بجهاد اللِّسَان هجو الْكفْر وَأَهله وَهَذَا أقرب (حم طب عَن كَعْب بن مَالك) قَالَ لما نزل وَالشعرَاء يتبعهُم الْغَاوُونَ قلت يَا رَسُول الله مَا ترى فِي الشّعْر فَذكره وَرِجَال أَحْمد رجال الصَّحِيح
(ان الْمُؤمنِينَ يشدد عَلَيْهِم لِأَنَّهُ لَا تصيب الْمُؤمن نكبة) بنُون وكاف وموحدة تحتية (من شَوْكَة فَمَا فَوْقهَا وَلَا وجع الارفع الله لَهُ بِهِ دَرَجَة) فِي الْجنَّة (وَحط عَنهُ) بهَا (خَطِيئَة) وَلَا مَانع من كَون الشَّيْء الْوَاحِد رَافعا وواضعا (ابْن سعد) فِي الطَّبَقَات (ك هَب) كلهم (عَن عَائِشَة) قَالَ الْحَاكِم // (على شَرطهمَا وأقروه) //
(ان المتحابين فِي الله يكونُونَ فِي ظلّ الْعَرْش) يَوْم الْقِيَامَة حِين تَدْنُو الشَّمْس من الرؤوس ويشتد الْحر على أهل الْموقف وَالْكَلَام فِي الْمُؤمنِينَ (طب عَن معَاذ) بن جبل رَضِي الله عَنهُ
(ان المتشدقين) أَي المتوسعين فِي الْكَلَام من غير تحفظ وتحرز (فِي النَّار) أَي سيكونون فِي نَار جَهَنَّم جزاءا لَهُم بتفصحهم على رَبهم وازرائهم بخلقه وتكبرهم عَلَيْهِم بِمَعْنى أَنهم يسْتَحقُّونَ دُخُولهَا (طب عَن أبي أُمَامَة) // (ضَعِيف لضعف عفير بن معدان) //
(أَن الْمجَالِس) أَي أَهلهَا (ثَلَاثَة) أَي ثَلَاثَة أَنْوَاع (سَالم وغانم وشاحب) بشين مُعْجمَة وحاء مُهْملَة أَي هَالك يَعْنِي أما سَالم من الاثم وَأما غَانِم لِلْأجرِ وَأما هَالك آثم زَاد فِي رِوَايَة فالغانم الذاكر والسالم السَّاكِت والشاحب الَّذِي يشغب بَين النَّاس (حم ع حب عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ رَضِي الله عَنهُ
(ان) النِّسَاء (المختلعات) أَي اللَّاتِي يبذلن الْعِوَض على فِرَاق الزَّوْج بِلَا عذر شَرْعِي (والمنتزعات) أَي الجاذبات أَنْفسهنَّ من أَزوَاجهنَّ كَرَاهَة لَهُم كَمَا ذكر (هن المنافقات) نفَاقًا عملياً وَالْمرَاد الزّجر والتهويل فَيكْرَه للْمَرْأَة طلب الطَّلَاق بِلَا عذر شَرْعِي (طب عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ // (وَإِسْنَاده حسن) //
(ان الْمَرْء كثير بأَخيه وَابْن عَمه) أَي يتقوى بنصرتهما ويعتضد بمعونتهما (ابْن سعد عَن عبد الله بن جَعْفَر) بن أبي طَالب الْجواد الْمَشْهُور
(ان الْمَرْأَة خلقت من ضلع) بِكَسْر فَفتح وَاحِد الاضلاع استعير للعوج صُورَة أَو معنى (لن تستقيم لَك) أَيهَا الرجل (على طَريقَة) وَاحِدَة (فان استمتعت بهَا استمتعت بهَا وَبهَا عوج) لَيْسَ مِنْهُ بُد (وان ذهبت) أَي قصدت أَن تسوى عوجها وَأخذت فِي الشُّرُوع فِي ذَلِك (تقيمهاكسرتها وَكسرهَا) هُوَ (طَلاقهَا) يَعْنِي أَن كَانَ لَا بُد من الْكسر فَكَسرهَا طَلاقهَا فَهُوَ ايماء الى اسْتِحَالَة تقويمها (م ت عَن أبي هُرَيْرَة) وَغَيره
(ان الْمَرْأَة خلقت من ضلع) بِفَتْح اللَّام على الْأَشْهر وَقد تسكن (وانك ان ترد اقامة الضلع تكسرها) فان ترد اقامة الْمَرْأَة تكسرها وَكسرهَا طَلاقهَا (فدارها) من المداراة (تعش بهَا) اي لاطفها ولاينها فبذلك تبلغ مرامك مِنْهَا من الِاسْتِمْتَاع وَحسن الْعشْرَة الَّذِي هُوَ اهم الْمَعيشَة (حم حب ك عَن سَمُرَة) بن جُنْدُب // (قَالَ الْحَاكِم صَحِيح وأقروه) //
(ان الْمَرْأَة تقبل فِي صُورَة شَيْطَان) أَي فِي صفته يَعْنِي أَن رُؤْيَة وَجههَا ومقدم بدنهَا يثير الشَّهْوَة الَّتِي هِيَ من جند الشَّيْطَان وَحزبه (وتدبر فِي صُورَة شَيْطَان) أَي رُؤْيَة خصرها وأكتافها وأردافها وعجزها كَذَلِك (فَإِذا رأى أحدكُم امْرَأَة) أَجْنَبِيَّة (فَأَعْجَبتهُ) أَي استحسنها (فليأت أَهله) أَي فليجامع حليلته (فان ذَلِك) أَي جِمَاعهَا (يرد مَا فِي نَفسه) أَي يعكسه وَيكسر شَهْوَته ويفتر همته وينسيه التَّلَذُّذ بتصور هيكل تِلْكَ الْمَرْأَة فِي ذهنه وَالْأَمر للنَّدْب (حم م د عَن جَابر) بن عبد الله
(ان الْمَرْأَة تنْكح لدينها) أَي صَلَاحهَا (وَمَالهَا وجمالها فَعَلَيْك بِذَات الدّين) أَي احرص على تَحْصِيلهَا وَلَا تلْتَفت لذنبك فِي جنبه فَإِنَّهُ الاهم (تربت يداك) أَي افتقرنا إِن لم تفعل) حم م ت(1/300)
ن عَن جَابر) بن عبد الله
(أَن المسئلة) أَي الطّلب من النَّاس أَن يُعْطوا من مَالهم شَيْئا صَدَقَة أَو نَحْوهَا (لَا تحل) حلا مستوى الطَّرفَيْنِ وَقد تحرم وَقد تجب (الا لأحد) أَنْفَار (ثَلَاثَة لذِي دم موجع) يَعْنِي مَا يتحمله الْإِنْسَان من الدِّيَة فَإِن لم يتحملها وَإِلَّا قتل فيوجعه الْقَتْل (أَو لذِي غرم مفظع) بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْفَاء وظاء مُعْجمَة وَعين مُهْملَة شَدِيد شنيع (أَو لذِي فقر مدقع) بدال مُهْملَة وقاف أَي شَدِيد يُفْضِي بِصَاحِبِهِ إِلَى الدقعاء وَهِي اللصوق بِالتُّرَابِ وَقيل هُوَ سوء احْتِمَال الْفقر وَذَا قَالَه فِي حجَّة الْوَدَاع وَهُوَ وَاقِف بِعَرَفَة فَأخذ أَعْرَابِي بردائه فَسَأَلَهُ فَأعْطَاهُ ثمَّ ذكره (حم 4 عَن أنس) // (بِسَنَد حسن) //
(ان الْمَسْجِد لَا يحل) الْمكْث فِيهِ (لجنب وَلَا حَائِض) وَلَا نفسَاء فَيحرم عِنْد الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وَيُبَاح العبور (هـ عَن أم سَلمَة) أم الْمُؤمنِينَ
(ان الْمُسلم إِذا عَاد أَخَاهُ الْمُسلم) فِي مَرضه أَي زَارَهُ فِيهِ (لم يزل فِي مخرفة الْجنَّة) أَي فِي بساتينها وثمارها شبه مَا يحوزه الْعَائِد من النواب بِمَا يجوزه المخترف من الثَّمر (حَتَّى يرجع) أَي يذهب إِلَى العيادة ثمَّ يعود إِلَى مَحَله (حم م ت عَن ثَوْبَان) // (وَلم يخرّجه البُخَارِيّ وَلَا خرّج عَن ثَوْبَان) //
(ان المظلومين) فِي الدُّنْيَا (هم المفلحون) أَي الفائزون (يَوْم الْقِيَامَة) بِالْأَجْرِ الجزيل والنجاة من النَّار واللحوق بالأبرار (ابْن أبي الدُّنْيَا فِي ذمّ الْغَضَب) أَي فِي كِتَابه الَّذِي أَلفه فِيهِ (ورستة) بِضَم الرَّاء وَسُكُون الْمُهْملَة (فِي) كتاب (الْإِيمَان عَن أبي صَالح) عبد الرَّحْمَن بن قيس (الْحَنَفِيّ) بِفَتْح الْحَاء وَالنُّون نِسْبَة إِلَى بني حنيفَة (مُرْسلا) فَإِنَّهُ تَابِعِيّ
(انّ الْمَعْرُوف) أَي الْخَيْر والرفق وَالْإِحْسَان (لَا يصلح إِلَّا لذِي دين) بِكَسْر الدَّال أَي لصَاحب قدم راسخ فِي الْإِسْلَام (أَو لذِي حسب) بِفتْحَتَيْنِ أَي لصَاحب مأثرة حميدة ومناقب شريفة (أَو لذِي حلم) بِكَسْر الْحَاء وَسُكُون اللَّام أَي صَاحب تثبت وَاحْتِمَال يَعْنِي أَن الْمَعْرُوف لَا يصدر إِلَّا مِمَّن هَذِه صِفَاته (طب وَابْن عَسَاكِر عَن أبي أُمَامَة) // (ضَعِيف لضعف سُلَيْمَان الجنائزي) //
(أنّ المعونة تَأتي من الله للْعَبد على قدر الْمُؤْنَة) يُرِيد أَن العَبْد إِذا لزمَه الْقيام بمؤنة من عَلَيْهِ مُؤْنَته فَإِن كَانَت تِلْكَ الْمُؤَن قَليلَة قلل لَهُ وَإِن كَانَت كَثِيرَة أمدّه الله بمعونته (وأنّ الصَّبْر يَأْتِي من الله) للْعَبد الْمُصَاب (على قدر الْمُصِيبَة) فَإِن عظمت الْمُصِيبَة أفرغ الله عَلَيْهِ صبرا كثيرا لطفاً مِنْهُ تَعَالَى بِهِ لِئَلَّا يهْلك جزعاً وَإِن خفت بِقَدرِهَا وَفِيه ندب تَكْثِير الْعِيَال مَعَ الِاعْتِمَاد على ذِي الْجلَال (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (وَالْبَزَّار وَالْحَاكِم فِي) كتاب (الكنى) والألقاب (هَب) كلهم (عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(انّ المقسطين) أَي العادلين (عِنْد الله) عندية تَعْظِيم لَا عندية مَكَان (يَوْم الْقِيَامَة) يَوْم ظُهُور الْجَزَاء (على مَنَابِر) جمع مِنْبَر سمي بِهِ لارتفاعه (من نور) من أجسام نورانية قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا على حَقِيقَته وَظَاهره (عَن يَمِين الرَّحْمَن وكلتا يَدَيْهِ يَمِين) أَي لَيْسَ فِيمَا يُضَاف إِلَيْهِ تَعَالَى من صفة الْيَدَيْنِ شمال أَتَى بِهِ دفعا لتوهم أَن لَهُ يَمِينا من جنس أَيْمَاننَا الَّتِي يقابلها الْيَسَار قَالُوا يَا رَسُول الله وَمن هَؤُلَاءِ قَالَ (الَّذين يعدلُونَ فِي حكمهم) أَي فِيمَا قلدوا من خلَافَة أَو أَمارَة أَو قَضَاء (وأهليهم) أَي وَفِي الْقيام بِالْوَاجِبِ لأهليهم من أَزوَاج وَأَوْلَاد وأرقاء وأقارب عَلَيْهِم (وَمَا ولوا) بِفَتْح الْوَاو وَضم اللَّام المخففة أَي مَا كَانَت لَهُم عَلَيْهِ ولَايَة كنظر على وقف أَو يَتِيم أَو صَدَقَة وَنَحْوهَا وروى ولوا بشدّة اللَّام مَبْنِيا للْمَجْهُول أَي جعلُوا والين عَلَيْهِ (حم م ن عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ وَلم يخرّجه البُخَارِيّ
(ان المكثرين) مَالا (هم المقلون) ثَوابًا وَفِي رِوَايَة إنّ(1/301)
الْأَكْثَرين هم الأقلون (يَوْم الْقِيَامَة) وَهَذَا فِي حق من كَانَ مكثراً وَلم يتصدّق كَمَا دلّ عَلَيْهِ قَوْله (إِلَّا من أعطَاهُ الله خيرا) أَي مَالا حَلَالا (فنفح) بنُون وَفَاء مُهْملَة أَي أعْطى كثيرا بِلَا تكلّف (فِيهِ يَمِينه وشماله وَبَين يَدَيْهِ ووراءه) يَعْنِي ضرب يَدَيْهِ بالعطاء للْفُقَرَاء الْجِهَات الْأَرْبَع وَلم يذكر الفوق والتحت لندرة الْإِعْطَاء مِنْهُمَا (وَعمل فِيهِ خيرا) أَي حسنه بِأَن صرفه فِي وُجُوه البرّ أما من أعْطى مَالا وَلم يعْمل فِيهِ مَا ذكر فَمن الهالكين (ق عَن أبي ذَر) الْغِفَارِيّ
(أَن الْمَلَائِكَة) الَّذين فِي الأَرْض وَيحْتَمل الْعُمُوم (لتَضَع أَجْنِحَتهَا) جمع جنَاح للطائر بِمَنْزِلَة الْيَد للْإنْسَان لَكِن لَا يلْزم أَن يكون أَجْنِحَة الْمَلَائِكَة كأجنحة الطَّائِر (لطَالب الْعلم) الشَّرْعِيّ للْعَمَل بِهِ وتعليمه من لَا يُعلمهُ لوجه الله (رضَا بِمَا يطْلب) فِي رِوَايَة بِمَا يصنع وَوضع أَجْنِحَتهَا عبارَة عَن توقيره وتعظيمه ودعائها لَهُ إعظاماً لما أوتوه من الْعلم هَذَا فِي حق طلابه فَكيف بأحباره وأئمته (الطَّيَالِسِيّ) أَبُو دَاوُد (عَن صَفْوَان بن عَسَّال) بمهملتين الْمرَادِي // (بِإِسْنَاد حسن) //
(إِن الْمَلَائِكَة لتفرح) أَي ترْضى وتسرّ (بذهاب الشتَاء) أَي بِانْقِضَاء زمن الْبرد (رَحْمَة) مِنْهُم (لما يدْخل على فُقَرَاء الْمُسلمين) وَفِي رِوَايَة رَحْمَة للْمَسَاكِين (فِيهِ من الشدَّة) أَي مشقة الْبرد لفقدهم مايتقونه بِهِ ومشقة التطهر بِالْمَاءِ الْبَارِد عَلَيْهِم (طب عَن ابْن عَبَّاس) // (ضَعِيف لضعف مُعلى بن مَيْمُون) //
(ان الْمَلَائِكَة لتصافح) أَي بأيديها أَيدي (ركاب الْحجَّاج) حجا مبروراً (وتعتنق) تضم وتلتزم (المشاة) مِنْهُم مَعَ وضع الْأَيْدِي على الْعُنُق (هَب عَن عَائِشَة) وَضعف إِسْنَاده
(ان الْمَلَائِكَة) أَي مَلَائِكَة الرَّحْمَة وَالْبركَة وَنَحْوهم لَا الكتبة فَإِنَّهُم لَا يفارقون الْمُكَلف (لَا تدخل بَيْتا) يَعْنِي مَكَانا (فِيهِ تماثيل) أَي صور (أَو صُورَة) أَي صُورَة حَيَوَان تَامّ الْخلقَة لحُرْمَة التَّصْوِير وَشبهه بِبَيْت الْأَوْثَان وَالْمرَاد بِالْأولَى الْأَصْنَام وَبِالثَّانِي صُورَة كل ذِي روح وَقيل الأوّل للقائم بِنَفسِهِ الْمُسْتَعْمل بالشكل وَالثَّانِي للمنقوش على نَحْو ستر أَو جِدَار (حم ت حب عَن أبي سعيد
ان الْمَلَائِكَة لَا تدخل بَيْتا) يَعْنِي محلا (فِيهِ كلب) لنجاسته لتنزههم عَن مَحل الأقذار والنجاسات (وَلَا صُورَة) لأنّ الصُّورَة فِيهَا مُنَازعَة لله تَعَالَى وَهُوَ الْمُنْفَرد بالخلق والتصوير (هـ عَن عليّ) أَمِير الْمُؤمنِينَ وَهُوَ بِمَعْنَاهُ فِي مُسلم
(ان الْمَلَائِكَة لَا تحضر جَنَازَة) الْإِنْسَان (الْكَافِر بِخَير) فعل مَعَه فستره وَأنْكرهُ (وَلَا المتضمخ) أَي المتلطخ (بالزعفران) لحُرْمَة ذَلِك على الرجل (وَلَا الْجنب) الَّذِي تعوّد ترك الْغسْل تهاوناً بِهِ حَتَّى يمرّ عَلَيْهِ وَقت صَلَاة لاستخفافه بِالشَّرْعِ (حم د عَن عمار بن يَاسر) أحد السَّابِقين الْأَوَّلين
(انّ الْمَلَائِكَة لَا تزَال تصلي على أحدكُم) أَي تستغفر لَهُ (مَا دَامَت مائدته مَوْضُوعَة) أَي مدّة دوَام وَضعهَا للأضياف وَنَحْوهم (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان الْمَلَائِكَة صلت على آدم) بعد مَوته صَلَاة الْجِنَازَة (فكبرت عَلَيْهِ أَرْبعا) من التَّكْبِيرَات بعد أَن غسلوه وكفنوه وحنطوه ثمَّ دفنوه ثمَّ قَالُوا هَذِه سنتكم فِي مَوْتَاكُم يَا بني آدم (الشِّيرَازِيّ عَن ابْن عَبَّاس) وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا الْخَطِيب وَغَيره
(ان الْمَوْت فزع) بِفَتْح الزَّاي أَي ذُو فزع أَي خوف وهول ورعب (فَإِذا رَأَيْتُمْ الْجِنَازَة فَقومُوا) أَمر إِبَاحَة أَي إِن شِئْتُم لتهويل الْمَوْت والتنبيه على أَنه أَمر فظيع وخطب شَدِيد لَا لتبجيل الْمَيِّت وتعظيمه وقعود الْمُصْطَفى لما مرّت بِهِ لبَيَان الْجَوَاز (حم م د عَن جَابر) بن عبد الله رَضِي الله عَنهُ
(ان الْمَوْتَى) يَعْنِي بَعضهم (ليعذبون فِي قُبُورهم حَتَّى أَن الْبَهَائِم لتسمع أَصْوَاتهم) دُوننَا لأنّ لَهُم قُوَّة يتثبتون بهَا عِنْد سَمَاعه(1/302)
أَو لعدم إدراكهم لشدّة كرب الْمَوْت فَلَا ينزعجون بخلافنا (طب عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد حسن بل قيل صَحِيح) //
(ان الْمَيِّت ليعذب ببكاء الْحَيّ) عَلَيْهِ الْبكاء المذموم بِأَن اقْترن بِنَحْوِ ندب أَو نوح وأوصاهم بِفِعْلِهِ كَمَا هُوَ عَادَة الْجَاهِلِيَّة كَقَوْل طرفَة لزوجته
(إِذا مت فانعيني بِمَا أَنا أَهله ... وشقّي عَليّ الجيب يَا ابْنة معبد)
(ق عَن عمر) بن الْخطاب
(ان الْمَيِّت) وَلَو أعمى (يعرف) أَي يدْرك (من يحملهُ) من مَحل مَوته إِلَى مغتسله (وَمن يغسلهُ) وَمن يُكَفِّنهُ وَمن يحملهُ إِلَى قَبره (وَمن يدليه فِي قَبره) وَمن يلحده فِيهِ وَمن يلقنه لأنّ الْمَوْت لَيْسَ بِعَدَمِ مَحْض والشعور بَاقٍ حَتَّى بعد الدّفن حَتَّى أَنه يعرف زَائِره (حم عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ وَفِيه راو مَجْهُول
(ان الْمَيِّت إِذا دفن سمع خَفق نعَالهمْ) أَي قعقعة نعال المشيعين لَهُ (إِذا ولوا عَنهُ منصرفين) فِي رِوَايَة مُدبرين وَزَاد فِي رِوَايَة فَإِن كَانَ مُؤمنا كَانَت الصَّلَاة عِنْد رَأسه وَالصِّيَام عَن يَمِينه وَالزَّكَاة عَن يسَاره وَفعل الْخيرَات عِنْد رجلَيْهِ (طب عَن ابْن عَبَّاس) وَرِجَاله ثِقَات
(ان النَّاس) المطيقين لإِزَالَة الْمُنكر مَعَ سَلامَة الْعَافِيَة إِذا رَأَوْا الظَّالِم) أَي علمُوا بظلمه (فَلم يَأْخُذُوا على يَدَيْهِ) أَي لم يكفوه عَن الظُّلم بقول أَو فعل (أَو شكّ بِفَتْح الْهمزَة والشين أَي قَارب أَو أسْرع (أَن يعمهم الله بعقاب مِنْهُ) إِمَّا فِي الدُّنْيَا أَو الْآخِرَة أَو فيهمَا لتضييع فرض الله بِلَا عذر (د ت هـ عَن أبي بكر) الصدّيق قَالَ فِي الْأَذْكَار // (بأسانيد صَحِيحَة) //
(ان النَّاس دخلُوا فِي دين الله) أَي طَاعَته الَّتِي يسْتَحقُّونَ بهَا الْجَزَاء (أَفْوَاجًا) زمراً أمة بعد أمة وَقيل قبائل (وَسَيَخْرُجُونَ مِنْهُ أَفْوَاجًا) كَمَا دخلُوا فِيهِ كَذَلِك وَذَلِكَ فِي آخر الزَّمَان عِنْد وجود الأشراط (حم عَن جَابر) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ان النَّاس لكم تبع) أَي تابعون فَوضع الْمصدر مَوْضِعه مُبَالغَة (وَإِن رجَالًا يأتونكم) عطف على أَن النَّاس (من أقطار الأَرْض) جوانبها ونواحيها (يتفقهون فِي الدّين) جملَة استئنافية لبَيَان عِلّة الْإِتْيَان فَإِذا أَتَوْكُم (فَاسْتَوْصُوا بهم خيرا) أَي اقْبَلُوا وصيتي فيهم وَلِهَذَا كَانَ جمع من أكَابِر السّلف إِذا دخل إِلَى أحدهم غَرِيب طَالب علم يَقُول مرْحَبًا بِوَصِيَّة رَسُول الله (ت هـ عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // (ضَعِيف لضعف أبي هَارُون) // الْعَبْدي
(ان النَّاس يَجْلِسُونَ من الله تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة على قدر رَوَاحهمْ إِلَى الْجَمَاعَات) أَي على حسب غدوّهم إِلَيْهَا فالمبكرون فِي أوّل سَاعَة أقربهم إِلَى الله ثمَّ من يليهم وَهَكَذَا (الأوّل ثمَّ الثَّانِي ثمَّ الثَّالِث ثمَّ الرَّابِع) وَهَكَذَا وَفِيه أَن مَرَاتِب النَّاس بِحَسب أَعْمَالهم (هـ عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ان النَّاس لَا يرفعون شَيْئا) أَي بِغَيْر حق أَو فَوق مَنْزِلَته الَّتِي يَسْتَحِقهَا (إِلَّا وَضعه الله تَعَالَى) أَي فِي الدُّنْيَا أَو فِي الْآخِرَة (هَب عَن سعيد بن الْمسيب) بِفَتْح الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة المَخْزُومِي (مُرْسلا) بِفَتْح السِّين أَو كسرهَا
(ان النَّاس لم يُعْطوا شَيْئا) من الْخِصَال الحميدة (خيرا من خلق) بِالضَّمِّ (حسن) فَإِن حسن الْخلق يرفع صَاحبه إِلَى دَار الأخيار ومنازل الْأَبْرَار فِي الْآخِرَة وَفِي هَذِه الدَّار (طب عَن أُسَامَة بن شريك) الثَّعْلَبِيّ بمثلثة ومهملة
(ان النَّبِي) ال فِيهِ للْعهد وَيُمكن كَونهَا للْجِنْس (لَا يَمُوت) أَرَادَ بِهِ هُنَا الرَّسُول بِقَرِينَة قَوْله (حَتَّى يؤمّه) أَي يتقدّمه موتا (بعض أمته) أَو المُرَاد لَا يَمُوت حَتَّى يُصَلِّي بِهِ بعض أمته إِمَامًا وَقد أمّ الْمُصْطَفى أَبُو بكر وَابْن عَوْف (حم عَن أبي بكر) الصدّيق
(ان النّذر) بِمُعْجَمَة (لَا يقرّب) بِالتَّشْدِيدِ أَي يدنى (من ابْن آدم شَيْئا لم يكن الله تَعَالَى قدّره لَهُ وَلَكِن النّذر يُوَافق الْقدر) بِالتَّحْرِيكِ(1/303)
أَي قد يُصَادف مَا قدّره الله فِي الْأَزَل (فَيخرج ذَلِك من مَال الْبَخِيل مَا لم يكن الْبَخِيل يُرِيد أَن يخرج) فالنذر لَا يُغني شَيْئا فَلَا يَسُوق لَهُ قدر ألم يكن مَقْدُورًا وَلَا يرد شَيْئا من الْقدر (م هـ عَن أبي هُرَيْرَة) وَهُوَ فِي البُخَارِيّ بِمَعْنَاهُ
(ان النهبة) كغرفة اسْم للمنهوب من غنيمَة أَو غَيرهَا لَكِن المُرَاد هُنَا الْغَنِيمَة (لَا تحل) لِأَن النأهب يَأْخُذ على قدر قوته لَا على قدر اسْتِحْقَاقه فَيُؤَدِّي إِلَى أَن يَأْخُذ بَعضهم فَوق حَقه ويبخس بَعضهم حَقه (5 محب ك عَن ثَعْلَبَة بن الحكم) اللَّيْثِيّ وَرِجَاله ثِقَات
(إِن النّذر لَا يقدم شَيْئا وَلَا يُؤَخر شَيْئا) من الْمَقْدُور وَإِنَّمَا يسْتَخْرج بِهِ من مَال الْبُخْل كَمَا مر (حم ك عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (قَالَ الْحَاكِم على شَرطهمَا وأقروه) //
(إِن النهبة) من الْغَنِيمَة وَمثلهَا كل حق للْغَيْر لِأَن الْعبْرَة بِعُمُوم اللَّفْظ لَا بِخُصُوص السَّبَب (لَيست بأحل من الْميتَة) فَمَا يَأْخُذهُ فَوق حَقه باختطافه من حق أَخِيه الضَّعِيف عَن مقاومته حرَام كالميتة فَلَيْسَ بأحل مِنْهَا أَي أقل إِثْمًا (د عَن رجل) من الْأَنْصَار وجهالة الصَّحَابِيّ لَا تضر لأَنهم عدُول
(إِن الْهِجْرَة) أَي الِانْتِقَال من دَار الْكفْر إِلَى دَار الْإِسْلَام (لَا تَنْقَطِع) أَي لَا يَنْتَهِي حكمهَا (مَا دَامَ الْجِهَاد) بَاقِيا (حم عَن جُنَادَة) بِضَم الْجِيم ابْن أبي أُميَّة الْأَزْدِيّ // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(إِن الْهدى الصَّالح) أَي الطَّرِيقَة الصَّالِحَة (والسمت الصَّالح) أَي الطَّرِيق المنقاد (والاقتصاد) أَي سلوك الْقَصْد فِي الْأُمُور وَالدُّخُول فِيهَا بِرِفْق (جُزْء من خَمْسَة وَعشْرين جزأ) وَفِي رِوَايَة أَكثر وَفِي أُخْرَى أقل (من النُّبُوَّة) أَي هَذِه الْخِصَال منحها الله تَعَالَى أَنْبيَاء فَهِيَ من شمائلهم وفضائلهم فاقتدوا بهم فِيهَا لَا أَن النُّبُوَّة تنجزأ وَلَا أَن جَامعهَا يصير نَبيا (حم د عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد فِيهِ ضَعِيف) //
(إِن الود) أَي الْمَوَدَّة يَعْنِي الْمحبَّة (يُورث والعداوة تورث) أَي يَرِثهَا الْفُرُوع عَن الْأُصُول وَهَكَذَا وَيسْتَمر ذَلِك فِي السلالة جيلا بعد جيل (طب عَن عفير) رجل من الْعَرَب كَانَ يغشى الصّديق فَقَالَ لَهُ مَا سَمِعت من رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فِي الود // (فَذكره وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(إِن الْوَلَد مَبْخَلَة مَجْبَنَة) بِفَتْح الْمِيم فيهمَا مفعله أَي يحمل أَبَوَيْهِ على الْبُخْل والجبن حَتَّى يبخلا بِالْمَالِ لأَجله ويتركا الْجِهَاد بِسَبَبِهِ (هـ عَن يعلى بن مرّة) بِضَم الْمِيم الثَّقَفِيّ // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(إِن الْوَلَد مَبْخَلَة) بِالْمَالِ عَن انفاقه فِي وُجُوه الْقرب (مَجْبَنَة) عَن الْهِجْرَة وَالْجهَاد (مجهلَة) يحملهُ على ترك الرحلة فِي طلب الْعلم وَالْجد فِي تَحْصِيله والانقطاع لطلبه لاهتمامه بِمَا يصلح شَأْنه من نَفَقَة وَنَحْوهَا (مَحْزَنَة) يحمل أَبَوَيْهِ على كَثْرَة الْحزن لكَونه أَن أَصَابَهُ مرض حزنا أَو طلب مَالا يمكنهما تَحْصِيله حزنا ومبخلة ومجبنة بِفَتْح أَوله وثالثه ورابعة على وزن مفعلة (ك عَن الأسودين خلف) بن عبد يَغُوث الْقرشِي // (بِإِسْنَاد صَحِيح) // (طب عَن خَوْلَة بنت حَكِيم) قَالَت أَخذ النَّبِي حسنا فَقبله ثمَّ ذكره // (وَإِسْنَاده قوي) //
(ان الْيَدَيْنِ يسجدان كَمَا يسْجد الْوَجْه) أَي يخضعان كَمَا يخضع الْوَجْه (فَإِذا وضع أحدكُم وَجهه) يَعْنِي جَبهته على الأَرْض فِي السُّجُود (فليضع يَدَيْهِ) على الأَرْض فِي سُجُوده (وَإِذا رَفعه فليرفعهما) فوضعهما فِي السُّجُود وَاجِب وَهُوَ الْأَصَح عِنْد الشَّافِعِيَّة وَأَرَادَ باليدين بطُون الراحتين والأصابع (د ن ك عَن ابْن عمر) قَالَ الْحَاكِم على شَرطهمَا وَأقرهُ الذَّهَبِيّ
(ان الْيَهُود وَالنَّصَارَى لَا يصبغون) لحاهم وشعورهم (فخالفوهم) واصبغوها ندبا وَقيل وجوبا بِنَحْوِ حناء مِمَّا لَا سَواد فِيهِ أما بِالسَّوَادِ فَيحرم إِلَّا للْجِهَاد (ق د ن هـ عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِي الْبَاب غَيره أَيْضا
(إِن آدم قبل أَن يُصِيب الذَّنب) وَهُوَ أكله من الشَّجَرَة الَّتِي نهي عَن قربهَا(1/304)
(كَانَ أَجله بَين عَيْنَيْهِ) يَعْنِي كَانَ الْمَوْت نصب عَيْنَيْهِ (وأمله خَلفه) أَي لَا يُشَاهِدهُ وَلَا يستحضره (فَلَمَّا أصَاب الذَّنب جعل الله تَعَالَى أمله بَين عَيْنَيْهِ وأجله خَلفه فَلَا يزَال) الْوَاحِد من ذُريَّته (يؤمل حَتَّى يَمُوت) وَشَاهد ذَلِك الحَدِيث أَيْضا يشيب الْمَرْء ويشيب مَعَه خصلتان الْحِرْص وَطول الأمل (ابْن عَسَاكِر عَن الْحسن مُرْسلا) وَهُوَ الْبَصْرِيّ
(ان آدم خلق من ثَلَاث تربات) بِضَم فَسُكُون جمع تربة (سَوْدَاء وبيضاء وحمراء) فَمن ثمَّ جَاءَت بنوه كَذَلِك (ابْن سعد عَن أبي ذَر) الْغِفَارِيّ
(إنّ أبخل النَّاس من ذكرت عِنْده فَلم يصل عَليّ) أَي لم يطْلب لي من الله تَعَالَى رَحْمَة مقرونة بتعظيم لِأَنَّهُ منع نَفسه أَن يكتال بالمكيال الأوفى فَهُوَ كمن أبْغض الْجُود حَتَّى لَا يحبّ أَن يجاد عَلَيْهِ (الْحَرْث) بن أبي أُسَامَة (عَن عَوْف بن مَالك) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(إنّ أبخل النَّاس من بخل بِالسَّلَامِ) ابْتِدَاء وجواباً لِأَنَّهُ لفظ قَلِيل لَا كلفة فِيهِ وأجره جزيل فَمن بخل بِهِ مَعَ عدم كلفته فَهُوَ أبخل النَّاس (وأعجز النَّاس من عجز عَن الدُّعَاء) أَي الطّلب من الله تَعَالَى حَيْثُ سمع قَول ربه ادْعُونِي فَلم يَدعه مَعَ فاقته وَعدم الْمَشَقَّة عَلَيْهِ فِيهِ (ع) وَكَذَا ابْن حبَان (عَن أبي هُرَيْرَة) رَضِي الله عَنهُ
(ان أبرّ البرّ) أَي الْإِحْسَان جعل البرّ باراً بِبِنَاء أفعل التَّفْضِيل مِنْهُ وإضافته إِلَيْهِ مجَاز (أَن يصل الرجل) يَعْنِي الْإِنْسَان (أهل ودّ أَبِيه) بِضَم أَوله بِمَعْنى المودّة أَي من بَينه وَبَين الْأَب مَوَدَّة كصديقه وَزَوجته (بعد أَن يولي الْأَب) بِكَسْر اللَّام المشدّدة أَي يدبر بِالْمَوْتِ وَنَحْوه لاقْتِضَائه الترحم وَالثنَاء عَلَيْهِ فيصل لروحه رَاحَة بعد زَوَال الْمُشَاهدَة الْمُوجبَة للحياء وَذَلِكَ أَشد من برّه لَهُ فِي حَيَاته أَو فِي حُضُوره وَمن برّه عدم مصادقة عدوه قَالَ (تودّ عدوّي ثمَّ تزْعم أنني ... صديقك لَيْسَ النوك عَنْك بعازب)
وَمثل الْأَب أَبوهُ وَإِن علا وَالأُم وأمهاتها فَصله أوداء الْأُصُول مُسْتَحبَّة مُطلقًا لَكِنَّهَا بعد الْمَوْت آكِد (حم خد م د ت عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(ان إِبْرَاهِيم) الْخَلِيل (حرّم بَيت الله) الْكَعْبَة وَمَا حولهَا من الْحرم (وأمّنه) بتَشْديد الْمِيم صيره مَا منا يَعْنِي أظهر حرمته وأمّنه بِأَمْر الله فإسناد التَّحْرِيم إِلَيْهِ من حَيْثُ التَّبْلِيغ والإظهار (وَأَنِّي حرمت الْمَدِينَة) النَّبَوِيَّة (مَا بَين لابتيها) تَثْنِيَة لابة وَهِي الحرّة أَرض ذَات حِجَارَة سود وَأَرَادَ بهما هُنَا حرّتين يكتنفانها (لَا يقطع عضاهما) بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة وخفة الضَّاد الْمُعْجَمَة جمع عضاهة شجر أمّ غيلَان أَو كل شجر لَهُ شوك (وَلَا يصاد صيدها) وَفِي أبي دَاوُد لَا ينفر صيدها أَي يزعج فإتلافه أولى لكنه غير مَضْمُون لِأَن حرمهَا غير محلّ للنسك (م عَن جَابر) // (وَلم يخرّجه البُخَارِيّ) //
(ان إِبْرَاهِيم ابْني) من مَارِيَة الْقبْطِيَّة نزل المخاطبين العارفين بِأَنَّهُ ابْنه منزلَة الْمُنكر الْجَاهِل تَلْوِيحًا بِأَن ابْن ذَلِك النبيّ الْهَادِي جُزْء مِنْهُ فَلذَلِك تميز على غَيره بِمَا ذكر (وَإنَّهُ مَاتَ فِي الثدي) أَي فِي سنّ رضَاع الثدي وَهُوَ ابْن سِتَّة عشرا أَو ثَمَانِيَة عشر شهرا (وَإِن لَهُ ظئرين) بِكَسْر الظَّاء الْمُعْجَمَة مَهْمُوز أَي مرضعتين من الْحور (يكملان رضاعه فِي الْجنَّة) بِتمَام عَاميْنِ لكَونه مَاتَ قبل كَمَال جسمانيته وأكد بأنّ وَاللَّام تَنْزِيلا للمخاطب منزلَة الْمُنكر أَو الشاك لكَون ذَلِك مَظَنَّة الْإِنْكَار لمُخَالفَته للْعَادَة (حم م عَن أنس) بن مَالك
(إِن أبْغض الْخلق) أَي الْمَخْلُوقَات (إِلَى الله تَعَالَى الْعَالم) (الَّذِي يزور الْعمَّال) عُمَّال السُّلْطَان لأنّ زيارتهم توجب مداهنتهم والتشبه بهم وَبيع الدّين بالدنيا (ابْن لال) - _ هوامش قَوْله ويشيب مَعَه كَذَا بِخَطِّهِ بِالْيَاءِ وَكَذَا بِخَط الدَّاودِيّ بِالْيَاءِ فِي الْمَقَاصِد الْحَسَنَة وَالَّذِي فِي الْجَامِع الْكَبِير يهرم ابْن آدم وتشب مَعَه اثْنَتَانِ الْحِرْص على المَال والحرص على الْعُمر (م ت هـ حب) عَن أنس أه من هَامِش(1/305)
وَكَذَا الديلمي (عَن أبي هُرَيْرَة) // (ضَعِيف لضعف مُحَمَّد بن السياح) //
(انّ أبْغض عباد الله إِلَى الله العفريت) بِالْكَسْرِ أَي الشرّير الْخَبيث من بني آدم (التغريت) أَي الْقوي فِي شيطنته (الَّذِي لم يرزأ) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول أَي لم يصب بالرزايا (فِي مَال وَلَا ولد) بل لَا يزَال مَاله موفراً وَأَوْلَاده باقون لأنّ الله إِذا أحب عبدا ابتلاه فَهَذَا عبد نَاقص الرُّتْبَة عِنْد ربه وَهَذَا خرج مخرج الْغَالِب (هَب عَن أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ) واسْمه عبد الرَّحْمَن
(مُرْسلا أَن إِبْلِيس يضع عَرْشه) أَي سَرِير ملكه (على المَاء) أَي الْبَحْر وَيقْعد عَلَيْهِ (ثمَّ يبْعَث سراياه) جمع سَرِيَّة وَهِي الْقطعَة من الْجَيْش وَالْمرَاد جُنُوده وأعوانه أَي يرسلهم إِلَى إغواء بني آدم وافتتانهم وإيقاع الْبغضَاء والشرور بَينهم (فأدناهم) أَي أقربهم (مِنْهُ منزلَة أعظمهم فتْنَة يَجِيء أحدهم) إِلَيْهِ (فَيَقُول فعلت كَذَا وَكَذَا) أَي وسوست بِنَحْوِ قتل أَو سَرقَة أَو شرب خمر (فَيَقُول) لَهُ (مَا أَرَاك صنعت شَيْئا) اسْتِخْفَافًا لفعله واحتقاراً لَهُ (وَيَجِيء أحدهم فَيَقُول) لَهُ (مَا تركته) يَعْنِي الرجل (حَتَّى فرّقت بَينه وَبَين أَهله) أَي زَوجته بِالطَّلَاق (فيدنيه) أَي يقرّبه (مِنْهُ وَيَقُول) مادحاً صَنِيعه وشاكراً فعله (نعم أَنْت) بِكَسْر النُّون وَسُكُون الْعين على أَنه من أَفعَال الْمَدْح وَقيل بِفَتْح النُّون وَالْعين على أَنه حرف إِيجَاب وَالْقَصْد بسياق الْخَبَر التحذير من التَّسَبُّب فِي الْفِرَاق بَين الزَّوْجَيْنِ لما فِيهِ من توقع وُقُوع الزِّنَا وَانْقِطَاع النَّسْل (حم م عَن جَابر) بن عبد الله
(أنّ إِبْلِيس يبْعَث) أَي يُرْسل (أَشد أَصْحَابه) فِي الإغواء والإضلال (وَأقوى أَصْحَابه) على الصد عَن طرق الْهدى (إِلَى من يصنع الْمَعْرُوف) أَي مَا حث عَلَيْهِ الشَّرْع (فِي مَاله) بِأَن يتصدّق مِنْهُ أَو يصلح ذَات الْبَين أَو يعين فِي نائبة أَو يفك رَقَبَة وَنَحْو ذَلِك فيوسوس إِلَيْهِ ويخوفه عَاقِبَة الْفقر ويمدّ لَهُ من الأمل (طب عَن ابْن عَبَّاس) // (ضَعِيف لضعف عبد الْحَكِيم بن مَنْصُور) //
