإِنَّهُ يَدُوم لَهما الصغر أَو خُذ شوكرانا فاسحقه واعجنه بِالْمَاءِ واطل على الثديين وَاعد ثَلَاثَة اَوْ بل إسفنجة لينَة بخل وَمَاء وشدهما فَوق ذَلِك ثمَّ دع التَّدْبِير أَيَّامًا أعد عَلَيْهِ العلاج فَإِنَّهُ يصغر الثدي.
أُخْرَى قَوِيَّة: خُذ طينا حرا وعفصا وانخل الْجَمِيع بمنخل واعجنه بِعَسَل حَتَّى يصير فِي ثخن القيروطي وارفعه فِي إِنَاء رصاص واطل بِهِ الثديين فَإِذا جف فاغسله بِمَاء بَارِد كثير تفعل ذَلِك ثَلَاثَة أَيَّام فَإِنَّهُ يصغره ويقيمه. قَالَ: ويحفظ الخصى أَن يُؤْخَذ قيموليا وإسفيذاج الرصاص بِالسَّوِيَّةِ واعجنهما بِمَاء البنج وصب عَلَيْهِمَا دهن المصطكى واطل بِهِ فَإِنَّهُ يمْنَع نَبَات الْعَانَة وَعظم الخصى.
آخر للخصى والثديين: رصاص محرق مغسول دقاق الكندر إسفيداج الرصاص مرتك شب أفيون إجمع الْجَمِيع بالشوكران حَتَّى يصير فِي غَايَة اللين وليعمل هَذَا الدَّوَاء إِذا كَانَ شوكران رطبا كثير المَاء فَإِذا انْتهى سحقها فاخلط بهَا من دهن (ألف ب) المصطكى قدر مَا يَكْتَفِي وارفعها فِي إِنَاء رصاص وشده واحفظه واطل بِهِ بخل حاذق جَمِيع الْمَوَاضِع الَّتِي تُرِيدُ حفظهَا. آخر قوى جدا: عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء الشوكران وبنج ولعاب بزر قطونا ومرتك أَبيض وإسفيذاج الرصاص وأفيون وَمَاء البنج وخل ثَقِيف واجعله قرصة وَعند الْحَاجة اطل بِهِ على مَا تُرِيدُ والزم من تطليه قبل ذَلِك شرب المَاء الْبَارِد وَترك الرَّابِعَة من الْأَدْوِيَة المفردة قَالَ: مَتى كَانَ اللَّبن نَاقِصا فابحث عَن الدَّم فَإِنَّهُ لَا يَخْلُو فِي هَذِه الْحَال من أَن يكون قَلِيلا فِي كميته أَو رديئاً فِي كيفيته وَانْظُر فَإِن كَانَ الْغَالِب على الْجِسْم المرار فانفضه ثمَّ عد إِلَى التَّدْبِير الَّذِي أصف وَهُوَ: أَن تدبر الْمَرْأَة بالأغذية المولودة للدم الْجيد المرطبة الفاترة الْحَرَارَة وَذَلِكَ أَن مزاج اللَّبن هَذَا المزاج وانح فِي هَذَا التَّدْبِير ايضاً هَذَا النَّحْو فَإِن كَانَ الْغَالِب فِي الْبدن البلغم فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى أدوية تسخن فِي الأولى وَالثَّانيَِة وَلَا تجفف وأفضلها مَا)
كَانَت أغذية كالجرجير والراازيانج والشبث الطري وَذَلِكَ أَن الْيَابِس من هَذِه يجفف بِأَكْثَرَ مِمَّا يحْتَاج إِلَيْهِ فِي هَذَا التَّدْبِير فيغلط الدَّم بادرار الْبَوْل وتقل رطوبته وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَى أَن يحفظ اعْتِدَال الدَّم وَلَا يكون غليظاً وَكَذَلِكَ البزور الحارة(2/432)
تقطع اللَّبن وَأما الَّتِي تسخن باعتدال وَلَا تجفف فَإِنَّهَا بِالْحَقِيقَةِ مَدَرَة للبن إِذا اسْتعْملت مَعَ الأغذية والاستحمام وَالتَّدْبِير الْجيد المكثر للدم الرطب وَأما الَّتِي تقطع اللَّبن فالأشياء القوية التجفيف أَو القوية الاسخان وَمَتى در الطمث انْقَطع اللَّبن. جوارش مصلح: بزر الرازيانج وبزر الجرجير وبزر السلجم والرطبة والفجل وبزر الشبث والكراث تدق وتلت بالسمن وتعجن بالعسل وَتُؤْخَذ مِنْهَا كالبيضة بِثَلَاث أَوَاقٍ شراب جيد أَو لبن حليب إِذا كَانَت حِدة وهزال وينتظر سَاعَات ثمَّ يَأْكُل حساء متخذاً من خبز يَابِس فِيهِ هَذِه البزور وخاصة كمون ورازيانج وشبث وَيكون من دَقِيق باقلى وأرز وحنطة يتَّخذ حساء بِاللَّبنِ وَيطْعم وتطلى الحلمة بأشق قد حل بِالْمَاءِ أَو بكمون مسحوق أَو بدقيق الْحِنْطَة أَو بالمرماخور يسحق بِمَاء ويطلى بِهِ. قَالَ جورجس: وَيقطع اللَّبن ضماد الباقلى وَأَن يسقى من بزر القثاء حفْنَة كل يَوْم بِمَاء فاتر وبزر الرّطبَة كَذَلِك.
مُفْردَة ج: دَقِيق الباقلى بليغ النَّفْع جدا لمن بِهِ ورم فِي الثدي وَلَا سِيمَا إِن كَانَ حدث ذَلِك الورم للبن تجبن فِيهِ فَإِن هَذَا الضماد يقطع اللَّبن والرازيانج يُولد اللَّبن ويدره مس المَاء إِذا حك وطلى بِهِ حفظ الثدي والخصى بِحَالهِ زَمَانا طَويلا لَا يعظم إِذا تعوهد ذَلِك والشمع إِذا ضمد بِهِ منع اللَّبن أَن ينْعَقد فِي ثدي المرضعات النخالة إِن طبخت بِالشرابِ وضمد بهَا منع اللَّبن أَيْضا من التعقد الحمص يُولد اللَّبن دَقِيق العدس إِذا طبخ بِمَاء وملح وضمد بِهِ الثدي (ألف ب) الوارمة من احتقان اللَّبن نفع جدا الباذروج يدر اللَّبن النعنع إِذا ضمد بِهِ مَعَ دَقِيق الشّعير الثدي الوارم من تعقد اللَّبن سكنه الشبث وبزره يدران اللَّبن الخطمى يسكن وجع الثدي الوارمة ويحلل ورمها. الخوز: لبن الْبَقر يزِيد فِي لبن الْمُرضعَة.
الفلاحة: بزر الفجل يدر اللَّبن. لي طليت ثدياً أردْت قطع اللَّبن عَنهُ بدقيق باقلى وبزر الباذروج بِمَاء الباذروج فَانْقَطع أعجب انْقِطَاع وأقواه.
لي تجربة عَن القوابل: طين حر عسل يطلى بِهِ الثدي ينهده.
لي قد يكون من المنى وَاللَّبن مَا يغلظ حَتَّى يخرج كالجبن وَرُبمَا خرج كالخيط وَقد رَأَيْت ذَلِك فِي رجل فَعَلَيْك فِي هَذَا بتطل الثدي والأثنين بِمَاء حَار وَالْجُلُوس فِيهِ وترطيب الْبدن وتبريده.)
فليانش فِي الطبيعيات: من أَرَادَ أَن يخف لبن امْرَأَة من ثديها فليشق سرطاناً بحرياً وأطله على الثدي.
مسيح: مَتى حدث فِي الثدي ورم فضمد بدقيق الحلبة وَنَحْوه وانطل بِالْمَاءِ الْحَار وَمِمَّا ينفع من الورم الْحَار فِيهَا حجر المسن يحك بخل ويطلى وَمَتى بط فَلْيَكُن فِي غَايَة السعَة.(2/433)
وَمِمَّا يحبس لبن الْمَرْأَة بعقب الْولادَة مَتى احْتِيجَ إِلَى ذَلِك: كمون فنجنكشت سذاب يطْبخ ويسقى مَاؤُهُ وينطل بِهِ الثدي ايضاً أَو يطلى بالأشق بِالشرابِ اَوْ بعصارة البزر قطونا وليحلب كل يَوْم قَلِيلا لِئَلَّا يتقرح فَأَما الزَّائِدَة فِيهِ فالحمص والشبث وبزر الرّطبَة وَاللَّبن وَالسمن وَالْعَسَل والخشخاش والشونيز والباذنجان مَعَ سمن غنم وَمَتى يسحق كمون كرمانى بِعَسَل ولطخ بِهِ أَو أخذت أصُول الكرنب فدقت وضمد بهَا أَو دَقِيق العدس والباقلى والزعفران والجوز جندم وَالْملح ويضمد بهَا بِمَاء بَارِد فتقطع اللَّبن وتجففه. قَالَ: وَيُقِيم الثدي المكسر طبيخ العفص يبرد بالثلج ويغمس فِيهِ خرقَة كتَّان وتوضع عَلَيْهِ.
الطِّبّ الْقَدِيم: تدق الحلوة وتطلى بِالْمَاءِ على الثدي فَيَنْقَطِع اللَّبن من يَوْمه مجرب أَو يُؤْخَذ لَك ومرتك ودهن ورد ويطلى على الثدي فَإِنَّهُ غَايَة يسْتَعْمل إِذا كثر اللَّبن جدا وَإِن أردْت قطع اللَّبن أَيْضا فاطبخ العدس والساق. وانطل بِهِ. د: دَقِيق الباقلى ينفع الثدي الَّذِي ينْعَقد فِيهِ اللَّبن. ج إِنَّه ضماد بليغ لورم الثديين وخاصة إِن كَانَ حدث فِيهِ الورم من سَبَب اللَّبن إِذا جمد فِيهِ فَإِن هَذَا الضماد يقطع اللَّبن: بزر بنج إِذا دق وتضمد بِهِ الْأَبْيَض والأحمر نفع من ورم الثدي الْحَار وخاصة الْكَائِن بعقب النّفاس. د: الْجَوْز يخلط بِشَيْء يسير من الْعَسَل وَالشرَاب بدردى الْخلّ ويضمد بِهِ الثدي الوارم وخاصة الْكَائِن بعقب النّفاس فَإِنَّهُ يحلله.
بولس:)
دردى الْخلّ يسكن ورم الثدي الَّذِي در لبنه جدا وسخ المصارعين جيد لورم الثدي وَذَلِكَ أَنه يحلل مَا قد حصل وَيمْنَع من مَجِيء شَيْء آخر. ج: مَتى طبخت نخالة الْحِنْطَة مَعَ سذاب وكمد بِهِ سكن أورام الثدي الَّذِي ينْعَقد فِيهِ اللَّبن طين (ألف ب) شاموس ينفع أورام الثدي خَاصَّة.
أوريباسوس: وَيسْتَعْمل بِمَاء ورد ودهن ورد الكندر مَتى خلط بقيموليا ودهن ورد ولطخ بِهِ نفع الْحَرَارَة الْعَارِضَة للثدي وَقت النّفاس. د: دَقِيق الكرسنة مَعَ الْعَسَل يلين الأورام الصلبة فِي الثدي. د: كمافيطوس إِذا وضعت على الثدي الجاسية حلل ورمها وجسأها. د: الكرفس د: مَاء الْبَحْر إِذا صب على أورام الثدي نفع. د: النّوم بنفع تعقد اللَّبن فِي ثدي المرضعات. د: النعنع مَعَ سويق شعير إِذْ ضمد بِهِ الثدي الَّذِي يعْقد فِيهِ اللَّبن نَفعه(2/434)
د: السفرجل إِذا ضمد بِهِ سكن الورم الْحَار فِي الثدي.) د: وَيجب إِن يطْبخ بِمَاء الْعَسَل ثجير الْعِنَب مَتى خلط بملح وضمد بِهِ جيد لأورام الثدي. د وَج: إِن التُّرَاب الَّذِي يكون فِيهِ عرق المصارعين نَافِع جدا من ورم الثدي الْحَار وجمود اللَّبن فِيهِ وَهَذِه أَنْفَع شَيْء لَهُ وَإِن كَانَ يَابسا فلينه بدهن حناء أَو بدهن ورد العدس مَتى طبخ بِمَاء د: مرهم احكاك الأسرب والمياه الْبَارِدَة نَافِع جدا للأورام الحارة فِي الثدي والقروح فِيهِ. د: الشوكران إِذا ضمد بِهِ الثدي قطع اللَّبن وَمنع الورم مِنْهُ الخطمي مَتى تضمد بِهِ وَحده أَو بعد طبخه بِالشرابِ حلل ورم الثدي. د: أصل الْخُنْثَى مَتى طبخ بدردى الشَّرَاب وتضمد بِهِ نفع من أورام الثدي. د: لحكة الثدي ينفع التِّين الْيَابِس فِي خل خمر أَيَّامًا ثمَّ يطلى بِهِ الثدي أَيَّامًا ثمَّ يغسل بِمَاء حَار فِيهِ كرفس وحجامة الْكَاهِل وَإِذا كَانَ الثدي مملوءاً من اللَّبن قد أثقله فدق نعنعاً مَعَ ملح الْعَجِين وَضعه عَلَيْهِ وشده اياماً أفعل ذَلِك بِهِ أَيَّامًا.
مَجْهُول: عسل لبنى ودهن بنفسج فيخلط وتمسح بِهِ الثدي وَيطْعم الْأَطْعِمَة الميبسة جيد للآورام الَّتِي تكون فِي الثدي من اللَّبن ويحسى بالكرنب وَيطْعم مِنْهُ.
من تذكرة عَبدُوس ضماد يتَّخذ لصلابة ثدي النِّسَاء: يتَّخذ من سلق وموم وشحم البط والدجاج ومخ الأيل والرجلة ودقيق الشّعير ودهن الخيرى وصمغ اللوز ودقيق الحلبة ودقيق الباقلى وَورد البنفسج والبابونج وقفر الْيَهُود.
من الْكَمَال والتمام دَوَاء يقطع اللَّبن من الثدي: دَقِيق باقلى عشرُون درهما ودقيق عشرَة دَرَاهِم يعجنان بدهن الحلبة ويطلى على الرَّأْس.
آخر يقطع اللَّبن من الثدي: دَقِيق الباقلى ودهن الْورْد بِجعْل مختلطاً ويضمد بهما الثدي.
للورم الْبَارِد فِي الثدي: دق الكرفس وضع عَلَيْهِ.
للصلابة الْحَادِثَة فِي الثدي: ضع عَلَيْهِ دردى الْمَطْبُوخ الْعَتِيق أَو ذردى الْخلّ أَو يُؤْخَذ دَقِيق الباقلى وإكليل (ألف ب) الْملك ودهن السمسم وَمَاء عذب يخلط وَيُوضَع عَلَيْهِ.
من اختيارات الْكِنْدِيّ دَوَاء يصلح للسلع وَالْعقد فِي الثدي: ورق الخوخ وورق السذاب)
الرطب يدقان ويضمد بهما.(2/435)
ابْن سرابيون فِي القربادين ضماد جيد لورم الثدي والخصى الحارة يُؤْخَذ باقلى مطحوناً وحلبة مطحونة وخطمى وبزر كتَّان حفْنَة حفْنَة فيعجن بطبيخ الكرنب وَيجْعَل مَعَه دِرْهَم من زعفران بِجمع الْجَمِيع وَيُوضَع على الثدي وَإِن كَانَ فِيهِ حرارة فَاجْعَلْ فِيهِ مَاء عِنَب الثَّعْلَب.
الْمُفْردَات قَالَ: مَتى قل اللَّبن فَانْظُر إِلَى الدَّم فَإِنَّهُ لَا يَخْلُو أَن يكون قَلِيل الكمية أَو رَدِيء الْكَيْفِيَّة فَإِن وجدت الدَّم قَلِيل الكمية فدبر تدبيراً ملطفاً مسخناً فَإِن وجدته رَدِيء الْكَيْفِيَّة فَانْظُر مَا الَّذِي تحْتَاج أَن تستفرغ أبالفصد أَو بالإسهال ثمَّ بعد ذَلِك إِلَى الْأَدْوِيَة المضادة وَلذَلِك المزاج فَإِن كَانَ الَّذِي استفرغت بلغما فأجود الْأَشْيَاء لَهُ الجرجير والرازيانج والكرفس رطبا لِأَنَّهَا إِذا يَبِسَتْ فَإِنَّهُ أقوى مَا يَنْبَغِي وَإِن كَانَ صفراء فماء الشّعير وَاللَّبن هُوَ شَيْء متوسط الطَّبْع من الدَّم فَلذَلِك إِن كَانَ اللَّبن لَيْسَ بِقَلِيل فَإِنَّمَا أفْسدهُ صفراء أَو بلغم وَلَا تحْتَاج أَن تكون الْأَدْوِيَة المولدة للبن خَارِجَة عَن الِاعْتِدَال فِي الْحَرَارَة لِأَن هَذِه تفنى رُطُوبَة الدَّم وَلَا بَارِدَة لِأَنَّهَا تجمد الدَّم بل أَشْيَاء تسخن باعتدال وَلَا تجفف الْبَتَّةَ فَكلهَا تقطع اللَّبن وَالَّتِي تنقص الدَّم وَالَّتِي تدر الطمث وَذَلِكَ أَن الْكَثِيرَة الطمث لَا يكثر لَبنهَا.
مدرات اللَّبن: الباذروج يدر اللَّبن.
ابْن ماسويه: ثَمَرَة الفنجنكشت إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَم بشراب أدرت اللَّبن د: كشك الْحِنْطَة إِذا طبخ مَعَ بزر الرازيانج وَجعل حساء أدر الْبَوْل وَاللَّبن. د: الحمص تولد اللَّبن.
عصارة سلق الفاشرا إِذا تحسى من حِنْطَة مطبوخة غزر اللَّبن. د: الرازيانج إِذا أكل زَاد فِي اللَّبن وبزره يفعل ذَلِك شرب أَو طبخ مَعَ مَاء الشّعير. د وَقَالَ ج: الرازيانج لما كَانَ قوى الْحر قَلِيل اليبس ولد اللَّبن وَلَو كَانَ كثير اليبس مَا وَلَده وخاصة الرازيانج توليد اللَّبن.
ابْن ماسويه قَالَ د: طبيخ جمة الشبث وبزره يولدان اللَّبن توليداً قَوِيا وبزره إِذا شرب أدر اللَّبن. د: قضبان الشقائق وورقه إِذا طبخت مَعَ حشيش الشّعير وَأكل أدر اللَّبن. د: الشونيز إِذا أدمن شربه أدر اللَّبن. د: مرق الْخِيَار البستاني ابْن ماسويه الْأَدْوِيَة الَّتِي تدر اللَّبن وتزيد فِيهِ وتنقي الْبدن مِمَّا فِيهِ: مَاء الشّعير مَعَ مَاء الرازيانج وَمَاء الحمص تدر اللَّبن وتنقي والخراطين إِذا دقَّتْ وطلى بهَا نقى مَا فِيهِ وَكَذَلِكَ(2/436)
السمسم إِذا طلى بِهِ وَفعل ذَلِك والمر إِذا دق وخلط بِهِ مَاء الفوتنج الْبري وطلى عَلَيْهِ فعل ذَلِك وَكَذَلِكَ أدمغة الخفافيش إِذا طلى عَلَيْهِ بِمَاء والرازيانج إِذا طلي على الثدي والمر والأنيسون ودقيق الحمص إِذا طلى على الثدي نقى مَا فِيهِ من الفضول وورق الْغَار وبزر (ألف ب) الكرفس والكمون النبطي والقاقلة الْكِبَار إِذا طليت هَذِه على الثدي بِمَاء البريسان دارى نقت الثدي مِمَّا فِيهِ من الفضول الغليظة وَكَذَلِكَ يفعل مَاء السلق المعصور مَعَ الْحِنْطَة المهروسة والسوسن إِذا دق وطلي بِهِ الثدي مثل ذَلِك ومرارة الثور وكبده إِذا طلي وطحال الْحمار المجفف المدقوق وخرؤ الفأر المدقوق مَعَ شعير مبلول والكرنب إِذا طلي بِمَاء السلق فعل ذَلِك وَهَذِه كلهَا تدر اللَّبن وتكثره وَمَتى حسيت الْمُرضعَة حسواً متخذاً من الْحِنْطَة وحمص مَعَ شَيْء من شبث ورازيانج وبزريهما مَعَ لبن حليب زَاد فِي اللَّبن وأدره.)
من كتاب إشليمن للزِّيَادَة فِي اللَّبن: يشرب لبن الْمعز ويتخذ مِنْهُ حساء وَيجْعَل فِيهِ رازيانج وشبث وشونيز والسمك المالح يزِيد فِي اللَّبن. من جَامع ابْن ماسويه: وَهُوَ المنجح للزِّيَادَة فِي اللَّبن: يُؤْخَذ من سلاء النَّحْل ثَلَاثُونَ درهما ورق الرازيانج عشرُون درهما رطبَة خَمْسَة عشر درهما حِنْطَة مهروسة خَمْسَة وَعِشْرُونَ حمص مقشر وشعير مرضوض أَبيض وَعشر شاهنجرات يغلى بِثَلَاثِينَ رطلا من مَاء عذب إِلَى أَن يرجع إِلَى ثَمَانِيَة أَرْطَال من مَاء وَأَقل من ذَلِك ويسقى مِنْهُ الْمُرضعَة خمس أَوَاقٍ مَعَ نصف أُوقِيَّة من دهن لوز حُلْو وسكر سليماني خَمْسَة عشر درهما.
من الْجَامِع للصلابة فِي الثدي: يسلق نصف جُزْء موم أَبيض وبقلة حمقاء ودقيق شعير وشحم البط والدجاج وشحم الإيل بِالسَّوِيَّةِ دَقِيق الحلبة نصف جُزْء دهن الخيرى مثله دَقِيق الباقلى ثلثا جُزْء ورد البابونج مثله بِجمع ويضمد بِهِ.
دَوَاء يكثر اللَّبن فِي الثدي: يحسى حسواً متخذاً من الْحِنْطَة وَالشعِير والرازيانج والحساء الْأَبْيَض.
مَجْهُول: يكثر اللَّبن أكل الضَّرع ودقيق الباقلى إِذا ضمد بِهِ عانات الصّبيان أَبْطَأَ الِاحْتِلَام. د وَج: إِن ضمد بِعْ عانات الصّبيان أَقَامُوا مُدَّة طَوِيلَة لَا ينْبت لَهُ فِيهَا شعر. ج: لحم الْبِطِّيخ يفعل ذَلِك إِلَّا أَن البزر أقوى حجر المسن إِذا حك ولطخ بِهِ على ثدي الْأَبْكَار منع أَن تعظم وخصى الصّبيان والثدي. د وَج: مَتى ضمد منع الثدي والخصى أَن تعظم.(2/437)
الْكَمَال والتمام: يضمد ثدي الْبكر وعانة الصَّبِي بحشيش الشوكران وَمَتى أَخذ من النَّبَات الَّذِي يُسمى نجبيش فأنعم سحقه وضمد بِهِ ثدي الْجَارِيَة وَترك ثَلَاثِينَ يَوْمًا بقى نهودهما وَيجب أَن يمْنَع من دُخُول الْحمام فَإِنَّهُ يُرْخِي الْجِسْم.
أقريطن: ضمد الصَّدْر بشوكران معجوناً بِمَاء وأتركه ثَلَاثًا فَإِنَّهُ يصغر أَو خُذ طيناً حرا وعفصاً فجا فاجمعهما بِعَسَل فارفعه فِي حك رصاص واطل بِهِ الثدي فَإِذا جف فاغسله بِمَاء بَارِد كثيرا فعل ذَلِك خَمْسَة أَيَّام مرّة. لي اطل الثدي والخصى بطين حر ببنج وشوكران ودعه يجِف وَيغسل ويطلى وتعاهد ذَلِك واتركه يجِف عَلَيْهِ وَيبقى أَيْضا مَتى شِئْت أَن يكون أبلغ فَإِنَّهُ (ألف ب) يحفظه مُدَّة طَوِيلَة. قَالَ: وَخذ من تربة قيموليا إسفيذاج واعجنه بِمَاء البنج وَقَلِيل دهن مصطكى واطل بِهِ فَإِن هَذَا يمْنَع الطمث والاحتلام ونبات اللِّحْيَة ويحفظ الثدي صَغِيرا.(2/438)
الخفقان)
الْكَائِن فِي الحميات والتوحش وخفقان فَم الْمعدة الْمُشبه بخفقان الْقلب وَسُوء المزاج والأورام والقروح الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: وَمَا كَانَ يعرض للقلب من الأورام الحارة وَغَيرهَا يهْلك الْحَيَوَان من سَاعَته وعلامته الغشى المتتابع المتدارك وَكَذَلِكَ سوء المزاج المفرط وعلامة أُخْرَى وَهِي الاختلاج الَّذِي يكون وَحده أَو الَّذِي يخيل للْإنْسَان أَن قلبه يَتَحَرَّك فِي رُطُوبَة. قَالَ: وَقد يكون ذبول ودق من ورم فِي غلاف الْقلب وَيكون خفقان مَعَه فَإِنَّهُ كَانَ عِنْدِي قرد يهزل ويذوب فَتَأَخر تشريحه لأشغال عرضت وَهُوَ يسل فِي ذَلِك فَلَمَّا مَاتَ شرحته فَوَجَدته سَائِر أَعْضَائِهِ كلهَا سليمَة وَوجدت على غلاف قلبه ورماً فِيهِ رُطُوبَة سخيفة شبه الرُّطُوبَة الَّتِي تُوجد فِي النفاخات إِذا ثقبت خرجت مِنْهَا مائية وشرحت أَيْضا ديكاً فَوجدت على غلاف قلبه غلظاً صلباً لَا رُطُوبَة فِيهِ وَقد يُمكن أَن يعرض هَذَا للنَّاس وَأما الورم الْحَار فَرَأَيْت لما حدث فِي قوم من الْمُقَاتلَة حدث مَعَهم من سَاعَته غشى مميت إِلَّا أَن من أَصَابَته حرارة نفذت إِلَى تجويف قلبه مَاتَ من سَاعَته بنزف الدَّم وخاصة إِذا كَانَ فِي الْبَطن الْأَيْسَر فَأَما إِذا لم تنفذ الْجراحَة إِلَى الْبُطُون فَإِنَّهُ رُبمَا عَاشَ يَوْمه ذَلِك وَلَا يزَال عقله ثَابتا. قَالَ فَأَما اخْتِلَاج الْقلب فقد أبرأنا مِنْهُ خلقا بالفصد وَحده وَبَعْضهمْ بِالتَّدْبِيرِ الملطف مَعَ الفصد وَبَعْضهمْ لم يعاودهم وَبَعْضهمْ عاودهم فعدنا للعلاج فبرأ وَكَانَ رجلا يتعاهده اخْتِلَاج الْقلب فِي الرّبيع فِي كل سنة ففصدته فسكن عَنهُ ثمَّ كَانَ يتَقَدَّم فيفصد فينجو من ذَلِك الاختلاج إِلَّا أَن هَذَا لم يبلغ الشيخوخة لَكِن مَاتَ وَكَذَلِكَ جَمِيع من يصيبهم ويلزمهم الاختلاج بالغشى والحميات الحارة وَأما غلاف الْقلب فَلَيْسَتْ علله بقاتلة غلا أَن يكون ورماً حاراً فيتأدى مِنْهُ إِلَى الْقلب. لي هَذَا الْعُضْو لحرارته لَا تكَاد الْعِلَل تعرض لَهُ لِأَنَّهُ يذيبها وَبَعضهَا هَذِه الْعِلَل بجميعها فِيهِ وَإِذا عرضت لم تكد تنجع وَذَلِكَ أَنه لَا يجوز لَهُ أَن يمده مَا يَقْهَرهُ وَقد قهر الطَّبْع وَالْمَوْت الْفجأَة إِنَّمَا يكون بِأَن الْقلب ينقبض وَلَا ينبسط فَيحدث من ذَلِك للحرارة الغريزية اختناق كَمَا يحدث عَنهُ بطلَان النَّفس وَإِنَّمَا يقبل أَيْضا بِأَن يصير الْقلب لعدمه الْحَرَارَة الغريزية لَا ينقبض وَلَا ينبسط فَيحدث من ذَلِك للحرارة الغريزية أَن تذْهب جملَة.(2/439)
لي إِذا عرض اخْتِلَاج (ألف ب) فبادر بفصد الباسليق والأطلية على الصَّدْر بِمَا يُطْفِئ إِن كَانَ مَعَ حرارة لِأَنَّهُ لَا يُؤمن أَن يكون ذَلِك لورم حَار يحدث.
جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: يكون من الخفقان ضرب يعرض من فَسَاد الطَّعَام فِي الْمعدة فأعد فأولا)
ذَلِك وعالجه بإصلاح هَذِه الْحَال.
ابيذيميا الأولى من الثَّانِيَة: وجع الْقلب يتَوَلَّد من التجويف الْأَيْسَر.
الْيَهُودِيّ: إِذا عرض فِي الْقلب غشى شَدِيد وأخضر الْوَجْه وتنكس الرَّأْس مَاتَ حِين يشيل رَأسه. لي إِذا عرض للجسم سل وذوبان وَلَا يعرف لَهُ سَبَب باد وَلَا حميات متقادمة مجوفة محرقة وَلَا ورم حَار فِي الكبد وَنَحْوه فَأعْلم أَن الْقلب مزاجه مزاج سوء مزاج الْقلب إِذا كَانَ رديئاً اسْتدلَّ عَلَيْهِ بالخفقان والغشى وعلاج سَائِر السل.
الْيَهُودِيّ: من جيد أدوية الْقلب أَقْرَاص الْورْد بالسكنجبين ودواء الْمسك والشليثا. قَالَ: والسل يكون عَن الْقلب لورم فِي حجابه أَو لسوء مزاج فِيهِ وعلاجه علاج السل من الْأَطْعِمَة وَالْحمام قسطا فِي الْمَوْت الْفجأَة قَالَ: من علاج الْقلب مَا لَا يفْسد مزاجه فَسَادًا قَوِيا كالخفقان. قَالَ: والزعفران يفرح الْقلب تفريحاً قَوِيا.
قَالَ الْيَهُودِيّ: الدارصيني نَافِع للفزع والوحشة والخفقان يُؤْخَذ دارصيني وسنبل وزرنباد وذرونج وباذروج وباذرنجويه يدق وينخل ويعجن بِمَاء(2/440)
لِسَان الثور والشربة دِرْهَم بأوقية طلاء وَهُوَ دَوَاء عَجِيب جدا نَافِع.
دَوَاء يقوم مقلم الشليثا: بسد دارصيني من كل وَاحِد اثْنَا عشر قيراطاً برادة ذهب أَحْمَر وَفِضة بَيْضَاء قيراطان قيراطان مسك وكافور ثَلَاثَة ثَلَاثَة سنبل وسليخة وأشنة وساذج من كل وَاحِد أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ قيراطاً حَماما وقسط وأشق من كل وَاحِد عشرَة قراريط شب يمَان مر زرنباد ذرونج قرنفل من كل وَاحِد سَبْعَة قراريط يعجن بِعَسَل نَافِع من الخفقان وضيق الصَّدْر جيد بَالغ.
أهرن للخفقان: اسحق دِرْهَم مرزنجوش يَابِس بِمَاء فاتر واسقه وزن فوانيس من قرنفل بأوقية لبن حليب. الطَّبَرِيّ: مِمَّا ينفع الْحَرَارَة فِي الْقلب مخيض الْبَقر والكزبرة والورد.
سفوف جيد للقلب والوحشة والغشى: كهربا وبسد ولؤلؤ ثَلَاثَة ثَلَاثَة فلنجمشك لِسَان الثور سِتَّة سِتَّة كزبرة قد قليت قَلِيلا دِرْهَمَانِ وَنصف الشربة مِثْقَال بأوقية ميبه.
لي معجون مسهل جيد لذَلِك: إهليلج أسود وأفيثمون أقريطشى وأسطو خودوس بسبايج تَرَبد جزؤ جزؤ غاريقون ملح هندي حجر اللازورد نصف نصف فلنجمشك قرنفل ساذج هندي)
ربع ربع يطْبخ الآملج وَالْعَسَل الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم جيد بَالغ للوحشة والسوداء.
لي جوارش نَافِع جدا للخفقان (ألف ب) ويسكن الْغم والغشى: مصطكى سنبل قاقلة كبابه قرنفل سك قشور أترج صَبر فلنجمشك وباذرنجويه وعود ني وراسن يجمع بالميبه وَيُعْطى مِنْهُ وَإِن شِئْت يسحق وَيُعْطى مَعَ الميبه. لي للخفقان الْبَارِد الشَّديد: اسْقِهِ مطبوخاً ريحانياً بأقراص الْمسك صفتهَا فِي بَاب الغشى.
للخفقان الْحَار: طباشير زنة مِثْقَال بأوقية من مَاء الْخِيَار فَإِن هَذَا نَافِع من الخفقان الَّذِي مَعَ حرارة شَدِيدَة واسقه بِمَاء التفاح.
أهرن قَالَ: لَا يُمكن أَن يكون فِي الْقلب قيح.
لي لِأَن الْقَيْح يكون أَن ينضج الورم بحرارة وَالْإِنْسَان يَمُوت إِذا حدث ذَلِك فِي الْقلب قبل أَن ينضج قَالَ: والخفقان يعرض فِي الْقلب من أجل الدَّم الغليظ الْأسود إِذا تولد فِي الكبد وَكَانَ الَّذِي يصل إِلَى الْقلب سوداوياً فعالج ذَلِك بالفصد ثمَّ بالإسهال ثمَّ بِمَا يخرج الْخَلْط الْأسود ثمَّ بالأدوية اللطيفة الطّيبَة الرّيح كدواء الْمسك وجوارش النارمشك هَذِه تجْعَل الدَّم سوداوياً وَالْوَجْه أَن يتْرك الدَّم فِي هَذِه الْحَال فَإِن ذَلِك أَحْرَى أَن لَا يتَوَلَّد دم عكر وَلَا يكون مَا يصل إِلَى الْقلب مِنْهُ أسود ودواء قَيْصر والشليثا.
دَوَاء جيد للوحشة وللخوف بِاللَّيْلِ: يُؤْخَذ لِسَان الثور وباذرنجويه وزرنباد وذرونج اسحقها يابسة الشربة دِرْهَم فِي أول الْهلَال بطلاء ممزوج وَدِرْهَم فِي وَسطه وَدِرْهَم فِي آخِره وانقع لِسَان الثور فِي الطلاء واسق مِنْهُ.
أهرن: قد يعرض لكثير من النَّاس من التُّخمَة الحارة وَفِي الحميات والإمساك عَن الطَّعَام رعدة على الْمعدة من مرار ينصب غليها ويتوهم النَّاس أَنه خفقان الْقلب وَلَيْسَ كَذَلِك لَكِن مرّة تنصب إِلَى الْمعدة وعلاج الْقَيْء وتنظيف الْمعدة بالإيارج والإفسنتين والمبادرة قبل ذَلِك الْوَقْت بِشَيْء من الْأَطْعِمَة المقوية لفم الْمعدة وَإِذا سقى هَؤُلَاءِ فِي السّنة مَرَّات مَا ينقص الصَّفْرَاء لم يصبهم هَذَا الْعرض إِلَّا إِذا أخروا طعامهم جدا وَقد يُصِيب مثل هَذِه الرعدة فِي الْمعدة الشبيهة بخفقان من كَثْرَة الْجِمَاع وعلاجه الْإِمْسَاك والاغتسال والتطيب.
بولس: إِذا حدث فِي الْقلب نَفسه ورم حَار وَسُوء مزاج رَدِيء أَو جِرَاحَة موت سريع وخاصة مَا حدث فِي الْبَطن الْأَيْسَر وَإِذا عرض بمشاركة تبع ذَلِك غشى شَدِيد وَسُقُوط الْقُوَّة بَغْتَة)
وَضعف النَّفس والنبض الصَّغِير وَبرد الْأَطْرَاف وعرق مقطع فِي بعض الْجَسَد(2/441)
وَإِن كَانَ الغشى شَدِيدا متداركاً فَلَا علاج لَهُ وَإِن كَانَ ضَعِيفا فَرُبمَا انْتفع بالعلاج. وَقَالَ: قد يعرض خفقان شَدِيد من كَثْرَة الدَّم وغليانه وَإِذا سخن مزاج الْقلب عظم التنفس وتابع وبالضد وَإِن كَانَ خفقان يعرض بأدوار فأفصده قبل النّوبَة.
الْإِسْكَنْدَر: يكون من الحميات مَا مَعَه خفقان ووجع فِي الْفُؤَاد وغشى وَرُبمَا قتل.
بولس فِي تَدْبِير الْحَامِل (ألف ب) بَاب مَا يسكن الخفقان الَّذِي للحوامل: تجرع المَاء الْحَار بالعسل بِرِفْق وتدثر مَا دون الشراسيف بالصوف اللين.
شرك الْهِنْدِيّ: عَلامَة ضعف الْقلب الْخَوْف وضيق الصَّدْر وضربان فِي الصَّدْر مؤذ جدا وهزال الْجِسْم وقحله وعلامة قوته خلاف ذَلِك ويعالج من ضعف الْقلب أَن يطعم الْأرز بِاللَّبنِ والإسفيدباج وَالشرَاب على الأغذية الدسمة وَلُزُوم السرُور والنقلة فِي الْبلدَانِ وَالْحمام والأغذية الحلوة وَالطّيب والوطاء والدثار والحقن الدسمة.
شَمْعُون: سنبل فلنجمشك وباذروج من كل وَاحِد دِرْهَم مسك وكافور دانق دانق بزر الحرمل نصف دِرْهَم اعجن ذَلِك بِعَسَل أَو خُذ سنبلاً وسليخة وساذجاً درهما درهما زرنبادا وذرونجا دِرْهَمَيْنِ دِرْهَمَيْنِ واسقه بطلاء أَو خُذ زرنباد ودراصينيا وسبنلاً وباذروجاً بِالسَّوِيَّةِ اسْقِ مِثْقَالا بطلاء قد انقع فِيهِ لِسَان الثور.
للصرع والخفقان: سليخة وسنبل واشنة وساذج من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف وكهربا وبسد دِرْهَم دِرْهَم برادة ذهب وَفِضة ثَلَاثَة قراريط من كل وَاحِد الشربة باقلاة كل يعجن بِعَسَل.
الاختصارات للقلب الَّذِي يغلب عَلَيْهِ سوء مزاج: جوارش بلاذر مثروديطوس ثباذريطوس جوارش النارمشك وأحضرها كلهَا نفعا جوارش البلاذر فَإِنَّهُ عَجِيب جيد للخفقان.
مَجْهُول للخفقان: مِثْقَال من جوارش يَابِس يداف بأوقية شراب وَيشْرب بأوقية مَاء أَو يُؤْخَذ كمون وحلتيت بِالسَّوِيَّةِ فيشرب مِنْهُ مِثْقَال بقوطولي شراب ممزوج بِمَاء سخن قَالَ: إِذا كَانَ الخفقان من سوء مزاج قأفصد الباسليق من الْأَيْسَر وَإِلَّا احجم الْكَاهِل واسهل بعد ذَلِك بِشَربَة خَفِيفَة ويسقى بعد ذَلِك كزبرة يابسة مَعَ رائب الْبَقر دِرْهَمَانِ وطباشير دِرْهَم وكافور قِيرَاط ويسقى عِنْد النّوم بزر قطونا دِرْهَمَيْنِ وَمن الطين درهما كارباً نصف دِرْهَم بِالْمَاءِ المزمن الزَّمَان. قَالَ: وأقراص الكافور نافعة من سوء المزاج الْحَار المستولى على الْقلب ويضمد)
بالأضمدة ويسقى مَاء القرع.
سفوف نَافِع للخفقان مَعَ حر: بزر رجلة وبزر القرع وكزبرة يابسة وبزر لِسَان الثور(2/442)
وطين الْأكل مربى فِي كافور بزر الباذرنجويه بزر الباذروج بزر الكشوث كهربا لُؤْلُؤ إبرسيم خام إهليلج أسود آملج لِسَان الثور حجر اللازورد عود يستف مِنْهُ وَإِذا كَانَ مَعَ برودة فدواء الْمسك والأنقرديا لي يُقَوي الْقلب: أَن يستف كل يَوْم من الكهربا مدقوقاً.
جوارش يُقَوي فَم الْمعدة وينفقع الخفقان والوحشة السوداوية: مَاء تفاح شَامي رَطْل مَاء ورد نصف رَطْل (ألف ب) سكر مثله يطْبخ حَتَّى يغلظ ثمَّ يَأْخُذ مصطكي نصف أُوقِيَّة ولسان الثور وباذرنجويه وفلنجمشك وعود وسك وسنبل وقرنفل وزنجبيل فَيلقى عَلَيْهِ من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف ويعقد وَيجْعَل فِي آنِية ويدفن فِي وسط ورق الأترج.
قسطا فِي كِتَابه فِي علل الدَّم: الزَّعْفَرَان يفرح الْقلب حَتَّى أَنه ليقْتل لذَلِك وَالْقدر الْقَاتِل مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم إِن شرب لم يزل يضْحك حَتَّى يَمُوت. لى يجب أَن يطْرَح فِي هَذِه الْأَدْوِيَة مِنْهُ.
من تذكرة عَبدُوس للخفقان فِي فَم الْمعدة: دَوَاء الْمسك المر الْمَعْمُول بالإفسنتين وَالَّذِي فِي الْقلب بدواء مسك حُلْو وَإِذا كَانَ الخفقان مَعَ حرارة سقى الكهربا والبسد واللؤلؤ والشبث وَالْحِجَارَة الأرمينية وكزبرة يابسة فَإِن كَانَ مَعَ الخفقان عسر وغشى ونخس سقى الباذرنجويه والفلنجمشك وَإِن كَانَ فِي الْجنب زيد فِيهِ فوذنج جبلي وتسقى بِمَاء تفاح وميبه. الْكَمَال والتمام دَوَاء نَافِع للخفقان من الْحَرَارَة والخمار: أمبرباريس عود طباشير (حج) ورد (ح) طين الْأكل الْخُرَاسَانِي (ح) بزر الكشوثاء (ا) بزر الْخِيَار (حج) بزر الرجلة (حج) كهربا (ا) مصطكي (ا) بسد (ا) لُؤْلُؤ (ج) كافور (آ) عود (آونصف) يُزَاد فِيهِ كزبرة يابسة (حج) .
الخفقان تَدْبِير جيد من سوء المزاج فِي الْقلب: أفصد الباسليق من الْأَيْسَر واحجمه على الْكَاهِل واسقه بعد ذَلِك رائب الْبَقر الحامض على قدر احْتِمَاله واستمرائه وانفضه قبل أَخذه الرائب بالهليلج الْأسود والأصفر والإجاص وَالزَّبِيب والفواكه ثمَّ يصير بعد ذَلِك إِلَى آخر رائب الْبَقر مَعَ كزبرة يابسة مسحوقة وزن دِرْهَمَيْنِ ورد دِرْهَم طباشير مثله كافور قِيرَاط والغذاء: الْبُقُول الْبَارِدَة والفراريج المعمولة بالخل والكزبرة وَمَاء الرُّمَّان الحصرم وحماض الأترج وَليكن مَأْوَاه بَارِدًا وينام على لعاب برزقطونا وَمَاء الرُّمَّان وللبارد بضد هَذَا.
قَالَ: وَاسْتدلَّ على وجع الْقلب بالخفقان والغشى فليبادر بدواء الْمسك والأنقرذيا(2/443)
والمثروديطوس)
وَنَحْوه. لى يحْتَاج أَن يفرق بَين الخفقان الْكَائِن عَن الْقلب والكائن عَن الْمعدة.
من كتاب حنين فِي الْمعدة قَالَ: والخفقان من علل فَم الْمعدة وحدوثه يكون إِمَّا بِسَبَب خلط لذاع يجْتَمع فِي فَم الْمعدة فيلذعها بِشدَّة وَإِمَّا بِسَبَب الْحَيَّات المتولدة فِي الْبَطن إِذا صعدت إِلَى هَذِه الْمَوَاضِع.
تياذوق قَالَ: ينفع الخفقان فِي الْمعدة سنبل مِثْقَال مسك دانق كافور دانق وَنصف بزر الخوخ نصف مِثْقَال أنيسون قرنفل مِثْقَال مِثْقَال يجمع بِعَسَل ويسقى مِنْهُ رَأس كل شهر كالجوزة.
قَالَ: وينفع من الخفقان أَن يشرب من القرنفل الذّكر زنة نواة مسحوقا بِاثْنَيْ عشر مِثْقَالا من لبن الْبَقر على الرِّيق وينفع من الخفقان الإسهال بايارج فيقرا وَيُؤْخَذ مِثْقَال مرزنجوش منخول بحريرة بأوقية مَاء حَار.
(ألف ب) سرابيون: لَا يُمكن أَن تقوم الأورام فِي الْقلب لِأَنَّهَا تقتل قبل ذَلِك ويسبق ذَلِك الغشي المتدارك. قَالَ: الخفقان حَرَكَة اختلاجية تحدث فِي الْقلب إِمَّا لامتلاء من الدَّم مفرط كثير أَو لرطوبة تحس فِي الغشاء الْمُحِيط بِالْقَلْبِ أَو ورم فِي هَذَا الغشاء فَإِن حدث الخفقان عَن ورم حَار فِي هَذَا الغشاء فَإِنَّهُ يقتل سَرِيعا وعلامة ذَلِك تولد الغشي مَعَ النبض الْمُخْتَلف الْحَار واللهيب الَّذِي لَا يُطَاق والحرارة فِي الصَّدْر وَإِن كَانَ سَبَب رُطُوبَة محتبسة فِي هَذَا الغشاء فَإِن من حدث بِهِ يحس كَأَن قلبه يترجرج فِي رُطُوبَة.
الخفقان: الخفقان الامتلائي ينْتَفع بالفصد وَإِذا فصدوا فانتفعوا فَذَلِك أعظم الدَّلَائِل على أَن الخفقان كَانَ للامتلاء وَإِن حدث بِسَبَب رُطُوبَة فَاسْتعْمل الجندباستر والفوذنج وَبعد ذَلِك كُله فَاسْتعْمل للخفقان التَّدْبِير الملطف وترياق الأفاعي والمثروديطوس ودواء الْمسك والشليثا تسقى هَذِه. كلهَا بِالشرابِ الريحاني أَو بِمَاء الباذرنجويه وينفع مِنْهُ الْأَدْوِيَة اللطيفة الَّتِي تسرع النّفُوذ الى الْقلب سَرِيعا مثل هَذَا: يُؤْخَذ لِسَان الثور يَابسا دِرْهَم زرنباد ذرونج أَرْبَعَة أَرْبَعَة يسقى فِي ابْتِدَاء الشَّهْر ووسطه وأخره وللخفقان مَعَ حرارة: نشاكهربا بسد لُؤْلُؤ باذرنجويه فلنجمشك شبث يمَان مقلو ثَلَاثَة ثَلَاثَة طين أرمين خَمْسَة دَرَاهِم الشربة مِثْقَال بِمَاء الباذرنجويه. للخفقان مَعَ حرارة: طباشير أَرْبَعَة عود هندي سك قاقلة قرنفل دِرْهَم دِرْهَم كافور نصف دِرْهَم كثيراء ثَلَاثَة دَرَاهِم يعجن بِمَاء الترنجبين والقرص نصف دِرْهَم بشراب للخفقان عَن برودة: جندبادستر دِرْهَم كهربا مثله قشور الأترج نصف)
فلنجمشك مثله يشرب بِمَاء الترنجان. للخفقان الْأسود: اهليلج أسود دِرْهَمَانِ أفيثمون دِرْهَم يخلط مَعَ أَرْبَعَة دوانق من دَوَاء الْمسك المر وَيشْرب كل يَوْم مَعَ شراب ريحاني أسبوعين أوثلاثة.(2/444)
لى للخفقان مَعَ اللهيب والحرارة: يسقى مخيض رائب الْبَقر يلقى عَلَيْهِ كعك ويسقى فِي مَائه طباشير ويستحم بِالْمَاءِ الْبَارِد كل يَوْم ثَلَاث مَرَّات وَيشْرب مَاء الثَّلج وَيجْلس فِي هَوَاء بَارِد جدا وَهُوَ مغطى مدثر وان دَامَ فاعط هَذَا السفوف: طباشير وصندل أصفر وَورد وكافور ربع جُزْء يسقى مِنْهُ دِرْهَمَانِ فِي كل شربة وان غلظ الْأَمر فِيهِ فاسقه أفيوناً آخر للخفقان الْحَار: بزر الخس وبزر الهندباء وبزر الرجلة وطباشير وَورد وصندل وكزبرة يابسة ولسان الثور وترنجان وبسد وكهربا ولؤلؤ يستف مِنْهُ دِرْهَمَانِ فانه جيد ومل فِي تَدْبِير هَذِه الْعلَّة إِلَى التبريد بِكُل ماقدرت عَلَيْهِ. ج الرَّابِعَة من الْفُصُول: خفقان الْفُؤَاد وَهِي الْحَرَكَة (ألف ب) المتواترة السريعة من الْقلب الشبيهة بالاختلاج إِذا كَانَ مَعَ حمى يدل على أَن ينبوع الْحَرَارَة قد حمى وسخن سخونة نارية فِي الْغَايَة فِي خلال كَلَامه هَاهُنَا أَن الخفقان دَائِما دَلِيل سخونة نارية للقلب لى قد رَأَيْت خفقاناً صَغِيرا مَرَّات كَثِيرَة وَكَانَ مزمناً وَلم ينده صَاحبه مَكْرُوه مِنْهُ ولاذبل ولانحف ولاكانت حمى فَلذَلِك أَن الخفقان قد يكون إِذا حدث فِي غلاف الْقلب ريح غَلِيظَة فتختلج لَهَا وَيكون نحيفاً ملهوساً وَقد رَأَيْت رجلا بِهِ خفقان ونبض شريانه الْعَظِيم يظْهر إِذا وضع الْيَد على الصَّدْر مَعَ وجبة واضطراب شَدِيد ونبض شريانه فِي جَمِيع الْجِسْم يظْهر للعين يشيل اللَّحْم شيلاً كثيرا وَلم ينْتَفع بالفصد ولاكان بِهِ ذوبان وَيجب أَن ينظر فِي ذَلِك وَكَانَ مُنْذُ ثَلَاث سِنِين على ذَلِك يسمع وجيب قلبه على أَذْرع. للخفقان لليهودى: قد يكون الخفقان لفضل دم يصل من الكبد إِلَى الْقلب فيتولد لذَلِك فِي حجابه خفقان علاجه الفصد وتلطيف التَّدْبِير. جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة: خفقان الْقلب يكون إِمَّا لورم فِي الغلاف الَّذِي فِيهِ الْقلب وَإِمَّا لورم مَعَ الرُّطُوبَة مائية بِمَنْزِلَة مَا وجد فِي القرد وَإِمَّا من ورم فَقَط يحدث فِيهِ بِمَنْزِلَة مَا وجد فِي الديك وَإِمَّا من رُطُوبَة دموية بِمَنْزِلَة مَا عرض للشباب الَّذِي عولج بالفصد وَالتَّدْبِير اللَّطِيف فبرىء.
من المنجح كتاب غَرِيب لِابْنِ ماسويه سفوف للخفقان الْحَار: لِسَان الثور عشرَة شب يمانى مقلو وكهربا وبسد ولؤلؤ وحجارة أرمينية من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف طباشير وزن دِرْهَمَيْنِ)
عود ني خَمْسَة دَرَاهِم وَنصف الشربة دِرْهَمَانِ بسكنجبين حامض وَمَاء حماض الأترج أَو مَاء رمان حامض.
الرَّابِعَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: كَانَ الرجل طَبِيب فِي عرقه جَمِيع ضروب الِاخْتِلَاف بِلَا حمى فأعلمته أَن ذَلِك لسدة فِي الشريان الَّذِي فِي الرئة ثمَّ جعلت أسئله هَل بدا بِهِ ضيق نفس فَقَالَ: لَا ثمَّ بدا بِهِ فَاشْتَدَّ أمره وانحلت قوته وَأَخذه الغشى وَمَات كَمَا يَمُوت أَصْحَاب علل الْقلب وَقَالَ: يعرض فِي الْقلب سوء مزاج مسَاوٍ وَغير مسَاوٍ وَقد يعرض لَهُ الفلغموني والحمرة إِلَّا أَنَّهُمَا لَا ينتهيان لِأَنَّهُمَا يقتلان فِي الِابْتِدَاء والغشى الشَّديد المتدارك وَمَا كَانَ من(2/445)
سوء مزاج الْقلب يسير فَهُوَ تغير النبض وَالنَّفس بِحَسب ذَلِك لسوء مزاج فِي الْقلب على مَا ذكرنَا فِي كتاب النبض والتنفس فَإِن كَانَ عَظِيما فَإِنَّهُ يقتل لَكِن لَيْسَ عَاجلا كَمَا يقتل الورم والجراحة وَتظهر قبل الْمَوْت عَلَامَات مِنْهَا الغشي الْقوي المتدارك وَمِنْهَا الخفقان الَّذِي يحس صَاحبه بالخفقان فَقَط وَالَّذِي يحس مَعَه بِأَن قلبه يَتَحَرَّك فِي رُطُوبَة وَلَيْسَ بعجيب أَن يجْتَمع فِي بعض الْأَوْقَات فِي غلاف الْقلب رُطُوبَة تمنع من انبساطه فَإِنَّهُ قد نرى رُطُوبَة فِي غلاف الْقلب فِي الْحَيَوَانَات الَّذِي نشرح مرَارًا كَثِيرَة قَالَ (ألف ب) وَقد يعرض عَن الْقلب دق فَإِنَّهُ كَانَ عِنْدِي قرد لَا يزَال يهزل فَلَمَّا شرحته وجدت أَعْضَاء سليمَة إِلَّا أَنِّي وجدت على غلاف قلبه غلظا خَارِجا عَن الطَّبْع فِيهِ رُطُوبَة محتقنة شَبيهَة بالرطوبة الَّتِي تكون فِي النفاخات وَأما ديك شرحته فَإِنِّي وجدت على غلاف قلبه غلظاً صلباً متحجراً لَيْسَ فِيهِ رُطُوبَة وَأما الورم الْحَار فرأيناه قد حدث بِقوم من الْمُقَاتلَة مِمَّن قد جرحوا فَتَبِعهُمْ الْمَوْت من ساعتهم بالغشي الشَّديد الْقوي واما من وصلت الْجراحَة إِلَى بطن قلبه فَإِنَّهُ مَاتَ من سَاعَته من نزف الدَّم وخاصة إِن وصل إِلَى الْبَطن الْأَيْسَر وَأما من لم تصل الْجراحَة إِلَى تجويف قلبه لَكِن كَانَت فِي جرم قلبه فقد عَاشَ مِنْهُم خلق يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ مَاتُوا بالغشى وَذَلِكَ أَنما كَانَت عِنْدَمَا حدث بهم من ألم الْجراحَة ورم حَار وَلم يفقد مِنْهُم وَاحِد عقله حَتَّى مَاتَ وَأما الخفقان فقد أصَاب قوما كثيرا أصحاء لَا يذم من صحتهم شىء شبَابًا وكهولاً بِلَا عرض آخر بَين وَجَمِيع من أَصَابَهُ ذَلِك انْتفع بفصد الْعُرُوق وَنَجَا من هَذَا الْعَارِض بعد أَن أتبع فصد الْعرق بِالتَّدْبِيرِ الملطف وبالأدوية المشبهة بذلك وَبَعْضهمْ عاودهم هَذَا الْعرض فَأَعَادُوا العلاج وَكَانَ رجل يعرض لَهُ هَذَا الخفقان فِي كل سنة فِي الرّبيع وَكنت أتقدم فأفصده قبل ذَلِك الْوَقْت فَلَا يعرض لَهُ وَكنت بعد أَن أفصده أدبر تَدْبِير ملطف إِلَّا أَن)
هَذَا الرجل وَجَمِيع من عرض لَهُ الخفقان الَّذِي ذكرت لم يبلغ أحد مِنْهُم إِلَى الشيخوخة بَعضهم مَاتَ بحميات حارة غشى عَلَيْهِم فِي الْحمى وَبَعْضهمْ يغشى عَلَيْهِم بِلَا حمى وكل من مَاتَ مِنْهُم من قوى النَّفس قَالَ: الحشيشة الَّتِي تسمى موريون إِذا شربت صيرت النَّفس إِلَى حَال تشبه الرعونة وَالشرَاب إِذا شرب أذهب جَمِيع الهموم وخبث النَّفس والدواء الَّذِي يُسمى أبوقياً يفعل ذَلِك أَكثر. إختيارات كندى قَالَ مُحَمَّد بن الجهم الكندى كَانَ يطرى هَذَا الدَّوَاء حَتَّى أَنه ليولد فِيهِ شبه الرعونة وَهُوَ يذهب الصفار ويجود الهضم وَلَا غائلة لَهُ: ورد أَحْمَر سِتَّة سعدى خَمْسَة قرنفل مصطكى أسارون ثَلَاثَة ثَلَاثَة قرفة زرنب زعفران اثْنَان اثْنَان بسباسة قاقلة هيل بوا جوزبوى وَاحِد يسحق وَيُؤْخَذ مِنْهَا بعد السحق بِهَذَا الْوَزْن ثمَّ يخلط بالسحق حَتَّى يخْتَلط اختلاطا لَا وَرَاءه غَايَة ثمَّ يطْبخ رَطْل آملج بِعشر أَرْطَال(2/446)
وَليكن الآملج حَدِيثا ثمَّ يلقى فِي ذَلِك المَاء بعد أَن يصفى رَطْل فانيذ شحرى ويطبخ حَتَّى يغلظ كالعسل الغليظ الَّذِي يشبه اللعوق ثمَّ تلقى عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة ويحرك بِعُود خلاف عريض حَتَّى يَسْتَوِي ثمَّ يرفع فِي برنية وَيُؤْخَذ كل يَوْم مثقالان على الرِّيق. لى على مَا رَأَيْت للخفقان: يحول إِلَى بِلَاد بَارِدَة فِي غَايَة الْبرد فَإِنَّهُ بُرْؤُهُ الْبَتَّةَ وَإِن أَقَامَ بِبَلَد حَار لم يطلّ عمره وَإِن لم يجد بدا فَلَا يُفَارق الثَّلج والخيش وَلَا يقرب الْحمام وَلَا يحبس النَّفس وَلَا يتعب الْبَتَّةَ ويضمد (ألف ب) الصَّدْر بالصندل والكافور وَمن جيد أدويته: يسقى أَقْرَاص الكهربا بشراب الأترج قد ألْقى فِيهِ شىء من ورق الأترج وتعاهد فصده إِن لم يكن قد نهك وبقدر اخْتِلَاف نبضه كَذَلِك سوء حَاله ورائب الْبَقر لى يحدث فِي الْقلب ثَمَانِيَة أَصْنَاف سوء المزاج والسدد فِي عروقه وفوهاته والأورام وَيتبع ذَلِك اخْتِلَاف النبض بِسُرْعَة ثمَّ الغشى إِن دَامَ يحْتَاج أَن ينظر فِي الغشى كَيفَ صَار يحدث عَن الْقلب وَهُوَ بَاب من ذهَاب الْحسن وَالْحَرَكَة وَكَيف صَار الْحَيَوَان الَّذِي يَزع قلبه وينحى عَنهُ لَا يفش عَلَيْهِ من سَاعَته لَكِن يبْقى ويحس ويتحرك ويعدو مُدَّة طَوِيلَة ثمَّ يَمُوت.
مُفْرَدَات ج: لِسَان الثور مَتى طرح فِي الشَّرَاب كَانَ أَشد تفريحاً للقلب. د: بزر الباذروج إِذا شرب بِمَاء بَارِد نفع من الخفقان وَقَالَ: السنبل مَتى شرب بِمَاء بَارِد نفع الخفقان وَرب حماض الأترج جيد للخفقان جدا وَذَلِكَ إِن طبخ مِنْهُ طبيخ.
مسيح: أظفار الطّيب نافعة من خفقان الْقلب. الخوز: جلد أروح دَوَاء فَارسي يعرف بِهَذَا الِاسْم جيد الخفقان قَالُوا: والجوز جيد للخفقان والدارصيني يفرح الْقلب.)
الْيَهُودِيّ: الهليلج الْأسود خاصته النَّفْع من التوحش وخفقان الْفُؤَاد.
قسطا: الزَّعْفَرَان مفرح للقلب حَتَّى أَنه ليقْتل إِذا أَكثر مِنْهُ وَالْقَاتِل مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم.
ماسرجويه: الكهربا نَافِع للقلب الشربة مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء بَارِد وَأَحْسبهُ جيدا للخفقان الَّذِي يعرض من نزف البواسير.
الخوز: الطباشير جيد للخفقان مَعَ الْحَرَارَة الشَّدِيدَة.
ابْن ماسويه: الكندر يَأْكُل البلغم وَيذْهب بِحَدِيث النَّفس وينفع الْقلب قَالَ: والكرويا نَافِع للخفقان.
الخوز: زبد لبن الْبَقر جيد للخفقان فِي الْقلب.
مسيح: لِسَان العصافير نَافِع من الخفقان.
القلهمان: الْمسك يُقَوي الْقلب جدا المرماحوز جيد للقلب وَإِن أنقع فِي الشَّرَاب وَسَقَى نفع من الخفقان الْبَارِد وَسكن جدا الْمسك خاصته تَقْوِيَة الْقلب.
القلهمان: الْمسك جيد للخفقان جدا.(2/447)
ابْن ماسويه: الفلنجمشك جيد للخفقان الْعَارِض من السَّوْدَاء والبلغم.
مسيح: سحالة الذَّهَب وَالْفِضَّة جيد للخفقان.
ابْن ماسويه: الصندل الْأَحْمَر جيد للخفقان الْكَائِن من الحميات إِذا طلي عَلَيْهِ. لى هَذَا الخفقان يكون من التهاب الْقلب وينفع مِنْهُ أَن يوضع عَلَيْهِ الطّيب الْبَارِد والبقول الْبَارِدَة والثلج. ج: فِي عهود أبقراط أَن الراسن يذهب بالحزن والغيظ.
روفس: الرُّمَّان الحامض نَافِع من خفقان الْفُؤَاد.
أهرن قَالَ: الْجَسَد الشبيه بِحَال الْقلب فأعرفه وَأَصْلحهُ فَإِذا كَانَ يَابسا حاراً أسْرع إِلَيْهِ الذبول والدق فَصَارَ دَائِما وَإِن كَانَ حاراً رطبا لم يزل يحم بحميات عفن مضادة وَإِن كَانَ بَارِدًا يَابسا أسْرع إِلَيْهِ الذبول وللخفقان استفراغ السَّوْدَاء.
(ألف ب) أدوية الْقلب: زرنباد ذرونج بهمن كهربا بسد لُؤْلُؤ حجر أرميني إبرسيم ساذج ترنجان قرنفل قاقلة أشنة أترج سنبل كافور مسك لِسَان الثور ذهب فضَّة كزبرة حرمل طين محتوم فاشرشين مرماحوز إذخر مصطكى زعفران دارصيني بزر القثاء زهر الْخلاف شعر الغول.)
مسيح الْأَدْوِيَة الخاصية بِالْقَلْبِ: دَوَاء الْمسك دَوَاء قَيْصر شليثا مثروديطوس كزبرة إهليلج أسود كهربا بسد لُؤْلُؤ طين دَار صيني سنبل زرنباد باذروج باذرنجويه لِسَان الثور إبريسم برادة الذَّهَب وَالْفِضَّة أشنة سليخة مر قرنفل مرزنجوش فلنجمشك طباشير بسبايج غاريقون ملح هندي لَا زورد مصطكى قاقلة كبابة قشور الأترج عود راسن مسك كافور سك ميبة مَاء الْخِيَار بزر الشبث افسنتين نارمشك مَاء الرُّمَّان المز شراب الحماض شراب التفاح والسفرجل ورد سعد زعفران آملج.
الْفَارِسِي وشرك الْهِنْدِيّ: الآملج يزِيد الْقلب ذكاءاً وحدة وتقوية. الدِّمَشْقِي: لِسَان العصافير نَافِع للخفقان.
الْفَارِسِي: للخفقان مجرب: مرزنجوش يَابِس سمسم يسقى دِرْهَمَيْنِ عَن تجربة رجل حَار المزاج نحيف كَانَ بِهِ خفقان وَكَانَ يسكنهُ بالكزبرة بطبيخ السنا.
من الْفَائِق: ينفع من الخفقان أَن يسقى من المرزنجوش الْيَابِس زنة دِرْهَم بِمَاء أَو يسقى زنة نواة من القرنفل المسحوق مَعَ أُوقِيَّة لبن حليب أَو تنقع حشيشة الكاوراز فِي الطلاء ويسقى. وَقَالَ د: ورق الآس الْيَابِس وعصير ورقه حِين يعصر إِذا طلى عَلَيْهِ يقوى الْقلب وينفع من الخفقان.(2/448)
ابْن ماسويه: طبيخ حماض الأترج نَافِع من الخفقان. د: يسْتَعْمل من الهندباء ضماد نَافِع للخفقان.
كاوزان حشيشة مَعْرُوفَة بديغورس: خاصته نفع الْفُؤَاد وَدفع الْهم لِسَان الثور قد يظنّ أَنه إِن طرح فِي الشَّرَاب وَشرب أحدث سُرُورًا والاستحمام بِالْمَاءِ العذب الفاتر نَافِع من الخفقان.
روفس: النادرين مَتى شرب بِمَاء بَارِد نفع من الخفقان. د: الفلنجمشك للخفقان الْعَارِض من السَّوْدَاء والبلغم.
ابْن ماسويه: الرُّمَّان الحامض نَافِع من خفقان الْفُؤَاد.
روفس دَوَاء نَافِع من الخفقان والهم والتوحش وَيُقَوِّي الْقلب: لِسَان الثور عشرَة دَرَاهِم كهربا حجر أرميني باذرنجويه أشنة فرنجمشك دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ عود صرف خَمْسَة سك مِثْقَال زعفران مثقالان فَإِذا لم تكن حرارة فَاجْعَلْ مَعَه من الراسن خَمْسَة وَإِن كَانَ من الخفقان خوف فَاجْعَلْ لِسَان الثور والكهربا وَالْعود والطباشير والكزبرة الْيَابِسَة المقلوة وَأَقل من الكزبرة وَأكْثر على قدر الْحر.)
الاختلاج: افصد إِذا رَأَيْت الْحر والامتلاء الباسليق فَإِنَّهُ (ألف ب) إِذا خرج الدَّم من الْقلب لم يتَوَلَّد فِيهِ ريح.
وللخفقان وَالْغَم والسوداء: لِسَان الثور خَمْسَة لُؤْلُؤ كهربا حِجَارَة أرمينية من كل وَاحِد جزؤ باذرنجوية مرماحوز قرنفل ثَلَاثَة شب مقلو زرنباد ذرونج بهمن أَحْمَر وأبيض دِرْهَم دِرْهَم أشنة ثَلَاثَة ينخل بحريرة الشربة مِثْقَال بسكنجبين سكرى ممزوج.
للغم وللفكر: باذرنجويه فرنجمشك أشنة حجر أرميني كهربا زعفران بِالسَّوِيَّةِ الشربة مِثْقَال يسقى بِبَعْض عصير لِسَان الثور. فَإِن عدم طبخ الْيَابِس مِنْهُ بشراب ويسقى.
قسطا بن لوقى: الزَّعْفَرَان مفرح للقلب حَتَّى أَنه لإفراطه فِي ذَلِك يقتل إِن أَخذ مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم.
مَجْهُول للخفقان: يشرب مرزنجوش يَابِس مسحوق بِمَاء بَارِد وَيشْرب دِرْهَم من الراوند الصينى بِمَاء بَارِد.
من جَوَامِع ابْن ماسوية: للخفقان الْعَارِض من السَّوْدَاء: لِسَان الثور كهربا حجر اللازورد أَقْرَاص الْورْد فرنجمشك يستف مِنْهُ دِرْهَمَانِ بنبيذ ريحاني وَمَاء الفلنجمشك والباذرنجويه قد أنقع فِيهِ قشور الأترج.(2/449)
من الْجَامِع للخفقان الْعَارِض من احتراق السَّوْدَاء: كهربا ثَلَاثَة طين أرميني مثله طبلشير اثْنَان بزر فلنجمشك وَاحِد وَنصف مصطكى وَاحِد حَرِير صيني اثْنَان طين أرميني مثله قرنفل ساذج هندي وَاحِد وَاحِد يشرب بِمَاء الرُّمَّان وَمَتى كَانَت الْحَرَارَة قَوِيَّة فَاجْعَلْ مَعَه فِي الشربة قِيرَاط كافور.
من الْكَمَال والتمام: تَدْبِير نَافِع من سوء المزاج الْعَارِض: افصده الباسليق فَإِن لم يُمكن فاحجمه الْكَاهِل وانفضه مَرَّات بالمطبوخ ثمَّ اسْقِهِ رائب الْبَقر الحامض نصف رَطْل مَعَ دِرْهَمَيْنِ كزبرة منخولة وَدِرْهَم ورد وَدِرْهَم طباشير ودانق كافور وَاجعَل طَعَامه فراريج مَعَ القرع والعدس بِمَاء الرُّمَّان الحامض قد طيب بكزبرة وَمَاء الحصرم وَاجعَل هوائه فِي غَايَة التبريد واسقه عِنْد النّوم بزر قطونا وكهربا وطينا أرمينا دِرْهَمَيْنِ بِمَاء حصرم واسقه إِذا خرج من النّوم من الرائب وَفرغ مِنْهُ من أَقْرَاص الكافور ونومه على مَاء القرع وحماض الأترج أوربه وضمد الْجَانِب الْأَيْسَر من الصَّدْر انصاف النَّهَار ببزر قطونا ودقيق شعير وقشور قرع ورجلة وخل خمر وَإِن كَانَ سوء مزاج بَارِد: فاسقه دَوَاء الْمسك بمطبوخ صرف أَو بِمَاء ورق الأترج)
الْأَعْضَاء الألمة: وجع الْقلب مِنْهُ مَا يَخُصُّهُ بِمَنْزِلَة الغشى وَمِنْه بالمشاركة وَذَلِكَ إِمَّا من الْمعدة على طَرِيق انحلال الْقُوَّة وَإِمَّا من الدِّمَاغ على طَرِيق الاختناق وَإِمَّا بِسَبَب الكبد بِسَبَب عدم الْغذَاء وَإِمَّا بِسَبَب الوجع الشَّديد كوجع القولنج. لى فَإِن فِي هَذَا الوجع يتَحَلَّل بِهِ شىء كثير من الْبدن وَإِمَّا بِسَبَب الْفَرح الشَّديد فَإِنَّهُ يعرض هُنَاكَ للروح تحلل وَإِمَّا بِسَبَب (ألف ب) الْغم للشديد فَإِن الْقُوَّة الحيوانية تختنق وتنقبض عِنْدهَا وَإِذا كَانَت الْعلَّة تخص الْقلب فإمَّا أَن يكون سوء مزاج فَإِن كَانَ ذَلِك سوء مزاج مُخْتَلف اخْتلف النبض وَإِن كَانَ غير مُخْتَلف ثمَّ كَانَ حاراً عظم النبض وَإِذا كَانَ بَارِدًا كَانَ صَغِيرا فَإِن كَانَ يَابسا صلب وَإِن كَانَ رطبا ألان وَإِن كَانَ مَرضا آلياً كالورم فَأَما أَن يكون دَمًا أَو صفراء ويستدل على ذَلِك بالالتهاب والثقل والتمدد. لى أَظن أَنه لَا يُمكن أَن يكون فِي الْقلب ورم صلب وَلَا رخو فَأَما تفرق الِاتِّصَال فَإِنَّهُ إِن وصلت إِلَيْهِ ضَرْبَة فوصلت إِلَى تجويفه مَاتَ على الْمَكَان وَإِن لم تصل إِلَى تجويفه وَلَكِن أثرت فِي جرمه فَيقْتل بعد قَلِيل. الاختلاج يكون إِمَّا من رُطُوبَة مجتمعة فِي غلاف الْقلب وَإِمَّا من ورم يكون فِيهِ إِمَّا مَعَ رُطُوبَة وَإِمَّا من غير رُطُوبَة ترد مِنْهُ.
ابْن ماسويه للخفقان الْحَادِث فِي الْأَمْرَاض الحادة: رماد الحدادين وخل وكافور(2/450)
وصندل ودقيق شعير وماورد وصندل ضمد فُؤَاده وصدره والقرنفل عَجِيب الْفِعْل فِي ذَلِك وَكَذَلِكَ الراسن.
لى أعلم أَنه قد يُصِيب الْإِنْسَان بِسَبَب سوء مزاج فِي أغشية الْقلب أَن يدق ويقضف وَيفرق بَين هَذَا وَبَين قُرُوح الرئة بِأَنَّهُ لَا سعال مَعَه وَلَا نفث وَمَعَهُ اخْتِلَاج دَائِم ونبض شَدِيد الِاخْتِلَاف وَيكون ذَلِك أَيْضا من أورام وَهَذَا هُوَ السل الْكَائِن من غير حمى وَلَا قرح فِي الرئة كَمَا ذكر جالينوس فِي قصَّة القرد والديك فعالج هَؤُلَاءِ بالأضمدة الْبَارِدَة على الْقلب وَالتَّدْبِير المرطب المسمن والقراص الَّتِي مَعهَا برودة وتقوية للقلب وَاللَّبن وَجَمِيع تَدْبِير أَصْحَاب السل وَيكون الخفقان كثيرا من دم سوداوي فَمَتَى رَأَيْت ذَلِك مَعَ أَعْرَاض السَّوْدَاء فأفصد فَإِنَّهُ علاجه.
من الْمَوْت السَّرِيع لج: من انخرقت جلدَة قلبه مَاتَ.
العلامات: إِذا عرضت فِي الْقلب قرحَة سَار المنخر الْأَيْسَر دَمًا أسود وَمَات وعلامته وجع فِي الثدؤة الْيُسْرَى.
جورجس: إِذا كثرت الْحَرَارَة وَالدَّم فِي الْقلب كثر الغشي فعالجه بالفصد والإسهال والأغذية اللطيفة المطفئة وَمَاء الشّعير وَنَحْوه وَإِن كَانَ فِيهِ سوء مزاج بَارِد فَإِنَّهُ يجمد النبض فعالجه)
بدواء الْمسك والدواء سهران وجوارش العنبر وجوارش كسْرَى جيد بَالغ وَهُوَ أفضلهَا ودواء قباد الْملك وَالْحمام وَالطّيب وَالشرَاب الريحاني.
الخفقان والتوحش مَعَ حر: أفصده وليدمن أَخذ هليلج أسود قد عجن بالقشمش وَيَأْكُل كثيرا بختيشوع: الهندباء مَتى دق ضمد بِهِ الْقلب نفع من الخفقان وَكَذَلِكَ الفوذنج والسنبل إِذا شرب نفع من الخفقان. أَبُو جريج: إِن الكهربا يسكن خفقان الْفُؤَاد وينفع من الْغم بِلَا معنى والانكسار نفعا عَظِيما.
المعجون الْمَنْسُوب إِلَى مُحَمَّد بن الجهم من اختيارات الْكِنْدِيّ وَهُوَ فِي المعجونات وَيعرف بالمفرح.
(ألف ب) الْأَعْضَاء الألمة: الَّذين يموتون بعلل الْقلب تنْحَل قواهم ويأخذهم الغشي المتتابع وَيهْلِكُونَ وَإِذا غشى عَلَيْهِم مَرَّات كَثِيرَة هَلَكُوا وَكَذَلِكَ مَتى غشى على الْإِنْسَان مَرَّات كَثِيرَة مُتَوَالِيَة فَإِنَّهُ سيموت فَجْأَة لِأَن ذَلِك يدل على أَن الْقلب قد حدث فِيهِ آفَة واختلاج الْقلب الدَّائِم يدل على أَن الْقلب فِي غلافه رُطُوبَة مَانِعَة لَهُ من انبساطه على الْعَادة وَرُبمَا أصَاب الْحَيَوَان مثل الديك من غلظ فِي الْقلب.(2/451)
لى يفرق بَين هَذَا وَغَيره أَن مَعَ هَذَا الدق غشياً وَسُوء المزاج والأورام والجراحات إِذا حدثت فِي الْقلب تقتل سَرِيعا عَاجلا فَلَا يحْتَاج إِلَى الْكَلَام فِيهَا فَأَما الْجِرَاحَات فَإِنَّهَا تنزف أبدا حَتَّى يَمُوت وخاصة إِن وَقعت فِي التجويف الْأَيْسَر فَأَما اخْتِلَاج الْقلب فقد نفع قوما كثيرا الفصد وَلم يعاود بَعضهم وعاود بَعضهم وَمن تدبر بعد ذَلِك بِالتَّدْبِيرِ الملطف لم يعاوده وَمن عاوده عاود الفصد فبرئ أَيْضا وَكَانَ رجل يُصِيبهُ الاختلاج فِي كل سنة فيداويه بالفصد فيسكن فَدَعَاهُ ذَلِك إِلَى أَن قدم الفصد قبل الْعلَّة وألطف تَدْبيره فَكَانَ لَا يَنُوب عَلَيْهِ إِلَّا أَن هَذَا أَيْضا لم يبلغ الشيخوخة وَمَات كَمَا يَمُوت أَصْحَاب أمراض الْقلب الَّذين يموتون بحمى حرارة وغشى أَو يغشى من غير حمى.
الطَّبَرِيّ: مَا يحدث فِي الْقلب من الأورام الحارة وَنَحْوهَا من فَسَاد المزاج من الْحَار والبارد فَإِنَّهُ يقتل سَرِيعا بالغشى الشَّديد المتدارك وَإِن كَانَ بِالْقَلْبِ سوء مزاج رطب كثرت بِصَاحِبِهِ حميات العفن لَا لعِلَّة مَعْرُوفَة وينفع هَؤُلَاءِ الرياضة وَالْحمام وَالتَّدْبِير اللَّطِيف وَإِن كَانَ بِالْقَلْبِ سوء مزاج رطب كثرت بِصَاحِبِهِ حميات العفن وينفع هَؤُلَاءِ مَا ذكرنَا وَأما سوء المزاج إِذا كَانَ)
يَابسا إِذا كَانَ بِالْقَلْبِ أَنْهَك الْجِسْم ويسل وَيُدبر صَاحبه بتدبير أَصْحَاب الدق وَأما سوء المزاج الْبَارِد إِذا كَانَ مفرطاً فَإِن النبض يضعف ويسترخي وينفع هَؤُلَاءِ دَوَاء الْمسك والشليثا والثبادريطوس وَأما سوء المزاج الْحَار فَإِنَّهُ يقتل سَرِيعا وَإِن كَانَ قَلِيلا فليدبر تَدْبِير أَصْحَاب الدق. وَأما الخفقان فينفع مِنْهُ فصد الباسليق والحجامة على الْكَاهِل وجوارش النارمسك وَأكل البادرنجويه وينفع إِذا كَانَ مَعَ حرارة رائب الْبَقر الحامض يشرب مَعَ دِرْهَم كزبرة يابسة ودانقى ورد وَمثله من الطباشير ودانق مصطكى والترياق الْأَكْبَر نَافِع لمزاج الْقلب الْبَارِد. قَالَ: اللُّؤْلُؤ قَالَ: أَبُو بكر أَكثر مَا يحدث الْفجأَة الوحى من خراجات وأورام تحدث فِي الْقلب ويستدل على ذَلِك من أَنه يعرض فِي الْجِسْم مِنْهَا فِي الْقلب والحرارة فَوق الْمِقْدَار لسَائِر الأورام وَيكون عظم النَّفس وَقلة الِاكْتِفَاء الْعَظِيم مِنْهُ أَيْضا على أَمر عَجِيب وَيصير النبض من التغيرعلى أَمر عَجِيب جدا فَإِذا (ألف ب) رَأَيْت هَذِه بِسُرْعَة وعجلة جدا فَأعْلم أَن الْعلَّة فِي الْقلب ويتمم ذَلِك الغشي المتدارك فَإِذا رَأَيْت ذَلِك فَإِنَّهُ قَاتل فَإِن تقدّمت إِلَى أوليائه وَآذَنُوا فِي علاجه فَكُن على حذر وأفصد الباسليق وَأوحى من هَذِه الانفعال فصد بعض الشرايين واسقه مَاء الثَّلج جرعة دَائِما وَأَجْلسهُ فِي هَوَاء شَدِيد الْبرد وخاصة إِن فصدت بعض الشريانات الَّذِي فِي اسفل الْجِسْم وضع على الصَّدْر دَائِما الثَّلج فَإِنَّهُ أَحْرَى أَن يتَخَلَّص بِهَذَا العلاج وَإِن حدثت هَذِه الْأَعْرَاض بعد ضَرْبَة أَو سقطة على الصَّدْر كَانَ الحكم أوثق وَبعد شرب كثير يحدث ذَلِك بَغْتَة.
سرابيون فِي الخفقان قَالَ: الخفقان يكون من امتلاء من الدَّم أَو رُطُوبَة تحتبس فِي غشاء الْقلب أَو ورم فَإِن كَانَ عَن ورم تبعه غشي متدارك وَمَوْت سريع وَإِن كَانَ من رُطُوبَة(2/452)
أحس العليل كَأَن قلبه فِيمَا بَين رُطُوبَة ترجرج وَيصْلح للخفقان الَّذِي عَن الامتلاء الفصد والرطوبة تعاني بلطيف التَّدْبِير وَيُعْطى الملطفات وَمن أفاضل الْأَدْوِيَة لذَلِك دَوَاء الْمسك والترياق والمثروديطوس دَوَاء للخفقان والوحشة: لِسَان الثور يَابِس زرنباد درونج أَرْبَعَة أَرْبَعَة يسقى مِنْهُ فِي ابْتِدَائه ووسطه وَآخره فَإِن هَذِه أدوية لَطِيفَة تبلغ إِلَى الْقلب الشربة دِرْهَم بشراب ممزوج.
وللخفقان مَعَ حر: طباشير أَرْبَعَة عود هندي سك دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ قاقلة قرنفل دِرْهَم دِرْهَم كافور نصف دِرْهَم كثيراء ثَلَاثَة دَرَاهِم يقرص بِمَاء الْورْد وَيشْرب قرص فِيهِ دِرْهَم.
للخفقان الْحَادِث مَعَ برد: كهربا جندبادستر دِرْهَم دِرْهَم قشر الأترج مجففا نصف دِرْهَم بزر)
الفلنجمشك مثله يسقى بشراب أَو بِمَاء البادرنجويه.
لى لَيْسَ لَهَا كثير حرارة.
آخر: سنبل دَار صيني زرنباد ذرونج قشر أترج يشرب بِمَاء لِسَان الثور فِي الشَّهْر ثَلَاث مَرَّات وينفع مِنْهُ دَوَاء الْمسك المر.
مَجْهُول: الورم الْحَار فِي الْقلب يقتل سَرِيعا والبارد بعد مُدَّة ويعالج اللهيب فِي الْقلب بالمبردات الَّتِي يعالج بهَا السعال الْيَابِس كَمَاء الشّعير والضماد الْبَارِد وَمَتى كَانَ مَعَ وجع الْقلب برودة وجشاء حامض بترياق عزره والبلاذري ويدهن الصَّدْر بدهن ناردين وَيشْرب الفلنمجشك وجندبادستر وشراب خنديقون ويشم رياحين حارة ويتبخر بِالْعودِ المطرى بالمسك والكاسكسج جيد لَهُ وَأكْثر مَا يعرض فِي الْقلب الْمَرَض من برودة لِأَن الْحَرَارَة قاتلة بِسُرْعَة. قَالَ: والخفقان يكون من الدَّم الغليظ وعلاجه فصد الإبطين والإسهال بعد ذَلِك ثمَّ دَوَاء الْمسك والشليثا والكهربا والكاسكسج والبسد ولسان الثور والفلنجمشك والذرونج جيد لَهُ (ألف ب) وَإِن كَانَ الدَّم أسود فَأخْرجهُ وَإِلَّا فاجسه على الْمَكَان وأعطه الْأَشْيَاء العطرية وأطعمة البادرنجويه. لى جيد لِسَان الثور وعود وراسن وفلنجمشك وبادرنجويه وقشور الأترج وسك ومسك وقشور فستق أَخْضَر وكهربا وبسد ولؤلؤ وبهمن أَبيض وأحمر وذرونج وقرنفل بالسواء يسحق بشراب قد أنقع فِيهِ عود صرف يقرص ويسقى مِنْهُ مِثْقَال بخنديقون أَو شراب.
النبض الْكَبِير: وَلَيْسَ يُمكن أَن يحدث فِي الْقلب ورم يصير من أَجله صلابة فِي النبض لِأَن صَاحبه يُصِيبهُ غشى متدارك قبل ذَلِك وَيَمُوت.(2/453)
(الكبد) جَمِيع أوجاعها سوء مزاج أَو خلقه أَو انحلال الْفَرد
3 - (الْأَعْضَاء الألمة الْمقَالة الأولى قَالَ:)
3 - (الورم الصلب) فِي الْجَانِب الْأَيْمن تَحت الشراسيف الَّذِي تحويه دَائِرَة تفرق بَينه وَبَين مَا يقرب مِنْهُ هَذَا فِي الكبد لِأَن الَّذِي يكون فِي العضل يكون طَويلا وَلَا يكون ضَرْبَة بل قَلِيلا قَلِيلا لِأَن العضل مَوْضُوع من القص إِلَى السُّرَّة بالطول والكبد يحويها مَوضِع صَغِير والورم الْحَار فِي الكبد لَا يكون مَعَه ضَرْبَان وَذَلِكَ لِأَن هَذِه الأحشاء إِنَّمَا تتفرق العصب فِي غشائها وَمَا توغل فِيهَا وَمَا يجيها أَيْضا مِنْهُ قَلِيل. 3 (الثَّانِيَة:) 3 (الورم الْعَظِيم فِي الكبد) مَتى كَانَ الورم فِي الكبد عَظِيما فَإِن الوجع الْحَادِث فِي الترقوة الْيُمْنَى إِنَّمَا يكون لتمدد الْعرق الأجوف قَالَ: إِذا حدث عسر النَّفس الشَّديد مَعَ ثقل فِيمَا دون الشراسيف بِلَا حمى فَإِن فِي الكبد إِمَّا سدداً وَإِمَّا ورماً صلباً فَإِن كَانَ مَعَه حمى فَإِن فِي الكبد ورماً حاراً. 3 (اللِّسَان يسود عِنْد أورام الكبد) الحارة ولون الْجِسْم كُله يفْسد.
الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: قد يحدث فِي هَذَا الْعُضْو أَيْضا سوء المزاج والأورام والقروح والسدد وَغير ذَلِك إِلَّا أَن مَعَ الورم الصلب والفلغموني والتمدد الريحي فَإِنَّهُ قد يحدث فِيهَا ذَلِك وَعَن السدد فِي أقاصي عروقها يحس الْإِنْسَان بثقل مُعَلّق فِي الْجَانِب الْأَيْمن فِيمَا دون الشراسيف وَإِذا كَانَ قد اجْتمع فِي الكبد مِقْدَار كثير من ريح بخارية لَا تَجِد منفذاً تخرج مِنْهُ فَإِن صَاحب هَذِه الْعلَّة لَا يجد مس الثّقل فَقَط لَكِن يحدث مَعَه أَيْضا من التمدد والأورام فِي حدبة الكبد إِذا كَانَت عَظِيمَة ظَهرت للحس وَأما الَّذِي فِي الْجَانِب المقعر فَيحْتَاج إِلَى عَلَامَات هَاهُنَا.
لى فِي هَذَا الْموضع صفة عضل المراق وَوَضعه.
قَالَ: وَيجب أَن تكون ذَاكِرًا لوضع العضل الَّذِي على الْبَطن لِئَلَّا تغلظ فِي ذَلِك فتظن أَن فِي الكبد ورماً وَإِنَّمَا الورم فِي عضل المراق والكبد مَوْضُوعَة تَحت الصفاق وَرَاء هَذَا العضل أجمع والورم الْحَادِث فِي هَذِه طَوِيل بِحَسب طولهَا لِأَنَّهَا ممدودة من القص إِلَى عظم الْعَانَة إِلَّا أَنه قد يكون الورم فِيهَا طَويلا مُسْتَقِيمًا (ألف ب) ومورباً لِأَن وضع العضل مِنْهُ مُسْتَقِيم وَمِنْه مورب. قَالَ: وَكَذَلِكَ لَا يُمكن أَن 3 (معرفَة ورم الكبد) يعرف ورم الكبد إِلَّا أَن يكون عَظِيما ويهزل المراق جدا بعلامات.
عَلَامَات الفلغموني فِي الكبد: أَن يجد العليل وجعاً فِي الْجَانِب الْأَيْمن فِيمَا دون(2/454)
الشراسيف وَإِذا حدث فلغموني جملَة دون الشراسيف إِلَى فَوق فَإِن وجد لذَلِك وجعاً يَمْتَد حَتَّى يبلغ إِلَى التراقي وبلوغ الوجع إِلَى الترقوة لَيْسَ بِلَازِم فِي كل حِين ويسعل سعالاً يَسِيرا وَيكون لِسَانه فِي أول الْأَمر أَحْمَر وَفِي الآخر الْأسود وَتبطل شَهْوَته بطلاناً شَدِيدا مَعَ حمى حادة ويشتد عطشه ويتدارك ويتقيء مرّة مَحْضَة حَيَّة وَفِي آخر الْأَمر وَفِي بعض الْأَوْقَات زنجارية وَإِن لم يكن ورم الكبد مَعَ ضعف مِنْهَا احْتبست الطبيعة وَإِن كَانَ الورم فِي الكبد حمرَة كَانَت أعراضه مثل هَذِه إِلَّا أَنه تكون مَعَه حمى محرقة مَعَ عَطش شَدِيد جدا وَأما الأورام الْحَادِثَة فِي الْجَانِب المقعر فَإِنَّهَا أَكثر فِي تَعْطِيل الشَّهْوَة والتهوع والقيء المراري والعطش الشَّديد والأورام الَّتِي فِي المحدب يفرق بَين هَذِه فِي الوجع عِنْد التنفس والسعال وارتقاء الوجع إِلَى التراقي حَتَّى يظنّ العليل أَن ترقوته تنجذب إِلَى أَسْفَل فَأَما ضلوع الْخلف وَهِي الَّتِي رَأسهَا خَارج عَن القص فَإِنَّهَا تسكن مَعَ ورم الْوَجْهَيْنِ كليهمَا وَلَيْسَ هُوَ أبدا دَائِما وَذَلِكَ أَن الكبد لَيست هِيَ فِي جَمِيع النَّاس مضامة لهَذِهِ الأضلاع بالأغشية الَّتِي تربطها.
قَالَ: مَا دَامَ ورم المقعر اتَّصل الورم بالمحدب ضَرُورَة وَبِالْعَكْسِ لِأَن لحم الكبد مُتَّصِل فَمن كَانَ دون الشراسيف مِنْهُ بالطبع رَقِيقا ثمَّ هزل بِسَبَب مرض فَإِن الورم الْعَظِيم إِذا حدث فِي كبده يدْرك باللمس ولهذه الأورام شَيْء يَخُصُّهُ دون أورام العضل الَّذِي على المراق فَإِن هَذَا الورم لَهُ حد مُنْقَطع إِلَى الْخَلَاء دفْعَة وأورام العضل يرى ورمه يلطف قَلِيلا قَلِيلا وَلَا يَنْقَطِع دفْعَة فالورم الصلب لَوْلَا أَن الاسْتِسْقَاء يبادره لَكَانَ أبين للحس وَلَكِن هَذِه الْعلَّة مبدأ عسر والمراق يدق فِي هَذِه الْحَالة أَن ابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء يُبَادر استحكام الورم الصلب فِي الكبد. قَالَ: ويعرض مَعَ عِلّة الكبد أَن يصير اللَّوْن أَبيض مرّة وأصفر تَارَة وَمرَّة إِلَى الخضرة وَمرَّة إِلَى الكمدة وألوان كَثِيرَة لَا تنطق بهَا تسهل على من قد تدرب فِي النّظر إِلَى المرضى حفظهَا وَلذَلِك أَنا أحكم على العليل أَن كبده عليلة أَو طحاله إِذا رَأَيْت لَونه فَقَط فَإِن رجلا كَانَ بِهِ خراج فِي عضل بَطْنه فَتوهم الْأَطِبَّاء أَنه ورم فِي كبده فساعة رَأَيْتهمْ حكمُوا على عِلّة فِي كبده أعلمته أَلا عِلّة فِي كبده. قَالَ:)
وَلَيْسَ يُمكن أَن ينْطق بتفسير هَذِه الألوان لَكِن يسهل إِدْرَاكهَا.
لى قَالَ: سوء المزاج الْحَار فِي الكبد يكون عِنْد البرَاز الْيَابِس المحترق والبارد يَجْعَل البرَاز رطبا وَأَقل صبغاً واليابس يَجْعَل الْبَزَّار أيبس وَأَغْلظ وَأما الرطب فَيَجْعَلهُ أرق وَأقرب إِلَى المائية الَّذِي على مِثَال غسالة اللَّحْم فِي علل الكبد (ألف ب) الَّتِي من سوء المزاج فَإِن كَانَ الْإِنْسَان يتغوظ مثل مَاء اللَّحْم الْمَذْبُوح طرياً إِذا غسل فَإِنَّهُ عَلامَة صَحِيحَة على ضعف قُوَّة الكبد فِي نفس جوهرها لسوء مزاج بَارِد ضَعِيف على توليد الدَّم وَمَتى كَانَ يتغوظ كالدردي فَإِن فِي كبده مزاجاً حاراً يحرق الدَّم. قَالَ: وَهَذَا الصديد الرَّقِيق الدموي إِذا طَالَتْ(2/455)
مدَّته خرج بالتغوظ دم غليظ ثمَّ خرج مرّة سَوْدَاء بآخر وَهَذَا الضعْف من الكبد يبتدىء بِلَا حمى مادام يخرج بالتغوظ صديد دم رَقِيق فَإِذا طَالَتْ الْمدَّة تبع ذَلِك حميات لِأَن الدَّم الَّذِي فِي الكبد يفْسد وَهِي حميات خبيثة يستخف بهَا الْجُهَّال ويدخلون أَصْحَابهَا الْحمام ويلطفون تَدْبيره وَإِذا كَانَ كَذَلِك عاوده الإسهال من ضعف الْقُوَّة وَبَعض هَؤُلَاءِ تبطل شهواتهم وَبَعْضهمْ تشتد أَكثر وَأما سوء المزاج الْحَار فَلَا يتبعهُ فِي وَقت شَهْوَة الطَّعَام بل ذهَاب الشَّهْوَة الصعب والعطش الشَّديد والحمى القوية وقيء أخلاط مرارية وَرُبمَا تركبت هَذِه الْعِلَل مَعَ الأورام.
مِثَال قَالَ: صرت إِلَى رجل فَلَمَّا دخلت الْبَاب رَأَيْت غُلَاما مَعَه طست يمر بِهِ إِلَى الْخَلَاء فِيهِ صديد رَقِيق يشبه غسالة اللَّحْم الطري الذّبْح وَهِي عَلامَة صَحِيحَة غَايَة الصِّحَّة على عِلّة الكبد فتغافلت ومددت يَدي إِلَى عرق العليل لأعرف مَا قد صَحَّ عِنْدِي أَن الكبد عليلة هَل فِيهَا ورم وَرَأَيْت فِيهَا ورماً وَكَانَ فِي طاق الْبَيْت قديرة فِيهَا زوفاً وَمَاء الْعَسَل فَعلمت أَن العليل يظنّ أَن بِهِ ذَات الْجنب لِأَنَّهُ كَانَ يشتكى عِنْد ضلوع الْخلف ويسعل سعلات صغَارًا وَكَانَ طَبِيبا وَكَانَ نَفسه متواتراً وَهَذِه عَلَامَات بعض ذَات الْجنب ووجع الكبد وَلما تحققت ذَلِك كُله وضعت يَدي على كبده وَقلت: هَاهُنَا تَشْتَكِي فَأقر بذلك فَأَرَدْت أَن أَقُول لَهُ أَن ترقوتك تنجذب إِلَى أَسْفَل وَلَكِن لما كَانَ هَذَا لَيْسَ يلْزم أبدا وجع الكبد بل إِنَّمَا يتبع الأورام الحارة والصلبة إِذا كَانَت عَظِيمَة لم أقل ذَلِك لَهُ مُطلقًا لَكِن قلت: ستجد ترقوتك تنجذب فَأقر بذلك أَيْضا فَلذَلِك يجب أَن تحسنوا اسْتِعْمَال السَّعَادَة إِذا اتّفقت لكم ثمَّ قلت للعليل. إِنَّك تظن أَن بك ذَات الْجنب فتعجب من ذَلِك جدا.
قتا: الإسهال الكيلوسي خَاص بِضعْف قُوَّة الكبد الجاذبة لِأَن الكبد إِذا لم تجذب الْغذَاء من)
الأمعاء والمعدة ينزل الثفل رَقِيقا فَإِذا كَانَ مَعَ هَذَا الإسهال كيلوسي صديد رَقِيق فَإِن ذَلِك حِينَئِذٍ لِأَن بالعروق الَّتِي ينفذ مِنْهَا الْغذَاء إِلَى الكبد ورم حَار وَالْفرق بَين هَذَا الصديد وَبَين هَذَا الْحَادِث عَن ضعف الكبد أَن هَذَا الَّذِي يشبه الصديد رَقِيق قروحي. لى هَذَا كَأَنَّهُ إِلَى الْبيَاض والصفرة وَذَلِكَ إِلَى الْحمرَة وَبِالْجُمْلَةِ الْفرق بَين الصديد القروحي وَبَين مَاء اللَّحْم جدا بَين.
قَالَ: فَمَتَى رَأَيْتُمْ الثفل كيلوسيا وَفِيه هَذَا الصديد وَلَيْسَ فِي الكبد عَلَامَات الورم فأعلموا أَنه لَيْسَ الكبد (ألف ب) عليلة وَلَا عِلّة كيلوسية البرَاز ضعف قوتها الجاذبة فِي الْعُرُوق الَّتِي يصير مِنْهَا الْغذَاء إِلَى الكبد ورم حَار. قَالَ: وَمَتى كَانَت الْقُوَّة الماسكة مِنْهَا ضَعِيفَة خرج أَولا دم صديدي ثمَّ بعد ذَلِك دم غليظ كَأَنَّهُ دردى. لى قد فرق وميز وَقد نظرت فِي هَذِه الْموضع وَكَانَ الْفرق بَين الإسهال الصديدي الْحَادِث من أجل ورم الماسريقا وَالَّذِي من أجل الكبد أَن مَعَ هَذَا لَا يتَبَيَّن ضعف الكبد فَأَما الِاخْتِلَاف الَّذِي يكون بِهِ الضعْف لقُوَّة الماسكة فَهُوَ الأول وَذَلِكَ أَن جَوْهَر الكبد إِنَّمَا هُوَ مَا تتمّ بِهِ قوتها الماسكة. لى قد تكون استفراغات مثل هَذِه والجسم صَحِيح سليم وَيكون السَّبَب فِيهِ كَثْرَة مَا فِي الْجِسْم من ذَلِك الْخَلْط الَّذِي يستفرغ أَيْضا وَيكون فِي عقب الْبُرْء من علل الكبد إِذا عَادَتْ(2/456)
إِلَيْهَا قوتها وَانْقَضَت عَنْهَا مَا كَانَ مُؤْذِيًا مِمَّا لَا تتهيأ إحالته ونضجه. قَالَ: وَقد يعرض خُرُوج الدَّم من أَسْفَل لصِحَّة الْقُوَّة والانتقال من كبد وَقلة غذَاء إِلَى رَاحَة وَكَثْرَة غذَاء وَرُبمَا قاء الرجل دَمًا وَهَذَا يكون دَمًا جيدا فَأَما الدَّم الَّذِي تَدْفَعهُ الكبد عِنْد قوتها وبرئها فَإِنَّهُ يكون دَمًا منتاً وَكَذَلِكَ الَّذِي يسيل من القروح والأمراض ففاسد فِي هَذِه الْحَال يظنّ جهال الطِّبّ أَن العليل قريب من الْمَوْت إِذا رَأَوْهُ يستفرغ دَمًا منتاً فَأَما أَنْت فَإِذا كنت قد علمت أَن كبده كَانَت عليلة وَأَنَّهَا قد قويت وَأَن هَذَا الاستفراغ الْآن إِنَّمَا يعقب قُوَّة الكبد فَلَا تجزعن من ذَلِك.
3 - (جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة)
قَالَ: الِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم الطري إِذا خرج من الدبر دلّ على أَن الْجَانِب الْأَيْمن المحدب مِنْهَا عليل الورم من الْجَانِب الْأَيْمن إِذا كَانَ شكله هلالياً فَهُوَ فِي نفس الكبد لِأَن شكل الكبد هلالي وَإِذا كَانَ شكله متطاولاً فَهُوَ فِي العضل الَّذِي يعلوها.
لى يمكنك أَن تعلم فِي أَي العضل هُوَ من هَذَا العضل فَإِنَّهُ إِن كَانَ يمر فِي وسط الْبَطن مُسْتَقِيمًا فَهُوَ يمر فِي العضلات الَّتِي تمر على استقامة وَإِن كَانَ يمر مورباً فَفِي الموربة وَإِن كَانَ فِي وسط الْبَطن فَإِنَّهُ فِي المستقيمة لِأَنَّهُ مَوضِع وسط الْبَطن وَإِن كَانَ نَاحيَة فَفِي المعترضة والموربة وَإِن كَانَ غائراً فَوْقه لحم كثير فَفِي الَّتِي هِيَ أغور وَهِي المعترضة إِذا أحس إِنْسَان بثقل فِي الكبد فَإِن كَانَ مَعَ حمى فهناك ورم حَار وَإِن كَانَ بِلَا حمى فهناك إِمَّا سدة وَإِمَّا ورم صلب يحدث أَولا فأولاً.(2/457)
الْفرق بَين ورم الكبد وَذَات الْجنب:
3 - (عَلَامَات وجع الكبد)
الْمَوْجُودَة أبدا الوجع وَيكون ثقيلاً والنبض اللين ويتغير بعد قَلِيل لون اللِّسَان وَالْبدن كُله وَالَّتِي تُوجد وتعدم هُوَ أَن يكون الورم فِي الْجَانِب الْأَيْمن وَهَذَا أبدا فصل من ذَات الْجنب فِي الْأَيْسَر وَالِاخْتِلَاف الشبيه بغسالة اللَّحْم الطري إِذا وجد فَهُوَ فصل لكنه لَيْسَ كل حِين يُوجد ويشرك ورم الكبد ذَات (ألف ب) فِي السعلة الصَّغِيرَة وضيق النَّفس والوجع فِي ضلوع الْخلف وَيُفَارق ذَات الْجنب بِأَن الوجع ناخس والنبض صلب والسعال يتزيد بعد قَلِيل وَيظْهر النفث والكبد تعتل إِمَّا لسوء مزاج وَإِمَّا لمَرض آلي كالسدد والورم وَإِمَّا لانتقاض الِاتِّصَال وَإِمَّا من ريح ويستدل عَلَيْهِ بالتمدد وَإِمَّا من ورم وَإِذا كَانَ حاراً تبعه ذهَاب الشَّهْوَة والحمى والعطش وَإِذا كَانَ الورم سوداوياً أَو بلغمياً استدللت عَلَيْهِ من التَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَالسّن ولون الْجلد وَإِذا كَانَ فِي الْجَانِب المحدب تبعه ضيق النَّفس وانجذاب الترقوة إِلَى فَوق وانجذاب المراق إِلَى أَسْفَل وَسَوَاد اللِّسَان والسعال وَإِن كَانَ فِي المقعر تبعه ذهَاب الشَّهْوَة والحمى والعطش وقيء المرار واحتباس الطبيعة وورم الكبد هلالي وورم العضل يَنْتَهِي إِلَى طرف رَقِيق وَيكون وَسطه غليظاً وأطرافه رقيقَة الكبد تحيل اللَّوْن إِلَى الصُّفْرَة عِنْد مَا تغلب الْحَرَارَة واليبس وَإِن غلبت الْحَرَارَة جعلته)
أسود وَإِن غلب اليبس جعلته أدكن وَإِن غلبت الْحَرَارَة والرطوبة جعلته أَحْمَر.
لى إِلَّا أَنه متهبج منتفخ وَإِذا غلب عَلَيْهَا الْبرد واليبس جعلته أسود. لى إِلَّا أَنه لَا صفرَة فِيهِ كالحال عِنْد غَلَبَة الْحَرَارَة واليبس وَإِن غلبت الْبُرُودَة جعلته إِلَى الخضرة وَإِن غلب اليبس جعلته أسود. لى لَا صفرَة مَعَه وَلَو غلبت جعلت اللَّوْن الْأَبْيَض عِنْد مَا تغلب الْبُرُودَة عَلَيْهِ وَإِن كَانَت الرُّطُوبَة أغلب عَلَيْهِ كَانَ الْغَالِب على اللَّوْن الصُّفْرَة الْيَسِيرَة وَالْبَيَاض وَإِن كَانَت الْبُرُودَة أغلب فالى الدكنة والخضرة.
3 - (عَلَامَات سوء المزاج الْبَارِد فِي الكبد)
البرَاز الشبيه بِمَاء اللَّحْم تكون فِي أول الْأَمر شَهْوَة الطَّعَام ثمَّ تسْقط الشَّهْوَة عِنْد مَا يعرض للعليل الْحمى حَتَّى تفْسد تِلْكَ الأخلاط فِي الكبد.
وعلامات سوء المزاج الْحَار الْقوي المرى: الْعَطش وَذَهَاب الشَّهْوَة وَيخرج فِي البرَاز أَولا دم مائي ثمَّ أسود غليظ. لى يفرق بَينهمَا أَن مَعَ أَحدهمَا عَطش وَحمى أول الْأَمر.
السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض: مَحل الِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم الطري إِذا غسل(2/458)
محى الْقَيْء من الْمعدة مَتى ضعفت عَن احْتِمَال الْغذَاء وإحالته وَيكون هَذَا من الكبد لضعف قوتها الْمُغيرَة للدم وَأما الِاخْتِلَاف الشبيه بالدردى فَإِنَّهُ عِنْد مَا لَا ينفذ الدَّم من الكبد وَيبقى مُدَّة طَوِيلَة.
من تشريح أرسطاطاليس قَالَ: الشّركَة بَين الكبد وفم الْمعدة بعصبة رقيقَة جدا وَإِذا حدث فوَاق عَن ورمها دلّ على أَن الكبد بهَا آفَة عَظِيمَة وَذَلِكَ أَن كل عُضْو تكون مشاركته للْآخر مُشَاركَة ضَعِيفَة جدا لَا تناله من أَجله آفَة إِلَّا من مرض قوي جدا بذلك الْعُضْو وَذَلِكَ حَال الكبد مَعَ فَم الْمعدة وَإِن مشاركتها يسيرَة.
3 - (جَوَامِع الْعِلَل والأعراض)
(ألف ب) قَالَ: مزاج الكبد الْحَار يُولد السَّوْدَاء والبارد يُولد الدَّم البلغمي وَمَتى لم يكن مفرط الْحَرَارَة ولد الصَّفْرَاء وَإِذا لم يفرط فِي الْحَرَارَة جدا بل قَلِيلا ولد البلغم قَلِيلا.
اخْتِلَاف الدَّم الْأسود يكون إِذا كَانَت الكبد تعْمل الدَّم على مَا يجب إِلَّا أَنه قد عرض فِيهَا سدد أَو ورم أَو غَيره مِمَّا يمْنَع نُفُوذ الدَّم إِلَى قُدَّام فَيبقى فِيهَا مُدَّة طَوِيلَة فيحترق ويسود فَإِذا دَفعته الكبد دَفعته إِلَى الأمعاء وَأما الشبيه بغسالة اللَّحْم فَيكون لضعف الْقُوَّة.
لى يعالج هَذَا بتقوية الكبد مَعَ اسخان وَذَلِكَ بِمَا يحلل السدد ويبرد الدَّم.
الثَّامِنَة من الميامر قَالَ: لِأَن أَطْرَاف الْعُرُوق الَّتِي فِي الْجَانِب المقعر من الكبد ضيقَة عِنْد انتهائها إِلَى الْأَطْرَاف الَّتِي فِي الْجَانِب المحدب كثيرا مَا يعرض فِيهَا السدد وتلحج فِيهَا الرطوبات الرَّديئَة وَيتبع هذَيْن العفونة إِذا كَانَت حرارة سَرِيعا وَإِن لم تكن حرارة لَكِن كَانَ مَعَ ذَلِك برد فِي الكبد عفن على طول الْمدَّة وَلم يكن ذَلِك سَرِيعا قَالَ: وأمراض الكبد الَّتِي تعرض فِيهَا الأورام والخراجات وَسُوء المزاج فَمَتَى ضعفت قُوَّة الكبد حَتَّى لَا تجذب غذاءاً الْبَتَّةَ خرج الْغذَاء من أَسْفَله رطبا وَإِن كَانَت الْمعدة مَعَ ذَلِك قد ضعفت خرج مَعَ رُطُوبَة غير منهضم قَالَ: وأمامتى كَانَت الْقُوَّة الجاذبة سليمَة والمعدة ضَعِيفَة فَإِنَّهُ يعرض فِي الثفلى ضروب اخْتِلَاف كَمَا يعرض عِنْد ضعف الْمعدة عَن الهضم وَيكون ذَلِك على ثَلَاثَة أضْرب لَا فِي الكبد بل فِي جَمِيع الْأَجْزَاء إِمَّا أَن يتَغَيَّر إِلَى كَيْفيَّة مضادة لِلْأَمْرِ الطبيعي الْبَتَّةَ وَإِمَّا أَلا يتَغَيَّر أصلا وَإِمَّا أَن يتَغَيَّر نصف تغير أَو بعضه قَالَ: وَنصف الْقُوَّة الْمُغيرَة إِذا كَانَت لم تستكمل غَايَة الضعْف أَن يخرج فِي البرَاز شبه غسالة اللَّحْم الطري وَأكْثر علل الكبد إِنَّمَا يبتدىء بعد هَذِه الْحَال إِذا بردت عَلَيْهِ الكبد لم يخرج فِي البرَاز شَيْء من ذَلِك وَلَكِن يخرج فِي أَشْيَاء لَهَا كَيْفيَّة مُخْتَلفَة وَمَتى كَانَ فِي الكبد سوء مزاج حَار حدث عَنهُ ذوبان أَولا فِي الأخلاط ثمَّ فِي لحم الكبد وَيخرج فِي البرَاز مرّة مُنْتِنَة جدا غَلِيظَة مشبعة اللَّوْن يصير لَهُ بِمَنْزِلَة الَّتِي تخرج مِمَّن تصيبه الْحمى الوبائية وَإِذا كَانَ سوء مزاج بَارِد فَإِن الِاخْتِلَاف لَا(2/459)
يكون دَائِما وَلَا كثيرا يخرج لعِلَّة تطول وَيخرج شَيْء لَا يشبه مَا يخرج مِمَّن لَهُ حرارة لَا يُشبههُ لَا فِي منظره وَلَا فِي لَونه لكنه يكون أقل نَتنًا وَيكون منظره كمنظر الدَّم المتعفن غير شَبيه بِاللَّحْمِ الذائب وَكَثِيرًا يخرج فِي علل الكبد شبه علق الدَّم أسود وَإِن)
كَانَ سوء المزاج الْحَار أَو الْبَارِد رُطُوبَة خرجت الأثفال الَّتِي تدل على ذَلِك السوء المزاج إِن كَانَ مَعَ ذَلِك الرُّطُوبَة وَإِن كَانَ مَعَ يبس ثمَّ مدح الدَّوَاء الْمَعْرُوف بالقفى مدحاً عَظِيما لعِلَّة الكبد قَالَ: هُوَ مؤلف من الطيوب والأفاوية الَّتِي تفتح السدد وتنقى المسام وتدر الْبَوْل وَالشرَاب وَالْعَسَل وَهُوَ يحلل ويقلع ويدر الْبَوْل (ألف ب) وَهُوَ مُوَافق وَفِيه مقل وأدوية ملينة للورم إِن كَانَ فِيهِ وَإِلَى هَذِه الْخِصَال تحْتَاج الكبد الضعيفة أعنى إِلَى مَا يقوى جوهرها ويغذوه كالزبيب وَإِلَى مَا يفتح السدد كالأفاوية وَإِلَى مَا يلين الورم كالمقل قَالَ: فَإِن طرح فِي هَذِه الْأَدْوِيَة أفيوناً كَانَ صَالحا للكبد الحارة وَكَذَلِكَ الفلونيا هِيَ شِفَاء للكبد الحارة ولتستعن بِهَذِهِ الْمقَالة من حَيْثُ وصف الْكَلَام فِي الكبد.
3 - (أدوية الكبد للسدد)
مَعَ برودة لَطِيفَة حارة مثالها هَذَا الدَّوَاء: زعفران مثقالان مر أساوران زراوند دوقو بزر كرفس أَرْبَعَة من كل وَاحِد سنبل هندي وشامي من كل وَاحِد سَبْعَة سليخة وفقاح الاذخر من كل وَاحِد نصف قُوَّة الصَّبْغ ثَمَانِيَة سقولوقندريون ثَلَاثَة جعدة مثله دهن بِلِسَان سِتَّة الْخَلْط الْمُسَمّى أندروخورون خَمْسَة عسل مَا يعجن بِهِ.
مَجْهُول: لفساد المزاج مَعَ خلفة وَضعف فِي الْمعدة: لَك سك سنبل هندي جزآن زراوند ربع جُزْء إذخر وأنيسون ومصطكى وبزر كرفس وَاحِد وَاحِد هليلج كابلى محرق مَعَ نواة قَلِيلا بِمِقْدَار مَا يسحق ثَلَاثَة خبث الْحَدِيد مغسول بخل مقلو ثَلَاثَة يعجن بِعَسَل الشربة مِثْقَال وَأما الَّتِي فِيهَا حرارة فيصلح أَن يخلط بِبَعْض هَذِه المبردات.
قَالَ: يُؤْخَذ أَمِير باريس وَورد وصندل أَبيض وسنبل وعصارة إفسنتين تجْعَل أقراصاً ويسقى بسكنجبين وَمن أدوية الكبد الهندباء والطرخشوق.
الهندباء الْبري والبستاني من جيد الْأَدْوِيَة لسوء مزاج الكبد الْحَار وَذَلِكَ أَنَّهُمَا يقويان بقبضهما ويجلوان بمرارتهما ويفتحان أَفْوَاه الْعُرُوق وَلَا يضران المزاج الْبَارِد إِذْ لَيْسَ فِيهَا كَبِير مضرَّة كَمَا يضر بهَا الْأَشْيَاء الَّتِي مزاجها بَارِد رطب بِلَا قبض فيهمَا فَإِن البقلتين نافعتان للكبد وَإِن كَانَ بِهِ سوء مزاج دون خلط وَإِن شربتا بِمَاء الْعَسَل أحدرا وأنزلا الرُّطُوبَة مَعَ الْبَوْل وَمَتى جففتا فهما نافعتان إِذا سقيتا مَعَ مَاء الْعَسَل وَمَتى طبختا وسقيا طبيخهما نفعتا وَإِن كَانَت عِلّة الكبد إِنَّمَا هِيَ سدد فَقَط عظم نَفعهَا أَيْضا مَتى شربتا بشراب أَبيض لطيف. قَالَ: وَمِمَّا يفتح السدد الَّتِي فِي الكبد تفتحاً بليغاً وَلَا يسخنها السرخس. لى اخلط للقرصة الْبَارِدَة هَذِه وَنَحْوهَا. قَالَ: وَقد جربنَا كبد الذِّئْب تجربة بليغة لوجع الكبد وَلَعَلَّه أَن يفعل بخاصته وَهُوَ ينفع من جَمِيع أصنافها من جَمِيع(2/460)
سوء مزاجها والصدف الْمُسَمّى فلنجارش يشرب بشراب أسود مفتر فَإِنَّهُ نَافِع بِخَاصَّة. قَالَ: وضمادات أورام الكبد يجب أَن يكون فِيهَا قبض وَيَنْبَغِي أَلا يشرب فِي المحللة لَكِن يَجْعَل مَعهَا ملينة فَلَا تتحلل سَرِيعا.
للكبد: يسقى كل يَوْم نصف مِثْقَال من راوند بِمَاء إِن كَانَت حمى وَإِلَّا بشراب فَإِنَّهُ يُؤثر أثرا حسنا للصلابة فِي الكبد والتمدد والورم واسقه رب السوس فَإِنَّهُ يدر الْبَوْل وَيُطلق الْبَطن وينفع من صلابة الكبد. أَو اعصر شيحاً رطبا واسق العليل مِنْهُ بعد طبخه حَتَّى يغلظ قَلِيلا ينفع صلابة الكبد. للورم الصلب فِي الكبد: أشق مائَة (ألف ب) مقل أَزْرَق خَمْسَة وَعِشْرُونَ زعفران إثنا عشر مثقالان مر مثله قيروطي متخذ من شمع ودهن حناء قوطولى يجمع ضماداً ويضمد بِهِ وَأما الضمادات الَّتِي للضعف فأطراف الْأَشْجَار القابضة والطيوب وَنَحْوهمَا كضماد صندلين وَنَحْوه.
فِي علاج الدَّم فِي حفظ الصِّحَّة: يَنْبَغِي أَن تتفقد من الْإِنْسَان بعقب الْأَطْعِمَة الغليظة أَو الْحمام بعد الطَّعَام فَإِن لم يكن شَيْئا من هَاتين فَيَنْبَغِي أَن تتفقد هَل يحس الْإِنْسَان بثقل وامتداد فِي نَاحيَة كبده فَإِن أحس بذلك بادرت بإعطائه الْكبر بالخل وَالْعَسَل قبل طَعَامه وَنَحْوه ذَلِك فِي أوجاع الكبد ويديم إِلَى أَلا يحس بشي من ذَلِك الْبَتَّةَ ونقيع الإفسنتين نَافِع لَهُم والنقيع الْمَعْمُول بِالصبرِ والأنيسون واللوز المر نَافِع لَهُم مَتى شربوه مَعَ السكنجبين بِالْغَدَاةِ على الرِّيق وَلم يَأْكُلُوا بعده وقتا صَالحا وَاسْتعْمل هَذِه الْأَدْوِيَة بعد انضاج الْغذَاء.)
لى يَقُول: بعد انهضام الْغذَاء جدا ويخلو الْبَطن لِأَن اسْتِعْمَاله فِي هَذِه الْحَال ينقى المجاري إِن كَانَ بَقِي فِيهَا شَيْء ودواء الفوذنج نَافِع لَهُم وَلَكِن احذر إدمانه فَإِنَّهُ فِي الأمزاج الحارة رَدِيء لَهُم واجعله فِي هَؤُلَاءِ مَتى استعملوه بسكنجبين.
الأولى من الأخلاط: مَتى كَانَ فِي الكبد ورم قد نضج فَإنَّا نقصد لتنقية الكبد مِنْهُ إِن كَانَ فِي التقعير بالإسهال وَإِن كَانَ فِي التجويف فبإدرار الْبَوْل. الأولى من الْأَمْرَاض الحادة: مَاء كشك الشّعير ينْتَفع بِهِ فِي نُفُوذه من الْجَانِب المقعر إِلَى المحدب لِأَنَّهُ مَعَ أَنه غذَاء يجلو وَيفتح هَذِه السدد وَلَا يلصق هُنَاكَ كَمَا تفعل الْأَشْيَاء اللزجة فَإِن الخندروس وَنَحْوه لَيْسَ إِنَّمَا يضر من كبده عليلة بالطبع ضيقَة.
الثَّالِثَة: الكبد تلتذ الْأَشْيَاء الحلوة وتسمن وتعظم بهَا وتقوى وَكَذَلِكَ بدن الْحَيَوَان الَّذِي تغتذي بِالتِّينِ عَظِيم الكبد لزبده إِذا أكل لِأَن الكبد تغتذي وتسمن وتعظم.
من أجل الْأَطْعِمَة الحلوة إِلَّا أَن يكون فِيهَا ورم حَار وحميات فَإِنَّهُ فِي هَذِه الْحَال لَا يَسْتَحِيل مَا فِيهَا إِلَى تغذية الكبد لَكِنَّهَا تولد المرار لِأَن الْحَرَارَة حِينَئِذٍ لَا تكون معتدلة غريزية لَكِن غَرِيبَة شَدِيدَة فتحيل الْحَلَاوَة إِلَى المرارة. لى قد شهد جالينوس فِي غير مَوضِع أَن لحم الزَّبِيب الحلو وَالشرَاب(2/461)
الحلو وَغير ذَلِك من الحلاوات مُوَافق لجرم الكبد مقو لَهَا وَلذَلِك يَسْتَعْمِلهُ مَعَ الْأَدْوِيَة الملطفة ليقوى جوهرها إِلَّا أَن بِسَبَب هَذِه الْمُشَاركَة كثيرا مَا تحدث ضَرَرا وَذَلِكَ أَن الكبد تمتار هَذِه الْحَلَاوَة امتياراً عنيفاً لموافقتها لَهَا فَمَتَى كَانَت ضيقَة المجاري تولد فِيهَا سدد وخاصة إِن كَانَت هَذِه الحلاوات مَعَ ذَلِك غَلِيظَة كأصناف الْحَلْوَاء المتخذة بالسكر والنشا والدقيق السميذ وَنَحْو ذَلِك وَإِن كَانَ فِيهَا حِدة وحرارة استحالت إِلَى المرار وتولد مرَارًا أخر.
الْخَامِسَة من الْفُصُول: إِذا ورمت الكبد تبع الورم فوَاق. قَالَ جالينوس: إِذا كَانَ الورم عَظِيما.
قَالَ: وَيكون ذَلِك من أجل اشْتِرَاك العصب. السَّادِسَة: من كَانَ الورم من كبده فِي الْمَوَاضِع اللحمية مِنْهَا كَانَ (ألف ب) الوجع مِنْهَا ثقيلاً أَي يجد صَاحبه كَأَن ثقلاً مُعَلّقا من جَانِبه وَمَتى كَانَ الورم مِنْهَا فِي الغشاء الْمُحِيط بهَا أَو فِي الْعُرُوق كَانَ الوجع حاراً ناخساً وَإِن كَانَ الورم من جنس المرار كَانَ أَزِيد حِدة ولذعاً والبلغمى أقل وجعاً ولذعاً.
السَّادِسَة الفواق يحدث فِي علل الكبد الْعَظِيمَة لمشاركته فِي الْمعدة للكبد فِي الْقلب وضيق النَّفس يحدث لمشاركة الْحجاب فِي ذَلِك.)
السَّابِعَة حُدُوث الفواق عَن ورم الكبد رَدِيء لِأَنَّهُ يكون من ورم عَظِيم جدا شَدِيد الْحَرَارَة حَتَّى أَنَّهَا تشارك الكبد فِي علتها فَم الْمعدة وَمَا فَوْقه وَذَلِكَ يكون إِذا تولد فِي الكبد من ورم حَار جدا مرار قوي الْحَرَارَة وانصبت مِنْهَا إِلَى المعى الدَّقِيق وارتقى إِلَى الْمعدة فأحدث فِيهَا لذعاً وَعرض فِي فمها مِنْهُ الفواق وَقد ظن قوم أَن عظم ورم الكبد يضغط الْمعدة فَيحدث الفواق إِذا كَانَ لَا يجد عِنْدهمَا منفذاً قَالَ: وَرُبمَا كَانَت تِلْكَ الْمُشَاركَة من مُشَاركَة الْمعدة للكبد فِي العصب رَقِيق جدا فَلذَلِك لَا تشارك الْمعدة الكبد فِي علتها إِلَّا إِذا كَانَ الورم عَظِيما على أَشد مَا يكون. قَالَ: والأورام الْحَادِثَة فِي حدبة الكبد أسْرع ظهوراً للحس من الْحَادِثَة فِي الأخمص وَالْبدن يقصف ويهزل بحدوث الورم فِي الحدبة أسْرع مِمَّا ينقصف بحدوثه فِي التقعر.
لى لِأَن نُفُوذ الدَّم إِلَى الْأَعْضَاء يحتبس عِنْد الورم فِي الحدبة وَأما عِنْد حُدُوثه فِي المقعرمائي فتفقد مِنْهُ على حَال وَاحِدَة لَهُ قدر لِأَن الْغذَاء فِي التقعير كيلوس مائي وَفِي الحدبة دم غليظ.
من أزمان الْأَمْرَاض: أزمان الْأَمْرَاض والأطعمة الغليظة اللزجة تولد سدداً فِي الكبد وَذَلِكَ أَن الكبد ضيقَة المجاري بالطبع فَإِذا أَكثر الْإِنْسَان من هَذِه الأغذية بقيت فِي أَفْوَاه الْعُرُوق وَلم ينفذ الْغذَاء على مَا يَنْبَغِي فَحدث من ذَلِك فِي الكبد فِي الْجَانِب المقعر امتلاء ويتخوف عِنْد ذَلِك إِمَّا أَن يتعفن ذَلِك الْخَلْط الْمُجْتَمع وَإِمَّا أَن يرم فَلهَذَا السَّبَب احتال الْأَطِبَّاء فِي الْأَدْوِيَة الملطفة وَفعل هَذِه هُوَ تفتيح هَذِه المجاري لكنه إِن أَكثر مِنْهَا جعلت الدَّم إِمَّا مائياً وَإِمَّا مرارياً وَإِمَّا على طول الزَّمن فتجعله سوداوياً.(2/462)
كتاب الامتلاء قَالَ: قد يحس المرضى بامتداد يسير وَثقل فِي الكبد وَالَّذِي يفلت من ذَلِك عمره كُله فَهُوَ سعيد وَإِن هَذَا لشَيْء يكابده النَّاس كلهم أبدا.
من الْمَوْت السَّرِيع: الفواق مَعَ ورم الكبد رَدِيء مَتى عرض لامرىء وجع الكبد مَعَ حِدة شَدِيدَة فِي قمحدوته ومؤخر رَأسه وإبهام رجله وَظَهَرت فِي قَفاهُ شَبيه بالباقلى مَاتَ فِي الْيَوْم الْخَامِس قبل طُلُوع الشَّمْس والغيب يُعلمهُ الله وَمن عرض لَهُ هَذَا الوجع اعتراه مَعَه عسر الْبَوْل مَعَ تقطير.
من تشريح الْمَوْتَى: الْغذَاء يرْتَفع من تقعير الكبد إِلَى حدبتها فِي عروق ضيقَة جدا وَلذَلِك ينسد بسهولة واللزوج الْمُتَوَلد من الْغذَاء إِن لم يكن فِي غَايَة اللطافة أَشد مَا يكون إِذا كَانَ فِي الكبد ورم حَار أَن تكون الْأَطْعِمَة حارة ملتهبة وَإِذا كَانَ فِي الكبد)
(ألف ب) ورم حَار أَن تكون الْأَطْعِمَة حارة ملتهبة وَإِذا كَانَ فِي الكبد برودة فَإِنَّهَا أردى وَذَلِكَ أَن الْخَلْط الْمُتَوَلد مِنْهَا يبطىء نُفُوذه وَلَا يكون لَهُ لزوجة الْبَتَّةَ فَإِن اللزج مستعد لتولد السدد فماء الشّعير جيد لذَلِك وَكَذَلِكَ كلما فِيهِ جلاء يسير كَمَا فِي مَاء الشّعير وَلَيْسَت لَهُ حرارة مَعْلُومَة وَلَا برودة ظَاهِرَة.
من ابيذيميا الثَّانِيَة: الورم الصلب فِي الكبد مرض طَوِيل قتال.
الأولى من الثَّالِثَة: سَواد اللِّسَان وجفافه وحدة الحميات ويبس الثفل دَلِيل على التهاب الكبد وخاصة إِن كَانَ مَعَ ذَلِك فِي الْجَانِب الْأَيْمن وجع.
الثَّانِيَة من السَّادِسَة: الورم فِي حدبة الكبد أردى مِنْهُ فِي تقعيره كثيرا وأخوف إِن كَانَ فِي الكبد ورم فانتقل إِلَى الطحال فَذَلِك حميد وَإِن انْتقل من الطحال إِلَى الكبد فَذَلِك رَدِيء خَبِيث.
الثَّالِثَة من الْغذَاء لج قَالَ: الفستق يُقَوي الكبد وينقي مَا قد لحج وَصَارَ كالثفل فِي مجاري الْيَهُودِيّ: بَيَاض الشّفة وَاللِّسَان وتهبج الْوَجْه يدل على فَسَاد مزاج الكبد إِمَّا لضربة وَإِمَّا لدم غليظ إرتبك فِيهَا وعفن وَإِمَّا من صغر الكبد فِي نَفسهَا إِذا جاءها غذاءفوق مَا تطِيق فيرتبك أَيْضا فِي مجاريه ويعفن على طول الْأَيَّام. قَالَ: وَالْفرق بَين السدة والورم: أَن السدة لَا وجع مَعهَا كَمَا مَعَ الورم وَمَعَهَا من الثفل أَكثر مِمَّا مَعَ الورم ى وعلامة الورم الْحَار فِي الكبد حمرَة اللِّسَان وسواده بِقدر قلَّة الشَّهْوَة وَشدَّة الْعَطش وَفِي الْحمرَة والحمى ورم الكبد بَين للحس إِذا لم يكن المراق سميناً ثخيناً وَالْإِنْسَان كثير اللَّحْم والثرب غليظ. قَالَ: وَأكْثر الحميات الطَّوِيلَة إِذا دَامَت زَمَانا طَويلا تورم الكبد وتفسد مزاجها وَكَذَلِكَ الْمعدة.
لى الحميات الصفراوية إِذا طَالَتْ أفسدت مزاج الكبد والبلغمية مزاج الْمعدة(2/463)
وللدبيلة فِي الكبد أفصد وبرده مَا أمكن فَإِن أَخذ فِي طَرِيق النضج فمره بِالنَّوْمِ على الكبد ويستحم بِالْمَاءِ الفاتر ويخبص بِمَا ينضج وأسهل بَطْنه بِالصبرِ وَمَاء الهندباء وَالسكر والغافت والإفسنتين هَذَا إِذا احتجت أَن تسهله فَأَما لتلين الدُّبَيْلَة ونضجها فاسقة طبيخ الكرفس والرازيانج وكزبرة الْبِئْر ودهن اللوز ودهن الحسك. وَرُبمَا سقيناه الحلبة والحسكودهن الخروع ويستحم وينام عَلَيْهِ حَتَّى ينضج فَإِذا سَالَتْ فالبيضاء سليمَة والسوداء مهلكة.
مَاء الشّعير وَمَاء القرع بالسكر وأقراص الكافور والبزرقطونا فَإِن لم تغن ذَلِك فماء الْجُبْن أَيَّامًا)
وَأطْعم العدس والقرع وضمده وَإِن كَانَ شَابًّا واللهيب شَدِيد فاسقه أبدا مَاء الثَّلج على الرِّيق وللبارد دبيد كركم ودبيد اللك وَمَاء الْأُصُول وضماد الأصطماخيقون وللسدة فِي الكبد ينَام بِاللَّيْلِ على أَقْرَاص (ألف ب) الإفسنتين فَهِيَ نافعة وَيذْهب بالترهل فِي الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ.
علاج الإستسقاء للحمى: طبيخ الْأُصُول نَافِع يسقى دَوَاء الْملك وَنَحْوه دَوَاء الكركم وَغَيره يُؤْخَذ قشور أصل الرازيانج والكرفس والإفستين وَلَك ومصطكي وبزر كرفس وأنيسون وراوند وغافت مِثْقَال مِثْقَال زبيب منزوع الْعَجم أَرْبَعَة دَرَاهِم يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يصير رطلا ويصفى ويسقى مَعَ نصف مِثْقَال من دبيد الكركم ودبيد لَك أَو ينَام بِاللَّيْلِ على أَقْرَاص الإفستين فَإنَّك ترى عجبا من قُوَّة فعله وَيذْهب الاسْتِسْقَاء اللحمي والترهل. للورم فِي الكبد من ضَرْبَة: عود وزعفران وَحب الْغَار ومقل وذريره ومصطكي مِثْقَال مِثْقَال شمع دهن رازقي وميسوسن ثَلَاثَة ثَلَاثَة يعْمل ضمادً وَقد يمزج بموميائي ودهن رازاقي فَإِنَّهُ عَجِيب وَإِن كَانَت فِيهِ حرارة فضماد السفرجل أَولا فالفصد وَإِن كَانَت أورام الكبد وأمراضها إِنَّمَا تكون لصغرها فَإنَّك تستدل على صغر الكبد بِضعْف الهضم أبدا وَضعف الْجِسْم وَقصر الْأَصَابِع فعلاج هَؤُلَاءِ أَن يطعموا قَلِيلا قَلِيلا لِئَلَّا يرتبك فِي أكبادهم وَيحدث سدداً وأوراماً. قَالَ: وترياق الْأَرْبَعَة نَافِع للصلابة العتيقة فِي الكبد وَكَذَلِكَ الشجرنايا. قَالَ للصلابة فِي الكبد: اسْقِ من الْقسْط نصف دِرْهَم بطلاء وَمن الغافت ودهن اللوز المر ودواء الكركم وَالْملك بِمَاء الْأُصُول والجنطيانا ترياق الْأَرْبَعَة كلهَا جَيِّدَة ومره بِالنَّوْمِ على شقَّه الْأَيْمن هَذَا للصلابة بِلَا حمى وَلَا حِدة فَإِن كَانَ الْحمى فماء الهندباء والرازيانج وَنَحْوه وللسدد فِيهَا اسْقِ زراوندا وإفسنتينا وفوة ولكا وَنَحْوهَا. قَالَ: وَمِمَّا يُولد السدد فِي الكبد التخم المتواترة وَأكل الطين والأشنان والسعد والفحم وَنَحْوهَا من الْأَشْيَاء اللينة والفطير وَيكون من السدد أورام وَمن الورم الاسْتِسْقَاء إِذا كَانَ فِي الكبد الورم أَو دبيلة ثمَّ خرج بالبراز شَيْء أسود منتن فَذَلِك لحم الكبد فَإِنَّهُ قد عفن وَيَمُوت وَقد خرج شَيْء أسود إِلَّا أَنه لَا يكون منتناً وَلَا يضعف عَلَيْهِ العليل وَلَا يسوء حَاله.(2/464)
أهرن: عَلامَة السدد فِي الكبد أَلا تجتذب الكيلوس فَلَا يتَبَيَّن أَنه ورم وَلَا فَسَاد مزاج فِي المَاء وَلَا يجد ثقلاً شَدِيدا فِي الكبد ووجعاً قَلِيلا وَرُبمَا تفتح فِي الْأَحَايِين فَخرج بالبول من الْخَلْط الْفَاعِل للسدة شَيْء يسْتَدلّ عَلَيْهِ مِنْهُ. لى علامته أَلا تجتذب الكيلوس الِاخْتِلَاف الكيلوسي. قَالَ: وَلَا تدع صلابة الكبد يكون فَإِن كَانَت فَلَا تؤمن فَإِنَّهُ رَدِيء مؤد إِلَى الاسْتِسْقَاء لَكِن ضع عَلَيْهِ)
المراهم الملينة واسق الفتحة للسدد فَإِنَّهُ ملاك الْأَمر.
الطَّبَرِيّ مِمَّا يعظم نَفعه للكبد أكل عِنَب الثَّعْلَب نياً ومطبوخاً.
أهرن عَلَامَات فَسَاد مزاج الكبد الحارة: شدَّة الْعَطش وَقلة الشَّهْوَة. وعلامات الْبَارِدَة: شدَّة الشَّهْوَة وَبَيَاض الشّفة وااللسان ألف ب وَقلة الدَّم والعطش وَبَيَاض الْبَوْل وَأما الْحَرَارَة فحمرة اللَّوْن فِي اللِّسَان وَفِي الْبَوْل وَيفْسد لون الْوَجْه ويصفر وَيكون إِلَى لون الْغَالِب عَلَيْهِ الْبيَاض وَيعرف شدَّة فَسَاد المزاج فِي ذَلِك وَضَعفه من إبطاء الهضم وَقلة إبطاءه.
عَلَامَات الورم فِي حدبة الكبد: ثقل فِي الْجَانِب الْيمن ويشتكي إِذا تنفس سَرِيعا نفسا كثيرا مَا بَين كبده إِلَى ترقوته ويعرض لَهُ سعلة يسيرَة وَإِن كَانَ الورم حاراً أَحْمَر اللِّسَان أَولا ثمَّ يسود وَتبطل الشَّهْوَة ويشتد الْعَطش ويقيء الْمرة الصَّفْرَاء فِي برْء مَرضه وَفِي آخِره يتَغَيَّر إِلَى السوَاد وحماه حارة وَأما الَّذِي فِي أَسْفَل الكبد فقلة شَهْوَة الطَّعَام وَيكثر الْعَطش وَلَا تعرض لَهُ سعلة ووجع عِنْد التنفس كَمَا يكون إِذا كَانَ فِي الحدبة وَأما الأورام غير الحارة فَإِنَّهُ لَا يكون مَعهَا عَطش وَلَا سَواد لِسَان وَلَا حمى وَيكون الثّقل وَفَسَاد الهضم وَغير ذَلِك ويحمى بالورم الصلب بالجس مستديراً إِذا كَانَ الْبَطن مهزولاً إِلَّا أَن يكون ورماً يَسِيرا.
وَأما ورم العضل الَّذِي فَوق الكبد فَإِنَّهُ مستطيل وَلَا يضر بِفعل الكبد كَبِير مضرَّة.
وعلامات السدة فِي الكبد: أَن يجد من الثّقل أَشد وَأكْثر مِمَّا يجد فِي الورم فإمَّا من الوجع فَأَقل وَلَا يخرج فِي بَوْله مرّة وَلَا أخلاط رَدِيئَة كَمَا يخرج عِنْد الورم الْحَار فِي الكبد وَرُبمَا خرجت مِنْهُ تِلْكَ الفضول الَّتِي عملت السدة وَذَلِكَ إِذا قوي الطَّبْع على إخْرَاجهَا وَإِذا كَانَت السدة فِي الحدبة يخرج بالبول وَفِي التقعير يخرج بالبراز وَإِذا خرج ذَلِك الْفضل وَإِن كَانَ ثقل الكبد من أجل الطحال فَإِن الْعلَّة تكون فِي تقعيره ثمَّ إِن طَال وصل إِلَى الحدبة فَإِن كَانَت الْعلَّة فِي الكلى أَو الْمعدة أَو الْحجاب فَإِن أول مَا يألم لذَلِك باشتراك حدبة الكبد.
لى لذَلِك اقل مَا يكون مَعَ مرض الطحال استسقاء لِأَن الْجَانِب المحدب سليم وَفِي الْجَانِب المحدب يكون تَمْيِيز الْبَوْل والورم الْحَار الْحَادِث فِي الكبد إِمَّا من الدَّم والصفراء أَو لضربة وسقطة أَو لصِغَر خلقتها وَيفرق بَين الْخَارِج من الدُّبَيْلَة وَبَين الْخَارِج من انحلال سدد الكبد وَالْخَارِج عَن ضعف الكبد فَالَّذِي لدبيلة يسيل أَولا قيح وصديد ثمَّ يثخن أَولا ويقل المَاء يكون من انحلال سدة الكبد إِذا انْحَلَّت ودفعتها الطباع فَإِنَّهُ دم كالدردى أسود وَلَا(2/465)
يكون فِي الكبد شَيْء من)
عَلَامَات الأورام ويخف بِهِ الثّقل وتقوى الْقُوَّة مَتى خرج أَكثر كَانَ أقوى وَأكْثر مَا يُصِيبهُ من ترك الرياضة بعد إِن كَانَ لَهَا مُعْتَادا فكثرت فضوله وامتلاؤه وأورثته سدداً وللنساء عِنْد قطع الْحيض أَو كمن قطعت رجله أَو يَده أَو احْتبسَ عَنهُ استفراغ دم كَانَ مُعْتَادا بِهِ وَقد تتولد السدد من كَثْرَة الدَّم فِي الْجِسْم والامتلاء وَالَّذِي يخرج عَن ضعف الكبد فِي الْقُوَّة الحابسة وَيخرج شَبيه بِمَاء اللَّحْم وَالَّذِي من الْبَطن من ضعف قُوَّة الكبد الحارة يكون مثل مَاء الشّعير.
ضماد جيد (ألف ب) للكبد الْحَار: أطبخ السفرجل بِالْمَاءِ والخل حَتَّى تنضج ثمَّ ضم إِلَى جرمها مثلهاورداً وصندلاً وكعكاً شامياً وأعجنه بِالَّذِي طبخت وَأَجْعَل عَلَيْهِ دهن ورد وَضعه عَلَيْهِ فَإِنَّهُ جيد بَالغ وَأما صغر الكبد فَعَلَيْك بالأطعمة والأشربة اللطيفة الْخَلْط فاستعملها قَلِيلا قَلِيلا وَأما الشق وَالْقطع وَنَحْو ذَلِك فعلاجه مثل العلاج للمعدة بالفصد أَولا والقابضة والمقيئة للقيح والملحمة من الأغذية وَأما الأورام فالملحمة والفصد ملاك العلاج فِي ابْتِدَاء السدة والورم فِي الكبد لِأَنَّهُ يدْفع ذَلِك الامتلاء ويقل الدَّم وَبعده بالإسهال أَو بالمدرة للبول إِن كَانَ فِي الحدبة. قَالَ: وينفع من الصلابة فِي الكبد أَن تَأمره أَن ينَام على جنبه الْأَيْمن أَيَّامًا ولاءاً. لى هَذَا ينضج الدبيلات ويثير الْحَرَارَة الشَّدِيدَة وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَلا ينَام على الكبد إِذا كَانَ الْبَطن مملوءاً. قَالَ وأحم صَاحب الورم والسدد الْأَطْعِمَة الغليظة اللحوم وَالشرَاب وأعطه الأغذية الملطفة السريعة الهضم فَأَما صَاحب الورم الغليظ بِلَا حرارة فاسقه الشَّرَاب أعْطه الْأَدْوِيَة الملطفة وعالج من ضعف الكبد الَّذِي يخَاف مِنْهُ الاسْتِسْقَاء الَّذِي مِنْهُ الِاخْتِلَاف الَّذِي مثل مَاء اللَّحْم بالأدوية اللطيفة والطيبة كالسنبل والسليخة ويطبخان ويسقى بمائهما دَوَاء الكركم وَنَحْوه وضع على الكبد مَا يقويها من الْقَابِض وَالطّيب وأعطه أَطْعِمَة مِمَّا تقَوِّي الكبد كلحم الدراج والسكباج الَّذِي قد صفي عَن دسمه وذر عَلَيْهِ قرنفل ودارصيني وزعفران ومصطكي ومصوص الدراج وَالرُّمَّان والسفرجل وَمن الْأَشْرِبَة الميبه والطلاء الطّيب الرّيح واحمه الْأَطْعِمَة البطيئة الهضم. مرهم للصلابة العتيقة فِي الكبد الَّتِي يخَاف مِنْهَا الاسْتِسْقَاء: أشق كوز حب غاريقون شمع يَجْعَل مِنْهُ ضماد وَالَّذِي دون هَذَا: بابونج وإكليل الْملك وحلبة وبزر كتَّان وخطمى وشمع ودهن افسنتين.
ضماد للكبد يحلل الغلظ وَلَا يسخن إسخاناً شَدِيدا: بابونج إكليل الْملك ورد أَحْمَر سنبل إفسنتين فرذنج أَطْرَاف الآس أَطْرَاف السرو ويطبخ ويكمد بِهِ بلبود ودهن فاتر حَتَّى يبرد إِحْدَى)
وَعشْرين تكميدة قبل الطَّعَام فَإِنَّهُ يحل الغلظ الَّذِي فِيهِ وضمد الكبد مَا دَامَت فِيهَا حرارة والجسم غير نقي بِالْقَصْدِ وَغَيره بالصندلين والورد وَمَاء السفرجل ودهن الْورْد وشمع وَقَلِيل كافور ويذاب الشمع والدهن وَيشْرب مَاء السفرجل أَو التفاح أَو نَحْوهمَا وَيجمع إِلَى الصندلين والكافور ويضمد بِهِ وَيُزَاد فِيهِ وَإِن كَانَت الْحَرَارَة قَوِيَّة مَاء عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء(2/466)
الرجلة وَنَحْوهمَا فَإِذا سكنت الْحَرَارَة وَأَرَدْت تَحْلِيله فالبابونج وإكليل الْملك وشمع ودهن حناء أَو دهن شبث وَلَا تخله من سعد وسنبل وأطراف السرو أَو بعض الْأَشْيَاء القابضة فِيهِ وَإِن كَانَ الورم غليظاً جدا مزمناً بَارِدًا فاطرح فِيهِ الْأَدْوِيَة القوية كدقيق الحلبة وبعر الْمعز وقردماناً وفوذنجاً وكرنباً وَنَحْوهمَا من القوية التَّحْلِيل وأشنة وسذاب وَغير ذَلِك.
بولس (ألف ب) قَالَ: يعرض فِي الكبد فَسَاد الأمزجة والسدد والأورام والقروح قَالَ: الِاخْتِلَاف الكيلوسي يدل على أَن الْغذَاء لَا ينفذ إِلَى الكبد وَإِن لم يكن مَعَ ذَلِك فسدة وعلامة السدة الثّقل فَإِن لم تكن فَإِنَّمَا ذَلِك لضعف الْقُوَّة الجاذبة. لى هَذَا سوء مزاج بَارِد رطب.
قَالَ: وَإِن كَانَ الِاخْتِلَاف كَمَاء اللَّحْم فَإِن ذَلِك لضعف الْقُوَّة الْمُغيرَة الَّتِي تعْمل الدَّم. لى هَذَا جملَة ضعف مزاج الكبد فَإِذا كَانَ سَبَب هَذَا الضعْف رداءة مزاج حَار يصير هَذَا الِاخْتِلَاف بعد زمَان غليظاً ورديء اللَّوْن وقيأ مرّة صرفة. قَالَ: وَإِن كَانَ ذبل جرم الكبد وَنقص ذبل مَعَه الْجَسَد كُله وَعرضت حميات وَذَهَاب الشَّهْوَة وَقذف الْمرة وَإِذا كَانَ الِاخْتِلَاف كثيرا وَلَا مُتَتَابِعًا وَذَلِكَ أَن الْعلَّة تطول وينطلق الْبَطن وَفِي الْأَيَّام يَجِيء مِنْهُ أَشْيَاء كَثِيرَة ورداءة رَائِحَة أقل وَيكون شَبِيها بدردى الدَّم قَرِيبا من السَّوْدَاء. قَالَ: والألوان الْكَثِيرَة الْمُخْتَلفَة تدل على رداءة مزاج بَارِد وَتَكون الْحمى ضَعِيفَة وَلَا يتَبَيَّن الهزال فِي الْوَجْه كَالَّذي فِي الْحر ويشتهون الطَّعَام أَكثر من غَيرهم وَإِن كَانَ فِي هَذَانِ المزاجان اجْتمعَا من يبس كَانَ الِاخْتِلَاف أقل والعطش أَكثر وبالضد وَإِن كَانَ فِي الكبد ورم حَار أغْنى فلغمونيا عرض وجع تَحت الشراسيف فِي الْجَانِب الْأَيْمن يرْتَفع إِلَى الترقوة وَينزل إِلَى نَاحيَة أضلاع الْخلف وَحمى حارة وسعلة يابسة وَذَهَاب الشَّهْوَة وضيق النَّفس وَيظْهر اللِّسَان أَولا أَحْمَر ثمَّ يسود ويقذف الْمرة ويجف مِنْهُ الْبَطن فَيكون ذَلِك دلَالَة شَبيهَة بالشوصة فَإِن كَانَ الورم حمرَة كَانَ الالتهاب أَشد وَعرض مَعَه كرب وحرقة وذبل الْبدن وَإِذا كَانَ الورم الْحَار فِي قَعْر الْمعدة فَإِن الغشى والغثى وَذَهَاب الشَّهْوَة والالتهاب يكون أَشد ويعرض الغشى وَبرد الْأَطْرَاف كثيرا واستسقاء وَإِن كَانَ فِي الحدبة فَتكون هَذِه العلامات وَيظْهر الورم)
مَعَ ذَلِك الْعين والحس إِذا كَانَ عَظِيما وَإِن كَانَ صَغِيرا فَمر العليل يتنفس تنفساً وسله هَل يجد ألماً فِي الشرسوف الْأَيْمن فَإِن ذَلِك يخص الورم الْحَار فِي الكبد وَإِن كَانَ الورم مستطيلاً فالورم فِي العضل الَّذِي فَوق الكبد وَإِن كَانَ مستديراً فَفِي الكبد وَإِن لم يكن مَعَ الورم الْحَار تِلْكَ الْأَعْرَاض الَّتِي ذكرنَا من الْقَيْء والحمى والغشى فَاعْلَم أَن الورم فِي العضلات إِلَى فَوق الكبد وَإِذا كَانَ ثقل وتمدد فِي الْجَانِب الْأَيْمن مَعَ وجع بِلَا حمى وَلَا ورم بَين فَذَلِك سدد الماسريقا وَإِن أَخذ ورم فِي(2/467)
الكبد يجمع اشْتَدَّ الوجع والامتداد وَعرضت قشعريرات مُخْتَلفَة وَلَا يقدرُونَ أَن يستلقوا على الْجَانِب الْأَيْمن لشدَّة الوجع وَإِذا انفجر خرج بَغْتَة مرّة كَثِيرَة فِي الْبَوْل وَالْبرَاز وَإِن انْتقل الورم الْحَار إِلَى الصلب نقصت الأوجاع وَبَطلَت الْحمى وَظهر الورم وحسا وهزل مراق الْبَطن (ألف ب) وَإِن طَال زَمَانه تبع ذَلِك الاسْتِسْقَاء لَا محَالة. قَالَ: فَفِي رداءة الكبد الْحَار اسْتعْمل مَا يُقَوي الكبد ويبردها مَعَ ذَلِك كالهندباء والطرخشقون واخلط بهَا فِي بعض الْأَوْقَات الكزبرة الرّطبَة واليابسة يشرب مياها أَو تُؤْكَل هِيَ أَو تجفف أَو تذر على المَاء وَيشْرب أَو تسلق فِي المَاء وَيشْرب فَإِن الهندباء نَافِع من رداءة مزاج الكبد الْحَار والبارد وعصارة حماض الأترج إِن أَخذ مِنْهُ أُوقِيَّة وَنصف مَعَ مَاء الْعَسَل وَإِن كَانَت رداءة المزاج مَعَه مرّة فليشرب سكنجبينا وَمَا يفتح السدد وَيشْرب على الرِّيق المعجون الَّذِي يعْمل بالأفيون وبزر البنج وَمن الفلونيا وَإِن كَانَت الْحَرَارَة متزايدة فأسقه دهن ورد جيدا ودهن التفاح ويغذى بِمَاء الشّعير وَبِالْجُمْلَةِ يجب أَن يعْطى ويغذى بالأغذية الَّتِي تبرد قَلِيلا وَلَا تولد سدداً ويدع الْخمر الْبَتَّةَ إِلَّا أَن يضْطَر إِلَيْهَا لضعف الْمعدة فَيَأْخُذ حِينَئِذٍ فليلاً من الرَّقِيق الْأَبْيَض وعالج الورم الْحَار فِي الكبد بِهَذَا العلاج فَإِذا كَانَت رداءة المزاج من قسم الْبرد عَلَيْهِ أغلب فيعط خبْزًا مَعَ شراب وَيَأْكُل الفراريج والكرنب الَّذِي قد طبخ مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وَيُعْطى شاهبلوط وزبيباً ويسقى الْخمر وليشرب على الرِّيق الغافت والأسارون والمعجونات الْمَذْكُورَة لهَذَا وَأما للسدة فَعَلَيْك بالملطفات كالكبر والقسط والغافت والسكنجبين العنصلي والفستق وقشره واللوز المر والغاريقون وَاسْتعْمل الحارة إِذا كَانَ مَعَ برد والباردة إِذا كَانَ مَعَ حر. قَالَ: وكبد الذِّئْب نَافِع من جَمِيع أوجاع الكبد بِخَاصَّة فِيهِ إِذا جفف وسحق وَسَقَى بشراب حُلْو وَليكن شرابهم عتيقاً لطيفاً وليتركوا كل غليظ مولداً للسوداء وَإِن طَال الزَّمن بِهَذِهِ الْعلَّة فَاسْتعْمل الفصد والإسهال وإ ذَا عرض للكبد ورم حَار فَلَا تُؤخر الفصد من الْيَد الْيُمْنَى مَرَّات فِي مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا ليخرج شَيْء كثير)
وضمد بدقيق الشّعير والأشياء الملطفة وَاسْتعْمل فِيهَا أبدا أَشْيَاء مقوية وَكَذَلِكَ إِذا عملت أضمدة محللة كالحلبة وبزر كتَّان وإكليل الْملك وبابونج وشبث وأخلط بِهِ مَا يُقَوي وَيدخل فِي هَذِه الأضمدة الجيدة للأورام الصعبة لبنى الرُّمَّان والمقل والأشنج والإيرساء والمر والإفستين والسنبل والأسارون وأعطهم فِي وَقت الرَّاحَة البسبايج والفيثمون مَعَ شراب الْعَسَل فَإِنَّهُ جيد للسدة جدا ويحقن أَولا بنطرون وَمَاء حَار وَعسل فَإِذا انحطت الْعلَّة أخلط فِي الحقنة شَحم حنظل وقنطوريونا وزوفا وصعتراً يريَا وزوفا وقرطماً وتنقى حدبة الكبد بالبول ومقعره بالبراز وَإِن تبادر إِلَى جمع الْمدَّة فأعنه بالضماد بِالتِّينِ وخرء الْحمام والسلق والخطمى واسقهم على الرِّيق طبيخ الجعدة وَنَحْوهَا حَتَّى إِذا انفجر وسالت(2/468)
الْمدَّة سقوا المَاء وَالْعَسَل حاراً ليغسل وينقي القرحة واسلك بِهِ سَبِيل قُرُوح الكلى فَإِن صَار إِلَى الورم الصلب فَإِن برأه عسير ويستسقى صَاحبه لَكِن على حَال لَا تدع اسْتِعْمَال الأشق (ألف ب) والمقل والمخاخ والشحوم وَسَقَى الْأَشْيَاء الَّتِي تفتح السدد وتجلو وَهِي المدرة للبول القوية ولطف التَّدْبِير.
الْإِسْكَنْدَر قَالَ: إِذا كَانَ فِي الكبد ورم حَار تبع ذَلِك قيء إِذا كَانَ فِي المقعر فَإِن أمكن الفصد إِذا كَانَ ورماً حاراً فَلَا تُؤخر الفصد لِأَنَّهُ يخَاف أَن يَسْتَحِيل إِلَى الْمدَّة والعفن ويعسر بُرْؤُهُ وَإِن سلم إِلَى الورم الصلب فَلَا تسهل الْبَطن بالأشياء الحلوة فَإِنَّهَا تزيد فِي الوجع والورم ويوافقهم مَاء الشّعير لِأَنَّهُ ينقي المجاري وجنبهم الْبيض والسمك والأغذية اللطيفة فَإِذا انحط الورم فَتقدم وَأعْطِ الْأَدْوِيَة المنقية للبول قَالَ: وَأما الَّتِي للسدد فِي الكبد فَلَا يكون مَعهَا حمى لَكِن الثّقل والتمدد وَعَلَيْك بِمَا يفتح السدد وَأما الورم الجاسي فأبداً بالتلين ثمَّ بالإسهال ليمكن فِيهِ أَن يواتى.
الثَّانِيَة من ابيذيميا قَالَ: الْفرق بَين ورم الكبد والورم الَّذِي فِي عضل الْبَطن بِأَن ورم الكبد مستدير مُنْقَطع من نواحي وورم العضل مستطيل مُتَّصِل مَا بَينه مَسَافَة طَوِيلَة.
أغلوقن: أما الورم الصلب فَلَا أَنا شفيت مِنْهُ وَلَا غَيْرِي وَأَكْثَرهم يستسقون مِنْهُ وَمِنْهُم من يعطب سَرِيعا وهم من كَانَ بِهِ مِنْهُم اخْتِلَاف كثير وَالْأَمر بَين أَن الماسريقا من هَؤُلَاءِ منسدة جدا وَمن تخلص من هَؤُلَاءِ من الورم الصلب فَإِنَّمَا برِئ بِمثل هَذَا العلاج الَّذِي وصفت فِي الورم الصلب من التليين والتحليل وَهَذَا الْعُضْو لشرفه لَا يحْتَمل القوية مِنْهَا فَخذ الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا فِي الفلغموني الَّذِي فِي الكبد وَهِي الإفستين وثجير حب البان والسنبل والزعفران وَورد الْكَرم)
والمصطكي والسفرجل وزد فِي هَذِه الملينة كالأشق والمقل والمخاخ والشحوم وعالج بهَا ورم الكبد الصلب فِي أول حُدُوثه فَأَما إِذا استحكم فأزمن فَلَا يبرأ الْبَتَّةَ وَاسْتعْمل من التَّدْبِير والأدوية مَا يفتح سدد الكبد ويجلو مَا قد رسخ فِيهَا ويغسله وَهَذِه من الْأَدْوِيَة الملطفة المفتتة للحجارة واخلط بهَا بعض مَا يدر الْبَوْل. فيلغرغورس: عَلامَة السدد فِي الكبد أَن يحس العليل كَأَن فِي مراقه الْأَيْمن ثقلاً مُعَلّقا ويوجع إِذا أكل أَطْعِمَة غَلِيظَة لزجة وَإِذا استحم.
الساهر قَالَ: طبيخ الْأُصُول إِذا سقى فَيجب أَن يسقى مِنْهُ كل ثَلَاثَة أَيَّام مسهلاً. لى لكَي يخرج فضوله من الْجِسْم لِأَنَّهُ يُولد أخلاطاً نِيَّة. قَالَ: وَإِذا سقى فِي أوجاع السَّوْدَاء فَلْيَكُن مسهلاً قَوِيا وَإِذا سقى لسدد الكبد فمسهل خَفِيف وَإِذا سقى لسوء مزاج حَار فِي الكبد فَلَا تحْتَاج إِلَى مسهل. لى أَظُنهُ يُرِيد مَاء الْبُقُول.
فليغرغورس: للصلابة فِي الكبد إفصد أَولا ثمَّ ضع على الكبد الأضمدة الملينة حَتَّى إِذا لِأَن الورم فَاسق المدرة للبول المفتحة للسدد وعد إِلَى التليين مرّة وإليها مرّة حَتَّى يبرأ(2/469)
وَليكن فِيهَا مَا يُقَوي الكبد كالسنبل والراوند وَنَحْوهمَا أعنى المدرة للبول.
قسطا: فِي علل الدَّم قَالَ: الحميات إِذا كَانَت لورم حَار فِي الكبد فماء الْبُقُول والسكنجبين (ألف ب) لِأَنَّهُ يبرد وَيفتح السدد. من التَّذْكِرَة: إِذا كَانَ مَعَ ورم الكبد لين مفرط سقى أَقْرَاص رواند وأقراص الأميرباريس وَإِن كَانَ مَعَ الورم فِي الكبد حمى سقى مَاء الشّعير وَإِن كَانَت حمى وسدد فِي الكبد وَبَوْل أَحْمَر سقى مَاء الْبُقُول مَعَ خِيَار شنبر ودهن لوز فَإِن كَانَ يرقان سقِِي مَاء الشّعير وأقراص الكافور بعد إسهاله بِمَاء الْفَوَاكِه ويضمد بالصندلين هَذَا إِذا كَانَ فِي الكبد نخس شَدِيد وَإِن كَانَت سدد بِلَا حمى وَلَا نخس فالورم بَارِد واسق مَاء الْأُصُول ودهن الخروع فَإِن كَانَ بِهِ رهل وورم فلغموني ودواء الْملك مَعَ مَاء الْأُصُول وضمد بضماد مقو حَار وبارد إِلَى صَاحب وجع الكبد فافصده أَولا.
من الْكَمَال والتمام قرص لوجع الكبد وَالطحَال والمعدة الحارة: لَك مغسول سِتَّة دَرَاهِم صندل أَحْمَر خَمْسَة دَرَاهِم بزر الكشوث سَبْعَة دَرَاهِم بزر الهندباء خَمْسَة دَرَاهِم ثَمَرَة الطرفاء ثَلَاثَة دَرَاهِم عصارة إفستين دِرْهَمَانِ عصارة غافت دِرْهَم بزر الرجلة خَمْسَة دَرَاهِم يعجن بِمَاء)
الهندباء أَو بِمَاء عبن الثَّعْلَب ويسقى بسكنجبين وَمَاء الهندباء وأطراف الْخلاف وعنب الثَّعْلَب مطبوخ يسهل من كَانَ فِي كبده ورم حَار: إهليلج أصفر وشاهترج وقشور أصل الكرفس ورازيانج وبزر الهندباء وكشوث قَبْضَة من كل وَاحِد عِنَب الثَّعْلَب وَورد وحشيش الغافت وراوند يطْبخ وَيجْعَل بياضه الغاريقون.
أَقْرَاص نافعة للكبد الحارة ورد أميرباريس طباشير لَك صندلان فوفل رواند صيني عصارة غافت بزر الرازيانج والهندباء والكرفس يجمع بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب ويقرص فَإِن كَانَت الطبيعة مَعَه لينَة جدا فزد فِيهِ شَيْئا من أقاقيا مغسول بِمَاء الْورْد وَإِن كَانَ إسهال فأعجن الْجَمِيع بِرَبّ حب الآس وَإِن كَانَ عَطش شَدِيد فألق فِيهِ نشا وكثيراء وَرب السوس وبزر الخس وبزر القرع.
ضماد للكبد الَّتِي فِيهَا ورم صلب: صندلان وَورد وبنفسج عشرَة بابونج شبث إكليل الْملك خَمْسَة خَمْسَة إفستين مصطكي ثَلَاثَة ثَلَاثَة يجمع بشمع ودهن ورد.
تياذوق إِذا كَانَ الورم حاراً كَانَ مَعَه عَطش شَدِيد وقيء الصَّفْرَاء ثمَّ الخضراء ثمَّ سُقُوط الشَّهْوَة وَحُمرَة فِي اللِّسَان ثمَّ سَواد وتجف الطبيعة حدا وَيكون حمى محرقة.
سرابيون إِذا غلب على الكبد سوء المزاج الْحَار تبع ذَلِك الْحمى والعطش وَبطلَان الشَّهْوَة وَحُمرَة اللِّسَان وبراز منتن وعلاجه الهندباء المر والسكنجبين وَمَاء الشّعير وَاجْتنَاب الأغذية الحارة وضماد الصندلين وليأكلوا من الْفَوَاكِه القابضة قَلِيلا وَلَا يكثروا فَإِن(2/470)
نكاية القابضة فِي هَذَا الْموضع عَظِيم جدا وَإِذا غلب عَلَيْهِ سوء المزاج الْبَارِد غذوتهم بِخبْز مبلول بشراب وبخنديقون اَوْ بكرنب قد سلق مَرَّات ثمَّ طيب بالتوابل وَمَتى سَقَطت الْقُوَّة فاغذهم باللحمان اللطيفة قَالَ: الورم إِذا كَانَ فِي حدبة الكبد لحقه الْحس وخاصة إِذا كَانَ الورم عَظِيما وَكَانَ الْبَطن قد هزل وَأما الْحَادِث فِي التقعير فعلامته الثّقل فِي الْجَانِب الْأَيْمن والسعلة (ألف ب) الضعيفة وَاللِّسَان الْأَحْمَر أَولا ثمَّ يصير أسود وَبطلَان الشَّهْوَة وعطش شَدِيد لَا يفتر وقيء مرار أصفر ثمَّ أَخْضَر ووجع كَأَن المراق يجتذب فِيهِ إِلَى فَوق وَرُبمَا أحس بالوجع كَأَنَّهُ ينجذب إِلَى ضلوع الْخلف وَلَيْسَ يكون الوجع متمدداً إِلَى أضلاع الْخلف فِي كل إِنْسَان لِأَن الكبد لَيست فِي كل إِنْسَان بملاصقة لَهَا وَمثل هَذِه الدَّلَائِل تظهر إِذا كَانَ الورم فِي الحدبة إِلَّا أَنَّهَا أغلب وَأظْهر لِأَن الوجع عِنْد التنفس يكون أعظم والسعال أَشد وَلِأَن الوجع يَمْتَد إِلَى الْكَتف فَأَما ورم التقعير)
فَإِنَّهُ يغلب ورم الحدبة بِبُطْلَان الشَّهْوَة والقيء المرى والغثى وَكَثْرَة الْعَطش فَإِنَّهُ فِيهِ أغلب وَيكون مَعهَا جَمِيعًا حمى وَإِذا كَانَ الورم فِي لحم الكبد كَانَ الوجع قَلِيلا وَإِن كَانَ فِي غشائه كَانَ الوجع ناخساً أبدا بفصد الباسليق إِن أمكن واسق السكنجبين وَمَاء الشّعير وَاحْذَرْ القابضة فَإِنَّهَا تسد الكبد فتضيق المجاري وَلَا يخرج عَنْهَا المرار فيزيد فِي الورم وَاسْتعْمل مَا يدر الْبَوْل باعتدال وَمَتى كَانَ الورم ملتهباً فماء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء والسكنجبين فَإِذا ظهر الهضم اسْتعْملت مَا يدر الْبَوْل وَإِذا كَانَ الورم فِي تقعير الكبد فلين الطبيعة بعد الهضم بِالصبرِ والغاريقون واحرص أَلا يبْقى فِي الكبد ورم صلب بالأضمدة اللينة القوية فَأَما إِذا أزمن فَلَا يبرأ الْبَتَّةَ ويلحقه إِمَّا الاسْتِسْقَاء وَإِمَّا لين الْبَطن أبدا حَتَّى يَمُوت وَهَؤُلَاء إِن برؤا فَإِنَّمَا يبرؤن بالأشياء الَّتِي تفتح المجاري من الكبد لينجذب الْغذَاء ولين الْبَطن إِنَّمَا يلْحق هَؤُلَاءِ من انسداد طَرِيق الكيلوس فَعَلَيْك فِي الأورام الصلبة بالمعجونات مثل ذبيد الكركم ودواء الْملك ودواء الْقسْط والأضمدة المحللة والغاريقون والغافت والإفستين ودهن اللوز المر من خَارج والمقل والشحوم مَعَ المقوية العطرية وَإِن حدث فِي الكبد جمع مُدَّة وَلم يكن بُد من الْجمع فضمده بدقيق الشّعير والتين وخرء الْحمام والبورق وأطعمهم عسلاً مغلياً وتيناً يَابسا وزوفا وفوذنجا وحسهم مَاء الشّعير مَعَ عسل واسقهم المدرة للبول لتميل الْمدَّة نَحْو الكلى. وَهَذَا دَوَاء مجرب: طرخشقون يَابِس بزر مرو دِرْهَم وَنصف حلبة مدقوقة دِرْهَم يسقى بِثَلَاث أَوَاقٍ من لبن الأتن قد حلب من سَاعَته مَعَ ثَلَاثَة دَرَاهِم من السكر وَإِن كَانَت الطبيعة معتقلة حلهَا بِالصبرِ فَإِذا انفجر ومالت الْمَادَّة نَحْو المثانة فَلَا تعط القوية فِي إدرار الْبَوْل فَتحدث نكاية فِي الْموضع لَكِن بزر الْبِطِّيخ والقثاء وَرب السوسن والكثيراء والفانيذ والنشا وَاللَّبن وَالْبيض النيمبرشت والملوخيا والخندروس وَمَاء الشّعير وَنَحْوهَا مِمَّا يعدل مَعَ(2/471)
تسهيله فَإِن مَال إِلَى الأمعاء فَاسْتعْمل تليين الْبَطن بِهَذِهِ الْأَشْيَاء وَإِن انصب إِلَى هَذِه الْمَوَاضِع الخالية أعنى بَين الصفاق والأمعاء فَيَنْبَغِي أَن تشرح الْجلد والعضل عِنْد الأربية الْيُمْنَى حَتَّى يظْهر البارنطاؤن ثمَّ اثقبه صَغِيرا وَتخرج الْمدَّة ثمَّ أقبل عَلَيْهِ بالمراهم وَلَا تغفل عَن تضميد الكبد بِمَاء يصلح لَهَا فِي السدد. قَالَ: وَتَكون هَذِه فِي أصُول الْعرق (ألف ب) الْعَظِيم ومنتهى مجاري الْبَاب. قَالَ: وَيحدث مَعَه ثقل ووجع بِلَا حمى فَإِن أزمن حدث حمى وَيكون ذَلِك بعقب الأغذية الغليظة فكب عَلَيْهِ بالأضمدة المفتحة والأغذية والأدوية بسكنجبين العنصل والغافت وقشور الْكبر والإذخر والكرفس والراوند وَالْملك)
والفوة والغاريقون ومعجون الْملك والكركم والسرخس أفضل دَوَاء من تُرِيدُ تفتيح السدد من الكبد من غير إسخان وَلَا تبريد. وَهَذَا دَوَاء جيد: ناردين رومى ثَلَاثَة إفسنتين جزؤ يسقى بسكنجبين وَلبن اللقَاح وينتفعون بِحل الْبَطن بالايارج والافسنتين والبسبايج والغاريقون مَعَ الْأُصُول والمصطكي والسدد المزمنة تحْتَاج إِلَى الفصد من خَارج بضماد يتَّخذ من الترمس والجعدة والفوة والبزور المدرة للبول مَعَ السنبل والمصطكي والافسنتين.
سرابيون فِي بَاب الْمعدة أَقْرَاص جَيِّدَة للحرارة فِي الْمعدة والكبد والعطش والحمى: طباشير صندل حب القرع حب القثاء بزر رجلة خَمْسَة ورد يَابِس عشرَة كافور دانق أَمِير باريس سِتَّة دَرَاهِم حب الحماض المقشر خَمْسَة يعجن بلعاب الفرفير ويسقى وَمَتى كَانَ اخْتِلَاف فزد فِيهِ طيناً أرمينياً.
الْفُصُول السَّابِعَة قَالَ: من كَانَ فِي كبده مُدَّة فكوى فَخرجت مِنْهُ مُدَّة بَيْضَاء نقية فَإِنَّهُ يسلم لِأَن تِلْكَ الْمدَّة فِي غشاء وَمن خرجت مِنْهُ سَوْدَاء يشبه ثفل الزَّيْت فَإِنَّهُ يهْلك. ج: لِأَن من كَانَت الْمدَّة فِيهِ فِي غشاء وجوهر كبده سليم فَإِنَّهُ يسلم فَأَما من كَانَت مدَّته تشبه الدردى فَإِن لحم كبده قد عفن. لى قد أنكر جالينوس أَن يثقب بالمكوى من بِهِ خراج فِي كبده وَهَذَا خطر من كَانَ بِهِ وجع شَدِيد فِي كبده بِلَا حمى فَإِن الْحمى تحل ذَلِك الوجع لِأَن الوجع الشَّديد فِي الكبد يكون إِمَّا من ورم حَار وَإِمَّا ريح غَلِيظَة تمدد فَإِذا لم تكن حمى لم يكن هُنَاكَ ورم حَار فيبين أَن يكون ريحًا والحمى تحلل وَقد يكون وجع من السدد إِلَّا أَنه لَا يكون شَدِيدا بل ضَعِيفا وَهُوَ بالثفل أشبه وَأما الوجع الشَّديد فَلَا يكون إِلَّا من ورم حَار عَظِيم جدا فِي الكمية وَأما الْحَار جدا مائل إِلَى التقيح لحرارته وَإِمَّا لريح نافحة. لى الوجع الشَّديد مَعَ الثّقل الشَّديد وورم حَار وَبلا ثقل ريح نافخة والثقل بِلَا وجع أَو وجع يسير يدل على البلغم وَإِذا لم تخرج الصَّفْرَاء عَن الكبد لم يلبث أَن تورمه.(2/472)
جَوَامِع أغلوقن: الورم الصلب فِي الكبد اسْقِهِ الْمُقطعَة والمدرة للبول كالغافت والإفسنتين والكرفس وضمد من خَارج بالإفسنتين وَحب الْغَار وسنبل الطّيب والزعفران والمصطكي والأشق والشحم والمخ ودهن السفرجل.
الْيَهُودِيّ: صَاحب الورم فِي الكبد يجد من الوجع أَكثر من الثّقل وَصَاحب السدد يجد من الثّقل أَضْعَاف مَا يجده صَاحب الورم وَيخرج فِي البرَاز من صَاحب السدد أخلاط تدل على)
تولد السدد.
الْأَعْضَاء الألمة: وجود ثقل مُعَلّق فِي الْجَانِب الْأَيْمن إِذا تنفس (ألف ب) تنفساً عَظِيما عَام للورم الصلب والحار والسدة فِي الكبد ثمَّ يفرق بَينهمَا فَإِنَّهُ يكون مَعَ الْحمى ورم حَار. لى يصلح ذَلِك كُله.
حورش: رُبمَا كَانَت الكبد فِي الْخلقَة صَغِيرَة تشبه الْكُلية وَهَؤُلَاء يداوون بالأغذية القليلة فِي مَرَّات كَثِيرَة واللطيفة السريعة النّفُوذ. لى فِي ضروب البرَاز الْكَائِن بِسَبَب الكبد يكون عَن الكبد اخْتِلَاف شَبيه بِمَاء اللَّحْم الطري وَهُوَ لضعف الكبد الْبَارِدَة وَاخْتِلَاف الدردى الْأسود وَيكون مرّة بعقب هَذَا الِاخْتِلَاف وَلَا يكون يَابسا فَلَا يدل على حرارة وخاصة إِذا لم يكن مَعَه عَطش وَلَا أَمَارَات الْحَرَارَة فِي الكبد وَيكون مرّة يَابسا أَو مَعَ أَمَارَات الْحَرَارَة فَيدل على حرارة ملتهبة فِي الكبد وَاخْتِلَاف أَبيض كيلوسي وَيدل على أَن الْغذَاء لَا ينفذ لضعف جذب الكبد وَاخْتِلَاف آخر صديدي يكون لورم فِي الماسريقا وَيفرق بَينه وَبَين الِاخْتِلَاف الْكَائِن لضعف الكبد بِأَن هَذَا الصديد يكون مَعَ اخْتِلَاف كيلوسي وَلَا يكون مَعَه أَمَارَات ضعف الكبد ظَاهِرَة واختلافات ألوان عَجِيبَة كَثِيرَة مَعَ صِحَة من الْبدن وَقُوَّة عَلَيْهِ وَذَلِكَ يكون عِنْد مَا ينقى الْجِسْم من أخلاط رَدِيئَة وَمَتى يبس الثفل فَالْكَبِد حارة يابسة وَمَتى رطب فَالْكَبِد بَارِدَة رطبَة وَإِذا كَانَ مَعَ الرُّطُوبَة انصباغ ومرارية فَالْكَبِد حارة رطبَة وَإِذا كَانَ مَعَ اليبس بَيَاض وَقلة لون من التَّدْبِير الملطف: قَالَ: التَّدْبِير الملطف يحل جسأ الكبد. قَالَ: وَلَا يَنْبَغِي فِي علل الكبد وَالطحَال أَن يخلط بِمَاء الكشك عسل. لى أقل السكر هَاهُنَا. لى تفقد فِي علل الكبد حَال الْبَوْل فَمَتَى رَأَيْته قد احْتبسَ أصلا فَاعْلَم أَن الورم فِي الكبد عَظِيم جدا وَأَنه لَا ينفذ إِلَى الحدبة شَيْء على مَا رَأَيْته من مسَائِل الْأَمْرَاض الحادة. لى الْأَمْرَاض الَّتِي فِي الكبد تؤذيها الْأَشْيَاء الحلوة إِذا كَانَت أمراضها من سدد لِأَنَّهَا تَأْخُذ مِنْهَا أَكثر مِمَّا يجب لَهَا فتكثر السدد لذَلِك وَاحْذَرْ إطعامه القابضة لِأَنَّهَا تسد وتضيق المجاري الَّتِي ينفذ فِيهَا الْغذَاء. الرّيح تَحت الكبد: يضمد بالمصطكي والسنبل والإذخر وَحب البان فَإِنَّهُ جيد. لى(2/473)
عَلامَة الرّيح تَحت الكبد أَن يكون وجع وتمدد وَإِذا غمزته قرقر كالحال فِي الطحال.
جَوَامِع تَدْبِير الأصحاء السدد تكون من الأغذية والأشربة الغليظة اللزجة والسدد الكائنة من الْأَشْرِبَة أمرهَا أسهل وَأما الكائنة من الْأَطْعِمَة اللزجة فأعسر وأبطاً انحلالاً. لى كثيرا مَا رأى الْأَطِبَّاء يُعْطون لحرارة الكبد سمكًا طرياً وَرُبمَا فعلوا ذَلِك إِذا كَانَ فِيهَا ورم.
من جَوَامِع تَدْبِير الأصحاء: السّمك كُله عسر الهضم مولد للسدد فِي الأحشاء.
من تشريح الْأَمْوَات: الضّيق مجاري الكبد مَتى حدث فِيهَا ورم انسدت بسهولة من الْغذَاء الْغَيْر مُوَافق وَإِذا لم تكن فِي غَايَة اللطافة (ألف ب) وسهولة النّفُوذ وَأكْثر مَا يكون ذَلِك من الأغذية الحارة مِنْهَا وأردى الْأَمر فِي الورم الْحَار الأغذية الحارة لِأَنَّهَا ملتهبة وَأما الْبَارِدَة فتبطىء النّفُوذ فَلذَلِك يجب أَن نَخْتَار من الأغذية الْقَرِيبَة من الِاعْتِدَال وَالَّتِي لَيْسَ لَهَا مَعَ ذَلِك لزوجة فَإِن كشك الْحِنْطَة معتدل لَا تلتهب لَكِن لسَبَب لزوجته يرتبك فِي هَذَا المجاري فكشك الشّعير إِذا مُوَافق فِي جَمِيع الْحَالَات.
من كتاب الْمرة السَّوْدَاء: قَالَ ارجنجاس: يحْتَاج إِلَى إِخْرَاج الصَّفْرَاء من الْجِسْم لِأَنَّهَا تورم الكبد.
لى قد رَأَيْت فِي غير مَوضِع أَنَّهَا تفعل ذَلِك وَيجب مَتى حدث فِي المَاء صبغ لم يعهده ودام مسَائِل الْفُصُول: البرَاز الْأسود الجائى من الْمَرَض خَاص جدا بورم فِي الكبد حَار عَظِيم.
مُفْرَدَات ج: الغاريقون يحل سدد الكبد المر يفتح سدد الكبد الْحَادِثَة عَن الأخلاط الغليظة المرتبكة فِي أَطْرَاف الْعُرُوق تفتيحاً بليغاً أصل لِسَان الْحمل وورقه أَكثر مِنْهَا فِي ذَلِك بمرقة تسْتَعْمل فِي تفتيح السدد وَاسْتعْمل هَذَا حَيْثُ حرارة فَإِنَّهُ يبرد مَعَ ذَلِك بزر القطف يحل سدد الكبد وَلَيْسَت لَهُ حرارة مَعْلُومَة أصل الجنطيانا بليغ الْقُوَّة جدا فِي تفتيح السدد وَجَائِز فِي ذَلِك حدوداً أَكثر الْأَدْوِيَة ثجير حب البان إِن ضمد بِهِ غلظ الكبد أذابه لحى أصُول شجر الْغَار إِن شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم بشراب ريحاني منع علل الكبد. الفوة منقية للكبد وَيفتح سددها الغافت يفتح سدد الكبد وَلَا حرارة مَعَه وَله مَعَ ذَلِك قبض يُقَوي بِهِ جرم الكبد الترمس يفتح سدد الكبد الفوذنج الْبري جيد للسدد فِي الكبد لِأَنَّهُ من مفتح قصب الذريرة جيد جدا إِذا وَقع فِي أضمدة الكبد فَإِنَّهُ طيب قَابض وَفِيه حِدة يسيرَة وَهُوَ يجفف أَكثر مِمَّا يسخن الكمون الْبري يشفي سدد الكبد وَضَعفه الكبابة تفتح سدد الأحشاء وَهُوَ أقوى فِي ذَلِك من الْقُوَّة. د:)(2/474)
الكبابة نافعة من ضعف الكبد عصارة القنطوريون الدَّقِيق من أفاضل الْأَدْوِيَة للسدد فِي الكبد المصطكي جيد للورم فِي الكبد جدا. سنبل حقيق بِأَن ينفع الكبد شرب أَو تضمد بِهِ الزوفا يفتح سدد الكبد الفستق يقتح سدد الكبد وينقي الكبد خَاصَّة الجعدة تفتح سدد جَمِيع الأحشاء الفراسيون تفتح سدد الأحشاء النانخة تفتح سدد الأحشاء الْإِذْخر نَافِع للورم فِي الكبد إِذا ضمد بِهِ مفتح للسدد مَتى شرب كمافيطوس من أَنْفَع الْأَدْوِيَة لمن يجد فِي كبده سدة بسهولة. د: الوج طبيخه نَافِع من وجع الكبد فقاح الْإِذْخر جيد لوجع الكبد حب الْغَاز إِذا شرب نفع من كبده غَلِيظَة غاريقون إِذا شرب مِنْهُ درخمى نفع الكبد والجنطيانا كَذَلِك أَيْضا وَله حماض الأترج لَهُ خَاصَّة فِي تطفئة الْحَرَارَة الَّتِي فِي الكبد.
أَبُو جريج: الإفنستين جيد لتهبج (ألف ب) الْوَجْه والأطراف وَابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء وَفَسَاد المزاج والغافت فِي هَذِه الْأَفْعَال أنفذ وأسرع وأبلغ والشكاعا يقرب فعله من هَذَا. د: الأشق مَتى لطخ بالخل على الكبد الجاسية حَال حسأها.
أَبُو جريج: الكندر يسخن الكبد الْبَارِدَة وَيُقَوِّي ضعفها. لى هَذَا جيد حَيْثُ اخْتِلَاف مثل أَبُو جريج: الكرفس فتاح للسدد الَّتِي فِي الكبد ويسخنها إِذا بردت بِخَاصَّة فِيهِ عجينة وينفع من فَسَاد المزاج.
الخوز:
مَاء الْجُبْن جيد للحرارة فِي الكبد مَعَ يبس الطبيعة واليرقان.
ابْن ماسويه: النانخة جَيِّدَة للكبد الْبَارِدَة جدا. لى اجْعَل هَذَا مَعَ الكندر. للِاخْتِلَاف الَّذِي مثل مَاء اللَّحْم. لى اللك يُقَوي جَوْهَر الكبد فَلذَلِك يعْطى مَعَ الزَّبِيب فِي الجدري.
ابْن ماسويه: مَاء ورق الفجل مَتى شرب بالسكنجبين فتح سدد الكبد وأبرى اليرقان الْعَارِض مِنْهُ وبزره يفعل ذَلِك.
من كتاب الكيموسين لج: الأغذية اللزجة إِن أَكثر مِنْهَا أورثت سدداً فِي الكبد فِي الْجَانِب المقعر فَإِن طَال بهَا الْمقَام وَلم تفتح وَلم تنق فَأَما ن ترم الكبد وَإِمَّا أَن تعفن تِلْكَ الأخلاط وَيفْسد مزاج الكبد.
مسَائِل الْفُصُول: إِذا كَانَ المراق سميناً كثر تولد الكبد للدم وبالضد لِأَن سمن المراق يعين على سخونة الكبد لِكَثْرَة الثرب الَّذِي يكون عَلَيْهِ وَاللَّحم وحقن الْحَرَارَة فِيهِ.(2/475)
ج: إِذا كَانَ فِي بعض الأحشاء ورم صفراوي أعنى الْحمرَة فاسقه المبردات وأغذه بهَا وضمد الْعُضْو بالمبردة وَهِي مبردة على الثَّلج وَلَا يزَال هَذَا دأبك حَتَّى يجد العليل بردا شَدِيدا غائصاً فِي ذَلِك الْعُضْو ويسكن الْعَطش والتلهب عَنهُ. لى رَأَيْت بَيَاض الشّفة وَذَهَاب صبغها لَازِما لفساد مزاج الكبد الحارة حَتَّى أَنه إِن رصدت ذَلِك يَوْمًا فيوماً فآي يَوْم كَانَت حَالَة العليل أصلح كَانَت الشّفة أتم صبغاً.
الثَّانِيَة من تَفْسِير السَّادِسَة: إِذا كَانَ بالعليل وجع الكبد وَخفت عَلَيْهِ الاسْتِسْقَاء فامنعه الْحمام.
لى تفقدت محمومين كثيرين مِمَّن فِي أكبادهم أورام وبهم فوَاق فوجدتهم كلهم يلْزمهُم مَعَ ذَلِك غثى شَدِيد لَا يفتر إِلَّا إِذا فتر الفواق قَلِيلا فَكَانَ ذَلِك دَلِيلا على صِحَة الْعلَّة الَّتِي ذهب إِلَيْهَا جالينوس فِي أَن ذَلِك الفواق إِنَّمَا يكون لمرار حَار ينصب من الكبد إِلَى الاثنتي عشرَة ويرتفع إِلَى الْمعدة فيطفو فِي فمها ومبطل لقَوْل من زعم أَن ذَلِك لانضغاط الرّيح يضغط الكبد للمعدة وَفسّر جالينوس هَذَا فِي الْفُصُول فأحد هَذَا من تفقدته قَرِيبا جدياً الَّذِي فِي درب سوَاده إِذا رَأَيْت الِاخْتِلَاف الَّذِي مثل مَاء اللَّحْم فضمد الكبد بالسنبل والمصطكي والسك والقسط والإفستين والأفاوية مَا يقبض ويسخن فاسقه مِنْهَا أَيْضا واجتنب الأغذية الغليظة. لى قد تكون تَحت الكبد ريح غَلِيظَة كَمَا تكون تَحت الطحال وعلامته أَن يقرقر إِذا غمزت الكبد)
وَيكون فِي جانبيه دَائِما تمدد ووجع لَا يتبعهُ سَواد وَلَا رداءة فِي السحنة (ألف ب) وَلَا فِي اللَّوْن وعلاجه اسقاء البزور الملطفة وتضمدها وَيشْرب نبيذاً عتيقاً ويقل من المَاء وَيصْلح لذَلِك ضماد بأقراطوس وَهَذَا هُوَ مصلح صفته: بزر كرفس ومرزنجوش يَابِس قردمانا سعد نانخة سنبل حب الْغَار قيروطي دهن ناردين أَو دهن مصطكي يلقى عَلَيْهَا من البزور مثلهَا ويضمد بِهِ.
الأولى من الصَّوْت قَالَ: إِنَّمَا تفعل السدة الْأَجْسَام الأرضية وَالْمَاء الكدر لَا الْأَشْيَاء الرقيقة اللطيفة والرقيقة اللطيفة لَا تسدد وَإِن كَانَت حارة إِذا كَانَ قدر علظها أَكثر من حَرَارَتهَا.
فيلغرغورس فِي السرطان قَالَ: اسْتعْمل فِي ورم الكبد الصلب النطول والضماد عَلَيْهِ وَلَا تدع إِن لم تكن حمى بالتقوية بالمقل والأشق والميعة والشحوم والنطل بطبيخ الإفستين والدهن وَلَا تدع أَن تجْعَل مَعهَا شَيْئا مقوياً وَإِن كَانَت حمى فبالضماد الْمُتَّخذ من التَّمْر والحناء والمصطكي والملينات الَّتِي لَا تسخن جدا ثمَّ اسْقِ مدرات الْبَوْل حِينَئِذٍ تنقاد سَرِيعا وَرُبمَا احتجت إِلَى أَن يسقى ملينات الْبَطن فَلْيَكُن ذَلِك بِقدر الْحَرَارَة فَمن دَوَاء الكركم الْكَبِير إِلَى مَاء الْبُقُول. قَالَ: وَهَذَا دَوَاء خَاص جيد للورم الصلب فِي الكبد وَفَسَاد المزاج: زعفران دِرْهَمَانِ سنبل أَرْبَعَة دَرَاهِم سليخة دِرْهَمَانِ قسط مثله فقاح إذخر دِرْهَم(2/476)
زنجبيل دِرْهَم عسل عشرُون الشربة 3 (فِي علاج الورم الصلب فِي الأحشاء) د: الأسارون نَافِع من وجع الكبد على الصّفة الَّتِي وصفت للجبن وَله فقاح الْإِذْخر نَافِع من الأورام الكائنة فِي الكبد وحماض الأترج ذكر ابْن ماسويه أَنه مطفئ للحرارة الَّتِي فِي الكبد وَكَذَلِكَ طبيخ حماض الأترج.
أطهورسفس: لبن النِّسَاء نَافِع للكبد إِذا شرب لِكَثْرَة إدرار الْبَوْل وعصير أناغاليس نَافِع من وجع الكبد إفستين يعجن بقيروطي بدهن ورد فائق وَافق أوجاع الكبد المزمنة مَتى ضمدت بِهِ وَشَرَابه نَافِع من وجع الكبد الأشق مَتى أذيب بخل وَحمل على الكبد حلل جساه خَاصَّة البلسان تَقْوِيَة الكبد.
قَالَ جالينوس: ثجير حب البان يلطف صلابة الكبد إِذا تضمد بِهِ. قَالَ جالينوس: عصارة حب البان يلطف صلابة الكبد وينقي الكبد جدا إِذا سقى مِنْهَا بخل وَمَتى اسْتعْملت حب البان أَو ثجيره ضماداً فَيحل وَحده فَإِن ذَلِك أَجود وَيجب أَن يخلط بدقيق بعض الْأَشْيَاء المجففة كدقيق الشّعير أَو الترمس أَو دَقِيق الشونيز أَو بزر الفنجنكشت قَالَ فِيهِ جالينوس وأريباسيوس إِنَّه نَافِع للسدد فِي الكبد عصارة الجنطيانا مَتى شرب دِرْهَمَانِ نفع من وجع الكبد وَقَالَ بديغورس: خَاصَّة الجنطيانا تَحْلِيل الورم من الكبد.
ابْن ماسويه:
الدارصيني مسخن للكبد وَقَالَ: الهندباء مفتح للسدد فِي الكبد جلاء لما فِيهَا مَعَ تَقْوِيَة لَهُ لقبضه وَكَذَلِكَ الطرخشقون وَقَالَ أَيْضا: الهليون يحل السدد فِي الكبد طبيخ الوج نَافِع من أوجاع (ألف ب) الكبد. د: الوج المربى يُقَوي الكبد والوج وَحده يقويها الزَّعْفَرَان يُقَوي الكبد نَافِع من السدد الْعَارِضَة فِي الكبد من الرُّطُوبَة والبرودة.
ابْن ماسويه وبديغورس: الزراوند الطَّوِيل خاصته إذابة مَاء الكبد الحماما نَافِع من ورم الكبد ج: طبيخ الحماما مَتى شرب مُوَافق للكبد العليلة والحماما خاصته تَقْوِيَة الكبد والوج نَافِع أَيْضا والكندر نَافِع فِي أورام الكبد الكمافيطوس يشفي علل الكبد. ج ود: هُوَ أَنْفَع الْأَدْوِيَة لمن تسرع السدد إِلَى كبده وَقَالَ ج: الكمون أَنْفَع الْأَدْوِيَة للضعف والسدد فِي الكبد الكشوثا مفتح للسدد فِي الكبد مقو لَهَا وَفِي الطحال.
ابْن ماسويه: بزر الكرفس تفتح سدد الكبد.
ابْن ماسويه: الكراث النبطي ينفع إِذا أطل من السدد الْعَارِضَة فِي الكبد من الدَّم الغليظ والرطوبة.(2/477)
ابْن ماسويه: اللوز المر إِذا دق وَأكل مِنْهُ جوزة مَعَ عسل وَلبن نفع من وجع الكبد. د: اللوز المر يفتح السدد الْعَارِضَة فِي الكبد تفتيحاً بليغاً.
جالينوس: نَافِع من السدد الْعَارِضَة فِي الكبد من الدَّم الغليظ.
ابْن ماسويه: الدَّوَاء الْمُسَمّى لف الْكَرم ينفع من ضعف الكبد وَيفتح السدد.)
بديغورس: أصُول لِسَان الْحمل وورقه يسْتَعْمل فِي مداومات السدد الْحَادِثَة فِي الكبد وَأكْثر من ذَلِك ثَمَرَته وَهُوَ أقوى فِي ذَلِك فعلا من أَصله وورقه.
جالينوس: أصل اللوف الْجَعْد يفتح سدد الكبد وَقَالَ: الطراثيث يدْخل فِي الأضمدة المقوية للكبد وَقَالَ: المصطكي لما كَانَت مركبة مِمَّا يقبض ويلين نَافِع للأورام فِي الكبد جدا الْمغرَة تسقى لوجع الكبد. د: شراب المازريون نَافِع لوجع الكبد وَقَالَ: مَاء الْمَطَر نَافِع إِذا شرب بدل المَاء جيد لوجع الكبد قَالَ: وَاتبعهُ عَلَيْهِ.
روفس: الناردين إِذا شرب بِمَاء نفع من وجع الكبد وشفى أورامها وَقَالَ: قشر الْكبر نَافِع لوجع الكبد مَتى ضمد بِهِ. د: نَافِع من الورم الصلب فِي الكبد مَتى ضمد بِهِ وَقَالَ: النانخة تسخن الكبد.
ابْن ماسويه: السليخة نَافِع للورم فِي الكبد شراب السفرجل نَافِع لوجع الكبد وَقَالَ: السفرجل المز مقو للكبد.
ابْن ماسويه: السلق مَتى أكل مَعَ خَرْدَل أَو مَعَ خل فتح السدد.
ابْن ماسويه: السلق مَتى أكل مَعَ فلفل وخردل أَو مَعَ خل فتح السدد.
ابْن ماسويه: السلق مَتى أكل مَعَ فلفل وخردل وكمون نفع من السدد فِي الكبد خَاصَّة وَقَالَ: إِذا سلق وطبخ نفع من الأورام الحارة فِي الكبد وَهُوَ مفتح لسدد الكبد من الْحَرَارَة الفستق لما كَانَت فِيهِ مرارية وعطرية فتح السدد ونقى الكبد ودهن الفستق نَافِع من وجع الكبد الْحَادِث من الرُّطُوبَة والغلظ. ج فِي كتاب الْغذَاء: الفستق يُقَوي الكبد وَيفتح منافذ الْغذَاء إِلَيْهَا.
ابْن ماسويه: الإيرسا يسكن وجع الكبد وَقَالَ: عصارة السوسن نافعة إِذا شربت بشراب من)
وجع الكبد مَاء ورق الفجل نَافِع من وجع الكبد وخاصة مَتى شرب بالسكنجبين. د أصل العرطنيثا قوي جدا فِي تَحْلِيل سدد الكبد وَقَالَ فوة الصَّبْغ تحلل سدد الكبد أصل الفاوينا إِذا شرب مِنْهُ بِقدر الجوزة بعد جودة سحقه بِمَاء الْعَسَل نقى الكبد وَفتح(2/478)
السدد قشور الصنوبر إِذا شرب كَمَا ذكر فِي بَاب اليبوسة من وجع الكبد قصب الذريرة يدْخل فِي أضمدة الكبد. 4 (ج:) عصارة القنطوريون الصَّغِير طبيخه من أفاضل الْأَدْوِيَة لسدد الكبد مَاء الرُّمَّان نَافِع من الالتهاب الْعَارِض فِي الكبد من شرب النَّبِيذ وخاصة المر والحامض.
ابْن ماسويه: الزراوند إِذا شرب نفع من وجع الكبد والزراوند خاصته النَّفْع من ضعف الكبد.
بديغورس: الزازيانج مفتح للسدد فِي الكبد.
ابْن ماسويه: الشاهترج يحل سدد الكبد وَقَالَ: قشر التوت إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَم وَنصف بِمَاء الْعَسَل وَافق من بكبده عِلّة: التِّين مَتى أكل بِبَعْض الْأَشْيَاء الملطفة كالحاشا والفلفل والزنجبيل نفع من فِي كبده سدد نفعا عَظِيما الترمس يفتح سدد الكبد إِذا شرب مَعَ مِقْدَار مايستلذ من الفلفل والسذاب. د: قشر أصل الْغَار إِن شرب مِنْهُ مِقْدَار تسع قراريط نفع من كبده عليلة وَقَالَ جالينوس: لما كَانَ قشر أصل الْغَار فِيهِ قبض مَا وَهُوَ أقل حِدة وحرارة من حبه وَمَعَهُ مرَارَة تَنْفَع إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أَربَاع دِرْهَم بشراب ريحاني من أوجاع الكبد قَالَ: اجْعَل الْخمر أَربع أَوَاقٍ وَنصفا الغاريقون إِن شرب مِنْهُ درخمى نفع من أوجاع الكبد وَيفتح سدد الكبد لِأَنَّهُ ملطف مقطع وَقَالَ: الغافت يفتح سدد الكبد ويقويها أَيْضا بديغورس: خاصته النَّفْع من السدد الكائنة فِي الكبد الخشخاش الَّذِي إِذا)
طبخ أَصله بِالْمَاءِ إِلَى أَن يذهب نصفه وَشرب أَبْرَأ وجع الكبد وينفع الَّذين بَوْلهمْ غليظ وَالَّذِي فِيهِ شَبيه نسج العنكبوت. د: الْمُتَوَلد من رعى الإفسنتين جيد لسدد الكبد وَالزَّبِيب مقو للكبد. ابْن ماسويه: رب الحصرم مقو للكبد وَالْعود الْهِنْدِيّ نَافِع لمن بِهِ عِلّة فِي كبده.
بولس: ثَمَرَة الكاكنج تدر الْبَوْل وَتدْخل فِي أدوية الكبد.
ابْن ماسوية الْأَدْوِيَة المنقية لعمق الكبد هَذِه وَهُوَ جَانِبه المقعر: البسبايج إِذا شرب مِنْهُ مثقالان بعد سحقه بأوقيتين من شراب السكنجبين السكرِي وَكَذَلِكَ يعْمل مَاء اللبلاب إِن شرب مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ وَإِن أكل سليقاً أَيْضا بدهن اللوز الحلو المازريون مَتى شرب مِنْهُ دانقان بجلاب وماؤه إِن شرب مِنْهُ بعد تقشيره وسحقه مِثْقَال بسكنجبين أَو جلاب وزن أوقيتين الإفسنتين إِذا شرب مِنْهُ خَمْسَة دَرَاهِم بجلاب أَو سكنجبين وزن أوقيتين وماؤه إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ فعل ذَلِك وَكَذَلِكَ يفعل مَاء الكرنب الرطب الْمَطْبُوخ إِذا تحسن مَعَ شَيْء يسير من بورق وَعسل وأصل الشَّجَرَة الَّتِي تسمى بخور مَرْيَم يفعل ذَلِك إِذا شرب وَحده أَو مَعَ عسل وَمَاء الْجُبْن يفعل ذَلِك.
وَالَّتِي تنقي الحدبة: فطبيخ الحماما وفقاح الْإِذْخر والغاريقون إِذا شرب من كل (ألف ب) وَاحِد(2/479)
مِمَّا وَصفنَا مِثْقَال بسكنجبين فتح سدة حدبة الكبد وَيفْعل ذَلِك الجنطيانا الرُّومِي إِذا شرب مِنْهُ مِثْقَال بعد حلّه بِمَاء الرازيانج والكرفس قشور الْغَار مَتى شرب بسكنجبين بعد الراوند الصيني مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال بسكنجبين فتح سد حدبة الكبد وَيفْعل ذَلِك بزر الفنجنكشت والدوقو والكرفس والقردمانا والقنطوريون الدَّقِيق وعود الفاوينا وحبه والأنيسون وخاصة إِن قلى ورق الْغَار وحبه إِذا كَانَ مقلواً أَيْضا والمر والقسط وقشور أصل الصنوبر ودهن البلسان ودهن الْجَوْز والقنة والفوة والأسارون وَهَذِه كلهَا تفتح السدد من حدبة الكبد إِذا أَخذ مِنْهَا مِثْقَال بسكنجبين. قَالَ: وَإِذا عرض فِي الكبد وجع من حرارة وخاصة فِي حدبتها فَإِنَّهُ ينفع أَن يعصر مَاء البرسيان دَارا ثَلَاث أَوَاقٍ وَيشْرب وَمَاء الشّعير أَربع أَوَاقٍ وقشور الآس إِذا شرب مِنْهَا دِرْهَمَانِ بعد دقها ونخلها بالسكنجين ثَلَاث أَوَاقٍ.
الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من وجع الكبد الْعَارِض من الْبرد ينفع مِنْهُ أَن يسقى من الحماما مثقالان مَعَ)
مَاء الفجل المعصور ثَلَاث أَوَاقٍ بِمَاء الكرفس واسق أَيْضا من أصل الاذخر مثقالين بِمَا الكرفس ثَلَاث أَوَاقٍ غاريقون راوند صيني من كل وَاحِد مِثْقَال.
ضماد نَافِع من تلهب الكبد وحرها: صندل أَحْمَر ثلث رَطْل ورد مطحون خمس أَوَاقٍ كافور مثقالان زعفران أُوقِيَّة قرنفل ثَلَاث أَوَاقٍ نيلوفر أوقيتان موم دهن ورد مَاء حى الْعَالم يسقى بِمَاء وَيشْرب ثمَّ يجمع الْجَمِيع ويضمد بِاللَّبنِ أجمع ويسقى بزرقطونا بِمَاء رمان مز ثمَّ ينَام عَلَيْهِ.
قرص للكبد الحارة واليرقان لَك مغسول راوند صيني ثَلَاثَة ثَلَاثَة عصارة غافت خَمْسَة إفسنتين رومى سِتَّة بزر هندباء عشر بزر سرمق خَمْسَة بزر رازيانج مثله بزر كرفس أَرْبَعَة كشوف ثَمَانِيَة يدق وينخل الشربة دِرْهَمَانِ بسكنجين سكري.
أبقراط: كَثْرَة الإسهال والقيء وَجَمِيع الاستفراغات تسخن الكبد جدا فَاسْتعْمل فِي الَّذِي كبده سخنة جدا النفض بالحقن.
إِسْحَق: إِذا حدث فِي الكبد ورم حَار تبعه لَا محَالة حمى فَانْظُر فَإِن كَانَ السن وَالزَّمَان مُمكنا فافصد الباسليق الإبطى من الْأَيْمن وألزمه سكنجبيناً وَمَاء شعير وحرك الطبيعة باللبلاب وَنَحْوه وَيسْتَعْمل أَيْضا الحقن اللينة فَإِن كَانَ فِي الكبد وجع من غير حمى فَإِن ذَلِك من أجل سدد لَازِمَة فَاسْتعْمل مَاء الْأَصْلَيْنِ وَاجعَل فِيهِ شَيْئا من أسارون وسنبل رومى وفقاح الْإِذْخر وبطراساليون وحرك الْبَطن بطبيخ الفيثمون والبسبايج والزوفا وَمِمَّا يفتح السدد وَيُقَوِّي الكبد: حشيش الغافت وعصارته وضمد الكبد الحارة بالباردة كالصندلين والنيلوفر وبنفسج وشعير وَإِن كَانَت سدداً فبالأشياء المحللة كالإيرسا والسنبل الطّيب(2/480)
والفراسيون واللوز المر والبابونج وإكليل الْملك بعد أَن يخلط مَعهَا (ألف ب) مَتى فِيهِ قبض كالورد وَنَحْوه وَإِن كَانَ فِي الكبد سوء مزاج فأنفع مَا تستعمله أَن يسلق الهندباء الطري بِالْمَاءِ واسقه ذَلِك الطبيخ مصفى مَعَ سنكجبين وكبد الذِّئْب ينفع من وجع الكبد إِذا سحقت وأنعم سحقها وَأخذ مِنْهَا ملعقة بشراب حُلْو نفع من جَمِيع أوجاع الكبد بِخَاصَّة فِيهِ وَيجب أَن يسقى من بِهِ حمى من هَذَا الدَّوَاء بِمَاء الهندباء.
اسحق قرص نَافِع من وجع الكبد: أنيسون بزر كرفس أسارون لوز مر مقشر إفسنتين بِالسَّوِيَّةِ ينعم نخله ويعجن بِالْمَاءِ ويقرص كل قرص من مِثْقَال وَيشْرب بسكنجبين.
مَجْهُول مرهم عَجِيب لتقوية الكبد وتبريدها: صندل أَحْمَر نصف رَطْل كافور ثَلَاثَة دَرَاهِم)
زعفران مثله صندل أَبيض ورد بأقماعه أُوقِيَّة أُوقِيَّة دَقِيق شعير أُوقِيَّة وَنصف ورد البابونج أُوقِيَّة قيروطي بدهن ورد مَا يَكْفِي مصطكي دِرْهَمَانِ وَنصف إكليل الْملك ثَلَاثَة دَرَاهِم يجمع ويضمد ويحذر جَمِيع الْأَشْيَاء الحلوة لِأَنَّهَا تهيج أحشاء جَمِيع الْحَيَوَان والأشياء العفصة لِأَنَّهَا تضر ويحذر الرُّمَّان لِأَنَّهُ حُلْو وحامض يضر بالكبد وَالشرَاب لِأَنَّهُ يُولد ورماً حاراً بالكبد وليسقوا مَاء الشعيرلأنه مَعَ تبريده يجلو وَيفتح سدد الكبد والرازيانج والسكنجبين والأسارون وَنَحْوه لتفتيح السدد فِي الكبد.
ضماد للكبد الصلبة الْبَارِدَة سفرجل ودقيق الشّعير وحلبة ودهن ورد وموم ودهن الْحِنَّاء وإفسنتين وزعفران وسنبل وأسارون وإيرسا وقرنفل وأشق وشحم عجل ومخ عجل ومصطكي وعلك الأنباط وصبر كل ضماد للورم الْحَار دَقِيق شعير ورد نيلوفر هندباء كاكنج سفرجل تفاح كافور بنفسج صندلان فلفل زعفران موم دهن ورد وَحب الْفَقْد جيد للكبد الْبَارِدَة الصَّبْر والكرفس والأسارون والجعدة والإيرسا والإفسنتين والسنبل والكندر والقسط المر مُفْردَة ومجموعة وليحذر الكمون والأرز خَاصَّة إِذا كَانَ الوجع حاراً وأطعمهم مَا جف ويبس كالفواخت والحجل والطيهوج والأججنة والأمعاء وَلَا يؤكلون الكبد وَلَا الطحال وَلَا الْجَوْز وَلَا الفستق الْكثير والفستق الْقَلِيل لَا يضر.
معجون نَافِع من وجع الكبد كمافيطوس كماذريوس عصارة غافت جنطيان رومى كزبرة الْبِئْر خَمْسَة خَمْسَة راوند فقاح الْإِذْخر وأصوله وقشور الْكبر وبزر رازيانج وبزر كرفس وأنيسون وصعتر بري وإفسنتين وشاهترج أصل الكرفس وأصل الرازيانج سنبل الطّيب أَرْبَعَة أَرْبَعَة زعفران ثَلَاثَة لَك مغسول بالأفاوية ورد من كل وَاحِد سَبْعَة مصطكي سِتَّة وَج ثَلَاثَة خولنجان وَحب بِلِسَان وَعوده أَرْبَعَة عيدَان السليخة وقشورها خَمْسَة ينخل الْجَمِيع ويلت بدهن اللوز المر وبدهن الخروع بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة مِثْقَال بِمَاء(2/481)
الكرفس (ألف ب) والرازيانج وعنب الثَّعْلَب مغلي مروقا أُوقِيَّة من كل وَاحِد على الرِّيق وَالطَّعَام أَقْرَاص الكبد الحارة ورد النيلوفر ورد الْخلاف عشرَة ورد أخمر بِغَيْر أقماع اثْنَا عشر كافور دِرْهَمَانِ وَنصف صندل أَحْمَر لَك مغسول بالأفاوية كَمَا يغسل الصَّبْر سَبْعَة سَبْعَة فوفل ثَمَانِيَة زعفران ثَلَاثَة راوند خَمْسَة طين قبرسي ومصطكي ثَلَاثَة ثَلَاثَة كزبرة الْبِئْر ثَلَاثَة يعجن بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء مغلي مروّقا وَالطَّعَام سرمق وتوابله وكزبرة وَشَيْء من مَاء الكاكنج وَشَرَابه سكنجبين وجلاب سكري ويضمد بضماد الصندلين بِاللَّيْلِ. 4 (أَقْرَاص للكبد الحارة الَّتِي يسيل مِنْهَا دم) كهربا بسد راوند أَرْبَعَة أَرْبَعَة فوة الصَّبْغ سنبل الطّيب كافور ثَلَاثَة دَرَاهِم من كل وَاحِد مر دِرْهَم زعفران دِرْهَمَانِ وَنصف صمغ الْقرظ ثَلَاثَة طين مختوم ورد منزوع الأقماع مقلواً قَلِيلا عشرَة عشرَة جلنار سِتَّة دم الْأَخَوَيْنِ جَفتْ البلوط خَمْسَة خَمْسَة ورق كرسنة شب يمَان مقلو دِرْهَمَانِ وَنصف طباشير سَبْعَة سماق منقى سِتَّة ثَمَر الطرفاء خَمْسَة يتَّخذ قرص فِيهِ دِرْهَم وَنصف ويجفف فِي الظل وَيشْرب بِمَاء سماق وَمَاء رمان مز وَيُوضَع على الكبد ضماد هَذِه صفته: ورق الكمثرى والسفرجل والتفاح المز وَثَمَرهَا أجمع وورق الرُّمَّان الحامضوسماق وجفت البلوط وجلنار وَورد بأقماعه خَمْسَة خَمْسَة دَقِيق شعير خَمْسَة عشر يدق الأوراق وَالثِّمَار وَيُؤْخَذ ثجيرها مَعَ الْأَدْوِيَة فتسحق بالمياه وَتجْعَل ضماد اللَّيْل كُله.
ضماد للكبد الْحَار فِي كتاب الْأَدْوِيَة المسهلة آس يَابِس أَمِير باريس إكليل الْملك مصطكي سنبل أصل الإيرسا ورد بِالسَّوِيَّةِ يغلى بدهن المصطكي حَتَّى يتهرا ويضمد بِهِ وَهُوَ فاتر غدْوَة وَعَشِيَّة. 4 (الْكِنْدِيّ فِي كِتَابه فِي الْأَدْوِيَة المسهلة) إِن مَاء الْجُبْن يبرىء الكبد من فضولها الْمُحْتَرِقَة.
قسطا: إِذا كَانَت الْحمى مَعَ ورم حَار فِي الكبد فاسقه مَاء الْبُقُول والسكنجبين فَإِنَّهُ يبرد وَيفتح السدد.
للورم فِي الكبد من كَاتب فيلغرغورس فِي الترياق: بزر كتَّان ودقيق الشّعير وتمر يَجْعَل ضماداً فَإِنَّهُ عَجِيب وَيُقَوِّي وَكَذَلِكَ إِن كَانَ الورم فِي الْمعدة. 4 (من كِتَابه فِي السرطان) فِي الكبد والورم: افصده إِن أمكن ذَلِك ثمَّ اسْقِهِ من هَذَا الدَّوَاء واعمله إسقليارس نَافِع للسرطان فِي الكبد الجاسية ويغزر الْبَوْل ويذبل الطحال وَيذْهب بالجبن وَيحسن اللَّوْن: زعفران سنبل سليخة محرقة جزؤ قسط نصف جُزْء فقاح الْإِذْخر مثله زنجبيل مثله عسل منزوع الرغوة مَا يعجن بِهِ الشربة مثل ترمسة ولين الورم أَولا بالأضمدة حَتَّى إِذا لَان سقيت أدوية مَدَرَة للبول فَإِنَّهُ ينقاد الورم حِينَئِذٍ ويستفرغ.(2/482)
اللَّجْلَاج قَالَ: إِذا كَانَ فِي الكبد ورم حَار بطلت الشَّهْوَة لِأَن الكبد يجتذب رطوبات تَسْتَغْنِي بهَا (ألف ب) عَن جذب غَيرهَا.
