[2876] وَهُوَ لَا يَأْمَن ان يسْبق أَي لَا يعلم انه سَابق الْبَتَّةَ فَلَيْسَ بقمار وَمن ادخل فرسا بَين فرسين وَقد أَمن ان يسْبق أَي علم وَعرف ان هَذَا الْفرس سَابق غير مَسْبُوق فَهُوَ قمار ثمَّ ان كَانَ المَال من جِهَة وَاحِدَة من عرض النَّاس أَو من جِهَة أحد المسابقين فَقَط فَجَائِز وَلَا يجوز ان كَانَ من كل مِنْهُمَا الا بِمُحَلل ان سبق الْمُحَلّل اخذ السبقين وان سبق فَلَا شَيْء عَلَيْهِ وبالمحلل يخرج عَن الْقمَار لِأَنَّهُ كَون الرجل مترددا بَين الْغرم وَالْغنم وَذَا يَنْفِي بالمحلل ثمَّ إِذا جَاءَ الْمُحَلّل اولا ثمَّ المستبقان مَعًا أَو مُرَتبا أَخذ السَّابِق سبقة وَاحِدَة وان جَاءَ الْمُحَلّل واحدهما مَعًا ثمَّ جَاءَ الثَّانِي اخذ السابقان كَذَا فِي الطَّيِّبِيّ قَوْله يمْتَحن أَي يختبرن من المحنة محنة اختبره كامتحنه وَالِاسْم المحنة بِالْكَسْرِ كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)
[2877] فَكَانَ يُرْسل الى ضمرت الخ الاضمار والتضمير ان يقلل عَلفهَا مُدَّة وَتدْخل بَيْتا كنينا وتجلل فِيهِ لتعرق ويجف عرقها فيجف لَحمهَا وتقوى على الجري من الحفياء الى ثنية الْوَدَاع قَالَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة بَين ثنية الْوَدَاع والحفياء خَمْسَة أَمْيَال أَو سِتَّة وَقَالَ مُوسَى بن عقبَة سِتَّة أَو سَبْعَة وَأما ثنية الْوَدَاع فَهِيَ عِنْد الْمَدِينَة سميت بذلك لِأَن الْخَارِج من الْمَدِينَة يمشي مَعَه المودعون إِلَيْهَا النَّوَوِيّ
قَوْله
[2878] الا فِي خف أَو حافر وَزَاد التِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد أَو نصل فِي النِّهَايَة السَّبق بِفَتْح بَاء مَا يَجْعَل من المَال وَهنا على الْمُسَابقَة وبالسكون مصدر سبقت وَصَحَّ الْفَتْح وَالْمعْنَى لَا يحل اخذ المَال الْمُسَابقَة الا فِي هَذِه الثَّلَاثَة وَهِي الْإِبِل وَالْخَيْل والسهام وَقد الْحق بهَا الْفُقَهَاء مَا كَانَ بمعناها قَالَ الطَّيِّبِيّ وَيدخل فِي مَعْنَاهَا البغال وَالْحمير والفيل لِأَنَّهَا اغنى من الْإِبِل فِي الْقِتَال واليه ذهب جمَاعَة لِأَنَّهُ عدَّة لِلْقِتَالِ انْتهى
قَوْله
[2880] كَانَ ينْهَى ان يُسَافر بِالْقُرْآنِ الخ فِيهِ النَّهْي عَن المسافرة بالمصحف الى ارْض الْكفَّار لِلْعِلَّةِ الْمَذْكُورَة فِي الحَدِيث وَهُوَ خوف ان ينالوه فينتهكوا حرمته فَإِن امنت هَذِه الْعلَّة بَان يدْخل فِي جَيش الْمُسلمين الظَّاهِر عَلَيْهِم فَلَا كَرَاهَة وَلَا منع عَنهُ حِينَئِذٍ لعدم الْعلَّة هَذَا هُوَ الصَّحِيح وَبِه قَالَ أَبُو حنيفَة وَالْبُخَارِيّ وَآخَرُونَ وَقَالَ مَالك وَجَمَاعَة من أَصْحَابنَا بِالنَّهْي مُطلقًا (نووي)
قَوْله
[2886] عَن بن عَبَّاس عَن الْفضل أَو أَحدهمَا عَن الاخر أَي اما روى عبد الله بن عَبَّاس عَن الْفضل بن عَبَّاس وَهُوَ اخوه الْأَكْبَر وَإِنَّمَا يُطلق بن عَبَّاس على عبد الله فَقَط للشهرة وَأما روى أحد الآخرين عَن الاخر وَفِي هَذِه الصُّورَة لَا يدرى الرِّوَايَة من الْمَرْوِيّ عَنهُ (إنْجَاح)
قَوْله وَلَو قلت نعم لَو جبت فَفِيهِ دَلِيل للْمَذْهَب الصَّحِيح انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يجْتَهد فِي الاحكام وَلَا يشْتَرط فِي حكمه ان يكون بِوَحْي وَقيل يشْتَرط وَهَذَا الْقَائِل يُجيب عَن هَذَا الحَدِيث بِأَنَّهُ لَعَلَّه اوحى اليه ذَلِك واجمعت الْأمة على ان الْحَج لَا يجب فِي الْعُمر الا مرّة وَاحِدَة بِأَصْل الشَّرْع وَقد تجب زِيَادَة بِالنذرِ وَكَذَا إِذا أَرَادَ دُخُول الْحرم لحَاجَة لَا تكَرر كزيارة تِجَارَة (نووي)
قَوْله
[2887] تابعوا بَين الْحَج وَالْعمْرَة أَي إِذا اعتمرتم فحجوا وَإِذا حججتم فاعتمروا (إنْجَاح)
قَوْله الْعمرَة الى الْعمرَة كَفَّارَة مَا بَينهمَا هَذَا ظَاهر فِي فَضِيلَة الْعمرَة وانها مكفرة الْخَطَايَا الو بَين العمرتين وَالْمرَاد بالخطايا الصَّغَائِر لِأَن الْكَبَائِر كَمَا قَالَ القَاضِي انما يكفر بِالتَّوْبَةِ أَو رَحْمَة الله وفضله وَهُوَ مَذْهَب أهل السّنة وَاحْتج بَعضهم فِي نصْرَة مَذْهَب الشَّافِعِي وَالْجُمْهُور فِي اسْتِحْبَاب تكْرَار الْعمرَة فِي السّنة الْوَاحِدَة مرَارًا وَقَالَ مَالك وَأكْثر أَصْحَابه يكره ان يعْتَمر فِي السّنة أَكثر من عمْرَة قَالَ القَاضِي وَقَالَ اخرون لَا يعْتَمر فِي شهر أَكثر من عمْرَة وَاعْلَم ان جَمِيع السّنة وَقت الْعمرَة فَتَصِح فِي كل وَقت مِنْهَا الا فِي حق من هُوَ متلبس بِالْحَجِّ فَلَا يَصح اعتماره حَتَّى يفرغ من الْحَج وَلَا تكره الْعمرَة عندنَا لغير الْحَاج فِي يَوْم عَرَفَة والاضحى والتشريق وَسَائِر السّنة وَبِهَذَا قَالَ مَالك وَأحمد وجماهير الْعلمَاء وَقَالَ أَبُو حنيفَة يكره فِي خَمْسَة أَيَّام يَوْم عَرَفَة والنحر وَأَيَّام التَّشْرِيق وَقَالَ أَبُو يُوسُف تكره فِي أَرْبَعَة أَيَّام وَهِي عَرَفَة والتشريق وَاخْتلف الْعلمَاء فِي وجوب الْعمرَة فمذهب الشَّافِعِي وَالْجُمْهُور انها وَاجِبَة وَمِمَّنْ قَالَ بِهِ عَمْرو بن عمر وَابْن عَبَّاس وَالثَّوْري وَأحمد وَإِسْحَاق وَقَالَ مَالك وَأَبُو حنيفَة وَأَبُو ثَوْر هِيَ سنة وَلَيْسَت بواجبة وَحكى أَيْضا عَن النَّخعِيّ قَوْله
[2888] وَالْحج المبرور لَيْسَ لَهُ جَزَاء الا الْجنَّة الْأَصَح الْأَشْهر ان المبرور هُوَ الَّذِي لَا يخالطه اثم مَأْخُوذ من الْبر وَهُوَ الطَّاعَة وَقيل هُوَ المقبول وَمن عَلامَة الْقبُول ان يرجع خيرا مِمَّا كَانَ وَلَا يُعَاد والمعاصي وَقيل هُوَ الَّذِي لَا رِيَاء فِيهِ وَقيل الَّذِي لَا يتعقبه مَعْصِيّة وهما داخلان فِيمَا قبلهمَا وَمعنى لَيْسَ لَهُ جَزَاء الا الْجنَّة انه لَا يقْتَصر لصَاحبه من الْجَزَاء على تَكْفِير بعض ذنُوبه بل لَا بُد أَن يدْخل الْجنَّة (نووي)
قَوْله
[2889] فَلم يرْفث الخ قَالَ القَاضِي الرَّفَث اسْم للفحش من القَوْل وَقيل هُوَ الْجِمَاع وَقيل هُوَ التَّصْرِيح بِذكر الْجِمَاع قَالَ الْأَزْهَرِي هِيَ كلمة جَامِعَة لكل مَا يُريدهُ الرجل من الْمَرْأَة وَكَانَ بن عَبَّاس يَخُصُّهُ بِمَا خُوطِبَ بِهِ النِّسَاء قَالَ وَمعنى كَيَوْم وَلدته أمه أَي بِغَيْر ذَنْب اما الفسوق فالمعصية انْتهى
قَوْله على رَحل رث الرث بتَشْديد الْمُثَلَّثَة الْبَالِي أَي لَا على الْمحمل تواضعا لبيت الله والقطيفة رثار لَهُ خمل كَذَا فِي الْقَامُوس أَي كَانَ لِبَاسه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قطيفة لَا أَدْرِي تقوم بأَرْبعَة دَرَاهِم أَو أقل من ذَلِك أَو المُرَاد غطاء الرجل (إنْجَاح)
قَوْله(1/207)
[2891] جوَار بِضَم الْجِيم وبهمزة من جَار كمنع جارا وجورا رفع صَوته بِالدُّعَاءِ وتضرع واستغاث كَذَا فِي الْقَامُوس قَوْله ثنية هرشا أَو لفت هرشي كسكرى ثنية قرب الْجحْفَة ولفت بِالْكَسْرِ ثنية جبل قديد بَين الْحَرَمَيْنِ وَيفتح كَذَا فِي الْقَامُوس قَوْله وخطام نَاقَته خلبة بِالضَّمِّ وبضمتين فِي اخره بَاء مُوَحدَة الليف الْحَبل الصلب وَالرَّقِيق مِنْهُ كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)
[2892] الْحَاج والعمار الخ الْحَاج هُوَ وَاحِد الْحجَّاج وَقد يُطلق على الْجَمَاعَة مجَازًا والوفد من يقصدون الْأُمَرَاء قَوْله ان دَعْوَة اجابهم المعني ظَاهر وَفِي بعض النّسخ دعاهم فاجابوه أَي دعاهم الله تَعَالَى بقوله إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام واذن فِي النَّاس بِالْحَجِّ يأتوك رجَالًا وعَلى كل ضامر يَأْتِين من كل فج عميق فَدَعَاهُمْ إِبْرَاهِيم على جبل أبي القبيس فَأَجَابُوهُ وهم فِي اصلاب آبَائِهِم (إنْجَاح)
قَوْله
[2894] وَقَالَ يَا أخي مُصَغرًا مُضَافا الى يَاء الْمُتَكَلّم وَفِيه ان الْفَاضِل يطْلب الدُّعَاء من الْمَفْضُول وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد فَقَالَ كلمة مَا يسرني ان بهَا الدُّنْيَا إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[2896] التفل بمثناة فوقية وَلَام الَّذِي قد ترك اسْتِعْمَال الطّيب من التفل والرائحة الكريهة وَقَوله العج هُوَ رفع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ وَقَوله الثج هِيَ الْمُثَلَّثَة سيلان دِمَاء الْهَدْي والاضاحي مِصْبَاح الزجاجة
قَوْله
[2898] لَا تُسَافِر الْمَرْأَة سفر ثَلَاثَة أَيَّام الخ وَفِي الرِّوَايَة الْآتِيَة عَن أبي هُرَيْرَة مسيرَة يَوْم وَاحِد وعَلى تَقْدِير لَيْسَ المُرَاد التَّحْدِيد بل كل مَا يُسمى سفرا نهى المراة ان تُسَافِر فِيهِ بِغَيْر محرم وَلم يثبت عِنْد الْمُحدثين من الشَّارِع للسَّفر واحكامه حد معِين بل يشْتَمل كل مَسَافَة قَصِيرَة وطويلة والوارد فِي الْأَحَادِيث السّفر مُطلقًا وَقد كَانَ الْأَسْفَار الَّتِي قصر فِيهَا النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاة مُتَفَاوِتَة بَعْضهَا قريبَة وَبَعضهَا بعيدَة بِالْجُمْلَةِ لم يجد كَحُرْمَةِ مسافرة الْمَرْأَة بِغَيْر محرم حد معِين وَقد وَقع فِي رِوَايَة بن عَبَّاس السّفر مُطلقًا من غير ذكر حد معِين وَنقل الطَّيِّبِيّ عَن القَاضِي عِيَاض انه قَالَ اتّفق الْعلمَاء على انه لَيْسَ لَهَا ان تخرج فِي غير الْحَج وَالْعمْرَة الا مَعَ ذِي محرم الا الْهِجْرَة من دَار الْحَرْب لِأَن اقامتها فِي دَار الْكفْر حرَام إِذا لم تستطع إِظْهَار الدّين وَسَوَاء فِي ذَلِك الشَّابَّة والكبيرة وَلَو كَانَت مَعَ نسْوَة ثِقَات يجوز وَلَو وجدت امْرَأَة وَاحِدَة ثِقَة لَا وَالْمحرم من حرم عَلَيْهِ نِكَاحه على التَّأْبِيد فَلَا يجوز السّفر مَعَ أُخْت الْمَرْأَة وعمتها مثلا مَعَ زَوجهَا لمعات مَعَ تَغْيِير يسير
قَوْله
[2900] اكتتبت بِلَفْظ الْمَاضِي الْمَجْهُول الْمُتَكَلّم من الاكتتاب افتعال من الْكتب وَالْكِتَابَة أَي كتب واثبت أَمْسَى فِيمَن يخرج الى غَزْوَة يُقَال اكتتب الرجل إِذا كتب اسْمه فِي ديوَان السُّلْطَان استفتى فِي ان يخرج الى الْغَزْو أَو الى الْحَج مَعَ امْرَأَته فافتاه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَن يحجّ مَعَ امْرَأَته لِأَن الْغَزْو يقوم غَيره فِيهِ مقَامه بِخِلَاف الْحَج مَعهَا وَلم يكن لَهَا محرم غَيره لمعات
قَوْله
[2903] ثمَّ حج عَن شبْرمَة بِضَم الشين وَالرَّاء وَسُكُون الْمُوَحدَة بَينهمَا ثمَّ حج بِلَفْظ الْأَمر يدل بِظَاهِرِهِ على ان النِّيَابَة إِنَّمَا يجوز بعد أَدَاء فرض الْحَج واليه ذهب جمَاعَة من الْأَئِمَّة وَالشَّافِعِيّ وَأحمد مِنْهُم وَذهب اخرون الى انه يجوز بِدُونِهِ وَهُوَ مَذْهَبنَا وَمذهب مَالك لمعات
قَوْله
[2904] فَإِن لم تزِدْه خير الخ أَي اللَّائِق بشأنك ان تبر بأبيك وتحج عَنهُ فَإِن لم تستطع زِيَادَة الْخَيْر وَالْإِحْسَان اليه من الصَّدَقَة وَالْحج وأعمال الْبر لم تزِدْه شَرّ السب أَبِيك كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الاخر ان من أكبر الْكَبَائِر ان يسب الرجل أَبَاهُ قَالُوا وَكَيف يسب الرجل أَبَاهُ يَا رَسُول الله قَالَ يسب أَبَا الرجل فيسب أَبَاهُ ويسب أم الرجل فيسب أمه إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[2906] وَلَا الظعن قَالَ فِي الْمجمع هُوَ بِفَتْح ظاء وَسُكُون عين وحركتها الرَّاحِلَة أَي لَا يقوى على السّير وَلَا على الرّكُوب من كبر السن وَقَوله حج عَن أَبِيك قَالَ مُحَمَّد فِي الْمُوَطَّأ وَبِهَذَا نَأْخُذ لَا بَأْس بِالْحَجِّ عَن الْمَيِّت وَعَن الْمَرْأَة وَالرجل إِذا بلغا من الْكبر مَالا يستطيعان ان يحجا وَهُوَ قَول أبي حنيفَة والعامة من فقهائنا انْتهى وَفِي در الْمُخْتَار حج الْفَرْض يقبل النِّيَابَة عِنْد الْعَجز فَقَط لَكِن بِشَرْط دوَام الْعَجز الى الْمَوْت لِأَنَّهُ فرض الْعُمر حَتَّى يلْزم الْإِعَادَة بِزَوَال الْعذر وبشرط نِيَّة الْحَج عَنهُ أَي عَن الْأَمر فَيَقُول احرمت عَن فلَان ولبيت عَن فلَان وَلَو نسي اسْمه فَنوى عَن الْأَمر صَحَّ وتكفي نِيَّة الْقلب هَذَا أَي اشْتِرَاط دوَام الْعَجز الى الْمَوْت إِذا كَانَ الْعَجز كالحبس وَالْمَرَض يُرْجَى زَوَاله وان لم يكن كَذَلِك كالعمى والزمانة سقط الْفَرْض بِحَجّ الْغَيْر عَنهُ فَلَا اعادة مُطلقًا سَوَاء اسْتمرّ ذَلِك الْعذر بِهِ أم لَا وَلَو حج وَهُوَ صَحِيح ثمَّ عجز وَاسْتمرّ لم يجزه لفقد الشَّرْط انْتهى
قَوْله(1/208)
[2907] ان أبي شيخ قد افند أَي ضعف وَعجز وخرف كَمَا فِي قصَّة يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام اني لَا أجد ريح يُوسُف لَوْلَا ان تفندون أَي تسفهوني بِالْكبرِ قَالَ فِي الْمجمع أصل الفند الْكَذِب وافند تكلم بالفند ثمَّ قَالُوا للشَّيْخ إِذا هرم قد افند لِأَنَّهُ لَا يتَكَلَّم بالمخرف من الْكَلَام عَن سنَن الصِّحَّة وافنده الْكبر إِذا اوقعه فِي الفند وافند كثر كَلَامه من الخرف (إنْجَاح)
[2908] الا مُعْتَرضًا أَي مُتبعا ومشوقا عَلَيْهِ والاعتراض الْمَنْع وَالْأَصْل فِيهِ ان الطَّرِيق إِذا اعْترض فِيهِ بِنَاء أَو غَيره يمْنَع السابلة عَن سلوكه يُقَال اعْترض أَي صَار كالخشبة المعترضة فِي النَّهر إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[2909] افاحج عَنهُ الْفَاء الدَّاخِلَة عَلَيْهَا الْهمزَة معطوفة على مَحْذُوف أَي ايصح مني ان اكون نائبة فاحج عَنهُ وَفِيه دَلِيل على ان حج الْمَرْأَة عَن الرجل يجوز وَزعم الْبَعْض انه لَا يجوز لِأَن الْمَرْأَة تلبس فِي الْإِحْرَام مَالا يلْبسهُ الرجل وَفِيه دَلِيل على ان الْحَج عَن الْغَيْر عِنْد عَجزه فِي الْفَرْض يجوز إِذا استوعب الْعَجز الى الْمَوْت وَفِي النَّفْل يجوز عِنْد الْقُدْرَة أَيْضا طيبي ولمعات
قَوْله
[2911] بِالشَّجَرَةِ أَي بِذِي الحليفة فَإِنَّهُ كَانَ بهَا شَجَرَة فَسمى بِتِلْكَ (إنْجَاح)
قَوْله
[2912] لَا تَطوف بِالْبَيْتِ وَذَلِكَ لاشْتِرَاط الطَّهَارَة فِي الطّواف كَمَا عِنْد الْأَئِمَّة أَو لجل حُرْمَة دُخُول الْمَسْجِد كَمَا هُوَ مَذْهَبنَا وَاشْتِرَاط الطَّهَارَة فِي الطّواف عِنْد الْأَئِمَّة بِحَدِيث رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَن بن عَبَّاس ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الطّواف حول الْبَيْت مثل الصَّلَاة الحَدِيث لَكِن لَا يخفى انه لَيْسَ المُرَاد حَقِيقَتهَا لِأَن طَهَارَة الثَّوْب واستقبال الْقبْلَة وَالْقِرَاءَة وَسَائِر الْأَركان لَيْسَ بمعتبر لَكِن الطَّهَارَة أفضل عندنَا لمعات
قَوْله
[2913] وتستثفر قَالَ فِي النِّهَايَة فِي معنى الاستثفار هُوَ ان تشد فرجهَا بِخرقَة عريضة بعد ان تحتشي قطنا وتوثق طرفيها فِي شَيْء تشده على وَسطهَا فتمنع بذلك سيل الدَّم انْتهى
قَوْله
[2914] يهل أهل الْمَدِينَة الاهلال رفع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ عِنْد الدُّخُول فِي الْإِحْرَام ذكره السُّيُوطِيّ قَوْله
[2915] من ذِي الحليفة بِالتَّصْغِيرِ وَهُوَ مَوضِع قريب الْمَدِينَة اشْتهر الان ببير على قَوْله وَأهل الشَّام أَي إِذا وردوا من غير طَرِيق الْمَدِينَة وَكَذَا أهل الْمصر من الْجحْفَة بِضَم الْجِيم وَسُكُون الْحَاء وَهُوَ الْمُسَمّى برابغ قَوْله وَأهل نجد وَكَذَا أهل الطَّائِف وَمن حَولهمْ من أهل الْمشرق من قرن بِفَتْح الْقَاف فَسُكُون موضح مشمهور عِنْد أَهله كَذَا ذكره على الْقَارِي فِي شرح الْمُوَطَّأ وَفِي الْمجمع وَيُسمى قرن الْمنَازل وَقرن الثعالب وَفِي الْمرقاة ذِي الحليفة مَوضِع على فرسخين من الْمَدِينَة والجحفة مَوضِع بَين مَكَّة وَالْمَدينَة من الْجَانِب الشَّامي يُحَاذِي ذَا الحليفة وَقرن الْمنَازل بِسُكُون الرَّاء جبل مدور املس كَأَنَّهُ بَيْضَة ويلملم بِفَتْح الْيَاء واللامين وَيُقَال الملم جبل من تهَامَة على لَيْلَتَيْنِ من مَكَّة
قَوْله من ذَات عرق هِيَ مَوضِع من شَرْقي مَكَّة بَينهمَا مرحلتان يوازي قرن نجد سمى بذلك لِأَن هُنَاكَ عرقا وَهُوَ الْجَبَل الصَّغِير وَهِي والعقيق متقاربان لَكِن العقيق قبيل ذَات عرق وَفِي صِحَة الْحَدِيثين مقَال وَالأَصَح عِنْد الْجُمْهُور ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا بَين لأهل الْمشرق ميقاتا وَإِنَّمَا حد ثمَّ عمر حِين فتح الْعرَاق وَقَالَ الشَّافِعِي يَنْبَغِي ان يحرم من العقيق احْتِيَاطًا وجمعا بَين الْحَدِيثين طيبي مُخْتَصرا
قَوْله اللَّهُمَّ اقبل بقلوبهم أَي اقبل بقلوب أهل الْمشرق الى دينك فَإِن الْفِتَن من هَهُنَا كَمَا جَاءَ فِي الْأَحَادِيث وَالله أعلم
قَوْله
[2916] فِي الغرز الغرز للابل كالركاب للْفرس وَفِي الْقَامُوس هُوَ ركاب من جلد (إنْجَاح)
قَوْله أهل من عِنْد مَسْجِد ذِي الحليفة وَبِه أَخذ الشَّافِعِي وَعِنْدنَا يُلَبِّي بعد الصَّلَاة وَهُوَ قَول مَالك قَالَ فِي الْهِدَايَة ثمَّ يُلَبِّي عقيب صلَاته لما روى ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبّى فِي دبر صلَاته فَإِن لبّى بعد مَا اسْتَوَت بِهِ رَاحِلَته جَازَ وَلَكِن الْأَفْضَل مَا روينَا وَالْمَشْهُور فِي مَذْهَب أَحْمد بعد الصَّلَاة وَالْمجَاز عِنْد بعض اصحابه عِنْد الاسْتوَاء وروى سعيد بن جُبَير قَالَ قلت لعبد الله بن عَبَّاس يَا بن عَبَّاس عجبت لاخْتِلَاف أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اهلال رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ اني لَا اعْلَم النَّاس بذلك أهل بِالْحَجِّ حِين فرغ من ركعتيه فَسمع ذَلِك فِيهِ أَقوام فَحفِظت عَنهُ ثمَّ ركب فَلَمَّا استعلت بِهِ نَاقَته أهل فَقَالُوا إِنَّمَا أهل حِين استعلت بِهِ نَاقَته ثمَّ مضى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا علا على شرف الْبَيْدَاء أهل وَأدْركَ ذَلِك مِنْهُ أَقوام فَقَالُوا إِنَّمَا هَل حِين علا من الْبَيْدَاء وَايْم الله لقد أوجب فِي مُصَلَّاهُ وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَبِمَا ذكر يحصل بِهِ التَّوْفِيق بَين الرِّوَايَات لمعات
قَوْله
[2917] اني عِنْد ثفنات الخ قَالَ فِي الْقَامُوس الثفنة بِكَسْر الْفَاء من الْبَعِير الرّكْبَة وَمَا مس الأَرْض من كركرته وَسعد اناته وأصول افخاذه ومنك الرّكْبَة ومجتمع السَّاق والفخذ وَمن الْخَيل موصل الفخذين فِي السَّاقَيْن من باطنهما انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[2918] تلقفت من لقف كسمع لقفا ولقفانا محركة تنَاول بِسُرْعَة كَذَا فِي الْقَامُوس فَمَعْنَاه تناولت وتعلمت بِسُرْعَة مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إنْجَاح)
قَوْله لبيْك لبيْك خُلَاصَة مَعْنَاهُ اجبتك إِجَابَة بعد إِجَابَة وكرره للتَّأْكِيد أَو أَحدهمَا فِي الدُّنْيَا والاخر فِي الْأُخْرَى أَو لبيْك ظَاهر ولبيك بَاطِنا قَوْله وَسَعْديك أَي اساعد طَاعَتك بعد مساعدة فِي خدمتك شرح مؤطا
قَوْله(1/209)
[2923] فَلْيَرْفَعُوا أَصْوَاتهم بِالتَّلْبِيَةِ قَالَ الشَّافِعِي التَّلْبِيَة سنة وَلَيْسَت بِشَرْط لصِحَّة الْحَج وَلَا وَاجِبَة وَلَو تَركهَا لَا يلْزمه دم وَلَكِن فَاتَتْهُ الْفَضِيلَة وَقَالَ بعض أَصْحَابنَا أَي الشَّافِعِيَّة هِيَ وَاجِبَة يجْبر بِالدَّمِ وَقَالَ بَعضهم هِيَ شَرط لصِحَّة الْإِحْرَام وَقَالَ مَالك لَيست بواجبة وَمن تَركهَا لزمَه دم قَالَ الشَّافِعِي وَمَالك ينْعَقد الْحَج بِالنِّيَّةِ بِالْقَلْبِ من غير لفظ وَقَالَ أَبُو حنيفَة لَا ينْعَقد الا بانضمام التَّلْبِيَة أَو سوق الْهدى الى النِّيَّة كَذَا فِي الطَّيِّبِيّ
بَاب الظلال للْمحرمِ أَي الدَّوَام على التَّلْبِيَة وَذكر الله وَالْإِقَامَة عَلَيْهِ للْمحرمِ كَمَا قَالَ صَاحب الْقَامُوس مَكَان ظَلِيل أَي ذُو ظلّ أَو دائمة والظلة الْإِقَامَة انْتهى فَإِن الدَّائِم والمقيم على الشَّيْء كَأَنَّهُ ألْقى ظله عَلَيْهِ إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[2925] يُضحي الله يَوْمه يُلَبِّي أَي يظل سَائِر الْيَوْم ملبيا من قَوْلهم اضحى يفعل كَذَا صَار فَاعله فِي الضحوة أوفى الضُّحَى والضحوة وَقت ارْتِفَاع النَّهَار وَالضُّحَى فويقه كَذَا فِي الْقَامُوس فَإِن اضحى وظل من الْأَفْعَال النَّاقِصَة لاقتران مَضْمُون الْجُمْلَة بوقتيهما وَقَوله حَتَّى تغيب الشَّمْس أَي يصير ويدوم ملبيا من وَقت ارتفاعها الى غيبوبتها أَي لبّى من أول الْيَوْم الى اخره الاغابت الشَّمْس بذنوبه وَهِي كِنَايَة عَن تعلق مغْفرَة الْبَارِي تَعَالَى عِنْد مَجِيء اللَّيْل (إنْجَاح)
قَوْله
[2926] طيبت رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاحرامه الخ وَفِيه دلَالَة على اسْتِحْبَاب الطّيب عِنْد إِرَادَة الْإِحْرَام وانه لَا بَأْس باستدامته بعد الْإِحْرَام وَإِنَّمَا يحرم ابتداؤه فِي الْإِحْرَام وَبِه قَالَ خلائق من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وجماهير الْمُحدثين وَالْفُقَهَاء مِنْهُم سعد بن أبي وَقاص وَابْن عَبَّاس وَابْن الزبير وَمُعَاوِيَة وَعَائِشَة وَأم حَبِيبَة ووأبو حنيفَة وَالثَّوْري وَأَبُو يُوسُف وَأحمد وَدَاوُد وَغَيرهم وَقَالَ اخرون بِمَنْعه مِنْهُم الزُّهْرِيّ وَمَالك وَمُحَمّد بن الْحسن وَحكى أَيْضا عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ قَالَ القَاضِي وَتَأَول هَؤُلَاءِ حَدِيث عَائِشَة هَذَا على انه تطيب ثمَّ اغْتسل بعده فَذهب الطّيب قبل الْإِحْرَام وَيُؤَيّد هَذَا قَوْلهَا فِي رِوَايَة مُسلم طيبت رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْد احرامه ثمَّ طَاف على نِسَائِهِ ثمَّ أصبح محرما فَظَاهر انه إِنَّمَا تطيب لمباشرة نِسَائِهِ ثمَّ زَالَ بِالْغسْلِ بعده لَا سِيمَا وَقد نقل انه كَانَ يتَطَهَّر من كل وَاحِدَة قبل الْأُخْرَى وَلَا يبْقى مَعَ ذَلِك وَقَوْلها كَأَنِّي انْظُر الى وبيص الطّيب الخ المُرَاد بِهِ اثره لَا جرمه هَذَا كَلَام القَاضِي وَلَا يُوَافق عَلَيْهِ بل الصَّوَاب مَا قَالَه الْجُمْهُور ان التَّطَيُّب مُسْتَحبّ للاحرام لقولها طيبته لاحرامه وَهَذَا ظَاهر فِي ان الطّيب للاحرام لَا للنِّسَاء ويعضده قَوْلهَا كَأَنِّي انْظُر الى وبيص الطّيب والتأويل الَّذِي قَالَه القَاضِي غير مَقْبُول لمُخَالفَته الظَّاهِر وَأما قَوْله
[2926] ولحله قبل ان يفِيض فَفِيهِ دلَالَة الاستباحة الطّيب بعد رمي جَمْرَة الْعقبَة والمحلق وَقبل الطّواف وَهَذَا مَذْهَب الشَّافِعِي وَأبي حنيفَة وَالْعُلَمَاء كَافَّة الا مَالِكًا فكرهه قبل طواف الافاضة وَهُوَ محجوج بِهَذَا الحَدِيث (نووي)
قَوْله لَا يلبس القمص الخ إِنَّمَا أجَاب بَعْدَمَا لَا يجوز لبسه مَعَ ان السوال فِي الظَّاهِر كَانَ عَمَّا يجوز لبسه لِأَنَّهُ الْمَقْصُود وَمَا يتَعَلَّق ببيانه الْغَرَض بل غَرَض السَّائِل أَيْضا هَذَا الْمَعْنى وان كَانَ عِبَارَته فِي السوال عَمَّا يجوز لبسه وَذَلِكَ ظَاهر وَالْمرَاد يلبس الْقَمِيص والسراويل مثلا لبسهما على وَجه مُتَعَارَف فيهمَا وَيُقَال انه لبسهما فَلَو ألْقى على الْبدن كالرداء لم يلْزم شَيْء والبرانس جمع الْبُرْنُس بِضَم الْبَاء وَالنُّون وَسُكُون الرَّاء بَينهمَا ويفسر بقلنسوة طَوِيلَة وَهَذَا التَّفْسِير قَاصِر وَقيل هُوَ كل ثوب رَأسه مِنْهُ يلتزق وراعة أَو جُبَّة أَو ممطر أَو هُوَ ثوب مَشْهُور يجلب من بِلَاد الشَّام يلبس فِي الْمَطَر يستر سَائِر الْبدن مَعَ الرَّأْس والعنق حَاصِل الحَدِيث انه يحرم على الرجل الْمحرم لبس الْمخيط والمطيب وَستر الرَّأْس وَالدَّلِيل على اخْتِصَاص الحكم بِالرِّجَالِ مَا ورد فِي إباحتها للنِّسَاء لمعات
قَوْله
[2929] قليلبس سَرَاوِيل الا ان يفقد أَي ازارا يَعْنِي وَلَكِن وَقت فقدان الْإِزَار فَهَذَا كالتفسير لقَوْله
[2931] من لم يجد ازارا فَإِن مَالهمَا وَاحِد (إنْجَاح)
قَوْله
التوقي فِي الْإِحْرَام عَمَّا لَا يحل لَهُ فِيهِ قَوْله
[2933] وَكَانَت زاملتنا وزاملة أبي بكر وَاحِدَة الزاملة هِيَ الَّتِي يحمل عَلَيْهَا من الْإِبِل وَغَيرهَا فَمَعْنَاه كَانَ الْإِبِل المركوبة لي وَلأبي بكر وَاحِدَة مَعَ غُلَامه وَفِي بعض النّسخ زمالتنا وزمالة أبي بكر قَالَ فِي الْمجمع أَي مركوبهما واداتهما وَمَا كَانَ مَعَهُمَا من أَدَاة السّفر انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[2932] فطأطأه حَتَّى بَدَأَ الى رَأسه طأطأ الثَّوْب أَي خفضه فَمَعْنَاه خفض الثَّوْب وابرز رَأسه لكَي يرى المستفتي حَاله وَكَيْفِيَّة غسله (إنْجَاح)
قَوْله(1/210)
[2936] أَو سعدي بنت عَوْف هِيَ امْرَأَة طَلْحَة بن عبيد الله أحد الْعشْرَة المبشرة لَهَا صُحْبَة كَذَا ذكر الْحَافِظ بن حجر فِي التَّقْرِيب لَكِن قَالَ سعدى بنت المرية وَأما بن الْأَثِير سَاق هَذَا الحَدِيث فِي أَسد الغابة بِعَيْنِه وَقَالَ غير مَنْسُوب وَذكر سعدى بنت عمر والمرية نَاقِلا عَن أبي عمر وَنقل عَن بن مندة وَأبي نعيم سعدى بنت عَوْف بن خَارِجَة بن سِنَان وَهِي امْرَأَة طَلْحَة بن عبيد الله أم يحيى بن طَلْحَة وَمَا ذكر هَذَا الحَدِيث فِي رِوَايَتهَا وَأَسْمَاء بنت أبي بكر هِيَ زَوْجَة الزبير بن الْعَوام فَهِيَ جدة أبي بكر من جَانب الْأَب وَأما سعدى فلعلها كَانَت جدته من قبل الْأُم وضباعة بنت عبد الْمطلب الصَّحِيح انها بنت الزبير بن عبد الْمطلب فَهِيَ بنت عَم النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا يَسْتَقِيم على هَذَا قَول النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا عمتاه لِأَنَّهَا لَيست عمته بل بنت عَمه وَفِي حَدِيث الصَّحِيحَيْنِ ضباعة بنت الزبير قَالَ النَّوَوِيّ وَهِي بنت عَم النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأما قَول صَاحب الْوَسِيط هِيَ ضباعة الأسْلَمِيَّة فغلط فَاحش إنْجَاح الْحَاجة لمولانا الْمُحدث الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي غفر لَهُ فاحرمي واشترطي الخ قَالَ النَّوَوِيّ فَفِيهِ دلَالَة لمن قَالَ يجوز ان يشْتَرط الْحَاج والمعتمر فِي احرامه انه ان مرض تحلل وَهُوَ قَول عمر بن الْخطاب وَعلي وَابْن مَسْعُود وَآخَرين من الصَّحَابَة وجماية من التَّابِعين وَأحمد وَإِسْحَاق وَأبي ثَوْر وَهُوَ الصَّحِيح من مَذْهَب الشَّافِعِي وحجتهم هَذَا الحَدِيث الصَّحِيح الصَّرِيح وَقَالَ أَبُو حنيفَة وَمَالك وَبَعض التَّابِعين لَا يَصح الِاشْتِرَاط وحملوا الحَدِيث على انه قَضِيَّة عين وَأَنه مَخْصُوص بضباعة وَأَشَارَ القَاضِي الى تَضْعِيف الحَدِيث فَإِنَّهُ قَالَ قَالَ الْأصيلِيّ لَا يثبت فِي الِاشْتِرَاط إِسْنَاد صَحِيح قَالَ قَالَ النَّسَائِيّ لَا أعلم سَنَده عَن الزُّهْرِيّ غير معمر وَهَذَا الَّذِي عرض بِهِ القَاضِي وَقَالَ الْأصيلِيّ تَضْعِيف الحَدِيث غلط فَاحش جدا نبهت عَلَيْهِ لِئَلَّا يغتر بِهِ لِأَن هَذَا الحَدِيث مَشْهُور فِي صَحِيح البُخَارِيّ وَمُسلم وَسنَن أبي دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَسَائِر الْكتب الحَدِيث الْمُعْتَمد من طرق مُتعَدِّدَة بأسانيد كَثِيرَة عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة وَفِيمَا ذكره مُسلم من تنويع طرقه ابلغ كِفَايَة وَفِي هَذَا الحَدِيث دَلِيل على ان الْمَرَض لَا يُبِيح التَّحَلُّل إِذا لم يكن اشْتِرَاطه فِي حَال الْإِحْرَام انْتهى
قَوْله
[2942] وَهل ترك لنا عقيل منزلا فعقيل هَذَا هُوَ بن أبي طَالب وَكَانَ تسلط على تَرِكَة أبي طَالب لِأَنَّهُ اسْلَمْ بعد على وجعفر وهما هَاجر الى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَقِي عقيل وطالب فِي مَكَّة والطالب لم يثبت إِسْلَامه وَكَانَا ورثا أَبَا طَالب لانهما كَانَا وَقت وَفَاتَ أبي طَالب كَافِرين وَعلي وجعفر قد أسلما وهاجرا وَالْمُسلم لَا يَرث الْكَافِر (إنْجَاح)
قَوْله نخيف بني كنَانَة وَيُسمى المحصب أَيْضا وَيُسمى بشعب أبي طَالب أَيْضا وقصتها مَا ذكر بن حجر فِي شرح الهمزية ان قُريْشًا لما رَأَتْ عزة النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اجْمَعُوا على ان يقتلوه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبلغ ذَلِك أَبَا طَالب فَأتوا اليه بعمارة بن الْوَلِيد أعز فتي فيهم ليأخذه بدل بن أَخِيه فَأبى وَجمع بني هَاشم وَبني الْمطلب فادخلوا رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شِعْبهمْ ومنعوه مِمَّن أَرَادوا قَتله وأجابوه لذَلِك حَتَّى كفاهم حمية على عَادَة الْجَاهِلِيَّة فَلَمَّا رَأَتْ قُرَيْش ذَلِك اجْتَمعُوا وائتمروا ان يكتبوا كتابا يتعاقدون ان لَا ينكحوهم وَلَا يبايعو عَنْهُم حَتَّى يسلمُوا رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِم وَكَتَبُوا ذَلِك فِي صحيفَة بِخَط بَعضهم فشلت يَدَاهُ وعلقوا الصَّحِيفَة فِي جَوف الْكَعْبَة وَكَانَ ذَلِك هِلَال الْمحرم سنة سبع من النُّبُوَّة فَدخل بَنو هَاشم وَبَنُو الْمطلب مَعَ أبي طَالب الا أَبَا لَهب لَعنه الله واقاموا على ذَلِك سنتَيْن أَو ثَلَاثًا حَتَّى جهدوا وَكَانَ لَا يصل إِلَيْهِم شَيْء الا يسير فشق ذَلِك الْأَمر على بعض قُرَيْش فأرادوا نقض المعاهدة وشق الصَّحِيفَة وَكَانَ رَأْسهمْ هِشَام بن الْحَارِث وَتَبعهُ زُهَيْر بن عَاتِكَة ومطعم وَزُهَيْر بن أُميَّة وَأَبُو البخْترِي وَزَمعَة واجتمعوا بالحجون وَقَالَ زُهَيْر يَا أهل مَكَّة انا نَأْكُل الطَّعَام ونلبس الثِّيَاب وَبَنُو هَاشم فِيمَا ترَوْنَ وَالله لَا اقعد حَتَّى تشق هَذِه الصَّحِيفَة الظالمة القاطعة فتعرض لَهُ أَبُو جهل لَعنه الله فَالْحَاصِل ان الْمطعم قَامَ الى الصَّحِيفَة يشقها فَوجدَ الأَرْض وَهِي دويدة تَأْكُل الْخشب قد اكلتها الا بِاسْمِك اللَّهُمَّ وَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبر أَبَا طَالب ان الارضة أكل الصَّحِيفَة الا اسْم الله تَعَالَى فَقَالَ اربك أخْبرك قَالَ نعم فَأخْبرهُم أَبُو طَالب وَقَالَ اتركوها فَإِن صدق فَانْتَهوا عَن قطيعتنا والا دَفعته اليكم فنظروها فَإِذا هِيَ كَمَا قَالَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا مُخْتَصر مَا ذكره بن حجر إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[2943] رَأَيْت الاصيلع عمر بن الْخطاب هُوَ تَصْغِير الاصلع وَهُوَ من حسر مقدم رَأسه من الشّعْر لنُقْصَان مَادَّة الشّعْر فِي تِلْكَ الْبقْعَة وَكَانَ عمر رَضِي الله عَنهُ كَذَلِك والتصغير للشفقة والمحبة والاستلام افتعال من السَّلَام بِمَعْنى التَّحِيَّة وَأهل الْيمن يسمونه الرُّكْن الْأسود الْمحيا أَي ان النَّاس يحيونه بِالسَّلَامِ وَقيل من السَّلَام بِالْكَسْرِ وَهِي الْحِجَارَة واحدتها سَلمَة بِكَسْر اللَّام اسْتَلم الْحجر إِذا لمسه أَو تنَاوله كَذَا فِي الْمجمع فالاستلام مس بِالْيَدِ فَقَط والتقبيل بالفم أَو مس الْيَد وتقبيلها (إنْجَاح)
قَوْله إِنَّك حجر الخ إِنَّمَا قَالَ ذَلِك لِئَلَّا يغتر بعض قريب الْعَهْد بِالْإِسْلَامِ الَّذين قد ألفوا عبَادَة الْأَحْجَار وتعظيمها ورجاء نَفعهَا وَخَوف الضَّرَر بالتقصير فِي تعظيمها فخاف ان يرَاهُ بَعضهم يقبله فيفتتن بِهِ فَبين انه لَا ينفع وَلَا يضر وان كَانَ امْتِثَال مَا شرع فِيهِ ينفع بِاعْتِبَار الْجَزَاء وَالثَّوَاب وليسمع فِي الْمَوْسِم وفيشتهر فِي الْبلدَانِ الْمُخْتَلفَة وَفِيه الْحَث على الِاقْتِدَاء برَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تقبيله وَنبهَ على انه لَوْلَا الِاقْتِدَاء لما فعلته طيبي
قَوْله
[2946] الاركن الْأسود وَالَّذِي يَلِيهِ وَهُوَ الْمُسَمّى بالركن الْيَمَانِيّ وَكَانَت الى جِهَة مسَاكِن الجمحيين وَكَذَا جَاءَ عَن بن عمر رَضِي رَوَاهُ الشَّيْخَانِ وَبِه قَالَ الْجُمْهُور وَهُوَ مَذْهَب امامنا أبي حنيفَة (إنْجَاح)
قَوْله
[2947] بمحجن بِيَدِهِ المحجن بِكَسْر الْمِيم عَصا معوجة الرَّأْس وَقَوله فَوجدَ فِيهَا حمامة عيدَان الْحَمَامَة طَائِر مَعْرُوف قد صَنَعُوا صورها من عيدَان ووضعوها فِي الْكَعْبَة والعيدان بِالْفَتْح الطوَال من النّخل واحدتها بهاء وَكَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)
قَوْله
[2949] مَعْرُوف بن خَرَّبُوذ بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالرَّاء الْمُشَدّدَة وَضم الْبَاء الْمُوَحدَة مُحدث لغَوِيّ مكي كَذَا فِي الْقَامُوس إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله(1/211)
[2952] يَقُول فيمَ الرملان الخ أَي أَي حَاجَة الان الى الرمل لِأَن مشروعيته كَانَت لإِظْهَار الجلادة وَالْقُوَّة حِين قَالَت قُرَيْش قد جَاءَكُم قوم وهنتهم حمى يثرب والحين قد اطأ الله أَي قوى الله الْإِسْلَام ثمَّ اعتذر بقوله وَايْم الله وأيم حرف الْقسم أَي احْلِف بِاللَّه مَا نَدع شَيْئا قد استنه رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِن فَضِيلَة اتِّبَاعه انفع من كل نفع والرملان بِالتَّحْرِيكِ مصدر قَالَ فِي الْقَامُوس رمل فلَانا رملا ورملانا محركتين ومرملا هرول انْتهى وَقيل تَثْنِيَة رمل وَالْمرَاد بهما الرمل فِي الطّواف وَالسَّعْي بَين الميلين الاخضرين (إنْجَاح)
[2953] حَتَّى إِذا بلغُوا الرُّكْن الْيَمَانِيّ مَشوا الخ هَذَا مُخَالف لرِوَايَة مُسلم عَن جَابر ثمَّ مَشى عَن يَمِينه فَرمَلَ ثَلَاثًا وَمَشى أَرْبعا وَلما فِي رِوَايَة الصَّحِيحَيْنِ سعى ثَلَاثَة اطواف وَمَشى أَرْبَعَة وَهُوَ الْمَذْهَب عندنَا وَيُمكن ان يكون المُرَاد بِالْمَشْيِ من الرُّكْن قلَّة الرمل والهرولة بِنِسْبَة السَّابِق بِسَبَب الزحمة بَين الرُّكْنَيْنِ كَمَا هُوَ الْمشَاهد فِي زَمَاننَا (إنْجَاح)
قَوْله
[2954] طَاف مضطبعا قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ ان يَأْخُذ الْإِزَار وَالْبرد فَيجْعَل وَسطه تَحت إبطه الْأَيْمن ويلقي طَرفَيْهِ على كتفه الْأَيْسَر من جهتي صره وظهره وسمى بِهِ لابداء الضبعين وَيُقَال للابط الضبع للمجاورة انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ وَقيل انما فعله إِظْهَارًا للتشجع كالرمل فِي الطّواف
قَوْله
[2955] وَلَوْلَا ان قَوْمك حَدِيث عهد بِكفْر الخ أَرَادَ قرب عَهدهم بالْكفْر وَالْخُرُوج مِنْهُ الى الْإِسْلَام وَإنَّهُ لم يتَمَكَّن الدّين فِي قُلُوبهم فَلَو هدمت رُبمَا انفروا مِنْهُ وَقَوله لنظرت هَل اغيره وَفِي مُسلم لنقضت الْكَعْبَة ولجعلتها على أساس إِبْرَاهِيم قَالَ النَّوَوِيّ وَفِي هَذَا الحَدِيث دَلِيل الْقَوَاعِد من الاحكام مِنْهَا إِذا تَعَارَضَت الْمصَالح أَو تَعَارَضَت مصلحَة ومفسدة وَتعذر الْجمع بَين فعل الْمصلحَة وَترك الْمفْسدَة بُدِئَ بالاهم لِأَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخبر أَن نقض الْكَعْبَة وردهَا الى مَا كَانَت عَلَيْهِ من قَوَاعِد إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام مصلحَة وَلَكِن تعارضه مفْسدَة أعظم مِنْهُ وَهِي خوف الْفِتْنَة لبَعض من أسلم قَرِيبا وَذَلِكَ لما كَانُوا يعتقدونه من فضل الْكَعْبَة فيرون تغيرها عَظِيما فَتَركهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمِنْهَا فكر ولي الْأَمر فِي مصَالح رَعيته واجتنابه مَا يخَاف مِنْهُ تولد ضَرَر يلهيهم فِي دين أَو دنيا الا الْأُمُور الشَّرْعِيَّة كأخذ الزَّكَاة وَإِقَامَة الْحُدُود وَنَحْو ذَلِك وَمِنْهَا تألف قُلُوب الرّعية وان لَا ينفروا وَلَا يتَعَرَّض الا يخَاف تنفيرهم بِسَبَبِهِ مَا لم يكن فَهِيَ ترك أَمر شَرْعِي قَالَ الْعلمَاء بنى الْبَيْت خمس مَرَّات بنته الْمَلَائِكَة ثمَّ إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام ثمَّ قُرَيْش فِي الْجَاهِلِيَّة وَحضر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْبناء وَله خمس وَثَلَاثُونَ سنة وَقيل خمس وَعِشْرُونَ وَفِيه سقط على الأَرْض حِين رفع إزَاره ثمَّ بناه بن الزبير ثمَّ الْحجَّاج بن يُوسُف وَاسْتمرّ الى الان على بِنَاء الْحجَّاج وَقيل بنى مرَّتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ أَو ثَلَاثًا قَالَ الْعلمَاء وَلَا يُغير عَن هَذَا الْبناء وَقد ذكرُوا ان هَارُون الرشيد سَأَلَ مَالك بن أنس عَن هدمها وردهَا الى بِنَاء بن الزبير للاحاديث الْمَذْكُورَة فِي الْبَاب فَقَالَ مَالك نشدتك الله يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ ان تجْعَل هَذَا الْبَيْت لعبة للملوك لَا يشار أحدا لَا نقضه وبناه فتذهب هيبته من صُدُور النَّاس انْتهى
قَوْله
[2957] وَمن طَاف فَتكلم أَي بِتِلْكَ الْكَلِمَات وَهُوَ فِي حَالَة الطّواف وَإِنَّمَا كرر من طَاف ليناط بِهِ غير مَا نيط بِهِ اولا وليبرز الْمَعْنى الْمَعْقُول فِي صُورَة الْمشَاهد المحسوس كَذَا قَالَ الطَّيِّبِيّ وَيُمكن ان يكون مَعْنَاهُ تكلم بِكَلَام النَّاس دون مَا ذكر من التَّسْبِيح وَغَيره مُقَابلا لقَوْله وَلَا يتَكَلَّم الا بسبحان الله أَي لَا يتَكَلَّم بِغَيْر ذكر الله فَيكون مُقَابِله أَي يتَكَلَّم بِغَيْر ذكره مَعَ ذَلِك يكون لَهُ ثَوَاب لكنه يكون كالخائض فِي الرَّحْمَة برجليه وأسفل بدنه لكَونه عَالما دَعَاهَا وَلَا يبلغ الرَّحْمَة الى أَعْلَاهُ لكَونه بِغَيْر ذكر الله وَإِذا لم يتَكَلَّم الا بِذكر الله يسْتَغْرق فِي بَحر الرَّحْمَة من قدمه الى رَأسه وَمن أَسْفَله الى أَعْلَاهُ هَكَذَا يختلج فِي الْقلب معنى الحَدِيث وَالله أعلم لمعات
قَوْله كخائض المَاء برجليه إِنَّمَا شبهه بخائض المَاء برجليه لعدم النَّفْع التَّام بِهَذَا الطّواف فَإِن من خَاضَ المَاء بِرجلِهِ لَا بِكُل جسده لَا يحصل لَهُ التطهر وَلَا التبرد وَلَا ينقى من الدنس فَكَذَلِك هَذَا (إنْجَاح)
قَوْله
[2858] قَالَ بن ماجة هَذَا بِمَكَّة خَاصَّة أَي الصَّلَاة بِغَيْر الستْرَة مَخْصُوصَة بِمَكَّة والا فالمرور بَين يَدي الْمُصَلِّي حرَام وان قَامَ الْمُصَلِّي فِي ممر النَّاس فالوزر عَلَيْهِ وَخص الْفُقَهَاء من الْمصلى الى مَوضِع النّظر فِي الصَّحرَاء وَالْمَسْجِد الْكَبِير وَأما فِي الْبَيْت وَالْمَسْجِد الصَّغِير فَلَا يحل الْمُرُور من بَين يَدَيْهِ مُطلقًا (إنْجَاح)
قَوْله
[2859] هَكَذَا قَرَأَهَا وَاتَّخذُوا بِكَسْر الْخَاء أَي بِكَسْر الْخَاء بِصِيغَة الْأَمر وهما قراءتان وَالثَّانيَِة بِفَتْح الْخَاء بِصِيغَة الْمَاضِي إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله(1/212)
بَاب الْمُلْتَزم هُوَ مَا بَين الْحجر الْأسود وَالْبَاب من جِدَار بَيت الله تَعَالَى سمي بذلك لِكَثْرَة الْتِزَام النَّاس ذَلِك الْمَكَان ومعانقتهم إِيَّاه وَهُوَ نَحْو أَربع خطوَات وَمن الاماكنة المعدودة لقبُول الدُّعَاء إنْجَاح الْحَاجة للشَّيْخ الْمُحدث مَوْلَانَا عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي هُوَ بِكَسْر الرَّاء مَوضِع من مَكَّة بِعشْرَة أَمْيَال فِيهِ قبر مَيْمُونَة زوج النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقد اتّفق التَّزَوُّج وَالْبناء بهَا وموتها فِي هَذَا الْموضع
[2964] ان رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افرد الْحَج قَالَ الشَّيْخ ولي الله الْمُحدث الدهلوي فِي المسوى شرح المؤطا التَّحْقِيق فِي هَذِه المسئلة ان الصَّحَابَة لم يَخْتَلِفُوا فِي حِكَايَة مَا شاهدوه من أَفعَال النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من انه احرم من ذِي الحليفة وَطَاف أول مَا قدم وسعى بَين الصَّفَا والمروة ثمَّ خرج يَوْم التَّرويَة الى منى ثمَّ وقف بِعَرَفَات ثمَّ بَات بِمُزْدَلِفَة ووقف بالمشعر الْحَرَام ثمَّ رَجَعَ الى منى وَرمى وَنحر وَحلق ثمَّ طَاف طواف الزِّيَارَة ثمَّ رمى الْجمار فِي الْأَيَّام الثَّلَاثَة وَإِنَّمَا اخْتلفُوا فِي التَّعْبِير عَمَّا فعل بِاجْتِهَاد وآرائهم فَقَالَ بَعضهم كَانَ ذَلِك حجا مُفردا وَكَانَ الطّواف الأول للقدوم وَالسَّعْي لاجل الْحَج وَكَانَ بَقَاؤُهُ على الْإِحْرَام لِأَنَّهُ قصد الْحَج وَقَالَ بَعضهم كَانَ تمتعا يَسُوق الْهدى وَكَانَ الطّواف الأول للْعُمْرَة كَأَنَّهُمْ سموا طواف الْقدوم وَالسَّعْي بعده عمْرَة وان كَانَ لِلْحَجِّ وَقَالَ بَعضهم كَانَ ذَلِك قُرْآنًا وَالْقُرْآن لَا يحْتَاج الى طوافين وسعيين وَهَذَا الِاخْتِلَاف سَبيله سَبِيل الِاخْتِلَاف فِي الاجتهاديات اما انه سعى تَارَة أُخْرَى بعد طواف الزِّيَارَة فَإِنَّهُ لم يثبت فِي الرِّوَايَات الْمَشْهُورَة بل ثَبت عَن جَابر انه لم يسع بعده انْتهى
قَوْله
[2965] ان رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افرد الْحَج أعلم ان أَحَادِيث هَذِه الْأَبْوَاب متظاهرة على جَوَاز افراد الْحَج عَن الْعمرَة وَجَوَاز التَّمَتُّع وَالْقرَان وَقد اجْمَعْ الْعلمَاء على جَوَاز الْأَنْوَاع الثَّلَاثَة والافراد ان يحرم بِالْحَجِّ فِي اشهره يفرغ مِنْهُ ثمَّ يعْتَمر والتمتع ان يحرم بِالْعُمْرَةِ فِي اشهر الْحَج ويفرغ مِنْهَا ثمَّ يحجّ من عَامه وَالْقرَان ان يحرم بهما جَمِيعًا وَكَذَا لَو أحرم بِالْعُمْرَةِ ثمَّ احرم بِالْحَجِّ قبل طوافها صَحَّ وَصَارَ قَارنا فَإِن قيل كَيفَ وَقع اخْتِلَاف الصَّحَابَة فِي صفة حجَّته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِي حجَّة وَاحِدَة وكواحد مِنْهُم يخبر عَن مُشَاهدَة فِي قصَّة وَاحِدَة قَالَ القَاضِي قد أَكثر النَّاس الْكَلَام على هَذِه الْأَحَادِيث فَمن مطيل مكثر وَمن مقتصر مُخْتَصر وأوسعهم فِي ذَلِك نفسا أَبُو جَعْفَر الطَّحَاوِيّ الْحَنَفِيّ فَإِنَّهُ تكلم فِي ذَلِك فِي زِيَادَة على الف ورقة وَتكلم مَعَه فِي ذَلِك أَيْضا أَبُو جَعْفَر الطَّبَرِيّ ثمَّ الْحَافِظ بن عبد الْبر وَغَيره وَأولى مَا يُقَال فِي هَذَا على مَا فحصناه من كَلَامهم واشبه بمساق الْأَحَادِيث ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَاحَ للنَّاس فعل هَذِه الْأَنْوَاع الثَّلَاثَة ليدل على جَوَاز جَمِيعهَا وَلَو أَمر بِوَاحِد لَكَانَ غَيره يظنّ انه لَا يُجزئ فأضيف الْجَمِيع اليه وَأخْبر كل وَاحِد بِمَا أمره بِهِ وَنسبه الى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِمَّا لأَمره بِهِ وَإِمَّا لتأويله عَلَيْهِ وَإِمَّا احرامه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَفسِهِ فَأخذ بالأفضل فَأحْرم مُفردا لِلْحَجِّ وَبِه تظاهرت الرِّوَايَات الصَّحِيحَة وَأما الرِّوَايَات بِأَنَّهُ كَانَ مُتَمَتِّعا فمعناها أَمر بِهِ وَأما الرِّوَايَات بِأَنَّهُ كَانَ قَارنا فإخبار عَن حَالَته الثَّانِيَة لَا عَن ابْتِدَاء احرامه بل أَخْبَار عَن حَاله حِين أَمر اصحابه بالتحلل من حجهم وَقَلبه الى عمْرَة لمُخَالفَة الْجَاهِلِيَّة الا من كَانَ مَعَه هدى وَكَانَ هُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمن مَعَه هدى فِي آخر احرامهم قارنين يَعْنِي انهم ادخُلُوا الْعمرَة على الْحَج وَفعل ذَلِك مواساة لأَصْحَابه وتأنيسا لَهُم فِي فعلهَا فِي أشهر الْحَج لكَونهَا كَانَت مُنكرَة عِنْدهم فِي أشهر الْحَج وَلم يُمكنهُ التَّحَلُّل مَعَهم بِسَبَب الْمهْدي وَقَالَ الْخطابِيّ قد أنعم الشَّافِعِي بِبَيَان هَذَا فِي كِتَابه اخْتِلَاف الحَدِيث فالوجيز الْمُخْتَصر من جَوَامِع مَا قَالَ ان مَعْلُوما فِي لُغَة الْعَرَب جَوَاز إِضَافَة الْفِعْل الى الْأَمر كجواز اضافته الى الْفَاعِل كَقَوْلِك بني فلَان وَأَرَادَ إِذا أَمر ببنائها وَضرب الْأَمِير فلَانا إِذا أَمر بضربه ورجم
النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا عزا وَقطع سَارِق رِدَاء صَفْوَان وَإِنَّمَا أَمر بذلك وَمثله كثير فِي الْكَلَام وَكَانَ أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُم الْمُفْرد والمتمتع والقارن كل مِنْهُم يَأْخُذ عَنهُ أَمر نُسكه ويصدر عَن تَعْلِيمه فَجَاز ان يُضَاف كلهَا الى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على معنى انه أَمر بهَا وَأذن فِيهَا قَالَ وَيحْتَمل ان بَعضهم سَمعه يَقُول لبيْك بِحجَّة فَحكى انه افرد وخفي عَلَيْهِ قَوْله عمْرَة فَلم يحك الا مَا سمع وَسمع أنس وَغَيره الزِّيَادَة وَهِي لبيْك بِحجَّة وَعمرَة وَلَا يُنكر قبُول الزِّيَادَة وَإِنَّمَا يحصل التَّنَاقُض لَو كَانَ الزَّائِد نافيا لقَوْل صَاحبه فَأَما إِذا كَانَ مثبتا لَهُ وزائدا عَلَيْهِ فَلَيْسَ فِيهِ تنَاقض وَيحْتَمل ان الرَّاوِي سَمعه يَقُول لغيره على وَجه التَّعْلِيم فَيَقُول لَهُ لبيْك بِحجَّة وَعمرَة على سَبِيل التَّلْقِين فَهَذِهِ الرِّوَايَات الْمُخْتَلفَة ظَاهرا لَيْسَ فِيهَا تنَاقض وَالْجمع بَينهَا سهل كَمَا ذكرنَا انْتهى
قَوْله
[2968] فَسَمعته يَقُول لبيْك عمْرَة وَحجَّة أَي قَارنا بَينهمَا وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَن جَابر انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبّى بِالْحَجِّ وَحده وَلمُسلم فِي لفظ أهل باحج مُفردا وَعند الشَّيْخَيْنِ عَن بن عمر انه كَانَ مُتَمَتِّعا وَفِيهِمَا أَيْضا عَن عَائِشَة قَالَت تمتّع رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعُمْرَةِ الى الْحَج وتمتع النَّاس مَعَه قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْمَجْمُوع وَالصَّوَاب الَّذِي نعتقد أَنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احرم اولا بِالْحَجِّ مُفردا ثمَّ أَدخل عَلَيْهِ الْعمرَة فَصَارَ قَارنا فَمن روى انه كَانَ مُفردا وهم الْأَكْثَرُونَ اعتمدوا أول الْإِحْرَام وَمن روى انه كَانَ قَارنا اعْتمد اخره وَمن روى انه كَانَ مُتَمَتِّعا أَرَادَ التَّمَتُّع اللّغَوِيّ وَهُوَ الِانْتِفَاع وَقد انْتفع ان كَفاهُ من النُّسُكَيْنِ فعل وَاحِد وَلم يحْتَج الى افراد كل وَاحِد مِنْهُمَا بِعَمَل انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[2970] لهَذَا اضل من بعيره وَإِنَّمَا قَالَ هَذَا لِأَن الْقرَان كن عِنْدهمَا مَكْرُوها فَلَمَّا قَارن هَذَا الرجل نسباه الى الْجَهَالَة بِهَذَا القَوْل وَلذَلِك زجرهما عمر رَضِي مَعَ أَنه كَانَ أَيْضا يمْنَع عَن التَّمَتُّع وَيَقُول انه مَخْصُوص بأصحاب النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امتثالا لقَوْله جلّ ذكره واتموا الْحَج وَالْعمْرَة لله وَلَكِن إِنْكَاره كَانَ مَحْمُولا على ترك الِاسْتِحْبَاب وَخَالفهُ فِيهِ أَكثر الصَّحَابَة إنْجَاح الْحَاجة قَوْله(1/213)
[2972] طَوافا وَاحِدًا المُرَاد بقوله طَوافا وَاحِدًا أَي طَاف لكل وَاحِد مِنْهُمَا طَوافا يشبه الطّواف الاخر قَالَ الْقَارِي وَلنَا مَا روى النَّسَائِيّ عَن إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة قَالَ طفت مَعَ أبي وَقد جمع بَين الْحَج وَالْعمْرَة فَطَافَ لَهما طوافين وسعى سعيين وحَدثني ان عليا رَضِي فعل ذَلِك وحدثه ان رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فعل ذَلِك وَبِه قَالَ بن مَسْعُود وَالشعْبِيّ وَالنَّخَعِيّ وَجَابِر بن زيد وَعبد الرَّحْمَن بن الْأسود وَالثَّوْري وَالْحسن بن صَالح انْتهى شرح مؤطأ مُخْتَصرا
[2978] قَالَ فِي ذَلِك بعد رجل بِرَأْيهِ الخ إِشَارَة الى عمر رض قَالَ عَليّ الْقَارِي لِأَنَّهُ رأى الافراد أفضل مِنْهُمَا وَلم ينْه عَنْهُمَا على وَجه التَّحْرِيم كَمَا مر آنِفا وَأخرج التِّرْمِذِيّ عَن سَالم بن عبد الله انه سمع رجلا من أهل الشَّام وَهُوَ يسْأَل عبد الله بن عمر عَن التَّمَتُّع بِالْعُمْرَةِ الى الْحَج فَقَالَ عبد الله بن عمر هِيَ حَلَال قَالَ الشَّامي ان أَبَاك قد نهى عَنْهَا فَقَالَ عبد الله بن عمر أَرَأَيْت ان كَانَ أبي نهى وصنعها رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أأمر أبي يتبع أم أَمر رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ الرجل بل أَمر رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لقد صنعها رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَن بن عَبَّاس قَالَ تمتّع رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر وَعمر وَعُثْمَان وَأول من نهى عَنهُ مُعَاوِيَة وَفِي الْبَاب عَن عَليّ وَجَابِر وَسعد أَسمَاء بنت أبي بكر وَابْن عمر ذكره التِّرْمِذِيّ (إنْجَاح)
قَوْله قَالَ فِي ذَلِك بعد رجل بِرَأْيهِ الخ إِشَارَة الى عمر قَالَ الْمَازرِيّ اخْتلف فِي الْمُتْعَة الَّتِي نهى عَنْهَا عمر فِي الْحَج فَقيل هِيَ فسخ الْحَج الى الْعمرَة وَقيل هِيَ الْعمرَة فِي أشهر الْحَج ثمَّ الْحَج من عَامه وعَلى هَذَا انما نهى ترغيبا فِي الافراد الَّذِي هُوَ أفضل لَا انه يعْتَقد بُطْلَانهَا أَو تَحْرِيمهَا وَقَالَ القَاضِي عِيَاض ظَاهر حَدِيث عمر ان هَذَا وَحَدِيث الَّاتِي عَن أبي مُوسَى ان الْمُتْعَة الَّتِي اخْتلفُوا فِيهَا إِنَّمَا هِيَ فسخ الْحَج الى الْعمرَة وَلِهَذَا كَانَ عمر رَضِي يضْرب النَّاس عَلَيْهَا وَلَا يَضْرِبهُمْ على مُجَرّد التَّمَتُّع فِي اشهر الْحَج وَإِنَّمَا ضَربهمْ على مَا اعتقده هُوَ وَسَائِر الصَّحَابَة ان فسخ الْحَج الى الْعمرَة كَانَ خُصُوصا فِي تِلْكَ السّنة للحكمة الَّتِي قدمنَا ذكرهَا قَالَ بن عبد الْبر لَا خلاف بَين الْعلمَاء ان التَّمَتُّع المُرَاد بقول الله تَعَالَى فَمن تمتّع بِالْعُمْرَةِ الى الْحَج فَمَا اسْتَيْسَرَ من الْهدى هُوَ الاعتمار فِي أشهر الْحَج قبل الْحَج قَالَ وَمن التَّمَتُّع أَيْضا الْقرَان لِأَنَّهُ تمتّع بِسُقُوط سَفَره للنسك الاخر من بَلَده قَالَ وَمن التَّمَتُّع أَيْضا فسخ الْحَج للْعُمْرَة هَذَا كَلَام القَاضِي قَالَ النَّوَوِيّ قلت والمختاران عمر وَعُثْمَان وَغَيرهمَا انما نهوا عَن الْمُتْعَة الَّتِي هِيَ الاعتمار فِي أشهر الْحَج ثمَّ الْحَج من عَامه ومرادهم نهى اولوية التَّرْغِيب فِي الافراد لكَونه أفضل وَقد انْعَقَد الْإِجْمَاع بعد هَذَا على جَوَاز الافراد والتمتع وَالْقُرْآن من غير كَرَاهَة وَإِنَّمَا اخْتلفُوا فِي الْأَفْضَل مِنْهَا انْتهى قلت
الظَّاهِر من قَول عمر فِي الحَدِيث الَّاتِي وَلَكِنِّي كرهت ان يظلوا بِهن معرسين تَحت الاراك ثمَّ يروحون بِالْحَجِّ تقطر رؤوسهم ان الافراد أفضل من الْمُتْعَة لَا انه لَا يجوز الْمُتْعَة رَأْسا وَالله أعلم (فَخر)
قَوْله
[2980] بل لَا بُد الابد مَعْنَاهُ انه يجوز الْعمرَة فِي أشهر الْحَج الى يَوْم الْقِيَامَة وَالْمَقْصُود ابطال مَا زَعمه أهل الْجَاهِلِيَّة من ان الْعمرَة لَا يجوز فِي أشهر الْحَج وَقيل مَعْنَاهُ جَوَاز الْقرَان وَتَقْدِير الْكَلَام دخلت افعال الْعمرَة فِي الْحَج الى يَوْم الْقِيَامَة وَقيل جَوَاز فسخ الْحَج الى الْعمرَة قلت نسخه لمن لم يكن مَعَه هدى جوزه أَحْمد وَطَائِفَة من الظَّاهِرِيَّة وَخَصه الْأَئِمَّة الثَّلَاثَة وَالْجُمْهُور بالصحابة للْحَدِيث الَّاتِي عَن قريب عَن أبي ذَر قَالَ كَانَت الْمُتْعَة لأَصْحَاب مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَاصَّة (فَخر)
قَوْله
[2981] ذبح رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن أَزوَاجه قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَحْمُول على انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استأذنهن فِي ذَلِك فَإِن تضحية الْإِنْسَان عَن غَيره لَا يجوز الا بِإِذْنِهِ وَاسْتدلَّ بِهِ مَالك فِي ان التَّضْحِيَة بالبقر أفضل من بَدَنَة وَلَا دلَالَة لَهُ فه لِأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ ذكر تَفْضِيل الْبَقر لِأَن قَوْله دخل علينا بِلَحْم بقر لم تدل على انه أفضل اولا فَلَا حجَّة فيهمَا لما قَالَ وَذهب الشَّافِعِي وَأَبُو حنيفَة والاكثرون الى ان التَّضْحِيَة بالبدنة أفضل من الْبَقَرَة لقَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من رَاح فِي السَّاعَة الأولى فَكَأَنَّمَا قرب بَدَنَة وَمن رَاح فِي السَّاعَة الثَّانِيَة فَكَأَنَّمَا قرب بقرة الى آخِره انْتهى
قَوْله
[2983] قومِي عني إِنَّمَا قَالَ لَهَا هَذَا لِئَلَّا يَقع الْفِتْنَة بَينهمَا لِأَنَّهَا كَانَت متزينة بالثياب بِسَبَب خُرُوجهَا عَن الْإِحْرَام وَقَوله ان اثب عَلَيْك أَي اقع عَلَيْك (إنْجَاح)
قَوْله
[2984] بل لنا خَاصَّة وَبِه قَالَ أَبُو حنيفَة وَمَالك وَالشَّافِعِيّ والجماهير يَعْنِي قَالُوا ان فسخ الْحَج مُخْتَصّ بالصحابة فِي تِلْكَ السّنة لَا يجوز بعْدهَا لَهُم ولغيرهم وَإِنَّمَا امروا بِهِ فِي تِلْكَ السّنة ليخالفوا مَا كَانَت عَلَيْهِ الْجَاهِلِيَّة من تَحْرِيم الْعمرَة فِي اشهر الْحَج وَلما الَّذِي فِي حَدِيث سراقَة لِعَامِنَا هَذَا أم لَا بُد فَقَالَ لَا بُد ابد فَمَعْنَاه جَوَاز الاعتمار فِي أشهر الْحَج فَالْحَاصِل من مَجْمُوع طرق الْأَحَادِيث ان الْعمرَة فِي أشهر الْحَج جَائِزَة الى يَوْم الْقِيَامَة وَكَذَلِكَ الْقرَان وان فسخ الْحَج الى الْعمرَة مُخْتَصّ بِتِلْكَ السّنة وَقَالَ أَحْمد وَطَائِفَة لَيْسَ خَاصّا بل هُوَ بَاقٍ الى يَوْم الْقِيَامَة فَيجوز لكل من احرم بِالْحَجِّ وَلَيْسَ مَعَه هدى ان يقلب احرامه عمْرَة ويتحلل باعمالها وَيرد قَوْلهم هَذَا الحَدِيث الصَّحِيح وَغَيره (فَخر)
قَوْله بل لنا خَاصَّة وَسَببه انهم كَانُوا يرَوْنَ الْعمرَة فِي اشهر الْحَج من افجر الْفُجُور فَأَمرهمْ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لرفع هَذَا الظَّن فَلَمَّا علمُوا عَاد الْأَمر الى الْمَنْع أَي منع فسخ الْحَج الى الْعمرَة فَكَانَ لَهُم خَاصَّة (إنْجَاح)
قَوْله
[2986] فلعمري مَا أتم الله الخ قَالَ النَّوَوِيّ مَذْهَب جَمَاهِير الْعلمَاء من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَمن بعدهمْ ان السَّعْي بَين الصَّفَا والمروة ركن من أَرْكَان الْحَج لَا يَصح الا بِهِ وَلَا يجْبر بِدَم وَلَا غَيره وَمِمَّنْ قَالَ بذلك مَالك وَالشَّافِعِيّ وَأحمد وَإِسْحَاق وَأَبُو ثَوْر وَقَالَ بعض السّلف هُوَ تطوع وَقَالَ أَبُو حنيفَة هُوَ وَاجِب فَإِن تَركه عصى وجبر بِالدَّمِ وَصَحَّ حجه انْتهى
قَوْله(1/214)
[2987] لَا يقطع الابطح الاشد أَي لَا يقطع الْمَكَان الَّذِي فِيهِ الْحَصَا الا عدوا والابطح هُوَ المسيل بَين الجبلين قد شدت فِيهِ هَاجر أم إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام حِين التمست مَاء وَكَانَ ترى ابْنهَا على الجبلين وَيخْفى عَلَيْهَا حِين تنزل فِي بطن الْوَادي فتسعى تسرع صعُود الْجَبَل وَترى ابْنهَا وَقد فعلت ذَلِك سبع مَرَّات لشدَّة الْعَطش فَنزل جِبْرَائِيل وَضرب جنَاحه على الأَرْض فنبع المَاء وَهُوَ زَمْزَم (إنْجَاح)
[2989] الْحَج جِهَاد وَالْعمْرَة تطوع قلت وَهُوَ مَذْهَبنَا قَالَ فِي الْبَحْر هُوَ الصَّحِيح من الْمَذْهَب وَالظَّاهِر من الرِّوَايَة فَإِن مُحَمَّدًا نَص فِي كتاب الْحَج ان الْعمرَة تطوع وَاسْتدلَّ فِي غَايَة الْبَيَان بِمَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ عَن جَابر ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَن الْعمرَة أَوَاجِبَة هِيَ قَالَ لَا وَإِن تَعْتَمِرُوا هُوَ أفضل وَعَن بن عَبَّاس وَأبي هُرَيْرَة الْحَج جِهَاد وَالْعمْرَة تطوع وَصحح فِي الْجَوْهَرَة وَكَذَلِكَ قَاضِي خَان وُجُوبهَا اسْتِدْلَالا بقوله تَعَالَى واتموا الْحَج وَالْعمْرَة لله قُلْنَا المامور بِهِ فِي الْآيَة الاتمام وَذَلِكَ بعد الشُّرُوع وَتَمام الْبَحْث فِي حَاشِيَة الدّرّ لشَيْخِنَا العابد السندي وَهَذَا الحَدِيث من افراد بن ماجة وَمعنى الْحَج جِهَاد أَي فِي الثَّوَاب أَو الْفَرْضِيَّة وَالله أعلم (إنْجَاح)
قَوْله
[2991] عَن وهب بن خنبش بِمُعْجَمَة وَنون وموحدة ومعجمة بِوَزْن جَعْفَر وَالأَصَح ان اسْمه وهب يُقَال هرم صَحَابِيّ نزل الْكُوفَة (إنْجَاح)
قَوْله عمْرَة فِي رَمَضَان تعدل حجَّة أَي تقوم مقَامهَا فِي الثَّوَاب لَا لِأَنَّهَا تعدلها لَهَا فِي كل شَيْء فَإِنَّهُ لَو كَانَ عَلَيْهِ حجَّة فَاعْتَمَرَ فِي رَمَضَان لَا يُجزئهُ عَن الْحجَّة وَفِي رِوَايَة لمُسلم تقضي حجَّة أَو حجَّة مَعَ ومعناهما وَاحِد (فَخر)
قَوْله
[2996] الا فِي ذِي الْقعدَة اعْلَم انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَمر أَربع عمر إِحْدَاهُنَّ كَانَت فِي الْقعدَة عَام الْحُدَيْبِيَة سنة سِتّ من الْهِجْرَة وصدوا فِيهَا فتحللوا وحسبت لَهُم عمْرَة وَالثَّانيَِة فِي ذِي الْقعدَة سنة سبع وَهِي عمْرَة الْقَضَاء وَالثَّالِثَة فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَهِي عَام الْفَتْح وَالرَّابِعَة مَعَ حجَّته وَكَانَ احرامها فِي ذِي الْقعدَة وأعمالها فِي ذِي الْحجَّة وَإِنَّمَا اعْتَمر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِه الْعمرَة فِي ذِي الْقعدَة الْفَضِيلَة هَذَا الشَّهْر ولمخالفة الْجَاهِلِيَّة فِي ذَلِك فانهم كَانُوا يرونه من افجر الْفُجُور فَفعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّات فِي هَذِه الْأَشْهر ليَكُون ابلغ فِي بَيَان جَوَازه فِيهَا وأبلغ فِي ابطال مَا كَانَت الْجَاهِلِيَّة عَلَيْهِ كَذَا فِي النَّوَوِيّ
قَوْله
[2998] قَالَ فِي رَجَب الخ قَالَ النَّوَوِيّ وَأما قَول بن عمر ان إِحْدَى الْعُمر فِي رَجَب فقد أنكرته عَائِشَة وَسكت بن عمر حِين انكرته قَالَ الْعلمَاء هَذَا يدل على انه اشْتبهَ عَلَيْهِ أَو نسي أَو شكّ وَلِهَذَا سكت عَن الْإِنْكَار على عَائِشَة ومراجعتها بالْكلَام انْتهى
قَوْله وَمَا اعْتَمر الا وَهُوَ مَعَه اشارت عَائِشَة الى انه نسي لَا انه جهل أَمر رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إنْجَاح)
قَوْله
[2999] امْرَهْ ان يردف عَائِشَة الخ فِيهِ دَلِيل على جَوَاز الارداف إِذا كَانَت الدَّابَّة مطيقة وَفِيه جَوَاز ارداف الرجل المراة من مَحَارمه وَالْخلْوَة بهَا وَلِهَذَا مجمع عَلَيْهِ وَقَوله فيعمرها من التَّنْعِيم من الاعمار وَفِيه دَلِيل لما قَالَه الْعلمَاء ان من كَانَ بِمَكَّة وَأَرَادَ الْعمرَة فميقاته لَهَا أدنى اكحل وَلَا يجوز ان يحرم بهَا فِي الْحرم وان احرم بهَا فِي الْحرم لزمَه دم لتَركه الْمِيقَات وَيصِح عمرته وَقَالَ مَالك لَا يجْزِيه حَتَّى يخرج الى الْحل قَالَ الْعلمَاء وَإِنَّمَا وَجب الْخُرُوج الى الْحل ليجمع فِي نُسكه بَين الْحل وَالْحرم كَمَا ان الْحَاج يجمع بَينهمَا فَإِنَّهُ يقف بِعَرَفَات وَهِي فِي الْحل ثمَّ يدْخل مَكَّة للطَّواف وَغَيره قَالَ القَاضِي لَا بُد من احرامه من التَّنْعِيم خَاصَّة قَالُوا وَهُوَ مِيقَات للمعتمرين من مَكَّة وَهَذَا شَاذ وَالْجُمْهُور على ان جَمِيع جِهَات الْحل سَوَاء لَا يخْتَص بِالتَّنْعِيمِ (فَخر)
قَوْله
[3000] فَكَانَ من الْقَوْم من أهل بِعُمْرَة الخ هَذَا الحَدِيث يدل على ان بَعضهم كَانُوا متمتعين وَبَعْضهمْ مفردين بِالْحَجِّ وَحَدِيث أبي سعيد رَوَاهُ مُسلم وَهُوَ خرجنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نصرخ بِالْحَجِّ صراخا يدل على انهم كَانُوا مفردين بِالْحَجِّ وَحَدِيث أنس رَوَاهُ البُخَارِيّ وَهُوَ كنت رَدِيف أبي طَلْحَة وانهم ليصرخون بهما جَمِيعًا الْحَج وَالْعمْرَة وَحَدِيث الشَّيْخَيْنِ عَن عَائِشَة يدل على ان بَعضهم كَانُوا متمتعين وَبَعْضهمْ كَانُوا قارنين وَبَعْضهمْ كَانُوا مفردين وَوجه الْجمع ان الْفِعْل ينْسب الى الْأَمر كَقَوْلِك ضرب الْأَمِير فلَانا أَي أَمر بضربه وَكَانَ من أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُم الْمُفْرد وَمِنْهُم الْقَارِن وَمِنْهُم الْمُتَمَتّع وكل ذَلِك مِنْهُم بصدد بأَمْره وتعليمه فَجَاز ان يُضَاف كل ذَلِك اليه وَكَذَلِكَ اخْتلفت الاخبار فِي فعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَل كَانَ قَارنا وَفِيه أَحَادِيث كَثِيرَة مروية عَن سَبْعَة عشر من عِظَام الصَّحَابَة أَو كَانَ مُفردا بِالْحَجِّ وَفِيه أَيْضا أَحَادِيث كَثِيرَة وَجَاء فِي التَّمَتُّع أَيْضا أَحَادِيث صَحِيحَة وَذكروا فِي توفيقها وترجيحها فِي كَونه قَارنا وُجُوهًا مُتَعَددًا مِنْهَا مَا قَالَ النَّوَوِيّ وَالصَّحِيح انه كَانَ مُفردا اولا ثمَّ احرم بِالْعُمْرَةِ بعد ذَلِك فَصَارَ قَارنا فَمن روى وَالْقرَان اعْتبر اخر الْأَمر وَمن روى التَّمَتُّع أَرَادَ التَّمَتُّع اللّغَوِيّ وَهُوَ الِانْتِفَاع والارتفاق وَقد ارتفق بالقران كارتفاق التَّمَتُّع وَزِيَادَة وَهِي الِاقْتِصَار على فعل وَاحِد كَذَا فِي الطَّيِّبِيّ واللمعات
قَوْله(1/215)
[3003] اعْتَمر رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَربع عمر الخ أَقُول كَانَت إِحْدَاهُنَّ فِي ذِي الْقعدَة عَام الْحُدَيْبِيَة سنة سِتّ من الْهِجْرَة وصدوا فِيهَا فتحللوا وحسبت لَهُم عمْرَة وَالثَّانيَِة فِي ذِي الْقعدَة وَهِي سنة سبع وَهِي عمْرَة الْقَضَاء وَالثَّالِثَة فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَمَان وَهِي عَام الْفَتْح وَالرَّابِعَة مَعَ حجَّته وَكَانَ احرامها فِي ذِي الْقعدَة وأعمالها فِي ذِي الْحجَّة وَفِي الْعَيْنِيّ قَالَ بن حبَان فِي صَحِيحه ان عمْرَة الْجِعِرَّانَة كَانَت فِي شَوَّال قَالَ الْمُحب الطَّبَرِيّ وَلم ينْقل ذَلِك أحد غَيره فِيمَا علمت وَالْمَشْهُور انها فِي ذِي الْقعدَة وَأما قَول بن عمر ان إِحْدَاهُنَّ فِي رَجَب فقد انكرته عَائِشَة وَسكت بن عمر حِين انكرته قَالَ الْعلمَاء هَذَا يدل على انه اشْتبهَ عَلَيْهِ أَو نسي أَو شكّ وَلِهَذَا سكت عَن الْإِنْكَار على عَائِشَة فَهَذَا الَّذِي ذكرته هُوَ الصَّوَاب وَأما القَاضِي عِيَاض فَقَالَ ذكر بن عَبَّاس وَكَذَا أنس ان الْعمرَة الرَّابِعَة كَانَت مَعَ حجَّته فَيدل على انه كَانَ قَارنا وَقد رده كثير من الصَّحَابَة قَالَ وَقد قُلْنَا ان الصَّحِيح ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مُفردا أَو هَذَا يرد قَول بن عَبَّاس وَأنس وَردت عَائِشَة قَول بن عمر رَضِي قَالَ فَحصل ان الصَّحِيح ثَلَاث عمر وَلَا يعلم للنَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتمار الا مَا ذَكرْنَاهُ وَاعْتمد مَالك فِي الْمُوَطَّأ على انهن ثَلَاث عمر هَذَا كَلَام القَاضِي وَهُوَ قَول بَاطِل وَالصَّوَاب انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَمر أَربع عمر كَمَا صرح بِهِ بن عَبَّاس وَابْن عمر وَأنس وجزموا الرِّوَايَة بِهِ فَلَا يجوز رد روايتهم بِغَيْر جازم وَأما قَوْله ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي حجَّة الْوَدَاع مُفردا لَا قَارنا فَلَيْسَ كَمَا قَالَ بل الصَّوَاب ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ مُفردا فِي أول احرامه ثمَّ احرم بِالْعُمْرَةِ فَصَارَ قَارنا وَلَا بُد من هَذَا التَّأْوِيل قَالَ الْعلمَاء وَإِنَّمَا اعْتَمر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِه الْعُمر فِي ذِي الْقعدَة لفضيلة هَذَا الشَّهْر ولمخالفة الْجَاهِلِيَّة فِي ذَلِك فَإِنَّهُم كَانُوا يرونه من افجر الْفُجُور فَفعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّات فِي هَذِه الْأَشْهر ليَكُون بَالغ فِي بَيَان جَوَازه فِيهَا وأبلغ فِي ابطال مَا كَانَت الْجَاهِلِيَّة عَلَيْهِ نووي مَعَ زِيَادَة
[3009] فِي وَادي نمرة وَهِي كفرحة يَعْنِي بِكَسْر ثَانِيَة وَفتح أَوله مَوضِع بِعَرَفَات أَو الْحَبل الَّذِي عَلَيْهِ انصاب الْحرم عَليّ يَمِينك خَارِجا من المازيين تُرِيدُ الْموقف ومسجدها مَعْرُوف كَذَا فِي الْقَامُوس إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3011] كُنَّا وقوفا فِي مَكَان نباعده أَي نظن مَكَان وقوفنا بَعيدا من موقف الامام وَفِي التِّرْمِذِيّ وَأبي دَاوُد ويباعده عمر وَمن موقف الامام جدا كَذَا فِي بعض الْحَوَاشِي قَوْله فَأَتَانَا بن مربع بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الرَّاء بعْدهَا مُوَحدَة مَفْتُوحَة ذكره فِي تَرْجَمَة زيد بن مربع وَقَالَ صَحَابِيّ أَكثر مَا يَجِيء مُبْهما وَقيل اسْمه يزِيد وَقيل عبد الله (إنْجَاح)
قَوْله
[3013] دَعَا لامته عَشِيَّة عَرَفَة الخ العشية من الزَّوَال الى غرُوب الشَّمْس وَهَذَا الحَدِيث أخرجه أَبُو دَاوُد فِي الْأَدَب وَالْبَيْهَقِيّ فِي كتاب الْبَعْث والنشور نَحوه وللحافظ بن حجر كتاب مؤلف سَمَّاهُ قُوَّة الْحجَّاج فِي عُمُوم الْمَغْفِرَة للحجاج رد فِيهِ على بن الْجَوْزِيّ حَيْثُ حكم على هَذَا الحَدِيث بِالْوَضْعِ وَأورد فهيه شَوَاهِد للْحَدِيث تَقْتَضِي قوته فَليُرَاجع حَاشِيَة السُّيُوطِيّ كَذَا ذكره بعض المحشين (إنْجَاح)
قَوْله دَعَا لامته عَشِيَّة عَرَفَة الخ هَذَا الحَدِيث أوردهُ بن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَأعله بكنانة فَإِنَّهُ مُنكر الحَدِيث جدا ورد عَلَيْهِ الْحَافِظ بن حجر فِي مؤلف سَمَّاهُ قُوَّة الْحجَّاج فِي عُمُوم الْمَغْفِرَة للحجاج قَالَ فِيهِ حكم بن الْجَوْزِيّ على هَذَا الحَدِيث بِأَنَّهُ مَوْضُوع مَرْدُود فَإِن الَّذِي ذكره لَا ينتهض دَلِيلا على كَونه مَوْضُوعا وَقد اخْتلف قَول بن حبَان فِي كنَانَة فَذكره فِي الثِّقَات وَذكره فِي الضُّعَفَاء وَذكر بن مندة انه قيل ان لَهُ روية من النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَولده عبد الله فِيهِ كَلَام بن حبَان أَيْضا وكل ذَلِك لَا يَقْتَضِي الحكم على الحَدِيث بِالْوَضْعِ بل غَايَته ان يكون ضَعِيفا ويعتضده بِكَثْرَة طرقه وَهُوَ بمفرده يدْخل فِي حد المحسن على رَأْي التِّرْمِذِيّ وَلَا سِيمَا بِالنّظرِ فِي مَجْمُوع طرقه وَقد اخْرُج أَبُو دَاوُد فِي سنَنه طرفا مِنْهُ وَسكت عَلَيْهِ فَهُوَ صَالح عِنْده وَأخرجه الْحَافِظ غياث الدّين الْمَقْدِسِي فِي الْأَحَادِيث المختارة مَا لَيْسَ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ بعد ان أخرجه فس شعب الْإِيمَان هَذَا الحَدِيث لَهُ شَوَاهِد كَثِيرَة قد ذَكرنَاهَا فِي كتاب الْبَعْث فَإِن صَحَّ شواهده فَفِيهِ الْحجَّة وان لم يَصح فقد قَالَ الله تَعَالَى وَيغْفر مَا دون ذَلِك لمن يَشَاء وظلم بَعضهم بَعْضًا دون الشّرك وَقد جَاءَ لهَذَا الحَدِيث شَوَاهِد فِي أَحَادِيث صِحَاح انْتهى مِصْبَاح الزجاجة
قَوْله
[3014] مَا من يَوْم أَكثر الخ قَالَ أَبُو الْبَقَاء أَكثر مَرْفُوع وَصفا ليَوْم على الْموضع لِأَن تَقْدِيره مَا يَوْم وَمن زَائِدَة وعبدا نَصبه بيعتق وَالتَّقْدِير مَا يَوْم أَكثر عتقا من هَذَا الْيَوْم وَيكون عبدا على هَذَا جِنْسا فِي مَوضِع الْجمع أَي من ان يعْتق عبيدا وَيجوز ان يكون التَّقْدِير أَكثر عبدا يعتقهُ الله فعبدا مَنْصُوب على التميز بِأَكْثَرَ وَمن زَائِدَة وموضعه نعت لعبد وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ روينَا أَكثر رفعا ونصبا فرفعه على التميمية ونصبه على الحجازية وَهُوَ فِي الْحَالين خبر لَا وصف والمجروران بعده مبينان فَمن يَوْم عَرَفَة يبين الأكثرية مَا هِيَ وَمن ان يعْتق يبين الْمُمَيز وتقديرالكلام مَا يَوْم أَكثر من يَوْم عَرَفَة عتقا من النَّار وَقَالَ الطَّيِّبِيّ مَا بِمَعْنى لَيْسَ واسْمه يَوْم وَمن زَائِدَة وَأكْثر خَبره وَمن الثَّانِيَة أَيْضا زَائِدَة وَمن يَوْم عَرَفَة مُتَعَلق بِأَكْثَرَ أَي لَيْسَ يَوْم أَكثر عتاقه فِيهِ من يَوْم عَرَفَة قَوْله وَأَنه ليدنو قَالَ الْبَيْضَاوِيّ لما كَانَ الْحَج عَرَفَة وَالْحج يهدم مَا قبله كَانَ مَا فِي عَرَفَة من الْخَلَاص عَن الْعَذَاب وَالْعِتْق من النَّار أَكثر مَا يكون فِي سَائِر الْأَيَّام وَلما كَانَ النَّاس يَتَقَرَّبُون الى الله تَعَالَى فِي ذَلِك الْيَوْم بأعظم القربات وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى ابر بهم والطف مِنْهُ فِي سَائِر الْأَيَّام عبر عَن هَذَا الْمَعْنى بالدنو مِنْهُم فِي الْموقف أَي يدنو مِنْهُم بفضله وَرَحمته قَوْله ثمَّ يباهي بهم الْمَلَائِكَة أَي يفاخر بهم وَالْمعْنَى انه يُحِلهُمْ من قربه وكرامته مَحل الشَّيْء المباهي بِهِ انْتهى (زجاجة)
قَوْله لَيْلَة جمع وَهِي اللَّيْلَة الْعَاشِرَة وَالْجمع علم للمزدلفة اجْتمع فِيهَا ادم وحوا لما اهبطا كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله
[3015] قَالَ الْحَج عَرَفَة يَعْنِي ان الرُّكْن الْأَعْظَم لِلْحَجِّ هوالوقوف بهَا كَأَنَّهَا هِيَ الْحَج فَإِن إِدْرَاك الْحَج مَوْقُوف على إِدْرَاك الْوُقُوف بهَا حَتَّى ان من اخر الْوُقُوف بهَا حَتَّى خرج وقته فقد فَاتَهُ الْحَج بِخِلَاف سَائِر احكامه فبتأخيرها لَا يفوت الْحَج (إنْجَاح)
قَوْله(1/216)
[3016] اني انضيت رَاحِلَتي أَي هزلتها وجعلتها نضوا بِكَسْر النُّون وَسُكُون الضَّاد دَابَّة هزلتها الْأَسْفَار واذهبت لَحمهَا كَذَا فِي الْمجمع وَقَالَ فِي الْقَامُوس وانضاه هزله وَأَعْطَاهُ نضوا وَالثَّوْب ابلاه كانتضاه انْتهى وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ فَقلت يَا رَسُول الله اني جِئْت من جبل طي اكللت رَاحِلَتي أَي اتعبتها فحاصل معنى انضيت واكللت وَاحِد إنْجَاح من حَبل بِالْحَاء الْمُهْملَة التل المستطيل من الرمل وَقيل الضخم مِنْهُ وَهُوَ المنضبط هَهُنَا وان كَانَ من الْحِجَارَة فَهُوَ بِالْجِيم والتفث مَا يَفْعَله الْمحرم إِذا حل كقص الشَّارِب والاظفار وَحلق الْعَانَة وَقيل اذهاب الشعث والدرن والوسخ مُطلقًا كَذَا فِي الدّرّ النثير (إنْجَاح)
قَوْله
[3017] يسير حِين دفع أَي انْصَرف والعنق بِالْمُهْمَلَةِ وَالنُّون المفتوحتين وبالقاف السّير السَّرِيع والفجوة هِيَ مَوضِع متسع بَين الشَّيْئَيْنِ وَالنَّص التحريك حَتَّى يتَخَرَّج أقْصَى سير النَّاقة واصله أقْصَى الشَّيْء وغايته ثمَّ سمى بِهِ ضرب من السّير السَّرِيع كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله
[3018] نَحن قواطن الْبَيْت أَي سكان حرم الله قطن قطونا أَقَامَ أَو خدام بَيت الله من قَوْلهم قطن فلَانا خدمه فَهُوَ قاطن جمعه قطان وقاطنة وقطين كَذَا فِي الْقَامُوس فالقواطن جمع قاطن على خلاف الْقيَاس أَو جمع قاطنة جمع قاطن (إنْجَاح)
قَوْله
[3019] ثمَّ لم يحل أحد أَي رحالهم وَالْغَرَض انهم جمعُوا بَين العشائين بِلَا فاصلة فَإِن حل الرّحال يَقْتَضِي الفاصلة (إنْجَاح)
قَوْله
[3021] فَلَمَّا انخنا الخ أَي فَلَمَّا اجلسنا رواحلنا حكم بِصَلَاة الْعشَاء بِإِقَامَة جَدِيدَة وَلم يُكَرر للاذان لَهَا (إنْجَاح)
قَوْله
[3022] اشرق ثبير الخ بِفَتْح مُثَلّثَة وَكسر مُوَحدَة منادى أَي ليطلع عَلَيْك الشَّمْس كي نفيض وَكَانُوا لَا يفيضون الا بعد ظُهُور نور الشَّمْس على الْجبَال فخالفهم النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَفَاضَ قبل الطُّلُوع وَهُوَ جبل عَظِيم بِمُزْدَلِفَة يسَار الذَّاهِب الى منى وبمكة خَمْسَة جبال تسمى ثبيرا كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله اشرق ثبير كَيْمَا نغير قَالَ فِي النِّهَايَة ثبير جبل بمنى أَي ادخل أَيهَا الْجَبَل فِي الشروق وَهُوَ ضوء الشَّمْس كَيْمَا نغير أَي ندفع للنحر وَذكر بَعضهم ان أَيَّام التَّشْرِيق بِهَذَا سميت وَقَالَ فِي حرف الْعين كَيْمَا نعير أَي نَذْهَب سَرِيعا يُقَال اعار يعير إِذا أسْرع فِي الْعَدو وَقيل أَرَادَ نغير على لُحُوم الْأَضَاحِي من الاغارة والنهب (زجاجة)
قَوْله
[3023] بِمثل حَصى الْخذف بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الذَّال الْمُعْجَمَة رميك حَصَاة أَو نواة تَأْخُذ مَا بَين اصبعيك وَتَرْمِي بهَا (إنْجَاح)
قَوْله واوضع أَي أسْرع الدَّابَّة فِي وادى المحسر بِضَم مِيم وَكسر سين مُشَدّدَة لِأَن قيل أَصْحَاب الْفِيل حسر فِيهِ أَي اعيي كَذَا فِي الْمجمع وَالطِّيبِي وَقَالَ فِي در الْمُخْتَار وَهُوَ وَاد بَين منى ومزدلفة فَلَو وقف بِهِ لم يحز على الْمَشْهُور انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[3024] تطول عَلَيْكُم أَي تفضل وتكرم عَلَيْكُم بِأَن اعطاكم فَوق أَعمالكُم بَان وهب مسيئكم لمحسنكم أَي بِقبُول شَفَاعَة الْمُحْسِنِينَ ودعائهم غفر لمسيئكم أَيْضا (إنْجَاح)
قَوْله
[3025] اغيلمة بني عبد الْمطلب بدل من ضمير قدمنَا قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ تَصْغِير اغلمة جمع غُلَام خلاف الْقيَاس إِذْ لم يرو فِي جمعه اغلمة وانما قَالُوا غلمة وَمثله اصبية جمع صبية وَيُرِيد بالاغيلمة الصّبيان وَلذَلِك صغرهم واللطح بحاء مُهْملَة الضَّرْب بالكف وَلَيْسَ بالشديد (إنْجَاح)
قَوْله ابيني بِضَم الْهمزَة ثمَّ مُوَحدَة مَفْتُوحَة ثمَّ يَاء سَاكِنة ثمَّ نون مَكْسُورَة ثمَّ يَاء مُشَدّدَة قيل هُوَ تَصْغِير ابْني كاعمى وَهُوَ اسْم مُفْرد يدل على الْجمع أَو جمع بن مَقْصُورا كَمَا جَاءَ مَمْدُود أَبنَاء كَذَا فِي فتح الْوَدُود حَاشِيَة سنَن أبي دَاوُد (إنْجَاح)
قَوْله
[3027] كَانَت امْرَأَة ثبطة هِيَ بِفَتْح الثَّاء الْمُثَلَّثَة وَكسر الْبَاء الْمُوَحدَة واسكانها وَفَسرهُ فِي الْمُسلم بِأَنَّهَا الثَّقِيلَة أَي ثَقيلَة الْحَرَكَة بطيئة من التثبيط وَهُوَ التعويق (نووي)
قَوْله
[3028] بِمثل حَصى الْخذف قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ دَلِيل على اسْتِحْبَاب كَون الْحَصَى فِي هَذَا الْقدر وَهُوَ كَقدْر رحبة الباقلا وَلَو رمى بأكبر أَو أَصْغَر جَازَ مَعَ الْكَرَاهَة انْتهى قلت والخذف هُوَ رميك حَصَاة أَو نواة تأخذها بَين سبابتيك ترمي بهَا أَو تتَّخذ فخذفته من خشب ثمَّ ترمي بهَا الْحَصَاة بَين ابهامك والسبابة انْتهى فِي الْهِدَايَة كَيْفيَّة الرَّمْي ان يضع العصاة على ظهر إبهامه ويستعين بالمسبحة قَالَ بن الْحمام هَذَا التَّفْسِير يحْتَمل وَجْهَيْن أَحدهمَا ان يضع طرف إبهامه الْيُمْنَى على وسط السبابَة وَيَضَع الْحَصَاة على ظهر الْإِبْهَام كَأَنَّهُ عَاقد سبعين فيرميها والاخر ان يحلق سبابته ويضعها على مفصل إبهامه كَأَنَّهُ عَاقد عشرَة انْتهى
قَوْله(1/217)
[3030] لما اتى عبد الله بن مَسْعُود الخ قَالَ النَّوَوِيّ فِي هَذَا الحَدِيث فَوَائِد مِنْهَا اثبات رمي جَمْرَة الْعقبَة يَوْم النَّحْر وَهُوَ مجمع عَلَيْهِ وَهُوَ وَاجِب وَهُوَ أحد أَسبَاب التَّحَلُّل وَهِي ثَلَاثَة رمي جَمْرَة الْعقبَة يَوْم النَّحْر فطواف الافاضة مَعَ سَعْيه ان لم يكن سعى وَالثَّالِث الْحلق عِنْد من يَقُول انه نسك وَهُوَ الصَّحِيح فَلَو ترك رمي جَمْرَة الْعقبَة حَتَّى فَاتَت أَيَّام التَّشْرِيق فحجه صَحِيح وَعَلِيهِ دم هَذَا قَول الشَّافِعِي وَأبي حنيفَة وَالْجُمْهُور وَقَالَ بعض أَصْحَاب مَالك الرَّمْي ركن لَا يَصح الْحَج الا بِهِ وَحكى بن جرير عَن بعض النَّاس ان رمي الْجمار إِنَّمَا شرع حفظ للتكبير وَلَو تَركه وَكبر اجزأه وَنَحْوه عَن عَائِشَة وَالصَّحِيح الْمَشْهُور مَا قدمْنَاهُ وَمِنْهَا كَون الرَّمْي سبع حَصَيَات وَهُوَ مجمع عَلَيْهِ وَمِنْهَا اسْتِحْبَاب التَّكْبِير مَعَ كل حَصَاة وَهُوَ مَذْهَب الْعلمَاء كَافَّة قَالَ القَاضِي واجمعوا على انه لَو ترك التَّكْبِير لَا شَيْء عَلَيْهِ وَمِنْهَا اسْتِحْبَاب كَون الرَّمْي من بطن الْوَادي فَيُسْتَحَب ان يقف تحتهَا فِي بطن الْوَادي فَيجْعَل مَكَّة عَن يسَاره وَمنى عَن يَمِينه وَيسْتَقْبل الْعقبَة والجمرة ويرميها بالحصيات السَّبع وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح وَبِه قَالَ جُمْهُور الْعلمَاء وَقَالَ بعض أَصْحَابنَا يسْتَحبّ أَن يقف مُسْتَقْبل الْكَعْبَة وَتَكون الْجَمْرَة عَن يَمِينه كَمَا يدل عَلَيْهِ رِوَايَة بن ماجة وَالصَّحِيح الأول وَقَالَ بعض أَصْحَابنَا وَيسْتَحب أَن يقف مُسْتَقْبل الْجَمْرَة مستد برماكة وَأَجْمعُوا على أَنه من حَيْثُ رَمَاهَا جَازَ سَوَاء اسْتَقْبلهَا أَو جعلهَا عَن يَمِينه أَو عَن يسَاره أَو رَمَاهَا من فَوْقهَا أَو اسفلها أَو وقف فِي وَسطهَا ورماها واما رمي بَاقِي الجمرات فِي أَيَّام التَّشْرِيق فَيُسْتَحَب من فَوْقهَا انْتهى مَعَ تَغْيِير يسير
قَوْله رمي الَّذِي أنزلت الخ فِيهِ جَوَاز قَول سُورَة الْبَقَرَة وَسورَة النِّسَاء وَغَيرهمَا وَبِهَذَا قَالَ جَمَاهِير الْعلمَاء وَإِنَّمَا خص البقرةلأن مُعظم احكام الْمَنَاسِك فِيهَا فَكَأَنَّهُ قَالَ هَذَا مقَام من أنزلت عَلَيْهِ الْمَنَاسِك وَأخذ عَنهُ الشَّرْع وَبَين الاحكام فاعتمدوه وَأَرَادَ بذلك الرَّد على من يَقُول يقطع التَّلْبِيَة من الْوُقُوف بِعَرَفَات (فَخر)
قَوْله
[3037] فِي البيتوتة أَي فِي منى يَعْنِي رخص فِي تَركهَا ليَالِي أَيَّام التَّشْرِيق لأَنهم مشغلون برعي الْإِبِل وحفظها فلواخذوا بالْمقَام وَالْمَبِيت بمنى لضاعت أَمْوَالهم (إنْجَاح)
قَوْله
[3038] فلبينا عَن الصّبيان ورمينا عَنْهُم وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ عَن جَابر كُنَّا إِذا حجَجنَا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُنَّا نلبي عَن النِّسَاء ونرمي عَن الصّبيان قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيث غَرِيب لَا نعرفه الا من هَذَا الْوَجْه وَقد اجْمَعْ أهل الْعلم ان الْمَرْأَة لَا يُلَبِّي عَنْهَا غَيرهَا بل هِيَ تلبي وَيكرهُ لَهَا رفع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ وَفِي در الْمُخْتَار فَلَو أحرم صبي عَاقل أَو احرم عَنهُ أَبوهُ صَار محرما وَيَنْبَغِي ان يجرده قبله ويلبسه ازارا أَو رِدَاء مَبْسُوطا وَظَاهره ان احرامه عَنهُ مَعَ عقله صَحِيح فَمنع عَدمه أولى انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[3039] حَتَّى رمى جَمْرَة الْعقبَة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا دَلِيل على انه يستديم التَّلْبِيَة حَتَّى يشرع فِي رمي جَمْرَة الْعقبَة غَدَاة يَوْم النَّحْر وَهَذَا مَذْهَب أبي حنيفَة وَالثَّوْري وَالشَّافِعِيّ وَأبي ثَوْر وجماهير الْعلمَاء من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وفقهاء الْأَمْصَار وَمن بعدهمْ وَقَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ يُلَبِّي حَتَّى يُصَلِّي الصُّبْح يَوْم عَرَفَة ثمَّ يقطع وَحكى عَن عَليّ وَابْن عمر وَعَائِشَة وَمَالك وَجُمْهُور فُقَهَاء الْمَدِينَة انه يُلَبِّي حَتَّى تَزُول الشَّمْس يَوْم عَرَفَة وَلَا يُلَبِّي بعد الشُّرُوع فِي الْوُقُوف وَقَالَ أَحْمد وَإِسْحَاق وَبَعض السّلف يُلَبِّي حَتَّى يفرغ من رمي جَمْرَة الْعقبَة وَدَلِيل الشَّافِعِي وَأبي حنيفَة وَالْجُمْهُور هَذَا الحَدِيث الصَّحِيح وَغَيره وَلَا حجَّة للآخرين فِي مخالفتها فَيتَعَيَّن اتِّبَاع السّنة انْتهى
قَوْله
[3043] اللَّهُمَّ اغْفِر المحلقين قد أجمع الْعلمَاء على جَوَاز الِاقْتِصَار على أحد الامرين ان شَاءَ اقْتصر على الْحلق وان شَاءَ على التَّقْصِير وعَلى ان الْحلق أفضل من التَّقْصِير الا مَا حَكَاهُ بن الْمُنْذر عَن الْحسن الْبَصْرِيّ انه كَانَ يَقُول يلْزمه الْحلق فِي أول حجَّة وَلَا يجْزِيه التَّقْصِير وَهَذَا ان صَحَّ عَنهُ مَرْدُود بالنصوص وَإِجْمَاع من قبله ومذهبنا الْمَشْهُور الْحلق أَو التَّقْصِير نسك من مَنَاسِك الْحَج وَالْعمْرَة وَبِهَذَا قَالَ الْعلمَاء كَافَّة وَأَقل مَا يجزى من الْحلق أَو التَّقْصِير عِنْد الشَّافِعِي ثَلَاث شَعرَات وَعند أبي حنيفَة ربع الرَّأْس وَعند أبي يُوسُف نصف الرَّأْس وَعند مَالك وَأحمد أَكثر الرَّأْس وَعَن مَالك فِي رِوَايَة انه كل الرَّأْس واجمعوا ان الْأَفْضَل حلق جَمِيعه أَو تَقْصِير جَمِيعه وَلَا ينقص فِي التَّقْصِير عَن قدر الا نملة من أَطْرَاف الشّعْر والمشروع فِي حق النِّسَاء وَالتَّقْصِير وَيكرهُ لَهُنَّ الْحلق فَلَو حلقن حصل النّسك وَيقوم مقَام الْحلق وَالتَّقْصِير النتف والاحراق والقص وَغير ذَلِك من أَنْوَاع إِزَالَة الشّعْر وَأَيْضًا اتّفق الْعلمَاء على ان الْأَفْضَل فِي الْحلق وَالتَّقْصِير ان يكون بعد رمي جَمْرَة الْعقبَة وَبعد ذبح الْهدى ان كَانَ مَعَه وَقبل طواف الافاضة سَوَاء كَانَ قَارنا أَو مُفردا وَوجه فَضِيلَة الْحلق على التَّقْصِير انه ابلغ فِي الْعِبَادَة وَأول على صدق النِّيَّة فِي التذلل لله تَعَالَى وَلِأَن المقصر سبق على نَفسه الشّعْر الَّذِي هُوَ زِينَة والحاج مَأْمُور بترك الزِّينَة بل هُوَ أَشْعَث اغبر وَالله اعْلَم كَذَا فِي النَّوَوِيّ
قَوْله
[3045] لم ظَاهَرت أَي نصرت واعنت لَهُم بِالدُّعَاءِ ثَلَاث مَرَّات قَالَ فِي الْمجمع نَاقِلا من النِّهَايَة ظَاهر بَين درعين أَي جمع لبس أَحدهمَا فَوق أُخْرَى وَكَأَنَّهُ من التظاهر التعاون انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله لم يشكوا أَي لم يوقعوا أنفسهم فِي الشَّك بل ائْتَمرُوا بِمَا أَمرهم الله تَعَالَى بِهِ وَفِيه دَلِيل على ان التَّقْدِيم فِي الذّكر لَا يَخْلُو عَن الْمصلحَة وَلذَلِك قَالَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الصَّفَا نبدأ بِمَا بَدَأَ الله بِهِ ان الصَّفَا والمروة من شَعَائِر الله فَكَذَلِك فِي قَوْله تَعَالَى مُحَلِّقِينَ رؤسكم وَمُقَصِّرِينَ لَا تخافون (إنْجَاح)
قَوْله(1/218)
[3046] انى لبدت رَأْسِي التلبيد ان يَجْعَل فِي الشّعْر شَيْء من صمغ عِنْد الْإِحْرَام لِئَلَّا يشعث ويقمل ابقاء على الشّعْر من طول مكثه فِي الْإِحْرَام وَقَالَ الطَّيِّبِيّ هُوَ ضفر الرَّأْس بصمغ أَو عسل أَو خطى انْتهى فَإِن قيل أَي دخل للتلبيد فِي عدم الاحلال قلت هُوَ بَيَان انه مستعد من أول الْأَمر بِأَن يَدُوم احرامه الى ان يبلغ الْهدى مَحَله إِذْ التلبيد إِنَّمَا يحْتَاج اليه من طَال امد احرامه (فَخر)
قَوْله
[3048] منى كلهَا منحر وَزَاد مُسلم فَانْحَرُوا فِي رحالكُمْ يَعْنِي ان مناكلها منحر يجوز النَّحْر فِيهَا فَلَا تتكلفوا النَّحْر فِي مَوضِع نحري بل يجوز لكم النَّحْر فِي مَنَازِلكُمْ من منى قَوْله وكل فجاج مَكَّة بِالْكَسْرِ جمع فج بِالْفَتْح هُوَ الطَّرِيق الْوَاسِع بَين جبلين طَرِيق ومنحر يَعْنِي أَي طَرِيق يدْخل مَكَّة جَازَ وَفِي أَي مَوضِع مِنْهَا ينْحَر الْهدى جَازَ وان لم يكن طَرِيقا دخل أَو نحر فِيهِ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْله وكل عَرَفَة موقف يَعْنِي ان عَرَفَة كلهَا موقف يجوز الْوُقُوف فِيهَا فَلَا تتكلفوا الْوُقُوف فِي مَوضِع وُقُوفِي بل يجوز الْوُقُوف فِي جُزْء من أَجزَاء عَرَفَات والعرفة اسْم للمكان الْمَخْصُوص وَقد يَجِيء بِمَعْنى الزَّمَان وَأما عَرَفَات بِلَفْظ الْجمع فَيَجِيء بِمَعْنى الْمَكَان فَقَط وَلَعَلَّ جمعه بِاعْتِبَار نواحيه وأطرافه قَالَ النَّوَوِيّ وَأما عَرَفَات فحدها جَاوز وَادي عُرَنَة الى الْجبَال الْقَابِلَة مِمَّا يَلِي بساتين بن عَامر هَكَذَا نَص عَلَيْهِ الشَّافِعِي وَجَمِيع اصحابه وَنقل الازرقي عَن بن عَبَّاس انه قَالَ حد عَرَفَات من جبل المشرف على بطن عُرَنَة الى جبال عَرَفَات الى وصيق بِفَتْح الْوَاو وَكسر الصَّاد الْمُهْملَة وَآخره قَاف الى ملتقى وصيق وَادي عُرَنَة وَقيل فِي حَدهَا غير هَذَا مِمَّا هُوَ مقارب لَهُ انْتهى قَوْله وكل الْمزْدَلِفَة موقف قَالَ النَّوَوِيّ الْمزْدَلِفَة فمعروفة سميت بذلك من التزلف والازدلاف وَهُوَ التَّقَرُّب لِأَن الْحجَّاج إِذا افاضوا من عَرَفَات ازدلفوا إِلَيْهَا أَي مضوا إِلَيْهَا وتقربوا مِنْهَا وَقيل سميت بذلك لمجيئ إِلَيْهَا فِي زلف من اللَّيْل أَي سَاعَات وَتسَمى جمعا لِاجْتِمَاع النَّاس فِيهَا وَأعلم ان الْمزْدَلِفَة كلهَا من الْحرم قَالَ الْأَزْرَقِيّ فِي تَارِيخ مَكَّة وَالْمَاوَرْدِيّ وأصحابنا فِي كتب الْمَذْهَب وَغَيرهم حد مُزْدَلِفَة مَا بَين مازمي عَرَفَة ووادي محسر وَلَيْسَ الحدان مِنْهَا وَيدخل فِي الْمزْدَلِفَة جَمِيع تِلْكَ الشعاب والحبال الدَّاخِلَة فِي الْحَد الْمَذْكُور انْتهى هَكَذَا فِي الشُّرُوح (فَخر)
قَوْله
[3049] لَا حرج اعْلَم ان افعال الْحَج يَوْم النَّحْر أَرْبَعَة الرَّمْي وَالذّبْح وَالْحلق وَالطّواف وَاخْتلفُوا فِي ان هَذَا التَّرْتِيب سنة أَو وَاجِب فَذهب جمَاعَة وَمِنْهُم الامام أَبُو حنيفَة وَمَالك الى الْوُجُوب وَقَالُوا المُرَاد بِنَفْي الْحَرج رفع الْإِثْم للْجَهْل وَالنِّسْيَان لَكِن الدَّم وَاجِب وَقَالَ الطَّيِّبِيّ ان بن عَبَّاس روى مثل هَذَا الحَدِيث وَأوجب الدَّم فلولا انه فهم ذَلِك وَعلم انه المُرَاد لما أَمر بِخِلَافِهِ لمعات
قَوْله
[3054] قد رما إِذا فرغ الخ لفظ قدر مَا بِصِيغَة الْمَاضِي أَي قدر مِقْدَار وَقت إِذا فرغ من رمى الْجمار صلى الظّهْر فِي مَسْجِد الْخيف وَأما بِصِيغَة الْمصدر وَكَانَ بِمحل الظّرْف من قَوْله يَرْمِي أَي يرْمى فِي وَقت لَو صَار الْفَرَاغ مِنْهُ لصار الْوَقْت وقتا مُعْتَادا لِلظهْرِ (إنْجَاح)
قَوْله ثَلَاث لَا يغل عَلَيْهِنَّ قلب مُؤمن الخ لَا يغل بِفَتْح الْيَاء وَضمّهَا وبكسر الْغَيْن فَالْأول من الغل الحقد وَالثَّانِي من الاغلال الْخِيَانَة الْمَعْنى ان الْمُؤمن لَا يخون فِي هَذِه الثَّلَاثَة وَلَا يدْخلهُ دغل يُزِيلهُ عَن الْحق حِين يفعل شَيْئا من ذَلِك وَقد مر الحَدِيث مَعَ بَيَانه (إنْجَاح)
قَوْله
[3056] وَلُزُوم جَمَاعَتهمْ أَي مُوَافقَة للْمُسلمين فِي الِاعْتِقَاد وَالْعَمَل الصَّالح من صَلَاة الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة وَغير ذَلِك قَوْله فَإِن دعوتهم الخ الْمَعْنى ان دَعْوَة الْمُسلمين قد احاطت بهم فتحر سهم عَن كيد الشَّيْطَان وَعَن الضَّلَالَة كَذَا فِي شرح المشكوة (إنْجَاح)
قَوْله
[3057] على نَاقَته المخضرمة أَي مَقْطُوعَة طرف الْإِذْن وَهِي العضبا أَي كوش بريده قَوْله الا واني مستنقذ اناسا ومستنقذ مني اناس الخ الأول بكسرالقاف وَالثَّانِي بِفَتْحِهَا من الاستنقاذ وَهُوَ التَّمْيِيز والتخليص عَمَّا وَقع فِيهِ أَي اني طَالب نجاة اناس بشفاعتي لتخليصهم ومستنقذ مني اناس أَي وهم يخلصون ويباعدون مني وَيحكم بهم الى النَّار وَهَذَا إِشَارَة الى من ارْتَدَّ من الْعَرَب فِي خلَافَة الصّديق رَضِي الله عَنهُ وَهَذَا الحَدِيث فِيهِ غرابة من جِهَة بعض الْأَلْفَاظ كَمَا أَشَارَ اليه الْمُؤلف والا فَهُوَ بِمَعْنَاهُ مروى من رِوَايَة الشَّيْخَيْنِ إنْجَاح حَاشِيَة صفحة 22
قَوْله(1/219)
[3062] زَمْزَم لما شرب لَهُ أَي لكل مُهِمّ من مهمات الدُّنْيَا وَالْآخِرَة اخْرُج هَذَا الحَدِيث الْحَاكِم وَصَححهُ الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَابْن حبَان وَمن الْمُتَقَدِّمين بن عُيَيْنَة وَمن الْمُتَأَخِّرين الْحَافِظ بن حجر واشتهر عَن الشَّافِعِي انه شربه للرمي فَكَانَ يُصِيب من كل عشرَة تِسْعَة وَلَا يُحْصى كم شرب من الْأَئِمَّة لامورنا لَو هابه وَبَعْضهمْ للعطش يَوْم الْقِيَامَة وَأولى مَا يشرب لتحقيق الْإِيمَان والثبات عَلَيْهِ وَهُوَ أفضل الْمِيَاه الْمَوْجُودَة حَتَّى الْكَوْثَر كَمَا صَحَّ عَن السراج البُلْقِينِيّ لِأَنَّهُ غسل من الصَّدْر الشريف وَالنَّظَر إِلَيْهَا وَالطهُور مِنْهَا يحط الْخَطَايَا وَمَا امتلى جَوف أحد من زَمْزَم الا مَلأ علما وَبرا وافردت فضائلها بالتأليف كَذَا ذكره شَيخنَا عَابِد السندي فِي حَاشِيَة الدّرّ إنْجَاح مَاء زَمْزَم لما شرب لَهُ هَذَا الحَدِيث مَشْهُور على الْأَلْسِنَة كثيرا وَاخْتلف الْحفاظ فِيهِ فَمنهمْ من صَححهُ وَمِنْهُم من حسنه وَمِنْهُم من ضعفه وَالْمُعْتَمد الأول وجازف من قَالَ ان حَدِيث الباذنجان لما أكل لَهُ أصح مِنْهُ فَإِن حَدِيث الباذنجان مَوْضُوع كذب مِصْبَاح الذجاجة
قَوْله