(إنّ ابْن آدم لحريص على مَا منع) أَي شَدِيد الْحِرْص على تَحْصِيل مَا منع مِنْهُ باذلاً للجهد فِيهِ لما طبع عَلَيْهِ من شدّة الْمَمْنُوع عَنهُ (فر عَن ابْن عمر) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَن ابْن آدم إِن أَصَابَهُ حرّ قَالَ حس) بِكَسْر الْحَاء وشدّة السِّين كلمة يَقُولهَا الرجل إِذا أَصَابَهُ مَا مضه وَأحرقهُ كأوّه (وَإِن أَصَابَهُ برد قَالَ حس) يَعْنِي من قلقه وَقلة صبره إِن أَصَابَهُ الْحر قلق وتضجر وَإِن أَصَابَهُ الْبرد فَكَذَلِك (حم طب عَن خَوْلَة) بنت قيس الْأَنْصَارِيَّة // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(إنّ ابْني هَذَا) يَعْنِي الْحسن (سيد) أَي حَلِيم كريم متحمل (وَلَعَلَّ الله) أَي عساه (أَن يصلح بِهِ) أَي بِسَبَب تكرّمه وعزله نَفسه عَن الْأَمر وَتَركه لمعاوية اخْتِيَارا (بَين فئتين عظيمتين من الْمُسلمين) وَكَانَ كَذَلِك فَإِنَّهُ ترك الْخلَافَة لمعاوية لَا من قلّة وَلَا ذلة بل رَحْمَة للْأمة وصوناً لدمائها وَذَا من معجزاته فَإِنَّهُ إِخْبَار عَن غيب وَقع (حم خَ 3 عَن أبي بكرَة) بِفَتْح الْبَاء وَالْكَاف وَالرَّاء
(إنّ أَبْوَاب الْجنَّة تَحت ظلال السيوف (كِنَايَة عَن الدنوّ من العدوّ فِي الْحَرْب بِحَيْثُ تعلوه السيوف بِحَيْثُ يصير ظلها عَلَيْهِ يَعْنِي الْجِهَاد طَرِيق إِلَى الْوُصُول إِلَى أَبْوَابهَا بِسُرْعَة وَالْقَصْد الْحَث على الْجِهَاد (حم م ت عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ
(إنّ أَبْوَاب السَّمَاء تفتح عِنْد زَوَال الشَّمْس) أَي ميلها عَن وسط السَّمَاء الْمُسَمّى بُلُوغهَا إِلَيْهِ بِحَالَة الاسْتوَاء (فَلَا ترتج) بمثناة فوقية وجيم مُخَفّفَة لَا تغلق (حَتَّى يُصَلِّي الظّهْر) ليصعد إِلَيْهَا عمل صلَاته (فَأحب أَن يصعد لي فِيهَا) أَي فِي تِلْكَ السَّاعَة (خير) أَي عمل صَالح بِصَلَاة أَربع رَكْعَات قبله وَتَمَامه عِنْد مخرّجه أَحْمد قلت يَا رَسُول الله نَقْرَأ فيهنّ كلهنّ قَالَ نعم قلت فَفِيهَا سَلام فاصل قَالَ لَا(1/306)
(حم عَن أبي أَيُّوب) الْأنْصَارِيّ // (بِإِسْنَاد فِيهِ ضعف) //
(إنّ أَتْقَاكُم) أَي أَكْثَرَكُم تقوى (وَأعْلمكُمْ) أَي أَكْثَرَكُم علما (بِاللَّه أَنا) لِأَنَّهُ تَعَالَى جمع لي بَين علم الْيَقِين وَعين الْيَقِين مَعَ الخشية القلبية واستحضار العظمة الإلهية على وَجه لم يَقع لغيره وَكلما زَاد علم العَبْد بربه زَاد تقواه وخوفه مِنْهُ (خَ عَن عَائِشَة) وَغَيرهَا
(إِن أحبّ عباد الله إِلَى الله) أَي من أحبهم إِلَيْهِ (أنصحهم لِعِبَادِهِ) أَي أَكْثَرهم نصحاً لَهُم فإنّ الدّين النَّصِيحَة كَمَا فِي الحَدِيث الْآتِي (عَم فِي زَوَائِد) كتاب (الزّهْد) لِأَبِيهِ (عَن الْحسن مُرْسلا) وَهُوَ الْبَصْرِيّ
(إِن أحبّ عباد الله إِلَى الله من حبب) أَي إِنْسَان حبب الله (إِلَيْهِ الْمَعْرُوف وحبب إِلَيْهِ فعاله) لأنّ الْمَعْرُوف من أَخْلَاق الله وَإِنَّمَا يفِيض من أخلاقه على من هُوَ من أحب خلقه إِلَيْهِ (ابْن أبي الدُّنْيَا) أَبُو بكر (فِي) كتاب فضل (قَضَاء الْحَوَائِج) للنَّاس (وَأَبُو الشَّيْخ) بن حَيَّان فِي كتاب الثَّوَاب (عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(إِن أحبّ مَا يَقُول العَبْد إِذا اسْتَيْقَظَ من نَومه سُبْحَانَ الَّذِي يحيي الْمَوْتَى وَهُوَ على كل شَيْء قدير) وَهَذَا كَمَا قَالَ حجَّة الْإِسْلَام أوّل الأوراد النهارية وأولاها (خطّ عَن ابْن عمر) ثمَّ // (ضعفه بالوقاضي وَقَالَ كَانَ كذابا) //
(إِن أحبّ النَّاس إِلَى الله يَوْم الْقِيَامَة) أَي أسعدهم بمحبته يَوْمهَا (وأدناهم مِنْهُ مَجْلِسا) أَي أقربهم من مَحل كرامته وأرفعهم عِنْده منزلَة (إِمَام عَادل) لامتثاله قَول ربه إِن الله يَأْمر بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَان (وَأبْغض النَّاس إِلَيْهِ وابعدهم مِنْهُ إِمَام جَائِر) فِي حكمه على رَعيته وَالْمرَاد بِالْإِمَامِ مَا يَشْمَل الإِمَام الْأَعْظَم ونوابه والقضاة ونوابهم (حم ت عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // (وَإِسْنَاده حسن) //
(إِن أحبّ أسمائكم إِلَى الله) لمن أَرَادَ التسمي بالعبودية (عبد الله وَعبد الرَّحْمَن) لأنّ كلا مِنْهُمَا يشْتَمل على الْأَسْمَاء الْحسنى كلهَا كَمَا مرّ أمّا من لم يرد التسمي بهَا فالأحبّ فِي حَقه اسْم مُحَمَّد وَأحمد (م عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(أنّ أحد) بِضَمَّتَيْنِ (جبل) مَعْرُوف بِالْمَدِينَةِ سمى بِهِ لتوحده عَن جبال هُنَاكَ (يحينا ونحبه) حَقِيقَة أَو مجَازًا على مَا مر (ق عَن أنس) بن مالكى
(إِن أحد جبل يجبنا ونحبه وَهُوَ على ترعة من ترع الْجنَّة) أى على بَاب من أَبْوَابهَا (وعير) أى جلّ عير وَهُوَ مَعْرُوف هُنَاكَ (على ترعة من ترع النَّار) أَي على بَاب من أَبْوَابهَا كَمَا مر (هـ عَن أنس) // (ضَعِيف لضعف عبد الله بن مكنف) //
(إِن أحدكُم) أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ (إِذا كَانَ فِي صلَاته) فرضا أَو نفلا (فَإِنَّهُ يُنَاجِي ربه) أَي يخاطبه ويسارّه بإتيانه بِالذكر وَالْقِرَاءَة (فَلَا يبزقنّ) بنُون التوكيد (بَين يَدَيْهِ) أَي لَا يكون بزاقه إِلَى جِهَة الْقبْلَة لِأَنَّهُ استخفاف فَلَا يَلِيق بتعظيم الْجِهَة (وَلَا عَن يَمِينه) أَي على مَا فِي يَمِينه فَعَن بِمَعْنى على لِأَن فِيهَا مَلَائِكَة الرَّحْمَة وَلَهُم مزية على مَلَائِكَة الْعَذَاب (وَلَكِن) يبزق (عَن يسَاره وَتَحْت قدمه) أَي الْيُسْرَى وَذَا خَاص بِغَيْر من بِالْمَسْجِدِ فَمن بِهِ لَا يبصق إِلَّا فِي نَحْو ثَوْبه (ق عَن أنس) بن مَالك
(إِن أحدكُم) أَي مادّة خلق أحدكُم أَو مَا يخلق مِنْهُ أحدكُم (يجمع) من الْإِجْمَاع لَا من الْجمع (خلقه) أَي تحرز وتقر مادّة خلقه (فِي بطن) أَي رحم (أمه أَرْبَعِينَ يَوْمًا) ليتخمر وَهُوَ فِيهَا (نُطْفَة) أَي منياً فِي مدّة تِلْكَ الْأَرْبَعين (ثمَّ) عقب هَذِه الْأَرْبَعين (يكون علقَة) قِطْعَة دم غليظ جامد (مثل ذَلِك) الزَّمن الَّذِي هُوَ أَرْبَعُونَ (ثمَّ) عقب الْأَرْبَعين الثَّانِيَة (يكون) فِي ذَلِك الْمحل (مُضْغَة) قِطْعَة لحم بِقدر مَا يمضغ (مثل ذَلِك) الزَّمن وَهُوَ أَرْبَعُونَ (ثمَّ) بعد انْقِضَاء الْأَرْبَعين الثَّالِثَة (يُرْسل الله الْملك) أَي ملك النُّفُوس فيبعثه إِلَيْهِ حِين يتكامل بُنْيَانه وتتشكل أعضاؤه (فينفخ فِيهِ الرّوح) وَهِي مَا بِهِ حَيَاة الْإِنْسَان(1/307)
(وَيُؤمر) أَي يَأْمر الله تَعَالَى الْملك (بِأَرْبَع كَلِمَات) أَي بِكِتَابَة أَربع قضايا (وَيُقَال لَهُ) أَي للْملك (اكْتُبْ) أَي بَين عَيْنَيْهِ كَمَا فِي خبر الْبَزَّار (أَجله) أَي مدّة حَيَاته (ورزقه) كَمَا وكيفاً حَرَامًا وحلالاً (وَعَمله) كثيرا وقليلاً صَالحا وفاسداً (وشقي وَهُوَ مَن اسْتوْجبَ النَّار (أَو سعيد) وَهُوَ من اسْتوْجبَ الْجنَّة وَقدم الشقيّ لِأَنَّهُ أَكثر (ثمَّ ينْفخ فِيهِ الرّوح) بعد تَمام صورته (فوالذي لَا إِلَه إِلَّا غَيره إِن الرجل مِنْكُم ليعْمَل بِعَمَل أهل الْجنَّة) من الطَّاعَات الاعتقادية قولية أَو فعلية (حَتَّى مَا يكون بَينه وَبَينهَا إِلَّا ذِرَاع) تَصْوِير لغاية قربه من الْجنَّة (فَيَسْبق عَلَيْهِ الْكتاب) أَي يغلب عَلَيْهِ كتاب الشقاوة (فَيعْمل بِعَمَل أهل النَّار فَيدْخل النَّار) بَيَان لِأَن الخاتمة إِنَّمَا هِيَ على وفْق الْكِتَابَة وَلَا عِبْرَة بظواهر الْأَعْمَال قبلهَا بِالنِّسْبَةِ لحقيقة الْأَمر وَإِنَّمَا اعتدّ بهَا من حَيْثُ كَونهَا عَلامَة (وَأَن الرجل ليعْمَل بِعَمَل أهل النَّار حَتَّى مَا يكون بَينه وَبَينهَا إِلَّا ذِرَاع) يَعْنِي شَيْء قَلِيل جدا (فَيَسْبق عَلَيْهِ الْكتاب) كتاب السَّعَادَة (فَيعْمل بِعَمَل أهل الْجنَّة فَيدْخل الْجنَّة) بِحكم الْقدر الْجَارِي الْمُسْتَند إِلَى خلق الدَّوَاعِي والصوارف فِي قلبه إِلَى مَا يصدر عَنهُ من أَفعَال الْخَيْر فَمن سبقت لَهُ السَّعَادَة صرف قلبه إِلَى خير يخْتم لَهُ بِهِ وَعَكسه بعكسه وَسُئِلَ بَعضهم مَا الْحِكْمَة فِي أَن النَّاس يعِيش مِنْهُم الْبَعْض مُسلما وَيَمُوت كَافِرًا وَعَكسه ويعيش الْبَعْض كَافِرًا وَيَمُوت كَافِرًا وَعَكسه فَقَالَ هَذَا من وَقت الذُّرِّيَّة حِين قَالَ لَهُم أَلَسْت بربكم وخروا سجدا فَسجدَ الْبَعْض دون الْبَعْض فَلَمَّا رأى الَّذين لم يسجدوا الْبَعْض الَّذين سجدوا خر الْبَعْض مِنْهُم سَاجِدا وَبَقِي الْبَعْض فَلَمَّا رفع الساجدون الاولون رؤوسهم من السَّجْدَة وجدوا بَعضهم لم يسجدوا فَقَالُوا لم سجدنا وَهَؤُلَاء لم يسجدوا فَالَّذِينَ لم يسجدوا قطّ هم الَّذين يعيشون كفَّارًا ويموتون كفَّارًا وَأما الَّذين سجدوا وداموا على السُّجُود فهم الَّذين عاشوا مُسلمين ويموتون وهم مُسلمُونَ وَأما الَّذين سجدوا ابْتِدَاء لَا انْتِهَاء فهم الَّذين يعيشون زَمَانا مُسلمين ثمَّ يموتون كفَّارًا وَأما الَّذين سجدوا انْتِهَاء وَلم يسجدوا ابْتِدَاء فهم الَّذين عاشوا كفَّارًا وَختم لَهُ بِخَير فماتوا مُسلمين (ق 4 عَن ابْن مَسْعُود) عبد الله وَزعم الْخَطِيب الْبَغْدَادِيّ أَن كَلَام النَّبِي إِلَى قَوْله أَو سعيد وَمَا بعده كَلَام ابْن مَسْعُود لكنه فِي مُسلم من حَدِيث سهل
(ان أحدكُم إِذا قَامَ يُصَلِّي انما يُنَاجِي ربه فَلْينْظر كَيفَ يناجيه) أَي يتَأَمَّل فِيمَا يناجيه من القَوْل على سَبِيل التَّعْظِيم وَالْأَدب ومواطأة الْقلب اللِّسَان وتفريغه للذّكر والتلاوة (ك عَن أبي هُرَيْرَة) وَغَيره
(ان أحدكُم مرْآة أَخِيه) أَي بِمَنْزِلَة مرْآة يرى فِيهَا مَا بِهِ من شعث فَيُصْلِحهُ (فاذا رأى بِهِ) أَي علم بِنَحْوِ بدنه أَو ثِيَابه (أَذَى) أَي قذارا كمخاط وبصاق وتراب (فليمطه) أَي يزله (عَنهُ) ندبا فَإِن بَقَاءَهُ يعِيبهُ والاوجه أَن المُرَاد بالأذى مَا يَشْمَل الْمَعْنَوِيّ (ت عَن أبي هُرَيْرَة)
(ان أَحْسَاب أهل الدُّنْيَا) جمع حسب بِمَعْنى الْكَرم والشرف (الَّذين يذهبون إِلَيْهِ) أَي يَقُولُونَ عَلَيْهِ قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ كَذَا وَقع فِي أصلنَا من مُسْند أَحْمد الَّذين وَصَوَابه الَّذِي وَكَذَا // (رَوَاهُ النَّسَائِيّ) // (هَذَا المَال) يَعْنِي شَأْن أهل الدُّنْيَا رفع من كثر مَاله وَلَو وضيعا وضعة الْمقل وان كَانَ فِي النّسَب رفيعا (حم ن ك حب عَن بُرَيْدَة) بن الْحصيب // (بأسانيد صَحِيحَة) //
(ان أحسن الْحسن) هُوَ (الْخلق) بِضَمَّتَيْنِ (الْحسن) أَي السبحية الحميدة المورثة للانصاف بالملكات الفاضلة مَعَ طلاقة الْوَجْه والمداراة والملاطفة لَان بذلك تألف الْقُلُوب وتنتظم الْأَحْوَال (المستغفري) أَبُو الْعَبَّاس (فِي مسلسلاته) أَي مروياته المسلسلة (وَابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه(1/308)
عَن الْحسن) أَمِير الْمُؤمنِينَ (ابْن عَليّ) أَمِير الْمُؤمنِينَ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان أحسن مَا غيرتم بِهِ هَذَا الشيب الْحِنَّاء) بِكَسْر فتشديد ممدوداً (والكتم) بِفَتْح الْكَاف والمثناة الْفَوْقِيَّة نبت يشبه ورق الزَّيْتُون يخلط بالوسمة ويختضب بِهِ وَلَا يُعَارضهُ النَّهْي عَن الخضاب بِالسَّوَادِ لِأَن الكتم إِنَّمَا يسوّد مُنْفَردا (حم 4 حب عَن أبي ذَر) الْغِفَارِيّ
(إِن أحسن مَا زرتم بِهِ الله) يَعْنِي مَلَائكَته (فِي قبوركم) إِذا سِرْتُمْ إِلَيْهَا بِالْمَوْتِ (ومساجدكم) مَا دمتم فِي الدُّنْيَا (الْبيَاض) أَي الْأَبْيَض الْبَالِغ الْبيَاض من الثِّيَاب والأكفان فأفضل مَا يُكفن بِهِ الْمُسلم الْبيَاض وَأفضل مَا يلبس يَوْم الْجُمُعَة الْبيَاض (هـ عَن أبي الدَّرْدَاء
إِن أحسن النَّاس قِرَاءَة من) أَي الَّذِي (إِذا قَرَأَ الْقُرْآن يتحزن بِهِ) أَي يَقْرَؤُهُ بتخشع وترقيق وبكاء فيخشع الْقلب فتنزل الرَّحْمَة (طب عَن ابْن عَبَّاس
إِن أَحَق مَا أَخَذْتُم عَلَيْهِ أجرا كتاب الله) فَأخذ الْأُجْرَة على تَعْلِيمه جَائِز كالاستئجار لقرَاءَته وَالنَّهْي عَنهُ مَنْسُوخ أَو مؤوّل (خَ عَن ابْن عَبَّاس) وَوهم من عزاهُ لِلشَّيْخَيْنِ مَعًا
(إِن أَحَق الشُّرُوط) مُبْتَدأ (أَن توفوا بِهِ) نصب على التَّمْيِيز أَي وَفَاء أَو مجروراً بِحرف الْجَرّ أَي بِالْوَفَاءِ (مَا استحللتم بِهِ الْفروج) خَبره يَعْنِي الْوَفَاء بِالشُّرُوطِ حق وأحقها بِالْوَفَاءِ الشَّيْء الَّذِي استحللتم بِهِ الْفروج وَهُوَ نَحْو الْمهْر وَالنَّفقَة فَإِنَّهُ التزمها بِالْعقدِ فَكَأَنَّهَا شرطت (حم ق 4 عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ
(أَن أَخا صداء) أَي الَّذِي هُوَ من قَبيلَة صداء بِضَم الصَّاد وَالتَّخْفِيف وَالْمدّ زِيَاد بن الْحَرْث (هُوَ) الَّذِي (أذن) للصَّلَاة (وَمن أذن) لَهَا (فَهُوَ) الَّذِي (يُقيم) لَهَا لَا غَيره يَعْنِي هُوَ أَحَق بِالْإِقَامَةِ مِمَّن لم يُؤذن لَكِن لَو أَقَامَ غَيره اعْتد بِهِ (حم د ت هـ عَن زِيَاد بن الْحَرْث الصدائي) بِالضَّمِّ والمدّ نِسْبَة إِلَى صداء حيّ من الْيمن قَالَ أَمرنِي الْمُصْطَفى أَن أؤذن للفجر فَأَذنت فَأَرَادَ بِلَال أَن يُقيم فَذكره // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(إنّ أخوف مَا أَخَاف) أَي إنّ من أخوف شَيْء أخافه (على أمتِي) أمة الْإِجَابَة (الْأَئِمَّة) جمع إِمَام وَهُوَ مقتدى الْقَوْم المطاع فيهم (المضلون) يَعْنِي إِذا استقصيت الْأَشْيَاء المخوفة لم يُوجد أخوف من ذَلِك (حم طب عَن أبي الدَّرْدَاء) وَفِيه راويان مَجْهُولَانِ
(إنّ أخوف) أَي من أخوف (مَا أَخَاف على أمتِي) قَول (كل مُنَافِق عليم اللِّسَان) أَي كثير علم اللِّسَان جَاهِل الْقلب وَالْعَمَل اتخذ الْعلم حِرْفَة يتأكل بهَا وأبهة يتعزز بهَا يَدْعُو النَّاس إِلَى الله ويفرّ هُوَ مِنْهُ (حم عَن عمر) بن الْخطاب // (بِإِسْنَاد رِجَاله ثِقَات مُحْتَج بهم فِي الصَّحِيح) //
(إِن أخوف مَا أَخَاف على أمتِي عمل قوم لوط) عبر بِهِ تَلْوِيحًا بكونهم الفاعلين لذَلِك ابْتِدَاء وَأَنه من أقبح الْقَبِيح لِأَن كل مَا أوجده الله فِي هَذَا الْعَالم جعله لفعل خَاص لَا يصلح لغيره وَجعل الذّكر للفاعلية وَالْأُنْثَى للمفعولية فَمن عكس فقد أبطل حكمته (حم ت هـ ك عَن جَابر) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(إِن أخوف مَا أَخَاف على أمتِي الْإِشْرَاك بِاللَّه) قيل أتشرك أمتك من بعْدك قَالَ نعم (أما) بِالتَّخْفِيفِ (إِنِّي لست أَقُول يعْبدُونَ شمساً وَلَا قمراً وَلَا وثناً وَلَكِن) أَقُول تعْمل (أعمالاً لغير الله) أَي للرياء والسمعة (وشهوة خُفْيَة) للمعاصي يَعْنِي يرائي أحدكُم النَّاس بِتَرْكِهِ الْمعاصِي وشهوتها فِي قلبه مخبأة وَقيل الرِّيَاء مَا ظهر من الْعَمَل والشهوة الْخفية حب اطلَاع النَّاس عَلَيْهِ (هـ عَن شَدَّاد بن أَوْس) // (ضَعِيف لضعف روّاد وَالْحسن بن ذكْوَان) //
(إِن أدنى أهل الْجنَّة منزلَة) زَاد فِي رِوَايَة وَلَيْسَ فهم دنيء (لمن ينظر إِلَى جنانه) بِكَسْر الْجِيم جمع جنَّة بِفَتْحِهَا (وأزواجه ونعمه) بِفَتْح النُّون وَالْعين إبِله وبقره وغنمه أَو بِكَسْر فَفتح جمع نعْمَة كسدر وسدرة (وخدمه وسرره(1/309)
مسيرَة ألف سنة) كِنَايَة عَن كَون النَّاظر يملك فِي الْجنَّة مَا يكون مِقْدَاره مسيرَة ألف سنة لِأَن الْمَالِكِيَّة فِي الْجنَّة خلاف مَا فِي الدُّنْيَا (وَأكْرمهمْ على الله) أَي أعظمهم كَرَامَة عِنْده وأوسعهم ملكا (من ينظر إِلَى وَجهه) أَي ذَاته تقدس وَتَعَالَى عَن الْجَارِحَة (غدْوَة وعشيا) أَي فِي مقدارهما لِأَن الْجنَّة لَا غدْوَة فِيهَا وَلَا عَشِيَّة إِذْ لَا ليل وَلَا نَهَار ثمَّ وَتَمَامه ثمَّ قَرَأَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة إِلَى رَبهَا ناظرة (ت عَن ابْن عمر) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(إِن أدنى أهل الْجنَّة منزلا لرجل لَهُ دَار من لؤلؤة وَاحِدَة مِنْهَا غرفها) جمع غرفَة (وأبوابها) أَي وجدرها وَسَائِر أَجْزَائِهَا وَلَيْسَ ذَلِك بِبَعِيد إِذْ هُوَ الْقَادِر على كل شَيْء (هناد) بن إِبْرَاهِيم النَّسَفِيّ (فِي الزّهْد) أَي فِي كتاب الزّهْد (عَن عبيد بن عُمَيْر) بتصغيرهما (مُرْسلا) وَهُوَ اللَّيْثِيّ قَاضِي مَكَّة
(إِن أرْحم مَا يكون الله بِالْعَبدِ) أَي الانسان الْمُؤمن (إِذا وضع فِي حفرته) أَي لحد فِي لحده لِأَنَّهُ أعظم اضطرارا مِنْهُ فِي غَيره وَلِهَذَا قَالَ الْقَائِل
(إِن الَّذِي الوحشة فِي دَاره ... تؤنسه الرَّحْمَة فِي لحده)
(فرعن أنس) بن مَالك // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(إِن أَرْوَاح الشُّهَدَاء فِي طير خضر) بِأَن يكون الطَّائِر ظرفا لَهَا وَلَيْسَ ذَا بحصر وَلَا حبس لِأَنَّهَا تَجِد فِيهَا من النَّعيم مَا لَا يُوجد فِي الفضاء أوانها نَفسهَا تكون طيرا بِأَن نتمثل بصورته كتمثل الْملك بشرا سويا (تعلق) بِضَم اللَّام تَأْكُل (من ثَمَر الْجنَّة) وَفِي حَدِيث آخرَانِ أَرْوَاحهم نَفسهَا تصير طيرا قَالَ ابْن رَجَب فِي كتاب أهوال الْقُبُور وَهَذَا قد يتَوَهَّم مِنْهُ أَنَّهَا على هَيْئَة الطير وشكله وَفِيه وَقْفَة فَإِن روح الانسان إِنَّمَا هِيَ على صورته ومثاله وشكله انْتهى وَقَالَ القَاضِي عِيَاض قد قَالَ بعض مُتَقَدِّمي أَئِمَّتنَا أَن الرّوح جسم لطيف مُتَصَوّر على صُورَة الانسان دَاخل الْجِسْم وَقَالَ التوربشتي أَرَادَ بقوله أَن أَرْوَاحهم فِي طير خضر أَن الرّوح الإنسانية المتميزة الْمَخْصُوصَة بالادراكات بعد مُفَارقَة الْبدن يهيأ لَهَا طير أَخْضَر فتنقل إِلَى جَوْفه ليعلق ذَلِك الطير من ثَمَر الْجنَّة فيجد الرّوح بواسطته ريح الْجنَّة ولذتها والبهجة وَالسُّرُور وَلَعَلَّ الرّوح يحصل لَهَا تِلْكَ الْهَيْئَة إِذا تشكلت وتمثلت بأَمْره تَعَالَى طير أَخْضَر كتمثل الْملك بشرا وعَلى أَيَّة حَال كَانَت فالتسليم وَاجِب علينا لوُرُود الْبَيَان الْوَاضِح على مَا أخبر عَنهُ الْكتاب وَالسّنة ورودا صَرِيحًا وَلَا سَبِيل إِلَى خِلَافه وَهَذَا صَرِيح كَمَا قَالَ ابْن الْقيم فِي دُخُول الْأَرْوَاح الْجنَّة قبل الْقِيَامَة وَمَفْهُوم الحَدِيث أَن أَرْوَاح غير الشُّهَدَاء لَيْسُوا كَذَلِك لَكِن روى الْحَكِيم إِنَّمَا نسمَة الْمُؤمن طَائِر يعلق من شجر الْجنَّة حَتَّى يرجعه الله تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة إِلَى جسده قَالَ الْحَكِيم وَلَيْسَ هَذَا لأهل التَّخْلِيط فِيمَا نعلمهُ إِنَّمَا هُوَ للصديقين انْتهى وَقَضيته أَن مثل الشَّهِيد الْمُؤمن الْكَامِل وَفِيه أَن الْجنَّة مخلوقة الْآن خلافًا للمعتزلة (ت عَن كَعْب بن مَالك) وَرِجَاله رجال الصَّحِيح إِلَّا مُحَمَّد بن إِسْحَاق
(أَن أَرْوَاح الْمُؤمنِينَ فِي السَّمَاء السَّابِعَة ينظرُونَ إِلَى مَنَازِلهمْ فِي الْجنَّة) قَالَ فِي المطامح الْأَصَح مَا فِي هَذَا الْخَبَر أَن مقرّ الْأَرْوَاح فِي السَّمَاء وَأَنَّهَا فِي حواصل طيور ترتع فِي الْجنَّة وَالروح كَمَا قَالَ الْبَيْضَاوِيّ جَوْهَر قَائِم بِذَاتِهِ لَا يفنى بخراب الْبدن (فرعن أبي هُرَيْرَة) // (ضَعِيف لضعف أبي مقَاتل وَأبي سهل وَغَيرهمَا) //
(إِن أَزوَاج أهل الْجنَّة) زَاد فِي رِوَايَة من الْحور (ليغنين أَزوَاجهنَّ بِأَحْسَن أصوات مَا سَمعهَا أحد قطّ) أَي بِأَصْوَات حسان مَا سمع مثلهَا أحد قطّ وَتَمَامه وَإِن مِمَّا يغنين بِهِ نَحن الْخيرَات الحسان أَزوَاج قوم(1/310)
كرام (طس عَن ابْن عمر) // (بِإِسْنَاد رِجَاله رجال الصَّحِيح) //
(إِن أَشد) وَفِي رِوَايَة لمُسلم أَن من أَشد (النَّاس عذَابا) تَمْيِيز (يَوْم الْقِيَامَة المصورين) لصورة حَيَوَان تَامّ لِأَن الْأَوْثَان الَّتِي كَانَت تعبد كَانَت بِصُورَة الْحَيَوَان (حم م عَن ابْن مَسْعُود) عبد الله
(إِن أَشد) أَي من أَشد (النَّاس ندامة يَوْم الْقِيَامَة رجل) يَعْنِي انسان مُكَلّف (بَاعَ آخرته بدنيا غَيره) أَي استبدل بحظه الأخروي حُصُول حَظّ غَيره الدنيوي وآثر عَلَيْهِ (تخ عَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ
(إِن أَشد النَّاس تَصْدِيقًا للنَّاس أصدقهم حَدِيثا وَإِن أَشد النَّاس تَكْذِيبًا) للنَّاس (أكذبهم حَدِيثا) فالصدوق يحمل كَلَام غَيره على الصدْق لاعْتِقَاده قبح الْكَذِب والكذوب يتهم كل مخبر الْكَذِب لكَونه شَأْنه (أَبُو الْحسن الْقزْوِينِي فِي أَمَالِيهِ) الحديثية (عَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ
(إِن أطيب طَعَامكُمْ) أَي ألذه وأشهاه وَأَوْقفهُ للأبدان (مَا) أَي شَيْء مَأْكُول (مسته النَّار) أَي أثرت فِيهِ بِنَحْوِ طبخ أَو عقد أَو قلي أَو غير ذَلِك (ع طب عَن الْحسن بن عَليّ) أَمِير الْمُؤمنِينَ
(إِن أطيب الْكسْب كسب التُّجَّار الَّذين إِذا حدثوا) أَي أخبروا عَن السّلْعَة وشأنها (لم يكذبوا) فِي أخبارهم للْمُشْتَرِي (وَإِذا ائتمنوا) أَي ائتمنهم المُشْتَرِي فِي نَحْو أخباره بِمَا قَامَ عَلَيْهِ أَو لكَونه لَا عيب فِيهِ (لم يخونوا) فِيمَا ائتمنوا عَلَيْهِ من ذَلِك (وَإِذا وعدوا) بِنَحْوِ وفاءدين التجارية (لم يخلفوا) اخْتِيَارا (وَإِذا اشْتَروا) سلْعَة (لم يذمو) هَا (وَإِذا باعوا) سلْعَة (لم يطروا) فِي مدحها أَي لم يتجاوزوا فِيهِ الْحَد فَإِن فقد شَيْء من ذَلِك فَهُوَ من أخبثهم كَمَا هُوَ عَادَة غَالب التُّجَّار الْآن (وَإِذا كَانَ عَلَيْهِم) دُيُون (لم يمطلوا) أَرْبَابهَا فِيهَا (وَإِذا كَانَ لَهُم) دُيُون وتقاضوها (لم يعسروا) يضيقوا ويشددوا على الْمَدْيُون حَيْثُ لَا عذر (هَب عَن معَاذ) // (بن جبل بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(إِن أطيب مَا أكلْتُم) أَي أحله وأهنأه (من كسبكم) أَي مِمَّا كسبتموه من غير وَاسِطَة لقُرْبه للتوكل وَكَذَا بِوَاسِطَة أَوْلَادكُم كَمَا بَينه بقوله (وَإِن أَوْلَادكُم من كسبكم) لِأَن ولد الرجل بعضه وَحكم بعضه حكم نَفسه وسمى الْوَلَد كسبا مجَازًا وَنَفَقَة الأَصْل الْفَقِير تلْزم فَرعه عِنْد الشَّافِعِي (تخ ت ن هـ عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد حسنه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ أَبُو حَاتِم) //
(إِن أعظم الذُّنُوب) أَي من أعظمها (عِنْد الله أَن يلقاه بهَا عبد) أَي أَن يلقى الله متلبسا بهَا مصرا عَلَيْهَا عبد وَهُوَ مَا ظرف أوحال (بعد الْكَبَائِر الَّتِي نهى الله عَنْهَا) فِي الْكتاب أَو السّنة (أَن يَمُوت الرجل) يَعْنِي الانسان الْمُكَلف (وَعَلِيهِ دين) جملَة حَالية (لَا يدع) لَا يتْرك (لَهُ قَضَاء) جعله دون الْكَبَائِر لِأَن الِاسْتِدَانَة لغير محرم غير مُحرمَة والتأثيم بِعَدَمِ وفائه سَبَب عَارض من تَضْييع حق الْآدَمِيّ وَأما الْكَبَائِر فنهيه لذاتها (حم د عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ) // (وَإِسْنَاده جيد) //
(إِن أعظم النَّاس) أَي من أعظمهم (خَطَايَا) جمع خَطِيئَة وَهِي الاثم (يَوْم الْقِيَامَة أَكْثَرهم خوضا فِي الْبَاطِل) أَي سعيا فِيهِ إِذْ مَا يلفظ من قَول الا لَدَيْهِ رَقِيب عتيد (ابْن أبي الدُّنْيَا) أَبُو بكر (فِي) كتاب فضل (الصمت) على السُّكُوت (عَن قَتَادَة مُرْسلا
إِن أَعمال الْعباد تعرض) زَاد فِي رِوَايَة على رب الْعَالمين (يَوْم الِاثْنَيْنِ وَيَوْم الْخَمِيس) لَا يُعَارضهُ حَدِيث يرفع عمل اللَّيْل قبل النَّهَار وَعَكسه لِأَنَّهَا تعرض كل يَوْم ثمَّ تعرض أَعمال الْجُمُعَة كل اثْنَيْنِ وخميس ثمَّ أَعمال السّنة كلهَا فِي شعْبَان عرضا بعد عرض وَلكُل حِكْمَة اسْتَأْثر الله أَو أطلع عَلَيْهَا من شَاءَ (حم د عَن أُسَامَة بن زيد) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(إِن أَعمال بني آدم تعرض على الله عَشِيَّة كل) يَوْم (خَمِيس لَيْلَة الْجُمُعَة) فَيقبل بعض الْأَعْمَال وَيرد بَعْضهَا (فَلَا يقبل عمل قَاطع رحم) أَي قريب(1/311)
بِنَحْوِ اساءة أَو هجر فعمله لَا ثَوَاب فِيهِ وان كَانَ صَحِيحا (حم خد عَن أبي هُرَيْرَة) وَرِجَاله ثِقَات
(ان أغبط النَّاس) فِي رِوَايَة أَن أغبط أوليائي (عِنْدِي) أَي أحْسنهم حَالا فِي اعتقادي (لمُؤْمِن خَفِيف الحاذ) بحاء مُهْملَة وذال مُعْجمَة مُخَفّفَة أَي قَلِيل المَال خَفِيف الظّهْر من الْعِيَال قَالَ الْمُؤلف وَمن زعم أَنه بلام أَو جِيم فقد صحف ثمَّ هَذَا فِيمَن خَافَ من النِّكَاح التورط فِي أُمُور يخْشَى مِنْهَا على دينه فَلَا يُنَافِي خبرتنا كحوا تكثروا وَزعم أَن هَذَا مَنْسُوخ بِذَاكَ وهم لَان النّسخ لَا يدْخل الْخَبَر بل خَاص بِالطَّلَبِ (ذُو حَظّ من الصَّلَاة) أَي ذُو رَاحَة من مُنَاجَاة الله فِيهَا واستغراق فِي الْمُشَاهدَة وَمِنْه خَبرا أَرحْنَا يَا بِلَال بِالصَّلَاةِ (أحسن عبَادَة ربه) تَعْمِيم بعد تَخْصِيص وَالْمرَاد اجادتها على الاخلاص وَعَلِيهِ فَقَوله (وأطاعه فِي السِّرّ) عطف تَفْسِير على أحسن (وَكَانَ غامضا فِي النَّاس) أَي مغموراً فيهم غير مَشْهُور بَينهم (لَا يشار إِلَيْهِ بالاصابع) بَيَان وَتَقْرِير لِمَعْنى الغموض (وَكَانَ رزقه كفافا) أَي بِقدر الْكِفَايَة لَا أَزِيد وَلَا أنقص (فَصَبر على ذَلِك) بَين بِهِ أَن ملاك ذَلِك كُله الصَّبْر وَبِه يقوى على الطَّاعَة ويقنع بالكفاف (عجلت منيته) أَي سلت روحه بالتعجيل لقلَّة تعلقه بالدنيا وَغَلَبَة شغفه بِالْأُخْرَى (وَقل تراثه) وَفِي رِوَايَة وَقلت بوَاكِيهِ أَي لقلَّة عِيَاله وهوانه على النَّاس قَالَ الْحَكِيم فَهَذِهِ صفة أويس الْقَرنِي وَأَضْرَابه من أهل الظَّاهِر وَفِي الْأَوْلِيَاء من هُوَ أرفع دَرَجَة من هَؤُلَاءِ وَهُوَ عبد قد اسْتَعْملهُ الله فَهُوَ فِي قَبضته بِهِ ينْطق وَبِه يبصر وَبِه يسمع وَبِه يبطش جعله صَاحب لِوَاء الْأَوْلِيَاء وأمان أهل الأَرْض ومنظر أهل السَّمَاء وخاصة الله تَعَالَى وموقع نظره ومعدن سره وَسَوْطه يُؤَدب بِهِ خلقه ويحيي الْقُلُوب الْميتَة بِرُؤْيَتِهِ وَهُوَ أَمِير الْأَوْلِيَاء وَقَائِدهمْ والقائم بالثناء على ربه بَين يَدي الْمُصْطَفى يباهي بِهِ الْمَلَائِكَة ويقرّ عينه بِهِ نحلة حكمته وَأهْدى إِلَيْهِ توحيده وَهُوَ القطب (حم ت هـ ك عَن أبي أُمَامَة) وَضَعفه ابْن الْقطَّان والذهبي وَغَيرهمَا // (رادين تَصْحِيح الْحَاكِم وَغَيره) //
(ان أفضل الضَّحَايَا) جمع أضْحِية (أغلاها) بغين مُعْجمَة أَي ارفعها ثمنا (واسمنها) أَكْثَرهَا شحماً وَلَحْمًا يَعْنِي التَّضْحِيَة بهَا أَكثر ثَوابًا عِنْد الله من التَّضْحِيَة بالرخيصة الهزيلة فالأسمن أفضل من الْعدَد (حم ك عَن رجل) من الصَّحَابَة
(ان أفضل عمل الْمُؤمن الْجِهَاد فِي سَبِيل الله) أَي بِقصد إعلاء كلمة الله يَعْنِي هُوَ أَكثر الْأَعْمَال ثَوابًا وَقد مر الْجمع بَينه وَبَين خير أفضل الْأَعْمَال الصَّلَاة (طب عَن بِلَال) الْمُؤَذّن
(ان أفضل عباد الله يَوْم الْقِيَامَة) خصّه لِأَنَّهُ يَوْم الْجَزَاء وكشف الغطاء (الْحَمَّادُونَ) لله أَي الَّذين يكثرون حَمده أَي الثَّنَاء عَلَيْهِ على السَّرَّاء وَالضَّرَّاء (طب عَن عمرَان بن حُصَيْن
ان أَفْوَاهكُم طرق لِلْقُرْآنِ) أَي للنطق بحروف الْقُرْآن عِنْد تِلَاوَته (فطيبوها بِالسِّوَاكِ) أَي نظفوها بِهِ لأجل ذَلِك فَإِن الْملك يضع فَمه على فَم القارىء فَيَتَأَذَّى بِالرِّيحِ الكريه (أَبُو نعيم فِي) كتاب فضل (السِّوَاك والسجزي فِي) كتاب (الْإِبَانَة) عَن أصُول الدّيانَة (عَن عَليّ) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان أقل سَاكِني الْجنَّة النِّسَاء) أَي فِي أوّل الْأَمر قبل خُرُوج عصاتهن من النَّار فَلَا دلَالَة فِيهِ على أَن نسَاء الدُّنْيَا أقل من الرِّجَال فِي الْجنَّة (حم م عَن عمرَان بن حُصَيْن
ان أكبر الْإِثْم عِنْد الله) أَي من أكبره وأعظمه عُقُوبَة (أَن يضيع الرجل من يقوت) أَي من يلْزمه قوته أَي مُؤْنَته من نَحْو زوج وأصل وَفرع وخادم (طب عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ
(ان أَكثر) بمثلثة (النَّاس شبعاً فِي الدُّنْيَا أطولهم جوعا يَوْم الْقِيَامَة) لِأَن من كثر أكله كثر شربه فَكثر نَومه فكسل جِسْمه(1/312)
ومحقت بركَة عمره ففتر عَن عبَادَة ربه فَلَا يعبأ يَوْم الْقِيَامَة بِهِ فَيصير فِيهَا مطروداً جيعاناً حيراناً (د ك عَن سلمَان الْفَارِسِي) // (بِإِسْنَاد فِيهِ لين) //
(ان أَكثر شُهَدَاء أمتِي لأَصْحَاب الْفرش) بِضَمَّتَيْنِ جمع فرش أَي الَّذين يألفون النّوم على الْفراش يَعْنِي اشتغلوا بجهاد الشَّيْطَان وَالنَّفس الَّذِي هُوَ الْجِهَاد الْأَكْبَر عَن محاربة الْكفَّار الَّذِي هُوَ الْجِهَاد الْأَصْغَر (وَرب قَتِيل بَين الصفين) فِي قتال الْكفَّار (الله أعلم بنيته) هَل هِيَ نِيَّة إعلاء كلمة الله وَإِظْهَار دينه أَو ليقال شُجَاع أَو لينال حظاً من الْغَنِيمَة (حم عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد فِيهِ ابْن لَهِيعَة وَبَقِيَّة رِجَاله ثِقَات) //
(إِن أمامكم) فِي رِوَايَة وراءكم (عقبَة) أَي جبلا (كوّداً) بِفَتْح الْكَاف أَي شاقة المصعد (لَا يجوزها المثقلون) من الذُّنُوب إِلَّا بِمَشَقَّة عَظِيمَة وكرب شَدِيد وَتلك الْعقبَة مَا بعد الْمَوْت من الشدائد والأهوال (هـ ك عَن أبي الدَّرْدَاء) // (وَقَالَ الْحَاكِم صَحِيح وَأقرهُ الذَّهَبِيّ) //
(إِن أمتِي) أمة الْإِجَابَة لَا الدعْوَة وَالْمرَاد المتوضئون مِنْهُم (يدعونَ) بِضَم أَوله ينادون (يَوْم الْقِيَامَة) إِلَى موقف الْحساب أَو الْمِيزَان أَو الصِّرَاط أَو الْحَوْض أَو دُخُول الْجنَّة أَو غير ذَلِك (غرا) بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيد جمع أغر أَي ذُو غرَّة وَأَصلهَا بَيَاض بجبهة الْفرس فَوق الدِّرْهَم شبه بِهِ مَا يكون لَهُم من النُّور فِي الْآخِرَة (محجلين) من التحجيل وَأَصله بَيَاض فِي قَوَائِم الْفرس (من آثَار الْوضُوء) بِضَم الْوَاو وجوّز فتحهَا (فَمن اسْتَطَاعَ) أَي قدر (مِنْكُم) أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ (أَن يُطِيل غرته) أَي وتجعيله وخصها لشمولها لَهُ أَو لكَون محلهَا أشرف الْأَعْضَاء وأوّل مَا يَقع عَلَيْهِ النّظر (فَلْيفْعَل) بِأَن يغسل مَعَ وَجهه من مقدّم رَأسه وعنقه زَائِدا على الْوَاجِب وَمَا فَوق الْوَاجِب من يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ (ق عَن أبي هُرَيْرَة) وَغَيره
(ان أمتِي) أمة الْإِجَابَة (لن) وَفِي رِوَايَة لَا (تَجْتَمِع على ضَلَالَة) وَلِهَذَا كَانَ إِجْمَاعهم حجَّة (فَإِذا رَأَيْتُمْ اخْتِلَافا) فِي أَمر الدّين كالعقائد أَو الدُّنْيَا كالتنازع فِي شَأْن الْإِمَامَة الْعُظْمَى (فَعَلَيْكُم بِالسَّوَادِ الْأَعْظَم) أَي الزموا مُتَابعَة جَمَاهِير الْمُسلمين وَأَكْثَرهم فَهُوَ الْحق الْوَاجِب فَمن خَالفه مَاتَ ميتَة جَاهِلِيَّة (هـ عَن أنس) بن مَالك // (بِإِسْنَاد لين) //
(ان أَمر هَذِه الْأمة لَا يزَال مقارباً) وَفِي رِوَايَة مؤاتياً (حَتَّى يتكلموا فِي الْولدَان) أَي أَوْلَاد الْمُشْركين هَل هم فِي النَّار مَعَ آبَائِهِم أَو فِي الْجنَّة أَو هُوَ كِنَايَة عَن اللواط (وَالْقدر) بِفتْحَتَيْنِ أَي إِسْنَاد أَفعَال الْعباد الى قدرهم (طب) وَكَذَا الْبَزَّار (عَن ابْن عَبَّاس) وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(ان أَمِين هَذِه الْأمة) أَي الثِّقَة الرِّضَا (أَبُو عُبَيْدَة) عَامر (ابْن الْجراح) أَي هُوَ أخص بِوَصْف الْأَمَانَة من غَيره وَلذَا قَالَ عمر عِنْد عَهده بالخلافة لَو كَانَ حَيا لَاسْتَخْلَفْته (وَأَن حبر) بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُوَحدَة (هَذِه الْأمة) أَي عالمها (عبد الله بن عَبَّاس) ترجمان الْقُرْآن أَي أَنه يصير كَذَلِك (خطّ عَن) عبد الله (بن عمر) (بن الْخطاب // (ضَعِيف لضعف كوثر بن حَكِيم) //
(ان أُنَاسًا من أمتِي يأْتونَ بعدِي) أَي بعد وفاتي (يودّ) يحب ويتمنى (أحدهم لَو اشْترى رؤيتي بأَهْله وَمَاله) هَذَا من معجزاته فَإِنَّهُ إِخْبَار عَن غيب وَقع (ك عَن أبي هُرَيْرَة) وَصَححهُ وَأقرهُ
(ان أُنَاسًا من أمتِي يستفقهون فِي الدّين ويقرؤون الْقُرْآن) أَي يتفهمون فِي أَحْكَامه (وَيَقُولُونَ) أَي يَقُول بَعضهم لبَعض (نأتي الْأُمَرَاء) أَي وُلَاة أُمُور النَّاس (فنصيب من دنياهم) حظاً يعود نَفعه علينا (ونعتز لَهُم بديننا) فَلَا نشاركهم فِي ارْتِكَاب الْمعاصِي مَعَهم (وَلَا يكون ذَلِك) أَي لَا يحصل مَا زَعَمُوا من سَلامَة دينهم مَعَ مُخَالطَة أُولَئِكَ والإصابة من دنياهم (كَمَا لَا يجتنى من القتاد) شجر كثير الشوك مَعْرُوف (إِلَّا الشوك كَذَلِك(1/313)
لَا يجتنى من قربهم إِلَّا الْخَطَايَا) لأنّ الدُّنْيَا خضرَة حلوة وزمامها بأيدي الْأُمَرَاء ومخالطتهم تجر إِلَى طلب مرضاتهم وتحسين حَالهم الْقَبِيح لَهُم وَذَلِكَ سم قَاتل (هـ عَن ابْن عَبَّاس
ان أُنَاسًا من أهل الْجنَّة يطلعون إِلَى) أَي على (أنَاس من أهل النَّار فَيَقُولُونَ بِمَ دَخَلْتُم النَّار فوَاللَّه مَا دَخَلنَا الْجنَّة إِلَّا بِمَا تعلمنا مِنْكُم فَيَقُولُونَ إِنَّا كُنَّا نقُول وَلَا نَفْعل) أَي نأمر بِالْمَعْرُوفِ وَلَا نأتمر وننهى عَن الْمُنكر ونفعله (طب عَن الْوَلِيد ابْن عقبَة) بن أبي معيط // (ضَعِيف لضعف أبي بكر الداهري) //
(ان أَنْوَاع الْبر نصف الْعِبَادَة وَالنّصف الآخر الدُّعَاء) فَلَو وضع ثَوَابه فِي كفة وَوضع ثَوَاب جَمِيع الْعِبَادَات فِي كفة لعدلها وَهَذَا خرج على مَنْهَج الْمُبَالغَة فِي مدحه والحث عَلَيْهِ (ابْن صصرى فِي أَمَالِيهِ عَن أنس) بن مَالك // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان أهل الْجنَّة يَأْكُلُون فِيهَا وَيَشْرَبُونَ) أَي يتنعمون فِيهَا بذلك تنعماً لَا آخر لَهُ وَلَكِن (لَا يَتْفلُونَ) بِكَسْر الْفَاء وَضمّهَا يبصقون (وَلَا يَبُولُونَ وَلَا يتغوّطون) كَأَهل الدُّنْيَا (وَلَا يَمْتَخِطُونَ) أَيْضا مثلهم (وَلَكِن طعامهم) أَي رجيع طعامهم (ذَلِك جشاء) بجيم وشين مُعْجمَة كغراب صَوت مَعَ ريح تخرج من الْفَم عِنْد الشِّبَع (وَرشح كَرَشْحِ الْمسك) أى وعرق يخرج من أبدانهم رَائِحَته كرائحة الْمسك (يُلْهمُون التَّسْبِيح والتحميد) أَي يوفقون لَهما (كَمَا تلهمون) بمثناة فوقية مَضْمُومَة أَي تسبيحهم وتحميدهم يجْرِي مَعَ الأنفاس كَمَا تلهمون (أَنْتُم النَّفس) بِالتَّحْرِيكِ فَيصير ذَلِك صفة لَازِمَة لَهُم لَا ينفكون عَنْهَا (حم م د عَن جَابر) بن عبد الله
(ان أهل الْجنَّة ليتراءون أهل الغرف فِي الْجنَّة) أَي ينظرُونَ أهل الغرف جمع غرفَة وَهِي بَيت صَغِير فَوق الدَّار وَالْمرَاد هُنَا الْقُصُور الْعَالِيَة (كَمَا تتراءون) بفوقيتين (الْكَوَاكِب فِي السَّمَاء) أَرَادَ أَنهم يضيئون لأهل الْجنَّة إضاءة الْكَوَاكِب لأهل الأَرْض فِي الدُّنْيَا (حم ق عَن سهل بن سعد) السَّاعِدِيّ
(ان أهل الْجنَّة ليتراءون أهل الغرف من فَوْقهم كَمَا تتراءون) أَنْتُم يَا أهل الدُّنْيَا فِيهَا (الْكَوْكَب الدُّرِّي) بِضَم الدَّال وَشد الرَّاء مَكْسُورَة نِسْبَة إِلَى الدرّ لصفاء لَونه وخلوص نوره (الغابر) بغين مُعْجمَة وموحدة تحتية أَي الْبَاقِي بعد انتشار الْفجْر وَهُوَ حِينَئِذٍ يرى أَضْوَأ (فِي الْأُفق) بِضَمَّتَيْنِ نواحي السَّمَاء (من الْمشرق وَالْمغْرب لتفاضل مَا بَينهم) يَعْنِي أهل الغرف كَذَلِك لتزايد درجاتهم على من سواهُم (حم ق عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ (ت عَن أبي هُرَيْرَة) وَقَالَ // (حسن صَحِيح) //
(ان أهل الدَّرَجَات العلى ليراهم من هُوَ أَسْفَل مِنْهُم) منزلَة (كَمَا ترَوْنَ الْكَوْكَب الطالع فِي أفق السَّمَاء) أَي طرفها (وَأَن أَبَا بكر الصّديق وَعمر) الْفَارُوق (مِنْهُم وأنعما) أَي زَاد فِي الرُّتْبَة وتجاوزا تِلْكَ الْمنزلَة أَو المُرَاد صَارا إِلَى النَّعيم (حم ت هـ حب عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ (طب عَن جَابر بن سَمُرَة) بِالتَّحْرِيكِ (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخ الشَّام (عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ (وَعَن أبي هُرَيْرَة
ان أهل عليين ليشرف أحدهم على الْجنَّة) أَي لينْظر إِلَيْهَا من مَحل عَال (فيضيء وَجهه لأهل الجنه كَمَا يضيء الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر لأهل الدُّنْيَا) فَأصل ألوان أهل الْجنَّة الْبيَاض كَمَا فِي الْأَوْسَط للطبراني عَن أبي هُرَيْرَة (وَأَن أَبَا بكر وَعمر مِنْهُم) أَي من أهل عليين (وأنعما) أَي فضلا وَزَادا على كَونهَا من جملَة أهل عليين (ابْن عَسَاكِر) فِي التَّارِيخ (عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(ان أهل الْجنَّة يتزاورون) أَي يزور بَعضهم بَعْضًا فِيهَا (على النجائب وَهِي عتاق الْإِبِل الَّتِي يسابق عَلَيْهَا (بيض) صفة النجائب (كأنهن الْيَاقُوت) أَي الْأَبْيَض إِذْ هُوَ أَنْوَاع (وَلَيْسَ فِي(1/314)
الْجنَّة شَيْء من الْبَهَائِم إِلَّا الْإِبِل وَالطير) بِسَائِر أنواعهما وَهَذَا فِي بعض الْجنان فَلَا يُنَافِي أَن فِي بعض آخر مِنْهَا الْخَيل (طب عَن أبي أَيُّوب) الْأنْصَارِيّ // (ضَعِيف لضعف جَابر بن نوح) //
(ان أهل الْجنَّة يدْخلُونَ على الْجَبَّار تَعَالَى كل يَوْم مرَّتَيْنِ) فِي مِقْدَار كل يَوْم من أَيَّام الدُّنْيَا مرَّتَيْنِ (فَيقْرَأ عَلَيْهِم الْقُرْآن) زَاد فِي رِوَايَة فَإِذا سَمِعُوهُ مِنْهُ كَأَنَّهُمْ لم يسمعوه قبل ذَلِك (وَقد جلس كل امرىء مِنْهُم مَجْلِسه الَّذِي هُوَ مَجْلِسه) أَي الَّذِي يسْتَحق أَن يكون مَجْلِسا لَهُ على قدر دَرَجَته (على مَنَابِر) جمع مِنْبَر (الدّرّ والياقوت والزمرد وَالذَّهَب وَالْفِضَّة بِالْأَعْمَالِ) أَي بحسبها فَمن يبلغ بِهِ عمله أَن يكون كرسيه ذَهَبا جلس على الذَّهَب وَمن نقص عَنهُ يكون على الْفضة وَهَكَذَا بَقِيَّة الْمَعَادِن فَرفع الدَّرَجَات فِي الْجنَّة بِالْأَعْمَالِ وَنَفس الدُّخُول بِالْفَضْلِ (فَلَا تقْرَأ عينهم قطّ) أَي تسكن سُكُون سرُور (كَمَا تقر بذلك) أَي بقعودهم ذَلِك المقعد وسماعهم لِلْقُرْآنِ (وَلم يسمعوا شَيْئا أعظم مِنْهُ) فِي اللَّذَّة والطرب (وَلَا أحسن مِنْهُ) فِي ذَلِك (ثمَّ يَنْصَرِفُونَ) رَاجِعين (إِلَى رحالهم) أَي مَنَازِلهمْ (وقرة أَعينهم) أَي سرورهم ولذتهم بِمَا هم فِيهِ (ناعمين) أَي منعمين فَلَا يزالون كَذَلِك (إِلَى مثلهَا) أَي مثل تِلْكَ السَّاعَة من الْغَد فَيدْخلُونَ عَلَيْهِ أَيْضا وَهَكَذَا إِلَى مَا لَا نِهَايَة لَهُ (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (عَن بُرَيْدَة) بن الْحصيب الْأَسْلَمِيّ // (بِإِسْنَاد فِيهِ مقَال) //
(ان أهل الْجنَّة ليحتاجون إِلَى الْعلمَاء) أَرَادَ عُلَمَاء الْآخِرَة (فِي الْجنَّة وَذَلِكَ أَنهم يرَوْنَ الله تَعَالَى فِي كل جُمُعَة) أَي مقدارها من الدُّنْيَا وَهَذِه زِيَادَة النّظر كَمَا تقرر وَتلك زِيَادَة سَماع الْقُرْآن (فَيَقُول لَهُم تمنوا على مَا شِئْتُم فيلتفتون إِلَى الْعلمَاء) أَي يعطفون عَلَيْهِم ويصرفون وُجُوههم إِلَيْهِم (فَيَقُولُونَ) لَهُم (مَاذَا نتمنى فَيَقُولُونَ تمنوا عَلَيْهِ كَذَا وَكَذَا) مِمَّا فِيهِ صَلَاحهمْ ونفعهم (فهم يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِم فِي الْجنَّة كَمَا يَحْتَاجُونَ إِلَيْهِم فِي الدُّنْيَا) وَفِيه إِشَارَة إِلَى أَن مَا كل أحد يحسن أَن يتَمَنَّى على الله تَعَالَى بل لَا بدّ من مرشد (ابْن عَسَاكِر عَن جَابر) بن عبد الله // (ضَعِيف لضعف مشاجع وَغَيره) //
(ان أهل الفردوس) هُوَ وسط الْجنَّة وأعلاها (يسمعُونَ أطيط) أَي تصويت (الْعَرْش) لِأَنَّهُ سقف جنَّة (الفردوس) ابْن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره (عَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ
(ان أهل الْبَيْت) من بيُوت الدُّنْيَا (يتتابعون) أَي يتبع بَعضهم بَعْضًا فِي الْوُقُوع (فِي النَّار) نَار جَهَنَّم (حَتَّى مَا يبْقى مِنْهُم حر وَلَا عبد وَلَا أمة) إِلَّا دَخلهَا (وَأَن أهل الْبَيْت يتتابعون فِي الْجنَّة حَتَّى مَا) فِي رِوَايَة حَتَّى لَا (يبْقى مِنْهُم حر وَلَا عبد وَلَا أمة) إِلَّا دَخلهَا لأنّ لكل مُؤمن صَالح يَوْم الْقِيَامَة شَفَاعَة فَإِذا كَانَ من أهل الصّلاح شفع فِي أهل بَيته فَإِن لم يكن فيهم من هُوَ كَذَلِك عمهم الْعَذَاب (طب عَن أبي جُحَيْفَة) مصفراً واسْمه وهب وَفِيه رجل مَجْهُول وَبَقِيَّة رجال // (إِسْنَاده ثِقَات) //
(ان أهل النَّار نَار جَهَنَّم (ليبكون) بكاء الْحزن (حَتَّى اَوْ أجربت) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول (السفن فِي دموعهم لجرت) لكثرتها ومصيرها كالبحر العجاج (وانهم ليبكون الدَّم) أى بدموع لَوْنهَا لون الدَّم لكثرتهاحزنهم وَطول عَذَابهمْ (ك عَن أبي مُوسَى) الاشعري وَصَححهُ وأقروه
أَن أهل النَّار يعظمون فِي النَّار) أَي فِي جَهَنَّم (حَتَّى يصير مَا بَين شحمة أذن أحدهم إِلَى عَاتِقه) مَحل الرِّدَاء من مَنْكِبَيْه (مسيرَة سَبْعمِائة عَام) المُرَاد بِهِ التكثير لَا التَّحْدِيد (وَغلظ جلد أحدهم أَرْبَعِينَ ذِرَاعا وضرسه أعظم من جبل أحد) أَي أعظم قدرا مِنْهُ (طس عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ان أهل الْبَيْت ليقل طعمهم) بِالضَّمِّ أَي أكلهم للطعام(1/315)
(فتستنير بُيُوتهم) أَي تشرق وتضيء وتتلألأ نورا يظْهر أَن المُرَاد بقلة الطّعْم الصّيام (طس عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان أهل الْبَيْت إِذا تواصلوا) أَي وصل بَعضهم بَعْضًا بِالْإِحْسَانِ وَالْبر (أجْرى الله تَعَالَى عَلَيْهِم الرزق) أَي يسره لَهُم ووسعه عَلَيْهِم ببركة الصِّلَة (وَكَانُوا فِي كنف الله تَعَالَى) أَي حفظه ورعايته (عَدو ابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد فِيهِ مقَال) //
(ان أهل السَّمَاء لَا يسمعُونَ شَيْئا من أهل الأَرْض) أَي لَا يسمعُونَ شَيْئا من أَصْوَاتهم بِالْعبَادَة (إِلَّا الْأَذَان للصَّلَاة) فَإِن أصوات المؤذنين يبلغهَا الله تَعَالَى إِلَى عنان السَّمَاء حَتَّى يسْمعهَا الْمَلأ الْأَعْلَى (أَبُو أُميَّة) مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم (الطرسوسي) بِفَتْح الطَّاء وَالرَّاء وَضم الْمُهْملَة نِسْبَة إِلَى طرسوس مَدِينَة مَشْهُورَة (فِي مُسْنده) الْمَعْرُوف (عد) وكذ أَبُو الشَّيْخ (عَن ابْن عمر) قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ // (حَدِيث لَا يَصح) //
(ان أهل الْجنَّة) أَي الرِّجَال مِنْهُم (إِذا جامعوا نِسَاؤُهُم عَادوا) لفظ رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ عدن (أَبْكَارًا) فَفِي كل مرّة اقتضاض جَدِيد لَكِن لَا ألم فِيهِ على الْمَرْأَة وَلَا كلفة فِيهِ على الرجل كَمَا فِي الدُّنْيَا (طص عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ وَفِيه مُعلى بن عبد الرَّحْمَن الوَاسِطِيّ كَذَّاب
(ان أهل الْمَعْرُوف فِي الدُّنْيَا هم) أَي أهل اصطناع الْمَعْرُوف مَعَ النَّاس (أهل الْمَعْرُوف فِي الْآخِرَة) الَّتِي مبدؤها مَا بعد الْمَوْت (وَأَن أهل الْمُنكر فِي الدُّنْيَا) أَي مَا أنكرهُ الشَّرْع وَنهى عَنهُ هم (أهل الْمُنكر فِي الْآخِرَة) فالدنيا مزرعة الْآخِرَة وَمَا يَفْعَله العَبْد من خير وَشر تظهر نتيجته فِي دَار الْبَقَاء (طب عَن سلمَان) الْفَارِسِي (وَعَن قبيصَة بن برمة) بن مُعَاوِيَة (وَعَن ابْن عَبَّاس) عبد الله (حل عَن أبي هُرَيْرَة) الدرسي (خطّ عَن عَليّ) أَمِير الْمُؤمنِينَ (و) عَن أبي الدَّرْدَاء) وَغَيرهم وَأكْثر من ذكر مخرجيه إِشَارَة إِلَى رد الطعْن فِيهِ بتقوية
(ان أهل الْمَعْرُوف فِي الدُّنْيَا هم أهل الْمَعْرُوف فِي الْآخِرَة وَإِن أول أهل الْجنَّة دُخُولا) الْجنَّة (هم أهل الْمَعْرُوف) لِأَن الْآخِرَة أعواض ومكافآت لما كافى فِي الدُّنْيَا (طب عَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ
(ان أهل الشِّبَع فِي الدُّنْيَا هم أهل الْجُوع غَدا فِي الْآخِرَة) أَي فِي الزَّمن اللَّاحِق بعد الْمَوْت وَزَاد لفظ غَدا مَعَ تَمام الْكَلَام بِدُونِهِ إِشَارَة إِلَى قرب الْأَمر ودنو الْمَوْت وَكَأن قد (طب عَن ابْن عَبَّاس // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ان أوثق عرى الْإِسْلَام) أَي أَكْثَرهَا وثاقة أَي قُوَّة وثباتاً (أَن تحب فِي الله وَتبْغض فِي الله) أَي لأَجله وَحده لَا لعرض وَلَا لغَرَض من الْأَغْرَاض الدُّنْيَوِيَّة (حم ش هَب عَن الْبَراء) بن عَازِب // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ان أولى النَّاس بِاللَّه) تَعَالَى أَي برحمته والقرب مِنْهُ فِي جنته (من بدأهم بِالسَّلَامِ) عِنْد الملاقاة لِأَنَّهُ السَّابِق إِلَى ذكر الله تَعَالَى (د عَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ // (بِإِسْنَاد جيد) //
(ان أولى النَّاس بِي يَوْم الْقِيَامَة أَكْثَرهم عليّ صَلَاة) أَي أقربهم مني فِي الْقِيَامَة وأحقهم بشفاعتي أَكْثَرهم عليّ صَلَاة فِي الدُّنْيَا لِأَن كَثْرَة الصَّلَاة عَلَيْهِ تدل على صدق الْمحبَّة وَكَمَال الوصلة فَتكون مَنَازِلهمْ فِي الْآخِرَة مِنْهُ بِحَسب تفاوتهم فِي ذَلِك (تخ ت حب عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(ان أوّل مَا يجازى بِهِ العَبْد الْمُؤمن بعد مَوته) على عمله الصَّالح (أَن يغْفر) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول وَيجوز للْفَاعِل وَهُوَ الله تَعَالَى (لجَمِيع من تبع جنَازَته) من ابْتِدَاء خُرُوجهَا إِلَى انْتِهَاء دَفنه وَالظَّاهِر أَن اللَّام للْعهد والمعهود الْمُؤمن الْكَامِل (عبد بن حميد وَالْبَزَّار هَب عَن ابْن عَبَّاس) // (وَضَعفه الْمُنْذِرِيّ) //
(ان أوّل الْآيَات) أَي عَلَامَات السَّاعَة (خُرُوجًا) أَي ظهوراً تَمْيِيز (طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا) أَي أوّل الْآيَات الْغَيْر المألوفة وَإِن كَانَ الدَّجَّال ونزول عِيسَى(1/316)
وَخُرُوج يَأْجُوج وَمَأْجُوج قبلهَا لِأَنَّهَا أُمُور مألوفة (وَخُرُوج الدَّابَّة على النَّاس ضحى) على شكل غَرِيب غير مَعْهُود وتخاطب النَّاس وتسمهم بِالْإِيمَان أَو الكفران (فأيتهما كَانَت قبل صابحتها فالأخرى على أَثَرهَا) أَي عَقبهَا (قَرِيبا) أَي فالأخرى تحصل على أَثَرهَا حصولاً قَرِيبا فطلوع الشَّمْس أول الْآيَات السماوية وَالدَّابَّة أول الْآيَات الأرضية (حم م د هـ عَن ابْن عَمْرو) ابْن الْعَاصِ
(ان أوّل هَذِه الْأمة خيارهم وَآخِرهَا شرارهم) فَإِنَّهُم لَا يزالون (مُخْتَلفين) أَي فِي العقائد والمذاهب والآراء والأقوال وَالْأَفْعَال (مُتَفَرّقين) فِي ذَلِك (فَمن كَانَ يُؤمن بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر فلتأته منيته) أَي يَأْتِيهِ الْمَوْت (وَهُوَ) أَي وَالْحَال أَنه (يَأْتِي إِلَى النَّاس مَا يحب أَن يُؤْتى إِلَيْهِ) أَي يفعل مَعَهم مَا يحب أَن يفعلوه مَعَه وَبِذَلِك يرْتَفع الْخلاف وَيحصل الائتلاف (طب عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ان أول مَا يسئل) عَنهُ العَبْد يَوْم الْقِيَامَة من النَّعيم (ان يُقَال لَهُ) يَعْنِي أَن سُؤال العَبْد هُوَ أَن يُقَال لَهُ من قبل الله تَعَالَى (ألم نصح لَك جسمك) أَي جسدك وَصِحَّته أعظم النعم بعد الْإِيمَان (ونرويك من المَاء الْبَارِد) الَّذِي هُوَ من ضَرُورَة بقائك ولولاه لفنيت بل الْعَالم بأسره (ت ك عَن أبي هُرَيْرَة) وَقَالَ الْحَاكِم // (صَحِيح وأقروه) //
(ان بَاب الرزق مَفْتُوح من لدن الْعَرْش) أَي من عِنْده (إِلَى قَرَار بطن الأَرْض) أَي السَّابِعَة (يرْزق الله كل عبد) من أنس وجن (على قدر همته ونهمته) فَمن قلل قلل لَهُ وَمن كثر كثر لَهُ كَمَا فِي خبر آخر (حل عَن الزبير) بن الْعَوام // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان بني إِسْرَائِيل) أَوْلَاد يَعْقُوب عَلَيْهِ السَّلَام (لما هَلَكُوا قضوا) أَي لما هَلَكُوا أَي استحقوا الإهلاك بترك الْعَمَل أخلدوا إِلَى الْقَصَص وعولوا عَلَيْهَا واكتفوا بهَا وَفِي وَرَايَة لما قصوا هَلَكُوا أَي لما اتكلوا على القَوْل وَتركُوا الْعَمَل كَانَ ذَلِك سَبَب هلاكهم (طب والضياء) الْمَقْدِسِي فِي المختارة (عَن خباب) بِالتَّشْدِيدِ ابْن الْأَرَت بمثناة فوقية // (وَإِسْنَاده حسن) //
(ان بَين يَدي السَّاعَة) أَي أمامها مقدّماً على وُقُوعهَا (كَذَّابين) قيل هم نقلة الْأَخْبَار الْمَوْضُوعَة وَأهل العقائد الزائغة (فاحذروهم) أَي خَافُوا شَرّ فتنتهم وتأهبوا لكشف عوارهم وهتك أستارهم (حم م عَن جَابر بن سَمُرَة
ان بَين يَدي السَّاعَة) أَي أَمَام قِيَامهَا (لأياماً) بلام التَّأْكِيد نكرها لمزيد التهويل وقرنه بِاللَّامِ لمزيد التَّأْكِيد (ينزل فِيهَا الْجَهْل) يَعْنِي الْمَوَانِع الْمَانِعَة عَن الِاشْتِغَال بِالْعلمِ (وَيرْفَع فِيهَا الْعلم) بِمَوْت الْعلمَاء (وَيكثر فِيهَا الْهَرج) بِسُكُون الرَّاء (والهرج الْقَتْل) وَفِي رِوَايَة والهرج بِلِسَان الْحَبَشَة الْقَتْل (حم ق عَن ابْن مَسْعُود وَأبي مُوسَى) رَضِي الله عَنْهُمَا
(ان بيُوت الله تَعَالَى) أَي الْأَمَاكِن الَّتِي يصطفيها لتنزلات رَحمته وَمَلَائِكَته (فِي الأَرْض) هِيَ (الْمَسَاجِد وَإِن حَقًا على الله أَن يكرم من زَارَهُ) يَعْنِي عَبده (فِيهَا) حق عِبَادَته وَقد ورد هَذَا بِمَعْنَاهُ من كَلَام الله فِي بعض الْكتب الإلهية (طب عَن ابْن مَسْعُود
ان تَحت كل شَعْرَة) من بدن الْإِنْسَان جَنَابَة فَاغْسِلُوا الشّعْر) قَالَ مغلطاي حمله الشَّافِعِي فِي الْقَدِيم على مَا ظهر دون مَا بطن من دَاخل الْأنف والفم (وانقوا الْبشرَة) بالنُّون قَالَ الْبَيْهَقِيّ هَذَا يدل على وجوب اسْتِعْمَال المَاء النَّاقِص وتكميله بِالتَّيَمُّمِ اه والمتبادر من الْخَبَر وجوب تَعْمِيم ظَاهر الْبدن فِي الْغسْل عَن الْجَنَابَة شعرًا وبشراً وان كثف الشّعْر وَهُوَ مَذْهَب الشَّافِعِي (د ت هـ عَن أبي هُرَيْرَة) // (وَضَعفه أَبُو دَاوُد وَغَيره) //
(ان جزأ من سبعين جزأ من أَجزَاء النُّبُوَّة تَأْخِير السّحُور) بِضَم السِّين أَي تَأْخِير الصَّائِم الْأكل بنيته إِلَى(1/317)
قبيل الْفجْر مَا لم يَقع فِي شكّ (وتبكير الْفطر) يَعْنِي مبادرة الصَّائِم بِالْفطرِ بعد تحقق الْغُرُوب (وَإِشَارَة الرجل) يَعْنِي الْمُصَلِّي وَلَو أُنْثَى أَو خُنْثَى (بإصبعه فِي الصَّلَاة) يَعْنِي السبابَة فِي التَّشَهُّد عِنْد قَوْله إِلَّا الله فَإِنَّهُ مَنْدُوب (عد عب) وَكَذَا الطَّبَرَانِيّ (عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان جَهَنَّم (تسجر) بسين مُهْملَة فجيم توقد كل يَوْم (إِلَّا يَوْم الْجُمُعَة) أَي فَإِنَّهَا لَا تسجر فِيهِ لِأَنَّهُ أفضل الْأَيَّام وَيَقَع فِيهِ من الْعِبَادَة مَا يكسر حِدة حرهَا وَلذَلِك جَازَ النَّفْل وَقت الاسْتوَاء يَوْم الْجُمُعَة دون غَيرهَا (د عَن أبي قَتَادَة) الْأنْصَارِيّ وَفِيه انْقِطَاع
(ان حسن الْخلق) بِالضَّمِّ (ليذيب الْخَطِيئَة) أَي يمحو أَثَرهَا وَيقطع خَبَرهَا (كَمَا تذيب الشَّمْس) أَي حرارة ضوئها (الجليد) أَي الندى الَّذِي يسْقط من السَّمَاء على الأَرْض (الخرائطي فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق عَن أنس) // (بن مَالك بِإِسْنَاد فِيهِ مقَال) //
(ان حسن الظَّن بِاللَّه) بِأَن يظنّ أَن الله يعْفُو عَنهُ (من حسن عبَادَة الله) أَي حسن الظَّن بِهِ من جملَة حسن عِبَادَته فَهُوَ مَطْلُوب مَحْبُوب لَكِن مَعَ مُلَاحظَة مقَام الْخَوْف فَيكون باعث الرَّجَاء وَالْخَوْف فِي قرن هَذَا الصَّحِيح أما الْمَرِيض فَالْأولى فِي حَقه الرَّجَاء مُطلقًا (حم ت ك عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ // (الْحَاكِم على شَرط مُسلم وأقرّوه) //
(ان حسن الْعَهْد) أَي الْوَفَاء ورعاية الْحُرْمَة مَعَ لحق وَمَعَ الْخلق (من الْإِيمَان) أَي من أَخْلَاق أهل الْإِيمَان أَو من شعب الْإِيمَان (ك عَن عَائِشَة) قَالَت جَاءَت إِلَى النَّبِي عَجُوز فَقَالَ من أَنْت قَالَت جثامة قَالَ بل أَنْت حسانة كَيفَ حالكم كَيفَ كُنْتُم بَعدنَا قَالَت بِخَير فَلَمَّا خرجت قلت تقبل هَذَا الإقبال على هَذِه قَالَ إِنَّهَا كَانَت تَأْتِينَا أَيَّام خَدِيجَة ثمَّ ذكره // (وَإِسْنَاده صَحِيح) //
(ان حَوْضِي من عدن) بِفتْحَتَيْنِ (إِلَى عمان) بِفَتْح فتشديد مَدِينَة قديمَة من أَرض الشَّام (البلقاء) أَي بالبلقاء فَأَما بِضَم فتخفيف فصقع بِالْبَحْرَيْنِ (مَاؤُهُ أشدّ بَيَاضًا من اللَّبن وَأحلى من الْعَسَل أَكَاوِيبه) جمع كوب بِالضَّمِّ الْكوز المستدير الرَّأْس لَا أذن لَهُ (عدد النُّجُوم) أَي نُجُوم السَّمَاء (من شرب مِنْهُ شربة لم يظمأ بعْدهَا أبدا أوّل النَّاس وروداً عَلَيْهِ فُقَرَاء الْمُهَاجِرين الشعث رؤوساً) أَي المغبرة رؤوسهم (الدنس ثيابًا) أَي الوسخة ثِيَابهمْ (الَّذين لَا ينْكحُونَ) النِّسَاء (المتنعمات) كَذَا فِي النّسخ المتداولة لَكِن رَأَيْت نُسْخَة الْمُؤلف الَّتِي بِخَطِّهِ المتمنعات أَي المتمنعات من نِكَاح الْفُقَرَاء وَالظَّاهِر أَنه سبق قلم (وَلَا تفتح لَهُم السدد) جمع سدّة وَهِي هُنَا الْبَاب وَالْمرَاد لَا يُؤذن لَهُم فِي الدُّخُول على الأكابر (الَّذين يُعْطون الْحق الَّذِي عَلَيْهِم وَلَا يُعْطون) الْحق (الَّذِي لَهُم) لضعفهم وازدراء النَّاس إيَّاهُم واحتقارهم لَهُم (حم ت هـ ك عَن ثَوْبَان) مولى الْمُصْطَفى
(ان حَقًا على الله تَعَالَى) أَي مِمَّا جرت بِهِ الْعَادة الالهية غَالِبا (أَن لَا يرْتَفع شيئ) وَفِي نسخ أَن لَا يرفع شَيْئا (من أَمر الدُّنْيَا إِلَّا وَضعه الله) يَعْنِي أَن عدم الِارْتفَاع حق على الله قَالَه لما سبقت نَاقَته العضباء وَكَانَت لَا تسبق وَهَذَا تزهيد فِي الدُّنْيَا وحث على التَّوَاضُع (حم خَ دن عَن أنس) بن مَالك
(ان حَقًا على الْمُؤمنِينَ ان يتوجع) أَي يتألم (بَعضهم لبَعض مِمَّن أُصِيب بمصيبة (كَمَا يألم الْجَسَد الرَّأْس) أَي كَمَا يألم الْجَسَد وجع الرَّأْس فَإِن الرَّأْس إِذا اشْتَكَى اشْتَكَى الْبدن كُله فالمؤمنون إِذا اشْتَكَى بَعضهم حق لَهُم التألم لاجله (أَبُو الشَّيْخ) فِي كتاب (التوبيخ عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ مُرْسلا) تَابِعِيّ حجَّة أرسل عَن أبي هُرَيْرَة وَغَيره
(ان خيارا) أَي من خِيَار (عباد الله الَّذين يراعون الشَّمْس وَالْقَمَر والنجوم والأظلة) أَي يترصدون دُخُول الْأَوْقَات بهَا (لذكر الله) أَي لاجل ذكره (تَعَالَى) من الْأَذَان للصَّلَاة ثمَّ اقامتها(1/318)
ولإيقاع الاوراد فِي أَوْقَاتهَا الفاضلة (طب ك عَن عبد الله بن أبي أوفى) بِفَتَحَات وَرِجَاله موثقون
(ان خِيَار عباد الله الموفون) بِمَا عاهدوه عَلَيْهِ (المطيبون) بِفَتْح الْمُثَنَّاة تَحت أَو كسرهَا أَي الْقَوْم الَّذين غمسوا أَيْديهم فِي الطّيب فِي الْجَاهِلِيَّة وتحالفوا على أعدائهم من الأحلاف كَمَا يَأْتِي وَالظَّاهِر أَنهم أدركوا الْبعْثَة وَأَسْلمُوا وَيحْتَمل أَن المُرَاد المطيبون أَخْلَاقهم وأعمالهم بإيقاعها على الْوَجْه الْأَكْمَل وَفِيه بعد (طب حل عَن أبي حميد السَّاعِدِيّ حم عَن عَائِشَة
(أَن خياركم أحسنكم قَضَاء) للدّين أَي الَّذين يدْفَعُونَ أَكثر مِمَّا عَلَيْهِم وَلم يمطلوا رب الدّين مَعَ الْيَسَار وَقَوله قَضَاهُ تَمْيِيز وَأَحْسَنُكُمْ خبر خياركم (حم خَ ن هـ عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ كَانَ لرجل على الْمُصْطَفى سنّ من الْإِبِل فَقَالَ أَعْطوهُ مَا فَوْقهَا ثمَّ ذكره
(ان رَبك تَعَالَى ليعجب) أَي يحب ويرضى (من عَبده إِذا قَالَ) فِي دُعَائِهِ (رب اغْفِر لي ذُنُوبِي) فَيَقُول الله تبَارك وَتَعَالَى قَالَ عَبدِي ذَلِك (وَهُوَ) أَي وَالْحَال أَنه (يعلم أَنه لَا يغْفر الذُّنُوب غَيْرِي) أَي فَإِذا دَعَاني وَهُوَ يعْتَقد ذَلِك غفرت لَهُ وَلَا أُبَالِي وَذَلِكَ لِأَن ذَلِك العَبْد أعرض عَن الْأَسْبَاب مَعَ قربهَا وَقصر نظره عَن مسببها (د ت عَن عَليّ) قَالَ ت // (حسن صَحِيح) //