قرص نَافِع جيد للكبد واليرقان وبدء الاسْتِسْقَاء: لَك مغسول راوند ثَلَاثَة ثَلَاثَة عصارة غافت بزر رازيانج وبزر السرمق خَمْسَة خَمْسَة إفسنتين رومى سَبْعَة دَرَاهِم بزر الهندباء عشرَة بزر الكشوث ثَمَانِيَة بزر الكرفس أَرْبَعَة تتَّخذ أقراصاً وسفوفاً.
من جَوَامِع ابْن ماسويه: يسقى هَذَا القرص بسكنجبين مره وبماء عِنَب الثَّعْلَب ثَانِيَة.
من الْكَمَال والتمام: فَإِن لم يكن وجع الكبد مَعَه حمى ظَاهِرَة بل حرارة فِي الكبد فاسقه مَاء الْجُبْن من لبن الماعز بالسكنجبين مَعَ اهليلج أصفر ثَلَاثَة ثَلَاثَة وَلَك مغسول دِرْهَم وبزر الكرفس نصف دِرْهَم خَمْسَة أَيَّام أَو أسبوعاً ثمَّ اسْقِهِ بعد ذَلِك لبن اللقَاح يبتدىء أَولا برطل ثمَّ يتدرج حَتَّى يَنْتَهِي إِلَى رطلين وامنع النَّاقة القسب والقت والنوى فَإِن لَبنهَا حِينَئِذٍ يضر ضَرَرا عَظِيما وتعلف الهندباء والكزبرة الرّطبَة والرازيانج والشيح والحشيش ويسقى من هَذِه الْأَدْوِيَة مَعَ اللَّبن ثَلَاثَة دَرَاهِم: عصارة غافت وفقاح الْإِذْخر وَلَك مغسول وفوة واوند أَرْبَعَة أَرْبَعَة عصارة السوس عشرَة ورد ثَمَانِيَة طباشير مثله زعفران ثَلَاثَة عصارة إفسنتين سَبْعَة مصطكي خَمْسَة يجمع بِمَاء الهليلج الَّذِي قد طبخ بحلاب وَإِن أردْت أَن يكون اسهاله أَكثر فاطرح فِي الشربة ثلثى دِرْهَم من تَرَبد وَاجعَل طَعَامه فروجاً زيرباجا وضمد الكبد بالأضمدة المبردة الَّتِي تعلم فَإِن كَانَ بالعليل حمى أَو حرارة ظَاهِرَة فَاسق مَاء عِنَب الثَّعْلَب والكاكنج والهندباء من كل وَاحِد)
أوقيتان وَمَاء الكزبرة الرّطبَة والرازيانج من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة مغلى مروقا يمرص فِيهَا خيارشنبر خَمْسَة دَرَاهِم زعفران نصف دِرْهَم بأقراص نافعة بَارِدَة لوجع الكبد الَّتِي أصفها واسقه وَاجعَل طَعَامه السرمق والخس والرجلة والهندباء والقرع والماش والفراريج إِذا لم تكن حمى ظَاهِرَة وَيَأْكُل عِنَب الثَّعْلَب والكاكنج مطبوخاً بالخل والكزبرة وَقَلِيل مرى ودهن لوز حُلْو وزعفران وافصده الباسليق من الْأَيْمن وَالَّذِي بَين السبابَة وَالْوُسْطَى من ظهر الْكَفّ وَإِذا كَانَ مَعَ برودة فَاسق العليل دهن اللوز الحلو درهين وَمن دهن الفستق درهما وَنصفا بِهَذَا الطبيخ صفته: بزر رازيانج وبزر كرفس وأنيسون ومصطكي دِرْهَمَانِ قشور أصل الكرفس وقشور أصل الرازيانج عشرَة عشرَة حشيش الغافت وإفسنتين رومى خَمْسَة خَمْسَة لَك وراوند ثَلَاثَة ثَلَاثَة يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رطلان ويصفى ويسقى كل يَوْم أَربع أَوَاقٍ مَعَ الدّهن الَّذِي وصفت وَنصف دِرْهَم دهن لوز حُلْو وَيَأْخُذ بالْعَشي دَوَاء الكركم أَو دَوَاء اللك أَو تافاسيا أَو دَوَاء الْقسْط وزن دِرْهَم بِمَاء الكرفس وضمد الكبد بالأضمدة وَيَأْكُل فستقاً فَإِنَّهُ نَافِع جدا.
لوجع الكبد مَعَ برد: يشرب شراب الإفسنتين والسكنجبين العسلى ويحذر الْحَلَاوَة (ألف ب) جدا ويسقى لبن اللقَاح وسكر الْعشْر زنة خَمْسَة دَرَاهِم إِلَى عشرَة دَرَاهِم وَيكون أعرابية فَإِنَّهُ لَا يصلح غَيره وَهُوَ يسهل إسهالاً صَالحا وَيفتح السدد.(2/483)
ضماد لوجع الكبد مَعَ حرارة: صندلان أوقيتان فلفل وبنفسج يَابِس أُوقِيَّة أُوقِيَّة ورد ثَلَاث أَوَاقٍ زعفران مغسول أُوقِيَّة إفسنتين نصف أُوقِيَّة كافور دِرْهَمَانِ يدق وينخل وَيجمع إِلَى القيروطي بدهن الْخلاف أَو الْورْد فِي هاون ويطلى على ورق القرع يلْزم الْبَطن الملتهب والمتورم مَعَ حرارة أَيْضا بعنب الثَّعْلَب والبنفسج والرجلة وقشور القرع وَيلْزم الْبَطن الملتهب والمتورم مَعَ حر والخس ودقيق الشّعير والبرسيان دَارا والبزر قطونا يعجن بِمَاء الثَّلج وتعاد عَلَيْهِ دَائِما ويبرد. ج أَقُول: إِن الكبد قد ابتدأت تتورم ورماً حاراً أَقُول: إِنَّه يَنْبَغِي أَن تتفقد أَولا حَال جَمِيع الْجِسْم حَتَّى تعلم هَل يحْتَاج إِلَى استفراغ فَإِن احْتَاجَ فَانْظُر هَل يحْتَمل ذَلِك فَإِن احْتمل ذَلِك فَانْظُر هَل يحْتَمل ذَلِك دفْعَة فَإِن اجْتمعت لَهُ هَذِه فاجتذب الدَّم المنصب إِلَى الكبد فاستخرجه مَعًا بِإِخْرَاج الدَّم من الباسليق من الْيَد الْيُمْنَى فَإِن هَذَا الْعرق مُتَّصِل بالعرق)
الأجوف مساوِ لَهُ على محاذات ومشاركته إِيَّاه فِي طَرِيق مُسْتَقِيمَة لَا عوج فِيهَا فَإِن لم يتَبَيَّن هَذَا فافصد الأكحل فَإِن لم يتَبَيَّن فافصد القيفال وَقدر الاستفراغ بِقدر الامتلاء بِحَسب الْأَشْيَاء الْأُخَر أَعنِي الْقُوَّة وَالسّن والزمن وَالْعَادَة وإحذر فِي ابْتِدَاء تورم الكبد أَن تسهل فَإِنَّهُ يزِيد فِي تورمها زِيَادَة كَثِيرَة لِأَنَّهَا تجتذب إِلَيْهَا وَالْوَجْه أَن تجذب عَنْهَا لَا إِلَيْهَا الْخَلْط عَنْهَا لَا أَن تميل الأخلاط نَحْو الورم.
قَالَ: لَيْسَ يجب أَن تسْتَعْمل الضماد على الكبد وَهُوَ بَارِد لَكِن فاتراً وَإِذا كَانَ الورم فِي الكبد والمعدة تحرينا أَن يكون الْغذَاء سريع الهضم وَيكون التَّدْبِير مستقصى وتعنى بالهضم غَايَة الْعِنَايَة لِأَن فعلهَا يعم الْجِسْم وَلَا يجب أَن تكون أَطْعِمَة لزجة وَذَلِكَ أَنه لابد لَهُ من أَن يستفرغ من الكبد كلما يجْتَمع فِيهَا من الْخَلْط المراري أَو الصديد الراشح من الورم الْحَار وَهَذَا يكون بالأشياء الَّتِي تغسل وتجلو وتفتح المجاري الَّتِي من الكبد إِلَى المعي الصَّائِم وَكَذَلِكَ الْأَطْعِمَة اللزجة تسد هَذِه المجاري وَيمْنَع من تنفسها وَيمْنَع أَيْضا من وُصُول الْغذَاء إِلَى جَمِيع الْجِسْم وَلذَلِك يحْتَاج إِلَى أَشْيَاء تجلو وتحتاج مَعَ ذَلِك أَن تكون غير لذاعة لِأَن لَا يغور الدَّم وَمَاء الْعَسَل هُوَ على هَذِه الصّفة وَلَكِن الْأَشْيَاء الحلوة تهيج الكبد وَالطحَال وتورمه فَلم يبْق شَيْء إِلَّا كشك الشّعير فَإِنَّهُ يجلو من غير لذع وَمن الْأَدْوِيَة كالسكنجبين الممزوج بِالْمَاءِ لِأَن الْفَوَاكِه القابضة كالمان والتفاح والسفرجل قد تضم هَذَا المجرى الْقَاذِف بالمرار وتضيفه فتضر بِهَذَا السَّبَب بالورم الْحَادِث فِي الكبد وخاصة إِذا كَانَ فِي الْجَانِب (ألف ب) المقعر.
والأشياء اللذاعة أَشد ضَرَرا من القابضه وخاصة من المقعر وَذَلِكَ أَن الأغذية إِنَّمَا تصل إِلَى الْجَانِب المحدب وَقد تَغَيَّرت واستحالت فَصَارَ الْقَابِض لَا يكَاد يقبض واللذاع لَا يكَاد يلذع وَأما إِلَى المقعر فَإِن أَكثر كيفيتها بَاقِيَة فِيهَا وَأَيْضًا فَإِنَّهَا تكون إِذا صَارَت إِلَى الْجَانِب(2/484)
المحدب قد خالطت الدَّم وانكسرت بذلك كيفياتها مَعَ الاستحالة وَمَتى ورم الْجَانِب المقعر من الكبد فلابدضرورة من أَن تتورم مَعَه الْعُرُوق الَّتِي فِي الجداول المتشعبة مِنْهُ إِلَى الأمعاء لِأَن هَذِه كلهَا مِنْهُ وَقد كَانَ رجل يداوي رجلا بِهِ ورم فِي كبده بِأَن يعرقه بالزيت ويضمد بضماد دَقِيق الْحِنْطَة وَالْمَاء وَالزَّيْت كَمَا يفعل ذَلِك بِالْيَدِ وَالرجل إِذا مَا ورمتا جهلا بِأَن هَذِه الْأَعْضَاء تحْتَاج إِلَى أَن تحفظ قوتها بأَشْيَاء تقبض وَكَانَ يطعمهُ الخندروس جهلا مِنْهُ بِأَن هَذِه الْأَعْضَاء تحْتَاج أَن تطعم أَطْعِمَة جلاءة فأشرت عَلَيْهِ أَن يدع طَرِيقَته هَذِه فَلم يفعل وَأكْثر مِنْهُ طمعنا فِي أَن يكون)
الورم يتَحَلَّل أسْرع ولعمري أَن الورم يتَحَلَّل أسْرع لكنه تسْقط قُوَّة الكبد الْبَتَّةَ وَيحدث الْمَوْت فَعلمت أَن الرجل العليل يَمُوت بِأَن يحدث بَغْتَة عرق يسير لزج وَيَمُوت فَمَاتَ العليل هَذِه الْميتَة فِي أَربع أَيَّام وَقد يجب إِذا كَانَ الورم فِي الْجَانِب المقعر أَن يستفرغ بِمَا يدر الْبَوْل وَيجْعَل ذَلِك فِي أول الْأَمر بِمَا هُوَ مِنْهَا أخف كبزر الكرفس وَنَحْوه حَتَّى إِذا مرت الْأَيَّام ونضجت خلطت مَا هُوَ أقوى مِنْهَا كالأسارون والناردين والمر وَإِذا كَانَ فِي الْجَانِب المقعر خلطنا فِي الطَّعَام بزر القرطم والأنجرة والفيثمون والبسبايج وَمَا يلين الْبَطن تَلْيِينًا معتدلاً وَكَذَلِكَ يسْتَعْمل فِي الحقن نَحوه حَتَّى إِذا انحط الورم فَاسْتعْمل هَذِه وَأَنت أوثق بهَا وَقد كنت أجعَل فِي مَاء كشك الشّعير خَرِيفًا وبسبايجا والحقنة فِي أول الْأَمر يَكْفِي أَن يلقى فِيهَا بورق ونطرون وَأما عِنْد الانحطاط وخاصة إِن بقيت مِنْهُ بَقِيَّة صلبة واخلط فِي الحقنة أدوية أقوى من هَذِه كطبيخ الزوفا والفوذنج والحنظل والقنطوريون الدَّقِيق فَإِن الكبد وَالطحَال مستعدان للتحجر مَتى توانى الْإِنْسَان عَنْهُمَا وَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة والأطعمة اللزجة فِي عللها كَمَا يفعل ذَلِك الطَّبِيب.
قَالَ جالينوس: التحجر سريع جدا إِلَى الكبد وخاصة لمن كَانَ بِهِ ورم حَار فِي كبده ثمَّ أكل أَطْعِمَة لزجة وَلذَلِك يجب أَن تتحفظ وَقَالَ: فِي ابْتِدَاء الورم فِي الكبد إِذا وضع عَلَيْهِ مَا يقبض السيلان فِي ذَلِك الْوَقْت كثير وَلِأَن المنصب لم يرسخ فِي الْعُضْو فَلَا تكون القابضة مَأْمُونَة فِي وَقت الإسهال لِأَن السيلان قد انْقَطع وَمَا سَالَ قد رسخ فَلَيْسَ يحْتَاج إِلَى القابضة وَلَكِن لأَنا نحتاج أَن نستعين قُوَّة الْعُضْو فَلَيْسَ يجب أَن يمحض المحللة لِأَن فعله (ألف ب) فعل عَام نَافِع لجَمِيع الْجِسْم فَلذَلِك تكون الْأَدْوِيَة مركبة من المحللة والقابضة.
قَالَ ج: فِي التَّدْبِير المسمن إِنَّه يَنْبَغِي لنا أَن نسئل من ندبره هَل يجد مس ثقل فِي الْجَانِب الْأَيْمن فَإِن أحس بذلك أطعمته على الْمَكَان كبرا بخل وَعسل فِي أول طَعَامه وَلَا يزَال يفعل ذَلِك بِهِ حَتَّى يذهب الثّقل.
لى هَكَذَا يَنْبَغِي أَن تعنى بِمن تُرِيدُ أَن تحفظ كبده بِحَالَة الطبيعة وَقَالَ فِي حفظ الأصحاء كلَاما يَنْبَغِي أَن تَقْرَأهُ وَقد كتبناه فِي بَاب المزاج(2/485)
فِي تَدْبِير الْأَبدَان وَبِالْجُمْلَةِ يَنْبَغِي لَك أَن تسئل من تُرِيدُ اسْتِبْقَاء صِحَة كبده: هَل يجد مس الثّقل والتمدد فِي مَوضِع الكبد فَإِن أحس بذلك لطفت تَدْبيره وَقطعت عَنهُ الْأَطْعِمَة الَّتِي تولد خلطاً غليظاً وخاصة مَا كَانَ مَعَ ذَلِك أردى وسقيته بعض مَا يفتح السدد على الرِّيق بسكنجبين وَلم تطمعه بعد الدَّوَاء بساعات.) ج فِي الْعِلَل والأعراض: إِذا كَانَ مزاج الكبد حاراً ولد الصَّفْرَاء وَإِن كَانَ مفرط الْبرد ولد البلغم وَإِن كَانَ دون ذَلِك فِي الْبرد جعل الدَّم مائياً.
3 - (الْأَعْضَاء الآلمة)
الِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم يدل على أَن الْجَانِب المقعر من الكبد عليل وَإِذا خرج بالبول دلّ على أَن الْجَانِب المقبب عليل إِذا كَانَ الورم فِي مَوضِع الكبد شكله شكل الْهلَال فَهُوَ فِي نفس الكبد وَإِن كَانَ مطاولاً فِي شكله فَهُوَ فِي العضل الَّذِي فَوْقه واللون الْحَائِل يدل على عِلّة الكبد إِذا أحسن الْإِنْسَان فِي كبد بثقل فَإِنَّهُ إِن كَانَ مَعَ ذَلِك حمى فَهُوَ دَلِيل على ورم حَار وَإِن كَانَ خلوا من الْحمى فَهُوَ يدل إِمَّا على سدة وَإِمَّا على ورم صلب بَارِد يحدث أَولا أَولا الوجع فِي ضلوع الْخلف إِمَّا أَن يكون فِي الكبد وَإِمَّا فِي الغشاء المستبطن للأضلاع والعلامات الْخَاصَّة لوجع الكبد: هُوَ أَن يكون هَذَا الوجع ثقيلاً فِي جَمِيع أوقاته والنبض لينًا ويتغير لون اللِّسَان بعد قَلِيل ولون جَمِيع الْجِسْم وَمن علامته أَيْضا: الخاصية لكنه يَزُول فِي بعض الْأَوْقَات وَيكون ورماً حاراً فِي الْجَانِب الْأَيْمن وبراز شَبيه بغسلة اللَّحْم وعلامته اللَّازِمَة الَّتِي تشْتَرط فِيهَا ذَات الْجنب: السعال وضيق النَّفس وضغط الْحجاب والوجع وَأما أَن يكون فِي الغشاء المستبطن للأضلاع فعلاماته الَّتِي لَا تَزُول: أَن وَجَعه ناخس فِي جَمِيع الْأَوْقَات ونبضه صلب ويتزيد السعال بعد والنفث.
رُبمَا شاركها فِي ذَلِك الْبدن بِأَن يفْسد لَونه إِمَّا إِلَى الصُّفْرَة وَإِمَّا إِلَى السوَاد وَإِمَّا بعض الْأَعْضَاء كسواد اللِّسَان وَثقل الْحجاب حَتَّى يحدث ضيق النَّفس الوجع الْحَادِث فِي ضلوع الْخلف على أَن هَذَا يعم عِلّة الكبد وَذَات الْجنب إِلَّا أَنه إِن كَانَ مَعَ سعال وَنَفث فَإِن الْعلَّة فِي الغشاء المستبطن للأضلاع فَإِن لم يكن مَعَه سعال وَلَا نفث فَيمكن أَن تكون الْعلَّة فِي الغشاء المستبطن للأضلاع إِلَّا أَنه لم يبلغ بعد أَن (ألف ب) ينفث ويسعل لِأَنَّهُ وارم وَرُبمَا كَانَ كثيفاً لم ينضج بعد.
الْفرق بَين ذَات الْجنب وَعلة الكبد العلامات الَّتِي تفرق بَين ذَات الْجنب وَعلة الكبد مِنْهَا مَا لَيست لَازِمَة أبدا كالبراز الشبيه بغسالة اللَّحْم لِأَن هَذِه تكون دَائِما فِي عِلّة الكبد أعنى فِي جَمِيع علله بل إِنَّمَا يظْهر إِذا ضعفت القوى الَّتِي بهَا تكون توليد الدَّم والورم الْوَاقِع تَحت الْيَد فِي الْجَانِب الْأَيْمن إِلَّا أَن هَذَا لَيْسَ يدل دَائِما على عِلّة الكبد لَا جَانِبه المقبب وَلَا جَانِبه المقعر وَأما العلامات اللَّازِمَة فَإِن نبض ذَات الكبد أقل صلابة وَذَات الْجنب منشارى صلب فِي أَكثر الْأَمر وَإِذا طَال الْأَمر فِي عِلّة الكبد اسود اللِّسَان وَيكون جَمِيع الْجِسْم إِمَّا أسود وَإِمَّا أصفر وَذَات الْجنب تزيد السعال والنفث وعسر النَّفس قد يكون من ورم الْحجاب وَيكون من ورم الكبد لضغطه لَهُ.(2/486)
العلامات الدَّالَّة على الورم الْحَار فِي الكبد: ذهَاب الشَّهْوَة والحمى والعطش وعسر الورم وَذَهَاب الشَّهْوَة وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم والموجب لذَلِك ولون الْجلد وَالسّن وَإِذا كَانَ الورم فِي حدبتها عرض مَعَه ضيق النَّفس وانجذاب الترقوة وَإِن كَانَ عَظِيما واسود اللِّسَان وهاج السعال وانجذب المراق إِلَى أَسْفَل وَإِذا حدث فِي الْجَانِب المقعر عرضه قيء المرار وإحتباس الطبيعة.
يفرق بَين الورم الْحَادِث فِي الكبد والحادث فِي عضل الْبَطن أَن شكل الكبد هلالي وشكل ورم العضل مورب وورم العضل أحد طَرفَيْهِ رَقِيق الكبد يبرد من صلابة الطحال وَمن طول النزف دون احتباس الطمث وَمن شرب المَاء الْبَارِد دفْعَة فِي وَقت اللهيب وَفِي غير وقته وَمن سدد تحدث فِيهَا إِذا كَانَ مَعَ الِاخْتِلَاف الشبيه بغسالة اللَّحْم فِي أول الْأَمر شَهْوَة الطَّعَام كَثِيرَة وَانْقِطَاع الشَّهْوَة فِي آخر الْأَمر وَقد كَانَ مزاج الكبد الَّذِي أضعفه بَارِدًا وَإِنَّمَا عرض الْآن ذهَاب الشَّهْوَة لِأَنَّهُ عرض للعليل حمى بِسَبَب فَسَاد الأخلاط فَإِذا كَانَ مَعَ هَذَا الِاخْتِلَاف ذهَاب الشَّهْوَة والعطش والحمى وقيء مرارى فَالْكَبِد بهَا سوء مزاج فَإِن كَانَ بالكبد سوء مزاج حَار خرج أَولا دم مرى ثمَّ خرج دم سوداوي غليظ ثمَّ دم كالمرة السَّوْدَاء أسود رَقِيق وَكَأَنَّهُ سَبَب الاحتراق. يفرق بَين الدَّم من ضعف الكبد وَالْخَارِج من قرحَة الأمعاء: أَن الْخَارِج فِي الكبد كثير
عَلَامَات ضعف الكبد وورمه البرَاز الشبيه بغسالة اللَّحْم وانجذاب الترقوة إِلَى أَسْفَل وضيق النَّفس وسعال ووجع تبلغ ضلوع الْخلف وَثقل فِي الْجَانِب الْأَيْمن وصلابة النبض والسعال الْيَابِس والثقل لَاحق لوجع الكبد أبدا فَأَما السعال فَفِي الْأَكْثَر وانجذاب الترقوة إِلَى أَسْفَل يلْحقهُ حينا وحيناً لَا على شَبيه بالمساواة فِي ذَلِك وَيلْحق جَمِيع علل الكبد وجع يبلغ الأضلاع الْقصار ونفوذ الْغذَاء ينفذ إِلَى الكبد يبطل من أجل ورم حَار وَيكون (ألف ب) مَعَ ذَلِك عَطش وَحمى ووجع ومرار صديدي وَأما لضعف الْقُوَّة الجاذبة وحينذ يبيض البرَاز وَلَا تحدث أَعْرَاض الْحَرَارَة. لى إِنَّمَا تضعف قُوَّة الكبد الجاذبة من الْبرد. قَالَ: وَقد تحدث فِي الكبد سدد من ريح يستل عَلَيْهَا بالتمدد قُدَّام الكبد إِن كَانَ فِي حديتها يَنْقَضِي إِمَّا بعرق وَإِمَّا بدرور الْبَوْل وَإِمَّا برعاف وَإِذا كَانَ فِي المقعر فإمَّا يقيء فِي المقعر وَإِمَّا باخْتلَاف الْبَطن.
الْيَهُودِيّ: يسْتَدلّ على فَسَاد المزاج الْحَار فِي الكبد بالعطش وَالْبَوْل الْأَحْمَر وَقلة الشَّهْوَة وعَلى الْبَارِد ببياض الشّفة وَذَهَاب صبغها وَكَذَلِكَ اللِّسَان وَقلة الدَّم فِي الْبدن وَقلة الْعَطش وَقلة الشَّهْوَة وَفَسَاد اللَّوْن ويجد ثقلاً فِي الكبد وَالرّطب بتهبج الْوَجْه وتورمه واليابس بتشنج فِي مراق الْبَطن وانقباض وَصَاحب السدد فِي الكبد يجد ثقلاً أَكثر جدا من صَاحب الورم وَصَاحب الورم يجد الورم أَكثر والسعلة الْيَسِيرَة وضيق النَّفس وَثقل الْجَانِب(2/487)
الْأَيْمن ووجع الترقوة والكتف الْأَيْمن يدل على ورم الكبد فَإِن كَانَ الورم شَدِيد الْحَرَارَة أَحْمَر اللِّسَان أَولا ثمَّ اسود وَقلة الشَّهْوَة للطعام وَكَثْرَة الْعَطش ويقيء الْمرة وَجَاءَت الْحمى وَإِن لم يكن هَذِه فالورم سَاكن بَارِد وَإِذا كَانَ الورم فِي تقعير الكبد كَانَ ضيق النَّفس والسعال وَإِمَّا مَعْدُوما وَإِمَّا قيلاً قيلاً والدبيلة فِي الكبد يفصد أَو يحجم مَا يَلِي الظّهْر من الكبد واسقه الصَّبْر المنقع بِمَاء الهندباء وَالسكر والترنجين واحقنه بحقنة لينَة واطبخ أصُول الكرفس والرازيانج والغافت وكزبرة الْبِئْر وَخذ من طبيخه ثَلَاث أَوَاقٍ فَيصير فِيهَا من الْورْد أَرْبَعَة دَرَاهِم وَمن دهن الحسك أَرْبَعَة دَرَاهِم أَو يلقى فِيهَا دِرْهَمَانِ من زنبق وأوقية من السكر وامره بشربه وينام عَلَيْهِ وعَلى كبده يفعل ذَلِك أَيَّامًا ويستحم كل يَوْمَيْنِ بِمَاء فاتر وَرُبمَا سقى مَاء الْأُصُول بدهن اللوز المر وَإِذا كَانَت الْمعدة فِي دبيلة الكبد بَيْضَاء فَهِيَ غير غائرة وَإِذا كَانَت سَوْدَاء فَهِيَ فِي لَحْمه وضمد الْموضع أَيْضا حَتَّى ينضج وَكَذَلِكَ فافعل فِي سَائِر الدبيلات الَّتِي فِي بَاطِن الْجِسْم ولسوء المزاج الْحَار اسْقِ الطباشير)
والكافور بِمَاء خِيَار وجلاب واسق مَاء الشّعير وَمَاء الْجُبْن وَأَن كَانَ الزَّمن حاراً وَالسّن شَابًّا فمره بِشرب المَاء الْبَارِد على الرِّيق واعمل مرهماً من الرجلة وجرادة القرع وصندل وَمَاء الْخلاف وَنَحْوه وللبرد يسقى دَوَاء الكركم واللك والراوند والإيرسا والقنداديقون بِمَاء الْأُصُول ويضمد بضماد الأصطماخيقون وعالج السدد بطبيخ الإفسنتين وأقراصه يبيت عَلَيْهَا بِاللَّيْلِ والورم الصلب عالجه بلب الخيارشنبر وَمَاء الْأُصُول ودهن اللوز وضمده بالمحللة مَعَ شَيْء قَابض عطري وللشق وَالْقطع أدوية نزف الدَّم وأقراص الجلنار والكافور والكاربا والطين والأفيون وَمن بِهِ صلابة فِي كبده أَن ينَام على الْجَانِب الْأَيْمن فَإِنَّهُ يتَحَلَّل واسقه من الْقسْط نصف دِرْهَم بطلاء ممزوج أَو دَوَاء الْقسْط أَو دَوَاء الْملك أَو دَوَاء الكركم وَأَصْحَاب ضعف الكبد من حر فَأَمرهمْ أَن يَأْكُلُوا (ألف ب) مرق سكباج مصفى من دسمه مطيباً بدارصيني وسنبل ومصطكي أَو مصوص مُطيب بِهَذِهِ ويمصون الرُّمَّان والسفرجل يسْتَدلّ على الدُّبَيْلَة فِي الكبد فَإِنَّهُ يتَقَدَّم فِي ذَلِك ورم ثمَّ يعقبه مَشى قيح أَو بَوْله ويخف عَلَيْهِ الانسان ويقل وَجَعه مَتى مَا مَشى مِنْهُ أَو بَال مَا قصدته من الْأَدْوِيَة للكبد فأنعم دقه نعما.
من انخرقت كبده مَاتَ ج من الْمَوْت السَّرِيع: الفواق مَعَ ورم الكبد رَدِيء إِن عرض لامرء وجع من حكة شَدِيدَة فِي قمحدوته ومؤخر رَأسه وإبهامي رجلَيْهِ وَظهر فِي قَفاهُ بثر شَبيه الباقلى مَاتَ فِي الْيَوْم الْخَامِس قبل طُلُوع الشَّمْس وَمن عرض لَهُ هَذَا الوجع اعتراه مَعَه عسر الْبَوْل والتقطير. قَالَ: من عَظِيم الضَّرَر للكبد وَالطحَال الْخُمُور الحلوة وخاصة إِن كَانَت غَلِيظَة لِأَنَّهَا ترتبك فِي الأوعية وتمتار مِنْهَا امتياراً عنيفاً وَلَا الْعَسَل نَفسه صَالح مَعَ مَا فِيهِ من شدَّة الْجلاء يصلح لهذين إِلَّا مَعَ الْخلّ. قَالَ: وَاللَّبن وَالْعَسَل ضاران(2/488)
لَهَا وَيجب أَن لَا يشرب المَاء الْبَارِد بعقب التَّعَب وَالْحمام فَإِن المَاء الْبَارِد فِي هَذِه الْحَال الْكثير مِنْهُ رُبمَا برد الكبد بردا يحس بوجعه من سَاعَته ويؤول الْأَمر إِلَى الاسْتِسْقَاء وَذَلِكَ أَن الكبد فِي هَذِه الْحَال ملتهبة فتمتار مِنْهُ امتياراً عنيفاً فتبرد لذَلِك بردا قَوِيا وَإِذا لم يكن من ذَلِك بُد فَقدم شرابًا ممزوجاً بِمَاء لَيْسَ بشديد الْبرد واشرب الْبَارِد بعد قَلِيل قَلِيلا وَفِيمَا بَينه بشراب الَّذين أكبادهم حارة ملتهبة يعظم نفع المَاء الْبَارِد لَهُم إِذا شربوه على الرِّيق لِأَنَّهُ يغسلهَا ويطفئ لهيبها ويسكن عَنْهُم أَكثر وجعهم فداو أَصْحَاب الكبد الْحَار جدا بذلك.)
فِي كتاب الامتلاء: إِن المرضى يحسون عِنْد ورم الكبد حسا بَينا بامتداد عِنْد الترقوة وَهَذَا يعرض للنَّاس كثيرا جدا وَلَا يكَاد يفلت مِنْهُ إِلَّا الْقَلِيل السعيد من النَّاس.
الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: إِن الكبد إِذا حدث بهَا فِي التقعير فضلَة تحْتَاج أَن تحلل احتجت أَن تجْعَل فِي الْأَدْوِيَة قوابض لتحفظ عَلَيْهَا قوتها إِذْ هِيَ عَامل عَظِيم لَا لنَفسهَا بل ولسائر الْجِسْم وَلما كَانَت غائراً كَانَت القوابض العطرية تنفعها لِأَن هَذِه مَعهَا قبض وتبلغ إِلَيْهِ بِقُوَّة فَهَذِهِ أَجود الْأَدْوِيَة لهَذَا الْأَمر وحلل بعد تِلْكَ الفضلة فَإِن بَقِي من ذَلِك الْخَلْط فَانْظُر لَعَلَّ طول مقَام تِلْكَ الفضلة فِي الكبد إبيذيميا: الورم الصلب فِي الكبد ورم طَوِيل. قَالَ مَتى رَأَيْت الْبدن قد غلب عَلَيْهِ الْبيَاض غَلَبَة شَدِيدَة وَمَعَ صفرَة فَاعْلَم أَن الكبد عليلة لِأَنَّهَا إِذا لم يتَوَلَّد الدَّم غلب على الْجِسْم هَذَا اللَّوْن وَلَا يجب إِذا كَانَت الكبد عليلة أَن يُؤْكَل طَعَام كثير دفْعَة الْبَتَّةَ واللون الَّذِي يضْرب فبه إِلَى الْبيَاض والصفرة والخضرة يدل على ضعف الكبد عَن عمل الْقَبْض.
جورجس: عَلَامَات ضعف الكبد قلَّة الشَّهْوَة وَتغَير اللَّوْن إِلَى الخضرة والصفرة وَالْبَيَاض (ألف ب) والقيء المرى ويبس اللِّسَان وسواده ووجع فِي الأضلاع الْيُمْنَى والتراقى مَعَ السعلة وَبَيَاض الشّفة ومرارة الْفَم وتهبج الْوَجْه وينفع ضماد الاصطماخيقون إِذا بردت الكبد بردا شَدِيدا وضماد الصندلين إِذا كَانَ حاراً والهندباء وخيارشنبر وعنب الثغلب للحرارة وَمَاء الْأُصُول ودواء الْملك للبرودة وَهُوَ أَحْمَر.
إبيذيميا: الدُّبَيْلَة فِي زَائِدَة الكبد والمدة فِي الكبد جملَة ينفضه بِسُرْعَة ويحركه إِن تنصب الرجل وتنفضه وتهزه وأعضاؤه منتصبة قَائِمَة فيتحرى الْمدَّة بسهولة إِلَى الأمعاء.
الأخلاط: مَتى كَانَ فِي الكبد ورم قد نضج فإياك واستفراغه إِذا كَانَ فِي التقعر إِلَّا بالإسهال وَإِذا كَانَ فِي الحدبة بالبول.
جَوَامِع النبض: ينفع ورم الكبد إِذا كَانَ قَلِيلا ضَعِيفا نفض الْجِسْم وَإِن كَانَ مفرطاً عدم الاغتذاء الْفُصُول: إِذا كَانَ فِي الكبد ورم عَظِيم جدا تبع ذَلِك فوَاق.
قَالَ: وَمَتى كَانَ الوجع(2/489)
من الكبد فِي الْأَجْزَاء اللحمية كَانَ الورم مَعَ ثقل فَقَط وَمَتى كَانَ فِي الغشاء المغشى بِهِ أَو فِي عروقها كَانَ الوجع وجعاً حاداً إِذا حدث عَن الورم فِي الكبد فوَاق فَذَلِك رَدِيء. ج: الفواق لَا يتبع دَائِما ورم الكبد لَكِن إِذا كَانَ الورم عَظِيما لِأَن العصب الَّذِي بَينهمَا رَقِيق)
جدا ويتولد فِي هَذِه الْحَالة فِي الكبد مرار كثير فتنتصب فِي الْمعدة ويعرض فِي فمها من ذَلِك لذع وَيحدث فوَاق وَبِالْجُمْلَةِ فَإِن الفواق لَا يحدث مَعَ ورم الكبد إِلَّا فِي الْعَظِيم المفرط فِي الْحَرَارَة من كَانَ فِي كبده مُدَّة فكوى فَخرجت مَعَه مُدَّة بَيْضَاء نقية سلم لِأَن تِلْكَ الْمدَّة فِي غشاء الكبد فَهُوَ سليم وَإِن كَانَ لحم الكبد قد فسد فَإِنَّهُ يَمُوت لَا محَالة من كَانَ بِهِ وجع شَدِيد فِي كبده وَحدثت بِهِ حمى حلت ذَلِك الوجع عَنهُ لِأَن هَذَا الوجع يكون من ريح غَلِيظَة وَذَلِكَ أَنه لَو كَانَ من ورم حَار لكَانَتْ مَعَه حمى.
الميامر: أول مَا يجب أَن يحذر من أَمر الكبد أَن تنظر هَل الْحَادِث فِيهَا ضعف القوى فَقَط كالضعف الْحَادِث فِي الْمعدة أم قد أَصَابَهَا مَعَ الضعْف عِلّة أُخْرَى أم بهَا عِلّة من غير ضعف من قبل ورم حدث أَو صلابة أَو دبيلة اَوْ سدة أَو حمرَة أَو قرحَة أَو عفونة. قَالَ: وَفِي الكبد تجاويف بِمِقْدَار مَا فِيهَا من الْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب وتجاويف هَذِه إِذا انْتَهَت إِلَى الحدبة تضيق لذَلِك وتلجح فِيهَا الرطوبات الرَّديئَة وَتعرض السدد وَيتبع هذَيْن العفونة إِذا كَانَ سوء المزاج حاراً سَرِيعا وَإِن كَانَ بَارِدًا فَفِي زمن طَوِيل وَسُوء المزاج تكون مرّة فِي جَوْهَر الكبد أعنى لَحْمه وَمرَّة فِي عروق الَّتِي فِيهِ وَمرَّة فِي الأخلاط (ألف ب) الَّتِي فِي تجاويفه وأشرف قُوَّة الكبد الْقُوَّة الْمُغيرَة وَبهَا يكون الدَّم وَرُبمَا كَانَت الآفة فِي قُوَّة أَو أَكثر وَإِذا ضعفت الْقُوَّة الجاذبة من الكبد خرج الْغذَاء رطبا وَإِن كَانَت الْقُوَّة قد ضعفت مَعَ ذَلِك خرج مَعَ رطوبته غير منهضم وَمَتى ضعفت قُوَّة الكبد الْمُغيرَة عرض من ذَلِك ضروب من فَسَاد تولد الدَّم كَمَا يعرض عِنْد فَسَاد الهضم فِي الْمعدة بضروب مُخْتَلفَة وَاعْلَم أَن الهضم إِلَى مَا هُوَ منافر للطبع أردى وأشر من أَلا يكون الهضم الْبَتَّةَ وَلَا يتَغَيَّر الْغذَاء فِي جَمِيع الْأَعْضَاء وَأما الهضم الضَّعِيف إِلَّا أَنه على الْحَال الطبيعية فبلاؤه أقل ويعرض من هَذِه الْحَالة إسهال شَبيه بِمَاء الدَّم أَو غسالة اللَّحْم وَأكْثر علل الكبد تبتدىء مَعَ خُرُوج هَذَا الشَّيْء فِي البرَاز لِأَن ضعف الكبد فِي تِلْكَ الْحَال لم تقو وَلم تشتد لَكِنَّهَا فِي حد تمكنها أَو تُؤثر فِي الْغذَاء أثرا بَينا حَتَّى تكون مِثَالا للدم فَإِذا تدبرت عِلّة الكبد انْقَطع هَذَا الِاخْتِلَاف الْبَتَّةَ وَخرجت أَشْيَاء لَهَا كيفيات مُخْتَلفَة وقوام مُخْتَلف بِمَنْزِلَة مَا يعرض إِذا كَانَت الْمعدة لَا تهضم الطَّعَام وَمَتى كَانَ ضعف الكبد من سوء مزاج حَار حدث عَنهُ ذوبان ويعرض ذَلِك أَولا فِي الأخلاط ثمَّ من بعد الأخلاط فِي نفس لحم الكبد وَتخرج مِنْهَا فِي البرَاز مُدَّة مُنْتِنَة جدا غَلِيظَة مشبعة اللَّوْن بِمَنْزِلَة الْمدَّة الَّتِي يقومها الْأَصْحَاب الحميات الوبائية)
وَإِذا كَانَ سوء المزاج أَعنِي مزاج الكبد بَارِدًا فَإِن الِاخْتِلَاف لَا يكون دَائِما وَلَا كثيرا إِلَّا أَن الْعلَّة تطول وَيخرج فِي(2/490)
البرَاز مَا بَين الْأَيَّام شَيْء لَا يشبه مَا يخرج فِي برَاز من يُصِيبهُ الذوبان من سوء مزاج حَار فِي لَونه وَلَا فِي رَائِحَته وَلَا فِي قوامه وَلكنه يكون أقل نَتنًا وَيكون منظره شَبِيها بمنظر الدَّم غير المتعفن غير شَبيه بِاللَّحْمِ الزَّائِد وَكثير مَا ترى الَّذِي يخرج فِي البرَاز كَأَنَّهُ دم أسود فَإِذا أَنْت تفقدته بعناية وجدته لَيْسَ بِدَم بل شَبيه بالعكر والدردى قريب من الْمرة السَّوْدَاء وَتخرج ضروب لَا ينْطق بهَا مَعَ سوء المزاج الْبَارِد والحار مِنْهُمَا رُطُوبَة كَانَ مَا يخرج من هَذَا رطبا وبالضد وَيجب أَن نقاوم كل وَاحِد بضده.
صفة الدَّوَاء الَّذِي يعرف بالقفى نَافِع من علل المكبودين وَعلل الصَّدْر: زبيب منزوع الْعَجم خَمْسَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا زعفران مِثْقَال وَبَعض النَّاس يلقِي نصف مِثْقَال الذريرة مثقالان مقل الْيَهُود مِثْقَال وَنصف دَار صيني مِثْقَال سليخة نصف مِثْقَال سنبل ثَلَاثَة مَثَاقِيل إذخر مثقالان وَنصف مر أَرْبَعَة مَثَاقِيل صمغ البطم مثله دارشيشعان مثقالان عسل سِتَّة عشر مِثْقَالا شراب قدر الْكِفَايَة. قَالَ جالينوس: هَذَا الدَّوَاء مؤلف من أدوية (ألف ب) تقبض قبضا معتدلاً وأدوية تجفف وتنقى الصديد الردىء وَتصْلح المزاج الردىء وَتَقَع فِيهِ أدوية تضَاد العفونة وأكثرها من جنس الطيوب والأفاوية فالدارصيني يصلح كل عفونة ويضاد كل قُوَّة مفْسدَة عَن الْفساد ويردها إِلَى الصّلاح وَتفعل ذَلِك بالصديد والأخلاط وبالأدوية القتالة والسموم والسليخة من بعد الدارصيني قوتها هَذِه الْقُوَّة مَتى كَانَت فائقة من جنس الدارصيني وَجَمِيع الطيوب تفعل ذَلِك دون فعل هذَيْن مثل السنبل والإذخر وقصب الذريرة والمر لِأَن هَذِه إِنَّمَا ألقيت فِي هَذَا الدَّوَاء على هَذَا الْمَذْهَب والدارشيشعان والزعفران قَابض منضج مصلح للعفونة وَقَبضه بِمِقْدَار مَا تحْتَاج إِلَيْهِ الكبد العليلة وَيُمكن فِيهِ مَعَ هَذَا أَن ينضج الأخلاط ويعدلها وَيصْلح مزاجها وَهُوَ مشاكل لجوهر الكبد غير الْفساد فِي نَفسه ومشاكلة الْغذَاء للعضو الَّذِي يداوى بِهِ أَمر جليل خَاصَّة فِي هَذَا الْموضع الَّذِي يحدث فِيهَا سوء المزاج إِلَّا أَن أَجود الْأَدْوِيَة للكبد مَا كَانَ يجمع أَن يضاد مزاجها الرَّديئَة ويغذوها أَيْضا وَكَذَلِكَ الشَّرَاب مُوَافق للكبد إِذا لم يكن مَا كَانَ فِيهَا ورم حَار أَو حمرَة لِأَنَّهُ يغذو وينضج وَيُقَوِّي ويقاوم العفونة ويضادها وَإِن اتّفق أَن يكون سوء المزاج بَارِدًا رطبا شفَاه من غير أَن ينالها مَكْرُوه وَالْعَسَل فِيهِ هَذِه الْحَال أجمع خلا التقوية لِأَن من شَأْنه أَن يجلو وَيفتح المجاري الضيقة وَإِلَى هَذَا تحْتَاج الكبد الضعيفة لتنقى مَا فِيهَا من أَفْوَاه)
الْعُرُوق الضوارب النافذة من بَعْضهَا إِلَى بعض. قَالَ جالينوس: وَبَعض من يؤلف أَمْثَال هَذِه الْأَدْوِيَة يلقى فِيهَا أفيوناً وبزربنج وَنَحْوهَا فيجعلها نافعة لمن بِهِ سوء مزاج حَار وَلذَلِك صَارَت الفلونيا تشفى من سوء مزاج الكبد. قَالَ جالينوس: وَلَا يَنْبَغِي أَن تجْعَل دواءك هَذَا قوي التبريد جدا. لى قد بَان من أَمْثَال هَذِه الْأَدْوِيَة أَنه يُمكن فِيهَا إصْلَاح الكبد بِأَيّ نوع كَانَ من سوء مزاجه وَإِن كَانَت أَيْضا سدد وَغير ذَلِك فتحهَا وَيُقَوِّي ضعفها وَيجب أَن تقصد فِي الأسخان والتبريد نَحْو مَا ترى وينفع الكبد الأثاناسيا على هَذِه الصّفة: زعفران دارصيني مِثْقَال سنبل(2/491)
مثقالان سليخة مر فقاح الْإِذْخر مِثْقَال مِثْقَال يعجن بِعَسَل فائق الشربة قدر باقلى للحموم بماءالعسل. لى وَلمن لَا يحم بشراب وَهَذَا معجون فائق جدا صفته: زعفران مثقالان مر أسارون فومو بزرالزوفزا بزر كرفس جبلى من كل وَاحِد أَرْبَعَة مَثَاقِيل وسنبل هندي وسنبل قليطى سِتَّة سِتَّة قسط سليخة فقاح الْإِذْخر من كل وَاحِد نصف مِثْقَال فوة الصباغين ثَمَانِيَة مَثَاقِيل عصارة السوس ثَلَاثَة مَثَاقِيل سقولوقندريون ثَلَاثَة جعدة دهن بِلِسَان سِتَّة سِتَّة الْخَلْط الَّذِي يُسمى أندروخرون الْمَوْجُود (ألف ب) فِي الترياق خَمْسَة مَثَاقِيل عسل بِقدر الْحَاجة الشربة بندقة بشراب عسلى.
أَقْرَاص جَيِّدَة لوجع الكبد مَعَ حرارة: لَك مغسول زعفران خَمْسَة خَمْسَة أَمِير باريس أَرْبَعَة ورد سَبْعَة صندل أَحْمَر خَمْسَة بزر كشوثاء تِسْعَة دَرَاهِم بزر الهندباء أَرْبَعَة ثَمَرَة الطرفاء ثَلَاثَة وَنصف مصطكي وبزر الرازيانج من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف عصارة الإفسنتين وعصارة غافت دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بزر الرجلة خَمْسَة دَرَاهِم يعجن بِمَاء الهندباء أَو عِنَب الثَّعْلَب يقرص من مِثْقَال ويسقى بِمَاء الْخلاف والهندباء والسكنجبين من كل وَاحِد أوقيتان مغلى مروقا.
ضماد لوجع الكبد الْبَارِدَة والورم الصلب: زعفران أُوقِيَّة إكليل الْملك أوقيتان سنبل أسارون حَماما صَبر قصب الذريرة سوسن من كل وَاحِد نصف أُوقِيَّة أصُول خطمى وأصول الكرنب النبطي من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَنصف قسط خَمْسَة دَرَاهِم بابونج أوقيتان من فقاحه فَقَط عيدَان سليخة خَمْسَة دَرَاهِم لاذن مثله ميعة أَرْبَعَة دَرَاهِم حب بِلِسَان خَمْسَة دَرَاهِم راويد مدحرج أَرْبَعَة ومقل أشق مرأوقية أُوقِيَّة تنقع الصموغ والزعفران فِي مطبوخ حَتَّى تلين ويداف ثَمَانِي أَوَاقٍ شمع بدهن ناردين مثله أَو على قدر الْحَاجة الكافية وَينزل عَن النَّار وتسحق الصموغ حَتَّى تَجْتَمِع نعما وَتَذَر الْأَدْوِيَة مسحوقة عَلَيْهِ وَتجْعَل على ورق الكرنب وتضمد بِهِ الكبد وينفع من)
وجع الكبد أَن يَأْكُل العليل عِنَب الثَّعْلَب مطبوخاً مطيباً بدهن لوز حُلْو وَشَيْء من مرى وكزبرة وَإِن احتجت أَن تسهل بمطبوخ فاطرح فِيهِ أصولاً وبزوراً وغافتاً وإفسنتيناً وشاهترج مَعَ الهليلج وَالتَّمْر هندي وَاجعَل بياضه من الغاريقون من دِرْهَم إِلَى مِثْقَال فَإِنَّهُ جيد للكبد وإيارج فيقراء معجونين بسكنجبين وَإِذا أردْت أَن تحبس الْبَطن فاخلط فِي أقراصه طباشير وأقاقيا مغسولاً لوجع الكبد الحارة: سمك مطبوخ بخل. ج: الهندباء البستاني والبري الْغَالِب على مزاحها برد يسير وَفِيهِمَا مَعَ هَذَا شَيْء من مرَارَة ويقبضان قبضا معتدلاً ولمكان هَاتين الكيفيتين صارتا من أَجود الْأَدْوِيَة للكبد الَّتِي بهَا سوء مزاج حَار وَذَلِكَ مَعَ أَنَّهُمَا يبردان تبريداً معتدلاً هما أَيْضا يقويان الكبد بقبضهما ويجلوان(2/492)
بمرارتهما ويفتحان أَفْوَاه الْعُرُوق الضوارب وَغير الضوارب وَلَا يضران سوء المزاج الْبَارِد مضرَّة كَثِيرَة كَمَا يضرهما الْأَشْيَاء الْبَارِدَة الرّطبَة من غير قبض وَلَا مرَارَة وَهَاتَانِ البلقتان نافعتان للكبد فَإِن أَصَابَهَا مَعَ ذَلِك سوء مزاج بَارِد وأصابها مَعَ ذَلِك رُطُوبَة أَيَّة الرطوبات كَانَت إِذا خلط مَعهَا شَيْء من الْعَسَل فَإِنَّهُمَا مَعَ ذَلِك يحدران الرُّطُوبَة مَعَ الْبَوْل (ألف ب) وَإِن جففت هَاتَانِ البلقتان وسقيتا مَعَ الْعَسَل نفعتا كَذَلِك. وَإِن سقى طبيخها مَعَ مَاء الْعَسَل نفع نفعا بليغاً. وَإِن لم يكن الْمَرَض سوء مزاج حَار بل كَانَ سدة فَقَط نفع نفعا عَظِيما. وَمَتى شربتا مَعَ شراب أَبيض لطيف يُمكن فِيهِ إدرار الْبَوْل. وَنَفس جرمها إِذا شرب مجففاً أَو طبخ أَو شرب نفع طبيخه. قَالَ: وَمِمَّا يبلغ فِي تنقية الكبد وَيفتح الطّرق الضيقة فِيهَا من غير أَن يسخنها إسخاناً ظَاهرا وَلَا يبردها السرخس لِأَن المر غَالب عَلَيْهِ غَلَبَة قَوِيَّة.
أرخيجانس: عصارة السرخس قوانوش وَمَاء الْعَسَل ثَلَاثَة يسقى للكبد عصارة الهندباء الدَّقِيق البستاني المر قوانوش وَمَاء الْعَسَل ثَلَاثَة يسقى. وَإِن شِئْت فالهندباء الْبري كَذَلِك. لي يمكنك أَن تعْمل فِي هَذَا مَا شِئْت فاتح نَحْو مَا تريده فَمرَّة تَجْعَلهُ بِلَا عسل وتزيد فِي برده شَيْئا وتجعله مِمَّا يدر الْبَوْل وَمرَّة بِشَيْء من الكاكنج وَمرَّة تزيد فِيهِ مَا يفتح السدد كعصارة السرخس والكرفس وَمرَّة بِمَا يسخن قَلِيلا كالكرفس وَمَا هُوَ أقوى مِنْهُ إِذا كَانَ سوء المزاج فِي الكبد رطبا فَإِنَّهُ يُرْخِي الكبد ويفتحها حَتَّى يسترخي والكبد فِي هَذِه الْحَالة تحْتَاج إِلَى أدوية قابضة مَعَ حرارة كَانَت الرُّطُوبَة أَو مَعَ برودة إِلَّا أَنَّهَا إِذا كَانَت مَعَ برودة فليخلط بالقابضة مَا يسخن وَإِن كَانَت مَعَ سخونة فليخلط بِمَا يبرد وَإِن كَانَ وسطا فوسطاً وَأما مَا كَانَ من الأكباد وَمن سَائِر)
الْأَعْضَاء قد صلبت بِسَبَب أخلاط بَارِدَة غَلِيظَة لزجة مداخلة لنَفس الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة فَإِن بهَا سوء مزاج بَارِد وَلذَلِك يحْتَاج إِلَى أدوية لَطِيفَة مسخنة وَذَلِكَ لِأَن مَا هَذِه حَاله يقى فَإِن لزوجة الأخلاط الَّتِي قد لحجت فِي الْأَعْضَاء الَّتِي قد تلطف وَأَنا حَامِد لوُقُوع الْأَدْوِيَة الملينة مَعَ هَذِه لِأَنَّهَا تجْعَل الْأَعْضَاء متهيئة للتحليل بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة وَذَلِكَ أَنه مَتى لم تتقدم فِي تليين الْأَعْضَاء الَّتِي قد حدثت فِيهَا الصلابة وَاقْتصر على الَّتِي تلطف وتحلل يتَبَيَّن لنا مِنْهَا فِي الِابْتِدَاء نُقْصَان من الصلابة ظَاهر وتحجرت الْبَاقِيَة حَتَّى تصير فِي حد لَا برْء لَهُ فَيجب أَن تخلط فِيمَا تعالج الكبد بهَا من الملطفات أدوية ملينة وَلِأَن جرم الكبد إِنَّمَا هُوَ بِمَنْزِلَة رُطُوبَة جامدة وَيجب أَن تكون الملينة أَضْعَف فِي الْخَلْط كثيرا وَتَكون الأخلاط الَّتِي تسخن وتلطف أغلب فِي هَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي تعالج بهَا صلابة الكبد كمها فِي الْأَدْوِيَة الَّتِي تعالج بهَا الصلابات الْحَادِثَة فِي سَائِر الْأَعْضَاء وَلذَلِك قد أصَاب اسقلينادس فِي حَمده للدواء(2/493)
الْمُتَّخذ بمرارة الدب لِأَنَّهُ حمد نَفعه لما جربه وَذَلِكَ أَنه مؤلف من أفاوية يُمكنهَا أَن تلطف أَو تجلو وتحلل وَفِيه مَعَ هَذَا أدوية أخر حارة حريفة تقطع وتحلل وأدوية تسكن الوجع وَهِي بزر القثاء وَحب العرعر والمغرة وخواتم الْبحيرَة (ألف ب) وأدوية تدر الْبَوْل ليبدر وَيخرج مَا يتَحَلَّل عَن الكبد من الرطوبات وَهَذِه صفة الدَّوَاء دَوَاء منجح نَافِع من صلابة الكبد: كَمَا فيطوس فراسيون بزر كرفس جبلى جنطيان بزر الفنجنكشت مرَارَة الدب خَرْدَل بزر القثاء سقولوقندريون أصل الجاوشير خَوَاتِم الْبحيرَة فوة الصَّبْغ بزر الكرنب راوند فلفل سنبل هندي قسط بزر الكرفس بزر جرجير بقلة يَهُودِيَّة جعدة أفيون غافت حب العرعر بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل الشربة بندقة بشراب معسل قدر قوانوش.
لى ألزم هَذَا القانون فِي الدَّاخِل وَالْخَارِج.
دَوَاء للكبد: زراوند نصف مِثْقَال إِن كَانَت هُنَاكَ حرارة أعنى حمى فاسقة بِمَاء وَإِلَّا فَاشْرَبْ فَإِنَّهُ ينفع ويؤثر أثرا حسنا ومرارة الدب نافعة للمكبودين بِخَاصَّة يسقى قدر ملعقة وَلحم الحلزون الْمُسَمّى فلنجارش يسحق وَيشْرب بشراب أسود وَكَذَلِكَ كبد الذِّئْب. ج: إِنَّا جربنَا كبد الذِّئْب تجربة بَالِغَة تسحق نعما ويسقى مِنْهَا مِثْقَال مَعَ شراب حُلْو فَإِن هَذِه الْأَشْرِبَة أَجود للكبد فِي هَذِه الْحَالة لِأَنَّهَا تلقاها لقاءاً سَاكِنا أعنى لحم الحلزون ومرارة الدب وكبد الذِّئْب لَا ينفع بكيفيته بل بخاصيته.
أرخيجانس: مَتى كَانَت فِي الكبد صلابة كَثِيرَة فاعصر الشيح الرطب واسق عصارته ولتكن)
غَلِيظَة أَو خُذ وجا وأصل الجوشير ثَلَاثَة مَثَاقِيل واسقه بطبيخ الْعَسَل دَائِما فَإِنَّهُ عَجِيب فِي ذَلِك جدا وضمد الكبد الصلبة ببزر الْكَتَّان ودقيق الشّعير مطبوخين بشراب أَو بأصول الْكبر والسكنجبين أَو بأصول الخطمى الْمَطْبُوخ بشراب أَو تَأْخُذ مرا فانقعه بشراب قَابض واخلط مَعَه قسباً تعجنه بِهِ وضمد الكبد الصلبة بِهَذَا الضماد: ضماد جيد: أشق مائَة مِثْقَال مقل أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ مِثْقَالا زعفران اثْنَا عشر مِثْقَالا شمع مائَة وَأَرْبَعُونَ مِثْقَالا دهن الْحِنَّاء قوطولى خل نصف قوطولى يَجْعَل ضماداً وينفع مِنْهُ ضماد إكليل الْملك وضماد فليطريون نفعا بليغاً وتتدارك صلابة الكبد قبل أَن يصير إِلَى رداءة المزاج. وَأصْلح الْأَوْقَات لَهَا وَقت تكون الأغذية قد أخذت تنفذ عَن الْمعدة والكبد.
ابْن ماسويه: قد يكون إسهال عَن ضعف الْقُوَّة الهاضمة فِي الكبد ويستدل عَلَيْهَا بإسهال شَبيه مَاء اللَّحْم من مغص وَلَا خراطة وَلَا وجع فِي الْبَطن وَيكون الْجِسْم مَعَه ذابلاً مهزولاً لقلَّة مَا يصل إِلَيْهِ من الْغذَاء واللون سمج مائل إِلَى الصُّفْرَة وَالْبَيَاض وَإِذا نفذ الطَّعَام عَن الْمعدة وجد حِينَئِذٍ ثقلاً فِي الكبد فِي ذَلِك الْوَقْت لِأَنَّهُ فِي ذَلِك الْوَقْت يصير فِي الجداول. وَيكون ذَلِك عَن برد الكبد وتقصيرها عَن تولد الدَّم فليسق حِينَئِذٍ أدوية تسخن(2/494)
الكبد وتقوية كقشور الفستق يفلى قلواً يَسِيرا وَهَذَا دَوَاء جيد: يُؤْخَذ جوزبوا تعمد إِلَى (ألف ب) اطراءه واسطعه رَائِحَة دِرْهَمَانِ سنبل الطّيب دِرْهَم بزر الكرفس دِرْهَم يشرب بشراب قد أنقع فِيهِ قشر الفستق وَبِالْجُمْلَةِ مَا يسخن وَيقبض وتكمد الكبد بجوز الطّيب وَفِي أُخْرَى بسنبل الطّيب والإفسنتين الرومى وقصب الذريرة وقشر الكندر والمصطكي أُوقِيَّة وَنصف أُوقِيَّة يذاب بنضوج مُعتق وشراب ريحاني وتضمد بهَا الكبد وَيطْعم الدارج الكردناك ومطجناً بعد أَن يذر عَلَيْهِ كمون وكرويا وسنبل وقرنفل أَبُو جريج الراهب: خَاصَّة مَاء عِنَب الثَّعْلَب تَحْلِيل الأورام الْبَاطِنَة وَقدر مَا يشرب من مَائه أَربع أَوَاقٍ مَعَ سكر فَإِذا مزج بِمَاء الأكشوث والهندباء والكرفس كَانَ عجيباً فِي نَفعه لأورام الكبد وَسَائِر الأحشاء وَقَالَ: وعصارة الإفسنتين والغافت جَيِّدَة للأورام فِي الكبد والسدد وبطونها وَيمْنَع من تهيج الْوَجْه والورم فِي الْأَطْرَاف وَفَسَاد المزاج الحلتيت ضار للكبد.
ابْن ماسويه فِي إصْلَاح المسهلة قَالَ: خَاصَّة الصَّبْر فتح سدد الكبد وتقويتها وإذهاب ابْن ماسويه: الإيرسا يفتح سدد الكبد ويقويها بَالغ فِي ذَلِك عَجِيب غير أَنه ردىء للمعدة)
الأغذية الحلوة رَدِيئَة للكبد الحارة لِأَنَّهَا تستحيل إِلَى المرارة وتملأها.
من تَدْبِير الْمطعم لحنين: السلق مَتى أكل بالخردل فتح سدد الكبد. أغلوقن قَالَ: أما الورم الصلب الْكَائِن فِي الكبد فقد عالجناه فِي ابْتِدَائه وبرىء مَرَّات كَثِيرَة فَأَما مَا تطاولت أَيَّامه فَلَا أَنا قدرت على برئه وَلَا غيرى وَجَمِيع من يُصِيبهُ هَذَا الورم الصلب يستسقى وَأَكْثَرهم يموتون بعد مُدَّة طَوِيلَة وَقَلِيل مِنْهُم يهْلكُونَ سَرِيعا وَهُوَ مِنْهُم من بِهِ اخْتِلَاف كثير لِأَن أَفْوَاه الْعُرُوق فِي هَؤُلَاءِ الَّتِي يتَأَدَّى فِيهَا الْغذَاء من المقعر إِلَى المحدب قد وانضمت انضماماً شَدِيدا وَلذَلِك أَصَابَتْهُم الخلفة وَأما من تخلص مِنْهُم فَإِنَّهُ تخلص بالعلاج الْمركب من الملينة والقابضة العطرية كحشيش الإفسنتين وَكسب حب البان والسنبلين والزعفران والورد وورق الْكَرم والمصطكي ودهن الناردين والمصطكي ودهن السفرجل ودهن زهرَة الْكَرم فَهَذِهِ الْأَدْوِيَة إِذا خلط بهَا الأشق والمقل والشحوم والأمخاخ كَانَ بهَا شِفَاء الورم الصلب فِي الكبد إِذا ساعدها التَّدْبِير والغذاء الْجيد المشاكل لهَذَا التَّدْبِير وَيجب أَن يكون غرضك فِي تفتيح سدد الكبد وجلاء مَا قد رسخ فِيهَا وَهَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي تفت الْحَصَى الَّتِي فِي الكلى وليخلط بهَا شَيْء مِمَّا يدر الْبَوْل.
الْأَعْضَاء الألمة مِثَال الْفرق بَين عِلّة الكبد والشوصة الشَّدِيدَة وينفع فِي سَائِر الْعِلَل قَالَ: أنزل أَن إنْسَانا يحس فِي وَقت تنفسه بوجع فِي مَوضِع ضلوع الْخلف يَقُول إِنَّه لَا يجب أَن تظن عَاجلا أَن بِهِ ذَات الْجنب (ألف ب) لَكِن يَنْبَغِي أَن نَنْظُر مَعَ ذَلِك هَل يقذف شَيْئا إِذا(2/495)
سعل متغير فَإِن كَانَ يقذف ذَلِك فِيهِ ذَات الْجنب وَإِلَّا فَلَا يحكم أَن ذَات الْجنب لَيْسَ بِهِ وَذَلِكَ أَنه يُمكن أَن يكون مبتدئاً بعد إِن لم يبتدىء بنفث وَيجوز أَن يكون هَذَا فِي الْجنب إِنَّمَا هُوَ تمددت المعاليق الَّتِي تكون فِي الكبد فِي بعض الْأَبدَان لِأَنَّهَا إِذا كَانَت مربوطة مَعَ الأضلاع عرض من ذَلِك أَن يبلغ الوجع للغشاء المستبطن للأضلاع إِلَّا أَن نبض الْعرق فِي ذَات الْجنب لَا يشبه نبض وجع الكبد وَكَذَلِكَ فَإِنَّهُ يخرج فِي وجع الكبد برَاز لَا يشبه ذَات الْجنب وَيثبت فِي جَمِيع علل الكبد وأوقات أمراضه فتفقد الْجَانِب الْأَيْمن تَحت الشراسيف هَل يجد فِيهِ ورماً فَإِن وجد فَذَلِك وَإِن لم يجد فَلَا يحكم أَن لَيْسَ ذَلِك عِلّة الكبد لِأَنَّهُ قد يُمكن ورم الكبد فِي نَاحيَة المقعر أَو من المحدب فِي مَكَان لَا يُمكن أَن يحس فاحتل حِينَئِذٍ بِأَن تَأمره أَن يتنفس أعظم مَا يقدر عَلَيْهِ ثمَّ سَله هَل يحس شَيْئا من الثّقل فِي أَعْضَائِهِ العلى وَإِمَّا من الضلوع الَّتِي تحتوي عَلَيْهَا فَإِن كَانَ كَذَلِك فكبده وارمة وَذَلِكَ الورم يضغط الْحجاب ويرجمه ويهيج بالعليل لذَلِك سعلة يسيرَة وَإِذا تَمَادى الْأَمر)
بِهَذَا العليل ظَهرت لَك أَعْرَاض دَالَّة على ذَلِك بالتحقيق وَذَلِكَ أَن لون اللِّسَان ولون الْجِسْم يتَغَيَّر فِي علل الكبد كَمَا أَن السعال يتزيد فِي علل الصَّدْر وَيتبع ذَلِك على الْأَيَّام النفث المنتن.
الْأَعْضَاء الألمة: قد يحدث فِي هَذَا الْعُضْو سوء مزاج وأورام دموية صلبة وبلغمية وتمدد حَادث عَن الرّيح وسدد تحدث عَن الأخلاط الغليظة فِي أقاصى عروقها والأورام والسدد كلهَا تحس مَعهَا بالثقل فِي جَانب الكبد فَأَما إِذا كَانَ قد اجْتمع فِي الكبد ريح كَثِيرَة بخارية لَا تَجِد منفذاً فَإِن صَاحبهَا لَا يجد مس الثّقل فَقَط لَكِن يجد مَعَ ذَلِك من التمدد والأورام الْحَادِثَة فِي تقعير الكبد إِن كَانَت عَظِيمَة فتعرف بالحس قَالَ: قد تحدث أورام فِي الْبَطن يتَوَهَّم أَنَّهَا فِي الكبد وَإِنَّمَا هِيَ فِي العضل الَّذِي فَوق الكبد فِي مراق الْبَطن وَهَذَا العضل مِنْهُ مَا وَضعه بالطول ذَاهِب إِلَى القص إِلَى نَاحيَة الْعَانَة وَإِذا كَانَ الورم فِي هَذَا العضل لم يخف الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ طَوِيل ذَاهِب مضام للسرة وَمِنْهَا عضل تَحت هَذِه ذَاهِب على الوراب فَإِذا كَانَ الورم فِي هَذِه فَالْفرق بَينه وَبَين الْكَائِن فِي الكبد أَشد وَمن هَذَا العضل أَيْضا عضل يذهب فِي عرض الْبَطن وَهِي تَحت هَذِه ذَاهِب على الوراب وَإِذا كَانَ الورم فِي هَذِه فَهُوَ أَشد واصعب تفريقاً بَينه وَبَين الورم فِي الكبد والكبد مَوْضُوعَة من وَرَاء هَذِه الثَّلَاثَة الْأَصْنَاف من العضل وَتَحْت الغشاء أَيْضا الْمَعْرُوف بالصفاق وَهَذِه أجمع فَوق الصفاق فَإِذا كَانَت الكبد موصوقة من وَرَاء هَذَا العضل أجمع فَلَيْسَ يُمكن أَن يتعرف ورمه بالمس إِلَّا أَن يكون ورمه عَظِيما جدا أَو يهزل ويخف عضل الْبَطن وَلَكِن هَاهُنَا عَلَامَات دَالَّة على ورم الكبد الْحَار وَهِي أَن يجد العليل وجعاً (ألف ب) فِي جَانِبه الْأَيْمن فِيمَا دون الشراسيف وَإِذا جذبنا جلدَة مَا دون الشراسيف إِلَى فَوق أوجعهُ ذَلِك ويبلغ وَجَعه التراقى فِي الأحيان ويسعل سعالاً يَسِيرا(2/496)
وَيكون لِسَانه فِي أول الْأَمر أَحْمَر وَفِي آخر الْأَمر يسود سعالاً يَسِيرا وَيبْطل شَهْوَته بطلاناً شَدِيدا ويدوم عطشه ويتقيأ مرَارًا مَحْضا لَا يخالطه شَيْء آخر فِي بعض الْأَوْقَات وَفِي آخر الْأَمر ينزل بِهِ وَإِن لم يتَّفق أَن يكون ورم الكبد مَعَ ضعف مِنْهَا احْتبست الطبيعة فَهَذِهِ دَلَائِل فلغمونى للكبد وأعراض الْحمرَة كهذه لَكِنَّهَا أَشد ويحمون حمى مَعهَا عَطش شَدِيد جدا وَأما الفلغمونى الَّذِي يكون فِي الْجَانِب المقعر من الكبد فَإِنَّهَا تفوق الَّتِي فِي الْجَانِب المحدب فِي تَعْطِيل الشَّهْوَة وَفِي التهوع وَفِي البرَاز والعطش كَمَا أَن الأورام الَّتِي تكون فِي المحدب تفوق الَّتِي فِي المقعر بِأَنَّهَا تحدث مَعَ الوجع فِي التنفس أَكثر مِمَّا تحدثه الَّتِي فِي المقعر وتحرك السعلات الصغار أَكثر وَإِن كَانَ الوجع يرتقى إِلَى التراقى حَتَّى يظنّ العليل)
أَن ترقوته تنجذب إِلَى أَسْفَل وَأما الأضلاع الْخَارِجَة عَن القص الَّتِي تعرف بضلوع الْخلف فَإِنَّهَا تَشْتَكِي مرَارًا كَثِيرَة مَعَ ورم الْوَجْهَيْنِ كليهمَا وَهَذَا شَيْء عَام لَهما بِالْوَاجِبِ وَلَيْسَ هُوَ شَيْئا يعرض لجَمِيع من تمرض كبده وَذَلِكَ أَن الكبد لَيست فِي جَمِيع النَّاس مضامة لهَذِهِ الأضلاع بالأغشية الَّتِي تربطها كَمَا ترى ذَلِك فِي القرود وَغَيرهَا من الْحَيَوَان وَذَلِكَ أَنا نجد فِي بعض الْحَيَوَان الكبد مُتَّصِلَة بِهَذِهِ الأضلاع وَفِي غَيرهَا غير مُتَّصِلَة. قَالَ: وأورام الكبد إِذا كَانَت فِي أحد جانبيه فَإِنَّهَا تدخل إِلَى الْجَانِب الآخر مِنْهُ شَيْء وَلَا ينحاز تحيزاً خَاصّا فِي ذَلِك الْجَانِب لَا يتجاوزه. قَالَ: وَمن كَانَ مَا وَرَاء الشراسيف مِنْهُ بالطبع رَقِيقا ثمَّ زَادَت رقته من أجل مرض من الْأَمْرَاض بالأورام الْعَظِيمَة الَّتِي تكون فِي الكبد تدْرك وتلحق باللمس ولهذه الأورام شَيْء يَخُصهَا دون أورام العضل الَّتِي فَوق الكبد وَهُوَ أَنه يَقع اللامس مِنْهَا على ورم لَهُ حد يَنْقَطِع دونه دفْعَة وَأما ورم العضل الَّذِي فَوق الكبد فلَان أَجْزَائِهَا مُتَّصِلَة بَعْضهَا بِبَعْض مُدَّة أطول فورمها بِهَذَا السَّبَب يحسها اللامس ينتفض غلظه أَولا فأولاً وَإِن كَانَ الورم الَّذِي فِي الكبد من الورم الصلب فمعرفته باللمس يعسر من أجل عرض يعرض وَلَوْلَا ذَلِك لَكَانَ أبين لِأَن هَذَا الورم أَصْلَب وَأَشد مدافعة والعضل الَّذِي على الْبَطن فِي مثل هَذِه الْحَالة يهزل وينحف وَلَكِن ابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء ببارده قَالَ: وَأما أَمر السدد فِي الكبد فإنمايكون لضيق أَطْرَاف الْعُرُوق الَّتِي فِي الْجَانِب المحدب من ذَلِك وَلذَلِك تلحج الأخلاط والورم الفلغمونى وسقيروس خَاصَّة يكون سَبَب التضيق لهَذِهِ المجارى قَالَ وَأما ضعف الكبد عَن سوء الأمزجة فَأَما الْحَار مِنْهَا فيحرق الكيلوس الَّذِي يصير إِلَيْهَا من الْمعدة والباردة يَجْعَلهَا غبر نضجة واليابس يَجْعَلهَا أجف وَأَغْلظ وَالرّطب بالضد. قَالَ: فَمَتَى رَأَيْتُمْ إنْسَانا يتغوط شَبِيها بغسالة اللَّحْم (ألف ب) الْمَذْبُوح قَرِيبا فَلْيَكُن ذَلِك دَلِيلا على أَن الكبد ضَعِيفَة عَن استتمام توليد الدَّم وَإِذا كَانَ يتغوط كالذردى فاعلموا أَن الكبد يحرق الدَّم وَإِذا خرج فِي البرَاز صديد دموي فَأمره على طول الْأَيَّام تصير إِلَى أَن يخرج شَيْء دموي سوداوي وَمرَّة سوداوي(2/497)
وَمرَّة سَوْدَاء مَحْضَة وَسُوء المزاج الْبَارِد الَّذِي يكون فِيهِ برَاز صديدي رَقِيق قد يبتدىء بِلَا حمى وَإِذا طَالَتْ الْمدَّة مَعَ ذَلِك كَانَت حميات لِأَن الدَّم الَّذِي فِي الكبد يفْسد والجهال يستخفون بِهَذِهِ الحميات ويظنون أَن ذَلِك من أجل إمْسَاك العليل عَن الْغذَاء والعليل إِنَّمَا يمسك عَن الْغذَاء من أجل شَهْوَته لِأَن بَطْنه لَا ينحدر فِي الْوَقْت الْوَاجِب ويظنون أَنه لَا حمى بالمريض أصلا ويدخلونه الْحمام ويلطفون التَّدْبِير)
ويتهاونون وَكثير مِمَّن يكون بِهِ سوء مزاج بَارِد يخبر أَنه يجوع أَكثر فَأَما سوء المزاج الْحَار فَلَا تتبعه شَيْء الشَّهْوَة للطعام بل ذهَاب من الشَّهْوَة والعطش والحمى القوية وقيء أخلاط رَدِيئَة قَالَ: وَيجب أَن يَكُونُوا حافظين للعلامات كَيْمَا يتهيأ لكم الحكم والتعرف بِسُرْعَة.
مِثَال: كَانَ طَبِيب بِهِ وجع فِي كبده فَدخلت إِلَيْهِ فرأيته فَرَأَيْت مَعَ عَلامَة طستا فِيهِ برَاز صديدي كَأَنَّهُ مَاء اللَّحْم الْمَذْبُوح وَهِي عَلامَة صَحِيحَة على ضعف الكبد غَايَة الصِّحَّة فَلم ألتفت إِلَى ذَلِك وتغافلت كَأَنِّي لم أره ثمَّ ضربت بيَدي إِلَى عرق العليل ليظْهر هَل بِهِ ورم فِي كبده وَإِنَّمَا ذَلِك لضعف فَقَط وَلِأَن الْمَرِيض كَانَ طَبِيبا فَقَالَ إِنَّمَا قعدت ساعتى هَذِه من قيام قمته فأجعل لحركتي خطأ من التَّوَاتُر وَرَأَيْت أَنا فِي النبض شَيْئا من عَلَامَات الورم ومددت عينى بعد ذَلِك فَرَأَيْت فِي طاق الْبَيْت قديرة صَغِيرَة فِيهَا زوفا قد خلط بِمَاء الْعَسَل فَعلمت لما رَأَيْت ذَلِك أَن العليل يتَوَهَّم أَن بِهِ ذَات الْجنب لِأَنَّهُ كَانَ يجد وجعاً فِي ضلوع الْخلف وَهَذَا شَيْء قد يتبع فِي بعض الْأَحْوَال إِلَى الأورام الْحَادِثَة فِي الكبد وَلِأَنَّهُ يخبر بذلك وَكَانَ تنفسه متواتراً صَغِيرا وَكَانَ بِهِ سعلات صَغِيرَة فَعلمت أَنه يظنّ أَن بِهِ ذَات الْجنب وَإنَّهُ لذَلِك السَّبَب اتخذ لنَفسِهِ زوفا مَعَ مَاء الْعَسَل فَوضعت يَدي على ضلوع الْخلف من جَانِبه الْأَيْمن وَهُوَ مَوضِع الكبد فَقلت هَذَا يوجعك فَأقر بذلك وَقلت لَهُ إِنَّك تشْتَهي أَن تسعل وَإنَّك إِنَّمَا تسعل سعلات صغَارًا يَابسا فِي مَا بَين مُدَّة طَوِيلَة فَأقر بذلك وسعل مثلهَا وَإِذا حَاضر وَقلت لَهُ إِنَّك إِذا تنفست تنفساً لَهُ فضل عَظِيم أحسست الوجع الَّذِي بك يزِيدهُ وَأَنَّك تحس أَيْضا بثقل مُعَلّق من جَانِبك الْأَيْمن فِي مَا دون الشراسيف وَأَرَدْت أَن أَقُول لَهُ إِن وجعك يبلغ الترقوة ثمَّ خفت أَن ينقص ذَلِك مِمَّا تقدم من الإصابات لِأَنِّي علمت أَن الوجع إنمايبلغ الترقوة فِي الأورام الْعَظِيمَة من أورام الكبد فَلم أَجْزم وَلَكِن قلت ستصيب وجعاً يبلغ تراقيك (ألف ب) كَأَنَّهُ يجذب إِلَى أَسْفَل كَانَ ذَلِك لم يعرض ذَلِك بعد. فَقَالَ: قد عرض لي أَيْضا ثمَّ قلت إِنَّك تتوهم بِأَن ذَات الْجنب. ج: وَإِنَّمَا وصفت لَك هَذَا لتجعلوه مِثَالا فَإِن اتّفقت لكم سَعَادَة يمكنكم من أجلهَا نتوية الِاسْم لم تقصرُوا عَنْهَا وَلم تضيعوها كهؤلاء الْجُهَّال. قَالَ: وَإِذا وصفت الْقُوَّة الجاذبة فِي الكبد استدللت عَلَيْهِ بأسهال كيلوسي وَذَلِكَ أَنَّهَا يجذب الكيلوس من الْمعدة فَيخرج من(2/498)
أَسْفَل وَهُوَ كَذَلِك وَإِذا كَانَ فِي الكبد والجداول الَّتِي تدفع بهَا الْغذَاء ورم حَار خرج بالبراز شَبيه صديد)
القروح حَتَّى إِذا نضج جدا صديد أغْلظ وَأقرب إِلَى الْقَيْح من ذَلِك.
لى يفرق بَين هَذَا وَبَين عِلّة الأمعاء من مَوضِع الوجع وعلامات وجع الكبد قَالَ: وَمَتى كَانَت قُوَّة الكبد الماسكة ضَعِيفَة خرج الإسهال الشبيه بِمَاء اللَّحْم من بعد ذَلِك إِذا طَال دم كالدردى. لى يَنْبَغِي أَن يعْمل على هَذَا فَإِن هَذَا صَحِيح وَهُوَ نَص كَلَام جالينوس فَأَما مَا كتبناه فَإِن هَذَا يدل على ضعف الْقُوَّة الْمُغيرَة فَقَط. قَالَ: وَإِذا كَانَ الورم الْحَار فِي الماسريقا كَانَ فِي البرَاز كصديد القروح رَقِيق وَكَانَ البرَاز كيلوساً لِأَنَّهُ بنفذ إِلَى الكبد وَذَلِكَ الصديد هُوَ مَا رشح من ذَلِك الورم. قَالَ: وَقد يستفرغ من الْبَطن دم أَحْمَر نقي إِذا قطعت بعض أعضاءالإنسان أَو احْتبسَ دم البواسير أَو الطمث لِأَن الَّذِي كَانَ يذهب إِلَى غذَاء ذَلِك الْعُضْو ويستفرغ يرجع إِلَى الأمعاء وَيكون ذَلِك أَيْضا لمن ترك رياضة كَثِيرَة كَانَ مُعْتَادا لَهَا. قَالَ: وَلَيْسَ فِي ذَلِك مَكْرُوه لِأَن الْبدن حِينَئِذٍ ينقى الْفضل عَن نَفسه. قَالَ: وَأما الْحمرَة والفلغموني إِذا نضجا فَإِنَّهُ يخرج فِي البرَاز دم كالدردى وَرُبمَا كَانَ مثل الإسهال عَن الكبد إِذا قويت بالأدوية الَّتِي تعالج بهَا فَرَجَعت قوتها وَدفعت عَن نَفسهَا الفضول لتنقى فَتخرج أَشْيَاء رَدِيئَة اللَّوْن وَالرِّيح فِي البرَاز ويتوهم الْجُهَّال أَن العليل قريب من العطب والعالم إِذا رأى هَذِه بعد نضج الورم وخفة العليل لم يهله ذَلِك وَاعْلَم أَن ذَلِك لَيْسَ ينذر بِسوء بل يدل على خير.
فِي تشريح الْأَمْوَات قَالَ: إِن الكبد إِذا كَانَ فِيهَا ورم وسدد تضرها الْأَطْعِمَة الحارة لِأَنَّهَا تلهب الدَّم والباردة الغليظة لِأَنَّهَا تزيد فِي السدد فتحتاج إِلَى غذَاء متوسط فِي التبريد والإسخان وَلَا يكون لزجا ككشك الْحِنْطَة لَكِن يكون مَعَه جلاء ككشك الشّعير فَإِنَّهُ نَافِع فِي هَذِه الْأَحْوَال.
الساهر إِذا ألفت مسهلات للكبد فألق فِيهَا مَا يصلح الكبد على هَذَا الْمِثَال: إهليلج أصفر وشاهترج وتمر هندي وحشيش غافت وأفسنتين وَاجعَل بياضه الغاريقون وألق فِيهِ مصطكي وسنبلاً وَنَحْو ذَلِك وأبرازاً وأصولاً. قَالَ: مَاء الْجُبْن يفتح سدد الكبد وَيجب أَن يتَّخذ بالسكنجبين ويسقى مَعَ بعض (ألف ب) الْأَشْيَاء القابضة الجيدة. الطَّبَرِيّ: اللوز يفتح سدد الكبد وَإِذا مرا كَانَ أقوى.
أَقْرَاص تسقى عِنْد كل حِدة الكبد ويبس الطبيعة: لَك دِرْهَم راوند صيني دِرْهَم وَنصف بزر الكشوث وبزر الهندباء وبزر الرجلة دِرْهَم دِرْهَم عصارة الغافت دِرْهَم وَنصف سنبل مصطكي دِرْهَم دِرْهَم غاريقون دِرْهَمَانِ سقمونيا نصف دِرْهَم مشوي فِي سفرجل كافور)
لى على مَا رَأَيْت فِي المنجح سرابيون: قد يحدث فوَاق من فلغموني عَن علل عَظِيمَة تحدث فِي الكبد. سرابيون: وَلنَا فِيهِ إصْلَاح قَلِيل الَّذِي يحدث فِي الكبد من الْعِلَل ثَمَانِيَة أَصْنَاف: سوء المزاج وَضعف جوهرها والسدد والأورام والقروح وَضعف قوتها يحدث(2/499)
اخْتِلَافا مثل الدَّم وقوتها الْمُغيرَة إِن فَسدتْ بالحرارة جعلت الدَّم فِي الْبدن رديئاً مراريا وَمَتى فَسدتْ إِلَى الْبرد جعلته مائياً وَمَا بَين ذَلِك وقوتها الجاذبة إِذا ضعفت أحدثت إسهال الْبَطن والورم الْحَار فِي الكبد رُبمَا أسهل شَيْئا شَبِيها بِمَاء اللَّحْم إِذا كَانَت الكبد تعْمل الدَّم لَكِن عملا ضَعِيفا مائلاً إِلَى الْبرد والرطوبة وَمن سوء مزاج حَار يكون فِي الكبد يكون مَعَه عَطش وقيء مراري وَحمى قَوِيَّة وبراز منتن وَسُقُوط الْقُوَّة والشهوة وَأما الْبَارِدَة فَيكون مَعَه لين الْبَطن وشهوة الْغذَاء وَنقص الْعَطش وَلَا يكون بِهِ أَولا حمى ثمَّ تكون إِذا تَمَادى بِهِ الزَّمن لِأَن الدَّم نَفسه فِي الكبد ويعفن أَيْضا وَسُوء المزاج الْيَابِس ينحف الْجِسْم وَيصير مِنْهُ كالذبول وَيفْسد الْوَجْه وَيكون مَعَه عَطش وَالرّطب بضد ذَلِك.
وَأما الْأَمْرَاض فَإنَّا سنذكرها فعالج كل سوء مزاج بِمَا يضاده فعالج الْحَار بِمَاء الشّعير وأنواع الهندباء والسلق بالخل وَإِن احتجت أَن تزيد فِي الْقُوَّة فلحم السّمك الرضراضى والتفاح وَالرُّمَّان والسفرجل وضمد بضماد الصندلين وفقاح الْكَرم والورد وحى الْعَالم وأطراف الآس وَالْخلاف والساذج والسنبل والمصطكي والشمع ودهن السفرجل ودهن الآس وَنَحْو ذَلِك ولفساد المزاج الْبَارِد عَلَيْك بالبذور المسخنة اللطيفة وغذ بالخبز المنقع فِي الْخمر والخنديقون وبلحوم العصافير والحجل ودع السّمك الْبَتَّةَ والفواكه الرّطبَة وَسُوء المزاج الرطب إِذا أفرط يُؤَدِّي إِلَى الاسْتِسْقَاء اللحمي واليابس إِلَى الذبول والحار إِلَى ذَلِك وَفَسَاد الدَّم والأورام أَيْضا والبارد إِلَى الاسْتِسْقَاء.)
فِي الأورام قَالَ: الورم الْحَادِث إِن كَانَ فِي حدبة الكبد فَإِنَّهُ يحس إِذا كَانَت عَظِيمَة وَإِن حدث فِي تقعرها فالعلامة ثقل تَحت (ألف ب) الشرسوف وَبطلَان الشَّهْوَة والعطش الَّذِي لَا يفتر والقيء المراري ووجع كَأَنَّهُ يجذب المراق إِلَى فَوق ويبلغ إِلَى الأضلاع والكتف وَرُبمَا بلغ الجذب إِلَى طُلُوع الْخلف وَذَلِكَ فِيمَن كبده ملازقة لهناك وَهَذِه الْأَعْرَاض تعرض أَيْضا عِنْد الورم فِي حدبة الكبد غير أَنه إِذا كَانَ الورم فِي الحدبة كَانَ أعظم وأغلب فَيكون النَّفس أعظم والسعلة أقوى ويمتد الوجع فِي الْكَتف الْأَيْمن لَكِن بطلَان الشَّهْوَة يكون مَعَ ورم التقعر أَكثر مِمَّا يكون مَعَ ورم الحدبة وَكَذَلِكَ الْقَيْء المري والغثى وَكَثْرَة الْعَطش وَيكون مَعَ أورام الكبد الحارة حمى محرقة وَقد يحدث الورم فِي لحم الكبد نَفسه ووجعه يكون ثقيلاً غير نَاسخ وَأما فِي الغشاء الَّذِي يغشيه فوجعه نَاسخ غير ثقيل وَأما فِي عضل المراق الَّذِي فَوق الكبد وَهَذِه الأورام تكون طولا تمتد فِي غوص الْبَطن أَو طوله أَو تاريبه على نَحْو العضل الَّتِي هِيَ وارمة.
وَأما أورام الكبد مستدير هلالي فأفصد الباسليق إِن أمكن وَأعلم أَن الكبد تحْتَاج فِي هَذِه الْحَال إِلَى أدوية وأغذية تقيم مجاريها وتحلل قَلِيلا وَهَذِه لَا تكون إِلَّا جلاءة وَلَا يجب أَن تكون مَعَ جلائها لذاعة لِأَن الورم ينفذ مَعهَا وَيزِيد مَعهَا فَالَّذِي تحْتَاج إِلَيْهِ مَا يجلو بِلَا لذع وَالْعَسَل كَذَلِك لكنه بجلائه يهيج الأحشاء فَاسق لذَلِك مَاء الشّعير فَإِنَّهُ يجلو بِلَا لذع مَعَ(2/500)
السكنجبين وَأما الرُّمَّان والتفاح ونجوهما فَإِنَّهَا تسد الأوعية بقبضها فتحبس المرار إِن يخرج عَن الكبد فيزيد لذَلِك وخاصة إِن كَانَ فِي تقعير الكبد لِأَن فعلهَا يكون هُنَاكَ قَوِيا بعد فَأَما إِذا ارْتَفَعت إِلَى الحدبة قد استحالت وضعفت فَالَّذِي يصلح للورم فِي حدبة الكبد مَاء الشّعير والأدوية الَّتِي تدر الْبَوْل باعتدال نَحْو طبيخ الكرفس فَإِن كَانَ اللهب شَدِيدا فاعط العليل مَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب والكاكنج والسكنجبين فَإِن تَمَادى الزَّمَان وَظهر الهضم فِي الورم فَاسْتعْمل الَّتِي شَأْنهَا إدرار الْبَوْل بِقُوَّة نَحْو الأسارون والسنبل والفو والبطراس اليون والمر وفقاح الْإِذْخر والغافت والكمافيطوس فَأَما إِذا كَانَ الورم فِي الْجَانِب المقعر فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة الَّتِي تحرّك البرَاز نَحْو)
الصَّبْر والتربد والغاريقون والهليلج الْأَصْفَر وَنَحْوهَا وَذَلِكَ بعد الهضم والحقن أَيْضا أَولا بِمَاء الْعَسَل والبورق فَإِذا ظهر الهضم فِي وَقت الانحطاط فاخلط بهَا شَحم الحنظل والقنطوريون وخاصة إِن بَقِي مِنْهُ بَقِيَّة متججرة فِي الكبد وباعده من الأغذية اللزجة وغذ بِمَا يجلو وضمد بالمرخية والعطرية لتجلل بالمرخية (ألف ب) وَتحفظ قُوَّة الكبد بالعطرية وَاسْتعْمل الأضمدة فِي أول الْأَمر حَيْثُ لَا يكون قد ظهر هضم مثل ضماد الصندلين وحى الْعَالم والسفرجل والقسب وَإِذا ظهر قَلِيلا فالبابونج والشمع ودهن الْورْد والمصطكي وَأما بِآخِرهِ إِذْ انحط وانهضم جدا فَاسْتعْمل فِي الْأَدْوِيَة والأضمدة الميعة السائلة والإيرسا والمر والأسارون والأشنة والجعدة وإكليل الْملك وبزر الْكَتَّان ودهن السوسن ودهن الناردين ودهن البابونج ودهن الشبث ودهن النرجس وَمَا كَانَ من الأورام فِي تقعير الكبد فأمل التَّدْبِير إِلَى الْبرد أَكثر لِأَن مَعهَا إِذا حميات قَوِيَّة حارة ضَرُورَة حادة وَلَا يحْتَمل الْأَشْيَاء المسخنة فِي الأورام الصلبة إِذا حدث الورم الصلب فِي الكبد يبْقى من الفلغمونى بقدم أَو حَادث بِذَاتِهِ وَلَا يكَاد يكون ذَلِك لِأَنَّهُ فِي أَكثر الْأَمر يكون بقايا فلغمونى فَإِن أَفْوَاه أوعية نُفُوذ الْغذَاء إِلَى الْجِسْم تنسد وينطلق الْبَطن وَيَمُوت صَاحبه فِي الْأَكْثَر وَيلْحق ذَلِك ضَرُورَة الاسْتِسْقَاء قبل الْمَوْت وينطلق الْبَطن إِذا كمل الانسداد لِأَن الأغذية ترجع منصبة إِلَى الْبَطن وَيهْلِكُونَ وَلَكِن فِي مُدَّة طَوِيلَة وَذَلِكَ أَن هَذَا الانسداد لَا يحدث سَرِيعا جدا. قَالَ: وغرض هَؤُلَاءِ أَن يفتح سدد أكبادهم والأضمدة الَّتِي ذَكرنَاهَا الَّتِي تصلح فِي آخر الورم الْحَار تصلح لَهُم وَيجب أَن يكون غرضك فِي أضمدة مثل هَذِه الأكباد ثَلَاثَة أَشْيَاء مِمَّا يلين كالمقل والشحوم وَمَا يلطف ويحلل كفقاح الْإِذْخر والغار والفاوينا والفوة وَحب البان وثجيرة وَمَا يُقَوي كحشيش الإفسنتين والمصطكي فَمن هَذِه الْأَنْوَاع تركب الأضمدة وَانْظُر أَلا تسرف فِي التَّحْلِيل فَيبقى من الصلابة بَقِيَّة متحجرة ممتنعة من التَّحْلِيل لَكِن عَلَيْك بالتحليل والتليين بِمَاء ثجير حب البان إِذا ضماد نَافِع جدا للصلابة فِي الكبد قَالَ: وَمِمَّا يسقى مِمَّا يفتح سدد الكبد ويضمد بِهِ: القنطوريون الدَّقِيق وأصل لِسَان الْحمل وورقه وبزره وأجود مِنْهَا بزره وقشور أصل شَجَرَة(2/501)
الْغَار إِذا شربت ثَلَاثَة أبولسات مَعَ شراب ريحاني دَقِيق الترمس إِذا عجن بنقيعه وضمد بِهِ واللوف الْجَعْد وَهَذَا كُله عَجِيب فِي ورم الكبد الصلب والراوند الصيني والجعدة والكماذريوس والغاريقون شَأْنه التفتيح والتنقية والبابونج إِذا تضمد بِهِ فَإِن من شَأْنه أَن يحلل أَكثر من سَائِر)
الْأَدْوِيَة وَمن الْأَدْوِيَة المركبة دَوَاء اللك ودواء الكركم ودواء والأثاناسيا ودواء الْقسْط وَلَا يصلح شَيْء من هَذِه إِذا كَانَت حرارة إِلَّا أَن تكون يسيرَة إِلَّا أَن هَذِه إِنَّمَا (ألف ب) تصلح للبرد والرطوبة ودهن الخروع بِمَاء الْأُصُول والغافت ودهن اللوز المر إِذا كَانَ فِي الكبد سدد بِلَا ورم من أخلاط غَلِيظَة لزجة وَلَيْسَ مَعهَا حرارة الْبَتَّةَ فَإِن عَلَامَات ذَلِك ثقل ووجع فِي الكبد من غير حمى وامتداد يحدث فِيهِ لِأَن رياحاً تتولد فِيهِ وَلَا يُمكنهَا أَن تنفذ وَإِذا طَال أَمر هَذَا السدد عفنت الأخلاط فِي الأكباد فأحدثت أوراماً وأهاجت حميات لَا محَالة.
علاج ذَلِك: أَنه إِذا كَانَت السدد قَوِيَّة مزمنة فأفصد الباسليق ثمَّ أعْطه الْأَدْوِيَة الْمُقطعَة كالسكنجبين العنصلى وطبيخ الغافت وطبيخ الترمس الني وطبيخ أصل الْكبر وأصول الْإِذْخر والرازيانج والكرفس والأنيسون واللك والفوة والسليخة ودهن اللوز المر وَهُوَ يفتح أَيْضا كنحو تفتيح هَذِه وَنَحْوه الغاريقون والجنطيانا والقنطوريون وَمَا ذكرنَا من المركبة فِي بَاب الأورام الصلبة فَإِن العلاج متفارب إِلَّا فِي التليين الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ هُنَاكَ من أجل الورم الصلب. قَالَ: والدواء الْفَاضِل للسدد هُوَ السرخس لِأَن المرارة غالبة عَلَيْهِ.
وَهَذَا الدَّوَاء عَجِيب لَهُ جدا وَهُوَ الدَّوَاء السنبلي: سنبل رومي ثَلَاثَة أَجزَاء أفسنتين جزؤ يدق ويعجن بِعَسَل وَيُعْطى وينفعهم أَيْضا حل الْبَطن بايارج فيقرا والبسبايج والأفسنتين والغاريقون وطبيخ البزور المدرو للبول.
فِي الدُّبَيْلَة فِي الكبد: إِن حدث فِي الكبد خراج يجمع فَإِن فَتحه بالحديد تلف فَالْوَاجِب أَن يضمد دَائِما بدقيق شعير وذرق الْحمام وتين مسلوق وبورق ويطعمون عسلاً مغلي وتيناً يَابسا وزوفاء وفوذنجا وَمَاء الشّعير مَعَ عسل وَيسْتَعْمل الْأَدْوِيَة المدرة للبول كي تميل الْمَادَّة إِلَى الكلى والمثانة فَإِن هَذَا اولى وَأوجب من أَن تميل نَحْو تجويفي الْبَطن والأمعاء واسقهم طبيخ الحاشا والزوفاء والفوذنج النَّهْرِي. لى أَو طبيخ القنطوريون أَو طبيخ الفراسيون فَإِنَّهُ مجرب وَإِن كَانَت الطبيعة يابسة فَحلهَا بحب الصَّبْر فَإِذا انْفَتح الورم وَمَال نَحْو الكلى والمثانة فَلَا تسْتَعْمل حِينَئِذٍ شَيْئا من الْأَدْوِيَة القوية بل أعطهم بزر الْبِطِّيخ وبزر القثاء وأصل السوسن وَكَثِيرًا وفانيذا وَمن الأغذية عسلاً ولبناً قد نشفت مائيته وبيضاً نيمرشتا وملوخيا وَمَاء الشّعير وَالشرَاب الحلو فَإِن انبعثت الْمدَّة إِلَى الأمعاء فَاسْتعْمل من العلاج مَا لَا يُطلق الْبَطن كَبِير إِطْلَاق وَلَا يشده فَإِن)
كَانَ الْخراج حَادِثا فِي غشاء الكبد فَإِنَّهُ إِذا تفتح ينصب فِي مابين الْحجاب والأمعاء فِي الْموضع الَّذِي فِيهِ يجْتَمع المَاء فِي المستسقى فافتح إِلَى جَانب الأربية الْيُمْنَى فَإِذا سَالَتْ الْمدَّة فواظب على الْخُرُوج. قَالَ: وجع الكبد والشوصة (ألف ب) فِي أول الْأَمر يتشابهان لِأَنَّهُ يلْزم الْجَمِيع ضيق نفس وسعلة فِي الترقوة الْيُمْنَى أَو(2/502)
الْجنب الْأَيْمن فَأَما بِآخِرهِ فُلَانُهُ يظْهر مَعَ وجع الكبد حمرَة فِي اللِّسَان وسواده وَتغَير الْجِسْم أجمع فِي لَونه وسحنته وَيظْهر مَعَ ذَات الْجنب النفث والسعال الظَّاهِر الْخَاص بِهِ وَيفرق بَينهمَا فِي أول الْأَمر أَن نبض ذَات الْجنب صلب وَيجب أَن تنظر فَإِن أحسست فِي الْجَانِب الْأَيْمن بورم فالعلة فِي الكبد إِلَّا انه لَيْسَ إِذا لم يحس بذلك لَيست الْعلَّة فِي الكبد لِأَنَّهُ يُمكن أَن يكون للورم فِي قعرها أَو فِي الحدبة فِي أَعْلَاهَا فَانْظُر أَيْضا فِيمَن يحس بوجع فِيمَا بَين الأضلاع أَو تحتهَا فَإِن كَانَ ينفث من سعاله شَيْئا أَحْمَر أَو متلوناً فالعلة ذَات الْجنب وَإِن كَانَ لَا ينفث فَلَيْسَ يُمكن أَن يحكم أَن لَيْسَ بِهِ ذَات الْجنب لِأَنَّهُ قد يُمكن أَن يكون ابتدائها أَو يكون من الَّتِي يعسر النفث فِيهَا وضيق النَّفس بِذَات الْجنب أولى فَإِذا أردْت أَن تقف بِالْحَقِيقَةِ هَل ذَلِك فَأمر العليل أَن يتنفس أعظم مَا يُمكنهُ من النَّفس ثمَّ سل هَل يحس بثقل مُعَلّق تَحت شراسيفه وأضلاعه فَإِن كَانَ كَذَلِك فَهُوَ وجع الكبد وَمَا ينبعث من الْبَطن فِي وجع الكبد بِخِلَاف مَا ينبعث فِي ذَات الْجنب إِلَّا أَنه رُبمَا لم يخرج من الْبَطن شَيْء يدل على ذَلِك وَلَا يحس بالحس فَحِينَئِذٍ لَا يبْقى عَلامَة النبض الصلب والعلامة الَّتِي أَمرتك بهَا بالتنفس الْعَظِيم.
مَجْهُول قَالَ: وَيحدث فِي الكبد أوجاع لصغرها فَقَط تقتصر على الأغذية اللطيفة القليلة وَيجْعَل ذَلِك مَرَّات شَيْئا بعد شَيْء. قَالَ: والورم الْحَار يعالج بالفصد وَمَاء الهندباء وَمَاء الشّعير وضماد الصندلين وسكنجبين فَأَما فِي الورم الجاسي الْبَارِد فبأقراص الأفسنتين ودواء الكركم والسنبل والقسط وَمَاء الْأُصُول ودهن اللوز المر وضماد الاصطماخيقون وكل الورم الصلب يؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء وَإِن حدث فِي الكبد ورم عَن ضَرْبَة فَخذ راونداً صينياً وفوة مِثْقَالا فاسقه كل يَوْم مِثْقَالا ثَلَاثَة أَيَّام وضمد بطين أرميى وماش مَجْمُوع بميبختج قد أنقع فِيهِ سفرجل وتفاح أَو لطخ الكبد بموميامى ودهن بنفسج فَإِن لم يكن هُنَاكَ برد. فبالزيبق فِي الْيَوْم مرَّتَيْنِ.
النبض الْكَبِير قَالَ: لَا يكون أبدا فِي الكبد ورم بلغمي لِأَن طباع الكبد تحيل البلغم.
دبيد ورد: سنبل سليخة قسط هندي زعفران دَار صيني حب بِلِسَان مر دِرْهَم دِرْهَم ورد)
سَبْعَة يعجن بترنجين قد غلى بِمَاء قد غلظ والشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء الهندباء والرازيانج جيد لورم (اليرقان) الثَّانِيَة من أَصْنَاف الحميات: أَصْحَاب اليرقان مَتى لم تنق أبدانهم من المرار حدثت عَلَيْهِم حميات وَذَلِكَ أَنه لابد للخلط المراري الَّذِي هُوَ ذَا تَدْفَعهُ الطبيعة عَن الْبدن إِذا هُوَ لم يخرج أَن يعفن فَإِن كَانَ سَبَب اليرقان ورماً فِي الكبد أَو سدداً فَإِنَّهُ كَاف فِي استجلاب الْحمى. لى سَمِعت الأطروش يَقُول: إِنَّه لم (ألف ب) ير شَيْئا أضرّ من اليرقان إِذا ترك وَلم يعالح فَإِنَّهُ قد رأى مَرَّات كَثِيرَة يكون بعقبه موت فَجْأَة.(2/503)
3 - (الْأَعْضَاء الآلمة)
الْخَامِسَة: لتنظر أَولا هَل يكون يرقان إِلَّا والكبد عليلة فَنَقُول إِنَّه قد يكون اليرقان على طَرِيق البحران والكبد سليمَة وَقد يكون كثيرا إِذا فسد الدَّم كُله من لذع الْهَوَام أَو عَن الْأَطْعِمَة الْمُوجبَة لذَلِك من غير أَن يكون فِي الكبد سدة وَلَا ورم حَار. قَالَ: قد يكون إِذا ضعفت المرارة عَن الجذب للخلط المري وَهَذَا الضَّرْب غير الأضرب الَّتِي ذَكرنَاهَا. قَالَ: وَقد يكون إِذا امتلات المرارة وَلم تقدر أَن تجذب من الكبد لذَلِك المره وَرُبمَا لم تقدر أَن تجذب لسدة فِي مجْراهَا أَو لضعف قوتها الجاذبة. لى إِنَّمَا قَالَ: غير تِلْكَ الضروب الثَّلَاثَة لِأَنَّهُ قَالَ فِي لحق كَلَامه هُنَاكَ: إِن اليرقان يكون عِنْد السدد فِي الكبد وَمَا يكون عَن طَرِيق البحران وَمَا يكون من السمُوم والأطعمة الرَّديئَة. قَالَ: تفقد فِي اليرقان مَا يخرج بالبول وَالْبرَاز والعرق فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ الثّقل شَدِيدا لانصباغ بالصفراء وَكَذَلِكَ الْبَوْل شَدِيد الصَّبْغ وَكَذَلِكَ الْعرق إِذا جمع فِي طرحها وَفِي الْحمام وَآخَرين لَيْسُوا كَذَلِك وَرَأَيْت رجلا أَصَابَهُ بحران بيرقان مكث فِيهِ وَلم يذهب فَلَمَّا تفقدت بَوْله وبرازه وجدتهما على تِلْكَ الْحَالة الطبيعية فَدلَّ ذَلِك على أَن الكبد سليمَة لَا عِلّة فِيهَا فقصدت إِلَى تَحْلِيل ذَلِك من الْجلد بالحمام بِالْمَاءِ الْحَار وَالتَّدْبِير الرطب وَأَن يجمع مَعَ رطوبته تلطيفاً للاخلاط فبرىء فَأَما من كَانَ يشكو مَعَ اليرقان مس الثّقل فِيمَا دون الشراسيف فَأنى أفتح سددهم بالأطعمة والأشربة والأدوية الملطفة ثمَّ أسهلهم مرّة صفراء بدواء قوي فيبرءون فِي مرّة وَمن لم يبرأ سقيته أَشْيَاء تفتح تفتيحاً أقوى ثمَّ أسهله إسهالاً قَوِيا حَتَّى أَنه يجد لذعاً وَتخرج مِنْهُ مرّة ينجليه فضلا عَن الصَّفْرَاء والحمراء فيبرءون الْبَتَّةَ وَالَّذِي يسْبق إِلَى ظَنِّي فِي مثله هَذَا)
اليرقان أَن المرارة امتلات فتمددت فَيعرض لَهَا مَا يعرض للمثانة إِذا امتدت من كَثْرَة الْبَوْل أَن يعصر الْبَوْل فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك يحْتَاج إِلَى شيءيخرج ذَلِك المرار مِنْهَا حَتَّى ترجع إِلَى حَاله الطبيعي اسْتَعِنْ بآخر هَذِه الْمقَالة إِن شِئْت.
الْمقَالة السَّادِسَة: إِذا اعتلت الكبد وَالطحَال حدث عَن ذَلِك يرقان أسود كَأَنَّهُ مركب من مرّة صفراء مخلوطة بفحم.
الميامر السَّابِعَة: اليرقان الْكَائِن على حد البحران الْجيد يذهب بالحمام سَرِيعا وبالدلك بالأدهان المحللة والأدوية الموسعة للمسام نَحْو دهن الشبث والبابونج ودهن الأقحوان وَنَحْوهَا من الأدهان. قَالَ: والأدوية الحارة تضر من بِهِ مِنْهُم حمى فَأَما من لَا حمى بِهِ وَبِه يرقان عَن سدة فتنفعه البزور المدرة للبول. قَالَ: من أَصَابَهُ يرقان بِسَبَب سدد فِي كبده فَإِنَّمَا تَنْفَعهُ الْأَدْوِيَة الَّتِي تجلو جلاءاً قَوِيا كَمَا أَن من أَصَابَهُ يرقان فِي كبده إِنَّمَا ينْتَفع بِمَا يشفي ذَلِك الورم فَإِن اجْتمعت سدد وورم فَيحْتَاج إِلَى أدوية تجلو وترخي وَيَنْبَغِي أَن تحذر عِنْد 3 ((ألف ب)) 3 (الْحمى والورم الْأَدْوِيَة القوية) والكائن عَن السدد يعالج وَيحْتَمل الْأَدْوِيَة القوية(2/504)
الْجلاء والحرارة فَأَما الورم فَلَا عصارة الهندباء وعصارة عِنَب الثَّعْلَب يشفي من بِهِ يرقان مَعَ حمى سِتّ أَوَاقٍ سنكجبين فَإِن لم تكن حمى فبشراب وَكَذَلِكَ إِن لم تكن حمى فاعط السنبل والفلفل والإذخر والأنيسون والدقو والقسط والسليخة وفوة الصَّبْغ وَنَحْوه مِمَّا يدْخل فِي سدد الكبد فَاسق من طبيخ الحمص وأصل الهليون وبزر الرازيانج يصلح لأَصْحَاب الْحمى وَيصْلح لَهُم البرشياوشان وَأما من لَا حمى بِهِ فَمثل هَذَا: لوز مر مِثْقَال بزر الرازيانج أَرْبَعَة مَثَاقِيل أنيسون أفسنتين مثقالان مثقالان سنبل هندي أسارون مِثْقَال مِثْقَال يسقى مِثْقَال بشراب معسل ثَلَاثَة قوانوس إِذا لم تكن حمى الْبَتَّةَ.
قَالَ: وَإِذا كَانَ الْجِسْم بِحَالهِ الطبيعة وَالْعين صفراء فليسق صَاحب الْعلَّة فِي الْحمى خلا فائقاً فَإِنَّهُ يسيل مِنْهُ صفراء كَثِيرَة وَيذْهب مَا بِهِ واسعطه بورق الْحَرْف أَو بعصارة قثاء الْحمار أَو بعصارة بخور مَرْيَم.
3 - (علاج اليرقان)
بالحمام والتكميد وتوسيع المسام واسقه طبيخ الْعُرُوق الصفر بشراب معسل أَو برشياوشان وفوة الصَّبْغ من كل وَاحِد نصف بشراب معسل.
أفلاذنوش فِي كتاب الْفُصُول: قد يكون اليرقان من سخونة مزاج الْعُرُوق نَفسهَا فتجعل الدَّم مرارياً تُؤْخَذ كزبرة الْبِئْر ونعنع وفوة الصَّبْغ بِالسَّوِيَّةِ فتطبخ بِسِتَّة أَمْثَالهَا مَاء حَتَّى يبْقى السُّدس ويصفى ويعطش العليل ويقام فِي الشَّمْس فيعرق حَتَّى يلتهب ثمَّ يسقى قوطولى مِنْهُ حَتَّى يعرق سَاعَة يشربه على الْمَكَان فَإِنَّهُ يعرق من سَاعَته ويتغير لَونه على الْمَكَان أَو خُذ كزبرة الْبِئْر جزئين مرا جُزْءا واسقه على الرِّيق فِي عقب الْحمام بِنصْف قوطولى شراب قَالَ: وافصد لليرقان الْعرق الَّذِي تَحت اللِّسَان وَإِن لم تَجِد فِيهِ شَيْئا من هَذِه العلاجات تَنْفَعهُ فأسهل بسقمونيا ثمَّ خُذ فِي الرياضة والتعريق والدلك وَالْحمام.
ثَانِيَة من الأخلاط: أَصْحَاب اليرقان يَنْتَفِعُونَ بِالنّظرِ إِلَى الْأَشْيَاء الصفر وَذَلِكَ أَنَّهَا تجتذب الصَّفْرَاء إِلَى ظَاهر الْجِسْم وتحلله.
الرَّابِعَة من الْفُصُول: الْآفَات الَّتِي تحدث بالكبد فَيكون مِنْهُ اليرقان ثَلَاثَة: الورم الصلب والورم الْحَار والسددإلا أَن الورم الصلب مرض طَوِيل مزمن يحدث على طول الْأَيَّام وَأما الورم الْحَار والسدد فقد يُمكن أَن يحدثا بَغْتَة.
الْمقَالة الْخَامِسَة: صَاحب اليرقان لَا تكَاد تتولد فِيهِ ريَاح لِأَن الْغَالِب على بَطْنه المرار فَلَا يكَاد يكون بَطْنه ضَعِيفا. قَالَ: وَقد يُمكن فِي الندرة أَن يتَوَلَّد فِيهَا الرِّيَاح إِذا ضعفت أحشاؤه.
السَّادِسَة: إِذا كَانَت الكبد فِيمَن بِهِ يرقان صلبة فَذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على أَن فِي الكبد ورما حاراً أَو جاسياً وَإِذا لم يكن مَعَه لِأَنَّهُ (ألف ب) فِي الكبد فقد يُمكن أَن يكون حُدُوثه من سدة عرضت فِيهَا يُمكن أَن يكون فِيهَا ذَلِك من أجل الطبيعة أَنَّهَا دفعت خلطاً كثيرا فِي الْعُرُوق إِلَى نَاحيَة الْجلد على طَرِيق البحران.(2/505)
الأولى من طبيعة الْإِنْسَان. إِذا سقيت من بِهِ يرقان بِسَبَب سدد فِي كبده دواءاً مسهلاً للصفراء بعد أَن يتَقَدَّم قتنقيه بالأدوية الفتاحة للسدد استفرغ مِنْهُ مَرَّات كَثِيرَة جدا وَبَطلَت علته على)
الْمَكَان وَقَالَ فِي كِتَابه فِي الْأَدْوِيَة المسهلة: إِنِّي بعد أَن أدهن بدن صَاحب اليرقان أَيَّامًا اسقيه الْمخْرج للصفراء فأبديه فِي مرّة أَن يكون يسقى مَا يفتح المجاري والسدد ويلطف أَيَّامًا ثمَّ يسهل.
فليغريوس فِي رسَالَته فِي اليرقان قَالَ: مرخ الْمعدة والكبد بدهن ورد وسداب وَمَاء التفاح يَوْمَيْنِ ليقوى الْموضع ثمَّ افصد ثمَّ دع أَيَّامًا وقو الْقُوَّة ثمَّ أسهل بِالصبرِ والسقمونيا ثمَّ اسْتعْمل مَدَرَة الْبَوْل فَإِن كَانَ الورم فِي الكبد فافصد بالعلاج إِلَيْهِ وَأمر صَاحبه باللهو فَإِن الْحزن يصفر وانهه عَن الْجِمَاع.
من كتاب الحقن: أَصْحَاب اليرقان لَا تكَاد طبيعتهم تنحدر وَمَا انحدر من رجيعهم فَهُوَ أَبيض وألوانهم صفر وَدَلِيل على ذَلِك على أَن الْمرة لَا تنصب إِلَى الأمعاء وَلكنهَا تجْرِي مَعَ الدَّم فِي الْعُرُوق.
الْيَهُودِيّ: إِذا كَانَ فِي اليرقان الْبَوْل غليظاً أَحْمَر فاعلموا أَن الْمرة لَا تنصب إِلَى الأمعاء لَكِنَّهَا قد أخذت فِي طَرِيق الْبَوْل وَتركت طَرِيق البرَاز واسق طبيخ الهليلج والسقمونيا والأفسنتين والإياريج فَيقْرَأ إِن لم تكن حمى. قَالَ: وَمِمَّا يخرج الْمرة الغليظة الغاريقون قد عجن فِي الْعَسَل والمحموم اسْقِهِ مَاء الهندباء والسكنجبين وَمَاء الْجُبْن والهليلج وَإِن كَانَت حرارة أَشد فأقراص الكافور والطباشير وعنب الثَّعْلَب وَمَاء الكشوث وأطعمه لب القثاء وَالْخيَار. قَالَ: والبسبايج نَافِع لليرقان. لى إِنَّمَا يعْنى لعلاج اليرقان لِأَنَّهُ يكون إِمَّا سدة فَلَا يصير المرار إِلَى المرارة فَعِنْدَ ذَلِك لَا يُؤمن أَن يحدث فِي الكبد ورم وَإِمَّا أَن يكون قد زَادَت الصَّفْرَاء فِي تولدها فَوق مَا تطِيق المرارة جذبه فَيصير الدَّم كُله صفراوياً فيورث اسقاماً لذَلِك.
أهرن: ينفع من اليرقان فصد الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان. قَالَ: واليرقان إِمَّا أَن يكون لبحران ويستدل عَلَيْهِ من أَن الْحمى مُتَقَدّمَة وَإِمَّا الذع الْهَوَام وَسَببه ظَاهر وَإِمَّا مَا لَيْسَ لَهُ باد فَمِنْهُ مَا يكون وَلَيْسَ فِي الكبد ورم الْبَتَّةَ وَلَا امْتنَاع من فعله وَيبرأ سَرِيعا بالأدوية الَّتِي تنفض سَرِيعا الصَّفْرَاء وَذَلِكَ أَن ذَلِك إِنَّمَا يكون لامتلاء المرارة دفْعَة وَلذَلِك يحدث هَذَا اليرقان بَغْتَة وَلِأَن يفْسد من الْجَسَد شَيْء أَكثر من أَن يصفر لَونه وَأما اليرقان الَّذِي مَعَه ثقل فِي الكبد أَو وجع فَإِن ذَلِك لسدد أَو لفساد مزاج حَار وَأما (ألف ب) فِي الكبد ليَكُون المولد فِيهِ صفراوياً يغلى غلياناً واليرقان الْأسود إِذا ألم الطحال مَعَ الكبد فَإِذا لم يجذب الطحال السَّوْدَاء صَار الدَّم سوداوياً. لى إِذا رَأَيْت فِي الحميات يرقاناً فِي الْعين فَاعْلَم أَن الكبد سوء مزاج حَار وَكنت)(2/506)
رَأَيْت ذَلِك فِي ابْن المنجم فَلَمَّا أَتَى بحرانه قَامَ من الْخَلْط الْمُشبه للدم الْأسود أَيَّامًا وَكَانَ بحراه بِهِ فَإِذا رَأَيْت ذَلِك فَعَلَيْك بتبريد الكبد مَا أمكنك فانى عَالَجت هَذَا بعلاج مبرد فأسهله ذَلِك الْخَلْط.
اهرن: اليرقان الْكَائِن من مرض حاد علاجه تَحْلِيله من سطح الْجِسْم وَكَذَلِكَ الَّذِي من لذع الْهَوَام وَأما الَّذِي يكون لامتلاء المرارة وَهُوَ الْكَائِن بَغْتَة بِلَا وجع وَلَا سوء مزاج فِي الكبد فَإِن صَاحبه يبرأ سَرِيعا مِمَّا يسهل الصَّفْرَاء أَو يدرها فِي الْبَوْل وَأما الْكَائِن مَعَ تَغْيِير فعل من أَفعَال الكبد أَو ثقل أَو وجع فِيهِ فَإِنَّهُ مُحْتَاج أَن يُقَابل بضده من المزاج ويحلل السدد وَإِذا انسد المجرى الْأَسْفَل من مجْرى المراة فَإِن النَّحْو يبيض وَذَلِكَ أَن المرار لَا ينصب إِلَى الأمعاء وَيكون فِيهِ مرار ويشتد عطشه وَإِذا كَانَ المرار ذَاهِبًا فِي الْعُرُوق فَإِن الْبَوْل شَبيه بالارجوان وَإِذا كَانَ العليل قَوِيا فافصده وينفع من اليرقان مَاء الْجُبْن والسقمونيا والهليلج الْأَصْفَر والغاريقون والبسبايج وَنَحْوهَا وَالصَّبْر والأفسنتين والغافت والأشياء المدرة للبول والكندس مَتى سقى مِنْهُ دِرْهَم أخرج اليرقان بالقيء.
اليرقان الباحوري لَا يحْتَاج إِلَى علاج أَكثر من الْحمام والدلك الْيَسِير وَإِذا كَانَ اليرقان مَعَ حمى وإسهال قوي مرى وَكَانَ بالعليل ثقل تَحت الشراسيف فِي الْجَانِب الْأَيْمن فَفِي الكبد ورم حَار وَمَتى لم يكن ثقل مَعَ ذَلِك وَإِنَّمَا هِيَ حرارة فِي هَذِه النَّاحِيَة وَحمى فَإِن فِي الكبد سوء مزاج وَمَتى كَانَ اليرقان بِلَا حمى وَكَانَ البرَاز أَبيض فَإِن السَّبَب انسداد مجاري المرارة أَو ضعفها. قَالَ: وَالْبَوْل فِي هَؤُلَاءِ شَدِيد الصَّبْغ. قَالَ: وَقد يكون يرقان لسوء مزاج حَار فِي الْأَعْضَاء الْأَصْلِيَّة كلهَا فتحيل غذاءها كُله إِلَى الْمرة كَمَا يكون حِين الْحمى إِذا تَغَيَّرت إِلَى ذَلِك. قَالَ: وَيعرف هَذَا اليرقان من أَنه لَا يكون قَلِيلا قَلِيلا. قَالَ: فانقل العلاجات الَّتِي فِي بَاب الكبد إِلَيْهِ إِن كَانَ سَبَب ذَلِك من الكبد. قَالَ: وَأما إِذا كَانَ اليرقان لسدد فافصد الْعرق من الْيُمْنَى أَو من الْكَفّ الْقَرِيب من الْخِنْصر وَاسْتعْمل الأضمدة الَّتِي تدفع الورم الْحَار والإسهال بالأيارج والحقن جَيِّدَة لهَؤُلَاء.
قَالَ: واسقهم على الرِّيق الْأَشْيَاء المدرة للبول والإفسنتين ويعظم نفع عصارة الفجل يسقى مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ أوقيتين وَنصف من خل خمر وَيشْرب أياريج فيقرا بالسكنجبين وَأما اليرقان الْعَارِض لسوء مزاج حَار فِي الْأَعْضَاء فَعَلَيْك بالتمريخ اللين والحمامات والرياضات المعتدلة)
وبالغذاء الَّذِي يبرد ويرطب كالهندباء والكرفس والسك وَالشرَاب الرَّقِيق وَإِن بقيت الصُّفْرَة فِي الْعين فَقَط فقطر فِي الْأنف عصارة قثاء الْحمار قد حبه مَعَ (ألف ب) لبن امْرَأَة فِي الْحمام وَيكون فِي الْحَوْض وَلَا يغوص رَأسه فِي المَاء ثمَّ يُؤمر بعد الْحمام بِالتَّدْبِيرِ الَّذِي يرد الْقُوَّة ويقطر ذَلِك فِي الْأنف فِي الشَّمْس أَو قطر فِي الْأنف عصارة بخور مَرْيَم أَو شونيذا وينشق خلا حاذقاً وَهُوَ وَاقِف فِي الآبزن وَإِن أمْسكهُ سَاعَة فِي أَنفه انْتفع بِهِ نفعا عَظِيما وأحدر فضولاً كَثِيرَة.(2/507)
شَمْعُون: إِذا كَانَت سدة فِي الْفَم الْأَعْلَى الَّذِي بِهِ يقبل المرار من الكبد أَو فِي الْأَسْفَل الَّذِي بِهِ ترفع الْمرة إِلَى الأمعاء يبيض الرجيع لَكِن إِذا كَانَ الْأَسْفَل أَبيض من يَوْمه لِأَن المرار يمْتَنع الْبَتَّةَ فَأَما إِذا كَانَ فِي الْأَعْلَى فَإِنَّهُ يبيض على الْأَيَّام لِأَن الْمرة الَّتِي فِي المرارة تصبغه أَيَّامًا حَتَّى يستفرغ مَا فِيهَا. لى السَّبَب فِي اليرقان إِمَّا أَن يكثر تولد المرار وعلامته ظُهُور اليرقان فِي النَّحْو فَيكون منصبغاً وَقد تقدمته أغذية وتدبير يُوجب ذَلِك وَإِمَّا لانسداد أحد الثقبين. قَالَ: إِذا كَانَت السدة فِي الْفَم الْأَسْفَل فَعَلَيْك بالإسهال بالإيارج والغاريقون والسقمونيا وَإِن كَانَ فِي الْأَعْلَى فِيمَا يدر الْبَوْل وَإِن كَانَ الدَّم كُله مرارياً فبالإسهال ثمَّ التطفئة وَمِمَّا يَنْفَعهُمْ لحم الْبَقر والسمك قريص وسكباج.
الْمقَالة الثَّالِثَة من جَوَامِع الْعِلَل والأعراض قَالَ: قد يعرض ضرب من اليرقان لسوء مزاج حَار فِي الْعُرُوق يقلب الدَّم إِلَى الصَّفْرَاء. الْإِسْكَنْدَر فِي كتاب الْمعدة قَالَ: قد يعرض ضرب من اليرقان لسوء مزاج حَار يقلب الدَّم من الصَّفْرَاء. قَالَ: قد رَأَيْت من بِهِ يرقان برىء بِاسْتِعْمَال النّوم. قَالَ: وَيكون اليرقان من ورم الكبد وَمن غَلَبَة الْحَرَارَة على الْجِسْم وَمن سدد تعرض فِي مجاري المرار من أخلاط لزجة وَهَؤُلَاء يبرءون من الْأَشْيَاء الملطفة المسخنة.
ابْن ماسويه فِي الحميات قَالَ: اليرقان يحدث عَن المرارة وَمن الكبد وَمن مجاري الْمرة وَمن الْعُرُوق كلهَا وَمن الأغذية والسموم وَمن البحران فَأَما فِي أَمر الكبد فَإِذا حدثت فِيهَا سدد أَو أورام صلبة تسد أَو رخوة تبطل قوتها وفعلها. لى. يجب أَن يعْطى على جَمِيعهَا عَلَامَات.
عَلامَة اليرقان الْحَادِث عَن الْعُرُوق أَلا يكون فِي الكبد ثقل وَلَا هُنَاكَ حرارة وَلَا عَطش.
وعلامة الْكَائِن عَن سدد الكبد: الثّقل فِي الكبد والتمدد والوخز.)
وعلامة الْكَائِن من فَسَاد مزاج الكبد الْحَار: شدَّة الْعَطش ويبس اللِّسَان والرجيع.
وَأما الْحَادِث عَن ورم حَار يكون مَعَ ذَلِك ثقل ووجع وتمدد يستسقى ذَلِك.
علاج اليرقان مَعَ الْحمى إِن كَانَ فِي الِابْتِدَاء فَعَلَيْك بالمبردة كَمَاء الشّعير مَعَ المدرة للبول كالسكنجبين وَالطَّعَام سرمق وسلق وَنَحْوه وتضمد الكبد بالصندلين دَائِما وَإِن كَانَ يعرض بعد النضج والانتهاء فاعط المدرة للبول وَلَا تخف كالأنيسون والرازيانج وأسهل صفراء واحمه واكحل الْعين بِمَاء الْورْد وَمَاء الكزبرة وَمَاء الثَّلج واسق هَذِه الأقراص: عصارة (ألف ب) غافت دِرْهَمَانِ زعفران دِرْهَم طباشير ثَلَاثَة ورد خَمْسَة بزر السرمق ثَلَاثَة بزر القثاء بزر الرجلة ثَلَاثَة يَجْعَل قرصاً ويسقى بالسكنجبين. لى لم أر شَيْئا أبلغ فِي اليرقان الَّذِي مَعَه سخونة شَدِيدَة(2/508)
والتهاب من تضميد الكبد بضماد الصندلين ويدام حَتَّى يحس بالبرد وَقد وصل إِلَى عمق الْجَسَد ويبرد بالثلج فَإِن المَاء يصبح أَبيض قَالَ: تعجن هَذِه الْأَدْوِيَة بِمَاء الفجل ويسقى بالسكنجبين أَو بِمَاء الرازيانج والهندباء والغذاء سمك بخل ودراج مطبوخ وطيهوج مصوص ولب القثاء وَالْخيَار والبطيخ الحامض والتفه وَمَتى طَالَتْ مُدَّة اليرقان بعد الْحمى وَلم تذْهب بِهَذِهِ العلامات فافصد الباسليق واسق طبيخ الهليلج والشاهترج وَالْأُصُول والغافت وَاجعَل بياضه الغاريقون وزن دِرْهَم يُؤْخَذ من أول اللَّيْل وَإِن كَانَت الْحَرَارَة شَدِيدَة فَاسق طبيخ الهليلج ثمَّ اسْقِ بعده مَاء الْجُبْن وَبعد ذَلِك مَاء الخس وَمَاء الهندباء مَعَ السكنجبين ابْن ماسويه: إِنَّه قد يعرض يرقان أسود عَن الكبد ويميز بَينه وَبَين الْحَادِث عَن الطحال وَإِن كَانَ شَدِيد السوَاد جدا فَإِنَّهُ من الطحال وَإِن كَانَ قَلِيل السوَاد فَإِنَّهُ من الكبد وَإِن كَانَ البرَاز أسود جدا فالطحال هُوَ الْأَلَم وَإِن كَانَ قَلِيل السوَاد فَإِنَّهُ من الكبد وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك الطحال وارماً فاليرقان عَنهُ وَقد يتَوَلَّد عَن ألم الكبد وَالطحَال مَعًا والعلامة مختلطة بَينهمَا فأعن بعلاج اليرقان الْأسود بالفصد من الباسليق من الْأَيْسَر ثمَّ بالإسهال بمطبوخ يَقع فِيهِ بسبايج وسقولوقندريون وأصول الْكبر والخربق الْأسود والشاهترج والإهليلجات والأفيثمون وَالزَّبِيب وبياضه إيارج وغاريقون وملح وَإِن كَانَ هُنَاكَ حمى فَاسق مَاء الكشوث والرازيانج وَمَاء ورق الطرفاء وَمَاء الفجل والسكنجبين واعطهم المصوص وَإِذا لم تكن حمى فَاسق بعد ذَلِك الْمَطْبُوخ لبن اللقَاح بالهليلج والفيثمون أَو مَاء الْجُبْن وغذهم بكبر بخل وَعسل واسقهم السكنجبين واعطهم المصوص والهلام. لى يخَاف اليرقان)
لِأَنَّهُ يؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء الزقى الَّذِي مَعَه حرارة سَرِيعا.
لى تفقدت فَوجدت ذَلِك يكون دَائِما مَعَ اليرقان الَّذِي يكون من سدد وورم فِي الكبد. قَالَ: وَاسْتدلَّ على اليرقان الباخورى بعد النضج وَسُكُون الْمَرِيض وخفة مَرضه. قَالَ: وَاسْتدلَّ على الْحَادِث لورم حَار فِي الكبد بثقل فِي الْجَانِب الْأَيْمن مَعَ حمى وَاسْتدلَّ على الْحَادِث من سدد بِأَن يكون ثقل بِلَا حمى وعَلى الْحَادِث من فَسَاد المزاج الْحَار فِي الكبد يُولد دَمًا صفراوياً بحرقة ولهيب وعطش بِلَا ثقل وعَلى الْحَار من أجل سَبَب الأغذية أَن يكون قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا كَانَ البرَاز فِي اليرقان أصفر بِحَالهِ فَإِن المرارة لَا آفَة بهَا وَالْعلَّة فِي الكبد فَإِن ابيض البرَاز فالآفة فِي علاج يرقان البحران (ألف ب) بِالْمَاءِ العذب السخن والمروخ بدهن البابونج والشبث وَالَّذِي عَن ورم الكبد فصد الإبطى فَإِنَّهُ لَا شَيْء أَنْفَع لورم الكبد من فصد الإبطى وَبعد ذَلِك مَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب والكشوث مَعَ السكنجبين فَإِذا ظهر النضج فأضف إِلَيْهَا صبرا وعصارة الغافت وغن كَانَت حرارة فَاسق مَاء الشّعير مَعَ مَاء الكشوث أَو مَاء الكرفس وضمد(2/509)
بضماد الصندلين إِن كَانَ اليرقان لفساد المزاج فأسهل بالهليلج الْأَصْفَر والشاهترج والأفسنتين وحشيش الغافت وأصول الكرفس والغاريقون وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ والإجاص وينفع مَاء الْجُبْن والسكنجبين وينفع التَّمْر الْهِنْدِيّ وسكر الْعشْر مَعَ مَاء الْجُبْن والهليلج الْأَصْفَر ثمَّ يستحمون وَيَأْخُذُونَ بعد ذَلِك المدرة للبول وَإِن حدث عَن سدة اسْتعْمل المفتحة كالقرص الْمُتَّخذ بلوز مر ولإسنتين وأسارون وأنيسون وغاريقون اسْقِهِ مِنْهَا مُدَّة ثمَّ أسهله ثمَّ عد إِلَى مَا يفتح ويلطف ثمَّ أسهل والقىء العنيف يفتح سدد الكبد وينفع الْكبر بخل والسلق بالخردل وخل الإشقيل وليأكل لُحُوم الطير بالصباغات الملطفة واسقهم خمرًا رَقِيقا وليحذروا الشِّبَع وَسُوء الهضم وَإِن كَانَت حرارة فماء الشّعير والسكنجبين وَمَاء الهندباء والسمك الصغار بخل وكرفس وفراريج بِمَاء الحصرم مَعَ الكرفس ولب القثاء وَالْخيَار وَمَتى لم يكن مَعَ اليرقان حمى فاعط القوية فِي إدرار الْبَوْل وتفتيح السدد كالقسط والجنطيانا والراوند والعرطينيثا وَنَحْوهَا فَأَما المحموم فَمَا وَصفنَا وَيصْلح لَهُ أَيْضا الأفسنتين والفوة والغافت وَشعر الْجِيَاد مَعَ تِلْكَ فَإِن هَذِه نافعة لليرقان جدا وَقد ينفض لليرقان نفضا قَوِيا الصَّبْر والسقمونيا وعصارة قثاء الْحمار والغاريقون والهليلج الْأَصْفَر وأسهله بهَا وَاسْتعْمل فِي اليرقان الْأسود مَا يخرج السَّوْدَاء.)
حب يسقى لليرقان جيد بَالغ: غاريقون سَبْعَة إيارج فيقرا بزر كشوث سِتَّة سِتَّة إهليلج أصفر وكابلى خَمْسَة خَمْسَة فيثمون إهليلج أسود أَرْبَعَة أَرْبَعَة ملح هندي سِتَّة بزر فجل سقمونيا ثَلَاثَة ثَلَاثَة أنيسون بزر كرفس بزر رازيانج دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ يعجن بِمَاء ورق الفجل ويحبب الشربة دِرْهَمَانِ فَإِذا تنقى الْجِسْم وَلم تبْق إِلَّا صفرَة فِي الْعين بعصارة قثاء الْحمار مَعَ لبن وعصارة سلق فَإِنَّهَا تنقي وبخور مَرْيَم وَنَحْوهَا اليرقان هُوَ أَن ينبث فِي الْجِسْم دم صفراوي وَيعرف ذَلِك بلون الْعين وَاللِّسَان وطعمه وَأبين مَا يكون فِي الْعين لِأَنَّهُ يظْهر على الملتحم سَرِيعا قبل أَن يحس بِهِ فِي سَائِر الْبدن قَالَ: هَذَا فافصد لَا إِلَى الْبَوْل الْأَحْمَر فَإِنَّهُ قد يكون يرقان الْبَوْل الْأَبْيَض.
من كتاب الدَّلَائِل: إِذا فَسدتْ مجاري الْمرة نفذ شَيْء مِنْهَا مَعَ الدَّم فصفر اللَّوْن وَبَقِي مِنْهَا شَيْء فِي الكبد فأكسبها سوء مزاج حَار يحرق الدَّم ويشيطه حَتَّى يكثر فِيهِ الصَّبْغ. لى فَهَذَا يجب أَن يُبَادر حِينَئِذٍ (ألف ب) بنفض الكبد وتبريدها لِئَلَّا يحدث ورم حَار وكل مَا كَانَ اليرقان الْبَوْل فِيهِ أَكثر وأميل إِلَى الصَّبْغ كَانَ أَحْمد وَإِذا كَانَ أقل صبغاً كَانَ أردى وأدل على الاسْتِسْقَاء كَانَ رجل بِهِ يرقان مَعَ عِلّة حادة بِهِ فسقيته مَاء الهندباء والسكنجبين فَأَصَابَهُ سعال قَالَ: فتحولت إِلَى أَن سقيته مَاء الْجُبْن فَكَانَ بَالغا فِيمَا أمرت.(2/510)
اليرقان مَعَ الْمَرَض الحاد بزر الهندباء وبزر الْخِيَار وبزر الرجلة يسقى مِنْهَا ثَلَاثَة دَرَاهِم كل يَوْم بأوقية من مَاء الهندباء وأوقية سكنجبين فَإِنَّهُ يدر الْبَوْل وينفع جدا.
من جَوَامِع تَدْبِير الأصحاء قَالَ: إِذا احتسبت الْمرة الصَّفْرَاء فَانْظُر فَإِن كَانَ ذَلِك من قبل سدد أسرعت التفتيح وَإِن كَانَ الضّيق عرض فِي مجارى المرارة لِكَثْرَة امتلاء الْأَجْسَام الْمُجَاورَة لَهَا فَانْظُر فَإِن كَانَ ذَلِك من أجل غلظ اسْتعْملت التَّدْبِير الملطف وَإِن كَانَ من أجل كثرتها اسْتعْملت الاستفراغ وَإِن كَانَ من قبل ورم حَار أَو ورم صلب فَذَلِك خَارج من حفظ الصِّحَّة وَإِن كَانَ من سَبَب سوء مزاج حدث فِيهَا رَددته إِلَى حَاله فَإِن كَانَ مُنْذُ حِين فَهُوَ مرض وَإِن عرض من انضمام الْآلَات الجاذبة للمرار من أكل أَشْيَاء قابضة فَمرَّة يتَنَاوَل الحلوة الدسمة وَمَتى كَانَ إِنَّمَا عرض من أجل الْأَشْيَاء المسخنة المجففة أمرت بتناول الْأَشْيَاء المبردة الرّطبَة. لى هَذِه أَجنَاس من اليرقان. لى مصلح لِابْنِ سرابيون: اليرقان ثَلَاثَة أَصْنَاف إِمَّا يكون لِكَثْرَة المرارة فِي الْجِسْم فَوق مَا كَانَ وَإِمَّا أَلا تجذب المرارة من الكبد وَإِمَّا أَن لَا تقذف بِهِ فِي الأمعاء وتولد المراريكثر فِي الْجِسْم بحرارة تغلب على الكبد إِمَّا لسوء مزاج وَإِمَّا لورم حَار وَإِمَّا لأغذية حلوة أَو دسمة أَو حريفة وَبِالْجُمْلَةِ حارة والجذب من الكبد يبطل إِمَّا بِسَبَب المرارة وَإِمَّا بِسَبَب الكبد فَإِذا كَانَ فِيهَا ورم إِمَّا صلب وَإِمَّا حَار وخاصة فِي الْموضع الَّذِي تفصل بِهِ رَقَبَة المرارة وَإِمَّا سدد فِي هَذِه الْمَوَاضِع وَإِمَّا من أجل المرارة فَإِذا حدث ورم فِي فمها الجاذب أَو سدة أَو ضعفت فقوتها الجاذبة تبطل إِمَّا لسوء المزاج وَإِمَّا لتمدد شَدِيد بَالغ من سدة امتلائية وَإِمَّا لِأَن الْقُوَّة الَّتِي بهَا تدفع المرار إِلَى الأمعاء فضعفت فَتبقى لذَلِك ممتلئة فَلَا تجذب وَذَلِكَ يكون لسدة أَو ورم أَو سوء مزاج أَو ضعف نَالَ المرارة من شدَّة التمدد فَجَمِيع هَذِه الْوُجُوه أَو جلها وَقد يحدث اليرقان على طَرِيق دفع الطبيعة للمرار إِلَى خَارج الْبدن وَقد يحدث عَن سموم الْحَيَوَان فَإِذا حدث اليرقان عَن سوء مزاج حَار فِي الكبد تبعه عَلَامَات أورام الْحَرَارَة فِي الكبد وَإِن كَانَ الورم حاراً تيعته أَعْرَاض الورم الْحَار وَإِن كَانَ صلباً تَبعته أَعْرَاض الورم الصلب وَإِن كَانَ لسدد حدث ثقل بِلَا حرارة فِي الْجَانِب الْأَيْمن وَيحْتَاج أَن يفصل بَين الورم الصلب وتحدد سَائِر العلامات والأدلة على مَا يجب وَإِذا كَانَ البرَاز أَبيض فَإِن مصب الْمرة قد بَطل يحرر هَذَا إِن شَاءَ الله وَإِن كَانَ الْبَوْل بِحَالهِ الطبيعي (ألف ب) فَإِن الوجع لَيْسَ فِي)
ابْن سرابيون: إِذا كَانَ البرَاز أَبيض فالعلة فِي مصب المرار وَإِن كَانَ الْبَوْل بِحَالهِ الطبيعي فَلَيْسَتْ الآفة فِي الكبد. مُفْرَدَات ج: الشنجار الَّذِي مِنْهُ أقل مرَارَة وَأكْثر قبضا جيد لليرقان وَهُوَ مَعَ ذَلِك لَا يبرد غاريقون يسقى من اليرقان الْحَادِث عَن سدد الكبد بزر القطف جيد لمن بِهِ يرقان من سدد كبده فوذنج نهرى جيد لليرقان الَّذِي من سدد فقاح إذخر نَافِع للورم فِي الكبد وَيدْفَع اليرقان عصارة الفراسيون يسعط بِهِ أَصْحَاب اليرقان فينفعهم غَايَة الْمَنْفَعَة وعصارة(2/511)
قثاء الْحمار مَتى سعط بِهِ من بِهِ يرقان نفع الكمافيطوس أَنْفَع الْأَدْوِيَة لمن بِهِ يرقان والغاريقون جيد لليرقان طبيخ الإفسنتين إِن سقى مِنْهُ ثَلَاث أبولسات شفى اليرقان البسبايج مَعَ الغاريقون وبزر الهندباء والأكشوث والسرمق وطبيخ الفوذنج يشفي اليرقان بِأَن شرب مَعَ شراب قسطس الخس مَتى سلق وَأكل مَعَ دهن حل أَبْرَأ اليرقان السرمق يبرىء اليرقان الْخِيَار والقثاء إِن أكل لَبنهَا يبرئان اليرقان القرع وماءه إِن شرب أَبْرَأ اليرقان الهندباء والأكشوث وعنب الثَّعْلَب والرازيانج يبرىء اليرقان. لى الكافور يبرىء اليرقان سمك سكباج يبرىء اليرقان مَاء الْجُبْن يبرىء اليرقان أبلغ من جَمِيع الْأَدْوِيَة إِن احتجت أَن تسهل بسقمونيا فألق فِيهِ فَإِنَّهُ عَجِيب.
الخور: الجندباستر جيد لليرقان. لى جَوَامِع تَدْبِير الأصحاء قَالَ: يحدث ضرب من اليرقان من أكل أغذية قابضة وَمن أَشْيَاء مسخنة مجففة لِأَن هذَيْن جَمِيعًا يضمان فَم الْمعدة والأوعية جدا وعلاجهما أما الأول فبالأشياء الدسمة والحلوة المرخية ليسترخي تِلْكَ الْمَوَاضِع وَأما الثَّانِي فبالتي تبرد وترطب وَيجب أَن تسئل أَولا إِذا رَأَيْت اليرقان لِأَنَّهُ إِمَّا أَن يكون لضعف الْقُوَّة الجاذبة فِي المرار وَإِمَّا لسدد فِي عمقها أَو ورم أَو لِضعْفِهَا يُحِيط بِهَذِهِ المجارى لَهَا إِمَّا لورم أَو لامتلاء.
لى أَكثر مَا يحدث لسدد الكبد وَقد يحدث لورم وَمَا كَانَ بِلَا حمى فَإِنَّهُ من السدد وَأما سَائِر اليرقان فَمَا رَأَيْته حدث فِيهِ فاعتمد على هذَيْن.
أهرن حب بليغ فِي نفض اليرقان: راوند عصارة أفسنتين والغافت نصف نصف سقمونيا ربع دِرْهَم يحبب بِمَاء الهندباء.
التَّاسِعَة من الميامر مصلح قَالَ: انْظُر فَإِن كَانَ اليرقان بعد حمى وَخفت بِهِ وَكَانَ فِي يَوْم باحورى فعالجه بالاستحمام والتمريخ بدهن مُحَلل فَأَما مَا كَانَ بورم فِي الكبد حَار فاحذر)
فِيهِ الْأَدْوِيَة القوية وَهَذَا يكون مَعَه حمى لِأَن مَا يضر بتهيج الْحمى أَكثر مِمَّا ينفع فِي توسيع مجارى الكبد فَأَما مَا كَانَ بِسَبَب سدد بِلَا ورم فَإِنَّهُ ينْتَفع بالقوية وَلَا حمى مَعَ هَذِه وَهَذِه هِيَ القوية الْجلاء كالجنطيان والعرطنيثا والراسن والقسط والراوند والجعدة والقنطريون وَإِن كَانَ اليرقان من سدة مَعَ ورم فَيحْتَاج (ألف ب) الورم إِلَى مَا يُرْخِي وللسدد إِلَى مَا يجلو فتركب من ذَلِك وليحذر الحارة مَعَ الْحَرَارَة.
مسيح: قد يكون يرقان عَن شدَّة حرارة المرارة والكبد. قَالَ: وَهَذَا يصفر مِنْهُ جَمِيع الْبدن خلا الْوَجْه فَإِنَّهُ يسود ويجف الْجِسْم مَعَ ذَلِك ويبيض اللِّسَان ويحتبس الْبَطن وينتفخ وَيكون الْبَوْل أَولا أَبيض رَقِيقا ثمَّ أَنه إِن تزايدت الْعلَّة غلظ واسود وَمن علاجه الفصد والتطفئة والتضميد بِمَا يطفىء والإغذاء بِمَا يعدل.
الخوز لليرقان: اسْقِ إِذا كَانَ الْبَطن لينًا رائباً بكعك وَإِلَّا فماء الْجُبْن.
حب يعْطى مِنْهُ كل يَوْم مَتى كَانَت الطبيعة معتلقة: إهليلج أصفر دِرْهَم صَبر ثلث دِرْهَم ورد عصارة غافت وأفسنتين وَرب السوس دانق بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب.(2/512)
التِّرْمِذِيّ: يُؤْخَذ إهال من عجل بِلَا زعفران وخل ثَقِيف ويلقى عَلَيْهِ مثله سكرا ويطبخ ويلقى عَلَيْهِ قَلِيل كافور وَيسْتَعْمل كالسكنجبين.
أبقراط فِي تَدْبِير الأسقام: من اليرقان ضرب سريع الإهلاك يرى فِي الْبَوْل شَبيه الكرسنة الْحَمْرَاء وَحمى وقشعريرة ضَعِيفَة ويضجر من الدثار وَالْكَلَام جدا ويجد عذرا فِي الْبَطن وثقلاً إِلَى أَرْبَعَة عشر فَإِن جَازَ سلم يَنْبَغِي أَن تحميه وتسقيه مَاء الْعَسَل وَشَرَابًا رَقِيقا عتيقاً وتواتر غذاءه ابْن اللَّجْلَاج: اليرقان رُبمَا عرض بَغْتَة وَالْأسود لَا يعرض بَغْتَة.
من الْكَمَال والتمام: إِن كَانَ اليرقان عَن الكبد وعلامته الصُّفْرَة فليفصد الباسليق إِن أمكن ويحتجم فِي الأخدعين ويسقى مَاء عِنَب الثَّعْلَب والكشوثاء والهندباء والرازيانج مَعَ أَرْبَعَة دَرَاهِم خيارشنبر مغلي مروقاً مَعَ سكنجبين سكرى أُوقِيَّة وتضمد الكبد بضماد الصندلين وَإِن كَانَ اليرقان عَن الطحال وعلامته السَّوْدَاء فافصد من الْأَيْسَر واحجمه وسقه مَاء الْبُقُول وَمَاء ورق الطرفاء وَالْخلاف واصرف الْعِنَايَة إِلَى الطحال وأطعمه سمكًا صغَارًا مطبوخة بخل ثمَّ يشرب بعد ذَلِك مَاء الْجُبْن بالهليلج والأفيثمون وَالْملح الْهِنْدِيّ وَالصَّبْر السقطرى وَمن الهليلج دِرْهَمَانِ أفيثمون دِرْهَم ملح دانق صَبر أسقوطرى ربع دِرْهَم)
يشربه أَيَّامًا وتكحل الْعين بِشَيْء من مَاء ورد وخل خمر بِالْغَدَاةِ والعشي.
لليرقان الَّذِي يضْرب إِلَى السوَاد: زبيب بِغَيْر عجم ربع كيلجة ورد يَابِس غير مطحون خَمْسَة دَرَاهِم كبابة ثَلَاثَة دَرَاهِم ينفع بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء الْحَار يَوْمًا وَلَيْلَة وَيُؤْخَذ مِنْهُ رَطْل وَاحِد وَيشْرب على الرِّيق فإنى رَأَيْت هَذَا أنجح فِي هَذَا الضَّرْب من اليرقان من مَاء الرازيانج والكشوث وعنب الثَّعْلَب يشرب على هَذِه الصّفة أسبوعاً.
لليرقان: اسْقِهِ درهما من رب السوس بسكنجبين فَإِنَّهُ نَافِع جدا.
لليرقان من سدد الكبد: اسْقِهِ درهما من عروق ودرهماً من أنيسون بمطبوخ أَبيض واسقه قُرُون الإيل محرقة دِرْهَمَانِ بِمَاء بَارِد على الرِّيق.
الْأَعْضَاء الألمة: اليرقان الزَّعْفَرَان (ألف ب) يدل على عِلّة فِي الكبد أَو فِي المرارة وَالْأسود يدل على عِلّة فِي الطحال اليرقان إِمَّا لالتهاب حرارة الكبد إِذا جعلت الدَّم مرارياً وَإِمَّا لِأَن الْخَلْط يَسْتَحِيل إِلَى المرارية فِي جَمِيع الْجِسْم وَإِمَّا لانتشار الْمرة على سَبِيل البحران والأخلاط تستحيل إِلَى المرار إِمَّا لرداءة مزاج أَو من سم حَيَوَان أَو دَوَاء قتال فَإِن كَانَ الْإِنْسَان جيد الأخلاط وَظهر بِهِ اليرقان بَغْتَة فَإِنَّهُ دَوَاء قتال أَو سم حَيَوَان وَإِن كَانَ رَدِيء الأخلاط رَدِيء التَّدْبِير وجاءه قَلِيلا قَلِيلا فَهُوَ لرداءة المزاج أَو من سم حَيَوَان.(2/513)
القوى الطبيعية قَالَ: قد داوينا من اليرقان بِأَن قصدنا أَولا لِلْعِلَّةِ الَّتِي فِي الكبد وأصلحناها ثمَّ نفضنا بعد الْبدن مِمَّا يخرج الصَّفْرَاء فبرؤا سَرِيعا قَالَ: وَقد نرى السقمونيا عيَانًا ينفع أَصْحَاب اليرقان.
ابْن ماسويه يطْعمُون سمكًا بخل ويفصدون الباسليق ويسقون طبيخ الإهليلج ثمَّ مَاء الْجُبْن.
الْيَهُودِيّ: مَتى اغْتسل بطبيخ برشياوشان أذهب اليرقان. وَقَالَ: إِذا كَانَ المَاء فِي اليرقان غليظاً فأسهل الْبَطن صفراء بِأَن تعطيه سقمونيا مَعَ سكر أَو طبيخ الهليلج الْأَصْفَر فَإِن كَانَ مَعَ الْحمى فليسق سكنجبيناً مسهلاً وَغير مسهل ثمَّ اسْقِ أقرصة الكافور والطباشير وَمَاء الْبُقُول بعد النفض وأطعمه سكباجاً ومصوص الفراريج ولب الْخِيَار والبسبايج جيد جدا لليرقان الَّذِي عَن سدد الكبد فَاسْتَعْملهُ فِي أطعمته وأسهله بِهِ وافصده واعطه حماض الأترج فَإِنَّهُ نَافِع لليرقان مَعَ شَيْء من طلاء فَإِذا أزمن وزعتق فَاسق دَوَاء الكركم بِمَاء الْأُصُول وأقراص الأفسنتين بِاللَّيْلِ وَمَاء الْجُبْن بالسقمونيا.)
فِي الترياق إِلَى قَيْصر: مَتى جففت الخراطين وسحقت وسقيت صَاحب اليرقان يهيأه من سَاعَته.
من كتاب الأخلاط قَالَ: استفرغ من أَصَابَهُ اليرقان المرار لكل حِيلَة بالإسهال والقيء وَمن الْأنف وَمن آلَات الْبَوْل صَاحب اليرقان يَنْفَعهُ النّظر إِلَى الْأَشْيَاء الصفر.
الْفُصُول: اليرقان إِن كَانَ عَن عِلّة الكبد إِمَّا من الورم الصلب وَإِمَّا من الفلغمونى وَإِمَّا من السدة والورم الْحَار والسدة يُمكن أَن يحدث فِي الكبد بَغْتَة وَأما الورم الصلب فَلَا يحدث إِلَّا على طول الْأَيَّام من كَانَ بِهِ اليرقان فَلَا يكَاد يتَوَلَّد فِيهِ ريَاح لِأَن المرار غَالب على الْبَطن وَالْبدن وَقد يُمكن أَن يتَوَلَّد فِيهِ ريَاح على الأَصْل إِذا كَانَ من ضعف أَعْضَاء الْبَطن لِأَن الرِّيَاح قد تتولد من ذَلِك أَيْضا إِذا كَانَ مَعَ اليرقان صلابة فِي الكبد فَذَلِك رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على أَن فِي الكبد ورماً جاسياً وَإِذا لم تكن مَعَه صلابة فَيمكن أَن يحدث عَن سدد أَو على طَرِيق البحران لى اليرقان الَّذِي مَعَ صلابة فِي الكبد يُورث الاسْتِسْقَاء.
الميامر: اليرقان قد يكون على جِهَة البحران الْجيد فِي الحميات عِنْدَمَا تدفع الطبيعة فضل الْمرة الصَّفْرَاء إِلَى نَاحيَة الْجلد وَهَذَا اليرقان يذهب سَرِيعا بِأَن يدْخل الْحمام ويتدلك بدهن حل ويتعالج بِسَائِر (ألف ب) الْأَدْوِيَة الَّتِي تصلح للمسام كدهن الشبث والبابونج والخروع وَمَا ينفع بِهِ من أَصَابَهُ هَذَا اليرقان من بعد هَذِه الْأَشْيَاء دهن عقيد الْعِنَب ودهن السوسن ودهن الأقحوان وَيكون اليرقان من السدد فِي الكبد وَمن الورم الْحَار فِيهَا وَلَا يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل البليغة فِي الْحَرَارَة فِي مداواة من بِهِ يرقان مَعَ حمى مثل الجنطيان والراسن والقسط والزراوند والجعدة والقنطوريون وَهِي عَظِيمَة النَّفْع جدا فِي موَاضعهَا. لى مَوَاضِع هَذِه حَيْثُ يحْتَاج(2/514)
أَن تفتح السدد وَلم تكن حرارة غالبة. قَالَ: وَمن أَصَابَهُ يرقان من أجل ورم فِي كبده فَإِنَّمَا يَنْفَعهُ من الْأَدْوِيَة مَا ينقي ذَلِك الورم كَمَا أَن من أَصَابَهُ يرقان من أجل سدد فِي عروق كبده تَنْفَعهُ الَّتِي تجلو جلاءا قَوِيا وَلَو كَانَ أثر الدَّوَاء بَينا جدا فِيهَا وقوتها حارة هَذَا مَا ذكرت بِعَيْنِه. قَالَ: فَإِن اجْتمعت سدة وورم فتحتاج إِلَى أدوية ترخي وتجلو مَعًا وَاحْذَرْ الْأَدْوِيَة القوية الشَّدِيدَة الضرطة الَّتِي فِيهَا الدوائية بَين جدا وقوتها حارة تَأْخُذ قشر حَنْظَلَة فيسخن فِيهَا شراب أَو سكنجبيبن فيسقى صَاحب الْحمى السكنجبين وَمن لَا يحْتَمل ذَلِك الشَّرَاب عصارة الهندباء الدقاق البستاني سِتّ أَوَاقٍ يسقى من بِهِ يرقان مَعَ حمى وحدة وَمن لَا حمى بِهِ بشراب ثَلَاثَة قوانوش)
عصارة عِنَب الثَّعْلَب قوانوش ويسقى بشراب مثله.
آخر يصلح لمن لَا حمى بِهِ: سطرونيون ملعقة يسقى بِثَلَاث أَوَاقٍ قوانوش مَاء عسل.
آخر: حمص قسط برسياوشيان حفْنَة أصُول الهليون مَا سِتَّة أقساط ينقع ويصفى ويسقى دَائِما من لَا يحم بشراب وَمن يحم وَحده.
قرص لليرقان إِذا كَانَ فِي الكبد سدد: لوز مر وبزر الرازيانج أَرْبَعَة مَثَاقِيل أنيسون أفسنتين من كل وَاحِد مثقالان سنبل هندي أسارون مِثْقَال يدق وينخل وَيعْمل بِمَاء أقراصاً يسقى مِثْقَالا وَلمن لم يكن محموماً بشراب. لى إِن لم تكن الْحمى قَوِيَّة فَإِنَّهُ يُمكن أَن يسقى مِنْهُ بعصير الهندباء وعصير عِنَب الثَّعْلَب. قَالَ: وَمَتى كَانَ الْجِسْم كُله على الْحَال الطبيعية وَكَانَت العينان وَحدهمَا صفراوين فأدن من الْأنف خلا ثقيفاً مِقْدَار ملعقة وَاحِدَة ومره أَن يجتذبه بالتنفس فَإِنَّهُ يمِيل من أَنفه صفراء كَثِيرَة وأسعطه بعصارة قثاء الْحمار وَلبن امْرَأَة ليجذبه مَا أمكن أَو بورق الْحَرْف الطري وَمِمَّا يفعل فِي اليرقان فعلا حسنا عصارة الْعُرُوق الصفر إِذا شربت أَو كزبرة الْبِئْر أَو فوة الصَّبْغ يسقى نصف مِثْقَال أَو مرَارَة الذِّئْب وأصول الحماض وأقمه فِي الشَّمْس ومشه سَاعَة حَتَّى يحمى ويعطش ثمَّ اسْقِهِ طبيخ كزبرة الْبِئْر فَإِنَّهُ يعرق من سَاعَته عرقاً أصفر فَإِن طبخت مَعَه نعنعاً وفوة الصَّبْغ فَهُوَ أَجود فِي عقب الْحمام واسقه على الرِّيق ورق السلق المجفف سِتَّة مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل فَإِن استصعبت الْعلَّة فأسهله بالسقمونيا.
ابْن ماسويه فِي إصْلَاح (ألف ب) الْأَدْوِيَة المسهلة: خَاصَّة الصَّبْر إذهاب اليرقان.
الْأَعْضَاء الألمة: يكون من البحران وسموم الْهَوَام وَألا تجتذب المرارة الْمرة فتسري فِي الْجِسْم مَعَ الدَّم وإمساكها عَن الجذب وَيكون إِمَّا لسدد وَإِمَّا لضعف قوتها الجاذبة وَإِمَّا لامتلائها وَإِمَّا لسدد تعرض فِي الكبد نَفسه وَإِمَّا لضعف مجاري المرارة الَّتِي لَهَا إِلَى الكبد هَذَا من ضعف الْقُوَّة الجاذبة إِلَى المرار وَانْظُر إِلَى المرار. قَالَ: وَإِذا كَانَ يجد مَعَ اليرقان مس الثّقل فِي جَانِبه الْأَيْمن داوهم بِمَا يفتح السدد من الكبد من الأغذية والأدوية الملطفة ثمَّ(2/515)
اِسْقِهِمْ مَا يسهل الصَّفْرَاء بعد ذَلِك فيبرءون فِي إسهال وَاحِد فِي يَوْم وَاحِد وَمن لم يَنْفَعهُ الدَّوَاء المسهل سقيته شربة تفتح تفتيحاً أقوى وأسهله ثَانِيَة بدواء أقوى فِي جذب الصَّفْرَاء حَتَّى أَن العليل ليصيبه فِي آخر إسهاله لذع شَدِيد جدا وَتخرج مِنْهُ نيلجية ويسبق إِلَى ظنى فِي هَؤُلَاءِ أَن مرارتهم مَمْلُوءَة من المرار امتلاءاً تمددت وضعفت عَن الدّفع كَمَا تدفع المثانة عِنْد التمدد بِكَثْرَة الْبَوْل وَالَّذين كَانَ)
بهم اليرقان على بحران لما بَقِي بهم من اقلاع الْحمى وَرَأَيْت أبوالهم وبرازهم غير مراري علمت أَن الْمرة الَّتِي انتشرت فِي الْجلد فِيهَا غلظ ثمَّ لم يقدر أَن يخرج مِنْهُ امرتهم أَن يجلسوا فِي حمات حارة وَفِي مياه حارة وقوتها محللة وأمرتهم أَن يتدبروا تدبيراً رطبا وَيجمع إِلَى رطوبته أَن تلطف الأخلاط تلطيفاً معتدلاً فبرؤا.
الساهر: مَاء الْجُبْن جيد لليرقان الَّذِي عَن الكبد إِذا سقى بسقمونيا وإهليلج. لى اليرقان يدل على سدد الكبد ضَرُورَة لِأَنَّهُ إِنَّمَا يكون لِأَن المرارة لَا تجذب الصَّفْرَاء لِضعْفِهَا وَإِمَّا لِأَن المرارة قَوِيَّة لَكِن قد حدث فِي الكبد غلظ فِي ذَلِك الْموضع منع أَن يُمكن المرارة أَن تجتذب على الْعَادة والمرارة لَا تجذب الصَّفْرَاء إِمَّا لِضعْفِهَا وَإِمَّا لامتلائها وامتلاؤها يكون لِأَنَّهَا يدْفع مَا فِيهَا إِلَى الأمعاء على الْعَادة لضعف تِلْكَ الْآلَات وَلَا بُد فِي هَذِه الْأَحْوَال أَن يبْقى الصَّفْرَاء فِي الكبد وَالدَّم فَيفْسد مزاج الكبد إِن طَال أمره وَيصير فِيهَا غلظ حَار.
أهرن: إِذا كَانَت السدة فِي المجرى الَّذِي فِي أَسْفَل المرارة الَّذِي مِنْهُ تنصب الْمرة إِلَى الأمعاء أَبيض الرجيع وَكَانَ الْفَم مرا وَاشْتَدَّ الْعَطش وَمَتى كَانَت السدة فِي المجرى الْأَعْلَى الَّذِي مِنْهُ يجتذب الْمرة كَانَ الْبَوْل لذَلِك كالأرجوان غليظاً أَحْمَر وَالْبرَاز أصفر وَرُبمَا أورث القولنج الشَّديد لِأَن الْمرة كلهَا تنصب إِلَى الأمعاء لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ لَا تجتذب الصَّفْرَاء.
قَالَ. واسق من كَانَ بَوْله أَحْمَر غليظاً عشرَة مَثَاقِيل من الهليلج ودانقى سقمونيا وَإِن كَانَ ضَعِيفا فدانقاً وستارى ترنجين بطبيخ الهليلج ويمرس فِيهِ الترنجين والسقمونيا وَيُعْطى ذَلِك. قَالَ: فَإِن هَذَا يخرج الصَّفْرَاء وَالْحر. قَالَ: واسقه مِثْقَالا من الغاريقون وَإِن كَانَ مَعَ حمى فاسقه الهندباء وَإِن كَانَت الْحَرَارَة قَوِيَّة فاسقه مَاء الشّعير وأطعمه القرع (ألف ب) والقطف وَمَاء الْجُبْن أَيْضا يَنْفَعهُمْ والسكنجبين.
حب خَاص باليرقان: سقمونيا وصبر وغاريقون وبورق أرميني بِالسَّوِيَّةِ يسقى مِنْهُ دِرْهَم تركيب هَذِه بِالسَّوِيَّةِ لَيْسَ بموافق لَكِن يُؤْخَذ ربع دِرْهَم سقمونيا دِرْهَم غاريقون دِرْهَم صَبر دانق بورق وينفع من اليرقان قطع الْعُرُوق الَّتِي تَحت اللِّسَان وَإِذا لم تكن مَعَ حرارة فَعَلَيْك بالمدرة للبول اللطيفة.
سرابيون: اليرقان يحدث إِمَّا لِأَن الكبد تولد المرار أَكثر من الْعَادة قلا يقيىء المرارة باجتذابهم على الْعَادة وَإِن كَانَت صَحِيحَة وَإِمَّا لِأَن عنق المرارة الجاذب للمرة ضعف عَن الجذب فَلَا)
تجذب لِأَنَّهُ عِنْد ذَلِك يكون الدَّم مرارياً وَتَكون المجارى الَّتِي تدفع بهَا المرارة(2/516)
إِلَى الأمعاء منسدة أَو يكون حَيْثُ أَفْوَاه المرارة الجاذبة للصفراء فِي الكبد سدد وَقد يكون اليرقان من السمُوم وَمن الأغذية الدسمة المولدة للمرة وَيكون بخارياً وَيكون فلغموني فِي الكبد وَقد يكون من اليرقان أسود وأصفر وَإِذا كَانَ اليرقان عَن فلغموني فِي الكبد ظَهرت مِنْهُ عَلَامَات الورم الْحَار فِي الكبد من الْحمى والعطش وَإِذا كَانَ من سوء مزاج الكبد الْحَار المولد للمرار بِلَا ورم حدث فِي الْجَانِب الْأَيْمن لذع ووجع بِلَا ثقل وَإِذا كَانَ من سدد ظهر الثّقل بِلَا حمى وَإِذا كَانَ المرار أصفر مرارياً فَإِن ذَلِك لَيْسَ لضعف المرارة عَن دفع المرار وَلَا جذبه لَكِن لِكَثْرَة توليد المرار فِي الكبد فَذَلِك اليرقان كَبِدِي وَإِذا كَانَ الثّقل أَبيض فَإِن الْعلَّة لِأَن المرارة لَا تجتذب المرار وَإِمَّا لِأَنَّهَا لَا تَدْفَعهُ إِلَى الأمعاء وَإِن كَانَ الْبَوْل مرارياً فالعلة إِمَّا سدد فِي الكبد وَإِمَّا انسداد فَم المرارة الجاذبة وَإِن كَانَ الْبَوْل على حَاله الطبيعي فَلَيْسَ بالكبد عِلّة. لى هَذَا خطأ لِأَنَّهُ لَا يكون الْبَوْل فِي اليرقان بِحَالهِ إِلَّا فِي الباخور وَفِي آخِره عِنْد يقايا فِي سطح الْجِسْم فَقَط وَإِمَّا مَتى كَانَ فِي الْبَطن الْعلَّة فِي الكبد أَو فِي الماسريقا فَلَيْسَ يجوز أَن يكون الْبَوْل بِحَالهِ وَذَلِكَ أَنه لَا بُد لَهُ أَن يكون الدَّم الَّذِي ذهب إِلَى الْجِسْم مائيته أَكثر مرارية. قَالَ: عالج اليرقان الباحوري بالاستحمام بِالْمَاءِ العذب المسخن الممزوج بالأدهان المحللة كدهن البابونج والشبث والحادث عَن فلغموني فِي الكبد بفصد الباسليق ثمَّ يعالج بِمَاء الهندباء والكشوث والسكنجبين فَإِذا انحط الورم فأضف إِلَى مَاء الْبُقُول الصَّبْر وعصارة الغافت واسق أَيْضا فِي الِابْتِدَاء مَاء الشعيرمع مَاء الْعَسَل والكرفس وَاسْتعْمل الأضمدة الْبَارِدَة والمطبوخ من الهليلج والشاهترج والأترج والتفاح والإجاص والأفسنتين وَالتَّمْر الْهِنْدِيّ وحشيش الغافت وأصل السوس والغاريقون والتربد والإيارج وَالْملح الْهِنْدِيّ فَإِن هَذَا ينفض المرار وَيفتح سدد الكبد وينفع مَاء الْجُبْن الْمُتَّخذ بسكنجبين مَعَ الهليلج الْأَصْفَر وسكر الْعشْر وَالْملح الْهِنْدِيّ وَاسْتعْمل الْحمام بعد هَذِه وإدرار الْبَوْل وَإِذا كَانَ سدد بِلَا حمى فَاسْتعْمل (ألف ب) اللوز المر والأسارون والأنيسون وَنَحْوهَا والفوة وَمَا ذكرنَا فَإِن لم ينفع الدَّوَاء المسهل فِي علاج اليرقان فَاعْلَم أَن ذَلِك لِأَن مجارى الْمرة منسدة فاعطه بِمَا يفتح زَمَانا ثمَّ عد فِي الدَّوَاء المسهل فَإِنَّهُ يخرج مرَارًا كثيرا والقيء رُبمَا فتح سدد الكبد بعنف الْحَرَكَة وينفع الْكبر بخل فِي سدد الكبد وَالطحَال وَاحْذَرْ الشِّبَع وَسُوء الهضم وينفع الَّذين الْغَالِب عَلَيْهِم الْحَرَارَة السّمك بالخل والقرع والقطف والدراج بِمَاء)
الحصرم والفروج ولباب الْخِيَار والأدوية الَّتِي تنفض اليرقان وَهِي الصَّبْر والسقمونيا وعصارة قثاء الْحمار والغاريقون والهليلج الْأَصْفَر وَإِن كَانَ اليرقان أسود فَاسْتعْمل فِي ذَلِك مَا ينفض السَّوْدَاء وَيفتح سدد الكبد وَالطحَال فَإِذا رَأَيْت لون اليرقان أصفر أَخْضَر أسود فَإِن الطحال عليل مَعَ الكبد.
حب لليرقان جيد: غاريقون سَبْعَة دَرَاهِم إيارج فيقرا وبزر كشوث وملح هندي سِتَّة سِتَّة بزر السرمق وإهليلج أصفر خَمْسَة خَمْسَة بزر الفجل سقمونيا ثَلَاثَة ثَلَاثَة أنيسون دِرْهَمَانِ(2/517)
يحبب بِمَاء ورق الفجل الشربة دِرْهَمَانِ وَنَحْو ذَلِك. فَإِذا حصل اليرقان فِي الْجلد وَالْعين فَاسْتعْمل للجلد الْحمام وللعين السعوط بعصارة قثاء الْحمار وَنَحْوه السلق والخل وَأما اليرقان الْأسود فَإِنَّهُ يتَوَلَّد عَن الطحال وتعرفه من يرقان الكبد يتَقَدَّم وجع الطحال وَبِأَن يخرج فِي البرَاز دردى أسود وَقد يحدث اليرقان ممتزجاً عَن الكبد وَالطحَال فَيكون اللَّوْن بَين اللونين وعلاج ذَلِك نفضه مَرَّات بمطبوخ متخذ من الإهليلج والشاهترج والبسبايج والأفيثمون والغاريقون وتميل إِلَى الْأَغْلَب فَإِن كَانَ الطحال فبالأدوية المخرجة للسوداء وَإِلَّا فالصفراء وَإِن كَانَت حرارة رجعت إِلَى مَاء الْبُقُول وَمَاء الْجُبْن وسقيت مَعهَا ورق الْكبر والسكنجبين فَإِن لم تكن حمى سقيت لبن اللقَاح.
أقربادين سرابيون لليرقان مجرب: سقمونيا أَرْبَعَة دَرَاهِم هليلج سِتَّة دَرَاهِم عصارة غافت دِرْهَمَانِ ينخل بعد الدق الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء الهندباء وسكر. ج: المنتخوشة نَافِع لليرقان والانجوشا الَّذِي يُسمى ابلوقيا جيد لليرقان وَهُوَ بَارِد وَافقه د: وَهُوَ يسْقِيه بِمَاء القراطين.
أطهورسفس: مَتى شرب من بَوْل الصّبيان سكرجة أَبْرَأ اليرقان سَرِيعا قرن الإيل المحرق إِذا شرب مِنْهُ فلنجاران مَعَ كثيراء نفع من اليرقان فِيمَا قَالَ د.
وَقَالَ ج: قد زعم قوم أَن قرن الإيل إِذا شرب مِنْهُ مسحوقاً محرقاً مغسولاً ملعقتان نفع من بولس: الاشقال نَافِع من اليرقان إِذا أَخذ مِنْهُ ثَلَاث أبولسات بِعَسَل وشراب العنصل نَافِع لليرقان فِيمَا قَالَ د عصارة الأفسنتين أَو طبيخه مَتى شرب مِنْهُ عشرَة أَيَّام كل يَوْم ثَلَاثَة قوانوش شفى اليرقان وشراب الأفسنتين نَافِع من اليرقان. د: الحلتيت إِن اسْتعْمل مَعَ التِّين الْيَابِس نفع)
(ألف ب) من اليرقان. روفس: البصل يذهب باليرقان: البابونج يذهب باليرقان وطبيخ كزبرة الْبِئْر نَافِع من اليرقان طبيخ الجعدة إِن شرب نفع من اليرقان. د: شَجَرَة الحضض مَتى طبخت بخل أبرئت اليرقان وَيُقَال إِن الحضض نَفسه يفعل ذَلِك إِذا شرب مسحوقاً د: طبيخ الحضض الْأسود نَافِع من اليرقان أصل الحامض مَتى طبخ بشراب وَشرب ورقه أَيَّامًا نفع من اليرقان وورقه نَافِع. ج: طبيخ الكشوث نَافِع من اليرقان وأصل الحماض نَافِع من اليرقان.
ابْن ماسويه: الكبريت مَتى شرب مِنْهُ فلنجاران بِمَاء أَو مَعَ بَيْضَة نفع من اليرقان. ج: شراب الكماذريوس نَافِع من اليرقان.(2/518)
د: ثَمَرَة لبنى لوطى مَتى شربت بِالشرابِ والفلفل نَفَعت من اليرقان. د: السنبل الاقليطى إِذا شرب بطبيخ الأفسنتين نفع من اليرقان وَقَالَ: السرمق مَتى شرب بِمَاء القراطن نفع من اليرقان بولس: لبزره قُوَّة منقية لليرقان الَّذِي من سدد فِي الكبد. ج: قد اسْتعْمل قوم عروق الصباغين مَعَ الأنيسون سقمونيا بشراب أَبيض لليرقان ثَمَرَة الكاكنج تشفي اليرقان بإدرار الْبَوْل. د: مَاء ورق الفجل نَافِع من اليرقان وخاصة إِن شرب بالسكنجبين.
ابْن ماسويه: وبزره يفعل ذَلِك الفراسيون ينقي اليرقان من المنخرين.
اريباسيوس: أصل بخور مَرْيَم إِن سقى مِنْهُ ثَلَاث مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل ودبر صَاحبه وَجعل فِي بَيت حَتَّى يعرق نفض اليرقان كُله بالعرق ج: إِنَّه يفعل ذَلِك وَلَا يَنْبَغِي أَن يشرب مِنْهُ أَكثر من ثَلَاثَة مَثَاقِيل ويحتال فِي تعريقه بعد الشَّرَاب لَهُ طبيخ شَجَرَة مَرْيَم إِذا غليت وَشرب مَاؤُهَا نفع من اليرقان نفعا عَظِيما. د: وَيجب للَّذين يشربونه أَن يستحموا فِي كل يَوْم وعصارة الفوذنج تَنْفَع أَصْحَاب اليرقان على الْوَجْه الَّذِي تنفعهم الْأَدْوِيَة الْمرة الفتاحة لسدد الكبد وَالطحَال وَمَاء الفوذنج نَافِع من اليرقان الصفراوي والسوداوي الغليظ.
ابْن ماسويه: مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء نقي اليرقان عصارة قثاء الْحمار إِن اسْتَطَعْت بهَا د وَج: بزر القطف إِنَّه لَا يَخْلُو من الْجلاء فَلذَلِك هُوَ نَافِع من اليرقان الْحَادِث من أجل سدد)
الكبد.
ابْن ماسويه: هَذِه البقلة نافعة من اليرقان إِذا أكلت وخاصة بزرها فَإِنَّهُ أَنْفَع وأصل الرازيانج الْجبلي يشفى من اليرقان والغاريقون يشفى الْحَادِث عَن سدد الكبد. د: وَقَالَ: ابْن ماسويه: إِن الْأَدْوِيَة الَّتِي تَنْفَع من اليرقان إِن كَانَ من خلط غليظ سنبل الطّيب بعد نخله مِثْقَال بِمَاء ورق الفجل وبزر القطف ثَلَاثَة دَرَاهِم بسكنجبين أَو خُذ من جَوف بصل الفأر بعد شيه دِرْهَمَيْنِ بالسكنجبين أَو يُؤْخَذ صَبر وأفسنتين مِثْقَال مِثْقَال بِمَاء الفوذنج النَّهْرِي أَو اسْقِهِ الكمافيطوس وفوة الصَّبْغ من كل وَاحِد مِثْقَالا بِأَرْبَع أَوَاقٍ من مَاء الفجل أَو مثله من السكنجبين (ألف ب) أَو اسْقِهِ من اسقولوقندريون وجعدة مِثْقَالا وَمن الصَّبْر الأسقطرى درهما بسكنجبين ثَلَاث أَوَاقٍ مَعَ مَاء الفجل المعصور فَإِنَّهُ نَافِع.
ابْن ماسويه: روفس: رجيع أَصْحَاب اليرقان يكون أَبيض.(2/519)
اسحاق: الْحَادِث من اليرقان على طَرِيق البحران عالجه بالحمام بِالْمَاءِ الفاتر العذب والتمسح بدهن البابونج وبدهن الشبث وَنَحْوهَا والحادث من أجل سدد تكون فِي الكبد أَو ورم فبرؤه برؤ تِلْكَ السدد أَو الورم ثمَّ الإسهال بعد ذَلِك بِمَاء يخرج الصَّفْرَاء كالصبر والسقمونيا وأدوية اليرقان بزر السرمق بالسكنجبين وَأكل السرمق اسفيدباجا ومرقته وطبيخ البرسياوشان. مَجْهُول: ابدء بفصد الباسليق بالإسهال وَاجعَل فِي المسهل مَا يدر الْبَوْل وَإِن كَانَ صفراء فبمَا يخرج الصَّفْرَاء وَإِن كَانَ أسود فبمَا يخرج السَّوْدَاء وَمن أدويته الأفسنتين والجنطيان والثوم الْبري والقنطوريون والراوند المدحرج والطويل وكزبرة الْبِئْر وأصل الحماض الْبري وبزر الجزر وسنبل الطّيب وكرنب مُفْردَة أَو مَجْمُوعَة الشربة مِثْقَال على قدر الْحَاجة وَالِاحْتِمَال وَيَمْشي قبل الطَّعَام ليعرق وَيَأْكُل طَعَاما لطيفاً ويستحم بعد الْعرق بِمَاء فاتر إِلَى الْحَرَارَة وَيمْسَح جلده ببورق وبدردي الْخلّ المسحوق فِي الْحمام ويتعرق فِيهِ عرقاً كثيرا وَيَأْكُل مَعَ الْبُقُول أصل السوسن الآسمانجوني والبرنجاسف والأقحوان والسليخة والفجل الدَّقِيق والسمك الصغار وَلحم القنابر الْبَريَّة الْيَابِسَة الْمَوَاضِع جَيِّدَة لَهُ جدا ويغلى فِي شرابه بزر رازيانج لِأَنَّهُ يلين الْبَطن ويدر الْبَوْل وَمَاء الحمص يَنْفَعهُ والهندباء والطرخشقون والشاهترج والسلجم والبصل والخردل والثوم والكرفس والشبث والكمون والجعدة والإشقال والحلتيت يَجْعَل فِي ملحه وَمن الْفَاكِهَة السفرجل وَحب الآس والزعرور والتفاح وَيشْرب شرابًا إِلَى الْبيَاض وَلَا يشرب الحلو الْأسود ويسعط)
بعصارة قثاء الْحمار وعصارة بخور مَرْيَم والمزمن من ذَلِك يسعط بِوَزْن دانق شونيز وَدِرْهَم من مَاء السلق وَيَأْكُل الرُّمَّان المز دَائِما فَإِنَّهُ نَافِع لَهُ جدا والحمص المقلو بملح ويسقى بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب بِثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء اللبلاب أوقيتان وخيارشنبر يلين بَطْنه بِهِ فَإِنَّهُ جيد لِأَنَّهُ ينفض الْمرة الْمُحْتَرِقَة ويضمد ضماداً يبرد كبده إِن احْتَاجَ إِلَى التبريد الشَّديد وينام بِاللَّيْلِ على البزقطونا بِمَاء رمان مز وَالطَّعَام ماش مقشر والسرمق والخس والقرع وَيشْرب مَاء الرُّمَّان والحصرم والسكنجبين أَجود شَيْء لَهُ والهندباء والكشوث ولب الْخِيَار والقثاء والكرفس والكزبرة وَإِن لم يكن مَعَ اليرقان حمى جعل لَهُ فِي اللبلاب وعنب الثغلب نصف مِثْقَال من الصَّبْر واسقه فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام حب المحلب المقشر من قشرته.
لليرقان بِلَا حمى: صنوبر كبار ثَلَاثَة دَرَاهِم زبيب منزوع الْعَجم خَمْسَة كبريت أصفر نصف مِثْقَال أفيثمون بزر الكرفس الْجبلي حمص أسود كندر أَبيض من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ يدق وينخل من جَمِيعهَا دِرْهَم وَنصف بِمَاء الرازيانج وَمَاء الفجل (ألف ب) من كل وَاحِد أوقيتان مغلي مصفى ويداف فِيهِ الدَّوَاء وَيشْرب كل يَوْم حَتَّى يبرأ وَإِذا كَانَ مَعَ حمى وحرارة نَفعه دَوَاء قد كتبناه فِي بَاب الكبد.
صفة دَوَاء ينفع الكبد الحارة واليرقان الَّذِي مَعَ حمى اسْتِخْرَاج: اليرقان قسمه(2/520)
الطَّبَرِيّ والكندري ثَلَاثَة إِمَّا على طَرِيق البحران وَلَا يعالج وَأما الَّذِي مَعَ حرارة وَحمى ويعالج بالأضمدة المبردات وبالمبردة.
فيلغرغورس فِي كِتَابه فِي اليرقان قَالَ: مرخ الْمعدة والكبد أَيَّامًا بالأدهان القابضة المبردة الطّيبَة فَإِذا قويت فافصده فَإِن الفصد بَالغ فِي تحلبل سدة الكبد ثمَّ غذه أَيَّامًا بلحوم الدَّجَاج وَالْبيض والكشك وشراب الأفسنتين ثمَّ أسهله بِالصبرِ والسقمونيا وَشَيْء من ملح فَإِنَّهُ خَاص بِهَذِهِ الْعلَّة وَلَا تسْتَعْمل الشَّرَاب الْكثير فَإِن الشَّرَاب الْكثير يهيج الأحشاء ويهيج فِيهَا ورماً أَو فِي غَيرهَا من الْأَعْضَاء وَاسْتعْمل إدرار الْبَوْل وَإِن كَانَ فِي الْمعدة أَو فِي الكبد أَو فِي الطحال ورم فضمد بِمَا يحله ويجتنب حِينَئِذٍ الشَّرَاب وَاجعَل الأغذية سريعة النضج وَاسْتعْمل الحقن فِي الْأَيَّام وَالْحب الْمَعْمُول بعصارة الكرنب عِنْد النّوم فَإِنَّهُ ينقي الكبد جدا وينقيها أَيْضا الكندس والكبريت مَتى شرب فِي بَيْضَة والرياضة المعتدلة والأشياء المعطشة تستعملها فِي الْحمام كعصارة السلق وعصارة قثاء الْحمار أقوى مَا فِيهَا وعصارة بخور مَرْيَم اسْتَعِنْ بِبَاب الكبد فَإِن فِيهِ أقراصاً)
وَغير ذَلِك وعلامات مَا تحْتَاج إِلَيْهَا هَاهُنَا.(2/521)
(الاسْتِسْقَاء وَفَسَاد المزاج) (وَالْمَاء الَّذِي ينصب عَن نفاخات الكبد إِلَى الْبَطن) قَالَ ج: فِي الرَّابِعَة عشر من حِيلَة الْبُرْء: إِن المَاء تَحت باريطون.
لى إِذا كَانَ كَذَلِك فالأمعاء تسبح فِي جَوْفه.
من الاسْتِسْقَاء جنس حُدُوثه من برد الْبدن ونقصان الْحَرَارَة الغريزية وَالَّذِي ينزف الدَّم أَو يشرب ماءاً بَارِدًا أَو يكثر فِي بدنه الْخَلْط الَّتِي تَحت هَذَا الْجِنْس قَالَ: بُرْؤُهُ الحمات المجففة وَمَاء الْبَحْر نَافِع للاستسقاء لِأَنَّهُ يجفف تجفيفاً قَوِيا وَيجب أَن يكون فِيهِ نَهَاره كُله فَإِن لم يجد مَاء الْحمة فَخذ مَاء وملحاً واحرقه فِي الشَّمْس الحارة مُدَّة حَتَّى يصير زعافاً مرا. لى يطْرَح فِي المَاء ملح وَيتْرك فِي الشَّمْس مُدَّة طَوِيلَة واجعله بِقدر لَا يسلخ الْجِسْم.
الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: الاسْتِسْقَاء يُبَادر ورم الكبد الصلب قبل أَن يستحكم وَلَا يُمكن أَن يكون استسقاء دون أَن يعْمل الكبد إِلَّا أَنه لَيْسَ يكون أبدا عِنْد حُدُوث الآفة فِي الكبد حدوثاً أولياً لَكِن قد يتَأَدَّى من بعض الْأَعْضَاء إِلَيْهِ برودة يبردها إِمَّا من الطحال وَإِمَّا من الكبد وَإِمَّا من الْمعدة والأمعاء وخاصة الصَّائِم فَإِن كل وَاحِد مِنْهَا إِذا برد تصل الْبُرُودَة مِنْهَا إِلَى الكبد فَإِن الْبُرُودَة من هَذِه تصل إِلَى الماسريقا وَمن هَذِه إِلَى الكبد وَأما الرئة والحجاب الف ب والكلى بالبرودة تصل مِنْهَا إِذا هِيَ بردت إِلَى الْجَانِب المحدب اسْتَعِنْ من هَاهُنَا بِهَذِهِ الْمقَالة فِي الثَّانِي مِنْهَا فَإِنَّهُ قد ذكر جالينوس حَال السدد.
وَقَالَ: قوم ظنُّوا فِي عِلّة الاسْتِسْقَاء ظنا غير مُوَافق كُله لما يظْهر فِي العيان وَجُمْلَة ذَلِك أَن الْعُرُوق الَّتِي فِي الْجَانِب المقعر من الكبد يَنْتَهِي أطرافها إِلَى حدبة الكبد إِلَى أَطْرَاف ضيقَة جدا كالشعر وَالْعُرُوق الَّتِي فِي حدبة الكبد يَنْتَهِي أطرافها إِلَى أَطْرَاف هَذِه وَتَأْخُذ الدَّم من هَاهُنَا وَإِذا حدث فِي هَذِه الْأَطْرَاف من الْعُرُوق الَّتِي من الْجَانِب المقعر ورم صلب ضَاقَتْ أَكثر مِمَّا هِيَ فَلَا يصل من الدَّم إِلَى الْجِسْم حِينَئِذٍ إِلَّا المائي مِنْهُ. قَالَ: وَهَذَا لَيْسَ بِحَق وَذَلِكَ أَنه إِن كَانَ يجب أَن يرجع الدَّم الغليظ إِذا إِلَى الأمعاء وَيخرج من أَسْفَل وَقد نرى فِي جَمِيع الاسْتِسْقَاء لَا يبرز الدَّم من الْبَطن الْبَتَّةَ وَالْبدن كُله أَو الْموضع الَّذِي تنزل الأحشاء إِلَيْهِ والصفاق مَمْلُوء مَاء وَأبين من ذَلِك أَنه كثيرا مَا يحدث الاسْتِسْقَاء وَلَيْسَ بالكبد ورم الْبَتَّةَ بل لبرد الكبد فِي نَفسهَا)(2/522)
كَمَا يحدث عَن شرب ثلج فِي غير وقته أَو عِنْد برد الطحال أَو الكلى أَو المعى الصَّائِم وَنَحْوه أَو عِنْد استفراغ الدَّم الْكثير من الْحيض والبواسير فَإِن فِي جَمِيع هَذِه الكبد لَا ورم بهَا وَالِاسْتِسْقَاء مَوْجُود فَالْأولى أَن تظن أَن سَبَب الاسْتِسْقَاء برد الكبد إِذا كَانَ لَا يكون فِي حَال فيعدم الاسْتِسْقَاء لِأَن الكبد أصل توليد الدَّم فَإِذا بردت أَيْضا الْعُرُوق فَصَارَ الدَّم الْمُتَوَلد فِيهَا مائياً وَلم يقبل فِي الْعُرُوق نضجاً ثَانِيًا لَكِن تبقى مائيته. قَالَ: وَالَّذِي يستسقى من برودة كبده بِالْمَاءِ الْبَارِد ويشتهى الطَّعَام شَهْوَة قَوِيَّة على مِثَال مَا يشتهيه من برد فَم معدته.
الْخَامِسَة قَالَ: قد يعرض الاسْتِسْقَاء بعقب الْأَمْرَاض الحادة إِذا كَانَت الكبد فِيهَا آفَة من سوء مزاج يَابِس حَتَّى يصير الكبد مَعَه فِي حد لَا يُمكنهَا إِن تغير الْغذَاء إِلَى الدَّم.
3 - (جَوَامِع مَنَافِع الْأَعْضَاء)
الكبد الحارة جدا يتَوَلَّد عَنْهَا استسقاء فِي سرعَة مَعَ حمى. الْمقَالة الأولى من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ قولا: يجب مِنْهُ بِهَذَا الَّذِي أَقُول: إِنَّه قد يكون ضرب من الاسْتِسْقَاء يكون ذَلِك لضعف الكلى عَن جذب مائية فَينفذ الدَّم من الكبد مائياً وعلامته أَن يكون مَعَ ثقل فِي الْبَطن وَقلة مِقْدَار الْبَوْل علاج هَذَا إسخان الكلى بالضماد وإدرار الْبَوْل والتعرق فِي الْحمام عرقا الكلى يتصلان بالعرق العميق بعد إِن يطلع حدبة الكبد قَالَ ذَلِك فِي الْأَعْضَاء الألمة فِي هَذَا الْموضع وَفِي الْخَامِسَة عِنْد ذكر الكبد فِيمَا احسبه قد شَككت فاقرأه واقرء الَّتِي قبلهَا وَبعدهَا اجْتنب فِي الاسْتِسْقَاء الطبلي الْحُبُوب والغذاء المنفخ وَفِي الزقى شرب المَاء والبقول والأغذية المرطبة وَفِي
3 - (الْعِلَل والأعراض)
إِذا حدث استسقاء بَغْتَة فَإِن كَانَ الْجِسْم يذوب وينخل فَاعْلَم انه قد حدث فِي الْبدن ذوبان فعجزت (ألف ب) الكلى عَن جذبه وَلم ينصب إِلَى الأمعاء لرقته وخاصة إِن كنت قد رَأَيْت فِي البرَاز اخْتِلَافا كثيرا مثل مَاء اللَّحْم فَعِنْدَ ذَلِك تقوى الكلى على الجذب وَبرد الْبدن لتذهب الذوبانات.
أرخيجانس قَالَ: يسقى قوانوس من بَوْل الْمعز وَمن السنبل مِثْقَال أَو اسْقِهِ شرابًا أَبيض قد أنقع فِيهِ قثاء الْحمار واسقه نُحَاسا محرقاً وسداباً وخرؤ الْحمام وملحاً قَلِيلا واسقه وزن دِرْهَم فِي الشَّمْس دَائِما ورؤوسهم مغطاة ومرخهم بالزيت وَالْملح وَاضْرِبْ الْمَوَاضِع المنتفخة مِنْهُم بمثانة منفوخة كل يَوْم دَائِما فَإنَّك إذافعلت ذَلِك بهم ضمرت تِلْكَ الْمَوَاضِع ونقصت واشرط مَا يَلِي كعابهم واثقبها وأجلسهم على كرْسِي فَإِنَّهُ يسيل مِنْهُم رطوبات كَثِيرَة.
الأولى من الأخلاط: الاسْتِسْقَاء اللحمي يقْصد فِيهِ لاستفراغ الْبدن من البلغم بالإسهال أَولا ثمَّ بالقيء ثمَّ بالغرغرة لِأَن البلغم فِيهِ منبث فِي الْجِسْم كُله فَاسْتعْمل استفراغه(2/523)
من جَمِيع النواحي واسقه أَيْضا مَا يقطع ويسخن فتدر بهَا الْعرق وَالْبَوْل وَبِالْجُمْلَةِ فَإنَّا نستعمل جَمِيع أنحاء الاستفراغ للبلغم أَلا ينبث فِي جَمِيع الْبدن وَأما الزقى فَإنَّا لَا نَفْعل ذَلِك لِأَن المَاء مَحْصُور فِي مَوضِع وَاحِد وَلَكنَّا نفصده بالأدوية الَّتِي تسهل المَاء كَمَا نفصد فِي اليرقان إِلَى الْأَدْوِيَة الَّتِي تسهل الصَّفْرَاء. تقدمة الْمعرفَة الثَّانِيَة قَالَ: الاسْتِسْقَاء مَعَ الْأَمْرَاض الحادة ردىء وَذَلِكَ أَن صَاحبه لَا يتَخَلَّص من الْحمى الشَّدِيدَة ويألم ألماً شَدِيدا وَيكون ذَلِك مَعَ ثقل. قَالَ: وَأكْثر مَا يكون الاسْتِسْقَاء لمشاركة الكبد للكلى وللطحال وللمعى الصَّائِم أَو لجداول الأمعاء الَّتِي تُؤدِّي الْغذَاء إِلَى الكبد أَو الْمعدة فَإِن الكبد يتَّصل بالكلى وَالطحَال والمعدة والأمعاء بعروق عِظَام وَبَعضهَا تماسها وَقد يعرض الاسْتِسْقَاء من الطحال إِذا حدث فِيهِ ورم عَظِيم تألم بِسَبَبِهِ الكبد قَالَ: وَبِالْجُمْلَةِ فَجَمِيع أَسبَاب الاسْتِسْقَاء تحدث عَن ضعف الْقُوَّة المولدة للدم إِذا قصرت عَنهُ كَمَا يعرض للمعدة فِي ضعف الهضم. قَالَ: الاسْتِسْقَاء الَّذِي يعرض من أجل أَن جداول الكبد المنفذة للغذاء إِلَيْهِ أَو المعى الصَّائِم إِذا كَانَ فِيهَا ورم حَار يعرض مَعَه ذرب طَوِيل لَا ينْحل بِهِ شَيْء من الْمَرَض وَذَلِكَ أَن الْغذَاء لَا ينفذ إِلَى الكبد على الْعَادة فَيكون مَعَه ذرب وَينصب أَيْضا من ذَلِك الورم الْحَار صديد إِلَى الأمعاء يحثها على الدّفع وَتَكون بطونهم فِيهَا)
وجع وانتفاخ والوجع يكون من اجل الورم الْحَار واللذع وَأما انتفاخه فَإِن الأمعاء تمتلئ ريحًا نافخة بِسَبَب بطلَان الهضم وَتثبت هَذِه الرّيح فِي الْبَطن لضعف الْقُوَّة الدافعة. لى بَان من كَلَامه هَاهُنَا أَن الاسْتِسْقَاء الَّذِي يحدث من الكبد زقى وَعَن فَسَاد الْمعدة والأمعاء طبلي وَأما الاسْتِسْقَاء الْكَائِن عَن ورم الكبد فَيعرض لصَاحبه أَن تَدعُوهُ نَفسه إِلَى أَن يسعل ثمَّ لَا ينفث شَيْئا يعْتد بِهِ إِلَّا رُطُوبَة قَليلَة دموية وَلَا ينْطَلق بَطْنه وَلَا يخرج مِنْهُ إِلَّا شَيْء يَابِس صلب باستكراه ويجد فِي بَطْنه أوراماً بَعْضهَا (ألف ب) فِي الْجَانِب الْيمن وَبَعضهَا فِي الْجَانِب الْأَيْسَر وَيظْهر أَحْيَانًا وَلَا يلبث أَن تغيب ثمَّ تعود إِنَّمَا يعرض لَهُ السعال لِأَن ورم الكبد أبدا يدافع الْحجاب فَيعرض لَهُ ضيق فِي نَفسه شبه مَا يعرض لمن فِي رئته شَيْء فيزيد السعال فَإِذا سعل علم أَن ذَلِك الضّيق لَا يَتَّسِع عَلَيْهِ بسعاله وَلَا ينفث شَيْئا لَهُ قدر وَلَكِن رُطُوبَة رقيقَة مائية بِمَنْزِلَة الزّبد فَهَذَا هُوَ الْفَصْل بَين الاسْتِسْقَاء من الكبد وَالْآخر الَّذِي تقدم ذكرهَا وَأما بَطْنه فُلَانُهُ لشدَّة الْحَرَارَة يبس بعض رطوباته من أجل الورم الْحَار فِي الكبد وَبَعضهَا يسير إِلَى الفضاء الَّذِي دَاخل الصفاق فَيكون مَا ينزل لذَلِك صلباً باستكراه.
الْفُصُول الأولى: الاسْتِسْقَاء مَعَ الْحمى مرضان متضادان وَيجب أَن يقْصد لأشدهما وأخوفهما وَإِن كَانَ يزِيد فِي الْأُخَر فَإِن ذَلِك مِمَّا لابد مِنْهُ إِن امكنك أَلا تغفل الآخر بِمَا ينفذ بِهِ فافعل.(2/524)
الْفُصُول الرَّابِعَة قَالَ: إِذا كَانَ بانسان استسقاء فَجرى فِي عروقه مَاء إِلَى بَطْنه انحل مَرضه. قَالَ: من كَانَ بِهِ مغص وأوجاع حول السُّرَّة ووجع فِي الْقطن دَائِما لَا ينْحل بدواء مسهل وَلَا يُغَيِّرهُ فَإِن امْرَهْ يؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء الطبلي لن هَذَا الوجع إِذا ثَبت فِي هَذِه الْمَوَاضِع لم ينْحل بالإسهال وَلَا يُغَيِّرهُ من العلاج فَإِن فِي هَذِه الْأَعْضَاء سوء مزاج رَدِيء قد استولى عَلَيْهَا جدا وَإِذا طَال الوجع آل إِلَى الاسْتِسْقَاء الطبلي وَلم يقل لم ذَلِك وَهَذَا يحْتَاج إِلَى نظر واستسقاء فَأَما إِن كَانَ هَذَا يظْهر بالتجربة هَكَذَا فغن ابقراط خليق أَن يكون لم يقل إِلَّا لذَلِك.
السَّادِسَة: إِذا دفعت طبيعة المستسقى من ذَاتهَا مَا انْقَضى بذلك مَرضه. قَالَ: وَمن يجْرِي مِنْهُ من المستسقى مَاء كثير دفْعَة هلك وَرُبمَا حدثت عَلَيْهِم حمى بل تحدث فِي الْأَمر الْأَكْثَر وَيتبع ذَلِك غشى وَمَوْت.
قَالَ: ذَلِك يعرض للمستسقين لِأَنَّهُ ينفش مِنْهُم روح كثير. لى يَعْنِي بخاراً حاراً لطيفاً. قَالَ: وَلِأَنَّهُ مَا دَامَ المَاء فِي الْبَطن فَهُوَ يحمل ثقل الورم الجاسي الَّذِي فِي الكبد فَإِذا استفرغ دفْعَة)
ارجحن وجذب مَعَه الْحجاب والصدر إِلَى أَسْفَل إِذا عرض للمستسقين سعال بِلَا سَبَب يُوجب السعال كالنزل وَغَيرهَا لَكِن من نفس علته ولغلبة المَاء وكثرته فَإِنَّهُ هَالك وَذَلِكَ أَنه يدل على إِن المَاء قد بلغ إِلَى قَصَبَة الرئة وأشرف على الاختناق. لى هَذَا قَول سمج وَذَلِكَ إِن المَاء تَحت الْحجاب فَكيف يبلغ قَصَبَة الرئة وَلَكِن الأولى فِي ذَلِك أَن كَثْرَة المَاء يزحم الْحجاب جدا فيضيق لذَلِك النَّفس فيهم السعال لظن العليل أَن ذَلِك يَنْفَعهُ كالحال فِي سعال الكبد. ج: إِذا كَانَ ذَلِك دَائِما أَبرَأَهُ قَالَ: فِي الْفَصْل الَّذِي قَالَ فِيهِ ابقراط من تحيز فِيهِ بلغم فِيمَا بَين الْمعدة والحجاب انه لَا يُمكن يدْخل هَذَا البلغم إِلَى الْعُرُوق كَمَا تدخل الرُّطُوبَة الرقيقة المائية فِي أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء فِي الْعُرُوق فَيجْرِي فِي الْبَوْل. قَالَ: يجب أَن تعلم أَن على رأى أبقراط (ألف ب) لَا يَنْبَغِي أَن تطلب للأشياء مجاري لِأَن الطبيعة عِنْده إِذا كَانَت قَوِيَّة دفعت مَا تُرِيدُ دفْعَة وَلَو فِي الْعِظَام.
أبقراط: مَتى امتلئت كبده ماءاً ثمَّ انفجر ذَلِك المَاء إِلَى الغشاء الْبَاطِن امتلا بَطْنه مَاء وَمَات. ج: إِنَّه قد يحدث بِهِ نفاخات لماء فِي ظَاهر الكبد أَكثر من حُدُوثه فِي سَائِر الْأَعْضَاء وَإِنَّمَا تتولد هَذِه النفاخات فِي الغشاء الْمُحِيط بالكبد فقد نرى فِي كثير مِمَّا نذبح من الْحَيَوَان نفاخات فِي أعلي كبده مَمْلُوءَة من ذَلِك المَاء فَإِن اتّفق فِي بعض الْأَوْقَات أَن تنفجر هَذِه النفاخات فَإِن ذَلِك المَاء ينصب فَيصير فِي الفضاء الَّذِي فِي جَوف الغشاء الممتد على الْبَطن(2/525)
فِي الْموضع الَّذِي يجْتَمع فِيهِ فِي المستسقين المَاء وَأما إِلَى الْحجاب الْبَاطِن الَّذِي هُوَ الثرب فَلَا يُمكن أَن ينصب تَحْتَهُ المَاء دون أَن يحدث فِيهِ ضرب من التأكل وَذَلِكَ لِأَن هَذَا الغشاء مُتَّصِل من جَمِيع نواحيه لَا جَوف فِيهِ وَلَا ثقب وَلَا يُمكن أَن يدْخل فِيهِ شَيْء من عُضْو من الْأَعْضَاء سوى الْمعدة والقولون وَالطحَال أَن يحدث فِي هَذَا الغشاء تَأْكُل فِي الْجَانِب الْيمن مِنْهُ عِنْد الكبد. قَالَ: وَأما من انصب هَذَا المَاء فِي بَطْنه مَاتَ فَإِنَّهُ يَعْنِي بالبطن هَاهُنَا جَمِيع الفضاء الَّذِي تَحت الْحجاب إِلَى عظم الْعَانَة وَقد يرى هَذَا الْموضع بِأَنَّهُ مَمْلُوء مَاء من أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء ة قد يسلمُونَ فَلَيْسَ يُمكن إِن نستفرغ أَيْضا هَذِه الرُّطُوبَة كَمَا نستفرغ من المستسقين بالأدوية المسهلة والأدوية المدرة للبول والضمادات الَّتِي شَأْنهَا أَن تحلل الرُّطُوبَة.
من أزمان الْأَمْرَاض قَالَ: أنزل أَنه حدث فِي بعض النَّاس فِي الْجَانِب المقعر من الكبد ورم متحجر يخفي عَن الْحس مُدَّة مَا ثمَّ إِن نُفُوذ الْغذَاء إِلَى الْبدن فسد من غير أَن يمكننا أَن نعلم فِي)
ذَلِك الْوَقْت أَيْضا السَّبَب فِي ذَلِك فَلَمَّا طَال الزَّمن وَعرض الاسْتِسْقَاء وَلم يتَبَيَّن أَيْضا فِي ذَلِك الْوَقْت الورم المتحجر ثمَّ أَنه بِآخِرهِ يتَبَيَّن للجس بَغْتَة ورم صلب عَظِيم فأنكرنا ذَلِك لقلَّة معرفتنا بِالسَّبَبِ الَّذِي كَانَ فِي مَا مضى.
قَالَ: وَقد رَأَيْت ذَلِك فِي كثير من النَّاس وَذَلِكَ انه قد عرض لَهُم بَغْتَة ورم عَظِيم متحجر فَعلمنَا إِن هَذَا الورم قد كَانَ مُنْذُ مُدَّة طَوِيلَة وَإِن خفاءه إِنَّمَا كَانَ بِسَبَب صغره وبسبب عظم العضل الَّذِي كَانَ على الْبَطن.
لى جملَة مَا يُمكن أَن يسْتَعْمل فِي الاسْتِسْقَاء مَا اسْتَعْملهُ جالينوس. نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة: إِن امْرَأَة كَانَ بهَا نزف مائي فبرئت بِهَذَا العلاج وَهَذَا علاج يُمكن إِن ينْقل إِلَى المستسقى بل هُوَ خَاص لَهُ فَإِن سقيتها مَا يسهل المَاء ثمَّ سقيتها بعد ذَلِك طبيخ الكرفس والأنيسون ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ سقيتها أَيْضا مَا يسهل المَاء ثمَّ سقيت الطبيخ ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ سقيت مَا يسهل المَاء وَجعلت أدلكها بالمناديل واطل بدنهَا بالعسل الْمَطْبُوخ الْمبرد بعد ذَلِك تبريداً صَالحا فبرئت فِي خَمْسَة عشر يَوْمًا طلاء الْعَسَل يجتذب الرطوبات إِذا طبخ جيدا حَتَّى يغلظ ثمَّ يرد وطلى بِهِ وينوب عَنهُ مِنْهُ الْمَشْي والرمل الْحَار يندفن فِيهِ وَالْحمام الْحَار الْيَابِس وَغير ذَلِك إِلَّا أَن الإسهال الْمُتَوَاتر وإدرار الْبَوْل وتجفيف الْغذَاء إِذا أمكن فِي المستسقى فَهُوَ أعظم علاجه وَقد يُمكن أَن يسهل ويدر بَوْله بِلَا حرارة فِيهِ لَكِن ملاك هَذَا العلاج على المتواترة وتقوية الْقُوَّة بالطيوب المشروبة وَنَحْوهَا لِئَلَّا يسْقط الإسهال (ألف ب) الْقُوَّة وضمد الكبد بعد الهضم فِي كل يَوْم ساعتين بِمَا يقويها وَكَذَلِكَ الْمعدة من الطّيب الْقَابِض فَإِن هَذَا علاج لَا يعْدم الشِّفَاء إِلَّا أَن يَصح الاسْتِسْقَاء من ورم صلب فِي الكبد فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ وَإِن جف المَاء لم تذْهب عِلّة الاسْتِسْقَاء إِلَّا أَن يذهب ذَلِك الورم وَلَكِن قد يَنْبَغِي أَن يعالج اولاً ليجف المَاء ثمَّ ينفرغ بعد ذَلِك.(2/526)
من كتاب العلامات قَالَ: قد يعرض الاسْتِسْقَاء بعد الذرب الذوسنطاريا كثيرا وَإِذا تمكن هَذَا السقم عرض مَعَه ضيق النَّفس وَبرد الْأَطْرَاف وَرُبمَا هاج السعال وَاحْتبسَ الرجيع وَالْبَوْل وَرُبمَا انفرغ الْبَطن مَاء ويرم ذكره فَهَذَا الزقى وَأما الطبلي فَإِنَّهُ يستريح بِخُرُوج الرّيح ويعرض فِي صُفُوف الاسْتِسْقَاء ضيق النَّفس والعطش وَقلة الشَّهْوَة للطعام وَقلة الْبَوْل وَحمى فاترة وَمِنْهُم من يظْهر بِهِ بثر فَإِذا تفقأت خرجت مِنْهُ رُطُوبَة صفراء وَالْمَاء الْكَائِن فِي ورم الكبد أَشد من المَاء الْكَائِن عَن ورم الطحال.) 3 (الغلظ الْخَارِج عَن الطبيعة) المَاء المحتقن بَين الصفاق وَبَين باريطاون والثرب وَهُوَ غشاء مؤلف من شَحم واغشية تحيط بالمعدة والأمعاء وَهِي تَحت الباريطاون وَفَوق الثرب.
من كتاب النفخ: بطن المستسقى إِذا نزل فَإِنَّهُ لَا تَأتي عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَيَّام حَتَّى يعود فيمتلىء فَأَي شَيْء يُمكن أَن يملاْ الْبَطن سوى الرّيح فِي هَذِه السرعة وَذَلِكَ انه لَا يرد الْبدن من الشَّرَاب هَذَا الْقدر فِي هَذِه الْمدَّة وَلَا يُمكن إِن يكون سَبَب ذَلِك اللَّحْم أَيْضا حِين يذوب لِأَن اللَّحْم فِي تِلْكَ الْحَال قد جف وقحل بِأَكْثَرَ مِمَّا كَانَ وَكَذَلِكَ حَال الْعِظَام والعصبة حَتَّى أَنه لَا يُمكن أَن يتزيد المَاء عَن وَاحِد مِنْهُمَا. لى فِي هَذَا بحث فاستقصه.
من كتاب مَنْفَعَة التنفس قَالَ: الْحبّ المسخن الَّذِي يجلس فِيهِ المحبون أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُم وَذَلِكَ إِن المستسقى يستفرغ من جَمِيع بدنه هَذَا الْحبّ استفراغاً أَكثر مِمَّا يستفرغه فِي الْحمام وَيبقى لَا يختنق لِأَنَّهُ يجتذب هواءاً بَارِدًا لَا حاراً وَلَا تسْقط قوته. لى وَقد رَأَيْت فِي مَوضِع أَن هَذَا يُغني عَن النزل وَهُوَ جيد للحمى جدا.
القوى الطبيعية الأولى قَالَ: المَاء فِي المستسقى يجْتَمع فِي الفضاء الَّذِي ينزل بَين الصفاق والأحشاء قَالَ: إِن شققت مجْرى الْبَوْل لم يجده يدْخل فِي المثانة بَوْل الْبَتَّةَ وامتلاء الفضاء الَّذِي بَين الأمعاء والصفاق مَاء كَمَاء لَو كَانَ ذَلِك الْحَيَوَان مستسقياً.
وَمِنْهَا الْبَوْل يجييء إِلَى الكلى من الْعرق الأجوف بقناتين ممدودتين مَعَهُمَا إِلَيْهِ فَإِذا لم ينفذ الدَّم وَالْمَاء على حسب الْعَادة لسدد الكبد وَجب أَن تمتلىء الأمعاء من الرُّطُوبَة وَيخرج مِنْهَا على طَرِيق الرشح عِنْده إِلَى مَا بَين الأحشاء والصفاق.
وَمِنْهَا من الثَّانِيَة: الاسْتِسْقَاء الَّذِي يكون من تحجر الكبد ضرب وَاحِد من ضروب الاسْتِسْقَاء فَأَما الْكَائِن من النزف واحتقان الدَّم الرَّدِيء وَفِي من يشرب المَاء الْبَارِد من نزف بعض الْأَعْضَاء الشَّرِيفَة الَّتِي فِي الْبَطن وَمن ذهَاب قُوَّة جذب آلَات الْبَوْل وَكلهَا الف ب الكبد فِيهَا غير وارمة إِلَّا أَنَّهَا بَارِدَة إِلَّا الصِّنْف الَّذِي يكون لامتساك الكلى عَن جذب الْبَوْل فَإِنَّهُ فِي هَذَا الصِّنْف يُمكن أَن يكون استسقاء والكبد بِحَالِهَا.(2/527)
مَنَافِع الْأَعْضَاء الثَّانِيَة: المجاري الَّتِي بهَا يجتذب الكلى الْبَوْل من الكبد يتَّصل بالعرق الأجوف بعد خُرُوجه من حدبة الكبد. الْأَدْوِيَة المفردة الأولى: المَاء القراح من أردى الْأَشْيَاء للاستسقاء)
شربه اَوْ استحم بِهِ وَالْمَاء المالح والفقري والكبريتي جيد لَهُم لن هَذَا يجفف بِقُوَّة.