[3063] دخل رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الْفَتْح الْكَعْبَة الخ ثَبت من هَذَا الحَدِيث ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دخل الْكَعْبَة وَصلى فِيهَا بَين العمودين وَذكر مُسلم بِإِسْنَادِهِ عَن أُسَامَة وَابْن عَبَّاس ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا فِي نَوَاحِيهَا وَلم يصل وَأجْمع أهل الحَدِيث على الاخذ بِرِوَايَة بِلَال كَمَا فِي هَذَا الْكتاب لِأَنَّهُ مُثبت فمعه زِيَادَة علم فَوَجَبَ تَرْجِيحه وَالْمرَاد الصَّلَاة الْمَعْهُودَة ذَات الرُّكُوع وَالسُّجُود وَلِهَذَا قَالَ بن عمر ثمَّ لمت نَفسِي ان لَا اكون سألتة كم صلى وَأما نفي أُسَامَة فسببه انهم لما دخلُوا الْكَعْبَة اغلقوا الْبَاب وَاشْتَغلُوا بِالدُّعَاءِ فَرَأى أُسَامَة النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُو ثمَّ اشْتغل أُسَامَة بِالدُّعَاءِ فِي نَاحيَة من نواحي الْبَيْت وَالنَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاحيَة أُخْرَى وبلال قريب مِنْهُ ثمَّ صلى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَآهُ بِلَال رض لقُرْبه وَلم يره أُسَامَة لبعده وَكَانَت صَلَاة خَفِيفَة فَلم يرهَا أُسَامَة لاغلاق الْبَاب مَعَ بعده واشتغاله بِالدُّعَاءِ وَجَاز لَهُ نَفيهَا عملا بظنه واما بِلَال فحققها فَأخْبر بهَا وَاخْتلف الْعلمَاء فِي الصَّلَاة فِي الْكَعْبَة إِذا صلى مُتَوَجها الى جِدَار مِنْهَا أَو الى الْبَاب وَهُوَ مَرْدُود فَقَالَ الشَّافِعِي وَالثَّوْري وَأَبُو حنيفَة وَأحمد وَالْجُمْهُور يَصح فِيهَا صَلَاة النَّفْل وَصَلَاة الْفَرْض وَقَالَ مَالك تصح فِيهَا صَلَاة النَّفْل الْمُطلق وَلَا يَصح الْفَرْض وَلَا الْوتر وَلَا رَكعَتَا الْفجْر وَلَا رَكعَتَا الطّواف وَقَالَ مُحَمَّد بن جرير واصبنع الْمَالِكِي وَبَعض أهل الظَّاهِر لَا تصح فِيهَا صَلَاة ابدا لَا فَرِيضَة وَلَا نَافِلَة وَحَكَاهُ القَاضِي عَن بن عَبَّاس أَيْضا وَدَلِيل الْجُمْهُور حَدِيث بِلَال وَإِذا صحت النَّافِلَة صحت الْفَرِيضَة لِأَنَّهُمَا فِي الْموضع سَوَاء فِي الِاسْتِقْبَال فِي حَال النُّزُول وَإِنَّمَا يَخْتَلِفَانِ فِي الِاسْتِقْبَال فِي حَال السّير فِي السّفر قَوْله فاغلقوها إِنَّمَا اغلقوا الْبَاب عَلَيْهِم ليَكُون اسكن لقُلُوبِهِمْ واجمع لخشوعهم وَلِئَلَّا يجْتَمع النَّاس ويدخلوا ويزدحموا فِينَا لَهُم ضَرَر ويتهوش عَلَيْهِم الْحَال بِسَبَب لغطهم قَوْله صلى على وَجهه حِين دخل بَين العمودين عَن يَمِينه هَكَذَا هُوَ هُنَا وَفِي رِوَايَة الْمُسلم جعل عمودين عَن يسَاره وعمودا عَن يَمِينه وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ عمودين عَن يَمِينه وعمودا عَن يسَاره وَهَكَذَا هُوَ فِي الْمُوَطَّأ وَفِي سنَن أبي دَاوُد وَكله من رِوَايَة مَالك وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ عمودا عَن يَمِينه وعمودا عَن يسَاره وَفِي هَذَا الحَدِيث دَلِيل على ان
دُخُوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْكَعْبَة وَصلَاته فِيهَا كَانَ يَوْم الْفَتْح وَهَذَا لَا خلاف فِيهِ وَلم يكن يَوْم حجَّة الْوَدَاع (نووي)
قَوْله
[3064] وَهُوَ قرير الْعين هِيَ كِنَايَة عَن السرُور فَقلت أَي استفسرت وَجه الْحزن إنْجَاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي
قَوْله
[3065] اسْتَأْذن الْعَبَّاس رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان يبيت الخ هَذَا الحَدِيث يدل على المسئلتين إِحْدَاهمَا ان الْمبيت بمنى ليَالِي أَيَّام التَّشْرِيق مَأْمُور بِهِ وَهَذَا مُتَّفق عَلَيْهِ لَكِن اخْتلفُوا هَل هُوَ وَاجِب أم سنة وَللشَّافِعِيّ فِيهِ قَولَانِ أصَحهمَا الْوَاجِب وَبِه قَالَ مَالك وَأحمد وَالثَّانِي سنة وَبِه قَالَ بن عَبَّاس وَالْحسن وَأَبُو حنيفَة فَمن اوجبه أوجب الدَّم فِي تَركه وان قُلْنَا سنة لم يجب الدَّم بِتَرْكِهِ لَكِن يسْتَحبّ وقِي قدر الْوَاجِب فِي هَذَا الْمبيت قَولَانِ للشَّافِعِيّ أصَحهمَا الْوَاجِب مُعظم اللَّيْل وَالثَّانِي سَاعَة المسئلة الثَّانِيَة يجوز لأهل السِّقَايَة ان يتْركُوا هَذَا الْمبيت وَيذْهب الى مَكَّة ليستقوا بِاللَّيْلِ المَاء من زَمْزَم ويجعلوه فِي الْحِيَاض مسبلا للشاربين وَغَيرهم وَلَا يخْتَص ذَلِك بآل الْعَبَّاس بل كل من تولى السِّقَايَة كَانَ لَهُ هَذَا وَكَذَا لَو احدثت سِقَايَة أُخْرَى كَانَ للقائم بشأنها ترك الْمبيت هَذَا هُوَ الصَّحِيح وَقَالَ بعض أَصْحَابنَا يخْتَص الرُّخْصَة بسقاية الْعَبَّاس وَقَالَ بَعضهم يخْتَص بآل الْعَبَّاس وَقَالَ بَعضهم يخْتَص ببني هَاشم من آل الْعَبَّاس وَغَيرهم فَهَذِهِ أَرْبَعَة أوجه لِأَصْحَابِنَا أَصَحهَا الأول واعلى أَن سِقَايَة أحباس حق لآل الْعَبَّاس كَانَت الْعَبَّاس فِي الْجَاهِلِيَّة وأقرها النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ فَهِيَ لآل الْعَبَّاس بدا (نووي)
قَوْله
بَاب نزُول المحصب قَالَ النَّوَوِيّ فِي هَذَا الْبَاب الْأَحَادِيث فِي نزُول النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْأَبْطح يَوْم النَّفر وَهُوَ المحصب وان أَبَا بكر وَعمر وَابْن عمر وَالْخُلَفَاء كَانُوا يَفْعَلُونَهُ وان عَائِشَة وَابْن عَبَّاس كَانَا يَقُولَانِ بِهِ ويقولان هُوَ منزل اتفاقي لَا مَقْصُود فَحصل خلاف بَين الصَّحَابَة فمذهب أبي حنيفَة وَمَالك وَالشَّافِعِيّ وَالْجُمْهُور اسْتِحْبَابه اقْتِدَاء برَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْخُلَفَاء الرَّاشِدين وَغَيرهم واجمعوا على من تَركه لَا شَيْء عَلَيْهِ وَيسْتَحب ان يُصَلِّي بِهِ الظّهْر وَالْعصر وَالْمغْرب وَالْعشَاء ويبيت بِهِ بعض اللَّيْل أَو كُله اقْتِدَاء برَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمحصب والحصبة والأبطح والبطحاء وَخيف بني كنَانَة اسْم لشَيْء وَاحِد وَاصل الْخيف كل مَا انحدر عَن الْجَبَل وارتفع عَن المسيل انْتهى
قَوْله
[3070] لَا ينفرن أحدا الخ فِيهِ دلَالَة لمن قَالَ بِوُجُوب طواف الْوَدَاع وَأَنه إِذا تَركه لزمَه دم وَهُوَ الصَّحِيح فِي مَذْهَبنَا وَبِه قَالَ أَكثر الْعلمَاء مِنْهُم الْحسن الْبَصْرِيّ وَالْحكم وَأحمد وَالثَّوْري وَأَبُو حنيفَة وَأحمد وَإِسْحَاق وَأَبُو ثَوْر وَقَالَ مَالك وَدَاوُد وَابْن الْمُنْذر هُوَ سنة لَا شَيْء فِي تَركه وَعَن مُجَاهِد رِوَايَتَانِ كالمذهبين (نووي)
قَوْله
[3072] حَاضَت صَفِيَّة الخ فِي هَذَا الحَدِيث دَلِيل على سُقُوط طواف الْوَدَاع عَن الْحَائِض وَالنُّفَسَاء وَلَا يلْزمهَا بِتَرْكِهِ دم وَبِه قَالَ الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وَالْعُلَمَاء كَافَّة الا مَا حَكَاهُ بن الْمُنْذر عَن عَمْرو بن عمر وَزيد انهم امروها بالْمقَام لطواف الْوَدَاع لَكِن الحَدِيث يردهُ وَالله اعْلَم مَوْلَانَا فَخر الْحسن
قَوْله
[3073] عقري حلقي وَفِي شرح جَامع الْأُصُول أَي عقرهَا الله واصاب بعقر فِي جَسدهَا وَظَاهره الدُّعَاء عَلَيْهَا وَلَيْسَ بِهِ حَقِيقَة قَالَ أَبُو عبيد الصَّوَاب تنوينهما لِأَنَّهُمَا مصدرا حلق وعقر قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ هما صفتان للْمَرْأَة المشومة أَي انها تعقر قَومهَا وتحلقهم أَي تستأصلهم من شومها عَلَيْهِ وهما خبر هِيَ محذوفة أَو مصدر ان عَليّ فعلى كالشكوى وَقيل الالف للتأنيث كسكرى وَقَالَ فِي النِّهَايَة يَعْنِي اصابها الله بوجع فِي حلقها خَاصَّة كَذَا يَرْوُونَهُ غير منون كغضبى حَيْثُ هُوَ جَاءَ على الْمُؤَنَّث وَالْمَعْرُوف فِي اللُّغَة التَّنْوِين على انه مصدر مَحْذُوف وَالْفِعْل أَي حلقها الله حلقا وعقرها عقرا وَيُقَال لَا من يعجب مِنْهُ عقرا حلقا انْتهى
قَوْله
[3074] فَأَهوى بِيَدِهِ الى رَأْسِي أَي امدها اليه فَحل زرى وَاحِد من ازرار الْقَمِيص قَوْله فَقَامَ فِي نساجة هُوَ بِكَسْر نون وخفة سين مُهْملَة وبجيم ضرب من الملاحف منسوجة سميت بمصدر نسجت نساجة وروى ساجة بِحَذْف النُّون وَهِي الطيلسان الْأَخْضَر كَذَا فِي الْمجمع إنْجَاح(1/220)
[3077] قَوْله على مشجب هُوَ بِكَسْر مِيم وَسُكُون مُعْجمَة وَفتح جيمه خشبات مَنْصُوبَة تُوضَع عَلَيْهِ الثِّيَاب قَوْله فعقد تسعا وَهُوَ العقد الْمَشْهُور بِأَن تضم رُؤُوس الانامل الثَّلَاث الْخِنْصر والبنصر وَالْوُسْطَى بوسط رَاحَة كَفه الْيُمْنَى وتضع رَأس السبابَة فِي أصل الْإِبْهَام قَوْله فَأذن فِي النَّاس بِلَفْظ الْمَجْهُول وَفِي رِوَايَة بِلَفْظ الْمَعْرُوف أَي اعْلَم نجاح
قَوْله بشر كثير ورد فِي بعض الرِّوَايَات انهم كَانُوا أَكثر من الْحصْر والاحصاء وَلم يعينوا عَددهمْ وَقد بلغُوا فِي غَزْوَة تَبُوك الَّتِي آخر غزوات النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائَة الف وَحجَّة الْوَدَاع كَانَت بعد ذَلِك وَلَا بُد ان يزدادوا فِيهَا ويروى مائَة الف وَأَرْبَعَة عشر الْفَا وَفِي رِوَايَة مائَة الف وَأَرْبَعَة وَعِشْرُونَ الْفَا وَالله أعلم (إنْجَاح)
قَوْله فَكَانَ أبي يَقُول الخ هَذَا قَول جَعْفَر الصَّادِق وَأَبوهُ مُحَمَّد بن عَليّ الباقر وَلَا أعلم الا ذكره عَن رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَي قَالَ مُحَمَّد لَا أعلم جَابر الا ذكر عَن رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ القرأة فِي الرَّكْعَتَيْنِ بِسُورَة قل يَا أَيهَا الْكَافِرُونَ وَسورَة الْإِخْلَاص فَكَانَ جَابر شكّ فِي هَذَا فَلهَذَا بَينه إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله ثمَّ رَجَعَ الى الْبَيْت الخ فِيهِ دلَالَة لما قَالَه الْعلمَاء انه يسْتَحبّ للطائف طواف الْقدوم إِذا فرغ من الطّواف وَصلَاته خلف الْمقَام ان يعود الى الْحجر الْأسود فيستلمه ثمَّ يخرج من بَاب الصَّفَا ليسعى وَاتَّفَقُوا على ان هَذَا الإستلام لَيْسَ بِوَاجِب وَإِنَّمَا هُوَ سنة لَو تَركه لم يلْزمه دم قَوْله نبدأ بِمَا بَدَأَ الله بِهِ قَالَ الْعلمَاء يشْتَرط فِي السَّعْي ان يبْدَأ بالصفا وَقد ثَبت فِي رِوَايَة النَّسَائِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ابدأوا بِمَا بَدَأَ الله بِهِ بِصِيغَة الْأَمر قَوْله فرقى عَلَيْهِ فِيهِ انه يَنْبَغِي ان يرقى على الصَّفَا والمروة وَهَذَا الرقى سنة لَا وَاجِب قَوْله حَتَّى رأى الْبَيْت وَكَانَ إِذْ ذَاك يرى من الصَّفَا والان حجبها بِنَاء الْحرم (فَخر)
قَوْله وَهزمَ الْأَحْزَاب وَحده قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ هَزَمَهُمْ بِغَيْر قتال من الادميين وَلَا بِسَبَب من جهتهم وَالْمرَاد الْأَحْزَاب الَّذين تحزبوا على رَسُول
الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْم الخَنْدَق وَكَانَ الخَنْدَق فِي شَوَّال سنة أَربع من الْهِجْرَة وَقيل سنة خمس انْتهى
قَوْله حَتَّى إِذا انصبت قدماه أَي انحدرت فِي الْمَسْعَى قَوْله حَتَّى إِذا صعدتا مَعْنَاهُ ارْتِفَاع الْقَدَمَيْنِ فِي بطن المسيل الى الْمَكَان العالي لِأَنَّهُ ذكر فِي مُقَابلَة الانصباب لمعات
قَوْله فَفعل على الْمَرْوَة الخ قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ انه لَيْسَ عَلَيْهَا من الذّكر وَالدُّعَاء والرقي مثل مَا يسن على الصَّفَا وَهَذَا مُتَّفق عَلَيْهِ قَوْله فَلَمَّا كَانَ آخر طواف على الْمَرْوَة فِيهِ دلَالَة لمَذْهَب الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وَالْجُمْهُور ان الذّهاب من الصَّفَا الى الْمَرْوَة يحْسب مرّة وَالرُّجُوع من الْمَرْوَة الى الصَّفَا ثَانِيَة وَالرُّجُوع الى الْمَرْوَة ثَالِثَة وَهَكَذَا فَيكون ابْتِدَاء السَّبع من الصَّفَا وَآخِرهَا بالمروة
قَوْله لَو اني اسْتقْبلت الخ أَي لَو ظهر لي هَذَا الراي الَّذِي رَأَيْته آخر أَو امرتكم بِهِ فِي أول أَمْرِي من الْإِحْرَام لم اسْقِ الْهدى وَفِي هَذَا دَلِيل على جَوَاز قَول لَو فِي التأسف على فَوَات أُمُور الدّين ومصالح الشَّرْع وَأما الحَدِيث الصَّحِيح فِي ان لَو تفتح عمل الشَّيْطَان فحمول على التأسف على حظوظ الدُّنْيَا وَنَحْوهَا وَقد كثرت الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة فِي اسْتِعْمَال لَو فِي غير حظوظ الدُّنْيَا وَنَحْوهَا فَيجمع بَين الْأَحَادِيث بِمَا ذَكرْنَاهُ
قَوْله محرشا على فَاطِمَة أَي غَضْبَان هُوَ من التحريش بَين الْبَهَائِم (إنْجَاح)
قَوْله ثمَّ حل النَّاس كلهم أَي الَّذين لم يسوقوا الْهدى وَقَوله اهلوا بِالْحَجِّ أَي احرموا بِهِ (إنْجَاح)
قَوْله وَقصرُوا وَإِنَّمَا قصروا وَلم يحلقوا مَعَ ان الْحلق أفضل لأَنهم أَرَادوا ان يبْقى شعر يحلق فِي الْحَج فَلَو حَلقُوا لم يبْق شعر فَكَانَ التَّقْصِير هَهُنَا أحسن ليحصل فِي النُّسُكَيْنِ إِزَالَة شعر (نووي)
قَوْله وامر بقبة من شعر فَضربت لَهُ بنمرة هِيَ بِفَتْح النُّون وَكسر الْمِيم هَذَا أَصْلهَا وَيجوز فِيهَا مَا يجوز فِي نظائرها وَهُوَ اسكان الْمِيم مَعَ فتح النُّون وَكسرهَا وَهِي مَوضِع بِجنب عَرَفَات وَلَيْسَت من عَرَفَات فِيهِ اسْتِحْبَاب النُّزُول بنمرة إِذا ذَهَبُوا من منى لِأَن السّنة ان لَا يدخلُوا عَرَفَات الا بعد زَوَال الشَّمْس وَبعد صَلَاتي الظّهْر وَالْعصر جمعا فَالسنة ان ينزلُوا بنمرة فَمن كَانَ لَهُ قبَّة ضربهَا ويغتسلون للوقوف قبل الزَّوَال فَإِذا زَالَت الشَّمْس سَار بهم الامام الى مَسْجِد إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وخطب بهم خطبتين خفيفتين وخف الثَّانِيَة جدا فَإِذا فرغ مِنْهُمَا صلى بهم الظّهْر وَالْعصر جَامعا بَينهمَا فَإِذا فرغ من
الصَّلَاة سَار إِلَى الْموقف وَفِي هَذَا الحَدِيث جَوَاز الاستظلال للْمحرمِ بقبة وَغَيرهَا وَلَا خلاف فِي جَوَازه للنازل وَاخْتلفُوا فِي جَوَازه للراكب فمذهب أبي حنيفَة وَالشَّافِعِيّ والاكثرين جَوَازه وَكَرِهَهُ مَالك وَأحمد (نووي)
قَوْله لَا تشك قُرَيْش الا انه وقف أَي الا فِي وُقُوفه وَفِي الِاسْتِثْنَاء وقته يَعْنِي ان قُريْشًا لم يشكوا فِي انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخالفهم فِي سَائِر مَنَاسِك الْحَج الا الْوُقُوف عِنْد الْمشعر الْحَرَام فَإِنَّهُم لم يشكوا فِي الْمُخَالفَة بل تحققوا انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقف عِنْده لِأَنَّهُ من مَوَاقِف الحمس وَأهل حرم الله والمشعر الْحَرَام جبل بِمُزْدَلِفَة يُقَال لَهُ قزَح كَذَا قَالَ الطَّيِّبِيّ
قَوْله فَأجَاز أَي فجاوز من الْمزْدَلِفَة الى عَرَفَات قَوْله فرحلت لَهُ أَي شدّ على ظهرهَا ليرْكبَهَا قَوْله مَوْضُوع تَحت قدمي أَي بَاطِل فَالْمُرَاد بِالْوَضْعِ تَحت الْقدَم ابطاله وَتَركه سبق تَحْقِيقه قَوْله دم ربيعَة بن الْحَارِث اسْمه إِيَاس هُوَ بن عَم النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(1/221)
قَوْله بِكَلِمَة الله قَالَ الْخطابِيّ المُرَاد بهَا قَوْله تَعَالَى أَو تَسْرِيح بِإِحْسَان وَقيل المُرَاد بِالْكَلِمَةِ الْإِيجَاب وَالْقَبُول وَمَعْنَاهُ على هَذَا بِالْكَلِمَةِ الَّتِي أَمر الله تَعَالَى بهَا وَقيل المُرَاد كلمة التَّوْحِيد وَهِي لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله إِذْ لَا تحل مسلمة بِغَيْر مُسلم وَقيل المُرَاد بِإِبَاحَة الله والكلمة قَوْله تَعَالَى فانكحوا مَا طَابَ لكم من النِّسَاء وَلِهَذَا هُوَ الصَّحِيح (فَخر)
قَوْله لَا يوطئن فرشكم أحدا بِالتَّخْفِيفِ من الايطاء وَهُوَ كِنَايَة عَن اقرار الْغَيْر عَلَيْهِنَّ والاختلاط والْحَدِيث (إنْجَاح)
قَوْله وينكبها الى النَّاس أَي يميلها من نكب الْإِنَاء ونكبه تنكيبا إِذا أماله وكبه وروى بفوقية بعد الْكَاف وَهُوَ بعيد الْمَعْنى كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله حِين غَابَ القرص بدل من حَتَّى غربت الشَّمْس وَهُوَ للتوضيح قَوْله فَدفع أَي انْصَرف من عَرَفَة الى مُزْدَلِفَة (إنْجَاح)
قَوْله وَقد شنق بِفَتْح النُّون مُخَفّفَة أَي كفها يُقَال شنقت الْبَعِير اشنقه شنقا إِذا كففته بزمامه وَأَنت رَاكِبه (إنْجَاح)
قَوْله مورك رَحْله بِفَتْح مِيم وَكسر رَاء وموركه المرفقة تكون عِنْد قادمة الرحل يضع الرَّاكِب رجله عَلَيْهَا ليستريح من وضع رجله فِي الركاب أَرَادَ انه بَالغ فِي جذب رَأسهَا ليكفها عَن السّير وَقَوله حبلا من الحبال بِالْحَاء الْمُهْملَة هُوَ التل اللَّطِيف من الرمل (إنْجَاح)
قَوْله وسيما أَي حسنا وجميلا قَوْله مر الظعن بِضَمَّتَيْنِ أَو سُكُون الثَّانِي جمع ظَعِينَة هِيَ الْمَرْأَة الَّتِي تركب الْإِبِل وَقد تسْتَعْمل للْمَرْأَة فَقَط (إنْجَاح)
قَوْله ببضعة أَي بِقِطْعَة من اللَّحْم هِيَ بِالْفَتْح قَوْله فاكلا أَي النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعلي كرم الله وَجهه (إنْجَاح)
قَوْله ثمَّ افاض رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الى الْبَيْت فِيهِ مَحْذُوف تَقْدِيره فَأَفَاضَ فَطَافَ بِالْبَيْتِ طواف الافاضة ثمَّ صلى الظّهْر فَحذف ذكر الطّواف لدلَالَة الْكَلَام عَلَيْهِ وَفِي هَذَا الحَدِيث انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى الظّهْر بِمَكَّة وَفِي رِوَايَة لمُسلم عَن بن عمر انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى الظّهْر يَوْم النَّحْر بمنى قَالَ بن الْهمام وَلَا شكّ ان أحد الْخَبَرَيْنِ وهم إِذا تَعَارضا وَلَا بُد من صَلَاة الظّهْر فِي أحد المكانين وَكَونهَا فِي مَكَّة بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام لثُبُوت مضاعفة الْفَرَائِض فِيهِ أولى انْتهى قَالَ الْقَارِي وَالْحمل على انه أعَاد الظّهْر بمنى مقتديا على مَذْهَبنَا واماما على مَذْهَب الشَّافِعِي وَأمر اصحابه بِالظّهْرِ حَيْثُ انتظروه أولى من الْحمل على
الْوَهم كَمَا لَا يخفى على انه روى انه كَانَ يزور الْبَيْت فِي كل يَوْم من أَيَّام النَّحْر فليحمل على يَوْم آخر انْتهى
قَوْله فَأتى بني عبد الْمطلب أَي اتاهم بعد فرغه من طواف الافاضة وهم يسقون على زَمْزَم مَعْنَاهُ يغرقون بالدلاء ويصبونه فِي الْحِيَاض وَنَحْوهَا ويسيلونه للنَّاس وَقَوله لَوْلَا ان يغلبكم الخ أَي لَوْلَا خوفي ان يعْتَقد النَّاس ذَلِك من مَنَاسِك الْحَج ويزدحمون عَلَيْهِ بِحَيْثُ يَغْلِبُونَكُمْ ويدفعونكم عَن الاستقاء لاستقيت مَعكُمْ لِكَثْرَة فَضِيلَة هَذَا الاستقاء وَفِيه فَضِيلَة الْعَمَل فِي هَذَا الاستقاء واستحباب شرب مَاء زَمْزَم وَأما زَمْزَم فَهِيَ البير الْمَشْهُورَة فِي الْمَسْجِد الْحَرَام بَينهَا وَبَين الْكَعْبَة ثَمَان وَثَلَاثُونَ ذِرَاعا قيل سميت زَمْزَم لِكَثْرَة مَائِهَا يُقَال مَاء زَمْزَم وزمزوم وزمازم إِذا كَانَ كثيرا وَقيل لضم هَاجر رض لمائها حِين انفجرت وزمها إِيَّاه وَقيل لزمزمة جِبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام وَكَلَامه عِنْد فجره إِيَّاهَا وَقيل انها غير مُشْتَقَّة وَلها أَسمَاء أخر (نووي)
قَوْله من كسر أَو عرج الخ قَالَ فِي النِّهَايَة يُقَال عرج عرجانا إِذا غمز من شَيْء اصابه وعرج عرجا إِذا صَار اعرج أَو كَانَ خلقَة أَي من احصره مرض أَو عَدو فَعَلَيهِ ان يبْعَث بِهَدي ويواعد الْحَامِل يَوْمًا بِعَيْنِه يذبحها فِيهِ فيتحلل بعده انْتهى وَبِه قَالَت الْحَنَفِيَّة ان من احصر بعدو أَو مرض يبْعَث الْهَدْي ويتحلل وَيجب عَلَيْهِ الْقَضَاء وَلَا تصغ الى قَول مُحي السّنة فِي المصابيح انه ضَعِيف لِأَنَّهُ قَالَ التوربشتي الحكم بِضعْف هَذَا الحَدِيث بَاطِل (فَخر)
قَوْله بَاب فديَة الْمحصر والاذى الْفِدْيَة مُضَاف الى الْمحصر والى الْأَذَى أَيْضا وَالْمرَاد من الْأَذَى مَا يتَأَذَّى بِهِ الْإِنْسَان من الْقمل وَالْمَرَض وَغير ذَلِك وَحَدِيث كَعْب بن عجْرَة كَانَ قبل ثُبُوت الْإِحْصَار لعدم الْعلم بِهِ كَانَ الْمَعْنى ان الْمحرم إِذا وجد الْأَذَى مَعَ عدم الْعلم بالإحصار مَاذَا يفعل واما بعد الْعلم بالإحصار فَعَلَيهِ حل الْإِحْرَام وَعَلِيهِ الْعمرَة وَالْحج من قَابل فَلَا يَسْتَقِيم معنى فديَة الْمحصر وَالله أعلم إنْجَاح الْحَاجة
[3079]
قَوْله ففدية من صِيَام الخ معنى الحَدِيث ان من احْتَاجَ الى حلق الرَّأْس لضَرَر من قمل أَو مرض أَو نَحْوهمَا فَلهُ حلقه فِي الْإِحْرَام وَعَلِيهِ الْفِدْيَة قَالَ الله تَعَالَى فَمن كَانَ مِنْكُم مَرِيضا أَو بِهِ أَذَى من رَأسه ففدية من صِيَام أَو صَدَقَة أَو نسك وَبَين النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان الصّيام ثَلَاثَة أَيَّام وَالصَّدَََقَة ثَلَاثَة اصع لسِتَّة مَسَاكِين لكل مِسْكين نصف صَاع والنسك شَاة وَهِي شَاة تجزى فِي الاضحية ثمَّ ان الْآيَة الْكَرِيمَة وَالْأَحَادِيث متفقة على انه مُخَيّر بَين هَذِه الْأَنْوَاع الثَّلَاثَة وَهَكَذَا الحكم عِنْد الْعلمَاء انه مُخَيّر بَين الثَّلَاثَة وَأما قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام فِي رِوَايَة لمُسلم هَل عنْدك نسك قَالَ مَا اقدر عَلَيْهِ فَأمره ان يَصُوم ثَلَاثَة أَيَّام فَلَيْسَ المُرَاد بَان الصَّوْم لَا يجزى الا لعادم الْهدى بل هُوَ مَحْمُول على أَنه سَأَلَ عَن النّسك فَإِن وجده أخبرهُ بِأَنَّهُ مُخَيّر بَينه وَبَين الصَّوْم والاطعام وان عَدمه فَهُوَ مُخَيّر بَين الصّيام والاطعام نووي(1/222)
[3081] احْتجم وَهُوَ صَائِم محرم وروى مُسلم عَن بن بجينة ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتجم بطرِيق مَكَّة وَهُوَ محرم وسط رَأسه قَالَ النَّوَوِيّ فِي هَذَا الحَدِيث دَلِيل لجَوَاز الْحجامَة للْمحرمِ وَقد اجْمَعْ الْعلمَاء على جَوَاز هاله فِي الرَّأْس وَغَيره إِذا كَانَ لَهُ عذر فِي ذَلِك وان قطع الشّعْر حِينَئِذٍ لَكِن عَلَيْهِ الْفِدْيَة لقلع الشّعْر فَإِن لم يقطع فَلَا فديَة عَلَيْهِ وَدَلِيل المسئلة قَوْله تَعَالَى فَمن كَانَ مِنْكُم مَرِيضا أَو بِهِ أَذَى من رَأسه ففدية الْآيَة وَهَذَا الحَدِيث مَحْمُول على ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَهُ عذر فِي الْحجامَة فِي وسط الرَّأْس لِأَنَّهُ لَا يَنْفَكّ عَن قطع الشّعْر اما إِذا أَرَادَ الْمحرم الْحجامَة بِغَيْر حَاجَة فَإِن تَضَمَّنت قطع شعر فَهِيَ حرَام لتَحْرِيم قطع الشّعْر وان لم تَتَضَمَّن ذَلِك بِأَن كَانَت فِي مَوضِع لَا شعر فه فِيهِ جَائِزَة عِنْد الْجُمْهُور وَلَا فديَة فِيهَا وَعَن بن عمر وَمَالك كراهتها وَعَن الْحسن الْبَصْرِيّ فِيهَا الْفِدْيَة دليلنا ان إِخْرَاج الدَّم لَيْسَ حَرَامًا وَفِي هَذَا الحَدِيث بَيَان قَاعِدَة من مسَائِل الْإِحْرَام وَهِي ان الْحلق واللباس وَقتل الصَّيْد وَنَحْو ذَلِك من الْمُحرمَات يُبَاح للْحَاجة وَعَلِيهِ الْفِدْيَة كمن احْتَاجَ الى حلق أَو لِبَاس لمَرض أَو حر أَو برد أَو قتل صيد للمجاعة وَغير ذَلِك انْتهى
قَوْله
[3082] عَن رهصة اخذته الرهصة أَصله ان وبيب بَاطِن حافر الدَّابَّة شَيْء يوهنه أَو ينزل فِيهِ المَاء من الاعياء وَاصل الرهص شدَّة الْعَصْر كَذَا فِي مجمع الْبحار وَلَعَلَّ المُرَاد مِنْهُ الرقي وَهُوَ نوع من الوجع يحصل بِسَبَب تحرّك رَأس الْعظم من مفصله بِلَا انخلاع مِنْهُ وانكسار عظم وَغَيره فيمتد الاعصاب والاوتار الْمُحِيط بِهِ فيوجع فقد ثَبت حجامته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من هذاالوجع (إنْجَاح)
قَوْله
[3083] كَانَ يدهن رَأسه بالزيت الخ اعْلَم ان الْمحرم إِذا ادهن بدهن مُطيب كدهن الْورْد عضوا كَامِلا فَعَلَيهِ الدَّم بالِاتِّفَاقِ وان ادهن بِزَيْت أَو حل أَي دهن السمسم غير مخلوط بِطيب إِذا كثر مِنْهُ فَعَلَيهِ دم عِنْد أبي حنيفَة وَصدقَة عِنْدهمَا وان اسْتَعْملهُ على وَجه التَّدَاوِي فَلَا شَيْء عَلَيْهِ بِالْإِجْمَاع وَلَعَلَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادهن على وَجه التَّدَاوِي (مرقاة)
قَوْله غير المقتت أَي غير المطيب وَهُوَ مَا يطْبخ فِيهِ الرياحين الطّيبَة ليطيب رِيحه (إنْجَاح)
قَوْله
[3084] وَلَا تخمروا وَجهه وَلَا رَأسه الخ فِي هَذَا الحَدِيث دلَالَة لمَذْهَب الشَّافِعِي وَأحمد وَإِسْحَاق فِي ان الْمحرم إِذا مَاتَ لَا يجوز ان يلبس الْمخيط وَلَا يخمر رَأسه وَلَا يمس طيبا وَقَالَ مَالك وَالْأَوْزَاعِيّ وَأَبُو حنيفَة وَغَيرهم يفعل بِهِ مَا يفعل بالحي ودليلهم مَا روى الدَّارَقُطْنِيّ عَن عَطاء مُرْسلا انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَن محرم مَاتَ فَقَالَ خمروا وَجهه وَرَأسه وَلَا تشبهوه باليهود وَأَجَابُوا عَن حَدِيث الْبَاب بِأَنَّهُ وَاقعَة حَال لَا عُمُوم لَهَا فَلَا ينفذ الى غَيره الا بِدَلِيل وَبِالْجُمْلَةِ لَو كَانَت هَذِه سنة مستمرة للْمحرمِ لنقلت وَجَرت فِي زمن الصَّحَابَة وَلم يفعل الصَّحَابَة خلَافهَا مَعَ ان بن عمر مَعَ انه كَانَ شَدِيد الِاتِّبَاع فعل خِلَافه روى مَالك عَن نَافِع ان عبد الله بن عمر كفن ابْنه واقدا وَمَات بِالْجُحْفَةِ محرما وَقَالَ لَوْلَا انا حرم لطيبناه وخمر رَأسه وَوَجهه قَالَ مُحَمَّد وَبِهَذَا نَأْخُذ وَهُوَ قَول أبي حنيفَة إِذا مَاتَ ذهب الْإِحْرَام عَنهُ (فَخر)
قَوْله
[3087] خمس فواسق هُوَ بتنوين خمس يقتلن فِي الْحل وَالْحرم الْحَيَّة وَهُوَ مَعْرُوف والغراب الابقع وَهُوَ الَّذِي فِي ظَهره وبطنه بَيَاض وَهُوَ الَّذِي يَأْكُل النَّجَاسَة والفارة وَهُوَ مَعْرُوف وَالْكَلب الْعَقُور وَهُوَ الْمَجْنُون الَّذِي يعَض وَقيل كل مَا يفترس لِأَن كل مفترس من السبَاع يُسمى كَلْبا عقورا فِي اللُّغَة والحدأة بِكَسْر الْحَاء مَهْمُوزَة وَجَمعهَا حدأ بِكَسْر الْحَاء مَهْمُوز كعنبة وعنب طَائِر مَعْرُوف وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى الحدياة تَصْغِير الحدأة وَفِي الرِّوَايَة الْآتِيَة الْعَقْرَب بدل الْحَيَّة وَفِي رِوَايَة مُسلم عَن عائةشة أَربع بِحَذْف الْحَيَّة وَالْعَقْرَب وَفِي رِوَايَة الدَّارَقُطْنِيّ عَن بن عمر يقتل الذِّئْب فالمنصوص عَلَيْهِ السَّبع قَالَ الْعَيْنِيّ نَص النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قتل خمس من الدَّوَابّ فِي الْحرم والاحرام وَبَين الْخمس مَا هن فَدلَّ هَذَا على ان حكم غير هَذِه الْخمس غير حكم الْخمس والا لم يكن للتنصيص على الْخمس فَائِدَة قَالَ عِيَاض ظَاهر قَول الْجُمْهُور ان المُرَاد أَعْيَان مَا سمى فِي هَذَا الحَدِيث وَهُوَ ظَاهر قَول مَالك وَأبي حنيفَة وَلِهَذَا قَالَ مَالك لَا يقتل الْمحرم الوزغ وان قَتله فدَاه انْتهى قلت وَأما بَاقِي السبَاع فالمنصوص عَلَيْهِ فِي ظَاهر الرِّوَايَة انه يجب بقتلها الْجَزَاء لَا يُجَاوز شَاة ان ابتدأها الْمحرم وان ابتدأته بالأذى فَقَتلهَا لَا شَيْء عَلَيْهِ وَذَلِكَ كالاسد والفهد والنمر والصقر والبازي وَقسم صَاحب الْبَدَائِع الصَّيْد الْبري الى ماكول وَغَيره فالمأكول لَا يحل قَتله للْمحرمِ الا ان يصول وَغير الْمَأْكُول ان ابتدأته بالأذى غَالِبا كالاسد وَالذِّئْب والنمر والفهد يحل قَتله وان لم يصل وَجعل وُرُود النَّص فِي الفواسق ورودا فِيهَا دلَالَة وان لم يكن كَذَلِك كالضبع والثعلب لَا يحل قَتله الا ان يصول انْتهى قلت وَهَذِه الرِّوَايَة أولى بِالْقبُولِ لِأَنَّهُ كَذَلِك يثبت عَن الْأَحَادِيث مِنْهَا الحَدِيث الَّاتِي يقتل الْمحرم الْحَيَّة وَالْعَقْرَب والسبع العادي وَمَا روى الدَّارَقُطْنِيّ يقتل الذِّئْب وَمَا روى بن ماجة وَأَبُو دَاوُد والدارمي عَن جَابر جعل رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الضبع يُصِيبهُ الْمحرم كبشار وَجعله من الصَّيْد فَتَأمل (فَخر)
قَوْله والحدياة تَصْغِير الحدأة بِكَسْر الْحَاء وَكسر الدَّال على زنة عنبة قَوْله فَقيل لم قيل لَهُ الفويسقة وَهُوَ تَصْغِير فاسقة للتحقير وَالْمرَاد بِهِ الموذي وَصفَة الفارة بالفويسقة صفة كاشفة لَا احترازية فَإِن كل فارة كَذَلِك (إنْجَاح)
قَوْله
[3090] فَرده عَليّ الخ قَالَ الطَّيِّبِيّ دلّ الحَدِيث على ان الْمحرم لَا يجوز لَهُ قبُول الصَّيْد إِذا كَانَ حَيا وان جَازَ لَهُ قبُول لَحْمه وَقيل الْهدى كَانَ لحم حمَار وَحشِي وَإِنَّمَا لم يقبل لِأَنَّهُ ظن انه صيد لأَجله وَيُؤَيِّدهُ حَدِيث أبي قَتَادَة وَحَدِيث جَابر انْتهى
قَوْله
[3092] أعطَاهُ حمَار وَحش الخ قَالَ مُحَمَّد إِذا صَاد الْحَلَال الصَّيْد فذبحه فَلَا بَأْس بِأَن يَأْكُل الْمحرم من لَحْمه ان كَانَ صيد من أَجله أَو لم يصد من أَجله لِأَن الْحَلَال صَاده وذبحه وَذَلِكَ لَهُ حَلَال فَخرج من حَال الصَّيْد فَلَا بَأْس بِأَن يَأْكُل الْمحرم مِنْهُ وَهُوَ قَول أبي حنيفَة والعامة من فقهائنا مؤطا(1/223)
[3093] وَلم يَأْكُل مِنْهُ الخ الظَّاهِر ان هَذِه الْقِصَّة غير الْقِصَّة الَّتِي أخرجهَا الشَّيْخَانِ عَن أبي قَتَادَة ان أَبَا قَتَادَة عقر حمارا وحشيا فَأَكَلُوا وندموا فَلَمَّا ادركوا رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سالوه فَقَالَ هَل مَعكُمْ مِنْهُ شَيْء قَالُوا مَعنا رجله فَأَخذه النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأكلها أَو يُقَال فِي التطبيق انه لم يُخبرهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أول الوهلة بِأَنَّهُ صَاده لأَجله فَلَمَّا أكل مِنْهُ شَيْئا أخبرهُ بِأَنَّهُ صَاده لأَجله فَترك وَلم يَأْكُل والْحَدِيث يُؤَيّد مَذْهَب الْجُمْهُور وَأما أَبُو حنيفَة فأحله وان صيد لأجل الْمحرم (إنْجَاح)
قَوْله
[3097] اشعر الْهدى الخ قَالَ الْعَيْنِيّ الاشعار ان يضْرب فِي صفحة سنامها الْيُمْنَى بحديدة حَتَّى يتلطخ بِالدَّمِ ظَاهر أَو فِي اللمعات الاشعاران يشق أحد سنامي الْبدن حَتَّى يسيل دَمهَا وَهُوَ سنته ليعرف انها هدى ويتميز ان خلطت وَعرفت ان ضلت ويرتدع السراق عَنْهَا ويأكلها الْفُقَرَاء إِذا ذبح بعطب وقلد نَعْلَيْنِ أَي جَعلهمَا قلادة فِي عُنُقه وَقَالُوا كَانَ من عَادَة الْجَاهِلِيَّة اشعار الْهَدْي وتقليده بنعل أَو عُرْوَة أَو لحاء شَجَرَة أَو غير ذَلِك فقرره الْإِسْلَام أَيْضا الصِّحَّة الْغَرَض وَاتَّفَقُوا على ان الْغنم لَا يشْعر لِضعْفِهَا أَو لِأَنَّهُ يستر بالصوف ويقلد وَأعلم ان الاشعار سنة عَن جُمْهُور الْأَئِمَّة وروى عَن أبي حنيفَة انه يسْتَحبّ التَّقْلِيد والأشعار بِدعَة مَكْرُوه لِأَنَّهُ مثلَة وتعذيب الْحَيَوَان وَهُوَ حرَام وَإِنَّمَا فعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَن الْمُشْركين لَا يمتنعون عَن تعرضه الا بالاشعار وَقَالُوا انه مُخَالف للأحاديث الصَّحِيحَة الْوَارِدَة بالاشعار وَلَيْسَ مثله بل هُوَ كالفصد والحجامة والختان والكي للْمصْلحَة وَأَيْضًا تعرض الْمُشْركين فِي ذَلِك الْوَقْت بعيد لقُوَّة الْإِسْلَام هَذَا هُوَ الْمَشْهُور وَقد قيل ان كَرَاهَة أبي حنيفَة الاشعار إِنَّمَا كَانَ من أهل زَمَانه كَانُوا يبالغون فِيهِ بِحَيْثُ يخَاف سرَايَة الْجراحَة وَفَسَاد الْعُضْو انْتهى وَقيل إِنَّمَا كره إيثاره على التَّقْلِيد وَقَالَ الْعَيْنِيّ قَالَ الطَّحَاوِيّ الَّذِي هُوَ أعلم النَّاس بِمذهب أبي حنيفَة ان أَبَا حنيفَة لم يكره أصل الاشعار وَلَا كَونه سنة وَإِنَّمَا كره مَا يفعل على وَجه يخَاف مِنْهُ هلاكها لسراية الْجرْح لَا سِيمَا فِي حر الْحجاز مَعَ الطعْن بِالسِّنَانِ أَو الشَّفْرَة فَأَرَادَ سد الْبَاب على الْعَامَّة لأَنهم لَا يراعون الْحَد فِي ذَلِك وَأما من وقف على الْحَد فَقطع الْجلد دون اللَّحْم فَلَا يكرههُ انْتهى فالاشعار المقتصد الْمُخْتَار عِنْده أَيْضا مُسْتَحبّ
قَوْله
[3099] وان لَا أعْطى الجزار الخ الجزار بالزائ الْمُعْجَمَة وَفِي آخِره رَاء مُهْملَة القصاب الَّذِي ينْحَر الاجل قَالَه الْكرْمَانِي أَي لَا أعطي من اجرة الجزار مِنْهُ شَيْئا لِأَن الْأُجْرَة فِي معنى البيع وَلَا مدْخل للْبيع فِي شَيْء مِنْهَا كَذَا فِي شُرُوح البُخَارِيّ قَالَ الْخطابِيّ أَي لِأَن لَا أعطي الْأُجْرَة وَأما ان يتَصَدَّق عَلَيْهِ فَلَا بَأْس بِهِ (إنْجَاح)
قَوْله
بَاب الْهدى من الاناث والذكور أَي الْهدى عَام من الْفَحْل وَالْأُنْثَى لِأَن الْجمل يُطلق على الْفَحْل فَكَانَ الْمُؤلف وجد بعث الْهدى من الاناث بِالطَّرِيقِ الأولى لِأَن النوق أنفس الْأَمْوَال عِنْد الْعَرَب وَلِهَذَا شبه النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الايتين بناقتين كوماوين لَا بجملين (إنْجَاح)
قَوْله
[3100] جملا لأبي جهل اغتنمه يَوْم بدر وَفِي انفه برة بِضَم بَاء وخفة رائ حَلقَة يشد بهَا الزِّمَام وَرُبمَا كَانَت من شعر كَذَا فِي الْمجمع
قَوْله
[3103] اركبها وَيحك وَبِه قَالَ مَالك فِي رِوَايَة وَأحمد وَإِسْحَاق وَأهل الظَّاهِر يَعْنِي لَهُ ركُوبهَا من غير حَاجَة وَقَالَ الشَّافِعِي يركبهَا إِذا احْتَاجَ من غير اضرار وَلَا يركبهَا من غير حَاجَة وَهُوَ رِوَايَة عَن مَالك وَقَالَ أَبُو حنيفَة لَا يركبهَا الا ان لَا يجد مِنْهُ بدا وَدَلِيله مَا روى مُسلم عَن جَابر سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول اركبها بِالْمَعْرُوفِ إِذا ألجأت إِلَيْهَا حَتَّى تَجِد ظهل وَحَدِيث الْبَاب يُمكن حمله على أَن السَّائِق قد أعيي واضطر إِلَى الرّكُوب وَلذَا رَاجعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرّة بعد أُخْرَى وَقَالَ القَاضِي أوجب بعض الْعلمَاء ركُوبهَا الْمُطلق لأمر ولمخالفة مَا كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّة عَلَيْهِ من إكرام الْبحيرَة والوصيلة والحامي وإهمالها بِلَا ركُوب ورد الْجُمْهُور قَوْلهم بِأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهْدى وَلم يركب هَدِيَّة وَلم يَأْمر النَّاس بركوب الْهَدَايَا (فَخر)
قَوْله
[3105] إِذا عطب مِنْهَا شَيْء إِلَخ قَالَ فِي الْهِدَايَة وَإِذا عطبت الْبدن فِي الطَّرِيق أَي قربت من العطب فَإِن كَانَ تَطَوّعا نحرها وصبغ نعلها بدمها وَضرب بهَا صفحة سنامها وَلَا يَأْكُل وَلَا غير من الْأَغْنِيَاء بذلك أَمر رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاجِية الْأَسْلَمِيّ قَالَ بن الْهمام روى أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة عَن نَاجِية وَلَيْسَ فِيهِ وَلَا تَأْكُل أَنْت وَلَا رفقتك وَقد اسند الْوَاقِدِيّ الْقِصَّة بِطُولِهَا وفيهَا وَلَا تَأْكُل أَنْت وَلَا أحد من رفقتك وَأخرج مُسلم وَابْن ماجة عَن ذويب الْخُزَاعِيّ وَفِيه وَلَا تطعم مِنْهَا أَنْت وَلَا أحد من أهل رفقتك وَإِنَّمَا نهى ذويبا وَنَاجِيَة وَمن مَعَهُمَا لأَنهم كَانُوا اغنياء وَفَائِدَة صبغ نعلها وَضرب صفحتها ليعلم النَّاس انه هدى فيأكل مِنْهُ الْفُقَرَاء دون الاغنياء وَهَذَا لِأَن الْإِذْن بتناوله مُعَلّق بِشَرْط بُلُوغه مَحَله فَيَنْبَغِي ان لَا يحل قبل ذَلِك أصلا الا ان التَّصَدُّق على الْفُقَرَاء أفضل من ان يتْركهُ جزرا للسباع وَفِيه نوع تقرب وَالْعَقْرَب هُوَ الْمَقْصُود انْتهى
قَوْله
[3107] وَمَا تدعى رباع مَكَّة الا السوائب أَي لَا تسمى الا غير مَمْلُوكَة لَاحَدَّ فَإِن السوائب جمع سائبة وَمَعْنَاهُ الشَّيْء المهمل فيطلق على العَبْد إِذا اسقط سَيّده الْوَلَاء وعَلى الْبَعِير إِذا ترك لنذر الصَّنَم وَنَحْوه كَمَا كَانَت عَلَيْهِ الْجَاهِلِيَّة وعَلى الأَرْض إِذا تركت بِغَيْر ملك وَالْأَصْل فِي هَذِه المسئلة قَوْله تَعَالَى وَالَّذين كفرُوا ويصدون عَن سَبِيل الله وَالْمَسْجِد الْحَرَام الَّذِي جَعَلْنَاهُ للنَّاس سَوَاء العاكف فِيهِ والبار وَقَالَ صَاحب المدارك فَإِن أُرِيد بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام مَكَّة فَفِيهِ دَلِيل على انه لَا يُبَاع دور مَكَّة (إنْجَاح)
قَوْله
[3108] وَاقِف بالحزورة بِالْحَاء الْمُهْملَة والزائ الْمُعْجَمَة ثمَّ وَاو ثمَّ رَاء مُهْملَة على وزن قسورة مَوضِع بِمَكَّة أَصْلهَا الرابية الصَّغِيرَة إنْجَاح فِيهِ ان من يبْعَث الْهدى لَا يصير محرما وَلَا يحرم عَلَيْهِ شَيْء مِمَّا يحرم على الْمحرم وَهُوَ مَذْهَب الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وَالْجُمْهُور (فَخر)
قَوْله(1/224)
[3109] الا منشد قَالَ الْمَالِكِيَّة وَالْحَنَفِيَّة لَا فرق فِي لقطَة الْحرم وَغَيره لعُمُوم حَدِيث اعرف عَفا صعا ووكائها ثمَّ عرفهَا سنة من غير فصل وَقيل المُرَاد بالتعريف هَهُنَا الدَّوَام عَلَيْهِ والا فَلَا فَائِدَة للتخصيص أَي فَلَا يستنفقها وَلَا يتَصَدَّق بهَا بِخِلَاف سَائِر الْبِقَاع وَهُوَ أظهر قولي الشَّافِعِي وَقَالَ الطَّيِّبِيّ الْأَكْثَرُونَ على ان لَا فرق وَمعنى التَّخْصِيص ان لَا يتَوَهَّم إِذا نَادَى فِي الْمَوْسِم جَازَ لَهُ التَّمَلُّك لمعات
قَوْله
[3113] واتى احرم مَا بَين لابيتها أَي حريتها اللَّتَيْنِ تكتنفانها واللابة بِالتَّخْفِيفِ واللوبة بِالضَّمِّ الْحرَّة وَهِي الأَرْض ذَات حِجَارَة قَالَ التوربشتي قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اني احرم أَرَادَ بذلك تَحْرِيم التَّعْظِيم دون مَا عداهُ من الاحكام الْمُتَعَلّقَة بِالْحرم وَمن الدَّلِيل عَلَيْهِ قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيث مُسلم لَا تخبط مِنْهَا شَجَرَة الا لعلف وأشجار حرم مَكَّة لَا يجوز خبطها بِحَال وَأما صيد الْمَدِينَة وان رأى تَحْرِيمه نفر يسير من الصَّحَابَة فَإِن الْجُمْهُور مِنْهُم لم يُنكر وَاو اصطياد الطُّيُور بِالْمَدِينَةِ وَلم يبلغنَا فِيهِ عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى من طَرِيق يعْتَمد عَلَيْهِ وَقد قَالَ لأبي عُمَيْر مَا فعل النغير وَلَو كَانَ حَرَامًا لم يسكت فِي مَوضِع الْحَاجة انْتهى
قَوْله
[3114] اذابه الله الخ وَفِي رِوَايَة الْمُسلم اذابه الله فِي النَّار ذوب الرصاص أَو ذوب الْملح فِي المَاء قَالَ القَاضِي هَذِه الزِّيَادَة وَهِي قَوْله فِي النَّار تدفع اشكال الْأَحَادِيث الَّتِي لم تذكر فِيهَا هَذِه الزِّيَادَة وَيبين ان هَذَا حكمه فِي الْآخِرَة وَقد يكون المُرَاد من أَرَادَ المدنية بِسوء فِي حَيَاة النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفى الْمُسلمُونَ امْرَهْ واضمحل كَيده كَمَا يذوب الرصاص فِي النَّار أَو الْملح فِي المَاء وَقد يكون فِيهِ تَقْدِيم وَتَأْخِير أَي اذابه الله ذوب الرصاص فِي النَّار وَيكون ذَلِك فِي الدُّنْيَا فَلَا يمهله الله مثل مُسلم بن عقبَة هلك فِي مُنْصَرفه عَنْهَا ثمَّ هلك يزِيد بن مُعَاوِيَة وَغَيرهمَا وَقد يكون المُرَاد من كادها اغتيا لِأَنِّي عقلة فَلَا يتم لَهُ امْرَهْ بِخِلَاف من اتى ذَلِك جبارا كأمراء استباحوها انْتهى كَذَا فِي النَّوَوِيّ
قَوْله
[3115] على ترعة من ترع الْجنَّة قَالَ فِي الْقَامُوس الترعة بِالضَّمِّ الدرجَة وَالرَّوْضَة فِي مَكَان مُرْتَفع والمرقاة من الْمِنْبَر وَلِهَذَا الْجَبَل خُصُوصِيَّة تَامَّة بِالْمُؤْمِنِينَ كَمَا ان للعير خُصُوصِيَّة بالكفار وَفِيه ان الْجبَال لَهَا شُعُور وادراك قَالَ الله تَعَالَى وان مِنْهَا لما يهْبط من خشيَة الله وَفِي الحَدِيث ان الْجَبَل يُنَادي الْجَبَل باسمه أَي فلَان هَل مر بك أحد ذكر الله فَإِذا قَالَ استبشره ذكره الْجَزرِي فِي الْحصن برمز الطَّبَرَانِيّ لَكِن عبد الله بن مكنف الَّذِي روى هَذَا الحَدِيث عَن أنس مَجْهُول (إنْجَاح)
قَوْله
[3116] وَلَو كَانَت لي الخ لِأَن الْكَعْبَة مستغنية عَن المَال فالتصدق بذلك أفضل فَأجَاب شيبَة وَهُوَ كَانَ صَاحب الْمِفْتَاح بِأَنَّهُ لَو كَانَ التَّصَدُّق أفضل لاخرجها النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بكر قَوْله حَتَّى اقْسمْ مَال الْكَعْبَة أَي المدفون فِيهَا (إنْجَاح)
قَوْله حَدثنَا
[3117] عبد الرَّحِيم بن زيد الْعَمى قَالَ بن الملقن هَذَا الحَدِيث من افراده قَالَ البُخَارِيّ تَرَكُوهُ ووالده زيد لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَالله أعلم ذكره بعض المحشين قَالَ فِي التَّقْرِيب وَكذبه بن معِين وَقَالَ فِي تَرْجَمَة أَبِيه ضَعِيف (إنْجَاح)
قَوْله
[3118] ائتنفوا الْعَمَل أَي استأنفوا من الرَّأْس فَإِن الذُّنُوب الْمَاضِيَة قد غفرت لكم وَهَذَا الحَدِيث ضَعِيف لِأَن هِلَال بن زيد أَبَا عقال مَتْرُوك من الْخَامِسَة كَذَا ذكره فِي التَّقْرِيب (إنْجَاح)
قَوْله
[3119] وَأَصْحَابه مشَاة الخ الْوَاو للْحَال لَا للْعَطْف فَإِن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حج رَاكِبًا بِلَا شكّ وَلذَا ذكره فِي الدّرّ نَاقِلا عَن السِّرَاجِيَّة الْحَج رَاكِبًا أفضل مِنْهُ مَاشِيا بِهِ يُفْتِي وَهَذَا الحَدِيث من افراد حمْرَان قَالَ بن معِين لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ أَبُو دَاوُد رَافِضِي وَذكر بن حجر ضَعِيف رمي بالرفض فَلَو صَحَّ فبعض اصحابه كَانَ مشَاة (إنْجَاح)
قَوْله وَمَشى خلط الهرولة الهروله نوع من السّير السَّرِيع أَي كَانَ مَشْيه ختلطا بِالْمَشْيِ السَّرِيع قلت ان كَانَ المُرَاد مِنْهُ السَّعْي بَين الصَّفَا والمروة أَو الرمل فِي الطّواف فَصَحِيح والا فَلم يثبت عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الهرولة فِي الْحَج فِي غير الْمَوْضِعَيْنِ الْمَذْكُورين وَالله أعلم (إنْجَاح)
قَوْله
[3120] املحين تَثْنِيَة املح وَهُوَ من الكباش الَّذِي فِي خلال صوفه الْأَبْيَض طاقات سود (إنْجَاح)
قَوْله
[3121] وَأَنا أول الْمُسلمين أَي مُسْلِمِي لهَذِهِ الْأمة لِأَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أول من آمن وَأمته تبع لَهُ أَو أول الْمُسلمين مُطلقًا لِأَن نَبينَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أول الْأَنْبِيَاء إِيمَانًا وَآخرهمْ اوانا وَلذَا أَخذ من الْأَنْبِيَاء الْمِيثَاق على ايمانه قَالَ الله تَعَالَى وَإِذا اخذ الله مِيثَاق النَّبِيين لما اتيتكم من كتاب وَحِكْمَة ثمَّ جَاءَكُم رَسُول مُصدق لما مَعكُمْ لتؤمنن بِهِ ولتنصرنه فعلى هَذَا كَانَ هَذَا القَوْل مَخْصُوصًا بِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَلِيق لَاحَدَّ غَيره وَأما نَحن فَنَقُول وانا من الْمُسلمين كَمَا جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات الَّتِي ذكرهَا صَاحب المشكوة إنْجَاح هُوَ نبت طيب الرَّائِحَة عريض الأوراق يسقف بهَا الْبيُوت فَوق الْخشب
قَوْله(1/225)
[3122] فذبح أَحدهمَا عَن أمته تمسك بِهَذَا الحَدِيث من لم ير الاضحية وَاجِبَة لِأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضحى عَن أمته وَمذهب الْحَنَفِيَّة الْوُجُوب لحَدِيث التِّرْمِذِيّ وَأبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ عَن محنف بن سليم قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَات فَسَمعته يَقُول يَا أَيهَا النَّاس على كل أهل بَيت فِي كل عَام اضحية وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من وجد سَعَة وَلم يضح فَلَا يقربن مصلانا كَمَا سَيَجِيءُ فِي الْبَاب الَّاتِي وَتَأْويل حَدِيث الْبَاب انه انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ اشْتِرَاك جَمِيع أمته فِي الثَّوَاب تفضلا مِنْهُ على أمته إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3125] فِي كل عَام اضحية وعتيرة قَالَ أهل اللُّغَة العتيرة ذَبِيحَة كَانُوا يذبحونها فِي الْعشْر الأول من رَجَب ويسمونها الرجبية أَيْضا وَهَذَا الحَدِيث رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ أَيْضا وَقَالَ التِّرْمِذِيّ حَدِيث حسن وَقَالَ الْخطابِيّ هَذَا الحَدِيث ضَعِيف الْمخْرج لِأَن أَبَا رَملَة مَجْهُول وَبِه قَالَ الشَّافِعِي ان العتيرة يسْتَحبّ وَقَالَ القَاضِي عِيَاض ان جَمَاهِير الْعلمَاء على نسخ الْأَمر بالفرع وَالْعَتِيرَة انْتهى قلت وَلَعَلَّ الحَدِيث النَّاسِخ مَا روى مُسلم وَابْن ماجة عَن أبي هُرَيْرَة ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا فرع وَلَا عتيرة (فَخر)
قَوْله
[3127] مَا هَذِه الْأَضَاحِي أَي من خَصَائِص شريعتنا أَو سبق بهَا بعض الشَّرَائِع قَوْله فَمَا لنا فِيهَا أَي فِي الْأَضَاحِي من الثَّوَاب قَوْله بِكُل شَعْرَة حَسَنَة أَي فِي كل شعر من المعر حَسَنَة قَالُوا فالصوف أَي سَأَلُوهُ عَن صوف الضَّأْن فَأَجَابَهُ بَان كل شعر مِنْهُ أَيْضا حَسَنَة (فَخر)
قَوْله
[3128] فحيل هُوَ ككريم القوى الْخلق الْكثير اللَّحْم قَوْله يَأْكُل فِي سَواد الخ كنايات عَن سَواد الْفَم وَعَن سَواد القوائم وَعَن سَواد الْعين (إنْجَاح)
قَوْله
[3129] الى كَبْش ادغم بدال مُهْملَة وغين مُعْجمَة قَالَ فِي النِّهَايَة وهوالذي يكون فِيهِ أدنى سَواد وسيما فِي ارنبته وَتَحْت حنكه انْتهى (زجاجة)
قَوْله
[3130] خير الْكَفَن الْحلَّة قَالَ فِي النِّهَايَة وَهِي وَاحِدَة من الْحلَل وَهِي برود الْيمن وَلَا تسمى حلَّة الا ان تكون ثَوْبَيْنِ من جنس وَاحِد انْتهى وَقَالَ الْقَارِي أَي الْإِزَار والرداء فَوق الْقَمِيص هُوَ كفن السّنة أَو بِدُونِهِ وَهُوَ كفن الْكِفَايَة وَفِي اللعمات اعْلَم انه لَا يَنْبَغِي الِاقْتِصَار على الثَّوْب الاواحد والثوبان خير مِنْهُ وان أُرِيد السّنة والكمال فَثَلَاث على مَا عَلَيْهِ الْجُمْهُور وَيحْتَمل ان يكون المُرَاد انه من برود الْيمن وروى انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كفن فِي حلَّة يَمَانِية وقميص انْتهى وَخير الضَّحَايَا الْكَبْش الاقرن الْكَبْش بِفَتْح وَسُكُون الْفَحْل من الْغنم الَّذِي يناطح وَبِه قَالَ الْعلمَاء باستحباب الاقرن وَأجْمع الْعلمَاء على جَوَاز التَّضْحِيَة بالاجم الَّذِي لم يخلق لَهُ قرن وَاخْتلفُوا فِي مكسور الْقرن فجوزه أَبُو حنيفَة وَالشَّافِعِيّ وَالْجُمْهُور سَوَاء كَانَ يدمى أم لَا وَكَرِهَهُ مَالك إِذا كَانَ يدمي وَجعله عَيْبا (فَخر)
قَوْله
[3131] فاشتركنا فِي الْجَزُور عَن عشرَة عمل بِهِ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَقَالَ الْجُمْهُور انه مَنْسُوخ بِالْحَدِيثِ الَّاتِي عَن جَابر قَالَ نحرنا بِالْحُدَيْبِية مَعَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَدنَة عَن سَبْعَة وَالْبَقَرَة عَن سَبْعَة وَبِمَا روى مُسلم عَن جَابر قَالَ خرجنَا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مهلين بِالْحَجِّ الى ان قَالَ فَأمرنَا رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان نشترك فِي الْإِبِل وَالْبَقر كل سَبْعَة منا فِي بَدَنَة والاظهر ان يُقَال انه معَارض بالرواية الصَّحِيحَة لِأَن فِي إِسْنَاده هَدِيَّة بن عبد الْوَهَّاب وَالْحُسَيْن بن وَاقد قَالَ بن حجر فِي التَّقْرِيب هَدِيَّة بن عبد الْوَهَّاب الْمروزِي أَبُو صَالح صَدُوق رُبمَا وهم وَالْحُسَيْن بن وَاقد الْمروزِي أَبُو عبد الله القَاضِي ثِقَة لَهُ أَوْهَام انْتهى فاسناد حَدِيث الْمُسلم أَعلَى دَرَجَة من إِسْنَاد حَدِيث الْكتاب مَعَ ان مَا روى مُسلم عَن جَابر يدل على انه عَلَيْهِ السَّلَام أَمر الصَّحَابَة فِي اشْتِرَاك السَّبْعَة فِي الْإِبِل وَحَدِيث بن عَبَّاس لَا يدل على امْرَهْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبِالْجُمْلَةِ الْعَمَل على حَدِيث جَابر أولى واحوط وَالله أعلم (فَخر)
قَوْله
[3132] الْبَدنَة عَن سَبْعَة الخ قَالَ النَّوَوِيّ الْبَدنَة تطلق على الْبَعِير وَالْبَقَرَة وَالشَّاة لَكِن غَالب اسْتِعْمَالهَا فِي الْبَعِير وَهَكَذَا قَالَ الْعلمَاء تُجزئ الْبَدنَة من الْإِبِل وَالْبَقَرَة كل وَاحِد مِنْهُمَا عَن سَبْعَة فَفِي هَذَا الحَدِيث دلَالَة لاجزاء كل وَاحِدَة مِنْهُمَا عَن سَبْعَة أنفس وقيامها مقَام سبع شِيَاه وَفِيه دلَالَة لجَوَاز الِاشْتِرَاك فِي الْهدى والاضحية وَبِه قَالَ الشَّافِعِي وموافقوه فَيجوز عِنْد الشَّافِعِي اشْتِرَاك السَّبْعَة فِي بَدَنَة سَوَاء كَانُوا مُتَفَرّقين أَو مُجْتَمعين وَسَوَاء كَانُوا مفترضين أَو متطوعين وَسَوَاء كَانُوا متقربين كلهم أَو كَانَ بَعضهم متقربا وَبَعْضهمْ يُرِيد اللَّحْم روى هَذَا عَن بن عمر وَأنس وَبِه قَالَ أَحْمد وَقَالَ مَالك وَيجوز ان كَانُوا متطوعين وَلَا يجوز ان كَانُوا متقربين وَقَالَ أَبُو حنيفَة ان كَانُوا متقربين جَازَ سَوَاء اتّفقت قربهم أَو اخْتلفت وان كَانَ بَعضهم متقربا وَبَعْضهمْ يُرِيد اللَّحْم لم يصلح للاشتراك واجمع الْعلمَاء على ان الشَّاة لَا يجوز الِاشْتِرَاك فِيهَا انْتهى
قَوْله
[3138] فَبَقيَ عتود العتود بِفَتْح أَوله الحولي من أَوْلَاد الْمعز كَذَا فِي الْقَامُوس فعلى هَذَا لَا حرج فِي اضحيته وَأما على قَول من يفسره بالصغير من أَوْلَاد الْمعز فالاجازة خَاصَّة لَهُ إنْجَاح(1/226)
[3141] لَا تذبحوا الا مُسِنَّة الخ قَالَ الْعلمَاء المسنة هِيَ الثَّنية من كل شَيْء من الْإِبِل وَالْبَقر وَالْغنم فَمَا فَوْقهَا والجذع من الضان مَا لَهُ سنة تَامَّة وَهُوَ الْأَشْهر عَن أهل اللُّغَة وَغَيرهم وَفِي الْهِدَايَة الْجذع من الضان فِي مَذْهَب الْفُقَهَاء مَا تمّ عَلَيْهِ سِتَّة اشهر وَقَالَ الزَّعْفَرَانِي مَا تمّ عَلَيْهِ سَبْعَة اشهر وانما يجوز إِذا كَانَت بِحَيْثُ لَو خلط بالثنيات يشبه على النَّاظر من بعيد قَالَ النَّوَوِيّ وَفِي هَذَا الحَدِيث تَصْرِيح بِأَنَّهُ لَا يجوز الْجذع من غير الضان فِي حَال من الْأَحْوَال وَهَذَا مجمع عَلَيْهِ على مَا نَقله القَاضِي وَعَن الْأَوْزَاعِيّ انه قَالَ يُجزئ الْجذع من الْإِبِل وَالْبَقر والمعز والضان وَحكى هَذَا عَن عَطاء واما الْجذع من الضان فمذهبنا وَمذهب الْعلمَاء كَافَّة انه يُجزئ سَوَاء وجد غَيره أم لَا وحكوا عَن بن عمر وَالزهْرِيّ أَنَّهُمَا قَالَا لَا يُجزئ وَقد يحْتَج لَهما بِظَاهِر الحَدِيث قَالَ الْجُمْهُور هَذَا الحَدِيث مَحْمُول على الِاسْتِحْبَاب والافضل وَتَقْدِيره يسْتَحبّ لكم ان لَا تذبحوا الا مُسِنَّة فَإِن عجزتم فجذعة ضان وَلَيْسَ فِيهِ تَصْرِيح بِمَنْع جَذَعَة الضَّأْن وانها لَا تُجزئ بِحَال وَقد أَجمعت الْأمة على انه لَيْسَ على ظَاهره لِأَن الْجُمْهُور يجوزون الْجذع من الضَّأْن مَعَ وجود غَيره وَعَدَمه وَابْن عمر وَالزهْرِيّ يمنعانه مَعَ وجود غَيره وَعَدَمه فَتعين تَأْوِيل الحَدِيث على مَا ذكرنَا من الِاسْتِحْبَاب واجمع الْعلمَاء على انه لَا تُجزئ التَّضْحِيَة بِغَيْر الْإِبِل وَالْبَقر وَالْغنم الا مَا روى عَن الْحسن بن صَالح انه قَالَ يجوز التَّضْحِيَة ببقرة الْوَحْش عَن سَبْعَة وبالظبي عَن وَاحِد وَبِه قَالَ دَاوُد فِي بقرة الْوَحْش انْتهى
قَوْله
[3142] نهى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان يُضحي بِمُقَابلَة أَو مدابرة هِيَ الَّتِي يقطع من طرف اذنها شَيْء من مقدمها أَو مؤخرها ثمَّ يتْرك مُطلقًا كَأَنَّهُ زنمة أَو شرقاء هِيَ المشقوقة الْإِذْن أَو خرقا هِيَ الَّتِي فِي اذنها ثقب مستدير أَو جَدْعَاء هِيَ المقطوعة الْأنف أَو الْإِذْن اوالشفة (زجاجة)
قَوْله
[3143] ان نستشرف الْإِذْن وَالْعين أَي نتأمل سلامتهما من آفَة تكون بهما وَقيل هُوَ من الشرفة وَهُوَ الْخِيَار المَال أَي أمرنَا ان نتخيرهما زجاج
قَوْله
[3145] باعضب الْقرن الخ قَالَ فِي النِّهَايَة الاعضب بِعَين مُهْملَة وضاد مُعْجمَة الْمَكْسُورَة الْقرن وَقد يكون العضب فِي الْإِذْن أَيْضا الا انه فِي الْقرن أَكثر (زجاجة)
قَوْله
[3146] فَأمرنَا ان نضحي بِهِ قلت لَعَلَّ هَذَا الْعَيْب مَا كَانَ مَانِعا عَن الاضحية لِأَن للْأَكْثَر حكم الْكل كَذَا فِي الدّرّ وَفِيه أَيْضا وَلَو اشْتَرَاهَا سليمَة ثمَّ تعيب بِعَيْب مَانع كَمَا مر فَعَلَيهِ إِقَامَة غَيرهَا مقَامهَا ان كَانَ غَنِيا وان كَانَ فَقِيرا اجزأه ذَلِك وَلَا يجوز تعيبها من اضطرابها عِنْد الذّبْح (إنْجَاح)
قَوْله
[3148] والان يبخلنا جيراننا أَي لَو ذبحنا بِالشَّاة والشاتين ينسبوننا بالبخل وَنحن نقتدي بِالسنةِ فليلحق بذلك الْعَار على أَهلِي فيحملونني على الْجفَاء والتعدي حَيْثُ افْعَل مَا لم أكن افْعَل فغرضه ان الاضحية بِسَبَب الْعَار والجفاء لَا تكون الا مفاخرة ومباهاة واناقد منعناه عَن ذَلِك (إنْجَاح)
قَوْله
[3149] إِذا دخل الْعشْر وَأَرَادَ أحدكُم ان يُضحي قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه قَالَ الشَّافِعِي فِي هَذَا الحَدِيث دلَالَة على ان الاضحية لَيست بواجبة لقَوْله وَأَرَادَ أحدكُم ان يُضحي وَلَو كَانَت وَاجِبَة اشبه ان يَقُول فَلَا يمس من شعره حَتَّى يُضحي انْتهى عبارَة الزجاجة وَقَالَ النَّوَوِيّ اخْتلف الْعلمَاء فِي وجوب الاضحية على الْمُوسر فَقَالَ جمهورهم هِيَ سنة فِي حَقه ان تَركهَا بِلَا عذر لم يَأْثَم وَلم يلْزمه الْقَضَاء وَمِمَّنْ قَالَ بِهَذَا أَبُو بكر الصّديق وَعمر وبلال وَأَبُو مَسْعُود البدري وَسَعِيد بن الْمسيب وعلقمة وَالْأسود وَعَطَاء وَمَالك وَأحمد وَأَبُو يُوسُف وَإِسْحَاق وَأَبُو ثَوْر والمزني وَابْن الْمُنْذر وَدَاوُد وَقَالَ ربيعَة وَالْأَوْزَاعِيّ وَأَبُو حنيفَة وَاللَّيْث هِيَ وَاجِبَة على الْمُوسر وَبِه قَالَ بعض الْمَالِكِيَّة وَقَالَ النَّخعِيّ وَاجِبَة على الْمُوسر الا الْحَاج بمنا وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحسن وَاجِبَة على الْمُقِيم بالأمصار وَالْمَشْهُور عَن أبي حنيفَة انه انما يُوجِبهَا على مُقيم يملك نِصَابا انْتهى قلت دَلِيل الْوُجُوب مَا روى التِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ عَن مخنف بن سليم قَالَ كُنَّا مَعَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَفَات فَسَمعته يَقُول يَا أَيهَا النَّاس على كل أهل بَيت فِي كل عَام اضحية وَهَذَا صفة الْوُجُوب وَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام من وجد سَعَة وَلم يضح فَلَا يقربن مَسْجِدنَا ومصلانا وَمثل هَذَا الْوَعيد لَا يَلِيق الا بترك الْوَاجِب
قَوْله فَلَا يمس من شعره الخ احْتج بِهَذَا بن الْمسيب وَرَبِيعَة وَأحمد وَإِسْحَاق وَدَاوُد انه يحرم عَلَيْهِ أَخذ شَيْء من شعره واظفاره حَتَّى يُضحي وَقَالَ الشَّافِعِي هُوَ مَكْرُوه كَرَاهَة تَنْزِيه وَحمل أَحَادِيث النَّهْي عَلَيْهَا وَقَالَ أَبُو حنيفَة لَا يكره قَالَ الْقَارِي وَظَاهر كَلَام الشُّرَّاح الْحَنَفِيَّة انه يسْتَحبّ عِنْد أبي حنيفَة فَثَبت ان النَّهْي للتنزيه فخلافه خلاف الأولى وَلَا كَرَاهَة فِيهِ انْتهى وَالْحكمَة فِي النَّهْي ان يبْقى كَامِل الاجزاء ليعتق من النَّار وَقيل التَّشْبِيه بالمحرم وَهُوَ ضَعِيف فَخر الْحسن
قَوْله(1/227)
[3151] ان يُعِيد قلت هَذَا الحكم فِي الْمصر وَفِي غَيره فوقته بعد طُلُوع الْفجْر يَوْم النَّحْر كَذَا فِي الدّرّ (إنْجَاح)
قَوْله
[3154] فَوجدَ ريح قتار فِي الْقَامُوس القتار كهمام ريح الْجَوْز وَالْقدر والشواء والعظم المحرق انْتهى (إنْجَاح الْحَاجة)
قَوْله
[3155] يذبح اضحيته بِيَدِهِ فِيهِ انه يسْتَحبّ ان يتَوَلَّى الْإِنْسَان ذبح اضحيته بِنَفسِهِ وَلَا يُوكل فِي ذَبحهَا الا لعذر وَحِينَئِذٍ يسْتَحبّ ان يشْهد ذَبحهَا وان استناب فِيهَا مُسلما جَازَ بِلَا خلاف وان استناب كتابيا كره كَرَاهَة تَنْزِيه وأجزأه وَوَقعت التَّضْحِيَة عَن الْمُوكل هَذَا مَذْهَبنَا وَمذهب الْعلمَاء كَافَّة الا مَالِكًا فِي إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنهُ فَإِنَّهُ لم يجوزها قَوْله وضع قدمه على صفائحها أَي صفحة الْعُنُق وَهِي جَانِبه وَإِنَّمَا فعل هَذَا ليَكُون اثْبتْ لَهُ وَأمكن لِئَلَّا تضطرب الذَّبِيحَة برأسها فتمنعه من إِكْمَال الذّبْح أَو تؤذيه وَهَذَا أصح من الحَدِيث الَّذِي جَاءَ بِالنَّهْي عَن هَذَا (نووي)
قَوْله
[3159] إِنَّمَا نهى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من لُحُوم الْأَضَاحِي الخ روى مُسلم يحدث على انه خطب فَقَالَ ان رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد نهاكم ان تَأْكُلُوا لحم نسككم فَوق ثَلَاث أَيَّام فَلَا تَأْكُلُوا وَحَدِيث بن عمر لَا يَأْكُل أحد من اضحيته فَوق ثَلَاثَة أَيَّام قَالَ سَالم وَكَانَ بن عمر لَا يَأْكُل لُحُوم الْأَضَاحِي بعد ثَلَاث وَذكر حَدِيث عَائِشَة انه دف أَي ورد نَاس من أهل الْبَادِيَة حَضْرَة الا ضحى فَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادخروا ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ تصدقوا ثمَّ ذكر الحَدِيث إِنَّمَا نَهَيْتُكُمْ من اجل الدافة الَّتِي دفت فَكُلُوا وَادخرُوا وتصدقوا وَذكر مَعْنَاهُ من حَدِيث جَابر وَسَلَمَة بن الْأَكْوَع وَأبي سعيد وثوبان وَبُرَيْدَة قَالَ القَاضِي وَاخْتلف الْعلمَاء فِي الاخذ بِهَذِهِ الْأَحَادِيث فَقَالَ قوم يحرم امساك لُحُوم الْأَضَاحِي والاكل مِنْهَا بعد ثَلَاث وان حكم التَّحْرِيم بَاقٍ كَمَا قَالَه عَليّ وَابْن عمر وَقَالَ جَمَاهِير الْعلمَاء يُبَاح الْأكل والامساك بعد الثَّلَاث وَالنَّهْي مَنْسُوخ بِهَذِهِ الْأَحَادِيث المصرحة بالنسخ لَا سِيمَا حَدِيث بُرَيْدَة وَهَذَا من نسخ السّنة بِالسنةِ وَقَالَ بَعضهم لَيْسَ هُوَ نسخا بل كَانَ التَّحْرِيم لعلته فَمَا زَالَت زَالَ بِحَدِيث سَلمَة وَعَائِشَة وَقيل كَانَ النَّهْي الأول للكراهة لَا للتَّحْرِيم قَالَ هَؤُلَاءِ وَالْكَرَاهَة بَاقِيَة الى الْيَوْم وَلَكِن لَا يحرم قَالُوا وَلَو وَقع مثل تِلْكَ الْعلَّة الْيَوْم فدفت دافة واساهم النَّاس وحملوا على هَذَا مَذْهَب عَليّ وَابْن عمر وَالصَّحِيح نسخ النَّهْي مُطلقًا وَأَنه لم يبْق تَحْرِيم وَلَا كَرَاهَة فَيُبَاح الْيَوْم الادخار فَوق ثَلَاث والاكل الى مَتى شَاءَ بِصَرِيح حَدِيث بُرَيْدَة وَغَيره وَالله اعْلَم (نووي)
قَوْله
[3162] عَن الْغُلَام شَاتَان مكافئتان يَعْنِي متساويتين فِي السن أَي لَا يعق عَنهُ الا بمسنة واقله ان يكون جذعا كَمَا يُجزئ فِي الضحابا وَقيل مكافئتان أَي متساويتان أَي متقاربتان وَاخْتَارَ الْخطابِيّ الأول وَهُوَ بِكَسْر الْفَاء من كافأه فَهُوَ مكافئه أَي مساويه قَالَ والمحدثون يَقُولُونَ مكافأتان بِالْفَتْح وَالْفَتْح أولى لِأَنَّهُ يُرِيد شَاتين قد سوى بَينهمَا وَأما بِالْكَسْرِ فَمَعْنَاه مساويتان فَيحْتَاج ان يذكر أَي شَيْء ساويا وَإِنَّمَا لَو قَالَ متكافئتان لَكَانَ الْكسر أولى قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ لَا فرق بَين المكافئتين والمكافأتين لِأَن كل وَاحِدَة إِذا كافئت أُخْتهَا فقد كوفئت فَهِيَ مكافئة ومكافأة أَو يكون معادنتان المايجب فِي الزَّكَاة والاضحية من الْأَسْنَان وَيحْتَمل مَعَ الْفَتْح ان يُرَاد مذبوحتان من كافأ الرجل بَين بَعِيرَيْنِ إِذا نحرهما مَعًا من غير تَفْرِيق كَأَنَّهُ يُرِيد شَاتين يذبحهما فِي وَقت وَاحِد (زجاجة)
قَوْله
[3164] ان مَعَ الْغُلَام عقيقة أَي ذَبِيحَة مسنونة وَسميت بذلك لِأَنَّهَا تذبح حِين يحلق عقيقته وَهُوَ الشّعْر الَّذِي يكون على الْمَوْلُود حِين يُولد من العق الشق وَالْقطع قَوْله واميطوا عَنهُ الْأَذَى فِي الزجاجة قَالَ فِي النِّهَايَة يُرِيد الشّعْر والنجاسة وَمَا يخرج على رَأس الصَّبِي حِين يُولد يحلق عَنهُ يَوْم مابعه انْتهى وَقَالَ الْكرْمَانِي قيل يَعْنِي حلق الشّعْر وَقيل الْخِتَان وَقيل لَا تقربُوا الدَّم كعادة الْجَاهِلِيَّة (فَخر)
قَوْله
[3165] كل غُلَام مُرْتَهن الخ قَالَ فِي النِّهَايَة أَي ان الْعَقِيقَة لَازِمَة لَهُ لَا بُد مِنْهَا فَشبه فِي لُزُومهَا لَهُ وَعدم انفكاكه مِنْهَا بِالرَّهْنِ فِي يَد الْمُرْتَهن قَالَ الْخطابِيّ واجود مَا قيل فِيهِ مَا ذهب اليه أَحْمد قَالَ هَذَا فِي الشَّفَاعَة يُرِيد انه إِذا لم يعق عَنهُ فَمَاتَ طفْلا لم يشفع فِي وَالِديهِ وَقيل مَعْنَاهُ انه مَرْهُون بأذى شعره واستند بقوله فأميطوا عَنهُ الْأَذَى وَهُوَ مَا علق بِهِ من دم الرَّحِم (زجاجة)
قَوْله كل غُلَام مُرْتَهن الخ بِضَم مِيم وَفتح هَاء بِمَعْنى مَرْهُون أَي لَا يتم الِانْتِفَاع بِهِ دون فكه بالعقيقة أَو سَلَامَته ونشوه على النَّعْت الْمَحْمُود زهينة بهَا طيبي
قَوْله
[3167] انا كُنَّا نفرع فرعا الخ قَالَ النَّوَوِيّ وَأما الْفَرْع فقد فسره فِي الحَدِيث بِأَنَّهُ أول النِّتَاج كَانُوا يذبحونه قَالَ الشَّافِعِي وَآخَرُونَ هُوَ أول نتاج الْبَهِيمَة كَانُوا يذبحونه وَلَا يملكونه رَجَاء الْبركَة فِي الِاسْم وَكَثْرَة نسلها وَهَكَذَا فسره كَثِيرُونَ من أهل اللُّغَة وَغَيرهم وَقَالَ كَثِيرُونَ مِنْهُم هُوَ أول النِّتَاج كَانُوا يذبحونه لالهتهم وَهِي طواغيتهم وَكَذَا جَاءَ هَذَا التَّفْسِير فِي صَحِيح البُخَارِيّ وَسنَن أبي دَاوُد وَقيل هُوَ أول النِّتَاج لمن بلغت ابله مائَة يذبحونه قَالَ شمر قَالَ أَبُو مَالك كَانَ الرجل إِذا بلغت ابله مائَة قدم بكرا فنحره بصنمه ويسمونه الْفَرْع وَقد صَحَّ الْأَمر بالعتيرة وَالْفرع فِي هَذَا الحَدِيث وَغَيره وَقَالَ الشَّافِعِي الْفَرْع شَيْء كَانَ أهل الْجَاهِلِيَّة يطْلبُونَ بِهِ الْبركَة فِي أَمْوَالهم فَكَانَ أحدهم يذبح بكر نَاقَته أَو شاته فَلَا يغذوه رَجَاء الْبركَة فِيمَا يَأْتِي بعده فسألوا النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنهُ فَقَالَ فرعوا ان شِئْتُم أَي اذبحوا ان شِئْتُم وَكَانُوا يسئلونه عَمَّا كَانُوا يصنعونه فِي الْجَاهِلِيَّة خوفًا ان يكره فِي الْإِسْلَام فأعلمهم انه لَا كَرَاهَة عَلَيْهِم فِيهِ وَأمرهمْ اسْتِحْبَابا ان يغذوه ثمَّ يحمل عَلَيْهِ فِي سَبِيل الله قَالَ الشَّافِعِي وَقَوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَرْع حق مَعْنَاهُ لَيْسَ بباطل وَهُوَ كَلَام عَرَبِيّ خرج على جَوَاب السَّائِل قَالَ وَقَوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا فرع وَلَا عتيرة أَي لَا فرع وَاجِب وَلَا عتيرة وَاجِبَة قَالَ والْحَدِيث الاخر يدل على هَذَا الْمَعْنى فَإِنَّهُ أَبَاحَ لَهُ الذّبْح وَاخْتَارَ لَهُ ان يُعْطِيهِ ارملة أَو يحمل عَلَيْهِ فِي سَبِيل الله قَالَ وَقَوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي العتيرة اذبحوا لله فِي أَي شهر كَانَ أَي اذبحوا ان شِئْتُم وَاجْعَلُوا الذّبْح لله فِي أَي شهر كَانَ لَا انها فِي رَجَب دون غَيره من الشُّهُور وَالصَّحِيح عِنْد أَصْحَابنَا وَهُوَ نَص الشَّافِعِي اسْتِحْبَاب الْفَرْع وَالْعَتِيرَة وَأَجَابُوا عَن حَدِيث لَا فرع وَلَا عتيرة بِثَلَاثَة أوجه أَحدهَا جَوَاب الشَّافِعِي السَّابِق ان المُرَاد نفي الْوُجُوب وَالثَّانِي ان المُرَاد نفي مَا كَانُوا يذبحون لاصنامهم وَالثَّالِث انهما ليسَا كالأضحية فِي الِاسْتِحْبَاب أَو فِي ثَوَاب اراقة الدَّم فاما تَفْرِقَة اللَّحْم على الْمَسَاكِين فبر وَصدقَة وَقد نَص الشَّافِعِي فِي سنَن حَرْمَلَة انها ان تيسرت كل شهر كَانَ حسنا هَذَا تَلْخِيص حكمهَا فِي مَذْهَبنَا وَادّعى القَاضِي ان جَمَاهِير الْعلمَاء على نسخ الْأَمر بالفرع وَالْعَتِيرَة انْتهى
قَوْله فِي كل سَائِمَة فرع
الْفَرْع أول ولد نتيجها النَّاقة قيل كَانَ أحدهم إِذا تمت ابله مائَة قدم بكرَة فنحرها وَهُوَ الْفَرْع وَفِي شرح السّنة كَانُوا يذبحون لالهتهم فِي الْجَاهِلِيَّة وَقد كَانَ الْمُسلمُونَ يَفْعَلُونَهُ فِي بَدَأَ الْإِسْلَام أَي لله تَعَالَى سُبْحَانَهُ ثمَّ نسخ وَنهى عَنهُ للشبه كَذَا فِي الْمرقاة وَالْعَتِيرَة شَاة تذبح فِي رَجَب وَهُوَ الْمُسَمّى بالرجبية قَوْله تغذوه ماشيتك أَي تلده والغذى كغنى حَتَّى إِذا استحمل أَي إِذا صلح للْحَمْل عَلَيْهِ أَي صَار شَابًّا قَوِيا ذبحته إنْجَاح(1/228)
[3170] وليرح ذَبِيحَته من الاراحة أَي ليتركها بعد الذّبْح حَتَّى تسترح وتتبرد وَقَالَ فِي الْمجمع ليرح ذَبِيحَته بإحداد السكين وتعجيل امرارها فَيكون الاراحة فِي حَالَة الذّبْح (إنْجَاح)
قَوْله
[3171] وَخذ بسالفتها السالفة نَاحيَة مقدم الْعُنُق من لدن مُعَلّق القرط الى قلب الترقوة وَمن الْفرس هاويته أَي مَا تقدم من عُنُقه كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)
قَوْله
[3172] وان توارى عَن الْبَهَائِم لِئَلَّا يكون سَببا للخوف والناعر وَقَوله فليجهز أَي يسْرع فِي الْقَامُوس جهز على الْجرْح كمنع واجهز اثْبتْ قَتله واسرعه وتمم عَلَيْهِ وَمَوْت مجهز وجهيز سريع انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[3174] قَالَ سموا أَنْتُم وكلوا لَيْسَ مَعْنَاهُ ان تسميتكم الان تنوب عَن تَسْمِيَة المذكي بل فِيهِ بَيَان ان التَّسْمِيَة مُسْتَحبَّة عِنْد الْأكل ان لم تعرفوا انه ذكر اسْم الله عَلَيْهِ عِنْد ذبحه يَصح أكله إِذا كَانَ الذَّابِح مِمَّن يَصح أكل ذَبِيحَته حملا لحَال الْمُسلم على الصّلاح (إنْجَاح)
قَوْله
[3177] عَن مري بن قطري بِلَفْظ النّسَب من قطرى بِفتْحَتَيْنِ وَكسر الرَّاء مخففا كَذَا فِي التَّقْرِيب قَوْله الا الظرارة هِيَ الْحجر أَو الْمدر المحدد مِنْهُ (إنْجَاح)
قَوْله
[3178] مَا انهر الدَّم أَي اساله وصبه بِكَثْرَة وَهُوَ مشبه بجري المَاء فِي النَّهْي يُقَال نهر الدَّم وانهرته قَالَ الْعلمَاء فَفِي هَذَا الحَدِيث تَصْرِيح بِأَنَّهُ يشْتَرط فِي الذكوة وَمَا يقطع وَيجْرِي الدَّم قَالَ بعض الْعلمَاء وَالْحكمَة فِي اشْتِرَاط الذّبْح وانهار الدَّم تميز حَلَال اللَّحْم والشحم من حرامهما وتنبيه على ان تَحْرِيم الْميتَة لبَقَاء دَمهَا وَأَيْضًا فِيهِ تَصْرِيح بِجَوَاز الذّبْح بِكُل محدد يقطع الا الظفر وَالسّن وَسَائِر الْعِظَام فَيدْخل فِي ذَلِك السَّيْف والسكين والسنان وَالْحجر والخشب والزجاج والقصب والخزف والنحاس وَسَائِر الْأَشْيَاء المحددة فَكلهَا تحصل بهَا الذكوة الا السن وَالظفر وَالْعِظَام كلهَا قَالَ الشَّافِعِي يشْتَرط قطع الْحُلْقُوم والمرئ وَيسْتَحب الودجان وَهَذَا أصح الرِّوَايَتَيْنِ عَن أَحْمد وَقَالَ اللَّيْث وَأَبُو ثَوْر وَدَاوُد بن الْمُنْذر يشْتَرط الْجَمِيع وَقَالَ أَبُو حنيفَة إِذا قطع ثَلَاثَة من هَذِه الْأَرْبَعَة اجزأه وَقَالَ مَالك يجب قطع الْحُلْقُوم والودجين وَلَا يشْتَرط المرئ قَالَ بن الْمُنْذر اجْمَعْ الْعلمَاء على انه إِذا قطع الْحُلْقُوم والمرئ والودجين وأسال الدَّم حصلت الذكوة وَاخْتلفُوا فِي قطع بعض هَذَا قَوْله اما السن فَعظم مَعْنَاهُ فَلَا تذبحوا بِهِ لِأَنَّهُ يَتَنَجَّس بِالدَّمِ وَقد نهيتهم عَن الِاسْتِنْجَاء بالعظام لِئَلَّا يَتَنَجَّس لكَونهَا زَاد إخْوَانكُمْ من الْجِنّ وَقَوله وَأما الظفر فمدى الْحَبَشَة فَمَعْنَاه انهم كفارو وَقد نهيتهم عَن التَّشَبُّه بالكفار وَهَذَا شعار لَهُم هَذَا ملخص مَا فِي النَّوَوِيّ
قَوْله
بَاب السلخ هُوَ نزع الْجلد والمسلوخ شَاة نزع جلدهَا قَوْله
[3179] فدحس بهَا أَي ادخل الْيَد بَين جلد الشَّاة وصفاقها للسلخ كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)
قَوْله
[3180] إياك والحلوب أَي ذَات اللَّبن نَاقَة حَلُوب أَي مِمَّا يحلب وَقيل الحلوب والحلوبة سَوَاء وَقيل الحلوب اسْم والحلوبة صفة وَقيل الْوَاحِدَة وَالْجمع وَمِنْه والحلوبة فِي الْبَيْت أَي شَاة تحلب أَو قَالَ ذَات الدّرّ أَي اللَّبن وَيجوز كَونه مصدرا در اللَّبن إِذا جرى نِهَايَة
قَوْله
[3183] فند بعير أَي شرد وَذهب على وَجهه قَوْله ان لَهَا اوابد جمع آبدة وَهِي الَّتِي تأبدت أَي توحشت ونفرت من الانس (فَخر)
قَوْله
[3186] النَّهْي عَن صَبر الْبَهَائِم أَي حَبسهَا للرمي وَهَذَا مَمْنُوع أَشد الْمَنْع وَيحرم اكله وان كَانَ وحشيا (إنْجَاح)
قَوْله وَعَن الْمثلَة يُقَال مثلت بِالْحَيَوَانِ مثلا إِذا قطعت اطرافه وشوهت بِهِ ومثلث بالقتيل إِذا جدعت انفه أَو اذنه أَو مذاكيره أَو شَيْئا من اطرافه وَالِاسْم الْمثلَة وَمثل بِالتَّشْدِيدِ للْمُبَالَغَة نِهَايَة
قَوْله نهى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان يمثل بالبهائم أَي ينصب فَيرمى أَو تقطع اطرافها وَهِي حَيَّة وروى وان يُوكل الممثول بهَا نِهَايَة(1/229)
[3189] عَن لُحُوم الْجَلالَة الْجَلالَة بِفَتْح الْجِيم وَتَشْديد اللَّام الأولى هِيَ الدَّابَّة الَّتِي تَأْكُل من الجلة وَهِي البعرة وَفِي الْفَائِق كنى عَن القذرة بالجلة وَهِي البعرة وَفِي الفتاوي الْكُبْرَى مَا لم تحبس الدَّجَاجَة المخلاة ثَلَاثَة أَيَّام وَالْجَلالَة عشرَة أَيَّام لَا يحل أكلهَا أَو حمله فِي شرح السّنة على الدَّوَام أَي الَّتِي تَأْكُل القذرة دَائِما وَأما الَّتِي تأكلها أَحْيَانًا فَلَيْسَتْ بجلالة وَلَا يحرم اكلها وَقَالَ وان كَانَ غَالب عَلفهَا مِنْهَا حَتَّى ظهر ذَلِك على لَحمهَا وبدنها فَقَالَ الشَّافِعِي وَأَبُو حنيفَة وَأحمد لَا يحل اكلها الا ان يحبس أَيَّامًا وتعلف من غَيرهَا حَتَّى يطيب لَحمهَا وَكَانَ الْحسن لَا يرى بِهِ بَأْسا وَهُوَ قَول مَالك رَحمَه الله كَذَا فِي الْمرقاة (إنْجَاح)
قَوْله
[3191] اكلنا زمن خَيْبَر الْخَيل هَذَا قبل علمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأما إِذا علم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اكلهم الْخَيل فقد نَهَاهُم كَمَا سيجىء فِي الْبَاب اللَّاحِق عَن خَالِد بن الْوَلِيد وَحَدِيث خَالِد روى أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وادعاء أبي دَاوُد أَنه مَنْسُوخ مَمْنُوع لِأَن حَدِيث جَابر اثْبتْ اكلهم زمن خَيْبَر وَلَا شكّ ان إِسْلَام خَالِد بعد فتح خَيْبَر على الْأَصَح فقد ثَبت كَونه فِي الْحُدَيْبِيَة مَعَ كفار قُرَيْش وَكَانَ الْحُدَيْبِيَة فِي ذِي الْقعدَة سنة سِتّ وخيبر فِي الْمحرم بعْدهَا بِشَهْر وَالله أعلم وَفِي الدّرّ لَا يحل الْخَيل وَعِنْدَهُمَا وَعند الشَّافِعِي يحل وَقيل ان أَبَا حنيفَة رَجَعَ عَن حرمته قبل مَوته ثَلَاثَة أَيَّام وَعَلِيهِ الْفَتْوَى (إنْجَاح)
قَوْله اكلنا زمن خَيْبَر الْخَيل قَالَ النَّوَوِيّ اخْتلف الْعلمَاء فِي إِبَاحَة لُحُوم الْخَيل فمذهب الشَّافِعِي وَالْجُمْهُور من السّلف وَالْخلف انه مُبَاح لَا كَرَاهَة فِيهِ وَبِه قَالَ أَحْمد وَإِسْحَاق وَأَبُو يُوسُف وَمُحَمّد وَدَاوُد وجماهير الْمُحدثين وَغَيرهم وكرهها طَائِفَة مِنْهُم بن عَبَّاس وَالْحكم وَمَالك وَأَبُو حنيفَة وَقَالَ أَبُو حنيفَة ياثم بِأَكْلِهِ وَلَا يُسمى حَرَامًا وَاحْتَجُّوا بقوله تَعَالَى وَالْخَيْل وَالْبِغَال وَالْحمير لتركبوها وزينة وَلم يذكر الْأكل وَذكر الْأكل من الانعام فِي الْآيَة الَّتِي قبلهَا وَبِحَدِيث صَالح بن يحيى بن الْمِقْدَام عَن أَبِيه عَن جده عَن خَالِد بن الْوَلِيد نهى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن لُحُوم الْخَيل وَالْبِغَال وَالْحمير وكل ذِي نَاب من السبَاع رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة من رِوَايَة بَقِيَّة بن الْوَلِيد عَن صَالح بن يحيى وَاتفقَ الْعلمَاء من أَئِمَّة الحَدِيث وَغَيرهم على انه حَدِيث ضَعِيف وَقَالَ بَعضهم هُوَ مَنْسُوخ روى الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ بإسنادهما عَن مُوسَى بن هَارُون الْحمال بِالْحَاء الْحَافِظ قَالَ هَذَا حَدِيث ضَعِيف قَالَ وَلَا يعرف صَالح بن يحيى وَلَا أَبوهُ وَقَالَ البُخَارِيّ هَذَا الحَدِيث فِيهِ نظر وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا بِإِسْنَاد مُضْطَرب وَقَالَ الْخطاب فِي إِسْنَاده نظر قَالَ وَصَالح بن يحيى عَن أَبِيه عَن جده لَا يعرف سَماع بَعضهم من بعض وَقَالَ أَبُو دَاوُد وَهَذَا الحَدِيث مَنْسُوخ وَقَالَ النَّسَائِيّ حَدِيث الْإِبَاحَة أصح قَالَ وَيُشبه ان كَانَ هَذَا صَحِيحا ان يكون مَنْسُوخا وَاحْتج الْجُمْهُور بِأَحَادِيث الْإِبَاحَة الَّتِي ذكرهَا مُسلم وَغَيره وَهِي صَحِيحَة صَرِيحَة وبأحاديث أُخْرَى صَحِيحَة جَاءَت بالاباحة وَلم يثبت فِي النَّهْي حَدِيث وَأما الْآيَة فَأَجَابُوا عَنْهُمَا بِأَن ذكر الرّكُوب والزينة لَا يدل على ان منفعتهما
مُخْتَصَّة بذلك وَإِنَّا خص هَذَانِ بِالذكر لِأَنَّهُمَا مَقْصُود من الْخَيل كَقَوْلِه تَعَالَى حرمت عَلَيْكُم الْميتَة وَالدَّم وَلحم الْخِنْزِير فَذكر اللَّحْم لِأَنَّهُ أعظم الْمَقْصُود وَقد أجمع الْمُسلمُونَ على تَحْرِيم شحمه وَدَمه وَسَائِر اجزائه قَالُوا وَلِهَذَا سكت عَن ذكر حمل الاثقال على الْخَيل مَعَ قَوْله تَعَالَى فِي الانعام وَتحمل اثقالكم وَلم يلْزم من هَذَا تَحْرِيم حمل الاثقال على الْخَيل انْتهى
قَوْله
[3193] حَتَّى ذكر الْحمر الانسية وَبِه قَالَ الْجُمْهُور انه يحرم لُحُوم حمر الاهلية والْحَدِيث الَّذِي روى أَبُو دَاوُد عَن غَالب بن الْجَبْر قَالَ اصابتنا سنة فَلم يكن فِي مَالِي شَيْء اطعم اهلي الا شَيْء من حمر وَقد كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حرم لُحُوم حمر الاهلية فاتيت النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقلت يَا رَسُول الله اصابتنا السّنة فَلم يكن فِي مَالِي اطعم اهلي الاسمان حمر وَأَنَّك حرمت لُحُوم الْحمر الاهلية فَقَالَ اطعم أهلك من سمين حمرك فانها حرمتهَا من اجل جوال الْقرْيَة يَعْنِي بالجوال الَّتِي تَأْكُل الجلة وَهِي الْعذرَة فَهَذَا الحَدِيث مُضْطَرب الْإِسْنَاد شَدِيد الِاخْتِلَاف وَلَو صَحَّ حمل على الْأكل مِنْهَا فِي حَال الِاضْطِرَار (فَخر)
قَوْله
[3199] فَإِن ذكوته ذكوة أمه وَقَالَ أَبُو حنيفَة رَحمَه الله أَي كذكوة أمه وحرف التَّشْبِيه مَحْذُوف بِدَلِيل انه روى بِالنّصب وَلَيْسَ فِي ذبح الام اضاعة الْوَلَد لعدم التيقن بِمَوْتِهِ كَذَا فِي الدّرّ (إنْجَاح)
قَوْله فَإِن ذكوته ذكوة أمه قَالَ مُحَمَّد أخبرنَا مَالك عَن نَافِع ان عبد الله بن عمر كَانَ يَقُول إِذا نحرت النَّاقة فذكوة مَا فِي بَطنهَا ذكوتها إِذا كَانَ قد تمّ خلقه وَنبت شعره فَإِذا خرج من بَطنهَا ذبح حَتَّى يخرج الدَّم من جَوْفه قَالَ مُحَمَّد وَبِهَذَا ناخذ إِذا تمّ خلقه فذكوته فِي ذكوة أمه فَلَا بَأْس بِأَكْلِهِ فَأَما أَبُو حنيفَة كَانَ يكره اكله حَتَّى يخرج حَيا فيذكى وَكَانَ يروي عَن حَمَّاد عَن إِبْرَاهِيم انه قَالَ لَا تكون ذَكَاة نفس ذَكَاة نفسين انْتهى
قَوْله
[3200] ثمَّ قَالَ مَالهم وللكلاب أَي مَا شَأْنهمْ وحاجتهم مَعَ الْكلاب مَعَ وجود النَّجَاسَة فِيهَا وَعدم النَّفْع باقتنائها فَإِن الْمُؤمن لَيْسَ من شَأْنه ان يمسك الشَّيْء النَّجس لَا سِيمَا هَذَا الْحَيَوَان فَإِنَّهُ يسري نَجَاسَة الى الاواني والظروف ثمَّ حكم الْقَتْل مَنْسُوخ لحَدِيث مُسلم عَن جَابر ثمَّ نهى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن قَتلهَا وَقَالَ عَلَيْكُم بالأسود البهيم ذِي النقطتين فَإِنَّهُ شَيْطَان إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3204] فَإِنَّهُ ينقص من عمله كل يَوْم قِيرَاط اخْتلفُوا فِي سَبَب نُقْصَان أجر الْعَمَل باقتناء الْكَلْب فَقيل لِامْتِنَاع الْمَلَائِكَة من دُخُول بَيته وَقيل لما يلْحق بالمارين من الْأَذَى وَقيل لعصيانه عَمَّا نهى الله عَنهُ وَقيل للنَّجَاسَة والقيراط يخْتَلف وَزنه بِحَسب الْبِلَاد فبمكة ربع سدس دِينَار وبالعراق نصف عشره ذكره فِي الْقَامُوس وَالْمرَاد هَهُنَا الْمِقْدَار الْمعِين عِنْد الله تَعَالَى من الْأجر انجاح الْحَاجة إِنَّمَا ذكر هَذِه الْعبارَة بمناسبة ذكر ذكوة الْجَنِين وَقَوله مذمة مقولة إِسْحَاق بن مَنْصُور وَلَفظه قَالَ أَعَادَهَا للبعد حَاصِل كَلَام الْمُؤلف الَّذين لَا يَقُولُونَ بذكوة الْجَنِين بِذَكَاة الام يَقُولُونَ عِنْد بَيَان ذَكَاة الْجَنِين لَا يقفي بهَا مذمة وَلَفْظَة مذمة بِكَسْر الدَّال مُشْتَقَّة من الذما أَو بِفَتْحِهَا من الذَّم وَفِي قَوْلهم هَذَا بِكَسْر الذَّال من الذمام وَالْمعْنَى ان ذَكَاة الام لَا يُؤَدِّي بهَا حق ذَكَاة الْجَنِين بل لَا بُد لَهُ من فعل جَدِيد فالتنوين فِي قَوْله مذمة عوض عَن الْمُضَاف اليه وَالضَّمِير رَاجع الى ذَكَاة الام(1/230)
[3205] لَوْلَا ان الْكلاب امة من الْأُمَم معنى هَذَا الْكَلَام انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كره افناء امة من الْأُمَم واعدام خلق من خلق الله لِأَنَّهُ مَا من شَيْء خلق الله تَعَالَى الا وَفِيه نوع من الْحِكْمَة وَضرب من الْمصلحَة يَقُول إِذا كَانَ الْأَمر على هَذَا فَلَا سَبِيل الى قتلهن فَاقْتُلُوا اشرارهن وَهِي الْأسود البهيم وابقوا مَا سواهَا لتنتفعوا بِهن فِي الحراسة وَغَيرهَا (إنْجَاح)
قَوْله فَاقْتُلُوا مِنْهَا الخ قَالَ النَّوَوِيّ اجْمَعُوا على قتل الْعَقُور وَاخْتلفُوا فِيمَا لَا ضَرَر فِيهِ قَالَ امام الْحَرَمَيْنِ أَمر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اولا بقتلها كلهَا ثمَّ نسخ ذَلِك الا الْأسود البهيم ثمَّ اسْتَقر الشَّرْع على النَّهْي من قتل جَمِيع الْكلاب الَّتِي لَا ضَرَر فِيهَا حَتَّى الْأسود البهيم طيبي
قَوْله كل يَوْم قيراطان فَإِن قلت كَيفَ التَّوْفِيق بَين هَذَا الحَدِيث والْحَدِيث السَّابِق حَيْثُ ذكر هُنَا قيراطان وَهُنَاكَ قِيرَاط قَالَ النَّوَوِيّ فِي جَوَابه انه يحْتَمل ان يكون فِي نَوْعَيْنِ من الْكلاب أَحدهمَا أَشد أَذَى من الاخر أَو يخْتَلف باخْتلَاف الْمَوَاضِع فَيكون قيراطان فِي الْمَدِينَة خَاصَّة لزِيَادَة فَضلهَا والقيراط فِي غَيرهَا والقيراطان فِي الْمَدَائِن أَو الْقرى والقيراط فِي الْبَوَادِي أَو يكون ذَلِك فِي زمانين فَذكر القيراط اولا ثمَّ راد التَّغْلِيظ والقيراط هُنَا مِقْدَار مَعْلُوم عِنْد الله تَعَالَى وَالْمرَاد نقص جُزْء من أَجزَاء عمله قَالَه الطَّيِّبِيّ ثمَّ اخْتلف فِي سَبَب نُقْصَان الْأجر باقتناء الْكَلْب فَقيل لَا متناع الْمَلَائِكَة من دُخُول بَيته وَقيل لما يلْحق المارين من الْأَذَى من ترويع الْكَلْب لَهُم وقصده إيَّاهُم
قَوْله
[3207] فاغسلوها الْأَمر أَمر الْوُجُوب ان كَانَ ظن النَّجَاسَة والا فَأمر ندب (إنْجَاح)
قَوْله وَمَا صدت بكلبك الْمعلم الخ قَالَ الطَّيِّبِيّ والتعليم ان يُوجد فِيهِ ثَلَاث شَرَائِط إِذا اشلى استشلى وَإِذا زجر انزجر وَإِذا اخذ الصَّيْد امسك وَلم يَأْكُل فَإِذا فعل ذَلِك واقلها ثَلَاثًا كَانَ معلما يحل بعده ذَلِك قتيله (إنْجَاح)
قَوْله
[3208] إِذا أرْسلت كلابك المعلمة فِي إِطْلَاقه دَلِيل لإباحة صيد جَمِيع الْكلاب المعلمة من الْأسود وَغَيره وَبِه قَالَ أَبُو حنيفَة وَمَالك وَالشَّافِعِيّ وجماهير الْعلمَاء وَقَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ وَالنَّخَعِيّ وَقَتَادَة وَأحمد وَإِسْحَاق لَا يحل صيد الْكَلْب الْأسود لِأَنَّهُ شَيْطَان وَأَيْضًا فِيهِ انه يشْتَرط فِي حل مَا قَتله الْكَلْب الْمُرْسل كَونه كَلْبا معلما وانه يشْتَرط الْإِرْسَال فَلَو أرسل غير معلم أَو استرسل الْمعلم بِلَا إرْسَال لم يحل مَا قَتله فَأَما غير الْمعلم فمجمع عَلَيْهِ وَأما الْمعلم إِذا استرسل فَلَا يحل مَا قَتله عِنْد الْعلمَاء كَافَّة الا مَا حكى عَن الْأَصَم من إِبَاحَته والا مَا حَكَاهُ بن الْمُنْذر عَن عَطاء وَالْأَوْزَاعِيّ انه يحل ان كَانَ صَاحب أخرجه للاصطياد قَوْله وَذكرت اسْم الله عَلَيْهَا فَكل فِي هَذَا الْأَمر بِالتَّسْمِيَةِ على إرْسَال الصَّيْد وَقد اجْمَعْ الْمُسلمُونَ على التَّسْمِيَة عِنْد الْإِرْسَال على الصَّيْد وَعند الذّبْح والنحر وَاخْتلفُوا فِي وُجُوبه وسنيته فَقَالَ الشَّافِعِي انها سنة فَلَو تَركهَا سَهوا أَو عمدا حل الصَّيْد والذبيحة وَقَالَ أهل الظَّاهِر ان تَركهَا عمدا أَو سَهوا لم يحل وَهُوَ الصَّحِيح عَن أَحْمد فِي صيد الْجَوَارِح وَهِي مروى عَن بن سِيرِين وَأبي ثَوْر وَقَالَ أَبُو حنيفَة وَمَالك وَالثَّوْري وجماهير الْعلمَاء ان ترك سَهوا حلت الذَّبِيحَة وان تَركهَا عمدا فَلَا نووي مَعَ تَغْيِير يسير
قَوْله فَإِن أكل الْكَلْب فَلَا تَأْكُل وَبِه قَالَ بن عَبَّاس وَأَبُو هُرَيْرَة وَالْأَئِمَّة الثَّلَاثَة وَغَيرهم وروى أَبُو دَاوُد عَن أبي ثَعْلَبَة كل وان أكل مِنْهُ الْكَلْب وَبِه قَالَ سعد بن أبي وَقاص وَابْن عمر وسلمان وَمَالك وَقدم حَدِيث الْبَاب لِأَنَّهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ مَعَ قَول الله تَعَالَى فَكُلُوا مِمَّا امسكن عَلَيْكُم وَهَذَا مِمَّا لم يمسك علينا بل على نَفسه وَعلل النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّهْي بقوله فَإِنِّي أَخَاف ان يكون إِنَّمَا امسك على نَفسه مَعَ ان حَدِيث أبي دَاوُد وَهَذَا حسن فَتَأمل فَخر الْحسن
قَوْله وان خالطها كلاب أخر أَي الْكلاب الْغَيْر المعلمة أَو كلاب الْمَجُوس مثلا وَأما إِذا كَانَت المسترسلة على الشَّرْط فَلَا بَأْس بِأَكْلِهِ وَفِي الدّرّ يُوكل بِشَرْط ان لَا يُشْرك الْكَلْب الْمعلم كلب لَا يحل صَيْده ككلب غير معلم أَو كلب الْمَجُوس (إنْجَاح)
قَوْله يَقُول حججْت ثَمَانِيَة وَخمسين حجَّة الخ هَذَا القَوْل لتوثيق عَليّ بن الْمُنْذر وَبَيَان لِكَثْرَة تعبده (إنْجَاح)
قَوْله
[3210] عَن الْكَلْب الْأسود البهيم الَّذِي لَا بَيَاض فِيهِ فَقَالَ شَيْطَان كَانَ الْمُؤلف استنبط من هَذَا ان صَيْده لَا يحل لِأَنَّهُ شَيْطَان والشيطان كَافِر وذبيحة الْكَافِر الْمُشرك لَا يجوز وَبِه قَالَ بعض الْعلمَاء وَالْجُمْهُور على انه يحل صَيْده والتشبيه بالشيطان لقلَّة النَّفْع وازدياد الشرفية (إنْجَاح)
قَوْله
[3212] إِذا رميت وخزقت بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة والزائ الْمُعْجَمَة وَالْقَاف أَي طعنت بِهِ صيدا قَالَ فِي الْقَامُوس خزقه يخزقه كضربه طعنه فانخزق والخازق السنان انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[3213] وَلم تَجِد فِيهِ شَيْئا غَيره أَي غير سهمك يَعْنِي بالاطمينان بسهمك لَا بِسَهْم غَيْرك وَلَا يشك اقْتُل بسهمك أَو بِغَيْرِهِ إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله وَلم تَجِد فِيهِ شَيْئا غَيره فكله قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا دَلِيل لمن يَقُول إِذا جرحه فَغَاب عَنهُ فَوَجَدَهُ مَيتا وَلَيْسَ اثر فِيهِ غير سَهْمه وَهُوَ أحد قولي الشَّافِعِي وَمَالك فِي الصَّيْد والسهم وَالثَّانِي يحرم وَهُوَ الْأَصَح عِنْد أَصْحَابنَا وَالثَّالِث يحرم فِي الْكَلْب دون السهْم وَالْأول أقوى وَأقرب الى الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة وَأما الْأَحَادِيث الْمُخَالفَة فضعيفة ومحمولة على كَرَاهَة التَّنْزِيه وَكَذَا الْأَثر عَن أبي عَبَّاس كل مَا اصميت ودع مَا انميت أَي كل مَا لم يغب عَنْك دون مَا غَابَ انْتهى
قَوْله(1/231)
[3214] عَن الصَّيْد بالمعراض المعراض بِكَسْر الْمِيم وبالعين الْمُهْملَة وَهِي خشب ثَقيلَة أَو عَصا فِي طرفها حَدِيدَة وَقد تكون بِغَيْر حَدِيدَة هَذَا هُوَ الصَّحِيح فِي تَفْسِيره وَقَالَ الْهَرَوِيّ هُوَ سهم لَا ريش فِيهِ وَلَا نصل وَقَالَ بن دُرَيْد هُوَ سهم طَوِيل لَهُ أَربع قدد رقاق فَإِذا رمى بِهِ اعْترض وَقَالَ الْخَلِيل كَقَوْل الْهَرَوِيّ وَنَحْوه عَن الْأَصْمَعِي وَقيل هُوَ عود رَقِيق الطَّرفَيْنِ غليظ الْوسط إِذا رمى بِهِ ذهب مستويا قَوْله فَهُوَ وقيذ أَي موقوذ وَهُوَ الَّذِي يقتل بِغَيْر محدد من عَصا أَو حجر وَغَيرهمَا وَمذهب الشَّافِعِي وَمَالك وَأبي حنيفَة وَأحمد وجماهير الْعلمَاء انه إِذا اصطاد بالمعراض فَقتل الصَّيْد بحده حل وان قَتله بعرضه لم يحل لهَذَا الحَدِيث وَقَالَ مَكْحُول وَالْأَوْزَاعِيّ وَغَيرهمَا من فُقَهَاء الشَّام يحل مُطلقًا وَكَذَا قَالَ هَؤُلَاءِ وَابْن أبي ليلى انه يحل مَا قَتله بالبندقة وَحكى أَيْضا عَن سعيد بن الْمسيب وَقَالَ الجماهير لَا يحل صيد البندقة مُطلقًا لحَدِيث المعراض لِأَنَّهُ كُله رض ووقذ (نووي)
[3217] يجبونَ اسنمة الْإِبِل أَي يقطعون اسنمتها وَهِي جمع سَنَام بِالْفَتْح كوبان شتر كَذَا فِي الصراح (إنْجَاح)
قَوْله
[3218] احلت لنا ميتَتَانِ الخ فِيهِ إِبَاحَة الْجَرَاد وَأجْمع الْمُسلمُونَ على إِبَاحَته ثمَّ قَالَ أَبُو حنيفَة وَالشَّافِعِيّ وَأحمد والجماهير يحل سَوَاء مَاتَ بذكوة أَو باصطياد مُسلم أَو مَجُوسِيّ أَو مَاتَ حتف انفه سَوَاء قطع بعضه أَو أحدث فِيهِ سَبَب وَقَالَ مَالك فِي الْمَشْهُور عَنهُ وَأحمد فِي رِوَايَة لَا يحل الا إِذا مَاتَ بِسَبَب بِأَن يقطع بعضه أَو يلقِي فِي النَّار حَيا أَو يشوى فَإِن مَاتَ حتف انفه أَو فِي وعَاء لم يحل (نووي)
قَوْله
[3221] واقطع دابره الدابر التَّابِع وَآخر كل شَيْء وَالْأَصْل قَالَ الشَّوْكَانِيّ هَذَا الحَدِيث رَوَاهُ الْخَطِيب عَن أنس وَجَابِر مَرْفُوعا وَفِي إِسْنَاده مُوسَى بن مُحَمَّد التَّيْمِيّ وَهُوَ مَتْرُوك قَالَ بن الملقن هَذَا الحَدِيث من افراده وَفِي التَّقْرِيب وَهُوَ مُنكر الحَدِيث (إنْجَاح)
قَوْله
[3222] فَاسْتقْبلنَا رجل من جَراد أَي طَائِفَة أَو ضرب أَي نوع من جَراد قَالَ بن الملقن اخْرُج هَذَا الحَدِيث أَبُو دَاوُد من حَدِيث أبي المهزم قَالَ وَهُوَ ضَعِيف والْحَدِيث وهم أخرجه التِّرْمِذِيّ وَقَالَ غَرِيب لَا نعرفه الا من حَدِيث أبي المهزم وَقد تكلم فِيهِ شُعْبَة إنْجَاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الْمُحدث الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي
قَوْله
[3225] ان نَبيا من الْأَنْبِيَاء قيل هُوَ مُوسَى وَقيل دَاوُد على نَبينَا وَعَلَيْهِمَا السَّلَام قَوْله قرصته أَي لسعته ولدغته فَأمر بقربة النَّمْل هِيَ مَسْكَنهَا وبيتها وَهُوَ مَحْمُول على ان شرع ذَلِك النَّبِي كَانَ فِيهِ جَوَاز قتل النَّمْل والاحراق فَلِذَا لم يعتب عَلَيْهِ فِي أصل الْقَتْل والاحراق بل فِي الزِّيَادَة على نملة وَاحِدَة ذكره الْقَارِي (إنْجَاح)
قَوْله فِي ان قرصتك نملة اهلكت امة وَفِي رِوَايَة احرقت امة قَالَ الطَّيِّبِيّ هَذَا هُوَ الموحى بهَا أَي اوحى اليه لِأَن قرصتك نملة أَي عضتك وَفِيه جَوَاز احراق تِلْكَ النملة القارصة فَلَعَلَّهُ كَانَ فِي شريعتهم وَفِي شريعتنا لَا يجوز احراق حَيَوَان أصلا وَلَا يجوز قتل النملة فِي مَذْهَبنَا للنَّهْي عَن قتل الدَّوَابّ الْأَرْبَعَة انْتهى
قَوْله
[3226] نهى عَن الْخذف هُوَ رميك حَصَاة أَو نواة تأخذها بَين سبابتيك ترمي بهَا أَو تتَّخذ مخذفة من خشب ثمَّ ترمي بهَا الخصاة بَين ابهامك والسبابة وَلَا تنكي عدوا من نكيت فِي الْعَدو انكى إِذا اكثرت فيهم الْجراح وَالْقَتْل فوهنوا لَك وَقد يهمز لُغَة يُقَال نكأت القرحة إِذا قشرتها نِهَايَة
قَوْله نهى عَن الْخذف الخ قَالَ النَّوَوِيّ اما الْخذف فبالخاء والذال المعجمتين وَهُوَ رمي الْإِنْسَان بحصاة أَو نواة وَنَحْوهمَا يَجْعَلهَا بَين أصبعيه السبابتين أَو الْإِبْهَام والسبابة قَوْله وَلَا تنكي بِفَتْح التَّاء وَكسر الْكَاف غير مَهْمُوز وَفِي الرِّوَايَات الْمَشْهُورَة بِفَتْح التَّاء وبالهمزة فِي اخره قَالَ القَاضِي كَذَا روينَاهُ لَكِن غير المهموز أوجه لِأَن المهموز انما هُوَ من نكأت القرحة وَلَيْسَ هذاموضعه الا على تجوز وَإِنَّمَا هَذَا من النكاية يُقَال نكيت الْعد انكية ونكأت بِالْهَمْزَةِ لُغَة فِيهِ قَالَ فعلى هَذِه اللُّغَة يتَوَجَّه رِوَايَة شُيُوخنَا قَوْله وتفقأ الْعين مَهْمُوز فِي هَذَا الحَدِيث النَّهْي عَن الْخذف لِأَنَّهُ لَا مصلحَة وَيخَاف مفسدته ويلتحق بِهِ كل مَا شَاركهُ فِي هَذَا وَفِيه ان مَا كَانَ فِيهِ مصلحَة أَو حَاجَة فِي قتال الْعَدو وَتَحْصِيل الصَّيْد فَهُوَ جَائِز وَمن ذَلِك رمي الطُّيُور الْكِبَار بالبندق إِذا كَانَ لَا يَقْتُلهَا غَالِبا بل تدْرك حَيَّة فتذكى فَهُوَ جَائِز قَوْله لَا أُكَلِّمك ابدا فِيهِ هجران أهل الْبدع والفسوق ومنابذي السّنة مَعَ الْعلم وَأَنه يجوز هجرانه دَائِما وَالنَّهْي عَن الهجران فَوق ثَلَاثَة أَيَّام إِنَّا هُوَ فِيمَن هجر لحظ نَفسه ومعائش الدُّنْيَا وَأما أهل الْبدع وَنَحْوهم فهجرانهم دَائِما وَهَذَا الحَدِيث مِمَّا يُؤَيّدهُ لَا مَعَ نَظَائِر لَهُ كَحَدِيث كَعْب بن مَالك وَغَيره انْتهى