(ان رجَالًا يتخوضون) بمعجمتين من الْخَوْض الْمَشْي فِي المَاء ثمَّ اسْتعْمل فِي التَّصَرُّف فِي الشَّيْء أَي يتصرفون (فِي مَال الله) الَّذِي جعله لمصَالح عباده من نَحْو فَيْء وغنيمة (بِغَيْر حق) بل بِالْبَاطِلِ بِلَا تَأْوِيل صَحِيح (فَلهم النَّار) أَي يسْتَحقُّونَ دُخُولهَا (يَوْم الْقِيَامَة) وَالْقَصْد بِالْحَدِيثِ ذمّ الْوُلَاة المتصرفين فِي مَال بَيت المَال بِغَيْر حق وتوعدهم بالنَّار (خَ عَن خَوْلَة) الْأَنْصَارِيَّة وَلَيْسَ لَهَا فِي البُخَارِيّ إِلَّا هَذَا
(ان روح الْقُدس) أَي الرّوح المقدسة وَهُوَ جِبْرِيل صلى الله عَلَيْهِ وعَلى نَبينَا وَسلم (نفت) بفاء ومثلثة من النفث بِفَتْح فَسُكُون وَهُوَ لُغَة إرْسَال النَّفس وَاصْطِلَاحا عبارَة عَن إِلْقَاء الْعُلُوم الوهبية والعطايا الإلهية فِي روع من استعدّ لَهَا (فِي روعي) بِضَم الرَّاء ألْقى الْوَحْي فِي خلدي وبالى أَو فِي نَفسِي أَو قلبِي أَو عَقْلِي من غير أَن أسمعهُ وَلَا أرَاهُ (ان) بِفَتْح الْهمزَة على ظَاهر الرِّوَايَة وجوّز بَعضهم الْكسر استئنافاً (نفسا) بالتنكير للتعميم (لن تَمُوت حَتَّى تستكمل أجلهَا) الَّذِي كتبه لَهَا الْملك وَهِي فِي بطن أمهَا (وتستوعب) غاير التَّعْبِير للتفنن (رزقها) الْمَكْتُوب كَذَلِك فَلَا وَجه للوله والكدر والتعب قيل لبَعْضهِم من أَيْن تَأْكُل قَالَ لَو كَانَ من أَيْن لفني وَقيل لآخر ذَلِك فَقَالَ سل من يطعمني (فَاتَّقُوا الله) أَي احْذَرُوا أَن لَا تثقوا بضمانه (وأجملوا فِي الطّلب) بِأَن تطلبوه بالطرق الجميلة بِغَيْر كد وَلَا حرص وَلَا تهافت قَالَ بعض العارفين لَا تَكُونُوا بالرزق مهتمين فتكونوا للرازق متهمين وبضمانه غير واثقين (وَلَا يحملن أحدكُم استبطاء الرزق) أَي حُصُوله (أَن يَطْلُبهُ بِمَعْصِيَة الله) فَلَا تطلبوه بهَا وَإِن أَبْطَأَ عَلَيْكُم وَهَذَا وَارِد مورد الْحَث على الطَّاعَة والتنفير من الْمعْصِيَة فَلَيْسَ مَفْهُومه مرَادا (فَإِن الله تَعَالَى لَا ينَال مَا عِنْده) من الرزق وَغَيره (إِلَّا بِطَاعَتِهِ) وَفِيه كَمَا قَالَ الرَّافِعِيّ أَن من الْوَحْي مَا يُتْلَى قُرْآنًا وَمِنْه غَيره كَمَا هُنَا والنفث أحد أَنْوَاع الْوَحْي السَّبْعَة الْمَشْهُورَة (فَائِدَة) ذكر المقريزي أَن بعض الثِّقَات أخبرهُ أَنه سَار فِي بِلَاد الصَّعِيد على حَائِط الْعَجُوز وَمَعَهُ رفْقَة فاقتلع أحدهم مِنْهَا لبنة فَإِذا هِيَ كَبِيرَة جدّاً فَسَقَطت فانفلقت عَن حَبَّة فول فِي غَايَة الْكبر فكسروها فوجدوها سَالِمَة من السوس كَأَنَّهَا كَمَا حصدت فَأكل كل مِنْهُم مِنْهَا قِطْعَة فَكَانَت ادخرت لَهُم من زمن فِرْعَوْن فان حَائِط الْعَجُوز بنيت عقب غرقه فَلَنْ تَمُوت نفس حَتَّى تستوفي رزقها(1/319)
(حل عَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ وَفِيه انْقِطَاع
(ان روحي الْمُؤمنِينَ) تَثْنِيَة مُؤمن (تلتقي) كَذَا هُوَ بِخَط الْمُؤلف لَكِن لفظ رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ لتلتقيان (على مسيرَة يَوْم وَلَيْلَة) أَي على مسافتهما وَلَيْسَ المُرَاد التَّحْدِيد فِيمَا يظْهر بل التبعيد يَعْنِي على مَسَافَة بعيدَة جدا لما للارواح من سرعَة الجولان (وَمَا رأى) أَي وَالْحَال أَنه مَا رأى (وَاحِد مِنْهُمَا وَجه صَاحبه) فِي الدُّنْيَا فان الرّوح اذا انخلعت من هَذَا الهيكل وانفكت من الْقُيُود بِالْمَوْتِ تجول إِلَى حَيْثُ شَاءَت والأرواح جنود مجندة فَمَا تعارف مِنْهَا ائتلف وَمَا تناكر مِنْهَا اخْتلف كَمَا يَأْتِي فِي خبر فَإِذا وَقع الائتلاف بَين الزوحين تصاحبا وَإِن لم يلتق الجسدان (تَنْبِيه) قَالَ الْخَواص الرّوح لَا تُوجد قطّ إِلَّا فِي مركب من جَسَد أَو شج وَلَا تعقل بسيطة أبدا لَكِن الحكم حَقِيقَة دائر مَعَ الرّوح لَا الْجَسَد فَإِن الموجودات فِي الاولية عبارَة من اشباح تتَعَلَّق بهَا أَرْوَاح لَكِن الرّوح هُوَ الظَّاهِر على الشبح كالحال فِي الاجساد الاخروية تنطوي أجساد أهل الْجنَّة فِي أرواحها عكس الدُّنْيَا فَيكون الظُّهُور هُنَاكَ للروح لَا للجسم على أَن بعض النَّاس أنكر حشر الاجساد حِين رأى فِي كشفه أرواحا تتطور كَيفَ شَاءَت وَالْحق مَا ذَكرْنَاهُ هَكَذَا قَالَ (خد طب عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ وَرِجَاله موثقون على ضعف فيهم
(ان زاهرا) ابْن حرَام بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالرَّاء مُخَفّفَة كَانَ بدويا من أَشْجَع لَا يَأْتِي الْمُصْطَفى إِلَّا أَتَاهُ بطرفة أَو تحفة من الْبَادِيَة (باديتنا) أَي سَاكن باديتنا أَو يهدي الينا من باديتنا (وَنحن حاضروه) أَي نجهزه مَا يَحْتَاجهُ من الْحَاضِرَة وَكَانَ الْمُصْطَفى يُحِبهُ ويمزح مَعَه وَكَانَ دميماً (الْبَغَوِيّ فِي المعجم (عَن أنس) وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا أَحْمد وَرِجَاله موثقون
(ان ساقي الْقَوْم) مَاء أَو لَبَنًا وَألْحق بِهِ مَا يفرق كفاكهة ومشموم (آخِرهم شرباً) وتناولاً لما ذكر قَالَه لما عطشوا فِي سفر فَدَعَا بِمَاء فَجعل يصب وَأَبُو قَتَادَة يسْقِي حَتَّى مَا بَقِي غَيرهمَا فَقَالَ لأبي قَتَادَة اشرب فَقَالَ لَا حَتَّى تشرب فَذكره (حم م عَن أبي قَتَادَة
ان سُبْحَانَ الله) أَي قَوْلهَا بإخلاص وَحُضُور وَكَذَا فِي الْبَاقِي (وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر تنفض) أَي تسْقط (الْخَطَايَا) عَن قَائِلهَا (كَمَا تنفض الشَّجَرَة وَرقهَا) عِنْد إقبال الشتَاء مثل بِهِ تَحْقِيقا لمحو الْخَطَايَا جَمِيعًا لَكِن يَجِيء أَن المُرَاد محو الصَّغَائِر (حم خد عَن أنس) بن مَالك
(أَن سَعْدا) ابْن معَاذ سيد الْأَنْصَار (ضغط) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول عصر (فِي قَبره ضغطة فَسَأَلت الله أَن يُخَفف عَنهُ) فاستجيب لي وروخي عَنهُ كَمَا فِي حَدِيث آخر وَيَأْتِي خبر لَو نجا أحد من ضمة الْقَبْر لنجا مِنْهَا سعد وَفِي شرح الصُّدُور للمؤلف أَن من يقْرَأ سُورَة الْإِخْلَاص فِي مرض مَوته ينجو مِنْهَا (طب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(ان سُورَة من الْقُرْآن) أَي من سُورَة وَالسورَة الطَّائِفَة مِنْهُ كَمَا مر (ثَلَاثُونَ) فِي رِوَايَة مَا هِيَ إِلَّا ثَلَاثُونَ (آيَة شفعت لرجل) لَازم على قرَاءَتهَا فَمَا زَالَت تسْأَل الله تَعَالَى (حَتَّى غفر لَهُ) وَفِي رِوَايَة حَتَّى أخرجته من النَّار (وَهِي) سُورَة (تبَارك) تَعَالَى عَن كل النقائص (الَّذِي بِيَدِهِ) بقبضة قدرته (الْملك) أَي التَّصَرُّف فِي جَمِيع الْأُمُور وتنكير رجل للأفراد أَي رجل من الرِّجَال (حم ع حب ك عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ت حسن وَقَالَ ك // (صَحِيح وأقروه) //
(ان سياحة) بمثناة تحتية (أمتِي) لَيست هِيَ فِرَاق الوطن وهجر المألوف وَترك اللَّذَّات وَالْجُمُعَة وَالْجَمَاعَات وَترك النِّسَاء والتخلي لِلْعِبَادَةِ بل (الْجِهَاد فِي سَبِيل الله) تَعَالَى أَي قتال الْكفَّار بِقصد إعلاء كلمة الله تَعَالَى(1/320)
وَهَذَا وَقع وجوبا لسائل شُجَاع استأذنه فِي السياحة فِي زمن تعين فِيهِ الْجِهَاد (د ك هَب عَن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد جيد) //
(ان شرار أمتِي) أَي من شرارهم (أجرؤهم على صَحَابَتِي) بذكرهم بِمَا لَا يَلِيق بهم والطعن فيهم والذم لَهُم وبغضهم فالجراءة عَلَيْهِم وَعدم احترامهم عَلامَة كَون فَاعله من الأشرار (عد عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان شَرّ الرعاء) بِالْكَسْرِ وَالْمدّ جمع رَاع وَالْمرَاد هُنَا الْأُمَرَاء (الحطمة) كهمزة الَّذِي يظلم رَعيته وَلَا يرحمهم من الحطم الْكسر وَذَا من أَمْثَاله البديعة واستعارته البليغة وَقيل المُرَاد الضَّيْف الَّذِي لَا رفق عِنْده وَقيل الأكول الْحَرِيص (حم م عَن عَائِذ بن عَمْرو) بِعَين مُهْملَة ومثناة تحتية وذال مُعْجمَة وَكَانَ من الصَّالِحين
(ان شرّ النَّاس منزلَة عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة من تخَاف النَّاس شرّه) أَرَادَ بِهِ أَن الْمُؤمن الَّذِي يخَاف النَّاس شَره من شَرّ النَّاس منزلَة عِنْد الله تَعَالَى أما الْكَافِر فَغير مُرَاد هُنَا أصلا بِدَلِيل قَوْله عِنْد الله وَالْكَافِر بمعزل عَن هَذِه العندية وَهَذَا على عُمُومه وَإِن كَانَ سَببه قدوم عُيَيْنَة بن حصن عَلَيْهِ وتعريضه بِحَالهِ (طس عَن أنس) بن مَالك // (ضَعِيف لضعف عُثْمَان بن مطر) //
(ان شَرّ النَّاس منزلَة عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة من تَركه النَّاس) أَي تركُوا مخالطته وتجنبوا معاشرته (اتقاء فحشه) أَي لأجل قَبِيح قَوْله وَفعله وَهَذَا أصل فِي ندب المداراة (ق د ت عَن عَائِشَة) قَالَت اسْتَأْذن رجل على الْمُصْطَفى فَلَمَّا رَآهُ قَالَ بئس أَخُو الْعَشِيرَة فَلَمَّا جلس انبسط لَهُ فَلَمَّا انْطلق سَأَلته فَذكره
(ان شهاباً اسْم شَيْطَان) فَيكْرَه التسمي بِهِ (هَب عَن عَائِشَة) قَالَت سمع رَسُول الله رجلا يُقَال لَهُ شهَاب قَالَ بل أَنْت هِشَام ثمَّ ذكره
(ان شُهَدَاء الْبَحْر) أَي من يقتل بِسَبَب قتال الْكفَّار فِيهِ أفضل عِنْد الله من شُهَدَاء الْبر) أَي أَكثر ثَوابًا وَأَرْفَع دَرَجَة عِنْده مِنْهُم فالغزو فِي الْبَحْر أفضل مِنْهُ فِي البرّ وَسَببه أَن الْغَزْو فِيهِ أشق وراكبه متعرّض للهلاك من وَجْهَيْن الْمُقَاتلَة وَالْغَرق وَلم تكن الْعَرَب تعرف الْغَزْو فِي الْبَحْر أصلا فحثهم عَلَيْهِ وَالْمرَاد الْبَحْر الْملح (طب عَن سعد بن جُنَادَة) بِضَم الْجِيم وخفة النُّون // (وَفِي إِسْنَاده مَجْهُول) //
(ان شهر رَمَضَان مُعَلّق بَين السَّمَاء وَالْأَرْض) أَي صَوْمه كَمَا فِي الفردوس (لَا يرفع) إِلَى الله تَعَالَى رفع قبُول أَو رفعا تَاما (إِلَّا) مصحوباً (بِزَكَاة الْفطر) أَي بإخراجها فقبوله والإثابة عَلَيْهِ تتَوَقَّف على إخْرَاجهَا (ابْن صصرى) قَاضِي الْقُضَاة فِي أَمَالِيهِ) الحديثية (عَن جرير) بن عبد الله // (وَفِيه ضعف) //
(ان صَاحب السُّلْطَان) أَي الملازم لَهُ المداخل لَهُ فِي الْأُمُور (على بَاب عنت) بِالتَّحْرِيكِ أَي وَاقِف على بَاب خطر شاق يُؤدى إِلَى الْهَلَاك (إِلَّا من عصم الله) أَي حفظه ووقاه وَفِي نُسْخَة إِلَّا من عصم فَمن أَرَادَ السَّلامَة لدينِهِ فليحذر قربهم وتقريبهم كَمَا يتقى الْأسد وَمن ثمَّ قيل مخالط السُّلْطَان ملاعب الثعبان (الباوردي) بِفَتْح الْمُوَحدَة التَّحْتِيَّة وَسُكُون الرَّاء وَآخره دَال مُهْملَة نِسْبَة إِلَى بلد بخراسان (عَن حميد) هُوَ فِي الصَّحَابَة مُتَعَدد فَكَانَ يَنْبَغِي تَمْيِيزه
(ان صَاحب الدّين) بِفَتْح الدَّال (لَهُ سُلْطَان) أَي سلاطة ونفاذ حكم (على صَاحبه) أَي الْمَدْيُون (حَتَّى يَقْضِيه) أَي يُوفيه دينه وَلذَلِك يمنعهُ من السّفر إِذا كَانَ مُوسِرًا (هـ عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ جَاءَ رجل يطْلب نَبِي الله بدين فَتكلم بِبَعْض الْكَلَام فهم أَصْحَابه فَقَالَ مَه ثمَّ ذكره
(ان صَاحب المكس فِي النَّار) يَعْنِي الَّذِي يتَوَلَّى قبض المكس من النَّاس للسُّلْطَان فَيكون فِي نَار جَهَنَّم يَوْم الْقِيَامَة إِن استحله وَإِلَّا فيعذب فِيهَا مَا شَاءَ الله تَعَالَى ثمَّ يدْخل الْجنَّة وَقد يُعْفَى عَنهُ (حم طب عَن رويفع) بِالْفَاءِ مُصَغرًا (ابْن ثَابت)(1/321)
بمثلثة ابْن السكن الْأنْصَارِيّ
(ان صَاحب الشمَال) أَي كَاتب السَّيِّئَات (ليرْفَع الْقَلَم) أَي لَا يكْتب مَا فرط من الْخَطِيئَة (سِتّ سَاعَات) يحْتَمل الزمانية وَيحْتَمل الفلكية (عَن العَبْد الْمُسلم المخطىء) فَلَا يكْتب عَلَيْهِ الْخَطِيئَة قبل مضيها بل يمهله تِلْكَ المدّة (فَإِن نَدم) على فعله الْخَطِيئَة (واستغفر الله مِنْهَا) أَي طلب مِنْهُ أَن يغفرها لَهُ وَتَابَ تَوْبَة صَحِيحَة (أَلْقَاهَا) أَي طرحها فَلم يَكْتُبهَا (وَإِلَّا) أَي وَإِن لم ينْدَم وَلم يسْتَغْفر (كتبت) يَعْنِي كتبهَا كَاتب الشمَال (وَاحِدَة) أَي خَطِيئَة وَاحِدَة بِخِلَاف الْحَسَنَة فَإِنَّهَا تكْتب عشرا ذَلِك تَخْفيف من ربكُم وَرَحْمَة (طب عَن أبي أُمَامَة) وَرِجَال أحد أسانيده ثِقَات
(ان صَاحِبي الصُّور) هما الْملكَانِ الموكلان بِهِ وَالْمرَاد إسْرَافيل مَعَ آخر وإسرافيل الْأَمِير فَلذَلِك أفرد فِي رِوَايَة (بأيديهما قرنان) تَثْنِيَة قرن مَا ينْفخ فِيهِ وَالْمرَاد بيد كل وَاحِد مِنْهُمَا قرن (يلاحظان النّظر مَتى يؤمران) من قبل الله تَعَالَى بالنفخ فهما متوقعان بروز الْأَمر بِهِ فِي كل وَقت لعلمهما بِقرب السَّاعَة (عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // (باسناد ضَعِيف) //
(إِن صَدَقَة السِّرّ تطفىء غضب الرب) فَهِيَ أفضل من صَدَقَة العلن وَأَن تخفوها وتؤتوها الْفقر فَهُوَ خير لكم وَذَلِكَ لسلامتها من الرِّيَاء والسمعة (وَإِن صلَة الرَّحِم) أَي الْقَرَابَة (تزيد فِي الْعُمر) أَي هِيَ سَبَب لزِيَادَة الْبركَة فِيهِ (وَإِن صنائع الْمَعْرُوف) جمع صَنِيعَة وَهِي مَا اصطنعته من خير (تفي مصَارِع السوء) أَي تحفظ مِنْهَا (وَإِن قَول لَا إِلَه إِلَّا الله تدفع عَن قَائِلهَا) أنثه بِاعْتِبَار الشَّهَادَة أَو الْكَلِمَة وَإِلَّا فَالْقِيَاس قَائِله (تِسْعَة وَتِسْعين) بِتَقْدِيم التَّاء على السِّين فيهمَا (بَابا) يَعْنِي نوعا (من الْبلَاء) الامتحان والافتتان (أدناها) أقلهَا (الْهم) فالمداومة عَلَيْهَا بِحُضُور وإخلاص تزيل الْغم والهم وتملأ الْقلب سُرُورًا وانشراحا (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن ابْن عَبَّاس) // (باسناد ضَعِيف) //
(إِن طول صَلَاة الرجل وَقصر خطبَته) بِضَم الْخَاء أَي طول صلَاته بِالنِّسْبَةِ إِلَى قصر خطبَته (مئنة) مفعلة بنيت من أَن الْمَكْسُورَة الْمُشَدّدَة (من فقهه) أَي عَلامَة يتَحَقَّق بهَا فقهه وحقيقتها مَكَان لقَوْل الْقَائِل أَنه فَقِيه (فأطيلوا) أَيهَا الْأَئِمَّة الخطباء (الصَّلَاة) أَي صَلَاة الْجُمُعَة (واقصروا الْخطْبَة) لِأَن الصَّلَاة أفضل مَقْصُود بِالذَّاتِ وَالْخطْبَة فرع عَلَيْهَا (وَإِن من الْبَيَان سحرًا) أَي مَا يصرف قُلُوب السامعين إِلَى قبُول مَا يسمعونه وَإِن كَانَ غير حق وَذَا ذمّ لتزيين الْكَلَام وزخرفته (حم م عَن عمار بن يَاسر) وَغَيره
(إِن عَامَّة عَذَاب الْقَبْر) يَعْنِي معظمه وَأَكْثَره (من (من الْبَوْل) أَي من التَّقْصِير فِي التَّحَرُّز عَنهُ (فتنزهوا) تحرزوا أَن يُصِيبكُم وتنظفوا (مِنْهُ) مَا اسْتَطَعْتُم بِحَيْثُ لَا تنتهوا إِلَى الوسواس المذموم (عبد بن حميد وَالْبَزَّار طب ك عَن ابْن عَبَّاس) وَفِي الْبَاب غَيره
(إِن عدد درج الْجنَّة عدد آي الْقُرْآن) جمع آيَة (فَمن دخل الْجنَّة مِمَّن قَرَأَ الْقُرْآن) أَي جمعه (لم يكن فَوْقه أحد) وَفِي رِوَايَة يُقَال لَهُ اقْرَأ وارق فَإِن منزلتك عِنْد آخر آيَة تقرؤها وَهَذِه الْقِرَاءَة كالتسبيح للْمَلَائكَة لَا تشغلهم عَن لذاتهم (ابْن مرْدَوَيْه) فِي تَفْسِيره (عَن عَائِشَة) // (بِسَنَد ضَعِيف) //
(إِن عدَّة الْخُلَفَاء) أَي خلفائي الَّذين يقومُونَ (من بعدِي) بِأُمُور الْأمة (عدَّة نقباء بني إِسْرَائِيل) أَي اثْنَا عشر أَرَادَ بهم من كَانَ فِي مُدَّة غرَّة الْخلَافَة وَقُوَّة الاسلام والاجتماع على من يقوم بالخلافة وَقد وجد ذَلِك فِيمَن اجْتمع النَّاس عَلَيْهِ إِلَى أَن اضْطربَ أَمر بني أُميَّة وَأما قَوْله الْخلَافَة ثَلَاثُونَ سنة فَالْمُرَاد بِهِ خلَافَة الْخُلَفَاء الرَّاشِدين الْبَالِغَة أقْصَى مَرَاتِب الْكَمَال وَحمله الشِّيعَة والامامية على الاثْنَي عشر إِمَامًا عَليّ وَالْحسن وَالْحُسَيْن(1/322)
وزين العابدين والباقر والصادق والكاظم وَالرِّضَا والتقي والنقي والعسكري والقائم المنتظر (عد وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(إِن عظم الْجَزَاء) أَي كثرته (مَعَ عظم الْبلَاء) بِكَسْر الْمُهْملَة وَفتح الظَّاء فيهمَا وَيجوز ضمهَا مَعَ سُكُون الظَّاء فَمن ابتلاؤه أعظم فَجَزَاؤُهُ أعظم (وَإِن الله تَعَالَى إِذا أحب قوما ابْتَلَاهُم) اختبرهم بالمحن والرزايا (فَمن رضى) بِمَا ابتلاه بِهِ (فَلهُ الرِّضَا) مِنْهُ تَعَالَى وجزيل الثَّوَاب (وَمن سخط) أَي كره قَضَاءَهُ بِهِ (فَلهُ السخط) مِنْهُ تَعَالَى وأليم الْعَذَاب وَمن يعْمل سوأ يجْزِيه وَالْمَقْصُود الْحَث على الصَّبْر على الْبلَاء بعد وُقُوعه لَا التَّرْغِيب فِي طلبه للنَّهْي عَنهُ (ت هـ عَن أنس) بن مَالك وَقَالَ ت حسن غَرِيب
(إِن علما) مِمَّا شانه الِانْتِفَاع بِهِ (لَا ينْتَفع بِهِ) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي لَا ينْتَفع بِهِ النَّاس أَو لَا ينْتَفع بِهِ صَاحبه (ككنز لَا ينْفق مِنْهُ فِي سَبِيل الله) تَعَالَى فِي كَون كل مِنْهُمَا يكون وبالأعلى صَاحبه لِأَن غير النافع حجَّة على صَاحبه (ابْن عَسَاكِر عَن أبي هُرَيْرَة
إِن عمار بيُوت الله) أَي المحيين للمساجد بِالذكر والتلاوة وَالِاعْتِكَاف وَنَحْوهَا (هم أهل الله) تَعَالَى أَي خاصته وَحزبه إِلَّا أَن حزب الله هم المفلحون (عبد بن حميد ع طس هق عَن أنس) بن مَالك وَفِيه صَالح المري رجل صَالح // (ضَعِيف) //
(إِن غلاء أسعاركم) أَي ارْتِفَاع أَثمَان أقواتكم (ورخصها بيد الله) تَعَالَى أَي بإرادته وتصريفه بِفعل مَا يَشَاء من رخص وَغَلَاء فَلَا أَسعر وَلَا أُجِيز التسعير (إِنِّي لأرجو) أَي أُؤَمِّل (أَن ألْقى الله تَعَالَى) إِذا توفاني (وَلَيْسَ لَاحَدَّ مِنْكُم) أَيهَا الْأمة (قبلي) بِكَسْر فَفتح (مظْلمَة) بِفَتْح الْمِيم وَكسر اللَّام (فِي مَال وَلَا دم) والتسعير ظلم لرب المَال لانه تحجير عَلَيْهِ فِي ملكه فَهُوَ حرَام فِي كل زمن (طب عَن أنس) بن مَالك
(ان غلظ جلد الْكَافِر) أَي ذرع ثخانته وأل جنسية وَالْمرَاد بعض الْكفَّار فَلَا يُعَارض بالْخبر الْمَار (اثْنَيْنِ وَأَرْبَعين ذِرَاعا بِذِرَاع الْجَبَّار) هُوَ اسْم ملك من الْمَلَائِكَة (وَأَن ضرسه مثل أحد) أَي مثل مِقْدَار جبل أحد (وان مَجْلِسه) أَي مَوضِع مَقْعَده (من جَهَنَّم) أَي فِيهَا (مَا بَين مَكَّة وَالْمَدينَة) أَي مِقْدَار مَا بَينهمَا من الْمسَافَة وعلينا اعْتِقَاد مَا قَالَه الشَّارِع وَإِن لم تُدْرِكهُ عقولنا (ت ك عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ت // (حسن صَحِيح وَقَالَ ك على شَرطهمَا وأقروه) //
(ان عَم الرجل صنو أَبِيه) أَي أَصله وَأَصله شَيْء وَاحِد أَو مثله فِي رِعَايَة الْأَدَب وَحفظ الْحُرْمَة (طب عَن ابْن مَسْعُود) وَغَيره
(ان فضل عَائِشَة) الصديقة بنت الصّديق (على النِّسَاء) أَي على نسَاء رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] الَّذين فِي زَمَنهَا وَمن أطلق ورد عَلَيْهِ خَدِيجَة وَهِي أفضل من عَائِشَة على الصَّوَاب (كفضل الثَّرِيد على سَائِر الطَّعَام حم ق ت هـ ن عَن أنس) بن مَالك (ن عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ (ن عَن عَائِشَة) أم الْمُؤمنِينَ
(ان فُقَرَاء الْمُهَاجِرين) من أَرض الْكفْر إِلَى غَيرهَا فِرَارًا بدينهم (يسبقون الاغنياء) أَي مِنْهُم وَمن غَيرهم (يَوْم الْقِيَامَة إِلَى الْجنَّة) أَي إِلَى دُخُولهَا لعدم فضول الْأَمْوَال الَّتِي يحاسبون على مخارجها ومصاريفها (بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا) أَي سنة وَلَا تعَارض بَينه وَبَين رِوَايَة خَمْسمِائَة لاخْتِلَاف مُدَّة السَّبق باخْتلَاف أَحْوَال الْفُقَرَاء والاغنياء (م عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ
(ان فُقَرَاء الْمُهَاجِرين) فِي رِوَايَة فُقَرَاء الْمُؤمنِينَ وهم أَعم (يدْخلُونَ الْجنَّة قبل أغنيائهم بِمِقْدَار خَمْسمِائَة سنة) وَيدخل فُقَرَاء كل قرن قبل أغنيائهم بالمقدار الْمَذْكُور (هـ عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(ان فنَاء أمتِي بَعْضهَا بِبَعْض) أَي أَن هلاكهم بِسَبَب قتل بَعضهم بَعْضًا فِي الحروب فان الله لم(1/323)
يُسَلط عَلَيْهِم عدوا من غَيرهم أَي لَا يكون ذَلِك غَالِبا بِدُعَاء نَبِيّهم (قطّ فِي الافراد عَن رجل) من الصَّحَابَة
(ان فلَانا أهْدى إِلَيّ نَاقَة فعوضته مِنْهَا) أَي عَنْهَا (سِتّ بكرات) جمع بكرَة بِفَتْح فَسُكُون من الْإِبِل بِمَنْزِلَة الْفَتى من النَّاس (فظل ساخطا) أَي غضبانا كَارِهًا لذَلِك اسْتِقْلَالا لَهُ طَالبا للمزيد (لقد هَمَمْت) أَي عزمت (أَن لَا أقبل هَدِيَّة) من أحد (أَلا من قرشي أَو أَنْصَارِي أَو ثقفي أَو دوسي) لأَنهم لمكارم أَخْلَاقهم وَشرف نُفُوسهم وَطيب عنصرهم لَا تطمح نُفُوسهم إِلَى مَا ينْتَظر إِلَيْهِ السفلة والرعاع من استكثار الْعِوَض على الْهَدِيَّة وَنبهَ بالمذكورين على من سواهُم مِمَّن اتّصف بشرف النَّفس فَلَا تدافع بَينه وَبَين مَا ورد من أَنه قبل من غَيرهم (حم ت عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ خطب النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فَحَمدَ الله تَعَالَى ثمَّ ذكره
(أَن فَاطِمَة) بنت النَّبِي (أخصنت) وَفِي رِوَايَة بِغَيْر همزَة (فرجهَا) صانته عَن كل محرم من زنا وسحاق وَغَيرهمَا (فَحَرمهَا الله) بِسَبَب ذَلِك (وذريتها على النَّار) أَي حرم دُخُول النارعليهم فأماهى وأبناؤها فَالْمُرَاد فيهم التَّحْرِيم الْمُطلق وَأما من سواهُم فالمحرم عَلَيْهِم نَار الخلود (البزارع طب ك عَن ابْن مَسْعُود) قَالَ ك // (صَحِيح ورده الذَّهَبِيّ) //
(أَن فسطاط الْمُسلمين) بِضَم الْفَاء أصلحه الْخَيْمَة وَالْمرَاد حصنهمْ من الْفِتَن (يَوْم الملحمة أَي الْوَقْعَة الْعُظْمَى فِي الْفِتَن الْآتِيَة (بالغوطة) بِالضَّمِّ مَوضِع بِالشَّام كثير المَاء وَالشَّجر وَهِي غوطة دمشق (إِلَى جَانب مَدِينَة يُقَال لَهَا دمشق بِكَسْر فَفتح وَهِي قَصَبَة بِالشَّام سميت باسم ابْن نمْرُود بن كنعان (من خير مَدَائِن الشَّام) أَي هِيَ من خَيرهَا بل هِيَ خَيرهَا وَبَعض الْأَفْضَل قد يكون أفضل (دعن أبي الدَّرْدَاء) وروى من طرق أُخْرَى
(أَن فِي الْجُمُعَة) أَي فِي يَوْمهَا (لساعة) أبهمها كليلة الْقدر وَالِاسْم الاعظم لتتوفر الدَّوَاعِي على مراقبة سَاعَات ذَلِك الْيَوْم وَجَاء تَعْيِينهَا فِي خبر آخر (لَا يُوَافِقهَا) أَي يصادفها (عبد مُسلم) يَعْنِي انسان مُؤمن (وَهُوَ قَائِم) جملَة اسمية حَالية (يُصَلِّي) جملَة فعلية حَالية (يسْأَل) حَال ثَالِثَة (الله تَعَالَى فِيهَا خيرا) من خيور الدُّنْيَا وَالْآخِرَة أَي مِمَّا يَلِيق (الا أعطَاهُ أَيَّاهُ) تَعَالَى تَمَامه عِنْد البُخَارِيّ وَأَشَارَ بِيَدِهِ يقللها (مَالك حم م ن هـ عَن أبي هُرَيْرَة
ان فِي الْجنَّة بَابا يُقَال لَهُ الريان) بِفَتْح الرَّاء وَشد الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة فعلان من الرّيّ وَهُوَ بَاب يسقى مِنْهُ الصَّائِم شرابًا طهُورا (يدْخل مِنْهُ) إِلَى الْجنَّة (الصائمون يَوْم الْقِيَامَة) يَعْنِي الَّذين يكثرون الصَّوْم فِي الدُّنْيَا (لَا يدْخل مِنْهُ أحد غَيرهم) كرر نفي دُخُول غَيرهم تَأْكِيدًا (يُقَال) أَي تَقول الْمَلَائِكَة بِأَمْر الله تَعَالَى فِي الْموقف (أَيْن الصائمون) المكثرون للصيام (فَيقومُونَ) أَي فينهضون إِلَى المنادى فَيُقَال لَهُم ادخُلُوا الْجنَّة (فَيدْخلُونَ مِنْهُ فَإِذا دخلُوا) مِنْهُ أَي دخل آخِرهم (أغلق) بِالْبِنَاءِ الْمَفْعُول (فَلم يدْخل مِنْهُ) بعد ذَلِك (أحد) عطف على أحد أَي لم يدْخل مِنْهُ غير من دخل وَلَا يُعَارضهُ أَن جمعا تفتح لَهُم أَبْوَاب الْجنَّة يدْخلُونَ من أَيهَا شاؤوا والامكان صرف مَشِيئَة غير مكثرى الصَّوْم عَن دُخُول بَاب الريان (حم ق عَن سهل بن سعد) السَّاعِدِيّ
(ان فِي الْجنَّة لعمدا) بِضَمَّتَيْنِ جمع عَمُود (من ياقوت) أَحْمَر وأبيض وأصفر (عَلَيْهَا غرف) جمع غرفَة بِالضَّمِّ وَهِي الْعلية (من زبرجد) كسفرجل جَوْهَر مَعْرُوف (لَهَا أَبْوَاب مفتحة تضيء) تِلْكَ الغرف وَمن قَالَ الابواب فقد أبعد وَإِن كَانَ أقرب (كَمَا يضيء الْكَوْكَب الدُّرِّي) قَالُوا يَا رَسُول الله من يسكنهَا قَالَ ي يسكنهَا المتحابون فِي الله) تَعَالَى فِي هُنَا تعليلية (والمتجالسون فِي الله) تَعَالَى لنَحْو ذكرا أَو قِرَاءَة (والمتلاقون فِي الله) أَي المتعاونون على أمره(1/324)
(ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الاخوان هَب عَن أبي هُرَيْرَة) // (وَضَعفه الْمُنْذِرِيّ) //
(ان فِي الْجنَّة غرفا يرى) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي يرى أهل الْجنَّة (ظَاهرهَا من بَاطِنهَا وباطنها من ظَاهرهَا) لكَونهَا شفافة لَا تحجب مَا وَرَاءَهَا قَالُوا لمن يَا رَسُول الله قَالَ (أعدهَا الله تَعَالَى) أَي هيأها (لمن أطْعم الطَّعَام) فِي الدُّنْيَا للعيال والفقراء والاضياف وَنَحْو ذَلِك (وألان الْكَلَام) أَي تملق للنَّاس وداراهم واستعطفهم (وتابع الصّيام) أَي واصله كَمَا فِي رِوَايَة (وَصلى بِاللَّيْلِ) تهجد فِيهِ (وَالنَّاس نيام) هَذَا أثْنَاء على الْمَذْكُورَات وَبَيَان مزِيد فَضلهَا عِنْد الله تَعَالَى وَقَضِيَّة الْعَطف بِالْوَاو اشْتِرَاط اجتماعها وَلَا يُعَارضهُ خبر أطعموا الطَّعَام وأفشوا السَّلَام تورثوا الْجنان لَان هَذِه الغرف الْمَخْصُوصَة لمن جمع (حم حب هَب عَن أبي مَالك الاشعري) وَرِجَال أَحْمد رجال الصَّحِيح (ت عَن عَليّ) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان فِي الْجنَّة مائَة دَرَجَة) يَعْنِي دَرَجَات كَثِيرَة جدا ومنازل عالية شامخة فَالْمُرَاد التكثير لَا التَّحْدِيد (لَو أَن الْعَالمين) بِفَتْح اللَّام أَي جَمِيع الْخلق (اجْتَمعُوا) جَمِيعًا (فِي احداهن توسعتهم لسعتها المفرطة الَّتِي لَا يعلمهَا إِلَّا الله تَعَالَى (ت عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ وَقَالَ // (حسن صَحِيح) //
(ان فِي الْجنَّة بَحر المَاء) غير الاسن (وبحر الْعَسَل) الْمُصَفّى (وبحر اللَّبن) أَي الَّذِي لم يتَغَيَّر طعمه (وبحر الْخمر) الَّذِي هُوَ لَذَّة للشاربين (ثمَّ تشقق الْأَنْهَار بعد) خص هَذِه الانهار بِالذكر لانها أفضل أشربة النَّوْع الانساني وَقدم المَاء لانه حَيَاة النُّفُوس وثنى بالعسل لانه شِفَاء وَثلث بِاللَّبنِ لانه الْفطْرَة وَختم بِالْخمرِ اشارة إِلَى أَن من حرمه فِي الدُّنْيَا لَا يحرمه فِي الاخرة حم ت عَن مُعَاوِيَة بن حيدة) بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة ابْن مُعَاوِيَة
(ام فِي الْجنَّة لمراغا من مسك) أَي محلا منبسطا مملوأ مِنْهُ مثل الْمحل المملوء بِالتُّرَابِ الْمعد لتمرغ الدَّوَابّ (مثل مراغ دوابكم فِي الدُّنْيَا) فِي سعته وكثرته وسهولة وجوده فيتمرغ فِيهِ أَهلهَا كَمَا تتمرغ الدَّوَابّ فِي التُّرَاب وَاحْتِمَال أَن المُرَاد أَن الدَّوَابّ الَّتِي تدخل الْجنَّة تتمرغ فِيهِ بعيد (طب عَن سهل بن سعد) قَالَ الْمُنْذِرِيّ // (اسناده جيد) //
(ان فِي الْجنَّة لشَجَرَة يسير الرَّاكِب) الْفرس (الْجواد بِالتَّخْفِيفِ أَي الْفَائِق أَو السَّابِق الْجيد (الْمُضمر) بِالتَّشْدِيدِ أَي الَّذِي قل علفه تدريجا ليشتد عدوه (السَّرِيع فِي ظلها) أَي راحتها وذراها وَنَعِيمهَا (مائَة عَام) فِي رِوَايَة سبعين وَلَا تعَارض لَان المُرَاد التكثير لَا التَّحْدِيد (مَا يقطعهَا) زَاد أَحْمد وَهِي شَجَرَة الْخلد (حم خَ ت عَن أنس) بن مَالك (ق عَن سهل بن سعد حم ق ت عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ (ق ت هـ عَن أبي هُرَيْرَة) الدوسي
(ان فِي الْجنَّة مَا لَا عين رَأَتْ) فِي الدُّنْيَا (وَلَا اذن سَمِعت) فِيهَا (وَلَا خطر على قلب أحد) فَلَا تعلم نفس مَا أُخْفِي لَهُم من قُرَّة أعين أخفوا ذكره عَن الاغبار والرسوم فأخفى ثوابهم عَن المعارف والفهوم (طب) وَكَذَا الْبَزَّار (عَن سهل بن سعد) وَرِجَال الْبَزَّار وَرِجَال الصَّحِيح
(ان فِي الْجنَّة لسوقا) أَي مجتمعا يجْتَمع فِيهِ أهل الْجنَّة (مَا فِيهَا شِرَاء وَلَا بيع الا الصُّور من الرِّجَال وَالنِّسَاء فاذا اشْتهى الرجل صُورَة دخل فِيهَا) أَرَادَ بالصورة الشكل والهيئة أَي تَتَغَيَّر أَوْصَافه بأوصاف تِلْكَ الصُّورَة فالدخول مجَاز عَن ذَلِك (ت عَن عَليّ) وَقَالَ // (غَرِيب وَضَعفه الْمُنْذِرِيّ) //