النبض السَّادِسَة عشر: إِذا تورمت الكبد ورماً صلباً فَلَا بُد باضطرار إِن يلْزمه حبن فَأَما الطحال فقد رايته كم من مرّة ورم ورماً صلباً وَلم يعقبه حبن قَالَ: إِذا شَككت فِي الاسْتِسْقَاء أَي نوع هُوَ فاقرع الْبَطن وتفقد الصَّوْت فَإِن الزقى واللحمي لَا صَوت لَهما والطبلي لَهُ صَوت وللزقي بالمخض للرطوبات إِذا قلبت العليل من جنب إِلَى جنب وَإِذا مخضته بِيَدِك بِشدَّة.
إبيذيميا الرَّابِعَة: الفصد يضر المستسقى فِي أَكثر الْأَحْوَال وَرُبمَا نفع فِي نَادِر وَإِنَّمَا نَفعه إِذا كَانَ سَببه احتباس دم كثير بَارِد أَو رَدِيء فِي الْجِسْم كَدم الْحيض والبواسير أَو غَيرهَا. قَالَ: صَاحب المزاج الْحَار الْيَابِس إِذا استسقى ناله من ذَلِك خطر شَدِيد لِأَنَّهُ مرض ضد مزاجه فَلَا يحدث إِلَّا من غَلَبَة قوته وَصَاحب الْبَارِد الرطب ردائته أقل من الْحَار الْيَابِس وَأكْثر من الْحَار الرطب لِأَن صَاحب المزاج الرطب رطوبته تسرع إِلَيْهِ هَذِه الْعلَّة من غير أَن يكون شَبِيها قَوِيا وبحرارته يبرأ مِنْهَا سَرِيعا وَأما صَاحب المزاج الرطب الْبَارِد فَإِنَّهُ يعرض من انطفاء حرارته الغريزية.
السَّادِسَة من الثَّانِيَة قَالَ: مِمَّا علمه القدماء وَالْحَدَث بالتجربة وَاتفقَ عَلَيْهِ أَن الاسْتِسْقَاء يكون من الأورام الصلبة فِي الكبد وَالطحَال وَمن فرط جرى دم الطمث والبواسير وَمن احتقانها قَالَ: وَقد يكون ابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء ذرب الْبَطن إِذا كَانَ كثيرا جدا وَقد يكون ابتداؤه سعالاً دَائِما مزمناً وَقد يكون من برد الكبد وَمن دم بَارِد كثير الْمِقْدَار يجْتَمع فِي الْبدن من أخلاط نِيَّة إِلَّا أَن الْأَكْثَر وَالَّذِي لَا يزَال يكون إِنَّمَا هُوَ من اجل الكبد خَاصَّة ثمَّ الطحال إِذا حدثت فِيهِ صلابة وَمِنْهَا غَايَة الْأَطِبَّاء فِي الاسْتِسْقَاء أَن ينقوا ويفتحوا سدد الكبد وَذَلِكَ لَا شَيْء أضرّ لَهُ من شَيْء يُولد سدداً من الأغذية وَغَيرهَا.
قَالَ: وَسَقَى اللَّبن للمستسقى إِنَّمَا دلسه السوفسطائيون فِي الطّلب وخاصة إِن كَانَ قدره ثَمَان قوطولات كَمَا أَمر فَأَما شَيْء دون هَذَا الْمِقْدَار فَفِيهِ نظر فِي طبيعة الاسْتِسْقَاء ومزاجه ومزاج اللَّبن.
الثَّانِيَة من السَّادِسَة: نَحن ندلك المستسقى اللحمي بالمناديل وبالدلك الصلب ونأمره(2/528)
أَن يرتاض فِي مَوضِع غُبَار وَمن لم يحْتَمل هَذِه الْأَشْيَاء نثرنا على الْبدن أدوية مجففة ونمنعه الاستحمام حَتَّى يصلب وَكَذَلِكَ أَن نرهل عضوا مَا عالجناه بِهَذَا العلاج. لى على مَا رَأَيْت: تعلف العنز القاقلي والإيرسا وقثاء (ألف ب) الْحمار وشيئاً من المازريون الرطب واليابس يخلط فِي)
بعض الْحَشِيش الَّذِي يَأْكُلهُ وَإِن كَانَت حرارة فالهندباء ويسقى المستسقى من لبنه بسكر الْعشْر وَإِن شرب بَوْله فَهُوَ أحد وأجود فَإِن هَذَا ينفض المَاء وَهُوَ عَجِيب. السَّابِعَة من السَّادِسَة: جلدَة الْبَطن من المستسقى تمتد وتنتو السُّرَّة وتهيج قُرُوح الْفَم واللثة قبل الْمَوْت. قَالَ: النِّسَاء اللواتي يستسقين من احتباس الطمث يُشِير عَلَيْهِنَّ حذاق الْأَطِبَّاء بالفصد وَكَذَلِكَ على من استسقى لاحتباس دم كَانَ يعتاده كثيرا إِمَّا بالرعاف وَإِمَّا بالبواسير فَإِن فِي هَذِه الْمَوَاضِع قد ينْتَفع بالفصد وَيجب أَن يكون ذَلِك قبل سُقُوط الْقُوَّة وَأما ثقب الْبَطن والصفاق فَإِنَّمَا يضْطَر عَلَيْهِ بِآخِرهِ إِذا كثرت الرُّطُوبَة حَتَّى تثقل الْمَرِيض وتوهنه وَذَلِكَ إِنَّمَا يكون فِي الزقى وَفِي هَذَا الضَّرْب الفضاء الَّذِي بَين الأمعاء وَبَين الصفاق مَمْلُوء من الرُّطُوبَة.
الأغذية الأولى قَالَ: الْأَطْعِمَة الميبسة للدم جَيِّدَة لمن فِي بدنه أخلاط مائية كالعدس المقشر.
المزاج الثَّانِيَة: الدَّوَاء الْمُتَّخذ بالذراريح ينفع أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء مَنْفَعَة قَوِيَّة لشدَّة مَا يستفرغه بالبول.
الْيَهُودِيّ قَالَ: قد يكون من ورم طرف الكبد حصر الْبَوْل لِأَن الوريد الَّذِي يَأْخُذ المَاء من الكبد إِلَى الكلى يَنْضَم بالورم فيسد فَيرجع مَاء الدَّم إِلَى الأمعاء. قَالَ: اللحمى أقرب ضروب الاسْتِسْقَاء من الْبُرْء وَقد رَأَيْت خلقا برؤا مِنْهُ فاسقوهم حب الراوند وَلبن اللقَاح وَقد يسهل المَاء إِذا كَانَ مَعَ حرارة ببول الْمعز ثَلَاثَة أساتير مَعَ مثله مَاء عِنَب الثَّعْلَب وَإِن لم ينْتَفع بذلك سقى ألبان اللقَاح وَأَبْوَالهَا. قَالَ: فَهُوَ علاج اللحمى وعالج اللحمى بحب السكبينج وبقمحة الراوند وبقمحة السكبينج وَهُوَ دَوَاء نَافِع للرياح فِي الْجوف جدا سكبينج بزر كرفس جزؤ جزؤ هليلج جزؤ انجدان وحرف نصف نصف الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم وبالاثاناسيا والأميروسيا وجوارش البزور الطاردة للرياح فَإِن كَانَ بَطْنه يَابسا لينه دَائِما وَإِن كَانَ لينًا فاعطه الشجرنايا وَقد يسقون دهن الخروع بِمَاء الْأُصُول وَاجعَل غذائهم مَاء حمص بشبث وكمون وَإِذا سقيت دهن الخروع فضع على رَأس العليل دهن البنفسج ليمنع الصداع والسدد وخاصة إِن كَانَ العليل بصداع فِي علته.
حب الراوند على مَا رَأَيْته هُنَاكَ: راوند صيني نصف مِثْقَال عصارة قثاء الْحمار ربع دِرْهَم لبن الشبرم طسوج أفسنتين نصف دِرْهَم يَجْعَل حبا ويسقى شربة.(2/529)
لى مطبوخ الفتة ليسهل المَاء: يُؤْخَذ من التربد خَمْسَة دَرَاهِم وَمن الشبرم دِرْهَمَانِ وَمن)
المازريون ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الأفسنتين والاسطوخدوس ثَلَاثَة دَرَاهِم ثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الإيرسا وقثاء الْحمار ثَلَاثَة ثَلَاثَة يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وَنصف ويسقى ثُلثي رَطْل مَعَ عشرَة دَرَاهِم (ألف ب) .
الْيَهُودِيّ: أَو اسْقِهِ مَاء القاقلى ثَلَاثَة أَيَّام كل يَوْم رطلا وَعشرَة دَرَاهِم من السكر الْأَبْيَض وَفِي الثَّالِث كف واسقه مَاء الهندباء وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب إِن كَانَت حرارة وَإِن كَانَ الْبرد غَالِبا فماء الْجُبْن والكرفس أوقيتان مَعَ قدر حمصة من الترياق وحمه فِي مَاء الكبريت وَإِن كَانَ فِي الكبد صلابة يما فضمدها ثمَّ حللها. لى مرهم يسهل المَاء: يُؤْخَذ روسختج وخرؤ الْحمام وعصارة قثلء الْخمار وشحم حنظل ومازريون وشبرم وإيرسا وأفسنتين اعجن الْجَمِيع ببول الماعز وَاجعَل على وَجهه قَلِيل دهن سوسن وألزقه على الْبَطن فَإِنَّهُ يسهل المَاء وَإِن شِئْت فَاتخذ من هَذِه حقنة فَإِنَّهُ يسهل المَاء وَإِن شِئْت فرزجة وَإِن علفت الماعز شَيْئا من قاقلى وشيئاً من مازريون فِي عَلفهَا كَانَ لَبنهَا جيدا جدا وَهَذِه الْأَشْيَاء يحْتَاج إِلَيْهَا عِنْد الْحَرَارَة وَأما فِي غير ذَلِك فَلَا.
3 - (علاج جيد للاستسقاء الزقى)
اِسْقِهِمْ مَا يدر الْبَوْل وانفخ فِي آنافهم العطوس وعطسهم فَإِن العطاس الشَّديد يدْفع الاسْتِسْقَاء وَذَلِكَ أَنه يهز وَيدْفَع المَاء إِلَى نَاحيَة الكلى فَإِذا أَحْسَنت العلاج وقويته نزل المَاء بِكَثْرَة إِلَى جلد الخصى أَيْضا فاغرزه بإبرة غرزاً نعما ودعه يرشح. قَالَ: فَإِن كَانُوا يعطشون شَدِيدا فاسقهم كل يَوْم نصف دِرْهَم فيلزهرج بِثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء عِنَب الثَّعْلَب فَإِنَّهُ يسكن الْعَطش وَيذْهب الورم. قَالَ: وَلَا دَوَاء أبلغ للاستسقاء من دَوَاء اللك فَإِنَّهُ عَجِيب.
أهرن قَالَ: اخلقها بِأَن يبْدَأ اللحمى قَالَ: سَبَب الزقى إِن الْغذَاء إِذا لم ينهضم كُله دفعت الكبد مِنْهُ مَا انهضم إِلَى الْبدن وَمَا لم ينهضم ردته فِي الماسريقا إِلَى الأمعاء فَلبث رغم فِي الأمعاء لِأَنَّهُ ينصب فِيهَا صفراء تلذعها فَيصير لذَلِك بخاراً وَيخرج من الأمعاء إِلَى خَارِجهَا ويجتمع هُنَاكَ. لى فَمَا بَال الثّقل يخرج من المستسقى وَهُوَ أغْلظ وَأَشد من ذَلِك البلغمى وَمَا بالهم رُبمَا كَانَ بهم إسهال ذريع وبراز أصفر قَالَ: إِذا سقيت أدوية تخرج المَاء فتحر أَن لَا تكون مضرَّة بالكبد. لى يمرخ بِمَا ينفع الكبد كالأفسنتين والغافت والهندباء وعنب الثَّعْلَب والسنبل والراوند وَنَحْوهَا. قَالَ: ويسهل المَاء الْأَصْفَر أَن ينقع التِّين فِي دهن حل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ)
يَفْتَحهُ وَيجْعَل فِي جَوْفه شَيْئا من شَحم الحنظل وأطعمه وأسهله كَذَا مَرَّات فَإِنَّهُ بُرْؤُهُ وَيشْرب بعده ماءاً فاتراً ويمرخ بالبورق وَالزَّيْت وتعصب أعضاؤه من أَسْفَل إِلَى فَوق فَإِنَّهُ يبرأ. دَوَاء آخر: مازريون منقع بخل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يجفف فِي الظل ثمَّ اسحقه بخل(2/530)
واجعله قرصاً وجففه فِي الظل ثمَّ اسحقه بخل وجففه مرّة أُخْرَى فِي الظل وارفعه عنْدك وَخذ مِنْهُ عِنْد الْحَاجة وروسختج وخرؤ الْحمام بِالسَّوِيَّةِ واعجنه بِمَاء الكاكنج واجعله حبا واعطه مِثْقَالا بِمَاء طبيخ الشبث والأنيسون.
ضماد مسهل للْمَاء الْأَصْفَر مصلح. لى شَحم حنظل جزؤ يدق وَتَربد جزءان فربيون نصف جُزْء عصارة قثاء الْحمار جزؤ خرؤ الْحمام وروسختج جزؤ جزؤ مازريون وَحب النّيل جزؤ جزؤ شبرم نصف جُزْء (ألف ب) يجمع الْجَمِيع ويسحق بِمَاء الهندباء وَيجْعَل عَلَيْهِ دهن سوسن آسمانجوني وَيلْزم الْبَطن.
الطبرى دَوَاء يحفظ من الاسْتِسْقَاء المستعد لَهُ ويسهل المَاء الْأَصْفَر إِذا حدث الاسْتِسْقَاء وَيصْلح للأصحاء: إهليلج أصفر عشرَة دَرَاهِم بليلج مثله تَرَبد عشرَة ملح هندي مثله مازريون مثله يجمع بِعَسَل الشربة مِنْهُ مثقالان. وَله دَوَاء يخرج المَاء بِقُوَّة: ملح دِرْهَم مر فربيون نصف لى ينظر فِي هَذَا فَإِنَّهُ قَالَ ابْن سرابيون أَيْضا يسقى درهما وَاحِدًا.
لى سكنجبين يسهل المَاء الْأَصْفَر اللفتة على مَا رَأَيْت: أَرْبَعَة أَرْطَال مَاء يلقى فِيهَا أُوقِيَّة شبرم وأوقية مازريون وَيتْرك نقيعاً ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يطْبخ حَتَّى يبْقى رَطْل وَاحِد بِنَار فَحم رقيقَة ثمَّ يصفى بعد المرس نعما ثمَّ يُؤْخَذ مَا صفى مِنْهُ وَيُؤْخَذ نصف رَطْل خل فِي غَايَة الصفاء ورطل سكر الْعشْر وَذَلِكَ المَاء الَّذِي صفيته فيطبخ حَتَّى يذهب المَاء وَيصير لَهُ قوام ثمَّ يشد مِثْقَال فربيون فِي خرقَة ويسقى مِنْهُ أُوقِيَّة وَإِذا سقى هَذَا الدَّوَاء فاطل على الكبد أَشْيَاء مقوية ويسقى من غَد مَا يقويها ويبردها مثل الهندباء وعنب الثَّعْلَب إِن كَانَت حرارة قَوِيَّة.
شرب ألبان اللقَاح للاستسقاء: يشرب رَطْل سَاعَة يحلب مَعَ أُوقِيَّة من بولها فَإِن استمرأه بعد سَاعَة شرب رطلا أَيْضا وَمكث حَتَّى يسهله ويستمرئه ثمَّ يَأْكُل فَإِن هُوَ لم يسهله لم يعاود شربه لِأَن يخَاف أَن يتجبن فِي معدته فَإِن أسهله ونفعه شربه من غَد بسكنجبين وَحده أَو حب السكبينج أَو مَعَ هليلج أصفر وَإِن حمض يَوْمًا فاترك يَوْمَيْنِ فَإِن تمدد جَوْفه حقن وَإِن جمد فِي)
الْمعدة عولج فَإِن حمض فَلَا يشرب ذَلِك الْيَوْم ماءاً بل شرابًا ممزوجاً حلواً وَلَا يَأْكُل إِلَّا قَلِيلا وَيَأْكُل بَين يَوْمَيْنِ مرّة حَتَّى يستنقي نعما وَيَأْكُل خبْزًا مثروداً فِي الشَّرَاب وَفِي مرق دجَاجَة فَإِن نقض المَاء كُله وبرىء كوى كيات لِئَلَّا تعود ولتعلف النَّاقة الشيح والكرفس والرازيانج. أهرن: وَقد يفْسد مزاج الكبد فَسَادًا يعرض لَهُ استسقاء لطول الْحمى ولطول الخلفة والضربة والسقطة على الكبد فَيصير مِنْهُ ورم صلب وَمن كَثْرَة أكل الْبَارِد بِقُوَّة وَالْفِعْل وَمن شدَّة الْبرد يُصِيب الْبَطن.(2/531)
أهرن: اللحمى يكون من فَسَاد الْقُوَّة الهاضمة إِذا لم تحل الكيموس إِلَى دم جيد بل إِلَى دم رهل فيمر فِي الْجِسْم كُله فيرهله وَأما الزقى فَإِنَّهُ إِذا لم يفْسد الهضم كُله بل شَيْء مِنْهُ أنفذت الطبيعة الْقدر الَّذِي انهضم فَصَارَ دَمًا غليظاً فَبَقيَ الْجِسْم بِحَالهِ إِلَّا أَنه يهزل لقلته. قَالَ: وَالْبَاقِي مِمَّا لم يستحكم هضمه يرجع إِلَى الأمعاء فِي الجداول فيلتزق بهَا وَلَا ينْدَفع وَيخرج رغم لِأَن الْمرة لَا تنصب فِي المعى لقلَّة مقدارها لغَلَبَة الْبرد على الكبد وَقلة تولد الصَّفْرَاء فَإِذا ارتبكت هُنَاكَ صَار مِنْهَا بخار يبرز من منافس الأمعاء إِلَى الثرب. لى عَلَيْهِ فِي هَذَا لم يخرج الثفل وَعَلِيهِ كَيفَ يكون (ألف ب) الاسْتِسْقَاء مَعَ الأكباد الحارة وَقَالَ خبث هَذَا أقرب الاسْتِسْقَاء من الْبرد اللحمي.
أهرن قَالَ: يمشي المَاء كثير جدا يسحق دِرْهَم وَاحِد من الفربيون ويذر على بَيْضَة نبمبرشت ويتحسى.
بولس: عالج من فَسَاد المزاج إِن كَانَ ابْتِدَاء من انْقِطَاع الطمث أَو البواسير بالفصد أَولا إِلَّا أَن يمْنَع من ذَلِك مَانع وَأخرج الدَّم إِلَى الْيَوْم الثَّالِث وَالرَّابِع فَإِن كَانَ ابْتِدَاء من كَثْرَة استفراغ الدَّم فاجتنب الفصد وأسهلهم بأيارج شَحم الحنظل وَاجعَل تدبيرهم مجففاً لطيفاً وليجلسوا فِي الحمات الشبية والكبريتية وَلَا يجلسوا فِي سَائِر الْمِيَاه وخاصة العذب ويستعملون الرياضة وَمِمَّا يعظم نَفعه لَهُم شراب الأفسنتين على الرِّيق. قَالَ: وَيفْسد المزاج فِي الْأَكْثَر فِي حميات طَوِيلَة ورداءة حَال الْمعدة ونزف مفرط واحتقان. قَالَ: القانون الطيني فِي علاج أَنْوَاع الحبن كُله أَعنِي أصنافه الثَّلَاثَة هَاهُنَا فِي الحبن اللحمي ليكْثر الاستفراغ بالبول وَفِي الزقى بِمَا يسهل المَاء وَفِي الطبلي بِمَا يحلل الرِّيَاح.
ضماد يفش الرِّيَاح: يُؤْخَذ بعر الْمعز فيسحق ببول ويطلى بِهِ الْبَطن وَيُؤْخَذ أخثاء الْبَقر ويعجن)
بِالْمَاءِ والسكنجبين ويضمد بِهِ.
ضماد قوي: نورة نطرون إيرسا قردمانا كبريت أشق حب الْغَاز وزبيب الْجَبَل زبل الْحمام الْبَريَّة يَجْعَل ضماداً فَإِنَّهُ يحلل المَاء من المسام تحليلاً عجيباً أَو خُذ كبريتاً أصفر ونطرونا وشبثا وأشقا وكمونا فاجعله مرهماً بِشَيْء من شمع وعلك البطم وَضعه على جلدَة الْبَطن كُله فَإِنَّهُ قوي جدا.
الْأَدْوِيَة الَّتِي تخلف المَاء: يُؤْخَذ من حب قنديدس خَمْسُونَ وَمَا هُوَ دانه ثَلَاثُونَ فربيون سَبْعَة قراريط قشور النّحاس أَرْبَعَة دَرَاهِم يخلط بِرَبّ الْخبز ويسقى مِنْهُ وينفع مِنْهُ المازريون وقثاء الْحمار والدواء الْمَعْمُول بالقرنفل يسهل المَاء إسهالاً بليغاً وَإِن كَانَ الْبَطن مِنْهُم يَابسا لَازِما لليبس فَاسْتعْمل الحقن الحارة فَإِن كَانَ لينًا فجففه لتحفظ الْقُوَّة وَإِذا انفرغ المَاء مِنْهُم فاعطهم الترياق وَنَحْوه من الْمصلحَة للمزاج وليحمل النِّسَاء هَذِه الفرزجة: قردمانا ونطرونا وكمونا(2/532)
وزراوندا وفوذنجا وحلبة وأنيسونا وجوف التِّين ودهن السوسن وليستعمل مَاء الْحمة ويدمن عَلَيْهَا وعَلى الاندفان فِي الرمل الْحَار والامتناع من المَاء العذب وَإِن كَانَ لَا بُد من الْحمام فليدلكوا أنفسهم فِيهَا بالنطرون وَالْملح والخردل والنورة وَنَحْوهَا فَإِن دلك الْبَطن بالنطرون وَالزَّيْت نفع من الزقى والطبلي إِذا دلك بِهِ الْبَطن وَأما اللحمي فادلك بِهِ سَائِر الْأَعْضَاء وليرتاضوا بِقدر مَا يُمكنهُم وليستعمل الدَّلْك الْيَابِس فِي الشَّمْس وَليكن تدبيرهم فِي الْجُمْلَة مجففاً وأطعمهم السّمك المالح والخردل والثوم وَالْكبر والكراث وَالْخمر العتيقة اللطيفة وليصابروا الْعَطش وَلَا يشْربُوا إِلَّا أقل مَا يُمكن وَإِن قدرت على الِامْتِنَاع مِنْهُ الْبَتَّةَ فافعل ذَلِك وَاقْتصر على الشَّرَاب فَإِن كَانَ مَعَه حمى فَلَا تسْتَعْمل هَذَا التَّدْبِير إِلَّا بِقدر مَا يُمكن.
قَالَ: فَأَما الحبن الطبلي فَلَا تكْثر اسْتِعْمَال المسهلة وَلَا القوية مِمَّا يدر الْبَوْل (ألف ب) لِأَنَّهُ يكثر بِهَذِهِ الرِّيَاح وَليكن عَلَيْك بِمَا يفش الرِّيَاح من دَاخل وَمن خَارج ولتعلق محاجم فارغة على الْإِسْكَنْدَر: الدَّلْك جيد لأَصْحَاب الحبن وَالْحمام ردىء وَإِن لم يكن بُد أَن يستحم وليدلكوا بطونهم وجنوبهم بالنطرون. قَالَ: وَمن كَانَ بِهِ استسقاء مَعَ حمى فاقتصر بِهِ على مَاء الهندباء والشاهترج وَلَا تعطهم المسهلة إِلَّا بِرِفْق فَإِن هَذَا الحبن يكون من ورم حَار فِي الْجوف والأدوية المسهلة الحارة تزيد فِيهِ. شرك الْهِنْدِيّ: أعْط صَاحب الاسْتِسْقَاء لَبَنًا حليباً. لى يُؤْخَذ مَاء الْجُبْن فَيجْعَل فِي الرطل خَمْسَة دَرَاهِم من تَرَبد مسحوق وَدِرْهَم ملح دراني يغلى بِرِفْق حَتَّى)
تُؤْخَذ رغوته كُله ثمَّ يصفى ويسقى مِنْهُ رَطْل ثمَّ يُزَاد إِلَى رَطْل فَإِنَّهُ ينفض المَاء وَلَا يسخن وأجود مَا يكون أَن يتَّخذ مَاء الْجُبْن من لبن اللقَاح فَإِن عدم فلبن الْمعز.
شَمْعُون قَالَ: أعْطه من الإيرسا الْيَابِس خَمْسَة دَرَاهِم أَو من مَائه غررا كثيرا ثمَّ اطله بخثى الْبَقر أَو ببعر الْغنم وَخذ فِي تَقْوِيَة الكبد وإسهال المَاء. لى دبر من يحْتَاج إِلَى البزل هَكَذَا تَأْخُذ لَهُ إبرة كَبِيرَة فانخسه ضَرْبَة.
الاختصارات: النَّوْع اللحمي أسْرع برءاً وأسهل أمرا. قَالَ: ويعالج بحب السكبينج والغاريقون وَالْملح الْهِنْدِيّ. قَالَ: والزقى يتلوه فِي سرعَة الْبُرْء وَهُوَ أعْسر ويعالج بِمثل ذَلِك وَإِن كَانَ من فَسَاد مزاج حَار فَإِنَّهُ مِمَّا يعظم نَفعه لَهُ: طبيخ الهليلج الْأَصْفَر وَالْخيَار شنبر وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَالسكر وأبوال الْمعز وَأَلْبَانهَا وَأما الطبلي فَلَا يقبل العلاج الْبَتَّةَ فَلذَلِك تركنَا الْكَلَام فِيهِ.
لى علاج الطبلي: يحمل الأشياف الَّتِي تخرج الرِّيَاح والتكميد وَسَقَى مَاء الْأُصُول وَترك الأغذية المنفخة الْبَتَّةَ ودلك الْبَطن وَإِنَّمَا يكون هَذَا لِاجْتِمَاع الْأَرْوَاح الَّتِي تحْتَاج أَن تخرج من الْبَطن كَمَا يكون الزقى من اجْتِمَاع الْبَوْل.(2/533)
ابْن ماسويه: لبن الشبرم جزؤ ميبختج جزوء يطْبخ حَتَّى ينْعَقد وَيجْعَل حبا كالحمص الشربة حبتان إِلَى ثَلَاث حبات قبل الطَّعَام وَبعده وَفِي كل الْأَحْوَال وَلَا يضر أَن يخالط الطَّعَام وَهُوَ يخلف المَاء جدا عَجِيب فِي ذَلِك.
لى طبيخ الاسْتِسْقَاء: إهليلج أصفر عشرَة دَرَاهِم أصُول السوسن الآسمانجوني دِرْهَمَانِ يجمع الْجَمِيع ويطبخ ثَلَاثَة أر طَال مَعَ المَاء حَتَّى يبْقى مِنْهُ رَطْل ويصفى وَيشْرب مَعَ نصف دِرْهَم غاريقون عَجِيب جدا.
لى على مَا قَالَ يوحنا النَّحْوِيّ فِي تَفْسِير لكتاب النبض الصَّغِير قَالَ: الاسْتِسْقَاء الطبلي يكون لن الكيلوس الَّذِي يصير إِلَى الكبد ينْحل أبدا إِلَى ريَاح وَيكون ذَلِك من شدَّة حرارة الكبد.
لى ينظر فِي مَا ينالهم لأَنهم لَا يعطشون بِقدر فيهم ذَلِك وَقد نرى قوما فِي أكبادهم سوء مزاج حَار تظهر فيهم دَلَائِل ذَلِك من حمرَة اللِّسَان وَشدَّة الْعَطش واللهيب والحمى وَقد رَأينَا قوما بهم استسقاء طبلي لَيْسَ فيهم وَلَا دَلِيل وَاحِد يدل على حرارة الكبد وَرُبمَا كَانَ مَعَه المَاء أَبيض مائياً وَلَكِن إِذا كَانَت الْحَرَارَة فِي الْبَطن كَثِيرَة وَكَانَ الَّذِي يحصل من المَاء قَلِيلا قَلِيلا أمكن أَن يصير بخاراً وريحاً وخاصة (ألف ب) إِن كَانَ على الْبَطن تُرَاب كَبِير وَبِالْعَكْسِ فتمم الْكَلَام فِيهِ.)
الْجَوَامِع من الْعِلَل والأعراض قَالَ: المنقيات للدم ثَلَاثَة فالمرارة إِن لم تجذب الصَّفْرَاء حدث اليرقان وَالطحَال إِذا لم يجذب السَّوْدَاء أحدث اليرقان الْأسود والكلى إِذا لم تجذب مائية الدَّم حدث استسقاء لحمى. قَالَ: وَقد يعرض الدَّم أَن يصير مائياً إِمَّا لعِلَّة فِي الكبد لَا يكمل من أجلهَا نوع الدَّم وَإِمَّا لضعف فِي الكلى عَن الجذب أَو سدة وَإِمَّا لأغذية مائية أَو لضعف الْقُوَّة الدافعة الَّتِي فِي الْعُرُوق إِذا لم تدفع مَا يجْتَمع فِيهَا من المائية وَإِمَّا لتكاثف فِي الْجلد وَامْتِنَاع التَّحَلُّل. لى قد يحدث من هَذِه استسقاء فيميز ذَلِك بعلامات. لى الاسْتِسْقَاء اللحمى رُبمَا كَانَ وَلَيْسَ بالكبد عِلّة الْبَتَّةَ لكنه من أجل أَن الكلى لَا تجذب مائية الدَّم وَدَلِيل ذَلِك قلَّة الْبَوْل وَأَن الشَّهْوَة لَا تسْقط فَأَما إِذا كَانَت الشَّهْوَة سَاقِطَة واللون رديئاً وَتقدم ذَلِك سوء مزاج أَولا وَاخْتِلَاف كيلوسي فالعلة برد الكبد.
أغلوقن قَالَ: الْغَرَض فِي الاسْتِسْقَاء الأول لشفاء الورم الصلب الَّذِي فِي الكبد وَفِي سَائِر الأحشاء وَتَحْلِيل الرُّطُوبَة من الْبَطن بالإسهال والأضمدة وإدرار الْبَوْل.
فليغريوس: يجب أَن يسهل المستسقى بِمَا يسهل المَاء قَلِيلا قَلِيلا بِرِفْق وَلَا تسهل المَاء أبدا ضَرْبَة فَإِنَّهُ قَاتل. قَالَ: واسقه فِيمَا بَين المسهلين أَقْرَاص اللوز المر وَمَا يفتح سدد الكبد. قَالَ: وَأَنا أسهل المَاء بالمازريون والنحاس المحرق والأنيسون بِالسَّوِيَّةِ مِثْقَالا وَاحِدًا فيسهل بِرِفْق واسقه بِمَاء حَار وَليكن غذاؤه لحم الْمعز والجداء شوى وقلايا والعصافير الجبلية ولطاف الطير فَإِنَّهَا يابسة والقنابر جَيِّدَة لَهُ.(2/534)
من التَّذْكِرَة قَالَ: الاسْتِسْقَاء إِذا لم تكن مَعَه حرارة أَي صنف كَانَ فَاسق الكلكلايخ وَحب المازريون بِمَاء الْأُصُول مَعَ الكلكلايخ الصَّغِير الْبَارِد.
فِي الْكَمَال وإلتمام لِابْنِ ماسويه قَالَ يسهل المستسقى إِذا ضعف جدا بضماد يتَّخذ من شَحم الحنظل وشبرم ومازريون وَحب النّيل وسقمونيا وَتَربد ومرارة الْبَقر وقثاء الْحمار وإيرسا ولبنى وفربيون يجمع بشمع ودهن. لى هَذَا رَدِيء جدا إِلَّا أَنه يهيج من الْحَرَارَة أكثرمما يهيج إِذا شرب مثلا. قَالَ: يُؤْخَذ نَبَات الماهودانة فيطبخ مَعَ فروج ولبلاب أَو سلق وَنَحْو ذَلِك يُؤْكَل فيسهل المَاء.
3 - (من كتاب مَاء الشّعير)
خُذ ثَلَاثَة ذراريح فألق رؤسها وأجنحتها وَحل أجسادها فِي مَاء الْعَسَل وَأدْخل العليل الْحمام ثمَّ اسْقِهِ ذَلِك وليأكل خبْزًا بذلك.
روفس فِي وجع المفاصل قَالَ: لَا شَيْء أَنْفَع المستسقين من الْحمام الْيَابِس لِأَنَّهُ يفرغ مِنْهُ رُطُوبَة كَثِيرَة وَلَا يسخن قلبه وَلَا يُضعفهُ بل يقويه لِأَن الْهَوَاء الْبَارِد فِي تِلْكَ الْحَال يحتبس فِي الْقلب.
أنطيلس قَالَ: أقِم العليل قيَاما مستوياً وَأمر الخدم بِالْقيامِ خَلفه أَن يغمروا أضلاعه ويعصروها بِأَيْدِيهِم وتأمر الخدم أَن يدْفع المَاء إِلَى أَسْفَل (ألف ب) السُّرَّة فَإِن لم يقدر العليل على الْقيام فأجلسه على الْكُرْسِيّ فَإِن لم يقدر على ذَلِك فَلَا تعالجه بالبزل لِأَنَّهُ إِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يعالج بالبزل من كَانَت قوته جَيِّدَة. قَالَ: فَإِن كَانَ الاسْتِسْقَاء عَن الأمعاء حدث فَيجب أَن ينزل أَسْفَل السُّرَّة قدر ثَلَاث أَصَابِع منضمة ثمَّ شقّ وَإِن كَانَ الاسْتِسْقَاء عَن الكبد فَاجْعَلْ الشق فِي الْجَانِب الْأَيْسَر من السُّرَّة وَإِن كَانَ عَن الطحال فيمنه شقّ المراق ثمَّ اسخ المراق عَن الصفاق قَلِيلا إِلَى أَسْفَل من مَوضِع شقّ المراق ثمَّ اثقب المراق وارفق أَلا تشق الصفاق ثمَّ اسلخ المراق ثقباً صَغِيرا ليَكُون ثقب المراق إِلَى أَسْفَل من ثقب الصفاق لِأَنَّهُ بِهَذِهِ الْحَالة مَتى أخرجت الأنبوب احْتبسَ المَاء لِأَن المراق يضم إِلَى الصفاق لِأَن الشقين ليسَا مُتَقَابلين ثمَّ أَدخل فِيهِ أنبوبة نُحَاس فَإِنَّهُ يخرج المَاء مِنْهُ وَليكن بِقدر فَإِنَّهُ مخوف فَإِذا فرغت فلينم مُسْتَلْقِيا وَيُدبر تدبيراً يسْتَردّ قوته قَالَ: وَمَا دَامَ المَاء يخرج فتفقد أَنْت النبض لِئَلَّا يضعف فَإِذا ضعف قَلِيلا فاحتبس المَاء.
بولس: رُبمَا أخرجنَا المَاء مرّة وَاحِدَة واثنتين بِقدر مَا يُخَفف العليل قَلِيلا ثمَّ اسْتعْمل فِي الْبَاقِي الْأَدْوِيَة المسهلة للْمَاء وللزقى الاندفان فِي الرمل والتعطيش والأغذية المجففة وَرُبمَا كوينا على الْمعدة والكبد وَالطحَال وأسفل السُّرَّة بمكاو دقاق.
من جَوَامِع حنين فِي الاسْتِسْقَاء قَالَ شَرّ أَصْنَاف الاسْتِسْقَاء اللحمى لِأَنَّهُ قد فسد فِيهِ مزاج الكبد ومزاج الْعُرُوق وَاللَّحم كُله حَتَّى صَار نوعا غَرِيبا لَا يَسْتَحِيل فِي الهضم(2/535)
الثَّالِث. قَالَ: وَإِذا طَالَتْ الْحمى حدث الاسْتِسْقَاء على الْأَكْثَر. لى الَّذِي رَأَيْنَاهُ بالتجربة أَن اللحمى أسهلها برءاً.
حنين: إِذا حدث فِي الْمعدة والكبد سوء مزاج رطب بَارِد فِي الْغَايَة أحدث الاسْتِسْقَاء اللحمى لفجاجة مَا يرد على الكبد من الكيلوس وبرده.)
قَالَ: وَالِاسْتِسْقَاء مَعَ الْحمى ردىء قَاتل قَالَ: وَمن شرب الشاهترج مَعَ السكنجبين نَافِع لمن بِهِ حرارة وسدد فِي الكبد.
3 - (من كتاب القوابل)
قَالَ: الْجَنِين يَبُول من سرته وَإِن أَنْت لم تقطع سرته لم يبل إِلَّا من سرته أبدا أَو تقطع سرته. لى فِي هَذَا صِحَة مَا تطلبه. قَالَ: الخربق الْأَبْيَض إِن احْتمل شياقة أحدر ماءاً كثيرا.
ابْن سرابيون: يحدث ضرب من فَسَاد المزاج وَالِاسْتِسْقَاء عَن ورم صلب يحدث فِي الكلى وَقد كتبناه وعلاجه فِي بَاب الكلى قَالَ: وَإِذا كَانَ مَعَ الاسْتِسْقَاء حمى فَعَلَيْك بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والكرفس والقاقلى مَعَ الْملك المغسول والراوند والزعفران والهليلج الْأَصْفَر وأنقع من هَذِه الهندباء المر وَلَا تضمد أَيْضا بضماد حَار وَلَا تسْتَعْمل معجوناً وَلَا دواءاً حاراً فَإِنَّهُ يزِيد فِي الْعَطش ويسخن الأحشاء فيزيد ورمها فَأَما الاسْتِسْقَاء الْحَادِث بعقب مرض من الْأَمْرَاض الحارة فَإِنَّهُ لَا يُمكن أَن يحدث إِلَّا الفلغموني فِي الكبد وبرؤه صَعب لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن لَا يسخن وَلَا يبرد فَعَلَيْك بالاعتدال فِي ذَلِك وَمَا تقدر أَنه الْأَغْلَب.
قَالَ: الاسْتِسْقَاء جِنْسَانِ أولان أَحدهمَا يحدث عِنْد مَا يجْتَمع فِي الْبدن كُله دم كثير (ألف ب) ثقيل. قَالَ: والكبد تبرد إِمَّا لورم صلب يحدث فِيهَا أَو لفساد مزاج يحدث فِيهَا بَغْتَة لشرب مَاء بَارِد فِي غير وقته أَو بمشاركة عُضْو آخر أَو لاستفراغ مفرط وَقد يحدث إِذا طَالَتْ الحميات وبعقب أمراض الحادة. قَالَ: إِذا أزمنت الأوجاع على السُّرَّة وحولها وفقار الصلب وَلم ينْتَفع بالمسهلة وَلَا بِسَائِر الاستفرغات آل الْأَمر إِلَى الاسْتِسْقَاء وَالِاسْتِسْقَاء الْحَادِث عَن ورم الكبد يلْحقهُ سعال وهزال الْبدن وجفاف البرَاز فَإِن حدث مَعَه نفث فالعليل ميت لِأَن الرئة حِينَئِذٍ قد امتلئت ماءاً وهم يموتون سَرِيعا وَهَذَا النفث مائي. قَالَ: إِذا كَانَ الاسْتِسْقَاء ورماً فَاجْعَلْ أَمرك كُله تَحْلِيل ذَلِك الورم بالأضمدة والأدوية وَإِن لم يكن ورم يُعْطي عَلامَة فافصد التجفيف وَفِي الزقى إِن لم يتهيأ شرب الدَّوَاء اسْتعْمل البزل قَلِيلا قَلِيلا وَأما اللحمى فَإِن حدث بَغْتَة فافصد وخاصة إِن كَانَ حُدُوثه عَن احتباس الطمث أَو البواسير أوسبب امتلائي ثمَّ اسْتعْمل فيهم الرياضة وتجفيف الْغذَاء وَسَائِر الاستفراغات. وَأمر أَصْحَاب اللحمى بِالْمَشْيِ فِي مَوضِع تُرَاب أَو رمل لين وَيكون مَعَهم خَادِم يمسح سؤوقهم باستدارة ويدلك العليل نَفسه ودرجة إِلَى ذَلِك قَلِيلا لِئَلَّا يحم فَإِنَّهُ بذلك تبرز عَنْهُم رُطُوبَة كَثِيرَة وينهضم الْبَاقِي وَبعد)
الرياضة ادفنهم فِي الرمل وعرقهم فِي الشَّمْس لِأَن شُعَاع الشَّمْس يسخنهم بِالسَّوِيَّةِ ويجففهم إِلَى القعر وغط رُؤْسهمْ واكشف سَائِر أبدانهم للشمس فَإِن هَذَا علاج قوي نشف الرطوبات وَاحْذَرْ الْحمام فَإِن شَأْنه أَن يرطب ويرهل الْبدن واغسلهم من التُّرَاب بِالْمَاءِ المالح. قَالَ:(2/536)
والحمات تحل الاسْتِسْقَاء وَلَو كَانَ قد تمّ وَبلغ والبورقية والشبية خَيرهَا واغذهم بِخبْز قد جعل فِيهِ بزور كالرازيانج وبزر كرفس ونانخة وَليكن قَلِيلا ويأكلونه مَعَ مَاء حمص ويأكلون المدرة للبول: الهليون والسلق والقلفوط ويأكلون لُحُوم الظباء وَلحم الماعز شواء.
قَالَ: وليكثر من التوابل خَاصَّة فِي الْخبز والأدام للاستسقاء الطبلى ويحذر الْبُقُول والحبوب وَأما الشَّرَاب فَلَا يقربونه إِلَّا فِي الندرة من الْعَتِيق جدا فَإِن هَذَا يدر الْبَوْل ويسخن وَالصَّبْر على
3 - (علاج الاسْتِسْقَاء)
وَهُوَ يُبرئهُ الْبَتَّةَ والدواء الشريف فِي ابْتِدَاء الاسْتِسْقَاء الْقَيْء قبل أَن يكثر الرُّطُوبَة وتضعف الْقُوَّة فَإِن كثر المَاء فالأدوية المسهلة للْمَاء والمدرة للبول ونبات قثاء الْحمار يحل المَاء حلا قَوِيا جدا لَا عديل لَهُ فِي ذَلِك. قَالَ: هَذَا هُوَ قنطس فَلَا يدْرِي أهوَ قثاء الْحمار أَو غَيره الشربة مِنْهُ معصوراً ثَلَاثَة أبولسات والقاقلى الشربة من مَائه نصف رَطْل مَعَ سكر الْعشْر قدر أُوقِيَّة وَكَذَلِكَ مَاء الاسفندارا أَو مَاء الكاكنج وَقد يسقى من عصارة السوسن الآسمانجونى وتوبال النّحاس يسقى بشراب قدر أَرْبَعَة أبولسات والقوى مِثْقَال إِلَّا أَنه ردىء للمعدة فاخلط بِشَيْء يُقَوي الْمعدة وعصارة (ألف ب) قثاء الْحمار تنفض المَاء نفضاً قَوِيا كَافِيا وَكَذَلِكَ السقمونيا وَكَذَلِكَ شراب قد أنقع فِيهِ حنظل وَأفضل من هَذِه كلهَا المازريون المنقع بالخل والشبرم والفربيون إِذا شرب مِنْهُ قدر مِثْقَال مَعَ مَاء الْعَسَل حل المَاء حلا قَوِيا والأشق إِذا شرب مِنْهُ مثقالان بِمَاء الْعَسَل وَكَذَلِكَ السكبينج وبزر الأنجرة إِذا قشر وَشرب بالعسل نفض المَاء. لى وَإِن كَانَ هَاهُنَا أَنه يحرق الْحلق فَيَنْبَغِي أَلا يماس الْحلق فَاعْلَم أَنه إِنَّمَا وجد قنيدس وَلم يدر مَا هُوَ وَهَذَا هُوَ الْجيد الَّذِي يعرف وَقد كنت أقدر أَنَّهَا أَنْفَع مَا يكون للْمَاء فجرب وَيصْلح أَيْضا لبن سرابيون قَالَ: وَهَاهُنَا حَالَة تتقدم الاسْتِسْقَاء يعرف بِفساد المزاج يلْحقهَا هَذِه الْأَعْرَاض يذبل الْبدن كُله لَا سِيمَا الْأَطْرَاف وتهبج الْوَجْه وتميله إِلَى الْبيَاض والصفرة وَيفْسد الهضم مَعَ قُوَّة الشَّهْوَة والكسل والاسترخاء وتنحل الطبيعة مرّة وتتعقل أُخْرَى وينفض الْبَوْل والعرق وتكثر الرِّيَاح فِي الْجوف ويشتد انتفاخ المراق فَإِن عرض فِي الْجِسْم قُرُوح لم تندمل الْبَتَّةَ وَإِن حدث ذَلِك عَن)
امتلاء واحتباس دم وَكَانَت الْعَادة قد جرت بِهِ فَقدم الفصد وثن فِي الثَّالِث وَالرَّابِع أَيْضا وَإِن لم يزل ذَلِك بِهِ لهَذِهِ الْحَال فأسهله بالإيارج مَرَّات كَثِيرَة ثمَّ لطف تَدْبيره وأدر الْبَوْل وَاسْتعْمل فِيهِ الْقَيْء إِن أمكن وَانْظُر أَلا يجْتَمع فيهم فضل بإدمان الإسهال وإدرار الْبَوْل وتلطيف التَّدْبِير والأغذية الجيدة للمعدة القليلة الْمِقْدَار إِلَّا أَن يكون فَسَاد المزاج عَن نزف الدَّم فَإِنَّهُ جيد يجب أَن تدبره تَدْبِير المنعس.
شرك دَوَاء جيد للاستسقاء الَّذِي لَا حرارة مَعَه بنفض المَاء فِي أَيَّام قَليلَة بالبول: نانخة أبهل كمون ملح طبرزد يسقى.(2/537)
من أقربادين حنين حب مرتضى جيد جدا ينفع المستسقين إِذا صَارُوا إِلَى حد لَا يرجون: نُحَاس محرق وخرؤ الْحمام وسذاب مجفف من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم فربيون دِرْهَمَانِ يَجْعَل حبا الشربة مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب أَو بِمَاء حَار. لى مجارى الْبَوْل إِلَى السُّرَّة تتصل بتقعير الكبد وَالَّتِي إِلَى الكلى تتصل بالعرق الأجوف فَإِذا كَانَت فِي الكبد سدة من ورم صلب أَو حَار خرجت المائية أَكْثَرهَا فِي هَذَا المجرى.
الْفُصُول السَّابِعَة: من كَانَ بِهِ بلغم متحجر بَين الْحجاب والمعدة فَإِنَّهُ إِذا جرى فِي الْعُرُوق إِلَى المثانة انْحَلَّت علته. ج: فِي هَذَا شكّ لِأَن البلغم إِذا وجع هُنَاكَ انحدر إِلَى أَسْفَل حَتَّى يبلغ إِلَى الْعَانَة وَلَا يُمكن أَن يدْخل البلغم إِلَى الْعُرُوق كَمَا تدخل الرُّطُوبَة الرقيقة المائية فِي الاسْتِسْقَاء وتجري فِي الْبَوْل. لى هَذَا كَلَام يَصح أَن جالينوس يرى أَن دُخُول المَاء إِلَى الْعُرُوق والأمعاء بالرشح وَيُمكن أَن يكون أبقراط عَنى البلغم المَاء فَإِنَّهُ قد يسْتَعْمل لَفْظَة البلغم فِي الاسْتِسْقَاء كثيرا جدا.
القوى الطبيعية: من بعد مَا شققت مجْرى الْبَوْل جَمِيعًا فدع الْحَيَوَان (ألف ب) مُدَّة فَإِذا ظَنَنْت أَنَّك قد اكتفيت فَحل الشق الَّذِي فِي الخاصرة فَانْظُر فَإنَّك تَجِد المثانة فارغة وتجد الْموضع الَّذِي بَين الأمعاء والصفاق ممتلئاً من الْبَوْل كَمَا كَانَ ذَلِك الْحَيَوَان مستسقياً. لى هَذَا امْتَلَأَ مَا تَحت الصفاق الْآن من الْبَوْل من شقّ المجربين لَا من رُجُوع الْبَوْل فِي مجار آخر وَلَو كَانَ هَذَا بالشد لَكَانَ قد صَحَّ أَن المجارى الَّتِي تديرها من قَول جالينوس نَفسه وَأما الْآن فقد يُمكن أَن ضربا من الاسْتِسْقَاء إِلَى من عرف يَقع فِي هذَيْن المجربين وَلَكِن لِأَن المستسقين يَقُولُونَ قد صَحَّ أَيْضا أَنه وَإِن لم يكن هَذَا المجرى متخرقاً فالماء هُوَ ذَا يدْخل تَحت الصفاق. لى مَتى رَأَيْت)
استسقاء بعقب حَصَاة خرجت من الكلى وَقل مِقْدَار الْبَوْل فَإِن أحد المجربين انخرق وَمَتى رَأَيْت استسقاء بعقب ورم فِي الكلى أَو قرحَة فَإِنَّهُ انسدت مجارى الْبَوْل فَرجع المَاء كالحال فِي الْأَطْفَال الَّذِي يحْتَاج أَن يبْحَث عَنهُ هُوَ لم صَار مرّة ينفذ المَاء إِلَى جَمِيع دَمًا يَابسا فَإِنَّهُ يرى أَصْحَاب الزقى صلاب اللَّحْم نحفاء أَكثر من حَالهم عِنْد الصِّحَّة.
السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: الاسْتِسْقَاء اللحمى يكون لضعف الْقُوَّة الهاضمة فِي الكبد وَاللَّحم. قَالَ: واللحمى يكون إِذا كثر البلغم فِي الْبدن من ذوبان وَرُبمَا عرض ذَلِك فِي الأخلاط الَّتِي فِي الْعُرُوق فَقَط وَالشَّيْء الَّذِي يذوب وينجلب مرّة ينصب إِلَى الْبَطن وَمرَّة يخرج بالعرق إِلَّا أَن الأخلاط الَّتِي فِي الْعُرُوق إِذا ذَابَتْ وانحلت حَتَّى يصير مِنْهَا صديد مائي استنظفت الكليتان تِلْكَ المائية من الْعُرُوق وَإِن كَانَتَا قويتين ويدفعانه إِلَى المثانة دفعا متوالياً فَإِن كَانَتَا ضعفين صَار أمرهَا إِلَى أحد أَمريْن إِمَّا أَن تدفعها الْعُرُوق إِلَى الْبَطن(2/538)
فَتحدث عَنهُ استسقاء لحمى بَغْتَة وَقَالَ فِي هَذِه الْمقَالة: إِن تهَيَّأ أَن تكون الكليتان لَا يتهيأ لَهما أَن يجريا الْفضل صَار إِلَّا آخر أَمريْن إِمَّا أَن تدفعها الْعُرُوق إِلَى الْبَطن وَإِمَّا أَن تصبها إِلَى جَمِيع الْبدن فَيحدث استسقاء مَعَه بَغْتَة. لى فقد بَان أَنه يَعْنِي الاسْتِسْقَاء هَاهُنَا اللحمى فَإِنَّهُ يَعْنِي بالعروق مجارى لَا ترشح. لى ينْقض قَول من زعم أَن الكبد إِذا اكْتسبت سوء مزاج حَار أَو بَارِد عملت كيلوساً حامضاً أَو دخانياً.
الْفُصُول السَّادِسَة: إِذا نزل المستسقى فَحم فَهُوَ رَدِيء ينذر بِأَنَّهُ يهْلك.
النبض الثَّانِيَة: الْجُبْن الزقى الْخَالِص والطبلى لَا يتطامن إِذا غمزنا عَلَيْهِ الْبَتَّةَ وَلذَلِك لَا يمكننا أَن نفرق بَينهمَا باستقصاء إِلَّا أَن يضْرب أَولا المراق ليعلم هَل صَوته يشبه صَوت الطبل أَو يقلب الْمَرِيض من جنب إِلَى جنب ليسمع صَوت ترجرج الرُّطُوبَة الَّتِي فِي بَطْنه. لى أعظم الْفرق بَينهمَا ثقل الْبَطن وَخِفته على العليل فَإِن الطبلى خَفِيف عَلَيْهِ جدا وَبِالْعَكْسِ.
الْيَهُودِيّ: إِذا استسقى الْإِنْسَان ظَهرت الْعُرُوق الَّتِي فِي الْبَطن كالباقلى الْأَخْضَر. قَالَ: وَإِذا ورمت الكبد انسد الوريد الَّذِي ينزل مِنْهُ إِلَى الكلى فَيرجع فِي ذَلِك إِلَى الأمعاء.
3 - (جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة)
(ألف ب) الْخَامِسَة: الزقى يسمع مِنْهُ صَوت الرُّطُوبَة والطبلي هُوَ الَّذِي إِذا قرع الْبَطن سمع مِنْهُ صَوت الرّيح النقية وَالَّذِي يتهبج الْجِسْم كُله وَهُوَ اللحمى الطبلي يكون إِذا انحل الْغذَاء إِلَى ريَاح وَقد يتَوَلَّد من الأغذية المنفخة لى لذَلِك قَالَ أبقراط: إِن من كَانَت بِهِ أوجاع حول السُّرَّة لَا تنْحَل بتكميد وَلَا غَيره فَأمره يؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء الْيَابِس لِأَن هَذَا يدل على ريَاح غَلِيظَة أَو كَثِيرَة لَا تجيب إِلَى الانحلال والانفشاش. قَالَ: والزقى يتَوَلَّد من شرب المَاء وَأكل الْبُقُول وَالَّذِي يكون بِسَبَب إفراط الْبُرُودَة اللزجة هُوَ اللحمى. قَالَ: الِاخْتِلَاف الشبية بغسالة اللَّحْم الطري يكون فِي وجع الكبد الْبَارِدَة والحارة إِلَّا أَنه فِي الحارة يعرض فِي أول الْأَمر وَيكون مَعَه عَطش وَحمى وَذَهَاب الشَّهْوَة ثمَّ يخرج بأثره دم غليظ أسود من أجل شدَّة الاحتراق وَأما الْبَارِد فَيكون مَعَه فِي أول الْأَمر شدَّة شَهْوَة الطَّعَام وَقلة الْعَطش ثمَّ بآخرة إِذا عرض للعليل حمى من أجل رداءة الْخَلْط بطلت شَهْوَة الْغذَاء أَيْضا.
الاسْتِسْقَاء يكون إِمَّا على طَرِيق التَّغَيُّر وَإِمَّا من حرارة وَيكون حُدُوثه على طَرِيق تَحْلِيل الْجَوْهَر كَمَا يعرض فِي الحميات الحارة. لى هَذَا النَّوْع هُوَ يعرض إِذا كَانَ فِي الكبد ورم حَار أَو سوء مزاج حَار وَيزِيد على طَرِيق التَّحْلِيل أَي أَنه يحلل رُطُوبَة الكيموس جدا عِنْد توليد الدَّم حَتَّى تكْثر المائية وَقد نرى ذَلِك وَإِن الدَّم فِي أَمْثَال هَؤُلَاءِ قَلِيل الرُّطُوبَة ونرى جَمِيع أعضائهم غير الْبَطن ضامراً يَابسا صلب اللَّحْم أَصْلَب من الْحَال الطبيعية لَهُم فقد صَحَّ(2/539)
أَن مائية الدَّم إِنَّمَا تكْثر مَعَ مزاج الكبد الْحَار لِكَثْرَة مَا يتَحَلَّل من الكبد عَن الكيلوس من المائية وَهِي كَيفَ لَا تنْدَفع إِلَى الكلى كلهَا لَكِن ينصب إِلَى الْبَطن وَيحْتَاج إِن ينظر فِي ذَلِك.
من كتاب كرهمان قَالَ: عَلَيْك فِي الاسْتِسْقَاء بسقي أَبْوَال الْإِبِل باهليلج رطلين كل يَوْم اسبوعاً فَإِنَّهُ ينفض عَنهُ المَاء فَإِن نفض مَاؤُهُ كُله وَإِلَّا فاسقه السكنجبين إِن إِن أمكن ذَلِك فَإِنَّهُ أنفض شَيْء للْمَاء وأدلك بالزيت والبورق رجلَيْهِ وَمَا ورم مِنْهُ وشده فَإِنَّهُ جيد.
جورجس قَالَ: اسْقِ العليل فِي الحبن الزقى لبن الْإِبِل مَعَ أبوالها رطلي لبن وأوقية هن بولها ويتمشى قَلِيلا ثمَّ ينَام وزده حَتَّى يبلغ ثَمَانِيَة أَرْطَال فَإِن رَأَيْت أَنه يمْشِيه فَلَا تزد على أُوقِيَّة بَوْل فَإِن لم يسهله فَلَا تسقه فَإِنَّهُ غير ملائم لَهُ واخلط بِهِ اهليلجاً وسكراً فَإِن أمكن أَن يَأْكُل كل يَوْم مرَّتَيْنِ فَذَلِك وَإِلَّا فيأكل خبْزًا مثروداً فِي شراب لطيف أَو مَاء وَلحم دَجَاج إِن أكل لَحْمًا لضَعْفه)
اعطه يَوْمًا دَرَّاجًا وَيَوْما خبْزًا ومأقاً يَابسا قد أنقع بطلاء ممزوج فَإِذا سقيته أسبوعين ونفض المَاء كُله فأكويه على الْبَطن وَلَا تؤخره أَكثر من عشرَة أَيَّام لِئَلَّا يقبل بعد ذَلِك المَاء. قَالَ: والحبن يعرض إِمَّا ليرقان كَبِدِي حدث أَو حميات طَوِيلَة دَامَت أَو لِكَثْرَة شرب المَاء الْبَارِد أَو لِكَثْرَة التخم (ألف ب) فالكي ينفع اللحمى رُبمَا نفع الزقى رَأَيْت الْعِمَاد فِيمَا جربت فِي كسر قُوَّة اليتوعات على الْخلّ والسفرجل وَرَأَيْت هَذَا أبلغ الْأَدْوِيَة فِي إسهال المستسقى مَعَ حرارة فانقع قطع السفرجل فِي الْخلّ ثَلَاثَة أَيَّام يسحق بوزنه من المازريون الحَدِيث ويدق مَعَه حَتَّى يخْتَلط ويلقى على أُوقِيَّة من ذَلِك الْخلّ نصف رَطْل من السكر ويطبخ حَتَّى يصير فِي ثخن الْعَسَل ثمَّ يعجن بِهِ الْجَمِيع وَيرْفَع ويسقى مِنْهُ بِقدر الْحَاجة وَإِيَّاك أَن تسهل مستسقياً بِالصبرِ فَإِن لَهُ خَاصَّة فِي ضعف الْمعدة والكبد. الثَّانِيَة من السَّادِسَة من ابيذيميا: من خفنا عَلَيْهِ الاسْتِسْقَاء نمنعه من الْحمام.
السَّادِسَة من الثَّامِنَة: الْجُبْن لَا ينفع المستسقى فِي حَالَة بل يضرّهُ مضرَّة عَظِيمَة وَذَلِكَ أَنه أبلغ الْأَشْيَاء فِي أَن يرسخ فِي مجارى الكبد وسددها.
من كتاب النفخ: إِذا بزل المستسقى نقد مِقْدَار ذَلِك المَاء سَرِيعا لِأَن الْبَطن مَمْلُوء بِهِ وَأما الْبَطن فَلَا يَأْتِي عَلَيْهِ ثَلَاثَة أَيَّام مُنْذُ يبزل حَتَّى يعود فيمتلىء.
فليغريوس فِي مداواة الأسقام: كَانَ رجل من الأكرة يكد نَفسه فِي الصَّيف أجمع فِي مَوضِع لَا يجد فِيهِ ماءاً بَارِدًا بل يشرب ماءاً فاتراً قبل طَعَامه وَبعده فَلَمَّا طَال بِهِ ذَلِك حم حمى طَوِيلَة ثمَّ لى يجب أَن تعلم أَن(2/540)
شرب المَاء الْحَار يكبر الْجوف لِأَنَّهُ لَا يسكن الْعَطش وخاصة أَن أَكثر التَّعَب لِأَنَّهُ يسخنه ويدعوه إِلَى ذَلِك وَيكبر جَوْفه وَيفْسد مزاجه فَإِذا بلَى الْإِنْسَان شرب المَاء الْحَار فلتكن أغذيته حامضة ويمزجه بسكنجبين وَبَان من كَلَامه أَنه يسقى مستسقياً فِي مَا بِهِ حرارة حب المازريون مَرَّات ومرات الفصد أَيْضا. وَقَالَ فِي رسَالَته فِي الاسْتِسْقَاء: إِنَّه وجد مستسقياً رَدِيء الْحَال قد يئس مِنْهُ وَلما وجدت برازه صَحِيحا نضيجاً نشط لعلاجه لِأَنِّي علمت أَن الْحَرَارَة الغريزية بَاقِيَة فأسهلته بِمَا يخرج المَاء مَرَّات أريحه فِيمَا بَينهمَا ثمَّ أدررت بَوْله فبرىء.
لى وَلَيْسَ فِي هَذَا مَا يتَّفق النَّاس عَلَيْهِ وَيَنْبَغِي أَن يعْطى المستسقى حبات لبن الشبرم معجوناً بميبختج فَإِذا أخلفه مَا يَكْتَفِي بِهِ فاسقه رب الحصرم والأميرباريس وَمَا يرد قُوَّة امعاءه وكبده)
بالصندلين ثمَّ عاود. لى أول الْأَوْقَات بِأَن يسلم المبزول: الرّبيع وشره الصَّيف.
3 - (تجارب المارستان)
أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء نجد أَكْثَرهم منطلقي الطبيعة وَهُوَ لَهُم صَالح جدا مَا لم تسْقط قوتهم وَلَا يحْتَاج أَن يحتبس وَقد نرى غير وَاحِد من الشَّبَاب الأقوية على الإسهال فَقَط وَإِنَّمَا يحْتَاج حِينَئِذٍ أَن تقوى أحشائهم بالأدوية والضمادات فَإِن لم تكن بطونهم منطلقة فَإِنَّهَا تحْتَاج أَن تَنْطَلِق وتقوى الأحشاء بالأدوية والضمادات وأجود مَا يسهل بِهِ أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء اللحمي حب الراوند والزقى حب المازريون ثمَّ يعْطى من لَيست بِهِ حرارة دَوَاء الكركم ودواء اللك والكلكلانج وَنَحْوه وَمَاء الْأُصُول وَمن بِهِ حرارة مَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب وسكنجبيناً وَيكرهُ الإسهال للعالي الْبَطن وَيسْتَحب من المتطامن لِأَن ذَلِك ينذر بِسُقُوط الْقُوَّة (ألف ب) وَهَذَا يشد الْقُوَّة.
سرابيون قَالَ إِذا كَانَ الاسْتِسْقَاء مَعَ حمى فدع المسخنات وَعَلَيْك بالمبردات كَمَاء الكاكنج وعنب الثَّعْلَب والهندباء والقاقلى واللك المغسول والراوند والهليلج الْأَصْفَر والطرخشقون وَأما المعجونات الحارة فاحذرها فَإِنَّهَا تسخن وتزيد فِي ورم الأحشاء وفسادها فَأَما الاسْتِسْقَاء الْحَادِث بعقب الْأَمْرَاض الحارة فَإِنَّهُ لورم حَار فِي الكبد وبرؤه عسير وَلَكِن يجب أَن يبرد فَإِنَّهُ إِن كَانَ مزاج الكبد إِنَّمَا يُولد دَمًا باعتدال خَاص لَهُ فَإِن ذَلِك الِاعْتِدَال إِن خرج إِلَى الْحمى لم يُولد دَمًا جيدا وَلَا يلْتَفت إِلَى من قَالَ: إِن جَمِيع الاسْتِسْقَاء يحْتَاج أَن يسخن ويجفف فإنى قد رَأَيْت خلقا كثيرا تخلصوا من الاسْتِسْقَاء بالمبردات.
الساهر: مازريون وَزنه رَطْل يصب عَلَيْهِ سِتَّة أَرْطَال خل وَثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء ويطبخ حَتَّى يبْقى ثَلَاثَة أَرْطَال ثمَّ يصفى ويطرح عَلَيْهِ ثَلَاثَة ارطال من سكر الْعشْر ويطبخ حَتَّى يغلظ ويسقى مِنْهُ المحرور أُوقِيَّة ممثلة ماءاً فَإِذا أخلفه سقى بعده شراب السفرجل وضمدت الكبد بالمبردات والمقويات. قَالَ: وَإِن شِئْت فَاتخذ لَهُم مَاء الْجُبْن من لبن اللقَاح واسقهم بهَا السكنجبين فَإِنَّهُ يجىء عجيباً جدا فَإِن اتخذته من لبن الماعز جاد وَالْأول أفضل وأعلف النَّاقة الرازيانج والهندباء واسقهم مَاء الْجُبْن الْمُتَّخذ من لَبنهَا بسكر الْعشْر إِن شِئْت فَإِنَّهُ(2/541)
جَائِز والقاقلى وَالْعشر. وَقَالَ: سقيت الوشجانى لبن اللقَاح بسكر الْعشْر فَكَانَ بِقدر مَا احْتَاجَ فِي الإسهال وبرىء عَلَيْهِ برءاً تَاما وَكَانَ قد شرب مَاء الْبُقُول والأميرباريس أَيَّامًا كَثِيرَة فَلم يره نفع. قَالَ: وَإِذا لم تكن حرارة)
فاسقه لبن اللقَاح والكلكلانج والمازريون. وَرَأَيْت أَكثر مَا يعْتَمد عَلَيْهِ بولس فِي إسهال المستسقين على بزر المازريون ويسميها باسم هكرا ثمَّ يستعملها فِي الْأَشْرِبَة والحبوب لَهُم. لى إِذا رَأَيْت استسقاء مَعَ حرارة شَدِيدَة فَاتخذ حبا من هَذِه الْحبَّة وسكر الْعشْر واسق مِنْهُ بِمَاء الْجُبْن وبجلاب وبسكنجبين وبماء الهندباء وعنب الثَّعْلَب. الْفُصُول السَّادِسَة: إِذا كَانَ بِإِنْسَان استسقاء فجرت المائية فِي عروقه إِلَى بَطْنه فانقضى بذلك مَرضه. ج: هَذَا أحد الاستفراغات الَّتِي تكون من تِلْقَاء أَنْفسهَا. لى رَأَيْت خلقا من المستسقين برؤا بِأَن اندفعت طبائعهم وَيجب أَن لَا يحبس إِلَّا أَن يضعفوا فَإِن ذَلِك برؤهم وقو أبقراط فِي عروقه أَي رَجَعَ المَاء إِلَى الأمعاء. الْمُفْردَات الأولى من الْأَدْوِيَة المفردة: الْخلّ أَنْفَع الْأَشْيَاء للعطش الَّذِي يهيج بالمستسقين لِأَن عطشهم يكون لحرارة مَعَ رُطُوبَة والخل يقمع الْحَرَارَة ويجفف بِقُوَّة قَوِيَّة. لى اعْتمد على هذَيْن وثق بِهِ واعمل على أَن يكون صرفا مَا أمكن لِأَنَّهُ إِن مزج بِمَاء كثير برد وَرطب لكنه على حَال من أَن يسقى صرفا الِاعْتِمَاد فِي الاسْتِسْقَاء الزقى على إسهال الطبيعة لِأَنَّهُ مَتى بقيت فِي لفائف الأمعاء رُطُوبَة زَاد الْبَطن جدا وَإِذا (ألف ب) كَانَ ينحدر الْبَطن دَائِما أضمد الْبَطن وَلَا يجب أَن يسهل كثيرا ضَرْبَة لِأَنَّهُ يسْقط الْقُوَّة بل قَلِيلا قَلِيلا فلتحفظ مَا دبرت بِهِ الشَّيْخ صديقنا من استسقاء زقى مَعَ حرارة وَقُوَّة ضَعِيفَة غذوته بِلَحْم الجدي شوى وبالقبج والتيهوج وَنَحْوهَا من الطير وخبز الخشكار والقريص والمصوص والهلام بهَا والعدس بالخل عدسية صفراء وأوسعت عَلَيْهِ فِي ذَلِك لحفظ قوته وَلم آذن لَهُ فِي المرق الْبَتَّةَ إِلَّا يَوْم عزمى على سقيه الدَّوَاء وَكنت فِي ذَلِك آذن لَهُ فِي زيرباج قبل الدَّوَاء وَبعده أما قبل الدَّوَاء فلتكن صنعيته أَشد مواطات وَأما بعد فلَان لَا يكثر عطشه وأمرته أَن يَأْكُل هَذَا بخل متوسط الثقافة وأسهلته بِهَذَا الدَّوَاء الْمَطْبُوخ وَصفته: إهليلج أصفر سَبْعَة دَرَاهِم شاهترج أَرْبَعَة دَرَاهِم حشيش الأفسنتين دِرْهَمَانِ حشيش غافت دِرْهَمَانِ هندباء غض باقة سنبل الطّيب دِرْهَم بزر الهندباء دِرْهَمَانِ يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يصير رطلا ويمرص فِيهِ عشرَة دَرَاهِم من سكر وَشرب وَأَيْضًا ب: لبن الشبرم وَمثله من السكر الْمَعْقُود وَكنت اعطيه قبل غذائه وَرُبمَا عقدته بِلَحْم التِّين مثلا بِمثل وأعطيته مِنْهُ حمصتين أَو ثَلَاثَة وسقيته بعده رب الحصرم والريباس وضمد كبده بالباردة وبحب قندس وبالمازريون المنقع بخل وَمن اطليته على الْبَطن: الطين الأرميني بالخل وَالْمَاء ودقيق الشّعير والجاورش وأخثاء الْبَقر وبعر الماعز ورماد البلوط وَالْكَرم وَفِي الْأَحَايِين البورق)
والكبريت كلهَا بخل وَمَتى حمى ضمدت كبده بضماد الصندل وَرُبمَا وضعت ضماد الصندل على نَاحيَة الكبد والمحللة على السُّرَّة والبطن وَقد أسهلته أَيْضا بشراب الْورْد بعد أَن انقعت فِيهِ مازريوناً وَمرَّة دفت فِيهِ لبن الشبرم(2/542)
وأدفت لَهُ من الْفَوَاكِه فِي التِّين الْيَابِس واللوز وَالسكر وأمرته بمصابرة الْعَطش وَأَن يمسك فِي فِيهِ مَا يمسك عَنهُ الْعَطش وَمَتى أفرط عَلَيْهِ مزجت لَهُ خلا بِمَاء وسقيته وَقد دققت ورق المازريون ونخلته وعجنته بِعَسَل التِّين وَكنت أعْطِيه قبل الْأكل وَبعده وَبِالْجُمْلَةِ فَلم أَدَعهُ يَوْمًا بِلَا نفض.
مسهل جيد: يعصر مَاء الهندباء الرطب وَيصب على مازريون وزن دِرْهَمَيْنِ وإهليلج أصفر عشرَة دَرَاهِم أَو يَأْخُذ عشرَة دَرَاهِم من الهليلج ودرهمان من المازريون يطْبخ برطلي مَاء حَتَّى يصير نصف رَطْل ويصفى وَيجْعَل مِنْهُ أُوقِيَّة من مَاء الهندباء ويسقى وَاعْلَم أَن الأقراص الَّتِي تعْمل بالأميرباريس وَنَحْوهَا إِذا كَانَت الطبيعة يابسة رَدِيئَة فِي الْبَطن فَعَلَيْك بالإسهال مَا أمكن.
طلاء عَجِيب: يُؤْخَذ البعر الْبَالِي وَسعد وطين ويطلى بِهِ الْبَطن بخل وَمَاء أَو يعصر أَطْرَاف الْخلاف أَو الطرفاء ويطلى بِهِ.
طلاء آخر لمن يتَقَدَّر مجفف قوي: سعد إذخر جزؤ جزؤ مر ومضض وَورد وسنبل وطين أرميني ونطرون يطلى جَمِيعًا (ألف ب) تحر أَن لَا يكون فِي هَذَا قوابض لِأَنَّهَا تسد منافس الْبدن فَلَا تنشف وَكَذَلِكَ لَيْسَ للسعد أَو السنبل معنى إِلَّا قَلِيلا يطيب الرَّائِحَة لَكِن اسْتعْمل بعر الْمعز وأخثاء الْبَقر والبورق ودقيق الشّعير والكرسنة وَنَحْوهَا مِمَّا يجفف بِلَا قبض.
اسحاق: المَاء الْبَارِد جدا الْكثير بَغْتَة بعقب الرياضة وَالْحمام يُورث من لم يكن حَار الكبد جدا حبنا. قَالَ: وَأكل الْأَشْيَاء الحلوة الَّتِي فِيهَا لزوجة فَأَما غير اللزجة فَأَقل فِي ذَلِك تولداً للسدد وتورث الاسْتِسْقَاء وَلَا يجب أَن يدهن الْبَطن من الفاسدي المزاج والمحبونين لِأَنَّهُ يُرْخِي أَجْسَادهم وَهَذِه الْمَوَاضِع. لى المراق ونواحيه يحْتَاج فِي الحبن إِلَى تجفيف وتقوية لِئَلَّا يقتل.
من كتاب أرخيجانس فِي الأسقام المزمنة قَالَ: أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء لَا تؤول حَالهم إِلَى الصّلاح إِلَّا من إنطلاق بطونهم وَلبن اللقَاح نَافِع للحبن الْحَار جدا يسقى من رَطْل إِلَى رطلين من حليب من سَاعَته مَعَ خَمْسَة دَرَاهِم من سكر الْعشْر.
فليغريوس: فِي المَاء الْأَصْفَر حب نَافِع: قشور النّحاس كمافيطوس قنطوريون صَغِير غاريقون الشربة دِرْهَم وَنصف. قَالَ: وَمَتى رَأَيْت فِي الاسْتِسْقَاء برَاز العليل نضيجاً فعالجه فَإِن حرارته)
الغريزية بَاقِيَة قَوِيَّة. قَالَ: واغذهم بِلَحْم الْمعز والجداء والقطى والعصافير والحجل والشفانين شوى وكردناك ويسقون شرابًا عتيقاً ويرتاضون.
مَجْهُول يخلف ماءاً كثيرا: شَحم الحنظل والسنبل دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ مر دانق اهليلج(2/543)
أصفر نصف دِرْهَم يتَّخذ حبا فِي عظم الفلفل وَيُعْطى مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم على الرِّيق فَإِنَّهُ ينفض المَاء نفضاً عجيباً. لى شَحم الحنظل دانق اهليلج أصفر نصف دِرْهَم تَرَبد نصف دِرْهَم غاريقون نصف دِرْهَم حب الشبرم ربع دِرْهَم يجمع بِمَاء الهندباء وَهِي شربة.
آخر جيد جدا: لبن الشبرم دانق غاريقون نصف دِرْهَم ورد مثله تَرَبد دِرْهَم سنبل دانق عصارة أفسنتين دانق وَهِي شربة يجمع بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب.
سكنجبين جيد: مازريون أُوقِيَّة خشب الشبرم خَمْسَة دَرَاهِم يصب عَلَيْهِ رَطْل خل وَيتْرك ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يصب عَلَيْهِ رطلا سكر ورطل مَاء ورد ويطبخ حَتَّى يغلظ وَيسْتَعْمل.
آخر يعْمل بالقردمانا وَإِن شِئْت فَحل من لبن الشبرم فِي أُوقِيَّة سكنجبين فاعطه.
معجون لَا يهيج حرارة يسقى مَعَ مَاء الْبُقُول: بزر الهندباء وبزر الكشوث عشرَة عشرَة عصارة الطرخشقون مجففة وزن عشْرين درهما عصارة أَمِير باريس خَمْسَة عشر درهما لَك مغسول وراوند صيني من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم عصارة أفسنتين سَبْعَة دَرَاهِم عصارة قثاء الْحمار وشحم الحنظل خَمْسَة. خَمْسَة غاريقون سَبْعَة دَرَاهِم يجمع بِالْخِلَافِ ويسقى بِمَاء الْبُقُول فَإِن هَذَا أصلح من الكلكلانج وَهُوَ لَا يهيج حرارة وينقي الكبد ويسهل المَاء بِقُوَّة مَعَ تَقْوِيَة الكبد.
آخر للاستسقاء الَّذِي مَعَه حرارة: بزر الكشوث عشرَة دَرَاهِم بزر الرازيانج سَبْعَة أنيسون خَمْسَة غاريقون سِتَّة مازريون عشرَة راوند صيني خَمْسَة عصارة الغافت خَمْسَة لوز مر ثَلَاثَة يجمع الْكل بِعَسَل ويسقى (ألف ب) مَاء الْأُصُول إِن شَاءَ الله.
من جَوَامِع ابْن ماسويه مِمَّا يسهل المَاء وَلَا يضر بالمعدة الْبَتَّةَ: اسْقِهِ من عصارة قثاء الْحمار نصف دِرْهَم أَو اسْقِهِ من قشر أَصله دانقان أَو تطبخ هَذِه القشور فِي الشَّرَاب وتسقى ويسهل المَاء نعما أَن يطْبخ حشيش الماهودانه مَعَ فروخ ويتحسى مرقه أَو يشرب ثَلَاثَة أَوَاقٍ من مَاء ورق الفجل.
الْعِلَل والأعراض إِذا بَطل الهضم من الْمعدة أصلا آل الْأَمر إِلَى الاسْتِسْقَاء الطبلي وَإِذا بَطل)
الهضم من الْمعدة حدث الاسْتِسْقَاء الزقى وَإِذا بَطل الهضم من جَمِيع الْأَعْضَاء آل الْأَمر إِلَى الاسْتِسْقَاء اللحمى. لى فاقصد فِي الزقى خَاصَّة إِلَى تَقْوِيَة الكبد من أقربادين ابْن سَابُور الْأَوْسَط حب عَجِيب: يُؤْخَذ لبن الشبرم أَو لبن أَي يتوع شِئْت وَمثله سكر الْعشْر يحل بِالْمَاءِ ويعقد أَو يَجْعَل حبا كالحمص وَيُعْطى ثَلَاثَة أَو اثْنَتَيْنِ أَو أَرْبعا قبل الطَّعَام وَبعده كل يَوْم وَإِن شِئْت أَن تستفرغ بِهِ استفراغاً صَالحا فاعط تسع حبات.(2/544)
لى المجارى الَّتِي يَأْتِي فِيهَا بَوْل الْجَنِين إِلَى السُّرَّة وتتصل بتقعير الكبد لِأَن الْجَنِين يتغذى من عروق مجاورة لهَذِهِ وغذاء الْجَنِين يتَّصل إِلَى تقعير كبده أَولا لِأَن الْجَنِين لما كَانَ تَدْبيره كالنبات فِي أول أمره كَانَ غذاؤه يصل إِلَيْهِ من سرته فاحتيج إِلَى خنق هَذِه ضَرُورَة وفيهَا يجْرِي الْبَوْل فِي الْجَنِين وَإِذا قطعت السُّرَّة والتحمت إِن حدث فِي مجاري الْبَوْل حَادِثَة جَاءَ فِي هَذَا إِلَى المراق وَاعْلَم أَن النّوم رَدِيء للمستسقى والسهر جيد لَهُ لِأَنَّهُ يجفف بِقُوَّة وَالنَّوْم خَاصَّة على الامتلاء يعظم الْبَطن.
من كتاب ينْسب إِلَى ج فِي السمُوم قَالَ: إِن سقى المستسقى أشناناً فارسياً ثَلَاثَة دَرَاهِم نفض المَاء كُله إسهالاً وتبويلاً.
الأهوية والبلدان قَالَ: يعرض الاسْتِسْقَاء فِي الْبِلَاد الرّطبَة وَإِذا كَانَ مَعَه اللَّوْن أصفر أَو أَبيض فالبلاء بالكبد وَإِن كَانَ أَخْضَر أَو أسود فبالطحال. جورجس: من شرب عصارة الإيرسا فَهُوَ على خطر عَظِيم. قَالَ: فَأَما نَحن فَإِذا كَانَ الاسْتِسْقَاء مَعَ حرارة عالجناه بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب ولب الْخِيَار شنبر والكاكنج وَبَوْل الْمعز فَإِن لم تنجع هَذِه سقيناه ألبان اللقَاح فَإِن لبن اللقَاح نَافِع من الاسْتِسْقَاء وَيشْرب على هَذِه الصّفة يَأْكُل نصف النَّهَار وَلَا يتعشى ثمَّ يشرب بِالْغَدَاةِ رطلا وَاحِدًا من اللَّبن حِين يحلب مَعَ أوقيتين من بولها وينتظر ساعتين فَإِن أسهله فليأخذ مرّة أُخْرَى ثمَّ يزِيد كل يَوْم حَتَّى يشرب ثَلَاثَة أَرْطَال فِي مرَّتَيْنِ فَإِن تجشأ جشاءاً حامضاً فَلَا تسقه فِي الْمرة الثَّانِيَة وَلَا يَأْكُل وَلَا يشرب ماءاً بَارِدًا وكمد معدته وَلَا يَأْكُل حَتَّى يَبُول وَإِن تمدد بَطْنه فاحقنه من ساعتك وَمن كَانَ يسهله ويخف عَلَيْهِ فاسقه مَعَه حبا ينفض المَاء وليحذر الِاغْتِسَال بِالْمَاءِ الْبَارِد وَإِن وجد حرارة فِي رَأسه فضع عَلَيْهِ دهن بنفسج وليأكل فروجاً زيرباجاً وليأكل لَحْمًا وليشرب نبيذاً رَقِيقا. إبيذيميا (ألف ب) قَالَ: البصل والثوم إِذا اسْتعْمل فِي وَقت يجب ينفع المستسقين فِي بعض الْأَحْوَال وَأما الْجُبْن فَإِنَّهُ يضرهم ضَرَرا شَدِيدا وَفِي ذَلِك أَنه من أبلغ الْأَشْيَاء فِي إيراث السدد وَغَايَة علاج هَؤُلَاءِ أَن يفتح سدد أكبادهم. قَالَ: وَإِذا حضر المستسقى الْمَوْت)
عظم بَطْنه جدا وامتدت جلدَة مراقه وأنتن فَمه وَخرجت فِيهِ قُرُوح لرداءة الرطوبات الَّتِي فِي جَوْفه.
قَالَ: وامنع فِي الاسْتِسْقَاء وخاصة اللحمى الاستحمام بِالْمَاءِ العذب وَعَلَيْك بالدلك الْيَابِس بالمناديل والتعب فِي مَوضِع تُرَاب جَاف.
الميامر: جفف أخثاء الْبَقر الراعية نعما وتطبخ جدا بخل وَمَاء ممزوجين ثمَّ يخلط بِهِ ربعه كبريتاً وضمدبه الْبَطن وَخذ مِثْقَالا من قشور النّحاس واسقه واخلط بلب الْخبز واجعله حبا فَإِنَّهُ يجذب المَاء بِقُوَّة قَوِيَّة واسقه مِثْقَال روسختج مَعَ مثله من خرء الْحمام وربعه شراب وملح هندي فَإِنَّهُ عَجِيب جدا وليمزج بالزيت وَالْملح وليكثر التَّرَدُّد فِي الشَّمْس وَهُوَ(2/545)
مغطى بِالرَّأْسِ واثقب مايلي كعابهم واشرطها وأجلسهم على كرْسِي فَإِنَّهُ يسهل مِنْهُم رطوبات كَثِيرَة.
أبوجريج: المر نَافِع للْمَاء الْأَصْفَر وَكَذَلِكَ الأشق شرب أَو طلى بِهِ.
لى تَدْبِير دبرت رجلا بِهَذَا التَّدْبِير فَكَانَ بَالغا نَافِذا: يسقى رَطْل من مَاء القالى بِعشْرَة دَرَاهِم من سكر الْعشْر على أَرْبَعَة أَيَّام ويسقى مَا بَين ذَلِك أَقْرَاص الأميرباريس واللك والراوند وتضمد الكبد بالمقوية وتروضه ويقل الشَّرَاب فَإِن لم تَجدهُ رطبا فَخذ قاقلى يَابسا وشاهترجا وشيئاً من مازريون ودقه.
شيافة قَوِيَّة تخرج ماءاً كثيرا: خربق أَبيض يحْتَمل فَإِنَّهُ يجذب ماءاً كثير جدا ويتخذ من قثاء الْحمار وشحم الحنظل والمازريون والشبرم وَكَذَلِكَ إِن دلك الْبَطن بالحنظل الرطب أَو بقثاء الْحمار أَو دلكت القدمان بالحنظل الطَّرب أخلف المَاء وَيسْتَعْمل عِنْد الضعْف ويطبخ هَذِه أَيْضا ويحقن يخلف المَاء. لى المجاري الَّتِي من الماسريقا إِلَى الكبد تتصل بالجانب المقعر فَإِذا كَانَ ورم حَار أَو سدة فِي حدبة الكبد نفذ كثير من المائية فِي هَذَا بل يذبل الْبدن إِلَى المراق وَإِنَّمَا ينفذ مِنْهُ شَيْء وَلَا ويذبل الْبدن. ينفذ كلهَا فِيهِ لِأَن تِلْكَ المجاري لَا تنسد كلهَا بل يبْقى بعض وَيقدر ذَلِك يكون كَثْرَة مَا ينفذ إِلَى هَاهُنَا وَإِنَّمَا صَار ينفذ فِي هَذِه لِأَنَّهَا أوسع مِمَّا فِي المحدب وَإِنَّمَا صَارَت لَا يرجع هَذِه المائية إِلَى الأمعاء لِأَن شَأْن الطبيعة الجذب مادامت سليمَة وَلَا يُمكن أَن يرجع إِلَى الأمعاء إِلَّا عِنْد مَا يلذع فَم الْمعدة والماسريقا دَوَاء لذع أَو حِين لَا تَجِد منفذاً إِلَى قُدَّام الْبَتَّةَ وَلذَلِك نرى فِي الاسْتِسْقَاء الزقى إِذا غلظ الْأَمر فِي تمدد الْبَطن اندفعت الطبيعة وَرُبمَا لم يزل لينه من أول الْأَمر.)
من كتاب مَا بَال قَالَ: أكل الطين والجوع المفرط يزهلان الْجِسْم ويورمان الْقَدَمَيْنِ لِأَن الطين يمْنَع الْجِسْم من الإغتذاء فتضعف الْحَرَارَة الغريزية وَيمْنَع الْغذَاء من أكل الطين لسدة مجاري الْغذَاء.
لى جوارش عَجِيب جدا: مصطكي وسنبل الطّيب وَورد وراوند وَلَك بِالسَّوِيَّةِ ومازريون قد أنقع فِي خل جزءان (ألف ب) غاريقون تَرَبد جزؤ يجمع بِلَحْم السفرجل والخل وَالْعَسَل.
لى ينقع التِّين فِي دهن حل لَيْلَة ثمَّ يَجْعَل فِي وَسطه لبن الشبرم دانق وَيُعْطى أَو ربع دِرْهَم من خشب الشبرم أَو دانقان من شَحم الحنظل فَإِنَّهُ يقيمه ماءاً خَالِصا ويبرئه. لى عَلَيْك فِي الزقى بإسهال المَاء وَأَقْبل فِيمَا بَين ذَلِك على تفتيح السدد فِي الكبد إِن كَانَت حرارة فَاعْلَم أَن السدد لورم وَإِن كَانَت بِلَا حرارة فلشيء مرتبك فِيهَا وَإِن أدمن فلورم صلب وَلَا يبرأ وَعَلَيْك بِهَذَا أهرن: اعْتمد فِي إسهال المَاء الْأَصْفَر مَعَ حرارة على الهليلج الْأَصْفَر فَإِن خاصته(2/546)
إِخْرَاج هَذِه الرطوبات وعَلى السكبيج إِذا لم تكن حرارة وَلَا تسهله إسهالاً كثيرا دفْعَة فَإِنَّهُ يضعف الكبد وَلَكِن أسهله قَلِيلا قَلِيلا وواتره ذَلِك. قَالَ: وشحم الحنظل الَّذِي فِي جَوف التِّين يمشي مشياً صَالحا يطعم اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاثًا. لى هليلج أصفر ينقع فِي المَاء ثَلَاثَة أَيَّام فِي مَاء مغلي والشربة مِثْقَال وَنصف فَإِنَّهُ قوي بِإِجْمَاع وَاعْتمد فِي اللَّحْم على إدرار الْبَوْل فَإِن ذَلِك ينقيهم أَكثر مِنْهُ بالأسهال وَأما الزقى فَلَا يكَاد ينْتَفع بإدرار الْبَوْل كَبِير شَيْء والطبلي لَا يكون أبدا مفرط الْعظم لِأَنَّهُ إِذا أفرط عَلَيْهِ صَار زقياً والزقى أَشد وأصفى لوناً.
أَقْرَاص أميرباريس مِمَّا اسْتَعْملهُ أَنا: عصارة أميرباريس وَلَك مغسول وراوند صيني وَورد أَحْمَر وعصارة طرخشقون مجففة وبزر الهندباء وبزر الكشوث يقرص وَلَا أرى الغافت وَلَا الأفسنتين والسنبل لِأَنِّي وَجدتهَا تجمر المَاء وتسخن وتعطش. ج الغاريقون يفتح سدد الكبد والكلى.
لى هَذَا جلّ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ المستسقى.
لى مسهل عَجِيب: يطْبخ قنيدس أَو ينقع فِيهِ تين صَحِيح وَيطْعم تينة وَاحِدَة.
طلاء جيد: يُؤْخَذ بعر بَال جزؤ توبال النّحاس جزؤ وخثى الْبَقر مجفف جزؤ دَقِيق شعير بورق سوسن جزؤ دَقِيق شعير بورق سوسن جزؤ طين أرميني نصف جُزْء يطلى الْبَطن بِهِ بِمَاء وَأقوى من هَذِه الَّتِي بالنورة والبورق وشحم الحنظل ودقيق الكرسنة. ج فِي الْمرة السَّوْدَاء: إِن أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء الزقى يَنْتَفِعُونَ إِذا أسهلوا نفعا عَظِيما إِذا كَانَ ذَلِك فيهم لى ملاك الْأَمر أَلا تسهلهم ضَرْبَة إسهالاً كثيرا فَإِنَّهُ يصيبهم مِنْهُ مَا يُصِيب من البزل المفرط من اللحمي)
وَسُقُوط الشَّهْوَة وَالْقُوَّة وتضعف أكبادهم أَكثر وَيعْمل مَاء أَكثر فتحفظ فِي ذَلِك. ج إِذا أسهلت من هَؤُلَاءِ المائية خفوا عَلَيْهِ خفَّة بَيِّنَة وَقل مَا بهم من الكرب والثقل. لى وضيق النَّفس. لى بإن من كَلَامه أَن هَؤُلَاءِ يَنْبَغِي أَلا يفصدوا لِأَن الدَّم فيهم نزر وأعضاؤهم قَليلَة الْغذَاء لِأَن فِي أكبادهم سدداً لَا ينفذ الدَّم فيهم كثيرا وخاصة من كَانَ مِنْهُم منهوكاً فَإِن فصدوا وأسهلوا صفراء عظم ضَرَره لَهُم. لى إِذا كَانَ مَعَ الاسْتِسْقَاء حرارة أَيْضا فَلَا تسهل الصَّفْرَاء لَكِن تطفىء وتسهل المائية جَمِيع دَقِيق الْحُبُوب المجففة الَّتِي تجلو خَاصَّة كدقيق الشّعير والباقلى والترمس والحمص وَالْكَسْب ويضمد بهَا المستسقى. ج فِي المفردة: رَأَيْت مستسقين يطلون بطونهم (ألف ب) بالطين الْحر فينتفعون بِهِ. وَقَالَ: بعر الْمعز لم يزل الْأَطِبَّاء يستعملونه فِي الاسْتِسْقَاء محروقاً وَغير محروق وَهُوَ بليغ جدا وَإِذا أحرق زَاد لطافة وَلم يزدْ كثير حِدة وَأَنا أخلط بِهِ دَقِيق شعير خثى الْبَقر يطلى بِهِ المستسقى وينوم فِي الشَّمْس فيعظم نَفعه وَيجب أَن يكون من بقر تعتلف التِّين الْيَابِس لحم الحلزون الْبري إِذا دق نعما وضمد بِهِ بطُون المستسقين عظم نَفعه وَذَلِكَ أَنه يجفف تجفيفاً كثيرا جدا.(2/547)
قَالَ: الحلزون يسحق مَعَ حلبة وَيُوضَع على بطن المستسقى فينشف الرُّطُوبَة جدا وَلكنه مِمَّا يعسر قلعه. د: الأسارون جيد لمن بِهِ حبن التِّين جيد للاستسقاء بعر الظباء جيد للمستسقى على مَا فِي كَلَامهم وَهُوَ طيب الرّيح. لى لبن الخس الْبري يُؤْخَذ فيجفف فِي الشَّمْس وَيرْفَع فِي إِنَاء خزف قوته كقوة الأفيون إِذا سقى مِنْهُ نصف دِرْهَم بِمَاء ممزوج بخل اسهل ماءاً. لى هَذَا يصلح حَيْثُ حرارة شَدِيدَة فَاعْلَم ذَلِك المرزنجوش مَتى شرب طبيخه وَافق الحبن جدا وأدر الْبَوْل.
ماسرجويه: الكماشير لَا مثل لَهُ فِي إسهال المَاء وَهُوَ أحد من الفربيون.
مَجْهُول: لاشيء انفع للاستسقاء مَعَ حرارة وسدد الكبد وَحمى من مَاء الكشوث مَعَ السكنجبين لِأَنَّهُ يسهل المَاء ويدر الْبَوْل وَيفتح السدد وَيُقَوِّي الكبد والمعدة.
روفس: مَاء الْجُبْن من لبن الْمعز والأتن أبلغ فِي إسهال المستسقى والأتن أبلغ فِي ذَلِك أَعنِي فِي إسهال المستسقى مَعَ حرارة وَلَا يتوقى فِي الصَّيف وَلَا مَعَ شدَّة الْحر لِأَنَّهُ يفتح سدد الكبد ويردها إِلَى اعتدالها وَأصْلح شَيْء أَن يطْبخ بعد أَن يُؤْخَذ حَتَّى تنْزع رغوته ثمَّ يطْرَح فِيهِ ملح هندي وأبلغ مِنْهُ أَن يسقى قثاء الْحمار فَإِنَّهُ بليغ جدا وَلَا يسخن وَلَا ينفض ماءاً كثيرا.)
الخوز: السكبينج يسهل المَاء. لى المسهلة للْمَاء: الشبرم المازريون الماهودانه القاقلى الروسختنج الفربيون قثاء الْحمار قنيدس السكبينج الهليلج الْأَصْفَر.
الفلاحة: مَاء الفجل إِذا سقى ينفض المَاء بِقُوَّة قَوِيَّة.
الخوز: القنطوريون الصَّغِير يسهل المَاء بِقُوَّة لحم القطا جيد للاستسقاء.
روفس: إِذا أدمن انسان ضَعِيف شرب الْخلّ أَدَّاهُ إِلَى الاسْتِسْقَاء إِلَّا أَن يتعب ذَلِك بتعب كثير.
الثَّانِيَة من الأهوية والبلدان: إِذا كثر الأختلاف قلت حرارة الْجَسَد واستسقى لذَلِك. لى رَأَيْت الِاخْتِلَاف فِي الاسْتِسْقَاء الْحَار أصلح مِنْهُ جدا وَأَقل جلاءاً للقوة وَبِالْجُمْلَةِ فإفراطه رَدِيء جدا روفس فِي المالنخوليا: الضربان من الاسْتِسْقَاء الزقى والطبلي ينحف مَعَهُمَا الْبدن فَأَما اللحمي فيعبل مَعَه. لى كَانَ فِي هذَيْن الصِّنْفَيْنِ قد قل نُفُوذ الْغذَاء إِلَى الْبدن وَكَذَلِكَ احسب أَن فِي الكبد وخاصة فِي الحدبة سدداً كَثِيرَة فَأَما اللحمي فَالْكَبِد فِيهِ سليمَة من(2/548)
السدد والورم وَلَا آفَة بهَا الْبَتَّةَ إِلَّا مزاج بَارِد وَإِذا لم ينفذ الْغذَاء على مَا يَنْبَغِي خرج بعض المَاء من هُنَاكَ أَعنِي من تقعير الكبد إِلَى نَاحيَة السُّرَّة لِأَن الْعُرُوق الَّتِي تتصل من الْأُم بالجنين من سرته إِنَّمَا (ألف ب) يَنْقَسِم فِي تقعير كبده وَلَو كَانَت السُّرَّة مثقوبة لَكَانَ يَبُول مِنْهَا فضل بَوْله الَّذِي ينْعَقد لَكِن لِأَنَّهَا ملتحمة خَارِجا تنصب فِي الفضاء الَّذِي بَين الأمعاء والصفاق. أهرن دَوَاء اللك الْأَكْبَر عَجِيب يذهب الاسْتِسْقَاء اللحمي بإدرار الْبَوْل وَتبقى قوته أَربع سِنِين وَيسْتَعْمل بعد سِتَّة أشهر: لَك مغسول ولوز مر قرنفل زرنباد دارصيني سِتَّة سِتَّة فوه مر مرزوفا يَابِس ثَلَاثَة ثَلَاثَة سنبل عشرَة زراوند مدحرج جنطايا دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ صَبر عشرَة دَرَاهِم دوقو بزر كرفس جبلي كمون كرماني زنجبيل عشرَة عشرَة أسارون سِتَّة زعفران اثْنَان فوة الصَّبْغ اثْنَا عشر سليخة حب اللِّسَان مصطكي قصب الذريره كمون خَمْسَة ايرسا خَمْسَة عشر جعدة زراوند طَوِيل فقاح الْإِذْخر ثَلَاثَة ثَلَاثَة قسط فلفل تِسْعَة تِسْعَة ساساليوس ثَلَاثَة دهن البلسان دِرْهَمَانِ يجمع بِعَسَل الشربة دِرْهَم.
حب الراوند البليغ يفتح السدد وَهُوَ جيد للاستسقاء اللحمي أَيْضا: راوند صيني عشرَة دَرَاهِم لَك خَمْسَة دَرَاهِم مازريون خَمْسَة عشر درهما سنبل ثَلَاثَة غاريقون عشرَة دَرَاهِم بسبايج مثله عصارة غافت خَمْسَة دَرَاهِم مصطكي دِرْهَمَانِ الشرية دِرْهَمَانِ وَنصف.)
أهرن: ينفع الاسْتِسْقَاء الطبلي أَن يطلى الْبَطن ببعر مَاعِز مَعَ قشور النّحاس. لى يجب فِي هَذَا أَن يسقى البزور ويطلى بهَا من المسخنة المحللة للرياح وَيحْتَمل الأشياف الَّتِي تخرج الرِّيَاح ويسقى البزور الحارة لِترد على الكبد الْقُوَّة التَّامَّة من الْحَرَارَة فتحلل بذلك النفخ للطفها ويحذر الأغذية المنفخة. تقدمة الْمعرفَة: لى فِيهِ شكّ لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون فِي جداول الكبد ورم حَار وَلَا تكون حمى فَلَا أَن يزمن الورم الْحَار وَنحن نرى هَذَا الاسْتِسْقَاء الَّذِي مَعَ ذرب طَوِيل الْمدَّة بِلَا حمى فَالْأولى أَن يكون الورم بارذا هُنَاكَ وَإِذا رَأَيْته مَعَ ذرب فَعَلَيْك بِمَا ينفذ الْغذَاء وَإِذا رَأَيْته مَعَ يبس شَدِيد فَعَلَيْك بِمَا يبرد الكبد.
الأولى من تَفْسِير إبيذيميا: تفقد من المستسقى لَونه لتستدل على أصل الْعلَّة هَل هِيَ الكبد أَو الطحال ولون المكبودين أصفر أَبيض ولون المطحولين أصفر أسود. لى واستعن بِسَائِر الدلالات وَانْظُر فِي سَائِر مَا يُمكن أَن يكون مِنْهُ كَحال الأمعاء والكلى والبواسير ثمَّ افصد الْعُضْو الَّذِي هُوَ أصل الْعلَّة.
لى تحرز بِهَذِهِ العلامات فَإِنَّهَا نافعة أَعنِي مَا علامته إِذا كَانَ عَن الكلى أَو عَن الرَّحِم وَنَحْو ذَلِك وَلَا يكون لَك همة أَكثر من تعرف السَّبَب الأول ثمَّ اقصد لنفض المَاء فِي الْأَيَّام وَفِيمَا بَين ذَلِك لإِصْلَاح الْأَمر الأول تُوضَع جَمِيع أَسبَاب الاسْتِسْقَاء كالكائن عَن قَعْر الكبد(2/549)
والكائن عَن حدبته والكائن عَن الطحال والكائن عَن الكلى والكائن عَن استفراغ الدَّم والكائن عَن احتقانه والكائن عَن شرب مَاء بَارِد فِي عقب رياضة ويتمم ذَلِك وَيحصل. لى رَأَيْت رجلا كَانَ يضْرب يألم نصف يَوْم ويعرق (ألف ب) فِي صيف ويتأذى فِي ذَلِك شهرا عمد إِلَى مَاء بَارِد فَشرب مِنْهُ ضَرْبَة شَيْئا كثيرا وَأعَاد ذَلِك مَرَّات فَاسْتَسْقَى استسقاء لحمياً فِي ثَلَاثَة أَيَّام وعالجته بدواء الكركم الْكَبِير فبرىء فِي عشرَة أَيَّام. لى أَطْعِمَة المستسقين لَا تكون ثريدا وَلَا بقولا مرطبة وَلَا معطشة وَيجب أَن تؤلف لَهُم أغذية يتسعون فِيهَا إِن شَاءَ الله وَمن لُحُوم الطير وَالصَّيْد أرطبها لَا فِي المزاج لَكِن فِي سهولة المضغ يتَّخذ لَهُم طباهجات رقيقَة من البشمارك والصدر وتهزل جدا وتحلل لِئَلَّا يعطش وشرابهم إِمَّا سكنجبين وَإِمَّا شراب قوي صلب لمن لَا حرارة بِهِ.
الْخَامِسَة عشر من مَنَافِع الْأَعْضَاء: الغشاء اللفائفي نَافِذ إِلَى سرة الْجَنِين وَقد يجْتَمع بَوْل الْجَنِين إِلَى وَقت ولادَة. قَالَ: يَأْتِي الْجَنِين من الْأُم عرقان وشريانان وتتصل بكبده وَفِيمَا بَين هَذِه الْعُرُوق)
ثقب يُسَمِّيه أَصْحَاب التشريح مصب الْبَوْل وَهُوَ يخرج الْبَوْل من قَعْر المثانة فيصبه إِلَى الغشاء اللفائفي. قَالَ: وَهَذِه الْعُرُوق الْأَرْبَعَة هِيَ تهزل مصب الْبَوْل وَذَلِكَ لِأَن خُرُوج الْبَوْل من بدن الْجَنِين إِلَى السُّرَّة على مَا هُوَ عَلَيْهِ كَانَ أصلح وأوفر من خُرُوجه من الذّكر والقبل. قَالَ: وَقد يَنْبَغِي أَن ينظر كَيفَ صَار بَوْل الْجَنِين لَا يخرج من عنق المثانة مَا دَامَ الْجَنِين فِي الرَّحِم وَمَا الْحِيلَة الَّتِي تلطف بهَا لصرف الْبَوْل عَن هَذَا المجرى مَا دَامَ فِي الرَّحِم وَإِن يرجع كُله إِلَى السُّرَّة حَتَّى يخرج من المجرى الَّذِي يعرف بمصب الْبَوْل فينصب إِلَى الغشاء اللفائفي. قَالَ: وللمثانة مَا دَامَ الْجَنِين فِي الثَّانِيَة من الميامر: وصف الإيارج فيقرا أَنه جيد للمستسقين وأجوده على مَا بَين فِي خلال كَلَامه: وَورد أَحْمَر سنبل مصطكي أسارون حب بِلِسَان بِالسَّوِيَّةِ نصفه صَبر. وَقَالَ فِي التَّاسِعَة عَن ارخيجانس: إِن قشور النّحاس يدر الْبَوْل بِقُوَّة قَوِيَّة جدا إِذا سحق مِنْهُ مِثْقَال مَعَ لباب خبز وَجعل حبا وَاحِدًا.
من الْمسَائِل: الكي فِي أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء بعد أَن يفرغ المَاء يمْنَع أَن يعود المَاء. لى اعْتمد فِي الاسْتِسْقَاء على بَقَاء الْقُوَّة فقد عَالَجت رجلا شَيخا كَانَ بِهِ من المَاء مَا أَحسب أَنه يبرأ وَفِي مَائه حِدة فسقيته المازريون ثمَّ طفئت عَنهُ أَيَّامًا ثمَّ عاودته فبرئ وَكَانَ كيس بيضته قد امْتَلَأَ ماءاً حَتَّى كَانَ أعظم مَا يكون.
سفاوس قَالَ: إِذا بزلت فسد الْبَطن جيدا بعصائب عريضة إِلَى الْمرة الثَّانِيَة فَإِنَّهُ كَذَا(2/550)
لَا يعظم الْبَطن وَلَا يرجع إِلَى حَالَته لَا يُمكن أَن تكون حمرَة المَاء لقلته لَا لحرارة فَأَي مسنسق لم يجد نَفسه ونبضه حاراً فامتحن فِيهِ المسخنة فَإِن لم تضره فعالجه.
مسيح: أَكثر من المدرة للبول وَاسْتعْمل فِي الحبن بعد الْحِين مَا يسهل الْبَطن إسهالاً رَقِيقا لَا عنف فِيهِ على الكبد. لى كَأَنَّهُ يؤمى إِلَى أَن قُوَّة الإسهال فِيهِ عنف على الكبد. قَالَ: من غير أَن تكون فِي الدَّوَاء قُوَّة تضر بالكبد وعرقه فِي الْحمام وادلك الْبَطن بالبورق والكبريت وضمد بخثى الْبَقر وبعر الماعز وَلَا شَيْء أفضل من ألبان اللقَاح والاقتصار عَلَيْهِ وَحده دون جَمِيع المطاعم والمشارب أَيَّامًا كَثِيرَة. لى يصلح مِنْهُ إِذا سقيته يَنْبَغِي أَلا تتعشى يَوْم (ألف ب) يعزم على شرب لبن اللقَاح وَغَيره لَكِن يطويهما ويبكر فيشرب مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ وينتظر ساعتين ثمَّ يشرب إِلَى الظّهْر ثَلَاث دفعات فَإِن مَشاهُ بِمِقْدَار اللَّبن ثَلَاث مَرَّات فَذَلِك وَإِلَّا يشرب من غير هَذَا الْحبّ صفته: دِرْهَم هليلج ثَلَاثَة دَرَاهِم سكنجبين قِيرَاط سقمونيا يعجن بِمَاء الهندباء إِذا كَانَت)
حرارة وَإِلَّا فبماء الكراث وَقدر الشربة من دِرْهَمَيْنِ وَنصف إِلَى دِرْهَم وَنصف إِلَى دِرْهَم وَيشْرب على ذَلِك يَوْمًا بالدواء وَيَوْما لَا ويطوى إِن أمكنه وَلَا يَأْكُل وَلَا يشرب شَيْئا وَإِن لم يكن بدا أَخذ وَقت الْعَصْر ثَلَاثِينَ درهما خبْزًا فِي مرق حمص وشبث وَيشْرب شرابًا ممزوجاً وسكنجبيناً فَإِذا نقص المَاء وخف فليكو بعد نزل المَاء فِي الْيَوْم الثَّالِث ثَلَاث كيات بالطول وَثَلَاثًا بِالْعرضِ من لدن القص إِلَى الْعَانَة وليلزم التَّدْبِير بِالْجُوعِ والعطش عشرَة أَيَّام بعد ذَلِك وَلَا يتوسع بعد ذَلِك وَلَا يتوسع فِي الْغذَاء فَإِنَّهُ يبرأ وَإِن هاج بِهِ من اللَّبن يَوْمًا مَا ثقل وجشاء حامض فَلَا يشربه من غَد وليحقن بحقنة مسهلة ويكمد بَطْنه إِلَى أَن يخف ذَلِك. لى مر رجل مستسق فَبَقيَ فِي أَعْرَاب لَا يجد ماءاً وَلَا غذاءاً غير اللَّبن يشربه إِذا عَطش فبرىء برءاً تَاما. قَالَ: وينفع تين قد جعل فِيهِ شَحم الحنظل وينفع مِنْهُ أَن يشد بعقب إسهال الْبدن من أَعْلَاهُ إِلَى الْعَانَة وينفع صفة سقِِي الترياق للمستسقين: يدْخل العليل غدْوَة الْحمام وَليكن مَاؤُهُ كبريتياً أَو بورقياً فَإِن كَانَت حمة فَهُوَ خير وَإِن لم تكن حمة فَلْيدْخلْ الْحمام حَتَّى إِذا لَان جلده وَحمى دلك بالكبريت والبورق وَالزَّيْت فَإِن عرق عرقاً كثيرا غسل بِمَاء قد طرح فِيهِ كبريت وبورق وَيكون ذَلِك على سَاعَة من النَّهَار وَيخرج وَيشْرب قدر حمصة من الترياق بِمَاء قد طبخ فِيهِ فوذنج وكرفس وَيَأْكُل الْعَصْر مرقا بِزَيْت أَو دهن حل أَو مرق دراج وَلَا يَأْكُل لَحْمه وَيشْرب سكنجبيناً أَو شرابًا رَقِيقا ثَلَاثَة أسابيع طلاءاً.
طلاء: بعر الْمعز وخثى الْبَقر الجبلية مجففاً ثمَّ يلقى عَلَيْهِ نصفه كبريتاً ويضمد بخل. لى الكلكلانج الْبَارِد المازريون ينقع بخل مجفف خَمْسَة غاريقون هليلج تَرَبد(2/551)
خَمْسَة خَمْسَة عصارة الأفسنتين ثَلَاثَة بزر الهندباء دِرْهَمَانِ بزر الْخِيَار نصفه رب السوس ثَلَاثَة ترنجبين عشرَة يطْبخ بِمَاء حَتَّى يتعسل ويعجن بِهِ ويسقى من دِرْهَمَيْنِ الكاكلانج وورق المازريون مسحوق غاريقون إهليلج أصفر سكنجبين خَمْسَة خَمْسَة إيرسا ثَلَاثَة راوند عصارة غافت سنبل انيسون دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ يعجن بِعَسَل الشربة من ثَلَاثَة إِلَى أَرْبَعَة مازريون منقع فِي خل ويغلى فِيهِ ويصفى ويلقى عَلَيْهِ سكر الْعشْر ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام ويسقى وَإِن شِئْت أطبخ أُوقِيَّة مازريون برطل مَاء حَتَّى يصير ثلث رَطْل ثمَّ صفه وصب عَلَيْهِ نصف رَطْل واغسلها أجمع سكر الْعشْر وغله تغلية حَتَّى يصير لَهُ قوام وَاسْتَعْملهُ يتَّخذ لهحب قندس وَحب الطَّائِر وَينظر إدرار الْبَوْل يخف عَلَيْهِ أَكثر أم الإسهال فَيلْزم ثمَّ يسقى بعقب الإسهال رب السفرجل)
والحصرم وَنَحْوه وبعقب المدرة للبول ويتحسى مرق دجَاجَة سَمِينَة ثمَّ يطفىء مَا حدث من الْحر بِهَذَا: ورد دِرْهَمَانِ أميرباريس سِتَّة دَرَاهِم سماق دِرْهَمَانِ بزر الْخِيَار والهندباء دِرْهَم دِرْهَم صندل دِرْهَم كافور نصف يسقى ثلث هَذِه الصّفة بِرَبّ السفرجل الساذج الحامض ويطلى فِي خلال ذَلِك بحب قندس مقشر بترتجبين أَو سكر الْعشْر بِالسَّوِيَّةِ الشربة من ثُلثي دِرْهَم إِلَى دِرْهَم.
الطَّائِر: طَائِر منقى دوقو دِرْهَم دِرْهَم كثيراء دانق يجب شربة وَاحِدَة رَأَيْت الْبَطن فِي الطبلى قَلِيل الانخزال وَالْحَرَكَة كَأَنَّهُ زق منفوخ وَفِي الزقى يَتَحَرَّك ويتخضخض وَكَذَلِكَ قَالَ يوحنا النحوى فِي تَفْسِيره للنبض الصَّغِير وَوجدت أَصْحَابه يطْلبُونَ الجشاء وتشتد راحتهم عَلَيْهِ وَوَجَدته يكون مَعَ مَاء أَحْمَر أبدا ويتذمم صَاحبه إِذا أكل أَكثر من الْقدر الْوَاجِب ويعتريه غرزان فِي الخاصرتين وبطونهم أبدا يابسة وَلَا تسهلهم المسهلة كثير شَيْء ويموتون أسْرع ونبضهم عَظِيم وَذَلِكَ لَيْسَ للقوة فَقَط بل للحفز وللحاجة كنبض الممتلىء من الطَّعَام إِذا أثقله.
سرخس الراسى فِي كِتَابه الاسْتِسْقَاء قَالَ: لَا يكون دون برد الكبد وَإِنَّمَا يخرج بالبخار من جرم الأمعاء وَمن نفس جرم الكبد بالرشح قَالَ: يقبل من الْأَعْضَاء لضعف الدافعة. لى هَذَا بَاطِل كُله فقد قَالَ جالينوس فِي غير مَا كتاب وَفِي الْأَعْضَاء الألمة وَفِي الْعِلَل والأعراض: إِن ضعف الكبد عَن توليد الدَّم تبعه الِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم فَلم يكن ذَلِك فِي الاسْتِسْقَاء دَائِما إِن كَانَ لَا يكون دون ضعف الكبد عَن توليد الدَّم.
المارستان: أَصْحَابنَا فِي المارستان قد أطبقوا على أَن الاسْتِسْقَاء لَا يكون إِلَّا بِفساد الْمعدة والكبد ويسقون أميروسيا بِمَاء الْأُصُول ويقللون لَهُم الْغذَاء وَالشرَاب مَا أمكن.
الْمسَائِل قَالَ: الكى بعد استفراغ المَاء يجفف وَيقبض الغشاء فَيمْنَع الْعود وَهَذَا شَيْء قد عَرفْنَاهُ بالتجربة فِي الْأَدْوِيَة.(2/552)
لى على قَول جالينوس: بزر بطيخ وبزر خِيَار وَرب السوس ثَلَاثَة من كل وَاحِد ذراريح وَاحِد لكل شربة يسقى وَيُؤْخَذ أنيسون وأسارون وفوة وأبهل وذراريح ويسقى.
بختيشوع أَقْرَاص تسمى العجلانية نافعة جدا من الاسْتِسْقَاء: لحا عروق شبرم هليلج أصفر بِالسَّوِيَّةِ ينخل بحريرة ويعجن بِمَاء الهندباء وَيُوضَع فِي صلابة ويقرص من دانق ويسقى كل يَوْم قرصة مَعَ درهمي سكر أَبيض.)
لى هليلج دِرْهَمَانِ شبرم قِيرَاط مَاء الهندباء تَرَبد رب السوس دانق وَهِي قرصة وَاحِدَة.
الثَّانِيَة من النبض: لَيْسَ يمكننا أَن نَعْرِف مَا فِي بطن المستسقى بِأَن نجسه فَقَط فنرى أماء هُوَ أم ريح لَكنا نستدل على اللحمى بِأَن يغمر الْأَصَابِع (ألف ب) فَيبقى فِي مَكَانَهُ فَيُفَرق بَينهمَا بِأَن الطبلى يَجِيء مِنْهُ مثل صَوت الطبل والزقى إِذا قلبناه من جنب إِلَى جنب سمعنَا صَوت امتخاض الرطوبات. د: الأسارون صَالح لمن بِهِ حبن قَالَ وَإِن أَخذ من الأسارون ثَلَاثَة مَثَاقِيل فيطرح فِي اثْنَتَيْ عشر قوطولى من عصير وَيتْرك شَهْرَيْن ثمَّ يروق ويسقى مِنْهُ نفع من الحبن وأصل الْإِذْخر إِذا سقى مِنْهُ مِثْقَال مَعَ مثله من الفلفل أَيَّامًا وَإِذا أَخذ إشقال وَمثله من الْملح المسحوق وَسَقَى على الرِّيق فلنجارين أسهل الْبَطن وأدر الْبَوْل فَلذَلِك هُوَ نَافِع من الحبن جدا شراب العنصل نَافِع من الحبن. د: شراب الأسطوخدوس يحلل غلظ الْبَطن. ج: الأسطوخدوس يُقَوي جَمِيع الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة. د: إِن اسْتعْمل الحلتيت مَعَ التِّين الْيَابِس نفع من الحبن ثَمَرَة الفنجنكشت إِذا شرب نفع من الْجُبْن. د: بَوْل الْإِنْسَان إِذا شرب نفع من ابْتِدَاء الحبن بَوْل العنز إِذا شرب مَعَ سنبل الطّيب كل يَوْم مَعَ ابوبوسن مَا يحط الحبن اللحمى بالبول والإسهال إِن ألْقى عشر درخميات من أصل الجوشير فِي جزئي شراب وَترك شَهْرَيْن ثمَّ يسقى نفع من الاسْتِسْقَاء بزر الجزر الْبري يُوَافق الحبن إِذا شرب. د: طبيخ الجعدة إِذا شرب نفع من الحبن.
دوج: مرق الدَّجَاج الفتي إسفيذباجا مصلح للمواد. لى قد جربته فَيَنْبَغِي أَن تعتمد على هَذَا فِي غذَاء المستسقى فَإِنَّهُ يجمع إذرار الْبَوْل وَإِصْلَاح الكبد وَإِن كَانَ مَعَ الاسْتِسْقَاء حرارة ويدر الْبَوْل على مِقْدَار الاسْتِسْقَاء فَاجْعَلْ الأبزار الَّتِي تطيب بِهِ تطعمه فِي الْيَوْم شَيْئا الفجل(2/553)
من خبز بِهَذَا المرق وتحسيه فيدر بَوْله وَيصْلح مزاجه عكر الزَّيْت إِذا لطخ على جلد ويضمد بِهِ بطن المحبون حط الانتفاخ الْعَارِض وينوم فِي الشَّمْس فينفع نفعا قَوِيا كثيرا. ج: زبد الْبَحْر الدودى الشكل الَّذِي يضْرب إِلَى الفرفرية يصلح للحبن جدا طبيخ الحمص الْأسود نَافِع من الحبن الاندفان فِي الرمل الَّذِي على شاطىء الْبَحْر نَافِع للحبن. ج: قد رَأَيْت مستسقين يطلون بطونهم بالطين الْحر فانتفعوا بذلك نفعا عَظِيما أصل الكرمة)
الْبَريَّة يطْبخ بِالْمَاءِ وَيشْرب مَعَ قوانوس من شراب مَعْمُول بِمَاء الْبَحْر أخلف المَاء ونفع الحبن.
سمرينون يَقُول د: إِنَّه يشرب للحبن خَاصَّة. د: كماذريوس مَتى شرب طرياً أَو شرب طبيخه نفع من ابْتِدَاء الحبن وَشَرَابه يفعل ذَلِك. د: عصير الكرنب أَو طبيخه ونطرون وإيرسا وشراب يسهل المَاء. د: لِسَان الْحمل يصلح إِن يتغذى بِهِ أَصْحَاب الحبن. د: إِذا طبخ العدس مَعَ طبيخ المرزنجوش وَشرب نفع من بَدْء الاسْتِسْقَاء الْملح إِذا تمسح بِهِ مَعَ الزَّيْت جيد للأورام البلغمية الْعَارِضَة للمستسقين.
اسْتِخْرَاج لى ورق المازريون جزؤ أفسنتين جزءان يعجن بِمَاء الهندباء وَيجْعَل حبا ويسقى للحبن مَعَ حرارة ثَلَاثَة دَرَاهِم مَعَ أُوقِيَّة من مَاء القاقلى شراب المازريون نَافِع من الاسْتِسْقَاء.
بديغورس قَالَ: خاصته إسهال المَاء الْأَصْفَر. د: بخار مَاء الْبَحْر نَافِع من الحبن.
بولس: حب المازريون يخلف المَاء توبال النّحاس إِذا شرب بِمَاء الْعَسَل يسهل المَاء. د: السعد يدر الْبَوْل من صَاحب الحبن. د: الإيرسا خاصته إسهال المَاء.
بديغورس: إِذا دق أصل (ألف ب) السوسن الآسمانجونى وَشرب مِنْهُ مِثْقَال بِمِقْدَار أُوقِيَّة أَو أوقيتين أسهل المَاء.
ابْن ماسويه: السكر المجلوب من الْحجاز يشبه الْملح الدرانى وسكر الْعشْر نَافِع من الاسْتِسْقَاء إِذا شرب مَعَ لبن اللقَاح.
ابْن ماسويه: السذاب يتضمد مَعَ التِّين اللَّحْم للحبن اللحمى وَيشْرب طبيخه مَعَ التِّين أَيْضا لذَلِك بشراب إِلَى أَن يذهب النّصْف مِمَّا يصب عَلَيْهِ. د: حب الكاكنج الْأَحْمَر الزهرة يسقى مِنْهُ بِهِ حبن اثنتى عشرَة حَبَّة لَا يُزَاد يحدر فينقيه بالبول تنقية عَجِيبَة.(2/554)
د: الفجل مُوَافق للحبن إِذا تضمد بِهِ.
بديغورس: الفربيون خاصته النَّفْع من المَاء الْأَصْفَر الفوذنج نَافِع من الاسْتِسْقَاء إِذا أكل مَعَ التِّين.
ابْن ماسويه: الصدف مَتى سحق بِلَحْمِهِ وضمد بِهِ بطن المحبون وَترك حَتَّى يتبرأ من ذَاته وَلم)
يُفَارِقهُ حَتَّى تجفف الرُّطُوبَة. ج: إِذا دق الصدف بِلَحْمِهِ وَوضع على بطن المستسقى عشرَة أَيَّام قلعه فَلذَلِك تحْتَاج حَتَّى تسْقط من ذَاته فَإِنَّهُ يجفف تجفيفاً قَوِيا قصب الذريرة يدر الْبَوْل وَلذَلِك إِن خلط مَعَ الثيل أَو بزر الكرفس نفع من الحبن. د: لحم الْقُنْفُذ المملح إِذا شرب بسكنجبين نفع من الحبن اللحمى وَابْتِدَاء الحبن. د: وَقطع سيلان الْموَاد إِلَى الأحشاء.
بولس: إِن لَهُ قُوَّة مجففة فَهُوَ لذَلِك نَافِع من ابْتِدَاء الحبن يُؤْخَذ من أصل قثاء الْحمار نصف رَطْل ويسحق ويلقى فِي قسطين من شراب مصرى وَيُعْطى المستسقى ثَلَاثَة قوانوسات على الرِّيق كل ثَلَاثَة أَيَّام حَتَّى يضمر الورم ضموراً شَدِيدا. د: التِّين إِذا طبخ بشراب ثمَّ خلط بأفسنتين ودقيق شعير وضمد بِهِ نفع من الحبن. د: الرازيانج مَتى خلط بالمدرة للبول نفع للحبن لِكَثْرَة مَا يدرمن الْبَوْل. د: الطَّعَام الَّذِي يعمله النَّصَارَى من الزَّيْتُون والجزر والثوم ويستعمله أإيضاً فَارس ينفع من الحبن. د: بخار الْخلّ إِذا كَانَ حاراً نفع من الْجُبْن. د: الْخلّ إِذا لطخ نفع من الحبن.
ابْن ماسويه: الخربق الْأسود يخلط بِهِ دَقِيق الشّعير وشراب ويتضمد بِهِ للحبن.
روفس: إِذا عرض فِي الكبد ورم صلب استسقى صَاحبه وَالِاسْتِسْقَاء الْعَارِض بعقب الْأَمْرَاض الحادة ردىء مهلك.
مَجْهُول: حب للاستسقاء: لَك مغسول إيرسا محرق راوند زعفران مصطكي ملح هندي عصارة غافت عصارة أفسنتين يجمع منخولة وتقرص بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب للمحرور وبماء الْأُصُول للمبرود وَيجْعَل حبا الشربة دِرْهَمَانِ وَنصف ويسقى للمبرود بِمَاء طبيخ الإيرسا وللمحرور بِمَاء القاقلى.
يسهل المَاء: فلفل دِرْهَم إيرسا ثَلَاثَة زنجبيل نصف أصل الأنجدان دِرْهَمَانِ مصطكي أنيسون رازيانج أصل الْإِذْخر دِرْهَم دِرْهَم مرَارَة ثَوْر بهمن أَبيض وأحمر دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ غاريقون ثَلَاثَة دَرَاهِم يسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء القاقلي.(2/555)
اسحاق: شرب المَاء الْكثير دفْعَة بعقب الْحمام والرياضة يُورث الحبن وَأكل الْأَشْيَاء الحلوة)
والحامضة واللزجة تهيج جَمِيع الأحشاء (ألف ب) وتولد سدداً وَلَا يجب أَن يدهن لِأَنَّهُ يرخى الأحشاء. أرخيجانس فِي كِتَابه فِي الأسقام المزمنة: أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء لَا يؤول حَالهم إِلَى الْجَوْدَة وَالصَّلَاح إِلَّا من قبل الطَّبِيب أَو لانطلاق بطونهم لبن لقللاج نَافِع للحبن الْحَار جدا يسقى مِنْهُ رَطْل إِلَى رطلى حليب من سَاعَته مَعَ خَمْسَة دَرَاهِم من سكر الْعشْر.
حب نَافِع من كتاب فليغريوس فِي المَاء الْأَصْفَر: قشور نُحَاس كمافيطوس وقنطوريون صَغِير وغاريقون وَيجْعَل حساءاً فَإِنَّهُ نَافِذ قوي والشربة دِرْهَم تسقيه مَرَّات وَإِذا رَأَيْت برَاز العليل نضيجاً فعالجه فَإِن حرارته الغريزية بَاقِيَة وَبِالْعَكْسِ واغذهم بِلَحْم الْمعز والجدي والقطا والعصافير والشفانين والحجل كردناك وشواء.
مَجْهُول للحبن عَجِيب: شَحم حنظل وسنبل بِالسَّوِيَّةِ مر عشر إهليلج خمس يَجْعَل حبا فِي عظم الفلفل وَيُعْطى سَبْعَة على الرِّيق يخلف ماءاً وَينزل أثقالاً كَثِيرَة.
من الْجَامِع اسْتِخْرَاج على مَا فِي كتاب الْجَامِع: فربيون ثَلَاثَة أصل السوسن الآسمانجو فِي عشرَة تَرَبد مازريون خَمْسَة نُحَاس محرق عشرَة شبرم خَمْسَة غاريقون خَمْسَة راوند صينى ومصطكي عشرَة عشرَة يَجْعَل حبا بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب وَمَاء الهندباء أَو بِمَاء القاقلى أَو بسكنجبين.
من الْكَمَال والتمام ينفع الاسْتِسْقَاء: إيارج فيقرا ثَلَاثَة تَرَبد أَرْبَعَة لَك مغسول دِرْهَمَانِ راوند صينى دِرْهَم وَنصف ملح هندي دِرْهَم وَنصف عصارة غافت ثَلَاثَة دَرَاهِم أنيسون بزر كرفس أصُول الْإِذْخر دِرْهَم دِرْهَم إهليلج أصفر ثَلَاثَة دَرَاهِم يدق ويعجن بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب ويحبب الشربة دِرْهَمَانِ بِمَاء فاتر مطبوخ.
للحبن: إهليلج وتمر هندي وإجاص وشاهترج وَتَربد وأصول السوسن الآسمانحوني.
سكنجبين للحبن عَجِيب اسْتِخْرَاج: خل خمر صَاف فائق رَطْل وَمَاء القاقلى معصوراً وَمَاء الْأُصُول والإيرسا رَطْل بِالسَّوِيَّةِ وسكر الْعشْر رَطْل يجمع فِي قدر نظيفة ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام وَتُؤْخَذ رغوتوته سقى مِنْهُ. وَإِن أردته أقوى فانقع فِي الرطل خَمْسَة دَرَاهِم من المازريون وَمثله من التربد.
لى آخر قوى: رَطْل خل ينقع فِيهِ اصل قثاء الْحمار وَتَربد ومازريون ونحاس محرق من كل وَاحِد أُوقِيَّة ينقع بِنصْف رَطْل خمر صَاف يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يغلى غليات بِرِفْق ثمَّ يصفى ويتمم الْخلّ)
رطلا وَنصفا بخل صرف يُزَاد فِيهِ وَيُؤْخَذ هَذَا الرطل من الْخلّ ورطل من مَاء(2/556)
الإيرسا ورطل سكر من سكر الْعشْر فيطبخ وَتُؤْخَذ رغوته حَتَّى يصير لَهُ قوام وَيُؤْخَذ لكل رَطْل من هَذَا الشَّرَاب مِثْقَال فربيون فيداف فِي خرقَة حَتَّى ينْحل كُله والشربة ثَلَاث أَوَاقٍ أَو أَرْبَعَة على قدر الْقُوَّة.
ضماد يسهل المَاء: شَحم حنظل وَأَصله وشبرم ومازريون وعاقر قرحا وسقمونيا من كل وَاحِد أوقيتان تَرَبد ثَلَاث أَوَاقٍ مر صَبر أوقيتان أوقيتان مرَارَة الْبَقر وأصل الخطمى من كل وَاحِد أُوقِيَّة قردماناً حَماما من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم قثاء الْحمار أُوقِيَّة ميعة سَائِلَة أوقيتان شونيز خَمْسَة مَثَاقِيل أصل السوسن الآسمانجوني (ألف ب) ثَلَاث أَوَاقٍ فربيون خَمْسَة دَرَاهِم أخثاء الْبَقر الراعية خمس أَوَاقٍ ميويزج أُوقِيَّة بورق أَحْمَر وملح خَمْسَة خَمْسَة صمغ الصنوبر أُوقِيَّة قشر أصل الْكبر أُوقِيَّة إكليل الْملك معَاذ عشرَة تين منقع بدهن السمسم عشرُون عددا شَحم الأوز شَحم الدَّجَاج شَحم الْعجل من كل وَاحِد أوقيتان شمع أَبيض نصف رَطْل يذاب مَا ينذاب وَيجمع ويضمد بِهِ الْبَطن.
اسْتِخْرَاج مُخْتَصر: مازريون شبرم حب النّيل تَرَبد حنظل فربيون أصل السوسن يجمع دَوَاء يسهل المَاء إسهالاً كثيرا يسقى إِذا لم تكن حرارة وَلَا حمى: مَاء اصل السوسن أُوقِيَّة بَوْل الشَّاة أوقيتان نَقِيع الصَّبْر أُوقِيَّة خرؤ الْحمام الَّتِي تعلف القرطم ثَلَاثَة أَرْطَال وَنصف يُضَاف فِيهَا ويصفى وَيشْرب ويسقى مَعَ دِرْهَم زعفران يداف فِيهَا فَإِنَّهُ يسهل المَاء إسهالاً كثيرا وَاسْتعْمل الأضمدة إِذا ضعفوا عَن الْأَدْوِيَة أَن يشربوها.
الاسْتِسْقَاء اللحمي: يسقى العليل بَوْل الشَّاة الْحَمْرَاء مَعَ سنبل فَإِنَّهُ نَافِع جدا للاستسقاء اللحمي.
دَوَاء يسهل المَاء وَلَا يضر بالمعدة: يسقى من عصارة قثاء الْحمار دانقين وَنصفا وَمن قشور أَصله من الدانق إِلَى نَحوه ويطبخ بشراب ويسقى.
ضماد جيد للاستسقاء: يضمد بالخربق الْأسود مَعَ دَقِيق شعير مطبوخ. دَوَاء يسهل المَاء: الحشيشة الَّتِي تسمى الماهودانه فتطبخ مَعَ فروج ولبلاب وسفرجل ويؤكل ويسقى مَاء ورق الفجل وَمَاء القاقلى أَربع أَوَاقٍ بالسويه. ج: الحمات الزعاقية والمياه المتخذة بزهرة الْملح نَافِع للمستسقين وخاصة إِن أطالوا الْمكْث فِيهَا.)
لى قد شهِدت التجربة والكتب إِن الْقَيْح إِذا تولد فِي الكبد ينصب إِلَى ثَلَاث أَمَاكِن: إِمَّا إِلَى الأمعاء أَو إِلَى المثانة وَطَرِيق الْبَوْل وَإِمَّا إِلَى الصفاق والأمعاء حَتَّى أَنه يثقب المراق لقرب الأربية وَتخرج تِلْكَ الْمدَّة وَفِي ذَلِك دَلِيل أَن من الكبد مجاري إِلَى مَا بَين الصفاق والأمعاء وَأَن الطِّفْل يَبُول من السُّرَّة أَيْضا دَلِيل على أَن هَذَا الطَّرِيق من نَاحيَة الطَّرِيق.(2/557)
فيلغريوس: الصَّبْر على الْعَطش والاندفان فِي الرمل الْحَار والأطعمة الميبسة وَلُزُوم الرياضة وَمَاء الْملح ينجلي من هَذَا السقم.
الْعِلَل والأعراض: إِذا بَطل الهضم من الْمعدة أصلا آل الْأَمر إِمَّا إِلَى زلق الأمعاء وَإِمَّا إِلَى الاسْتِسْقَاء الطبلي وَإِذا بَطل الهضم من الكبد كَانَ مِنْهُ الاسْتِسْقَاء الزقى وَإِذا بَطل الهضم من جَمِيع الْأَعْضَاء كَانَ مِنْهُ الاسْتِسْقَاء اللحمي.
لى كَانَ الاسْتِسْقَاء الطبلي يكون من فَسَاد الهضم الأول والزقى من فَسَاد الهضم الثَّانِي الَّذِي فِي الكبد واللحمي من فَسَاد الهضم الثَّالِث الَّذِي يشبه الغاذى بالمغتذى لَا بل كَبِدِي قَالَ جالينوس أَيْضا: إِذا ذَابَتْ الأخلاط وعجزت الكلى عَن جذب صديدها وَلم تنصب أَيْضا إِلَى الأمعاء سرى فِي الْجِسْم كُله وأحدث الاسْتِسْقَاء دفْعَة. لى هَذَا يتقدمه تَعب أَو حميات وَيحدث الاسْتِسْقَاء بَغْتَة.
الْأَعْضَاء الألمة: إِذا بطلت الْقُوَّة الجاذبة الَّتِي فِي الكلى وضعفت بِسوء مزاج بَارِد حدث انتشار مائية الْغذَاء فِي جَمِيع الْجِسْم. (ألف ب) لى فِي هَذِه الْحَالة يكون الاسْتِسْقَاء اللحمي الاسْتِسْقَاء الزقى إِذا حرك الْبَطن سمع قبقبة المَاء والطبلي إِذا قرع سمع مِنْهُ صَوت الرّيح كالطبل وَالرِّيح النقية بِلَا رُطُوبَة واللحمي يهيج جَمِيع الْبدن وَأول شَيْء يتهيج مَعَه الرّجلَانِ وَقد يعين على حُدُوث الطبلي الْأَطْعِمَة المنفخة وَيحدث الزقى الْبُقُول وَكَثْرَة شرب المَاء واللحمي برودة الكبد وَغلظ الْأَطْعِمَة ولزوجتها الاسْتِسْقَاء يحدث إِمَّا عَن برودة وَيكون حُدُوثه على طَرِيق التَّغَيُّر وَإِمَّا عَن حرارة وَيكون حُدُوثه على طَرِيق تَحْلِيل الْجَوْهَر كَمَا يعرض ذَلِك فِي الحميات الحادة.
حب يسهل المَاء وَهُوَ حب سرجيس من أقربادين سَابُور الْأَوْسَط: طبيخ المازريون أَو لبنه أَو أَي لبن شِئْت من لبن اليتوع وَمثله من سكر الْعشْر يحل السكر بِالْمَاءِ ويمزج بِهِ الطبيخ ويعقد على النَّار وَيجْعَل حبا كالحمص والشربة حبتان أَو ثَلَاث قبل الطَّعَام وَبعده وَإِن شِئْت تعطيه كل)
يَوْم قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ مجرب.
من القوى الطبيعية: المَاء فِي المستسقى يشْتَمل فِي مَا بَين الأمعاء والصفاق ينظر فِي هَذَا فَإِنِّي قد رَأَيْت فِي مَوَاضِع أَن المَاء يجْتَمع فِي مَا بَين المراق والصفاق.
قَالَ: وَإِن شققت مجْرى الْبَوْل وجدت المثانة فارغة بِلَا بَوْل وَوجدت مَا بَين الصفاق والأمعاء يمتلىء إِذا جَاءَ الْبَوْل من الْبدن كَمَا تكون الْحَال فِي الاسْتِسْقَاء. ج فِي القوى الطبيعية: إِذا ضعف الطحال عَن الجذب للخلط الْأسود صَار دم الْبدن سوداوياً والكلى تجتذب مائية الدَّم بِخَاصَّة فِيهَا وَأَنا أَقُول: إِن ضعف قُوَّة الكلى عَن(2/558)
الجذب لهَذِهِ المائية يصير الدَّم كُله مائياً وَكَانَ عَنهُ الاسْتِسْقَاء كَمَا يكون عَن فقد انجذاب السَّوْدَاء اليرقان الْأسود وَعَن الصَّفْرَاء إِذا لم تجتذبها اليرقان الْأَصْفَر. لى عَجِيب يسهل المَاء وَيُقَوِّي الْمعدة والكبد وَيجب أَن تعتمد عَلَيْهِ: يُؤْخَذ خل خمر حاذق حامض ثَلَاثَة أَرْطَال فينقع فِيهِ من التربد والغاريقون والمازريون والإيرسا من كل وَاحِد خَمْسَة عشر درهما وَيتْرك يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يطْبخ مَعَ رَطْل من المَاء حَتَّى يذهب المَاء ورطل من الْخلّ ثمَّ يصفى الْخلّ وَيجْعَل عَلَيْهِ وَزنه سكرا عشرياً ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام ثمَّ يُؤْخَذ فربيون وَلبن الشبرم لكل رَطْل من الشَّرَاب عشرَة دَرَاهِم مِنْهَا فَيلقى فِي صرة ويلقى فِيهِ مرضوضاً يلوث فِيهِ نعما ثمَّ تحل الصرة وتطرح فِيهِ وَيُؤْخَذ مِنْهُ أُوقِيَّة إِذا احْتِيجَ إِلَيْهِ فَإِنَّهُ عَجِيب وَيجب أَن يكون ذَلِك الْخلّ خل عنصل وَصفَة خل العنصل: أَن يلقى فِي رَطْل مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم من العنصل واتركه فِيهِ عشْرين يَوْمًا ثمَّ عصره وَصفه وَإِذا اسقيت هَذَا الشَّرَاب فضمد الكبد بضماد السنبل والصندل والورد وَغير ذَلِك مِمَّا يقويها.
سكنجبين مُخْتَصر: خُذ رَطْل سكنجبين ثمَّ يحل فِيهِ بِنَار لينَة سِتَّة دَرَاهِم فربيون (ألف ب الْيَهُودِيّ: إِذا حدث فِي مقبب الكبد ورم كَانَ مَعَه إِن كَانَ عَظِيما عسر الْبَوْل وَإِن كَانَ قَلِيلا قلَّة الْبَوْل وَذَلِكَ إِن الْعرق الَّذِي يجذب الدَّم ويؤديه إِلَى الكلى ترم وَتبطل قوته أَيْضا. قَالَ: وَيرجع مَاء الْبدن إِلَى الأمعاء. لى أَقُول: من هَذِه الثَّلَاثَة الْأَشْيَاء يعلم سَبَب الاسْتِسْقَاء الزقى إِن الْأَطْفَال يَبُولُونَ بالسرة مَا لم تقطع ذكر ذَلِك ميسوسن فِي كتاب القوابل وَهُوَ حق وَبِأَن حدبة الكبد إِذا كَانَت وارمة ضعف جذب الْعرق الَّذِي يجذب مائية الدَّم وَبِأَن هَذِه المجاري فَوق الْعُرُوق الَّتِي تجذب الدَّم إِلَى الكلى وَهِي مجاذبة للكبد فَإِذا علم أَن جذب هَذِه الْعُرُوق لمائية)
الدَّم يضعف إِذا فسد مزاج هَذَا الْعُضْو وورم وركاً حاراً كَانَ ذَلِك الورم أَو بَارِدًا وَإِذا كَانَ كَذَلِك نفذت المائية الدَّم أَكثر فِي هَذِه المجاري إِلَى مَا بَين الصفاق والمراق فَإِن كَانَ الورم بَارِدًا أَو لفساد المزاج كَانَت هَذِه المائية أَكثر لِأَن الدَّم حِينَئِذٍ مائي فَيظْهر الاسْتِسْقَاء أسْرع وإسهال المَاء وَيرجع فِي هَذِه المجاري إِلَى الكبد ثمَّ مِنْهُ إِلَى الأمعاء بالمسهلة للْمَاء وَإِلَى عروق الكلى بالمدرة للبول وَأما الطبلى فَإِنَّهُ يكون إِذا كَانَت هَذِه المائية قَليلَة لِأَنَّهَا حِينَئِذٍ تتهيأ أَن تصير بخارات وخاصة إِن كَانَ المزاج أسخن فَأَما إِذا كَانَت هَذِه المائية كَثِيرَة فَلَا يُمكن أَن لَا تتكاثف وتعود ماءاً فَأَما اللحمي فَإِنَّهُ يكون إِذا كَانَت جملَة مزاج الكبد تولد دَمًا مائياً فَيكون قد أخذت مِنْهُ الكلى مَا لَا يجب فَصَارَ بَاقِي الدَّم مائيا فيتوزع على الْمَادَّة فَينفذ فِي الْجِسْم الْغذَاء المائي فَإِذا كثر ذَلِك على الْأَعْضَاء ترهلت وَلم تهضم هِيَ أَيْضا مَا يجيئها من الْغذَاء فَيبقى مائياً.(2/559)
الْيَهُودِيّ: الاسْتِسْقَاء الْحَار اسْقِ بَوْل الماعز مَعَ عِنَب الثَّعْلَب ثَلَاثَة أساتير من بَوْل الْمعز وَمثله عِنَب الثَّعْلَب فَإِن لم ينجح فَاسق لبن اللقَاح وَأَبْوَالهَا واسق إِذا لم يكن حر شَدِيد حب الراوند والمازريون ودواء الكركم وَإِن كَانُوا يعطشون عطشاً شديدأ فاسقهم كل يَوْم نصف دِرْهَم فيلزهرج بِقدر ثَلَاث أَوَاقٍ مَاء عِنَب الثَّعْلَب فَإِنَّهُ يسكن الْعَطش وَيذْهب الورم. لى إصْلَاح المازريون يخرج المَاء الْأَصْفَر: ينقع المازريون بخل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ دِرْهَم نُحَاس محرق دانقان فربيون قِيرَاط خرؤ الْحمام مثله الشربة دِرْهَم راوند صيني. لى مرهم يخرج المَاء على مَا رَأَيْت يُؤْخَذ نُحَاس محرق وشحم حنظل وخرؤ الْحمام وبعر الماعز فَيجمع ذَلِك بأبوال الماعز فيطلى فَإِنَّهُ يسهل المَاء وَيجب أَن يجْتَنب المستعد لذَلِك من الطين والأشنان والفحم والسعد لِأَن هَذِه تورث السدد فَتحدث فِي الكبد (ألف ب) ورماً يؤول الْأَمر بِهِ إِلَى الاسْتِسْقَاء. لى ذكر جالينوس فِي نَوَادِر تقدمه الْمعرفَة تَدْبِير امْرَأَة بهَا النزف الْأَبْيَض وَهُوَ تَدْبِير حميد للمستسقين يسهلون بِمَا يسهل المَاء ثمَّ يُعْطون أَيَّامًا مَا يدر الْبَوْل بِقُوَّة ثمَّ يسهلون بعد الثَّالِث ويعطون فِيمَا بَين ذَلِك مَا يدر الْبَوْل ويدلكون دلكا قَوِيا ويراضون ويدفنون فِي الرمل الْحَار وَالْحمام الْيَابِس والأطلية المجففة ويقل الشَّرَاب والغذاء وَيجْعَل مجففاً كالعدس وَلُحُوم للطير الصغار الجبلية الحجل وَنَحْو ذَلِك.
حِيلَة الْبُرْء ج: الْيَقَظَة تجفف الأحشاء وَالنَّوْم يرطبها.)
فِي حِيلَة الْبُرْء إنذار ج فِي عَلامَة الْمَوْت السَّرِيع: من كَانَ بِهِ استسقاء فَأَصَابَهُ سعال مَاتَ من كَانَ وَجهه أَو بدنه أَو يَده الْيُسْرَى رهلة وَعرض لَهُ فِي مبدأ هَذَا الْعرض حكة فِي أَنفه مَاتَ فِي الْيَوْم الثَّانِي أَو الثَّالِث.
الترياق إِلَى قَيْصر: إِن زبل الْبَقر إِذا جفف وأحرق وَسَقَى نفع فِي الاسْتِسْقَاء نفعا بَينا.
من مقَالَة تنْسب إِلَى ج فِي السمُوم: إِن سقى المستسقى ثَلَاثَة دَرَاهِم من الأشنان الْفَارِسِي أنزل المَاء بالبول والإسهال.
من مَنْفَعَة التنفس: إِن الْحبّ المسخن ظَهرت منفعَته للحبن أَكثر من كل علاج عملته القدماء لَهُم وَذَلِكَ أَنه يستفرغهم استفراغاً كثيرا وَلَا يغشى عَلَيْهِم وَلَا يتنفسون تنفساً بَارِدًا.
فِي الأهوية والبلدان: الاسْتِسْقَاء أَكثر مَا يكون فِي الْبلدَانِ الرّطبَة إِذا كَانَ مَعَ الاسْتِسْقَاء اللَّوْن أصفر أَبيض فالفساد فِي الكبد وَإِن كَانَ أسود أَخْضَر فَفِي الطحال.
من كتاب العلامات لج قَالَ: يعرض كثيرا بعد قُرُوح الأمعاء المزمنة والكائنة مِنْهَا وجع الكبد أَشد كثيرا من الْكَائِن عَن الطحال. جورجس قَالَ: من شرب عصارة الإيرسا فَهُوَ على خطر عَظِيم قَالَ: وَأما نَحن إِذا رَأينَا مَعَ هَذَا أعراضاً حارة عالجناه بِخِيَار شنبر وَمَاء عِنَب الثَّعْلَب والكاكنج وَبَوْل الماعز فَإِن لم ينجع سقيناه ألبان اللقَاح بأبوالها وَإِن كَانَ بِلَا حرارة عالجناه بحب السكبينج وجوارش الإيرسا وطبيخ الْإِذْخر وَلبن اللقَاح وَالْبَوْل جَمِيعًا ونكويه أخر ذَلِك.(2/560)
جورجس قَالَ: وَلبن اللقَاح نَافِع من المَاء الْأَصْفَر يشرب على هَذِه الصّفة: يشرب مِنْهُ سَاعَة يحلب رطلا وَاحِدًا مَعَ أوقيتي بَوْل من أبوالها وَيكون قد بَات ليلته طاوياً وَيَأْكُل فِي أمسه نصف النَّهَار ثمَّ ينْتَظر ساعتين فَإِن أسهله فليأخذ مرّة أُخْرَى كل يَوْم وَيزِيد وَإِن احْتبسَ بَطْنه وَثقل وتجشأ جشاء حامضاً فعالجه بالحقن من ساعتك وَلَا تسقه لَبَنًا آخر فِي ذَلِك الْيَوْم وكمد معدته تِلْكَ اللَّيْلَة فَإِذا رأى أَنه يسهله فِي كل يَوْم ويجد عَلَيْهِ خفى أَخذ مَعَه حب الاسْتِسْقَاء وَزَاد فِي اللَّبن وليتق شرب المَاء الْبَارِد وَالْغسْل بِهِ وَإِن وجد حرا فِي رَأسه فليضع عَلَيْهِ بنفسجاً وَيَأْكُل زيرباجاً وَيشْرب شرابًا رَقِيقا ممزوجاً وَلَا يَأْكُل لَحْمًا.
إبيذيميا: الفصد يضر بالاستسقاء (ألف ب) فِي الْأَكْثَر وَرُبمَا نفع فِي النضرة وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَت الْعلَّة من احتباس دم البواسير والطمث وَنَحْو ذَلِك. قَالَ: صَاحب المزاج الْحَار الْيَابِس إِذا أَصَابَهُ الاسْتِسْقَاء هُوَ على ذَلِك من خطر شَدِيد جدا فَأَما المزاج الْبَارِد الرطب فَإِن خطره)
فِيهِ أقل من خطر الْحَار الْيَابِس وَأكْثر خطراً من صَاحب المزاج الْحَار الرطب لِأَن صَاحب المزاج الْحَار الرطب أسهل الْأَصْنَاف برءاً لِأَنَّهُ بِسَبَب رُطُوبَة مزاجه يسهل وُقُوعه فِي هَذَا الدَّاء فَلَا تتأخر إِلَّا أَن يكون ذَلِك سَبَب قوى وبسبب حرارة يسهل بُرْؤُهُ وَأما صَاحب المزاج الْبَارِد الرطب فَهُوَ يعرض لَهُ هَذَا الدَّاء من انطفاء الْحَرَارَة الغريزية وَأما صَاحب المزاج الْحَار الْيَابِس فَإِنَّهُ لَا يلقيه فِي هَذَا الدَّاء إِلَّا بِسَبَب قوى. قَالَ: وَأكْثر مَا يكون الاسْتِسْقَاء بِسَبَب أورام جاسية فِي الكبد وَالطحَال وَقد يكون أَيْضا من أجل احتباس الطمث والبواسير وَيكون أَيْضا بِسَبَب استفراغ مفرط وَيكون أَيْضا من أجل الْأَمْرَاض الحادة وكل استسقاء يكون من الْأَمْرَاض الحادة فرديء خَبِيث وَيكون بِسَبَب السعال الدَّائِم وبعقب انطلاق الْبَطن الْكثير يكون كثيرا جدا.
إبيذيميا: البصل والثوم إِذا استعملا فِي وَقت يجب ينفع المستسقى فِي بعض الْأَحْوَال فَأَما الْجُبْن فَإِنَّهُ يضر ضَرَرا عَظِيما دَائِما وَذَلِكَ أَنه من أبلغ الْأَشْيَاء فِي أَن يرسخ فِي مجاري الكبد ويسددها وَغَايَة العلاج لهَؤُلَاء أَن تفتح سدد أكبادهم. لى يَنْبَغِي أَن يطعم المستسقى خبز شعير وَإِن كَانَ غير مُعْتَاد لَهُ فَلْيَكُن لبابا شَدِيد النّخل وأبلغ من ذَلِك خبز الحمص أَو يخاطان ويجعلان إدامه أَيْضا كلما فتح ولطف وأدر الْبَوْل.
إبيذيميا الاسْتِسْقَاء اللحمي: يسْتَعْمل الدَّلْك الصلب بالمناديل الخشنة فِيهِ وَاسْتعْمل الرياضة فِي مَوضِع غُبَار كثير ويطلى بدنه بالمجففات وامنعه الاستحمام بِالْمَاءِ العذب. قَالَ: إِذا حضر المستسقى الْمَوْت تمددت جلدَة الْبَطن ونتت السُّرَّة وَحدثت قُرُوح فِي الْفَم لفساد الرطوبات فِي الْبدن. ج: حذاق الْأَطِبَّاء يشيرون بالفصد على من استسقى من اجل احتباس الْحيض اَوْ دم(2/561)
البواسير واحتباس رُعَاف كَانَ يتعاهده وَنَحْو ذَلِك وَفِي هَذَا ينْتَفع بالفصد جدا وَيجب إِن يكون ذَلِك قبل أَن تنْحَل الْقُوَّة وَتسقط.
قَالَ فِي مساعدة الطَّبِيب للْمَرِيض: إِن المستسقى وَلَو اشتاق إِلَى الْحمام لَا تَأذن لَهُ فِيهِ. لى يَعْنِي بِالْمَاءِ العذب.
من كتاب الأخلاط: فِي الاسْتِسْقَاء اللحمي يسْتَعْمل مَا يسهل البلغم وغرغره أَيْضا بِمَا يخرج البلغم لِأَن هَذَا الْخَلْط منبث فِي الْجَسَد كُله وَأما الزقى فَإنَّا نسقي فِيهِ مَا يخرج المَاء.
لى على مَا رَأَيْت صَحِيحا جيدا: أَكثر مَا يكون الاسْتِسْقَاء بعقب الورم الصلب فِي الكبد)
والورم الصلب يكون فِي الكبد بعقب الفلغموني الَّذِي لَا ينضج لَكِن ينْتَقل إِلَى إسقيروس وَأكْثر مَا تقع الصلابة والأورام فِي الحدبة وَذَلِكَ أَنَّهَا أضيق مجار والأخلاط فِيهَا أسخن وَأَشد تكاثفاً ومائية الدَّم تنفصل من مكانين أَحدهمَا ينفذ إِلَى السُّرَّة (ألف ب) وَالْآخر إِلَى المثانة كَمَا نرى الْأَطْفَال من سررهم مَا تقطع وَهَذِه المجاري الَّتِي ينفذ مِنْهَا إِلَى السُّرَّة فِي جَوف الكبد وَأما الَّتِي إِلَى المثانة فَمن الْعرق العميق فَهِيَ أبعد من أَن تضيق لذَلِك الورم هُنَاكَ دَائِما اقل فَإِذا ضَاقَتْ الْعليا بِشدَّة الورم وسعت الطبيعية هَذِه لتمييز الفضلة المائية فَعَاد التَّدْبِير كالحال فِي الْجَنِين وَاجْتمعَ المَاء إِلَى جنب الصفاق والمراق كَمَا كَانَ يجْتَمع فِي الْجَنِين فَإِن قَالَ قَائِل: هلا رَجَعَ هَذَا المَاء إِلَى الأمعاء قيل لَهُ: إِن الْقُوَّة الطبيعية لَيْسَ من شَأْنهَا أَن ترده بعكس فعلهَا فَهَلا رَجَعَ الكيلوس إِلَى الأمعاء قيل: وَكَذَلِكَ المرار والسوداء إِلَّا أَن القوى من شَأْنهَا تَنْفِيذ الدَّم من الأخلاط وَأما اللحمي فَإِنَّهُ لَا يكون أبدا مَعَ برد الكبد وَلَا يكون أبدا مَعَ ورم حَار فِيهِ إِلَّا الزقى وَفِي مَا بَين هذَيْن الطبلي لِأَن الطبلي كالزقى وَلَكِن يكون إِذا كَانَت هَذِه الْمَادَّة الَّتِي تجىء إِلَى مَا بَين الصفاق والمراق قَليلَة فتقوي حرارة الأحشاء أَن يحملهَا فَأَما إِذا كَانَت كَثِيرَة فَإِنَّهَا لَا تقدر أَن تجْعَل مَعهَا رياحاً.
تقدمة الْمعرفَة: الاسْتِسْقَاء الْكَائِن من الْأَمْرَاض الحارة رَدِيء لِأَن صَاحبه لَا يتَخَلَّص من الْحمى الشَّدِيدَة وتؤلم ألماً شَدِيدا وتهلك وَهَذَا الاسْتِسْقَاء أَكثر مَا يبتدىء من الخاصرتين والقطن وَقد يبتدىء من الكبد وَالِاسْتِسْقَاء الَّذِي يَبْدُو من الْقطن فَهُوَ عَن ورم وَضعف فِي الماسريقا فَلذَلِك يتبعهُ ذرب لِأَن الْغذَاء لَا ينفذ إِلَى الكبد وَلِأَن هَذِه الْمَوَاضِع وارمة ورماً حاراً قد يتَوَلَّد فِيهَا مرار وصديد يلذع الأمعاء ويهيجها لدفع مَا فِيهَا فَمن أجل ذَلِك لَا يكون بِهَذَا الذرب سُكُون الوجع وَلَا ضمور الْبَطن فَأَما الْكَائِن عَن الكبد فَإِن صَاحبه يسعل وَلَا ينفث شَيْئا الْبَتَّةَ وبرازه يَابِس جدا وَتعرض لَهُ أورام فِي بَطْنه وأمزجة مُخْتَلفَة وَيظْهر أَحْيَانًا وَلَا يلبث أَن يسكن وَإِنَّمَا يسعل لِأَن الكبد إِذا ورمت ضغطت الْحجاب فيهيج شوق للسعال لِأَنَّهُ يظنّ إِن ذَلِك يُخَفف عَنهُ فَإِذا سعل وَاحِدَة لَا يُغني شَيْئا وَذَلِكَ أَن السعال إِنَّمَا ينفع حَيْثُ يكون عَن ضيق فِي أجسام الرئة فَتخرج بالنفث شَيْئا والثقل أَيْضا فِي هَذَا النَّوْع من الاسْتِسْقَاء يكون يَابسا.(2/562)
الْفُصُول: من كَانَ بِهِ مغص وأوجاع حول السُّرَّة ووجع فِي الْقطن دَائِم لَا ينْحل بدواء مسهل وَلَا غَيره فَإِن أمره يؤول إِلَى الاسْتِسْقَاء الْيَابِس لِأَن المغص إِنَّمَا يكون إِمَّا للذع شَدِيد وَإِمَّا الرّيح)
مستكنة وَإِذا ثَبت هَذَا المغص زَمَانا طَويلا وَلم ينْحل بمسهل وَلَا غَيره فَإِنَّهُ قد استولى على تِلْكَ الْمَوَاضِع سوء مزاج بَارِد وَذَلِكَ المزاج إِذا كَانَ أزمن آل إِلَى الاسْتِسْقَاء الطبلي. قَالَ: الاسْتِسْقَاء الزقى يتَوَلَّد من برد أقوى من مَا يتَوَلَّد فِيهِ الطبلي إِذا كَانَ بِإِنْسَان استسقاء فَجرى المَاء مِنْهُ فِي عروقه إِلَى بَطْنه انْقَضى بذلك مَرضه. لى قَول أبقراط: جرى مِنْهُ المَاء فِي عروقه إِلَى بَطْنه بذلك أَن المَاء يسيل إِلَى الْبَطن وَيخرج عَنهُ فِي مجار لَا بالرشح على مَا ظن قوم.
قَالَ ج: (ألف ب) كَمَا أَنا إِذا سقينا من بِهِ المَاء الْأَصْفَر دواءاً يخرج المَاء نَفعه كَذَلِك إِذا كَانَ من تِلْقَاء نَفسه نفع. قَالَ: قد يسْتَعْمل الْأَطِبَّاء التنقية فِي الاسْتِسْقَاء أَكثر من الكي والاستفراغ الْكثير من المَاء يجلب الْمَوْت ضَرُورَة لَا محَالة لأَنهم يعرض لَهُم أَولا غشى ثمَّ يبقون على ذَلِك من ضعف الْقُوَّة وَلَا يقوون وَفِي المستسقى سَبَب آخر وَذَلِكَ أَنه مادام المَاء فِي الْبَطن فَإِنَّهُ يحمل ثقل الورم الجاسي الَّذِي فِي الكبد فَإِذا استفرغ ارجحنت الكبد فجذبت الْحجاب مَعهَا إِلَى أَسْفَل وَكَذَلِكَ مَا فِي الصَّدْر من الأحشاء إِذا حدث بِصَاحِب البلغم الْأَبْيَض اخْتِلَاف قوى انحل مَرضه عَنهُ من امتلئت كبده ماءاً ثن انفجر ذَلِك المَاء إِلَى الغشاء الْبَاطِن امْتَلَأَ بَطْنه ماءاً وَمَات. ج: إِن الكبد تسرع إِلَيْهَا نفاخات المَاء أَكثر من سَائِر الْأَعْضَاء وتتولد تِلْكَ النفاخات فِي غشاء الكبد وَقد نرى أكباد الْحَيَوَان الْمَذْبُوح فِيهَا هَذِه النفاخات فَإِذا اتّفق فِي بعض الْأَوْقَات انصباب ذَلِك المَاء إِلَى الفضاء الثَّانِي الَّذِي تجت الْحجاب وَفِي هَذَا الفضاء الثَّانِي بِعَيْنِه يجْتَمع المَاء فِي المستسقى وَهَذَا المَاء حَار حريف يُورث تأكلاً وَقد يُمكن إِن يستفرغ كَمَا يستفرغ المَاء بالبط والإسهال.
الميامر قَالَ: تُؤْخَذ أخثاء الْبَقر الراعية فتجفف نعما وتسحق بخل ممزوج ويلقى عَلَيْهِ كبريت لم يصبهُ نَار مثل ربعه ويضمد بِهِ الْبَطن كُله أَو يطْبخ بعر الماعز ببول ويطلى على الْبَطن فَإِنَّهُ ينقي المستسقى تنقية كَثِيرَة أَو اسْقِهِ ورق الحسك وأصوله بشراب اَوْ اطعمه الهندباء البستاني أَو اسْقِهِ من بَوْل الماعز قوانوس وَاحِد مَعَ مِثْقَال سنبل وَيكون فاتراً أَو اسْقِهِ نَقِيع قثاء الْحمار فِي شراب ثَلَاثَة أَيَّام أَو اسْقِهِ مِنْهُ قوانوس ورد حَتَّى يبلغ ثَلَاث قوانوسات أَو خُذ من قشور النّحاس مِثْقَالا فاسحقه واخلطه مَعَ لباب الْخبز واعمل مِنْهُ حبا وادفعه إِلَيْهِ فَإِن هَذَا يحدر المَاء بِقُوَّة اَوْ اسْقِهِ مِثْقَال نُحَاس محرق وَمِثَال خرء الْحمام وشيئاً يَسِيرا من ملح وسذاب فاسقه)
بشراب وليمرخ المحبون بالملح وَالزَّيْت وَيكثر التَّرَدُّد فِي الشَّمْس وَهُوَ مغطى الرَّأْس واثقب مَا يَلِي كعابهم واشرطه وأقعدهم على كرْسِي فَإِنَّهُ يسيل من تِلْكَ الْمَوَاضِع رطوبات كَثِيرَة.(2/563)
من كتاب حنين فِي الاسْتِسْقَاء قَالَ: يجْتَمع المَاء بَين الصفاق والحاجز بَين الأمعاء وَجلد مراق الْبَطن قَالَ: وَإِذا كَانَ مزاج الْمعدة بَارِدًا رطبا فِي الْغَايَة حدث الاسْتِسْقَاء الطبلي لِأَنَّهُ يُورد على الكبد كيلوساً مائياً جدا وَقَالَ: شرب المَاء أَعنِي مَاء الشاهترج مَعَ السكنجبين نَافِع لمن بِهِ حرارة وسدد فِي الكبد. لى جيد على مَا رَأَيْت: يُؤْخَذ رَطْل من مَاء القاقلى الرطب فَيلقى فِيهِ خَمْسَة عشر إِلَى عشْرين من سكر الْعشْر واسقه فَإِنَّهُ يمشي المَاء بِقُوَّة وأسهله بِهَذَا فَإِذا ثقل وَكثر فعلى حسب الْقُوَّة فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام مرّة وَمَا بَين ذَلِك يدمن عَلَيْهِ بقرص الأميرباريس وأضمدة الكبد والأغذية التافعة للكبد ورضه وَأَقل الْغذَاء وَاجعَل هَذَا دأبك فَإِنَّهُ قد برىء بِهَذَا التَّدْبِير خلق (ألف ب) وَإِن لم يكن قاقلى رطب فَخذ الْيَابِس واطبخه وَإِن أردته أقوى فاطرح فِيهِ ورق مازريون وَلَا تخف وَإِن شِئْت فَاجْعَلْ مَعَه شاهترجاً فَإِنَّهُ جيد واسق أَقْرَاص الْأَمِير باريس بسكنجبين المر جيد المَاء الْأَصْفَر شرب أَو طلى بِهِ.
أَبُو جريج: الأشق ينفع المَاء الْأَصْفَر شرب أَو تضمد بِهِ.
لى مطبوخ للمستسقى: عشرَة دَرَاهِم هليلج أصفر وَسبع دَرَاهِم شاهترج يَابِس سَبْعَة دَرَاهِم قاقلى يَابِس وَثَلَاثَة دَرَاهِم تَرَبد أَبيض محكوك وَأَرْبَعَة دَرَاهِم من أصُول الإيرسا مرضوضاً وسنبل الطّيب دِرْهَمَانِ وَثَلَاثَة دَرَاهِم بزر الكشوثا وَمثله بزر الهندباء وعصارة الأفسنتين دِرْهَمَانِ وعصارة غافت دِرْهَمَانِ وَإِن وجد رطبا فسكرجة من عصيرهما يطْبخ جَمِيع ذَلِك حَتَّى يتهرا نعما بِنَار لينَة ويصفى بعد ذَلِك مِنْهُ قدر رَطْل وَيكون هُوَ جَمِيع مَا بَقِي من المَاء بالطبيخ ويسقى وَإِن أردْت أَن يكون أقومي إسهالاً وَاحْتمل العليل فَاجْعَلْ لَهُ بَيَاضًا من دانق عصارة قثاء الْحمار ودانق روسختج ودانقين من حب المازريون منقعاً بخل يَوْمًا وَلَيْلَة يجمع الْجَمِيع وَيُؤْخَذ ثمَّ يشرب بعد الْمَطْبُوخ ويسقى من غَد أَقْرَاص أميرباريس وَإِن وجد بعده حِدة يسقى مَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب وأطراف الْخلاف يَوْمَيْنِ أَو ثلاثاُ حَتَّى تسكن الحدة ثمَّ يُعَاد والمطبوخ والأقراص فَإِنَّهُ لَا يخطىء أَن يُبرئهُ وَيجب إِن يكون الطَّعَام مِمَّا يُقَوي الكبد أَيْضا ويضمد بالأضمدة المقوية من الطّيب والقوابض فَهَذَا تَدْبِير جيد للاستسقاء من حرارة فَإِن كَانَ مَعَ برودة فَالْأَمْر فِيهِ أسهل جدا وَعَلَيْك أَن تسهله بعداد حبوب.)
حب ألفته أَنا مَعَ حرارة يَسْتَعْمِلهُ إِذا كَانَ المستسقى يقيء الْمَطْبُوخ ويثقل عَلَيْهِ: عصارة الأفسنتين دانقان وَمن عصارة الغافت مثله وَمن عصارة قثاء الْحمار وَمن حب النّيل مقشراً دانقان وَمن عقيد التربد ثلثا دِرْهَم روسختج ثلث دِرْهَم فَلذَلِك دِرْهَمَانِ وَثلث ويعتصر عِنَب الثَّعْلَب أَو هندباء أَو جَمِيعًا وتطبخه حَتَّى يغلظ فيجتمع الْأَدْوِيَة وتجعله حبا وَهَذِه شربة وَهِي عَجِيبَة وَلَا تثير الْحَرَارَة الْبَتَّةَ وَلَا تهيج وَهُوَ عَجِيب من الْعجب.
حب آخر: عصارة أفسنتين نصف دِرْهَم عصارة المازريون تخرج كَمَا يخرج رب(2/564)
السوس نصف دِرْهَم وَمن رب النربد نصف دِرْهَم يعجن بعصارة الهندباء ويجفف.
من كتاب المولودين لثمانية أشهر: الدَّم يصل إِلَى الْجَنِين من سرته فِي الْعُرُوق غير الضوارب فَلَا محَالة أَن ذَلِك يصل إِلَى الكبد بمجار فَفِي الكبد إِلَى هُنَا مجار إِذا. فليغريوس فِي مداواة الأسقام: اليتوع الَّذِي يشبه ورقه ورق الزَّيْتُون وقشور النّحاس وبزر الأنيسون بِالسَّوِيَّةِ يسقى مِثْقَالا قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يرفق فِي الإسهال بالأدوية المسهلة فَإِن أبقراط قَالَ: إِن هَذِه الرُّطُوبَة المائية لَا تنتفض سَرِيعا من غير تجلبه.
ميسوسن قَالَ: الْجَنِين يَبُول من سرته وَإِذا أردْت علم ذَلِك فَلَا تقطع سرته إِذا ولد فَإِنَّهُ مادامت عَلَيْهِ لَا يَبُول (ألف ب) إِلَّا مِنْهَا فَإِذا قطعت مَال الْبَوْل إِلَى المثانة. لى على مَا رَأَيْت يَنْبَغِي أَن تروم إِخْرَاج المَاء بالشيافات المحتملة وبالحقن فَإِن الحقن قد تبلغ قوتها إِلَى الأمعاء وَفِي هَذَا التَّدْبِير مَا يرِيح العليل من سخونة الْأَدْوِيَة إِذا كَانَت الكبد حارة فَأَما من لَيست كبده حارة فَالْأَمْر يسهل وَلَا يحْتَاج إِلَى هَذِه الْحِيَل الخربق الْأَبْيَض مِمَّا يخرج ماءاً كثيرا مَتى احْتمل.
طلاء يخرج المَاء: عصارة قثاء الْحمار دَقِيق الكرسنة وروسختج فيعجن بِمَاء الإيرسا ويطلى بِهِ الْبَطن وَالظّهْر والعانة فَإِنَّهُ يخلف ويبول ماءاً أَو خُذ قثاء الْحمار الرطب أَو شَحم الحنظل وادلك الْبَطن وَالظّهْر والعانة دلكا جيدا فَإِنَّهُ يخلف المَاء أَو خُذ حقنة تخلف ماءاً: بسبايج قرطم أصُول الإيرسا تطبخ بِالْمَاءِ وَيجْعَل فِي المَاء من عصارة قثاء الْحمار والروسختج والفربيون ودهن السوسن ويحقن بِهِ وَيجب أَن يحرر هَذَا الْبَاب ويتمم.
أطهورسفسن: إِن أَخذ من شَحم الدلفين قدر باقلات بشراب أراح من جَمِيع المَاء وخاصته فِي ابْتِدَائه وَيجْعَل مَعَ شَيْء من الأفاوية لطيب رِيحه وتسد المنخران فَإِنَّهُ يَبُول بولاً كثيرا رديئاً.)
قَالَ: إِن سقيت سَبْعَة من الذراريج عددا مَعَ ثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء حَار تسقى أبدانها فَقَط نفع أغلوقن: الْغَرَض فِي أَصْحَاب الاسْتِسْقَاء غرضان أَحدهمَا معالجة الورم الصلب الَّذِي فِي أحشائهم وَالثَّانِي أَن يحلل الرُّطُوبَة الَّتِي قد اجْتمعت بادرار الْبَوْل والأضمدة.
الْأَعْضَاء الألمة: الاسْتِسْقَاء لَا يُمكن أَن يكون دون أَن تعتل الكبد إِلَّا أَنه لَيْسَ يكون أبدا بِسَبَب يحدث فِي الكبد فَقَط حدوثاً أولياً وَلَكِن قد تقع بعض الْأَعْضَاء فِي سوء مزاج بَارِد فَيَتَأَذَّى ذَلِك مِنْهَا إِلَى الكبد فتبرد لذَلِك فَيكون الاسْتِسْقَاء حِينَئِذٍ وَهَذِه الْأَعْضَاء هِيَ الْمعدة وَالطحَال والأمعاء وخاصة الصَّائِم فَإِنَّهُ إِذا بردت هَذِه وصلت الْبُرُودَة إِلَى جَمِيع أَجزَاء الكبد وَأما الرئة والحجاب والكلى فالبرد يصل مِنْهَا أَولا إِلَى الْجَانِب المحدب من الكبد ثمَّ يبرد بِبرد المجاري الَّتِي من الكبد إِلَيْهَا وَجَمِيع الْعُرُوق الَّتِي فِي الْجَانِب المقعر من الكبد ثمَّ يبرد(2/565)
بِبرْدِهِ المقعر لِأَن الْعلَّة إِنَّمَا تصل من هَذَا أَولا إِلَى الْعُرُوق الَّتِي فِي محدب الكبد ثمَّ إِلَى هَذِه إِذا طَالَتْ الْمدَّة إِلَى جَمِيع الكبد. ج: الورم الصلب فِي الكبد يكون سَببا لتضييق أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِيهَا. قَالَ: وَمن عرض لَهُ الاسْتِسْقَاء من شرب المَاء الْبَارِد فَإِنَّهُ يَشْتَهِي الطَّعَام شَهْوَة شَدِيدَة كَمَا أَن من برد قُم معدته تكْثر شَهْوَته وَقد يكون من برد الكبد كلهَا لبرد مفرط أَو شربة مَاء فِي غير وقته لِأَن الكبد تبرد فيورث استسقاءاً بَغْتَة. لى قد صَحَّ أَمر الاسْتِسْقَاء الزقى وَذَلِكَ أَن المجرى الَّذِي يَجِيء من الكلى لدفع الْبَوْل إِنَّمَا يَجِيء إِلَى الْجَانِب المحدب وَالْعُرُوق فِي ذَلِك الْجَانِب كَثِيرَة والسدد فِيهَا تقع والغلظ والورم يَعْنِي الحدبة تكون فِي الْأَكْثَر لضيق هَذِه الْعُرُوق وَقد تبين ذَلِك (ألف ب) فِي التشريح للعروق وَالْعُرُوق الَّتِي فِي الْجَانِب المقعر أوسع والورم يحدث فِيهَا أقل والمجاري الَّتِي تَجِيء من السُّرَّة الَّتِي فِيهَا يذهب بَوْل الْأَطْفَال وَمِنْهَا يدْخل الْغذَاء إِلَى أكبادهم مَا داموا فِي الرَّحِم إِنَّمَا يَجِيء إِلَى الْجَانِب المقعر فَإِذا ورم الْجَانِب المحدب ضَاقَتْ مجاري الكلى الَّتِي تجذب الْبَوْل لِأَنَّهَا هُنَا تَنْتَهِي فتجذب من مائية الدَّم شَيْئا قَلِيلا وباستكراه على مِقْدَار مَا ضَاقَتْ بذلك الورم وعسر نُفُوذ الدَّم جملَة من الْجَانِب المقعر إِلَى الْجَانِب المحدب فَلذَلِك يكون الْبدن أَيْضا ينحف فِي هَذِه الْحَال والمجاري الَّتِي من السُّرَّة إِلَى تقعير الكبد مَفْتُوحَة فتدفع الطبيعة مائية الدَّم فِيهَا. لى فِيهِ نظر يحْتَاج إِلَى تتميم وَينظر أَيْضا المَاء هَل تكون الأحشاء سابحة فِي وَسطه أَو بَينهَا وَبَينه حاجز.)
الْعِلَل والاعراض: قد يحدث فِي الْبدن أَحْيَانًا ذوبانات وَتسَمى انتفاضات تهيج الطبيعة وترق الأخلاط وتدفع فضولها وَرُبمَا خرجت بِقُوَّة الفضول بالبراز وَرُبمَا خرجت بالعرق وَرُبمَا خرجت بالبول إِن كَانَت الكلى قَوِيَّة جذبت تِلْكَ المائية والصديد وَنَفث الْعُرُوق مِنْهَا وَإِن كَانَت ضَعِيفَة فإمَّا أَن تدفعها الْعُرُوق من الرَّأْس إِلَى الْبَطن فَتخرج بالبراز وَأما أَن يسري ذَلِك المَاء فِي الْجِسْم أنطيلس: يجْتَمع المَاء فِي مَا بَين الأمعاء وبريطاون فَإِن كَانَ قَوِيا فأقمه قيَاما مستوياً أَو أجلسه على كرْسِي إِن كَانَ أَضْعَف قَلِيلا وليغمز الخدم أضلاعه ويعصروها بِأَيْدِيهِم ويدفعوا المَاء إِلَى نَاحيَة السُّرَّة إِلَى أَسْفَلهَا فَإِن كَانَت كبده توجعه فشق فِي النَّاحِيَة الْيُسْرَى وَإِن كَانَ طحاله يوجعه فشق النَّاحِيَة الْيُمْنَى تشق الْجلد إِلَى أَن يَنْتَهِي إِلَى باريطاون ثمَّ خُذ بِيَدِك ميلًا فنح الْحجاب عَن المراق قدر ثَلَاث أَصَابِع مَضْمُومَة ثمَّ أَدخل المبضع فِي ذَلِك الْموضع وشق الباريطاون فِي مَوضِع غير محاذ للشق الَّذِي فِي المراق بل فَوْقه لَا تَحت المعى لِأَن المَاء إِذا وصلت إِلَيْهِ الحديدة برز ثمَّ ضع فِيهِ الأنبوبة لكَي يَسْتَوِي الشقاق نَحْو الأنبوبة لَهما فَإِذا استفرغت حَاجَتك وأخرجت الأنبوب احْتبسَ المَاء لِأَن الشق باريطاون لَيْسَ حذاء شقّ المراق وَلَو كَانَ الشقاق متحاذيين لم يحتبس المَاء.(2/566)
لى إِذا أردْت أَن يكون احتباس المَاء أَشد وأجود فَاجْعَلْ شقّ باريطاون تَحت شقّ المراق فَإِنَّهُ هَكَذَا أَجود احتباساً مِنْهُ أَن يكون فَوْقه.
النبض: إِذا شَككت فِي الاسْتِسْقَاء أزقى هُوَ أم طبلي فَاسْتعْمل قرع الْبَطن بِيَدِك وتفقد الصَّوْت وأنم العليل واقلبه من جنب إِلَى جنب وتفقد هَل تسمع من جَوْفه صَوت الرطوبات وامتخاضها.
لى جوارش يسهل المَاء وَيُقَوِّي الْمعدة وَلَا يثير حرا: إيرسا عشرَة دَرَاهِم تَرَبد خَمْسَة دَرَاهِم مازريون عشرُون درهما وتصب عَلَيْهِ رطلا من خل السفرجل وَيتْرك أَيَّامًا ثمَّ يطْبخ حَتَّى يصير نصف رَطْل ويصفى وَيُؤْخَذ عصارة قثاء الْحمار خَمْسَة دَرَاهِم ومصطكي وسنبل خَمْسَة خَمْسَة (ألف ب) يجمع مَعَ الثفل ويلقى على مَا وَصفنَا نصف رَطْل من سكر الْعشْر ويطبخ حَتَّى يصير لَهُ قوام ويعجن بِهِ الْجَمِيع وَيُؤْخَذ مِنْهُ.
الساهر: سقيت مستسقياً مَعَ مَاء أَحْمَر لَبَنًا من ألبان اللقَاح بسكر الْعشْر فَكَانَ يقيمه مقاعد وبرىء عَلَيْهِ برءاً تَاما وَكَانَ قد شرب الْبُقُول وقرص أميرباريس كَثِيرَة فَلم ير لَهُ نفعا. وَقَالَ: مَاء)
الْجُبْن الْمُتَّخذ بسكنجبين جيد مَعَ سكر الْعشْر. وَقَالَ: يسقى المستسقى لبن اللقَاح وَقد علفت القاقلى وَالْعشر ثمَّ اسْقِهِ لَبنهَا بسكر الْعشْر فَإِن لم تكن حرارة فَمَعَ مَاء الكلكلايخ والمازريون.
الطَّبَرِيّ: السكبينج يسهل المَاء بِقُوَّة وجودة. لى على مَا رَأَيْت فِي كتب كَثِيرَة وخاصة فِي كتاب أهرن: يجب أَن يعْتَمد فِي إسهال المَاء الْأَصْفَر مَعَ حرارة على الهليلج الْأَصْفَر فَإِن خاصته إِخْرَاج هَذِه الرطوبات وَإِذا كَانَت الْحَرَارَة شَدِيدَة فَخذ هليلجاً مُدبر خَمْسَة دَرَاهِم وَمن السكر مثله فاسقه مَعَ أوقيتين من مَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء تسقيه كل ثَلَاثَة أَيَّام مرّة من هَذَا وَقَالَ: أَنْفَع مَا يكون أَن يمشي صَاحب المَاء الْأَصْفَر بِمَا يسهل المَاء قَلِيلا وَلَا تعطه دواءاً قَوِيا يسهل دَوَاء يخرج المَاء الْأَصْفَر قَالَ: انقع التِّين فِي دهن خل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ اجْعَل فِي جَوْفه من ورق الحنظل وشحمه أَو عروقه أطْعم الْمَرِيض مِنْهُ اثْنَتَيْنِ أَو ثَلَاثًا فَإِنَّهُ يمْشِيه ماءاً خَالِصا. قَالَ: ومرخ أَعْضَاء المستسقى بالزيت والبورق وشده بالعصائب فَإِنَّهُ جيد بَالغ.
دَوَاء يخرج المَاء: ينقع المازريون بخل يَوْمًا وَلَيْلَة وَيجْعَل مَعَه قرصة فِيهَا وزن نصف دِرْهَم وَإِذا شِئْت فَاجْعَلْ هليلجاً أصفر درهما وَاحِدًا وَإِن شِئْت فتزيد نصف دِرْهَم. وَفِي الميامر لَهُ ذكر دِرْهَم فربيون اسحقه وذره على بَيْضَة نينبرشت ويحسوها المستسقى وَقد قَالَ ابْن سرابيون ذَلِك وأحتاج أَن أقتبس عَن ذَلِك فَانْظُر فِي الميامر فَإِن هَذَا مُنكر وَلَا تطعم للمستسقى إِلَّا بعد أَن يمْضِي من النَّهَار تسع سَاعَات فَإِنَّهُ ينتفض بذلك مَاؤُهُ.(2/567)
ابْن سرابيون فِي فَسَاد المزاج قَالَ: يتَقَدَّم الاسْتِسْقَاء فَسَاد المزاج وَهُوَ أَن يَبْدُو ترهل فِي الْجِسْم وخاصة فِي أَصَابِع الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ وتهبج الْوَجْه وميل جَمِيع الْبيَاض والصفرة وَفَسَاد الهضم مَعَ قُوَّة الشَّهْوَة وذرب مُخْتَلف ينْحل فَوق الْمِقْدَار مرّة ويعتقل أُخْرَى حَتَّى لَا يخرج شَيْء وَينْقص الْبَوْل وَالْعُرُوق وَيظْهر الكسل ويتولد الرِّيَاح الْكَثِيرَة فِي الْجوف وينتفخ المراق وتثقل وتنتفخ الانثيان فَإِن حدثت هَذِه فِي احتباس دم الْحيض البواسير فابدأ بالفصد وثن فِي الْيَوْم الثَّانِي أَيْضا وَالثَّالِث وَالرَّابِع وَإِلَّا فَلَا تفصد لَكِن أسهلهم بايارج فيقرا فَإِن شَأْنه (ألف ب) إِخْرَاج هَذِه الرطوبات الرَّديئَة أَكثر مِمَّا تخرج الرطوبات المشاكلة للبدن وحمهم بالمياه المالحة والكبريتية والبورقية وألزمهم الرياضة السريعة ومل الْبَطن دَائِما لِئَلَّا يجْتَمع فيهم هَذَا الْفضل بالحب المتحذ من شَحم الحنظل والبسبايج والغاريقون وَالصَّبْر والسقمونيا والأفيثمون وَسَائِر مَا شَأْنه أَن يقطع الرطوبات الغريبة ويخرجها.
قَالَ: الاسْتِسْقَاء يحدث إِذا بردت الكبد بردا شَدِيدا والكبد تبرد إِمَّا لورم صلب أَو لفساد)
مزاج بَغْتَة كَمثل مَاء بَارِد يشرب دفْعَة فِي غير وقته وَأما لمشاركة بعض الأحشاء وَهَذَا تطول مدَّته فِي الاستفراغ الدَّم المفرط وَقد يحدث الاسْتِسْقَاء بعقب الْأَمْرَاض الحادة وَذَلِكَ بِأَن يفْسد فِيهَا مزاج الكبد. قَالَ: وَالْمَاء محتبس بَين الباريطاون والأمعاء.
لى وَقد قَالَ لي ابْن أبي رَجَاء الَّذِي يثقب بطُون المستسقين إِنَّه يثقب المراق حَتَّى يظْهر الباريطاون حَتَّى يحس بالمثقب قد صَار فِي خلاء فَيعلم أَنه لقى المَاء وَقد اجْتمع عَلَيْهِ فِي الْكتب لِأَن الأمعاء سابحة فِي المَاء وَالْمَاء مُحِيط بهَا. قَالَ: وَقد يحدث استسقاء من فَسَاد مزاج بَارِد قوي فِي الأمعاء وعلامته أَن يحدث قبله فِي الْبَطن وجع فِي السُّرَّة وفقار الصلب وجعة لَا ينْتَفع بالأدوية المسهلة وَلَا بِشَيْء غَيرهَا مِمَّا يستفرغ مِنْهُ وَالِاسْتِسْقَاء الْحَادِث عَن ورم الكبد يكون مَعَه نُقْصَان الْجِسْم ويبس البرَاز وسعال إِن حدث عَن احتباس الدَّم فافصد ثمَّ عد إِلَى سَائِر التَّدْبِير وَهُوَ أَن تسْتَعْمل الْقَيْء والرياضة بِأَن يمشي فِي الرمل ليكره ذَلِك وَيكون مَعَه من يدلك سَاقه كل قَلِيل دلكا جيدا فافعل ذَلِك بِقدر الْقُوَّة لَا تسقطها وغط رؤوسهم ويمشون فِي الشَّمْس فِي الرمل الْحَار ويندفنون فِيهِ فَأَما الْحمام فَلَا الْبَتَّةَ فَلَا ترطبهم فإمَّا حر الشَّمْس فَإِنَّهُ مُوَافق جدا لِأَنَّهُ مجفف منشف للرطوبة وادهن أبدانهم بعد ذَلِك بالدهن والبورق وينفعهم نفعا فِي الْغَايَة الحامة الحريفة المَاء فَإِن هَذَا يَنْفَعهُمْ وَلَو كَانُوا فِي الْغَايَة من سوء الْحَال وَاجعَل خبزهم تنورياً محكماً فِيهِ بزور مَدَرَة للبول واجعله بالميزان مَعَ مَاء حمص فاعطهم الهليون والكراث والطائر الْبري وَبَعض الْأَحَايِين إِذا أَحْبَبْت حفظ الْقُوَّة أكارع الْخَنَازِير والحجل والدراج وَنَحْو ذَلِك اعطهم مَتى أَحبُّوا فَأَما الشَّرَاب فَلَا تسقهم قبل الطَّعَام وَلَا بعده بِمدَّة يسيرَة لَكِن بعد تَمام الهضم وخلاء الْبَطن أعطهم من الْعَتِيق شَيْئا يَسِيرا فَإِن هَذَا الشَّرَاب يحفظ قوتهم ويدر أبوالهم ويسخن أكبادهم وَالصَّبْر على(2/568)
الْعَطش من أعظم علاج لَهُم. قَالَ: الحشيشة الْمَعْرُوفَة بأفظا إِذا شرب مِنْهَا ثَلَاثَة أبولسات حل المَاء حلا قَوِيا والقاقلى إِذا شرب مِنْهُ نصف رَطْل مَعَ شَيْء من سكر الْعشْر وَكَذَلِكَ يفعل عصارة الأميروانا وَمَاء الكاكنج وتوبال النّحاس إِذا شرب مَعَ الشَّرَاب الْجيد نفض المَاء والشربة أَرْبَعَة قوانوسات وَمن كَانَ قَوِيا فمثقال وَكَذَلِكَ النّحاس المحرق وَهَذَا قدره (ألف ب) وَمن كَانَ قَوِيا فمثقال إِلَّا أَنه رَدِيء للمعدة فَيجب أَن يخلط بِشَيْء يصلح الْمعدة وعصارة قثاء الْحمار تنفض المَاء نفضاً شافياً وَكَذَلِكَ السقمونيا وَكَذَلِكَ الحنظل وَأفضل من هَذِه المازريون والشبرم المنقوعان بخل والفربيون مَتى شرب مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء عسل حلّه حلا قَوِيا)
والأشق إِذا شرب مِنْهُ مثقالان بِمَاء الْعَسَل وَكَذَلِكَ السكبينج وبزر القريص إِذا قشر وسحق وعجن بالعسل نفض المَاء وبالواجب أَلا يماس اللِّسَان لِشِدَّتِهِ وإحراقه وينفع مَا يدر الْبَوْل وَقد تركب من هَذِه البسائط وَيكون أفضل مَا عمل مثل الدَّوَاء الْمَنْسُوب إِلَى فليغريوس وَصفته: توبال النّحاس وورق المازريون وأنيسون بالسواء الشربة مِثْقَال إِلَى مِثْقَال وَنصف فَهَذَا جيد وَقد تسقى البان اللقَاح مَعَ ابوالها وَلَا يسرب المَاء بعده سبع سَاعَات وَبَوْل العنز مَعَ الْعَسَل ويسحق الحلزون كَمَا هُوَ ويضمد بِهِ بطونهم فَإِنَّهَا تلصق لصوقاً عسراً مَا ينقلع ويجفف تجفيفاً قَوِيا وتترك حَتَّى تسْقط من ذَاتهَا.
قَالَ جالينوس: مَا رَأَيْت من نزل أحدا إِلَّا رجلا كَانَ جيد الْقُوَّة خصب الْجِسْم. قَالَ: فَإِن استعملته فَفِي هَذِه الصّفة وَلَا يزل الَّذين قد نهكوا الْبَتَّةَ فَإِن استسقى مَعَ حمى فَلَا تسْتَعْمل مسخناً الْبَتَّةَ لَا دَاخِلا وَلَا خَارِجا بل اسْتعْمل عِنَب الثَّعْلَب والكاكنج والكرفس وَمَاء القاقلى مَعَ اللك المغسول والراوند والإهليلج الْأَصْفَر وأنفع من هَذِه الهندباء المر فَأَما المعجونات والأضمدة المسخنة فدعها لِأَنَّهَا تزيد فِي الْعَطش وتهيج الأحشاء وتورمه فَأَما الاسْتِسْقَاء الْحَادِث وَذَلِكَ بعقب مرض حاد فَلَيْسَ يكون إِلَّا من ورم الكبد وبرؤه عسير وَذَلِكَ أَنه لَا يُمكن أَن يسخن للخوف من أَن يهيج الْحَرَارَة وَلَا يبرد للخوف من أَن يتحجر الورم الَّذِي فِي االكبد فاعمل بِحَسب أهم الغرضين وَلَا تقبل مِمَّن قَالَ إِن جَمِيع المستسقين يجب أَن يسخنوا.
قَالَ جالينوس: رَأَيْت خلقا نالهم استسقاء عَن حرارة وتخلصوا بالمبردات لِأَن الْحَرَارَة الْحَادِثَة فِي الكبد خَارِجَة عَن الطَّبْع تضعف قوتها الْبَتَّةَ حَتَّى لَا تَسْتَطِيع الكبد أَن تولد الدَّم إِذا لَيْسَ لَهَا اعْتِدَال مزاج يُولد الدَّم والمبردات ترد عَلَيْهِ ذَلِك الِاعْتِدَال الَّذِي تولد بِهِ دَمًا صَحِيحا. قَالَ: وَقد يحدث استسقاء من ورم صلب فِي الكلى لِأَن حِينَئِذٍ تضيق أوعيته وَلَا يخرج الْبَوْل ليحدث عَنهُ استسقاء فاقرأه فِي بَاب الكلى وتفقده ورده إِلَى هَاهُنَا إِن شَاءَ الله.
مَجْهُول: قد يحدث الاسْتِسْقَاء من وجع الكلى والقولن والرئة وَإِذا كَانَ المَاء مَعَه(2/569)
حاراً والنبض سَرِيعا فعالجه بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء والرازيانج والقاقلى والخيارشنبر وضماد الصندلين وقرص الأميرباريس فَإِن كَانَ أسكن حرارة فبول الْإِبِل وَمَاء الكرفس والفجل وافصد فِي الِابْتِدَاء وخاصة فِي اللحمي وأسهلهم قَلِيلا قَلِيلا (ألف ب) المَاء لِئَلَّا يضعفوا والقنطوريون الدَّقِيق يسهل ماءاً والماهودانه والكلكلانج جيد للْمَاء وَلبن اللقَاح وَأَبْوَالهَا جيد إِذا لم يكن حرارة قَوِيَّة)
وَإِذا كَانَ المَاء أَبيض عولجوا بِمَاء الْأُصُول بدواء الكركم والأثاناسيا بِمَاء كرفس وَمَاء أَطْرَاف الفجل وَقد يكون الاسْتِسْقَاء وخاصة اللحمي مِنْهُ وَمِمَّا يسهل المَاء: حب السكبينج والمازريون المنقع بخل ويخلط من مَاء الكرنب ببول الْإِبِل ويطلى عَلَيْهِ بعد أَن يغلظ فِي الشَّمْس فَإِنَّهُ يسهل المَاء. حب قوي يخرج المَاء: مازريون ينقع فِي خل يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ يجفف ويسحق ويعجن بالخل ويقرص وَيُؤْخَذ مِنْهُ ونحاس محرق وفربيون وأنيسون بِالسَّوِيَّةِ ويعجن بِمَاء الكاكنج ويحبب الشربة نواة وَأَكْثَره نواتان.
من النبض الْكَبِير: الحبن اللحمي تدخل فِيهِ الإصبع وَيبقى أئر غمزه فِيهِ فَأَما الطبلي والزقى فَلَا وَيفرق بَين الزقى والطبلي أَن يضْرب الْبَطن فَإِن الطبلي يكون لَهُ صَوت والزقى لَا صَوت لَهُ وَأَن ينوم العليل من جنب إِلَى جنب فَيسمع فِي الزقى خضخضة الرُّطُوبَة وَفِي الطبلي لَا.
لى يفرق بَين اللحمي وَغَيره إِن اللحمي فِي جَمِيع الْبدن والطبلي والزقى فِي الْبَطن ثمَّ الزقى بطن صَاحبه ثقيل وَيكون أبدا أَشد تمدداً وأصفر لوناً من الطبلي.
علاج الاسْتِسْقَاء الطبلي قَالَ: يكون بِمَا يُقَوي الكبد وبالأضمدة الَّتِي تفش الرّيح وبالأطعمة القليلة النفخة والعناية بجودة الهضم وَهُوَ أسقلها وَذَلِكَ أَن الْحَرَارَة فيهم نَافِذَة ويكفيهم من العلاج الْغذَاء الْقَلِيل الكمية الْغَيْر منفخ والرياضة المعتدلة على خلاء الْجوف وتقوية الكبد بالأدوية والأضمدة وَكَذَلِكَ الْمعدة والطبلي لَا يكون أبدا مفرط الْعظم لِأَنَّهُ إِذا أفرط عظمه لَا يُمكن أَن يبْقى ريحًا بل يعود ماءاً وَإِذا ضَربته بِيَدِك كَانَ كزق منفوخ وَلَيْسَ يخفى عَلَيْك إِذا ضربت زقاً ج فِي الْمُفْردَات: المَاء العذب أشر شَيْء على المستسقى شربه أَو استحم بِهِ وَمَاء البورق والكبريت والقار نَافِع لَهُم. قَالَ جالينوس فِي الْأَدْوِيَة المفردة: إِن الذراريح شَدِيدَة الْقُوَّة فِي إدرار الْبَوْل وتنقية الْبدن بِهِ لِأَنَّهُ يمِيل الْمَادَّة إِلَى المثانة وَإِذا كَانَ قَلِيلا لم يكن أَن يخرج عَن المثانة وعَلى هَذَا فَمن جيد الْأَدْوِيَة أَن يُؤْخَذ بزر الْبِطِّيخ مقشراً وبزر خِيَار دِرْهَم أنيسون بزر كرفس نصف دِرْهَم بِالسَّوِيَّةِ ذراريح ربع دِرْهَم سكر مثل الْجَمِيع يسقى كل يَوْم ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ تَدعه أَيَّامًا حَتَّى يعود وَمَتى أحس فِي المثانة بألم فَدَعْهُ واسقه لَبَنًا قَلِيلا أَو مَاء(2/570)
شعير ثمَّ عد إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يرد مجْرى الْبَوْل إِلَى حَاله وَإِن لم يكن مَعَ الاسْتِسْقَاء حرارة فَاجْعَلْ مَعَه البزور المقوية وَاعْلَم أَن النفض بالبول لَا يضعف كَمَا تضعف الْأَدْوِيَة بالإسهال. ج فِي المفردة: إِن الْأَدْوِيَة القوية فِي إدرار الْبَوْل كالدوقو والنانخة والفو والمر والأسارون (ألف ب) والوج وَجَمِيع مَا يُغير مائية الدَّم من)
ثخينه فيسهل جذب الكلى مِنْهَا هَذِه المائية وَتفعل فِي ذَلِك شَبِيها بِمَا تفعل الأنفخة فِي اللَّبن. لى إِذا كَانَ هَذَا هَكَذَا فَلَا شَيْء أصلح للاستسقاء اللحمي من هَذِه وَكَذَلِكَ يظْهر بالتجربة وَأما الزقى فدون تِلْكَ لِأَن المائية الخاصية فِي جَمِيع الْبدن من اللحمي تكون من الدَّم بأثره مائياً والزقى إِنَّمَا تخرج عَنهُ تِلْكَ المائية قبل إِن يتراقى الدَّم إِلَى الْأَعْضَاء وتجيء إِلَى الْبَطن اسْتَعِنْ بِبَاب جمود اللَّبن بِمَاء الْجُبْن فِي ذكر المسهلة وَفِي الْجوف ينْقل إِلَيْهِ من اللَّبن مَا يجب فِي شرب اللَّبن والرائب وَمَاء الْجُبْن والخبث تحول من بَاب اللَّبن فِي الْأَدْوِيَة المسهلة فَإِن هُنَالك أَكثر مَا يحْتَاج إِلَيْهِ هَاهُنَا وَيُقَال فِي صُدُور هَذَا االباب إِن سقى اللَّبن يتم بِأَمْر من الْمعرفَة.
الْمقَالة الثَّانِيَة من المفردة قَالَ: إِذا كَانَ اللَّبن يحمض أَو يتدخن فِي الْمعدة وَلَا يستمرىء حشاءاً فاستفرغ أبدانهم أَولا ونقها ثمَّ اِسْقِهِمْ اللَّبن.
لى إِذا كَانَ يتدخن فاستفرغ بالقيء والإسهال ثمَّ يسقى مَاء الشّعير وَنَحْوه مِمَّا هُوَ جيد الْخَلْط عسر الاستحالة ثمَّ تتدرج إِلَى اللَّبن بِأَن اللَّبن على مَا قَالَ: إِذا استمرأ فِي الْمعدة حسنا سرى فِي الْبدن كُله واصلح أخلاطه وَعدل مزاجه وَإِذا كَانَ يتغيلر إِلَى الحمضة فقيئه البلغم واعطه الكموني وَنَحْوه مِمَّا يسخن ثمَّ دَرَجه إِلَى اللَّبن.
شَمْعُون قَالَ: إِذا جمد اللَّبن فِي الْمعدة فاسقه مَاء الْعَسَل سخناً أَو مَاء الفجل وهيج الْقَيْء بريشة قد غمست فِي دهن سوسن وَلَا تُفَارِقهُ حَتَّى يقىء بعد تقطيع اللَّبن فِي جَوْفه بالأدوية الَّتِي تعْمل ذَلِك ثمَّ اغمر يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ وضعهما فِي مَاء سخن وَلَا تسقه فِي ذَلِك الْيَوْم لَبَنًا وَلَا من غده حَتَّى يجوع ويتحثى نعما وَإِذا بدأت تسقى اللَّبن فدرج قَلِيلا قَلِيلا وَكَذَلِكَ إِذا أردْت تَركه وَلَا يَأْكُل حَتَّى ينقي مِنْهُ ثمَّ يَأْكُل شَيْئا خَفِيفا وَيشْرب شرابًا ممزوجاً ويتطيب وَيجْعَل حوله رياحين وينام وَإِذا خرج من شرب اللَّبن فَلَا تدع أَن تنقي معدته بحب الصَّبْر وبجوارش البزور بعد لينقى من الرطوبات الَّتِي قد حصلت فِيهَا فَلَا تهيج أمراضاً أخر. قَالَ: اغسل ضرع الأتلن بِمَاء حَار ثمَّ ضع الْقدح فِي مَاء حَار ويحلب فِيهِ وَيكون فِي ذَلِك مُدَّة الطَّرِيق ليبقى بِحَالهِ وَيكون قد أَتَى على الجحش أَرْبَعَة اشهر.
قَالَ: والمعدة الَّتِي تضعف من شرب اللَّبن أعْطه أَقْرَاص الْورْد وَمَاء الْأُصُول وَحب الصَّبْر وضمدها.
ابْن ماسويه: الْخبث ينفع من الصفار والبواسير والمعدة الَّتِي قد ضعفت ويفنى مَا يَأْكُل مِنْهَا)
وَيُؤْخَذ إِمَّا معجوناً وَإِمَّا منقعاً.
صفة معجون نَافِع لوجع الظّهْر: يمخض لبن الْبَقر الحليب قبل إِن يحمض وَيخرج(2/571)
زبده كُله وتصفيه ثمَّ تطرح فِي خَمْسَة ارطال مِنْهُ حزمة سذاب وحزمة كرفس وحزمة (ألف ب) كراث وَيُؤْخَذ اثْنَان وَعِشْرُونَ مِثْقَالا من خبث الْحَدِيد فَيغسل ويجفف فِي الظل وَيُؤْخَذ من بزر الجرجير وبزر الكرفس وبزر الكراث وبزر البصل وبزر الفجل وبزر الرّطبَة وبزر الحلبة أُوقِيَّة أُوقِيَّة فدقه واطرحه فِي ذَلِك اللَّبن مَعَ الْخبث ودعه حَتَّى يحمض وَيَأْخُذ طعم البزور ثمَّ يشرب من ذَلِك اللَّبن عِنْد الْعَطش بدل المَاء ويغير فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام وينفع من وجع الكلى والبواسير وَيزِيد فِي الباه ويشهى الطَّعَام وَيَأْكُل غذاءاً حميدا وَيشْرب شرابًا عتيقاً. مَجْهُول: وَيذْهب الْخبث بِشَهْوَة لِابْنِ ماسويه: الْخبث إِذا أردْت إِن يزِيد فِي الباه فَاجْعَلْ مَعَه البزور الزَّائِدَة فِي الباه واتخذه معجوناً. لى الْخبث نَافِع لقطع الدَّم من البواسير قد جرب.
الساهر: لَا يجب أَن يسقى الغليظ مِنْهُ من مجاربه ضيقَة فَإِنَّهُ يلحج فِيهَا وَيحدث فِيهَا السدد والحصاة وَلَا فِيمَن كَانَت فِي بدنه حرارة قَوِيَّة لِأَنَّهُ يَسْتَحِيل فِيهَا وَلَا فِيمَن كَانَت فِي بدنه أخلاط غَلِيظَة لِأَنَّهُ يزِيد فِيهَا والرائب الحامض المنزوع الزّبد لَا يَسْتَحِيل إِلَى المرارة الْبَتَّةَ وَلَا يتدخن فِي الْمعدة وَلبن الأتن إِذا سقى لم يكد يتجبن فِي الْمعدة غلا فِي الندرة إِذا شرب سَاعَة يحلب فاعلف التان الثيل والهندباء والنخالة والتين وَالشعِير المغسول والبقلة الحمقاء والخس تخلط هَذِه وَتطعم أَيَّامًا ثمَّ يسقى بعد ذَلِك أوقيتين وَيُزَاد إِلَى إِن يبلغ ثَلَاثَة أَرْطَال بكثيراء وصمغ وَرب السوس وسكر ولنفث الدَّم تعلف الكزبرة والحماض ولسان الْحمل والرجلة ويسقى مَعَه الطين والصمغ وَإِذا عرض لم تسقيه ذرب الْبَطن فاعلف الأتان كزبرة وجاورسا مَعَ الشّعير والأرز واسق اللَّبن مَعَ قرص حماض.
من كتاب روفس فِي شرب اللَّبن: لَا يَنْبَغِي إِن يتعيب من شرب اللَّبن لنه يحمض فَإِن التَّعَب يحمض الْأَطْعِمَة الغليظة فضلا عَن اللَّبن وَيَنْبَغِي إِن لَا يُؤْخَذ مِنْهُ شَيْء آخر حَتَّى ينزل الأول وَيذْهب جشاؤه.
قَالَ: وَفِي تربية الْأَطْفَال إِنَّك إِذا أجمدت اللَّبن وذررت فِيهِ حلتيتا حلله من سَاعَته فَلذَلِك هُوَ أوفق شَيْء لمن يتجبن فِي معدته. لى مَاء الْجُبْن يشفى الجرب والخكة واليرقان وَنَحْوهَا ويجبن مرّة بسكنجبين وَمرَّة بالقرطم وَمرَّة بِالْمَاءِ الْبَارِد ويعلق حَتَّى يقطر بعد أَن يجبن وَيُؤْخَذ الَّذِي قطر)
فَيلقى فِي رَطْل مِنْهُ دِرْهَم ملح ويغلى حَتَّى يذهب رغوته كلهَا ويصفى وَيشْرب.
تياذوق: إِذا شرب اللَّبن فَلَا يَتَحَرَّك حَرَكَة شَدِيدَة لِئَلَّا يحمض وَلَا تَأْكُل شَيْئا حَتَّى ينهضم وَيَمْشي قَلِيلا قَلِيلا وَلَا ينَام حَتَّى يشربه أَيْضا على ذَلِك ثَلَاث شربات فِي الْيَوْم وَقَالَ: البان الْإِبِل جَيِّدَة للجسد الَّذِي فِيهِ أخلاط رَدِيئَة حارة يابسة وتنفض الصَّفْرَاء والسوداء(2/572)
المحرقين وينفع من الحبن وَفَسَاد المزاج وادع بلحقة فتية واسقه مَعَ الصُّبْح قدحاً من لَبنهَا سخناً كَمَا يحلب وليقعد (ألف ب) قَلِيلا ثمَّ لينم حَتَّى يمشي مقْعدا أَو ثَلَاثَة فَإِن كَانَ الَّذِي يمشي أصفر منهضماً فاسقه مرَّتَيْنِ اَوْ ثَلَاثًا فِي النَّهَار فَإِن كَانَ الْمَشْي ابيض فَلَا تسقه اَوْ اسْقِهِ مِنْهُ قَلِيلا فَإِن أَخذه الْعَطش فاسقه من اللَّبن السخن واخلط بِكُل قدح ملعقتين من عسل منزوع الرغوة لِئَلَّا يجمد فِي الْبَطن وَلَا يحمض وَإِذا اعترى مِنْهُ الْعَطش فضع على الرَّأْس دهن البنفسج أَو الخطمي الْمَضْرُوب بِالْمَاءِ الْبَارِد ودهن الْورْد وصب على الرَّأْس فِي الصَّيف المَاء الْبَارِد وَفِي الشتَاء طبيخ البابونج والبنفسج وَمن كَانَت تعتريه ريَاح غَلِيظَة فمره أَن يمضغ قبله كروياً ملعقة فَإِن اللَّبن رَدِيء لأَصْحَاب الخاصرة فَهُوَ هؤلاءأن يعلفوا النَّاقة الكرفس فَإِنَّهُ يعدل لَبنهَا وغن كَانَ ينْعَقد فِي الْجوف فاسحق مِثْقَال ملح هندي واخلطه بِاللَّبنِ وَإِن أَبْطَأَ اللَّبن فِي الهضم فادهن اللَّبن بدهن الناردين بعد ذَلِك شَدِيدا وَإِن أَبْطَأَ هضمه جدا فاخلط بِهِ دِرْهَم دارصيني وَدَار فلفل وَلَا شَيْء انفع للحبن الْحَار من أَبْوَال الْإِبِل وَأَلْبَانهَا فَإِن لم تلن عَلَيْهِ الطبيعة فزد فِي الْبَوْل وليتمضمض إِن كَانَت لثة رَدِيئَة بعده بطيخ السماق وشراب قَابض هَذَا الْبَاب هَاهُنَا مُؤَكد جدا فَاسْتَعِنْ بِهِ.
فُصُول أبقراط الْخَامِسَة: لَا تسق اللَّبن من بِهِ صداع وَلَا حمى شَدِيدَة وَلَا فِي بَطْنه قراقر وَنفخ بالطبع أَو ورم وَلَا من بِهِ عَطش ولهيب مفرط وَلَا من بَوْله وبرازه يغلب عَلَيْهِمَا المرار وينفع من السل والدق وَمن اخْتلف دَمًا كثيرا وَجَمِيع من يحْتَاج بدنه إِلَى غذَاء مَحْمُود سريع النّفُوذ.
بولس: إِذا شربت اللَّبن فَلَا تَأْكُل شَيْئا حَتَّى يستمرئه ولتبكر على شربه حِين يحلب وَلَا يتغذى وَلَا يتعب فَإِنَّهُ إِن تَعب حمض لَكِن يتمشى قَلِيلا قَلِيلا ويسير فِي خلال ذَلِك من غير أَن ينَام وَإِذا انحدر مَا أَخذ شرب أَيْضا فَإِنَّهُ يسهله قَلِيلا ثمَّ يَغْدُو وَيَقُول: الفوذنج والنعنع إِذا ألقينا فِي اللَّبن لم يدعاه بِحَمْد الْبَتَّةَ.
بولس قَالَ: شرب مَاء الْجُبْن للمتناهين رطلان وَأما من كَانَ أحدث شَيْئا من هَؤُلَاءِ فَلَا أقل من رَطْل.)