قَوْله
[3229] من قتل وزغا الخ الوزغ جمع وزغة بالحركة وَهِي مَا يُقَال لَهُ سَام ابرص وَجَمعهَا أَو زاغ ووزغان كَذَا فِي الْمجمع وَفِيه أَيْضا سَبَب تَكْثِير الثَّوَاب فِي قَتله أول مرّة ثمَّ مَا يَليهَا ليبادر فِي قَتله والاعتناء بِهِ إِذْ رُبمَا انفلتت فِي قتل مَرَّات انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[3230] قَالَ للوزغ الفويسقة قَالَ الطَّيِّبِيّ تَسْمِيَته فَاسِقًا لِأَنَّهُ نَظِير الفواسق الْخمس الَّتِي تقتل فِي الْحل وَالْحرم وتصغيره للتعظيم كَمَا فِي دويبة أَو للتحقيرلالحاقه بالفواسق الْخمس وَالْأول أظهر انْتهى
قَوْله(1/232)
[3231] فَإِنَّهَا كَانَت تنفخ بَيَان لخبث هَذَا النَّوْع وفساده وَأَنه بلغ فِي ذَلِك مبلغا اسْتَعْملهُ الشَّيْطَان فَحَمله على ان ينْفخ فِي النَّار الَّتِي ألْقى فِيهَا خَلِيل الله عَلَيْهِ السَّلَام وسعى فِي اشتعالها وَهُوَ فِي الْجُمْلَة من دَوَاب السمُوم المؤذية كَذَا فِي الْمرقاة
قَوْله
[3232] عَن أكل كل ذِي نَاب من السبَاع وَعَن كل ذِي مخلب من الطير المخلب بِكَسْر الْمِيم وَفتح اللَّام قَالَ أهل اللُّغَة المخلب للطير وَالسِّبَاع بِمَنْزِلَة الظفر للْإنْسَان فِي هَذَا الحَدِيث دلَالَة لمَذْهَب الشَّافِعِي وَأبي حنيفَة وَأحمد وَدَاوُد وَالْجُمْهُور انه يحرم أكل كل ذِي نَاب من السبَاع وكل ذِي مخلب من الطير وَقَالَ مَالك يكره وَلَا يحرم قَالَ أَصْحَابنَا المُرَاد بِذِي الناب مَا يتقوى بِهِ ويصطاد وَاحْتج مَالك بقوله تَعَالَى قل لَا أجد فِيمَا اوحي الي محرما الْآيَة وَاحْتج أَصْحَابنَا بِهَذَا الحَدِيث قَالُوا والاية لَيْسَ فِيهَا الا الاخبار بِأَنَّهُ لم يجد فِي ذَلِك الْوَقْت محرما الا الْمَذْكُورَات فِي الْآيَة ثمَّ اوحى اليه بِتَحْرِيم كل ذِي نَاب من السبَاع فَوَجَبَ قبُوله وَالْعَمَل بِهِ (نووي)
قَوْله
[3235] عَن احناش الأَرْض الاحناش جمع حَنش بِالتَّحْرِيكِ فِي الْقَامُوس الحنش محركة الذُّبَاب والحية وكل مَا يصاد من الطير والهوام وحشرات الأَرْض أَو مَا اشبه رَأسه رَأس الْحَيَّات انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله عَن احناش الأَرْض قَالَ فِي النِّهَايَة الحنش مَا أشبه رَأسه رُؤُوس الْحَيَّات من الوزغ والحرباء وَغَيرهمَا وَقيل الاحناش هوَام الأَرْض وَالْمرَاد فِي الحَدِيث الأول انْتهى
قَوْله
[3237] وَمن يَأْكُل الضبع وَهُوَ حَيَوَان مَعْرُوف يُقَال لَهُ بِالْفَارِسِيَّةِ كفتار وَهَذَا الحَدِيث يدل على حُرْمَة الضبع كَمَا هُوَ مَذْهَب أبي حنيفَة وَمَالك وَيُؤَيِّدهُ انه ذُو نَاب من السبَاع وَقد نهى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن أكل كل ذِي نَاب من السبَاع رَوَاهُ مُسلم وَفِي رِوَايَة مُسلم وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة عَن أبي هُرَيْرَة عَن رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انه قَالَ كل ذِي نَاب من السبَاع فَأَكله حرَام وَمَعَ تعَارض الْأَدِلَّة فِي التَّحْرِيم والاباحة الاحوط حرمته وَبِه قَالَ سعيد بن الْمسيب وسُفْيَان الثَّوْريّ وَجَمَاعَة قَالَه الْقَارِي
قَوْله
[3238] فَلم يَأْكُل وَلم ينْه قَالَ مُحَمَّد فِي المؤطاء قد جَاءَ فِي أكله اخْتِلَاف فَأَما نَحن فَلَا نرى ان يُؤْكَل انْتهى وَدَلِيلنَا مَا روى مُحَمَّد فِي المؤطا أخبرنَا أَبُو حنيفَة عَن حَمَّاد عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ عَن عَائِشَة انه أهْدى لَهَا ضَب فَأَتَاهَا رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلته عَن اكله فَنَهَاهَا عَنهُ فَجَاءَت سَائِلَة فَأَرَادَتْ ان تطعمها إِيَّاه فَقَالَ لَهَا رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تطعميها مَعًا لَا تَأْكُل وَمَا روى مُحَمَّد بِسَنَدِهِ عَن عَليّ بن أبي طَالب انه نهى عَن أكل الضَّب والضبع قَالَ مُحَمَّد وَهُوَ قَول أبي حنيفَة والعامة انْتهى قلت وَمِمَّا يدل على حُرْمَة أكل الضَّب مَا روى أَبُو دَاوُد بِإِسْنَادِهِ عَن عبد الرَّحْمَن بن شبْل ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نهى عَن أكل لحم الضَّب وَالظَّاهِر ان النَّهْي مُؤخر عَن السُّكُوت فالنهي وَاجِب الْعَمَل وعَلى سَبِيل التنزل يُقَال ان الْأَدِلَّة متعارضة وَمَعَ تعَارض الْأَدِلَّة فِي التَّحْرِيم والاباحة الاحوط حرمته وَعدم اكله (فَخر)
قَوْله
[3240] ان ارضنا ارْض مضبة فِيهَا لُغَتَانِ مشهورتان أَحدهمَا فتح الْمِيم وَالضَّاد وَالثَّانيَِة ضم الْمِيم وَكسر الضَّاد وَالْأول أفْصح وَأشهر أَي ذَات ضباب كَثِيرَة نَقله بعض المحشين عَن النَّوَوِيّ (إنْجَاح)
قَوْله ان ارضنا ارْض مضبة بِضَم مِيم وَكسر ضاد رِوَايَة وَالْمَعْرُوف بفتحهما اضبت ارضه كثر ضبابها وَأَرْض مضبة ذَات ضباب كمربعة لذات يرابيع وَجمعه مضابت ومضبة اسْم فَاعل من اضبت كاغدت قَالَه فِي النِّهَايَة وَقَالَ الْكرْمَانِي الضَّب قَاضِي الطير والبهائم عِنْد الْعَرَب اجْتَمعُوا عِنْد حِين خلق الْإِنْسَان فوصفوه لَهُ فَقَالَ يصفونه خلقا ينزل الطير من السَّمَاء وَيخرج الْحُوت من الْبَحْر فَمن كَانَ ذَا جنَاح فليطر وَمن كَانَ ذَا مخلب فليستحفل انْتهى
قَوْله بَلغنِي ان امة مسخت لَعَلَّ هَذَا قَالَه قبل الْعلم بِأَن الْأمة الممسوخة لم تبْق بعد ثَلَاثَة أَيَّام (إنْجَاح)
قَوْله
[3243] مَرَرْنَا بمر الظهْرَان مَوضِع قريب مَكَّة قَوْله فانفجنا وَفِي نُسْخَة فاستنفجنا ارنبا أَي اثرناها وَهُوَ بنُون وَفَاء وجيم التهيج والاثارة واللغب التَّعَب وَمِنْه قَوْله تَعَالَى وَمَا مسنا من لغوب (إنْجَاح)
قَوْله(1/233)
[3245] وَرَأَيْت خلقا رَابَنِي أَي اوقعني فِي الرِّيبَة والشبهة ان هَذِه أُولَئِكَ وَالأَصَح ان الْأمة الممسوخة لم تبْق بعد ثَلَاثَة أَيَّام (إنْجَاح)
قَوْله نبئت انها تدمي أَي تحيض فَإِنَّهَا مشابهة بالادميين وَلذَا روى عَن جَعْفَر الصَّادِق تَحْرِيمه وَالله أعلم (إنْجَاح)
قَوْله نبئت انها تدمي أَي الارنب قلت وَلذَا كره اكله الْبَعْض وَحكى أَيْضا عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ وَابْن أبي ليلى انهما كرهاها لَكِن الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وَالْعُلَمَاء كَافَّة احلوا أكل الارنب دليلهم الحَدِيث الْمُتَقَدّم عَن أنس بن مَالك ان أَبَا طَلْحَة بعث وركها الى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقبله وَهَذَا الحَدِيث ضَعِيف لِأَن فِيهِ عبد الْكَرِيم بن أبي الْمخَارِق وَهُوَ ضَعِيف عِنْد أهل الحَدِيث قَالَ بن حجر فِي التَّقْرِيب عبد الْكَرِيم بن أبي الْمخَارِق أَبُو أُميَّة الْمعلم الْبَصْرِيّ نزيل مَكَّة وَاسم أَبِيه قيس وَقيل طَارق ضَعِيف وَحَدِيث أنس صَحِيح رَوَاهُ الشَّيْخَانِ أَيْضا (فَخر)
[3247] أَو جزر عَنهُ أَي نقص وَذهب وَفِي الْمجمع مَا جزر عَنهُ الْبَحْر فَكل أَي مَا انْكَشَفَ عَنهُ المَاء من حَيَوَان الْبَحْر وَمِنْه الجزر وَالْمدّ وَهُوَ رُجُوع المَاء الى خلف انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله وَمَا مَاتَ فِيهِ فطفى فَلَا تأكلوه اخْتلفُوا فِي إِبَاحَة السّمك الطافي فأباحه جمَاعَة من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَبِه قَالَ مَالك وَالشَّافِعِيّ وَكَرِهَهُ جمَاعَة مِنْهُم روى ذَلِك عَن جَابر وَابْن عَبَّاس وَأَصْحَاب أبي حنيفَة وَقَالَ فِي الدّرّ فِي تَفْسِير الطافي هُوَ مَا بَطْنه فَوق فَلَو ظَهره فَوق فَلَيْسَ بطافي فيوكل كَمَا يُوكل مَا فِي بطن الطافي (إنْجَاح)
قَوْله
[3248] من يَأْكُل الْغُرَاب وَهَذَا هُوَ الْغُرَاب الَّذِي يَأْكُل الْجِيَف وَأما الَّذِي يَأْكُل الزَّرْع أَو يجمع بَينهمَا وَهُوَ الْمُسَمّى بالعقعق فالاصح حلّه كَذَا فِي الدّرّ (إنْجَاح)
قَوْله
[3250] عَن أكلا لهرة وَثمنهَا قَالَ اطيبي هَذَا مَحْمُول على مَا لَا ينفع أَو على انه نهى تَنْزِيه لكَي يعْتَاد النَّاس هِبته واعارته والسماحة كَمَا هُوَ الْغَالِب فَإِن كَانَ نَافِعًا وَبَاعه صَحَّ البيع وَكَانَ ثمنه حَلَالا هَذَا مَذْهَب الْجُمْهُور الا مَا حكى عَن أبي هُرَيْرَة وَجَمَاعَة من التَّابِعين وَاحْتَجُّوا بِهَذَا الحَدِيث قلت وَهُوَ مَذْهَبنَا الا مَا روى عَن أبي يُوسُف انه كره بيع الْهِرَّة كَمَا فِي النِّهَايَة وَأخرجه الْحَاكِم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْتِي دَار قوم من الْأَنْصَار ودور لَا ياتيها فشق عَلَيْهِم فكلموه فَقَالَ ان فِي داركم كَلْبا قَالُوا فَإِن فِي دَارهم سنورا فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السنور سبع ثمَّ قَالَ الْحَاكِم حَدِيث صَحِيح إنْجَاح الْحَاجة لمولانا الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي
قَوْله
[3251] انجفل النَّاس قبله أَي مضوا اليه فِي الْقَامُوس انجفل الْقَوْم انقلعوا فَمَضَوْا كاجفلوا والجفالة بِالضَّمِّ الْجَمَاعَة انْتهى وَفِي الْمجمع أَي ذَهَبُوا مُسْرِعين نَحوه يُقَال جفل واجفل وانجفل انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله افشوا السَّلَام اعْلَم ان ابْتِدَاء السَّلَام سنة ورده وَاجِب فَإِن كَانَ الْمُسلم جمَاعَة فَهُوَ سنة كِفَايَة فِي حَقهم إِذا سلم بَعضهم حصلت سنة السَّلَام فِي حق جَمِيعهم فَإِن كَانَ الْمُسلم عَلَيْهِ وَاحِدًا تعين عَلَيْهِ الرَّد وان كَانُوا جمَاعَة كَانَ الرَّد فرض كِفَايَة فِي حَقهم فَإِذا رد وَاحِد مِنْهُم سقط الْحَرج عَن البَاقِينَ والافضل ان يَبْتَدِئ الْجَمِيع بِالسَّلَامِ وان يرد الْجَمِيع وَعَن أبي يُوسُف انه لَا بُد ان يرد الْجَمِيع وَنقل بن عبد الْبر وَغَيره إِجْمَاع الْمُسلمين على ان ابْتِدَاء السَّلَام سنة وان رده فرض وَأَقل السَّلَام ان يَقُول السَّلَام عَلَيْكُم فَإِن كَانَ الْمُسلم عَلَيْهِ وَاحِدًا فأقله السَّلَام عَلَيْك والافضل ان يَقُول السَّلَام عَلَيْكُم ليتناوله وملكيه وأكمل مِنْهُ ان يزِيد وَرَحْمَة الله وَأَيْضًا بركاته وَيكرهُ ان يَقُول الْمُبْتَدِئ عَلَيْكُم السَّلَام فَإِن قَالَه اسْتحق الْجَواب على الصَّحِيح الْمَشْهُور وَقيل لَا يسْتَحقّهُ وَقد صَحَّ ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تقل عَلَيْك السَّلَام فَإِن عَلَيْك السَّلَام تَحِيَّة الْمَوْتَى وَأما صفة الرَّد فَالْأَفْضَل ان يَقُول وَعَلَيْكُم السَّلَام وَرَحْمَة الله وَبَرَكَاته فَيَأْتِي الْوَاو وَأَقل السَّلَام ابْتِدَاء وردا ان يسمع صَاحبه وَلَا يجْزِيه دون ذَلِك وَيشْتَرط كَون الرَّد على الْفَوْر وَلَو أَتَاهُ سَلام من غَائِب مَعَ رَسُول أَو فِي ورقة وَجب الرَّد على الْفَوْر وَالسَّلَام بِالْألف وَاللَّام أفضل (نووي)
قَوْله
[3254] طَعَام الْوَاحِد يَكْفِي الْإِثْنَيْنِ تَأْوِيله شبع الْوَاحِد قوت الْإِثْنَيْنِ وشبع الْإِثْنَيْنِ قوت الْأَرْبَعَة قَالَ عبد الله بن عُرْوَة تَفْسِير هَذَا مَا قَالَ عمر عَام الرفادة لقد هَمَمْت ان انْزِلْ على أهل كل بَيت مثل عَددهمْ فَإِن الرجل لَا يهْلك على نصف بَطْنه قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ الْحَث على الْمُوَاسَاة فِي الطَّعَام وَأَنه وان كَانَ قَلِيلا حصلت مِنْهُ الْكِفَايَة الْمَقْصُودَة وَوَقعت فِيهِ بركَة تعم الْحَاضِرين طيبي
قَوْله
[3256] الْمُؤمن يَأْكُل فِي مَعًا وَاحِد قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ مثل ضربه لِلْمُؤمنِ وزهده فِي الدُّنْيَا وَالْكَافِر وحرصه عَلَيْهَا وَلَيْسَ مَعْنَاهُ كَثْرَة الْأكل دون الاتساع فِي الدُّنْيَا وَقيل هُوَ تحضيض لِلْمُؤمنِ على قلَّة الشِّبَع وَقيل هُوَ خَاص فِي رجل بِعَيْنِه كَانَ يَأْكُل كثيرا فَأسلم فَقل اكله والمعا وَاحِد الامعاء وَهِي المصارين انْتهى مَا فِي الزجاجة قلت وَقَالَ أهل الطِّبّ لكل انسان سَبْعَة امعاء الْمعدة وَثَلَاثَة مُتَّصِلَة بهَا رقاق ثمَّ ثَلَاثَة غِلَاظ وَالْمُؤمن لاقتصاده وتسميته يَكْفِي مَلأ أَحدهَا بِخِلَاف الْكَافِر وَقيل المُرَاد الْمُؤمن الْكَامِل المعرض عَن الشَّهَوَات المقتصر على سد خلته (فَخر)
قَوْله وَالْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة امعاء وَاعْلَم انه لَيْسَ للْكَافِرِ زِيَادَة امعاء بِالنِّسْبَةِ الى الْمُؤمن فَلَا بُد من تَأْوِيل الحَدِيث فَقَالَ القَاضِي أَرَادَ بِهِ ان الْمُؤمن يقل حرصه وشرهه على الطَّعَام ويبارك لَهُ فِي مأكله ومشربه يشْبع من قَلِيل وَالْكَافِر يكون كثير الْحِرْص شَدِيد الشره لَا مطمح لبصره الا فِي المطاعم والمشارب قَالَ جلّ ذكره ذرهم يَأْكُلُوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فَسَوف يعلمُونَ قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ وُجُوه أَحدهَا انه قيل فِي رجل بِعَيْنِه فَقيل لَهُ على جِهَة التَّمْثِيل وَثَانِيها ان الْمُؤمن يُسمى الله تَعَالَى عِنْد طَعَامه فَلَا يشْتَرك فِيهِ الشَّيْطَان بِخِلَاف الْكفَّار ثمَّ ذكر الْوُجُوه الاخر وَقَالَ فِي آخرهَا وسابعها الْمُخْتَار وَهُوَ ان بعض الْمُؤمنِينَ يَأْكُل فِي مَعًا وَاحِد وَأكْثر الْكفَّار يَأْكُلُون فِي سَبْعَة امعاء وَلَا يلْزم ان يكون كل وَاحِد من السَّبْعَة مثل مَعًا الْمُسلم قلت المُرَاد من الْمُؤمن الْكَامِل على ايمانه والمقبل على إحسانه المعرض عَن دَار هوانه والا فالعوام من الْمُؤمنِينَ لَا يكونُونَ أدنى فِي الشره والحرص من الْكفَّار وَقد نفي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِيمَان عَن هَؤُلَاءِ وَهُوَ الْإِيمَان الْكَامِل وَقَالَ لَا إِيمَان لمن لَا امانة لَهُ وَلَا دين لمن لَا عهد لَهُ وَالله اعْلَم (إنْجَاح)
قَوْله(1/234)
[3259] مَا عَابَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَاما قطّ قَالَ النَّوَوِيّ الْعَيْب هُوَ ان هَذَا مالح قَلِيل الْملح حامض رَقِيق غليظ غير نضج وَنَحْو ذَلِك وَأما قَوْله للضب لم تكن بِأَرْض قومِي فأجدني اعافه فبيان الْحَال لَا عيب (إنْجَاح)
قَوْله قَالَ أَبُو بكر أَي بن أبي شيبَة شيخ الْمُؤلف يُخَالف فِيهِ أَي خَالف النَّاس فِي رِوَايَة هَذَا الحَدِيث روى سُفْيَان عَن الْأَعْمَش عَن أبي حَازِم وروى أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش عَن أبي يحيى فالمعاوية يُخَالف سُفْيَان وسُفْيَان من أَئِمَّة الحَدِيث وَالْفِقْه فَقَوله أولى وأصوب وَالله أعلم (إنْجَاح)
[3260] فَليَتَوَضَّأ إِذا حضر غداؤه وَإِذا رفع قيل المُرَاد بِالْوضُوءِ الثَّانِي غسل الْيَدَيْنِ والفم من الدسومات إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3261] الا اتيك بِوضُوء بِفَتْح الْوَاو أَي مَاء للْوُضُوء فَإِن أَرَادَ بِهِ الْوضُوء الْعرفِيّ فَلَيْسَ هَذَا مَحَله وان أُرِيد بِهِ غسل الْيَدَيْنِ فانكاره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لفهمه الْوُجُوب والتأكيد (إنْجَاح)
قَوْله
[3262] لَا آكل مُتكئا المُرَاد بالاتكاء الِاعْتِمَاد على اطرافه وَهُوَ من عَادَة المتجبرين وَقيل المُرَاد التربع إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3266] حَدثنَا الهقل بن زِيَاد بِكَسْر هَاء وَسُكُون قَاف ثمَّ لَام بن زِيَاد السكْسكِي بمهملتين مفتوحتين بَينهمَا كَاف سَاكِنة (إنْجَاح)
قَوْله فَإِن الشَّيْطَان يَأْكُل بِشمَالِهِ أَي يحمل اولياءه من الانس على هَذَا الصَّنِيع ليصاد بِهِ عباد الله الصَّالِحين ثمَّ ان من حق نعْمَة الله تَعَالَى وَالْقِيَام بشكره ان تكرم وَلَا تستهان بهَا وَمن الْكَرَامَة ان يتَنَاوَل بِالْيَمِينِ ويميز بهَا بَين مَا كَانَ من النِّعْمَة وَبَين مَا كَانَ من الْأَذَى أَقُول تحريره ان يُقَال لَا يأكلن أحدكُم بِشمَالِهِ وَلَا يشربن بهَا فَإِنَّكُم ان فَعلْتُمْ ذَلِك كُنْتُم أَوْلِيَاء الشَّيْطَان فَإِن الشَّيْطَان يحمل اولياءه من الانس على ذَلِك قَالَه الطَّيِّبِيّ وَيُمكن ان يحمل على ظَاهره وَالله اعْلَم (إنْجَاح)
قَوْله فَإِن الشَّيْطَان يَأْكُل بِشمَالِهِ الخ قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ اسْتِحْبَاب الْأكل وَالشرب بِالْيَمِينِ وكراهتهما بالشمال وَالْأَخْذ والاعطاء وَهَذَا إِذا لم يكن عذر فَإِن كَانَ عذر يمْنَع الْأكل وَالشرب بِالْيَمِينِ من مرض أَو جِرَاحَة أَو غير ذَلِك فَلَا كَرَاهَة فِي الشمَال وَفِيه انه يَنْبَغِي اجْتِنَاب الْأَفْعَال الَّتِي تشبه افعال الشَّيَاطِين وان للشياطين يدين انْتهى
قَوْله
[3267] تطيش أَي تتحرك وتدور وَذهب الْجُمْهُور الى ان الاوامر الثَّلَاث فِي هَذَا الحَدِيث للنَّدْب إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3269] حَتَّى يلعقها أَو يلعقها قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ وَالله أعلم لَا يمسح يَده حَتَّى يلعقها فَإِن لم يفعل فحتى يلعقها غَيره مِمَّن لَا يتقذر ذَلِك كَزَوْجَة وَجَارِيَة وَولد وخادم يحبونه ويلتذذونه بذلك وَلَا يتقذرون وَكَذَا من كَانَ فِي معناهم كتلميذ يعْتَقد بركته يلعقها وَكَذَا لَو العقها شَاة وَنَحْوهَا انْتهى
قَوْله
[3270] فَإِنَّهُ لَا يدْرِي فِي أَي طَعَامه الْبركَة قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ وَالله أعلم ان الطَّعَام الَّذِي يحضر الْإِنْسَان فِيهِ بركَة وَلَا يدْرِي ان تِلْكَ الْبركَة فِيمَا أكله أَو فِيمَا بَقِي على اصابعه أَو فِيمَا بَقِي فِي أَسْفَل الْقَصعَة أَو فِي اللُّقْمَة الساقطة فَيَنْبَغِي ان يحافظ على هَذَا كُله لتَحْصِيل الْبركَة وَاصل الْبركَة الزِّيَادَة وَثُبُوت الْخَيْر والامتاع وَالْمرَاد هُنَا وَالله اعْلَم مَا يحصل بِهِ التغذية وتسلم عاقبته من أَذَى ويقوى على طَاعَة الله تَعَالَى وَغير ذَلِك انْتهى
قَوْله
[3271] استغفرت لَهُ الْقَصعَة قَالَ التوربشتي اسْتِغْفَار الْقَصعَة عبارَة عَمَّا صودف فِيهَا من امارة التَّوَاضُع مِمَّن أكل فِيهَا وبراءته من الْكبر وَذَلِكَ مِمَّا يُوجب الْمَغْفِرَة فأضاف الى الْقَصعَة لِأَنَّهَا كالسبب لذَلِك طيبي
قَوْله
[3274] بِجَفْنَة أَي قَصْعَة قَوْله والودك وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ والوذر بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الذَّال الْمُعْجَمَة جمع وذرة وَهِي قِطْعَة من اللَّحْم فَإِن كَانَ بِالدَّال الْمُهْملَة وَالْكَاف فَالْمُرَاد مِنْهُ كَثِيرَة الدسومة قَوْله فخبطت أَي ضربت بيَدي وَقَالَ الطَّيِّبِيّ أَي ضربت فِيهَا من غير اسْتِوَاء كَذَا فِي الْمرقاة إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3275] ودعوا ذروتها أَي اعلاها شبه مَا يزِيد فِي الطَّعَام بِمَا ينزل من الاعالى من الْمَائِع وَمَا يُشبههُ فَهُوَ ينصب الى الْوسط ثمَّ ينثب مِنْهُ الى الْأَطْرَاف فَكلما اخذ من الطّرف يَجِيء من الْأَعْلَى بدل فَإِذا اخذ من الْأَعْلَى انْقَطع طيبي
قَوْله(1/235)
[3277] تنزل فِي وَسطه مَوضِع سِتّ لَيْسَ أَحَق وَأولى بودبة نزُول خير وبركة وجون طعاميكن وركاسه است مَحل بركَة است ابقاتى تآخر طَعَام مُنَاسِب است براثى بقاد اسْتِمْرَار بركَة وَطَعَام أثنله أذباب خوب
[3278] فتغامز بِهِ الدهاقين أَي اشاروا بالتحقير بِالْعينِ والجفن والحاجب أَي عَابَ الدهاقين فلاحوا الْعَجم لهَذَا الْأَمر بِسَبَب عدم علمهمْ إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله وَلَا يَدعهَا للشَّيْطَان إِنَّمَا صَار تَركهَا للشَّيْطَان لِأَن فِيهِ اضاعة نعْمَة الله والاستحقار بهَا من مَا باس ثمَّ انه من أَخْلَاق المتكبرين وَالْمَانِع عَن تنَاول تِلْكَ اللُّقْمَة فِي الْغَالِب هُوَ الْكبر وَذَلِكَ من عمل الشَّيْطَان طيبي
قَوْله
[3280] كمل من الرِّجَال كثير أَي من الْأُمَم السَّابِقَة وَلم يكمل من النِّسَاء الا امْرَأَتَانِ وَلَا يلْزم مِنْهُ انه لم يكمل من أمته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحد من النِّسَاء بل لهَذِهِ الْأمة مزية على غَيرهَا وَلذَا ذكر بعده بقوله فضل عَائِشَة الخ وَفضل الثَّرِيد على سَائِر الْأَطْعِمَة لَيْسَ بِفضل كلي بل فضل من وَجه فَلَا يلْزم مِنْهُ فضيلتها على خَدِيجَة وَفَاطِمَة بل الأَصْل فِي هَذِه المسئلة التَّوَقُّف فَإِن لكل وَاحِدَة مِنْهُنَّ فَضِيلَة لَيست للاخرى فَقدم الْإِسْلَام ونصرة الدّين لخديحة رض وجزئية النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لفاطمة ووفور الْعلم والزهادة لعَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُن
قَوْله وان فضل عَائِشَة الخ قَالَ الطَّيِّبِيّ لم يعْطف عَائِشَة على آسِيَة بل ابرز فِي صُورَة جملَة مُسْتَقلَّة تَنْبِيها على اختصاصها بِمَا امتازت بِهِ عَن سائرهن وَمثل بالثريد لِأَنَّهُ أفضل طَعَام الْعَرَب لِأَنَّهُ مَعَ اللَّحْم جَامع بَين الْغذَاء واللذة وَالْقُوَّة وسهولة التَّنَاوُل وَقلة الْمُؤْنَة فِي المضغ فَيُفِيد بِأَنَّهَا أَعْطَيْت مَعَ حسن الْخلق وحلاوة النُّطْق وفصاحة اللهجة بِهِ رزانة الرَّأْي فَهِيَ تصلح للتبعل والتحدث وحسبك انها عقلت مَا لم يعقل غَيرهَا من النِّسَاء وروت مَا لم يرو مثلهَا من الرِّجَال انْتهى وَقَالَ فِي النِّهَايَة قيسل لم يرد عين الثَّرِيد وَإِنَّمَا أَرَادَ الطَّعَام الْمُتَّخذ من اللَّحْم والثريد مَعًا لِأَن الثَّرِيد غَالِبا لَا يكون الا من لحم وَالْعرب قَلما تَجِد طبيخا وَلَا سِيمَا بِلَحْم وَيُقَال الثَّرِيد أحد اللحمين بل اللَّذَّة وَالْقُوَّة إِذا كَانَ اللَّحْم نضيجا فِي المرق أَكثر مِمَّا يكون فِي نفس اللَّحْم انْتهى
قَوْله كفضل الثَّرِيد على سَائِر الطَّعَام الثَّرِيد الْخبز المفتت فِي المرق وَغَيره وَهُوَ طَعَام سريع الهضم كثير النَّفْع كَمَا ان الصديقة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا كَثِيرَة النَّفْع للامة بِحَسب الْعلم والفتيا (إنْجَاح)
قَوْله
[3282] وَلَا نَتَوَضَّأ ثَبت من هَذَا الحَدِيث انه لَا وضوء بعد أكل الطَّعَام (إنْجَاح)
قَوْله
[3284] إِذا رفع طَعَامه أَو مَا بَين يَدَيْهِ هَذَا شكّ من الرَّاوِي أَي إِذا رفع طَعَامه أَو رفع مَا بَين يَدَيْهِ وَهُوَ الطَّعَام قَوْله غير مكفى حَال من مَحْذُوف وَهُوَ قَوْله
[3285] اطعمني أَي اطعمني هَذَا الطَّعَام حَال كَونه غير مكفي وَفِي الْمجمع وَهُوَ بِوَزْن مرمي من الْكِفَايَة ويروى مكفئ مَهْمُوز اللَّام أَي غير مقلوب وَلَا مَرْدُود لعدمه أَو للاستغناء عَنهُ وَالضَّمِير الطَّعَام وَقيل أَي الله هُوَ الْمُعْطِي وَالْكَافِي غير مطعم وَلَا مكفى فَالضَّمِير لله تَعَالَى وَلَا مُودع أَي غير مَتْرُوك الطّلب اليه وَالرَّغْبَة فِيمَا عِنْده وربنا على الأول مَنْصُوب على النداء وعَلى الثَّانِي مَرْفُوع مُبْتَدأ مُؤخر أَي رَبنَا غير مكفى وَلَا مُودع وَيجوز ان يرجع الْكَلَام الى الْحَمد كَأَنَّهُ قَالَ حمدا كثيرا غي مكفى وَلَا مُودع وَلَا مُسْتَغْنى عَنهُ أَي عَن الْحَمد انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[3288] وَلَا يتنفس فِي الْإِنَاء وَفِي اخر كَانَ يتنفس فِي الْإِنَاء ثَلَاثًا قَالَ فِي النِّهَايَة وهما صَحِيحَانِ باخْتلَاف تقديرين أَحدهمَا ان يشرب وَهُوَ يتنفس من فِي الْإِنَاء من غير ان يُبينهُ من فِيهِ وَهُوَ مَكْرُوه والاخر ان يشرب من الْإِنَاء ثَلَاثَة انفاس يفصل فِيهَا فَاه عَن الْإِنَاء يُقَال اكرع فِي الْإِنَاء نفسا أَو نفسين أَي جرعة أَو جرعتين انْتهى وَقَالَ النَّوَوِيّ وَلَا يتنفس فِي الْإِنَاء حذرا من سُقُوط شَيْء من الْأنف أَو الْفَم فِيهِ وَقيل انه منع فِي الطِّبّ وروى كَانَ يتنفس فِي الْإِنَاء أَي فِي اثناء شربه من الْإِنَاء وروى يتنفس فِي الشّرْب أَي فِي اثناء شربه الشَّرَاب انْتهى وَقَالَ الْكرْمَانِي وَقيل وَجه الْجمع ان النَّهْي هُوَ التنفس فِيهِ مَعَ مَا يكره نَفسه ويتقذره والاستحباب مَعَ من يُحِبهُ ويتبرك بِهِ وَحِكْمَة التَّثْلِيث انه اقمع للعطش وَأَوَى على الهضم وَأَقل اثرا فِي ابراد الْمعدة وَضعف الاعصاب انْتهى
قَوْله
[3289] فَإِن أَبى أَي الْخَادِم من ان يَأْكُل مَعَه تأدبا أَو أَبى الطاعم من ان يجلسه مَعَه ترفها فليناوله لقْمَة أَو لقمتين (إنْجَاح)
قَوْله(1/236)
[3292] على خوان أَي الَّذِي يُوكل عَلَيْهِ والاكل عَلَيْهِ لم يزل من دَاب المترفهين وَوضع الجبارين لِئَلَّا يَفْتَقِرُوا الى التطأطؤ والانحناء عِنْد الْأكل قَوْله وَلَا فِي سكرجة الروَاة يضمون الاحرف الثَّلَاثَة من أَولهَا وَقيل الصَّوَاب فتح الرَّاء فَإِنَّهَا معربة وَالرَّاء فِي الأَصْل مَفْتُوحَة والعجم كَانَت تستعملها فِي الكواميخ وَمَا اشبهها من الجوارشات على الموائد حول الْأَطْعِمَة للتشتهي والهضم فَأخْبر ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يَأْكُل على هَذِه الصّفة قطّ وَفِي الْمرقاة السكرجة هِيَ اناء صَغِير فارسية وَقيل هِيَ قَصْعَة صَغِيرَة والاكل مِنْهَا تكبز أَو من عَلَامَات الْبُخْل قَوْله على السّفر جمع سفرة هِيَ فِي الأَصْل الطَّعَام الَّذِي يتَّخذ الْمُسَافِر ثمَّ اشتهرت لما يوضع عَلَيْهِ الطَّعَام جلدا كَانَ اوغيره كَذَا فِي الْمرقاة إنْجَاح الْحَاجة
[3295] وليعذر أَي ليعذر ان رفع يَده عَن الطَّعَام فَإِن رفع يَده عَن الطَّعَام بِلَا عذر يخجل صَاحبه وَمِنْه اخذ أَبُو حَامِد الْغَزالِيّ حَيْثُ قَالَ لَا يمسك يَده قبل إخوانه إِذا كَانُوا يحتشمون الْأكل بعده فَإِن كَانَ قَلِيل الْأكل توقف فِي الِابْتِدَاء وقلل الْأكل وان امْتنع بِسَبَب فليعتذر إِلَيْهِم دفعا للمخجلة عَنْهُم طيبي
قَوْله وليعذر الاعذار الْمُبَالغَة فِي الْأَمر أَي ليبالغ فِي الْأكل مثل الحَدِيث الاخر كَأَن إِذا أكل مَعَ قوم كَانَ اخرهم اكلا وَقيل إِنَّمَا هُوَ ليعذر من التعذير أَي التَّقْصِير أَي لِيقصرَ فِي الْأكل ليتوفر على البَاقِينَ وليرانه يُبَالغ وَقيل ليظْهر عذره ان قَامَ أَو رفع يَده كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله
[3296] وَفِي يَده غمر الْغمر بِالتَّحْرِيكِ لدسم والزهومة من اللَّحْم قَوْله
[3297] فَأَصَابَهُ شَيْء أَي ايذاء من هُوَ أم ذَوَات السمُوم فِي النّوم لرائحة الطَّعَام فِي يَده (إنْجَاح)
قَوْله
[3298] لَا تجمعن الخ يَعْنِي اباءكن عَن الطَّعَام بقولكن لَا نشتهيه وانتن جائعات جمع بَين الْجُوع وَالْكذب وَقَرِيب مِنْهُ قَوْله المتشبع بِمَا لم يُعْط كلابس ثوبي زورو الْأَظْهر ان فِيهِ تحذيرا لَهُنَّ عَن الْكَذِب فَإِنَّهُ يُورث فِي هَذَا الْمقَام جمعا بَين خسارتي الدّين وَالدُّنْيَا لَا الْجَزْم بِأَنَّهُ وَقع الْجمع مِنْهُنَّ (مرقاة)
قَوْله
[3299] فيا لهف نَفسِي كلمة تحسر على مَا فَاتَ نِدَاء مجَازًا أَي يَا كربي احضر فَهَذَا أَو انك (إنْجَاح)
قَوْله
[3300] كُنَّا نَأْكُل على عهد رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَسْجِد مَحْمُول على الضَّرُورَة بقلة الْمَكَان والا فقد ورد لَا تتخذه مبيتا وَمَقِيلا وَقَالَ فقهاؤنا كل أَمر لم يبن الْمَسَاجِد لَهُ كالخياطة وَالْكِتَابَة لَا يجوز فِيهِ فِي الدّرّ وَيحرم أكل ونوم الا لمعتكف وغريب (إنْجَاح)
قَوْله
[3301] نَأْكُل وَنحن نمشي الخ هَذَا يدل على جَوَاز كل مِنْهُمَا بِلَا كَرَاهَة لَكِن بِشَطْر علمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَقْرِيره والا فالمختار عِنْد الْأَئِمَّة لَا يَأْكُل رَاكِبًا وَلَا مَاشِيا وَلَا قَائِما على مَا صرح بِهِ بن الْملك ذكره على الْقَارِي قلت الْجَوَاز لَا يُنَافِي اسْتِحْبَاب خِلَافه فَالْأولى الْكَرَاهَة تَنْزِيها (إنْجَاح)
قَوْله
بَاب الدُّبَّاء هُوَ بِالْمدِّ اليقطين هَذَا هُوَ الْمَشْهُور وَحكى القَاضِي عِيَاض فِيهِ الْقصر أَيْضا الْوَاحِدَة دباءة أَو دباة (فَخر)
قَوْله
[3306] الا أجَاب الخ قلت هَذَا الحَدِيث مُشكل لِأَنَّهُ قد ورد إِذا دعى أحدكُم الى طَعَام فليجب فَإِن شَاءَ طعم وان شَاءَ ترك رَوَاهُ مُسلم وَأخرج الشَّيْخَانِ عَن أبي هُرَيْرَة من ترك الدعْوَة فقد عصى الله وَرَسُوله فخصوصية إِجَابَة دَعْوَة اللَّحْم غير سديد اللَّهُمَّ الا ان يُقَال المُرَاد من الْإِجَابَة الْأكل فَإِنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لكَمَال رغبته الى اللَّحْم كَانَ يُجيب دَعوته ويأكله لِأَن الْإِنْسَان مُخَيّر بعد الْإِجَابَة فِي الْأكل وَالتّرْك كَمَا مر من رِوَايَة مُسلم وَكَذَلِكَ التَّأْوِيل فِي قَوْله وَلَا أهْدى لَهُ لحم الا قبله فَإِن رد الْهَدِيَّة مَمْنُوع أَيْضا فيأول بِأَنَّهُ كَانَ يقبلهَا وياكل مِنْهُ وَلَو لم يأول الحَدِيث مَا كَانَ للْحَدِيث معنى عندنَا (إنْجَاح)
قَوْله
بَاب اطائب اللَّحْم الا طائب الْخِيَار من الشَّيْء وَلَا وَاحِد لَهَا وَالْمرَاد مِنْهُ ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يتَخَيَّر من اللَّحْم مَا كَانَ طيبه كلحم الذِّرَاع وَلحم الظّهْر وَسَيَأْتِي فِي الحَدِيث (إنْجَاح)
قَوْله
[3307] فنهس مِنْهَا أعلم ان النهس بِالْمُهْمَلَةِ اخذ اللَّحْم بأطراف الْأَسْنَان وبالمعجمة الاخذ بجميعها (إنْجَاح)
قَوْله
بَاب الشواء هُوَ اللَّحْم المنضوج وَفِي الْقَامُوس شوى اللَّحْم شَيْئا فاشتوى وانشوى وَهُوَ الشواء بِالْكَسْرِ وَالضَّم انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[3309] رآى شَاة سميطا أَي مشوية مَعَ جلده مَعَ إِزَالَة شعره بِالْمَاءِ الْحَار كَانَ فِيهِ تنعما فَأَعْرض عَنهُ تكرما ذكره الْقَارِي (إنْجَاح)
قَوْله رآى شَاة سميطا أَي مشوية فعيل بِمَعْنى مفعول وَأَصله ان ينْزع صوف الشَّاة بِالْمَاءِ الْحَار لتشوى قَالَ الْكرْمَانِي هُوَ ان يسمط الشّعْر أَي ينتف من جلده ثمَّ تشوى بجلدها وَهَذَا مأكل المترفين وَغَيرهم إِنَّمَا كَانُوا يَأْخُذُونَ جلد الشَّاة يَنْتَفِعُونَ بِهِ ثمَّ يشوونها وَلَا يلْزم من كَونه لم ير شَاة مسموطة انه لم ير عضوا مسموطا فَإِن الاكارع لَا تُؤْكَل الا كَذَلِك وَقد أكلهَا انْتهى
قَوْله(1/237)
[3310] فضل شواء قطّ أَي لِأَنَّهُ يجد قَلِيلا فيأكل هُوَ وَأَصْحَابه أَو كَانَ يَأْكُل مِنْهُ وَيقسم بَين اصحابه قَوْله وَلَا حملت مَعَه طنفسة الطنفسة مُثَلّثَة الطَّاء وَالْفَاء وبكسر الطَّاء وَفتح الْفَاء وَبِالْعَكْسِ نوع من الْبسط وَهَذَا من عَادَة المتكلفين بِأَن يحمل مَعَهم بسط للجلوس وَقَالَ جلّ ذكره قل مَا اسئلكم عَلَيْهِ من أجر وَمَا انا من المتكلفين (إنْجَاح)
[3311] طَعَاما فِي الْمَسْجِد لَعَلَّه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ معتكفا أَو فعله لبَيَان الْجَوَاز (إنْجَاح)
قَوْله
بَاب القديد هُوَ اللَّحْم المشرر المقدد أَو مَا قطع مِنْهُ طولا كَذَا فِي الْقَامُوس وَفِي الْمجمع هُوَ اللَّحْم المملوح المجفف فِي الشَّمْس انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[3312] فَجعل ترْعد فرائصه الفرائص بِالْفَاءِ وَالصَّاد الْمُهْملَة جمع فريصة وَهِي اللحمة بَين الْجنب والكتف وَهِي ترجف عِنْد الْخَوْف فَإِنَّهُ يُشَاهد ذَلِك فِي الْبَقر (إنْجَاح)
قَوْله
[3214] احلت لنا الخ أَي فِي حَال الِاخْتِيَار والاضطرار قَوْله فَالْكَبِد وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ جكر وَالطحَال سيرز وهما دمان جامدان (إنْجَاح)
قَوْله
[3315] سيد ادامكم الْملح فِيهِ تَنْبِيه الى ان الْملح شريك فِي كل طَعَام بل لَا يكون الطَّعَام اللذيذ بِدُونِهِ كَمَا قيل كالملح فِي الطَّعَام أَو لِأَنَّهُ أقل مُؤنَة وَأقرب الى القناعة وَمن ثمَّ اقتنع بِهِ أَكثر العارفين فَلَا يُنَافِيهِ قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيد الادام فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة اللَّحْم الحَدِيث وَيُمكن ان يكون سيادة الْملح بِاعْتِبَار انه لَا يستلذ الْعَيْش بِدُونِهِ خبْزًا أَو طَعَاما مطبوخا وَأما غَيره من الادم فَأمر زَائِد غير ضَرُورِيّ كَذَا فِي الْمرقاة
قَوْله
[3316] نعم الادام الْخلّ قَالَ النَّوَوِيّ فِي الحَدِيث فَضِيلَة الْخلّ وَأَنه يُسمى ادما وَأَنه ادم فَاضل جيد قَالَ أهل اللُّغَة الادام بِكَسْر الْهمزَة مَا يؤتدم بِهِ يُقَال ادم بالخبز بأدمه بِكَسْر الدَّال وَجمع الادام ادم بِضَم الْهمزَة وَالدَّال كاهاب واهب وَكتاب وَكتب والادم بِإِسْكَان الدَّال مُفْرد كالادام وَأما معنى الحَدِيث فَقَالَ الْخطابِيّ وَالْقَاضِي عِيَاض مَعْنَاهُ مدح الِاقْتِصَار فِي المأكل وَمنع لنَفس عَن ملاذ الْأَطْعِمَة تَقْدِيره ايتدموا بالخل وَمَا فِي مَعْنَاهُ مِمَّا تخف مُؤْنَته وَلَا يعز وجوده وَلَا تتألفوا فِي الشَّهَوَات فَإِنَّهَا مفْسدَة للدّين مسقمة للبدن هَذَا كَلَام الْخطابِيّ وَمن تَابعه وَالصَّوَاب الَّذِي يَنْبَغِي ان يجْزم بِهِ أَنه مدح للخل نَفسه وَأما الِاقْتِصَار فِي الْمطعم وَترك الشَّهَوَات فمعلوم من قَوَاعِد آخر وَالله أعلم انْتهى
قَوْله
[3317] نعم الادام الْخلّ الادام بِالْكَسْرِ والادم بِالضَّمِّ مَا يُوكل مَعَ الْخبز أَي شَيْء كَانَ فِيهِ مدح للخل لِأَنَّهُ أقل مُؤنَة وَيحصل المذاق بِدُونِ الْمَشَقَّة والمؤنة (إنْجَاح)
قَوْله
[3318] وَلم يفقر بَيت فِيهِ خل أَي مَا خلا من الادام وَلَا عدم أَهله الا دَامَ والقفار بِتَقْدِيم الْقَاف على الْفَاء الطَّعَام بِلَا ادام واقفر إِذا أكل الْخَبَر وَحده من القفر والقفار وَهِي أَرض خَالِيَة لَا مَاء بهَا كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله
[3319] فَإِنَّهُ من شَجَرَة مباركة وَيدل عَلَيْهِ التَّنْزِيل من قَوْله تَعَالَى شَجَرَة مباركة زيتونة (إنْجَاح)
قَوْله
[3321] قَالَ بركَة أَو بركتان أَو للشَّكّ أَي اما قَالَ بركَة أَو قَالَ بركتان والبركتان الرّيّ والشبع فَهُوَ اما خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي هِيَ بركَة أَو بركتان أَو مفعول ثَان بِفعل مَحْذُوف أَي اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ بركَة أَو بركتين لَكِن لفظ بركتان بِالْألف لَا يساعد التَّوْجِيه الثَّانِي (إنْجَاح)
قَوْله
[3323] يحب الْحَلْوَاء وَالْعَسَل الحلو مَرْغُوب للطبع واقتضاء البشرية اليه وسريع الهضم وَالْعَسَل أَيْضا حُلْو وَمَعَ ذَلِك فِيهِ بركَة وشفاء مُوَافقا للتنزيل فِيهِ شِفَاء للنَّاس (إنْجَاح)
قَوْله
[3325] يَأْكُل القثاء بالرطب والقثاء بِكَسْر الْقَاف هُوَ الْمَشْهُور وَفِيه لُغَة بضَمهَا وَفِي رِوَايَة يكسر حر هَذَا برد هَذَا فِيهِ جَوَاز أكلهما مَعًا والتوسع فِي الْأَطْعِمَة وَلَا خلاف بَين الْعلمَاء فِي جَوَاز هَذَا وَمَا نقل عَن بعض السّلف من خلاف هَذَا فَمَحْمُول على كَرَاهَة اعتياد التَّوَسُّع والترفه والاكثار مِنْهُ بِغَيْر مصلحَة (نووي)
قَوْله
[3326] الرطب بالبطيخ وَورد فِي الرِّوَايَة انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يكسر حر هَذَا برد هَذَا أَرَادَ قبل ان ينضج الْبِطِّيخ وَيصير حلوا فَإِنَّهُ بعد نضجه حَار وَقَبله بَارِد مجمع
قَوْله
[3327] بَيت لَا تمر فِيهِ جِيَاع أَهله قَالَ الطَّيِّبِيّ فِيهِ فَضِيلَة التَّمْر وَجَوَاز الادخار للعيال والحث عَلَيْهِ أَقُول يُمكن ان يحمل على الْحَث على القناعة فِي بِلَاد يكثر فِيهِ التَّمْر يَعْنِي بَيت فِيهِ تمر لَا يجوع أَهله وَإِنَّمَا الجائع من لَيْسَ عِنْده تمر انْتهى
قَوْله(1/238)
[3329] ثمَّ يناوله أَصْغَر من يحضرهُ من الْولدَان لمناسبة بَينهمَا كَمَا ان هَذِه أول باكورة فَكَذَا الْوَلَد أول باكورة من الْإِنْسَان (إنْجَاح)
[3330] كلوا البلح بِالتَّمْرِ البلح محركة بَين الْخلال والبسر كَذَا فِي الْقَامُوس والْحَدِيث ضَعِيف قَالَ بن حجر يحيى بن مُحَمَّد يُخطئ كثيرا قَالَ الْعِرَاقِيّ هَذَا الحَدِيث مَعْنَاهُ رَكِيك لَا يطبق على محَاسِن الشَّرِيعَة لِأَن الشَّيْطَان لَا يغْضب من حَيَاة بن ادم بل من حَيَاته مُؤمنا مُطيعًا ذكره العزيزي فِي شرح جَامع الصَّغِير (إنْجَاح)
قَوْله
[3331] ان يقرن الرجل الخ قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذَا النَّهْي مُتَّفق عَلَيْهِ حَتَّى يستأذنهم فَإِذا اذنوا فَلَا بَأْس وَاخْتلفُوا فِي ان هَذَا النَّهْي على التَّحْرِيم أَو على الْكَرَاهَة وَالْأَدب فَنقل القَاضِي عِيَاض عَن أهل الظَّاهِر انه للتَّحْرِيم وَعَن غَيرهم انه للكراهة وَالْأَدب وَالصَّوَاب التَّفْصِيل فانكان الطَّعَام مُشْتَركا بَينهم فالقران حرَام الا برضاهم وَيحصل الرِّضَا بتصريحهم بِهِ أَو بِمَا يقوم مقَام التَّصْرِيح من قرينَة حَال أَو ادلال عَلَيْهِم كلهم بِحَيْثُ يعلم يَقِينا أَو ظنا قَوِيا انهم يرضون بِهِ وَمَتى شكّ فِي رضاهم فَهُوَ حرَام وان كَانَ الطَّعَام لغَيرهم أَو لاحدهم اشْترط رِضَاهُ وَحده فَإِن قرن بِغَيْر رِضَاهُ فَحَرَام وَيسْتَحب ان يسْتَأْذن الأكلين مَعَه وَلَا يجب ان كَانَ الطَّعَام لنَفسِهِ وَقد ضيفهم بِهِ فَلَا يحرم عَلَيْهِ الْقُرْآن ثمَّ ان كَانَ فِي الطَّعَام قلَّة فَحسن ان لَا يقرن لتساويهم وان كَانَ كثيرا بِحَيْثُ يفضل عَنْهُم فَلَا بَأْس بقرانه لَكِن الْأَدَب مُطلقًا التأدب فِي الْأكل وَترك الشره الا ان يكون مستعجلا وَيُرِيد الْإِسْرَاع بشغل اخر وَقَالَ الْخطابِيّ انما كَانَ هَذَا فِي زمنهم حِين كَانَ الطَّعَام ضيقا فَأَما الْيَوْم مَعَ اتساع الْحَال فَلَا حَاجَة الى الْإِذْن وَلَيْسَ كَمَا قَالَ بل الصَّوَاب مَا ذكرنَا من التَّفْصِيل فَإِن الِاعْتِبَار لعُمُوم اللَّفْظ لَا لخُصُوص السَّبَب لَو ثَبت السَّبَب كَيفَ وَهُوَ غير ثَابت انْتهى
قَوْله
بَاب الْحوَاري الْحوَاري بِضَم الْحَاء وَشدَّة الْوَاو وَفتح الرَّاء الدَّقِيق الْأَبْيَض وَهُوَ لباب الدَّقِيق قلت هُوَ فِي الْمُعْجَمَة يُسمى مبدأ (إنْجَاح)
قَوْله
[3335] هَل رَأَيْت النقي أَي الْخبز الْخَالِي من النخالة وثريناه بتَشْديد الرَّاء أَي عجناه وخبزناه (إنْجَاح)
قَوْله
[3336] رديه فِيهِ ثمَّ اعجنيه أَي روى النخالة فِي الدَّقِيق ثمَّ اعجنيه وَهَذَا من غَايَة زهده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى عَن قدوة الْأَوْلِيَاء خواجه بهاء الدّين نقشبند رَضِي الله عَنهُ انه أَمر أَهله ان يخبزوا ارغفتهم من دَقِيق غير منخول فَمَا فعلوا ذَلِك عدَّة أَيَّام وجدوا من ذَلِك الوجع فِي بطونهم فَمَا وافقهم فَقَالَ رَضِي الله عَنهُ ردوا على مَا كُنْتُم عَلَيْهِ فانا لَا نطيق اتِّبَاع السّنة على وَجه الْكَمَال وَقد تركنَا الْأَدَب فِي ذَلِك حَيْثُ قصدنا الِاتِّبَاع فِي كل من أُمُوره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إنْجَاح)
قَوْله
بَاب الرقَاق الرقَاق الْخبز الرَّقِيق الْوَاحِد رقاقة وَلَا يُقَال رقاقة بِالْكَسْرِ فَإِذا اجْمَعْ قيل رقاق بِالْكَسْرِ كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)
قَوْله
[3338] قَرْيَة أَظُنهُ قَالَ أَبينَا لَعَلَّه تَصْغِير ابْني وَهُوَ كلبني بِضَم الأول مَوضِع كَذَا فِي الْقَامُوس قَوْله من الرقَاق الأول أَي من الخبزات الَّتِي خبزت اولا فَإِنَّهَا الين لاعتدال الْحَرَارَة وَالله أعلم (إنْجَاح)
قَوْله
[3339] وَلَا شَاة سميطا قطّ قَالَ فِي النِّهَايَة أَي مشوية واصله ان ينْزع صوف الشَّاة بِالْمَاءِ الْحَار لتشوى قَالَ الْكرْمَانِي هُوَ ان يسمط الشّعْر أَي ينتف من جلده ثمَّ تشوى بجلدها وَهَذَا مَا كل المترفين وَغَيرهم انما كَانُوا يَأْخُذُونَ جلد الشَّاة يَنْتَفِعُونَ بِهِ ثمَّ يشوونها وَلَا يلْزم من كَونه لم ير شَاة مسموطة انه لم ير عضوا مسموطا فَإِن الاكارع لَا تُؤْكَل الا كَذَلِك وَقد أكلهَا وَفِيه إِشَارَة الى ان المرقق والمسموط كَانَ حَاضرا عِنْد أنس حَيْثُ قَالَ كلوا انْتهى
قَوْله
[3340] حَدثنَا عبد الْوَهَّاب الخ فِي الكاشف قلا أَبُو دَاوُد عبد الْوَهَّاب يضع الحَدِيث وَإِسْمَاعِيل حَدِيثه عَن الْمَدَنِيين فِيهِ تَخْلِيط وَمُحَمّد بن طَلْحَة مدنِي صَدُوق لَا يحْتَج بِهِ وَعُثْمَان مَجْهُول (زجاجة)
قَوْله فشهق النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخ الشهيق تردد الْبكاء فِي الصَّدْر كَذَا فِي الْقَامُوس قَالَ الشَّوْكَانِيّ رَوَاهُ بن أبي الدُّنْيَا عَن بن عَبَّاس مَرْفُوعا وَلَا أصل لَهُ قلت وَعبد الْوَهَّاب بن الضَّحَّاك هذامتروك كذبه أَبُو حَاتِم ذكره بن حجر إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله(1/239)
[3341] الْفضل بن مُوسَى السينَانِي بِمُهْملَة مَكْسُورَة ونونين ذكره بن حجر قَوْله ملبقة بِسمن أَي مخلوطة بِسمن وَلبن وَهَذَا الحَدِيث مُخَالف لسيرته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقد أخرج مخرج التَّمَنِّي وَمن ثمَّ أنكرهُ أَبُو دَاوُد كَذَا فِي الْمجمع والعكة بِضَم عين وَتَشْديد كَاف وعَاء من جُلُود مستدير يخْتَص بالسمن وَالْعَسَل وَهِي بالسمن أخص وَقيل الْقرْبَة الصَّغِيرَة (إنْجَاح الْحَاجة)
قَوْله
[3345] الاشطر شعير فِي رف لي شطر الشَّيْء نصفه الا ان الحَدِيث لَيْسَ فِيهِ مِقْدَار يكون مَا أَشَارَ اليه نصفه وَكَأَنَّهَا أشارت الى جُزْء مُبْهَم أَي شَيْء من شعير والرف بِفَتْح الرَّاء وَتَشْديد الْفَاء خَشَبَة عريضة يغرز طرفاها فِي الْجِدَار وَيُوضَع شَيْء عَلَيْهَا وَهُوَ يشبه الطاق وَقَوْلها فكلته ففني فِيهِ ان الْبركَة أَكثر مَا يكون فِي المجهولات والمبهمات وحكمته ان الكائل يكون متكلا على مِقْدَاره لضعف يقينه وَفِي تَركه متكل على الله تَعَالَى وَهُوَ مَظَنَّة الْبركَة وَحَدِيث كيلوا طَعَامكُمْ يُبَارك لكم قَالُوا أَرَادَ ان يكيله عِنْد الْإِخْرَاج مِنْهُ لِئَلَّا يخرج أَكثر من الْحَاجة أَو أقل بِشَرْط ان يبْقى الْبَاقِي مَجْهُولا كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله
[3346] مَا شبع ال مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يحتم ان لفظ ال مقحم زَائِد وَالْمرَاد ذَاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا فِي قَوْله جلّ ذكره اصْطفى ال إِبْرَاهِيم وَآل عمرَان على الْعَالمين وَهَذَا مَحْمُول على زهده وسخائه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ قد كثرت الفتوحات بعد فتح خَيْبَر وَلَكِن كَانَ يجود بهَا على ذَوي الْقُرْبَى واليتامى وَالْمَسَاكِين وان كَانَ المُرَاد من ال مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أهل بَيته فياول هَذَا الحَدِيث على هَذَا النمط أَيْضا والا فَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعْطي أَزوَاجه قوت سنة مائَة وسق من تمر وشعير وَالله أعلم (إنْجَاح)
قَوْله
[3348] واحتذى المخصوف الحذو قطع النَّعْل وتقديرها والباس الْغَيْر نعلا والاحتذاء لبسه نعلا قَالَ فِي الْقَامُوس حذا النَّعْل حذوا وحذاء قدرهَا وقطعها وارجل نعلا البسه إِيَّاهَا كاحذاه انْتهى وَفِي الْمجمع الاحتذاء لبس الْحذاء وَهُوَ النَّعْل انْتهى والمخصوف النَّعْل والخف المرقع أَي لبس النَّعْل المرقع والخشن الغليظ من اللبَاس والبشع ككتف من الطَّعَام الكريه فِيهِ جفوف ومرارة (إنْجَاح)
قَوْله
بَاب الإقتصاد فِي الْأكل الإقتصاد من الْقَصْد وأصل الْقَصْد الإستقامة فِي الطَّرِيق كَقَوْلِه تَعَالَى وعَلى الله قصد السَّبِيل وَمِنْهَا جَائِر ثمَّ استعير فِي التَّوَسُّط فِي الْأُمُور وَمن قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَصْد الْقَصْد أَي عَلَيْكُم الْقَصْد من الْأُمُور فِي القَوْل وَالْفِعْل والتوسط بَين طريقي الافراط والتفريط وَحَدِيث عَلَيْكُم هَديا قصدا أَي طَرِيقا معتدلا وَحَدِيث مَا عَال من اقتصد أَي مَا افْتقر من لَا يسرف فِي الْإِنْفَاق وَلَا يقتر (إنْجَاح)
قَوْله
[3350] تجشأ رجل التجشئ بِالْهَمْزَةِ فِي الاخر تنفس الْمعدة كالتجشئة وَالِاسْم كهمزة كَذَا فِي الْقَامُوس وَفِي الْمجمع الجشاء بِوَزْن العطاس صَوت مَعَ ريح يخرج من الْفَم عِنْد الشِّبَع انْتهى قلت هُوَ صَوت يخرج مِنْهَا عِنْد سوء الهضم وَأَحْيَانا يخرج من اجْتِمَاع الرِّيَاح فِي الْمعدة والمذموم هُوَ الأول (إنْجَاح)
قَوْله
[3352] ان من السَّرف الخ السَّرف الصّرْف فِي غير الْمحل غير مرضاة الله تَعَالَى والوعيد ثَابت فِي حَقه فِي التَّنْزِيل انه لَا يحب المسرفين (إنْجَاح)
قَوْله
[3353] فَإِنَّهَا مَا نفرت عَن قوم قطّ الخ تَأْنِيث الضَّمِير بِاعْتِبَار الْخِبْرَة أَو الكسرة المُرَاد بهَا الرزق أَي ان الرزق مَا نفر وَذهب عَن قوم بِسَبَب كفرانهم الا وَلم يعد إِلَيْهِم الى آخر الْعُمر يَعْنِي ان الرزق لَا يعود إِلَيْهِم بعد النفور عَنْهُم بِسَبَب كفرانهم قَالَ الله تَعَالَى ضرب الله مثلا قَرْيَة كَانَت آمِنَة مطمئنة يَأْتِيهَا رزقها من كل مَكَان فكفرت بانعم الله فأذاقها الله لِبَاس الْجُوع وَالْخَوْف بِمَا كَانُوا يصنعون وروى اكرمي الْخبز فانها نزلت من بَرَكَات السَّمَاء وَالله أعلم (إنْجَاح)
قَوْله
[3354] فَإِنَّهَا بئست البطانة البطانة بكسرالموحدة مَا يكون تَحت الثَّوْب وَالثَّوْب الفوقاني الظهارة وَيُطلق على الرفيق الْخَالِص كَمَا فِي قَول الله عز وَجل لَا تَتَّخِذُوا بطانة من دونكم لَا يألونكم خبالا قَالَ فِي الْمجمع بطانة الرجل صَاحب سره وداخلة امْرَهْ الَّذِي يشاوره فِي أَحْوَاله فَإِنَّهَا بئست البطانة هُوَ ضد الظهارة واصله فِي الثَّوْب فاتسع فِيمَا يستبطن الرجل من امْرَهْ انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[3355] فَإِن تَركه يهرم قَالَ الشَّوْكَانِيّ حَدِيث تعش وَلَو بكف من خشف فَإِن ترك الْعشَاء مهرمة رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ من حَدِيث أنس مَرْفُوعا وَقَالَ حَدِيث مُنكر لَا نعرفه الا من هَذَا الْوَجْه وعنبسة ضَعِيف فِي الحَدِيث وَعبد الْملك بن علاق مَجْهُول قلت واما رُوَاة بن ماجة فكلهم مأمونون الا إِبْرَاهِيم بن عبد السَّلَام بن عبد الله بن باباه فَإِنَّهُ ضَعِيف (إنْجَاح)
قَوْله
[3356] أسْرع الى الْبَيْت الَّذِي يغشى بِبِنَاء الْمَفْعُول أَي يَغْشَاهُ الضيفان غشية يَغْشَاهُ غشيانا إِذا جَاءَ وَمن فِي قَوْله من الشَّفْرَة تفضيليته مُتَعَلقَة بأسرع والشفرة محركة سكين عريض نبه سرعَة وُصُول الْخَيْر الى الْبَيْت الَّذِي تناوبه الضيفان بِسُرْعَة وُصُول السكين الى السنام لِأَنَّهُ أول مَا يقطع بعد النَّحْر ويوكل لاستلذاذه كَذَا فِي الْمجمع والمرقاة (إنْجَاح)
قَوْله
[3358] من السّنة أَي من الْعَادة الْقَائِمَة أَو من سنتي وطريقي ان يخرج الرجل مَعَ ضَيفه الى بَاب الداروردي الْبَيْهَقِيّ أَيْضا هَذَا الحَدِيث فِي شعب الْإِيمَان عَن أبي هُرَيْرَة وَعَن بن عَبَّاس وَقَالَ فِي إِسْنَاده ضعف (فَخر)
قَوْله(1/240)
[3359] فَرَأى تصاوير فَرجع يفهم من الحَدِيث ان وجود الْمُنكر فِي الْبَيْت مَانع عَن الدُّخُول فِيهِ قَالَ بن بطال فِيهِ انه لَا يجوز الدُّخُول فِي الدعْوَة يكون فِيهِ مُنكر مِمَّا نهى الله عَنهُ وَرَسُوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما فِي ذَلِك من إِظْهَار الرضى بهَا وَنقل مَذَاهِب القدماء فِي ذَلِك وَحَاصِله ان كَانَ هُنَاكَ محرم وَقدر على إِزَالَته فازاله فَلَا بَأْس وان لم يقدر فَيرجع وَقَالَ صَاحب الْهِدَايَة لَا بَأْس ان يقْعد وَيَأْكُل إِذا لم يكن يَقْتَدِي بِهِ فَإِن كَانَ مِمَّن يَقْتَدِي بِهِ وَلم يقدر على مَنعهم فَليخْرجْ لما فِيهِ من شين الدّين وَفتح بَاب الْمعْصِيَة قَالَ وَهَذَا كُله بعد الْحُضُور وان علم قبله لم يلْزمه الْإِجَابَة كَذَا فِي فتح الْبَارِي
[3360] فَرَأى قراما هُوَ بِكَسْر قَاف ستر رَقِيق وَقيل صفيق من صوف ذِي الوان وَقيل ستر رَقِيق وَرَاء السّتْر الغليظ وَلذَا اضيف وَقيل قرام ستر وَقيل ضَرْبَة مثل حجلة الْعَرُوس وَقيل كَانَ مزينا منقشا كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله ان ادخل بَيْتا مزوقا أَي مزينا قيل أَصله من الزادوق وَهُوَ الزيبق لِأَنَّهُ يطلى بِهِ مَعَ الذَّهَب ثمَّ يدْخل النَّار فَيذْهب الزيبق وَيبقى الذَّهَب نِهَايَة
قَوْله
[3362] إِذا عملت مرقة فَأكْثر مَاءَهُ لتعطى وتقسم على الْمَسَاكِين وَالْجِيرَان كَمَا ثَبت عَن أبي الدَّرْدَاء انه كَانَ يُؤَكد على زَوجته لتكثر المَاء فِي المرقة قَالَت لم قَالَ لِأَن يَنْفَكّ رقبتي على خلاف هَذَا الْوَعيد يَقُول الله عز وَجل فِي حق الْكَافِر لَا يُؤمن بِاللَّه الْعَظِيم وَلَا يحض على طَعَام الْمِسْكِين (إنْجَاح)
قَوْله
[3363] لَا اراهما الا خبيثتين بِضَم الْهمزَة أَي لَا اظنهما وَهَذَا اجْتِهَاد مِنْهُ رض وان الله تَعَالَى حرم الْخَبَائِث قَالَ الله تَعَالَى يحل لَهُم الطَّيِّبَات وَيحرم عَلَيْهِم الْخَبَائِث وَسَأَلَ أَبُو أَيُّوب وَقَالَ يَا رَسُول الله أحرام هُوَ أَي الثوم قَالَ لَا وَلَكِنِّي اكرهه من أجل رِيحه قَالَ التِّرْمِذِيّ هَذَا حَدِيث حسن صَحِيح (إنْجَاح)
قَوْله
[3364] هَذَا الثوم الخ روى مُسلم عَن أبي أَيُّوب انه قَالَ فَسَأَلته أحرام هُوَ قَالَ لَا وَلَكِنِّي اكرهه من اجل رِيحه قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا تَصْرِيح بِإِبَاحَة الثوم وَهُوَ مجمع عَلَيْهِ لَكِن يكره لمن أَرَادَ حُضُور الْمَسْجِد أَو حُضُور جمع فِي غير الْمَسْجِد أَو مُخَاطبَة الْكِبَار وَيلْحق بالثوم كل مَاله رَائِحَة كريهة من البصل والكراث وَنَحْوهمَا وَاخْتلف فِي حكم الثوم وَغَيره فِي حَقه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بعض أَصْحَابنَا هِيَ مُحرمَة عَلَيْهِ وَالأَصَح عِنْدهم انها مَكْرُوهَة كَرَاهَة تَنْزِيه لَيست مُحرمَة لعُمُوم قَوْله
[3366] صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا فِي جَوَاب قَول أبي أَيُّوب رض احرام هُوَ وَمن قَالَ بِالْأولِ يَقُول معنى الحَدِيث لَيْسَ بِحرَام فِي حقكم وَالله أعلم انْتهى
قَوْله
[3367] عَن السّمن والجبن وَالْفراء الْجُبْن بِالضَّمِّ وبضمتين وكفتل لبن يجمد فَيحصل فِيهِ الحموضة وَالْفراء بِكَسْر الْفَاء وَالْمدّ جمع الفرا بِفَتْح الْفَاء مدا وقصرا وَهُوَ الْحمار الوحشي وَقيل هُوَ هَهُنَا جمع الفرو هُوَ الَّذِي يلبس وَيشْهد لَهُ صَنِيع بعض الْمُحدثين كالترمذي فَإِنَّهُ ذكره فِي بَاب لبس الفرو وَإِنَّمَا سالوه عَنْهَا حذرا عَن صَنِيع أهل الْكفْر من اتحاذ الفرو من جُلُود الْميتَة من غير دباغة (إنْجَاح)
قَوْله فَهُوَ مِمَّا عفى عَنهُ أَي غير مؤاخذ ان شَاءَ الله تَعَالَى وَفِي بعض الرِّوَايَات وتلا لبَيَان ان لَا تَحْرِيم الا بِالْوَحْي قل لَا أجد فِيمَا اوحي الي محرما على طاعم يطعمهُ الى آخر الْآيَة (إنْجَاح)
قَوْله
[3369] دونكها أَي خُذ هَذِه السفرجلة فَإِنَّهَا تجم الفواداي تريحه وَقيل تجمعه وتكمل صَلَاحه ونشاطه كَذَا فِي الْمجمع والسفرجل ثَمَر مَعْرُوف قَابض مقو مدرمشه مسكن للعطش وَإِذا أكل على الطَّعَام اطلق وانفعه مَا قَود وَأخرج حبه وَجعل مَكَانَهُ عسل وطين وشوى كَذَا فِي الْقَامُوس والْحَدِيث لَيْسَ بِثَابِت لِأَن فِيهِ ثَلَاثًا من الروَاة مجهولين نقيب بن حَاجِب وَأَبُو سعيد الَّذِي يروي عَن عبد الْملك وَعبد الْملك الزبيرِي وَكلهمْ من رُوَاة الْمُؤلف مَا أَخذ عَنْهُم غَيره من السِّتَّة ذكرهم الْحَافِظ بن حجر إنْجَاح الْحَاجة للشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي المُهَاجر الْمدنِي رَحمَه الله تَعَالَى
قَوْله
[3370] وَهُوَ منبطح على وَجهه أَي وَاقع على وَجهه بطحه كمنعه أَلْقَاهُ على وَجهه فانبطح كَذَا فِي الْقَامُوس وَهَذَا مُضر بقاعدة الطِّبّ شَبيه بِأَهْل النَّار يَوْم يسْحَبُونَ فِي النَّار على وُجُوههم ذوقوا مس سقر (إنْجَاح)
قَوْله وَهُوَ منبطح على وَجهه قَالَ الْمُوفق عبد اللَّطِيف الْبَغْدَادِيّ هَذِه الْهَيْئَة الْمنْهِي عَنْهَا تمنع من حسن الاستمراء فَإِن المرئ واعضاء الازدراد تضيق وَكَذَلِكَ الْمعدة لَا تبقى على وَضعهَا الطبيعي لِأَنَّهَا تعصر مِمَّا يَلِي الْبَطن بِالْأَرْضِ وَمِمَّا يَلِي الظّهْر بالحجاب الْفَاصِل بَين الات الْغذَاء والات التنفس وَإِنَّمَا تكون الْمعدة على وَضعهَا الطبيعي إِذا كَانَ الْإِنْسَان قَاعِدا (زجاجة)
قَوْله
[3371] بَاب الْخمر مِفْتَاح كل شَرّ كَمَا ان الاقفال والأبواب المغلقة لَا تفتح بِدُونِ الْمِفْتَاح كَذَلِك أَبْوَاب الشرور لَا تتزين وَلَا تستحسن بِدُونِ شرب الْخمر وَفِي بعض الرِّوَايَات أم الْخَبَائِث ومالهما وَاحِد (إنْجَاح)
قَوْله
[3372] فَإِن خطيئتها تفرع الْخَطَايَا أَي تعلوه وتحيط بالخطايا كالفروع وَذَلِكَ لِأَن الْعقل هُوَ الَّذِي ينْهَى الْإِنْسَان عَن الشَّرّ فَإِذا ذهب الْعقل يرتكب كل قَبِيح كَمَا ان شجرتها الخ أَي تعلو وتحيط أَي ان فروعها يشْتَمل على فروع الشّجر (إنْجَاح)
قَوْله فان خطيئتها تفرع قَالَ الْمُوفق معنى تفرع تطول فَمَعْنَاه كَمَا ان الكرمة تطول بِسَائِر الشّجر الَّتِي تتَعَلَّق بهَا وتنسلق عَلَيْهَا حَتَّى تعلوها وَفِي هَذَا الحَدِيث مَعْنيانِ أَحدهمَا تَشْبِيه الْمَعْقُول بالمحسوس وَجعل الاحكام الشَّرْعِيَّة فِي حكم الْأَعْيَان المرئية والآخران الْخمر طَرِيق الى الْفَوَاحِش فَإِنَّهَا تتَعَلَّق بِالشَّجَرَةِ الدنية مِنْهَا وتعلوها وَتصير دَرَجَة وسلما وطريقا ومسلكا ومرقاة فَشرب الْخمر وصلَة الى الْخَطَايَا كَمَا ان شجرتها وصلَة الى كل شَجَرَة تعلوها انْتهى (زجاجة)
قَوْله(1/241)
[3372] لم يشْربهَا فِي الْآخِرَة الخ قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ انه يحرم شربهَا فِي الْجنَّة وان دَخلهَا فَإِنَّهَا من فاخر شراب الْجنَّة فيمنعها هَذَا العَاصِي لشربها فِي الدُّنْيَا قيل انه ينسى شهوتها لِأَن الْجنَّة فِيهَا كل مَا يَشْتَهِي وَقيل لَا يشتهيها وان ذكرهَا وَيكون هَذَا نقص نعيم فِي حَقه تمييزا بَينه وَبَين تَارِك شربهَا وَفِي هَذَا الحَدِيث دَلِيل على ان التَّوْبَة تكفر الْمعاصِي الْكِبَار وَهُوَ مجمع عَلَيْهِ وَاخْتلف متكلموا أهل السّنة فِي ان تكفيرها قَطْعِيّ أَو ظَنِّي وَهُوَ الاقوى انْتهى
[3375] مدمن الْخمر الخ قَالَ الْخطابِيّ مدمن الْخمر هُوَ الَّذِي يتخذها ويعصرها وَقَالَ نضر بن شُمَيْل من شرب الْخمر إِذا وجدهَا فَهُوَ مدمن الْخمر وان لم يتخذها وَفِي النِّهَايَة مدمن الْخمر الَّذِي يُعَاد شربهَا ويلازمه وَلَا يَنْفَكّ عَنهُ أَي يديمه هُوَ تَأْكِيد وزجر شَدِيد وَلَعَلَّ تشبيهه بعابد وثن من حَيْثُ انه تبع هَوَاهُ وَخَالف أَمر الله تَعَالَى وَقد قرن الله تَعَالَى بَين الْخمر والصنم فِي قَوْله إِنَّمَا الْخمر وَالْميسر والانصاب الْآيَة إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3377] لم تقبل لَهُ صَلَاة أَي لم يكن لَهُ ثَوَاب وان برِئ الذِّمَّة وَسقط الْقَضَاء بأَدَاء اركانه مَعَ شَرَائِطه كَذَا قَالُوا وَتَخْصِيص الصَّلَاة بِالذكر للدلالة على ان عدم قبُول الْعِبَادَات الاخر مَعَ كَونهَا أفضل بِالطَّرِيقِ الأولى وَقَوله أَرْبَعِينَ صباحا الْمُتَبَادر الىالفهم من هَذِه اللَّفْظَة ان المُرَاد صَلَاة الصُّبْح وَهِي أفضل الصَّلَوَات وَيحْتَمل ان يُرَاد بِهِ الْيَوْم أَي صَلَاة أَرْبَعِينَ يَوْمًا لمعات
قَوْله
[3378] الْخمر من هَاتين الشجرتين النَّخْلَة والعنبة وَفِي رِوَايَة الْمُسلم الكرمة والنخلة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا دَلِيل على ان الانبذة المتخذة من التَّمْر والزهور وَالزَّبِيب وَغَيره تسمى خمرًا وَهِي حرَام إِذا كَانَت مسكرة وَهُوَ مَذْهَب الْجُمْهُور وَلَيْسَ فِيهِ نفي الخمرية عَن نَبِيذ الذّرة وَالْعَسَل وَالشعِير وَغير ذَلِك فقد ثَبت فِي تِلْكَ الْأَلْفَاظ أَحَادِيث صَحِيحَة بِأَنَّهَا كلهَا خمر وَحرَام وَوَقع فِي هَذَا الحَدِيث تَسْمِيَة الْعِنَب كرما وَثَبت فِي الصَّحِيح النَّهْي عَنهُ فَيحْتَمل ان هَذَا الِاسْتِعْمَال كَانَ قبل النَّهْي وَيحْتَمل انه اسْتَعْملهُ بَيَانا للْجُوَاز وان النَّهْي عَنهُ لَيْسَ للتَّحْرِيم بل لكَرَاهَة التَّنْزِيه وَيحْتَمل انهم خوطبوا بِهِ للتعريف لِأَنَّهُ الْمَعْرُوف فِي لسانهم الْغَالِب فِي استعمالهم انْتهى
قَوْله
[3379] ان من الْحِنْطَة خمر الخ أعلم ان الْخمر اسْم لكل شراب مُسكر سَوَاء كَانَ من الْعِنَب أَو التَّمْر أَو غَيرهمَا من الْأَشْيَاء الْخَمْسَة الْمَذْكُورَة فِي هَذَا الحَدِيث بل قَالُوا لَيْسَ منحصرا فِي هَذِه الْخَمْسَة أَيْضا هَذَا هُوَ الَّذِي عَلَيْهِ الْأَئِمَّة الثَّلَاثَة وَغَيرهم من جَمَاهِير السّلف وَالْخلف قَالُوا كل مُسكر حرَام وَمَا اسكر كَثِيره فقليله حرَام غير ان الامام الاجل أَبَا حنيفَة خص اسْم الْخمر بِالَّتِي من الْعِنَب إِذا اشْتَدَّ وَقذف بالزبد وَادّعى ان ذَلِك هُوَ الْمَعْرُوف عِنْد أهل اللُّغَة فَإِنَّهُم لَا يطلقون الْخمر على غَيره وَقَالَ هُوَ حرَام قَلِيله وَكَثِيره اسكر أَو لَا واما مَا سواهُ من المسكرات فَهِيَ حرَام لعِلَّة الْإِسْكَار وَلَيْسَت بنجسة وَلَيْسَ قليلها حرَام وَلَا يَكْفِي مستحلها فَإِن حرمتهَا اجتهادية لَا قَطْعِيَّة ونجاستها خَفِيفَة فِي رِوَايَة وغليظة فِي آخرى وَيجب الْحَد بهَا إِذا اسكر بِخِلَاف مَاء الْعِنَب فَإِن نجاستها غَلِيظَة رِوَايَة وَاحِدَة وَيكفر مستحلها وَيجب الْحَد بِشرب قَطْرَة مِنْهَا لمعات مُخْتَصرا
قَوْله
[3381] لعن رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الخ لعن كل شَيْء على حَسبه فلعن الْخمر هُوَ تَحْرِيم تنَاولهَا وتبعيدها وَالْحكم بنجاستها فتح الْوَدُود
قَوْله
[3389] وَهَذَا حَدِيث الرقيين الرقة بِالْفَتْح وَتَشْديد الْقَاف بلد على الْفُرَات وَاسِطَة ديار ربيعَة وَأُخْرَى غربي بَغْدَاد وقرية أَسْفَل مِنْهَا بفرسخ وبلد بقوهستان وموضعان آخرَانِ كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)
قَوْله(1/242)
[3392] وَمَا اسكر كَثِيره فقليله حرَام قَالَ بن الْملك من اعْتبر الْإِسْكَار بِالْقُوَّةِ منع شرب المثلث وَمن اعْتَبرهُ بِالْفِعْلِ كابي حنيفَة وَأبي يُوسُف لم يمنعهُ لِأَن الْقَلِيل مِنْهُ غير مُسكر بِالْفِعْلِ وَأما الْقَلِيل من الْخمر فَحَرَام وان لم يسكر بِالْفِعْلِ لِأَنَّهُ مَنْصُوص عَلَيْهِ وَقَالَ مَالك وَمُحَمّد بن الْحسن الشَّيْبَانِيّ وَالشَّافِعِيّ وَغَيرهم ان كل شراب تتأتى مِنْهُ الْإِسْكَار يحرم مِنْهُ كَثِيره وقليله وَبِه أفتى كثير من الْحَنَفِيَّة على انا نقُول قد تقرر فِي مَذْهَب أبي حنيفَة ان الْإِجْمَاع الْمُتَأَخر يرفع الْخلاف الْمُتَقَدّم وَلَا شكّ انه ثَبت إِجْمَاع الْمُجْتَهدين من بعد عصر أبي حنيفَة على تَحْرِيم جَمِيع المسكرات مُطلقًا قَالَ فِي الدروبه يُفْتى ذكره الزَّيْلَعِيّ وَغَيره وَاخْتَارَ فِي شرح الْوَهْبَانِيَّة وَذكره انه مَرْوِيّ عَن الْكل ونظمه فَقَالَ شعر وَفِي عصرنا اختير صدوا وَقَعُوا طَلَاقا لمن اسكر الْحبّ يسكره وَعَن كلهم يرْوى وَأفْتى مُحَمَّد بِتَحْرِيم مَا قد قَالَ وَهُوَ المحزر قلت وَفِي طَلَاق الْبَزَّازِيَّة قَالَ مُحَمَّد مَا اسكر كَثِيره فقليله حرَام وَهُوَ نجس أَيْضا وَلَو سكر مِنْهَا الْمُخْتَار فِي زَمَاننَا انه يحد (إنْجَاح)
قَوْله
[3396] وانبذوا كل وَاحِد مِنْهُمَا على حِدة ذكر الشَّيْخ عبد الْحق الدهلوي قَالَ إِنَّمَا نهى عَن الخليط وَجوز انتباذ كل وَاحِد مُنْفَردا لَان الْخَلْط رُبمَا أسْرع التَّغَيُّر الى أحد الجنسين فَيفْسد الاخر وَهُوَ يسْتَلْزم الْإِسْكَار وَرُبمَا لم يذهب فَيتَنَاوَل محرما وَحرم الخليط أَحْمد وَمَالك وان لم يسكر عملا بِظَاهِر الحَدِيث وَعند الْجُمْهُور حرَام ان اسكر (إنْجَاح)
قَوْله
بَاب صفة النَّبِيذ وشربه النَّبِيذ هُوَ مَا يعْمل من الْأَشْرِبَة من التَّمْر وَالزَّبِيب وَالْعَسَل وَالْحِنْطَة وَالشعِير نبذت التَّمْر وَالْعِنَب إِذا تركت عَلَيْهِ المَاء ليصير نبيذا وانتبذته إِذا اتخذته نبيذا وَسَوَاء كَانَ مُسكرا أَو لَا وَيُقَال للخمر المعتصر من الْعِنَب نَبِيذ كَمَا يُقَال للنبيذ خمر والإنتباذ ان يَجْعَل نَحْو تمر أَو زبيب فِي المَاء ليحلوا فيشرب كَذَا فِي مجمع الْبحار (إنْجَاح)
قَوْله
[3398] بنانة بنت يزِيد الخ قَالَ فِي التَّقْرِيب بنانة بنت يزِيد العبشمية عَن عَائِشَة لَا تعرف والعبشمي نِسْبَة الى عبد الشَّمْس بن عبد منَاف كَذَا فِي الْغَنِيّ (إنْجَاح)
قَوْله
[3399] فَإِن بَقِي مِنْهُ شَيْء اهراقه وَفِي رِوَايَة الْمُسلم فَإِن بَقِي شَيْء سقَاهُ الْخَادِم أَو أَمر بِهِ فصب قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ دلَالَة على جَوَاز الانتباذ وَجَوَاز شرب النَّبِيذ مَا دَامَ حلوا لم يتَغَيَّر وَلم يغل وَهَذَا جَائِز بِإِجْمَاع الْأمة واما سقيه الْخَادِم بعد الثَّلَاث وصبه فُلَانُهُ لَا يُؤمن من بعد الثَّلَاث تغيره وَكَانَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نبزه عَنهُ بعد الثَّلَاث وَقَوله سقَاهُ الْخَادِم وصبه مَعْنَاهُ تَارَة يسْقِيه الْخَادِم وَتارَة يصبهُ وَذَلِكَ الِاخْتِلَاف لاخْتِلَاف حَال النَّبِيذ فَإِن كَانَ لم يظْهر فِيهِ تغير وَنَحْوه من مبادى الْإِسْكَار سقَاهُ الْخَادِم وَلَا يريقه لِأَنَّهُ مَال يحرم اضاعته وَيتْرك شربه تنزها وَإِن كَانَ قد ظهر فِيهِ شَيْء من مبادى الْإِسْكَار والتغير اراقه لِأَنَّهُ إِذا اسكر صَار حَرَامًا ونجسا فيراق وَلَا يسْقِيه الْخَادِم لِأَن الْمُسكر لَا يجوز سقيه الْخَادِم كَمَا لَا يجوز شربه وَأما شربه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل الثَّلَاث فَكَانَ حَيْثُ لَا يتَغَيَّر وَلَا مبادى تغير وَلَا شكّ أصلا واما قَوْله فِي حَدِيث عَائِشَة الْمُتَقَدّم فتنبذه غدْوَة فيشربه عَشِيَّة الخ فَلَيْسَ مُخَالف لحَدِيث بن عَبَّاس هَذَا فِي الشّرْب الى ثَلَاث لِأَن الشّرْب فِي يَوْم لَا يمْنَع الزِّيَادَة وَقَالَ بَعضهم لَعَلَّ حَدِيث عَائِشَة كَانَ زمن الْحر وَحَيْثُ يخْشَى فَسَاده فِي الزِّيَادَة على يَوْم وَحَدِيث بن عَبَّاس فِي زمن يُؤمن فِيهِ التَّغَيُّر قبل الثَّلَاث وَقيل حَدِيث عَائِشَة مَحْمُول على نَبِيذ قَلِيل يفرغ فِي يَوْمه وَحَدِيث بن عَبَّاس فِي كثير لَا يفرغ فِيهِ انْتهى
قَوْله
[3400] كَانَ ينْبذ لرَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تور من حِجَارَة فِيهِ التَّصْرِيح بنسخ النَّهْي عَن الانتباذ فِي الْأَدْعِيَة الكثيفة كالدباء والحنتم والنقير وَغَيرهَا لِأَن تور الْحِجَارَة اكثف من هَذِه كلهَا وَأولى بِالنَّهْي مِنْهَا فَلَمَّا ثَبت انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انتبذ لَهُ فِيهِ دلّ على النّسخ وَهُوَ مُوَافق لحَدِيث بُرَيْدَة الَّاتِي فِي الْبَاب اللَّاحِق كنت نَهَيْتُكُمْ عَن الاوعية فانتبذوا وَاجْتَنبُوا كل مُسكر
قَوْله
[3401] ان ينْبذ فِي النقير هُوَ ظرف من الْخشب ينقر من أصل النّخل وَغَيره وَعند الْبَعْض هُوَ أصل النَّخْلَة ينقر وَسطه ثمَّ ينْبذ فِيهِ التَّمْر مَعَ المَاء ليصير نبيذا مُسكرا والمزفت المطلي بالزفت وَهُوَ نوع من القار نهى عَنهُ لِأَن هَذِه الاواني تسرع الْإِسْكَار فَرُبمَا يشرب فِيهَا من لَا يشْعر بِهِ والدباء بِضَم دَال وَشدَّة مُوَحدَة وَمد وَحكى الْقصر ووزنه فَقَالَ أَو فعلاء هُوَ القرع الْيَابِس وَهُوَ اليقطين نهى عَن الانتباذ فِيهَا لِأَنَّهَا غَلِيظَة لَا يترشش مِنْهُ المَاء وانقلاب مَا هُوَ أَشد حرارة الى الْإِسْكَار أسْرع فيسكر وَلَا يشْعر والحنتم هِيَ الجرار المدهونة الْخضر تحمل الْخمر فِيهَا الى الْمَدِينَة ثمَّ قيل للخزف كلمة واحدتها حنتمة وَإِنَّمَا نهى عَن الانتباذ فِيهَا لِأَنَّهَا تسرع الشدَّة فِيهَا لأجل دهنها وَقيل لِأَنَّهَا كَانَت تعْمل من طين تعجن بِالدَّمِ وَالشعر فَنهى ليمتنع عَن عَملهَا وَالْأول أوجه وَهَذَا النَّهْي مَنْسُوخ كَمَا سَيَأْتِي هذاكله من مجمع الْبحار (إنْجَاح)
قَوْله
[3405] كنت نَهَيْتُكُمْ الخ قَالَ النَّوَوِيّ ومختصر القَوْل فِيهِ انه كَانَ الانتباذ فِي هَذِه الاوعية مَنْهِيّا عَنهُ فِي أول الْإِسْلَام خوفًا من ان يصير مُسكرا فِيهَا وَلَا يعلم بِهِ لكثافتها فيتلف الْبَتَّةَ وَرُبمَا شربه الْإِنْسَان ظَانّا انه لم يصر مُسكرا فَيصير شاربا للمسكر وَكَانَ الْعَهْد قَرِيبا بِإِبَاحَة السكر فَلَمَّا طَال الزَّمَان واشتهر تَحْرِيم المسكرات وتقرر ذَلِك فِي نُفُوسهم نسخ ذَلِك وابيح لَهُم الانتباذ فِي كل وعَاء بِشَرْط ان لَا تشْربُوا مُسكرا وَهَذَا صَرِيح فِي هَذَا الحَدِيث انْتهى
قَوْله
[3409] بنبيذ جر ينش الْجَرّ جمع جرة بِالْفَتْح وَهُوَ الْإِنَاء الْمَعْرُوف من الفخار وينش بِشدَّة الْمُعْجَمَة أَي يغلى ويقذف بالزبد (إنْجَاح)
قَوْله(1/243)
[3410] فَإِن الشَّيْطَان الخ عِلّة للأمور الثَّلَاثَة سوى اطفاء السراج وإعلام مِنْهُ بَان الله تَعَالَى لم يُعْط الشَّيْطَان قُوَّة عَلَيْهِ وَإِن كَانَ أعطَاهُ أَكثر من ذَلِك وَهُوَ الولوج حَيْثُ لَا يُمكن ان يلج الْإِنْسَان وَهَذَا بركَة ذكر اسْم الله تَعَالَى عَلَيْهَا وَقَوله فَإِن الفويسقة الخ عِلّة لاطفاء السراج وَأَشَارَ بهَا الى الفارة فَإِنَّهَا تجر الفتيلة فتحرق الْبَيْت مَعَ من فِيهَا وتضرم من اضرم النَّار إِذا اوقدها أَي تحرق الْبَيْت سَرِيعا إنْجَاح الا ان يعرض الخ قَالَ النَّوَوِيّ الْمَشْهُور فِي ضَبطه فتح الْيَاء وَضم الرَّاء هَكَذَا قَالَه الْأَصْمَعِي وَالْجُمْهُور وَرَوَاهُ أَبُو عبيد بِكَسْر الرَّاء وَالصَّحِيح الأول وَمَعْنَاهُ يمده عَلَيْهِ عرضا أَي خلاف الطول وَهَذَا عِنْد عدم مَا يغطيه كَمَا هُوَ مُصَرح فِي الحَدِيث وَذكر الْعلمَاء لِلْأَمْرِ بالتغطية فَوَائِد مِنْهَا الفائدتان اللَّتَان وردتا فِي هَذِه الْأَحَادِيث وهما صيانته من الشَّيْطَان فَإِن الشَّيْطَان لَا يكْشف غطاء وَلَا يحل سقاء وصيانته من الوباء الَّذِي ينزل فِي لَيْلَة من السّنة والفائدة الثَّالِثَة صيانته من النَّجَاسَة والقذرات وَالرَّابِعَة صيانته من الحشرات والهوام فَرُبمَا وَقع شَيْء مِنْهَا فشربه وَهُوَ غافل أَو فِي اللَّيْل فيتضرر بِهِ وَقَالَ فِي حَدِيث إِذا كَانَ جنح اللَّيْل أَو امسيتم فكفوا صِبْيَانكُمْ الخ هَذَا الحَدِيث فِيهِ جمل من أَنْوَاع الْخَيْر واداب الجامعة لمصَالح الْآخِرَة وَالدُّنْيَا فَأمر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذِهِ الْآدَاب الَّتِي هِيَ سَبَب السَّلامَة من ايذاء الشَّيْطَان وَجعل الله عز وَجل هَذِه الْأَسْبَاب اسبابا للسلامة من ايذائه فَلَا يقدر على كشف اناء وَلَا حل سقاء وَلَا فتح بَاب وَلَا ايذاء صبي وَغَيره إِذا وجدت هَذِه الْأَسْبَاب وَهَذَا كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث الصَّحِيح ان العَبْد إِذا سمى عِنْد دُخُول بَيته قَالَ الشَّيْطَان لَا مبيت أَي لَا سُلْطَان لنا على الْمبيت عِنْد هَؤُلَاءِ وَكَذَلِكَ إِذا قَالَ الرجل عِنْد جماع أَهله اللَّهُمَّ جنبنا الشَّيْطَان وجنب الشَّيْطَان مَا رزقتنا كَانَ سَببا لِسَلَامَةِ الْمَوْلُود من ضَرَر الشَّيْطَان وَكَذَلِكَ شبه هَذَا مِمَّا هُوَ مَشْهُور فِي الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة وَفِي هَذَا الحَدِيث الْحَث على ذكر اسْم الله تَعَالَى فِي هَذِه الْمَوَاضِع وَيلْحق بهَا مَا فِي مَعْنَاهَا قَالَ أَصْحَابنَا يسْتَحبّ ان يذكر اسْم الله تَعَالَى على كل أَمر ذِي بَال وَكَذَلِكَ يحمد الله تَعَالَى فِي أول كل أَمر ذِي بَال للْحَدِيث الْمَشْهُور فِيهِ انْتهى
قَوْله
[3413] انما يجرجر فِي بَطْنه نَار جَهَنَّم بِكَسْر الْجِيم الثَّانِيَة من جرجر وَنصب نَار جَهَنَّم أَي يحدر الشَّارِب النَّار فِي بَطْنه يَوْم الْقِيَامَة والجرجرة صَوت وُقُوع المَاء فِي الْجوف وَيجوز رفع نَار وَجعلت النَّار صائته مجَازًا أَو حَقِيقَة باقداره تَعَالَى هَذَا حَاصِل مَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله
[3416] كَانَ يتنفس فِي الْإِنَاء ثَلَاثًا أَي فِي الشّرْب مِنْهُ وَفِي آخرى نهى عَن التنفس فِي الْإِنَاء وهما صَحِيحَانِ باخْتلَاف تقديرين أَحدهمَا ان يشرب وَهُوَ يتنفس فِي الْإِنَاء من غير ان يبعده من فِيهِ وَهُوَ مَكْرُوه والاخر ان يشرب فِي الْإِنَاء بِثَلَاثَة انفاس يفصل فِيهَا فَاه عَن الْإِنَاء وَمعنى التنفس فِي الْإِنَاء فِي اثناء شربه من الْإِنَاء وَقيل وَجه الْجمع بَينهمَا ان النَّهْي هُوَ التنفس فِيهِ مَعَ من يكره نَفسه ويتقذره والاستحباب مَعَ من يُحِبهُ يتبرك بِهِ وَحِكْمَة التَّثْلِيث انه اقمع للعطش واقوى للهضم وَأَقل اثرا فِي إِيرَاد الْمعدة وَضعف الاعصاب كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله
[3417] فتنفس فِيهِ مرَّتَيْنِ هَذَا بَيَان للْجُوَاز وَأكْثر الرِّوَايَات فِي التَّثْلِيث لرعاية الْوتر (إنْجَاح)
قَوْله
[3421] نهى ان يشرب من فِي السقاء الخ النَّهْي فِيهِ للمعاني الأول انه يتَغَيَّر بِهِ فَم الْقرْبَة وَيحصل فِيهِ العفونة فَيَتَأَذَّى بهَا الْمُسلم الاخر إِذا شرب مِنْهُ وَالثَّانِي انه قد يكون فِي فَم السقاء من القذارة والهوام مَا يُؤْذِيه فيصل الى جَوف الشَّارِب بَغْتَة لَا يُطيق دَفعه لانصباب المَاء بل رُبمَا لَا يشْعر بذلك وَالثَّالِث انه لَا يحصل الْإِمْسَاك لفمها فَيَقَع المَاء على الشَّارِب وَهُوَ أَيْضا ترك الْأَدَب ثمَّ النَّهْي لَيْسَ للتَّحْرِيم بل هُوَ مَكْرُوه كَمَا سَيَأْتِي من حَدِيث كَبْشَة الْأَنْصَارِيَّة (إنْجَاح)
قَوْله عَن اختناث الاسقية الاختناث ان يكسر أَي يقلب شفة الْقرْبَة ورأسها وَيشْرب مِنْهَا اختنثت السقاء إِذا ثنيت فَمه الى خَارج وشربت مِنْهُ وَيُقَال قبعته إِذا ثنية الى دَاخل وَورد إِبَاحَته وَلَعَلَّ النَّهْي خَاص بالسقاء الْكَبِير دون الاداوة أَو إِبَاحَته للضَّرُورَة وَالْحَاجة وَالنَّهْي عَن الاعتياذ أَو الثَّانِي نَاسخ للْأولِ كَذَا فِي الْمجمع وَالطِّيبِي وَبَين الشّرْب من فِي السقاء وَبَين الاختناث عُمُوم من وَجه إِذْ فِي الأول لَا يشْتَرط ثني رَأسه الى دَاخل أَو خَارج وَفِي الثَّانِي مَشْرُوط وَالْأول مُقَيّد بِوَضْع فَم الشَّارِب على فَمه وَالشرب مِنْهُ وَالثَّانِي غير مُقَيّد بِهِ وَلذَا عقد الْمُؤلف لَهما بَابَيْنِ وَلم يكتف بِأَحَدِهِمَا إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3422] فَذكرت ذَلِك لعكرمة الخ الظَّاهِر انه قَول الشّعبِيّ وَحلف عِكْرِمَة بِحَسب ظَنّه والا فقد اشتهرت الاخبار انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شرب قَائِما وَهُوَ رِوَايَة الشَّيْخَيْنِ عَن بن عَبَّاس وَقد ذكر عُلَمَاؤُنَا ان شرب مَاء زَمْزَم وَفضل الْوضُوء قَائِما مُسْتَحبّ وكرهوا فِي غَيرهمَا الا إِذا كَانَ ضَرُورَة وَالْمَطْلُوب فِي مَاء زَمْزَم وُصُول بركته الى جَمِيع الْأَعْضَاء وَكَذَا فِي فضل الْوضُوء وَقَالَ الْقَارِي وَكِلَاهُمَا فِي حَالَة الْقيام أَعم وَقَالَ السُّيُوطِيّ هَذَا لبَيَان الْجَوَاز وَقد تقدم مثله عَن النَّوَوِيّ وَقد يحمل على أَنه لم يجد موضعا للقعود لازدحام النَّاس على مَاء زَمْزَم وابتلال الْمَكَان مَعَ احْتِمَال النّسخ لما روى عَن جَابر أَنه لما سمع رِوَايَة من روى انه شرب قَائِما قَالَ وَقد رَأَيْته صنع ذَلِك ثمَّ رَأَيْته بعد ذَلِك نهى عَنهُ إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله(1/244)
[3427] فَلَا يتنفس فِي الْإِنَاء يحْتَمل ان يكون النَّهْي عَن ذَلِك من اجل مَا يخَاف ان يبرز من رِيقه ورطوبة فَمه شَيْء فَيَقَع فِي المَاء فيعاف مِنْهُ كَمَا سبق إنْجَاح الْحَاجة
[3430] لم يكن رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ينْفخ فِي الشَّرَاب من اجل مَا يخَاف ان يَبْدُو من رِيقه شَيْء فِيهِ فَيَتَأَذَّى غَيره ان شربه أَو يخرج النفخ رَائِحَة ردية تعلق بِالْمَاءِ فيتضرر بهَا آخر وَالْفرق بَين النَّفس والنفخ ان النفخ يكون لابراد الشَّرَاب أَو لإِزَالَة القذى فقد يخرج من فِيهِ شَيْء يتَأَذَّى بِهِ واما النَّفس فَهُوَ فِي عين الشّرْب وَالنَّهْي فِيهِ أَيْضا لهَذَا الْمَعْنى إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3431] نَهَانَا رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان نشرب على بطوننا وَهُوَ الكرع قَالَ فِي الْقَامُوس كرع فِي المَاء أَو فِي الْإِنَاء كمنع أَو سمع كرعا وكروعاتنا وَله بِفِيهِ من مَوْضِعه من غير ان يشرب بكفيه وَلَا بِإِنَاء انْتهى هَذَا بِحَسب الْغَالِب يحصل إِذا وَقع الرجل على بَطْنه وَهُوَ الْمَعْنى بالشرب على الْبُطُون وَهُوَ ترك الْأَدَب وَيحْتَمل الْمضرَّة وَالنَّهْي عَن الاغتراف بِالْيَدِ الْوَاحِدَة بِسَبَب انه يرْوى فِي الْمدَّة الْكَثِيرَة مَعَ ان المَاء يَقع فِي الثِّيَاب وَفِيه أَيْضا ترك الْأَدَب مَالا يخفى فِي ولغَ الْكَلْب لعِلَّة الصَّوْت الَّذِي يخرج عِنْد ولوغه وشربه كَمَا هُوَ من عَادَة السُّفَهَاء وَهُوَ أَيْضا ترك الْأَدَب وَالْقَوْم الَّذين سخط الله عَلَيْهِم اما الْيَهُود كَمَا هُوَ الْمُفَسّر فِي قَوْله تَعَالَى غير المغضوب عَلَيْهِم أَو غَيرهم من الْكفَّار (إنْجَاح)
قَوْله وَهُوَ اناء عِيسَى بن مَرْيَم قيل انه عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يسيح فِي الأَرْض فَيجمع الْكَثِيب فتوسد بِهِ إِذا نَام وَيشْرب بِيَدِهِ اذاعطش والْحَدِيث ضَعِيف وَزِيَاد بن عبد الله عَن عَاصِم مَجْهُول كَذَا فِي التَّقْرِيب (إنْجَاح)
قَوْله
[3432] فِي شن هُوَ بِفَتْح شين وَشدَّة نون الْقرْبَة البالية هِيَ أَشد تبريدا للْمَاء من الجديدة (إنْجَاح)
قَوْله
[3433] مَرَرْنَا على بركَة وَهِي بِالْكَسْرِ الْحَوْض من المَاء إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3436] الا من اقْترض من غَرَض أَخِيه وروى الا امْرأ اقْترض مُسلما ظلما أَي نَالَ مِنْهُ وقطعه بالغيبة وَهُوَ افتعل من الْقَرْض قَوْله لم يضع دَاء أَي لم يخلق الا وضع مَعَه شِفَاء أَي دَوَاء شافيا وَفِيه اسْتِحْبَاب الدَّوَاء وَعَلِيهِ الْجُمْهُور وَحجَّة الْمُنكر ان كل شَيْء بِقدر الله وللجمهور ان التَّدَاوِي من قدره أَيْضا كالامر بِالدُّعَاءِ وبقتال الْكفَّار وبالتحصين وتجنب الالقاء بِالْيَدِ الى التَّهْلُكَة (فَخر)
قَوْله لم يضع دَاء الا وضع مَعَه شِفَاء قَالَ النَّوَوِيّ فِي هَذَا الحَدِيث إِشَارَة الى اسْتِحْبَاب الدَّوَاء وَهُوَ مَذْهَب أَصْحَابنَا وَجُمْهُور السّلف وَعَامة الْخلف قَالَ القَاضِي عِيَاض فِي هَذِه الْأَحَادِيث جمل من عُلُوم الدّين وَالدُّنْيَا وَصِحَّة علم الطِّبّ وَجَوَاز التطبب فِي الْجُمْلَة وَقَالَ وفيهَا رد على من انكر التَّدَاوِي من غلاة الصُّوفِيَّة وَقَالَ كل شَيْء بِقَضَاء وَقدر فَلَا حَاجَة الى التَّدَاوِي وَحجَّة الْعلمَاء هَذِه الْأَحَادِيث ويعتقدون ان الله تَعَالَى هُوَ الْفَاعِل وان التَّدَاوِي هُوَ أَيْضا من قدر الله وَهَذَا كالأمر بِالدُّعَاءِ وكالامر بِقِتَال الْكفَّار وبالتحصين ومجانبة الالقاء بِالْيَدِ الى التَّهْلُكَة مَعَ ان الاجل لَا يتَغَيَّر والمقادير لَا تتأخر وَلَا تتقدم عَن اوقاتها وَلَا بُد من وُقُوع المقدرات انْتهى قلت والمدح على تَركه فِي حَدِيث لَا يسْتَرقونَ وَلَا يَكْتَوُونَ للأولوية وَبَيَان التَّوَكُّل والرضاء بِالْقضَاءِ وَفعله لبَيَان الْجَوَاز وَبِالْجُمْلَةِ هَذَا صفة الْأَوْلِيَاء المعرضين عَن الْأَسْبَاب لَا يلتفتون الى شَيْء من العلائق وَتلك دَرَجَة الْخَواص والعوام رخص لَهُم التَّدَاوِي والمعالجات وَمن صَبر على الْبلَاء وانتظر الْفرج من الله بِالدُّعَاءِ كَانَ من جملَة الْخَواص وَمن لم يصبر رخص لَهُ فِي الرّقية والعلاج والدواء الا ترى انه قبل من الصّديق جَمِيع مَاله وَأنكر على آخر فِي مثل بَيْضَة الْحمام ذَهَبا (فَخر)
قَوْله
[3437] ورقى نسترقي بهَا جمع رقية وَهِي مَا يقْرَأ لطلب الشِّفَاء والاسترقاء طلب الرّقية وَقَوله هِيَ من قدر الله يَعْنِي كَمَا ان الله تَعَالَى قدر الدَّاء قدر زَوَاله بالدواء (مرقاة)
قَوْله وتقى نتقيها قَالَ الطَّيِّبِيّ تقاة جمع تقاه وَأَصلهَا وقاة قلبت الْوَاو يَاء وَهُوَ اسْم مَا يلتجي بِهِ النَّاس خوف الْأَعْدَاء كالترس من وقى يقي وقاية إِذا حفظ وَيجوز ان يكون تقاة مصدرا بِمَعْنى الاتقاء فَحِينَئِذٍ الضَّمِير فِي نتقيها للمصدر أَي نتقي تقاة بِمَعْنى اتقاء مِصْبَاح الزجاجة
قَوْله(1/245)
[3440] إِذا اشْتهى مَرِيض أحدكُم أَي اشتهاء صَادِقا فَإِنَّهُ عَلامَة الصِّحَّة وَقد لَا يضر لبَعض الْمَرَض اما كل مِمَّا يَشْتَهِي اذاكان قَلِيلا ويقوى الطبيعة ويفضي الى الصِّحَّة وَلَكِن فِيمَا لَا يكون ضَرَره غَالِبا وَبِالْجُمْلَةِ لَيْسَ هَذَا الحكم كليا بل جزئيا وَقَالَ الطَّيِّبِيّ هَذَا مَبْنِيّ على التَّوَكُّل أَو على الْيَأْس من حَيَاته وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث لَا تكْرهُوا مرضاكم على الطَّعَام وَالشرَاب فَإِن الله يُطعمهُمْ ويسقيهم وَالْحكمَة فِيهِ ظَاهِرَة لِأَن طبيعة الْمَرِيض مَشْغُول بانضاج مادته واخراجه وَلَو أكره الطبيعة على الطَّعَام وَالشرَاب يكل الطبيعة من فعلهَا ويشتغل بهضمها كَذَا فِي اللمعات
قَوْله إِذا اشْتهى مَرِيض أحدكُم الخ قَالَ الْمُوفق عبد اللَّطِيف هَذَا الحَدِيث فِيهِ حِكْمَة طبية فاضلة تشهد لقانون شرِيف ذكره بقراط وَهِي ان الْمَرِيض إِذا تنَاول مَا يشتهيه غذا زجاجه
[3442] وعَلى ناقه يُقَال نقه فَهُوَ ناقه إِذا برأَ وأفاق فَكَانَ قريب الْعَهْد بِالْمرضِ لم يرجع اليه كَمَال صِحَّته وقوته وَقَوله ولنادو الى معلقَة الدوالي جمع دالية وَالْوَاو فِيهِ منقلبه عَن الالف وَهِي العذق من الْبُسْر يعلق فَإِذا ارطب أكل (زجاجة)
قَوْله
[3444] لَا تكْرهُوا مرضاكم الخ أَي ان لم يَأْكُلُوا برغبتهم وَلَا تَقولُوا انه يضعف لعدم الْأكل فَإِن الله تبَارك وَتَعَالَى يُطعمهُمْ ويسقيهم أَي يرزقهم صبرا وَقُوَّة فَإِن الصَّبْر وَالْقُوَّة من الله حَقِيقَة لَا من الطَّعَام وَالشرَاب وَلَا من جِهَة الصِّحَّة قَالَ القَاضِي أَي يمدهُمْ ويحفظ قواهم بِمَا يُفِيد فَائِدَة الطَّعَام وَالشرَاب فِي حفظ الرّوح وتقويم الْبدن (مرقاة)
قَوْله لَا تكْرهُوا مرضاكم الخ قَالَ الْمُوفق مَا اغزر فَوَائِد هَذِه الْكَلِمَة النَّبَوِيَّة وَمَا اجدرها للأطباء وَذَلِكَ لِأَن الْمَرِيض إِذا عاف الطَّعَام وَالشرَاب فَذَلِك لاشتغال طَبِيعَته بمقادمة الْمَرَض فاعطاء الْغذَاء فِي هَذِه الْحَال يضر جدا قَوْله فَإِن الله يُطعمهُمْ ويسقيهم أَي يشبعهم ويرويهم من غير تنَاول طَعَام وشراب مِصْبَاح الزجاجة للسيوطي
قَوْله
بَاب التلبينة هِيَ حساء يعْمل من دَقِيق أَو نخالة وَرُبمَا جعل فِيهَا عسل وَيُشبه اللَّبن فِي الْبيَاض والرقة والحساء بِالْفَتْح وَالْمدّ طبيخ يتَّخذ من دَقِيق وَمَاء ودهن وَقد يحلى وَيكون رَقِيقا يحسى كَذَا فِي الْمجمع وَفِي الْقَامُوس حسى زيد المرق شربه شَيْئا بعد شَيْء كتحساه واحتساه وَاسم مَا يتحسى بِهِ الحسية والحساء بِمد والحسو كدلو والجسو كعد وانْتهى قَوْله ليرتو فؤاد الحزين أَي يقويه وَيسر وَعَن فواد السقيم أَي يكْشف عَنهُ الْأَلَم ويزيله ويدفعه (إنْجَاح)
قَوْله الوعك قَالَ الْمُوفق الالم الْخَفِيف وَأول الْمَرَض قبل ان يقوى وَقَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ الْحمى وَقيل المها وَقَوله أَمر الحساء قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ بِالْفَتْح وَالْمدّ طبيخ يتَّخذ من دَقِيق وَمَاء ودهن وَقد يحلى وَيكون رَقِيقا يحسى وَقَوله ليرتو فوأد الحزين برأَ ومثناة فوقية أَي يشده ويقويه وَقَوله ويسرو أَي يكْشف ويزيل (زجاجة)
قَوْله
[3446] عَلَيْكُم بالبغيض النافع أَي المبغوض بالطبع والنافع من حَيْثُ الْمَعْنى (إنْجَاح)
قَوْله
[3447] شِفَاء من كل دَاء أَي مَا كَانَ مِنْهُ من الرُّطُوبَة والبلغم لِأَنَّهُ حَار يَابِس وَقيل على الْعُمُوم إنْجَاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي
قَوْله
[3448] والحبة السَّوْدَاء الشوانيز هَذَا هُوَ الصَّوَاب الْمَشْهُور ذكره الْجُمْهُور قَالَ القَاضِي وَذكر الْحَرْبِيّ عَن الْحسن انها الْخَرْدَل قَالَ وَقيل هِيَ الْحبَّة الخضراء وَهِي البطم وَالْعرب تسمى الْأَخْضَر أسود وَمِنْه سَواد الْعرَاق لخضرته بالاشجار وَتسَمى الْأسود أَيْضا أَخْضَر (نووي)
قَوْله
[3451] ازْدَادَ أُخْرَى بِصِيغَة الْمُتَكَلّم أَي ازْدَادَ أَنا لعقة أُخْرَى اسْتَأْذن فِي اللعقة الْأُخْرَى فَإِن لَهُ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إنْجَاح)
قَوْله
[3452] عَلَيْكُم بالشفائين الخ أَي أَحدهمَا حسى والاخر معنوي أَو أَحدهمَا للأمراض الحسية والاخر للعوارض المعنوية أَو لعُمُوم البلايا الْبَدَنِيَّة والروحية وروى عَن عَليّ رَضِي انه أَمر رجلا يستوهب من صدَاق امْرَأَته شَيْئا من المَال فيشتري بِهِ الْعَسَل ويخلط بِمَاء السَّمَاء فيشربه يبرأ بِإِذن الله تَعَالَى قلت إِنَّمَا أمره كَذَلِك لِأَن الله تَعَالَى قَالَ فِي التَّنْزِيل فِي حق الْعَسَل فِيهِ شِفَاء للنَّاس وَقَالَ فِي حق الْمهْر فَإِن طبن لكم عَن شَيْء مِنْهُ نفسا فكلوه هَنِيئًا مريئا وَقَالَ فِي شَأْن مَاء السَّمَاء وَانْزِلْ لكم من السَّمَاء مَاء ليذْهب عَنْكُم رجز الشَّيْطَان ويربط على قُلُوبكُمْ وَيثبت بِهِ الاقدام (إنْجَاح)
قَوْله(1/246)
[3453] الكمأة من الْمَنّ الخ الكماة نَبَات مَشْهُور وَفِي بعض الرِّوَايَات ان نَاسا من أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا لرَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكمأة جدري الأَرْض الجدري بِضَم الْجِيم وَفتح الدَّال الْمُهْملَة وَكسر الرَّاء وَتَشْديد التَّحْتِيَّة هُوَ الْحبّ أَي البثور الَّتِي يظْهر فِي جَسَد الصَّبِي شبه الكمأة بظهورها من بطن الأَرْض كَمَا يظْهر الجدري من بَاطِن الْجلد أَرَادوا بِهِ ذمها فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الكمأة من الْمَنّ أَي مِمَّا من الله تَعَالَى بِهِ على عباده حَيْثُ انبتها بِلَا تَعب ومشقة وَقيل من الْمَنّ الَّذِي نزل على بني إِسْرَائِيل وَهُوَ الْعَسَل الجامد الَّذِي نزل عَلَيْهِم من السَّمَاء صفوا أَو قيل هُوَ الترنجبين كَمَا ان الْمَنّ نزل عَلَيْهِم بِلَا تَعب ولاعلاج كَذَلِك الكمأة لَا مُؤنَة فِيهَا يبذر وَسَقَى وماؤها شِفَاء للعين قَالَ النَّوَوِيّ قيل هُوَ نفس المَاء مُجَرّد أَو قيل ان كَانَ لتبريد مَا فِي الْعين من الْحَرَارَة فماؤها مُجَرّد اشفاء وان كَانَ من غير ذَلِك فمركبا مَعَ غَيره وَالصَّحِيح بل الصَّوَاب ان ماءها مُجَرّد اشفاء للعين مُطلقًا قَالَ أَبُو هُرَيْرَة فَأخذت ثَلَاث اكماء أَو خمْسا أَو سبعا فعصرتهن وَجعلت مائهن فِي قَارُورَة وكحلت بِهِ جَارِيَة لي عمشاء وَهُوَ ضعف فِي الرُّؤْيَة مَعَ سيلان المَاء فِي أَكثر الْأَوْقَات عَنْهَا فبرأت كَمَا ذكره التِّرْمِذِيّ والعجوة نوع جيد من التَّمْر (إنْجَاح)
[3456] والصخرة من الْجنَّة الصَّخْرَة هِيَ صَخْرَة بَيت الْمُقَدّس تسمى صَخْرَة الله وَهِي معلقَة فِي الجو بنوا الان تحتهَا جدران وَالله اعْلَم وَفِي رِوَايَة أَحْمد والديلمي الصَّخْرَة والعجوة والشجرة من الْجنَّة وَزَاد الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت الصَّخْرَة صَخْرَة بَيت الْمُقَدّس على نخلته والنخلة على نهر من انهار الْجنَّة وَتَحْت النَّخْلَة آسِيَة وَمَرْيَم تنظمان لسموط أهل الْجنَّة لكزا قَالَ الذَّهَبِيّ حَدِيث مُنكر وَإِسْنَاده مظلم بل هُوَ كذب ظَاهر اما إِسْنَاد بن ماجة فَحسن إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3457] عَلَيْكُم بالسنا والسنوت الخ السنوت كتنور وسنور الزّبد والجبن وَالْعَسَل والشبت وَله معَان أخر ذكرهَا فِي الْقَامُوس وَالْمرَاد هَهُنَا الْعَسَل أَو الشبت كَمَا سيجئ فِي الْكتاب والشبت بكسرتين وَتَشْديد الْمُثَنَّاة الفوقانية كَمَا فِي الْمُنْتَخب وَقَالَ تره مَعْرُوف كه ان راشود كويند (إنْجَاح)
قَوْله هم السّمن بالسنوت الخ كَانَ الشَّاعِر أَرَادَ اخْتِلَاط الْقَوْم بَينهم فِي التودد والالفة وشبههم بالسمن والسنوت أَي هم مختلطون بَينهم كالسمن بالسنوت وَالْمرَاد بِالسِّنِّ الرمْح وَهُوَ الى الْحَرْب يُقَال سنّ الرمْح وَهُوَ آلَة الْحَرْب يُقَال سنّ الرمْح ركب فِيهِ سنانه وَفُلَانًا طعنه بِالسِّنَانِ أَو عضه بالأسنان أَو كسر اسنانه كَمَا فِي الْقَامُوس وكل من هَذِه الْمعَانِي صَحِيح هَهُنَا أَي لَا مشاجرة بَينهم بِسَبَب كَمَال الْخلطَة والاتحاد وَقَوله ان يتقرد بِالْقَافِ أَي عَن ان ينخدع قرد تقريدا خدع كَذَا فِي الْقَامُوس وَهَذَا مُبَالغَة فِي عدم الخداع مِنْهُم أَي لَيْسَ الخداع فِي جوارهم لأَنهم ينهون الْجوَار عَنهُ فَكيف بهم (إنْجَاح)
قَوْله
[3458] فَقَالَ اشكمت درد هَذَا لفظ فَارسي شكم بِمَعْنى الْبَطن والالف فِي أَوله زَائِدَة أَي بَطْنك وجع قَالَ الفيروز أبادي فِي بَاب تكلم النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْفَارِسِيَّةِ وَمثل الْعِنَب دوو التَّمْر يَك يَك وَيَا سلمَان اشكمت ورد مَا صَحَّ شَيْء قلت رجال هَذَا الحَدِيث كلهم مأمونون الاذواد بن علبة بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة فَإِنَّهُ ضَعِيف قَالَ بن حبَان مُنكر الحَدِيث جدا يرْوى عَن الثِّقَات مَالا أصل لَهُ وَمن الضُّعَفَاء مَالا يعرف كَمَا ذكره فِي التَّهْذِيب (إنْجَاح)
قَوْله
[3459] نهى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن الدَّوَاء الْخَبيث قَالَ فِي شرح السّنة اخْتلفُوا فِي تَأْوِيله فَقيل أَرَادَ بِهِ خبث النَّجَاسَة بِأَن يكون فِيهِ محرم من خمر أَو بَوْل مَا لَا يُؤْكَل لَحْمه من الْحَيَوَان وَلَا يجوز التَّدَاوِي بِهِ الا مَا خصّه السّنة من أَبْوَال الْإِبِل قَالَ الْقَارِي قلت على خلاف فِيهِ فَإِنَّهُ يحرم عِنْد أبي حنيفَة وَيحل عِنْد مُحَمَّد وَيجوز التَّدَاوِي عِنْد أبي يُوسُف ثمَّ قَالَ وَقيل أَرَادَ بِهِ الْخبث من جِهَة الطّعْم والمذاق وَلَا يُنكر ان يكون كره ذَلِك لما فِيهِ من الْمَشَقَّة على الطباع قلت على مَا فِي هَذَا الْكتاب من زِيَادَة يَعْنِي السم أُرِيد بالخبث الضَّرَر بِالْبدنِ فِي المَال أَو فِي الْحَال كالافساد والاهلاك وَيحْتَمل ان يُرَاد بالخبث مَا يتَنَاوَل الْكل (إنْجَاح)
قَوْله