(ان فِي الْجنَّة دَارا) أَي عَظِيمَة جدا فِي النفاسة فالتنكير للتعظيم (يُقَال لَهَا دَار الْفَرح) أَي تسمى بذلك بَين أَهلهَا (لَا يدخلهَا) من الْمُؤمنِينَ دُخُول سُكْنى (الا من فرَّح الصّبيان) يَعْنِي الاطفال ذُكُورا أَو اناثا وَفِيه شُمُول لصبيان الانسان وصبيان غَيره (عد عَن عَائِشَة) // (باسناد ضَعِيف بل قيل بِوَضْعِهِ) //(1/325)
(ان فِي الْجنَّة دَارا يُقَال لَهَا دَار الْفَرح) على غَايَة من النفاسة (لَا يدخلهَا إِلَّا من فَرح يتامى الْمُسلمين) لَان الْجَزَاء من جنس الْعَمَل فَمن فَرح من لَيْسَ من أَن يفرحه فرحه الله تَعَالَى بِتِلْكَ الدَّار الْعَالِيَة الْمِقْدَار (حَمْزَة) أَبُو الْقَاسِم (بن يُوسُف) بن ابراهيم (السَّهْمِي) بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الْهَاء نِسْبَة إِلَى سهم بن عَمْرو قَبيلَة مَعْرُوفَة (فِي مُعْجَمه) أَي مُعْجم شُيُوخه (وَابْن النجار) فِي ذيل تَارِيخ بَغْدَاد (عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ
(ان فِي الْجنَّة بَابا يُقَال لَهُ الضُّحَى) أَي يُسمى بَاب الضُّحَى (فَإِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة نَادَى مُنَاد) من قبل الله تَعَالَى (ايْنَ الَّذين كَانُوا يديمون على صَلَاة الضُّحَى) فِي الدُّنْيَا فَيَأْتُونَ فَيُقَال لَهُم (هَذَا بَابَكُمْ) أَي الَّذِي أعده الله تَعَالَى لكم جَزَاء لصلاتكم الضُّحَى (فادخلوه) فرحين (برحمة الله) لَا باعمالكم فالمداومة على صَلَاة الضُّحَى لَا توجب الدُّخُول مِنْهُ وَلَا بُد وانما الدُّخُول بِالرَّحْمَةِ وَالْقَصْد بَيَان شرف صَلَاة الضُّحَى (طس عَن أبي هُرَيْرَة) // (ضَعِيف لضعف سُلَيْمَان اليمانى) //
(ان فِي الْجنَّة بَيْتا يُقَال لَهُ بَيت الاسخياء) أَي فَلَا يدْخلهُ إِلَّا الاسخياء (طس عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد فِيهِ مَجْهُول) //
(ان فِي الْجنَّة لنهرا) بِفَتْح الْهَاء فِي اللُّغَة الْعَالِيَة (مَا يدْخلهُ جِبْرِيل من دخلة) جَار ومجرور وَالْجَار زَائِد أَي مرّة وَاحِدَة من الدُّخُول ضد الْخُرُوج (فَيخرج مِنْهُ فينتفض الا خلق الله تَعَالَى من كل قَطْرَة تقطر مِنْهُ ملكا) يَعْنِي مَا ينغمس فِيهِ انغماسة فَيخرج مِنْهُ فينتفض انتفاضة الا خلق الله تَعَالَى من كل قَطْرَة تقطر مِنْهُ من المَاء حَال خُرُوجه مِنْهُ ملكا يسبحه دَائِما (أَبُو الشَّيْخ) الاصبهاني (فِي) كتاب (العظمة) الالهية (عَن أبي سعيد) الخري // (باسناد ضَعِيف) //
(ان فِي الْجنَّة نَهرا) من مَاء (يُقَال لَهُ رَجَب) أَي يُسمى بِهِ بَين أَهلهَا (أَشد بَيَاضًا من اللَّبن وَأحلى من الْعَسَل من صَامَ يَوْمًا من) شهر (رَجَب سقَاهُ الله من ذَلِك النَّهر) فِيهِ اشعار باختصاص الشّرْب من ذَلِك بصوامه (الشِّيرَازِيّ فِي) كتاب (الالقاب) والكنى (هَب عَن أنس) // (قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَلَا يَصح وَجزم فِي الْمِيزَان بضعفه) //
(ان فِي الْجنَّة دَرَجَة) أَي منزلَة عالية (لَا ينالها الا أَصْحَاب الهموم) يَعْنِي فِي طلب الْمَعيشَة كَذَا فِي الفردوس (فر عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان فِي الْجُمُعَة سَاعَة) أَي لَحْظَة (لَا يحتجم فِيهَا أحد إِلَّا مَاتَ) أَي بِسَبَب الْحجامَة وَقَوله فِي الْجُمُعَة أَي فِي يَوْمهَا وَيحْتَمل أَن المُرَاد فِي سَاعَة من الاسبوع جَمِيعه وَالْأول أقرب وَورد مثل ذَلِك فِي الثُّلَاثَاء وَالْمرَاد أخراج الدَّم بحجم أَو نَحوه كقصد (ع عَن الْحُسَيْن بن عَليّ) // (باسناد ضَعِيف) //
(ان فِي الحجم شِفَاء) أَي من غَالب الامراض لغالب النَّاس فِي قطر مَخْصُوص فِي زمن مَخْصُوص (م عَن جَابر) بن عبد الله
(ان فِي الصَّلَاة شغلا) قَالَ الْقُرْطُبِيّ اكْتفى بِذكر الْمَوْصُوف عَن الصّفة فَكَانهُ قَالَ شغلا كَافِيا أَو مَانِعا من الْكَلَام وَغَيره مِمَّا لَا يصلح فِيهَا (ش حم ق د هـ عَن ابْن مَسْعُود) قَالَ كُنَّا نسلم على النَّبِي وَهُوَ فِي الصَّلَاة فَيرد علينا فَلَمَّا رَجعْنَا من عِنْد النَّجَاشِيّ سلمنَا فَلم يرد فَذكره
(ان فِي اللَّيْل لساعة لَا يُوَافِقهَا) أَي يصادفها (عبد) فِي رِوَايَة رجل (مُسلم يسْأَل الله تَعَالَى فِيهَا خيرا من أَمر الدُّنْيَا والاخرة إِلَّا أعطَاهُ إِيَّاه وَذَلِكَ كل لَيْلَة) يَعْنِي وجود تِلْكَ السَّاعَة لَا يخْتَص بِبَعْض اللَّيَالِي دون بعض (حم م عَن جَابر) بن عبد الله
(ان فِي المعاريض) جمع معراض كمفتاح من التَّعْرِيض وَهُوَ ذكر شَيْء مَقْصُود ليدل بِهِ على شَيْء آخر لم يذكر فِي الْكَلَام (لمندوحة) بِفَتْح الْمِيم سَعَة وفسحة من الندح وَهُوَ الأَرْض الواسعة (عَن الْكَذِب) أَي فِيهَا فسحة وغنية عَنهُ فَهَذَا(1/326)
يجوز فِيمَا لم يرد بِهِ ضَرَرا وَلم يضر الْغَيْر ذكره الْبَيْهَقِيّ (عدهق عَن عمرَان بن حُصَيْن) مَرْفُوعا وموقوفا قَالَ الْبَيْهَقِيّ // (الصَّحِيح مَوْقُوف) //
(أَن فِي المَال لَحقا سوى الزَّكَاة) كفكاك أَسِير وإطعام مُضْطَر وإنقاذ مُحْتَرم فَهَذِهِ حُقُوق وَاجِبَة غَيرهَا لَكِن وُجُوبهَا عَارض فَلَا تدافع بَينه وَبَين خبر لَيْسَ فِي المَال حَتَّى سوى الزَّكَاة (ت عَن فَاطِمَة بنت قيس) الفهرية // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَن فِي أمتِي) عَام فِي أمة الْإِجَابَة والدعوة (خفا) لبَعض المدن والقرى أَي غور أَو ذَهَابًا فِي الأَرْض بِمَا فِيهَا من أَهلهَا (ومسخا) أَي تحول صور بعض الْآدَمِيّين إِلَى صُورَة قرد أَو كلب (وقذفا) رميا بِالْحِجَارَةِ من جِهَة السَّمَاء أَي سَيكون فِيهَا ذَلِك فِي آخر الزَّمَان (طب عَن سعيد بن أبي رَاشد) الجمعى // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَن فِي ثَقِيف) الْقَبِيلَة الْمَعْرُوفَة (كذابا) هُوَ الْمُخْتَار بن أبي عبيد الثَّقَفِيّ قَامَ بعد وقْعَة الْحُسَيْن ودعا النَّاس إِلَى طلب ثاره وَهُوَ كَذَّاب وَإِنَّمَا قَصده الْإِمَارَة فَقتل (ومبيرا) فِي) أَي مهْلكا وَهُوَ الْحجَّاج (م عَن أَسمَاء بنت أبي بكر) الصّديق
(أَن فِي مَال الرجل فتْنَة) أَي بلَاء ومحنة وَفِي هناسيية (وَفِي زَوجته فتْنَة وَفِي وَلَده) فتْنَة كَمَا نطق بهَا النَّص القرآني لايقاعهم إِيَّاه فِي الْمُحرمَات والفتن وَصرح بالفتنة مَعَ الْأَوَّلين إشعارا بِأَنَّهَا فيهمَا أقوى (طب عَن حُذَيْفَة) ابْن الْيَمَان)
(إِن فِيك) يَا أشبح واسْمه الْمُنْذر بن عَائِد (لخصلتين) تَثْنِيَة خصْلَة (يحبهما الله تَعَالَى وَرَسُوله) قَالَ وَمَا هما قَالَ (الْحلم) أَي الْعَفو وَالْعقل والتثبيت (والإناة) عدم العجلة (م ت عَن ابْن عَبَّاس
أَن قبر إِسْمَعِيل) بن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل (فِي الْحجر) بِالْكَسْرِ هُوَ المحوط عِنْد الْكَعْبَة بِقدر نصف دَائِرَة دفن فِي ذَلِك الْموضع وَلم يثبت أَنه نقل مِنْهُ وَلَا تكره الصَّلَاة فِي ذَلِك الْموضع لِأَن مَحل كَرَاهَة الصَّلَاة عِنْد قبر مَحَله فِي غير قُبُور الْأَنْبِيَاء (الْحَاكِم فِي) كتاب (الكنى) والألقاب (عَن عَائِشَة) أم الْمُؤمنِينَ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان قدر حَوْضِي) مُفْرد الْحِيَاض (كَمَا بَين أَيْلَة) مَدِينَة بِطرف بَحر القلزم خربَتْ الْآن (وَصَنْعَاء) بِالْمدِّ (من الْيمن) احْتَرز عَن صنعاء الشَّام (وَأَن فِيهِ من الأباريق) أَي ظروفاً كائنة من جنس الأباريق (كعدد نُجُوم السَّمَاء) وَهَذَا مُبَالغَة وَإِشَارَة إِلَى كَثْرَة الْعدَد (حم ق عَن أنس) بن مَالك
(ان قذف المحصنة) أَي رميها بِالزِّنَا (ليهْدم) أَي يحبط (عمل مائَة سنة) بِفَرْض أَنه عمر وَتعبد مائَة عَام وَيظْهر أَن هَذَا للزجر والتنفير فَقَط (الْبَزَّار رطب ك عَن حُذَيْفَة) بن الْيَمَان // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ان قُريْشًا أهل أَمَانَة لَا يبغيهم) لَا يطْلب لَهُم (العثرات) جمع عَثْرَة الْخصْلَة الَّتِي شَأْنهَا العثور أَي الخرور (أحد) من النَّاس (إِلَّا كَبه الله) أَي قلبه (لمنخريه) أَي صرعه أَو أَلْقَاهُ على وَجهه يَعْنِي أذله وأهانه وَخص المنخرين جَريا على قَوْلهم رغم أَنفه وَذَا كِنَايَة عَن خذلان عدوّهم ونصرهم عَلَيْهِ (ابْن النجار) فِي تَارِيخه (عَن جَابر) بن عبد الله (خد طب عَن رِفَاعَة) بِكَسْر الرَّاء (ابْن رَافع) ضد الْخَافِض الْأنْصَارِيّ وَأحد رجال الطَّبَرَانِيّ ثِقَات
(ان قلب ابْن آدم) أَي مَا أودع فِيهِ (مثل العصفور) بِالضَّمِّ الطَّائِر الْمَعْرُوف (يَنْقَلِب فِي الْيَوْم) الْوَاحِد (سبع مَرَّات) أَي تقلباً كثيرا وَبِذَلِك امتاز عَن بَقِيَّة الْأَعْضَاء وَكَانَ صَلَاحهَا بصلاحه وفسادها بفساده وَالْمرَاد بِالْقَلْبِ الْقُوَّة المودعة فِيهِ (ابْن أبي الدُّنْيَا) أَبُو بكر (فِي الْإِخْلَاص) أَي فِي كِتَابه (ك هَب عَن أبي عُبَيْدَة) عَامر بن الْجراح // (بِإِسْنَاد فِيهِ انْقِطَاع) //
(ان قلب ابْن آدم) أُرِيد بِالْقَلْبِ مَحل الْقُوَّة الْعَاقِلَة من الْفُؤَاد (بِكُل وَاد) أَي فِي كل وادله (شُعْبَة) من شعب الدُّنْيَا يَعْنِي أَنْوَاع المتفكر فِيهِ بِالْقَلْبِ متكثرة مُخْتَلفَة باخْتلَاف(1/327)
الْأَغْرَاض والشهوات والنيات (فَمن) جعل همه الْآخِرَة فَازَ وَمن خَالف و (اتبع قلبه الشّعب كلهَا لم يبال الله تَعَالَى بِأَيّ وَاد أهلكه) لاشتغاله بدنياه وإعراضه عَن مَوْلَاهُ (وَمن توكل على الله) أَي التجأ إِلَيْهِ وعول جَمِيع أُمُوره عَلَيْهِ وَاكْتفى بِهِ هادياً ونصيراً (كَفاهُ الشّعب) أَي مُؤَن حاجاته المتشعبة الْمُخْتَلفَة وهداه ووفقه (هـ عَن عَمْرو بن الْعَاصِ) // (ضَعِيف لضعف صَالح بن رزين) //
(ان قُلُوب بني آدم كلهَا بَين إِصْبَعَيْنِ) أَي هُوَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى قَادر على تقليب الْقُلُوب باقتدار تَامّ وَتصرف كَامِل (من أَصَابِع الرَّحْمَن) أضافها إشعاراً بِأَنَّهُ من كَمَال رَحمته بِعَبْدِهِ تولى بِنَفسِهِ أَمر قُلُوبهم وَلم يكله لأحد من مَلَائكَته (كقلب وَاحِد يصرّفه حَيْثُ شَاءَ) أَي يتَصَرَّف فِي جَمِيع قُلُوبهم كتصرفه فِي قلب وَاحِد لَا يشْغلهُ قلب عَن قلب وَجمع الْقُلُوب دفعا لما عَسى أَن يتَوَهَّم متوهم خلاف الشُّمُول وَأَن مثل الْأَنْبِيَاء خارجون عَن هَذَا الحكم فأزيل التَّوَهُّم بِكَلِمَة الشُّمُول ذكره الطَّيِّبِيّ (حم م عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ
(ان كذبا عليّ) بِفَتْح الْكَاف وَكسر الْمُعْجَمَة (لَيْسَ ككذب) بِكَسْر الذَّال (على أحد) غَيْرِي من الْأمة لأدائه إِلَى هدم قَوَاعِد الدّين وإفساد الشَّرِيعَة (فَمن كذب عليّ مُتَعَمدا) أَي غير مخطىء (فَليَتَبَوَّأ) أَي فليتخذ لنَفسِهِ (مَقْعَده من النَّار) أَمر بِمَعْنى الْخَبَر أَو بِمَعْنى التحذير أَو التهكم أَو الدُّعَاء على فَاعله أَي بوأه الله ذَلِك (ق عَن الْمُغيرَة) بن شُعْبَة (ع عَن سعيد بن زيد) أحد الْعشْرَة
(ان كسر عظم الْمُسلم مَيتا ككسره حَيا) فِي الْحُرْمَة لَا فِي الْقصاص فَلَو كسر عظمه فَلَا قَود بل يُعَزّر (عب ص د هـ عَن عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ
(ان كل صَلَاة تحط مَا بَين يَديهَا من خَطِيئَة) يَعْنِي تكفر مَا بَينهَا وَبَين الصَّلَاة الْأُخْرَى من الذُّنُوب وَالْمرَاد بِالصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَة وبالذنوب الصَّغَائِر (حم طب عَن أبي أَيُّوب) الْأنْصَارِيّ // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ان لله تَعَالَى عُتَقَاء) جمع عَتيق وَالْمرَاد من النَّار (فِي كل يَوْم وَلَيْلَة) يَعْنِي من رَمَضَان كَمَا جَاءَ فِي رِوَايَة (لكل عبد مِنْهُم) أَي لكل إِنْسَان من أُولَئِكَ العتقاء (دَعْوَة مستجابة) عِنْد فطره أَو عِنْد بروز الْأَمر بِعِتْقِهِ (حم عَن أبي هُرَيْرَة) الدوسي (أَو أبي سعيد) الْخُدْرِيّ شكّ الْأَعْمَش (سموية عَن جَابر) بن عبد الله وَرِجَال أَحْمد رجال الصَّحِيح
(ان لله تَعَالَى عباداً يعْرفُونَ النَّاس) أَي يطلعون على ضمائرهم وأحوالهم (بالتوسم) أَي التفرّس غرقوا فِي بَحر شُهُوده فجاد عَلَيْهِم بكشف الغطاء عَن بصائرهم فَأَبْصرُوا بهَا بواطن النَّاس (الْحَكِيم) فِي نوادره (وَالْبَزَّار) فِي مُسْنده وَأَبُو نعيم عَن أنس // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ان لله تَعَالَى عباداً اختصهم بحوائج النَّاس) أَي بقضائها (يفزع النَّاس إِلَيْهِم) أَي يتلجئون إِلَيْهِم (فِي حوائجهم أُولَئِكَ) الْقَوْم العالون الْمرتبَة (الآمنون من عَذَاب الله) لقيامهم بِحُقُوق خلقه (طب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ان لله تَعَالَى أَقْوَامًا يختصهم بِالنعَم لمنافع الْعباد) أَي لأجل منافعهم (ويقرها فيهم مَا بذلوها) أَي مدّة دوَام بذلهم ذَلِك للْمُسْتَحقّ (فَإِذا منعوها) مِنْهُم (نَزعهَا مِنْهُم فحوّلها إِلَى غَيرهم) ليقوموا بهَا كَمَا يجب أَن الله لَا يُغير مَا بِقوم حَتَّى يُغيرُوا مَا بِأَنْفسِهِم (ابْن أبي الدُّنْيَا فِي) كتاب فضل (قَضَاء الْحَوَائِج) للنَّاس (طب حل) وَكَذَا أَحْمد وَالْبَيْهَقِيّ (عَن ابْن عمر) ابْن الْخطاب بِإِسْنَاد حسن
(ان لله تَعَالَى عِنْد كل فطر) أَي وَقت فطر كل يَوْم من رَمَضَان وَهُوَ تَمام الْغُرُوب (عُتَقَاء) من صوّام رَمَضَان (من النَّار) أَي من دُخُول نَار جَهَنَّم (وَذَلِكَ) يَعْنِي الْعتْق الْمَفْهُوم من عُتَقَاء (فِي كل لَيْلَة) أَي من رَمَضَان كَمَا صرح بِهِ فِي رِوَايَة (هـ عَن جَابر)(1/328)
ابْن عبد الله (حم طب هَب عَن أبي أُمَامَة) وَرِجَال أَحْمد وَالطَّبَرَانِيّ موثقون
(ان لله تَعَالَى تِسْعَة وَتِسْعين اسْما) مِنْهَا ثبوتي وَمِنْهَا سَلبِي وَمِنْهَا مَا هُوَ بِاعْتِبَار فعل من أَفعاله (مائَة إِلَّا) اسْما (وَاحِدًا) بدل من اسْم إنّ أَو تَأْكِيد أَو نصب بِتَقْدِير أَعنِي وزاده حذرا من تَصْحِيف تِسْعَة وَتِسْعين بسبعة وَسبعين (من أحصاها) حفظهَا أَو أطَاق الْقيام بِحَقِّهَا أَو أحَاط بمعناها أَو عمل بمقتضاها (دخل الْجنَّة) مَعَ السَّابِقين الأوّلين أَو بِدُونِ عَذَاب وَلَيْسَ فِي الْخَبَر مَا يُفِيد الْحصْر (ق ت هـ عَن أبي هُرَيْرَة ابْن عَسَاكِر عَن ابْن عمر بن الْخطاب
ان لله تِسْعَة وَتِسْعين اسْما) أَي من حمله أَسْمَائِهِ هَذَا الْعدَد (مائَة إِلَّا وَاحِدًا لَا يحفظها أحد إِلَّا دخل الْجنَّة وَهُوَ وتر) أَي فَرد (يحب الْوتر) أَي يثيب عَلَيْهِ ويقبله (ق عَن أبي هُرَيْرَة) وَغَيره
(ان لله تَعَالَى مَلَائِكَة سياحين) من السياحة وَهِي السّير (فِي الأَرْض) فِي مصَالح النَّاس وَفِي رِوَايَة بدلة فِي الْهَوَاء (يبلغوني من) وَفِي رِوَايَة عَن (أمتِي) أمة الْإِجَابَة (السَّلَام) مِمَّن سلم عَليّ مِنْهُم وَأَن بعد قطره أَي فَيرد عَلَيْهِم بِسَمَاعِهِ مِنْهُم وَسكت عَن الصَّلَاة وَالظَّاهِر أَنهم يبلغونها أَيْضا (حم ن حب ك عَن ابْن مَسْعُود) // (بأسانيد صَحِيحَة) //
(ان لله مَلَائِكَة ينزلون فِي كل لَيْلَة) من السَّمَاء إِلَى الأَرْض (يحسون الكلال عَن دَوَاب الْغُزَاة) أَي يذهبون عَنْهَا التَّعَب بحسها وَإِسْقَاط التُّرَاب والشعث عَنْهَا وَفِي نسخ يحبسون أَي يمْنَعُونَ التَّعَب عَنْهَا (الإدابة فِي عُنُقهَا) يَعْنِي مَعهَا وَخص الْعُنُق لِأَن الْغَالِب جعله فِيهِ (جرس) بِالتَّحْرِيكِ جلجل فَإِن الْمَلَائِكَة لَا تدخل مَكَانا فِيهِ ذَلِك فَيكْرَه تَعْلِيقه على الدَّوَابّ لذَلِك (طب عَن أبي الدَّرْدَاء) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ان لله مَلَائِكَة فِي الأَرْض تنطق على أَلْسِنَة بني آدم) أَي كَأَنَّهَا تركب ألسنتها على ألسنتهم كَمَا فِي التَّابِع والمتبوع من الجنّ (بِمَا فِي الْمَرْء من الْخَيْر وَالشَّر) لِأَن مَادَّة الطَّهَارَة إِذا غلبت فِي شخص واستحكمت صَار مظْهرا للأفعال (ك هَب عَن أنس) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(ان لله تَعَالَى ملكا يُنَادي عِنْد كل صَلَاة) أَي مَكْتُوبَة (يَا بني آدم) أهل التكاليف (قومُوا إِلَى نيرانكم الَّتِي أوقدتموها على أَنفسكُم) يَعْنِي خطاياكم الَّتِي ارتكبتموها وظلمتم بهَا أَنفسكُم حَتَّى أعدت لكم مقاعد فِي جَهَنَّم الَّتِي وقودها النَّاس وَالْحِجَارَة (فأطفؤوها بِالصَّلَاةِ) أَي امحوا أَثَرهَا بِفعل الصَّلَاة فَإِنَّهَا مكفرة لما بَينهَا من الذُّنُوب أَي الصَّغَائِر زَاد فِي رِوَايَة وبالصدقة وَفعل القربات تمحي الخطيآت (طب والضياء) فِي المختارة (عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف أبان بن أبي عَيَّاش) //
(ان لله تَعَالَى ملكا موكلاً بِمن يَقُول يَا أرْحم الرَّاحِمِينَ) أَي بِمن ينْطق بهَا عَن صدق وإخلاص وَحُضُور (فَمن قَالَهَا) كَذَلِك (ثَلَاثًا) من المرات (قَالَ لَهُ الْملك) الْمُوكل بِهِ (ان أرْحم الرَّاحِمِينَ) تبَارك وَتَعَالَى (قد أقبل عَلَيْك) أَي بالرأفة وَالرَّحْمَة واستجابة الدُّعَاء (فسل) فَإنَّك إِن سَأَلته أَعْطَاك وَإِن استرحمته رَحِمك وَإِن استغفرته غفر لَك (ك عَن أبي أُمَامَة) وَقَالَ // (صَحِيح وردّه الذَّهَبِيّ) //
(ان لله تَعَالَى ملكا لَو قيل لَهُ) عَن أَمر الله (الْتَقم) أَي ابتلع (السَّمَوَات السَّبع وَالْأَرضين) أَي السَّبع بِمن فيهمَا من الثقلَيْن وَغَيرهمَا (بلقمة وَاحِدَة لفعل) أَي لأمكنه ذَلِك بِلَا مشقة لعظم خلقه (تسبيحه سُبْحَانَكَ) أَي أنزهك يَا الله (حَيْثُ كنت) بِفَتْح التَّاء وَالْقَصْد بَيَان عظم أجرام الْمَلَائِكَة وَأَنه سُبْحَانَهُ لَيْسَ بِمُتَّصِل بِهَذَا الْعَالم كَمَا أَنه لَيْسَ بمنفصل عَنهُ فالحيثية والكينونة عَلَيْهِ محَال لتعاليه عَن الْحُلُول فِي مَكَان (طب عَن ابْن عَبَّاس) وَفِيه رجل محهول
(ان لله تَعَالَى مَا أَخذ) من الْأَوْلَاد وَغَيرهم لِأَن الْعَالم كُله ملكه (وَله مَا أعْطى) أَي(1/329)
مَا أبقى لنا فَلَا يَنْبَغِي الْجزع بِمَوْت الْأَوْلَاد وَنَحْوهم لِأَن مستودع الْأَمَانَة يقبح عَلَيْهِ الْجزع لاستعادتها (وكل شَيْء) من الْأَخْذ والاعطاء أَو من الْأَنْفس أَو مِمَّا هُوَ أَعم (عِنْده) أَي فِي علمه (بِأَجل مُسَمّى) أَي مَعْلُوم مُقَدّر فَلَا يتَقَدَّم وَلَا يتَأَخَّر وَمن استحضر ذَلِك سهلت عَلَيْهِ المصائب (حم ق د ن هـ عَن أُسَامَة بن زيد) بِأَلْفَاظ مُتَقَارِبَة وَهَذَا قَالَه لابنته حِين أرْسلت تَدعُوهُ إِلَى ابْن لَهَا فِي الْمَوْت فعلمها بذلك حَقِيقَة التَّوْحِيد الْمُوجب للسكون تَحت مجاري الأقدار
(ان لله تَعَالَى ريحًا يبعثها) أَي يرسلها (على رَأس مائَة سنة) تمْضِي من ذَلِك الْقرن (تقبض روح كل مُؤمن) ومؤمنة وَهَذِه الْمِائَة قرب السَّاعَة وَظن ابْن الْجَوْزِيّ أَنَّهَا الْمِائَة الأولى من الْهِجْرَة فَوَهم (ع وَالرُّويَانِيّ) فِي مُسْنده (وَابْن قَانِع) فِي مُعْجَمه (ك) فِي الْفِتَن (والضياء) الْمَقْدِسِي فِي المختارة (عَن بُرَيْدَة) بن الْحصيب قَالَ ك // (صَحِيح وأقروه وَأَخْطَأ ابْن الْجَوْزِيّ فِي زَعمه وَضعه) //
(ان لله تَعَالَى فِي كل يَوْم جُمُعَة) قيل أَرَادَ بِالْجمعَةِ الْأُسْبُوع عبر عَن الشَّيْء بِآخِرهِ (سِتّمائَة ألف عَتيق) يحْتَمل من الْآدَمِيّين وَيحْتَمل غَيرهم كالجن (يعتقهم من النَّار) أَي من دُخُولهَا (كلهم قد استوجبوا النَّار) أَي استحقوا دُخُولهَا بِمُقْتَضى الْوَعيد وَهَذَا لشرف الْوَقْت فَلَا يخْتَص بِأَهْل الْجُمُعَة بل بِمن سبقت لَهُ السَّعَادَة وَيظْهر أَن المُرَاد بالستمائة ألف التكثير (ع عَن أنس) بن مَالك قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ غير ثَابت
(ان لله تَعَالَى مائَة خلق) أَي وصف (وَسَبْعَة عشر خلقا) بِالضَّمِّ فيهمَا أَي مخزونة عِنْده فِي خَزَائِن الْجُود وَالْكَرم (من أَتَاهُ) يَوْم الْقِيَامَة (بِخلق) وَاحِد (مِنْهَا) أَي متلبساً بِهِ (دخل الْجنَّة) قَالَ التِّرْمِذِيّ فِي نوادره يُرِيد أَن من أَتَاهُ بِخلق مِنْهَا وهب لَهُ جَمِيع سيآته وَغفر لَهُ سَائِر ذنُوبه وَتلك الْأَخْلَاق هَدِيَّة الله لعبيده على قدر مَنَازِلهمْ عِنْده فَمنهمْ من أعطَاهُ خمْسا وَمِنْهُم من أعطَاهُ عشرا أَو عشْرين وَأَقل وَأكْثر وَمِنْهَا يظْهر حسن مُعَامَلَته للحق وللخلق (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (ع هَب عَن عُثْمَان بن عَفَّان) قَالَ الْبَيْهَقِيّ قد خُولِفَ عبد الرَّحْمَن الْبَصْرِيّ فِي إِسْنَاده وَمَتنه
(ان لله تَعَالَى ملكا أعطَاهُ سمع الْعباد) أَي قوّة يقتدر بهَا على سَماع مَا ينْطق بِهِ كل مَخْلُوق من إنس وجن وَغَيرهمَا فِي أَي مَوضِع كَانَ (فَلَيْسَ من أحد يُصَلِّي عَليّ) صَلَاة (إِلَّا) سَمعهَا و (أبلغنيها) كَمَا سَمعهَا (وَإِنِّي سَأَلت رَبِّي أَن لَا يُصَلِّي عَليّ عبد) أَي إِنْسَان (صَلَاة) وَاحِدَة (إِلَّا صلى عَلَيْهِ عشر أَمْثَالهَا طب عَن عمار بن يَاسر) وَهَذَا الحَدِيث مدنى لِأَن آيَة الصَّلَاة نزلت بِالْمَدِينَةِ // (وَفِيه ضَعِيف ومجهول) //
(ان لله عز وَجل تِسْعَة وَتِسْعين اسْما مائَة غير وَاحِدَة) قَالَه دفعا لتوهم أَنه للتقريب ورفعاً للاشتباه (أَنه) تبَارك وَتَعَالَى (وتر) أَي فَرد (يحب الْوتر) أَي يرضاه ويثيب عَلَيْهِ (وَمَا من عبد) أَي إِنْسَان (يَدْعُو) الله (بهَا) أَي بِهَذِهِ الْأَسْمَاء (إِلَّا وَجَبت لَهُ الْجنَّة) أَي دُخُولهَا مَعَ الْأَوَّلين أَو بِغَيْر عَذَاب بِشَرْط صدق النِّيَّة وَالْإِخْلَاص والحضور (وَحل عَن عَليّ) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان لله عز وَجل تِسْعَة وَتِسْعين اسْما من أحصاها) قَرَأَهَا كلمة كلمة مرتلة كَأَنَّهُ يعدّها (دخل الْجنَّة) يَعْنِي من أَتَى عَلَيْهَا حصراً وتعداداً وعلماً وإيماناً فَدَعَا الله بهَا وَأثْنى عَلَيْهِ اسْتحق بذلك دُخُولهَا (هُوَ الله) علم دَال على الْإِلَه الْحق دلَالَة جَامِعَة لجَمِيع مَعَاني الْأَسْمَاء الْآتِيَة (الَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ) صفته (الرَّحْمَن الرَّحِيم) اسمان بنيا للْمُبَالَغَة من الرَّحْمَة والرحمن أبلغ (الْملك) ذُو الْملك وَالْمرَاد بِهِ الْقُدْرَة على الإيجاد والاختراع أَو الْمُتَصَرف فِي جَمِيع الْأَشْيَاء (القدوس) المنزه عَن سمات النَّقْص وموجبات الْحُدُوث (السَّلَام) الْمُسلم(1/330)
عباده من المهالك أَو ذُو السَّلامَة من كل آفَة وَنقص (الْمُؤمن) المصدّق رسله أَو الَّذِي أَمن الْبَريَّة بِخلق أَسبَاب الْأمان وسد طرق المخاون (الْمُهَيْمِن) الرَّقِيب المبالغ فِي المراقبة وَالْحِفْظ أَو الشَّاهِد على كل نفس بِمَا كسبت (الْعَزِيز) ذُو الْعِزَّة أَو المتعزز أَو الرفيع أَو النفيس أَو العديم النظير (الْجَبَّار) المصلح لأمور خلقه على مَا يَشَاء أَو المتعالي عَن أَن يَنَالهُ كيد الْكَافرين ويؤثر فِيهِ قصد القاصدين (المتكبر) ذُو الْكِبْرِيَاء وَهُوَ الْملك أَو الَّذِي يرى غَيره حَقِيرًا بِالْإِضَافَة إِلَيْهِ (الْخَالِق) الْمُقدر الْمُبْدع موجد الْأَشْيَاء من غير أصل (البارىء) الَّذِي خلق الْخلق بَرِيئًا من التَّفَاوُت والتنافر المخلين بالنظام الْأَكْمَل (المصوّر) مبدع صور المخترعات ومزينها بِحِكْمَتِهِ (الْغفار) ستار القبائح والذنُوب بإسبال السّتْر عَلَيْهَا فِي الدُّنْيَا وَترك الْمُؤَاخَذَة بهَا فِي العقبى (القهار) الَّذِي لَا مَوْجُود إِلَّا وَهُوَ مقهور تَحت قدرته ومسخر بِقَضَائِهِ وقوته (الْوَهَّاب) كثير النعم دَائِم الْعَطاء (الرَّزَّاق) خَالق الأرزاق والأسباب الَّتِي يتمتع بهَا (الفتاح) الْحَاكِم بَين الْخَلَائق أَو الَّذِي يفتح خَزَائِن الرَّحْمَة على الْبَريَّة (الْعَلِيم) لكل مَعْلُوم المبالغ فِي الْعلم (الْقَابِض) الَّذِي يضيق الرزق على من شَاءَ (الباسط) الَّذِي يوسعه لمن شَاءَ (الْخَافِض) الَّذِي يخْفض الْكفَّار بالخزي وَالصغَار (الرافع) للْمُؤْمِنين بالنصر والإعزاز (الْمعز) الَّذِي يَجْعَل من شَاءَ مرغوباً فِيهِ (المذل) الَّذِي يَجْعَل من شَاءَ مرغوباً عَنهُ (السَّمِيع) مدرك كل مسموع (الْبَصِير) مدرك كل مبصر (الحكم) الْحَاكِم الَّذِي لَا راد لقضائه وَلَا معقب لحكمه (الْعدْل) الْعَادِل الْبَالِغ فِي الْعدْل وَهُوَ الَّذِي لَا يفعل إِلَّا مَاله فعله (اللَّطِيف) الملطف أَو الْعَلِيم بخفيات الْأُمُور ودقائقها وَمَا لطف مِنْهَا (الْخَبِير) الْعَلِيم ببواطن الْأُمُور (الْحَلِيم) الَّذِي لَا يستفزه غضب وَلَا يحملهُ غيظ على استعجال عِقَاب (الْعَظِيم) الَّذِي لَا يتصوّره عقل وَلَا يحاط بِهِ (الغفور) كثير الْمَغْفِرَة وَهِي صِيَانة العَبْد عَمَّا يُوجب الْعقَاب (الشكُور) الَّذِي يُعْطي الثَّوَاب الجزيل على الْعَمَل الْقَلِيل أَو المثني على عباده المطيعين (الْعلي) الْبَالِغ فِي علو الْمرتبَة (الْكَبِير) عَن مُشَاهدَة الْحَواس وَإِدْرَاك الْعُقُول (الحفيظ) لجَمِيع الموجودات من الزَّوَال والاختلال مُدَّة مَا شَاءَ (المقيت) خَالق الأقوات الْبَدَنِيَّة والروحانية أَو المقتدر (الحسيب) الْكَافِي الْأُمُور أَو محاسب الْخَلَائق يَوْم الْقِيَامَة (الْجَلِيل) المنعوت بنعوت الْجلَال (الْكَرِيم) المتفضل الَّذِي يُعْطي من غير سُؤال وَلَا وَسِيلَة أَو المتجاوز الَّذِي لَا يسقتصي فِي الْعقَاب (الرَّقِيب) مراقب الْأَشْيَاء وملاحظها فَلَا يعزب عَنهُ مِثْقَال ذرة (الْمُجيب) للداعي إِذا دَعَاهُ (الْوَاسِع) الْغَنِيّ الَّذِي وسع غناهُ مفاقر عباده أَو الْمُحِيط بِعِلْمِهِ كل شَيْء (الْحَكِيم) ذُو الْحِكْمَة أَو هُوَ مُبَالغَة الْحَاكِم (الْوَدُود) الَّذِي يحب الْخَيْر لجَمِيع الْخَلَائق وَيحسن إِلَيْهِم أَو الْمُحب لأوليائه (الْمجِيد) مُبَالغَة الْمَاجِد من الْمجد وَهُوَ سَعَة الْكَرم (الْبَاعِث) لمن فِي الْقُبُور للنشور أَو باعث الرُّسُل أَو الأرزاق (الشَّهِيد) الْعَلِيم بظواهر الْأَشْيَاء وَمَا يُمكن مشاهدته (الْحق) الثَّابِت أَو المحق أَي الْمظهر للحق (الْوَكِيل) الْقَائِم بِأُمُور الْعباد (الْقوي) الَّذِي لَا يلْحقهُ ضعف ذاتاً وصفات وأفعالاً (المتين) الَّذِي لَهُ كَمَال الْقُوَّة بِحَيْثُ لَا يقبل الضعْف وَلَا يمانع فِي أمره (الْوَلِيّ) الْمُحب النَّاصِر أَو مُتَوَلِّي أَمر الْخَلَائق (الحميد) الْمَحْمُود الْمُسْتَحق للثناء (المحصي) الْعَالم الَّذِي يحصي المعلومات ويحيط بهَا إحاطة الْعَاد بِمَا يعدّه (المبديء) الْمظهر من الْعَدَم إِلَى الْوُجُود (المعيد) الَّذِي يُعِيد الْمَعْدُوم (المحيي) الفعال الدراك معطي الْحَيَاة (المميت) خَالق الْمَوْت(1/331)
ومسلطه على من شَاءَ (القيوم) الْقَائِم بِنَفسِهِ الْمُقِيم لغيره على الدَّوَام (الْوَاجِد) الَّذِي يجد كل مَا يُرِيد وَلَا يفوتهُ شَيْء (الْمَاجِد) بِمَعْنى الْمجِيد لَكِن الْمجِيد أبلغ (الْوَاحِد) الْأَحَد المتعالي عَن التجزىء والانقسام المنزه عَن التَّرْكِيب والمقادير (الصَّمد) الَّذِي يصمد إِلَيْهِ فِي الْحَوَائِج ويقصد فِي الرغائب أَو الملجأ الَّذِي لَا يُمكن الْخُرُوج عَنهُ لإحاطة أمره (الْقَادِر) المتمكن من الْفِعْل بِلَا معالجة وَلَا وَاسِطَة (المقتدر) المستولي على كل من أعطَاهُ حظاً من قدرَة (المقدّم الْمُؤخر) الَّذِي يقدم بعض الْأَشْيَاء على بعض بِالذَّاتِ أَو بالوجود أَو بالشرف أَو غير ذَلِك (الأول الآخر) مبدأ الْوُجُود ومنتهاه (الظَّاهِر) وجوده بآياته (الْبَاطِن) بِذَاتِهِ المحتجب عَن نظر الْعقل بحجب كبريائه (الْوَالِي) الَّذِي تولى الْأُمُور وَملك الْجُمْهُور (المتعالي) الْبَالِغ فِي الْعَلَاء الْمُرْتَفع عَن النقائص (الْبر) المحسن الَّذِي يُوصل الْخيرَات (التواب) الَّذِي يرجع بالإنعام على كل مذنب حل عقدَة أصره أَو موفق المذنبين للتَّوْبَة (المنتقم) المعاقب للعصاة (العفوّ) الماحي للسيئات المتجاوز عَن الخطيئات (الرؤوف) ذُو الرَّحْمَة وَهِي شدَّة الرَّحْمَة (مَالك الْملك) الَّذِي تنفذ مَشِيئَته فِي ملكه يجْرِي الْأُمُور فِيهِ على مَا يَشَاء أَو الَّذِي لَهُ التَّصَرُّف الْمُطلق (ذُو الْجلَال وَالْإِكْرَام) الَّذِي لَا شرف وَلَا كَمَال إِلَّا هُوَ لَهُ وَلَا كَرَامَة ومكرمة إِلَّا مِنْهُ (المقسط) الَّذِي ينتصف للمظلوم وَيرد بَأْس الظَّالِم (الْجَامِع) الْمُؤلف بَين أشتات الْحَقَائِق الْمُخْتَلفَة والمتضادة (الْغَنِيّ) المستغني عَن كل شَيْء (الْمُغنِي) معطي كل شَيْء مَا يَحْتَاجهُ الْمُعْطِي من شَاءَ مَا شَاءَ (الْمَانِع) الدَّافِع لأسباب الْهَلَاك والبغض أَو مَانع من يسْتَحق الْمَنْع (الضار النافع) الَّذِي يصدر عَنهُ النَّفْع والضر إِمَّا بِوَاسِطَة أَو بِغَيْرِهِ (النُّور) الظَّاهِر بِنَفسِهِ الْمظهر لغيره (الْهَادِي) الَّذِي أعْطى كل شَيْء خلقه ثمَّ هدى (البديع) الْمُبْدع وَهُوَ الْآتِي بِمَا لم يسْبق إِلَيْهِ أَو الَّذِي لم يعْهَد مثله (الْبَاقِي) الدَّائِم الْوُجُود الَّذِي لَا يقبل الفناء (الْوَارِث) الْبَاقِي بعد فنَاء الْعباد فترجع إِلَيْهِ الْأَمْلَاك بعد فنَاء الْملاك (الرشيد) الَّذِي ينساق تَدْبيره إِلَى غَايَة السداد أَو مرشد الْخلق إِلَى مصالحهم (الصبور) الَّذِي لَا يعجل فِي مُؤَاخذَة العصاة أَو الَّذِي لَا تحمله العجلة على الْمُنَازعَة إِلَى فعل (ت حب ك هَب عَن أبي هُرَيْرَة) // (قَالَ التِّرْمِذِيّ غَرِيب لَا نعلم ذكر الْأَسْمَاء إِلَّا فِي هَذَا الحَدِيث) //