مسيح قَالَ: الرائب نَافِع من الدق وَضعف الْمعدة والإسهال الصفراوي والالتهاب الشَّديد الْقَدِيم واليرقان يُؤْخَذ ثَلَاث أَوَاقٍ من رائب الْبَقر فَيصب على عشرَة دَرَاهِم سميذ مجفف فِي التَّنور جيد التخمير جريش الدق ويؤكل بملعقة ويمسك إِلَى الْعَصْر عَن الطَّعَام ثمَّ يَأْكُل زيرباج دراج وَيشْرب شرابًا رَقِيقا قَلِيلا ممزوجاً وَفِي الْيَوْم الثَّانِي الرائب عشرَة دَرَاهِم وانقص من الكعك درهما حَتَّى يصير إِلَى أَن يَأْخُذ مُحصنا وَعند قطعه تزيد فِي الكعك وينفض من الرائب حَتَّى يرجع إِلَى حَاله هَذَا للدق فَإِن كَانَت بوسير وَضعف معدة وإسهال طرحت فِيهِ خبث الْجَدِيد وبورقاً وَأَشْيَاء ممسكة للبطن وَأما المخيض فيصلح للسل والسعال والسمنة وَأما (ألف ب) سقى لبن الأتن فتؤخذ أتان قد وضعت مُنْذُ أَرْبَعَة أشهر وَتصْلح للعلف ثمَّ(2/573)
يحلب بعد أَن يغسل ضرْعهَا بِمَاء فاتر وجففه ثمَّ احلبه فِي قدح مَوْضُوع فِيهِ مَاء فاتر لِئَلَّا يبرد واسق من ساعتك قدر سكرجة مَمْلُوءَة وأطعمه فِي الْعَصْر فروجاً زيرباجاً ويسقى شرابًا ممزوجاً قَلِيلا فَإِن أسهله مَجْلِسا وَإِلَّا سقيته من غَد أَكثر فَإِن أسهل وَإِلَّا جعلت فِيهِ ثَلَاثَة دَرَاهِم من سكر فَإِن أجلسه وَإِلَّا سقيته من غَد أَكثر فَإِن أسهل وَإِلَّا جعلت فِيهِ ثَلَاثَة دَرَاهِم سكر فَإِن أجلسه مجلسين فَذَاك وَإِلَّا فَاجْعَلْ فِيهِ دانقي ملح وَمثله بسبايج فَإِن أسهل أَكثر من مجلسين فاقطع وزد إِلَى ثَلَاث سكرجات وتحر أَن تُقِيمهُ مجلسين لَا تنقص وَلَا تزيد اسْقِهِ ثَلَاثَة أسابيع لى ينظر فِي الإسهال لماذا تزيده فَإِن الَّذِي تسقيه لليرقان الْعَتِيق واللهب حمضه واسق مِنْهُ إِلَى الظّهْر ثَلَاثًا أَو أَرْبعا من كل ساعتين وينتظر إِلَى الْعَصْر ثمَّ يَأْكُل دراجة والسمنة يسقى غير حامض تسع أَوَاقٍ ثَلَاث مَرَّات فِي مُدَّة تسع سَاعَات وَيَأْكُل الْعَصْر خبز سميذ وَلحم جدي وَيشْرب شرابًا ممزوجاً ويتطيب ثَلَاثَة أسابيع يستحم كل يَوْم ويحتقن بحقنة لينَة تخرج عَن أمعائه الفضول وَمن يشربه للاسهال فليأخذ مِنْهُ ثَلَاثِينَ درهما مَعَ ثَلَاثَة دَرَاهِم من الكعك وَدِرْهَم من الصمغ وَلَا يَأْكُل إِلَى الظّهْر ثمَّ يَأْكُل ثَلَاثِينَ درهما من خبز مَعَ دراجة مشوية وَهَذَا ينفع الإسهال الْقَدِيم الَّذِي مَعَه قُرُوح الأمعاء وقروح الْفَم. لى ذَلِك يدلك على قُرُوح فِي سطح الأمعاء وَلَا يجب أَن يكون حامضاً بل لبن مَاعِز حِين يحلب مِقْدَار رطلين فِي قدر نظيفة ويحرك بِعُود تين رطب وَيمْسَح شفة الْقدر بصوفة مغموسة لِئَلَّا يَحْتَرِق اللَّبن فَإِذا إِلَى غلية أَو غليتين أنزل عَن النَّار وصب عَلَيْهِ ثَلَاث أَوَاقٍ سكنجبين حامض وحرك بِعُود تين وَيتْرك فَإِذا سخن علق على كرباسة على جرة خضراء وَيُؤْخَذ مِمَّا قطر وزن رَطْل فَيلقى فِيهِ دِرْهَم ملح دارنى ويغلى)
وَتُؤْخَذ رغوته أَولا أَولا ثمَّ يتْرك ويصفى ثَانِيَة وَيشْرب. قَالَ: نصف رَطْل مَعَ إهليلج أصفر درهما وقيراط سقمونيا ودقو قِيرَاط أنيسون قِيرَاط ملح ربع دِرْهَم إيارج نصف يعجن بسكنجبين.(2/574)
(القَوْل فِي الطحال) يستعان بقوانين الأورام الْبَاطِنَة قَالَ فِي السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: الأورام الصلبة فِي الطحال يُوقف عَلَيْهَا باللمس وَحَال علل الطحال تعمه علل الطحال وَإِنَّمَا يخْتَلف فِيهِ من طَرِيق الزِّيَادَة وَالنَّقْص وَذَلِكَ أَن لون جَمِيع الْبدن عِنْد ضعف الطحال يمِيل إِلَى السوَاد لِأَن الدَّم يصير سوداياً لإمساك الطحال عَن جذبه وَرُبمَا دفع الطحال فضوله عَن نَفسه يخرج بالقيء أَو بالإسهال دم من جنس الْمرة السَّوْدَاء وَقد يحدث عَن عظم الطحال المالنخوليا والشهوة الشَّدِيدَة للطعام إِذا كَانَ مَا يقذفه إِلَى الْمعدة خَالص الحموضة وَقد يحدث عَنهُ مَرَّات كَرَاهِيَة للطعام وَيحدث عَنهُ كثيرا إِذا كَانَ فِيهِ ورم صلب (ألف ب) وشاركته الكبد استسقاءاً وَإِن اعتلت الكبد وَالطحَال مَعًا حدث عَنهُ يرقان أسود.
قَالَ: وَيُمكن أَن يتعرف أَكثر علله على نَحْو مَا تتعرف علل الكبد. لى هَذِه أجل أمراض الطحال وَقد تحدث عَنهُ الرّيح تَحْتَهُ والمراقية. 3 (الْجَوَامِع من علل الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة) قَالَ: إِذا مرض الطحال من سوء مزاج أحدث اليرقان الْأسود. لى إِذا كَانَ حاراً وَالِاسْتِسْقَاء إِن كَانَ بَارِدًا. قَالَ: وَإِذا مرض من الْأَمْرَاض الآلية كالسدد والأورام فاستدل على السدد الَّتِي سَببهَا أخلاط غَلِيظَة بالثقل والتمدد وَالَّتِي عَن ريح غَلِيظَة فِيهَا بالتمدد فَقَط وعَلى الورم بذهاب الشَّهْوَة وَكَثْرَة الْعَطش والحمى وصفرة اللَّوْن وعَلى الورم البلغمي ببياض اللَّوْن وتهيجه وعَلى السَّوْدَاء بخضرة اللَّوْن وأعراض المالنخوليا.
التَّاسِعَة من الميامر قَالَ: الطحال تسرع إِلَيْهِ الصلابة لِأَن غذاءه من الدَّم الغليظ. قَالَ: وَإِذا لحج هَذَا الدَّم مِنْهُ فِي عروقه الَّتِي تنبض لَهَا صلب وعسر تنفسه مِنْهُ. قَالَ: وَيحْتَاج إِلَى أدوية ملطفة لَا تسخن كثيرا لما يغلظ ذَلِك الْخَلْط أَكثر فيعسر وتخلط مَعهَا قابضة لتحفظ قُوَّة الطحال عَلَيْهِ لِأَن فعله نَافِع للبدن أَعنِي جذب السَّوْدَاء مِنْهُ. قَالَ: وَلذَلِك يعالج الطحال بأدوية كَثِيرَة المرارة مَعَ قبض. قَالَ: والخل والسكنجبين نافعان لِأَنَّهُمَا يلطفان وَلَا يسخنان وَإِذ عظم الطحال صغر الْجِسْم وَهَذِه أدوية الطحال الصلب فَإِن جلّ علته وَهُوَ هَذَا: ايقه من ثَمَرَة الطرفاء يابسة ملعقتين بسكنجبين أَو اسْقِ خل العنصل زنة أوقيتين وقشور أصل الْكبر.
قرصة للصلابة فِي الطحال: حب بِلِسَان ثَلَاثَة سقولوقندريون ثَمَانِيَة قشور أصل الْكبر أَرْبَعَة عنصل مشوي سِتَّة عشر حرف ثَمَرَة الطرفاء فوة وَج إذخر أشق خَمْسَة خَمْسَة يَجْعَل قرصاً ويسقى بسكنجبين.(2/575)
آخر: عرطنيثا قشور أصل الْكبر. 3 (ضماد للطحال الصلب) مر ثَلَاث أَوَاقٍ دقاق الكندرمثله خَرْدَل قردماناً من كل وَاحِد أوقيتان يحل المر والكندر فِي خل العنصل أوقيتين وَتجمع الْبَاقِيَة مسحوقة منخولة وتضمد وتترك عَلَيْهِ سبع سَاعَات ثمَّ يدْخل الْحمام وَيتْرك حَتَّى يسترخي وَيَقَع ولطف تَدْبيره ورضه فَإِنَّهُ عَجِيب.
آخر: تين لحم وخردل وقشور أصل الْكبر بِالسَّوِيَّةِ يحل ويضمد بِهِ قَالَ فِي الضماد الَّذِي قبل هَذَا: أدخلهُ الْحمام وليطل الْمكْث فِي الآبزن وَإِذا خرج فأطعمه مالحاً وخبزاً وكبراً واسقه شرابًا يخالطه مَاء الْبَحْر ولطف تَدْبيره قبل الضماد ثَلَاثَة أَيَّام وَبعده بتواتر نَفسه أَو ضمد بدردى الْخلّ والنبيذ وبثجير حب البان والخل والحلبة والقردمانا والبورق والخل.
االثانية من الأخلاط: شرب مَاء التفاح والإجاص يعظم الطحال. 3 (ضماد الشيطرج) يعالج مَا فِي بَاب عرق النِّسَاء: قَالَ: فَإِن (ألف ب) بقيت الْعلَّة على حَالهَا فعلق على الطحال محجمة بِشَرْط. مَا بَال: الطحال يعظم أبدا مَعَ الْحمى أَي حمى كَانَت.
الثَّالِثَة من الأخلاط: شرب مَاء النقائع وَالْآجَام يُولد عظم الطحال.
الْفُصُول السَّادِسَة: إِذا أصَاب المطحول اخْتِلَاف دم فطال بِهِ حدث بِهِ استسقاء وزلق الأمعاء هلك. قَالَ: يَعْنِي بالمطحول من فِي طحاله صلابة مزمنة وَهَؤُلَاء إِذا حدث بهم اخْتِلَاف الدَّم أذهب عَنْهُم تِلْكَ الصلابة لِأَن هَذَا الختلاف يعرض لانتقال تِلْكَ الأخلاط عَن الطحال واستفرغها لَكِن لما كَانَ هَذَا الاستفراغ كثيرا مَا يُجَاوز الْقدر فيتطاول فَيضر بِصَاحِبِهِ لطول مروره ويضر بالأمعاء فَيحدث زلق الأمعاء وَالِاسْتِسْقَاء لمشاركة الكبد الأمعاء فِي الْعلَّة. قَالَ: إِذا حدث بالمطحول اخْتِلَاف فَهُوَ مَحْمُود. قَالَ: قد قُلْنَا إِنَّه ينفع جدا إِذا لم ينفع جدا إِذا لم يطلّ وَخفت بِهِ الْعلَّة بانتقال الْفضل من الطحال وَخُرُوجه.
من الْمَوْت السَّرِيع قَالَ: من كَانَ بِهِ طحال فَعرض لَهُ بطن وأزمن ذَلِك حدث بِهِ استسقاء من كَانَ بِهِ وجع فِي الطحال فَجرى مِنْهُ دم أَحْمَر وَظَهَرت بِبدنِهِ قُرُوح بيض لَا تؤلم مَاتَ فِي الْيَوْم الثَّانِي من كَانَ بِهِ هَذَا الوجع لم يشته شَيْئا. الأهوية والبلدان الثَّانِيَة قَالَ: عظم الطحال يهزل الْجِسْم لشيئين أَحدهمَا أَنه مَتى عظم جذب دَمًا كثيرا وَقل غذَاء الْجِسْم وَالثَّانِي أَنه يوهن قُوَّة الكبد ويقل توليد الدَّم.)
الثَّانِيَة من سوء المزاج قَالَ: الطحال لَا يكَاد أَن يؤلم ويضغط الْحجاب كَمَا تفعل الكبد والمعدة اللَّهُمَّ إِلَّا أَن يكون ورمه عَظِيما وَيكون مِنْهُ فِي رَأسه.
الْيَهُودِيّ قَالَ مِمَّا ينفع من صلابة الطحال إِذا كَانَ من حر: قشور القرع الرطب وتجفف ويسقى مِنْهُ دِرْهَم كل يَوْم بخل حامض قدر نصف أُوقِيَّة واسقه كَذَلِك من بزر بقلة الحمقاء. لى واسقه من ثَمَرَة الطرفاء بخل أَو يسقى مَاء الْخلاف أَو ورقه مجففاً بخل وينفع من الطحال بَوْل الماعز وَلبن اللقَاح.(2/576)
أهرن: اسْقِ للطحال الوجع والصلابة فِيهِ دِرْهَمَيْنِ من بزر الرجلة بخل ممزوج بِمَاء. قَالَ: وَمن أَجود أدوية الطحال الكي على الْعرق الَّذِي فِي بَاطِن الذِّرَاع الْأَيْسَر. 3 (مرهم للصلابة فِي الطحال) قردماناً وَحل وعاقرقرحا وحلبة مطحونة بِالسَّوِيَّةِ فاسحقها بخل ثَقِيف ثمَّ اجْعَل أَدخل الْحمام ثمَّ أخرج وضع عَلَيْهِ الضماد أَو خُذ حلبة وخردلاً بِالسَّوِيَّةِ واسحقها بخل خمر ثَقِيف واطبخها وضمد بِهِ. قَالَ: أَكثر فِي الطحال من الْأَمْرَاض الصلابة وَيعرف ذَلِك باللمس لِأَنَّهُ ظَاهر الْحس ويهزل الْبدن ويسود اللَّوْن وَالدَّم جدا. قَالَ: وَأما مَا يعرض مِنْهُ من انحلال الْقُوَّة فتعرفه بِمَا يسيل وَمن الوجع فِي الْجَانِب الْأَيْسَر فِي مَكَان الطحال وعلاجه علاج سَائِر الأحشاء فَأَما فَسَاد قواه فيستدل عَلَيْهِ بالعلامات لذَلِك. قَالَ: إِذا كَانَت الْقُوَّة الجاذبة من الطحال (ألف ب) لَا تجذب الدَّم الْأسود يسود لون الْجِسْم فَإِن ضعفت الماسكة سَالَ مِنْهُ إِلَى الأمعاء كثير وَكَذَلِكَ إِلَى الْمعدة على هَذِه الصّفة وَالطحَال إِذا اعتراه يبس لَا يَكْفِيهِ شرب المَاء وَيحْتَاج من الْأَدْوِيَة المركبة من المر والكثيراء وَأكْثر ذَلِك الْقَابِض الْقَلِيل كأصل اللاصف والزراوند وَالْعُرُوق الصفر والأفسنتين والحرف والأشج والأسارون. قَالَ: فافصد فِي بَدْء الوجع وَلَا تحمل عَلَيْهِ فِي الصلابة بالأدوية القوية التَّحْلِيل لِأَن قانونه قانون الأورام الصلبة وَمن أفضل علاج الطحال إِذا كَانَ العليل مُحْتملا أَبْوَال الْإِبِل وَأَلْبَانهَا تسقيه مَا انهضم وَأمكن فَهُوَ خير. 3 (قرص الفوة للصلابة فِي الطحال) فوة اثْنَا عشر درهما وَمن قشور الْكبر والزراوند الطَّوِيل والإيرسا من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ اسحقه جدا بسكنجبين حامض واجعله أقراصاً واسق مِنْهُ مِثْقَالا بِمَاء الأفسنتين وقشور أصل الْكبر الْمَطْبُوخ فَإِنَّهُ جيد.
للريح تَحت الطحال: يُؤْخَذ تَحت الطحال: يُؤْخَذ حرف جزؤ شونيز بِعَسَل واسقه كل يَوْم دِرْهَمَيْنِ بسكنجبين.
آخر: جوز السرو الْفَج وأبهل يطبخان بخل قوي حَتَّى يصير على الثُّلُث ويسقى من ذَلِك الْخلّ كل يَوْم ونومه بعده على الْجَانِب الْأَيْسَر وضمد بالثفل طحاله واسقه دِرْهَمَيْنِ من بزر الرجلة بخل ممزوج واسقه قشور القرع الرطب مجففاً واسق دِرْهَم أشق بسكنجبين حامض.
طلاء جيد: أشق كندر مر بِالسَّوِيَّةِ اسحقه بخل حامض واطله عَلَيْهِ وضع فَوْقه قطناً ودعه إِلَى أَن تقع فَإِذا وَقعت أعد عَلَيْهَا أُخْرَى.
ضماد النورة عَجِيب: نورة مشوية تعيدها فِي النَّار وعاقرحا وزاج جزؤ جزؤ قشور أصل الْكبر بورق كبريت ثوم دردى محرق حل المر فِي الْخلّ واعجنه بِهِ واطله على صفحة وألزمه الطحال وَلَا تجَاوز بِهِ ودعه عَلَيْهِ سَاعَة إِن كَانَ قَوِيا وَإِلَّا فَنصف سَاعَة وَإِن شِئْت فاجعله بِعَسَل وَقَلِيل خل وَإِلَّا فبالريق.(2/577)
ضماد للطحال مَعَ حرارة: عصير الينبوت جزآن خل خمر جزؤ تغمس فِيهِ خرق وتوضع عَلَيْهِ مِنْهُ وَافْعل ذَلِك بثمرة الطرفاء. لى الوج يحل الرّيح الغليظة الَّتِي تَحت الطحال وَكَذَلِكَ الشونيز والحرف والسذاب والفنجمكشت فَإِذا رَأَيْت ذَلِك فألف مِنْهَا واسق مِثْقَالا بطبيخ هَذِه البزور.
من اختيارات الْكِنْدِيّ: سذاب قشور عروق الْكبر أفسنتين فوذنج صعتر يطْبخ بخل خمر حاذق حامض جدا ثمَّ اجْعَل فِيهِ قِطْعَة لبد وَهُوَ حَار على الطحال حَتَّى يبرد ثمَّ عاود عَلَيْهِ إِحْدَى وَعشْرين مرّة على الرِّيق فَإِنَّهُ قوي. بولس: إِن انسد المجرى الَّذِي تحدث فِيهِ الْمرة السَّوْدَاء أَو ضعفت قوته الجاذبة كَانَ من ذَلِك يرقان أسود وَإِن عرض قذف وابتدأت فِي الْجَانِب الْأَيْسَر بِلَا وجع فَفِي الطحال سدد وَإِن عرض قذف الْمرة السَّوْدَاء بِلَا حمى وَلَا مرض يُوجب ذَلِك فَإِن قُوَّة (ألف ب) الطحال الماسكة ضَعِيفَة فَإِن لم ينصب مِنْهَا شَيْء إِلَى فَم الْمعدة ضعفت شَهْوَة الطَّعَام. قَالَ: والورم الْحَار فِي الطحال تتبعه أَعْرَاض الكبدية وَإِن نضج فَالْقَوْل فِيهِ)
كالقول فِي الكبد إِلَّا فِي إدرار الْبَوْل فَإِن صَار إِلَى ورم صلب فَإِنَّهُ يسكن الوجع والحرارة ويعرض للثة حِينَئِذٍ تَأْكُل وَيفْسد ريح الْفَم وَيكون الحبن فابدأ بالفصد من الْكَفّ الْأَيْسَر ليطول الجذب ضماد جيد: حلبة أَرْبَعُونَ دَقِيق الترمس عشرَة قردمانا عشرَة رعى الْحمام عشرَة زهرَة الْملح عشرُون نطرون عشرَة كبريت عشرَة قشور الْكبر عشرُون تين سِتُّونَ تنقع القشور فِي خل ثَقِيف والتين وَتجمع الْكل حَتَّى يصير مرهما ويضمد بِهِ بعد أَن يكمل أَولا بدهن الْحِنَّاء مَعَ كل مَعَ شَيْء من خل ثَقِيف ثمَّ يسحق وَاسْتعْمل الملينات حينا والمحللات حينا وينفع مِنْهُ جدا أَن يلطخ بالأشق خل أَو لحى قشور أصل الْكبر بخل وَحده نَافِع للطحال الصلب وأجود مَا يكون فعل الضماد بعد تكميده وَوضع الملينات عَلَيْهِ قَالَ: ولحى الْخلاف يفعل ذَلِك فليلطف التَّدْبِير ويقل شرب المَاء فَإِن أدمن فالمحاجم بِشَرْط وضع عَلَيْهِ دَوَاء الْخَرْدَل. مَجْهُول: يُؤْخَذ نورة لم تطفأ وزنجار ومرداسنج وعاقرقرحا وقشور أصل الْكبر بِالسَّوِيَّةِ أنعم سحقه واطبخه باخل حَتَّى يصير كالعسل بِنَار لينَة سريعة فَيصب عَلَيْهِ مثل نصفه خلا ثمَّ أطله على حَدِيدَة وضع على الطحال وضعا بِقدر سَوَاء وَلَا تجَاوز بِهِ فَإِن كَانَ مزمناً فَدَعْهُ نصف يَوْم وَإِلَّا ثَلَاث سَاعَات فَإِن أَحْبَبْت فاطل مِنْهُ كوزاً وضع فِيهِ طحالاً فَإِنَّهُ يمصه حَتَّى لَا يبْقى فِي الْكوز إِلَّا جُلُود وعروق وَشد فَم الْكوز.
مِمَّا يطرد الرّيح: يطرده الوج والحرف وَحب الْفَقْد والسذاب وللريح الغليطة تَحت الطحال: يدق الْحَرْف ويعجن بالخل ويشوى على آجره بالتنور ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ وَمن حب(2/578)
الْفَقْد وَمن ورق السذاب الْيَابِس والوج والكاشم وقشور أصل الْكبر ينعم سحقها وَيفتح وَيشْرب على أَثَره مَاء الْأُصُول.
شَمْعُون: اسْقِ للطحال درهمى بزر حماض بِمَاء بَارِد. لى هَذَا يصلح إِذا كَانَت حرارة وَكَذَلِكَ القرع الْيَابِس وبزر السرمق. قَالَ: ودواء أقوى من هَذَا: شيطرج دِرْهَمَانِ قشر أصل الْكبر زراوند طَوِيل دِرْهَم وَنصف اسحق الْجَمِيع واسق مِنْهُ نصف دِرْهَم بشراب قوي واسق للطحال بزر السرمق واسقه درهما من زراوند وَفِي أُخْرَى زبرجد واسقه هليلجاً بأبوال الْغنم.
لى كَانَ بِي وجع فِي الطحال فدمت على أَخذ الإطريفل لشَيْء آخر فَأذْهب الْوَجْه الْبَتَّةَ.
طبيخ جيد لوجع الطحال: شاهترج غافت إهليلج أصفر أفيثمون زبيب قشور أصل الْكبر اطبخه واسقه وَيُزَاد فِيهِ بعد ذَلِك بسبايج ونانخة وبزر راريانج وكرفس وَوَج وقسط)
وأسارون وَمن الْجيد لغلظ الطحال حل الأشق بخل ويطلى عَلَيْهِ.
مسَائِل إبيذيميا السَّادِسَة: من كَانَ مبتلى بالنوازل والزكام لَك يكد يعرض لَهُ ورم صلب فِي طحاله.
لى بولس سكنجبين يصلح للطحال: قشور أصل الْكبر سقولوقندريون ثَمَرَة الطرفاء لحى الْخلاف فوة أسارون وَج يطْبخ بالخل ثمَّ يطفأ ويطبخ مَاء الْعَسَل وَيجْعَل فِيهِ أشق دِرْهَم فَإِنَّهُ ضماد للطحال: عاقرقرحا خَمْسَة أَوَاقٍ خَرْدَل خَمْسَة عشر درهما حب المازريون أَربع أَوَاقٍ بزر الطّيب أُوقِيَّة فلفل أَربع أَوَاقٍ قردمانا ثَلَاث أَوَاقٍ يعجن بخل العنصل وَيغسل مَوضِع الضماد عَلَيْهِ وَهَذَا الدَّوَاء يمص الطحال إِن طلى على كوز دَاخله طحال.
أغلوقن: إِذا عرض الجشاء فِي الطحال أَعنِي الورم الصلب فَعَلَيْك بأبلغ الْأَدْوِيَة قُوَّة فِي التقطيع فَإِن هَذَا الْعُضْو يحْتَمل ذَلِك بِلَا أَذَى وَلَا مَكْرُوه تضميداً وَشَرَابًا وأبلغ الْأَدْوِيَة فِيهِ: قشور أصل الْكبر وأصل الطرفاء وسقولوقندريون يطْبخ بالخل ويسقى مِنْهَا ويضمد بهَا.
قَالَ: وَكَثِيرًا مَا تجس الطحال فتجده يدافع الْيَد من غير أَن يكون فِيهِ ورم صلب لَكِن فِيهِ نفخة من ريح وَإِذا كَانَ كَذَلِك فانطله أَولا بدهن طبخ فِيهِ أفسنتين ثمَّ يوضععليه ضماد لَهُ قُوَّة مركبة كالمتخذة من الكبريت والشبث والقابضة لَا تضر فِي هَذِه الأضمدة إِذا كثرت مَا دَامَ الجشاء الَّذِي فِيهِ ريح غَلِيظَة أَو بلغمي فَإِذا كَانَ الجشاء ورماً صلباً فَإِنَّهُ يجب أَن يكون الْغَالِب على الأضمدة المقوية المحللة وَتَكون القابضة يسيرَة وَقد نرى القوية التَّحْلِيل وَحدهَا بَالِغَة للورم الصلب فِي الطحال كزهر الْملح فَإِنَّهُ إِذا ضمد بِهِ أَبرَأَهُ. التَّذْكِرَة: انْظُر إِن(2/579)
كَانَ مَعَه نخس فالفصد واسق أَقْرَاص الأميرباريس وَإِذا كَانَ بِلَا نخس فأقراص الْكبر بسكنجبين وَإِن كَانَ الغلظ حَدِيثا فيكفيك تضميده بالخل والأشق وَإِن كَانَ مزمناً فالمتخذة بالنورة والقردمانا وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ من الْكَمَال والتمام قَالَ: إِذا كَانَ مَعَ حرارة فَعِنْدَ الفصد ضع على الطحال محاجم واشرطه واسقه مطبوخاً يهيأ من هليلج وشاهترج وقشور أصل الْكبر وأصل الكرفس والرازيانج وَثَمَرَة الطرفاء وسقولوقندريون وَاجعَل بياضه إيارج فيقرا وغاريقون. قَالَ: وَإِذا كَانَ وجع الطحال من ريح مُتَوَلّدَة تَحْتَهُ فليؤخذ: حرف ثَلَاثَة دَرَاهِم يدق وينخل ويعجن بخل خمر ثَقِيف ويخبز فِي تنور لِئَلَّا يَحْتَرِق ثمَّ يدق ويخلط مَعَ عشرَة دَرَاهِم بزر فنجنكشت وَثَمَرَة الطرفاء وسقولوقندريون سَبْعَة سَبْعَة وَيشْرب كل يَوْم عِنْد النّوم ثَلَاثَة دَرَاهِم قَالَ: وَإِذا كَانَ مَعَ الطحال)
حمى حارة سقى مَاء أَطْرَاف الْخلاف والطرفاء والرازيانج والهندباء والسكنجبين. لى ابْن ماسويه فِي كتاب الحميات مِثَال قرص لوجع الطحال مَعَ حرارة الكبد أَو شدَّة: عصارة الغافت وَلَك وزراوند وسقولوقندريون وقشور الْكبر وبزر الكشوثاء والهندباء وبزر الكرفس وأنيسون يعجن بِمَاء الهندباء أَو بِمَاء الكرفس ويسقى بسكنجبين وَهَذِه الْأَشْيَاء مدَار هَذِه الأقراص وَرُبمَا احتجت أَن تخلط فِيهِ لوزاً مرا وَنَحْوه.
سرابيون الطحال مَعَ حمى: اسْقِ مَاء الكشوثاء وَمَاء الهندباء وَمَاء ورق الطرفاء وَمَاء أَطْرَاف الْكبر العض وأطراف الْخلاف (ألف ب) وَمَاء الشاهترج وَمَاء الفجل بسكنجبين.
قَالَ: وَقد يرم الطحال من أجل ريح نافخة تحتبس فِيهِ. قَالَ: وَقد يألم الْحجاب والكتف كثيرا وَرُبمَا ألم مَعَه الْمشْط والكتف فَلذَلِك من كَانَ فِي طحاله ورم عَظِيم يكون نَفسه متضاعفاً متقطعاً كَنَفس الصّبيان إِذا بكوا لِأَن الْحجاب يألم وَأكْثر ورم الْحجاب غليظ فقد يحدث فِي الندرة ورم حَار وَإِذا كَانَ إسقيروس حدثت صلابة من غير تلهب وَإِذا كَانَ فلغمونيا حدث مَعَ الصلابة وجع وتلهب قَالَ: وَقد يحدث فِيهِ سدد. لى يعْطى عَلامَة. قَالَ: يعالج بهَا سدد الكبد إِلَّا أَنَّهَا أقوى فَأَما الورم الْحَار فِيهِ فابدأ بالفصد للباسليق ثمَّ اسْقِ مَاء الطرفاء أَو الْخلاف والعذب وَمَاء ورق الْكبر والهندباء والسكنجبين فَأَما الرِّيَاح الغليظة الَّتِي تَحْتَهُ وَفِيه فالأصلح أَن تنطله بدهن الأفسنتين ثمَّ ضمده بضماد الشبث والكبريت والبورق والجوشير والزفت ولتكن الْقُوَّة القابضة فِيهَا أَكثر والمحللة أقل كَمَا أَنه إِذا كَانَ ورم صلب استحث أَن تكون القابضة أقل قَالَ: وزهرة الْملح تبرىء صلابة الطحال وَتصْلح للورم الريحي إِذا اسْتعْمل بعد التكميد بالنخالة المطبوخة بخل وشبث فَإِن شَأْن هَذِه أَن تذيب غلظ الطحال(2/580)
وتحله بِسُرْعَة وَيصْلح للريح الغليظة وللورم خل قد طبخ فِيهِ سذاب وفوذنج وبورق وفنجنكشت وَكبر وَثَمَرَة الطرفاء وَجوز السرو وتنطل بِهِ وتضمد بثفله فَإِن لم تكن حرارة فزد فِي الضماد أشقا ومقلا.
قَالَ: واصلح الْأَشْيَاء للريح فِي الطحال وأبلغ الْأَشْيَاء المحاجم الَّتِي تمص مصاً عنيفاً بالنَّار وَغَيره وبالنار أصلح وينفع مِنْهُ هَذَا: حرف باقلى ثَلَاثُونَ درهما يسحق ويعجن بخل ثَقِيف ويقرص رقاقاً صغَارًا ويخبز فِي التَّنور على آجره أَو على جمر على آجر حَتَّى يجِف وَلَا يبلغ أَن يَحْتَرِق ثمَّ يدق ويخلط مَعَه حب الْفَقْد عشرَة دَرَاهِم وَثَمَرَة الطرفاء خَمْسَة وسقولوقندريون سَبْعَة منخولة الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بسكنجبين. قَالَ: والخل أصلح شَيْء لغلظ الطحال مَعَ حرارة لِأَنَّهُ)
يلطف وَلَا يسخن وخل الإشقيل فَإِنَّهُ لَا يسخن وَمَاء الحدادين مَعَ الْخلّ وترياق الْأَرْبَعَة جيد لغلظ الطحال إِذا لم تكن حرارة.
مطبوخ للطحال: حب الْفَقْد ثَمَر الطرفاء ورق الكبد وثمرته زهرَة العليق فوذنج نهرى غافت أفسنتين أسطوخدوس عشرَة جوز السرو عشرُون فوة خَمْسَة لَك ثَلَاثَة راوند صيني أَرْبَعَة يطْبخ بخل خمر ويصفى الشربة أوقيتان على الرِّيق وَلَا مقَال لَهُ فِي النَّفْع أَو تغسل السويلا ثَلَاث مَرَّات ثمَّ يطْبخ ويسقى من طبيخه نصف رَطْل مَعَ سكنجبين فَإِن بقيت الجساوة مَعَ هَذَا العلاج فاحجم الطحال مَعَ شَرط بليغ وافصد الودج الْأَيْسَر واكوه خمس كيات دقاق أَو سِتا وَلَا تَدعه يلتحم فَإِن العليل إِن احْتمل الكي لم يحْتَج إِلَى غَيره فَإِن لم يحْتَمل ذَلِك فَعَلَيْك بدواء الْخَرْدَل وَنَحْوه.
لسابور أَقْرَاص الْكبر: قشور أصل الْكبر أَرْبَعَة (ألف ب) زراوند طَوِيل اثْنَان بزر الفنجنكشت خَمْسَة فلفل اثْنَان أشق ثَلَاثَة يحل لى اسْتِخْرَاج على مَا فِي كتاب الْفُصُول فِي قَوْله فِي الكبد: الوجع الشَّديد فِي الطحال يحدث إِمَّا لريح غَلِيظَة تنفخه جدا وَإِمَّا لورم حَار وَلَا تحدث السدد أبدا وجعاً شَدِيدا لكنه بالثقل اشبه مِنْهُ بالوجع والثقل الْخَاص سدد لَا شكّ والوجع الشَّديد مَعَ ورم حَار بِلَا ثقل.
من كتاب الدَّلَائِل قَالَ: أَحْمَر الْبَوْل لأَصْحَاب الطحال الدموي وَالَّتِي تخرج فِي الْبَوْل دِمَاء جَيِّدَة لَهُم كالأشق والفوة والأبهل.
جَوَامِع أغلوقن قَالَ: اسْتعْمل للورم الصلب فِي الطحال الأشق والخل وقشور أصل الْكبر والتين وَإِن أفرط وَعتق فزهرة الْملح والكبريت والشب ليَكُون أَيْضا قبض مَا وَيُقَال الْقَابِض بِقدر شدَّة الورم وبقائه وتعرق الطحال أَولا بنطول دهن الأفسنتين ثمَّ يضمد بِهَذِهِ الأضمدة قَالَ: فَإِن كَانَ ورم الطحال من تهيج أَو ريح فَاجْعَلْ فِي الْأَغْلَب الْقَابِض لِأَن الرّيح والبلغم الرَّقِيق ينْدَفع ويعتصر من الطحال إِذا انقبض بغمز الطحال إِذا انقبض بغمز القراقر هُوَ ورم تفجر فِيهِ وَيَنْبَغِي أَن تعالج بالشب والرماد ويعجن بخل ويضمد بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب من الْعجب.(2/581)
لى على مَا رَأَيْت أَجود مَا يكون للطحال الصلب أَن تكمده بالخل الْمَطْبُوخ فِيهِ سذاب وَذَلِكَ يكون بِأَن يغمس فِيهِ وَهُوَ حَار قِطْعَة لبد وتوضع عَلَيْهِ تفعل ذَلِك النَّهَار كُله بعد مرخه بدهن الشبث والبابونج ثمَّ يطلى بِاللَّيْلِ بالأشق والخل فَإِن هَذَا أبلغ مَا يكون وأجود مَا رَأَيْت للريح)
الغليظة تَحت الطحال أَن يفرق الْغذَاء فِي مَرَّات وَلَا يشرب المَاء مَا أمكن وَيشْرب نبيذاً عتيقاً قَوِيا مِقْدَارًا قَلِيلا وَلَا ينم الْبَتَّةَ حَتَّى يجِف الْبَطن وَهِي حَرَكَة الوجع فِي اللَّيْل فَإِنَّهُ لَا يكون غلا بعد عشَاء وَشرب كثير وغمز شَدِيد فَإِن دَامَ بِهِ ضمده بالمسخنات وليستف من النانخة والفنجنكشت وقشر اصل الْكبر والسذاب الْيَابِس قدر مِثْقَال بشراب عَتيق أَو بطيخ هَذِه الْأَشْيَاء وَإِن رَأَيْت السَّوْدَاء تتفرق فِي الْجِسْم وأخرجتها بالمسهل ورأيته على حَال يتفرق فَاعْلَم إِن الطحال حِينَئِذٍ لَا يجذب السَّوْدَاء فاسخنه بالتضميد عَلَيْهِ ويبسه فَإِنَّهُ بِهَذَا العلاج ترجع قوته. ج فِي الثَّانِيَة عشر من الصِّنَاعَة الْكَبِيرَة: إِن الطحال إِنَّمَا يخرج عَنهُ فضوله بالإسهال فَلذَلِك مَتى تورم الطحال حركنا إِلَى دفع فضوله بالأدوية المسهلة.
مطبوخ جيد لورم الطحال: إهليلج أسود عشرَة دَرَاهِم بسبايج أَرْبَعَة قشور الْكبر خَمْسَة أفسنتين ثَلَاثَة غافتاثنان شاهترج سناء خَمْسَة خَمْسَة أفيثمون سَبْعَة يطْبخ ويسقى. معجون جيد: أصل الْكبر وبزر الْفَقْد وأفسنتين وأفيثمون وبسبايج بالسواء يعجن بِعَسَل وَيشْرب كل يَوْم.
آخر جيد: ينقع الأفيثمون وقشور الْكبر فِي السكنجبين وَيشْرب ذَلِك السكنجبين (ألف ب) أَو يُؤْخَذ أفيثمون وقشور الْكبر نصفه يدق ويعجن بِعَسَل وَيشْرب فَإذْ فصد الأسيلم فَاسق كل أُسْبُوع شربة من هَذِه ولطف الْغذَاء وضمده وأقلل شربه للْمَاء وَلَا يشرب الْبَتَّةَ بل يشرب نبيذاً صافياً مرا عتيقاً أَو زبيباً وَعَسَلًا ولوزاً مرا فَإِنَّهُ يذهب أَصله. لى إِذا صلب الطحال نعما وأزمن فَإِنَّهُ يحْتَاج إِلَى الأضمدة القوية التَّحْلِيل جدا كدهن الْخَرْدَل ودهن الزفت وكهذا الضماد: بورق ونورة وعاقرقرحا وخردل يجمع الْجَمِيع بالقطران ويطلى بِهَذَا إِذا لم يكن للبدن حامياً الْبَتَّةَ.
من التَّدْبِير الملطف. قَالَ: التَّدْبِير الملطف يذبل الطحال الْعَظِيم وَمِنْه ايضاً مَا كَانَت لَهُ قُوَّة قطاعة ملطفة فَإِنَّهُ يذبل الطحال.
من الْجَوَامِع الطبيعية: أَمر الطحال يجْرِي بِخِلَاف أَمر الْغذَاء والنماء فِي الْبدن وَذَلِكَ أَنه كلما زَاد الطحال ضمر الْبدن ونحف وَكلما ضمر الطحال ولطف خصب الْبدن لِأَن عظم الطحال يدل على أخلاط رَدِيئَة فِي الْبدن وضموره يدل على جودة الأخلاط.
تجارب المارستان: إِذا أَرَادوا ضمور الطحال كمدوه قبل بخل خمر فائق ثمَّ ضمدوه.)(2/582)
سرابيون: للطحال أَفعَال الْقُوَّة الَّتِي بهَا يجذب الدَّم من الكبد وَالْقُوَّة الَّتِي تمسكه حَتَّى يتَغَيَّر وينهضم وَالْقُوَّة الَّتِي تدفع بهَا إِلَى فَم الْمعدة فَإِن بَطل جذبه فسد دم الْبدن وَحدث رداءة لون وَإِن أفْسدهُ إِلَى شَيْء رَدِيء فَوق الْمِقْدَار فَإِنَّهُ إِن مَال إِلَى فَم الْمعدة حدثت عَنهُ مرّة شَهْوَة كلبية ن لم ينخل بذلك سقيت لبن اللقَاح مَعَ هَذَا الْحبّ: إيارج فيقرا وإهليلج أصفر تَرَبد عشرَة عشرَة غاريقون ورق الغرب الْيَابِس سَبْعَة سَبْعَة سقولوقندريون ثَمَرَة الطرفاء خَمْسَة جعدة أنيسون أشق ومقل ثَلَاثَة ثَلَاثَة ملح هندي دِرْهَمَانِ يحبب الشربة دِرْهَمَانِ مَعَ لبن اللقَاح وتعلف اللقحة كرفسا ورازيانج وغرباً وأطراف الطرفاء وَالْخلاف والإذخر والشيح خَاصَّة. لى رَأَيْت فِي مَوَاضِع كَثِيرَة إِن صلابة الطحال وغلظه والنمو وَالْحَالة الشبيهة بِسوء المزاج تقلعه ألبان اللقَاح قلعا تَاما فَأَما ابْن سرابيون فَإِنَّهُ ذكر هَذَا العلاج بعد جَمِيع العلاج الْقوي تَقْوِيَة وتعظيماً لَهُ.
قَالَ: وَليكن ضماد الْخَرْدَل بِقدر مَا يحْتَملهُ العليل فَيدق ويعجن بِمَاء السذاب الرطب ويطلى عَلَيْهِ إِلَى أَن يتنفظ فَإِن هَذَا عَجِيب وَمِمَّا جربته أَن التَّدْبِير المخضب للبدن يذبل الطحال فَإِنَّهُ إِنَّمَا يعظم أبدا إِذا كَانَ فِي الدَّم حِدة وَفَسَاد وَحمى فَإِذا رطب الْبدن وَكَثُرت بلغميته وأبيض المَاء أقبل يصغر فدبر بِهَذَا التَّدْبِير من يحْتَاج إِلَيْهِ. ج: حب الفنجنمكشت أَجود للسدد الَّتِي فِي الطحال من بزر السذاب وَكَذَلِكَ ورقه لِأَن فِيهِ مَعَ المرارة الَّتِي تفتح السدد قبضا وَقَالَ: الفوذنج وَنَوع السنجار الْمُسَمّى أبلوقياً فَفِيهِ عفونة ومرارة فَلذَلِك (ألف ب) هُوَ نَافِع للطحال وَهُوَ مَعَ هَذَا مبرد والسقولو قندريون يحل صلابة الطحال وَهُوَ مَعَ ذَلِك غير حَار أصل الفاشرا يذوب الطحال الصلب إِذا شرب وَإِذا ضمد مَعَ التِّين اللوز المر يفتح سدد الطحال ويسكن الوجع الْحَادِث فِيهِ عَن ارتباك أخلاط غَلِيظَة وريح والأشق قوته ملينة جدا محللة وَلذَلِك يشفي الطحال الصلب وأصل لِسَان الْحمل وثمرته تفتح سدد الكبد وخاصة الثَّمَرَة إِذا كَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ يفعل فِي الطحال أَيْضا فعلا من ذَلِك النَّحْو وَهُوَ مَعَ ذَلِك مبرد فليستعمل فِي هَذَا الْموضع الأسارون يلطف غلظ الطحال وَهُوَ أقوى فِي ذَلِك من الوج وَفعله يقرب من فعله ثجير البان مَتى خلط بدقيق الكرسنة ودقيق الباقلى وسحق بخل ثَقِيف وضمد بِهِ الطحال الصلب أَبرَأَهُ فوة الصَّبْغ تنقي الطحال وتفتج سدده بِقُوَّة قَوِيَّة الترمس يفتح سدد الطحال إِذا شرب مَعَ السذاب والفلفل بِمِقْدَار مَا يستلذ وَأَظنهُ يَعْنِي طبيخ الترمس الحاشا يفتح سدد الطحال قشور أصل الْكبر قَالَ: إِنَّه أَنْفَع من كل دَوَاء يعالج بِهِ الطحال إِن شرب بخل)
وَعسل أَو ضمد بِهِ وَإِذا شرب وَحده بالسكنجبين فَإِنَّهُ رُبمَا أدر بولاً وَأخرج فِي الْغَايَة شَيْئا دموياً ويخف أَمر الطحال على الْمَكَان والقنطوريون وعصارة الصعتر نَافِع مِنْهُ جدا أَعنِي الطحال الصلب إِن ضمد بِهِ وَإِن شرب بلغ فِي ذَلِك اللبلاب الْكَبِير مَتى طبخ وزقه بالخل وضمد بِهِ أَبرَأَهُ بخور مَرْيَم نَافِع للطحال(2/583)
الصلب إِذا ضمد بِهِ جدا أصل الخيرى مَتى ضمد بِهِ الطحال الصلب بعد طبخه شفَاه والطرفاء نَافِع جدا للأطلحة الصلبة مَعَ الْخلّ سقيت أَو ضمد بهَا الجعدة تفتح سدد الكبد وَالطحَال الفراسيون يفتح سدد الطحال حب البطم نَافِع للطحال كماذريوس هُوَ حقيق بتذويب الطحال الصلب بعر الْمعز نَافِع من الصلابة فِي الطحال وَهُوَ حَار مُحَلل بَالغ فِي تَحْلِيل الأورام الصلبة الإيرسا مَتى شرب بخل نفع من غلظ الطحال طبيخ الوج يحلل ورم الطحال إِذا شرب ورق الطرفاء إِذا طبخ بِمَاء ومزج ذَلِك المَاء بشراب وَيشْرب أذبل الطحال دَقِيق الحلبة يطْبخ بِهِ عشرَة من نطرون ويسحق بخل ثَقِيف وضمد بِهِ حلل ورم الطحال بزر الفجل إِذا شرب بالخل حلل ورم الطحال الْخَرْدَل يدق وَيجمع بِالتِّينِ ويطلى على الطحال حَتَّى ينتفط جيد جدا الفلفل مَتى شرب بخل حلل ورم الطحال بخور مَرْيَم مَتى ضمد بِهِ الطحال حلل الورم سَرِيعا إِن شرب من ثَمَر الْكبر ثَلَاثُونَ يَوْمًا كل يَوْم دِرْهَمَيْنِ بخل أذبل الطحال الغاريقون يسقى لورم الطحال بسكنجبين الراوند جيد لورم الطحال السكنبيج يسقى لوجع الطحال الزراوند المدحرج جيد لوجع الطحال الجعدة إِذا شربت بالخل نَفَعت الطحال عروق الخيرى الْأَصْفَر يضمد بالخل فيذبل ورم الطحال الفوة مَتى شربت بسكنجبين حللت ورم الطحال الْمقل دَوَاء مَعْرُوف ينفع الطحال جدا.
الفلاحة: الجرجير يلطف الطحال جدا. أريباسيوس: الوج نَافِع للطحال الَّذِي قد صلب وتحجر. ماسرجويه: يحلل الرّيح الغليظة الَّتِي تكون (ألف ب) تَحت الطحال. وَقَالَ: الراوند مَتى عجن بخل وطلى على الطحال الصلب عظم نَفعه لَهُ وَإِن سقى بالسكنجبين نفع ابْن ماسويه: الكشوث يفتح سدد الطحال وَقَالَ: السنبل مَتى شرب بِالشرابِ نفع من وجع الطحال الْأسود مِنْهُ أَنْفَع وأبلغ.
أريباسيوس: السقولوقندريون مَتى طبخ بشراب وَسَقَى ذَلِك الشَّرَاب قبل الطَّعَام أَيَّامًا أَبرَأَهُ الْبَتَّةَ وَقد جربنَا ذَلِك فِي خلق كثير فَلم نجد أَنْفَع مِنْهُ.
روفس: الْخلّ جيد للطحال الْعَظِيم.)
الثَّامِنَة الأهوية والبلدان: الطحال يعظم مَتى فسد دم الْبدن إِلَى الغلظ أَنه يجتذب مِنْهُ أسياء كَثِيرَة ليصلح الْبدن فيعظم لذَلِك. لى لذَلِك يعظم الطحال بعقب الحميات الحادة.
جَوَامِع أغلوقن: إِذا كَانَ فِي الطحال ورم ريحي أَو بلغمي فَلْيَكُن الْغَالِب على الضماد الْأَشْيَاء القابضة كمرهم الشبث والكبريت إِذا غلب عَلَيْهِ الشب وَذَلِكَ أَن هَذِه الأورام تضمر(2/584)
وتتقلص من الْأَشْيَاء القابضة أَعنِي الريحي والبلغمي ويندفعان فيستفرغان عَن الْعُضْو إِذا تقبض بسهولة.
وَإِن كَانَ الورم سقيروس فليوضع عليهبعد أَن يطلى بدهن ويلين بِهَذَا الضماد والكبريت غَالب عَلَيْهِ. لى يجب أَن يفرق بَين هذَيْن الورمين وسيقروس ثَابت لَا يكَاد يَزُول سَرِيعا فَمَتَى كَانَ طحال يَرْبُو سَرِيعا من شرب المَاء ويتقلص إِذا ترك ذَلِك فالورم يهيجه.
جَوَامِع القوى الطبيعية: أَمر الْبدن يجْرِي على خلاف أَمر الطحال وَذَلِكَ أَنه كلما عظم نقص لى رَأَيْت الطحال يعظم من الحميات وَهُوَ أَن الدَّم يغلظ حِينَئِذٍ فَيكون جذب الطحال أَكثر.
الْمقَالة الثَّانِيَة من الأخلاط: يُرِيد بالطحال المحتجب الَّذِي يبْقى عَظِيما مُدَّة حَيَاة الْإِنْسَان.
لى هَذَا يُوجب أَن تكون أطلحة عَظِيمَة تدوم زَمَانا طَويلا وَقد تفقدت خلقا كثيرا يَدُوم بهم الطحال سِنِين كَثِيرَة وَمِنْهُم من أَخْبرنِي أَن مَا أحسه من الصلابة مُنْذُ أَرْبَعِينَ سنة وَخمسين سنة وَلم أره ضرهم كثير ضَرَر وعَلى أَنه رُبمَا صلب بَغْتَة فتتبعه الضَّرَر وَفَسَاد المزاج سَرِيعا فَيعلم أَن من صلابته نوعا رديئاً وَمِنْه مَا لَا خطر فِيهِ الْبَتَّةَ يحذر ذَلِك.
مرهم للصلابة: نورة بعر الماغز الْعَتِيق وقشر أصل الْكبر وسذاب وشيطرج وعاقرقرحا وسكنجبين تضربه ويطلى على قرطاس ويضمد بِهِ ويصبر عَلَيْهِ ساعتين.
آخر: اعجن دَقِيق الشّعير بعصارة السذاب واطله وَإِذا كَانَت حرارة فبعصارة الطرفاء.
لى قرصة عَجِيبَة للريح تَحت الطحال: قشور أصل الْكبر وبزر الفنجنكشت وورق السذاب الْيَابِس ونانخة يتَّخذ أفراصاً ويسقى طبيخ النانخة.
ضماد لَهُ: يُؤْخَذ من ورق السذاب والكمون وبزر الفنجنكشت يدق ويعجن (ألف ب) بطبيخ الْكَوْن ويضمد وَيتْرك شرب المَاء خَاصَّة والتخم.
ضماد للطحال الصلب عَجِيب: ورق السذاب وبورق وأشق يجمع بخل ويطلى فَإِنَّهُ عَجِيب.
أقربادين حنين: ينفع من الرّيح الغليظة تَحت الطحال التضميد بالبزور الطاردة للرياح. لى جربت فَوجدت وضع لبد قد شرب خلا وَمَاء الرماد على الطحال المتهيج بليغاً جدا وَمَا)
رَأَيْت أَكثر مَا يحدث فِي الطحال التهيج من سَائِر الْأَدْوِيَة حَتَّى لَا يكَاد يُوجد فِيهِ غَيره إِلَّا فِي الندرة وَإِذا حدث فِيهَا سقيروس عسر أمره(2/585)
والبرى تَجدهُ يزِيد وَينْقص سَرِيعا فَإِنَّهُ يتهيج لَا سقيروس وَقد يحدث فِيهِ أوذيما كثيرا جدا.
فليغروس إِلَى الْعَوام قَالَ: يطْبخ حرمل مَعَ بزره حَتَّى يتهرا ثمَّ يضمد بِهِ وَيتْرك ثَلَاثًا فَإِنَّهُ عَجِيب.
تياذوق: واحفظ صَاحب الطحال من الأغذية المنفخة ومره بِالدُّخُولِ فِي المَاء العذب وغذه بالخفيفة الَّتِي لَا تنفخ وَلَا غلظ لَهَا.
3 - (الْأَدْوِيَة الْبَارِدَة للطحال)
القرع الْيَابِس بزر الحماض بزر الرجلة بزر السرمق ثَمَرَة الطرفاء هليلج بزر الهندباء بزر القثاء ورد كشوث ورق الطرفاء وثمره مَاء ورق الْخلاف والخل وبزر لِسَان الخمل وَأَصله.
مُفْرَدَات د: الأنجرة يعْمل مِنْهُ ضماد مَعَ قيروطى للطحال الجاسي خل النعصل نَافِع من جسيا الطحال أفسنتين يعجن مَعَ تين ونطرون ودقيق شليم يذهب بورم الطحال حب البان يشرب ويضمد بِهِ البسد يشرب بِمَاء يحلل الطحال طبيخ كزبرة الْبِئْر نَافِع من الطحال الجعدة جَيِّدَة للطحال الدبق والنورة والبورق ضماد قوي جيد للطحال الصلب وَيسْتَعْمل فِيهِ كثيراُ الزراوند المدحرج جيد يشرب للغلظ فِيهِ الحماما مَعَ الزَّيْت ضماد جيد حب الخضراء جيد للطحال مَعَ برودة.
ابْن ماسويه: دَقِيق الحلبة ونطرون ضماد جيد للغلظ فِيهِ الْحَرْف جيد فِيهِ وَمَاء الْحَدِيد المحمى جيد طبيخ ورق الطرفاء جيد الكشوث يفتح سدده سمورينون جيد لصلابته كماذريوس مثله السنبل الرُّومِي جيد لورمه أصل النيلوفروبزره جيد لصلابته السليخة نافعة لَهُ السفرجل الْمَطْبُوخ بِمَاء الْعَسَل يضمد بِهِ الطحال الفجل جيد إِن ضمدبه وبزر الفجل يشرب التَّذْكِرَة: أَخْبرنِي أَبُو عمر المنجم أَنه غلظ طحاله فَسَقَاهُ الْكِنْدِيّ سِتَّة دَرَاهِم من الأفيثمون بسكنجبين فاسهله عشرَة مجَالِس سَوْدَاء وَذهب غلظ طحاله وَحكى لي آخر أَنه جرب مَاء السويلا نصف رَطْل كل يَوْم فَذهب طحاله وَكَانَ عَظِيما جدا.
جِبْرِيل بن بختيشوع قَالَ: من أَجود مَا وجدنَا للطحال أَن يسقى وزن خمسين درهما من بزر الفنجنكشت وَثَلَاثِينَ درهما من قشور أصل الْكبر ينقع بخل ثَقِيف أسبوعاً يجدد ذَلِك كل يَوْم)
ويجفف فِي الظل ثمَّ يسحق ويسقى كل يَوْم (ألف ب) ثَلَاثَة دَرَاهِم بسكنجبين على فَإِنَّهُ أَجود شَيْء عَمِلْنَاهُ للطحال. د: الإيرسا يسقى بِمَاء القرطم للطحال. د: أصل الأنجوسيا وَهُوَ أبلوقياً جيد للطحال وَهُوَ مَعَ هَذَا بَارِد.
زهرَة حجر أسبوس د: إِنَّه خلط مَعَ الْخلّ منع ورم الطحال وَقَالَ: الأنجرة يعْمل(2/586)
مِنْهُ ضماد بقيروطي للطحال الجاسي وَدخل العنصل نَافِع من ورم الطحال يسقى أَولا على الرِّيق ثمَّ يُزَاد قَلِيلا قَلِيلا إِلَى أَن يبلغ قوانوس وَأكْثر الْمِقْدَار قوانوسان وَكَذَلِكَ الْعَمَل فِي جَمِيع مَا وصف لَهُ وشراب العنصل ودقيق الشليم وضمد بِهِ الطحال نفع الأشق مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ حلل ورم الطحال الأشق إِذا أذيب بالخل وَوضع على الطحال حلل جسأه. وَقَالَ جالينوس: قُوَّة الأشق محللة جدا وَكَذَلِكَ يسقى للطحال الصلب وَحب البان مَتى شرب بعد سحقه درخميان مِنْهُ أذبل الطحال وَإِن تضمد بِهِ أَيْضا مَعَ دَقِيق شليم. د: ثجير حب البان قَالَ جالينوس: إِنَّه يلطف صلابة الطحال وَقَالَ عصارة حب البان إِذا سقِِي بخل وَمَاء نقى الطحال فِيمَا قَالَ جالينوس فَإِن اسْتعْملت حب البان أَو ثجيره ضماداً بخل جيد فَإِنَّهُ أقوى وَيجب أَن يخلط بِهِ دَقِيق الْأَشْيَاء الَّتِي تجفف كالكرسنة والترمس ودقيق أصل السوسن وَثَمَرَة الفنجنكشت. قالج وأريباسيوس: إِنَّه نَافِع من السدد فِي الطحال. د: البسد الْأَحْمَر وَالْأسود بديغورس: الجنطيانا خَاصَّة تَحْلِيل الورم الجعدة مَتى شربت بالخل نَفَعت من ورم الطحال. د:)
الدبق مَتى خلط بالنورة وَحجر أسبوس أَو زهرَة الْملح والبورق وَجعل مرهماً حلل الطحال الجاسي الصلب جدا وَقَالَ: طبيخ الوج يحلل ورم الطحال.
دوج: الوج نَافِع من صلابة الطحال. اوريباسوس قَالَ: ينفع الطحال الَّذِي بِهِ تحجر إِذا شرب. ج: بعر الْمعز مُحَلل وَلذَلِك ينفع الأورام الصلبة الْحَادِثَة فِي الطحال وَيسْتَعْمل فِيهِ كثيرا الزراوند المدحرج مَتى شرب نفع من ورم الطحال. د: الزوفا مَعَ التِّين يضمد بِهِ الطحال وَقَالَ: زبد الْبَحْر الفرفيرى الزاهي الدردى الشكل يصلح لوجع الطحال والحماما نَافِع من ورم الطحال إِذا تضميد بِهِ مَعَ الزَّبِيب. د: الْحبَّة الخضراء جَيِّدَة لوجع ابْن ماسويه: دَقِيق الحلبة إِذا خلط بنطرون وتضمد بِهِ حلل ورم الطحال بورق الْخبز والنورة يبرئان الطحال الجاسي.
بولس: شَجَرَة الحضض إِذا طبخت بخل نَفَعت أورام الطحال وَهُوَ يفشه والحضض يفعل ذَلِك إِذا شرب منقوعاً بخل. د: كل حرف مُحَلل لورم الطحال فَإِن تضمد بِهِ مَعَ عسل حلل ورمه المَاء وَالشرَاب الَّذِي(2/587)
يحمي فِيهِ الْحَدِيد ويطفأ فِيهِ مَرَّات كَثِيرَة يبرىء الطحال الورام (ألف ب) أصُول الحماض إِذا طبخت بخل ثمَّ تضمد بهَا حللت ورم الطحال ورق الطرفاء إِن طبخ بِالْمَاءِ ومزج طبيخه بِالشرابِ أذبل الطحال وَإِن طبخ باخل نفع من وجع الطحال رماد ثجير الْعِنَب ورماد قضبان الْكَرم إِذا ضمد بِهِ مَعَ خل ودهن ورد وسذاب نفع من الورم الْحَار الْعَارِض للطحال. د: الكشوث مفتح لسدد الطحال.
ابْن ماسويه: سمورينون نَافِع لوجع الطحال.) د: إِن شرب وَهُوَ طرى أَو طبيخه نَفعه من جساء الطحال وَإِن شرب بخل حلل ورم الطحال.
قَالَ: هُوَ حقيق بتذبيب الطحال الصلب ورق الكرنب إِذا أكل نياً بخل نفع من الطحال. د: الكرنب نَافِع من وجع الطحال والورم ابْن ماسويه: ثَمَر الكرنب إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثُونَ درهما كل يَوْم بشراب حلل ورم الطحال وَكَذَلِكَ قشر أصل الْكبر أَنْفَع من جَمِيع الْأَدْوِيَة للطحال الصلب إِن تضمد بِهِ أَو شرب بسكنجبين وَرُبمَا أخرج من الْغَائِط شَيْئا دموياً فيسكن وجع الطحال ويخف أمره على الْمَكَان وثمره يفعل ذَلِك إِلَّا أَنه أَضْعَف.
أوريباسيوس: قشور أصل الْكبر إِذا طبخ فِي السكنجبين أَو أنقع فِيهِ وَأخذ أَبْرَأ وجع الطحال.
ابْن ماسويه: خَاصَّة الْكبر أَبْرَأ وجع الطحال.
ابْن ماسويه: دهن لوز المر نَافِع من وجع الطحال واللوز المر يشفي الطحال. ج: أصل اللوف الْجَعْد يفتح سد الكبد وَالطحَال وَقَالَ: إِن طبخ ورق اللبلاب الْكَبِير مَعَ الْخلّ نَافِع من الطحال.
ابْن ماسويه: مَتى دق ورقه وضمد بِهِ الطحال نفع من وَجَعه وورمه وسدده مَاء الْمَطَر جيد للطحال إِذا جعل فِي الشَّرَاب هُوَ.
روفس: المَاء الكبريتي نَافِع للطحال قَالَ أركاغانيس: فِي الْأَدْوِيَة المزمنة. قَالَ: يوضع على الطحال محجمة وتمص بِقُوَّة مَرَّات ثمَّ تشرط شرطا عميقاً مَرَّات كَثِيرَة بِقُوَّة ويدلك الطحال فِي الْحمام بالأدوية القوية والكي فِي آخِره أمره وترفع جلدَة الطحال وتكوى فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع فَإِن طاوع على هَذَا لم يحْتَج إِلَى غَيره.
من الْجَامِع لتلطيف الطحال: يسقى من علك الأنباط كل يَوْم بسكنجبين.(2/588)
من الْكَمَال والتمام: إِن كَانَ مَعَ حرارة فافصد الباسليق من الْيَد الْيُسْرَى والأسليم وانفضه بمطبوخ يَقع مَعَ إهليلج أصفر وتمر هندي وأخلاطه هَذِه: قشور أصل كبر وَثَمَرَة الطرفاء وَاجعَل بياضه غاريقونا وزن دِرْهَم فَإِنَّهُ جيد للطحال والكبد والإيارج وَالْملح واسقه لبن اللقَاح إِذا لم)
تكن حمى مَعَ الهليلج والغاريقون وعشبة الطحال وَثَمَرَة الطرفاء ويضمد بالفوذنج والسذاب والبورق مطبوخة بخل ثَقِيف وَإِن كَانَت الْحَرَارَة أقل زيد فِيهِ أشق ومقل وَإِذا كَانَت ريح تَحت الطحال فَخذ من الْحَرْف ثَلَاثِينَ درهما يدق وينخل بخل خمر ثَقِيف جدا (ألف ب) ويخبز فِي تنور على آجرة بِنَار هادئة ليجف وَلَا يَحْتَرِق ويدق مَعَه بزر فنجنكشت مثل ثلثه وَثلثه ثَمَرَة الطرفاء وثلثة من عشبة الطحال والشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بسكنجبين وغن كَانَت حمى فامنع اللَّبن واسقه مَاء ورق الغرب وورق الطرفاء وَالْخلاف أوقيتان من كل وَاحِد مَعَ سكنجبين وَالطَّعَام فروج بخل وَالشرَاب سكنجبين يُغير بِهِ المَاء ويضمد بِهِ الضماد إِذا كَانَت مَعَ حرارة شَدِيدَة وَيُؤْخَذ ورق الطرفاء والأثل والدلب وَثَمَرَة الطرفاء والفوذنج النهرى يطْبخ بخل وَيجْعَل مَعَه قَلِيل بورق وملح ويلقى فِي الْخلّ بعد أَن يصفى تنقع عَلَيْهِ قَالَ ولوجع الطحال من برد: أشق سكنجبين.
قرص جيد للطحال: ثَمَرَة الطرفاء عشرَة سقولوقندريون سَبْعَة حب البان مثله زراوند مثله بزر فنجنكشت جعدة خَمْسَة خَمْسَة قشور أصل الْكبر سَبْعَة فوة الصَّبْغ خَمْسَة يعجن بِمَاء ورق الطرفاء وَالْخلاف ويسقى بسكنجبين.
دَوَاء يلطف الطحال: يسقى بسد منخول بحريرة مِثْقَال بخل وَمَاء وعَلى الرِّيق أَو دِرْهَم غاريقون يعجن بسكنجبين أَو قنطوريون دَقِيق ويكمد بِهِ أَيْضا يطلى الطحال ببعر الشَّاة محرقاً مَعَ الْخلّ فَإِنَّهُ يلطف تلطيفاً قَوِيا واسق مَاء ورق الطرفاء مَعَ خل أَو اسْقِهِ طبيخ ورق الْجَوْز العض بخل الإشقيل أَو ضمد بِهِ. ج فِي الصِّنَاعَة الطَّوِيلَة: إِذا كَانَ الجسأ فِي الطحال فَإِن هَذَا الْعُضْو لَا يجتذب من الكبد إِلَّا الْفضل الغليظ فجل أمراضه إِنَّمَا تحدث من هَذَا الْخَلْط الغليظ فَلذَلِك أصلح أدويته الْمُقطعَة كالخل وَالْعَسَل وَالْكبر قَالَ: وَالطحَال إِن كَانَ جوهره أسخف من جَوْهَر الكبد فَإِنَّهُ من أجل غلظ غذائه ستحجر سَرِيعا وَلَا يجب أَيْضا إِن حدث بِهِ ورم أَن يحمل عَلَيْهِ الْأَدْوِيَة المحللة فَتحل قوته لِأَن لَهُ فعلا يعم الْبدن نَفعه وَهُوَ تنقية الْفضل السوداوي وَلَكِن لِأَن غذاءه من هَذَا الْفضل على غلظه صَار مَتى حدث فِيهِ ورم أَو سدة يحْتَاج إِلَى أدوية تفتح وتقطع تفتيحاً وتقطيعاً بليغاً كقشور أصل الْكبر وسقولوقندريون للطحال بِمَنْزِلَة الغافت للكبد وَلذَلِك يُسمى بعشبة الطحال كَمَا يُسمى الغافت عشبة الكبد وَذَلِكَ لِأَن هَذِه الْأَعْضَاء تحْتَاج إِلَى أدوية قواها)
مشابهة إِذا حدث فِيهَا سدد اَوْ أورام صلبة وَلَكِن الطحال يحْتَاج مِنْهَا إِلَى مَا(2/589)
هُوَ أقوى بِمِقْدَار فضل غليظ غذائه على غذاءه الكبد وكذلكالأدوية الَّتِي تَنْفَع أحد هذَيْن نافعة للْآخر من هَذِه الْعِلَل إِلَّا أَنَّهَا تخْتَلف فِي الكمية لِأَن الْكبر مَعَ الْخلّ وَالْعَسَل نَافِع للكبد وَالطحَال إِذا كَانَ بهما سدة أَو ورم صلب إِلَّا أَنه لَيْسَ يجب أَن يُؤْكَل مِنْهَا فِي العلتين بِمِقْدَار سَوَاء وَلَا أَن يكون الْخلّ مِقْدَارًا وَاحِدًا وَذَلِكَ أَن الطحال إِذا كَانَ الْخلّ أَكثر وَالْكبر إِذا كَانَ الَّذِي يُؤْكَل مِنْهُ (ألف ب) مِقْدَارًا أَكثر كَانَ نَافِع. قَالَ: وَلَيْسَ لاستفراغ مَا بَقِي فِي الطحال طَرِيق وَاحِد وَهُوَ الإسهال إِلَّا أَنا نستعمل فِيهِ مَا يشرب لِأَن قُوَّة الحقن لَا تبلغ هَاهُنَا كَمَا أَن قُوَّة مَا يشرب لَا يجوز أَن يبلغ الأمعاء السفلي والحقن لَهَا أصلح. قَالَ: والناردين الإقليطي إِذا شرب بالخل نفع من ورم الطحال.
ديسقوريدوس: ورق النّيل الْبري نَافِع خَاصَّة للطحال.
قَالَ ج: الشنجار نَافِع للطحال جدا أصل النيلوفر إِن شرب حلل ورم الطحال. د: وبزره يفعل ذَلِك السليخة نافعة للورم فِي الطحال وَكَذَلِكَ الْإِذْخر. د: السندروس يسقى للمطحولين وَقَالَ: السفرجل الْمَطْبُوخ بِمَاء الْعَسَل يتضمد بِهِ لجسيا الطحال. ج: الإيرسا إِن شرب بالخل نفع من وجع الطحال سقولوقندريون إِن طبخ ورقه بخل وَشرب أَرْبَعِينَ يَوْمًا حلل وجع الطحال وَيجب أَن يضمد بِهِ أَيْضا مسحوقاً مَعَ شراب وَقَالَ جالينوس: إِنَّه يذهب إِن طبخ ورقه بالطحال وَقَالَ: السلق يفتح سدد الكبد وَالطحَال.
قَالَ جالينوس: السلق دَوَاء بليغ لمن كَانَ طحاله عليلاً إِذا آكل مَعَ خل وَالزَّبِيب مقو للطحال.
ابْن ماسويه: الفجل مُوَافق للطحال مَتى تضمد بِهِ وبزر الفجل يحل الورم الطحال. د: إِن شرب من اصل الفاشرا ثَلَاثِينَ يَوْمًا كل يَوْم ثَلَاثَة أبولسات بالخل حلل ورم الطحال وَمَتى قَالَ جالينوس: الفاشرا يلطف وَكَذَلِكَ يذوب الطحال إِذا شرب وضمد بِهِ.
فراسيون قَالَ جالينوس: إِنَّه يفتح سدد الطحال الفلفل إِن شرب بالخل أَو تضمد بِهِ مَعَه حل ورم الطحال. د:)
أصل بخور مَرْيَم إِن تضمد بِهِ كل يَوْم حل أورام الطحال فوة الصَّبْغ يحل ورم الطحال. ج: صدف الفرفير مَتى شرب بخل اذبل الطحال وعصارة قنطوريون الصَّغِير أَو طبيخه نَافِع جدا لصلابة الطحال ضمد بِهِ اَوْ شرب.
جالينوس: الزراوند نَافِع من وجع الطحال.(2/590)
د: الشيطرج لما كَانَ مقرحا مَعَ الراسن وينعم دقه ويضمد بِهِ للطحال ربع سَاعَة. د: التِّين مَتى أكل بِبَعْض الأحساء الملطفة كالحاشا والزوفا أَو فلفل أَو زنجبيل نفع من فِي طحاله سدد نفعا عَظِيما. ج اسْتِخْرَاج: الْخلّ مِمَّا يلطف وَلَا يسخن فَإِن احتجت إِلَى مَا يسخن وَيفْعل هَذَا الْفِعْل فانقع التِّين فِيهِ وَليكن فِي غَايَة الصفاء وَالْعِتْق وَالْقُوَّة فَإِنَّهُ أقوى فِي ذَلِك فَإِن كَانَ خل عنصل فَهُوَ مقو جدا وَلَيْسَ فِيهِ كثير حرارة. د: لبن التِّين الْمُسَمّى بالجميز يتمسح بِهِ لوجع الطحال أَو يشرب.
ابْن ماسويه: يجلو الطحال طبيخ الترمس إِذا شرب مَعَ شراب وفلفل نفع الطحال. د: الترمس إِذا شرب مَعَ مِقْدَار مَا يستلذ من الفلفل والسذاب فتح سدد الطحال.
جالينوس: إِنَّه يشفي الطحال المتحجر الْخِيَار البستاني يخلط مَعَ أدوية الطحال.
بولس وَقَالَ ابْن ماسويه: (ألف ب) الَّذِي ينقي الطحال هَذِه: الخريق الْأسود الأفيثمون البسبايج الماهودانه قشور أصل الْكبر عشبة الطحال إِذا شرب من كل وَاحِد من هَذِه مِثْقَال بعد سحقه ونخله بِثَلَاث أَوَاقٍ سكنجبين وَكَذَلِكَ يفعل طبيخ القنطوريون الدَّقِيق إِن شرب مِنْهُ)
مَاؤُهُ رطبا أَو من طبيخه ثَلَاث أَوَاقٍ بعد أَن تطبخ أُوقِيَّة مِنْهُ بِثَلَاث أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى ثَلَاث أَوَاقٍ ويصفى وَيشْرب مَعَ مثله من السكنجبين المازريون إِذا شرب مِنْهُ دانقان بعد سحقه نع ثَلَاث أَوَاقٍ جلاب فعل مَا وَصفنَا وأصل الإيرسا وَوَج ولوز مر وبزر فنجنكشت وَثَمَرَة الطرفاء والترمس وورق السذاب والشيطرج والزاروند الطَّوِيل والأفسنتين هذهكلها إِذا شريت مِنْهَا شقالان بعد نخلها بسكنجبين أوقيتين اَوْ بِمَاء الفجل المعصور ثَلَاث أَوَاقٍ وَكَذَلِكَ الكماذريوس والفوذنج.
إِسْحَاق قَالَ: إِن أحس بغلظ فِي الطحال اسْقِهِ أفيثمون بسكنجبين على قدر قوته.
من التَّذْكِرَة: إِذا كَانَ فِي الطحال يحس بوجع فالفصد واعطه أَقْرَاص أميرباريس خَاصَّة إِن كَانَ ذَلِك مَعَ حمى وَإِن لم يكن هُنَاكَ ورم صلب غليظ فأقراص الْكبر. قَالَ: الطحال يحْتَمل أدوية أقوى من أدوية الكبد نَحْو أَقْرَاص الْكبر ويضمد بالوج والأشق وبعر الْمعز ثَلَاث أَوَاقٍ تين لحيم اسقولوقندريون ولوز ينقع التِّين بخل ثَقِيف ويسحق نعما وينثر عَلَيْهِ سَائِر الْأَدْوِيَة ويطلى على خرقَة ويضمد بِهِ.
مَجْهُول: يبْدَأ بفصد السيلم وَيخرج دَمًا كثيرا مِنْهُ حَتَّى يَنْقَطِع من ذَاته إِلَّا أَن يسرف وقانون أدوية الطحال مِمَّا لَيْسَ بِقَوي الإسخان وَمَعَهُ قبض ومرارة أَو مَا مَعَه جلاء قوي(2/591)
كالملح وقشور أصل الْكبر وأصل الحماض الْبري ودقيق الحلبة وإسقيل وَثَمَرَة الطرفاء مشكطرامشيع وكمافيطوس وكماذريوس وهزارجشان وشنجار وترمس مُفْردَة أَو مَجْمُوعَة بالسكنجبين ويسقى طبيخ الغاريقون يُؤْخَذ خَمْسَة دَرَاهِم غاريقون وَيعْمل برطل مَاء إِلَى أَن يبْقى ثَلَاث اواق ويسقى مَعَ سكنجبين.
حب للطحال: غاريقون شبث أصل لِسَان الثور قشور أصل الْكبر جزؤ جزؤ حب البلسان مشكطرامشيع كمافيطوس كماذريوس خَمْسَة خَمْسَة ثَمَرَة الطرفاءسبعة جاوشير أسج دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ فوة وَج ثَلَاثَة ثَلَاثَة صَبر دِرْهَمَانِ حلتيت طيب جندبادستر كبريت دِرْهَم دِرْهَم عشبة الطحال جعدة إيرسا خشاشيف ميبسة أَرْبَعَة أَرْبَعَة قردمانا وشحم الحنظا دِرْهَمَانِ وَنصف من كل وَاحِد فنطوريون خَمْسَة غافت ورق سرو ورق أبهل خَمْسَة خَمْسَة يعجن بِمَاء أَطْرَاف الْكبر وورقه يَجْعَل أقراصاً القرص مِثْقَال ويسقى بِمَاء ورق الْخلاف ة ة رق الْكبر بخل بِحَسب الْحَاجة.)
ضماد: يُؤْخَذ قشور أصل الْكبر وورق سقولوقندريون وأصل لِسَان الْحمل إيرسا سذاب تين اشنة ورق الأبهل سعد مقل قردمانا بعر غنم راعية حب غَار فقاح إذخر زرنيخ احمر علك الأنباط زفت جوزبوي جندبادستر ترمس بخل. ضماد الطحال (ألف ب) مَعَ برد غَالب: صَبر وفلفل شونيز حلتيت منتن كبريت جندبادستر خشاشيف محرقة مشكطرامشيع قشر أصل الْكبر ورد الْخلاف وَجوز السرو وجعدة وَحب البان وقسط مر كمافيطوس سقولوقندريون الشربة دِرْهَمَانِ وخل.
ضماد للطحال مَعَ حرارة: ورد الْخلاف وأطرافه وورق اطراف الطرفاء وقشور اصل الْكبر خل خمر أَطْرَاف الآس أَطْرَاف السرو يَجْعَل ضماداً والغاريقون من اجود الْأَدْوِيَة للطحال سقيا وضماداً وَكَذَلِكَ الزراوند والشيطرج وَثَمَرَة الطرفاء والقسط والأفسنتين والدبق والنورة والعاقرقرحا والبورق والجعدة وصمغ اللوز المر والكندر الذّكر والكرو والجوشير والكبريت وحبالبان والفلونيا والحرف والجنطيانا والحلبة والسلجم الْبري يصلح من دَاخل وَمن خَارج.
قرصة نافعة للطحال: قشور أصل الْكبر الْجبلي أسارون زراوند طَوِيل أَرْبَعَة مَثَاقِيل حب الْفَقْد ثَلَاثَة مَثَاقِيل أشق ابيض أسارون فلفل ثَلَاثَة مَثَاقِيل يعجن بخل خمر وَيجْعَل أقراصاً بطيخ الغاريقون أَو بسكنجبين قد طبخ فِيهِ الغاريقون.
أركاغانيس فِي كِتَابه فِي الْأَمْرَاض: وصف للطحال الْأَدْوِيَة المحمرة وإدامه إسهال والعلق على الطحال وخل العنصل يتحسى بعد أَن يُمْسِي سَاعَة وَيُصْبِح ويتحسا مِنْهُ حسوات وَيجْعَل مِنْهُ(2/592)
قَالَ ج: المحجمة إِذا وضعت على الورم الصلب بَالِغَة الْمَنْفَعَة وَلَا يَنْبَغِي أَن تُوضَع فِي أول الْأَمر على الكبد وَالطحَال. قَالَ: والخل مَأْمُون الْعَاقِبَة فِي علاج الطحال الصلب وَكَثِيرًا مَا يَكْتَفِي بِأَن يسحق بالأشق حَتَّى يصير كالطين ويطلى على الطحال الصلب الَّذِي فِيهِ الورم الصلب فيحله.
الْأَعْضَاء الألمة: الطحال إِذا كَانَ فِيهِ ورم أَو سدد أحدث يرقاناً واستسقاء والسدة تكون إِمَّا من ريح غَلِيظَة وتعرفها بالتمدد وَإِمَّا من أخلاط غَلِيظَة وتعرف بالثقل والورم يكون فِيهِ إِحْدَى الْأَرْبَع ويستدل على الْحَار بِسُقُوط الشَّهْوَة والعطش والحملى وصفرة اللَّوْن وَإِن كَانَ بلغمياً فببياض اللَّوْن وَإِن كَانَ سوداوياً فبسواده وخضرته وخبث النَّفس وأعراض السَّوْدَاء.
الْيَهُودِيّ: جوز السرو وأبهل يطْبخ بالخل ويحمى العليل لوجع الطحال ويضمد بِهِ.
الْمَوْت السَّرِيع قَالَ ج: فِي من كَانَ بِهِ وجع الطحال فَعرض لَهُ بطن وأزمن أَدَّاهُ ذَلِك إِلَى)
الاسْتِسْقَاء.
الْإِنْذَار: من كَانَ بِهِ وجع الطحال فَجرى مِنْهُ دم أَحْمَر وَظَهَرت فِي بدنه فروق بيض لَا تؤلم مَاتَ من الْيَوْم الثَّانِي وَآيَة ذَلِك أَنه لَا يَشْتَهِي شَيْئا.
من الأهوية والبلدان: عظم الطحال ينحف الْجِسْم من اجل انه يَأْخُذ غذاءاً كثير العظمة وَمن أجل أَنه يفْسد مزاج الكبد وتقل قوتها الهاضمة فتفسد لذَلِك مزاج الْجِسْم.
إبيذيميا قَالَ: الغشاء الَّذِي على الطحال يلصق بالغشاء الَّذِي على الْحجاب فَلذَلِك قد يألم الْحجاب (ألف ب) بألم الطحال حَتَّى يكون التنفس مِنْهُ فِي مرَّتَيْنِ وَذَلِكَ أَن الصَّدْر إِذا انبسط وَالطحَال عَظِيم عليل أوجع الطحال فَأمْسك عَن كَمَال انبساطه ثمَّ عَاد فاستوفى ذَلِك ثَانِيَة.
إبيذيميا: الدوالي والبواسير يشفيان من صلابة الطحال وَإِذا حدث بالمطحول اخْتِلَاف دم فطال أبقراط فِيمَا بعد فضلا: إِذا حدث بالمطحول اخْتِلَاف دم فَإِنَّهُ عَلامَة جَيِّدَة وَذَلِكَ أَن الَّذِي طحاله صلب إِذا حدث لَهُ اخْتِلَاف ذهبت تِلْكَ الصلابة إِذا كَانَت تِلْكَ الأخلاط السوداوية الَّتِي كَانَت ناشية فِي جرم الطحال يستفرغ ويستنفى وَلِأَن هَذَا الاستفراغ كثيرا مَا يُجَاوز الْقدر ويتطاول فِيهِ يضر بِصَاحِبِهِ لِأَنَّهُ يفْسد الأمعاء ويضعف الْحَرَارَة الغريزية(2/593)
فَيحدث لذَلِك زلق الأمعاء وَالِاسْتِسْقَاء أما زلق الأمعاء فللحدة والخلط والوجع وَأما الاسْتِسْقَاء فلضعف الْحَرَارَة الغريزية.
الأهوية والبلدان: المطحولون أقوى شَهْوَة للطعام وَالشرَاب أسْرع قيئاً وبرازاً فَيحدث لذَلِك زلق الأمعاء وَالِاسْتِسْقَاء أما زلق الأمعاء فللوجع الَّذِي بهَا وَأما الاسْتِسْقَاء فلضعف الْحَرَارَة الغريزية لِأَنَّهُ لَا تعْمل فيهم إِلَّا الْأَدْوِيَة القوية جدا.
الميامر: إِن طحال تسرع إِلَيْهِ الصلابة ويعسر بُرْؤُهُ مِنْهَا لغلظ الدَّم العكر الَّذِي يَجِيئهُ فَإِنَّهُ لَا يُمكن فِيهِ إِن ينْحل سَرِيعا وَيحْتَاج إِلَى أدوية تلطف من غير أَن تسخن إسخاناً بينلا كي لَا يغلظ ذَلِك الْخَلْط بِأَكْثَرَ مِمَّا هُوَ عَلَيْهِ وكي مَا يبْقى للطحال فعله الطبيعي قد تخلط القوابض لِأَن فعل الطحال نَافِع للبدن لِأَن عكر الدَّم إِذا لم يجذبه الطحال آل الْأَمر بِالرِّجَالِ إِلَى فَسَاد المزاج وَيحْتَاج أَن يعالج الطحال بأدوية مرّة قَوِيَّة ويخلط مَعهَا شَيْء مِمَّا يقبض والخل والسكنجبين افضل مَا عولج بِهِ الطحال لِأَنَّهُمَا يلطفان من غير إسخان وَنحن ذاكرون أدوية الطحال الَّذِي فِيهِ ورم)
صلب وَنَدع مَا فِيهِ ورم حَار وَإِن يُسمى مطحولاً من بِهِ تحجر فِي طحاله: حب العرعر جيد لَهُ ولسان الْحمل نَافِع ثَمَرَة الطرفاء يدق وينخل ويسقى ملعقتين بسكنجبين ممزوج وطحال حمَار وحشى نَافِع إِذا سقى مِنْهُ ملغقتين بِمَاء فاتر ثَمَرَة النَّبَات الْمُسَمّى باربعة وَأَرْبَعين فلفل أَبيض سنبل شَامي اشق من كل وَاحِد مثقالان يحل الأشق بخل العنصل وتعجن بِهِ الْأَدْوِيَة ويقرصث ويسقى مِثْقَال مَعَ ثلث قوانوس سكنجبين وَقَالَ الَّذِي أعطَاهُ: إِنَّه سقَاهُ خنزيراً أَيَّامًا فَوَجَدَهُ لما ذبحه نافض الطحال.
آخر: ورق العليق الطري وقشور اصل الْكبر وَثَمَرَة الطرفاء وسقولوقندريون وعنصل مشوي وفلفل أَبيض يقرص ويسقى مثقالين بالسكنجبين.
من أضمدة الطحال الصلب: دَقِيق البلوط رَطْل نورة سِتّ أَوَاقٍ زهرَة حجر أسيوس أَربع أَوَاقٍ قطران اوقية يهيأ على جلد ذِئْب مادام حاراً وَيلْزم على الطحال وأبلغ مِنْهُ مَا يبرأ مِنْهُ أَولا فَإِنَّهُ قوي جدا ويدر الْبَوْل (ألف ب) ضماد نَافِع من يَوْمه: دبر العليل بِالتَّدْبِيرِ الْجيد ثَلَاثَة أَيَّام: يُؤْخَذ مر ودقاق الكندر من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ خَرْدَل قردمانا من كل وَاحِد أوقيتان خل العنصل الْكِفَايَة يدق الْخَرْدَل والقردمانا والكندر والمر يحلان بخل العنصل وَيجمع ويعجن وَيُوضَع على الطحال سبع سَاعَات إِلَّا تسع ثمَّ أدخلهُ الْحمام والضماد عَلَيْهِ وَإِذا استرخى الضماد فَأدْخلهُ الآبزن وليطل الْمكْث فِيهِ وأشمه شَيْئا يمْنَع عسر الغشى وَحل عَنهُ الضماد وأطعمه سمكًا مالحاً مَعَ خبز الشّعير واسقه شرابًا يخالط مَاء الْبَحْر ورضه رياضة صَالِحَة فِي أَيَّام العلاج. آخر: خَرْدَل أصل الْكبر تين لحيم ضماد الْخَرْدَل. آخر: حرف حلبة حب البان يعجن بخل العنصل وقطران هَذَا نَافِع ويبول صَاحبه دَمًا ويستعملقبله دُخُول الْحمام ضماداً وَهُوَ هَذَا: عاقرقرحا عشرُون حب البان ثَمَانِيَة قردمانا ثَمَانِيَة خَرْدَل نصف رَطْل يعجن الْجَمِيع بخل فائق ويضمد وَيتْرك مَا صَبر لَهُ العليل ثمَّ يُؤْخَذ عَنهُ وَيدخل الْحمام ويطلى بعد ذَلِك الْموضع بشمع ودهن ورد.(2/594)
أرخيجانس: اسْقِهِ ماءاً قد أطفىء فِيهِ الْحَدِيد إِذا كَانَ محموماً وحدة وَإِلَّا فَمَعَ الشَّرَاب واسقه بزر أناغاليس الآسمانجوني سدس مِثْقَال بسكنجبين واسقه جعدة اَوْ كبد الثَّعْلَب أَو اللبلاب الْمُسَمّى بقشوش إِذا عجن برماد الحدادين ويضمد بِهِ أَو يسحق رماد الْكبر بخل أَو يخلا بيقروطي بدهن الْحِنَّاء وضمده أَو دق ورق الشطرج وضمده فَإِذا لذعه فَأدْخلهُ الْحمام وأقلعه)
عَنهُ وَأدْخلهُ فِي مَاء حَار وأمسكه فَإِن لذعه فيشد ويضعف إِلَّا أَن يخرج من الآبزن وَقد برْء وَافْعل هَذَا بِعَيْنِه بأصحاب عرق النِّسَاء أَو خُذ ثجير حب البان فانقعه بخل وضمد بِهِ مَعَ شمع ودهن ورد اَوْ ضمده بدردى خل ثَقِيف اَوْ ضمده بلبد مبلول وَمِمَّا يعظم نَفعه: قشور حب البان وبورق مثل ثلثهَا يجمع بخل ويضمد بِهِ فَإِن ازمنت الْعلَّة فاحجمه بِشَرْط. لى أَخْبرنِي صديق أَنه وجد فِي طحاله غلظاً فَسَقَاهُ الْكِنْدِيّ زنة أَرْبَعَة دَرَاهِم أَو خَمْسَة من الأفيثمون الاقريطشى المسحوق بأوقية سكنجبين أتسهله من الْخَلْط الْأسود إسهالاً وَاسِعًا نَحْو سبع أَو ثَمَان أَو أَكثر وَذهب مَا كَانَ يجد الْكبر بخل إِذا أكل فتح سدد الطحال وَكَذَلِكَ بالخل وَالْعَسَل السلق إِذا أكل فتح سدد الطحال. ابْن ماسويه: الْعَسَل إِن أَدِيم أكله نفع من جسا الطحال المتقادم.
أغلوقن: مَتى كَانَ فِي الطحال ورم صلب فَلَا تقتصر على علاجه بالأضمدة فَقَط لَكِن اسْقِهِ ايضاً من الْبَالِغَة القوية من الْمُقطعَة لِأَنَّهُ يحْتَمل قوتها بِلَا أَذَى يَنَالهُ. وأبلغ فِي ذَلِك من الْأَدْوِيَة: قشور اصل الْكبر وعشبة الطحال وأصل الفلونيا طبخ هَذِه وَنَحْوهَا بالخل وَكَثِيرًا مَا يجس الطحال فيجده يدافع يدك وَلَا ورم صلب فِيهِ لَكِن نفخة (ألف ب) غَلِيظَة وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَتقدم أَولا فانطله بدهن قد طبخ فِيهِ أفسنتين ثمَّ ضع عَلَيْهِ ضماداً مَعَه قُوَّة مركبة كضماد الشب والكبريت وَلَيْسَ الْأَدْوِيَة القابضة تضر بِهِ كثرتها إِذا وضعت فِي الأضمدة إِذا كَانَ فِي الطحال نفخة من ريح أَو ورم رخو فَأَما مَتى كَانَ فِيهِ ولرم صلب فَلْيَكُن الْغَالِب فِي الضماد المحللة والقوابض قَليلَة وَيكون هَذِه كزهرة الْملح فَإِن زهرَة الْملح الَّتِي تكون فَوق الْملح فِي الملاحة إِذا جعل على قِطْعَة جلد وَوضع على الطحال من خَارج يذاب بِهِ الورم الصلب الَّذِي يكون فِيهِ.
الْأَعْضَاء الألمة: لَيْسَ بعسر على من تدرب فِي مَا وَصفنَا عَلَامَات علل الكبد أَن يسْتَخْرج علل الطحال قَالَ: وَأما الورام الصلبة الْحَادِثَة فِيهِ والفلغموني فيسهل الْإِدْرَاك باللمس لَهَا لصلابتها وَجل علل الطحال تعم مَعَ علل الكبد ولون الْبدن فِي عِلّة الطحال قريب من لَونه فِي عِلّة الكبد غلا انه فِي الطحال يمِيل إِلَى السوَاد اكثر وَذَلِكَ إِن فعله إِن يجتذب عكر الدَّم وَمَتى ضعفت قُوَّة الطحال الجاذبة فَإِن الدَّم يصير سوداوياً وَيحدث سواداللون وَرُبمَا دفع الطحال الْفضل عَن نَفسه كمتا تدفع الكبد حَتَّى أَنه رُبمَا خرج بالقيء والتهوع دم من جنس السَّوْدَاء وينحدر ايضاً من أَسْفَل على هَذِه الصّفة. لى تعلم أَن هَذَا(2/595)
كَذَلِك إِذا رَأَيْت صَاحبه صَحِيحا وينفعه ذَلِك فَإِنَّهُ)
أَخْبرنِي أَبُو نصر أَنه تقيأ طستا مملوءاً من هَذَا الدَّم وَيكون هَذَا فِي كل شهر وَينْتَفع غَايَة النَّفْع وَلَا يكون ذَلِك مِنْهُ فِي مرض الْبَتَّةَ قَالَ: قد يهيج الطحال كم من مرّة مِنْهُ إِلَى فَم الْمعدة مفرط الحموضة وَإِذا حدث فِيهِ ورم صلب أحدث استسقاءاً وَإِذا حدثت مَعَه فِي الكبد من يرقان وامتزج ذَلِك المرار بِهَذَا الدَّم حدث اليرقان السود حَتَّى يرى لون الْبدن مختلطاً من صفرَة وَسَوَاد.
الساهر: للطحال من صلابة وريح فِيهِ وَتَحْته: ينقع الْحَرْف فِي الْخلّ يَوْمًا وَلَيْلَة ويلقى عَلَيْهِ من غَد كف دَقِيق شعير ويخبز فِي التَّنور على آجرة لِئَلَّا يَحْتَرِق وَيُؤْخَذ مِنْهُ جزؤ وَاصل الْكبر جزؤ فيشرب مِنْهُ فِي الْحمام مثقالان مَعَ ثَلَاثَة أوافق من سنكجبين حامض.
لِابْنِ ماسويه فِي الرّيح الغليظة الَّتِي تَحت الطحال: صفة فِي الْحَرْف فاكتبها.
الساهر للطحال مَعَ حرارة: خُذ الْحَرْف بعد دقه واعجنه بخل خمر فائق واخبزه فِي التَّنور بِقدر مَا يجِف وألط بِهِ ثَمَرَة الطرفاء واشربه بخل خمر والذييجب أَن يسْتَعْمل فِي مسهلاته الغاريقون فَإِنَّهُ جيد.
مطبوخ جيد للطحال: إهليلج اسود وَعشرَة دَرَاهِم قشور اصل الْكبر وثمره وشاهترج وَحب الْغَار وَحب البان يطْبخ وَيجْعَل بياضه غاريقون وإيارج.
الْمِيَاه الَّتِي تشرب لوجع الطحال الْحَار: مَاء الْخلاف مَاء ورق الطرفاء مَاء ورق الغرب (ألف ب) مَاء ورق الْكبر مَعَ ثَلَاثَة أَمْثَاله من سكنجبين.
حب يسهل الطحال: قشور اصل الْكبر وَثَمَرَة الطرفاء دِرْهَم دِرْهَم خربق أسود دانقان تَرَبد نصف دِرْهَم حب البان مثله غاريقون دِرْهَم اشق دانقان يعجن بِمَاء ورق الطرفاء.
أَقْرَاص الطحال الصلب مَعَ حرارة: قشور اصل الْكبر وَثَمَرَة الطرفاء وزراوند طَوِيل وفنجنكشت وسقولوقندريون وبزر الشكوث وبزر الهندباء وغاريقون وراوند صيني وأفسنتين وسنبل وَورد يعجن بِمَاء ورق الْخلاف وَيشْرب مِنْهَا مِثْقَال بِمَاء الكشوث اَوْ الْخلاف المغلي وسنكجبين جيد لفساد المزاج.
أهرن: ينفع للطحال الْعُرُوق الصفر الزراوند والأفسنتين والحرف والجعدة والقردمانا والأشج والأسارون وَالْكبر فَهَذِهِ روؤس أدوية الطحال.
للطحال مَعَ حرارة: يسقى دِرْهَمَانِ من بزر رجلة بخل وَمَاء فَإِنَّهُ جيد أَو خُذ أبهل وَجوز)
السرو غير نضيج فانقعه فِي الْخلّ واسقه مِنْهُ وَهُوَ نَائِم على يسَاره وضمده بالثفل وجفف قشور القرع واسقه مِنْهُ مِثْقَالا بخل جيد قَالَ: وَإِذا ضمدت الطحال فَلَا تسرف فِي المحللات لِئَلَّا يتحجر مل بَقِي لَكِن امتثل فِيهِ قانون الأورام الصلبة.(2/596)
وَمن جِيَاد أدويته: الأشق والخل تحله فِيهِ ثمَّ يطلى مِنْهُ على الطحال وتوضع فوفه قطنة وينفع ورق القرع يطْبخ بخل ويضمد بِهِ.
سرابيون: يحدث فِي الطحال ضعف القوى الرّبع والأرباح الصلبة فِي اكثر الْأَمر والحارة فِي القل فَإِذا ضعفت الْقُوَّة الجاذبة صَار الدَّم سوداوياً وَإِن ضعفت الماسكة حدث عِنْد ذَلِك إسهال سوداوي وَإِن ضعفت النغيرة حدث ضَرُورَة أمراض على نَحْو مَا مَال إِلَيْهِ التَّغَيُّر وَإِن ضعفت الْمُغيرَة حدث ضَرُورَة أمراض على نَحْو مَا مَال إِلَيْهِ التَّغَيُّر وَإِن ضعفت الدافعة حدث أمراض وَقلة الشَّهْوَة لِأَن الشَّهْوَة إِنَّمَا تكون إِن تنْدَفع السَّوْدَاء إِلَى الْمعدة وورم الطحال يلْحق فِي أَكثر الْأَمر بالحس لِأَنَّهُ فِي الْأَكْثَر صلب فَإِن لم يُوقف عَلَيْهِ فَلذَلِك لقلته أَو لِأَنَّهُ فِي أعليه فَحِينَئِذٍ فاعرفه من وجع يحدث فِي مشط الطتف الْأَيْسَر لِأَن ديافرغما يألم فألمه وَلذَلِك كل من كَانَ فِي طحاله ورم غليظ مفرط الغلظ والعظم يكون تنفسه التنفس الْمُنْقَطع المتضاعف وَهُوَ الَّذِي يُسمى نفسا بكائياً كَمَا يعرض للصبيان لأَنهم يستمرؤن الانبساط فِي مرّة للوجع الَّذِي ينالهم وَإِن كَانَ الوجع فلغمونيا فغنه يحدث مَعَه تلهب إِلَّا فثقل وصلابة من غير لهيب فَإِن ألم الكبد مَعَ الطحال حدث الاسْتِسْقَاء وَقد يرم الطحال من ريح تمدده وَهَذَا الورم يكون بِلَا ثقل وَيجب إِن تحفظ قُوَّة الطحال عِنْد المداواة فعلا عَظِيما نَافِعًا وَتَكون أدوية قَوِيَّة لِأَن أورامه غَلِيظَة وَلِأَن مادتها غَلِيظَة وَذَلِكَ يكون بالمرة والقابضة فأبدا أَولا إِن كَانَت فِيهِ سدد بفصد الباسليق الْيُسْر بعد ذَلِك وغن كَانَت حرارة فماء عِنَب الثَّعْلَب والكرفس وأطراف الطرفاء وَالْخلاف والغرب وَمَاء ورق الْكبر والسكنجبين وَأما الرِّيَاح (ألف ب) الغليظة الَّتِي من شَأْنهَا أَن تنفخ الطحال والأورام الْحَادِثَة فِيهِ فاسكب عَلَيْهِ دهن الأفسنتين وضمد بضماد الشب والبري والبورق والراتينج والزفت والجوشير وتحر أَن تكون القابضة أغلب والمحللة أقل كَمَا أَنه إِذا كَانَ فِيهِ ورم غليظ جاسي يَنْبَغِي أَن تكون القابضة أغلب والمحللة أقل كَمَا أَنه إِذا كَانَ فِيهِ ورم غليظ جاسي يَنْبَغِي أَن تكون القابضة أقل مثل زهرَة الْملح فَإِن من شَأْنهَا أَن تبرىء صلابة الطحال وَيصْلح ايضاً فِي الورام الرخوة والرياح الغليظة إِن اسْتعْمل التكميد بالنخالة المطبوخة)
بخل وشب فَإِن من شَأْن النخالة أَن تذيب غلظ الطحال بِسُرْعَة وَيصْلح التكميد الْمُتَّخذ بخل خمر ثَقِيف قد طبخ فِيهِ سذاب وفوذنج وبورق وَجوز السرو وَثَمَرَة الطرفاء فَإِن لم تكن حمى فَاجْعَلْ فِي أضمدة الطحال الصلب أشقا ومقلا وضماد إكليل الْملك والسذاب والتين والبورق وَمِمَّا هُوَ جيد للرياح المحجمة بالنَّار تلصق عَلَيْهِ أَو بالمص العنيف وينفع من ريح الطحال أَن يُؤْخَذ حرف بابلى ثَلَاثُونَ درهما ويدق وينخل بحريرة ويعجن بخل خمر ثَقِيف وَيعْمل مِنْهُ أَقْرَاص دقاق ويخبز فِي التَّنور على آجرة أَو فِي طابق حَتَّى يحمر ويجف وَلَا يَحْتَرِق ثمَّ يدق ويخلط بِهِ من الْفَقْد عشرَة دَرَاهِم وَثَمَرَة الطرفاء خَمْسَة دَرَاهِم سقولوقندريون سَبْعَة دَرَاهِم منخولة بحريّة وَيشْرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بسكنجبين والخل جيد للطحال لِأَنَّهُ يقطع وَلَا يسخن وَلَا يجب أَن تكون الْمُقطعَة شَدِيدَة الإسخانلأنها تحجر مَادَّة الطحال تحجراً شَدِيدا.
مطبوخ يصلح للطحال: حب الْفَقْد وَثَمَرَة الطرفاء وورق الْكبر وثمرته وافسنتين(2/597)
وأستوخدوس وَجوز السرو وَلَك وفوة وراوند صيني وفوذنج نهري ويطبخ بخل خمر ثَقِيف وَيُعْطى أوقيتين على الرِّيق.
آخر: يُؤْخَذ أصل الْكبر وعشبة الطحال ينفع بسكنجبين ويسقى فغن اسْتعْملت هَذِه وَرَأَيْت الورم الجاسي على حَاله فضع عَلَيْهِ محاجم مَعَ شَرط وافصد الوداج الْيُسْر واكو خمس كيات أَو سِتا بِمرَّة تَأْخُذ حَدِيدَة لَهَا سِتّ أصابيع أَو خمس فتحميها وتضع عَلَيْهِ واحفظ الْجِرَاحَات مُدَّة لَا تندمل فَإِنَّهُ من احْتمل الكي لم يحْتَج إِلَى علاج آخر الْبَتَّةَ وَقد جربت هَذَا الدَّوَاء.
آخر: يُؤْخَذ كاعظ فَيقطع على قدر الطحال ويغمس وينثر عَلَيْهِ خَرْدَل مسحوق وَيلْزم الطحال قدر مَا يحْتَملهُ العليل من الْمدَّة ثن اغسل الْموضع بِمَاء فاتر وينفع من صلابة الطحال البان اللقَاح مَعَ الْأَدْوِيَة المفتحة للسدد.
مَجْهُول قَالَ: يشرب للطحال ثَلَاثَة أَيَّام كل يَوْم نصف رَطْل من مَاء السويلا فَإِنَّهُ يذهب بِهِ الْبَتَّةَ وَأَنا أرى إِن هَذَا حَار جدا فَوق الْغَايَة يحْتَاج أَن يتوقى وَقَالَ: الفلنجمشك يذهب غلظ الطحال جيد فِي ذَلِك قَالَ: وينفع من غلظ الطحال الْحمام والكماد والحجامة على الطحال وَحكى لي صديق انه أَنْفَع قطع لبد (ألف ب) فِي خل فائق جيد لَا بعده ثمَّ دخل الْحمام فِي الْبَيْت الْحَار فَنَامَ على ظَهره وَكَانَ يضع مِنْهَا وَاحِدَة على طحاله ويقطر ذَلِك الْخلّ عَلَيْهِ فعل ذَلِك مَرَّات فِي أَيَّام فاصمصل غلظ طحاله الْبَتَّةَ لى هَذَا يصلح إِذا كَانَ مَعَ الطحال حرارة.)
تمّ السّفر السَّابِع من الْكتاب الْحَاوِي لصناعة الطِّبّ على مَا جزاه مُؤَلفه أَبُو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا رَحْمَة الله ويتلوه فِي الثَّامِن فِي قُرُوح الأمعاء والزحير وَالْفرق بَينهمَا وَبَين سَائِر الِاخْتِلَاف الدموي والمغص والورم فِي المعى وَالِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم والعلامات الْعَارِضَة فِيهِ والأدلة على ذَلِك وعلاج جَمِيعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى.
(بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم)
(وَصلى الله على مُحَمَّد وعَلى آله وَسلم تَسْلِيمًا)(2/598)
(الْجُزْء الثَّامِن)(3/6)
(أمراض الأمعاء)
(قُرُوح الأمعاء والزحير) وَالْفرق بَينهمَا وَبَين سَائِر اخْتِلَاف الدَّم والمغص والورم فِي الأمعاء وَالِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم: 3 (المغس) نَوْعَانِ: نوع من الرّيح فاطلب علاجه فِي بَاب الأوجاع وَفِي بَاب الْمعدة حَيْثُ النفخ يفرق بَينهمَا أَعنِي المغس ثمَّ ينزل علاج الَّذِي لَيْسَ من ريح هَاهُنَا يستعان بقوانين القروح الْبَاطِنَة واستعن بِبَاب النفخ.
إِن كَانَ من القروح فِي الأمعاء الْغِلَاظ فأكثرها تحْتَاج إِلَى الحقن وَمَا كَانَ من الدقاق فَيحْتَاج إِلَى أدوية من الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا وَذَلِكَ أَن بعْدهَا عَن الْمعدة والفم سَوَاء. 3 (الثَّامِنَة من) 3 (حِيلَة الْبُرْء) يتَّخذ لأَصْحَاب قُرُوح الأمعاء والذرب خبز يَقع فِي عجينه خل. لي قَالَ: مِمَّا ينفع هَؤُلَاءِ وَهُوَ خَفِيف الْمُؤْنَة يُؤْخَذ بيض فيسلق بِمَاء وخل وسماق سلقاً قَوِيا ويغذون بصفرته وَليكن غذاؤهم قَلِيلا فَإِنَّهُ أَجود وَقَالَ: إِذا كَانَ فِي الأمعاء لذع قوي فأحقن بشحم البط وشحم الدَّجَاج فَإِن لم يتهيأ فشحم الْمعز فَإِن لم يتهيأ هَذِه فدهن عذب وشمع مغسول.
الثَّانِيَة عشر:) 3 (قَالَ:) 3 (حقنة صَاحب قرحَة الأمعاء) 3 (بشحم الماعز والقيروطي لَيست مِمَّا يُبرئ القرحة وخاصة إِن كَانَ فِيهَا شَيْء من) 3 (العفونة بل مِمَّا يسكن اللذع والوجع فيستريح الْبدن إِلَيْهِ وَيُقَوِّي الْقُوَّة إِذا كَانَ قد أجهدها) 3 (شدَّة الوجع وخفنا عَلَيْهَا الانحلال فَأَما إِذا رَأَيْت الْقُوَّة قَوِيَّة فَإنَّا كثيرا مَا نَفْعل ضد) 3 (ذَلِك مِمَّا يقْلع أصل الْمَرَض وَإِن كَانَ يوجع وجعاً شَدِيدا فيحقن العليل بأَشْيَاء لذاعة) 3 (غَايَة اللذع فَإِن كثيرا من النَّاس يبلغ من نجدتهم وصبرهم أَن يختاروا العلاج الصعب) 3 (الْقَلِيل الزَّمَان على الأوفق الَّذِي زَمَانه أطول وَهُوَ أسلم فَإِن رجلا كَانَ يداوي قُرُوح) 3 (الأمعاء باقتدار وَقُوَّة ونجدة فَكَانَ يبريء خلقا كثيرا سَرِيعا من يَوْمه وَكَانَ يقتل بَعضهم) 3 (وَهُوَ أَنه كَانَ يطعم العليل مَعَ خبزه بصلاً من الَّذِي يُقَال لَهُ فوطاً وَكَانَ يَأْمُرهُ أَن يقل) 3 (الشَّرَاب ثمَّ يبكر عَلَيْهِ بِالْغَدَاةِ فيحقنه بِمَاء وملح ثمَّ يحقنه بدواء قوي فَكَانَ من فِي قوته) 3 (احْتِمَال ذَلِك يبرأ من يَوْمه برءاً تَاما وقوياً مِمَّن لَا يحْتَملُونَ ذَلِك يتشنجون أَو يتجلاهم)(3/7)
3 - (الغشي مَعَ نداوة فِي الْبدن لشدَّة الوجع ويموتون. لي إِذا رَأَيْت فِي الأمعاء قد هاج من) 3 (شدَّة الوجع غشى وقلق فاحقن بشحم الْمعز وَلَا تدافع بِهِ فَتسقط الْقُوَّة وَيَمُوت العليل) 3 (لَكِن عجل ذَلِك فَإِنَّهُ بتعديله للخلط ينفع أَيْضا حَتَّى إِذا سكن الوجع وهدأ وتراجعت) 3 (الْقُوَّة فَانْظُر فَإِنَّهُ رُبمَا لم يرجع الوجع لِأَن الْخَلْط يكون قد انحل وَرُبمَا رَجَعَ وَذَلِكَ إِن) 3 (الأولى من)
3 - (الْأَعْضَاء الآلمة)
قَالَ: إِذا خرج بالإسهال طبقَة من الأمعاء لَهَا عرض أكبر من مِقْدَار أمعاء الدقاق فَلَيْسَ حدسك بِبَعِيد أَن يكون من الأمعاء الْغِلَاظ. قَالَ: كَانَ رجل يُصِيبهُ لذع فِي أمعائه ثمَّ يقوم بعد ذَلِك بِمدَّة طَوِيلَة فَيخرج مِنْهُ برَاز مَعَ رطوبات فَاسِدَة وأصابه بعقب أَخذ السقمونيا فحدست أَن أمعاءه الْعليا أضّر بهَا السقمونيا فأطعمته القوابض فبرئ وَلَو كَانَ سَاعَة يجد اللذع يقوم لَكُنْت أحدس أَن الْعلَّة فِي الأمعاء السُّفْلى. تعرف هَل القرحة فِي الأمعاء الْعليا أَو السُّفْلى من نَحْو الخراطة فَإِنَّهُ إِن كَانَ قشور غِلَاظ كبار فالعلة فِي الْغِلَاظ وبالضد وَإِن كَانَ الْقيام يكون بعد الوجع بِمدَّة فالعلة فِي الدقاق وَإِن كَانَ الثّقل غير مختلط فالخراطة وَالدَّم والوجع فِيمَا قرب من)
الدبر بِقدر اخْتِلَاط الثّقل بالخراطة تكون الثِّقَة بِأَن القرحة فِي الْعُلُوّ فَإِن كَانَ شَدِيد الِاخْتِلَاط فَهُوَ فِي أَعلَى الأمعاء.
فِي تَدْبِير قُرُوح الأمعاء من علل الكبد الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: لَيْسَ مَتى خرج الدَّم وَإِلَى الْأَعْرَاض الازمة والأعضاء العليلة فَإِنَّهُ قد يكون عَن ضعف الكبد إسهال كَأَنَّهُ مَاء اللَّحْم الطري الْمَذْبُوح وَإِذا رَأَيْت إسهال الدَّم فَانْظُر فِي حَال الكبد وَالطحَال وَانْظُر هَل قطع من العليل عُضْو مثل يَد أَو رجل فَإِن خلقا كثيرا لما قطعت أَيْديهم أَو بعض أعضائهم صَار ذَلِك الدَّم الَّذِي كَانَت تغتذي بِهِ تِلْكَ الْأَعْضَاء فضلَة تخرج عَن الْجِسْم وَأما دم البواسير وَنَحْو ذَلِك فَلَا أحتاج أَن أَقُول فِيهِ وَيكون فِي علل الكبد ضروب من اخْتِلَاف الدَّم فَانْظُر فِي بَاب الكبد لتعرف ذَلِك واقرء الْخَامِسَة من الْأَعْضَاء الألمة من حَيْثُ ذكر علل الكبد إِلَى آخر الْمقَالة وَالدَّم الَّذِي يَدْفَعهُ الطبيعة لقُوَّة الْجِسْم وَصِحَّته وامتلائه دم صَحِيح جيد وَلَا وَجمع مَعَه.
وَمن اخْتِلَاف الدَّم عَن الطحال السَّادِسَة: رُبمَا دفع الطحال فضلَة يخرج عَن الْإِنْسَان دم عكر أسود بِلَا وجع وَذَلِكَ زَائِد فِي الصِّحَّة. لي فتش أبدا عَن خُرُوج الدَّم من الْبدن عَن حَال الْأَعْضَاء هَل يخرج بوجع أَو لَا وكمية الدَّم وكيفيته وَهل فِي الْبَطن عُضْو عليل أم لَا وَسَائِر مَا تقدم لِئَلَّا تغلط فِي حَالَة. 3 (تَفْصِيل لقروح الأمعاء والكبد) قَالَ: يجب أَن تعلم أَن إسهال الدَّم الْكَائِن عَن الْقرح(3/8)
الأمعاء أَنه لَا يحدث دفْعَة كَمَا يحدث تِلْكَ الْأُخَر وَيكون فِي أول الْعلَّة إسهال مرار تلذع غَايَة اللذع ثمَّ يتبع ذَلِك خراطة الأمعاء ثمَّ يخرج بعد ذَلِك خراطة الأمعاء ثمَّ يخرج بعد ذَلِك مَعَ الخراطة دم قَلِيل وَذَلِكَ تكون عِنْد مَا تكون القرحة قد استحكمت فَإِنَّهُ كَانَ مَعَ الخراطة شَيْء من جنس السمين فالقرحة فِي الأمعاء الْغِلَاظ وَإِن كَانَ يخرج مَعَ الخراطة والثفل دم فَانْظُر فِي الدَّم فِي الخراطة فَإِنَّهُ إِن كَانَ الدَّم شَدِيد الِاخْتِلَاط بِمَا يخرج منعقداً بِهِ فالقرحة فِي الْعليا وَإِن كَانَ طافياً عَلَيْهِ منحازا عَنهُ فالقرحة فِي السُّفْلى وَكَذَلِكَ فَانْظُر فِي الخراطة أمختلطة هِيَ أعنى بالثفل اختلاطا محكما أَولا واحكم بِحَسب ذَلِك إِلَّا أَن ذَلِك فِي الخراطة أقل تَبينا مِنْهُ فِي الدَّم وَكَذَلِكَ إِن خرجت فِي الإسهال قشرة قرحَة فَإِن عظمها يدل على موضعهَا الَّذِي هِيَ فِيهِ لعظمها واختلاطها بِمَا يخرج أَيْضا فَإِن كَانَت فِي الْعليا فَهُوَ ينْتَفع بِالَّذِي يشرب وَإِن كَانَت أدنى الأمعاء فبالحقن وَإِن كَانَت فِي الْوُسْطَى فبينهما.
تَفْصِيل بَين قُرُوح الأمعاء ووجع الكبد قَالَ: وَيفرق بَين هَذَا وَبَين إسهال الدَّم الْكَائِن عَن الكبد أَن ذَلِك وَإِنَّمَا هُوَ فِي أول الْأَمر مثل مَاء اللَّحْم ثمَّ بعد ذَلِك إِذا تزيدت الْعلَّة خرج الإسهال خلط غليظ شَبيه بدردي الشَّرَاب وَلَا يكون مَعَه شَيْء من جنس الخراطة فَإِن هَذَا الإسهال الَّذِي يكون من الكبد لَهُ مَرَاتِب كَثِيرَة وفترات يمسك فِيهَا الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَة ثمَّ يعاود فَيخرج أنتن من الأول وأردأ وَلَيْسَت الْحَال فِي قُرُوح الأمعاء 3 (الزحير) قَالَ: أما القروح الَّتِي تكون فِي المعي الْمُسْتَقيم وَيُقَال لَهَا الزحير فَإِنَّهَا تحدث تزحرا شَدِيدا جدا وشهوة للْقِيَام إِلَى الْخَلَاء قَوِيَّة وَلكنه لَا يخرج مِنْهُ إِلَّا الشَّيْء النزر وَهَذَا الشَّيْء يكون فِي أول الْأَمر ورقيقا حَتَّى إِذا طَالَتْ الْمدَّة انحدر مِنْهَا شَيْء من جنس الخراطة وَيكون كلما ينزل مِنْهُم من غير مختلط لما ينحدر فَوق أعنى الثفل وَقد ذكر قوم أَن بعض هَؤُلَاءِ خرج مِنْهُم بعقب تزحر شَدِيد وَلم أره قطّ وَلَا سمعته من إِنْسَان رَآهُ.
جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: الخراطة الْعِظَام العراض الشبيهة بالأغشية تدل على أَن الْعلَّة فِي الأمعاء الْغِلَاظ والخراطة الرقيقة وَالصغَار الَّتِي هِيَ كالنخالة تدل على أَنه فِي الدقاق.
الزحير يكون إِمَّا من برد شَدِيد عنيف وَإِمَّا من مرّة مداخلة الجرم الأمعاء. لي أرى هَذَا الْكَلَام يُرِيد بِهِ المغس.
السَّادِسَة من الْعِلَل والأعراض قَالَ: قد يعرض على الكبد نَوْعَانِ من اخْتِلَاف الدَّم أَحدهمَا الِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم الْقَرِيب الْعَهْد بِالذبْحِ إِذا غسل وَلآخر الِاخْتِلَاف الشبيه بالدردي وَيكون ذَلِك من طول بَقَاء الدَّم فِي الكبد وعسر نُفُوذه إِلَى قُدَّام فيحترق ويسود ويتوهم النَّاس أَنه مرّة سَوْدَاء وَلَيْسَ لَهُ بريقها، قَالَ: وَقد يشبه هَذَا بقروح الأمعاء وَذَلِكَ أَن(3/9)
هَؤُلَاءِ يعرض لَهُم اللذع فِي الأمعاء كَالَّذِين بهم قُرُوح الأمعاء لِأَن الَّذين بهم قُرُوح الأمعاء لِأَن هَذَا الدَّم حَار محترق، وَقَالَ: فَجَمِيع اخْتِلَاف الدَّم أَرْبَعَة: أَحدهَا الدَّم الَّذِي يستفرغ بأدوار مَعْلُومَة ويعرض لمن يقطع بعض أَعْضَائِهِ وَلمن ترك الرياضة وَنَحْوهَا وَالثَّانيَِة استفراغ الدَّم الشبيه بغسالة اللَّحْم وَالثَّالِث الِاخْتِلَاف الشبيه بعكر الدَّم الَّذِي لَهُ بريق مَا وَهَذِه الثَّلَاثَة الْأَصْنَاف يستفرغ بهَا دم كثير دفْعَة فَأَما الصِّنْف الرَّابِع الَّذِي من قُرُوح الأمعاء فَإِنَّهُ يكون قَلِيلا قَلِيلا بَين فترات يسيرَة وَرُبمَا كَانَ دَمًا مَحْضا كَانَ قد صَار علقا وَرُبمَا خالطه قيح وقشور القروح وأجسام غشائية وَهِي أَجزَاء من الأمعاء وَقد تخرج مِنْهُ قطرات دم فَوق الثفل وَقد ذكرنَا سَبَب اخْتِلَاف الدَّم المائي الشبيه بغسالة اللَّحْم الطري وبالدم الشبيه بالسوادء الْكَائِن عَن الكبد فِي بَاب الكبد. لي مَعَ اخْتِلَاف الدَّم العكر هُلاس لِأَن الدَّم الَّذِي يكون عكرا لَا يقدر أَن يمْضِي إِلَى قُدَّام وَلَيْسَ مَعَه عَلَامَات ضعف الكبد وَمَعَ مَاء اللَّحْم عَلَامَات ضعف الكبد نحرر هَذَا إِن شَاءَ الله.
اسْتَعِنْ بالسادسة من العطل والأعراض الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ الطَّبِيب:)
إِذا رَأَيْت هذَيْن الاختلافين فاقصد فِي الْأسود إِلَى تفتيح السدد لينفذ الدَّم فاقصد فِي مَاء اللَّحْم إِلَى إسخان الكبد فَإِنَّهُمَا ليسَا من قُرُوح فِي الأمعاء فَأَما القروح والجائي بأدوار فَلَنْ يخفى عَلَيْك. لي هَذَا الِاخْتِلَاف شَبيه بالمرة السَّوْدَاء وقروح الأمعاء الكائنة عَن الْمرة السَّوْدَاء قاتلة فليفرق بَينهمَا بالوجع إِن كَانَ قَدِيما فِي الكبد والحميات وَإِن هَذَا الدَّم لَيْسَ لَهُ من الحدة والبونق مَا للسوداء. قَالَ: فَأَما الزحير فَإِنَّهُ قرحَة تكون فِي المعي الْمُسْتَقيم والزحير أَشد فِيهَا مِمَّا فِي قُرُوح الأمعاء كثيرا جدا.
نوع من اخْتِلَاف الدَّم من اخْتِلَاف الدَّم ضرب يكون عَن ذوبان الكبد فَيكون اخْتِلَاف دم صديدي لَا يكون عَن عِلّة الكبد لَكِن يكون عَن ذوبان الأخلاط ورقتها وانحلال اللَّحْم وذوبانه وسيلانه فاستدل عَلَيْهِ ينقصان الْبدن وَعدم ضعف الكبد.
ابْن ماسويه: من سحج وَيحْتَاج أَن يلين بَطْنه فلينه بلعاب بزر الخطمى وبزره وبزر مر وبزر قطونا يسقى مَعَ شَيْء من هَذِه بنفسج. الميامر: السَّادِسَة من الأقراص والأدوية الَّتِي وصفت هُنَاكَ لنفث الدَّم وَقد ذَكرنَاهَا نَحن نؤلف من القابضة والمقوية والمخدرة واللطيفة الحارة لسقط مِنْهَا اللطيفة الحارة ويسقى لقروح الأمعاء فَإِنَّهَا عَجِيبَة على مَا ذكر.
قرص جيد لاخْتِلَاف الدَّم وقروح الأمعاء بزر الْورْد وطراثيث وجلنار وطباشير وطين(3/10)
مختوم وصمغ وكندر وبزر بنج وأفيون يعجن بعصارة لِسَان الْحمل ويسقى مِنْهُ قرص فِيهِ دِرْهَمَيْنِ فَإِنَّهُ يمسك الْبَطن سَرِيعا. واستعن بالسابعة من الميامر فَإِن فِيهَا أقراصا نافعة لقروح الأمعاء وتأليفها من المخدرة والقابضة وَفِي بعض الْمَوَاضِع مِمَّا يدر الْبَوْل مَعهَا الأفيون مَتى احْتمل سكن وجع الزحير وقروح الأمعاء.
التَّاسِعَة من 3 (الميامر لقروح المعي) بزر الْورْد أفيون قاقيا صمغ جلنار طراثيث جُزْء جُزْء لِسَان الْحمل مثله حضض هندي مثله يعْمل مِنْهُ قرص فِيهِ مِثْقَال.
دَوَاء يَقُول جالينوس إِنَّه اسْتَعْملهُ: عفص وثمر الأثل وأفيون بِالسَّوِيَّةِ ويسقى مِنْهُ نصف مِثْقَال.
آخر يُسمى الْمُعَلق قافيا خَمْسَة وَعِشْرُونَ بزر بنج عشرَة سماق تسعون كندر وَاحِد يَجْعَل أقراصاً بشراب قَابض. 4 (معجون جيد لقروح المعي) 4 (قرص عَجِيب جدا يذهب الِاخْتِلَاف فِي شربة) قشور بيض محرقة خَمْسَة عشر حب الآس خَمْسَة وَعِشْرُونَ أفيون عفص عشرَة عشرَة عصارة لحية التيس أصل اليبروج اثْنَا عشر طين مختوم وكندر عشرَة عشرَة بزر كرفس عشر بزر بنج عشرَة قافيا خَمْسَة يجمع الْجَمِيع بطبيخ السماق ويسقى للمحموم بِمَاء وَإِلَّا بشراب أسود قَابض. 4 (أَقْرَاص الزرانيخ للحقنة) قرطاس محرق وشب وزرنيخ أَحْمَر وعصارة حصرم وتوبال النّحاس وزعفران وأفيون ونورة لم تطفأ يعجن بطبيخ حب الآس ويقرص ويحقن بِهِ بِوَزْن ثَلَاثَة مَثَاقِيل بعصارة لِسَان الْحمل. لي تُؤْخَذ نورة وقلي وراتينج وقافيا وعفص يربى بالخل أَيَّامًا ويقرص ويحقن بِوَاحِدَة بِمَاء لِسَان الْحمل أَو بِمَاء الْعَسَل قَالَ أَقْرَاص الزرانيخ يجب أَن تدفن فِي ثجير الْعِنَب لِئَلَّا تنْحَل قوتها. 4 (حب يقطع الخلفة وقروح الأمعاء من سَاعَته) عفص فج أَرْبَعَة أفيون اثْنَان ناتجة وَاحِد بزر كرفس جبلي كالحمص وَيُعْطى عِنْد الْحَاجة. 4 (طلاء يطلي على الْبَطن فِي الخلفة وقروح المعي) قافيا أفيون طراثيث بزر كرفس وَيجْعَل قرصا وَعند الْحَاجة يطلي بطبيخ الْعِنَب.
الأخلاط الأولى قَالَ: قد يسْتَعْمل جلّ النَّاس فِي قُرُوح المعي إِذا عفنت الحقنة بِمَاء الْملح كَمَا قد يغسلون بِهِ مَا قد عفن وَإِذا خرج ذَلِك وظنوا أَن القروح قد تعفنت وَإِلَّا عَادوا ذَلِك ثمَّ حقنوه بِالَّتِي تصلح العفونة وَرُبمَا خرج مَعَ مَاء الْملح قشور من الأمعاء عِظَام. لي هَذَا يَنُوب عَن حقن الزرانيخ لِأَنَّهُ ينقي القروح ثمَّ يحقن بالمجففة والمقوية الَّتِي قد(3/11)
جرت بهَا الْعَادة قَالَ جالينوس: اسْم المغس يَقع على تلذيع الأمعاء الْكَائِن بِلَا استفراغ قَالَ: وَجَمِيع مفسري الْكتب قَالُوا فِي قَول أبقراط إِن المغس إِذا كَانَ أَسْفَل السُّرَّة كَانَ الْبُرْء أَهْون وَأما الأمعاء الدقاق وَفَوق السُّرَّة فَإِنَّهُ أَشد وأصعب. ج: هَذَا فِيهِ نظر لِأَن الزحير والقلونج من أَشد الأوجاع الَّتِي لَا اخْتِلَاف مَعهَا. لي إِنَّمَا استفتح جالينوس هَذَا على هَؤُلَاءِ الْقَوْم بِسَبَب اشْتِرَاك المغس وَبَين وجع القولنج وَبَين المغس فرق كثير وَكَذَلِكَ بَينه وَبَين الزحير وَذَلِكَ لِأَن التزحر هُوَ الانزعاج إِلَى إِخْرَاج البرَاز والقولنج وجع لَا يُوهم أَن مَعَه خُرُوج البرَاز فَأَما المغس فَإِنَّهُ ريح تَدور مَعَ رُطُوبَة توهم أَنه يكون خُرُوج)
البرَاز ثمَّ لَا يكون أَو يكون أقل مِمَّا أنذر. 4 (الرَّابِعَة من الْفُصُول:) قَالَ: المغس يكون عَن تلذيع شَدِيد وَيكون من ريح غَلِيظَة لَا تَجِد منفذا لَكِنَّهَا منحصرة فِي لفائف الأمعاء. لي يجب أَن يثبت وَينظر فِي التَّدْبِير وَالسَّبَب الْمُتَقَدّم فَإِن المغس إِذا كَانَ من خلط حَار أضرته الْأَدْوِيَة الحارة جدا وَاحْتَاجَ إِلَى الماسكة كشحم البط والأمراق الدسمة وَهَذَا فِي الْأَكْثَر يكون بعقب الإسهال وَنَحْوه وَالثَّانِي من ريح غَلِيظَة بعقب التخم والامتلاء.
الرَّابِعَة: قَالَ أبقراط: اخْتِلَاف الدَّم إِذا كَانَ ابتداءه من الْمرة السَّوْدَاء فَإِنَّهُ قَاتل. ج: أَكثر مَا يكون اخْتِلَاف الدَّم من الصَّفْرَاء لِأَنَّهُ فِي كَثْرَة مرورها بالأمعاء تسحجها وَهَذَا يبرأ كثيرا فَأَما السحج الَّذِي يكون ابتداءه عَن الْمرة السَّوْدَاء فَلَيْسَ يبرأ لِأَنَّهُ قريب من السرطان وَإِذا كَانَت القروح السرطانية فِي ظَاهر الْجِسْم فَهِيَ عسرة الْبُرْء فبالحرى أَن تكون الدَّاخِلَة لَا تَبرأ إِذا الدَّوَاء لَا يلقاها والفضول تمر بهَا دَائِما وَإِذا خرج فِي قُرُوح الأمعاء قطع فَذَلِك مميت قَالَ: لِأَن قُرُوح المعي مَا دَامَت فِي حد التكون والابتداء تكون مَا يخرج مِنْهَا أجسام شحمة ثمَّ يخرج بعد ذَلِك إِن لم يَنْقَطِع الِاخْتِلَاف وَتَكون خراطة وَهَذِه الخراطة إِنَّمَا هِيَ من نفس سطح الأمعاء الدَّاخِلَة ثمَّ بعد ذَلِك يتجرد الشَّيْء من جَوْهَر الأمعاء أَنْفسهَا وَفِي هَذَا الْوَقْت تكون القرحة قد جرت وفرغت فَإِذا خرج فِي البرَاز شَيْء من جَوْهَر الأمعاء لَهُ عظم حَتَّى يجوز أَن يُقَال قِطْعَة 4 (الْخَامِسَة فِي حِيلَة الْبُرْء:) قَالَ: المغس يكون إِمَّا من ريَاح كَثِيرَة وَلَا تَجِد منفذا لِلْخُرُوجِ وَإِمَّا من خلط لذاع ويعين على حُدُوث. النَّوْع الأول التملي من الطَّعَام والأشربة المنفخة والسكون وَقلة الْحَرَكَة بعده. لي فعلاجه إِذا بالضد. 4 (السَّادِسَة:) الِامْتِنَاع من الطَّعَام فِي اخْتِلَاف الدَّم المزمن رَدِيء وَهُوَ مَعَ الْحمى أردأ. ج: سحج المعي يكون فِي أول الْأَمر من خلط حاد يمر بالأمعاء فِي ذَلِك الْوَقْت(3/12)
وَيكون السحج ظَاهر الأمعاء فَإِذا تَمَادى بِهِ الزَّمن يزِيد عمقه وَيصير فِي الْأَكْثَر فِيهِ عفن وَفِي ذَلِك الْوَقْت تألم الْمعدة مَعَ الأمعاء بالمشاركة فينالها الضَّرَر فِي الاستمراء ثمَّ أَن الآفة تتراقى حَتَّى ينَال فَم الْمعدة بالمشاركة للمعدة فَيعرض)
عِنْد ذَلِك لصَاحب الْعلَّة ذهَاب الشَّهْوَة فِي ابْتِدَاء هَذِه الْعلَّة من أجل فضول تجْرِي إِلَى الْمعدة من الكبد وَهِي الَّتِي قُلْنَا إِنَّهَا تسحج المعي فتطفو فِي الْمعدة وَتصير فِي فمها وبخاصة إِذا كَانَت مرارية. لي إِنَّه قد يكون فِي بعض الأحيان بلغم مالح فَيعرض مِنْهُ ذهَاب الشَّهْوَة فَأَما مَتى حدث هَذَا الْعَارِض بعد طول اخْتِلَاف الدَّم فَإِنَّهُ يدل على موت الشَّهْوَة ثَانِيَة فَإِن حدثت مَعَ ذَلِك حمى قلا يَخْلُو حِينَئِذٍ إِمَّا أَن يكون فِي الأمعاء عفن وَإِمَّا ورم عَظِيم والعليل لذَلِك على خطر. 4 (السَّابِعَة من الْفُصُول:) إِذا حدث عَن اخْتِلَاف مرار صرف اخْتِلَاف الدَّم فَذَلِك رَدِيء لِأَن القرحة تكون أقوى لِأَن المرار الصّرْف الَّذِي لَا تخالطه رطوبات أخر أَشد حراقة.
طبيعة الْإِنْسَان الأولى: قد يكون ضرب من اخْتِلَاف الدَّم لَا عَن قُرُوح الأمعاء لَكِن عَن كَثْرَة الدَّم فِي الْجِسْم فتدفعه الطبيعة إِلَى نَاحيَة الأمعاء كَمَا تَدْفَعهُ فِي النِّسَاء فِي الرَّحِم وَفِي أَصْحَاب البواسير. لي هَذَا الصِّنْف لَا يكون مَعَه وجع وَيكون مَعَه امتلاء ظَاهر فِي الْجِسْم وَالْقَصْد يُبرئهُ.
الثَّانِيَة: من طبيعة الْإِنْسَان قَالَ ج: قد رَأَيْت كثيرا مِمَّن ترك عَادَة جرت لَهُ برياضة قَوِيَّة وأعمال وحركات تستفرغ بَطْنه أَشْيَاء دموية لَيست بيسيرة ورطوبات لزجة بالبول وَالْبرَاز.
الْمَوْت السَّرِيع من كَانَت بِهِ قُرُوح الأمعاء فَظهر خلف أُذُنه الْيُسْرَى بثر أسود شبه حب الكرسنة واعتراه مَعَ كتاب العلامات إِذا عرض الورم فِي البواب عرض وجع شَدِيد فِي الْجَانِب الْأَيْمن وَلم يخرج الرجيع إِلَّا فِي زمن طَوِيل وَكَثْرَة النفخ وَإِذا ورم الصَّائِم عرض الوجع فِي الْأَيْسَر وَخرج الرجيع فِي زمن طَوِيل إِذا ورم القولن عرض لصَاحبه وجع الْجَانِب الْأَيْسَر مِمَّا يَلِي الطحال والصلب فَمن أجل ذَلِك يظنّ الْأَطِبَّاء أَن الوجع فِي الطحال أَو فِي الكبد أَو فِي الكلى أَو فِي الصلب يعرض لَهُ وعطش وَقلة شَهْوَة وَبرد فِي أَطْرَاف الْبدن وعرق كثير واحتباس الْبَطن وصداع وقرقرة وقيء وَإِذا عرض ورم فِي الغشاء المستوي عرض وجع شَدِيد إِذا أَرَادَ الْخَلَاء وزحير وَثقل فِي الصلب وغشى وعسر الْبَوْل فَإِن احتقن خرجت الحقنة وَحدهَا مَعَ وجع شَدِيد وَإِذا احْتبست الأمعاء الغليظة عرض لصَاحِبهَا قشعريرة وحميات مُخْتَلفَة واحتباس مَعَ الْبَوْل والوجع قَالَ: وَاخْتِلَاف الأمعاء مُخْتَلف أول ذَلِك الدَّم ثمَّ أَعْرَاض مُخْتَلفَة مُنْتِنَة فَإِذا طَال الْأَمر اخْتلف اخْتِلَافا شَبِيها بالدردي أعنى دِمَاء سوداويا منتن(3/13)
الرّيح فَإِذا اشْتَدَّ الوجع ذهبت الشَّهْوَة وَاشْتَدَّ الْعَطش جدا وَجَاءَت حمى حادة واضطراب شَدِيد وَرُبمَا عرضت لَهُ قرقرة وامتداد وَنفخ وعسر الْبَوْل وغثيان وَنفخ وعسر الْبَوْل وغثيان وَنفخ فِي الشراسيف وتبرد الْأَطْرَاف ويجف لِسَانه ويكمد وينحف بدنه.
عَلامَة الزحير: اخْتِلَاف شَيْء شَبيه المخاط وشهوة الِاخْتِلَاف وَلَذَّة فِيهِ مَعَ وجع فِي المبعر وتمدد فِي الصلب قَالَ: والقرحة الوسخة إِذا كَانَت فِي الأمعاء كَانَت اقل حرارة وَيكون الِاخْتِلَاف منتناشبه الدردي وَلَا تخف الْعلَّة بالاختلاف وَإِذا كَانَت القرحة نقيه كَانَ وجعها أَشد لِأَن الْجرْح النقي أَكثر حسا فَإِذا اخْتلف خفت بِهِ الْعلَّة والحمى مَعَه أَشد والقرحة الوسخة لَا تَبرأ إِلَّا بعسر وَإِذا كَانَ فِي المعي شبه الآكلة عرض مَعَه وجع شَدِيد عِنْد الْخَلَاء وَاخْتِلَاف وَيكون اختلافه أسود شبه الدردي وَيكون شبه اللَّحْم والغسالة منتن الرّيح قذراً جدا والحقن الحادة فِيهَا جَمِيعًا صَالحه تحْتَاج إِلَى فرق بَين الْوَسخ والآكلة.
من كتاب الحقن للذع الْحَادِث فِي الأمعاء والوجع الشَّديد فِي قُرُوح المعي: يُؤْخَذ شعير مقشور وخشخاش فيطبخ حَتَّى يصير المَاء كاللبن ثمَّ يداف فِيهِ أفيون ودهن ورد خام ويحقن بِهِ فانه عَجِيب يسكن الوجع وَيقطع الِاخْتِلَاف قَالَ: إِذا خرجت من الأمعاء أخلاط رَدِيئَة خُرُوجًا)
مُنْكرا فبادر فاحقنه بِالْمَاءِ وَالْملح الدراني وان لم ينجح ذَلِك وَكَانَ السَّبَب عَن السَّوْدَاء وَالِاخْتِلَاف مثل الدردي فَخذ من الْملح الدراني جُزْءا وَمن الشَّوْكَة المصرية ثَلَاثَة أَجزَاء وَمن الخربق الْأسود جزئين فاطبخ الشَّوْكَة والخربق وأدف فِيهِ الْملح واحقنه فان لم يَنْقَطِع فالحقنة رَأَيْت لون الدَّم إِلَى الكمدة فَاسْتعْمل هَذِه الحقنة عِنْد طول الِاخْتِلَاف إِذا كَانَ عَن عفونة الأخلاط وردائتها فَإِذا رَأَيْت أَن قد نقص الِاخْتِلَاف وَتغَير لَونه فَدَعْهُ وَخذ الْأَدْوِيَة القابضة مثل شراب الآس والأقاقيا وَإِن احْتَاجَ إِلَى شَيْء من حِدة فَاجْعَلْ مَعَه قَرَاطِيس محرقه واحقن بأقراص اندرون وباسيرن فانك تبرئ قرحَة الأمعاء وَالدَّم الَّذِي عَن الكبد بَان الَّذِي عَن الكبد يضعف مَعَه الْجِسْم ويتغير اللَّوْن والشهوة قَالَ: وسخف ظَاهر الْجِسْم فانه يحدث شَيْئا من الأخلاط ويقل الِاخْتِلَاف بالأدهان الحارة وَنَحْوهَا وَاجعَل الأغذية قابضة بَارِدَة فَإِنَّهَا تعين على قطع الِاخْتِلَاف.
من اخْتِصَار حيله الْبُرْء قَالَ: القروح فِي الأمعاء ان لم تبادر تجفيفها أسرعت إِلَيْهَا العفونة بحرارتها ورطوبتها.
التَّاسِعَة الْأَدْوِيَة المفردة أَن قُرُوح الأمعاء الساعية قد داويتها بِأَن حقنت العليل بِمَاء الْعَسَل الْقوي لتغسل بِهِ القرحة مَرَّات على مَا جرت بِهِ الْعَادة ثمَّ حقنته بِمَاء الْملح ثمَّ أدفت بعد ذَلِك الطين الْمَخْتُوم بِمَاء لِسَان الْحمل وحقنت بِهِ وسقيت مِنْهُ بخل ممزوج بِمَاء كثير.
ابيذيميا الثَّانِيَة من الثَّالِثَة قَالَ: إِذا أزمن اخْتِلَاف الدَّم خرج شَيْء منتن وَأما(3/14)
الزحير فَلَا يخرج مِنْهُ شَيْء منتن لِأَن القرحة بِالْقربِ من الدبر فَأَما فِي اخْتِلَاف الدَّم فالقرحة فَوق.
الرَّابِعَة من الثَّالِثَة قَالَ: الزحير يعرض لأَصْحَاب البلغم أَكثر لِأَن التحدر يكون من بلغم عفن يعفن المعي الْمُسْتَقيم فِي مروره كل يَوْم فَإِذا عفن هيج لصَاحبه طلب ببت المَاء وَإِنَّمَا يعرض فِيهِ التزحر والتمدد أَكثر مِمَّا يعرض فِي اخْتِلَاف الدَّم لِأَن البلغم يعسر خُرُوجه لِأَنَّهُ بلزوجته يعلق بِمَا يلقاه من الْأَجْسَام وَلَا ينفذ وَيخرج كَمَا يخرج الْمرة الصَّفْرَاء وَأما أَصْحَاب قُرُوح المعي الصفراوية فَيكون حاداً ويتبعه الذوبان لحدة الْخَلْط.
السَّابِعَة من السَّادِسَة:)
بطلَان الشَّهْوَة فِي اخْتِلَاف الدَّم المزمن دَلِيل رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على موت الْقُوَّة الَّتِي فِي الْمعدة وَإِنَّهَا قد ألمت بأثقال المعي لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يكون بطلَان الشَّهْوَة فِي هَذِه الْعلَّة لِاجْتِمَاع فضول فِي فَم الْمعدة لِأَن الْجِسْم فِي هَذِه الْحَال لَيْسَ فِيهِ فضل ينصب إِلَى فَم الْمعدة لِأَن ميلها كلهَا إِلَى أَسْفَل وَإِنَّمَا يكون بطلَان الشَّهْوَة لهذين والحمى أَيْضا إِذا حدثت فِي اخْتِلَاف الدَّم المزمن فَإِنَّهُ رَدِيء لِأَنَّهُ يدل على عظم الورم. 3 (القرحة فِي الأمعاء) الْيَهُودِيّ: حد القرحة فِي الأمعاء الَّتِي من سحج الصَّفْرَاء أسبوعان وَالَّتِي من البلغم المالح ثَلَاثُونَ يَوْمًا وحد السوداوي أَرْبَعُونَ يَوْمًا فَصَاعِدا وَرُبمَا امْتَدَّ أشهراً كَثِيرَة وَلَيْسَ لَهَا حد مَعْلُوم وَإِذا كَانَت القرحة فِي الدبر وَلم يكن فِي الْبَطن مغس فَذَلِك زحير والقرحة فِي المعي الْمُسْتَقيم عِنْد الدبر قلَّة الخراطة ورياحها تدل على أَنَّهَا من الأمعاء الدقاق وَكَثْرَتهَا وغلظها وغزارتها على أَنَّهَا من الْغِلَاظ والوجع فِي الْعليا أَشد وَهُوَ فَوق السُّرَّة ويحسه العليل هُنَاكَ وَإِن كَانَت الخراطة مَعَ الشَّحْم فَإِنَّهُ من الْغِلَاظ وَإِذا كَانَ يقوم سَاعَة يحس بالمغس فَإِنَّهُ من الْغِلَاظ وَصَاحب الزحير يكثر الْقيام والتواتر أَكثر جدا من صَاحب قُرُوح الأمعاء. قَالَ: وَإِذا خرجت المخاطية قبل الثّقل فالقرحة قريبَة قَالَ: وَمَا دَامَت الخراطة قبل الزبل فَذَلِك دَلِيل على ثُبُوت الْعلَّة وَإِذا خرجت الخراطة بعد الزبل فَذَلِك مُؤذن ببرء قَالَ: وَمَا يسقى من البزور لقرحة الأمعاء بِالْمَاءِ فاسقه بِالْمَاءِ الْبَارِد لَا بالفاتر وَكَذَلِكَ إِن سقيت بِرَبّ أَو بشراب فببارد لَا بفاتر قَالَ: وليدمنوا أكل الشاهبلوط وَيُؤْخَذ مَاء الْأرز وَلبن فيطبخ حَتَّى يغلظ ويسقى قَالَ: وَمن أطعمته سمك يعْمل شواءاً حاراً فَهُوَ جيد إِنَّمَا يحقن بحقنه الزرانيخ بعد أَن يطول الْأَمر ومجهول شيافة للزحير أفيون وقشور كندر وَدم وقافيا ومرداسنج يعجن بِمَاء لِسَان الْحمل.
للزحير مجرب عَجِيب قد برِئ عَلَيْهِ خلق كثير لَا يخلف: حرف أَبيض مقلو بزر قطونا(3/15)
مقلو أبهل مقلو من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ كمون كرماني وبزر كراث وبزر شبث خشخاش أنيسون بزر كرفس بنج من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ وَنصف أفيون ثَلَاثَة دَرَاهِم ودانق يخلط جَمِيعًا الشربة دِرْهَم للرجل. ودانقان للصَّبِيّ فَإِنَّهُ عَجِيب جدا.)
أهرن: ينفع من وجع من وجع الزحير أَن يسخن دهن ورد وتمرخ بِهِ الْمعدة أَو يُؤْخَذ بزر شبث وبزر كتَّان وحلبة وخطمى يطْبخ وَيقْعد فِي المَاء.
الطَّبَرِيّ: إِذا كَانَ الوجع يسكن سَاعَة ويهيج أُخْرَى فَإِنَّهُ فِي الأمعاء الدقاق وَأعلم أَنه رُبمَا كَانَ اخْتِلَاف الدَّم والقيح من قرحَة فِي الْمعدة والمريء فاستدل عَلَيْهِ بِموضع الوجع وَسَائِر دلائله وَيكون الزحير خَاصَّة للبواسير والشقاق ويستدل على مَوضِع القرحة بِموضع الوجع وعَلى سدتها بِشدَّة الوجع وحدة الْفضل والوجع فِي الأمعاء الدقاق أَشد وَإِذا كَانَ الِاخْتِلَاف بعد الوجع بساعة فَإِنَّهُ فِي الْعليا وَالدَّم من الْخَارِج من الْعليا أصفى وَهُوَ أَشد اختلاطاً وَمَا كَانَ فِي المعي الْأَسْفَل فَإِنَّهُ سَاعَة يهيج الوجع وَيقوم للخلاء وَيكون دَمه خاثراً وَهُوَ أقل اختلاطاً بالثفل بل مَعَه شَحم كثير ونحاتة الأمعاء وَلَا زبل فِيهِ أَو رُبمَا كَانَ فِيهِ زبل قَلِيل وَأما الزحير فَإِن صَاحبه يكثر الِاخْتِلَاط ويتزحر وَلَا يخرج مِنْهُ إِلَّا شَيْء كالمخاط قَلِيل خَالص بِلَا زبل. لي قُرُوح الأمعاء يكون بمغس والقرحة فِي طرف المبعر يكون بتزحر شَدِيد. 4 (بزر جيد) بزر قطونا مقلو وبزر الريحان وبزر مر وطباشير وطين أرميني وصمغ وَحب الحماض وبزر البنج أسقه بِرَبّ الآس أَو فاسقه فلونيا فارسية قدر جلوزة بِمَاء بَارِد. 4 (حقنة جَيِّدَة تسكن الوجع) يُؤْخَذ مَاء كشك الشّعير والأرز وشحم كل مَاعِز ودهن ورد وصمغ عَرَبِيّ وإسفيذاج ومخ بَيْضَة الْخَلْط الْجَمِيع حَتَّى يصير بِمَنْزِلَة الخلوق الرطب واحقنه وازرقه فِيهِ وزد فِيهِ وردا أَو أفيونا إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا. 4 (لي أهرن:) 4 (قرصة جَيِّدَة) يُؤْخَذ من حب الآس وجلنار جزءان وَمن النانخة وكندر وبزر بنج وأفيون من كل وَاحِد نصف جُزْء واجعله أقراصاً وأعطه للمغس وَسُوء الهضم بِمَاء السفرجل. 4 (قرصة الأفيون) يسقى ويحقن بهَا: أقاقيا صمغ جلنار أفيون طين مختوم إنفخة الأرنب يَجْعَل قرصاً فِيهِ مِثْقَال بطبيخ الْأرز ويسقى بِرَبّ الآس.
قرصة: يُؤْخَذ عفص وأقماع الرُّمَّان وجلنار وسماق وثمر الينبوت وكندر وَمر وصمغ وأفيون يعجن بعصير حب الآس وَيجْعَل قرصاً الشربة ذرهمان. 4 (فَتِيلَة جَيِّدَة تحْتَمل فِي المقعدة) أقاقيا وَمر يذاب الكندر بلبني وأفيون وشبث وصمغ يتَّخذ فَتِيلَة فِيهَا خيط وَيسْتَعْمل بدهن ورد.(3/16)
فَتِيلَة جَيِّدَة: أفيون وأقاقيا وقشار الكندر وَيحْتَمل بدهن الْورْد 4 (أهرن:) 4 (قرصة يحبس الْبَطن من سَاعَته) كرمارك سماق حب الآس جُزْء جُزْء أقاقيا أفيون نصف نصف جُزْء يعجن بعصير السفرجل ويسقى بِهِ وينفع مِنْهُ إِذا عتق وأزمن إِن يُؤْخَذ لبن الْبَقر فَيلقى فِيهِ حَدِيد محمي حَتَّى يرجع إِلَى الثُّلُث ثمَّ يلقِي فِيهِ دِرْهَم من صمغ وَمثله من الطين ويسقى فَإِنَّهُ يعْمل عملا عجيباً تسقه أسبوعاً فَإِنَّهُ رُبمَا لم يحْتَج شَيْئا من الْأَدْوِيَة وليأكل بيضًا مسلوقاً بخل وسماق وينفع من شدَّة الوجع فِي المقعدة عِنْد الزحير أَن يطْبخ شب وبزر كتَّان وخطمى وحلبة وتأمره يجلس فِيهِ هَذَا الوجع كثيرا مَا يهيج فِي هَذِه الْعلَّة وَيكون سَببا للتلف وَهَذَا جيد لَهُ. وَإِذا عتقت قُرُوح الأمعاء وطالت فَعَلَيْك بحقن الزرانيخ وَإِنَّمَا تحقن بِهَذِهِ وبماء الْملح لتنقى الأمعاء فَإِذا تنقت حقن بالمقوية القابضة بعده. وينفع انطلاق الْبَطن الشَّديد هَذَا الضماد وَهُوَ قوي جدا مجرب: مر وتراب الكندر ومصطكي وأقاقيا وشب وعصارة لحية التيس وعفص وشياف ماميثا وفيلزهرج وأفيون وقشور اليبروج وبزر بنج أَبيض يدق الْجَمِيع وَيضْرب بالخل حَتَّى يَأْتِي مثل الخلوق ويطلى الْبَطن كُله والحقوان والصلب وَيُوضَع عَلَيْهِ قطن وَلَا يُحَرك حَتَّى بولس مِمَّا يذهب المغس الريحي الْبَتَّةَ: كَعْب جزير يحرق ويسقى وَكَذَلِكَ الزراوند المدحرج وَكَذَلِكَ الْخمر الصّرْف الْعَتِيق. قَالَ: وَكَثِيرًا مَا يقف فِي المعي الدَّقِيق ثقل يَابِس صلب وَيتبع ذَلِك مغس وتزحر فَإِذا عولج بأدوية الزحير هاج وَزَاد وَجَعه فَإِن عولج بحقنة حريفة كعسل وملح وَمَا يُطلق الْبَطن من الْأَدْوِيَة من فَوق أَن يخرج الزبل يسكن الوجع من سَاعَته. قَالَ: وَقد يكون الزحير من ورم حَار فِي طرف المبعر فيهيج ويظن العليل أَن هُنَاكَ برازاً ثمَّ لَا يخرج مِنْهُ إِلَّا شَيْء قَلِيل مخاطي وَيَنْبَغِي فِي هَذِه الْحَالة أَن يعالج ذَلِك الورم بأدوية مرخية ونطولات بدهن وَمَاء فاتر وبدهن الْورْد والآس الفاترين وتوضع هَذِه الْأَشْيَاء على الصلب والعانة ولتنقى هَذِه الْأَشْيَاء المخاطية اللاصقة بالمبعر بحقن الْعَسَل وَالْمَاء الْحَار وبالماء المالح فِي كل أُوقِيَّة مَاء دِرْهَم)
ملح فَإِذا نقيت سكن الوجع بعد بالقعود فِي طبيخ الْحِلْية وبزر الْكَتَّان والخطمى فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَإِن كَانَت الْحَرَكَة دَائِما شَدِيدَة وَكَانَ الورم دَاخِلا فاحقنه بِمَاء الشّعير والأرز والورد ودهن الْورْد وَإِن كَانَ الْقيام متداركاً جدا فأجلسهم فِي الْمِيَاه القابضة واحقنهم بهَا. قَالَ: إِن كَانَت الخراطة وَالدَّم مختلطين بالرجيع مَعَ وجع شَدِيد فَالْعقد فِي الأمعاء الدقاق قَالَ: وَإِذا كَانَ الَّذِي يخرج بِلَا خراطة وَلَا مغس الْبَتَّةَ لكنه شَيْء مثل مَاء اللَّحْم المغسول فَإِنَّهُ يُسمى ذوسنطاريا دموية وَيكون لضعف الكبد وَإِذا كَانَ يخرج مِنْهُ أسود فَذَلِك لضعف الْقُوَّة الماسكة من الكبد فَاسْتعْمل فيهم علاج(3/17)
المبطونين وخصهم بالطين الْمَخْتُوم فَإِنَّهُ يبريء الذوسنطاريا وَلَو كَانَت قد أخذت فِي التأكل إِذا شرب أَو حقن بِهِ وَيَنْبَغِي أَن يغسل المعي قبل ذَلِك بِمَاء مالح فاتر وَعسل ويعالج بعصارة الرجلة فَإِنَّهَا نافعة وَإِن طبخت بخل وأكلت فَإِنَّهَا جَيِّدَة وَكَذَلِكَ لِسَان الْحمل فَإِنَّهُ نَافِع جدا وطبيخ أصُول الخطمى وذنب الْخَيل والأدوية الَّتِي تصلح للمبطونين جَمِيعًا وَاللَّبن الْمَطْبُوخ بالحديد جيد جدا وَالْعِظَام المحرقة. وَهَذَا قرص جيد: سماق أَرْبَعَة مَثَاقِيل عفص اثْنَان أقاقيا اثْنَان صمغ وَاحِد أفيون وَاحِد الشربة دِرْهَم وَنصف بشراب عفص ممزوج وَإِن كَانَ يَجِيء مِنْهُم دم فَقَط فليحقنوا بعصارة عصى الرَّاعِي وعصارة لِسَان الْحمل وأقاقيا وطراثيث وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ يَجِيء مِنْهُم دم كثير متتابع خَالص من الْبَطن فليحقنوا بالأشياء الَّتِي تقطع الدَّم كالصوف المحرق الَّذِي قد غمس فِي زفت رطب أَو بعصارة سرقين الْحمار أَو بأقراص أندرون وَنَحْوهَا. لي. إِذا عرض نزف الدَّم الْخَالِص من أَسْفَل فافصد الْيَدَيْنِ وشدهما من الْإِبِط وَأطْعم الْأَطْعِمَة الْبَارِدَة القابضة وَأَجْلسهُ فِي المَاء والهواء الْبَارِد واحقن بالكاربا والطين والأفيون وعصير الباذروج والكافور والزاج والعفص وَنَحْوهَا.
الْأَدْوِيَة الَّتِي تلقى فِي الحقنة: العدس الْورْد الجلنار الطراثيث الْقرظ السماق الشاذنة الطين الأرميني والرومي والكهربا وَإِذا كَانَت الْمدَّة أَكثر فالقرطاس المحرق وَمَاء الْعَسَل وَمَاء الْملح وَنَحْو قَالَ بولس: والفتل جَيِّدَة لمن يعرض لَهُ الوجع عِنْد البرَاز وتعرف العفونة بِأَن يكون مَا يخرج رَدِيء الرّيح وبازمان الْعلَّة وَيحْتَاج إِلَى الأقراص الحارة والمياه القابضة تداف الحارة فِي الْمِيَاه القابضة ويحقن بهَا ويضمد الْبَطن بالأضمدة الَّتِي ذَكرنَاهَا فِي المبطونين الَّتِي فِيهَا من الصمغ والكندر وغراء الْجُلُود والمر والأقاقيا والبلوط. قَالَ: وينفع لَهُم تجرع المَاء بالثلج ينظر فِيهِ وينفعهم الْحمام وَإِن كَانَ)
يعرض لَهُم مِنْهُ إسهال أَكثر فليضمدوا بالأضمدة القابضة مَعَ الشَّرَاب ويستحمون مَعَ الضماد ينظر فِيهِ.
الْإِسْكَنْدَر قَالَ: كثير من النَّاس تهاونوا بالسحوج الَّتِي فِي الأمعاء ألف ب يعالجوه بِشَيْء حَتَّى ثَبت الوجع وَاشْتَدَّ وَصَارَت فبه قُرُوح قتلت أَصْحَابهَا. لي هَذَا يبْعَث على أَلا يتوانى بالعلاج وَيقدم ذَلِك قَالَ: وَإِذا كَانَ الوجع فِي النواحي السُّفْلى مَعَ زحير شَدِيد وَكَانَ الَّذِي يخرج لَيْسَ بمخلوط بِالدَّمِ لَكِن الدَّم فَوق الزبل قَطْرَة قَطْرَة والوجع حَدِيد جدا مَعَ شدَّة فَإِن ذَلِك من المعي الغليظ وَإِذا رَأَيْت الَّذِي يخرج إِنَّمَا هُوَ كهيأة اللَّحْم فَذَلِك من الدقاق وَمن رقتها وَمن هزالها. قَالَ: وَإِن كَانَ الوجع لَيْسَ بحديد وَلَا شَدِيد فَإِنَّهُ من المعي الدقاق وَإِذا رَأَيْت الوجع يشْتَد ثمَّ يكون خُرُوج الثفل بعد الوجع بساعة أَو ساعتين وتراه بعد أَن يبعد عَن الْبَطن يجد مغسا ووجعا شَدِيدا أَيْضا وَلَا يرى على الزبل دم لَكِن كهيأة اللَّحْم فالقرحة فِي الدقاق وَإِذا رَأَيْت الزبل لَيْسَ فِيهِ دم وَلَا خراطة فالقرحة فِي الوسطين وَإِذا لم يكن(3/18)
وجع وَلَا زحير إِذا أَرَادَ البرَاز وَلَا الوجع بدائم فَإِن ذَلِك فِي الوسطين قَالَ: فَانْظُر فِي سَبَب الِاخْتِلَاف فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ من خلط قَلِيل الْمِقْدَار لذاع وَرُبمَا كَانَ من كَثْرَة الأخلاط فَإِذا كَانَ من كَثْرَة الأخلاط وَكَانَ ذَلِك فِي الأمعاء الْوُسْطَى فافصده أَولا وَأخرج الدَّم فِي مَرَّات قللا قَلِيلا لِئَلَّا يضعف العليل ثمَّ اسْقِهِ مَا يمْشِيه كالسقمونيا وَالصَّبْر قد خلط بِبَعْض الْأَشْيَاء المقوية واسقه قَلِيلا قَلِيلا مَرَّات فَإِنَّهُم يبرؤن بذلك. وَإِن كَانَت القرحة فِي المعي الْمُسْتَقيم وَكَانَ العليل يتمغس كثيرا وَلَا يخرج مِنْهُ شَيْء إِلَّا بِجهْد فاعطه مَا يلين الْبَطن باعتدال من الْبُقُول والأشياء اللينة فَإِنِّي قد رَأَيْت قوما كَانَ بهم فِي المعي الْكَبِير قرحَة فَأَكَلُوا إجاصاً كثيرا فبرؤا مِنْهُ لِأَنَّهُ خرج مِنْهُم فِي الزبل خُرُوجًا سهلا وَآخر برؤا بِعَين أكلوه وَلَا تطعهم المالح وَلَا الحامض وَقَالَ: وَانْظُر فِي التَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَلَا تنظر فِيمَا يخرج وَلَا تعتمد عَلَيْهِ فَأَنَّهُ رُبمَا خرجت من الْجِسْم أَشْيَاء لزجة يظنّ أَنَّهَا بلغم فَإِذا سَأَلت عَن التَّدْبِير عرفت أَنَّهَا أخلاط مرية فَجعلت التَّدْبِير لحسب ذَلِك وبالضد وَإِن رَأَيْت وجعا شَدِيدا فِي الْبَطن فَلَا عَلَيْك أَن تطليه بدهن البابونج وشحم الأوز وَذَلِكَ بعد أَن تعلم أَن الِاخْتِلَاف بلغمي بَارِد وَحِينَئِذٍ يجوز أَن تعطيه شرابًا وغذه بالأشياء الحارة. لي هَذَا الْكَلَام كَأَنَّهُ مشوش يحْتَاج إِلَى تَجْدِيد وَقَالَ: والكندر جيد إِذا أردْت أَن تنْبت اللَّحْم فِي القرحة فاخلط بالأشياء الَّتِي تلقي فِي الحقن قَالَ: وَإِذا رَأَيْت العليل كثير الأختلاف ضَعِيفا وَقد عرض لَهُ سهر ووجع)
شَدِيد فان هَذِه فتائل جَيِّدَة: زعفران لبان أقاقيا مر حضض أُوقِيَّة أُوقِيَّة وَمن الأفيون أوقيتان يعجن الْجَمِيع بشراب وَيجْعَل شيافا وَيحْتَمل فَإِذا طَال الوجع وَثَبت وأزمن فَلَا بُد من حقن الزرانيخ وَوصف أقراصا من نورة وزرنيخ وجلنار وأقاقيا وأفيون وزنجار قد سحقت بِالشرابِ فِي شمس أَيَّامًا كَثِيرَة وَزعم أَنَّهَا أَنْفَع من حقن الزرانيخ كلهَا قَالَ: وَأما ألأف ب الحقن المقوية فَإِنَّهَا تتَّخذ من طبيخ العدس المقشر والجوشير والأرز والجلنار ولحية التيس وَأما المغرية فَمن طبيخ الْأرز ويخلط النشا والطين الْمَخْتُوم والإسفيذاج قَالَ: فَأَما الَّتِي فِي الأمعاء الدقاق فبالأشياء المشروبة والطين الْمَخْتُوم جيد بعد أَن يسقى بالخل وَاللَّبن الَّذِي قد طبخ بِالْحِجَارَةِ المحمية حَتَّى تفنى مائيته يلقِي فِيهِ حِجَارَة ثمَّ يطْبخ طبخاً رَقِيقا وَهُوَ بالحديد خير واعقل للبطن وَقد يخلط بِهِ بعد ذَلِك خرؤ كلب قَالَ: والرجلة طَعَام نَافِع لمن بِهِ ذوسنطاريا ولسان الْحمل خير مِنْهُ والعدس المقشر المسلوق مَرَّات والشاه بلوط والسماق والحصرم وَحب الآس كَانَ بفلان اخْتِلَاف خراطة وَدم أَرْبَعَة أشهر بمغس شَدِيد ووجع فِي الظّهْر والعانة وَأكل خبْزًا بفجل فصلح قَلِيلا ثمَّ أَعَادَهُ مَرَّات فبرئ الْبَتَّةَ. وَقَالَ: شربة جَيِّدَة للقروح فِي المعي: أنيسون وبزر كرفس جزؤ جزؤ أفيون نصف جُزْء شوكران مثله قَالَ: واسق من لَا حمى بِهِ ذَلِك بشراب. وَمن بِهِ حمى بِالْمَاءِ وخاصة إِن كَانَ سهر فَإِنَّهَا جَيِّدَة.(3/19)
4 - (ضماد للمبطون وقروح المعي) بزر بنج أَبيض أَربع أراق أنيسون مر ورد سماق لجية التيس جلنار من كل وَاحِد أوقيتان أفيون زعفران ربع أُوقِيَّة اعجنه بِرَبّ الآس واطله على الْبَطن وَقد يكون من قُرُوح المعي نوع لأخلاط تنصب من أَمَاكِن من الْجِسْم ويستفرغ عَلَيْهَا الْجِسْم ويهزل وَعَلَيْك فِي هَذِه بِالنّظرِ إِلَى ذَلِك الْموضع ثمَّ احْبِسْ ذَلِك وَإِيَّاك فِي هَؤُلَاءِ وحقن الزرانيخ وَلَو طَال بهم الْأَمر فَإِنَّهُ يجففهم ويزيلهم وَإِنَّمَا ينفع الزرانيخ حَيْثُ الْفَنّ والقيح الرَّدِيء المنتن قَالَ: وَقد كَانَ رجل مِنْهُم قد أزمنت بِهِ قرحَة الأمعاء وَهُوَ يعالج بِهَذِهِ الزرانيخ فتزيده شرا فَأَمَرته باجتناب ذَلِك وألزمته الْحمام وَأَطْعَمته الْبَارِدَة الرّطبَة كالبطيخ الْهِنْدِيّ فبرئ.
من كتاب مَجْهُول: دَوَاء للزحير عمل الجندي عَجِيب: جلنار عفص مر قشور رمان من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم أفيون دِرْهَمَانِ ينخل بشقيق الشربة نصف دِرْهَم للرجل ودانقان للْمَرْأَة وَنصف دانق للصَّبِيّ جيد غَايَة.
شَمْعُون: مَتى كَانَت فِي المعي قرحَة فإياك والحقنة بِشَيْء حامض فَإِنَّهُ يعسر بُرْؤُهُ. لي لِأَنَّهَا تصير القرحة شَمْعُون للزحير: أقعده فِي طبيخ القوابض فَإِن اشْتَدَّ وجع المقعدة فأجلسه فِي دهن ورد وَخذ إسفيذاجاً ونورة مغسولة فاسحقه وضمد بِهِ مَعَ شمع ودهن ودخنة بِالْكبرِ والسنام.
شَمْعُون للذوسنطاريا: حرف مقلو صِحَاح أستاران يطْبخ بِاللَّبنِ حَتَّى يصير على النّصْف ويقطر عَلَيْهِ دهن ورد وَيشْرب طبيخه بِلَبن فَإِنَّهُ عَجِيب.
آخر: كندر ونانخة وأفيون وبزر بنج وعفص وجند بادستر يحبب ألف ب وَيُعْطى عِنْد النّوم. وَأَيْضًا شياف ينفع المبطون: كندر مر أفيون جلنار يَجْعَل شيافا.
كناش لاختصارات قَالَ: اسْقِ فِي السحوج زبداً مَعَ ثَلَاثَة دَرَاهِم من صمغ عَرَبِيّ أَو اسْقِهِ مطبوخاً مَعَ صمغ عَرَبِيّ مثقالان وَلبن نصف رَطْل. وَقَالَ: الزحير يكون فِي المعي الْمُسْتَقيم فَقَط وَيكون فِي الْأَكْثَر بعقب ذوسنطاريا وَمَا لم يكن مَعَه بعقب الذوسنطاريا فَهُوَ أسْرع برءاً وعلامته أَن يكون صَاحبه يكثر الْقيام إِلَى التبرز ثمَّ أَنه يحدث شَيْئا قَلِيلا مخاطياً وَيكون إِمَّا)
من ورم يعرض للمقعدة وَإِمَّا لِأَنَّهَا تخرج فَلَا ترجع إِلَّا بالتكميد وَإِمَّا لاشتغال من حرارة وبثر فِيهَا حَتَّى يتَوَهَّم العليل أَنه قد ينثر فِي مقعدته بورق أَو ملح وَإِمَّا لقرحة أَو شقَاق أَو بواسير.
وَهَاهُنَا علاج مَا يكون بعقب الذوسنطاريا فَأَما الْأُخَر فَفِي بَاب البواسير لي رَأَيْت شرب الْأَشْرِبَة الَّتِي فِيهَا حلاوة مَا كُرب السفرجل وَنَحْوه يزِيد فِي عَطش المبطون ويلهبه بعد وَرَأَيْت المَاء القراح يعقل الْبَطن.
الثَّالِثَة من مسَائِل إبيذيميا: قَالَ: الْفرق بَين الإختلاف وَبَين قُرُوح الأمعاء وَالَّذِي من(3/20)
الزحير إِن الَّذِي من الأمعاء منتن وَالَّذِي من الزحير لَا نَتن لَهُ لِأَن القرحة قريبَة من الدبر. لي قُرُوح الأمعاء الدقاق أَشد نَتن لِأَن مَكَانهَا أسخن والعفن هُنَاكَ أَكثر.
السَّادِسَة إبيذيميا: الْحمى الْعَارِضَة بعد اخْتِلَاف الدَّم رَدِيء لِأَنَّهُ دَلِيل على ورم حَار عَظِيم فِي الأمعاء.
جَوَامِع الْعِلَل والأعراض السَّادِسَة: اخْتِلَاف الدَّم أَرْبَعَة أَصْنَاف أَحدهمَا: أَن يقوم الْإِنْسَان دَمًا غليظاً وَذَلِكَ يكون لمن يقطع بعض أَعْضَائِهِ أَو يتْرك رياضة قد إعتادها فتدفع الطبيعة ذَلِك الْفضل من الدَّم الَّذِي كَانَ ينْصَرف فِي غذَاء ذَلِك الْعُضْو أَو فِي ذَلِك الإستغراغ والأخر: أَن يخْتَلف الْإِنْسَان شَبيه غسالة اللَّحْم وَهَذَا يكون لضعف الْقُوَّة الْمُغيرَة من الكبد وَالثَّالِث: أَن يخْتَلف الْإِنْسَان دَمًا أسود براقاً وَذَلِكَ يكون عِنْد مَا يكون فِي الكبد سدد أَو ورم يمْنَع صعُود الدَّم إِلَى الْعرق الأجوف فَيطول مكثه وَلذَلِك يسخن ويحترق فَإِذا تأذت الكبد بِهِ دَفعته عِنْد ذَلِك إِلَى المعي وَالرَّابِع: الَّذِي يخرج قَلِيلا قَلِيلا فِيمَا بَين الْمرة والمرة وَقت يسير وَمرَّة يكون خَالِصا وَمرَّة فِيهِ خراطة وقشور القرحة فَهَذَا إِن لم يكن مَعَه تزحر شَدِيد سمي اخْتِلَافا من قرحَة الأمعاء وَإِن كَانَ يتزحر شَدِيد وتمدد سمي زحيراً.
أوربياسيوس قَالَ: يحقن لقروح الأمعاء ينفع الْخبز لي هَذَا سهل وَهُوَ أَشد تغرية وَيجب أَن يكون فطيراً ويلقى فِيهِ مَا يلقى فِي طبيخ الْأرز والجاورس والعدس لي لَا يجب أَن يحقن الزرانيح إِلَّا عِنْد)
الضَّرُورَة وَذَلِكَ أَنه يدْفع من المعي طبقَة كَالَّذي تفعل الْأَدْوِيَة الحادة وَلَا يُؤمن أَن يثقب الأمعاء بدفعة وَإِذا أردْت ألف ب ذَلِك فبادر قبل ان تعظم القرحة فَإِنَّهُ حينئذٍ لَا يُؤمن الثقب لي أَخْبرنِي رجل من الْعَامَّة أَن رجلا أزمن بِهِ إسهال وقروح الأمعاء فوضعوا على بَطْنه محاجم كَثِيرَة حَتَّى ملأوه بهَا وتركوها أَربع سَاعَات فَانْقَطع عِنْد ذَلِك.
أوربياسيوس: يصب على الثنة والأربيتين والعانة فِي أول هَذِه الْعلَّة دهن الآس أَو دهن الْورْد مَعَ شراب مسخن فكمده بِهِ أَو كمده بدقيق فِيهِ كمون ويحقن بدهن شيرج ويمسك زَمَانا طَويلا وتكمد السدة بالجاورس وتجلس فِي طبيخ القابضة. قَالَ: وَهَذِه الْعلَّة هِيَ فِي المعي الْمُسْتَقيم طرف الدبر وَرُبمَا كَانَت ورماً وَرُبمَا كَانَت قرحَة لي الورم تَدْبيره مَا قَالَ والقرحة علاجها الفتائل والحقن المفشة.
تياذوق قَالَ: إِذا كَانَ اخْتِلَاف الدَّم من الكبد مَشى أَولا كَمَاء اللَّحْم ثمَّ بآخرة كالدردي أسود وَكَانَ ذَلِك بِلَا وجع ويقلع عَنهُ الْيَوْم واليومين ثمَّ يعاود بِأَكْثَرَ من الْمِقْدَار الَّذِي كَانَ أَولا وَلَيْسَ كَذَلِك فِي قُرُوح الأمعاء ويتقدم قُرُوح الأمعاء مَشى الْمرة يخرج بوجع ومغس وَإِذا كَانَ عَلَيْهِ دسم كثير فَإِنَّهُ فِي السُّفْلى وشره مَا سَقَطت فِيهِ الشَّهْوَة فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك حمى كَانَ أشر وأردئ قَالَ: وَهَذَا القرص يسْتَعْمل عِنْد شدَّة الْأَمر فَإِنَّهُ يقبض بِقُوَّة: دم الْأَخَوَيْنِ(3/21)
زعفران الاذن دانق دانق شب صَاف مِثْقَال عفص مِثْقَال أقاقيا أَرْبَعَة مَثَاقِيل طين مختوم أَرْبَعَة مَثَاقِيل جلنار أَرْبَعَة كندر اثْنَان طراثيث اثْنَان جَفتْ البلوط أُوقِيَّة بزر الحماض أُوقِيَّة يقرص بِرَبّ الآس الشربة نصف مِثْقَال.
الساهر قَالَ: لَا يحقن بالزرانيخ إِلَّا وَقد ذهب الدَّم كُله وَصَارَ أَكثر اخْتِلَاف أَو كُله مُدَّة وَإِيَّاك أَن تحقن فِيهِ أول الْأَمر وَالْعلَّة طرية.
فليغريوس: أعظم العلاج لهَؤُلَاء قلَّة الْأكل مِمَّا لَا يفْسد وَلَا يَثِق الْبَتَّةَ ويعظم نَفعه إنفحة الأرنب وَغَيره لَهُم أَن سقوا مِنْهُ مِثْقَالا بِشرب أَو حقنوا بِهِ نفع نفعا عَظِيما. لي. قد يُمكن تلطيف التَّدْبِير من أول الْأَمر إِذا كَانَت قُوَّة فَأَما إِذا لم تكن وَلم يُمكن ذَلِك وَلَكِن اجْعَلْهُ قَلِيلا جيد الْغذَاء سريع الهضم كأكباد الدَّجَاج المسمنة وخصى الديكة والقليل من خبز السميذ وصفرة الْبيض غير مستقصاة الشئ.
الْكَمَال والتمام المغس يكون من ريح غَلِيظَة ويستدل عَلَيْهَا بالنفخ والإنتقال من الْمَوَاضِع وَيكون لخلط غليظ بلغمي ويستدل عَلَيْهِ بثباته فِي مَكَان وَاحِد وَقلة الْعَطش وَالتَّدْبِير يكون من غليظ صلب محتقن فِي الأمعاء ويستدل عَلَيْهِ من أَن الْبَطن لَا ينزل مَعَه والشهوة تبطل ويعالج بالحقن والإسهال وَيكون من صَبر أَو يكون مَعَه لهيب وعطش شَدِيد فليؤخذ لهَؤُلَاء(3/22)
بزر قطونا وبزر رجلة وبزر خِيَار ودهن ورد وَمَاء ورد وَيكون المغس لقروح الأمعاء ويعالج بالعلاج الْخَاص بِهِ وينفع من المغس من الرّيح الغليظة حب البلسان والفلفل والنانخة وَحب البان والحماما والقنطوريون ألف ب الْكَبِير والكمون والجند بادستر.
العنصل والغاريقون والمر والزراوند والفنجنكشت والفوذنج الْجبلي والنانخة والكمافيطوس والفلفل والجنطيانا والوج والقردمانا والدوقو والجاوشير والجندبادستر وَالشرَاب الْعَتِيق.
من المنجح دَوَاء عَجِيب للمغس الْعَارِض من الرّيح الغليظة والبلغم: ساساليوس ثَلَاثَة دَرَاهِم انيسون أَرْبَعَة دَرَاهِم بزر كرفس جبلي وبزر كرفس بستاني وبزر الشبث ونمام وراوند صيي وكما فيطوس وكما ذريوس ثَلَاثَة ثَلَاثَة وَنصف سذاب اشقيل وَج ثَلَاثَة ثَلَاثَة حب بِلِسَان يدق وينخل ويعجن بِعَسَل منزوع الرغوة الشربة مِثْقَال بنبيذ صرف عَتيق حَار. لي رَأَيْت هَذِه الْأَدْوِيَة كلهَا فِي الْأَدْوِيَة المفردة جيد للمغس الريحي وَيَنْبَغِي أَن يَقُول فِي بَاب القولنج. لي يَنْبَغِي أَن تقسم أَسبَاب المغس كلهَا ويستقصى ويحول إِلَى القولنج فَإِنَّهُ أشبه. 4 (سفوف البزور التَّام لابتداء قُرُوح الأمعاء) بزر قطونا وبزر الريحان وبزر رجلة وبزر مر وحرف وبزر كتَّان مقلو وطين أرميني وصمغ عَرَبِيّ وبلوط وَخيَار وَورد وكزبرة مقلوة يجمع ويسقى. لي بزر قطونا رجلة مقلوان طين أرمني وصمغ عَرَبِيّ وبلوط وجلنار وَورد يجمع ويسقى فَإِنَّهُ بَالغ وتلقي إِذا كَانَت حرارة شَدِيدَة وصفراء: بزر الخس وخشخاش مقلو وَفِي أول الْأَمر إِنَّمَا تحْتَاج إِلَى مَا يقبض ليقوي المعي وَيمْنَع فتق الْعُرُوق الصغار الَّتِي فِيهَا وَإِلَى مَا يغري وَإِلَى مَا هُوَ نَحْو هَذَا: طين صمغ جلنار قاقيا وبزربنج وبزر قطونا بزر خشخاش هَذَا جيد جدا فاعتمد على هَذَا وَنَحْوه واسقه صفرَة الْبيض بالطين الأرمني وَاللَّبن الْمَطْبُوخ والحقن وإنفخة الأرنب وغراء الْجُبْن جيد جدا وَإِن كَانَ امتلاء فَلَا تدع الفصد لِأَنَّهُ مثل نزف الدَّم فَإِذا فصدت فِي الأبتداء خف وَيفْعل ذَلِك خَاصَّة ومل القابضة إِذا كَانَ الدَّم كثيرا جدا وَإِلَى المغريات إِذا كَانَت الخراطة هِيَ الْغَالِبَة.
المنجح قَالَ: إِذا صَارَت الخراطة مستحكمة فِي الْبيَاض وَلم تكن حمى وَلَا صفراء تنحدر وَلَا عَطش شَدِيد عولج الْمَرِيض بحقنة الزرانيخ. 4 (الشيافة التَّامَّة للزحير) كندر دم الْأَخَوَيْنِ أقاقيا إسفيذاج أفيون جلنار يجمع بصمغ وَيحْتَمل.
ابْن ماسوية قَالَ: الِاخْتِلَاف الَّذِي مثل غسالة اللَّحْم الْخَارِج بِلَا مغس وَلَا تقطيع وَلَا وجع فِي الْبَطن الْبَتَّةَ الَّذِي يهزل عَلَيْهِ الْجِسْم ويسمج اللَّوْن وَيفْسد المزاج إِن أزمن يكون عَن ضعف الكبد وعلاجه تسخين الكبد تقويتها سنبل الطّيب زعفران قشور السليخة قشور الفستق ثَلَاثُونَ ثَلَاثُونَ وأصل الْإِذْخر وفقاحة ثَلَاثَة ثَلَاثَة ونعنع وناتجة وأنيسون وبزر كرفس خَمْسَة خَمْسَة دوقو كمون ألف ب كرماني منقع فِي نَبِيذ يَوْمًا وَلَيْلَة مقلو قلوا يَسِيرا خَمْسَة دَرَاهِم حب الْغَار بقشره سِتَّة دَرَاهِم وَج مرضوض مقلو قلوا يَسِيرا لني الرُّمَّان عشرَة دَرَاهِم أسارون سَبْعَة دَرَاهِم أشنة عشرَة دَرَاهِم يشرب مِنْهَا دِرْهَمَانِ بالغدواة ودرهمان بالْعَشي بشراب ريحاني وضمد الكبد بالأفسنتين والسنبل وقصب الذريره ومصطكي وقشور كندر وسك بشراب ريحاني ونضوح مُعتق وَيطْعم الدراج المشوي ويذر عَلَيْهِ كرويا وكمون وسنبل وفلفل وقرنفل وَيسْتَعْمل الفستق ودهنه قَالَ: والسحج يكون إِمَّا لمرة صفراء تنصب إِلَى الأمعاء كثيرا وَإِمَّا البلغم مالح وَإِمَّا الْمرة سَوْدَاء وَإِمَّا لأكل شَيْء يثقل الأمعاء ويخرجها كالمرادسنج وخبث الْحَدِيد)
والزيبق ويستدل على مَوضِع السحج بالوجع وباختلاط الثفل بالخراطة واعرف التَّدْبِير الْمُتَقَدّم فَإِن كَانَت الْمرة تنصب إِلَى الأمعاء فَإِن السحج لَا يبرأ دون أَن تضمد الكبد بالأضمدة الْبَارِدَة ويفصد الباسليق وتبرد الأغذية لتكسر حِدة المرار فَإِذا بالأضمدة الْبَارِدَة ويفصد الباسليق وتبرد الأغذية لتكسر حِدة المرار فَإِذا أنقطع الجزؤ من الكبد فَعِنْدَ ذَلِك أقبل على السحج خُذ نشا مقلوا بزر خِيَار بزر الريحان وبزر قطونا من كل وَاحِد خَمْسَة عشر درهما يشرب ثلثة بِالْغَدَاةِ وَثلثه بالغشي وَيغسل لَهُ بالأرز غسلات ثمَّ يدق مَعَ فتات الْخبز السميذ المقلو بِزَيْت انفاق قَلِيل ويتخذ لَهُ حساء مِنْهُ وَإِن لم يكن محموما إطعم الطيهوج والدراج وحساء الْبيض قَالَ: وَلَا تسْتَعْمل حقن الزرانيخ إِلَّا بعد أَن يخرج الشَّيْء للزج الثخين الْأَبْيَض قَالَ: وَإِذا خرج بعد الخراطة دم كثير فَإِن القرحة(3/23)
قد أثرت أثرا قَوِيا وَفِي الشَّيْء الملبس على الأمعاء وَوصل إِلَى جرم المعي وَيفتح عروقه وَانْظُر إِلَى الْجُلُود الْخَارِجَة فِي البرَاز فَإِن كَانَت رقيقَة لينَة فَإِنَّهَا من الغشاء الدَّاخِل وَإِن كَانَت غَلِيظَة فَإِنَّهَا من الغشاء الْخَارِج الَّذِي هُوَ رَأس الأمعاء وَعند هَذِه الْحَالة قد تثقب الأمعاء وَلَا برْء لَهُ وَليكن ميلك مَا دَامَ الخراطة الْغَالِبَة الْأَشْيَاء المغرية لِأَنَّك تُرِيدُ أَن تخلف بدل مَا انجرد من لِبَاس الأمعاء الدَّم الْغَالِب فِيمَا يمْنَع الدَّم لِأَنَّك تُرِيدُ أَن تسد أَفْوَاه الْعُرُوق الصغار الَّتِي فِي الأمعاء وينفع الدَّم البزر قطونا ولسان الْحمل والبرسيان دَاري وَمَاء الرجلة والطين الأرميني لي يحْتَاج هَاهُنَا إِلَى القوابض المخدرة قَالَ: وَإِذا كثرت العفونة فِي الأمعاء وانصب فحقن الزرانيخ وينفع خُرُوج الدَّم والخراطة أَن ينْزع زبد اللَّبن الحليب ثمَّ يطْبخ الْبَاقِي بالحديد المحمي حَتَّى يغلط وتسقيه.
الزحير: قَالَ: فَأَما الزحير فقو فَم الْمعدة بِمَاء القمقم وَإِن كَانَ فِيهَا لذع أَو شقَاق فامسحها بمرهم إسفيذاج وَحمله فَإِن كَانَ فِيهَا قيح شَدِيد فجملة دم الْأَخَوَيْنِ والكندر والإسفيذاج ألف ب والأقاقيا والأفيون وَإِن كَانَت القرحة وضرة كَثِيرَة الْبيَاض فَاجْعَلْ مَعَه أَقْرَاص الزرانيخ قَالَ: وينفع هَؤُلَاءِ الجوذاب الْمُتَّخذ من خبز بِلَا سكر لي المغس ضَرْبَان: ضرب من الرّيح فاطلب علاجه فِي بَاب النفخ وَبَاب الْمعدة وَمِنْه ضرب من الصَّفْرَاء.
الْكَمَال فِي المنقية قَالَ المغس الْعَارِض من الصَّفْرَاء: بزر قطونا دِرْهَمَانِ بِمَاء بَارِد مَعَ درهمي دهن ورد أَو أَربع أَوَاقٍ من مَاء رمان مز مر مَعَ دِرْهَم دهن ورد يفعل ذَلِك بِمَاء الْخِيَار المعصور قَالَ: وينفع من البلغم المالح وَالرِّيح الغليظة الايرسا مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار)
أَو بِمَاء الْعَسَل وَكَذَلِكَ الْحَرْف المسحوق والأنيسون والوج والمر والقردمانا وبزر الكرفس وعود البلسان وحبه والزراوند والقنطوريون الغليظ والكمافيطوس فَهَذِهِ كَأَنَّهَا مَتى شرب من أَحدهَا أَو مِنْهَا دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار أذهب المغس الْعَارِض من الرِّيَاح. روفس فِي المالنخوليا قَالَ: قد يعرض لمن بِهِ قرحَة فِي أمعائه إسهال الكيموس الْأسود وَذَلِكَ دَلِيل الْمَوْت.
الْمسَائِل: الطين الْمَخْتُوم نَافِع من قُرُوح الأمعاء شرب أَو احتقن بِهِ وَإِن كَانَ قد حدث فِيهَا تَأْكُل فَيَنْبَغِي أَن يتَقَدَّم قبل ذَلِك بِالْغسْلِ بِمَاء الْملح إِذا كَانَت القرحة عفنة ثمَّ يحقن بالطين الرُّومِي وَهُوَ الْمَخْتُوم فَإِنَّهُ يبرئها لي قد يهيج بِأَقْوَام مغس وتقطيع ويبس الطبيعة وأعراض تشبه القولنج ثمَّ لَا يبْقى إِلَّا أَيَّامًا حَتَّى تهيج قُرُوح الأمعاء الرَّديئَة وَرَأَيْت ذَلِك يكون فِي الصفراويين والسوداويين إِلَّا أَنه إِذا كَانَ من السوداويين لم تَبرأ قروحهم الْبَتَّةَ مثل مَا كَانَ بِعَبْد الله الحاسب فسل عَن ذَلِك سرابيون إِذا اشتدت الْحَاجة عِنْد التبرز والتواتر وَيخرج فِي البرَاز مخاطية ونقط صغَار(3/24)
دموية فَوق البرَاز فَإِنَّهُ يُسمى زحيرا وَيكون إِمَّا لفضله حارة تنصب إِلَى هَذَا الْموضع فيلذعه ويشوقه إِلَى البرَاز الْمُتَوَاتر أَو لورم فِي هَذَا المعي فيتوهم العليل الْحَاجة إِلَى التبرز لي يُعْطي عَلَامَات الورم والحدة إِذا كَانَ لفضلات حادة تنصب إِلَى الأمعاء يَصُوم الْمَرِيض يَوْمَيْنِ لكَي تنقى تِلْكَ الفضلات ثمَّ أغذه بغذاء يسير وَليكن خبْزًا مبلولا بِلَبن حليب مطبوخ حَتَّى يغلظ وَإِلَّا حساء المتخذة بالأرز والخندروس والجاورس وَإِن كَانَت الطبيعة منطلقة فَإِن لم ينقص أمره فاحقنه بِهَذِهِ مَعَ صفرَة الْبيض ودهن ورد وَالْبَيَاض والنشا وَجُمْلَة هَذِه الشياقة قشور كندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وزعفران وأفيون وصمغ تطير بلاليط ويتحمل فَإِن كَانَ الورم فِي هَذَا المعي فَإِنَّهُ لَا يكون هُنَاكَ دم وَلَا مخاطية لَكِن شَهْوَة للبراز دائمة شَدِيدَة وتوهم أَن هُنَاكَ ثقلا من غير أَن يكون قَالَ: فَفِي هَؤُلَاءِ اسْتعْمل التكميد بصوف قد بللته بدهن ورد مَعَ قَلِيل شراب وَليكن فاتراً وصب مِنْهُ بعد ذَلِك على الأرابي والمراق والعانة وادهن بِهِ الخصيتين ألف ب والشرج فَإِن دَامَ الوجع فاحقنه بدهن شيرج مسخن فاتر ويحتمله سَاعَات فَإِنَّهُ إِذا احْتمل سَاعَات حلل الورم وَسكن الوجع وينتفعون بِالْجُلُوسِ فِي طبيخ الخلية وبزر الْكَتَّان وأصول الخطمى لِأَن هَذِه تحل الورم ويعظم النَّفْع بالكرنب المسلوق مَعَ مخ الْبيض ودهن ورد وتضمد المقعدة بِهِ فَإِن حدث تلهب فِي الورم جعل ذَلِك مَعَ عِنَب الثَّعْلَب ودهن الْورْد ومخ الْبيض. وَقد يحدث مثل ذَلِك للبواسير فَإِن)
اسْتعْمل علاجها جوارش الزحير والبواسير: إهليلج كأبلى وأملج وبليلج أُوقِيَّة أُوقِيَّة تعجن بِمَاء السفرجل ويعلق حَتَّى ينشف ثمَّ يجفف فِي الْهَوَاء ويغلى فِي طنجير بِسمن الْبَقر حَتَّى يجِف يمسح بِهِ نعما ويقلى ثمَّ يُؤْخَذ بزر كتَّان مقلو وبزر كراث مقلو أَو رشاد مقلو ومصطكي نصف أُوقِيَّة من كل وَاحِد طين أرميني أُوقِيَّة الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِرَبّ السفرجل وَإِن كَانَ فِي الهضم تَقْصِير فَاجْعَلْ مِنْهُ نصف أُوقِيَّة وَمن الكمون الْكرْمَانِي منقعا بخل يَوْمًا ولية مقلو بعد هَذَا وَهَذَا الجوارش صَالح إِذا لم تكن حرارة وَكَانَت بواسير مَعَ الزحير تهيج وتؤذي قَالَ: وَإِن كَانَ اشتياق إِلَى البرَاز دَائِما وَلَا يخرج شَيْء الْبَتَّةَ وَطَالَ ذَلِك فدخنه بالكبريت المعجون بشحم الكلى فِي قمع لِئَلَّا يشْتَد وَإِن اشْتَدَّ الوجع أَيْضا وَلم يسكن فاحقنه بِمَاء مصل من زيتون المَاء حَتَّى تحرقه وتكويه ثمَّ اسْتعْمل مَا يسكن وَجَعه بعد ذَلِك فِي اخْتِلَاف الدَّم. قَالَ: قد يكون نوع من اخْتِلَاف الدَّم يُسمى ذوسنطاريا الدموية وَهِي من نَحْو مورندارس لِأَنَّهَا إِنَّمَا تكون إِذا كثر فِي الْجِسْم الدَّم فَرُبمَا انتفحت أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي الأمعاء الدقاق أَو الَّتِي فِي الْغِلَاظ وَيُسمى الَّذِي يكون باخْتلَاف دم شبه مَاء اللَّحْم عَن ضعف الكبد ذوسنطاريا دموية أَيْضا. قَالَ: وَقد يحدث فِي المعي قُرُوح إِذا أنصبت إِلَيْهَا أخلاط رَدِيئَة من الكبد لرداءة مزاجها أَو لورم حَار فِيهَا وَإِذا كَانَ الَّذِي بِهِ سحج المعي صفراويا كَانَ أسهل برءا وَإِن كَانَ سوداويا عسر بُرْؤُهُ.
قَالَ: وَإِذا حدث اخْتِلَاف الدَّم فاقحص عَن حَال الكبد فَإِن كثيرا من الْأَطِبَّاء لَا يلتفتون إِلَى ذَلِك ويعالجون العليل بعلاج اخْتِلَاف الدَّم فيعطب العليل.(3/25)
الْفرق بَين الذوسنطاريا الدموية وَهُوَ الَّذِي يكون لفتح الْعُرُوق أَو لضعف الكبد وَبَين المرية وَهِي الَّتِي تسجح حَتَّى يخرج الدَّم فَالْفرق: أَنه إِن كَانَ اخْتِلَاف الدَّم بِلَا وجع فَإِنَّهَا دموية وَإِن كَانَ مَعَ وجع فَإِنَّهَا مرية وَالثَّانِي أَنه إِن كَانَ من أول الْعلَّة إِلَى آخرهَا اخْتِلَاف دم فَقَط فالعلة دموية وَإِن كَانَ مرار أَولا ثمَّ أَشْيَاء رَدِيئَة ثمَّ انْبَعَثَ دم وخراطة فالعلة مرية وَالثَّالِث أَنه إِن كَانَ الدَّم يجْرِي بأدوار فَإِنَّهَا دموية وَالرَّابِع إِن كَانَ ينهك الْجِسْم عَلَيْهِ فَإِنَّهَا دموية ألف ب وَالْخَامِس أَنه إِن كَانَ يجد وجعا فِي الكبد فَإِنَّهَا دموية وَإِن كَانَ فِي الأمعاء فَإِنَّهَا مرية. لي وَإِذا كَانَ يخرج مَعَ الزحير بَنَادِق وَلم تكن حرارة فاعط الْحبّ الْمقل أَو صمغ البطم فَإِنَّهُ يسهلها وينفع السحج إِذا كَانَ مَعَ حرارة فاعط الْحبّ الْمُتَّخذ من لب الخيارشنبر وَرب السوس والكثيراء والزحير الَّذِي من ريح غَلِيظَة ممدة أَسْفَل دموية وينفع من الشد وَرُبمَا احْتِيجَ إِلَى)
حقن بالدهن الفاتر وَنَحْوهَا حَتَّى تخرج البنادق. 3 (الْفرق بَين الَّتِي فِي الدقاق وَبَين الَّتِي فِي الْغِلَاظ) إِن كَانَت الخراطة والقشور غلاظاً كبارًا فَإِنَّهُ من الْغِلَاظ وَإِن كَانَ يهيج الوجع فَوق السُّرَّة وتجيء الخراطة بعد ذَلِك فَإِنَّهُ فِي الدقاق وبالضد وَإِن كَانَ شَدِيد الِاخْتِلَاط فَإِنَّهُ من الدقاق وبالضد وَإِن كَانَ فِيهِ دسم فَإِنَّهُ من الْغِلَاظ.
علاج أنظر أَولا هَل مَا انحدر إِلَى الأمعاء قد انْقَطع وَإِنَّمَا بَقِي أَثَره فِي الأمعاء أم التحدر لَا بَث فَإِن كَانَ لابثا فاقصد قطعه إِن كَانَ خلطا رديئاً قد عَم الْجَسَد كُله واقصد لاستفراغه. لي يُعْطي عَلَامَات فِي لبث التحدر وَهُوَ مَا يظْهر فِي البرَاز من الْأَشْيَاء الرَّديئَة وَإِن كَانَ للتكبد وَغَيره فاقصد لَهُ خَاصَّة ضعفا مان أَو سوء مزاج فَإِذا أحكمت ذَلِك فَحِينَئِذٍ اقصد القرحة بِنَفسِهَا فامنع العليل من الْغذَاء يَوْمَيْنِ فَإِن لم تكن حمى فاغذه فِي الثَّالِث بِلَبن مطبوخ بالحديد لِأَنَّهُ نَافِع جدا إِذا ذهبت رطوبته وغلظه ثمَّ اعطه بعد ذَلِك خبْزًا مبلولا بِمَاء الرُّمَّان الحامض ثمَّ اتخذ لَهُ حساءاً من لبن ولتكن حاراً مَعَ دَقِيق الْأرز وَالْحِنْطَة وَتَكون الشَّحْم شَحم مَاعِز أَو من الجاروش وَيجْعَل فِيهِ صمغ ويتخذ أَيْضا من الخشخاش والنشا المقلو وَمن الْخبز الْيَابِس الْمُتَّخذ من السميذ يتَّخذ حساء بِمَاء السفرجل وَالرُّمَّان وَيجْعَل فِيهِ صمغ قَالَ: وَإِن لم تكن حمى فاطبخ مَعَه الأكارع وَأما اللحوم فضارة لقروح الأمعاء فَإِن طَالَتْ الْعلَّة وَسَقَطت الْقُوَّة فَاسْتعْمل لُحُوم الطير الْيَابِسَة كالدراج والحجل والشفنين وَمن ذِي الْأَرْبَع الأرانب والغزلان وَإِلَّا عنز الْبَريَّة وَيجْعَل مَعهَا القوابض والممسكة وتوق الْفَوَاكِه إِلَّا الكمثرى أَو السفرجل وَنَحْوهَا من القوابض وَيكون مَا يسقونه مَاء الْمَطَر فَإِن ضعفت الْقُوَّة بآخرة فَاسق شراب السفرجل وَنَحْوه فَإِن ضعف أَشد وَلم تكن حمى وَلَا حرارة فَاسق الشَّرَاب الْأسود الْقَابِض شَيْئا قَلِيلا وبارد بالأدوية والعلاج مادمت قُوَّة العليل بَاقِيَة اسْقِ البزور بِرَبّ السفرجل مثل هَذِه: بزر قطونا وبزر مرو وبزر الرجلة وبزر الريحان وبزر لِسَان الْحمل وبزر(3/26)
الْورْد وبزر الحماض وبزر الخطمي مقلوة طباشير نشا مقلو صمغ عَرَبِيّ وَمن طين أَرْبَعَة أَجزَاء يقلى الْجَمِيع على المقلى قلواً حسنناً وَيجمع وَيُعْطى ألف ب خَمْسَة دَرَاهِم بِمَاء الصمغ المنقع مَعَ الطين الأرمني وَإِن كَانَت حمى سقِِي أَقْرَاص الطباشير الممسكة بِرَبّ التفاح ويسقى بالْعَشي بزر قطونا مقلوة دِرْهَمَيْنِ مَعَ طين أرمني وَإِن كَانَت القرحة)
فِي أَسْفَل فالحقن وَإِن كَانَ مَا يَأْتِي من الدَّم أَكثر وَلم يكن وجع فالأشياء القابضة أَكثر وَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا فَاعْلَم أَن الْخَلْط حَار لذاع فالأشياء المعدلة وَاحْذَرْ فِي استعمالك الحقن أَن تدخل مَعهَا ريح فَإِن ذَلِك ليضر. لي. ذَلِك يكون بِأَن الْعُضْو فِي مُدَّة لَا يحل عَنهُ ثمَّ يضْبط عَلَيْهِ أيضاُ لَكِن إِذا لَزِمته لم تحله الْبَتَّةَ وادهن الأنبوب بشمع ودهن فَإِن خفت فاسخن الشرج فَإِن ذَلِك يبْقى الحقنة لِئَلَّا تخرج زَمَانا طَويلا وَليكن ذَلِك بميل صوف نقي فِي شراب قَابض مسخن يكمد بِهِ فَإِن كَانَ فِي المعي تَأْكُل وعلامته أَن يكون مَا يستفرغ مُدَّة فَقَط بِغَيْر دم فحيتئذٍ تحْتَاج إِلَى أدوية محرقة وَإِيَّاك وَهِي إِذا كَانَ دم لِأَن حَاله حَال القروح الْخَارِجَة وَصَاحب الخراجات الحاذق إِذا رأى قرحَة وضرة لم تفن بِهَذِهِ الْأَدْوِيَة لَكِن تقبل على الدَّوَاء الحاد قبل أَن تتسع القرحة وتعظم فَعَلَيْك بأقراص الزرانيخ إِذا كَانَ مَا ينصب مُدَّة فَقَط احقن مِنْهَا بِقدر نصف دِرْهَم يُؤْخَذ زرنيخان ثَلَاث أوراق نورة لم تطفأ سِتَّة أوراق قرطاس أَرْبَعَة أقاقيا أَربع يعجن بِمَاء لِسَان الْحمل ويقرص ويجفف فِي الظل وَقد يُزَاد فِيهِ طراثيث أوقيتان يحقن مِنْهُ بِنصْف دِرْهَم وَأَكْثَره دِرْهَم فيداف فِي نصف رَطْل من مَاء لِسَان الْحمل وطبيخ الْأرز المغسول مَرَّات والورد ويحقن بِهِ وَكَثِيرًا مَا تألم الْعليا والسفلى جَمِيعًا فَاسْتعْمل الحقن والأدوية الَّتِي تشرب فَإِن كَانَت القرحة فِي المعي الْمُسْتَقيم حَيْثُ تصل إِلَيْهَا البلاليط فَعَلَيْك بِهَذَا: خُذ دم الْأَخَوَيْنِ وقاقيا وطيناً أرمينيا وإسفيذاجاّ فاتخذه بلوطاً وَإِن كَانَت القرحة رَدِيئَة فاطرح فِيهَا قرطاساً محرقاً وأطل الظّهْر فِي أَسْفَله بالمراهم القابضة الْمَانِعَة وأجلس العليل فِي طبيخ القوابض.
من أقربادين حُبَيْش دَوَاء نَافِع لاخْتِلَاف الدَّم مَعَ الْحمى الشَّدِيدَة عَجِيب فِي ذَلِك جدا: ورد يَابِس أَرْبَعَة دَرَاهِم صمغ بسد ثَلَاثَة ثَلَاثَة زعفران طباشير كهربا جلنار قاقا سماق طين مختوم لحية التيس دِرْهَم دِرْهَم بزر قطونا دِرْهَمَانِ حب الحماض مقشر دِرْهَمَانِ أفيون دانقان مصطكي نصف دِرْهَم كافور دانقان خشخاش أَبيض دِرْهَمَانِ يعجن بعصارة لِسَان الْحمل فَإِنَّهَا عَجِيبَة.
الأولى من الْمُفْردَات: ألف ب الْأَشْيَاء اللزجة المغرية الَّتِي تقمع الحدة وَتَنْفَع من بِهِ حرقة فِي أمعاء من مشي فضول لذاعة شربت أَو احتقن بهَا كشحم البط وعصارة الخندروس وشحم الأوز وشحم الماعز إِلَّا أَن شَحم الماعز أبين نفعا من هَذِه كلهَا لِأَن هَذَا الشَّحْم يسكن اللذع الَّذِي)
فِي الأمعاء لجموده عَلَيْهَا وتغريته لَهَا سَرِيعا.
السَّادِسَة: الْعِلَل والأعراض قد يحدث ضرب من اخْتِلَاف الصديد الدموي من ذوبان يحدث للبدن فِي اللَّحْم الطري أَو فِي الأخلاط وَلَا يكون رَقِيقا فتجذبه الكلى فيميل(3/27)
إِلَى الأمعاء لي تَغْلِيظ الدَّم وتدبير أَصْحَاب الرّقّ لي على مَا فِي كتاب العلامات إِذا كَانَ مَعَ اخْتِلَاف الدَّم حمى وضربان فِي مَوضِع من الْبَطن فَفِي الأمعاء ورم مَعَ القرحة وَإِذا كَانَ مَا يخرج سمجاً وَهُوَ مَعَ ذَلِك منتن صديدي مختلط يقطع لَهَا عظم فَإِن فِي الأمعاء عفونة وَالْفرق بَين هَذَا والكائن عَن الكبد بِأَن ذَلِك لَا يكون شَدِيد النتن وَرُبمَا لم يكن منتناً الْبَتَّةَ ويتقدمه وجع الكبد والعطش وَلَا يكون مَعَه وجع وَهَذِه أعنى الخبيثة مَعَ وجع شَدِيد جدا ونتن مفرط وَأَنا ارى حقن هَذَا بالزرانيخ إِن لم يكن قد قَامَ بِقطع لحم فَإِن كَانَ قد قامها فَإِن يحقن أَيْضا أصلح لِأَنَّهُ لَعَلَّ خلاصاً يكون بِهِ وَقد رَأَيْت فَضله قَامَ مقَام هَذَا الْقيام وَبرئ إِلَّا أَن ذَلِك عِنْدِي كَانَ عَن كبده وَلَا يحقن من ذَلِك عَن كبده بالزرانيخ وَبِالْجُمْلَةِ فَلَا يحقن بالزرانيخ إِلَّا أَن يغلب النتن جدا اَوْ يكون كُله أَبيض.
فليغريوس: فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: تقليل الْغذَاء أَجود كل علاج لمن يخْتَلف الدَّم وَليكن من أخف الأغذبة وأسرعها هضماً لي فرق بَين السحيح السوداوي وَغَيره بِأَن تكون لَهُ رَائِحَة حامضة وتغلي مِنْهُ الأَرْض فَإِذا كَانَ ذَلِك فَلَا يبرأ صَاحبه الْبَتَّةَ وَقد يكون اخْتِلَاف سوداوي وَيبرأ مِنْهُ وَيكون عَن احتراقات فِي الكبد سمجة اللَّوْن لَا تكون لَهَا رَائِحَة حامضة وَلَا يغلي مِنْهَا الطين لي على مَا رَأَيْت لِلْيَهُودِيِّ: إِذا كَانَ مَا ينزل من المخاطية والدموية أخلاط صفر مزيدة فالسحج صفراوي وَإِذا كَانَت هُنَاكَ مخاطية لزجة فالقرحة بلغمية وَإِذا كَانَت هُنَاكَ رقيقَة إِلَى السوَاد وفاحت مِنْهَا رَائِحَة إِلَى الحمضة فالعلة سوداوية ومم يجب أَن يحذر صَاحب الزحير الْبَارِد الْبرد يُصِيبهُ وَلَا سِيمَا الْبَطن مِنْهُ والقدمين وَأكل الْأَطْعِمَة الغليظة البلغمية كالفطر والكمأة واللفت وَلحم الأترج والخوخ والفاكهة الرّطبَة كلهَا إِلَّا القابضة.
أَقْرَاص الطباشير الممسكة: طباشير وَورد وسماق منقى وبزر حماض مقشر يجمع بِمَاء الصمغ الْعَرَبِيّ ويقرص جَيِّدَة)
لقروح الأمعاء مَعَ حرارة وعطش وَإِذا لم تكن حرارة وعطش فَيُؤْخَذ كندر ومصطكي وأبهل ونانخة وطين وطباشير وصمغ يقرص ويسقى مَعَ الْحَرْف.
الْيَهُودِيّ: انْظُر لَا تجْعَل فِي شَيْء من الحقن أقاقيا إِلَّا أَن ترى فِيهِ دَمًا قَالَ: وينفع ألف ب الزحير مَعَ البواسير الْحَرْف المحمس جدا قَالَ: وَاتخذ للمبطون خبز بلوط وسماق. بولس يقطع الِاخْتِلَاف الدموي الطلى بالكندر وَالشرَاب الْقَابِض والخل وَمَعَهُ الأقاقيا وَنَحْو وَأما الزحير وَالِاخْتِلَاف الْمُتَوَاتر فكمد المقعدة بأَشْيَاء حارة عفصة كطبيخ العفص ويضمد بهَا حارة وَمَعَ الْأَشْيَاء الحارة بالقوية القابضة كالأبهل وَنَحْوه.
الثَّالِثَة جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة اخْتِلَاف الدَّم يكون إِمَّا من وجع وَاخْتِلَاف بِشَيْء حَار مثله وَإِمَّا بِلَا ذَلِك وَالَّذِي بِلَا ذَلِك يكون إِمَّا دَمًا خَالِصا نقيا وَيكون إِذا قطع من الْجِسْم عُضْو أَو ترك رياضة فَكثر الدَّم دفْعَة وَإِمَّا أَن يكون كغسالة اللَّحْم الطري وَذَلِكَ يكون لبرد الكبد وَإِمَّا دم غليظ اسود وَذَلِكَ يكون من أجل سدة حدثت فِي الكبد فَصَارَ الدَّم لَا ينفذ إِلَى الْجِسْم لكنه يبْقى فِي الكبد فيحترق ويغلظ ثمَّ ينْدَفع إِلَى الأمعاء لي وَإِمَّا لِأَنَّهُ(3/28)
يخرج من الطحال لي على مَا هَاهُنَا ليَكُون أعظم فضل بَين اخْتِلَاف مرّة الدَّم وَبَين قرحَة الأمعاء وَالَّذِي عَن الكبد الوجع فالمغص والخراطة وَالدَّم يَجِيء دَائِما قَلِيلا قَلِيلا بمغص ووجع شَدِيد وَمَعَ خراطة وَبعد اخْتِلَاف مرّة أَو خلط حاد وَأعظم على أَنه من الكبد عدم الوجع وَأَن يَجِيء بنوائب وَيكون بِلَا مغس وَيكون كثيرا قَالَ: الزحير إِمَّا أَن يكون من أجل برد شَدِيد عنيف وَإِمَّا لمرار مدَاخِل لجرم الأمعاء لي أَحْسبهُ يزِيد بالزحير المغس.
من كتاب ينْسب إِلَى ج: قَالَ: احقن من بِهِ عِلّة فِي الأمعاء السُّفْلى بِالْغَدَاةِ والعشي بالحقن مَتى قَامَ. الْأَعْضَاء الألمة السَّادِسَة قَالَ قولا يجب مِنْهُ مَتى مَا دَامَ الَّذِي ينحدر مرار وبلغم جرى مَعَ دم قَلِيل فَذَلِك ابْتِدَاء قرحَة حَتَّى إِذا كثر فَذَلِك استحكام القرحة حَتَّى إِذا اخْتلطت خراطة مَحْضَة فَذَلِك نِهَايَة القرحة لي فِي الْوَقْت الأول يحْتَاج إِلَى المغرية القابضة وَفِي الثَّانِي إِلَى المنقية وَهَذَا إِذا قل الدَّم وَكثر الْقَيْح أَو كَانَت رَائِحَة شَدِيدَة وعفونة وصديد متين يحْتَاج إِلَى الزرانيخ لي إِذا عتقت قُرُوح الأمعاء وطالت فالأشياء الكاوية الأن القرحة قد عفنت وَلَا)
يجب أَن يكون ذَلِك جزَافا بل على مَا أصف يُؤْخَذ عشرَة دَرَاهِم نورة حَيَّة وَخَمْسَة دَرَاهِم زرنيخ اصفر منخول بحريرة وَيُؤْخَذ قلى ونورة فتنقع بِالْمَاءِ وَيتْرك ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يسحق بِهِ ذَيْنك فِي هاون حَتَّى ينخل ويسود ثمَّ يقرص وَيرْفَع حَتَّى يجِف ثمَّ يُؤْخَذ عِنْد الْحَاجة دِرْهَم وَاحِد ويحقن بِهِ بِأَن يداف فِي ثَلَاث أَوَاقٍ من طبيخ العدس المقشر والورد فَإِن الْأَشْيَاء المغرية لَيْسَ لَهَا هَاهُنَا مَوضِع وَإِن وجد لَهُ العليل لذعاً شَدِيدا فتنقص مِنْهُ بِقدر مَا يحْتَمل فَإِن أَصَابَهُ مِنْهُ لذع شَدِيد حَتَّى يكَاد يغشى عَلَيْهِ حقنته بدهن مفتر حَتَّى يسكن لذعه ألف ب مَرَّات وبمقدار غلظ القرحة وإزمانها يكون قدر الزرانيخ وَالْمَاء الَّذِي يحل فِيهِ فَإِذا كَانَ الْأَمر غليظاً فأدف فِي مَاء الْملح وَهَذَا أَشد مَا يكون لَا يقوى عَلَيْهِ إِلَّا قوي الْقُوَّة والأجود أَن يديف ذَلِك فِي طبيخ العدس والورد والعفص وجفت البلوط فَإِنَّهَا تعين المحرقات حَتَّى تكون الخشكريشة بَالِغَة وتفقد قُوَّة العليل فَإِن كَانَت سَاقِطَة واحتجت إِلَى حقنة بذلك فقليلا قَلِيلا مَرَّات وبقدر مَا يقل اللذع وَقبل أَن تحقنه وأطعمه طَعَاما قَلِيلا قَوِيا مثل قبج كردمانك بِمَاء السماق وَنَحْو ذَلِك وَرَأَيْت الْقدر الَّذِي تحقن بِهِ من أَقْرَاص الرازيانج من نصف دِرْهَم إِلَى دِرْهَم فِي ثَلَاث أَوَاقٍ طبيخ الْأَدْوِيَة وخطأها عَظِيم فَإِذا اشْتَدَّ اللذع فَتَدَاركهُ بِأَن تحقنه بالدهن المفتر قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ يسكن اللذع وَيمْنَع أَن تحرق الأمعاء.
جارجس: اسْقِ صَاحب السحج أَرْبَعَة مَثَاقِيل من صمغ عَرَبِيّ مسحوق بِمَاء بَارِد(3/29)
واسقه فلونيا فارسية بِمَاء بَارِد أَو طبيخ الْأرز وَاللَّبن الحليب بِقطع الْحَدِيد واسقه قدر نواة من أنافخ الأرانب.
الثَّانِيَة من تَفْسِير الثَّانِيَة من إيذيميا: قَالَ: جَمِيع النَّاس يعلم أَن اخْتِلَاف الدَّم إِذا طَال خرج مَعَه أَشْيَاء منتة الرّيح وَلَا يكون فِي الزحير اخْتِلَاف منتن لِأَن الزحير فِيهِ أَسْفَل. لي على مَا رَأَيْت فِي الميامر شراب جيد لقروح الأمعاء ويسكن الْعَطش: حب رمان حامض وسماق وغبيراء وخرنوب وكمثرى وسفرجل مقطع بالسواء يطْبخ حَتَّى ينْعَقد ويمزج وَيشْرب.
التَّاسِعَة لقروح الأمعاء: كندر حضض أقاقيا يسقى مِثْقَالا وَلم أر دواءا فِي بَاب القروح الَّتِي فِي الأمعاء إِلَّا وَفِيه أفيون أَو بنج أَو نَحوه وبالحق فعل ذَلِك لِأَن هَذَا يُخَفف ويدمل ويخدر وَيعْقل الْبَطن وَمِقْدَار مَا يحقن)
من أَقْرَاص الزرانيخ ثَلَاثَة مَثَاقِيل أَو أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمِقْدَار خمس أوراق طبيخ الْأَشْيَاء القابضة وَلَكِن أقراصه لَيست بكثيرة الخلوص والحدة. لي خبرني الْكَاتِب قَالَ: حقنت ابْن نصير بذرور أصفر وزن مِنْهُ مِثْقَالا فأدافه فِي أُوقِيَّة دهن ورد خام وحقنة فحدست أَنه القلقنديون المصعد قَالَ: فَرَجَعت الخلفة من مائَة إِلَى عشر وانقطعت من الْغَد وبرأ بعد خَمْسَة عشر يَوْمًا ثمَّ عاوده فعاود العلاج فبرأ.