بَاب دَوَاء الْمَشْي أَي الاسهال فِي الْقَامُوس المشو بِالْفَتْح وكعدو وغنى وَالسَّمَاء الدَّوَاء المسهل واستمشى وامشاه الدَّوَاء انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[3461] بالشبرم وَهُوَ بِضَم الأول وَالثَّالِث جب مثل الحمصة ملين فِي الْقَامُوس كقنفذ شجر ذُو شوك يُقَال ينفع من الوبا ونبات آخر لَهُ حب كالعدس وأصل غليظ ملان لَبَنًا وَالْكل مسهل وَاسْتِعْمَال لبن خطر وَإِنَّمَا يسْتَعْمل أَصله مصلحا بِأَن ينقع فِي الحليب يَوْم وَلَيْلَة ويجدد اللَّبن ثَلَاث مَرَّات ثمَّ يجفف وينفع فِي عصير الهندباء والرازيانج وَيتْرك ثَلَاثَة أَيَّام ثمَّ يجفف وَيعْمل مِنْهُ أَقْرَاص من شَيْء من التربد والهليلج وَالصَّبْر فَإِنَّهُ دَوَاء فالق انْتهى
قَوْله حَار جَار الأول بِالْحَاء الْمُهْملَة وَالثَّانِي بِالْجِيم وَهَذَا كالتابع للْأولِ وَلَيْسَ لَهُ معنى الا انه يسْتَعْمل بطرِيق التّبعِيَّة (إنْجَاح)
قَوْله
[3462] وَقد اعلقت عَلَيْهِ من الْعذرَة قَالَ فِي النِّهَايَة هِيَ بِالضَّمِّ وجع فِي الْحلق يهيج من الدَّم وَقيل قرحَة تخرج فِي الحزم الَّذِي فِي الْأنف وَالْحلق تعرض للصبيان عِنْد طُلُوع الْعذرَة فتعمد الْمَرْأَة الى خرقَة فتفتلها فَتلا شَدِيدا وَتدْخلهَا فِي انفه فتطعن ذَلِك الْموضع فيتفجر مِنْهُ دم اسود وَذَلِكَ الطعْن يُسمى الدغر وَقد تدفع ذَلِك الْموضع بأصبعها وتكبسه وَهُوَ الدغر أَيْضا وَكَانُوا بعد ذَلِك يعلقون عَلَيْهِ علاقا كالعوذة وَقَالَ بعد ذَلِك الاعلاق والعلاق معالجة عذرة الصَّبِي وَهُوَ وجع فِي حلقه ورم تَدْفَعهُ أمه بإصبعها أَو غَيرهَا قَالَ الْخطابِيّ المحدثون يَقُولُونَ اعلقت عَلَيْهِ وَإِنَّمَا هُوَ اعلقت عَنهُ أَي دفعت عَنهُ وَمعنى اعلقت عَلَيْهِ أَو ردَّتْ عَلَيْهِ الْعلُوق أَي مَا عَذبته بِهِ من دغرها وَجَاء فِي بعض الرِّوَايَات العلاق وَإِنَّمَا الْمَعْرُوف الاعلاق وَهُوَ مصدر اعلقت فَإِن كَانَ العلاق الِاسْم فَيجوز وَقَوله من الْعذرَة أَي من اجلها انْتهى (زجاجة)
قَوْله وَقد اعلقت عَلَيْهِ من الْعذرَة الْعذرَة بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الذَّال المعجمىة وجع أَو ورم يهيج فِي الْحلق من الدَّم أَيَّام الْحر والاعلاق غمز ذَلِك الْموضع بالأصبع لتخرج مِنْهُ دم اسود وَيُقَال لَهُ الدغر أَيْضا بِالدَّال الْمُهْملَة والغين الْمُعْجَمَة آخِره رَاء قَوْله علام تدغرن لَفظه على جَارة وَمَا استفهامية حذف مِنْهَا الالف كَمَا فِي لم والدغر بِالدَّال الْمُهْملَة والغين الدّفع وغمز الْحلق وَرفع الْمَرْأَة لهاة الصَّبِي بإصبعها كَذَا فِي الْقَامُوس وَقَوله يسعط بِهِ السعوط كصبور مَا يصب فِي الْأنف من الدَّوَاء وَقَوله ويلد من لد الرجل إِذا صب الدَّوَاء فِي أحد شقي الْفَم وَمِنْه اللدود كصبور أَيْضا لذَلِك الدَّوَاء ذكره الْقَارِي (إنْجَاح)
قَوْله(1/247)
[3463] شِفَاء عرق النِّسَاء هُوَ بِوَزْن الْعَصَا عرق يخرج من الورئه فيستبطن الْفَخْذ وَالأَصَح ان يُقَال لَهُ النسا لَا عرق النسا ذكره فِي النِّهَايَة (إنْجَاح)
قَوْله شِفَاء عرق النسا قَالَ الْمُوفق عبد اللَّطِيف فِي هَذَا الحَدِيث رد على من انكر ذَلِك فَإِن أهل اللُّغَة منعُوا ان يُقَال عرق النسا لِأَن النسا هُوَ الْعرق نَفسه فَتكون إِضَافَة الشَّيْء الى نَفسه بَاقِي بر صفحة 248
قَوْله
[3465] اني لَا اعرف يَوْم أحد من جرح وَجه رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَشْهُور هُوَ عبد الله بن قمية وَقيل غَيره وَالَّذين عَاهَدُوا من الْكفَّار فتل النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَة عبد الله بن قمية وَعتبَة بن أبي وَقاص وَعبد الله بن شهَاب الزُّهْرِيّ وَأبي بن خلف وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي التَّهْذِيب عتبَة بن أبي وَقاص هَذَا هُوَ الَّذِي شج وَجه رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكسر رباعيته يَوْم أحد قَالَ وَمَا علمت لَهُ اسلاما وَلم يذكرهُ أحد من الْمُتَقَدِّمين فِي الصَّحَابَة قيل انه مَاتَ كَافِرًا أَو ذكره بن مندة مِنْهُم (إنْجَاح)
قَوْله
[3466] من تطبب وَلم يعلم مِنْهُ طب قَالَ فِي الدّرّ قطع حجام من عينه وَكَانَ غير حاذق فعميت فَعَلَيهِ نصف الدِّيَة اشباه (إنْجَاح)
قَوْله
[3467] نعت رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَي مدح التَّدَاوِي بِهَذِهِ الْأَشْيَاء والورس نبت اصفر يصْبغ بِهِ والقسط مُعرب كست (إنْجَاح)
قَوْله
[3471] الْحمى من فيح جَهَنَّم الفيح بِفَتْح الْفَاء وَسُكُون الْيَاء قيل على حَقِيقَته واللهب الْحَاصِل فِي جسم المحموم قطعه مِنْهَا أظهر الله تَعَالَى بِأَسْبَاب تقتضيها وَقيل هُوَ على جِهَة التَّشْبِيه قَالَ السُّيُوطِيّ وَالْأول أولى (إنْجَاح)
قَوْله فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ بِهَمْزَة الْوَصْل وَفِي نُسْخَة بقطعها أَي بردوا شدَّة حَرَارَتهَا بِاسْتِعْمَال المَاء الْبَارِد وَهُوَ يحْتَمل الشّرْب والاغتسال والصب على بعض الْبدن كاليدين وكفوف الْأَيْدِي والارجل وَالله أعلم قيل هُوَ خَاص فِي بعض الحميات الحارة عِنْد شدَّة الْحَرَارَة وَبَعض الْأَشْخَاص كَاهِل الْحجاز ذكره الْقَارِي قلت ان عمم المَاء بَارِدًا كَانَ أَو حارا كَانَ معنى الحَدِيث أَعم فَإِن صب المَاء الْحَار لَا سِيمَا المغلي فِيهِ السدر والخطمي ينفع الحميات عُمُوما لِأَنَّهُ يخرج ابخرة الدِّمَاغ بِسَبَب انصبابه على الرجلَيْن وَهُوَ مَشْهُور عِنْد الْأَطِبَّاء (إنْجَاح)
قَوْله فَأَبْرِدُوهَا بِالْمَاءِ قَالَ الماذري قد اعْترض عَلَيْهِ بعض من فِي قلبه مرض بَان الْأَطِبَّاء مجمعون على ان اسْتِعْمَال المحموم الْبَارِد مخاطرة قريب من الْهَلَاك لِأَنَّهُ يجمع المام ويحقن البخار ويعكس الْحَرَارَة الى دَاخل الْجِسْم فَيكون سَببا للتلف وَأجِيب عَنهُ بَان الْمُعْتَرض يَقُول على النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لم يقل فَإِنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يقل أَكثر من قَوْله ابردوها بِالْمَاءِ وَلم يبين صفته وحالته والاطباء يسلمُونَ ان الْحمى الصفراوية يدبر صَاحبهَا بسقي المَاء الْبَارِد الشَّديد الْبرد وَقد يسقونه الثَّلج ويغسلون اطرافه بِالْمَاءِ الْبَارِد فَلَا يبعد انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ هَذَا النَّوْع من الْحمى انْتهى وَقَالَ القَاضِي انه على ظَاهره وعمومه قَالَ وَلَوْلَا تجربة أَسمَاء وَالْمُسْلِمين لمنفعته لما استعملوه (فَخر)
قَوْله
[3475] الْحمى كير هُوَ بِالْكَسْرِ كير الْحداد هُوَ الْمَبْنِيّ من الطين وَقيل زق ينْفخ بِهِ النَّار والمبني من الطين الكور إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3477] عَلَيْك يَا مُحَمَّد بالحجامة والسر فِيهِ سوى مَا عرفُوا ان الدَّم مركب من القوى النفسانية الحائلة من الترقي الى ملكوت السَّمَاوَات وبغلبته يزْدَاد جماع النَّفس فَإِذا نزف يُورثهَا خضوعا وَبِه يَنْقَطِع الادخنة من النَّفس الامارة طيبي
قَوْله
[3480] حسبت انه كَانَ اخاها من الرضَاعَة قلت وان لم يكن محرما فَنظر الطَّبِيب الى مَوضِع الدَّاء جَائِز وبغض الْبَصَر مَا اسْتَطَاعَ (إنْجَاح)
قَوْله(1/248)
[3481] بلحى جمل هُوَ مَوضِع بَين الْحَرَمَيْنِ والى الْمَدِينَة أقرب إنْجَاح الْحَاجة بَقِيَّة صفحة 247 وَقَوله اليه شَاة اعرابية الخ قَالَ الْمُوفق هَذِه المعالجة تصلح للعراب وَالَّذين يعرض لَهُم هَذَا الْمَرَض من يبس وَقد ينفع مَا كَانَ من مَادَّة غَلِيظَة لزجة بالانضاج والاسهال فَإِن الالية تنضج وتلين وتسهل وَقصد بِالشَّاة الاعرابية قلَّة فضولها ولطف شحومها ورعيها اعشاب الْبر الحارة الملطفة كالشيح والقيصوم وأمثال ذَلِك مِصْبَاح الزجاجة
[3482] بحجامة الاخذعين هما عرقان فِي جَانِبي الْعُنُق والكاهل مَا بَين الْكَتِفَيْنِ (إنْجَاح)
قَوْله
[3485] من وثىء هُوَ مَهْمُوز اللَّام قَالَ فِي الْقَامُوس الوثيء والوثئة وصم يُصِيب اللَّحْم لَا يبلغ الْعظم أَو توجع فِي الْعظم بِلَا كسر أَو هُوَ الفك انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[3486] وَلَا يتبيغ بأحدكم التبيغ غَلَبَة الدَّم تبيغ بِهِ الدَّم إِذا تردد فِيهِ وتبيغ المَاء إِذا تردد وتحير فِي مجْرَاه وَيُقَال فِيهِ تبوغ بِالْمَاءِ والبيغ ثوران الدَّم نِهَايَة
قَوْله وَلَا يبيغ بأحدكم الدَّم بِبِنَاء الْمَجْهُول من التفعيل أَي لَا يهيج فِي الْقَامُوس البيغ بالغين الْمُعْجَمَة ثوران الدَّم ويبيغ بِهِ مَجْهُولا وتبيغ الدَّم أَي هاج وَغلب انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[3487] واجعله رَفِيقًا أَي اختره حَال كَونه إِذا الرِّفْق وَلَا تختره حَال كَونه شَيخا أَو صَبيا وَقَوله الْحجامَة على الرِّيق أمثل أَي قبل الْأكل وَالشرب انفع وَأفضل (إنْجَاح)
قَوْله واحتجموا يَوْم الْإِثْنَيْنِ والثلثاء هَذَا مُخَالف لحَدِيث أبي دَاوُد عَن كَبْشَة بنت أبي بكرَة ان باها كَانَ ينْهَى أَهله عَن الْحجامَة يَوْم الثلثاء وَيَزْعُم عَن رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان يَوْم الثلثاء يَوْم الدَّم فِيهِ سَاعَة لَا يرقأ وَالْجمع بَينهمَا انه مَخْصُوص بالسابع عشر من الشَّهْر لما رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ عَن معقل بن يسَار مَرْفُوعا من احْتجم يَوْم الثلثاء لسبع عشرَة من الشَّهْر كَانَ دَوَاء الدَّاء سنة ذكره الْقَارِي إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3489] من اكتوى أَو استرقى الخ قَالَ فِي النِّهَايَة الكي بالنَّار من العلاج الْمَعْرُوف وَمِنْه كوى سعد بن معَاذ الخ وَقد جَاءَ النَّهْي عَن الكي فِي كثير فَقيل لأَنهم كَانُوا يعظمون امْرَهْ ويردن انه يحسم الدَّاء وان ترك بَطل الْعُضْو وَإِبَاحَة لمن جعله سَببا لَا عِلّة فَإِن الله هُوَ يشفيه لَا الكي والدواء وَهَذَا أَمر يكثر فِيهِ مَشْكُوك النَّاس يَقُولُونَ لَو شرب الدَّوَاء لم يمت وَلَو أَقَامَ بِبَلَدِهِ لم يقتل أَو النَّهْي لمن اسْتَعْملهُ على سَبِيل الِاحْتِرَاز من حُدُوث الْمَرَض وَقبل الْحَاجة اليه هُوَ مَكْرُوه وَإِنَّمَا ابيح التَّدَاوِي عِنْد الْحَاجة وَالنَّهْي من قبل التَّوَكُّل كَقَوْلِه هم الَّذين لَا يرقون الخ وَهُوَ دَرَجَة أُخْرَى غير الْجَوَاز انْتهى قلت وَفِي هَذَا الحَدِيث تَصْرِيح على ان الكي والرقية خلاف التَّوَكُّل وان جَازَ
قَوْله من اكتوى أَو استرقى أَي ظَانّا انهما ينفعان بِالذَّاتِ ومؤثران بنفسهما والا فقد ابيح استعمالهما على معنى طلب الشِّفَاء والترجي للشر بِمَا يحدث الله تَعَالَى من صنعه فِيهِ فَيكون الكي والدواء والرقية اسبابا لَا عللا أَو المُرَاد من الاسترقاء الرّقية الممنوعة من أَسمَاء الْأَصْنَام والشركيات ياول يدل الحَدِيث على ترك الأولى وَالْأَحَادِيث المجوزة على بَيَان الْجَوَاز وَالْمرَاد من التَّوَكُّل التَّوَكُّل الْكَامِل وَذَلِكَ ان أهل الشّرك كَانُوا يعظمون امرهما ويعدونهما علتين للشفاء (إنْجَاح)
قَوْله أَو استرقى يَعْنِي طلب الرّقية والرقية العوذة الَّتِي يرقى بهَا صَاحب افة كالحمى والصرع وَغير ذَلِك وَيُقَال بِالْفَارِسِيَّةِ افسون وَفِي النِّهَايَة ان الْأَحَادِيث فِي الْقسمَيْنِ كَثِيرَة وَالْجمع بَينهمَا ان مَا كَانَ بِغَيْر اللِّسَان الْعَرَبِيّ وَبِغير كَلَام الله تَعَالَى واسمائه وَصِفَاته فِي كتبه الْمنزلَة أَو ان يعْتَقد ان الرّقية نافعة قطعا فيتكل عَلَيْهَا فمكروه وَهُوَ المُرَاد بقوله مَا توكل مَا استرقى وَمَا كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فَلَا يكره وَلذَا قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمن رقى بِالْقُرْآنِ وَأخذ الْأجر من اخذ برقية بَاطِل فقد أخذت برقية حق وَسنة قَوْله اعرضوها على فعرضناها فَقَالَ لَا بَأْس بهَا إِنَّمَا هِيَ مواثيق كَأَنَّهُ خَافَ ان يَقع فِيهَا شَيْء مِمَّا كَانُوا يتلفظون بِهِ ويعتقدونه من الشّرك فِي الْجَاهِلِيَّة وَمَا كَانَ بِغَيْر الْعَرَبِيّ مِمَّا لم يُوقف عَلَيْهِ فَلَا يجوز اسْتِعْمَاله وَأما حَدِيث لَا رقية الا من عين أَو حمة فَمَعْنَاه لَا رقية أولى وانفع من رقييتهما كَمَا يُقَال لَا فَتى الا على رَضِي وَأما حَدِيث لَا
يسْتَرقونَ وَلَا يَكْتَوُونَ فَهُوَ صفة الْأَوْلِيَاء المعرضين عَن الْأَسْبَاب وَأما الْعَوام فَرخص لَهُم التَّدَاوِي والمعالجات وَرخّص لَهُم فِي الرّقية انْتهى وَاخْتلف فِي رقية أهل الْكتاب فجوزها الصّديق وكرهها مَالك خوفًا مِمَّا بدلوه والمجوز قَالَ الظَّاهِر عدم تَبْدِيل الرقي إِذْ لَا غَرَض فَهِيَ
قَوْله
[3490] فَمَا افلحت وَلَا انجحت وَفِي رِوَايَة فَمَا افلحن وَلَا انجحن وَهُوَ بِإِسْقَاط الف الْمُتَكَلّم فِي الْمَوْضِعَيْنِ هَكَذَا ضبطوهما وَذَا جَائِز للتَّخْفِيف (إنْجَاح)
قَوْله
[3492] وَمَا أدْركْت الخ أَي لَيْسَ منا رجل مشابها بِهِ فِي الدّين والصلاحية وَهَذَا مدح لَهُ مِنْهُ وَالله أعلم (إنْجَاح)
قَوْله وَهُوَ جد مُحَمَّد من قبل أمه وَفِي بعض النّسخ من قبل أَبِيه وَهَذَا هُوَ الظَّاهِر لِأَن أَبَا مُحَمَّد هُوَ عبد الرَّحْمَن وَأَبوهُ اِسْعَدْ بن زُرَارَة وَقيل الْأَصَح سعد بن زُرَارَة وَهُوَ جده لِأَبِيهِ فَلَا يبعد ان يكون اِسْعَدْ بن زُرَارَة جده لأمه وَيصِح قَوْله وَهُوَ جد مُحَمَّد من قبل أمه (إنْجَاح)
قَوْله يُقَال لَهُ الذبْحَة الذبْحَة كهمزة وعنبة وكسرة وصبرة وَكتاب وغراب وجع فِي الْحلق أَو دم يخنق فَيقْتل كَمَا فِي الْقَامُوس وَهُوَ نوع ردئ من الخناق (إنْجَاح)
قَوْله لَا بلغن أَو لابلين بِصِيغَة الْمُتَكَلّم مَعَ النُّون الثَّقِيلَة أَي وَالله لَا بالغن فِي علاجه أقْصَى دَرَجَات العلاج أَو اختبرن حَاله فِي العلاج وَقَوله فِي أبي امامة عذرا هُوَ كنية اِسْعَدْ بن زُرَارَة عذرا مفعول لابلغن وَحَاصِله ابالغ فِي علاجه حَتَّى ابلغ عذرا من جَانِبي بِحَيْثُ لَا يبْقى لَاحَدَّ فِي ذَلِك موقع كَلَام ومقال ان لَا عالجتموه حق علاجه (إنْجَاح)
قَوْله ميتَة سوء بِفَتْح السِّين وضمة أَي مَاتَ ميتَة تسوئنا لِأَن الْيَهُود يَقُولُونَ أَفلا دفع النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن صَاحبه الْمَوْت ثمَّ بَين ان قَوْلهم هَذَا من السفاهة والجهالة لِأَنِّي لَا املك لَهُ وَلَا لنَفْسي ضرا وَلَا نفعا وَالله اعْلَم (إنْجَاح)
قَوْله(1/249)
[3493] فكواه على اكحله الاكحل عرق فِي وسط الْيَد مَعْرُوف يُقَال لَهُ نهرة الحيوة ونهر الْبدن وبالفارسية بفت اندام (إنْجَاح)
[3495] عَلَيْكُم بالأثمد أَي الزموا عَلَيْكُم بالكحل الْأَصْفَهَانِي ويجئ طَريقَة الِاسْتِعْمَال فِي رِوَايَة أُخْرَى وفضيلتها ونفعها لَا يحد وَلَا يُحْصى (إنْجَاح)
قَوْله عَلَيْكُم بالأثمد بِكَسْر الْهمزَة وَالْمِيم وَسُكُون الْمُثَلَّثَة بَينهمَا يَقُول عَلَيْكُم بالأثمد عِنْد النّوم روى بن النجار فِي تَارِيخه عَن أبي عمر الزَّاهِد قَالَ أَخْبرنِي العطاني قَالَ أَخْبرنِي بعض ندماء المتَوَكل قَالَ قَالَ المتَوَكل الطبيبة الْكَبِير مَا تَقول فِي الْكحل بِاللَّيْلِ قَالَ لَا تقربه فَقَالَ لَهُ لم قَالَ لِأَن الْعين شحمة والكحل حجر فَإِذا خلا الْحجر بالشمة اذابها فَقَالَ لَهُ عَليّ بن الجهم يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ لَا تقبل من هَذَا الْكَافِر مَا قَالَ لِأَن سيدنَا مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يكتحل بِاللَّيْلِ فَقَالَ لَهُ الطَّبِيب انْظُر مَا قلت لِأَن سيدكم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا ينَام بِاللَّيْلِ عبَادَة وَصَلَاة فَمَا كَانَ الْكحل يضرّهُ فَمن احب ان لَا يضرّهُ الْكحل فَلْيفْعَل كَمَا فعل (إنْجَاح)
قَوْله
[3498] من اكتحل فليوتر أَي من أَرَادَ الاكتحال فليوتر أَي ثَلَاثًا مُتَوَالِيَة فِي كل عين وَقيل ثَلَاثًا فِي الْيُمْنَى واثنين فِي الْيُسْرَى ليَكُون الْمَجْمُوع وترا والتثليث علم من فعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انه كَانَت مكحلة يكتحل مِنْهَا كل لَيْلَة ثَلَاثَة فِي هَذِه ثَلَاثَة فِي هَذِه (إنْجَاح)
قَوْله من فعل فقد أحسن أَي فعل فعلا حسنا يُثَاب عَلَيْهِ لِأَنَّهُ سنة رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنه تخلق بأخلاق الله تَعَالَى فَإِن الله وتر يحب الْوتر وَهَذَا يدل على اسْتِحْبَاب الابتار فِي الْأُمُور (إنْجَاح)
قَوْله
[3500] وَلكنه دَاء قَالَ النَّوَوِيّ وَفِيه التَّصْرِيح بِأَنَّهَا لَيست بدواء فَيحرم التَّدَاوِي بهَا لِأَنَّهَا لَيست بدواء فَكَأَنَّهُ يَتَنَاوَلهَا بِلَا سَبَب وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح عِنْد أَصْحَابنَا انه يحرم التَّدَاوِي بهَا وَكَذَا يحرم شربهَا وَأما إِذا غص بلقمة وَلم يجد مَا يسيغها بِهِ الا خمل فَيلْزمهُ الا ساغة بهَا لِأَن حُصُول الشِّفَاء بهَا حِينَئِذٍ مَقْطُوع بِهِ بِخِلَاف التَّدَاوِي انْتهى وَقَالَ الْخطابِيّ اسْتعْمل لفظ الدَّاء فِي الْإِثْم كَمَا اسْتَعْملهُ فِي الْعَيْب فِي قَوْله وَأي دَاء اردأ من الْبُخْل فنقلها من أَمر الدُّنْيَا الى أَمر الْآخِرَة وحولها من بَاب الطبيعة الى بَاب الشَّرِيعَة وَهَذَا كَقَوْلِه فِي الرقوب هُوَ الَّذِي لم يمت لَهُ ولد وَمَعْلُوم ان الرقوب فِي كَلَام الْعَرَب هُوَ الَّذِي لَا يعِيش لَهُ ولد وكقولهم فِي الصرعة وَفِي الْمُفلس فَكل هَذَا على معنى ضرب الْمثل وتحويله عَن أَمر الدُّنْيَا وَقَالَ السُّبْكِيّ كلما يَقُول الْأَطِبَّاء وَغَيرهم فِي الْخمر من الْمَنَافِع فَهُوَ شَيْء كَانَ عِنْد شَهَادَة الْقُرْآن بِأَن فِيهَا مَنَافِع للنَّاس قبل تَحْرِيمهَا وَأما بعد نزُول التَّحْرِيم فَإِن الله الْخَالِق لكل شَيْء سلبها الْمَنَافِع جملَة وعَلى هَذَا يدل قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان الله لم يَجْعَل شِفَاء أمتِي فِيمَا حرم عَلَيْهَا (مرقاة)
قَوْله
[3501] خير الدَّوَاء الْقُرْآن كَونه خير الدَّوَاء مُوَافق للتنزيل وننزل من الْقُرْآن مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَة للْمُؤْمِنين بل فِي كل سُورَة وَآيَة شِفَاء وَرَحْمَة مملو ومشحون كَمَا قَالَ الْمخبر الصَّادِق فِي فَضَائِل الْفَاتِحَة انها دَوَاء من كل دَاء على ان فِي كل لفظ وحرف مِنْهُ شِفَاء لكل دَاء ظَاهرا كَانَ أَو بَاطِنا حسيا أَو معنويا تعجز فِي تَحْرِير فضائلها الأقلام والجرأة لبيانه مزلة الاقدام إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3505] ثمَّ ليطرحه أَي الذُّبَاب وَمن ثمَّ ذهب أَبُو حنيفَة ان موت الذُّبَاب لَا يفْسد المَاء إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله(1/250)
[3509] مر عَامر بن ربيعَة هُوَ صَحَابِيّ هَاجر هجرتين وَشهد بَدْرًا وَسَهل بن حنيف هُوَ الْأنْصَارِيّ شهد بَدْرًا وأحدا (إنْجَاح)
قَوْله وَلَا جلد مخبأة هِيَ بِمُعْجَمَة فموحدة مَهْمُوز بِاللَّامِ من التفعيل الْجَارِيَة الَّتِي فِي خدرها لم تتَزَوَّج بعد لِأَن صيانتها ابلغ مِمَّن قد تزوجت وجلدها انْعمْ من خبأته فأختبأ أَي سترته فاستتر مَعْطُوف على لم ار مَحْذُوف أَي لم ار جلد غير مخبأة كَجلْد رَأَيْت الْيَوْم وَلَا جلد مخبأة فَقَوله كَالْيَوْمِ صفة يَعْنِي كَانَ جلد سهل لطيفا (إنْجَاح)
قَوْله فَمَا لبث ان لبط أَي صرع وَسقط الى الأَرْض من تَأْثِير عين عَامر وَقَوله فَليدع لَهُ بِالْبركَةِ أَي ليقل لَهُ بَارك الله عَلَيْك حَتَّى لَا تُؤثر فِيهِ عُيَيْنَة (إنْجَاح)
قَوْله فَأمر عَامر ان يتَوَضَّأ الخ قَالَ النَّوَوِيّ وصف وضوء الْعين عِنْد الْعلمَاء ان يوتى بقدح مَاء وَلَا يوضع الْقدح على الأَرْض فَيَأْخُذ العائن غرفَة فيتمضمض ثمَّ يمجها فِي الْقدح ثمَّ يَأْخُذ مِنْهُ يغسل بِهِ وَجهه ثمَّ يَأْخُذ بِشمَالِهِ مَاء يغسل بِهِ كَفه الْيُمْنَى ثمَّ بِيَمِينِهِ مَاء يغسل بِهِ مرفقه الْأَيْسَر وَلَا يغسل مَا بَين الْمرْفقين وَالْكَفَّيْنِ ثمَّ يغسل قدمه الْيُمْنَى ثمَّ الْيُسْرَى ثمَّ ركبته الْيُمْنَى ثمَّ الْيُسْرَى على الصّفة الْمُتَقَدّمَة وكل ذَلِك فِي الْقدح ثمَّ دَاخل إزَاره وَإِذا اسْتكْمل هَذَا صبه من خَلفه على رَأسه وَهَذَا الْمَعْنى لَا يُمكن تَعْلِيله وَمَعْرِفَة وَجهه إِذْ لَيْسَ فِي قُوَّة الْعقل الِاطِّلَاع على جَمِيع اثار المعلومات ذكره الطَّيِّبِيّ إنْجَاح فاسترقى لَهُم قَالَ نعم قَالَ فِي النِّهَايَة قد تكَرر ذكر الرّقية والرقية العوذة الَّتِي يرقى بهَا صَاحب آفَة كالحمى والصرع وَغير ذَلِك وَفِي آخر لَا يسْتَرقونَ وَلَا يَكْتَوُونَ وَالْأَحَادِيث فِي الْقسمَيْنِ كَثِيره وَالْجمع بَينهمَا ان مَا كَانَ بِغَيْر اللِّسَان الْعَرَبِيّ وَبِغير كَلَام الله تَعَالَى واسمائه وَصِفَاته فِي كتبه الْمنزلَة أَو ان يعْتَقد ان الرقيا نافعة قطعا فيشكل عَلَيْهَا فمكروه وَهُوَ المُرَاد بقوله مَا توكل من استرقي وَمَا كَانَ بِخِلَاف ذَلِك فَلَا يكره وَلذَا قَالَ لمن رقى بِالْقُرْآنِ وَأخذ الْأجر من اخذ برقية بَاطِل فقد أخذت برقية حق وَمِنْه قَوْله اعرضوها على فعرضناها فَقَالَ لَا بَأْس بهَا انما هِيَ مواثيق كَأَنَّهُ خَافَ ان يَقع فِيهَا شَيْء مِمَّا كَانَ يتلفظون بِهِ ويعتقدونه من الشّرك فِي الْجَاهِلِيَّة وَمَا كَانَ بِغَيْر الْعَرَبِيّ مِمَّا لَا يُوقف عَلَيْهِ فَلَا يجوز اسْتِعْمَاله وَأما حَدِيث لَا رقية الا من عين أَو حمة مَعْنَاهُ لَا رقية أولى وانفع كلا فَتى الا على رَضِي
وَأما حَدِيث لَا يسْتَرقونَ وَلَا يَكْتَوُونَ فَهُوَ صفة الْأَوْلِيَاء المعرضين عَن الْأَسْبَاب لَا يلتفتون الى شَيْء من العلائق وَتلك دَرَجَة الْخَواص والعوام رخص لَهُم التَّدَاوِي والمعالجات وَمن صَبر على الْبلَاء وانتظر الْفرج من الله بِالدُّعَاءِ كَانَ من جملَة الْخَواص وَمن لم يصبر رخص لَهُ فِي الرّقية والعلاج والدواء الا ترى انه قبل من الصّديق جَمِيع مَاله وَأنكر على آخر فِي مثل بَيْضَة الْحمام ذَهَبا انْتهى
قَوْله
[3513] لَا رقية الا من عين أَو حمة هُوَ بالخفة السم وَقد يشدد وَيُطلق على ابرة الْعَقْرَب للمجاورة لِأَن السم مِنْهَا يخرج واصله حموا وَحمى كصرد وَالْهَاء عوض عَن لامه المحذوفة كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله لَا رقية الا من عين اوحمة أَي من ذَوَات السمُوم فِي شرح السّنة لم يرد بِهِ نفي جَوَاز الرّقية من غَيرهمَا بل يجوز الرّقية بِذكر الله تَعَالَى فِي جَمِيع الاوجاع وَمعنى الحَدِيث لَا رقية أولى وانفع من رقيتهما كَمَا يُقَال لَا فَتى الا عَليّ لَا سيف الا ذُو الفقار لِأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يرقى أَصْحَاب الْمَرَض والاوجاع بالكلمات التامات والايات وَيُمكن ان يكون معنى الحَدِيث وَالله أعلم لَا رقية ضَرُورَة تلجئه من جِهَة إِصَابَة الْعين والحمة فَإِنَّهُمَا مهلكان بِسُرْعَة أَو موقعتان فِي مشقة عَظِيمَة كَذَا فِي المرقات
قَوْله
[3516] والنملة هُوَ بِفَتْح نون وَسُكُون مِيم قُرُوح تخرج بالجنب وَكَأَنَّهَا سميت نملة لتفشيها وانتشارها (إنْجَاح)
قَوْله
[3519] عرضت النهشة من الْحَيَّة النهشة فِي الأَصْل اللسعة فِي الْقَامُوس نهشه كمنعه نهشه ولسعه عضه واخذه بأضراسه انْتهى وَالْمرَاد هَهُنَا الرّقية الَّتِي يسترقى بهَا من نهشة الْحَيَّة مجَازًا (إنْجَاح)
قَوْله
بَاب مَا عوذ بِهِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا عوذ بِهِ الأول بِصِيغَة الْمَبْنِيّ للْفَاعِل أَي مَا عوذ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيره من الرقى والدعوات والايات وَالثَّانِي بِصِيغَة الْمَبْنِيّ للْمَفْعُول أَي مَا عوذه بِهِ غَيره أَي جِبْرَائِيل السَّلَام حَيْثُ عوذ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِين اشْتَكَى كَمَا سَيَأْتِي من حَدِيثي أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة (إنْجَاح)
قَوْله
[3521] تربة ارضنا خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي هَذِه تربة ارضنا بريقه بَعْضنَا يدل على انه كَانَ يتفل عِنْد الرّقية قَالَ النَّوَوِيّ معنى الحَدِيث انه اخذ من ريق نَفسه على أُصْبُعه السبابَة ثمَّ وَضعهَا على التُّرَاب فعلق بِهِ شَيْء مِنْهُ ثمَّ مسح بِهِ الْموضع العليل أَو الجريح قَائِلا للْكَلَام الْمَذْكُور فِي حَالَة الْمسْح (إنْجَاح)
قَوْله ليشفى سقيمنا مُتَعَلق بِمَحْذُوف أَي قُلْنَا هَذَا القَوْل أَو صنعنَا هَذَا الصَّنِيع ليشفى سقيمنا (إنْجَاح)
قَوْله(1/251)
[3522] من شَرّ مَا أجد واحاذر تعوذ من وجع ومكروه هُوَ فِيهِ وَمِمَّا يتَوَقَّع حُصُوله فِي الْمُسْتَقْبل من الْحزن وَالْخَوْف فَإِن الحذر الِاحْتِرَاز عَن مخوف طيبي
قَوْله من شَرّ النفاثات أَي السواحر اللَّاتِي ينفثن فِي الْعُقُود وَالْمرَاد فِي الْآيَة بَنَات لبيد الْيَهُود سحرن رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إنْجَاح)
قَوْله أعوذ بِكَلِمَات الله التَّامَّة قَالَ الطَّيِّبِيّ هِيَ علمه أَو كَلَامه أَو الْقُرْآن وَقيل أَرَادَ بهَا أسماءه الْحسنى وَكتبه الْمنزلَة لخلوها عَن النَّوَازِل والعوارض بِخِلَاف كَلِمَات النَّاس انْتهى وَقَالَ الْكرْمَانِي أَرَادَ كل كَلِمَاته عُمُوما أَو نَحْو المعوذتين والتامة صفة لَازِمَة إِذْ كل كَلِمَاته تَامَّة أَي لَيْسَ فِي شَيْء من كَلَامه نقص أَو عيب وَقيل أَي النافعة للمتعوذ بهَا وَتَحفظه من الْآفَات وَقَالَ الزَّرْكَشِيّ التَّامَّة الْمُبَارَكَة وتمامها فَضلهَا وبركتها انْتهى
قَوْله من كل شَيْطَان وَهَامة الهامة كل ذَات سم يقتل وَجمعه الْهَوَام وَمَا يسم وَلَا يقتل فسامة كالعقرب والزنبور وَقد يَقع الهامة على مَا يدب من الْحَيَوَان وان لم يقتل كَذَا فِي الْجمع إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله وَمن كل عين لَامة أَي ذَات لمَم واللمم طرف من الْجُنُون يلم بالإنسان أَي يقرب مِنْهُ ويعتريه وَالْأَصْل ملمة لِأَنَّهَا من الممت وَعدل عَنهُ للمزاوجة أَي للمشاكلة هَامة وتامة كَذَا فِي الدّرّ النثير (إنْجَاح)
[3526] من شَرّ عرق نعار بِفَتْح النُّون وَتَشْديد الْعين الْمُهْملَة أَي الممتلي من الدَّم يُقَال نعر الْعرق إِذا فار مِنْهُ الدَّم واليعار كغراب صَوت الْغنم أَو الْمعز والشديد من اصوات الشَّاء فَكَأَنَّهُ أَرَادَ من الْعرق الصوات الْبَاغِي والطاغي وَالله أعلم إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله من شَرّ عرق نعار هُوَ بِفَتْح النُّون وَتَشْديد الْعين من نعر الْعرق بِالدَّمِ إِذا ارْتَفع وَعلا ويعار بِضَم الْيَاء التَّحْتِيَّة وَفتح الْعين وَتَشْديد الرَّاء من العرارة وَهِي الشدَّة وَسُوء الْخلق وَمِنْه إِذا استعر عَلَيْكُم شَيْء من الْغنم أَي ند واستعصى وَأما يعار فَلم نجد لَهُ فِي كتب اللُّغَة معنى يُنَاسب هَذَا الْمقَام (فَخر)
قَوْله
[3528] كَانَ ينفث فِي الرّقية أَي كَانَ يقْرَأ المعوذات ثمَّ ينفث علىالمريض أَو على نَفسه كَمَا بَينه الحَدِيث الَّاتِي (إنْجَاح)
قَوْله
[3530] ترقى من الْحمرَة أَي الْحمرَة تعلو الْجَسَد من الْمَرَض (إنْجَاح)
قَوْله ان الرقى والتمائم والتولة الخ التمائم جمع تَمِيمَة وَهِي التعويذة ألْقى تعلق بِالصَّبِيِّ وَقيل هِيَ خزرات كَانَت الْعَرَب تعلق على الصَّبِي لدفع الْعين بزعمهم وَهُوَ بَاطِل ثمَّ اتسعوا فِيهَا حَتَّى سموا بهَا كل عوذة والتولة بِكَسْر التَّاء وتضم وَفتح الْوَاو نوع منالسحر وَقيل هِيَ مَا يحبب الْمَرْأَة الى زَوجهَا ذكره الطَّيِّبِيّ أَو خيط يقْرَأ فِيهِ من السحر للمحبة أَو غَيرهَا وَهَذِه الْأَشْيَاء كلهَا بَاطِلَة لابطال الشَّرْع إِيَّاهَا لِأَن اتحاذها يدل على اعْتِقَاد تأثيرها وَهُوَ يُفْضِي الى الشّرك ذكره الْقَارِي (إنْجَاح)
قَوْله قَالَ هَذِه من الواهنة قَالَ فِي مجمع الْبحار هِيَ عرق يَأْخُذ فِي الْمنْكب وَفِي الْيَد كلهَا فترقى مِنْهَا وَقيل هُوَ مرض يَأْخُذ فِي الْعَضُد أَو رُبمَا علق عَلَيْهَا جنس من الخزر يُقَال لَهَا خزر الواهنة وَهِي تَأْخُذ الرِّجَال دون النِّسَاء وَإِنَّمَا نهى عَنْهَا لِأَنَّهُ اتخذها على انها تعصمه من الالم كالتمائم الْمنْهِي عَنْهَا (إنْجَاح)
قَوْله
بَاب النشرة هُوَ بِالضَّمِّ ضرب من الرّقية والعلاج لمن ظن بِهِ مس من الْجِنّ وَسميت نشرة لأَنهم كَانُوا يرَوْنَ انه ينشر بهَا عَنهُ مَا خامره من الدَّاء أَي تكشف عقلا لَيْسَ كعقول النَّاس أَي بل هُوَ اعقل مِنْهُم إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3534] ذِي الطفيتين وَهِي حَيَّة خبيثة على ظهرهَا خطان اسودان والطفية بِالضَّمِّ خوصَة الْمقل أَي ورقة وَجَمعهَا طفى شبه الخطان بِهِ (إنْجَاح)
قَوْله
[3536] يُعجبهُ الفأل الْحسن الفأل بِالْهَمْزَةِ فِيمَا يسر ويسؤو الطَّيرَة فِيمَا يسوء الا نَادرا تفالت بِهِ وتفالت على التَّخْفِيف وَالْقلب وَقد اولع النَّاس بترك همزَة تَخْفِيفًا والطيرة بِكَسْر طاء وَفتح يَاء وَقد تسكن التشاؤم لشَيْء وَهُوَ مصدر تطير طيرة كتخير خيرة وَلم يجِئ من الْمصدر هَكَذَا غَيرهمَا وَأَصله التطير بالوافح والسوارغ من الطير والظباء وَغَيرهمَا وَأَنَّهُمْ كَانُوا ينفرون الظباء والطيور فَإِذا أخذت ذَات الْيَمين يتْركُوا وَهُوَ السانح وان أخذت ذَات الشمَال تشَاء مرا وَهُوَ البارح وَكَانَ يصدهم عَن مقاصدهم فنفاه الشَّرْع وَنَهَاهُ عَنهُ وَأخْبر ان لَا تَأْثِير لَهُ فِي جلب نفع أَو دفع ضَرَر والتفاؤل مثلا ان يسمع العليل الْمَرِيض أَو طَالب الضَّالة يَا سَالم أَو يَا وَاجِد فَظن بُرْؤُهُ ووجدان مَطْلُوبه وَقد جَاءَت الطَّيرَة بِمَعْنى الْجِنْس والفأل بِمَعْنى النَّوْع وَمِنْه اصدق الطَّيرَة أَو أحْسنهَا أَو خَيرهَا الفأل وَإِنَّمَا احب الفأل لِأَن النَّاس إِذا املوا فَوَائِد الله ورجوا عوائده عِنْد كل سَبَب ضَعِيف أَو قوى فهم على خير وان غلطوا فِي جِهَة الرَّجَاء فَإِن الرَّجَاء لَهُم خير وَإِذا قطعُوا املهم وَرَجَاءَهُمْ من الله كَانَ ذَلِك من الشَّرّ فالطيرة فِيهَا سوء الظَّن بِاللَّه تَعَالَى وتوقع الْبلَاء هَذَا ملتقط من مجمع الْبحار قَالَ القَاضِي لَا يجوز الْعَمَل بالطيرة وَهُوَ التفاؤل بالطير والتشاؤم بهَا كَانُوا يجْعَلُونَ الْعبْرَة فِي ذَلِك تَارَة بالأسماء وَتارَة بالأصوات وَتارَة بالسنوح والبروح وَكَانُوا يهيجونها من اماكنها لذَلِك ثمَّ البارح هُوَ الَّذِي يمر من ميامنك الى مياسرك والسانح عكس ذَلِك انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله(1/252)
[3537] لَا عدوى الخ الْعَدْوى اسْم من الْأَعْدَاء كالبقوى من الابقاء اعداه الدَّاء بَان يُصِيبهُ مثل مَا بِصَاحِب الدَّاء وَهَهُنَا مُجَاوزَة الْعلَّة من صَاحبهَا الى غَيره وَذَلِكَ على مَا ذهب اليه المطببة وَقد اخْتلف الْعلمَاء فِي تَأْوِيل هَذَا مِنْهُم من يَقُول ان المُرَاد مِنْهُ نفي ذَلِك وابطاله على مَا يدل عَلَيْهِ ظَاهر الحَدِيث وَمِنْهُم من يرى انه لم يرد ابطاله كَمَا يدل عَلَيْهِ قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام فر من المجذوم الحَدِيث وَإِنَّمَا أَرَادَ بذلك نفي مَا اعتقدوا ان الْعِلَل الردية مُؤثرَة لَا محَالة فاعلمهم انه لَيْسَ كَذَلِك بل هُوَ مُتَعَلق بالمشية ان شَاءَ كَانَ وان لم يَشَأْ لم يكن وَيُشِير الى هَذَا الْمَعْنى قَوْله فَمن اعدى الأول وَبَين بقوله فر من المجذوم ان مداناة ذَلِك من أَسبَاب الْعلَّة خلقَة فالاتقاء مِنْهُ كاتقائه من الْجِدَار المائل كَذَا قَالَ الطَّيِّبِيّ (إنْجَاح)
وَمَا منا أحد الا ان يعرض لَهُ الْوَهم من قبل الطَّيرَة فَلم يُصَرح بذلك الْحَالة الْمَكْرُوهَة وَلَكِن الله يذهب ذَلِك الْمَكْرُوه بالتوكل عَلَيْهِ ذكره السَّيِّد جمال الدّين وَفِي الْمجمع وَمعنى يذهبه بالتوكل مِنْهُ إِذا خطر لَهُ عَارض التطير فتوكل عَلَيْهِ وَسلم عَلَيْهِ وَلَو لم يعْمل بِهِ عقوله وَحذف الْمُسْتَثْنى لما فِيهِ من سوء حَال فَإِنَّهُم يرَوْنَ مَا يتشاءمون سَببا مؤثرا أَو مُلَاحظَة الْأَسْبَاب شرك خَفِي فَكيف إِذا انْضَمَّ اليه سوء اعْتِقَاد انْتهى قَالَ التِّرْمِذِيّ سَمِعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل يَعْنِي البُخَارِيّ يَقُول كَانَ سُلَيْمَان بن حَرْب يَقُول فِي هَذَا الحَدِيث هَذَا عِنْدِي قَول بن مَسْعُود أَي قَوْله وَمَا منا الخ (إنْجَاح)
قَوْله وَلَا هَامة بتَخْفِيف الْمِيم أَي اسْم طير يتشاءم بِهِ النَّاس وَهُوَ طير كَبِير يضعف بَصَره بِالنَّهَارِ ويطير بِاللَّيْلِ ويصوت وَيُقَال هُوَ البومة وَقيل كَانَت الْعَرَب تزْعم ان عِظَام الْمَيِّت إِذا بليت تصير هَامة تخرج من الْقَبْر تَتَرَدَّد وَتَأْتِي بأخبار أَهلهَا وَقيل كَانَت تزْعم ان روح الْقَتِيل الَّذِي لَا يدْرك بثأره يصير هَامة فَيَقُول اسقوني اسقوني فَإِذا أدْرك بثاره طارت فَأبْطل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِه الادعاء والزعوم (إنْجَاح)
قَوْله وَلَا صفر بِفتْحَتَيْنِ كَانَت الْعَرَب تزْعم انه حَيَّة فِي الْبَطن واللدغ الَّذِي يجده الْإِنْسَان عِنْد الْجُوع من عضه وَقيل هُوَ الشَّهْر الْمَعْرُوف كَانُوا يتشاءمون بِدُخُولِهِ ويزعمون ان فِيهِ يكثر الدَّوَاهِي والفتن وَقيل أَرَادَ بِهِ النسيء فَإِن أهل الْجَاهِلِيَّة يحلونه عَاما ويحرمونه عَاما ويجعلون الْمحرم صفرا ويجعلون صفرا من اشهر الْحرم قَالَ جلّ ذكره إِنَّمَا النسيئ زِيَادَة فِي الْكفْر الْآيَة فَأبْطل كل هَذِه المزعومات ونفاها الشَّارِع (إنْجَاح)
قَوْله
[3541] لَا يُورد الممرض الخ هَذَا من قبيل حَدِيث فر من المجذوم من ان مداناة مثل هَذِه من الْأَسْبَاب العادية فالاتقاء مِنْهُ كالاتقاء من الْجِدَار المائل الى السُّقُوط (إنْجَاح)
قَوْله
[3545] قَالَ مطبوب أَي مسحور المشاطة مَا يسْقط من شعر الرَّأْس واللحية عِنْد التسريح بالمشط والجف بِضَم جِيم وَشدَّة فَاء وعَاء طلع النّخل وَهُوَ الغشاء الَّذِي عَلَيْهِ وأضاف الطلعة الى ذكر فَإِن النّخل نَوْعَانِ ذكر وانثى وبير ذِي اروان بِفَتْح الْهمزَة وَضبط بَعضهم ذروان بِفَتْح الذَّال الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء الْمُهْملَة ثمَّ الْوَاو الْمَفْتُوحَة هُوَ بير لبنى زُرَيْق بِالْمَدِينَةِ (إنْجَاح)
قَوْله ولكان نخلها الخ قَالَ الْقَارِي قَالَ التوربشتي أَرَادَ بِالنَّخْلِ طلع النّخل وَإِنَّمَا اضافه الى البير لِأَنَّهُ كَانَ مَدْفُونا فِيهَا وَأما تَشْبِيه ذَلِك برؤس الشَّيَاطِين فَلَمَّا صادفوه عَلَيْهِ من الوحشة والنفرة وقبح المنظر وَكَانَت الْعَرَب تعد صور الشَّيَاطِين من أقبح المناظر ذَهَابًا فِي الصُّورَة الى مَا يَقْتَضِيهِ الْمَعْنى انْتهى ثمَّ الْحِكْمَة فِي تَأْثِير السحر فِي الْجِسْم الشريف صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِظْهَار ان السحر حق ثَابت جرت بِهِ السّنة الإلهية وَإِظْهَار صِحَة نبوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِن السحر لَا يُؤثر فِي السَّاحر كَذَا فِي اللمعات (إنْجَاح)
قَوْله كرهت ان أثير على النَّاس شرا أَي افشي عَلَيْهِم لأَنهم إِذا رَأَوْا ذَلِك تعلمُوا مِنْهُ والمصلحة فِي هَذِه الْأُمُور اخفاؤها ثمَّ الْحِكْمَة فِي تَأْثِير السحر فِي جِسْمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِظْهَار أَن السحر حق ثَابت جرت بِهِ السّنة الإلهية وَإِظْهَار صِحَة نبوته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِن السحر لَا يُؤثر فِي السَّاحر وَكَانَ سحره بعد رُجُوعه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الْحُدَيْبِيَة فِي ذِي الْحجَّة من السّنة السَّادِسَة وَمُدَّة بَقَائِهِ قيل أَرْبَعُونَ يَوْمًا وَفِي رِوَايَة سِتَّة اشهر وَفِي رِوَايَة سنة وَيجمع بِأَن قوته وغلبته كَانَت أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَوُجُود اثاره الى سِتَّة اشهر وَبَقِيَّة بعض بقاياه الى سنة لمعات
قَوْله(1/253)
[3546] لَا يزَال يصيبك كل عَام وجع الخ اخْرُج البُخَارِيّ عَن عَائِشَة قَالَت كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول من مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ يَا عَائِشَة مَا أَزَال أجد الم الطَّعَام الَّذِي اكلته بِخَيْبَر وَهَذَا اوان وجدت انْقِطَاع ابهري من ذَلِك السم والابهر بِفَتْح الْهمزَة وَالْهَاء بَينهمَا مُوَحدَة عرق يتَعَلَّق بِهِ الْقلب فَإِذا انْقَطع مَاتَ صَاحبهَا والسر فِي ذَلِك ان يَنْضَم لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ النُّبُوَّة دَرَجَة الشَّهَادَة أَيْضا (إنْجَاح)
قَوْله من الشَّاة المسمومة الخ قَالَ النَّوَوِيّ والفاعلة للسم الْمَرْأَة الْيَهُودِيَّة وَاسْمهَا زَيْنَب بنت الْحَارِث أُخْت مرحب الْيَهُودِيّ رَأينَا تَسْمِيَتهَا هَذِه فِي مغازي مُوسَى بن عقبَة وَدَلَائِل النُّبُوَّة للبيهقي قَالَ القَاضِي عِيَاض وَاخْتلف الْآثَار وَالْعُلَمَاء هَل قَتلهَا النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم لَا فَوَقع فِي مُسلم انهم قَالُوا الا نقتلها قَالَ لَا وَمثله عَن أبي هُرَيْرَة وَجَابِر وَعَن جَابر من رِوَايَة أبي سَلمَة انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتلهَا وَفِي رِوَايَة بن عَبَّاس انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَفعهَا الى أَوْلِيَاء بشر بن الْبَراء بن الْمَعْرُور وَكَانَ أكل مِنْهَا فَمَاتَ بهَا فَقَتَلُوهَا وَقَالَ بن سَحْنُون اجْمَعْ أهل الحَدِيث ان رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَتلهَا قَالَ القَاضِي وَجه الْجمع بَين هَذِه الرِّوَايَات انه لم يَقْتُلهَا وَلَا حِين اطلع على سحرها وَقيل لَهُ اقتلها فَقَالَ لَا فَلَمَّا مَاتَ بشر بن الْبَراء من ذَلِك سلمهَا لاوليائه فَقَتَلُوهَا قصاصا فَيصح قَوْلهم لم يَقْتُلهَا أَي فِي الْحَال وَيصِح قَوْلهم قَتلهَا أَي بعد ذَلِك انْتهى
قَوْله قَالَ بِهِ لمَم أَي مس من الْجِنّ أَو جُنُون فِي الْقَامُوس واللمم محركة الْجُنُون والملموم الْمَجْنُون واصابته من الْجِنّ مِلَّة أَي مس أَو خبلى انْتهى (إنْجَاح)
[3550] فِي خميصة قَالَ فِي النِّهَايَة هِيَ ثوب خَزًّا وصوف معلم وَقيل لَا تسمى خميصة الا ان تكون سَوْدَاء معلمة وَكَانَت من لِبَاس النَّاس قَدِيما وجمعهما خمائص إنْجَاح وزجاجة
قَوْله اذْهَبُوا بهَا الى أبي جهم بِفَتْح مُعْجمَة وَكسر مِيم روى انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتى بخميصتين فَلبس إِحْدَاهمَا وَبعث بِالْأُخْرَى الى أبي جهم ثمَّ بعث اليه بعد الصَّلَاة الملبوسة وَطلب مِنْهُ الاخر (إنْجَاح)
قَوْله بانبجانيته قَالَ الطَّيِّبِيّ الْمَحْفُوظ بِكَسْر الْبَاء الْمُوَحدَة ويروى بِفَتْحِهَا وَهُوَ مَنْسُوب الى منبج الْمَدِينَة الْمَشْهُور وَهِي مَكْسُورَة الْبَاء فتحت فِي النِّسْبَة وابدلت الْمِيم همزَة وَقيل انه مَنْسُوب الى مَوضِع اسْمه انبيجان وَهُوَ أشبه وَالْأول فِيهِ تعسف وَهُوَ كسَاء يتَّخذ من الصُّوف وَله خمل وَلَا علم لَهُ وَهُوَ من ادون الثِّيَاب الغليظة والهمزة فِيهَا زَائِد وَقيل مَنْسُوب الى اذربيجان وَقد حذف بعض حروفها وعرب وَقيل إِنَّمَا أرسل الى أبي جهم لِأَنَّهُ الَّذِي أرسل تِلْكَ الخميصة اليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَطلب انبجانية فالحكمة فِيهِ ان لَا يتَأَذَّى قلبه بردهَا اليه وَفِيه ايذان بِأَن للصور والاشياء الظَّاهِرَة تَأْثِيرا فِي النُّفُوس الظَّاهِرَة والقلوب الزاكية (إنْجَاح)
قَوْله
[3551] تَدعِي الملبدة قَالَ الْعلمَاء الملبد بِفَتْح الْبَاء وَهُوَ المرقع يُقَال لبدت الْقَمِيص الملبدة بِالتَّخْفِيفِ فيهمَا لبدته والبدته بِالتَّشْدِيدِ وَقيل هُوَ الَّذِي ثخن وَسطه حَتَّى صَار كاللبد وَقَالَ الشَّيْخ فِي اللمعات وَفِي هَذَا الحَدِيث وَأَمْثَاله بَيَان مَا كَانَ صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِ من الزهادة فِي الدُّنْيَا والاعراض من متاعها وَقد جَاءَ فِي بعض الرِّوَايَات انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قد لبس فِي بعض الاحيان أحسن الملابس واعلاها اما بَيَانا للْجُوَاز وابتلا فالقلب مهديها أَو رفعا للتكلف حِين حضر ذَلِك وَالْأَكْثَر انه حِين لبس الاحسن وهبه فِي سَاعَة والبسه غَيره وَتَحْقِيق الْمقَام ان الْأَحَادِيث كَمَا وَردت فِي بَاب فَضِيلَة الزّهْد وَترك التنعم فِي ملاذ الدُّنْيَا وملابسها ومتاعها وَالتَّرْغِيب والتحريص عَلَيْهِ كَذَلِك وَقعت فِي شَأْن التجمل والزينة إِظْهَارًا للنعمة والغنى وتركا للتكلف وَالْمُعْتَبر فِي ذلكالقصد وَالنِّيَّة فَترك التجمل وَلبس ادون الثِّيَاب ان كَانَ للبخل والخسة وَإِظْهَار الْفقر والتزهد والطمع فِي أَيدي النَّاس ومرائيا بهم فَهُوَ مَذْمُوم وعَلى قصد الزّهْد والتواضع والايثار مَحْمُود وَكَذَلِكَ التزين والتجمل والترفع وَلبس افخر الملابس ان كَانَ على وَجه التكبر وَالْخُيَلَاء والتفاخر والبطر والاسراف فَهُوَ قَبِيح وَحرَام وان كَانَ لإِظْهَار النِّعْمَة والغناء أَو التعفف وَستر الْحَال فَهُوَ حسن وَهَذَا هُوَ القَوْل الفيصل انْتهى مُخْتَصرا
قَوْله
[3552] فِي شملة الخ الشملة مَا يشْتَمل بِهِ فَهُوَ أَعم من الْبردَة وَقد عقد عَلَيْهَا إِشَارَة الى صغرها (إنْجَاح)
قَوْله
[3554] وَلَا يطوى لَهُ ثوب اما لِأَنَّهُ كَانَ يُعْطِيهِ غَيره وَلَا يدّخر أَو الْمَعْنى انه كَانَ يخْدم نَفسه الشَّرِيفَة وَلَا يكل الى غَيره (إنْجَاح)
قَوْله فجَاء فلَان بن فلَان هُوَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَقَوله
[3555] فَكَانَت كَفنه يَوْم مَاتَ وَفِيه التَّبَرُّك بآثار الصَّالِحين حَيا وَمَيتًا (إنْجَاح)
قَوْله(1/254)
[3559] فاشتمال الصماء الخ قَالَ النَّوَوِيّ وَأما اشْتِمَال الصماء بِالْمدِّ فَقَالَ الْأَصْمَعِي هُوَ ان يشْتَمل بِالثَّوْبِ حَتَّى يُجَلل بِهِ جسده لَا يرفع مِنْهُ جانبا فَلَا يبْقى مَا يخرج مِنْهُ يَده وَهَذَا يَقُوله أَكثر أهل اللُّغَة قَالَ بن قُتَيْبَة سميت صماء لِأَنَّهَا سد المنافذ كلهَا كالصخرة الصماء الَّتِي لَيْسَ فِيهَا خرق وَلَا صدع قَالَ أَبُو عبيد وَأما الْفُقَهَاء فَيَقُولُونَ هُوَ ان يشْتَمل بِثَوْب لَيْسَ عَلَيْهِ غَيره ثمَّ يرفعهُ من أحد جانبيه فيضعه على أحد مَنْكِبَيْه قَالَ الْعلمَاء فعلى تَفْسِير أهل اللُّغَة يكره الاشتمال الْمَذْكُور لِئَلَّا تعرض لَهُ حَاجَة من دفع بعض الْهَوَام وَنَحْوهَا أَو غير ذَلِك فيعسر عَلَيْهِ أَو يتَعَذَّر فيلحقه الضَّرَر وعَلى تَفْسِير الْفُقَهَاء يحرم الاشتمال الْمَذْكُور ان انْكَشَفَ بِهِ بعض الْعَوْرَة والا فَيكْرَه واما الاحتباء بِالْمدِّ فَهُوَ ان يقْعد الْإِنْسَان على التييه وَينصب سَاقيه ويحتوي عَلَيْهِمَا بِثَوْب أَو نَحوه أَو بِيَدِهِ وَهَذِه الْقعدَة يُقَال لَهَا الحيوة بِضَم الْحَاء وَكسرهَا وَكَانَ هَذَا الاحتباء عَادَة للْعَرَب فِي مجَالِسهمْ فَإِن انْكَشَفَ مَعَه شَيْء من عَوْرَته فَهُوَ حرَام وَالله أعلم انْتهى
قَوْله فاشتمال الصماء بِمُهْملَة وَشد مِيم وَمد هُوَ ان يتجلل الرجل بِثَوْب وَلَا يرفع مِنْهُ جَانبهَا ويشد على يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ المنافذ كلهَا كالصخرة الصماء الَّتِي لَيْسَ فِيهَا خرق وَلَا صدع وَيَقُول الْفُقَهَاء هُوَ ان يتغطى بِثَوْب وَاحِد لَيْسَ عَلَيْهِ عتيرة فيرفعه من أحد جانبيه فيضعه على مَنْكِبَيْه فتنكشف عَوْرَته وَيكرهُ على الأول لِئَلَّا يعرض لَهُ حَاجَة من دفع بعض الْهَوَام أَو غَيره فيتعذر عَلَيْهِ أَو يعسر وَيحرم على الثَّانِي ان انْكَشَفَ بعض عَوْرَته والا يكره والاحتباء الاشتمال أَو الْجمع بَين ظَهره وساقيه بعمامة وَنَحْوهَا (إنْجَاح)
بَاب لبس الصُّوف قَالَ بن بطال كره مَالك لبس الصُّوف لمن يجد غَيره أَيْضا لما فِيهِ من الشُّهْرَة بالزهد لِأَن خَفَاء الْعَمَل أولى وَقَالَ وَلم ينْحَصر التَّوَاضُع فِي لبسه بل فِي الْقطن وَغَيره مَا هُوَ بِدُونِ ثمنه كَذَا فِي الْفَتْح الْبَارِي
قَوْله
[3567] فَإِنَّهَا اطهر واطيب قيل لبَقَائه على اللَّوْن الَّذِي خلقه الله عَلَيْهِ كَمَا أَشَارَ اليه سُبْحَانَهُ بقوله فطْرَة الله الَّتِي فطر النَّاس عَلَيْهَا لَا تَبْدِيل لخلق الله وَهَذَا الْمَعْنى هُوَ الْمُنَاسب جدا لاقترانه بقوله وكفنوا فِيهَا مَوْتَاكُم كَمَا فِي رِوَايَة فَفِيهِ إِيمَاء الى انهم يَنْبَغِي ان يرجِعوا الى الله جَمِيعًا حَيا وَمَيتًا بالفطرة الْأَصْلِيَّة المشبهة بالبياض وَهُوَ التَّوْحِيد الْجبلي بِحَيْثُ لَو خلى وطبعه لاختاره من غير نظر الى دَلِيل عَقْلِي أَو نقلي وَإِنَّمَا يُغَيِّرهُ الْعَوَارِض (مرقاة)
قَوْله
يجر سيره السّير بِالْفَتْح مَا يقد من الْجلد والسيراء كعيناء أَي بِكَسْر الأول وَفتح الثَّانِي وَالْمدّ نوع من البرود فِيهِ خطوط صفراء ويخالط حَرِير كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)
قَوْله
[3570] من جر إزَاره من الْخُيَلَاء الخ أَي تخيلا وتكبرا أَو تبخترا والبطر وَالْكبر والزهو والتبختر كلهَا أَلْفَاظ مُتَقَارِبَة وَالْمرَاد من النّظر نظر الرَّحْمَة ثمَّ الإسبال يكون فِي الْإِزَار والقميص والعمامة كَمَا فِي رِوَايَة أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَلَا يجوز الإسبال الى مَا تَحت الْكَعْبَيْنِ ان كَانَ للخيلاء فقد نَص عَلَيْهِ الشَّافِعِي وَبِغير الْخُيَلَاء منع تَنْزِيه لَا تَحْرِيم ذكره الْقَارِي قلت ان كَانَ من جِهَة ضَرُورَة كَمَا لَا يتماسك الْإِزَار كَمَا كَانَ شَأْن الصّديق فَلَا حرج والا فَلَا يَخْلُو عَن السَّرف قَالَ بن الْعَرَبِيّ لَا يجوز للرجل ان يجر ثَوْبه وَيَقُول لَا أجره خُيَلَاء لِأَن النَّهْي قد تنَاوله لفظا وَيُؤَيِّدهُ مَا أخرجه أَحْمد بن منيع عَن بن عمر مَرْفُوعا وَإِيَّاك وجر الْإِزَار فَإِن الْإِزَار من المخيلة قلت أول الدَّلِيل على الْمَنْع منع النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّحَابَة مثل بن عمر وَغَيره مَعَ علمه بِأَنَّهُم برَاء عَن المخيلة إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله لم ينظر الله اليه أَي لَا يرحمه وَلَا ينظر اليه نظر رَحْمَة قَالَ النَّوَوِيّ أعلم ان الإسبال يكون فِي الْإِزَار والقميص والعمامة وَأَنه لَا يجوز اسباله تَحت الْكَعْبَيْنِ ان كَانَ للخيلاء فَإِن كَانَ لغَيْرهَا فَهُوَ مَكْرُوه وظواهر الْأَحَادِيث فِي تقييدها بِالْجَرِّ خُيَلَاء يدل على ان التَّحْرِيم مَخْصُوص بالخيلاء وَهَكَذَا نَص الشَّافِعِي على الْفرق وَأجْمع الْعلمَاء على جَوَاز الإسبال للنِّسَاء فقد صَحَّ عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْإِذْن لَهُنَّ فِي ارخاء ذيولهن ذِرَاعا انْتهى
قَوْله فَلَقِيت بن عمر بالبلاط هُوَ بِفَتْح مُوَحدَة وَقيل بِكَسْرِهَا مَوضِع بِالْمَدِينَةِ بَين الْمَسْجِد والسوق وملبط بِالْحِجَارَةِ وَتسَمى أَيْضا بلاطا الأَرْض المستوية الملساء وَالْحِجَارَة الَّتِي تفرش فِي الدَّار وكل ارْض فرشت بهَا أَو بالاجر كَمَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)
قَوْله
[3572] عضلة ساقي أَو سَاقه العضلة محركة وكسفينة كل عصيبة مَعهَا لحم غليظ كَذَا فِي الْقَامُوس وعضلة السَّاق هُوَ الْمحل الضخم مِنْهُ (إنْجَاح)
قَوْله
[3574] لَا تسبل أعلم ان أَكثر مَا يَقع الْجَرّ والاسبال فِي الْإِزَار وَقد ورد فِيهِ وَعِيد شَدِيد حَتَّى انه أَمر لمسبل الْإِزَار بِإِعَادَة الصَّلَاة وَالْوُضُوء وَقد جَاءَ فِي الْأَحَادِيث فِي فَضِيلَة لَيْلَة النّصْف من شعْبَان انه يغْفر فِيهَا الْكل الا اللّعان ومدمن الْخمر ومسبل الْإِزَار وَالتَّحْقِيق ان الإسبال يجرى فِي جَمِيع الثِّيَاب وَيحرم مِمَّا زَاد على قدر الْحَاجة وَمَا ورد بِهِ السّنة فَهُوَ اسبال والتخصيص بالإزار من جِهَة كَثْرَة وُقُوعه لِأَن أَكثر لِبَاس النَّاس فِي زمَان النُّبُوَّة رِدَاء وازار وَقد جَاءَ عَن بن عمر رض قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإسبال فِي الْإِزَار والقميص من جر مِنْهُمَا شَيْئا خُيَلَاء الحَدِيث وَوَقع فِي حَدِيث آخر عَن بن عمر أَيْضا من ثوبة مُطلقًا ثمَّ الْعَزِيمَة فِي الْإِزَار الى نصف السَّاق وَكَانَ إزَاره صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَلِك وَقَالَ ازار الْمُؤمن الى نصف السَّاقَيْن والرخصة فِيهِ الى الْكَعْبَيْنِ فِيمَا أَسْفَل من الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ حرَام وَحكم ذيل القباء والقميص كَذَلِك وَالسّنة فِي الاكمام ان يكون الى الرسغين والاسبال فِي الْعِمَامَة بارخاء العذبات زِيَادَة على الْعَادة عدد أَو طولا وغايتها الى نصف الظّهْر وَالزِّيَادَة عَلَيْهِ بِدعَة واسبال محرم وَهَذَا التَّطْوِيل والتوسيع الَّذِي تعارف فِي بعض ديار الْعَرَب من الْحجاز ومصر مُخَالف للسّنة واسراف مُوجب لاضاعة المَال فَمَا كَانَ مِنْهُمَا بطرِيق الْخُيَلَاء فَهُوَ حرَام وَمَا كَانَ بطرِيق الْعرف وَالْعَادَة وَصَارَ شعار الْقَوْم لَا يحرم وان كَانَ الْإِسْرَاف فِيهِ لَا يَخْلُو عَن كَرَاهَة وَحكم للنِّسَاء كَذَلِك لَكِن تسْتَحب من الزِّيَادَة على الرِّجَال قدر الشبر وَرخّص الى ذِرَاع تستر كَذَا جَاءَ فِي حَدِيث أم سَلمَة لمعات
قَوْله(1/255)
[3575] لم يكن ثوب احب الخ قلت لِأَنَّهُ أَي الْقَمِيص اسْتُرْ الْأَعْضَاء وَلِأَنَّهُ أقل مُؤنَة واخف على الْبدن وَلَا بسه أَكثر تواضعا فَإِن قلت مَا روى الشَّيْخَانِ عَن أنس قَالَ كَانَ احب الثِّيَاب الى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان يلبسهَا الْحبرَة يدل على اجية الْحبرَة وَحَدِيث الْكتاب يدل على اجية الْقَمِيص فَكيف التَّوْفِيق قلت ان المُرَاد ان الْقَمِيص من جملَة الاحب لَا ان الاجية منحصرة فِيهِ وَالْأولَى ان يُقَال ان اجية الْقَمِيص بِاعْتِبَار الصنع وَبِاعْتِبَار انه اسْتُرْ للاعضاء واجية الْحبرَة بِاعْتِبَار اللَّوْن لِأَنَّهُ رُبمَا يكون خضرًا وَورد انه كَانَ احب الألوان اليه الخضرة أَو بِاعْتِبَار الْجِنْس والحبرة من الْبرد مَا كَانَ موشيا مخططا وَقيل هِيَ نوع من برود الْيمن بخطوط حمر وَرُبمَا تكون بخضر أَو زرق (فَخر)
[3576] مَا اغربه بِصِيغَة التَّعَجُّب قلت ذكره الْمزي اخْرُج أَبُو دَاوُد فِي اللبَاس عَن هناد وَالنَّسَائِيّ فِي الزِّينَة عَن مُحَمَّد بن رفيع وَابْن ماجة فِي اللبَاس عَن أبي بكر بن أبي شيبَة ثَلَاثَتهمْ عَن حسن بن عَليّ الْجعْفِيّ فالغربة فِي الْحُسَيْن وَابْن رواد هُوَ عبد الْمجِيد بن عبد الْعَزِيز بن أبي رواد بِفَتْح الرَّاء وَتَشْديد الْوَاو وصدوق يُخطئ وَكَانَ مرجئا وافرط بن حبَان فَقَالَ مَتْرُوك فَزَاد فِي بن أبي رواد الغربة مَعَ الضعْف أَيْضا فَلهَذَا طعن فِيهِ أَبُو بكر وَالله اعْلَم (إنْجَاح)
قَوْله
[3577] يلبس قَمِيصًا قصير الْيَدَيْنِ أَي قصير الكمين وَكَانَ الى الرسغين كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَالْمرَاد من الطول الْقَامَة (إنْجَاح)
قَوْله
[3588] من لبس الْحَرِير الخ قَالَ القري لبس الْحَرِير الْمَحْض حرَام فِي الْحَرْب وَغَيره وكما يكره فِي حق الْبَالِغ يكره الباس الصّبيان الْمَذْكُور أَيْضا وَيكون الْإِثْم على من البسهم وان كَانَ الثَّوْب سداه غير حَرِير وَلحمَته حَرِير يكره لبسه فِي غير الْحَرْب واما مَا كَانَ سداه حَرِيرًا وَلحمَته غير حَرِير جَازَ لبسه فِي كل حَال عِنْدهم وَقَالَ أَبُو حنيفَة رح لَا بَأْس بافتراش الْحَرِير وَالنَّوْم عَلَيْهَا وَكَذَا الوسائد والمرافق والبسط والستور مِنْهُ إِذا لم يكن فِيهَا تماثيل وَقَالا يكره جَمِيع ذَلِك وَحَاصِله ان النَّهْي مَحْمُول على التَّحْرِيم عِنْدهمَا وَعِنْده على التَّنْزِيه كَانَ الامام مَا حصل لَهُ دَلِيل قَطْعِيّ على كَون النَّهْي للتَّحْرِيم والنصوص فِي تَحْرِيم لبس الْحَرِير لَا يشْتَمل لِأَن الْقعُود على شَيْء لَا يُطلق عَلَيْهِ لبسه فَبِهَذَا حكم على التَّنْزِيه وَهَذَا من ورعه فِي الْفَتْوَى واما عمله بالتقوى فمشهود لَا يخفى انْتهى مُلَخصا
قَوْله رأى حلَّة سيراء فِي الْمَشَارِق الْحلَّة ثَوْبَان رِدَاء وازار سميا بذلك لِأَنَّهُ لَا يحل كل وَاحِد مِنْهُمَا على الاخر قَالَ فِي النِّهَايَة سيرا بِكَسْر سين وَفتح يَاء وَمد نوع من البرود يخالطه حَرِير كالسيور فَهُوَ فعلاء من السّير الْقد كَذَا يرْوى بِالصّفةِ وَقيل بِالْإِضَافَة وَشرح بالحرير الصافي بِمَعْنى حلَّة حَرِير انْتهى وَقَوله من لَا خلاق لَهُ الخلاق النَّصِيب قَالَ بن بطال يُرِيد انها لِبَاس الْكفَّار فِي الدُّنْيَا وَمن لَا حَظّ لَهُ فِي الْآخِرَة انْتهى
قَوْله(1/256)
[3592] من وجع كَانَ بهما حكة حكة بِالْجَرِّ بدل من وجع وَفِي رِوَايَة لمُسلم انهما شكوا الْقمل فَرخص لَهما فِي قَمِيص الْحَرِير (إنْجَاح)
قَوْله فَدَعَا بالقلمين وَفِي بعض الْحَوَاشِي بالجلمين وَهُوَ المقراض وَقَالَ فِي الْقَامُوس فِي بَيَان مَعَاني الْقَلَم مِنْهَا الجلم بِالتَّحْرِيكِ ثمَّ قَالَ فِي الجلم محركة مَا يجز بِهِ (إنْجَاح)
قَوْله بؤسا لعبد الله الخ بؤسا مصدر بئس يبئس كسمع يسمع مَعْنَاهُ الشدَّة والفقر أَي اصابه الله بداهية وَشدَّة هَذَا أَصله والان يسْتَعْمل عِنْد التَّعَجُّب وَلَا يُرَاد مَعْنَاهُ الْحَقِيقِيّ وَهُوَ الدُّعَاء قلت مُعَارضَة الْأَسْمَاء لِابْنِ عمر انما تصح إِذا كَانَ الْعلم أقل من أَرْبَعَة أَصَابِع فَإِنَّهُ قد رخص فِي ذَلِك لَا الْكثير مِنْهُ وَلَعَلَّ بن عمر فعل ذَلِك الْكثير على الْمِقْدَار المجوز فِيهِ فِي الدّرّ عِمَامَة طرازها قدر أَربع أَصَابِع من ابريسم من أَصَابِع عمر رَضِي الله عَنهُ وَذَلِكَ قيس بشبرنا يرخص فِيهِ انْتهى قلت نقل صَاحب الدّرّ هَذَا القَوْل عَن الْقنية وَهُوَ رجل معتزلي وَأكْثر رواياته ضَعِيفَة كَمَا نقل فِي كشف الظنون عَن الْمولى البركلي وَكَانَ طَويلا لَكِن لَا بِهَذَا الْحَد وَهُوَ بَائِن من قَبره لِأَن رِجْلَاهُ اخر جِدَار الشَّرْقِي من حجرَة أم الْمُؤمنِينَ عَائِشَة وَقد خرجت أَيَّام الْوَلِيد تَحت الْجِدَار كَمَا فِي رِوَايَة البُخَارِيّ وَالْعجب انه قدر بأصابع النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ انه فِي رِوَايَة الشَّيْخَيْنِ نهى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن لبس الْحَرِير الا هَكَذَا وَرفع رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوُسْطَى والسبابة وضمهما غَايَة الْأَمر ان رَاوِي الحَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ سامحه الله (إنْجَاح)
قَوْله بجبة مَكْفُوفَة الكمين أَي الَّتِي عمل على كميها وجيبها وفرجيها كفاف من حَرِير وكفة كل شَيْء بِالضَّمِّ طرفه أَو حَاشِيَته وكل مستطيل كفة ككفة الثَّوْب وكل مستدير كفة بِالْكَسْرِ ككفة الْمِيزَان كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
[3596] بَين الفواطم أَي فَاطِمَة بنت أَسد أم عَليّ رَضِي الله عَنهُ وَفَاطِمَة بنت حَمْزَة وَفَاطِمَة بنت النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إنْجَاح)
قَوْله
[3599] فِي حلَّة حَمْرَاء الْحلَّة بِضَم ازار ورداء لبرد أَو غَيره وَلَا يكون حلَّة الا من ثَوْبَيْنِ أَو ثوب لَهُ بطانة فِي الدّرّ نَاقِلا عَن المجتي والقهستاني وَشرح النِّهَايَة لأبي المكارم لَا بَأْس بِلبْس الثَّوْب الْأَحْمَر انْتهى وَمفَاده ان الْكَرَاهَة تنزيهية لَكِن صرح فِي التُّحْفَة بِالْحُرْمَةِ فَأفَاد انها تحريمية وَهِي الْمحمل عندنَا عِنْد الْإِطْلَاق قَالَه المُصَنّف رح قلت للشرنبلالي رِسَالَة نقل فِيهَا ثَمَانِيَة أَقْوَال مِنْهَا انها مُسْتَحبّ التهي عبارَة الدّرّ فِي الْمجمع حلَّة حَمْرَاء هِيَ بردَان يمانيان منسوجان بخطوط حمر وسود انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[3600] قَمِيصَانِ احمر ان يَعْثرَانِ أَي يزل اقدامهما للصغر والتأويل فِي الحَدِيث بِأَن الباس الصَّغِير الْحَرِير والاحمر جَائِز كَمَا هُوَ مَذْهَب بعض الْأَئِمَّة واما عندنَا فَمَحْمُول على الْجَوَاز وَكَونه قبل النَّهْي بِحَسب الرِّوَايَتَيْنِ (إنْجَاح)
قَوْله عَن المفدم بفاء ودال مُهْملَة هُوَ الثَّوْب المشبع حمرَة كَأَنَّهُ الَّذِي لَا يقدر على الزِّيَادَة عَلَيْهِ لتناهي حمرته فَهُوَ كالممتنع من قبُول الصَّبْغ مِصْبَاح الزجاجة للسيوطي
قَوْله
[3602] وَلَا أَقُول نهاكم الخ انما قَالَ بِحَسب علمه والا فقد صَحَّ عِنْد مُسلم عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ رأى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَليّ ثَوْبَيْنِ معصفرين فَقَالَ لهَذِهِ من ثِيَاب الْكفَّار فَلَا تلبسهما وَفِي رِوَايَة قلت اغسلهما قَالَ بل احرقهما (إنْجَاح)
قَوْله
[3603] من ثنية اذاخر مَوضِع بَين الْحَرَمَيْنِ مُسَمّى بِجمع اذخر وَقَوله وَعلي ريطة مضرجة بالعصفر فِي الْقَامُوس الريطة بِالْفَتْح كل ملاءة غير ذَات الفقين كلهَا نسج وَاحِد وَقطعَة وَاحِدَة أَو كل ثوب رَقِيق لين كالرائط جمعهَا ريط ورياط ومضرجة بالضاد الْمُعْجَمَة وَالْجِيم أَي مصبوغة بالحمرة من ضرج الثَّوْب صبغه بالحمرة كَذَا فِي الْقَامُوس أَيْضا (إنْجَاح)
قَوْله
[3604] على عكنه قَالَ فِي الْقَامُوس العكنة بِالضَّمِّ مَا انطوى وتثنى من لحم الْبدن سمنا جمع عُكَن كصرد انْتهى إنْجَاح الْحَاجة للشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي
قَوْله
[3606] من لبس ثوب شهرة الخ أَرَادَ مَا لَا يحل لبسه أَو مَا يقْصد بِهِ التفاخر والتكبر أَو يَتَّخِذهُ المتزهد ليشهر نَفسه بالزهد أَو مَا يلْبسهُ المتفقهة من لبس الْفُقَهَاء وَالْحَال أَنه من السُّفَهَاء وَمَا يشْعر بِهِ المتعبد من عَلامَة السِّيَادَة كَالثَّوْبِ الْأَخْضَر أَو مَا يَتَّخِذهُ الساخر ليجعله ضحكة أَو مَا يرائ بِهِ كِنَايَة بِالثَّوْبِ عَن الْعَمَل وَالثَّانِي أظهر لترتب الباس وَقَوله ثوب مذلة جَزَاء وفَاق فَإِن المعالجة بالضد (إنْجَاح)
قَوْله(1/257)
[3609] أَيّمَا اهاب الخ قَالَ أهل اللُّغَة الاهاب هُوَ الْجلد مُطلقًا وَقيل هُوَ الْجلد قبل الدّباغ فاما بعده فَلَا يُسمى اهابا اسْتدلَّ بِهِ أَبُو حنيفَة وَالشَّافِعِيّ على انه يطهر بالدباغ جَمِيع جُلُود الْميتَة الا الْخِنْزِير عِنْد أبي حنيفَة وَالْكَلب أَيْضا عِنْد الشَّافِعِي ويطهر بالدباغ ظَاهر الْجلد وباطنه وَلَا فرق بَين مَأْكُول اللَّحْم وَغَيره وَقَالَ أَحْمد فِي اشهر الرِّوَايَتَيْنِ انه لَا يطهر الْجُلُود كلهَا بالدباغ وَهُوَ رِوَايَة عَن مَالك أَيْضا وَقَالَ الْأَوْزَاعِيّ وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَابْن الْمُبَارك يطهر بالدباغ جلد ماكول اللَّحْم فَقَط وَقَالَ مَالك فِي الْمَشْهُور عَنهُ يطهر الْجَمِيع الا انه يطهر ظَاهره دون بَاطِنه فيستعمل فِي اليابسات دون الْمَائِعَات وَقَالَ دَاوُد وَأهل الظَّاهِر انه بطهر الْجَمِيع وَالْكَلب وَالْخِنْزِير ظَاهرا وَبَاطنا وَقَالَ الزُّهْرِيّ ينْتَفع بجلود الْميتَة وان لم تدبغ وَيجوز اسْتِعْمَالهَا فِي اليابسات والمائعات قلت هَذِه الْأَقْوَال كلهَا مَرْدُودَة الا مَا قَالَ أَبُو حنيفَة وَالشَّافِعِيّ فَإِنَّهُ يدل عَلَيْهِ أَكثر الْأَحَادِيث وَالله أعلم فَخر اتانا كتاب رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان لَا تنتفعوا الخ قيل هَذَا الحَدِيث نَاسخ للْأَخْبَار الْوَارِدَة فِي الدّباغ لما فِي بعض طرقها اتانا كتاب رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبل مَوته بِشَهْر وَالْجُمْهُور على خِلَافه لِأَنَّهُ لَا يقادم تِلْكَ الْأَحَادِيث صِحَة واشتهارا ثمَّ ان بن عكيم لم يلق النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا حدث عَن حِكَايَة حكى وَلَو ثَبت فحقه ان يحمل على هِيَ الِانْتِفَاع بهَا قبل الدّباغ (إنْجَاح)
قَوْله
[3614] قبالان القبال بِكَسْر الْقَاف زِمَام النَّعْل وَهُوَ السّير الَّذِي يكون بَين الاصبعين وَالْمعْنَى انه كَانَ لنعله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زمامان يجعلان بَين أَصَابِع الرجلَيْن وَالْمرَاد بالاصبعين الْوُسْطَى وَالَّتِي تَلِيهَا وَفِي الْمجمع أَي كَانَ لكل نعل زمامان يدْخل الْوُسْطَى والابهام فِي قبال والاصابع الْأُخْرَى فِي آخر انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله نهى رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان ينتعل الرجل قَائِما قَالَ الْمظهر هَذَا فِيمَا يلْحقهُ التَّعَب فِي لبسه قَائِما كالخفاف وَالنعال الَّتِي تحْتَاج الى شدّ شراكها (إنْجَاح)
قَوْله
[3620] خُفَّيْنِ ساذجين تَثْنِيَة ساذج بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة وَهُوَ مُعرب ساده أَي لَيْسَ عَلَيْهِمَا اعلام من الخيوط وَغَيرهَا للزِّينَة إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3621] ان الْيَهُود وَالنَّصَارَى لَا يصبغون فخالفوهم قَالَ النَّوَوِيّ ومذهبنا اسْتِحْبَاب خضاب الشيب للرجل وَالْمَرْأَة بصفرة أَو حمرَة وَيحرم خضابه بِالسَّوَادِ على الْأَصَح وَقيل يكره كَرَاهَة تَنْزِيه وَالْمُخْتَار التَّحْرِيم بقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاجْتَنبُوا السوَاد وَقَالَ القَاضِي اخْتلف السّلف من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ فِي الخضاب وَفِي جنسه فَقَالَ بَعضهم ترك الخضاب أفضل وَرووا حَدِيثا من النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّهْي عَن تغير الشيب وَلِأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يُغير شَيْبه روى هَذَا عَن عمر وَعلي وَأبي وَآخَرين وَقَالَ آخَرُونَ الخضاب أفضل وخضب جمَاعَة من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ لاحاديث الْبَاب ثمَّ اخْتلف هَؤُلَاءِ فَكَانَ أَكْثَرهم يخضب بالصفرة مِنْهُم بن عمر وَأَبُو هُرَيْرَة وَآخَرُونَ وروى ذَلِك عَن عَليّ وخضب مِنْهُم بِالْحِنَّاءِ والكتم وَبَعْضهمْ بالزعفران وخضب جمَاعَة بِالسَّوَادِ روى ذَلِك عَن عُثْمَان وَالْحسن وَالْحُسَيْن وَعقبَة بن عَامر وَابْن سِيرِين وَأبي بردة وَآخَرين انْتهى قلت وَأكْثر الْأَحَادِيث تدل على تَحْرِيم الخضاب بِالسَّوَادِ ف
قَوْله
[3623] مخضوبا بِالْحِنَّاءِ والكتم قلت هَذَا مُخَالف لما فِي رِوَايَة الشَّيْخَيْنِ عَن أنس لَو شِئْت أعد شمطات كن فِي رَأسه فعلت قَالَ وَلم يختضب وتاويله انه كَانَ يسْتَعْمل الطّيب والحناء على الرَّأْس لدفع الصداع فيتغير لَونه وَيحْتَمل انه خضب أَحْيَانًا وَترك مُعظم الْأَوْقَات قَالَ الْقَارِي والاظهر عِنْدِي ان نفي الخضاب مَحْمُول على الرَّأْس واثباته على بعض شعر اللِّحْيَة من الْبيَاض (إنْجَاح)
قَوْله مخضوبا بِالْحِنَّاءِ والكتم قَالَ القَاضِي اخْتلف الْعلمَاء هَل خضب النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم لَا فَمَنعه الْأَكْثَرُونَ بِحَدِيث أنس هَل كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خضب فَقَالَ لم يبلغ الخضاب رَوَاهُ مُسلم وَهُوَ مَذْهَب مَالك وَقَالَ بَعضهم خضب لحَدِيث أم سَلمَة هَذَا وَلِحَدِيث بن عمر أَنه رأى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصْبغ بالصفرة وَجمع بَعضهم بَين الْأَحَادِيث بِمَا أَشَارَ اليه فِي حَدِيث أم سَلمَة من كَلَام أنس فِي قَوْله مَا أَدْرِي فِي هَذَا الَّذِي يحدثُونَ الا ان يكون ذَلِك من الطّيب الَّذِي كَانَ يطيب بِهِ شعره لِأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يسْتَعْمل الطّيب كثيرا وَهُوَ يزِيل سَواد الشّعْر وَقَالَ النَّوَوِيّ وَالْمُخْتَار انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صبغ فِي وَقت وَتَركه فِي مُعظم الْأَوْقَات فَأخْبر كل بِمَا رآى وَهُوَ صَادِق وَهَذَا التَّأْوِيل كالمتعين فَحَدِيث بن عمر فِي الصَّحِيحَيْنِ وَلَا يُمكن تَركه وَلَا تَأْوِيل لَهُ انْتهى
قَوْله
[3624] وَكَانَ رَأسه ثغامة وَهِي بِضَم الْمُثَلَّثَة وبالغين الْمُعْجَمَة فِي الْأُصُول المصححة وَقيل بِتَثْلِيث أَوله بنت شَدِيد الْبيَاض زهره أَو ثمره وَأَبُو قُحَافَة بِضَم الْقَاف اسْمه عُثْمَان بن عَامر وَالِد أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ (إنْجَاح)
قَوْله
[3625] ان أحسن مَا اختضبتم بِهِ لهَذَا السوَاد هَذَا مُخَالف لرِوَايَة جَابر السَّابِقَة وَهُوَ صَحِيح أخرجه مُسلم وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ عَن بن عَبَّاس عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يكون قوم فِي آخر الزَّمَان يختضبون بِهَذَا السوَاد كحواصل الْحمام لَا يَجدونَ رَائِحَة الْجنَّة وَهَذَا الحَدِيث ضَعِيف لِأَن دفاع السدُوسِي ضَعِيف كَمَا فِي التَّقْرِيب وَعبد الحميد بن صَيْفِي لين الحَدِيث وَمذهب الْجُمْهُور الْمَنْع (إنْجَاح)
قَوْله
[3626] يصفر لحيته قلت وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد كَانَ يصفر لحيته بالورس والزعفران وَفِي حَدِيث اخر وَكَانَ يصْبغ بهما ثِيَابه حَتَّى عمَامَته قلت هذامشكل من وَجْهَيْن الأول انه لم ينْقل عَنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انه صبغ شعره كَمَا ذكره صَاحب الْقَامُوس فِي سفر السَّعَادَة وَبِالثَّانِي انه نهى عَن التزعفر للرِّجَال فَلم يرد النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ السَّلَام على عمار بن يَاسر حِين تزعفر كَمَا فِي سنَن أبي دَاوُد وَالظَّاهِر ان هَذَا الْفِعْل مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ قبل النَّهْي ثمَّ نهى عَنهُ وَلم يبلغ النَّهْي بن عمر فداوم على فعله الأول وَلَو لم يأدل هَذَا التَّأْوِيل يلْزم النّسخ مرَّتَيْنِ لِأَن الْأَشْيَاء كلهَا كَانَت مُبَاحَة فَلَمَّا ثَبت النَّهْي لزم من الْإِجَازَة رفع ذَلِك النَّهْي وَيحْتَمل ان يكون مَخْصُوصًا بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ التزعفر فَظن بن عمر التَّعْمِيم (إنْجَاح)
قَوْله عنفقته هِيَ كبعثرة شَعرَات بَين الشّفة السُّفْلى والذقن وَيُسمى بِالْفَارِسِيَّةِ ريش بجيه إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
بَاب اتِّخَاذ الجمة والذوائب الجمة بِالضَّمِّ مُجْتَمع شعر الرَّأْس وَقَوله(1/258)
[3631] وَله أَربع غدائر لَعَلَّه فعل ذَلِك لدفع الْغُبَار (إنْجَاح)
[3632] ثمَّ فرق بِعَدَد ذَلِك لِأَن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يفرق رَأسه وَكَانَ نَبينَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَأْمُورا باتباعه عَلَيْهِ السَّلَام (إنْجَاح)
قَوْله خلف يافوخ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَي حَيْثُ التقى عظم مقدم الرَّأْس ومؤخره (إنْجَاح)
قَوْله ثمَّ اسدل قَالَ أهل اللُّغَة يُقَال سدل يسدل وبضم الدَّال وَكسرهَا قَالَ القَاضِي سدل الشّعْر إرْسَاله وَالْمرَاد بِهِ هَهُنَا عِنْد الْعلمَاء إرْسَاله على الجبين واتخاذه كالقصة يُقَال سدل شعره وثوبه إِذا أرْسلهُ وَلم يضم جوانبه وَأما الْفرق فَهُوَ فرق الشّعْر بعضه من بعض قَالَ الْعلمَاء وَالْفرق سنة لِأَنَّهُ الَّذِي رَجَعَ اليه النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالُوا فَالظَّاهِر انه إِنَّمَا رَجَعَ اليه بِوَحْي لقَوْل انه كَانَ يُوَافق أهل الْكتاب فِيمَا لم يُؤمر بِهِ قَالَ القَاضِي حَتَّى قَالَ بَعضهم نسخ السدل فَلَا يجوز فعله وَلَا اتِّخَاذ الناصية والجمة قَالَ وَيحْتَمل ان المُرَاد جَوَاز الْفرق لَا وُجُوبه وَيحْتَمل ان الْفرق كَانَ بِاجْتِهَاد فِي مُخَالفَة أهل الْكتاب لَا بِوَحْي وَيكون الْفرق مُسْتَحبا وَلِهَذَا اخْتلف السّلف فِيهِ فَفرق مِنْهُم جمَاعَة وَاتخذ اللمة آخَرُونَ وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث انه كَانَ للنَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمة فَإِن انفرقت فرقها والا تَركهَا قَالَ مَالك فرق الرجل احب الى هَذَا كَلَام القَاضِي وَالْحَاصِل ان الصَّحِيح الْمُخْتَار جَوَاز السدل وَالْفرق وان الْفرق أفضل (نووي)
قَوْله شعرًا رجلا أَي بَين الجعودة والسبوطة والوفرة من الشّعْر مَا كَانَ الى شحمة الْإِذْن ثمَّ اللمة ثمَّ الجمة (إنْجَاح)
قَوْله دون الجمة وَفَوق الوفرة وَكَذَا فِي رِوَايَة أبي دَاوُد وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ فَوق الجمة وَدون الوفرة قَالَ الْحَافِظ زين الدّين الْعِرَاقِيّ وَالْجمع انه قد يُرَاد بقوله دون وَفَوق بِالنِّسْبَةِ الى الْكَثْرَة والقلة وَقد يُرَاد بِهِ بِالنِّسْبَةِ الى مَحل وُصُول الشّعْر فرواية التِّرْمِذِيّ مَحْمُولَة على هَذَا الثَّانِي أَي ان شعره كَانَ فَوق الجمة أَي ارْفَعْ فِي الْمحل وَرِوَايَة أبي دَاوُد وَابْن ماجة مَعْنَاهَا كَانَ شعره فَوق الوفرة أَي أَكثر من الوفرة وَدون الجمة أَي فِي الْكَثْرَة وعَلى هَذَا فَلَا تعَارض فروى كل راو مَا فهمه من الفوق والدون قَالَ أهل اللُّغَة الوفرة مَا بلغ شحمة الْإِذْن والجمة مَا بلغ الْمَنْكِبَيْنِ واللمة الَّتِي المت بالمنكبين (زجاجة)
قَوْله فَقَالَ ذُبَاب ذُبَاب بذال مُعْجمَة وموحدتين هُوَ الشَّرّ الدَّائِم وَهُوَ كِنَايَة عَن الشوم والقبح أَي قَبِيح قَبِيح (إنْجَاح)
قَوْله
[3637] بَاب النَّهْي عَن القزع وَهُوَ فِي الأَصْل قطع السَّحَاب المتفرقة وَتَفْسِيره فِي الحَدِيث من جَانب نَافِع (إنْجَاح)
قَوْله
[3639] ثمَّ نقش فِيهِ مُحَمَّد رَسُول الله كَانَ ذَلِك ثَلَاثَة اسطر مُحَمَّد سطر وَرَسُول سطر وَالله سطر كَذَا فِي البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَجَاء فِي الرِّوَايَة فَكَأَن فِي يَده حَتَّى قبض ثمَّ فِي يَد أبي بكر حَتَّى قبض ثمَّ فِي يَد عمر حَتَّى قبض ثمَّ فِي يَد عُثْمَان فَبَيْنَمَا هُوَ عِنْد بير إِذْ سقط فِي البير فَأمر بهَا فَنُزِحَتْ فَلم يقدر عَلَيْهِ قيل كَانَ فِي خَاتمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من السِّرّ شَيْء مِمَّا كَانَ فِي خَاتم سُلَيْمَان لِأَنَّهُ لما فقد خَاتم سُلَيْمَان ذهب ملكه وَعُثْمَان لما فقد هَذَا الْخَاتم انْتقصَ هَذَا الْأَمر وَخرج عَلَيْهِ الْخَوَارِج وَكَانَ ذَلِك مبدأ الْفِتْنَة (إنْجَاح)
قَوْله وفص حبشِي قيل اصْطنع على صَنِيع أهل الْحَبَش وَقيل أَرَادَ بِهِ سَواد اللَّوْن وَقيل أَرَادَ بِهِ العقيق لِأَنَّهُ يجاء بِهِ من الْحَبَش وان صَحَّ هَذَا التَّأْوِيل فَكَانَ خاتمان لِأَنَّهُ جَاءَ فِي رِوَايَة خَاتمًا من فضَّة فصه مِنْهُ أَي من الْفضة (إنْجَاح)
قَوْله(1/259)
[3642] عَن التَّخَتُّم بِالذَّهَب كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة عَن أبي هُرَيْرَة ان رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ من احب ان يحلق حَبِيبه من نَار فليحلقه حَلقَة من ذهب وَمن احب ان يطوق حَبِيبه طوقا من نَار فليطوقه طوقا من ذهب وَمن احب ان يسور حَبِيبه سوارا من نَار فليسوره سوارا من ذهب وَلَكِن عَلَيْكُم بِالْفِضَّةِ فالعبوا بهَا وَفِي الْبَاب عَن أبي مُوسَى وَسَهل بن سعد عِنْد أبي دَاوُد وَأحمد وَغَيرهمَا (إنْجَاح)
قَوْله فص حبشِي وَفِي رِوَايَة كَانَ خَاتم رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من فضَّة فصه مِنْهُ أَي من الْفضة فَيحْتَمل ان يكون اثْنَيْنِ فَلَا إِشْكَال وَيحْتَمل ان يكون وَاحِدًا وَالْمرَاد من كَونه حَبَشِيًّا ان يكون على هَيْئَة أهل الْحَبَشَة أَو يكون صانعه حَبَشِيًّا أَو اتى من الْحَبَشَة وَفِي النِّهَايَة يحْتَمل انه أَرَادَ من الْجزع أَو من العقيق لِأَن معدنهما الْيمن أَو الْحَبَشَة أَو نوعا آخر ينْسب إِلَيْهَا انْتهى وَقيل معنى كَون فصه مِنْهُ ان مَوضِع فصه مِنْهُ فَلَا يُنَافِي كَون فصه حجرا
قَوْله يَعْنِي الْخِنْصر والابهام هَذَا مُخَالف لما فِي رِوَايَة مُسلم عَن أنس قَالَ كَانَ خَاتم النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِه وَأَشَارَ الى الْخِنْصر من يَده الْيُسْرَى وَيحْتَمل انه نهى عَن الْجمع بَين الخاتمين أَو كَانَ لعَلي رض عِلّة فَنهى بِسَبَبِهَا (إنْجَاح)
[3649] لَا تدخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ كلب وَلَا تصاوير أَي مِمَّا يحرم اقتناءه من الْكلاب والصور فَلَا يمْنَع كلب الزراع وَالصَّيْد والصور الممتهنة فِي الْبسَاط والوسادة قَالُوا تَصْوِير صُورَة الْحَيَوَان حرَام أَشد التَّحْرِيم سَوَاء فِي ثوب أَو بِسَاط أَو دِرْهَم حَدِيث لعب الْبَنَات بتصور الثِّيَاب مرخص وَقيل مَنْسُوخ ال الطَّيِّبِيّ وَقَالَ الْكرْمَانِي لَا يدْخل الْمَلَائِكَة بَيْتا فِيهِ صُورَة وان كَانَت مِمَّا يمتهن على نَحْو الوسادة وان كَانَت لَا تحرم لكنه يمْنَع الْمَلَائِكَة النازلين للرحمة لَا الْحفظَة وَقيل النَّهْي عَن الصُّورَة مُطلقًا انْتهى
قَوْله
[3652] فَأَخْبَرته ان زَوجهَا الخ يحْتَمل انها اعتذرت عَن مجيئها بِأَن روجها غَائِب فَلهَذَا جئْتُك لاسئلك هَذِه المسئلة فَمنع عَن تَصْوِير النَّخْلَة فِي الْبَيْت لعدم النَّفْع فِيهِ لِأَنَّهُ يضيق الْبَيْت وَتَركه أولى وَيحْتَمل انها اعتذرت بغيبوبة الزَّوْج عَن عدم النَّفَقَة عِنْدهَا فطلبت الْإِجَازَة فِي تَصْوِير مَالا روح لَهُ لكَي تبيعه وتصيب من حوائجها فَمنعهَا لِأَنَّهُ وان كَانَ جَائِزا لَكِن مَال التَّصْوِير الى اللّعب فَكَانَ تَركه أولى (إنْجَاح)
قَوْله
[3653] سترت سهوة لي السهوة بِفَتْح السِّين خزانَة فِي الطاق تبنى فِي الْبَيْت لوضع الْمَتَاع ثمَّ التصاوير إِذا كَانَت فِي مَحل المذلة كالفراش والوسادة يجوز اسْتِعْمَالهَا سِيمَا إِذا هتكت وَجعلت مَقْطُوعَة الرَّأْس (إنْجَاح)
قَوْله
بَاب المياثر الْحمر جمع ميثرة وَهِي قطيفة كَانَت النِّسَاء تصنع لبعولتهن وَكَانَت مخلوطة بالابريسم (إنْجَاح)
قَوْله
[3655] ينْهَى عَن ركُوب النمور أَي جلودها والنمر حَيَوَان مفترس وَجلده بعد الدبغ وان كَانَ طَاهِرا لَكِن الْجُلُوس عَلَيْهِ من عَادَة المتكبرين وَيحصل بمقارنتها أَخْلَاق سبعية كالغضب والتجبر وَأما قبل الدبغ فالنهي للتَّحْرِيم ثمَّ النَّهْي غير مُخْتَصّ بجلد النمر فَإِنَّهُ ورد فِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ والدارمي نهى عَن جُلُود السبَاع ان تفرش وَكَانَ أَبُو الْمليح يكره ثمن جُلُود السبَاع ذكره صَاحب المشكوة (إنْجَاح)
قَوْله اوصى امْرأ بامه الخ اسْتدلَّ بِهِ من قَالَ ان للْأُم ثَلَاثَة أَمْثَال مَا للْأَب من الْيُسْر وَذَلِكَ لصعوبة الْحمل ثمَّ الْوَضع ثمَّ الارضاع وَهَذِه تتفرد بهَا الام ثمَّ تشارك الْأَب فِي التربية كَذَا ذكر السُّيُوطِيّ اخذ ذَلِك من تكْرَار حق الام ثَلَاث مَرَّات وَالظَّاهِر ان يكون التّكْرَار تَأْكِيدًا ومبالغة فِي رِعَايَة حق الام وَذَلِكَ لتهاون أَكثر النَّاس فِي حَقّهَا بِالنِّسْبَةِ الى الْأَب وَالْمَذْكُور فِي كتب الْفِقْه ان حق الْوَالِد أعظم من حق الوالدة وبرها أوجب كَذَا فِي شرعة الْإِسْلَام ذكر الشَّيْخ فِي اللمعات (إنْجَاح)
قَوْله
[3657] اوصى امْرأ بمولاه الَّذِي يَلِيهِ أَي بصلَة الْمولى وَهُوَ الْمُعْتق بِالْكَسْرِ وَالْمُعتق بِالْفَتْح وَالْمَالِك وَالْعَبْد والصاحب والقريب كَابْن الْعم وَنَحْوه وَالْجَار والحليف وَالِابْن وَالْعم والنزيل وَالشَّرِيك وَابْن الْأُخْت وَالْوَلِيّ والرب والناصر والمنعم والمنعم عَلَيْهِ والمحب وَالتَّابِع والصهر كَذَا فِي الْقَامُوس وكل هَذِه الْمعَانِي يحْتَمل ان يكون مرَادا هَهُنَا سِيمَا الْقَرَابَة الْقَرِيبَة بِقَرِينَة سِيَاقه مَعَ الابوين (إنْجَاح)
قَوْله وان كَانَ عَلَيْهِ مِنْهُ أَذَى يُؤْذِيه لِأَن الاذاة توجب المنفرة فَهُوَ تلميح الى قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام صل من قَطعك واعف عَمَّن ظلمك (إنْجَاح)
قَوْله
[3659] فيشتريه فيعتقه لَيْسَ الْمَعْنى على استيناف الْعتْق فِيهِ بعد الشِّرَاء إِذْ أَجمعُوا انه يعْتق على ابْنه إِذا ملكه فِي الْحَال لَكِن لما كَانَ شِرَاؤُهُ سَببا لعتقه اضيف اليه وَإِنَّمَا كَانَ هَذَا جَزَاء لَهُ لِأَن أفضل مَا ينعم بِهِ إِذا خلصه من الرّقّ وجبر بِهِ نَقصه فِيهِ كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله القنطار اثْنَا عشر الف أُوقِيَّة الخ كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشَارَ بِهَذَا الى تَفْسِير اورد فِي بعض الْأَحَادِيث من تَشْبِيه الْكَثْرَة بالقنطار كَمَا فِي حَدِيث أبي دَاوُد عَن عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من قَامَ بِعشر آيَات لم يكْتب من الغافلين وَمن قَامَ بِمِائَة اية كتب من القانتين وَمن قَامَ بِأَلف آيَة كتب من المقنطرين وَهَذَا تَشْبِيه غير المحسوس بالمحسوس فَإِن القنطار وزن وَهَذِه دَرَجَة ثمَّ بَين دَرَجَة اسْتِغْفَار الْوَلَد لِأَبِيهِ وَفِي القنطار تَفْصِيل ذكره صَاحب الْقَامُوس (إنْجَاح)
قَوْله
[3663] الْوَالِد وسط أَبْوَاب الْجنَّة أَي خَيرهَا واعلاها يَعْنِي مطاوعة الْوَالِد أحسن مَا يتوسل بِهِ الى دُخُولهَا قَوْله فَاصْنَعْ ذَلِك الْبَاب أَو احفظه ظَاهره انه من تَتِمَّة الحَدِيث الْمَرْفُوع وَبَين فِي رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ انه مدرج من كَلَام الرَّاوِي (فَخر)
قَوْله(1/260)
[3664] إِذْ جَاءَهُ رجل من بني سَلمَة بِكَسْر اللَّام بطن من الْأَنْصَار وَلَيْسَ فِي الْعَرَب سَلمَة بِكَسْر اللَّام غَيرهم وَفِي رِوَايَة رجل من بني سليم وَقَالَ فِي الْقَامُوس والسلمة كفرحة بن قيس الْجرْمِي وَابْن حَنْظَلَة السحيمي صحابيان وَبَنُو سَلمَة بطن من الْأَنْصَار وَابْن كهلاء فِي بجيلة وَابْن الْحَارِث فِي كِنْدَة وَابْن عَمْرو بن ذهل وَابْن غطفان بن قيس وعميرة بن جفاف بن سَلمَة وَعبد الله بن سَلمَة البدري الاحدى وَعَمْرو بن سَلمَة الْهَمدَانِي وَعبد الله بن سَلمَة الْمرَادِي وَأَخْطَأ الْجَوْهَرِي فِي قَوْله وَلَيْسَ سَلمَة فِي الْعَرَب غير بطن من الْأَنْصَار انْتهى واكرام صديقهما قَالَ النَّوَوِيّ وَفِي هَذَا فضل صلَة اصدقاء الْأَب وَالْإِحْسَان إِلَيْهِم باكرامهم وَهُوَ مُتَضَمّن لبر الْأَب واكرامه لكَونه بِسَبَبِهِ وتلتحق بِهِ اصدقاء الام والاجداد والمشائخ الزَّوْج وَالزَّوْجَة وَقد جَاءَت الْأَحَادِيث فِي اكرامه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلائل خَدِيجَة انْتهى
قَوْله وصلَة الرَّحِم الَّتِي لَا توصل الا بهما أَي يتَعَلَّق بالاب والام فالموصول صفة كاشفة للرحم قَالَ الطَّيِّبِيّ الْمَوْصُول لَيْسَ بِصفة الْمُضَاف اليه بل للمضاف الى الصّفة الموصوفة بِأَنَّهَا خَالِصَة بحقهما ورضاهما لَا لأمر آخر قلت وَيرجع الْمَعْنى الى الأول فَتدبر واما اعْتِبَار خلوص النِّيَّة وَتَصْحِيح الطوية فمعتبر فِي كل قَضِيَّة غير منحصر فِي جزئية مَعَ ان مَا ذكره مُضَاف نَقله عَن الامام فِي الاحياء ان الْعباد امروا بِأَن لَا يعبدوا الا الله وَلَا يُرِيدُوا بطاعتهم غَيره وَكَذَلِكَ من يخْدم أَبَوَيْهِ لَا يَنْبَغِي ان يخْدم لطلب منزلَة عِنْدهمَا الا من حَيْثُ ان رِضَاء الله فِي رِضَاء الْوَالِدين وَلَا يجوز لَهُ ان يرائي بِطَاعَتِهِ لينال بهَا منزلَة عِنْد الْوَالِدين فَإِن ذَلِك مَعْصِيّة فِي الْحَال وسيكشف الله عَن ريائه فَيسْقط مَنْزِلَته من قبلهمَا أَيْضا انْتهى فنقله كَلَام الْحجَّة حجَّة عَلَيْهِ لَا علينا (مرقاة)
قَوْله وَصله الرَّحِم الَّتِي الخ فَإِن قلت الرَّحِم لَا يكون الا بِقرَابَة الابوين فماوجه التَّخْصِيص بهما قلت الرَّحِم قد يكون بِسَبَب الرضَاعَة والصهرية والولادة فَإِن الْوَلَد لَا تعلق بابوي أَبِيه الا بِسَبَب أَبِيه فَيكون للتخصيص معنى (إنْجَاح)
قَوْله
[3666] ان الْوَلَد مَبْخَلَة مَجْبَنَة مفعلة من الْبُخْل والجبن أَي سَبَب لبخل الْأَب وجبنه وَيحمل أَبَوَيْهِ على الْبُخْل وَكَذَلِكَ على الْجُبْن فَإِنَّهُ يتقاعد من الْغَزَوَات والسرايا بِسَبَب حب الْأَوْلَاد ويمسك مَاله لَهُم وَعَن أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ الصُّوفِي انه تصدق بِمَا لَهُ كُله حِين ولد لَهُ ولد فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ ان كَانَ صَالحا فَهُوَ يتَوَلَّى الصَّالِحين وان كَانَ فَاجِرًا فَلَا اترك لَهُ مَا يَدعُوهُ الى الْفُجُور (إنْجَاح)
قَوْله
[3667] ابْنَتك مَرْدُودَة إِلَيْك أَي بِسَبَب طَلَاق زَوجهَا أَو وَفَاته (إنْجَاح)
قَوْله
[3669] فَصَبر عَلَيْهِنَّ أَي لم يجزع بسببهن وَلم يطردهن وَلم يزجرهن عِنْد سوالهن الْحَاجة مِنْهُ (إنْجَاح)
قَوْله
[3672] من كَانَ يُؤمن بِاللَّه الخ قَالَ الشَّيْخ عز الدّين بن عبد السَّلَام فِيهِ اشكال وَذَلِكَ ان التَّكَلُّم مِنْهُ مَا هُوَ مُبَاح قطعا فَإِن اندرج فِي قَوْله أَو لِيَسْكُت لزم ان يكون مَمْنُوعًا عَنهُ قَالَ اوالجواب انه اندرج فِي قَوْله فَلْيقل خيرا وَيكون الْأَمر اسْتعْمل هَهُنَا بِمَعْنى الْإِذْن الَّذِي هُوَ مُشْتَرك بَين الْمُبَاح وَغَيره بَقِي ان يُقَال يلْزم ان يكون الْمُبَاح خيرا وَالْخَيْر إِنَّمَا يكون فِيمَا يتَرَجَّح مصْلحَته اما مَا لَا مصلحَة فِيهِ فَكيف يكون خيرا وَالْجَوَاب انه أحد المذهبين للْعُلَمَاء ان الْمُبَاح حسن وَخير وَلذَلِك قَالَ تَعَالَى ويجزيهم اجرهم بِأَحْسَن مَا كَانُوا يعْملُونَ مَعَ ان أحسن أَعلَى من الْحسن وَيلْزم ان لَا يجازيهم على الْحسن فَإِن اعتقدنا ان الْمُبَاح حسن استقام الْكَلَام لِأَن الْمُبَاح لايجازيهم عَلَيْهِ مرقاة الصعُود
قَوْله
[3673] يوصيني بالجار أَي يوصيني بِأَن أَمر الْأمة برعاية حُقُوق الْجَار فَيكون معنى قَوْله انه سيورثه أَي يحكم بتوريث أحد الجارين الاخر وَمن هَذَا لَا يلْزم ان يكون لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِيرَاث وَلَو سلم ان معنى الْكَلَام يوصيني نَفسِي برعاية حق الْجَار حَتَّى ظَنَنْت انه سيورثه مني فَيكون هَذَا قبل ان يُوحى اليه ان الْأَنْبِيَاء لَا يورثون لما ورد فِي الصَّحِيح أَو المُرَاد كَمَال الْمُبَالغَة فِي ذَلِك حَتَّى انه ظن بالتوريث فِيمَا لَيْسَ فِيهِ فَافْهَم لمعات
قَوْله
[3675] وجائزته أَي الطَّعَام الْمُكَلف وَهُوَ من إجَازَة كَذَا أَي أعطَاهُ والطفه ووجوبها كَانَت فِي ابْتِدَاء السَّلَام عِنْد الْجُمْهُور ثمَّ من مَكَارِم الْأَخْلَاق وَفِي قَوْله من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الاخر إِشَارَة الى ان هَذِه الْخصْلَة من خِصَال الْمُؤمنِينَ وَأول من سنه إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وَذكر الْعَارِف الجامي فِي النفحات ان القطب الرباني أَبَا مَدين المغربي قيل لَهُ يَا أَبَا مَدين مَالك لَا تحترف قَالَ الضَّيْف إِذا نزل عنْدكُمْ كم حق ضيافته قَالُوا جائزته يَوْم وَلَيْلَة وضيافته ثَلَاثَة أَيَّام قَالَ الله أكبر انا نرحل من الدُّنْيَا وَيبقى لنا على رَبنَا ضيافتنا فان يَوْمًا عِنْد رَبك كالف سنة مِمَّا تَعدونَ فانا جِئْنَا فِي الدُّنْيَا ضيفا على رَبنَا فَيبقى عَلَيْهِ بقيات وَقَوله ان يثوى أَي يُقيم من ثوى يثوى إِذا أَقَامَ وَحَتَّى يحرجه أَي يوقعه فِي الْحَرج والضيق (إنْجَاح)
قَوْله وجائزته يَوْم وَلَيْلَة قَالَ فِي النِّهَايَة أَي يُضَاف ثَلَاثَة أَيَّام فيتكلف فِي الْيَوْم الأول مِمَّا اتَّسع لَهُ من بر والطاف وَيقدم فِي الْيَوْم الثَّانِي وَالثَّالِث مَا حَضَره عَادَة ثمَّ يُعْطِيهِ مَا يجوز بِهِ مَسَافَة يَوْم وَلَيْلَة وَتسَمى الجيزة وَهِي قدر مَا يجوز بِهِ من منهل الى منهل فَمَا كَانَ بعد ذَلِك فَهُوَ صَدَقَة مُخَيّر فِيهِ وَكره لَهُ الْمقَام بعده لِئَلَّا يضيق بِهِ اقامته مِصْبَاح الزجاجة
قَوْله
[3676] فَخُذُوا مِنْهُم الخ هَذَا مَنْسُوخ عِنْد الْجُمْهُور أَو مَشْرُوط على قوم أَي شَرط وَأخذ الامام الْعَهْد عَلَيْهِم بضيافة السَّرَايَا والجيوش إِذا مروا بهم فعلى هَذَا محمله أهل الذِّمَّة (إنْجَاح)
قَوْله لَيْلَة الضَّيْف وَاجِبَة أَي ضِيَافَة اللَّيْل الَّتِي نزل الضَّيْف فِيهَا ضَرُورِيَّة طلب الضَّيْف حَقه اولا لِأَنَّهُ يتعب عَلَيْهِ الطَّعَام فِي اللَّيْل وَأما بعد الصُّبْح فَيمكن طلبَهَا الا ان الْحق لم يسْقط عَن ذمَّة أهل الْبَيْت ان شَاءَ الضَّيْف طلب حَقه وان شَاءَ تَركه فَهُوَ كَالدّين (إنْجَاح)
قَوْله(1/261)
[3678] اللَّهُمَّ اني احرج حق الضعيفين أَي اضيقه واحرمه على من ظلمهما من حرج على ظلمك أَي حرمه كَذَا فِي مجمع الْبحار (إنْجَاح)
[3679] يَتِيم يساء اليه أَي يُؤْذى بِغَيْر حق وان ضربه أَو زَجره للتأديب والتعليم فَلَيْسَ بِهِ بَأْس (إنْجَاح)
قَوْله
[3680] شاهرا سَيْفه سالا ومخرجا سَيْفه لقتل الْكفَّار من شهر سَيْفه كمنع وشهرة انتضاه فرفعه على النَّاس ونضا السَّيْف سَله كانتضاه كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)
قَوْله
[3681] اعزل الْأَذَى الخ أَي بعده ونح عَن طريقهم شَيْئا مُؤْذِيًا من القذر وَالْحجر وَغَيرهمَا كَمَا ثَبت فِي الرِّوَايَة اماطتك الْحجر والشوك والعظم عَن الطَّرِيق لَك صَدَقَة (إنْجَاح)
قَوْله
[3686] قد لطتها لابلى من لَاطَ بِهِ يلوط ويليط لوطا وليطا ولياطة إِذا الصق بِهِ ولاذ الْحَوْض أَي طينه وصلحه أَصله الصق الطين وَنَحْوه بِهِ وَمَعْنَاهُ قد اصلحت حياضي لشرب ابلي (إنْجَاح)
قَوْله فِي كل ذَات كبد حرى أجر على وزن سكرى من الْحر تَأْنِيث حران يُرِيد انها لشدَّة حرهَا وَقد عطشت ويبست من الْعَطش يَعْنِي فِي سقِِي كل ذِي كبد حرى أجر وَقيل أَرَادَ بِهِ حَيْوَة صَاحبهَا لِأَنَّهُ إِنَّمَا تكون كبده حرى إِذا كَانَ فِيهِ حَيْوَة كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله
[3688] ان الله رَفِيق يحب الرِّفْق الخ الرِّفْق اللطف وَأخذ وَأخذ الْأَمر بِأَحْسَن الْوُجُوه وايسرها اليه رَفِيق أَي لطيف بعباده يُرِيد بهم الْيُسْر لَا الْعسر وَلَا يجوز إِطْلَاقه على الله لِأَنَّهُ لم يتواتر وَلم يسْتَعْمل هُنَا على وَجه التَّسْمِيَة بل تمهيد الْأَمر أَي الرِّفْق الْحَج الاسنباب وانفعها فَلَا يَنْبَغِي الْحِرْص فِي الرزق بل يكل الى الله قَالَ النَّوَوِيّ يجوز تَسْمِيَة الله بالرفيع وَغَيره مِمَّا ورد فِي خبر الْوَاحِد على الصَّحِيح وَاخْتلف أهل الْأُصُول فِي التَّسْمِيَة بِخَبَر الْوَاحِد طيبي
قَوْله
[3690] إخْوَانكُمْ جعلهم الله الخ أَي مِمَّا ليككم إخْوَانكُمْ اما بِاعْتِبَار الْخلقَة أَو من جِهَة الدّين فاطعموهم قَالَ النَّوَوِيّ وَالْأَمر باطعامهم مِمَّا يَأْكُل السَّيِّد والباسهم مِمَّا يلبس مَحْمُول على الِاسْتِحْبَاب لَا على الْإِيجَاب وَهَذَا بِإِجْمَاع الْمُسلمين واما فعل أبي ذَر فِي كسْوَة غُلَامه مثل كسوته فَعمل بالمستحب وَإِنَّمَا يجب على السَّيِّد نَفَقَة الْمَمْلُوك وَكسوته بِالْمَعْرُوفِ بِحَسب الْبلدَانِ والاشخاص سَوَاء كَانَ من جنس نَفَقَة السَّيِّد ولباسه أَو دونه أَو فَوْقه حَتَّى لَو قتر السَّيِّد على نَفسه تقتيرا خَارِجا عَن عَادَة أَمْثَاله اما زهدا وَإِمَّا شحا لَا يحل لَهُ التقتير على الْمَمْلُوك والزامه مُوَافقَة الا بِرِضَاهُ انْتهى وَقَالَ مُحي السّنة وهذاخطاب مَعَ الْعَرَب الَّذين لِبَاس عامتهم وطعامهم مُتَقَارِبَة يَأْكُلُون وَيلبسُونَ الخشن الغليظ من الطَّعَام وَالشرَاب انْتهى (فَخر)