(ان لله تَعَالَى تِسْعَة وَتِسْعين اسْما من أحصاها كلهَا) علما وإيماناً (دخل الْجنَّة) أَي لَا بدّ لَهُ من دُخُولهَا (أسأَل الله) أَي أطلب من الذَّات الْوَاجِب الْوُجُود لذاته (الرَّحْمَن الرَّحِيم الْإِلَه) المتفرد بالألوهية (الرب) الْمَالِك أَو السَّيِّد أَو الْقَائِم بِالْأَمر أَو المصلح أَو المربي (الْمَالِك) المتصّرف فِي الْخلق بِالْقضَاءِ وَالتَّدْبِير (القدّوس) العالي عَن قبُول التَّغَيُّر (السَّلَام) ذُو السَّلامَة من كل آفَة وَنقص (الْمُؤمن) الْمُصدق لمن أخبر عَنهُ بأَمْره بِإِظْهَار دَلَائِل صدقه (الْمُهَيْمِن) الشَّاهِد الْمُحِيط بداخله مَا شهد فِيهِ (الْعَزِيز) الْمُمْتَنع عَن الْإِدْرَاك الْغَالِب على أمره الْمُرْتَفع عَن أَوْصَاف خلقه (الْجَبَّار) أَي النَّافِذ الحكم (المتكبر) الْمظهر كبرياءه لِعِبَادِهِ بظهوره (الْخَالِق) موجد الكائنات وممدّها (البارىء) المهييء كل مُمكن لقبُول صورته فِي خلقه (المصوّر) معطي كل مَخْلُوق مَا لَهُ من صُورَة وجوده بِحِكْمَتِهِ (الْحَكِيم) الْمُحكم للأشياء حَتَّى صدرت متقنة على وفْق عمله (الْعَلِيم) بِمَعْنى الْعَالم وَهُوَ من قَامَ بِهِ الْعلم (السَّمِيع) الَّذِي انْكَشَفَ كل مَوْجُود لصفة سَمعه (الْبَصِير) الْمدْرك لكل مَوْجُود بِرُؤْيَتِهِ (الْحَيّ) الْمَوْصُوف بِالْحَيَاةِ الَّتِي لَا يجوز عَلَيْهَا فنَاء (القيوم) - _ هوامش سقط من خطّ الشَّارِح هُنَا الْحَيّ وَهُوَ ثَابت فِي خطّ الدَّاودِيّ وَفِي الشَّرْح الْكَبِير اه مُلَخصا من هَامِش.(1/332)
الْقَائِم بِنَفسِهِ الَّذِي لَا يفْتَقر إِلَى غَيره (الْوَاسِع) الَّذِي وسع علمه وَرَحمته كل شَيْء (اللَّطِيف) الْخَفي عَن الْإِدْرَاك أَو الْعَالم بالخفيات (الْخَبِير) الْعَلِيم بدقائق الْأُمُور (الحنان) بِالتَّشْدِيدِ الرَّحِيم بعباده (المنان) الَّذِي يشرف عباده بالامتنان بِمَالِه من الْإِحْسَان (البديع) الْمُبْدع أَو الَّذِي لَا مثل لَهُ (الْوَدُود) كثير الود لِعِبَادِهِ (الغفور) أَي الْكثير مَا يغْفر (الشكُور) الْمجَازِي بِالْخَيرِ الْكثير على الْعَمَل الْيَسِير (الْمجِيد) ذُو الشّرف الْكَامِل وَالْملك الْوَاسِع (المبدىء) مظهر الكائنات من الْعَدَم (المعيد) مرجع الأكوان من الْعَدَم (النُّور) مظهر الْأَعْيَان من الْعَدَم إِلَى الْوُجُود (البارىء) مخرج الْأَشْيَاء من الْعَدَم إِلَى الْوُجُود (الأول) الَّذِي لَا مفتتح لوُجُوده (الآخر) الَّذِي لَا مختتم لَهُ لثُبُوت قدمه واستحالة عَدمه (الظَّاهِر الْبَاطِن) الْوَاضِح الربوبية بالدلائل المحتجب عَن التكيف والأوهام (الْعَفو) الَّذِي يتْرك الْمُؤَاخَذَة بالذنب حَتَّى لَا يبْقى لَهُ أثر (الْغفار) الْكثير الْمَغْفِرَة لخلقه الْوَهَّاب (الْكثير الْعَطاء بِلَا سَبَب سَابق وَلَا اسْتِحْقَاق (الْفَرد) الَّذِي لَا شفع لَهُ من صَاحب أَو ولد (الْأَحَد) الَّذِي انقسامه مُسْتَحِيل (الصَّمد) الَّذِي يصمد إِلَيْهِ فِي الْحَوَائِج أَي يقْصد (الْوَكِيل) المتكفل بمصالح عباده الْكَافِي لَهُم فِي كل أَمر (الْكَافِي) عَبده بِإِزَالَة كل جَائِحَة وَحده (الحسيب) ذُو الشّرف الْكَامِل أَو الْمُعْطِي عباده كفايتهم (الْبَاقِي) الَّذِي لَا يجوز عَلَيْهِ الْعَدَم (الحميد) الْمَوْصُوف بِالصِّفَاتِ الْعلية الَّتِي لَا يَصح مَعهَا الْحَمد لغيره (المقيت) معطي كل مَوْجُود مَا قَامَ بِهِ قوامه من الْقُوت وَالْقُوَّة (الدَّائِم) الَّذِي لَا يقبل الفناء (المتعال) الْمُرْتَفع فِي كبريائه عَن كل مَا يدْرك أَو يفهم من أَوْصَاف خلقه (ذُو الْجلَال وَالْإِكْرَام) الَّذِي لَهُ العظمة والإفضال التَّام (الْوَلِيّ) الْمُتَوَلِي لأمور عباده المختصين بإحسانه (النصير) كثير النَّصْر لأوليائه (الْحق) الثَّابِت الْوُجُود على وَجه لَا يقبل الْعَدَم وَلَا التَّغَيُّر (الْمُبين) الْمظهر للصراط الْمُسْتَقيم لمن شَاءَ هدايته (الْمُنِيب الْبَاعِث) مثير السَّاكِن فِي حَال أَو وصف أَو حكم (الْمُجيب) الَّذِي يسعف السَّائِل بِمُقْتَضى فَضله (المميت) خَالق الْمَوْت ومسلطه (الْجَمِيل) ذاتاً وصفات وأفعالاً (الصَّادِق) فِي وعده وإيعاده (الحفيظ) مُدبر الْخَلَائق وحارسهم من المهالك (الْمُحِيط) بِجَمِيعِ خلقه وَمَا كَانَ وَمَا يكون (الْكَبِير) الَّذِي يصغر عِنْد وَصفه ذكر كل شَيْء سواهُ (الْقَرِيب) الَّذِي لَا مَسَافَة تبعد عَنهُ وَلَا غيبَة وَلَا حجب تمنع مِنْهُ (الرَّقِيب) الَّذِي لَا يغْفل وَلَا يذهل وَلَا يجوز عَلَيْهِ ذَلِك فَلَا يحْتَاج لمدبر (الفتاح) المتفضل بِإِظْهَار الْخَيْر (التواب) الَّذِي تكْثر مِنْهُ التَّوْبَة على عبيده (الْقَدِيم) الَّذِي لَا ابْتِدَاء لوُجُوده (الْوتر) الْمُنْفَرد المتوحد (الفاطر) المخترع الْمُبْدع (الرَّزَّاق) ممد كل كَائِن بِمَا يتحفظ بِهِ صورته ومادته (العلام) الْبَالِغ فِي الْعلم لكل مَعْلُوم (الْعلي) الْمُرْتَفع عَن مدارك الْعُقُول ونهاياتها (الْعَظِيم) الَّذِي يحتقر عِنْد ذكر وَصفه كل مَا سواهُ (الْغَنِيّ) الَّذِي لَا يحْتَاج إِلَى شَيْء (الْمُغنِي) معطي الْغنى (المليك) مُبَالغَة من الْمَالِك (المقتدر) بِمَعْنى الْقَادِر أَو أخص كَمَا مر (الأكرم) أَي الْأَكْثَر كرماً من كل كريم (الرؤوف) من الرأفة شدَّة الرَّحْمَة (الْمُدبر) لأمور خلقه بِمَا تحار فِيهِ الْأَلْبَاب (الْمَالِك) الَّذِي لَا يعجز عَن إِنْفَاذ مَا يَقْتَضِيهِ حكمه (القاهر) المستولي على جَمِيع الْأَشْيَاء الظَّاهِرَة والباطنة (الْهَادِي) مرشد الْعباد أمرا وتوفيقاً (الشاكر) الْمثنى بالجميل على من فعله المثيب عَلَيْهِ (الْكَرِيم) الرفيع الْقدر الْكَبِير الشَّأْن (الرفيع) الْبَالِغ فِي ارْتِفَاع الْمرتبَة (الشَّهِيد) الْحَاضِر الَّذِي لَا يغيب عَنهُ مَعْلُوم (الْوَاحِد) الْمُنْفَرد فِي ذَاته وَصِفَاته - - هوامش ثَبت بِخَط الدَّاودِيّ المحيي اه هَامِش(1/333)
وأفعاله (ذُو الطول) أَي المتسع الْغنى وَالْفضل (ذُو المعارج) أَي المصاعد أَي المراقي الْمَوْضُوعَة لعروج الْمَلَائِكَة وَمن يعرج عَلَيْهَا إِلَى الله تَعَالَى فالإضافة للْملك (ذُو الْفضل) الزِّيَادَة فِي الْعَطاء (الخلاق) الْكثير الْمَخْلُوقَات (الْكَفِيل) المتكفل بمصالح خلقه (الْجَلِيل) ذُو الْأَمر النَّافِذ والكلمة المسموعة ونعوت الْجلَال (ك وَأَبُو الشَّيْخ) فِي كتاب العظمة (وَابْن مرْدَوَيْه مَعًا فِي التَّفْسِير) أَي فِي تفسيرهما (وَأَبُو نعيم) الْأَصْبَهَانِيّ (فِي) كتاب (الْأَسْمَاء الْحسنى) كلهم (عَن أبي هُرَيْرَة) // (بأسانيد ضَعِيفَة) //
(ان لله تَعَالَى تِسْعَة وَتِسْعين اسْما مائَة) ينصبه بدل من تِسْعَة وَتِسْعين أَو رَفعه بِتَقْدِير هِيَ مائَة (إِلَّا وَاحِدًا) بنصبه على الِاسْتِثْنَاء أَو رَفعه على أَن يكون إِلَّا بِمَعْنى غير (أَنه وتر) فَرد (يحب الْوتر) يرضاه (من حفظهَا دخل الْجنَّة) مَعَ السَّابِقين الْأَوَّلين أَو بِغَيْر عَذَاب (الله) اسْم جَامع لمعاني جَمِيع أَسْمَائِهِ (الْوَاحِد) فِي ذَاته وَصِفَاته فَلَيْسَ كمثله شَيْء (الصَّمد) من لَهُ دَعْوَة الْحق وكل كَمَال مُطلق (الأول) السَّابِق على كل شَيْء (الآخر) الْبَاقِي وَحده بعد فنَاء خلقه فَلَا ابْتِدَاء وَلَا انْتِهَاء لوُجُوده (الظَّاهِر) للبصائر بِذَاتِهِ وَصِفَاته (الْبَاطِن) الْخَفي كنه ذَاته وَصِفَاته عَمَّا سواهُ (الْخَالِق) مُقَدّر الْأَشْيَاء بِحَدّ مَحْدُود (البارىء) مخرجها من الْعَدَم إِلَى الْوُجُود (المصور) الْمُبْدع (الْملك) ذُو الْملك أَي الْقُدْرَة (الْحق) من ثَبت وجوده ثبوتاً لَا يُمكن جحوده (السَّلَام) من يسلم من المعايب والمعاطب (الْمُؤمن) من أَمن المخاوف وسد طرقها عَن كل خَائِف (الْمُهَيْمِن) المطلع على البواطن كالظواهر (الْعَزِيز) من لَا نَظِير لَهُ وَلَا يُوصل إِلَيْهِ (الْجَبَّار) من لَا يخرج أحد عَن قَبضته (المتكبر) من يرى بِحَق نَفسه عَظِيما كَبِيرا (الرَّحْمَن الرَّحِيم) الْمَوْصُوف بِكَمَال الْإِحْسَان بِمَا جلّ ودق (اللَّطِيف) من بطن فَلم يدْرك بالحواس (الْخَبِير) من علم بِعلم لَا شكّ فِيهِ مَا الصُّدُور تخفيه (السَّمِيع الْبَصِير) من لَا يعزب عَنهُ إِدْرَاك خفايا الْأَصْوَات والألوان مَعَ التَّنَزُّه عَن الأصمخة والأجفان (الْعلي) من رتبته فِي الْكَمَال فَوق ذِي الأقدار والجلال (الْعَظِيم) من لَا يُمكن أحد مقاومته (البارىء) مخرج الْأَشْيَاء من الْعَدَم إِلَى الْوُجُود (المتعال) الْمُرْتَفع عَن الْحَاجة والتغيير والاستحالة (الْجَلِيل) من لَهُ نعوت الْجلَال بأسرها مَجْمُوعَة (الْجَمِيل) ذاتاً وصفات وأفعالاً (الْحَيّ) الَّذِي كل شَيْء هَالك إِلَّا وَجهه وَإِلَى إِرَادَته يرجع الْأَمر كُله (القيوم) الَّذِي قوام كل شَيْء بِهِ وقوامه بِنَفسِهِ (الْقَادِر) ذُو الْقُدْرَة (القاهر) ذُو الْغَلَبَة التَّامَّة (الْعَلِيم) من علمه غير مُسْتَفَاد ومعلوماته مَا لَهَا من نفاد (الْحَكِيم) من أحكم التَّدْبِير وَوضع الْأَسْبَاب وأجرى الْمَقَادِير (الْقَرِيب) من لَا مَسَافَة تبعد عَنهُ وَلَا حجب تمنع مِنْهُ (الْمُجيب) من يُلَبِّي دَعْوَة الْقَرِيب والبعيد (الْغَنِيّ) المستغني عَن كل غير (الْوَهَّاب) كثير الْمَوَاهِب (الْوَدُود) المتحبب لأهل طَاعَته (الشكُور) من يتبنى بالجميل وَيُعْطى باليسير الجزيل (الْمَاجِد) الْوَاسِع الْكَرم (الْوَاجِد) بِالْجِيم الَّذِي كل شَيْء حَاضر لَدَيْهِ (الْوَالِي) من يتَصَرَّف فَينفذ مَا انْفَرد بتدبيره (الراشد) مرشد الْخلق إِلَى طَرِيق الْحق (الْعَفو) ماحي أثر الْعِصْيَان (الغفور) الَّذِي لَا يتعاظمه ذَنْب يغفره (الْحَلِيم) الَّذِي لَا يعجل بالعقوبة (الْكَرِيم) الْمُنعم بِكُل مَطْلُوب مَحْبُوب (التواب) مسهل أَسبَاب الرُّجُوع إِلَيْهِ غير مرّة (الرب) الْمَالِك المصلح (الْمجِيد) الْحسن الْخِصَال الْجَمِيل الذَّات وَالْأَفْعَال (الْوَلِيّ) الْمَالِك للتدبير (الشَّهِيد) الْعَالم بِمَا يُمكن مشاهدته (الْمُبين) الظَّاهِر بِنَفسِهِ الْمظهر لغيره (الْبُرْهَان) الْحجَّة الْوَاضِحَة الْبَيَان (الرؤوف) الَّذِي رَحمته بَالِغَة ونعمه سابغة(1/334)
(الرَّحِيم) بعباده الْمُؤمنِينَ (المبدىء) الموجد من الْعَدَم (المعيد) الموجد لما انْعَدم (الْبَاعِث) لمن فِي الْقُبُور يَوْم النشور (الْوَارِث) الْبَاقِي بعد فنَاء خلقه (الْقوي) التَّام الْقُدْرَة (الشَّديد الضار) من يصدر عَنهُ الضَّرَر (النافع) من يصدر عَنهُ النَّفْع (الْبَاقِي) من لَا انْفِصَال لوُجُوده (الوافي) موفي الْعَالمين أُجُورهم (الْخَافِض) راد الشَّيْء إِلَى أدنى طَرفَيْهِ (الرافع) معليه إِلَى انْتِهَاء طَرفَيْهِ (الْقَابِض) مُمْسك الرزق عَمَّن يَشَاء (الباسط) موسع الرزق لمن أَرَادَ (الْمعز) معطي الْعِزّ لمن شَاءَ (المقسط) الْعَادِل فِي حكمه (الرازق) الْقَائِم على كل حَيّ بِمَا يُقيم بَاطِنه وَظَاهره (ذُو الْقُوَّة) صَاحب الشدَّة (المتين) من لَهُ كَمَال الْقُوَّة فِي كل شَيْء (الْقَائِم) على خلقه بتدبير أَمرهم (الدَّائِم) الَّذِي لَا يقبل الفناء فَلَا انْقِضَاء لديموميته (الْحَافِظ) الدَّافِع بِأَسْبَاب الصّلاح أَسبَاب الْفساد (الْوَكِيل) الْمُسْتَحق لِأَن يُوكل كل شَيْء إِلَيْهِ (السَّامع) الَّذِي انْكَشَفَ كل مَوْجُود لصفة سَمعه (الْمُعْطِي) من شَاءَ مَا شَاءَ (المحيي المميت) موجد الْحَيَاة وَالْمَوْت (الْمَانِع) من شَاءَ مَا شَاءَ (الْجَامِع) لكل كَمَال ذاتاً وصفاتاً وأفعالاً (الْهَادِي) مُبين الرشد من الغي (الْكَافِي) عَبده بِإِزَالَة كل مخوف وَحده (الأبدي الْعَالم) بالكليات والجزئيات (الصَّادِق) فِيمَا وعد (النُّور) الْمُنِير (الْقَائِم الْقَدِيم) الَّذِي لَا ابْتِدَاء لوُجُوده (الْوتر) الْمُنْفَرد بالتوحد (الْأَحَد الصَّمد) المصمود إِلَيْهِ فِي كل مطلب (الَّذِي لم يلد) كريم لِأَنَّهُ لم يجانس (وَلم يُولد) كعيسى لتنزهه (وَلم يكن لَهُ كفوا) مكافئاً ومماثلاً (أحد) قدم الظّرْف لِأَنَّهُ أهم وربط الثَّلَاثَة بالْعَطْف لِأَنَّهَا كجملة نَافِيَة للإمثال (هـ عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لكنه منجبر بالتعدد) //
(ان لله مائَة اسْم غير اسْم) وَاحِد (من دَعَا بهَا اسْتَجَابَ الله لَهُ) مَا لم يدع بإثم أَو قطيعة رحم كَمَا فِي حَدِيث آخر (ابْن مرْدَوَيْه) فِي تَفْسِيره عَن أبي هُرَيْرَة
ان لله تَعَالَى عباداً يضن بهم) يَعْنِي يمنعهُم (عَن الْقَتْل) لمكانتهم عِنْده وكرامتهم عَلَيْهِ (ويطيل أعمارهم) أَي يقدّر إطالتها (فِي حسن الْعَمَل) أَي الْعَمَل الْحسن (وَيحسن) بالتضعيف مَبْنِيا للْفَاعِل (أَرْزَاقهم) بِأَن يَجْعَلهَا من حل بِغَيْر تَعب ويوسع عَلَيْهِم (ويحييهم فِي عَافِيَة) بدنية ودينية فَلَا تصيبهم الْفِتَن الَّتِي كَقطع اللَّيْل المظلم (وَيقبض أَرْوَاحهم فِي عَافِيَة على الْفرش) فَلَا يُسَلط عَلَيْهِم عدوا يقتلهُمْ وَلَا يميتهم ميتَة سوء (فيعطيهم منَازِل الشُّهَدَاء) أَي مثل مَنَازِلهمْ أَي شُهَدَاء الْآخِرَة وهم قوم آثروا محبَّة الله تَعَالَى على حب أنفسهم وكرموها لأجل لِقَائِه وجاهدوها فِي رِضَاهُ (طب عَن ابْن مَسْعُود) // (وَضَعفه الْبَيْهَقِيّ) //
(ان لله تَعَالَى ضنائن) بضاد مُعْجمَة ونونين أَي خَصَائِص (من خلقه يغذوهم فِي رَحمته يحييهم فِي عَافِيَة ويميتهم فِي عَافِيَة وَإِذا تَوَفَّاهُم تَوَفَّاهُم إِلَى جنته) أَي وَأمر بهم إِلَى جنته قَالُوا من هم يَا رَسُول الله قَالَ (أُولَئِكَ الَّذين تمر عَلَيْهِم الْفِتَن كَقطع اللَّيْل المظلم وهم مِنْهَا فِي عَافِيَة) فَلم يدخلُوا أنفسهم فِيهَا لما جادوا بِأَنْفسِهِم على رَبهم جاد عَلَيْهِم بحفظهم من الْبلَاء وبعثهم إِلَى دَرَجَات الشُّهَدَاء فِي الْجنَّة (طب حل عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (بِإِسْنَاد فِيهِ مَجْهُول وبقيته ثِقَات) //
(ان لله تَعَالَى عِنْد كل بِدعَة) أَي ظُهُور خصْلَة أحدثت على خلاف الشَّرْع (كيد بهَا الْإِسْلَام وَأَهله) أَي خدعوا بهَا ومكر بهم (وليا صَالحا) أَي بعث ولي صَالح (يذب عَنهُ) أَي يمْنَع عَن الْإِسْلَام وَأَهله من يُرِيد المبتدعة الكيد بهم وَأعَاد الضَّمِير على الْإِسْلَام وَحده لِأَنَّهُ إِذا حصل الذب عَنهُ حصل عَن أَهله (وَيتَكَلَّم بعلاماته) أَي ينشر آيَات أَحْكَامه وَيُقِيم براهينه ويضعف حجج المبتدعة(1/335)
(فاغتنموا حُضُور تِلْكَ الْمجَالِس) الَّتِي تعقد لنصر السّنة ورد الْبِدْعَة (بالذب عَن الضُّعَفَاء) أَي ضعفاء الرَّأْي العاجزين عَن نصب الْأَدِلَّة وتأييد الْحق وإبادة الْبَاطِل (وتوكلوا على الله) اعتمدوا عَلَيْهِ وثقوا بِهِ فِي دفع كيد أَعدَاء الدّين وَلَا تخشوهم (وَكفى بِاللَّه وَكيلا) أَي كَافِيا وحافظاً وناصراً نعم الْمولى وَنعم النصير (حل عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد واه جدا بل لوائح الْوَضع تلوح عَلَيْهِ) //
(ان لله أهلين من النَّاس) قَالُوا من هم يَا رَسُول الله قَالَ (أهل الْقُرْآن) وأكد ذَلِك وزاده بَيَانا وتقريراً فِي النُّفُوس بقوله (هم أهل الله وخاصته) أَي المختصون بِهِ بِمَعْنى أَنه لما قربهم واختصهم كَانُوا كأهله (حم ن هـ ك عَن أنس) قَالَ الْحَاكِم روى من ثَلَاثَة أوجه هَذَا أَجودهَا
(ان لله آنِية) جمع إِنَاء وَهُوَ وعَاء الشَّيْء (من أهل الأَرْض) من النَّاس أَو من الْجنَّة وَالنَّاس (وآنية ربكُم) فِي أرضه (قُلُوب عباده الصَّالِحين) أَي القائمين بِحَق الْحق والخلق فيودع فِيهَا من الْأَسْرَار مَا شَاءَ بِمَعْنى أَن نور مَعْرفَته تَعَالَى تملأ قُلُوبهم حَتَّى يفِيض أَثَره على الْجَوَارِح (وأحبها إِلَيْهِ) أَي أَكْثَرهَا حبا لَدَيْهِ (ألينها وأرقها) فَإِن الْقلب إِذا لَان ورق انجلى وَصَارَ كَالْمَرْأَةِ الصقيلة فينطبع فِيهِ النُّور الرحماني فَيصير مَحل نظر الْحق سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى واللين والرقة فالعطف تفسيري وَقد يُقَال بَينهمَا عُمُوم وخصوص وَرَوَاهُ الْحَكِيم بِلَفْظ وأحبها إِلَيْهِ وأرقها وأصقلها وأصلبها قَالَ يَعْنِي أرقها للإخوان وأصقلها من الذُّنُوب وأصلبها فِي ذَات الله تَعَالَى (طب عَن أبي عنبة) بِكَسْر الْمُهْملَة وَفتح النُّون وَالْمُوَحَّدَة وَهُوَ الْخَولَانِيّ // (وَإِسْنَاده حسن) //
(ان لِلْإِسْلَامِ صوى) بصاد مُهْملَة مضموماً منوناً أَي أعلاماً مَنْصُوبَة يسْتَدلّ بهَا عَلَيْهِ واحدتها صوة كقوة (ومناراً) أَي شرائع يهتدى بهَا (كمنار الطَّرِيق) وَاضِحَة الظَّاهِر وَأما معرفَة حقائقه وأسراره فَإِنَّمَا ليدركها أهل البصائر (ك) فِي الْإِيمَان من حَدِيث خَالِد بن معدان (عَن أبي هُرَيْرَة) وَهُوَ وَإِن أدْركهُ لَكِن لم يثبت لَهُ مِنْهُ سَماع
(ان لِلْإِسْلَامِ صوى وعلامات كمنار الطَّرِيق) فَلَا تضلنكم الْأَهْوَاء عَمَّا صَار شهيراً لَا يخفى على من لَهُ أدنى بَصِيرَة (وَرَأسه) بِالرَّفْع بضبط الْمُؤلف أَي أَعْلَاهُ (وَجَمَاعَة) بِالرَّفْع وبكسر الْجِيم وخفة الْمِيم أَي مجمعه ومظنته (شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا عَبده وَرَسُوله وَأقَام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكَاة وَتَمام الْوضُوء) أَي سبوغه بِمَعْنى إسباغه وتوفية شُرُوطه وفروضه وسننه وآدابه فَهَذِهِ هِيَ أَرْكَان الْإِسْلَام الَّتِي بني عَلَيْهَا (طب عَن أبي الدَّرْدَاء) // (ضَعِيف لضعف عبد الله بن صَالح كَاتب اللَّيْث) //
(ان للتَّوْبَة بَابا عرض مَا بَين مصراعيه) أَي شطريه (مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب لَا يغلق حَتَّى تطلع الشَّمْس من مغْرِبهَا) أَرَادَ أَن قبُول التَّوْبَة هَين مُمكن وَالنَّاس فِي سَعَة مِنْهُ مَا لم تطلع الشَّمْس من مغْرِبهَا فَإِن بَابا سعته مَا ذكر لَا يتضايق عَن النَّاس إِلَّا أَن يغلق (طب عَن صَفْوَان بن عَسَّال) بِفَتْح الْعين وَالسِّين الْمُهْمَلَتَيْنِ
(ان للْحَاج) وَمثله الْمُعْتَمِر (الرَّاكِب بِكُل خطْوَة تخطوها رَاحِلَته سبعين حَسَنَة) من حَسَنَات الْحرم (وللماشي بِكُل خطْوَة يخطوها سَبْعمِائة حَسَنَة) فثواب خطْوَة الرَّاكِب عشر ثَوَاب خطْوَة الْمَاشِي فالحج مَاشِيا أفضل وَبِهَذَا أَخذ بعض الْأَئِمَّة والأرجح عِنْد الشَّافِعِيَّة أَنه رَاكِبًا أفضل لأدلة أُخْرَى (طب عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد فِيهِ ضعف مُحْتَمل) //
(ان للزَّوْج من الْمَرْأَة لشعبة) بِفَتْح لَام التوكيد أَي طَائِفَة كَثِيرَة وَقدر عَظِيم من الْمَوَدَّة واللصوق فالتنوين للتعظيم (مَا هِيَ لشَيْء) أَي لَيْسَ مثلهَا الْقَرِيب وَغَيره وَهَذَا قَالَه لما قيل لحمنة بنت جحش قتل أَخُوك فَقَالَت يرحمه الله فَقيل وزوجك قَالَت(1/336)
واحزناه فَذكره (هـ ك عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن جحش) بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْمُهْملَة وسين مُعْجمَة الْأَسدي قَالَ الذَّهَبِيّ غَرِيب
(ان للشَّيْطَان كحلاً) أَي شَيْئا يَجعله فِي عَيْني الْإِنْسَان لينام (ولعوفاً) بِفَتْح اللَّام أَي شَيْئا يَجعله فِي فِيهِ لينطق لِسَانه بالفحش (فَإِذا كحل الْإِنْسَان من كحله نَامَتْ عَيناهُ عَن الذّكر وَإِذا لعقه من لعوقه ذرب) أَي فحش (لِسَانه بِالشَّرِّ) حَتَّى لَا يُبَالِي مَا قَالَ وَلَا مَا قيل فِيهِ وَله والاستعارة فِي كل لما يُنَاسِبه فَإِن الْكحل للعين ظَاهر فِي النّوم لعلاقة هجوم النّوم وَقس عَلَيْهِ (ابْن أبي الدُّنْيَا) أَبُو بكر (فِي) كتاب (مكايد الشَّيْطَان) لأهل الْإِيمَان (طب هَب عَن سَمُرَة) بن جُنْدُب // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان للشَّيْطَان كحلاً ولعوقاً ونشوقاً) بِفَتْح النُّون أَي شَيْئا يَجعله فِي الْأنف وَالْمرَاد أَن وساوسه مَا وجدت منفذاً إِلَّا دخلت فِيهِ (أما لعوقه فالكذب) أَي الْمحرم شرعا (وَأما نشوقه فالغضب) أَي لغير الله (وَأما كحله فالنوم) أَي الْكثير المفوت للْقِيَام بوظائف الْعِبَادَات الْفَرْضِيَّة والنفلية وشوش التَّرْتِيب فِي التَّفْسِير لِأَن الْإِنْسَان فِي نَهَاره يكذب ويغضب ثمَّ يخْتم بِالنَّوْمِ فَيصير كالجيفة الملقاة (هَب عَن أنس) // (بِإِسْنَاد فِيهِ ضعف) //
(ان للشَّيْطَان مصالي) هِيَ تشبه الشّرك جمع مصلاة وَأَرَادَ مَا يستفز بِهِ النَّاس من زِينَة الدُّنْيَا وشهواتها (وفخوخاً) جمع فخ آلَة يصاد بهَا (وَإِن) من (مصاليه وفخوخه البطر بنعم الله تَعَالَى) أَي الطغيان عِنْد النِّعْمَة (وَالْفَخْر بعطاء الله) تَعَالَى أَي التعاظم على النَّاس (وَالْكبر على عباد الله) تَعَالَى أَي الترفع والتيه عَلَيْهِم (وَاتِّبَاع الْهوى) بِالْقصرِ (فِي غير ذَات الله) تَعَالَى فَهَذِهِ الْخِصَال أخلاقه ومصائده وفخوخه الَّتِي نصبها لبني آدم فَإِذا أَرَادَ الله تَعَالَى بِعَبْد هواناً خلى بَينه وَبَينه فَوَقع فِي شبكته فَكَانَ من الهالكين وَخص الْمَذْكُورَات لغلبتها على النَّوْع الإنساني (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن النُّعْمَان بن بشير) الْأنْصَارِيّ وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا الْبَيْهَقِيّ وَفِيه إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش
(ان للشَّيْطَان لمة) بِفَتْح اللَّام وَشد الْمِيم قرباً واتصالاً (بِابْن آدم وللملك لمة) المُرَاد بهَا فيهمَا مَا يَقع فِي الْقلب بِوَاسِطَة الشَّيْطَان أَو الْملك (فَأَما لمة الشَّيْطَان فإيعاد مِنْهُ بِالشَّرِّ وَتَكْذيب بِالْحَقِّ) كَانَ الْقيَاس مُقَابلَة الشَّرّ بِالْخَيرِ وَالْحق بِالْبَاطِلِ لكنه أَتَى بِمَا يدل على أَن كل مَا جر إِلَى الشَّرّ فَهُوَ بَاطِل وَإِلَى الْخَيْر حق فَأثْبت كلا ضمنا (وَأما لمة الْملك فإيعاد بِالْخَيرِ وتصديق بِالْحَقِّ فَمن وجد ذَلِك) أَي إِلْمَام الْملك (فَليعلم أَنه من الله تَعَالَى) يَعْنِي مِمَّا يُحِبهُ ويرضاه (فليحمد الله) على ذَلِك (وَمن وجد الْأُخْرَى) لم يقل لمة الشَّيْطَان كَرَاهَة لتوالي ذكره على اللِّسَان (فليتعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان) تَمَامه ثمَّ قَرَأَ الشَّيْطَان يَعدكُم الْفقر ويأمركم بالفحشاء (ت ن حب عَن ابْن مَسْعُود) وَقَالَ التِّرْمِذِيّ // (حسن غَرِيب) //
(ان للصَّائِم عِنْد فطره لدَعْوَة مَا ترد) لِأَن الصَّوْم يكف شهواته فَإِذا تَركهَا صفا قلبه وتوالت عَلَيْهِ الْأَنْوَار فاستجيب لَهُ عِنْد الْإِفْطَار (هـ ك عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ قَالَ الْحَاكِم إِن كَانَ إِسْحَاق مولى زَائِدَة فقد روى لَهُ مُسلم وَإِن كَانَ ابْن أبي فَرْوَة فواه
(ان للطاعم) أَي من لم يصم نفلا (الشاكر) لله تَعَالَى على مَا أطْعمهُ (من الْأجر) أَي الثَّوَاب الأخروي (مثل مَا) أَي الْأجر الَّذِي (للصَّائِم الصابر) على الْجُوع والعطش (ك عَن أبي هُرَيْرَة) وَسكت عَلَيْهِ // (وَرَوَاهُ البُخَارِيّ تَعْلِيقا) //
(ان للقبر ضغطة) أَي ضيقا لَا ينجو مِنْهُ طالح وَلَا صَالح لَكِن الْكَافِر تدوم ضغطته بِخِلَاف الْمُؤمن وَالْمرَاد بِهِ التقاء جانبيه عَلَيْهِ (لَو كَانَ أحد ناجيا مِنْهَا نجا مِنْهَا سعد بن معَاذ) اذ مَا من اُحْدُ الا وَقد الم بخطيئة(1/337)
فان كَانَ صَالحا فَهَذَا جَزَاؤُهُ ثمَّ تُدْرِكهُ الرَّحْمَة وَكَذَلِكَ ضغط سعد حَتَّى اخْتلفت اضلاعه ثمَّ روخي عَنهُ (حم عَن عَائِشَة) // (واسناده جيد) //
(ان للقرشي) أَي الْوَاحِد من سلالة قُرَيْش (مثل قُوَّة الرجلَيْن من غير قُرَيْش) أَي الْقُوَّة فِي الرَّأْي وعلو الهمة وَشدَّة الحزم (حم حب ك عَن جُبَير) بِالتَّصْغِيرِ // (باسناد صَحِيح) //
(ان للقلوب صدأ كصدأ الْحَدِيد) وَهُوَ أَن يركبهَا الرين بِمُبَاشَرَة الْمعاصِي فَيذْهب بجلائها كَمَا يعمى الصدأ وَجه الْمرْآة (وجلاؤها الاسْتِغْفَار) أَي طلب غفران الذُّنُوب من علام الغيوب وَلِهَذَا ورد فِي حَدِيث يَأْتِي الاسْتِغْفَار ممحاة الذُّنُوب وَالْمرَاد بالاستغفار المقرون بِحمْل عقدَة الاصرار وروى الْحَكِيم ان الاسْتِغْفَار يخرج يَوْم الْقِيَامَة يُنَادى يَا رب حَقي حَقي فَيُقَال خُذ حَقك فيحتفل أَهله يحتجفهم (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (عد) كِلَاهُمَا (عَن أنس) وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا الطَّبَرَانِيّ // (واسناده ضَعِيف) //
(ان لِلْمُؤمنِ فِي الْجنَّة لخيمة) بِفَتْح لَام التوكيد بَيت شرِيف الْمِقْدَار (من لؤلؤة وَاحِدَة مجوفة طولهَا سِتُّونَ ميلًا) أَي فِي السَّمَاء وَفِي رِوَايَة ثَلَاثُونَ وَفِي أُخْرَى غير ذَلِك وَلَا تعَارض لتَفَاوت الطول بتفاوت دَرَجَات الْمُؤمنِينَ (لِلْمُؤمنِ فِيهَا أهلون) أَي زَوْجَات كَثِيرَة (يطوف عَلَيْهِم الْمُؤمن) أَي لجماعهن وَنَحْوه (فَلَا يرى بَعضهم بَعْضًا) من سَعَة الْخَيْمَة وعظمها وَالْمرَاد أَن تِلْكَ الْخَيْمَة فِي الصفاء والنفاسة كاللؤلؤة وَيحْتَمل الْحَقِيقَة (م عَن أبي مُوسَى) الاشعري
(ان للْمُسلمِ حَقًا) وَذَلِكَ الْحق أَنه (اذا رَآهُ أَخُوهُ) فِي الدّين (ان يتزحزح لَهُ) أَي يتَنَحَّى عَن مَكَانَهُ وَيجْلس بجنبه اكراما لَهُ فَينْدب ذَلِك سِيمَا لنَحْو عَالم أَو صَالح أَو ذِي شرف (هَب عَن وائلة) بِكَسْر الْمُثَلَّثَة (ابْن الْخطاب) الْعَدوي // (باسناد ضَعِيف) //
(ان للْمَلَائكَة الَّذين شهدُوا بَدْرًا) أَي حَضَرُوا وَاقعَة بدر (فِي السَّمَاء لفضلا) اى زِيَادَة فِي الشّرف (على من تخلف مِنْهُم) عَن حُضُورهَا لانها الْوَقْعَة الَّتِي خذل الله بهَا أهل الشّرك وأعز بهَا دينه (طب عَن رَافع بن خديج) بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَكسر الدَّال الْحَارِثِيّ الانصاري وَفِي // (اسناده مَجْهُول وبقيته ثِقَات) //
(ان للمهاجرين) من أَرض الْكفْر الى نصْرَة الدّين وَأَهله (مَنَابِر) جمع مِنْبَر بِكَسْر الْمِيم (من ذهب يَجْلِسُونَ عَلَيْهَا يَوْم الْقِيَامَة) وَالْحَال أَنهم (قد آمنُوا) يَوْمئِذٍ (من الْفَزع) الْأَكْبَر وَهُوَ أَشد أَنْوَاع الْخَوْف (الْبَزَّار) فِي مُسْنده (ك عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // (باسناد فِيهِ مَجْهُول وبقيته ثِقَات) //
(ان للْوُضُوء شَيْطَانا يُقَال لَهُ الولهان) من الوله وَهُوَ التحير سمي بِهِ لانه يحير المتطهر فَلَا يدْرِي هَل عَم عضوه أَو غسل مرّة أَو غير ذَلِك (فَاتَّقُوا وسواس المَاء) بِفَتْح الْوَاو أَي احْذَرُوا وَسْوَسَة الشَّيْطَان الْمَذْكُور فِي اسْتِعْمَال مَاء الْوضُوء وَالْغسْل وَفِيه رد على من ذهب إِلَى أَن تَحْرِيم الاسراف فِي المَاء أَو كَرَاهَته وَلَو على النَّهر تعبدى لَا يعقل مَعْنَاهُ (ت هـ ك عَن أبي) بن كَعْب // (بِإِسْنَاد غَرِيب ضَعِيف) //
(ان لابليس مَرَدَة) بِالتَّحْرِيكِ جمع مارد وَهُوَ العاتي (من الشَّيَاطِين يَقُول لَهُم عَلَيْكُم بالحجاج والمجاهدين فأضلوهم عَن السَّبِيل) أَي الطَّرِيق لَان شَأْنه وجنده الصد عَن الطَّرِيق الموصلة الى السَّعَادَة فَالْمُرَاد بِالطَّرِيقِ الحسية رَجَاء فَوت الْوُقُوف مثلا أَو المعنوية أَو هما (طب عَن ابْن عَبَّاس) // (باسناد فِيهِ مقَال) //