الميامر التَّاسِعَة أَقْرَاص الزرانيخ: زرنيخ أَحْمَر وأصفر جُزْء جُزْء اقاقيا نورة نصف نصف يعجن بشراب قَابض وَيعْمل أقراصا كل قرص من ثَلَاثَة مَثَاقِيل ويحقن بِوَاحِدَة مَعَ بعض الْمِيَاه القابضة وَإِن كَانَت قوته ضَعِيفَة حقن بِأَقَلّ من هَذَا الْمِقْدَار مَعَ شراب ممزوج. لي أَقْرَاص زرانيخ تكوى وَلَا توجع عجينة: زرنيخ أصفر ونورة جزءان أفيون كندر دم الْأَخَوَيْنِ من كل وَاحِد يعجن بطبيخ الْورْد ويحقن بطبيخ الخشخاش والورد وَهَذِه حقنة. لي جَيِّدَة بِلَا زرنيخ: عدس مقشر ألف ب وَورد أرز جلنار خشخاش شعير مقشر يطْبخ وَيُؤْخَذ كندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وإسفيداج الرصاص وأقاقيا فتتخذ أقراصا بِمَاء الصمغ ويداف مِنْهُ أَرْبَعَة دَرَاهِم فِي ثَلَاث أَوَاقٍ من الطبيخ ويحقن مَعَ نصف مَعَ نصف أُوقِيَّة من دهن ورد ويتفقد الِاخْتِلَاف فَمَتَى كَانَ الدَّم أغلب فمل إِلَى العفصة من الأغذية والأدوية والحقن حَتَّى يكون الطبيخ من ورد وجلنار وكحل وَإِذا كَانَ اللذع والمغس أَشد فمل إِلَى المغرية حَتَّى يكون الطبيخ من الْأرز وَالشعِير المقشر والدهن وشحم الْمعز أَو أَقْرَاص الاسفيداج وطين وصفرة الْبيض المسلوق وَنَحْوهَا مَتى كَانَت الْمدَّة أَكثر فلتكن الغاسلة المنقية كالزرانيخ والقرطاس المحرق وَنَحْوه.
الميامر: احقن عِنْد اللذع الشَّديد بِمَاء الحلبة وبزر الْكَتَّان. قَالَ: وَتَقْدِير الحقنة للرِّجَال أَربع أَوَاقٍ وللصبيان أوقيتان.
قرص آخر من هُنَاكَ: زرنيخ أصفر مثقالان أَحْمَر خَمْسَة مَثَاقِيل نورة حَيَّة ثَلَاثُونَ قرطاس محرق أَرْبَعَة احقن مِنْهُ بِثَلَاثَة مَثَاقِيل مَعَ ثَلَاثَة مَثَاقِيل من الْملح المسحوق بِسِتَّة(3/30)
دوارق من مَاء بَارِد. لي هَذَا فِي نَحْو العلاج الَّذِي ذكره فِي حِيلَة الْبُرْء وَإِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِ إِذا كَانَت القروح قد عفنت جدا وَالرجل قوي الْقُوَّة.)
أَقْرَاص جَيِّدَة لقروح المعي والشرج عفص فج يسحق كالكحل دَقِيق سميذ وأرز منخولان بحرير صمغ عَرَبِيّ يعجن الْجَمِيع بصفرة بيض وبياضه وَيجْعَل أقراصاً دقاقا وتشوى على آجرة فِي تنور بِقدر مَا لَا يَحْتَرِق ويسقى مِنْهُ العليل قرصة فِيهَا خَمْسَة دَرَاهِم فَإِن لم تكن حمى فليسق مَعهَا دانقان من الفلفل ودانقان من الأفيون قَالَ: قَالَ: وأقراص الزرانيخ احقن بهَا قدر سرعَة حس العليل وَنَظره وقوته وَعظم بدنه وَأكْثر مَا يحقن بِهِ أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَالْوسط مِنْهُ مثقالان وَأقله مِثْقَال وَلَا يحقن بهَا إِلَّا إِذا عتقت قُرُوح الأمعاء وَإِذا طرحت فِيهَا زعفرانا وأفيونا سكن الوجع أَيْضا ويجلب النّوم وَكَانَت أَحْمَر وليأكل العليل شَيْئا قبل أَن تحقنه ثمَّ ذكر أَقْرَاص زرانيخ عدَّة فِيهَا: بزر بنج وأفيون وزعفران واضمده فِيهَا بزر بنج وأفيون وزعفران وَأَشْيَاء قابضة وعطرة وَاتخذ من بَعْضهَا أقراصا ويطلى بِهِ وَقت الْحَاجة. لي تجربة: وجدت الأشياف الَّتِي تتحمل للزحير يكون أقوى إِذا كَانَت قابضة وأجودها هَذَا: عفص فج وإسفيداج الرصاص وكندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وأفيون يتَّخذ شيافا. لي سفوف لقروح الأمعاء مَعَ برد: بزر كتَّان وبزر خطمى وحرف وبزر الريحان وكندر وصمغ وطين ومصطكى وَسعد ونانخة يستف مِنْهُ جيد بَالغ. من كتاب الحقن: قَالَ: حقنة الخشخاش جَيِّدَة جدا للقرحة فِي الأمعاء تسكن اللذع والوجع وتقطع الِاخْتِلَاف. لي البزور الَّتِي تصلح للحقنة: الشّعير المقشور والأرز والعدس المقشر والخشخاش وَمن غَيره ألف ب بالورد والبلوط والجلنار وَنَحْوهَا. لي على مَا رَأَيْت: إِذا عتقت القرحة وتأكلت وَلم يُمكن أَن يحقن بالزرانيخ لضعف العليل وَشدَّة الْحس فليحقن بِمَاء الْعَسَل ثمَّ ليحقن من بعد أَربع سَاعَات بِمَاء الْملح ثمَّ يحقن بعد ذَلِك بالطين الْمَخْتُوم مدافاً فِي مَاء فاتر فَإِنَّهُ برءه. من كتاب العلامات إِذا كَانَ بانسان اخْتِلَاف دم بقيء أَو ببول ثمَّ عرض لَهُ بَغْتَة إِن بردت مِنْهُ الْأَطْرَاف واصفر أَو انتفخ بَطْنه وَسقط نبضه فَاعْلَم أَن شَيْئا من ذَلِك انْعَقَد فِي بَطْنه.
ابْن ماسوية فِي علاج الإسهال إِذا كَانَ فِي سحج الأمعاء صفراء يبرأ مرّة وَيرجع أُخْرَى وَيخْتَلف اختلافات حادة رَدِيئَة فاقصد إِلَى الكبد بالتبريد فاقصد الباسليق والأسليم من الْيَد الْيُمْنَى ثمَّ ضع المبردة على الكبد وَأطْعم الرُّمَّان والحصرم والفراريج بِمَاء البزور اللينة والباردة ويلقي فِي المَاء الَّذِي يشرب الطين الأرومني أَو الصمغ وَلَا يحقن بالزرانيخ إِلَّا عِنْد مَا يخرج الشَّيْء الْأَبْيَض اللزج وَأما مادامت الدموية والدردية غالبة وَالْبرَاز الحاد الرَّقِيق فَلَا تسْتَعْمل الْبَتَّةَ حَتَّى إِذا كثرت العفونة وابيضت الْأَشْيَاء الْخَارِجَة وَأما السحج الصعب الَّذِي يكون قد ذهبت فِيهِ(3/31)
طبقَة من الأمعاء إِلَّا أَنه عفن فِيهِ وأجود علاجه لبن الْمعز الْمَطْبُوخ بالحديد مَعَ الصمغ والطين وَإِن كَانَ لبن الْبَقر فانزع زبده ثمَّ يطْبخ فَإِن كَانَت حماه شَدِيدَة فَلَا تسقه اللَّبن لَكِن الحسو من الشّعير والصمغ قَالَ: وأنفع مَا يكون السحج اللَّبن المنزوع الزّبد لِئَلَّا يُطلق الْبَطن. لي على ذَلِك أول مرتبَة السحج فالبزور والمغريات فَإِن طَال أمرهَا فاللبن المنزوع الزّبد الْمَطْبُوخ فَإِن طَال وَكثر فالزرنيخ وتفقد فِي ذَلِك كُله حَال الكبد فَإِن كثر السحج إِنَّمَا يكون عَنْهَا. لي إِذا صاب العليل بعد أَن قد خرج فِي اختلافه قِطْعَة لحم كَبِيرَة ثقل فِي الْبَطن وتمدد وَقل الِاخْتِلَاف فَاعْلَم أَن المعي قد انخرق فَإِذا كَانَ ذَلِك فِي المعي الْأَسْفَل فَرُبمَا أصَاب مِنْهُ ورم فِي المراق فَيخرج وَيخرج مَعَه ثفل ويعيش العليل على ذَلِك عمره وَإِن كَانَ فِي الْعليا فَهُوَ أشر وخاصة إِن كَانَ فِي الصَّائِم وَذَلِكَ أَن العليل ينهك حَتَّى يَمُوت وَقد يَمُوت قبل الإنهاك وَذَلِكَ أَنه يخرج شَدِيدا فيأكل وَلَا يشْبع وينتفخ لذَلِك بَطْنه انتفاخاً شَدِيدا وَيَمُوت. كناش ابْن ماسوية لي تفقد مَا فِي الِاخْتِلَاف وسل عَنهُ إِن كَانَ قد انْقَطع مَعَ الخراطة اخْتِلَاف أَشْيَاء صفراء وَكَانَ بعقب دَوَاء يخرج الصَّفْرَاء فالعلة من سحج صفراوي وَكَذَلِكَ لمن رَأَيْت فِي الطشت أَشْيَاء حريفة حادة ومرار مُخْتَلفَة خضراء وَغير ذَلِك فَإِن رَأَيْت مَعَ الخراطة خلطاً أَبيض لزجاً وَكَانَ قبله ذَلِك فالعلة بلغمية وَإِن رَأَيْت مَعهَا خلطاً أسود فالعلة رَدِيئَة فتفقد حَال ذَلِك الْخَلْط حِينَئِذٍ ألف ب فَإِن رَأَيْت مرّة سَوْدَاء فَاعْلَم أَنه إِن كَانَ قد أزمن فَإِنَّهُ لَا يبرأ وَإِن كَانَ لم يزمن فَإِنَّهُ يبرأ بالأشياء المعدلة المقوية. قَالَ: اسْقِ صَاحب السحج المري الحاد لَبَنًا مغلي حَتَّى يغلظ وَيذْهب النّصْف مَعَ وزن ثَلَاثَة دَرَاهِم صمغ عَرَبِيّ فَإِنَّهُ جيد بَالغ وَإِذا حقنته فاطبخ تِلْكَ الْمِيَاه حَتَّى تغلظ كالعسل وَإِن احْتَاجَ العليل إِلَى دُخُول الْحمام فأطعمه قبل ذَلِك خبْزًا منقعاً فِي شراب قَابض أَو فِي رب سفرجل والسحج يحدث إِمَّا من بلغم مالح)
وعلامته أَن يكون فِيمَا يخْتَلف شَيْء أَبيض لزج كثير وتقل مَعَه الْحَرَارَة والعطش وَإِمَّا من مرّة صفراء وعلامتها أَن يكون فِيمَا يخْتَلف مرار وزبد وَكَثْرَة عَطش وحرارة وَإِمَّا من السَّوْدَاء وعلامته أَن يكون فِيهِ شَيْء أسود وشديد النتين جدا.
تجارب المارستان إِذا غلظ الْأَمر فِي الأسهال لم يجْعَلُوا فِي الحقنة دهنا إِلَّا أقل ذَلِك أَو طبخوه مَعَ ورد وورق الآس وَكَذَلِكَ إِذا كَانَت قرحَة سمجة وسخنة وَأما حقن الزرانيخ فَلَا دهن فِيهَا الْبَتَّةَ ويحقن قبلهَا بِمَاء وملح حَتَّى إِذا خرج الثفل وَبَقِي المَاء حقن بحقن الزرانيخ فِيهِ برءه. لي الصّبيان الصغار إِذا أخْلفُوا دَمًا يُؤْخَذ: صمغ عَرَبِيّ وطين مختوم ونشا مقلو قَلِيلا وإنفحة الأرنب وطباشير يسحق الْجَمِيع واسقهم مِنْهَا دانقين فِي الْيَوْم ثَلَاث مَرَّات أَو يَجْعَل الصمغ فِي اللَّبن ويوجرون. لي من اخْتِلَاف الدَّم ضرب سمج جدا يكون الِاخْتِلَاف فِيهِ مثل الدردري منتناً جدا وَفِيه زبد ومرار حَار يغلي وَيُشبه الْمرة السَّوْدَاء وَلَيْسَ بهَا لِأَنَّهُ غليظ منتن والسوداء رقيقَة وَلَا نَتن لَهَا وَيحدث فِي الْأَبدَان النحيفة الحارة الَّتِي تكْثر التَّعَب فِي الصَّيف وفيمن يكثر من احْتِمَال الْعَطش الشَّديد كالحال فِي نضله الطَّبِيب وَيكثر الِاخْتِلَاف وَسبب هَذَا إِنَّمَا هُوَ أَن الكبد تَحْمِي جدا حَتَّى أَنَّهَا تجذب دَمًا من الْعُرُوق ثمَّ يسود فِي جداول الكبد(3/32)
فِي زمن قَلِيل ويتبين لشدَّة حرارته فَإِذا ثقل عَلَيْهَا دَفعته أَولا أَولا إِلَى المعي وجذبت أَيْضا من الْعُرُوق من الخراطة فِي هَذَا الِاخْتِلَاف قَلِيلا فِي أول الْأَمر ثمَّ تبطل وَتَكون خلف هَذَا الشَّيْء الَّذِي مثل رائب أبلغ علاجهم تضميد الكبد بالمبردات غَايَة التبريد وَسقي مَاء الثَّلج على الرِّيق وَاسْتعْمل شراب الخشخاش دَائِما والأضمدة وَمَاء الشّعير ودلك ظَاهر الْجِسْم دلكا رَقِيقا وَلَا تخلوا الكبد وَلَا فِي وَقت وَاحِد من شَيْء يبردها وَشد الْيَدَيْنِ من الأبطين وَالرّجلَيْنِ والأنثيين ودلكها وَسَائِر الْجَسَد بالدوام فَإِنَّهُ يسيل الدَّم وَيمْنَع جريته إِلَى الكبد ويبرد الكبد فيقل جذبها وَهُوَ علاج غَرِيب مجرب واعط المخدرات ليقل حس الأمعاء واطل مَوضِع الأمعاء بالمغرية والكبد بالمقوية المبردة.
مُفْرَدَات ج: البقلة الحمقاء نافعة من قُرُوح ألف ب الأمعاء إِذا أكلت. لي قد قَالَ ج فِي هَذِه: إِنَّهَا بَارِدَة فِي الثَّالِثَة ورطبة فِي الثَّانِيَة قَوِيَّة التطفية جدا حَتَّى أَنَّهَا تَنْفَع من الدق أَكثر من كل مَا ينفع مِنْهُ وَلذَلِك أرى أَنَّهَا فِي غَايَة النَّفْع للَّذي بِهِ قرحَة من حِدة فِي كبده كَالَّذي كَانَت بنضله وَلها)
قبض صَالح فِي غَايَة تسكين الْعَطش واستعمالها فِي هَذِه الْمَوَاضِع كَانَ رجل انثقب معاه فَعَاشَ بعد ذَلِك مُدَّة وَكَانَ الثفل يصير فِي تجويف الْبَطن بعضه وَبَعضه يخرج وَعظم الْبَطن كالمتسقي ثمَّ ج: لِسَان الْحمل جيد لقروح الأمعاء لِأَنَّهُ يقطع الدَّم بِقُوَّة قَوِيَّة وَإِن كَانَ هُنَاكَ لهيب وتوقد أطفأ وَإِن كَانَت القرحة رَدِيئَة عفنة أبرأها أَيْضا لي بِأَن من كَلَام جالينوس فِي هَذَا الْموضع: ان لِسَان الْحمل يشفي القروح الَّتِي تكون فِي الأمعاء والمزمنة مِنْهَا فلتجعل أَقْرَاص الزرانيخ فِي مَائه وَتقدم قبله لَعَلَّه يُغني عَنهُ وليستعمل بزره فِي البزور. ج: فِي ثَمَرَته جلاء لي وَإِن كَانَ كَذَلِك فَلَا يصلح وَلَعَلَّه لَيْسَ بالجيد فَانْظُر فِيهِ. ج: الجلنار نَافِع من قُرُوح الأمعاء جدا لِأَن فِيهَا قُوَّة قابضة المَاء الَّذِي يطْبخ فِيهِ أصل شَجَرَة الخطمى نَافِع من قُرُوح المعي لي لِأَن فِيهِ قُوَّة قابضة مَعَ تسكين وتعديل العفص جيد يمْنَع التجلب إِلَى الأمعاء لحية التيس جيد لقروح المعي الباقلي الْمَطْبُوخ بخل جيد لقروح الأمعاء لي طَعَام هَؤُلَاءِ: عدس مقشر باقلي بخل خبز معجون بخل صفرَة بيض مسلوقة بخل طيهوج وحجل كردناك سماق عصارة حب الرُّمَّان البقلة الحمقاء جَيِّدَة بزر الحماض الْكِبَار يسقى لقروح الأمعاء قشور الكندر جَيِّدَة جدا لقروح المعي يكثر الْأَطِبَّاء اسْتِعْمَاله فِي ذَلِك الحضض نَافِع لقروح المعي إِذا شرب الطاليشفر ينفع من قُرُوح المعي الزبوند جيد لقروح المعي.
الطين الْمَخْتُوم جيد للقروح العفنة وَيجب أَن يحقن قبله بِمَاء الْعَسَل ثمَّ بِمَاء الْملح ثمَّ بِهِ ثمَّ يسقى مِنْهُ أَيْضا وَتَكون الحقن بِمَاء لِسَان الْحمل وتسقى بخل قَلِيل وَمَاء كثير. ج: المَاء الَّذِي قد طبخ حَتَّى قلت مائيته يلصق ويتشبث بالأمعاء وَيمْنَع حِدة المرار(3/33)
وسحجه وأجود مَا يكون إِذا طبخ بِقطع الْحَدِيد الفولاذ وَلذَلِك يتَّخذ أعمدة حَدِيد فِي رؤسها كالسنجات فتحمى فِي الْكوز وتغمس فِي اللَّبن حَتَّى يغلظ كالعسل ثمَّ يسقى مِنْهُ يكون أبلغ الْأَدْوِيَة لذَلِك لي إِذا رَأَيْت وجعاً شَدِيدا فِي الْبَطن والبطن لين وَمَا يبرز مراري وَالْبَوْل أَبيض وَأما أصفر فَاسق هَذَا وَاعْلَم أَنه مرّة صفراء هُوَ سَبَب المغس وَإِن رَأَيْت شَهْوَة قد قويت مَعَ ذَلِك فَانْظُر هَل تبرز سَوْدَاء وَفِي المزاج أَيْضا فَإِنَّهُ رُبمَا كَانَ خلطاً أسود رديئاً فَيلْحق فِي ابْتِدَائه وَإِلَّا أحدث)
قرحَة سرطانية فَإِن رَأَيْت الَّذِي يبرز بلغميا ألف ب وَالْمَاء كَذَلِك فَإِنَّهُ بلغماً. ج: وتزداد لذَلِك قُوَّة قَوِيَّة جدا إِن خلطت بِهِ درهما من خرء الْكَلْب الَّذِي قد احْتبسَ وَأطْعم الْعِظَام حَتَّى صَار زبله أَبيض لَا ريح لَهُ المري تحقن بِهِ قُرُوح المعي العفنة لي رَأَيْت ضربا من السحج يحدث عَن مرار صلب يتحجر وَيصير كتلا صلبة فَتخرج الْوَاحِدَة بعد الْوَاحِدَة بتزحر شَدِيد وتسحج وأردى الْأَشْيَاء لَهَا الَّتِي تيبس الْبَطن وعلاجه ان يسقى الْأَشْيَاء المزلقة حَتَّى تخرج تِلْكَ العقد والأمراق اللينة فَإِنَّهَا جَيِّدَة. ج: طبيخ الوج ينفع من المغس الإيرسا نَافِع من المغس المر يشرب مِنْهُ قدر نبقة لقروح المعي والإسهال الشَّديد الزفت الْيَابِس يذاب مَعَ مَاء الشّعير ويحقن بِهِ لقرحة المعي لي التكمد جربته فَوَجَدته يدْفع الزحير دفعا قَوِيا وَقد قَالَ فِي الْجَوَامِع جَوَامِع الْأَعْضَاء الْبَاطِنَة: إِن الزحير يكون إِمَّا من برد شَدِيد وَإِمَّا من مرار مدَاخِل لجرم المعي فَإِذا ثَبت الزحير جدا فليغسل المعي ثمَّ يُقَوي الحضض جيد لقروح المعي والإسهال المزمن شرب أَو احتقن بِهِ العفص جيد لقروح المعي إِذا طبخ واحتقن بِهِ العفص إِذا طبخ وَجعل مَاؤُهُ فِي طبيخ من بِهِ قرحَة فِي معائه ويسحق ويسقى نفع جدا. لي أَقْرَاص عجينة: عفص دِرْهَم قشور الكندر نصف دِرْهَم بزر كرفس دانقان أفيون دانق إنفحة دانق. د: مَاء الرماد يحقن بِهِ للقروح المزمنة فِي المعي وَهُوَ مَاء رماد التِّين والبلوط ينقع فِي المَاء ويصفى سبع مَرَّات ثمَّ يعْتق وَيسْتَعْمل فِي إِنَاء مشدود الرَّأْس فَيكون بليغا جدا الشمع يتَّخذ حبا كالفلفل وَيُؤْخَذ مِنْهَا عشر حبات مَعَ بعض الأحساء نفع من قُرُوح المعي بزر الحماض نَافِع من قرحَة المعي والإسهال الريوند جيد لقروح المعي وَكَذَلِكَ بزر الرجلة إِذا حمست تعقل الْبَطن وتقوي المعي.
أَبُو جريج: الكهربا لَهُ خَاصَّة فِي قطع الدَّم من قُرُوح المعي. ج: لَيْسَ بِكَثِير الْحَرَارَة وَهُوَ قوي التجفيف.
ماسرجوبه: إِذا اشْتَدَّ الوجع فِي قُرُوح المعي فَخذ لعلب بزر الْكَتَّان فَاضْرِبْهُ بدهن ورد واحقن)
بِهِ فَلَا عديل لَهُ فِي ذَلِك. لي على مَا رَأَيْت فِي آراء أبقراط: إِذا ضعفت قُوَّة صَاحب استطلاق الْبَطن فاعتمد على اللَّبن الْمَطْبُوخ لِأَنَّهُ يغذوه وَهُوَ مَعَ ذَلِك يقوية كَثِيرَة.
روفس قَالَ: ليؤخذ لبن الماعز طرياً فَإِنَّهَا قَليلَة الشّرْب كَثِيرَة الْمَشْي فينزع زبدة كُله وَهُوَ(3/34)
طري ثمَّ ليطبخ بِقطع حَدِيد حَتَّى يغلظ كالعسل فَإِنَّهُ يقطع الخراطة والأغراس قطعا عجيباً وَذَلِكَ أَنه قد ذهبت مِنْهُ الدهنية والمائية لي هَذَا يدل على أَن الْجُبْن للمعالج عَجِيب فِي ذَلِك وَيجب إِذا صَار كالاسفيذاج أَن تديفه فِي مَاء سويق الشّعير بِقدر مَا تخلط بِهِ المَاء وتسقيه.
أَبُو جريج: بزر المر إِذا قلى ألف ب عقل الْبَطن فِي قُرُوح المعي كبزر الْكَتَّان لي هَذَا والبزر قطونا وبزر لِسَان الْحمل وبزر الترنجان وبزر مر وبزر الرجلة وخردل.
الْيَهُودِيّ: الثوم رَدِيء للزحير وانطلاق الْبَطن وَقد يُصِيب بعض المبطونين تحجر فِي الثّقل حَتَّى يصير كالجوز فاحقن هَؤُلَاءِ بدهن الأكارع أَو بالسمن. لي قد رَأَيْت غير مرّة فِي قُرُوح المعي تهيج ومغص شَدِيد مؤلم جدا فَإِذا خرجت تِلْكَ البنادق سكن الوجع الْبَتَّةَ ورأيته يكون مَعَ الْحَرَارَة والمرة الصَّفْرَاء الشَّدِيدَة فحدست أَن سَبَب تِلْكَ الْحَرَارَة تحجر الثفل فَإِذا لم يكن اخْتِلَاف وَكَانَ يبس فَقَط فَإِن سحج المعي من ذَلِك المرار اجْتمع أَمْرَانِ سحج وَاخْتِلَاف خراطة وثفل يَابِس متحجر يَجِيء فِي خلال ذَلِك وَينزل بعسر شَدِيد وألم وَلذَلِك الحقن فِي هَؤُلَاءِ من أعظم الْخَطَأ والبزور الْيَابِسَة وَيجب أَن يتفقد مِنْهُ أول يَوْم قبل ذَلِك فَإِن وجدته فِيهِ لم تسق الْبَتَّةَ مَا يمسك الْبَطن بل لينه بالأشياء اللينة واحقنه بالحقن اللينة حَتَّى إِذا خرجت أجمع فعُد إِلَى تَدْبِير السحج الْخَالِص. لي المَاء الْبَارِد مُوَافق للقروح فِي الأمعاء وَالِاخْتِلَاف إِلَّا الْكَائِن عَن برد لِأَنَّهُ يعقل الْبَطن والفاتر يحله. لي الأشياف الَّتِي يَقع فِيهَا الكندر والأقاقيا تحرق وتوجع وَفِي الأقاقيا حِدة ذكر ذَلِك حنين فِي كتاب الترياق إِلَّا أَن يغسل والأجود أَن تركب الأشياف من اسفيذاج الرصاص وأفيون وصمغ عَرَبِيّ فَإِن هَذَا يسكن الوجع وَلَا يلذع الْبَتَّةَ وَيحْتَمل بدهن ورد وَليكن دِرْهَمَيْنِ وَمن الصمغ نصف دِرْهَم يجمعه ويشده فَإِنَّهُ عَجِيب.
مُخْتَصر حِيلَة الْبُرْء قَالَ: القروح الَّتِي فِي الأمعاء الدقاق أعْسر برَاء لخلتين لِأَن طبيعة العصب
كتاب الحقن قَالَ: وَقد يعرض اخْتِلَاف دم يشبه ذوسنطاريا من بواسير عالية فَوق ذَلِك فابحث عَنهُ وعالج. لي عَلامَة ذَلِك أَن تكون خراطة وَيكون دم قَلِيل أسود وَيلْزم أدوار أَوْقَات امتلاء الْجِسْم. لي لما يخرج من الأمعاء مَرَاتِب إِن كَانَ الدَّم هُوَ الْغَالِب فالشيء مُبْتَدأ فَاجْعَلْ الْغَالِب على الحقنة القابضة وَلَا تخله من المغرية كهذه الأقراص لسابور: عفص وأقماع الرُّمَّان وجلنار وأقاقيا وطراثيث وَمر بِالسَّوِيَّةِ يقرص بِمَاء لِسَان الْحمل ويحقن بِمَاء طبيخ الآس والورد لتنضم أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي الأمعاء فَإِن كَانَت(3/35)
الخراطة أغلب فَاعْلَم أَن تِلْكَ الْعُرُوق لَيْسَ فِيهَا كثير تقيح وَأَن ترصيص الأمعاء قد ذهب فاقصد إِلَى مَا يُقَوي كالصمغ والطين والكهربا وصفرة الْبيض وَلَا تخله من القوابض وَإِن كَانَ السوَاد وَالنَّتن والدردري ألف ب هُوَ الِاخْتِلَاف فَانْظُر فَإِن هَؤُلَاءِ يَنْتَفِعُونَ بالحقن كثير نفع وأعن بالكبد وَقد رَأَيْته انْقَطع بالفصد.
المنجح لِأَبْنِ ماسوية: يحقن بالزرانيخ إِذا كثر الْبيَاض فِي الِاخْتِلَاف وعَلى قدر بَيَاض ذَلِك شدَّة مَا يخرج يكون مَا يلقِي فِي الحقنة من أَقْرَاص الزرانيخ واحقن بهَا العليل. لي على مَا رَأَيْت فِي الميامر فِي التَّاسِعَة: يلقِي مَعَ الأقراص الزرانيخ إِذا كَانَ العليل محموماً: رب الحصرم مجففاً وحضض وأقاقيا وعصارة السماق وَورد يداف فِي مثل هَذِه الْمِيَاه إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا: أفيون وبنج ويتخذ أطلية من الأفيون والبنج والأقيقيا والصمغ والزعفران والحضض والمر وَبِالْجُمْلَةِ مخدرة ومنفذة ومقوية أَجود شياف الزحير: أفيون جندبادستر كندر وزعفران الإسهال وَإِذا كَانَ مَعَ يبس الْبَطن فاقصد لاطلاقه فَإِنَّهُ ملاكه وَإِن كَانَ مَعَ فضل نفخ وقرار فبكل شَيْء يفش الرِّيَاح.
مسيح للمغص من المرار: بزر قطونا مقلو دِرْهَمَانِ دهن ورد أُوقِيَّة بِمَاء بَارِد أوقيتان صمغ عَرَبِيّ دِرْهَمَانِ ويسقى أَو يسقى عصارة الرجلة أَو عصارة لِسَان الْكَلْب وعصارة كزبرة الْبِئْر وينفع من المغص والزحير الشَّديد الدَّائِم الدُّخُول فِي آبزن مَاء قد غلى فِيهِ آس وأطراف الْقصب ثَلَاث أَوَاقٍ طبيخ الشبث وبزر الْكَتَّان والحلبة والخطمي ويبخر بِالْكبرِ وَنوى الزَّيْتُون وبعر الْإِبِل ويحقن بالألعبة والشحوم.
شياف جيد جدا: مر زعفران كندر أفيون يعجن بصفرة بيض ويتخذ بلاليط وتدس نعما وفيهَا خيط وَتمسك اللَّيْل)
كلهَا وجرها مَتى شِئْت. للَّذين تحتبس طبائعهم وبهم قُرُوح فِي أمعائهم: بزر قطونا وبزر خطمي وبزر مرو وَيخرج لُعَابهَا ويسقى مَعَ دهن لوز وَمَاء فاتر فَإِن كَانَ غثى سقوا بِمَاء بَارِد.
مَجْهُول سفوف المقلياثا النافع للزحير الْبَارِد للبواسير: كمون منقع فِي خل مقلو وإهليلج أسود مقلو بِسمن وبزر كراث مقلو جُزْء جُزْء حرف أَبيض مقلو جزءان مصطكي مقل نصف جُزْء من كل وَاحِد. لي هَذَا جيد حَيْثُ تكون حرارة وتعقد ثفل وَكنت أعالج الْأَمِير من نزُول بخراطة وَدم وثفل وتحجر يَابِس يكثر من نُزُوله الدَّم بِأَن كنت أسقيه حب الْمقل وأحقنه بحقنة قَوِيَّة وأعدت عَلَيْهِ ذَلِك مَرَّات فبريء. قَالَ والمبطون ألق سكرجة لِسَان الْحمل مَعًا تحمل قشر بندقة أَربع مَرَّات عفص مسحوق وَيشْرب وَهُوَ جيد للمبطون. 4 (المقلياثا لتياذوق:) حرف مقلو رَطْل وَنصف كمون بخل منقع أَرْبَعُونَ مِثْقَالا ببزر كتَّان مقلو أَربع أوراق بزر الكراث المقلو أَرْبَعُونَ مِثْقَالا مصطكى أُوقِيَّة إهليلج أسود مقلو بِسمن الْبَقر ثَلَاث أوراق الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم.(3/36)
الطِّبّ الْقَدِيم ألف ب للزحير مَعَ برد وريح: حرف أَبيض نانخة أبهل بالسواء يقتمح عدوة وَعَشِيَّة فَإِنَّهُ بليغ. 4 (سفوف للزحير والخلفة:) حرف أَبيض برغر الحسك بلوط مقلو بزر بنج صمغ طين بزر قطونا جلنار خرنوب الشوك ثفل البزور ويستف من الْجَمِيع ثَلَاثَة دَرَاهِم. لي واطرح فِي سفوف حب الرُّمَّان بزر بنج واطرح فِي 4 (مِثَال: يمشي الدَّم مَعَ زحير:) بزر قطونا مقلو دِرْهَمَانِ بزر كتَّان مقلو دِرْهَم أبهل نصف بزرنيخ ربع دِرْهَم غير مقلو بل مسحوق. 4 (مِثَال:) إِذا لم تكن حرارة وَكَانَت ريَاح: حرف مقلو دِرْهَمَانِ بزر كتَّان مقلو دِرْهَم أبهل نصف بزرنيخ ربع طين دِرْهَم صمغ مثله. 3 (للزحير والمبطون) دانق وَنصف من المرادسنج كافور دانق يبندق بدهن رَقِيق ويسقى يتعقد مَكَانَهُ وَإِن زِدْت أورثه القولنج.
دَوَاء للزحير يلت هليلج أسود وكابلي بالسمن ويقلى قلوا قَلِيلا وَيُؤْخَذ مِنْهُ ثَلَاثُونَ وكمون منقع يَوْمًا وَلَيْلَة مقلو عشرُون حرف أَبيض مقلو عشرَة بزر الكراث عشرَة أبهل خَمْسَة نانخة مثله مصطكي مثله بزر بنج مثله.
بختيشوع حقنة نافعة من السحج الطري: صفرَة ثَلَاث بيضات غير مسلوقة تسحق فِي هاون نظيف مَعَ أُوقِيَّة دهن ورد خام وَنصف دِرْهَم مرداسنج وَدِرْهَم وَنصف اسفيذاج ثمَّ يفتر ويحقن.
الْفَائِق إِذا كَانَ صَاحب قُرُوح المعي والإسهال يجد غماً شَدِيدا فاسقه سكرجة من مخيض الْبَقر وَأكْثر بِحَسب الْحَاجة.
دَوَاء خَاص بالاختلاف الْكَائِن من الكبد الشبيه بِمَاء اللَّحْم: ورد صندل سعد قصب الزريرة أَجزَاء سَوَاء يعجن بِمَاء أَطْرَاف الآس أَو بِرَبّ الحصرم وتضمد الكبد ويسقى رب الريباس وَرب السانق وأقارص الزرانيخ ينفع من الخلفة الَّتِي تكون من أجل البواسير وكل خلفة عتيقة.
قسطا فِي كِتَابه فِي البلغم قَالَ: قد يحدث فِي المقعدة وجع يخرج مِنْهُ شبه بالبزاق وَيكون ذَلِك من ميل شَيْء من البلغم الزجاجي إِلَيْهَا وَيخرج مِنْهُ مثل بَيَاض الْبيض وَرُبمَا استرخت وتنت وينفع مِنْهُ الكماد وَالْجُلُوس على الجاورس وَالْملح المسخنين ودهن قد ديف فِيهِ مقل الْيَهُود وَيشْرب حب السكبينج والمقل. د: مَتى شرب من قرن الْإِبِل فلنجاران مَعَ كثيراء نفع من قرحَة المعي. ج: إِذا أحرق قرن الْإِبِل ثمَّ غسل وشربت مِنْهُ ملعقتان فَهُوَ أَحْمد من غَيره وَهُوَ يشفي من قُرُوح المعي.)(3/37)
د: إِن شرب من الأنافج ثَلَاث أَبُو لسات نفع من قدوم الْمَعْنى انفحة الْفرس خَاصَّة مُوَافقَة لقروح الْمَعْنى لمنيح وجفتة نَافِع من ذَلِك الباقلي مَتى طبخ بخل أَو مَاء وَأكل بقشره نفع من قُرُوح المعي. الرجلة جَيِّدَة لقروح المعي أكلت أَو احتقن بهَا وَيمْنَع سيلان ألف ب الْموَاد إِلَى الرَّحِم وَوَافَقَهُ على ذَلِك جالينوس بولس: البسد نَافِع لقروح المعي طبيخ البلوط نَافِع لقروح المعي صمغ البسباسة نافعة لقروح المعي وَهِي قابضة وَقَالَ: جبنية اللَّبن جَيِّدَة لقروح الأمعاء وَقَالَ ج: دم الأرنب والتيس والعنز أَو الأيايل مَتى قلي نفع من قرحَة المعي. المَاء اللذي يمصل من زيتون المَاء إِذا ربى أقوى من الْملح فِي التنقية ويحقن بِهِ لقروح المعي العفنة.
بولس وَج قَالَا: قد جربنَا فِي زبل الْكَلْب الَّذِي يحبس أَيَّامًا وَيطْعم الْعِظَام فَقَط حَتَّى يصير زبله أَبيض يَابسا لَا نَتن لَهُ فِي مداواة قُرُوح الأمعاء بِأَن سقيت مِنْهُ مَعَ اللَّبن الْمَطْبُوخ بِقطع الْحَدِيد المحمية أَو الحقن فَوَجَدته عجيباً للورم الصلب يحقن بالزبد الطري إِذا كَانَ فِي الأمعاء. د: الحضض ينفع من قُرُوح المعي شرب أَو احتقن بِهِ وَقَالَ: المَاء اللذي يغمس فِيهِ الْحَدِيد المحمي مَرَّات كَثِيرَة مُوَافق لقروح المعي وَالشرَاب وَاللَّبن وَقَالَ: عصارة حَيّ الْعَالم يسقى لقرحة المعي وَقَالَ: سقومطرون يسقى لقروح المعي. ج:
بزر الحماض الْبري نَافِع من قرحَة المعي وَهُوَ أقوى قبضا من الآخر حَتَّى أَنه يشفي قُرُوح المعي وخاصة بزر الحماض الْكِبَار والطين الْمَخْتُوم نَافِع جدا وطين شاموس الْمُسَمّى كوكبا قَالَ ج: قد اسْتعْملت الطين الْمَخْتُوم فِي مداواة القرحة العفنة فِي الأمعاء بِأَن سقيت مِنْهُ بعد أَن غسلت المعي قبل ذَلِك بحقنة من مَاء الْعَسَل ثمَّ بِمَاء الْملح ثمَّ حقنته بعد بطين مختوم بِمَاء لِسَان الْحمل وسقيت مِنْهُ بِمَاء ممزوج بخل قَلِيل وطين شاموس يفعل ذَلِك لَكِن الْمَخْتُوم أقوى كثيرا الطين الأرمني نَافِع جدا للقروح الْحَادِثَة فِي المعي. ج: الطاليسفر قوي الْقَبْض جدا نَافِع من قُرُوح المعي.
ديسقوريدوس: عصارة ورق الْكَرم ينفع من قُرُوح المعي وطبيخ وبزر الْكَتَّان يحقن بِهِ اللذع والمضض فِي الأمعاء وَقَالَ: الكزبرة ابْن ماسوية: اللَّبن الْمَطْبُوخ بِقطع الْحَدِيد الفولاذ جيد لقروح الأمعاء شرب أَو احتقن بِهِ وَحده وَمَعَ مَاء الشّعير لذَلِك ديسقوريدوس: وللذع فِي الأمعاء.
جالينوس: اللَّبن إِذا فنيت مائيته بالطبخ نفع من قُرُوح المعي وَأَنا أفني ذَلِك بِقطع حَدِيد محمية أغمسها فِيهِ وَذَلِكَ أَن فِي الْحَدِيد قُوَّة قابضة لِسَان الْحمل إِذا أكل بملح وخل(3/38)
أَبْرَأ قُرُوح المعي عصارة لِسَان الْحمل مُوَافقَة لقروح المعي شربت أَو احتقن بهَا وَذَلِكَ أَنَّهَا تقطع الدَّم فَإِن كَانَ هُنَاكَ شَيْء من التوقد واللهيب فَإِنَّهَا تطفئه. ج: لحية التيس وزهرة يبلغ من تجفيفه أَن يشفي من قُرُوح المعي وَأَصله أقوى فِي ذَلِك لحم الأرنب نَافِع من قُرُوح الأمعاء.
ابْن ماسويه: الدّهن الَّذِي يعْمل من المصطكى ألف ب من قُرُوح المعي عصير أصل شَجَرَة)
المصطكى نَافِع للاورام فِي المعي على مَا فِي بَاب نفث الدَّم وَكَذَلِكَ قشوره. ج ود: المصطكي نَافِع للورام فِي المعي المر يشرب مِنْهُ قدر باقلاة للقروح فِي الأمعاء الْملح إِذا حل بِمَاء وحقن بِهِ نفع من قرحَة المعي العتيقة الساعية. مزمار الرَّاعِي قَالَ ج إِن د قَالَ: إِنَّه إِن شرب من أَصله شفي قُرُوح المعي المري يحقن بِهِ قرحَة المعي الخبيثة ليكويها. د: الموم يشرب مِنْهُ عشر حبات كالجاورس مَعَ بيض الأحساء لقروح المعي وَقَالَ: القسب إِذا أكل نفع من قُرُوح المعي وَقَالَ: تنارة خشب النبق وطبيخه نَافِع من قُرُوح المعي وَقَالَ: النيلوفر وبزره نَافِع من قُرُوح المعي والأبيض الأَصْل أقوى فعلا فِي ذَلِك السفرجل نَافِع من قُرُوح المعي والسماق الَّذِي يدبغ بِهِ إِذا حقن بِهِ لِأَنَّهُ يجفف نفع وَيشْرب وَيجْلس فِي طبيخه لَهَا أَيْضا جوز السرو وَإِذا دق وَهُوَ رطب وَشرب بِالْخمرِ نفع من قُرُوح المعي وسماق الدباغة إِذا جعل فِي الطَّعَام أَبْرَأ قُرُوح المعي.
قَالَ ج: نَافِع من قُرُوح المعي إِذا حقن بِهِ لِأَنَّهُ يجفف القروح المتعفنة الَّتِي فِي الأمعاء والسفرجل نَافِع لَهَا وَإِن كَانَ مطبوخاً أَو غير مطبوخ وَكَذَلِكَ إِن خلط بِالطَّعَامِ أَو سلق فِي المَاء الَّذِي يطْبخ بِهِ طبيخهم. طبيخ ثخير الْعِنَب إِذا حقن بِهِ نفع من قُرُوح المعي وَقَالَ: حب الزَّبِيب المقلو نَافِع من قُرُوح المعي إِذا قلي أَو شرب كَمَا يشرب السويق وَالزَّبِيب إِذا أكل بحبه وَحده نفع من قُرُوح المعي مَاء الحصرم يحقن بِهِ قُرُوح المعي وَهُوَ قوي يحب أَن تكسر سورته. د: عصارة الرَّاعِي تشفى قُرُوح المعي. ج: الْعود الْهِنْدِيّ نَافِع من الذوسنطاريا.
بولس: العدس مَتى سلق ثَلَاث سلفات بقشوره كَانَ أَنْفَع من كل طَعَام لقروح الأمعاء. ج:)
زهر العليق نَافِع من قُرُوح الأمعاء إِذا شرب.
جالينوس: الحلزون المحرق جيد لقروح المعي مَا لم تعفن لِأَن قوته مجففة قَليلَة الْحَرَارَة جَيِّدَة لقروح المعي يُؤْخَذ مِنْهُ أَرْبَعَة أَجزَاء وَمن العفص جزءان وَمن فلفل الْأَبْيَض جُزْء وَيشْرب.(3/39)
بولس وَذكر ذَلِك ج بِعَيْنِه إِلَّا أَنه قَالَ: مَعَ عفص أَخْضَر قَالَ: وينفعهم نفعا عَظِيما وَيجب أَن يسحق نعما ويذر على الطَّعَام ويسقى أَيْضا بِالشرابِ الْأَبْيَض وَهَذَا الرماد غير المغسول القفر يذوب ويحتقن بِهِ مَعَ مَاء الشّعير لقرحة الأمعاء.
زهر منابت الاذن يُبرئ ذوسنطاريا وعللا أخر.
بولس: طبيخ حب الرُّمَّان الحامض نَافِع لقروح المعي. د: الجلنار نَافِع من قُرُوح المعي الريوند نَافِع إِذا شرب من قرحَة. د وَج: شَحم العنز أقيض الشحوم وَلذَلِك يتعالج بِهِ من قرحَة المعي شَحم العنز نَافِع لقرحة الأمعاء. د قَالَ: أكلا وَقد يذاب مَعَ مَاء الشّعير ويحقن بِهِ وَيجْعَل مرقا دسما هَذَا الشَّحْم. ألف ب شَحم الماعز يحقن بِهِ من يُصِيبهُ لذع فِي معاه الْمُسْتَقيم والقولن وَلذَلِك ينْعَقد بسهولة ويجمد هُنَاكَ وَلذَلِك يسْتَعْمل إِذا أردْت تسكين اللذع الْحَادِث من مَشى الدَّم. التوت الْفَج جيد لقروح المعي مَتى جعل فِي الطَّعَام مَاء رماد الْخشب التِّين الممكر الْمُعْتق جيد لقروح المعي إِذا حقن بِهِ يسقى مِنْهُ أَيْضا أُوقِيَّة وَنصف.
جالينوس: ذَنْب الْخَيل إِذا شربت عصارته بِالشرابِ نفع من قرحَة المعي. د: قَالَ إِن ذَنْب ورق الْخَيل إِذا شربت بِالْمَاءِ اللَّحْم قطع المعي وخاصة الْأَحْمَر مِنْهُ فانه نَافِع لقروح المعي.)
قَالَ جالينوس: قد يحدث نَاس أَن ذَنْب الْخَيل قد ألحم جِرَاحَة وَقعت بالمعي الدَّقِيق. وبزر الغافت أَو نَبَاته مَتى شرب بِالشرابِ نفع من قُرُوح المعي. د: قد يحدث نَاس أَن ذَنْب الْخَيل قد ألحم جِرَاحَة وَقعت من قُرُوح المعي. وبزر الخطمي صَالح لقرحة الأمعاء وطبيخه نَافِع لقروح المعي جالينوس: طبيخ الْخلاف يحقن بِهِ أَصْحَاب الدَّم وفعلا يفعل ذَلِك قَوِيا إِذا شربت زهرته مَعَ شراب أسود. د: طبيخ الملوخيا مَتى احتقن بِهِ نفع من لذع الأمعاء. د: والمقعدة والخل إِن ألْقى فِيهِ ملح صَالح وَترك أَيَّامًا صَالِحَة ثمَّ حقن بِهِ من قرحَة ساعية فِي أمعائه نفع نفعا عَظِيما د: وينفع بالحقنة اللينة من مَاء الْملح من اخْتِلَاف الدَّم الطين الْمَخْتُوم نَافِع مَتى شرب أَو احتقن بِهِ وَاللَّبن الْمَطْبُوخ بالحديد وَالْبيض السليق بالخل إِن خلط بِهِ عفص وسماق وقلي وَأكل نفع والرجلة طَعَام مُوَافق لمن بِهِ إسهال دموي وماءها إِذا شرب وَمَاء لِسَان إِذا احتقن بهما قوي.
حقنة جَيِّدَة للقيح وَالدَّم: أرز مغسول سِتُّونَ درهما جلنار آس ورد بأقماعه عفص مقلو عشرُون نشاستج الْحِنْطَة مقلو عشرَة صمغ عَرَبِيّ خَمْسَة سويق مقلو عشرُون يطْبخ بِسِتَّة أَرْطَال مَاء حَتَّى يبْقى الثُّلُث وَتُؤْخَذ صفرَة بيض مسلوق وتجل وَاحِدَة وَدِرْهَم دم الْأَخَوَيْنِ وطين(3/40)
قبرسي وأرمني وَدِرْهَم اسفيداج وَقِرْطَاس محرق وَإِن كَانَ الْقَيْح كثيرا وَإِلَّا فَلَا وَإِن كَانَ الدَّم كثيرا فَاجْعَلْ فِيهِ أقاقيا وطراثيث وَإِن كَانَت الْحَرَارَة غالبة فاطبخ فِي الحقنة قشور الخشخاش وأصل العوسج وَحي الْعَالم ولسان الْحمل ودهن ورد وشحم كلي تَيْس يحقن بِهِ وَإِذا أفرطت الْعلَّة فاطرح الدّهن من الحقنة الْبَتَّةَ وَقد يحقن إِذا أفرط بالموميائي ويسقى مِنْهُ وبالطين القبرسي والصمغ وَحدهمَا وبالأشياء اللزجة وتطرح القابضة إِذا كَانَ الْعُضْو قد ضعف والرطوبة كَثِيرَة لِأَنَّهَا تزيد حِينَئِذٍ فِي الإسهال ويدام أكل الطين القبرسي والأرمني وَمَا أشبهه ألف ب ينْتَقل بِهِ دَائِما يَأْكُل مِنْهُ الْيَوْم أُوقِيَّة وَأكْثر مَعَ صمغ يسحقان وَتَأْخُذ بمعلقة إِذا أفراط الْأَمر وَإِن قليا كَانَ أَجود لَهما وَمَا كَانَ مِنْهُ أدسم وألزج فَهُوَ خير.)
سفوف للدم والخراطة: بزر قطونا مقلو عشرُون بزر مرو مقلو صمغ عَرَبِيّ محمس ثَلَاثُونَ بزر الرجلة عشرَة نشا محمس ثَلَاثُونَ بزر الرجلة عشرَة نشا محمس حماض مقلو خَمْسَة عشر بزر خطمى وبزر خِيَار مقلوان خَمْسَة خَمْسَة وَمَا أدخلت فتحر أَن يكون عَاقِلا للبطن وَفِيه لزوجة وَيكون مَعَ ذَلِك مقلوا وزد فِيهِ إِذا احتجت طباشير وَهُوَ نَافِع فِي ذَلِك وخاصة إِذا كَانَ مَعَ حر وعطش وتزيد فِيهِ وتنقص على قدر ذَلِك وَإِن كَانَ الدَّم كثيرا زِدْت فِيهِ كاربا وبدا ولؤلؤا يدْخل عِنْد إفراط الدَّم وَإِذا كَانَ فِي وَقت دُخُولهَا فلتكن مغسولة خمس مَرَّات وَكَذَلِكَ تدخل الشاذنة ويطرح فِيهَا إِذا أفرط بزر بنج وأفيون وَنَحْو ذَلِك وتطرح الشاذنة هَذِه أَيْضا فِي الحقنة ويتخذ لَهُ حسو من لعاب الْأرز قد دق وَأخرج من خرقَة بالدق وَيقدم قبل هَذَا الطَّعَام وَنَحْو ذَلِك ليغري هَذِه الْمَوَاضِع ثمَّ يتبع ذَلِك بِمَا فِيهَا قبض بعد سَاعَة جَيِّدَة فَإِنَّهُ كَذَلِك يجود نَفعه وَإِذا ألمت المقعدة من كَثْرَة الحقن فأرحها أَيَّامًا وقوماً بِمَا يشدها وَإِذا أفرط الوجع فَاجْعَلْ فِي الحقنة مخدرات وَحمله شياقة لذَلِك.
اسْتِخْرَاج: أَشرت على رجل قد أعيته الحقن بِأَن يطْرَح فِيهِ أفيون فبرأ بذلك. لمشي الدَّم المفرط: يمخض لبن الْبَقر وَهُوَ حليب قبل أَن يمخض الْبَتَّةَ ويلقى المخيض مثله مَا لم يطْبخ بِقطع حَدِيدَة حَتَّى يذهب المَاء فَإِنَّهُ نَافِع من ذَلِك فَيقطع الخراطة وَالدَّم قطعا عجيباً.
اسْتِخْرَاج لي إِذا مخضته فجببه وَأطْعم مِنْهُ فَإِنَّهُ عَجِيب والشربة من هَذَا اللَّبن بالحديد ثلثا رَطْل كَثِيرَة. من تذكرة عَبدُوس لقروح المعي مَعَ حر شَدِيد: مَاء قشور القرع وَمَاء الرجلة وَمَاء لِسَان الْحمل وَعصى الرَّاعِي ودهن ورد وإسفيذاج وطين أرميني وقاقيا وَإِن احتجت فزد فِيهِ أفيونا.
من التَّذْكِرَة: إِذا كَانَ يَجِيء من الأمعاء دم بِلَا مغس الْبَتَّةَ فليحقن بِمَاء لِسَان الْحمل والطين الأرميني والرجلة(3/41)
من الْجَامِع لمشي والأغراس: يطلى الْبَطن بِمَاء الْورْد والعوسج والينبوت وَمَاء التفاح والسفرجل والكمثرى والآس وأطراف الْخلاف وأطراف شَجَرَة الْورْد وَورد أَحْمَر وقصب الذريرة وصندل وَحب الآس ورامك العفص)
وسك وعود هندي ولاذن وزعفران قَلِيل وَشَيْء من كافور وسنبل الطّيب وطين أرميني يطلى على الْبَطن فِي النَّهَار مَرَّات وَهَذَا ينفع من الغشي وَالْكرب الشَّديد ألف ب أَيْضا واستطلاق الْبَطن.
أدوية الحقنة لقروح المعي وَالدَّم وَهِي: أرز حلواني أَو فَارسي مغسول غسلات وشعير أَبيض مرضوض مقلو مهروسان وماش مقشر مقلو وجاورس وعدس مقشر مقلوان مسحوقان وورق الآس الْيَابِس فَإِنَّهُ أقوى فِي هَذَا من الرطب وَورد بأقماعه وجلنار وأقماع الرُّمَّان نشاستج الْحِنْطَة مقلو وصمغ عَرَبِيّ مقلو وجفت البلوط يطْبخ بِعشْرَة أَمْثَاله مَاء بِنَار لينَة يبْقى رَطْل وَيُزَاد فِيهَا ورق الْخِيَار وَمَاء السماق الَّذِي يلقِي فِيهِ بعد صفرَة بيض قد سلفت بخل ودهن ورد وإسفيذاج الرصاص وأقاقيا مغسول شاذنة عفص أَخْضَر محرق ملقى فِي خل خمر بسد كهربا لُؤْلُؤ أكحل محرق فِي كوز مطين ويعالج بذلك وَيجْلس لقروح المعي فِي طبيخ القاقيا وقرظ وسماق وعفص وقشور الكندر وَإِن كَانَ مَعَه برد ورياح فَلْيَكُن مَعَه جوز السرو وأبهل وَإِلَّا فَلَا يجلس فِيهَا وورق الْخلاف الينبوت إِذا كَانَ مَعَه حر شَدِيد.
من الْكَمَال والتمام: دَوَاء نَافِع لوجع الْبَطن والأمعاء: يدق العفص ويسقى مِنْهُ دِرْهَم وَنصف بِمَاء حَار على الرِّيق أَو يسقى من إنفحة الْمهْر دِرْهَم وَنصف بِمَاء حَار.
وَمن هَذَا الْكتاب إِذا كَانَ مَعَ السحج حرارة فَخذ من البزر قطونا وبزر الْخَبَّازِي وبزر الخطمى وبزر حماض ونشا وطين وصمغ عَرَبِيّ مقلو وطباشير وَمَا كَانَ مَعَه إسهال كثير فزد فِيهِ عصارة الْقرظ والطراثيث والشاهبلوط وَإِن كَانَ مَعَه دم كثير فزد فِيهِ بسدا يَسِيرا وكهربا وَنَحْوهَا وَإِذا كَانَ مَعَه برد فَاجْعَلْ فِيهِ بزر مرو وبزر كراث ورشاد وبزر خطمى وطين أرميني وصمغ على مَا فعلت.
اسْتِخْرَاج: مَتى اضطررت فَاجْعَلْ مَعَ الَّذِي من حرارة: بزر بنج.
من حِيلَة الْبُرْء: إِذا كَانَ فِي قُرُوح المعي لذع شَدِيد حَتَّى يكَاد يحل الْقُوَّة الشَّدِيدَة لِشِدَّتِهِ فَإنَّك تضطرإلى مَا يسكن الوجع إِن كَانَ ذَلِك الدَّوَاء لَا ينفع القرحة ويسكنه الكثيراء وشحم الماعز أَو)
قيروطي بدهن ورد وَهَذِه توسخ القرحة وخاصة مَتى كَانَ فِيهَا شَيْء من عفن إِلَّا أَن الْقُوَّة تستريح إِلَيْهِ ثمَّ كرر إِلَى العلاج إِذا أمكنت الْقُوَّة. قَالَ: وَإِذا وثقنا بِالْقُوَّةِ فَأَنا لَا نلتفت إِلَى الوجع ونعالج القرحة بأَشْيَاء تلذع غَايَة اللذع فَإِذا خفت انحلال الْقُوَّة تحريت تسكين الوجع فِي كل الأوجاع وَلَا يجب أَن يحْتَمل الوجع الشَّديد ويصبر عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يقتل بَغْتَة. د: الأشقال نَافِع من المغس إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثَة أبولسات مَعَ عسل حب البلسان إِذا(3/42)
شرب نفع من المغس الْجَوْز إِذا سحق كَمَا هُوَ بقشره وَوضع على السُّرَّة سكن المغس. د: جندبادستر إِذا شرب مِنْهُ بخل جيد للنفخ. ج: من يُصِيبهُ من أجل أخلاط غَلِيظَة أَو ريح تَنْفَعهُ جندبادستر إِذا شرب مِنْهُ بخل ممزوج ألف ب بِمَاء والتكميد بالجاورش نَافِع.
وَقَالَ د: الجاوشير نَافِع من المغس وَقَالَ: الدوقو نَافِع من المغس يسكنهُ وَالزَّبِيب مَتى طبخ بالسذاب وعولج بِهِ نفع من المغس وَيشْرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم وطبيخ الوج نَافِع من المغس. وَقَالَ: دهن الحلبة مَتى حقن بِهِ نفع من المغس والزحير وَقَالَ: نخالة الْحِنْطَة مَتى طبخت مَعَ سذاب وتضمد بِهِ سكن المغس. وَقَالَ: دَقِيق الكرسنة مَعَ خل يكسن الزحير والمغس. وَقَالَ: الكمافيطوس يشفى المغس مَتى طبخ بِزَيْت وحقن بِهِ ويسقى للمغس أَيْضا. وَقَالَ: الكمون يذهب بالمغس مَتى طبخ بِزَيْت وحقن بِهِ وَإِن تضمد بِهِ مَعَ دَقِيق شعير يَقُول ابْن ماسويه إِنَّه نَافِع من المغس الْعَارِض من الرِّيَاح. بزر المقدونس جيد للمغس. د: اللَّبن الْمَطْبُوخ بالحصى قَاطع للزحير. د: أصل لَبَنًا نوطس مَتى شرب بِخَمْر أَبْرَأ المغس.
وَقَالَ: المر إِن سحق وعجن بِعَسَل وَشرب نفع من المغس. وَقَالَ: طبيخ المرزنجوش نَافِع من المغس. أَو قَالَ: الملوخ إِن شرب مِنْهُ درخمي بِمَاء القراطن سكن المغس مَاء الْبَحْر نَافِع من المغس مَتى حقن بِهِ بزر النمام يُعْطي من بِهِ مغس مَعَ شراب النانخة إِن شرب نفع من المغس.
ابْن ماسويه: إِنَّه يزِيل المغس الْحَادِث من الرّيح والبلغم النطرون إِذا شرب مَعَ الكمون بشراب إوبطبيخ السذاب أَو الشبث أذهب المغس.) د: أصل السوسن الآسمانجوني يُبرئ من المغس. د: ساساليوس بزره نَافِع من المغس. وَقَالَ: السذاب إِذا طبخ مَعَ الشبث الْيَابِس وَشرب طبيخه قطع المغس. وَقَالَ: الفلفل نَافِع من المغس إِذا شرب مَعَ ورق الْغَار الطري.
الفلفل نَافِع من المغس وطبيخ الفوذنج نَافِع من المغس. د: القثاء الْبري إِذا شرب بشراب أَبْرَأ المغس.
روفس: القنطوريون الْكَبِير مَتى شرب مِنْهُ درخميان بِالشرابِ إِذا لم تكن حمى وبالماء مَتى كَانَت نفع من المغس. د: الريوندا نَافِع من المغس مَتى شرب. الشبث الرطب كَانَ نَافِعًا من المغس الْحَادِث من الرّيح والبلغم.
ابْن ماسويه: شَحم الْمعز إِذا حقن بِهِ سكن اللذع الْحَادِث فِي الزحير.
روفس إِنَّه يجمر ويغري يسهولة وَسُرْعَة: طبيخ أصل النبل نَافِع للمغس إِذا شرب الغاريقون نَافِع للمغس وَقَالَ: كَعْب الْخِنْزِير إِذا احْرِقْ وَشرب أذهب المغس المزمن.(3/43)
ابْن ماسويه: الْأَدْوِيَة النافعة من المغس الْعَارِض من البلغم وَالرِّيح الغليظة: أصل السوسن وبزر الكرفس وَحب البلسان وَعوده والغاريقون والزراوند والقنطوريون الغليظ والكمافيطوس هَذِه كلهَا إِذا شرب مِنْهَا مِثْقَال أَو دِرْهَمَانِ بعد سحقنها ونخلها بِمَاء الْعَسَل أَو بِمَاء حَار أذهب المغس واما المغس الْعَارِض من الصَّفْرَاء والحرارة فالبزر قطونا إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء بَارِد مَعَ دهن ورد وَكَذَلِكَ مَتى أَخذ أَربع اواق من مَاء الرُّمَّان المزمع دِرْهَمَيْنِ من دهن ورد وَكَذَلِكَ مَاء الْخِيَار المعصور.
من تذكرة عَبدُوس للريح الْمُتَوَلد من البلغم وَالرِّيح: أصل السوسن وَوَج وقردمانا وكرفس ألف ب وأنيسون وَحب بِلِسَان وَعوده وحرف)
وغاريقون وزراوند طَوِيل وقنطوربون معجونة بِعَسَل وَيشْرب بِمَاء حَار وَإِن كَانَ المغس مَعَ إسهال فاقصد لقطعه وَإِن كَانَ يَابسا فاسقه الْأَدْوِيَة المسهلة فَإِنَّهُ ملاكه.
من التَّذْكِرَة وَمن الْكَمَال والتمام: مَتى كَانَ المغس مَعَ ريح غَلِيظَة فَإِنَّهُ ينْتَقل ويجول مَعَ قراقر فليسق حرفا مقلوا إِن كَانَ بِهِ إسهال مَعَ ذَلِك وَإِن كَانَت طَبِيعَته يابسة فليسق من الْحَرْف غير مقلو مرضوضاً دِرْهَمَانِ وَمن بزر الكرفس دِرْهَم وَنصف وَمن الأنيسون وزن دِرْهَم بِمَاء حَار وَإِن كَانَ المغس من كيموس غليظ أَقَامَ بموضعه لَا يَزُول فاسقه من حب البلسان درهما مر ... . نانخة وزن نصف دِرْهَم ... . . أَو شجر نايا أَو مثرود يطوس ويسهل بعد ذَلِك بَطْنه بايارج فيقرا قد عجن بِعَسَل مَعَ أنيسون وتانخة وكرويا وَإِن كَانَ الكيموس المولد للمغس غائصاً محتقنا فِي الأمعاء وَلم يُعْط عَلامَة فعالجه بالحقن إِذا كَانَ فِي السّفل وَإِن كَانَ فِي الْعُلُوّ فِيمَا يسهل الْبَطن فَإِذا خرج فاسقه من الْحَرْف المدقوق بعد ذَلِك وزن دِرْهَمَيْنِ مَعَ مَاء حَار وَشَيْء من زَيْت وَإِن كَانَ المغس من صفراء وَيكون مَعَه لهيب وعطش وغرزان فاسقه من البزر قطونا دِرْهَمَيْنِ وَمن بزر الْخِيَار وزن دِرْهَم وَمن الخطمى مثله مَعَ شَيْء من دهن ورد.
دَوَاء نَافِع للمغس الْحَادِث بِلَا إسهال: حب بِلِسَان قردمانا دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بزر كرفس ثَلَاثَة حرف أَبيض خَمْسَة الشربة بعد نخلها بِمَاء حَار. للنفخة والمغس الدَّائِم من غير إسهال يسقى نصف دِرْهَم من جندبادستر بأوقية سكنجيين.
فليغربوس: الزحير يهيج فِي المعي الْمُسْتَقيم فِي طرفه وَيخْتَلف شبه المخاط بتزحر شَدِيد فكمد المقعدة بالكراث الْفَارِسِي مسحوقاً مَعَ سمن بقر وَأَجْلسهُ فِي طبيخ الْأَشْيَاء اللينة كالخبازي وَنَحْوه أَيْضا بِسمن ودهن ورد وشمع أَبيض فاتر وَأَجْلسهُ على كرْسِي مثقب وبخره بزفت يَابِس وكمد دَائِما تَحت سرته.
الْأَعْضَاء الألمة: الزحير يكون إِمَّا من برد شَدِيد عنيف وَإِمَّا من مرار مدَاخِل للمعي.(3/44)
من عَلَامَات الْمَوْت السَّرِيع:)
من كَانَ بِهِ مَعَ المغس كزاز وقيء وفواق وَذُهُول عقل دلّ على موت من كَانَ بِهِ ذوسنطاريا وَظهر خلف أُذُنه الْيُسْرَى شَيْء أسود يشبه حب الكرسنة واعتراه مَعَ ذَلِك عَطش شَدِيد مَاتَ فِي الْيَوْم الْعشْرين لَا يتَأَخَّر والغيب لَا يُعلمهُ إِلَّا الله.
علاج قَالَ فِي الترياق إِلَى قَيْصر: لين الْبَقر نَافِع من الأختلاف الْكَائِن من قُرُوح المعي لي هَذَا الْحبّ أَن يكون مطبوخاً. من السمُوم الْمَنْسُوب إِلَى ج: أَن الأفيون بَارِد يَابِس نَافِع من استطلاق الْجوف وقروح المعي مَتى جعل مِنْهُ قدر دانق.
من كتاب ينْسب لج وَأَحْسبهُ لروفس قَالَ: إِذا علمت أَن القرحة ألف ب سوداوية فبادر واحقنه بِمَاء وملح دراني فَإِن لم يسكن فاحقنه بِالشَّوْكَةِ المصرية ثَلَاثَة أَجزَاء وخربق أسود جزئين اطبخهما بِمَاء وملح دراني واحقنه فَإِن لم يَنْقَطِع فاحقنه بحقن الزرانيخ فَإِذا أقبل فاحقنه بالحقن الْمُعْتَادَة فِي ذَلِك المعمولة من القوابض والمغريات وطبيخ اللبلاب الْكَبِير إِذا طبخ بشراب عفص عَامل فِي هَذَا الدَّوَاء. قَالَ: وَفِي اخْتِلَاف الْبَطن وقروح المعي الْكَثِيرَة إِذا لم تكن مَعهَا حرارة فَاسْتعْمل الأدهان الحارة فِي ظَاهر الْجِسْم لتفتح مجاريه وتجذب بعض الأخلاط إِلَى خَارج وَاجعَل الأغذية قابضة بَارِدَة وَخذ فِي طبيخ الْأرز فاطبخه حَتَّى يصير فِي قوام الْعَسَل واحقن بِهِ فَإِنَّهُ نَافِع جدا.
إيذيميا: الزحير هُوَ أَن تكون القرحة بِالْقربِ من الدبر فِي المعي الْمُسْتَقيم وَيكون مَعَه تمدد شَدِيد وتزحر قَالَ: اخْتِلَاف الدَّم إِذا كثر من أزمن كَانَ مَعَه وَفِي الزحير لَا يكون ذَلِك لِأَن القرحة فِيهَا بِالْقربِ من الدبر.
من العلامات المنسوبة إِلَى ج: اخْتِلَاف الدَّم من قُرُوح المعي يكون مَعهَا أَعْرَاض مُنْتِنَة الرّيح وخلط وَإِذا طَال الْأَمر اخْتلف شَيْئا شَيْئا بالدردي وَشبه قطع اللَّحْم أسود منعقداً منتناً وَذَهَبت الشَّهْوَة وهاج الوجع والحمى الحادة وَالِاضْطِرَاب الشَّديد والغثيان واختلاج فِي الشراسيف ويبس اللِّسَان وَأما الزحير فَإِنَّهُ يعرض مِنْهُ وجع شَدِيد فِي المبعر وتمدد فِي الصلب فِي مَوضِع المبعر مَعَ اخْتِلَاف مخاطي وَإِذا كَانَ الْخراج وسخاً قل الوجع وَإِن كَانَ نقياً كَانَ الوجع أَكثر وَإِذا تَأْكُل خرج مِنْهُ شبه الدردري وَكَانَ شَدِيد النتن فَإِذا رَأَيْت الدَّاء مزمناً والوجع فَاعْلَم أَن القرحة كَثِيرَة الْوَسخ.)
جورجس: لقرحة فلونيا فارسية إِذا لم تكن حمى وأسق من إنفحة الأرنب بأوقية من لبن مقطر.
إيمذيميا: قَالَ: إِذا كَانَ فِي المعي لذع حَقنا أَولا بِمَاء يغسلهَا كَمَاء الْعَسَل وَنَحْوه ثمَّ حقناه بالمغرية ليدفع لذع تِلْكَ عَنْهَا وَقَالَ أبراقط: وَاخْتِلَاف الشَّهْوَة مَعَ اخْتِلَاف الدَّم المزمن رَدِيء لعِلَّة ذَكرنَاهَا فِي تقدمة الْمعرفَة والحمى لَهُم رَدِيئَة لِأَنَّهَا تدل على عظم الْعلَّة فِي الأمعاء.(3/45)
الأخلاط: المغس فِي لِسَان اليونانين يدل على تلذيع المعي الْكَائِن من غير استفراغ.
أبقراط: إِذا كَانَ المغس أَسْفَل السُّرَّة كَانَ رطبا لينًا. وَقَالَ الْمُفَسِّرُونَ: إِن أَشد المغس مَا كَانَ فِي الأمعاء الْعليا بِالْقربِ من الصَّائِم. انْظُر هَذَا فانك تَجِد وجع القولنج والزحير أَشد أوجاع المعي وَهِي فِي الْغِلَاظ وَقَول أبقراط أَسْفَل السُّرَّة فليفصل الأمعاء الدقاق من الأمعاء الْغِلَاظ وَذَلِكَ أَن القولن الْفُصُول: اخْتِلَاف الدَّم إِذا كَانَ ابتداءه من الْمرة ألف ب السَّوْدَاء من عَلَامَات الْمَوْت. ج: أَكثر مَا يكون اخْتِلَاف الدَّم من الصَّفْرَاء عِنْد مَا يسحج المعي بحرقة وَيحدث بآخرة تَأْكُل حَتَّى يحدث فِيهَا قرحَة وَكَثِيرًا مَا يرى هَذَا النَّوْع من اخْتِلَاف الدَّم فَأَما الَّذِي يكون من الْمرة السَّوْدَاء فَلَا يبرأ وَلَا فرق بَينه وَبَين السرطان المتقرح فَإِذا كَانَ السرطان إِذا حدث فِي ظَاهر الْجِسْم لَا يكَاد يبرأ وَقد يُمكن أَن يلْزم الْموضع دَائِما فبالحراء فِي الأمعاء إِنَّمَا يلقاه الدَّوَاء فِي ممر فَقَط وتمر بِهِ مَعَ ذَلِك الفضول الحادة دَائِما.
من كتاب اخْتِلَاف الدَّم: من يخرج مِنْهُ سبيه بِقطع اللَّحْم فَتلك من عَلَامَات الْمَوْت. ج: مَا دَامَت قرحَة الأمعاء فِي التكون فالتي تخرج إِنَّمَا هِيَ أحسام شحمية فَإِن لم يسكن اخْتِلَاف وَيَنْقَطِع خرجت بعد ذَلِك خراطة من نفس سطح الأمعاء الدَّاخِل وَهَذِه الخراطة تكون من الغشاء الدَّاخِل على الأمعاء شَبيه بالغشاء الْخَارِج الَّذِي على الْجَسَد ثمَّ بعد ذَلِك ينحدر إِن لم تسكن الْعلَّة من جَوْهَر)
الأمعاء بِعَيْنِه وَذَلِكَ الْوَقْت لَا يجوز أَن يُقَال إِن القرحة فِي التكون لَكِن قد كَانَت وفرغت فَإِذا خرج من الأمعاء فِي اخْتِلَاف الدَّم ماهي من الْعظم مَا يجوز أَن يُسمى قطع لحم قَالَ أبقراط يَقُول: إِن هَذَا الْمَرَض من الْأَمْرَاض القاتلة لِأَن القرحة إِن كَانَ مَعهَا من الْعظم هَذَا الْمِقْدَار فِي الأمعاء لَا يُمكن أَن ينْبت فِيهَا اللَّحْم وَلَا يندمل. الِامْتِنَاع من الطَّعَام فِي اخْتِلَاف اللَّحْم رَدِيء اخْتِلَاف الدَّم يكون من أخلاط حارة يعرض مِنْهَا سحج المعي وَفِي أول الْأَمر يكون السحج فِي ظَاهر سطح الأمعاء فَإِن تَمَادى بِهِ الزَّمَان عَاد للقعر وَزَاد فِي عمقه وَفِي أَكثر الْأَمر تصير قرحَة الأمعاء فِيهَا عفونة وَفِي ذَلِك الْوَقْت تألم مَعَ الأمعاء الْمُشَاركَة ينالها الضَّرَر فِي الاستمراء ثمَّ لَا يزَال يتزيد حَتَّى ينَال بمشاركة الْمعدة فَم الْمعدة فَيعرض عِنْد ذَلِك لصَاحب الْعلَّة سُقُوط شَهْوَة الطَّعَام وَرُبمَا عرض امْتنَاع شَهْوَة الطَّعَام من أجل فضول تجْرِي إِلَى الْمعدة من الكبد وَهِي الَّتِي تسحج الأمعاء وَإِذا كَانَت من جنس المرار فكثيراً مَا تطفو فِي فَم الْمعدة فَتسقط الشَّهْوَة فَأَما حَتَّى حدثت سُقُوط الشَّهْوَة بعد تطال اخْتِلَاف الدَّم فَإِنَّمَا يدل على موت قُوَّة الْمعدة بِسَبَب مشاركتها للأمعاء فِي الْعلَّة وَقد بَطل فعل لَا تتمّ الْحَيَاة إِلَّا بِهِ فَإِن عرض مَعَ ذَلِك حمى لم تخل إِمَّا أَن تكون فِي قرحَة المعي عفونة وَإِمَّا ورم عَظِيم قوي وَيكون ذَلِك على شرف هَلَاك أَكثر إِذا حدث عَن(3/46)
المرار الصّرْف اخْتِلَاف دم فَذَلِك رَدِيء المرار الصّرْف هُوَ الَّذِي لَا تخالطه رُطُوبَة وَلَا فِيهِ شَيْء سوى الْخَلْط الَّذِي ينحدر وَحده مَحْضا صفراء كَانَ أَو سَوْدَاء وَلَيْسَ بعجب أَن الميامر: يضمد الْبَطن لأضمدة فِي بَاب الْمعدة فَإِنَّهَا نافعة.
الْيَهُودِيّ: الفواق فِي المغس والزحير قَاتل.
ابْن ماسوية فِي الإسهال: سحج المعي يكون إِمَّا من الْمَرَّتَيْنِ أَو بلغم مالح أَو شرب ألف ب أدوية معدنية أَو حريفة فاستدل على الْخَلْط بِأَن تنظر مَا يخرج من الإسهال فَإِن كَانَ خلطاً صفراويا أَو سودايا أَو بلغميا فَاتْلُ كلا بِمَا يصلح. لي هَذَا يكون تعرفه من أول الْأَمر بَين وَأما الَّذِي من شرف مَا يخرج يسئل عَن ذَلِك وَاسْتدلَّ فِي أَي الأمعاء هُوَ من مَوضِع الوجع قَالَ: وَبرد فِي السحوج الكبد لِئَلَّا يخرج مِنْهَا مرار إِلَى المعي فَيكون سَببا لدوام السحج وقوه بِأَن تفصد الباسليق وتضمد بالأشياء الْبَارِدَة القابضة عَلَيْهَا. لي إِذا ركنت أَن ذَلِك من أجل الْعلَّة وَرَأَيْت الْجِسْم مُحْتملا فافعل ذَلِك.)
سفوف: نشا مقلو خَمْسَة صمغ مقلو عشرَة بزر قطونا مقلو عشرَة طين مختوم خَمْسَة طين أرمني خَمْسَة عشر بزر الْخِيَار وبزر الخطمي مقلوان قلوا يَسِيرا عشرَة عشرَة الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِالْغَدَاةِ وَثَلَاثَة بالْعَشي بِمَاء قد أنقع فِيهِ صمغ عَرَبِيّ وطين أرميني وَيجْعَل شرب مَائه كُله من هَذَا ويتخذ لَهُ حساء من أرز قد غسل غسلات ورض مَعَ شَيْء من لباب الْخبز السميذ المقلو ويذر عَلَيْهِ الصمغ المقلو ويطجن لَهُ الحماض بِزَيْت وصفرة بيض وطيهوج ودراج شواء ومطجنا. لي إِذا كَانَ مَعَ السحج برد شَدِيد فَاجْعَلْ فِي بزورك حرفا مقلو قَلِيلا. إِذا كَانَ مَعَ السحج السَّبَب فِي أَسْفَل المعي الْمُسْتَقيم وَهُوَ الزحير فقوه بالأشياء القابضة يجلس فِيهَا أَو بالمراهم المرداسنج والجلنار وإسفيذاج الرصاص ودهن الْورْد ومخ الْبيض. قَالَ: وَإِن رَأَيْت مَا يخرج من الْبَطن لزجاً أَبيض فعالجه بحقن الزرانيخ وَإِذا رَأَيْت الدَّم والمرار أغلب فَلَا تقربه بِهَذَا الزرانيخ وَجُمْلَة فَلَا تسْتَعْمل حقن الزرانيخ إِلَّا عِنْد خُرُوج الشَّيْء اللزج الْأَبْيَض وَإِن رَأَيْت الدَّم أغلب فِيمَا يخرج فمل إِلَى القوابض المبردة وَإِذا كَانَت الْمرة أقل فَإلَى اللزجة وَمَا يجلو قَلِيلا ويجفف وَإِذا خرج الدَّم الغليظ بعد خُرُوج الْجُلُود يدل على أَن القرحة قد غارت وعملت عملا قَوِيا فَإِذا خرج شَيْء عصبي فَذَلِك جرم المعي نَفسه وَقد ثقبت وَلَا علاج لَهُ لِأَن الطبيعة لَا تقدر على شَيْء وَإِذا رَأَيْت خراطة فَقَط فَاعْلَم أَن الْعلَّة خَفِيفَة وَهِي اللزوجات المغشاة على جرم المعي فَإِذا كَانَ مَعهَا دم وصل إِلَى جرم المعي فَإِذا كَانَ مَعهَا جُلُود صلبة فقد أَخذ مِنْهَا وَإِن كَانَت صلبة غلاظاً فقد خرق الأمعاء. لي أَكثر ذَلِك يحبس الْبَطن عِنْد(3/47)
انخراق المعي وينتفخ أَسْفَل الْبَطن لِأَن البرَاز يجْتَمع فِيهِ وَرُبمَا كَانَ هَذَا الْقَيْح الْأَبْيَض فِي طرف الدبر فَحَمله الشياف حِينَئِذٍ من الزرانيخ حَتَّى يبْقى ثمَّ حمله مَا يسكن ويلحم.
أَبُو جريج الكهربا يشد الْبَطن وَله خَاصَّة عَجِيبَة فِي إمْسَاك الدَّم خَاصَّة فِي قُرُوح المعي والزحير.
من اخْتِيَار حنين حقنة عَجِيبَة: أرز فَارسي أَربع أَوَاقٍ سويق شعير الف ب عدس مقشر من كل وَاحِد أوقيتان وَمن الْورْد الْيَابِس بأقماعه وجلنار ولسان الْحمل وَأذن الجدي أُوقِيَّة أُوقِيَّة يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال من)
المَاء بِنَار لينَة حَتَّى يبْقى رَطْل ويصفى مِنْهُ ثلثا رَطْل وَيجْعَل فِيهِ الشَّحْم كلى مَاعِز مذاباً أُوقِيَّة ودهن ورد خام مثله وقاقيا وَدم أَخَوَيْنِ وطين أرميني واسفيذاج دِرْهَم دِرْهَم وصفرتا بيضتين تخالطان بِهِ ويحقن بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب. ج: فِي حِيلَة الْبُرْء: وَأعرف رجلا كَانَ يداوي قُرُوح المعي فَكَانَ يبرأ على يَدَيْهِ خلق كثير مِمَّن قوته قَوِيَّة جدا وَهُوَ شَدِيد الصَّبْر على احْتِمَال الوجع وَكَانَ يَمُوت مِنْهُم الضَّعِيف على الوجع الشَّديد وَكَانَ يطعم العليل مَعَ خبزه بصلا من الْمُسَمّى نوطاً يَوْمًا وَاحِدًا ويقلل شربه للْمَاء فِي ذَلِك الْيَوْم ثمَّ ييكر عَلَيْهِ بِالْغَدَاةِ فيحقنه بِمَاء ملح حَار ثمَّ يتبعهُ للْمَاء فِي ذَلِك الْيَوْم ثمَّ يبكر عَلَيْهِ بِالْغَدَاةِ فيحقنه بِمَاء ملح حَار ثمَّ يتبعهُ بحقنة قَوِيَّة من دَوَاء قوى يَعْنِي بِهَذَا حقن الزرانيخ قَالَ جالينوس: فَمن كَانَ بِهِ احْتِمَال لذَلِك الوجع برأَ برءا تَاما فِي مرّة وَمن كَانَ ضَعِيفا أَصَابَهُ غشي وتشنج وَيَمُوت وَلَا يجب أَن يقدم الطَّبِيب على هَذَا وَإِن ساعد العليل وَلَا يمِيل إِلَى ترفة العليل أَيْضا كل الْميل لَكِن يقدم على مَا لَا يكون خطير الْعَافِيَة. لي مَحل حقن الرازيانخ وَالْملح من القروح فِي الأمعاء الوسخة مَحل الدَّوَاء الحاد والمراهم الْأَخْضَر من القروح الْخَارِجَة الوسخة وَلذَلِك لَا يجب أَن تجبن عَنهُ إِذا رَأَيْت الْقَيْح كثير الْبيَاض والوسخ وَلذَلِك لَا يجب أَن تجبن عَنهُ إِذا رَأَيْت الْقَيْح كثير الْبيَاض والوسخ والضر كَمَا نرى الْخَارِجَة اللحوم الْبيض الرهلة فانه عِنْد ذَلِك لَا يبرأ إِلَّا بهَا وَلَا تستعمله إِذا لم تَرَ ذَلِك وَمَتى أَحْبَبْت الترفق فَاسْتعْمل الْقَرَاطِيس. المحرقة وَنَحْوهَا مَرَّات فَإِنَّهُ يَنُوب عَن الزرانيخ وَقَالَ أَيْضا إِذا كَانَ الِاخْتِلَاف لذعاً فأجود مَا لَهُ فِي تسكين الوجع الكي اللزج العديم اللذع فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك معتدلاً فِي الْحَرَارَة فَهُوَ أبلغ الْأَشْيَاء فِي التسكين للوجع وَلذَلِك صَار شَحم الكلى إِذا حقن بِهِ من يخْتَلف من أَصْحَاب الذرب ثقلاً لذعاً ولأصحاب قُرُوح المعي تسكين الوجع على الْمَكَان واللزوجة إِذا كَانَت فِي هَذِه الْأَشْيَاء تصير من أجلهَا تبقى زَمنا طَويلا فِي الْموضع وَذَلِكَ ملاك الْأَمر لِأَن مواترة الحقنة تؤلم وَإِذا بَقِي الشَّيْء لابثاً مُدَّة أطول أعنى فليغريوس قَالَ: يداوي فِي قُرُوح الأمعاء المزمنة بِأَن يحقن بدواء يخدر قَلِيلا ثمَّ يحقن بحقن الزرانيخ مدافاً فِي طبيخ الآس.(3/48)
الْعِلَل والأعراض:)
اخْتِلَاف الدَّم أَرْبَعَة أضْرب أَحدهَا: يستفرغ فِيهِ دم خَالص صرف كَالَّذي يُصِيب من يقطع مِنْهُ عُضْو فَيبقى مَا كَانَ يشفيه ذَلِك الْعُضْو لعذاب فِي الْبدن فَيخرج الإختلاف أَو من يكون قد اعْتَادَ الرياضة فَتَركهَا فيجتمع فِي بدنه من الدَّم مَا كَانَ يتَحَلَّل عِنْد اسْتِعْمَاله للرياضة فَيخرج ذَلِك بالإختلاف وَهَذَا يخرج بأدوار وَيخرج مِنْهُ دم كثير مائي يشبه غسالة اللَّحْم وَهَذَا يكون من ضعف الْقُوَّة الْمُغيرَة فِي الكبد أَو يخرج مِنْهُ دم ألف ب أسود براق وَكَذَلِكَ يكون إِذا كَانَت الكبد تَجِد تَغْيِير الْغذَاء إِلَّا أَنه يمْنَع عَن نُفُوذه مَانع كالسدد وَمَا شابهها فَيطول لبث ذَلِك الدَّم فِي الكبد محترقاً ويسود ثمَّ يتَأَذَّى الكبد بثقله فتدفعه أَو يخرج الدَّم قَلِيلا فِيمَا بَين أَوْقَات قَصِيرَة الْمدَّة وَرُبمَا كَانَ هَذَا دَمًا خَالِصا وَرُبمَا كَانَ جَامِدا وَرُبمَا كَانَ مَعَه قيح أَو قشر قرحَة وَهَذَا يكون عَن قُرُوح تحدث فِي المعي وَإِن كَانَ مَعَه تزحر شَدِيد سمي زحيراً وَإِن كَانَ يَجِيء وَلَا زحير مَعَه سمي ذوسنطاريا. قَالَ: وَإِذا رَأَيْت الإختلاط وَكَانَ الصديد الْكَائِن مِنْهَا غليظاً والكلى ضَعِيفَة عَن جذبه أحدث اخْتِلَافا للصديد لي هَذَا يتقدمه مَا يُوجب ذوبان الأخلاط مثل حميات أَو نفث.
الْأَعْضَاء الألمة: قشرة القرحة إِذا كَانَت عَظِيمَة فَهِيَ من الأمعاء الْغِلَاظ وبالضد وَمِنْهَا إِذا كَانَت هَذِه الْعلَّة فِي المعي الغليظ فَإِن صَاحب ذَلِك يجد اللذع سَاعَة يقوم إِلَى البرَاز وَإِن كَانَ يخرج مَعَ البرَاز خراطة غَلِيظَة شَبيهَة بالأغشية فالعلة فِي السفلي وَإِن كَانَت الخراطة صفاراً رقيقَة فَهِيَ من الْعليا وَإِن كَانَ مَا يخرج من الدَّم والقيح غير مخالط للبراز أصلا مُنْفَردا عَنهُ فالعلة فِي المعي الْمُسْتَقيم وَإِن كَانَ مخالطاً فَفِي القولن فَإِن كَانَ أَشد مُخَالطَة فَهُوَ فِي الْأَعْوَر. وَإِن كَانَ شَدِيد الإختلاط جدا فَهُوَ فِي الأمعاء الدقاق وَلذَلِك يخْتَلط اختلاطاً شَدِيدا لطول الطَّرِيق وَكَثْرَة امتزاجهما بالحركة وَإِن كَانَت الْعلَّة فِي الأمعاء الدقاق فداوها بِمَا يُؤْخَذ من فَوق وَفِي الْغِلَاظ فالحقن للوجع الشَّديد وَهُوَ بالأمعاء الْغِلَاظ أخص مِنْهُ فالدقاق استفراغ الدَّم أَسْفَل إِذا كَانَ قَلِيلا قَلِيلا مَعَ لذع فَهُوَ من قرحَة فِي الأمعاءحدثت عَن خلط حَار وَإِن كَانَ دفْعَة بِلَا لذع فَإِنَّهُ يكون إِمَّا دم نقي وَإِمَّا دم أسود عكر وَإِمَّا دم رَقِيق مائي فالدم النقي استفرغه يكون لِأَن الدَّم قد كثر فِي الْجِسْم إِمَّا لترك الرياضة وَإِمَّا لقطع بعض الْأَعْضَاء. وَالْأسود العكر يكون لسدة حدثت فِي الكبد يمْنَع أَن يصل الدَّم إِلَى العضاء فَيبقى فِي الكبد حَتَّى يَحْتَرِق ثمَّ ينْدَفع إِلَى الأمعاء وَإِذا)
كَانَ مائياً كغسالة اللَّحْم فاستفراغه يكون لضعف الكبد. أول مَا يستفرغ فِي قُرُوح المعي الصَّفْرَاء ثمَّ رُطُوبَة بلغمية وَبعد ذَلِك مَا ينحدر اللزوجة المطلية عَلَيْهَا بِمَنْزِلَة الرصاص على قدور النّحاس الملبس عَلَيْهَا ثمَّ بعد هذَيْن الخراطة وَهُوَ شَيْء من جَوْهَر الأمعاء أَنْفسهَا ثمَّ يستفرغ بعد ذَلِك الدَّم وَذَلِكَ عِنْد مَا يبلغ الْأَمر أَن ينفتح أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي الأمعاء وَالْفرق بَين خُرُوج الدَّم فِي القروح الَّتِي فِي الأمعاء وَبَين عِلّة الكبد أَن الَّذِي لقروح المعي يقطر قَلِيلا وَمَعَ خراطة وَهُوَ دم فِي الْحَقِيقَة وَفِي عِلّة(3/49)
الكبد يَجِيء تكثيراً دفْعَة بِلَا خراطة ألف ب والمبرم مائي وفتراته طَوِيلَة قَالَ: وَإِذا كَانَ مَعَ الثّقل دسم فَإِنَّهُ من الأمعاء الْغِلَاظ لي فَتِيلَة تمسك لاخْتِلَاف الدَّم من استخراجي من أقربادين سَابُور: أقاقيا وبزر بنج وأفيون وإسفيذاج الرصاص وطين أرميني وكاربا وعفص فج يجمع الْجَمِيع بطبيخ الْأرز المحتقن وَيجْعَل بلاليط وَيحْتَمل وَفِيه جزؤ كندر.
الْيَهُودِيّ: الأمعاء تتقرح إِمَّا لبلغم مالح وَإِمَّا لصفراء وَإِمَّا لسوداء وحد القرحة الَّتِي من الصَّفْرَاء أسبوعان وَالَّتِي من البلغم المالح ثَلَاثُونَ يَوْمًا وَأما السوداوي فَإِنَّهُ يزمن وَلَا يكَاد يفلت مِنْهُ إِلَّا بِجهْد وَإِذا وجد قرحَة فِي المقعدة وَكَانَ الْقَيْح يخرج خَالِصا من غير ثقل الْبَتَّةَ وَإِذا خرج الثّقل أَيْضا خرج هَذَا أَيْضا أَولا ثمَّ خرج النجو يعقبه فغن الْعلَّة قريبَة من المقعدة وَإِذا كَانَ فِي الأمعاء الدقاق نزل ضَعِيفا قَلِيلا وَإِذا كَانَ فِي الْغِلَاظ نزل شَيْء كثير غليظ مَعَ قطع لحم وَشَيْء يشبه الثرب وَيعرف مَا الْخَلْط من لَونه النَّازِل فَإِن كَانَ أصفر فَإِن الْعلَّة من صفراء وَإِن كَانَ أَبيض دسماً فَمن بلغم مالح وَإِن كَانَ أسود أوكمداً فَإِنَّهُ من السَّوْدَاء وخاصة إِذا كَانَ الطحال مَعَ ذَلِك فاسدأً ويستدل على أَنه من صفراء حارة لفساد الكبد وَفِي الصَّفْرَاء وعَلى مِقْدَار شدَّة الوجع تكون حِدة الْفضل فَإِذا بَدَأَ الوجع قبل الْمَشْي بساعة دلّ على أَنه فِي الْعليا وبالضد وَقلة الدسم أَيْضا يدل على أَنه فِي الْعليا وبالضد وَإِن خرج مِنْهُ شَيْء يشبه الْجُلُود لَهُ عرض فَهُوَ من السُّفْلى واختلاط الْقَيْح على قدر اخْتِلَاطه يكون بعده من الدبر وَأَشد مَا يكون الوجع إِذا كَانَت القرحة فِي الأمعاء الدقاق وَإِذا كثر الإختلاف وَقل مَا يخرج مِنْهُ مَعَ تزحر شَدِيد وَقبل ذَلِك وَبعده تتوجع المقعد فَهُوَ زحير وَمَتى رَأَيْت الخراطة تَجِيء بعد انطلاق الْبَطن فَذَلِك يُؤذن ببرء. لي خُرُوج الدَّم من الْبَطن من أَسْفَل إِمَّا أَن يكون مَعَ خراطة ووجع وَإِمَّا بِلَا ذَلِك فَمَا كَانَ مِنْهُ بِلَا خراطة وَلَا وجع فَإِنَّهُ يعالج بِمَا يعالج بِهِ نفث الدَّم وَغَيره وَمَا كَانَ مَعَ وجع وخراطة)
وزحير ومغس فَتكون إِمَّا فِي المعي الْعليا وَإِمَّا فِي السُّفْلى وَإِمَّا فِي طرف المعي الْمُسْتَقيم عِنْد الدبر فيعالج مَا كَانَ فِي المعي الدَّقِيق بالبزور المقلوة بالطين والصمغ فَإِن لم ينفع فاعطه كالحمص من الفلونيا الفارسية واسقهم حفْنَة من الشاهبلوط بِشَيْء من رب الآس بِاللَّيْلِ وَاللَّبن المقطر بِالْمَاءِ جيد لَهُم أَو خُذ طبيخ الْأرز ثَلَاث أوراق فاعطه مَعَ ثَلَاث أوراق من طبيخ السماق واسقه دانقاً من إنفحة الأرنب ودهن ورد مَعَ ثَلَاث أوراق من اللَّبن المقطر وبيته بِاللَّيْلِ على طراثيث مطبوخ بِاللَّبنِ وَمَتى كَانَت حمى فَاسق طباشير وبزر حماض وصمغاً وسماقاً يعجن بلعاب بزر قطونا وَيكون مَعَ طين والغذاء صفرَة ألف ب بيض وللسفلى بالحقن وَإِذا أزمن وَعتق بأقراص الزرانيخ وَإِذا كَانَ الوجع واللذع مُؤْذِيًا فَاجْعَلْ فِي الحقن شَحم الدَّجَاج وشحم البط وَفِي الْأكل أَيْضا وَإِذا كَانَ مَعَ قُرُوح الأمعاء فَسَاد هضم وَبرد الْبَطن(3/50)
فَاجْعَلْ أقراصه مركبة من قابضة ومسخنة نَحْو هَذَا القرص صفته: حب آس جلنار طين الْبحيرَة سماق طباشير أفيون أنيسون نانخة كمون زنجبيل فاتخذه أقراصاً واعط مِنْهُ وَاحِدَة كل يَوْم وَهَكَذَا بِاللَّيْلِ إِن شَاءَ الله وَنَحْوه كالقمحة السَّوْدَاء وَإِذا لم تكن مَعَ برد وَفَسَاد هضم فاقتصر على القابضة والمغرية والمخدرة مثل هَذَا: عفص سماق جَفتْ البلوط أقاقياً طين صمغ مقلو أفيون بالسواء وَيجْعَل قرصاً ويسقى وَمن أطعمتهم الْبيض المسلوق بالخل والأكارع وخبز الْأرز والعدس المقشر والسمك وَمن عجل بطونه فأرز بشحم والشهدانج والجاروس بالسنام ويتوقى أَصْحَاب الزحير ويعطون عِنْد النّوم القمحة السَّوْدَاء وبالغداة الفلونيا إِن لم تكن حرارة لَكِن مَعَ برد فالشخزنايا.
من انخرق معاه مَاتَ. لي اعْلَم أَي معنى يَعْنِي.
الميامر قرصة لقروح المعي: أقياقا عفص أفيون صمغ نصف نصف جُزْء يتَّخذ أقراصاً بطبيخ العفص فَإِنَّهُ يعقل. آخر: عفص أفيون صمغ نصف جُزْء يتَّخذ بِرَبّ الآس ويسقى وَرَأَيْت كل دَوَاء فِيهِ أفيون لَا يَخْلُو مِنْهُ بزرنيخ وأدوية قُرُوح المعي قابضة ومغرية ومخدرة فَقَط وَإِن كَانَ مَعَ هَذَا الْمَرَض حرارة فليلق فِي سفوف بزر الْورْد وأفيون فَإِنَّهُ عَجِيب. وَفِي الميامر حب نَافِع من الخلفة وقروح المعي: عفص فج أَرْبَعَة مَثَاقِيل أفيون مثاقل أفيون مثقالان بزر كرفس مِثْقَال يعجن بِمَاء وَيعْمل حبا وَيُعْطِي ثَلَاث حمصات.
ضماد لقروح المعي:)
بزر البنج الْأَبْيَض وبزر الْورْد وعصارة لحية التيس وسماق جزؤ جزؤ أفيون زعفران نصف جُزْء بزر الكرفس جزؤ يخلط بشراب حب الآس ويطلى الْبَطن بِهَذَا ويضمد بِهِ. آخر: بزربنج أقياقيا عفص فج عصارة لحية التيس سماق جزؤ جزؤ قشور رمان وَحب الآس من كل وَاحِد جزؤ وَنصف يعجن الْجَمِيع بشراب أسود قَابض ويضمد بِهِ. لي هَذَا جيد لهَؤُلَاء ينفع: الطين فِي السماق وَمَاء الحصرم ثَلَاث سَاعَات ثمَّ يدار على جمر بلوط ويكور ويطلى بِمَاء السماق وَمَاء أَبُو جرير الراهب قَالَ: الصمغ يشد الْبَطن ويغري المعي قَالَ: ذَلِك فِي الْغذَاء الصافي الْجيد والكثيراء تغري لَكِنَّهَا تزيد فِي الخلفة فَلَا تسعملها فِي ذَلِك.
روفس فِي المالنخوليا: إِنَّه قد يعرض لمن بِهِ قرحَة فِي معاه إسهال كيموس أسود وَيتبع ذَلِك موت.
أطهورسفس: مَتى سقى الصَّبِي الف ب من إنفحة الأرنب قدر الحمصة أَبرَأَهُ من الذوسنطاريا قَالَ: وَإِن عجنته بعجين وخبز وَأَطْعَمته صَاحب الذوسنطاريا رَأَيْت الْعجب مِنْهُ قَالَ: إِذا كَانَ بانسان قُرُوح المعي فأطعمه أَرْبَعَة أَيَّام جبنا طرياً غير مملح مستقصى نزوع المائية وَلَا تعطه(3/51)
دَوَاء سواهُ فَإِنَّهُ يُبرئهُ الْبَتَّةَ. دَوَاء للزحير أخذناه عَن تجربة: نانخة بزر الكرفس قشر رمان حامض عفص أبهل بِالسَّوِيَّةِ أفيون نصف جُزْء اجْعَلْهُ مثل الْكحل الشربة من دِرْهَم إِلَى مِثْقَال بِالْغَدَاةِ وَمثله بِاللَّيْلِ ويغذي بالأرز فَإِنَّهُ يسكن فِي يَوْم أَو أثنين لَا محَالة وَالصَّبِيّ من دانق إِلَى دانقين.
الْأَعْضَاء الألمة قَالَ إِذا كَانَ العليل يقوم إِلَى البرَاز بعد اللذع بِمدَّة طَوِيلَة وَالْعلَّة فِي المعي الْعليا وَإِن كَانَ كَمَا يلذع يُبَادر خُرُوج شَيْء مِنْهُ فَإِن الْعلَّة فِي طرف الدبر قَالَ: أنزل أَن رجلا يخرج مِنْهُ البرَاز مرّة مثل قشور القروح وَمرَّة خراطة وَهِي قطع الغشاء المغشي لسطح المعي الدَّاخِل وَمرَّة أخلاط دموية فَهَل يشك أحد أَنه قد حدثت بِهِ قرحَة فِي الأمعاء إِلَّا أَنَّهَا لم تتبين أَفِي الدقاق هِيَ أم فِي الْغِلَاظ وَيعرف ذَلِك من ثَلَاثَة أَشْيَاء: إِمَّا من نوع الخراطة فَإِنَّهَا إِن كَانَ لَهَا من الْمِقْدَار فِي الْعظم مَا يُجَاوز قدر الأمعاء الدقاق فَإِنَّهُ من الْغِلَاظ. وَإِن كَانَ سَاعَة يخرج بلذع أَو سَرِيعا فَإِنَّهُ من الْغِلَاظ فَإِن كَانَ غير مخالط لثفل أصلا فَإِنَّهُ فِي طرف المعي الْمُسْتَقيم أوفيه فِي أَعْلَاهُ دون الْموضع الَّذِي فِيهِ البرَاز يَعْنِي دون الْأَعْوَر. وَفِي الْجُمْلَة فِي كل مَوَاضِع المعي الْمُسْتَقيم)
وبحسب إرتفاع القرحة فِي الْعُلُوّ كَانَ شَدِيد الِاخْتِلَاط جدا.
الْأَعْضَاء الألمة: قَالَ: يفرق بَين اخْتِلَاف الدَّم الَّذِي من قُرُوح المعي وَبَين الكبدي: إِن الكبد يكون دم كثير دفْعَة هَذَا يكون يتقدمه إسهال مراري يلذع غَايَة اللذع ثمَّ يتبع ذَلِك خراطة الأمعاء ثمَّ يخرج بعد ذَلِك شَيْء من الخراطة مَعَ دم قَلِيل وَذَلِكَ يكون عِنْدَمَا تكون القرحة قد استحكمت وَصَحَّ إسهال الدَّم فَإِذا كَانَ الَّذِي يخرج بالإسهال مَعَ الخراطة دم فَانْظُر غشاءه وَيخرج مَعهَا من جنس السمين فَإِنَّهُ إِن ظهر ذَلِك فِي الإسهال فالقرحة فِي الأمعاء الْغِلَاظ وَإِذا كَانَ يخرج مَعَ الخراطة دم فَانْظُر أمختلط ذَلِك الدَّم مَعَ سَائِر مَا يخرج بالإسهال فَقَط فَإِنَّهُ إِن كَانَ مختلطاً فَهُوَ يدل على أَن القرحة فِي أقرب الأمعاء إِلَى أَسْفَل وَهَذَا أَيْضا يكون فِي الخراطة إِلَّا أَنه فِي الخراطة أقل بَيَانا مِنْهُ فِي الدَّم وقشرة القرحة أَيْضا تدل بشكلها واختلاطها على مَوضِع الْعلَّة فَإِذا كَانَت القرحة فِي الأمعاء السُّفْلى كَانَ انتفاعها بالحقن والشيافات وَإِذا كَانَت فِي الْعليا فِيمَا يُؤْكَل وَيفرق بَينهمَا بالإسهال والكائن عَن الكبد أَنه يخرج فِي أول الْأَمر صديد رَقِيق بِلَا خراطة وَثمّ آخر الْأَمر يصير كالدردي الْأسود الف ب والإسهال الَّذِي يكون من الكبد لَهُ فترات يمسك فِيهَا الْيَوْمَيْنِ وَالثَّلَاثَة ثمَّ يعاودهم فَيخرج إِمَّا مثل الأول وَإِمَّا أَشد وَأَصْحَاب قُرُوح الأمعاء يكون إسهالهم دفْعَة وَلَا يَنْقَطِع بفترات طَوِيلَة الْمدَّة فَأَما القروح الأمعاء يكون إسهالهم دفْعَة وَلَا يَنْقَطِع بفترات طَوِيلَة الْمدَّة فَأَما القروح الكائنة فِي المعي الْمُسْتَقيم وَهِي الزحير فَإِنَّهَا تحدث لصَاحِبهَا تزحراً وشهوة للْقِيَام إِلَى الْخَلَاء قَوِيَّة وَلَا يخرج مِنْهُ إِلَّا الشَّيْء الْيَسِير وَيكون هَذَا الشَّيْء فِي أول الْأَمر بلغمياً ودموياً حَتَّى إِذا طَالَتْ الْمدَّة انحدر مِنْهَا شَيْء من جنس الخراطة وَهَذَا أبدا غير مختلط بالثفل الْبَتَّةَ وَذكر قوم أَن قوما من أَصْحَاب الزحير أَصَابَهُم وجع شَدِيد وَخرجت بعقب ذَلِك مِنْهُم حِجَارَة من المعقدة وَلم أر أَنا هَذَا.(3/52)
الْعِلَل والأعراض: قَالَ: ضروب اختلافات الدَّم أَرْبَعَة أَحدهَا الَّذِي يكون بأدوار مَعْلُومَة ويعرض لمن قطعت بعض أَعْضَائِهِ أَو ترك رياضة أَو فقد الستفراغاً كَانَ يسيل مِنْهُ وَالثَّانِي: يكون بِسَبَب ضعف الكبد وَهَذَا استفراغ مائية الدَّم وَالثَّالِث: استفراغ الدَّم السوداوي وَهُوَ مثل الدردي الرَّابِع: يستفرغ دَمًا مُحصنا قَلِيلا أَو مَعَه قشور القروح وَيكون هَذَا وَحده من قُرُوح المعي قَالَ: والزحير يحدث)
عَن قُرُوح المعي الْمُسْتَقيم الَّذِي عِنْد طرف الدبر أَكثر وأشدها يحدث عَن قُرُوح المعي الَّذِي فَوق هَذَا الْموضع.
الساهر لقروح المعي: بزر قطونا وبزر الريحان وبزر خطمي مقلوة بزر لِسَان الْحمل طباشير وبزر حماض مقلو نشا مقلو صمغ طين كاربا. لي على مَا رَأَيْت مَرَّات أَنه رُبمَا كَانَ مَعَ السحج إسهال ورطوبات كَثِيرَة وَاجعَل حِينَئِذٍ فِي السفوف الْأَشْيَاء القابضة كالقرظ والطراثيث والبلوط والسماق والكزبرة المقلو والبنج والأفيون وَنَحْو ذَلِك وَإِن احتجت فَاجْعَلْ مَعَه حب الآس وعفصاً وخرنوباً ودقيق الغبيراء مقلو والمقل الْمَكِّيّ وَنَحْوهَا وَإِن كَانَ مَعَ برد وَكَانَ السحج عَن بلغم فزد فِي ذَلِك حرفا مقلو وَإِذا كَانَ المغس شَدِيدا فألق مَعَه حب البلسان وَبَعض الْأَشْيَاء الطاردة للرياح كالأنيسون وبزر الكرفس قَالَ: وَمَتى كَانَت الْعلَّة مبتدئة فَاحْتَجت إِلَى الحقن فَعَلَيْك بالقوابض أَكثر والمغرية وَإِذا طَال الْأَمر قَلِيلا فألق مَعَه قرطاساً محرقاً وَنَحْوه حَتَّى إِذا كَانَ آخر الْأَمر فألق فَتِيلَة تقطع الزحير: إسفيذاج الرصاص دم الْأَخَوَيْنِ سادروان أفيون وَإِذا كَانَ الزحير مزمناً فَاجْعَلْ فِي الشياقة قرطاساً محرقاً وَنَحْوهَا.
أريباسيوس للزحير: حب الْغَار الْيَابِس معلقتان يسحق ويسقى صَاحب المغس أَو كمون مقلو مسحوق ملعقة بِمَاء أَو ورق الْغَار أَو حبه يمص مَاؤُهُ ثمَّ يمضغ وَيُوضَع الثفل على السُّرَّة.
الطَّبَرِيّ: إِذا سكن الوجع سَاعَة بعد سَاعَة فالعلة فِي المعي الْعليا وَإِذا كَانَ الوجع فَوق السُّرَّة فالعلة هُنَاكَ وَإِذا خرج الرجيع بعد الوجع بِمدَّة فَهُوَ فَوْقه الف ب وَإِذا كَانَ شَدِيد الِاخْتِلَاط فَهُوَ فَوق وَإِذا لم يكن فِيهِ شَحم ودسم فَمن الْعليا لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهَا شَحم وَلَا دسم وبالضد وَالَّذِي من الكبد يكون مِنْهُ مثل مَاء اللَّحْم بِلَا وجع وَهَذَا رُبمَا احْتبسَ أَيَّامًا حَتَّى يجْتَمع ثمَّ يَجِيء وَرُبمَا جَاءَ شَيْء مثل الدردي وَهَذَا يكون من قرحَة كَانَت فِي الكبد فانفجرت وعلامة هَذَا وَنَحْوه أَلا يضعف العليل بل يُقَوي وَرُبمَا انْقَطع عرق فِي الْمعدة ونواحيها وَخرج الدَّم صافياً وَإِذا خرج فِي قُرُوح المعي قطع لحم فقد تأكلت نفس المعي وَلَا برْء لَهُ وَإِذا كَانَ تخرج خراطة فَهُوَ ابْتِدَاء وَإِذا)
خرجت القشور فَهُوَ إمعان القرحة وَإِذا خرج اللَّحْم فَهُوَ غَايَته الَّتِي لَا شَيْء أردى مِنْهَا قَالَ: ويسقى ثَلَاث حمصات من الفلونيا.(3/53)
قرص يحبس الْبَطن من سَاعَته: أفيون أقاقيا ثَمَرَة الطرفاء سماق حب الآس الْأسود يتَّخذ أقراصاً بِمَاء السفرجل والتفاح وتشرب وَاحِدَة وينفع مِنْهَا إِذا عتقت اللَّبن الْمَطْبُوخ بالحصى وَهُوَ بَالغ النَّفْع معز للمعي.
أهرن: جَمِيع الإسهال الَّذِي يكون سَببه المعقدة كالبواسير فِيهَا والشق وَغير ذَلِك يكون بتزحير شَدِيد قَالَ: لدم الْجَارِي من الأمعاء أصفى وَالَّذِي من أَسْفَل أكدر قَالَ: إِذا كَانَ الوجع أَسْفَل السُّرَّة فَإِنَّهُ سَاعَة يمغص وَيَنْقَطِع الْبَطن يخرج الثفل وَذَلِكَ لِأَنَّهُ فِي السُّفْلى وبالضد قَالَ: الزحير الْكَائِن عَن المعقدة يكثر العليل الِاخْتِلَاف وَلَا يخرج مِنْهُ إِلَّا كالبزاق وَيكون فجاً خَالِصا بِلَا زبل إِلَّا فِي الندرة.
طَعَام جيد لقروح المعي: أرز نقي قد أنقطع فِي المَاء ثمَّ يعصر وَيُؤْخَذ من مَائه جزؤ وَمن اللَّبن جزؤ فيطبخ حَتَّى يغلظ وَيَأْكُل مِنْهُ فَإِن كَانَ هُنَاكَ حرارة فَاجْعَلْ ذَلِك من مَاء الشّعير.
طباشير ورد طين أرميني كهربا صمغ عَرَبِيّ عفص أفيون يَجْعَل مِنْهُ قرص ويسقى جيد لقروح المعي قَالَ: وَاسْتعْمل أَقْرَاص الزرانيخ وَالْملح إِذا كَانَ المعي قُرُوح عفنة رَدِيئَة.
سرابيون قَالَ: القروح فِي المعي تحدث لفضول تنصب إِلَيْهَا حارة إِمَّا من فلغموني فِي الكبد أَو صديد حَار يرجع من جَمِيع الْجِسْم إِلَيْهِ وَينصب فِي الأمعاء وَقد يكون خُرُوج الدَّم من الأمعاء إِذا انفتحت عروق فِيهَا لِكَثْرَة امتلاء الدَّم كالحال فِي أُمُور نداس إِلَّا أَن هَذَا يكون فِيهَا فَوق وَيكون اخْتِلَاف دموي من ضعف الكبد وتقف على كل وَاحِد من هَذِه أَن تنظر فَإِن كَانَ الْغَالِب على الْجِسْم المرار الْأَصْفَر وَكَانَ يخلف عَن استفراغه وَرَأَيْت مَا يخرج أَيْضا أصفر وَسَائِر العلامات علمت أَن سَبَب ذَلِك المرار الْأَصْفَر وَإِن كَانَ كَذَلِك وَقد تخْتَلف عَن إِخْرَاج السَّوْدَاء واللون فِيهِ أسود فَإِن القرحة تكون رَدِيئَة لَا برْء لَهَا الْبَتَّةَ وَإِذا كَانَ يخرج بِدَم خَالص مَحْض وَيَنْقَطِع أَحْيَانًا أَيَّامًا يَجِيء فَإِن ذَلِك من أُمُور نداس فِي الأمعاء وَإِن كَانَ يَجِيء مثل مَاء اللَّحْم فَذَلِك لضعف الكبد) ألف ب فقد يجوز أَن ينبعث من الْبَطن دم خَالص إِذا كَانَت الكبد ضَعِيفَة قَلِيلا وامتلاء كثير فِي الْبدن وتقف على ذَلِك وتعرفه من الَّذِي ينبعث من الأمعاء لِأَن الكبد يكون مِنْهَا ضعف أَو ثقل وَمَا دَامَ تخرج خراطة أَو قشور رقاق فَإِن قرحَة الأمعاء يُمكن أَن تلتحم فَإِذا خرجت قطع لحم لَهَا عتق فَلَا وَلِأَن اخْتِلَاف الدَّم الَّذِي يكون(3/54)
من قُرُوح الأمعاء يغلظ وَيُشبه بِالَّتِي من ضعف الكبد وَالَّتِي من انفجار عرق فِي الأمعاء فافصل بَينهمَا بِأَن الكبد لاوجع مَعهَا وَالَّتِي من قُرُوح الأمعاء فَمَعَ وجع وَالَّتِي من الكبد لَا يكون مَعَه خراطة والكبدي أَيْضا وَغَيره مِمَّا لَيْسَ لقروح الأمعاء يَجِيء بأدوار ونوائب فَأَما الَّذِي من قُرُوح فِي الأمعاء فدائم قَلِيلا قَلِيلا بوجع وَالَّذِي من الكبد وَمن دم يستفرغ من الأمعاء بِلَا قُرُوح يهزل مَعَه الْجِسْم وَينْقص فَأَما الَّذِي لقرحة فِي الأمعاء فَلَا يهزل والكبدي يتَقَدَّم ذَلِك ضعف الكبد بالعلامات الَّتِي تدل على ضعفها وَالَّذِي من انفتاق عرق فِي الأمعاء يتقدمه امتلاء فِي الْجِسْم وَيكون دَمًا خَالِصا وبأدوار وَلِأَن القروح تكون فِي الدقاق والغلاظ يُمَيّز بَينهمَا بِأَن قشور الْغِلَاظ الْخَارِجَة بالثفل أعظم وخاصة فِي النجو لِأَنَّهَا شحمية وَالدَّسم فِي الْكَائِن عَنْهَا كثير لِأَنَّهَا دسمة شحمية فَأَما المعي بالدقاق فَلَا شَحم لَهَا لقربها من الكبد وأخلاط الخراطة بالثفل باحكام وَقيام العليل بعد الوجع بساعة وحس الوجع فَوق السُّرَّة وَهَذِه كلهَا تدل على أَن الْعلَّة فِي الْعليا انْظُر أَولا لَعَلَّ ذَلِك عَن الكبد أَو عَن الأمعاء كَمَا ذكرنَا أَو مَادَّة أُخْرَى تنصب من مَوضِع فَإِن لم يكن ذَلِك لَكِن كَانَت قرحَة فِي الأمعاء فَانْظُر هَل السَّبَب الَّذِي فعله قد انْقَطع أَو هُوَ يسيل مَعَه دَائِما. لي لم يُعْط عَلامَة لذَلِك وَيحْتَاج أَن يُعْطي ذَلِك فَأَقُول: إِنَّه إِذا كَانَ فِي الثفل الْخَارِج مرار أصفر وأسود أَو حاد رَقِيق أَو خلط مَا مُنكر غَرِيب يستفرغه مَعَه فَإِن الْمَادَّة الفاعلة للوجع هُوَ ذَا يسيل بعد إِن كَانَ قد خلص الثفل من ذَلِك وَبقيت خراطة وَدم وَثقل فَإِن الْخَلْط الْفَاعِل قد انْقَطع قَالَ: وَإِن حدث النحدار دَائِما فاقصد لاستفراغ ذَلِك الكيموس أَو لمَنعه على مَا يجب فَإِن احتجت أَن تَعْنِي بالكبد أَو الطحال أَولا لتحبس السيلان فَإِذا أنقطع السيلان كَامِلا فَحِينَئِذٍ فاقصد القرحة فابدأ وامنع الْمَرِيض الْغذَاء يَوْمَيْنِ وَإِن لم يكن ذَلِك فيوماً أَو جلّ يَوْم ثمَّ خُذ إِن لم تكن حمى قَوِيَّة لَبَنًا مطبوخاً بالحديد طبخاً جيدا حَتَّى تفنى أَكثر رطوبته فاسقه قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا أَتَى عَلَيْهِ سَاعَات وانهضم فاعطه خبْزًا قَلِيلا مبلولاً بِمَاء الرُّمَّان أَو حساءاً متخذا من الْأرز واللوز وشحوم الماعز وانثر عَلَيْهِ الصمغ وَقد يتَّخذ لَهُ حساء من خشخاش)
إِذا كَانَت الْحَرَارَة قَوِيَّة يطْبخ ألف ب وَيُؤْخَذ طبيخه وطبيخ شعير مهروس ونشا قَلِيل يتَّخذ مِنْهُ حساء. لي احتل لتتويم صَاحب قُرُوح المعي والذرب فَإِنَّهُ فِي غَايَة النَّفْع لَهُ وانقع السماق يَوْمًا وَلَيْلَة وصف مَاءَهُ وَاتخذ ذَلِك من الكعك وامنعه الْفَاكِهَة فَإِنَّهَا رَدِيئَة للمعي اللَّهُمَّ إِلَّا السفرجل والكمثرى والزعرور وَنَحْوه فَإِن لم تكن حمى فاعط أكارع واطبخ العدس وَيكون طبخه مرَّتَيْنِ بمائين وَصفه وَكَذَلِكَ فافعل بالكرنب وأطعمه الحماض والرجلة والأطربة فَإِن هَذِه كلهَا من أطعمته وَاللَّحم لَيْسَ يجيد لمن بِهِ قُرُوح المعي لكنك مُضْطَر إِلَيْهِ مَتى طَالَتْ الْعلَّة لضعف الْقُوَّة فاختر إِذا ذَاك من الْحَيَوَان وَمن الطير مَا كَانَ تريا واختر الطير على الْمَوَاشِي والمواشي على السابح وَخذ من الطير مَا هُوَ سهل الانهضام وَفِيه أدنى يبس وَمِمَّا هُوَ كَذَلِك: الدراج والحجل والشفانين والأرنب والغزلان والأيايل وَمن البحري الهازبا والشبوط يعْمل ذَلِك كُله بخل وتوابل قابضة وَحب الآس وَالْبيض السليق بالخل وليشربوا المَاء فِي الأبتداء وخاصة مَاء الْمَطَر فَإِن(3/55)
لم يجد فألق فِي المَاء طباشير وطيناً فَإِن استرخت الْمعدة من شرب المَاء فاعطهم شراب السفرجل وشراب الْفَاكِهَة فَإِن لم تكن حمى وضعفت الْمعدة جدا فاعطهم شرابًا أسود قَابِضا وامزجه لِئَلَّا يثير الْحَرَارَة والورم فِي الأمعاء وسارع من أول الْأَمر قبل ضعف الْقُوَّة بالأدوية المقوية والقابضة لِأَن الْقُوَّة إِذا ضعفت لم تكد هَذِه تنجح لِأَن السيلانات تكْثر حِينَئِذٍ إِذا طَال الْأَمر بِهَذِهِ الْعلَّة فاعط فِيهَا الْأَدْوِيَة والحقن جَمِيعًا لِأَن الْأَعْلَى يألم باشتراك الْأَسْفَل والأسفل بالأعلى.
بزور جَيِّدَة كَافِيَة: بزر قطونا وصمغ وطين مقلو وَيُعْطى مِنْهَا ثَلَاثَة دَرَاهِم بِرَبّ السفرجل.
آخر: بزر قطونا بزر مرو وبزر رجلة بزر لِسَان الْحمل بزر ريحَان بزر الْورْد بزر الحماض وبزر الخطمي دِرْهَم دِرْهَم طباشير طين أرميني نشا صمغ دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ يقلى حسنا يعْطى مِنْهُ خَمْسَة دَرَاهِم بِمَاء لِسَان الْحمل أوعصى الرَّاعِي أَو الرجلة وَإِن كَانَت حمى فَاسق أَقْرَاص الطباشير الَّذِي بالحماض قَالَ: وأصول الخطمى نَافِع لهَذِهِ الْعلَّة جدا والراوند حسن الْفِعْل فِي هَذِه الْعلَّة وَإِذا كَانَ فِي الأمعاء لذع شَدِيد وَدم كثير فاختر من الحقن مَا لَهُ تسكين وتقوية كشحم البط والطين الأرميني والاسفيذاج والنشا وصفرة الْبيض وَنَحْوهَا وَإِذا كَانَ اللذع أقل فَوق بالقابضة العفصة واحقن كل مافي قانون الحقن وَإِذا لم يكن فِيمَا يخرج الدَّم الْبَتَّةَ بل مُدَّة خَالِصَة)
صديدية رَدِيئَة فَعِنْدَ ذَلِك أَنَّك مُحْتَاج إِلَى الحقنة الحادة كَمَا أَن القروح الرَّديئَة المزمنة تحْتَاج إِلَى ذَلِك ألف ب وَانْظُر لَا تغفل اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة الحادة فِي هَذَا الْوَقْت وَإِيَّاك أَن تبطئ بذلك لِأَن المدافعة بذلك يضر القرحة مضرَّة عَظِيمَة جدا قَوِيَّة لَكِن بَادر بِهَذِهِ فَإِنَّهَا تمنع التأكل وَلَا تستعملها مَا دَامَ دم وَشَيْء يُوهم أَنه يكون مَعَ الخرجات الَّتِي لَهَا طراوة.
أَقْرَاص الزرانيخ تسْتَعْمل فِي الذوسنطاريا إِذا كَانَ مَا تخرج مُدَّة فَقَط: زرنيخان من كل وَاحِد أُوقِيَّة وَنصف نورة لم تطفأ نصف رَطْل قرطاس محرق أُوقِيَّة أقياقا أَربع أَوَاقٍ لحية التيس أوقيتان يجمع ذَلِك كُله بِمَاء لِسَان الْحمل ويقرص وَيُؤْخَذ مِنْهُ نصف دِرْهَم فيخلط بطبيخ السماق والآس أَو قشور الرُّمَّان ويحقن بِهِ فَإِن كَانَ الوجع فِي المعي المستوي فَاسْتعْمل البلاليط.
دم الْأَخَوَيْنِ اقياقيا صمغ قرطاس محرق اسفيذاج الأسرب مرتك قرن إيل اقليميا الْفضة أفيون اتخذ من هَذِه مَا شِئْت على حسب إِلَيْهِ وَيحْتَاج عِنْد الوجع الشَّديد إِلَى المغرية والمخدرة وَعند طرواة القرحة إِلَى المغرية والقابضة عِنْد فَسَادهَا وإدمانها إِلَى الحارة والعفصة قَالَ: واسحق أَقْرَاص الأندرون واطل بهَا المقعدة والقطن واطل الْبَطن فِي قُرُوح المعي بالأشياء القوية المجففة وَإِذا كَانَ العليل تناله شَهْوَة الزحير(3/56)
وَتخرج مِنْهُ لزوجة دهنية قَليلَة عَلَيْهَا نقط دم فَلذَلِك هُوَ الزحير وَذَلِكَ يكون لورم حَار وقرحة فِي المعي الْمُسْتَقيم والورم يُوهم العليل أَنه يحْتَاج إِلَى البرَاز لثقل ذَلِك عَلَيْهِ لِأَنَّهُ يشبه حَالَته عِنْد ثقله بالبراز.
علاج ذَلِك: اقصد إِلَى ثَلَاثَة أَشْيَاء حبس مَا يجرى إِلَى هَذَا المعي وَحل الورم الَّذِي فِيهِ وتعديل الحدة فابدأ أَولا بالتكميد بالصوف المنقع بدهن الآس الفاتر ودهن ورد قد خلط بشراب وَيجْعَل ذَلِك على المراق والأرابي والعانة ومرخ الخصيتين إِلَى آخر الشرج ومُرة أَن يدع الْغذَاء يَوْمَيْنِ لثقل أَسبَاب السيلانات وَيبْطل أَصْلهَا الْبَتَّةَ وَبعد ذَلِك غذه بغذاء قَلِيل وَيكون خبْزًا منقعاً بِلَبن قد طبخ بالحديد فَإِن هَذَا علاج يجمع الْخلال الَّتِي وَصفنَا فغذه بعد سُكُون الوجع بالمياه القابضة فَإِن كَانَ اشْتَدَّ الوجع فَاعْلَم أَنه قد غلظ الورم فَحَمله دهن حل مفتر ويبدل ذَلِك فَأَنَّهُ يحل الورم ويسكن الوجع وَأَجْلسهُ فِي طبيخ الحلبة وبزر الْكَتَّان والخبازي وأصل الخطمى فَإِن هَذِه تحل الورم وتسكن الوجع فَإِذا احتجت تَقْوِيَة فالعفصة وَإِذا احتجت إِلَى تسكين الوجع فَهَذِهِ بِلَا)
ليط نافعة من الزحير وَهِي: مر قشور كندر زعفران أفيون عفص صمغ مقلو يتَّخذ بلاليط فَإِن ثَبت الوجع وشهوة البرَاز والزحير فدخنه بكبريت فِي إجانة على مَا تعرف بالقمع ألف ب فَإِنَّهُ عَجِيب لذَلِك فَإِن لم يسكن فاحقنه بِمَاء الزَّيْتُون المملح قدر خَمْسَة قوانوسات ثمَّ اسْتعْمل بعد ذَلِك التكميدات الموصوفة بتسكين اللذع فَإِنَّهُ يحل ذَلِك الورم.
فِي المغس ابْن سيراييون: المغس يكون من الرِّيَاح الممدة أَو فضلات غَلِيظَة تجاهدها الطبيعة لتدفع وَلَا تنْدَفع فَإِن كَانَ السَّبَب فضلات حارة فاستفرغها ثمَّ اسْتعْمل الْأَدْوِيَة المعدلة كالبزر قطونا ودهن الْورْد وَإِن كَانَ من كيموس غليظ لزج فَاسْتعْمل العلاجات الملطفة الْمُقطعَة نَحْو حب الرشاد ودهن الزَّيْت وَإِن كَانَ من ريَاح غَلِيظَة فَاسْتعْمل مَا يفش الرِّيَاح كالسذاب والكمون والنانخة وَحب الرشاد وَحب الْغَار. لي لم يُعْط عَلَامَات وَيفرق بَين الَّتِي من الرِّيَاح وَغَيرهَا بجولانها من القراقر والتمدد وَأَن يتَقَدَّم ذَلِك تَدْبِير يُوجب رياحاً كشراب كثير المزاج وأطعمة منفخة وَنَحْو ذَلِك وَتعلم الَّذِي من فضلَة غَلِيظَة بِمَا تقدم من التَّدْبِير من أَطْعِمَة غَلِيظَة وَبِأَن الوجع لَا ينْتَقل سَرِيعا وَيكون شبه الثفل وَإنَّهُ ينْدَفع من مَكَانَهُ كالشيء الَّذِي ينْدَفع ويوجع من غير أَن يجول ويتحرك بل كَأَنَّهُ حجر يدْفع ويوجع وعلاج هَذَا هُوَ الإسهال وَتعلم الَّذِي من أخلاط حريفة فَإِنَّهُ يكون من وجع ناخس لذاع وَفِي أَمَاكِن قَليلَة فِي الْبَطن يخس الْأَمر قصير الْوَقْت يسكن ويهيج ويعم الثَّلَاثَة.
دَوَاء مسهل يركب من سقمونيا ورق السذاب والبورق كالتمرى فَإِن هَذَا الإسهال يخرج الفضلين الغليظين ويفش الرِّيَاح إِلَّا أَن يكون ذَلِك بعقب إسهال فَإِنَّهُ إِن كَانَ بعقب إسهال دلّ على أَن هُنَاكَ فضلَة حارة بقيت أَو سحجاً قَلِيلا بعقب ذَلِك فَاسْتعْمل البزر قطونا ودهن الْورْد وَنَحْو(3/57)
ذَلِك وينفع من الريحي التكميد بالجاورس وَهُوَ نَافِع للَّذي من فضلَة غَلِيظَة أَيْضا.
ابْن ماسوية قَالَ: اسْقِ القروح الأمعاء أَرْبَعَة دَرَاهِم من الصمغ الْعَرَبِيّ بسكرجة من لبن مطبوخ بالحديد واسقه نصف دِرْهَم من إنفخة الأرنب فَإِنَّهَا تحبس الْبَطن من سَاعَته تسقيه بالبن الْمَطْبُوخ أَيْضا.
مَنَافِع الْأَعْضَاء: الَّذين لايخرج مِنْهُم البلغم على الْعَادة وَقد أعطينا الْعَلامَة فِي بَاب الْمعدة لَا يُؤمن عَلَيْهِم الْوُقُوع فِي الزحير وعلامة هَؤُلَاءِ أَن تبطل الشَّهْوَة جدا وَاسْتِعْمَال الحرفيات إِذا كَانَ فِي الْبَطن لذع ووجع)
شَدِيد وحدست أَنه خلط قَلِيل لَا يُمكن استفراغه وَهُوَ لذاع الْكَيْفِيَّة فاحقنه بشحم الماعز ودهن ورد وَمَاء الْأرز وَالشعِير وَاللَّبن وطبيخ الملوخيا وَنَحْوهَا أَيهَا كَانَ فاعطه مرقة مسكنة كمرق الْفروج فِيهِ شَحم البط هَذَا على مَا وجد لَهُ فِي كِتَابه فِي الْأَدْوِيَة المفردة أَعنِي ج ويستدل أَيْضا ألف ب على أَن الْخَلْط قَلِيل من قلَّة تمديده وَقلة ثقله وَقلة انْتِقَاله من مَوضِع إِلَى مَوضِع وعسر خُرُوجه ج يَقُول: مَتى رَأَيْت أَنَّك مَتى عالجته بالمسكنة زَاد وَجَعه فَاعْلَم أَن الْخَلْط الرَّدِيء كثير فاستفرغه أَولا ثمَّ عُد إِلَى تدبيرك.
من أقرابادين ابْن سرابيون شيافة للزحير عَجِيبَة وَتمسك دم البواسير: إسفيذاج الرصاص دم الْأَخَوَيْنِ كحل أقاقيا أفيون مرداسنج جَفتْ بلوط جلنار وَيُؤْخَذ كندر وصمغ فَيحل بِمَاء ينبوت وَيعْمل مِنْهُ شياقة ويحقن بِهِ.
للزحير خَاصَّة جَيِّدَة: مر كندر زعفران أفيون يتَّخذ شياقة فَإِنَّهُ عَجِيب جدا وَيُؤْخَذ أفيون خَالص فيعجن بِمَاء الصمغ وَيحْتَمل فَإِنَّهُ أنفعها وَهُوَ جيد إِذا كَانَ مَعَه زعفران لِأَنَّهُ يسكن الوجع بانضاجه.
سفوف للمغس بِغَيْر إسهال: حَماما حب البلسان قردمانا دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بزر كرفس ثَلَاثَة دَرَاهِم حرف أَبيض خَمْسَة دَرَاهِم وينخل بعد دقه الشربة دِرْهَمَانِ.
الهندباء نَافِع من اخْتِلَاف الدَّم الْكَائِن من الكبد.
مَجْهُول: الإسهال الشبيه بِمَاء اللَّحْم الْكَائِن من الكبد فَإِن الزَّبِيب الدسم يُخرجهُ وَيجب أَن يطعم خبْزًا نضيجاً بشراب ريحاني قد أَتَى عَلَيْهِ سِتَّة أَو أقل والكرنب النبطي الَّذِي قد سلق ثَلَاث مَرَّات ورش عَلَيْهِ الْمَطْبُوخ الريحاني وَيجْعَل مَعَه هندباء وَيطْعم أخف الطير وحساء جاورس وسمكا صغَارًا مشوياً على جمر بلوط فَإِنَّهُ يحبس ذَلِك وَيجْعَل فِي الْخبز أقماع رمان ويدخن بِهِ وَيجْعَل فِي طعامهم كزبرة رطبَة ويابسة ويحذر اللوز وَاللَّبن لِأَنَّهُمَا سَرِيعا مَا يستحيلان إِلَى رداءة وَيشْرب رب الأترج والحصرم فَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك برد فَاجْعَلْ مَعَه فلفلا لِأَنَّهُ يجلو وَيفتح السدد إِذا ضعفت الكبد عَن أَن تهضم هضماً تَاما كَانَ مِنْهُ الِاخْتِلَاف الشبيه بِمَاء اللَّحْم وينفع هَذَا الضعْف المعجونات الحارة الَّتِي يَقع فِيهَا اللوز المر والجنطيانا والغافت وَنَحْو ذَلِك إِن شَاءَ الله.)(3/58)
(القولنج وإيلاوس وأوجاع الْبَطن) (الشبية بِهِ الرِّيَاح وَغير ذَلِك وَالْفرق بَينه وَبَين وجع الْحَصَى وَسَقَى دهن) (الخروع وعسر الْخُرُوج للبراز وَفِي الكلى وَجَمِيع أوجاع الأمعاء خلا القروح) (وَمن لَا يخرج الثفل من أمعائه السُّفْلى والرياح الَّتِي تَنْعَقِد فِي الْبَطن وَالَّتِي تَنْعَقِد) (فِي بعض الْأَعْضَاء وَالَّتِي تحل النفخ ووجع الخاصرة وتمدد مَا دون الشراسيف) (ووجع الأضلاع وَالْجنب والبطن الريحي.) 3 (قَالَ ج: فِي الثَّالِثَة عشر من حِيلَة الْبُرْء:) ألف ب كَانَ رجل يظنّ أَن بِهِ قولنجا وَكَانَ لَا ينفع بِشَيْء من النطولات والضمادات والحقن المستعملة فِي هَذِه الْعلَّة بل يهيج عَلَيْهِ وَجَعه وحقن بدهن السذاب فزادت عَلَيْهِ شرا وَكَذَلِكَ الجندبادستر وَكَذَلِكَ حِين يسقى عسلاً مطبوخاً قد خلط فِيهِ فلفل هاج وَجَعه وَصَارَ شرا وَكَذَلِكَ حِين تنَاول عصارة الحلبة مَعَ عسل وهاج أَيْضا وَجَعه غَايَة الهيجان فَعِنْدَ ذَلِك حكمت أَن أخلاط لذاعة قد داخلت جرم أمعائه فنقيته بايارج فيقرا قَلِيلا قَلِيلا لِأَنَّهُ كَانَ قد نهك وَضعف فبريء والايارج أَنْفَع الْأَدْوِيَة فِي تنقية مثل هَذِه الأخلاط قَالَ: وَقد يعرض للَّذين يكثورون من الْأَطْعِمَة الْبَارِدَة الغليظة ضرب من الوجع فِي الأمعاء بِسَبَب ريح يتَوَلَّد مِمَّا تخلفه على طول أكلهَا تِلْكَ الْأَطْعِمَة الْبَارِدَة من الكيموس الغليظ فِي الأمعاء قَالَ: فَإِذا اجْتمع هَذَا الْخَلْط بَين طبقتي الأمعاء واستحال فَصَارَ ريحًا غَلِيظَة بخارية تمددها بِشدَّة وأهاجت وجعاً شَدِيدا وَهَؤُلَاء يجب أَن يمنعهُم من الدوية المخدرة جدا وَلَإِنْ كَانَت تسكن ذَلِك الوجع بِسُرْعَة بتبريدها الْحَرَارَة الَّتِي لطفت تِلْكَ الرّيح إِلَّا أَنَّهَا تجْعَل ذَلِك الْخَلْط اغلظ وأبرد وَأَشد تمَكنا تِلْكَ الرّيح إِلَّا أَنَّهَا تجْعَل ذَلِك الْخَلْط أغْلظ وأبرد وَأَشد تمَكنا فَإِذا سخن أَيْضا عَن الطبيعة أهاج رياحاً يكون عَنْهَا وجع أَشد من الأول فَإِن سقيت المخدرة عَاد بدور إِلَى أَن يَمُوت فَلَا يجب أَن يداوي هَؤُلَاءِ أَيْضا بأدوية قَوِيَّة الإسخان تُوضَع على الْبَطن لِأَنَّهَا تحل تِلْكَ الأخلاط ضَرْبَة شَيْئا كثيرا فيهيج مِنْهَا ريح عَظِيمَة تكون سَببا لوجع عَظِيم جدا لَكِن يجب ان تجتهد فِي تقطيعها وإنضاجها وَذَلِكَ يكون بالأدوية الملطفة الَّتِي لَيْسَ مَعهَا مَعَ التلطيف إسخان قوي وأجود هَذِه الَّتِي تحلل الرِّيَاح وتجفف بِقُوَّة الزَّيْت وَأَنت تسمع أَكثر هَؤُلَاءِ يَقُولُونَ إِنَّهُم مَتى لم يضمدوا فِي وجع القولنج وَلم يعالجوا بنطول الزَّيْت وَلم يحقنوا كَانَ وجعهم أخف. وَمن(3/59)
كَانَ من)
النَّاس قَوِيا جلدا فَهُوَ يقْتَصر فِي هَذِه الْحَال على أَن يدع غذاءه أَو يقلله مُدَّة طَوِيلَة فَيبرأ برءا تَاما وَيبقى حرْزا بِخِلَاف برْء من يسخن إسخاناً قَوِيا لِأَنَّهُ لَا يُؤمن عِنْد الاسخان الْقوي إِذا كَانَت هَذِه الأخلاط كَثِيرَة أَن تولد رياحاً كَثِيرَة وَلَا تقدر أَن تحللها وتفشها فنزيد الوجع وَيهْلك قَالَ: وَقد رَأَيْت رجلا من القروين كَانَ إِذا أحس بوجع القولنج بَادر فَشد وَسطه وَيَأْكُل خبْزَة بثوم وَيقوم إِلَى عمله طول نَهَاره وَلَا يشرب شَيْئا الْبَتَّةَ فَإِذا أَمْسَى شرب شرابًا صرفا فَيُصْبِح صَحِيحا وَقد نَام ليلته أَيْضا نوماً طيبا وَهَذَا لن الثوم يحل الرِّيَاح أَكثر من كل شَيْء وَلَا يعطش ويظن بعض النَّاس أَنه يعطش أَكثر مِمَّا يعطش البصل ويغلطون بل يقطع الْعَطش فَمن أَصَابَهُ مثل هَذَا ألأف ب الشَّديد فِي أمعائه من غير حمى فَليَأْكُل ذَلِك أعنى الثوم وَيشْرب الترياق وَإِن كَانَ مَعَ حمى فليستعمل التكميد بالجاورس إِن احتمله الْمَرِيض فَإِن فعلت ذَلِك وَلم يسكن فاطبخ النانخة وَأَمْثَاله بِزَيْت وَضعه بِخرقَة وَاجعَل مَعَه شَحم بط واحقنه فَإِن لم يتهيأ ذَلِك فشحم الدَّجَاج غير مملح وَغير عَتيق بل يكون طرياً فَإِن لم يسكن الوجع فأعد الحقنة والخلط مَعهَا جندبادستر وأفيونا من كل وَاحِد أَكثر من الباقلي قَلِيلا وزيتاً مخلوطاً بالبزور تسع أَوَاقٍ واطل هَذَا الدَّوَاء الْمَعْمُول بجندباستر وأفيون وزيت مغلي بالبزور على صوف ودسه فِي المعقدة نعما وَفِيه خيط يخرج مَتى شَاءَ فَإِنَّهُ ينفع نفعا فِي الْغَايَة قَالَ: والوجع الْحَادِث عَن ريح غَلِيظَة بخارية دواءه خَاصَّة دون غَيره محجمة تعلق مرَارًا كَثِيرَة مَعَ نَار كَثِيرَة فَإِنَّهُ مجرب وَيذْهب الوجع سَاعَة تعلق إِن كَانَ ريحًا فَقَط وَإِن كَانَ مَعَه خلط غليظ فَإِنَّهُ سيعود بعد سَاعَات كَثِيرَة أَو بعد يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة وخاصة إِن كَانَ عرض فِي التَّدْبِير خطأ وَكَانَ الْعُضْو العليل يلح عَلَيْهِ بالتكميد والإسخان وَإِذا كَانَ مَعَ الرّيح أخلاط عليظة كَمَا ذكرنَا فَلَا تسخن الْعُضْو إسخاناً شَدِيدا لَكِن عالجه بالأشياء اللطيفة وَحِينَئِذٍ تتنفع بالحقن الحادة وَلَكِن ارْفَعْ نوبَة الْعلَّة بالمحجمة ثمَّ خُذ فِي استفراغ الْخَلْط الغليظ بحقنة حادة فَإِنَّهُ سيقوم عَن هَذِه الحقنة ببلغم لزج زجاجي ويسكن الوجع الْبَتَّةَ فَأَما الأخلاط الحادة إِذا انصبت إِلَى الأمعاء فَإِنَّهُ يحدث عَنْهَا وجع مَعَ لذع لَا مَعَ تمدد وَعند ذَلِك فاحقنه بِمَاء كشك الشّعير وأطعمه أَطْعِمَة عسرة الْفساد قابضة فَإِنَّهُ يغسل ذَلِك الْخَلْط وويدل مزاجه. لي مَتى كَانَت هَذِه الأخلاط مشربَة لطبقات الْمعدة فَإِنَّهُ لَا يخرج فِي البرَاز شَيْء وَإِن كَانَت سابحة فِي التجويف فَإِن الْغذَاء يخرج منصبغاً مختلطاً بِهِ على مَا ذكرنَا فِي بَاب الْمعدة وَإِذا كَانَت مشربَة لللأمعاء فعلاجه)
إيارج فيقرا. 3 (التميز بَين القولنج والحصى) فَإِن كَانَ يُوجد فِي وجع الْبَطن حَيْثُ يرابح الْبَوْل كُله سلاة مركوزة وظنت أَن ذَلِك من أجل حَصَاة لاحجة هُنَاكَ فاحتقنت بِزَيْت فَخرج مَتى خلط زجاجي وَسكن الوجع فَاعْلَم أَنه لن يُمكن التميز بَين وجع القولنج الْحَادِث عَن لحوج(3/60)
الْخَلْط الزجاجي فِي بعض الأمعاء وَبَين الْحَصَاة الناشئة فِي مجاري الْبَوْل فِي وَقت نوبَة الوجع إِن لم تعرض الْأَسْبَاب الْمُتَقَدّمَة وَلَا يضرنا ذَلِك فِي ذَلِك الْوَقْت لِأَن الْأَشْيَاء الَّتِي تَنْفَع فِي هذَيْن الوجعين وَاجِد وَهُوَ التكميد من خَارج وَمَا يقوم مقَامه من الْأَشْيَاء الَّتِي يحقن بهَا فَمَتَى لم يخف الوجع بذلك فَاسْتعْمل دَوَاء فيلن والحصاة تخرج بعد ذَلِك إِمَّا مَعَ دم ألف ب أَو بِلَا دم وَيكون إِذا كَانَت مَعَه خشنة وَيكون فِي الْبَوْل ثفل رمل راسب وَلَا يكون فِي القولنج ذَلِك. وَفِي القولنج يخرج ثفل رياحي كأخثاء الْبَقر يطفو فَوق المَاء ورياح كَثِيرَة جدا إِذا انْطَلَقت الطبيعة ومغس وشهوة الطَّعَام واستمراء يكون قبل نوبَة القولنج نَاقِصا ثمَّ يبطلان الْبَتَّةَ بِالْقربِ من نوبَة الْعلَّة وينتفخ الْبَطن ويعرض مَعَه قيء وتهوع ولذع فِيمَا دون الشراسيف وقلق وضجر وكرب وَإِذا كَانَ الوجع أقل قَلِيلا فَذَلِك إِمَّا لقلَّة الْمَادَّة الفاعلة للوجع أَو لِأَنَّهُ فِي الأمعاء الدقاق وَاعْلَم أَن الوجع الَّذِي مَعَه لذع فَإِنَّهُ يكون من خلط يَأْكُل وَدَلِيل أَنه يتَقَدَّم أبدا قُرُوح الأمعاء.
التَّمْيِيز بَينه وَبَين الْحَصَى السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: قَالَ: قد رَأَيْت وجع القولنج الشَّديد غير مرّة والأطباء ويتوهمون أَنه وجع الكلى وَقد ظن قوم أَنه لن يكون القولنج فِي الْجَانِب الْأَيْسَر وَأمر وجع القولنج ووجع الكلى فِي ابتدائهما يعسر تميزها وَحِينَئِذٍ مداواتهما فَوَاحِدَة وَهُوَ يسكن الوجع من كماد وآبرن وأدوية وَمَعَ ذَلِك فابحث عَن ذَلِك وَقد يعرض فِي العلتين غثيان وقيء وتهوع إِلَّا أَنه فِي القولنج أَكثر وَأعظم وأدوم ويقيئون أَكثر وَيكون الْقَيْء بلغمياً وتحتبس طبائعهم حَتَّى لَا يخرج ريح وَلَا غَيرهَا ويدور الوجع فِي أَجْوَافهم ويلتوي وينتقل مَرَّات كَثِيرَة وينبسط وَيَأْخُذ أمكنة كَثِيرَة وتنقبض وَرُبمَا كَانَ الوجع فِي مَوضِع دون مَوضِع أَشد فَأَما وجع الكلى فَلَا يزَال مرتكزا فِي مَوضِع وَاحِد وَإِذا كَانَ مَعَ الوجع فِي الْموضع الْأَعْلَى من مَوضِع الكلتين فَذَلِك دَلِيل بَين على أَنه وجع القولنج فَإِن كَانَ الوجع عِنْد مَوضِع الكليتين وَكَانَ مرتكزاً فِي مَوضِع وَاحِد وَلم يقدر على التَّمْيِيز الصَّحِيح فَانْظُر إِلَى الْبَوْل فَإِنَّهُ فِي ابْتِدَاء وجع الكلى فِي غَايَة الصفاء والمائية كَمَا أَنه فِي الْأَيَّام الَّتِي بعد ذَلِك يرسب فِيهَا نزُول رملي والرجيع من أَصْحَاب القولنج يكون فِي أَكثر الْأَمر خلطاً زجاجياً وَيكون صَاحبه يستريح إِلَى الحقن المرخية أَكثر من أَصْحَاب وجع الكلى وَقد يخرج فِي علل القولنج هَذَا الْخَلْط الزجاجي فيستريح صَاحب ذَلِك من الوجع من سَاعَة قَالَ: وَلِأَن المعي الْمُسَمّى قولن يَمْتَد إِلَى أَسْفَل حَتَّى أَنه رُبمَا بلغ الحالب وَبلغ إِلَى أَعْلَاهُ حَتَّى أَنه يلتزق بالكبد وَالطحَال فَلذَلِك أرى قَول من قَالَ: إِن كل وجع يكون فِي الْبَطن شَدِيدا حَيْثُ اتّفق فِي الْبَطن فَهُوَ وجع القولنج فَهُوَ حق.
قَالَ: وَلَا يُمكن أَن يحدث أَمْثَال هَذِه الأوجاع الشَّدِيدَة فِي الأمعاء الدقاق لِأَن هَذِه الأوجاع إِنَّمَا تولدها عَن ريح غَلِيظَة وَالرِّيح الغليظة تستفرغ من جسم الأمعاء الدقاق سَرِيعا لدقتها ونحافتها وَلَا تستفرغ من الأمعاء الْغِلَاظ لكثافتها ألف ب والأخلاط الْبَارِدَة تتولد من الأمعاء الْغِلَاظ أَكثر وَأَشد لزوجة مِنْهَا فِي الدقاق.(3/61)
فِي إيلاوس وَقد يحدث فِي بعض الْأَوْقَات فِي الْبَطن أوجاع أخر شَدِيدَة قد تدهش بتحرك الْقَيْء غَايَة الدهش حَتَّى أَنه يتقيأ رجيعه وَقل مَا يسلم من ذَلِك وَيحدث فِي الأمعاء الدقاق بِسَبَب ورم صلب أَو بِسَبَب سدة تحدث من ثفل صلب. وَقَالَ: الْفرق بَين القولنج والحصى بِكَثْرَة التهوع وعظمه وَهل الْخَارِج بالقيء شَيْء بلغمي أَو مري وَذَلِكَ أَن الْقَيْء فِي علل القولنج أَكثر وَهُوَ بلغمي وَهل الوجع مرتكز فِي مَكَان أَو منتقل فَإِن وجع القولنج ينْتَقل ولشدة الأعتقال يكون ذَلِك فِي القولنج أَشد حَتَّى أَنه يمْنَع الرّيح فضلا عَن غَيرهَا فَأَما من ظهر مِنْهُ فِي الْبَوْل شَيْء يدل على وجع الكلى فَلم يبْق فِي الْأَمر شَيْء الْبَتَّةَ.
أَبُو بكر اعْتمد فِي هَذَا على شدَّة التهوع وَعظم مَوضِع الوجع وَشدَّة احتباس الْبَطن والتخم الْمُتَقَدّمَة وَهل العليل مِمَّن يعتاده إِمَّا ذَا وَإِمَّا ذَا.
3 - (جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة)
أوجاع القولنج تقال بِالْحَقِيقَةِ إِذا كَانَ حدوثها من بلغم وتقال بالاستعارة إِذا كَانَ حدوثها من خلط مراري. ويستدل على الْحَادِث من خلط مراري أَن العليل تضره الْأَدْوِيَة الحارة ويجد الوجع كَأَنَّهُ ناخس لذاع وَينْتَفع بالأشياء المعدلة المزاج.
أَبُو بكر: يفرق بَين القولنج وَبَين وجع الكلى أَن مَعَ وجع القولنج مغصاُ وانتفاخ المراق وَفَسَاد الهضم والتخم قبل ذَلِك وَاسْتِعْمَال الطَّعَام الغليظ الْبَارِد المنفخ ووجع القولنج يَأْخُذ مَكَانا أَكثر وَأَن يكون صَاحبه ملقى من ذَلِك والوجع من قُدَّام ويتحرك وينتقل وَإِن وجع الكلى يحتبس مَعَه الْبَوْل.
إيلاوس يكون إِمَّا من ورم حَار فِي الأمعاء الدقاق وَيكون مَعَ هَذَا حمى وعطش والتهاب وَحُمرَة اللَّوْن وَإِمَّا من سدة تحدث من ثفل يَابِس صلب ويعرض مَعَ هَذَا تمدد مؤلم وانتفاخ وغشى وَإِمَّا من ضعف الْقُوَّة الدافعة ويتقدمه عدم الْغذَاء وَشرب المَاء الْبَارِد والخلفة. لي وَالَّذِي من الورم الْحَار يعالج بالفصد والضماد الَّذِي يحلل قَلِيلا قَلِيلا ويسكن الوجع ويلين وَالَّذِي من الثفل يَابِس يحقن بأدهان خَالِصَة فاتره أَولا ثمَّ بالورق وشحم حنظل وقنطوريون. لي ويسقى أَولا دهناً كثيرا من مرقة إسفيذبانج بشحم الدَّجَاج والبط وَفِيهِمَا ملح كثير وشبث وَيقْعد فِي مَاء حَار ويتحرك نعما ثمَّ يحقن بدهن فاتر أَيْضا ويخضخض بَطْنه وَهُوَ منتصب نعما ويعاد ذَلِك مَرَّات ويحقن بحقن حارة.
الْخَامِسَة الْعِلَل والأعراض قَالَ قد مكث وجع القولنج مَرَّات يَوْمَيْنِ وليلتين وَلَا يفتر. ألف ب جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: القولنج لَا يحدث أوجاعه الشَّدِيدَة من الأمعاء الدقاق لِأَن هَذِه الأوجاع تتولد من ريح غَلِيظَة وَهَذِه الرّيح لَا تستفرغ من جسم الدقاق لدقتها. والأخلاط الْبَارِدَة على الكثر تتولد فِي الْغِلَاظ أَكثر وَأَشد لزوجة وَقَالَ: إبلاوس يحدث إِمَّا من ورم الأمعاء أَو لضعف قوتها الدافعة أَو من برَاز صلب أَو ورم وَيلْحق الورم حمى وعطش وتهيج الغثى والألم والضربان فِي الْبَطن وَالَّذِي من ضعف الْقُوَّة الدافعة تعرف من أَنه لَا يتقدمه شَيْء من هَذِه الْأَعْرَاض الَّتِي ذكرت وَمن أَنه يتقدمه ذرب وَيكون الْبَطن أَيْضا فِي(3/62)
وَقت حُدُوث الْعلَّة لينًا وَمن أَن الْأَطْعِمَة الَّتِي كَانَ يَتَنَاوَلهَا بَارِدَة وَالَّذِي من سدة من برَاز صلب يعرف بِأَن يكون مَعَه ثفل فِي الأمعاء كثير وقرقرة ونفخة تكون فَوق.
أَبُو بكر يعالج الورم بالفصد والنطول على الْموضع وَضعف الْقُوَّة بالبزور المسخنة والتكميد ليذْهب سوء المزاج وبالأدوية اللذاعة ليضطرها إِلَى ذَلِك وَالْبرَاز الصلب فليعالج بِأَن يحسى الأمراق الدسمة الْكَثِيرَة الْملح ثمَّ يعْطى الصَّبْر.
السَّابِعَة من الميامر: قَالَ: الْأَدْوِيَة المسكنة للوجع فِي القولنج يجب أَن يكون الْغَالِب عَلَيْهَا المخدرة وَيسْتَعْمل عِنْد الْحَاجة الشَّدِيدَة جدا الأفيون إِذا احْتمل فِي المقعدة سكن وجع القولنج.
دَوَاء يسكن وجع القولنج عَاقِر قرحاً فربيون مثقالان بزرنيخ وفلفل أَبيض وأفيون من كل وَاحِد عشرُون مِثْقَالا زعفران عشرَة سنبل الطّيب مثقالان واعجنهما بِعَسَل وَهُوَ عَجِيب قَالَ جالينوس لشدَّة الوجع وإيلاوس فِي الرجيع يسقى مِنْهُ قدر باقلاة بِمَاء بَارِد وَقَالَ الرّيح إِمَّا أَن تكون مسكنة فِي فضاء الْأَعْضَاء وَإِمَّا أَن تستكن فِيمَا بَين طبقاتها وَهَذَا رَدِيء مؤلم طَوِيل اللّّبْث.
الأول من الأخلاط يغسل البلغم من الأمعاء الْغِلَاظ مَاء عسل الَّذِي قد طبخ فِيهِ القنطوريون والفوذنج الْجبلي والحنظل وَنَحْو ذَلِك قَالَ: الرّيح إِمَّا أَن تكون مستكنه فِي فضاء الأمعاء وَتَكون فِيمَا بَين طبقاتها وَهَذَا رَدِيء طَوِيل مؤلم لابث.
الثَّانِيَة من الْفُصُول: إيلاوس أَكثر مَا يكون عَن ورم الأمعاء.
وَمن السَّادِسَة مِنْهُ: مَا كَانَ من الأوجاع الَّتِي فِي الْبَطن أَعلَى موضعا هُوَ أخف وَمَا كَانَ أغور فَهُوَ أَشد قَالَ ج: مَا كَانَ من الأوجاع الَّتِي فِي الْبَطن مائلاً نَحْو ظَاهر الْجِسْم أخف من الغائر الَّذِي وَرَاء الباريطون.
أَبُو بكر: وَمِمَّا وَرَاء الغشاء فَكلما كَانَ أعمق فَهُوَ أَشد وجعاً السَّادِس من الفضول: الَّتِي من الرّيح غَلِيظَة وأخلاط بَارِدَة وَسُوء مزاج بَارِد لِأَنَّهَا تقطع وتلطف تِلْكَ الأخلاط. لي)
لم أرى شَيْئا أبلغ فِي حل القولنج الريحي من الْحمى وَمن البزور المسخنة وَإِن جلبت حمى سهلت ألف ب تطفئها وَمن حدث بِهِ تقطير الْبَوْل فِي القولنج الْمُسَمّى إيلاوس مَاتَ فِي سَبْعَة أَيَّام إِلَّا أَن يحدث بِهِ حمى فيجرى مِنْهُ بَوْل كثير. قَالَ جالينوس: لَا أعرف السَّبَب فِي ذَلِك إِن حدث هَذَا فليسق القوية الإسخان وليدر الْبَوْل.
إيلاوس وَأَبُو بكر: لم أر شَيْئا أبلغ فِي حل القولنج الريحي من الْحمى فَعَلَيْك البزور(3/63)
المسخنة فَإِنَّهَا مِمَّا تحل الرِّيَاح وَمَتى جلبت حمى سهلت تطفئتها بعد. قَالَ إيلاوس يتقيأ فِيهِ الرجيع إِذا قرب الْهَلَاك فَلَا يخرج البرَاز من أَسْفَل وَلَو اسْتعْمل أَشد مَا يكون من الحقن حِدة وَيكون فِي الأمعاء الدقاق وَإِمَّا من ورم وَإِمَّا من سدة أَو رجيع صلب يَابِس أَو أخلاط لزجة غَلِيظَة.
السَّابِعَة: إِذا حدث عَن القولنج المستعاذ مِنْهُ الْمُسَمّى إيلاوس قيء وفواق واختلاط الْعقل والتشنج فَذَلِك رَدِيء وَهُوَ دَلِيل سوء. ج: أَلا ينحدر مِنْهُ فِيهِ شَيْء من أَسْفَل الْبَتَّةَ فَأَما الْقَيْء فَلَيْسَ هُوَ بِلَازِم لَهُ دَائِما لكنه يحدث إِذا أشرف العليل على الْهَلَاك فَإِن أشرف عَلَيْهِ بالتهوع تقيأ الرجيع وأصابه فوَاق وَرُبمَا عرض لَهُ تشنج واختلاط ذهن الْمُشَاركَة الدِّمَاغ للمعدة فِي الْعلَّة لِأَن الْمعدة تألم بمشاركة الأمعاء. لي على مَا رَأَيْت هَا هُنَا برد الْأَطْرَاف فِي القولنج دَلِيل على شدَّة الوجع جدا فينجذب الدَّم إِلَى دَاخل ويبرد الظَّاهِر.
الْمَوْت السَّرِيع من كَانَ بِهِ وجع الْبَطن وَظهر بحاجبيه أثار سود كالباقلي ثمَّ صَار قرحَة وَبقيت إِلَى الْيَوْم الثَّانِي وَأكْثر مَاتَ وَمن كَانَ بِهِ هَذَا الوجع اعتراه كالسبات وَكَثْرَة النّوم فِي بَدْء مَرضه.
كتاب الحقن قَالَ: وَقد يعرض القولنج من الْأَطْعِمَة بَارِدَة وَمن برد الْبَطن بالهواء قَالَ: والأطعمة الَّتِي يتَوَلَّد عَنْهَا مِنْهُ أوجاع شَدِيدَة والتكميد يضر الْعلَّة إِن استعملته مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وَذَلِكَ أَنه يهيج الرِّيَاح أَكثر لتحلية الْخط وَلَكِن إِن أزمنت اسْتِعْمَاله حلل مَا لطف وفشه وأراح العليل قَالَ: وَإِن أمكنك أَن تخدر هَذِه الْعلَّة بالحقن فَلَا تخدرها بالأدوية وَذَلِكَ أَن الْأَدْوِيَة رُبمَا كَانَ الْجِسْم فِيهِ أخلاط رَدِيئَة فأسهلت إسهالاً كثيرا مِنْهَا فَخرجت الأمعاء جراحاً مُنكرَة قَالَ: وَإِن أحتمل حجرا من ملح أطلق الْبَطن فِي القولنج سَرِيعا وَكَذَلِكَ عسل يعْقد مَعَ شَحم حنظل وَمَاء بصل والثوم قَالَ: والقطران ينفع من القولنج نفعا عَظِيما وَإِذا كَانَت معدة العليل قَوِيَّة فَاسْتَعْملهُ وَإِلَّا فاجتنبه وَكَذَا جَمِيع الْأَدْوِيَة القوية فدعها إِذا كَانَت الْمعدة ضَعِيفَة واحقنه بالقطران بِأَن تَأْخُذ مِنْهُ جزئين وَمن الزَّيْت جزاءاً فاحقنه بِهِ فَإِن كَانَ الأمعاء ورم فاحقن بدهن الْحل حرريت وشحم الأوز بالسواء فاتر فَإِنَّهُ عَجِيب وَإِذا كَانَ قبل وجع القولنج ضعف الْمعدة ووجعها فَاسْتعْمل المسهلة فَإِنَّهُ أَجود وَذَلِكَ أَن الْعلَّة ألف ب حِينَئِذٍ عَن الْمعدة.
من الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة: قَالَ: مَتى كَانَ احتباس الثفل لسدة فِي الأمعاء لزبل قد لحج وصلب فالغرض الأول فِي مداواته تليين صلابة ذَلِك الزبل بالحقن الرّطبَة الدسمة وَالْغَرَض الثَّانِي استفرغه بالحقن الحادة.(3/64)
أَبُو بكر: إيلاوس يكون فِي المعي الْأَعْلَى والحقن لَا تكَاد تبلغ إِلَيْهِ ولاكن إِذا كَانَ زبل صلب لَا حج فِي الأمعاء فاسقه ماءاً حاراً مَرَّات كَثِيرَة وَيجْلس فِي آبزن وينطل بِمَاء حَار مَوضِع ذَلِك الوجع ليلين اللَّحْم ويسترخي ويلين أَيْضا ثمَّ يحتسى مرقا كثيرا مِقْدَارًا مَا ينتفخ بِهِ فَإِن قاءة أعَاد ذَلِك فَإِذا فعلت ذَلِك فاحقن بعد واسق الْأَدْوِيَة المسهلة فَإِنَّهُ يخرج ذَلِك الزبل الَّذِي قد لحج.
إان أَكثر ضَرَر الْأَطْعِمَة المنفخة وَالشرَاب الْكثير المزاج بالقولن وَذَلِكَ أَن الشَّرَاب الْكثير المزاج ينْفخ الَّذِي يتَوَلَّد فِي الْمعدة يسهل حلهَا لسعة الْموضع وَشدَّة حره واستقامة منافذ الرّيح مِنْهُ وَقلة)
تكاثفه وَأما النفخ الْمُتَوَلد فِي الأمعاء وخاصة فِي القولن لَا ينفش سَرِيعا لبرودة هَذَا الْموضع وانعراج خلقته واستدراته وضيق مخرج الرّيح مِنْهُ وتكاثف منافذه. الثَّانِيَة من الْأَدْوِيَة قَالَ: مرق الديكة الهرمة يسهل الْبَطن فَأَما لحومها فَإِنَّهَا على الضِّدّ من ذَلِك. لي وَكَذَا مرق القنابر وَلَا يجب أَن يُعْطي لَحمهَا بل مرقها فَقَط.
السَّادِسَة من الثَّانِيَة من إبيذيما: صَاحب القولنج يُسمى إيلاوس إِذا لم تكن مَعَه حمى وَلَا ورم فِي الْبَطن وانتفاخ فَيجب أَن تعلم أَن من شَأْنه إِذا كَانَ ورم أَن يكون مَعَه حمى وانتفاخ فسبيله إِذا لم يكن مَعَه مَا ذكرنَا أَن يسقى خمرًا صرفا مبرداً مُقَدرا كثيرا حِين ينَام وَيحدث لَهُ وجع فِي الرجلَيْن فَإِنَّهُ يفشيه وَقد تحله الْحمى إِذا حدثت وَاخْتِلَاف الدَّم لِأَن هَذِه الْعلَّة تحْتَاج إِلَى مَا ينضجها جيدا وَالْخمر الصّرْف تفعل ذَلِك وَكَذَلِكَ تفعل الْحمى. لي إِنَّمَا سقَاهُ الْخمر مبرداً لِئَلَّا يتقيأه.
الثَّانِيَة من الثَّالِثَة من إبيذيميا: قَالَ: عَلامَة الورم فِي المعي الْعليا فِي إيلاوس دوَام الْقَيْء وقوته وَألا يسْتَقرّ فِي جَوْفه الشَّرَاب فضلا عَن سواهُ وَمَتى تقيأ ذَلِك الرجيع بلاشك فِي المعي الْعليا وَمَكَان المغس والوجع يدلك على مَوْضِعه وَهَذِه الْعلَّة حادة جدا وَإِذا كَانَت خبيثة كَانَ فِيهَا كرب شَدِيد وَبرد الْأَطْرَاف وبقدر عظم هَذِه الْعلَّة يدل على أَن فِي المعي ورما عظمياً فَأَما الْقَيْء والمغس فَهِيَ مُلَازمَة لهَذِهِ الْعلَّة وَالْبَوْل إِن كَانَ حسنا لم يدل على الْخَلَاص وَإِن كَانَ رديئاً دلّ على الْهَلَاك. 3 (الأولى من السَّادِسَة:) 3 (الكلى) الْقَيْء يسكن وجع الكلى والقولنج وَقد يهيج فيهمَا جَمِيعًا لِأَن الكلى وقولن يَشْتَرِكَانِ لِأَن بَينهمَا اتِّصَالًا بالباريطون وَيكون القيءبلغمياً ألف ب لِأَن هَذَا هُوَ الْفضل الْمُتَوَلد فِي الْمعدة على الْأَكْثَر فَإِذا دَامَ وتزيد حدث قيء زنجاري سمي لِأَن الدَّم يفْسد من أجل الأوجاع والسهر وخاصة إِذا امْتنع ذَلِك من الطَّعَام فَيعرض السهر والحمى وَفِي أوجاع الكلى يكون وجع ينحدر إِلَى الرجلَيْن وَكَذَلِكَ لَا يكون فِي القولنج وَهَذَا الوجع يكون(3/65)
فِي الرجلَيْن لِأَن الْعرق والأجوف والشريان الْعَظِيم تشعبا فَصَارَ إِلَى كل رجل شُعْبَة عِنْد الْقطن يتَّصل مِنْهُ شُعْبَة أعظم شعبها فَتَصِير إِلَى الكلى.)
أبقراط أَصْحَاب وجع الكلى عَن حَصَاة كَانَ أَو غير ذَلِك يصيبهم خدر فِي الفخد الَّتِي من الْجَانِب الَّذِي فِيهِ الْكُلية الْعلية.
الرَّابِعَة من السَّادِسَة: يسكن بهيجان القولنج وَيعود بِسُكُون القولنج إِمَّا لِأَن الوجع الأشد يخفي بِهِ الألين وَإِمَّا لِأَن الْفضل ينْتَقل.
الْخَامِسَة من السَّادِسَة: نَحن نسقي من علل القولنج إِذا أفرط الوجع وخفنا على العليل الْمَوْت: أفيونا وبنجا وَنَحْوهَا ضَرُورَة على أَن هَذِه الْأَدْوِيَة تبرد ذَلِك الْعُضْو تبريداً قَوِيا فتجعله بعد ذَلِك أسْرع وأسهل قبولا لهَذِهِ الْعلَّة. لي على مَا رَأَيْت فِي الْخَامِسَة من إبيذيميا قَالَ: الْهَوَاء الْبَارِد يحبس الْبَطن لِأَنَّهُ يكثر الْحَرَارَة فِي الْجوف ويدر الْبَوْل وَيكثر نُفُوذ الْغذَاء لِأَنَّهُ يقْصد عضل الْمعدة جدا فيندفع البرَاز إِلَى فَوق كَمَا يفعل عِنْد الْمَنْع بالأرادة وَتصير جملَة المعي الْمُسْتَقيم أضيق وأعسر قبولاً للثفل وَمن هَا هُنَا تعلم أَن الْجُلُوس فِي الآبزن فِي علل القولنج نَافِع جدا إِلَّا أَنه يُرْخِي جَمِيع الْجِسْم وخاصة عضل المعقدة. لي ليبس الطبيعة الدَّائِم والمستعدة لرياح القولنج: خُذ طبيخ التِّين أَربع أَوَاقٍ وامرس فِيهِ لب خيارشنبر بِغَيْر فلوسه أَعنِي عسله وَيصب عَلَيْهِ دهن اللوز زنة دِرْهَمَيْنِ وَيشْرب مِنْهُ اسبوعاً فَإِنَّهُ يذهب اليبس الْعَارِض فِي المعي ويقلعه فَإِن كَانَ مَعَ برودة ريَاح فامرس عسل الخيارشنبر فِي مَاء الْأُصُول وقطر عَلَيْهِ دهن الخروع واسقه وَاسْتعْمل هَذَا فِي الشتَاء.
الثَّامِنَة من السَّادِسَة: القولنج قد يكون من ورم فِي الأمعاء وَمن ريح غَلِيظَة بَارِدَة وَمن خلط بلغمي لزج بَارِد جدا وَمن صفراء أَو خلط حاد أكال وَمن سوء مزاج يغلب على الأمعاء إِمَّا حاراً وَإِمَّا بَارِدًا وَإِمَّا يَابسا وَلَا يكون من رُطُوبَة. لي إِذا رَأَيْت وجعاً فِي نَاحيَة القولن والكلى فَلَا تجزم على أَحدهمَا حَتَّى تنظر فِي الْفُصُول والحصى ينفذ مِنْهَا بَوْل رملي أَو مائي رَقِيق جداّ والوجع إِلَى الناحيه الَّتِي تلِي نَاحيَة الظّهْر وَلَا يبرح والرياح مَعَه وَمَوْضِع الوجع صَغِير كَأَنَّهُ سلاءة وَإِن كَانَ يعْتَاد صَاحبه أَن يَبُول الف ب حَصَاة أَو رملاً فقد صَحَّ ذَلِك ويعمها جَمِيعًا يبس الْبَطن والقيء الأمعاء الْعليا لَا شَحم لَهَا لقربها من الْأَعْضَاء الحارة والسفلي لَهَا شَحم كثير وَلذَلِك)
أَكثر مَا يحدث القولج فِي السّفل لبرد مزاجها.
الْيَهُودِيّ: القولن لِكَثْرَة تردده فِي نواحي الْبَطن يكثر أوجاعه وَذَلِكَ أَنه يَأْخُذ نَحْو الْيَمين قَرِيبا من الكبد ثمَّ يَجِيء إِلَى نَاحيَة الكلى وَإِلَى قُدَّام إِلَى الْعَانَة أَسْفَل مِنْهَا إِلَى اصل الحالب قَالَ: الزبل يبس فِي المعي الْأَعْوَر لِأَن مكثه ميها يطول قَالَ: والصفراء إِذا كثر انصبابها إِلَى الأمعاء يَبِسَتْ الثّقل يبساً قَوِيا فيلبث فِي المعي ومنعت الزبل وَالرِّيح من الأنحدار فَيكون مِنْهُ قولنج رَدِيء قَالَ: وَيكون قولنج من بلغم غليظ لِأَن الأمعاء كلهَا داخلها ملبس بلغم ليغريها حَتَّى لَا ينكبها مُرُور الصَّفْرَاء والفضول الخادة وَإِذا جَاوز ذَلِك(3/66)
البلغم حَده فِي الْأَكْثَر كَانَ عَنهُ قولنج رَدِيء قَالَ: وَيكون قولنج من ريح نافخة تنفخ بعض الْأَعْضَاء وتنقبض وتستدير فِيهِ وتلفه ضربا من التلفيف وَيكون مِنْهُ الورم وَمَعَ قولنج الصَّفْرَاء غثى وغم وعطش ووجع فِي الْعَانَة حَتَّى كَأَنَّهُ يخس بالسكين وَأما الرّيح فترى الرّيح ينْتَقل وينتفخ وَمِمَّا يخص وجع القولنج الغثيان وَبِه يفرق بَينه وَبَين سَائِر أوجاع الْبَطن قَالَ: وَيكون قولنج من هزال الْبَطن ويبسه وَقلة لَحْمه ورطوبته. وَيكون قولنج من ورم حَار فِي الْبَطن أَو حرارة كَثِيرَة تجفف الزبل جدا وَيكون من يبس الْأَطْعِمَة قَالَ: يجب لمن يحفظ صِحَة نَفسه أَلا ينَام حَتَّى يعرض نَفسه على الْخَلَاء وَلَا يدع بَطْنه يجِف جفوفاً شَدِيدا قَالَ: أَبُو بكر: مَتى نَام وَفِي الْبَطن ثقل يَابِس مُدَّة النّوم كُله صلب وجف لذَلِك جدا وَمَتى كَانَ الْبَطن دَائِما فَفِي الْبَطن ثقل يَابِس عَتيق فتشتد صلابة.
من الطبيعيات للقولنج: أَن يجلس على جلد الذِّئْب وَأَن يشد قِطْعَة جلد الذِّئْب على الْبَطن أَو جلد النمر.
ضماد للقولنج: قَالَ: أَبُو بكر يصلح على مَا رَأَيْت لَهُ: قثاء الْحمار وشحم الحنظل وسقمونيا ولين اللاغية ويعجن بمرار الثور ويطلى قَالَ: وَإِن جفف العلق وَشرب مِنْهُ دانق بِمَاء الشبث نفع من القولنج وَلَا يلاوس وللوجع الشَّديد من القولنج يَجْعَل مَاء حَار فِي إِنَاء ويثقب أَسْفَله ثقباً صَغِيرا وَيرْفَع قامه وينام على قَفاهُ ويهطل على الْموضع الوجع فَإِنَّهُ إِذْ ذَاك عَجِيب جدا وَقد يكون ضرب القولنج من الدُّود وعلاجه مَا يخرج الدُّود. ومرق الهدهد يُطلق القولنج.
الْيَهُودِيّ:)
رَأَيْت خلقا كثيرا خرج مِنْهُم فِي الزبل الْحَصَاة وعالجتهم بدهن الخروع وإيارج جالينوس.
أهرن: كثيرا مَا يسقى للقولنج: ألف ب دهن حل وسكر ويسقى للقولنج المريء الصفرائي إِذا عرض فِي القولنج فِي شَدِيد وعطش ولهيب فاسقه سكنجبيناً مسهلاً متخذاً بسقمونيا أَو مِثْقَال إيارج فَيقْرَأ بأوقيتين من مَاء مداف فِيهِ خيارشنبر ودهن اللوز وَشد عَلَيْهِ مثانة فِيهَا مَاء حَار وَيَأْكُل عسلا وبأقراص إيلاوس وَهِي: حب الكفرس وأنيسون سِتَّة سِتَّة أفسنتين أَرْبَعَة سليخة منقى اثْنَا عشر مر وفلفل وأفيون وجندبادستر دِرْهَمَيْنِ درهمينيدق ويعجن ويقرص القرص من دِرْهَم بِمَاء فاتر.
الطَّبَرِيّ: قَالَ أبقراط: إِن نفع فِي إيلاوس شَيْء فداوم الآبزن والدلك بأدهان حارة وَاتخذ فتائل طوَالًا فِي طول عشرَة أَصَابِع ويطلى بمرارة الْبَقر وَيحْتَمل وَإِن لم يكن يخرج الرجيع فَأدْخل فِي الدبر منفاخاً وانفخ فِيهِ حَتَّى يَمْتَد فِي الأمعاء ثمَّ يخرج وَيتبع سَرِيعا بحقنة وانطل على الْموضع ماءاً حاراً وَشد عَلَيْهِ مثانة فِيهَا مَاء حَار ويشد عَلَيْهِ وَيَأْكُل عسلاً وَيشْرب شرابًا صرفا فَإِن لم ينفع هَذَا فَهُوَ هَالك.(3/67)
أهرن: وَقد يجِف الثفل وَإِن كَانَت الأمعاء بِحَالِهَا الطبيعة من يبس الْأَطْعِمَة وَيُورث ذَلِك قولنجاً أَبُو بكر قَالَ: الْأَطْعِمَة الَّتِي تخلف فِي الأمعاء بلغماً كثيرا كالبقول فَإِنَّهَا تورث القولنج البلغمي وَكَذَلِكَ التخم الْمُتَّصِلَة وَأكْثر قولنج النَّاس هُوَ هَذَا النَّوْع من بلغم غليظ وَالَّذِي من ريح ويعرض لَهُم الَّذِي ليبس الزبل من أجل جفاف الْأَطْعِمَة أَيْضا لَكِن أقل من هذَيْن فَأَما الَّذِي يجِف الثفل لِكَثْرَة مَا ينجدر من المرار فَإِنَّهُ قل مَا يعرض وَإِذا عرض فَإِنَّهُ كثير النكاية فِي غَايَة الوجع فَهُوَ رَدِيء جدا وَالَّذِي من الدُّود فَقل مَا يكون وأعلام القولنج: احتباس الطبيعة مَعَ وجع شَدِيد فِي الْبَطن وقيء وارتفاع الوجع إِلَى جَانب الكبد إِلَى الطحال وانهباطه إِلَى الْعَانَة وَالظّهْر وناحية الكلى وَسَائِر أَجزَاء الْبَطن. لي القولنج احتباس من الطبيعة مَعَ وجع شَدِيد وعرق وقيء أَو غثى والوجع فِي مقدم الْبَطن أَشد ويشتد وَجَعه والمغس وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم قَالَ: وَاعْتمد فِي القولنج البلغمي على حب المنتن ودهن الخروع وَمَاء الْأُصُول وَفِي الريحي على البزور المطبوخة والجندباستر وشحم)
الحنظل وليجعل مَعَه عسل وقطران وَإِذا كَانَ الرّيح وَالْبرد قويين فَخذ سكبينجا وجاوشيرا ومقلا وبزر الرزايانج وحلبة وشيثاً وبابونجا واطبخها وَاجعَل على المَاء دهن الْجَوْز واحقنه مَعَ شَحم الحنظل والبورق والجندباستر وَإِن عرض فِيهِ قيء شَدِيد جدا وعطش قوى فاسقه سكنجبينا مسهلا ودع الْمَرَض وَأَقْبل على الْعرض وخاصة الوجع إِن اشْتَدَّ فَعَلَيْك بتسكينه أَولا لِأَنَّهُ يجلب غثيا وَلَا يقربهُ حِينَئِذٍ دَوَاء حَار قوى كالصموغ والبزور لِأَنَّك مَتى ألف ب فعلت ذَلِك عزرت بِهِ لَكِن اعطه فلونيا وَسَائِر مخدرات لينام ويسكن الوجع فَأَما القولنج من الصَّفْرَاء فاحقنه بحقنه لينَة وَأَقْعَدَهُ فِي ابزن واسقه إيارج وخشارشنبر أَو خيارشنبر وَليكن مُفردا زنة اثنى عشر درهما بِمَاء الهندباء واخلط دانق سقمونيا بدرهم إيارج. واعطه من يتَأَذَّى بالقولنج الْبَارِد المعجونات الحارة المسهلة المركبة من البزور الحارة والصموغ الَّتِي تسهل.
أهرن: وجع القولنج ينْتَقل فِي نواحي الْبَطن ووجع الكلى لَازم ووجع القولنج أقصر مُدَّة ووجع الكلى أطول مُدَّة ووجع الكلى قصره الحقن لِأَنَّهُ يضغط الكلى إِذا امْتَلَأت الأمعاء ووجع الكلى يتقدمه بَوْل الرمل ويبول فِي بَدْء الوجع بولاً أَبيض كدرا فَإِذا أَخذ وَجَعه فِي النضج بَال رملا.
قد ينزل من الرَّأْس إِلَى الْبَطن بلاغم كَثِيرَة تورث القولنج قَالَ أَبُو بكر. تعاهدت ذَلِك وابحث عَلَيْهِ لتقطعه إِذا كَانَ.
بولس: أوجاع القولنج تكون إِمَّا من كيموس غليظ بلغمي قد صَار بَين أغشية المعي أَو من ريح غَلِيظَة لَا تَجِد منفذاً أَو من ورم حَار أَو من كيموس حَار لذاع. لي أومن زبل يَابِس صلب وعلامة الَّذِي من خلط غليظ بلغمي أَن يتَأَذَّى صَاحبه بالمغس والحمى والغثي يتقيئون بلغماً وأخلاط كَثِيرَة ويحتبس بطونهم جدا حَتَّى لَا يخرج مِنْهَا شَيْء وَلَا ريح(3/68)
وَرُبمَا خرج مِنْهُم شَيْء من زبل منتفخ كأخثاء الْبَقر وتدبيرهم الْمُتَقَدّم تَدْبِير ناجسي وعلامة الريحي أَنهم يحسنون بالامتداد أَكثر من الثفل وَفِي الورم الْحَار يحسون بحرارة فِي الْموضع وَحمى لَيست ضَعِيفَة أَولا ويحتبس الْبَوْل مَعَ الرجيع ويتقيئون أَكثر مَا يتقيئون الْمرة وبهم عَطش وحرقة وضربان فِي الْبَطن شَدِيد وَلَا يفتر وجعهم فِي حَال الْبَتَّةَ كَمَا يفتر فِي الَّذِي قبل سَاعَة بعد سَاعَة وَهُوَ أردى أَصْنَاف القولنج ويتخوف أَن يصير إِلَى إيلاوس. وَالَّذِي من أخلاط حريفة يعرض حرارة وعطش وسهر وَحمى)
ضَعِيفَة أَولا تكون حمى الْبَتَّةَ وَبَوْل حريف وَكَثِيرًا مَا يَخْتَلِفُونَ اخْتِلَافا مرياً وَإِذا أسهلت بطونهم هاج الوجع أَكثر قَالَ: وَأما الْكَائِن من أخلاط غَلِيظَة فَلَا تبادره بالأشياء المسخنة القوية. فَإِنَّهُ لَا يُؤمن أَن يحللها إِلَى الرِّيَاح كَثِيرَة بل بِمَا ينضج ويلطف وَعَلَيْك أَولا بِمَا يحدر الزبل وينقي المعي حَتَّى إِذا تنقي فاحقنه بعد ذَلِك بحقنة من زَيْت قد إِلَى فِيهِ البزور وَإِن احْتبست الحقن وَلم يخرج الثفل فعالجه الفتل وتعمل من قثاء الْحمار وشحم حنظل ومرارة الْبَقر ونطرون وَعسل يتَّخذ مِنْهُ شياف طوال طولهَا سِتّ أَصَابِع وَقد يتَّخذ من أصُول الكرنب تجرد نعما وَتَنْفَع بِالْمَاءِ المالح وتطلي المعقدة بعصارة بخور مَرْيَم ألف ب وَإِن دَامَ الوجع حقن بالحقن الَّتِي فِيهَا الصموغ الحارة والقطران وَالْعَسَل وشحم الحنظل وقثاء الْحمار والجندباستر والقنة والجوشير وعصارة السذاب ودهن الخروع وينطل مَوضِع الوجع بدهن الشبث أَو دهن قد طبخ فِيهِ كمون أَو بدهن قثاء الْحمار ويضمدون بأضمدة مرخية ويجلسون فِي الطبيخ الحلبة والخطمى والبلنجاسف والشبث وورق الْغَار وَنَحْو هَذِه ويجلسون أَيْضا فِي زَيْت حَار ويسقون الجندباستر والفلفل فَإِن لم يسكن الوجع فَاسْتعْمل العلاج بالخردل ويجلسون فِي مياه الْحمة ويمتنعون من الْجُلُوس فِي المَاء إِلَّا لضَرُورَة من شدَّة الوجع ويكمد الْموضع وَاسْتعْمل المخدرة آخر الْأَمر إِن لم يجد بُداً حَتَّى إِذا فسر ذَلِك البلغم ونضج قَلِيلا أسهل بالفيقرا وَهَذَا الْحبّ حب مَوْصُوف: فربيون وَحب المازريون المنقي وسقيمونيا بِالسَّوِيَّةِ الشربة دِرْهَم وَيمْنَعُونَ من الْغذَاء الْبَتَّةَ فِي أول الْعلَّة ثمَّ يَأْكُلُون الْأَشْيَاء الحريفة من الكراس والثوم ويتقيئون بعد ذَلِك التخم ويستعملون الرياضة وَأما الريحي فبرك الْغذَاء وَيُعْطِي البزور ثمَّ تعلق محاجم على الْموضع وَإِذا كَانَ فِي المعي ورم فافصد وَمَتى اشْتَدَّ مَعَه عسر الْبَوْل فصد الصَّافِن فَاسْتعْمل الآبزن بِالْمَاءِ العذب والأضمدة المريخة على الْبَطن ليسكن الوجع وتوضع على الْموضع محاجم. لي ليجذب الْخَلْط إِلَى عضل الْبَطن ويضمد بِهَذَا وَنَحْوه: شمع بابونج دهن ورد دَقِيق باقلي مخ الْبيض يجمع بطبيخ الحلبة ولطيف تدبيرهم ودبرهم تَدْبِير المحموم. وَالَّذِي من خلط حريف فِي الأمعاء يحقتنون بأدهان وألعبة كطبيخ بزر الخطمى وبزر الْكَتَّان وحلبة وشحم الإوز والدجاج وَمَاء الشّعير ولباب بزر قطونا ودهن ورد ويعطون الفيقرا ويستحمون بِالْمَاءِ العذب ويعطون أحساءاً لينَة فَقَط وَيكون جَمِيع تدبيرهم ضماداً(3/69)
يبرد ويرطب وَإِن اشْتَدَّ الوجع خدر الْحس فَإِنَّهُ فِي هَؤُلَاءِ أَحْمد قَالَ: وَقد يصير كثير مِنْهُم فِي هَذَا الوجع إِلَى الصرع وَإِلَى الفالج فِي القولن.)
قَالَ: وَقد كَانَ طَبِيب يعالج هَؤُلَاءِ بِأَن يعطيهم بِأَن يعطهم الخس الْمبرد يثلج وهندباء وَيَأْمُرهُمْ أَن يكثروا مِنْهُ فَوق الطَّبْع والشبع ويأكلون الْعِنَب والتفاح مبرداً والسمك والأكارع وَاللَّبن وَنَحْوهَا ويسقيهم المَاء الْبَارِد ممزوجاً بخل مبرد بالثلج ويمنعهم كل شَيْء لَهُ حرارة الْبَتَّةَ فأبرأ خلقا كثيرا مِنْهُم وَلم يصيروا إِلَى الصرع والمالنخوليا. قَالَ: إيلاوس وَيكون من تَوَاتر التخم واجتماع الأثقال فِي الْبَطن بَعْضهَا على بعض وَمن السمُوم الَّتِي يسقى الأنسان وَمن الفتوق الَّتِي تنحدر المعي فِيهَا إِلَى الصفن وَمن ورم حَار وليعالج أما الصّبيان فبا المَاء الْحَار والنطول بِهِ والأضمدة والفتل وَأما الرِّجَال فبالقصد وَلَا تُؤخر ذَلِك وعلق محاجم ألف ب كَثِيرَة فارغة على الْبَطن كُله وَيكون على مَوَاضِع الْأَلَم مَعَ شَرط وادلك الْأَطْرَاف ورابطها وَاسْتعْمل الحقن القوية والآبزن فِي الْبَيْت الْحَار والمسهلات القوية وطبيخ الشبث نَافِع لهَؤُلَاء جدا يشربه وَيَأْكُل بعده خبْزًا قد عجن بِمَاء حَار مغلي جدا فَإِنَّهُ يُبرئهُ من سَاعَته وَإِن تقيأ ذَلِك أعادة أبدا وَإِذا عرض هَذَا الْمَرَض من وُقُوع الأمعاء فِي جلد الخصى فنوم العليل على قَفاهُ وَبرد المعي واربطه نعما لِئَلَّا يخرج وحركة وَإِن عرض من السمُوم يقيأ وعالجه بعد ذَلِك علاج السمُوم ويعم وجع الكلى والقولنج احتباس الْبَطن ووجع شَدِيد وقيء وَذَهَاب الشَّهْوَة والمغس وَهِي فِي القولنج أَشد وَيكون الوجع فِي القولنج فِي النَّاحِيَة الْيُمْنَى أَشد ويتصاعد الوجع إِلَى الْمعدة والكبد وَالطحَال ويحتبس الثفل حَتَّى أَنه لَا يخرج وَلَا ريح فَإِن أجهدوا أنفسهم وَخرج شَيْء منتفخ كأخثاء الْبَقر وَأما وجع الكلى فَإِنَّهُ يحس بالوجع لَازِما للكلى وتألم مَعَه الخصية الَّتِي تَحت الْكُلية العليلة وتخدر الْفَخْذ الَّتِي تحاذيها وَقد يخرج فِيهِ من الْبَطن ريَاح وزبل مري وَيكون الْبَوْل نزراً وَفِيه رملية كَثِيرَة وحرقة.
الاسكندر: الْبَوْل من صَاحب القولنج فج والقيء بلغمي والرياح فِي الْجوف كَثِيرَة والوجع فِي مقدم الْبَطن والثنة فَأَما فِي الكلى فالوجع فِي نَاحيَة الخواصر وَنَحْو الأضلاع مائلاً إِلَى الْمُؤخر الظّهْر أَكثر وَإِذا بَال وجده حاراً لذعاً قَالَ القولنج يكون من البلغم الغليظ وَمن الْمرة وَمن الرّيح وَمن ثقل يَابِس وَمن ورم فِي الأمعاء والمعدة أَو الكبد أَو الكلى أَو الكبد أَو الْحجاب أَو وجعها أَو شَيْء مِمَّا يقرب مِنْهُ وَمن التواء الأمعاء قَالَ: لِأَن الَّذِي يكون لورم بعض الْأَعْضَاء قولنج باشتراك. لي رَأَيْت فِي البيمارستان من فلج من قولنج وَيجب أَن تنظر فِي ذَلِك مَا سَببه وَاحْترز مِنْهُ وَقد)
رَأَيْت أعدادا أَصَابَهُم قولنج شَدِيد فلجوا لما برؤا وخاصة فِي الْيَدَيْنِ قَالَ: والثوم عَظِيم النَّفْع للقولنج الَّذِي من خلط بَارِد غليظ وَهُوَ أَكثر مَا يكون وَقد عرفه الْعَوام بالتجربة فَلذَلِك لَا يَحْتَاجُونَ فِيهِ إِلَى طَبِيب قَالَ: وأعطهم البزور الحارة وَلَا تعطهم لَحْمًا حَتَّى يبرؤا فَإِن لم يكن فلحم طير يكون إسفيذباجا وأعطهم اللوز بالعسل والفلفل قَالَ: وَالشرب الصّرْف عَظِيم الْمَنْفَعَة لَهُم جدا ويسخن الْموضع بالدلك(3/70)
والأطلية والكماد وَمَتى استحموا فَفِي الْحمة فَذَلِك برؤهم بعد أَن تكون كبريتية وَالْمَاء العذب رَدِيء لَهُم أَعنِي اللَّذين بهم ذَلِك من بلغم وليشربوا أَيْضا من مَاء نلك الْحمة فَإِنَّهُ يطْرَح عَنْهُم من البلغم أمرا عَظِيما وَلَا يعاودهم الوجع قَالَ: وَإِذا رَأَيْت الوجع ألف ب يزِيد فِي التكميذ فَدَعْهُ فَإِنَّهُ يهيج رياحاً قَالَ: والفربيون منجح جدا فاعتمد شربة جَيِّدَة: صَبر فربيون حب القرطم سقمونيا بِالسَّوِيَّةِ الشربة اثْنَا عشر قيراطاً جيد بَالغ يطْبخ حب القرطم قَالَ: وَإِيَّاك أَن تقدم على دَوَاء مسهل إِلَّا بعد تَحْلِيل الرِّيَاح وإنضاج البلغم والحقنة ليخرج الثّقل فَإِنَّهُ رُبمَا جلب الدَّوَاء إِلَيْهِ شَيْئا كثيرا وَلم يجد منفذاً فَكَانَ لذَلِك الْهَلَاك الْوَحْي. قَالَ: والآبزن نَافِع وَيجب أَن يطْبخ فِيهِ شبث وكمون وكرنب وخطمى وورق الغاروسذاب ومرزنجوش ويلنجاسف.
حقنة عَجِيبَة: صَبر جندبادستر بالسواء عصارة بخور مَرْيَم الرطب نصف أُوقِيَّة أفيون نصف أُوقِيَّة زيتون وشحم أُوقِيَّة احقن بِهِ.
أُخْرَى عَجِيبَة: نطرون إسكندري ثلثا أُوقِيَّة حلّه بِمَاء حَار وزيت يكونَانِ جَمِيعًا ثلثا رَطْل واحقن بِهِ فَإنَّك ترى عجيباً من إِخْرَاجه مَا فِي الْجوف بلغما غليظاً كَانَ أَو ثقلاً يَابسا فَهُوَ عَجِيب لإيلاوس وَقد عجبت مِنْهُ لجودة فعله وخفة مُؤْنَته وَلَا يعد لَهُ فِي هَذَا شَيْء من الحقن وَهَذَا العلاج جيد لإيلاوس.
دهن قد طبخ فِيهِ ميعة وثوم وجندبادستر وَليكن دهن فجل وفربيون ونانخة وجوشير وَمَعْقِل فَإِنَّهُ يبرأ وَإِذا اشْتَدَّ الْأَمر فاحقن بالمخدرات حَتَّى ينَام قَالَ: واجتنب المخدر فِي البلغمي إِلَّا عِنْد الشدَّة والجهد لِأَنَّهُ رُبمَا هلك صَاحبه بِمَا يجلب من شدَّة الوجع بعد وَرُبمَا جعله زَمنا بعد)
ذَلِك قَالَ: وَإِذا كَانَ الدَّاء من مرّة وَكَانَ الْقَيْء وَمَا يخرج رَقِيقا حاراً فَلَا تأبه لذَلِك فَإِنَّهُ مَعَ أَنه يسكن الوجع نَافِع قَالَ: والقيء نَافِع لمن بِهِ وجع القولنج لِأَنَّهُ لَا يدع أمعاءه أَن تفتل ويخفف داءه وَإِن تعاهده لم يصبهُ قولنج قَالَ: وَإِذا اشْتَدَّ فاطل الْموضع بخردل إِلَى أَن يحمر ويتنفط وَلَا تجزع من ذَلِك وَلَا تفعل ذَلِك فِي الإبتداء لَكِن فِي آخر الْأَمر وَالْحَرَكَة وَالْمَشْي والصراع والتقلب جيد لَهُم والأسفار مَانِعَة من أَن يصيبهم قَالَ: وَمن أَصَابَهُم قولنج لثقل يَابِس فأدم حقنة بِالْمَاءِ وَالزَّيْت حَتَّى يخرج واعط الملينات من الأحساء وَمن مرق الديك الْعَتِيق بملح وشبث كثير ويطبخ حَتَّى يتهرا وَيجْعَل فِيهِ البسبايج فَإِن هَذِه تعد الْبَطن للاجابة واللين واحقنه بالنطرون والدهن لي إِنَّمَا يُعْطي المرق والإسهال والحقن المسهلة لهَذَا الصِّنْف فَأَما إِن كَانَ مَعَ القولنج عَطش وقيء وَاخْتِلَاف مري وسهر وَحمى فَإِنَّهُ من خلط حَار فَإِن اضطررت أَن تَسْقِي مَاء شعير فاخلطه بِمَاء كثير واعطه حساءاً مسلوقاً وَنَحْوه من الْبُقُول إِلَّا القرع فَإِن للقرع خَاصَّة فِي توليد القولنج وَيشْرب(3/71)
المَاء ألف ب ويدع الشَّرَاب وَيكثر مزاجه ويبرد طَعَامه وَشَرَابه ويحقن بِمَاء الشّعير ودهن ورد هَؤُلَاءِ لَا يسهلهم إِلَّا الفيقرا أَو السقمونيا وجلاب سقمونيا وَمَتى ظَنَنْت أَن فِي الأمعاء ورما فَلَا تعط مسهلاً لِأَنَّهُ قَاتل لَكِن عَلَيْك بِالْقَصْدِ وَإِخْرَاج الدَّم قَلِيلا قَلِيلا فِي مَرَّات شَتَّى فَإِنَّهُ سيعظم نَفعه واحقنهم بِهِ وبدهن ورد وينجو هَذِه فَإِن كَانَ الورم والحمى ليستا بعظيمين فَلَا عَلَيْك أَن تعالجه بدهن البابونج وبزر كتَّان وَنَحْوهَا وَلَا يصب على الْجلد المَاء وَلَا يدْخل الْحمام حَتَّى ينحط الوجع وَإِن سَقَطت الْقُوَّة فعالج علاج الغشي. لي الخيارشنبر جيد للاثفال المتحجرة والقولنج الْحَار يجب أَن يسقى مِنْهُ وينام عَلَيْهِ ليلته وَيشْرب الطبيخ القوى فِي إثره وَإِذا كَانَ فِي الحميات يبس طبيعة شَدِيدَة فَإِنَّهُ يجوز بعد ذَلِك الْمُضَاف فِيهِ.
الْإِسْكَنْدَر: لَا شَيْء خير للثفل الْيَابِس الَّذِي قد سد الأمعاء من الصَّبْر يَجْعَل حبا ويسقى.
مَجْهُول حقنة للقولنج الْحَار: نصف رَطْل من مَاء الهندباء وَأَرْبَعَة دَرَاهِم من البورق المسحوق وأوقية من دهن بنفسج وَشَيْء من خطمي يحقن بِهِ. لي أَنا أرى أَن يكون بدل ذَلِك مَاء اللبلاب فَإِنَّهُ جيد.
حب جيد للقولنج: شبرم جزؤ سكبينج مثله شَحم حنظل أنزروت نصف نصف جُزْء ينقع السكبينج فِي طلاء)
يَوْمًا وَلَيْلَة ويسحق الْبَاقِي ويعجن بالحمص الشربة خمس حبات وَقد يسْتَعْمل للإسهال فتسهل الْحبَّة مَجْلِسا إِلَى ثَلَاثَة مجَالِس. لي تَدْبِير إيلاوس: يسقى الخيارشبر ودهن اللوز بِاللَّيْلِ وينام عَلَيْهِ إِذا كَانَ مَعَ ذَلِك عَطش وحرارة وَإِلَّا فنقيع الصَّبْر وَيجْلس فِي الآبزن إِلَى السُّرَّة ويطلى فَم الْمعدة بالطيوب والقوابض لِأَنَّهُ يحْتَاج أَن يُقَوي فَم الْمعدة ويحقن بحقنة فِي غَايَة الْقُوَّة ليذع الأمعاء غَايَة اللذع.
مَجْهُول: إِنَّمَا يكون وجع القولنج من احتباس الرّيح والرجيع الْكثير فِي الْأَعْوَر فيمدد القولن لامتلاء الْأَعْوَر جدا فيوجع الْبَطن كُله قَالَ: وَإِذا اشْتَدَّ الوجع فِي القولنج احْتَاجَ أَن يشرب أَشْيَاء مقوية للمعي كَمَاء السماق وَنَحْوه قَالَ: وَمن الْخَاص لوجع القولنج دهن الخروع أَو نفيع الصَّبْر أَو دهن اللوز وجاوشير.
شَمْعُون قَالَ فِي إيلاوس: ادهن أوصاله كلهَا أَو ادلكها نعما واغمزها بِرِفْق وَلَا سِيمَا فِي مَوضِع الوجع بدهن حَار من فَوق إِلَى أَسْفَل واحقنه بقن قَوِيَّة ثمَّ بمزلفة وَإِن اشْتَدَّ الوجع عَلَيْهِ فاسقه كمونا وسماقا وحركه فِي الْجِهَات الْمُخْتَلفَة بِسُرْعَة وَشدَّة وَإِن أمكن وَلم تكن حِدة فَلَا شَيْء أَجود لَهُ من دهن الخروع على مَاء الشبث وَقَالَ: اسْقِ صَاحب القولنج ملحاً درانيا عشرَة دَرَاهِم قَالَ: الآبزن الْحَار مِمَّا يعظم نَفعه للقولنج فَإِن كَانَ من خلط بَارِد غليظ فاطل الْبَطن أَولا ألف ب عسلاً وبورقا بدلك شَدِيد قبل الطلي ثمَّ أقعده فِي الآبزن واطبخ فِي(3/72)
مَاء الآبزن ورق الْغَار والمرزنجوش والفوذنج والشبث وإكليل الْملك والجيد أَلا يجوز المَاء مَوضِع الوجع. لي المَاء الْحَار يُرْخِي فيريد أَن يكون لَا يسترخي مَا فَوق ذَلِك الْموضع ليَكُون عوناً على دفع مَا قد احتقن إِلَى أَسْفَل. قَالَ: الْفرق بَين وجع اكلى والقولنج أَن وجع الكلى تسهل الطبيعة بِأَدْنَى حقنة مسهلة وَفِي القولنج لَا.
أَبُو بكر: حب عَجِيب لي يسْرع انحدار القولنج: نصف دِرْهَم شبرم أَو من لبنه دانق تَرَبد نصف دِرْهَم عسل التِّين مثله يجمع وَيجب وَيُعْطِي فِي وَسطه دانق سقمونيا قد دس فِي تينه أَو دانق من لبن شبرم وَتقدم بِأَن تسقيه كَمَا يحس بالوجع خيارشنبر بِمَاء حَار فَإِذا أَتَى عَلَيْهِ ساعتان فاعطه تِلْكَ التينة. لي جوارش للقولنج الريحي: زنجبيل دارصيني خولنجان فلفل دَار فلفل)
جندباستر ورق السذاب بورق نانخة شونيز جوشير سكبينج غاريقون تَرَبد أفيثمون سقمونيا يعجن بِعَسَل التِّين وَيُعْطِي مِنْهُ فَإِنَّهُ يحل الرّيح وَيُطلق الْبَطن.
نطول يُطلق الْبَطن: ضماد يُطلق الْبَطن: اسحق شَحم الحنظل مَعَ مرَارَة الْبَقر واطله على الْبَطن فَإِنَّهُ يسهل.
شَمْعُون: إِن سقط إِنْسَان على قطنه فَدخلت خرزة إِلَى دَاخل احْتبسَ الرجيع. وعلامته أَن يكون الْموضع منعقداً. علاجه أَن يدْخل الْأصْبع ويشد دفع الخرز إِلَى خَارج وَقد يحتبس من ذَلِك الْبَوْل فَإِن لم ينفع الدّفع فَإِن ذَلِك لورم.
الثَّانِيَة من مسَائِل إبيذيميا: الْأَعْرَاض القوية لَا يلاوس: الغشي القويء الدَّائِم والمغس والوجع واللاحقة فِي مَا بعد برد الْأَطْرَاف والسهر ويخف وجع القولنج بالقيء ويسكن أَلْبَتَّة بإسهال الْبَطن.
تياذوق: أَنْفَع شَيْء للقولنج الْحَار الخيارشنبر وللبلغمي الْبَارِد الايارج والخروع وَحب السكبينج للريحي الخولنجان طبيخه وَهُوَ نَفسه مسحوق. لي حب للقولنج: يسْرع الإسهال: لب القردمانا يتَّخذ مِنْهُ حب كثيراء الشربة دِرْهَم يسهل على الْمَكَان.
تياذوق: ينفع من القولنج الريحي دلك الْبَطن كُله بدهن قد فتق فِيهِ قنة وطبيخ جندباستر وللبلغمي: فربيون وفلفل وبورق وعاقر قرحاً بطبيخ العاقر قرحاً والفلفل والجندباستر ثمَّ يفتق فِيهِ البورق أريباسوس: ينفع مِنْهُ شرب المَاء وَالزَّيْت قد طبخ فِيهِ شبث كثير يتحسى مِنْهُ حساء كثيرا قَالَ: وَإِذا أدهن الْقَيْء اعط سماقاً وكموناً تياذرق: إيلاوس يقتل إِلَى سَبْعَة أَيَّام إِلَّا أَن يهيج الْحمى فَإِن الْحمى صَالِحَة لَهُ جدا(3/73)
إِذا كَانَ من خلط غليظ وَكَذَلِكَ لكل قولنج غليظ. قَالَ: وأعراضه الرَّديئَة: ألف ب الْقَيْء المتدارك والفواق)
والكزاز والاختلاط قَالَ: أَدَم المحاجم على أَسْفَل الْبَطن وافصده إِن أمكن. وينفع مِنْهُ أَقْرَاص الْكَوْكَب وشراب الخشخاش قَالَ: والقولنج الَّذِي من ريح غَلِيظَة إِذا شرب مسهلاً فأسهله وجد لذَلِك رَاحَة ثمَّ عطف عَلَيْهِ كَأَن لم يشرب فالتمكيد يسكن هَذَا والاسهال يسكن الَّذِي من الْخَلْط الْفَاسِد الناسب فِي المعي فَإِذا لم يسكن الوجع بالإسهال وَلَا بالكماد وَالْحمام فَذَلِك من ريح غَلِيظَة جدا قد تشبثت فِي طَبَقَات المعي وبرؤه عسر.
فَتِيلَة جَيِّدَة ليوسف التلميذ للقولنج: حقنة للقولنج الَّذِي من ورم إيلاوس: لبلاب وَمَاء ورق الخطمى وَمَاء ورق السمسم وَمَاء ورق النيلوفر ولباب بزر قطونا وطبيخ بنفسج بداف فِيهَا خيارشنبر ويحقن بهَا مَعَ دهن البنفسج. وَقَالَ أَبُو بكر: رَأَيْت كثيرا من القولنج الصعب مَتى قوي الْأَطِبَّاء الحقن وشددوها ازْدَادَ العليل وجعاً والبطن إمساكاً حَتَّى يَمُوت وَقد حدست فِي ذَلِك أَنه لورم فِي الأمعاء وَفِي هَذِه الْحَال إِنَّمَا يحْتَاج إِلَى حقن مزلقة وآبزن دَائِم ومشربوات ملينة ويستدل على ذَلِك أَلا تكون ريَاح تجول وَلَا تقدم تَدْبِير مُوجب للبلغم.
من الْكَمَال والتمام: إِن كَانَ للقولنج من ريح غَلِيظَة وَيدل على ذَلِك انْتِقَال الوجع فِي النواحي والقراقر بِلَا ثفل. أومن خلط غليظ وَالدَّلِيل عَلَيْهِ ثبات الوجع فِي مَكَان والثفل مَعَ تمدد وَالتَّدْبِير المولد للبلغم أَو من الوجع الْيَابِس وَيدل على ذَلِك احتباس الثفل الْبَتَّةَ والثفل فِي النَّاحِيَة السُّفْلى وَإنَّهُ إِذا تزحر العليل لم يخرج من المعقدة شَيْء لزج كَمَا يخرج من قولنج البلغم فاعط حب السكبينج وأطعمة مَاء حمص بفراخ وشبث وملح كثير واسقه مَاء الْعَسَل الْكثير والزنجبيل والفلفل والدارصيني وإسفيذباجا برغوة الْخَرْدَل وَأكْثر والزنجبيل والفلفل والدراصيني وإسفيذباجا برغوة الْخَرْدَل وَأكْثر فِي ملحه الحلتيت والصعتر والكمون وَاجعَل فِي غذائه الأنجرة والقرطم لِأَنَّهُ يسهل البلغم واخلط فِي طَعَامه من التربد قدر دِرْهَم فَإِنَّهُ جيد جدا وحسه مريا قبل طَعَامه كي يسهل خُرُوج الثفل واسقه دهن خروع بطبيخ حب النّيل وَالْأُصُول والحلبة والبزور الحارة ولتكن فِي الآبزن كرنب وبابونج وفوذنج وورق الْغَار والرطبة والسذاب والشيح وَإِذا خرج مِنْهُ الثفل دهن الْبَطن بدهن الناردين والبان والقسط والزيبق والأقحوان. قَالَ: فَأَما القولنج الصفراوي فيتبعه عَطش ولهيب وتدبير مُتَقَدم يُولد المرار فأسهله بخيارشنبر واللعابات ودهن اللوز وغذه بالبقول)
الْبَارِدَة واسقه شراب البنفسج. واحقنه يحقن لينه معمولة من بنفسج وأصل الخطمى ألف ب وأصل السوس والسلق والبابونج والتين والمخيطة والنخالة ودهن البنفسج والبورق وأسهله بالسقمونيا.(3/74)
المنجح لِابْنِ ماسوية: قَالَ حقنة جَيِّدَة للريح والبلغم اللزج: كمون نبطي قنطوريون دَقِيق شَحم حنظل لباب القرطم بزر القريص شبث بابونج لوز مر مقشر حب الخروع مقل سكبينج كرنب سلق جندباستر نانخة أنيسون قطران مري. قَالَ: وينفع من إيلاوس الْحَار أَن يحجم على واسقيه ويفصد لَهُ الصَّافِن والباسليق وَيخرج الدَّم قبل سُقُوط الْقُوَّة واسقه مَاء اللبلاب وعنب الثَّعْلَب والخطمي والبنفسج والخيارشنبر ممروساً وَفِيه دهن لوز يلْزم ذَلِك أَيَّامًا وَليكن طَعَامه بقولا بدهن لوز وَشَرَابه من كتاب حنين فيالمعدة حقنة للقولنج الصفراوي: مَاء النخالة أَربع أوراق زَيْت أُوقِيَّة بورق مثله عسل أوقتيان سقمونيا مِثْقَال يحقن بِهِ هَذَا يسهل صفراء. شياقة يحْتَمل للوجع المفرط: يعجن أفيون بعصارة خس وَيحْتَمل هَذِه الشيافة. ج: وَهُوَ جيد خير من أَن يطعم الأفيون لِأَنَّهُ يخدر وينوم وَلَا يخْشَى من مضرته هَاهُنَا يخْشَى إِذا أكل ونفعه أَيْضا أسْرع.
سرابيون: إِذا كَانَ إيلاوس لورم حَار فافصد الباسليق ثمَّ اسْقِ مَاء الْبُقُول مَعَ الخيارشنبر ودهن اللوز الحلو وَإِذا كَانَ الورم بَارِدًا فدهن الخروع مَعَ مَاء الْأُصُول وَالصَّبْر ويضمد الْبَطن ببابونج وإكليل الْملك وحلبة وورق الكرنب وورق الْغَار وبزر الْكَتَّان والحلبة والزبل المتحجر تسْتَعْمل لَهُ الحقن اللينة أَولا ثمَّ القوية والأشياف الْكِبَار وَمن كَانَ بِهِ قيء شَدِيد إِلَيْهِ كموناً وسماقاً بِمَاء الرُّمَّان الْمُتَّخذ بنعنع.
قَالَ: القولنج يكون مَعَه غثيان وقيء واحتباس الزبل ورياح وَإِذا كَانَ القولنج من ورم وَحدث مَعَه حمى ولهيب وعطش وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ من الأخلاط الحادة وَحدث جفاف اللِّسَان وغرزان فِي الإحليل وَبَوْل حاد فاستدل من التَّدْبِير الْمُتَقَدّم. لي غرزان الإحليل لَا يُوَافق وجع القولنج وَيكون غرزان مَعَ انجذاب إِلَى فَوق قَالَ: وَإِذا حدث من بلغم زجاجي كَانَ مَعَه برد الْأَطْرَاف وَكَانَ الوجع دَائِما قَوِيا وَإِن كَانَت ريحًا غَلِيظَة)
كَانَ فِيهِ ذَلِك إِلَّا أَنه لَا ثفل مَعَه ومايبرز من الْجوف يكون شبه أخثاء الْبَقر إِذا حدث عسر الْبَوْل بالأشتراك فاقصد الصَّافِن ثمَّ اسْقِ مَاء الْبُقُول وضمد بالبنفسج وعنب الثَّعْلَب وَإِن كَانَ من أخلاط حريفة فعلاجه باستفراغ ذَلِك الْخَلْط بالأشياء اللينة وبتعديله وبالتدبير المتغش بعد الاستفراغ بسقي مَاء الشّعير ويحقن بالألعبة والشحوم فَإِن لم ألأف ب يسكن فَاعْلَم أَن الْخَلْط كثير يَغْلِبك فاسقه صبرا وسقمونيا حَتَّى يستفرغ بعضه ثمَّ عد إِلَى الأغذية المبردة الَّتِي تبطيء استحالتها فَأَما الْحَادِث من البلغم الغليظ وَالرِّيح فَإِن علاجهما بأدوية ملطفة فاحقنه بالدهن الَّذِي قد طبخ فِيهِ بزور محللة فَإِن احْتمل فزد فِيهِ جندبادستر أَو حلتيتاً وَإِن كَانَ الوجع شَدِيدا وَمنع الحقن فَحَمله شياقة متخذة من شَحم حنظل أَو ملح وَعسل وبورق وسذاب(3/75)
وامسحه بدهن سذاب فَإِنَّهُ يخرج الرِّيَاح وكمده وينفع نفعا عَظِيما: دهن الخروع بِمَاء الأنيسون والنانخة وَأَيْضًا بحب السكبينج وَهَذَا الْحبّ جيد وَصفته: سكبينج ومقل وقردمانا وبزر السذاب وزنجبيل وَدَار فلفل ثَلَاثَة ثَلَاثَة تَرَبد عشرَة شَحم الحنظل سَبْعَة مقل خَمْسَة يعجن بِمَاء السذاب الشربة دِرْهَمَانِ إِلَى ثَلَاثَة واسقه من الثوم لِأَنَّهُ يلطف بِقُوَّة ويطرد الرِّيَاح وخاصة دفع القولنج الْبَارِد والحقن الحادة المتخذة من شَحم الحنظل وقثاء الْحمار والقنطوريون وَعسل ومرارة الثور وشبث وبابونج وحلبة وإكليل الْملك واطبخ فِي الآبزن المحللات وامرخ الْعُضْو بالأدهان الحارة وَإِن كَانَ القولنج لزبل يَابِس فَعَلَيْك بالحقن الَّتِي فِيهَا بورق والأمراق اللينة ومرق الديوك وَالْملح وطبيخ التِّين والخيارشنبر والآبزن.