قَوْله وَلَا تُكَلِّفُوهُمْ الخ قَالَ النَّوَوِيّ اجْمَعْ الْعلمَاء على انه لَا يجوز ان يكلفه من الْعَمَل الا مَا يطيقه فَإِن كلف ذَلِك لزمَه اعانته بِنَفسِهِ أَو بِغَيْرِهِ انْتهى
قَوْله
[3691] لَا يدْخل الْجنَّة سيء الملكته السيء بتَشْديد التَّحْتَانِيَّة والملكة ضبط بِفَتَحَات أَي سيء الْخلق فِي المملولكين بِالضَّرْبِ سوء الْمُعَامَلَة يُؤَدِّي الى الشؤم والهلكة كَمَا ان حسن الْخلق بهم فِي المعاشرة والرفق يُؤَدِّي الى الْيمن وَالْبركَة بل الى الْجنَّة وَقَوْلهمْ ان هَذِه الْأمة أَكثر الْأُمَم مملوكين تَوْجِيهه انه إِذا كثر مماليكهم لَا يسعهم مداراتهم فيسيئون فَمَا بالهم فَأجَاب صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على أسلوب الْحَكِيم وَقَالَ نعم فأكرموهم ككرامة أَوْلَادكُم وَكَذَا الْجَواب الثَّانِي فرس ترتبطه تقَاتل عَلَيْهِ وَارِد على ذَلِك الاسلوب لَان المرابطة وَالْجهَاد ليسَا من الدُّنْيَا (فَخر)
قَوْله(1/262)
[3692] وَلَا تؤمنوا حَتَّى تحَابوا قَالَ النَّوَوِيّ هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع الْأُصُول وَالرِّوَايَات وَلَا تؤمنوا بِحَذْف النُّون من اخره وَهِي لُغَة مَعْرُوفَة صَحِيحَة انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ وَلَعَلَّ للمجانسة والازدواج وَفِي بعض نسخ المصابيح وَغَيره تواجد النُّون أَيْضا انْتهى
قَوْله افشوا السَّلَام بَيْنكُم قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ بِقطع الْهمزَة الْمَفْتُوحَة وَفِيه الْحَث الْعَظِيم على افشاء السَّلَام وبذله للْمُسلمين كلهم على من عرفت وَمن لم تعرف كَمَا فِي الحَدِيث الاخر وَالسَّلَام أول أَسبَاب التألف ومفتاح استجلاب الْمَوَدَّة وَفِي افشاء تمكن الفة الْمُسلمين بَعضهم نبعض وَإِظْهَار شعارهم الْمُمَيز لَهُم من غَيرهم من أهل الْملك مَعَ مَا فِيهِ من رياضة النَّفس وَلُزُوم التَّوَاضُع وإعظام حرمات الْمُسلمين وَقد ذكر البُخَارِيّ عَن عمار انه قَالَ ثَلَاث من جمعهن فقد جمع الْإِيمَان الْإِنْصَاف من نَفسك وبذل السَّلَام للْعَالم والانفاق من الاقتار وروى غَيره هَذَا الْكَلَام مَرْفُوعا وفيهَا لَطِيفَة أُخْرَى وَهِي انها تَتَضَمَّن رفع التقاطع والتهاجر والشحناء وعناد ذَات الْبَين الَّتِي هِيَ المحالقة وان سَلَامه تَعَالَى لَا يتبع فِيهِ هَوَاهُ ويخص بِهِ احبابه انْتهى وَعَلَيْكُم جَاءَت الرِّوَايَات بِإِثْبَات الْوَاو وحذفها وَأكْثر الرِّوَايَات بإثباتها فَاخْتَارَ بعض الْعلمَاء حذف الْوَاو للِاحْتِرَاز عَن التَّشْرِيك وَتَقْدِيره عِنْدهم بل عَلَيْكُم السام وَاخْتَارَ بَعضهم إِثْبَاتهَا لَكِن قَالُوا ان الْوَاو هُنَا للاستيناف لَا للْعَطْف والتشريك وَتَقْدِيره وَعَلَيْكُم مَا تستحقونه من الذَّم قلت والصور ان اثبات الْوَاو وحذفها جَائِز ان لصِحَّة الرِّوَايَتَيْنِ وان الْوَاو أولى كَمَا هُوَ فِي أَكثر الرِّوَايَات وانه للْعَطْف والتشريك وَلَا فَسَاد فِيهِ لِأَن السام الْمَوْت وَهُوَ علينا وَعَلَيْهِم أَي نَحن وَأَنْتُم فَهِيَ سَوَاء وكلنَا نموت (فَخر)
قَوْله فِي نسْوَة فَسلم علينا قَالَ بن الْملك وَهَذَا مُخْتَصّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا مِنْهُ من الْوُقُوع فِي الْفِتْنَة وَأما غَيره فَيكْرَه لَهُ ان يسلم على الْمَرْأَة الاجنبيه الا ان تكون عجوزة بعيدَة عَن مَظَنَّة الْفِتْنَة وَقيل وَكثير من الْعلمَاء لم يكرهوا تَسْلِيم كل مِنْهُمَا على الاخر انْتهى وَمهما قيل بِالْكَرَاهَةِ على مَا هُوَ الصَّحِيح فَلم يثبت اسْتِحْقَاق الْجَواب (مرقاة)
قَوْله
[3702] ايعانق بَعْضنَا بَعْضًا الخ قَالَ لادبه قَالَ أَبُو حنيفَة انه يكره المعانقة وَمَا روى التِّرْمِذِيّ انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعتنق زيد بن حَارِثَة حِين قدم الْمَدِينَة فَيدل على جَوَازهَا لَكِن للقادم من السّفر فَيجوز للقادم وَلَا يجوز نعيره وَقَالَ النَّوَوِيّ المعانقة وتقبيل الْوَجْه مكروهان صرح بِهِ الْبَغَوِيّ للْحَدِيث الصَّحِيح فِي النَّهْي عَنْهُمَا كَرَاهَة تنزيهة انْتهى وَقَالَ الشَّيْخ اما المعانقة فَالصَّحِيح انها جَائِزَة ان لم يكن هُنَاكَ خوف فتْنَة لما ورد فِي حَدِيث قصَّة زيد بن حَارِثَة وجعفر بن أبي طَالب وَنقل عَن الشَّيْخ أبي الْمَنْصُور الماتريدي فِي التَّوْفِيق بَين الْأَحَادِيث ان الْمَكْرُوه من المعانقة مَا كَانَ على وَجه الشَّهْوَة وَأما على وَجه الْبر والكرابة فجائزة (فَخر)
قَوْله وَلَكِن تصافحوا اعْلَم ان المصافحة سنة عِنْد كل لِقَاء ومحلها أول الملاقاة فَمَا اعتاده النَّاس بعد صَلَاة الصُّبْح وَالْعصر لَا أصل لَهُ فِي الشَّرْع بل يكون هَذِه المصافحة مَكْرُوهَة لِأَنَّهَا لَيْسَ فِي محلهَا الْمَشْرُوع (فَخر)
قَوْله قبلنَا يَد النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي الدّرّ وَأما تَقْبِيل يَد صَاحبه عِنْد اللِّقَاء فمكروه إِجْمَاعًا وَكَذَا مَا يَفْعَلُونَهُ من تَقْبِيل الأَرْض بَين يَدي الْعلمَاء والعظماء وَالْفَاعِل والراضي يه آثمان لِأَنَّهُ يشبه عَبدة الْأَوْثَان وَهل يكفر ان على وَجه الْعِبَادَة والتعظيم يكفر وان على وَجه التَّحِيَّة لَا وَصَارَ اثما مرتكبا للكبيرة وَفِي الْمُلْتَقط التَّوَاضُع بِغَيْر الله حرَام وَفِي الْوَهْبَانِيَّة يجوز بل ينْدب الْقيام تَعْظِيمًا للقادم وَمَا يجوز الْقيام بَين يَدي الْعَالم فَائِدَة قيل التَّقْبِيل على خَمْسَة أوجه قبْلَة الْمَوَدَّة للْوَلَد على الخد وقبلة الرَّحْمَة لوَالِديهِ على الرَّأْس وقبلة الشَّفَقَة لِأَخِيهِ على الْجَبْهَة وقبلة الشَّهْوَة لامْرَأَته وامته على الْفَم وقبلة التَّحِيَّة للْمُؤْمِنين على البدو فِي الْقنية تَقْبِيل الْمُصحف قيل بِدعَة لَكِن روى عَن عمر رض انه كَانَ يَأْخُذ الْمُصحف كل غَدَاة ويقبله وَيَقُول عهد رَبِّي ومنشور رَبِّي عز وَجل وَكَانَ عُثْمَان يقبل الْمُصحف ويمسه على وَجهه واما تَقْبِيل الْخبز فحرر الشَّافِعِي انه بِدعَة مُبَاحَة وَقيل حَسَنَة انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله أمرنَا بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثًا الأول ليعرف وَالثَّانِي للتأمل وَالثَّالِث للأذن أَو عَدمه (إنْجَاح)
قَوْله فَمَا الاستيناس أَي الَّذِي ورد فِي التَّنْزِيل يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تدْخلُوا بُيُوتًا غير بُيُوتكُمْ حَتَّى تستأنسوا وتسلموا
على أَهلهَا وَهُوَ طلب الانسة الْمعبر عَنهُ بالاستيذان (إنْجَاح)
قَوْله
[3709] انا انا هَذَا إِنْكَار مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على قَوْله انا وَإِنَّمَا أنكرهُ لِأَن هَذَا الْقدر لَيْسَ بكاف فِي الْجَواب عِنْد الغيبوبة عَن الشُّهُود بل يَنْبَغِي ان يعرف باسمه وَذهب الصُّوفِيَّة الوجودية الى انه انما أنكرهُ لِأَنَّهُ اثْبتْ وجوده مَعَ ان وجود الْعَالمين عِنْد وجوده تَعَالَى محور قَالَ لَيْسَ من الْأَدَب ان ينْسب الرجل شَيْئا الى نَفسه كازاري ونعلي هَذَا لَيْسَ بسديد لوروده فِي الْكتاب وَالسّنة فِي مَوَاضِع شَتَّى (إنْجَاح)
قَوْله(1/263)
[3710] من رجل لم يصبح الخ من الْبَيَان فَهِيَ إِشَارَة الى انه يَنْبَغِي للْعَبد ان يظْهر تقاصيره كَمَا يَنْبَغِي لَهُ ان يظْهر نعم الله تَعَالَى ان تعدوا نعْمَة الله لَا تحصوها (إنْجَاح)
قَوْله إِذا اتاكم كريم قوم فاكرموه لهَذَا الْكَلَام مَعْنيانِ الأول انه إِذا كَانَ شخص ذَا كَرَامَة فِي قومه بَان كَانَ رَئِيسا وَسَيِّدًا فيهم فاكرموه فَإِنَّهُ إِذا لم يُكرمهُ كَانَ لَهُ ولقومه ضغن وحقد مِنْهُ وَيحصل لَهُ الْأَذَى من جهتهم هَذَا إِذا كَانَ الْقَوْم جهلة وَلَكِن يَنْبَغِي ان يحمل هَذَا الْأَمر بالإكرام على مَا إِذا لم يحصل لَهُ ضَرَر فِي دينه فان تبجيل الْكفْر كفر وَفِي الحَدِيث من وقر صَاحب بِدعَة فقد أعَان على هدم الْإِسْلَام هَذَا إِذا كَانَ الرجل شَدِيدا فِي دينه كَمَا ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب الى هِرقل عَظِيم الرّوم وَلم يلْتَفت الى سلطنته واما إِذا كَانَ ضَعِيفا خَائفًا مِنْهُم الضَّرَر فِي جسده أَو مَاله فأبيح لَهُ اكرامه لقَوْله تَعَالَى الا من أكره وَقَلبه مطمئن بِالْإِيمَان وَالثَّانِي مَا رَوَت عَائِشَة أمرنَا النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان ننزل النَّاس مَنَازِلهمْ فَمن جَاءَ سَائِلًا اعطيته كسرة خبز وَمن جَاءَ على فرس اكلته مَعهَا (إنْجَاح)
[3713] فشمت أَحدهمَا هُوَ بشين وسين الدُّعَاء بِالْخَيرِ وَالْبركَة والمعجمة اعلاهما شمته وشمت عَلَيْهِ تشميتا واشتق من الشوامت وَهِي القوائم كَأَنَّهُ دُعَاء بالثبات على الطَّاعَة وَقيل أَي ابعدك الله عَن الشماتة وجنبك مَا يشمت بِهِ عَلَيْك قَالَه فِي النِّهَايَة فِي جَامع الْأُصُول وَمعنى الْمُهْملَة جعلك الله على سمت حسن وَهُوَ ان يَرْحَمك الله انْتهى وَقَالَ الْجَوْزِيّ بالشين الْمُعْجَمَة والمهملة رِوَايَتَانِ صحيحتان قَالَ تغلب مَعْنَاهُ بِالْمُعْجَمَةِ ابعدك عَن الشماتة وبالمهملة من السمت وَهُوَ حسن الْقَصْد وَالْهدى وتشميت الْعَاطِس ان يُقَال يَرْحَمك الله انْتهى
قَوْله فَمَا زَاد فَهُوَ مزكوم أَي مَرِيض فَرُبمَا تكْثر تعطسه وحمده وَفِي الْجَواب عَنهُ كل مرّة حرج لَا سِيمَا مَعَ عدم تَجْوِيز التَّدَاخُل فِي الملجس وَيُؤَيّد مَا ذكرته مَا روى أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ شمت الْعَاطِس فَمَا زَاد فَإِن شِئْت فشمته وان شِئْت فَلَا حَيْثُ صرح بالتخيير فَيَقُول النَّوَوِيّ فتستحب ان يدعى لَهُ لَكِن غير وعائه للعاطس وَقع فِي غير مَحَله إِذْ حَاصِل الحَدِيث ان التشميت وَاجِب أَو سنة مُؤَكدَة على الْخلاف فِي ثَلَاث مَرَّات وَمَا زَاد فَهُوَ مُخَيّر بَين السُّكُوت وَهُوَ رخصَة وَبَين التشميت وَهُوَ مُسْتَحبّ وَالله أعلم كَذَا فِي المرقات
قَوْله
[3715] وَيصْلح بالكم البال الْقلب يُقَال مَا يخْطر ببالي أَي بقلبي البال رخاء الْعَيْش يُقَال فلَان رخى البال أَي وَاسع الْعَيْش والبال الْحَال تَقول مَا بالك أَي حالك والبال فِي الحَدِيث يحْتَمل الْمعَانِي الثَّلَاثَة وَالْحمل على الْمَعْنى الثَّالِث انسب لعمومه الْمَعْنيين الْأَوَّلين أَيْضا كَذَا فِي المفاتيح وَالْأول أولى فَإِنَّهُ إِذا صلح الْقلب صلح الْحَال (مرقاة)
قَوْله
[3718] صَاحب مكس وَهُوَ من يَأْخُذ من التُّجَّار إِذا مروا مكسا أَي ضريبة باسم الْعشْر وَفِيه ان المكس أعظم الذُّنُوب وَذَلِكَ لِكَثْرَة مطالبات النَّاس ومظلماتهم وصرفها فِي غير وَجههَا طيبي
قَوْله مَا فعل النغير بِضَم فَفتح تَصْغِير نغر بِضَم النُّون وَفتح الْغَيْن الْمُعْجَمَة طَائِر يشبه العصفور احمر المنقار وَقيل هُوَ العصفور وصغير المنقار احمر الرَّأْس وَقيل أهل الْمَدِينَة يسمونه البلبل وَالْمعْنَى مَا جرى لَهُ حَيْثُ لم أره مَعَك وَفِي الحَدِيث جَوَاز تَصْغِير الْأَسْمَاء وتكنية الصغار ورعاية السجع فِي الْكَلَام وَإِبَاحَة لعب الصَّبِي بالطيور إِذا لم يعذبه وَإِبَاحَة صيد الْمَدِينَة كَمَا هُوَ مَذْهَب الْحَنَفِيَّة من ان الْمَدِينَة لَيْسَ بحرم وَإِنَّمَا سمى حرما بِمَعْنى الاحترام والتعظيم لَا حُرْمَة الصَّيْد والكلاء وَلُزُوم الْجَزَاء مرقاة ولمعات
قَوْله وَقَالَ هُوَ نور الْمُؤمن وَفِي رِوَايَة نور يَوْم الْقِيَامَة أَي سَبَب النُّور يَوْم الْقِيَامَة وَفِي حَدِيث اخر فَإِنَّهُ نور الْمُسلم فَالْمُرَاد نور الْآخِرَة على مَا قَرَّرَهُ الطَّيِّبِيّ وَلَو كَانَ المُرَاد نورانية حسن وجمال لحية وَمَا يحصل للمشائخ من صَلَاح السريرة وصفاء الْبَاطِن فِي هَذَا الْعَالم لم يبعد حُصُول حسن الْجَزَاء والنورانية الَّتِي يَتَرَتَّب عَلَيْهِ فِي الْآخِرَة على حَاله فَإِن قلت فَلَو كَانَ حَال الشيب كَذَلِك فَلم شرع ستره بالخضاب قُلْنَا ذَلِك لمصْلحَة أُخْرَى دينية وَهُوَ ارغام الْأَعْدَاء وَإِظْهَار الجلادة لَهُم فَإِن قلت فَلم لم يجز النتف لاجل هَذِه الْمصلحَة قلت النتف استيصال الشيب من أَصله ومفض فِي الْآخِرَة الى تَشْوِيه الْوَجْه وَسُوء المنظر بِخِلَاف الخضاب فَإِنَّهُ زِيَادَة وصف على الأَصْل فبينهما فرق على انه قد يرْوى عَن أبي حنيفَة جَوَاز النتف إِذا لم يقْصد التزين والتكلف وَعَن مُحَمَّد أَنه لَا بَأْس بِهِ نعم الْمُخْتَار فِي الْمَذْهَب خلاف ذَلِك لمعات
قَوْله(1/264)
[3726] من اقتبس علما من النُّجُوم قبست الْعلم واقتبسه إِذا تعلمته والقبس الشعلة من النَّار واقتباسها اخذها مِنْهَا وَإِنَّمَا شبه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علم النُّجُوم بِالسحرِ لِأَن حرمته منصوصة ونطق بِهِ التَّنْزِيل قَالَ جلّ ذكره وَمَا يعلمَانِ من أحد حَتَّى يَقُولَا انما نَحن فتْنَة فَلَا تكفر وَفِي رِوَايَة رزين عَن بن عَبَّاس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من اقتبس بَابا من علم النُّجُوم لغير مَا ذكر الله فقد اقتبس شُعْبَة من السحر المنجم كَاهِن والكاهن سَاحر والساحر كَافِر وروى البُخَارِيّ تَعْلِيقا عَن قَتَادَة قَالَ خلق الله تَعَالَى هَذِه النُّجُوم لثلاث جعلهَا زِينَة للسماء ورجوما للشياطين وعلامات يهتدى بهَا فَمن تَأَول فِيهَا بِغَيْر ذَلِك أَخطَأ واضاع نصِيبه وتكلف مَا لَا يعلم فَقَوله لغير مَا ذكر الله تَعَالَى مشْعر بِأَن تعلمه مِقْدَار مَا يعلم بِهِ أَوْقَات الصَّلَاة لَا حرج فِيهِ وَلذَا جوز فقهاؤنا تعلم النُّجُوم بِهَذَا الْمِقْدَار وادخل صَاحب الدّرّ فِي الْعلم الْحَرَام علم الفلاسفة والشعبدة والتنجيم والرمل وعلوم الطباعين وَالسحر وَالْكهَانَة (إنْجَاح)
قَوْله زَاد وَمَا زَاد أَي زَاد من السحر مَا زَاد من النُّجُوم وَقيل يحْتَمل انه من كَلَام الرَّاوِي أَي زَاد رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ف التقبيح مَا زَاد فتح الْوَدُود
[3727] فانها من روح الله قَالَ الطَّيِّبِيّ الرّوح النَّفس والفرح وَالرَّحْمَة فَإِن قيل كَيفَ يكون الرّيح من رَحمته مَعَ انها تجيئ بِالْعَذَابِ قل إِذا كَانَ عذَابا للظلمة يكون رَحْمَة للْمُؤْمِنين وَأَيْضًا الرّوح بِمَعْنى الرَّائِح أَي الجائي من حَضْرَة الله بأَمْره تاءة للكرامة وَأُخْرَى للعذاب فَلَا يسب بل يجب التَّوْبَة عِنْدهَا فَإِنَّهُ تَأْدِيب والتاديب حسن وَرَحْمَة انْتهى
قَوْله
[2678] عبد الله وَعبد الرَّحْمَن لما فيهمَا من الِاعْتِرَاف لعبوديته (إنْجَاح)
قَوْله
[3729] لَئِن عِشْت الخ قَالَ الطَّيِّبِيّ أَرَادَ ان ينْهَى نهى تَحْرِيم ثمَّ سكت بعد ذَلِك رَحْمَة على الْأمة لعُمُوم الْبلوى وايقاع الْجرْح وَفِي رِوَايَة مُسلم عَن جَابر أَرَادَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان يُنْهِي ان يُسمى بيعلى وبركة وبأفلح وبيسار وبنافع ثمَّ رَأَيْته سكت بعد عَنْهَا ثمَّ قبض وَلم ينْه عَن ذَلِك فَمَا روى انه نهى فَمَحْمُول على الْإِرَادَة أَو لم يرد بِهِ النَّهْي التحريمي انْتهى وَفِي رِوَايَة مُسلم فِي وَجه النَّهْي عَن سَمُرَة بن جُنْدُب فَإنَّك تَقول اثم هُوَ فَلَا يكون فَيُقَال لَا (إنْجَاح)
قَوْله
[3731] الأجدع شَيْطَان أَي اسْم شَيْطَان من الشَّيَاطِين قَالَه تَنْبِيها على تَغْيِير الِاسْم ان كَانَ حَيا أَو قَالَه مطايبة (مرقاة)
قَوْله
[3732] ان زَيْنَب كَانَ اسْمهَا برة هِيَ ربيبة رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بنت أم سَلمَة أم الْمُؤمنِينَ رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا (إنْجَاح)
قَوْله
[3735] سموا باسمي وَلَا تكنوا بكنيتي قيل هَذَا مُخْتَصّ بِزَمن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَن عليا استجازه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَجَازَهُ فَسمى ابْنه مُحَمَّدًا وكناه أَبَا قَاسم كَمَا رَوَاهُ أَبُو دَاوُد وَهُوَ مَذْهَب مَالك وَجُمْهُور السّلف وفقهاء الْأَمْصَار وَأهل الظَّاهِر قَالَ الطَّيِّبِيّ لَا يحل التكني بَابي الْقَاسِم أصلا سَوَاء كَانَ اسْمه مُحَمَّدًا أَو احمدا وَلم يكن لَهُ اسْم وَهُوَ مَذْهَب الشَّافِعِي وَقَول ان النَّهْي للتنزيه وَالْأَدب لَا للتَّحْرِيم وَهُوَ مَذْهَب جرير وَقيل ان النَّهْي للْجمع وَلَا بَأْس بالكنية وَحدهَا لمن لَا يُسمى بِوَاحِد من الاسمين وَهُوَ مَذْهَب جمَاعَة من السّلف رَحِمهم الله تَعَالَى (إنْجَاح)
قَوْله وَلَا تكنوا بكنيتي قَالَ الْكرْمَانِي هُوَ بِفَتْح تَاء وكاف وَنون مُشَدّدَة من التفعل بِحَذْف إِحْدَى التائين وبفتح تَاء وَسُكُون كَاف من الكنية وبضم تَاء وَفتح كَاف وَضم نون مُشَدّدَة من التفعيل وتكتنوا بِفَتْح تائين بَينهمَا كَاف سَاكِنة من الافتعال وَإِذا سمى الرجل قاسما يلْزم ان يكون أَبوهُ أَبَا الْقَاسِم فَلِذَا منع من الْقَاسِم وان لم يكن هُوَ كنية وَقَالَ الطَّيِّبِيّ اخْتلفُوا فِيهِ فَمن قَائِل منع اولا ثمَّ نسخ وَمن قَائِل بِالْمَنْعِ مُطلقًا وَقَائِل انه للتنزيه أَو للْجمع بَين اسْمه وكنيته وَمنع عمر التسمي باسم مُحَمَّد كَرَاهَة سبّ اسْمه وَكره مَالك التسمي بأسماء الْمَلَائِكَة واجمعوا على جَوَاز التسمي بأسماء الْأَنْبِيَاء غير عمر انْتهى
قَوْله
[3739] فَأَنت أم عبد الله كناها باسم بن أُخْتهَا عبد الله بن الزبير وَأمه أَسمَاء بنت أبي بكر رَضِي الله عَنهُ (إنْجَاح)
قَوْله وَكَانَ صَغِيرا يَا أَبَا عُمَيْر وَفِي رِوَايَة الْمُسلم يَا أَبَا عُمَيْر مَا فعل النغير اما النغير فبضم النُّون تَصْغِير النغر بضَمهَا وَفتح الْمُعْجَمَة وَهُوَ طَائِر صَغِير جمعه نغران قَالَ النَّوَوِيّ وَفِي هَذَا الحَدِيث فَوَائِد كَثِيرَة جدا مِنْهَا جَوَاز تكنية من لم يُولد لَهُ وتكنية الطِّفْل وانه لَيْسَ كذبا وَجَوَاز المزاح فِيمَا لَيْسَ اثما وَجَوَاز تَصْغِير بعض المسميات وَجَوَاز لعب الصَّبِي بالعصفور وتمكين الْوَلِيّ إِيَّاه من ذَلِك وَجَوَاز السجع بالْكلَام الْحسن بِلَا كلفة وملاطفة الصّبيان وتأنيسهم وَبَيَان مَا كَانَ عَلَيْهِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من حسن الْخلق وكرم الشَّمَائِل والتواضع وزيارة الاهل لِأَن أم سليم وَالِدَة أبي عُمَيْر هِيَ من مَحَارمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتهى
قَوْله وَلَا تنابزوا بِالْأَلْقَابِ قَالَ الْقُسْطَلَانِيّ أَي لَا يدعى الرجل بالْكفْر بعد الْإِسْلَام قَالَ الْحسن كَانَ الْيَهُودِيّ وَالنَّصْرَانِيّ يسلم فَيُقَال بعد إِسْلَامه يَا يَهُودِيّ يَا نَصْرَانِيّ فنهوا عَن ذَلِك انْتهى وَقَالَ الْبَيْضَاوِيّ أَي ان لَا يدع بَعْضكُم بَعْضًا باللقب السؤ فَإِن النَّهْي مُخْتَصّ باللقب السوء عرفا روى ان الْآيَة نزلت فِي صَفِيَّة بنت حييّ اتت رَسُول الله فَقَالَت ان النِّسَاء يقلن لي يَا يَهُودِيَّة بنت يهوديين فَقَالَ لَهَا هَل مَا قلت ان أبي هَارُون وَعمي مُوسَى وَزَوْجي مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتهى
قَوْله ان نحثو فِي وُجُوه المداحين الخ أَي الْبَالِغين فِي الْمَدْح المتوجهين اليكم طَمَعا سَوَاء كَانَ الْمَدْح نظما أَو نثرا وَقد فعل ذَلِك مقداد حِين مدح رجل عُثْمَان على وَجهه كَمَا فِي رِوَايَة مُسلم وَقيل مَعْنَاهُ الْأَمر بِدفع المَال إِلَيْهِم إِذا المَال حقير كالتراب بِالنِّسْبَةِ الى الْعرض (إنْجَاح)
قَوْله(1/265)
[3742] ان نحثو فِي وُجُوه المداحين الخ قَالَ النَّوَوِيّ فِي هَذَا الْبَاب الْأَحَادِيث الْوَارِدَة فِي النَّهْي عَن الْمَدْح وَقد جَاءَت أَحَادِيث كَثِيرَة فِي الصَّحِيحَيْنِ بالمدح فِي الْوَجْه قَالَ الْعلمَاء طَرِيق الْجمع بَينهمَا ان النَّهْي مَحْمُول على المجازفة فِي الْمَدْح وَالزِّيَادَة فِي الْأَوْصَاف أَو على من يخَاف عَلَيْهِ فتْنَة من اعجاب وَنَحْوه إِذا سمع الْمَدْح واما من لَا يخَاف عَلَيْهِ ذَلِك لكَمَال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته فَلَا نهي فِي مدح فِي وَجهه إِذا لم يكن فِيهِ مجازفة بل ان كَانَ يحصل بذلك مصلحَة كنشط الْخَبَر أَو الازدياد مِنْهُ أَو الدَّوَام عَلَيْهِ أَو الِاقْتِدَاء بِهِ كَانَ مُسْتَحبا انْتهى
[3744] فَلْيقل أَحْسبهُ أَي أَظُنهُ وَلَا ازكى على الله أَي على علم الله تَعَالَى ومعنا لَا يثنى أحدا وَلَا يظْهر مدحه حَاكما على الله وموجبا عَلَيْهِ ثمَّ هَذَا مَخْصُوص بِالَّذِي يخَاف عَلَيْهِ الْعجب والتكبر والا فقد ورد فِي فَضَائِل الصَّحَابَة فِي غيبتهم وحضورهم مَالا يُحْصى من الْمَدْح والشرف قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسكن يَا أحد فَمَا عَلَيْك الا نَبِي أَو صديق أَو شَهِيد وَكَانَ ذَلِك فِي حضورهم (إنْجَاح)
قَوْله
[3747] فليشر عَلَيْهِ بِمَا كَانَ فِيهِ مصلحَة لَهُ وَلَا يكتم مصْلحَته لِأَن فِي كِتْمَانه لُزُوم الْخِيَانَة (إنْجَاح)
قَوْله عَن أبي عذرة ذكر فِي التَّقْرِيب أَو عذرة بِضَم أَوله وَسُكُون الْمُعْجَمَة لَهُ حَدِيث فِي الْحمام وَهُوَ مَجْهُول من التَّابِعين وَوهم من قَالَ لَهُ صُحْبَة (إنْجَاح)
قَوْله
[3753] لَا يقص الا أَمِير أَو مَأْمُور أَو مراء وَفِي رِوَايَة أَو مختال الْقَصَص التحدث بالقصص وَيسْتَعْمل فِي الْوَعْظ قَالَ فِي النِّهَايَة أَي لَا يَنْبَغِي ذَلِك الا لأمير يعظ النَّاس ويخبرهم بِمَا مضى ليعتبروا بِهِ أَو مَأْمُور بِهِ فَحكمه حكم الْأَمِير وَلَا يقص تكسبا أَو يكون الْقَاص مختالا يفعل تكبرا على النَّاس أَو مرائيا يرائي النَّاس بقوله وَعَمله لَا يكون وعظه وَكَلَامه حَقِيقَة وَقيل أَرَادَ الْخطْبَة لِأَن الْأُمَرَاء كَانُوا يلونها فِي الأول ويعظون النَّاس فِيهَا ويقصون عَلَيْهِم أَخْبَار الْأُمَم السَّابِقَة انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ قلت وكل من وعظ وقص دَاخل فِي غمارهم وَأمره موكول الى الْوُلَاة قَوْله لَا يقص خبر لَا نهي أَي لَا يصدر هَذَا الْفِعْل الا عَن هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة وَقد علم ان الاقتصاص مَنْدُوب اليه فَيجب تَخْصِيصه بالأمير والمأمور دون المختال وَهَذَا كَمَا يُقَال عِنْد روية الْأَمر الخطير لَا يَخُوض فِيهِ الا حَكِيم عَارِف بكيفية الْوُرُود وجاهل وَيخرج فَيهْلك انْتهى وَقَالَ الْخطابِيّ ان الْمُتَكَلِّمين على النَّاس ثَلَاثَة أَصْنَاف مُذَكّر وواعظ وَقاص فالمذكر الَّذِي يذكر النَّاس الاء الله ونعمائه ويحثهم على الشُّكْر لَهُ والواعظ يخوفهم بِاللَّه وَيُنْذرهُمْ عُقُوبَته فيروعهم بِهِ عَن الْمعاصِي والقاص الَّذِي يروي لَهُم أَخْبَار الماضيين ويروى عَلَيْهِم الْقَصَص فَلَا يَأْمَن من ان يزِيد فِيهَا أَو ينقص والمذكر والواعظ مَأْمُون عَلَيْهِمَا هَذَا الْمَعْنى انْتهى
قَوْله ان من الشّعْر حِكْمَة الْحِكْمَة الْعدْل وَالْعلم وَقيل مَعْنَاهُ ان من الشّعْر كلَاما نَافِعًا يمْنَع عَن الْجَهْل وَالسّفر وأصل الْحِكْمَة الْمَنْع وَبهَا سميت اللجام لِأَنَّهَا تمنع الدَّابَّة ثمَّ قيل هَذَا يدل على ان المُرَاد بقوله ان من الْبَيَان لسحرا مدح للْبَيَان وَيُمكن ان يكون ردا لمن زعم ان الشّعْر كُله مَذْمُوم وَالْبَيَان كُله حسن فَقيل ان بعض الْبَيَان كالسحر فِي الْبطلَان وَبَعض الشّعْر كالحكمة فِي الحقية وَالْحق ان الْكَلَام ذُو وَجْهَيْن يخْتَلف بِحَسب الْمَقَاصِد وَقد روى الجملتان فِي حَدِيث وَاحِد لمعات
قَوْله(1/266)
[3757] اصدق كلمة الخ اللبيد الشَّاعِر صَحَابِيّ كنيته أَبُو عقيل بِفَتْح الْعين وَفد على رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأسلم وَحسن إِسْلَامه عَاشَ مائَة واربعا وَخمسين سنة قَالَ السَّمْعَانِيّ مَاتَ أول خلَافَة مُعَاوِيَة وَله مائَة وَأَرْبَعُونَ سنة قَالُوا لم يقل شعرًا بعد إِسْلَامه وَكَانَ يَقُول ابدلني الله بِهِ الْقُرْآن وَقيل قَالَ بَيْتا وَاحِدًا وَهُوَ مَا عَاتب الْمَرْء الْكَرِيم كنفسه والمرء يصلحه القرين الصَّالح ذكره النَّوَوِيّ والمصراع الثَّانِي من الْبَيْت وكل نعيم لَا محَالة زائل ثمَّ الْبَاطِل قد يَجِيء بِمَعْنى الذَّاهِب وَقد يَجِيء بِمَعْنى اللَّغْو غلم يثبت التَّعَارُض بَين هَذَا القَوْل وَبَين قَوْله جلّ ذكره رَبنَا مَا خلقت هَذَا بَاطِلا وَأما أُميَّة بن أبي الصَّلْت الْكَافِر اسْم أَبِيه عبد الله بن ربيعَة وَكَانَ أُميَّة يتعبد فِي الْجَاهِلِيَّة ويؤمن بِالْبَعْثِ وينشد الشّعْر فِي ثَنَاء الْمَسِيح وَلم يسلم ثَبت فِي صَحِيح مُسلم عَن الشريد بن السويد قَالَ ردفت رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَقَالَ هَل مَعَك من شعر أُميَّة الحَدِيث ذكره النَّوَوِيّ فِي التَّهْذِيب (إنْجَاح)
قَوْله هيه بِكَسْر الْهَاء وَإِسْكَان الْيَاء وَكسر الْهَاء الثَّانِيَة قَالُوا وَالْهَاء الأولى بدل من الْهمزَة الْأَصْلِيَّة ايه وَهِي كلمة للاستزادة من الحَدِيث الْمَعْهُود قَالَ بن السّكيت هِيَ الاستزاده من حَدِيث أَو عمل معهودين قَالُوا وَهِي مَبْنِيَّة على الْكسر ومقصود الحَدِيث ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتحْسنَ شعر أُميَّة واستزاد من انشاده لما فِيهِ من الْإِقْرَار بالوحدانية والبعث فَفِيهِ جَوَاز انشاد الشّعْر الَّذِي لَا فحش فِيهِ وسماعه سَوَاء شعر الْجَاهِلِيَّة أَو غَيرهم (نووي)
قَوْله قَيْحا يرِيه الخ يرِيه بِفَتْح يَاء وَكسر رَاء من الورى دَاء من ورى يوري فَهُوَ مورى إِذا أصَاب جوفها الدَّاء قَالَ الْجَوْهَرِي ورى الْقَيْح جَوْفه اكله وَقيل أَي حَتَّى يُصِيب رئته وَأنكر لِأَن الرئة مَهْمُوز وَفعله رأى كَذَا فِي الْمجمع وَقَالَ فِي الْقَامُوس الورى قيح فِي الْجوف أَو قرح شَدِيد يقاء مِنْهُ الْقَيْح وَالدَّم وورى الْقَيْح جَوْفه كوعى افسده فلَان فلَانا أصَاب رئته والوارية دَاء فِي الرئة وَلَيْسَت من لَفظهَا وَقَالَ أَيْضا فِي رأى والرئة مَوضِع النَّفس وَالرِّيح من الْحَيَوَان جمعهَا رئات ورؤن وَرَآهُ أصَاب رئته انْتهى وَالْمعْنَى قَيْحا يفْسد جَوْفه والرئة بِالْفَارِسِيَّةِ شش بِضَم الشين الأول كَأَنَّهُ شبه الشّعْر فِي الخباثة والنجاسة بالقيح الَّذِي يكره بالطبع فَإِن فَسَاد الْبَاطِن أَشد من فَسَاد الظَّاهِر
إنْجَاح قَيْحا يرِيه قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ من الورى وَهُوَ دَاء يفْسد الْجوف وَمَعْنَاهُ قَيْحا يَأْكُل جَوْفه ويفسده وَقَالَ أَبُو عبيد قَالَ بَعضهم المُرَاد بِهَذَا الشّعْر شعر هجي بِهِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَبُو عبيد وَالْعُلَمَاء كَافَّة هَذَا التَّفْسِير فَاسد لِأَنَّهُ يَقْتَضِي ان المذموم من الهجاء ان يمتلي مِنْهُ دون قَلِيله وَقد أجمع الْمُسلمُونَ على ان الْكَلِمَة الْوَاحِدَة من هجاء النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُوجبَة للكفر قَالُوا بل الصَّوَاب ان المُرَاد ان يكون الشّعْر غَالِبا عَلَيْهِ مستوليا عَلَيْهِ بِحَيْثُ يشْغلهُ عَن الْقُرْآن أَو غَيره من الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة وَذكر الله تَعَالَى وَهَذَا مَذْمُوم من أَي شعر كَانَ فَأَما إِذا كَانَ الْقُرْآن والْحَدِيث وَغَيرهمَا من الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة هُوَ الْغَالِب عَلَيْهِ فَلَا يضر حفظ الْيَسِير من الشّعْر مَعَ هَذَا لِأَن جَوْفه لَيْسَ ممتليا وَقَالَ الْعلمَاء كَافَّة ان الشّعْر مُبَاح مَا لم يكن فِيهِ فحش وَنَحْوه قَالُوا وَهُوَ كَلَام حسنه حسن وقبيحه قَبِيح وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب فقد سمع النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الشّعْر واستنشدوا أَمر بِهِ حسان فِي هجاء الْمُشْركين وانشده اصحابه بِحَضْرَتِهِ فِي الْأَسْفَار وَغَيرهَا وانشده الْخُلَفَاء وائمة الصَّحَابَة وفضلاء السّلف وَلم يُنكره أحد مِنْهُم على إِطْلَاقه وَإِنَّمَا أَنْكَرُوا المذموم مِنْهُ وَهُوَ الْفُحْش وَنَحْوه انْتهى
قَوْله
[3761] وزنى أمه الظَّاهِر انه من بَاب التفعيل أَي نسب أمه الى الزِّنَا فَإِن الانتفاء من أَبِيه مُسْتَلْزم لزنا أمه (إنْجَاح)
قَوْله
[3762] من لعب بالنرد شير الخ قَالَ فِي الْقَامُوس النَّرْد مَعْرُوف مغرب وَضعه اردشير بن بابك وَلِهَذَا يُقَال لَهُ نردشير انْتهى وَفِي الْمجمع وشير بِمَعْنى حُلْو وَمعنى غمس يَده الخ تَصْوِير قبحه تنفير عَنهُ كتشبيه وَجه مجدور بسلخة جامدة كَأَنَّهُ يغمس يَده فيهمَا ليأكلهما انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[3764] فَقَالَ شَيْطَان الخ قَالَ الطَّيِّبِيّ أَي هُوَ شَيْطَان لاشتغاله بِمَا لَا يعنيه يقفوا اثر شَيْطَانه اورثته الْغَفْلَة عَن ذكر الله ثمَّ ان اتِّخَاذ الْحمام للفرخ وَالْبيض والأنس وَحمل الْكتب جَائِز غير مَكْرُوه واللعب بهَا بالتطير مَكْرُوه وَمَعَ الْقمَار صَار مَرْدُود الشَّهَادَة انْتهى
قَوْله
[3768] لَو يعلم أحدكُم الخ يحْتَمل ان يكون مَحْمُولا على السّفر أَي مَا سَافر أحد بلَيْل وَحده لِأَن سفر الْعَرَب أَكثر مَا يكون بِاللَّيْلِ وَيحْتَمل ان يكون عَاما أَي مَا سأسير أما وَذَلِكَ عِنْد هدأة الارجل فَإِن الله تَعَالَى يبْعَث من خلقه مَا يَشَاء (إنْجَاح)
قَوْله
[3772] لَا تنزلوا على جواد الطَّرِيق جمع جادة بتَشْديد الدَّال فيهمَا وَهُوَ مُعظم الطَّرِيق كَذَا فِي الْقَامُوس أَي وَسطهَا وَقَضَاء الْحَاجة كِنَايَة عَن الْبَوْل وَالْغَائِط إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3774] تربوا صحفكم أَي اسقطوها على التُّرَاب اعْتِمَادًا على الْحق تَعَالَى فِي ايصاله الى الْمَقْصد أَو أَرَادَ ذَر التُّرَاب على الْمَكْتُوب ليجف من الْحُرُوف كَانَ رطبا وَلَا تنمحي أَو خاطبوا فِيهَا خطابا على غَايَة التَّوَاضُع أَقْوَال كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله
[3775] فَلَا يَتَنَاجَى اثْنَان الخ فِي هَذَا الحَدِيث نهى عَن مُشَاورَة الرفيقين مَعَ النَّجْوَى والاخفاء من الرفيق الثَّالِث كَيْلا يحزنهُ وَهَذَا الصَّنِيع بعيد عَن الرفاقة والمعية وَغير مَعْقُول عَن الادمية وكل أَمر يرجع الى الالم وَالْغَم وحزن الْمُسلم خلاف عَن شَأْن الْمُسلم لِأَن الْمُسلم من سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده (إنْجَاح)
قَوْله
[3779] الماهر بِالْقُرْآنِ أَي الحاذق فِي الْحِفْظ أَو جودة اللَّفْظ أَو أَرَادَ مَا هُوَ أَعم مِنْهُمَا والسفرة جمع سَافر بِمَعْنى الْكَاتِب أَو السفير وَالرَّسُول أَو بِمَعْنى المصلح بَين قوم البررة جمع بار وَالْمرَاد بهم الْمَلَائِكَة أَو الْأَنْبِيَاء الَّذين ينسخون ويكتبون الْكتب السماوية ويبلغون احكامها الى الْأَنْبِيَاء أَو الْخلق ويصلحون بَين النَّاس وَقيل هم أَصْحَاب النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَوله يتعتع التعتعا فِي الْكَلَام التَّرَدُّد فِيهِ من حصر أَو عي (إنْجَاح)
قَوْله لَهُ اجران اثْنَان أَي أجر الْقِرَاءَة وَأجر الْمَشَقَّة لَا انه يفضل فِي الْأجر على الماهر فَإِنَّهُ لَا شكّ ان الماهر أفضل مِمَّن يتعب فِي تعهده وَقيل بِالْعَكْسِ لَان الْأجر بِقدر التَّعَب وَالْأول اشبه لمعات
قَوْله(1/267)
[3781] كَالرّجلِ الشاحب أَي متغير اللَّوْن والجسم لنَحْو مرض أَو سفر من شحب يشحب شحوبا تغير من هزال أَو جوع أَو سفر كَأَنَّهُ يتَمَثَّل بِصُورَة قارئه الَّذِي اتعب نَفسه بالسهر فِي اللَّيْل وَالصَّوْم فِي النَّهَار إنْجَاح مثل الْإِبِل المعقلة أَي المربوط فِي عقالها وَهُوَ الْحَبل الَّذِي يرْبط بهَا الْإِبِل (إنْجَاح)
قَوْله
[3785] وَهِي السَّبع المثاني وَفِي النِّهَايَة قيل هِيَ الْفَاتِحَة لِأَنَّهَا سبع آيَات وَقيل السُّور الطوَال من الْبَقَرَة الى التَّوْبَة على ان تحسب التَّوْبَة والأنفال بِوَاحِدَة وَلذَا لم تفصلا بالبسملة وروى سبعا من المثاني وَمن لتبيين الْجِنْس أَو للتَّبْعِيض أَي سبع آيَات أَو سبع سور من جملَة مَا يثنى بِهِ على الله من الْآيَات انْتهى وَقَالَ الْكرْمَانِي أَي سبع كَلِمَات متكررة وَهِي الله والرحمن والرحيم وَإِيَّاك وصراط وَعَلَيْهِم وَلَا بِمَعْنى غير أَو هِيَ تكَرر فِي الصَّلَاة فَهُوَ من التَّثْنِيَة بِمَعْنى التكرير وَقيل من الثَّنَاء لما فِيهِ من الثَّنَاء وَالدُّعَاء وَالْقُرْآن عطف صفة على صفة انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ أَي سبع آيَات تكَرر على مُرُور الْأَوْقَات فَلَا يَنْقَطِع وَالْقُرْآن عطف عَام على خَاص انْتهى
قَوْله الَّذِي اوتيته أَي الَّذِي قَالَ الله تَعَالَى فِيهِ وَلَقَد اتيناك سبعا من المثاني وَالْقُرْآن الْعَظِيم فَهِيَ سبع آيَات اما مَعَ الْبَسْمَلَة واما بغَيْرهَا فَيكون السَّادِسَة انعمت عَلَيْهِم وَإِنَّمَا قيل لَهُ سبع المثاني لِأَنَّهَا تثنى فِي كل صَلَاة أَو انها نزلت مرَّتَيْنِ وَعطف الْقُرْآن عَلَيْهِ اما للتفسير واما لاهتمام شانها حَيْثُ عدلها مَعَ الْقُرْآن مَعَ انها مِنْهُ وَقيل سبع سور وَهِي الطوَال وسابعها الانفال وَالتَّوْبَة فَإِنَّهُمَا فِي حكم سُورَة وَاحِدَة أَو الحواميم السَّبع وَقيل سبع صحاف وَهِي الاسباع والمثاني من التَّثْنِيَة أَو الثَّنَاء فَإِن كل ذَلِك مثنى تكَرر قرأته والفاظه وقصصه ومواعظه أَو مثنى عَلَيْهِ بالبلاغة والاعجاز وَيجوز ان يُرَاد بالمثاني الْقُرْآن فَيكون من للتَّبْعِيض فَظهر انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حصر ايتاء السَّبع المثاني مُبَالغَة لمعات
قَوْله شفعت بِالتَّخْفِيفِ خبران كَذَا قَالَ الطَّيِّبِيّ والا ظهر ان قَوْله ثَلَاثُونَ خبر لِأَن وَقَوله شفعت خبر ثَان وَقَالَ فِي الازهاد شفعت على بِنَاء الْمَجْهُول مشددا أَي قبلت شَفَاعَتهَا وَقيل على بِنَاء الْفَاعِل مخففا وَهَذَا أقرب انْتهى وَقَالَ الشَّيْخ الدهلوي ان حمل قَوْله شفعت على معنى الْمُضِيّ كَمَا هُوَ ظَاهر كَانَ أَخْبَار من الْغَيْب وان يَجْعَل بِمَعْنى تشفع كَانَ تحريضا على الْمُوَاظبَة عَلَيْهَا انْتهى
قَوْله
[3787] تعدل ثلث الْقُرْآن قَالَ فِي النِّهَايَة وَهَذَا لِأَن الْقُرْآن اما إرشاد الى معرفَة ذَات الله وتقديسه أَو معرفَة صِفَاته واسمائه أَو معرفَة أَفعاله وسنته فِي عباده وَالْإِخْلَاص مُشْتَمل على التَّقْدِيس لِأَن منتهاه ان يكون وَاحِدًا فِي ثَلَاثَة أُمُور لَا يكون حَاصِلا مِنْهُ من هُوَ من نَوعه وَشبهه وَلَا يكون هُوَ حَاصِلا مِمَّن هُوَ نَظِيره وَلَا يكون فِي دَرَجَته من هُوَ مثله وان لم يكن لَهُ أصلا وَلَا فرعا وَجُمْلَته تَفْصِيل لَا إِلَه إِلَّا الله انْتهى وَقَالَ الْكرْمَانِي أَي تعدل ثَوَاب ثلث الْقُرْآن بِلَا تَضْعِيف واما قِرَاءَة الثُّلُث فلهَا عشرَة أَمْثَال انْتهى وَمعنى تعدل تَسَاوِي والمساوات بَين الشَّيْئَيْنِ قد يكون بِاعْتِبَار الْوَزْن وَقد يكون بِاعْتِبَار المساحة وَقد يكون بِاعْتِبَار الْقيمَة فالمساوات من كل وَجه لَيست بضرورية فَإِن كَانَ المُرَاد بِهِ الثَّوَاب فَلَا بُد ان يكون بِقِرَاءَة تَمام الْقُرْآن ثَوابًا كثيرا وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ والدارمي من قَرَأَ يس كتب الله بقرائتها قِرَاءَة الْقُرْآن عشر مَرَّات فَلَا يبعد من رَحْمَة الله ان يُعْطي بقارئ الْقُرْآن ختمة وَاحِدَة ثَوَاب الف ختمات مثلا وَلَيْسَ ذَلِك على الله بعزيز
قَوْله قَالَ ذكر الله قَالَ بن الْملك المُرَاد الذّكر القلبي فَإِنَّهُ هُوَ الَّذِي لَهُ الْمنزلَة الزَّائِدَة على بذل الْأَمْوَال والانفس لِأَنَّهُ عمل نَفسِي وَفعل الْقلب هُوَ اشق من عمل الْجَوَارِح بل هُوَ الْجِهَاد الْأَكْبَر لَا الذّكر بِاللِّسَانِ الْمُشْتَمل على صياح وانزعاج وَشدَّة تَحْرِيك الْعُنُق والاعوجاج كَمَا يَفْعَله بعض النَّاس زاعمون ان ذَلِك جالب للحضور وَمُوجب للسرور حاشا لله بل سَبَب للغيبة انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله(1/268)
[3791] مَا جلس قوم الخ وَفِي رِوَايَة لمُسلم مَا اجْتمع قوم فِي بَيت من بيُوت الله يَتلون كتاب الله وَيَتَدَارَسُونَهُ الخ قَالَ النَّوَوِيّ قيل المُرَاد بِالسَّكِينَةِ هَهُنَا الرَّحْمَة وَهُوَ الَّذِي اخْتَارَهُ القَاضِي عِيَاض وَهُوَ ضَعِيف لعطف الرَّحْمَة عَلَيْهِ وَقيل الطُّمَأْنِينَة وَالْوَقار وَهُوَ أحسن وَفِي هَذَا دَلِيل لفضل الِاجْتِمَاع على ذكر الله وتلاوة الْقُرْآن فِي الْمَسْجِد وَهُوَ مَذْهَبنَا وَمذهب الْجُمْهُور وَقَالَ مَالك يكره وتأوله بعض اصحابه ويلتحق بِالْمَسْجِدِ فِي تَحْصِيل هَذِه الْفَضِيلَة الِاجْتِمَاع فِي مدرسة ورباط وَنَحْوهمَا وَيدل عَلَيْهِ حَدِيث الْكتاب فَإِنَّهُ مُطلق يتَنَاوَل جَمِيع الْمَوَاضِع وَيكون التَّقْيِيد فِي حَدِيث الْمُسلم خرج على الْغَالِب لَا سِيمَا فِي ذَلِك الزَّمَان فَلَا يكون لَهُ مَفْهُوم يعْمل بِهِ انْتهى مَعَ تَغْيِير
قَوْله وتنزلت عَلَيْهِم السكينَة أَي الرَّحْمَة ويضعفه عطف الرَّحْمَة قيل الْأَظْهر انها الْمَلَائِكَة قَالَه النَّوَوِيّ وَقَالَ الطَّيِّبِيّ هِيَ مَا يحصل بِهِ السّكُون وصفاء الْقلب وَذَهَاب الظلمَة النفسانية ونزول ضِيَاء الرحمانية وَحُصُول الذَّوْق انْتهى وَلَا حول وَلَا قُوَّة الا بِاللَّه قَالَ فِي النِّهَايَة الْحول هُنَا الْحَرَكَة من حَال يحول إِذا تحرّك أَي لَا حَرَكَة وَلَا قُوَّة الا بِاللَّه وَقيل هُوَ الْحِيلَة انْتهى وَقَالَ الْكرْمَانِي أَي لَا حِيلَة فِي دفع الشَّرّ وَلَا قُوَّة فِي تَحْصِيل الْخَيْر الا بمعونته انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ أَي لَا تحول عَن مَعْصِيّة الله الا بتوفيقه وَلَا قُوَّة على طَاعَته الا بمشيته أَو لَا حِيلَة من مكر الله انْتهى
قَوْله
[3795] مَالك كئيبا أَي حَزينًا من الكأبة وَهُوَ الْحزن وَقَوله اساءتك امرة بن عمك أَي شقّ عَلَيْك امارة أبي بكر الصّديق حَيْثُ جَلَست حَزينًا وَطَلْحَة وَالصديق كِلَاهُمَا من تيم بن مرّة لِأَن طَلْحَة هُوَ بن عبيد الله بن عُثْمَان بن عَمْرو بن كَعْب بن سعد بن تيم بن مرّة وَالصديق هُوَ بن عُثْمَان المكني بِأبي قُحَافَة بن عَامر بن عَمْرو بن كَعْب بن سعد بن تيم بن مرّة يَشْتَرِكَانِ فِي عَمْرو بن كَعْب الَّذِي هُوَ أَبُو جدهما (إنْجَاح)
قَوْله لَهَا روحا الرّوح بِفَتْح الرَّاء الرَّاحَة وَالرِّيح الطّيب كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى فَأَما ان كَانَ من المقربين فَروح وَرَيْحَان وجنة نعيم (إنْجَاح)
قَوْله فَلم اسأله أَي لم اسال النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن تِلْكَ الْكَلِمَة قَالَ عمر انا اعلمها أَي اعْلَم تِلْكَ الْكَلِمَة هِيَ الْكَلِمَة الَّتِي أَرَادَ عَمه أَي أَبَا طَالب عَلَيْهَا حِين جَاءَهُ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقت وَفَاته وَقَالَ يَا عَم قل كلمة احاج بهَا عِنْد رَبك وَهِي لَا إِلَه إِلَّا الله (إنْجَاح)
قَوْله
[3797] لَا يسبقها عمل لِأَنَّهُ لَيْسَ من شَأْن عمل مَا ان يُنجي على الِاسْتِقْلَال أحد بِخِلَاف هَذِه الْكَلِمَة فَإِنَّهَا تنجي قَائِلهَا وَلَو لم يعْمل عملا صَالحا مُدَّة حَيَاته اما بِاعْتِبَار المَال فَظَاهر لِأَنَّهُ لَيْسَ للموحدين الخلود فِي النَّار وَأما بِاعْتِبَار أول الْحَال فبسبب سَعَة الْمَغْفِرَة جَائِز أَيْضا ان الله لَا يغْفر ان يُشْرك بِهِ وَيغْفر مَا دون ذَلِك لمن يَشَاء (إنْجَاح)
قَوْله وَلَا تتْرك ذَنبا تَأْوِيله ان الْكَافِر إِذا اسْلَمْ فَإِن الْإِسْلَام يهدم مَا كَانَ قبله وَالظَّاهِر ان الْإِسْلَام لَا يكون الا بِهَذِهِ الْكَلِمَة إنْجَاح الْحَاجة لمولانا الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي رَحْمَة الله عَلَيْهِ
قَوْله ومحى عَنهُ مائَة سَيِّئَة قَالَ النَّوَوِيّ قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيث التهليل ومحى عَنهُ مائَة سيئته وَفِي حَدِيث التَّسْبِيح غفرت لَهُ ذنُوبه وَلَو كَانَت مثل زبد الْبَحْر ظَاهره ان التَّسْبِيح أفضل وَقد قَالَ فِي حَدِيث التهليل وَلم يَأْتِ أحد أفضل مِمَّا جَاءَ بِهِ قَالَ القَاضِي فِي الْجَواب عَن هَذَا ان التهليل الْمَذْكُور أفضل وَيكون مَا فِيهِ من زِيَادَة الْحَسَنَات ومحو السَّيِّئَات وَمَا فِيهِ من فضل عتق الرّقاب وَكَونه حرْزا من الشَّيْطَان زَائِدا على فضل التَّسْبِيح وتكفير الْخَطَايَا لِأَنَّهُ قد ثَبت ان من اعْتِقْ رَقَبَة اعْتِقْ الله بِكُل عُضْو مِنْهَا عضوا مِنْهُ من النَّار فقد حصل بِعِتْق رَقَبَة وَاحِدَة تَكْفِير جَمِيع الْخَطَايَا مَعَ مَا يبْقى لَهُ من زِيَادَة عتق الرّقاب الزَّائِدَة على الْوَاحِدَة وَمَعَ مَا فِيهِ من زِيَادَة مائَة دَرَجَة وَكَونه حرْزا للشَّيْطَان ويؤيدهما جَاءَ فِي الحَدِيث بعد هَذَا ان أفضل الذّكر التهليل مَعَ الحَدِيث الاخر أفضل مَا قلته انا والنبيون قبلي لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده لَا شريك لَهُ الحَدِيث انْتهى
قَوْله الا من قَالَ أَكثر فِيهِ دَلِيل على انه لَو قَالَ هَذَا التهليل أَكثر من مائَة مرّة فِي الْيَوْم كَانَ لَهُ هَذَا الْأجر الْمَذْكُور فِي الحَدِيث على الْمِائَة وَيكون لَهُ ثَوَاب اخر على الزِّيَادَة وَلَيْسَ هَذَا من الْحُدُود الَّتِي نهى عَن اعتدائها ومجاوزة اعدادها وان زيادتها لَا فضل فِيهَا وتبطلها كالزيادة فِي عدد الطَّهَارَة وَعدد رَكْعَات الصَّلَاة وَيحْتَمل ان يكون المُرَاد مُطلق الزِّيَادَة سَوَاء كَانَت من التهليل أَو من غَيره أَو مِنْهُ وَمن غَيره وَهَذَا الِاحْتِمَال أظهر (نووي)
قَوْله(1/269)
[3800] أفضل الذّكر الخ قَالَ بعض الْمُحَقِّقين انما جعل التهليل أفضل الذّكر لِأَن لَهَا تَأْثِيرا فِي تَطْهِير الْبَاطِن عَن الْأَوْصَاف الذميمة الَّتِي هِيَ معبودات فِي بَاطِن الذاكر قَالَ تَعَالَى أَفَرَأَيْت من اتخذ الله الهه هَوَاهُ فَيُفِيد عُمُوم نفي الالهة بقوله لَا اله وَيثبت الْوَاحِد بقوله الا الله وَيعود الذّكر من ظَاهر لِسَانه الى بَاطِن قلبه فيتمكن فِيهِ وَيَسْتَوِي على جوارحه وجد حلاوة هَذَا من ذاق وَقَوله وافضل الدُّعَاء الْحَمد لله إِنَّمَا جعل الْحَمد أفضل الدُّعَاء لِأَن الدُّعَاء عبارَة عَن ذكر الله وان يطْلب حَاجته وَالْحَمْد لله يشملها فَإِن من حمد الله إِنَّمَا يحمده على نعْمَة وَالْحَمْد على النِّعْمَة طلب مزِيد قَالَ تَعَالَى لَئِن شكرتم لازيدنكم طيبي مُخْتَصرا
قَوْله فعضلت على الْملكَيْنِ بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالضَّاد الْمُعْجَمَة أَي صعبت وثقلت وَاصل العض لالمنع والشدة اعضل بِي الْأَمر إِذا ضَاقَ عَلَيْك فِيهِ الْحِيَل والداء العضال هُوَ مرض يعجز الْأَطِبَّاء فَلَا دَوَاء لَهُ كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله فَمَا نهنهها بنونين وهائين كزحزح أَي مَا منعهَا عَن الْوُصُول اليه شَيْء وَفِي الْقَامُوس نهنهه عَن الْأَمر فتنهنه كَفه وزجره فَكف واصله نهنه انْتهى (إنْجَاح)
[3805] الا كَانَ الَّذِي أعطَاهُ أفضل الخ فَإِن الْحَمد رَأس الشُّكْر كَأَنَّهُ أَرَادَ انه شكر بافض مِمَّا يشْكر بِهِ النَّاس وَهَذَا إِظْهَار لفضيلة الْحَمد والا فنعمة الله لَا يُعَاد لَهُ شَيْء فَكيف يكون أفضل وَإِنَّمَا فضل هَذَا القَوْل لِأَنَّهُ رَاجع الى الله تَعَالَى وَالنعْمَة نازلة مِنْهُ تَعَالَى اليه يصعد الْكَلم الطّيب وَالْعَمَل الصَّالح يرفعهُ (إنْجَاح)
قَوْله الا كَانَ الَّذِي أعطَاهُ أفضل الخ فِي شعب الْإِيمَان للبيهقي قَالَ بن أبي الدُّنْيَا بَلغنِي عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة انه سُئِلَ عَن هَذَا الحَدِيث فَقَالَ لَا يكون فعل العَبْد أفضل من فعل الله فَقَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذِه غَفلَة من عَالم لِأَن العَبْد لَا يصل الى حمد الله وشكره الا بتوفيقه وَإِنَّمَا فَضله لما فِيهِ من حسن الثَّنَاء على الله تَعَالَى ومدحه إِيَّاه وَلَيْسَ ذَلِك فِي النِّعْمَة الأولى (زجاجة)
قَوْله
[3806] كلمتان خفيفتان الخ قَالَ الطَّيِّبِيّ الخفة مستعارة للسهولة شبه سهولة جَرَيَان هَذَا الْكَلَام على اللِّسَان بِمَا يخف الْحَامِل من بعض المحمولات فَلَا يشق عَلَيْهِ فَذكر الْمُشبه وَالْمرَاد الْمُشبه بِهِ وَأما الثّقل فعلى حَقِيقَته لِأَن الْأَعْمَال تتجسم عِنْد الْمِيزَان انْتهى وَقيل توزن اصحائف الْأَعْمَال وَيدل عَلَيْهِ حَدِيث البطافة والسجلات (مرقاة)
قَوْله
[3808] عدد خلقه وَمَا بعده منصوبات على نزع الْخَافِض أَي بِعَدَد خلقه وَقيل على الصدرية أَي أعد تسبيحه بِعَدَد خلقه وبمقدار مَا يرضاه وبثقل عَرْشه يُقَال وزن الشَّيْء وزنا أَي ثقل وبمقدار كَلِمَاته وَهَذَا دُعَاء ومبالغة فِي تكثيرها كَأَنَّهُ تكلم بهَا بِهَذِهِ الْمِقْدَار فَلَا يتَّجه ان يُقَال انه مَا معنى اسبحه بِهَذَا الْمِقْدَار سَوَاء كَانَ خبر أَو إنْشَاء وَهُوَ لم يسبح الا وَاحِدًا فَافْهَم وَالْمرَاد بِكَلِمَات الله كَلَامه وَهُوَ صفته وَصِفَاته لَا تَنْحَصِر بِعَدَد فَذكر الْعدَد مجَاز للْمُبَالَغَة فِي الْكَثْرَة وَقيل المُرَاد الْقُرْآن وَقيل الْعلم كَذَا فِي اللمعات
قَوْله سُبْحَانَ الله مداد كَلِمَاته قَالَ النَّوَوِيّ المداد بِكَسْر الْمِيم قيل مَعْنَاهُ مثلهَا فِي الْعدَد وَقيل مثلهَا فِي انها لَا تنفد وَقيل فِي الْكَثْرَة والمداد هَهُنَا مصدر بِمَعْنى المدد وَهُوَ مَا كثرت بِهِ الشَّيْء قَالَ الْعلمَاء واستعماله هَهُنَا مجَاز لِأَن كَلِمَات الله تَعَالَى لَا تحصر بِعَدَد وَلَا غَيره وَالْمرَاد الْمُبَالغَة بِهِ فِي الْكَثْرَة لِأَنَّهُ ذكر اولا مَا يحصره الْعد الْكثير من عدد الْخلق ثمَّ زنة الْعَرْش ثمَّ ارْتقى الى مَا هُوَ أعظم ذَلِك وَعبر عَنهُ بِهَذَا أَي مَالا يُحْصِيه عدكما لَا تحصى كَلِمَات الله تَعَالَى انْتهى
قَوْله
[3809] ينعطفن حول الْعَرْش أَي يدرن والدوى الصَّوْت الْخَفي قَوْله تذكره بصاحبها أَي تذكر ربه بِحَال صَاحبهَا فَكَأَنَّهَا شَوَاهِد عَلَيْهِ ثمَّ بَين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالتصريح اما يحب أحدكُم اسْتِفْهَام إِنْكَار فَكَأَنَّهُ قَالَ انه مَعَ هَذِه الْفَضِيلَة كَيفَ ينسى أحدكُم يغْفل عَن هَذَا الذّكر (إنْجَاح)
قَوْله
[3815] اني لاستغفر الله الخ امتثاله لقَوْله جلّ ذكره فسبح بِحَمْد رَبك وَاسْتَغْفرهُ وَقواهُ تَعَالَى فَاعْلَم انه لَا إِلَه إِلَّا الله واستغفر لذنبك وَلِلْمُؤْمنِينَ وللمؤمنات ثمَّ الاسْتِغْفَار مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ انه قد غفر لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر لَيْسَ لمغفرة الذُّنُوب فَإِن الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة والتسليمات معصومون من الْكَبِيرَة وَالصَّغِيرَة على الْأَصَح وَلَكِن لَا يخفى انه لَا بُد للنَّبِي من معاشرة الْأمة لتبليغ الاحكام وفيصلة خصوماتهم وَتَعْلِيم ادابهم فَفِي هَذِه الْحَالَات لَا بُد لَهُ من مُنَاسبَة بَينه وَبَين الْخلق وَهَذَا الِاشْتِغَال بالخلق يصرفهُ عَن الْمُشَاهدَة التَّامَّة فِي الْجُمْلَة لِأَنَّهُ نقص لَهُ بل هُوَ غَايَة مقاصده وَلَكِن يحصل بِهِ الفتور فِي الْحَالة السَّابِقَة فيلتجي الى الله تَعَالَى بالاستغفار لطلب الْحَالة السَّابِقَة وَهُوَ الْمعبر عَنهُ بالغين فِي قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وانه ليغان على قلبِي واني لاستغفر الله فِي الْيَوْم مائَة مرّة كَمَا فِي رِوَايَة مُسلم وَلِهَذَا لما تمّ دينه وَفتح الْفتُوح حَتَّى مَكَّة شرفها الله تَعَالَى أَمر ان يتَوَجَّه الى الْحق بِالْكُلِّيَّةِ لِأَنَّهُ رأى النَّاس يدْخلُونَ فِي دين الله افواجا فاشتغل صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد فتح مَكَّة بِالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَار لتَحْصِيل حَالَة الْمُشَاهدَة الْكَامِلَة ثمَّ هَذِه الدَّار لَيْسَ محلا لَهَا بل محلهَا الدَّار الْآخِرَة وَلذَا قَالَ الشَّيْخ المجدد رض ان رُؤْيَة الله تَعَالَى لم يكن فِي الدُّنْيَا لِأَن الدُّنْيَا وَأَهْلهَا لَا يُطِيقُونَ ذَلِك بل خرج رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِك الاوان عَن الْمَكَان وَالزَّمَان وَهَذَا سر لَا يَعْقِلهَا الا الْعَالمُونَ فَالْحَاصِل انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتغل بعد الْفَتْح الى الْمُشَاهدَة الاخروية حَتَّى كَانَ يكثر يَقُول رب اغْفِر لي وَتب عَليّ انك أَنْت الغفور الرَّحِيم فَهَذَا كَانَ سَبَب الاسْتِغْفَار وللشراح فِي هَذَا الْمقَام تَحْقِيق آخر لسنا نعرج لذَلِك (إنْجَاح)
قَوْله(1/270)
[3817] كَانَ فِي لساني ذرب بِفتْحَتَيْنِ أَي حِدة من ضرب لِسَانه إِذا كَانَ حاد اللِّسَان لَا يبال مَا قَالَ كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله وَكَانَ لَا يعدوهم الى غَيرهم هَذَا قَول أبي الْمُغيرَة أَي كَانَ حُذَيْفَة لَا يتَجَاوَز أَهله الى غَيرهم كَمَا يسب أحدهم أَبَا أحد أَو أمه فيسب المسبوب أَبَاهُ وَأمه وَهَذَا من صَنِيع الْجَاهِلِيَّة فَإِن التَّقْصِير مِنْهُ لَا من غَيره إنْجَاح تقربت ذِرَاعا الخ الذِّرَاع من روس الْأَصَابِع الى الْمرْفق والباع قدر مد الْيَدَيْنِ والهرولة هِيَ بَين الْمَشْي والعدو والقراب بِضَم الْقَاف وبكسرها أَي بِمِثْلِهَا وملأها وقدرها رُبمَا يُقَارب ملأها (إنْجَاح)
قَوْله
[3822] انا عِنْد ظن عَبدِي بِي الخ أَي ان ظن بِي الْعَفو فَلهُ ذَلِك وان ظن الْعقُوبَة فَكَذَلِك وَكَذَلِكَ إِذا اعْتمد على الله تَعَالَى فِي أَمر من الْأُمُور يعامله الله تَعَالَى بِلُطْفِهِ وَكَرمه مَا ظن وَهَذَا مقَام يشْعر بِكَمَال التَّوَكُّل والاعتماد على الله وَلِهَذَا اخذ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بيد المجذوم فَادْخُلْهُ فِي قصعته وَقَالَ كل بِسم الله ثِقَة بِاللَّه وتوكلا على الله وَقَالَ لغيره فر من المجذوم كَمَا تَفِر من الْأسد وَعَن بَعضهم انه سَافر على التَّوَكُّل وَمَعَهُ خَادِم لَهُ فَلَمَّا سَاءَ بعض السّير قَالَ لِخَادِمِهِ هَل عنْدك شَيْء من الْمَعْلُوم فَقَالَ لَا ثمَّ سَار بعض السّير فَقَالَ مثل مقَالَته وَقَالَ الْخَادِم كَذَلِك ثمَّ سَار سَاعَة فاعيى عَن السّير وَجلسَ وَقَالَ للخادم ان عييت وَلَيْسَ ذَلِك الا بِشَيْء من الْمَعْلُوم فأخيرني فَقَالَ الْخَادِم لَيْسَ معي شَيْء إِلَّا شِرَاك اخذتها لاصلاح نَعْلي فَقَالَ هَل فسد نعلك قَالَ لَا قَالَ فَاطْرَحْهُ فَإِنَّهُ بسبيه فَكَانَ الْخَادِم يسير بالجهد كي ينْتَقض الشرَاك فَيلْزم الشَّيْخ حَتَّى انْتقض فَوجدَ شراكا قدامه فندم وَقَالَ الشَّيْخ هَكَذَا من يُعَامل الله تَعَالَى فَهَذَا معنى حسن الظَّن بالرب (إنْجَاح)
قَوْله فَإِن ذَكرنِي فِي نَفسه الخ إِشَارَة الى فَضِيلَة الذّكر الْخَفي النَّفْسِيّ فَإِن الظَّاهِر ان ذكره تَعَالَى فِي نَفسه خير من ذكره فِي مَلأ وَقد جَاءَ الذّكر الَّذِي لَا يسمعهُ الْحفظَة خير بسبعين دَرَجَة وَجَاء خير الذّكر الذّكر الْخَفي وَخير الرزق مَا يَكْفِي وَقد علم بذلك فَضِيلَة سَادَاتنَا النقشبندية المجددية رض وَهَذَا الْأَمر مَنْصُوص وَقَالَ الشَّيْخ مُحَمَّد سعيد ولد الشَّيْخ المجدد رض يَنْبَغِي للذاكر ان يشْتَغل بِالذكر بِحَيْثُ لَا يحصل للجوارح اثره فَإِن الْحفظَة تشعر بالحركة (إنْجَاح)
قَوْله وان اقْترب الخ يفهم من هَذَا ان الطّلب للقرب ضَرُورِيّ قَالَ شيخ الْإِسْلَام الْأنْصَارِيّ لَا يجدونه بِالطَّلَبِ وَلَكِن الطَّالِب يجد أَي نفس الطّلب لَا يُوجب الْقرب بل جذبة من الجذبات الْحق توازي عمل الثقلَيْن وانه تَعَالَى يشْكر سَعْيه وَالْغَرَض ان فعل العَبْد لَا تَأْثِير لَهُ فِي الْقرب بل الْقرب تفضل من الله تَعَالَى يُعْطي لصَاحب الطّلب قَالَ أَبُو سعيد الخزاز من ظن ان يبْذل المجهود يصل فمتعن وَمن ظن انه بِغَيْر بذل المجهود يصل فمتمن وَقَالَ أَبُو يزِيد مَا وصلت اليه حَتَّى قطعت عني وَمَا قطعت عني حَتَّى وصلت اليه لَا أَدْرِي مَا كَانَ اولا وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو عَليّ سياه يَقُول أهل مَا وَرَاء النَّهر سَالم تقطع عَنْك لَا تصل اليه وَقَالَ
الْعِرَاقِيُّونَ مَا لم تصل اليه لَا تقطع عَنْك ثمَّ قَالَ الْكوز على الْحجر أَو الْحجر على الْكوز لكني انا مَعَ الْعِرَاقِيّين لِأَن السبقة مِنْهُ أولى وَقَالَ الخزاز أَيْضا من عمر كنت اطلبه وَاجِد نَفسِي والحين اطلب نَفسِي واجده وَقَالَ دَلِيل الطَّرِيقَة الشَّيْخ أَبُو سعيد أَبُو الْخَيْر ازمن اثري نمانددين عشق ازكيست جون من يمه معشوق شدم بس عاشق كيست أَي اني فنيت واضمحللت فَلَا أجد غير محبوبي واليه إِشَارَة فِي حَدِيث الْقُدسِي (إنْجَاح)
قَوْله
[3823] الا الصَّوْم فَإِنَّهُ لي الخ قَالَ الامام أَبُو الْخَيْر الطَّالقَانِي فِي إِضَافَة هَذِه الْعِبَادَة اليه تَعَالَى خَمْسَة وَخَمْسُونَ قولا مِنْهَا إِنَّمَا إِضَافَة اليه لِأَنَّهُ إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة تعلق خصماؤه فَيَأْخُذ زكوته وَآخر حجه وَآخر جهاده وَآخر صلَاته وَآخر تسبيحه وَيبقى على العَبْد مظالم فيريدون ان يَأْخُذُوا صَوْمه فَيَقُول لَهُم الرب تَعَالَى الصَّوْم لي وَلَيْسَ لَهُ حَتَّى تَأْخُذُوا وَلَا سَبِيل لكم على شَيْء هُوَ لي وَمِنْهَا ان جَمِيع الطَّاعَات يَقع عَلَيْهَا حواس الْخلق الا الصَّوْم فَإِنَّهُ سر بَين الله وَبَين عَبده لَا يطلع عَلَيْهِ الا الله تَعَالَى وَمِنْهَا ان هَذِه إِضَافَة الحماية حَتَّى لَا يطْمع الشَّيْطَان فِي افساده وَلَا يتجاسر على إِبْطَاله وَمِنْهَا انه مَا من طَاعَة يَفْعَلهَا الْعباد الى الله الا وَتَأْتِي الْكفَّار بصورتها لاصنامهم الا الصَّوْم وَمِنْهَا ان فِيهِ الْإِمْسَاك عَن مَحْبُوب الطباع من الْأكل وَالشرب وَالْجِمَاع والشهوات فَفِيهِ مُخَالفَة النَّفس وَمُخَالفَة النَّفس مُوَافقَة الْحق وَمِنْهَا ان فِيهِ الْإِمْسَاك عَن قَول الزُّور وَسَائِر المخالفات وَمِنْهَا انه عبَادَة اسْتَوَى فِي احكامها الْأَحْرَار وَالْعَبِيد وَمِنْهَا أَنه عبَادَة تشاكل طباع الْمَلَائِكَة المقربين لأَنهم لَا يَأْكُلُون وَلَا يشربون وَمِنْهَا انه عبَادَة خَالِيَة عَن سعى العَبْد لِأَنَّهُ امساك عَن السَّعْي فَهُوَ لله حَيْثُ خلا من سعى العَبْد فِيهِ وَمِنْهَا ان الْمَقْصُود إِظْهَار فَضله على سَائِر الْعِبَادَات كَمَا أضَاف الْمَسَاجِد الى نَفسه وان كَانَت بقاع الأَرْض كلهَا لَهُ إِظْهَارًا لفضل تِلْكَ الْبِقَاع على غَيرهَا وَمِنْهَا ان الصَّائِم يتشبه فِي صَوْمه بِصفة الله ويتخلق بخلقه وان كَانَت صِفَاته عالية عَن ان يتشبه بهَا قَالَ تَعَالَى وَهُوَ يطعم وَلَا نطعم (زجاجة)
قَوْله
[3825] الا أدلك على كنز من كنوز الْجنَّة قَالَ فِي النِّهَايَة أَي اجرها تدخر لقائلها والمتصف بهَا كَمَا يدّخر الْكَنْز انْتهى وَقَالَ النَّوَوِيّ وَجه الشّبَه النَّفْع والنفاسة لِأَنَّهُ استسلام وتفويض الى الله وانه لَا يملك شَيْئا من أمره انْتهى
قَوْله(1/271)
[3828] ان الدُّعَاء هُوَ الْعِبَادَة أَي تستاهل ان قسمي عبَادَة لدلالته على الإقبال عَلَيْهِ والاعراض عَمَّا سواهُ وَيُمكن إِرَادَة نَعته أَي الدُّعَاء لَيْسَ الا إِظْهَار التذلل قَالَهَا الطَّيِّبِيّ والحصر للْمُبَالَغَة
[3830] وامكر لي الخ قَالَ فِي النِّهَايَة مكر الله إِيقَاع بلائه باعدائه دون اوليائه وقِي هُوَ اسْتِدْرَاج العَبْد بالطاعات فيتوهم انها مَقْبُولَة وَهِي مَرْدُودَة وَالْمعْنَى الْحق مكرك باعدائي لأبي وَاصل الْمَكْر الخداع (زجاجة)
قَوْله إِلَيْك مخبتا أَي ملتجنا ومنصرفا اواها أَي تثير التاوه من الذُّنُوب والحوبة بِالْفَتْح الْإِثْم والذنب والسخيمة الحقد وَهَذَا الحَدِيث مسلسل بالتاريخ (إنْجَاح)
قَوْله إِلَيْك مخبتا قَالَ فِي النِّهَايَة أَي خَاشِعًا مُطيعًا والاخبات الْخُشُوع والتواضع واخبت لله يخبت واصله من الخبت المطمئن من الأَرْض قَوْله اواها قَالَ فِي النِّهَايَة الاواه المتأوه المتضرع وَقيل هُوَ الْكثير الْبكاء وَقيل الْكثير الدُّعَاء وَقَوله منيبا قَالَ فِي النِّهَايَة الانابة الرُّجُوع الى الله تَعَالَى بِالتَّوْبَةِ اناب ينيب انابة فَهُوَ منيب إِذا اقبل وَرجع وَقَوله واغسل حوبتي قَالَ فِي النِّهَايَة أَي اثمى وَقَوله واسلل سخيمة قلبِي هِيَ الحقد فِي النَّفس أَي أخرجه (زجاجة)
قَوْله
[3831] وَأَنت الاخر هُوَ الْبَاقِي بعد فنَاء خلقه كُله ناطقه وصامته وَقَوله وَأَنت الظَّاهِر هُوَ الَّذِي ظهر فَوق كل شَيْء وَعلا عَلَيْهِ وَقيل هُوَ الَّذِي عرف بطرق الِاسْتِدْلَال الْعقلِيّ بِمَا ظهر لَهُم من اثار أَفعاله واوصافه وَقَوله وَأَنت الْبَاطِن هُوَ المحتجب من أبصار الْخَلَائق واوهامهم فَلَا يُدْرِكهُ بصر وَلَا يُحِيط بِهِ وهم وَقيل هُوَ الْعَالم بِمَا بطن يُقَال بطنت الْأَمر إِذا عرفت بَاطِنه (زجاجة)
قَوْله
[3834] تخَاف علينا فَإنَّك مَأْمُون عَن الضلال فَلَيْسَ هَذَا الدُّعَاء الا لتعليمنا أَو من قبلنَا على لسَانك وَلذَا لم يرد النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُؤَاله بل صدقه واجابه بِمَا يَلِيق سُؤَاله (إنْجَاح)
قَوْله ان الْقُلُوب بَين أصبعين بحركات الْهمزَة فِي حركات الْبَاء والعاشر اصبوع كعصفور قَالَ الطَّيِّبِيّ أَرَادَ بهما صِفَتي الْجلَال والاكرام فبالاول يلهمها فجورها وَبِالثَّانِي يلهمها تقواها انْتهى وَقَوله من أَصَابِع الرَّحْمَن يقلبها قَالَ فِي النِّهَايَة الْأَصَابِع جمع أصْبع وَهِي الْجَارِحَة وَذَلِكَ من صِفَات الْأَجْسَام تَعَالَى الله عَن ذَلِك وتقدس واطلاقها عَلَيْهِ مجَاز كَالطَّلَاقِ الْيَد وَالْعين والسمع وَهُوَ جَار مجْرى التَّمْثِيل وَالْكِنَايَة عَن سرعَة تقلب الْقُلُوب وان ذَلِك أَمر مَعْقُود بمشية الله تَعَالَى وَتَخْصِيص ذكر الْأَصَابِع كِنَايَة عَن أَجزَاء الْقُدْرَة والبطش لِأَن ذَلِك بِالْيَدِ والاصابع اجزاؤها انْتهى
قَوْله
[3836] لَا تَفعلُوا كَمَا يفعل الخ وَذَلِكَ لِأَن الْأَعَاجِم يقومُونَ عِنْد مُلُوكهمْ وَهُوَ جَالس على السرير وَذَلِكَ مُتَعَارَف فِي بِلَاد الْهِنْد فَإِنَّهُم كَانُوا من أهل فَارس فاعتادوا بِمثل عَادَتهم والا فالقيام لتعظيم القادم ثَبت من عدَّة رِوَايَات كَمَا فِي رِوَايَة البُخَارِيّ وَمُسلم انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلَانْصَارِ قومُوا الى سيدكم حِين جَاءَ سعد بن معَاذ يَوْم قُرَيْظَة وَفِي رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ كَانَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجلس مَعنا فِي الْمَسْجِد يحدثنا فَإِذا قَامَ قمنا قيَاما حَتَّى نرَاهُ قد دخل بعض بيُوت أَزوَاجه واما سَبَب كَرَاهَته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لذَلِك كَمَا فِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ فلكمال التَّوَاضُع والموانسة مِنْهُم لَا للْحُرْمَة وَمَا فِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ وَأبي دَاوُد من سره ان يتَمَثَّل لَهُ الرِّجَال قيَاما فَليَتَبَوَّأ من النَّار فَقَالَ الْقَارئ هُوَ ان يقفوا بَين يَدَيْهِ قائمون لخدمته وتعظيمه من قَوْلهم مثل بَين يَدَيْهِ مثولا أَي انتصب قَائِما كَذَا ذكره بعض الشُّرَّاح وَالظَّاهِر انهم إِذا كَانُوا قَائِمين للْخدمَة لَا للتعظيم فَلَا بَأْس بِهِ كَمَا يدل عَلَيْهِ حَدِيث سعد قلت وَفِي قَوْله سره إِشَارَة الى ان الْمُعظم لَهُ إِذا كَانَ أَمر بذلك أَو يُعجبهُ ذَلِك فَلهُ ذَلِك الْوَعيد وان كَانَ للتأديب لَهُم أَو بِلَا ارادته فَلَيْسَ هُوَ دَاخِلا فِي هَذَا الْوَعيد كَمَا روى عَن أبي حَفْص الصُّوفِي رح ان اتِّبَاعه كَانُوا يقومُونَ وَهُوَ جَالس فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ أدب الظَّاهِر عنوان أدب الْبَاطِن فَمَا يظنّ بذلك الشَّيْخ الْكَبِير السرُور بِهَذِهِ الْأَفْعَال (إنْجَاح)
قَوْله
[3837] وَمن نفس لَا تشبع أَي عَن حرص الدُّنْيَا وَمن دُعَاء لَا يسمع أَي لَا يُسْتَجَاب وَلَا يعْتد بِهِ فَكَأَنَّهُ غير مسموع (إنْجَاح)
قَوْله
[3838] من فتْنَة النَّار وَعَذَاب النَّار الخ المُرَاد من فتْنَة النَّار وفتنة الْقَبْر هِيَ مَا تودي الى عذابهما لَا الْعَذَاب لِئَلَّا يتَكَرَّر هَذَا حَاصِل مَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله(1/272)
[3839] وَمن شَرّ مَا لم اعْمَلْ قيل استعاذ من ان يعْمل فِي مُسْتَقْبل الزَّمَان مَالا يرضاه الله فَإِنَّهُ لَا يَأْمَن مكر الله الا الْقَوْم الخاسرون وَقيل من ان يكون معجبا بِنَفسِهِ فِي ترك القبائح وَسَأَلَهُ ان يرى ذَلِك من فضل ربه طيبي
[3842] تعوذوا بِاللَّه من الْفقر أَي فقر النَّفس أَو قلَّة المَال مَعَ عدم الصَّبْر قَالَ المغيث قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعوذ بك من الْفقر لَا يُنَافِي حَدِيث احيني مِسْكينا لِأَن المسكنة هِيَ التَّوَاضُع وَعدم التكبر وَلَو كَانَ المسكنة هُوَ الْفقر يلْزم عدم استجابة دُعَائِهِ إِذْ توفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَنِيا مُوسِرًا بأنواع الْفَيْء وان كَانَ لم يضع درهما على دِرْهَم وَلَا يُقَال لمن ترك مثله بساتين بِالْمَدِينَةِ وفدك واموالا انه مَاتَ فَقِيرا وَقد قَالَ ووجدك عائلا فأغنى وَلَو كَانَ الْفقر خيرا لما من الله عَلَيْهِ بالغنى وَأما حَدِيث ان الْفقر بِالْمُؤمنِ أحسن من الْعَذْرَاء الْحسن على خد الْفرس فَلِأَنَّهُ مُصِيبَة يُوجب بالرضى عَلَيْهِ زِينَة الدُّنْيَا ورتبة العقبي كَغَيْرِهِ من الْأَمْرَاض وَتَأْويل الْفقر بفقر النَّفس غلط وَلَا نعلم أحدا من الْأَنْبِيَاء وَلَا من الصَّحَابَة سَأَلَ الْفقر أَو الْبلَاء بل الْعَافِيَة مِنْهُمَا وَقَالَ مطرف لِأَن اعافى فأشكر ان خير من ابتلى فأصبر وَمن دُعَائِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعوذ بك من غنى مبطر وفقر مترب ويروى مكب وَهُوَ المقعد بِالْأَرْضِ وَلَو كَانَ للفقر فصيلة فِي كل حَال كَانَ الْأَنْبِيَاء صلى الله عَلَيْهِم وَسلم وصحابتهم أولى بِهِ فَإنَّا لَا نعلم أحدا من افاضلهم كَانَ خَفِيف الحاذ الا عِيسَى وَيحيى عَلَيْهِمَا السَّلَام وَالصديق ترك نخلا وَبِمَا لَهُ الَّذِي انفقه فِي الله نَالَ الزلفة وَعمر قد ورث ووقف وارتزق من الْفَيْء مَا قد علمت وَهَذَا أَبُو ذَر وَبِه يحْتَج المفضلون للفقر كَانَ لَهُ فرق من الْإِبِل وَالْغنم وَترك الزبير وَطَلْحَة وَعبد الرَّحْمَن مَا تركُوا وَقَالَ بن عَبَّاس عِنْدِي نَفَقَة ثَمَانِينَ سنة كل يَوْم الف وَقَالَ سعيد بن الْمسيب لَا خير فِيمَن لَا يجمع المَال فَيَقْضِي بِهِ دينه ويصل رَحمَه ويكف بِهِ وَجهه وَمَات سُفْيَان وَله مائَة وَخَمْسُونَ دِينَارا بضَاعَة انْتهى
قَوْله الْقلَّة أَي من قلَّة الْعدَد وَلِهَذَا دَعَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ زِدْنَا وَلَا تنْقصنَا وَفِي الْمجمع أَي قلَّة الصَّبْر فِي أُمُور الْخَيْر لِأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يوثر الإقلال فِي الدُّنْيَا أَو من قلَّة المَال فيعجز عَن وظائف الْعِبَادَات والذلة أَن يكون ذليلا يحقره النَّاس ويستحقونه انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
بَاب الْجَوَامِع من الدُّعَاء إِلَى الجامعة لخير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَقيل هِيَ مَا كَانَ لَفظه قَلِيلا وَمَعْنَاهُ كثيرا كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى رَبنَا اتنا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة وَفِي الْآخِرَة حَسَنَة وقنا عَذَاب النَّار وَمثل الدُّعَاء بِحسن الْعَافِيَة فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (إنْجَاح)
قَوْله
[3847] مَا أحسن دندنتك الدندنة الصَّوْت الْخَفي وَهُوَ ان يتَكَلَّم بِمَا لَا يسمع نغمته وَلَا يفهم ومعاذ كَانَ امام قوم فَهَذَا الرجل قَالَ لَا ادرى مَا تَدْعُو بِهِ أَنْت يَا رَسُول الله وَمَا يَدْعُو بِهِ معَاذ امامنا فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حولهما ندندن أَي حول هذَيْن الدعائين من طلب الْجنَّة والاستعاذة من النَّار وَمر الحَدِيث فِي أول الْكتاب (إنْجَاح)
قَوْله
[3848] سل رَبك الْعَفو أَي عَن الذُّنُوب والعافية وَهِي السَّلامَة عَن جَمِيع الافات الظَّاهِرَة والباطنة وَيدخل فِيهِ الْإِيمَان وَلذَلِك سمى هَذَا الدُّعَاء أفضل لمعات
قَوْله(1/273)
[3849] عَلَيْكُم بِالصّدقِ فَإِنَّهُ مَعَ الْبر الخ وَفِي رِوَايَة لمُسلم فَإِن الصدْق يهدي الى الْبر قلت الْبر اسْم جَامع للخير كُله وَقيل الْبر الْجنَّة وَيجوز ان يتَنَاوَل الْعَمَل الصَّالح وَالْجنَّة والفجور هُوَ الْميل عَن الاسْتقَامَة وَقيل الانبعاث فِي الْمعاصِي وَمعنى الحَدِيث ان الصدْق يُوصل الى الْعَمَل الصَّالح الْخَالِص من كل مَذْمُوم بل يصاحبه وَالْكذب يُوصل الى الْعَمَل السؤبل يصاحبه فالزموا عَلَيْكُم الصدْق واعتنوا بِهِ وَاجْتَنبُوا عَن الْكَذِب واحذروا عَنهُ (فَخر)
قَوْله وَلَا تَحَاسَدُوا وَلَا تباغضوا الخ قَالَ النَّوَوِيّ الْحَسَد تمني زَوَال النعم وَهُوَ حرَام والتدابر والمعاداة وَقيل المقاطعة لِأَن كل وَاحِد يولي صَاحبه دبره وَمعنى كونُوا عباد الله اخوانا أَي تعاملوا وتعاشروا مُعَاملَة الاخوة ومعاشرتهم فِي الْمَوَدَّة والمرفق والشفقة والملاطفة والتعاون فِي الْخَيْر وَنَحْو ذَلِك مَعَ صفاء الْقُلُوب والنصيحة بِكُل حَال قَالَ بعض الْعلمَاء وَفِي النَّهْي عَن التباغض إِشَارَة الى النَّهْي عَن الْهَوَاء المضلة الْمُوجبَة للتباغض انْتهى
قَوْله وَلَا تقاطعوا أَي الرَّحِم قَالَ القَاضِي عِيَاض الرَّحِم الَّتِي توصل وتقطع تبتر إِنَّمَا هِيَ معنى من الْمعَانِي لَيست بجسم وَإِنَّمَا هِيَ قرَابَة وَنسبَة تجمعه رحم وَالِدَة ويتصل بعضه بِبَعْض فَسمى ذَلِك الِاتِّصَال رحما وَالْمعْنَى لَا يَتَأَتَّى مِنْهَا الْقيام وَلَا الْكَلَام فَيكون ذكر قِيَامهَا وتعلقها فِي حَدِيث قَامَت الرَّحِم وَفِي حَدِيث الرَّحِم معلقَة بالعرش ضرب مثل وَحسن اسْتِعَارَة على عَادَة الْعَرَب وَالْمرَاد تَعْظِيم شَأْنهَا وفضيلة واصليها وعظيم اثم قاطعيها بعقوقهم وَحَقِيقَة الصِّلَة الْعَطف وَالرَّحْمَة قَالَ وَلَا خلاف ان صلَة الرَّحِم وَاجِبَة فِي الْجُمْلَة وقطيعتها مَعْصِيّة كَبِيرَة وَالْأَحَادِيث تشهد لهَذَا وَلَكِن للصلة دَرَجَات بَعْضهَا ارْفَعْ من بعض وادناها ترك المهاجرة وصلتها بالْكلَام وَلَو بِالسَّلَامِ وَيخْتَلف ذَلِك باخْتلَاف الْقُدْرَة وَالْحَاجة فَمِنْهَا وَاجِب وَمِنْهَا مُسْتَحبّ لَو وصل بعض الصِّلَة وَلم يصل غايتها لَا يُسمى قَاطعا وَلَو قصر عَمَّا يقدر عَلَيْهِ يَنْبَغِي لَهُ لم يسم واصلا وَاخْتلفُوا فِي حد الرَّحِم الَّتِي تجب صلتها فَقيل هُوَ كل رحم محرم بِحَيْثُ لَو كَانَ أَحدهمَا ذكر والاخر أُنْثَى حرمت مناكحتها فعلى هَذَا لَا يدْخل أَوْلَاد الاعمام وَلَا أَوْلَاد الاخوال وَاحْتج هَذَا الْقَائِل بِتَحْرِيم الْجمع بَين الْمَرْأَة وعمتها أَو خَالَتهَا فِي النِّكَاح وَنَحْوه وَجَوَاز ذَلِك فِي بَنَات الاعمام والاخوال وَقيل هُوَ عَام فِي كل رحم
من ذَوي الْأَرْحَام فِي الْمِيرَاث يَسْتَوِي الْمحرم وَغَيره وَيدل عَلَيْهِ قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ ادناك ادناك هَذَا كَلَام القَاضِي وَهَذَا القَوْل الثَّانِي هُوَ الصَّوَاب
قَوْله وَلَا تدابروا أَي لَا يعْطى كل وَاحِد اخاه دبره وَقَفاهُ فَيعرض عَنهُ ويهجره (إنْجَاح)
[3852] وأخا عَاد هُوَ هود عَلَيْهِ السَّلَام الْمَذْكُور فِي التَّنْزِيل وَاذْكُر أَخا عَاد إِذا نذر قومه بالاحقاف الْآيَة (إنْجَاح)
قَوْله
[3853] يُسْتَجَاب لاحدكم مَا لم يعجل الخ وَفِي رِوَايَة لمُسلم لَا يزَال يُسْتَجَاب للْعَبد مَا لم يدع بإثم أَو قطيعة رحم مَا لم يستعجل قيل يَا رَسُول الله مَا الاستعجال قَالَ يَقُول دَعَوْت فَلم يستجب لي فيستحسر عِنْد ذَلِك ويدع الدُّعَاء قَالَ أهل اللُّغَة يُقَال حسر واستحسر إِذا عيى وَانْقطع عَن الشَّيْء وَالْمرَاد هُنَا انه يَنْقَطِع عَن الدُّعَاء وَمِنْه قَوْله تَعَالَى لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَن عِبَادَته وَلَا يستحسرون أَي لَا ينقطعون عَنْهَا فَفِيهِ انه يَنْبَغِي ادامة الدُّعَاء وَلَا يستبطئ الْإِجَابَة قَالَه النَّوَوِيّ
قَوْله
[3854] وليعزم المسئلة فَإِن الله لَا مكره لَهُ قَالَ الْعلمَاء عزم المسئلة الشدَّة فِي طلبَهَا والجزم بِهِ من غير ضعف فِي الطّلب وَلَا تَعْلِيق على مشْيَة وَنَحْوهَا وَقيل هُوَ حسن الظَّن بِاللَّه تَعَالَى فِي الْإِجَابَة وَمعنى الحَدِيث اسْتِحْبَاب الْجَزْم فِي الطّلب وَكَرَاهَة التَّعْلِيق على المشية قَالَ الْعلمَاء سَبَب كَرَاهَته انه لَا يتَحَقَّق اسْتِعْمَال المشية الا فِي حق من يتَوَجَّه عَلَيْهِ الْإِكْرَاه وَالله تَعَالَى منزه عَن ذَلِك وَهُوَ معنى قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخر الحَدِيث فَإِنَّهُ لَا مكره لَهُ وَقيل سَبَب الْكَرَاهَة ان فِي هَذَا اللَّفْظ صُورَة اسْتغْنَاء عَن الْمَطْلُوب وَالْمَطْلُوب مِنْهُ
قَوْله
[3856] فِي سور ثَلَاث أما فِي الْبَقَرَة فَفِي فَاتِحَة اية الْكُرْسِيّ الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ القيوم واما فِي آل عمرَان فَفِي فاتحتها الم الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيّ القيوم واماطة فَفِي اية الله لَا إِلَه إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاء الْحسنى (إنْجَاح)
قَوْله
[3857] باسمه الْأَعْظَم اعْلَم انه اخْتلفت فِي الِاسْم الْأَعْظَم فَقَالَ الْأَشْعَرِيّ والباقلاني وَغَيرهمَا ان أَسمَاء الله كلهَا عَظِيمَة لَا يجوز تَفْضِيل بَعْضهَا على بعض وَمَا ورد من ذكر الِاسْم الْأَعْظَم المُرَاد بِهِ الْعَظِيم وَقَالَ بن حبَان الاعظمية الْوَارِدَة فِي الاخبار المُرَاد بهَا مزِيد ثَوَاب الدَّاعِي بذلك يَعْنِي لَيْسَ فِي ذَاته زِيَادَة عَظِيمَة بل ذَلِك بِاعْتِبَار أَمر خَارج وَقيل لَا يُعلمهُ الا هُوَ وَلم يطلع أحد من خلقه عَلَيْهِ كَمَا قيل بذلك فِي لَيْلَة الْقدر وَسَاعَة الْجُمُعَة وَالصَّلَاة الْوُسْطَى وَقد عينه بَعضهم بِظَاهِر مَا ورد فِي الْأَحَادِيث لمعات مَعَ تَغْيِير
قَوْله إِذا سُئِلَ بِهِ أعْطى الخ السُّؤَال ان يَقُول العَبْد اعطني الشَّيْء الْفُلَانِيّ فَيعْطى وَالدُّعَاء ان يُنَادي وَيَقُول يَا رب فيجيب الرب تَعَالَى وَيَقُول لبيْك يَا عَبدِي فَفِي مُقَابلَة السُّؤَال الْإِعْطَاء وَفِي مُقَابلَة الدُّعَاء الْإِجَابَة وَهَذَا هُوَ الْفرق بَينهمَا وَيذكر أَحدهمَا مقَام الاخر أَيْضا فَتدبر (إنْجَاح)
قَوْله(1/274)
[3860] ان لله تِسْعَة وَتِسْعين اسْما الخ قَالَ الامام أَبُو الْقَاسِم القيشيري فِيهِ دَلِيل على ان الِاسْم هوالمسمى إِذْ لَو كَانَ غَيره لكَانَتْ الْأَسْمَاء لغيره لقَوْله تَعَالَى وَللَّه الْأَسْمَاء الْحسنى قَالَ الْخطابِيّ وَغَيره وَفِيه دَلِيل على ان اشهر أَسْمَائِهِ تَعَالَى الله لاضافة هَذِه الْأَسْمَاء اليه وَقد روى ان الله هُوَ اسْمه الْأَعْظَم قَالَ أَبُو الْقَاسِم الطَّبَرِيّ واليه ينْسب كل اسْم لَهُ فَيُقَال الرؤوف الْكَرِيم من أَسمَاء الله تَعَالَى وَلَا يُقَال من الرؤوف أَو الْكَرِيم الله وَاتفقَ الْعلمَاء على ان هَذَا الحَدِيث لَيْسَ فِيهِ حصر لاسمائه سُبْحَانَهُ تَعَالَى فَلَيْسَ مَعْنَاهُ انه لَيْسَ لَهُ أَسمَاء غير هَذِه التِّسْعَة وَالتسْعين نوانما مَقْصُود الحَدِيث ان لهَذِهِ التِّسْعَة وَالتسْعين من أحصاها دخل الْجنَّة فَالْمُرَاد الاخبار عَن دُخُول الْجنَّة باحصائها لَا الاخبار بحصر الْأَسْمَاء وَلِهَذَا جَاءَ فِي الحَدِيث الاخر أَسأَلك بِكُل اسْم سميت بِهِ نَفسك أَو استأثرت بِهِ فِي علم الْغَيْب عنْدك وَقد ذكر الْحَافِظ أَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ الْمَالِكِي عَن بَعضهم انه قَالَ لله تَعَالَى الف اسْم قَالَ بن الْعَرَبِيّ وَهَذَا قَلِيل فِيهَا وَأما تعْيين هَذِه الْأَسْمَاء فقد جَاءَ فِي التِّرْمِذِيّ وَغَيره وَفِي بعض اسمائها خلاف وَقيل انها مخفية التَّعْيِين كالاسم الْأَعْظَم وَلَيْلَة الْقدر ونظائرها (نووي)
قَوْله ان لله تِسْعَة وَتِسْعين فَإِن قلت مَا وَجه حصر الْأَسْمَاء فِي التِّسْعَة وَالتسْعين والافعال والاضافات والسلوب أَكثر من ذَلِك قُلْنَا أَسمَاء الله توقيفية على الْمَذْهَب الْمُخْتَار وَلَعَلَّ التَّوْقِيف ورد بِهَذِهِ الاسمامي وَهَذَا الْجَواب غير مرضِي لِأَن التَّوْقِيف ورد باسامي سواهَا فَالْحق فِي الْجَواب ان الحَدِيث الْوَارِد فِي الْحصْر يَشْمَل على قَضِيَّة وَاحِدَة لَا على قضيتين فينحصر أَسمَاء الله تَعَالَى فِي هَذَا الْعدَد بِاعْتِبَار هَذِه الْخَاصَّة الْمَذْكُورَة وَهِي ان من أحصاها دخل الْجنَّة كالملك الَّذِي لَهُ الف عبد مثلا فَيَقُول الْقَائِل ان للْملك تسعا وَتِسْعين عبدا من استظهر بهم لم يقادمه الْأَعْدَاء فَيكون التَّخْصِيص لاجل حُصُول الِاسْتِظْهَار بهم اعْلَم ان أَسمَاء الله تَعَالَى توقيفية بِمَعْنى انه لَا يجوز ان يُطلق اسْم مَا لم يَأْذَن لَهُ الشَّرْع وإنكان الشَّرْع قد ورد بِإِطْلَاق مَا يرادفه واليه ذهب الْأَشْعَرِيّ وَقَالَت الْمُعْتَزلَة وَالْقَاضِي أَبُو بكر الباقلاني ان ذَلِك جَائِز بطرِيق الْعقل فَمَا يجوز الْعقل اتصافه سُبْحَانَهُ بِهِ جَازَ التَّسْمِيَة بِهِ الا مَا منع الشَّرْع من ذَلِك أَو شعر بِنَقص لمعات مُخْتَصرا
[3861] انه وتر يحب الْوتر قَالَ النَّوَوِيّ الْوتر الْفَرد وَمَعْنَاهُ فِي حق الله تَعَالَى الْوَاحِد الَّذِي لَا شريك لَهُ وَلَا نَظِير وَمعنى يحب الْوتر تَفْضِيل الْوتر فِي الْأَعْمَال وَكثير من الطَّاعَات فَجعل الصَّلَاة خمْسا ووالطهارة ثَلَاثًا وَالطّواف سبعا وَالسَّعْي سبعا وَرمى الْجمار سبعا وَأَيَّام التَّشْرِيق ثَلَاثًا والاستنجاء ثَلَاثًا وَكَذَا الاكفان وَفِي الزَّكَاة خَمْسَة أوسق وَخمْس أَوَاقٍ من الْوَرق ونصاب الْإِبِل وَغير ذَلِك وَجعل كثيرا من عَظِيم مخلوقاته وتزامنها السَّمَاوَات والارضون والبحار وَأَيَّام الاسبوع وَغير ذَلِك وَقيل ان مَعْنَاهُ منصرف الى صفة من يعبد الله بالوحدانية والتفرد مخلصا لَهُ انْتهى
قَوْله من حفظهَا دخل الْجنَّة وَفِي الرِّوَايَة السَّابِقَة من أحصاها قَالَ النَّوَوِيّ وَاخْتلفُوا فِي المُرَاد باحصائها فَقَالَ البُخَارِيّ وَغَيره من الْمُحَقِّقين مَعْنَاهُ حفظهَا وَهَذَا هُوَ الْأَظْهر لِأَنَّهُ جَاءَ مُفَسرًا فِي هَذِه الرِّوَايَة من حفظهَا وَقيل احصائها عدهَا فِي الدُّعَاء بهَا وَقيل اطاقها أَي أحسن المراعاة لَهَا والمحافظة على مَا يَقْتَضِيهِ وتصديق بمعانيها وَقيل مَعْنَاهُ الْعَمَل بهَا وَالطَّاعَة بِكُل اسْمهَا والايمان بِمَا لَا يَقْتَضِي عملا وَقَالَ بَعضهم المُرَاد حفظ الْقُرْآن وتلاوته كُله لِأَنَّهُ مستوف لَهَا وَهُوَ ضَعِيف وَالصَّحِيح الأول انْتهى
قَوْله الله الْوَاحِد الخ اعْلَم ان تعدد أَسْمَائِهِ تَعَالَى فِي هَذِه الرِّوَايَة وَالرِّوَايَة الَّتِي رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَالْبَيْهَقِيّ مائَة الا وَاحِد الا ان فِي روايتهما أَسمَاء يُخَالف مَا فِي هَذِه الرِّوَايَة والبائنة بَينهمَا بَيِّنَة وَلَعَلَّ كلا التعدادين بحفظهما تاثير فِي دُخُول الْجنَّة وَالله وَاسع عليم (إنْجَاح)
قَوْله الأول الاخر الظَّاهِر الْبَاطِن واما تَسْمِيَة سُبْحَانَهُ تَعَالَى بالاخر فَقَالَ الامام أَبُو بكر بن الباقلاني مَعْنَاهُ الْبَاقِي بصفاته من الْعلم وَالْقُدْرَة وَغَيرهمَا الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فِي الازل وَيكون كَذَلِك بعد موت الْخَلَائق وَذَهَاب علومهم وقدرهم وحواسهم وتفرق اجسامهم قَالَ وتعلقت الْمُعْتَزلَة بِهَذَا الِاسْم فاحتجوا بِهِ لمذهبهم فِي فنَاء الْأَجْسَام وذهابها بِالْكُلِّيَّةِ قَالُوا وَمَعْنَاهُ الْبَاقِي بعد فنَاء خلقه وَمذهب أهل الْحق خلاف ذَلِك وان المُرَاد الاخر بصفاته بعد ذهَاب صفاتهم وَلِهَذَا يُقَال اخر من بَقِي من بني فلَان فلَان يُرَاد حيوته وَلَا يُرَاد فنَاء اجسام موتاهم وَعدمهَا هَذَا كَلَام بن الباقلاني واما معنى الظَّاهِر من أَسمَاء الله فَقيل هُوَ من الظُّهُور بِمَعْنى الْقَهْر وَالْغَلَبَة
وَكَمَال الْقُدْرَة وَمِنْه ظهر فلَان على فلَان وَقيل الظَّاهِر بالدلائل القطعية وَالْبَاطِن المحتجب عَن خلقه وَقيل الْعَالم بالخفيات (نووي)
قَوْله
[3865] ان ربكُم حييّ الخ هُوَ بِكَسْر أولى اليائين مُخَفّفَة وَرفع الثَّانِيَة مُشَدّدَة يَعْنِي ان الله تَعَالَى تَارِك للقبائح سَاتِر الْعُيُوب والفضائح وَهُوَ تَعْرِيض للعباد وحث لَهُم على تحري الْحيَاء قَوْله فَيَرُدهُمَا صفرا أَي خَالِيَة من صفر بِالْكَسْرِ صفرا بالحركة إِذا خلى وأصغرته اخليته قَوْله أَو قَالَ خائبتين الخيبة الحرمان والخسران خَابَ يخيب ويخوب وَهَذَا الحَدِيث يدل على ان رفع الْيَدَيْنِ للدُّعَاء مُسْتَحبّ (فَخر)
قَوْله
[3866] وَلَا تدع بظهورهما هَذَا فِي غير الاسْتِسْقَاء وَأما فِيهِ فقد ورد فِي رِوَايَة الْمُسلم ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ استسقى فَأَشَارَ بِظهْر كفيه الى السَّمَاء (إنْجَاح)
قَوْله
[3867] كَانَ لَهُ عدل رَقَبَة الْعدْل بِفَتْح الْعين وَكسرهَا رِوَايَتَانِ بِمَعْنى الْمثل من ولد إِسْمَاعِيل هُوَ بفحتين وبالضم وَسُكُون اللَّام جمع ولد أَي كَانَ لَهُ ثَوَاب عتق رَقَبَة لمعات
قَوْله
[3868] اللَّهُمَّ بك أَصْبَحْنَا الْبَاء مُتَعَلق بِمَحْذُوف وَهُوَ خبر أصبح وَلَا بُد من تَقْدِير مُضَاف أَي أَصْبَحْنَا متلبسين بنعمتك أَي بحياتك وكلاءتك أَو بذكرك واسمك قَوْله وَبِك نحيى وَبِك نموت حِكَايَة عَن الْحَال الْآتِيَة يَعْنِي يسْتَمر حَالنَا على هَذَا فِي جَمِيع الْأَوْقَات وَسَائِر الْأَحْوَال مَعْنَاهُ أَنْت تحييني وَأَنت تميتني كَذَا فِي الطَّيِّبِيّ
قَوْله
[3869] وَكَانَ أبان هُوَ بِفَتْح الْهمزَة وَتَخْفِيف الْمُوَحدَة يصرف وَلَا يصرف وَالْأول اشهر لكَونه على وزن فعال وعَلى الثَّانِي يَجْعَل على وزن افْعَل وَقَوله قد اصابه طرف من الفالج وَهُوَ بِفَتْح اللَّام عِلّة مَعْرُوفَة والفلج بِسُكُون اللَّام ومحركة النّصْف وهما فلجان قَوْله فَجعل الرجل يَعْنِي الرجل الَّذِي كَانَ يرْوى الحَدِيث عَنهُ ينظر اليه تَعَجبا وَإِنْكَارا بأنك كنت تَقول هَذِه الْكَلِمَة كل صباح وَمَسَاء فَكيف اصابك الضّر ان كَانَ الحَدِيث صَحِيحا فَقَالَ أبان رفعا لتعجبه اما ان الحَدِيث صَحِيح لكني لم أَقَله يَوْمئِذٍ ليمضي الله من الامضاء وَاللَّام فِيهِ للعاقبة وَالتَّقْدِير لم يوفقني الله بِهِ ليمضي الله على قدره لمعات
قَوْله(1/275)
[3870] عَن أبي سَلام خَادِم رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَا وَقع فِي الأَصْل وَالصَّوَاب عَن أبي سَلام واسْمه مَمْطُور الْأسود الحبشي عَن رجل خدم رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فَخر)
[3871] أَسأَلك الْعَفو والعافية الْعَفو التجاوز من الذَّنب والعافية السَّلامَة من الافات والشدائد واستر عوراتي وَهِي بِسُكُون الْوَاو جمع عَورَة وَهِي كل مَا يتسحيى مِنْهُ ويسوء صَاحبه ان يرى مِنْهُ قَوْله وآمن روعاتي هِيَ جمع روعة وَهِي الْمرة من الروع الْفَزع (فَخر)
قَوْله وَأَعُوذ بك ان اغتال بِلَفْظ الْمَجْهُول أَي اذْهَبْ من حَيْثُ لَا اشعر فِي الْقَامُوس غاله اهلكه كاغتاله واخذه من حَيْثُ لم يدر كَذَا فِي اللمعات قَالَ السَّيِّد عَم الْجِهَات لِأَن الْآفَات مِنْهَا وَبَالغ من جِهَة السّفل لرداءة الافة انْتهى
قَوْله
[3873] اللَّهُمَّ رب السَّمَاوَات وَالْأَرْض إِشَارَة الى أصُول الْأَسْبَاب الْكُلية بِبَقَاء الْعَالم وَقَوله وَرب كل شَيْء تَعْمِيم لربوبيته تَعَالَى أَي من العناصر والمواليد وافرادها وجزئياتها وفالق الْحبّ والنوى إِشَارَة الى الارزاق الجسمانية الَّتِي بهَا بَقَاؤُهَا وَالْحب يسْتَعْمل فِي الطَّعَام والنوى فِي التَّمْر وَنَحْوه ومنزل التَّوْرَاة وَالْإِنْجِيل وَالْقُرْآن إِشَارَة الى الارزاق الروحانية الْمُتَعَلّقَة بتدبير أَحْوَال الْآخِرَة وأحكامها وَلم يذكر الزبُور لعدم اشتماله على الاحكام والشرائع كَذَا قيل قَوْله اخذ بناصيتها هَذَا عبارَة عَن الْقُدْرَة وَالْغَلَبَة قَوْله فَلَيْسَ دُونك هُوَ هَهُنَا بِمَعْنى نقيض فَوق وَالظَّاهِر يكون فَوق الشَّيْء فالباطن يكون تَحْتَهُ فنفى الْفَوْقِيَّة يُنَاسب الظُّهُور وَنفي الدونية الْبُطُون فَافْهَم لمعات
قَوْله
[3874] ثمَّ لينفض بهَا أَي بداخلة إزَاره أَي بطرفه وحاشيته من دَاخل أَي يسْتَحبّ ان ينفض فرَاشه حذرا عَن حَيَّة أَو عقرب أَو فارة أَو تُرَاب أَو قذاة قَالَ فِي النِّهَايَة وَأمر بداخلته لِأَن الموتزر يَأْخُذ الْإِزَار بِيَمِينِهِ ثمَّ يضع مَا بِيَمِينِهِ فَوق داخلته فَمَتَى عاجله أَمر وخشى سُقُوط إزَاره امسكه بِشمَالِهِ وَدفع عَن نَفسه بِيَمِينِهِ فَإِذا صَار الى فرَاشه فَحل إزَاره فَإِنَّمَا يحل بِيَمِينِهِ خَارِجَة الْإِزَار وَتبقى الدَّاخِلَة معلقَة وَبهَا يَقع النفض لِأَنَّهَا غير مَشْغُول الْيَد انْتهى قَوْله فَإِنَّهُ لَا يدْرِي مَا خَلفه أَي قَامَ مقَامه بعده (فَخر)
قَوْله فَإِنَّهُ لَا يدْرِي مَا خَلفه عَلَيْهِ قَالَ فِي النِّهَايَة لَعَلَّ هَامة وَبت فَصَارَت فِيهِ بعده واخرج الخرائطي فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق عَن أبي امامة قَالَ ان الشَّيْطَان ليَأْتِي الى فرَاش الرجل بَعْدَمَا يفرشه أَهله ويتهيئه فيلقي الْعود وَالْحجر ليغضبه على أَهله فَإِذا وجد أحدكُم ذَلِك فَلَا يغْضب على أَهله فَإِنَّهُ عمل الشَّيْطَان مِصْبَاح الزجاجة للامام جلال الدّين السُّيُوطِيّ
قَوْله
[3875] نفث فِي يَدَيْهِ وَقَرَأَ وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ فَقَرَأَ بِالْفَاءِ ظَاهره على تَقْدِير فَقَرَأَ بِالْفَاءِ انه نفث اولا ثمَّ قَرَأَ وَلم يقل بِهِ أحد لِأَن النفث يَنْبَغِي ان يكون بعد التِّلَاوَة ليوصل بركَة الْقُرْآن الى بَشرته فَقيل أَرَادَ النفث وَقَرَأَ وَهُوَ الصَّوَاب وَقيل لَعَلَّ سر تَقْدِيمه مُخَالفَة السَّحَرَة البطلة وَفَائِدَة النفث التَّبَرُّك بالهوى وَالنَّفس الْمُبَاشر للرقية كَمَا يتبرك بغسالة مَا يكْتب من الذّكر والأسماء الْحسنى (فَخر)
قَوْله نفث فِي يَدَيْهِ وَقَرَأَ بالمعوذتين فِيهِ تَقْدِيم وَتَأْخِير لِأَن النفث بعد قرءاة المعوذتين وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ عَن عَائِشَة ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلما اوى الى فرَاشه كل لَيْلَة جمع كفيه ثمَّ نفث فيهمَا فَقَرَأَ قل هُوَ الله أحد وَقل أعوذ بِرَبّ الفلق وَقل أعوذ بِرَبّ النَّاس ثمَّ يمسح بهما اسْتَطَاعَ من جسده يبْدَأ بهما على رَأسه وَوَجهه وَمَا اقبل من جسده يفعل ذَلِك ثَلَاث مَرَّات ظَاهره أَيْضا انه لنفث اولا ثمَّ قَرَأَ قَالَ فِي المفاتيح لم يقل بِهِ أحد وَلَيْسَ فِيهِ فَائِدَة وَلَعَلَّ هَذَا سَهْو من الْكَاتِب أَو من الرَّاوِي قلت بَالغ الطَّيِّبِيّ فِي تشنيع هَذَا القَوْل وَقَالَ تخطية الْعُدُول والثقات اوهن من بَيت العنكبوت فَهَلا قَاس على قَوْله تَعَالَى فتوبوا الى بارئكم فَاقْتُلُوا أَنفسكُم (إنْجَاح)
قَوْله
[3876] وَلَا منجأ بِالْهَمْزَةِ ومادته بِلَا همزَة لِأَنَّهُ من النجَاة وَهَذَا للمزاوجة وَقد يُخَفف همزَة الملجأ لهَذِهِ المزاوجة أَيْضا (إنْجَاح)
قَوْله
[3878] من تعار من اللَّيْل بِفَتْح تَاء وَرَاء مُشَدّدَة بعد الف أَي اسْتَيْقَظَ وَلَا يكون الا يقظة مَعَ كَلَام أَي انتبه بِصَوْت من اسْتِغْفَار أَو تَسْبِيح أَو غَيرهمَا وَقَوله فَقَالَ حِين يَسْتَيْقِظ لَا إِلَه إِلَّا الله الخ تَفْسِير لَهُ وَإِنَّمَا يُوجد ذَلِك لمن تعود الذّكر حَتَّى صَار حَدِيث نَفسه فِي نَومه ويقظته وَقيل هُوَ تمطي كَذَا فِي الْمجمع وَذكر فِي الْقَامُوس التعار السهر والتقلب على الْفراش يعلا مَعَ كَلَام انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله(1/276)
[3879] الْهوى بِالْفَتْح وَتَشْديد الْيَاء الزَّمَان الطَّوِيل وَقيل مُخْتَصّ بِاللَّيْلِ كَذَا فِي الْمجمع فَهُوَ مفعول فِيهِ لقَوْله يَقُول من اللَّيْل أَو لقَوْله كَانَ يسمع أَي كَانَ ربيعَة يسمع قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِه الْكَلِمَة زَمَانا طَويلا (إنْجَاح)
[3880] أَحْيَانًا بعد مَا اماتنا أَي انامنا وَهُوَ تَشْبِيه فِي زَوَال الْعقل وَالْحَرَكَة لَا تَحْقِيق وَقيل الْمَوْت فِي الْعَرَب يُطلق على السّكُون كماتت الرّيح إِذا سكنت وَيَقَع على أَنْوَاع بِحَسب أَنْوَاع الْحَيَاة بِإِزَاءِ الْقُوَّة النامية فِي الْحَيَوَان والنبات كحيي الأَرْض بعد مَوتهَا ولزوال الْقُوَّة الحسية كياليتني مت قبل هَذَا وَزَوَال الْقُوَّة الْعَاقِلَة وَهِي الْجَهْل كاومن كَانَ مَيتا فأحييناه والحزن وَالْخَوْف المكدر للحياة كيأتيه الْمَوْت من كل مَكَان والمنام كَالَّتِي لم تمت فِي منامها وَقد قيل الْمَنَام الْمَوْت الْخَفِيف ويستعار للاحوال الشاقة والفقر والذل والسوال والهرم وَالْمَعْصِيَة وَغَيرهَا نِهَايَة
قَوْله
[3883] كَانَ يَقُول عِنْد الكرب الخ فَإِن قيل فَهَذَا ذكر وَلَيْسَ فِيهِ دُعَاء يزِيل الكرب فَجَوَابه من وَجْهَيْن أَحدهمَا ان هَذَا الذّكر يستفتح بِهِ الدُّعَاء ثمَّ يَدْعُو بِمَا شَاءَ وَالثَّانِي بِأَن الدُّعَاء قد يكون صَرِيحًا كَمَا تَقول اللَّهُمَّ اعطني وَقد يكون تعريضا كَمَا إِذا اثنى على الله تَعَالَى فَإِن الثَّنَاء على الْكَرِيم سوال كَمَا قيل لمعات
قَوْله قَالَ وَكِيع مرّة لَا إِلَه إِلَّا الله فِيهَا كلهَا أَي فِي ابْتِدَاء كل وَاحِدَة من الْكَلِمَات الثَّلَاثَة فَقَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله الْحَلِيم الْكَرِيم لَا إِلَه إِلَّا الله رب الْعَرْش الْعَظِيم لَا إِلَه إِلَّا الله رب السَّمَاوَات السَّبع وَرب الْعَرْش الْكَرِيم (إنْجَاح)
قَوْله
[3884] اني أعوذ بك ان اضل من الضَّلَالَة أَو ازل من زلَّة الْقدَم كِنَايَة عَن وُقُوع الذَّنب من غير قصد أَو اجهل أَي افْعَل فعل الْجُهَّال من الاضرار والايذاء أَو يجهل على أَي يفعل النَّاس بِنَا ذَلِك لمعات
قَوْله