(ان لِجَهَنَّم) علم لدار الْعقَاب الاخروي (بَابا) أَي عَظِيم الْمَشَقَّة (لَا يدْخلهُ) أَي لَا يدْخل مِنْهُ (الا من شفى غيظه بِمَعْصِيَة الله) تَعَالَى وَفِي رِوَايَة الْبَزَّار سخط الله (ابْن أبي الدُّنْيَا) أَبُو بكر (فِي) كتاب (ذمّ الْغَضَب عَن ابْن عَبَّاس) // (باسناد ضَعِيف) //
(ان الْجَواب الْكتاب حَقًا كرد السَّلَام) يَعْنِي اذا أرسل اليك(1/338)
اخوك الْمُسلم كتابا يتَضَمَّن السَّلَام لزمك رده وَبِه أَخذ بعض الشَّافِعِيَّة (فر عَن ابْن عَبَّاس) // (باسناد ضَعِيف وَالْمَحْفُوظ وَقفه) //
(ان لربكم أَيَّام دهركم نفحات) أَي تجليات مقربات يُصِيب بهَا من يَشَاء من عباده (فتعرضوا لَهَا) بتطهير الْقلب وتزكيته من الاكدار والاخلاق الذميمة والطلب مِنْهُ تَعَالَى فِي كل وَقت قيَاما وقعودا وعَلى الْجنب وَوقت التَّصَرُّف فِي اشغال الدُّنْيَا فان العَبْد لَا يدْرِي فِي أَي وَقت يكون فتح خَزَائِن المنن (لَعَلَّ أَن يُصِيبكُم نفحة مِنْهَا فَلَا تشقون بعْدهَا أبدا) فانه تَعَالَى يَأْذَن لملك بدر الأرزاق على عبيده شهرا شهرا ثمَّ لَهُ فِي خلال ذَلِك عَطِيَّة من جوده فَيفتح الخزائن وَيُعْطِي فَمن وَافق الْفَتْح اسْتغنى لِلْأَبَد (طب عَن مُحَمَّد بن مسلمة) وَفِيه مَجَاهِيل
(ان لصَاحب الْحق) أَي الدّين (مقَالا) أَي صولة الطّلب وَقُوَّة الْحجَّة وَذَا قَالَه لاصحابه لما جَاءَ رجل تقاضاه وَأَغْلظ فَهموا بِهِ فَقَالَ دَعوه فَذكره (حم عَن عَائِشَة حل عَن حميد السَّاعِدِيّ) // (وَهُوَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضا فَلَعَلَّهُ نسي) //
(ان لصَاحب الْقُرْآن) أَي قارئه حق قِرَاءَته بتلاوته وتدبره (عِنْد كل ختمة) يختمها مِنْهُ (دَعْوَة مستجابة) إِذا كَانَت مِمَّا لله فِيهِ رضَا (وشجرة فِي الْجنَّة لَو أَن غرابا طَار من أَصْلهَا لم ينْتَه إِلَى فرعها حَتَّى يُدْرِكهُ الْهَرم) وَالْمرَاد أَنه يستظل بهَا وَيَأْكُل من ثمارها وَخص الْغُرَاب لطول عمره وَشدَّة حرصه على طلب مَقْصُوده وَسُرْعَة طيرانه (خطّ عَن أنس) // (باسناد ضَعِيف) // لضعف الرقاشِي
(ان لُغَة اسمعيل) بن ابراهيم الْخَلِيل (كَانَت قد درست) أَي عفت وخفيت آثَار غالبها لقدم الْعَهْد (فَأَتَانِي بهَا جِبْرِيل فحفظنيها) فَلذَلِك حَاز قصب السَّبق فِي الفصاحة والبلاغة (الغطريف فِي جزئه) الحديثي (وَابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن عمر) بن الْخطاب قَالَ ابْن عَسَاكِر // (غَرِيب مَعْلُول) //
(أَن لُقْمَان الْحَكِيم) أَي المتقن للمحكمة الحبشي قيل كَانَ عبد دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وَلم يكن نَبيا على الصَّحِيح بل كَانَ حكيما (قَالَ) زَاد فِي رِوَايَة لِابْنِهِ واسْمه باران أَو داران أَو مشْكم (ان الله اذا استودع شَيْئا حفظه) لَان العَبْد عَاجز فاذا تَبرأ من الاسباب واعترف بضعفه وَبرئ من حوله وقوته واستودع الله شَيْئا حفظه فَالله خير حفظا (حم عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (باسناد حسن) //
(ان لَك) بِكَسْر الْكَاف خطابا لعَائِشَة لما كَانَت معتمرة (من الاجر) أَي أجر نسكك (على قدر نصبك) بِالتَّحْرِيكِ أَي تعبك ومشقتك (ونفقتك) لَان الْجَزَاء على قدر الْمَشَقَّة غَالِبا وَفِيه أَن مَا كَانَ أَكثر فعلا كَانَ أَكثر فضلا وَمن ثمَّ كَانَ فضل الْوتر أفضل لزِيَادَة فضل النِّيَّة وَالتَّكْبِير وَالسَّلَام وَصَلَاة النَّقْل قَاعِدا على النّصْف من صلَاته قَائِما وافراد النّسك أفضل من الْقُرْآن وَمن غير الْغَالِب الْقصر أفضل من الاتمام بِشَرْطِهِ وَالضُّحَى أفضلهَا ثَمَان وأكثرها اثْنَتَا عشرَة وَقِرَاءَة سُورَة قَصِيرَة فِي الصَّلَاة أفضل من بعض سُورَة وَغير ذَلِك مِمَّا هُوَ مُقَرر فِي مَحَله (ك عَن عَائِشَة) وَصَححهُ
(ان لكل أمة أَمينا) أَي ثِقَة رَضِيا (وان أَمِين هَذِه الْأمة) الَّذِي لَهُ الزِّيَادَة من الْأَمَانَة (أَبُو عُبَيْدَة) عَامر بن عبد الله (ابْن الْجراح) بِفَتْح الْجِيم وَشد الرَّاء خصّه بأمانة هَذِه الْأمة لَان عِنْده من الزِّيَادَة فِيهَا مَا لَيْسَ فِي غَيره كَمَا خص الْحيَاء بعثمان وَالْقَضَاء بعلي (خَ عَن أنس) بل هُوَ // (مُتَّفق عَلَيْهِ) //
(ان لكل أمة حكيماً وَحَكِيم هَذِه الْأمة أَبُو الدَّرْدَاء) عُوَيْمِر أَو عَامر بن زيد بن قيس الخزرجي العابد الزَّاهِد الْحَكِيم (ابْن عَسَاكِر عَن جُبَير) بجيم (بن نفير) بنُون وَفَاء وبتصغيرها (مُرْسلا
ان لكل أمة فتْنَة) أَي ضلالا ومعصية (وان فتْنَة أمتِي المَال) أَي اللَّهْو بِهِ لانه يشغل البال عَن الْقيام بِالطَّاعَةِ(1/339)
وينسى الاخرة (ت ك عَن كَعْب بن عِيَاض) الاشعري قَالَ // (التِّرْمِذِيّ غَرِيب حسن وَالْحَاكِم صَحِيح وأقروه) //
(ان لكل أمة سياحة) بمثناة تحتية أَي ذَهَابًا فِي الارض وفراق وَطن (وان سياحة أمتِي الْجِهَاد فِي سَبِيل الله) تَعَالَى أَي هُوَ مَطْلُوب مِنْهُم كَمَا أَن السياحة مَطْلُوبَة فِي دين النَّصْرَانِيَّة (وان لكل أمة رَهْبَانِيَّة) أَي تبتلا وانقطاعا لِلْعِبَادَةِ (ورهبانية أمتِي الرِّبَاط فِي نحور الْعَدو) أَي مُلَازمَة الثغور بِقصد كف أَعدَاء الدّين ومقاتلتهم (طب عَن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف عفير) //
(أَن لكل أمة أَََجَلًا) أَي مُدَّة من الزَّمن (وَأَن لأمتي) من الْأَجَل (مائَة سنة) أَي لإنتظام أحوالها (فَإِذا أمرت) أَي مَضَت وَانْقَضَت (على أمتِي مائَة سنة أناها مَا وعدها الله عز وَجل) قَالَ أحد رُوَاته ابْن لَهِيعَة يعْنى بذلك كَثْرَة الْفِتَن والإختلاف وَفَسَاد النظام (طب عَن الْمُسْتَوْرد بن شَدَّاد) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أَن لكل بَيت بَابا وَبَاب الْقَبْر من تِلْقَاء رجلَيْهِ) أَي من جِهَة رجْلي الْمَيِّت إِذا وضع فِيهِ فَينْدب جعل بَابه كَذَلِك (طب عَن النُّعْمَان ابْن بشير) بِفَتْح الْمُوَحدَة وَكسر الْمُعْجَمَة
(أَن لكل دين خلقا) بِالضَّمِّ طبعا وسجية (وَأَن خلق الْإِسْلَام الْحيَاء) أَي طبع هَذَا الدّين وسجيته الَّتِي بهَا قوامه ونظامه الْحيَاء لِأَن الْإِسْلَام أشرف الْأَدْيَان وَالْحيَاء أشرف الْأَخْلَاق فاعطى الْأَشْرَاف للأشرف وَهَذَا غالبي (هـ عَن أنس وَابْن عَبَّاس) قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَلَا يثبت
(أَن لكل ساع غَايَة) أَي لكل عَامل مُنْتَهى (وَغَايَة ابْن آدم الْمَوْت) فَلَا بُد من انتهائه إِلَيْهِ وَإِن طَال عمره وَكَذَا كل ذِي روح وَإِنَّمَا خص ابْن آدم تَنْبِيها على أَنه لَا يَنْبَغِي أَن يضيع زمن مهلته بل ينتبه من غفلته (فَعَلَيْكُم بِذكر الله) أَي الزموه بِاللِّسَانِ والجنان (فَإِنَّهُ يسهلكم) كَذَا هُوَ بِخَط المُصَنّف أَي يسهل أخلاقكم أَو ويسهل شؤونكم فلإنه يبْعَث على الزّهْد والزهد فِي الدُّنْيَا يرِيح الْقلب وَالْبدن (ويرغبكم فِي الْآخِرَة) أَي يجركم إِلَى الْأَعْمَال الأخروية بِأَن يوفقكم لفعلها (البغوى) أَبُو الْقَاسِم هبة الله فِي مُعْجم الصَّحَابَة (عَن جلاس) بِفَتْح الْجِيم وَشدَّة اللَّام (ابْن عَمْرو) الْكِنْدِيّ // (ضَعِيف لضعف) // عَليّ بن قرين
(أَن لكل شَجَرَة ثَمَرَة وَثَمَرَة الْقلب الْوَلَد) تَمَامه وَأَن الله لَا يرحم من لَا يرحم وَلَده وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لَا يدْخل الْجنَّة إِلَّا رَحِيم (الْبَزَّار) فِي مُسْنده (عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (ضَعِيف لضعف سعيد بن سِنَان) //
(أَن لكل شَيْء أَنَفَة) بِضَم الْهمزَة وَفتحهَا قيل وَالأَصَح فتحهَا وَفتح النُّون أَي لكل شَيْء ابْتِدَاء وَأول (وَأَن أَنَفَة الصَّلَاة التَّكْبِيرَة الأولى فحافظوا) ندبا (عَلَيْهَا) أَي داوموا على حِيَازَة فَضلهَا لكَونهَا صفوة الصَّلَاة كَمَا فِي حَدِيث (ش طب عَن أبي الدَّرْدَاء) وَفِي // (إِسْنَاده مَجْهُول وَالأَصَح مَوْقُوف) //
(أَن لكل شَيْء بَابا) أَي مدخلًا يتَوَصَّل مِنْهُ إِلَيْهِ (وَبَاب الْعِبَادَة) الَّذِي يدْخل مِنْهُ إِلَيْهَا الْمعبر عَنهُ فِي رِوَايَة بالمفتاح (الصّيام) لِأَنَّهُ يصفى الذِّهْن وَيكون سَببا لإشراق النُّور على الْقلب فينشرح الصَّدْر لِلْعِبَادَةِ وَتحصل الرَّغْبَة فِيهَا (هناد عَن ضَمرَة بن حبيب) بن صُهَيْب (مُرْسلا) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَن لكل شَيْء تَوْبَة إِلَّا صَاحب سوء الْخلق فَإِنَّهُ لَا يَتُوب من ذَنْب إِلَّا وَقع فِي أشر مِنْهُ) أَي أَشد مِنْهُ شرا فَإِن سوء خلقه يجني ويعمي عَلَيْهِ طرق الرشاد فيوقعه فِي أقبح مِمَّا تَابَ مِنْهُ (خطّ عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أَن لكل شَيْء حَقِيقَة) أَي كنها وماهية (وَمَا بلغ عبد حَقِيقِيَّة الْأَيْمَان) الْكَامِل (حَتَّى يعلم) علما جَازِمًا (أَن مَا أَصَابَهُ) من الْمَقَادِير أَي وصل إِلَيْهِ مِنْهَا (لم يكن ليخطئة) لِأَن ماقدر عَلَيْهِ فِي الْأَزَل لَا بُد أَن يُصِيبهُ وَلَا يُصِيب غَيره وَمَا أخطأه لم يكن ليصيبه) وَإِن(1/340)
تعرض لَهُ لانه بَان أَنه لَيْسَ مَقْدُورًا عَلَيْهِ وَالْمرَاد أَن من تلبس بِكَمَال الْإِيمَان علم أَنه قد فرغ مِمَّا أَصَابَهُ وأخطأه من خير وَشر (حم طب عَن أبي الدَّرْدَاء) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أَن لكل شَيْء دعامة) بِالْكَسْرِ عمادا يقوم عَلَيْهِ ويستند إِلَيْهِ (ودعامة هَذَا الدّين الْفِقْه) أَي هُوَ عماد الْإِسْلَام وَالْمرَاد بالفقه علم الْحَلَال وَالْحرَام فَإِنَّهُ لَا تصح الْعِبَادَات والعقود وَغَيرهَا إِلَّا بِهِ وَقبل المُرَاد بِهِ فهم أسرار الْأَحْكَام فَإِن من علم عبد الله على بَصِيرَة من أمره وَبَيِّنَة من ربه فَعلم أس ذَلِك الْأَعْمَال (ولفقيه) بِفَتْح لَام التوكيد (وَاحِد أَشد على الشَّيْطَان من ألف عَابِد) لِأَن من فقه عَن الله أمره وَنَهْيه قمع الشَّيْطَان وأذله وقهره (هَب خطّ عَن أبي هُرَيْرَة) // (ضَعِيف لضعف خلف بن يحيى) //
(أَن لكل شَيْء سقالة) بسين وروى بصاد مهملتين أَي جلاء (وَأَن سقالة الْقُلُوب ذكر الله وَمَا من شي أنجى من عَذَاب الله) كَذَا فِي كثير من النّسخ لَكِن رَأَيْت نُسْخَة الْمُؤلف بِخَطِّهِ من عَذَاب بِالتَّنْوِينِ (من ذكر الله وَلَو أَن تضرب بسيفك حَتَّى يَنْقَطِع أَي فِي جِهَاد الْكفَّار وَلذَا قَالَ الْغَزالِيّ أفضل الْعِبَادَات الذّكر مُطلقًا (هَب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (ضَعِيف لضعف سعيد بن سِنَان) //
(أَن لكل شَيْء سناما) رفْعَة وعلوا مستعار من سَنَام الْبَعِير (وَأَن سَنَام الْقُرْآن سُورَة الْبَقَرَة من قَرَأَهَا فِي بَيته) أَي فِي مَحل سكنه بَيْتا أَو غَيره وَذكر الْبَيْت غالي (لَيْلًا) أَي فِي اللَّيْل (لم يدْخلهُ الشَّيْطَان) نكره دفعا لتوهم إِرَادَة إِبْلِيس وَحده (ثَلَاث لَيَال) أَي مُدَّة ثَلَاث لَيَال (وَمن قَرَأَهَا فِي بَيته نَهَارا لم يدْخلهُ شَيْطَان ثَلَاثَة أَيَّام) لِأَن مقصودها الإخاطة القيومية وَذَلِكَ فِي آيَة الْكُرْسِيّ تَصْرِيحًا وَفِي سائرها الأحة (ع طب حب هَب عَن سهل بن سعد) // (ضَعِيف لضعف خَالِد الْخُزَاعِيّ) //
(أَن لكل شَيْء شرفا) أَي رفْعَة (وَأَن أشرف الْمجَالِس مَا اسْتقْبل بِهِ الْقبْلَة) فَينْدب الْمُحَافظَة على استقبالها فِي غير قَضَاء الْحَاجة وَنَحْوه مَا أمكن سِيمَا عِنْد الْأَذْكَار ووظائف الطَّاعَات (طب ك عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد واه بل قيل مَوْضُوع) //
(أَن لكل شَيْء شرة) بِكَسْر الشين الْمُعْجَمَة وَالتَّشْدِيد أَي حرصا على الشَّيْء ونشاطا ورغبة فِي الْخَيْر أَو الشَّرّ (وَلكُل شرة فَتْرَة) أَي وَهنا وضعفا وسكونا (فَإِن شَرْطِيَّة (صَاحبهَا سدد وقارب) أَي جعل صَاحب الشرة عمله متوسطاً وتجنب طرفِي أفراط الشرة وتفريط الفترة (فارجوه) أَي ارجو الْفَلاح مِنْهُ فَإِنَّهُ يُمكنهُ الدَّوَام على الْوسط وَأحب الْأَعْمَال إِلَى الله أدومها (وَأَن أُشير إِلَيْهِ بالأصابع) أَي اجْتهد وَبَالغ فِي الْعَمَل ليصير مَشْهُورا بِالْعبَادَة والزهد وَصَارَ مَشْهُورا مشار إِلَيْهِ (فَلَا تعدوه) أَي لَا تَعْتَدوا بِهِ وَلَا تحسبوه من الصَّالِحين لكَونه مرائياً وَلم يقل فَلَا ترجوه إِشَارَة إِلَى أَنه قد سقط وَلم يُمكنهُ تدارك مَا فرط (تَنْبِيه) قَالَ بَعضهم الْآدَمِيّ ذُو تركيب مُخْتَلف فِيهِ تضَاد وتغاير فَهُوَ مُتَرَدّد بَين الْعَامِل الْعلوِي والسفلي فَلذَلِك لَهُ حَظّ من الفتور عَن الصَّبْر على صرف الْحق فَلهَذَا كَانَ لكل عَامل فَتْرَة (ت عَن أبي هُرَيْرَة) وَقَالَ // (حسن صَحِيح غَرِيب) //
(أَن لكل شَيْء قلباً) أَي لبا (وقلب الْقُرْآن يس) أَي خالصه الْمُودع فِيهِ الْمَقْصُود مِنْهُ لإحتواها مَعَ قصر نظمها وَصغر حجمها على الأيات الساطعة والبراهين القاطعة والعلوم المكنونة والمعاني الدقيقة والمواعيد الرغيبة والزواجر الْبَالِغَة والإشارات الباهرة والشواهد البديعة وَغير ذَلِك بِمَا لَو تدبره الْمُؤمن الْعَلِيم لصدر عَنهُ بِالرَّأْيِ الْعَظِيم (وَمن قَرَأَ يس كتب الله لَهُ) أَي قدر أَو أَمر الْمَلَائِكَة أَن تكْتب لَهُ (بِقِرَاءَتِهَا) ثَوَاب (قِرَاءَة الْقُرْآن عشر مَرَّات) أَي قدر ثَوَاب قِرَاءَته عشرا بِدُونِ سُورَة يس وَورد اثْنَتَيْ عشرَة مرّة(1/341)
وَلَا تعَارض لإحتمال أَنه أعلم أَولا بالكثير ثمَّ بِالْقَلِيلِ (الدَّارمِيّ ت عَن أنس) قَالَ التِّرْمِذِيّ // (غَرِيب وَفِيه شيخ مَجْهُول) //
(أَن لكل شَيْء قمامة) أَي كناسَة كِنَايَة عَن القاذورات المعنوية (وقمامة الْمَسْجِد) قَول الْإِنْسَان فِيهِ (لَا وَالله وبلى وَالله) أَي اللَّغْو فِيهِ وَذكر الْحلف واللغط وَالْخُصُومَة فَإِن ذَلِك مِمَّا ينزه الْمَسْجِد عَنهُ فَيكْرَه ذَلِك فِيهِ (طس عَن أبي هُرَيْرَة) // (ضَعِيف لضعف رشدين وَغَيره) //
(أَن لكل شَيْء نِسْبَة وَأَن نِسْبَة الله قل هُوَ الله أحد) أَي سورتها بكمالها وَهَذَا قَالَه لما قَالَ لَهُ الْيَهُود أَو الْمُشْركُونَ انسب لنا رَبك (طس عَن أبي هُرَيْرَة) // (ضَعِيف لضعف الْوَازِع ابْن نَافِع) //
(أَن لكل عمل شرة وَلكُل شرة فَتْرَة فَمن كَانَت فترته إِلَى سنتي) أَي طريقتي الَّتِي شرعتها (فقد اهْتَدَى) أَي سَار سيرة مرضية (وَمن كَانَت إِلَى غير ذَلِك فقد هلك) هَلَاك الْأَبَد (هَب عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(أَن لكل غادر) أَي نَاقض الْعَهْد تَارِك للوفاء (لِوَاء أَي علما وَهُوَ دون الرَّايَة ينصب لَهُ (يَوْم الْقِيَامَة يعرف بِهِ) بَين أهل الْموقف تشهيرا لَهُ بالغدر وتفضيحا على رُؤْس الْإِشْهَاد وَيكون ذَلِك اللِّوَاء (عِنْد استه) دبره اسْتِخْفَافًا بِهِ واستهانه لأَمره لِأَن علم الْعِزَّة ينصب تِلْقَاء الْوَجْه فَعلم الذلة بعكسه والغدر مَذْمُوم فِي جَمِيع الْملَل قَالَ بَعضهم الْعذر يصلح فِي كل موطن وَلَا عذر لغادر وَقَالَ عَليّ كرم الله وَجهه الْوَفَاء لأهل الْغدر غدر والغدر لأهل الْغدر وَفَاء (الطَّيَالِسِيّ) أَبُو دَاوُد (حم عَن أنس) بِإِسْنَاد حسن
(أَن لكل قوم فارطا) أَي سَابِقًا إِلَى الْآخِرَة مهيئا لَهُم مَا يَنْفَعهُمْ فِيهَا (وأنى فَرَطكُمْ على الْحَوْض) أَي مقذمكم إِلَيْهِ وناظر لكم فِي إِصْلَاحه وتهيئته (فَمن ورد على الْحَوْض فَشرب) مِنْهُ شربة (لم يظمأ) بعْدهَا (وَمن لم يظمأ دخل الْجنَّة) فَمن يعذب فِي الْموقف بالعطش يدْخل النَّار مَا للخلود أَو للتطهير (طب عَن سهل بن سعد) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أَن لكل قوم فراسة) بِكَسْر الْفَاء (وَإِنَّمَا يعرفهَا الْأَشْرَاف) أَي العالو الْمرتبَة المرتفعو الْمِقْدَار فِي علم طَرِيق الْآخِرَة (ك عَن عُرْوَة) بِضَم الْعين الْمُهْملَة ابْن الزبير (مُرْسلا
أَن لكل نَبِي أَمينا) أَي ثِقَة يعْتَمد عَلَيْهِ (وأميني أَبُو عُبَيْدَة) عَامر (بن الْجراح) أحد الْعشْرَة المبشرة (حم) وَكَذَا الْبَزَّار (عَن عمر) وَرِجَاله ثِقَات
(أَن لكل نَبِي حواريا) وزيراً أَو ناصراً أَو خَلِيلًا وخاصة من أَصْحَابه (وَأَن حوارى الزبير) إِضَافَة إِلَى يَاء الْمُتَكَلّم فَحذف الْيَاء قَالَه لما قَالَ يَوْم الْأَحْزَاب من يأتني بِخَبَر الْقَوْم فَقَالَ الزبير أَنا (خَ ت عَن جَابر) بن عبد الله (ت ك عَن عَليّ) أَمِير الْمُؤمنِينَ
(أَن لكل نَبِي) يَعْنِي رَسُول (حوضا) على قدر رتبته وَأمته (وَأَنَّهُمْ) أَي الْأَنْبِيَاء (يتباهون) يتفاخرون (أَيهمْ أَكثر) أمة (وَارِدَة) على الْحَوْض (وَإِنِّي أَرْجُو) أَي أُؤَمِّل (أَن أكون أَكْثَرهم وَارِدَة) على الْحَوْض وَهَذَا غالبي فبعض الرُّسُل لَا وَارِدَة لَهُ أى لَيْسَ لَهُ أمة إِجَابَة وَفِيه أَن الْحَوْض لَيْسَ من خَصَائِصه (ت عَن سَمُرَة) بن جُنْدُب قَالَ التِّرْمِذِيّ // (غَرِيب وَصحح إرْسَاله) //
(أَن لكل نَبِي خَاصَّة من أَصْحَابه وَأَن خاصتي من أَصْحَابِي أَبُو بكر) الصّديق (وَعمر) الْفَارُوق وَمن ثمَّ استوزرهما فِي حَيَاته وَحقّ لَهما أَن يخلفاه على أمته بعد وَفَاته (طب عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف عبد الرَّحِيم الثَّقَفِيّ) //
(أَن لكل نَبِي دَعْوَة) أَي مرّة من الدعاة متيقنا إجابتها (قد دَعَا بهَا فِي أمته) لَهُم أَو عَلَيْهِم بعنى صرفهَا فِي هَذِه الدَّار لأحد الْأَمريْنِ (فاستجيب لَهُ) وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنهم إِذا دعوا لم يستجب لَهُم إِلَّا وَاحِدَة (وأنى اخْتَبَأْت دَعْوَتِي) أَي ادخرتها (شَفَاعَة لأمتي يَوْم الْقِيَامَة) لِأَن صرفهَا الْهم فِي الشَّفَاعَة أهم(1/342)
وأنفع وَأتم (حم ق عَن أنس) بن مَالك وَرَوَاهُ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ أَيْضا وَزَاد فِي آخِره وَأَن إِبْرَاهِيم ليرغب فِي دعائي ذَلِك الْيَوْم
(أَن لكل نَبِي وُلَاة) جمع ولي أَي لكل نَبِي أحبائهم أولى بِهِ من غَيرهم (من النَّبِيين وَأَن وليي أبي) إِبْرَاهِيم الْخَلِيل (وخليلي رَبِّي) تَمَامه ثمَّ قرأان أولى النَّاس بإبراهيم للَّذين اتَّبعُوهُ وَهَذَا النَّبِي (ت عَن ابْن مَسْعُود) // (وَصَححهُ الْحَاكِم) //
(أَن لكل نَبِي وزيرين) تَثْنِيَة وَزِير وَهُوَ الَّذِي يحمل الأثقال ويلتجئ الْحَاكِم إِلَى رَأْيه وتدبيره (ووزير أَي وصاحباي أَبُو بكر وَعمر) فِيهِ إِشَارَة إِلَى استحقاقهما الْخلَافَة من بعده (ابْن عَسَاكِر) وَأَبُو يعلى وَغَيرهمَا (عَن أبي ذَر) // (بأسانيد ضَعِيفَة) //
(أَن لي أَسمَاء) وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ خَمْسَة أَسمَاء أَي مَوْجُودَة فِي الْكتب الْمُتَقَدّمَة أَو مَشْهُورَة بَين الْأُمَم الْمَاضِيَة أَو لم يتسم بهَا أحد قبلي أَو معظمة (أَنا مُحَمَّد) قدمه لِأَنَّهُ أشرفها (وَأَنا أَحْمد) أَي أَحْمد الحامدين لرَبه (وَأَنا الحاشر) أَي ذُو الْحَشْر (الَّذِي يحْشر النَّاس على قدمي) بخفة الْيَاء على الْإِفْرَاد وبشدها على التَّثْنِيَة أَي على أثر نوبتي أَي زَمَنهَا أَي لَيْسَ بعده نَبِي (وَأَنا الماحي الَّذِي يمحو الله بِي الْكفْر) أَي يزِيل أَهله من جَزِيرَة الْعَرَب أَو من أَكثر الْبِلَاد (وَأَنا العاقب) زَاده مُسلم الَّذِي لَيْسَ بعده أحد (مَالك ق ت ن عَن جُبَير بن مطعم) بِضَم فَسُكُون فَكسر
(أَن لي وزيرين من أهل السَّمَاء ووزيرين من أهل الأَرْض فوزيراي من أهل السَّمَاء) أَي الْمَلَائِكَة (جِبْرِيل وَمِيكَائِيل ووزيراي من أهل الأَرْض أَبُو بكر وَعمر) فِيهِ أَن الْمُصْطَفى أفضل من جِبْرِيل وَمِيكَائِيل (ك عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ وَصَححهُ وأقروه (الْحَكِيم) فِي نوادره (عَن ابْن عَبَّاس) وَغَيره
(أَن مَا قد قدر فِي الرَّحِم سَيكون) سَوَاء عزل المجامع أم أنزل دَاخل الْفرج فَلَا أثر للعزل وَلَا لعدمه وَهَذَا قَالَه لمن سَأَلَهُ عَن الْعَزْل وَالرحم مَوضِع تكوين الْوَلَد (ن عَن أبي سعيد) واسْمه عمَارَة (الزرقي) بِفَتْح الزَّاي وَسُكُون الرَّاء وَآخره قَاف نِسْبَة إِلَى زرق قَرْيَة من قرى مرو
(أَن مَا بَين مصراعين فِي الْجنَّة) أَي فِي بَاب من أَبْوَاب الْجنَّة (كمسيرة أَرْبَعِينَ سنة) وَهَذَا هُوَ الْبَاب الْأَعْظَم وأماما سواهُ فَكَمَا بَين مَكَّة وهجرو بِهِ تتفق الرِّوَايَات (حم ع) وَكَذَا الطَّبَرَانِيّ (عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أَن مثل الْعلمَاء فِي الأَرْض) بِالْعلمِ الشَّرْعِيّ العاملين بعلمهم (كَمثل النُّجُوم) أَي كَالنُّجُومِ (فِي السَّمَاء يهتدى بهَا فِي ظلمات الْبر وَالْبَحْر) فَكَذَا الْعلمَاء يهتدى بهم فِي ظلمات الضلال وَالْجهل (فَإِذا انطمست النُّجُوم أوشك أَن نضل الهداة) فَكَذَا إِذا مَاتَت الْعلمَاء أوشك أَن تضل النَّاس وَأفَاد بالتشبيه المكني بِهِ عَن إِثْبَات النُّور الْمُقَابل للظلمة الْمُسْتَعَار كل مِنْهُمَا للْعلم وَالْجهل الْإِشَارَة إِلَى قَوْله تَعَالَى {أَو من كَانَ مَيتا فأحييناه} الْآيَة وَزَاد فِي رِوَايَة وَمثل بَاب حطة فِي بني اسرائيل من دخله على الْوَجْه الْمَأْمُور بِهِ غفر لَهُ فَجعل مُوَالَاتهمْ سَببا للغفران (حم عَن أنس) بن مَالك
(أَن مثل أهل بَيْتِي) فَاطِمَة وعَلى وابنيهما وبنيهما أهل الدّيانَة وَالْأَمَانَة وَالْعلم (فِيكُم مثل سفينة نوح من ركبهَا نجا وَمن تخلف عَنْهَا هلك وَجه الشّبَه أَن النجَاة تثبت لأهل سفينة نوح فَأثْبت لأمته بالتمسك بِأَهْل بَيته النجَاة (ك عَن أبي ذَر) // (وَصَححهُ ورد بِأَنَّهُ ضَعِيف) //
(أَن مثل الَّذِي يعود فِي عطيته) أَي يرجع فِيمَا وهبه لغيره (كَمثل) بِزِيَادَة الْكَاف أَو مثل (الْكَلْب أكل حَتَّى إِذا شبع قاء ثمَّ عَاد فِي قيئه فَأَكله) ظَاهِرَة تَحْرِيم الرُّجُوع فِي الْهِبَة بعد الْقَبْض وموضعه فِي الْأَجْنَبِيّ فَلَو وهب لفرعه رَجَعَ عِنْد الشَّافِعِي (هـ عَن أبي هُرَيْرَة) // (وَهُوَ حسن) //
(أَن مثل الَّذِي يعْمل(1/343)
السيآت) جمع سَيِّئَة وَهِي مَا تسيء صَاحبهَا فِي الْآخِرَة أَو فِي الدُّنْيَا (ثمَّ يعْمل الْحَسَنَات كَمثل رجل كَانَت عَلَيْهِ درع) بدال مُهْملَة زردية (ضيقَة قد خنقته) أَي عقرت حلقه لضيقها (ثمَّ عمل حَسَنَة فانفكت) أَي تخلصت (حَلقَة) بِسُكُون اللَّام (ثمَّ عمل أُخْرَى فانفكت الْأُخْرَى) وَهَكَذَا وَاحِدَة وَاحِدَة (حَتَّى تخرج إِلَى الأَرْض) أَي تنْحَل وتنفك حَتَّى تسْقط جَمِيع تِلْكَ الدرْع وَتخرج صَاحبهَا من ضيقها فَقَوله يخرج إِلَى الأَرْض كِنَايَة عَن سُقُوطهَا (طب عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِىّ وَرَوَاهُ عَنهُ أَحْمد أَيْضا وَفِيه ابْن لَهِيعَة
(أَن مجوس هَذِه الْأمة) أَي الْجَمَاعَة المحمدية (المكذبون بأقدار الله) بِفَتْح الْهمزَة أَي بِوُقُوع الْأَفْعَال بِتَقْدِير الله جمع قدر بِفتْحَتَيْنِ الْقَضَاء الَّذِي يقدره الله تَعَالَى حَيْثُ جعلُوا الْخَيْر من الله وَالشَّر من الشَّيْطَان (أَن مرضوا فَلَا تعودوهم) أَي لَا تزوروهم فِي مرضهم (وَإِن مَاتُوا فَلَا تشهدوهم) أَي لَا تحضروا جنائزهم وَلَا تصلوا عَلَيْهِم (وَإِن لقيتموهم) فِي نَحْو طَرِيق (فَلَا تسلموا عَلَيْهِم) لمضاهاة مَذْهَبهم مَذْهَب الْمَجُوس الْقَائِلين بالأصلين النُّور والظلمة (هـ عَن جَابر) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف بل واه بل قيل مَوْضُوع) //
(أَن محَاسِن الْأَخْلَاق مخزونة) أَي محرزة (عِنْد الله تَعَالَى) أَي فِي علمه (فَإِذا أحب الله عبدا منحه) أَي أعطَاهُ (خلقا حسنا) بِأَن يطبعه عَلَيْهِ فِي جَوف أمه أَو يفِيض على قلبه نورا فيشرح صَدره للتخلق بِهِ حَتَّى يصير كالغريزى (الْحَكِيم) فِي نواده (عَن الْعَلَاء بن أبي كثير مُرْسلا) // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(أَن مَرْيَم) بنت عمرَان الصديقة بِنَصّ الْقُرْآن (سَأَلت الله أَن يطْعمهَا لَحْمًا لادم فِيهِ) أَي سَائل (فأطعمها الْجَرَاد) تَمَامه عِنْد الطَّبَرَانِيّ فَقَالَت اللَّهُمَّ أعشه بِغَيْر رضَاع وتابع بَينه بِغَيْر شياع أَي صَوت وَفِيه إِشَارَة إِلَى أَنَّهَا أول من أكله (عق عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف
(أَن مسح الْحجر الْأسود) أَي استلامه بِالْيَدِ الْيُمْنَى (والركن الْيَمَانِيّ يحطان الْخَطَايَا حطا) أَي يسقطانها أَو ينقصانها وأكد بِالْمَصْدَرِ إِفَادَة لتحَقّق ذَلِك (حم عَن ابْن عمر // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أَن مصر) بِمَنْع الصّرْف للعلمية والعجمة (ستفتح عَلَيْكُم فانتجعوا خَيرهَا) اذْهَبُوا إِلَيْهَا لطلب الرِّبْح والفائدة فَإِنَّهَا كَثِيرَة المكاسب (وَلَا تتخذوها دَارا) أَي مَحل إِقَامَة (فَإِنَّهُ يساق إِلَيْهَا أقل النَّاس أعمارا) لحكمة علمهَا الشَّارِع أَو اسْتَأْثر الله بعلمها وَهَذَا مشَاهد فِي الأغراب قدر الله لَهُم ذَلِك فِي الْأَزَل (تخ والبارودي) فِي الصَّحَابَة (طب وَابْن السّني وَأَبُو نعيم) كِلَاهُمَا (فِي الطِّبّ) النَّبَوِيّ (عَن رَبَاح اللَّخْمِيّ) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف جدا بل قيل مَوْضُوع) //
(أَن مطعم) بِفَتْح فَسُكُون فَفتح (ابْن آدم) كنى بِهِ عَن الشَّرَاب وَالطَّعَام الَّذِي يَسْتَحِيل بولا وغائطا (قد ضرب مثلا للدنيا) أَي لحقارتها وقذارتها (وَأَن قزحه) بقاف وزاي مُشَدّدَة توبله وَكثر بزاره وَبَالغ فِي تحسينه (وملحه) بِفَتْح الْمِيم وَشدَّة اللَّام أَي صيره ألوانا مليحة وروى بِالتَّخْفِيفِ أَي جعلي فِيهِ الْملح بِقدر الْإِصْلَاح (فَانْظُر) تَأمل أَيهَا الْعَاقِل المتبصر (ألى مَا يصير) من خر وَجه غائطا نَتنًا نجسا فِي غَايَة القذارة مَعَ كَونه كَانَ قبل ذَلِك ألوانا طيبَة ناعمة (حم طب عَن أبي) بن كَعْب // (وَإِسْنَاده جيد قوي) //
(أَن معافاة الله للْعَبد فِي الدُّنْيَا أَن يستر عَلَيْهِ سيآته) فَلَا يظهرها لأحد وَلَا يَفْضَحهُ بهَا وَمن ستر عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا ستر عَلَيْهِ فِي الْآخِرَة (الْحسن بن سُفْيَان فِي) كتاب (الوجدان) بِضَم الْوَاو (وَأَبُو نعيم فِي) كتاب (الْمعرفَة) أَي معرفَة الصَّحَابَة (عَن بِلَال بن يحيى العبسى مُرْسلا
أَن مَعَ كل جرس) بِالتَّحْرِيكِ أَي جلجل يعلق(1/344)
فِي عنق الدَّابَّة (شَيْطَانا) قيل لدلالته على أَصْحَابه بِصَوْتِهِ فَيكْرَه تَعْلِيق الجرس على الدَّوَابّ (د عَن عمر) // (بِإِسْنَاد فِيهِ مَجَاهِيل
(أَن مغير الْخلق) بِضَمَّتَيْنِ (كمغير الْخلق) بِالْفَتْح (أَنَّك لَا تَسْتَطِيع أَن تغير خلقه حَتَّى تغير خلقه) وتغيير خلقه محَال فَكَذَا خلقه وتابى الطباع على النَّاقِل لَكِن هَذَا فِي الْخلق الجبلى لَا المكتسب (عدفر) وَكَذَا الطَّبَرَانِيّ (عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِيه بَقِيَّة عَن إِسْمَاعِيل بن عَيَّاش