لسابور حقنة للقولنج البلغمي والريحي عَجِيبَة: بابونج إكليل الْملك شبث سذاب باقة باقة سلق حلبة بزر كتَّان حفْنَة حفْنَة بسبايج عشرَة دَرَاهِم وحَنْظَلَة وَعِشْرُونَ تينة يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وَيُؤْخَذ مِنْهُ نصف رَطْل فيداف فِيهِ سكبينج ومقل وجاوشير ووشق دِرْهَم دِرْهَم قنة دِرْهَم جندباستر نصف دِرْهَم ملح هندي بورق دِرْهَم دِرْهَم زَيْت قد طبخ فِيهِ نانخة وقنة ويحقن بِهِ.
حُبَيْش: حب للقولنج قد جرب فَوجدَ جيدا جيدا سريع الإسهال: سكبينج عشرَة إهليلج أصفر خَمْسَة عشر شبرم ثَمَانِيَة جوشير أَرْبَعَة كرفس خَمْسَة يَجْعَل حبا فِي عظم اخمص الْكِبَار الشربة سبع حبات. لي حب: شبرم نصف دِرْهَم كثيراء مثله سكر دِرْهَم يحبب جيد جدا.)
حُبَيْش: ينفع من القولنج حب اللُّؤْلُؤ شبرم وسكبينج بالسواء ويحبب.
يتَقَدَّم القولنج فِي الْأَكْثَر أَن يكون الطَّعَام لَا يستمرأ وَيحدث فِي الْبَطن نفخ لي من كَانَ يسْرع إِلَيْهِ القولنج فليتوق سوء الهضم والنفخ والأغذية الغليظة الْبَارِدَة. لي رَأَيْت القولنج إِنَّمَا يحدث لأَصْحَاب الأمزجة السوداوية فَهَؤُلَاءِ ألف ب طبائعهم أبدا يابسة وَيحدث لَهُم القولنج الْحق أعنى احتباس البرَاز وعلاج هَؤُلَاءِ لحفظ الصِّحَّة: الأمراق الدسمة والأشربة الحلوة وَالْحمام والترطيب فَأَما أَصْحَاب الرطوبات الْكَثِيرَة جدا فَإِنَّمَا يحدث لَهُم من القولنج نفخ غليظ فَقَط ويحفظون مِنْهُ يتْرك الْفَوَاكِه والبقول وَأما المحرورون جدا أَصْحَاب الصَّفْرَاء فَيحدث لَهُم يبس الثّقل فَلَا نفخ وَذَلِكَ لشدَّة الْحَرَارَة فاحفظم بالترطيب والتبريد وَقلة التَّعَب وَأَصْحَاب الْحَرَارَة مَعَ الرُّطُوبَة فابعد النَّاس مِنْهُ.
أَبُو بكر: القولنج مَعَ حرارة يلْزم مُدَّة فَيقطع أَصله وَهُوَ جيد للَّذين طبائعهم يابسة دَائِما: بنفسج يَابِس تين أصفر لحم الزَّبِيب أصل السوس يطْبخ بِمَاء وَيُؤْخَذ مِنْهُ ثَلَاث أوراق يداف فِيهِ نصف أُوقِيَّة من لب الخيارشنبر ويقطر عَلَيْهِ دهن لوز حُلْو وَيلْزم أسبوعين وَقد يزْدَاد فِيهِ عِنْد الْحَاجة بسبايج وَتَربد وَالَّذين مَعَ برد وريح: أفيثمون تَرَبد وبسبايج وأصول(3/76)
وبزور تمرس فِيهِ ويسقى مَعَ دهن خروع. لي وَقد يكون قولنج من الدُّود وعلامته أَن يخرج مِنْهُ شَيْء ثمَّ يحتبس الْبَطن دفْعَة مَعَ تساقط مِنْهَا كل سَاعَة فاحقنه لِأَن الدُّود قد نزل فِي الأمعاء السُّفْلى بطبيخ الشيح والنرمس والكندش والعرطنيثا والأترج والنفط والشونيز والحرف وَالْملح الْهِنْدِيّ والبورق واسقه أَيْضا مِنْهَا مَعَ التربد. لي على مَا رَأَيْت إِذا سقيت دهن الخروع فِي عِلّة مَا يضع على يافوخ العليل دهن البنفسج ليرطب رَأسه ويبرد وَيمْنَع البخار من الصعُود إِلَيْهِ وخاصة إِن كَانَ يصدع مِنْهُ وَاعْلَم أَنَّك إِن بردت رَأسه لم يكد يحم وَلَا تعرض لَهُ الْحَرَارَة الحمائية.
اربياسوس دَوَاء يخرج من أَسْفَل رياحاً كَثِيرَة فيخف الوجع جدا من سَاعَته: يدق السذاب ويسحق مَعَ عسل وشونيز وَمر وكمون وتطرون وبخور مَرْيَم وتمسح بِهِ المقعدة ويتحمل بِهِ فِي صوفة فَإِنَّهُ عَجِيب خَاصَّة فِي إِخْرَاج الرِّيَاح وتسكين الوجع. لي على مَا رَأَيْت القولنج المريء هُوَ عرض لَازم لِأَن القولنج المستعاذ مِنْهُ بلغمي غَلِيظَة وعلامته الوجع الشَّديد حَتَّى كَأَنَّهُ يثقب بمسلة وَإنَّهُ تضره الْأَشْيَاء الحارة وينفع بالمغريات والمعدلات.)
أَبُو بكر: لتكن التخم وَذَهَاب الشَّهْوَة من أدل دَلِيل عاى الْفرق بَين القولنج والحصاة.
من جَوَامِع الْأَعْضَاء الألمة: الْأَعْرَاض الْحَادِثَة فِي القولنج هِيَ أَن يكون الوجع كَأَنَّهُ شَيْء يثقب وَيخرج مَعَ الثّقل خلط غليظ وَيكون مَعَه غثي كثير وقيء قَلِيل وَيخرج من الْبَطن ريَاح وَيكون الرجيع منتفخاً يطفو على المَاء وَلَا يستمريء صَاحبه الطَّعَام وَلَا يشتهيه ويجد مغصاً وتمدداً فِي المراق. وَالْفرق بَين ألف ب القولنج والحصاة أَلا يظْهر رمل فِي الْبَوْل وَلَا دم بل تظهر العلامات الَّتِي ذكرنَا خَالِصَة والأعراض الْخَالِصَة بِسَبَب الكلى أَن يكون الوجع كَأَنَّهُ يثقب الْموضع بمثقب وَيكون مَعَه حصر الْبَوْل وَخُرُوج الدَّم والرمل إِمَّا خرج.
السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: يعرض مَعَ عِلّة الكلى والقولنج جَمِيعًا أَن تبطل الشَّهْوَة والأستمراء أَو يكثر الغثي والقيء. لي على مَا رَأَيْت أَنَّهُمَا فِي القولنج أَكثر وَأَشد من كتاب ينْسب إِلَى ج قَالَ: اعْتمد فِي القولنج على النطول والآبزن أَكثر مِنْهُ وعَلى حب السكبينج وعَلى دهن الخروع وَبعد ذَلِك إِن اضطررت إِلَيْهِ يسقى مِنْهُ أسبوعاً كل يَوْم مَعَ الإيارج الْمَعْمُول بِالصبرِ بالعسل حَتَّى يلين أمعاؤه قَالَ: وَهَذَا ينزل الْبَطن الَّذِي لَا ينزله الْأَدْوِيَة وَقد يبس عَن صَاحبه: خُذ قَفِيزا من زبل الْحمام وحزمة شبث ودورقا من المَاء يطْبخ حَتَّى يصير إِلَى نصف رَطْل ثمَّ اسْقِهِ بعد تصفيته مِنْهُ أَو قيتين فَإِنَّهُ لَا يعدل هَذَا شَيْء وَلَا يقرب السّمك الطري والمالح والجبن وَإِيَّاك والشواء واسقه الطلاء أَحْيَانًا وكل طَعَام يَابِس رياحي فَلَا يقربهُ وَعَلَيْك بالرطبة واللينة وقليلة الرّيح.
يمْتَنع الرّيح أَن يخرج من(3/77)
أَسْفَل وتمنع الجشاء لي أكل رجل أَرْبَعِينَ بَيْضَة مسلوقة فإصابه قولنج شَدِيد فإمره طَبِيب أَن يستف ثَلَاث راحات من ملح مسحوق ويتجرع أَثَره جرع مَاء فاتر وَأمره بِالسُّكُونِ سَاعَة قَصِيرَة ثمَّ يعدو ويتحرك بعد ذَلِك فَجَاءَت طَبِيعَته بِسُرْعَة. لي إِذا كَانَ قولنج ريحي ووجعه يزِيد بالتكميد والحقن بالزور فدعها الْبَتَّةَ واعدل إِلَى تَدْبِير بَطْنه والقيء وَذَلِكَ إِذا كَانَ فِي معدته شَيْء وَليكن بَطْنه مُدبرا بِشَيْء يسخنه وليتم وَلَا يَأْكُل شَيْئا الْبَتَّةَ وَلَا يشرب ماءا وَلَا سِيمَا الْبَارِد وَمَتى يشرب فليشرب النَّبِيذ الصلب الْقَلِيل فَإِنَّهُ لَا بَأْس بِهِ فِي هَذَا الْموضع وَلَا يزا ل على ذَلِك إِلَى أَن يسكن الوجع فَإِنَّهُ إِذا أدمن الْجُوع والعطش تحللت هَذِه البخارات)
المتولدة من البلاغم الَّتِي فِي طَبَقَات الأمعاء قَلِيلا قَلِيلا بالنضج التَّام وَهَذَا أَجود تدبيرها.
جورجس: إِذا كَانَ الوجع فِي الْعَانَة فَإِنَّهُ قولنج وَإِذا كَانَ فِي نَاحيَة الظّهْر فَإِنَّهُ وجع الكلى قَالَ: شرب دهن الخروع من الأقربادين الْقَدِيم يسْتَعْمل على هَذِه الصّفة: ليشْرب أسبوعاً فِي الْيَوْم الأول مثقالان.
وَفِي الثَّانِي يُزَاد نصف مِثْقَال وَفِي الثَّالِث ثَلَاثَة مَثَاقِيل وَفِي الرَّابِع أَرْبَعَة مَثَاقِيل وَكَذَا فِي الْخَامِس إِلَى السَّابِع وَيشْرب قبله حب السكبينج وَبعد بِشَربَة أُخْرَى والأجود أَن يشرب بعده إيارج فَإِن غائلته تذْهب ومضرته للرأس وَالْعين وَيشْرب على طبيخ بزر الرازبانج والكرفس والخسك والحلبة وبزر الشبث حفْنَة حفْنَة وخولنجان أَرْبَعَة مثافيل يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يصير رطلا ثمَّ يُؤْخَذ مِنْهُ أَربع أَوَاقٍ فَيصب الدّهن عَلَيْهِ حَتَّى يخْتَلط بِهِ ثمَّ يشرب وَلَا يَأْكُل حَتَّى تمْضِي عشر سَاعَات ألف ب وتفقد جشاءه ثمَّ يتغذى باسفيذباج وبزيرباج وَيشْرب مَاء الْعَسَل وكل يَوْم إِذا شربه فيدلك بعد ذَلِك لثة بملح ليأمن فَسَاده لَهَا وللأسنان. لي إِذا نظرت فِي علل القولنج فجس أَسْفَل السُّرَّة فَإِن رَأَيْتهَا ناتية توجع وخاصة بِقرب الْعَانَة يمنة فمل إِلَى الحقن. فَإِن لم يكن مَا أَسْفَل السُّرَّة منتفخاً وَكَانَ العليل يجد الثّقل فَوق فمل إِلَى المسهلة وَانْظُر أَيْضا فَإِن كَانَت الطبيعة ممتسكة فَاجْعَلْ الحقن بِمَا يُحَرك الأمعاء بِقُوَّة كالملح والبورق وشحم الحنظل وطبيخ الترمس والبسبايج والترمس والتين والقرطم والحلبة وَمَا أشبه ذَلِك وَمَتى كَانَت الطبيعة منطلقة فَعَلَيْك بالزيت الْمَطْبُوخ فِيهِ البزور المحللة للرياح والجندباستر.
حقنة قَوِيَّة فِي تَحْرِيك المعي: حب الشبرم ورق المازريون وقردمانا مقشرة ويخور مَرْيَم وعرطنيثا وقشور الحنظل وشحمه وقثاء الْحمار وَتَربد وبسبايج يطْبخ وَيصب على طبيخه دهن الخروع وَالْعَسَل ومرارة الْبَقر ويحقن بِهِ وَمِمَّا يَنُوب عَن ذَلِك يحل بورق بِمَاء ويحقن بِهِ فَإِنَّهُ عَجِيب. لي لرياح القولنج إِذا لَزِمت الْبَطن مَرَاتِب فَإِذا كَانَت مَعَ حرارة شَدِيدَة فماء الهندباء أَو عِنَب الثَّعْلَب واللبلاب ولسان الْحمل يداف فِيهِ الجندبادستر ويقطر عَلَيْهِ دهن اللوز وَيشْرب وَإِذا كَانَت أقل والطبيعة أَشد فطبيخ التِّين وزبيب منزوع الْعَجم وبنفسج يمرس فِيهِ(3/78)
الخيارشنبر وَيشْرب فَإِذا كَانَ مَعَ برد قَلِيل فيطبخ التِّين والحلبة والحسك ولب القرطم والبسبايج والأفيثمون يمرس فِيهِ ويسقى بدهن لوز وَإِذا كَانَت ريَاح وَبرد شَدِيد يطْبخ الحاشاا والأفيثمون والحلبة والقرطم والخولنجان)
والدارصبني والبسبايج والتربد والكاشم والأنيسون والنانخة ويمرس فِيهِ الخياشنبر ويسقى بدهن الخروع وَقد يسقى نَقِيع الصَّبْر بالأفاوية وخولنجان ودارصيني وَحب البلسان وَعوده وأنيسون ونانخة ويقطر دهن خروع. لي رَأَيْت فِي أربادين حُبَيْش قانون الْأَدْوِيَة للقولنج الْبَارِد الَّذِي يعلم أَن صَاحبه قد أتخم قبل ذَلِك وَمَعَهُ ريَاح وبلغم من المحللة للرياح والمخدرة والمسهلة السريعة الإسهال وَمن الْأَدْوِيَة الملنية للوجع بالجوهر مِثَاله معجون نَافِع للقولنج ذكره حُبَيْش وأصلحته أَنا: أفيون دانق سقمونيا ربع دِرْهَم حَماما زعفران فلفل نانخة فوذنج قردمانا بِالسَّوِيَّةِ دِرْهَم دِرْهَم وَنصف وَهِي شربة.
معجون وَصفه حُبَيْش يُطلق من سَاعَته ويسكن وجع القولنج: حمام والساذج سنبل مر قسط فلفل أَبيض قردمانا أسارون فوذنج يَابِس نانخة بزر الخشخاش الْأسود فَإِن لم يكن فالأبيض من كل وَاحِد خَمْسَة دَرَاهِم سقمونيا ثَلَاثَة تدق الْأَدْوِيَة وتسحق السقمونيا على حِدة ويخلط نعما وتعجن بِعَسَل منزوع الرغوة ألف ب الشربة الْكَبِيرَة التَّامَّة ثَلَاثَة مَثَاقِيل والمتوسطة مثقالان. لي فَإِن لم يكن رَأَيْت أثر تخم ورياح بل ثفلاً يَابسا واصفر فَركب من المسرعة بالإسهال والمسكنة للوجع مِثَاله: سقمونيا ربع دِرْهَم أفيون دانق رب السوس نصف دِرْهَم يعجن بجلاب. ج: فِي الثَّالِثَة من التَّفْسِير الثَّانِيَة: إِن المرار إِذا انصب إِلَى الْبَطن عرض مِنْهُ اعتقال الطَّبْع. لي من قَالَ إِن الثّقل يجِف بِكَثْرَة الصَّفْرَاء فَيصير قولنجاً فَقَوله فِيهِ نظر وَذَلِكَ أَن المرار إِذا انصب إِلَى الأمعاء جردها نَفسهَا فضلا عَن أَن يتْرك فِيهَا ثفلاً وَإِذا اخْتلطت بالثفل كَانَ إِلَى أَن يرقة أقرب مِنْهُ من أَن يغلظه لَكِن هَذَا القولنج يكون مَتى كَانَت الْحَرَارَة غالبة على الْجِسْم والمرار مائل إِلَى الْعُرُوق وَالْبَوْل فَحِينَئِذٍ يطول بَقَاء الثفل وَيطول بَقَاؤُهُ فيجف لِأَنَّهُ ييبس دَائِما وبكثرة تقلبه فِي الأمعاء يستدير كالحال فِي الْبرد وحجارة الْأَدْوِيَة.
حنين حب لمن يتعاهده قولنج بَارِد: بورق أَحْمَر حلتيت بالسواء يتَّخذ حبا كالباقلي وَيُؤْخَذ مِنْهُ كل لَيْلَة حبتان أَو ثَلَاثًا.
جوارش من كتاب الْمعدة نَافِع من القولنج الريحي والبلغمي فِي الْغَايَة: كاشم زنجبيل فلفل بزر نانخة من كل وَاحِد أُوقِيَّة أفيثمون وآبرنج من كل وَاحِد أوقيتان يعجن بِعَسَل وَيشْرب قدر)
جوزة.
شياقة تسكن الوجع: يحْتَمل أفيون قد عجن بِمَاء الخس أَو يحْتَمل فلونياً فارسية.
الْأَعْضَاء الألمة: داويت قوما بهم وجع فِي أمعائهم بايارج فيقرا وَذَلِكَ أَنِّي حدست أَن هَذَا الدَّوَاء نَافِع فِي هَذَا الوجع فسيقته مِنْهُ قَلِيلا فَلَمَّا أنتفع بِهِ علمت أَن ذَلِك الوجع من(3/79)
خلط لذاع مدَاخِل لطبقات الأمعاء فَعلمت أَنِّي قد أصبت فِي الحدس زِدْت فِيهِ فبريء فدلني ذَلِك أَنِّي كنت أرى الرجل يتَأَذَّى بِالتَّدْبِيرِ الْحَار وبالأغذية الحارة بالأمساك عَن الطَّعَام ويهيج عَلَيْهِ وَجَعه وَينْتَفع بالأشياء المعتدلة وَكَانَ وَجَعه كاللذع وَرجل آخر كَانَ إِذا أكل أغذية سريعة الهضم تورث عَلَيْهِ فَسَأَلت عَن تَدْبيره قَدِيما فَقَالَ: إِن علني هَذِه أصابتي بعقب دَوَاء مسهل أَخَذته وَإِن الَّذِي دَعَاني إِلَى ذَلِك لذع كنت أَجِدهُ فِي بَطْني فحدست أَن المعي أضرّ بهَا الدَّوَاء. لي كَانَ سقمونيا فَصَارَ يقبل يَجِيئهُ ويتأذى بِهِ لضَعْفه فأطعمته طَعَاما عسر الهضم قَابِضا فبريء بذلك. لي وَذكر لي رجل أَن الثفل لَا يخرج مِنْهُ الْبَتَّةَ إِلَّا بكد وَأَن ذَلِك لَيْسَ ليبسه وَأَنه على الْحَال الطبيعة فِي اللين وَلَيْسَ يخرج فحدست أَنه إِمَّا يكون ناصوراً يمْنَع المعي الوجع من الدّفع أَو بطلَان قُوَّة المعي الدافعة فَسَأَلته هَل يوجعه فَقَالَ: لَا فأشرت عَلَيْهِ أَن يَأْكُل قبل غذائه زيتوناً مملحاً كثيرا ومرياً وسمكاً مالحاً وَأَن يقدم قبل غذائه تينا ً ألف ب قد جعل فِيهِ من لبن النين أَو بورق وقرطم وَأَن يحقن بِمَاء الْملح وبمري فبريء وَلَو لم يبرأ بِهَذَا لحقنته بحقن مسخنة ومرخت بَطْنه ومراقه بالمسخنات لِأَن حس المعي الْمُسْتَقيم كَانَ قد تعطل حِينَئِذٍ وَرُبمَا تعطل هَذَا تعطيلاً لَا يُمكن رده وعلامته أَنه لَا يحس بلذع من شيافة بملح يَدْفَعهَا فَأَما الْحس قَائِما فَإِنَّهُ يبرأ وَقد يحتبس الثفل ليبسه وجهال الْأَطِبَّاء يجهدون أنفسهم فِي إِخْرَاجه فيصيبهم مِنْهُ ضروب القروح والوجع وَالْوَجْه فِي هَذَا الْحَال إِذا أحس الْإِنْسَان بالثفل أَنه لَا يخرج ليبسه فَيجب إِن كَانَ لَا يُؤْذِيه يَوْمه أَن يتجرع مرقة دسمة ويحتقن بدهن حل وَيشْرب شرابًا حلوا وخاصة شراب التِّين فَإِنَّهُ يصلح ذَلِك وَإِن كَانَ الثفل قد حفزه وجهده فليتزحر فَإِذا انْفَتح الشرج دهنه ثمَّ لَا يجْتَهد نَفسه كل الْجهد بل أَخذ آله شَبيهَة الَّتِي تنقي الْأذن بهَا إِلَّا أَنَّهَا أعظم فَيخرج بهَا الثفل الشَّيْء بعد الشَّيْء وَيزِيد شَيْئا فِي الدّفع والتزحر حَتَّى يخرج مَا وَرَاء ذَلِك أَولا أَولا فَإِن وَرَاء ذَلِك)
الْيَابِس لَا محَالة ماهو أرطب مِنْهُ وَمن يَعْتَرِيه ذَلِك فَليَأْكُل دَائِما الأمراق الدسمة وَيشْرب شرابًا حلواً وَأكْثر مَا يعتري لمن ينَام وَفِي أمعائه ثفل فِيهِ يبس فليجهد نَفسه فِي إِخْرَاجه وَلَو قبل اللَّيْل فَإِنَّهُ مَتى نَام عَلَيْهِ أصبح من غَد وَهُوَ شَدِيد اليبس مؤذ وَإِذا أحس بِهِ فليشرب من ليلته شرابًا كثيرا ويتحسى شَيْئا دسماً.
الْأَعْضَاء الألمة الثَّانِي: إِنَّه مَتى كَانَ الوجع فِي القولنج شَدِيدا جدا مبرحاً مَعَ عَلَامَات القولنج فَإِنَّهُ فِي الأمعاء الْغِلَاظ وَمَا كَانَ أخف فَهُوَ سَبَب ضَعِيف أَو فِي الأمعاء الدقاق يكون. لي يجب من هَذَا إِذا رَأَيْت الوجع قَوِيا أَن يفزع إِلَى الحقن مُنْذُ أول الْأَمر فَإِذا رَأَيْته خَفِيفا أَن تسقيه المسهلة وَأَنا أَحْسبهُ أَنه إِذا كَانَت الْحَرَكَة للغثي شَدِيدَة فَإِن البلية فِي الأمعاء الْعليا بالضد.
السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: الطبيعة إِن لانت فِي عِلّة القولنج فَإِن الَّذِي يخرج إِنَّمَا هُوَ الثفل رياحي منتفخ كأخثاء الْبَقر. لي من هَهُنَا يعلم أَن جالينوس يُسَمِّي هَذَا المعي بِهَذَا الأسم وَإِن لم تكن الطبيعة مَعَه ممتسكة.(3/80)
الميامر التَّاسِعَة: هَذَا الدَّوَاء يبطل القولنج الريحي البية: زنجبيل قضبان الذاب قشور الغرب بِالسَّوِيَّةِ تمر لحيم مثل الْجَمِيع يطْبخ بأَرْبعَة أَرْطَال حَتَّى يبْقى ثلث المَاء ويسقى أَيْضا ثلثه ويعاد الطَّبْخ وتجدد الْأَدْوِيَة كل مرّة. وينفع مِنْهُ جدا المعجونات المركبة من المخدرة والمحللة للرياح والمنضجة والمقوية لللأعضاء الْبَاطِنَة كدواء فيلن وَهَذَا دَوَاء بسيط: أفيون جندبادستر اسطوخدوس دارصيني قشر اليروج فلفل صَبر يعجن بِعَسَل جيد بَالغ وَيتْرك صَاحبه الْعشَاء الْبَتَّةَ ويتغذا بِمَا يسْرع الهضم. لي على مَا رَأَيْت فِي التَّاسِعَة من الميامر: اسْقِ فِي وجع القولنج الصعب والمخدرة ألف ب وامنع الْأكل وَالشرب وليطل النّوم فَإِن الْخَلْط سينضج وَيبْطل الوجع الْبَتَّةَ.
مَجْهُول قَالَ: ليَدع صَاحب القولنج الحامض والقابض الْبَتَّةَ.
من الأقربادين الْقَدِيم: رَطْل شراب ريحاني عَتيق لَا حلاوة لَهُ وَلَا مرَارَة بل مر الطّعْم مطبوخ يلقِي فِيهِ ثَلَاثَة دَرَاهِم)
من الفلفل وَثَلَاثَة دَرَاهِم من الخولنجان وَخَمْسَة عشر درهما من ورق الغرب الطري ويطبخ حَتَّى يرجع إِلَى الثُّلُث بعد أَن ينقع فِيهِ ثَلَاثَة دَرَاهِم فَإِن لم يفعل فَلَا بَأْس ويسقى مِنْهُ مثل مَا يسقى من السكنجبين والجلاب.
فليغربوس: لَا شَيْء أَنْفَع لإيلاوس من هَذِه الأقراص وَهِي: بزر كرفس أنيسون سِتَّة سِتَّة مر فلفل أفيون جندبادستر دِرْهَمَانِ أفسنتين أَرْبَعَة دَرَاهِم دارصيني سَبْعَة دَرَاهِم يَجْعَل أقراصاً الشربة نصف دِرْهَم.
تجارب البيمارستان: إِذا احقنوا أَصْحَاب القولنج أداموا ذَلِك حَتَّى يخرج ثقل لين وَلَا يخرج شَيْء صلب وَإِذا رَأَوْا غثياً واعتقال طبيعة بَادرُوا إِلَى أدوية القولنج. لي رَأَيْت امْرَأتَيْنِ ورجلاُ قد اعقلت طبائعهم أَيَّامًا كَثِيرَة وَاشْتَدَّ بهم الغثي والقيء ويتجشوا جشاءاً منتناً غَايَة النتن وتخلصوا وبرأوا مِنْهُ إِلَّا أَنه كَانَ يتعاهدهم بعد ذَلِك وَأما سَائِر من رَأَيْت فِي غير البيمارستان فماتوا وَمن هَؤُلَاءِ امْرَأَة وَرجل حَقنا بحقنة فِي غَايَة الْقُوَّة وَمن عادتي اسْتِعْمَالهَا فِي هَذَا الوجع فنجوا.
قولونوش: الحمول الَّتِي تخرج الرِّيَاح: يسحق السذاب مَعَ عسل حَتَّى يصير كالخلوق وَيجْعَل مَعَه مثل نصفه من الكمون وربعه من النظرون ويتخذ إِن شِئْت شيافا وَإِن شِئْت بللت فِيهِ صوفة وتستدخل فَإِنَّهُ يخرج رياحاً كَثِيرَة ويستريح إِلَيْهَا الْمَكَان.
أَبُو بكر: قَالَ ج فِي الْأَدْوِيَة المفردة: إِن شَحم الحنظل يسرعه مَا هُوَ عَلَيْهِ من الإسهال يسْبق فَيخرج من الْجِسْم قبل أَن يحدث فِيهِ فعل الْمرة فَإِذا كَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ يصلح لما يحْتَاج إِلَى إسهال سريع فليعتمد عَلَيْهِ وعَلى حب قندس.(3/81)
أَبُو بكر: حب أَبيض يسهل سَرِيعا: قندس ثَلَاثُونَ حَبَّة منقاة بشحم نظل دانق وَهِي شربة وَاحِدَة.
مُفْردَة ج: خرء الذِّئْب كَانَ رجل يسْقِي أَصْحَاب القولنج إِذا لم يكن هُنَاكَ ورم فِي وَقت قُوَّة الْعلَّة وَقبل)
النّوبَة ليدفع النّوبَة فَرَأَيْت قوما سقوا فبرأوا وَلم تعاودهم الْعلَّة أصلا وَمن عاوده مِنْهُم عاوده مِنْهَا شَيْء ضَعِيف وَفِي مُدَّة طَوِيلَة وَكَانَ يَأْخُذ الْأَبْيَض من خرء الذئاب فَإِنَّهُ دَلِيل على أَنَّهَا كَانَت نَالَتْ من الْعِظَام ورئي قطع من الْعِظَام وأعجبني مَا رَأَيْت من فعله أَنه يقمع بِالتَّعْلِيقِ من خَارج بِأَن علق على خاصرة العليل بخيط صوف وأجوده الَّذِي يكون مِنْهُ قطع عِظَام فِي وسط الزبل وَكَانَ ألف ب يخلط بِهِ ملحاً وفلفلاً ليغير رِيحه وطعمه فَكَانَ من سقَاهُ للاحتراس إِمَّا أَن لَا يعاوده وَإِمَّا أَن يعاوده لضعف فِي مدد طوال وَأما أَنا فَجعلت مِنْهُ فِي حق فضَّة قدر باقلاة وَجعلت للحق عروتين وعلقته فَكنت أعجب من النَّفْع بِهِ وَأما ذَلِك الرجل فَكَانَ يَقُول يَنْبَغِي أَن يشد فِي جلد إبل ويجر أَن يكون تَعْلِيقه بخيط صوف من كَبْش قد افترسه الذِّئْب فَإِنَّهُ يكون أبلغ وأنجح مرق القنابر نَافِع لأَصْحَاب القولنج إِذا أدمنوه وَيدْفَع نوبَة الْعلَّة وليطبخ مَاء وملح وشبث وَكَذَلِكَ مرق الديكة الهرمة قَالَ: وَقد جربت مرق القنابر فَوَجَدته بليغاً. الزَّيْت جيد إِذا احتقن بِهِ القولنج الْعَارِض من وجع الأمعاء وَمن الرجيع الْيَابِس. د: لمن يتَأَذَّى بالقولنج من يبس الطبيعة: يُؤْخَذ لب القرطم ونطرون فَيدق ويعجن بِالتِّينِ ويؤكل السذاب إِذا طبخ بِزَيْت وحقن بِهِ كَانَ جيدا للنفخ والقولن وَنفخ الرَّحِم.
بولس: من النَّاس من يقتل الزيبق ويخلطه بالمسهلة ويسقيه فِي إيلاوس لِأَن شَأْنه أَن يُحَرك المعي بِقُوَّة قَوِيَّة جدا.
أَبُو بكر: يشرب الزيبق بسحج وينقلب لشدَّة فعله.
مَجْهُول: اسْقِ صَاحب إيلاوس إِذا لم يكن ورم بعد سقِِي الأمراق زبيقاً قدر أُوقِيَّة فَإِنَّهُ يثقله وَلَا يزَال يدافع الإلتواء وَغَيره حَتَّى يخرج ويتحسا عَلَيْهِ فَإِنَّهُ يخرج مَعَه.
ابْن ماسويه وَابْن ماسه: إِن شرب مِنْهُ خَمْسَة دَرَاهِم بِمَاء حَار أطلق القولنج وأدر الرّيح وَيشْرب بعد سحقه نعما فَإِنَّهُ عَجِيب الكمثرى يُورث الأكثار مِنْهُ القولنج بِخَاصَّة فِيهِ وَكَذَلِكَ الكمة تورث القولنج.
ابْن ماسويه:)
الكراث النبطي مَتى طبخت رؤسه مَعَ دهن القرطم أَو شيرج نفع من وجع القولنج وَكَذَلِكَ إِذا كَانَ مَعَ دهن اللوز الحلو وَقَالَ اللوز الحلو نَافِع للقولنج.
ابْن ماسه: السكر الْعَتِيق مَتى شرب مَعَ دهن لوز حُلْو منع من كمون القولنج وَقَالَ: السذاب خاصته تَحْلِيل القولنج من القولن.
أَبُو جريج وَابْن ماسويه: السكبينج نَافِع من القولنج.(3/82)
القلهمان: الصَّبْر يحل الرِّيَاح ويسهل وخاصة مَتى وضع مَعَ الأفاويه.
أَبُو بكر: الإيارج للقولنج جيد جدا.
جَوَامِع أغلوقن. مَتى عَالَجت الرّيح فِي المعي بحقنة البزور المطبوخة فِي الزَّيْت والكماد والمحاجم واضطررت فاعط المخدرة فَإِن كَانَ النفخ فِي المعي الْعليا فاسقه الفلونيا وَإِن كَانَ فِي الْغِلَاظ فاحقنه بِمثل هَذِه الْأَدْوِيَة. لي على مَا فِي السَّادِسَة من مسَائِل إبيذيميا: قد يكون وجع فِي الأمعاء شَبيه خلط لذاع ينصب إِلَيْهَا لوجع القولنج علامته أَلا تجيب مَعَه الطبيعة وَأَن يخرج من الْبَطن أَشْيَاء حريقة لذاعة فاحقن هَؤُلَاءِ بِمَاء الْعَسَل وَنَحْوه حَتَّى تنقي الأمعاء ثمَّ احقنهم بشحم الماعز وَنَحْوه ليغريه وأطعمهم السماقية وَنَحْوهَا مِمَّا ألف ب لَا يسْرع الْفساد إِلَيْهِ فَإِنَّهُ برؤهم وَإِن أردْت برءاً تَاما فابحث من أَيْن ينصب ذَلِك الْخَلْط ثمَّ اقصد لَهُ.
أَبُو بكر: انْظُرُوا أبدا فِي أوجاع الْبَطن هَل الطبيعة محتبسة فَإِذا كَانَت محتبسة فَلَا تقصد إِلَّا لَهَا وَإِذا لم تكن كَذَلِك فتفقد الْحَال فِيمَا يخرج وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ بِهِ واعمل بِحَسب ذَلِك فَإِنَّهُ قد يعرض أوجاع فِي قولن من ورم فِيهِ أَو من ريح غَلِيظَة بَين طبقته أَو خلط حَار لذاع مستكن فِيهِ أَو سوء مزاج حَار أَو بَارِد وخاصة سوء مزاج بَارِد شَدِيد فِيهِ.
صنوف القولنج على هَذَا: إِمَّا لثقل يَابِس أَو لورم حَار أَو صاب أَو لبلاغم غَلِيظَة زجاجية أَو لريح غَلِيظَة أَو لخلط حاد لذاع ينصب إِلَيْهِ وَهُوَ مستكن فِيهِ أَو لسوء مزاج بَارِد عرض لَهُ كالحال عِنْد شرب النَّبِيذ الحامض أَو الْكثير المزاج أَو لسوء مزاج وَمَا أقل مَا يكون هَذَا.
روفس: أوفق الْأَشْيَاء للامعاء السفلي السذاب.)
ورق السذاب مجففا خَمْسُونَ درهما لوز مقشر عشرَة دَرَاهِم أفيثمون مثله بورق مثله تَرَبد مثله عسل كالجميع يُؤْخَذ مِنْهُ كل لَيْلَة وخاصة يعقب الْأكل للأغذية الغليظة.
أَبُو بكر: كَانَ رجل يُصِيبهُ وجع فِي بَطْنه الْأَسْفَل لَا يسكن عَنهُ حَتَّى يتقياً شَيْئا حامضاً فحقنته بِمَاء الْعَسَل مَرَّات وألزمته جيلايا فبريء وَذَلِكَ أَنه قد يكون فِي الأمعاء وجع من رطوبات إِمَّا حارة حريقة وَإِمَّا حامضة مشوية بهَا فَيجب أَن يغسل أَولا ثمَّ تعدل وعول فِي الحامضة على مَاء الْعَسَل وَفِي الحريفة على مَاء الشّعير. ج. فِي الأولى من الأخلاط: إِن هَاهُنَا أَشْيَاء يحْتَمل فَتخرج الرِّيَاح من الْجوف.
أَبُو بكر دَوَاء نَافِع للقولنج لِأَنَّهُ يكثر الرِّيَاح ويسكن الْقَيْء ويسهل الْجوف ويجلب النّوم: خُذ فلفلاً وأنيسونا ونانخة ومصطكى وَدَار صينياً وقرنفلاً من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم كثيراء نصف دِرْهَم سقمونيا ربع دِرْهَم أفيون دانق وَهِي شربة.
جوارش النارمشك من كتاب أهرن يُطلق الْجوف وَيحل النفخ بليغ جدا: سقمونيا(3/83)
فلفل زنجبيل دَار فلفل سِتَّة سِتَّة قرفة نارمشك هيل بوا ثَمَانِيَة سكر أَرْبَعُونَ درهما وَمِمَّا ينفع من القولنج جوارش السفرجل المسهل قَالَ أَبُو بكر: كَانَ جَار لنا بِهِ عِلّة حادة فسقي مَاء الشّعير والبقول أَيَّامًا فبريء وَحدث بِهِ وجع فِي أَسْفَل السُّرَّة فَكَانَ لَا ينَام لَيْلًا وَلَا نَهَارا ويتكئ عَلَيْهِ رجل جلد فيشيله كَأَن تَحْتَهُ شَيْء يدافعه بأعظم قُوَّة وَكَانَ مَاؤُهُ كَالدَّمِ فسقي مَاء الشّعير وَنَحْوه فَاشْتَدَّ وَكَانَ لَا يخف وَلَا يسكن بالتكميد وَكَانَت ألف ب الطبيعة مَعَه لَا تجيب إِلَّا فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام أَو خَمْسَة وَكَانَ لَا يخرج إِلَّا شَيْء لزج لين وَكَانَ الوجع يَنُوب بِاللَّيْلِ وَبِالْجُمْلَةِ بعد الطَّعَام بِخمْس سَاعَات وَنَحْوهَا حَتَّى كَانَ العليل لَا يَأْكُل خوفًا من الوجع وعولج بالحقن وَجَمِيع مَا يعالج بِهِ القولنج فَلم يسكن فأعطيته من التربد أَرْبَعَة دَرَاهِم خَمْسَة من البسايج وطحنه برطل مَاء حَتَّى صَار ربع رَطْل وصفيته ومرست فِيهِ خيارشنبر عشر دَرَاهِم وسقيته وَجعلت غذاءه ثَلَاثِينَ درهما من الشيرج وَثَلَاثِينَ درهما من السكر واتخذت لَهُ حبا من الصَّبْر وشحم الحنظل والسقمونيا والسكبينج فَكنت أعْطِيه مِنْهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار كلما هاج كالحمص ثَلَاث حبات وَأكْثر فبريء وأصابه سحج خَفِيف فعالجه حَتَّى بَرِيء وَكَانَ إِذا هاج بِهِ)
الوجع يخْفق بَطْنه خفقاً شَدِيدا حَتَّى يمسك بَطْنه رجل جلد بِقُوَّة وَإِلَّا أَشْتَدّ صياحه وَهَذَا الخفق أرَاهُ يعرض فِي القولنج الريحي كثيرا.
روفس فِي كتاب إِلَى الْعَوام: بَين أوجاع المفاصل وأوجاع القولنج تشبه حَتَّى أَن قوما كَانَت بهم أوجاع المفاصل أَصَابَهُم قولنج قَاتل وَقوم مِمَّن يعتريهم القولنج أَصَابَهُم وجع المفاصل فبرأوا وَذَلِكَ يكون لِأَن الرطوبات إِذا انصبت إِلَى المفاصل يبس البرَاز كَانَ بالعلوي قولنج ريحي وَكَانَت طَبِيعَته قد أَتَت فِي يَوْمه وبالأمس مَرَّات كَثِيرَة والوجع فِي الْبَطن شَدِيد فَأمرت بدلك بَطْنه باليابس ثمَّ يدهن الناردين ويكمد بعده بخرق مسخنة وسفي فلونيا فبريء وَكَانَ بِرَجُل مثل ذَلِك فِي سفر فمرخته بدهن بزري مسرجة وسقيته كروياً فصح فتفقد هَذَا الْبَاب مَاء عسل ينفع إِذا لم يكن كثير الطَّبْخ. ج يذكر بِالْفَصْلِ الَّذِي أَوله: إِن أردْت أَن تعلم هَل الْمَرْأَة حُبْلَى فاسقها عِنْد عشائها مَاء عسل وَلذَلِك لَا أَظن أَنه شراب جيد فِي القولنج الريحي أَن يسقى الشَّرَاب الصّرْف الصلب الْقَلِيل وَإِمَّا الأفاويه والبزور. لي الْفرق للقولنج التخم الْمُتَقَدّمَة وسل عَن السَّبَب البادي وَعَن العليل أَي شَيْء كَانَ يتَعَاهَد مِنْهُمَا وَمَوْضِع الوجع أوسع وَأكْثر وينتقل والغثى والقيء أَشد وَسُقُوط الشَّهْوَة والجشاء والقراقر والنفخ وَلَا تحرّك المسهلات الْخَفِيفَة بَطْنه وَالْبَوْل فج وَرُبمَا كَانَ غليظاً وَلَا يكون فِيهِ قبل ذَلِك رمل فِي الكلى لَا يخف الوجع على الوجع بل يزِيد وَيكون فِي جَانب وَاحِد وَيكون دَقِيقًا غائراً عنيفاً وَلَا ينْتَقل بِسُرْعَة بل كَأَنَّهُ ينْتَقل قَلِيلا فِي كل يَوْم أَو سَاعَة شَيْئا قَلِيلا إِلَى أَسْفَل وَالْبَوْل مَعَه غَايَة(3/84)
الصفاء وَرُبمَا احْتبسَ وَأَقل وَرُبمَا خرج دم وَحِينَئِذٍ لم يبْق شَيْء وتضره الحقن ألف ب وَفِي الكلى مري والقولنج بلغمي هُوَ أَكثر وَإِذا كَانَ الوجع فِي الْجَانِب الْأَيْسَر نظن أَنه فِي الكلى وَإِذا كَانَ يتَأَذَّى إِلَى السَّطْح الْجِسْم حَتَّى يحس العليل بألم عِنْد غمز المراق فقولنج وَإِذا كَانَ نَاحيَة الْعُنُق وَالظّهْر فَفِي الكلى وخاصة إِن كَانَ فِي الْجَانِب وامتدت وتقلصت الْبَيْضَة من ذَلِك الْجَانِب وَجرى أَمر الْبَوْل على غير اسْتِوَاء وَإِن كَانَ الوجع أَولا فَوق مَوضِع الكلى ثمَّ صَار هُنَاكَ فقولنج وخاصة إِن سبقت تخم ووجع فِي السُّرَّة ظَاهر والغثى وَجَاء وجع فِي الْموضع الْمَشْكُوك فِيهِ وَإِن هاج الوجع أَولا فِي العمق أَسْفَل مَوضِع الكلى فِي جَانب ثمَّ هاج الغثى وانعقال الْبَطن فَفِي الكلى وَمَتى رَأَيْت الرِّيَاح فِي الْبَطن فَهُوَ القولنج وَإِن كَانَ احتباس الْبَطن شَدِيدا أبدأ حَتَّى)
لَا يخرج الرّيح فضلا عَن غَيرهَا فَهُوَ القولنج وَعظم مَوضِع الوجع وَإِلَّا يكون فِي مَوضِع الكلى دَلِيل على القولنج وَإِذا كَانَ الوجع مرتفعاً إِلَى أعالي الْجوف وَينزل إِلَى أسافله ويوجع المراق فَهُوَ قولنج ووجع الكلى صَغِير الْموضع لَازم لَا يفتر وَلَا يَدُور ووجع القولنج يشبه المغس يَدُور ويفتر ووجع الكلى أطول مُدَّة من وجع القولنج وَرُبمَا بَقِي ثَلَاثَة أَو أَرْبَعَة حَتَّى ينزل حَصَاة ووجع القولنج فِي الْأَكْثَر فِي الْأَيْمن والكلى فِي جَانب وتألم مَعَه الخصية الَّتِي فِي حذائه ويخدر لذَلِك الْفَخْذ ويقل الْبَوْل والرجيع مري وَيكون قَلِيلا وَكَذَا الْقَيْء وَإِن كَانَت فِيهِ حرقة أَو الرمل أَو دم فَلم يبْق شَيْء ووجع القولنج والثنة فِي مقدم الْبَطن والكلي وَإِذا كَانَ الوجع فِي الخواصر وَنَحْو الأضلاع مائلاً إِلَى الظّهْر وَالْبَوْل محرق لذاع ووجع القولنج يخف بالقيء ويسكن بالإسهال ووجع الكلى إِلَّا فِي وجع الكلى يفرق مَوْضِعه.
الأسكندر فِي الْمعدة قَالَ: ضمد يَنَالهُ القولنج فتألم معدته من أجل الْمُشَاركَة بَينهمَا وَبَين الأمعاء حَتَّى تنجلب إِلَى الْمعدة الأخلاط بالمر والزعفران وَالصَّبْر والمصطكي وعصارة الأفسنتين والميعة والشحم ودهن الناردين بِالسَّوِيَّةِ يتَّخذ ضماداً فليغربوس فِي رِسَالَة فِي القولنج قَالَ: للقولنج الْبَارِد بعد التكميد احقن بِمَا يخرج الثفل فَإِن لم يسكن الوجع فاحقن بطبيخ الشبث والحلبة والخطمى والإكليل وبزر الْكَتَّان والبابونج يطْبخ ويمرخ بشحم إوز ويحقن بِهِ وَهَذَا يصلح للذع الأمعاء وَإِن احتجت إِلَى إسخان الْجوف فاطبخ سذاباً فِي دهن واطرح عَلَيْهِ من الفربيون يَسِيرا واحقنه واسق طبيخ الأنيسون والبطراس اليون والكمون واغذه أغذية كَثِيرَة التوابل والفلفل والدارصيني واعطه الثوم فَإِنَّهُ بليغ جدا واطبخ فِي الآبزن شبثاً وإكليلاً وضمد مَوضِع الوجع بِمثل هَذِه وَبِمَا يسخن أَكثر إِن احتجت وَمن أحس بحرقة وَشدَّة عَطش وحرارة ألف ب وَاخْتلف صفراء فاسقه ماءاً بَارِدًا وتوقه فِي الآخرين واعط هَؤُلَاءِ أغذية بَارِدَة عسرة الْفساد وتوقيهم الشَّرَاب وَأما أُولَئِكَ فَلَا تسقهم وَرُبمَا حَقنا هَؤُلَاءِ بدهن ورد وَنَحْوه.(3/85)
ابْن ماسويه: الَّذين تسقيهم دهن الخروع ويحتاجون إِلَى الآبزن لَا تقدهم فِيهِ حَتَّى ينحدر الدّهن عَن معدهم لِأَنَّهُ يجلب غثياً فَيَقْذِفُونَهُ وَإِن كَانَت الْعلَّة قَوِيَّة فامرخ الْموضع بعد الْخُرُوج من الْعلَّة بدهن قسط)
وَنَحْوه وضع عَلَيْهِ أضمدة محللة للرياح القوية وَبدل دهن الخروع دهن الفجل أَو دهن القرطم مَعَ دهن لوز مر.
عَلامَة القولنج الصفراوي: قيء صفراوي وعطش دَائِم ولهيب علاجه: مَاء اللبلاب والخيارشنير أَو بِمَاء ورق الخطمى وَإِن أفرط فبماء الهندباء وعنب الثَّعْلَب ودهن اللوز ويطبخ فِي الآبرن بنفسج أَو يمرس خيارشنير فِي طبيخ البنفسج الْيَابِس.
حقنة: أصُول الخطمى نخالة سميد أصُول السوس سلق رغوة بزر قطونا بنفسج ملح الْعَجِين ويسقى لعاب مَعَ سكر ودهن بنفسج فَإِنَّهُ يزلق الثّقل الْيَابِس وَهَذَا العلاج جيد للورم الْحَار فِيهِ بعد تياذوق نَافِع من إيلاوس: الحقن القوية الحارة جدا ودهن الخروع يصب على طبيخ الأفيثمون والكمون والإنخر ونقيع الإيارج وأقراص الْكَوْكَب والفلونيا والترياق وشراب الخشخاش قَالَ: القولنج لَا بُد أَن يتهوع فِيهِ وَيقوم بلغماً وَإِن قل وَفِي وجع الكلى لَا قيء وَلَا قيام حَتَّى أَن الرّيح أَيْضا يحتبس فَإِن خرج كَانَ قَلِيلا. لي رَأَيْت خلقا بهم قولنج انْطَلَقت بطونهم وأصابهم بعد ذَلِك وجع شَدِيد فِي الْموضع وَفِي الظّهْر فقصدوا فبرأوا.
جورجس نَافِع من القولنج الشَّديد: ضماد متخذ بأفيون وخبز وَلبن وزعفران وَإِذا اشْتَدَّ الْقَيْء فاسقه رب الرُّمَّان بالنعنع. لي للنفع القوية: فلفل زنجبيل دِرْهَمَانِ تَرَبد نصف دِرْهَم سكر دِرْهَم وَنصف يشرب بِمَاء حَار.
ضماد قوي للنفع الشَّديد: بزر الأنجرة بزر القرطم خرء الْحمام سذاب فوذنج حلبة يجمع بلعاب الْخَرْدَل وطبيخ الطين ويضمد بِهِ.
مسيح للنفخ: دهن سذاب أوقيتان لعاب الحلبة أُوقِيَّة جندبادستر نصف دِرْهَم يحقن بِهِ.
لعاب حلبة بزر كتَّان خطمي شبث بابونج إكليل الْملك دهن الخيري الْأَصْفَر وَزَاد فِي عَلَامَات القولنج قشعريرة من غير سَبَب وَأَن تكون مائله إِلَى المراق أَو تَأْخُذ موضعا كَبِيرا)
علاج إيلاوس: يضْرب مَاء الْورْد ودهن حل ألف ب أَو زَيْت ثمَّ يغليان مَعَ شبث حَتَّى يتهرا ويسقى حاراً ويلقى خبز فِي مَاء ويغلى وَيخرج وَيطْعم مِنْهُ وَهُوَ حَار فَإِنَّهُ يسكن الوجع رُبمَا فاح ريح الرجيع من جَمِيع الْبدن فامرخ أعضاءه بالدهن وادلك أَطْرَافه دلكا جيدا واحقنه بطبيخ الخطمي والحلبة وبزر الْكَتَّان وتين مَعَ دهن خروع وَحل وَإِن كَانَت حرارة فَإِن ذَلِك مِمَّا يلين الزبل ويسقى من أجل الْقَيْء سماق وكمون وأقراص وإيلاوس قَالَ: القشعريرة تكون من أجل الكلى أَكثر وَمِمَّا يخص وجع القولنج حُدُوث الوجع بِشدَّة بغته(3/86)
ووجع الكلى يتزيد قَلِيلا قيلاً وَيكون مرتكزاً لَا يبرح وَلَيْسَ مَكَانَهُ بكبير وَالْبَوْل فِيهِ رَقِيق أَبيض فِي مبتدء الْأَمر وَإِذا انغلق عَلَيْك فاحقن بالمسكنة للوجع بِمثل دهن البابونج وَالزَّيْت فَإِنَّهُ نَافِع من الْوَجْهَيْنِ فَإِن استفرغت لزوجة فنسكن الوجع فَهُوَ قولنج واسق مَا يفت الْحَصَى مَعَ مَا يكسر ويسكن الرِّيَاح فَإِنَّهُ ينفع القولنج بالتلطيف أَيْضا فَإِن خرج رمل فَإِنَّهُ من الكلى.
للقولنج الَّذِي مَعَه قيء صفراء وعطش ولهيب: بزر خِيَار بزر قطونا سفرجل بزر خطمي يضْرب بِمَاء حَار حَتَّى يزِيد وَتُؤْخَذ رغوته خمس أوراق وسكر طبرزد أوقيتان ودهن بنفسج أُوقِيَّة خرء الذِّئْب مِثْقَال يسقى ويسقى مَاء اللبلاب وعنب الثَّعْلَب أَو الْخِيَار أَو مَاء الرجلة بقلوس خيارشنبر فِي آبزنه بنفسج ويمرخ بَطْنه بدهن بنفسج فاتر.
الطِّبّ الْقَدِيم للقولنج الصعب: مَاء الأشنان الْأَخْضَر نصف رَطْل مطبوخاً فِي دهن حل أُوقِيَّة بورق خَمْسَة دَرَاهِم يحقن بِهِ.
حب إِسْرَائِيل طَبِيب سُلَيْمَان بن عبد الْملك للقولنج عَجِيب جدا: شبرم سكبينج بِالسَّوِيَّةِ أنزروت شَحم حنظل نصف نصف يحل السكبينج بشراب ويحبب كالحمص الشربة خمس حبات وَاعْلَم أَن وَاحِدَة من هَذِه الْحبّ تسهل من طبيعة شَدِيدَة مرَّتَيْنِ.
من كتاب الْمعدة شياف يسكن الوجع من سَاعَته: أفيون جندباستر يعْمل مِنْهُ شياف وجدت فِي كتاب يَقُول: أغلب الْحمى للوجع من الخاصرة وَقَالَ: يُؤْخَذ شمع ودهن سوسن وجندباستر ميعة فربيون فاصلح مِنْهُ لصوقاً لموْضِع الوجع.)
من كتاب الْغذَاء: رَأَيْت امْرَأَة مفلوجة احْتبسَ بَطنهَا شهرا فَكَانَ الفالج فِي شقّ فَأَما الأصحاء فَلَيْسَ يحتبس بطن أحد مِنْهُم أَكثر من خَمْسَة أَيَّام وَيخرج مِنْهُم زبل بِقُوَّة وَلَيْسَ يُمكن أَن يحتبس الْبَطن مُدَّة طَوِيلَة فَلَا يرم وَلَا يعظم.
الخوز: كف حلبة وَمثله من الشبث كبر مثله كمون مثله ينقع ويطبخ وَيجْعَل على نصف رَطْل ثَلَاثَة دَرَاهِم من دهن الخرطم إِلَى خَمْسَة إِذا كَانَت شَدِيدَة اليبس وَيسْتَعْمل ألف ب فَإِنَّهُ يصلح فِي كل وَقت وينوب عَن الخروع وَالْحمام جيد للقولنج والحقن فِي الشَّهْر إِذا فعلتها مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا ودهن الْغَار والسوسن ودهن القرطم.
شياف قوي: شَحم الحنظل أَرْبَعَة مر وَاحِد عنزروت مثله نوشادر نصف عسل مَا يجمع بِهِ يعْقد الْعَسَل إِلَى أَن يكَاد ينْعَقد وَيجمع ويشيف بِهِ.
يختيشوع قرصة للقولنج: لبن شبرم سقمونيا بالسواء شَحم الحنظل مثلهَا سكبينج كالحنظل القرصة نصف دِرْهَم.
أبقراط فِي تَدْبِير الْأَمْرَاض الحادة: إيلاوس يكون إِذا سخنت الْمعدة جدا وَبَردت الأمعاء والتوت وَلم ينفذ ريح ويقيء بلغماً وَآخر ذَلِك زبلاً ويعطش ويصيبه ضَرْبَان فِي الشراسيف مَعَ وجع فِي الْجوف كُله ويحم ويعرض أَكثر ذَلِك فِي الخريف وَيقتل أَكثر ذَلِك(3/87)
فِي السَّابِع فتق الْمعدة بِمَاء فاتر وَمَا بَقِي بِرِفْق ثمَّ افصده فَإِن الْمعدة تبرد وضع عَلَيْهَا مَا يبردها وَإِيَّاك أَن تجَاوز الْحجاب بالمبردة وَأَجْلسهُ بِمَاء حَار إِلَى مَوضِع الْحباب ولاتجاوز بِهِ وَإِذا لم يجلس فِي المَاء فمرخه بدهن مسخن بِالْفِعْلِ وَالْقُوَّة وَلَا تجَاوز الْحجاب وَحمله فَتلا طوَالًا مَا أمكن واحقن بعقبها مَا يحل الزبل وَلَا يكن قوي الحدة وَلَا حاراً بِالْفِعْلِ وَلَا بِالْقُوَّةِ. لي هَذَا هُوَ المَاء والدهن والبورق الْكثير فَإِن لم يجب فانفخ بِالرّقِّ فِي دبر حَتَّى ينتفخ الْجوف واحقنه بالحقنة وسد المعقد باسفنجة لِئَلَّا يخرج وَأَجْلسهُ مَعَ الحقنة فِي مَاء حَار فَإِن قبل الحقنة سَاعَة ثمَّ يقضها فقد بَرِيء واسقه طلاءاً صرفا فَإِن لم ينْحل وأخذته حمى فَهُوَ هَالك)
لِأَن الأمعاء تسترخي وَيكون ذَلِك عوناً على تلفه. د: الْإِذْخر والأفيون قَالَ ج: الجاشا كالأفيثمون إِلَّا أَنه أَضْعَف. د: ورق الأنجرة مَتى طبخ مَعَ بعض الأصداف وَأخذت مرقته حل النفخ شراب الشقيل نَافِع من القولنج. الافسنتين مَتى شرب مَعَ سنبل أَو ساساليوس حل النفخ الافسنتين إِذا عجن بدهن الْحِنَّاء والموم وضمد بِهِ الخاصرة سكن الوجع المزمن مِنْهَا وشراب الافسنتين نَافِع من تمدد مادون الشراسيف والنفخ شراب الافسنتين يحل النفخ وأوجاع الأضلاع. ج: الأنيسون هَذَا مَذْهَب للنفخ من الْبَطن وَكَذَلِكَ قَالَ أوريباسيوس قَالَ أبن ماسوية: هُوَ مُحَلل للرياح وَلَا سِيمَا إِن قلي بزر الباذروج يحل النفخ البابونج يسقى للنفخ جندباستير قَالَ د: يحل النفخ إِذا شرب بخل من الرِّيَاح. وَقَالَ ج: من كَانَ يُصِيبهُ فِي معدة أَو معاه نفخة عسرة ينْتَفع بالجندباستر إِذا شرب بخل ممزوج. د: طبيخ الدارشيشعان يحل النفخ فِي الأمعاء وَفِي الْمعدة مرق الديوك العتقة الَّذِي فِي بَاب القولنج مَعَ البسبايخ والقرطم نَافِع للنفخ فِي الْمعدة والأمعاء إِذا أسهل ألف ب بِهِ مَرَّات طبيخ الوج نَافِع من أوجاع الْجنب.
فليغريوس: الوج خاصته طرد الرِّيَاح الزنجبيل يحل الرِّيَاح الغليظة فِي الْمعدة والأمعاء.
أبن ماسوية: زبل الْخِنْزِير الْبري إِذا شرب بشراب شفي وجع الْجنب المزمن. د وَج قَالَ: أَنا أسْتَعْمل فِي وجع الأضلاع المزمنة من الرِّيَاح العلاج المحمر للبدن بزبل الْحمام الراعية وبزر الْحَرْف فَيقوم مقَام الْخَرْدَل الزراوند المدحرج نَافِع من وجع الْجنب إِذا شرب بِمَاء.
بديغورس: خَاصَّة النَّفْع من الرِّيَاح فِي الأمعاء وأصل الزورفرا أَو بزره يذهب بالنفخ أَيْضا وَكَذَلِكَ الزرنباد وَالْحمام. بديغورس: الوج أقوى مِنْهُ فِي ذَلِك صمغ البطم نَافِع لوجع الْجنب إِذا انمسح بِهِ أَو تضمد بِهِ الْحَرْف إِذا شرب مِنْهُ أَرْبَعَة دَرَاهِم مسحوقاً بِمَاء حَار حلل الرِّيَاح فِي الأمعاء حجر غاغاطيس يُخَفف بِقُوَّة وَيصْلح للنفخ(3/88)
وخاصة المزمنة. قَالَ ج: الكمون يحل النفخ وينفع من الرِّيَاح الغليظة بزر الكرفس يحل النفخ وبزر القندويس قوي فِي ذَلِك جدا حَتَّى أَنه)
ينفع من وجع الْجنب. د: بزر الكرفس الْجبلي وَقَالَ جالينوس: إِنَّه نَافِع يحل النفخ جدا قضبان الْكَرم الطرية مَتى أحرقت مَعَ أُصُولهَا وخلط برماده شَحم عَتيق وضمد بِهِ سكن وجع الْجنب المزمن وَقَالَ: الكرويا يطرد الرِّيَاح وخاصة من الْمعدة.
جالينوس يَقُول: إِن الكاشم يطرد الرِّيَاح من الْمعدة وَكَذَا أَصله. أبن ماسوية: خاصته إذهاب النفخ من الْمعدة وخاصة مَتى خلط وَيحل الرِّيَاح الَّتِي فِي الْمعدة بزر الكراث إِذا قلي مَعَ الْحَرْف حلل الرِّيَاح من الأمعاء ويشفي وجع الأضلاع. د: اللوز المر يشرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ لوجع الْجنب والمر الَّذِي هُوَ صمغة إِذا شرب مِنْهُ قدر بقلى نفع لوجع الْجنب المزمن وَقَالَ: الْمقل مَتى شرب شفي وجع الْجنب وَحط النفخ وَقَالَ: نَحن نظن بِهِ أَنه يذهب بالنفخ الغليظ وجع الْجنب والأضلاع.
أوريباسيوس: مقل الْيَهُود يحل النفخ والرياح المتعقدة فِي الْأَعْضَاء والاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار أَيْضا روفس: الناردين إِذا شرب بِمَاء بَارِد حل النفخ وأجود مَا يكون إِذا شرب بطبيخ الإفسنتين. د: نَبِيذ السكر إِذا عتق فَهُوَ جيد يحل النفخ الزقي فِي الْمعدة.
أبن ماسوية: النانخة تحل الرِّيَاح ولإيرسا سكن وجع الْجنب. ج: السكبينج يصلح لوجع الجنبين. روفس: وَهُوَ أقوى شَيْء للمعي الْأَسْفَل إِذا طبخ السذاب ألف ب مَعَ شبث يَابِس وَشرب طبيخه فَهُوَ نَافِع لوجع الجنبين والخاصرة.
حب العرعر يحل الرِّيَاح الْعود الْهِنْدِيّ إِذا شرب سكن وجع الْجنب.
بولس: طبيخ الفوة نَافِع لوجع الْجنب. د:)
أصل الفاشرا مِنْهُ بالعسل لعوق فينفع لوجع الْجنب الفلفل يحل الرِّيَاح الغليظة. ابْن ماسوية: وَالدَّار فلفل كَذَلِك والفوذنج يحل النفخ الْمُتَوَلد من الْأَطْعِمَة والصعتر وخاصة الْبري يطرد الرِّيَاح والقراقر مَتى شرب بالخل وإفسنتين حل النفخ وينفع لوجع الجنبين. ج: القفر مَتى شرب مَعَ جندباستر نفع من وجع الجنبين.(3/89)
د: القنطورين الْكَبِير مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بشراب نفع من وجع الجنبين وَقَالَ: القنة يتضمد بهَا لوجع الجنبين وَتحل الرِّيَاح الغليظة.
بديغورس: الراسن نَافِع من النفخ وَقَالَ ذَلِك د وَزَاد: إِنَّه يحل الرِّيَاح الغليظة من المفاصل.
الراوند نَافِع من الرّيح إِذا شرب وينفع من تمدد مادون الشراسيف. د: طبيخ جمة الشبث وبزره يذهبان النفخ دَقِيق الشّعير مَتى تضمد بِهِ مَعَ بزر الْكَتَّان والحلبة والسذاب نفع من النفخ الْعَارِضَة فِي الأمعاء والشونيز يحل النفخ جدا د: الثوم يحل النفخ ويشفي أوجاع الأضلاع الْحَادِثَة عَن السدد وَالْبرد. ج: إِنَّه يحل من الْبَطن.
الإسهال بالتافسيا نَافِع لوجع الْجنب المزمن وعصارته مَتى اسْتعْملت طلاءاً انفع للوجع المزمن الْخَرْدَل يحل الرِّيَاح الغليظة.
ابْن ماسوية: أصل الْخُنْثَى مَتى شرب مِنْهُ درخمين بشراب نفع من أوجاع الجنبين الَّتِي من برد هِيَ الفوة الوج الْقسْط المر اللوز المر والحلو والراوئد الصيني والجنطانا الرُّومِي والزراوند الطَّوِيل مَتى شرب من هَذِه مِثْقَال أَو دِرْهَمَانِ بِمَاء حَار أذهب وجع الجنبين وَإِن دهن من خَارج بدهن سوسن أَو بدهن برجس أَو بدهن ثَان فعل ذَلِك وَمِمَّا ينفع وجع الأضلاع المتقادم أَطْرَاف الكرنب النبطي وبزره جزؤ جزؤ يدق نعما ويخلط مَعَه شَيْء من شحوم الإوز مَعَ شَيْء من دهن سوسن وَيصير مَعَه شَيْء من شَحم كلى مَاعِز يوضع على الجنبين وَهُوَ حَار مسكن وَإِذا برد يسخن)
وَيعود.
إِسْحَاق: يحل النفخ فِي الْمعدة بالتكميد بالجاورس ويسقى طبيخ الفوذنج النَّهْرِي مَعَ عسل وَإِن كَانَ ذَلِك لبرد الْمعدة فالشراب الصّرْف نَافِع بعد يناول شَيْء يسير بشراب ننزوج وَمِمَّا يحلل الرِّيَاح الكمون إِذا قلي وَيشْرب بشراب ممزوج وبزر الرازيانج والكرفس الْجبلي والأنيسون وَإِن طبخت فِي الدّهن ومرخ بِهِ الْبَطن وطبيخ السذاب والشونيز بالدهن ينطل على الْبَطن.
مَجْهُول: للنفخة فِي بطُون الصّبيان: كمون نبطي وإهليلج كابلي بِلَا نوى مِثْقَال بزر كشوثاً نصف مِثْقَال مرماحوز مِثْقَال وَنصف قصب ألف ب الذريرة مِثْقَال وَربع يدق وينخل ويلت بدهن خيري ويسقى مِنْهُ دِرْهَم بِمَاء حَار أَو بشراب.
حقنة تحل الرِّيَاح الغليظة وَهِي نافعة من القولنج الريحي وتسخن الْأَرْحَام الْبَارِدَة وَهِي جَيِّدَة للعلل الْبَارِدَة أَسْفَل الْجوف قَوِيَّة جدا: بزر كرفس بزر رازيانج شونيز كروياً كمون كاشم حرمل تدق وتطبخ بِالْمَاءِ حَتَّى تقوى وتحمر ثمَّ تصفى وَيُؤْخَذ حلبة وبابونج وشبث وسذاب وفوذنج وصعتر فيطبخ وَيُؤْخَذ مَاؤُهُ ويداف فِي مَاء الزُّور وَهِي حارة سكبينج جوشير يجمع(3/90)
إِلَى مَاء السذاب واخلاطه وَيجْعَل شَيْء قَلِيل من دهن مرزنجوش ويحقن بِهِ.
اسْتِخْرَاج من تذكرة عَبدُوس: مَاء الحرمل أدف فِيهِ جندباستر وششيئاً من دهن الياسمين واحقن بِهِ.
من الْكَمَال: يُؤْخَذ حندقوقا بِمَاء حَار للنفخ فِي الْبَطن مِثْقَال وَنصف كروياً بمطبوخ صرف وَمَاء حَار.
دَوَاء للنفخة: بزر النانخة بزر الكرفس سذاب بستاني يَابِس زنجبيل دارصيني كندر مصطكى قرنفل جندباستر دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ فلفل أسود ثَمَانِيَة هال أَرْبَعَة يعجن بِعَسَل الزنجبيل الشربة دِرْهَمَانِ ويسقى بمطبوخ.
فِي حِيلَة الْبُرْء:)
النفخ الَّذِي فِي الْبَطن والأمعاء إِذا طبخ الزَّيْت اللَّطِيف الْأَجْزَاء مَعَ شراب أَو مَعَ بعض البزور المسخنة كالكمون وبزر الكرفس الْجبلي كلهَا إِذا حقن بِهِ فَإِنَّهُ فعل ذَلِك فمحجمة تعلق على ج فِي الْعِلَل والأعراض: القراقر فِي الْجوف من ريح غَلِيظَة وَمن ضعف القابضة الصَّوْت الْخَارِج من أَسْفَل إِذا كَانَ مَعَ بقبقة كَانَ مَعَ ريح رُطُوبَة والصافي يكون إِذا كَانَت الأمعاء خَالِيَة وَكَانَ فِيهَا فَوق برَاز يَابِس والمتوسط بَينهمَا فَمن حَال وسطى بَين هَاتين الْحَالَتَيْنِ وَإِن كَانَ الصرير فالأمعاء ضيقَة وَالرِّيح غَلِيظَة نافخة مَعَ رُطُوبَة يسيرَة وَالرِّيح الَّتِي تبقى فِي الْجوف إِن كَانَت سَاكِنة أحدثة نفخة وَإِن كَانَت متحركة أحدثت القراقر وَمَا كَانَ من القراقر فِي الأمعاء الدقاق. وَكَانَ من الرّيح لَطِيفَة كَانَ صَوته حاداً دَقِيقًا. وَإِن كَانَ من الرّيح غَلِيظَة كَانَ صَوتا يَسِيرا قَلِيل الدقة والحدة وَإِن كَانَ فِي الأمعاء الْغِلَاظ ولسعتها وَإِن كَانَت مَعَ رُطُوبَة رقيقَة دلّ على قيام برَاز رطب وَأما الْقيام فلحركة الرّيح وَأما رُطُوبَة البرَاز فلبقبقة.
من الْعَادَات الْأَرْوَاح الَّتِي فِي الْمعدة تنفش سَرِيعا لحرارة الْموضع وسعة المجاري الَّتِي للريح واستوائها والمتولدة فِي الأمعاء وخاصة فِي القولن فعسرة مَا يتَحَلَّل لبرودة الْموضع وانفراج خلقته واستدارته وضيق مجاري ألف ب الرّيح مِنْهُ وتكاثفه.
الْيَهُودِيّ: لَا يجب أَن يحتبس الرّيح فَإِنَّهُ يكون مِمَّا كَانَ مِنْهَا مَعَ برَاز رطب إِذا حبس استسقى وَيكون من الْيَابِس مِنْهَا القولنج ورد الرجيع إِلَى الْمعدة حَتَّى يخرج من الْفَم وَيكون مِنْهُ وجع الجنبين وَرُبمَا صعدت إِلَى الرَّأْس فَولدت الهوس وظلام الْعين وَقد ترتبك فِي المفاصل فتورث التشنج.
إبيذيما: النفخ فِي الْبَطن الْأَعْلَى أعنى الْمعدة ويحله الجشاء إِذا استدعى وَإِن يشرب(3/91)
من كوز ضيق الرَّأْس جدا قَلِيلا قَلِيلا فَإِنَّهُ يتجشأ وَقَالَ: من يَنَالهُ الْبرد ويبلغ مِنْهُ يمتليء بَطْنه رياحاً.
الْفُصُول: من يَنَالهُ الْبرد ويبلغ مِنْهُ يمتليء بَطْنه رياحاً وَمن كَانَ من الأوجاع الْعَارِضَة فِي أَعلَى مَوضِع من الْبَطن فَهُوَ أخف وَمَا كَانَ غائراً عميقاً فأشد وَمَا عرض فِي المراق وَجلده وَنَحْو ذَلِك فأخف.
الميامر:)
من يتَوَلَّد فِي بَطْنه مرّة سَوْدَاء فتنتفخ معدته فضمدها وخاصة فِي وَقت نوبَته باسفنجة مبلولة بخل ثَقِيف مسخن فَإِن بقيت النفخة فضع على معدته سذاباً رطبا مَعَ قلقنت معجون بِعَسَل أَو صَبر وشمع ودهن الآس واعطه الإيارج واطبخ حزمة جعدة فوذنجا واسقه طبيخه مَعَ عسل وفلفل وضمد الْموضع بخردل حَتَّى يحمر والمحاجم على الْمعدة ولين الطبيعة بفتيلة.
أَبُو جريج: الميعة السائلة تَنْفَع من الرِّيَاح وتشك الْأَعْضَاء شربت أَو طلي بهَا وَقَالَ: السكبينج يحل الرّيح الغليظة من الْجوف الجاوشير يحل الرِّيَاح الغليظة من الْجوف الْملح إِذا خلط بخطمى وَجعل فرزجة حل القولنج أسْرع من البورق وَغَيره.
أغلوقن: ترتبك الرِّيَاح البخارية الغليظة فِي الْأَعْضَاء وَخلف الأغشية وَفِي الْمعدة والأمعاء وَمن خلف الأغشية المحيطة بالعظام وبالعضل وَقد تنتفخ العضلة نَفسهَا من هَذِه الرِّيَاح مَتى كَانَت بَارِدَة حدث وجع شَدِيد وَمِمَّا يعين على امْتنَاع تحلل الرِّيَاح تكاثف الْأَجْسَام الَّتِي خلفهَا وعلاجها تسخينها وتلطيف الرِّيَاح ويجتمع لَك هَذَانِ مَتى أسخنت بجوهر لطيف وَافْعل ذَلِك بِحَسب طبيعة الْأَعْضَاء فَإِذا كَانَ مَعَه وجع شَدِيد فَاجْعَلْ ذَلِك الدَّوَاء مَعَ مسكن للوجع فَإِن حدثت فِي الأمعاء هَذِه الرّيح فَإنَّك مَتى حقنت بدهن قد طبخ فِيهِ بزور لَطِيفَة سكنت عَنهُ الوجع.
ولتكن مَعَ إسخانها لَطِيفَة كالكمون والأنيسون والكاشم والأنجدان وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك برد فاطبخ فِيهَا سذاباً وَحب الْغَار وزفتا فَإِن طننت أَنه يشوب ذَلِك الوجع شَيْء من ورم حَار فاحذف هَذِه وَاسْتعْمل مَا مَعَه إسخان بالفصد والتليين والإرخاء والتحليل كالشبث وشحم البط والدجاج وَهَذَا إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا وَمَتى كَانَ يَسِيرا فالتكميد من خَارج وأجوده الجاورش لِأَنَّهُ يُخَفف وَلَا يُؤَدِّي الْموضع يثقله أَو بملح مسخن أَو بالخربق ألف ب والمحجمة الْعَظِيمَة بِنَار على السُّرَّة حَتَّى يُحِيط بهَا فِي تحلل الْبَطن والأمعاء فَإِن لم ينفع هَذَا فَعِنْدَ ذَلِك فاعدل إِلَى الأفيون وَنَحْوه وداء فلين وَإِلَّا فَلَا بُد ان يحدث عَن هَذِه الْأَدْوِيَة ضَرَر فِي تِلْكَ العضاء إِلَّا أَنَّك تُرِيدُ التَّخَلُّص من الْمَوْت لشدَّة الوجع على ذَلِك وَلَا تسْتَعْمل ذَلِك إِلَّا إِذا كَانَ العليل قد شَارف الغثي من شدَّة الوجع لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن يصلح مَا حدث عَن ضَرَر هَذِه فِيمَا يعد يستعان بِبَاب حل النفخ وبباب وجع الكلى فَإنَّا قد ذكرنَا الْفرق بَينهمَا هُنَاكَ وَقَالَ: وَاسْتعْمل دَوَاء فلين بعد)
سِتَّة أشهر وَمَتى كَانَت الْعلَّة فِي الْمعدة والأمعاء الْعليا فَمَا يشرب أبلغ وَفِي السُّفْلى بِمَا يحقن بهَا وَإِذا كَانَت هَذِه النفخ فِي(3/92)
المفاصل وبرؤوس العضل فضمد بزفت وصمغ البطم ومخ الْأسد بالضماد الْمُتَّخذ من وسخ الْحمام والبزور بِالْجُمْلَةِ كل خلط من أدوية قَوِيَّة التلطيف وملينه. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: إِذا كَانَ القولنج من خلط لَهُ حِدة وحرارة ملتصقاً بالأمعاء فَلَا تسْتَعْمل أدوية ملطفة فَإِنَّهَا تضر والمخدرة هُنَا تسكن الوجع بالتخدير وتغلظ الْمَادَّة وتجففها وَهَذِه رطوبات حارة فتنفع لذَلِك وتغلظها وتسكن حرهَا القوى وَمَتى كَانَ القولنج من الرطوبات غليطة لزجة فَهِيَ أشيد مَا يكون فاحذر فَإِن هَذِه الأخلاط لَا تكَاد توجع وَحدهَا لَكِن رُبمَا يخالطها ريح نافخة وَلَا تَجِد مخلصاً فتوجع لذَلِك وَإِنَّمَا يعرض هَذَا إِذا كَانَت هُنَاكَ سخونة تحلل هَذِه فتجعلها رياحاً غَلِيظَة فتجمع بَين طبقتي المعي وَلَا تَجِد مسلكاً وَأكْثر مَا يحدث هَذَا الضَّرْب فِيمَن يكثر من الطعمة الْبَارِدَة الغليظة وَإِن شرب هَذِه الْأَدْوِيَة المخدرة سكن تكاثفاً لبرودة الْأَدْوِيَة وأعسر فِي تَحْلِيل مَا تحْتَاج إِن تحلل مِنْهَا والخلط الَّذِي فِيمَا بَينهمَا يصير أغْلظ وأعسر فَإِن هاج الوجع ثَانِيَة بأشد مَا كَانَ اضطررت إِلَى سقيه من المخدرة ثمَّ يؤول الْأَمر إِلَى السقية مَا ذكرنَا ويهيج كل مرّة أَشد لِأَن هَذِه تزيد فِي بردهَا حَتَّى تصير إِلَى حَال لَا يبرأ فَلهَذَا يخدر من المخدرة فِي هَؤُلَاءِ القولنج الْحَادِث عَن أخلاط لَطِيفَة حارة تستفرغ أَو تعدل مزاجها فَإِن لم يُمكن هَذِه احتجت أَن تخدر حسها لِأَن التخدير نَافِع فِي المداواة أَيْضا يدل هَذَا التَّدْبِير والمسخنة والعطش وَغير ذَلِك وَلَا يجب أَن يعالج القولنج والوجع الْحَادِث فِي الأمعاء عَن اخلاط غَلِيظَة إِذا كَانَت مرتكبة فِيمَا بَين طبقتي المعي لَكِن يجد مخلصاً ثمَّ يرجع فَلَا يعالج هَذِه بِمَا يسخن إسخاناً قَوِيا من النطولات والأضمدة وخاصة إِذا كَانَت الأخلاط كَثِيرَة لِأَنَّهَا تذيب تِلْكَ الخلاط الف ب وتجعلها ريَاح وَلَا تبلغ قوتها أَن تحلها فتشتد الوجع وَلذَلِك نجد قوما يَقُولُونَ إِنَّه يهيج وجعهم إِذا حقنوا وتطلوا وَلَكِن أنضج وَقطع بالملطفة وبالقليلة الإسخان وَمَا فِيهِ تَحْلِيل الرِّيَاح وَأما من يصابر على الْجُوع ويصبر على ترك الْغذَاء مُدَّة طَوِيلَة فَهَذَا أفضل مَا عولج بِهِ وأمنه عَاقِبَة.
رَأَيْت من الحراثين رجلا كَانَ إِذا أحس بوجع القولنج شدّ وَسطه من وقته وَكَانَ فَبل ذَلِك لَا يشده وَيَأْكُل ثوماً مَعَ خبز يسير وَيعْمل عمله وَحده ويدمنه وَيتْرك الْغذَاء يَوْمه أجمع فَإِذا أَمْسَى شرب شرابًا صرفا أَو قَرِيبا من الصّرْف ونام وَلم يَأْكُل وَيُصْبِح فِي عَافِيَة والثوم يحل الرِّيَاح حلا)
قَوِيا أَكثر من كل شَيْء يحلهَا وَلَا يهيج عطشاً الْبَتَّةَ من لحقه وجع أمعائه وَلم تكن مَعَ ذَلِك حمى فالثوم جيد لَهُ والترياق وَأما إِذا كَانَ مَعَ حمى فالتكميد بحاورش فَإِن لم يسكن فاحقن بِزَيْت قد طبخ فِيهِ بزور مَعَ شَحم بط مرآت أَو شَحم دَجَاج وَإِن لم يسكن فاخلط بالحقنة أكبر من الباقلي يقليل من أفيون وَمثله جندباستر وزيت(3/93)
قوطولي وَاحِد وَهُوَ تسع أَوَاقٍ واطل صوقة بأفيون وجندباستر معجونين بِزَيْت قد طبخت فِيهِ البزور ويستدخله كثيرا فَإِنَّهُ أَجود كلما استدخله إِلَى فَوق وَليكن فِي طرفه خيط يُخرجهُ مَتى شَاءَ.
فليغريوس: ادللك صَاحب القولنج دلكا رَفِيقًا طَويلا وتدلك ساقاه دلكا شَدِيدا قَوِيا واحقنه بِمَاء قد طبخ فِيهِ الحلبة أَو بِمَاء طبيخ الْخَبَّازِي أَو بدهن السذاب والكمون المقلى مَعَ جندباستر وضمده بضماد فربيون وعاقرقرحاً وفلفل وَإِن شِئْت ادهنها فجيد تمريخه بِهِ.
الْأَعْضَاء الألمة: القولنج يُقَال على الْحَقِيقَة إِذا كَانَ حُدُوثه من خلط بلغمي وَيُقَال بالأستعارة إِذا كَانَ من خلط مرارى ويستدل على المراري أَنه يضرّهُ اسْتِعْمَال الْأَدْوِيَة الحارة ويجد وجعاً ينخس أَو يلذع وَينْتَفع بأَشْيَاء معتدلة. قَالَ: الْأَعْرَاض الْحَادِثَة فِي القولنج أَن يكون الوجع كثقب المثقب وَيخرج مَعَ الثفل خلط غليظ والقيء والغثى والعرق ورياح كَثِيرَة ورجيع منتفخ يطفو على المَاء وَعدم الاستمراء وَقلة الشَّهْوَة قبل الوجع ومغس وتمدد والمراق والوجع الْحَادِث فِي المعي إِن كَانَ شَدِيدا فَهُوَ فِي الأمعاء الْغِلَاظ وَإِن كَانَ شَدِيدا فَهُوَ فِي الأمعاء الْغِلَاظ وَإِن كَانَ يَسِيرا فإمَّا يكون فِي الدقاق أَو فِي الْغِلَاظ إِلَّا أَنه خلط يسير جدا.
الْيَهُودِيّ: القولنج يكون إِمَّا من يبس الثفل والثفل يتيبس إِمَّا من يبس الْأَطْعِمَة أَو من شدَّة حر الكبد أَو من أجل حرارة الْحمى أَو من كَثْرَة صفراء تنزل فِي الأمعاء أَو من ريح غَلِيظَة أَو من بلغم كثير يجْتَمع فِي المعي أومن حَصى تتولد فِي الأمعاء أَو من يبس لبطن وهزاله أَو من دود أَو من ضعف العضل الَّذِي على الْبَطن ألف ب وَاعْلَم أَن مَا يبس جَمِيع أَجنَاس النجو فَهُوَ قولنج.
وَقَالَ: لَا يحبس النجو وَالرِّيح وَلَا يتْرك الطَّبْع بفرط يبسه لِأَنَّهُ يُورث القولنج وتعاهد كل نوبَة مِنْهُ قبل كَونه فالريحي أَدَم سقيه صَاحبه بزوراً طاردة للريح ومخرجة للبلغم من حب الصنوبر)
وشحم الحنظل والصفراوي بِمَا يُخرجهَا ويرطب المعي دَائِما بأطعمة وأدهان وخيارشنبر ودهن لوز حُلْو قَالَ: وَجلد النامور إِذا شدّ على الْبَطن نفع والخراطين تطلق يبس الْبَطن ويسقى مِنْهَا دانق وَقد يضمدون بشحم الحنظل والسقمونيا ومرارة الْبَقر تطلى بِهِ السُّرَّة كلهَا وَاجعَل ماءاً حاراً فِي جرة فِي أَسْفَلهَا ثقب وَيرْفَع إِلَى فَوق كثيرا وينطل على الْبَطن على مَوضِع الوجع فَإِن حبست أَنه من دود فاسقه مَا يخرج الدُّود وَمَتى توهمت حَصَاة فَاسق الإيارج ودهن الخروع فَإِنَّهُ يُخرجهُ.
قَالَ: جالينوس فِي الترياق إِلَى قَيْصر: القنبرة إِذا شويت وأكلت نَفَعت من القولنج.
من الحقن لروفس وينسب إِلَى ج: الْبُقُول الْبَارِدَة واليابسة والهواء الْبَارِد يعرض مِنْهُ وجع القولنج وعلاجه بالتكميد والضماد الْحَار ويداوم التكميد لِأَنَّهُ إِن كمد قلبلاً زَاد فِي الوجع لِأَنَّهُ يهيج رياحاً وَلَا يبلغ أَن يحللها وَاعْلَم أَن القولنج إِذا قويت أدويته الَّتِي فِي(3/94)
الحقنة فكثيراً مَا يُورث ذوسنطاريا وخاصة الْأَدْوِيَة الحارة الجاذبة للسوداء والمتحمل للقولنج من الْأَدْوِيَة المسهلة الموجدة فليحتمل ملحاً درانياً شياقة أَو غير أَو بورقاً أَو نطروناً وَيحْتَمل أَيْضا مَاء البصل فِي صوفة أَو عصارة الثوم أَو الكراث أَو زبل الفار أَو لبن التوت والحلتيت والقطران ويحقن بِهِ إِلَّا أَنه لَا يحْتَملهُ إِلَّا القوى المقعدة وَيُؤْخَذ مِنْهُ جزؤ وَمن الدّهن جزءان فيحقن بِهِ فَإِن كَانَ القولنج من ورم فِي الأمعاء فَخذ من دهن الْغَار جزئين وَمن الزَّيْت جزاءاً فاحقنه فاتراً وَاسْتعْمل الأشياف مدهونة لِئَلَّا تخرج عَن المعقدة وَلَيْسَ كل اتباس بطن يحْتَاج إِلَى الحقن فَإِن الَّذِي يعقب قُرُوح المعي والكائن عَن ضعف الْمعدة لايحتاجان إِلَى ذَلِك لَكِن إِلَى علاج الْمعدة والأمعاء لِأَن صَاحب الأمعاء لشدَّة تزحره ترم أمعاؤه فَيكون مِنْهُ احتابس الثفل وَعند ذَلِك مَا يحْتَاج إِلَى مَا يحلل الورم ويسكن الوجع إبيذيماً فِي قصَّة المنكوب على الوجع قَالَ: إِنَّه قد علم أَنه قد سقيت رجلا بِهِ القولنج من دَوَاء فلين فسكن وَجَعه على الْمَكَان وَهَذَا يكون فِي الْأَكْثَر من تخم وَبرد.
جورجس قَالَ: يخرج قبل الرّيح زبل رطب لزج ثمَّ يحتبس الزبل أصلا قَالَ: فأخص الْأَدْوِيَة بِهِ نفعا لَهُ حب الباغنست قَالَ: ويعظم نفع الضماد الْمُتَّخذ من أفيون وَلبن لِأَنَّهُ يسكن الوجع ألف ب عَاجلا.)
إيذيماً: القولنج يكون من ورم أَو ريح غَلِيظَة نافخة بَارِدَة أَو من خلط بَارِد أَو من خلط حَار لذاع أكال وَبِالْجُمْلَةِ من سوء مزاج غَالب على الأمعاء.
أَجود الدوية لتسكين وجع القولنج الفلونيا ثمَّ أدوية البزور مثل هَذَا: أنيسون سِتَّة أَجزَاء بزر كرفس اثْنَا عشر جزاءاً فلفل خَمْسَة أجزاءاً دَار فلفل مثله مر سِتَّة سنبل أَرْبَعَة جندباستر ثَلَاثَة زعفران بزر كرفس جبلي أَرْبَعَة إذخر ثَلَاثَة أفيون سِتَّة دارصيني وَاحِد يعجن بعد الدق وَالنَّخْل بِعَسَل فائق الشربة جوزة بِمَاء حَار.
آخر أَنا أستعمله فِي إيلاوس عَجِيب فِي ذَلِك اسْقِهِ مِنْهُ فِي جَمِيع أوجاع القولنج الشَّديد قدر باقلي مَعَ مَاء بَارِد: فلفل أَبيض أَرْبَعُونَ جزاءا أفيون عشرُون جزاءاً زعفران عشرَة سنبل فربيون عَاقِر قرحاً جزءان من كل وَاحِد يعجن بمطبوخ الشربة جوزة بِمَاء فاتر أَو على قدر البندقة.
من كتاب الْمعدة لجنين ضماد للنفخ والقولنج: حلتيت جندباستر قيروطي بدهن سذاب أَو زنبقاً يعْمل ضماداً.
شيافة تسكن الوجع الشَّديد من القولنج: أفيون جندباستر يعجن الْجَمِيع وَيحْتَمل.
أَبُو جريج: السكبينج جيد للقولنج وَقَالَ: الجوشير جيد للقولنج الْبَارِد ويسهل الطبيعة وَيحل القولنج سَرِيعا بطبيخ ديك هرم بملح كثير وشبث ودهن حل وَيجْعَل فِي الْقدر بسبايج مِقْدَارًا كثيرا وَكَذَا من لب القرطم ويحسى مَا أمكن حَتَّى ينتفخ بَطْنه ثمَّ تحمله والبطن منتفخ.(3/95)
شيافة يَجْعَل فِيهَا شَحم حنظل ويطلى على السُّرَّة والبطن.
ضماد مَعْمُول من شَحم الحنظل الرطب مَرَّات فَإِنَّهُ لَا يتَأَخَّر إِطْلَاقه.
من كتاب ينْسب إِلَى هرمس: مَتى سقى من قرن إيل ملعقة بِمَاء الْعَسَل للقولنج فَإِنَّهُ لَا يرَاهُ أبدا.
الْأَعْضَاء الألمة: وجع قولنج لَا يُمكن أَن يفرق بَينه وَبَين وجع الْحَصَى فِي مجاري الْبَوْل والكلى فِي أول مَا يَبْدُو وَلَا يضر ذَلِك فِي العلاج لِأَن الْغَرَض حِينَئِذٍ تسكين الوجع وَهِي أَشْيَاء عامية لَهما وَهِي التكميد من خَارج وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فالمخدرة كدواء فلين قَالَ: ووجع الْحَصَى رُبمَا بَال صَاحبهَا دَمًا وَرُبمَا خرجت ويرسب فِي الْبَوْل رمل وَهِي مَعْدُومَة فِي القولنج وَمَعَ القولنج نفخ وتمدد ورياح)
ومغس وغائط ريحي منتفخ كأخثاء الْبَقر ويطفو فَوق المَاء ويسبق كَونه ضعف الشَّهْوَة وَسُوء الاستمراء ثمَّ يستحكمان فِي وَقت الْعلَّة وقوتها وَفِي الْأَكْثَر لابد أَن يتَقَدَّم عِلّة القولنج بطأ الاستمراء أَو النفخ الْكثير ويعرض من القولنج قيء وتهوع وَهُوَ غثى بِلَا قيء يخرج ويدوم بِهِ مُدَّة طَوِيلَة ويحس فِيمَا دون الشراسيف يلذع وقلق وضجر قَالَ: وجع القولنج الَّذِي مَعَه تَأْكُل ألف ب ولذع يكون من خلط لذاع وَيدل على ذَلِك أَن هَذَا الوجع يتقدمه دَائِما قُرُوح الأمعاء.
الْأَعْضَاء الألمة: قَالَ قوم إِنَّه لَا يُمكن وجع القولنج من الْجَانِب الْأَيْسَر ولعمري انه الْأَيْمن أَكثر وَالْفرق بَين وجع القولنج ووجع الكلى فِي أول الْأَمر عسير إِلَّا أَنَّك فِي ذَلِك الْوَقْت وَهُوَ وَقت النّوبَة لَا تخْتَلف مداوتها وَلَكِن سل وتفقد الْأَعْرَاض الْغَالِبَة وَاعْلَم أَن فِيهَا غثياً وقيئاً وتهوعاً لإلا أَنه فِي القولنج أَشد وأدوم ويتقيئون أَكثر وَالْخَارِج بالقيء هُوَ شَيْء بلغمي فَاسد وطبائعهم تحتبس اكثر حَتَّى أَنه لَا يخرج مِنْهُم الرّيح فضلا عَن غَيرهَا وَلَا يتجشئون ويجدون كثيرا الوجع فِي أَجزَاء مُخْتَلفَة أَشد والوجع من الكلى لَا يزَال مرتكزاً فِي مَكَان وَاحِد إِذا كَانَ مَوضِع الوجع أَعلَى من مَوضِع الكلى وَظَاهر أَنه قولنج وَإِن كَانَ فِي مَوضِع الكليتين ومرتكزاً فِي مَوضِع وَاحِد لم يُمكن أَن يسْتَدلّ بِمَا ذكرنَا فَانْظُر مَعَ ذَلِك إِلَى الْبَوْل فَإِنَّهُ يكون فِي ابْتِدَاء وجع الْحَصَى فِي غَايَة الصفى والمائية كَمَا أَنه فِي الْأَيَّام بعد ذَلِك يرسب فِيهِ بَوْل رملي والطبيعة إِن لانت فِي وَقت مَا فِي علل القولنج فَإِنَّمَا يخرج ثفلاً يَابسا وَأَصْحَاب القولنج يتفرحون بالحقن المرخية ويجدون لَهَا رَاحَة وَأكْثر من تفرح أَصْحَاب الكلى وَرُبمَا خرج من الحقنة شَيْء من خلط زجاجي فَهَذَا الوجع على الْمَكَان وَهَذَا الْخَلْط فِي غَايَة الْبرد يجده من حسه بَارِدًا بِالْفِعْلِ وَكَذَا يسكن وجع أَصْحَاب الكلى إِذا خرجت حصاته وعسر تميزه فِي(3/96)
وَقت الوجع لَا يضر لِأَنَّهُ ذَلِك الْوَقْت إِنَّمَا يداويان جَمِيعًا بالأدوية المسكنة للوجع وَلَكِن إِلَى أَسْفَل وقولن يصعد إِلَى فَوق حَتَّى أَنه مَرَّات كَثِيرَة يلتزق بالكبد وَالطحَال وَأَنا أرى أَن قَول من قَالَ: إِن جَمِيع الوجاع الشَّدِيدَة الْحَادِثَة فِي الْبَطن قولنج قَول مقنع جدا. لِأَن الوجع الْحَادِث إِذا كَانَ شَدِيدا إِنَّمَا هُوَ أَن يحدث فِي طَبَقَات الأمعاء الْغِلَاظ إِذا وجرمها كثيف وجرم المعي الرَّقِيق سخيف رَقِيق لَا يُمكن أَن ينضغط الرّيح فِيهِ وتمدده شَدِيدا عسر التَّخَلُّص كَمَا يُمكن ذَلِك فِي الْغِلَاظ أَذَى وجرمها كثيف وجرم المعي الدَّقِيق سخيف رَقِيق لَا يُمكن أَن ينضغط فِيهِ الرّيح وتمدده تمديداً شَدِيدا على التَّخَلُّص كَمَا يُمكن ذَلِك فِي الْغِلَاظ أَذَى وجرمها)
كثيف وجرم المعي الرَّقِيق سخيف رَقِيق لَا يُمكن أَن ينضغط فِيهِ الرّيح وتمدده تمديداً شَدِيدا عسر التَّخَلُّص كَمَا يُمكن ذَلِك فِي الْغِلَاظ لِأَن الرّيح إِذا ارتكبت فِي الْغِلَاظ عسر تخلصها مِنْهَا لكثافتها.
الْأَعْضَاء الألمة: قد رَأَيْت المعي الْمُسَمّى قولن قد جمع مُدَّة غير مرّة فبطه بعض الْأَطِبَّاء بِجَهْل مِنْهُم أَنه قولن وَبَعْضهمْ يعلم أَنه عِنْد الحالب وبريء بسهولة وَلم يعرض مِنْهُ شَيْء رَدِيء. لي يجب أَن تنظر هَذَا وتبحث عَنهُ. ألف ب الْعِلَل والعراض: قد يعرض فِي الْمعدة والمعي عِنْد شدَّة احتباس الثفل بارادة من الْإِنْسَان واحتماله أَذَى ذَلِك أَن يتمدد وتضعف قوتها الدافعة كَمَا يعرض فِي المثانة.
جندباستر أفيون عسل خَرْدَل شيطرج نانخة شونيز خرء الذِّئْب شَحم حنظل ويسقى مِنْهُ دِرْهَم وللحار: وَورد نيلوفر خرء الذِّئْب صمغ خطمي رب السوس كثيراء سقمونيا يسقى مِنْهُ مِثْقَال مَا يشرب لهَذِهِ الْعلَّة الحارة: تين مخيطة يطْبخ ويداف فِيهِ خيارشنبر وَيصب عَلَيْهِ دهن لوز مر وَيشْرب.
حقنة لينَة بَارِدَة مسكنة للذع: بنفسج شعير مهروس نخالة خطمى تين سلق فانيذ ملح شَحم بط بنفسج لعاب بزر قطونا يهيأ على مَا يجب.
وللقولنج الريحي: يحقن بقطران وجندباستر.
الطَّبَرِيّ: اللوز الحلو نَافِع مِنْهُ.
سرابيون: قد يكون القولنج مَعَ ورم فِي الأمعاء وَرُبمَا كَانَ بِلَا ورم وَيكون من فلغموني فِي الأمعاء أَو من ثفل يَابِس تحجره مَادَّة صفراوية أَو من أخلاط غَلِيظَة. وَيكون فِي ابْتِدَاء القولنج غثى واحتباس.
الثفل والرياح ووجع وعرق بَارِد بعد أَن تفصل هَذِه من وجع الْكُلِّي. لي كَانَت فضوله بِمَا تقدم وَلم تزد شَيْئا. قَالَ: وَإِن كَانَ القولنج مَعَ حرارة وفلغموني فِي الأنعاء حدث مَعَه عَطش وَحمى ولهيب وخاصة مَعَ الفلغموني فِي الأمعاء ويتقدم ذَلِك التَّدْبِير المولد للمرار وَالنّصب فَإِن كَانَ من بلغم غليظ زجاجي كَانَ مَعَه برد الطراف وتمدد الأمعاء)
الَّتِي فِيهَا محتبسة وَقد يَدُوم الوجع وَلَا يتهيأ أَن يستفرغ بسهولة والثفل خام(3/97)
والخلط الغليظ والتمدد بِالرِّيحِ وَإِن كَانَ من الفلغموني افصد وَإِن حدث مَعَه عسر الْبَوْل لعظم الورم باشتراك المثانة فافصد الصَّافِن واسق مَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب والخبازي وَمَاء الشّعير وضمد الْبَطن بالبنفسج والبابونج وإكليل الْملك وَالَّذِي من خلط مراري عالجه بحقنة لينَة تستفرغ المرار ثمَّ بِمَاء الشّعير والأمراق اللينة الَّتِي تعدل وَمَاء الشّعير واعطه سقمونيا وَحب الصَّبْر ثمَّ اغذه بمرق فروج سمين وشحم البط ومحوها والاخلاط الغيظة بحب السكبينج وَنَحْوه والريحي بالبزور المحللة للرياح وَإِن أَعْطَيْت فِي بعض الْأَحْوَال فَلَا تكونن قَوِيَّة التبريد فَإِنَّهَا تغلظ الْعلَّة وَلَا تَبرأ إِلَّا فِي مُدَّة طَوِيلَة واخلط فِي الحقن من الجندباستر نصف دِرْهَم وَاجعَل فِي الأدهان حلتيتاً ودهن بِلِسَان ومرخ بِهِ الْبَطن واحقن بطبيخ الشبث والسذاب تمسحه بدهن السذاب ويحتمله وينفع من هَذَا الوجع ألف ب التكميد بحاورش وَشرب دهن الخروع بالإيارج والاستفراغ فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام بحب السكبينج وَحب التناغست واكل الثوم نَافِع من الوجع الريحي وَالَّذِي فِي الْغَايَة فليستعمل إِلَّا أَن يكون حمى وطبيخ الكراث المهروس وطبيخ القنابر والديوك الهرمة والحقن الحادة المتخذة من قنطوريون وشحم حنظل وحك وبابونج وإكليل الْملك والشبث والحبة وبزر الْكَتَّان والتين والنخالة والمقل والجوشير والسكبينج ودهن الخروع ومرارة الثور وَالْعَسَل والمري وَإِن حقن بطبيخ قثاء الْحمار مَعَ مري وَعسل نفع وحلل سَرِيعا فِي آبزن قد طبخ فِيهِ مرزنجوش وورق الْغَار وشيح وكرنب ويدهن الْموضع بدهن سذاب وناردين وبابونج وَإِن كَانَ القولنج من زبل يَابِس فالأمراق والأغذية المرطبة والحقن الملينة من أَسْفَل وزبل الذِّئْب فِي هَذَا الْموضع لَهُ خَاصَّة أَخذ وعلق عَلَيْهِ وَيكون مَعَ الورم احتباس الْبَوْل فِي الْأَكْثَر فَإِن رَأَيْت فِي القولنج احتباس الْبَوْل مَعَ لهيب وحرارة وَبرد فِي الْأَطْرَاف وثبات الوجع فِي مَكَانَهُ فلاتشك أَن فِي الأمعاء ورماً.
أبن ماسوية: عَلامَة الَّذِي من ورم احتباس الْبَوْل فافصد الصَّافِن وَأخرج الدَّم مرّة بعد أُخْرَى فقد فعلنَا هَذَا مرار فدر الْبَوْل ولانت الطبيعة مَعًا وَالَّذِي من ريح أَنْفَع الْأَشْيَاء لَهُ محجة على الْبَطن فَأَنَّهَا عجبية فِيهِ. وَإِذا حدست أَنه من ورم حَار فاحذر الْأَدْوِيَة والحارة فِي أول المر فَإِنَّهُ ينْتَقل إِلَى إيلاوس لَكِن عَلَيْك بالفصد من الذِّرَاع وَإِخْرَاج الدَّم مَرَّات والأشياء اللينة وَبعد ذَلِك إِن احْتبسَ الْبَوْل فافصد الصَّافِن.)
مَنَافِع الْأَعْضَاء: الَّذين لَا يخرج البلغم الْمُتَوَلد فِي معدهم بالصفراء الَّتِي تنصب فِي الأمعاء كل يَوْم فَأُولَئِك لَا يُؤمن عَلَيْهِم القولنج الصعب جدا وَقد ذكرنَا علاماتهم فِيمَا تقدم.
سرابيون: أفيون بِمَاء الخس وَيحْتَمل فِي صوفة احْتِمَالا كثيرا أَو يُؤْخَذ أفيون(3/98)
وجندباستر يحْتَمل شياقة وَهَذَا مجرب خير من الأول وَهَذَا جيد للزحير الديك الْعَتِيق يخرج مَا فِي بَطْنه ويحشى ملحاً ويخلط ويطبخ بِعشْرين قوطولي حَتَّى يبْقى ثلثه وَيشْرب للقولنج وَقد يَجْعَل مَعَه قرطم وبسبايج أَو كرنب نبطي فَيكون أقوى.
أبن مَا سوية: ليطبخ هَذَا الديك مَعَ أصُول كراث النبطي وَمَاء القرطم والشبث والكمون والهليون خاصته النَّفْع مَعَ وجع القولنج.
أبن ماسوية: زبل الْحمام نَافِع للقولنج. د: إِن شرب بخل أَو شراب زبل الذِّئْب يشفي من القولنج سقيا وتعليقاً إِذا لم يكن هُنَاكَ ورم وَيشْرب ألف ب للأحتراس مِنْهُ على هَذِه الصّفة الَّتِي فِي الْأَدْوِيَة المفردة زعم ج أَنه عاين ذَلِك وَجَربه فَوَجَدَهُ عجيباً جدا وَقَالَ: أَنا أسْتَعْمل زبل الْحمام الراعية مَعَ بزر الْحَرْف ضماداً ليقوم بدل ضماد الْخَرْدَل فِي القولنج المزمن. ج: كَانَ طَبِيب يسقى من خرء الدَّجَاج بشراب معسل للقولنج أَو بشراب وبالماء فينفع.
بولس: قد يقتل الزبيق حَتَّى يصير كالرماد ويسقى للقولنج الْحَرْف إِن شرب مِنْهُ اربعة دَرَاهِم أَو خَمْسَة مسحوقاً بِالْمَاءِ نفع وخاصة إِن سحق وَشرب بِمَاء حَار نفع من القولنج.
أبن مَا سوية: الْحِنْطَة كَمَا هِيَ إِن طبخت بِمَاء وأدخلت فِي الحقن نفع من القولنج. د: بزر المقدونس جيد للنفخ فِي القولن وَقَالَ: أصل الكراث النبطي إِذا أَخذ مِنْهُ إسفيذباجاً بدهن قرطم ودهن لوز حُلْو وشيرج نفع من القولنج. أبن ماسوية: خَاصَّة إِذا اسْتعْمل مِنْهُ أَصله)
نفع من الرّيح الغليظة والبلغم اللزج وتليين الطبيعة. اللوز المر مَتى لعق مِنْهُ قدر جوزة بِعَسَل أذهب نفخ القولن اللوز المر نَافِع من القولنج.
أبن ماسوية: نَبِيذ السكر إِذا عتق نفع من القولنج إِذا شرب على الرِّيق مَعَ دهن لوز حُلْو.
أبن ماسوية: السمسم نَافِع من وجع القولنج.
يوحنا بن ماسوية قَالَ قَالَ روفس: السذاب أَنْفَع شَيْء للمعي الْأَسْفَل. وطبيخ السذاب فِي زَيْت إِذا حقن بِهِ جيد لنفخ القولنج.
بديغورس: فلقلويه خَاصَّة النَّفْع من القولنج من القلونج الْبَارِد. الصدف مَتى دق بعظامه وَأكل مَعَ شَيْء يسير من مرى أَبْرَأ القولنج. د: القنابر مَتى أكلت نَفَعت من القولنج د وَقَالَ ج: يَنْبَغِي أَن يطْبخ إسفيذباجا ويدمن أكلهَا مَرَّات كَثِيرَة وخاصة مرقتها وَقد جربت ذَلِك فَوَجَدته نَافِعًا. ابْن ماسوية: لَحمهَا بعقل(3/99)
ومرقها يلين وَقَالَ: رجل الْغُرَاب جيد أَصْلهَا ينفع من القولنج إِن أكل.
بولس: كَعْب الْخِنْزِير مَتى كلس وَشرب نفع وحلل ورم القولن. د: الملوكياً من أَطْعِمَة أَصْحَاب القولن الْحَار الْيَابِس اسْتِخْرَاج قَالَ د: لِأَنَّهَا تَنْفَع الأمعاء.
أبن ماسوية الْأَدْوِيَة النافعة للقولن: يسقى دِرْهَمَيْنِ من لوز مر مقشر من قشريه مَعَ مِثْقَال من خرء الذِّئْب بِمَاء قد طبخ فِيهِ دارشيشعان أُوقِيَّة وَمَاء ثَلَاثَة أَربَاع رَطْل يطْبخ بِنَار لينَة حَتَّى يذهب الثُّلُثَانِ وَيطْعم مرق ديك عَتيق وَمر القنابر محشوة بسذاب وكمون وشبث وملح وَالشرَاب مَاء عسل مطبوخ وإيارج فيقرا ينفع من هَذَا الدَّاء جدا وبخاصة نقيعه إِذا انفع بِمَاء الْأُصُول وَكَذَلِكَ دهن الخروع إِذا كَانَ اسحاق بن حنين: إِذا كَانَ الوجع شَدِيدا بلذع ومغس فالعلة من فضل حَار قد مَال ألف ب إِلَى الأمعاء فاغسلها بحقنة من مَاء الشّعير ودهن بنفسج أَو ورد ويتجرع ماءاً حاراً مَعَ دهن لوز حُلْو ومرق إسفيذباج مَعَ لباب خبز سميذ فَإِن كَانَ مَعَ الوجع تمدد فَهُوَ ريح غَلِيظَة فأجود شَيْء لَهُ الثوم يَأْكُلهُ إِن لم تكن حمى والترياق أَيْضا وَإِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فبالحقن من الَّتِي تطبخ فِيهَا البزور المحللة للرياح وَمَتى أردته أقوى فَاجْعَلْ فِيهِ الجندباستر وأطعمه من القنابر إسفيذباجاً بشبث وملح وكراث نبطي وَإِن كَانَ الوجع لَيْسَ بالشديد فَهُوَ فضل غليظ لزج بَارِد فايارج مَعَ)
أغاريقون وبناست ومقل الْيَهُود وَمَاء الصول أَو دهن الخروع والحقن بالأدوية الَّتِي يَقع فِيهَا السبينج والجوشير.
مَجْهُول للقولنج الْحَار: يتعرق فِي الْحمام وَهَذَا عِنْدِي خطأ ثمَّ قَالَ: وَيقْعد فِي الآبزن وَقد طبخ فِيهِ بنفسج ونيلوفر وورق القرع وقطعه وورق خطمى وشعير أَبيض وورق خشخاش ويحقن بِهَذِهِ الحقنة: بنفسج نيلوفر شعير مقشر خطمى أَبيض أصل الخطمى من كل وَاحِد عشرَة دَرَاهِم سبستان ثَلَاثُونَ عناب عشرَة زبيب بِلَا عجم ثَلَاثُونَ يطْبخ الْكل بِخَمْسَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل وَيبقى مصفى يُؤْخَذ مِنْهُ خمس أوراق وَيجْعَل فِيهِ سكر أَحْمَر خَمْسَة عشر درهما ودهن بنفسج عشرُون ومرى عَتيق أُوقِيَّة ويعالج بِهِ وَطَعَامه إسفيناخ وسرمق ولباب ومرق الديوك الْعَتِيق والقنابر وَلَا يَأْكُل لحومها مَتى كَانَت حمى وَشَرَابه مَاء السكر يُؤْخَذ سكر أَبيض جُزْء وَمَاء جزءان يطْبخ وَتُؤْخَذ رغوته ويسقى. لي اسْتِخْرَاج وَهِي حقنة لَهَا قُوَّة وَلَيْسَت لَهَا حرارة كَثِيرَة للقولنج الْحَار والحمى: أصل السوس والمحكوك عشرُون درهما تَرَبد بسبايج خَمْسَة أصل قثاء الْحمار ثَلَاثَة شَحم حنظل دِرْهَم يطْبخ بِعشْرَة أَمْثَالهَا من المَاء حَتَّى يبْقى الْعشْر وَيُؤْخَذ مِنْهَا خمس أَوَاقٍ فَيجْعَل مَعهَا أُوقِيَّة من دهن بنفسج ويحقن بِهِ.
قَالَ: صَاحب الْكتاب الْمَجْهُول وألزم فِي القولنج الْحَار هَذَا الدَّوَاء على الرِّيق: مَاء(3/100)
اللبلاب المعصور بِمَاء الرجلة وَمَاء القرع أُوقِيَّة أُوقِيَّة لب خيارشنبر أُوقِيَّة دهن لوز حُلْو ثَلَاثَة دَرَاهِم اسْقِهِ فِي كل يَوْم على الرِّيق والقولنج الَّذِي مَعَه برد ألزمهُ مَاء الْأُصُول مَعَ صَبر نصف مِثْقَال ودهن خروع ثَلَاثَة وَيجْلس فِي آبزن شبث وإكليل الْملك وبابونج وشيح ونمام ومزرنجوش ويدهن مَوضِع الوجع بناردين ودهن سوسن ودهن نرجس وَطَعَامه قنابر وكراث نبطي ولعاب قرطم وَشَرَابه مَاء الْأُصُول بالأفاؤيه ويسقى بِاللَّيْلِ حِين ينَام هَذَا المعجون صفته ألف ب إيارج دِرْهَمَانِ بزر النانخة أَرْبَعَة بزر كرفس وبزر رازيانج كمون أنيسون مصطكى حرمل ثَلَاثَة مَثَاقِيل أغاريقون ثَمَانِيَة مَثَاقِيل تَرَبد عشرَة دَرَاهِم سكبينج جوشير أشج مِثْقَال مِثْقَال يلت بدهن لوز مر ودهن مشمش.
شربة للقولنج من ريح غَلِيظَة جَيِّدَة جدا:)
تَرَبد خَمْسَة دَرَاهِم إيارج مِثْقَال بزركرفس دِرْهَم ملح هندي دانقان هَذِه شربة وَاجعَل دسم صَاحب القولنج شيرجا وَيقْعد فِي آبزن إِذا انحط مَا أَخذ من الدَّوَاء عَن معدته ويحقن بالصموغ والجندبادستر والحلتيت والسكبنج والجاوشير ودهن وقطران وشحم حنظل وَنَحْوه.
وَرَأَيْت خلقا يعتادهم قولنج يستعملون الْجُلُوس على جلد الذِّئْب يقيمونه مقَام الْفرش الَّتِي يَقْعُدُونَ عَلَيْهَا وينامون عَلَيْهِ ويبدلونه كل سنة وسروجهم مِنْهُ وَرُبمَا عمِلُوا مِنْهُ منْطقَة.
من تذكرة عَبدُوس فَتِيلَة: شَحم حنظل انزروت فانيذ يحْتَمل جيد بَالغ.
أركاغانيس من الْأَمْرَاض المزمنة: إِن عرض قولنج بعد تنَاول الطَّعَام فمرهم بالقيء فَإِن الطَّعَام إِذا خرج عَن الْمعدة فِي الْأَمْرَاض المزمنة سكن أَكثر الوجع وَلم يطلّ بِهِ سبيه طوله وَالطَّعَام يبْقى فِي معدته وَإِن كَانَ العليل جيد الْبضْعَة فافصده وَيجب ان يكون فِي طَعَامه بزور أبدا شبه كمون وَنَحْو ذَلِك وَالْخضر غير حميدة اللَّهُمَّ إِلَّا السلق وَقد يكون الزَّيْت لَهُم نَافِعًا وَأكْثر الْحُبُوب رَدِيئَة واللحوم غير مُوَافقَة لَهُم فَإِن كَانَ وَلَا بُد فالطير الْخَفِيف والسمك الصغار وبطون الْحَيَوَان رَدِيئَة واللحوم غير مُوَافقَة لَهُم وَالشرَاب الَّذِي فِيهِ قبض مَعَ رقة يَنْفَعهُمْ وَالْمَاء الْبَارِد ضار لَهُم فِي الْغَايَة وَحب الصَّبْر يدمنونه عِنْد النّوم فَإِنَّهُ نَافِع لَهُم جدا والجندباستر يعظم نَفعه لَهُم ومرق الأصفداف يَنْفَعهُمْ وَيُقَال إِن أصل النبج إِذا علق عَلَيْهِم انتفعوا بِهِ جدا أَو خُذ من الجندباستر وَمن الْملح الدراني بِالسَّوِيَّةِ ويسقون ملعقة بِمَاء الْعَسَل بعد جودة سحقهما أَو خُذ من الجندباستر درهما وَمن بزر الكرفس دِرْهَمَيْنِ فاسقهم بِمَاء الْعَسَل فَإِن هَذَا يُطلق الرّيح ويسكن الوجع والترياق نَافِع جدا وَقد يسقى فِي وَقت هيجان الوجع قرن إيل محرقاً فيسكن الوجع وَقد يطعم قنبرة مشوية فيسكن الوجع من سَاعَته وَاسْتعْمل للامن من العودة دلك بَطْنه وظهره بالأدوية القوية كالكبريت والزفت والنطرون فَإِنَّهَا تمنع السقم من العودة(3/101)
والضماد الْخَرْدَل يوضع على الْبَطن وَيتْرك حَتَّى يسْقط وَيسْتَعْمل أَيْضا الكي أَسْفَل السُّرَّة وَيمْنَع أَن يلتحم أَيَّامًا كَثِيرَة لتخرج مِنْهُ رُطُوبَة كَثِيرَة فينفعهم الرياضة ألف ب وتضرهم التخم وَكَثْرَة الشَّرَاب وَالْمَاء المالح نَافِع لَهُم والخربق مَتى شرب استأصل الْعلَّة وأذهب الوجع.
من التَّذْكِرَة لتمدد الأمعاء من الرّيح: يحقن بِمَاء حَار بالفيقرا.
أبن مَا سوية:)
دَوَاء للقولنج شيرج نصف أُوقِيَّة وَمثله دهن الْبرد يخلطان ويدر عَلَيْهِمَا قدر ظفرين من الخطمى وَشَيْء من ملح جربش ويجاد ضربه ويحقن بِهِ.
مَجْهُول: للقولنج يتَّخذ فَتِيلَة من فجل ويتحمل بعد أَن تلوث فِي عسل فَإِنَّهُ يسهل سَرِيعا فليغربوس: الثوم جيد للقولنج الْبَارِد مَتى أكل وَقد حقنت بِهِ من كَانَ يجد لذعاً فِي قولن مَعَ حرارة قَوِيَّة مَعَ دهن ورد فبرئ فِي مرَّتَيْنِ.
مَجْهُول للقولنج: يجب لمن كَانَ بِهِ قولنج أَن يقي الْخلّ والجبن وَجَمِيع مَا يبس الْبَطن وَيلْزم الحلوة الدسمة والإسفيذباج ويخدر الْبَارِد قَالَ: وكل وجع يكون فِي الْجوف فالإسهال يَنْفَعهُ ويقلعه إِلَّا القروح والدبيلة.
حب عَجِيب للقولنج الْبَارِد: أفيثمون صَبر شَحم حنظل جزؤ جزؤ بزر كرفس جزؤ جندباستر نصف جُزْء يَجْعَل حبا الشربة مثقالان بأوقية وَنصف من المَاء السخن.
زبل الذِّئْب ثَلَاثَة مَثَاقِيل فلفل أَبيض دِرْهَم فلفل أسود دِرْهَم وَنصف ملح هندي نصف ملح نفطي دانقان تَرَبد أَبيض دِرْهَمَانِ الشربة ثَلَاثَة دَرَاهِم بِمَاء عسل.
من الْجَامِع: يسقى للقولنج المزمن مِثْقَال وَأكْثر من خرء الديك مَعَ ثَلَاث أَوَاقٍ شراب.
الْكَمَال والتمام: مَتى كَانَ قولنج من ريح غَلِيظَة تنْتَقل مَعَ قرقرة وَلم يكن لَهُ ثفل وَإِن كَانَ كيموساً غليظاً ثَبت فِي مَوضِع مَعَ ثفل وَخرج بالتزحر شَيْء غليظ بلغمي لزج فَاجْعَلْ طَعَام من بِهِ قولنج مَعَ برد لحم الضَّأْن إسفيداج بحمص وشبث وخولنجان ودارصيني وَدَار فلفل وتؤكل برغوة خَرْدَل وفراريج ذُكُور وَاجعَل فِي طبيخهم لتربد والبسبايج ولب القرطم فَإِنَّهُ يعين على إِطْلَاق الْبَطن ويطعمون مرق الديوك العتيقة ومرق القنابر وَلَا يَأْكُلُون لحومها وَليكن بحمص وشبث وملح كثير ويتحسون قبل الطَّعَام جرع مري فَإِنَّهُ يعين على إِطْلَاق الْبَطن واطرح فِي ملجهم حلتيتاً وَمَا يسكن الرِّيَاح ويسخن والزنجبيل وَنَحْوه واسقهم دهن خروع وَمَاء الْأُصُول والحبوب القوية بالصموغ الحارة والآبزن قد غلى فِيهِ المسخنة(3/102)
المحللة ويدهنون بالأدهان الحارة كالناردين وَنَحْوه فَاجْعَلْ لَهُم شيافاً)
من قثاء الْحمار وشحم حنظل ومرار الْبَقر وبورق وَعسل وَيحْتَمل بدهن خروع وَإِذا كَانَ القولنج ألف ب من صفراء فَإِنَّهُ تكون مَعَه حرارة ويبس ولهيب وقيء صفراء ويهيج السبات فِي زمن القيظ كثيرا ويتقدمه تَعب وَنصب وأطعمه حارة فاسقه مَاء خِيَار والخطمى الرطب وعنب الثَّعْلَب والسرمق وَمَاء القرع والرجلة مَعَ خيارشبر عشرَة دَرَاهِم وَعشرَة دَرَاهِم من لوز وطبيخ التِّين والمخيطة والبنفسج وأطعمه لبلابا وبقلة يَمَانِية بدهن لوز حُلْو ومدى وتحسى مرق وَاجعَل شرابه البنفسج واحقنه بالحقن اللينة والآبزن الرطب الَّذِي قد طبخ فِيهِ الْأَشْجَار الحارة اللينة الْحَرَارَة وَاجعَل فِي حقنته اللعبة الْبَارِدَة وشحم الدَّجَاج والبط وخرء الذِّئْب عَظِيم النَّفْع فِي هَذِه الْعلَّة شرب اَوْ طلي بِهِ مَوضِع الوجع مَعَ ذهن سوسن أَو دهن البان إِن كَانَت مَعَ برودة وَإِذا كَانَت مَعَ حرارة فيطلى بدهن بنفسج.
دَوَاء يتَّخذ بخرء الذِّئْب للقولنج الْحَار: خرء الذِّئْب الَّذِي يكون على الشوك اثْنَا عشر مِثْقَالا بزر الخطمي سَبْعَة مَثَاقِيل بنفسج ونيلوفر من كل وَاحِد عشرُون مِثْقَالا ورد اللبلاب وأصل السوس المقشر عشرَة عشرَة يلت الْجَمِيع بدهن البنفسج ويعجن بالفانيذ القزائي وَيشْرب بشراب البنفسج فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَإِذا كَانَ مَعَ برودة فَخذ خرء الذِّئْب مَعَ زنجبيل وَدَار فلفل وحرف ونانخة وملح هندي فاعجنه بدهن خروع وَعسل واسق مِنْهُ بِمَاء الكمون وليترك جَمِيع الْأَطْعِمَة الغليظة المولدة لهَذَا الْمَرَض كالجبن خَاصَّة والكمثرى والسفرجل والمصل والسمك الطري واللين وَجَمِيع الْأَطْعِمَة المنفخة.
كَانَ رجل من أَرْبَعِينَ سنة بِهِ وجع فِي أمعائه يظنّ بِهِ أَنه وجع قولنج فَكَانَ يضرّهُ الكماد والنطول ويهيج وَجَعه الدّهن الْمَطْبُوخ بالسذاب وَأكل فلفلاً وَعَسَلًا مطبوخاً كالعادة فِي أَصْحَاب هَذَا الوجع فهاج وَجَعه وَاشْتَدَّ وَلما حقن بجندباستر صَار حَاله أَشد وَكَذَلِكَ لما تنَاول عصارة الحلبة مَعَ عسل كَانَ أَشد أَيْضا فحدست أَن فِي أمعائه أخلاطاً رَدِيئَة مداخلة لجرمها يفْسد مَا يردهَا من فَوق وَمَا يرد من أَسْفَل فاطعمته طَعَاما عسر الْفساد فَقل وَجَعه فتيقنت أَنِّي قد أصبت وعزمت أَن أنقي أمعاءه من ذَلِك بِهِ قَلِيلا قَلِيلا وَكنت أريحه من بَين الشربتين أَيَّامًا معتدلة فبريء فِي خَمْسَة عشر يَوْمًا وَرجل آخر أَصَابَهُ قولنج فَأخذ سقمونيا واستفرغ استفراغاً صَالحا فَلَمَّا استحم وَخرج مِنْهُ ثفل أَكثر من الْعَادة بِمِقْدَار ذَلِك الطَّعَام مَعَ لذع شَدِيد فَظن أَنه أَصَابَهُ برد فِي الاستحمام فاحتقن بدهن السذاب فَاشْتَدَّ وَجَعه وَقَامَ ببراز كثير الْمِقْدَار)
وَلم يزل يُصِيبهُ هَذَا اللذع مَعَ البرَاز ألف ب الْكثير بأدوار ونوائب مَعْلُومَة فَعلمنَا ان السقمونيا أضرّ بالمعي فَجَعلهَا تقبل على دفع مَا ينجلب إِلَيْهَا فَأَمَرته أَن يضْرب عَن الغذية الَّتِي تطعم فِي القولنج وَأَطْعَمته خندروساً وَحب رمان فَفعل ذَلِك ونام ليلته من غير لذع وَلَا(3/103)
وجع ثمَّ سقيته بعد ذَلِك عصارة السماق مَكْسُورَة بِمَاء كَيْمَا إِن كَانَ بِهِ قُرُوح قَبضه وَإِن كَانَ خلط ينجلب مَنعه وصده وأمرته أَن يَأْكُل الطَّعَام الأول بِعَيْنِه وَأَن يَأْكُل عشاءه خبْزًا مبلولاً بشراب قَابض ويتناول من الْفَاكِهَة الَّتِي لَهَا قبض يسير فَفعل هَذَا ثَلَاثَة أَيَّام وَشرب فِي الرَّابِع ترياقاً فبريء برءاً تَاما. د: مَتى شرب ورق الغرب نع فلفل قَلِيل مسحوق بشراب بعد جودة سحقها نفع من إيلاوس والبابونج يشفى من إيلاوس الزَّيْت مَتى حقن مِنْهُ بست أَوَاقٍ وَهُوَ فاتر نفع من إيلاوس الَّذِي من ورم فِي الأمعاء وَشدَّة الزبل.
بولس: من النَّاس من يقتل الزيبق حَتَّى يصير كالرماد ويسقيه أَصْحَاب إيلاوس. الاحتقان بالزبد وَأكله جيد فِي إيلاوس.
اسْتِخْرَاج: دهن الإيرسا مَتى شرب مِنْهُ أُوقِيَّة وَنصف جيد لإيلاوس. د: قراضي وَتَفْسِيره الغرب وورق هَذِه الشَّجَرَة إِذا شرب مَعَ فلفل قَلِيل بعد سحقه بِالشرابِ نفع من إيلاوس.
التِّين الْيَابِس وأطراف الكرنب النبطي إِذا تحسى طبيخه والقطف وبزر الأنجرة إِذا سحق مِنْهُ دِرْهَمَانِ وَشرب بِمَاء أَطْرَاف الكرنب النبطي وَكَذَلِكَ ورق الفنجنكشت إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم مسحوقاً بِمَاء حَار والقاقلي الْكُبْرَى إِذا سحقت وَشرب مِنْهَا مِثْقَال وأصول السوسن إِذا شرب مِنْهَا مثقالان بِمَاء حَار واللبلاب إِذا عصر مِنْهُ ثَلَاث أَوَاقٍ غير مغلي والحاشا إِذا شرب مِنْهُ ثَلَاثَة مَثَاقِيل بِمَاء حَار أَو بِمَاء اللبلاب والكماذوريوس إِذا شرب مِنْهُ مِثْقَال بِمَاء التِّين الْمَطْبُوخ الزّبد إِذا لعق وَحده أَو مَعَ عسل أوقيتان بِالسَّوِيَّةِ وَحب البان المقشر إِذا شرب مِنْهُ)
دِرْهَمَانِ والكرسنة المنخولة بحريرة يشرب مِنْهَا ثَلَاثَة مَثَاقِيل بِمَاء الْعَسَل وأقوامها كلهَا دهن الخروع وَبعده دهن السوسن والغاريقون مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء الْعَسَل مِقْدَار ثَلَاث أَوَاقٍ وَالصَّبْر الأسقوطري مِثْقَال بِمَاء حَار وَكَذَلِكَ إِن أَخذ بأوقيتين من اللَّبن الحليب وأوقية عسل والميعة السائلة إِذا شرب مِنْهَا خَمْسَة دَرَاهِم مَعَ مِثْقَال وَاحِد من علك الأنباط والأفسنتين والقيصوم إِذا شرب مِنْهُمَا خَمْسَة دَرَاهِم من كل وَاحِد وَمن مَا أَحدهمَا أوقيتان نقي المعي وَفتح السدد وأسهل الْخَلْط الغليظ اللزج وَأخرج الْحَيَّات وَحب القرع. استخرج: هَذِه الأخلاط والحيات تكون كم من مرّة بِسَبَب إيلاوس.
من جيد التَّدْبِير: يسقى صَاحب إيلاوس دهن الخروع مَعَ صَبر أَو يُبَادر بِالصبرِ ثمَّ يتبع بدهن الخروع ألف ب وَإِن شرب الزّبد وَالْعَسَل ممزوجين شَيْئا كثيرا.
روفس: هُوَ مرض حاد وَلَا تسلك الرّيح فِيهِ إِلَى أَسْفَل وَيكون مَعَه غثي متتابع وَضعف(3/104)
شَدِيد وَمَتى أكل اشتدت أعراضه ويقيء الزبل إِذا استحكم أمره ويتجشأ جشاءاً منتناً وَيقتل فِي الرَّابِع أَو السَّابِع وَقد رَأَيْت من بلغ بِهِ إِلَى الْعشْرين ثمَّ قتل والمحسبة فِيهِ صَغِيرَة منضغطة طبيخ نَافِع من إيلاوس الَّذِي من ورم المعي: مَاء ورق عِنَب الثَّعْلَب وورق الخطمى والخياشنبر ودهن لوز ودهن بنفسج وَمَاء الْجُبْن يمرس فِيهِ الخيارشنبر طبيخ نَافِع من إيلاوس الَّذِي من ورم المعي: مَاء ورق عِنَب الثَّعْلَب وورق الخطمي والخيارشنبر ودهن لوز ودهن بنفسج وَمَاء الْجُبْن يمرس فِيهِ الخيارشنبر ويسقى.
من تذكرة عَبدُوس: اسْتِخْرَاج: الديل على ورم المعي التهاب الْبَطن والعطش مَعَ تمدد وَثقل لَازم لذَلِك الْموضع وَكَثْرَة الدَّم فِي الْجِسْم والحرارة.
لإيلاوس البلغمي من التَّذْكِرَة: سنبل ساذج سذاب حب بَان حلبة بزر خطمي بزر كرفس رازيانج وأصولهما وتين ومخيطة وصبر ودهن الخروع ودهن اللوز الحلو ويتخذ على مَا يجب فَإِنَّهُ نَافِع.
حقنة لَا يلاوس من ورم حَار فِي المعي من تذكرة عَبدُوس وَتصْلح للحميات: مَاء اللبلاب وَمَاء)
ورق الخطمي مَاء الْخَبَّازِي مَاء ورق السمسم مَاء ورق النيلوفر وورده وَمَاء البنفسج وَمَاء السلق ولعاب بزر قطونا يسحق أَحدهمَا ويداف فِيهِ خيارشنبر كثير وَيجمع من دهن بنفسج ويحقن بِهِ.
لورم المعي من التَّذْكِرَة: يحقن بالزبد وَاللَّبن الحليب مَعَ شَحم البط.
الْعِلَل والأعراض: إيلاوس يكون إِمَّا من ورم فِي الأمعاء أَو من ضعف الدافعة الَّتِي فِي الأمعاء أَو من سدة فِيهَا.
وعلامة الَّذِي من ورم أَن مَعَه حمى وعطشا وتهيج الْعين وألماً وضرباناً فِي الْبَطن والزبل الْيَابِس مَعَه غثى وقيء وقرقرة وَنفخ فِي الأمعاء وَالَّذِي من ضعف الْقُوَّة الدافعة لَا يتبعهُ شَيْء من هَذِه ويتقدمه ذرب قوي وَيكون فِي الْبَطن وَفِي وَقت الْعلَّة لين وَتَكون الْأَطْعِمَة الَّتِي يَتَنَاوَلهَا صَاحب الْعلَّة قبل علته بَارِدَة.
يكون من ورم فِي الأمعاء الدقاق وعلامته حمى وعطش ووجع والتهاب وَحُمرَة الْبشرَة أَو من ثفل يَابِس صلب ويعرض مِنْهُ تمدد مؤلم وانتفاخ وغثى أَو من ضعف الْقُوَّة الدافعة ويتقدمه عدم الْغذَاء وَشرب المَاء الْبَارِد والخلفة وَيكون من ورم دموي وعلاجه الفصد ويضمد وَالَّذِي من الزبل يَابِس يحقن أَولا بالأدهان وَتَكون الأدهان فاترة ثمَّ بالحقن الحارة الَّتِي فِيهَا شَحم حنظل وبورق وقنطوريون.
جورجس: قد يكون من البلغم الغليظ إِذا يبس أَو من ورم أَو من بثر فِي الأمعاء وَالَّذِي من ورم مَعَه غثى شَدِيد وكرب وطيران وَالَّذِي من بلغم مَعَه ثفل كثير علاج بلغمي ألف ب طبيخ التِّين وَالصَّبْر وأجود الْأَدْوِيَة لَهُ نفعا أَقْرَاص إيلاوس.(3/105)
إبيذيميا: إِذا لم يكن مَعَه ورم فِي الْبَطن فعلامته أَلا تكون مَعَه حمى وَلَا لهيب وَلَا عَطش وَلَا تمدد فِي الْبَطن فليسق من الْخمر قدرا كثيرا بعد أَن تبرد الْخمر وَتصرف قَلِيلا إِلَى أَن يُحِبهُ النّوم أَو يحدث لَهُ وجع فِي الرجلَيْن وَقد تحله الْحمى وَاخْتِلَاف الدَّم.
إيلاوس:)
يعرض من ورم عَظِيم فِي الأمعاء يحدث فِيهِ ويلزمع قيء وَلَا يسْتَقرّ فِي جَوْفه مَا يشربه وَيلْزمهُ وجع يُعَارض الشراسيف وَمَعَهُ مغس مَعَ وجع فِي الْجوف وَهَذِه الْأَعْرَاض لَازِمَة لصَاحب هَذِه الْعلَّة وَإِذا كَانَ الْبَوْل حسنا فَلهُ أدنى دلَالَة على الْخَلَاص وَإِذا كَانَ قَيْحا فدلالته على الْهَلَاك قَوِيَّة وَإِذا كَانَ الورم فِيهَا فِي الأمعاء الدقاق من فَوق فَهُوَ أردى وعلامته تَوَاتر الْقَيْء وإرهاقه وَلَا يسْتَقرّ فِي جَوْفه مَا يشرب وَيلْزمهُ مغس ووجع فِي الْمَوَاضِع الْعَالِيَة وتألم مَعَه الكبد وَالطحَال وَإِن تقيأ الرجيع فَهَذَا أدل دَلِيل على ورم فِي المعي الدَّقِيق وَهِي من أحد الْعِلَل.
الْفُصُول: صَاحب هَذِه الْعلَّة لَا يخرج مِنْهُ البرَاز وَلَو حقن بِأحد مَا يكون من الحقن وَيكون فِي المعي الدقاق من ورم أَي ضرب كَانَ من الأورام أَو من شدَّة أَو رجيع يَابِس أَو من أخلاط غَلِيظَة لزجة. ج: وَلَا يُمكن أَن أمنع مثل هَذَا الضّيق الَّذِي يحدث فِي الأمعاء من أجل رطوبات غَلِيظَة لزجة إِذا حدث فِي إيلاوس قيء وفواق واختلاط ذهن وتشنج فرديء والقيء يكون فِيهَا إِذا أشفى صَاحبهَا على التّلف وَإِذا تزيد بِهِ التهوع تقيأ الرجيع وأصابه فوَاق وَرُبمَا عرض مَعَه تشنج واختلاط الذِّهْن بمشاركة العصب. قَالَ: وقيء البرَاز فِي هَذِه الْعلَّة يكون إِذا كَانَت الأمعاء فليغريوس فِي مداواة الأسقام قَالَ: أقاص الْكَوَاكِب جَيِّدَة لَا يلاوس وشراب الخشخاش.
من مداواة الأسقام الَّذِي ينْسب إِلَى ج: قَالَ: يسقى صَاحب إيلاوس من طبيخ الشبث بِزَيْت وَمَاء حَتَّى يتهرا الشبث صفه واسقه واطراح خبْزًا فِي مَاء حَار يغلي وأطعمه من ذَلِك الْخبز فَإِن نَفعه لَهُ عَظِيم وأطعمه الْخبز وَهُوَ حَار. لي صَاحب إيلاوس فحقنته طَوِيلَة تذرق فِي بَطْنه مَا تُرِيدُ وَيكون طبيخ شَحم الحنظل وَنَحْوه وَرَأَيْت فِي بعض الْكتب أَن ينْفخ فِي دبره بالزق فَإِنَّهُ يرد أقلاب المعي.
الْأَعْضَاء الألمة: قد يحدث فِي بعض الْأَوْقَات أوجاع فِي الأمعاء الْعليا تدهش غَايَة الدهش يَتَحَرَّك الْقَيْء حَتَّى أَن صَاحبهَا فِي آخر الْأَمر يتقيأ رجيعه يتقيأ رصيعة وَقل يسلم مِنْهَا وَرُبمَا كَانَ ذَلِك إِذا كَانَ ورم فِي بعض الأمعاء الدقاق بِالصَّوَابِ ظن الْأَطِبَّاء أَن هَذِه الْعلَّة تحدث من ورم أَو زبل يَابِس.
الساهر طبيخ إيلاوس الَّذِي من ورم:) ألف ب بزر كتَّان وحلبة وبزر خطمى وأصوله وأصول(3/106)
السوسن وشبث وخيارشنبر ودهن لوز يسقى بطبيخ أصُول السوسن وشبث وَيجْعَل فِيهِ اللعابات والدهن ويسقى أُوقِيَّة من التِّين الْأَبْيَض والمخيطة والبنفسج.
تفقد صَاحب القولنج الرَّدِيء هَل بِهِ فِيمَا مضى حيات فَإِنَّهُ قد يكون مِنْهَا ذَلِك قَالَ: وانفخ فِي دبره بالزق نفخاً شَدِيدا من سَاعَته. لي على مَا رَأَيْت: إِن كَانَ هَذَا الدَّوَاء من ورم فابدأ بالفصد من الباسلق والصافن وحجامة السَّاق ثمَّ أسق مرق الْفروج وَمَاء الهندباء وعنب الثَّعْلَب ولب الخيارشنبر ودهن اللوز والآبزن الدَّائِم وَإِن كَانَ من ثفل يَابِس فَإِن دواءه الصَّبْر أَيْضا وَبعد أَربع سَاعَات مرق الدَّجَاج مشحم البط والدهن وإذت كَانَ من التفاف الأمعاء فعلاجه كَثْرَة التقلب من شكل إِلَى شكل وَأَن يشرب من الأمراق حَتَّى ينتفخ فَإِن ذَلِك رُبمَا سوى ذَلِك الامتلاء بالنفخ بالزق فِي الدبر وَنَحْو ذَلِك وينوم العليل بعد أَن يشرب من تِلْكَ الأمراق على ظَهره ويمخض بَطْنه مُدَّة طَوِيلَة ويغمز ويدلك ضروباً مُخْتَلفَة فَإِن ذَلِك رُبمَا حلل ذَلِك أبن سراييون: الرَّدِيء من هَذِه المنتن وَهُوَ الَّذِي يكون الجشاء وَالنَّفس والقيء فِيهِ منتناً أَو ريح جَمِيع الْبدن فِيهِ منتناً. لي من جملَة علاجه دوَام الآبزن جدا والأمراق والحقن وَإِذا كَانَ مَعَه عَطش وحرارة فلب الخياشنبر وَنَحْو ذَلِك ودهن لوز وَقَالَ: علاجه علاج القولنج.
أوريباسيوس قَالَ: زبل الذِّئْب يسقى للقولنج فِي وَقت هيجانه للأحتراس مِنْهُ للَّذين قولنجهم لَيْسَ من ورم فلغموني فِي المعي وَقد رَأَيْت نَاسا سقوا مِنْهُ فبرأوا وَلم يعرض لَهُم بعد ذَلِك وَقد يعرض فِي الندرة لوَاحِد مِنْهُم فَيكون ضَعِيفا وَفِي زمن طَوِيل وأجوده الَّذِي تتبين فِيهِ الْعِظَام وَرَأَيْت من كَانَ يَأْخُذ هَذِه الْعِظَام الَّتِي فِي زبل الذِّئْب فيسحقها مَعَ شَيْء من ملح وفلفل ر لشَيْء إِلَّا ليجعل لَهُ طَعَاما لِئَلَّا يعرفهُ الْمَرِيض ويسقيه بِالشرابِ الرَّقِيق وَإِن أَخذ هَذَا الزبل فَشد فِي جلد شَاة قد أكلهَا الذِّئْب وَشد على مراق الْبَطن نفع نفعا عَظِيما جدا فَإِن لم يحضر فَفِي جلد إبل ودواء فيلن جيد نَافِع للقولنج بعضه قوي وحدوثه يكون إِمَّا من لذاع قد لحج فِي المعي وتشبث بهَا أَو لريح غَلِيظَة لَا منفذ لَهَا ويعرض أوجاع القولنج غير قوي وحدوثه عَن أخلاط)
بَارِدَة غَلِيظَة لزجة والفصل بَين الأوجاع الْحَادِثَة عَن ريح غَلِيظَة والحادثة عَن خلط حَار أَن الْحَار يكون يحس بِهِ بنخس وبلذع زالريح تكون مَعَ تمدد فَمن عرض لَهُ ذَلِك من أجل خلط لذاع فقد تضره الأغذية الحارة وتزيد الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام ألف ب أَيْضا فِي وَجَعه وَينْتَفع بالأغذية المملوحة وَيجب أَن يعالج هَذَا بِغسْل أمعائه أَولا بحقنة من مَاء الشّعير وَعسل ويغذي بالأغذية الحميدة الْخَلْط الْعسرَة الْفساد ويحذر اسْتِعْمَال الملطفة المسخنة لِأَن الَّذِي يحْتَاج هَذَا إِلَيْهِ من العلاج إِنَّمَا هُوَ استفراغ هَذَا الْخَلْط الْحَار وتعديله بالممازجة فَإِن لم يقدر وَلَا على وَاحِدَة من هَاتين استعملنا الْأَدْوِيَة المخدرة فِي هَذِه الغلل لَيْسَ ينفع بالتخدير فَقَط بل يثخن أَيْضا رقة ذَلِك الْخَلْط ويبدل مزاجه وَمَتى كَانَ الْخَلْط الْمُحدث للوجع غليظاً لزجاً فَلَا تسْتَعْمل المخدرة أصلا(3/107)
وَذَلِكَ أَن الوجع يخف بِهِ على الْمقَام لبُطْلَان الْحس إِلَّا أَن حَال العليل تصير أَشد مِمَّا كَانَت لِأَن الْخَلْط يزْدَاد بهَا غلظاً وبرداً ويعسر استفراغه فَاسْتعْمل فِي هَؤُلَاءِ أدوية لَيست بقوية الْحَرَارَة من أجل أَنَّهَا تحلل الأخلاط وَيكثر الرِّيَاح المتولدة فِيهَا فَاسْتعْمل الْمُقطعَة من غير إسخان والثوم من جنس الأغذية الَّتِي تحل الرِّيَاح إِلَّا أَنه يحرجها أَكثر من كل شَيْء وَلَا تقدم عَلَيْهِ مَتى كَانَت حمى. والترياق أَيْضا نَافِع فِي مثل هَذِه الْعِلَل إِن لم تكن حمى فَإِن كَانَت حمى فَلَا تسق من هَذِه وَاقْتصر على التكميد بالجاورس. واحقنه بدهن لطيف الْأَجْزَاء قد طبخ فِيهِ بعض البزور المحللة للرياح ثمَّ صفه والخلط بِهِ شَحم الإوز والدجاج فَإِن لم يسكن الوجع فاحقنه بِهَذَا الدّهن بِعَيْنِه ثَانِيَة واخلط بِهِ جندبادستر مِقْدَار باقلاة وأفيونا نصفا وَيكون قدر الدّهن رطلا واغمس أَيْضا فِي الْأَوْقَات الَّتِي لَيْسَ العليل فِيهَا مَشْغُولًا بالحقنة صوفه فِي هَذَا الزَّيْت ويدسها العليل مَا أمكنه وفيهَا خيط يُخرجهَا إِذا أحبْ وزبل الذِّئْب قد قُلْنَا فِيهِ وَمَتى أَخذ مِمَّا يسْقط على الحشيشة قبل أَن يَقع على الأَرْض فَهُوَ أَنْفَع وَالْعِظَام الَّتِي فِي زبله هِيَ نافعة وإدمان أكل أمراق القنابر ولحومها إسفيذباج تدفع القولنج وَهِي حرز مِنْهُ. وَكَذَلِكَ أَخذ روفس فِي كتاب أوجاع الخاصرة: إِن القولنج يكون من أغذية لَا تنضج نضجاً جيدا وَمن برد مفرط فَإِنَّهُ عِنْد ذَلِك ينتفخ هَذَا المعي ويرم. وَإِن خرج الرّيح بالجشاء والضراط نقص الوجع.
بولس قَالَ: وجع القولن يكون إِمَّا من كيموس غليظ بلغمي فِيمَا بَين أغشيته أَو من ريح غَلِيظَة وَلَا منفذ لَهَا)
أوأجل ورم حَار يعرض فِيهِ أَو من أجل خلط لذاع غليظ فَإِذا كَانَ من أجل خلط لذاع تكون الأوجاع فِي عمق الْبَطن وَيَأْخُذ الْموضع كُله وأشده فِي مَوضِع القولن ويحسون كَأَن الْموضع يثقب ويتأذون بِكَثْرَة المغس والجشاء والغثى وَقذف ألف ب الكيموسات الْمُخْتَلفَة الألوان وَلَا سِيمَا البلغمية ويحتبس بطونهم احتباساً شَدِيدا حَتَّى أَنه لَا يخرج مِنْهَا وَلَا الرّيح وَقد خرج من بَعضهم زبل منتفخ كَأَنَّهُ أخثاء الْبَقر وَيكون تدبيرهم فِيمَا تقدم أَطْعِمَة بَارِدَة غَلِيظَة وامتلاء وَقلة الْحَرَكَة وَإِذا كَانَ من أجل ريح نافخة فَإِنَّهُم يحسون بامتداد أَكثر من الثّقل وَالَّذين يعرض لَهُم ورم حَار يحسون بحرارة الْموضع وَيكون مَعَه لهيب حمى لَيست بضعيفة ويحتبس مِنْهَا الوجيع وَالْبَوْل أَيْضا ويعرض لَهُم نخس مؤذ فِي الْبَطن وعطش وحراقة وغثى وَقذف الْمرة فِيهَا أَكثر من غَيرهَا وَلَا يَجدونَ فِي ذَلِك رَاحَة ولهذه الْحَال أردى حالات القولنج وأصبعها ويتخوف مِنْهَا إيلاوس وَالَّذين يعرض لَهُم من أجل كيموسات حريفة لذاعة تعرض لَهُم حرارة وعطش وسهر والحمى لَا تعرض الْبَتَّةَ وَإِن هِيَ عرضت كَانَت أصعب من حمى الَّذين بهم ورم حَار وَيكون بَوْلهمْ حريفا وَكَثِيرًا مَا يَخْتَلِفُونَ اخْتِلَافا مرياً وَإِذا سهلت بطونهم هاج بهم الوجع أَكثر فعالج الَّذين من الكيموس الغليظ الْبَارِد لَا بِالَّتِي تسخن إسخاناً شَدِيدا لِأَن هَذِه تحلل هَذِه الكيموسات فتصب وتتولد(3/108)
مِنْهَا ريَاح أَكثر لَكِن بالملطفة والمنضجة الَّتِي لَا تولد نفخاً بل تجفف من غير إسخان شَدِيد فَاسْتعْمل فِي أول السقم الحقن الْمُوَافقَة لخُرُوج الزبل حَتَّى إِذا تنقي الْبَطن من ذَلِك فاحقنه بِزَيْت قد غلى فِيهِ كمون وسذاب مَعَ شَحم إوز أَو دَجَاج واحقنه بِمَاء قد إِلَى فِيهِ قَلِيل عسل وزيت أَو يحقن بمر وَعسل ودهن من الدّهن الَّذِي يعْمل من قثاء الْحمار فَإِن كثيرا مَا تخرج هَذِه الحقنة بلغماً زجاجياً وتسكن الوجع من سَاعَته وَإِن كَانَ الحقن أَيْضا يحتبس لشدَّة الوجع فيعالج بفتيل يعْمل من عسل وكمون ونطرون وبزر السذاب وبأصول الكرنب قد جردت نعما وأنقعت بِمَاء صَالح أَو برماد كرنب قد عجن بِعَسَل أَو شَحم حنظل مدقوق مَعَ عسل ونطرون وكمون وَيجب أَن تكون الفتل سِتّ أَصَابِع لتبلغ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ ولطخ المقعدة بعصارة بخور مَرْيَم مَعَ عسل ونطرون وَإِن دَامَ الوجع فَاسْتعْمل هَذِه الحقن أَيْضا الحارة القوية: علك البطم أُوقِيَّة قطران نصف أُوقِيَّة خمر مثل ذَلِك نطرون دِرْهَم وَنصف جوشير مثله قنة مثله دهن السذاب خمس أَوَاقٍ وَأكْثر وينطل الْموضع الَّذِي فِيهِ الوجع بدهن كمون أَو دهن شبث أَو دهن قثاء الْحمار ويضمد بالضماد الْمُسَمّى بضماد البزور الثَّلَاثَة مَعَ كمون وَحب الْغَار)
وبزر كرفس وبضماد البزور الْمَعْمُول بحب الْغَار الْمَعْمُول باكليل الْملك ويجلسون فِي طبيخ الحلبة والخطمى والبابونج والبلنجاسف وورق الْغَار وَنَحْوهَا ألف ب ويجلسون أَيْضا فِي زَيْت حَار أَو مَاء زَيْت ويسقون أفسنثينا وكمونا بِالسَّوِيَّةِ وحشيشة الجوشير مَعَ المَاء وجندبادستر وأنيسون وفلفل أَجزَاء سَوَاء يسقون مِنْهَا قدر دِرْهَم وَنصف بسكنجبين فَإِن لم يكف الوجع فاسقهم معجون الفلافل والترياق وَاسْتعْمل ضماد الْخَرْدَل وَالزَّيْت فِي أَوْقَات الرَّاحَة ومياه الْحمة وَلَا ينْتَفع بالاستحمام بِالْمَاءِ العذب إِلَّا أَن يضْطَر إِلَيْهِ لشدَّة الوجع وَبعد أَن يتعالجوا بِمَا ذكرنَا فَإِنَّهُ حِينَئِذٍ يجوز أَن يستحموا بِالْمَاءِ العذب ويكمدون بحيطان الْحمام الشَّديد الْحَرَارَة وَبعد أَن يذروا على أنفسهم النطرون وَنَحْوه فَإِن اشْتَدَّ الوجع جدا فَاسْتعْمل المخدرة الَّتِي مَعهَا تغرية أَيْضا كالقرص الْمَعْمُول بالجندبادستر والمسمى إسطيروان واحقن بِهِ واجتنب القوية التخدير فانها تصير زمَان السقم أطول من أجل أَنَّهَا تغلظ الهيول وتسد مجاري المعي وَإِذا فتر البلغم ورق قَلِيلا أسهلهم بعد ذَلِك بالإيارج أَو بِهَذَا الْحبّ: صَبر فربيون حب المازريون النقي سقمونيا بِالسَّوِيَّةِ الشربة دِرْهَم وَيصْلح لَهُم الْغذَاء الْحَار الْيَابِس وَيجب فِي أول الْعلَّة الْإِمْسَاك عَن الطَّعَام ثمَّ أكل الْأَشْيَاء الحريفة وأعطهم كراثاً مطبوخاً مَعَ كرفس وهليون وثوم وَليكن شربهم القندير ويعطون بعد ذَلِك الأغذية الجيدة الكيموس السهلة الهضم ويتقون الأمتلاء والتخم وَإِن كَانَ الوجع ريحًا منتفخة فَبعد العلاج بالحقن والأغذية والأشربة الطاردة للنفخ وَمَتى علقت محاجم عَظِيمَة مَعَ نَار من غير شَرط على الْبَطن كُله فكثيراً مَا تكتفي بِهِ وَحده وَإِن كَانَ فِي المعي ورم حَار فاقصدهم وَإِن اشْتَدَّ(3/109)
عسر الْبَوْل مَعَ ذَلِك فالصافن أَيْضا واستمل مَا ذكرنَا من العلاج خلا الْأَشْيَاء الحريفة الَّتِي تسهل بِقُوَّة شَدِيدَة وَاجعَل أَكثر استعمالك الْأَشْيَاء المسكنة فِي الحقن والأضمدة والنطولات وَالْجُلُوس فِي آبزن زَيْت وعلق عَلَيْهِم المحاجم وضمد الْبَطن ضماداً مَعَ شمع خمس أَوَاقٍ بابونج أوقيتان وَنصف دهن ورد أوقيتان وَنصف دَقِيق باقلي نصف أُوقِيَّة وَخمْس مخاخ بيض تسحق بطبيخ حلبة ولطف تدبيرهم واجعله كتدبير المحمومين حَتَّى ينْحل الورم الْحَار وَإِن كَانَ من كيموس لذاع حريف فاحقنهم بِزَيْت قد طبخ فِيهِ حلية وخطمى مَعَ شَحم بط غير طري أَو شَحم الإوز أَو الدَّجَاج ويحقنون بِمَاء الشّعير ودهن الْورْد وطبيخ بزر الْكَتَّان أَيْضا واسقهم إيارج فيقرا وليستحموا بالمياه العذبة والأغذاء الَّتِي بالأحساء والسمك الصخري وَاجعَل تدبيرهم أبرد وأرطب وامنعهم الْأَطْعِمَة الحريفة والأدوية والنطولات والضمادات)
الحريفة أَيْضا وَمن شرب الْخمر وخاصة العتيقة وَإِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فَاسْتعْمل المخدرة فَإِنَّهَا فِي هَذِه ألف ب الْحَال أقل ضَرَرا أَنَّهَا تعدل اللذع لبردها وَقد كَانَ طَبِيب يسْتَعْمل فِي مثل هَذَا القولنج بِمدَّة تدبيراً مبرداً جدا وَالْمَاء الشَّديد الْبرد والغذية الَّتِي تلائمهم فأبرأ خلقا كثيرا بذلك قَالَ: وَقد يعرض لصَاحب القولنج فالج.
بولس: الثبادريطوس نَافِع جدا للقولنج.
من كتاب أهرن قَالَ: القولنج من أَرْبَعَة: من الرّيح الَّتِي تنفخ وَمن البلغم اللزج وَمن يبس الثفل وَمن الصَّفْرَاء وَمَا كَانَ من الرّيح يكون مَعَ تمدد وَمَا كَانَ من اليبس الثفل كَانَ مَعَه ضغط وعصر شَدِيد وَمَا كَانَ من الصَّفْرَاء كَانَ مَعَه عَطش وَمِمَّا تعالج بِهِ الحقنة بالبابونج وإكليل الْملك والشبث والحلبة وبزر الْكَتَّان والكرفس والأنيسون والكاشم والجندباستر وشحم الحنظل والثوم ودهن الخروع والقرطم وَحب السكبينج يشرب يَوْمًا وَيَوْما لَا ودهن الخروع على مَاء الْأُصُول وَيجْعَل مَعَه أَيْضا حلبة وخولنجان وسليخة ودارصيني وإيارج وَقد يَجْعَل فِي الحقنة سكبينج ومقل وجوشير ودهن اللوز والجوز والسوسن والبطم ودهن الكلكلانج ودهن القرطم.
حقنة مجربة نافعة: طبيخ الحلبة نصف رَطْل دهن شيرج أوقيتان عسل أُوقِيَّة دهن سوسن أُوقِيَّة قطران نصف أُوقِيَّة شَحم الحنظل جندباستر نصف أَو دِرْهَم دِرْهَم واللذي من الصَّفْرَاء يحقن بالحقن اللينة وَرُبمَا حقن باللبلاب ودهن الوز وسقمونيا إِذا كَانَ من صفراء أَو يتَّخذ لَهُ إسيفيداج وبسبايج وقرطم ودهن شيرج وَيطْعم أَيْضا فِي غذائه فروجاً إسفيذباها مَعَ شبث وملح وَيجْعَل فِيهِ شراب جيد ريحاني وَيمْسَح الْبَطن بألبان والزنبق وَيَنْبَغِي أَن يَأْكُل مرق القنابر وَلَا يَأْكُل لحومها وَيُطلق القولنج من سَاعَته إنفخة الأرنب وأصبت فِي كتاب الْحُدُود الْمَنْسُوب إِلَى ج: أَن القولنج يعرض مَعَه وجع شَدِيد سَاعَة بعد أُخْرَى حَتَّى لَا يحْتَمل وضع الْيَد عَلَيْهِ مَعَ ضيق النَّفس والعرق الْبَارِد.
أبن ماسوية: احقن فِي علل القولنج أبدا حَتَّى تَجِيء الطبيعة لينَة.)(3/110)
أهرن: القولنج يكون من الْمرة الصَّفْرَاء بتيبيس الثفل وعلامته الْعَطش والقيء الشَّديد قبل ذَلِك واستعن بالمزاج وَالتَّدْبِير فِي تعرف ذَلِك وَمن البلغم اللزج الغليظ وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ بِالتَّدْبِيرِ والمزاج وفقد الْعَطش والتخم الْمُتَقَدّمَة وَيكون من الرّيح وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ بانتقاله وانتفاخ. الْبَطن وَيكون من الدُّود والحيات وَاسْتدلَّ عَلَيْهِ بِأَن تكون قد تقدّمت خُرُوج حيات ثمَّ أورثت قولنجاً بَغْتَة من غير سَبَب يُوجب ذَلِك وَمن الورم وَيكون مَعَه التهاب وغم وسبات. لي. رَأَيْت القولنج لَا يكَاد يعرض من الشَّرَاب وَإِن عرض فَغير نَكِير وَلَا يكون ذَلِك إِلَّا يكون إِلَّا إِذا أَكثر مزاجه إِذْ المعي يتبرد لذَلِك جدا وَيكثر الرِّيَاح فِي الْبَطن.
لي. تِلْكَ الْحَرَكَة ترَاهَا بعد القولنج تصيبه إِنَّمَا هِيَ ورم حَار حدث لشدَّة الوجع من شدَّة تمدد المعي وَهَذِه ألف ب المعي من الْمُجَاورَة للشريان الْعَظِيم فاقصده إِلَى حقنه بالدهن المرخي الْمَطْبُوخ فِيهِ أصُول الخطمى وَنَحْوه والفصد.
من كتاب الْفَائِق: القولنج يجب أَن يحقن فِي وَقت الصِّحَّة بالأدهان الحارة المقوية كي تسخن قولونه وتقوي فَلَا تقبل الْفضل بِسُرْعَة.
حب لأيوب سريع الإسهال إِذا لم تسهل الْأَدْوِيَة الْأُخَر: دانقان من شيرم وَأَرْبَعَة دوانق سكبينج.
الْخَامِسَة من مَنَافِع الْأَعْضَاء قَالَ: لَيْسَ يُؤمن على من اجْتمع فِي أمعائه بلغم كثير أَن يُصِيبهُ قولنج فِي أمعائه وإيلاوس وَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يُبَادر باخراجه وَقد يجْتَمع ذَلِك كثيرا إِذا قل انصباب المرار كثير.
قسطاً فِي كِتَابه فِي البلغم قَالَ: هَذَا المعي ذكي الْحس لِكَثْرَة مَا فِيهِ من الْجَوْهَر العصبي فَلذَلِك وَجَعه شَدِيد وَقد يكون قولنج من غير احتباس الطبيعة وَذَلِكَ يكون إِذا كَانَ البلغم فِي قَعْر الأمعاء وَلم يلصق بالمعي لصوفا يسد المجرى فِي هَذِه الْحَالة يظنّ العليل أَن بَطْنه يثقب بمثقب قَالَ: أقوى الْأَدْوِيَة فِي مَا جربناه للتمريء من أجل البورق والسذاب وإيارج فيقرا أَيْضا قوي وَقد تسكن الوجع الفلونيا والمرخ بالأدهان.(3/111)
(قوانين الحقن)
وجهة اسْتِعْمَالهَا والشيافات المليبة والملطفة والمسكنة والنافعة للأدواء ترد المسكنة إِلَى المسكنة وَترد فِي مَوضِع مَوضِع وتبدل هَا هُنَا أَيْضا:
3 - (كتاب الحقن)
الْمَنْسُوب إِلَى ج وَأَحْسبهُ لروفس قَالَ: أول مَا استخرج الحقن طَائِر يطير على الْبَحْر فيحقن نَفسه بمنقاره من مَاء الْبَحْر فيسهل خُرُوج مَا أكل قَالَ: إِن أقدم إِنْسَان واجتزم على أَن يحقن بِالْمَاءِ الْخَالِص فَإِنَّهُ ستمرض مِنْهُ أسافل الْبدن قَالَ: ويحقن بِالْمَاءِ والدهن فِي الحميات المجرفة ليكسر بذلك اللهيب والحرقة وترطب الأمعاء وَلَا يجب أَن يلقِي فِي هَذِه الحقنة تطرون وملح وَلَا الْأَشْيَاء الَّتِي هِيَ من هَذَا النَّحْو فَإِن ذَلِك يضر بالعليل المحموم جدا. لي. يلقِي فِي هَذِه الحقن لعلب البزر قطونا وَمَاء الشّعير وَنَحْوه قَالَ: وَاسْتعْمل الحقنة على مَا أَقُول ليكن العليل مُسْتَلْقِيا على قَفاهُ وَرَأسه سافل وَرجلَاهُ فَوق وعجزه مُرْتَفع وَيجْلس الحاقن بحذائه وتقرب إِلَيْهِ الْآلَة ولتكن أَظْفَاره مقصوصة لِئَلَّا يجرح المقعدة والحقنة لَا تبلغ إِلَى الأمعاء الدقاق والمعدة إِلَّا فِي الندوة قَالَ: وأمسح السبابَة من الْيَد الْيُسْرَى بالدهن وأمسح المقعدة بالدهن مسحاً رويا ثمَّ أَدخل الْأصْبع فِيهَا مَرَّات كي تتسع الْحلقَة ثمَّ أَدخل المحقنة وَلَا تبالغ فِي إدخالها فَإنَّك إِن بالغت لم يدْخل مَا فِي المحقنة بأسره وَلَا تطرفها لِئَلَّا يسيل ذَلِك لَكِن اجْعَل الْأَمر متوسطاً ثمَّ انتصرها بكلتي يَديك عصراً نَاعِمًا حَتَّى يستنظف جَمِيع مَا فِيهَا قَالَ: وَإِن كَانَت طبيعة ألف ب المحموم قد احْتبست مُنْذُ زمَان فَاسْتعْمل طبيخ النخالة مَعَ شَيْء من نطرون بالدهن فَإِنَّهُ يسهل خُرُوج الثّقل واحقنه بطبيخ السلق والدهن وَلَا تسنعمل شَيْئا كثير الأرباح شَدِيد الْبرد لِأَنَّهُ يخَاف مِنْهُ كَمَاء الْخِيَار فَإِنَّهُ ينْفخ وَمثل مَاء الكزبرة فَإِنَّهُ يخدر قَالَ: وطبيخ السلق نَافِع من أَشْيَاء كَثِيرَة وخاصة وجع الخاصرة قَالَ: وَأما حقنه القنطوريون فَإِنَّهَا تحدر المرارة والبلغم بِقُوَّة وَلَا تسْتَعْمل فِي الحميات إِلَّا بعد الأنحطاط وليستعمل طبيخه مَعَ عسل وزيت فَإِنَّهُ قوي قَالَ: وَهَذِه الحقنة أَعنِي طبيخ القنطوربون نَافِع من احتباس الْبَطن والسدد فِي الكبد وأوجاع الْمعدة وورم الطحال ووجع المفاصل والورك والأورام البلغمية وَلَا تسْتَعْمل القنطوربون حَيْثُ حرارة(3/112)
وَاسْتَعْملهُ حَيْثُ الأخلاط الغليظة اللزجة فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَأما حقنة الحنظل فَإِنَّهَا نافعة من الصداع والبرسام)
والتبرغش والمالنخوليا والشقيقة المزمنة والبيضة والصمم وأمراض الْعين المزمنة الَّتِي لَيست من خلط حَار حريف بل من خلط غليظ بلغمي قَالَ: وحقنة القولنج نافعة من ذَات الْجنب وَمَا ينزل إِلَى المفاصل قَالَ: وحقنة الحنطل تطبخ كَمَا يطْبخ القنطوربون ويحقن بهَا كَمَا يحقن بهَا ويحقن بهَا مَعَ زَيْت وَعسل وَكَذَلِكَ الفوذنج وَيجْعَل مَعَه عسل وزيت ويحقن بهَا. قَالَ: وحقنة الشبث نافعة من استرخاء الْمعدة وَضعف الشَّهْوَة للطعام والجشاء الْمُتَغَيّر وورم الْمعدة بطبيخ الشبث ويصفى وَيجْعَل مَعَه فِي الطَّبْخ كمون ثمَّ يَجْعَل مَعَه عسل وزيت قَلِيل ويحقن بِهِ فَإِنَّهُ جيد ويطرد الرِّيَاح. 3 (حقنة الشيح جَيِّدَة للريح والحيات) فَاسْتعْمل طبيخه مَعَ الْعَسَل الْقَلِيل وَالزَّيْت فَإِنَّهُ نَافِع وخاصة لحب القرع ولأصحاب الدق بالألعبة والأدهان وَمَا يرطب ويحقن المحموم حمى غب بدهن الْورْد قَالَ: والأحتقان بِمَاء الثَّلج ودهن الْورْد لَكِن بحذر وتوق قَالَ: وَأما حقنة دهن الْورْد فَإِنَّهُ يضْرب بِالْمَاءِ ضربا جيدا ويحقن بِهِ قَالَ: وحقنة الخشخاش جَيِّدَة لقرحة الأمعاء والحرقة الشَّدِيدَة فِيهَا صفته: يطْبخ الخشخاش حَتَّى يتهرا وَيصب عَلَيْهِ زَيْت ويحقن بِهِ. لي. يَنْبَغِي أَن يطْبخ خشخاش وشعير حَتَّى ينضجا وَيصب عَلَيْهِ زَيْت ويحقن بِهِ.
3 - (كتاب هندي)
إِن عصرت عَمُود المحقنة بِشدَّة شَدِيدَة فِي مرّة ارْتَفَعت الحقنة إِلَى الْمعدة وسالت من الْأنف وَالَّذِي يضغط فِي مَرَّات كَثِيرَة يفتح وَيضم وَأما الضغط اللين جدا الرخو إِلَى فَوق فَإِنَّهُ لَا يبلغ وَيقصر عَن الْموضع الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ والقليل الكمية لَا يبلغ مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَالْكثير الكمبة يُورث الكسل والفتور والنفخ والزحير والحارة الشَّدِيدَة الْحَرَارَة والحديدة الشَّدِيدَة الحدة تورث الغشى وانطلاق الدَّم والباردة تهيج الرّيح وتعقل الْبَطن والسخينة توضر المعي والمثانة وتورث الزحير والدقيقة يسيرَة النَّفْع قَالَ: وَإِن حقن وَهُوَ على القفاء لم يصل الدَّوَاء إِلَى نعما
3 - (كتاب أطري)
قَالَ: إِذا أردْت الحقنة فَلَا تكن على الرِّيق ونم على الْجَانِب الْأَيْسَر وَاجعَل تَحت الورك مرفقة وابسط الرجل الْيُسْرَى وشل الْيُمْنَى حَتَّى تلتصق بالصدر وتوق أَن يعطش أَو يسعل وَأَنت تحقن فَإِن الحقنة ألف ب تخرج سَرِيعا فَإِن عرض فأعدها من ساعتك وَمَتى ذهبت تخرج فَلَا تمنعها من الْخُرُوج.
أورياسبوس قَالَ: يحقن بِالْمَاءِ فِي الحميات اللَّازِمَة الخبيثة والناقهين من مرض طَوِيل فِي مدَّته إِذا صَعب عَلَيْهِم دفع الْغَايَة ويحقن للرياح المتولدة فِي الأمعاء بحقنهم بِمَاء سخن لِأَن المَاء الفاتر يُولد رياحاُ فليحقنوا بِمَاء حَار دفْعَة بِسُرْعَة وتتخذ الحفنة لمن أفرط فِي بَطْنه اليبس من طبيخ الخطمى والملوكية واللذع والحرقة طبيخ بزر الْكَتَّان قَالَ: وينفع الْخبز(3/113)
لقروح الأمعاء قَالَ: ويحقن بِهِ بعد حقن قَوِيَّة لِأَن هَذِه الحقنة تصلح حَال الأمعاء وتغذو وَأما عصارة السلق فَإِنَّهَا جَيِّدَة لالتواء الأمعاء وإصلاحها ويذبيان الْغَائِط الْيَابِس وَأما عصارة البقلة الحمقاء فَإِنَّهَا جَيِّدَة من التلهب الَّذِي يعرض فِي الأمعاء وَمن ورم حَار شديدالحارة أَو يعرض من دَاخل المقعدة بِسَبَب خُرُوج غَائِط صلب أَو غير ذَلِك قَالَ: وَأما الدّهن الْمَطْبُوخ بحب الْغَار فَإِنَّهُ جيد للرياح جدا وللذي حم من برد عرض لَهُ وَأما اللَّبن فَإِنَّهُ جيد جدا للزحير والأمعاء ويخلط بِهِ شَيْء من شَحم الدَّجَاج وَأما السّمن فَأَنا قد تحقن بِهِ القروح الوسخة فِي الأمعاء وَفِي احتباس الزبل بِسَبَب ورم عَظِيم حدث فِي المعي الْمُسْتَقيم وَيسْتَعْمل الحقن بِالشرابِ والدهن فِيمَن شرب الأفيون وَأكْثر مَا يسْتَعْمل فِي الحقن ثَلَاث قوطولات وأفله قوطولي وَكَثِيرًا مَا يحقن فِي يَوْم وَاحِد مرَّتَيْنِ وَثَلَاثَة)
وخاصة إِذا كَانَ فِي المعي الْمُسْتَقيم قرحَة أَو ورم من الأورام الحارة يمْنَع خُرُوج الْغَائِط من الأمعاء الني فَوْقه قَالَ: وللذين أكلُوا فطراً قَاتلا الحقن المتخذة من نطرون وأفسنتين وعصارة الفجل وطبيخ السذاب وَلَا سترخاء المعي الْمُسْتَقيم حقنة تتَّخذ من المَاء وَالْملح وللحيات
3 - (جَوَامِع أغلوقن)
قَالَ: الحقن تضر بالمعدة فَلذَلِك إِذا أردنَا أَن نحقن إنْسَانا معدته ضَعِيفَة أمرناه أَن يشرب قبل الحقن مَاء فاتراً لِئَلَّا تصل الحقنة إِلَى جرم الْمعدة نَفسهَا والفتل لَا تبلغ قوتها إِلَى الْمعدة فَلذَلِك إِذا أجزتك اقتصرت عَلَيْهَا. لي. قد رَأَيْت فِي مَوَاضِع كَثِيرَة أَنه يجب أَن يطعم قبل أَن يحقن.
حنين فِي الْمعدة عمل حقن فِيهَا سقمونيا فَقَالَ: تسهل صفراء أَو حقن فِيهَا قنطوريون وأفيثمون وفوذنج وخربق وبسبايج فَقَالَ: تسهل سَوْدَاء. 3 (الأولى من) 3 (حَرَكَة الصَّدْر والرئة) قَالَ: قد يعرض أَن تقع الرّيح فِي الأمعاء بِغَيْر حذق الحاذق أَو توانيه. لي. هَذَا يكون إِذا عصر وَفتح مرّة بعد مرّة فَيكون الْحَال كالنفخ بالزق وَإِذا قبض على فضل بِمَاء الدَّوَاء فِيهِ فَلذَلِك يَنْبَغِي أَن يقبض بِمرَّة على مَوضِع بنانه مَا فِي المحقنة ثمَّ يعصر ويخرط لِئَلَّا يدْخلهُ.
3 - (الْعِلَل والأعراض)
السَّادِسَة: قد يصعد من الحقنة فِي بعض الْأَحَايِين شَيْء يتقيأه الْإِنْسَان.
أحْوج النَّاس ألف ب إِلَى الحقنة من كَانَت طَبِيعَته مائلة إِلَى الْحصْر ومعدته ضَعِيفَة توهنها المسهلة وتقيأها إِذا أَخذهَا وأمعاؤه لَا تدفع الْفضل على مَا يجب فَهَؤُلَاءِ يحقنون بِمَا يُحَرك وَرُبمَا حقنوا بالدهن الْمُفْرد كي يلين الثفل وَيخرج وَلَا يَنْبَغِي أَن يديم ذَلِك لِئَلَّا يعْتَاد الأمعاء أَلا تدفع شَيْئا إِلَّا بالحقنة قَالَ: وَتحمل الشيافات الملطفة للبطن خَاصَّة لمن أَرَادَ حقنة لم تخرج الحقنة مِنْهَا لَكِن تنقي دَاخِلا.(3/114)
ألميامرقال: قولا أوجب فِيهِ: إِن الحقن أَحْمد لمن أَصَابَهُ ضَرْبَة على رَأسه أَو ورم هُنَالك لِأَنَّهَا تحدر الأخلاط إِلَى أَسْفَل وَلَا ينحدر مِنْهُ شَيْء إِلَى الرَّأْس كالحال فِي الْأَدْوِيَة المسهلة قَالَ فلتكن قَوِيَّة لِأَن هَذِه يكثر جذبها وَلَيْسَ إِنَّمَا يستفرغ مَا فِي الأمعاء والبطن بل مَا فِي تقعير الكبد.
3 - (من كتاب فارمي)
إِن ضغت المحقنة جدا ارْتَفع الدَّوَاء إِلَى الْمعدة وَخرج من الْأنف وَيجب على ذَلِك أَن تجز شعره حَتَّى توجعه وترش عَلَيْهِ المَاء الْبَارِد ويسقى أدوية الْمَشْي قَالَ: والضغط المقصر لَا يبلغ مَا تريده بل ينوم المحقنون على فرَاش يشرف أسافله إِلَى أعاليه إشرافاً صَالحا وينام على يسَاره وَيقبض رجله الْيُمْنَى إِلَيْهِ ثمَّ يدْخل الأنوبة إِلَى مَوضِع الْفلس ويضغط الزق باعتدال ويمسك بلين ثمَّ يخرج وينام على ظَهره. 3 (ابْن ماسوية)
3 - (الْأَدْوِيَة الَّتِي تخرج من الأمعاء)
الثفل إِذا احتملت: مرار الْبَقر مَعَ عسل وَمَاء حَار مَعَ مري ويحقن بِهِ وطبيخ الحلبة وطبيخ بزر الْكَتَّان مَعَ عسل ومرار الْبَقر مَعَ البورق وَكَذَلِكَ الحنظل إِذا خلط بِعَسَل والفجل إِذا غمس فِي الزَّيْت وَاحْتمل ألان الطبيعة وَكَذَلِكَ تفعل أصُول الكرنب والفوتنج الْجبلي إِذا سحق وخلط بِعَسَل وَجعل شيافة والحرف إِذا سحق وَجعل مَعَ عسل مَعْقُود وبورق وعصارة قثاء الْحمار.
من كتاب ينْسب إِلَى ج فِي الحقن وَأَظنهُ لروفس قَالَ:)
بعض الطير يحقن نَفسه بِمَاء الْبَحْر فيسهل بَطْنه قَالَ: إِذا كَانَ غرضك إِخْرَاج فضل غليظ من الْبدن فَلَا تحقن بالحقن اللينة الساذجة الَّتِي تهَيَّأ من مَاء وزيت وَعسل ونطرون لِأَن هَذِه لَا تقوى عَلَيْهَا فتزيد فِي الْأَذَى بكميتها قَالَ: ويحقن بِالْمَاءِ والدهن فِي الحميات الشَّدِيدَة البتهاب والحرقة وَلَا يخلط مَعهَا شَيْء حَار الْبَتَّةَ وَلَا غير المَاء والدهن فيطفئ لهيب الْحمى ويسكن توقدها قَالَ: واحقن العليل وَهُوَ مستلق على قَفاهُ وَرَأسه منحل وَرجلَاهُ وعجزه مُرْتَفعَة ولتكن أظفارك مقصوصة فَإِنَّهُ رُبمَا عرض من ذَلِك شقَاق فِي المقعدة. وَأَقُول: إِنَّه يجب أَن تدهن الْحلقَة مَرَّات ويرويها ثمَّ تدهن السبابَة من الْيَد الْيُسْرَى وادخلها فِي الْحلقَة ثَلَاث مَرَّات لتتسع ثمَّ أَدخل المحقنة وَلَا تبالغ فِي إدخالها يَعْنِي قصبتها لِأَنَّك مَتى بالغت فِي ذَلِك لم يدْخل ألف ب جمع مَا فِي الزق وَلَكِن أدخلها إدخالاً وسطا ثمَّ اعصرها بكلتى يَديك. لي يجب أَن يكون قصب الحقنة ذَا ممرين أَحدهمَا يدْخل مِنْهُ الدَّوَاء وَالْآخر يخرج مِنْهُ الرّيح وَهَذَا يكون مُوَافقا على هَذِه الصَّنْعَة وتوهم أنبوبته فِي وَسطهَا حجاب تَنْقَسِم إِلَى مجريين ولتكن مُنْتَهى أحد المجريين وَهُوَ عِنْد اتِّصَاله بالزق مسدود بِرَصَاصٍ ملحم وَيكون ذَلِك فَوق لِئَلَّا يمر فِيهِ من الدَّوَاء شَيْء وَيكون لهَذَا المجرى المسدود فِي نهايته عِنْد الزق ثقب يخرج مِنْهُ الرّيح وَهَذَا الثقب لَا يبلغ أَن يدْخل فِي الدبر فَإِذا حقنت بِهَذِهِ المحقنة وَأَنت(3/115)
تقدر على مَا يدْخل من الدَّوَاء وَيخرج من الثقب الَّذِي للمجرى المسدود فِي أَكثر الْأَمر لَا يسيل الحقنة وَلَا يخرج إِلَى خَارج لِأَن الحقن فِي أَكثر الْأَمر إِنَّمَا تدخل فِيهَا الرّيح لِأَنَّهَا تزحمها مَا دَامَ الْعَصْر قَائِما فَإِذا حل عَنْهَا دَفعته الرّيح بِقُوَّة قَوِيَّة فَإِذا خرج من الرّيح بِقدر مَا دخل وَكَانَ حَال الْبَطن بِحَالهِ. قَالَ: وطبيخ النخالة مَعَ القنطوريون وَالزَّيْت يخرج النجو إخراجاً جيدا وَإِذا كَانَ مَعَ حمى فاحقن بطبيخ السلق والدهن فَقَط قَالَ: والسلق نَافِع جدا خَاصَّة فِي أوجاع الخاصرة قَالَ: وَأما حقنة القنطوريون فَإِنَّهَا تحدر البلغم والمرة الصَّفْرَاء بِقُوَّة قَوِيَّة وَلَا تستعمله إِلَّا فِي الأقوياء فَخذ طبيخه واخلط بِهِ عسلاً ودهناً واحقن بِهِ وَهُوَ جيد لاحتباس الْبَطن وأوجاع الْمعدة ورم الطحال ووجع المفاصل وافحص قبل استعمالك إِيَّاه فَإِن كَانَت الأوجاع من اخلاط لَطِيفَة حارة فإياك وَهُوَ وَإِن كَانَت من أخلاط غَلِيظَة بَارِدَة فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَأما حقنة الحنظل فَإِنَّهَا تَنْفَع من الصرع والبرسام وَثقل الرَّأْس والمالنخوليا والصداع المؤذي والصمم وأمراض الْعين الَّتِي من مَادَّة غَلِيظَة مزمنة بَارِدَة وَإِذا كَانَ مَعَ وجع الْعين ثقل فِي الرَّأْس واحتباس الْبَطن فَاسْتَعْملهُ وحقنة الشبث نافعة من استرخاء الْمعدة وَضعف شَهْوَة الطَّعَام)
والجشاء الرَّدِيء وورم الْمعدة وحقنة الفوذنج النَّهْرِي نافعة من ذَات الْجنب والمفاصل يخلط طبيخه مَعَ عسل ودهن وَيسْتَعْمل. يُؤْخَذ طبيخ الشيح وَيجْعَل مَعَه كمون قَلِيل حَتَّى يطْبخ وَعسل وزيت ويحقن بِهِ ويطرد الرِّيَاح وحقنة الشيح الأرميني جَيِّدَة من الدُّود ويحقن بطبيخها مَعَ الْعَسَل وَالزَّيْت فَإِنَّهَا نافعة جدا وخاصة إِذا كَانَت فِي الأمعاء السفلي فاجتنب الحقن الحارة والقوية فِي الصّبيان والشيوخ والأبدان الْيَابِسَة فَاجْعَلْ حقنتها مرطبة وبالضد وَإِذا أردْت حفظ الْبدن على مَا هُوَ عَلَيْهِ فبأشكاله وَنَقله إِلَى أضداده وزد فِي الزَّيْت فِي حقن الشَّبَاب فَإِنَّهُم ألف ب يَحْتَاجُونَ إِلَى ترطيب الثفل كثيرا لِأَنَّهُ يعرض لَهُم يبس الثفل كثيرا وللمشايخ انقص الدّهن ورد فِي الْعَسَل وَقد يحقن من بِهِ حمى محرقة بِالْمَاءِ ودهن الْورْد. وَصَاحب افيلقوس: إِن تَأْخُذ بزر كتَّان وتحقنهم بِهِ وَأما حقنة الخشخاش فنافعة من ذوسنطاريا والحرقة الشَّدِيدَة فِي المعي تسكن الحرقة وتقطع الأختلاف وَإِذا كَانَ الذبول أغلب فطبيخ بزر الْكَتَّان وَإِن كَانَت الْحَرَارَة غالبة فاحقنه بدهن ورد وَمَاء. لي للحمى الحارة واليبس الشَّديد يجمع حِدة إِلَى قلَّة إثارة: للحرارة احقن العليل بِمَاء الْخبز مُفردا واحقن أَصْحَاب السل بحقن الْجِمَاع فَأَما الأفيون فَإِنَّهُ يدْخل فِي الحقن والشيافات ويسكن الأوجاع وخاصة الزحير.
وَقَالَ ج فِي إبيذيميا: إِنَّه رأى قوما احتملوه فماتوا فَلَا يَنْبَغِي أَن يهولك هَذَا إِذا رَأَيْت كَثْرَة الدَّم وَأما إِذا رَأَيْته قَلِيل الدَّم فَإِنَّهُ قَلِيل الْحَرَارَة فَلَا تقدم عَلَيْهِ. 3 (حنين فِي الْمعدة) حقنة تسهل الصَّفْرَاء: طبيخ النخالة والبنفسج رَطْل بورق ربع أُوقِيَّة سقمونيا ربع دِرْهَم دهن بنفسج يحل فِيهِ(3/116)
3 - (حقنة تسهل البلغم) طبيخ السلق رَطْل خربق نصف أُوقِيَّة شَحم حنطل مِثْقَال زَيْت ودهن قرطم يحتقن بِهِ. 3 (حقنة تسهل السَّوْدَاء) طبيخ الخربق والأفيثمون والسلق وشحم الحنظل وبورق وزيت وَعسل.
ابْن سرابيون اختر فِي الحقن أَلا تدخل فِي الْجوف ريح وَذَلِكَ بِأَن تجْعَل العض فِي مرّة وَلَا تخل عَن الزق ثمَّ يعصر أَيْضا لِأَن ذَلِك يدْخلهُ ريح تحْتَاج أَن تنفذ بالعصر الثَّانِي مَعَ الدَّوَاء فَإِذا غمزت على الزق فَلَا تخله لَكِن اخرطه أبدا فَإِذا جف فاسخن الشيرج بعد الحقنة فَإِن ذَلِك يمْنَع أَن تخرج الحقنة واسخنه فِي الذوسنطاريا بالصوف قد بل بِمَاء حَار قَابض وَفِي غير ذَلِك بِمَا يسخن. لي. سَماع يحقن صَاحب وجع الكلى وعرق النِّسَاء وَهُوَ ملقى على ظَهره أما صَاحب القولنج فَيكون متكنا على أَربع.
من كتاب مسيح: فَتِيلَة تخرج السَّوْدَاء نافعة من عللها كعضة الْكَلْب الْكَلْب وَغير ذَلِك من نَحْوهَا: خربق أسود فليغربوس: أَقْرَاص السكوكب جَيِّدَة لإيلاوس وشراب الخشخاش.
من مداواة الأسقام لج: يسقى صَاحب إيلاوس طبيخ الزَّبِيب مَعَ الشبث يطبخان مَعًا حَتَّى ينضجا ثمَّ يصفيان ويسقى أَو يطْرَح خبز فِي مَاء حَار ويغلي. وَيطْعم مِنْهُ فَإِنَّهُ نَافِع جدا وَيطْعم الْخبز وَهُوَ حَار واحقنهم بِهِ وحقنة دهن الْورْد يَنْبَغِي أَن يضْرب مَعَ المَاء ضربا جيدا ثمَّ يحقن بِهِ وَأما حقنة الخشخاش ألف ب فنافعة لذوسنطاريا والحرقة الشَّدِيدَة فِي المعي يسكن الحرقة وَيقطع الإختلاف وَإِذا كَانَ الذبول أغلب فطبيخ بزر الْكَتَّان وَإِذا كَانَت الْحَرَارَة غالبة فاحقنه بدهن ورد وَمَاء. مُفْردَة ج لايلاوس: إِذا شرب من ورق الْغَار مَعَ فلفل قَلِيل بشراب بعد أَن يسحق)
نعما نفع من إيلاوس والبابونج يشفي من إيلاوس الزَّيْت المفتر يحقن بِنصْف رَطْل مِنْهُ ينفع من شدَّة الزبل والورم والزيبق يقتل حَتَّى يصير كالرماد ويسقى أَصْحَاب إيلاوس الزَّيْت يُؤْكَل ويحقن بِهِ فِي إيلاوس الَّذِي من ورم المعي دهن الإيرسا يشرب مِنْهُ أوقيتين وَنصف جيد لايلاوس وَقد يكون من الحبات إيلاوس.
أَن يسقى صَاحب إبلاوس دهن خروع على نَقِيع الصَّبْر ويلعق زبدا وشيئاً من عسل وَقَالَ: لَا يخرج مِنْهُ ريح بتة وَمَعَهُ غثى شَدِيد متدارك وَضعف كثير فَإِن أكل(3/117)
اشتدت أعراضه ويتجشأ منتناً وَرُبمَا قاء الزبل وَيَمُوت فِي الرباع أَو السَّابِع وَرُبمَا بلغ الْعشْرين ودرور الْعُرُوق والمجسة مِنْهُم صَغِيرَة. 3 (التَّذْكِرَة) ينفع إيلاوس مَاء ورق الخطمى وخيارشنبر ودهن لوز أَو مَاء الْجُبْن أَو مَاء عِنَب الثَّعْلَب يمرس فِيهِ خيارشنبر وَيدل على ورم المعي الْعَطش وحرارة لمس الْبَطن مَعَ ثقل فِي ذَلِك الْموضع لَازم وَشدَّة حرارة الْجَسَد والحمى. 3 (من حقنة إيلاوس من ورم المعي) مَاء اللبلاب وَمَاء ورق الخطمي وَمَاء الْخَبَّازِي وَمَاء ورق السمسم وَمَاء ورق النيلوفر وَمَاء البنفسج وَمَاء السلق ولعاب بزر قطونا ودهن البنفسج وفلوس خيارشنبر ويحقن بِلَبن حليب أَو زبد وشحم بط 3 (فليغرورس) أَقْرَاص الْكَوْكَب جَيِّدَة لَا يلاوس وشراب الخشخاش. من مداواة الأسقام لج: يسكن إيلاوس طبيخ الشبث بزبيب يطْبخ حَتَّى يتهرا واطبخ خبْزًا فِي مَاء حَار يغلي وأطعمه فَإِن لَهُ نفعا عَظِيما واحقنه بزراقة طَوِيلَة وَيكون طبيخ شَحم الحنظل وَنَحْوه بعد الحقن بدهن.
أبقراط: انفخ فِي دبره بالزق فَإِنَّهُ جيد.
الطَّبَرِيّ: من كَانَ يعتاده حب القرع دَائِما ويعتريه إيلاوس فاحدس على أَنه مِنْهَا فاسقه مَا يُخرجهَا وانفخ فِي دبره بالزق واحقنه من سَاعَته بعد النفخ.
الْيَهُودِيّ: صَاحب الكلى يسهله الْيَسِير من الْأَدْوِيَة المسهلة وَصَاحب القولنج لَا تسهله إِلَّا القوية ويضر صَاحب الكلى الحقن وينفع أَصْحَاب القولنج وَيكون مَعَه عسر بَوْل ووجع الفقار ويجد الوجع فِي آخر الْأَمر وَصَاحب وجع القولنج لَا يخف إِلَّا بانحدار الْبَطن أَو خُرُوج الرِّيَاح.
التَّذْكِرَة للنفخة فِي الْبَطن كُله: اسْقِهِ ثَلَاثَة دَرَاهِم كرويا بِمَاء حَار أَو نَبِيذ صرف قوي. ألف ب الشَّديد: نانخة شونيز كرويا كمون سذاب كاشم زوفرا فوذنج شبث صعتر يطْبخ ويصفى المَاء وَيحل فِيهِ سكبينج جاوشير جندباستر وَيجْعَل عَلَيْهِ دهن المرزنجوش أَو دهن الناردين ويحقن بِهِ.
دَوَاء للنفخة عَجِيب نانخة فلفل ورق السذاب الْيَابِس دارصيني كندر قرنفل جندباستر سكبينج صعتر كرويا كمون شونيز أفيثمون وَج زرنباد حب الْغَار قسط رواند يجمع ويسقى مِنْهُ مِثْقَال بشراب قوى صرف.
أَبُو بكر النفخ القوية زنجبيل دِرْهَم فلفل مثله تَرَبد نصف دِرْهَم سكر دِرْهَم وَنصف يسقى بِمَاء حَار.(3/118)
فليغرغورس: بذلك صَاحب القولنج دلكا رَفِيقًا طَويلا وتدلك ساقاه دلكا قَوِيا فلوبلا وادهن بَطْنه بدهن السذاب والكمون والجندباستر ثمَّ يضمد الفربيون والفلف أَو يدلك بهما مدافان بالدهن.
قَالَ أَبُو بكر: هَذَا ضماد قوى سذاب فوذنج شونيز كمون حلبة قرطم ورق الْحمام بزر الأنجرة خَرْدَل يطْبخ ببزور تجمع بِهِ ويضمد أَو بلعاب بزر الْكَتَّان.
روفس فِي الحقن: قد أصَاب الْعلمَاء فِي هَذَا الوجع بالتكميد والضماد الْحَار لِأَنَّهُمَا يبرئانه وَيَنْبَغِي أَن يدمن وَاعْلَم أَن الْأَدْوِيَة القوية وخاصة مَا يسهل السَّوْدَاء إِذا حقن بهَا رُبمَا أورثت سحجاً رديئاً بعد القولنج وَإِذا كَانَ القولنج بعقب ضعف الْمعدة أَو قُرُوح الأمعاء فافصد لذَلِك وَأَنت تَسْتَغْنِي عَن الحقن الحادة وَإِذا كَانَت بعقب الزحير فَإِن فِي طرف المعي ورماً.
جورجس الضماد الْمُتَّخذ من الْخبز والأفيون من كتاب الْمعدة لحنين ضماد للنفخ والقولن: حلتيت جندباستر بالسواء زَيْت قد طبخ فِيهِ سذاب.
وشيافه تسكن الزحير والوجع الشَّديد: أفيون جندباستر بالسواء.
الطَّبَرِيّ: اللوز المر والحلو نافعنا للقولنج.
من كتاب عَلامَة القولنج: إِذا رَأَيْت ذَلِك فبادر بالفصد من الصَّافِن وَأخرج الدَّم مَرَّات وَقد فعلنَا ذَلِك فَلَانَتْ الطبيعة وأدر الْبَوْل وأخص شَيْء بالريحي المحجمة وَإِذا ظَنَنْت القولنج من ورم حَار فَلَا تسخن فَلَا)
تسخن فَإِنَّهُ يصير إيلاوس وَلَكِن عَلَيْك بالفصد من الذِّرَاع والشربح مَرَّات والألعبة المزلفة فَإِن احْتبسَ الْبَوْل فصدت الصَّافِن والقولنج بعضه قوي الوجع وَبَعضه لَا والقوى يحدث إِمَّا من اجل الْخَلْط اللذاع اللاحج فِي الأمعاء أَو يكون متشبثاً بهَا أَو من ريح غَلِيظَة لَا منفذ لَهَا وَغير القوى حُدُوثه من أخلاط بَارِدَة غَلِيظَة وَالْفرق بَين الريحي والمري تمدد مَعَ الريحي والمري تمدد مَعَ الريحي والثفل وَمَعَ المري لذع وكرب وتضره الْأَشْيَاء الحارة وَيزِيد المساك عَن الطَّعَام فِي وَجَعه وَينْتَفع بالأشياء الْبَارِدَة اللينة فليعالج بحقنه من مَاء ألف ب الشّعير وَمن مَاء الْعَسَل لتغسل أمعاؤه وَمن ذَلِك الْخَلْط ثمَّ يتغذى بأغذية جَيِّدَة عسرة الْفساد وَلَا تسعمل الملطفة المسخنة فِيهِ لِأَن الَّذِي يحْتَاج إِلَيْهِ هُوَ استفراغ ذَلِك الْخَلْط الْحَار أَو تعديله فَإِن لم ينجح وَاحِد من هذَيْن فَاسْتعْمل التخدير فَإِن المخدرة من هَذِه الْعِلَل نَافِع لَيْسَ بالتخدير بل بالمزاج أَيْضا وَذَلِكَ انها تبرد ذَلِك الْخَلْط وتعدله وَلَا تسْتَعْمل المخدرة مَعَ الخلاط الغليظة فَإِنَّهَا تسكن أَولا ثمَّ تهيج شَيْئا أقوى وَأَغْلظ وَلَا الْأَدْوِيَة القوية الْحَرَارَة فَإِنَّهَا تثير مَا تحلل من بِهِ تكْثر الرِّيَاح من ذَلِك الْخَلْط الغليظ فيزيد الوجع لَكِن تمسك بالمقطعة من غير إسخان قوي والثوم نَافِع جدا والترياق إِذا لم تكن حمى الحقن(3/119)
بدهن قد طبخ فِيهِ بزور وَحل فِيهِ جندباستر يحقن بحقن ويمزج وَيحْتَمل مِنْهُ فَإِنَّهُ يفش الرِّيَاح وزبل الذِّئْب نَافِع فِي جَمِيع القولنج خلا الورمي فَعَلَيْك بِهِ.
يكون من أغذية لَا تنضج كالفواكه الحامضة أَو برد شَدِيد يُصِيب الْبَطن فَإِن فِي هَذِه الْحَال ينتفخ القولن ويخففه الجشاء والقيء.
مَجْهُول: القولنج يكون إِمَّا من خلط غليظ أَو من ريح وَإِمَّا من مرار حَار وَإِمَّا لثفل يَابِس وَإِمَّا لورم فِي المعي وَالَّذِي من ثفل يَابِس مَعَه ضغط شَدِيد كالشيء الناشب وَمَعَ المري عَطش وَلَا يُطَاق الهليون والكراث مِمَّا ينفع من القولنج وَكَذَا السمسم واللوز والقرطم وَالْعَسَل والفانيذ ومرق لقنابر والديوك واللبلاب والملوكية والسلق وَمَاء الحمص والتين والسذاب والمون اسحق مَتى كَانَ الوجع شَدِيدا مَعَ لذع ومغس بدهن بنفسج وَيكثر تجرع المَاء الْحَار ودهن لوز حُلْو وَمر ودجاجة مَعَ خبز سميذ وَمَتى كَانَ تمدد فِي الْبَطن كالطبل فاعط المذهبة للنفخ واحقن بِزَيْت البزور وَاسْتعْمل المحجة وغذ بالكراث والثوم وإسفيذباج بالشبث والمون وَإِن كَانَ الوجع لَيْسَ بشديد فَإِنَّهُ خلط بَارِد غليظ وَإِذا كَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ يسهل بِشرب المسهلة فاسقها واعط مَاء الْأُصُول)
وإيارج فيقرا وخروعاً واحقنه بالصموغ الحارة. 3 (حقنة المري) بنفسج وورق الخطمى وأصوله ونخالة وسَاق ملوكيا وورق القرع سبستان تين أَبيض أصل السوسن دهن بنفسج مري الْغذَاء مَاء الْبُقُول المزلقة بدهن لوز وألزمه بعد الاحتراس مِنْهُ بلب الخيارشنبر وشراب البنفسج وَمَاء الْبُقُول والألعبة وَإِن كَانَ عسراً.
قَالَ فِي الأسقام المزمنة: إِذا عرض القولنج بعد الْأكل فقيئه فَإِنَّهُ يجِف وَاجعَل فِي طَعَام من يَعْتَرِيه أبدا بزوراً ومطلقة والبقول الرَّديئَة إِلَّا السلق وَمَاء الكرنب وَالزَّيْتُون الْأسود جيد لَهُ وَالْمَاء الْبَارِد والرديء وَالشرَاب أصلح وَحب ألف ب الصنوبر عِنْد النّوم ينفع مِنْهُ وَمِمَّا يعْمل فِيهِ بِخَاصَّة أصل البنج إِذا علق عَلَيْهِ بطن الاوز إِذا شوى وَأطْعم وَقرن إيل محرق يسقى مِنْهُ مِثْقَال وَقت هيجان الْعلَّة وَكَذَا إِذا أطْعم قنبرة مشوية سكنت الوجع من سَاعَته وينفع مِنْهُ أَيْضا سقى ملعقتين من الجندباستر وَالْملح الدراني بالسواء وَإنَّهُ عَجِيب يسقى العليل مِنْهُ فَإِنَّهُ يفش الرِّيَاح وَيُطلق الْبَطن وَاسْتعْمل للامن من العودة ودلك الْبَطن وَالظّهْر بالكرنب وَالزَّيْت والنطرون وضماد الْخَرْدَل يوضع على الْبَطن فَيمْنَع العودة ويستأصل السقم وَيسْتَعْمل الكي أَسْفَل السُّرَّة وَيمْنَع أَن يلتحم زَمنا طَويلا كي تسيل مِنْهُ رُطُوبَة كَثِيرَة وتنفعهم الرياضة وتضرهم التخم وَكَثْرَة الشَّرَاب وَالْمَاء المالح نَافِع لَهُم والحريق يستأصل وجعهم.
يضرّهُ الْخلّ والبقل والجبن وَجَمِيع مَا يُخَفف الْبَطن وَيلْزم الحلو وَالدَّسم والإسفيذباج وَنَحْوه وَالْمَاء الْبَارِد لكل وجع يكون فِي الْبَطن فالإسهال يقلعه إِلَّا القروح والدبيلة. 3 (من تسكين الأوجاع) قَالَ: كَانَ رجل عليل يظنّ ان بِهِ قولنجا كَانَ لَا ينْتَفع بِشَيْء من النطولات والحقن بدهن السذاب(3/120)
ساءت حَاله وَلما حقن بالحقنة الَّتِي يَقع فِيهَا الجندباستر صَار إِلَى حَال أشر وأرداى وَلما تنَاول أَيْضا عسلاً وفلفلاً صَار شرا وَكَذَلِكَ أَيْضا لما تنَاول عصارة الحلبة فخمنت أَن ذَلِك لِأَن فِي أمعائه أخلاطاً لذاعة مداخلة لجرم المعي نَفسه تردما من أَسْفَل وَمن فَوق وتجلبه إِلَى نَفسهَا فأطعمته طَعَاما يعسر فَسَاده فرأيته قد قل وَجَعه فَعمِلت أَنه يحْتَاج إِلَى تنقية ذَلِك الْخَلْط الرَّدِيء المشرب لأمعائه وإيارج فيقرا هُوَ أَجود مَا نتقى بِهِ هَذِه الأخلاط إِلَّا أنني لم أقدم على تنقبته دفْعَة لِأَنَّهُ لما كَانَ قد نهك لطول الوجع وشدته لم أجتزم على ذَلِك لكنني فعلت ذَلِك بِهِ قَلِيلا قَلِيلا وَجعلت أريحه بَين كل استفراغين أَيَّامًا فبرئ فَيَنْبَغِي أَن يجيد الحدس والتخمين ثمَّ تقدم على العلاج إِن شَاءَ الله.
تمت مقَالَة القولنج وَالْحَمْد لله.
تمّ الجزؤ الثَّامِن ويليه إِن شَاءَ الله الجزؤ التَّاسِع فِي قُرُوح الْأَرْحَام والنزف والسيلان والسرطان والرجاء وأورام الرَّحِم والآكلة ونتوها والفتق فِي الرَّحِم والبواسير والشقاق(3/121)
(فارغة)(3/122)
(فارغة)(3/123)
(الْجُزْء التَّاسِع)
(أمراض الرَّحِم وَالْحمل)(3/124)
(القروح فِي الْأَرْحَام. .) (والنزف والسيلان والسرطان والرحاء وَنَحْوه من أورام الرَّحِم) والآكلة ونتوها وانقلابها وَسَائِر الأورام والقروح والامتداد والنفخ وَالْمَاء فِي الرَّحِم والجسأ والانخلاع والرتقاء والفتق فِي الرَّحِم وَمَا يقطع الطمث من دروره وَمَا يعرض من النزف من المضار والبواسير والشقاق وَالَّتِي ينتفخ بَطنهَا ويظن من عظمه أَنَّهَا حُبْلَى وَهُوَ البارود. ج: فِي الْخَامِسَة من حِيلَة الْبُرْء: أَنا أنقى الْأَرْحَام إِذا كَانَ فِيهَا قرحَة وضرة بِمَاء الْعَسَل نوصله إِلَيْهَا بالزراقة. قَالَ: وَمَكَثت امْرَأَة تنزف أَرْبَعَة أَيَّام وَلم يسكن عَنْهَا النزف بشيئ من الْأَشْيَاء الَّتِي عولجت بهَا مِمَّا تداوى بِهِ هَذِه الْأَشْيَاء حَتَّى عالجتها فِي الْيَوْم الرَّابِع بعضارة لِسَان الْحمل)
وَإِنَّهَا لما عولجت بِهِ انْقَطع عَنْهَا النزف الْبَتَّةَ وَهَذِه العصارة نافعة من انبعاث الدَّم بِسَبَب آكِلَة تعرض فِي الْعُضْو وَيجب أَن تخلط بهَا بعض الْأَدْوِيَة القابضة على مَا ترى وَيجب أَن تعالج بِهِ 3 (النزف) وَمِمَّا يعظم نَفعه للنزف من الرَّحِم على أَي جِهَة كَانَ محجمة عَظِيمَة تعلق عهند الثدي أَسْفَل.
مَا يعرض من المضار من جري الطمث: السَّادِسَة من الْأَعْضَاء الألمة: يتعب ذَلِك رداءة اللَّوْن وتهيج الْأَطْرَاف وَجَمِيع الْجِسْم وَقلة الاستمراء وَضعف الشَّهْوَة والأعرض التابعة للاستفراغ المفرط. قَالَ: وَرُبمَا كَانَ الدَّم مائياً وَرُبمَا كَانَ يضْرب إِلَى الصُّفْرَة وَرُبمَا كَانَ أسود أَو أَخْضَر وَقد يكون كَدم الْقَصْد فَانْظُر هَل حدث فِي الرَّحِم تَأْكُل والتأكل يعرض فِي عمق الرَّحِم وعلامته أَن يكون أسود منتناً وَقد يكون فِي فَمه وَيُمكن أَن يمس.
الْفُصُول الْخَامِسَة: مَتى أردْت حبس الطمث فضع على كل وَاحِد من ثدييها محجمة عَظِيمَة جدا وتوضع أَسْفَل الثدي لِأَن هُنَاكَ تَنْتَهِي الْعُرُوق الصاعدة من الرَّحِم إِلَى الثدي وَتَكون عَظِيمَة ليشتد الجذب ويقوى وينجذب الدَّم بالاشتراك. قَالَ: وَقد يزِيد الطمث من تفتح أَفْوَاه الْعُرُوق إِلَى أَن تنهي إِلَى الرَّحِم أة وَيصير الدَّم أرق مِمَّا كَانَ وأسخن وَإِن ساءت(3/125)
حَال الْجِسْم كُله فيثقل عَلَيْهِ الدَّم. وَإِن كَانَ الدَّم لم يُجَاوز اعتداله الطبيعي قد يفد على الْعُرُوق الَّتِي فِي الرَّحِم كَمَا يعرض فِي جَمِيع الْأَعْرَاض الَّتِي تكون فِي الدفاع الميعاد.
عولجت أمْرَأَة بِكُل شئ يقطع السيلان من الرَّحِم وَكَانَت تسيل مِنْهَا رطوبات بيض فأسهلتها بِمَا يسهل المَاء وسقيتها بعد ذَلِك طبيخ الأسارون والكرفس ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ عاودت المسهل للْمَاء ثمَّ عاودت الطبيخ فبرئت فِي خَمْسَة عشر يَوْمًا. 3 (الفصد) الأورام فِي الرَّحِم انتفاعها بفصد الباسليق أقل أَن فِيهِ ثَلَاثَة أَجزَاء وَهُوَ أَن يحبس الطمث بِسَبَب أَنه يجذب الدَّم إِلَى فَوق والفصد من الرجل نَافِع فِيهَا ويدر الطمث ويعظم نَفعه لَهَا.
من العلامات: الورم رُبمَا كَانَ فِي الرَّحِم كلهَا وَرُبمَا كَانَ فِي فمها وَقد يكون فِي عُنُقهَا وَقد يكون فِي أَصْلهَا وَقد يكون فِي نَوَاحِيهَا. والعلامات الدَّالَّة على ورم الرَّحِم على الأطلاق: وجع فِي المفاصل واختلاج وحرارة وَحمى وجشاء وتمدد وَثقل فِي الصلب والوركين والفخذين والعانة والأربية والقشعيرية ووجع ناخس وخدر فِي الرُّكْبَتَيْنِ وَبرد الْأَطْرَاف وعرق كثير وَصغر النبض ويشارك وجع الرَّحِم فَيعرض فِيهَا الفواق ووجع مؤذ ووجع فِي الرَّقَبَة والخدين وَفِي مقدم الرَّأْس وعسر الْبَوْل. وَإِذا اشْتَدَّ الوجع عرض مِنْهُ انْقِطَاع فِي الصَّوْت والتشنج. وَإِذا كَانَ الوجع أيسر وأهون وَإِذا كَانَ الورم فِي الْجَانِب الْأَيْمن مَال الرَّحِم إِلَى الْأَيْسَر وَبِالْعَكْسِ. فَإِن كَانَ الورم من وَإِذا كَانَ فِي الْجَانِب الْأَيْمن بلغ الوجع السَّاق الْيُمْنَى نازلاً من الأربية وَكَذَا فِي الْأَيْسَر. وَإِن كَانَ يَفِي أَسْفَل الرَّحِم حَيْثُ المعي الْمُسْتَقيم عرض مَعَه بعد زحير ونتن البرَاز واحتباسه وَإِذا أدخلت الْأصْبع فِي المقعدة وجدت أَنه فِي المعي الْمُسْتَقيم وَإِن كَانَ الورم فِي أعلي الرَّحِم عرض احتباس الْبَوْل ووجع شَدِيد فِي السُّرَّة وَإِذا مَالَتْ إِلَى بعض النواحي عرض وجع فِي الورك وامتداد شَدِيد وَإِذا كَانَ الورم فِي عنق الرَّحِم فالورم يغيب للحس قَلِيلا مَا لم تبل الْمَرْأَة فَإِذا بَالَتْ ظهر فِي الْعَانَة ورم مستدير وَإِذا كَانَ الورم مُسْتقِلّا عرض وجع شَدِيد فِي الصلب وَلم تقدر الْمَرْأَة تنبطح وتضطجع إِلَى جَانب فيتبين الورم للأصبع إِذا جس وَيفرق بَين ورم الرَّحِم والأورام فِي الْبَطن لِأَن ورم الرَّحِم يُشَارك المقعدة والأربية وَالرَّأْس وَمَا يعرض أَيْضا من ميل الرَّحِم وجسأة عِنْد الْحس بالأصبع وَمَا يبرز مِنْهُ وَالرَّأْس وَمَا يعرض من أَسبَاب. قَالَ: إِذا مَالَتْ الرَّحِم إِلَى جَانب عرض فِي ذَلِك الْجَانِب وجع شَدِيد وامتداد وَلَا تقدر أَن تقوم الْمَرْأَة وَلَا تجْلِس إِلَّا بِمَشَقَّة وَاحْتبسَ الْبَوْل والرجيع. 3 (الْخراج) وعلامات الْخراج فِي الرَّحِم: امتداد شَدِيد فِي الرَّحِم وَبَعض العلامات الَّتِي وَصفنَا وحميات 3 (القروح) وَإِن كَانَ فِيهِ قرحَة كَانَ الوجع فِي مَوضِع القرحة ويسيل من الرَّحِم رطوبات تخْتَلف فِي اللَّوْن والرائحة وينذر بِحل الْقُوَّة وَدم ينحف الْجِسْم وَيلْزم الْحمى وتزداد(3/126)
بالأدوية المرخية شرا وتنتفع بالقابضة وَيكون الوجع أَشد مَتى كَانَ فَم الرَّحِم وَإِذا كَانَت القرحة وسخة كَانَت الرطوبات الَّتِي تسيل رَدِيئَة والوجع أَشد وبالضد إِذا كَانَت القرحة نقية كَانَت الرطوبات الَّتِي تسيل مِنْهَا غير مُنْتِنَة والوجع أيسر. 3 (النفخ) عَلَامَات الرَّحِم الْكَثِيرَة النفخ: ورم فِي أَسْفَل الْبَطن لَهُ صَوت كالطبل ومغس ونغس وضربان ويسكن بالتكميد بالأشياء الحارة وَإِذا برد الْموضع يهيج القراقر ويتحرك الرِّيَاح وَرُبمَا بقيت هَذِه النفخة من ساعتها وَلم ترم بعد ذَلِك وَإِذا كَانَ فِي الرَّحِم خدر الْموضع وعرجت الْمَرْأَة فِي الْمَشْي وانحنت من شدَّة الوجع وَأما الورم البلغمي فَلَا وجع مَعَه.