[3886] فليلقاه قريناه أَي من الشَّيَاطِين لِأَن كل رجل مَعَه قرين من الْمَلَائِكَة وقرين من الْجِنّ ثمَّ هَذَا الحَدِيث يدل على ان لكل رجل قرينين من الْمَلَائِكَة وقرينين من الشَّيَاطِين وَفِي حَدِيث مُسلم عَن بن مَسْعُود قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا مِنْكُم من أحد الا وَقد وكل بِهِ قرين من الْجِنّ وقرين من الْمَلَائِكَة فَيحمل على ان يكون لكل انسان قرين وَمَعَ بَعضهم قرينان أَو يكون الْوَاحِد كالرئيس وَالثَّانِي كالتابع وَالله اعْلَم إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3888] من وعثاء السّفر أَي شدته ومشقته واصله من الوعث وَهُوَ الرمل وَالْمَشْي فِيهِ يشق على صَاحبه وَفِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث أبي هُرَيْرَة من عوثاء السّفر وَكَأَنَّهُ مَقْلُوبَة مِصْبَاح الزجاجة
قَوْله وكآبة المنقلب هُوَ بِفَتْح كَاف وبمد همزَة قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ تغير النَّفس بالانكسار من شدَّة الْغم والحزن من كاب واكتاب الْمَعْنى ان يرجع من سَفَره بِأَمْر يحزنهُ بِآفَة اصابه من سَفَره أَو يعود غير مقضي الْحَاجة أَو اصابت مَاله آفَة أَو تقدم على أَهله فيجدهم مرضى أَو فقد بَعضهم انْتهى مِصْبَاح الزجاجة للامام جلال الدّين السُّيُوطِيّ
قَوْله والحور بعد الكور أَي من النُّقْصَان بعد الزِّيَادَة قيل من فَسَاد امورنا بعد صَلَاحهَا وَقيل من الرُّجُوع عَن الْجَمَاعَة بعد ان كُنَّا مِنْهُم واصله من نقض الْعِمَامَة بعد لفها كَذَا قَالَ بن الْأَثِير فِي النِّهَايَة قَالَ الطَّيِّبِيّ وروى بعد الْكَوْن بنُون أَي الرُّجُوع من الْحَالة المستحسنة بعد ان كَانَ عَلَيْهَا وَفِي شرح جَامع الْأُصُول الْكَوْن من كَانَ التَّامَّة أَي من التَّغَيُّر بعد الثَّبَات انْتهى (فَخر)
قَوْله
[3889] اللَّهُمَّ سيبا نَافِعًا قَالَ فِي النِّهَايَة أَي عَطاء وَيجوز ان يُرِيد مَطَرا صائبا أَي جَارِيا (زجاجة)
قَوْله
[3890] صيبا أَي مِنْهُم اسند فقا واصله صيوب لِأَنَّهُ من صاب يصبوب إِذا انْزِلْ فأبدلت الْوَاو يَاء وادغمت كسيد من سَاد يسود (زجاجة)
قَوْله(1/277)
[3891] إِذا رآى مخيلة قَالَ فِي النِّهَايَة المخيلة مَوضِع الْخَيل وَهُوَ الظَّن كالمظنة وَهِي السحابة الخليقة بالمطر وَيجوز ان يكون مُسَمَّاة بالمخيلة الَّتِي هِيَ مصدر كالمحبسة من الْحَبْس (زجاجة)
قَوْله إِذْ رآى مخيلة قَالَ الْكرْمَانِي هُوَ بِفَتْح الْمِيم وَإِنَّمَا تغير لَونه خوفًا ان يُصِيب أمته عُقُوبَة ذَنْب الْعَامَّة انْتهى
[3893] الرُّؤْيَا الْحَسَنَة وَفِي رِوَايَة الصَّالِحَة قَالَ الْكرْمَانِي الرُّؤْيَا بِالْهَمْزَةِ وَالْقصر وَمنع الصّرْف مَا يرى فِي الْمَنَام وَوَصفه بالصالحة للايضاح لِأَن غير الصَّالِحَة يُسمى الْحلم أَو التَّخْصِيص بِاعْتِبَار صورتهَا أَو تعبيرها وَيُقَال الصادقة والحسنة والحلم ضدها وقسموا الرُّؤْيَا الى حَسَنَة ظَاهرا أَو بَاطِنا كالمتكلم مَعَ الْأَنْبِيَاء أَو ظَاهرا لَا بَاطِنا كسماع الملاهي والى رُؤْيَة ظَاهر أَو بَاطِنا كلدغ الْحَيَّة أَو ظَاهر الا بَاطِنا كذبح الْوَلَد قَالُوا ان الله يخلق فِي قلب النَّائِم اعتقادات كَمَا يخلق فِي قلب الْيَقظَان وَرُبمَا جعلهَا علما على أُمُور اخر تلحقها فِي ثَانِي الْحَال والجميع يخلقه لَكِن جعل عَلامَة مَا يضرّهُ بِحُضُور الشَّيْطَان فنسب اليه لذَلِك ولانها على شاكلته وطبعه واضيف المحبوبة اليه تَشْرِيفًا انْتهى
قَوْله جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْء الخ قَالَ النَّوَوِيّ الرِّوَايَات الَّتِي رَوَاهَا مُسلم ثَلَاث الْمَشْهُور سِتَّة وَأَرْبَعين وَالثَّانيَِة خَمْسَة وَأَرْبَعين وَالثَّالِثَة سبعين جُزْء وَفِي غير مُسلم من رِوَايَة بن عَبَّاس من أَرْبَعِينَ جُزْء وَفِي رِوَايَة من تِسْعَة وَأَرْبَعين وَفِي رِوَايَة الْعَبَّاس من خمسين وَمن رِوَايَة بن عمر سِتَّة وَعشْرين وَمن رِوَايَة عبَادَة ن أَرْبَعَة وَأَرْبَعين وَقَالَ القَاضِي أَشَارَ الطَّبَرِيّ الى ان هَذَا الِاخْتِلَاف رَاجع الى اخْتِلَاف حَال الرَّائِي فالمؤمن الصَّالح تكون رُؤْيَاهُ جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْء وَالْفَاسِق جُزْء من سبعين جُزْء وَقيل المُرَاد ان الْخَفي مِنْهَا جُزْء من سبعين والجلي جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين قَالَ الْخطابِيّ قَالَ بعض الْعلمَاء أَقَامَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُوحى اليه ثَلَاث وَعشْرين سنة مِنْهَا عشر سِنِين بِالْمَدِينَةِ وَثَلَاث عشرَة بِمَكَّة وَكَانَ قبل ذَلِك سِتَّة اشهر يرى فِي الْمَنَام يُوحى وَهِي جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْء قَالَ الْمَازرِيّ وَيحْتَمل ان يكون المُرَاد ان الْمَنَام فِيهِ أَخْبَار الْغَيْب وَهُوَ إِحْدَى ثَمَرَات النُّبُوَّة وَهُوَ يسير فِي جنب النُّبُوَّة لِأَنَّهُ يجوز ان يبْعَث الله تَعَالَى نَبيا ليشرع الشَّرَائِع وَيبين الاحكام وَلَا يخبر بِغَيْب ابدا وَلَا يقْدَح ذَلِك فِي نبوته وَلَا يُؤثر فِي
مقصودها وَهَذَا الْجُزْء من النُّبُوَّة وَهُوَ الاخبار بِالْغَيْبِ إِذا وَقع لَا يكون الا صدقا قَالَ الْخطابِيّ هَذَا الحَدِيث توكيد لامر الرُّؤْيَا وَتَحْقِيق منزلتها وَقَالَ وَإِنَّمَا كَانَت جُزْء من أَجزَاء النُّبُوَّة فِي حق الْأَنْبِيَاء دون غَيرهم وَكَانَ الْأَنْبِيَاء صلوَات الله عَلَيْهِم يُوحى إِلَيْهِم فِي منامهم كَمَا يُوحى إِلَيْهِم فِي الْيَقَظَة وَقَالَ بعض الْعلمَاء معنى الحَدِيث ان الرُّؤْيَا تَأتي على مُوَافقَة النُّبُوَّة لِأَنَّهَا جُزْء بَاقٍ من النُّبُوَّة وَالله اعْلَم انْتهى
قَوْله جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جُزْء من النُّبُوَّة أَي فِي حق الْأَنْبِيَاء فانهم يوحون فِي الْمَنَام وَقيل أَي الرُّؤْيَا تَأتي على وفْق النُّبُوَّة لِأَنَّهَا جُزْء بَاقٍ مِنْهَا وَقيل من الانباء أَي انباء وَصدق من الله لَا كذب فِيهِ وَلَا حرج فِي الاخذ بِظَاهِرِهِ فَإِن أَجزَاء النُّبُوَّة لَا يكون بنوة فَلَا يُنَافِي حَدِيث ذهب النُّبُوَّة ثمَّ رويا الْكَافِر قد يصدق لَكِن لَا يكون جُزْء مِنْهَا إِذْ المُرَاد الرُّؤْيَا الصَّالِحَة من الْمُؤمن الصَّالح جُزْء مِنْهَا كَمَا فِي حَدِيث الْكتاب كرماني
قَوْله
[3897] الرُّؤْيَا الصَّالِحَة الخ قَالَ الْكرْمَانِي صَلَاحهَا بِاعْتِبَار صورتهَا أَو تعبيرها أَو صدقهَا والرؤيا الصادقة الْمُوَافقَة للْوَاقِع فَإِن قلت الرُّؤْيَا الصَّالِحَة أَعم لاحْتِمَال كَونه مُنكرَة إِذا الصّلاح بِاعْتِبَار تَأْوِيلهَا قُلْنَا يرجع الى المبشرة نعم يخرج مَا لَا صَلَاح لَهَا لَا صُورَة وَلَا تَأْوِيلا انْتهى قَوْله جُزْء من سبعين الخ وَفِي شرح جَامع الْأُصُول وَمن رَوَاهُ جُزْء من سبعين فَلَا اعْلَم لَهُ وَجها انْتهى
قَوْله
[3899] كشف رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الستارة وَهِي الْحجاب الَّذِي كَانَ على بَاب بَيت عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا (إنْجَاح)
قَوْله
[3900] فقد رَآنِي فِي الْيَقَظَة أَي فَكَأَنَّهُ قد رَآنِي فِي الْيَقَظَة والمناسبة فِي الْمُشبه والمشبه بِهِ لَيست بضرورية من كل الْوُجُوه فَإِنَّهُ قد تحقق ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَو امْرَهْ فِي الْمَنَام بِشَيْء يُخَالف شَرعه لَا يُتَابع ذَلِك الْبَتَّةَ وَقد يطْلب لَهُ محملًا صَحِيحا أَو يذكر لمن يعلم أسرار تَعْبِير الرُّؤْيَا وَقد نقل عَن الْبَعْض ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَهْ بِشرب الْخمر فتحير فِي ذَلِك حَتَّى ذكره عِنْد بعض عُلَمَاء الْمغرب فَقَالَ ذَلِك الْعَالم انك قد سَهَوْت بل قَالَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تشرب الْخمر وظننت انه قَالَ اشرب الْخمر فَوجدَ صَاحب الرُّؤْيَا لَهُ محملًا صَحِيحا وَقد نقل الشَّيْخ المجدد عَن الشَّيْخ الْأَكْبَر مُحي الدّين بن الْعَرَبِيّ انه قد خصص بِالرُّؤْيَةِ على صورته الَّتِي كَانَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهَا وَهِي المدفونة فِي التربة المقدسة فَلَو رآى انسانا على صُورَة الكوسج لَا يكون رُؤْيَته حَقِيقَة وَقَالَ السَّيِّد جمال الدّين قيل مَعْنَاهُ من رَآنِي بِأَيّ صُورَة كَانَت فَإِنَّهُ رأى حَقِيقَة لِأَن تِلْكَ الصُّورَة مِثَال لروحه الْمُقَدّس سَوَاء كَانَت صورته الْمَخْصُوصَة أَو غَيرهَا فَإِن الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل بمثال على انه مِثَال لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ يَنْبَغِي ان يعلم ان لَا يغتر الرائ ان امْرَهْ بِأَمْر يُخَالف شَرعه فَإِن شَرعه الشريف بَين لَا يحْتَمل التاويل وَهَذَا مظنون وَالْيَقِين لَا يصادمه الظَّن وَقد خلط الشَّيْطَان فِي تِلَاوَته سُورَة النَّجْم بقوله تِلْكَ الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجى فِي مدح الْأَصْنَام وَسجد الْمُشْركُونَ فَرحا واهتم بذلك الْمُسلمُونَ وَلم يشْعر بِهِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلما أخبر بذلك اهتم هما شَدِيدا حَتَّى نزل وَمَا ارسلنا من قبلك من رَسُول وَلَا نَبِي الا إِذا تمنى ألْقى الشَّيْطَان فِي امنيته فَينْسَخ الله مَا يلقى الشَّيْطَان ثمَّ يحكم الله آيَاته فَلَمَّا كَانَ للشَّيْطَان مدخلًا فِي مَجْلِسه فَمَا ظَنك بعد وَفَاته لَكِن الثُّبُوت والقرار على ذَلِك الْأَمر محَال فِي ذَاته المكرم لِأَنَّهُ مَا ينْطق عَن الْهوى ان هُوَ الا وَحي يُوحى فالغرض ان فِي المنامات واسرارها علما لَا يُعلمهُ كل أحد من النَّاس وَكَانَ لمُحَمد بن سِيرِين علم فِي التَّعْبِير وَله فِي ذَلِك غرائب منقولة فِي التواريخ ذكرهَا الامام اليافعي وَغَيره وَقد بسط القَوْل فِي رُؤْيا النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيره الشَّيْخ الْأَكْبَر فِي الفصوص وَالشَّيْخ المجدد فِي مكاتيبه من شَاءَ فليراجعهما (إنْجَاح)
قَوْله(1/278)
[3905] فقد رَآنِي قَالَ الْكرْمَانِي أَي رُؤْيَته لَيست اضغاث احلام وَلَا تخيلات الشَّيْطَان كَمَا روى فقد رأى الْحق ثمَّ الرُّؤْيَة بِخلق الله لَا يشْتَرط فِيهَا مُوَاجهَة وَلَا مُقَابلَة فَإِن قيل كثيرا مَا يرى على خلاف صفة وَيَرَاهُ شخصان فِي حَاله فِي مكانين قلت ذَلِك ظن الرَّائِي انه كَذَلِك وَقد يظنّ الظَّان بعض الخيالات مرئيا لكَونه مرتبطا بِمَا يرَاهُ عَادَة فذاته الشَّرِيفَة هِيَ مرئية قطعا لَا خيال فِيهِ وَلَا ظن فَإِن قلت الْجَزَاء هُوَ الشَّرْط قلت أَرَادَ لَازمه أَي فليستبشر فَإِنَّهُ رأى وَقَالَ الْغَزالِيّ لَا يُرِيد انه رأى جسمي بل رأى مِثَالا صَار الة يتَأَدَّى بهَا معنى فِي نَفسِي اليه وَصَارَ وَسِيلَة بيني وَبَينه فِي تَعْرِيف الْحق إِيَّاه بل الْبدن فِي القيظة أَيْضا لَيْسَ إِلَّا آلَة النَّفس وَكَذَا من رأى الله بمثال محسوس من نور يكون ذَلِك صَادِقا وواسطة فِي التَّعْرِيف فَيَقُول الرَّائِي رَأَيْت الله تَعَالَى لَا بِمَعْنى رَأَيْت ذَاته وَالْحق ان مَا يرَاهُ حَقِيقَة روحه الْمُقَدّس صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيعلم الرَّائِي كَونه النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخلق علم لَا غير وَقَالَ الطَّيِّبِيّ قَوْله فقد رَآنِي اتِّحَاد الشَّرْط وَالْجَزَاء يدل على الْمُبَالغَة أَي رأى حقيقتي على كمالها قَالَ الباقلاني أَي رُؤْيَاهُ صَحِيحَة لَيست بأضغاث احلام وَلَا من تشبيهات الشَّيْطَان إِذْ قد يرَاهُ على خلاف صفته أَو شخصان فِي حَالَة فِي مكانين وَقَالَ اخرون بل هُوَ على ظَاهره وَخلاف صفته تَغْيِير فِي الصّفة لَا فِي الذَّات وَكَذَا لَو رَآهُ يَأْمر بقتل من يحرم قَتله كَانَ هَذَا صِفَاته المتخيلة لَا المرئية قَالَ القَاضِي لَعَلَّه مُقَيّد بِمَا رَآهُ على صفته وان خَالف كَانَ رُؤْيا تَأْوِيل لَا رُؤْيا حَقِيقَة وَهُوَ ضَعِيف وَالصَّحِيح انه يرَاهُ حَقِيقَة سَوَاء كَانَ على صفته أَو خلَافهَا وروى فسيراني مَوضِع فقد رَآنِي وَالْمرَاد حنيئذ أهل عصره أَي يوفقه لِلْهِجْرَةِ اليه أَو يرى تَصْدِيق رُؤْيَاهُ فِي الْآخِرَة أَو يرَاهُ رُؤْيَة خَاصَّة فِي الْقرب مِنْهُ والشفاعة أَو يرَاهُ كشفا وعيانا بعد قطع العلائق وصفاء الْقلب كَمَا نقل عَن بعض الصلحاء هَذَا زبدة مَا فِي شُرُوح البُخَارِيّ وَالْمُسلم وَغَيرهمَا (فَخر)
[3906] وتخويف من الشَّيْطَان وَفِي رِوَايَة الرُّؤْيَا من تحزين الشَّيْطَان أَي من فعل الشَّيْطَان يلْعَب بالإنسان ويريه مَا يحزنهُ وَله مَكَائِد يحزن بني ادم (إنْجَاح)
قَوْله
[3907] وَمِنْهَا جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين الخ قَالَ فِي النِّهَايَة إِذْ كَانَ عمره ثَلَاثًا وَسِتِّينَ وَمُدَّة وحيه ثَلَاثًا وَعشْرين وَمُدَّة الرُّؤْيَا سِتَّة اشهر وروى جُزْء من خمس وَأَرْبَعين وَوَجهه انه مَاتَ فِي اثناء السّنة الثَّالِثَة بعد السِّتين وروى من أَرْبَعِينَ فَيحمل على من روى ان عمره سِتِّينَ سنة قَالَ النَّوَوِيّ وَجه الطَّبَرِيّ اخْتِلَاف الرِّوَايَات فِي عدد مَا هِيَ جُزْء مِنْهُ باخْتلَاف حَال الرَّائِي بالصلاح والعنق وَقيل بِاعْتِبَار الْخَفي والجلي من الرُّؤْيَا وَقيل كَانَ مُدَّة النُّبُوَّة ثَلَاثًا وَعشْرين وَمُدَّة الرُّؤْيَا قبلهَا سِتَّة اشهر فَهِيَ جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين وَفِيه نظر إِذْ لم يثبت ان مدَّتهَا قبلهَا سِتَّة اشهر وَلِأَنَّهُ رآى بعْدهَا منامات كَثِيرَة وَلِأَنَّهُ لَا يطرد فِي جَمِيع الرِّوَايَات وَلَو تكلّف وَقيل ان للمنامات شبها مِمَّا حصل لَهُ وميز بِهِ من النُّبُوَّة بِجُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين لَكَانَ لَهُ وَجه (فَخر)
قَوْله
[3909] الرُّؤْيَا من الله والحلم من الشَّيْطَان ذكر فِي الْمجمع هما مَا يرَاهُ المنائم لَكِن غلب الرُّؤْيَا على الْخَيْر وَالْحسن والحلم فِي السيء والقبيح قَوْله فليبصق عَن يسَاره ثَلَاثًا يَعْنِي طردا للشَّيْطَان (إنْجَاح)
قَوْله
[3914] الرُّؤْيَا على رجل طَائِر الخ رجل طَائِر بِكَسْر رَاء وَسُكُون جِيم أَي على رجل تدرجا وَقَضَاء مَاض من خير أَو شَرّ وَأَنه هُوَ الَّذِي قسمه الله تَعَالَى لصَاحِبهَا من قَوْلهم اقتسموا دَارا فطاوسهم فلَان فِي ناحيتها أَي وَقع سَهْمه وَخرج وكل حَرَكَة من كَلمته أَو شَيْء تجْرِي لَك فَهُوَ طَائِر يَعْنِي ان الرُّؤْيَا هِيَ الَّتِي يعبرها الْمعبر الأول فَكَانَت على رجل طَائِر فَسَقَطت حَيْثُ عبرت كَمَا يسْقط مَا يكون على رجل طَائِر أدنى حَرَكَة كَذَا فِي الْمجمع وَقيل شبه بِرَجُل طَائِر لِأَنَّهَا لَا يثبت فِي مَكَان فَكَذَلِك الرُّؤْيَا مَتى لم تعبر لمن تكن ثَابِتَة فَإِذا عبرت سَقَطت واستقرت (إنْجَاح)
قَوْله الرُّؤْيَا على رجل طَائِر الخ فَإِن قيل كَيفَ يكون على رجل طَائِر وَكَيف يُؤَخر عَمَّا تبشر بِهِ أَو تنذر مِنْهُ بِتَأْخِير التَّعْبِير وَتَقَع إِذا عبرت وَهَذَا يدل على انها ان لم تعبر لم تقع الْجَواب انه من قَوْلهم هُوَ على رجل طَائِر إِذا لم يسْتَقرّ يُرِيد انه لَا يطمئن وَلَا يقف فَالْمُرَاد انها تجول فِي الْهَوَاء حَتَّى تعبر فَإِذا عبرت وَقعت وَلم يرد ان كل من عبرها من النَّاس وَقعت كَمَا عبر بل أَرَادَ الْعَالم الْمُصِيب الْمُوفق وَكَيف يكون الْجَاهِل المخطي عابرا وَهُوَ لم يصب وَلم يُقَارب وَلَا أَرَادَ ان كل رُؤْيا تعبر وتتاول لِأَن أَكْثَرهَا اضغاث احلام فَمِنْهَا مَا يكون عَن غَلَبَة طبيعة أَو حَدِيث نفس أَو شَيْطَان وَإِنَّمَا الصَّحِيحَة مَا يَأْتِيهِ ملك الرويا عَن أم الْكتاب فِي الْحِين بعد الْحِين قَالَه المغيث
قَوْله
[3915] اعتبروها بأسمائها أَي اخْرُجُوا تعبيرها من الِاسْم واجعلوه عِبْرَة وَقِيَاسًا مِثَاله مَا روى مُسلم عَن أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْت ذَات لَيْلَة فِيمَا يرى النَّائِم كَأَنِّي فِي دَار عقبَة بن رَافع فأتينا برطب من رطب بن طَابَ فأولت ان الرّفْعَة لنا فِي الدُّنْيَا والعافية فِي الْآخِرَة وان ديننَا قد طَابَ (إنْجَاح)
قَوْله وكنوها بكناها الكنى جمع كنية من كنوت عَنهُ وكنيت عَنهُ إِذا اوريت عَنهُ بِغَيْرِهِ أَرَادَ مثلوها امثالا إِذا عبرتموها وَهِي الَّتِي يضْربهَا ملك الرُّؤْيَا للرجل فِي مَنَامه لِأَنَّهُ يكنى بهَا عَن أَعْيَان الْأُمُور كَقَوْلِهِم فِي تَعْبِير النّخل انها رجال ذَوُو احساب من الْعَرَب وَفِي الْجَوْز انها رجال من الْعَجم لِأَن النّخل أَكثر مَا يكون فِي بِلَاد الْعَرَب والجوز أَكثر مَا يكون فِي بِلَاد الْعَجم ذكره فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله
[3916] من تحلم حلما كَاذِبًا أَي ادّعى الرُّؤْيَا كَذَا بأكلف ان يعْقد بَين شعيرتين وَإِنَّمَا زَاد عُقُوبَة مَعَ ان كذبه فِي مَنَامه لَا يزِيد على كذبه فِي يقظته لِأَن الرُّؤْيَا بِحكم هَذَا الحَدِيث جُزْء من النُّبُوَّة وَهِي وَحي فالكذب فِيهِ كذب على الله وَهُوَ أعظم فِرْيَة من الْكَذِب على الْخلق أَو على نَفسه وَقَالَ الْكرْمَانِي الرُّؤْيَا والحلم مُتَرَادِفَانِ لُغَة والتخصيص شَرْعِي والتكليف بِالْعقدِ نوع تَعْذِيب فَلَا يدل على تَكْلِيف مَالا يُطَاق انْتهى (فَخر)
قَوْله(1/279)
[3917] إِذا قرب الزَّمَان الخ أَي اقْترب أَو ان فنائه إِشَارَة الى قرب الْقِيَامَة لِأَن الشَّيْء إِذا قل تقَارب اطرافه وَفِي حَدِيث الزَّمَان حَتَّى يكون السّنة كشهر الحَدِيث وَهُوَ زمَان الْمهْدي وَقيل يقترب زمَان الْمَوْت وَصَارَ الرجل فِي سنّ الكهولة لاعتدال الطَّبْع حِينَئِذٍ وَقيل أَرَادَ بِهِ تَسَاوِي الزَّمَان بَين الصَّيف والشتاء وَحِينَئِذٍ يعتدل مزاج الْإِنْسَان لعدم فَسَاد الاخلاط الروية لِأَن وساوس النَّفس أَكثر مَا يكون من غَلَبَة الْخَلْط فالدموي مثلا يرى الْأَشْيَاء الْحمر والصفراوي يرى النيرَان (إنْجَاح)
[3918] اني رَأَيْت فِي الْمَنَام ظلة الظلة بِضَم الظَّاء السحابة الْقَرِيبَة من الرَّأْس كَأَنَّهَا تظلله تنطف أَي تقطر قَلِيلا قَلِيلا قَوْله ويتكففون أَي يَأْخُذُونَ بالاكف فَمنهمْ المستكثر فِي الاخذ وَمِنْهُم المستقل فِيهِ وَالسَّبَب هُوَ الْحَبل والواصل من الْوَصْل بِمَعْنى الْمَوْصُول والاخذون بِالسَّبَبِ الْخُلَفَاء وَالَّذِي انْقَطع بِهِ وَوصل لَهُ هُوَ عمر قتل فوصل لَهُ بِأَهْل الشورى بعثمان (فَخر)
قَوْله أصبت بَعْضًا وأخطأت بَعْضًا قَالَ الْكرْمَانِي الْخَطَأ تَعْبِير السّمن وَالْعَسَل بِالْقُرْآنِ وَحقه ان يعبرا بِالْكتاب وَالسّنة أَو اقدامه للتعبير بِحُضُورِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَو قَوْله ثمَّ يُوصل لَهُ إِذْ لَيْسَ فِي الرُّؤْيَا الا الْوَصْل وَهُوَ قد يكون لغيره أَو ترك تعْيين الرِّجَال الاخذين بِالسَّبَبِ لم يبين صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطاه لمفاسد فِيهِ مثل بَيَان قتل عُثْمَان وَفِي إِنْكَار مبادرة الصّديق توبيخه بَينهم وابراز بمقسم خص بِمَا لَا مفْسدَة فِيهِ أَو بِمَا لَا يكون فِيهِ اطلَاع على الْغَيْب انْتهى وَقَالَ النَّوَوِيّ الْخَطَأ فِي ثمَّ يُوصل لَهُ فيعلو بِهِ وَعُثْمَان قد خلع وَولى غَيره فَالصَّوَاب ان يحمل وَصله على ولَايَة غَيره من قومه وَلم يُبينهُ لمفسدة فِي بَيَان الحروب والفتن انْتهى
قَوْله أصبت بَعْضًا الخ قيل أَرَادَ بِهِ انك أصبت فِي التَّعْبِير وأخطأت فِي ترك الْأَدَب حَيْثُ لم تتركني للتعبير وَقيل كَانَ اللَّائِق لَهُ ان يعبر الْعَسَل وَالسمن بِالْكتاب وَالسّنة وانه ذكر فِي التَّعْبِير الْقُرْآن فَقَط (إنْجَاح)
قَوْله
[3920] فِي مَنْهَج هُوَ الطَّرِيق الْوَاضِح كَذَا فِي الْقَامُوس والزلق الَّذِي يزل عَلَيْهِ الاقدام (إنْجَاح)
قَوْله فزجل بِي من التزجيل وَهُوَ التقوية أَي قوى بِي وَفِي رِوَايَة الشَّيْخَيْنِ فَقيل لي ارقه فَقلت لَا أَسْتَطِيع فَأَتَانِي منصف فَرفع ثِيَابِي من خَلْفي فرقيت حَتَّى كنت فِي أَعْلَاهُ قلت وَالْمنصف الْخَادِم وَهُوَ بِكَسْر الْمِيم وَقد تفتح من نصفته إِذا اخدمته (إنْجَاح)
قَوْله
[3921] فَذهب وهلي هُوَ بِسُكُون الْهَاء وَيفتح أَي وهمي الى انها الْيَمَامَة فِي الْقَامُوس الْيَمَامَة الْقَصْد كاليمام وَجَارِيَة ارقاء كَانَت تبصر الرَّاكِب من مسيرَة ثَلَاثَة أَيَّام وبلاد الجو منسوبة إِلَيْهَا سميت باسمها أَكثر تخيلا من سَائِر الْحجاز وَبهَا تبنى مُسَيْلمَة الْكذَّاب وَهِي دون الْمَدِينَة فِي وسط الشرق عَن مَكَّة على سِتَّة عشر مرحلة من الْبَصْرَة وَعَن الْكُوفَة نَحْوهَا وَالنِّسْبَة يمامي انْتهى أَو هجر بِفَتْح الْهَاء وَالْجِيم وَهُوَ غير منصرف وَقد ينْصَرف بِاعْتِبَار الْبقْعَة فَفِي الْقَامُوس هجر محركة بلد بِالْيمن قَوْله فَإِذا هِيَ الْمَدِينَة يثرب قد جَاءَ فِي الحَدِيث النَّهْي عَن تَسْمِيَتهَا بِيَثْرِب لكَرَاهَة لفظ التثريب فَقيل يحْتَمل ان هَذَا قبل النَّهْي وَقيل انه لبَيَان الْجَوَاز وان النَّهْي للتنزيه وَقيل خُوطِبَ بِهِ من يعرفهَا وَلِهَذَا جمع بَينه وَبَين اسْمهَا الشَّرْعِيّ مرقاة مُخْتَصرا
قَوْله وَالله خير مُبْتَدأ وَخبر أَي وَرَأَيْت كَانَ قَائِلا يَقُول وَالله خير وَقَوله فَإِذا هم النَّفر من الْمُؤمنِينَ يَوْم أحد أَي اصيبوا واستشهدوا فَكَانَ ذبح الْبَقر كَمَا فِي رِوَايَة كَذَا قَالَ النَّوَوِيّ كِنَايَة من اصابتهم يَوْم أحد (إنْجَاح)
قَوْله
[3922] سِوَارَيْنِ من ذهب فَإِنَّمَا يعبر بِالذَّهَب من الذَّاهِب أَي الشَّيْء الْبَاطِل الزائل والعنسي قَتله فَيْرُوز الديلمي فِي مرض وَفَاته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والمسيلمة قَتله وَحشِي قَاتل حَمْزَة فِي خلَافَة الصّديق (إنْجَاح)
قَوْله(1/280)
[3923] بِلَبن قثم هُوَ بن عَبَّاس وَأم الْفضل زَوجته لَكِن يشكل عَلَيْهِ ان قدوم أم الْفضل على النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة الْفَتْح وَهِي سنة ثَمَانِيَة من الْهِجْرَة وَذَاكَ الزَّمَان كَانَ الْحسن وَالْحُسَيْن فطيمان لِأَن ولادَة الْحسن فِي السّنة الثَّالِثَة وولادة الْحُسَيْن فِي الرَّابِعَة غَايَة مَا فِي الْبَاب لَو صَحَّ رِوَايَة قَتَادَة على حسب مَا ذكر بن الْأَثِير فِي أَسد الغابة ان وِلَادَته أَي الْحُسَيْن سنة سِتّ وَخَمْسَة أشهر وَنصف فعلى هَذَا ولاته فِي رَجَب سنة السَّابِع من الْهِجْرَة وقدوم أم الْفضل فِي رَمَضَان فِي التَّاسِع فعلى هَذَا يكون بَين الْولادَة والقدوم سنتَانِ وشهران فينطبق على مَذْهَب أبي حنيفَة بِأَن الرَّضَاع ثَلَاثِينَ شهل وَالله أعلم (إنْجَاح)
[3924] حَتَّى قَامَت بالمهيعة هِيَ الْجحْفَة قَالَ فِي النِّهَايَة وَهِي مِيقَات أهل الشَّام وَبهَا غَدِير خم وَهِي شَدِيدَة الوخم قَالَ الْأَصْمَعِي لم يُولد بغدير خم أحد فَعَاشَ الى ان يَحْتَلِم الا ان يتَحَوَّل مِنْهَا
قَوْله
[3926] أكره الغل لِأَنَّهُ صفة أهل النَّار قَالَ الله تَعَالَى ان الاغلال فِي اعناقهم والسلاسل يسْحَبُونَ فِي الْحَمِيم ثمَّ فِي النَّار يسجرون (إنْجَاح)
قَوْله الْقَيْد ثبات فِي الدّين قَالَ الْبَغَوِيّ فِي سنَنه لِأَنَّهُ يمنعهُ من التقلب وَكَذَا الْوَرع يمْنَع من التقلب فِي المشتهيات وَهَذَا إِذا كَانَ مُقَيّدا فِي مَسْجِد أَو فِي عمل الْخيرَات وسبل الطَّاعَات فَإِن رَآهُ مُسَافر فَهُوَ إِقَامَة من السّفر وان رَآهُ مَرِيض أَو مَحْبُوس طَال مَرضه وحبسه أَو مكروب طَال كربه والغل كفر لقَوْله تَعَالَى غلت أَيْديهم ولعنوا وَقد يكون بخلا وَقد يكون بِأَن يرى لرجل صَالح روى انه رآى أَبُو بكر قد جمعت يَدَاهُ الى عُنُقه فَأخْبر بِهِ فَقَالَ الله أكبر جمعت بيَدي عَن الشَّرّ الى يَوْم الْقِيَامَة انْتهى
قَوْله
[3927] الا بِحَقِّهَا أَي بِحَق تِلْكَ الْكَلِمَة وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ الا بِحَق الْإِسْلَام ومالهما وَاحِد قَالَ فِي الْمجمع الا بِحَق الْإِسْلَام من قتل نفس أَو حد أَو غَرَامَة اتلاف مَال أَو ترك صَلَاة قلت لَكِن الْأَخير هُوَ مَذْهَب الشَّافِعِي (إنْجَاح)
قَوْله أمرت ان اقْتُل النَّاس قَالَ الْبَيْضَاوِيّ إِذا قَالَ من اشْتهر بِطَاعَة رَئِيس أمرت فهم مِنْهُ ان الرئيس امْرَهْ فَقَوْل النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرت يفهم مِنْهُ ان الله امْرَهْ وَإِذا قَالَ الصَّحَابِيّ أمرت فهم انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَهْ انْتهى وَقَالَ الْخطابِيّ وَمن الْمَعْلُوم ان المُرَاد بِهَذَا أَي بِالنَّاسِ أهل الْأَوْثَان دون أهل الْكتاب لأَنهم يَقُولُونَ لَا إِلَه إِلَّا الله ثمَّ يُقَاتلُون وَلَا يرفع عَنْهُم السَّيْف انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ أَكثر الشَّارِحين قَالُوا أَرَادَ بِالنَّاسِ عَبدة الْأَوْثَان دون أهل الْكتاب وَالظَّاهِر الْعُمُوم والاستغراق قَالَ تَعَالَى قل يَا أَيهَا النَّاس اني رَسُول الله اليكم جَمِيعًا الْآيَة انْتهى قَوْله
[3929] حرم عَليّ دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالهمْ وَفِي مُسلم فقد عصم مني مَاله وَنَفسه قَالَ القَاضِي اخْتِصَاص عصمَة المَال وَالنَّفس بِمن قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله تَعْبِير عَن الْإِجَابَة الى الْإِيمَان وان المُرَاد بِهَذَا مُشْرِكُوا الْعَرَب وَأهل الْأَوْثَان وَمن لَا يوحد وهم كَانُوا أول من دعى الى الْإِسْلَام وقوتل عَلَيْهِ فَأَما غَيرهم مِمَّن يقر بِالتَّوْحِيدِ فَلَا يَكْتَفِي فِي عصمته بقوله لَا إِلَه إِلَّا الله أَو كَانَ يَقُولهَا فِي كفره وَهِي من اعْتِقَاده فَلذَلِك جَاءَ فِي الحَدِيث الاخر واني رَسُول الله وَيُقِيم الصَّلَاة وَيُؤْتى الزَّكَاة انْتهى وَقَالَ النَّوَوِيّ وَلَا بُد مَعَ هَذَا من الْإِيمَان بِجَمِيعِ مَا جَاءَ بِهِ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى لأبي هُرَيْرَة الْمَذْكُورَة فِي مُسلم حَتَّى يشْهدُوا ان لَا إِلَه إِلَّا الله ويؤمنوا بِي وَبِمَا جِئْت بِهِ انْتهى هَذَا زبدة مَا فِي الشُّرُوح (فَخر)
قَوْله
[3930] فَهَلا شققت عَن بَطْنه الخ يَعْنِي انك إِنَّمَا كلفت بِالْعَمَلِ بِالظَّاهِرِ وَمَا ينْطق بِهِ اللِّسَان واما الْقلب فَلَيْسَ لَك طَرِيق الى معرفَة مَا فِيهِ فَأنْكر عَلَيْهِ امْتِنَاعه من الْعَمَل بِمَا ظهر بِاللِّسَانِ وَقَالَ أَفلا شققت عَن قلبه لتنظر هَل قَالَهَا بقلب واعتقدها وَكَانَت فِيهِ أم لم تكن فِيهِ بل جرت على اللِّسَان فَحسب يَعْنِي وَأَنت لست بِقَادِر على هَذَا وَاقْتصر على اللِّسَان وَلَا تطلب غَيره (نووي)
قَوْله(1/281)
[3931] فِي حجَّة الْوَدَاع الْمَعْرُوف فِي الرِّوَايَة بِفَتْح الْحَاء وَقَالَ الْهَرَوِيّ وَغَيره من أهل اللُّغَة المسموع من الْعَرَب فِي وَاحِدَة الْحَج حجَّة بِكَسْر الْحَاء قَالُوا وَالْقِيَاس فتحهَا لكَونهَا اسْما للمرة الْوَاحِدَة وَلَيْسَت عبارَة عَن الْهَيْئَة حَتَّى تكسر قَالُوا فَيجوز الْكسر بِالسَّمَاعِ وَالْفَتْح بِالْقِيَاسِ انْتهى وَسميت بذلك لِأَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودع النَّاس فِيهَا وعلمهم فِي خطْبَة فِيهَا أَمر دينهم واوصاهم بتبليغ الشَّرْع الى من غَابَ وَقَالَ الا فليبلغ الشَّاهِد الْغَائِب وَقَوله كَحُرْمَةِ يومكم أَي كَحُرْمَةِ انتهاك الدَّم والاموال والاعراض فِي هَذَا الْيَوْم والشهر والبلد وَلَا يلْزم تَشْبِيه الشَّيْء بِنَفسِهِ فَإِن الثَّانِيَة اغلظ وَمُسلم عِنْد الْخصم وَمعنى الحَدِيث ان دماؤكم واموالكم متأكدة التَّحْرِيم شديدته وَفِي هَذَا دَلِيل بِضَرْب الْأَمْثَال والحاق النظير بالنظير قِيَاسا (فَخر)
[3932] وان نظن بِهِ الْأَخير الظَّاهِر انه عطف على مَاله وَدَمه وهما مَعَ مَا عطف عَلَيْهِمَا بِالْجَرِّ بدل من الْمُؤمن فِي قَوْله لحُرْمَة الْمُؤمن أَي كَحُرْمَةِ مَال الْمُؤمن وَدَمه وَحُرْمَة الظَّن بِهِ سوى الْخَيْر أعظم حُرْمَة مِنْك أَي حرَام علينا ان نظن بِالْمُسلمِ الا ظن الْخَيْر قَالَ فِي الْمجمع هُوَ تحذير عَن الظَّن بالسوء على الْمُسلمين وَفِيمَا يجب لَهُ الْقطع فِي الاعتقاديات فَلَا يُنَافِي ظن الْمُجْتَهد والمقلد فِي الاحكام والمكلف فِي المشتبهات وَلَا حَدِيث الحزم سؤ الظَّن فَإِنَّهُ فِي أَحْوَال نَفسه خَاصَّة قلت المُرَاد من أَحْوَال نَفسه خَاصَّة ان لَا يخْتَلط بِكُل وَاحِد من النَّاس ويحترز بدمه وَمَاله لَا سِيمَا فِي زَمَاننَا لِكَثْرَة الخداع والغرور وَقد ورد احترسوا من النَّاس سوء الظَّن وَمَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَابْن عدي فِي الْكَامِل ذكره السُّيُوطِيّ فِي الْجَامِع الصَّغِير وَإِنَّمَا قَالَ حُرْمَة الْمُؤمن أعظم عِنْد الله حُرْمَة مِنْك لِأَن فيهم الْأَنْبِيَاء والصلحاء لَا سِيمَا النُّور الأول المحمدي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا شرف الْكَعْبَة لتعبد الْمُؤمن اليه فَهَذَا يدل على مسجودية وان المسجودية لَا تدل على الْفَضِيلَة الْكُلية وَفضل الْكَعْبَة فضل جزئ وَفضل الْإِنْسَان كلي ومثاله ان نَبينَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمر بِاتِّبَاع الْملَّة الابراهيمة بِسَبَب فضل هُوَ النحلة فَإِنَّهُ عَلَيْهِ السَّلَام رَئِيس ذَلِك الْمقَام وَغَيره تبع لَهُ فَأمر نَبينَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لنيل ذَلِك الْمقَام وَذَلِكَ باتباعه عَلَيْهِ السَّلَام (إنْجَاح)
قَوْله
[3933] وَعرضه هُوَ بِكَسْر عين قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ مَوضِع الْمَدْح والذم من الْإِنْسَان سَوَاء كَانَ فِي نَفسه أَو سلفه أَو من يلْزمه امْرَهْ وَقيل هُوَ جَانب الَّذِي يصونه من نَفسه وحسبه ويحامي عَنهُ ان ينتقص ويثلب وَقيل نَفسه وبدنه لَا غير انْتهى
قَوْله
[3934] الْمُؤمن من امنه النَّاس أَي الْكَامِل لِأَن مَادَّة الْإِيمَان الامن وَهَكَذَا فِي المُهَاجر لِأَن الْهِجْرَة من دَار الْكفْر الى دَار الْإِسْلَام جملَة مِنْهَا وان السّكُون فِي دَارهم خَطِيئَة فَهَذِهِ هِجْرَة كبرى وَهِي هِجْرَة صغرى كَمَا ان جِهَاد النَّفس الْجِهَاد الْأَكْبَر وَجِهَاد الْكفَّار الْجِهَاد الْأَصْغَر كَمَا روى رَجعْنَا من الْجِهَاد الْأَصْغَر الى الْجِهَاد الْأَكْبَر (إنْجَاح)
قَوْله
[3935] نهبة مَشْهُورَة صفة كاشفة للنهبة لِأَن النهبة أَكثر مَا يكون بالشهرة وَالْفِسْق الظَّاهِر أَشد من الْفسق الْخَفي (إنْجَاح)
قَوْله
[3936] لَا يَزْنِي الزَّانِي الخ ذَر أَو مُسلم فِي رِوَايَة التَّوْبَة معروضة بعد قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا الحَدِيث مِمَّا اخْتلف الْعلمَاء فِي مَعْنَاهُ فَالْقَوْل الصَّحِيح الَّذِي قَالَه الْمُحَقِّقُونَ ان مَعْنَاهُ لَا يفعل هَذِه الْمعاصِي وَهُوَ كَامِل الْإِيمَان وَهَذَا من الْأَلْفَاظ الَّتِي تطلق على نفي الشَّيْء وَيُرَاد نفي كَمَاله ومختاره كَمَا يُقَال لَا علم الا مَا نفع وَلَا مَال الا الْإِبِل ولاعيش الا عَيْش الْآخِرَة وَإِنَّمَا تأولناه على مَا ذَكرْنَاهُ لحَدث أبي ذَر وَغَيره من قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله دخل الْجنَّة وان زنا وان سرق وَحَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت الصَّحِيح الْمَشْهُور انهم بَايعُوهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على ان لَا يسرقوا وَلَا يزنوا وَلَا يعصوا الى آخِره ثمَّ قَالَ لَهُم عَلَيْهِ السَّلَام فَمن وفى مِنْكُم فاجره على الله وَمن فعل شَيْئا من ذَلِك فَعُوقِبَ فِي الدُّنْيَا فَهُوَ كَفَّارَة وَمن فعل وَلم يُعَاقب فَهُوَ الى الله ان شَاءَ عفى عَنهُ وان شَاءَ عذبه فهذان الحديثان مَعَ نظائرهما فِي الصَّحِيح مَعَ قَول الله عز وَجل ان الله لَا يغْفر ان يُشْرك بِهِ وَيغْفر مَا دون ذَلِك لمن يَشَاء مَعَ إِجْمَاع أهل الْحق على ان الزَّانِي وَالسَّارِق وَالْقَاتِل وَغَيرهم من أَصْحَاب الْكَبَائِر غير الشرَاك لَا يكفرون بذلك بل هم مُؤمنُونَ ناقصوا الْإِيمَان ان تَابُوا سَقَطت عقوبتهم وان مَاتُوا مصرين على الْكَبَائِر كَانُوا فِي المشية فَإِن شَاءَ الله تَعَالَى عَفا عَنْهُم وادخلهم الْجنَّة اولا وان شَاءَ عذبهم ثمَّ ادخلهم الْجنَّة فَكل هَذِه الدَّلَائِل تضطرنا الى تَأْوِيل هَذَا الحَدِيث وَشبهه ثمَّ ان هَذَا التَّأْوِيل ظَاهر شَائِع فِي اللُّغَة مُسْتَعْمل فِيهَا كثيرا وَإِذا ورد حديثان مُخْتَلِفَانِ ظَاهرا وَجب الْجمع بَينهمَا وَقد وردا هَهُنَا فَيجب الْجمع وَقد جمعناه وَتَأَول بعض الْعلمَاء هَذَا الحَدِيث على من فعل ذَلِك مستحلا مَعَ علمه بورود الشَّرْع بِتَحْرِيمِهِ وَقَالَ الْحسن وَأَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بن جرير الطَّبَرِيّ مَعْنَاهُ ينْزع مِنْهُ اسْم الْمَدْح وَالَّذِي يُسمى بِهِ أَوْلِيَاء الله الْمُؤمنِينَ وَيسْتَحق اسْم الذَّم فَيُقَال سَارِق وزان وَفَاجِر وفاسق وَحكى عَن بن عَبَّاس رَضِي ان مَعْنَاهُ ينْزع مِنْهُ نور الْإِيمَان وَفِيه حَدِيث مَرْفُوع وَقَالَ بن الْمسيب ينْزع مِنْهُ بصيرته فِي طَاعَة الله تَعَالَى وَذهب الزُّهْرِيّ الى ان هَذَا الحَدِيث وَمَا اشبه يُؤمن بهَا وتمر على مَا جَاءَت وَلَا يخاض فِي مَعْنَاهَا وَإِنَّا لَا نعلم مَعْنَاهَا وَقَالَ أمروها كَمَا أمرهَا من قبلكُمْ انْتهى وَقَالَ القَاضِي أَشَارَ بعض الْعلمَاء إِلَى أَن مَا فِي هَذَا الحَدِيث تَنْبِيه على
جَمِيع أَنْوَاع الْمعاصِي والتحذير مِنْهَا فنبه بِالزِّنَا على جَمِيع الشَّهَوَات وبالسرقة على الرَّغْبَة فِي الدُّنْيَا والحرص على الْحَرَام وبالخمر على الْجَمِيع مَا يصد عَن الله تَعَالَى وَيُوجب الْغَفْلَة عَن حُقُوقه وبالانتهاب الْمَوْصُوف على الاستخفاف بعباد الله وَترك توقيرهم وَالْحيَاء مِنْهُم وَجمع الدُّنْيَا من غير وَجههَا انْتهى قلت هَذَا مَذْهَب أهل الْحق وخالفت الْمُعْتَزلَة فِي هَذَا فَقَالُوا مرتكبوا الْكَبَائِر كافرون وَيرد قَوْلهم هَذَا الْكتاب وَالسّنة وَالْإِجْمَاع كَمَا لَا يخفى هَكَذَا قيل فِي هَذَا الْمقَام (فَخر)
قَوْله
[3938] ان النهبة لَا تحل لَيْسَ المُرَاد ان النهبة من الْكفَّار لَا تحل بل لِأَن المَال غير مقسوم مشَاع ملك الْغَانِمين (إنْجَاح)
قَوْله
[3939] سباب الْمُسلم فسوق الخ قَالَ النَّوَوِيّ السب فِي اللُّغَة الشتم والتكلم فِي عرض الْإِنْسَان بِمَا يعِيبهُ وَالْفِسْق فِي اللُّغَة الْخُرُوج وَالْمرَاد بِهِ فِي الشَّرْع الْخُرُوج عَن الطَّاعَة وَأما معنى الحَدِيث فسب الْمُسلم بِغَيْر حق حرَام بِإِجْمَاع الْأمة وفاعله فَاسق كَمَا أخبر بِهِ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ واما قِتَاله بِغَيْر حق فَلَا يكفر بِهِ عِنْد أهل الْحق كفرا يخرج بِهِ عَن الْملَّة الا إِذا استحله فَإِذا تقرر هَذَا فَقيل فِي تَأْوِيل الحَدِيث قَالَ أَحدهَا انه فِي المستحل وَالثَّانِي ان المُرَاد كفر الْإِحْسَان وَالنعْمَة وأخوة الْإِسْلَام لَا كفر الْجُحُود وَالثَّالِث انه يؤل الى الْكفْر بشومه وَالرَّابِع انه كَفعل الْكفَّار ثمَّ ان الظَّاهِر من قِتَاله الْمُقَاتلَة الْمَعْرُوفَة وَقَالَ القَاضِي وَيجوز ان يكون المُرَاد المشاجرة والمدافعة انْتهى
قَوْله(1/282)
[3942] لَا ترجعوا بعدِي كفَّارًا الخ قيل فِي مَعْنَاهُ سَبْعَة أَقْوَال أَحدهَا أَن ذَلِك كفر فِي حق المستحل بِغَيْر حق وَالثَّانِي أَن المُرَاد كفر النِّعْمَة وَحقّ الْإِسْلَام وَالثَّالِث انه يقرب من الْكفْر وَيُؤَدِّي اليه وَالرَّابِع انه فعل كَفعل الْكفَّار وَالْخَامِس المُرَاد حَقِيقَة الْكفْر وَمَعْنَاهُ لَا تكفرُوا بل دوموا مُسلمين وَالسَّادِس حَكَاهُ الْخطابِيّ وَغَيره ان المُرَاد بالكفار المتكفرون بِالسِّلَاحِ يُقَال تكفر الرجل بسلاحه إِذا لبسه قَالَ الْأَزْهَرِي فِي كِتَابه تَهْذِيب اللُّغَة يُقَال للابس السِّلَاح كَافِر وَالسَّابِع قَالَه الْخطابِيّ مَعْنَاهُ لَا يكفر بَعْضكُم بَعْضًا فتستحلوا قتال بَعْضكُم بَعْضًا واظهر الْأَقْوَال القَوْل الرَّابِع وَهُوَ اخْتِيَار القَاضِي عِيَاض وَقَوله بعدِي فَقَالَ الطَّبَرِيّ مَعْنَاهُ بعد فراقي من موقفي هَذَا وَكَانَ هَذَا يَوْم النَّحْر بمنى فِي حجَّة الْوَدَاع أَو يكون بعدِي أَي خلافي أَي لَا تخلفوني فِي أَنفسكُم بِغَيْر الَّذِي أَمرتكُم بِهِ أَو يكون تحقق صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان هَذَا لَا يكون فِي حَيَاته فنهاهم عَنهُ بعد مماته انْتهى (نووي)
[3948] من قَاتل تَحت راية عمية الخ بِكَسْر عين وَضمّهَا وبكسر مِيم وبياء مشدتين أَي الْأَمر الْأَعْمَى لَا يستبين وَجهه كقاتل الْقَوْم عصبية فَهُوَ فعيلة من الْعَمى الضَّلَالَة والعصبية معاونة ظلم للتعصب والمحاماة والموافقة عَمَّن يلزمك امْرَهْ أَو تلتزمه لغَرَض وَقَوله فَقتلته جَاهِلِيَّة أَي من صَنِيع أهل الْجَاهِلِيَّة وَالْكفْر والجاهلية زمَان الفترة بَين نَبينَا وَعِيسَى عَلَيْهِم الصَّلَوَات إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3950] فَعَلَيْكُم بِالسَّوَادِ الْأَعْظَم أَي جملَة النَّاس ومعظمهم الَّذين يَجْتَمعُونَ على طَاعَة السُّلْطَان وسلوك النهج الْمُسْتَقيم كَذَا فِي الْمجمع فَهَذَا الحَدِيث معيار عَظِيم لأهل السّنة وَالْجَمَاعَة شكر الله سَعْيهمْ فانهم هم السوَاد الْأَعْظَم وَذَلِكَ لَا يحْتَاج الى برهَان فَإنَّك لَو نظرت الى أهل الْأَهْوَاء بأجمعهم مَعَ انهم اثْنَان وَسَبْعُونَ فرقة لَا يبلغ عَددهمْ عشر أهل السّنة واما اخْتِلَاف الْمُجْتَهدين فِيمَا بَينهم وَكَذَلِكَ اخْتِلَاف الصُّوفِيَّة الْكِرَام والمحدثين الْعِظَام والقراء الاعلام فَهُوَ اخْتِلَاف لَا يضلل أحدهم الاخر بل قيل الصُّوفِيَّة بِخَير مَا تنافروا وَقَالَ شيخ الْإِسْلَام الْأنْصَارِيّ أَي مَا لم يَأْمر أحدهم الاخر بِالْعرْفِ والمرشد وَاجْتنَاب المنهيات لم يكن فيهم خير قَالَ امام الْمُحدثين السُّيُوطِيّ فِي إتْمَام الدِّرَايَة نعتقد ان امامنا الشَّافِعِي ومالكا وَأَبا حنيفَة وَأحمد رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم وَسَائِر الْأَئِمَّة على الْهدى من رَبهم فِي العقائد وَغَيرهَا ونعقد ان الامام أَبَا الْحسن الْأَشْعَرِيّ امام فِي السّنة أَي الطَّرِيقَة المعتقدة وقدموه فِيهَا على غَيره ونعتقد ان طَريقَة أبي الْقَاسِم الْجُنَيْد سيد الطَّائِفَة الصُّوفِيَّة علما وَعَملا طَرِيق مقدم فَهُوَ خَال عَن الْبِدْعَة دائر على التَّدْبِير وَالتَّسْلِيم والتبري عَن النَّفس يَبْنِي على الْكتاب وَالسّنة كَذَا فِي بحرالمذاهب (إنْجَاح)
قَوْله
[3952] زويت لي الأَرْض أَي جمعت فِي هَذَا الحَدِيث إِشَارَة الى ان ملكه يكون مُعظم امتداده فِي جهتي الْمشرق وَالْمغْرب وَهَكَذَا وَقع قَالَه النَّوَوِيّ قلت وَفِي هَذَا الحَدِيث معجزات ظَاهره وَقد وَقعت كلهَا بِحَمْد الله واما الْملك فقد بلغ من أول الْمشرق من بِلَاد التّرْك الى اخر الْمغرب من بَحر الأندلس وبلاد البربر وَلم يَتَّسِع فِي الْجنُوب وَالشمَال وَالْمرَاد بالكنزين كنزي كسْرَى وَقَيْصَر ملكي الْعرَاق وَالشَّام (فَخر)
قَوْله وان بَين يَدي السَّاعَة دجالين أَي خلاطين بَين الْحق وَالْبَاطِل يدعونَ النُّبُوَّة لَا الإلهية وَبِه فَارق الدجالين الدَّجَّال الْأَعْظَم فَإِنَّهُ يَدعِي الإلهية وَيحْتَمل ان يُرَاد بهَا جمَاعَة يدعونَ اهواء فَاسِدَة ويسندون اعتقاداتهم الْفَاسِدَة اليه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَهل الْبدع كلهم (فَخر)
قَوْله دجالين كَذَّابين قَرِيبا من ثَلَاثِينَ الخ قَالَ بن حجر فِي فتح الْبَارِي مِنْهُم مُسَيْلمَة والعنسي وَالْمُخْتَار وطليحة بن خويلد وسجاح اليميمية وَتَابَ طليحة وَمَات على الْإِسْلَام فِي خلَافَة عمر وَلَيْسَ المُرَاد من يدعى النُّبُوَّة مُطلقًا فانهم لَا يُحصونَ كَثْرَة لكَون غالبهم ينشأ لَهُم عَن جُنُون أَو سَوْدَاء وَإِنَّمَا المُرَاد من قَامَت لَهُ شَوْكَة وبدت لَهُ شُبْهَة وَمِنْهُم الْمُخْتَار بن عبيد غلب على الْكُوفَة زمن بن الزبير فاظهر محبت أهل الْبَيْت ودعا النَّاس الى طلب قتلة الْحُسَيْن فَقتل كثيرا مِمَّن بَاشر ذَلِك أَو أعَان عَلَيْهِ فَأَحبهُ النَّاس ثمَّ انه زين لَهُ الشَّيْطَان دَعْوَى النُّبُوَّة انْتهى
قَوْله(1/283)
[3954] الا من احياه الله بِالْعلمِ اشعار الى قَوْله جلّ ذكره أَو من كَانَ مَيتا فأحييناه وَجَعَلنَا لَهُ نورا يمشي بِهِ فِي النَّاس كمن مثله فِي الظُّلُمَات لَيْسَ بِخَارِج مِنْهَا وَالْمرَاد من هَذَا الْعلم الْعلم الكشفي الْحَاصِل بعد الفناء فِي الله والبقاء بِاللَّه الَّذِي يحصل بالسلوك والرياضات فَهُوَ تفضل من الله على من يَشَاء من عباده واما الْعلم الاستدلالي فَلَيْسَ لَهُ حَظّ فِي ذَلِك الموطن لِأَن الدَّلِيل لَا يُؤمن عَلَيْهِ وَقد نفى الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَوَات والتسليمات الشَّك بِهَذَا الْعلم أَولا حَيْثُ قَالَت رسلهم أَفِي الله شكّ فاطر السَّمَاوَات وَالْأَرْض (إنْجَاح)
[3955] قَالَ انك لجرئ أَي ذُو جرْأَة وشجاعة حَيْثُ تحفظ من علم الْغَيْب وَقَالَ فِي الْمجمع لجرئ بِفَتْح جِيم وَمد أَي كثير السُّؤَال عَن الْفِتْنَة فِي أَيَّامه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَنت الْيَوْم جرى على ذكره عَالم أَو قَالَه على جِهَة الْإِنْكَار أَي انك لجسور مِقْدَام على قَول النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غير هائب تجاسرت على مَالا اعرفه وَلَا يعرفهُ أَصْحَابك انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله فيكسر الْبَاب أَو يفتح قيل المُرَاد بِالْكَسْرِ شَهَادَة عمر رَضِي وبالفتح مَوته فَهَذِهِ إِشَارَة الى فتْنَة عُثْمَان رَضِي لِأَنَّهَا ابْتِدَاء الْفِتَن فَكَانَ ابتداؤه بعد شَهَادَة عمر ثمَّ بعد ذَلِك وَقعت فتن تصم عَن سماعهَا الْأَذَان اعاذنا الله من شَرّ الْفِتَن مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن وَقَوله بالاغاليط هِيَ جمع اغلوطة وَهِي المسئلة يغلط بهَا (إنْجَاح)
قَوْله
[3956] فِي جشره هُوَ بِفتْحَتَيْنِ وَالْجِيم فِي أَوله قوم يخرجُون بدوابهم الى المرعى ويبيتون مكانهم والجشر بِالسُّكُونِ إِخْرَاج الدَّوَابّ الى المرعى (إنْجَاح)
قَوْله ترقق بَعْضهَا بَعْضًا بالقافين أَي يشوق بتحسينها وتسديلها فيرغب النَّاس إِلَيْهَا وَقيل يصير بعض الْفِتَن بَعْضًا رَقِيقا أَي خَفِيفا لعظم مَا بعده وَقيل يشبه بَعْضهَا بَعْضًا وَقيل يَدُور بَعْضهَا فِي بعض وَيذْهب ويجئ بِهِ وروى يرفق بِفَتْح يَاء وكسون رَاء ففاء مَضْمُومَة وروى يدفق بدال سَاكِنة وَفَاء مَكْسُورَة أَي يدْفع وَيصب إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله وليأت الى النَّاس الخ إِشَارَة الى ان يحب لِلْمُؤمنِ مَا يحب لنَفسِهِ وَقَوله وَثَمَرَة قلبه أَي خَالص عَهده (إنْجَاح)
قَوْله فَأعْطَاهُ صَفْقَة يَمِينه أَي عَهده وميثاقه لِأَن المتعاهدين يضع أَحدهمَا يَده فِي يَد الاخر كَفعل الْمُتَبَايعين وَهِي الْمرة من التصفيق باليدين قَوْله وَثَمَرَة قلبه كِنَايَة عَن الْإِخْلَاص فِي الْعَهْد والتزامه مِصْبَاح الزجاجة وجامع الْأُصُول
قَوْله
[3957] يغربل النَّاس غربلة إِشَارَة الى انه يهْلك الصلحاء وَيبقى مَالا مَنْفَعَة فِيهِ كَمَا ان الغربال ينقى الدَّقِيق وَيبقى الحثالة بِلَا مَنْفَعَة فِي الْقَامُوس الحثالة مَا تناثر من ورق الشّجر انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله قد مرجت عهودهم أَي اخْتلطت وفسدت وَشَبك بَين اصابعه أَي يمرج بَعضهم بِبَعْض وتلبس أَمر دينهم فَلَا يعرف الْأمين من الخائن وَلَا الْبر من الْفَاجِر وتقبلون على خاصتكم رخصَة فِي ترك أَمر الْمَعْرُوف إِذا كثر الاشرار وَضعف الأخيار طيبي
قَوْله
[3958] حَتَّى يقوم الْبَيْت بالوصيف وَالْمرَاد بِالْبَيْتِ الْقَبْر وبالوصيف الْخَادِم وَالْعَبْد أَي يكون العَبْد قيمَة الْقَبْر بِسَبَب كَثْرَة الْأَمْوَات لَعَلَّ هَذَا إِشَارَة الى طاعون عمواس وَقعت فِي الشَّام كَانَت الْقَبِيلَة تَمُوت بأسرها وَذَلِكَ فِي خلَافَة عمر رَضِي (إنْجَاح)
قَوْله حَتَّى تغرق حِجَارَة الزَّيْت بِالدَّمِ حِجَارَة الزَّيْت اسْم مَوضِع بِالْمَدِينَةِ وَلَعَلَّ هَذَا إِشَارَة الى وقْعَة الْحرَّة حِين نقض أهل الْمَدِينَة بيعَة يزِيد وَبعث عسكرا عَظِيما فَلَمَّا توجه عسكره الى مَكَّة مَاتَ هُوَ بِالشَّام (إنْجَاح)
قَوْله
[3959] لَا تنْزع عقول أَكثر ذَلِك الزَّمَان فَقَوله لَا نفي لما قبله وتنزع بَيَان ذَلِك النَّفْي أَي لَا يكون ذَلِك مَعَ عقولكم بل ينْزع عقول أَكثر ذَلِك الزَّمَان لشدَّة الْحِرْص وَالْجهل والهباء الذرات الَّتِي تظهر فِي الكوة بشعاع الشَّمْس وَالْمرَاد هَهُنَا الحثالة من النَّاس (إنْجَاح)
قَوْله هباء من النَّاس أَي رعاع والهباء فِي الأَصْل مَا ارْتَفع من تَحت سنابك الْخَيل وَالشَّيْء المنبث الَّذِي ترَاهُ فِي ضوء الشَّمْس فشبهوا بِهِ (زجاجة)
قَوْله(1/284)
[3960] جردان هُوَ بِضَم جِيم وَاد بَين عمقين كَذَا فِي الْقَامُوس وَقَوله فَاتخذ سَيْفا من خشب كِنَايَة عَن ترك الْقِتَال (إنْجَاح)
[3961] يصبح الرجل مُؤمنا ويمسي كَافِرًا أَي يصبح محرما لدم أَخِيه وَعرضه وَمَاله ويمسي مستحلا لَهُ (إنْجَاح)
قَوْله الْقَاعِد فِيهَا خير من الْقَائِم الخ قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ بَيَان عَظِيم خطرها والحث على تجنبها والهرب مِنْهَا وَمن التَّسَبُّب فِي شَيْء وان شَرها وفتنتها يكون على حسب التَّعَلُّق بهَا انْتهى
قَوْله واضربوا بسيوفكم الْحِجَارَة قَالَ النَّوَوِيّ قيل المُرَاد كسر السَّيْف حَقِيقَة على ظَاهر الحَدِيث ليسد على نَفسه بَاب هَذَا الْقِتَال وَقيل هُوَ مجَاز وَالْمرَاد ترك الْقِتَال وَالْأول صَحَّ وَهَذَا الحَدِيث وَالْأَحَادِيث قبله مِمَّا يحْتَج بِهِ من لَا يرى الْقِتَال فِي الْفِتْنَة لكل حَال وَقد اخْتلف الْعلمَاء فِي ذَلِك الْفِتْنَة فَقَالَ الطَّائِفَة لَا يُقَاتل الْمُسلمين وان دخلُوا عَلَيْهِ بَيته وطلبوا قَتله فَلَا يجوز لَهُ المدافعة عَن نَفسه لِأَن الطَّالِب متأول وَهَذَا مَذْهَب أبي بكرَة الصَّحَابِيّ رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ وَغَيره وَقَالَ بن عمر وَعمْرَان بن الْحصين وَغَيرهمَا رَضِي الله عَنْهُم لَا يدْخل فِيهَا لَكِن ان قصدُوا قَتله دفع عَن نَفسه فهذان المذهبان متفقان على ترك الدُّخُول فِي جَمِيع فتن الْإِسْلَام وَقَالَ مُعظم الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَعَامة عُلَمَاء الْإِسْلَام يجب نصر الْحق فِي الْفِتَن وَالْقِيَام مَعَه لمقاتلة الباغين كَمَا قَالَ الله تَعَالَى فَقَاتلُوا الَّتِي تبغي الْآيَة وَهَذَا هُوَ الصَّحِيح وتتأول الْأَحَادِيث على من لم يظْهر لَهُ الْحق أَو على طائفتين ظالمتين لَا تَأْوِيل لوَاحِدَة مِنْهُمَا وَلَو كَانَ كَمَا قَالَ الاولون لظهر الْفساد واستطال أهل الْبَغي والمبطلون وَالله أعلم انْتهى
قَوْله كخير ابْني ادم وَهُوَ هابيل قَتله اخوه قابيل إنْجَاح الْحَاجة للشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي
قَوْله
[3962] حَتَّى تَأْتِيك يَد خاطئة وَهِي الَّتِي تقتل الْمُؤمن ظلما أَي حَتَّى تقتل ظلما وَتَمُوت بِقَضَاء قدرك (إنْجَاح)
قَوْله
[3963] مَا من مُسلمين التقيا باسيافهما الخ ظَاهر هَذَا الحَدِيث مُخَالف لما فِي رِوَايَة البُخَارِيّ وَمُسلم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان الله تجَاوز عَن أمتِي مَا وسوست بِهِ صدورها مَا لم تعْمل بِهِ أَو تَتَكَلَّم وَفِي روايتهما أَيْضا عَن بن عَبَّاس من هم بسيئة فَلم يعملها كتبهَا الله عِنْده حَسَنَة كَامِلَة وان هم بهَا فعملها كتبت سَيِّئَة وَاحِدَة وَبَيَان ذَلِك مَا نقل بن حجر الْمَكِّيّ فِي شرح الْأَرْبَعين عَن السُّبْكِيّ مَا حَاصله مَا يَقع فِي النَّفس من قصد الْمعْصِيَة على خمس مَرَاتِب الأولى الهاجس وَهُوَ مَا يلقى فِيهَا ثمَّ جَرَيَانه فِيهَا وَهُوَ الخاطر ثمَّ حَدِيث النَّفس وَهُوَ مَا يَقع فِيهَا من التَّرَدُّد هَل يفعل اولا ثمَّ الْهم وَهُوَ تَرْجِيح قصد الْفِعْل ثمَّ الْعَزْم وَهُوَ قُوَّة ذَلِك الْقَصْد والجزم بِهِ فالهاجس لَا يواخذ بِهِ إِجْمَاعًا لِأَنَّهُ لَيْسَ من فعله إِنَّمَا هُوَ شَيْء طرقه عَلَيْهِ قهرا وَمَا بعده من الخاطر وَحَدِيث النَّفس وان قدر على دفعهما لَكِن الله رفعهما كَمَا نطق بِالْحَدِيثِ الصَّحِيح ان الله تجَاوز لامتي الخ واما الْهم فقد بَين الحَدِيث انه بِالْحَسَنَة يكْتب حَسَنَة وبالسيئة لَا تكْتب ثمَّ ينظر فَإِن تَركهَا لله سُبْحَانَهُ كتبت حَسَنَة وان فعلهَا كتبت سَيِّئَة وَاحِدَة وَأما الْعَزْم فالمحققون على انه يواخذ بِهِ وَخَالف بَعضهم وَنسب الى بن عَبَّاس وَالشَّافِعِيّ وَاحْتج الاولون بِحَدِيث الْبَاب وعَلى الْإِجْمَاع على مواخذة افعال الْقُلُوب كالحسد وَالْعجب لقَوْله تَعَالَى وَمن يرد فِيهِ بالحاد بظُلْم نذقه من عَذَاب اليم وَقيل انه يواخذ بالهم وَالْمَعْصِيَة فِي حرَام يَكْتُبهُ دون غَيرهَا وروى عَن بن مَسْعُود مَرْفُوعا وموقوفا وَالْمَوْقُوف أصح (إنْجَاح)
قَوْله الا كَانَ الْقَاتِل والمقتول فِي النَّار قَالَ النَّوَوِيّ واما كَون الْقَاتِل والمقتول من أهل النَّار فَمَحْمُول على من لَا تَأْوِيل لَهُ وَيكون قتالهما عصبية وَنَحْوهَا ثمَّ كَونه فِي النَّار فَمَعْنَاه انه مُسْتَحقّ لَهَا وَقد يجازى بذلك وَقد يعفوا الله تَعَالَى عَنهُ هَذَا مَذْهَب أهل الْحق وعَلى هَذَا يتَأَوَّل كل مَا جَاءَ من نَظَائِره وَاعْلَم ان الدِّمَاء الَّتِي جرت بَين الصَّحَابَة لَيست بداخلة فِي هَذَا الْوَعيد وَمذهب أهل السّنة إِحْسَان الظَّن بهم والامساك مِمَّا شجر بَينهم وَتَأْويل قِتَالهمْ وانهم مجتهدون متاولون لم يقصدوا مَعْصِيّة وَلَا مَحْض الدُّنْيَا بل اعْتقد كل فريق انه المحق ومخالفه بَاغ فَوَجَبَ عَلَيْهِ قِتَاله ليرْجع الى أَمر الله وَكَانَ بَعضهم مصيبا وَبَعْضهمْ مخطئا مَعْذُورًا فِي
الْخَطَأ لِأَنَّهُ لاجتهاد والمجتهد إِذا أَخطَأ لَا اثم عَلَيْهِ وَكَانَ عَليّ رَضِي هُوَ المحق الْمُصِيب فِي ذَلِك الحروب هَذَا مَذْهَب أهل السّنة وَكَانَت القضايا مشتبهة حَتَّى ان جمَاعَة من الصَّحَابَة تحيروا فِيهَا فاعتزلوا الطَّائِفَتَيْنِ وَلم يقاتلوا وَلَو يتقنوا الصَّوَاب لم يتأخروا عَن مساعدته انْتهى
قَوْله
[3965] فهما على جرف جَهَنَّم الجرف بِضَم جِيم أَو بِضَمَّتَيْنِ مَا تجرفته السُّيُول وأكلته من الأَرْض كَذَا فِي الْقَامُوس وَقَالَ فِي الْمجمع وَهُوَ فِي أَكْثَرهَا بجيم وَضم رَاء وسكونها وَفِي بَعْضهَا بحاء وهما بِمَعْنى أَي على جَانبهَا انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[3966] عبد اذْهَبْ اخرته بدنياه غَيره بِأَن يشْهد لَهُ على الْجور أَو يمدحه عِنْد السُّلْطَان وَهُوَ على خلاف ذَلِك وأمثال ذَلِك ومطابقة الحَدِيث بِالْبَابِ ان الْقِتَال على الْجور أَكثر مَا يكون بِسَبَب الْغَيْر كالعصبية أَو مَعَ السُّلْطَان الجائر فَلَو فرض قتل الْعَدو لَا يكون فِيهِ نفع للْقَاتِل بل لَو فرض النَّفْع وَلَو دنيويا يكون لمن يُقَاتل بِسَبَبِهِ فَهَذَا الْقَاتِل هُوَ الَّذِي ذهب اخرته بدنيا غَيره (إنْجَاح)
قَوْله(1/285)
[3967] فتْنَة تستنظف الْعَرَب بالنُّون والظاء الْمُعْجَمَة أَي تستوعبهم هَلَاكًا من استنظفته إِذا اخذته كُله (إنْجَاح)
[3972] قل رَبِّي الله ثمَّ اسْتَقِم وَفِي رِوَايَة مُسلم قل امنت بِاللَّه ثمَّ اسْتَقِم قَالَ بن حجر وَهَاتَانِ الجملتان منتزعتان من قَوْله تَعَالَى ان الَّذين قَالُوا رَبنَا الله ثمَّ استقاموا وَجَاء عَن أبي بكر رَضِي انه فَسرهَا بِأَنَّهُم لم يلتفتوا الى غير الله تَعَالَى وَهَذَا هُوَ غَايَة الاسْتقَامَة ونهايتها فَهَذَا الأَصْل مَا خُذ التصوف وَالْإِحْسَان لِأَنَّهَا هِيَ الدرجَة القصوى الَّتِي بهَا كَمَال للعارف والاحوال وصفاء الْقُلُوب فِي الْأَعْمَال وتنزيه العقائد عَن مفاسد الْبدع والضلال وَمن ثمَّ قَالَ الْأُسْتَاذ أَبُو الْقَاسِم الْقشيرِي من لم يكن مُسْتَقِيمًا فِي حَاله ضَاعَ سَعْيه وخاب جده وَنقل انه لَا يطيقها الا الأكابر لِأَنَّهَا الْخُرُوج عَن المألوفات ومفارقة الرسوم والعادات وَالْقِيَام بَين يَدي الله تَعَالَى على حَقِيقَة الصدْق ولعزتها أخبر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان النَّاس لَا يطيقونها فقد اخْرُج أَحْمد اسْتَقِيمُوا وَلنْ تُطِيقُوا وَلذَلِك قَالَ بن عَبَّاس مَا نزل على النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اية أَشد من هَذِه الْآيَة وَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسْرع إِلَيْك الشيب قَالَ شيبتني هود واخواتها واخرج بن أبي حَاتِم لما نزلت هَذِه الْآيَة اغتم رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا أرى ضَاحِكا ثمَّ الْجُمْلَة الثَّانِيَة مبينَة على ان أعظم مَا يُرَاعِي استقامته بعد الْقلب من الْجَوَارِح اللِّسَان فَإِنَّهُ ترجمان الْقلب والمعبريه وَمن ثمَّ اخْرُج أَحْمد لَا يَسْتَقِيم ايمان عبد حَتَّى يَسْتَقِيم قلبه وَلَا يَسْتَقِيم قلبه حَتَّى لَا يَسْتَقِيم لِسَانه وَنسب الى الشَّافِعِي احفظ لسَانك أَيهَا الْإِنْسَان لَا يلدغنك انها ثعبان كم فِي الْمَقَابِر من قَتِيل لِسَانه كَأَنَّهُ يُخَالف لقاءه الشجعان إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[3973] الا حصائد السنتهم أَي محصوداتها جَمِيع حصيدة بِمَعْنى محصودة شبه مَا تكسبه الْأَلْسِنَة من الْكَلَام الْحَرَام بحصائد الزَّرْع بِجَامِع الْكسْب وَالْجمع وَشبه اللِّسَان فِي تكَلمه بذلك الْكَلَام بحدة المنجر الَّذِي يحصد النَّاس بِهِ الزَّرْع (إنْجَاح)
قَوْله
[3976] من حسن إِسْلَام المرأ تَركه مَالا يعنيه قَالَ بن عبد الْبر رُوَاته ثِقَات وَهَذَا الحَدِيث ربع الْإِسْلَام على مَا قَالَه أَبُو دَاوُد بل قَالَ بن حجر هُوَ نصف الْإِسْلَام لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو عَن فعل مَا لَا يَعْنِي وَترك مَالا يَعْنِي فَإِن نَظرنَا لمنطوقه الْمُصَرّح الثَّانِي كَانَ نصفا وان نَظرنَا لمفهومه كَانَ كلا وَهُوَ أصل كَبِير فِي تَهْذِيب النَّفس وتأديبها وَعَلِيهِ مدَار الطَّائِفَة الصُّوفِيَّة رَحِمهم الله تَعَالَى وَعَن الْحسن عَلامَة اعراض الله تَعَالَى عَن العَبْد ان يَجْعَل شغله فِيمَا لَا يعنيه وَنقل بن صَلَاح عَن بن أبي زيد انه قَالَ جماع اداب الْخَيْر وازمته يتَفَرَّع على أَرْبَعَة أَحَادِيث هَذَا الحَدِيث وَحَدِيث الشخين لَا يُؤمن أحدكُم حَتَّى يحب لِأَخِيهِ مَا يحب لنَفسِهِ وَحَدِيث الشَّيْخَيْنِ أَيْضا من كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الاخر فَلْيقل خيرا أَو ليصمت وَحَدِيث البُخَارِيّ ان رجلا قَالَ يَا رَسُول الله اوصني فَقَالَ لَا تغْضب فردد مرَارًا فَقَالَ لَا تغْضب (إنْجَاح)
قَوْله
[3977] خير معايش النَّاس لَهُم الخ المعايش جمع معاش وَهُوَ التعيش والحيوة والهيعة صَوت تفزع مِنْهُ وَقَوله مظانه بدل اشْتِمَال أَو ظرف ليبتغي والشعفة بشين مُعْجمَة وَعين مُهْملَة رَأس الْحَبل وَحَاصِل الحَدِيث الْحَث على مجاهدة أَعدَاء الدّين ومجاهدة النَّفس والشيطان والاعراض عَن اسْتِيفَاء اللَّذَّات (إنْجَاح)
قَوْله خير معايش النَّاس لَهُم رجل مُمْسك المعايش جمع معاش قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ الْعَيْش وَهُوَ الحيوة وَتَقْدِيره وَالله اعْلَم من خير أَحْوَال عيشهم رجل مُمْسك قَوْله ويطير على مَتنه الخ مَعْنَاهُ يُسَارع على ظَهره وَهُوَ مَتنه كلما سمع هيعة وَهُوَ الصَّوْت عِنْد حُضُور الْعَدو وَهِي بِفَتْح الْهَاء وَإِسْكَان الْيَاء والفزعة بِإِسْكَان الزائ النهوض الى الْعَدو وَمعنى يَبْتَغِي الْقَتْل مظانه يَطْلُبهُ فِي مواطنه الَّتِي يُرْجَى فِيهَا لشدَّة رغبته فِي الشَّهَادَة وَفِي هَذَا الحَدِيث فَضِيلَة الْجِهَاد والرباط والحرص على الشَّهَادَة وَقَوله رجل فِي غنيمَة فِي رَأس شعفة الْغَنِيمَة بِضَم الْغَيْن تَصْغِير الْغنم أَي قِطْعَة مِنْهَا والشعفة بِفَتْح الشين وَالْعين أَعلَى الْجَبَل انْتهى
قَوْله
[3978] أَي النَّاس أفضل قَالَ رجل مُجَاهِد الخ قَالَ القَاضِي هَذَا عَام مَخْصُوص وَتَقْدِيره هَذَا من أفضل النَّاس والا فَالْعُلَمَاء أفضل وَكَذَا الصديقون كَمَا جَاءَت بِهِ الْأَحَادِيث قَوْله ثمَّ امرء فِي شعب الخ فِيهِ دَلِيل من قَالَ بتفضيل الْعُزْلَة على الِاخْتِلَاط وَفِي ذَلِك خلاف مَشْهُور فمذهب الشَّافِعِي وَأكْثر الْعلمَاء ان الِاخْتِلَاط أفضل بِشَرْط رَجَاء السَّلامَة من الْفِتَن وَمذهب طوائف ان الاعتزال أفضل وَأجَاب الْجُمْهُور عَن هَذَا الحَدِيث بِأَنَّهُ مَحْمُول على الاعتزال فِي زمن الْفِتَن والحروب أَو هُوَ فِيمَن لَا يسلم النَّاس مِنْهُ وَلَا يصبر عَلَيْهِم أَو نَحْو ذَلِك من الْخُصُوص وَقد كَانَت الْأَنْبِيَاء صلوَات الله وَسَلَامه عَلَيْهِم وجماهير الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَالْعُلَمَاء والزهاد مختلطين فيحصلون مَنَافِع الِاخْتِلَاط كشهود الْجُمُعَة وَالْجَمَاعَة والجنائز وعيادة المرضى وَحلق الذّكر وَغير ذَلِك وَأما الشّعب فَهُوَ مَا انفرج بَين جبلين وَلَيْسَ المُرَاد نفس الشّعب خُصُوصا بل المُرَاد الِانْفِرَاد والاعتزال وَذكر الشّعب مِثَالا لِأَنَّهُ خَال عَن النَّاس غَالِبا وَهَذَا الحَدِيث نَحْو الحَدِيث الاخر حِين سُئِلَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن النجَاة فَقَالَ امسك عَلَيْك لسَانك وليسعك بَيْتك وابك على خطيتك (نووي)
قَوْله(1/286)
[3982] لَا يلْدغ الْمُؤمن من جُحر مرَّتَيْنِ لِأَنَّهُ من جرب المجرب حلت بِهِ الندامة فَإِن تضرر الْمُؤمن فِي دينه مرّة وَاحِدَة لَا يقدم عَلَيْهِ كرة ثَانِيَة إنْجَاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي
[3984] اسْتَبْرَأَ لدينِهِ وَعرضه اسْتَبْرَأَ بِالْهَمْزَةِ أَي طلب البرأة لدينِهِ من النَّقْص ولعرضه من الطعْن فِيهِ قَالَ النَّوَوِيّ اتّفق الْعلمَاء على عظم موقع هَذَا الحَدِيث وَكَثْرَة فَوَائده فَإِنَّهُ أحد الْأَحَادِيث الَّتِي عَلَيْهَا مدَار الْإِسْلَام والحمى هُوَ المرعى الَّذِي حماه السُّلْطَان فمثال الْحَلَال البيع وَمِثَال الْحَرَام الرِّبَا فَإِنَّهُ أحل الله البيع وَحرم الرِّبَا فَإِن الرِّبَا فِي الْأَشْيَاء السِّتَّة منصوصة عَلَيْهَا وَمَا عدا ذَلِك أَمر مُبْهَم اخْتلف اراء الْمُجْتَهدين فِيهِ فالبعض جعل الْعلَّة الادخار والتقويت وَالْبَعْض المعيار والكيل وَلذَا روى بن ماجة والدارمي عَن عمر بن الْخطاب ان اخر مَا نزلت اية الرِّبَا وان رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبض وَلم يُفَسِّرهَا لنا فدعوا الرِّبَا والريبة حَتَّى قَالُوا بترك سَبْعُونَ جُزْء من الْحَلَال الْحَرَام وَاحِد واليه الْإِشَارَة بقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دع مَا يريبك الى مَا لَا يريبك وَقد اورد البُخَارِيّ فِي هَذَا الْبَاب مِثَالا وَأورد حَدِيث احتجاب سَوْدَة أم الْمُؤمنِينَ من عبد بن زَمعَة مَعَ اثبات النّسَب من زَمعَة لشبهه بِعتبَة بن أبي وَقاص الَّذِي اوصى الى أَخِيه سعد بن أبي وَقاص ان عبد بن زَمعَة مني فاقبضه فَبلغ النزاع الى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَالْحَقْهُ بِعتبَة وَقَالَ احتجبي مِنْهُ يَا سَوْدَة وَمثل بِحَدِيث عقبَة الْحَارِث انه تزوج ابْنة لأبي اهاب فَأَتَت امْرَأَة فَقَالَت ارضعت عقبَة وَالَّتِي تزوج بهَا وَلم يُعلمهُ عقبَة وَلَا أحد من أهل بَيت الْمَرْأَة ذَلِك فاتى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيفَ وَقد قيل فَلم ينْه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِن عرضه بالمفارقة بقوله كَيفَ وَقد قيل لعدم نِصَاب الشَّهَادَة ثمَّ فِي قَوْله ان فِي الْجَسَد مُضْغَة الخ دَلِيل وَاضح لاكابر النقشبندية حَيْثُ يقدمُونَ تَهْذِيب الْقلب ويلقون فِيهِ ذكر الله تَعَالَى حَتَّى يسري الى الْجَسَد كُله فَللَّه دِرْهَم مَا أحسن برهم (إنْجَاح)
قَوْله
[3986] بَدَأَ الْإِسْلَام غَرِيبا الخ قَالَ فِي النِّهَايَة أَي كَانَ فِي أول امْرَهْ كوحيد لَا أهل عِنْده لقلَّة وَسَيَعُودُ أَي يقلون فِي آخرالزمان فطوبى أَي الْجنَّة للغرباء أَي للْمُسلمين فِي أَوله وَآخره لصبرهم على أَذَى الْكفَّار ولزومهم الْإِسْلَام انْتهى وَقَالَ النَّوَوِيّ قيل مَعْنَاهُ فِي الْمَدِينَة وَظَاهره الْعُمُوم وروى تَفْسِير الغرباء بنزاع من الْقَبَائِل وَقيل هم الْمُهَاجِرُونَ انْتهى
قَوْله
[3987] ان الْإِسْلَام بَدَأَ غَرِيبا قَالَ الرَّافِعِيّ فِي تَارِيخ قزوين قَوْله بَدَأَ ان قرئَ بِغَيْر همزَة فَهُوَ ظَاهر يُقَال بَدَأَ الشَّيْء يَبْدُو أَي ظهر وَقد يسْبق الذِّهْن الى لفظ بَدَأَ بِالْهَمْزَةِ لِأَنَّهُ ذكر الْعود على الْأَثر والابتداء والإعادة متقابلان بَدَأَ بالشَّيْء وابتدأ بِهِ وعَلى هَذَا فالمبتدأ بِهِ مَحْذُوف كَأَنَّهُ قَالَ ابْتَدَأَ الْإِسْلَام بِصُحْبَة الْقرن الأول والغريب الْبعيد عَن الوطن وسمى الْإِسْلَام فِي أول الْأَمر غَرِيبا لبعده عَمَّا كَانُوا عَلَيْهِ من الشّرك وأعمال الْجَاهِلِيَّة وَيعود غَرِيبا لفساد النَّاس اخرا وَظُهُور الْفِتَن وبعدهم عَن الْقيام بِوَاجِب الْإِيمَان انْتهى (زجاجة)
قَوْله
[3988] النزاع من الْقَبَائِل ذكر فِي الْقَامُوس النزيع الْغَرِيب كالنازع جمعه نزاع انْتهى وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ ورد تفسيرهم الَّذين يصلحون مَا افسد النَّاس من بعدِي من سنتي أَي يعْملُونَ بهَا ويظهرونها على قدر طاقتهم فَهَذَا الرجل يصبح فِي قومه مُعْتَزِلا مَهْجُورًا كالغريب لِأَنَّهُ سنة الله الَّتِي قد خلت من قبل بالرسل والأنبياء وَلَكِن الله يعنيهم فَإِن الْعَاقِبَة لِلْمُتقين وَلذَا ورد الْعِبَادَة فِي الْهَرج كهجرة الى كَمَا مر (إنْجَاح)
قَوْله
[3989] يخرجُون من كل غبراء مظْلمَة أَي من عُهْدَة كل مَسْأَلَة مشكلة وبلية معضلة قَالَ الطَّيِّبِيّ هُوَ كِنَايَة عَن حقارة مساكنهم وانها مظْلمَة مغبرة لفقدان أَدَاة مَا يتنور ويتنظف بِهِ وَورد الابدال من الموَالِي حَالهم كَذَلِك وَهَذَا الْفقر اخْتِيَاري والا فهم سلاطين الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَنعم مَا قيل بِالْفَارِسِيَّةِ درسفالين كاسه رندان بخوارى منكريد كين حريفان فدمت جَام جمال بَين كرده اند قد سيال بِي بيره إند أزرعة كاس الْكِرَام أَيْن تطاول بَين كه با عشاق مِسْكين كروه إندو (إنْجَاح)
قَوْله(1/287)
[3990] لَا تكَاد تَجِد فِيهَا رَاحِلَة فَكَذَا النَّاس لَا تَجِد فيهم من يحمل الْأَمَانَة من الْعلم والعرفان الا وَاحِدًا بعد وَاحِد وَهَذَا فِي اوان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والا فَلَا تَجِد فِي الف الف على هَذَا الْمِثَال قَالَ الله تَعَالَى إِنَّا عرضنَا الْأَمَانَة على السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَالْجِبَال فابين ان يحملنها واشفقن مِنْهَا وَحملهَا الْإِنْسَان انه كَانَ ظلوما جهولا قَالَ الشَّيْخ الامام الرباني المجدد الالف الثَّانِي انه ظلوما على نَفسه بِحَيْثُ يُغني نَفسه فِي ذَات الله تَعَالَى لَا يبْقى لَهَا اثر ثمَّ يجهل ويتحير وَهَذِه الْحيرَة مقَام الْعلمَاء الصديقين وعد الشَّيْخ مقَام الْحيرَة والنكارة أَعلَى مقَام الْمعرفَة إِذا عرف الله كل لِسَانه وَلما سمع بعض الأكابر عَن بعض المشائخ انه يعبر عَن الْقرب فَقَالُوا قُولُوا لَهُ الْمقَام الَّذِي ظن فِيهِ الْقرب هُوَ عين الْبعد إنْجَاح الْحَاجة
[3995] زهرَة الدُّنْيَا أَي نعيمها وَقَوله اياتي الْخَيْر أَي حُصُول الْغَنَائِم الَّذِي هُوَ خير هَل يكون سَببا للشر (إنْجَاح)
قَوْله اياتي الْخَيْر بِالشَّرِّ أَي تصير النِّعْمَة نقمة وَقد سمى الله المَال خيرا فِي وانه لحب الْخَيْر لشديد وَقَوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان الْخَيْر لَا يَأْتِي الا بِخَير يَعْنِي ان الْخَيْر الْحَقِيقِيّ لَا يَأْتِي الا بِالْخَيرِ لَكِن هَذَا لَيْسَ خيرا حَقِيقِيًّا لما فِيهِ من الْفِتْنَة والاشتغال عَن الإقبال الى الله وَقَوله أَو خير بِفَتْح وَاو إِنْكَار كَون كل الزهرة خيرا بل فِيهَا مَا يؤوى الى الْفِتَن (فَخر)
قَوْله يقتل حَبطًا أَو يلم قَالَ فِي النِّهَايَة الحبط بالحركة الْهَلَاك ويلم يقرب أَي يدنو من الْهَلَاك وَالْخضر بِكَسْر الضَّاد نوع من الْبُقُول لَيْسَ من اصرارها وجيدها وثلط الْبَعِير يثلط إِذا ألْقى رجيعه سهلا رَقِيقا ضرب فِي هَذَا الحَدِيث مثلين أَحدهمَا للمفرط فِي جمع الدُّنْيَا وَالْمَنْع من حَقّهَا والاخر للمقتصد فِي اخذها والنفع بهَا فَقَوله ان كل مَا ينْبت الخ مثل للمفرط الاخذ بِغَيْر حَقّهَا فَإِن الرّبيع ينْبت احرار الْبُقُول فتستكثر الْمَاشِيَة مِنْهُ لاستطابتها إِيَّاه حَتَّى تنتفخ بطونها عِنْد مجاوزتها حد الِاحْتِمَال فَتَنْشَق امعائها فتهلك أَو تقَارب الْهَلَاك وَكَذَا جَامع الدُّنْيَا من غير حل ومانعها من الْمُسْتَحق قد تعرض للهلاك بالنَّار وبأذى وحسدهم إِيَّاه وَغير ذَلِك وَقَوله الا اكلة الْخضر مثل للمقتصد فَإِنَّهُ لَيْسَ من جيد الْبُقُول الَّتِي ينبتها الرّبيع بتوالي امطاره فتحسن وتنعم وَلكنه من الْبُقُول الَّتِي ترعاها الْمَوَاشِي بعد هيج الْبُقُول ويبسها حَيْثُ لَا تَجِد سواهَا وَتسَمى الجبنة فَلَا تكْثر الْمَاشِيَة مِنْهَا فَأَكَلتهَا مثل لمن يقْتَصر فِي أَخذ الدُّنْيَا فَهُوَ ينجو من وبالها كَمَا نجت آكِلَة الْخضر فَإِنَّهَا إِذا شبعت مِنْهَا بَركت مُسْتَقْبلَة عين الشَّمْس تستمرئ مَا أكلت وتجتر وتثلط فتزول الحبط فَإِنَّهُ بالامتلاء وَعدم الثلط وانتفاخ الْجوف بِهِ انْتهى
قَوْله يقتل حَبطًا الحبط انتفاخ الْبَطن من الامتلاء وَهِي التُّخمَة أَو يلم أَي يقرب من الْقَتْل قَوْله فثلطت أَي القت روثها رَقِيقا سهلا إِشَارَة الى ان ضررها كثير ونفعها مَشْرُوط بالشرائط وَلذَا قَالَ بعض المشائخ الْفُقَرَاء لبَعض المشائخ الاغنياء مَالك تتلوث بالدنيا قَالَ من كَانَ عِنْده رقية الْحَيَّة لَا يضرّهُ السم فَقَالَ مَا الضَّرُورَة فِي لداغ الْحَيَّة اولا ثمَّ العلاج بالرقية وَلذَا ذهب الْجُمْهُور من الصُّوفِيَّة الْكِرَام ان الْفَقِير
الصابر أفضل من الْغَنِيّ الشاكر (إنْجَاح)
قَوْله الا اكلة الْخضر بِوَزْن فاعلة أَي من جملَة مَا ينبته الرّبيع شَيْء تقتل الا الخضراء إِذا اقتصد فِيهِ آكله وروى الا بخفة لَام استفتاحية أَي الا انْظُر والاكلة واعتبروا بهَا كرماني
قَوْله
[3996] فتجعلون بَعضهم على رِقَاب بعض وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ فتحملون يَعْنِي لَا يكفيكم هَذِه الصِّفَات حَتَّى تأخذون حُقُوق مَسَاكِين الْمُهَاجِرين وَلَا يبْقى لَهُم مَا يرتحلون فتحملون اثم ضعفائهم على رِقَاب اقويائهم قبل ارتحالهم قد وَقع كُله فِي فتْنَة عُثْمَان ذكره بن الْملك فِي شرح الْمَشَارِق وَقد تشبث الرافضة فضحهم الله تَعَالَى فِي الطعْن على الصَّحَابَة بِهَذَا الحَدِيث بِأَنَّهُم صَارُوا كَذَلِك بعد موت النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكِن لَا يخفى ان قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثمَّ تنطلقون الى مَسَاكِين الْمُهَاجِرين يشْعر ان هَذِه الْفرْقَة غير الْمُهَاجِرين بل الْمُهَاجِرُونَ هم المظلمون وَلم يَقع هَذَا الْأَمر من الْأَنْصَار أَيْضا لِأَنَّهُ لَو كَانَ كَذَلِك لنقل إِلَيْنَا فَلم يبْق محمله الا الْفرْقَة الْفَاجِرَة كمروان بن الحكم واشتر النَّخعِيّ هَذَا مُخْتَصر مَا ذكره شيخ مشائخنا الشَّيْخ عبد الْعَزِيز الدهلوي فِي التُّحْفَة (إنْجَاح)
قَوْله
[3997] الى الْبَحْرين قَالَ الْكرْمَانِي هُوَ بلد بَين الْبَصْرَة وعمان قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ بِفَتْح بَاء أَو ضمهَا مَوضِع بِنَاحِيَة الْفَرْع من الْحجاز لَهُ ذكر فِي سَرِيَّة بن جحش انْتهى
قَوْله
[4000] ان الدُّنْيَا خضرَة حلوة أَي لذيذة فِي قُلُوب النَّاس وناعمة طرية فِي اعينهم وَالْعرب يُسمى الشَّيْء الناعم خضرًا تَشْبِيها لَهُ بالخضراوات فِي سرعَة زَوَالهَا فَفِيهِ بَيَان انها غدارة وتفتن النَّاس بحسنها ولذتها وَقَوله مستخلفكم أَي جاعلكم خَليفَة أَي وَكيلا فَفِيهِ ان أَمْوَالكُم لَيست لكم بل الله سُبْحَانَهُ جعلكُمْ فِي التَّصَرُّف فِيهَا بِمَنْزِلَة وكلاء أَو جاعلكم خلفاء للْأَرْض مِمَّن كَانَ قبلكُمْ واعطاكم مَا كَانَ فِي أَيْديهم لمعات
قَوْله(1/288)
[4003] يَا معشر النِّسَاء تصدقن الخ قَالَ النَّوَوِيّ فِي هَذَا الحَدِيث اسْتِحْبَاب وعظ النِّسَاء وتذكيرهن الْآخِرَة واحكام الْإِسْلَام حقهن على الصَّدَقَة وَهَذَا إِذا لم يَتَرَتَّب على ذَلِك مفْسدَة وَخَوف على الْوَاعِظ والموعوظ وَغَيرهمَا قَوْله فَإِنِّي رأيتكن أَي على طَرِيق الْكَشْف أَو سَبِيل الْوَحْي انْتهى قَوْله فَقَالَت امْرَأَة مِنْهُنَّ جزلة أَي تَامَّة أَو ذَات كَلَام جزل أَي قوى شَدِيد قَوْله وتكفرن العشير قَالَ أهل اللُّغَة العشير المعاشر والمخالط وَحمله الْأَكْثَرُونَ على الزَّوْج وَقَالَ الاخرون هُوَ كل مخالط قَالَ الْخَلِيل يُقَال هُوَ العشير وَالشعِير على الْقلب وَمعنى الحَدِيث انهن يجحدن الْإِحْسَان لضعف عقلهن وَقلة معرفتهن فيستدل على ذمّ من يجْحَد إِحْسَان ذِي إِحْسَان وَقَالَ الْكرْمَانِي أَي تجحدن نعْمَة الزَّوْج وتستقلين مَا كَانَ مِنْهُ ويستدل من التوعيد بالنَّار على كفرانه وَكَثْرَة اللَّعْن على انهما من الْكَبَائِر انْتهى قَوْله للب الرجل اللب الْعقل الحازم أَي الضَّابِط امْرَهْ فَمَا ظَنك لغيره قَوْله فَهَذَا من نُقْصَان الْعقل وَلذَا قَالَ الله تَعَالَى ان تضل إِحْدَاهمَا فَتذكر إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى قَوْله فَهَذَا من نُقْصَان الدّين لِأَنَّهَا حرمت من ثَوَاب الصَّلَاة هَكَذَا قَالُوا (فَخر)
[4004] قبل ان تدعوا فَلَا يُسْتَجَاب لكم أَي قبل ان ينزل عَلَيْكُم الْبلَاء بِسَبَب الْمعاصِي لِأَن الْبلَاء إِذا نزل لَا ينفع الدُّعَاء حِينَئِذٍ غَالِبا وَفِيه اشعار انه لَا بُد للْعُلَمَاء ان يامروا بِالْمَعْرُوفِ وينهوا عَن الْمُنكر والا فهم أَيْضا شُرَكَاء المرتكبين فِي الْوزر (إنْجَاح)
قَوْله
[4005] انكم تقرؤن هَذِه الْآيَة يَعْنِي تجرونها على عمومها ويمتنعون عَن الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَلَيْسَ الْأَمر كَذَلِك فَإنَّا سمعنَا الخ وَذكر هَذِه لِأَن الْآيَة نزلت فِي أَقوام امروا ونهوا فَلم ينفع ذَلِك مِنْهُم وَحِينَئِذٍ فقد اتوا بِمَا عَلَيْهِم واهتدوا فَلَا يضرهم ضلال أُولَئِكَ بعد اتيانهم بِمَا عَلَيْهِم وَقيل ذَلِك إِذا علم عدم التَّأْثِير فَيسْقط الْوُجُوب ذكره السَّيِّد (إنْجَاح)
قَوْله
[4006] ان يكون اكيله الخ الاكيل فعيل من الْأكل والشريب فعيل من الشَّرَاب أَي يكون صاحبا لَهُ فِي الْأكل وَالشرب وَلَا يحْتَرز مِنْهُ (إنْجَاح)
قَوْله فتاطروه على الْحق اطرا أَي لَا ينجون من الْعَذَاب حَتَّى يميلوهم من جَانب الْكفْر وَالْفِسْق الى جَانب الْحق وَالتَّقوى من اطرأت الْقوس إِذا احنيتها أَي يمنعوهم من الظُّلم ويميلوهم عَن الْبَاطِل الى الْحق وَفِي رِوَايَة أبي دَاوُد لتقصرنه على الْحق قصر أَي لتحبسوهم عَلَيْهِ (إنْجَاح)
قَوْله
[4007] الا لَا يمنعن رجلا هَيْبَة النَّاس الخ قلت الهيبة قد تكون بخوف تلف النَّفس وَالْمَال فالامر للعزيمة لَا للْوُجُوب فَإِن الْإِجْمَاع على ان الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ يسْقط فِي هَذِه الْحَالة بل يجوز اجراء كلمة الْكفْر على اللِّسَان لقَوْله تَعَالَى الا من أكره وَقَلبه مطمئن بِالْإِيمَان وَقد يَجِيء فِي الْبَاب الَّاتِي مَا يدل على ذَلِك لَكِن الْعَزِيمَة فعله لِأَن أفضل الْجِهَاد كلمة عدل عِنْد سُلْطَان جَائِر وَقد فعل ذَلِك أَبُو سعيد حِين بنى كثير بن الصَّلْت منبرا فِي الْمصلى وَقدم مَرْوَان الْخطْبَة على الصَّلَاة فِي يَوْم الْعِيد وَأما الهيبة بِسَبَب الطعْن والملامة فَلَيْسَتْ بِشَيْء وَلَا يبعد ان تكون هِيَ مُرَادة فِي الحَدِيث فقد ورد قل الْحق وَلَو كَانَ مرا وَلَا تخف فِي الله لومة لائم فعلى هَذَا الحَدِيث على ظَاهره لَيْسَ للتأويل فِيهِ مساغ (إنْجَاح)
قَوْله
[4009] هم أعز مِنْهُم وامنع أَي الشَّوْكَة والمنعة لَهُم والمرتكبون اقلاء فَأَما إِذا كَانُوا أَكثر من ضعفين فقد دخلُوا فِي حد المنعة والشوكة فَيسْقط عَنْهُم الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ (إنْجَاح)
قَوْله
[4010] من عَجَائِز رها بَينهم قَالَ فِي النِّهَايَة الرهبان جمع رَاهِب وَقد يَقع على الْوَاحِد وَيجمع على رهابين ورهابنة والرهبنة فعلنة أَو فعللة والرهبانية منسوبة الى الرهبنة وَمِنْه لَا رَهْبَانِيَّة فِي الْإِسْلَام كَانَ النَّصَارَى يترهبون بالتخلي من اشغال الدُّنْيَا وَترك ملاذها وَالْعُزْلَة عَن أَهلهَا وتعمد مشاقها فَمنهمْ من يخصي نَفسه وَيَضَع السلسلة فِي عُنُقه وَغير ذَلِك من أَنْوَاع التعذيب فنفاها عَن الْإِسْلَام وَمِنْه عَلَيْكُم بِالْجِهَادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّة أمتِي يُرِيد ان الرهبان وان تركُوا الدُّنْيَا فَلَا ترك أَكثر من بذل النَّفس وكما انه لَا أفضل من الترهب عِنْدهم فَفِي الْإِسْلَام لَا أفضل من الْجِهَاد انْتهى قَوْله قلَّة لمن مَاء هُوَ بِضَم الْقَاف جرة عَظِيمَة تسع قربتين أَو أَكثر وَقَالَ الطَّيِّبِيّ هُوَ جرة تسع خمس مائَة رَطْل وَجمعه قلال (فَخر)
قَوْله فخرت خريخر بِالضَّمِّ وَالْكَسْر إِذا سقط من علو وخر المَاء يخر بِالْكَسْرِ أَي سَقَطت الى الأَرْض قَوْله يَا غدر هُوَ كعمر معدول من غادر وَالْأُنْثَى غدار كقطام قَوْله كَيفَ يقدس الله امة أَي كَيفَ يطهرها (فَخر)
قَوْله(1/289)
[4012] فِي الغرز قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ ركاب كور الْجمل إِذا كَانَ من جلد أَو خشب وَقيل هُوَ للكور مُطلقًا كالركاب للسرج انْتهى
[4013] وَلم يكن يبْدَأ بهَا هَذَا الحَدِيث يدل على ان أول من قدم الْخطْبَة على صَلَاة الْعِيد مَرْوَان وَالظَّاهِر انه فعله هَذَا فِي أَيَّامه وَقيل فِي خلَافَة مُعَاوِيَة وَقَالَ بَعضهم ان أول من قدمهَا مُعَاوِيَة وَقيل زِيَاد بِالْبَصْرَةِ فِي خلَافَة مُعَاوِيَة وَقيل فعله بن الزبير فِي آخر أَيَّامه وَقَالَ القَاضِي الْمُتَّفق عَلَيْهِ من مَذَاهِب عُلَمَاء الْأَمْصَار وائمة الْفَتْوَى وَلَا خلاف بَين ائمتهم فِيهِ هُوَ ان خطْبَة الْعِيد بعد الصَّلَاة وَهُوَ فعل النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْخُلَفَاء الرَّاشِدين بعده الا مَا روى ان عُثْمَان فِي شطر خِلَافَته الْأَخير قدم الْخطْبَة لِأَنَّهُ رأى من النَّاس من تفوته الصَّلَاة وروى مثله عَن عمر وَلَيْسَ بِصَحِيح عَنهُ انْتهى وَوجه تَقْدِيمه الْخطْبَة مَا مر (فَخر)
قَوْله فَقَالَ أَبُو سعيد اما هَذَا فقد قضى مَا عَلَيْهِ وَفِي رِوَايَة مُسلم عَن أبي سعيد انه فعل ذَلِك بِذَاتِهِ فَقَالَ أَيْن الِابْتِدَاء بِالصَّلَاةِ فَقَالَ لَهُ يَا أَبَا سعيد قد ترك مَا تعلم قَالَ أَبُو سعيد كلا وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا تأتون بِخَير مِمَّا اعْلَم فَلَعَلَّ أَبَا سعيد انكر بِنَفسِهِ اولا ثمَّ ذَلِك الرجل ثَانِيًا أَو بِالْعَكْسِ فاعذره أَبُو سعيد لفعله (إنْجَاح)
قَوْله فَإِن لم يسْتَطع فبقلبه بِأَن لَا يرضى بِهِ وينكره فِي بَاطِنه على متعاطيه فَيكون تغيرا معنويا إِذْ لَيْسَ فِي وَسعه الا هَذَا الْقدر من التَّغَيُّر قَوْله وَذَلِكَ أَضْعَف الْإِيمَان أَي شُعْبَة أَو خِصَال أَهله وَالْمعْنَى انه اقلها ثَمَرَة فَمن ترك الْمَرَاتِب مَعَ الْقُدْرَة كَانَ عَاصِيا وَمن تَركهَا بِلَا قدرَة أَو يرى الْمفْسدَة أَكثر وَيكون مُنْكرا بِقَلْبِه فَهُوَ من الْمُؤمنِينَ وَقيل مَعْنَاهُ أَضْعَف زمن الْإِيمَان إِذْ لَو كَانَ ايمان أهل زَمَانه قَوِيا لقدر على الْإِنْكَار الْفعْلِيّ والقولي أَو ذَلِك الشَّخْص الْمُنكر بِالْقَلْبِ فَقَط أَضْعَف أهل الْإِيمَان فَإِنَّهُ لَو كَانَ قَوِيا صلبا فِي الدّين لما اكْتفى بِهِ وَقيل الْأَمر الأول للامراء وَالثَّانِي للْعُلَمَاء وَالثَّالِث لعامة الْمُؤمنِينَ وَقيل إِنْكَار الْمعْصِيَة بِالْقَلْبِ أَضْعَف مَرَاتِب الْإِيمَان ثمَّ اعْلَم انه إِذا كَانَ الْمُنكر حَرَامًا وَجب الزّجر عَنهُ وَإِذا كَانَ مَكْرُوها ينْدب وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ أَيْضا تبع لما يُؤمر بِهِ فَإِن وَجب وَجب وان ندب ندب (مرقاة)
قَوْله
[4014] بل ائْتَمرُوا أَي امتثلوا أَي وَمِنْه الْأَمر بِهِ وَتَنَاهوا أَي انْتَهوا وَاجْتَنبُوا عَن الْمُنكر وَمِنْه الِامْتِنَاع عَن نَهْيه أَو الايتمار بِمَعْنى التأمر كالاختصام بِمَعْنى التخاصم وَيُؤَيِّدهُ التناهي وَالْمعْنَى ليامر بَعْضكُم بَعْضًا بِالْمَعْرُوفِ وَينْهى طَائِفَة مِنْكُم طَائِفَة عَن الْمُنكر وَدُنْيا مُؤثرَة قَالَ الطَّيِّبِيّ مفعولة من الايثار أَي يختارون الدُّنْيَا على الْآخِرَة ويحرصون على جمع المَال واعجاب كل ذِي رَأْي بِرَأْيهِ قَالَ الْقَارِي أَي من غير نظر الى الْكتاب وَالسّنة وَإِجْمَاع الْأمة وَالْقِيَاس على أقوى الْأَدِلَّة وَترك الِاقْتِدَاء بِنَحْوِ الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة والاعجاب بِكَسْر الْهمزَة هُوَ وجدان الشَّيْء حسنا ورويته مستحسنا بِحَيْثُ يصير صَاحبه بِهِ معجبا وَعَن قبُول كَلَام الْغَيْر مجتنبا وانكان قبيحا فِي نفس الْأَمر وَقَالَ الطَّيِّبِيّ واعجاب الْمَرْء بِرَأْيهِ ان لَا يرجع الى الْعلمَاء فِيمَا فعل بل يكون مفتي نَفسه فِيهِ وَرَأَيْت أَمر الايدان لَك قَالَ فِي المفاتيح شرح المصابيح يَعْنِي رَأَيْت النَّاس يعْملُونَ الْمعاصِي وَلَا بُد لَك من السُّكُوت لجزك فَعَلَيْك بِنَفْسِك واترك الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ انْتهى قلت وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ لَا بُد لَك بِضَم الْمُوَحدَة وَتَشْديد الْمُهْملَة قَالَ الطَّيِّبِيّ مَعْنَاهُ لَا فِرَاق لَك مِنْهُ أَي رَأَيْت أمرا يمِيل اليه هَوَاك ونفسك من الصِّفَات الذميمة فَإِن اقمت بَين النَّاس لَا محَالة ان تقع فِيهَا فَعَلَيْك نَفسك وَاعْتَزل النَّاس حذرا من الْوُقُوع وَمَعْنَاهُ على تَقْدِير ان يكون بالتحتية لَا يدلك كَمَا فِي بعض نسخ المصابيح أَو لَا يدان لَك كَمَا فِي هَذَا الْكتاب لَا قدرَة وَلَا طَاقَة أَي فَإِن كَانَ أَمر لَا طَاقَة لَك من دَفعه فَعَلَيْك نَفسك هَذَا زبدة مَا فِي الشُّرُوح (فَخر)
قَوْله لَا يدان لَك بِهِ بِكَسْر النُّون أَي لَا قدرَة وَلَا طَاقَة لَك على دَفعه وانكاره لِأَن الدفاع انما يكون بِالْيَدِ فكأنهما معدومتان لعَجزه عَن دَفعه وَالْقِيَاس لما يدين بِالْيَاءِ (إنْجَاح)
قَوْله
[4016] يتَعَرَّض من الْبلَاء لما لَا يطيقه مطابقته بالترجمة بِأَنَّهُ إِذا سقط الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر بِسَبَب البلية والفتن فَلَيْسَ لكل وَاحِد ان يتَعَرَّض بالعزيمة لِأَنَّهُ لَا بُد إِذا أَمر بِالْمَعْرُوفِ وَنهى عَن الْمُنكر ان يُصِيبهُ الْبلَاء الْبَتَّةَ فَلَا يُطيق لحمله فَيكون سَببا لذهاب ايمانه فَإِن الصَّبْر فِيهِ كَالْقَبْضِ على الْجَمْر وَلَا يطيقه كل أحد نَعُوذ بِاللَّه من الْفِتَن مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن (إنْجَاح)
قَوْله
[4017] فَإِذا ألْقى الله عبدا حجَّته فَإِذا بهت وَلم يتم لَهُ حجَّته أعلمها الله تَعَالَى والقاها فِي قلبه (إنْجَاح)
قَوْله
[4018] لم يفلته أَي لم يخلصه ابدا ان كَانَ مُشْركًا وَمُدَّة طَوِيلَة ان كَانَ مُؤمنا (إنْجَاح)
قَوْله
[4019] إِذا ابتليتم بِهن جَزَاؤُهُ مَحْذُوف وَهُوَ حل بكم من أَنْوَاع الْعَذَاب الَّذِي يذكر بعده وَقَوله وَأَعُوذ بِاللَّه الخ جملَة مُعْتَرضَة وَقَوله لم يظْهر بَيَان الْخمس (إنْجَاح)
قَوْله
[4020] يسمونها بِغَيْر اسْمهَا كالنبيذ والمثلث وَالْمَعَازِف جمع معزف وَهِي رفوف وَغَيرهَا مِمَّا يضْرب وَقيل كل لعب عزف بمفتوحة وَسُكُون زاء ففاء كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله(1/290)
[4021] قَالَ دَوَاب الأَرْض أَي قَالَ فِي تَفْسِير قَوْله اللاعنون دَوَاب الأَرْض أَي سكانها من الدَّوَابّ والحشرات وَغَيرهمَا وَهِي تَتِمَّة اية ان الَّذين يكتمون مَا انزلنا من الْبَينَات وَالْهدى من بعد مَا بَيناهُ للنَّاس فِي الْكتاب أُولَئِكَ يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون (إنْجَاح)
[4022] لَا يزِيد فِي الْعُمر الا الْبر المُرَاد بازدياد الْعُمر بركته بأعمال الْخَيْر والبار من يصل الرَّحِم وَقَالَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ الْوَاصِل بالمكافئ وَلَكِن الْوَاصِل الَّذِي إِذا قطعت رَحمَه وصل رَوَاهُ البُخَارِيّ وَقَوله وَلَا يرد الْقدر الا الدُّعَاء أَي وَلَا الْقدر الْمُعَلق (إنْجَاح)
قَوْله لَا يزِيد فِي الْعُمر الا الْبر قَالَ المغيث قيل أَرَادَ زِيَادَة الرزق فقد روى اوحى الى مُوسَى ان يَمُوت عَدوك ثمَّ رَآهُ مُوسَى بعد فَقَالَ يَا رب وَعَدتنِي بإماتته فَقَالَ قد افقرته وَلذَا قيل الْفقر هُوَ الْمَوْت الْأَكْبَر فبقياسه سمى الْغنى حَيَاة وَزِيَادَة عمر وَقيل أَرَادَ انه يوفق لصَلَاة اللَّيْل فَإِن النّوم أَخ الْمَوْت وَقيل يخلد لَهُ الثَّنَاء الْحسن فَإِنَّهُ الْعُمر الثَّانِي وَقيل قضى لَهُ ان وصل رَحمَه فعمره كَذَا والا فَكَذَا وَقيل هُوَ على ظَاهره فَإِنَّهُ يمحو الله مَا يَشَاء وَيثبت قَالَ الزَّرْكَشِيّ وَاعْترض بعض فضلاء الْعَصْر بَان نَحْو زِيَادَة الرزق وَغَيره من المقدرات فِي الازل كالعمر فَلَا يُفِيد التَّأْوِيل بِهِ قلت لَعَلَّ غَرَض التَّأْوِيل منافاته نصا فَإِذا جَاءَ اجلهم لَا يَسْتَأْخِرُونَ عَن مُعَارضَة الْقَضَاء انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ مَعْنَاهُ إِذا ابر لَا يضيع عمره فَكَأَنَّهُ زَاد فَإِن من بورك فِي عمره يتدارك فِي يَوْم وَاحِد من فضل الله مَا لَا يتدارك غَيره فِي السّنة وَقيل قدر أَعمال الْبر اسبابا لطوله وسمى زِيَادَة بِاعْتِبَار طوله انْتهى
قَوْله
[4023] قَالَ الْأَنْبِيَاء أَي هم أَشد النَّاس بلَاء أَي فِي الِابْتِدَاء لأَنهم يتلذذون بالبلاء كَمَا يتلذذ غَيرهم بالنعماء لأَنهم لَو لم يبتلوا ليوهم فيهم الالوهيته وليتوهن على الْأمة الصَّبْر على البلية وَهَذَا مَا قَالَه على الْقَارِي فِي الْمرقاة وَلِأَن من كَانَ أَشد بلَاء كَانَ أَشد تضرعا والتجاء الى الله تَعَالَى فَلَا يلهو عَن ذكر الله تَعَالَى هَذَا مَا يُسْتَفَاد من كَلَام الْغَزالِيّ ثمَّ الامثل فالامثل أَي الْأَشْرَف والاعلى فِي الْمرتبَة والمنزلة فالاشرف والاعلى (إنْجَاح)
قَوْله
[4026] نَحن أَحَق بِالشَّكِّ أَي لم يشك إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ لَو كَانَ شكّ شككنا أَيْضا لأَنا على مِلَّته ذكر شَيخنَا المجدد ان الْعَارِف الْكَامِل مَتى توجه الى هِدَايَة الْخلق عرضت لَهُ مُنَاسبَة بالعوام لِأَنَّهُ لَو لم يكن لَا نسد بَاب النَّفْع فَمن كَانَ رُجُوعه الى الْخلق أكمل كَانَ ارشاده اوفر قَالَ المرتعش مَا وجدت باطني بباطن الْخَواص الا وجدت ظاهري بِظَاهِر الْعَوام فَرُبمَا يحْتَاج الى الِاسْتِدْلَال فَلَمَّا كَانَ إرشاد نَبينَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعم كَانَ ظَاهره مَعنا أتم وَلذَا قَالَ لارهبانية فِي الْإِسْلَام فعلى هَذَا كَانَ أَحَق بِالشَّكِّ من إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام ثمَّ طلب الدَّلِيل قد يكون بِالشَّكِّ وَقد يكون لإيضاح الْحق وَهَذَا من الْقسم الثَّانِي كَمَا انك إِذا سَمِعت صَوت زيد فِي الظلمَة تشْتَهي ان ترى شخصه وَلَيْسَ ذَلِك للشَّكّ بل للايضاح وَعَلِيهِ يحمل قَوْله تعلى فَإِن كنت فِي شكّ مِمَّا انزلنا إِلَيْك فاسئل الَّذين يقرؤون الْكتاب من قبلك الخ فَمَا كَانَ شاكا فِي ذَلِك فَلذَلِك قَالَ لم اشك وَلم اسْأَل (إنْجَاح)
قَوْله نَحن أَحَق بِالشَّكِّ من إِبْرَاهِيم قَالَ فِي النِّهَايَة لما نزلت رب ارني كَيفَ تحيي الْمَوْتَى قَالَ قوم شكّ إِبْرَاهِيم وَلم يشك نَبينَا فَقَالَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تواضعا أَي انا لم اشك وانا دونه فَكيف يشك هُوَ انْتهى قَالَ النَّوَوِيّ أَي الشَّك مُسْتَحِيل فِي الْأَنْبِيَاء والا كنت أَحَق بِهِ مِنْهُ وَقد علمْتُم انى لم اشك واظهر مَا قيل فِي سوال الْخَلِيل انه أَرَادَ الطُّمَأْنِينَة بِعلم كَيْفيَّة الاحياء مُعَاينَة قَالَ الطَّيِّبِيّ إِذْ لَيْسَ الْخَبَر كالمعاينة 4 قَول وَيرْحَم الله لوطا الخ هَذَا استعظام مَا بَدَأَ مِنْهُ إِذْ لَا ركن أَشد واقوى من الله سُبْحَانَهُ وعصمته إِيَّاه وَقَوله لاجبت الدَّاعِي فِيهِ احماد لصبر يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام (إنْجَاح)
قَوْله
[4027] لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء أَي انك لَا تهدي من أَحْبَبْت وَلَكِن الله يهدي من يَشَاء وَعَلَيْك ان تصبر على اذاهم فَإنَّك بعثت رَحْمَة للْعَالمين وَقد ورد عَنهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللَّهُمَّ اهد قومِي فَإِنَّهُم لَا يعلمُونَ وَالْجُمْلَة الأولى وَهِي قَوْله كَيفَ يفلح قوم الخ لَيْسَ بِالدُّعَاءِ عَلَيْهِم بل تعجب من فلاحهم فنفى الله عز وَجل ذَلِك الْعجب ولنعم مَا قيل كرّ بكغر كشد سر سياه كارتي بود بِعَفْو توجيثم وأميد وأرتا إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[4029] مَا يُصَلِّي إِلَّا سرا وَقع ذَلِك فِي فتْنَة الْحرَّة روى عَن سعيد بن الْمسيب انه اختفى فِي مَسْجِد النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زمن الْحرَّة ثَلَاثًا فَكَانَ لَا يعرف وَقت الصَّلَاة الا بهمهمة يسْمعهَا من قبر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَوَاهُ الدَّارمِيّ لَكِن لَا يخفي ان حُذَيْفَة لم يبْق الى زمن الْحرَّة بل مَاتَ فِي خلَافَة عَليّ فَلَعَلَّهُ أَشَارَ بِهِ الى فتْنَة عُثْمَان رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ (إنْجَاح)
قَوْله(1/291)