3 - (عَلَامَات اسقيروس)
قَالَ: لَا يعرض مَعَ اسقيروس وجع الْبَتَّةَ وينحف الْجِسْم مِنْهُ ويضعف ويعرض فِي الْبَطن 3 (ضعف الرَّحِم) تعرض مِنْهُ قلَّة الشَّهْوَة للباه وَكَثْرَة الطمث وَعدم الحبلى وَقلة إمْسَاك المنى. قَالَ: وَقد يعرض لفم الرَّحِم انسداد أما لقرحة فنبت فِيهَا لحم فضل وَإِمَّا أَن تكون فِي الأَصْل كَذَلِك فَيعرض من ذَلِك أَلا تشْتَمل وَلَا تحبل وَرُبمَا حبلت وَمَاتَتْ عِنْد الْولادَة لِأَن الْوَلَد لَا يخرج. قَالَ: ويعرض أَن ينْبت الرَّحِم شَيْء شَبيه بِالذكر فِيهِ صلابة يبرز إِلَى خَارج فَيمْنَع من مجامعة الرجل لَهَا. قَالَ: وَقد تنتو الرَّحِم فَيخرج فِيهَا شَيْء من الْفرج ويعرض من ذَلِك للْمَرْأَة الوجع الشَّديد فِي الْعَانَة والصلب والمقعدة وورم مستدير فِي الْعَانَة. 3 (الأولى من السَّادِسَة من إبيذيميا:) 3 (الصداع الَّذِي يعرض للنفساء) عَن الأورام فِي الرَّحِم يكون فِي اليافوخ وَسَائِر أوجاع الرَّحِم يؤول الوجع مِنْهَا إِلَى الورك فِي مُدَّة ثَمَانِيَة أشهر أَو عشرَة. 3 (الْخَامِسَة منت السَّادِسَة من إبيذيميا:) 3 (اصفرار حلمة الثدي) مَتى كَانَت حلمة الثدي وَهُوَ الْموضع الْأَحْمَر مِنْهُ أصفر دلّ على قلَّة الدَّم فِي الْبدن والغذاء الغليظ يَجْعَل الدَّم غليظاً عسر الجرية وَالْحَرَكَة كالجاورس وَشبهه.
أهرن: نزف الدَّم إِذا كَانَ من امتلاء يسْتَدلّ عَلَيْهِ من لون الْمَرْأَة وَمن امتلاء بدنهَا وضربان الْعُرُوق وَثمّ إِذا خرج الدَّم وجدت لذَلِك رَاحَة وَيكون لضعف الرَّحِم فَلَا تقدر على حبس الدَّم ويستدل على ذَلِك من صفاء الدَّم وَمن نقائه وَيكون أَيْضا من حِدة الدَّم ولطافته ويستدل عَلَيْهِ بِأَنَّهُ يكون حاداً لذاعاً وَيخرج سَرِيعا ضَرْبَة وَاحِدَة مُنْقَطِعًا وَيكون ذَلِك من انفتاح الْعُرُوق فَإِنَّهُ دم صَاف بِلَا وجع يفرق بَين هَذَا وَبَين ضعف الرَّحِم وَالَّذِي يكون لقرحة فِي الرَّحِم يكون مَعَ وجع(3/127)
وَمُدَّة وَإِن كَانَت من آكِلَة رَدِيئَة خرجت سَوْدَاء رَدِيئَة مُنْتِنَة.
قَالَ: وَيكون لون الدَّم بِحَسب الْفضل الغليظ الْغَالِب على الْجِسْم قمر الْمَرْأَة بِأَن تحْتَمل خرقَة كتَّان لَطِيفَة تمسكها لَيْلَة ثمَّ تجفف فِي الظل فَإِن كَانَ لَوْنهَا إِذا جَفتْ مائياً كَانَ الْغَالِب بلغما وَإِن)
كَانَت حَمْرَاء فَإِن ذَلِك من امتلاء الدَّم وكثرته وَإِن كَانَت إِلَى صفرَة فَذَلِك من صفراء وَإِن كَانَت سَوْدَاء أَو خضراء فَمن السَّوْدَاء فعالج الْمَرَّتَيْنِ بِمَا يسهلهما والدموي بالفصد والبلغي بِمَا يسهل البلغم. وَقَالَ: وَقد يعرض فِي فَم الْأَرْحَام حكة مَعَ انتفاخ ويعرض ذَلِك من أجل الشَّهْوَة كَمَا يعرض للاحليل الانتفاخ عِنْد الشَّهْوَة: علاج ذَلِك بفصد الأكحل ثمَّ الصَّافِن وتسهل ثمَّ تخرج الْمرة والبلغم وتعطى مَا يحرق المنى كالفجل والسذاب والفوذنج والكمون وتلطف الرَّحِم بأقاقيا وَورد وصندل بالخل ودهن الْورْد. 3 (الأورام الحارة فِي الرَّحِم) هَذِه تكون مَعَ حرارة شَدِيدَة حَدِيدَة وَثقل فِي الظّهْر والأرحام وانقباض فِيهَا مَعَ حمى حارة وَإِن كَانَ فِي مُؤخر الرَّحِم كَانَ مَعَه وجع الظّهْر وعلقة الطَّبْع وَإِن كَانَ فِي مقدم الرَّحِم كَانَ عَظِيما واحبس الْبَوْل وتتشكى مَعَ الأورام فِي الرَّحِم الْمعدة ويهيج القئ والغثى وَلَا يستمرئ الطَّعَام وَذَلِكَ لاشْتِرَاكهمَا مَعَ فَم الرَّحِم أبدا فابدأ علاجه بالفصد إِن أمكن وَأخرج الدَّم على قدر ذَلِك مَتى كَانَت الْقُوَّة ضَعِيفَة فَأرْسل الدَّم فِي مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا فِي أَيَّام واحفنها بالحقن اللينة واعطها النافعة للأورام الحارة فِي بَاطِن الْبدن مَاء الكاكنج وعنب الثَّعْلَب والهندباء ولب الخيارشنبر وضع على الرَّحِم خاجاً الاسفيوس ودهن ورد وضع عَلَيْهِ إِلَى أَن تسكن حِدة الورم ونائرته وَقد يسقى أَيْضا مِثْقَال وَنصف من صَبر مغسول مَعَ عِنَب الثَّعْلَب والجيارشنبر فَإِذا ذهبت حِدة الورم وَأَرَدْت أَن تحلل مَا بَقِي فَخذ حلبة وكرنبا فاسلقهما وَاجعَل مِنْهُمَا خبيصاً بدهن السوسن وضمد بِهِ الرَّحِم وَحمل مِنْهُ فِي صوفة واسقها سكنجبينا وأشقا وعلك الأنباط والكوز والجوشير إِن شِئْت مُفْردَة أَو مَجْمُوعَة مركبة مِثْقَالا أَو اثْنَيْنِ بِقدر الْقُوَّة أَو بأيها شِئْت بشحم البط أَو الدَّجَاج أَو دهن السوسن وتحتمله الْمَرْأَة واسقها إِن شِئْت مِثْقَالا أَو أَرْبَعَة من دهن
ضماد لذَلِك لَا يطلى وَيحْتَمل يذاب شمع بدهن سوسن ويجعيل مَعَه شَحم بط ويسحق المر ولعاب الحلبة بِالشرابِ وَيجمع الْجَمِيع فَأَنَّهُ جيد.
ضماد أخر للورم الْحَار فِي أبانة: قيروطي وشمع ودهن ورد وَيجمع يشرب مَاء عِنَب الثَّعْلَب والهندباء وَيجْعَل مَعَه دَقِيق الباقلي وَالشعِير ومخ الْبيض وَيجْعَل ضماداً. ة ة ى ى ى لقطع النزف نصف دِرْهَم شب دانق أفيون دانق بنج نصف دِرْهَم من الجلنار وَمِمَّا يحْتَمل مرتك زاج كحل والقوابض. قَالَ: والخل مِمَّا يقطع الطمث وَكَذَلِكَ الكافور وَإِن كَانَ ذَلِك مَعَ حرارة وَحمى فَاسق كل يَوْم قرصة طباشير الْمِيَاه القابضة الْبَارِدَة وعالج بتحمل المعدنيات وَإِذا طَال النزف من آكِلَة كالمرتك والكحل والشانج(3/128)
والاسفيذاج والطين الْمَخْتُوم والأرميني وَإِذا كَانَ من امتلاء الْجِسْم فالفصد والتعصيب.
بولس: إِذا عرض نزف شَدِيد فاربط الثديين وعَلى العضدين والفخذين والاريتين وتسقى مَاء وخلا مبردا بثلج ويضمد الظّهْر والبطن بأَشْيَاء بَارِدَة وتسقى وجلنار وحضضا وحصرما وزراوندا والاضمدة الَّتِى على الفتوق وفرزخات من عفص وكندر وقرظ وتجلس فى طبيخ الآشياء القابضة قَالَ وَقد يعرض للنِّسَاء سيلانات من الرَّحِم تجىء من جَمِيع الْجَسَد قَالَ وَيكون الْغَالِب فى لون هَذِه الرُّطُوبَة لون الخلطالغالب فاذا كَانَ الدَّم غَالِبا كَانَ الذى يسيل كَمَاء وَإِذا كَانَ الصَّفْرَاء أغلب عَلَيْهِ وَرُبمَا كَانَ دَمًا نقيا قَالَ فعالج الْجِسْم كُله بأَشْيَاء مقوية مجففة وَذَلِكَ جَمِيع الْجِسْم واللطوخات بالعسل واعط أدوية تدر الْبَوْل وإذاكان الذى يسيل رُطُوبَة أسهل الْبَطن أخلاطا مايْة وَأما السيلان الْأَحْمَر فعالجه بالفصد وعلاج نزف الدَّم وينفع من ذَلِك إنفحة الأرنب وَجَمِيع الأنافح وَرُبمَا كَانَت هَذِه السيلانات بأدوار فى أَوْقَات الرَّاحَة وَأما فى أَوْقَات االراحة وَأما فى وَقت النّوبَة فَعَلَيْك بالتسكين وعالج بالدلك والرياضة وإدرارالبول وإسهال امايْة والتعرض للشمس والطلاء بأضمدة المستسقين وبالقى والحمامات الْيَابِسَة قَالَ والورم الْحَار يعرض للرحم وَعلل أُخْرَى كَثِيرَة من ضَرْبَة وَمن احتباس الطمث وَمن الْولادَة وَتَكون مَعَه حمى وَثقل فى الْعين وفى عصب الْعتْق وَفَسَاد الْمعدة وانضمام فَم الرَّحِم وَيكون شَدِيد الضربان بعد الْولادَة وَرُبمَا كَانَ الوجع فى بعض أَجزَاء الرَّحِم فاذاكان فى مؤخره كَانَ الوجع فى الصلب)
وَاحْتبسَ البرَاز وإذاكان فى مقدمه احْتبسَ الْبَوْل وَكَانَ الوجع فى الْعَانَة ويعرض عسر الْبَوْل وإذاكان فى الجوانب فان الآريتين وتثقل الساقان وَإِن كَانَ فى أَسْفَل الرَّحِم فَأكْثر الوجع يكون فى مَوضِع السُّرَّة وَإِن كَانَ فِيمَا يلى فَم الحم فالوجع فى الذرب وعلاج ذَلِك النطول بِالشرابِ ودهن الْورْد المفتر على الْعَانَة والصلب وَيشْرب صرفا وَيُوضَع عَلَيْهِ ولاتأكل شَيْئا إِلَى الْيَوْم الثَّالِث ويتغذى بغذاء لطيف ينظر فى أَمر الفصد قَالَ ولتجلس فى طبيخ الحلبة وبزر كتَّان وخطمى وبانجاسف وَيحْتَمل أَشْيَاء ملتينة إِلَّا أَن يكون الورم ملتهبا ينفر من هَذِه فجلسهم فى مَاء عذب فاتر قد جعل فِيهِ دهن ورد وَيحْتَمل وفى الرَّحِم وَمن يحْتَمل الْحَرَارَة فانه ينْتَفع بدهن السوسن والمقل وَنَحْوهمَا وَإِذا كَانَ الوجع شَدِيدا فادف افيونا خَالِصا وَيحمل وان كَانَ ورم جاس ديف بالدياخيلون والباسليقون وصب الف ب فى الرَّحِم فان جمع كَانَ عَلامَة ذَلِك أَن تشتد الآعراض وَتعرض القشعريرة خَالِصَة فاذا استحكمت الْمدَّة كفت الحميات وَسكن الوجع قَلِيلا فانجاز وَقت الانفراج هَاجَتْ الآوجاع أَيْضا وَكَانَت حريفة ناسخة وَكَانَت الحميات أَشد أَذَى فى أَوْقَاتهَا ويحتبس الْبَوْل والرجيع إِن كَانَ فى مَوضِع تناله الاصبع أحس بِهِ وحنيئذ اجْتهد أَن تفتح الْخراج بالآضمدة الَّتِى تنضج الدبيلات كالتين وزبل الْحمام والخردل وَكَثْرَة(3/129)
اسْتِعْمَال الْمِيَاه وَالْجُلُوس فِيهَا والفرزجات فاذا انفجر فَانْظُر إِلَى أَن يسيل فأعن عَلَيْهِ فان سَالَ إِلَى المثانة فبالتى تدر الْبَوْل وَأَن انفجر إِلَى المبعر فيماء قد غلي فِيهِ عدس وقشر رمان ان ينظر فِيهِ وَإِن انفجر إِلَى نَاحيَة الرَّحِم فاحقن بدهن ورد وشمع أَبيض وفتقه بالزيت أوبالسمن أَوب الباسليقون وَمَتى كَانَ الذى يسيل من الرَّحِم منتنا فان هُنَالك عفونة واحقن بالآشياء العفصة وَأَن كَانَ الورم يذهب إِلَى الْجمع فأعن عَلَيْهِ حبذك وَأَن تأخرفحره واحقن بالتى تفجر وَقد يبط حَيْثُ تمكن العفونة قَالَ وَالرحم يتعفن كثيرا لعسر الْولادَة أَو لدم ردىء أَو لخراج خَبِيث وعلامة عفن الرَّحِم مَا يسيل مِنْهُ فانه كَانَ عفنا كَانَ منتنا وَإِن كَانَ قَلِيلا فالقرحة لَيست وضرة وبمقدار شدَّة التأكل والحرارة يكون النتن والوجع والحمى قَالَ ويهيج من الآدوية المرخية ويسكن بالقابضة وَإِن كَانَت القروح مَعَ ورم حَار فَاسْتعْمل علاج الورم وَإِذا كَانَ مَا يخرج يدل على وضر ووسخ فَاسْتعْمل الفرزخة بِمَاء الْعَسَل وَمَاء الشّعير ثمَّ احقن بدقيق الكرسنة والايرسا وَنَحْو هَذِه مِمَّا ينْبت اللَّحْم وَيحْتَمل هَذِه ولتحقن الرَّحِم الَّتِى فِيهَا أكال بعصارة لِسَان الْحمل وَعصى الراعى وَمَاء الهندباء فان لم يكن فِيهِ ورم وَلَا وجع فَاحْتمل أوصب فِيهَا طبيخ الآشياء القابضة كقشور رمان وسرو)
وسفرجل وَحب الآس واذخر يحتقن بهَا إِذا طبخ جَمِيعًا بِخَمْر عفصبة وَيسْتَعْمل أحيرا الشب اليمانى والقرظ فان لم ينجح هَذِه صب فى الكاوية أَولا بالخل والما ثمَّ بخل وحد حَتَّى إذاتنقى الْجراح فأمرهن بالحمام والغذاء الْكثير الْمُخْتَلف الآلوان وَيشْرب الشَّرَاب لينبت اللَّحْم سَرِيعا ويلتحم الْجراح وتوضع من الآدوية المنبتة للحم على الْعَانَة ونواحيها فان قوتها تصيرإلى دَاخل فى المجارى الْخفية كالمهيا بالاقليميا وَالصَّبْر والكندر وَنَحْو ذَلِك السرطان إِن السرطان فى الرَّحِم يكون ورما جاسيا لَهُ بنك متحجرة إِلَى الْحمرَة وَتَكون فى فَم الرَّحِم ويعرض مِنْهُ وجع شَدِيد بالآريتين وأسفل الْبَطن والعانة والصلب ويثق عَلَيْهِ لمن الْيَد فان كَانَ مَعَ ذَلِك متعفنا قرحا سَالَ مِنْهُ صديد ويعرض جَمِيعًا أمراض الورم الْحَار وَلَا برْء الف ب لَكِن يُخَفف وَجَعه الْجُلُوس فى طبيخ الحلبة والخبازى والآضمدة المرخية يعضم نَفعهَا لَهُنَّ فى أَمَان وَيعْمل بضماد من كزبرة وأفيون وزعفران وإكليل الْملك وشحم البط وَيعْمل أَيْضا من ميبختج وصفرة الْبيض وزعفران وبنج ودهن ورد وشمع وَمثل هَذِه وَنَحْوهَا يطلى خَارِجا ويمرخ بِهِ أَو يسكن الوجع إذاكان غائرا يحقن بِهَذِهِ أَو بِاللَّبنِ أَو بعصارة اسان الْحمل وَيقطع الدَّم لِسَان الْحمل والكندر والطين الْمَخْتُوم ويسكن الوجع الشياف الْمُتَّخذ بالزعفران والنشا والآفيون يحقن بِلَبن امْرَأَة أَو ليمنعن من الآشياء الحريفة وَمن كَثْرَة الْغذَاء لآن الطَّعَام يفْسد فى معدهن سَرِيعا وَأما الآورام الصلبة الكائنة بعقب الدَّم الْحَار الْمُسَمّى سقيروس أَكثر مَا يكون فى فَم الرَّحِم وَهُوَ متحجر كالسرطان وَلَكِن وَجَعه قَلِيل ويعرض مِنْهُ ضعف قُوَّة الْمَرْأَة وَضعف فى سَاقيهَا وجسدها كُله وَقد يعرض مِنْهُ الاسْتِسْقَاء فَاسْتعْمل فى أول علاجه فصد العوق والاسهال والآضمدة الملينة والآشياء المحللة والفرزجات ومياه الْحمة النطرونية الرَّجَاء هُوَ لحم جاس فى الرَّحِم يثقل الآعضاء الَّتِى فَوْقهَا بحذيه لَهَا ويدق لَهَا(3/130)
الرّجلَانِ وينهك الْجِسْم كُله وَتذهب الشَّهْوَة للطعام وَيحبس الطمث وترم الثديان حَتَّى تظن أَن بهَا حبلا وتظن أنبها استسقاء وَيفرق بَينه وَبَين الاسْتِسْقَاء أَنه صَوت كَمَا يكون فى الاسْتِسْقَاء وَهَذَا مرض لايكاد يبرأ وَرُبمَا حَاضَت بَعضهنَّ وعلاجه أَن يستلقى العليلة فى بَيت صَغِير مظلم فِيهِ برودة قَليلَة على سَرِير وَلَا تتحرك لآن الْحَرَكَة تَدْعُو إِلَى سيلان الْموَاد وَليكن نَاحيَة الرجلَيْن من السرير أرفع بعلاج الآورام الجاسية والمرخيات لينخل وَيخرج وَينزل سَرِيعا.
بولس فِيهَا النفخة فِي الرَّحِم: النفخ يعرض للْمَرْأَة من سقط أَو نزف أَو عسر ولاد أَو انغلاق فَم)
الرَّحِم أَو دم جامد وَرُبمَا كَانَت الرِّيَاح فِي تجويف الرَّحِم وَقد يكون بَين طبقاتها ويعرض مِنْهَا ورم فِي الْعَانَة وَفِي أَسْفَل الْبَطن ووجع ينخس ينتهى الى الْحجاب والمعدة والى فمها وَمن أَسْفَل الأربيتين وَإِذا ضرب الْموضع بِالْيَدِ جَاءَ مِنْهُ صَوت كالطبل فعالج أَولا بالفصد وَأما فى أَوْقَات النّوبَة فبالامتناع من الطَّعَام والنطل بدهن السذاب وَالْجُلُوس فِي الْمِيَاه الَّتِي قد غلى فِيهَا سذاب وفودنج وبلنجاسف وسلخة وَنَحْوهَا وبالأضمدة الكرفس والكمون والنانخة والمحاجم بِلَا شَرط وبشرط إِن أزمن الْمَرَض فَاسْتعْمل الاسهال بالفيقرا أركانيس وَاسْتعْمل الآضمدة المحمرة والحقناة الحادة ولتسمح الْقَابِلَة إصبعها بدهن السوسن وَتدْخلهَا فى الرَّحِم وتنقى أَن كَانَ دَمًا جَامِدا هُنَاكَ وليضمد بنطرون وأفسنتين وَحب الْغَار وَتحمل الفرزخات الَّتِى من البزور الطاردة للرياح نتو الرَّحِم تردة إِلَى هَاهُنَا بولس مَتى عفن شىء الرَّحِم وَبَان فاقطعه ولاتخف فانه قد عفن الرَّحِم فَقطع وَلم تمت المأة انغلاقه وَقد يعرض انغلاق الرَّحِم اعنى فَمه بورم جاس أَو يعقب ورم حَار أَو ابْتِدَاء ويعالج بالماه الملينة وَالْمَاء والدهن وطبى خَ الحلبة وتضمد بِمثل هَذِه وتعطى الفرزخات الملينة من الْمقل وشحم البط والمخاخ وان ازمنت هَذِه الْعلَّة فبخرها بالأفاوية. وَهَذِه فرزجة لانغلاق فَم الرَّحِم: زوفا نطرون علك البطم يَفْتَحهُ بِسُرْعَة. قَالَ: والشقاق فِي الرَّحِم يخفى أَولا ثمَّ يظْهر قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى يدما اذا مس وَعند الْجِمَاع وان فتح فَم الْقبل رايت الشقاق وَاحْذَرْ فِي مثل هَذِه الْعلَّة الْأَدْوِيَة الملذعة وَاسْتعْمل الْمِيَاه الملينة والفرزجات وَيصْلح الباسليقون يداف بدهن ورد وَيصب فِيهِ وان صَار من الشقاق قُرُوح فَاسْتعْمل مرهم الأسفيذاج.
النواصير قَالَ: قد يعرض فِي الرَّحِم نواصير وَترى اذا فتح فَم الرَّحِم وَيكون فِي وَقت هيجان الوجع دموية حَمْرَاء وَأما فِي وَقت الرَّاحَة فَتكون سيالة بِدَم اسود كالدردى ولتقطع فِي وَقت الرَّاحَة تمسك بالقالب اَوْ صير عَلَيْهَا ادوية قابضة فانه يدملها أَو يمْنَع النزف مِنْهَا فانه قد يكون من البواسير نزف(3/131)
علامته أَن يكون مَعَه وجع. مَجْهُول: إِلَّا أَنه مصحح للنزف خُذ دِرْهَم كبريت دقه معما يشرب على الرِّيق بطلاء وتأكل إِلَى الظّهْر ثمَّ تَأْكُل إسفنذباجا تفعل ذَلِك ثَلَاثًا يَنْقَطِع عَنْهَا شَمْعُون: علاج الَّتِي ينتفخ بَطنهَا بِلَا حَبل: تقصد وتسهل وتسقى أدوية محللة للرياح والايارج جيد وضمد الرَّحِم بجندبادستر وبروز محللة للرياح كالانجدان والكمون وَنَحْوهَا وضع على الرَّحِم محجمة واشرطه وَأخرج الدَّم.
الاختصارات: إِذا كثر النزف الرَّقِيق بقى غلظ الدَّم فِي الرَّحِم فأحدث إِمَّا صلابة أَو بيلة أَو سرطاناً. علاج الصلابة بالأمخاخ والأدهان الَّتِي ذكرنَا كدهن الشبث والسوسن النرجس والخروع البابونج والحلبة وشحم البط ومخ الْعجل والمقل وَنَحْوهَا. وعلاج الدُّبَيْلَة فِيهِ كعلاج الدبيلات وعلاج السرطان بمرهم الرُّسُل ويسكن وَجَعه إِذا هاج يبخر مرّة بالحار وَمرَّة بالبارد وافصد ولطف الْغذَاء أَو رطبه بِمَا لَا يُولد سَوْدَاء. وَمن تهيج وَجههَا لِكَثْرَة النزف فَإِذا احتلت لقطعه فغذها بصفرة الْبيض وَلُحُوم الحملان وبالكباب والكبد تَأْكُل مِنْهُ وتشرب شرابًا حلواً غليظاً حَدِيثا والأخبصة الرّطبَة فكثيرة تولد الدَّم فِيهَا وَترجع وَنَرْجِع ونستقي وَلَا تسقها شرابًا عَتيق فيهيج انبعاث الدَّم ونبيذ الْعَسَل الطري جيد لَهَا من ثولد الدَّم وَكَذَا فافعل فِي أَصْحَاب البواسير.
بولس: أَقْرَاص البسد لقطع النزف: برز بنج كندر ثَمَانِيَة ثَمَانِيَة طين أرميني بسد مغرة أفيون من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم جلنار كهربا من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ يعجن بعصارة لِسَان الْحمل أوريباسيوس: قد يقطع الطمث الْأَشْيَاء الَّتِي تلطخ وتطلى وخاصة غراء جُلُود الْبَقر وَيُؤْخَذ مِنْهُ شَيْء صَاف ويذاب بخل ممزوج ثمَّ يطلى على خرقَة من كتَّان وَيلْزق على السُّرَّة فانى جربته فَوَجَدته أقوى الأضمدة فِي هَذَا الْفِعْل.
ميسوسن: يقطع الطمث إِن تعصب اليدان وَالرجلَانِ من الابط والأربية بحاشية ثوب صلب وتوضع على الْبَطن خرقَة مبلولة بخل ويتحمل شيافا يتَّخذ من عفص وشراب ودقيق كندر)
واسقها المَاء الْبَارِد وَإِن لم يَنْقَطِع فضع المحاجم على الثديين وَإِيَّاك أَن تحملهَا شَيْئا من الْأَدْوِيَة الحرقة فَإِن الْموضع عصبى. قَالَ: وأوجاع الرَّحِم: الورم والجسأ والسرطان وسقيروس والدبيلة والآكلة وَالرِّيح والسل والانقلاب وانسداد الْفَم والتوت والثآليل وسيلان الدَّم والشقاق وَالْخَرَاج وَاللَّحم والناتي من عمق الرَّحِم إِلَى سرة الْجَنِين والرتقاء والميلان عَن موضعهَا وَالْخلْع والاختناق وسيلان المنى والتشمير إِلَى فَوق واتساع الْفَم واحتباس الطمث.(3/132)
عَلامَة الأورام الحارة فِي الرَّحِم حميات حادة مَا قشعريرة ووجع ف السُّرَّة إِن كَانَ الورم فِي الرَّحِم وَإِن كَانَ الورم فِي أحد قرنيها فتألم الأربية وَكَذَلِكَ الْفَخْذ والساق الَّتِي فِي تِلْكَ النَّاحِيَة وَإِن كَانَ الورم فِي فَم الرَّحِم وَقع تَحت جس إِصْبَع للقابلة. العلاج: امْنَعْ الْمَرْأَة النّوم والغذاء إِلَّا أَله ثَلَاثَة أَيَّام واسقها أشربة معتدلة نافعة من الغثى وأطعمها أَطْعِمَة خَفِيفَة وافصدها أَولا واحقنها ليخرج الثفل ثمَّ أخلسها فِي طبيخ الحلبة وَالْخيَار وبزر الْكَتَّان وَهِي لَهَا ضماداً من خشخاش وإكليل الْملك وَالْخيَار وبزر الْكَتَّان وَهِي لَهَا ضمادا من خشخاش وإكليل الْملك وَمَاء الْعَسَل فَإِذا انحط الورم فَهِيَ لَهَا شيافا من شَحم بط وَسمن ومخ الأيل ودهن سوسن لِئَلَّا يبْقى هُنَاكَ سقيروس. وداو جسأ الرَّحِم بالمياه اللينة والضمادات الَّتِي تهَيَّأ من دهن الْحِنَّاء وشحم البط والمقل ودقيق الحلبة وبزر الْكَتَّان.
قَالَ: عَلامَة سقيروس: ورم صلب لَا ينجع وَلَا يبرأ فعلل الْمَرْأَة فَقَط ووعلامته فِي الرَّحِم أَلا يحس والورم جاس ظَاهر وَإِذا تَمَادى ورمت القدمان وهزلت الساقان وَاحْتبسَ الطمث.
قَالَ الدُّبَيْلَة هُوَ أَن تَأْخُذ الورز الْحَار يجمع وتهيج بعد ذَلِك حمى حارة جدا مَعَ قشعريرة مخلطة إِذا لم يكن بُد أَن يتقيح وَيعرف ذَلِك من شدَّة الْحَرَارَة والضربان فأجلس فِي طبيخ البلنجاسف والمرزنجوش والفراسيون والحلبة وَالْخيَار وبزر الْكَتَّان وَحملهَا الدياخيلون لكَي يسْرع التقيح. وَإِذا سكن الوجع والحميات فقد كملت الْمدَّة فَعِنْدَ ذَلِك خُذ فِي الَّذِي نبط الْخراج خُذ تينا وشحما وشمعا مرا ودهن سوسن ودهن الْحِنَّاء واسق أُوقِيَّة فَهِيَ نشارات وضمد الخاصرة بضماد يهيأ من دَقِيق حلبة وحنطة وبزر كتَّان ويخلط مَعهَا راتينج وعلك البطم وبلنجاسف ومشكطرامشير وفراسيون ومرزنجوش ونطرون وَعسل وزيت فَإِذا انفجرت فاحقن الرَّحِم بِمَاء الْعَسَل لنقى سَرِيعا فَإِن كَانَ الْقَيْح منتناً غليظاً فأعد ذَلِك مَرَّات فَإِذا قل الْقَيْح فأحرض أَن تلتحم فَحِينَئِذٍ فأجلسها فِي الْمِيَاه القابضة وَحملهَا مرهم الاسفيذاج والمرهم الْأَحْمَر.)
قَالَ: وَإِذا انفجرت الدُّبَيْلَة فَاسق المدرة للطمث فَإِنَّهَا نتقى بذلك كطبيخ الْأُصُول وَإِيَّاك وَذَلِكَ قبل الانفجار فَأَنَّهُ يهيج الورم وَيزِيد فيهمَا. (السرطان)
3 - (دلائله فِي الرَّحِم)
أَن يكون ورماً جاسياً وَإِن كَانَ قَرِيبا فَإِن لم يكن فَيكون الْقبل قحلا يَابسا وجعاً كنخس المسلة مَعَ قيح كَانَ أَو بِلَا قيح وَإِن كَانَ قيح فَأَنَّهُ صديد رَقِيق منتن. وللوجع علاجه: تسكين الوجع بطبيخ العدس وألبان الأتن وَمَاء لِسَان الْحمل يحقن بِهِ ولعاب بزر قطونا وعنب الثَّعْلَب والبنج. 3 (الآكلة) الْفرق بَينهَا وَبَين السرطان: أَن الضربان فِي السرطان دَائِم لَازم وَفِي الآكلة رُبمَا سكن والآكلة لَا تطول والسرطان يطول. 3 (النفخ) علامته فِي الرَّحِم: نتو الْعَانَة وانتقال الوجع علاجه: ألزم الْعَانَة محاجم بالنَّار(3/133)
وضع عَلَيْهَا الأضمدة المبردة للرياح كالمتخذة من سذاب وكمون وقنطوريون وبلنجاسف وَنَحْوهَا وأقعدها فِي طبيخ الاذخر وقصب الذريرة والبلنجاسف وإكليل الْملك وَحملهَا نشارات من سنبل ومرزنجوش وفقاح الاذخر وعود بِلِسَان وقصب الذريرة وقسط وزعفران ثمَّ اسْتعْمل دهن الناردين والرازقي. 3 (الرشح الدَّائِم من الرَّحِم) احقن الرَّحِم أَولا بطبيخ الفراسيون أَو طبيخ الايرسا والكرسنة ثمَّ اسْتعْمل طبيخ الْأَشْيَاء العقصة كقشور الرُّمَّان والآس والاذخر ونق الْجِسْم كُله بالاسهال وألزمها الدَّلْك فِي يَديهَا وساقيها بدهن الاذخر والعاقرقرحا والفلفل فَأَنَّهُ يجذب الرطوبات ضَرْبَة وتبرأ. (نتو الرَّحِم) علامته: أَن ينتو شَيْء لين المجس وَذَلِكَ لِأَن بَاطِنهَا يصير ظَاهرا من غير أَن ينهتك ربطها وَيكون ذَلِك إِمَّا لخُرُوج الْجَنِين يفتة أَو لشدَّة عَدو أَو طفر وَمن عنف المشيمة ويعرض مَعَه وجع شَدِيد وحميات محرقة باعد عَنْهَا الْحمام وَجَمِيع مَا يسخن الْجِسْم وَعَلَيْك بالقوابض واجتنب المالح وأجلسها فِي طبيخ الاذخر والآس والورد ثمَّ ادْفَعْ الرَّحِم إِلَى دَاخل بِرِفْق إرفده برفائد لينَة مفموسة فِي مثل هَذِه الْمِيَاه ملوثة فِي أقاقيا وضع المحاجم على السُّرَّة ودعها عَلَيْهَا مُدَّة طَوِيلَة فَإِنَّهُ سيجور الرَّحِم إِلَى فَوق وَلَا تدعها تسْقط وشكل الْمَرْأَة بشكل مُوَافق.
قَالَ: ضع الْمرْآة تَحت المرءة لترى الشَّيْء كَهَيْئَته فَإِن كَانَ هُنَاكَ أوجاع شَدِيدَة فأجلسها فِي طبيخ المرخيات وَحملهَا الشيافات حَتَّى يسكن الوجع فَإِذا أردْت العلاج التَّام فاقطعها وضع عَلَيْهَا أدوية تحبس الدَّم كالعقص السحيق أَو الزاج ثمَّ عالج الْجرْح بمرهم التوتيا وَإِن كَانَ غائرا دَاخل الرَّحِم فإياك وقطعه فَإِنَّهُ يهْلك الْمَرْأَة لَكِن عالجه بالمياه القابضة حَتَّى يذبل وَيَمُوت.
قَالَ: دم البواسير يخرج بوجع وَدم الطمث إِذا أسرف بِلَال وجع الْبَتَّةَ. قَالَ: وَمن البواسير مَا يكون مَا يسيل من الشرايين وَمِنْه مَا يكون مسيله من الْعرق فَإِن كَانَ الدَّم الَّذِي يسيل أشقر فمخرجه من الشرايين وَمِنْه مَا يكون مسيله من الْعُرُوق أَكثر وَإِذا كَانَ فَهُوَ أسود وَإِن كَانَ من الآكلة سَالَ مِنْهُ دم كالدردى أسود مَعَ وجع ونخس وَيفرق بَين دم الطمث والبواسير: أَن دم البواسير لَا يتَّصل وَيكون حينا وحيناً لَا وَيكون فِي النِّسَاء مَعَ وجع وَدم الطمث لَازم لأدواره مُتَّصِل إِذا جرى بِلَا وجع وَالْمَرْأَة تهزل على دم البواسير وَلَا تهزل على الطمث وَينْتَفع بالبواسير من النِّسَاء من قد احْتبسَ طمثها وَإِذا كَانَت البواسير فِي عمق الرَّحِم لم بيرأ لِأَن الْعُضْو عصى كُله وَأما فِي فَمه فَرُبمَا برِئ.
قَالَ: واقطع بواسير الْمَرْأَة كَمَا تقطع بواسير الرجل إِلَّا أَنَّك تأمرها أَن تجْعَل رِجْلَيْهَا على الجائط مُدَّة ثمَّ ضمد الصلب والبطن بالقوابض وتجلس فِيهِ فَإِن لم يَنْقَطِع الدَّم(3/134)
فألزم الثدي والصلب)
المحاجم وأنقع صُوفًا فِي عصارة القاقيا والطراثيبث وألزمه الْموضع حَتَّى يسكن النزف ثمَّ اسْتعْمل المرهم.
الشقاق يكون فِي الرَّحِم من عنف خُرُوج الْجَنِين أَو من ورم كَانَ فِيهَا وَيعلم ذَلِك بِأَن تضع تَحت الْمَرْأَة مرْآة وتفتح قبل الْمرْآة فنرى ذَلِك إِن كَانَ الشقاق قَرِيبا حَيْثُ ينَال فَخذ توتيا واسحقها بصفرة الْبيض وألزمه إِيَّاه وَإِن الشقاق فِي جرم الرَّحِم نَفسه فَخذ قشور النّحاس وأنعم سحقه وألزمه الشقاق أَو عفصا أَو زاجا مسحوقاً فَإِنَّهُ يذهب بالشقاق.
القروح تعرض فِي الرَّحِم إِذا احتملت شيافات حارة أَو لحكة أَو غير ذَلِك فَأنْظر فَإِن كَانَ مَعَ القرحة ورم فعالجه بالأشياء الملينة وَإِن كَانَ الْجرْح كثير الوثق فاغسله بِمَاء الْعَسَل أَو بطبيخ الايرسا أَو المراهم المرخية ثمَّ إِن كَانَ عميقاً فاملأه بالمراهم المعمولة باسيفذاج أَو مرداسنج ودهن ورد وشمع فَإِذا امْتَلَأَ فَاسْتعْمل التوتيا فَإِنَّهُ يدمله إدمالا حسنا. (الرتقاء) قَالَ: والرتقة إِمَّا تكون فِي الْخلقَة أَو من علاج قرحَة فافتح الْمَرْأَة فانك تَجِد فَم الْقبل قد عطاه شَيْء شَبيه بالعضلة هَذَا إِذا كَانَ اللَّحْم فِي الْقبل وَأما إِذا كَانَ فِي فَم الرَّحِم فَإِنَّهُ لَا يخَاف عَلَيْهِ حَتَّى تبلغ الْجَارِيَة الْحيض فَإِنَّهُ يحتبس فَلَا ينزل فَتلقى من ذَلِك أَذَى شَدِيدا وتهلك عَاجلا مَتى لم تعالج وَذَلِكَ أَن الدَّم يرجع إِلَى بدنهَا كُله ويسود ثمَّ يختنق بِهِ. قَالَ: وَهَذَا اللَّحْم إِمَّا أَن ينْبت فِي قُم الْقبل وَهَذِه لَا يقدر الرجل أَن يُجَامِعهَا وَلَا تحيض أَيْضا وَلَا تعلق وَإِذا كَانَ ذَلِك فِي فَم الرَّحِم فَإِنَّهَا تجامع لَكِن لَا تحيل وَرُبمَا كَانَ هَذَا اللَّحْم سَادًّا للموضع كُله وَقد يكون فِيهِ ثقب صَغِير يخرج مِنْهُ الطمث وَرُبمَا علقت هَذِه وَهَلَكت هِيَ والجنين إِذْ لَا مخرج لَهُ.
3 - (علاج الرتقة)
إِن كَانَ هَذَا لحم ناتيا فِي فَم الْقبل فضع رفادتين على الشفرين ثمَّ مد الشفرين على الرفادة حَتَّى تنتو تِلْكَ العضلة وَتخرج فاقطعها ثمَّ اغمس صوفة فِي زَيْت وشراب وَضعه عَلَيْهِ وَإِذا كَانَ الْيَوْم الثَّالِث فأجلسها فِي مَاء وَعسل ثمَّ ألزمهُ المرهم المدمل فَإِن كَانَ فِي فَم الرَّحِم دَاخِلا فَأدْخل صنارة وعلقه واجذبه بعد مد الشفرين بأشد مَا يكون ثمَّ شقَّه بمبضع حَتَّى ينفذهُ ثمَّ اغمس صوفه فِي شراب عفص وألزمه الْموضع واحقن الْموضع بعد ذَلِك بالمراهم المدملة الْيَابِسَة فَإِذا بَرِئت فألزمها الْجِمَاع. (ميلان الرَّحِم) إِذا أدخلت الْأَصَابِع وَلم تَجِد فَم الرَّحِم محاذيا فَأعْلم أَنه مَال فامسح الإصبع بشحم البط وَنَحْوه وأولج فِيهَا نعما ثمَّ جر فَم الرَّحِم إِلَى قبالة الْموضع الَّذِي مَال إِلَيْهِ ثمَّ ضع محجمة قبالة الْموضع الَّذِي مَال مِنْهُ فَأَنَّهُ يمِيل إِلَيْهِ.
الرحاء: هَذَا لحم يتَوَلَّد فِي الرَّحِم من طول احتباس الطمث أَو مرض من أمراض(3/135)
الرَّحِم عَتيق وَيفرق يبنه وَبَين الشرطان أَنه لَا يسيل مِنْهُ شَيْء وَيلْزمهُ أَعْرَاض الحبلى وَيفرق بَينه وَبَين الْحَبل أَنه لَا يسيل مِنْهُ شَيْء وَأَن لَهُ نخسا كنخس المسلة وَأَنه لَا يَتَحَرَّك كتحرك الأجنة وعلاه: الملينات تدمن عَلَيْهِ فَأَنَّهُ يعفن وَيخرج وَيخرج.
ابْن سرابيون: الفلغموني يحدث فِي الرَّحِم من الْأَسْبَاب الْبَادِيَة كالضربة أَو كَثِيرَة الْجِمَاع أَو عسر الْولادَة أَو من أَسبَاب سَابِقَة كاحتباس الطمث ويبلغ الورم الْحَار فِي الرَّحِم صداع وَحمى حادة ووجع الأوتار وقعر الْعين وتشتج المعاصم والأصابع والقزال ويحس بالألم فِي النَّاحِيَة الوارمة إِمَّا فِي الظّهْر إِذا كَانَ الورم خلف الرَّحِم أَو فِي الْعَانَة أَو فِي الأربيات وَيحدث مَعَه عسر الْبَوْل إِذا كَانَ فِي الْمُقدم وعسر الْغَائِط إِذا كَانَ من خلف وَيحدث إِذا اشْتَدَّ الْأَمر صغر النبض والغثى وَيَنْبَغِي أَن يبْدَأ بفصد الباسيلق والمسهل إِن كَانَت قَوِيَّة. ينظر فِيهِ وضمد الْموضع بالمانعة والمبردة كقشور القرع والحمقاء والبزر قطونا وحى الْعَالم وَإِذا انْتهى افصد الصَّافِن وَالركبَة وعالج بطبيخ الحلبة والبابونج وإكليل الْملك والشبث فَإِذا انحط أَو بقيت صلابة فَعَلَيْك بالأشق والمقل والميعة والبادرد والشمع ودهن الْحِنَّاء والمخاخ وَإِن جمع مُدَّة فَعَلَيْك بِمَا ينضج فَإِذا انفتق أَو سَالَ إِلَى المثانة فالبزور اللينة حَتَّى تنقى وَإِن كَانَت الْمدَّة عفنة رَدِيئَة فَاسْتعْمل القابضة والطين)
الأرميني وَنَحْوهَا. (الدَّوَاء)
3 - (ورم الرَّحِم)
دَوَاء يفش ورم الرَّحِم: تغسل الحلبة ثمَّ تطبخ وَتُؤْخَذ رغوتها وَتجمع إِلَى شَحم الأوز تبرد وتحتمل بدهن ورد وَإِن كَانَ ضَرْبَان وَإِلَّا حناء أَو دهن سوسن وَمَتى حدثت قُرُوح ردئية حقن الرَّحِم بالاسفيذاج والكندر وَدم الْأَخَوَيْنِ وَنَحْوهَا.
يكون مَعَ تقرح وَبلا تقرح وَمَعَهُ وجع ونخس فِي الأربية أَو الْعَانَة أَو الصلب مَعَ ورم جاس وعروق كالدوالي وَمَتى احتملت الْأَدْوِيَة القوية اشْتَدَّ الوجع وَمَتى كَانَ متقرحاً سَالَ مِنْهُ دَائِما صديد منتن أسود وَهَذَا إِنَّمَا يسكن بِالْجُلُوسِ فِي طبيخ الحلبة. والخطمى والأضمدة المسكنة المتخذة من خشخاش وَكبر وعنب الثَّعْلَب ودهن الْورْد وَمَتى انْبَعَثَ دم كثير اسْتعْمل اسفيذاج وطين وقافيا. افصد الباسليق فِي السرطان فِي الرَّحِم وأسهل السَّوْدَاء وغذ بالأغذية الرّطبَة واللطيفة والمياه والفتل المسكنة للوجع لَا غير وَمَتى احتجت إِلَى فصد الصَّافِن فافعل. 3 (كَثْرَة دم الطمث) دم الطمث يكثر إِمَّا لكثرته أَو لرقته أَو لقرحة حدثت وَيتبع كثرته ترهل وَفَسَاد الهضم إِن كَانَ من كَثْرَة الدَّم علاجه: افصد وقو الْموضع وَمَتى كَانَ من حِدته: أطْعم(3/136)
أغذية معتدلة وَيحْتَمل خرفة وَأنْظر إِلَيْهَا هَل فِيهَا دم خَالص فَإِن كَانَ فاستفرغه وَإِن كَانَ دَمًا صفراوياً استفرغت الصَّفْرَاء وَإِن كَانَ أسود استفرغت السَّوْدَاء وَإِن كَانَ مائياً أَبيض استفرعت البلغم بِمَا يسهله وَاسْتعْمل القابضة والمغرية كالصبر والكندر وَدم الْأَخَوَيْنِ والكهربا والنشا والإسفيذاج والجانار والعفص وَنَحْوهَا والطين وأقراص والجلنار جَيِّدَة والفلونيا الفارسية.
ورق النعنع وقشور الرُّمَّان وعدس مقشر يطْبخ بنبيذ وَيحْتَمل بصوفة فَأَنَّهُ عَجِيب.
الْيَهُودِيّ: الدَّاء الْمُسَمّى كسكلاوند يكون من ريح غَلِيظَة ورطوبات لزجة فِي الرَّحِم فينتفخ مِنْهَا الْبَطن وَرُبمَا مكث سنة وَأكْثر وَرُبمَا طلعت عَلَيْهِ مثل الولاد تَنْشَق مِنْهَا ريح ورطوبات ويسترخى مَعَ دم كثير لِأَنَّهُ قد يحتبس مَعَه الْحيض وَيخرج من الثدي لبن ردئ قَلِيل وينفع مِنْهُ دهن الكلكلانج واللوغاديا ويضمد بالبزور الحارة ويسقى شخرنايا وتوضع المحاجم بالنَّار على الرَّحِم ويسقى مَاء الْأُصُول. تجربة يسقى لقطع الطمث المعى: لبن مطبوخ بالحديد ثَلَاث أوراق)
كل يَوْم أسبوعاً فَأَنَّهُ عَجِيب. 3 (جورجس:) 3 (قرصة للنزف) قاقيا وجلنار عفص طراثيث سماق منقى كندر أفيون مر يعجن بخل ثَقِيف لطيف ويقرص الشربة نصف دِرْهَم. وَإِن كَانَ النزف قَوِيا فاحفن الْقبل بالأدوية.
سرابيون: زاج الأساكفة جَفتْ البولط كندر أفيون يَجْعَل حبا يسقى مِنْهُ دِرْهَم يحبس الطمث الْحَبْس الْقوي جدا. وَإِن لم ينجع شَيْء من هَذَا العلاج فعلق تَحت الثديين محاجم 3 (مُفْرَدَات ج:) 3 (أكل الرجلة) جيد للنزف. إِذا رَأَيْت مَعَه عطشاً ولهيباً شَدِيدا فَلَا تختارن عَلَيْهَا شَيْئا. 3 (مُفْرَدَات ج:) 3 (الزراوند المدحرج) مُوَافق للقروح فِي الرَّحِم ينْبت فِيهَا لَحْمًا وينقيها ويمنعها من العفن. البلنجاسف جيد لقروح الْفَم. الجلنار نَافِع من النزف. اللاذن ينضج ويحلل وَيقبض مَعَ ذَلِك وَهُوَ نَافِع مَعَ هَذَا من أوجاع الْأَرْحَام. السوسن الْأَبْيَض البستاني نَافِع من صلابة الرَّحِم. الحضض يقطع النزف. الطين اللائي عَظِيم النَّفْع. 3 (د:) 3 (الإيرسا) طبيخة نَافِع لأوجاع الْأَرْحَام يلين الصلابة وَيفتح فَمه إِذا انْضَمَّ. طبيخ الوج يجلس فِي مَائه نَافِع من وجع الرَّحِم.
نَافِع من السيلان المزمن من الرَّحِم. الحضض مَتى احْتمل قطع النزف المزمن. دهن السوسن لَا نَظِير لَهُ فِي أوجاع الرَّحِم قشار الكندر نَافِع من السيلان المزمن. طبيخ الطرفاء إِذا جلس فِي مَائه كَانَ نَافِعًا من(3/137)
نزف الدَّم من الرَّحِم. القاقيا تقطع النزف المزمن مَتى احتملت طبيخ العفص يجلس فِيهِ النِّسَاء يقطع سيلان الرطوبات المزمنة. الغاريقون إِذا شرب جيد للرياح فِي الرَّحِم.
السذاب مَتى طبخ بالزيت وحقن بِهِ الْقبل من الرِّيَاح الغليظة ينفع. الجاوشير إِذا سقى مدافا)
بِعَسَل وَاحْتمل حلل صلابة الرَّحِم وطرد عَنْهَا الرِّيَاح. الحلبة وبزر الْكَتَّان التَّمام والمرزنجوش والشيح والفودنج والبابونج وإكليل الْملك والبلنجاسف والخيرى يطْبخ وَيجْلس فِيهَا لأوجاع الرَّحِم وأورامه الصلبة. الكمون مَتى شرب وَاحْتمل قطع النزف المزمن. الخطمى يطْبخ بميبختج وَمَاء أَو بعصير الْعِنَب أَو عصير النبق ويخلط بِهِ شَحم البط وَيحْتَمل يسكن الوجع من الرَّحِم ولذعه.
الخوز وَمَا سرجويه والقلهمان: الدرونج خاصته تَحْلِيل الرِّيَاح الغليظة وخاصة من الْأَرْحَام لِأَنَّهُ لَا عديل لَهُ فِي ذَلِك.
بديغورس ومسيح وَابْن ماسويه وماسويه وماسرجويه والخوز قاطبة: الزرنباد يحلل الرِّيَاح الغيلظة وخاصة الَّتِي فِي الرَّحِم لَا شَبيه لَهُ فِي ذَلِك.
ابْن ماسويه: خَاصَّة السنبل إمْسَاك الطمث الْكثير إِذا شرب. وَذَلِكَ أَنه قد يحْتَاج مَعَ هَذَا إِلَى اسخان فَلذَلِك تُعْطى السنبل والكمون والكندر وَنَحْوهَا وَمَا أقل أَشْيَاء حارة تمسك الطمث.
ابْن ماسويه: صمغ الْجَوْز إِذا شرب مِنْهُ عشرَة دَرَاهِم فِي ثَلَاث مَرَّات قطع الطمث.
ابْن ماسويه: دهن الزيبق نَافِع لأوجاع الرَّحِم وَكَذَلِكَ دهن النرجس والسوسن. رَأَيْت نسَاء كثيرا ينزفن الدَّم وعالجتهن بِجَمِيعِ مَا يعالج بِهِ أمثالهن فَلم يَنْقَطِع وحدست أَن ذَلِك لَا دم بواسير وَلَا دم طمث فافرق بَينهمَا وعالج بِحَسب ذَلِك.
سلمويه: إِذا أفرط الطمث ليؤكل البلوط بإفراط.
الخوز: لَا شَيْء أَنْفَع فِي وجع الرحتم من سقى الجندبادستر والعلاج بِهِ وَمَا الحصرم يحبس الدَّم.
لِكَثْرَة الْحيض: اطبخ كف سماق وكف كسيرة بِمَاء حَتَّى يقوى ويسقى على الرِّيق أَيَّامًا.
السندروس يحبس الطمث.
من كتاب الأغذاء: قلَّة الْغذَاء أَو كَثْرَة التَّعَب يقل الطمث.
أبقراط: فِي تشريح الأجنة الَّذين يموتون فِي الرَّحِم: مَتى خرجت الرَّحِم خَارِجا من الْولادَة وَغير ذَلِك فاقطع حجاب الرَّحِم قطعا حَتَّى يمِيل إِلَى جَانب قطعا طبيعياً وامسحه(3/138)
بمنديل حَتَّى يفصل مَا بَين خُرُوجه وامرخه بدهن البان وزفت وأمسحه باسفنجة ورش عَلَيْهَا حمراً وضع أسفنجة وَشد إِلَى كتفها ولتكن رجلاها إِلَى فَوق ولتقل من الطَّعَام.)
قسطا: فِي البلغم: يحدث فِي الرَّحِم وجع كوجع القولنج للنِّسَاء السمان الكهوله وَلم يُعْط عَلامَة وينفع مِنْهُ التربد بِخَاصَّة فِيهِ فانى لم اجد دَوَاء أعمل فِي هَذَا الْعُضْو مِنْهُ وَالَّذِي جربت التربد مَعَ الأترنج فَإِنِّي أَحسب الأترهج يعين أَيْضا على ذَلِك وَأما التربد فقد عرفت بفساده فِي هَذِه غير مرّة. ج: 3 (طبيخ الأقحوان) يجلس فِيهِ لصلابة الرَّحِم وزهر الأقحوان يحلل صلابته ويحلل الأورام الصلبة الْعَارِضَة للرحم إِذا جلس فِيهِ. قَالَ: طبيخ الأشنة يصلح لأوجاعه. أصل الاذخر جيد لجَمِيع أورمه الصلبة.
والاصطرك وطبيخ الأقحوان يجلس فِيهِ للورم الصلب فِيهِ أملس الْأَحْمَر الزهرة وَالَّذِي يشبه الكمافيطوس مَتى سحتق وخلط بدهن ورد وَاحْتمل لين الأورام الصلبة فِي الرَّحِم.
أطهورسفس: لين النِّسَاء مَتى احْتمل مَعَ قطن مَرَّات نقع من الوجع فِي الرَّحِم. دهن بِلِسَان يُبرئ برد الرَّحِم مَتى احْتمل مَعَ شمع ودهن ورد قيروطي طبيخ الفنجكنث مَتى جلس فِيهِ نفع من أوجاعه وأورامه الصلبة. مَاء الرجلة إِذا عصر وحفن بِهِ الرَّحِم نفع من وجعها إِذا كَانَت حرقة ونفع من قروحها وَيمْنَع الْموَاد عَنْهَا.
أوريباسيوس: البلنجاسف جيد لقروح الرَّحِم. عصارة البنج الْأَبْيَض والأحمر نافعان لوحع الرَّحِم. 3 (د:) 3 (دهن البنج) جيد لوجع الْأَرْحَام. 3 (ج ود:) 3 (الجوشير) يحْتَمل مَعَ عسل يحل النفخ من الرَّحِم والصلابة. د بديغورس: خَاصَّة الدرونج النَّفْع من وجع الرَّحِم إِذا جلس فِيهِ وَقَالَ د: دهن الْورْد غذا احتقن بِهِ نفع من حرقته. وَقَالَ الزَّعْفَرَان جيد لوجعه ودهن الزَّعْفَرَان جيد لصلابته والقروح د: زراوند طَوِيل مُوَافق للقروح فِيهِ.)
أريباسيوس: الزّبد الطري جيد لوجع الصلب إِذا احتقنت بِهِ الْمَرْأَة فِي قبلهَا. 3 (د:) 3 (الحماما) نَافِع من أوجاعه مَتى احْتمل فِي فرزجات أَو جلس فِي طبيخه أَو طبيخ الحلبة إِذا جلس فِيهِ نفع من وَجَعه وَمن ورم فِيهِ وَمن انضمامه ودهن الحلبة جيد للصلابة فِيهِ ودهن الْحِنَّاء نَافِع من وَجَعه دهن الْعصير نَافِع لوجعه كُله. طبيخ بزر الْكَتَّان يحتقن بِهِ للذعة ولاخراج الفضول وَإِن جلس فِيهِ نفع من نفخة. 3 (د:) 3 (الكرنب والسلق) إِن أكلا نفعا من وَجَعه.(3/139)
ابْن ماسويه: طبيخ ورق الكرنب الشَّامي بِمَاء وملح يحل صلابته مَتى جلس فِيهِ أَو احتقن بِهِ ابْن ماسوية: مَتى طبخ ورقه بِمَاء وملح يحل صلابته إِذا جلس فِيهِ أَو ضمد بِهِ الرَّحِم الوارمة ورما بلغميا حَالَة وَإِن بخرت بِهِ فعل ذَلِك وخاصة ورقة فانه مَتى طبخ بِمَاء وملح حلل الجساء مِنْهُ. ودهن اللوز المر يصلح لأوجاعه ولانقلابه وأورامه الصلبة. د وَج: جملَة اللَّبن تحقن بِهِ الرَّحِم للقروح واللذع والحدة وَمَعَ الْأَدْوِيَة المغرية المسكنة المملة كالتوتيا المسحوق المغسول خَاصَّة وَمَا أشبهه. وَإِن كَانَت هَذِه القرحة سرطانية سكن وجعهها وينفعها.
المر مَتى سحق وعجن بِعَسَل وَشرب نفع من أوجاع الرَّحِم والدهن الْمَعْمُول من المصطكى يصلح لأوجاعها كُله لاسخانه بِرِفْق وتليينه المَاء الكبريتي نَافِع لأوجاعه.
ورفس: مخ عِظَام الايل يلين صلابته إِذا احْتمل وتمرخ بِهِ من خَارج. 3 (ج:) 3 (طبيخ الناردين) إِذا جلس فِيهِ نفع من الأورام الصلبة فِيهِ. 3 (د:) (دهن النرجس)) 3 (د:) طبيخ النسرين جيد لصلابته ووجعه. بولس وَابْن ماسويه: دهنه نَافِع من وَجَعه. السعد طبيخه نَافِع من وَجَعه بَارِد. 3 (د:) 3 (السيخة) نافعة من اتساعه إِذا جلس فِي طبيخه أَو تدهن بِهِ.
وَقَالَ: دهن السفرجل جيد لقروح الرَّحِم مَتى احتقن بِهِ. طبيخ الايرسا جيد لِأَنَّهُ يلين صلابته وَيفتح فَمه.
دهن السوسن يحل جساوته وأورامه الصلبة وَلَا نَظِير لَهُ فِي النَّفْع من وجع الْأَرْحَام. دهن الايرسا جيد لوجعه لِأَنَّهُ يلينه ويفتحه. ج: السذاب مَتى طبخ بِزَيْت وحقن بِهِ الرَّحِم جيد. 3 (د:) جيد لأوجاعه. وَقَالَ: الفودنج الْبري نَافِع من وَجَعه.
روفس: الْقسْط النافع لوجع الرَّحِم شرب أَو جلس فِي طبيخه. القنابري مَتى تضمد بِهِ نفع مِنْهُ. وَقَالَ: طبيخ قصب الذريرة نَافِع من وَجَعه إِذا شرب أَو جلس فِيهِ وَقَالَ ماسرجويه: قصب الذريرة نَافِع من وَجَعه إِذا جلس فِيهِ. وقصب الذريرة يدْخل فِي كمادات الرَّحِم بِسَبَب أورام تحدث فِيهِ فينفع نفعا كثيرا. ج: دهن القيصوم جيد للأورام فِيهِ. 3 (د:) 3 (اللاذن) وَقَالَ ج: لَيْسَ بعجب أَن ينفع الرَّحِم إِذا كَانَ يحلل ويلين مَعَ قبض يسير ولطافة فِي جوهره.
القرع مَتى ضمد بِهِ نيا سكن وجع الْأَرْحَام الحارة. د:
3 - (أصل القنطوريون)
مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بشراب مَا لم تكن حمى وبالماء إِن كَانَت مَعَ الْحمى فينفع من وجع د:(3/140)
3 - (الزراوند) ينفع من أوجاعه. رعى الْحمام إِذا أنعم دقه وخلط بدهن ورد وشحم بط وَاحْتمل وجع الرَّحِم. 3 (د:) 3 (طبيخ الشبث) إِن جلس فِيهِ نفع من وَجَعه ودهن الشبث يلين صلابته. 3 (د:) 3 (الزوفا الرطب) مَتى خلط بزبد أَو شَحم بط وإكليل الْملك جيد للقروح فِيهِ. شَحم الإوز والدجاج إِذا كَانَا طريين يوافقان وَجَعه. 3 (د:) 3 (شَحم الْخِنْزِير) بولس: الزفت الرطب يحلل الخراجات والصلابات فِي الرَّحِم. 3 (د:) 3 (التِّين الْيَابِس) يطْبخ مَعَ دَقِيق الشّعير وَيسْتَعْمل مَعَ الحلبة فِي كماد الأورام. 3 (د:) 3 (لبن التِّين) يلين صلابته. 3 (د:) 3 (ورق الْغَار) ينفع من أوجاعه إِذا جلس فِيهِ. الجردل ينفع من وَجَعه.)
ابْن ماسويه: طبيخ الخيرى الْأَصْفَر مَتى جلس فِيهِ نفع من أورامه الصلبة. 3 (د) 3 (طبيخ الخيري) إِذا لم يكن شَدِيد الْقُوَّة جدا ونطل على الأورام فِي الرَّحِم وخاصة فِي الصلبة المزمنة نفع.
الخطمى مَتى طبخ بشراب ثمَّ خلط مَعَ شَحم وضمغ البط وَاحْتمل كَانَ جيداص للورم الصلب فِي الرَّحِم. د: وطبيخه يفعل ذَلِك. د: طبيخ الملوخيا مَتى جلس النِّسَاء فِيهِ لين صلابة الرَّحِم. د: مَتى احتقن بِهِ نفع من اللذع فِي الرَّحِم.
وَقَالَ أبقراط: الخربق الْأَبْيَض مَتى احْتمل فِي الرَّحِم نفض مَا فِيهِ.
مَجْهُول: إِذا كَانَ وجع الرَّحِم مَعَ حر فحملها عصى الرَّاعِي وَحي الْعَالم ودهن ورد بصوفة بَيْضَاء وألزمه مَا أشبه ذَلِك من الْغذَاء وَالتَّدْبِير وَإِذا كَانَ مَعَ برد فحملها الصموغ المسخنة والقطران والمشكطرامشير.
للورم الصلب من تذكرة عَبدُوس: مرهم دياخيلون أَو باسليقون وشحم إوز ومخ أيل وزبد الْغنم وإنفحة أرنب وصبر وجندبادستر ودهن الرازقي تحْتَمل فِي صوفة آسمانجونية وَيُؤْخَذ لصلابته أَيْضا مخ أيل وشحم البط وموم أصفر ودهن سوسن وَمر وزعفران وأقحوان وجندبادستر وتناسب وإيرسا وعلك البطم وَمَاء الحلبة يَجْعَل مرهما وَيحْتَمل فِي صوفة آسمانجونية. للورم الصلب والسرطان فِي الرَّحِم: لينه بالأضمدة ثمَّ احْمِلْ عَلَيْهِ بالمدرة للبول فَإِنَّهُ كَذَلِك يؤاتي ويسفترغ وَأعد عَلَيْهِ مرّة بعد أُخْرَى. من الْكَمَال والتمام مَا يصب فِي الرَّحِم للجرح والاشتغال والوجع الشَّديد فِيهَا وَفِي المثانة: مَاء البزر قطونا والبرسيان دَارا وَمَاء الشّعير وَبَيَاض الْبيض وَلبن النِّسَاء ودهن القرع والشياف الْأَبْيَض يحقن الرَّحِم بِثَلَاث أَوَاقٍ مِنْهَا ويقطر مِنْهَا فِي المثانة قطرات وأسق العليل رب السوس كثيراء وصمغا وبزر الْخِيَار وبزر الْبِطِّيخ والنشا وَيطْعم خياراً أَو بطيخاً أَو يسقى مبيختجا ويلعق لعوقا متخذا من شيرج التِّين وطبيخ أصل السوسن يدمن ذَلِك فَإِنَّهُ نَافِع جدا.(3/141)
صفة مَا يصب فِي الرَّحِم فَيخرج الدَّم مِنْهُ ويسكن الوجع الشبيه بالطلق: بابونج إكليل الْملك أصُول السلق بنفسج مشكطرمشير فرسيون من كل وَاحِد أوقيه مر أَرْبَعَة دَرَاهِم شب نمام شيح)
بزر كتَّان حلبة قيصوم أوقيه أُوقِيَّة بطيخ بِخَمْسَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى رَطْل ويحقن بِهِ فاترا ثَلَاثَة أَيَّام. ضماد نَافِع للوجع الشَّديد الْحَادِث فِيهِ والورم البلغمي والدموي والديبلات فِيهِ: بزر كراث نبطي أُوقِيَّة وَنصف حلبة وبزر كتَّان من كل وَاحِد أوقيتان إكليل الْملك ثَلَاث أَوَاقٍ بابونج بنفسج أوقيتان يابسة أُوقِيَّة صندل الخطمى من كل وَاحِد أوقيتان وَنصف سندروس أُوقِيَّة وَنصف أصل كراث بنطي محرف أُوقِيَّة وَنصف دَقِيق الباقلي ثَلَاث أَوَاقٍ راتينج أُوقِيَّة وَنصف مقل ثَلَاث أَوَاقٍ تين سمين منقع فِي ميبختج عشرُون عددا. تدق الْيَابِسَة وتنقع الْمقل فِي المتيختج وينعم دق التِّين ويخلط مَعَ الْمقل وَيُؤْخَذ من دَقِيق السوسن ودهن الشيرج الْكِفَايَة ويداف بهما راتينج وشحم الْعجل وشحم الأوز من كل وَاحِد ثَلَاث أَوَاقٍ شمع رَطْل يخلط الْجَمِيع ويعجن ويضمد بِاللَّيْلِ ليَالِي كَثِيرَة. فَإِنَّهُ عَجِيب جدا. 3 (للصلابة الشبيهة بالورم فِي الرَّحِم) 3 (دهن الحلبة النرجس والزعفران) ودهن الشبث يمسح بهما. وَمِمَّا ينفع الصلابة احْتِمَال اللاذن فَإِنَّهُ يلين الأورام الصلبة فِي الرَّحِم.
أَو يدق ورق الخطمى الغض مَعَ شَحم الأوز وصمغ اللوز وَيصير على الْموضع. للبثر الْحَادِث فِيهِ: ورد يَابِس عشرُون درهما سنبل خَمْسَة أصُول السوسن خَمْسَة قيمولي مثله يدق الْجَمِيع ويعجن بمطبوخ ريحاني وَيجْعَل كالبلوط الطوَال وَيحْتَمل للوجع فِي مَعَ برد: جاوشير جندبادستر دانقان يسقى بمطبوخ ريحاني. لوجع الرَّحِم: ينطل عَلَيْهِ طبيخ البلنجاسف.
الْعِلَل والأعراض: إِنَّه يتَوَلَّد فِي فَمه لحم لَا روح لَهُ يُسمى الرَّجَاء.
الْيَهُودِيّ: قد يعرض فِيهِ سوء مزاج وانحلال قُوَّة فَإِذا خرج مِنْهُ دم فَإِنَّهُ إِن كَانَ غزيراً صافياً فَهُوَ عرق انْفَتح بِلَا وجع وَإِن كَانَ مَعَ قيح قدبيلة. وَمَتى كَانَ أسود ويجئ قَلِيلا قَلِيلا فآكلة. فَإِذا كَانَ فِي الرَّحِم ورم حَار كَانَ مَعَه حمى حادة. فَإِن كَانَ فِي مقدمه شكت عانتها وَاحْتبسَ بولها. وَإِن كَانَ فِي مؤخرة شكت عُنُقهَا. وَإِن كَانَ فِي قعرها شكت ظهرهَا وَاحْتبسَ الْغَائِط فافصد الباسليق وَبعده الصَّافِن واسق الخيارشنبر بِمَاء عِنَب الثَّعْلَب ودهن اللوز وَإِذا انحط الورم فَاسق دهن الخروع بِمَاء الْأُصُول وَحملهَا فِي الِابْتِدَاء مَا يمْنَع وبآخره حملهَا عصير الكرنب والمر وَنَحْوهَا. فَأَما فِي أول الْأَمر فماء الهندباء وعنب الثَّعْلَب ودهن الْورْد وَبَيَاض بيض وَنَحْوه كتاب السمُوم الَّذِي ينْسب إِلَى ج: الجندبادستر الأغبر الْأسود مَتى شربت الْمَرْأَة مِنْهُ)
قيراطا نفع من وجع الْأَرْحَام.
من العلامات الْمَنْسُوب إِلَى ج: عَلامَة ورم الرَّحِم الْحَار: اخْتِلَاج فِيهِ وحرارة وَثقل(3/142)
وتمدد فِي الصلب والورك والعانة والأرابي واقشعرار ووجع ناخس وخدر وَبرد الْأَطْرَاف وعرق كثير وَصغر النبض ويشارك الْمعدة فَيعرض فوَاق ووجع فِي الرَّقَبَة ومقدم الرَّأْس وَالنضْر وَإِذا كَانَ الورم فِي فَم الرَّحِم كَانَ الوجع شَدِيد الْأَذَى وَاشْتَدَّ فِي الأرابي جدأ وَإِذا كَانَ فِي جَانب من الرَّحِم فَفِي فَخذ ذَلِك الْجَانِب والفخذ تتألم مَعَ اربيته وَإِذا كَانَ الوجع فِي أسافل الرَّحِم ألم مَعَه المعى الْمُسْتَقيم وَكَانَ تزحر وَإِذا كَانَ فِي الْجَانِب الأعالى ألم الْقطن والورك وَإِذا كال إِلَى جَانب عرض مَعَه وجع شَدِيد وامتداد ف الْجَانِب الَّذِي مَالَتْ إِلَيْهِ وتحتبس الْبَوْل والرجيع ويعرض مَعَ ورم الرَّحِم جساوة ويبس شَدِيد. وَإِذا كَانَت فِيهَا دبيلة عرض امتداد شَدِيد وحميات غير ذَات نَوَائِب مَعْلُومَة بالقشعريرة ويستريح قَلِيلا إِلَى الِاخْتِلَاف وأسفل قطنها وارم وَإِذا كَانَت فِيهِ قُرُوح قد انفجرت سَالَ مِنْهُ صديد وحمت ويجف وضرتها الْأَدْوِيَة المرخية وانتفعت بالقابضة وَمَتى كَانَت فِي فَمه كَانَت مؤلمه جدا وَإِذا كَانَت عفنة وسخة كَانَت كَثِيرَة الصديد.
وَقد يرم الرَّحِم كُله وَقد يصلب فَعظم الْبَطن مَعَه كبطن المستسقى وينحف الْجِسْم كُله ويهزل وَلَا يكون لَهُ وجع. عَلامَة ضعفه: سيلان الطمث وَقلة الشَّهْوَة للباه وَقلة الإسهال وَإِذا كَانَ فِيهِ مَا عرض ورم وخو فِي أَسْفَل الْبَطن وضيق نفس واحتباس الطمث وقرقرة ولاسيما إِذا مشت وتحركت تحركاً قَوِيا وتسيل مِنْهُ رُطُوبَة مائية.
ميسوسن: إِذا ورم الرَّحِم فَأدْخل الْمَرْأَة بَيْتا طيب الرّيح وتغذها ثَلَاثَة أَيَّام ومرها بالسهر مَا قدرت عَلَيْهِ ثمَّ أمرهَا بِالنَّوْمِ واحقن رحما واسقها. أشربة معتدلة نافعة من القئ وَبعد الثَّالِث أطعمها طَعَاما خَفِيفا وكمد الرَّحِم واحقنها وأسهلها بطبيخ الحلبة والدهن وَمَتى اشْتَدَّ الوجع فافصد لَهَا عرقاً وَاسْتعْمل الضمادات والفرزجات اللينة وَالْجُلُوس فِي الْمِيَاه اللينة وَإِن كَانَت جساوة فَاسْتعْمل المحاجم وَإِذا سكن الوجع فَعَلَيْك بالضمادات الملينة كضماد البزور وضماد المرزنجوش وضماد إكليل الْملك.
الجسأ: العلاج: أَجْلِسهَا فِي طبيخ الحلبة وبزر الْكَتَّان وضمدها بدقيق وَمَعَ شَحم الأوز ومخ الأيل ودهن حناء وَحملهَا مِنْهُ. وَقَالَ: وسقيروس فِي الرَّحِم: وَهُوَ ورم صلب جاس لَا ورم مَعَه لَا يبرأ وعَلى حَال طيب قلب الْمَرْأَة وعللها وَأَقْبل على المرطبات وَإِذا كَانَت فِيهِ دبيلة فَإِنَّهُ)
نعرض لهيب وَحمى وَبرد وقشعريرة قبل ذَلِك ويعالج بأَشْيَاء ملينة لينفتح سَرِيعا ثمَّ أَجْلِسهَا فِي مَاء الحلبة والنمام والمرزنجوش والعدس والمر ودهن السوسن ودهن الْحِنَّاء وأشق وقنة وَنَحْوهَا وضمد بِهِ الخاصرة وَالظّهْر الْمُتَّخذ من دَقِيق حِنْطَة ودهن حلبة ودقيق بزر الْكَتَّان مَعَ شَحم وراتينج وعلك البطم والبلنجاسف والمشكطرامشير والمرزنجوش وَالْملح الدراني وَالْعَسَل وَالزَّيْت. وَمَتى كَانَ يسيل مِنْهُ قيح منتن عليظ فاطبخ الفراسيون فِي مَاء الْعَسَل(3/143)
واحقنها بِهِ فَإِن لم تكن رَائِحَة فاحقنها بمرهم الباسليقون فَإِذا قل الْقَيْح فاجهد جهدك إِذْ ذَاك أَن تلحم الْخراج وأجلسها فِي مياه قابضة وَحملهَا مرهم إسفينذاج وَمَا دَامَت الدُّبَيْلَة لم تنضج فأجلسها فِي الْمِيَاه الَّتِي تنضج مثل مَاء الحلبة وبزر الْكَتَّان وَإِذا انفجرت الدُّبَيْلَة فَاسق مَا يدر ونقى الرَّحِم كالأفاوية وَإِيَّاك وَإِيَّاهَا الانفجار فَإِنَّهَا تزيد فِي الوجع وَإِذا أردْت انضاج الدُّبَيْلَة سَرِيعا فاحقنها بمراهم ملينة مفتحة.
قَالَ: وَمَتى أحسست فِي الرَّحِم ورماً جاسياً وَوجدت الْقبل يَابسا وعَلى لون الرصاص فَفِيهِ سرطان وَمَتى لم يُمكن المجس فدليل السرطان أَن تَجِد الْمَرْأَة وجعاً كنخس المسلة فَإِن لم يسل مِنْهُ شَيْء فَأعْلم أَن هُنَاكَ سرطاناً لاقرح مَعَه وَإِن سَالَ مِنْهُ شَيْء فَمَعَ قرح فَإِن بهَا سرطاناً متقرحاً أَو سرطانا مَعَ رُطُوبَة حريفة وَلَا يعرض لَهَا ف هَذِه الْحَال الوجع فَإِذا أردْت تسكين الوجع فاحقنها بطبيخ العدس أَو بِلَبن الأتن وطبيخ لِسَان الْحمل فَإِن هَذِه تجفف الورم الْمُسَمّى السرطان المتقرح فَإِن لم يكن متقرحاً فَعَلَيْك بصفرة الْبيض ودهن ورد وبزر قطونا وبنج وعنب الثَّعْلَب تحملهَا فِيهِ فَإِنَّهُ يسكن ذَلِك الوجع الناخس.
وَقد تكون فِي الرَّحِم آكِلَة وعلاجها علاج السرطان وَيفرق بَينهمَا أَنه لَا جسأ مَعهَا وَلَا صلابة وَأَن لأوجاعها سكونا فَأَما أوجاع السرطان فَلَا برْء لَهَا مَعَه وَيكون فِي الرَّحِم نفخ ويستدل عَلَيْهِ أَن ترى ممتدة جدا وينتقل الوجع من مَكَان إِلَى مَكَان. علاجه: ألزم المحاجم بالنَّار الْعَانَة وَاسْتعْمل المراهم للريح كالسذاب والكمون مختلطاً كالضماد والشياف أَيْضا الطاردة عَن عود بِلِسَان ومقل ودهن ناردين وَإِن عسرت فقو بالأضمدة والشيافات. وَقد تعرض للرحم أوجاع من وطوبات رَدِيئَة تسيل إِلَيْهَا حَتَّى يذبل ويهزل الرَّحِم وعلاجه: تنقية الرَّحِم بأدوية وشيافات تخرج مَا فِيهِ كالفراسيون والكرسنة فَإِذا تنقى بعد تنقيتك الْجِسْم فَاسْتعْمل أَشْيَاء عفصة طبيخاً وشيافات وَلَا تغفل عَن تنقية الْبدن ودلك السَّاق بعد تنقية الرئة بعاقر قرحا وفلفل)
قَالَ: وَقد يَنْقَلِب الرَّحِم فِي الْمَرْأَة ويسترخى صفاقاتها وَذَلِكَ من أَسبَاب: أَحدهَا أَن يخرج الْجَنِين بَغْتَة فَيخرج عنق الرَّحِم إِلَى قبل الْمَرْأَة أَو من عنف حَرَكَة المشمية إِذا خرجت وَلذَلِك ينْهَى عَن ذَلِك أَو من حَرَكَة أَو من عَدو أَو من عفن رطوبات الرَّحِم ويجس الرَّحِم فِي هَذِه الْحَال بِالْيَدِ وَهِي لينَة وَفِي الْفرج فِي فمها أَو فِي وَسطهَا ويعرض من ذَلِك وجع شَدِيد وحميات لهبة بعْدهَا من الْحمام والملوحات وأجلسها فِي الْمِيَاه القابضة وخاصة فِي طبيخ الأذخر والورد العفص وَجوز السرو ثمَّ ارْفَعْ الرَّحِم إِلَى فَوق قَلِيلا قَلِيلا وَشد الْفرج قَلِيلا قَلِيلا بصوف لين قد بل فِي بعض هَذِه الْأَشْيَاء ونثر عَلَيْهِ أفاقيا وادفعه مَا أمكن وضع على سرتها المحاجم لتجذب بهَا الرّيح إِلَى فَوق ودع المحاجم وعلاجك وقتا طَويلا فَإِنَّهَا تعيد الرَّحِم إِلَى موضها. قَالَ: وَشد سَاقيهَا وَلست أعرف أَنا لهَذَا وَجها.
قَالَ: ويعرض للرحم انسداد الْفَم فَيصير عَلَيْهِ جلد وَلَا يكون مَعَه وجع وَلَا يسيل مِنْهُ(3/144)
شَيْء ويستدل عَلَيْهِ من المسلة فأجلسها فِي الْمِيَاه الملينة كطبيخ بزر الْكَتَّان والحلبة واحقنها بمحقنة أَولا بِهَذِهِ الْأَشْيَاء ثمَّ غلظ قصبتها تفتح لَك ويسهل حَتَّى ينفتح وَيرجع إِلَى الْحَالة الطبيعية. قَالَ: تحمل هَذِه فَتلا بِهَذِهِ الْمِيَاه تكون قَوِيَّة كالقضبان تدس فِي الرَّحِم لتَكون كالقالب ويبدل حَتَّى يبلغ الْحَد الَّذِي يُرَاد.
وَقد تعرض فِي الرَّحِم بواسير تُوضَع تَحت الْمَرْأَة مرْآة فَإنَّك ستراها. علاجه: أَجْلِسهَا أَولا فِي مياه ملينة مرخية كطبيخ بزر الْكَتَّان والحلبة وَالزَّيْت وَحملهَا دهن السوسن وإكليل الْملك فَإِن سكن الوجع وَإِلَّا فَاسْتعْمل القوية التليين شيافات مثل شَحم الأوز ومخ الأيل والمقل فَإِن لم يسكن بِهَذِهِ فَاسْتعْمل الْحَدِيد كَمَا تقطع البواسير وَإِذا كَانَت فِي الرَّحِم فَإِن كَانَت دَاخِلا فعلج بأَشْيَاء عفصة وَإِن كَانَت خَارِجا فبالقطع وَيعلم ذَلِك أَن الرَّحِم مَتى جس تكون فِيهِ أَشْيَاء ناتية وتصيب مِنْهَا ويسيل مِنْهَا دم قَلِيل ورطوبات وصديد. ويستدل على أَن بهما بواسير فِي الرَّحِم وتؤتا بِمَا يرعض لَهُ من سيلان الدَّم دَائِما مَعَ فَسَاد لَوْنهَا. وَمن البواسير رَدِيئَة جدا وَهِي الَّتِي يسيل مِنْهَا الدَّم أسود كالدردي فَإِن هَذِه كَثْرَة الْعُرُوق وأخفها مَا سَالَ مِنْهَا دم أشقر وَلَا وجع مَعَه وَرُبمَا كَانَت خَارِجَة فيتبين للْمَرْأَة بالمرآة.
وَيفرق بَين الدَّم السَّائِل من الطمث وَمن دم البواسير أَنه فِي الطمث لَهُ نظام يلْزم بعضه بَعْضًا إِلَى أَن يظْهر الطمث وَأَن دم البواسير لَا يلْزم نظام الطمث وَذَلِكَ أَنه لَا يَدُوم ويسيل مرّة ونقطع)
أُخْرَى وَأَيْضًا فَإِن دم الطمث لَا يهزل إِلَّا إِذا أفرط وَدم البواسير يهزل وَيفْسد اللَّوْن وَدم الطمث ينزل بِلَا وجع آخر مَعَ وجع.
وَمن احْتبسَ طمثها تنْتَفع بالبواسير وعلاجها أجمع إِذا كَانَت فِي الرَّحِم عسرة وخاصة إِن كَانَت فِي العمق وقطعها يكون بالقالب كَمَا يقطع البواسير ثمَّ تدخل بَيْتا بَارِدًا وتشيل رِجْلَيْهَا على الْحَائِط ساعتين ثمَّ يلْزم عانتها أَو رِجْلَيْهَا خرقاً بِمَاء ثلج وَكَذَا الصلب وَأَجْعَل على الْقطع زاجا أَو شبا وَنَحْو ذَلِك وتجلس بعد أَن تقطع فِي الْمِيَاه القابضة وألزم الْعَانَة والصلب أضمدة قابضة فَإِن انْقَطع وَإِلَّا ضع على الْعَانَة والثديين والصلب المحاجم وَحملهَا صوفة بأقاقيا فَإِذا سكن الدَّم عولجت البواسير بالمراهم إِلَى أَن تَبرأ.
الشقاق: وَيصير فِي الرَّحِم عِنْد خُرُوج الْجَنِين بعسر أَو المشيمة أَو بقايا طمث أَو ورم ويتبين الشقاق بالمرآة إِذا وضعت تَحت الْمَرْأَة وَفتح فَم الرَّحِم نعما فَإِن كَانَ فِي الْحلقَة فداوه بتوتيا وصفرة الْبيض فَإِن هَذَا وَنَحْوه من الملينات بعد أَن يذهب الشقاق من هَاهُنَا وَإِن كَانَ غائراً فَحمل قشور النّحاس والزاج فَإِنَّهُ يذهب بِهِ.
فِي القروح فِي الرَّحِم: إِذا كَانَت مَعَ أورام الرَّحِم فعالج باللينات إِلَى أَن يسكن الورم وَإِن كَانَت كَثِيرَة والضر فاغسلها بِمَاء الْعَسَل أَو بطبيخ السوسن وَحملهَا المراهم المنقية فَإِذا تنقى فَمَلَأ عمقه بالمراهم المعمولة بدهن ورد فَإِذا امْتَلَأَ فأدمله ويدمله.(3/145)
وَقَالَ: وَقد يكون لحم أَحْمَر فِي فَم الرَّحِم أَو دَاخله إِمَّا مستدير أَو طَوِيل لَا وجع مَعَه فَأَما الْأَطِبَّاء فيقطعونه وَأما أَنا فآخذ مِنْهُ.
ويعرض للرحم ميلان فَأدْخل إصبعك فَأنْظر إِلَى أَيْن مَال فجر أبدا إِلَى حذاء الْفرج بعد أَن يلين بالمياه والفرازج اللينة وقابل جِهَة الْقبل بمحجمة فَإِنَّهُ يجرها إِلَى حذاء الْفرج أبدا وَإِن استرخى عنق الرَّحِم فَلم ينبسط وَلم ينقبض فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة القابضة فِي المَاء فِي الرَّحِم وألزمها الرياضة وافصد وَحملهَا الشيافات الَّتِي تخرج المَاء وتهيج الطمث.
والخربق الْأَبْيَض إِذا احْتمل أخرج من المَاء شَيْئا كثيرا.
قَالَ: وَاللَّحم الْمُسَمّى الْحَاء هُوَ صلب مستدير وَالْفرق بَينه وَبَين السرطان أَن الْمَرْأَة تلده كَمَا تَلد الْجَنِين وَالْفرق بَينه وَبَين الْجَنِين: التحرك لِأَنَّهُ لَا يَتَحَرَّك. وعلاجه بأدوية مرخية زَمَانا ثمَّ يحركه الرَّحِم فَإنَّك تخرجه سَرِيعا.)
الْأَعْضَاء الألمة: إِذا كَانَ فِي الْجِسْم اضْطِرَاب وَثقل وقشعريرة وقلق وغثى وسهر وشهوة أَطْعِمَة رَدِيئَة فَقل للقابلة تلتمس فَمه فَإِن كَانَ مُنْضَمًّا مَعَ صلابة دلّ على عِلّة الرَّحِم وَإِن كَانَ مَال الرَّحِم إِلَى فَوق أَو إِلَى الْجَانِبَيْنِ فَذَلِك الْموضع مِنْهُ عليل وَبَعض النِّسَاء تحس فِي ذَلِك الْموضع بوجع مَعَ ثقل وَيصير الوجع إِلَى الْوَرِكَيْنِ وتعرج إِذا مشت من رجلهَا الَّتِي فِي ذَلِك الْجَانِب الوجع. قَالَ: والبط الَّذِي يَقع فِي الرَّحِم يعسر التحامه.
ابْن سرابيون قَالَ: يحدث الورم فِي الرَّحِم من سقطة أَو ضَرْبَة وَمن احتباس الطمث ويعقب الولاد وَمن الْجِمَاع المفرط وتتبع ورم الرَّحِم حمى حادة وصداع ووجع مفرط ووجع فِي الأوتار وَفِي قَعْر الْعين ويتشنج المعاصم والأصابع القذال ووجع الْقبل والألم والضربان فِي الرَّحِم ويحس بالوجع فِي مَوضِع الْأَلَم وَإِن كَانَ خلفا وجد فِي الْقطن الوجع وَإِلَّا فَمن قُدَّام وَإِذا كَانَ الوجع من احتباس الثفل لضغط الورم للمعي المنصب فالورم من خلف وَإِن كَانَ قُدَّام الرَّحِم حدث الوجع فِي الْعَانَة وَحدث تقطير الْبَوْل أَو عسره البته لِأَن الورم يضغط المثانة وَمَتى ورمت جنبتا الرَّحِم تمددت الأرييتان وَثقل السَّاق فَإِذا كَانَ الورم فِي الرَّحِم أحس بِفَم الرَّحِم غليظاً صلباً جاسيا وَيحدث مَعَ أورام الرَّحِم إِذا كَانَت عَظِيمَة حميات حادة وانتفاخ المراق وتلهب شَدِيد وَثقل الْمَتْن والأربية والمركبة وعرق المابض وتكاثف النبض وَصغر النَّفس وَامْتِنَاع الْبَوْل وَالْبرَاز وَإِذا تطاولت تحدث مَعهَا غثى.
العلاج: افصد الابطى لتجذب الْمَادَّة إِلَى فَوق: فَأَما بآخرة فَإِن بقيت من الْعلَّة فَضله فافصد الصَّافِن وَاسْتعْمل المسهل وَعند الرَّحِم بالأضمدة الْمَانِعَة فَإِذا بلغت الْعلَّة النِّهَايَة فاخلط مَعهَا المحللة. وَالَّتِي يَنْبَغِي أَن يسْتَعْمل فِي الِابْتِدَاء وَفِي الورم الْحَار العدس وقشر(3/146)
الرُّمَّان ولسان الْحمل وعنب الثَّعْلَب وقشر القرع والورد وإكليل الْملك وشبا وزعفرانا فَإِذا تحلل فاخلط الْأَشَج والميعة والقنة مَعَ الشحوم المخاخ وضمد بِهِ الْأَرْحَام مَعَ الأدهان اللطيفة الحارة كدهن الايرسا والسوسن والبابونج ودهن الجناء فَإِن أل الْأَمر إِلَى جَمِيع الْمدَّة فَأمر أَن تحْتَمل طبيخ التِّين والدقيق وذرق الْحمام وتحتمل شيافا يتَّخذ بزوفا رطب وَسمن فَإِذا انفجرت الْمدَّة فغ سَالَتْ إِلَى المثانة فَاسق لَبَنًا وبزر قطونا وبزر الْبِطِّيخ والكثيراء والنشا وَالسكر فَإِن سَالَتْ إِلَى المعى الْمُسْتَقيم فاحقن بطيخ العدس والورد الجلنار والأرز فَإِن سَالَتْ إِلَى الْقبل فأدف مرهم الباسليقون وَسمن الْبَقر فاحقنه بِهِ فِي الْقبل هَذَا وَإِن كَانَت الْمدَّة نقية بَيْضَاء تخينة فَإِن كَانَت)
مُنْتِنَة رقيقَة فَاسْتعْمل الْأَدْوِيَة القابضة وَإِن كَانَ الورم أَسْفَل وَأمكن أَن تفتحه إِن انْفَتح فافتحه.
دَوَاء يسكن وجع الرَّحِم ويش الورم: حلبة تنقع بِمَاء وتغسل ثَلَاث مَرَّات ثمَّ تطبخ حَتَّى تتهرى وَيُؤْخَذ رغوتها ويطرح عَلَيْهِ شَحم الإوز والدجاج ويذاب على النَّار حَتَّى يحمى فاذا جمد فامرها أَن تتحمله بصوف مَعَ قَلِيل دهن ورد. آخر: اطبخ خشخاشاً بعصير عِنَب حَتَّى ينفسح ويصفى يخلط بِهَذَا المَاء شَحم البط ودماغ الْعجل ومخه وَيحْتَمل.
آخر: اطبخ حلبة بعصير الْعِنَب واخلط بِهِ شَحم الاوز وصمغ الخور ودهن ورد وَيحْتَمل آخر: خشخاش يطْبخ بغمرة مَاء ثمَّ يعصر ويصفى وبصب عَلَيْهِ لكل ثَلَاث خشخاشات من المر والأفيون دِرْهَم دِرْهَم مسحوقة وشحم بط أَرْبَعَة دَرَاهِم ودهن ورد ثَلَاثَة ويخلط وَيسْتَعْمل. وَيصْلح للأورام الصلبة مرهم الدياخلينون بِلَبن بدهن السوسن وَيحْتَمل باسليقون والزوفا فرزخة للورم الصلب: شَحم الاواز قيروطى بدهن السوسن صفرَة الْبيض جُزْء جُزْء أفيون عشر جُزْء ويخلط وَيسْتَعْمل وَيصْلح لَهُ الْكَرم وَالْخبْز المبلول بِمَاء الْعَسَل أَو بنقيع ورق الْكَرم بِمَاء حَتَّى يلين ثمَّ يسحق مَعَه مثله من الْخبز بِمَاء الْعَسَل وتجعله مَعَ دِرْهَم بسيليقون وَيحْتَمل.
وَيصْلح للورم الْحَار والصلابة يُؤْخَذ: دياخيلون يداف بدهن ورد وَمَاء لِسَان الْحمل وعنب الثَّعْلَب وَيحْتَمل فانه جيد بَالغ.
والسرطان فِي الرَّحِم بعضه منتفخ وَبَعضه غير منتفخ وَيكون مَعَ النفخ سيلان أَشْيَاء رَدِيئَة سود الألوان مُنْتِنَة وَمَعَ غير المتقرح صلابة ووجع شَدِيد أمررت الْيَد عَلَيْهِ وَيَنْبَغِي أَن تسكنه بطبيخ الحلبة وضماد الخطمى وبزر الْكَتَّان وخشخاش ودهن ورد عِنَب الثَّعْلَب(3/147)
واحقنه بِهَذِهِ وَبَيَاض الْبيض لِئَلَّا يهيج وجع. فَأَما أَن يبرأ فَلَا برْء لَهُ. وَإِذا انْبَعَثَ دم كثير فزد فِي هَذِه الاسفيناج والطين الأرميني والقيا وَنَحْوهَا.
وَقَالَ: طبيخ الآس إِذا شربته القاقيا مَتى شرب مِنْهُ فلنجاران مَعَ كثيراء منع السيلان من الرَّحِم وَقَالَ: إِن شرب من بعض الأنافح ثَلَاثَة ابولوسات نفع من السيلان المزمن من الرَّحِم.
وَقَالَ جحاينوس: قد قيل فِي إنفحة الأرنب إِنَّه مَتى شربت يخل قطعت نزف الدَّم إِلَّا أَنِّي لم أخربه لِأَنِّي أرى اسْتِعْمَال دَوَاء حَار فِي شَيْء يحْتَاج إِلَى قبض. جَفتْ بلوط وطبيخه مَتى وَقَالَ ج: الرجلة مُوَافقَة لنزف الدَّم من الطمث والعصارة أبلغ فِي ذَلِك. بزر البنج مَتى شرب مِنْهُ قدر أبولوسين مَعَ جُزْء خشخاش نفع من نزف الدَّم من الرَّحِم. لب الْجَوْز إِذا أحرف)
وسحق بشراب وَاحْتمل منع الطمث.
الْخلاف: ابْن ماسوية: يقطع كَثْرَة الدَّم دم الْحيض: دردى الْخلّ والآس ينعم دقة ويضمج بِهِ الْعَانَة والبطن وَيمْنَع سيلان الطمث. عصارة ورق الزَّيْتُون الْبري مَانع السيلان والنزف مَتى احْتمل.
وَقَالَ: بعز الماعز وخاصة الجبلية الجافة مِنْهَا إِذا خلط ودق بكندر واحتملته الْمَرْأَة بصوفه قطع السلان المزمن من الدَّم. وَقَالَ: الحضض منى احْتمل قطع سيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم. د: سومقطرن يسقى للنزف الْعَارِض للنِّسَاء الْأَحْمَر مِنْهُ. ج: أصل الحماض مَتى احْتمل قطع سيلان الرطوبات المزمنة. د: ثَمَر الطرفاء مَتى احْتمل منع سيلان الرَّحِم إِذا كَانَ مزمناص وَحب الطرفاء وطبيخه مَتى جلس فِيهِ منع السيلان المزمن. وَقَالَ: يعْمل من سوق الْخشب الطرفاء مشارب يمْنَع السيلان منعا قَوِيا وَيشْرب فِيهِ المطحولون مَاءَهُمْ.
بولس: الطراثيث دَوَاء قوي فِي منع سيلان الدَّم. والطين الْمَخْتُوم عَجِيب فِي ذَلِك يقطع وطين ساموس الْمُسَمّى كوكبا نفع فِي ذَلِك والطين اللَّاتِي قريب من الأرميني. د: الكندرة قشارة نَافِع من سيلان الرَّحِم والقشور أقوى وَيصْلح سيلان المزمن.
ابْن ماسوية: مَتى احتمات الْمَرْأَة كموناص مَعَ زَيْت عَتيق قطع كَثِيرَة الْحيض الكرنب يمْنَع النزف. والكراث النبطي مَتى خلط بقشار الكندر وَاحْتمل قطع نزف الدَّم. ج: لِسَان الْحمل يقطع سيلان الدَّم شرب أَو احتقن بِهِ. د: وَيمْنَع سيلان الدَّم والفضلات إِلَى الرَّحِم مَتى اغتذى بِهِ. وَإِن شرب من خبث الْجَدِيد وَمن السورنجان جزءان وَجعل فِيهِ(3/148)
قتيلة بخل خمر وَيحْتَمل قطع نزف الدَّم. مَجْهُول: أصل لحية التيس قوى الْقَبْض نَافِع من نزف الدَّم. د: عصارة أصل شَجَرَة المصطكى وقشورها مَتى طبخت على مَا فِي بَاب نفث الدَّم جيد للنزف ويقم مقَام الطراثيث. د: الناردين مَتى احْتمل فرزجة قطع نزف الدَّم. البلح مَتى شرب بخل خمر عفص قطع سيلان الرطوبات المزمنة ونشارة خشب البنق وطبيخة جيدان. ج: الصِّنْف من النيلوفر الْأَصْفَر الزهر الْأَبْيَض الأَصْل يبلغ من قُوَّة قَبْضَة أَنه يقطع سيلان الدَّم الْحَادِث للنِّسَاء وَيشْرب أَصله وبزره بشراب أسود فينفع من الرُّطُوبَة المزمنة من الرَّحِم. زهرَة السفرجل مَتى شربت بشراب نَفَعت من السيلان المزمن فِي الرَّحِم.) د: أصل السوسن يلين جسأ الرَّحِم. وَقَالَ: سماق الدباغة يمْنَع الرُّطُوبَة الْبَيْضَاء من الرَّحِم.
سماق الْأكل إِذا شرب بشراب قَابض قطع نزف الدَّم من الرَّحِم وَكَثْرَة النَّوَازِل إِلَيْهِ طبيخ خشب الساذج مَتى شرب أَو احتقن بِهِ نفع من سيلان الرطوبات.
الْيَهُودِيّ: مَتى رَأَيْت الْمَرْأَة تستفرغ بِالْحيضِ وتقوى بذلك ويصفو لَوْنهَا عَلَيْهِ فَذَلِك فضل وامتلاء تَدْفَعهُ الطبيعة. فَلَا تمنع مِنْهُ ولونه يدل على الْخَلْط. قَالَ: وَإِذا قوى النزف مَعَ حرارة فَاسق الْأَدْوِيَة الْمَانِعَة للطمث المخدرة واسق مِنْهَا واطل بهَا بالفلونيا وأقراص الكهربا وَمَتى كَانَ النزف مَعَ حرارة فَاسق أَقْرَاص الطباشير الكافورية وتزر حماض بِرَبّ الحماض الأترجي وَمَتى كَانَ النزف مَعَ ضعف الْأَرْحَام فأعطها القابضة المقوية مَعَ الطينية يُؤْخَذ عفص وطين مختوم وأرميني وشب وَدم الْأَخَوَيْنِ مِنْهَا أجمع بِالسَّوِيَّةِ دِرْهَم وكافور حبتان سك دانق يداف فِي أُوقِيَّة شراب الآس وَيشْرب وَإِن كَانَ فِي الرَّحِم قرحَة فاسقها الْأَدْوِيَة المركبة من المغرية والقابضة والمخدرة وَحملهَا مِنْهُ هَذَا المرهم: إسفيذاج جلنار مرداسنج قيروطي بدهن ورد تحتملة وَأَن كَانَ يسيل الْحيض من امتلاء فافصد الأكحل وَشد عضديها واحجمها بَين وركيها فَإِن كَانَ الْحيض رَقِيقا مائيا فَاسق القوابض وَحملهَا شياقا طوَالًا واطل الرَّحِم.
ايْنَ ماسويه فِي كتاب الرَّحِم: إِذا رَأَتْ الحبلى الدَّم فافصد ولاتقدم على المسهل وَذَلِكَ يعرض كثيرا للحوامل فعلاجهن بالأطعمة المقللة للدم وَقلة الْغذَاء.
ميسوسن إياك أتستعمل فِي نزف الدَّم الْأَدْوِيَة المحرفة فَإِنَّهَا ضارة لِأَن الْعُضْو عصبي وخاصة فِي نزف دم الْحَوَامِل.
وَقَالَ فِي الْأَعْضَاء الألمة: قَالَ: إفراط خُرُوج الطمث يتبعهُ رداءة اللَّوْن تنتفخ القدمان وَجَمِيع الْجِسْم ويسوء الاستراء ويضعف الهضم.
قَالَ: وَرُبمَا تنقى الْجِسْم بالطمث الْكثير(3/149)
على سَبِيل مَا يتنقى بالبول. قَالَ: وَالْخَارِج بالطمث فِي هَذِه الْحَال يكون إِمَّا صديدا بِضَرْب إِلَى الصُّفْرَة أَو إِلَى الْحمرَة أَو إِلَى المائية وَأما إِن كَانَ دم كَدم الفصد فَذَلِك لِأَن عِلّة فِي الرَّحِم.
حقنة للنزف من المنجح: قلقطار وأقاقيا وقشور الكندر ينخذ اقراصا ويداف مِنْهَا مِثْقَال طين أرميني وصمغ عَرَبِيّ وكهربا مِثْقَال مِثْقَال فِي أوقيتين ويحقن بِهِ العليل فِي الْيَوْم مَرَّات وينوم العليل على الْقَفَا وأوراكها مُرْتَفعَة سَاعَة وَكَذَا فاحقن السرطان بالحقن المسكنة للوجع.)
مَجْهُول: لإفراط الطمث: أفيون قشور الكندر طين أرميني كهربا أقاقيا بالسواء يَجْعَل قرصة ويسقى بِمَاء حصرم.
سرابيون: إِن كَانَ الطمث لضعف الأوردة فَعَلَيْك بالأضمدة القابضة وَإِن كَانَ لحدة الدَّم فسكن وأطفئ وَإِن كَانَ من امتلاء فافصد وَيعلم الْخَلْط الْغَالِب من لون الشَّيْء السايل بِأَن يتَحَمَّل على خرقَة وينتظر فَإِن كَانَ أصفر فَمن الصَّفْرَاء لِأَنَّهَا غالبة على الدَّم وَمَتى كَانَ رَقِيقا مائيا فَمن البلغم وَمَتى كَانَ أَحْمَر قانيا فالدم فافصد للأستفراغ لذَلِك الْخَلْط ثمَّ اسْتعْمل القابضة شرابًا وضماداً وَفِي الآبزن وضمد الْبَطن وقطن كلهَا بالقوابض معجونة بالخل وَأدْخل فِي الفرزجات الكافور والأفيون وطبيخ العفص إِذا جلس فِيهِ منع السيلان المزمن من الرَّحِم طبيخ ثجير الْعِنَب يحقن بِهِ لسيلان الرطوبات من الرَّحِم. د: مَاء الحصرم يحقن بِهِ لسيلان الدَّم من الرَّحِم وَقَالَ: عصارة عصى الرَّاعِي تقطع النزف. ج: العدس إِذا سلق مرَّتَيْنِ ثمَّ طبخ بالخل طَعَام جيد للنزف وإدمانه جيد لَهُنَّ طبيخ إِذا شرب منع السيلان المزمن. د: عصارة عِنَب الثَّعْلَب إِن احتملت قطعت سيلان الرطوبات المزمنة من الرَّحِم.
ابْن ماسويه: القلقطار والقلقديس مَعَ مَاء الكراث يقطع نزف الدَّم. د: طبيخ حب الرُّمَّان الحامض نَافِع من سيلان الرطوبات من الرَّحِم الجلنار: قَالَ ج: جَمِيع الْأَطِبَّاء يستعملونه فِي هَذِه الْعلَّة. الشاذنة يشربيشرب لمنع الطمث. د: ذَنْب الْخَيل قَالَ ج: هُوَ نَافِع للنزف الْعَارِض للنِّسَاء وخاصة الْأَحْمَر مِنْهُ الخشخاش ينعم دقه ويسقى بشراب لسيلان الرُّطُوبَة.
الْأَدْوِيَة النافعة لسيلان الدَّم من الرَّحِم: ابْن ماسويه: سنبل الطّيب أَرْبَعَة دَرَاهِم يعجن بشراب عفص وَيحْتَمل. وَيمْنَع سيلان الطمث إِن تمسك عصارة طراثيث ثَلَاثَة دَرَاهِم فِي صوف آسمانجوني وقاقيازنة دِرْهَم مسحوقين تغمس الصوفة فِي مَاء الآس ويلوث فِي جَمِيع هَذَا ويتحمل وَيحل الزاج وَيشْرب صوفة ويلوث فِي مَاء الزاج المسحق ويتحمل فَإِنَّهُ يمْنَع الطمث.(3/150)
لحبس الطمث الدَّائِم وَدم البواسير: تسْتَعْمل التعريق الدَّائِم والقئ بعد الطَّعَام والأغذية الحابسة للدم كلحم الماعز وخل خمر مبرد وَلبن حامض والمطجنات والشوكردناك وَهِي كلهَا بَارِدَة وَلَا تَأْكُل طَعَاما حاراً لَا بِالْفِعْلِ وَلَا بِالْقُوَّةِ والسمك الطري كُله تَأْكُله واسقها الودع المحرف دِرْهَمَيْنِ بِمَاء وبلح وبماء سماق وسفرجل وأقعدها فِي طبيخ العوسج وورقة وأصوله وآس وَورد بأقماعه)
وخرنوب بنطي وقشور رمان وجلنار وعفص أَخْضَر ولحية التيس وَاجعَل ثجيرهما ضماداً وفرزجة وتضمد بِهِ السُّرَّة وَالظّهْر والفرج: والمقعدة واسقها درهمي أقاقيا وَدِرْهَم عفص وعصارة لحية التيس مثله بِمَاء البلح أَو بِمَاء رمان حامض.
فرزجة لسيلان الدَّم من أَسْفَل: خزف التَّنور خَمْسَة قرطاس محرق مداد فَارسي عصارة لحية التيس قاقيا يَجْعَل فرزجة بِمَاء العفص الْفَج. آخر: رامك العفص سك عفص قشور رمان قاقيا خرنوب تجْعَل فرزجة بِمَاء خرنوب وتأكل عدسية مطبوخة بخل وحماض والأترج وينتقل بِهِ مقلوا وَهُوَ جيد لنزف الدَّم وَمن البواسير أَيْضا.
لاسترخاء فَم الرَّحِم والسيلان المزمن الْقرح فِيهِ: قاقيا عفص جلنار دم الْأَخَوَيْنِ ورد بأقماعه ثَمَر العسج أقماع الزَّمَان قشور الجفرى تغمس صوفة فِي مَاء الآس وتلوث فِيهِ وتحتمل اللَّيْل أجمع: وأقعدها فِي طبيخ العفص وجفت البلوط خبث الْحَدِيد والشب والزاج.
فرزجة جَيِّدَة: شب زاج قاقيا عفص فج يعجن بِمَاء البلح. اسْقِ ذَلِك صَاحب نزف الدَّم: قشر بيض نعام حَتَّى يبيض زنة دِرْهَمَيْنِ بِرَبّ الحصرم.
لمنع سيلان الْأَبْيَض من الرَّحِم: اسقها مَا يدر الْبَوْل فَإِنَّهُ يقطع ذَلِك وتحتمل أنيسونا وسماقا.
ولنزف الدَّم مَعَ حرارة: عفص فج جلنار نشا أفيون زراوند صيني ورد حب الآس سماق لحية التيس حب الحصرم قرطاس محرق وصندل أَبيض قشر كندر طين مختوم أقماع الرُّمَّان شاذنة خزف حَدِيد كسبرة يابسة يحْتَمل مِنْهُ أَرْبَعَة دَرَاهِم فِي صوفة خضراء قد شربت مَاء الآس وتحتمل اللَّيْل كُله.
لمنع الطمث وَدم البواسير: قاقيا جلنار دم الْأَخَوَيْنِ عفص زاج آملج ودع محرق ورق الأثل قرن الأيل محرق أفيون بنج كافور.
يعجن بِمَاء ورق الْخلاف وَيحْتَمل اللَّيْل كُله فِي صوفة بَيْضَاء وَاسْتَعْملهُ فِي الْأَمَاكِن الحارة واسق مِنْهُ أَيْضا بِمَاء بَارِد وَمَاء حصرم وأقعدها فِي مَاء بَارِد جدا فِي الْيَوْم مَرَّات وقلل الطَّعَام واترك الشَّرَاب الْبَتَّةَ وَاللَّحم ولتأكل العدس والجمار والخل وَنَحْوهَا ولب القثاء وَالْخيَار ويطلى الظّهْر والبطن بالصندل والكافور ولتنم فِي مَوضِع ريحي على ورق الْخلاف وامنعها الْحمام فانه جيد بَالغ.
فرزجة للدم: جلنار وسخ السفود شب وَج كحل كمون منقع. بخل طين أرميني رب(3/151)
الفرظ)
يعجن بِمَاء الْخلاف والكسبرة وَيحْتَمل اللَّيْل كُله بعد أَن تمسح بدهن ورد وزد بِهِ قرطاسا محرقا.
التَّذْكِرَة لقطع الطمث: اطل سرة الْمَرْأَة وظهرها بجبسين بخل وتسقى صمغاً عَرَبيا وكثيراء وبزر كتَّان بِمَاء حَار وأحقن الرَّحِم بِمَاء لِسَان الْحمل فِيهِ زاج وَدم الْأَخَوَيْنِ وَقِرْطَاس محرف ويسقى طينا أرمينيا وسادوراز. دَوَاء جيد: جلنار سماق بزر الرجلة أفيون عصارة لحية التيس طين أرميني إنفحة الأرنب كهربا يسقى ثَلَاثَة مَثَاقِيل.
الْعِلَل والأعراض: سيلان الطمث يكون من اتساع أَفْوَاه الْعُرُوق أَو من كَثْرَة الْمَادَّة أَو من حدتها إِذا كَانَت حادة أَو لفضل ينجذب من الْجِسْم كُله إِلَى الرَّحِم وَقد يكون هَذَا الْفضل دموياً أَحْمَر. وَإِن كَانَ بلغميا كَانَ المستفرغ أَبيض وَإِن كَانَ مراريا كَانَ أصفر. ج: نَوَادِر تقدمة الْمعرفَة: الْعرض العامى فِي النزف لَا تجفف نواحي الرَّحِم فَقَط لَكِن جَمِيع الْجِسْم بتمرخه بالأدهان القابضة وَهَذِه الْعلَّة تكون من غَلَبَة الرُّطُوبَة. قَالَ: وَإِذا طَال الْأَمر لم تَنْفَعهُ الْأَدْوِيَة الَّتِي يعالج بهَا بِقَلِيل الْغذَاء أَو الشَّرَاب وأنفعها دَوَاء يسهل المَاء أَولا ثمَّ بعد ذَلِك أعْطهَا الْأَشْيَاء القوية فِي إدرار الْبَوْل أَيَّامًا ثمَّ خُذ فِي الدَّوَاء المسهل أَيْضا ثمَّ عد إِلَى إدرار الْبَوْل فِيمَا بَين ذَلِك وَاجعَل الطَّعَام جافا كلحوم الطير الجبلية وأدم الدَّلْك بمناديل لينَة ثمَّ بعد ذَلِك بمناديل خشنة.
الْفُصُول: يحبس الطمث أَن تضع عِنْد كل وَاحِد من الثديين محجمة عَظِيمَة أعظم مَا تكون جدا أَو دون الثدي لتجذب الْخَلْط بالمشاركة الَّتِي بني الرَّحِم والثدي بالعروق إِذا حدث بعد سيلان الطمث شنج وغشى فَذَلِك رَدِيء زِيَادَة الطمث ونقصانه يحدثان أمراضاً. قَالَ: أَسبَاب سيلان الطمث إِمَّا أَن يكون الدَّم صَار أرق وأسخن أَو ضعفت الْقُوَّة فثقل عَلَيْهَا الدَّم وَإِن كَانَ لم يُجَاوز اعتداله الطبيعي فَدفعهُ إِلَى الرَّحِم.
ابْن ماسويه فِي كتاب الْأَرْحَام: قد يعرض للحامل أَن ترى الدَّم وعلاه يسير: اسقها عصير بزر قطونا وعصير البلح والطين الْمَخْتُوم وبزر قطونا وصمغا عَرَبيا وَرب الآس والفلونيا الفارسية والرساماطن وأقراص الكاكنج وأقراص الكاريا والطباشير والأفيون وعصارة لِسَان الْحمل وفرزجات من عصارات حلية التيس وجفت البلوط الزاج وَدم الْأَخَوَيْنِ وقاقيا وعفصا وعصير د: الاصطراك وتزر الأنجرة مَتى شربا بالطلاء فتحا فَم الرَّحِم وطبيخ حب البلسان وَعوده)
يفتحان فَم الرَّحِم يجذبان مِنْهُ رُطُوبَة. وَقَالَ: البلنجاسف ودهن الزَّعْفَرَان وورق الكراث الشَّامي إِذا طبخ بِمَاء وملح وضمد بِهِ فتح فَم الرَّحِم. د: المر يلين فَم الرَّحِم(3/152)
المنضم ويفتحه.
وَقَالَ: الْمقل الْيَهُودِيّ يفتح فَم الرَّحِم مَتى شرب أَو دخن بِهِ دهن الشبث يفتح انضمام فَمه الخروع جيد لانقلاب الرَّحِم طبيخ الخطمى يفتح انضمام فَمه وَإِن طبخ الخطمى بشراب وخلط بشحم الأوز وصمغ البطم وَاحْتمل فعل ذَلِك.
الْعِلَل والأعراض: الرتقة تكون فِي فَم الرَّحِم وَتَكون مولودة وعارضة إِذا حدثت قرحَة فِي ذَلِك الْموضع فينبت عَلَيْهَا لحم زَائِد أَسْفَل المجرى وَأَعلاهُ.
ميسوسن: الرتقة: لحم زَائِد يكون فِي قبل الْمَرْأَة وَيكون ف الْخلقَة وَقد يعرض من قرحَة. وأفتح فَم الْقبل وَأنْظر فَإنَّك تَجِد فِيهِ شَبيه العضلة قد غطت مَوضِع سَبِيل الطمث ويحتبس لذَلِك الطمث وَإِن كَانَت هَذِه المسدة فَوق فَم الرَّحِم فَلَا ينزل ويهيج مِنْهُ الوجع وَبِذَلِك يسْتَدلّ على الرتقاء إِذا كَانَ غائرا بَعيدا وبدن هَذِه يسود بِالدَّمِ الرَّاجِع إِلَى جَمِيع الْجِسْم ثمَّ يخنقها فتهلك مَتى لم تبادر بالعلاج قبل ذَلِك.
وَإِن كَانَ هَذَا اللَّحْم فِي فَم الْفرج من فَوق أمكن الرجل أَن يُجَامِعهَا إِلَّا أَنَّهَا لَا تعلق وَلَا يسيل طمثها. وَإِن كَانَ اللَّحْم فِي فَم الْفرج لم يُمكن أَن تجامع. وَقد يكون للرتقاء ثقب صَغِير يخرج مِنْهُ الْبَوْل والطمث خرجا يَسِيرا وَإِن اشْتَمَلت الرتقاء بِاتِّفَاق يتَّفق مَاتَت هِيَ والجنين.
وَقَالَ: وَإِذا كَانَت السدة فِي فَم الرَّحِم فلف على إبهامك خرقَة واقبض ومذ الشفرين بِشدَّة حَتَّى تخرج تِلْكَ العضلة ثمَّ خُذ صُوفًا فاغمسه فِي زَيْت وَاجعَل فِيهِ مَا وضع على الشفرين صُوفًا مغموساً فِي زَيْت وشراب وَإِذا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث فأجلسها فِي مَاء الْعَسَل وألزمه المرهم حَتَّى يبرأ وَلَا تتركه يضيق وَمَتى كَانَت السدة دَاخِلا فَخذ صنارة وأدخلها وعلقها فِي تِلْكَ العضلة ومدها إِلَيْك ثمَّ شقها بالمبضع ثمَّ اغمس صوفة فِي شراب والزمها الْموضع وأجلسها فِي مياه مرخية ثمَّ عالجها بِأَن تحملهَا أَو ترزق فِيهَا مراهم وَيجوز أَن يلتحم بالفتائل على مَا ذكرنَا ثمَّ اسْتعْمل الخاتمة وَكَثْرَة الْجِمَاع لَهَا دَائِما إِذا بَرِئت أدنى برْء.(3/153)
(اختناق الرَّحِم) (وزواله ميله إِلَى الجوانب وانضمام فَمه)
3 - (الْعِلَل والأعراض)
السَّادِسَة: قَالَ: رَأَيْت نسْوَة ملقون لَا يحسسن ونبضهن ضَعِيف جدا وصغير ومنهن من لَا يتَبَيَّن لَهَا نبض وبعضهن يحسسن ويتحركن وَلَيْسَ مِنْهُنَّ إِلَّا من يصيبهن الغثى وَلَا يتنفسن إِلَّا بكد وبعضهن يتشنج أَيْدِيهنَّ وَأَرْجُلهنَّ فَلذَلِك أَظن أَن أَصْنَاف هَذِه الْعلَّة الَّتِي تسمى اختناق الرَّحِم كَثِيرَة وَرُبمَا آل الْأَمر إِلَى أَن يشك فِيهِنَّ هَل متن أَو هَل هن أَحيَاء وَيحْتَاج أَن يتعرف ذَلِك بالآلات. وَقَالَ: قد اجْتمع النَّاس على اجتناق الرَّحِم أَنه إِنَّمَا يُصِيب النِّسَاء الأرامل وخاصة اللَّاتِي كن يحبلن كثيرا وينقين الطمث ثمَّ انْقَطع عَنْهُن ذَلِك الْبَتَّةَ قَالَ: فَيمكن أَن تكون هَذِه الْعلَّة تعرض بِسَبَب احتباس الْحيض أَو بِسَبَب احتباس المنى إِلَّا أَنَّهَا تعرض من أحل احتباس المنى أَكثر لِأَن للمنى قُوَّة أعظم وَأقوى وَهُوَ فِي أبدان النِّسَاء الكثيرات المنى أرطب وأبرد وَأَنه إِذا احْتبسَ عَظِيمَة وخاصة فِي أبدان النِّسَاء كثيران المنى فَإِنَّهُ كَمَا يعرض للرِّجَال الكثيري المنى عِنْد ترك الْجِمَاع من القلق وَثقل الرَّأْس وَسُقُوط الْقُوَّة والشهوة كَذَا لَيْسَ يُنكر أَن تعرض أَعْرَاض أَشد من هَذِه لهَؤُلَاء النسْوَة وَرَأَيْت امْرَأَة بقيت أرملة مُدَّة طَوِيلَة فَعرض لَهَا هَذَا الْعرض وَقَالَت الْقَابِلَة: إِن رَحمهَا قد تشمر إِلَى فَوق فأشرت إِلَى أَن يسْتَعْمل الْأَشْيَاء الَّتِي تتحمل لهَذِهِ الْعلَّة فحين فعلت تِلْكَ الْأَشْيَاء عرض لَهَا من الْأَصَابِع وحرارة تِلْكَ الْأَشْيَاء بِالْفِعْلِ وجع مشوب بلذة كالحال عِنْد الْجِمَاع وَخرج مِنْهَا شَيْء غليظ فاستراحت من تِلْكَ الْأَعْرَاض الَّتِي كَانَت بهَا وَكَذَا فِي الأرامل. وَإِن كَانَ الطمث يجرى مجْرَاه فَإِن احتباس المنى يحدث بِهن هَذِه الْعلَّة. قَالَ: وَلَيْسَ بمنكر أَن تتكون قوى المنى إِذا أزمن وبقى فِي الْجِسْم أَن يبلغ من ردائته أَن يفعل هَذِه الْأَفْعَال وَإِن شِئْت أَن تقْرَأ إتْمَام السَّبَب فَاسْتَعِنْ بالمقالة السَّادِسَة.
قَالَ: ميل الرَّحِم إِلَى الجوانب وتشمرها إِلَى فَوق يعرض من جرى الطمث إِلَى عروقها وانسداد تِلْكَ الأفواه من الْعُرُوق أَن تؤدية إِلَى تجويف الرَّحِم فيميل لذَلِك ويتقلص فَيكون للرحم مِنْهُ تشنج وامتداد وَإِذا كَانَ بالسواء تشمرت إِلَى فَوق وَإِن كَانَ فِي جِهَة دون جِهَة فَإلَى تِلْكَ النَّاحِيَة فبسبب هَذِه الْعلَّة احتباس الطمث أَن يجْرِي من الرَّحِم فإمَّا احتباس المنى فَإِنَّهُ بيرد النِّسَاء بردا شَدِيدا تبلغ الْحَال عِنْد شدَّة الوجع أَن يتنفسن وَلَا تنبض(3/154)
عروقهن شَيْئا يحس وَقَالَ: إِذا)
رَأَيْت الطمث محتبساً فَأمر الْقَابِلَة أَن تجس فَم الرَّحِم فَإِن كَانَ مُنْضَمًّا مَعَ صلابة وَغلظ خَارج عَن الطَّبْع فتفقد إِلَى أَي نَاحيَة مَال فالوجع هُنَاكَ وبعضهن يحس بِهِ فِي النَّاحِيَة الَّتِي انْفَتَلَ الرَّحِم إِلَيْهِ مَعَ ثقل وَيصير الوجع أَيْضا إِلَى الرُّكْبَتَيْنِ وَتَكون الْمَرْأَة تعرج إِذا مشت من رجلهَا المحاذية للمواضع.
3 - (جَوَامِع الْأَعْضَاء الآلمة)
إِن كَانَ المنى المحتبس يقبل كَيْفيَّة البلغم ويبرد جدا كَانَ اختناق الرَّحِم مَعَه بطلَان الْحس وَالْحَرَكَة وَالنَّفس وَإِن مَال المنى إِلَى كَيْفيَّة حارة لذاعة فِي فَسَاده وَتعقبه إِذا بقى فِي الْجِسْم كَانَ مَعَه تشنج وَإِن كَانَ على الْحَقِيقَة النَّفس لَا يبطل لَكِن يكون إِذا كَانَ المنى شَدِيد الْبرد فِي الْغَايَة من هَذِه الَّتِي ذكرنَا أَعْرَاض وَإِن كَانَ المنى مَال فِي تغيره إِلَى السَّوْدَاء كَانَت مَعَه أَعْرَاض المالنخوليا فَإِن كَانَ الْمَنِيّ قد برد قَلِيلا لم يكْتَسب كَيْفيَّة رَدِيئَة كَانَ ذهَاب الْحس وَالنَّفس أخف وَأَقل. المنى إِذا بقى فِي الْجِسْم أَخذ يتَغَيَّر بِحَسب خلط الْجِسْم فَإِن كَانَ بَارِدًا برده جدا حَتَّى يصير فِي الْغَايَة وَكَذَا فِي الأخلاط الْأُخَر.
قَالَ: 3 (اختناق الرَّحِم) يحدث فِي الْأَبْكَار أَيْضا إِذا اشتهين الباه وفقدنه. الأولى من الأخلاط: التزبد إِذا حدث فِي فَم صَاحِبَة اختناق الْأَرْحَام سكن عَنْهَا ألمها على الْمَكَان. الثَّالِثَة: قد يحدث عَن اختناق الْأَرْحَام ورم الْحلق وَذَات الرئة. الْخَامِسَة من الْفُصُول: العطاس يحل اختناق الرَّحِم وَذَلِكَ أهـ يثير الطبيعة وينقيها وينفض عَن الْأَبدَان الأخلاط اللازقة بهَا.
3 - (العلامات)
أَعْرَاض اختناق الأرحان تشبه أَعْرَاض التبرغش وإبليميا والسكتة لِأَنَّهُ يعرض مَعَه غشى وَسُقُوط قُوَّة وَانْقِطَاع صَوت وَضعف النَّفس والنبض والبتة وصرير الْأَسْنَان وتشنج أَطْرَاف الْبدن إِلَّا أَنه يعرض مَعَه انتفاخ الشراسيف وارتفاع الرَّحِم إِلَى فَوق وورم فِي الصَّدْر وَيفرق بَينه وَبَين الصرع أَنه لَا يُزْبِد فمها وتوجع الرَّجْم وَمن الرَّأْس وَلَا يتَغَيَّر عقلهَا لَكِن إِذا أفاقت حدثت بِمَا كَانَ وَأما من السكتة فَإِنَّهُ لَا يشركهُ مَعهَا غطط عَال كَمَا يكون مَعَ السكتة وَصَاحب السطتة لَا يسح بِشَيْء الْبَتَّةَ وحس هَذِه ثَابت.
ينفع فِي اختناق الرَّحِم الدحمرتا إِن أدمن عَلَيْهَا وَيشْرب بِمَاء اللوبيا الْأَحْمَر وَشَيْء من سذاب وقطرات من دهن جوز ويشربه أَيَّامًا ويفصد الصَّافِن أَو يحجم السَّاق لِأَن مُرَاده أَن يجتذب الرَّحِم إِلَى أَسْفَل وَذَلِكَ يكون بدرور الطمث ويدمن أكل هَذِه الْأَشْيَاء القاطعة للمني كالسذاب والفوذنج والفنجكشت الحارة مِنْهَا لَا الْبَارِدَة لِأَن هَذِه تعين على قطع المنى وعَلى درور الطمث أَو يسقى ذَلِك بِمَاء الْأُصُول.
قرصة لإختناق الرَّحِم ورق الفنجنكشت وورق السذاب الْيَابِس بزر الحرمل فوذنج جبلى ساساليوس زراوند يَجْعَل أقراصاً ويسقى بطبيخ الفوذنج أَو السذاب.(3/155)
الْيَهُودِيّ: اختناق الْأَرْحَام يكون من امتلاء عروق الرَّحِم من دم الطمث جدا فينقص طولهَا ويمتد عرضهَا فَيُقَال ارْتَفع الرَّحِم إِلَى فَوق أَو من إدمان الْمدَّة ويصيب الْأَبْكَار المدركات إِذا اشتدت شهوتهن للرِّجَال. قَالَ: وَيَنْبَغِي أَن يتفقد قبل الفصد الصَّافِن إِلَى أَي نَاحيَة مَال الرَّحِم فَإِن مَال إِلَى الْيُمْنَى وبالضد وَإِن تشمر إِلَى فَوق من غير ميل فافصد أَيهمَا أردْت. قَالَ: علاج الاختناق أَيْضا شدّ السَّاقَيْن ودلك الْقَدَمَيْنِ بدهن الرازقي وَالْملح مَعَ الْوَرِكَيْنِ والصلب وشم الجندبادستر وانفخ فِي منخريها الكندس وامرخ مَوضِع الرَّحِم بدهن بَان وزنبق ودخنها بِعُود ومسك وميسوسن بقمع وأطل بعد التمريخ على مَوضِع الرَّحِم الطّيب والخلوق واللخالخ فَإِن لم ينْتَفع بذلك فَأمر الْقَابِلَة أَن تدخل إصبعها وتدلك فَم الرَّحِم إِلَى دَاخل دلكا لينًا كثيرا ثمَّ حملهَا شخرنايا ودهن الْغَار وتحجم على بَاطِن فخذيها بِلَا شَرط محاجم بالنَّار مَرَّات يوضع عَلَيْهَا فَإِن اشْتَدَّ أمرهَا فصب على رَأسهَا دهن بَان مسخناً جدا وَليكن دهنا جيدا أَو امسك نَفسهَا ومنخريها وَأدْخل فِي حلقها ريشة لتقيأ وتنزعج إِلَى القئ فَإِنَّهَا ترجع قَالَ: واسقهن الْأَدْوِيَة الَّتِي تجفف المنى وتنزل الْحيض من ذَلِك جوارش الكمون بِمَاء السذاب.
أرى أَن يحمل الْأَشْيَاء الَّتِي تدغدغ وتلذع فَم الرَّحِم فَإِنَّهُ ملاكه بالأدوية اللذاعة.
فلفل مثل الْكحل ونجبيل عسل أَو تحمل الكزمازج فَإِنَّهُ عَجِيب وَأقوى من ذَلِك أَن تحمل الفربيون سَاعَة فَإِنَّهُ ينزل طمثها على الْمَكَان وَيخَاف عَلَيْهَا النزف.
مَجْهُول: ثلثا دِرْهَم من شَحم دانق سقمونيا دانق مصطكى هِيَ شربة تَنْفَع من اختناق الرَّحِم وينفع من اختناق الْأَرْحَام: شدّ السَّاق شدا شَدِيدا من فَوق إِلَى أَسْفَل ويدلك بأدهان حارة وتحتمل كهذه الأدهان مثل دهن الرازقي وتشم أَشْيَاء مُنْتِنَة تهيج العطاس وينفع من ذَلِك جوارش الكموني يشرب بطبيخ العفص.
الطَّبَرِيّ: علق على الْعَانَة محجمة فِي أختناق الرَّحِم.
أهرن: قد يكون الاختناق فِي الْأَرْحَام من احتباس الطمث أَيْضا لِأَن عروقها تمتلئ فتمتد لذَلِك عرضا وَينْقص طولهَا وتتشمر إِلَى فَوق وَيكون من غلظ يعرض فِي أعالي الرَّحِم فيمتد بذلك)
الرَّحِم إِلَى فَوق ويزحم الْحجاب فيضيق النَّفس ويهيج الغشى. قَالَ: وَجُمْلَة اختناق الرَّحِم إِنَّمَا يكون لِأَن ورماً يحدث فِي أعاليها وَيكون ذَلِك إِمَّا لاحتباس الدَّم أَو لاحتباس الْمَنِيّ فيميل لذَلِك الرَّحِم ويتشمر إِلَى فَوق ويزحم الْحجاب ويألم ويشترك مَعَه. قَالَ: فأبدأ فِي علاج هَذَا: عصب سَاقيهَا جدا وادلك قدميها بدهن الرازقي دلكا شَدِيدا مَعَ السَّاقَيْن والركبتين والصلب وأسمها أَشْيَاء مُنْتِنَة الرّيح وعطسها بالكندس وَحملهَا أشيافا طيبَة الرّيح كالرازقي والناردين ودخنها بمسك وعود وأحم حِجَارَة وانضج عَلَيْهَا الميسوسن والنضوج وَنَحْوه وقربها إِلَى الرَّحِم وأطل مَوضِع الرَّحِم بالخلوق والأشياء الطّيبَة الروائح أَمر الْقَابِلَة أَن تمسح فَم الرَّحِم بِبَعْض الأدهان اللطيفة كدهن البابونج والغار(3/156)
والقيصوم والسوسن مسحاً رَقِيقا وضع المحاجم على بَاطِن الْفَخْذ بِلَا شَرط وأقعدها على الجرة فِي مياه تحدر الطمث كطبيخ الأبهل والمرزنجوش والشبث والقيصوم وَقد يوضع على الْعَانَة فينفع وتحقن أَيْضا بالحقن وتعطى مَا يجفف الْمَنِيّ ويدر الطمث.
دَوَاء لمثل ذَلِك: يُؤْخَذ عفصة من الكمونى وتسقاه بِمَاء السذاب أَو بِمَاء الفنجنكشت أَو بِمَاء الكرفس وَتحمل مثل هَذَا الحمول: شَحم بط دهن بِلِسَان أذب الشَّحْم بدهن سوسن وألق مَعَه أفاوية طيبَة حارة وَحملهَا لذَلِك مر وحماما وزعفران ولبنى وعلك الأنباط.
أهرن: قد يكون مَعَ وجع الْأَرْحَام ضيف النَّفس وذبحة لاشتراك الْحجاب مَعَ الرَّحِم واشتراك بولس قَالَ: يعرض لمن يَعْتَرِيه خنق الرَّحِم فِي أَوْقَات الرَّاحَة رداءة الْفِكر وكسل وَضعف السَّاقَيْن وصفرة الْوَجْه ورطوبة الْعَينَيْنِ وَأما فِي وَقت النّوبَة فالغثى وَذَهَاب الْحَرَكَة والحس وَالنَّفس ونجذب الساقان ثمَّ يبْدَأ الْوَجْه يحمر وَمَا يَلِي الشفتين وَيكون كالمبتدإ إِذْ ابتدأت الرَّاحَة ويتقدم أَولا رُطُوبَة من الْأَرْحَام محسوسة وَتعرض لَهَا قراقر فِي الْبَطن ويجئ من نَاحيَة المعى وتسترخى الرَّحِم إِلَى أَسْفَل قَلِيلا وَترجع عقولهن وحسهن وَلِهَذَا الْمَرَض أدوار كالصرع وَقد يهلكن بَغْتَة فِي وَقت النّوبَة والنبض يكون متواتراً مُخْتَلفا ومنقطعا وَيبدأ الْجِسْم يقرق قَلِيلا ويضعف النَّفس أَولا ثمَّ يَنْقَطِع وَأكْثر مَا يكون الْمَرَض فِي الشتَاء والخريف ويعرض للأحداث مِنْهُنَّ الشبقات اللواتي تدعوهن طباعهن إِلَى الْجِمَاع وَلنْ يجدن ذَلِك. قَالَ: وَفِي وَقت النّوبَة شدّ السَّاق برباطت وادلكها ودبرها تَدْبِير الغثى حَتَّى يرجع النَّفس وَقرب أرايح رَدِيئَة وَأَجْعَل على الأرابي المحاجم وعَلى أَسْفَل الْبَطن وَإِن طَالَتْ نوبَة الْعلَّة فأنهن ينتفعن بِمَا يخرج الرِّيَاح كالكمون والأنيسون وَإِن)
طَالَتْ نوبَة الْعلَّة فليحمل هَذِه المفشة فِي الدبر وَكَذَلِكَ الحقن للزبل لِأَنَّهُ يَتَّسِع على الرَّحِم وصب الأدهان الطّيبَة فِي الرَّحِم فَإِنَّهَا ترخيه وَيذْهب تشميره إِلَى فَوق كدهن الأقحوان ودهن الساذج واسعطها بخردل وضمد الرجلَيْن بعد الدَّلْك بِهِ وَصَحَّ فِي آذانهن بِصَوْت مهول وانفخ فِي أنفها الكندس والفلفل فِي وَقت الرَّاحَة وَاسْتعْمل القئ قبل الطَّعَام حَتَّى إِذا كَانَ بعد السَّابِع أسهلت الْبَطن باريارج شَحم الحنظل وَبعد ثَلَاثَة أَيَّام أحجمها فِي الصلب والمراق واسق الجندبادستر مرّة مَعَ مَاء وَمرَّة مَعَ شراب عسل وَاسْتعْمل الفرزجات الملينة والآبرنات وافصد ونق بالاسهال بايارج شَحم الحنظل وبلفيقرا بعده فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام ومياه الْحمة والأضمدة المحمرة حملهَا مَا يمِيل الدَّم إِلَى المرار.(3/157)
الأسكندر: السكتجبين نَافِع للاختناق وتعصيب السَّاقَيْن والحجامة على الآبية والفخذين وشم الروائح المنتنة وَتحمل الشيافات الطّيبَة الرّيح.
شَمْعُون: تجْلِس فِي مَاء قد طبخ فِيهِ كاشم وحلبة وخطمى وتشم المنتن وَالرحم يشم الطّيب وَأمْسك نَفسهَا وقيئها بريشة فَإِن عقلهَا سيرجع وَحملهَا أَشْيَاء مسخنة ملينة كدهن سوسن بصوفة وكمد الرَّحِم مَرَّات كل سَاعَة وَإِذا غثى عَلَيْهَا فعطسها وقيئها وَأمْسك نَفسهَا فَإِن لم يرجع نَفسهَا إِلَيْهَا فصب على هامتها دهنا مغلي وأكو وسط رَأسهَا وَلَا تخف وَأمْسك أنفها فَأَنَّهَا ستفيق.
يَنْبَغِي أَن تطلب عَلَامَات سيلان الرَّحِم. قَالَ: تَجِد الْمَرْأَة كالميتة وتبرد أطرافها فَإِذا سكن الغشى وجدت وجعاً ف الهامة والقفا وَالظّهْر والحقو. وتراها كغسالة اللَّحْم وَفِيه ذَلِك سخامية وَسَوَاد. قَالَ: فَإِذا رَأَيْت هَذِه العلامات فَأنْظر أَن كَانَ السَّبَب احتباس الطمث أم فقد الْجِمَاع فَإِن كَانَ احتباس طمث فمل إِلَى مَا يدره أَكثر على مَا يدر المنى ويخرجه ويدر الطمث فَلذَلِك يكون علاجها قَرِيبا بعضه من بعض فحملها الْأَشْيَاء اللذيذة والشحوم والأمخاخ ودهن سوسن وقسطاً ونرجساً وخروعا وسَاق حب سطبينج أَو دهن خروع بِمَاء حلبة وحسك.
أوربياسوس: أفصد الرَّحِم من سَاعَته فَإِنَّهَا تستروح إِذا كَانَ من احتباس الطمث وَإِن لم يكن ذَلِك وَلَا فِي الْجِسْم امتلاء وَدم كثير فإياك والفصد لِأَنَّهُ يزيدها إِلَّا أَن تقصد قصد التَّنْبِيه للحرارة بِكُل وَجه كَمَا يدبر الغشى قَالَ: فِي وَقت مَا تحس هَذِه الْمَرْأَة بِالْعِلَّةِ ابتدئ بشد أطرافها ودلك ركبتيها جدا أَو تربطهما وَكَذَلِكَ السَّاقَيْن وأشمها المنتنة وضع المحاجم على الحالبين والفخذين)
وَمَا دون الشراشيف وَأدْخل فِي المقعدة مَا يحل الرِّيَاح خُذ سذاباً مسحوقا بِعَسَل ويسيرا من كمون وبورف وأطل المقعدة وَحمل أَيْضا الفرازج الطّيبَة الرّيح ويصاح فِي أذنها بعنف وتعطس وَفِي زمَان النّوبَة أفصد الصَّافِن وَبعد أُسْبُوع أسق إبارج شَحم الحنظل وَأعْطِ الجندبادستر وأجلس فِي طبيخ حلبة وبزر كتَّان. قَالَ: وينفع مِنْهُ اغاريقون يسقى بشراب أَو أظفار الطّيب بشراب أَو يتجرع خل العنصل مَرَّات.
جَوَامِع أغلوقن: الْغَالِب فِي هَذَا الاختناق الْبرد فَلهَذَا يمِيل إِلَى الْأَشْيَاء الحارة. قَالَ: وَشد السَّاقَيْن وضع المحاجم على الحالبين لنجذب الرَّحِم إِلَى أَسْفَل والجيد أَن تعلق المحاجم على الأربية من رِسَالَة فليغرويوس: إياك وَالشرَاب وَعَلَيْك بتسخين الْأَطْرَاف وشدها. وَمن رسَالَته فِي وجع الْبَطن قَالَ: حضرت امْرَأَة قد غشى عَلَيْهَا مِنْهُ فَأمرت بغمز أطرافها وَوضعت محجمة أَسْفَل بَطنهَا فأفاقت وتراجع نَفسهَا.
ابْن سرابيون: الاختناق هُوَ تشمر الرَّحِم إِلَى فَوق ويألم مَعَه شريان السبات الْمُتَفَحِّش الَّذِي فِي الدِّمَاغ وَالْقلب أَيْضا وَلِهَذَا يبطل النبض وَالنَّفس أَو يصغر جدا(3/158)
وَسَببه الأسراف فِي احتباس الْمَنِيّ دَاخِلا وَقد يكون من احتباس الطمث وَعند قرب نوبَة الْعلَّة ينَال الْمَرْأَة كسل وَضعف عقل وَضعف الرجلَيْن أَو الرجل الْوَاحِدَة وصفرة الْوَجْه وَإِذا نَاب الوجع بَطل حسها وصوتها وَصغر نبضها ونفسها حَتَّى لايحس الْبَتَّةَ وتتشنج السَّاق وتحمر الكفان فَإِذا كَانَ عِنْد انصراف النّوبَة انصبت إِلَى قبلهن رُطُوبَة وخرجن عَن الْعلَّة وَرجعت عقولهن وَله نَوَائِب كالصرع إِذا هَاجَتْ الْعلَّة فَالْوَاجِب أَن تشد الساقان وتدلك عنيفا وَكَذَلِكَ الأفخاذ والأربيات وأشمهن الروائح المنتنة وَحملهَا طيوبا وأجودها الغالية والفرزجات المسخنة الملينة لكَي تجتذب الرَّحِم إِلَيّ أَسْفَل. وَإِن اضطررت أَن تضع على الأربية محاجم وأسفل الْبَطن فافعل وَمر الْقَابِلَة فِي تِلْكَ الْحَال أَن تسمح اصبعها ببان ودهن سوسن وحناء وتدفعه إِلَى الرَّحِم مَا امكن وتدغدغه وتدمن ذَلِك ويصاح بهَا بِصَوْت عَال وينفخ كندس فِي أنفها وَعند الرَّاحَة تسْتَعْمل المقيئ والمفشة للرياح المقللة للمنى وَتحمل فرازج وَتحمل بطبيخ بابونج ومرزنجوش وبلنجاسف وأصول الخطمى قنطوريون وَنَحْوهَا وَاجعَل على الراس وَقت الآبزن. دهن ورد ممزوجاً بخل قد طبخ فِيهِ سذاب وورق الْغَار واليسير من الجندبادستر وَفِي السَّابِع من يَوْم النّوبَة اسْقِ ثبازريطوس أوماء الشواطرا فان فِيهِ برؤهن وتصطبغ ويتجرع خل الاشقيل وينفع الدحمرتا لَهَا نفعا عَظِيما)
تشرب مِنْهُ مِثْقَالا بِمَاء المرماحور وبماء الشواصرا وببعض مَا يجفف الْمَنِيّ ويدر الحيص كحب الْفَقْد والسذاب الفنجنكشت الرطب سقى من مَائه والكاكنج يشرب بِمَاء الأنيسون والقرنفل وينفع مِنْهُ دهن الخروع بِمَاء الْأُصُول وينفع نفعا عَظِيما: دِرْهَم جاوشير ودانقا جندبادستر بشراب قوي احتملت فص الصَّافِن أَو حجامة السَّاق فابدأ بِهِ وخاصة إِن كَانَ الطمث محتبساً والجسم ممتلئا وأسهل بايارج روفس والفيقرا نَافِع أَيْضا وزن دِرْهَم مِنْهُ قد عجن بطبيخ السذاب والشبث فَإِن لم فضمد الرَّحِم والأربيات بضمادات البزور وامسح الأفخاذ والعانة وَالرّجلَيْنِ والوركين بضماد الفربيون والعاقر قرحا والرازقي والفلفل وشمع ودهن سوسن فَإِن لم تحْتَمل الضماد فاطبخ هَذَا الدّهن ومرخ بِهِ وعالجها بالحقن المسخنة والشياف والمسخن الملين فَإِن لم ينجح فكرر التَّدْبِير والتنقية وَغَيره مرَارًا فَإِن حدث بحامل وَلَا يكَاد يحدث فعالج بِكُل مَا ذكرنَا إِلَّا الفصد 3 (الأولى من علل التنفس:) 3 (اختناق الرَّحِم هُوَ عدم التنفس) من غَلَبَة الْبرد على الْحَرَارَة العريزية المخرجة للنَّفس وَلذَلِك يَكْفِي أدنى تنفس حَتَّى أَنه لَا يكون للصدر حَرَكَة خُفْيَة فِي مَا دون الشراشيف وَلَيْسَ فِي سَائِر أَجْزَائِهِ حَرَكَة الْبَتَّةَ لِأَنَّهُ لَا يحْتَاج إِلَيْهِ وَتعرض مثل هَذِه الْعِلَل للرِّجَال إِلَّا أَنه للنِّسَاء أَكثر وخاصة الأرامل ولاسيما إِذا لم يرتضن. 3 (الْخَامِسَة من الْفُصُول:) 3 (العطاس) نَافِع من هَذِه الْأَعْرَاض أَي هَذَا الاختناق حدث أَو أحدث.(3/159)
أبقراط فِي أوجاع العذارى: يبرأ هَذَا الاختناق بالفصد فَإِن كَانَت بِلَا زوج فزوج بِسُرْعَة.
جَوَامِع أغلوقن اختناق الرَّحِم أَشد من الغثى لِأَن صَاحب الغثى يسمع إِذا صِيحَ بِهِ بِصَوْت شَدِيد وَفِي هَذَا لَا يسمع شدفيه السَّاقَيْن وضع المحاجم على الفخذين وَإِن مَال إِلَى جَانب فعلى ذَلِك الْجَانِب أحجم وَإِن تشمر إِلَى فَوق فعلى الْجَانِبَيْنِ وتشم أَشْيَاء مُنْتِنَة وتحتمل أَشْيَاء طيبَة. الاختناق قد يكون وَالرحم غير متشمر فتفقد المراق والحالب وَله علاجات كعلاج طيماوس الطبي: قد بيّنت فِي مَوضِع آخر أَنه يُمكن أَن يعرف سَبَب اختناق الرَّحِم أَولا بِشَيْء مقنع.)
فليغربوس: فِي اختناق الْأَرْحَام فِي حَال النّوبَة شدّ الرجلَيْن والمحاجم على الأربتين وَأَشَمَّ المنتن وضع الطيوب فِي الْفرج والتصويت والهز وَفِي الافاقة مَا يدر الطمث ويقلل الْمَنِيّ من الأغذية والأدوية.
مُفْرَدَات: الغاريقون جيد للاختناق فِي الرَّحِم. السذاب إِن سحق وعجن بِعَسَل وطلى على الْفرج إِلَى المقعدة والثنة نفع مِنْهُ فِي حَال النّوبَة الجوشير إِذا شرب بشراب نفع. الساساليوس مَتى شرب أَبْرَأ اختناق الرَّحِم.
أبقراط فِي الْجَنِين: هَذَا الاختناق لَا يعرض فِي الحبالى.
يجب أَن يعالج بِمَا يدر الطمث ويجفف الْمَنِيّ أَو بِالْجِمَاعِ الْكثير لينفض مِنْهُمَا كثيرا وَإِن حبلت بطلت الْعلَّة الْبَتَّةَ لِأَن الرَّحِم تميل إِلَى أَسْفَل وتنتقل وترطب.
سَابُور: يمرخ الْقبل بدهن سوسن أَو الْحبَّة الخضراء أَو النرجس وَتدْخل الْأصْبع فِي الرَّحِم ويدلك بهَا بأدهان وَأعلم أَنه رُبمَا قذفن شَيْئا بَارِدًا يسكن الوجع فِي الْوَقْت وَحمل شيافا طوَالًا فَإِن وجعهن يسكن إِمَّا بِهَذَا وَإِمَّا بذلك وَإِن اشْتَدَّ وتتابع الغثى وَبَطل النّوم فَحمل المخدرات فَأَما فِي حَال السّكُون فَاسق حب الشيطرج والمنتن ثمَّ بعد التنقية أعْط شخزنايا ودحمرتا وكمونا وفلافلى ثمَّ عد فِي الاستفراغ إِلَى أَن يبرأ وَلَا تدع فصد الصَّافِن وحجامة الساف. افرق فِي هَذِه الْعلَّة أَولا بَين مَا يكون من الْمَنِيّ وَالَّذِي من الْحيض ثمَّ أعمل بِحَسب ذَلِك وَإِذا رَأَيْت الْوَجْه مترهلا أَبيض فدع الفصد ولطف التَّدْبِير وَهَذِه الْأَدْوِيَة الَّتِي وَصفنَا فَإِذا رَأَيْت الْوَجْه أسود أَو أَحْمَر كمدا فافصد وأدر الطمث.
فيغربوس فِي رسَالَته فِي اختناق الْأَرْحَام: ينفع مِنْهُ مرخ النَّاحِيَة كلهَا بدهن بَان(3/160)
وشراب ريحاني طيب وَحمل شيافا طيبَة مسخنة متخذة من ناردين ودهن بِلِسَان وَإِيَّاك وَالشرَاب وينفع أَن فَغمسَ خرق فِي دهن ناردين وشراب وَتلْزم الْعَانَة والصلب بحذائه واربط الْأَطْرَاف وادلكها واشمها المنتن.
ابْن ماسويه: عالجه بعد النّوبَة لتصأصل الْعلَّة بدلك الْأَطْرَاف وبالحجامة على الصلب.
مسيح: شخزنايا تَنْفَع مَتى مَا تحمل مِنْهُ مثل البندقة بدهن سوسن للاختناق والميل وَقد يمِيل يمنة ويسرة ويضغط فِي بعض الأحيان المعي والمثانة فَيحدث امْتنَاع الْبَوْل وَالْغَائِط. مسح: افصدها بِحَسب مَا يجب وَليكن ذَلِك بعقب احتباس الطمث وَليكن فِي الباسليق فَإِنَّهَا تتنفس)
سَاعَة تفصد ولطف تدبيرها وَلَا تَأْكُل كل يَوْم النّوبَة شَيْئا فَإِن كَانَت قد أكلت فلتقذفها وينفع الطِّبّ الْقَدِيم: اسْقِ من الداذى دِرْهَمَيْنِ نَبِيذ قوي وَتحمل شيافة متخذة مِنْهُ.
3 - (كتاب أوجاع العذارة)
مَتى بلغت الْمَرْأَة حد الْحيض وَكَانَت بكرا مَال الدَّم إِلَى الرَّحِم فَلم يجد منفذا يفعاد فَصَعدَ إِلَى الْحجاب. وَالْقلب فَكَانَ عَنهُ الْجُنُون فَإِذا كَانَ ذَلِك فافصد ثمَّ زوج فَإِنَّهَا إِن حبلت بَرِئت.
3 - (الْأَدْوِيَة)
بولس: أظفار الطّيب إِن بخر بِهِ من بهَا الاختناق نفع وَشعر الْإِنْسَان إِن بخر بِهِ أنية المخنقة من نومها.
أطهور سفس: إنفحة القوقن توَافق الاختناق فِيمَا ذكرت الْأَوَائِل قَالَ: خل الاشقيل نَافِع من اختناق الرَّحِم. د: الأفسنتين مَتى شرب بخل نفع عكر الْبَوْل إِذا احْتمل بعد أَن يغلى مَعَ دهن حناء سكن الوجع فِي الرَّحِم الَّذِي يختنق الجوشير مَتى شرب بشراب نفع دُخان الكندر لطيف يَنْفَعهُ اللوز المر جيد عصارة ورق لِسَان الْحمل نافعة لِسَان الْحمل نَافِع إِذا احْتمل لاختناق الرَّحِم
دهن المرزنجوش مسخن ملطف يصلح لانضمام فَم الرَّحِم الَّذِي يعرض مَعَه اختناق المَاء فِي هَذِه الْعلَّة خير من الشَّرَاب.
روفس: السكبينج مَتى شم مَعَ خل أنبه اختناق الرَّحِم ساساليوس أَصله وبزره نَافِع. د: السذاب مَتى سحق بِعَسَل ولطخ على فرج الْمَرْأَة إِلَى المثانة والمقعدة نفع الْحَيَوَان الَّذِي يُسمى فاسافس مَتى شم نفع القفر جيد للاختناق احْتمل أَو تدخن بِهِ أَو شم القنة إِن تدخن بِهِ انعش مِنْهُ الغاريقون مَتى شرب مِنْهُ درخمى نفع الْخَرْدَل إِذا أنعم دقة وشم أَنه الاختناق.
فليغريوس: تَشْتُم القطران وَنَحْوه وتضمد الرَّحِم وأسفل السُّرَّة وتحتمل الْأَشْيَاء الطّيبَة(3/161)
وأربط الْأَطْرَاف وسخنها وَاحْتمل دهن بِلِسَان وناردين وتوق الشَّرَاب الْبَتَّةَ وَعَلَيْك بِمَاء الكشك وَالْبيض النيمرشت.
الْأَعْضَاء الألمة: اختناق الرَّحِم إِمَّا أَن يبطل مَعَه النَّفس والحس وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْمَنِيّ شَدِيد الْبرد جدا وَإِمَّا أَن يصغر النَّفس وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْمَنِيّ أقل بردا أَو مَعَه تشنج وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْمَنِيّ مراريا حادا. وَقد يكون مَعَه خبث نفس وَذَلِكَ إِذا كَانَ الْمَنِيّ سوداويا.
الْيَهُودِيّ: قد يعرض هَذَا للابكار وَمن يقرب للادراك إِذا كن كثيرات الْمَنِيّ متعففات. علاجه: شدّ السَّاق ودلك الْقدَم بدهن الرازقي بالملح دلكا شَدِيدا والصلب والورك والفخذ والنفخ فِي المنخرين بكندس وتمرخ ظَاهر الرَّحِم بدهن ناردين يدخن أَسْفَل بِعُود أطله بنضوح فَإِن لم ينْتَفع فَيدْخل الإصبع فِي الْفرج ويدلك جيدا وَتحمل شخزنايا وتمسح فَم الرَّحِم بدهن الْغَار وتوضع المحاجم بِلَا شَرط على بَاطِن الْفَخْذ فَإِن فقدت عقلهَا فصب على رَأسهَا بانا مغلي أَو سد منخريها وفمها وامنعها النَّفس وَيكون ذَلِك بِقدر مَا يُمَيّز وتستريح وقيئها بريشة واسقها الْأَدْوِيَة المجففة للمني الْمنزلَة للْحيض وَمِنْهَا جوارش الكمون بِمَاء السذاب أَو بِمَاء الفنجنكشت.
من كتاب العلامات الَّذِي ينْسب إِلَى ج: الغثى الْكَائِن من وجع الرَّحِم بِعرْض مِنْهُ اضْطِرَاب شَدِيد وَانْقِطَاع صَوت وَبطلَان حس وصرير الْأَسْنَان وتلوى أَطْرَاف الْيَدَيْنِ وانتفاخ الشراسيف وارتفاع الرَّحِم إِلَى فَوق وورم فِي الصَّدْر وَسُقُوط النبض وكل هَذِه بِلَا حمى ودق يكون نوع)
من وجع الرَّحِم يشبه هَذَا إِلَّا أَن ذَلِك يكون مَعَ حمى ويهرى عِنْد انتقاص الْحمى ويميز بَين اليترغش وَلَا بنض ممتلئ والوجع فِي الرَّحِم لَا فِي الرَّأْس كَمَا فِي التبرغش وَالرحم فِيهَا زائل إِلَى فَوق وَيفرق بَينه وَبَين الصرع أَنه لَا يسيل فِيهِ لعاب من الْفَم وَلَا تشنج وَلَا يكون مَعَه غطيط ثجير.
3 - (عَلامَة الاختناق)
أَن يجد الوجع فِي الْقَفَا وَالظّهْر ويسود مَاؤُهَا وَيكون فِيهِ كغسالة اللَّحْم الطري الْمَخْلُوط مَعَه سخام الْقدر وَقد يُصِيبهَا عسر الْبَوْل وَتَقَع كالمصروع وَيذْهب النَّفس والنبض.
طيماوس: قد بيّنت أَنه لَا يعرف لهَذَا الدَّاء سَبَب مقنع. الْفُصُول: العطاس عَلامَة جَيِّدَة فِيهِ.
فلغربوس: لم يحضرني أدوية حَيْثُ أُصِيبَت الْمَرْأَة وَقد أَصَابَهَا اختناق الرَّحِم فَأمرت بغمز يَديهَا ورجليها وتوضع المحجمة أَسْفَل الْبَطن فَجَلَست سَاعَة فتراجعت قوتها. تُوضَع المحجمة أَسْفَل السُّرَّة فِي اختناق الْأَرْحَام وفيهَا قُوَّة عَظِيمَة لِأَنَّهَا تجذب الرَّحِم إِلَى أَسْفَل.
الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: رَأَيْت نسْوَة مطروحات كثيرا بَعضهنَّ لَا يتنفسن إِلَّا بِجهْد(3/162)
وبعضهن لَا يحسن وَلَا يتحركن ونبضهن صَغِير جدا أَو لَا يتَبَيَّن أصلا وبعضهن يحسن قَلِيلا ويتحركن ومنهن من تحس أَكثر وَلَا يلْحقهَا ضَرَر أصلا لِأَنَّهُنَّ كن يفعلن مَا يؤمرن بِهِ وَرُبمَا تشنجت أَيْدِيهنَّ وَأَرْجُلهنَّ. والأعضاء الألمة: مِنْهُنَّ من يعقل بِمَا يلْحقهَا وَرُبمَا تشنجت أَيْدِيهنَّ وَأَرْجُلهنَّ وَقد يشاك فِي بَعضهنَّ أماتت أم لَا ويعرض هَذَا كثيرا فِي كثيرات الْمَنِيّ فَكَمَا يُولد الْإِمْسَاك عَن الْجِمَاع فِي الرِّجَال الكثيري الْمَنِيّ برد أبدانهم وَسُوء استمرائهم وَنَحْو ذَلِك كَذَا يُولد ف هَؤُلَاءِ النسْوَة احتباس الْمَنِيّ أَشد بردا لبرد أبدانهن وَهُوَ أعظم مضرَّة من احتباس الطمث وخاصة فِي اللواتي تدبيرهن يرطب ويبرد وَقد كن يجامعن كثيرا ثمَّ أنقطع عَنْهُن وَلِهَذَا قنعت أَن تكون هَذِه الْعلَّة بِسَبَب الْمَنِيّ فِيهِنَّ لَا بِسَبَب بَقَاء الطمث. وَعرض لامْرَأَة ذَلِك فخبرتني الْقَابِلَة أَن الرَّحِم قد تشمرت إِلَى فَوق فأمرتها أَن تتحمل بأَشْيَاء فَلَمَّا فعلت عرضت لَهَا سخونة من تِلْكَ الْأَشْيَاء وَلما عرض لَهَا حر من تِلْكَ الْأَشْيَاء وملامسة الْيَد لِلْفَرجِ بِشَيْء مَعَ وجع وَلَذَّة مَعًا كَمَا يكون فِي الْجِمَاع وَخرج مِنْهَا شَيْء غليظ واستراحت. قَالَ: وصعود الرَّحِم إِلَى فَوق وميلها إِلَى الجوانب إِنَّمَا يكون قَلِيلا قَلِيلا لامتلاء معاليقها وعروقها من الدَّم لِأَن الشَّيْء إِذا امْتَلَأَ نقص طوله وَفِيه بحث طبيعي اقرأه فِي البحوث وَذَلِكَ يكون من احتباس الْحيض.)
أقربادين ابْن سرابين: جوارش الكمون جيد للاجتناق يسقى بِمَاء السذاب وَجَمِيع مَا يذهب الْمَنِيّ ويجففه جيد لَهُ.
من كتاب مَجْهُول: عصب السَّاق وادلك الْقدَم والصلب جيدا وادهن بدهن الرازقي وعطس بكندس وأسم رَوَائِح مُنْتِنَة وَحمل الطّيب واطل على الْعَانَة باللخالخ وضع على الْفَخْذ والأربية محاجم وافصد الصَّافِن وَقت الرَّاحَة واسق الكمونى بِمَاء الكرفس.
ابْن سرابيون: هَذَا يعرض من عفن الْمَنِيّ وَيحدث بأدوار كالصرع ويضعف مِنْهَا النَّفس جدا الْوَاجِب أَن تشد السَّاقَيْن بِقُوَّة وادلك أسافل الرجلَيْن دلكا عنيفاً وَكَذَلِكَ الأفخاذ والأرابي ويتنشق الروائح المنتنة والحازة كالجندبادستر والثوم والكبريت وَتحمل أَشْيَاء طيبَة ملينة كالمسك والعنبر ودهن البان ودهن سوسن ودهن بابونج وانصب المحاجم على الأرابي والمراق وأطل أَيْضا بالأشياء المسخنة المفشة للرياح وتغمس الْقَابِلَة إصبعها فِي دهن سوسن وَبَان وَتدْخلهَا فِي الْفرج وَلَا تدغدغه إِلَّا دغدغة قَوِيَّة فأنهن ينحدر مِنْهُنَّ الْمَنِيّ ويعطس بكندس وَفِي وَقت الرَّاحَة اسْتعْمل القيئ وَالتَّدْبِير الملطف والميبس للمني وتقليل الْغذَاء وَالْقعُود فِي طبيخ الفوذنج وورق الْغَار والبلنجاسف والفنجنكشت والمرزنجوش وَنَحْوهَا وَاجعَل على الرَّأْس فِي وَقت الْقعُود فِي الآبزن دهن ورد جيد بخل خمر ممزوج بِهِ واسفها لاثباذريطوس مرّة أَو مرَّتَيْنِ فَإِذا نقيتهن نعما فعد إِلَى التلطيف وَمِمَّا يقْلع هَذَا أَن يشرب دَائِما الجندبادستر بِمَاء البلنجاسف أَو بِمَاء عسل فَإِن هَذَا كَاف حَتَّى يُبرئهُ برءا تَاما(3/163)
وجرع دَائِما خل الأشقيل فَإِنَّهُ نَافِع يشرب مِثْقَال بِمَاء المرماحوز أَو بِمَاء البلنجاسف والفنجنكشت أَو السذاب أَو بِمَاء عفص يجفف ويدر الطمث وينفع السكبينج إِذا شرب بِمَاء الافسنتين والقرنفل وينفع مَاء الْأُصُول ودهن الخروع والجوشير زنة دِرْهَمَيْنِ مَعَ دانقي جندبادستر بشراب قوي وَمن احْتمل مِنْهُنَّ فصد الصَّافِن والحجامة على الكعب فانه جيد وَفِي التنقية إيارج فيقرا وايارج روفس وضمد الْعَانَة والمراق بضماد الفبيون والعاقر قرحا والرازقي والفلفل وَاجعَل هَذِه فِي قيروطى وأستعمل الحقن بطبيخ الحلبة والشيب وإكليل الْملك وَحمل الشياف المسخن الملين وَاتخذ دهنا بفربيون وعاقر قرحا يدلك بِهِ الْعَانَة والأفخاذ ومواضع الرَّحِم والقطن. 3 (فرزجة مجربة) ميعة سَائِلَة ثَلَاث أوراق كندر فلفل أُوقِيَّة أُوقِيَّة شَحم بط ارْبَعْ اواق بزر الأنجرة اربعة مَثَاقِيل تتَّخذ مِنْهَا فَتِيلَة وتحتمل. عماد هَذِه الْعلَّة تنقية الْجِسْم وتلطيف الْغذَاء وَيجْعَل مِمَّا يضاد المنى ويسخن الثفل بدلك وضماد ودهن ويقوى الرَّأْس.(3/164)
(عَلَامَات الْحَبل)
وإكثار النِّتَاج والعقم وتعرف الذّكر وَالْأُنْثَى وإنتاجهما وعلامات الْإِسْقَاط وَقُوَّة الْجَنِين وَضَعفه وتدبير الْحَامِل لحفظ الأجنة وتقويتهم والنفع من الْإِسْقَاط وَبِمَا تدبر الْبكر بعد الإقتضاض وَهل الْجَنِين حَيّ أَو ميت.
الْأَعْضَاء الألمة: إِذا رَأَيْت احتباس الطمث ويبس الثفل فِي جَمِيع الْجِسْم وَذَهَاب الشَّهْوَة واضطراب واقشعرار وغثى وشهوة الْأَشْيَاء الرَّديئَة فَقل للقابلة تجس ع نق الرَّحِم فان كَانَ مُنْضَمًّا بِلَا صلابة دلّ على حَبل.
3 - (عَلَامَات الْإِسْقَاط)
اذا كَانَت حَامِلا وتهزل ثدياها دفْعَة فتوقع ان تسْقط وَإِن كَانَت حَامِلا بتوءمين وقضف أحد الثديين أسقطت مَا فِي ذَلِك الْجَانِب. عَلَامَات الْحَبل أذكر هُوَ أم أُنْثَى: الذُّكُور فِي الْجَانِب الْأَيْمن والأناث فِي الْجَانِب الْأَيْسَر وَلَا يخلف إِلَّا فِي الندرة. فِي أَسبَاب الْإِسْقَاط: إِذا كَانَت تسْقط لشهرين أَو ثَلَاثَة فَإِنَّهُ يجْتَمع فِي أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي تَأتي الرَّحِم رُطُوبَة بلغمية ولرخاوة أَفْوَاه هَذِه الْعُرُوق تكون اتِّصَال الْعُرُوق الضوارب المتولدة فِي الرَّحِم الْمُتَّصِلَة بالعروق الَّتِي تَنْتَهِي أفواهها إِلَى 3 (حِيلَة الْبُرْء للانجاب) فِي السَّابِعَة مِنْهُ: المنى لَا يجب أَن يبْقى طرفَة عين خَارِجا عَن أوعيته بل يحْتَاج أَن يصل من الْقَضِيب إِلَى الْفرج مَتى أردْت أَن تبقى طَبِيعَته الْخَاصَّة بِهِ.
جَوَامِع الْعِلَل والأعراض: إِذا كَانَ الرِّبَاط الَّذِي تَحت الكمرة قَصِيرا متوترا عقب رَأس الكمرة فَلم يبدر المنى إِلَى بعد كثير وَيصير سَببا للعقم. حفظ الْجَنِين فِي الْفُصُول: يعلق الْجَنِين بالحامل كالثمرة بِالشَّجَرَةِ فَكَمَا أَن الثَّمَرَة معلاقها بِالشَّجَرَةِ فِي أول أمرهَا ضَعِيف رَقِيق ينتفض من أدنى سَبَب وَفِي آخر أمرهَا تثقل(3/165)
الثَّمَرَة وثقلها يُسْقِطهَا بِسُرْعَة كَذَا يَنْبَغِي أَن يتوقى على الْحَامِل الحركات كلهَا والدواء المسهل فِي الْأَرْبَعَة الْأَشْهر وَبعد سَبْعَة أشهر توقيا جيدا وَمَتى اضطرات إِلَى مسهل لأمر مقلق سقيت بعد الْأَرْبَعَة إِلَى سنة وتتوقى سَائِر هَذِه الشُّهُور فَإِن فِي الشُّهُور الْأَوَاخِر تعلق الْجَنِين قوى وَلم يثقل بعد. الْخَامِسَة فِي حفظ الْجَنِين: الْحَامِل إِن فصدت فَإِن على الْأَمر الْأَكْثَر تسْقط إِ كَانَ طفلها عَظِيما لِأَنَّهُ كلما عظم احْتَاجَ إِلَى غذَاء أَكثر فَإِذا فصدت الْأُم فَرُبمَا قل غذاؤه جدا وَمَات. 3 (تَدْبِير الْحَوَامِل) إِذا اعترى الْحَامِل مرض حاد فَذَلِك من عَلَامَات الْمَوْت قَالَ جالينوس: هَذَا وَاجِب لِأَنَّهَا لحملها لَا تحمل الشدَّة أما التشنج والتمدد والصرع وَنَحْوهَا من الْأَمْرَاض الحادة الَّتِي لَا حمى مَعهَا وَإِن كَانَت حماها لَازِمَة فَلَا يُؤمن مَعهَا موت الطِّفْل وَإِن باعدنا بَين أَوْقَات الْغذَاء قَتَلْنَاهُ فَنحْن نغذى الْوَقْت بعد الْوَقْت من أجل الطِّفْل.
عَلامَة الْحمل تسقى بعد أَن تتغشى وتتملأ من الطَّعَام عِنْدَمَا تُرِيدُ النّوم مَاء الْعَسَل الني غير مطبوخ فَإِن حدث مغس فَهِيَ حَامِل وسقيناه نيا مطبوخاً لأَنا نحتاج مَا يُولد رياحا نافخة لكَي يكون مَعهَا مغس وَإِنَّمَا يكون المغس من أجل أَن الرَّحِم إِذا كَانَ ممتلئاً ضيقا على الأمعاء وَلم يكن للنفخ الهائجة الَّتِي تكْثر طَرِيق وَاسع فَتخرج مِنْهُ فَيحدث مغس وَيَنْبَغِي أَن يسقى عِنْد التملى من الطَّعَام وَعند السّكُون لِأَن هذَيْن جَمِيعًا يعينان على حُدُوث المغس.
عَلامَة الْحَبل أفلاذنوش قَالَ: إِذا احْتبسَ الطمث بِلَا حمى وَلَا قشعريرة وَلَا تكسير فَهِيَ حُبْلَى لِأَن الطمث المحتبس لمَرض يتبعهُ مثل هَذِه فَإِن تبع ذَلِك رحم صَحَّ حملهَا إِذا كَانَت كبلى بِذكر كَانَ لَوْنهَا حسنا وَإِن كَانَ بِالْأُنْثَى كَانَ لَوْنهَا حَائِلا بِالْإِضَافَة إِلَى لَوْنهَا الْخَاص قبل الْحَبل لِأَن الْأُنْثَى أبرد وَالذكر أحر وَهَذَا يكون فِي الْأَكْثَر لِأَنَّهُ يُمكن أَن تحسن الْحَامِل بِالْأُنْثَى التَّدْبِير بعد الْحَبل فَيحسن لَوْنهَا وبالضد. للذّكر عَلَامَات أخر كَثِيرَة: مثل كَثْرَة الحركات وقوتها. وَهَذِه الْأَدِلَّة تكون على الْأَكْثَر لِأَنَّهُ إِن كَانَ حمل ذكر ضَعِيف جدا مهين وَحمل أُنْثَى قَوِيَّة عَظِيمَة أمكن أَن تكون حركاتها أعظم وَأقوى. قَالَ: وَلَا يكون الْحمل بَارِدًا إِلَّا أَن يكون مني الرجل ورحم الْمَرْأَة فِي ذَلِك الْوَقْت قد بردا. هَذَا فِيمَا أَحسب بَاطِل لِأَنَّهُ يجب فِي حكم فعل الطبيعة إِذا كَانَت تُرِيدُ بَقَاء الذّكر وَالْأُنْثَى أَن يكون فِي نوع المَاء شَيْء يُوجب فِي التَّرْكِيب الأول هَذِه التراكيب الغريبة وَمِمَّا يشْهد بِصِحَّة ذَلِك إِ اقد نرى نساءاً كثيرا أسخن أمزجة من رجال كثير فَيدل ذَلِك أَنه لَيْسَ الذُّكُور والأناث للسخونة بل لغَلَبَة النَّوْع.(3/166)
3 - (حفظ الْجَنِين) إِن حدث فِي رحم الحبلى ورم وَحُمرَة قبل الطِّفْل لِأَن جَمِيع الأورام الحارة إِذا حدثت فِي الرَّحِم تسْقط الْجَنِين إِذا الْحمى تسْقط فضلا عَن غَيرهَا كثيرا. تَدْبِير الْمَرْأَة وَهِي مَهْزُولَة فَإِنَّهَا تسْقط قبل أَن تسمن لِأَن الْجِسْم إِذا أقبل يتراجع بقى الطِّفْل بِلَا غذَاء وَأَيْضًا فَإِن الهزال المفرط خطر على الْجَنِين لِأَنَّهُ لَا يجد مَا يتغذى بِهِ.
3 - (سَبَب الْإِسْقَاط)
مَتى كَانَت لمرأة لَا مرض بهَا ظَاهر وأسقطت فَفِي الشَّهْر الثَّانِي وَالثَّالِث بِلَا سَبَب بَين ظَاهر لَا حمى وَلَا وثبة وَلَا فزعة وَلَا من إقلال غذَاء وَلَا من فصد وَلَا من إسهال وَنَحْو ذَلِك فأفواه القروق تَنْتَهِي إِلَى الرَّحِم الَّتِي بهَا تتَعَلَّق المشيمة مَمْلُوءَة رُطُوبَة مخاطية وَهَذِه الأفواه تسمى النقر وَلذَلِك تزلق المشيمة كَمَا هِيَ وَتسقط لثقل إِذا ثقل. فِي الْحمل السمينة جدا: إِذا لم تحمل فَإِن الثرب قد ضغط لكثرته وغلظة فَم الرَّحِم فَمنع أَن يدْخل المنى فِي فَم الرَّحِم فَلَا تحملهذه حَتَّى تهزل. قَالَ: الشَّحْم المفرط يضغط فَم الرَّحِم الدَّاخِل الَّذِي يَنْتَهِي إِلَى تجويفه وَمِنْه يَبْتَدِئ فَم الرَّحِم.
3 - (عَلَامَات الذّكر)
الذّكر يتَوَلَّد فِي الْجَانِب الْأَيْمن وَالْأُنْثَى فِي الْأَيْسَر. ج: قد بيّنت فِي كتاب الْمَنِيّ أَن الطِّفْل إِنَّمَا يكون ذكرا من أجل مزاجه إِذا كَانَ مُنْذُ أول الْأَمر أسخن والجانب الْأَيْمن أسخن جَانِبي الرَّحِم لمجاورته الكبد. قَالَ: وَمِمَّا يعين أَيْضا على تولد الذّكر من الْأُنْثَى فَإِنَّمَا يجِئ من بيضتها الْيُمْنَى إِلَى الْجَانِب الْأَيْمن من الرَّحِم الَّذِي يَجِيء من الْأَيْسَر إِلَى الْأَيْسَر والمني الْمُتَوَلد فِي الْبَيْضَة الْيُمْنَى أسخن وَأَغْلظ من الْمُتَوَلد فِي الْيُسْرَى. يلْزمه المشيمة إِذا أردْت إِسْقَاط المشيمة فعطس بدواء معطس وَأمْسك المنخرين الْفَم فَإِنَّهُ يحدث عَن هَذِه الْحَال للبطن تمدد وتوتر فيعين على الاسقاط.
3 - (عَلامَة الْحَبل)
انضمام فَم الرَّحِم. ج: فَم الرَّحِم يَنْضَم عِنْد الاشتمال وَعند الورم فِيهِ. وَالْفرق بَينهمَا أَن مَعَ الورم صلابة والمنضم للاشتمال لَا صلابة مَعَه بل هُوَ على الْحَال الطبيعية وَقد تدخل الْقَابِلَة أصبعها فتعرف ذَلِك. ج: وَهَذَا أعظم دَلَائِل الرَّحِم أَنَّهَا قد غلقت.
3 - (عَلامَة الْإِسْقَاط)
إِذا جرى اللَّبن فِي ثدي الْحَامِل دلّ على ضعف الطِّفْل. وَمَتى كَانَ الثدي مكتنزا فالطفل أقوى وَأَصَح. ج: انخزال الثدي يدل على قلَّة الدَّم فِي الْجِسْم جدا وَشدَّة توتره بِاللَّبنِ حِين يجْرِي مِنْهُ يدل على أَن الطِّفْل لَا يرْوى وَكَذَلِكَ الْحَال المتوسطة سليمَة من الآفنين وَهُوَ أَيكُون الثدي مكتنزا وَلَا يجْرِي مِنْهُ لبن وَقد يُمكن أَن يجْرِي مِنْهُ اللَّبن والطفل قوي إِذا كَانَت الْمَرْأَة فِي غَايَة الْقُوَّة وَكَثْرَة الدَّم. قَالَ ج: تفقدت كثيرا مِمَّن أسقط من أدنى سَبَب باد فَرَأَيْت الثدي مِنْهُنَّ ضمر قبل ذَلِك وَيحْتَمل أَن يكون ذَلِك لنُقْصَان الدَّم فِي الْعُرُوق الْمُشْتَركَة بَين الثدي وَالرحم الَّذِي من أَجله يعْدم الطِّفْل الْغذَاء(3/167)
فَيهْلك فَهَذَا قولي فِي قَول أبقراط: إِذا كَانَت الْمَرْأَة يؤول حَال طفلها إِلَى أَن تسْقط فَإِن ثديها يضمر فَأَما قَوْله: فَإِن كَانَ ثديها صلباً فَأَنَّهُ يُصِيبهَا وجع فِي الثديين أَو فِي الْوَرِكَيْنِ أَو فِي العينيين أَو فِي الرُّكْبَتَيْنِ وَلَا تسْقط فَأن الثدي الصلب لَيْسَ هُوَ المكتنز بل الَّذِي هُوَ أَشد مدافعة وَذَلِكَ إِنَّمَا يكون من كَثْرَة الدَّم فالطبيعة جينئذ تدفع كَثْرَة الدَّم إِلَى بعض الْأَعْضَاء فَيحدث وجع وَلَا خوف على الطِّفْل. قَالَ: وَإِن كَانَ الاسقاط أَيْضا يكون لسَبَب باد غير قلَّة الدَّم كوثبة أَو صَيْحَة أَو نَحْو ذَلِك فسيحدث للثديين فضل ضمور لِأَن الْجَنِين إِذا انتهك مَال الدَّم)
كُله إِلَى نَاحيَة الرَّحِم قَالَ: فجملة هَذَا القَوْل: إِن ثدي الْحَامِل إِذا ضمر أَنَّهَا لَا محَالة ستسقط وَلَيْسَ يُمكن إِسْقَاطه دون أَن تضمر الثديان فَأَما صلابتهما فَهِيَ دَلِيل على صِحَة الْجَنِين وَلَكِن لَيْسَ أبدا بل إِذا كَانَت باعتدال. وَأما إِذا كَانَ صلباً جدا فَأَنَّهُ يُصِيب الْحَامِل وجع فيهمَا أَو فِي الورك أَو الرجل أَو الْعين لِأَنَّهُ يدل على كَثْرَة الدَّم. وكل وجع يحدث فِي بعض الْأَعْضَاء. إِذا حدث بعد صلابة الثدي بعض هَذِه الأوجاع فقد أبعدت الطبيعة هَذَا الْفضل فِي الْأَكْثَر إِلَى بعض الْأَعْضَاء وَلَا تتركه نَحْو الرَّحِم الْفَاعِل الْجَنِين.
عَلَامَات الْإِسْقَاط: مَتى عرضت حمى للحامل بسخونة قَوِيَّة بِلَا سَبَب ظَاهر فولادها يكون بعسر أَو تسْقط وَتَكون على خطر لِأَن الْحمى والحرارة إِنَّمَا عرضا من خلط ردئ فِي ثديها وَهُوَ يسْقط قوتها وتحتاج الْحَامِل عِنْد الولاد إِلَى قُوَّة قَوِيَّة وَرُبمَا لم يحْتَمل الْجَنِين قُوَّة الْحمى فَأسْقطت ولضعفها يكون أَيْضا ذَلِك خطراً.
عَلَامَات الْحَبل: غطها بِثِيَاب ثمَّ بخرها فَأن وصلت رَائِحَة البخور فِي بدنهَا إِلَى منخريهاغ وفمها فَلَيْسَتْ بعقيم. ج: تبخر بمر وكندر وميعة وَنَحْوهَا مِمَّا لَهُ حرارة وريح طيبَة حَتَّى تصل رَائِحَة البخور إِلَى فمها فتحس بِهِ حسا شَدِيدا وَهَذَا لَا يكون فِي متكاثفة الرَّحِم الَّتِي لَا تصلح للحبل إِذا كَانَت الْحَامِل يجْرِي طمثها فِي أوقاته فَلَا يُمكن طفلها صَحِيحا ج: يُرِيد بقوله: فِي أوقاته أَي مَتى جَاءَ دَائِما فِي أَوْقَات الْعَادة كثيرا غزيراً على الْعَادة لَا مرّة وَلَا مرَّتَيْنِ أَو لشَيْء يسير فَإِن مَجِيء دم قَلِيل مرّة أَو مرَّتَيْنِ قد يعرض للحامل وَلَا يكون بطفلها عِلّة لِكَثْرَة دم الْمَرْأَة فيفضل على هَذَا الْجَنِين فَأَما مَجِيئه كثيرا فِي جَمِيع أوقاته أَو أَكْثَرهَا فَلَا يُمكن أَن يكون الطِّفْل مَعَه صَحِيحا.
عَلَامَات الْحَبل: إِذا لم يجر الطمث فِي أوقاته وَلم يحدث لَهَا قشعريرة وَلَا حمى لَكِن عرض لَهَا كرب وغثى وخبث نفس فقد علقت وَقَالَ لِأَن الكرب والغثى وخبث النَّفس يعرض إِمَّا من أخلاط رَدِيئَة فِي جَمِيع الْجِسْم وَإِن كَانَ كَذَلِك تبعه الْحمى وَإِلَّا(3/168)
قشعريرة وَإِمَّا أَن يكون فِي فَم الْمعدة وَذَلِكَ يعرض للحوامل من أجل إِضْرَار الْحمل بِفَم الْمعدة وَإِن كَانَ ذَلِك مَعَ ارْتِفَاع الطمث
3 - (أَسبَاب امْتنَاع الْحَبل)
مَتى كَانَ الرَّحِم بَارِدًا متكاثفا لم تحمل أَو مَتى كَانَ رطبا جدا لِأَن الرُّطُوبَة تغمر الْمَنِيّ وتطفئه وَمَتى كَانَ أخف مِمَّا يَنْبَغِي وَكَانَ حاراً محرقاً لم تحبل لِأَن الْمَنِيّ يعْدم الْغذَاء فَيفْسد وَمَتى كَانَ مزاج الرَّحِم معتدلا كَانَت الْمَرْأَة ولودا. قَالَ ج: إِذا غلبت على الرحتم برودة مفرطة وَضعف مفرط حَتَّى يصير إِلَى حد التكاثف من أجل أَنه لَا يُمكن أَن يتَّصل بأفواه تِلْكَ الْعُرُوق مشيمة وَلَوْلَا كَانَ ذَلِك يكون كَانَ يُمكن أَن يغتذى الطِّفْل على مَا يجب لِأَن الطمث إِمَّا أَلا يجْرِي من الْمَرْأَة الَّتِي هَذِه جالها أَو يكون الَّذِي يجْرِي مِنْهَا النزر الْقَلِيل أَو يكون مَعَ ذَلِك ردئ إِنَّمَا يخرج مِنْهَا مَا كَانَ من الرَّحِم أرق وَأقرب إِلَى المائية فَقَط وَمن بلية هَذِه الْعُرُوق أَيْضا يسْرع إِلَيْهَا السدد سَرِيعا وَالدَّم الْمُجْتَمع فِي بدن مثل هَذِه الْمَرْأَة إِلَى البلغم أميل لِأَن ذَلِك حَال بدنهَا فِي الْأَمر الْأَكْثَر وممكن أَن يبرد مني الذّكر فِي هَذَا الرَّحِم إِلَّا أَن يكون طبعه فِي غَايَة الْحَرَارَة قَالَ: وَقد يعرض للمني فِي الرَّحِم الرطب مَا يعرض للحب إِذا ألْقى فِي الأَرْض السخنة والنقائع والبطائح وللرحم الْيَابِسَة مَا يعرض إِذا ألْقى فِي النورة والرماد. قَالَ: والتبخير الأفاوية يدل على جَمِيع ضروب فَسَاد الرَّحِم وَذَلِكَ أَنه إِذا كَانَ الرَّحِم بَارِدًا متكاثفاً لَك ترْتَفع الرّيح إِلَيْهِ وَكَذَا إِذا كَانَ شَدِيد اليبس وَكَذَا الرُّطُوبَة الْكَثِيرَة فِي الرَّحِم فَإِنَّهَا لَا تدع رَائِحَة البخور ترْتَفع بل يعرض لَهُ أَن تطفئه وتجمده وَقَالَ: فَأَما الْحَرَارَة فَإِنَّهَا تفْسد طيب رَائِحَة ذَلِك البخور فَلَا تدعها ترتقي إِلَى الْفَم والمنخرين وهما باقيان بحالهما ثمَّ تستمليهما ريح عفنة والتبخر بالطيوب وَإِن كَانَ كَافِيا فِي الِاسْتِدْلَال على هَذَا المزاج أَيْضا أعنى الْحر فَيجب أَن ينظر فِي دَلَائِل أخر مَعَه على أَن هَذَا المزاج قل مَا يكون وَذَلِكَ أَن جملَة النِّسَاء باردات المزاج إِلَّا فِي الندرة فِي الْمَرْأَة القضيفة الادماء الزباء.
السَّابِعَة: مَتى حدث بالحامل زحير شَدِيد دَائِم أسقطت لِأَن الرَّحِم يألم بمشاركة المعي الْمُسْتَقيم وَالْقُوَّة تضعف وَتسقط.
من كتاب العلامات: الْمَنِيّ الَّذِي لَا يُثمر مني السَّكْرَان وَالصَّبِيّ وَالشَّيْخ المفرط فِي السن وَالْكثير الْبَاءَة وَالَّذِي يكون مِنْهُ نسل معيب من لَيست أعضاؤه سليمَة صَحِيحَة فَإِن أبقراط قَالَ فِي كتاب الْمَنِيّ: إِنَّه ينصب من الْأَعْضَاء الصَّحِيحَة مني صَحِيح وَمن السقيمة سقيم. 3 (الْمَرْأَة السريعة الاشتمال) النِّسَاء اللواتي يشتملن سَرِيعا بَنَات خمس عشرَة سنة إِلَى أَرْبَعِينَ سنة وَلَا تكون أبدانهن جاسصية وَلَا رخوة وأرحامهن كَذَلِك تكون وَيكون طهرهن معتدلا وَلَا يكون طمثهن رَقِيقا وَلَا رُطُوبَة رقيقَة مائية رَدِيئَة معتدلات الدَّم وَيكون الرَّحِم(3/169)
قَرِيبا من الْفرج غير مائل عَن الْمُحَاذَاة فَإِن فَم الرَّحِم الْبعيد المائل ردئ وَإِن يكن قليلات اللَّحْم وسيلان الطمث فَإِن ذَلِك ردئ يدغدغ الْجَنِين مَا اشتملن وَكَذَا إِذا كن غضوبات لِأَن الْغَضَب يدغدغ الْجَنِين وَلَا يكن شهلا ولازرقا فَإِن هَذَا الصِّنْف من النِّسَاء يسقطن أجنتهن سَرِيعا فَأَما الكحلاء الْعين فأوفق فِي الاشتمال وتربية الْجَنِين لِأَن حَرَارَتهَا معتدلة.
عَلَامَات الْحَبل: عَلَامَات الاشتمال أَن يعرض بعد الْفَرَاغ من الْبَاءَة قشعريرة وَبرد وانضمام فَم الرَّحِم بملاسة غير صلابة ثمَّ يحتبس الطمث بعد ذَلِك بِزَمَان يسير وتطمث وتجد ثقلا فِي وركها وترم ثدياها مَعَ وجع يسير ويهيج فِيهَا الغثيان وينتو صدرها قَلِيلا ويصفر لَوْنهَا وتغور غيناها وَيظْهر فِي وَجههَا كلف وَالِاعْتِبَار يسقى مَاء الْعَسَل فَلَيْسَ بِصَحِيح أبدا لِأَنَّهُ رُبمَا كَانَت الْمَرْأَة مُعْتَادَة لَهُ فَإِذا مضى لَهُ شهر وَثَلَاثَة هَاجَتْ فِيهَا شهوات رَدِيئَة وَضعف الطّعْم والغثى والصداع وغور الْبَصَر.
عَلَامَات الذّكر: أَن ترى المرأى حَسَنَة نشيطة وثديها الْأَيْمن أكبر وَالْحَامِل بأنثى أصفر إِلَى الخضرة وثديها الْأَيْسَر أكبر وحركتها بطيئة وَيكون الكسل وتتابع الغثى فِيهَا أَكثر.
يعرض لَهَا فِي السَّابِع أَو الشَّهْر التَّاسِع ثقل فِي أَسْفَل الْبَطن ووجع فِي الأربية وحرارة فِي الْبَطن وانتفاخ فَم الرَّحِم وترطيبه فَإِذا قرب وَقت الْمَخَاض والولادة استرخى عجزها وَانْتَفَخَتْ أربيتها فَإِذا وضعت الْيَد على فَم الرَّحِم وجد قد انتفخ جدا.
3 - (عَلَامَات موت الْجَنِين)
من كتاب العلامات: إِذا كَانَ الْجَنِين مَيتا لم تَجِد الْمَرْأَة عِنْد الْمَخَاض حس حَرَكَة من الْجَنِين ويسيل من رَحمهَا رطوبات وصديد منتن من كتاب الْمَنِيّ فِي عَلَامَات الْحَبل: من عَلَامَات الْحَبل أَن يمسك الرَّحِم فَلَا يخرج مِنْهُ شَيْء ويحس الرجل بالرحم يمص الذّكر ويجذبه إِلَيْهِ وَأكْثر مَا يكون ذَلِك بِالْقربِ من طمثها.
من كتاب الْمَنِيّ: فِي العقم: مَتى قطعت البيضتان أَو رضتا أَو بردتا بالشوكران لم يُولد لذَلِك الْحَيَوَان قَالَ: وَإِن بردت تبريداً شَدِيدا لم يُولد لذَلِك الْحَيَوَان فَإِن عرض للبيضتين ورم صلب لم تولد أَيْضا قَالَ: وَلَا تكَاد تَجِد الْأُنْثَى فِي الْجَانِب الْأَيْمن إِلَّا فِي الندرة.
الذُّكُور قَالَ: إِذا كَانَ أول مَا ينتفخ من الْغُلَام بيضته الْيُمْنَى كَانَ مولدا للذكور وَمَتى كَانَت الْيُسْرَى فالأناث.
الْخَامِسَة عشر من مَنَافِع الْأَعْضَاء: الَّذين يطول مِنْهُم الرِّبَاط الَّذِي يرْبط الكمرة حَتَّى يَجِيء رَأس الكمرة إِلَى نَاحيَة الدبر لَا يخرج مِنْهُم الْمَنِيّ على استقامة وَإِلَى مَسَافَة طَوِيلَة وَلِهَذَا لَا يُولد لَهُم وَمَتى قطع هَذَا الرِّبَاط حَتَّى يستوى الكمرة ولدُوا وَهَذَا الرِّبَاط يشبه برباط اللِّسَان.(3/170)
الثَّالِثَة من الثَّانِيَة: إِذا كَانَ بالحامل حمى وَحُمرَة فِي الْوَجْه وإعياء وَثقل فِي الرَّأْس ووجع فِي عقر الْعين فَإِنَّهَا تسْقط بعد الطمث فَم الرَّحِم يَتَّسِع جدا ويسارع إِلَى قبُول الْمَنِيّ يُعلل.
السَّادِسَة من الثَّانِيَة: مَتى كَانَ بالنفساء حمى وورم فِي الرَّحِم فأجلسها فِي مَاء فاتر فَأَنَّهُ يُخَفف الوجع لِأَنَّهُ يلين الورم الَّذِي فِي الرَّحِم عَن عسر الْولادَة وساقها مَاء الشّعير مَرَّات كَثِيرَة لِئَلَّا يثقل عَلَيْهَا مَا أمكن فَإِنَّهُ سيرد قوتها ويرطب بدنهَا وَهَذَا تَدْبِير مُوَافق لِأَن مَاء الشّعير مَعَ ذَلِك لايمنع درور الدَّم. الأخلاط مَتى در اللَّبن من الْحَامِل كثيرا فَإِن الْجَنِين ضَعِيف وَإِذا كَانَ الْجِسْم مكتنزاً وَكَانَ الثدي كَذَلِك فِيهِ فضل اكتناز فالجنين أصح.
الذُّكُور قَالَ ج: كَثْرَة اللَّبن فِي الثدي يدل على ضعف الْجَنِين لِأَنَّهُ يدل على أَنه لَا يتغذى وبالضد قَالَ: شرحنا حوامل كَثِيرَة فَوَجَدنَا الذّكر فِي الْجَانِب الْأَيْمن فِي الْأَكْثَر.
حفظ الْجَنِين الثَّانِيَة من الثَّالِثَة: الحبالى يسقطن من وجع وَمن تخمة عَظِيمَة وَمن دم يجْرِي مِنْهُنَّ وَمن شرب دَوَاء مسهل أَو احْتِمَال دَوَاء.
الثَّانِيَة من السَّادِسَة: الدَّم الجائي من الْجَانِب الْأَيْمن من الرَّحِم قد ينقى من المائية والجائي من)
الْأَيْسَر لم ينق بعد مِنْهُ فَلذَلِك الْجَانِب الْأَيْمن مِنْهُنَّ أسخن ويتولد فِيهِ الذُّكُور قَالَ: الْقبل فِي الْوسط وَيظْهر نبضه فِي الْجَانِب الْأَيْسَر لِأَن الْبَطن الْأَيْسَر هُوَ الَّذِي ينبض. طَالب الْوَلَد: يَنْبَغِي أَن يكون غير سَكرَان ولامتخم بل يكون طَعَامه قد انهضم نعما وبدنه معتدل كُله.
الأهوية والبلدان الأولى: شرب المَاء الْبَارِد وَمَاء الثَّلج يَجْعَل النِّسَاء عواقر لِأَنَّهُ يفْسد نظام الطمث وَكَثْرَة اسْتِعْمَال الْبِلَاد الْبَارِدَة تعسر فِيهَا الْولادَة والحارة تسهل فِيهَا وَقلة الرياضة والتعب وَقلة النَّقَاء من الطمث يُورث العقم لِأَنَّهُ يَجْعَل فَم الْعُرُوق الَّتِي فِي فَم الرَّحِم فِيهَا بلغم لزج يُؤمن الْقُوَّة الجاذبة وَلَا يجذب الْمَنِيّ بِقُوَّة وَلَا يتلق أَيْضا الْمَنِيّ إِذا وَقع فِيهِ وَلَا ينبسط نعما.
سوء التنفس. الثَّامِنَة مِنْهُ: النِّسَاء اللواتي لَا يحبلن فِي الْأَكْثَر هن اللواتي اتنقى أبدانهن بدرور الطمث لَكِن يحتبس وَيفْسد فِيهِنَّ.
الْيَهُودِيّ: قد تفْسد النُّطْفَة لخلال فتفقد مزاج الرجل وَالْمَرْأَة وتعرف مزاجها ولونها وَدم الْحيض فِي بياضه ورقته وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَقد يفرط خُرُوج دم الْحيض فتبرد الْأَرْحَام فتفسد النُّطْفَة وَيفْسد أَيْضا كَون الْحَبل لبعد عهد الْمَرْأَة بِالْجِمَاعِ وَقد يكون مني الرجل من الْحَرَارَة والبرودة فِي حَال تحسه الْمَرْأَة فَلَا تحبل لفرط مزاجه وَقد يكون فِي الرَّحِم يبس شَدِيد يتَبَيَّن(3/171)
لَهُ المجامع فَلَا يُصِيب لَهُ لَذَّة لشدَّة يلْبسهُ وَهَذَا هُوَ الَّذِي يُسَمِّيه الْأَطِبَّاء العاقر باطلاق وَقد يبطل الْحَبل أَيْضا بالإلحاح من الرجل وَالْمَرْأَة على الْجِمَاع وَقد يكون من زِيَادَة الشَّحْم وَمن قُرُوح كَانَت فِي الأمعاء فأفسدت بعض الأشكال.
دَوَاء قوي فِي طرح الْوَلَد فربيون يحمل سَاعَة فَأَنَّهُ يدر الطمث على الْمَكَان على أَنه لَا يخْشَى النزف. الطَّبَرِيّ قَالَ أبقراط: لم ير سقطا بَين الْخلقَة قبل الْأَرْبَعين وَلَا ذكر قبل الثَّلَاثِينَ فَأَما بعد هَذِه الْمدَّة فقد تتبين الصُّورَة وَقَالَ: إِذا تمت صُورَة الْجَنِين فِي خَمْسَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا تحرّك فِي سبعين ويولد فِي مِائَتَيْنِ وَعشرَة فَإِن تمت فِي خَمْسَة وَأَرْبَعين تحرّك فِي تسعين وَولد فِي مِائَتَيْنِ وَسبعين وَإِن تمت فِي خمسين تحرّك فِي مائَة وَولد فِي ثَلَاث مائَة وَذَلِكَ أَن كل جَنِين يَتَحَرَّك فِي ضعف الْمدَّة الَّتِي تتمّ فِيهَا صورته وَيخرج فِي ثَلَاثَة أضعافه وَالسمان أقل إنجابا والهواء الشمالي يُولد الذُّكُور والجنوب للإناث وَأَوْلَاد الشُّيُوخ والغلمان على الْأَكْثَر هن إناث وَأَوْلَاد الشَّبَاب على الْأَكْثَر الذُّكُور وَقصر الْمَوْلُود وَطوله إِنَّمَا يَأْتِي من ضيق الرَّحِم أَو سعته كالحال فِي الأترجة الَّتِي تدخل فِي قنينة كَبِيرَة أَو صَغِيرَة وَمن كَثْرَة المنى وقلته.
عَلَامَات الْحَبل: خبرني غير وَاحِد من الثقاة: أَنهم أحسوا بعد الْجِمَاع فَم الرَّحِم نَاشِفًا فَحملت نسوتهم. الطَّبَرِيّ: الْمَرْأَة إِذا مشت إِن شالت الرجل الْيُمْنَى فَهُوَ ذكر وَالْأُنْثَى الْأَيْسَر وجربت هَذَا ثَلَاث مَرَّات فصح وَلَعَلَّه اتِّفَاق وَإِذا أصَاب الحبلى قبل الْولادَة وَعند الْولادَة وجع فِي الْبَطن والعانة سهلت الْولادَة وَإِن اتجع الصلب دلّ على عسر الْولادَة أبدا إِن الحبالى يسترخين أبدا من أول الْأَمر لاحتباس الطمث وَضعف الْجَنِين عَن التغذي بِهِ كُله فَإِذا عظم الْجَنِين خف ذَلِك عَنْهُم إِذْ يتغذى بِهِ كُله وينقيه عَنْهُن.
عَلَامَات الذّكر: إِذا كَانَت الْحَرَكَة فِي الْبَطن فِي الْجَانِب الْأَيْمن أَكثر وتفقدت عين الْمَرْأَة فَرَأَيْت الْيُمْنَى أسْرع وأخف حَرَكَة ولونها ناضر مشرق فالحامل ذكر وبالضد.
تَدْبِير الْحَامِل: يَنْبَغِي للحبلى أَن تحذر أَن تسْقط فِي الثَّامِن وَتحفظ نَفسهَا لإنه يخَاف عَلَيْهَا مَتى أسقطت شدَّة موت قَالَ: وينفع عِنْد حُضُور الْولادَة أَن تجْلِس الْمَرْأَة وتمد رِجْلَيْهَا ثمَّ تستلقي على ظهرهَا سَاعَة ثمَّ تقوم تصعد وتنزل فِي الدرج بِسُرْعَة وتصيح وتغضب ويهيج العطاس.
أهرن: اسْتدلَّ على فَسَاد مزاج الرَّحِم الْحَار أَن النُّطْفَة تفْسد بذلك من شدَّة مزاج الْمَرْأَة وقضفها وصفرة اللَّوْن وانصباغ بولها وَسُرْعَة نبضها. وَبِالْجُمْلَةِ بِجَمِيعِ مَا يسْتَدلّ على الْجِسْم إِذا سخن وتخص دَلَائِل مزاج الرَّحِم خَاصَّة بِمَا يخرج من الْحيض إِذا كَانَ حارا جدا(3/172)
وَاسْتدلَّ على أَنه تفْسد النُّطْفَة من أجل الْبرد لصداد هَذِه وَالْحيض الرَّقِيق الْأَصْفَر والأبيض واستعن مَعَ)
ذَلِك بِالتَّدْبِيرِ وَسَائِر الْأَسْبَاب والأمراض الَّتِي تقدّمت. وَقد يكون العقم أَيْضا لَان المراة لَا تجامع دهرا فيبرد منيها وَيفْسد مزاج رَحمهَا إِلَى الْبرد وَمن كَثْرَة سيلان الطمث فيبرد لذَلِك الرَّحِم وَاسْتدلَّ على الرُّطُوبَة بِسَائِر دَلَائِل الْخراج وبكثرة مَا يسيل من الرَّحِم من النداوة وَاسْتدلَّ على اليبس بجفاف فَم الرَّحِم وصلابته وَيكون العقم من كَثْرَة اللَّحْم.
قَالَ: إِذا كَانَ الأسقاط فِي الشَّهْر الثَّانِي وَالثَّالِث فَإِنَّهُ من أجل الرّيح الغليظة والبلغم فِي عروق الرَّحِم وخاصة الرّيح والإسقاط فِي الرَّابِع إِلَى السَّادِس يكون من اجل الرُّطُوبَة والبلغم الغليظ ويعالج مَا كَانَ من أجل البلغم وَالرِّيح الغليظ بِمَاء الْأُصُول ودهن الخروع وَيُعْطى كل ثَلَاثَة أَيَّام من حب المنتن فَإِن لم تستقها دهن الخروع فاسقها فِي كل خَمْسَة أَيَّام عشرَة أساتير من السكر الْعَتِيق مَعَ استارين من السمسم وَمَتى كَانَت ضَعِيفَة فَأَقل من ذَلِك بِقدر قوتها واسقها كل يَوْم غدْوَة قدر جوزة من الدحمرتا وشخزنايا أَرْبَعَة أَيَّام أوخمسة وأرحها يَوْمَيْنِ أَو ثَلَاثَة ثمَّ اسقها ايضا واعطها من دَوَاء الْمسك قدر حمصة وَمن جوارش البزور واحقن حبقن طاردة للريح: صعتر ونانخة وأبهل وكاشم وأعواد شبث وبابونج وسذاب وحسك وحلبة حفْنَة يطْبخ بِثَلَاثَة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى النّصْف وصف مِنْهُ رطلا وَأَقل وَاجعَل عَلَيْهِ من دهن الرازقي وسكرجة من دهن سمسم واحقنها فِي كل أَرْبَعَة ايام مرّة ودخنها أَيْضا بالدخن الحارة بالمقل والأشق وعلك الأنباط وشونيز مُفْردَة ومجموعة وتتحمل نفطا أسود ودهن نارين أوبلسانا تتحمله أَيَّامًا فَإِن هَذِه العلاجات جَيِّدَة للمراة الَّتِي تسْقط من الرطوبات وَالرِّيح خَاصَّة وعالج الَّتِي لَا تحبل من يبس فِي الرَّحِم بالحقن وتتحمل شَحم البط وأطعمها الاسفيذباج وَلُحُوم الجذاء وتسقى لبن الماعز حليبا وطبيخا وَمَا كَانَ لزوَال الرَّحِم إِلَى فَوق أوإلى جَانب فبالفصد من الصَّافِن لينزل وتفصد من النَّاحِيَة المائلة إِلَيْهَا الرَّحِم وتحتمل الْأَشْيَاء الملينة المسخنة والمدرة للطمث وَإِن كَانَ ذَلِك لزوَال الرَّحِم لَا من دم كثيرا اجْتمع فِي عروق الرَّحِم لَكِن لرطوبات وَيعرف ذَلِك من التَّدْبِير والسخنة والمزاج فانفضها بحب المنتن فِي كل أَرْبَعَة أَيَّام وتتمرخ بدهن الرازقي وتحتقن بحقن حاارة لَطِيفَة كدهن الحلبة الخضراء أودهن الْجَوْز وطبيخ الحلبة. 3 (إسراع الْحَبل) تحْتَمل المراة إِ نفخة أرنب مسحوقة بدهن نبفسج وتحتمل بصوفة بعد الِاغْتِسَال من دم الْحيض أَو من مرَارَة الْأسد ومرارة الذِّئْب أومن مرَارَة الأرنب أَو من مرَارَة الْحمام من أَيهَا شِئْت نصف دِرْهَم مَعَ نارين حِين تَغْتَسِل من الْحيض وينفع من ذَلِك دخنة مر ولبنى وقنة بِالسَّوِيَّةِ تجْعَل قرصة بعد الدق بشراب وتبخر بمثقال مِنْهَا.
أهرن: جوارش للحبلى الَّتِي ضعفت معدتها وكبدها وَيخَاف أَن تسْقط من الضعْف والرياح:(3/173)
كمون منقع فِي خل مشوي بعد ذَلِك وبزر كرفس أُوقِيَّة نانخة زنجبيل جندبادستر من كل وَاحِد ثلث أُوقِيَّة سكر أوقيتان الشربة مِثْقَال أَيَّامًا وتغيب أَيَّامًا وتشرب أَيَّامًا بِمَاء بَارِد جوارش لذَلِك أَيْضا: مصطكى قاتلة كبابة قرنفل زنجبيل سك وَيُعْطى مِنْهُ.
من كتاب الْحَبل لأبقراط: إِذا احببت ولادَة ذكر فعالج الرجل والمراة بِمَا يسخن مُدَّة وَلَا تجامع تِلْكَ الْمدَّة وَلَا تكْثر شرب المَاء بل تشرب الشَّرَاب قَلِيلا لإن الشَّرَاب يرق الْمَنِيّ وَلَا يسكر الْبَتَّةَ ولايجامع وَهُوَ شَارِب وَلَا ممتلئ بل فِي وَقت هُوَ خَفِيف فِيهِ إِلَى الْجُوع وليعالجا جَمِيعًا بحقنة مسخنة وباغذية كَذَلِك والحقن والمروخات المسخنة ابلغ.
أبقراط: يتَوَلَّد الذّكر من الْمَنِيّ الغليظ الصلب. يغلظ بقلة الْجِمَاع وَقلة السكر وليتعاهد الرجل النّظر إِلَيْهِ فَمَتَى رَاه رَقِيقا يدبر حَتَّى يغلظ ثمَّ يُجَامع. أكل الْأَشْيَاء الحارة الْيَابِسَة يغلظ المنى وَإِن قل وَقَالَ: إِنَّمَا يكون الاشتمال إِذا كَانَت المراة تشْتَهي الْبَاءَة فَإِذا لم تشتهيه خرج مِنْهَا الْمَنِيّ وسال: وَقَالَ: قولا وَجب مِنْهُ إِن أَطَالَت الْمكْث والدوام فِي الْحمام يسْقط الْجَنِين وَإِن يضرّهُ الْهَوَاء الْحَار وَلَا يقوى بِهِ وَينْتَفع بالبارد لإنه زعم يستنشق مِنْهُ.
وَقَالَ: المراة الَّتِي تحيض فِي كل اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ يَوْمًا تَلد الذكران على الْأَكْثَر وَالَّتِي تحيض فِي كل ثَلَاثَة وَأَرْبَعين يَوْمًا تَلد الْإِنَاث. قَالَ: وَإِذا ولدت ذكرا وطهرها فِي أقل من ثَلَاثِينَ يَوْمًا فَلَيْسَ جَسدهَا بِصَحِيح وَأما الانثى فَفِي الاربعين وَقَالَ: الحبلى إِذا ولدت وَلم تستنق وتطمث بعد ذَلِك هَلَكت قَالَ: وَإِذا حملت وَلم تكن طمثت على مَا يَنْبَغِي بل كَانَت فَاسِدَة الطمث فَيجب للطبيب أَن يحتال فيسقيها بِلَا إفراط بعض المنقيه لَان الْجَنِين إِذا اغتذى غذَاء فَاسد هلك وَلَا تفرط فِي التنقيه وَشدَّة فتح الرَّحِم فَإِن الْغذَاء يخرج كُله فَيهْلك الْجَنِين لَكِن تلطف أَن يكون يخرج شَيْئا بعد شَيْء بِرِفْق من عنق الرَّحِم وَلَا تفتح فَمه.)
قَالَ: وَاللَّبن يظْهر فِي اللينات الْأَبدَان أسْرع وَفِي الصلاب أَبْطَا.
بولس: الْحمل يمْتَنع إِنَّمَا لانسداد فَم الرَّحِم وعلاجه مَذْكُور فِي بَابه وَإِمَّا لفساد مزاج مَعَ مَادَّة أَو بِلَا مَادَّة فاستدل عَلَيْهِ بالدلائل ثمَّ قَابل سوء المزاج بالمبدلة وَالَّذِي مَعَ مَادَّة بالإستفراغ وتبديل المزاج وَقد ذكرنَا دَلَائِل الرَّحِم والبارد وَالَّذِي بخلط خام غليظ بالدلائل وَالتَّدْبِير الْمُتَقَدّم ولون الطمث ولين الْموضع.
بولس: أَكثر مَا تعرض للحوامل كَثْرَة الفضول وتواترالقىء والتبزق والخفقان وَبطلَان شَهْوَة الطَّعَام. قَالَ: وينفع من ذهَاب شهوتين الْمَشْي المعتدل وَترك الطَّعَام الْحَار جدا وَشرب الشَّرَاب الْأَصْفَر الريحاني الْعَتِيق والفصد من كل مَا يشرب بقلة الشَّهْوَة وتبزق وقىء.
قَالَ: أما من الْأَدْوِيَة: فعصى الرَّاعِي مَتى طبخ وَشرب طبيخه والشبث إِذا شرب طبيخه واسقيهن من الراوند صيني شَيْئا قَلِيلا قبل الطَّعَام وَبعده وتضمد فَم الْمعدة بورق الْكَرم والجلنار وَنَحْوهمَا مَعَ شبث وخل خمر عتيقة وَأما الخفقان يخفقه بتجرع المَاء الْحَار وَالْمَشْي الدَّقِيق وتدثير مَا دون الشراسيف بصوف لين. ولبطلان الشَّهْوَة تعرض عَلَيْهَا أَطْعِمَة(3/174)
مُخْتَلفَة لذيذة ويعينهاعلى تَحْرِيك الشَّهْوَة الْحَرَكَة وَالسّفر الطَّوِيل وَتَنَاول الْأَشْيَاء الحريفة فِي بعض الاوقات وخاصة الْخَرْدَل فَإِنَّهُ نَافِع للحوامل الَّتِي بطلت شهوتهن وَمَتى كَانَت مترفة لَا تحْتَمل الحركات بغنة فَيَنْبَغِي أَن تعود قَلِيلا قَلِيلا بِقدر مَا لَا ينغي وَأما الورم المترهل فِي أقدامهن فاطلة بِمَا بَاب الترهل قَالَ: وَتَنَاول الْأَشْيَاء الحريفة الَّتِي قد بطلت شهوتهن. شرك قَالَ: اعصر الثوم واليابس وَيصب على مثله دهن حل ويطبخ حَتَّى يذهب المَاء فَإِنَّهُ جيد لإسراع الْحمل يحْتَمل مِنْهُ بصوفة فَإِنَّهُ جيد. للنقرس الْبَارِد وَجَمِيع الرِّيَاح الْبَارِدَة يحْتَمل دهن سوسن بصوفة ليَالِي كَثِيرَة وتمرخ بهَا الْعَانَة والدرز بِأَنَّهَا تحمل أَو يخلط مَعَ زيبق.
شَمْعُون: مَتى كَانَت عروق رجل الْمَرْأَة الحبلى حَمْرَاء فإ نها تَلد غُلَاما وَإِن كَانَت سَوْدَاء فجارية وَمَتى عظم الثدي الْأَيْمن فغلام وَمَتى عظم الْأَيْسَر فجارية وَمَتى كَانَت حلمة ثدييها حَمْرَاء فغلام وَإِن كَانَت سَوْدَاء فجارية وَمَتى در اللَّبن من الْأَيْمن فغلام وَمن الْأَيْسَر فجارية وَقَالَ: مرها تَصُوم يَوْمهَا فَإِذا أمست أخذت من مَاء الْمَطَر سكرجة وَعَسَلًا نصف سكرجة فاضربها واسقها فان انعقل بَطنهَا فقد حبلت وَإِلَّا لم تحبل وَأَيّمَا امراة جَامعهَا الرجل فَوجدت من يَوْمهَا ضربانا ووجعا فِي بَطنهَا وظهرها وركبها فقد حبلت.)
من الإختصارات: أَكثر من تسْقط من النِّسَاء فِي الشُّهُور الأول أَعنِي من الشَّهْر الأول غلى الثَّالِث فَإِنَّهَا تسْقط إِمَّا لريح تدفع النُّطْفَة وتزلقها اَوْ لسوء مزاج بَارِد يجمد أَو حَار يجفف فَيكون مِنْهُ شَيْء غير طبيعي فتدفعه الطبيعة وَأما من تسْقط من الرَّابِع إِلَى السَّادِس فَذَلِك من رُطُوبَة مزلقة فِي رَحمهَا لَا تحْتَمل لذَلِك ثقل الْجَنِين وَأما من تسْقط من السَّادِس الْحَبل فَإِنَّهُ من فَسَاد مزاج بَارِد.
قَالَ: وَقد يعرض امْتنَاع الْحَبل لميلان الرَّحِم إِلَى الجوانب فَأمر الْقَابِلَة أَن تدخل إِنَّه من فَسَاد مزاج بَارِد.
قَالَ: وَقد يعرض امْتنَاع الْحَبل لميلان الرَّحِم إِلَى الجوانب فَأمر الْقَابِلَة أَن تدخل إصبعها وَتنظر إِلَى أَي جَانب هُوَ مائل فَإِن كَانَ من الْجَانِب الَّذِي مَالَتْ إِلَيْهِ عروقه ممتلئة وَفِيه غلظ فافصد من رجلهَا المحاذية لذَلِك الْجَانِب وَإِن كَانَ هُنَاكَ تقلص وتكمش لاغلظ فالحقن والحمولات اللينة وَالْحمام والابزن.
الطَّبَرِيّ: إِنَّمَا تَلد الذُّكُور إِذا كَانَ شبقا كثيرالمني وَالْمَرْأَة قَليلَة الْمَنِيّ فَإِن ذَلِك بعقب الْحيض إِذا حَاضَت قل منيها فَإِذا أَتَى عَلَيْهَا أَيَّام اجْتمع منيها أَيْضا. قَالَ: وَإِذا وَقع الْجِمَاع حِين تطهر من الْحيض كَانَ ذكرا وخاصة إِن كَانَت قَليلَة النُّطْفَة فِي الأَصْل. قَالَ: وَلَا تجامع الحبلى وخاصة فِي الشَّهْر الثَّامِن فَإِنَّهُ يخَاف عَلَيْهَا من الْجِمَاع الْإِسْقَاط. قَالَ: الْحَامِل بِذكر إِذا قَامَت اعتمدت على الْيَد الْيُمْنَى وَكَذَلِكَ إِذا قعدت وبالضد. قَالَ:(3/175)
ويسود حلمة الثدي الْأَيْمن أَولا ثمَّ يبتدأ فِي الْأَيْسَر ويتولد اللَّبن قبل فِي الْيَمين وَتَكون الْمَرْأَة حَسَنَة اللَّوْن سَمِينَة الْوَجْه قَليلَة الكلف والنمش فرحة وبالأنثى بالضد من هَذَا كُله. قَالَ: فَإِن كَانَ الْحمل ذكرا لم تشته الْجِمَاع وَإِن كَانَ انثى اشتهته.