[4030] ان الْخضر الخ قَالَ النَّوَوِيّ جُمْهُور الْعلمَاء على انه حَيّ مَوْجُود بَين اظهرنا وَذَلِكَ مُتَّفق عَلَيْهِ عِنْد الصُّوفِيَّة وَأهل الصّلاح والمعرفة وحكاياتهم فِي روية الِاجْتِمَاع بِهِ وَالْأَخْذ عَنهُ وسواله وَجَوَابه ووجوده فِي الْمَوَاضِع الشَّرِيفَة ومواطن الْخَيْر أَكثر من ان يحصر واشهر من ان تسطر وَقَالَ الشَّيْخ أَبُو عَمْرو بن الصّلاح هُوَ حَيّ عِنْد جَمَاهِير الْعلمَاء وَالصَّالِحِينَ والعامة مَعَهم فِي ذَلِك قَالَ وَإِنَّمَا شَذَّ بانكاره بعض الْمُحدثين قَالَ الْجرْمِي الْمُفَسّر وَأَبُو عَمْرو هُوَ نَبِي وَاخْتلفُوا فِي كَونه مُرْسلا وَقَالَ الْقشيرِي وكثيرون هُوَ ولي وَحكى الْمَاوَرْدِيّ فِي تَفْسِيره ثَلَاثَة أَقْوَال أَحدهَا نَبِي وَالثَّانِي ولي وَالثَّالِث انه من الْمَلَائِكَة وَهَذَا غَرِيب بَاطِل قَالَ الْمَازرِيّ اخْتلف الْعلمَاء فِي الْخضر هَل هُوَ نَبِي أَو ولي قَالَ وَاحْتج من قَالَ بنبوته بقوله وَمَا فعلته عَن أَمْرِي فَدلَّ على انه نَبِي اوحي اليه وَبِأَنَّهُ اعْلَم من مُوسَى وَيبعد ان يكون ولي اعْلَم من نَبِي وَأجَاب الاخرون بِأَنَّهُ يجوز ان يكون قد اوحى الله الى نَبِي فِي ذَلِك الْعَصْر ان يَأْمر الْخضر بذلك وَقَالَ الثَّعْلَبِيّ الْمُفَسّر الْخضر نَبِي معمر على جَمِيع الْأَقْوَال مَحْجُوب عَن الابصار يَعْنِي عَن أبصار أَكثر النَّاس قَالَ وَقيل انه لَا يَمُوت الا فِي آخر الزَّمَان حِين يرفع الْقُرْآن وَذكر الثَّعْلَبِيّ ثَلَاثَة أَقْوَال فِي ان الْخضر كَانَ فِي زمن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ السَّلَام أم بعده بِقَلِيل أم بِكَثِير كنية الْخضر أَبُو الْعَبَّاس واسْمه بلياء بموحدة مَفْتُوحَة ثمَّ لَام سَاكِنة ثمَّ مثناة تحتية بن ملكان بِفَتْح الْمِيم واسكان اللَّام وَقيل كليان قَالَ بن قُتَيْبَة فِي المعارف قَالَ وهب بن مُنَبّه اسْم الْخضر بليا بن ملكان بن قَانِع بن عَامر بن شالخ بن ارفخشد بن سَام بن نوح قَالُوا وَكَانَ أَبوهُ من الْمُلُوك وَاخْتلفُوا فِي لقبه بالخضر فَقَالَ الْأَكْثَرُونَ لِأَنَّهُ جلس على فَرْوَة بَيْضَاء فَصَارَت خضرًا والفروة وَجه الأَرْض وَقيل لِأَنَّهُ كَانَ إِذا صلى اخضر مَا حوله وَالصَّوَاب الأول فقد صَحَّ فِي البُخَارِيّ عَن أَي هُرَيْرَة عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ انما سمى الْخضر لِأَنَّهُ جلس على فَرْوَة فَإِذا هِيَ تهتز من خَلفه خضرًا انْتهى وَالْخضر بِفَتْح خاء وَكسر هَاء وَسُكُون ضاد وَكسرهَا وَالْأَكْثَر بِفَتْح خاء وَكسر ضاد
[4031] عظم الْجَزَاء بِضَم الْعين وَسُكُون الظَّاء وَقيل بِكَسْر ثمَّ فتح أَي عَظمَة الثَّوَاب مقرون مَعَ عظم الْبلَاء كَيْفيَّة وكميته جَزَاء وفَاقا وَأَجرا طباقا قَوْله ابْتَلَاهُم بَان الْبلَاء للولاء والابتلاء للاولياء قَوْله وَمن سخط بِكَسْر الْخَاء أَي كره بلَاء الله وجزع وَلم يرض بقضاءه فَلهُ السخط (مرقاة)
قَوْله أعظم اجرامن الْمُؤمن الخ أَي لِأَن اخْتِلَاط النَّاس يُؤْذِي بِهِ بِالْحَاء شَتَّى من الايذاء ويصبر بالالام أَو التكاليف فِي الْوَاقِع فبسبب هَذَا الصَّبْر والتحمل يُؤَدِّي الى ذَلِك الْأجر الْعَظِيم وَالْجَزَاء الضخيم ومضمون ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أحسن ثَبت فِي حَقه (إنْجَاح)
قَوْله
[4034] ان لَا تشرك بِاللَّه لِأَن الشّرك لَا يغْفر وَفِيمَا دونه يتَوَقَّع الْمَغْفِرَة كَمَا فِي التَّنْزِيل ان الله لَا يغْفر ان يُشْرك بِهِ الْآيَة إنْجَاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي
قَوْله
[4036] سَيَأْتِي على النَّاس سنوات خداعات الخداع الْمَكْر وَالْحِيلَة وَإِضَافَة الخداع الى السنوات مجازية وَالْمرَاد أهل السنوات (إنْجَاح)
قَوْله سَيَأْتِي على النَّاس سنوات خداعات أَي يكثر فِيهَا الامطار ويقل الرّيع فَذَلِك خداعها لِأَنَّهَا تطمعهم فِي الخضب بالمطر ثمَّ تخلف وَقيل الخداعة القليلة الْمَطَر من خدع الرِّيق إِذا جف (زجاجة)
قَوْله وينطق فِيهَا الرويبضة تَفْسِيره مَا مر من حَدِيث أنس قُلْنَا يَا رَسُول الله مَا ظهر فِي الْأُمَم قبلنَا قَالَ الْملك فِي صغاركم والفاحشة فِي كباركم وَالْعلم فِي رذالتكم وَالرجل التافه الرذيل والحقير والرويبضة تَصْغِير رابضة وَهُوَ الْعَاجِز الَّذِي ربض عَن معالي الْأُمُور وَقعد عَن طلبَهَا وتاء للْمُبَالَغَة (إنْجَاح)
قَوْله(1/292)
[4039] وَلَا الْمهْدي الا عِيسَى بن مَرْيَم هَذَا الحَدِيث أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَقَالَ انه يعد فِي افراد الشَّافِعِي وَقَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان هَذَا خبر مُنكر تفرد بِهِ يُونُس بن عبد الْأَعْلَى عَن الشَّافِعِي وَوَقع فِي جُزْء من حَدِيث يُونُس قَالَ حدثت عَن الشَّافِعِي فَهُوَ على هَذَا مُنْقَطع على ان جمَاعَة ردُّوهُ عَن يُونُس قَالَ حَدثنَا الشَّافِعِي وَالصَّحِيح انه لم يسمعهُ مِنْهُ وَمُحَمّد بن خَالِد قَالَ الْأَزْدِيّ مُنكر الحَدِيث وَقَالَ الْحَاكِم مَجْهُول وَكَذَا قَالَ بن الصّلاح فِي اماليه وَقد وَثَّقَهُ يحيى بن معِين وروى ثَلَاثَة رجال سوى الشَّافِعِي وَأَبَان بن صَالح صَدُوق مَا علمت بِهِ بَأْسا لَكِن قيل انه لم يسمع من الْحسن وَذكر بن الصّلاح للْحَدِيث عِلّة أُخْرَى قَالَ الْبَيْهَقِيّ انا الْحَاكِم ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن عبد الْأَعْلَى بن يزْدَاد الْمُذكر من كِتَابه ثَنَا عبد الرَّحْمَن بن أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحجَّاج بن رشد بن ثَنَا الْمُغَفَّل بن مُحَمَّد الجندي ثَنَا صَامت بن معَاذ قَالَ عدلت الى الْجند فَدخلت على مُحدث لَهُم فَوجدت عِنْده عَن مُحَمَّد بن خَالِد الجندي عَن أبان بن أبي عَيَّاش عَن الْحسن عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الذَّهَبِيّ فانكشف انْتهى وَقَالَ الْحَافِظ جمال الدّين الْمزي فِي التَّهْذِيب قَالَ أَبُو بكر بن زِيَاد هَذَا لحَدِيث غَرِيب وَقَالَ مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الابزي الْحَافِظ فِي مَنَاقِب الشافي قد تَوَاتَرَتْ الاخبار واستفاضت بِكَثْرَة رواتها عَن الْمُصْطَفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمهْدي وانه من أهل بَيته وانه يملك سبع سِنِين ويملأ الأَرْض عدلا وانه يخرج مَعَ عِيسَى بن مَرْيَم فيساعده على قتل الدَّجَّال بِبَاب لد بِأَرْض فلسطين وانه يؤم هَذِه الْأمة وَعِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام يُصَلِّي خَلفه فِي طول من قصَّة وَمُحَمّد بن خَالِد الجندي وان كَانَ يذكر عَن يحيى بن معِين انه وَثَّقَهُ فَإِنَّهُ غير مَعْرُوف عِنْد أهل الصِّنَاعَة من أهل الْعلم وَالنَّقْل وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا حَدِيث تفرد بِهِ مُحَمَّد بن خَالِد الجندي قَالَ أَبُو عبد الله الْحَافِظ وَهُوَ رجل مَجْهُول وَاخْتلفُوا عَلَيْهِ فِي إِسْنَاده فَرَوَاهُ صَامت بن معَاذ ثَنَا يحيى بن السكن ثَنَا مُحَمَّد بن خَالِد الجندي عَن أبان بن صَالح عَن الْحسن عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ صَامت بن معَاذ عدلت الْجند فَدخلت على مُحدث لَهُم وَطلبت هَذَا الحَدِيث فَوجدت عِنْده عَن مُحَمَّد بن خَالِد الجندي عَن أبان بن أبي عَيَّاش عَن الْحسن عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الْبَيْهَقِيّ فَرجع الحَدِيث الى رِوَايَة مُحَمَّد بن خَالِد الجندي
وَهُوَ مَجْهُول عَن أبان بن أبي عَيَّاش وَهُوَ مَتْرُوك عَن الْحسن عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُنْقَطع وَالْأَحَادِيث فِي التَّنْصِيص على خُرُوج الْمهْدي أصح إِسْنَادًا وروى الْحَافِظ أَبُو الْقَاسِم بن عَسَاكِر فِي تَارِيخ دمشق بِإِسْنَادِهِ عَن أَحْمد بن مُحَمَّد بن رَاشد قَالَ حَدثنِي أَبُو الْحسن عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الوَاسِطِيّ قَالَ رَأَيْت مُحَمَّد بن إِدْرِيس الشَّافِعِي فِي الْمَنَام فَسَمعته يَقُول كذب عَليّ يُونُس فِي حَدِيث الجندي حَدِيث الْحسن عَن أنس عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمهْدي قَالَ الشَّافِعِي مَا هَذَا من حَدِيثي وَلَا حدثت بِهِ كذب عَليّ يُونُس انْتهى وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي كتاب بَين خطأ من أَخطَأ على الشَّافِعِي هَذَا الحَدِيث مِمَّا انكر على الشَّافِعِي ثمَّ روى عَن أَحْمد بن سِنَان قَالَ كنت عِنْد يحيى بن معِين فَدخل عَلَيْهِ صَالح فَقَالَ بَلغنِي عَن الشَّافِعِي انه رَوَاهُ وَالشَّافِعِيّ عندنَا ثِقَة قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا الحَدِيث ان كَانَ مُنْكرا كَانَ الْحمل فِيهِ على مُحَمَّد بن خَالِد الجندي فَإِنَّهُ شيخ مَجْهُول لم يعرف بِمَا تثبت بِهِ عَدَالَته وَيُوجب قبُول خَبره وَقد رَوَاهُ غير الشَّافِعِي عَنهُ كَمَا رَوَاهُ الشَّافِعِي ثمَّ رَوَاهُ من طَرِيق يحيى بن السكن عَنهُ قَالَ فالغلط من جِهَة فَإِن الحَدِيث مَعْرُوف من أوجه بِدُونِ قَوْله وَلَا الْمهْدي الا عِيسَى بن مَرْيَم انْتهى وَقَالَ الْحَافِظ عماد الدّين بن كثير فِي الْبِدَايَة وَالنِّهَايَة هَذَا حَدِيث مَشْهُور بِمُحَمد بن خَالِد الجندي الْمُؤَذّن شيخ الشَّافِعِي وروى عَنهُ غير وَاحِد أَيْضا وَلَيْسَ هُوَ بِمَجْهُول كَمَا زَعمه الْحَاكِم بل قد روى عَن بن معِين انه وَثَّقَهُ وَلَكِن من الروَاة من حدث بِهِ عَنهُ عَن أبان بن أبي عَيَّاش عَن الْحسن مُرْسلا وَذكر الْحَافِظ جمال الدّين الْمزي عَن بَعضهم انه رأى الشَّافِعِي فِي الْمَنَام وَهُوَ يَقُول كذب عَليّ يُونُس لَيْسَ هَذَا من حَدِيثي قَالَ بن كثير يُونُس بن عبد الْأَعْلَى الصدني من الثِّقَات لَا يطعن فِيهِ بِمُجَرَّد مَنَام وَهَذَا الحَدِيث فِيمَا يظْهر ببادي الرَّأْي مُخَالف للأحاديث الْوَارِدَة فِي ثبات مهْدي غير عِيسَى بن مَرْيَم وَعند التَّأَمُّل لَا ينافيها بل يكون المُرَاد من ذَلِك ان الْمهْدي حق الْهدى هُوَ عِيسَى بن مَرْيَم وَلَا يَنْفِي ذَلِك ان يكون غَيره مهديا أَيْضا انْتهى زجاجة بعثت أَنا والساعة الخ فَإِن أمته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخر الْأُمَم وَحين فنائها تقوم السَّاعَة إنْجَاح تقوم السَّاعَة (إنْجَاح)
قَوْله
[4042] فوجمت عِنْدهَا وجمة أَي حزنت حزنا شَدِيدا فِي الْقَامُوس الوجم ككتف صَاحب العبوس المطرق لشدَّة الْحزن وَحج كوعد جما ووجوما سكت على غيظ انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[4044] فِي خمس لَا يعلمهُنَّ الخ أَي علم السَّاعَة مَعْدُود فِي خمس فَإِن قلت مَا وَجه التَّخْصِيص بِخمْس مَعَ ان مَعْلُومَات الله تَعَالَى لَا متناهي وَلَيْسَ للْإنْسَان فِيهَا سَبِيل قلت لِأَنَّهَا أُمَّهَات المغيبات والبقية تبع لَهَا وَمَا ورد عَن بعض أَوْلِيَاء الله الْكِرَام من انهم اخبروا عَن بعض هَذِه الْأَشْيَاء أَيْضا فَوَقع كَمَا قَالُوا كَمَا أخبر الصّديق رَضِي الله عَنهُ زَوجته بنت خَارِجَة انها حاملته بنت فَولدت بعد وَفَاته رَضِي أم كُلْثُوم بنت أبي بكر فَهَذَا من الفراسة وَالظَّن وَيصدق الله تَعَالَى فراسة الْمُؤمن وَمَعَ هَذَا لَا يخرج عَن دَرَجَة الظَّن وَلَا يدْخل فِي حد الْعلم فَافْتَرقَا إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله ان من اشراطها أَي علاماتها وَاحِدهَا شَرط بِفَتْح الشين وَالرَّاء قَوْله ان يرفع الْعلم لَيْسَ مَعْنَاهُ انه يمحى من صُدُور الْعلمَاء بل مَعْنَاهُ انه يَمُوت حَملته ويتخذ النَّاس جُهَّالًا يحكلون بجهالاتهم كَمَا روى مُسلم عَنهُ عَلَيْهِ السَّلَام انه قَالَ ان الله لَا ينتزع الْعلم من النَّاس انتزاعا وَلَكِن يقبض الْعلمَاء فيرفع الْعلم مَعَهم وَيبقى فِي النَّاس رؤسا جُهَّالًا فيضلون ويضلون قَوْله وَيظْهر الْجَهْل وَفِي رِوَايَة مُسلم يثبت الْجَهْل من الثُّبُوت وَفِي رِوَايَة يبث أَي ينشر ويفشوا الزناء أَي يتنشر وَيشْرب الْخمر أَي شربا فاشيا وَيذْهب الرِّجَال أَي بِسَبَب الْقَتْل وَيبقى النِّسَاء فتكثر فَلهَذَا يكثر الْجَهْل وَالْفساد (فَخر)
قَوْله
[4046] حَتَّى يحسر الْفُرَات بِكَسْر سين وَفتحهَا أَي تكشف من حسرت الْعِمَامَة عَن رَأْسِي وَالثَّوْب عَن بدني أَي كشفتهما قَالَ الزَّرْكَشِيّ أَي ينْكَشف عَن الْكَنْز لذهاب مائَة فَلَا تَأْخُذ مِنْهُ شَيْئا لِأَنَّهُ مستعقب للبليات وَهُوَ أَيَّة من آيَات الله انْتهى قلت لما فِي مُسلم يقتتل النَّاس عَلَيْهِ فَيقْتل من كل مائَة تِسْعَة وَتسْعُونَ يَقُول كل رجل مِنْهُم لعَلي اكون انا الَّذِي انجو (فَخر)
قَوْله(1/293)
[4048] ثكلتك أمك أَي فقدتك والثكل فقد الْوَلَد وَامْرَأَة ثاكل وثكلى وَرجل ثاكل وثكلان كَأَنَّهُ دَعَا عَلَيْهِ بِالْمَوْتِ لسوء فعله أَو قَوْله وَالْمَوْت يعم كل أحد فَأذن الدُّعَاء عَلَيْهِ كلا دُعَاء أَو أَرَادَ إِذا كنت هَكَذَا فالموت خير لَك لِئَلَّا تزداد سوء وَيجوز ان يكون من الْأَلْفَاظ الَّتِي تجْرِي على السّنة الْعَرَب وَلَا يُرَاد بهَا الدُّعَاء كَقَوْلِهِم تربت يدالك وقاتلك الله انْتهى وَهَذَا الثَّالِث ازحح مِصْبَاح الزجاجة
قَوْله يدرس وشيى الثَّوْب الخ وشى الثَّوْب يسجه على لونين كَذَا فِي الْمجمع وَفِي الْقَامُوس الوشي نقش الثَّوْب مَعْرُوفا وَيكون من كل لون انْتهى ويدرس أَي يذهب (إنْجَاح)
قَوْله وليسرى على كتاب الله فِي لَيْلَة أَي يذهب اللَّيْل فِي الْقَامُوس السّري كهي سير عَامَّة اللَّيْل وَأما قَوْله جلّ ذكره أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا تَأْكِيد وَمَعْنَاهُ سير لَيْلًا فَقَالَ لَهُ صلَة مَا يُغني مِنْهُم لَا إِلَه إِلَّا الله أَي قَالَ صلَة لِحُذَيْفَة وَلَعَلَّه صلَة بن زفر التَّابِعِيّ الْكَبِير من أهل الْكُوفَة وغرضه ان كلمة التَّوْحِيد لَا تنفعهم مَعَ تكر الْأَعْمَال فَأجَاب حُذَيْفَة ان نَفعهَا النجَاة من النَّار لَا الْفَوْز بالدرجات مَعَ المقربين والابرار وَهَذَا مَذْهَب أهل السّنة وَالْجَمَاعَة شكر الله سَعْيهمْ بِخِلَاف الْمُعْتَزلَة والخوارج (إنْجَاح)
[4052] يتقارب الزَّمَان أَي تفنى بركتها فَيصير السّنة كالشهر والشهر كَالْجُمُعَةِ كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث الدَّجَّال (إنْجَاح)
قَوْله يتقارب الزَّمَان قَالَ فِي النِّهَايَة وَمِنْه حَدِيث الْمهْدي يتقارب الزَّمَان أَي يطيب الزَّمَان حَتَّى لَا يستطال وَأَيَّام السرُور قصير وَقيل هُوَ كِنَايَة عَن قصر الاعمار وَقلة الْبركَة قَالَ الْكرْمَانِي وَقيل لِكَثْرَة اهتمام النَّاس بالنوازل والشدائد وشغل قلبهم بالفتن لَا يَدْرُونَ كَيفَ يَنْقَضِي ايامهم وَالْحمل على امام الْمهْدي وَطيب الْعَيْش لَا يُنَاسِبه اخواته من ظُهُور الْفِتَن والهرج قيل انما أَوله بِهَذَا إِذْ لم يَقع نقص فِي زَمَانه والا فقد ودنا فِي زَمَاننَا هَذَا من سرعَة الْأَيَّام مَا لم نَكُنْ نجدة قبل وان لم يكن هُنَاكَ عَيْش مستلذ وَالْحق ان المُرَاد نزع الْبركَة من كل شَيْء من الزَّمَان وَقيل بِمَعْنى عدم ازدياد سَاعَات اللَّيْل وَالنَّهَار وانتقاصها بِأَن يتساويا طولا وقصرا قَالَ أهل الْهَيْئَة تنطبق دَائِرَة البروج على معدل النَّهَار انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ وَقل أَي تقَارب أهل الزَّمَان بَعضهم بَعْضًا فِي الشَّرّ أَو أَرَادَ مقاربة الزَّمَان نَفسه فِي الشَّرّ حَتَّى يشبه أَوله آخِره أَو مسارعة الدول الى الِانْقِضَاء والقرون الى الانقراض فيتقارب زمانهم ويتداني ايامهم انْتهى وَقَالَ النَّوَوِيّ أَي يقرب من الْقِيَامَة قلت وَتعقب بِأَنَّهُ من أَشْرَاط والساعة فَيصير الْمَعْنى اشْتِرَاط السَّاعَة ان تقرب (فَخر)
قَوْله
[4053] فِي جذر قُلُوب الرِّجَال أَي فِي أَصْلهَا أَي حصل لَهُم الْمَادَّة السليمة والفريحة المستقيمة ثمَّ تعلمُوا الْكتاب وَالسّنة فَصَارَت كأصل شَجَرَة طيبَة أَصْلهَا ثَابت وفرعها فِي السَّمَاء وَقَالَ الطنافسي هُوَ على بن مُحَمَّد شيخ الْمُؤلف ثِقَة عَابِد من الْعشْرَة (إنْجَاح)
قَوْله ينَام الرجل كِنَايَة عَن قلَّة الزَّمَان وَلَيْسَ المُرَاد نفس النّوم لِأَنَّهُ لَا اثر لَهُ فِي ذهَاب الْأَمَانَة فَمَعْنَاه يصير الرجل فِي مِقْدَار هَذَا الزَّمَان مَرْفُوع الْأَمَانَة وَذَلِكَ لشدَّة غَلَبَة الْهَوَاء وَفَسَاد الزَّمَان قَوْله الوكت بِفَتْح الْوَاو جمع وكتة وَهِي اثر فِي شَيْء كالنقطة من غير لَونه والمجل بِالْفَتْح غلظ الْجلد أَي يرْتَفع الْأَمَانَة شَيْئا فَشَيْئًا قَوْله منتبرا يَا مرتفعا والساعي السُّلْطَان أَو الدَّلال إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله ليردن على إِسْلَامه الخ فِي شرح جَامع الْأُصُول يَعْنِي ان الْمُسلمين كَانُوا مهتمين بِالْإِسْلَامِ فيحفظون بِالصّدقِ والامانة والملوك ذُو عدل فَمَا كنت ابالي من اعامل ان كَانَ مُسلما رده الى بِالْخرُوجِ عَن الْحق عمله بِمُقْتَضى الْإِسْلَام وان كَانَ غير مُسلم انصفني مِنْهُ عَامله على الصَّدَقَة انْتهى
قَوْله ليردن على ساعيه قَالَ فِي النِّهَايَة يَعْنِي رئيسهم الَّذِي يصدرون عَن رَأْيه وَلَا يمضون أمرا دونه وَقيل أَرَادَ الْوَالِي الَّذِي عَلَيْهِ ينصفني مِنْهُ وكل من ولي أَمر قوم فَهُوَ ساع عَلَيْهِم (زجاجة)
قَوْله إِلَّا مقيتا ممقتا المقت الْغَضَب أَي تَجدهُ مغضوبا مبغضا من الله تَعَالَى وَإِنَّمَا قَالَ ممقتا للْمُبَالَغَة وَفِيه ارْتِكَاب الصَّغِيرَة يُفْضِي إِلَى الْكَبِيرَة والكبيرة تُفْضِي إِلَى الْكفْر نَعُوذ بِاللَّه من ذَلِك (إنْجَاح)
قَوْله
[4055] عَن حذيقة بن اسيد بِفَتْح الْهمزَة وَكسر السِّين الْمُهْملَة أبي سريحَة بِوَزْن عَجِيبَة غَالب أَحَادِيثه من رِوَايَة أبي الطُّفَيْل الصَّحَابِيّ عَنهُ (زجاجة)
قَوْله حَتَّى تكون عشر آيَات الخ هَذَا لحَدِيث يُؤَيّد قَول من قَالَ ان الدُّخان دُخان يَأْخُذ بِأَنْفَاسِ الْكفَّار وَيَأْخُذ الْمُؤمن مِنْهُ كَهَيئَةِ الزُّكَام وانه لم يَأْتِ بعد وَإِنَّمَا يكون قَرِيبا من قيام السَّاعَة وَبِه قَالَ حُذَيْفَة وَابْن عَمْرو الْحسن وَرَوَاهُ حُذَيْفَة عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انه يمْكث فِي الأَرْض أَرْبَعِينَ يَوْمًا وَقَالَ بن مَسْعُود إِنَّمَا هُوَ عبارَة عَمَّا نَالَ قُريْشًا من الْقَحْط حَتَّى كَانُوا يرَوْنَ بَينهم وَبَين السَّمَاء كَهَيئَةِ الدُّخان وَقد وَافق بن مَسْعُود جمَاعَة فَيحْتَمل انهما دخانان للْجمع بَين هَذِه الْآثَار واما الدَّابَّة الْمَذْكُورَة فِي هَذَا الحَدِيث فَهِيَ الْمَذْكُورَة فِي قَوْله تَعَالَى وَإِذا وَقع القَوْل عَلَيْهِم اخرجنا لَهُم دَابَّة من الأَرْض قَالَ الْمُفَسِّرُونَ هِيَ دَابَّة عَظِيمَة تخرج من صدع فِي الصَّفَا وَعَن بن عَمْرو بن الْعَاصِ انها الْجَسَّاسَة واما ياجوج وَمَأْجُوج غير مهموزتين ومهموزان قرئَ فِي السَّبع بِالْوَجْهَيْنِ وَالْجُمْهُور يتْرك الْهَمْز فهما قبيلتان من ولد يافث بن نوح عَلَيْهِ السَّلَام وَقيل هم نادرة من ولد آدم من غير حَوَّاء وَقيل ان ادم احْتَلَمَ فامتزجت نطفته بِالتُّرَابِ فخلوقا (فَخر)
قَوْله من قَعْر عدن أبين قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ بِوَزْن احمر قَرْيَة على جَانب الْبَحْر نَاحيَة الْيمن وَقيل هُوَ اسْم مَدِينَة عدن واضيف الى أبين اسْم رجل من حمير عدن بهَا أَي أَقَامَ انْتهى قَالَ الماروردي سميت عدنا من العدون وَهِي الْإِقَامَة لِأَن تبعا كَانَ يحبس فِيهَا أَصْحَاب الجرائم وَهَذِه النَّار الْخَارِجَة من قَعْر عدن واليمن هِيَ الحاشرة للنَّاس كَمَا صرح بِهِ فِي الحَدِيث (فَخر)
قَوْله
[4056] بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتا أَي من الصمائب والدواهي وَمعنى مبادرتها بِالْأَعْمَالِ الانكماش فِي الْأَعْمَال الصَّالِحَة والاهتمام بهَا قبل وُقُوعهَا وَخُوَيصة أحدكُم قَالَ فِي النِّهَايَة يُرِيد حَادِثَة الْمَوْت الَّتِي تحضر كل انسان وَهِي تَصْغِير خَاصَّة وصغرت لاحتقارها فِي جنب مَا بعْدهَا من الْبَعْث وَالْعرض والحساب وَغير ذَلِك (زجاجة)
قَوْله
[4057] عبد الله بن الْمثنى فِي التَّقْرِيب عبد الله بن الْمثنى بن عبد الله بن أنس بن مَالك الْأنْصَارِيّ أَبُو الْمثنى الْبَصْرِيّ صَدُوق كثير الْغَلَط من السَّادِسَة وَلم أجد فِيهِ عبد الله بن الْمثنى بن ثُمَامَة بن عبد الله بن أنس لَكِن وجدت فِي جَمِيع النّسخ الْمَوْجُودَة هَكَذَا (فَخر)
قَوْله الْآيَات بعد الْمِائَتَيْنِ هَذَا الحَدِيث أوردهُ بن الْجَوْزِيّ فِي الموضعات من طَرِيق مُحَمَّد بن يُونُس الْكُدَيْمِي عَن عون وَقَالَ هَذَا حَدِيث مَوْضُوع عون وَابْن الْمثنى ضعيفان غير ان الْمُتَّهم بِهِ الْكُدَيْمِي قلت وَقد تبين انه توبع عَلَيْهِ كَمَا ترى وَأخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك بِسَنَدِهِ عَن عون وَقَالَ صَحِيح وَتعقبه الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه فَقَالَ عون ضَعَّفُوهُ وَقَالَ بن كثير هَذَا الحَدِيث لَا يَصح وَلَو صَحَّ فَمَحْمُول على مَا وَقع فِي الْفِتْنَة بِسَبَب القَوْل بِخلق الْقُرْآن للامام أَحْمد بن حَنْبَل وَأَصْحَابه من أَئِمَّة الحَدِيث (زجاجة)
قَوْله بعد الْمِائَتَيْنِ أَي من الْهِجْرَة أَو من دولة الْإِسْلَام أَو من وَفَاتَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمعات
قَوْله(1/294)
[4058] ثمَّ الْهَرج وَهُوَ بِفَتْح فَسُكُون الْفِتْنَة والاختلاط وَفسّر فِيهِ بِالْقَتْلِ هرجوا هرجا خلطوا وَاصل الْهَرج الْكَثْرَة فِي الشَّيْء والاتساع قَوْله النجا النجا أَي انجوا بِأَنْفُسِكُمْ والنجا السرعة نجا ينجو نجا إِذا أسْرع وَنَجَا من الْأَمر إِذا خلص وانجاه غَيره وَقَالَ النَّوَوِيّ أَي انجوا النجا أَي اطلبوه والمرعوف فِيهِ الْمَدّ إِذا افرد وَالْمدّ وَالْقصر إِذا كرر فَخر أمتِي على خمس طَبَقَات الخ هَذَا الحَدِيث أَيْضا أوردهُ بن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات من طَرِيق كَامِل بن طَلْحَة عَن عباد بن عبد الله عَن أنس وَقَالَ لَا أصل لَهُ وَالْمُتَّهَم بِهِ عباد وَقد تبين ان لَهُ متابعين عَن أنس وَله عدَّة شَوَاهِد سقتها فِي الموضوعات (زجاجة)
قَوْله
[4063] ليؤمن هَذَا الْبَيْت جَيش أَي يقصدونه حَتَّى إِذا كَانُوا ببيداء من الأَرْض وَفِي رِوَايَة ببيداء الْمَدِينَة قَالَ الْعلمَاء الْبَيْدَاء كل ارْض ملساء لَا شَيْء بهَا وبيداء الْمَدِينَة الشّرف الَّذِي قُدَّام ذِي الحليفة أَي الى جِهَة مَكَّة (فَخر)
قَوْله
[4064] خسف بأولهم واخرهم أَي يَقع الْهَلَاك فِي الدُّنْيَا على جَمِيعهم قَوْله يَبْعَثهُم الله على مَا فِي أنفسهم أَي يبعثون مُخْتَلفين على قدر نياتهم فيجازون بحسبها وَفِي هَذَا الحَدِيث من الْفِقْه التباعد من أهل الظُّلم والتحذير من مجالستهم ومجالسة الْبُغَاة وَنَحْوهم من المبطلين لِئَلَّا يَنَالهُ مَا يعاقبون بِهِ وَفِيه ان من كثر سَواد قوم جرى عَلَيْهِم حكمهم فِي ظَاهر عقوبات الدُّنْيَا قَالَه النَّوَوِيّ
قَوْله
[4066] تخرج الدَّابَّة قَالَ فِي النِّهَايَة دَابَّة الأَرْض قيل طولهَا سِتُّونَ ذِرَاعا ذَات قَوَائِم ووبر وَقيل مُخْتَلفَة الْخلقَة يشبه عدَّة من الحيونات يتصدع جبل الصَّفَا فَتخرج مِنْهُ لَيْلَة جمع وَمَعَهَا عَصا مُوسَى وَخَاتم سُلَيْمَان عَلَيْهِمَا السَّلَام لَا يُدْرِكهَا طَالب وَلَا يعجزها هارب تضرب الْمُؤمن بالعصا وتكتب فِي وَجهه مُؤمن وتطبع الْكَافِر بالخاتم وتكتب فِي وَجهه كَافِر انْتهى
قَوْله
[4067] فَإِذا فتر اتف فِي شبر فِي الْقَامُوس الفتر بِالْكَسْرِ مَا بَين طرف الْإِبْهَام وطرف المشيرة أَي السبابَة أَي أَشَارَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الى مَوضِع فَإِذا هُوَ بِهَذَا الْمِقْدَار أَي كالفتر فِي الشبر وَهَذَا الحَدِيث تفرد بِهِ بن ماجة من السِّتَّة كَمَا ذكر الْمزي فِي الْأَطْرَاف (إنْجَاح)
قَوْله(1/295)
[4069] أول الْآيَات خُرُوجًا طُلُوع الشَّمْس قَالَ بن كثير أَي أول الْآيَات الَّتِي لَيست مألوفة وان كَانَ الدَّجَّال ونزول عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام من السَّمَاء قبل ذَلِك وَكَذَلِكَ خُرُوج يَأْجُوج وَمَأْجُوج كل ذَلِك أُمُور مألوفة لأَنهم بشر مشاهدتهم وأمثالهم مألوفة فَأَما خُرُوج الدَّابَّة على شكل غَرِيب غير مألوف ومخاطبتها النَّاس وسمها إيَّاهُم بِالْإِيمَان وَالْكفْر فَأمر خَارج عَن جاري الْعَادَات وَذَلِكَ أول الْآيَات الارضية كَمَا ان طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا على خلاف عَادَتهَا المألوفة أول الْآيَات السمائية وَقد ظن عبد الله بن عمر وان طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا يتَقَدَّم على الدَّابَّة وَذَلِكَ مُحْتَمل مُنَاسِب انْتهى (زجاجة)
قَوْله أول الْآيَات خُرُوجًا الخ فَإِن قيل طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا لَيْسَ أول الْآيَات لِأَن الدُّخان والدجال قبله قُلْنَا الْآيَات اما امارات لقرب قيام السَّاعَة وَأما امارات دَالَّة على وجود قيام السَّاعَة وحصولها وَمن الأول خُرُوج الدُّخان وَخُرُوج الدَّجَّال وَنَحْوهمَا وَمن الثَّانِي مَا نَحن فِيهِ من طلوعالشمس من مغْرِبهَا والرجفة وَخُرُوج النَّار وطردها النَّاس الى الْمَحْشَر وَمن ثمَّ قيل أول الْآيَات خُرُوج الدَّجَّال ثمَّ نزُول عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام ثمَّ خُرُوج يَأْجُوج وَمَأْجُوج ثمَّ خُرُوج الدَّابَّة ثمَّ طُلُوع الشَّمْس فَإِن الْكفَّار يسلمُونَ فِي زمَان نزُول عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام حَتَّى تكون الدعْوَة وَاحِدَة وَلَو كَانَت الشَّمْس طلعت من مغْرِبهَا قبل نزل عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام لم يكن الْإِيمَان مَقْبُولًا من الْكفَّار سيد
قَوْله قَالَ عبد الله وَلَا اظنها الخ أَي لَا اظن الْآيَة الَّتِي ذكر صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قبليتها الا طُلُوع الشَّمْس فعبد الله سمع مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبيلَة أَحدهمَا على الْيَقِين الا انه نسي (إنْجَاح)
[4071] الدَّجَّال هُوَ فعال بِفَتْح أَوله وَالتَّشْدِيد من الدجل وَهُوَ التغطية وَيُسمى الْكذَّاب دجالًا يُغطي الْحق بباطله يُقَال بعير مدجل مَطْلِي بالقطران وَقَالَ تغلب الدَّجَّال المموه سيف مدجل إِذا طلى وَقَالَ بن وريد سمى دجالًا لِأَنَّهُ يُغطي الْحق بِالْكَذِبِ وَقيل لضربه نواحي الأَرْض يُقَال دجل مخففا ومشددا إِذا فعل ذَلِك وَقَالَ الْكرْمَانِي الدَّجَّال هُوَ شخص بِعَيْنِه ابتلى الله عباده بِهِ واقدره على أَشْيَاء من مقدورات الله من ايحاء الْمَيِّت وَاتِّبَاع كنوز الأَرْض وأمطار السَّمَاء وانبات الأَرْض بأَمْره ثمَّ يعجزه الله تَعَالَى بعد ذل فَلَا يقدر على شَيْء مِنْهَا وَهُوَ يكون مُدعيًا للالهية وَهُوَ فِي نفس دَعْوَاهُ يكذب لَهَا بِصُورَة حَاله من انتقاصه بالعور وعجزه عَن إِزَالَته عَن نَفسه وَعَن إِزَالَته الشَّاهِد بِكُفْرِهِ الْمَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ فَإِن قلت إِظْهَار المعجزة على يَد الْكذَّاب لَيْسَ بممكن قلت انه يدعى الإلهية واستحالته ظَاهره فَلَا مَحْذُور فِيهِ بِخِلَاف مدعي النُّبُوَّة فانها مُمكنَة فَلَو اتى الْكَاذِب فِيهَا بمعجزة لَا لتبس النَّبِي بالمتنبي فَإِن قلت مَا فَائِدَة تَمْكِينه من هَذِه الخوارق قلت امتحان الْعباد انْتهى
قَوْله
[4072] يُقَال لَهَا خُرَاسَان وَهُوَ بلد مَعْرُوف بَين بِلَاد مَا وَرَاء النَّهر وبلدان الْعرَاق معظمها الان بَلْدَة الهرات قَوْله كَأَن وُجُوههم المجان المطرقة أما المجان بِفَتْح الْمِيم وَتَشْديد النُّون جمع مجن بِكَسْر الْمِيم وَهُوَ الترس واما المطرقة بِإِسْكَان الطَّاء وَتَخْفِيف الرَّاء هَذَا هُوَ الفصيح الْمَشْهُور فِي الرِّوَايَة وَفِي كتب اللُّغَة والغريب وَحكى فتح الطَّاء وَتَشْديد الرَّاء قَالَ الْعلمَاء هِيَ الَّتِي البست الْعقب واطرقت بِهِ طَاقَة فَوق طَاقَة قَالُوا وَمَعْنَاهُ تَشْبِيه وُجُوه التّرْك فِي عرضهَا ونتو وجناتها بالترسة المطرقة قَالَ النَّوَوِيّ وَقد وجدنَا قِتَالهمْ بِجَمِيعِ صفاتهم فِي زَمَاننَا مَرَّات والى الان مَوْجُود انْتهى هَذَا حَاصِل مَا قَالَه الشُّرَّاح (فَخر)
قَوْله
[4073] هُوَ اهون على الله من ذَلِك أَي من ان يُعْطِيهِ هَذَا الخارق الْعَظِيم لَكِن يموه ويشعبد مثل هَذَا الشعبدات وَلَيْسَ الا تخيل مَحْض لَيْسَ من نفس الْأَمر فِيهِ شَيْء كَمَا هُوَ مشَاهد من أهل النير بخات والطلسمات فِي زَمَاننَا (إنْجَاح)
قَوْله
[4074] لرغبة أَي فِي شَيْء من أُمُور الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَلَا لرهبة أَي لَا لتخويف وانذار من عَذَاب لكني جمعتكم لامر عَجِيب هُوَ مُوَافقَة خبر تَمِيم لإخباري فِي شَأْن الدَّجَّال وَقَوله انا الْجَسَّاسَة أَي الجاسوس من قبل الدَّجَّال لتجسس حَال النَّاس (إنْجَاح)
قَوْله شَدِيد التشكي أَي شَدِيد الشكاية أَي يظْهر من خرنه شدَّة شكايته والتشكي والشكاية بِمَعْنى وَاحِد وَقَوله ناوى أَي عادى وابغض قوما وهم القريش ونواءه لَهُم بِسَبَب عبَادَة الْأَصْنَام والشرك بِاللَّه عز وَجل فِي الْقَامُوس ناواه مناواة ونواء فَأَخَّرَهُ وعاداه فَهُوَ مَهْمُوز اللَّام (إنْجَاح)
قَوْله مَا فعلت عين زغربا لزائر والغين الْمُعْجَمَة فِي الْقَامُوس زغر كزفر أَبُو قَبيلَة وَاسم بنت لوط عَلَيْهِمَا السَّلَام وَمِنْه زغر قَرْيَة بِالشَّام لِأَنَّهَا نزلت بهَا وَبهَا عين غور مَائِهَا عَلامَة خُرُوج الدَّجَّال انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله نخل بَين عمان وبيسان هما قريبتان بِالشَّام قَوْله بحيرة الطبرية الْبحيرَة تَصْغِير الْبَحْر والطبرية قَصَبَة بِالْأَرْضِ قَوْله الى هَذَا انْتهى فرحى أَي كمل فرحي لِأَن الْمَدِينَة الطّيبَة لَا سَبِيل للدجال فِيهِ (إنْجَاح)
قَوْله مخفض فِيهِ وَرفع قَالَ فِي النِّهَايَة أَي عظم فتنته وَرفع قدره ثمَّ وَهن امْرَهْ وَقدره وهونه وَقيل أَرَادَ انه رفع صَوته وخفضه فِي اقتصاص امْرَهْ وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ فِي التَّذْكِرَة هما بتَخْفِيف الْفَاء أَي أَكثر من الْكَلَام فِيهِ فَتَارَة يرفع صَوته يسمع من بعد وَتارَة يخْفض ليستريح من تَعب الاعلان وَهَذِه حَالَة المستكثر من الْكَلَام وروى بتَشْديد الْفَاء فهما على التَّضْعِيف والتكثير (زجاجة)
قَوْله(1/296)
[4075] فخفض فِيهِ وَرفع قَالَ النَّوَوِيّ هما بتَشْديد فَاء خفض أَي حقر امْرَهْ بِأَنَّهُ أَعور اهون على الله وانه يضمحل امْرَهْ وَرفع أَي عظم امْرَهْ بِجعْل الخوراق بِيَدِهِ أَو خفض صَوته بعد تَعبه لِكَثْرَة التَّكَلُّم فِيهِ ثمَّ رَفعه بعد الاسْتِرَاحَة ليبلغ كَامِلا
قَوْله غير الدَّجَّال اخوفني قَالَ الشَّيْخ جمال الدّين بن مَالك تضمن هَذَا اللَّفْظ إِضَافَة اخوف الى يَاء الْمُتَكَلّم مقرونة بنُون الْوِقَايَة وَهُوَ إِنَّمَا يعْتَاد مَعَ الْفِعْل الْمُتَعَدِّي لِأَن هَذِه النُّون تصون الْفِعْل من محذورات لِأَن افْعَل التَّفْضِيل شبها بِالْفِعْلِ وخصوصا بِفعل التَّعَجُّب فَجَاز ان يدْخل النُّون الْمَذْكُورَة كَمَا لحقت اسْم الْفَاعِل فِي قَوْله امسلمين الى قومِي شراحي هَذَا أَجود مَا قيل فِيهِ وَيجوز ان يكون الأَصْل اخوف لي فأبدلت اللَّام نونا كَمَا ابدلت فِي لَعَلَّ ورفل لعن ورفن قَالَ وَأما مَعْنَاهُ فأظهر الِاحْتِمَالَات فِيهِ ان يكون اخوف من افْعَل التَّفْضِيل المصوغ من فعل الْمَفْعُول كَقَوْلِهِم اشغل من ذَات النجيين فتقديره غير الدَّجَّال اخوف مخوفاتي عَلَيْكُم ثمَّ حذف الْمُضَاف الى الْيَاء فاتصل بهَا اجوف معمورة بالنُّون على مَا تقرر (زجاجة)
قَوْله غير الدَّجَّال اخوفني قَالَ الْكرْمَانِي بنُون بعد ذاء وَعند الْبَعْض بحذفها الأول لرعاية شبه الْفِعْل أَو يكون مَعْنَاهُ اخوف لي فَجعل اللَّام نونا يَعْنِي غير الدَّجَّال اخوف مخوفاتي عَلَيْكُم وَمِنْه اخوف مَا أَخَاف على أمتِي الْأَئِمَّة المضلون أَو يكون اخوف من أَخَاف بِمَعْنى خوف أَي غير الدَّجَّال أَشد مُوجبَات خوفي عَلَيْكُم انْتهى
قَوْله وانه يخرج من خلة بَين الشَّام وَالْعراق الْخلَّة الطَّرِيق ينفذ فِي الرمل والنافذ بَين الرملتين أَو النَّافِذ فِي الرمل المتراكم كَذَا فِي الْقَامُوس انجاح عِنْد مَنَارَة الْبَيْضَاء شَرْقي دمشق قَالَ الْحَافِظ بن كثير هَذَا هُوَ الْأَشْهر فِي مَوضِع نُزُوله وَقد جردت مَنَارَة فِي زَمَاننَا فِي سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين وَسبع مائَة من حِجَارَة بيض وَلَعَلَّ هَذَا يكون من دَلَائِل النُّبُوَّة الظَّاهِرَة حَيْثُ فرض الله بِنَاء هَذِه المنارة لينزل عِيسَى بن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام عَلَيْهَا قلت هُوَ من دَلَائِل النُّبُوَّة بِلَا شكّ فَإِنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اوحى اليه بِجَمِيعِ مَا يحدث بعده مِمَّا لم يكن فِي زَمَانه وَقد رويت مرّة هَذَا الحَدِيث الصَّحِيح وَهُوَ قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان الله تَعَالَى يبْعَث على راس كل مائَة سنة من يجدد لهَذِهِ الْأمة أَمر دينهَا فبلغني عَن بعض من لَا علم عِنْده انه استنكر ذَلِك وَقَالَ مَا كَانَ
التَّارِيخ فِي زمن النَّبِي حَتَّى علم جَمِيع مَا يحدث بعده وَلم يعلم انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علق أمورا كَثِيرَة على مَا علم انه يحدث وان لم يكن مَوْجُودا فِي زَمَنه وَمن لطيف ذَلِك ان عُثْمَان لما جمع الْقُرْآن فِي الْمَصَاحِف روى لَهُ أَبُو هُرَيْرَة انه سمع النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول ان أَشد أمتِي حبا لي قوم يأْتونَ من بعدِي يُؤمنُونَ بِي وَلم يروني يعْملُونَ بِمَا فِي الْوَرق قَالَ أَبُو هُرَيْرَة فَقلت أَي ورق حَتَّى رَأَيْت الْمَصَاحِف ففرح بذلك عُثْمَان وَأَجَازَ أَبَا هُرَيْرَة بِعشْرَة آلَاف دِرْهَم وَقَالَ انك لتحفظ علينا حَدِيث نَبينَا فليت شعري إِذا عرض عَلَيْهِ الحَدِيث الصَّحِيح الثَّابِت فِي صَحِيح مُسلم وَغَيره ايقول دمشق كَانَت فِي زمن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَار كفر وَلم يكن بهَا جَامع وَلَا مَنَارَة فينكرالحديث الصَّحِيح وَيَردهُ بذلك نَعُوذ بِاللَّه من غَلَبَة الْجَهْل ثمَّ قَالَ الْحَافِظ بن كثير وَقد ورد فِي بعض الْأَحَادِيث عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام ينزل بِبَيْت الْمُقَدّس وَفِي رِوَايَة بالأردن وَفِي رِوَايَة بمعسكر الْمُسلمين فَالله اعْلَم قلت حَدِيث نُزُوله بِبَيْت الْمُقَدّس عِنْد المُصَنّف وَهُوَ عِنْدِي أرجح وَلَا يُنَافِي سَائِر الرِّوَايَات لِأَن بَيت الْمُقَدّس هُوَ شَرْقي دمشق وَهُوَ معسكر المسملين إِذْ ذَاك والاردن اسْم الكورة كَمَا فِي الصِّحَاح وَبَيت الْمُقَدّس دَاخل فِيهِ فاتفقت الرِّوَايَات فَإِن لم يكن فِي بَيت الْمُقَدّس الان مَنَارَة بَيْضَاء فَلَا بُد ان تحدث قبل نُزُوله (زجاجة)
قَوْله لَا يدان بِكَسْر النُّون ثنية يَد أَي لَا قدرَة وَلَا طَاقَة يُقَال مَالِي بِهَذِهِ الْأَمر يَد وَمَالِي بِهِ يدان لِأَن الْمُبَاشرَة وَالدَّفْع انما يكون بِالْيَدِ وَكَانَ يَدَاهُ معدومتين بعجزه عَن دَفعه قَوْله فاحرز عبَادي قَالَ فِي النِّهَايَة أَي ضمهم اليه واجعله لَهُم حرز احرزته إِذا حفظته وضممته إِلَيْك وصنته عَن الاخذ وَقَالَ النَّوَوِيّ وروى حزب بحاء وزاي وباء أَي اجمعهم وحوز بواؤ وزائ نحهم وازلهم عَن طريقتهم الى الطّور قَوْله من كل حدب الحدب بالحركة مَا ارْتَفع وَغلظ من الظّهْر وَمن الأَرْض أَي من كل شرف يَنْسلونَ أَي يَمْشُونَ مُسْرِعين قَوْله فَيُرْسل الله عَلَيْهِم النغف وَهُوَ بنُون وغين مُعْجمَة مفتوحتين ثمَّ فَاء وَهُوَ دود يكون فِي انوف الْإِبِل وَالْغنم الْوَاحِدَة تغفة فيصبحون فرسي هُوَ بِفَتْح الْفَاء مَقْصُورا أَي قَتْلَى واحدهم فريس أَي يهْلكُونَ باوفى شَيْء فِي ادني سَاعَة بالقهر الالفي قَوْله قد ملأَهُ زهمهم ونتنهم الزهم بِفَتْح الْهَاء أَي وسمهم ورائحتهم الكريهة وَقَالَ
الطَّيِّبِيّ هُوَ بِضَم زائ وَفتح هَاء جمع زهمة الرّيح المنتنة وبالحركة مصدر وَالثَّانِي أَكثر رِوَايَة قَوْله مطر الا يكن مِنْهُ بَيت مدر وَلَا وبر هُوَ بِفَتْح يَاء وَضم كَاف من كننته صنته عَن الشَّمْس ومفعوله مَحْذُوف أَي لَا يكن من ذَلِك الْمَطَر بَيت مدر وَلَا وبر شَيْئا بل يغسل الْأَمَاكِن يَعْنِي بَيت الْحَضَر والبدو قَالَ النَّوَوِيّ أَي لَا يمْنَع من نزُول المَاء بَيت الْمدر قَوْله حَتَّى يتْركهُ كالزلقة قَالَ النَّوَوِيّ روى بِفَتْح الزائ وَاللَّام وَالْقَاف وروى الزلفة بِضَم الزائ واسكان اللَّام بِالْفَاءِ وروى الزلقة بِفَتْح الزائ وَاللَّام وبالفاء وَقَالَ القَاضِي روى بِالْفَاءِ وَالْقَاف وبفتح اللَّام وباسكانها وَكلهَا صَحِيحَة وَاخْتلفُوا فِي مَعْنَاهُ فَقَالَ ثَعْلَب وَأَبُو زيد وَآخَرُونَ مَعنا كَالْمَرْأَةِ وَحكى صَاحب الْمَشَارِق هَذَا عَن بن عَبَّاس أَيْضا شبهها بِالْمَرْأَةِ فِي صفائها ونظافتها وَقيل مَعْنَاهُ كمصانع المَاء أَي ان المَاء تستنقع فِيهَا ويستظلون بالمصنع الَّذِي يجْتَمع فِيهَا المَاء وَقَالَ أَبُو عبيد مَعْنَاهُ كالإجانة الخضراء وَقيل كالصحفة وَقيل كالروضة قَوْله بقحفها بِكَسْر الْقَاف هُوَ مقعر قشرها شبها بِقحْفِ الرَّأْس وَهُوَ الَّذِي فَوق الدِّمَاغ قيل مَا انْفَلق من جمجمته والفصل قَوْله ويبارك الله فِي الرُّسُل بِكَسْر الرَّاء واسكان السِّين هُوَ اللَّبن واللقحة بِكَسْر اللَّام وَفتحهَا لُغَتَانِ مشهورتان الْكسر اشهر وَهِي الْقَرِيبَة الْعَهْد بالاولادة جمعهَا لقح بِكَسْر اللَّام وَفتح الْقَاف كبر وبرك واللقوح ذَات اللَّبن وَجَمعهَا لقاح والفئام بِكَسْر الْفَاء وَبعدهَا همزَة ممدودة وَهِي الْجَمَاعَة الْكثير قَوْله تَكْفِي الْفَخْذ قَالَ أهل اللُّغَة الْفَخْذ الْجَمَاعَة من الاقارب وهم دون الْبَطن والبطن دون الْقَبِيلَة قَالَ القَاضِي قَالَ بن فَارس الْفَخْذ هَهُنَا بِإِسْكَان الْخَاء لَا غير بِخِلَاف الْفَخْذ الَّتِي هُوَ الْعُضْو فَإِنَّهَا يكسر ويسكن قَوْله يتهارجون كَمَا تتهارج الْحمر أَي يُجَامع الرِّجَال النِّسَاء بِحَضْرَة النَّاس كَمَا يفعل الْحمير وَلَا يكترثون لذَلِك والهرج بِإِسْكَان الرَّاء الْجِمَاع يُقَال هرج زَوجته أَي جَامعهَا يهرجها بِفَتْح الرَّاء وَضمّهَا وَكسرهَا هَكَذَا قيل فِي شرح الحَدِيث (فَخر)
قَوْله(1/297)
[4077] مُنْذُ ذَرأ الله أَي خلق الله وَمِنْه الذُّرِّيَّة نسل الثقلَيْن كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)
قَوْله فَأَنا حجيج أَي محاجه ومغالبه بِإِظْهَار الْحجَّة عَلَيْهِ وَالْحجّة الدَّلِيل والبرهان حاججته حجاجا ومحاجة فالنا محاج وحجيج فَإِن قيل أَو لَيْسَ قد ثَبت فِي الصَّحِيح انه يخرج بعد خُرُوج الْمهْدي وان عِيسَى يقْتله وَغَيرهَا من الوقائع الدَّالَّة على انه لَا يخرج فِي زَمَنه فَمَا معنى وان يخرج وانا بَين ظهرانيكم قلت هُوَ تورية للتخزيف ليلجئوا الى الله من شَره وينالوا فَضله أَو يُرِيد عدم علمه بِوَقْت خُرُوجه كَمَا انه لَا يدْرِي مَتى السَّاعَة (فَخر)
قَوْله من خلة بَين الشَّام وَالْعراق أَي فِي طَرِيق بَينهمَا وَقيل للطريق والسبيل خلة لِأَنَّهُ خل مَا بَين البلدين أَي اخذ مخيط بَينهمَا وروى بحاء مُهْملَة من الْحُلُول أَي سميت ذَلِك وقبالة قَالَه فِي النِّهَايَة وَقَالَ النَّوَوِيّ خلة بِفَتْح مُعْجمَة وَلَام مُشَدّدَة وتنوين وَقَالَ القَاضِي بحاء مُهْملَة وَترك تَنْوِين بِمَعْنى مَوضِع حزن وصخور وروى بِضَم حاء وهاء ضمير أَي ونزوله وحلوله انْتهى فيعيث قَالَ النَّوَوِيّ العيث الْفَاسِد أَو أَشد الْفساد والاسراع فِيهِ قَوْله يَا عباد الله اثبتوا يَعْنِي على الْإِسْلَام يُحَذرهُمْ من فتنته فَخر الاعمر بن الْخطاب لِشِدَّتِهِ فِي الدّين ونصرته لأمر الْيَقِين وَقيل ان الرجل هُوَ الْخضر عَلَيْهِ السَّلَام (إنْجَاح)
قَوْله ان يَأْمر السَّمَاء ان تمطر فتمطر قَالَ الْمَازرِيّ ان قيل إِظْهَار المعجزة على يَد الْكذَّاب لَيْسَ بممكن وَكَيف ظَهرت هَذِه الخوارق للْعَادَة على يَده فَالْجَوَاب انه انما يَدعِي الربوبية وادلة الْحُدُوث تحيل مَا ادَّعَاهُ ويكذبه وَمَا النَّبِي فَإِنَّمَا يدعى النُّبُوَّة وَلَيْسَت مستحيلة فِي الْبشر فَإِذا اتى بِدَلِيل لم يُعَارضهُ شَيْء صدق
قَوْله حَتَّى تروح أَي ترجع اخر النَّهَار قَوْله وامده خواصر لِكَثْرَة امتلائها من الشِّبَع وادره ضروعا الدّرّ اللَّبن وَضمير وامده وادره يرجع الى قَوْله مَا كَانَت قَوْله من نقب هُوَ بِفَتْح فَسُكُون الطَّرِيق بَين الجبلين وانقاب بِكَسْر النُّون جمعه قَوْله صلته بِضَم صَاد وَفتحهَا أَي مسلولة يُقَال صلت السَّيْف جرده من غمده والظريب جبل صَغِير وَمِنْه حَدِيث الله على الاكام ووالظراب أَي الْجبَال الصغار (فَخر)
قَوْله عِنْد مُنْقَطع السبخة السبخة بسين وموحدة محركة ومسكنته ارْض ذَات مزو ملح كَمَا فِي الْقَامُوس
قَوْله فترجف الْمَدِينَة أصل الرجف الْحَرَكَة وَالِاضْطِرَاب أَي تزلزل وتضطرب بِسَبَب أَهلهَا لينفض أَي الدَّجَّال
الْكَافِر وَالْمُنَافِق
قَوْله فتنقى الْخبث قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ مَا تلقيه النَّار من وسخ الْفضة والنحاس وَغَيرهمَا إِذا أذيبت انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ هُوَ بِفتْحَتَيْنِ مَا يبرزه النَّار من الْجَوَاهِر المعدنية فيخلصها ويروى بِضَم وَسُكُون أَي الشَّيْء الْخَبيث وَالْأول اشبه لمناسبة الْكِير انْتهى
قَوْله كَمَا تَنْفِي الْكِير هُوَ بِالْكَسْرِ كير الْحداد وَهُوَ الْمَبْنِيّ من الطين وَقيل زق ينْفخ بِهِ النَّار وَالنَّبِيّ الكور وَقَالَ الزَّرْكَشِيّ أَرَادَ المنفخ فَهُوَ يَنْفِي عَن النَّار الدُّخان حَتَّى يبْقى خَالص الْجَمْر وان أَرَادَ الْموضع الْمُشْتَمل على النَّار فَهُوَ لشدَّة حرارته ينْزع خبث الْحَدِيد وَيخرج خُلَاصَة ذَلِك وَالْمَدينَة لشدَّة الْعَيْش وضيق الْحَال تخلص النَّفس من شهواتها فَإِن قيل مشبه بِهِ الْكِير أَو صَاحب الْكِير قلت ظَاهر اللَّفْظ انه الْكِير وَالْمُنَاسِب للتشبيه انه صَاحبه انْتهى وَقَالَ القَاضِي هُوَ مُخْتَصّ بزمنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يصبر على الْهِجْرَة وَالصَّبْر مَعَه الا الْمُؤْمِنُونَ واما المُنَافِقُونَ وجهلة الاعراب فَلَا ورد ان الدَّجَّال يقْصد الْمَدِينَة فترجف الْمَدِينَة ثَلَاث رجفات يخرج الله مِنْهَا كل مُنَافِق وَكَافِر وَيحْتَمل انه فِي ازمان مُتَفَرِّقَة (فَخر)
قَوْله الا قَالَ يَا عبد الله هَذِه الْجُمْلَة بدل من جملَة الِاسْتِثْنَاء السَّابِقَة وَهُوَ قَوْله الا انطق الله والمستثنى مِنْهُ قَوْله فَلَا يبْقى شَيْء من خلق الله (إنْجَاح)
قَوْله وان أَيَّامه أَرْبَعُونَ سنة هَذَا يُخَالف مَا جَاءَ فِي الرِّوَايَة ان مكثه فِي الأَرْض أَرْبَعُونَ يَوْمًا يَوْم كَسنة الخ وان صَحَّ هَذِه الرِّوَايَة فَالْمُرَاد مِنْهُ انه بِاعْتِبَار لهَذَا الزَّمَان بالسرعة أَيَّامًا وَبِاعْتِبَار غرُوب الشَّمْس وطلوعها وَلَو فِي زمن قَلِيل سَمَّاهُ سِنِين وَلِهَذَا لم يعْتَبر فِي أَدَاء الصَّلَاة قصر الْوَقْت وَطوله بَين الزَّمَان الْمَعْهُود سَابِقًا أَعم من ان تقصر الْأَيَّام أَو تطول لِأَن خرق الْعَادة لَا دخل لَهَا فِي إِزَالَة حكم الشَّرِيعَة فَلَو فرض مثلا ان يتَكَرَّر بِحَيْثُ ترجع الشَّمْس من مغْرِبهَا بعد أَدَاء الصَّلَاة لَا يتَكَرَّر فَرضِيَّة أَدَاء الْمغرب فَفِي دورة الدَّجَّال تخرق فِي مُرُور الزَّمَان حينا بطول الْيَوْم وحينا بقصره وَالله اعْلَم وَقَالَ الْقَارِي مَحْمُول على سرعَة الِانْقِضَاء كَمَا ان مَا سبق من قَوْله يَوْم كَسنة مَحْمُول على ان الشدَّة فِي غَايَة الِاسْتِقْصَاء على انه يُمكن اختلافه باخْتلَاف الْأَحْوَال وَالرِّجَال (إنْجَاح)
قَوْله وَيَضَع الْجِزْيَة أَي يحمل النَّاس على دين الْإِسْلَام فَلَا يبْقى ذمِّي يُؤَدِّي الْجِزْيَة وَقيل أَي لَا يبْقى فَقير
للكثرة الْأَمْوَال فَلَا تُؤْخَذ الْجِزْيَة لِأَنَّهَا انما شرعت مصالحنا وَقيل أَي وضع الْجِزْيَة على كل الْكفَّار وَصَارَ كلهم ذمَّة وَيَضَع الْحَرْب اوزارها وَالْأول الصَّوَاب لقَوْله اقرأوا ان شِئْتُم وان من أهل الْكتاب الا ليُؤْمِنن بِهِ قبل مَوته أَي مَا مِنْهُم فِي زمَان عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام الا امن بِهِ وَقيل ضمير مَوته لَاحَدَّ أَي كل أحد مِنْهُم مُؤمن بِعِيسَى وَقت مَوته حَال مُشَاهدَة صدقه عِنْد النزع وَلَكِن لَا يَنْفَعهُ ايمانه قَالَه فِي النِّهَايَة وَالنَّوَوِيّ
قَوْله وَيتْرك الصَّدَقَة أَي يتْرك اخذ الصَّدَقَة لِكَثْرَة المَال وغناء الْفُقَرَاء وَالظَّاهِر انه أَرَادَ ان عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام لَا يبْعَث ساعيا لأجل اخذ الصَّدقَات كَمَا هُوَ مُتَعَارَف الْيَوْم بَان يبْعَث الامام عَاملا وساعيا على أهل الصَّدقَات لَا ان الزَّكَاة لَا تجب على الاغنياء لِأَن هَذَا نسخ للشريعة المحمدية صلوَات الله تَعَالَى وَسَلَامه على صَاحبهَا والى مَا قُلْنَا يُشِير قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا يسْعَى على شَاة وَلَا بعير (إنْجَاح)
قَوْله كل ذَات حمة أَي ذَات سم كالحية وَالْعَقْرَب وَقَوله تسلب قُرَيْش ملكهَا أَي من أَيدي الْكَفَرَة والظلمة لِأَن الْمهْدي عَلَيْهِ السَّلَام من سلالة قُرَيْش إنْجَاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي
[4078] فيكسر الصَّلِيب قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ بِفَتْح صَاد هُوَ المربع من الْخشب لِلنَّصَارَى يدعونَ ان عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام صلب على خَشَبَة على تِلْكَ الصُّورَة والتصاليب التصاوير كالصليب لِلنَّصَارَى ابطالا لشريعة النَّصَارَى انْتهى
قَوْله
[4079] كنغف الْجَرَاد النغف بنُون وغين مُعْجمَة مفتوحتين ثمَّ فَاء وَهُوَ دود يكون فِي انوف الْإِبِل وَالْغنم الْوَاحِدَة نغفة (نووي)
قَوْله فَمَا يكون لَهُم رعي الا لحومهم قلت ان ثَبت فَهَذَا أَيْضا من خرق الْعَادة لِأَن الْمَوَاشِي لَا تَأْكُل للحم (إنْجَاح)
قَوْله فتشكر أَي تسمن وتملي شحما من شكرت الشَّاة بِالْكَسْرِ شكرا بالحركة سمنت وامتلأ ضرْعهَا لَبَنًا نِهَايَة
قَوْله
[4080] فترجع عَلَيْهَا الدَّم الَّذِي اجفظ أَي ملأها أَي ترجع السهْم عَلَيْهِم حَال كَون الدَّم محفوفا وممتلئا عَلَيْهَا فَكَانَ قَوْله عَلَيْهَا الدَّم اجفظ جملَة حَالية من قَوْله فترجع فلفظا جفظ من بَاب احمر من الجفظ فِي الْقَامُوس الجفيظ الْمَقْتُول المنتفخ والجفظ الْمَلأ انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله موثر بن عفازة فِي التَّقْرِيب هُوَ بِضَم أَوله وَسُكُون الْوَاو وَكسر الْمُثَلَّثَة بن عفازة بتفح الْمُهْملَة والفا ثمَّ زائ أَبُو الْمثنى الْكُوفِي مَقْبُول من الثَّالِثَة
قَوْله قد عهد الى فِيمَا دون وجبتها الوجبة السقطة مَعَ الهدة كَذَا فِي الْقَامُوس وَتطلق على وُقُوع الشَّيْء بَغْتَة وَجَبت الشَّمْس أَي وَقعت وغربت وَالْمرَاد انه عهد الى فِي نزولي الى الأَرْض قبل وُقُوع السَّاعَة بِزَمن يسير (إنْجَاح)
قَوْله فَأنْزل فاقتله قَالَ القَاضِي نزُول عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَقَتله الدَّجَّال حق صَحِيح عِنْد أهل السّنة للآحاديث الصحية فِي ذَلِك وَلَيْسَ فِي الْعقل وَلَا فِي الشَّرْع مَا يُبطلهُ فَوَجَبَ إثْبَاته وَأنكر ذَلِك بعض الْمُعْتَزلَة والجهمية وَمن وافقهم وَزَعَمُوا ان هَذِه الْأَحَادِيث مَرْدُودَة بقوله تَعَالَى وَخَاتم النَّبِيين وَبِقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا نَبِي بعدِي وباجماع الْمُسلمين على انه لَا نَبِي بعد نَبينَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وان شَرِيعَته مؤيدة الى يَوْم الْقِيَامَة لَا تنسخ وَهَذَا اسْتِدْلَال فَاسد لِأَنَّهُ لَيْسَ المُرَاد بنزول عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام انه ينزل نَبيا بشرع ينْسَخ شرعنا وَلَا فِي هَذِه الْأَحَادِيث وَلَا فِي غَيرهَا شَيْء من هَذَا بل صحت الْأَحَادِيث فِي الصِّحَاح وَغَيرهَا انه ينزل حكما مقسطا بِحكم شرعنا وَيحيى من أُمُور شرعنا مَا هجره النَّاس انْتهى
قَوْله(1/299)
[4082] وَلَو حبوا على الثَّلج الحبوان يمشي على يَدَيْهِ وركبتيه وَذَلِكَ صَعب جدا سِيمَا على الثَّلج أَي يَأْتِيهِ الْإِنْسَان وَلَو بلغه أَشد الصعوبات (إنْجَاح)
[4083] يكون فِي أمتِي الْمهْدي قَالَ النَّوَوِيّ الْمهْدي من هداه الله الى الْحق وغلبت عَلَيْهِ الاسمية وَمِنْه مهْدي اخر الزَّمَان وَقَالَ الزَّرْكَشِيّ أَي الَّذِي فِي زمن عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَيُصلي مَعَه ويقتلان الدَّجَّال وَيفتح الْقُسْطَنْطِينِيَّة وَيملك الْعَرَب والعجم ويملأ الأَرْض عدلا وقسطا ويولد بِالْمَدِينَةِ وَيكون بيعَته بَين الرُّكْن وَالْمقَام كرها عَلَيْهِ وَيُقَاتل السفياني ويلجأ اليه مُلُوك الْهِنْد مغلفلين الى غير ذَلِك وَمَا أقل حَيَاء واسخف عقلا واجهل دينا وديانة قوما اتَّخذُوا دينهم لهوا وَلَعِبًا كلعب الصّبيان بالخزف والحصا فَيجْعَل بَعْضهَا أَمِيرا وَبَعضهَا سُلْطَانا وَمِنْهَا فيلا وافراسا وجنود فَهَكَذَا هَؤُلَاءِ المجانين جعلُوا وَاحِدًا من غرباء الْمُسَافِرين مهديا بِدَعْوَاهُ الكاذبة بِلَا سيد وشبهته جَاهِلا متجهلا بِلَا خَفَاء لم يشم نفحة من عُلُوم الدّين والحقيقة فضلا من فنون الْأَدَب يُفَسر لَهُم معافي الْكَلَام الرباني ويتبوأ بِهِ مقاعد فِي النَّار يسفههم بالاحتجاج بآيَات المثاني بِحَسب مَا يأولها فِيمَا شرع لَهُم عَن عقائد ظَهرت فَسَادهَا عِنْد الصّبيان وَإِذا اقيم الْحجَج النَّبَوِيَّة الدَّالَّة على شُرُوط الْمهْدي يَقُول هِيَ غير صَحِيح ويعلل بِأَن كل حَدِيث يُوَافق اوصافه فَهُوَ صَحِيح مَا يخلافه فَغير صَحِيح وَيَقُول ان مِفْتَاح الْإِيمَان بيَدي فَكل من يصدقني بالمهدوية فَهُوَ مُؤمن وَمن ينكرها فَهُوَ كَافِر ويفضل ولَايَته على نبوة سيد الْأَنْبِيَاء وينسبه الى الله عز وَجل ويستحل قتل الْعلمَاء وَأخذ الْجِزْيَة وَغير ذَلِك من خرافاتهم ويسمون وَاحِدًا أَبَا بكر الصّديق واخر بآخر وَبَعْضهمْ الْمُهَاجِرين وَالْأَنْصَار وَعَائِشَة وَفَاطِمَة وَغير ذَلِك وَبَعض اغبياءهم جعلُوا شخصا من السَّنَد عِيسَى فَهَل هَذَا الا لعب الشَّيْطَان لَوْلَا ان لَزِمَهُم من الخلود فِي الْعَذَاب السرمد والنيران وَكَانُوا على ذَلِك مدَدا كَثِيرَة وَقتلُوا من الْعلمَاء عديدة الى ان سلط الله عَلَيْهِم جُنُودا لم يروها فاجلى أَكْثَرهَا وَقتل كثيرا وتوب اخرين تَوْبَة وفيرا وَلَعَلَّ ذَلِك بسعي هَذَا المذنب الحقير واستجابة لدَعْوَة الْفَقِير وَالله الْمُوفق لكل خير فَالْحَمْد لله الَّذِي بنعمته تتمّ الصَّالِحَات هَذَا كُله من مجمع الْبحار
قَوْله وَالْمَال يَوْمئِذٍ كدوس أَي مَجْمُوع كثير فِي الْقَامُوس الكدس بِالضَّمِّ وكرمان الْحبّ المحصود الْمَجْمُوع انْتهى وَفِي الْمجمع الكدس الْجمع وَمِنْه كدس الطَّعَام وتكدست الْخَيل إِذا زوحمت وَركب بَعْضهَا على بعض انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[4084] ثمَّ ذكر شَيْئا لَا احفظه بَين فِي طَرِيق اخر فَأخْرجهُ الْحسن بن سُفْيَان فِي مُسْنده وَأَبُو نعيم فِي كتاب الْمهْدي من طَرِيق إِبْرَاهِيم بن سُوَيْد الشَّامي عَن عبد الرَّزَّاق فَقَالَ بعد قَوْله لم يقْتله ثمَّ يَجِيء خَليفَة الله الْمهْدي فَإِذا سَمِعْتُمْ بِهِ فَأتوهُ فَبَايعُوهُ فَإِنَّهُ خَليفَة الله الْمهْدي (زجاجة)
قَوْله
[4085] الْمهْدي منا أهل الْبَيْت اخْتلف فِي انه من بني الْحسن أَو من بني الْحُسَيْن وَيُمكن ان يكون جَامعا بَين النسبتين الحسنيين والاظهر من جِهَة الْأَب حسني وَمن جِهَة الام حسيني قِيَاسا على مَا وَقع فِي وَلَدي إِبْرَاهِيم وهما إِسْمَاعِيل وَإِسْحَاق عَلَيْهِم السَّلَام حَيْثُ كَانَ أَنْبيَاء بني إِسْرَائِيل كلهم من بني إِسْحَاق وَنَبِي من ذُرِّيَّة إِسْمَاعِيل نَبينَا عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَقَامَ مقَام الْكل وَنعم الْعِوَض وَصَارَ خَاتم الْأَنْبِيَاء فَكَذَلِك لما ظَهرت أَكثر الْأمة واكابر الْأَئِمَّة من أَوْلَاد الْحُسَيْن فَنَاسَبَ ان يتَخَيَّر الْحسن بِأَن أعْطى لَهُ ولد يكون خَاتم الاوبياء وَيقوم مقَام سَائِر الاصفياء قَالَه الْقَارِي قلت وَمِمَّا يدل على ان الْمهْدي من أَوْلَاد الْحسن مَا روى أَبُو دَاوُد عَن أبي ساحق قَالَ قَالَ عَليّ وَنظر الى ابْنه الْحسن قَالَ ان بني هَذَا سيد كَمَا سَمَّاهُ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسيخرج من صلبه رجل يُسمى باسم نَبِيكُم يُشبههُ فِي الْخلق وَلَا يُشبههُ فِي الْخلق وَقَالَ بَعضهم من جِهَة الْأَب حسني وَمن جِهَة الام حسيني جمعا بَين الْأَدِلَّة (فَخر)
قَوْله يصلحه الله فِي لَيْلَة أَي يصلحة للامارة والخلافة بغاءة وبغتة (إنْجَاح)
قَوْله
[4086] الْمهْدي من ولد فَاطِمَة قَالَ بن كثير فَأَما الحَدِيث الَّذِي أخرجه الدارطقني فِي الافراد عَن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي مَرْفُوعا الْمهْدي من ولد الْعَبَّاس عمي فَأَنَّهُ حَدِيث غَرِيب كَمَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ تفرد بِهِ مُحَمَّد بن الْوَلِيد مولى بني هَاشم (زجاجة)
قَوْله فيوطئون للمهدي يَعْنِي سُلْطَانه أَي يمهدون الْمهْدي خِلَافَته ويؤيدونه وينصرونه (إنْجَاح)
قَوْله
بَاب الْمَلَاحِم هُوَ جمع ملحمة وَهِي الْقِتَال وَنَبِي الملحمة نَبينَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهُوَ اما بِهَذَا الْمَعْنى واما بِمَعْنى إصْلَاح وتأليف النَّاس كَأَنَّهُ يؤلف أَمر الْأمة والحم الْحَرْب اشتدت كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)
قَوْله(1/300)
[4089] حَتَّى تنزلوا بمرج هُوَ بِفَتْح فَسُكُون أَي رَوْضَة وَفِي النِّهَايَة ارْض وَاسِعَة ذَات نَبَات كَثِيرَة قَوْله ذِي تلول بِضَم التَّاء جمع تل بِفَتْحِهَا وَهُوَ مُرْتَفع الصَّلِيب هُوَ خشيَة مربعة يدعونَ ان عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام صلب على خَشَبَة كَانَت على تِلْكَ الصُّورَة (مرقاة)
قَوْله ويجتمعون الملحمة هِيَ الْحَرْب وَمَوْضِع الْقِتَال مَأْخُوذ من اشتباك النَّاس واختلاطهم فِيهَا كاشتباك لحْمَة الثَّوْب بالسد أَو قيل هُوَ من اللَّحْم لِكَثْرَة لُحُوم الْقَتْلَى فِيهَا (زجاجة)
قَوْله بعثا من الموَالِي وَالْمولى الْمَالِك وَالْعَبْد وَالْمُعتق وَقد اشْتهر فِي الْمُعْتق غَالِبا على الرجل الَّذِي أسلم على يَد رجل مُسلم فَالَّذِي أسلم مَوْلَاهُ وَلَعَلَّ المُرَاد هَهُنَا هَذَا لِأَن الله تَعَالَى أيد هَذَا الدّين فِي زمن الصَّحَابَة التَّابِعين على أَيدي أَمْثَال هَؤُلَاءِ الرِّجَال سِيمَا أهل الْفَارِس حَتَّى ورد لَو كَانَ الْإِيمَان تَحت الثريا لناوله رجال من أَبنَاء فَارس وَورد الابدال من الموَالِي إنْجَاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ الْمُحدث الدهلوي
[4092] الملحمة الْكُبْرَى الخ فِي هَذَا الحَدِيث وَالَّذِي يَلِيهِ وَهُوَ بَين الملحة الخ تنَاقض قَالَ بن كثير هَذَا مُشكل مَعَ الَّذِي قبله اللَّهُمَّ الا ان يكون بَين أول الملحمة واخرها سِتّ سِنِين وَيكون بَين اخرها وَفتح الْمَدِينَة وَهِي القسطنيطنية مُدَّة قريبَة بِحَيْثُ يكون ذَلِك مَعَ خُرُوج الدَّجَّال فِي سَبْعَة اشهر مِصْبَاح الزجاجة
قَوْله وَفتح قسطنطينية قَالَ النَّوَوِيّ هِيَ بِضَم الْقَاف واسكان السِّين وَضم الطَّاء الأولى وَكسر الثَّانِيَة وَبعدهَا يَاء سَاكِنة ثمَّ نون هَكَذَا ضبطناه وَهُوَ الْمَشْهُور والقلة القَاضِي فِي الْمَشَارِق عَن المتقنين والاكثرين وَعَن بَعضهم زِيَادَة يَاء مُشَدّدَة بعد النُّون وَهِي مَدِينَة مَشْهُورَة من أعظم مَدَائِن الرّوم انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ قد فتحت زمن الصَّحَابَة وَيفتح عِنْد خُرُوج الدَّجَّال قَالَ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ قد فتحت فِي زمن عُثْمَان وَيفتح عِنْد خُرُوج الدَّجَّال انْتهى وَقَالَ فِي الْقَامُوس قسنطينية حصن بحدود افريقية أَو قسطنطينية بِزِيَادَة يَاء مُشَدّدَة وَقد يضم الطَّاء الأولى مِنْهَا دَار ملك الرّوم فتحهَا من اشارط السَّاعَة وَتسَمى بالرومية بوزنطيا وارتفاع سوره أحد وَعِشْرُونَ ذِرَاعا كنيتها مستطيلة وبجانبها عَمُود عَال فِي دور أَرْبَعَة ابواع تَقْرِيبًا وَفِي رَأسه فرس من نُحَاس وَعَلِيهِ فَارس وَفِي إِحْدَى يَدَيْهِ كرة من ذهب وَقد فتح أَصَابِع يَده الْأُخْرَى مُشِيرا بهَا وَهُوَ صُورَة قسطنطين بانيها انْتهى (فَخر)
قَوْله
[4093] بَين الملحمة وَفتح الْمَدِينَة سِتّ سِنِين هَذَا يُخَالف مَا مر من حَدِيث معَاذ بن جبل وَقد أخرجه التِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد وَأحمد وَالْحَاكِم وَالْجمع مُمْتَنع وَالأَصَح هُوَ الْمُرَجح وَحَاصِله ان بَين الملحمة الْعُظْمَى هَذَا وَبَين خُرُوج الدَّجَّال سبع سِنِين أصح من سَبْعَة اشهر وَذكره على الْقَارِي وَقَالَ وَمَا قيل من انه لَا يبعد من ان السّنة سبع سِنِين بسبعة اشهر فَفِي غَايَة الْبعد وَيُمكن ان يكون سِتّ سِنِين وَبَعض السَّابِع فَالَّذِي حذف السَّابِع حذف الْكسر وَالَّذِي عد عد الْبَعْض كلاكما يُقَال صمت عشرَة ذِي الْحجَّة مَعَ انها تسع (إنْجَاح)
قَوْله مسالح الْمُسلمين جمع مسلحة قَالَ فِي النِّهَايَة المسلحة قوم يحفظون الثغور من الْعَدو لأَنهم يكونُونَ ذَوي سلَاح أَو لأَنهم يسكنون المسلحة وَهِي كالثغر والمرقب يكون فِيهِ أَقوام يرقبون الْعَدو لِئَلَّا يطرقهم على غَفلَة فَإِذا رَأَوْهُ اعلموا اصحابهم لِيَتَأَهَّبُوا لَهُ انْتهى قَوْله ببولا وَقَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ اسْم مَوضِع كَانَ يسرق فِيهِ الاعراب مَتَاع الْحَاج انْتهى
قَوْله بني الْأَصْفَر قَالَ فِي النِّهَايَة يَعْنِي الرّوم لِأَن اباهم الأول كَانَ اصفر اللَّوْن وَهُوَ روبن عيصو بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم قَالَ الْكرْمَانِي لِأَن جدهم روم بن عيص تزوج بنت مَالك الْحَبَشَة فجَاء وَلَده بَين الْبيَاض والسواد وَقيل ان حَبَشِيًّا غلب بِلَادهمْ فِي وَقت فوطئ نِسَائِهِم فَولدت كَذَلِك وَقَالَ النَّوَوِيّ نسبوا الى الْأَصْفَر بن روم بن عيصو انْتهى
قَوْله روقة الْإِسْلَام أَي خِيَار الْمُسلمين وسرانهم جمع رائق من راق الشَّيْء إِذا صفا وخلص وَيُقَال لوَاحِد وَجمع كغلام روقة وغلمان روقة (زجاجة)
قَوْله
[4096] نعَالهمْ الشّعْر أَرَادَ طول شعروهم حَتَّى اطرافها فِي ارجلهم مَوضِع النِّعَال أَو ان نعَالهمْ من شعر بِأَن يجْعَلُوا نعَالهمْ فِي شعر مظفور فتح الْبَارِي
قَوْله
[4097] ذلف الا نوف قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ بِضَم الذَّال الْمُعْجَمَة وَسُكُون اللَّام وَفَاء جمع اذلف من الذلف بِالتَّحْرِيكِ وَهُوَ قصر الْأنف وانبطاحه وَقيل ارْتِفَاع طرفه مَعَ صغر أرنبته (زجاجة)
قَوْله ذلف الأنوف هُوَ بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة والمهملة لُغَتَانِ الْمَشْهُورَة الْمُعْجَمَة وَمِمَّنْ حكى الْوَجْهَيْنِ فِيهِ صاحبا الْمَشَارِق والمطالع قَالَا رِوَايَة الْجُمْهُور بِالْمُعْجَمَةِ وَبَعْضهمْ بِالْمُهْمَلَةِ وَالصَّوَاب الْمُعْجَمَة وَهُوَ بِضَم الذَّال وإساكان اللَّام جمع أذلف كأحمر وحمر وَمَعْنَاهُ فطس الأنوف قصارها مَعَ انبطاح وَقيل هُوَ غلظ فِي أرنبة الْأنف وَقيل الطاين فِيهَا وَكله مُتَقَارب قَالَه النَّوَوِيّ
قَوْله كَأَن وُجُوههم المجان المطرقة قَالَ النَّوَوِيّ اما المجان فبفتح الْمِيم وَتَشْديد النُّون جمع مجن بِكَسْر الْمِيم وَهُوَ الترس واما المطرقة فبإسكان الطَّاء وَتَخْفِيف الرَّاء الفصيح الْمَشْهُور فِي الرِّوَايَة وَفِي كتب اللُّغَة والغريب وَحكى فتح التَّاء وتشيد الرَّاء وَالْمَعْرُوف الأول قَالَ الْعلمَاء هِيَ الَّتِي البست الْعقب واطرقت بِهِ طَاقَة فَوق طَاقَة قَالُوا وَمَعْنَاهُ تَشْبِيه وُجُوه التّرْك فِي عرضهَا وتنور وجناتها بالترستة المطرقة انْتهى
قَوْله(1/301)
[4098] ينتعلون الشّعْر وَفِي رِوَايَة لمُسلم يلبسُونَ الشّعْر وَفِي أُخْرَى لَهُ يَمْشُونَ فِي الشّعْر وَالْمعْنَى وَاحِد قَالَ النَّوَوِيّ وَقد وجد فِي زَمَاننَا هَكَذَا وَفِي رِوَايَة حمر الْوُجُود أَي بيض الْوُجُوه مشوبة بحمرة وَهَذِه كلهَا معجزات لرَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقد وجد قتال هَؤُلَاءِ التّرْك بِجَمِيعِ صفاتهم الَّتِي ذكرهَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صغَار الاعين حمر الْوُجُوه ذلف الانوف عراض الْوُجُوه كَأَن وُجُوههم المجان المطرقة ينتعلون الشّعْر فوجدوا بِهن الصِّفَات كلهَا فِي زَمَاننَا وَقَاتلهمْ الْمُسلمُونَ مَرَّات وَقَاتلهمْ الْآن ونسأل الله الْكَرِيم إِحْسَان الْعَاقِبَة للْمُسلمين فِي أَمرهم وَأمر غَيرهم وَسَائِر أَحْوَالهم وادامة اللطف بهم والحماية وَصلى الله على رَسُوله الَّذِي لَا ينْطق عَن الْهوى ان هُوَ الا وَحي يُوحى انْتهى
قَوْله بِتَحْرِيم الْحَلَال كَمَا يَفْعَله بعض الْجُهَّال زعما مِنْهُم ان هَذَا من الْكَمَال فَيمْتَنع من أكل اللَّحْم والحو اء والفواكه وَلبس ثوب الْجَدِيد وَمن التروح وَنَحْو ذَلِك وَقد قَالَ الله تَعَالَى يَا أَيهَا الَّذين آمنُوا لَا تحرموا طَيّبَات مَا أحل الله لكم وَلَا تَعْتَدوا ان الله لَا يحب الْمُعْتَدِينَ قَوْله ارغب مِنْك فِيهَا الخ خلاصته ان يكون رغبتك فِي وجود الْمُصِيبَة لأجل ثَوَابهَا كثر من رغبتك فِي عدمهَا قَالَه الْقَارِي وَقَالَ الطَّيِّبِيّ قَوْله ارغب مِنْك فِيهَا لَو انها ابقيت لَك مَعْنَاهُ ان تكون فِي حُصُول الْمُصِيبَة وَقت اصابتها ارغب من نَفسك فِي الْمُصِيبَة حَال كونك غير مصاب بهَا لِأَنَّك تثاب بوصولها إِلَيْك ويفوتك الثَّوَاب إِذا لم تصل إِلَيْك فَوضع ابقيت مَوضِع لم تصب يُرِيد ان الْمُصِيبَة تكفر الذُّنُوب وَبعدهَا يبقي الذَّنب مُصِيبَة تصل اليه فِي الْآخِرَة والعاقل لَا يرضى بِهِ انْتهى اوجع يشئذك أَي يقلقلك شئز وشئيز فَهُوَ مشئوز واشازته من الشاز وَهُوَ مَوضِع غليظ كثير الْحِجَارَة قَالَه فِي النِّهَايَة
قَوْله عهد الي عهد أَي اواصاني قَالَ فِي النِّهَايَة الْعَهْد يكون مبعنى الْيَمين والامان والذمة والحفاظة ورعاية الْحُرْمَة وَالْوَصِيَّة وَلَا يخرج الْأَحَادِيث عَن أَحدهَا انْتهى
قَوْله
[4104] الا بضعَة وَعشْرين قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ بِالْكَسْرِ وَقد تفتح مَا بَين الْوَاحِد الى الْعشْر أَو الثَّلَاث الى التسع وَمنعه الْجَوْهَرِي مَعَ الْعشْرين وَهَذَا الحَدِيث وَغَيره يُخَالِفهُ انْتهى قلت وَهُوَ خَاص بالعشرات الى التسعين فَلَا يُقَال بضع وَمِائَة (فَخر)
قَوْله
[4105] وأتته الدُّنْيَا وَهِي راغمة ذليلة تَابِعَة لَهُ أَي تقصده طَوْعًا وَكرها وَمعنى وَلم يَأْته من الدُّنْيَا الا مَا كتب لَهُ أَي يَأْتِيهِ مَا كتب وَهُوَ راغم (فَخر)
قَوْله
[4106] من جعل الهموم هما وَاحِدًا أَي ترك سَائِر الهموم حَيْثُ اقصر عَليّ هُوَ وَاحِد وَهُوَ هم الْآخِرَة وَيدل عَلَيْهِ قَوْله وَمن تشعبت بِهِ الهموم بِهِ أَحْوَال الدُّنْيَا مِصْبَاح الزجاجة
قَوْله من جعل الهموم هما وَاحِدًا هم الْمعَاد هُوَ بدل من ثَانِي مفعولي جعل وَمن تشعبت بِهِ الهموم أَحْوَال الدُّنْيَا هُوَ بدل من الهموم وَعدل عَن الظَّاهِر قَوْله وَجعل هم الدُّنْيَا هم همومها مَا ليؤذن بِتَصَرُّف الهموم فِيهِ وتفريها إِيَّاه فِي اودية الْهَلَاك فَإِن الله تَعَالَى تَركه وهمومه (فَخر)
قَوْله فَلْينْظر بِمَ يرجع وضع مَوضِع قَوْله فَلَا يرجع بِشَيْء كَأَنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستحقر تِلْكَ الْحَالة فِي مُشَاهدَة السَّامع ثمَّ يَأْمر بالتفكر والتأمل هَل يرجع بِشَيْء أم لَا وَهَذَا تَمْثِيل على سَبِيل التَّقْرِيب والا فَأَيْنَ الْمُنَاسبَة بَين التناهي وَغير التناهي قَالَ الطَّيِّبِيّ
قَوْله كراكب استظل تَحت شَجَرَة أَي طلب الظل والراحة تَحت الشَّجَرَة فِي السَّبِيل ليريح سَاعَة ثمَّ يروح هذاالمثال للدنيا كَأَنَّهُ مثل الْمُسَافِر السائر فِي الطَّرِيق ارْتَاحَ فَإِنَّهُ لَا يرِيح الا قَلِيلا (إنْجَاح)
قَوْله
[4110] ثَنَا أَبُو يحيى زَكَرِيَّا بن مَنْظُور قَالَ بن حجر زَكَرِيَّا بن مَنْظُور بن ثَعْلَبَة وَيُقَال زَكَرِيَّا بن يحيى بن مَنْظُور فنسب الى جده الْقرظِيّ أَبُو يحيى الْمدنِي ضَعِيف من الثَّامِنَة تقريب
قَوْله جنَاح بعوضة مثل للقلة والحقارة أَي لَو كَانَ لَهَا أدنى أدنى قدر مَا منع الْكَافِر مِنْهَا أدنى أدنى تمتّع طيبي
قَوْله(1/302)
[4111] الْمُسْتَوْرد بن شَدَّاد قَالَ بن حجر الْمُسْتَوْرد بن شَدَّاد بن عمر والقرشي الفِهري حجازي نزل الْكُوفَة لَهُ ولأبيه صُحْبَة مَاتَ سنة خمس وَأَرْبَعين انْتهى
قَوْله على سخلة بِفَتْح سين فمعجمة ولد معز أَو ضَأْن ذكرا أَو أُنْثَى وَجمعه سخال (فَخر)
[4112] الا ذكر الله وَمَا وَالَاهُ أَي احبه الله من أَعمال الْبر وافعال الْقرب أَو مَعْنَاهُ مَا والى ذكر الله أَي قاربه من ذكر خير أَو تَابعه من اتِّبَاع امْرَهْ وَنَهْيه لِأَن ذكره يُوجب ذَلِك وَقَالَ المظهري مَا يُحِبهُ الله فِي الدُّنْيَا والموالاة الْمحبَّة بَين اثْنَيْنِ وَقد يكون من وَاحِد وَهُوَ المُرَاد هَهُنَا يَعْنِي مَلْعُون مَا فِي الدُّنْيَا الا ذكر الله وَمَا احبه الله مِمَّا يجْرِي فِي الدُّنْيَا قَوْله أَو عَالما أَو متعلما عطف على ذكر الله وَهُوَ مَنْصُوب على الِاسْتِثْنَاء من الْكَلَام الْمُوجب أَي لَا يحمد الا ذكر الله أَو عَالم أَو متعلم كَذَا فِي اللمعات
قَوْله الا ذكر الله وَمَا وَالَاهُ قَالَ الطَّيِّبِيّ المولاة الْمحبَّة أَي مَلْعُون مَا فِي الدُّنْيَا الا ذكر الله وَمَا احبه الله مِمَّا يجْرِي فِي الدُّنْيَا وَقيل من الْمُوَالَاة الْمُتَابَعَة وَيجوز ان يُرَاد بِمَا يوالي ذكر الله طَاعَة وَاتِّبَاع امْرَهْ وَاجْتنَاب نَهْيه لِأَن ذكره يَقْتَضِيهِ وعالما بِالنّصب وتكرير أَو عِنْد بن ماجة وَهُوَ الظَّاهِر وَفِي جَامع الْأُصُول وَالتِّرْمِذِيّ بِالرَّفْع بِمَعْنى لَا يحمد فِيهَا الا ذكر الله وعالم انْتهى
قَوْله الا ذكر الله وَمَا وَالَاهُ قَالَ الزَّرْكَشِيّ أَي احبه الله ففاعله الله ومفعوله ضميرها أَو الْمُوَالَاة الْمُتَابَعَة فالفاعل ضمير مَا وَالْمَفْعُول ضمير الذّكر وَكَذَا إِذا أُرِيد بِمَا يوالي ذكر الله طَاعَة انْتهى وَقَوله أَو عَالما أَو متعلما تَخْصِيص الْعلم بعد تَعْمِيم لشمُول مَا وَالَاهُ جَمِيع الْخيرَات تَنْبِيه على ان جَمِيع النَّاس سواهُمَا همج وعَلى ان المُرَاد بهما الْعلمَاء بِاللَّه
قَوْله الدُّنْيَا سجن الْمُؤمن وَذَا فِي جنب مَا أعد لَهُ من المثوبة وجنة الْكَافِر فِي جنب مَا أعد لَهُ من الْعقُوبَة وَقيل الْمُؤمن يسجن نَفسه عَن الملاذ ويأخذها بالشدائد وَالْكَافِر بعكسه انْتهى وَقَالَ النَّوَوِيّ لِأَنَّهُ مَمْنُوع عَن الشَّهَوَات الْمُحرمَة والمكروهة مُكَلّف بالطاعات فَإِذا مَاتَ انْقَلب الى النَّعيم الدَّائِم وَالْكَافِر بعكسه انْتهى
قَوْله ان اغبط النَّاس أَي الَّذِي يغبطه النَّاس على منَازِل قربه فِي يَوْم الْقِيَامَة أعطَاهُ الله من فَضله وَكَرمه (إنْجَاح)
قَوْله خَفِيف الحاذ أَي خَفِيف الْحَال واصله طَريقَة الْمَتْن وَمَا يَقع عَلَيْهِ للبد من ظهر الْفرس أَي خَفِيف الظّهْر من الْعِيَال لَيْسَ لَهُ عِيَال وَكَثْرَة شغل هَكَذَا فِي الْمجمع فِي مَادَّة الحوذ وَقَالَ فِي الْقَامُوس وحاذ الْمَتْن مَوضِع اللبد مِنْهُ والحاذ الظّهْر وَالشَّجر وخفيف الحاذ قَلِيل المَال والعيال انْتهى إنْجَاح 5
قَوْله غامض فِي النَّاس الخ أَي المخفي فيهم بِحَيْثُ لَا يشار فِي دينه وَالْمرَاد بهم أهل الْبَاطِن لِأَن توجههم الى الْحق لَا يعلم غير الله تَعَالَى بِخِلَاف الْأَبْرَار فَإِن اعمالهم يظْهر على كل أحد فَإِذا حصل لَهُم حَظّ فِي الصَّلَاة أَي الاسْتِرَاحَة بهَا مناجيا بِاللَّه عَن التَّعَب الدُّنْيَوِيَّة صَارُوا من أهل الْبَاطِن وَتركُوا عمل الظَّاهِر الا مَا لَا بُد مِنْهُ وَهَذِه الْفرْقَة تسمى الملامتية وَرَئِيسهمْ الصّديق الْأَكْبَر رَضِي الله عَنهُ فَإِنَّهُ لم ينْقل عَنهُ مَا نقل عَن غَيره من الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَالْعُلَمَاء الكاملين من الْعِبَادَات الْكَثِيرَة الشاقة بل كَانَ يَكْفِي على الْمِقْدَار الْمَفْرُوض وَمَعَ ذَلِك ورد فِي حَقه لَو وزن ايمان أمتِي مَعَ ايمان أبي بكر رَضِي لرجح ايمان أبي بكر وحقتي ذَلِك الشَّيْخ مُحي الدّين الْعَرَبِيّ وَتَبعهُ الشَّيْخ عبد الْوَهَّاب الشعراني فِي اليواقيت والجواهر وَإِنَّمَا سموا بالملامتية لأَنهم لَا يخَافُونَ فِي الله لومة لائم لعدم التفاتهم الى الْمَخْلُوقَات كَافَّة لَا لما اشْتهر بَين النَّاس انهم يتهاونون فِي بعض أُمُور الشَّرْع حاشاهم عَن ذَلِك وَتَعَالَى الله عَمَّا يَقُول الظَّالِمُونَ علو اكبيرا هَكَذَا ذكر الْعَارِف الجامي قدس سره فِي النفخات حاكيا عَن شيخ الْإِسْلَام وَلَا يخفي ان مثل هَذَا الرجل يلام فِي الْعَوام وَقَالُوا مَا لهَذَا الرَّسُول يَأْكُل الطَّعَام وَيَمْشي فِي الْأَسْوَاق فَصدق ان النِّهَايَة هِيَ الرُّجُوع الى الْبِدَايَة ثمَّ لَا يخفى ان هَذِه الصِّفَات الَّتِي ذكر فِي الحَدِيث من كَونه خَفِيف الحاذ أَي المَال وَقلة الرزق والغموض فِي النَّاس والحظ فِي الصَّلَاة وتعجيل الْمنية أَي الْمَوْت وَقلة التراث أَي الْمِيرَاث وَقلة البواكي كَانَت فِي الصّديق الْأَكْبَر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ على وَجه الْكَمَال فَإِنَّهُ لم يفتح فِي زَمَنه فتوحات وَلم يَعش بعد النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسنتين واشهر وحظه فِي الصَّلَاة بِحَيْثُ لَا يلْتَفت الى غَيرهَا مَشْهُور فِي الْأَحَادِيث الصِّحَاح ولغموض فِي النَّاس عل حِرْفَة البازازين وَقلة بوَاكِيهِ لقلَّة الْعِيَال مِمَّا لَا يخفى على المتأمل
قَوْله
[4118] قَالَ البذاذة القشافة أَي ترك الزِّينَة إِرَادَة للتواضع فِي اللبَاس وَغَيره وَلذَا كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وسم لَا يترجل الا غبا وَيمْنَع عَن كثير الارفاه وَيكون ثَوْبه أَحْيَانًا كَثوب الزيات وَيظْهر التجمل أَحْيَانًا لإِظْهَار نعْمَة اله تَعَالَى عَلَيْهِ فَكَانَ حَاله على الِاعْتِدَال فِي كل شَيْء لَا على الافراط والتفريط (إنْجَاح)
قَوْله
[4119] إِذا رُءُوا ذكر الله عز وَجل نقل عَن سَادَاتنَا النقشبندية رَحِمهم الله تَعَالَى انهم قَالُوا إِذا لم ينفع لرجل رُؤْيَة الشَّيْخ وسكوته لم يَنْفَعهُ وعظه وَلذَا كَانُوا قَلما يمْنَعُونَ أحد من الْمُنْكَرَات حَتَّى إِذا جَاءَ صحبهم أَيَّامًا يتأثر من بركاتهم وفيوضهم وَيتْرك معائبه سَاعَة فساعة هَذَا لمن أَرَادَ صحبتهم وَمن جَاءَ زَائِرًا يعطونه بالرفق لكَي يتأثر فِيهِ كَمَا هُوَ دأب الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ (إنْجَاح)
قَوْله
[4120] قَالُوا رَأْيك الخ أَي الرَّأْي الْحَقِيقِيّ مَا كَانَ رَأْيك فِيهِ واما رَأينَا فِي هَذَا فَنَقُول الخ والحرى اللَّائِق (إنْجَاح)
قَوْله
[4121] ان الله يحب الخ قَالَ الرَّافِعِيّ فِي تَارِيخ قزوين اعْتبر بعد الْإِيمَان ثَلَاث صِفَات الْفقر وَالتَّعَفُّف أما ابوة الْعِيَال اما ابوة الْعِيَال والاهتمام بشأنهم ففضله ظَاهر وَفِي الحَدِيث الكاد على عِيَاله كالمجاهد فِي سَبِيل واما الْجمع بَين الْفقر وَالتَّعَفُّف فلَان الْفقر قد يكون عَن ضَرُورَة وَصَاحبه غير صابر عَلَيْهِ وَلَا رَاض بِهِ وَقد يكون بعجز وكسل فِي طلب الْكِفَايَة من جِهَات المكاسب فَإِذا انْضَمَّ إِلَيْهَا التعفف اشعر ذَلِك بِالصبرِ والقناعة والتحرز عَن التَّبعَات وركوب الْهوى انْتهى (زجاجة)
قَوْله(1/303)
[4122] بِنصْف يَوْم خَمْسمِائَة عَام هَكَذَا فِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ وَفِي رِوَايَة مُسلم أَرْبَعِينَ خَرِيفًا لَكِن فِيهِ ان فُقَرَاء الْمُهَاجِرين وَقيل ان الْفُقَرَاء الَّذين فِي قُلُوبهم ميل ورغبة الى الدُّنْيَا يقدمُونَ بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا والزهاد بِخَمْسِمِائَة عَام ويتوهم ان الْفُقَرَاء يتقدمون على الاغنياء من الْأَنْبِيَاء أَيْضا وَلَعَلَّ غَرَضه مُجَرّد إِظْهَار فضل الْفُقَرَاء وَلَو سلم ففضيلة جزئية ثمَّ الظَّاهِر ان الاغنياء الصَّالِحين يطوى عَلَيْهِم الزَّمَان فَلَا يَجدونَ الكلفة كَمَا يَجدونَ أهل الْمعاصِي فِي الْمَحْشَر لِأَن الْغنى فِي نَفسه لَيْسَ مَعْصِيّة إنْجَاح الْحَاجة
[4126] اللَّهُمَّ احيني مِسْكينا الخ هَذَا أحد الْأَحَادِيث الَّتِي انتقدها الْحَافِظ سراج الدّين الْقزْوِينِي على المصابيح وَزعم انه مَوْضُوع وَقَالَ الْحَافِظ صَلَاح الدّين العلائي فِي اجوبته هُوَ حَدِيث ضَعِيف السَّنَد لَكِن لَا يحكم عَلَيْهِ بِالْوَضْعِ وَأَبُو الْمُبَارك وان قَالَ فِيهِ التِّرْمِذِيّ مَجْهُول فقد عرفه بن حبَان وَذكره فِي الثِّقَات وَيزِيد بن سِنَان هُوَ قُرَّة الرهاوي قَالَ فِيهِ بن معِين لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ البُخَارِيّ مقارب الحَدِيث الا ان ابْنه مُحَمَّد ن زيد يروي عَنهُ مَنَاكِير وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق وَلَا يحْتَج وَبَاقِي رُوَاته مَشْهُورُونَ وَذكر العلائي فِي كتاب بسط الورقات انه يَنْتَهِي مَجْمُوع طرقه الى دَرَجَة الصِّحَّة وَقد أوردهُ بن الْجَوْزِيّ أَيْضا فِي الموضوعات قَالَ الزَّرْكَشِيّ فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ أَسَاءَ بن الْجَوْزِيّ فِي ذَلِك وَله طَرِيق اخر عَن عَطاء بن أبي رَبَاح عَن أبي سعيد أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَصَححهُ وَأقرهُ الذَّهَبِيّ فِي تلخيصه وَأخرجه الْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه من تِلْكَ الطَّرِيق وَله شَوَاهِد من حَدِيث أنس أخرجه التِّرْمِذِيّ وَمن حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت أخرجه الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ وَصَححهُ أَيْضا الْمَقْدِسِي فِي المختارة وَمن حَدِيث بن عَبَّاس أخرجه الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب وَقَالَ الْحَافِظ بن حجر فِي تَخْرِيج أَحَادِيث الرَّافِعِيّ اورد بن الْجَوْزِيّ هَذَا الحَدِيث فِي الموضوعات وَكَأَنَّهُ اقدم عَلَيْهِ وَلما رَآهُ مبائنا للْحَال الَّتِي مَاتَ عَلَيْهَا النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّهُ كَانَ مكفيا قَالَ الْبَيْهَقِيّ وَجهه عِنْدِي انه لم يسْأَل حَال المسكنة الَّتِي يرجع مَعْنَاهَا الى الْقلَّة وَإِنَّمَا سَأَلَ المسكنة الَّتِي يرجع مَعْنَاهَا الى الاخبات والتواضع انْتهى (زجاجة)
قَوْله اللَّهُمَّ احيني مِسْكينا قَالَ فِي النِّهَايَة قد تكَرر فِي الحَدِيث ذكر المسكنة والمسكين ومدار كل على الخضوع والذلة وَقلة المَال وَالْحَال السَّيئَة واستكان إِذا خضع والمسكنة فقر النَّفس وتمسكن إِذا تشبه بالمسكين وَهُوَ من لَا شَيْء لَهُ وَقيل من لَهُ بعض شَيْء وَقد يَقع على الضَّعِيف وَفِيه احيني مِسْكينا أَرَادَ بِهِ التَّوَاضُع والاخبات وان لَا يكون من الجبارين المتكبرين انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ هِيَ من المسكنة وَهِي الذلة والافتقار أَرَادَ إِظْهَار تواضعه وافتقاره الى ربه إرشاد الامتة للتواضع انْتهى
قَوْله
[4127] فَإِن وُفُود الْعَرَب قَالَ فِي النِّهَايَة الْوَفْد قوم يَجْتَمعُونَ ويردون الْبِلَاد الْوَاحِد وَافد وَكَذَا من يقْصد الْأُمَرَاء بِالزِّيَادَةِ أَو الاسترفاء والانتجاع وَقد يفد فدته وفوفد واوفد على الشَّيْء فَهُوَ موفدا إِذا اشرف انْتهى وَقَالَ صَاحب التَّحْرِير الْوَفْد الْجَمَاعَة المختارة من الْقَوْم ليتقدموهم فِي لَقِي العظماء والمصير إِلَيْهِم فِي الْمُهِمَّات واحدهم وَافد انْتهى
قَوْله ويل للمكثرين الويل الحرزن والهلاك وَالْمَشَقَّة من الْعَذَاب قَوْله الا من قَالَ بِالْمَالِ هَكَذَا وَهَكَذَا أَي الا من صرفه على النَّاس قَالَ فِي النِّهَايَة الْعَرَب تجْعَل القَوْل عبارَة عَن جَمِيع الْأَفْعَال نَحْو قَالَ بِيَدِهِ أَي اخذ وَقَالَ بِرجلِهِ أَي مَشى وَقَالَت لَهُ العينان سمعا وَطَاعَة أَي اومأت وَقَالَ بِالْمَاءِ على يَده أَي قلب وَقَالَ بِثَوْبِهِ رَفعه وَكله مجَاز كَمَا روى فِي حَدِيث السَّهْو مَا يَقُول ذُو الْيَدَيْنِ قَالُوا صدق روى انهم أَو مأوا برؤسهم أَي نعم وَلم يتكلموا ويجيئ بِمَعْنى اقبل وَمَال واستراح وَضرب وَغلب انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ الا من قَالَ هَكَذَا أَي أَشَارَ الى جَمِيع الجوانب وَهَكَذَا صفة مصدر مَحْذُوف أَي أَشَارَ إِشَارَة مثل هَذِه الْإِشَارَة وَمن بَين يَدَيْهِ كَمَا فِي رِوَايَة بَيَان للْإِشَارَة والاظهر ان يتَعَلَّق بِالْفِعْلِ الْمَجِيء وَعَن يَمِينه كَمَا فِي هَذَا الْكتاب وَعَن اللعبد والمجاوزة انْتهى
قَوْله(1/304)
[4130] الْأَكْثَرُونَ هم الاسفلون أَي فِي الدرجَة السُّفْلى من فُقَرَاء أهل الْإِسْلَام الا من يصرف مَاله فِي رِضَاء الرب الْمولى كَمَا يَأْتِي فِي حَدِيث آخر ويستفيد من لفظ هَكَذَا وَهَكَذَا هَذَا الْمَعْنى (إنْجَاح)
[4132] أرصده فِي قَضَاء دين أَي امسكه لقَضَاء دين لَو لم يكن الدَّائِن حَاضرا عِنْدِي وَإِنَّمَا قَالَ يَأْتِي على ثَالِثَة لِأَنَّهُ لَا بُد لتقسيم هَذَا الْمِقْدَار من زمَان والا فَكَانَ لَا يَأْتِي عَلَيْهِ الا كَانَ يقسمهُ فَإِن فِي رِوَايَة البُخَارِيّ ان النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى الْعَصْر فتخطى رِقَاب بعض النَّاس الى حجر بعض نِسَائِهِ وَاعْتذر بِأَنَّهُ خلف بِالْبَيْتِ تَبرأ من الصَّدَقَة فكره ان يبيته (إنْجَاح)
قَوْله
[4133] وَعجل لَهُ الْقَضَاء أَي الْمَوْت ثمَّ لَا يخفى ان ظَاهر هَذَا الحَدِيث يُخَالف مَا ورد فِي رِوَايَة أُخْرَى لِأَحْمَد وَالتِّرْمِذِيّ والدارمي عَن أبي بكرَة ان رجلا قَالَ يَا رَسُول الله أَي النَّاس خير قَالَ من طَال عمره وَحسن عمله وَكَذَلِكَ مَا صَحَّ من ان أَخَوَيْنِ مَاتَا فَقتل أَحدهمَا فِي سَبِيل الله وَمَات الثَّانِي بعد جُمُعَة ففضل النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الثَّانِي وَقَالَ أَيْن صلَاته بعد صلَاته وَعَمله بعد عمله أَو قَالَ صَوْمه بعد صَوْمه لما بَينهمَا كبعد مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض كَمَا فِي رِوَايَة أبي دَاوُد وَالنَّسَائِيّ قلت يخْتَلف هذاالامر بِاعْتِبَار الْأَشْخَاص والاحوال فَرجل كَثْرَة المَال وَطول الْعُمر خير لَهُ وَآخر عكس ذَلِك وَتَقْدِير ذَلِك الى مُقَدّر الْأُمُور حَيْثُ قَالَ وَلَو بسط الله الرزق لِعِبَادِهِ لبغو فِي الأَرْض ونطق بِمثل قَوْلنَا الحَدِيث الْوَارِد فِي ذَلِك فَأهل الْأَعْمَال يُعْطون اجورهم على اعمالهم فطول الْعُمر وَكَثْرَة المَال خير لَهُم بِشَرْط الامن عَن الْفساد واما العارفون فجزاءهم لَا يتَوَقَّف على أَعمال الْبر بل يفضلون على حسن عرفانهم وَلَا يخفى ان الْمعرفَة تزيد فِي البرزخ ثمَّ فِي العرصات ثمَّ فِي دَار الخلود سَاعَة فساعة فَحِينَئِذٍ يصلونَ الى كَمَال الْمعرفَة وَهُوَ التَّقَرُّب ورؤية الله تَعَالَى فَيكون الْمَوْت نَافِعًا لَهُم كَمَا حَقَّقَهُ الشَّيْخ المجددي رَضِي الله عَنهُ فِي مكاتيبه واما الْأَبْرَار فحالهم خلاف حَال المقربين لِأَنَّهُ بِالْمَوْتِ تَنْقَطِع اعمالهم وَطول الْعُمر لهَذَا الْمَعْنى خير لَهُم وَبَين الْحَالَتَيْنِ بون بعيد وَوجه الْفرق ان أَعمال الْأَبْرَار لَا تكون الا لطلب الْجنَّة والهرب من النَّار وَأهل الْعرْفَان لَا يلفتون الى شَيْء من ذَلِك بل لَو فرض ان الله تَعَالَى لَا يعذب أحدا من المخلوقين كَانَ طاعتهم أَشد من السَّابِق أَو مثله روى عَن بعض الصَّالِحين انه حضر عِنْد موت بن الفارض رض فَعرض للشَّيْخ بن الفارض الجنات العلى والحور والقصور فاشمأز عَن ذَلِك وَبكى وَقَالَ رَحْمَة الله عَلَيْهِ لَو كَانَ منزلتي فِي الْحبّ عنْدكُمْ مَا قد رَأَيْت ضَيْعَة أَيَّام امنية ظَفرت وروحي بهَا رِضَاء الْيَوْم احسبها اضغاث احلام فَزَالَ عَنهُ ذَلِك فسر وَقضى نحبه رَحمَه الله تَعَالَى (إنْجَاح)
قَوْله
[4134] يستمنحه نَاقَة فِي الْقَامُوس منحه كمنعه وضربه أعطَاهُ ومنحه النَّاقة جعل لَهُ وبرها وَوَلدهَا وَهِي المنيحة واستمنحه طلب عَطِيَّة وَلَعَلَّه كَانَ ذَلِك لفقراء أهل الصّفة وَغَيرهم وَالله اعْلَم (إنْجَاح)
قَوْله
[4135] تعس عبد الدِّينَار وَعبد الدَّرَاهِم أَي هلك وَمِنْه قَوْله تَعَالَى ان الَّذين كفرُوا فتعسا لَهُم واضل اعمالهم قَوْله لم يَفِ أَي بيعَة الامام (إنْجَاح)
قَوْله تعس عبد الدِّينَار وَقَالَ النَّوَوِيّ هُوَ بِفَتْح عين وَكسرهَا أَي عثر أَو هلك أَو لزمَه الشَّرّ أَقْوَال انْتهى قَالَ الطَّيِّبِيّ وَقد يفتح الْعين وانتكس أَي انْقَلب على رَأسه وَهُوَ دُعَاء بالانقلاب واعاد تعس الَّذِي هُوَ الانكباب على الْوَجْه ليضم مَعَه الانعكاس الَّذِي هُوَ من الانقلاب على الرَّأْس ليترقى من الاهون الى الاغلظ وَإِذا شيك أَي شاكته شَوْكَة فَلَا انتقش أَي لَا يقدر على انتقاشها وَهُوَ اخراجها بالمنقاش أَي إِذا وَقع فِي الْبلَاء لَا يرحم عَلَيْهِ إِذْ بالترحم بِمَا هان الْخطب عَلَيْهِ وَخص انتقاش الشوك لِأَنَّهُ اهون مَا يتَصَوَّر من المعاونة فَإِذا نفى فَمَا فَوْقهَا أولى انْتهى
قَوْله وانتكس أَي بَقِي فِي النَّار مُنَكسًا رَأسه وَهُوَ دُعَاء عَلَيْهِ بالخيبة أَو انتكس امْرَهْ لِأَن من انتكس امْرَهْ فقد خَابَ قَوْله وَإِذا شيك فَلَا انتقش أَي إِذا أدخلت فِيهِ شَوْكَة فَلَا أخرجهَا أَي إِذا وَقع فِي الْبلَاء لَا يرحم عَلَيْهِ وَهُوَ بِبِنَاء الْمَجْهُول فِي الْفِعْلَيْنِ هَذَا دُعَاء عَلَيْهِ مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إنْجَاح)
قَوْله قد افلح من هدى الى الْإِسْلَام ورزق الكفاف قَالَ فِي النِّهَايَة الكفاف مَالا يفضل عَن الشَّيْء وَيكون بِقدر الْحَاجة وَقَالَ الطَّيِّبِيّ رزق الكفاف أَي قوت يكفه عَن الْجُوع أَو عَن السوال وَهُوَ يخْتَلف باخْتلَاف الْأَشْخَاص والازمان وَالْإِسْلَام يَشْمَل جَمِيع فروعه فَالْحَدِيث من جَوَامِع الْكَلم انْتهى
قَوْله
[4140] مَا من غَنِي وَلَا فَقير الخ هَذَا الحَدِيث أوردهُ بن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات واعله بنفيع فَإِنَّهُ مَتْرُوك وَهُوَ مخرج فِي مُسْند أَحْمد وَله شَوَاهِد من حَدِيث بن مَسْعُود أخرجه الْخَطِيب فِي تَارِيخه (زجاجة)
قَوْله امنا فِي سربه هُوَ بِالْكَسْرِ أَي فِي نَفسه هُوَ وَاسع السرب أَي رخى البال ويورى بِالْفَتْح وَهُوَ المسلك وَالطَّرِيق مِصْبَاح الزجاجة
قَوْله فَكَأَنَّمَا حيزت لَهُ الدُّنْيَا أَي جمعت واعطيت من حازه يحوزه إِذا قَبضه وَملكه واستبد بِهِ أَي فَلَا يَنْبَغِي لَهُ ان يصرف همته الى رزق الْغَد فَأَنَّهُ الى الان مَا احْتَاجَ اليه فَكَمَا ان الله تَعَالَى رزقه الْيَوْم يقدر عَلَيْهِ بعد ذَلِك أَيْضا قيل الْخَيْر كُله فِي كلمة وَاحِدَة لَا تطلب مَا كفيت وَلَا تضيع مَا استكفيت إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله(1/305)
[4142] انْظُرُوا الى من هُوَ أَسْفَل الخ معنى أجد راحتي وتزدروا تحتقر وَا قَالَ بن جرير وَغَيره لهَذَا حَدِيث جَامع لأنواع من الْخَيْر لِأَن الْإِنْسَان إِذا رأى من فضل عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا طلبت نَفسه مثل ذَلِك واستصغر مَا عِنْده من نعْمَة الله تَعَالَى وحرص على الازدياد ليلحق بذلك أَو يُقَارِبه هَذَا هُوَ الْمَوْجُود فِي غَالب النَّاس وَأما إِذا نظر فِي أُمُور الدُّنْيَا الى من هُوَ دونه فِيهَا ظَهرت لَهُ نعْمَة الله تَعَالَى عَلَيْهِ فشكرها وتواضع وَفعل فِيهِ الْخَيْر (نووي)
[4144] لنمكث شهرا مَا نوقد فِيهِ بِنَار وَفِي رِوَايَة مَا شبع من خبز وَلحم مرَّتَيْنِ هَذَا كَانَ بِاخْتِيَارِهِ الْفقر وَتَركه الدُّنْيَا ولذاتها وقناعته بِأَدْنَى قوته وايثاره الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين على نَفسه مَعَ وجود الِاحْتِيَاج والمحبة كَمَا قَالَ تَعَالَى ويطعمون الطَّعَام على حبه مِسْكينا الْآيَة (إنْجَاح)
قَوْله
[4145] وَكَانَت لَهُم ربائب جمع ربيبة هِيَ غنم تكون فِي الْبَيْت وَلَيْسَت بسائمة إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[4146] يلتوى أَي يتقلب ظهر الْبَطن لشدَّة الْجُوع (إنْجَاح)
قَوْله يلتوى أَي يتقلب ظهر الْبَطن ويمينا وَشمَالًا الالتواء والتلوي الِاضْطِرَاب عِنْد الْجُوع وَالضَّرْب كَذَا فِي الْمجمع
قَوْله مَا يجد من الدقل هُوَ بِفتْحَتَيْنِ روى التَّمْر ويابسه وَمَا لَيْسَ لَهُ اسْم خَاص فتراه ليبسه ورواءته لَا يجْتَمع وَيكون منشورا نِهَايَة
قَوْله
[4147] مَا أصبح عِنْد ال مُحَمَّد صَاع حب الخ قَالَ بن حجر فِي فتح الْبَارِي هَذَا الحَدِيث لَا يُنَافِي حَدِيث انه كَانَ يرفع لأَهله قوت سنة وَكَانَ اصحابه يبذلون لَهُ أَمْوَالهم وانفسهم وَنَحْوهَا لِأَن ذَلِك بِحَسب حَال دون حَال لَا لضيق بل لايثار أَو كَرَاهَة شبع وَالْحق ان الْكثير مِنْهُم فِي ضيق قبل الْهِجْرَة وَبعدهَا كَانَ أَكْثَرهم كَذَلِك فواساهم الْأَنْصَار لمنائح فَلَمَّا فتحت لَهُم النَّضِير وَغَيرهَا ردو المنائح نعم كَانَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يخْتَار ذَلِك مَعَ إِمْكَان التَّوَسُّع انْتهى
قَوْله عِنْد ال مُحَمَّد قيل لفظ ال مقحم أَو كَانَ ذَلِك فِي أَوَائِل الْحَال والا فقد ثَبت انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ادخر نَفَقَة سنة لِعِيَالِهِ هَذَا لمعات
قَوْله
[4150] بِطَعَام سخن أَي حَار وَمَا روى من كَرَاهَة أكل طَعَام حاربان الْحَار لَا بركَة فِيهِ فَمَحْمُول على شدَّة الْحَرَارَة (إنْجَاح)
قَوْله
[4151] كَانَ ضجاع رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الضجاع الْفراش الَّذِي يكون للاضطجاع وَقَوله حشوه لِيف الليف قشر النّخل (إنْجَاح)
قَوْله
[4152] ووسادة محشوة اذخر الوسادة بِكَسْر الْوَاو المخدة وَجمعه الوسائد وسدته الشَّيْء إِذا جعلته تَحت رَأسه والاذخر بِكَسْر همزَة وَسُكُون ذال وَكسر فَاء معجمتين حشيشة طيب الرَّائِحَة عريض الأوراق بجرقه الْحداد بدل الْحَطب والفحم (فَخر)
قَوْله
[4153] وقرظ فِي نَاحيَة الْقرظ محركة ورق السّلم أَو ثَمَر السنط كَذَا فِي الْقَامُوس يَعْنِي برك ورخت مغيلان (إنْجَاح)
قَوْله وَإِذا اهاب مُعَلّق الاهاب ككتاب الْجلد الْغَيْر المدبوغ أَو الْجلد مُطلقًا (إنْجَاح)
قَوْله الا مسك كَبْش الْمسك الْجلد أَو خَاصَّة بالسخلة كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)
قَوْله حَتَّى قرحت اشداقنا أَي تحرجت جَوَانِب الْفَم من أكل الْخبط وَقَالَ النَّوَوِيّ صَارَت فِيهَا قُرُوح من خشونة الْوَرق وحرارته انْتهى
قَوْله(1/306)
[4158] ثمَّ لتسئلن يَوْمئِذٍ عَن النَّعيم قَالَ بَعضهم المُرَاد من النَّعيم الَّذِي يسْأَل عَنهُ ثَلَاثَة الصِّحَّة والشباب والا من وَلَا يَخْلُو الْإِنْسَان فِي مُدَّة عمره عَن هَذِه الثَّلَاثَة روى ان رجلا معدما جَاءَ الى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ يَا رَسُول الله أَي النَّعيم اسْأَل عَنهُ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّعْل وَالْمَاء الْبَارِد والظل ورد فِي رِوَايَة صَحِيحَة ان رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبا بكر وَعمر واصحابا اخر جاؤوا اضيافا فِي دَار أبي الهتم فأكوا خبْزًا سخنا مَعَ التَّمْر وَشَرِبُوا المَاء الْبَارِد فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا نعيم يسْأَل عَنْهَا وَعَن بن مَسْعُود رَفعه قَالَ لتسئلن يَوْمئِذٍ عَن النَّعيم قَالَ الامن وَالصِّحَّة هَذَا مَا قَالَه شيخ مشائخنا الشَّيْخ عبد الْعَزِيز الْمُحدث الدهلوي قدس سره فِي فتح الْعَزِيز (فَخر)
قَوْله ثمَّ لتسئلن يَوْمئِذٍ عَن النَّعيم قَالَ النَّوَوِيّ أَي عَن الْقيام بشكره وَهُوَ سُؤال تعداد النعم والامتنان بهَا وَإِظْهَار الْكَرَامَة لَا سُؤال توبيخ ومحاسبة قَالَ الطَّيِّبِيّ يدل على كَونه سُؤال توبيخ قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَضرب بِهِ الأَرْض حَتَّى تناثر الْبُسْر ثمَّ قَالَ لمسئولون عَن هَذَا واشاربه الى مَا ذكر قبله أَو الى العذق المتناثر انْتهى
قَوْله وانما هُوَ الاسودان التَّمْر وَالْمَاء والسواد هُوَ الْغَالِب على تمور الْمَدِينَة وَوصف المَاء بِهِ للتغليب وَقَوله اما انه سَيكون هَذَا يحتم الْوَجْهَيْنِ أَحدهمَا ان انعيم الَّذِي تسْأَلُون عَنهُ سَيكون وَالثَّانِي ان السُّؤَال سَيكون مَعَ هَذِه الْحَالة الَّتِي أَنْتُم عَلَيْهِ كَمَا يدل عَلَيْهِ الحَدِيث الَّذِي روى التِّرْمِذِيّ من ان يُقَال لَهُ الم نصح لَك ونرديك من المَاء الْبَارِد
[4160] فَقلت خص لنا والخص بَيت يعْمل من الْخشب والقصب وَجمعه خصاص واخصاص سمى بِهِ لما فِيهِ من الخصاص وَهِي الْفرج والاثقاب وَقَوله وَهِي أَي خرب أَو كَاد سيخرب (فَخر)
قَوْله
[4163] الا فِي التُّرَاب أَي فِي بِنَاء لَا يحْتَاج لَا من نَبِي مَا لَا بُد مِنْهُ أَو مَبْنِيَّة الْخَيْر من الْمَسَاجِد والرابطات كرماني
قَوْله
[4164] تَغْدُو خماصا بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة جمع خميص أَي جياعا وَتَروح بطانا جمع بطين وَهُوَ عَظِيم الْبَطن وَأَرَادَ بِهِ شباعا (إنْجَاح)
قَوْله
[4165] مَا تهززت رؤسكما أَي تحركت وَالْمرَاد بِهِ الْحَيَاة لِأَن التحرك من لَوَازِم الْحَيَوَان (إنْجَاح)
قَوْله
[4166] بِكُل وَاد شُعْبَة أَي من اودية الْهوى من حب المَال والجاه وَطول الْعُمر وَغَيرهَا من الذمائم فَيذْهب كل ذَلِك بالوثوق والاعتماد على الله عز وَجل وَفِي ذَلِك قَالَ الْعَارِف الشِّيرَازِيّ مصلحت ديدمن آنست كه ياران عَن كار كمزار ندو خم طرة يارى كيرند (إنْجَاح)
قَوْله
[4167] الا وَهُوَ يحسن الظَّن بِاللَّه أَي يَثِق على رَحْمَة الله تَعَالَى بِأَنَّهُ لَا يتعاظمه شَيْء وان كَانَ ذنوبنا أَمْثَال الْجبَال وَللَّه در البوصيري حَيْثُ قَالَ يَا نفس لَا تقنطي من زلَّة عظمت ان الْكَبَائِر فِي الغفران كَاللَّحْمِ لَعَلَّ رَحْمَة رَبِّي حِين يقسمها تَأتي على حسب الْعِصْيَان فِي الْقسم (إنْجَاح)
قَوْله
[4168] وَإِيَّاك واللو أَي اتَّقِ عَن قَوْلك لَو فعلت كَذَا كَانَ كَذَا فَإِن الله تَعَالَى قَالَ مَا اصابكم من مُصِيبَة فِي الأَرْض وَلَا فِي أَنفسكُم الا فِي كتاب من قبل ان نبرأها ان ذَلِك على الله يسير لكيلا تأسوا على مَا فاتكم وَلَا تفرحوا بِمَا اتاكم (إنْجَاح)
قَوْله
[4169] الْكَلِمَة الْحِكْمَة ضَالَّة الْمُؤمن أَي كَأَنَّهُ فقدها واضلها إِشَارَة الى مَا قيل انْظُر الى مَا قَالَ وَلَا تنظر الى من قَالَ روى عَن الشبلي انه سمع فِي السُّوق الْخِيَار الْعشْرَة بدانق فَوجدَ عَلَيْهِ وَقَالَ هَذَا الْخِيَار فَمَا بَال الشرار وَلِهَذَا سمع النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائَة بَيت من أَبْيَات أُميَّة بن الصَّلْت مَعَ انه كَانَ كَافِرًا وَالْغَرَض مِنْهُ ان للعارف فِي كل حَرَكَة وَسُكُون من الْمَخْلُوقَات اشعار على شَأْنه عز وَجل فَإِنَّهُ تَعَالَى كل يَوْم هُوَ فِي شَأْن ولنعم مَا قَالَ شيخ مشائخنا الْمظهر وَقَالَ غَيره عباراتنا شَتَّى وحسنك وَاحِد وَقَالَ غَيره وان نطقت بِذكر غزلان النقي أَو زَيْنَب وعلوه وسعاد فأنتموا مطلبي وَغَايَة مقصدي وانتمو من الْجَمِيع مرادي لَا شَيْء يشبهكم تَعَالَى ذكركُمْ عَن قَول كل ذِي زيغ والحاد (إنْجَاح)
قَوْله
[4170] نعمتان مغبون فيهمَا كثير قَالَ الْكرْمَانِي مغبون خبر كثير وَهُوَ النَّقْص فِي البيع أَي هَذَانِ الامران إِذا لم يستعملا فِيمَا يَنْبَغِي فقد بيعا بِنَجس لَا يحمد عاقبته فَإِن من صَحَّ بدنه وَفرغ عَن اشغاله واسباب معاشه وَقصر فِي نيل الْفَضَائِل وشكر نعْمَة كِفَايَة الارزاق فقد غبن كل الْغبن فِي سوق تِجَارَة الْآخِرَة انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ الْغبن بِالسُّكُونِ فِي البيع وبالحركة فِي الرَّأْي أَي هما رَأس مَال الْمُكَلف فَيَنْبَغِي ان يُعَامل الله فيهمَا بِمَا يحبهما كَيْلا يغبن ويربح انْتهى وَقَالَ فِي المفاتيح مغبون أَي لَا يعْملُونَ فِي الصِّحَّة والفراغ من الصَّالِحَات بِمَا لَا يَحْتَاجُونَ اليه حَتَّى يتبد لِأَن بِالْمرضِ والاشتغال فيندمون على تَضْييع اعمارهم انْتهى
قَوْله(1/307)
[4171] فصل صَلَاة مُودع أَي إِذا شرعت فِي الصَّلَاة فَأقبل الى الله بشر اشرك وودع غَيْرك لمناجاة رَبك قَوْله وَلَا تكلم بِكَلَام تعتذر مِنْهُ كِنَايَة عَن حفظ اللِّسَان عَمَّا يحْتَاج الْعذر واجمع الياس أَي اجْمَعْ رَأْيك على الْيَأْس من النَّاس وضمم عَلَيْهِ طيبي
[4173] لَا يدْخل الْجنَّة الخ قَالَ النَّوَوِيّ قد اخْتلف فِي تَأْوِيله فَذكر الْخطابِيّ فِيهِ وَجْهَيْن أَحدهمَا ان المُرَاد التكبر عَن الْإِيمَان فصاحبه لَا يدْخل الْجنَّة أصلا إِذا مَاتَ عَلَيْهِ وَالثَّانِي انه لَا يكون فِي قلبه كبر حَال دُخُوله الْجنَّة كَمَا قَالَ الله عز وَجل وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورهمْ من غل وَهَذَانِ التأويلان فيهمَا بعد فَإِن هَذَا الحَدِيث ورد فِي سِيَاق النَّهْي عَن الْكبر الْمَعْرُوف وَهُوَ الِارْتفَاع على النَّاس احتقارهم وَدفع الْحق فَلَا يَنْبَغِي ان يحمل على هذَيْن التأولين المخرجين لَهُ عَن الْمَطْلُوب بل الظَّاهِر مَا اخْتَارَهُ القَاضِي عِيَاض وَغَيره من الْمُحَقِّقين انه لَا يدخلهَا دون مجازاة ان جازاه وَقيل هَذَا جَزَاؤُهُ لَو جازاه وَقد تكرم بِأَنَّهُ لَا يجازيه بل لَا بُد ان يدْخل كل الْمُوَحِّدين الْجنَّة اما اولا واما ثَانِيًا بعد تَعْذِيب أَصْحَاب الْكَبَائِر الَّذين مَاتُوا مصرين عَلَيْهَا وَقيل لَا يدخلهَا مَعَ الْمُتَّقِينَ أول وهلة واما قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يدْخل النَّار الخ فَالْمُرَاد بِهِ دُخُول الْكفَّار وَهُوَ دُخُول الخلود انْتهى قلت وحبة من خَرْدَل من ايمان مثل فِي الْقلَّة لَا فِي الْوَزْن لِأَن الْإِيمَان مجسم (فَخر)
قَوْله
[4174] الْكِبْرِيَاء رِدَائي الخ قَالَ فِي النِّهَايَة ضربا مثلا فِي انْفِرَاده بِصفة المعظمة والكبرياء أَي ليستا كَسَائِر الصِّفَات الَّتِي قد يَتَّصِف بهَا غَيره مجَازًا كالرحمة وَالْكَرم كَمَا لَا يُشَارك فِي ازار أحد وردائه اخر انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ قَوْله الْكِبْرِيَاء رِدَائي هُوَ العظمة وَالْملك وَقيل كَمَال الذَّات وَكَمَال الْوُجُود وَلَا يُوصف بهما الا الله انْتهى
قَوْله
[3181] ان لكل دين خلقا قَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ بِضَم لَام وسكونها الديدن والطبع والسجية حَقِيقَته انه لصورة الْإِنْسَان الْبَاطِنَة وَهِي نَفسه وأوصافها ومعانيها المختصة بهَا بِمَنْزِلَة الْخلق لصورته الظَّاهِرَة واوصافها ومعانيها وَلَهُمَا أَوْصَاف حَسَنَة وقبيحة وَالثَّوَاب وَالْعِقَاب يتعلقان بأوصاف الصُّورَة بالطنة أَكثر مِمَّا يتعلقان بأوصاف الصُّورَة الظَّاهِرَة وَلذَا تكَرر مدح حسن الْخلق وذم سوءها فِي الْأَحَادِيث انْتهى قَوْله خلق الْإِسْلَام الْحيَاء أَي الْغَالِب على أهل كل دين سجية سوى الْحيَاء وَالْغَالِب على ديننَا الْحيَاء لِأَنَّهُ متمم لمكارم الْأَخْلَاق الَّتِي بعثت بهَا قَالَه النَّوَوِيّ
قَوْله
[4183] ان مِمَّا أدْرك النَّاس الخ قَالَ الْكرْمَانِي النَّاس بِالرَّفْع أَي مِمَّا أدْركهُ النَّاس أَو بِالنّصب أَي مِمَّا بلغ النَّاس قَوْله من كَلَام النُّبُوَّة الأولى أَي مِمَّا اتّفق عَلَيْهِ الْأَنْبِيَاء وَلم ينْسَخ فِي شَرِيعَة لِأَنَّهُ أمرا طبقت الْعُقُول على حسنه والشرطية اسْم لِأَن بِتَقْدِير القَوْل أَو خَبره بِتَأْوِيل من للبعضية واصنع أَمر بِمَعْنى الْخَبَر أَو أَمر تهذيد أَي اصْنَع مَا شِئْت فَإِن الله مجزيك أَو مَعْنَاهُ انْظُر الى مَا تُرِيدُ فعله فَإِن كَانَ مِمَّا لَا يستحي مِنْهُ فافعله والا فَدَعْهُ أَو انك إِذا لم تَسْتَحي من الله بِأَن كَانَ ذَلِك مِمَّا يحب ان لَا يستحيي مِنْهُ بِحَسب الدّين فافعله أَو هُوَ لبَيَان فَضِيلَة الْحيَاء يَعْنِي لما لم يجز صنع مَا شِئْت لم يجز ترك الْحيَاء انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ وَقيد النُّبُوَّة بِالْأولَى أشعارا باستحسان اولهم واخرهم واصنع اما بِمَعْنى الْخَبَر أَي إِذا لم يمنعك الْحيَاء فعلت مَا تَدْعُو اليه نَفسك من الْقَبِيح أَو بِمَعْنى ان أَرَادَ ان يعْمل الْخَيْر فيدعه حَيَاء من النَّاس كَأَنَّهُ يخَاف مَذْهَب الرِّيَاء فَلَا يمنعك الْحيَاء من الْمُضِيّ لما أردْت وَهَذَا نَحْو إِذا جَاءَ الشَّيْطَان وَأَنت تصلي فَقَالَ انك ترائي فَرده انْتهى إِذا لم تَسْتَحي فَاصْنَعْ مَا شِئْت يُقَال استحيي يستحي واستحى ويستحى وَالْأول على وَأكْثر أَي إِذا لم تَسْتَحي من الْعَيْب وَلم تخش الْعَار مِمَّا تَفْعَلهُ فافعل مَا تحدثك بِهِ نَفسك من أغراضها حسنا أَو قبيحا فَاصْنَعْ للتهديد وَفِيه اشعار بَان الرادع عَن الْمسَاوِي هُوَ الْحيَاء فإا انخلع عَنهُ كَانَ كالمأمور بارتكاب كل ضَلَالَة انْتهى
قَوْله
[4184] وَالْبذَاء من الْجفَاء الْبذاء بِالْمدِّ وَفتح الْمُوَحدَة الْفُحْش فِي القَوْل (إنْجَاح)
قَوْله
[4185] الا شَأْنه أَي عابه من الشين بِالْفَتْح وَهُوَ الْعَيْب أَي لَو قدر أَي كَونه فِي شَيْء مَا حَتَّى الجماد عابه وَجعله قبيحا كَذَا فِي الْمجمع وزانه بِمَعْنى زِينَة أَي جعله متزينا فِي الْقَامُوس زانه وازانه وزينه وازينه فتزين هُوَ انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله(1/308)
[4187] وَبَقِي أَو شج العصري واسْمه الْمُنْذر بن العائذ وَمعنى الْأَشَج الْمَجْرُوح الرَّأْس وَالْعصر محركة قَبيلَة انجاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي رَحِمهم الله تَعَالَى
قَوْله الْحلم وَهُوَ تَأْخِير مُكَافَأَة الظُّلم ثمَّ يسْتَعْمل فِي الْعَفو عَن الذَّنب والتؤدة المهلة فِي الْقَامُوس فِي مَادَّة وأد والتؤدة بِفَتْح الْهمزَة وسكونها والوئيد والتؤد الرزانة والتأني وَقد اتأد وتؤد انْتهى (إنْجَاح)
[4188] حَدثنَا أَبُو جميرة قَالَ النَّوَوِيّ وَأما أَبُو جَمْرَة هَذَا فَهُوَ بِالْجِيم وَالرَّاء اسْمه نصر بن عمرَان بن عِصَام وَقيل بن عِصَام الضبعِي بِضَم الضَّاد الْمُعْجَمَة الْبَصْرِيّ قَالَ صَاحب الْمطَالع لَيْسَ فِي الصَّحِيحَيْنِ والمؤطا أَبُو جَمْرَة وَلَا جَمْرَة بِالْجِيم الا هُوَ قلت وَقد ذكر الْحَاكِم وَأَبُو أَحْمد الْحَافِظ الْكَبِير شيخ الْحَاكِم أبي عبد الله بن كِتَابه الْأَسْمَاء والكنى أَبُو جَمْرَة هَذَا النَّصْر بن عمرَان فِي الافراد فَلَيْسَ عِنْده فِي الْمُحدثين من يكنى أَبُو جَمْرَة بِالْجِيم سواهُ ويروى عَن بن عَبَّاس أَيْضا وَأَبُو حَمْزَة بِالْحَاء والزائ اسْمه عمرَان بن أبي عَطاء القصاب يَبِيع الْقصب الوَاسِطِيّ الثِّقَة روى عَن بن عَبَّاس حَدِيثا وَاحِدًا فِيهِ ذكر مُعَاوِيَة بن سُفْيَان وارسال النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اليه بن عَبَّاس وتأخره واعتذاره رَوَاهُ مُسلم فِي الصَّحِيح انْتهى
قَوْله الْحلم وَالْحيَاء لما كَانَ الْحيَاء جالبا للرفق والمهلة اطلق عَلَيْهِمَا إِقَامَة للسبب مقَام الْمُسَبّب (إنْجَاح)
قَوْله اطت السَّمَاء الاطيط صَوت الاقتاب وحنين الْإِبِل أَي كَثْرَة ملائكتها قد اثقلتها حَتَّى اطت وَهُوَ مثل وايذان لكثرتها واريد بِهِ تَقْرِير عَظمته تَعَالَى وان لم يكن ثمَّة اطيط قَوْله وَحقّ لَهَا ان تئط بِلَفْظ الْمَجْهُول أَي ينغبي لَهَا ان تصيح من جِهَة ازدحام الْمَلَائِكَة وَمن خشيَة الله تَعَالَى (إنْجَاح)
قَوْله على الفرشات جمع فرش بِضَمَّتَيْنِ وَهُوَ جمع فرَاش قَوْله ولخرجتم الى الصعدان جمع صعد وَهُوَ جمع صَعِيد مثل طَرِيق وطرق وطرقات أَي خَرجْتُمْ الى الصَّحَارِي ترفعون اصواتكم اليه تَعَالَى والصعيد التُّرَاب وَوجه الأَرْض (إنْجَاح)
قَوْله وَالله لَوَدِدْت اني كنت شَجَرَة تعضد الظَّاهِر ان هَذَا اللَّفْظ مدرج لِأَن التِّرْمِذِيّ قَالَ ويروى من غير هَذَا الْوَجْه ان أَبَا ذَر قَالَ لَوَدِدْت اني كنت شَجَرَة تعضد ويروى عَن أبي ذَر مَوْقُوفا انْتهى كَلَام التِّرْمِذِيّ (إنْجَاح)
قَوْله
[4192] لم يكن بَين اسلامهم وَبَين ان نزلت الخ ان مَصْدَرِيَّة ويعاتبهم الله جملَة مُعْتَرضَة بَيَان لحالهم وَسبب لنزول الْآيَة أَي لم يكن بَين اسلامهم وَبَين نزُول هَذِه الْآيَة وَكَانَ نُزُولهَا لمعاتبتهم الا أَربع سِنِين والامد محركة الْغَايَة والمنتهى كَذَا فِي الْقَامُوس والانسان امدان مولده وَمَوته أَي ترَاخى عَلَيْهِم زمَان الْمَوْت فوقعوا فِي انهماك لذات الدُّنْيَا وَكَانَت هَذِه الْآيَة سَببا لدُخُول الشَّيْخ نظام الدّين دهلوي فِي طَرِيق الرياضة والتصوف لِأَنَّهُ سمع فِي وَقت السحر من مُؤذن مَنَارَة جَامع الدهلي فرق قلبه ظَهرت عَلَيْهِ الْأَنْوَار واحاطت من كل جَانب فَأصْبح وَتوجه الى شَيْخه الشَّيْخ الفريد وَكَانَ قبل ذَلِك فِي اوان طلب الْعلم طَالبا للْقَضَاء وَطلب الدُّعَاء لهَذَا الْمَقْصد من الشَّيْخ نجيب الدّين المتَوَكل فَأجَاب الشَّيْخ الْمَذْكُور بأنك لَا تصلح للْقَضَاء بل لشَيْء آخر فَوَقع كَمَا قَالَ رَحمَه الله تَعَالَى (إنْجَاح)
قَوْله
[4195] بل الثرى أَي الأَرْض قَوْله لمثل هَذَا فأعدوا أَي لمثل هَذَا الْقَبْر فأعدوا لما ثَبت فِي رِوَايَة انابيت الغربة وانا بَيت التُّرَاب (إنْجَاح)
قَوْله
[4196] فَإِن لم تبكوا فتباكوا أَي تكلفوا الْبكاء لتذكر الْآخِرَة فَإِنَّهُ من تشبه بِقوم فَهُوَ مِنْهُم (إنْجَاح)
قَوْله
[4197] من حر وَجهه بِضَم الْحَاء وَشد الرَّاء الْمُهْمَلَتَيْنِ مَا اقبل عَلَيْك وبدا لَك مِنْهُ كَذَا فِي الْقَامُوس (إنْجَاح)
قَوْله
[4199] أَبُو عبد رب قَالَ فِي التَّقْرِيب دمشقي زاهد وَيُقَال أَبُو عبد ربه أَو عبد رب الْعِزَّة قيل اسْمه عبد الْجَبَّار وَقيل عبد الرَّحْمَن وَقيل قسطنطين وَقيل فلسطين وَهُوَ غلط مَقْبُول من الثَّالِثَة مَاتَ سنة اثْنَي عشرَة انْتهى
قَوْله إِذا طَابَ اسفله طَابَ أَعْلَاهُ إِشَارَة الى مَا قيل كل اناء يرشح بِمَا فِيهِ وَالظَّاهِر عنوان الْبَاطِن لِأَن الْمرَائِي وان عمل عملا صَالحا لَكِن بِفساد طويته لَا يخفى على النَّاظر المتأمل قَالَ تَعَالَى لَو نشَاء لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتهمْ بِسِيمَاهُمْ ولتعرفنهم فِي لحن القَوْل وَالله يعلم أَعمالكُم (إنْجَاح)
قَوْله(1/309)
[4200] قَالَ الله عز وَجل هَذَا عَبدِي وَحقا وَهَذَا اعْدِلْ الْأَشْيَاء فِي الْعَارِف قَالَ أَحْمد بن الْحوَاري لأبي سُلَيْمَان الدَّارَانِي صليت فِي الْخلْوَة فاستلذذت بهَا لِأَنَّهُ لم يطلع عَلَيْهَا أحد فَقَالَ أَبُو سُلَيْمَان انك لضعيف حَيْثُ خطر ببالك غَيره وَلذَا قَالُوا ترك الْعَمَل للنَّاس رِيَاء وَفعله شرك فَيَنْبَغِي للعارف ان يكون الْإِنْسَان والجدار عِنْده سَوَاء وَهَذَا أكمل الْأَحْوَال واما الْمُبْتَدِئ فكتمان الْعِبَادَات لَهُ مصلحَة لِأَنَّهُ لم يتهذب لَهُ نَفسه وَلذَا أَشَارَ اليه أَبُو سُلَيْمَان بأنك ضَعِيف (إنْجَاح)
[4201] قاربوا أَي اطْلُبُوا قربَة الله وطاعته بِقدر مَا تطيقونه وَقَالَ السَّيِّد أَي حَافظُوا الْقَصْد فِي الْأُمُور بِلَا غلو وَلَا تَقْصِير وَقيل تقربُوا الى الله بِكَثْرَة القربات وَقَالَ الْكرْمَانِي وَقيل أَي لَا تبلغوا النِّهَايَة باستيعاب الْأَوْقَات كلهَا بل اغتنموا أَوْقَات نشاطكم وَهُوَ أول النَّهَار وَآخره وَبَعض اللَّيْل وارحموا أَنفسكُم فِيمَا بَينهَا كَيْلا يَنْقَطِع بكم انْتهى وَقَوله سددوا أَي اطْلُبُوا بأعمالكم السداد أَي الصَّوَاب بَين الإفراط والتفريط وَكَأَنَّهُ تَأْكِيد لقاربوا (فَخر)
قَوْله
[4202] انا اغنى الشُّرَكَاء عَن الشّرك اسْم التَّفْضِيل مُجَرّد عَن الزِّيَادَة وَالْمرَاد بالشرك الشَّرِيك أَي انا غَنِي من الْمُشَاركَة فَمن عمل شَيْئا لي ولغيري لم اقبله طيبي
قَوْله
[4205] وَلَكِن اعمالا لغير الله وشهوة خُفْيَة قَالَ عبد الْغفار الْفَارِسِي فِي مجمع الغرائب قيل هُوَ شَهْوَة النِّسَاء قَالَ أَبُو عبيد هُوَ عِنْدِي لَيْسَ بمخصوص وَلكنه فِي كل الْمعاصِي يضمرها الْمَرْء ويصبر عَلَيْهِ وَقيل هُوَ ان يرى جَارِيَة حسناء فيغض طرفه ثمَّ ينظر إِلَيْهَا بِقَلْبِه كَمَا ينظر بِعَيْنِه وَقيل هُوَ ان ينظر الى ذَات محرم حسناء وَذكر الْأَزْهَرِي وَجها آخر لطيفا وَهُوَ انه نصب الشهورة على انه مفعول مَعَه كَأَنَّهُ قَالَ اخوف مَا أَخَاف على أمتِي الرِّيَاء مَعَ الشَّهْوَة الْخفية وَمعنى ذَلِك انه يرى النَّاس انه تَارِك للمعاصي والشهوة ويخفي الشَّهْوَة لَهَا فِي قلبه فَإِذا خلا بِنَفسِهِ عَملهَا فِي خُفْيَة انْتهى وَقَالَ بن الْجَوْزِيّ فِي غَرِيب الحَدِيث الرِّيَاء مَا كَانَ ظَاهرا والشهوة الْخفية اطلَاع النَّاس على الْعَمَل وَلم يحك خِلَافه قلت وَهُوَ تَفْسِير حسن الا انه ورد فِي بعض طرف الحَدِيث التَّفْسِير بِغَيْر ذَلِك فَفِي مُسْند أَحْمد ونوادر الْأُصُول والمستدرك زِيَادَة قيل وَمَا الشَّهْوَة الْخفية قَالَ يصبح العَبْد صَائِما فَيعرض لَهُ شَهْوَة من شهواته فيواقعها ويدع صَوْمه وحيثما ورد التَّفْسِير فِي تَتِمَّة الحَدِيث من قَول رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا يعدل عَنْهَا الى غَيره مِصْبَاح الزجاجة للسيوطي
قَوْله
[4206] من يسمع يسمع الله بِهِ كِلَاهُمَا من بَاب التفعيل أَي من فعل فعلا أَرَادَ بِهِ التسميع للنَّاس والتشهير وازال الخمول بتشهير الذّكر شهر الله عيوبه يومالقايمة وفضحه وَقيل يظْهر سَرِيرَته لللناس فِي الدُّنْيَا أَي الْأَعْمَال الَّتِي يخفيها أَو نِيَّته الْفَاسِدَة وَيظْهر للنَّاس ان عمله لم يكن خَالِصا وَقيل يشهر الله تَعَالَى ذكره فِي الدُّنْيَا جَزَاء لَهُ ثمَّ يَأْخُذهُ عَلَيْهِ وَفِي الْآخِرَة قَالَ جلّ ذكره من كَانَ يُرِيد حرث الْآخِرَة نزد لَهُ فِي حرثه وَمن كَانَ يُرِيد حرث الدُّنْيَا نؤته مِنْهَا وَمَاله فِي الْآخِرَة من نصيب وَيدل عَلَيْهِ حَدِيث مُسلم عَن بِي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان أول النَّاس يقْضِي عَلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة ثمَّ ذكر الحَدِيث بِطُولِهِ وَفِيه قَالَ كذبت وَلَكِن تعلمت علما ليقال عَالم أَو قَرَأت الْقُرْآن ليقال هُوَ قَارِئ فقد قيل لَك عَالم قَارِئ فَمَا لَك عندنَا أجر (إنْجَاح)
قَوْله(1/310)
[4208] لَا حسد الا فِي اثْنَتَيْنِ المُرَاد بِهِ الْغِبْطَة لِأَن الْحَسَد لَا يجوز فِي شَيْء وَالْمعْنَى ان الاليق بالغبطة على وَجه الْكَمَال هَذَانِ الشيئان والا فَكل خير يغبط عَلَيْهِ (إنْجَاح)
قَوْله لَا حسد الا فِي اثْنَتَيْنِ قَالَ فِي النِّهَايَة الْحَسَد تمني نعْمَة غَيره بزوالها عَنهُ وَالْغِبْطَة تمنى مثلهَا بِدُونِ زَوَال يَعْنِي لَيْسَ حسد لَا يضر الا فِي اثْنَتَيْنِ انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ لَا حسد الى لَا غِبْطَة وَقيل هُوَ مُبَالغَة فِي تحميل الصفتين وَلَو بحسد وَفِي هَلَكته تَنْبِيه على انه لَا يبْقى شَيْئا من المَال وَفِي الْحق دفع المسرف وَفِي اثْنَتَيْنِ أَي خَصْلَتَيْنِ خصْلَة رجل وروى فِي اثنينن فَرجل بدل بِلَا حذف أَي لَا يَنْبَغِي ان يتَمَنَّى كَونه كذى نعْمَة الا ان تكون تِلْكَ النِّعْمَة مقربة الى الله انْتهى وَقَالَ الْكرْمَانِي فَإِن قيل كل خير يتَمَنَّى فَمَا وَجه الْحصْر أُجِيب بِأَنَّهُ غير مُرَاد بل مُقَابلَة مَا فِي الطبائع بضده فَإِنَّهَا تحسد على جمع المَال وتذم ببذله فَقَالَ لَا حسد الا فِيمَا تذمون والمناسبة بَين الخصلتين انهما تزيدان بلااتفاق وَالْمرَاد الْغِبْطَة أَو مَعْنَاهُ لَا حسد الا فيهمَا وَمَا فيهمَا لَيْسَ بحسد فَلَا حسد أَو هُوَ مَخْصُوص من الْحَسَد الْمنْهِي كإباحة نوع من الْكَذِب ورد بِأَنَّهُ يلْزم مِنْهُ إِبَاحَة تمني زَوَال نعْمَة مُسلم قَائِم بِحَق النعم انْتهى
[4216] كل مخموم الْقلب فِي الْقَامُوس المخموم الْقلب الْخَاء المعجة النفية من الغل والحسد وخم الْبَيْت والبير كنسهما والخمامة بِالضَّمِّ الكناسة انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله
[4218] لَا عقل كالتدبير فِي معاشه ومعاده بالاقتصاد فِي الْعَمَل وَحسن الصَّحَابَة مَعَ النَّاس قَالَ فِي الْقَامُوس التَّدْبِير النّظر فِي عَاقِبَة الْأَمر انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله وَلَا ورع كَالْكَفِّ الْوَرع أَصله الْكَفّ عَن الْمَحَارِم ورع يرع بِكَسْر عينهما ورعا ورعة ثمَّ استعير للكف عَن الْمُبَاح والحلال فَإِن قلت فَحِينَئِذٍ اتَّحد الْمسند والمسند اليه قلت المُرَاد بِهِ كف الْأَذَى أَو كف اللِّسَان أَي لَا ورع كَالْكَفِّ عَن أَذَى الْمُسلمين (فَخر)
قَوْله وَلَا ورع كَالْكَفِّ أَي عَن الْمَحَارِم والمشتبهات كَمَا قَالَ من حام حول الْحمى يُوشك ان يرتع فِيهِ وَلِهَذَا قَالُوا ان التَّخْلِيَة مقدمعلى التجلية فاللازم على الْإِنْسَان ان يخلي قلبه وباطنه ويكفه عَن الرزائل ثمَّ يجليه بالعبادات فَإِن التَّخْلِيَة كالصيقل (إنْجَاح)
قَوْله وَلَا حسب كحسن الْخلق أَي فِي الْحَقِيقَة وَلَا فَعِنْدَ النَّاس هُوَ المَال كَمَا سَيَأْتِي فِي الحَدِيث الَّاتِي (إنْجَاح)
قَوْله
[4219] الْحسب المَال وَالْكَرم التَّقْوَى قَالَ فِي النِّهَايَة الْحسب فِي الأَصْل الشّرف بالإباء وَمَا يعده الْمَرْء من مفاخرهم وَقيل الْحسب وَالْكَرم يكونَانِ فِي الرجل وان لم يكن لَهُ اباء لَهُم شرف وَالْمجد والشرف لَا يكونَانِ الا بِالْآبَاءِ فَجعل المَال كشرف النَّفس أَو الإباء يَعْنِي ان الْفَقِير ذُو الْحسب لَا يوقر والغنى الَّذِي لَا حسب لَهُ يوقر وَيحل فِي الْعُيُون انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ الْحسب مَا يعد من مآثره ومآثر ابائه وَالْكَرم الْجمع بَين أَنْوَاع الْخَيْر والشرف والفضائل وَهَذَا لُغَة فردهما صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الى مَا هُوَ الْمُتَعَارف والى مَا عِنْد الله فالحسيب عِنْدهم من رزق الثروة وَبِه يوقرون وَالْكَرم عِنْد الله المتقي انْتهى
قَوْله
[4220] وَمن يتق الله الخ لِأَن التَّقْوَى يزِيد الرزق واطمينان الْقلب كَمَا قَالَ نعم الزَّاد التَّقْوَى (إنْجَاح)
قَوْله
[4221] والنباوة من الطَّائِف قَالَ فِي الْقَامُوس فِي مَادَّة ن ب ووالنباوة بنُون فباء مُوَحدَة مفتوحتين مَا ارْتَفع من الأَرْض كالنبوة وَالنَّبِيّ وَمَوْضِع بِالطَّائِف انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله أَنْتُم شُهَدَاء الله المُرَاد ان الْمُؤمنِينَ الصَّالِحين الَّذين هم أهل الشَّهَادَة إِذا اثنوا على رجل خيرا يجب لَهُ الْجنَّة وَكَذَلِكَ بِالْعَكْسِ كَمَا فِي رِوَايَة الشَّيْخَيْنِ عَن أنس رض قَالَ مر بِجنَازَة فَأَثْنوا عَلَيْهَا خيرا فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَبت ثمَّ مروا بِأُخْرَى فَأَثْنوا عَلَيْهَا شرا فَقَالَ وَجَبت فَقَالَ عمر رض مَا وَجَبت فَقَالَ هَذَا اثنتيم عَلَيْهِ خيرا فَوَجَبت لَهُ الْجنَّة وَهَذَا اثنيتم عَلَيْهِ شرا فَوَجَبت لَهُ النَّار وَلَا يُقَال ان المُرَاد بِهَذَا الْخطاب الصَّحَابَة لِأَنَّهُ ورد فِي الرِّوَايَة الصَّحِيحَة الْمُؤْمِنُونَ شُهَدَاء الله فِي الأَرْض فَمَا ذكر أهل الْكَلَام انه لَا يقطع لأحد بِالْجنَّةِ وَالنَّار فَمَحْمُول على التأدب وَلذَا زجر النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أم لعلاء الْأَنْصَارِيَّة حِين شهِدت بعثمان بن مَظْعُون بالكرامة فَعلم مِنْهُ ان أَئِمَّة الدّين والأولياء المشهودين الَّذين اتّفقت الْأمة على خيريتهم يسْتَدلّ عَلَيْهِم وبالجنة وَإِنَّمَا نهينَا عَن الْقطع بالْقَوْل تأدبا بأداب الشَّرِيعَة وَعدم الجسارة على علم الله تَعَالَى (إنْجَاح)
قَوْله
[4225] الرجل يعْمل الْعَمَل لله أَي مَا حَال من يعْمل لله لَا للنَّاس فيحبونه ويمدحونه قَالَ ذَلِك عَاجل بشري الْمُؤمن يَعْنِي لَيْسَ مرائيا فِي عمله لَكِن يُعْطِيهِ الله تَعَالَى ثوابين ثَوَاب فِي الدُّنْيَا بِحَمْد النَّاس وَفِي الْآخِرَة بِمَا أعد لَهُ وَفِي الْحَاشِيَة وَفِيه دَلِيل قبُول ذَلِك الْعَمَل لِأَن الْبشَارَة لَا يكون الا للمقبول (فَخر)
قَوْله(1/311)
[4226] فَيُعْجِبنِي بِأَن يلقِي الله تَعَالَى الْحبّ فِي قلب الْمُؤمن فيثني عَليّ فَأَكُون من أَهله فَلَيْسَ المُرَاد التَّعَجُّب بِالنَّفسِ فَإِنَّهُ يبطل الْعَمَل لِأَن أدنى الرِّيَاء شرك وَهَذَا بِغَيْر الْقَصْد إنْجَاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي
[4228] فَهُوَ يخبط فِي مَاله أَي يتَصَرَّف فِيهِ بالإلحاظ الْمصرف الْحسن أَو الْقَبِيح والخبط فعل الشيءعلى غير نظام وَكَذَا فِي القَوْل وَقَوله فهما فِي الْوزر سَوَاء لِأَن الوسوة معفوة والهم لَيْسَ بمعفو لِأَن الأول لَيْسَ دَفعه فِي وسع الْإِنْسَان وَالثَّانِي فِيهِ الْعَزْم على السوء بِحَيْثُ لَو وجد ذَلِك لم يتْركهُ الْبَتَّةَ وَمَعَ ذَلِك لَو ترك خوفًا من الله تَعَالَى كتبت لَهُ حَسَنَة وَاحِدَة كَمَا جَاءَ فِي الحَدِيث إنْجَاح فهما فِي الْوزر سَوَاء قَالَ بن الْملك هَذَا الحَدِيث لَا يُنَافِي الخب ران الله تَعَالَى تجَاوز عَن أمتِي مَا وسوست بِهِ صدروها مَا لم يعْمل بِهِ لِأَنَّهُ عمل بالقولي اللساني والمتجاوز هُوَ القَوْل النفساني انْتهى وَالْمُعْتَمد مَا قَالَه الْعلمَاء الْمُحَقِّقُونَ ان هَذَا إِذا لم يؤطن نَفسه فَإِن عزم وَاسْتقر يكْتب مَعْصِيَته وَلَو لم يعْمل وَلم يتَكَلَّم (مرقاة)
قَوْله
[4229] انما يبْعَث النَّاس على نياتهم الْغَرَض ان من كره شَيْئا بِالْقَلْبِ وَلم يظهره بِسَبَب الْخَوْف وَالْمَانِع الشَّرْعِيّ يبْعَث بِحَسب نِيَّته مَعَ الصَّالِحين وَكَذَا بِالْعَكْسِ لَكِن المداهن فَاسد النِّيَّة أَيْضا لِأَن كل اناء يترشح بِمَا فِيهِ فَلَو كَانَت نِيَّته صَالِحَة لم يخالطهم ابدا لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ مَانع شَرْعِي فِي تَركه والا فينسد بَاب الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ (إنْجَاح)
قَوْله
بَاب الأمل والاجل الأمل كحيل وَلحم وشبر الرَّجَاء وَالْمرَاد هُنَا طول الأمل وَقَوله تنهسه بِالسِّين الْمُهْملَة وَقيل بِالْمُعْجَمَةِ أَي تصيبه وتعضه (إنْجَاح)
قَوْله
[4231] تنهسه قَالَ فِي اللمعات وَعبر عَن عرُوض الافة بالنهس وَهُوَ لدغ ذَات السم مُبَالغَة فِي الْإِصَابَة وَتَأمل الْإِنْسَان بهَا وَاكْتفى بِذكر الاعراض والافات لِأَن الْغَالِب موت الْإِنْسَان بالامراض وان تجَاوز عَنهُ هَذِه الافات وَلم يمت بِالْمَوْتِ الا مراضي فَلَا بُد ان يَمُوت بِالْمَوْتِ الطبيعي وَقَالُوا الأمل مَذْمُوم الا للْعُلَمَاء فَإِنَّهُ لَوْلَا املهم وَطوله لما صنفوا واجتهدوا فِي تَحْصِيل الْكتب وَنَحْوه وَلَا حَاجَة الى هَذَا الِاسْتِثْنَاء لِأَن المذموم طول الأمل على سَبِيل الْجَزْم واما بطرِيق الظَّن فَلَا انْتهى مُخْتَصرا
قَوْله
[4233] قلب الشَّيْخ شَاب الخ قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مجَاز واستعارة وَمَعْنَاهُ ان قلب الشَّيْخ كَامِل الْحبّ لِلْمَالِ محبتكم فِي ذَلِك كاحتكام قُوَّة الشَّاب فِي شبابه هَذَا صَوَابه وَقيل تَفْسِيره غير هَذَا مِمَّا لَا يرتضي وَقَوله وتشب فِي الحَدِيث الَّاتِي بِفَتْح التَّاء وَكسر شين وَهُوَ بِمَعْنى قلب الشَّيْخ شَاب على حب اثْنَتَيْنِ انْتهى
قَوْله
[4235] لَو ان لِابْنِ ادم واديين لاخ قَالَ النَّوَوِيّ فِي ذمّ الْحِرْص على الدُّنْيَا وَحب المكاثرة بهَا وَالرَّغْبَة فِيهَا وَمعنى لَا يمْلَأ جَوْفه الا التُّرَاب انه لَا يزَال حرصا على الدُّنْيَا حَتَّى يَمُوت ويمتلئ جَوْفه من تُرَاب قَبره وَهَذَا الحَدِيث خرج على حكم غَالب بني ادم فِي الْحِرْص على الدُّنْيَا وَيُؤَيِّدهُ قَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَتُوب الله على من تَابَ وَهُوَ مُتَعَلق بِمَا قبله وَمَعْنَاهُ ان الله يقبل التَّوْبَة من الْحِرْص المذموم وَغَيره من المذمومات انْتهى
قَوْله وَلَا يمْلَأ نَفسه الا التُّرَاب قَالَ الْكرْمَانِي أَي لَا يزَال حَرِيصًا على الدُّنْيَا حَتَّى يَمُوت ويمتلئ جَوْفه من تُرَاب قَبره انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ يَعْنِي انهم مجبولون على حب المَال لَا يشْبع مِنْهُ الا من عصمه الله بِتَوْفِيق التَّوْبَة عَن هَذِه الجبلة يُرِيد ان إِزَالَته مُمكن بتوفيقه قَوْله وَيَتُوب الله على من تَابَ أَي يوفقه للتَّوْبَة أَو يرجع عَلَيْهِ من التَّشْدِيد الى التَّخْفِيف أَو يرجع عَلَيْهِ بقوله أَي من تَابَ من الْحِرْص المذموم وَغَيره من المذمومات انْتهى
قَوْله وَلَا يمْلَأ نَفسه الا التُّرَاب أَي الْقَبْر فَإِنَّهُ هَادِم لجَمِيع الْأَمَانِي والاغراض وَهَذَا الحَدِيث خرج على حكم غَالب بني ادم فِي الْحِرْص على الدُّنْيَا وَيُؤَيِّدهُ قَوْله وَيَتُوب الله على من تَابَ (إنْجَاح الْحَاجة)
قَوْله
[4237] يَدُوم عَلَيْهِ صَاحبه قَالَ الْكرْمَانِي الدَّائِم ان يَأْتِي كل يَوْم أَو كل شهر بِحَسب مَا يُسمى دواما عرفا لَا شُمُول الازمان فبالدوام رُبمَا يَنْمُو الْقَلِيل حَتَّى يزِيد على الْكثير الْمُنْقَطع اضعافا كَثِيرَة انْتهى
قَوْله(1/312)
[4239] كأنا رأى الْعين ينصب رأى الْعين أَي كَانَا نرى الله وَالْجنَّة وَالنَّار رأى الْعين مفعول مُطلق بإضمار نرى وَفِي نُسْخَة بِالرَّفْع أَي كَانَا راؤن الْعين على انه مصدر بِمَعْنى اسْم الْفَاعِل وَيصِح كَون الْمصدر خَبرا بالمبالغة كزيد عدل انجاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي
قَوْله فَأَفَقْت وَفِي النِّهَايَة أَرَادَ انه إِذا كَانَ عِنْده صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اخلص وزهد فِي الدُّنْيَا وَإِذا خرج عَنهُ كَانَ بِخِلَافِهِ فَكَأَنَّهُ نوع من الظَّاهِر وَالْبَاطِن مَا كَانَ يرضى ان يسامح بِهِ نَفسه انْتهى وَكَذَلِكَ كَانَ الصَّحَابَة رض كَانُوا يواخذون بِأَقَلّ الْأَشْيَاء وَقَالَ النَّوَوِيّ وَخَافَ النِّفَاق حَيْثُ عدم خَشيته يجدهَا فِي مجْلِس الْوَعْظ واشتغل بِأُمُور معاشه عِنْد غيبته عَنهُ فأعلمهم النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انهم لَا يكلفون الدَّوَام عَلَيْهِ بل سَاعَة سَاعَة انْتهى يَا حَنْظَلَة سَاعَة وَسَاعَة لفظ المصابيح سَاعَة فساعة بِالْفَاءِ قَالَ التوربشتي سَاعَة فِي الْحُضُور تؤدون حُقُوق ربكُم وَسَاعَة فِي الْغَيْبَة فتقضون حُقُوق أَنفسكُم فَأدْخل فَاء التعقيب فِي الثَّانِيَة تنبها على ان إِحْدَى الساعيتن معقبة بِالْأُخْرَى وان الْإِنْسَان لَا يصبر الى الْحق الصّرْف وَالْجد الْمَحْض قلت وَلذَلِك أنْكرت الصُّوفِيَّة الْمُتَقَدّمَة الْحُضُور الدائمي بل قَالُوا التجلي كالبرق لَا يَدُوم وَخَالفهُم فِي ذَلِك الامام الرباني المجدد للألف الثَّانِي رَحْمَة الله تَعَالَى واثبت التجلي الدائمي وَادّعى قبله سُلْطَان الطَّرِيقَة شيخ أَبُو سعيد أَبُو الْخَيْر رَحمَه الله تَعَالَى حِين سَأَلَهُ شَيْخه الشَّيْخ أَبَا الْفضل السَّرخسِيّ فَقَالَ أَيهَا الشَّيْخ ايكون هَذَا الحَدِيث دَائِما فَقَالَ الشَّيْخ لَا ثمَّ سَأَلَ بعد سَاعَة أَيهَا الشَّيْخ ايكون هَذَا نَائِما فَقَالَ الشَّيْخ لاثم سكت سَاعَة فَسَأَلَ بعد ذَلِك فَقَالَ لَو كَانَ كَانَ نَادرا ففرح الشَّيْخ أَبُو سعيد ورقص وَقَالَ هَذَا من النَّوَادِر اما الشَّيْخ المجدد جمع إثْبَاته التجلي الدائمي لَا يَقُول بِإِثْبَات الْحَالة الْوَاحِدَة فِي كل الْأَوْقَات بل يفضل بعض الْأَوْقَات على الْبَعْض وَيحمل مَا روى عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لي مَعَ الله وَقت لَا يسعني فِيهِ ملك مقرب وَالنَّبِيّ مُرْسل على حَالَة الصَّلَاة وَيَقُول الصَّلَاة هِيَ مِعْرَاج الْمُؤمن وحالتها أَعلَى الْحَالَات ومرتبتها أفضل الْمَرَاتِب والمقامات وَلذَا ورد ارحني يَا بِلَال رض وَكَانَ لَهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ازيز كأزيز الْمرجل فِي الصَّلَاة وَقَالَ بَعضهم لي مَعَ الله وَقت أَي دَائِم وَلَكِن
لَا يساعده هَذَا الحَدِيث وَلَا لفظ وَقت لَا يسعني أنجاح
قَوْله سَاعَة وَسَاعَة قَالَ الْحَكِيم فِي نوادره أَي سَاعَة الذّكر وَسَاعَة للنَّفس وَجوز أَبُو الْبَقَاء فِيهَا الرّفْع وَالنّصب بِفعل مُقَدّر أَي نذْكر سَاعَة وتلهو سَاعَة (زجاجة)
قَوْله
[4240] اكلفوا بِفَتْح اللَّام يُقَال كلفته بِهَذَا الْأَمر اكلف بِهِ إِذا ولعت بِهِ واحببته (زجاجة)
قَوْله
[4241] عَلَيْكُم بِالْقَصْدِ هُوَ الْوسط المعتدل الَّذِي لَا يمِيل الى أحد طرفِي التَّفْرِيط والإفراط قَوْله فَإِن الله لَا يمل حَتَّى تملوا قَالَ فِي النِّهَايَة مَعْنَاهُ لَا يمل ابدا مللتم أَو لم تملوا فَجرى مجْرى قَوْلهم حَتَّى يشيب الْغُرَاب ويبيض الفار وَقيل مَعْنَاهُ ان الله لَا يطرحكم حَتَّى تتركوا الْعَمَل وتزهد وافي الرَّغْبَة اليه فَسمى الْفِعْلَيْنِ ملالا وليسابه وَقيل مَعْنَاهُ ان الله لَا يقطع عَنْكُم فَضله حَتَّى تملوا سُؤَاله فَسمى فعل الله ملالا على طَرِيق الازدواج فِي الْكَلَام وَهَذَا بَاب وَاسع فِي الْعَرَبيَّة كثير فِي الْقُرْآن انْتهى وَقَالَ الْكرْمَانِي بهما بِفَتْح مِيم والملالي ترك شَيْء استثقالا لَهُ بعد حرص فَلَا يَصح فِي حَقه الا مجَازًا أَي لَا يقطع ثَوَابه حَتَّى تقطعوا الْعَمَل ملالا وسامة من كثرته أَي اعْمَلُوا حسب وسعكم فَإِنَّكُم إِذا اتيتم بِهِ على فتور يُعَامل بكم مُعَاملَة الملول انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ أَي حَتَّى تبعدوه على فتور فاعبدوا مَا بَقِي لكم نشاطكم فَإِذا افترتم فاقعدوا انْتهى وَقَالَ النَّوَوِيّ وَقيل حَتَّى بِمَعْنى إِذا وَفِيه ان الدَّوَام على قَلِيل ينشط اصلح من كثير لَا ينشط ويفضي الى ترك كُله أَو بعضه لقَوْله فَمَا رعوها حق رعايتها انْتهى قَالَ الْكرْمَانِي وَقيل هُوَ بِمَعْنى الْقبُول أَي لَا يقبل مَا صدر على الملال انْتهى
قَوْله
[4242] وَمن أَسَاءَ اخذ بِالْأولِ وَالْآخر أَي أَسَاءَ فِي نفس الْإِسْلَام بِأَن اسْلَمْ ظَاهرا وَلم ينْقد بَاطِنا على وَجه الْكَمَال وَلَيْسَ المُرَاد مِنْهُ من امن بِقَلْبِه وَصدق بِمَا جَاءَ من عِنْد الله ثمَّ اذنب واساء يوخذ بِعَمَل الْجَاهِلِيَّة لِأَن الْإِسْلَام يهدم مَا كَانَ قبله وَهُوَ أَيْضا خلاف الْإِجْمَاع (إنْجَاح)
قَوْله
[4245] صفهم لنا جلهم أَي بَين شمائلهم لنا من التجلية وَهُوَ الْكَشْف والإيضاح إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
بَاب ذكر التَّوْبَة قَالَ النَّوَوِيّ أصل التَّوْبَة فِي اللُّغَة الرُّجُوع يُقَال تَابَ وثاب بِالْمُثَلثَةِ واب بِمَعْنى رَجَعَ وَالْمرَاد بِالتَّوْبَةِ هَهُنَا الرُّجُوع عَن الذَّنب وَالتَّوْبَة ثَلَاثَة أَرْكَان الاقلاع والندم على فعل تِلْكَ الْمعْصِيَة والعزم على ان لَا يعود إِلَيْهَا ابدا فَإِن كَانَت الْمعْصِيَة بِحَق ادمي فلهَا ركن رَابِع وَهُوَ التَّحَلُّل من صَاحب ذَلِك الْحق واصلها النَّدَم وَهُوَ ركنها الْأَعْظَم وَاتَّفَقُوا على ان التَّوْبَة من جَمِيع الْمعاصِي وَاجِبَة وانها وَاجِبَة على الْفَوْر لَا يجوز تَأْخِيرهَا سَوَاء كَانَت الْمعْصِيَة صَغِيرَة أَو كَبِيرَة وَالتَّوْبَة من مهمات الْإِسْلَام وقواعده المتأكدة ووجوبها عِنْد أهل السّنة بِالشَّرْعِ وَعند الْمُعْتَزلَة بِالْعقلِ وَلَا يجب على الله قبُولهَا إِذا وجدت بشروطها عقلا عِنْد أهل السّنة لكنه سُبْحَانَهُ يقبلهَا كرما وفضلا وعرفنا قبُولهَا بِالشَّرْعِ وَالْإِجْمَاع خلافًا لَهُم هَذَا مَذْهَب أهل السّنة فِي المسئلتين وخالفت الْمُعْتَزلَة فيهمَا انْتهى
قَوْله(1/313)
[4248] لتاب عَلَيْكُم بِعَين الْعِنَايَة وَيرجع بالمغفرة وَدفع الذُّنُوب من العَبْد المذنب حِين رَجَعَ بالتذلل والانكسار بِحَضْرَتِهِ إنْجَاح الْحَاجة
[4253] مَا لم يُغَرْغر أَي مَا لم يبلغ روحه الى الْحُلْقُوم وَظَاهره الْإِطْلَاق وَقَيده بعض الْحَنَفِيَّة بالكفار ذكره الْقَارِي وَلَيْسَ هَذَا التَّقْيِيد بسديد لن التَّخْصِيص لَا بُد لَهُ من دَلِيل (إنْجَاح)
قَوْله
[4255] ثمَّ ذروني فِي الرّيح قَالَ الْكرْمَانِي بِضَم ذال من الذَّر التَّفْرِيق وَبِفَتْحِهَا من التذرية وروى فاذروه فِي اليم بوصل الْهمزَة وَقيل بقطعها من اذريته رمية وَالْأول أليق بالرياح وَقَوله لَئِن قدره بِالتَّخْفِيفِ لِلْجُمْهُورِ معنى ضيق وبالتشديد لبَعض بِمَعْنى قدر على الْعَذَاب انْتهى قَالَ النَّوَوِيّ قدر بِالتَّخْفِيفِ وَالتَّشْدِيد أَي قَضَاهُ وَلَيْسَ هُوَ شكا من الْقدر ليَكُون شكا فِي الْقُدْرَة والا كفر فَلَا يغْفر وَقيل قَالَه وَهُوَ مغلوب على عقله بالخوف والدهش أَو هُوَ بِالشَّكِّ جهل صفة الله بِالْقُدْرَةِ وَالْجَاهِل لَا يكفر بل الجاحد على الْأَصَح انْتهى أَو كَانَ فِي شعرهم جَوَاز غفران الْكفْر وَقَالَ الطَّيِّبِيّ أَو بِمَعْنى ضيق وناقشه فِي الْحساب أَو ان الْجَاهِل بِالصِّفَاتِ غذره الْبَعْض فَإِن الْعَارِف بهَا قَلِيل وَلذَا قَالَ الحواريون خلص أَصْحَاب عِيسَى هَل يَسْتَطِيع رَبك ان ينزل أَو من زمَان الفترة حِين ينفع مُجَرّد التَّوْجِيه انْتهى
قَوْله فوَاللَّه لَئِن قدر عَليّ رَبِّي أَي ضيق من قَوْله تَعَالَى وَالله يبسط الرزق لمن يَشَاء وَيقدر قَالَ القَاضِي عِيَاض روايتنا فِيهِ عَن الْجُمْهُور بِالتَّخْفِيفِ وَقيل فِي تَأْوِيله هَذَا الرجل مُؤمن وَلَكِن جهل صفة من صِفَات الربوبية وَقد اخْتلف المتكلمون فِي جَاهِل صفة هَل هُوَ كَافِر أم لَا وَقيل هَذَا من مجَاز الْكَلَام الْمُسَمّى بتجاهل الْعَارِف أَو يمزج الشَّك بِالْيَقِينِ كَقَوْلِه تَعَالَى انا وَإِيَّاكُم لعَلي هدى أَو فِي ضلال مُبين كَذَا فِي اللمعات قلت اجْتمع فِيهِ اشيءا شدَّة الْخَوْف والهيبة وَعدم علمه بِصِفَات ربه عز وَجل وذهوله فِي السكرات عَن حَالَة الصِّحَّة وظنه بِعَدَمِ الضَّرُورَة على الله تَعَالَى لِاجْتِمَاع اجزائه وكل ذَلِك من حمقه وبلاهته وَورد أَكثر أهل الْجنَّة البله فَتَجَاوز الله عَن سيئاته (إنْجَاح)
قَوْله
[4257] يَا عبَادي كلكُمْ الخ قَالَ الطَّيِّبِيّ خطاب مَعَ الثقلَيْن خَاصَّة لاخْتِصَاص التَّكْلِيف وتعاقب التَّقْوَى والفجور بهم وَلذَا فصل المخاطبين بالانس وَالْجِنّ كَمَا فِي رِوَايَة وَيحْتَمل كَونه عَاما لِذَوي الْعلم من الْمَلَائِكَة والثقلين وَيكون ذكر الْمَلَائِكَة مطويا فِي جنكم لشمُول الإجتنان لَهُم وَلَا يَقْتَضِي صُدُور الْفُجُور عَنْهُم وَلَا إِمْكَانه لِأَنَّهُ كَلَام على الْفَرْض أَقُول يُمكن كَون الْخطاب عَاما وَلَا يدْخل الْمَلَائِكَة فِي الْجِنّ لِأَن الْإِضَافَة فِي جنكم يَقْتَضِي الْمُغَايرَة فَلَا يكون تَفْضِيلًا بل اخراجا للقبيلتين اللَّذين يَصح اتصاف كل مِنْهُمَا بالتقوى والفجور ثمَّ ان الضلال الْعُدُول عَن الطَّرِيق الْمُسْتَقيم سَهوا أَو عمدا يَسِيرا أَو كثيرا أَو الطَّرِيق الْمُسْتَقيم وَاحِد والعدول عَنهُ جِهَات فكوننا مصيبين من وَجه وكوننا ضَالِّينَ من وَجه فَإِن جَوَانِب الطَّرِيق كلهَا ضلال وَلذَا نسب الضلال الى الْأَنْبِيَاء والى الْكفَّار وان كَانَ بَين الضلالين بون بعيد انْتهى
قَوْله وكلكم ضال الا من هديت ظَاهره انهم خلقُوا ضَالَّة الا من هداه فِينَا فِي حَدِيث كل مَوْلُود يُولد على الْفطْرَة الا ان يرد بِالْأولِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ قبل مبعثه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَو انهم لَو تركُوا مَا فِي طباعهم من إِيثَار الشَّهَوَات الضلوا وَهَذَا أظهر شرح حصن حُصَيْن
قَوْله ورطبكم ويابسكم أَي أهل الْبَحْر وَالْبر وَأَرَادَ بالرطب النَّبَات وَالشَّجر وباليابس الْحجر والمدر أَي لَو صَار كلهَا انسانا وَاجْتمعَ فَسَأَلَ الخ أَقُول الرطب واليابس عباراتان عَن الإستيعاب التَّام وَلَا رطب وَلَا يَابِس إِلَّا فِي كتاب مُبين وإضافتهما إِلَى ضمير المخاطبين يَقْتَضِي اسْتِيعَاب نوع الْإِنْسَان فَيكون تَأْكِيدًا للشمول بعد تَأْكِيد طيبي
قَوْله
[4258] أَكْثرُوا ذكرهَا ذمّ اللَّذَّات الهذم الْكسر وروى بدال مُهْملَة من الْهدم وَالرِّوَايَة بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة أَكثر وَأَصَح إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله(1/314)
[4262] والبشرى بِروح وريجان الرّوح بِالْفَتْح الرَّاحَة والفرح والريجان الطّيب والرزق انجاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم مَوْلَانَا مولوي عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي
[4264] فَقيل لَهُ يَا رَسُول الله كَرَاهِيَة لِقَاء الله فِي كَرَاهِيَة الْمَوْت الْكَرَاهِيَة مَنْصُوب مفعول بِهِ لفعل مَحْذُوف أَي جعلت كَرَاهِيَة لِقَاء الله فِي كَرَاهِيَة الْمَوْت فَلَو كَانَ الْأَمر كَذَلِك فكلنا يكره الْمَوْت أَو الْكَرَاهِيَة مَرْفُوعَة وَالْجُمْلَة متضمنة بِمَعْنى الشَّرْط أَي لما كَانَت كَرَاهِيَة لِقَاء الله تَعَالَى فِي كَرَاهِيَة الْمَوْت فكلنا يكره الْمَوْت فَكَانَ السَّائِل انكر حَيْثُ لم يتفطن معنى الحَدِيث ثمَّ لَا يخفى ان مرَارَة الظَّاهِر لَا يُخَالف حلاوة الْبَاطِن فَإِن الاوجاع والمصائب إِذا اصابت الْبدن يألم الْبَتَّةَ لَكِن الْعَارِف إِذا عرف رضى الرب تَعَالَى يجد فِي بَاطِنه حلاوة تغلب هَذِه المرارة ومثاله إِذا قدم الرجل الْمُسَافِر بأشد المتاعب الى محبوبه نَالَ أقْصَى الْمَقَاصِد وَمَعَ ذَلِك مصائب فِي جسده خبر وَجهه شعث شعره فَكَانَ السَّائِل حمل الحَدِيث على الظَّاهِر فَبين النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقوله انما ذَلِك عِنْد مَوته الخ أَي يحصل لَهُ عِنْد مَوته حق الْيَقِين وَكَانَ قبل ذَلِك فِي علم الْيَقِين وَكم بَينهمَا من التَّفَاوُت (إنْجَاح)
قَوْله
[4266] وَهُوَ عجب الذَّنب هُوَ بتفح مُهْملَة وَسُكُون جِيم عظم فِي أَسْفَل الصلب عِنْد الْعَجز وَهُوَ العسيب من الدَّوَابّ وامر الْعجب عَجِيب فَإِنَّهُ اخر مَا يخلق وَأول مَا يخلق أَرَادَ بِهِ طول بَقَائِهِ لَا انه لَا يبلي أصلا لِأَنَّهُ خلاف المحسوس كَذَا فِي الْمجمع وَفِيه أَيْضا هُوَ أول مَا يخلق من الادمي وَيبقى مِنْهُ ليعاد تركيب الْخلق عَلَيْهِ انْتهى (إنْجَاح)
قَوْله(1/315)
[4268] ان الْمَيِّت يصير الى الْقَبْر الخ قَالَ النَّوَوِيّ مَذْهَب أهل السّنة اثبات عَذَاب الْقَبْر وَقد تظاهرت عَلَيْهِ دَلَائِل الْكتاب وَالسّنة قَالَ الله تَعَالَى النَّار يعرضون عَلَيْهَا غدوا وعشيا الْآيَة وتظاهرت بِهِ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من رِوَايَة جمَاعَة من الصَّحَابَة فِي مَوَاطِن كَثِيرَة وَلَا يمْتَنع فِي الْعقل ان يُعِيد الله تَعَالَى الحيوة فِي جُزْء من الْجَسَد ويعذبه وَإِذا لم يمنعهُ الْعقل ورد الشَّرْع بِهِ وَجب قبُوله واعتقاده وق ذكر مُسلم وَالْبُخَارِيّ وَأَصْحَاب السّنَن أَحَادِيث كَثِيرَة فِي اثبات عَذَاب الْقَبْر وَسَمَاع النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوت من يعذب فِيهَا وَسَمَاع الْمَوْتَى قرع نعال دافتيهم وَكَلَامه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأهل القليب وَقَوله مَا أَنْتُم بأسمع مِنْهُم وسؤال الْملكَيْنِ الْمَيِّت وَاقعا وهما إِيَّاه وَجَوَابه لَهما وَالْفَتْح لَهُ فِي قَبره وَعرض مَقْعَده عَلَيْهِ الْغَدَاة والعشي وَبِالْجُمْلَةِ مَذْهَب أهل السّنة اثبات عَذَاب الْقَبْر خلافًا للخوارج ومعظم للمعتزلة وَبَعض المرجية فَإِنَّهُم نفوا ذَلِك ثمَّ المعذب عِنْد أهل السّنة الْجَسَد بِعَيْنِه أَو بعضه بعد اعادة الرّوح اليه أَو الى جُزْء مِنْهُ وَخَالف فِيهِ مُحَمَّد بن جرير وَعبد الله بن كرام وَطَائِفَة فَقَالُوا لَا يشْتَرط اعادة الرّوح قَالَ أَصْحَابنَا وَهَذَا فَاسد لِأَن الالم والاحساس انما يكون فِي الْحَيّ وَقَالُوا لَا يمْنَع من ذَلِك كَون الْمَيِّت قد تَفَرَّقت اجزاءه كَمَا تشاهد فِي الْعَادة أَو اكلته السبَاع وحيتان الْبَحْر أَو نَحْو ذَلِك فَكَمَا ان الله تَعَالَى يُعِيدهُ للحشر وَهُوَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَادر على ذَلِك فَكَذَا يُعِيد الْحَيَاة الى جُزْء مِنْهُ أَو أَجزَاء وان اكلته السبَاع وَالْحِيتَان فَإِن قيل نَحن نشاهد الْمَيِّت على حَاله فِي قَبره فَكيف يسْأَل وَيقْعد وَيضْرب بمطارق من حَدِيد وَلَا يظْهر لَهُ اثر فَالْجَوَاب ان ذَلِك غير مُمْتَنع بل لَهُ نَظِير فِي الْعَادة وَهُوَ النَّائِم فَإِنَّهُ يجد لَذَّة والاما لَا نحس نَحن شَيْئا مِنْهُ وَكَذَا يجد الْيَقظَان لَذَّة أَو ألما لما يسمعهُ أَو يفكر فِيهِ وَلَا يُشَاهد ذَلِك جليسه مِنْهُ وَكَذَا كَانَ جِبْرَائِيل عَلَيْهِ السَّلَام يَأْتِي النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيخبره بِالْوَحْي الْكَرِيم وَلَا يُدْرِكهُ الْحَاضِرُونَ وكل ذَلِك جلي وَظَاهر واما اقعاده فَيحْتَمل ان يكون مُخْتَصًّا بالمقبور دون المنبوذ من اكلته السبَاع وَالْحِيتَان واما ضربه بالمطارق فَلَا يمْتَنع ان يُوسع لَهُ فِي قَبره فيقعد وَيضْرب انْتهى
قَوْله وَلَا مشغوف أُمِّي وَلَا مُضْطَر والشغف
فِي الأَصْل شغَاف الْقلب وَهُوَ حجابه والمشغوف من وصل فِي غلافه الْأَثر من الْحزن والتعب (إنْجَاح)
قَوْله مَا هَذَا الرجل يَعْنِي بِهَذَا الرجل النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وانما يَقُول بِهَذَا الْعبارَة الَّتِي لَيْسَ فِيهَا تَعْظِيم امتحانا للمسئول لِئَلَّا يَتَلَقَّن تَعْظِيمه من عبارَة السَّائِل قَالَ النَّوَوِيّ قيل يكْشف للْمَيت حَتَّى يرى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِي بشرى عَظِيمَة لِلْمُؤمنِ ان صَحَّ ذَلِك وَلَا نعلم حَدِيثا صَحِيحا مرويا فِي ذَلِك وَالْقَائِل بِهِ انما اسْتندَ لمُجَرّد ان الْإِشَارَة لَا تكون الا للحاضر لَكِن يحْتَمل ان يكون الْإِشَارَة لما فِي الذَّهَب ليَكُون مجَازًا قسطلاني
[4271] انما نسمَة الْمُؤمن طَائِر النَّسمَة بِفتْحَتَيْنِ هِيَ الرّوح وَالنَّفس قَالَ فِي الْمجمع بِأول بِالشُّهَدَاءِ لأَنهم يرْزقُونَ فِي الْجنَّة وَغَيرهم انما يعرض عَلَيْهِ مَقْعَده بِالْغَدَاةِ والعشي وَقيل أَرَادَ الْمُؤمنِينَ الداخلين الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب فيدخلونها الان إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[4272] مثلت الشَّمْس أَي شبهت وَذَا فِي حق الْمُؤمنِينَ وَلَعَلَّه عِنْد نزُول الْملكَيْنِ الايه وَيُمكن كَونه بعد السوال تَنْبِيها على رفاهيته (إنْجَاح)
قَوْله
[4273] ان صَاحِبي الصُّور الخ هَذَا الحَدِيث تفرد بِهِ بن ماجة وَلم يرمز السُّيُوطِيّ فِي الْجَامِع الصَّغِير لَهُ سواهُ وَأَشَارَ شَارِحه الى ضعفه وَقَالَ هما الْملكَانِ الموكلان بِهِ وَيُسْتَفَاد مِنْهُ انهما ملكان وَفِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ انه ملك حَيْثُ قَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيفَ انْعمْ وَصَاحب الصُّور قد التقمه واصغى سَمعه الحَدِيث وَفِي رِوَايَة رزين عَن أبي سعيد قَالَ ذكر رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاحب الصُّور فَقَالَ عَن يَمِينه جِبْرَائِيل وَعَن يسَاره مِيكَائِيل فلعلهما مرادان فِي الحَدِيث فكأنهما معاونان لاسرافيل عَلَيْهِ السَّلَام (إنْجَاح)
قَوْله
[4274] أَو كَانَ مِمَّن اسْتثْنى الله أَي بقوله الا من شَاءَ الله قَالَ الْحَلِيمِيّ من زعم ان الثنيا لحملة الْعَرْش أَو جِبْرَائِيل وَمِيكَائِيل وَنَحْوهمَا أَو ولدان الْجنَّة أَو مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فقد أَخطَأ لِأَن غير مُوسَى لَيْسَ من سكان السَّمَاوَات وَالْأَرْض لِأَن الْجنَّة فَوق السَّمَاوَات ومُوسَى قد مَاتَ فَلَا يَمُوت عِنْد النفخة الثَّالِثَة انْتهى وَقَالَ الْكرْمَانِي فَإِن قيل مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام قد مَاتَ فَكيف تُدْرِكهُ الصعقة وَأَيْضًا اجْمَعُوا على ان نَبينَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أول من ينشق عَنهُ الأَرْض قلت هَذِه الصعقة غشية بعد الْبَعْث عِنْد النفخة الْأَكْبَر وَالْمرَاد بِالْبَعْثِ الافاقة لرِوَايَة افاق قبلي انْتهى
قَوْله من قَالَ انا خير من يُونُس بن مَتى الخ قيل هَذَا قبل علمه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بفضيلته أَو قَالَ ذَلِك بطرِيق التَّوَاضُع أَو قَالَ لَا تفضلوا بَين الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام بأهوائكم وآرائكم على وَجه يُؤَدِّي الى ازدراء بَعضهم ونقيصته وانما خص يُونُس بِالذكر من بَين الرُّسُل كَمَا خصّه الله تَعَالَى فِي كِتَابه فَقَالَ عز من قَائِل وَلَا تكن كصاحب الْحُوت وَقَالَ وَهُوَ مليم فَلم يَأْمَن صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ان يخَامر بواطن الضُّعَفَاء من أمته مَا يعود الى نقيصته وانه كَسَائِر إخوانه من الْأَنْبِيَاء وَالْمُرْسلِينَ وَمَعَ مَا كَانَ من شَأْنه لِأَن نفس النُّبُوَّة لَا تَفْضِيل فِيهَا الْبَعْض على بعض (إنْجَاح)
قَوْله انا خير من يُونُس بن مَتى الخ ضمير انا للنَّبِي أَو للْعَبد لرِوَايَة لَا يَنْبَغِي لعبد الخ وَهُوَ على الأول قبل ان يعلم فَضله أَو للزجر عَن تخيل جَاهِل حط رتبته بقوله إِذا بق وَلِئَلَّا يتَوَهَّم غَضَاضَة فِي حَقه بقوله وَلَا تكن كصاحب الْحُوت وعَلى الثَّانِي مَعْنَاهُ لَا يَقُوله جَاهِل مُجْتَهد فِي الْعِبَادَة وَالْعلم وَنَحْوهمَا أَبِيه وَهُوَ الصَّحِيح وَقيل اسْم امة قَوْله فقد كذب قَالَ المغيث أَي فِي الرسَالَة والنبوة لِأَنَّهَا معنى وَاحِد لَا تفاضل فِيهَا بَين الْأَنْبِيَاء وانما هُوَ فِي تَفْضِيل الله تَعَالَى من شَاءَ بعْدهَا وَمَا يحدث لَهُم من الْأَحْوَال يُرِيد انه مَعَ قَوْله إِذا ابق الى الْفلك لَيْسَ بِأَدْنَى دَرَجَة منى فِي النُّبُوَّة انْتهى (فَخر)
قَوْله
[4278] فِي رشحه قَالَ فِي النِّهَايَة الرشح هُوَ الْعرق لِأَنَّهُ يخرج شَيْئا فَشَيْئًا كَمَا يرشح الْإِنَاء المتخلل الاجزاء وَقَالَ الْكرْمَانِي هُوَ بِفتْحَتَيْنِ وَقَالَ النَّوَوِيّ وَفِي رِوَايَة فَيكون النَّاس على قدر اعمالهم فِي الْعرق قَالَ القَاضِي وَيحْتَمل ان المُرَاد عرق نَفسه وَغَيره وَيحْتَمل عرق نَفسه وَسبب كَثْرَة الْعرق تراكم الْأَهْوَال ودنو الشَّمْس من رؤوسهم وزحمة بَعضهم بَعْضًا انْتهى
قَوْله
[4279] يَوْم تبدل الأَرْض غير الأَرْض الخ التبديل التَّغَيُّر وَهُوَ قد يكون فِي الذَّات كَقَوْلِك بدلت الدارهم بالدناينر وَقد يكون فِي الصِّفَات كَقَوْلِك بدلت الْحلقَة خَاتمًا إِذا حذفتها وسويتها خَاتمًا وَاخْتلف فِي تَبْدِيل الأَرْض وَالسَّمَوَات فَقيل يُبدل اوصافهما فتسير على الأَرْض جبالها وتفجر بحارها وَيجْعَل مستوية لَا ترى فِيهَا عوجا وَلَا امتا وتبديل السَّمَاوَات بانتشار كواكبها وكسوف شمسها وخسوف قمرها وَقيل بِخلق بدلهما وسموات اخر وَعَن أنس بن مَسْعُود انه يحْشر النَّاس على ارْض بيضًا وَلم يخطأ عَلَيْهَا أحد خَطِيئَة وَالظَّاهِر من التبديل هَهُنَا تغير الذَّات كَمَا يدل عَلَيْهِ السوال وَالْجَوَاب (إنْجَاح)
قَوْله
[4280] بَين ظهراني جَهَنَّم الالف وَالنُّون زائدتان قَوْله على حسك الخ الحسك شَوْكَة صلبة مَعْرُوفَة أَي مَعَ حسك كحسك السعد ان أَي يكون الصِّرَاط على جَهَنَّم والعلاوة ان جانبيها اشواك (إنْجَاح)
قَوْله فناج مُسلم الخ أَي من النجَاة يكونُونَ على انحاء فبعضهم مسملون من افته وَبَعْضهمْ يخدوجون أَي ناقصون من خلقتهمْ وَفِي بعض الرِّوَايَات مخدوش أَي تَأْخُذ الخطاطيف من لَحْمه لتسعفه النَّار ثمَّ ينجو وَبَعْضهمْ محتبس ومنكوس أَي يلقِي فِي النَّار على وَجهه (إنْجَاح)
قَوْله(1/316)
[4281] وَنذر الظَّالِمين فِيهَا جثيا الجثوة الشَّيْء الْمَجْمُوع وَالْمرَاد بالورود هَهُنَا الْوُرُود على الصِّرَاط وَالله أعلم
[4282] غرا محجلين الغر بِالضَّمِّ جمع اغر من الْغرَّة وَهِي الْبيَاض فِي الْوَجْه من غير سوء والتحجيل بَيَاض القوائم من الْأَيْدِي والاقدام قَوْله سيماء أمتِي السيماء بِالْقصرِ وَقد يمد وَهُوَ الْعَلامَة إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله غرا محجلين الخ قَالَ فِي المفاتيح ذهب بَعضهم الى اخْتِصَاص هَذِه الْأمة بِالْوضُوءِ وَقَالَ اخرون انما الْمُخْتَص بِهِ الْغرَّة والتحجيل لَا الْوضُوء لحَدِيث هَذَا وضوئي ووضوء الانبياء ورد بِأَنَّهُ حَدِيث مَعْرُوف الضعْف على انه يحْتَمل تَخْصِيص الْأَنْبِيَاء بِالْوضُوءِ دون الْأُمَم انْتهى قلت وَالصَّحِيح ان الْغرَّة والتحجيل من خَواص هَذِه الْأمة لَا أصل الْوضُوء (فَخر)
قَوْله
[4284] فَيُقَال من شهد لَك الخ وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ يجاء بِنوح يَوْم الْقِيَامَة فَيُقَال لَهُ الحَدِيث إِنَّمَا طلب الله من نوح شُهَدَاء على تبليغه الرسَالَة أمته وَهُوَ اعْلَم إِقَامَة للحجة ولمنزلة أكَابِر هَذِه الْأمة فَيَقُول مُحَمَّد وامته الْمَعْنى ان أمته شُهَدَاء وَهُوَ مزكى لَهُ وَقدم فِي الذّكر للتعظيم وَلَا بعد انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يشْهد لنوح عَلَيْهِ السَّلَام أَيْضا لِأَنَّهُ مَحل النُّصْرَة قَوْله وسطا أَي عدلا شَهِيدا أَي مزكيا (مرقاة)
قَوْله
[4285] ثمَّ يسدد أَي يَسْتَقِيم على الْإِيمَان وَقَوله حَتَّى تبوؤا أَنْتُم أَي حَتَّى تَأْخُذُوا أَنْتُم مقاعدكم ومساكنكم (إنْجَاح)
قَوْله من ذَرَارِيكُمْ قَالَ فِي النِّهَايَة الذُّرِّيَّة اسْم يجمع نسل الْإِنْسَان من ذكر وانثى واصله الْهَمْز مخفف وَتجمع على ذريات وذراري مشدد أَو قيل أَصْلهَا من الذَّر بِمَعْنى التَّفَرُّق لِأَن الله ذرهم فِي الأَرْض انْتهى
قَوْله
[4286] وَثَلَاث حثيات قَالَ الزَّرْكَشِيّ هُوَ بِالنّصب عطف على سبعين وَهُوَ مفعول يدْخل فَيكون حِينَئِذٍ ثَلَاث حثيات مرّة فَقَط وبالرفع عطف على سَبْعُونَ الَّذين مَعَ كل الف فَيكون ثَلَاث حثيات سبعين مرّة انْتهى قلت وَالرَّفْع ابلغ وَقَالَ فِي النِّهَايَة هُوَ كِنَايَة عَن الْمُبَالغَة فِي الْكَثْرَة وَلَا كف ثمَّ وَلَا حثى جلّ عَنهُ وَتَعَالَى انْتهى
قَوْله
[4287] نكمل يَوْم الْقِيَامَة المُرَاد بالاكمال الْخَتْم وَفِي رِوَايَة أَنْتُم تتمون سبعين امة أَنْتُم خَيرهَا واكرمها (إنْجَاح)
قَوْله
[4288] انكم وفيتم أَي اكملتم واتممتم سبعين امة أَنْتُم خَيرهَا المُرَاد بالسبعين التكثير لَا التَّحْدِيد وفيتم عِلّة للخيرية لِأَن المُرَاد بِهِ الْخَتْم فَكَمَا ان نَبِيكُم خَاتم الْأَنْبِيَاء جَامع مَا تفرق من الكمالات كَذَلِك أَنْتُم مَعَ الْأُمَم السالفة كَذَا فِي الطَّيِّبِيّ
قَوْله
[4290] فَنحْن الاخرون بِكَسْر خاء أَي الْمُتَأَخّرُونَ زَمَانا فِي الدُّنْيَا والاولون أَي المتقدمون فِي الْآخِرَة على أهل الْأَدْيَان منزلَة وكرامة وَفِي الْحَشْر وَالْقَضَاء لَهُم قبل الْخَلَائق وَفِي دُخُول الْجنَّة كرماني
قَوْله
[4291] قد جَعَلْنَاكُمْ عدتكم أَي مِقْدَار عدتك هَذِه الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكين (إنْجَاح)
قَوْله
[4292] فَيُقَال هَذَا فداؤك من النَّار قَالَ النَّوَوِيّ وَمعنى هَذَا الحَدِيث مَا جَاءَ فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة لكل أحد منزل فِي الْجنَّة ومنزل فِي النَّار فالمؤمن إِذا دخل الْجنَّة خَلفه الْكَافِر فِي النَّار لاستحقاقه ذَلِك بِكُفْرِهِ وَمعنى فداؤك من النَّار بأنك كنت معرضًا لدُخُول النَّار وَهَذَا فداؤك لِأَن الله تَعَالَى قدر لَهَا عددا يملؤها فَإِذا ادخلها الْكفَّار بكفرهم وذنوبهم صَارُوا فِي معنى الْفِدَاء عَن الْمُسلمين انْتهى وَقَالَ فِي اللمعات وَلما كَانَ لكل مُكَلّف مقْعد فِي الْجنَّة ومقعد فِي النَّار فَلَمَّا دخل الْمُؤمن الْجنَّة صَار الْكَافِر كالفداء لِلْمُؤمنِ خلص بِهِ عَن النَّار وَلم يرد بِهِ تَعْذِيب الْكِتَابِيّ بِمَا ارْتَكَبهُ الْمُسلم من الذُّنُوب لِأَنَّهُ لَا يعذب أحد بذنوب أحد وَتَخْصِيص الْيَهُود وَالنَّصَارَى بِالذكر لاشتهارهم لمضارة الْمُسلمين وَمَعْرِفَة الحكم فِي غَيرهم بطرِيق الأولى انْتهى
قَوْله(1/317)
[4293] مائَة رَحْمَة الخ وَذكر القَاضِي جعل الله الرَّحِم بِحَذْف الْهَاء وبضم الرَّاء قَالَ ورويناه بِضَم الرَّاء وَيجوز فتحهَا وَمَعْنَاهُ الرَّحْمَة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا الحَدِيث من أَحَادِيث الرَّجَاء والبشارة للْمُسلمين قَالَ الْعلمَاء لِأَنَّهُ إِذا حصل للْإنْسَان من رَحْمَة وَاحِدَة فِي هَذِه الدَّار مبينَة على اكداء الْإِسْلَام وَالْقُرْآن وَالصَّلَاة وَالرَّحْمَة فِي قلبه وَغير ذَلِك مِمَّا انْعمْ الله تَعَالَى بِهِ فَكيف الظَّن بِمِائَة رَحْمَة فِي الدَّار الْآخِرَة وَهِي دَار الْقَرار وَدَار الْجَزَاء الله أعلم انْتهى
[4295] ان رَحْمَتي تغلب غَضَبي وَفِي رِوَايَة لمُسلم سبقت رَحْمَتي غَضَبي قَالَ الْعلمَاء غضب الله تَعَالَى وَرضَاهُ يرجعان الى معنى الْإِرَادَة فإرادته الاثابة للمطيع وَمَنْفَعَة العَبْد تسمى رضَا وَرَحْمَة وارادته عِقَاب العَاصِي وخذلانه تسمى غَضبا وارادته سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى صفة لَهُ قديمَة يُرِيد بِهِ جَمِيع المرادات قَالُوا وَالْمرَاد بِالسَّبقِ وَالْغَلَبَة هُنَا كَثْرَة الرَّحْمَة وشمولها كَمَا يُقَال غلب على فلَان الْكَرم والشجاعة إِذا كثره مِنْهُ (نووي)
قَوْله ان رَحْمَتي تغلب غَضَبي قَالَ الْكرْمَانِي أَي تعلق ارادتي بإيصال الرَّحْمَة أَكثر من تعلقهَا بإيصال الْعقُوبَة فَإِن الأول من متقضيات صفته وَالْغَضَب بِاعْتِبَار الْمعْصِيَة انْتهى وَقَالَ الطَّيِّبِيّ يَعْنِي ان قسطهم من الرَّحْمَة أَكثر من قسطهم من الْغَضَب قيل ظهرا وَلَا رَحْمَة بالإيجاد وَمَا يتبعهُ من النعم وَلما اسْتحق الْغَضَب ظهر عَلَيْهِم يَعْنِي لما خلقهمْ لِلْعِبَادَةِ شكر النِّعْمَة وَعلم ان أحدا لَا يقدر على أَدَاء حَقه فَحكم بسبق رَحمته وَكتبه وَحفظه فَوق الْعَرْش وَكَانَ اللَّوْح تَحْتَهُ لجلالة قدره وَهُوَ تَمْثِيل لكثرتها بفرسي رهان سبقت أَحدهمَا يَعْنِي مَا اغْفِر من ذنوبهم أَكثر مِمَّا اعذبهم انْتهى قلت وَفِي رِوَايَة سبقت بدل تغلب مَعْنَاهُمَا وَاحِد يَعْنِي تعلق ارادته بإيصال الرَّحْمَة أَكثر والا فيشكل بِأَن جَمِيع الصِّفَات مُتَسَاوِيَة لِأَن كلهَا غير متناهية (فَخر)
قَوْله
[4296] وَمَا حق الْعباد على الله أَي ثوابهم الَّذِي وعدهم بِهِ فَهُوَ وَاجِب الانجاز ثَابت بوعد الْحق قَالَ الْكرْمَانِي فَإِن قلت فِيهِ دلَالَة لمَذْهَب الْمُعْتَزلَة الْقَائِلين بِالْوُجُوب على الله قلت لَا إِذا الْمَعْنى الْحق المتحقق الثَّابِت والجدير أَو وَاجِب شرعا بأخبار الله تَعَالَى أَو وعده أَو هُوَ كالواجب فِي تحَققه وتأكده أَو ذكر الْحق على سَبِيل الْمُقَابلَة انْتهى
قَوْله
[4297] وَامْرَأَة تحصب تنورها أَي ترى فِيهِ مَا توقده وهج التَّنور وَهُوَ بِالتَّحْرِيكِ حر النَّار وبالسكون مصدر (فَخر)
قَوْله
[4300] يصاح بِرَجُل من أمتِي أَي يرفع الْأَصْوَات لطلب رجل وَذَلِكَ لتشهيره عَلَيْهِ الْمَغْفِرَة والسجل كتاب الْعَهْد وَنَحْوه (إنْجَاح)
قَوْله كتبتي بِفتْحَتَيْنِ جمع كَاتب كطلبه جمع طَالب وهم الْكِرَام الكاتبون (إنْجَاح)
قَوْله فَتخرج لَهُ بطاقة قَالَ فِي النِّهَايَة البطاقة بِالْكَسْرِ رقْعَة صَغِيرَة يثبت فِيهَا مِقْدَار مَا يحصل فِيهِ ان كَانَ عينا فوزنه أَو عدده وان كَانَ مَتَاعا فثمنه قيل سميت بِهِ لِأَنَّهَا تشبه بطاقة من الثَّوْب فَتكون الْبَاء حِينَئِذٍ زَائِدَة وَهِي كلمة كَثِيرَة الِاسْتِعْمَال بِمصْر (زجاجة)
قَوْله فِيهَا اشْهَدْ ان لَا إِلَه إِلَّا الله قَالَ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ لَيست هَذِه شَهَادَة التَّوْحِيد لِأَن من شَأْن الْمِيزَان ان يوضع فِي كفته شَيْء وَفِي الْأُخْرَى ضِدّه فتوضع الْحَسَنَات فِي كفته والسيئات فِي كفته فَهَذَا غير مُسْتَحِيل لِأَن العَبْد يَأْتِي بهما جَمِيعًا ويستحيل ان يَأْتِي بالْكفْر والايمان جَمِيعًا عبد وَاحِد حَتَّى يوضع الْإِيمَان فِي كفة وَالْكفْر فِي كفة فَلذَلِك اسْتَحَالَ ان يوضع شَهَادَة التَّوْحِيد فِي الْمِيزَان واما بعد مَا نطق العَبْد فَإِن النُّطْق مِنْهُ بِلَا اله الا الله حَسَنَة تُوضَع فِي الْمِيزَان مَعَ سَائِر الْحَسَنَات (زجاجة)
قَوْله
[4301] ان لي حوضا مَا بَين الْكَعْبَة وَبَيت الْمُقَدّس أَي طوله مِقْدَار الْمسَافَة الَّتِي بَين مَكَّة وَبَيت الْمُقَدّس وَفِي رِوَايَة الشَّيْخَيْنِ وزواياه سَوَاء أَي الطول وَالْعرض وَقيل العمق والتوفيق بَين هَذَا الحَدِيث وَبَين مَا جَاءَ من ان طوله مَا بَين عدن وعمان وَمَا ين صنعاء وَالْمَدينَة وَنَحْو ذَلِك ان هَذَا بطرِيق التَّقْرِيب لَا على التَّحْدِيد وَذَلِكَ لاخْتِلَاف بَين أَقْوَال السامعين فِي الْإِحَاطَة بِهِ علما وَكَذَلِكَ قَوْله عدد النُّجُوم المُرَاد بِهِ التكثير لَا التَّحْدِيد (إنْجَاح)
قَوْله واني لأكْثر الْأَنْبِيَاء تبعا كَمَا فِي رِوَايَة واني لأرجو ان اكون أَكْثَرهم وَارِدَة (إنْجَاح)
قَوْله(1/318)
[4302] ان حَوْضِي لأبعد من أَيْلَة الى عدن قَالَ الرَّافِعِيّ فِي تَارِيخ قزوين عدن مَعْرُوف وايلة مَدِينَة من بِلَاد الشَّام على سَاحل الْبَحْر وايلة أَيْضا جبل يَنْبع بَين مَكَّة وَالْمَدينَة وَفِي حَدِيث بن عمر امامكم حَوْض كَمَا بَين جرباء واذرح وَصُورَة الْخط تقضي ان يكون جرباء بِالْمدِّ وَكَذَلِكَ روى فِي صَحِيح البُخَارِيّ وَقيل جربي بِالْقصرِ من بِلَاد الشَّام واذرح بِالْحَاء مَدِينَة من أدنى الشَّام وَيُقَال انها فلسطين وَفِي رِوَايَة أبي سعيد الْخُدْرِيّ ان لي حوضا مَا بَين الْكَعْبَة الى بَيت الْمُقَدّس وَفِي رِوَايَة حُذَيْفَة ان حَوْضِي كَمَا بَين صنعاء وَالْمَدينَة أَو كَمَا بَين الْمَدِينَة وعمان وَفِي رِوَايَة بن عمر وحوضي مسيرَة شهر وَهَذِه الاختلافات تشعر بَان ذكرهَا جرى على التَّقْرِيب دون التَّحْدِيد وَبِأَن الْمَقْصُود بِأَن بعد مَا بَين حافتيه وسيعة لَا التَّقْدِير بِمِقْدَار معِين وَيُمكن ان ينزل بَعْضهَا على طول الْحَوْض وَبَعضهَا على عرضه وَفِي رِوَايَة مَا بَين الْمَدِينَة والروحاء قَالَ أنس يُقَال انه على نَحْو من أَرْبَعِينَ ميلًا من الْمَدِينَة انْتهى (زجاجة)
قَوْله من أَيْلَة آيلة جبل بَين مَكَّة وَالْمَدينَة وَمَوْضِع بَين يَنْبع ومصر إنْجَاح إِنِّي لأزود عَنهُ أَي ادْفَعْ لعدم لياقتهم الْوُرُود عَلَيْهِ وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى ليردن عَليّ أَقْوَامًا عرفهم ويعرفونني ثمَّ يُحَال بيني وَبينهمْ قيل هم الَّذين ارْتَدُّوا زمن أبي بكر رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ الَّذين يَقُول فِي حَقهم اصيحابي اصيحابي (إنْجَاح)
قَوْله
[4303] فَأَتَيْته على بريد الْبَرِيد دَوَاب توقف على منَازِل مرتبَة ويركب عَلَيْهِ الرَّسُول وَغَيره وَاحِدًا بعد وَاحِد وَذَلِكَ لإسراع السّير (إنْجَاح)
قَوْله اكاويبه جمع اكواب جمع كوب وَهُوَ كوز لَا عُرْوَة لَهُ قَوْله وَلَا يفتح لَهُم السدد هُوَ بِضَم سين وَفتح دَال جمع سدة أَي لَا يفتح لَهُم الْأَبْوَاب قَوْله حَتَّى اخضلت بتَشْديد اللَّام ابتلت وزنا وَمعنى (فَخر)
قَوْله لكني قد نكحت المتنعمات لِأَنَّهُ نكح فَاطِمَة بنت عبد الْملك وَهِي بنت الْخَلِيفَة وجدهَا خَليفَة وَهُوَ مَرْوَان واخوانها الْأَرْبَعَة سُلَيْمَان وَيزِيد وَهِشَام ووليد خلفاء وَزوجهَا خَليفَة فَهَذَا من الغرائب وفيهَا قَالَ الشَّاعِر بنت الْخَلِيفَة جدها خَليفَة زوج الْخَلِيفَة أُخْت الخلائف (إنْجَاح)
قَوْله
[4305] فِيهِ اباريق الذَّهَب الاباريق جمع ابريق قَالَ فِي الْقَامُوس الابريق مُعرب اب ريزه جمعه اباريق انجاح الْحَاجة لمولانا الْمُعظم الشَّيْخ عبد الْغَنِيّ المجددي الدهلوي رَحمَه الله
قَوْله
[4307] لكل نَبِي دَعْوَة مستجابة أَي مستجابة الْبَتَّةَ وَهُوَ على يَقِين من اجابتها وَبَقِيَّة دعواتهم على رَجَاء اجابتها وَمَعْنَاهُ لكل نَبِي دَعْوَة لامته وَقَالَ الطَّيِّبِيّ مستجابة فِي اهلاك كل أمته وَنَبِينَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يدع بِهِ فعوض بالشفاعة وَقَالَ جَمِيع دعوات الْأَنْبِيَاء مستجابة وَالْمرَاد بِهِ الدُّعَاء لاهلاك قومه وَيَعْنِي بالأمة هُنَا امة الدعْوَة واما دعاءه على مُضر فَلَيْسَ للاهلاك بل ليتوبوا ويرتدعوا واما على رعل وذكوان فهما قبائل لَا كل الْأمة مَعَ انه لم يقبل بل قيل لَيْسَ لَك من الْأَمر شَيْء انْتهى
قَوْله لكل نَبِي دَعْوَة الخ أَي قد أوجب الله تَعَالَى على نَفسه تفضلا ان يستجيب لكل نَبِي دَعْوَة وَاحِدَة واماما سواهَا فَإِن شَاءَ اسْتَجَابَ وان شَاءَ رد فَدَعَا نوح عَلَيْهِ السَّلَام رب لَا تذر على الأَرْض من الْكَافرين ديارًا ودعا سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام رب هَب لي ملكا لَا يَنْبَغِي لَاحَدَّ من بعدِي ودعا إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام رَبنَا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذِي زرع الْآيَة ودعا إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام مَعَ أَبِيه رَبنَا وَابعث فيهم رَسُولا مِنْهُم يَتْلُو عَلَيْهِم آياتك الْآيَة ودعا مُوسَى وَهَارُون عَلَيْهِمَا السَّلَام رَبنَا اطْمِسْ على أَمْوَالهم وَاشْدُدْ على قُلُوبهم ودعا نَبينَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْيَاء كَثِيرَة فاستجيبت بِهِ بِحَمْد الله تَعَالَى الا النَّوَادِر كاسلام أبي طَالب وَغَيره لَكِن لم يدع هَذِه الدعْوَة الَّتِي قبُولهَا محتوم (إنْجَاح)
قَوْله
[4309] فجيء بهم ضبائر ضبائر الضبائر جمع ضبارة بِفَتْح ضاد وَكسرهَا وكل مُجْتَمع ضبارة ويروى ضبارات وَهِي جمع سَلامَة لَهَا وَالْمرَاد الْجَمَاعَات والافواج (إنْجَاح)
قَوْله فِي حميل السَّيْل هُوَ مَا يَجِيء بالسيل من طين أَو تبن أَو غثاء أَو غَيرهَا بِمَعْنى مَحْمُولَة فَإِذا اتّفقت فِيهِ حَبَّة واستقرت على شط مجْرى السَّيْل تنْبت فِي يَوْم وَلَيْلَة فَشبه بهَا سرعَة عود ابدانهم واجسامهم إِلَيْهِم بعد احراق النَّار لَهَا كَذَا فِي الْمجمع (إنْجَاح)
قَوْله
[4310] شَفَاعَتِي قَالَ فِي النِّهَايَة الشَّفَاعَة تَكَرَّرت فِي الحَدِيث وتتعلق بِأُمُور الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَهِي السوال فِي التجاوز عَن الذُّنُوب والجرائم شفع فَهُوَ شَافِع وشفيع والمشفع من يقبلهَا والمشفع من يقبل شَفَاعَته انْتهى
قَوْله لأهل الْكَبَائِر أَي شَفَاعَتِي لوضع السَّيِّئَات واما الشَّفَاعَة لرفع الدَّرَجَات فَلِكُل من الاتقياء والأولياء وَذَلِكَ مُتَّفق عَلَيْهِ بَين أهل الْملَّة لمعات
قَوْله(1/319)
[4312] لست هُنَاكُم أَي لست بِالْمَكَانِ الَّذِي تظنوني فِيهِ من الشَّفَاعَة وَهُنَاكَ إِذْ الْحق بِهِ كَاف الْخطاب يكون للبعيد من الْمَكَان الْمشَار اليه أَي انا بعيد من مَكَان الشَّفَاعَة ومقامها لمعات فَإِنَّهُ أول رَسُول قيل وَمن قبله أَي قبل نوح كَانُوا أَنْبيَاء غير مرسلين كآدم وَإِدْرِيس فَإِنَّهُ جد نوح على مَا ذكره المؤرخون قَالَ القَاضِي عِيَاض قيل ان إِدْرِيس هُوَ الياس وَهُوَ فِي بني إِسْرَائِيل فَيكون مُتَأَخِّرًا عَن نوح فَيصح ان نوحًا أول نَبِي مَبْعُوث أَي مُرْسل مَعَ كَون إِدْرِيس نَبيا مُرْسلا وَأما ادم وشيث فهما وان كَانَا رسولين الا ان آدم أرسل الى بنيه وَلم يَكُونُوا كفَّارًا بل أَمر بتعليمهم الْإِيمَان وَطَاعَة الله شَيْئا كَانَ خَلفه فيهم بعده بِخِلَاف نوح فَإِنَّهُ مُرْسل الى كفار الأَرْض وَهَذَا أقرب من القَوْل بِأَن ادم وَإِدْرِيس لم يَكُونَا رسولين وَقيل أول نَبِي بَعثه الله أَي من أولى الْعَزْم وعَلى هَذَا فَلَا اشكال سيد
قَوْله غفر الله لَهُ مَا تقدم من ذَنبه وَمَا تَأَخّر فَلم يكن لَهُ مَانع من مقَام الشَّفَاعَة قَالَ القَاضِي قيل الْمُتَقَدّم مَا كَانَ قبل النُّبُوَّة والمتأخر عصمته بعْدهَا وَقيل المُرَاد بِهِ مَا وَقع مِنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن سَهْو وَتَأْويل حَكَاهُ الطَّبَرِيّ وَقيل مَا تقدم لِأَبِيهِ آدم وَمَا تَأَخّر من ذنُوب أمته وَقيل المُرَاد انه مغْفُور لَهُ غير مواخذ بذنب لَو كَانَ وَقيل هُوَ تَنْزِيه لَهُ من الذُّنُوب (مرقاة)
قَوْله فامشي بَين السماطين السماط الصَّفّ من النَّاس يُقَال بَين السماطين أَي بَين الصفين (إنْجَاح الْحَاجة)
قَوْله فَيحد لي حدا بِأَن يُوصف لي بِصِفَات من أَرَادَ الله تَعَالَى نجاتهم (إنْجَاح)
قَوْله يشفع يَوْم الْقِيَامَة ثَلَاثَة الخ أَي بطرِيق الْعُمُوم يُؤذن لَهُم والا فقد صَحَّ ان الصَّبِي يشفع لِأَبَوَيْهِ وشفاعته مَقْصُورَة عَلَيْهِمَا وَكَذَلِكَ يُؤذن من قَرَأَ الْقُرْآن فاستظهره فاحل حَلَاله وَحرم حرَامه فِي عشرَة من أهل بَيته كلهم قد وَجَبت لَهُ النَّار كَمَا رَوَاهُ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة والدارمي (إنْجَاح)
قَوْله كنت امام النَّبِيين الخ قَالَ الْعلمَاء لم يقل هَذَا فخرا بل صرح بِنَفْي الْفَخر بقوله غير فَخر وانما قَالَه لوَجْهَيْنِ أَحدهمَا امْتِثَال قَوْله تَعَالَى واما بِنِعْمَة رَبك فَحدث وَالثَّانِي انه من الْبَيَان الَّذِي يجب عَلَيْهِ تبليغه الى أمته ليعرفوه أَو يعتقدوه ويعملوا بِمُقْتَضَاهُ ويوفروه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يَقْتَضِي مرتبه كَمَا أَمرهم الله تَعَالَى وَهَذَا الحَدِيث دَلِيل لتفضيله صلى الله عَلَيْهِ
وَسلم
على الْخلق كلهم لِأَن مَذْهَب أهل السّنة ان الادميين أفضل من الْمَلَائِكَة وَهُوَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أفضل الادميين وَغَيرهم واما الحَدِيث الاخر لَا تفضلوا بَين الْأَنْبِيَاء فَجَوَابه من خَمْسَة أوجه أَحدهَا انه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قبل ان يعلم انه امام النَّبِيين وانه سيد ولد ادم فَلَمَّا علم أخبر بِهِ وَالثَّانِي قَالَه ادبا وتواضعا وَالثَّالِث ان النَّهْي انما هُوَ عَن تَفْضِيل يُؤَدِّي الى تنقيص الْمَفْضُول وَالرَّابِع انما نهى عَن تَفْضِيل يُؤَدِّي الى الْخُصُومَة والفتنة كَمَا هُوَ الْمَشْهُور فِي سَبَب الحَدِيث وَالْخَامِس ان النَّهْي مُخْتَصّ بالتفضيل فِي نفس النُّبُوَّة فَلَا تفاضل فِيهَا وانما التَّفَاضُل فِيهَا بالخصائص وفضائل أُخْرَى وَلَا بُد من اعْتِقَاد التَّفْضِيل فقد قَالَ الله تَعَالَى تِلْكَ الرُّسُل فضلنَا بَعضهم على بعض كَذَا فِي النَّوَوِيّ
قَوْله يسمون الجهنميين قَالَ الْقَارِي لَيست التَّسْمِيَة بهَا تنقيصا لَهُم بل استذكارا ليزدادوا فَرحا الى فَرح وابتهاجا على ابتهاج وليكون ذَلِك علما لكَوْنهم عُتَقَاء لله انْتهى
قَوْله
[4317] ان يدْخل نصف أمتِي بصيغ الْمَعْرُوف من الْمُجَرّد وَفِي نُسْخَة بِصِيغَة الْمَجْهُول فَقَوله نصف فِي الْوَجْهَيْنِ مَرْفُوع ويروى بالمعلوم من الادخال فَقَوله نصف مَنْصُوب
قَوْله(1/320)
[4319] اشتكت النَّار الى رَبهَا الخ قَالَ القَاضِي اخْتلف الْعلمَاء فِي مَعْنَاهُ فَقَالَ بَعضهم هُوَ على ظَاهره واشتكت على حَقِيقَته وَشدَّة الْحر من وهجها وفيحها وَجعل الله تَعَالَى فِيهَا ادراكا وتمييزا بِحَيْثُ تَكَلَّمت بِهَذَا وَمذهب أهل السّنة ان النَّار مخلوقة وَقيل لَيْسَ هُوَ على ظَاهره بل هُوَ على وَجه التَّشْبِيه والاستعارة والتقريب وَتَقْدِيره ان شدَّة الْحر يشبه نَار جَهَنَّم فَاحْذَرُوهُ وَاجْتَنبُوا حره وَالْأول أظهر انْتهى وَقَالَ النَّوَوِيّ قلت الصَّوَاب الأول لِأَنَّهُ ظَاهر الحَدِيث وَلَا مَانع من حمله على حَقِيقَته فَوَجَبَ الحكم بِأَنَّهُ على ظَاهره انْتهى
قَوْله نفس فِي الشتَاء الخ النَّفس بِفَتْح فَاء مَا يخرج من الْجوف وَيخرج من الْهَوَاء واشكل وجود الزَّمْهَرِير فِي النَّار وَلَا اشكال لِأَن المُرَاد بالنَّار محلهَا وَفِيه طبقَة زمهريرية (فَخر)
[4321] اغمسوه غمسة فِي الْجنَّة أَي فِي انهاره أَو المُرَاد بِهِ الدُّخُول واما الغمس فِي النَّار فحقيقي فالثانية للمشاكلة (إنْجَاح)
قَوْله
[4322] ان الْكَافِر ليعظم الخ قَالَ القَاضِي يُزَاد فِي مِقْدَار أَعْضَاء الْكفَّار زِيَادَة فِي تعذيبه بِسَبَب زِيَادَة المساسة للنار قَالَ الْقُرْطُبِيّ هَذَا يكون للْكفَّار فَإِنَّهُ قد جَاءَ أَحَادِيث يدل على ان المتكبرين يحشرون يَوْم الْقِيَامَة أَمْثَال الذَّر فِي صورالرجال أَقُول الْأَظْهر فِي الْجمع ان يَكُونُوا أَمْثَال الذَّر فِي موقف يداسون فِيهِ ثمَّ يعظم اجسادهم ويدخلون النَّار وَيَكُونُونَ فِيهَا كَذَلِك (مرقاة)
قَوْله
[4323] وان من أمتِي من يعظم للنار يحْتَمل ان يكون المُرَاد من الْأمة امة الدعْوَة أَو الَّذين ارْتَدُّوا بعد الْإِسْلَام أَو الَّذين اختلطوا من أهل الشّرك فِي زيهم وعادتهم واعمالهم كجهلة أهل الْهِنْد وَقد قصّ الشَّيْخ المجدد هَذَا الْفرْقَة بِدُخُول النَّار ثمَّ قَالَ واما أهل الْإِيمَان وان ارتكبوا كَبَائِر فَلَا يدْخلُونَ النَّار وَإِنَّمَا يواخذون بأعمالهم السَّيئَة فِي العرصات ثمَّ ينجون من النَّار اما بالشفاعة واما بإتمام الْعَذَاب بِالْأَعْمَالِ لَكِن لَيْسَ لهَذِهِ المسئلة عِنْدِي دَلِيل صَرِيح سوى كشفه وَقد ورد الحَدِيث من رِوَايَة التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَعُوذ بِاللَّه من جب الْحزن قَالُوا يَا رَسُول الله وَمَا جب الْحزن قَالَ وَاد فِي جَهَنَّم يتَعَوَّذ مِنْهُ جَهَنَّم كل يَوْم أَربع مائَة مرّة قيل يَا رَسُول الله وَمن يدخلهَا قَالَ الْقُرَّاء المراؤن بأعمالهم وروى مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة حَدِيثا طَويلا وَذكر فِيهِ الَّذِي اسْتشْهد لإِظْهَار الجلادة والجرأة وَرجل تعلم الْعلم وَقَرَأَ الْقُرْآن ليقال انه عَالم قَارِئ وَرجل انفق ليقال انه جواد فَهَؤُلَاءِ امروا بهم فسحبوا على وُجُوههم ثمَّ القوا فِي النَّار وَلَكِن يؤول من جَانب الشَّيْخ انه ورد فِي الريا انه الشّرك الْأَصْغَر رَوَاهُ أَحْمد وَالْبَيْهَقِيّ وروى مُسلم عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الله تَعَالَى انا اغنى المشركاء عَن الشّرك من عمل عملا اشرك فِيهِ معي غَيْرِي تركته وشركه فَبِهَذَا الْمَعْنى يكون هَذَا الرجل فِيهِ شَائِبَة من الشّرك وَقَالَ الله تَعَالَى ان الشّرك لظلم عَظِيم إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله
[4324] كَهَيئَةِ الاخدود الاخدود الحفرة المستطيلة فِي الأَرْض كالخدة بِالضَّمِّ الْجَدْوَل (إنْجَاح)
قَوْله
[4325] وَلَا تموتن الخ يَعْنِي من اتَّقى الله حق تُقَاته وَهُوَ مَا يطيقه وَمَات مُسلما خلص من الْآفَات الَّتِي من جُمْلَتهَا الزقوم وَهُوَ شجر يخرج فِي أصل الْجَحِيم فِي الصِّحَاح الزقوم اسْم طَعَام لَهُم فِيهِ تمر وزبد والزقم اكله قَالَ بن عَبَّاس لما نزل ان شَجَرَة الزقوم طَعَام الاثيم قَالَ أَبُو جهل التَّمْر بالزبد نزقمه فَانْزِل الله تَعَالَى انها شَجَرَة الْآيَة سيد
قَوْله مَا لَا عين رَأَتْ الخ أَي لم يبصر ذَاته عين وَلَا سَمِعت وَصفه اذن وَلَا خطر ماهيته على قلب وَيحْتَمل ان يكون المُرَاد بِالْأولَى الصُّور الْحَسَنَة وبالثانية الْأَصْوَات الطّيبَة وبالثالثة الخواطر المفرطة لمعات
قَوْله وَمن بله مَا قد اطلعكم الله عَلَيْهِ قَالَ فِي الْمجمع بله بمفتوحة وَسُكُون لَام وَفتح هَاء اسْم فعل بِمَعْنى دع واترك وَالْمعْنَى دع مَا اطلعتم عَلَيْهِ من نعيم الْجنَّة وعرفتموها من لذاتها فَإِنَّهُ يسير فِي جنب مَا ادخر لَهُم أَي الَّذِي لم يطلعكم عَلَيْهِ من النَّعيم أعظم وَقيل هُوَ اسْم بِمَعْنى سوى أَي سوى مَا ذكر فِي الْقُرْآن وَقيل مَعْنَاهُ كَيفَ وَقَالَ الْخطابِيّ اتّفق النّسخ على رِوَايَة من بله وَالصَّوَاب إِسْقَاط كلمة من انْتهى مُلَخصا وَقَوله يقْرَأ مَا قَرَأت اعين أَي خلاف قرأة الْعَامَّة فَإِن قرأتهم من قُرَّة اعين (إنْجَاح)
قَوْله
[4330] مَوضِع سَوط فِي الْجنَّة الخ خص السَّوْط لِأَن من شَأْن الرَّاكِب إِذا أَرَادَ النُّزُول فِي الْمنزل ان ينقى سَوط قبل ان ينزل معلما بذلك الْمَكَان لِئَلَّا يسْبقهُ اليه أحد طيبي
قَوْله(1/321)
[4332] الا مشمر للجنة الخ من التشمير وَهُوَ التهيؤ فِي الْقَامُوس تشمر لِلْأَمْرِ تهَيَّأ ومشمر كمحدث مَاض فِي الْأُمُور مجرب وشمر الثَّوْب تشمير ارفعه وَفِي الْأَمر خف انْتهى رفع الثَّوْب كِنَايَة عَن الاستعداد لِلْأَمْرِ أَي الا مستعد مطالبه للجنة فَإِن الْجنَّة لَا خطر لَهَا فِي الْقلب أَي لَا تخطر لذاتها بخيالكم لِأَن الخطرة تكون بالمشبهة وَالْجنَّة ونعيميها لَيْسَ لَهَا شبه (إنْجَاح)
قَوْله لَا خطر لَهَا قَالَ فِي النِّهَايَة أَي لَا عوض لَهَا وَلَا مثل والخطر بالحركة فِي الأَصْل الرَّهْن وَمَا يخاطر عَلَيْهِ وَمثل الشَّيْء وعدله وَلَا يُقَال الا فِيمَا لَهُ قدر انْتهى
قَوْله وريحانه تهتز أَي تتحرك والهزة بِالْكَسْرِ النشاط والارتياح والمشيد المجصص نهر مطرد أَي جَار الْحبرَة بِالْحَاء السرُور وَالنعْمَة والنضرة النِّعْمَة والعيش والغنا وَالْحسن بهية من الْبَهَاء وَهُوَ الْحسن (إنْجَاح)
[4333] أول زمرة الخ الزمرة الْجَمَاعَة وكوكب دري فِيهِ ثَلَاث لُغَات قرئَ بِهن فِي السَّبع والاكثرون دري بِضَم الدَّال وَتَشْديد الْيَاء بِلَا همز وَالثَّانيَِة بِضَم الدَّال مَهْمُوز مَمْدُود وَالثَّالِثَة بِكَسْر الدَّال مَهْمُوز مَمْدُود وَهُوَ الْكَوْكَب الْعَظِيم قيل سمى دريا لبياضه كالدر وَقيل لاضاءته وَقيل تشبيهه بالدر فِي كَونه ارْفَعْ من بَاقِي النُّجُوم كالدر ارْفَعْ فِي الْجَوَاهِر وَقَوله وَلَا يَتْفلُونَ هُوَ بِكَسْر الْفَاء وَضعهَا حَكَاهُمَا الْجَوْهَرِي وَغَيره وَفِي رِوَايَة لَا يبصقون وَفِي رِوَايَة لَا يبزقون وَكله بِمَعْنى ورشحهم الْمسك أَي عرقهم كالمسك فِي طيب الرَّائِحَة قَوْله مجامرهم الالوة جمع مجمر بِالْكَسْرِ وَالضَّم فبالكسر مَوضِع وضع النَّار للبخور وبالضم مَا يتبخر بِهِ وَاعد لَهُ الْجَمْر وَهُوَ المُرَاد هَهُنَا أَي ان بخورهم بالالوة وَهُوَ الْعود الْهِنْدِيّ والالوة بِفَتْح همزه وَضمّهَا وَتَشْديد وَاو قَالَ الْكرْمَانِي فَإِن قلت مجامر الدُّنْيَا كَذَلِك قلت لَا إِذْ فِي الْجنَّة نفس المجمرة هِيَ الْعود انْتهى قَوْله اخلاقهم على خلق رجل وَاحِد قَالَ النَّوَوِيّ قد ذكر مُسلم فِي الْكتاب اخْتِلَاف بن أَي شيبَة وَأبي كريب فِي ضَبطه فَإِن بن أبي شيبَة يرويهِ بِضَم الْخَاء وَاللَّام وَأَبُو كريب بِفَتْح الْخَاء واسكان اللَّام وَكِلَاهُمَا صَحِيح وَقد اخْتلف فِيهِ رُوَاة صَحِيح البُخَارِيّ أَيْضا ويرجح الضَّم بقوله فِي الحَدِيث الاخر لَا اخْتِلَاف بَينهم وَلَا تباغض قُلُوبهم قلب وَاحِد وَقد يرجح الْفَتْح بقوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تَمام الحَدِيث على صُورَة أَبِيهِم ادم أَو على طوله انْتهى (فَخر)
قَوْله كَوْكَب دري أَي شَدِيد الإنارة مَنْسُوب الى الدّرّ والرشح الْعرق والالوة هُوَ عود الطّيب إنْجَاح الْحَاجة
قَوْله الْكَوْثَر نهر الخ قَالَ الشَّيْخ الْكَوْثَر يُفَسر بِالْخَيرِ الْكَثِيرَة المفرط من الْعلم وَالْعَمَل وَشرف الدَّاريْنِ وَالنّهر الْمَذْكُور من جزئياته وَفِي الْقَامُوس الْكَوْثَر الْكثير من كل شَيْء انْتهى ونهر فِي الْجنَّة يتفجر مِنْهُ جَمِيع أنهارها وَقيل هُوَ أَوْلَاده وَأَتْبَاعه أَو عُلَمَاء أمته وَهُوَ أَيْضا من أَفْرَاده وَقد جَاءَ الْكَوْثَر بِمَعْنى الرجل الْخَيْر الْكثير الْعَطاء وَالسَّيِّد وَله تفسيرات ذكرت فِي موضعهَا وَالْكل رَاجع إِلَى الْمَعْنى الأول الَّذِي ذكرنَا انْتهى
قَوْله فِي ظلها أَي فِي كنفها والا فالظل فِي الْعرف مَا يقي من حر الشَّمْس وَلَيْسَ الشَّمْس فِي الْجنَّة وَبِالْجُمْلَةِ الْمَقْصُود السّير تحتهَا كظل الْعَرْش وَقَالَ الشَّيْخ بن حجر قَالَ بن الْجَوْزِيّ وَيُقَال لهَذِهِ الشَّجَرَة طُوبَى قلت وَشَاهد
ذَلِك عِنْد أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن حبَان قَالَه فِي اللمعات وَقَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْعلمَاء وَالْمرَاد بظلها كنفها وذراها وَهُوَ مَا يستر اغصانها انْتهى
قَوْله
[4336] فِي مِقْدَار يَوْم الْجُمُعَة أَي فِي مِقْدَار الاسبوع وَالظَّاهِر ان المُرَاد يَوْم الْجُمُعَة فَإِنَّهُ ورد الْأَحَادِيث فِي فَضَائِل يَوْم الْجُمُعَة انه يكون فِي الْجنَّة يَوْم جُمُعَة كَمَا كَانَ فِي الدُّنْيَا ويحضرون رَبهم الى آخر الحَدِيث لمعات
قَوْله وَيجْلس ادناهم أَي اقلهم منزلَة ودرجة فِي الْجنَّة بِالنِّسْبَةِ الى بعض من عداهُ وَقَوله مَا فيهم وَفِي أَي لَيْسَ فِي أهل الْجنَّة وَفِي أَو دون أَو خسيس وانما فيهم أدنى أَي أقل رُتْبَة قَوْله مَا يرَوْنَ بِصِيغَة الْمَجْهُول من الاراءة أَي لَا يظنون أَن أَصْحَاب الكراسي أَي مَنَابِر أفضل مِنْهُم حَتَّى يحزنوا بذلك قَوْله الأحاضرة بحاء مُهْملَة وضاد مُعْجمَة أَي يكْشف الْحجاب ويكلم عَبده من غير ترجمان (فَخر)
قَوْله مَا يرَوْنَ أَي لَا يظنون وَلَا يَعْتَقِدُونَ أَي أَصْحَاب الكثبان وَهُوَ جمع كثيب وَهُوَ التل الْمُرْتَفع لأَنهم لَو ظنُّوا ذَلِك لحزنوا وَهُوَ التأذي وَالْجنَّة لَيست بِحل التاذي (إنْجَاح)
قَوْله الا حاضره الله عز وَجل محاضرة أَي بِالْمَجْلِسِ الْخَاص بِحَيْثُ لَا يُشْرك فِيهِ أحد (إنْجَاح)
قَوْله فيروعه أَي يفزعه وَذَلِكَ لاحتشامه الروع الْفَزع وَقَوله أحسن مِنْهُ أَي من لِبَاس الرجل قَوْله يحقنا أَي يَلِيق بِنَا (إنْجَاح)
قَوْله(1/322)
[4337] من الْحور الْعين الْحور جمع حوراء وَهِي الشَّدِيدَة بَيَاض الْعين الشَّدِيدَة سوادها وَالْعين جمع عيناء وَهِي الواسعة الْعين وَالرجل اعين وَجَمعهَا بِضَم الْعين وَالْكَسْر للياء (فَخر)
قَوْله سبعين من مِيرَاثه من أهل النَّار هَذِه الزِّيَادَة تفرد بهَا بن ماجة فَإِن السُّيُوطِيّ رمز بِهِ فِي جَامعه الصَّغِير وخَالِد بن يزِيد ضَعِيف جدا قَالَ يحيى بن معِين لم يرض ان يكذب على أَبِيه حَتَّى كذب الى أَصْحَاب رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا روى من السِّتَّة غير الْمُؤلف وَمَعَ هَذَا تَوْجِيهه مُشكل لِأَنَّهُ ان أَرَادَ بِهِ ان تِلْكَ الزَّوْجَات كَانَ ازواجهن كفَّارًا وَهن مسلمات فَلَا يتَصَوَّر لِأَن نسَاء الْكفَّار كُلهنَّ كوافر الا من شَاءَ الله فَكيف بِمِقْدَار هَذَا الْعدَد وان كَانَ المُرَاد انهن أَيْضا كن كوافر فَلَيْسَ بِصَحِيح لِأَن دُخُول الْجنَّة على الْكَافِر حرَام وانكان المُرَاد بِهِ انه مَا منا من أحد الا قد كتب مَقْعَده من الْجنَّة ومقعده من النَّار فَلَو فَرضنَا ان الْكفَّار دخلُوا النَّار بقيت مَقَاعِدهمْ فِي الْجنَّة وَالنِّسَاء من لَوَازِم مقْعد أهل الْجنَّة فَنحْن نرث تِلْكَ النِّسَاء وَهَذَا وانكان صَحِيحا بِاعْتِبَار كَثْرَة الْكفَّار لَكِن لَا يخفى ان هَذِه النِّسَاء أَيْضا من الْحور لَا من نسَاء الدُّنْيَا فَلَيْسَ للتخصيص بِأَن ثِنْتَيْنِ من الْحور الْعين وَسبعين من مِيرَاثه وَجه وجيه الا ان يُقَال ان قَوْله سبعين من مِيرَاثه مسكوت عَنهُ بأنهن من الْحور أَو من نسَاء الدُّنْيَا فتخصيص ثِنْتَيْنِ من الْحور الْعين لفضل كَونهمَا من زَوْجَات الْمُؤمن وَسبعين كن من زَوْجَات الْكفَّار وَلَكِن لَا يساعده تَفْسِير الهشام بن خَالِد حَيْثُ عد امْرَأَة فِرْعَوْن مِنْهُنَّ الا ان يعمم هَذَا القَوْل على نسَاء الدُّنْيَا وَنسَاء الْجنَّة (إنْجَاح)
[4338] الْمُؤمن إِذا اشْتهى الْوَلَد الخ قَالَ التِّرْمِذِيّ اخْتلف أهل الْعلم فِي هَذَا فَقَالَ بَعضهم فِي الْجنَّة جماع وَلَا يكون ولد هَكَذَا يرْوى عَن طَاوس وَمُجاهد وَإِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وَقَالَ إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم فِي هَذَا الحَدِيث إِذا اشْتهى وَلَكِن لَا يَشْتَهِي وَقد روى عَن أبي رزين الْعقيلِيّ عَن النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ان أهل الْجنَّة لَا يكون لَهُم فِيهَا ولد
قَوْله
[4339] يخرج من النَّار حبوا أَي قَاعِدا على استه حبا الرجل مَشى على يَدَيْهِ وبطنه وَالصَّبِيّ حبوا مَشى على استه فَالْأول كسمو وَالثَّانِي كسهو كَذَا فِي الْقَامُوس هَذَا بِسَبَب احتراقه من النَّار (إنْجَاح)
قَوْله حَتَّى بَدَت نَوَاجِذه هِيَ من الْأَسْنَان الضواحك الَّتِي تبدأ عِنْد الضحك وَالْأَكْثَر الْأَشْهر انها أقْصَى الْأَسْنَان وَالْمرَاد الأول لِأَنَّهُ مَا كَانَ يبلغ بِهِ الضحك حَتَّى يَبْدُو آخر اضراسه فورد كل ضحكه التبسم وان أُرِيد بهَا الاواخر لاشتهارها فوجهه ان يُرَاد مُبَالغَة مثله فِي ضحكه من غير ان يُرَاد ظُهُور نَوَاجِذه نِهَايَة(1/323)