وَفِي كتاب الطَّبَرِيّ فِي بَاب مَا يحْتَاج إِلَيْهِ قبل الْجِمَاع وَعند الْجِمَاع والتحذيرات وَالْأَحْوَال الَّتِي تحدثها فِي الْمَوْلُود أَشْيَاء كَثِيرَة: أوريباسيوس فِي صف الورم الْعَارِض فِي أرجل الحبالى أَشْيَاء قد كتبت فِي بَاب الورم الْحَار.
ابْن ماسويه فِي علاج الْأَرْحَام: الْحَبل يمْنَع من فَسَاد مزاج أومن سدة أَو لإن فِي فضائه رُطُوبَة غَرِيبَة أَو من فَسَاد طمث أَو من ورم أَو لقرحة أَو لِكَثْرَة شَحم يعْطى عَلَيْهِ عَلَامَات الَّتِي لَا يحمل من الشَّحْم افصدها ورضها وقلل غذائها واعطها ثيارديطوس.
قَالَ: وَالَّتِي تسْقط فِي الشَّهْر الأول إِلَى الشَّهْر الثَّالِث يكون من ريح وَمن الرّبع إِلَى السَّادِس من)
رُطُوبَة فِي الرَّحِم ويزلق الْجَنِين لثقله وَمن السَّابِع إِلَى التَّاسِع لفساد مزاج بَارِد فِي الرَّحِم. عالج الَّتِي من ريح بدهن الخروع وَمَاء الحلبة وَحب الكسبينج والحرمل والحرف الْأَبْيَض المقلو ودهن خروع وشخزنايا ودحمرتا والحقن والدخن والفرزجات المعمولة بالنفط والصعتر والنانخة وتدخن بالسوسن والمقل وعلك البطم.
قَالَ: وَإِذا سَالَ من الْحَبل دم كثير فَأَنا لَا نجسر على فصدها وَلَا على اسقائها مسهلا. قَالَ: النِّسَاء اللواتي لَا يحبلن من الشَّحْم عالجهن بعد الفصد بِهَذِهِ الفرزجات: عسل ماذى ودهن سوسن وَمر واحقنها بالحفن الحارة الَّتِي فِيهَا شَحم حنظل وتترك اللَّحْم الْبَتَّةَ والسمك والشحم.
روفس فِي تهزيل السمين: الْمَرْأَة السمينة إِذا تفرغت الطوبة من رَحمهَا ويسخن الرَّحِم علقت وَأكْثر ذَلِك لَا تعلق فَإِن علقت أسقطت والمراة السمينة وَإِن لم تسْقط فَهُوَ ضَعِيف مهين.
ميسوسن فِي القوابل قَالَ: إِذا اقْتَضَت الْبكر فأجلسها فِي شراب وزيت فَإِن أصَاب الْموضع جرح شَدِيد فضع فِيهِ مرهما بعد أَن تجْعَل أنبوبة فِي فَم الرَّحِم لِئَلَّا يلتصق الَّتِي تسرع بِالْوَلَدِ بنت خَمْسَة عشر عَاما إِلَى الْأَرْبَعين الَّتِي لَيْسَ رَحمهَا بجاس وَلَا مسترخ جدا وَلَا مفرط فِي الْحر وَالْبرد الَّتِي تحيض وَقت حَيْضهَا المعتدلة الْأكل وَالشرَاب الفرحة المسرورة من علقت قبل خمس عشرَة سنة خيف عَلَيْهَا الْمَوْت لِأَن رَحمهَا صَغِير فَلَا تَلد إِلَّا بِمَشَقَّة شَدِيدَة وَالْمَرْأَة الدائمة الْحزن وَالوهم لاتعلق وَالَّتِي تتخم كثيرا لَا تعلق أوفق الْوَقْت للعلوق فِي اخر الْحيض ونقصه. وَإِذا كَانَ الْجِسْم معتدلا لَيْسَ بممتلئ من الطَّعَام وَالشرَاب وَفِي أول وَقت الطمث لَا تعلق لِأَن الرَّحِم ممتلئة رُطُوبَة غير مُوَافقَة للجذب.
3 - (عَلَامَات الاشتمال)
أَلا تَجِد الْمَرْأَة بللا فِي الْفرج بعد الْجِمَاع ثمَّ يَنْقَطِع الْحيض ويربو(3/176)
الثدي ويعظم الْبَطن ثمَّ يَتَحَرَّك الْجَنِين. يَنْبَغِي أَن تلْزم الْحَامِل فِي أول حملهَا السّكُون وتقلل الْغذَاء وَبعد ذَلِك تمشي قَلِيلا وَتلْزم الْحمام باعتدال لَا تبطئ وتتغذى بِكُل سريع النضج وتتجنب كل حريف وكل مر نافخ. تبدأ بالحامل الشَّهَوَات الرَّديئَة من الشَّهْر الثَّانِي وَالثَّالِث وَتبقى كَذَلِك إِلَى الرَّابِع وَالْخَامِس فَإِذا حدثت هَذِه الشَّهَوَات فلتلزم السّكُون وتقل الطَّعَام وَالْحمام إِلَّا باعتدال والأغذية المقوية لفم الْمعدة وتشرب شرابًا مرا بِالْمَاءِ الْبَارِد. الَّتِي يعرض لَهَا فِي الطَّعَام تغمر يداها ورجلاها بعد أكلهَا وضع على معدتها ضمادا فاترا وَتمسك فِي الْفَم حب رمان حامض.
3 - (عَلَامَات حمل الذّكر)
أَن تكون حَسَنَة اللَّوْن حَمْرَاء وبالأنثى تكون مصفرة أَو مخضرة وَالذكر ثدييها الْأَيْمن أكبر من الْأَيْسَر والتوأمين ثدياها مَعًا عظيمان والحبلى الَّتِي ترى الدَّم من النِّسَاء الكثيرات الشّعْر الكثيرات الدَّم واللواتي يرين الدَّم فِي حبلهن إِن جومعن حملن حملا على حمل. الْمَرْأَة تعلق مَا دَامَت تطمث. الْجَنِين يتَوَلَّد فِي سبع وتسع وَإِحْدَى عشرَة. وَإِذا أصَاب الْمَرْأَة وجع فَيَنْبَغِي أَن تجْلِس على كرْسِي فَإِذا انْشَقَّ الصفاق الممتلئ بولا فليتزحرن حَتَّى يخرج. قَالَ: فعسر الْولادَة من أجل المشيمة على جِهَتَيْنِ: إِمَّا لِأَن المشيمة صلبة غَلِيظَة يعسر انشقاقها أَو رقيقَة تَنْشَق سَرِيعا وتسيل الرُّطُوبَة فتجف الرَّحِم ويعسر زلق الْجَنِين من الرَّحِم وَمن قبل أَن الرَّحِم يكون يَابسا أَو كثير الرُّطُوبَة فَلَا يقدر على ضم الْجَنِين فيدفعه أولان تكون أُنْثَى فَإِنَّهَا أعْسر خُرُوجًا أَو لإن الْجَنِين مَاتَ مُنْذُ أَيَّام أَو لإن الْفرج يَعْنِي فَم الرَّحِم ضيق أَو لِأَن الْفرج يَعْنِي فَم الرَّحِم ضيق أَو لِأَن الْمَرْأَة شَابة لم تَلد أَو لورم والمعي ولثفل يَابِس هُنَاكَ أَو لرقة خصر الْمَرْأَة أَو لشدَّة هزلها أَو لإنها سَاقِطَة الْقُوَّة أَو لخَبر يغم الْمَرْأَة فَإِنَّهَا إِذْ ذَاك يعسر ولادها أَو لبرد الْهَوَاء الْمُحِيط بهَا. 3 (خُرُوج الْجَنِين الطبيعي) أَن يخرج على رَأسه والمجنب والمنطوى وعَلى رُكْبَتَيْهِ وفخذيه هَذَا الْخُرُوج كُله غير طبيعي.
إِذا انشقت المشيمة سَرِيعا وسالت الرُّطُوبَة قبل الْولادَة بِوَقْت كَبِير فادهن الرَّحِم وفرجها بشمع أَو بَيَاض الْبيض أَو بشحم إوز كَذَا افْعَل بِالَّتِي قلت رطوبتها. الْمَرْأَة الَّتِي مشيمتها غَلِيظَة لَا تَنْشَق سَرِيعا يجب أَن يدْخل الإصبع فِي طرفه حَدِيدَة خُفْيَة ويشق بِهِ المشيمة أَو بإبرة أَو مبضع.
الَّتِي يعسر ولادها لكبرالجنين تدخل الْقَابِلَة يَدهَا فتجذب قَلِيلا قَلِيلا فَإِن لم يتَّفق ذَلِك فاربط من الْجَنِين مَا أمكن بحاشية ثوب لين ويمد فَإِن لم يخرج علق بكلاب ويمد فَإِن لم ينفذ قطع عضوا عضوا على مَا يُمكن وَيخرج كَمَا تواتى لِلْخُرُوجِ.
والجنين الْمَيِّت يُبَادر باخراجه قبل أَن ينتفخ ويرم فَإِن لم يُمكن قطع وَإِذا كَانَ رَأسه(3/177)
عَظِيما شقّ وَأخرج دماغه وخدشت الْفَخْذ ثمَّ يعلق بصنانير وَيخرج وَإِن عسر خُرُوجه لِأَن فِي رَأسه مَاء ثقب الرَّأْس حَتَّى يخرج المَاء فَإِن خرج بعد ذَلِك وَإِلَّا ربط عُنُقه بحاشية ثوب ثمَّ مدت فَإِن خرج خرج وَإِلَّا علق بصنارات. وَمَتى كَانَ شكل الْجَنِين غير مستو فهز الْمَرْأَة مَرَّات لَعَلَّه يَسْتَوِي ومرها أَن تقوم على سَرِير وارفع رِجْلَيْهَا إِلَى فَوق ويهز السرير بِقُوَّة فَإِن دخل الْعُضْو وَمَتى خرجت فاجهد على أَن ترده وهز الْمَرْأَة فَإِن اسْتَوَى وَرجع الْجَنِين إِلَى تجويف الرَّحِم وَإِلَّا قطع عضوا عضوا يدا كَانَ أَو رجلا. واحرص أبدا أَن تجْعَل راس الْجَنِين إِلَى أَسْفَل فَإِن لم يُمكن ذَلِك فَرد رجلَيْهِ إِلَى أَسْفَل. وَإِذا كَانَ الْجَنِين يخرج على جنبه فادفعه ثمَّ يدْخل الْيَد ويحول على الشكل الطبيعي فَإِن لم يُمكن فَإِذا هُوَ دخل فهز الْمَرْأَة فَإِنَّهُ يرجع إِلَى الشكل فَإِن لم يرجع فعلقه إدمان شم الطّيب يعسر الْولادَة وَذَلِكَ أَن الرَّحِم يتشمر إِلَى فَوق فَاسْتعْمل مِنْهُ مَا يرد الْقُوَّة فَقَط والمنتنة تعين على سهولة ذَلِك. وَالَّتِي تعسر وِلَادَتهَا للسمن فأجلسها على ركبتيها وتطأطأ رَأسهَا حَتَّى يرْتَفع الْبَطن عَن مَوضِع الرَّحِم فَيخرج الْجَنِين وَكَذَا فافعل إِذا كَانَ الورم أَو الجساء يضغطان الرَّحِم فَإِن السمينة الشَّحْم فِيهَا يضغط الرَّحِم فَإِذا شكل بِهَذَا الشكل لم يضغط على الرَّحِم. وَالَّتِي تعسر عَلَيْهَا الْولادَة من كَثْرَة الثفل فِي المعي وَالْبَوْل فِي المثانة فابدر بالحقن بِمَاء وَعسل وبورق ويدر الْبَوْل ثمَّ يجلس فِي المَاء الْحَار. والمستميتة الضعيفة تعان على التزحر بضغط المراق. وَالَّتِي فِي قبلهَا شئ يوجع من شقَاق أَو جرح فلتكمد وَيصب فِي رَحمهَا دهن كثير فان كَانَ بهَا بواسير توجع لذَلِك مَتى طلقت فانطله وأجلسها فِي مَاء حَار. وَإِن عسر)
لبرد أَصَابَهَا فصب فِي الْقبل مَاء ودهنا مسخنا وادهن الْعَانَة والمراق وَالظّهْر بدهن الْغَار وَمَتى عسرت الْولادَة لِضعْفِهَا أَو لاسترخائها فأجلسها فِي بَيت ريح وروحها وأشمها الطّيب مَا دَامَت صَحِيحَة تستلذه وأغذها بصفرة بيض وخمر مَرَّات قَلِيلا قَلِيلا وَإِذا احتجت أَن تسْتَعْمل الْحَدِيد فأجلسها على كرْسِي كَمَا تجْلِس عِنْد الْولادَة وَليكن خلف ظهرهَا شىء تستند إِلَيْهِ ويجثو المعالج على إِحْدَى ركبته ولتكن الْيُمْنَى ثمَّ يعْمل مَا يُرِيد وليفتح الْفرج باللولب فانه ينفتح مَعَه الرَّحِم وَتخرج المشيمة هَكَذَا تفتح الْمَرْأَة شدقها وَتدْخل من النَّفس أعظم مَا يكون وتعطس فان لم تخرج أدخلت الْيَد الْيُسْرَى مقلة الْأَظْفَار وتمد المشيمة قَلِيلا وَإِيَّاك والعنف فان لم تخرج وَخفت أَن تَنْقَطِع فاربط مِنْهَا مَا نَالَ يدك ثمَّ شده إِلَى فَخذ الْمَرْأَة شدا معتدلا واحقن الرَّحِم بمرهم باسليقون لتعفن المشيمة واسقها مَا يخرج المشيمة وَأَشد مَا على الحبلى خُرُوج الرجلَيْن وانفتاح الذراعين فِي الرَّحِم وَذَلِكَ أَن هَذَا يؤلم جدا.
بولس قَالَ: والولاد الطبيعي اسهل على الْمَرْأَة وأسرع خُرُوجًا قَالَ وَيعلم أَن الْجَنِين متهيئ لِلْخُرُوجِ على الشكل الطبيعي آن ترى الْمَرْأَة تزحرها وَطَلقهَا يمِيل إِلَى اسفل وتشتاق(3/178)
إِلَى شم الْهَوَاء فَحِينَئِذٍ اعْلَم أَن الْجَنِين على الشكل الطبيعي فإياك والغمز على بَطنهَا من الْجَانِبَيْنِ إِلَى فَم الرَّحِم فانه إِذا انْزِلْ على رَأسه نزلت مَعَه المشيمة وتنظفت الْمَرْأَة بِمرَّة. قَالَ: وَإِذا ربطت المشيمة بفخذها فعطسها بعد ذَلِك وَإِذا رَأَيْت لشق المشيمة وَجها فَشَقهَا واغمز بعد على الْبَطن وتتزحر الْمَرْأَة فَإِن الْجَنِين يخرج سَرِيعا وجلوس الواضعة أبدا على كرْسِي فَإِنَّهُ أوفق والتعطيس يُوَافق الحبلى إِذا كَانَ فِي تزحرها ورفعها تَقْصِير إِذا كثر النزف فعصب يَديهَا عصبي وَهَذِه الْأَدْوِيَة ضارة بل انفخ فِي الرَّحِم وتزرق فِيهِ وَحمل شيافا متخذا من عفص وكندر وشراب.
سرابيون: عَلامَة الحبلى أَلا تَجِد رُطُوبَة بعد الْجِمَاع لَكِن يكون فَم الرَّحِم يَابسا نَاشِفًا فسل عَن ذَلِك وتحس فِي وَقت الْجِمَاع كَأَن غشيا اعتراها وتوجعها بعد ذَلِك عانتها وسرتها وَقبلهَا قَلِيلا وفم الرَّحِم يَنْضَم جدا وَلَا تشتاق غلى الباه ثمَّ ترْتَفع حَيْضهَا وتشتهي الأغذية الحامضة وتكلف وتنمش وَجههَا ويخضر وَتسود حلمة الثدي وينتفخ الثدي وَيكبر حجمه ويصفر بَيَاض عينيها وتسقى مَاء الْعَسَل على مَا ذكر أبقراط.
من أقربادين حُبَيْش: حقنة للَّتِي تسْقط فِي الشُّهُور الأول لِكَثْرَة بلغم فِي الرَّحِم: خُذ حَنْظَلَة واملأها دهن سوسن بعد إِخْرَاج حبها واتركها يَوْمًا وَلَيْلَة ثمَّ تجْعَل من غَد على رماد حَار)
حَتَّى يغلى الدّهن فِيهَا ويبرد ويصفى ويحقن بِهِ وَهُوَ فاتر فَإِنَّهُ عَجِيب. الْمَرْأَة القليلة الْحيض النزرة غير مُوَافقَة للتوليد لِأَن ذَلِك يكون إِمَّا من قلَّة دم الْجِسْم أَو من تكاثف أَفْوَاه عروق الرَّحِم وَلَيْسَ مِنْهَا وَاحِد مُوَافق وتكاثف عروق الرَّحِم لَا تتَعَلَّق لَهَا مشيمة وَإِن تعلق خرج مِنْهُ دم كثير غليظ كَاف.
الأولى من كتاب الْمَنِيّ: إِذا كَانَ الْمَنِيّ رَقِيقا لم يتهيأ أَن يكون صَاحب الغشاء الأول وَذَلِكَ أَنه فِي اجتذاب الرَّحِم لَهُ ينخرق وَيكون ذَلِك سَببا لخُرُوج الْمَنِيّ وسقوطه من الْأُنْثَى هَذَا بَاب فِي الْعلم فاعرفه أعالج اللواتي لَا يحبلن بالشيافات الحارة تدمن احْتِمَاله الْمُتَّخذ من البلسان ودهنه والبان والمسك وأظفار الطّيب وَنَحْوهَا وَيُعْطى المعجونات الحارة فَهَذَا علاجه على الْأَكْثَر فان أدمن عشرَة أَيَّام جومعت. قَالَ: اتخذ أقراصا من مر وميعة وَحب الْغَار وبخرها بِهِ كل يَوْم.
القرابدين الْعَتِيق: يسكن غثى الْحَوَامِل لبن الْبَقر حليبا إِذا شربته سكن.
عَلَامَات استخراجها حنين من كتب ج: زعم قوم أَن القوابل ينظرن إِلَى الْمَرْأَة فان رأين ثديها قد انبسط وَتغَير عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ علم أَنَّهَا حُبْلَى وَمَتى كَانَت الْعين غائرة وَفِي جفنها استرخاء وَكَانَت حادة النّظر صَافِيَة الحدقة ممتلئة بَيَاض الْعين غلظة حكم أَنَّهَا حُبْلَى فَأَما(3/179)
تعرف الذُّكُور فَإِن القوابل ينظرن إِلَى بطن الْحَامِل فَإِن كَانَ ممتلئا مستديرا ترى فِيهِ صلابة وَكَانَت نقية اللَّوْن حكم أَنَّهَا ذكر وَإِن كَانَ فِيهِ طول واسترخاء وَكَانَ فِي لَوْنهَا كلف ونمش فالحامل انثى وَإِن تغير رَأس الثدي إِلَى الْحمرَة فَذكر وان تغير إِلَى السوَاد فانثى وَخذ لبن الْحَامِل بَين إِصْبَعَيْنِ فَإِن كَانَ غليظا شَدِيد اللزوجة فَذكر وَإِن كَانَ قَلِيل اللزوجة فانثى ويقطر من اللَّبن على مرْآة وتوضع فِي الشَّمْس بِرِفْق وَلَا يُحَرك سَاعَة فان اجْتمع وَصَارَ كانه اللُّؤْلُؤ فَذكر وان انبسط فانثى وتعرف عدد مَا يكون: إِن كَانَت السُّرَّة االمتصلة بالمشيمة وَإِن كَانَ فِيهَا التعجير وَالْعقد فبقدر ذَلِك التعجير تَلد وَإِن لم يكن فِيهَا شَيْء لم تَلد بعد فان أسقطت وَلَدهَا فَرُبمَا بَطل هَذِه الدّلَالَة.
مسَائِل حنين: الْمَوْلُود لسبعة أشهر يكون لقُوَّة الْجَنِين يهتك الأغشية قبل الْوَقْت لإنه يصيبهم تغير عَظِيم وهم صغَار بعد. قَالَ: وَأكْثر المولودين لسبعة اشهر يَمُوت لانه يصيبهم تغير عَظِيم وتسوء حالتهم والاجنة فِي الثَّامِن يمرضون وتسوء حالتهم يدل على ذَلِك ان الْحَوَامِل اسوأحالا فِيهِ واثقل مِنْهُم فِي جَمِيع الشُّهُور وَحَال الْجَنِين فِيهِ تَابِعَة لحَال أمه وَلِهَذَا الْمَوْلُود فِيهِ لَا يعِيش وَتَمام هَذَا الْبَحْث فِي مسَائِل حنين فِي المولودين لثمانية أشهر وَالَّذِي يعرض للجنين فِي الثَّامِن انقلابه لانه)
يصير رَأسه إِلَى فَوق وَفِي الثَّامِن يَنْقَلِب فَيصير راسه إِلَى أَسْفَل إِن كَانَ كَذَلِك فالمولود لتسعة أشهر تكون حَاله على الضِّدّ من هَذَا وَقَول حنين فِي هَذَا الْمَعْنى إِن كَانَ جَنِينا قَوِيا هتك اغشيته فِي السَّابِع وَخرج وَإِذا كَانَ دو ذَلِك انْقَلب فِي الثَّامِن فَيصير راسه إِلَى أَسْفَل وَلم يبلغ من شدَّة اضطرابه أَن يخرج حِينَئِذٍ فانه يكون ضَعِيفا جدا لانه لم يَتَحَرَّك بِقُوَّة شَدِيدَة كَمَا أَن الَّذِي فِي السَّابِع لَكِن إِنَّمَا كَانَت حركته لانقلابه بالطبع فاذا انْقَلب كَانَ كالميت وَيحْتَاج إِلَى أَن يبْقى فِي هَذَا الْعَالم إِلَى قُوَّة فاذا اجْتمع عَلَيْهِ الْخُرُوج بعقب الانقلاب وضررالخروج لم يُمكن ان يعِيش وَإِن لم يخرج بَقِي فِي الرَّحِم إِلَى أَن يقوى قَلِيلا وتتراجع قوته فيعيش.
قَالَ: كل مَوْلُود لايخرج مرأسا فانه يصعب خُرُوجه وَتعرض من صعوبة الْخُرُوج اشكال مُخْتَلفَة وشرها الجنبية وَهَذِه الاشكال الرَّديئَة إِمَّا أَن تقتل الْجَنِين وَالأُم وان لم تقتل الْجَنِين وَالأُم تورم الْجَنِين بِشدَّة الْخُرُوج فيتورم خَارِجا وَيَمُوت فِي الْأَكْثَر إِلَّا أَن يسكن قبل ثَلَاثَة أَيَّام. قَالَ: واقوى المولودين واكثرهم تربية الَّذين يولدون لعشرة لانهم بعدوا من المرضى الَّذِي نالهم فِي الثَّامِن ولانهم أَيْضا قد عظموا فالعليل من هَؤُلَاءِ يبرأ.
على مَا رَأَيْت لِابْنِ ماسويه: الْحَبل يمْتَنع إِمَّا لسوء مزاج بِالرجلِ وَالْمَرْأَة إِمَّا فِي جملَة الْجِسْم وَالْمَرْأَة إِمَّا فِي جملَة الْجِسْم وَإِمَّا فِي اعضاء التناسل فابحث أَولا عَن حَال التَّدْبِير بالعلامات الَّتِي تخص(3/180)
ثمَّ عَن حَال أَعْضَاء التناسل مِنْهَا وَيعرف ذَلِك من كمية الْمَنِيّ وَكَيْفِيَّة وَالْحيض فانه مَتى كَانَ أحداهما نزرا قَلِيلا أَو منتنا أَو شَدِيدا الرقة أَو الغلظ استدلت بذلك على سوء المزاج الَّذِي يولده وَقد يمْنَع الْحَبل أَن يقْضِي الرجل حَاجته وَلَا تقضيه الْمَرْأَة فان الْحَبل لَهما يلتئم أَن يلتقى فِي وَقت وَاحِد فَيَنْبَغِي أَن يعرف ذَلِك الرجل من عَيْني الْمَرْأَة واسترخائها وتقضى حَاجته ذَلِك الْوَقْت وَقد يمْتَنع لِكَثْرَة مَا سَالَ من الطمث وَيحْتَاج إِلَى اسخان وَمن دشنيذ فِي فَم الرَّحِم وَيكون قد تقدمه بَوْل الدَّم ووجع وَمن السّمن والهزال الشَّديد ويحتاجان إِلَى الضِّدّ.
جَوَامِع القوى الطبيعية: عَلامَة الْحَبل شدَّة انضمام الرَّحِم وتشمره الى فَوق ذكر الْحَوَامِل أَن فَم الرَّحِم يَتَقَلَّص إِلَى فَوق بِكَثْرَة التانيث يكون لغَلَبَة المنيين فاذا كَانَ مني الرجل اكثر كَانَ ذكرا وبالضد وَلذَلِك يَنْبَغِي ان يتوخى من يُرِيد توليد الذُّكُور أَن يكون شبقا غزير الْمَنِيّ وَالْمَرْأَة غير الثَّالِثَة من الثَّانِيَة من ابيديميا: العلامات الْمُنكرَة للحامل: أَن يَأْتِي الطمث دَائِما إِلَى ان يمْضِي شَهْرَان اَوْ ثَلَاثَة وان تشْتَهي من الْأَطْعِمَة شَيْئا بَعيدا مِمَّا يشتهيه الْحَوَامِل اَوْ لَا يَتَحَرَّك الْجَنِين أصلا)
فِي جَمِيع وَقت الْحمل وان يعرض وجع فِي الرَّحِم والنافض والحمى وضمور الثدي.
ابْن ماسويه للحامل الَّتِي ترى الدَّم: تقوى الرَّحِم بِمثل هَذَا: عدس مقشر قشر رمان عفص آس يَابِس يخبل ويضمد وَيقْعد فِي هَذَا المَاء وَلَا يكون فِيهِ طيب.
مسيح: تسْتَعْمل القوابل بخورات لمن لَا تحبل فِيهَا: زرنيخ أَحْمَر وَجوز السرو ويعجن بميعة سَائِلَة ويبخر فِي قمع ثَلَاثَة أَيَّام بعد الطُّهْر ثمَّ يُجَامع بعقب البخور أَو من ميعة سَائِلَة فِيهَا حب الْغَار يعجن بِعَسَل ويحبب ويبخر بدرهم مَرَّات ثَلَاثًا.
الْمسَائِل الطبيعية: المدمنون الشَّرَاب وَالسكر لَا ينجبون.
أبقراط من كتاب حَبل على حَبل: يَقع حَبل على حَبل بِالْمَرْأَةِ الَّتِي يفْسد فَم رَحمهَا نعما بعد الْحَبل وتريق مدا قَلِيلا فِي حبلها وَإِذا وَقع ذَلِك فانه إِن كَانَ الأول لم يتَصَوَّر عفن وَخرج من الرَّحِم وتهيج بهَا حمى ويتهبج الْوَجْه وأمراض رَدِيئَة إِلَى أَن تسْقط أَحدهمَا.
عَلَامَات موت الْجَنِين بالبطن: أَن تأمرها أَن تنام على أحد جنبيها فَيسْقط إِلَى أَسْفَل كالحجر وَيكون المراق حول السُّرَّة بَارِدًا فانه مَا دَامَ الْجَنِين حَيا كَانَ حَار أَيّمَا امْرَأَة نزفت قبل خُرُوج الْجَنِين عسر خُرُوجه وَخيف أَن يَمُوت إِذا أَكثر من مجامعة الحبلى هان عَلَيْهَا إِذا عسرت الْولادَة جدا ثمَّ خرج حَيا فَلَا تقطع سرته حَتَّى يَبُول أَو يعطس أَو يبكي وَإِن لم يَتَحَرَّك سَاعَة طَوِيلَة فانه لَا يعِيش.
يكون عين الْحَامِل غائرة عميقة وَفِي بَيَاض الْعين كمدة إِذا كَانَت الْمَرْأَة فِي حملهَا كالمستسقى استسقاء لحميا بَيْضَاء الْأذن وطرف الْأنف حَمْرَاء الشّفة فاما أَن تَلد مَيتا أَو يَمُوت فيعالج هَؤُلَاءِ بالفرزجات الطّيبَة الرَّائِحَة والأدوية(3/181)
العطرية وَالشرَاب الريحاني والأغذية اللذيذة حَتَّى تحمر آذانهن وأنوفهن وَأي حَامِل أكثرت من الطين والفحم لصق ذَلِك بِرَأْس الْجَنِين والثدي الْأَعْظَم فِي ذَلِك الْجَانِب يكون الْجَنِين. الْجَوَارِي اللواتي لَا يطمئن من صغرهن لَا تجذب أرحامهن جذباً قَوِيا. الْمَرْأَة الْوَلُود إِذا صَارَت إِلَى ضد ذَلِك يَنْبَغِي أَن تفصد فِي السّنة مرَّتَيْنِ من يَديهَا ورجليها قد يمْتَنع الْحَبل لضيق فَم الرَّحِم فَاسْتعْمل ميلًا من أسرب قَلِيلا قَلِيلا وَيمْسَح بدواء ملين وتسقى شرابًا وَيكثر الْحمام وتستعمل الكرفس والكمون والكندر بِالسَّوِيَّةِ يشرب مِنْهُ على الرِّيق كل يَوْم ولتأكل كرنبا ويعين على الْحَبل الفرزجات الحارة وَالْجُلُوس فِي مياه حارة بعد تنقية الْجِسْم بالمسهل وَقد يمْتَنع الْحَبل من رُطُوبَة الرَّحِم وإملاسه وَيَنْبَغِي أَن تجفف بشياف حارة يسيل مِنْهَا)
الرطوبات وتجلس فِي مياه قابضة وتمنع من كَثْرَة الشَّحْم وَيَنْبَغِي أَن تهزل بأدوية ملطفة وَيمْنَع الإنجاب من أجل السكر وَمن الشَّرَاب الْأَبْيَض الرَّقِيق والأحمر القوى الصّرْف فانه يمْنَع مِنْهُ وينفع من ذَلِك ترك الِاغْتِسَال بِمَاء حَار.
الِاغْتِسَال بِمَاء بَارِد والأغذية السمينة القوية السريعة النضج الجيدة الْخَلْط وَمَا يُولد الذُّكُور أَن تُؤْتى من قبل الطُّهْر وتربط الخصية الْيُسْرَى وتولد الْإِنَاث بضد ذَلِك مَتى عرض للْمَرْأَة بعد ولادها وجع فاسقها مرقا الف ب متخذا من مَاء الشّعير وكراث وشحم عنز. د: احْتِمَال الانفحة مَعَ زبد بعد الطُّهْر يعين على الْحَبل وَقَالَ: بزر الأنجرة البرى إِذا شرب كَذَلِك بزر ساساليوس تسقى مِنْهُ الْمَوَاشِي الاناث ليكْثر النِّتَاج قَالَ: رب الحصرم يدبغ معد الْحَوَامِل وَيمْنَع الشَّهَوَات الردئية جيد للبطن.
ابْن ماسويه: شراب الرُّمَّان الْمَعْمُول بالحبق نَافِع للحوامل الشيلم مَتى تبخر مَعَ مر وَسَوِيق شعير أَو زعفران أَو كندر أعَان على الْحمل من أحب أَن يعلق امْرَأَة سَرِيعا فلتحمل الْمَرْأَة ليَالِي كَثِيرَة صموغا متوسطة للحرارة كالمقل وَمَا لم يُجَاوِزهُ فِي الْحر وَأما الْقَيْء الْعَارِض للحوامل فاطلب علاجه فِي بَاب الْقَيْء فهناك تَجدهُ إِن شَاءَ الله.
ابْن ماسويه فِي علاج الحبالى اللَّاتِي يسقطن لأربعة أَو خَمْسَة: تسْقط من اجل رُطُوبَة فِي رَحمهَا وَأما الَّتِي فِي السَّابِع وَالثَّامِن فَمن الرّيح وعلاجه من الرّيح بدهن خروع مَعَ مَاء حلبة والرازيانج وَحب السكبينج والحرف الْأَبْيَض المقلو مَعَ الأبهل وبزر الكرفس وَالسكر الْعَتِيق والدحمرتا والشخزنايا والحقن والدخن والفرزجات الحادة الَّتِي تعْمل من نفط أسود وصعتر ودهن بِلِسَان ونانخة وتدخن بالشونيز والمقل والزوفا وعلك الأنباط وَنَحْوهَا وَمَا جرى مجْراهَا فِي نفي الرّيح وطردها.
وَإِذا ضعفت الْمَرْأَة لِكَثْرَة سيلان الدَّم فِي قوت الْولادَة فدبرها بِمَا يرد الْقُوَّة من تدبر الناقه واللاتي لاتجملن للشحم فافصلها واحقن بحقنة حارة مَرَّات فِيهَا شَحم الحنظل وزيت وملح وبورق وَحملهَا فرزجات من عسل وَمر ودهن سوسن.
أسليمن قَالَ: مر الْمَرْأَة وَالصَّوْم يَوْمًا فَإِذا أمست فلفها فِي ثِيَاب ودخنها بالإجانة والقمع ببخور مَا يكون ذَلِك فِي رَحمهَا وَقد توثقت من حُرُوف الاجانة لِئَلَّا يخرج الدُّخان الْبَتَّةَ فان(3/182)
خرج الدُّخان فَمن فمها فَلَيْسَ بهَا حَبل أَو تاكل بِالْغَدَاةِ أكلا قَلِيلا وَلَا تَأْكُل بَقِيَّة يَوْمهَا ذَلِك ثمَّ حملهَا)
ثومة لَيْلهَا أجمع فان أُصِيبَت ريح الثوم فِي فمها فَلَيْسَتْ بعاقر.
لتفورش الفلسفى: النِّسَاء فِي هبوب الْجنُوب يلدن إِنَاثًا أَكثر وَقد جرب ذَلِك الرعاء لرطوبة الْهَوَاء وَفِي الشمَال الذكران وَسن الشَّبَاب للذكران أَكثر والمشايخ وَالصبيان للأناث أَكثر وَإِذا كَانَ رِبَاط الذّكر قَصِيرا حَتَّى انه يعقب الذّكر ويقوسه كَانَ أقل انجابا لِأَنَّهُ يمْنَع من بروز المنى الْيَهُودِيّ: منى السَّكْرَان لَا يعلق فِي أَكثر الْأَمر لِأَنَّهُ يرطب جدا وَقد رَأَيْت الَّذين ينتجون إِذا أَرَادوا أَن يكون نتاجهم فحولة شدّ من الْفَحْل خصيته الْيُسْرَى لينزل المأمن الْيُمْنَى وبالضد وَقَالَ: ويسقى علا أوقيتين بِمثلِهِ من مَاء مطر عِنْد النّوم إِذا أَرَادَت أَن تعلم هَل هِيَ حُبْلَى أم لَا وَيمْتَنع الْحَبل ... ... ... ... . . الف ب رعشة ففصدت الصَّافِن فسكن مَا بهَا لِأَن رعشتها كَانَت لِأَن الدَّم لم يخرج وَكَذَا ورمها وَإِنَّمَا كَانَ للوجع وَكَثْرَة الدَّم.
النُّفَسَاء رُبمَا عرض لَهَا حمى ووجع فِي الرَّحِم لورم يحدث إِمَّا لعسر الْولادَة أَو للاستفراغ يَنْبَغِي أَن تقعد فِي مَاء حَار وتسقى مَاء كشك الشّعير فانه يسكن وجعها وَيرد قوتها ويرطب بدنهَا وَجَمِيع الأغذية الْيَابِسَة لَهَا رَدِيئَة لِأَنَّهُ يَنْبَغِي أَن ترطب لنزف دَمهَا ويسهل خُرُوجه فتنقى وَمَاء الشّعير كَذَلِك وَهُوَ مَعَ ذَلِك يلطف ويرق وَلذَلِك يعين على سرعَة التنقية ودرور الدَّم وَيجب أَن يكون غليظا لِأَنَّهُ أغذأ وَيفرق عَلَيْهَا فِي مَرَّات كَثِيرَة قَلِيلا قَلِيلا فتستمريه استمراء كثيرا فان كَانَت الحبلى إِذا غمزت ثديها قطر اللَّبن فِي الْأَشْهر الأول فالجنين ضَعِيف وخاصة إِن قطر بِلَا عصر لِأَنَّهُ بدل على أَنه يجتذب غذَاء كثيراء وَإِن كَانَ الثدي مكتنزا فضل اكتناز فالجنين صَحِيح. ج فِي إبيذيميا: يظْهر فِي تشريح الْحَوَامِل فِي الْحَيَوَانَات أَن الذُّكُور فِي الْجَانِب الْأَيْمن على الْأَكْثَر وَأَن الدَّم الْجَارِي إِلَى الْأَيْمن من الرَّحِم بعد أَن تكون الْكُلية قد جذبت المائية الَّتِي فِيهَا فَأَما الْجَارِي إِلَى الْجَانِب الْأَيْسَر فَإِنَّهُ يَجِيئهُ وَلما تجذب الكلى مائيته بعد وَأما الْغُلَام حِين يدْرك تنتفخ بيضته الْيُمْنَى وتعظم قبل الْيُسْرَى فانه يُولد الذُّكُور أَكثر وبالضد.
من إكثار المنى قَالَ: لما سَأَلت نسْوَة لَا أحصيهم كَثْرَة ذكرن أَنَّهُنَّ لم يمسكن المنى لَكِن إِذا سَالَ مِنْهُنَّ لَا يشتملن وَلَيْسَ مَتى أمسكن اشتملن لَكِن مَتى أحسسن مَعَ الاشتمال كَانَ الرَّحِم يدب دنبيبا ويتقلص وَيجمع نَفسه إِلَيْهِ وَرُبمَا وجد الرجل مِنْهُنَّ ذَلِك مثل شَيْء يمتص الذّكر وَأكْثر مَا يكون ذَلِك عِنْد قرب عهد الْمَرْأَة بِالْحيضِ فَإِن ذَلِك الْوَقْت يتشبث الرَّحِم بالمنى أَكثر)
وَقد قَالَ أبقراط فِي كتاب الأجنة: إِن النِّسَاء يعلمن أَنَّهُنَّ إِذا حبلن لم يخرج منى الرجل بل يمسكنه روفس فِي كِتَابه إِلَى الْعَوام: إِذا نَامَتْ الْمَرْأَة بعد الْجِمَاع فَهِيَ أَحْرَى أَن تعلق.(3/183)
الْفُصُول: إِن اضطررت لهيجان أخلاط رَدِيئَة أَن تسقى الْحَامِل دَوَاء مسهلا مُنْذُ يَأْتِي على الْجَنِين أَرْبَعَة أشهر إِلَى أَن يَأْتِي عَلَيْهِ سَبْعَة وَلَا تسق فِي هَذَا الْوَقْت إِلَّا من ضَرُورَة وَأما من قبل الثَّلَاثَة أشهر وَبعد السَّبْعَة فَلَا إِذا كَانَ غرضك حفظ الْجَنِين لِأَن الأجنة مثل الثَّمَرَة فِي اتصالها بِالشَّجَرَةِ فَكَمَا أَن اتِّصَال الثَّمَرَة بِالشَّجَرَةِ ضَعِيفَة الرِّبَاط أول ابتدائها.
وَأما فِي آخر أمرهَا فلعظمها تثقل فَتكون متهيئة فِي الْوَقْتَيْنِ جَمِيعًا للسقوط وكما تتوقى المسهل ج: لِأَن الْحمى المطبقة تحْتَاج إِلَى تَدْبِير مَتى دبرت بِهِ الْحَامِل هلك الف ب الطِّفْل لِأَنَّهَا تحْتَاج إِلَى الْإِمْسَاك عَن الْغذَاء والطفل أَيْضا من نفس حرارة الْحمى على خطر وَإِن غذوتها فِي غير أَوْقَاتهَا اتقاء على الطِّفْل قَتلهَا وَإِن كَانَت هَذِه الْأَعْرَاض كالتشنج والصرع لم تقو الْحَامِل عَلَيْهَا لِضعْفِهَا فَهَلَكت.
وَمَتى أردْت أَن تعلم هَل الْمَرْأَة حَامِل أم لَا فاسقها عِنْد النّوم مَاء الْعَسَل وَيكون قجد تعشت فِي تِلْكَ اللَّيْلَة فَمَتَى لحقها مغص فَهِيَ حَامِل وإلإ فَلَا يَنْبَغِي أَن يكون هَذَا المَاء وَالْعَسَل نيّا غير مطبوخ ليولد رياحا والامتلاء من الطَّعَام مَعَ شرب هَذَا المَاء وَالْعَسَل النَّيِّ فِي قوت سُكُون الانسان يهيج الرِّيَاح وَالرحم إِن كَانَ ممتلئا زاحم الأمعاء وأورث من تِلْكَ الرّيح مغصا وَإِن لم يكن ممتلئا فان طرق الرّيح مَفْتُوحَة إِذا كَانَت المراة حُبْلَى بِذكر حسن لَوْنهَا وبأنثى يحول لَوْنهَا هَذَا بِالْإِضَافَة إِلَى اللَّوْن الَّذِي كَانَ لَهَا قبل حملهَا لِأَن الْأُنْثَى أبرد من الذّكر وَهَذَا على الْأَكْثَر لِأَنَّهُ مُمكن أَن تبالغ المراة فِي حسن التَّدْبِير فَيحسن لَوْنهَا هِيَ حَامِل وبالضد وَكَذَا الْحَال فِي كَثْرَة الحركات فان الذّكر أَكثر حَرَكَة من الْأُنْثَى وَأقوى.
الْحمرَة الْحَادِثَة فِي رحم الْحَبل من عَلَامَات الْمَوْت لِأَن الورم يقتل الطِّفْل وَأما الفلغموني وَغَيره فَيجب أَن ينظر فِيهِ إِذا حملت وَهِي شَدِيدَة الهزال فَتسقط قبل أَن تسمن لِأَن غذَاء الطِّفْل يقل وينصرف إِلَى الزِّيَادَة فِي لحم الْأُم إِذا كَانَت الْمَرْأَة وبدنها معتدل وَتسقط فِي الثَّانِي وَالثَّالِث بِلَا سَبَب ظَاهر فقعر الرَّحِم مَمْلُوء رُطُوبَة مخاطئة لَا تقدر بسبها على ظبط الطِّفْل فينزلق وَيخرج وأعنى بِالسَّبَبِ الظَّاهِر حمى واستفراغ أَو ورم أَو وثبة أَو فزعة أَو عصبَة أَو إمْسَاك عَن الْغذَاء فَإِذا كَانَت المراة تسْقط من غير هَذِه الْأَسْبَاب وَنَحْوهَا فان أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي تَنْتَهِي إِلَى)
الرَّحِم وَتسَمى النقر الَّتِي تتَعَلَّق بهَا المشيمة مَمْلُوءَة رُطُوبَة مخاطئة وَإِن كَانَت الْمَرْأَة بِحَال خَارِجَة عَن الطَّبْع من شدَّة السّمن فان الثرب يزحم فَم الرَّحِم وَلَيْسَ تحبل إِلَّا بعد أَن تهزل.
الطِّفْل الذّكر: تولده فِي الْجَانِب الْأَيْمن فِي الْأَكْثَر وَالْأُنْثَى فِي الْأَيْسَر لِأَن هَذَا الْجَانِب يسخن بمجاورة الكبد وَمنى الْأُنْثَى أَيْضا الْخَارِج من بيضتها الْيُمْنَى من بيضتي الْمَرْأَة اسخن وَهُوَ عِنْد الْقرن الْأَيْمن من قَرْني الرَّحِم وَإِلَيْهِ ينحدر وَقَالَ فِي مَوضِع آخر: الدَّم الجائي إِلَى(3/184)
الْجَانِب الْأَيْمن يكون قد تصفى من المائية لِأَن الْكُلية الْيُمْنَى فَوق الجائي إِلَى الْجَانِب الْأَيْسَر من الرَّحِم لِأَن فَم الرَّحِم من الحبلى منضم وَهُوَ أعظم دَلِيل على الْحَبل والقوابل يدخلن أصابعهن فيعرفن ذَلِك وَقد يَنْضَم فَم الرَّحِم من أجل ورم إِلَّا أَن الَّذِي من ورم مَعَه صلابة وَلَيْسَت للَّذي انْضَمَّ من أجل الْحَبل صلابة.
إِذا أردْت أَن تعلم هَل الْمَرْأَة عَاقِر أم لَا تغطى ثِيَاب ويبخر تحتهَا فان امْتَلَأت منخراها فَلَيْسَتْ بعاقر يَنْبَغِي أَن تبخر بميعة وكندر مِمَّا رَائِحَته طيبَة فانه لَيْسَ يُمكن الف ب أَلا ينفذ الصَّدْر إِلَّا فِي الَّتِي رَحمهَا كثيف بَارِد وَلَا يصلح للحامل والتبخير يكون باجانة وقمع على أحكم مَا يكون لِئَلَّا يجْرِي غلظ إِذا كَانَت الْحَامِل يجْرِي طمثها وَهِي حَامِل على الْعَادة فَلَيْسَ يُمكن أَن يكون طفلها صَحِيحا يُجيب أَن يكون ذَلِك كثيرا غزيرا فِي مَرَّات كَثِيرَة فَإِن كَانَ مرّة أَو مرَّتَيْنِ دلّ على ضعف الطِّفْل. فَأَما إِذا كَانَ يجىء فِي أَوْقَات الطمث كُله وَلَو كمية صَالِحَة فَلَا يجوز أَن يكون الطِّفْل صَحِيحا.
لي: يجب أَن تستثنى من هَذَا إِلَّا أَن تكون الْمَرْأَة فِي الْغَايَة من الْقُوَّة وَكَثْرَة الدَّم إِذا لم يجر الطمث فِي أوقاته وَلم تحدث لَهَا قشعريرة وَلَا حمى لَكِن عرض لَهَا كرب وغثى وخبث نفس فقد علقت وَإِنَّمَا اسْتثْنى بقشعريرة وَحمى لِأَنَّهُ يُمكن أَن يكون احتباس الطمث لخلط رَدِيء فِي الْجِسْم فَإِذا كَانَ كَذَلِك عرض مَعَه اقشعرار وَحمى مَتى كَانَ الرَّحِم بَارِدًا متكاثفا لم تحبل وَإِن كَانَ رطبا جدا لم تحبل لِأَن رطوبتها تغمر المنى وتجمده وتطفئه وَإِن كَانَت أخف مِمَّا يَنْبَغِي وَكَانَت حرارة محرقة لم تحبل لِأَن المنى يعْدم الْغذَاء فَيفْسد وَمَتى كَانَ مزاج الرَّحِم معتدلا كَانَت علوقا ولودا.
قَالَ ج: إِذا غلب على الرَّحِم سوء مزاج بَارِد كَانَت أَفْوَاه العرمق الَّتِي فِيهِ فِي غَايَة الضّيق وَكَانَت الْمَرْأَة عافرا لِأَنَّهُ لَا يُمكن أَن تتصل بأفواه الْعُرُوق مشيمة وَلَو كَانَ ذَلِك لَا يُمكن أَن يتغذى)
الطِّفْل على مَا يَنْبَغِي لِأَن الطمث فِي هَذِه الْحَال اما أَلا يخرج الْبَتَّةَ أَو يكون نزرا قَلِيلا رَقِيقا مائيا وَمثل هَذَا الرَّحِم قد يبرد المنى أَيْضا برداءة مزاجه.
لي: قد أَتَى على الدَّلَائِل الَّتِي بهَا تعرف الرَّحِم الْبَارِد وَيعرف للمنى فِي الرَّحِم الرطب مَا يعرض للبزر فِي البطائح ويعرض فِيهِ فِي الرَّحِم الْيَابِس مَا يعرض لَهُ عِنْد عدم المَاء وَغَيره وعَلى هَذِه الْحَال فَافْهَم فَسَاد مزاج المنى.
قَالَ: مَتى كَانَ المنى أَو الرَّحِم مائلين إِلَى فَسَاد مزاج فاختر لذَلِك الرجل امْرَأَة رَحمهَا مائل إِلَى ضد ذَلِك الْفساد وَبِالْعَكْسِ فان الْحَال تصلح بذلك وَإِنَّمَا يَنْبَغِي أَن يفعل هَذَا بعد أَن تعلم أَن العقم لَيْسَ للسدد وَلَا لشىء غير فَسَاد المزاج فَقَط وَاسْتدلَّ على فَسَاد مزاج الرَّحِم أَو اعتداله من بَاب المزاج والتبخير بالادوية الَّتِي هِيَ الأفاوية كَاف فِي ذَلِك وَذَلِكَ أَن الرَّحِم الْبَارِد الْيَابِس لَا ينفذ فِيهِ البخور حَتَّى يصل إِلَى الْفَم والمنخر لتكاثفه وَالرّطب ينفذ فِيهِ شىء(3/185)
ضَعِيف لانه يغمر ذَلِك البخور ويضعفه وَأما الْحَار فانه يُغير كَيْفيَّة ذَلِك البخور إِلَى الرّيح وَهَذَا النَّوْع فَقَط يحْتَاج إِلَى أَن يضم إِلَيْهِ اسْتِدْلَال آخر لِأَن الدَّلِيل فِيهِ من بَاب البخور أَضْعَف ميلًا لرقته على أَن هَذَا المزاج قل مَا يعرض لبرودة النِّسَاء ورطوبتهن وَهَذَا المزاج إِنَّمَا يعرض للْمَرْأَة الأدماء الزباء القضيفة فضم هَذَا إِلَيْهِ وَإِذا حدث بالحامل زحير كَانَ سَببا لِأَن تسْقط لاتصال الرَّحِم بالمعى الْمُسْتَقيم وَشدَّة تَعب الْجِسْم بِكَثْرَة الف ب الْقيام وَشدَّة الوجع.
مَجْهُول: مَتى سقيت الْمَرْأَة بَوْل الْفِيل حمات إِذا جومعت وَمَتى احتملت مرَارَة ظَبْي ذكر وَنصف أُوقِيَّة من خصى الثَّعْلَب وأوقية من عسل خَالص حبلت.
من كتاب ابْن ماسويه: اللواتي يسقطن فِي الشَّهْر الاول وَالثَّانِي وَالثَّالِث يكون ذَلِك من أجل الرّيح واللواتي يسقطن فِي الشَّهْر الرَّابِع وَالْخَامِس وَالسَّادِس فَمن الرُّطُوبَة لِأَن الْجَنِين يثقل ويزلق وَالَّتِي تسْقط فِي السَّابِع وَالثَّامِن وَالتَّاسِع فَمن أجل الْبُرُودَة: فعالج الَّتِي تسْقط من الرّيح بدهن خروع مَعَ مَاء الحلبة والرازيانج وبزره وَأَصله وبحب السكبينج والحرمل والحرف المفلو مَعَ الابهل وبزر الكرفس وسكر الْعشْر والدحمرثا والشخزنايا والدخن والحقن والفرزجات الَّتِي عملت والصعتر ودهن البلسان والنانخة ودخنها بالشونيز والمقل وعلك الأنباط.
فِي الْأَرْحَام: النِّسَاء اللواتي لَا يحملن من الشَّحْم: اقْطَعْ عرقها ثمَّ حملهَا فرزجة من عسل ودهن سوسن والمر يَجْعَل فرزجة ويعالج بالحقنة الَّتِي يدخلهَا شَحم البط ثَلَاث مَرَّات.)
دَوَاء نَافِع من عسر الْولادَة: مر قنة جندبادستر جوشير مرَارَة بقر كبريت بالسواء يدق ويدخن بِهِ الْمَرْأَة بِمثل البندقة ثَلَاث مَرَّات وَمَتى عسرت الْولادَة وَلم يمت فِي الْبَطن فَأمرهَا بِأَن تتشمر وامرخها بالدهن الرازقي واسقها من مَاء الحلبة نصف رَطْل ودخنها بمسك وكهربا لتقوي نَفسهَا وقوها بِالطَّعَامِ وَالشرَاب والروائح وَالْكَلَام وَمَتى لم تنق من الْولادَة فدخنها بِعَين سَمَكَة مالحة وبرائحة حافر فرس فان هَذَا ينزل الْحيض وَيخرج المشيمة وَاحْذَرْ أَن تبقى المشيمة فَيصير ورما حارا فِي الرَّحِم وَإِن عسر فانفخ فِي أنفها دَوَاء معطسا.
دَوَاء يخرج المشيمة: مَاء رماد القوى يذر عَلَيْهِ خطمى ويعطس بالكندس فان مَاتَ الْجَنِين وَقد مضى للحبل أَرْبَعَة أَيَّام فالصبي يَمُوت فِي هَذِه فاجهد فِي خلاص الْمَرْأَة فَقَط بأدوية قَوِيَّة بِمَاء السذاب ودهن حلبة مطبوخة بِتَمْر فاذا سقط فدخنها بحرمل وخردل ومقل وَنَحْو ذَلِك لِئَلَّا يغلط الدَّم وَيفْسد فيورث أوراما.
مَا استخرج من كتب ج فِي أَمر الْحَبل: زعم قوم أَن القوابل ينظرن إِلَى الْمَرْأَة فان رأين رَأس ثديها منبسطا متغيرا عَمَّا كَانَ عَلَيْهِ فَهِيَ حُبْلَى وَكَذَا إِن كَانَت عَيناهَا غائرتين مسترخيتي الجفون حادتى النّظر صافيتي الحدقتين ممتلئة بَيَاض الْعَينَيْنِ غَلِيظَة فَهِيَ حُبْلَى وَمَتى كَانَ بطن الْمَرْأَة مستديرا ممتلئا صلبا وَكَانَت نقية اللَّوْن حكمن أَنه ذكر وان كَانَت الْمَرْأَة قد اعيت من الْوُقُوف فشالت رجلهَا الْيُمْنَى أَولا فَهِيَ حُبْلَى بِذكر وبالضد.
جربت أَنا هَذَا مَرَّات(3/186)
فصح وَلَا آمن انها اتّفقت قَالَ: وَإِن كَانَ بطن الْمَرْأَة فِيهِ طول واسترخاء وَظهر فِي لَوْنهَا نمش وكلف حكمن أَنه أُنْثَى ولينظر إِلَى رَأس الثدي الف ب فان كَانَ إِلَى الْحمرَة فَذكر وَيُؤْخَذ لبن الْحَامِل بَين اصبعين فان كَانَ غليظا لزجا جدا فالحمل ذكر وبالضد ويقطر أَيْضا لَبنهَا على مرْآة حَدِيد وتوضع للشمس وضعا رَفِيقًا لِئَلَّا يَتَحَرَّك وَيتْرك سَاعَة فان اجْتمع وَصَارَ كَأَنَّهُ حَبَّة لُؤْلُؤ فَهُوَ ذكر وَإِن انبسط فأنثى ويعرفن مَا تَلد الْمَرْأَة بعد بكرها بِأَن تنظر إِلَى السُّرَّة الْمُتَّصِلَة بالمشيمة فان كَانَ فِيهَا تعجير وَعقد فبعدد ذَلِك العقد تَلد وَإِن لم يكن فِيهَا شَيْء لم تَلد بعد.
وَإِن سَقَطت بكرها فَرُبمَا بطلت هَذِه الدّلَالَة.
من مسَائِل أرسطاطاليس: السَّكْرَان فِي أَكثر الْأَمر لَا ينْتج.
روفس: السمينة لَا تكَاد تعلق فان علقت اسقطت أَو عسر ولادها.)
مَجْهُول: النُّطْفَة تفْسد لادمان الْجِمَاع والاعياء والتعب وإتيان الْجَوَارِي الَّتِي لم يبلغن والبهائم والاضراب عَن الْجِمَاع كثيرا وَترك الدسم وَأكله وَلُزُوم الحموضة والملوحة وَهَذَا وَشبهه يَجعله غير منجب والنطفة الرقيقة جدا والغليظة والمنتنة وَالَّتِي لَهَا لون غَرِيب وَالَّتِي يحس الإحليل بحرارتها إِذا خرجت كلهَا لَا تنجب والباردة اللَّمْس جدا والنطفة الصَّحِيحَة بَيْضَاء لزجة برّاقة يَقع عَلَيْهَا الذُّبَاب وينال مِنْهَا وريحها كريح الطّلع والياسمين فَهَذِهِ تنجب.
ميسوسن: الْمَرْأَة تسرع الْعلُوق من خَمْسَة عشر عَاما إِلَى أَرْبَعِينَ وَلَيْسَ رَحمهَا بمائل إِلَى إِحْدَى الكيفيات ميل افراط وَالَّتِي تحيض فِي وَقت حَيْضهَا المعتدلة الطَّعَام الفرحة النَّفس. وَإِن علقت الْمَرْأَة قبل اثْنَتَيْ عشرَة عَاما هَلَكت لصِغَر رَحمهَا فِي الْأَمر الْأَكْثَر وقلّ مَا تعلق فالمرأة الحديثة المعمولة الدَّائِم ذَلِك عَلَيْهَا إِذا كَانَ شَدِيدا لَا تعلق وَالَّتِي لَا تتحم دَائِما لَا تعلق.
أسْرع الْأَوْقَات: تعلق الْمَرْأَة فِيهِ فِي آخر حَيْضَتهَا وَإِذا كَانَ الْجِسْم معتدلا فِي الْغذَاء الْعلُوق بعقب الطُّهْر سريع لِأَن فَم الرَّحِم مَفْتُوح وَهُوَ حَار وعنقها خشن من قبل خُرُوج الدَّم مِنْهَا أَو إِلَى وَقت الطمث ومنتهاه غير مُوَافق للتعليق لِأَن الرَّحِم مَمْلُوء رُطُوبَة.
عَلَامَات الاشتمال: أَلا يكون من الْمَرْأَة عِنْد الْجِمَاع بَلل وَلَا يرطب فَم الرَّحِم يَنْبَغِي أَن تسْتَعْمل الْحَامِل فِي أول حملهَا السّكُون وتقل من الطَّعَام وتمشى قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ تلْزم الْجِمَاع وَلَا تبطيء فِيهِ وتأكل أَطْعِمَة سريعة النضج وَتَدَع كل مالح وحريف وَإِذا عرض للحامل شهوات رَدِيئَة فألزمها أغذية لَطِيفَة جَيِّدَة وَالْحمام وَالطَّعَام المز المقوي للمعدة وَيشْرب شرابًا مزا بِالْمَاءِ فَإِن لم تدبر بذلك عرض لَهَا استطلاق وشهوة قَليلَة للطعام.
إِذا قاءت الْحَامِل طعامها فاغمز رِجْلَيْهَا بعد أكلهَا وضع على معدتها ضمادا قَابِضا وَتمسك فِي فمها حبات رمان حامض.
مَتى كَانَت الْمَرْأَة حَامِلا بِذكر كَانَت حَمْرَاء اللَّوْن وبأنثى صفراء أَو(3/187)
خضراء أَو يكون ثديها الْأَيْمن أكبر الف ب والأيسر أَصْغَر وَمَتى كَانَ التوءمين كَانَا بالسواء.
النِّسَاء اللواتي الْأدم هن كَثِيرَة الزب الواسعات الْعُرُوق يرين الدَّم فِي الْحَبل ويحبلن حبلا على حَبل إِن جامعهن الرِّجَال كثيرا.
إِذا أصَاب الحبلى وجع شَدِيد فأجلسها على كرْسِي فاذا انْشَقَّ الصفاق الممتليء بولا فلتتزحر حَتَّى يخرج الْجَنِين. الرقيقة الخصر والضيقة الْفرج والحدثة الَّتِي لَا تَلد والمهزولة على خطر عِنْد)
الْولادَة. الْبرد وَالْحر الشديدان تعسر مَعَهُمَا الْولادَة فَأَما الْبرد فَلِأَنَّهُ يجمده وَأما الْحر فَلِأَنَّهُ يرخيه وَمَتى اغتمت الْمَرْأَة بِخَبَر سمعته عسر ولادها.
الَّتِي ترى يبسا شَدِيدا أَو الَّتِي تَنْشَق المشيمة ويسيل الرُّطُوبَة قبل وَقت الْولادَة بِوَقْت كَبِير حَتَّى تكون فِي وَقت الولاد يَابسا ادهن فَم الرَّحِم بشمع أَبيض وبنفسج أَو بَيَاض الْبيض وشحم الاوز وَمَاء حلبة واللعابات.
إِذا كَانَت المشيمة صلبة لَا تَنْشَق فلتدخل حَدِيدَة لَطِيفَة وتنشق حَتَّى تسيل الرُّطُوبَة.
إِذا كَانَ الْجَنِين عَظِيما وَعلم أَنه لَا يخرج فليعلق بصنانير وَيقطع أربا أربا حَتَّى يخرج الْجَنِين الْمَيِّت.
لى: يجب أَن يخرج قبل أَن ينتفخ كَمَا وَصفنَا آنِفا إِذا كَانَ رَأس الْجَنِين عَظِيما وأخرجت قَصْعَة بالصنانير وَإِذا كَانَ عُنُقه مائلا سوى بِالْيَدِ فان لم يُمكن فليقطع إِذا مددت يَد الْجَنِين فَردهَا فان اسْتَوَت وَإِلَّا هز الْمَرْأَة هزا شَدِيدا فان اسْتَوَت وَإِلَّا فاقطعها. هز الْمَرْأَة يكون على أَن تنام الْمَرْأَة على سَرِير خَفِيف نوما مَنْصُوبًا نَحْو رَأسه ويهز السرير من نَاحيَة رِجْلَيْهَا هزا شَدِيدا وَقد شدت عَلَيْهِ لِئَلَّا تسْقط. اجهد أبدا فِي الأشكال المضطربة أَن تجْعَل رَأس الْجَنِين أَسْفَل فِي مَوَاضِع الْعسرَة الرَّديئَة الَّتِي يخَاف إِن حدرت أَن تَنْقَطِع أثقب الْعُضْو وَشد فِيهِ حَاشِيَة ثوب وثيق ثمَّ مده.
الْمَرْأَة الْكَثِيرَة الشَّحْم يعسر ولادها من أجل ضغط الشَّحْم للرحم فأجلسها على ركبتيها ويطاطيء رَأسهَا حَتَّى يرْتَفع الْبَطن عَن مَوضِع الرَّحِم فَيخرج الْجَنِين وَكَذَلِكَ فافعل إِذا كَانَ فِي الْبَطن ورم وجساء يضْبط الرَّحِم.
الْمَرْأَة الْعَجُوز عسرة الْولادَة لضعف قوتها وَيَنْبَغِي أَن تعان لِأَن تمد الْجَنِين باليدين.
عسر الْولادَة قد تكون من امتلاء المثانة أَو من امتلاء المبعر فان تيقنت ذَلِك فاحقن واجلس فِي المَاء الْحَار حَتَّى يخرج النجو وَالْبَوْل وَإِذا كَانَ فِي الرَّحِم قرح وعسرت لذَلِك الْولادَة فكمدها وَاجعَل فِي الرَّحِم زيتا وشحما. وَمَتى عسرت الْولادَة من اليبس فَعَلَيْك بِالْمَاءِ العذب الْحَار الْجَنِين إِن تورم حيلته أَن تشكله بالشكل الطبيعي فان لم يتهيأ علقه بالصنانير المتخذة لهَذَا الشَّأْن وقطعه وَأخرجه بعهده جملَة.(3/188)
أَمر الْجَنِين الْعسر: إِذا تعسرت الْولادَة من أجل ضعف الْقُوَّة فَعَلَيْك بالبيض الف ب)
الرعّاد وَالْخمر وَالْمَاء الطّيب وَالْخبْز والسميذ قَلِيلا. مَتى تعسرت الْولادَة من أجل تخم فلتسق مَاء كمون بسذاب وَإِذا عسرت الْولادَة من برد الرَّحِم فادلكه بِزَيْت مسخن.
إِذا عسرت الْولادَة من أجل الْحر والاسترخاء تروح فِي بَيت ريح ويرش عَلَيْهَا مَا دَامَت تستلذ ذَلِك عِنْد قطع الْجَنِين يَنْبَغِي أَن يفتح الْفرج باللولب فينفتح فَم الرَّحِم.
فِي إِخْرَاج المشيمة: مرها بِفَتْح شدقيها وتكثر إِدْخَال الرّيح فِي جوفها وعطسها فان لم يخرج فَأدْخل يدك وجرها قَلِيلا قَلِيلا فان لم يخرج بالرفق فاياك والعنف وَلَكِن علق على الْموضع بحاشية ثوب أَو صنارة بخيط وَشد إِلَى فَخذ الْمَرْأَة ثمَّ احقن الرَّحِم بمرهم باسليقون فانه يعبن المشيمة وَيسْقط واسقها أَشْيَاء تخرج المشيمة. ذروق البازى إِذا أديف بطلاء وشربته العاقر حملت وَولدت.
أطهورسفس: ذرق البط مَتى طلى على الذّكر بدهن ورد وجومعت الْمَرْأَة على الْقَفَا ثمَّ ضممت رِجْلَيْهَا وَأَمْسَكت نَفسهَا كَذَلِك سَاعَة حَتَّى تقبل المنى حبلت من ساعتها أَو شربت إنفحة الأرنب الذّكر بشراب حملت بِذكر وَإِن أُنْثَى فبأنثى. قَالَ: وَأي امْرَأَة شربت مرَارَة دب أُنْثَى حملت بأنثى وَمَتى شربت مرَارَة دب ذكر قدر باقلاه بعد أَن يرْتَفع طمثها ولدت ذكرا.
الْأَعْضَاء الألمة قَالَ: إِذا أحست الْمَرْأَة بثقل فِي جَمِيع الْجِسْم وَذَهَاب الشَّهْوَة واضطراب يقشعر لَهُ الْجِسْم وقلق وغثيان وشهوة للأطعمة الغريبة فَتقدم إِلَى الْقَابِلَة بِأَن تلتمس عنق الرَّحِم فان كَانَ مُنْضَمًّا بِلَا صلابة فانه يدل على الْحَبل.
وَقَالَ: إِذا كَانَت الْمَرْأَة تسْقط لشهرين وَثَلَاثَة وَأَرْبَعَة فَاعْلَم أَن فِي أَفْوَاه عروق رَحمهَا رُطُوبَة بلغمية وَمن أجل هَذِه الرُّطُوبَة يكون اتِّصَال المشيمة بأفواه هَذِه الْعُرُوق ضَعِيفا فَلَا تحْتَمل ثقل الْجَنِين بل يتَخَلَّص وَيَنْقَطِع بسهولة.
أوريباسيوس: أَكثر مَا يعرض للحوامل اجْتِمَاع الفضول فِي أبدانهن وَأَكْثَره الْقَيْء والبزاق ووجع الرَّأْس والمعدة والامتناع من الطَّعَام وَيصْلح ذَلِك بِالْمَشْيِ المعتدل والأطعمة غير الحلوة وَالشرَاب الريحاني الْعَتِيق باعتدال وبطبيخ برسيان دَارا وَيشْرب مَاؤُهُ وَكَذَا يشرب طبيخ شبث بشراب قبل الطَّعَام وَبعده وتضمد فَم الْمعدة بزهر الْكَرم والجلنار ويسكن مَا يجدن فِي الْمعدة بِمَا ذكرنَا فِي بَاب الْمعدة والنشا وَمَا يتَّخذ مِنْهُ مُوَافق للواتي يشتهين أكل الطَّعَام ويسمنهن الطَّعَام وَالْمَشْي والرياضة وَلَيْسَت توافقهن الْحَرَكَة القوية وَأكل الْأَطْعِمَة الحريفة أَحْيَانًا وخاصة بالخردل صَالح)
وتضمد أقدامهن إِذا عرض فِيهَا الورم بورق الكرنب أَو قيموليا أَو نَبِيذ بخل أَو يطْبخ الأترج بِمَاء وتغسل بِهِ الْقدَم.(3/189)
بولس: أَكثر مَا تعرض للحوامل كَثْرَة الفضول وتقلب النَّفس الف ب وخفقان الْقلب وَبطلَان الشَّهْوَة ويزيل هَذَا الْمَشْي والأطعمة الَّتِي لَيست حلوة وَالْخُمُور الصرفة الَّتِي لَيست حَدِيثَة بل العتيقة الريحانية فان العتيقة خَاصَّة توافقهن وتقلل السذاب من كل مشروب فان هَذِه كلهَا نافعة من كَثْرَة الفضول وَمن تَوَاتر الْقَيْء وَمن الْأَدْوِيَة عصى الرَّاعِي إِذا طبخ بِمَاء وَشرب طبيخه والشبث أَيْضا على هَذَا الْمِثَال واسقهن أَيْضا من الراوند الصيني شَيْئا قبل الطَّعَام وَبعده وضمدهم من خَارج بورق الْكَرم والجلنار والكرفس الرُّومِي وبزر الرازيانج مُفْردَة ومجموعة مَعَ قسب وخمر عتيقة ويضمد بِهِ رَأس الْمعدة وَأما الخفقان فيخففه تجرع المَاء الْحَار وَالْمَشْي الدَّقِيق وتدثير مَا دون الشراثيف بصوف لين. وَإِنَّمَا تعرض للحوامل فِي الشَّهْر الثَّالِث وَنَحْوه الشَّهَوَات الرَّديئَة لِأَن الفضول قد كثرت باحتباسها وَلَيْسَ يحْتَاج الْجَنِين لصغره إِلَيْهَا فتحتبس كلهَا فِي الْمعدة والتناول من الْأَشْيَاء إِذا كَانَت حريفة فِي بعض الْأَوْقَات وخاصة الْخَرْدَل هُوَ نَافِع للحوامل فِي رد شهواتهن من بطلت شهوتها وَأما الترهل الْعَارِض فِي أقدامهن فاطلبه فِي بَاب الأورام.
من كتاب مَجْهُول: يحفظ الْجَنِين بالزرنباد والدرونج ودواء الْمسك والحقن المسخنة الَّتِي فِيهَا صعتر وبابونج وحلبة وشبث ونانخة ودهن الرازقي وَقَالَ: إِذا حَاضَت النُّفَسَاء فأدف الدَّقِيق بخل وأطله بَين جنبيها فانها تفيق ويسكن مَا بهَا من ساعتها.
أبقراط فِي كتاب الْجَنِين: الْمَرْأَة الَّتِي لَا تحيض إِلَّا فِي اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ يَوْمًا يكون من شكل من تَلد الذُّكُور وَالَّتِي تحيض فِي اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين يَوْمًا تَلد الاناث.
لى: كلما كَانَت أسْرع حيضا دلّ على أَن طبعها أسخن وَيدل على أَن من كَانَت كَذَلِك أولى بتوليد الذُّكُور.
الطَّبَرِيّ: لَا يَنْبَغِي إِذا ثقلت الْحَامِل أَن تكْثر الِاغْتِسَال فانها تسخن الْجَنِين.
ابْن سرابيون فرزجة عَجِيبَة للَّتِي لَا تحمل: زعفران حَماما سنبل إكليل الْملك من كل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم وَنصف ساذج قردمانا أُوقِيَّة أُوقِيَّة شَحم الاوز وصفرة الْبيض أوقيتان دهن ناردين نصف أُوقِيَّة تحْتَمل بصوفة آسمانجونية بعد الطُّهْر والاغتسال ثَلَاثَة أَيَّام يحذر كل يَوْم ثمَّ يدنو)
إِلَيْهَا وينفع لذَلِك شرب نشارة العاج فانه يفعل ذَلِك بِخَاصَّة وتحتمل إنفحة أرنب وبعره وَمِمَّا يعين على ذَلِك جدا الفرازيج المسخنة الطّيبَة الرّيح يحْتَمل وينام عَلَيْهَا كُله ويجامع شهرا.
فرزجة: مر أَرْبَعَة دَرَاهِم إيرسا بعر الأرنب من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ تهَيَّأ فرزجة وتحتمل ويغير وَمن كَانَت يزلق مِنْهَا المنى وَيخرج عَنْهَا سَرِيعا اتخذ لَهَا فرزجة من المسخنة والقابضة وَأكْثر القابضة الطّيبَة لتجذب وتقوى على الْإِمْسَاك وَحملهَا أَيَّامًا الف ب مثل السنبل والزعفران والشبث والسك والمسك وَنَحْو ذَلِك وَالدَّار شيشعان عَجِيب لَهُ وَجوز السرو وَمر وميعة سَائِلَة وَحب الْغَار وبازرد اعجنها بشراب وَهَذِه تستعملها القوابل وَمن لَا تحْتَمل من الشَّحْم فافصدهن وأسهلهن وحملهن عسلا مصفى وسكنجبينا ومقلا ودهن سوسن وَمَرا فِي صوفة آسمانجونية واحقن قبلهَا بشحم(3/190)
حنظل مطبوخ فانه يخرج مِنْهَا رُطُوبَة كَثِيرَة وَحملهَا صمغ كنكر فانه يخرج من رَحمهَا رُطُوبَة كَثِيرَة بِقُوَّة وتنقية. حقنة جَيِّدَة: الَّتِي فِي رَحمهَا رُطُوبَة كَثِيرَة وَتسقط لذَلِك وعلامته أَن ترى بعد الْجِمَاع بللا كثيرا جدا: قشور كندر وَسعد مرصوص جُزْء جُزْء مر نصف جُزْء يطْبخ بِسِتَّة أَمْثَاله مَاء حَتَّى يبْقى ربع المَاء يصفى ويحقن باربع أَوَاقٍ فِي كل ثَلَاثَة أَيَّام ويحملن أَشْيَاء قابضة.
قَالَ: يسْقط النِّسَاء فِي الشَّهْر الأول وَالثَّانِي من الرِّيَاح وَمن الرَّابِع إِلَى التَّاسِع من الرُّطُوبَة لِأَن الْجَنِين حِينَئِذٍ ثقيل فَأَما الْأَشْهر الْأَوَاخِر فَأَما لطفرة أَو وثبة وَنَحْوهمَا تعالج الرِّيَاح بدهن خروع ودحمرتا وشخزنايا وجندبادستر وزرنباد ودرونج ونانخة وصعتر ودهن بِلِسَان ويدخن بالشونيز والمقل وَنَحْوهمَا وَمَتى كَانَت من رُطُوبَة فَخذ حَنْظَلَة طرية فقورها واملأها دهن سوسن عَلَيْهَا رَأسهَا وطينها واشوها على جمر حَتَّى تغلى غليتين واحقن بِهِ الرَّحِم وَهُوَ فاتر فانه ينفع الرَّحِم الْبَارِد وَيخرج مِنْهُ رطوبات أَو خُذ ترياقا كترياق الْأَرْبَعَة أَو ترياق عزره أَو ترياق ميسوسن ودهن بِلِسَان وجندبادستر ودرونجا وزفتا رطبا فحملها.
يسْتَدلّ على أَنَّهَا حَامِل أَنه لَا تشْتَهى الْجِمَاع وان فَم رَحمهَا يَنْضَم من غير ورم وَأَنَّهَا لَا تكون تُرِيدُ بعد الْجِمَاع لَكِن تَجِد نَفسهَا جافة ناشفة وانها أحست وَقت الْجِمَاع شبه عَسى مَاء قَلِيل ويوجعها قَلِيلا بَين السُّرَّة والقبل وق اخضر ثدياها وتنتفخ وَتعلق أَكثر من مقدارها قَدِيما ويصفر بَيَاض عينيها ويكدر ويكمد لَوْنهَا ويتنمش وتشتاق إِلَى الحموضة والأغذية الرَّديئَة وَهَذَا يكون فِي الشَّهْر الرَّابِع وأبقراط جعل علامته بِمَاء الْعَسَل قَالَ: يجب أَن تداف الْعَسَل بِمَاء فاتر وَلَا)
يغلى لِئَلَّا تذْهب نفخته وَلَا تتحرك عِنْد أَخذه وَتَكون ممتلئة من الْغذَاء فانه إِن كَانَت حَامِلا لم تستطع الرِّيَاح تنبعث إِلَى المعي الْمُسْتَقيم لامتلاء الرَّحِم لِأَنَّهُ قد ضغط المعي فيدور فِي الأمعاء فيهيج المغص.
واصلح مَا يسْتَعْمل الحبالى من الرياضة المعتدلة وإسهال الطبيعة بأغذية باعتدال وَالْخبْز النقي وَلُحُوم الطير والاسفيذباجات القليلة الدسم والشحم وَالشرَاب الْعَتِيق الرياحاني وَالزَّبِيب وَالرُّمَّان والسفرجل والكمثرى والقوابض والتفاح وتستعمل مَكَان الطين الحمص المقلو وَالْحِنْطَة المقلوة وتقل مِنْهُ وَتجْعَل على الْمعدة أضمدة قَوِيَّة طيبَة ألف ب الرّيح مثل اضمدة الكبد وتستعمل جوارش اللؤاؤ فانه جيد للحوامل وأوجاع الرَّحِم والرياح صفته: لُؤْلُؤ غير مثقوب عَاقِر قرحا دِرْهَم دِرْهَم زنجبيل مصطكى من كل وَاحِد أَرْبَعَة دَرَاهِم زرنباد درونج بزر الكرفس شيطرج قاقلة جوزبوا بسباسة قرفة دِرْهَمَانِ دِرْهَمَانِ بهمن أَبيض وبهمن أَحْمَر وَدَار فلفل من كل وَاحِد ثَلَاثَة دارصيني خمس سكر سليماني مثل الْجَمِيع الشربة بعد السحق ملعقة أَو(3/191)
اثْنَتَانِ بشراب ممزوج ولتستعمل لمن كَانَت ضَعِيفَة الكبد والمعدة جوارش السفرجل.
دَوَاء يمْنَع الاسقاط الْبَتَّةَ: زرنباد درونج جندبادستر مسك حلتيث هيل بوا عفص طباشير دِرْهَم دِرْهَم زنجبيل عشرَة سكر عشرُون يجمع بِعَسَل الشربة مِثْقَال كل يَوْم بِمَاء بَارِد وَيصْلح الدحمرثا ودواء الْمسك.
لي: فَأَما الترهل الْحَادِث فِي أرحامهن فَفِي بَاب الأورام الرخوة إِذا حدث بالنفساء إسهال فانها تَمُوت بِالَّتِي تسْقط.
من مَنَافِع الْأَعْضَاء: مَتى امْتَلَأت الثديان سَرِيعا قبل الْوَقْت الْوَاجِب دلّ على أَن الْجَنِين ضَعِيف وَمَتى تكمش الثدى ودق ونهك فالمواد الَّتِي مِنْهَا غذَاء الْجَنِين فِي الرَّحِم قَليلَة وَإِذا كَانَت الْبَيْضَة الْيُمْنَى من الصَّبِي تنتفخ قبل الْيُسْرَى قبل الادراك فانه يُولد الذُّكُور.
الْهِنْدِيّ: الذُّكُور تكون من كَثْرَة منى الرجل وَالْأُنْثَى من كَثْرَة منى الْمَرْأَة فان جومعت يَوْم غسلهَا حملت غُلَاما وَفِي الْخَامِس جَارِيَة وَفِي السَّادِس غُلَاما وَفِي السَّابِع جَارِيَة وَفِي الثَّامِن غُلَاما وَفِي التَّاسِع جَارِيَة وَفِي الْعَاشِر غُلَاما وَفِي الْحَادِي عشر بخنثى. قَالَ وعلامات الْحَبل أَلا يسيل المنى ويختلج الرَّحِم وتكسل وتنام وتقشعر قَلِيلا ثمَّ يضعف الصَّوْت وتغور الْعين وَتَقَع أشفار الْعين بعضه على بعض وَتسود الشّفة وحلة الثدي.)
بختيشوع علاج للحبلى يدر طمثها قَالَ: إِذا كَانَ يَوْم طهرهَا اطبخ خمسين درهما من كماة باربعة أَرْطَال من المَاء حَتَّى يبْقى الثُّلُث فاغسل بِهِ الْفرج بِالْغَدَاةِ وَنصف النَّهَار وبالعشي وَتَأْخُذ من طرف الْمَوْلُود قد انقع فِي دهن زنبق كَقدْر ورق الياسمين فتحتمله وتجامع وَهِي مُحْتَملَة لَهُ فان كَانَ سزت غُلَام ولدت غُلَاما وَإِن كَانَت جَارِيَة فجارية والغيب لَا يُعلمهُ إِلَّا الله.(3/192)
(مَا يسهل الْولادَة) (ويطرح الْجَنِين والمشيمة وَيمْنَع من الْحَبل وتدبير النُّفَسَاء والقوابل وعلامة عسر) (الْولادَة وسهولتها والإسقاط وَالْعلَّة الَّتِي تسمى بالرجاء وَهِي الْحمل الْكَاذِب) (وَالْعلَّة الَّتِي تعرض من شدَّة الطلق) الْخَامِسَة من الْفُصُول قَالَ: العطاس يسهل عسر الْولادَة ويطرح المشيمة.
من السمُوم لج: الكردمانة بِمَاء حَار مَتى الف ب شربت مِنْهُ الحبلى زنة دانقين أَلْقَت وَلَدهَا من سَاعَته وأذاها بالحكة وَهِي شيبَة الْخَرْدَل فِي توليد الحكة والجرب.
وَمن كتاب المنى: امْرَأَة علقت أمرهَا أبقراط أَن تثب وثبات وَتَكون الوثبات إِلَى خلف إِلَى نَاحيَة إليتها وتطفر طفرات فَسقط مِنْهَا المنى مثل بَيْضَة فِي غرقئها.
الثَّانِيَة من ابيذيميا: الْولادَة فِي الْأَوْقَات والبلدان الْبَارِدَة أعْسر والاسقاط أَكثر وَكَذَلِكَ موت الحبالى من الْولادَة تَحْويل تَدْبِير الْحَامِل فِي قوت الولاد وتدبير النُّفَسَاء إِلَى هَاهُنَا.
الأولى من الْفُصُول: مِمَّا يسهل الْولادَة لين الْجِسْم ورخاوته وَذَلِكَ يكون بالطبع فِي الْبِلَاد الحارة لي: فليتمثل ذَلِك بالعلاج بالآبزن والمرخ وَالْحمام وَنَحْوهَا قَالَ: يبلغ عسر الْولادَة فِي التقلب وَالْحَال الْبَارِد والجسم الصلب المتكاثف أَن يعرض مِنْهُ انْقِطَاع الْعُرُوق فِي الصَّدْر وَالرحم فَيعرض مِنْهُ السل والنزف وَانْقِطَاع الأعصاب والعضل لشدَّة الامتداد وَقلة المواتات فَيعرض الكزاز وَرُبمَا بلغ الْأَمر إِذا كَانَ الْجِسْم قوى التكاثف إِلَى أَن ينشق مراق الْبَطن.
لي: فَلذَلِك يجب التمريخ وَالْمَاء الْحَار والتقدم فِي ذَلِك قبل الْولادَة بأيام لتلين جملَة الْجِسْم وَأَن يكون الْهَوَاء الْمُحِيط من الْحَرَارَة والجسم أبدا عرقا وَيدخل الْحمام وَيجْلس فِي الآبزن ويمرخ وتدلك دلكا رَفِيقًا المراق والخواصر وَالظّهْر والصدر مَرَّات وَاجعَل الأغذية كلهَا مسخنة ملينة وَالشرَاب فان هَذَا التَّدْبِير يخلص الصلبة الْجِسْم وَيجْعَل الرخوة لَا تشعر بِالْولادَةِ.)
أهرن بخور يخرج الْوَلَد الْمَيِّت من الْبَطن وينقى الْمَرْأَة: مر وبازرد وكبريت(3/193)
وجوشير فتعجن بمرار الْبَقر وَيجْعَل مِنْهُ مثل العفص وتبخر الْمَرْأَة بِهِ مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا كل مرّة عفصة فانه قوى وَقد يسقى من هَذِه الصموغ أعنى المر والقنة دِرْهَم بطبيخ الكرفس فان عسرت الْولادَة وَلم يمت الصَّبِي فِي الْبَطن فَأمر الْمَرْأَة تتحشى وتتمرخ بالرازقي واسقها سكرجتين من مَاء الْحبَّة مطبوخة مَعَ سكرجة من الطلاء الْمَطْبُوخ دخنها بِشَيْء من سك وَقطعَة كهربا وقوها بِالطَّعَامِ وَالشرَاب والعطر وقوّ قَلبهَا بالْكلَام.
لي: يعْطى هَذِه الاحساء الَّتِي تُعْطِي عِنْد الغشى وَهِي المتخذة من مَاء اللَّحْم والابازير والسنبل وَنَحْوهَا فان لم تنق الْمَرْأَة بعد الْولادَة أعنى مَا تردها على مَا يجب أَو بقيت المشيمة وأمرها لنقاء المشيمة بالقيء وَيحْتَاج إِلَى أَن ينظر فِي ذَلِك.
لي: قَرَأت فِي غير كتاب: أَن الْجِمَاع للحبلى يسهل ولادها وَذَلِكَ قريب من أجل أَن الْجِمَاع يُحَرك دم الطمث جدا وينزله وَأَخْبرنِي صديق لي أَنه جَامع حُبْلَى قد حَان ولادها فضربها الطلق سَاعَة فرغ وَولدت بعد بسهولة.
كتاب الْجَنِين الف ب لأبقراط قَالَ قولا أوجب فِيهِ أَن الْحمام مَتى أطيل فِيهِ الْمقَام أسقط الْجَنِين وَمَتى اسْتعْمل فِي قوت الْولادَة عجل خُرُوجه لِأَنَّهُ يغم الْجَنِين جدا لِأَن الْجَنِين ينْتَفع بالهواء الْبَارِد بتنشقه مِنْهُ ويضره الْهَوَاء الْحَار وَكَانَت امْرَأَة حبلت فَأمرهَا أَن تطفر طفرا شَدِيدا سَرِيعا متواليا ثمَّ تقع على العصعص فَلَمَّا وَثَبت كَمَا أمرهَا سقط مِنْهَا المنى.
قَالَ: والوالدة للذّكر تطهر أَكثر شَيْء فِي حجر يَوْمًا وَإِذا لم تطل فَمن عشْرين يَوْمًا إِلَى خَمْسَة وَعشْرين يَوْمًا والوالدة للْأُنْثَى تطهر أَيْضا فِي أَبْطَا شَيْء فِي ح عو يَوْمًا فان لم تحتبس فالى خَمْسَة وَثَلَاثِينَ يَوْمًا.
قَالَ: وَإِذا ولدت الْمَرْأَة ذكرا وطهرت قبل ثَلَاثِينَ يَوْمًا فَلَيْسَ ثديها بِصَحِيح فَأَما الْأُنْثَى فان قَالَ: إِذا ولدت المراة وَلم تستنق وتطمث بعد ذَلِك هَلَكت. قَالَ: يَنْبَغِي للنِّسَاء أَن يتعالجن بعد النّفاس بِمَا ينقى لِأَنَّهُنَّ مَتى لم ينقين مرضن وهلكن.
قَالَ: وَينزل مِنْهُنَّ كل يَوْم من الدَّم قدر تسع أَوَاقٍ هَذِه الايام حَتَّى ينقين وَيخرج الدَّم كُله قَالَ: وَخُرُوج الْجَنِين مرتجلا مهلك وَخُرُوج رَأسه أَولا هُوَ الطبيعي وَإِنَّمَا يخرج مرتجلا من أجل سُكُون الْأَمر فِي أَوَان الْمَحِيض.)
لي: رَأَيْت الاسقاط وكل جَنِين يخرج من قبل الثَّامِن يخرج مرتجلا وَذَلِكَ على أَن الْجَنِين يَنْقَلِب فِي الثَّامِن فَيصير رَأسه أَسْفَل.
وَيصدق قَول أبقراط فِي ذَلِك قَالَ: وَالرَّأْس أثقل الْأَعْضَاء فَلذَلِك يسفل بالطبع فَإِذا خرج الرَّأْس أَولا سهل خُرُوج مَا بعده وَإِذا خرجت الرجل أَو الْيَد خَاصَّة كَانَ مهْلكا للْوَلَد وَالأُم وَأكْثر ذَلِك يكون من كَثْرَة تقلب الْمَرْأَة فِي ذَلِك الْوَقْت والاكثار من الْقيام وَالْقعُود(3/194)
والاضطجاع.
قَالَ: وَلَا يدر الطنمث وَيخرج حَتَّى تخرج المشيمة قَالَ: وَلَا يكون بَين التوأمين أَيَّامًا كَثِيرَة لأَنهم يكونَانِ من جماع وَاحِد لِأَن الرَّحِم إِذا انضمت على المنى انغلقت لم يدخلهَا منى آخر.
الرَّابِعَة من الثَّامِنَة من ابيذيما قَالَ: امْرَأَة نفسَاء لم يجئها دَمهَا على مَا يَنْبَغِي فهاجت أوجاع شَدِيدَة ففصدت الصَّافِن فسكن مَا بهَا سَرِيعا وَكَانَ ولاد هَذِه الْمَرْأَة عسيرا فورم فرجهَا لشدَّة الوجع ورما حارا وفصدت وفقد حصل فِي الرَّحِم دم كثير لم يخرج مِنْهُ بالنفاس فسكن الفصد جَمِيع أوجاعها قَالَ: وفصد مأبض الرّكْبَة أقوى فِي ذَلِك وأسرع فعلا.
لي: اعْتمد فِي إِخْرَاج الْوَلَد على الْأَدْوِيَة النخرجة للديدان يسقى ويحقن ويطلى بهَا الْبَطن.
مِثَال: يُؤْخَذ من الافسنتين النبطي وعصارة السذاب وعصارة الحنظل الرطب أَو طبيخ الْيَابِس يطْبخ حَتَّى يغلط وتطلى بِهِ الْعَانَة إِلَى السُّرَّة وتغوص فِيهِ صوفة وتحتمل.
بولس: عسر الْولادَة يكون إِمَّا من أجل الوالدة أَو من أجل الْمَوْلُود أَو من أجل المشيمة أَو من أجل الْأَشْيَاء الَّتِي من خَارج أما من أجل الوالدة فَأن تكون سَمِينَة أَو صَغِيرَة الرَّحِم أَو لم تَلد قطّ الف ب أَو لِأَنَّهَا حارة أَو لِأَن فِي رَحمهَا ورما أَو لِأَن رَحمهَا ضَعِيف لآ تقدر أَن تدفع وَأما من أجل الْمَوْلُود فَأن يكون خُرُوجه قبل الزَّمَان الَّذِي يجب أَو يكون عَظِيما أَو صَغِيرا جدا أَو كَبِير الرَّأْس أَو لَهُ خلقَة مشوهة أَو ميت أَو مَرِيض أَو لأَنهم كَثِيرُونَ أَو لِأَن شكله غير طبيعي والشكل الأجود أَن يكون رَأسه نَحْو فَم الرَّحِم ويداه مبسوطتين على فَخذيهِ غير مائل إِلَى جَانب وَالَّذِي يَلِيهِ أَن يكون مرتجلا إِلَّا أَنه يكون مائلا إِلَى قبالة فَم الرَّحِم وَتَكون يَدَاهُ غير معترضتين فَأَما غير هَذَا فَهُوَ غير طبيعي.
وَأما 3 (من أجل المشيمة فَيكون إِمَّا لغلظها فَتَنْشَق بعسر وَجهد أَو لرقتها فتثق قبل الْوَقْت الَّذِي) 3 (يَنْبَغِي ويسيل المَاء فيجف الرَّجْم.))
وَأما من الْأَشْيَاء الْخَارِجَة كَالْبردِ المفرط وَالْحر الشَّديد فيرخى الْقُوَّة إرخاء شَدِيدا أَو لعَارض نفساني. وَإِذا كَانَ عسر الْولادَة ليبس أَو لظغط فَاسْتعْمل الأشيا المرخية وانطل الْمَوَاضِع وصب فِيهَا الدّهن الفاتر مَعَ طبيخ الحلبة وبزر الْكَتَّان أَو بَيَاض الْبيض فانه عَجِيب وادلك الْعَانَة والبطن كُله بِمثل ذَلِك وأجلسها فِي الْمِيَاه الَّتِي قد طبخ فِيهَا مَا يحلل ويلين كالبابونج وإكليل الْملك وَمَتى لم تكن حمى فحركها حَرَكَة يسيرَة لَيست بشديدة وعطسها وَأمر من لم تَعْتَد الطلق تَدْفَعهُ غلى أَسْفَل وقوها بالطيب وَإِذا أَخذهَا الغشى فاذا أفاقت فاطعمها.
وَأما السمينة فلتستلق على وَجههَا وَتجْعَل ركبتيها تَحت الفخذين فان الْجَنِين يصير حِينَئِذٍ بحذاء الرَّحِم وامسح افرج بالملينات وَيفتح بالأصابع وَإِن كَانَ فِي الْبَطن ثقل وَلم يخرج فليتقدم بحقنة لينَة وَإِن لم تَنْشَق المشيمة شقها بالظفر أَو بمبضع وتحقن الرَّحِم بالأدهان وَمَتى كَانَ شكل الْجَنِين على غير الطباع دفع إِلَى دَاخل(3/195)
وأميل وجذب حَتَّى يَسْتَوِي وَإِن خرج عُضْو فَلَا تجذب فانه رُبمَا انْقَطع بل يرد ويعالج وَمَتى انْضَمَّ الْجَنِين فِي فَم الرَّحِم رد إِلَى وَرَاء ولين بالدهن قبلا وَدفع إِلَى فَوق جدا وَكَذَلِكَ إِن كَانَت أجنة كَثِيرَة ردَّتْ إِلَى فَوق وَالْوَقْت الَّذِي يَنْبَغِي أَن تجْلِس الْمَرْأَة على الْكُرْسِيّ وَهُوَ إِذا لمس فَم الرَّحِم رئى قد انْفَتح وبدت الرُّطُوبَة تجئ وَإِن لم يخرج لِأَنَّهُ ميت أَو ضَعِيف جذب بالحديد.
من كتاب غَرِيب للْمَرْأَة يَمُوت الْوَلَد فِي بَطنهَا: دَقِيق الشيلم حفْنَة تطبخ حَنْظَلَة بِالْمَاءِ حَتَّى تهترى وتمرس ويعجن بِهِ الدَّقِيق ويطلى بَطنهَا كُله من أَسْفَل السُّرَّة فانها ترمى بله على الْمَكَان وللمرأة النُّفَسَاء الَّتِي يرم بَطنهَا إِذا ولدت: سكبينج وصعتر ومصطكى بِالسَّوِيَّةِ يسقى مِنْهُ دِرْهَم معجونا بِعَسَل.
لي: هَؤُلَاءِ يسقون الدحمرثا وَنَحْوهَا العرطنيثا مَتى احْتمل قتل الْوَلَد وفوة الصَّبْغ تقتل الْوَلَد.
شَمْعُون ضماد يخرج الجننين والمشيمة: شَحم حنظل الف ب وَمر وورق السذاب بعجين بمررة الثور ويطلى بِهِ الْعَانَة والسرة وحواليها.
من الاختبارات بخور ينفع مَعَ عسر الْولادَة وَيخرج المشيمة بِسُرْعَة: قبنة وَمر وجوشير بِالسَّوِيَّةِ يدق ويعجن بمرار الْبَقر وَتجْعَل بَنَادِق فِي عظم العفص وتبخر بِوَاحِدَة مِنْهَا مرَّتَيْنِ أَو ثَلَاثًا وَيشْرب مِنْهَا بِمَاء السذاب وشم الْمسك يقوى نَفسهَا.)
من اختيارات حنين: إِذا عسرت الْولادَة فَاسْتعْمل أَولا الروائح الطّيبَة والأطعمة الْخَفِيفَة اللذيذة كالدجاج المشوية وَنَحْوهَا لَا تمتلئ مِنْهُ وتشرب عَلَيْهِ أقداحا من شراب ريحاني طيب ثمَّ تشكل اشكالا مُخْتَلفَة وتتمشى وتتردد بِلَا إتعاب شَدِيد فان سهلت وَإِلَّا سقيت لعاب الحلبة وتلطخ بلعاب بزر الْكَتَّان والبزر قطونا الظّهْر والعانة ونواحيها فَإِن هَذَا لطوخ نَافِع للَّتِي ترى اليبس.
تياذوق: مَتى أَبْطَأَ سُقُوط المشيمة فَلَا تمدها بل شدها إِلَى الفخذين وَخذ أَنْت فِي علاج مَا يسْقط من المشيمة من البخور والمشروب والتعطيس قَالَ: والمشيمة لَا تبقى بعد الولاد زَمَانا طَويلا لَكِن تنتن نَتنًا شَدِيدا أَو تعفن فَعَلَيْك بالأدوية المدرة للطمث.
من كناش اسليمن قَالَ: إِن جعلت زراوندا على صوفة واحتملت ولدت مَكَانهَا وَمَتى سقيت أَرْبَعَة مَثَاقِيل من قشور الْخِيَار يابسة ولدت مَكَانهَا وَإِن عسر فدخنها بالمر واسقها الحلتيت والجندبادستر. قَالَ: وَإِن بقيت المشيمة فأجلبها فِي طبيخ الخربق فانه يخرج المشيمة فاذا خرجت فلتحمل دهن ورد. قَالَ: والقردمانا مَتى احْتمل أخرج الْوَلَد.
من كتاب ابْن ماسويه فِي علاج الحبالى دَوَاء يخرج المشيمة: خُذ رَمَادا فصب عَلَيْهَا مَاء وَصفه وَتَأْخُذ مِنْهُ رطلا وذر عَلَيْهِ من الخطمى أُوقِيَّة واسقها وأمرها بالقيء وعطسها(3/196)
فَإِذا مضى للحبلى أَرْبَعَة أَيَّام وَهِي تطلق فاجهد أَن تتخلص الْمَرْأَة فان الْجَنِين قد مَاتَ فعالج بالقوية مِمَّا يسْقط الْجَنِين فَخذ مَاء السذاب سكرجة مَعَ دهن الخروع أَو طبيخ الحلبة وَالتَّمْر ودخنها بِعَين سَمَكَة مالحة وحافر فرس فَإِذا سقط الْجَنِين فدخنها بمقل أَزْرَق وزوفرا وحرمل وعلك الأنباط لِئَلَّا يغلظ الدَّم ويشتد الوجع لقلَّة خُرُوجه.
3 - (دَوَاء جَدِيد من عسر احتباس المشيمة)
وَيخرج الْوَلَد الْمَيِّت: مر وقنة وجوشير ومرارة الثور وكبريت بِالسَّوِيَّةِ يعجن بقطران وَيُؤْخَذ مِنْهُ بِقدر الجوزة مَرَّات واسقها من هَذِه ثَلَاثَة دَرَاهِم من قنة وجوشير بِمَاء الترمس فانه يَرْمِي بِالْوَلَدِ سَرِيعا.
ولتسهيل الولاد: مرها تتمشى ومرخها بالرازقى واسقها سكرجة من مَاء الحلبة مطبوخة مَعَ طلاء ودخنها بالمسك والكهربا كي يقوى قَلبهَا الف ب وقوها بِالطَّعَامِ وَالشرَاب والعطر وَمَتى خفت أَلا ترى الدَّم فدخنها بِعَين سَمَكَة مالحة وحافر فرس وعطسها لِئَلَّا يحتبس الدَّم ويرم الرَّحِم.
لي: على مَا رَأَيْت ليوسف التلميذ: حب الكردمانه يتَّخذ مِنْهُ مَعَ الأشق فرزجة وتحتمل فَإِنَّهَا تسْقط الْجَنِين سَرِيعا. لي: رَأَيْت أَنه لَا شَيْء أسْرع إخراجا للْوَلَد من الدَّوَاء بالحلتيت والمر والسذاب الْيَابِس وَليكن تركيبه هَكَذَا: حلتيت نصف دِرْهَم ورق السذاب الْيَابِس ثَلَاثَة دَرَاهِم مر دِرْهَم هَذِه شربة تُعْطِي بأوقية من مَاء الأبهل بِالْغَدَاةِ والعشي شربة فانه لَا يمْكث أَن يسْقط وترياق الْأَرْبَعَة يسْقط سَرِيعا ودهن الخروع يشرب مِنْهُ كل يَوْم خَمْسَة مَثَاقِيل اسقط سَرِيعا جدا وَهُوَ قوي وَمَاء الأفسنتين والشاهترج مَتى شربا أسقطا سَرِيعا.
من المنقية لِابْنِ ماسويه: يمْنَع من الْحَبل سقمونيا شَحم حنظل وهزارجشان وخبث الْحَدِيد وكبريت وبزر الكرنب بالسواء يعجن بالقطران وَيحْتَمل بعد الطُّهْر فانه يمْنَع الْحَبل وتحتمل بعد الطُّهْر صوفة فِيهَا ورق الغرب مسحوقا وثمر الغرب ثَلَاثَة مَثَاقِيل ويلوث بِمَاء الغرب أَو بزر الكرنب النبطي زنة دِرْهَم وحرف دِرْهَم يدقان ويعجنان بقطران ويغمس بِمَاء الفودنج النَّهْرِي وَيحْتَمل بعد الطُّهْر أَو يحْتَمل الفلفل فان خاصته منع الْحمل إِذا احْتمل بعد الْجِمَاع. لي: على مَا رَأَيْت: إِذا عسرت الْولادَة جدا وَأَرَدْت أَن تسْقط الْجَنِين فلتستلق الْمَرْأَة وَاجعَل تَحت وركيها شَيْئا لترتفع وتشال ركبتها وتباعد كل وَاحِد عَن صاحبتها واملاً زراقة من مَاء السذاب أَو طبيخ الأفسنتين أَو دهن الخروع أَو طبيخ الأبهل بِحَسب الْحَاجة فانك إِذا أردْت إزلاق الْجَنِين كَانَت الْأَشْيَاء اللزجة أولى وَإِذا أردْت إِسْقَاطه وَقَتله فالأشياء الْمرة ثمَّ تزرق فِيهِ وَيكون أنبوبها طَويلا بِقدر مَا تدخل وَيكون أملس دَقِيق الرَّأْس خَاصَّة لِأَن فَم الرَّحِم يَنْضَم فِي الحبالى حَتَّى أَنه لَا يدْخل فِيهِ الْميل إِلَّا بِجهْد فليدفع حَتَّى يحس بِهِ قد وصل إِلَى مَوضِع فارغ ويحس)
بِأَنَّهُ قد صَار إِلَى الرَّحِم فِي فضائه ثمَّ يزرق.(3/197)
من كناش سياسة الصِّحَّة ينْسب إِلَى ج وَأَظنهُ لروفس قَالَ: إِذا حضرت وَقت الْولادَة فلتجلس الْمَرْأَة وتمد رِجْلَيْهَا مدا مستويا وتستلقي على قفاها ثمَّ تنهض ضرب بِسُرْعَة وتصيح وتزحر زحرا شَدِيدا وتأكل قَلِيلا كثير الْغذَاء وتشرب قَلِيلا شرابًا عتيقا. قَالَ: وَلَا شَيْء أضرّ على الْجَنِين وأسرع فِي الاسقاط من الاسهال وَكَثْرَة الْجِمَاع والعطاس.
سرابيون: مَتى عسرت الْولادَة وَمَات الْجَنِين فحملها شيافا متخذا من خربق وجاوشير ومرارة الثور فانه يزله حَيا وَمَيتًا أَو بخرها بالبارزد والكبريت معجونا بمرارة الثور عصارة قثاء الْحمار تِسْعَة قراريط يعجن بمرارة الثور وَيحْتَمل فانه يحدر الأجنة احياء كَانُوا أَو امواتا.
الْخَامِسَة من الْفُصُول قَالَ: الْحمى الحادة تقتل الأجنة فِي الْأَرْحَام الف ب فضلا عَن أَن يكون فِي الرَّحِم ورم حَار. لي: وَرَأَيْت الْحمى الحادة إِذا حدثت تبعها الاسقاط السَّرِيع الحلتيت إِذا أَخذ مِنْهُ بِقدر الجوزة أسْرع من كل شَيْء.
الثَّالِثَة من القوى الطبيعية قَالَ: القوابل لَا يقعدن الْحَوَامِل على الْكُرْسِيّ وَلَا يغمزنهن كَمَا يصيبهن الطلق الانفتاح لَكِن بعد أَن يلسن فَم الرَّحِم فيجدنه قد انْفَتح وَأَقْبل يزْدَاد انفتاحه قَلِيلا تحرّك الْجَنِين قبل الْوَقْت الْوَاجِب من عَلَامَات عسر الْولادَة. لي: يعْنى بحركة فِي شهر الْولادَة لَا فِي غير ذَلِك حَرَكَة عتيقة توهم الولاد ثمَّ لَا يكون هَكَذَا كَانَ فِي فحوى كَلَامه. لي: عسر على امْرَأَة الولاد فِي شتاء شَدِيد الْبرد فأوقدت حذاءها فحما كثيرا ومرختها بدهن حَار كثير وَكَانَ الوجع شَدِيدا يغشى عَلَيْهَا مِنْهُ فَلَمَّا رَأَيْت ذَلِك أمرت أَن يُصِيب فِي الْفرج دهن مسخن فسكن الوجع ونامت على الْمَكَان.
حب الْمسك لي عَجِيب يسكن الوجع فِي الْمَخَاض ويسهل الْولادَة: دَار صيني عشرَة مر خَمْسَة زراوند مدحرج مثله وَمن القرفة مثله سليخة فائقة أبهل عشرَة وَمن المر خَمْسَة وَمن الْقسْط خَمْسَة وَمن الميعة والأفيون اثْنَان اثْنَان وسك دانق يعجن وَيجْعَل حبا صغَارًا وَعند الْحَاجة يسقى مِنْهَا ثَلَاثَة مَثَاقِيل فِي ثَلَاث سَاعَات كل مرّة بأوقيتين من شراب عَتيق فانه بَالغ الْجَوْدَة وَيفْعل ذَلِك المرخ والتليين فاذا بَدَأَ بِالْمَرْأَةِ الطلق فلتأخذ من هَذَا الْحبّ فِي كل سَاعَة شَيْئا بعد شَيْء.
جورجس: مَتى بخرت الْمَرْأَة بالخربق الْأَبْيَض أَو بخرو الْحمام أَو بالزرواند اسقطت المشيمة من ساعتها. قَالَ: وَالَّتِي قد حَان شهرها وَلَا تطلق فَحل لَهَا مرا فِي مَاء الْعَسَل واسقها طبيخ الحلبة)
وَالتَّمْر وَمِمَّا يسْقط الْوَلَد حب الرمل يحْتَمل أَو يشرب وَمَتى علق على فَخذهَا الْأَيْمن قِطْعَة من زبد الْبَحْر عَظِيمَة ولدت من ساعتها وَمَتى بخرت بحوشير وصمغ السذاب الجبلى أخر ج الْجَنِين والمشيمة سَرِيعا وَمَتى علق عَلَيْهَا رجل الضبع الْيُمْنَى ولدت من ساعتها وَيسْقط الْوَلَد سَرِيعا والمشيمة أَن تتحمل خربقا أَبيض أَو عود حرمل رطب.(3/198)
الثَّالِثَة من تَفْسِير الثَّانِيَة قَالَ: إِذا عسر الْولادَة على الْمَرْأَة قبل أَن ترى الدَّم فِي نَفسهَا وَذَلِكَ أَن ألات الْولادَة مِنْهَا ترم وَإِذا ورمت قل مَا ترى من الدَّم وَتعرض من ذَلِك أمراض وأورام متفننة.
لي: على مَا رَأَيْت بزر الشيطرج يشبه الْحَرْف لَهُ رَائِحَة حريفة جدا يطْرَح الْوَلَد من سَاعَته والشيطرج يفعل ذَلِك أَيْضا.
عهد أبقراط قَالَ: الأوجاع الْعَارِضَة عِنْد الاسقاط أَشد من الأوجاع الْعَارِضَة عِنْد الولاد وَذَلِكَ أَن الرَّحِم لَا يَنْضَم حسب ذَلِك الانضمام الطبيعي وتعترض من الْأَدْوِيَة المسقطة للجنين حِدة فِي الرَّحِم بلذع فَيعرض لذَلِك بالمشاركة فِي الرَّأْس تشنج الف ب وأعراض رَدِيئَة وَلَا يعرض فِي وَقت الولاد من ذَلِك شَيْء. قَالَ: ويجبأن تسْتَعْمل أدوية الاسقاط قبل وَقت الولاد إِذا كَانَت بكرا قد اسرع فِي اقتضاضها فحبلت وَهِي صَغِيرَة فلتستعمل إِسْقَاط الطِّفْل حِينَئِذٍ قبل أَن يعظم لِأَن الْحَامِل تهْلك مَتى لم تسْتَعْمل فِي من كَانَ فِي عنق الرَّحِم حَالهَا هَذِه الْحَال هَلَكت إِن تمّ الْجَنِين.
لي: تَدْبِير حب يطْرَح الْوَلَد من سَاعَته: أبهل عشرَة دَرَاهِم سذاب خَمْسَة دَرَاهِم حب الحرمل أَرْبَعَة دَرَاهِم حلتيت أشق فوة من لكل وَاحِد ثَلَاثَة دَرَاهِم يتَّخذ حبا وَيشْرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم بأوقية طبيخ الأبهل وطبيخ الفوة والمشكطرامشير أَو عصير السذاب فَإِذا كَانَ نصف النَّهَار أكلت مَاء حمص أَو لوبيا بدهن حل وَقبل ذَلِك مَا تطفر طفرات كَثِيرَة وتتعب ظهرهَا وبطنها فَإِذا أمست تحملت صوفة منقعة فِي مَاء سذاب رطب وتمسكه اللَّيْل كُله فاذا أَصبَحت تبخرت بقمع بمر وبارزد وجوشير قد عجنت بمرار الْبَقر بمثقال من هَذَا وَأخذت الْحبّ فان عسر عَلَيْهَا هَذَا وَإِلَّا يُعَاد ويطلى ظهرهَا وسرتها بِمَاء السذاب قد عجن فِيهِ دَقِيق الشيلم فانها مَتى دبرت بِبَعْض هَذَا التَّدْبِير أسهلت الْولادَة.
وَيسْقط سَرِيعا أَن يحْتَمل بخور مَرْيَم أَو قثاء الْحمار أَو ميويزج أَو كندش وَهُوَ قوى جدا يسحق ويلوث فِيهِ صوفة وَيرْفَع مَا أمكن وَمَتى عسرت الْولادَة جدا فاطبخ فِي قمقم فِيهِ مَاء)
عشر حزم فوتنج وتجلس فِيهِ فَهُوَ جيد. حب جيد: أبهل دِرْهَمَانِ حلتيت نصف دِرْهَم أشق مثله فوة مثله وَهِي شربة.
بولس: فرزجة عَجِيبَة فِي إِسْقَاط الأجنة: خربق أسود ميويزج زرواند مدحرج فربيون بخور مَرْيَم حب المارزيون شَحم الحنظل أشق يحل الأشق وَيجمع وَيحْتَمل فانه عَجِيب فِيهِ زِيَادَة فِي النُّسْخَة: مرَارَة ثَوْر مجففة جُزْء.
لي: فرزجة عَجِيبَة: زراوند مدحرج فربيون بخور مَرْيَم كردمانا صَبر تجْعَل. فرازج عَجِيبَة جدا: نوشادر مسحوق عشرَة دَرَاهِم أشق ثَلَاثَة دَرَاهِم يحل الأشق ويعجن النوشادر ويتخذ فرازج ويتحمل اللَّيْل كُله وَيرْفَع رِجْلَيْهَا على محاذ حَتَّى يدْخل مَا ينْحل مِنْهُ إِلَى الرَّحِم فانها تحيض من غَد.(3/199)
أسليمن قَالَ: إِذا خرجت المشمية فَحمل الْمَرْأَة بعد ذَلِك دهن ورد وَمِمَّا يسهل الْولادَة أَن تُعْطى الحبلى الَّتِي لشهرها كل يَوْم لعاب حب السفرجل وزن خَمْسَة دَرَاهِم ويتغذى بالملوكية والخبازى والفرازيج السمان تصنع من إسفيذباج وتستحم بِمَاء فارتر خَارِجا عَن الْحمام وألزمها الرَّاحَة والهدو وإمرخ الظّهْر والبطن بالدهن الفاتر المسخن.
معجون لعسر الْولادَة لَيْسَ لَهُ نَظِير: مر جندبادستر ميعة مِثْقَال مِثْقَال دارصيني نصف مِثْقَال فلفل مثله أبهل مثله يعجن بِعَسَل ويسقى مِنْهُ مثقالان.
لي: إِذا الف ب عسرت الْولادَة فأدف هَذَا الدَّوَاء بشراب واعطه دَائِما.
مُفْردَة ج: الأبهل يخرج الأجنة الْأَحْيَاء والأموات الترمس يشرب طبيخة بالمرو السذاب فَيخرج الأجنة بِقُوَّة وَكَذَلِكَ مَتى احْتمل حب الحاشا يخرج الأجنة الفودنج النَّهْرِي مَتى يبس وَشرب بِمَاء الْعَسَل أ ... ... عصارته أَو احتملت أخرجت الأجنة بِقُوَّة والجبلى أقوى فِي ذَلِك وَمَتى طلى بِهِ الَّذين ... وَكَذَلِكَ مَتى احتملته الْمَرْأَة بعد الْجِمَاع وخاصة الحارة المزاج النحيفة الْيَابِسَة لِأَن السمينة اللحمية رُبمَا أعانها على الْحَبل فلتجعل النحيفة الحارة هَذَا وَأما الْبَارِد المزاج السمينة فحملها كافورا مسحوقا بِمَاء ورد فانه مجرب عَجِيب. ج: القطران مَتى احْتمل قتل الأجنة الْأَحْيَاء وَأخرج الْمَوْتَى وَمَتى تمسح بِهِ الذّكر وَقت الْجِمَاع كَانَ أبلغ الأدوبة كلهَا فِي منع الْحَبل.
القنطوريون الْجَلِيل وَالرَّقِيق يخرج الأجنة الْمَوْتَى وَيقتل الْأَحْيَاء مَتى شرب طبيخ الأَصْل وَمَتى)
احتملت الشَّوْكَة المتنتة الَّتِي تسمى قولو حدرت الطمث بعنف وَتخرج الأجنة مَتى شربت.
لي: على مَا رَأَيْت لج: عصارة البصل مَتى طلى بِهِ الذّكر منع الْحَبل وَمَتى احْتمل مَاؤُهُ أحدر الأجنة بِقُوَّة.
لي: وعصارة بخور مَرْيَم مَتى طليت على مراق الْبَطن أفسدت الْجَنِين شربت أَو احتملت وَتخرج المشيمة وَكَذَلِكَ طبيخ زهر الخيري الْأَصْفَر يخرج المشيمة والأجنة الْمَوْتَى مَتى جلس فِي مَائه وَمَتى شرب أفسد الأجنة الْأَحْيَاء وَمَتى احْتمل بِعَسَل أفسد الأجنة الْأَحْيَاء وَأخرج الْمَوْتَى.
الإبرسا السرخس يقتل الْجَنِين مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل مَتى شرب عصارة قثاء الْحمار مَتى احتملت قتلت الأجنة وتحدر بمرارتها ولطافتها والحنظل أقوى فِي ذَلِك.
المر يخرج الأجنة ويقتلها سنبل الْحِنْطَة الْبري قوى فِي إحدار المشيمة والأجنة.
الايرسا يعْمل مِنْهُ فرزجات بِعَسَل فَتخرج الأجنة الْأَحْيَاء. القردمانا الحريفة الساطعة الرَّائِحَة يتبخر بهَا الْحَوَامِل تخرج الأجنة الْأَحْيَاء والأموات عَجِيبَة فِي ذَلِك.
الدارصيني يسْقط الأجنة مَتى خلط بالمر شرب أَو احْتمل.
لي: لِأَن الحبالى تغثى أَنْفسهنَّ كثيرا والأجود فِي هَذِه الْأَدْوِيَة مَا سكن الغثى مَعَ هَذَا الْفِعْل وَالدَّار صيني كَذَلِك فَاتخذ مِنْهُ قرصا وَمن الأبهل والقردمانا والمر تركيبه: أبهل عشرَة(3/200)
دَار صيني تِسْعَة قردمانا مر خَمْسَة خَمْسَة الشربة ثَلَاثَة كل يَوْم فانه لَا يهيج غثيا ويسهل الْولادَة جدا وينقى رحم النُّفَسَاء وَيخرج المشيمة.
دهن البلسان مَتى احْتمل أخرج الْجَنِين والمشيمة. المر مَتى جعل مَعَ الأفسنتين أَو مَعَ السذاب أَو ممع مَاء الترمس اخْرُج الْجَنِين. الْمقل مَتى بخرت بِهِ الحبلى سهلت وِلَادَتهَا وَفتح فَم الرَّحِم وجذب الحنين.
قشر الْغَار إِذا شرب أخرج الْجَنِين. اللادن مَتى تدخن بِهِ أخرج الْجَنِين وَطرح المشيمة. الغرب مَتى شرب ورقه مَعَ الْحَبل. دهن زهر الكرنب إِذا احْتمل بعد الْحَبل قتل الْجَنِين. طبيخ رُؤْس الثوم وقصبه إِن جلس فِيهِ أخرج المشيمة وَكَذَلِكَ إِن بخر بِهِ. الْحَرْف مَتى شرب مِنْهُ مثقالان أخرج الْجَنِين. الفلفل يخرج الْجَنِين مَتى حمل بعد الْبَاءَة قطع الْحَبل.
العرطميثا مَتى احْتمل أخرج الْجَنِين الف ب إخراجا قَوِيا سَرِيعا. أصُول بخور مَرْيَم مَتى شرب أَو احْتمل طرح الْجَنِين لَا شَبيه لَهُ فِي قوته فِي هَذَا وَزعم قوم أَن نَبَاته إِن تخطته حَامِل أسقطت وَمَتى دخن بِأَصْلِهِ حَامِل أسقطت وَمَتى شدّ الأَصْل فِي الرَّقَبَة منع الْحَبل.
بزر اللوف مَتى شرب مِنْهُ ثَلَاثُونَ حَبَّة عددا بخل وَمَاء أسقط الْجَنِين وَيُقَال: إِن الحبلى مَتى شمت رَائِحَة هَذَا النَّبَات فِي الْوَقْت الَّذِي يبرز أسقطت وَأَصله مَتى عمل مِنْهُ شياف وَاحْتمل أسقط الأجنة. الجنطيانا مَتى احْتمل أَصله أخرج الْجَنِين. الزراوئد الطَّوِيل مَتى شرب مِنْهُ درخمى بِشَيْء من مر وفلفل نقى النُّفَسَاء من الفضول والمشيمة وأدر الطمث وَأخرج الْجَنِين واسْمه باليونانية الْبَالِغ فِي تنقية النُّفَسَاء والمدحرج يفعل ذَلِك. القنطوريون الصَّغِير يسْقط الأجنة ويحدر الطمث مَتى احْتمل فِي فرزجة وعصارة النعنع مَتى احتملت قبل وَقت الْجِمَاع منعت الْوَلَد. ورق الفوتنج مَتى احْتمل قتل الْجَنِين وأدر الطمث وَمنع الْحَبل.
لي: على مَا رَأَيْت: السذاب الْبري مَتى احْتمل أخرج الْجَنِين من سَاعَته وَمَتى شرب من بزره نصف دِرْهَم طرح الْوَلَد من يَوْمه وثارت الحكة. د: من جمعه حمر يَدَيْهِ وأورمها. وَقَالَ:)
الجاوشير مَتى ديف بِعَسَل وَشرب وَاحْتمل أخرج الْجَنِين السكبينج مَتى شرب بِمَاء الْعَسَل أدر الطمث وَقتل الْجَنِين. القنة مَتى شربت أَو تدخن بهَا واحتملت أخرجت الْجَنِين بزر الخيرى الْأَصْفَر مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِعَسَل أَو احْتمل بِعَسَل أحدر الْجَنِين عِنْد الولاد. د: البابونج والشيح والبلنجاسف والمرزنجوش والحلبة والفودنج والمشكطرامشير والزراوند والعرطنيثاء مَا حضر من هَذِه يجب أَن يطْبخ فِي المَاء وتجلس الْحَامِل فِيهِ إِذا عسرت الْولادَة. الفوة مَتى احتملت عروقه طرح الْجَنِين. طبيخ الخطمى ينقى النُّفَسَاء مَتى جَلَست فِيهِ. البزر الْمُسَمّى بالفامى وينبت بَين الْحِنْطَة وَالشعِير وورقه شبه ورق الحمص وعلفه كعلف الخرنوب والبزر مر الطّعْم جدا مَتى سحق وَاحْتمل بِعَسَل قبل الْبَاءَة منع الْحَبل. د: البابونج ينقى النُّفَسَاء مَتى جَلَست فِي طبيخه.
ابْن ماسويه: الدارصيني خاصته ان يسهل الْمَخَاض والطلق الشَّديد الْعَارِض عِنْد(3/201)
الْولادَة مَتى لي تجربة: كَانَت امْرَأَة تطلق أَيَّامًا فسقيت دِرْهَمَيْنِ من زعفران فَولدت من ساعتها وجرب ذَلِك مرَارًا فَكَانَ كَذَلِك.
ماسرجويه: الْحَرْف يقتل الأجنة بِقُوَّة مَتى سحق وَشرب مِنْهُ ثَلَاثَة دَارهم وسحق أَيْضا وَاحْتمل.
لي الخيرى كالسذاب فِي قوته فَلذَلِك يسْقط الأجنة.
ابْن ماسويه: لبن اللقَاح مَتى أمسك فِي الْفرج أخرج الْوَلَد وَقَالَ: بزر الينبوت وورقه مَتى شرب بِخَمْر طرح الْوَلَد وَهُوَ قوى فِي ذَلِك لَا يعدله شَيْء.
الخوز وَابْن ماسويه: الكماشير دَوَاء هندي فِي الرَّابِع من الْحَرَارَة أَخذ من الفربيون لَا مثل لَهُ فِي ذَلِك فِي إِسْقَاط الْوَلَد ابْن ماسويه وأرجنجانس: بزر الكرنب مَتى دق وَاحْتمل بعد الْجِمَاع الف ب أفسد المنى وَمنع الْحَبل.
بولس: النسرين الْيَابِس إِذا شرب أخرج الْجَنِين وأدر الطمث.
مهراريس: السليخة تطرح الْوَلَد بِقُوَّة قَوِيَّة. ماسرجويه: نَقِيع السمسم يطْرَح الْوَلَد. الدِّمَشْقِي: خَاصَّة الساساليوس إسهال الْولادَة لجَمِيع الْحَيَوَان.)
ابْن ماسويه: شهِدت غير وَاحِد وَاجْتمعت الخوز على أَنه مَتى احتملت فرزجة من زبل الْفِيل القلهمان: الْقسْط مَتى بخر بِهِ فِي قمع أسقط الْوَلَد. روفس: الأرجوحة تسْقط الأجنة وَلَا ترتاض الْحَامِل بهَا.
لي: بخور عَجِيب يسْقط الْجَنِين ويسهل الْولادَة: مقل أَزْرَق مر أبهل يعجن ويتخذ بَنَادِق فانه جيد فِي ذَلِك.
من كتاب أبقراط: لَا شَيْء أضرّ للَّتِي حضر ولادها من التقلب فانه يعجل خُرُوج الْجَنِين مرتجلا ومجنبا وبأشكال رَدِيئَة وَأكْثر الأجنة الَّذين لَا يجيئون على الرَّأْس يموتون لِأَنَّهُ إِذا خرج بعض الْأَعْضَاء وَالرَّأْس من دَاخل اختنق وَكَانَت الْولادَة بكرهٍ ومشقةٍ.
الثَّالِثَة من مسَائِل ابيذيما قَالَ: احتباس دم النّفاس عَظِيم الْقُوَّة فِي جلب الْمَوْت وَحكى قصَّة امْرَأتَيْنِ نفسَاء اختنق دم احداهن ودر دم الْأُخْرَى وَكَانَت سَائِر أمراضها قريبَة فَمَاتَتْ الَّتِي احْتبسَ دَمهَا وسلمت الثَّانِيَة. قَالَ. وَفِي الْأَكْثَر يرم الرَّحِم إِذا لم تنق بالنفاس.
عهد أبقراط قَالَ: الأوجاع الْحَادِثَة عِنْد الاسقاط أصعب من الأوجاع الْحَادِثَة عِنْد الْولادَة وَذَلِكَ أَن الرَّحِم فِي وَقت الْولادَة تنضم بالطبع ويجتمع حول الْجَنِين ليدفعه وَأما الْأَدْوِيَة الَّتِي تضطر إِلَى إِسْقَاط الْجَنِين فيضطر الرَّحِم كثيرا إِلَى الدّفع والانضمام وينالها من ذَلِك ورم وحدة من لذع الْأَدْوِيَة وَتعرض مَعَه أَعْرَاض صعبة.(3/202)
ابْن ماسويه بحدر الطمث بِقُوَّة: أشنان فَارسي شونيز عاقرقرحا سذاب رطب فراسيون فربيون مر قنة يحْتَمل فِي صوف أَبيض.
مسيح: يجب أَن تعطس الْمَرْأَة بعد الْجِمَاع وَيمْسَح قبلهَا مسحا بليغا وَيحْتَمل عسلا وقطرانا اَوْ دهن بِلِسَان أَو إسفيذاجا أَو شَيْئا رطبا ولتتحمل شَحم الرُّمَّان.
ابْن ماسويه: خَاصَّة الدارصيني تسهيل الْولادَة وينقى مَا فِي الرَّحِم بعْدهَا بِقُوَّة قَوِيَّة حب يسْقط الأجنة اسْتِخْرَاج على مَا قَالَ د فِي الزراوند الطَّوِيل: فلفل وَمر بِالسَّوِيَّةِ يتَّخذ حب ويسقى مِنْهُ ثَلَاثَة دَرَاهِم كل يَوْم بأوقية من مَاء الترمس وَهَذَا الْحبّ يسهل الْولادَة.
الخوز الَّتِي تَلد فيرم بَطنهَا: سكبينج وصعتر ومصطكى بِالسَّوِيَّةِ يعجن بِعَسَل وَيُعْطى مِثْقَالا يسكنهُ مَكَانَهُ قَالَ: وَمِمَّا يطْرَح الْوَلَد الْحَيّ: اعجن من الفيلزهرج قدر باقلاة بِعَسَل. يُؤْخَذ وَيخرج الْمَيِّت أَن تسقى طبيخ الفنجنكشت وَهُوَ بليغ وينفع من ذَلِك أَن يدق السذاب ويطلى)
بمرار الْبَقر الْبَطن كُله وَيجْعَل فِي فَم الرَّحِم.
فِي الطِّبّ الْقَدِيم: تطعم الْمَرْأَة عو يَوْمًا على الرِّيق الباقلى فَلَا تحبل مَا عاشت. وَمَتى أردْت تجريبه فأطعم الدَّجَاجَة الباقلى فانها لَا تبيض أبدا وَمَتى احتملت خرو الْفِيل لم تحمل أبدا وَمَتى سقيت مَاء البلنجاسف أسقطت على الْمَكَان.
وَإِن شدت على فَخذهَا صرة كزبر فِي خرقَة جَدِيدَة أسقطت حب الف ب يطْرَح الْوَلَد: زراوند طَوِيل جنطيانا حب الْغَار مر قسط بحرى سليخة سَوْدَاء قُوَّة الصَّبْغ عصارة أفسنتين قردمانا طري حريف فلفل مشكطرامشير بِالسَّوِيَّةِ يتَّخذ حبا وَيُؤْخَذ عشرَة أَيَّام تباعا كل يَوْم مثقالان بِقَلِيل من السذاب ويتحمل عود سذاب وتمرخ السُّرَّة بمرار بقر.
من تشريح الأجنة لأبقراط: الَّذين يموتون فِي الْأَرْحَام إِذا أردْت ذَلِك فغط وَجه الْمَرْأَة لِئَلَّا ترى مَا تفعل وَتَنَاول مَا برز من الْجَنِين فَصنعَ اللولب فِي ذارعه فاذا ظهر الْعظم فَشد أَصَابِع يَده لِئَلَّا يزلق اللَّحْم ثمَّ اقْطَعْ اللَّحْم عَن الْكَتف والمنكب ثمَّ أخرجهَا ثمَّ ضع الرَّأْس بعد ذَلِك وضعا طبيعيا واجذبه إِلَيْك قَلِيلا ثمَّ ادفعه إِلَى دَاخل قَلِيلا وَشد بالسكين عِنْد الأضلاع والترقوة حَتَّى يخرج الانتفاخ الَّذِي فِيهِ وينضم الْجَنِين ويهون إِخْرَاجه فان قدرت بعد ذَلِك على دفع رَأسه إِلَى دَاخل دفعا طبيعيا فافعل وَإِلَّا فاجذبه بالآلة ثمَّ صب على الْمَرْأَة مَاء حَار كثيرا ومرخها الدّهن ومرها بِالنَّوْمِ ولتلق إِحْدَى رِجْلَيْهَا على الْأُخْرَى واسقها خمرًا طيبَة الرّيح بَيْضَاء رقيقَة المزاج واسحق الزرنيج بالعسل وامرخه بِالْخمرِ واسقها إِيَّاه.
وَرُبمَا لم يمت الْجَنِين لَكِن وَقع إِلَى جَانب فان هَذَا يكون إِذا الْتفت سرته على عُنُقه فيعوقه على الْخُرُوج وَتصير رَأسه عِنْد وركى أمه وَأكْثر هَؤُلَاءِ تخرج أَيْديهم وَيَمُوت أَكْثَرهم وَرُبمَا لم يخرج الْجَنِين الْبَتَّةَ لذَلِك أعنى التفاف السُّرَّة وَهُوَ خطر عَظِيم وأى امْرَأَة(3/203)
كثر نزفها قبل الولاد فانها تطلق طلقا يَابسا ويعسر ولادها وبالضد ويجنب إِذا ظَنَنْت أَن الْولادَة قد عسرت لالتفاف السُّرَّة أَو لرداءة شكل الْجَنِين أَن يُؤْخَذ بيد الْمَرْأَة ورجليها ثمَّ يُحَرك تحريكا شَدِيدا عشْرين مرّة ليتقصع الْبَطن ثمَّ تشال رجلاها وتحرك كَمَا تحرّك عِنْد الْحَصَاة ثمَّ تنتصب وتحرك كتفاها مرَارًا كَثِيرَة وتضرب على فراشها وتحرك كتفاها لينزل الْجَنِين إِلَى السعَة فيصل إِلَى الْخُرُوج وَإِن كَانَ عنْدك مشكطرامشير اقريطشى فاسقها مِنْهُ واطبخ الجندبادستر بِخَمْر وأمرها تتحمله.
بديغورس: الآذربون خاصته إِسْقَاط الاجنة.) د: الأبهل يسْقط الْجَنِين احْتمل أَو شرب أَو تدخن بِهِ. ج: إِن الأبهل يسْقط الْجَنِين الْحَيّ وَيخرج الْمَيِّت الغرب مَتى أَخذ ورقه مسحوقا وَحده بشراب منع الْحَبل وأصل الخوشا إِذا احْتمل أخرج الْجَنِين.
بديغورس: انارغيون يسقى من ورقه درخمى بميبختج لإِخْرَاج الْجَنِين والمشيمة ويعلق على النِّسَاء اللواتي عسرت ولادتهن ولينزع إِذا ولدت على الْمَكَان.
وَشرب الأنافخ يمْنَع من الْحَبل.
الأشق مَتى شرب أخرج الْجَنِين. د: طبيخ البلنجاسف مَتى جلس فِيهِ أحدر المشيمة والجنين وَقَالَ: البلجاسف إِذا سقى من حبه ثَلَاث درخميات أخرج الْجَنِين.
البابونج شرب أَو طبخ أَو جلس فِيهِ أخرج الْجَنِين عِنْد الْولادَة فَلذَلِك هُوَ من الادوية المسهلة للْوَلَد. د: أصل الجنطيانا مَتى احْتمل بالعسل قتل الْجَنِين وأصل شجرته تحْتَمل فتحدر الْجَنِين.
أصل الجزر الْبري مَتى احْتمل أخرج الْجَنِين وَقَالَ: الدوقو يخرج الْجَنِين شرب أَو احْتمل فرزجة مَعَ مر.
الدَّار شيشعان يسْقط الْجَنِين إِذا احْتمل فرزجة.
صمغ الزَّيْتُون البرى اللذاع للسان يسْقط الأجنة.
بعر الماعز وخاصة الجبلية مَتى شرب بِبَعْض الأفاريه أخرج الأجنة.
زبل الرخم يُقَال إِن بخر بِهِ طرح الْجَنِين.
والزراوند الطَّوِيل مَتى شرب مِنْهُ درخمى مَعَ فلفل وَمر أخرج الْجَنِين وَمَتى احْتمل فعل ذَلِك والمدحرج يفعل ذَلِك.
دهن الحلبة تحقن بِهِ الْمَرْأَة الَّتِي يعسر ولادها من أجل كَثْرَة خُرُوج الرطوبات مِنْهَا وجفوفها ورق الْجَوْز مَتى شرب مِنْهُ بعد طهر الْمَرْأَة بخل منع الْحَبل. د: الْحَرْف البابلي يسْقط الأجنة. ج: طبيخ الحاشا مَعَ اسْتعْمل مَعَ عسل خرج الْجَنِين والمشيمة.
وَقَالَ د: الحاشا يخرج ألجنة. وَقَالَ ج: شَحم الحنظل مَعَ أَنه يقتل الجنيني رُبمَا شفى ى الْمَرْأَة بقلته)
غياهع. ونجار الْحَدِيد إِذا شرب منع الْحَبل.
وَقَالَ الحمص يعين على غخراج الجنيني. د: دمعة اليبروج واصوله مَتى شرب مِنْهُ أوبولوس أحدر الْجَنِين.
وَقَالَ ك مَتى احْتمل من الْملح قِطْعَة طرح الجنتيني.
من تجربة ابْن داواد ك الكبريت إِذا تدخن بِهِ طرح الجدنيني وَقَالَ: سمريون مَتى حك اصله وَاحْتمل أحدر الجننيي. الكادريوس وطبيخه يحدران تلطنمث والجنيني. د: زهرَة الْملح مَتى احْتَلَمت قتلت الْجَنِين ن وَمَتى احتملت بعد الْجِمَاع منعت الْحَبل ن بزر الكرنب خَاصَّة كتى احْتمل بعد الطُّهْر منع الْحَبل.(3/204)
ابْن ماسويه: ثَمَرَة لَو ف الْحَيَّة مَتى شرب مِنْهَا ثَلَاثُونَ حَبَّة بخل ممزوج اسقطت الجنيني وَمَتى شمت الْمَرْأَة رَائِحَة هَذَا النَّبَات بعد ذبول زههرته اسقطت. د: اصل لوف الْحَيَّة مَتى احْتمل بلاليط أخرج الجنيني نت وَقَالَ: وَمَتى احْتمل المر مَعَ ألأفسنتين أَو مَعَ مَاء الترمس أَو مَعَ عصارة السذاب اخْرُج الجنيني بِسُرْعَة. ج: يسْقط الجنيني مَتى احْتمل أَو تدخن بِهِ الْمقل الْيَهُودِيّ وَكَذَا يفعل المشكطرامشير شرب أتجدخن بِهِ وَمَتى احْتمل كَانَ اقوى عصارة النعنع مَتى احتملت فِي وَقت الْجِمَاع منعت الْحَبل النسرين يقتل الأجنة ويخرجها ن بولس: مَتى جعل مَعَ الإيرسا غسل قتبل وَأخرج الجنيني ودهنه يخرج الجنيني ألإيرسا نَفسه يفْسد ألجنة ويخرجها. ج: السقمونيا مَتى احْتمل فِي صوف قتل الجنيني السكبينج مَتى شرب بأدرومالي قتل الجنيني ن ساساليوس اصله وبزره يسقطان الجنيني الف ب السذالب خاصته إِفْسَاد المنى.
ابْن ماسويه وروفس: السذاب يمْنَع الْحَبل اصل الفاشرا مَتى شرب مِنْهُ درخيمان أخرج الجنيني وَمَتى احتامل قفعل ذَلِك واخرج المشيبمة وطبيخة مَتى جدلس فِيهِ فعل ذَلِك الفلفل يحدر الجنيني ونظن بِهِ انه مَتى احجتمل بعد الْجِمَاع أفسد غالمنى إفسادج قَوِيا. ابْن ماسويه: خَاصَّة الفلفل بهعدالجماع إِفْسَاد المنى مَتى احْتمل. ولعسر الْولادَة وَإِخْرَاج الكمشيمة: كبريت اصفر وَمر أَحْمَر وقفر وجوشير وقنة بالسواء يتبخر بِهِ مَرَّات كَثِيرَة وتسقى الجوشير والقنة وتدخن بخرء الحجمام وسلخ الححية. قَالَ: وَأي أمْرَأَة تحملت زبل الْفِيل وبنجا معجونيني اَوْ زبل الْفِيل وَحده لم تحبل ابدا. قَالَ ك وداوا البعقل بادوية نتو الرَّحِم ويصيب النِّسَاء من)
غفراط الْجِمَاع تَنْشَق فِي الرَّحِم وَقد يعتيرهم من ثقل الْحمل انْشِقَاق المثانة وَدَلِيله خُرُوج الْبَوْل للا إِرَادَة.
من السمُوم لج: مَتى سقى من الشنان الْفَارِسِي ثَلَاثَة دَرَاهِم القى الْوَلَد من يَوْمه ن وَيُقَال: الخردمانج مَتى شرب نه دانقان أَلْقَت الْوَلَد ساعتها وآذمتها الحكة وَهُوَ شَبيه بالخردل فِي توليد الحكة والجرب.
لى هَذَا عندى هُوَ الكردمانة.
من الاهوية والبلدان قَالَ: إِنَّمَا تسهل الْولادَة على اللينات الابدان.
الذُّكُور يولدون أسهل من الاناث وَإِذا عسرت الْولادَة وَلم تنق الْمَرْأَة لَان آلَات الْمَرْأَة ترم وَكَثِيرًا مَا يكون يعرض بعقبه للبطن مَا يعرض لمن انْقَطع عَنهُ دم البواسير والطمث.
من كتاب المنى قَالَ أبقراط: لما اشْتَمَلت الْجَارِيَة المعنية امرتها أَن تطفر إِلَى نَاحيَة اليتها فطفرت سبع طفرات فَخرج مِنْهَا المنى. لى الطفر إِنَّمَا يكون إِلَى خلف وَلذَلِك يُمكن أَن ينزل لَان الطفر إِلَى قُدَّام وان زعزع المنى فانه يعلق نَحْو بطن الرَّحِم والطفر إِلَى خلف يَقع ضَرْبَة فِي فَم الرَّحِم. مَتى(3/205)
مسحت البيضتان أَو سلتا أَو بردتا بالشوكران حَتَّى فسد مزاجهما لم يُولد الْفُصُول: إِن قصدت الْحَامِل أسقطت وخاصة إِن كَانَ حملهَا مذ عظم لَان الطِّفْل يعْدم غذاءه وَلذَلِك مَتى كَانَ الطِّفْل أعظم كَانَ إِلَى الْغذَاء الْكثير أحْوج فالطفل لذَلِك مَتى عظم كَانَ الفصاد وجوع أمه وَا ستفراغها بِهِ أضرّ. وَإِن أفرط على الْحَامِل الاسهال لم يُؤمن أَن تسْقط. وَإِذا كَانَ بِالْمَرْأَةِ خنق الارحام وعسر ولادها فأصابها عطاس فَذَلِك مَحْمُود. إِذا ضمر ثدي الْحَامِل أسقطت لَان ضمور الثدي يدل على قلَّة الدَّم فِي عروق الرَّحِم فَيَمُوت الطِّفْل من أجل نُقْصَان الْغذَاء. وَإِن كَانَ الْحمل ترءمين فضمر أحد الثديين اسقطت أحد الطفلين وَذَلِكَ يكون فِي الْجَانِب الَّذِي ضمر فِيهِ الثدي. لى. يُمكن أَن يسْتَدلّ فِي امْرَأَة حَامِل قد ضمر أحد ثدييها فَتَقول أَنَّهَا تسْقط غُلَاما أَو جَارِيَة. أَدخل دَوَاء معطا فِي الف ب الانف وَأمْسك المنخرين والفم فانه يسْقط المشيمة لانه يحدث للبطن عِنْد هَذِه الْحَال تمدد وتوتر يعين على سُقُوط المشيمة. إِذا جرى اللَّبن من ثدي الْحَامِل دلّ على ضعف طفلها لَان ذَلِك يدل على أَن الطِّفْل لَا يغتذى بالكفاية.
واصلح أَحْوَال الثدي أَن يكون مكتنزا وَلَا يجْرِي اللَّبن فان هَذِه الْحَال متوسطة فَلَيْسَ يكون فِيهَا)
الدَّم نَاقِصا فِي الْجِسْم كُله وَلَا أَن يكون الطِّفْل غير مغتذ إِذا كَانَت حَال الْمَرْأَة يؤول إِلَى أَن تسْقط وَأَن ثدييها يضمران فان كَانَ الْأَمر على خلاف ذَلِك أَعنِي أَن يكون ثدياها صلبين فانها يُصِيبهَا وجع الثديين أَو فِي الْوَرِكَيْنِ وَلَا تسْقط إِذا عرضت حمى لحامل وسخنت ثدياها سخونة شَدِيدَة من سَبَب ظَاهر فان ولادها يكون بعسر وخطر أَو تسْقط فَتكون على خطر لِأَنَّهُ قد يعرض للحوامل أخلاط رَدِيئَة تهيج مِنْهَا حميات وَلَا تقدر على تنقيتهن مِنْهُ من أجل الطِّفْل فَرُبمَا هَاجَتْ حميات قَوِيَّة تقتل الطِّفْل وَقد تجلب مِنْهَا حميات لينَة فَيكون الطِّفْل لذَلِك مسقاما وَكَذَلِكَ الْأُم فَلذَلِك تكون الْولادَة غير سليمَة من الْخطر لِأَن سَلامَة الْولادَة تحْتَاج إِلَى قُوَّة من الْحَامِل والمحمول جَمِيعًا.
بخور مَرْيَم: زعم بعض النَّاس أَنه إِن علقته حَامِل أَو خطت عَلَيْهِ أسقطت وَمَتى شدّ فِي الرَّقَبَة والعضد منع الْحَبل. د وَقَالَ ج: إِن لعصارته من شدَّة الْقُوَّة مَا إِن طلى على الْبَطن أفسد الْجَنِين وَمَتى احْتمل فِي صوفة كَانَ أقوى الْأَدْوِيَة فِي إِخْرَاج الْجَنِين وَقَالَ: إِن لطخ من عصارته على مراق الْبَطن والخاصرة والسرة أخرج الْجَنِين.
اسْتِخْرَاج: يطلى ويحقن بِهِ فِي الْقبل وَيحمل فَإِنَّهُ يفعل مثل هَذِه الْقُوَّة وَلَا يهيج حرارة.
قَالَ د: إِن عصارة بخور مَرْيَم تقتل الْجَنِين قتلا قَوِيا. قُوَّة الصَّبْغ مَتى احتملت أسقطت الْجَنِين وَقَالَ: ورق الفودنج إِن احْتمل قتل الْجَنِين وعصارته تخرج الأجنة بِقُوَّة شرب أَو احْتمل.(3/206)
ج: القرفير مَتى تبخر بِهِ أخرج المشيمة. د: القردمانا إِن تدخن بِهِ أسقط الْجَنِين وَقَالَ: دهن القيصوم يخرج المشيمة.
وَقَالَ: عصارة قثاء الْحمار تقتل الْجَنِين مَتى احتملت.
وخبرني من أَثِق بِهِ ان الْملح الدراني مَتى احْتمل اسقط الْجَنِين.
جالينوس: عصارة قثاء الْحمار تفْسد الأجنة مَتى احتملت.
أصل القنطوريون الْكَبِير مَتى احْتمل فرزجة أسقط الأجنة وعصارة القنطوريون الصَّغِير مَتى احتملت أخرجت الْجَنِين.
القنة تخرج الْجَنِين احتملت أَو تدخن بهَا وَمَتى شربت مَعَ اللَّبن أخرجت الْجَنِين الْمَيِّت.
القطران مَتى لطخ على الذّكر منع الْحَبل وَمَتى احتقن بِهِ أسقط الْجَنِين بِقُوَّة وَمَتى احْتمل قتل الأجنة الْأَحْيَاء وَأخرج الْمَوْتَى وَيفْسد النُّطْفَة إِذا مسح بِهِ الذّكر فِي وَقت الْجِمَاع وَهُوَ أبلغ الْأَدْوِيَة)
كلهَا فِي منع الْحَبل وَيجْعَل من أدام اسْتِعْمَاله عقيما.
اسْتِخْرَاج لي: يحقن بالقطران فِي الْقبل أَو الْمَرْأَة مستلقيه مديدة نصف الْوَرِكَيْنِ فانه بَالغ جدا فِي إِخْرَاج الْوَلَد الف ب وَكَذَلِكَ يعالج بالأشياء الَّتِي تفعل ذَلِك فاذا بقيت بِحَالِهَا سَاعَة وَقبلت الحقنة حملتها صوفة قد غمست فِيهِ فانه لايخلف. الزوفا الرطب مَتى احْتمل سهل خُرُوج الْجَنِين. الشبث مَتى جعل مِنْهُ شيئ فِي فَم الرَّحِم قبل الْجِمَاع أَو فِي وقته منع الْحَبل. د: قشر الينبوتة إِذا تدخن بِهِ أخرج المشيمة والجنين الترمس مَتى خلط بالمر وَالْعَسَل وَاحْتمل أخرج الْجَنِين وَقَالَ: وَذكر ذَلِك ج: إِن طبيخ الثوم مَتى جلس فِيهِ أخرج المشيمة وَقَالَ: وَيفْعل ذَلِك مَتى تدخن بِهِ.
قشر أصل شجر الْغَار مَتى شرب مِنْهُ مِقْدَار تِسْعَة قراريط قتل الْجَنِين.
وورق الغرب إِذا أكل منع الْحَبل وَإِن شرب من بزر الخيري الْأَصْفَر دِرْهَمَانِ أَو احْتمل من غير عسل أخرج الْجَنِين عِنْد الْولادَة.
طبيخ زهرَة الخيرى المجفف يخرج المشيمة ج: وَيخرج الأجنة الْمَوْتَى وَمَتى شرب أفسد الأجنة لِأَنَّهُ شَدِيد المرارة وبزره يفْسد الأجنة الْأَحْيَاء وَيخرج الْمَوْتَى وأصوله تفعل ذَلِك. ج: الخربقان مَتى احتملا قتلا الْجَنِين وَالْأسود أقوى فِي ذَلِك.
ابْن ماسويه لإِخْرَاج المشيمة: تمسك صوفة قد غمست فِي دهن بِلِسَان اَوْ يمسك مَعهَا دهن النمام ودهن المرزنجوش ودهن الناردين مَعَ المر وَقَالَ: لإِخْرَاج المشيمة تشرب طبيخ الخيري الْأَصْفَر.
وَقَالَ الَّذِي يمْنَع من الْحَبل تمسك مَعهَا بعد طهرهَا صوفة بَيْضَاء فِيهَا ورق الغرب مدقوق وثمر الغرب من كل وَاحِد ثَلَاثَة مَثَاقِيل واغمسها فِي مَاء ورق الغرب وَيفْعل مثل ذَلِك بزر الكرنب النبطي مَعَ الْحَرْف من كل وَاحِد دِرْهَمَانِ يدقان ويعجنان بقطران ويغمسان فِي مَاء الفودنج وَيحْتَمل وَمِمَّا يمْنَع الْحَبل أَن تمسك الْمَرْأَة مَعهَا شَحم حنظل وسقمونيا وهزار جشان وسنسدان وخبث الْحَدِيد وكرنب وبزر الكرنب بِالسَّوِيَّةِ(3/207)
بعد دقها واعجنها بقطران تمسك بعد الطُّهْر أَيَّامًا. مَجْهُول: يعجن دَقِيق الشيلم بِمَاء الكرنب وتحتمله.
إِسْحَاق: إِذا عسر على الْمَرْأَة ولادها فَخذ برشياوشان فيداف بشراب وَهُوَ مسحوق وَشَيْء من دهن ويسقى من المشكطرامشير بشراب وَمَاء وينفعها التعطيس.)
وَإِذا مَاتَ الطِّفْل فَخذ ثَلَاث أَوَاقٍ من مَاء السذاب وحلبة وتينا مطبوخا وَثَلَاثَة دَرَاهِم وَمن الصعتر البرى فاسقها مِنْهُ فانه يخرج الطِّفْل.
مَتى اخذت مِنْهُ واحقنت فِي قبلهَا بِمَاء سذاب أُوقِيَّة ومشكطرامشير وقطران وأبهل قد طبخ بِمَاء وينطل على سرتها وظهرها ويسقى بِمَاء الباذرونج ثَلَاث أَوَاقٍ فانه يمْنَع الْحَبل ويدهن الرَّحِم وَالذكر بدهن بِلِسَان فانها لَا تحبل وَتجْعَل قبل الْجِمَاع فَتِيلَة بدهة بِلِسَان.
أبقراط د: الخربق الْأسود مَتى احْتمل فِي الرَّحِم نفض مَا فِيهِ.
دَوَاء يسْقط المشيمة من كتاب ابْن ماسويه فِي علاج الحبالى: رماد يصب عَلَيْهِ مَاء ويصفى مِنْهُ رَطْل ويذر عَلَيْهِ أُوقِيَّة من الخطمى ويسقى مِنْهُ وقيئها وعطسها. قَالَ: وَإِذا مضى للحبل أَرْبَعَة أَيَّام وَلم تَلد فاحرص عَلَيْهِ نجاة الْأُم واحمل عَلَيْهَا الف ب بالأدوية القوية لَا تبال بالطفل مثل مَاء السذاب ودهن الحلبة وَمَاء الحلبة مطبوخا مَعَ تمر ودخنها بِعَين سَمَكَة مالحة مدقوقة وحافر فرس فَإِذا سقط الْجَنِين وَأَرَدْت أَلا يغلظ الدَّم فِي الرَّحِم فيؤذى ويشتد الوجع فدخنها بمقل وزوفرا أَو حرمل وعلك الأنباط وصعتر وخردل ابيض فانه هَذَا يمْنَع غلظ الدَّم.
دَوَاء ينفع من عسر الْولادَة واحتباس المشيمة وَيخرج الْوَلَد الْمَيِّت: مر قنة جوشير كبريت مرار ثَوْر بِالسَّوِيَّةِ يجمع الْكل بقطران ويدخن مِنْهُ بِمثل الجوزة مَرَّات واسقها من المرو والقنة والجوشير درهما بِالسَّوِيَّةِ يجمع الْكل بِمَاء كرفس معصور وترمس مطبوخ.
تَدْبِير الْحَامِل عِنْد ولادها: مرها تتمشى ومرخها بالرازقي مرخا رَفِيقًا وسقها سكرجة من مَاء حلبة مطبوخة مَعَ مثله طلاء.
ودخنها بالمسك والكهرباء وقوها بِالطَّعَامِ وَالشرَاب والعطر والْحَدِيث الطّيب للنَّفس. وَإِذا أَحْبَبْت أَن تنزف دَمًا كثيرا أَو خفت من احتباسه فدخنها بِعَين سَمَكَة مالحة وحافر فرس وَإِن خفت أَن يضر من أجل احتباس الدَّم فأعد التدخين مَرَّات.
أسليمن: لسرعة الْولادَة تدخل الْحمام وتنقع فِي المَاء الْحَار وتشرب وتحمتل لعابات لزجة ويطلى الْبَطن وَالظّهْر والأفخاذ ونواحيها بشمع اصفر ودهن وَكَذَلِكَ فقار الظّهْر كُله.
وَتمسك فِي يَدهَا الْيُسْرَى مغنطيسا فانه عَجِيب وَإِن جعلت الزراوند على صوفة وحملتها ولدت من ساعتها. رماد حافر فرس أَو حمَار أَو دَابَّة يعجن ويطلى فانه عَجِيب فِي قوته يُخرجهُ حَيا كَانَ أَو مَيتا. ويعلق على الْفَخْذ الْأَيْمن زبد الْبَحْر.)
وقشر القثاء الْيَابِس يسقى مِنْهُ أَرْبَعَة مَثَاقِيل بِمَاء سخن فانها تَلد ودخنها بالمر وَأقوى من ذَلِك أَن تسقى الجندبادستر أَو(3/208)
الحلتيت أَو يعرض عَلَيْهَا من زبد الْبَحْر قِطْعَة كَبِيرَة فانها تَلد مَكَانهَا.
مرهم يسهل الْبَطن وَيخرج الْوَلَد: عصير حنظل عشرَة لبن اليتوع دِرْهَم سقمونيا مثله شَحم الحنظل دِرْهَمَانِ قنة عشرَة تذاب القنة بدهن شرجنى وَيجمع الْجَمِيع ويطلى بِهِ وَمَتى طرح الخربق فِي المَاء وطبخ نعما وَقَعَدت الْمَرْأَة فِيهِ أخرج المشيمة وَإِذا خرجت فَيجب أَن تحمل دهن ورد.
قَالَ: وعصير الحنظل قوى جدا فِي إِخْرَاج الْوَلَد وَكَذَلِكَ الحلتيت والقنة والقردمانا.
مَجْهُول: قشور العليق يمْنَع الْحَبل إِذا شرب بعد الطُّهْر وَكَذَلِكَ ثَمَر الغرب وَكَذَلِكَ ان احْتِمَال فقاح الكرنب بعد الطُّهْر منع الْحَبل. الْكَمَال والتمام: يحْتَمل فقاح الكرنب وبزره بعد طهرهَا فانه يمْنَع الْحَبل وتسقى مَاء ورق الغرب أَو ثَمَرَته مَعَ المَاء القراح فانه يمْنَع الْحَبل. وَمِمَّا يخرج المشيمة: تقعد فِي طبيخ البلنجاسف وَيصب مَاؤُهُ على الرَّحِم وتبخر بالبلنجاسف.
الْيَهُودِيّ: يعرض من شدَّة الطلق أَن تخرج ألف ب طَائِفَة من الرَّحِم إِلَى فرجهَا لانحلال العصب المطيف بعنق الرَّحِم فَتبقى هُنَاكَ وَتسَمى العفل. وَقَالَ: وَالْحَبل الْكَاذِب يُسمى بِالْفَارِسِيَّةِ بازردروند وتصيب مِنْهُ أَعْرَاض الْولادَة وتلد إِمَّا قِطْعَة لحم وَإِمَّا أَن تخرج مِنْهَا ريَاح وفضول فَقَط تستريح وَتسقط إِذا حبلت هَذِه وَرُبمَا ولدت ديبلة تلدها ولادَة. اسْقِ هَذِه دهن الكلكلانج ولوغاذيا واسق للدبيلة دهن اللوزين بِمَاء الْأُصُول وافصدها إِن أمكن وضمد الرَّحِم بِمَا يحلل ويلين والمحمول جَمِيعًا. قَالَ: إِن سقيت الْحَامِل أَرْبَعَة وَعشْرين يَوْمًا فِي كل يَوْم أَرْبَعَة مَثَاقِيل من السذاب البستاني بِمَاء حَار أسقطت أَو تسقى أَرْبَعَة مَثَاقِيل من عصارته وَكَذَلِكَ مَتى أدمن عَلَيْهَا سقى عصارة السمسم أَو طبيخ اللوبيا الْأَحْمَر.
لى: على مَا رَأَيْت قِيَاسا: ان احتملت الْمَرْأَة عصارة الحنظل الرطب أَو طبيخه الْقوي ودفعته نعما طرحت جَنِينهَا.
وَمن اختيارات حنين: إِذا عسرت الْولادَة فأطعم الْمَرْأَة طَعَاما خَفِيفا كالفراريج مَا يشْبع.
ولأبقراط فِي ذَلِك: وتشرب عَلَيْهِ نبيذا صلبا مِقْدَارًا صَالحا وتطيب نعما وتحرك عضلها أَحْيَانًا وتمشى مشيا رَفِيقًا من غير إفراط فان ولدت وَإِلَّا فاسقها مَاء الحلبة والطخ أَسْفَلهَا وَالظّهْر وَمَا يَلِيهِ أجمع بلعاب بزر قطونا فان هَذَا نَافِع للْمَرْأَة الَّتِي يعسر ولادها.)
من مسَائِل المولودين: الْجَنِين المرتجل خُرُوجه غير طبيعي وَقد يعِيش كثير مِنْهُم وَلَا بُد أَن يتورم بعد الْخُرُوج فَمن سكن ورمه قبل الْيَوْم الثَّالِث والمولود لسبعة أشهرهم من الْأَطْفَال فِي غَايَة الْقُوَّة فِي الرَّحِم فيهتكون عَن أنفسهم إِذا انقلبوا وَيخرجُونَ وَلَا يلبثُونَ بعد الانقلاب إِلَّا كَمَا يبْقى المولودون فِي التَّاسِع والعاشر إِلَّا أَن هَؤُلَاءِ لطول مكثهم يزِيد فضل جثثهم على المولدين لسبعة وَأكْثر المولودين لسبعة يموتون لأَنهم قد خَرجُوا قبل اسْتِعْمَال الْقُوَّة أجمع لِأَن الْجَنِين يُرِيد الْبَقَاء بعد الانقلاب ايضاً مُدَّة الْمَوْلُود لتسعة يُؤْخَذ خصيبا ولسبعة ضَعِيفا ولعشرة أَيْضا خصيبا.
قَالَ: الولاد الطبيعي أَهْون على الْمَرْأَة وأسرع خُرُوجًا(3/209)
وَإِن أردْت أَن تعلم هَل الْجَنِين متهيئ على الشكل الطبيعي أم لَا فاغمز بَطنهَا فان الْجَنِين ينحدر من الرَّحِم وَينزل على رَأسه وتنزل المشيمة مَعَه وتتنظف من الفضول نعما وَقد يخرج الْجَنِين على غير الشكل الطبيعي لسوء تَدْبِير الْقَابِلَة ولحزن وَغَضب يعرض للحامل أَو من هم أَو من فزع أَو من أجل الْإِسْرَاع فِي الْولادَة وَإِذا عسرت الْولادَة شقى المشيمة وأمرها بالتزحر بعقب ذَلِك فانه يخرج رِجْلَاهُ فادفعه إِلَى فَوق ثمَّ حوله قَلِيلا قَلِيلا حَتَّى تجلسه ثمَّ خُذ بساقيه فمدهما قَلِيلا قَلِيلا ثمَّ لَا الف ب تزَال تقلبه حَتَّى تجْعَل رَأسه أَسْفَل فاذا عسرت الْولادَة أَيْضا فأجلس الْمَرْأَة إِلَى شراسيفها فِي المَاء الفاتر وامرخها بالشمع والدهن وَحملهَا شيافة من مر فاذا لَبِثت سَاعَة فعطسها وَهِي على الْكُرْسِيّ واعصر أَسْفَل بَطنهَا فانتها ستولد وتقلب فِي الاشكال حسب مَا تَدْعُو إِلَيْهِ الطبيعة وتنزل مرّة وتستلقى أُخْرَى وتزعزع وتشكل أشكالا مُخْتَلفَة على نَحْو مَا تحْتَاج إِلَيْهِ. أطهورسفس: مَتى اخْرُج جَوف الأربيان وجفف وسحق وَسَقَى مِنْهُ مِثْقَال بشراب أَبيض بعد طهرهَا منع أَن تحبل.
وَإِن بَكت الْمَرْأَة ثمَّ جومعت منع من الْحَبل.
وحافر الْحمار مَتى تدخن بِهِ أسقط الْوَلَد الْمَيِّت وَقتل الْحَيّ.
وَمن كتاب الْجَنِين لأبقراط: زَوَال خُرُوج الْجَنِين مرتجلا أَو مجنحا أَو غير ذَلِك مِمَّا هُوَ غير طبيعي إِنَّمَا يكون إِذا كثرت الْمَرْأَة عِنْد الْولادَة التحريك وَالْقِيَام وَالْقعُود والاضطجاع والاستواء.
على بن ربن: إِذا كَانَ فِي حِين الْولادَة وجع فِي الْعَانَة سهلت الْولادَة وَإِذا وجدت الوجع فِي الظّهْر عسرت.
قَالَ: وينفع إِذا حضرت الْولادَة أَن تجْلِس الْمَرْأَة وتمد رِجْلَيْهَا وتستلقي على ظهرهَا سَاعَة ثمَّ تقوم وتتردد وتصعد فِي الدرج والمراقي صعُودًا سَرِيعا وتنزل وتصيح بغضب وتهيج بالعطاس مرَارًا)
كَثِيرَة.
الطَّبَرِيّ: مَتى طبخ ورق الخطمى الرُّومِي بِسمن وَعسل وأطعمت فانه يسهل الْولادَة جدا جدا وَمَتى علق على فَخذ الْمَرْأَة الأصطرك الافريطشى لم يصبهَا وجع وَمَتى سحق الزَّعْفَرَان وعجن وَجعل مِنْهُ نصف جوزة وعلق على الْمَرْأَة بعد الْولادَة طرحت المشيمة. مَتى شدّ زبل الْخِنْزِير فِي صوفة وعلق عَلَيْهَا منع نزف الدَّم مِنْهَا. وَله صُورَة قد كتبناها فِي ذَلِك الْكتاب.
وَمَتى بخرت الْمَرْأَة بقنة أَو كبريت أَو مر أَو جوشير فانه يسهل الْولادَة. وتبخر بالمسك والكهربا فانه ينقيها.
وَمَتى أخذت مغنطيسا فِي يَدهَا ولدت سَرِيعا وَمَتى بخرت الْمَرْأَة بسرقين الدَّوَابّ طرحت الْوَلَد.
وَيُؤْخَذ أبهل كف سذاب باقه وكمون وحمص أسود بِقدر الْحَاجة وَيُؤْخَذ وَتجْعَل على رَطْل مِنْهُ أوقيتين من دهن الْحبَّة الخضراء وأوقية عسل وَيشْرب.
ابْن سرابيون: تعسر الْولادَة لصِغَر الرَّحِم فِي الْخلقَة أَو لِأَنَّهَا أول مَا ولدت أَو لسمن الْمَرْأَة أَو لِأَنَّهَا جبانة أَو لورم حَار فِي الرَّحِم أَو لِأَنَّهَا ضَعِيفَة الْقُوَّة أَو لِأَن الْوَلَد بِغَيْر الشكل(3/210)
الطبيعي أَو بِغَيْر الْعظم أَو لِأَنَّهَا ولدت من غير الْوَقْت الْوَاجِب أَو لِأَن المشيمة تنخرق أَو لَا تنخرق قبل الْوَقْت فيجف الرَّحِم فِي وَقت الْحَاجة إِلَى الرُّطُوبَة أَو لِأَن عدد الأجنة كثير.
وَمِمَّا يسهل الْولادَة إِذا كَانَت من شدَّة تقبض الْجَنِين: الْجُلُوس فِي الآبزن الَّذِي قد غلى فِيهِ بابونج وحلبة وبزر الْكَتَّان والكرنب وسكب مَاء الحلبة فِي الرَّحِم الف ب ويضمد الْموضع ببزر الْكَتَّان بِبَعْض الرطوبات فان عسر فليحرك حَرَكَة عنيفة وتعطس وَتمسك بِالنَّفسِ وتتزحر وَأما المشيمة فلتستلق على وَجههَا وتضم ركبتيها إِلَى فخذيها فان على هَذِه الْجِهَة يسهل عَلَيْهَا ويندى فَم الرَّحِم بالقيروطي والمشيمة إِذا لم تَنْشَق فلتشق بالظفر أَو بالسكين وَمَتى كَانَ الْجَنِين على غير الشكل الطبيعي فَرده واقلبه وَلَا تزَال بِهِ كَذَلِك حَتَّى يَسْتَوِي وَإِن كَانَ مَيتا فعلقه بصنارة وَأخرجه.
شيافة لخُرُوج الْجَنِين حَيا وَمَيتًا: تَرَبد مر خربق جوشير مرار الْبَقر بِالسَّوِيَّةِ تجْعَل بلاليط وتحتمل وبخرها بزرنباد وكبريت قد عَجنا بمرار الْبَقر.
ابْن سرابيون: عصارة قثاء الْحمار يعجن بمرار الْبَقر وَيحْتَمل فانه يحدر الْجَنِين بِقُوَّة.)
لى: يُؤْخَذ شَحم حنظل مسحوق فيعجن بطبيخ شَحم الحنظل ويحتل فانه يحدر الْجَنِين.
وَأَيْضًا قوي جدا: أوقيتان من طبيخ شَحم الحنظل يحقن بِهِ الْقبل وَهِي مُرْتَفعَة الورك فِي محقنة طَوِيلَة البزال لتجوز عنق الرَّحِم إِلَى فضائه ولتقعد قبل ذَلِك فِي المَاء الْحَار وتستحم مَرَّات كَثِيرَة وتحتمل المرو والميعة ودهن الْحِنَّاء والأدهان المرخية ودهن الْقطن والثنة حَتَّى ينفتح فَم الرَّحِم قَلِيلا ثمَّ تحقن بذلك فانها تخرجه من سَاعَته ان شَاءَ الله.
انْتهى السّفر الثَّالِث من كتاب الْحَاوِي وَهُوَ السّفر الثَّامِن على مَا رتبه مؤلفة ابو بكر مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا الرَّازِيّ رَحمَه الله ويتلوه فِي التَّاسِع فِيمَا يدر الطمث ومضار احتسابه وَالِاسْتِدْلَال بِهِ على حَال الْأَجْسَام وَمَا ينقى الْأَرْحَام وأرحام النُّفَسَاء وَالْعلم هَل يبزل الطمث أم لَا وَغير ذَلِك مِمَّا يَلِيق بِهِ مِمَّا انتسخ بِمَدِينَة طليطلة حرسها الله لخزانة الْوَزير الْأَجَل الأخصل الطَّالِب الأمجد الأطول أبي الْحجَّاج يُوسُف ابْن الشَّيْخ المرحوم المكرم أبي إِسْحَاق بن يحمش لَا زَالَت أَحْوَاله صَالِحَة وأموره ناجحة والمسرات لَدَيْهِ غادية ورائحة بمنّ الله وَيَمِينه.
وَكَانَ الْفَرَاغ مِنْهُ يَوْم الِاثْنَيْنِ خَامِس وَعشْرين مايو سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَة وَألف لتاريخ الصفر بموافقة الْعشْر الْأَوَاخِر من شهر جُمَادَى الأولى عَام ثَلَاثَة وَعشْرين وسِتمِائَة على يَدي العَبْد الشاكر لله ذِي الْعِزَّة والجلال على كل الْأَحْوَال يُوسُف بن مُحَمَّد الطيوجي استنقذه الله ... . لَا رب سواهُ.
بلغت الْمُقَابلَة بِالْأُمِّ المستنج مِنْهَا فَصحت على قدر الْجهد والاستطاعة وَالْحَمْد لله كثيرا كَمَا هُوَ أَهله. الف(3/211)
ج بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم ... ... ... ... وَبِه الِاسْتِعَانَة ... ... ... . (الَّتِي تدر الطمث) ومضار احتباس الطمث وَحَال ... عِنْد احتباسه وَالِاسْتِدْلَال مِنْهُ على حَال الْبدن ...
وَمَا ينقى الْأَرْحَام وأرحام النُّفَسَاء وَالْعلم هَل ينزل الطمث أم لَا السَّادِسَة من العضاء الألمة: يكون من احتباس الطمث ثقل فِي جَمِيع الْجِسْم وَذَهَاب الشَّهْوَة ... . وقشعريرة وقلق وغثيان وَزَوَال الرَّحِم إِلَى الجوانب وَرُبمَا ظهر فِي حالبها غلظ ظَاهر خَارج عَن الطَّبْع يدل على ورم فِي بعض الْأَعْضَاء وَرُبمَا جمع وَاحْتَاجَ إِلَى بط.
قَالَ: وَيتبع ذَلِك وجع فِي الظّهْر والعنق وحمّيات محرقة وَبَوْل أسود مَعَ شَيْء من صديد أَحْمَر بِمَنْزِلَة مَاء اللَّحْم الْمَخْلُوط بفحم وعسر الْبَوْل وخراجات وأورام حادة وَإِذا كَانَ الطمث يجرى مجْرَاه فَلَا يكَاد يتبعهُ شَيْء من ذَلِك. قَالَ: وَكَثِيرًا مَا ينقى بِهِ الْجِسْم وَأكْثر مَا يكون ذَلِك فِي النِّسَاء الْبيض البلغميات. 3 (احتباس الطمث) الْخَامِسَة من الْفُصُول قَالَ: الطمث يحتبس إِمَّا لورم فِي الرَّحِم أَو من أجل التوائه وَيكون عِنْد الْولادَة أَكثر وَإِمَّا من أجل غلظ الدَّم وَإِمَّا لسدة فِي الْعُرُوق الَّتِي تَجِيء إِلَى الرَّحِم وَإِمَّا من(3/212)
أجل انضمام أفواهها وَإِمَّا لتكاثف من جَوْهَر فِي الرَّحِم كُله وَأي هَذِه كَانَ أعنى الَّذِي بِسَبَب غلظ الدَّم وَمَا يَلِيهِ فالتكميد بالأفاوية يبرىء مِنْهُ لِأَنَّهُ يقدر أَن يرقق وَإِن كَانَ غليظا وَيفتح السدد وَيقطع ويلطف. وَقد يحتبس الطمث من غَلَبَة بعض الأخلاط الغليظة أَو الْبَارِدَة على الْجِسْم وَعند ذَلِك يحْتَاج إِلَى أَن يعرف من لون الطمث وَمن التَّدْبِير الْمُتَقَدّم وَنَحْو ذَلِك ثمَّ تفصد لتنقيه الْجِسْم من تِلْكَ الأخلاط. وَإِذا كَانَ احتباس الطمث لغلظ الأخلاط فان الْجُلُوس فِي مَاء الأفاوية المطبوخة وَالتَّدْبِير الملطف المرقق للدم والفرزجات المتخذة من الفودنج وَنَحْوه من الملطفات تدره.
وَإِذا كَانَ للْمَرْأَة لبن وَلَيْسَت وَالِدَة وَلَا حَامِلا فان طمثها يرْتَفع لِأَنَّهُ يدل على ميل الدَّم إِلَى فَوق وَالدَّم إِذا مَال إِلَى الثدي اسْتَحَالَ لَبَنًا.
أبقراط: قد يحدث من احتباس الطمث أمراض ومضار. وَيكون احتباس الطمث من أجل انضمام أَو سدة فِي الْعُرُوق الَّتِي ينحدر فِيهَا الطمث أَو لغلظ الدَّم أَو لبرد أَو لسدة فِي أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي فِي الرَّحِم حَتَّى لَا يقبل مَا يجْرِي إِلَيْهَا.)
وَمَتى حدث من هَذِه الْأَسْبَاب قلَّة الطمث واحتباسه فَيَنْبَغِي ضَرُورَة على طول الْأَيَّام أَن يحدث بالرحم مِنْهُ آفَة إِمَّا من حبس الورم الْحَار وَإِمَّا من الْحمرَة وَإِمَّا من سقيروس وَإِمَّا من من كتاب الفصد قَالَ: إِذا أردْت ادرار الطمث فافصد الْمَرْأَة قبل الْوَقْت الَّذِي من عَادَتهَا أَن تحيض فِيهِ الصَّافِن واحجمها على السَّاق فاذا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي فافصد الرجل الاخرى واحجمها واستفرغ من الدَّم شَيْئا صَالحا وَا جعل التَّدْبِير مِمَّا يدر الطمث بالأشياء الف ج ... ... . . وَسُحْقًا ... ... . . من سَاعَته وَأقوى من ذَلِك الأبهل والمشكطرامشير ... ... ... ... . . الأفاوية وخاصة إِذا كَانَ بالدارصيى.
من كتاب السَّوْدَاء ... ... ... . . يَجِيء بعد النّفاس أَشد سوادا لانه قد مَال فِي الْأَيَّام أَعنِي الْحَبل إِلَى رداءة الْكَيْفِيَّة والسوداوية بالطبع.
الثَّالِثَة من الثَّانِيَة قَالَ: حمرَة الْوَجْه جدا والثقل فِي الرَّأْس والاعياء فِي الْجِسْم والوجع فِي قَعْر الْعين من عَلَامَات احتباس الطمث ويدر الطمث لمثل هَذِه بالأدوية ولاسيما إِن كَانَ ذَلِك فِي وَقت طمثها.
الأولى من السَّادِسَة إِذا لم يدر طمث الْمَرْأَة زَمَانا وَكَانَت بَيْضَاء رطبَة مائية ترهلت وَخيف عَلَيْهَا الاسْتِسْقَاء. الثَّالِثَة من السَّادِسَة: امْرَأَة كَانَ طمثها محتبسا مُدَّة طَوِيلَة فاختلت شهوتها للطعام وهزل بدنهَا فخاف الْأَطِبَّاء فصدها لاختلال شهوتها ونحافة جسمها وَرَأَيْت أَنا عروقها دارة مَمْلُوءَة دَمًا كمدا ففصدتها فَرَأَيْت الدَّم كالزفت السَّائِل وَإِذ رَأَيْته بِهَذِهِ الْحَال من السوَاد أكثرت من إِخْرَاجه فأخرجت فِي الْيَوْم الأول رطلا وَنصفا وَفِي الثَّانِي رطلا وَفِي الثَّالِث نصف رَطْل وَأكْثر فبرئت هَذِه الْمَرْأَة وعادت إِلَى حَالهَا واخصبّ بدنهَا.
ابيذيميا: امْرَأَة كَانَت ولودا دهرا فارملت فاحتبس طمثها مُدَّة طَوِيلَة وَإِذ عرض لَهَا ذَلِك صَار بدنهَا إِلَى حَال أبدان الرِّجَال وَقَوي الشّعْر فِي بدنهَا كُله وَنبت لَهَا لحية وَصَارَ صَوتهَا صلبا خشنا ثمَّ مَاتَت. ج: أَكثر مَا ينَال هَذَا الْفساد الولودات واللواتي تَتَغَيَّر بِعَدَمِ الطمث كثيرا ثمَّ يدملن ويحتبس طمثهن.
وَقد رَأَيْت الْأَطِبَّاء ذكرُوا أَن عددا من النِّسَاء نالهن من هَذِه الْأَسْبَاب إِمَّا مرض عَظِيم وَإِمَّا موت وَقد رَأَيْت أَنا ذَلِك.)
أبقراط: وَعرض لأخرى هَذَا بِعَيْنِه فاحتلت أَن ينحدر طمثها فَلم يَجِيء وَهَذِه لم يطلّ لَبنهَا وَمَاتَتْ.(3/213)
ج: إِذا انْتَقَلت الْمَرْأَة إِلَى طبع الرجل فَاعْلَم أَنه لاشيء من الاشياء يقوى على تَحْرِيك طبعها وَهَذَا الْعَارِض إِنَّمَا يعرض لمن كَانَ فِي النِّسَاء تشبه الرِّجَال وَأما زباء وَاسِعَة الْعُرُوق قَليلَة اللَّحْم.
قَالَ: وَنسَاء رومة يشربن مَاء الثَّلج فَيفْسد طمثهن فَلَا ينقين وتكثر أمراضهن ويصرن لذَلِك عواقر.
مَجْهُول لادرار الطمث: فربيون حَدِيث اسحقه بِمَاء على صلابة وَيجْعَل على قطنة وتحتمله سَاعَة لَا تَدعه كثيرا فينزف نزفا كثيرا.
آخر قوي: خربق أسود وأصول حنظل يعجن بِمَاء بعد سحقه واجعله شيافا طوَالًا فانه يخرج أول مرّة رُطُوبَة كَثِيرَة ثمَّ يخرج مَعَ الدَّم.
أهرن مَا احْتبسَ من الْحيض من اجل السن فَلَا علاج لَهُ لِأَن الدَّم من هَؤُلَاءِ ينقص ويبرد.
وَالَّتِي تتعب من النِّسَاء من أجل أَن دَمهَا تحلل يقل حَيْضهَا ومنتهى انْقِطَاع الْحيض يكون بعد الْخمسين وَفِي بعض النِّسَاء بعد السِّتين وَقل مَا رَأينَا ذَلِك. وَقد يَنْقَطِع بعد الْأَرْبَعين.
وَمَتى سمنت الْمَرْأَة الف ج بافراط قل حَيْضهَا لِأَن دَمهَا ينفذ فِي الْغذَاء و ... مِنْهَا ... . . قل طمثها فاذا لم يكن شَيْء من ذَلِك وَاحْتبسَ الْحيض فَذَلِك الْمَرَض ... . . وَالرَّأْس وَذَهَاب الشَّهْوَة فعالج عِنْد ذَلِك بِمَا ينزل الْحيض كالجندبادستر والقردمانا والحرف ... ... . .
والسكبينج والحلتيت وَنَحْوهَا وتحتمل وتتبخر بهَا ويسقى مِنْهَا أَيْضا وَكَثْرَة الْعرق من تَعب كَانَ أَو ... ... . نزُول الْحيض وَالْبَوْل فَلذَلِك اذا سقيت أدوية تدر الطمث فتحر أَلا تعرق عرقا دَوَاء قوي ... ... . . الْحيض: أصل الكرفس ورازيانج وقشور أصل الْكبر وقسط وأصل الحنظل وَقُوَّة الصَّبْغ وَإِذ ... ... . . وشونيز ونانخة وقردمانا تطبخ نعما واسقه كل يَوْم سكرجة حَتَّى تحيض. 3 (انْقِطَاع الطمث لضعف الكبد) بولس: قد يَنْقَطِع الطمث لضعف الكبد ولاشتراك بعض الْأَعْضَاء ففتش عَن ذَلِك وافصد بالعلاج إِلَى ذَلِك الْعُضْو.
قَالَ: وَإِذا علمت أَن الْعلَّة فِي الرَّحِم وَلم يكن مَانع فافصد الصَّافِن وَلَا تخرج مِنْهُ أقل من رَطْل وَلَا أَكثر من رطلين وَنصف وَيجب أَن يكون ذَلِك فِي وَقت عَادَة الطمث واعطهن ايارج شَحم الحنظل بعد اراحتهن ورضّ الْأَعْضَاء السُّفْلى واربط الرجلَيْن جَمِيعًا أَيَّامًا ثَلَاثَة قبل وَقت الطمث ثمَّ أمرهَا بِدُخُول الْحمام وضع الْأَدْوِيَة المحمرة على الصلب والعانة ثمَّ عد إِلَى التنقية بايارج شَحم الحنظل والفصد والحجامة على السَّاق وَحملهَا الخربق الْأسود والسقمونيا والقنطوريون وشحم الحنظل وصمغ الزَّيْتُون الْبري وعصارة السذاب وعصارة الأفسنتين فان هَذِه تدر الطمث بِقُوَّة وَتخرج الأجنة.(3/214)
التَّذْكِرَة يُوسُف التلميذ فرزجة تدر الطمث: مقل أُوقِيَّة جوشير عسل اللبنى حرف قردمانا بزر جرجير جندبادستر دهن السوسن يتَّخذ فرزجة. وَمِمَّا يدر الطمث بِقُوَّة: مر فوة الصَّبْغ محروث فنجنكشت لوز مر صعتر يسقى بِمَاء الترمس أَو طبيخ المشكطرامشير.
الْكَمَال والتمام فرزجة تدر الطمث: أشنان أَخْضَر عَاقِر قرحا شونيز سذاب رطب فربيون. يعجن بالقنة وَيحْتَمل فِي صوفة مغموسة بالزنبق.
من كتاب ميسوسن فِي علاج الْحَوَامِل قَالَ: الْمَرْأَة الَّتِي لاتحيض من أجل أَن بدنهَا جاس يَابِس يجب أَن تلْزم الدعة وَالْحمام والأغذية الرّطبَة وَالشرَاب الْكثير المائي ثمَّ تحمل مَا يدر الطمث.
الَّتِي لَا تحيض من كَثْرَة الشَّحْم فليجفف شحمها بالدلك بالنطرون ولطافة التَّدْبِير.
ابْن سرابيون: يحتبس الطمث إِمَّا لِأَن الْجِسْم مَرِيض قَلِيل الدَّم أَو لِأَن فِي الرَّحِم ورما أَو لغلط الدَّم أَو لدم خرج كثيرا من بعض الْأَعْضَاء أَو لسمن خَارج عَن الِاعْتِدَال أَو لقروح حدثت فاندملت فانسدت أَفْوَاه الْعُرُوق ويهيج من ذَلِك سُقُوط الشَّهْوَة ووجع الظّهْر والورك والفخذ وَالرَّأْس وَالْعين وحميات وغثى وَسَوَاد الْبَوْل ودمويته وَرُبمَا حدث يبس الْبَطن وعسر الْبَوْل والأمراض السوداوية وَإِن كَانَ السَّبَب الورم فاعمل فِي حلّه فان كَانَ انضمام افواه الف ج ... ... ... . يكون بحجاب يحدث فِي الرَّحِم يعالج بالحديد.
يشرب دِرْهَم حرتيت بِمَاء الْعَسَل أَو يُؤْخَذ فودنج جبلى وَمر بِالسَّوِيَّةِ يشرب بعد الْحمام)
... ... . . خربق أسود وأصل الحنظل وكندس بالسواء يسحق وَيحل ويعجن بمرار الثور وَيحْتَمل.
آخر: شَحم حنظل أفسنتين بِالسَّوِيَّةِ يحْتَمل بمرار الثور.
شيافة جَيِّدَة مجربة تدر الطمث بِقُوَّة: شَحم حنظل أفسنتين أسارون شونيز كندس وَج عرطنيثا فودنج جبلى إيرسا سذاب فلفل أسود مقل مر حلتيت يجمع بمرار وَيحْتَمل وَهُوَ مجرب وَهُوَ يحدر الأجنة.
عصارة قثاء الْحمار إِذا عجنت بمرار الثور وَيحْتَمل فانه يدر الطمث وَيخرج الأجنة بِقُوَّة.
دَوَاء يحدر الطمث وَلَا يضر الحبلى: جندبادستر وَج أنيسون بزر كرفس دِرْهَم دِرْهَم يشرب بشراب ممزوج فانه يُقَوي الْجَنِين وَلَا يُؤْذِيه ويدر الطمث.
الْخَامِسَة من الْأَدْوِيَة المفردة: الَّتِي تدر الطمث السهل الدرور الْأَدْوِيَة الَّتِي تدر اللَّبن فَأَما إِذا نقض جدا وَانْقطع الْبَتَّةَ فَلَا تنجع فِيهِ هَذِه بل يحْتَاج إِلَى الأبهل والمر والفودنج والمشكطرامشير والأسارون والقسط والمر والسليخة والدارصيني والحماما والزراوند. قَالَ: هَذِه المدرة للبول إِلَّا الْخَامِسَة من الْفُصُول: إِنَّمَا يحتبس طمث الحبلى لِأَن المشيمة الْمُتَعَلّقَة بِجَمِيعِ أَفْوَاه الْعُرُوق الَّتِي تلى الرَّحِم فَإِن جَاءَ مِنْهُ شَيْء قَلِيل فِي حَالَة فانه يَجِيء من الْعُرُوق الَّتِي فِي(3/215)
رَقَبَة الرَّحِم وَهِي قَليلَة ضَعِيفَة فان كثر فقد تعلق المشيمة بالرحم وَلذَلِك تسْقط.
ميسوسن قَالَ: الْمَرْأَة الَّتِي لَا تحيض من أجل حرارة طبعها تلْزم السّكُون وَالنَّوْم وَالْحمام والأغذية الرّطبَة شيافات وَالَّتِي لَا تحيض من كَثْرَة الشَّحْم يجفف بدنهَا بِالتَّدْبِيرِ ثمَّ تحمل الْأَدْوِيَة.
لي: على مَا رَأَيْت فِي الأقربادين الْكَبِير علاج تَامّ قوى لادرار الطمث: فوة الصَّبْغ مشكطرامشير قردمانا سذاب أبهل: يطْبخ حَتَّى يجمد وَيُؤْخَذ من الحلتيت زنة نصف دِرْهَم فتجعل حبا وتسقى بأوقية وتحتمل فرزجة من الزراوند وَتجْعَل الْغذَاء مَاء حمص ولوبيا وأفاوية وإسفيذباج فَإِذا عملت ذَلِك أَيَّامًا وسخنت وأشرفت على الْحمى حجمت السَّاق الْيُمْنَى ثمَّ حجمت الْيُسْرَى بعد ثَلَاث اخر.
الْمُفْردَات اكثر من كل شَيْء يدره: المشكطرامشير يدر الطمث بِقُوَّة الفوة تدر الطمث بِقُوَّة)
الترمس مَتى شرب وَاحْتمل نفع وَيشْرب طبيخه مَعَ المر والسذاب فانه أقوى الحاشا قشور أصل الْكبر بدر بِقُوَّة السليخة تدر الطمث الَّذِي قد احْتبسَ بِسَبَب غلظ الأخلاط لي: البصل مَتى احْتمل أدر الطمث بزر الخيرى مَتى شرب مِنْهُ مثقالان كَانَ ابلغ الْأَشْيَاء كلهَا فِي احدار الطمث الكاشم الرازيانج الشونيز يدر الطمث الغليظ جدا بطراساليون الف ج جيد فِي احدار الطمث الفراسيون النانخة الاذخر ... كنت بعد ان أفصد الصَّافِن إِذا حجم السَّاق ... ... . . الجندبادستر مَعَ الفودنج الْبري أَو النَّهْرِي وَلَا أعلم إِلَّا أَنه يدر الطمث يَجْعَل ... . وَلَا يضر ... ... ... . كَانَت محمومة فضلا عَن غَيره بعد أَن تكون حماها لينَة وَكنت أسقيها مَاء الْعَسَل. د: الأسارون يدر الطمث الْقسْط الاذخر الدارصيني السذاب يدر الطمث وَالْبَوْل بزر الخيرى الْأَصْفَر إِذا شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ ... ... ... ... وَاحْتمل مَعَ الْعَسَل احدر الْجَنِين عِنْد الْولادَة.
من الفلاحة: الكرنب يدر الطمث. ماسرجويه: مَتى احتملت الميعة أدرت الطمث. من كتاب حَبل على حَبل: قد يحتبس الطمث من كَثْرَة الْحَرَارَة وَمن يبس الْجِسْم. الاعضاء الألمة: يدل على احتباسن الطمث الثّقل فِي جَمِيع الْجِسْم وَذَهَاب الشَّهْوَة واضطراب يقشعر لَهُ الْجِسْم وصلابة فَم الرَّحِم ويعرض من ذَلِك النِّسَاء أوجاع وَرُبمَا عرضت أوجاع فِي الورك وعرجة وَرُبمَا أصابهن من ذَلِك خراج فِي الحالب يحْتَاج أَن يبط ويعرض مِنْهُ أَيْضا الشَّهَوَات الرَّديئَة والقلق والغثيان ووجع فِي الْقطن والعنق وَالرَّأْس وحميات محرقة وَبَوْل أسود مَعَ صديد أَحْمَر بِمَنْزِلَة مَاء اللَّحْم مخلوط وَحصر(3/216)
الْبَوْل. قَالَ: فاذا رَأَيْت هَذِه العلامات فِي النِّسَاء فسل عَن الطمث فانك تَجدهُ محتسبا.
مَجْهُول: القردمانا يحدر الطمث إِذا احتملت وَكَذَلِكَ المازريون ويحدره من سَاعَته.
سرابيون: يحتبس الطمث إِمَّا لضعف فِي الْبدن وَقلة الدَّم أَو لسدة تحدث عَن قرحَة عولجت أَو نَحْوهَا فِي فَم الْمعدة فانسدت تِلْكَ المجاري وَلَا برْء لَهَا وَيتبع ثقل الْبدن وَسُقُوط الشَّهْوَة ووجع الْقلب والورك والفخذ وَالرَّأْس وأصل الْعُنُق وحميات من غشى وَسَوَاد الْبَوْل ونتنه وَرُبمَا يحدث عسر الْبَوْل ويبس الْبَطن والمالنخوليا وَسُوء التنفس والسرطان وَنَحْوهَا إِن كَانَ سَبَب)
احتباسه ورم فأعن فِيهِ بِمَا يحلله وَإِن كَانَت سدد المجارى للبرودة أَو لغلظ الدَّم فألطف الدَّم بالغذاء أَولا وبالأدوية الملطفة ثَانِيًا وَحملهَا مِنْهُ وَإِن احْتبسَ للسمن فاجتهد أَن تهزل بالرياضة وَقلة الْغذَاء والحقن الحارة. وَمَتى حدث عَن ضعف فَعَلَيْك بِالتَّدْبِيرِ المنعش وَإِن حدث نَبَات لحم فِي فَم الرَّحِم فاقطعه بالحديد.
فرزجة تدر الطمث للمترفات: جندبادستر ومسك يَجْعَل بلوطة بدهن البان وتحتمل. آخر: مر ج: وزهر الأقحوان يدر الطمث إِذا احْتمل وَقَالَ: الأقحوان الْأَبْيَض يقطع ويلطف الأخلاط الغليظة ولذللك يدر الطمث إِذا شربت اطرافه بشراب. بولس: والأحمر مِنْهُ يلطف وَيقطع فَلذَلِك يدر الطمث إِذا شرب.
اطهورسفس: بَوْل الانسان إِذا عتق حَتَّى يعفن وتشتد رَائِحَته ثمَّ طبخ مَعَه كراث باقة وَاحِدَة وَجَلَست فِيهِ الْمَرْأَة نقي رَجمهَا فِي خَمْسَة أَيَّام. د: الأسارون يدر الطمث وَكَذَلِكَ الاذخر. د: الأبهل يدر الطمث أَكثر من كل شَيْء لِأَنَّهُ فِي غَايَة اللطافة. د:
ورق الأنجرة إِذا دق الف ج مَعَ المر أدر الطمث وَإِن شرب بِشَيْء يسير من المر بطبيخ ورق الأنجرة أدر الطمث. وَقَالَ: أما الْجَوْز يسقى مِنْهُ درخمى بميبختج لاحدار الطمث. الأفسنتين مَتى احْتمل مَعَ الْعَسَل احدر الطمث وَشَرَابه نَافِع من احتباس الطمث. الأنسيون يحدر الرطوبات وَقَالَ: الحلتيت مَتى شرب بالمر والفلفل أدر الطمث ثَمَرَة الفنجنكشت مَتى شرب مِنْهُ درخمى بشراب أدر الطمث وَمَتى شربت هَذِه الثَّمَرَة مَعَ الفودنج البرى أَو احتملت أَو تدخن بهَا أدرث الطمث. وَقَالَ: مَاء البصل مدر للطمث.
البلنجاسف مَتى جلس فِي طبيخه وَافق ادرار الطمث وَإِذا أَخذ مِنْهُ شَيْء كثير فطبخ وَجعل ضمادا وألزم أَسْفَل الْبَطن أدر الطمث. عصارة البلنجاسف إِذا دق مَعَ المر وَاحْتمل مَعَه أدر الطمث من الرَّحِم. وَأخرج مَا يحدره وَإِن شرب من حبه ثَلَاث درخيمات أدر الطمث.
البابونج مَتى شرب أَو جلس فِي طبيخه أحدر الطمث وَقَالَ: كزبرة الْبِئْر يدر الطمث وينقى النُّفَسَاء.
وَقَالَ: الجندبادستر مَتى شرب مِنْهُ مثقالان مَعَ فودنج بَرى أدر الطمث. ج: إِذا كَانَت الْمَرْأَة قد احْتبسَ طمثها فانى بعد فصد الصَّافِن أسقها الجندبادستر مَعَ(3/217)
فودنج لأنى قد جربته فَوَجَدته فِي كل حِين يدر الطمث من غير أَن يُورث مضرَّة وأسقيها بِمَاء الْعَسَل.
الجوشير مَتى أديف بِعَسَل أدر الطمث. د:
ثَمَرَة الجوشير بزر الْجَوْز الْبري يدر الطمث دوقو يدر الطمث الجعدة تدر الطمث الدارصينيي يدر الطمث شرب أَو احْتمل مَعَ مر وهيوفاريقون.
بديغورس: خاصته انزال الْحَيْضَة. صمغ الزَّيْتُون البرى اللذاع للسان يدر الطمث. د: 3 (بعر الماعز) وخاصة الجبلية مَتى شربت بِبَعْض الأفاوية أدرت الطمث.
الزراوند الطَّوِيل مَتى أحتمل أدر الطمث وَمَتى شرب مِنْهُ درخمى بفلفل وَمر نقى النُّفَسَاء من الفضول المحتبسة فِي الرَّحِم والمدحرج مثله. أصل الزوفرا وبزره يدران الطمث.
بولس: طبيخ الحلبة إِذا شرب مَعَ عسل أدر الطمث.
ابْن ماسويه: الْحَرْف يدر الطمث. الحاشا يدر الطمث وطبيخه مَعَ عسل يدر الطمث. حب الحندقوقا يدر الطمث.
ابْن ماسويه: الحمص يدر الطمنث. د: معة اليبروج وأصوله مَتى احْتمل مِنْهَا أبولوس احدر الطمث. بزر اللقَاح ينقى الرَّحِم وَمَتى شربت عصارة البيروج كَانَ أقوى فعلا من الدمعة.
كمافيطوس مَتى احْتمل بِعَسَل نقي الرَّحِم والكرفس البستاني والبرى والمقدوني كُله يدر الطمث.
برز الكرفس الجبلى قوى فِي احدار الطمث وَقَالَ: الكمادربوس قوى هُوَ حقيق بادرار الطمث مَتى احْتمل وَشرب وطبيخ الكرنب يدر الطمث مَتى احْتمل أَو شرب والكاشم وبزره يدران الطمث. وعصارة الكرنب مَتى خلطت بدقيق الشيلم أدرت الطمث. ج وَقَالَ د: جَمِيع اصناف الكراث النبطي يدر الطمث وكراث الْكِرَام قوى فِي ذَلِك.
وَقَالَ د: قشور أصل الْكبر وثمرته يدران الطمث. ج ود:
أصل شَجَرَة اللوز المر إِذا طبخ نعما وأنعم سحقه وَاحْتمل أدر الطمث. د: لبن الْخَيل يدر الطمث المحتبس من أجل الْحَرَارَة. الف ج ابْن ماسويه: أصل ابنانوبطس مَتى شرب بالجندبادستر ... ... ... ... ... ... ... ... ... الْأَحْمَر وَمَتى جلس فِي طبيخ شَجَرَة المر أدر الطمث. ج: أصل المر منى ... ... تدر الطمث مَتى شرب. ج: الاستحمام بِالْمَاءِ الْحَار يعين على ادرار الطمث.
روفس: النمام يدر الطمث. بولس: النانخة تدر الطمث. ورق المرزنجوش الْيَابِس يدر الطمث مَتى احْتمل. د: المر مَعَ مَاء الترمس والسذاب يحْتَمل فيدر الطمث مَتى تدخن(3/218)
بالنانخة مَعَ زرنيق نقت الرَّحِم. اساسا دَوَاء مَعْرُوف قوى فِي إدرار الطمث. السندروس مَتى شرب بِمَاء الْعَسَل أدر الطمث. أصل السوسن يدر الطمث. وَقَالَ: الإيرسا مَتى شرب بشراب أدر الطمث. ج: السكبينج يسقى بِمَاء الْعَسَل فيدر الطمث. د: ساساليوس أَصله وبزره يحدران الطمث والاقريطشى قوى فِي ذَلِك. د وَج:
السذاب يدر الطمث ابْن ماسويه: طبيخ الفاشرا مَتى جلس فِيهِ نقى الرَّحِم والفراسيون يدر الطمث. د: عصارة بخور مرم وَأَصله يدران الطمث شرب أَو احْتمل. د: أَن أَصله أَضْعَف من عصارته على أَنه قوى فِي ادرار الطمث جدا شرب أَو احْتمل. ج: فوة الصَّبْغ تدر الطمث مَتى احتملت.
ورق الفودنج مَتى احْتمل أدر الطمث الفودنج يدر الطمث ادرارا قَوِيا شرب أَو احْتمل من أَسْفَل الصعتر يدر الطمث.
ابْن ماسويه: الصدف مَتى سحق بِلَحْمِهِ وَاحْتمل أدر الطمث. ج ود: الْقسْط يدر الطمث وَقَالا: قصب الذريرة مَتى شرب أَو احْتمل أدر الطمث. ج قَالَ: يدْخل فِي الكمادات المدرة للبول والطمث ينفع نفعا عَظِيما. ج: طبيخ القيصوم أَو ورقه إِذا شرب يَابسا نفع من احتباس الطمث. د: دهن القيصوم يدر الطمث وَقَالَ: الزفت ان شرب بالجندبادستر وَالْخمر أدر الطمث. ج: وَقَالَ: عصارة قثاء الْحمار تدل الطمث مَتى احتملت. ج: أصل القنطوريون الصَّغِير وطبيخه مَتى احْتمل أحدر الْجَنِين. والقنة إِذا احتملت أدرت الطمث. طبيخ الراسن يدر الطمث والرازيانج يدر الطمث. ج ود يَقُولَانِ: ثَمَرَة السوسن اذا شربت مسحوقه بفلفل أدرت الطمث والسلجم يدر الطمث.
ابْن ماسويه: عصارة الشقايق مَتى احتملت ادرت الطمث. د وَج: الشونيز مَتى أدمن شربه أدر الطمث. د: السونيز يحدر الطمث المحتبس الغليظ لغلظ الأخلاط وبردها لبن التِّين مَتى د:
دَقِيق الترمس مَتى خلط بالمر وَالْعَسَل وَاحْتمل أدر الطمث. وَقَالَ: دَقِيق الترمس يخلط بالحاشا وَالْعَسَل وَيحْتَمل فيدر الطمث وَإِذا احْتمل مَعَ الجندبادرستر وَالْعَسَل والمر أدر الطمث. ج: الرازيانج مَتى خلط بالفرزج وَاحْتمل أدر الطمث. د: وطيخ الثوم مَتى جلس فِيهِ أدر الطمث وَيفْعل ذَلِك مَتى تدخن بِهِ. الثوم الْبري يدر الطمث. ج: الغاريقون مَتى أَخذ مِنْهُ ثَلَاث أبولسات أدر الطمث. د: طبيخ الخيرى الْأَصْفَر مَتى جلس فِيهِ أدر الطمث وَمَتى شرب من بزره الف ج ... ... ... . . طبيخ زهرَة الخيرى من أَنْفَع الْأَشْيَاء كلهَا فِي ادرار الطمث مَتى شرب مِنْهُ مثقالان أَو احْتمل ... ... ... ... . ج: طبيخ الخطمى ينقى فضول النّفاس مَتى جلس فِيهِ الْخمر البرى يدر الطمث. الخربق الْأَبْيَض يدر الطمث بِقُوَّة مَتى احْتمل. وَكَذَلِكَ الْأسود: وأصل الْخُنْثَى يدر الطمث.(3/219)
ابْن ماسويه: الْأَدْوِيَة المنقية للرحم المدرة للطمث: الدارصينيي المر الصعتر الْبري أصل القنطوريون الدَّقِيق الجوشير حب الفنجنكشت اللوز المر قشور الْكبر فوة الصَّبْغ الكمافيطوس المحروث بالزوفا الْيَابِس عصارة قئاء الْحمار خربق أسود علك الأنباط أشنة بخور مَرْيَم يطافلن كمون نبطى نمام راس أنجرة قطران حلبة بازرد مرزنجوش مَاء الكراث مَاء البصل حرف بابلى هَذِه الْأَدْوِيَة جَمِيعًا مَتى شرب مِنْهَا دِرْهَمَانِ بعد دقها ونخلها بِمَاء الكراث النبطي أَو بِمَاء الأفسنتين اَوْ بِمَاء الترمس الترمس أَو بِمَاء المشكطرامسير أَو بِمَاء الكراث يُؤْخَذ من أَيهَا كَانَ أوقيتان من المَاء ادد الطمث وَمَتى احْتمل فعل ذَلِك وَكَذَلِكَ يفعل السذاب وماؤه والشبث وماؤه.
مَاء الصعتر البرى وَمَاء الجندبادستر وَمَاء الحاشا مَتى شرب من هَذِه الْمِيَاه من كل وَاحِد أوقيتان فعل مَا وصفناه والحندبادرستر يُؤْخَذ مِنْهُ دِرْهَم وبرز الكرفس والقاقلة الْكِبَار وَحب البلسان وَحب الفاوانيا والقنة تفعل ذَلِك. الايرسا شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء الْعَسَل مِقْدَار ثَلَاث أَوَاقٍ والفوة والسعد والأسارون وقشور السليخة الدارصينى والمر والميعة جَمِيعًا والأفسنتين والحبق إِذا شرب مِنْهُ جَمِيع هَذِه دِرْهَمَانِ بِمَاء فوة الصَّبْغ ومقل الْيَهُود والجوشير)
والدوقو والساساليوس والقطران مَتى احْتمل مَعَ جندبادستر والفراسيون والمشكطرامشير مَتى شرب مِنْهُ دِرْهَمَانِ بِمَاء الفودنج النَّهْرِي أَو بِمَاء السذاب المعصور قدر أوقيتين. اسحاق: مَتى احْتبسَ الطمث وَأَرَدْت ادراره فافصد قبل وقته بِثَلَاثَة أَيَّام أَو أَرْبَعَة الصَّافِن ثمَّ احجم احدى السَّاقَيْن واحجم فِي الْيَوْم الثَّانِي الْأُخْرَى ولطف الْغذَاء فِي ذَلِك الْوَقْت وَقَبله باسبوع فاذا استفرغت الدَّم من أَسْفَل سقيت جندبادستر مَعَ فودنج نهري إِذا لم تكن حرارة وَلَا تعرض لَهَا حمى مَتى كَانَت حرارة.
وَمِمَّا يعْمل ذَلِك عملا حسنا وَهُوَ دون مَا ذكرنَا فِي الْحر. الفودنج النَّهْرِي مَتى طبخ بِمَاء الْعَسَل وَسَقَى طبيخه وجفف ونثر عَلَيْهِ وَشرب أَو احْتمل أَجود مَا يكون مَا يحْتَمل بعقب الْحمام وأقواه فِي ذَلِك الْوَقْت وَأقوى من ذَلِك المشكطرامشير والأبهل مَتى اخذت على هَذِه الصّفة وايارج فيقرا نَافِع فِي ذَلِك والحاشا وقشور أصل الْكبر والسليخة والرازيانج والبطراس اليون وكزبرة الْبِئْر والحماما.
دَوَاء يدر الْحيض الْمُنْقَطع من برد: حلتيت كرسنة نصف جوشير ربع دارصيني دانق أصُول السوسن أشق دانقان يجمع الْجَمِيع ويسقى بِمَاء قد طبخ فِيهِ درهما أسارون مِقْدَار أَربع أَوَاقٍ ويغلى حَتَّى يبْقى أُوقِيَّة فانه بَالغ جيد وكمد الْوَجْه بالفوتنج الجبلى والايرسا والسعد والأنيسون الف ج يطْبخ بِالْمَاءِ وتنطل بِهِ الرَّحِم حارا ويتحمل ثجير بعد أَن ... د ... ... ... ... ... ... ثَوْر دِرْهَم دِرْهَم ترمس ثَلَاثَة دَرَاهِم ورق دِرْهَم وقطف شَحم حنظل سكيبنج دِرْهَمَانِ وَنصف ... . يعجن بقطران وَيحْتَمل فان هَذَا ينزل الطمث الْمُمْتَنع أَو بدهن(3/220)
الناردين.
اخرى: عاقرقرحا ميويزج مشكطرامشير يعجن بقطران وَيحْتَمل فانه ينزله أُخْرَى: عاقرقرحا ميوزيج مشكطرامشير قردمانا حب بِلِسَان خَرْدَل جندبادستر أسارون قشر أصل التوت جوشير لبنى بصل النرجس يجْتَمع وَيحْتَمل.
من الْجَامِع يدر الطمث المحتبس من أجل غلظ الدَّم: جندبادستر فلفل أَبيض مثله فودنج جبلى مشكطرامشير من كل وَاحِد خَمْسَة فراسيون أَرْبَعَة يسقى من جَمِيعهَا زنة دِرْهَمَيْنِ بِمَاء فاتر قد طبخ فِيهِ لوبيا أَحْمَر خَمْسَة دَرَاهِم مَاء عذب رَطْل يطْبخ حَتَّى يصير ربع رَطْل وَيشْرب على الرِّيق بعد فصد الصَّافِن من الرجل الْيُمْنَى.)
من الْكَمَال والتمام يدر الْحيض وينقى الرَّحِم: مشكطرامشير خَمْسَة دَرَاهِم فراسيون أَرْبَعَة عاقرقرحا ثَلَاثَة فوة الصَّبْغ سبعه جعدة أَرْبَعَة سذاب يَابِس سِتَّة وَج ثَلَاثَة وَنصف فَقَالَ اذخر عود بِلِسَان قسط كمادريوس أسارون.
وسقوريدوس: نانخة فلفل أسود فلفل أَبيض ثَلَاثَة ثَلَاثَة. بزر الكرفس ثَمَرَة الفنجنكشت بزر الرازيانج أنيسون من كل وَاحِد أَرْبَعَة. لوبيا أَحْمَر عشرَة: يطْبخ فِي خَمْسَة ارطال مَاء حَتَّى فرزجة قَوِيَّة جدا فِي إدرار الطمث: أشنان فَارسي عاقرقرحا شونيز وسذاب رطب وفربيون بالسواء: ينعم دقه ويخلط ويعتن بالقنة وَيجْعَل فِي جَوف صوفة مغموسة فِي الزنبق وتوضع فِي دَاخل الرَّحِم. ج فِي حِيلَة الْبُرْء: مَتى أردنَا أَن ندر الطمث فكثيرا مَا نصْنَع المحاجم على الْعَانَة والحالبين.
الْعِلَل والأعراض: الطمث يحتبس إِمَّا لِأَن الرَّحِم قد غلب عَلَيْهَا مزاج وَإِمَّا لِأَن الرَّحِم فِي خلقتها ملززة أَو عروقها ضيقَة.
وَقد يعرض لَهَا أَيْضا من كَثْرَة اللَّحْم والشحم. أَو من سدد تضيق أَفْوَاه عروقها أَو تحتبس بِسَبَب غلظ الدَّم أَو قلته وقلته تكون من تَدْبِير لطيف أَو رياضة وَغلظ الْأَطْعِمَة الْبَارِدَة: ويحتبس أَيْضا من أجل حركته إِذا كَانَ فِي مَكَان آخر مثل المقعدة والصدر وَنَحْو ذَلِك. الْيَهُودِيّ قَالَ: قد يعرض من احتباس الطمث أورام أَو دبيلة فِي الرَّحِم يضيق مِنْهَا النَّفس وَيحدث من أَجله الصداع والوسواس وترهل واستقساء إِذا أفرط. ج فِي الفصد: من كَانَت عروقها ضيقَة من النِّسَاء سَمِينَة فالحجامة على السَّاق لادرار الطمث خير لَهَا من الفصد لِأَنَّهُ لضيق عروقها لَا يخرج مِنْهَا بالفصد مَا يحْتَاج إِلَيْهِ وبالضد. قَالَ: إِذا أردْت أَن تدر الطمث فافصد قبل الْوَقْت الَّتِي يتَوَقَّع فِيهِ الطمث بِثَلَاثَة أَيَّام فافصد الصَّافِن واحجم الكعب وَأخرج دَمًا صَالحا ولطف التَّدْبِير فاذا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّانِي فافصد الرجل الف ج ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... ...
الأغذية والأدوية الملطفة وَقد يدر الطمث ... ... ... ... . . طبيخ(3/221)
الفودنج إِذا طبخ بِمَاء الْعَسَل وَشرب ذَلِك المَاء. أَو نثر مسحوقا على مَاء الْعَسَل وَأفضل أَوْقَات شرب هَذَا الدَّوَاء بعد الْخُرُوج من الْحمام وَأقوى من هَذِه الأبهل والمشكطرامشير يستعملان على مَا تقدم والايارج)
الَّذِي فِيهِ مائية دِرْهَم من الصَّبْر وبحسبه الأفاوية وَأفضل مَا يكون مَتى خلط مَعَه الدارصيني وَاسْتعْمل هَذَا الدَّوَاء مَعَ هَذِه اذا احتجت إِلَيْهِ مَعَ الفصد.
من سموم ج: الأشنان الْفَارِسِي نصف دِرْهَم مِنْهُ ينزل الْحيض ويحرك الْبَوْل.
ابيذيما: يعرض من احتباس الطمث للنِّسَاء سعال وصرع وفالج وأمراض امتلائية رَدِيئَة كلهَا وَلَيْسَ بِكَثِير فِيهِنَّ الدَّم بل يفْسد أَيْضا لِأَن الَّذِي يسْرع مِنْهُنَّ دم رَدِيء. قَالَ: اذا عرض للْمَرْأَة حمرَة الْوَجْه وَحمى وقلق ونافض وأعيا الْجِسْم كُله ووجع فِي قَعْر الْعين وَثقل فِي الرَّأْس فانه ينزل حَيْضهَا وخاصة أَن كَانَ وَقت نزُول طمثها وَرُبمَا عفن وَقَالَ: الطمث إِذا تغير نظامه فِي الزَّمن فانه من شَأْنه أَيْضا أَن يُغير كميته حَتَّى يكون أقل أَو أَكثر وأجود مَا يكون اللَّازِم لنظامه الْجَارِي بِحَسب الْجِسْم الَّذِي يجرى. الْمَرْأَة الَّتِي يجرى طمثها مائيا مَتى احْتبسَ عرض لَهَا أورام بلغمية وترهل وَتَكون بَيْضَاء زعراء جدا.
ابيذيما قَالَ: امْرَأَة كَانَ بهَا هزال وَاخْتِلَاف سوء وارتفع طمثها من غير حَبل فتهيب الْأَطِبَّاء فصدها وَلما نظرت رَأَيْت عروقها حارة مَمْلُوءَة دَمًا كمدا ففصدتها فَكَانَ دَمهَا أسود كالزفت الذائب فاستكثرت من استفراغه ثَلَاثَة أَيَّام فبرئت وعادت إِلَى حَالهَا وَذهب أَيْضا هزالها وَمِنْهَا ذكر امْرأ غَابَ عَنْهَا زَوجهَا زَمنا طَويلا فاحتبس طمثها فَلم ينحدر ونبتت لَهَا لحية وَعَاشَتْ مُدَّة يسيرَة ثمَّ مَاتَت.
الْفُصُول: إِذا انْقَطع الطمث فالرعاف مَحْمُود إِذا كَانَ طمث الْمَرْأَة متغير اللَّوْن يَأْتِي فِي غير وقته دَائِما فان بدنهَا يحْتَاج إِلَى تنقية وَيجب أَن ينظر إِلَى لون الدَّم فتجعل التنقية من ذَلِك الْخَلْط فان مَكَان غليظا لَيْسَ شَدِيد السوَاد بل لزجا بلغميا فنقه من البلغم وَإِن كَانَ مائيا فَمن البلغم الرطب أَيْضا. وَإِن كَانَ أصفر رَقِيقا فَمن الصَّفْرَاء وَإِن كَانَ أسود غليظا فَمن السَّوْدَاء إِذا كَانَت الْمَرْأَة لَهَا لبن ولسيست بوالدة وَلَا بهَا حَبل فان طمثها قد انْقَطع.
قَالَ الفلغموني أَو السرطان الطبيعيات: مَتى دخنت الْمَرْأَة بالحنظل حَاضَت من ساعتها.
من كتاب ميسوسن فِي القوابل: الْمَرْأَة لأجل جساوة رَحمهَا الزمها السّكُون والدعة ولين بدنهَا بالدهن وَالْحمام والأطعمة الرّطبَة وَشرب المَاء وشيافات محدرة للطمث وَالَّتِي لَا تحيض من أجل الشَّحْم فجفف بدنهَا بِأَكْل الْخبز الْيَابِس فَقَط والدلك بالنطرون فِي الْحمام والزفت وَنَحْوه.(3/222)