(أَن مَفَاتِيح الرزق) أَي أَسبَابه (متوجهة نَحْو الْعَرْش) أَي جِهَته (فَينزل الله تَعَالَى على النَّاس أَرْزَاقهم على قدر نفقاتهم فَمن كثر كثر لَهُ وَمن قلل قلل لَهُ) أَي من وسع على عِيَاله وَنَحْوهم مِمَّن تلْزمهُ مؤنتهم أدر الله عَلَيْهِ من الرزق بِقدر ذَلِك وَمن قتر عَلَيْهِم قتر عَلَيْهِ قَالَ بعض العارفين إِذا علم الله من عبد جودا سَاق إِلَيْهِ أرزاق الْعباد لتصل إِلَيْهِم على يَده ويربح الْكَرِيم الثَّنَاء الْحسن فَمَا أَخذ أحد شيأ من رزق غَيره أبدا وَمَا مدح الله المؤثرين على أنفسهم إِلَّا لكَوْنهم وقواشح نُفُوسهم (قطّ فِي الْإِفْرَاد عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَن ملكا موكلا بِالْقُرْآنِ فَمن قَرَأَ مِنْهُ سَيِّئًا لم يقومه) أَي لم ينْطق بِهِ على مَا يجب من رِعَايَة الْأَعْرَاب واللغة ووجوه القراآت الثَّابِتَة (قومه الْملك) أَي عدله (وَرَفعه) إِلَى الملا الْأَعْلَى قويما (أَبُو سعيد السماني) بِكَسْر السِّين وَشدَّة الْمِيم نِسْبَة إِلَى سعد السمانى الْحَافِظ الْمروزِي (فِي مشيخته و) أَمَام الدّين عبد الْكَرِيم (الرَّافِعِيّ) نِسْبَة إِلَى رَافع بن خديج الصَّحَابِيّ (فِي تَارِيخه) أَي تَارِيخ قزوين (عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَن من الْبَيَان لسحرا) أَي أَن مِنْهُ لنوعا يحل من الْعُقُول والقلوب فِي التمويه مَحل السحر فَيقرب الْبعيد وَيبعد الْقَرِيب ويزين الْقَبِيح ويعظم الحقير فَكَأَنَّهُ سحر وَذَا قَالَه حِين وَفد رجلَانِ فخطبا ببلاغة وفصاحة فأعجب النَّاس بهما (مَالك حم خَ دت عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(أَن من الْبَيَان سحر أَوَان من الشّعْر حكما) بِكَسْر فَفتح جمع حِكْمَة أَي قولا صَادِقا مطابقاً للْوَاقِع مُوَافقا للحق وَذَلِكَ مَا مِنْهُ من المواعظ وذم الدُّنْيَا والتحذير من غرورها وَنَحْو ذَلِك وجنس الشّعْر وَإِن كَانَ مذموماً لَكِن مِنْهُ مَا يحمد لإشتماله على الْحِكْمَة (حم دعن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(أَن من الْبَيَان سحرًا) أَي أَن بعض الْبَيَان سحر لِأَن صَاحبه يُوضح الْمُشكل ويكشف عَن حَقِيقَته بحنس بَيَانه فيستميل الْقُلُوب كَمَا تستمال بِالسحرِ وَقَالَ بَعضهم لما كَانَ فِي الْبَيَان من إبداع التَّرْكِيب وغرابة التَّأْلِيف مَا يجذب السّمع ويخرجه إِلَى حد يكَاد يشْغلهُ عَن غَيره شبهه بِالسحرِ الحقيقى وَهُوَ الَّذِي يُقَال لَهُ السحر الْحَلَال (وَأَن من الْعلم جهلا) لكَونه علما مذموما وَالْجهل بِهِ خير مِنْهُ (وَأَن من الشّعْر حكما) أكدها وَفِيمَا مربان وَفِي بعض الرِّوَايَات بِاللَّامِ ردا على من أطلق كَرَاهَة الشّعْر فَأَشَارَ إِلَى أَن حسنه حسن وقبيحه قَبِيح (وَأَن من القَوْل عيالا) أَي ملالا فالسا مَعَ أما عَالم فيمل أَو جَاهِل فَلَا يفهم فيسأم وَهُوَ من عَال العالة يعيل عيلا وعيالا بالتفح إِذا لم يدر أَي جِهَة يبغيها كَأَنَّهُ لم يهتد لمن يطْلب عمله فيعرضه على من لَا يُريدهُ (دعن بُرَيْدَة) بن الْحصيب وَفِي إِسْنَاده من يجهل
(أَن من التَّوَاضُع لله الرِّضَا بالدون) أَي الْأَقَل (من شرف الْمجَالِس) فَمن أدب نَفسه حَتَّى رضيت مِنْهُ بِأَن يجلس حَيْثُ انْتهى بِهِ الْمجْلس فَازَ بِخَط وافر من التَّوَاضُع (طس هَب عَن طَلْحَة) بن عبيد الله وَرَوَاهُ غَيرهمَا عَنهُ أَيْضا // (وَإِسْنَاده حسن) //
(أَن من الْجفَاء) أَي الْأَعْرَاض عَن الصَّلَاة أَو الْأَعْمَال الْمُوجبَة لذَلِك وَأَصله الوحشة بَين المجتمعين ثمَّ تجوز بِهِ لما](1/345)
يبعد عَن الثَّوَاب (أَن يكثر الرجل) يَعْنِي الْمصلى وَلَو امْرَأَة (مسح جَبهته) من الْحَصَى وَالْغُبَار بعد تحرمه وَقبل الْفَرَاغ من صلَاته) فَيكْرَه إكثار ذَلِك لمنافاته الْخُشُوع (هـ عَن أبي هُرَيْرَة) // (ضَعِيف لضعف هرون المتمى) //
(أَن من الذُّنُوب ذنوبا لَا يكفرهَا الصَّلَاة) لَا الْفَرْض وَلَا النَّفْل (وَلَا الصّيام) كَذَلِك (وَلَا الْحَج) قيل مَا يكفرهَا قَالَ (يكفرهَا الهموم) جمع هم وَهُوَ القلق والحزن (فِي طلب الْمَعيشَة) أَي السَّعْي فِي تَحْصِيل مَا يعِيش بِهِ وَيقوم بكفايته وممونه وَهَذَا كَمَا قَالَ الْغَزالِيّ فِي حق الْحق أما حق الْعباد فَلَا بدّ من الْخُرُوج مِنْهُ (حل وَابْن عَسَاكِر عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف بل واه) //
(أَن من السَّرف) أَي مُجَاوزَة الْحَد المرضى أَن تَأْكُل كلما اشْتهيت) لِأَن النَّفس إِذا تعودت ذَلِك شرهت وترقت من ترتبة لأخرى فَلَا يُمكن كفها بعد ذَلِك فَيَقَع فِي مذمومات كَثِيرَة (هـ عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) // لَكِن لَهُ شَوَاهِد
(أَن من السّنة) أَي الطَّرِيقَة الاسلامية المحمدية (أَن يخرج الرجل مَعَ ضَيفه) مشيعا لَهُ (إِلَى بَاب الدَّار) زَاد فِي رِوَايَة وَيَأْخُذ بركابه أَي أَن كَانَ يركب وَذَلِكَ إيناسا لَهُ وإكراما لينصرف طيب النَّفس منشرح الصَّدْر وَفِي رِوَايَة إِلَى بَاب الْبَلَد أَي أَن كَانَ من بلد آخر وَالْأول كَاف فِي أصل السّنة وَالثَّانِي للأكمل وَالْكَلَام فِي الْمُوفق (هـ عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَن من الْفطْرَة) أَي السّنة الْقَدِيمَة الَّتِي اخْتَارَهَا الْأَنْبِيَاء واتفقت عَلَيْهَا الشَّرَائِع فكأنهم فطروا عَلَيْهَا (الْمَضْمَضَة والإشتنشاق) أَي إِيصَال المَاء إِلَى الْفَم وَالْأنف فِي الطَّهَارَة (والسواك) بِمَا يزِيل القلح (وقص الشَّارِب) يَعْنِي إِزَالَته بِنَحْوِ 0 قصّ وَحلق حَتَّى تبين الشّفة بَيَانا ظَاهرا (وتقليم الْأَظْفَار) أَي جَمِيعهَا من يدا وَرجل وَلَو زَائِدَة (ونتف الْإِبِط) أَي إِزَالَة مَا بِهِ من شعر ينتف أَن قوى عَلَيْهِ وَإِلَّا إِزَالَة يحلق أَو غَيره (والإستحداد) حلق الْعَانَة بالحديد أَي الموسى يَعْنِي إِزَالَة شعرهَا بحديد أَو غَيره وَخص الْحَدِيد لِأَن غَالب الْإِزَالَة بِهِ (وَغسل البراجم) أَي تنظيف الْمَوَاضِع المنقبضة والمنعطفة الَّتِي يجْتَمع فِيهَا الْوَسخ وَأَصلهَا العقد الَّتِي بِظُهُور الْأَصَابِع (والإنتضاح بِالْمَاءِ) أَي نضح الْفرج بِمَاء قَلِيل بعد الْوضُوء أَو أَرَادَ الإستنجاء (والإختتان) للذّكر بِقطع القلفة وللأنثى بِقطع مَا ينْطَلق عَلَيْهِ الإسم من فرجهَا وَهُوَ وَاجِب عِنْد الشَّافِعِي دون مَا قبله وَلَا بدع أَن يُرَاد بالفطرة الْقدر الْمُشْتَرك الْجَامِع للْوُجُوب وَالنَّدْب (جم ش ده عَن عمار ابْن يَاسر) (وَهُوَ ضَعِيف مُنْقَطع) //
(أَن من النَّاس نَاسا مَفَاتِيح للخير مغاليق للشر وَأَن من النَّاس نَاسا مَفَاتِيح للشر مغاليق للخير فطوبى) حسنى أَو خيرا وعيش طيب (لمن جعل الله مَفَاتِيح الْخَيْر على يَدَيْهِ وويل) أَي شدَّة حسرة ودمار وهلاك (لمن جعل الله مَفَاتِيح الشَّرّ على يَدَيْهِ) فالخير مرضاة لله وَالشَّر مسخطة فَإِذا رَضِي عَن عبد فعلامة رِضَاهُ يَجعله مفتاحا للخير وَعَكسه فصحبه الأول دَوَاء وَالثَّانِي دَاء والمفاتيح اسْتِعَارَة للْإنْسَان للسَّبَبِيَّة فِي كل إيصالاً ومنعاً وَمِنْهُم من هُوَ متلبس بهما فَهُوَ من الَّذين خلطوا عملا صَالحا وَآخر سَيِّئًا (هـ عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لَكِن لَهُ جَابر) //
(أَن من النَّاس مَفَاتِيح) بِإِثْبَات الْيَاء جمع مِفْتَاح وَيُطلق على المحسوس وعَلى المعنوى كَمَا هُنَا (لذكر الله) قيل من هم يَا رَسُول الله قَالَ الَّذين (إِذا رؤوا ذكر الله) بِبِنَاء رؤا للْمَجْهُول يعْنى إِذا رَآهُمْ النَّاس ذكرُوا عِنْد رُؤْيَتهمْ لما هم عَلَيْهِ من سمات الصّلاح وشعار الْأَوْلِيَاء مِمَّا علاهم من النُّور والهيبة والخشوع والخضوع وَغير ذَلِك (طب هَب عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أَن من النِّسَاء عيا) بِكَسْر الْمُهْملَة وَشدَّة الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة - _ هوامش قَوْله وَلَا الْحَج فِي خطّ الدَّاودِيّ وَنسخ الْمَتْن الْمُعْتَمدَة وَلَا الْعمرَة وَقد سَقَطت من خطّ الْمَنَاوِيّ اه من هَامِش(1/346)
أَي جهلا وعجزاً وأتعاباً (وعورة) أَي نقصا وقبحاً (فكفوا) أَيهَا الرِّجَال القوامون عَلَيْهِنَّ (عَلَيْهِنَّ بِالسُّكُوتِ) أَي بِالضَّرْبِ صفحاً عَن كلامهن ورد جوابهن عَن كل مَا سَأَلته (وواروا عوراتهن بِالْبُيُوتِ) أَي استروا عوراتهن بإمساكهن فِي بُيُوتهنَّ ومنعهن من الْخُرُوج وَلَا تسكوهن الغرف كَمَا فِي حَدِيث (عق عَن أنس) ثمَّ قَالَ إِنَّه غير مَحْفُوظ بل قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ مَوْضُوع
(إِن من أحبكم إِلَيّ أحسنكم أَخْلَاقًا) أَي أَكْثَرَكُم حسن خلق لِأَن حسن الْخلق يحمل على التَّنَزُّه عَن الْعُيُوب والذنُوب والتحلي بمكارم الْأَخْلَاق من الصدْق وَحسن الْمُعَامَلَة وَالْعشرَة وَغير ذَلِك (خَ عَن ابْن عَمْرو
ان من إجلال الله) أَي تبجيله وتعظيمه (إكرام ذِي أَي صَاحب (الشيبة الْمُسلم) بتوقيره فِي الْمجَالِس والرفق بِهِ والشفقة عَلَيْهِ وَنَحْو ذَلِك (وحامل الْقُرْآن) أَي حافظه (غير الغالي فِيهِ) بغين مُعْجمَة أَي غير المتجاوز الْحَد فِي الْعَمَل بِهِ وتتبع مَا خَفِي مِنْهُ واشتبه عَلَيْهِ من مَعَانِيه وَفِي حُدُود قِرَاءَته ومخارج حُرُوفه (والجافي عَنهُ) أَي التارك لَهُ الْبعيد عَن تِلَاوَته وَالْعَمَل بِمَا فِيهِ (وإكرام ذِي السُّلْطَان المقسط) بِضَم الْمِيم الْعَادِل فِي حكمه (د عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ان من إجلالي) أَي تعظيمي وَأَدَاء حَقي (توقير الشَّيْخ من أمتِي) بنظير مَا مرّ (خطّ فِي الْجَامِع عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف بل قيل بِوَضْعِهِ) //
(ان من اقتراب السَّاعَة أَن يُصَلِّي خَمْسُونَ نفسا) بِسُكُون الْفَاء أَي إنْسَانا وَالنَّفس اسْم لجملة الْحَيَوَان الَّذِي قوامه بِالنَّفسِ (لَا تقبل لأحد مِنْهُم صَلَاة) لقلَّة الْعلم وَغَلَبَة الْجَهْل حَتَّى لَا يجد النَّاس من يعلمهُمْ أَحْكَام الصَّلَاة الَّتِي هِيَ عماد الدّين (أَبُو الشَّيْخ) الْأَصْبَهَانِيّ (فِي) كتاب (الْفِتَن عَن ابْن مَسْعُود) عبد الله // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(إِن من أربى الرِّبَا) أَي أَكْثَره وبالاً وأشده تَحْرِيمًا (الاستطالة فِي عرض الْمُسلم) أَي احتقاره والترفع عَلَيْهِ والوقيعة فِيهِ بِنَحْوِ قذف أَو سبّ لِأَن الْعرض أعز على النَّفس من المَال وَنبهَ بقوله (بِغَيْر حق) على حل اسْتِبَاحَة الْعرض فِي مَوَاضِع مَخْصُوصَة كجرح الشَّاهِد وَذكر مساويء الْخَاطِب (حم د عَن سعيد بن زيد) // (بِإِسْنَاد قوي) //
(ان من أسرق السراق) أَي من أَشَّدهم سَرقَة (من يسرق لِسَان الْأَمِير) أَي يغلب عَلَيْهِ حَتَّى كَأَنَّهُ يصير لِسَانه بِيَدِهِ (وَإِن من أعظم الْخَطَايَا من اقتطع) أَي أَخذ مَال امرىء مُسلم بِغَيْر حق) بِنَحْوِ جحد أَو غصب أَو سَرقَة أَو يَمِين فاجرة وَذكر الْمُسلم للْغَالِب فَمن لَهُ ذمَّة أَو عهدا أَو أَمَان كَذَلِك (وَإِن من الْحَسَنَات عِيَادَة) بمثناة تحتية (الْمَرِيض) أَي زيارته فِي مَرضه وَلَو أَجْنَبِيّا (وَإِن من تَمام عيادته أَن تضع يدك عَلَيْهِ) أَي على أَي شَيْء من جسده كجبهته أَو يَده أَو المُرَاد مَوضِع الْعلَّة (وتسأله كَيفَ هُوَ) أَي عَن حَاله فِي مَرضه وتتوجع لَهُ وَتَدْعُو لَهُ (وَأَن من أفضل الشفاعات أَن تجمع بَين اثْنَيْنِ) ذكر وَأُنْثَى (فِي نِكَاح) لَا سِيمَا المتحابين (حَتَّى تجمع بَينهمَا) حَيْثُ وجدت الْكَفَاءَة وَغلب على الظَّن أَن فِي اتصالهما خيرا (وَأَن من لبسة الْأَنْبِيَاء) بِكَسْر اللَّام وَضمّهَا أَي مِمَّا يلبسونه ويرضون لبسه (الْقَمِيص قبل السَّرَاوِيل) يَعْنِي يهتمون بتحصيله ولبسه قبله لِأَنَّهُ يستر جَمِيع الْبدن فَهُوَ أهم مِمَّا يستر أَسْفَله فَقَط وَفِيه أَن السَّرَاوِيل من لِبَاس الْأَنْبِيَاء (وَأَن مِمَّا يُسْتَجَاب بِهِ عِنْد الدُّعَاء العطاس) من الدَّاعِي أَو غَيره يَعْنِي مقارنته للدُّعَاء فيستدل بهَا على استجابته (طب عَن أبي رهم) واسْمه أحزاب بن أسيد (السمعي) نِسْبَة إِلَى السّمع بن مَالك وَرِجَاله ثِقَات
(إِن من أَخْلَاق الْمُؤمن) أَي الْكَامِل (قُوَّة فِي دين) أَي طَاقَة عَلَيْهِ وقياماً(1/347)
بِحقِّهِ (وحزماً فِي لين) أَي سهولة (وإيماناً فِي يَقِين) لِأَنَّهُ وَإِن كَانَ موحداً قد يدْخلهُ نقص فيقف مَعَ الْأَسْبَاب فَيحْتَاج إِلَى يَقِين يزِيل الْحجاب (وحرصاً فِي علم) أَي اجْتِهَاد فِيهِ ودواماً عَلَيْهِ لِأَن آفته الفترة (وشفقة فِي مقة) بِالْقَافِ بضبط المُصَنّف بِخَطِّهِ قَالَ العلقمي المقة الْمحبَّة (وحلماً فِي علمٍ لِأَن الْعَالم يتكبر بِعِلْمِهِ فيسوء خلقه فَمن كَمَاله سَعَة خلقه (وقصداً فِي غنى) أَي توسطاً فِي الْإِنْفَاق وَإِن كَانَ ذَا مَال (وتجملاً فِي فاقة) أَي فقر بِأَن يتنظف وَيحسن هَيئته على قدر حَاله وطاقته (وتحرجاً) أَي كفا (عَن طمع) لِأَن الطمع فِيمَا فِي أَيدي النَّاس انْقِطَاع عَن الله وَمن انْقَطع عَنهُ خذل (وكسباً فِي حَلَال) لِأَن كل نفس فرغ الرب من رزقها فَمَا فَائِدَة الطّلب من حرَام (وَبرا) بِالْكَسْرِ أَي إحساناً (فِي استقامة) بِأَن لَا يمازجه هوى أَو جور بل يكون مَعَ صلابة فِي الْعدْل (ونشاطاً فِي هدى) أَي لَا فِي ضَلَالَة وَلَا لَهو (ونهياً عَن شَهْوَة) أَي عَن الاسترسال فِيهَا (وَرَحْمَة للمجهود) فِي نَحْو معاش أَو بلَاء (وَإِن الْمُؤمن من عباد الله) كَذَا هُوَ بِخَط الْمُؤلف وَهُوَ تَحْرِيف وَالرِّوَايَة وَأَن الْمُؤمن من عياذ الله أَي هُوَ الَّذِي يعيذ الْمُؤمنِينَ من السوء لَا يَحِيف على من يبغض) أَي لَا يحملهُ بغضه إِيَّاه على الْجور عَلَيْهِ (وَلَا يَأْثَم فِيمَن يحب) أَي لَا يحملهُ حبه إِيَّاه على أَن يَأْثَم فِي حَقه (وَلَا يضيع مَا استوع) أَي جعل أَمينا عَلَيْهِ (وَلَا يحْسد) لِأَن الْحَسَد يَأْكُل الْحَسَنَات كَمَا تَأْكُل النَّار الْحَطب (وَلَا يطعن) فِي الْأَعْرَاض (وَلَا يلعن آدَمِيًّا وَلَا حَيَوَانا مُحْتَرما (ويعترف بِالْحَقِّ) الَّذِي عَلَيْهِ (وَإِن لم يشْهد عَلَيْهِ) أَي وَإِن لم يقم عَلَيْهِ شُهُود (وَلَا يتنابز) أَي يتداعى (بِالْأَلْقَابِ) لِأَنَّهُ شَأْن أهل البطالة (فِي الصَّلَاة متخشعاً) لِأَن الْخُشُوع روح الصَّلَاة بل عده الْغَزالِيّ شرطا (إِلَى الزَّكَاة مسرعاً) أَي إِلَى أَدَائِهَا لمستحقيها (فِي الزلازل وقوراً) فَلَا تستفزه الشدَّة وَلَا يجزع من الْبلَاء (فِي الرخَاء شكُورًا) أمتثالاً لقَوْله تَعَالَى لَئِن شكرتم لأزيدنكم (قانعاً بِالَّذِي لَهُ) من الرزق الْمَقْسُوم (لَا يَدعِي مَا لَيْسَ لَهُ وَلَا يجمع فِي الغيظ وَلَا يغلبه (الشُّح عَن مَعْرُوف يُريدهُ) أَي يُرِيد فعله (يخالط النَّاس كي يعلم) مَا أنعم الله بِهِ عَلَيْهِ أَو المُرَاد يتَعَلَّم مَا لَهُ وَعَلِيهِ (ويناطقهم كي يفهم) أَحْوَالهم وأمورهم وَالْمرَاد يفهم الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة (وَإِن ظلم وبغى عَلَيْهِ) عطف تَفْسِير (صَبر حَتَّى يكون الرَّحْمَن هُوَ الَّذِي يقْتَصّ لَهُ) كَذَا هُوَ بِخَط المُصَنّف وَلَفظ الرِّوَايَة ينتصر لَهُ وَالْمرَاد الْمُؤمن الْكَامِل كَمَا مرّ (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (عَن جُنْدُب) بِضَم الْجِيم وَالدَّال تفتح وتضم
(إِن من أَشْرَاط السَّاعَة) أَي علاماتها (أَن يرفع الْعلم) بِقَبض حَملته (ويفشو الزِّنَا) أَي يظْهر حَتَّى لَا يكَاد يُنكر (وَيشْرب الْخمر) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي يكثر التجاهر بشربه (وَيذْهب الرِّجَال) أَي أَكْثَرهم (وَيبقى النِّسَاء حَتَّى يكون لخمسين امْرَأَة) وَفِي رِوَايَة أَرْبَعِينَ امْرَأَة (قيم وَاحِد) يقوم عَلَيْهِنَّ (حم ق ت ن هـ عَن أنس) بن مَالك
(ان من أَشْرَاط السَّاعَة أَن يلْتَمس الْعلم عِنْد الأصاغر) قيل أَرَادَ بالأصاغر أهل الْبدع (طب عَن أبي أُميَّة الجُمَحِي) وَقيل اللَّخْمِيّ وَقيل الْجُهَنِيّ // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(ان من أَشْرَاط السَّاعَة أَن يتدافع أهل الْمَسْجِد) أَي يدْفع بَعضهم بَعْضًا لِيَتَقَدَّم للْإِمَامَة فَكل يتَأَخَّر (وَلَا يَجدونَ إِمَامًا يُصَلِّي بهم) لقلَّة الْعلم وَظُهُور الْجَهْل وغلبته وَفِيه أَنه لَا يَنْبَغِي التدافع للْإِمَامَة بل يُصَلِّي الأحق (حم د عَن سَلامَة بنت الْحر) أُخْت خَرشَة بن الْحر الْفَزارِيّ وَفِيه مَجْهُول
(ان من أعظم الْأَمَانَة) أَي خِيَانَة الْأَمَانَة (عِنْد الله تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة الرجل) خبر إِن (يُفْضِي إِلَى امْرَأَته) أَي يصل إِلَيْهَا استمتاعاً - _ هوامش قَوْله خبر إِن الأولى اسْم إِن وَبِه صرح العزيزي اه(1/348)
فَهُوَ كِنَايَة عَن الْجِمَاع (وتفضي إِلَيْهِ) أَي تستمتع بِهِ (ثمَّ ينشر سرها) أَي يتَكَلَّم بِمَا جرى بَينهمَا قولا أَو فعلا فَيحرم ذكر ذَلِك حَيْثُ لَا حَاجَة شَرْعِيَّة (حم م د عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(ان من أعظم الْفراء) بِوَزْن الشِّرَاء أَي أكذب الْكَذِب الشنيع (أَن يرى) بِضَم التَّحْتِيَّة أوّله (الرجل عَيْنَيْهِ) بالتثنية مَنْصُوب بِالْيَاءِ مفعول (مَا لم تريا) أَي يَدعِي أَن عَيْنَيْهِ رأتا فِي نَومه شَيْئا مَا رأتاه فَيَقُول رَأَيْت فِي مَنَامِي كَذَا وَهُوَ كَاذِب لأنّ مَا يرَاهُ النَّائِم إِنَّمَا يرَاهُ بإراءة الْملك وَالْكذب عَلَيْهِ كذب على الله (حم عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان من أفرى الفرا) بِكَسْر الْفَاء مَقْصُور وممدود (أَن يدّعي الرجل) بِشدَّة الدَّال أَي ينتسب (إِلَى غير أَبِيه) فَيُقَال ابْن فلَان وَلَيْسَ بِأَبِيهِ (أَو يرى عينه مَا لم تَرَ) بِالْإِفْرَادِ فِي عينه وَيرى بِضَم أَوله وَكسر ثَانِيه لِأَنَّهُ جُزْء من الْوَحْي فالمخبر عَنهُ بِمَا لم يَقع كالمخبر عَن الله بِمَا لم يلقه إِلَيْهِ (أَو يَقُول على رَسُول الله) [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] (مَا لم يقل) وَفِي رِوَايَة قولني مَا لم أقل (خَ عَن وَاثِلَة) بن الْأَسْقَع
(ان من أفضل أيامكم) أَيهَا الْمُسلمُونَ (يَوْم الْجُمُعَة) أَتَى بِمن لأنّ من أفضلهَا أَيْضا يَوْم عَرَفَة والنحر بل هما أفضل فالجمعة أفضل أَيَّام الْأُسْبُوع وعرفة والنحر أفضل أَيَّام السّنة (فِيهِ خلق آدم) وخلقه فِيهِ يُوجب شرفاً ومزية (وَفِيه قبض) وَذَلِكَ شرف أَيْضا لِأَنَّهُ سَبَب لخلوصه من دَار الْبلَاء (وَفِيه النفخة) وَهُوَ شرف أَيْضا لِأَنَّهُ سَبَب يُوصل أَرْبَاب الْكَمَال إِلَى جوَار ذِي الْجلَال (وَفِيه الصعقة) هِيَ غير النفخة (فَأَكْثرُوا) أَيهَا الْمُسلمُونَ (عليّ من الصَّلَاة فِيهِ) أَي يَوْم الْجُمُعَة وَكَذَا لَيْلَتهَا (فَإِن صَلَاتكُمْ معروضة عَليّ) قَالُوا وَكَيف تعرض عَلَيْك وَقد أرمت أَي بليت قَالَ (إِن الله حرّم على الأَرْض أَن تَأْكُل أجساد (الْأَنْبِيَاء) لِأَنَّهَا تتشرف بِوَقع أَقْدَامهم عَلَيْهَا وتفتخر بضمهم إِلَيْهَا فَكيف تَأْكُل مِنْهُم (حم د ن هـ حب عَن أَوْس) بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْوَاو (ابْن أبي أَوْس) قَالَ المذري لَهُ عِلّة دقيقة أَشَارَ إِلَيْهَا البُخَارِيّ وغفل عَنْهَا من صَححهُ
(إِن من أكبر الْكَبَائِر الشّرك بِاللَّه وعقوق الْوَالِدين وَالْيَمِين الْغمُوس (الكاذبة سميت لكَونهَا تغمس صَاحبهَا فِي الْإِثْم أَو النَّار (وَمَا حلف حَالف بِاللَّه يَمِين صَبر) هِيَ الَّتِي يصبر أَي يحبس عَلَيْهَا شرعا وَلَا يُوجد ذَا إِلَّا بعد التداعي (فَأدْخل فِيهَا مثل جنَاح بعوضة) مُبَالغَة فِي الْقلَّة (إِلَّا جعلت نُكْتَة فِي قلبه إِلَى يَوْم الْقِيَامَة) أَي لَا يمحوها شَيْء حَتَّى يُعَاقب عَلَيْهَا وَإِذا كَانَ كَذَلِك فِي الشَّيْء التافه الحقير فِيهَا فَكيف بِالْيَمِينِ الْكَذِب الْمَحْض (حم ت هَب ك عَن عبد الله بن أنيس) بِضَم الْهمزَة وَفتح النُّون تَصْغِير أنس // (وَإِسْنَاده حسن) //
(ان من أكمل الْمُؤمنِينَ إِيمَانًا أحْسنهم خلقا) بِضَمَّتَيْنِ (وألطفهم بأَهْله) أَي أرفقهم وأبرهم بنسائه وَأَوْلَاده وأقاربه وعترته (ت ك عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد حسن لَكِن فِيهِ انْقِطَاع) //
(ان من أمتِي) أمة الْإِجَابَة (من يَأْتِي السُّوق) أَي الْمحل الَّذِي تبَاع فِيهِ الثِّيَاب (فيبتاع الْقَمِيص بِنصْف دِينَار أَو ثلث دِينَار) يَعْنِي بِشَيْء قَلِيل يعدل ذَلِك (فيحمد الله إِذا لبسه) على نعْمَة الله عَلَيْهِ بِهِ وتيسره لَهُ (فَلَا يبلغ رُكْبَتَيْهِ) أَي لَا يصل إِلَيْهِمَا (حَتَّى يغْفر لَهُ) أَي يغْفر الله لَهُ ذنُوبه بِمُجَرَّد لبسه لكَونه حَمده عَلَيْهِ وَالْمرَاد الصَّغَائِر (طب عَن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد واه) // كَيفَ وَفِيه جَعْفَر بن الزبير
(ان من أمتِي قوما) أَي جمَاعَة لَهُم قُوَّة فِي الدّين (يُعْطون مثل أجور أوّلهم) أَي يثيبهم الله مَعَ تَأَخّر زمنهم مثل إثابة الصَّدْر الأول من السّلف الصَّالح قيل من هم يَا رَسُول الله قَالَ هم الَّذين (يُنكرُونَ الْمُنكر) أَي مَا أنكرهُ الشَّرْع (حم عَن رجل) من الصحب // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ان من تَمام إِيمَان العَبْد(1/349)
أَن يَسْتَثْنِي فِي كل حَدِيثه) أَي يعقب كل حَدِيث يُمكن تَعْلِيقه بقوله إِن شَاءَ الله لتحققه أَن مَا شَاءَ الله كَانَ وَمَا لم يَشَأْ لم يكن قَالَ تَعَالَى وَلَا تقولن لشَيْء إِنِّي فَاعل ذَلِك غَدا إِلَّا أَن يَشَاء الله فتندب الْمُحَافظَة على ذَلِك (طبر عَن أبي هُرَيْرَة) // (ضَعِيف لضعف معارك بن عَبَّاس بل قيل بِوَضْعِهِ) //
(ان من تَمام الصَّلَاة) أَي مكملاتها (إِقَامَة الصَّفّ) يَعْنِي تسويته وتعديله عِنْد إِرَادَة الدُّخُول فِيهَا فَهُوَ سنة مُؤَكدَة (حم عَن جَابر) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ان من تَمام الْحَج أَن تحرم (بالنسك (من دويرة أهلك) أَي من وطنك وَهَذَا قَالَه لمن قَالَ لَهُ مَا معنى وَأَتمُّوا الْحَج وَأخذ بقضيته جمع ففضلوا الْإِحْرَام مِنْهُ عَلَيْهِ من الْمِيقَات وَعكس آخَرُونَ لأدلة أُخْرَى (عد هَب عَن أبي هُرَيْرَة) // (وَإِسْنَاده واه جدا) //
(ان من حق الْوَلَد على وَالِده أَن يُعلمهُ الْكِتَابَة) أَي الْخط لِأَنَّهُ عون لَهُ على الدّين وَالدُّنْيَا وَكَذَا يُعلمهُ الْقُرْآن والآداب وكل مَا يضْطَر إِلَى مَعْرفَته (وَأَن يحسن اسْمه) بِأَن يُسَمِّيه بِأحب الْأَسْمَاء إِلَى الله أَو نَحْو ذَلِك (وَأَن يزوّجه) أَو يسريه (إِذا بلغ) فَإِنَّهُ بذلك يحفظ عَلَيْهِ شطر دينه وَهَذَا كُله من الْحُقُوق المندوبة ووراء ذَلِك حُقُوق وَاجِبَة كتعليمه الصَّلَاة وَأَن النَّبِي بعث بِمَكَّة وَتُوفِّي بِالْمَدِينَةِ وَغير ذَلِك كَمَا مرّ وَيَأْتِي وَأُجْرَة التَّعْلِيم فِي مَال الطِّفْل إِن كَانَ لَهُ مَال (ابْن النجار) فِي تَارِيخه (عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لَكِن لَهُ شَاهد) //
(ان من سَعَادَة الْمَرْء أَن يطول عمره وَيَرْزقهُ) الله (الْإِنَابَة) أَي التَّوْبَة وَالرُّجُوع إِلَيْهِ لِأَنَّهُ بذلك يكثر من الطَّاعَات ويتزود من القربات (ك عَن جَابر) وَصَححهُ وأقرّوه
(ان من شرّ النَّاس عِنْد الله منزلَة) بِفَتْح الْمِيم رُتْبَة (يَوْم الْقِيَامَة الرجل يُفْضِي إِلَى امْرَأَته) زَوجته أَو أمته (وتفضي إِلَيْهِ) بِالْمُبَاشرَةِ وَالْجِمَاع (ثمَّ ينشر سرّها) أَي يبث مَا حَقه أَن يكتم من ذَلِك فَيحرم إفشاء ذَلِك بِلَا حَاجَة (م عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(ان من شرّ النَّاس منزلَة عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة عبد) أَي إِنْسَان مُكَلّف حر أَو عبد (أذهب آخرته بدنيا غَيره) أَي بَاعَ دينه بدنيا غَيره وَلِهَذَا أطلق عَلَيْهِ الْفُقَهَاء أَنه أخس الأخساء (هـ طب عَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ
(ان من ضعف الْيَقِين) بِفَتْح الضَّاد لُغَة تَمِيم وَضمّهَا فِي لُغَة قُرَيْش (أَن ترضي النَّاس بسخط الله تَعَالَى) إِذْ لَوْلَا ضعفه لما تجرأت على ذَلِك (وَأَن تحمدهم) أى تصفهم بالجميل (على رزق الله) أى على مَا وصل إِلَيْك على يدهم من رزق الله (وَأَن تذمهم على مَا لم يؤتك الله) أَي على إمساكهم مَا بِأَيْدِيهِم عَنْك مَعَ أَن الْمَانِع هُوَ الله وهم مأمورون مقهورون (ان رزق الله لَا يجرّه) إِلَيْك (حرص حَرِيص) أَي اجْتِهَاد مُجْتَهد متهافت على تَحْصِيل ذَلِك لَك (وَلَا يردّه) عَنْك (كَرَاهَة كَارِه) حُصُوله لَك فَمَا لم يقدر لَك لم يأتك بِكُل حَال وَمَا قدر لَك خرق الْحجب وطرق عَلَيْك الْبَاب (وَأَن الله بِحِكْمَتِهِ) أَي بإحاطته بالكليات والجزئيات (وجلاله) عَظمته الَّتِي لَا تتناهى (جعل الرّوح) بِفَتْح الرَّاء الرَّاحَة (والفرح) السرُور والنشاط والانبساط (فِي الرِّضَا) بِالْقضَاءِ (وَالْيَقِين) فَمن أُوتِيَ يَقِينا شَاهد بِهِ قل كل من عِنْد الله قرّ قلبه وَسكن فَلم يضطرب (وَجعل الْهم والحزن فِي الشَّك) أَي التردّد فِي أَن الْكل بإرادته وَتَقْدِيره (والسخط) أَي عدم الرِّضَا بِالْقضَاءِ وَمن هَذَا حَاله لم يرض بمكروه فَلَا يزَال ساخطاً للْقَضَاء جازعاً عِنْد الْبلَاء وَلَا يفِيدهُ ذَلِك شَيْئا (حل هَب عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان من عباد الله من لَو أقسم على الله لَأَبَره) أَي جعله باراً صَادِقا فِي يَمِينه لكرامته عَلَيْهِ ضمن على معنى الْعَزْم أَي أقسم عَازِمًا على الله أَن يفعل (حم ق د ن هـ عَن أنس
ان من فقه الرجل) يَعْنِي الْإِنْسَان أَي من عَلامَة مَعْرفَته(1/350)
بِالْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّة (تَعْجِيل فطره) إِذا كَانَ صَائِما بِأَن يوقعه عقب تحقق الْغُرُوب (وَتَأْخِير سحوره) إِلَى قبيل الْفجْر بِحَيْثُ لَا يُوقع التَّأْخِير فِي شكّ فهما سنتَانِ مؤكدتان (ص عَن مَكْحُول) الدِّمَشْقِي (مُرْسلا) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(ان مِمَّا أدْرك النَّاس) أَي الْجَاهِلِيَّة وَيجوز رفع النَّاس على أنّ عَائِد مَا مَحْذُوف ونصبه على أَن الْعَائِد ضمير الْفَاعِل لَكِن الرِّوَايَة بِالرَّفْع (من كَلَام النُّبُوَّة الأولى) أَي مِمَّا اتّفق عَلَيْهِ شرائع الْأَنْبِيَاء (إِذا لم تستح فَاصْنَعْ مَا شِئْت) فَإنَّك مَجْزِي بِهِ فَهُوَ أَمر تهديد لتاركه أَو أَرَادَ الْخَبَر يَعْنِي عدم الْحيَاء يُوجب ذَلِك أَو غير ذَلِك (حم خَ ده عَن ابْن مَسْعُود حم عَن حُذَيْفَة) بن الْيَمَان
(ان مِمَّا يلْحق الْمُؤمن) عبر عَن إِشَارَة إِلَى أَن ثمَّ خِصَالًا أُخْرَى تلْحقهُ (من عمله وحسناته بعد مَوته علما نشره وَولدا صَالحا) أَي مُسلما (تَركه) أَي خَلفه بعده يَدْعُو لَهُ (ومصحفاً ورّثه) بِالتَّشْدِيدِ أَي خَلفه لوَارِثه ليقْرَأ فِيهِ (أَو مَسْجِدا بناه) لله تَعَالَى لَا لرياء أَو سمعة (أَو بَيْتا لِابْنِ سَبِيل بناه) يَعْنِي خَانا تنزل فِيهِ الْمَارَّة من الْمُسَافِرين لنَحْو جِهَاد أَو حج (أَو نَهرا أجتراه) أَي حفره وأجرى المَاء فِيهِ (أَو صَدَقَة أخرجهَا من مَاله) الَّذِي يملكهُ بِخِلَاف نَحْو الْمَغْصُوب من كل مَأْخُوذ بِغَيْر وَجه شَرْعِي (فِي صِحَّته وحياته) وَهُوَ يؤمل الْبَقَاء وَيخَاف الْفقر (تلْحقهُ من بعد مَوته) أَي هَذِه الْأَعْمَال الْمَذْكُورَة يجْرِي على الْمُؤمن ثَوَابهَا ويتجدد من بعد مَوته فَإِذا مَاتَ انْقَطع عمله إِلَّا مِنْهَا وَلَا يُنَافِي مَا ذكر هُنَا الْحصْر الْمَذْكُور فِي الحَدِيث الْمَار إِذا مَاتَ ابْن آدم انْقَطع عمله إِلَّا من ثَلَاث فَإِن الْمَذْكُورَات تندرج فِي تِلْكَ الثَّلَاث لِأَن الصَّدَقَة الْجَارِيَة تَشْمَل الْوَقْف وَالنّهر والبئر وَالنَّخْل وَالْمَسْجِد والمصحف فَيمكن ردّ جَمِيع مَا فِي الْأَحَادِيث إِلَى تِلْكَ الثَّلَاث وَلَا تعَارض (هـ عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ان من معادن التَّقْوَى) أَي أُصُولهَا (تعلمك) من الْعُلُوم الشَّرْعِيَّة (إِلَى مَا قد علمت) مِنْهَا (علم مَا لم تعلم) وَلَا تقنع بِمَا علمت فَإِن القناعة بِهِ زهد فِي غَيره والزهد فِيهِ ترك وَالتّرْك لَهُ جهل ولأنّ للعلوم مدَاخِل تُفْضِي إِلَى حقائقها وللحقائق مَرَاتِب فَمن أصُول التَّقْوَى الترقي فِي تعلمهَا (وَالنَّقْص فِيمَا قد علمت قلَّة الزِّيَادَة فِيهِ) أَي وَقلة زِيَادَة الْعلم نقص لَهُ لِأَن الْإِنْسَان معرض للنسيان فَإِذا لم يزدْ فِيهِ نقص بِسَبَب ذَلِك (وَإِنَّمَا يزهد) بِضَم أَوله وشدّة الْهَاء وَكسرهَا (الرجل) يَعْنِي الْإِنْسَان (فِي علم مَا لم يعلم قلّة الِانْتِفَاع مِمَّا قد علم) لِأَنَّهُ لَو انْتفع بِهِ حلا لَهُ العكوف عَلَيْهِ وَصرف نفائس الْأَوْقَات إِلَيْهِ (خطّ عَن جَابر) // (ضَعِيف لضعف ياسين بن معَاذ) //
(ان من مُوجبَات الْمَغْفِرَة) أَي من أَسبَاب ستر الذُّنُوب وَعدم الْمُؤَاخَذَة بهَا (بذل السَّلَام) أَي إفشاءه بَين النَّاس (وَحسن الْكَلَام) أَي الأنة القَوْل للإخوان واستعطافهم مداراة لَا مداهنة وَالْمرَاد الصَّغَائِر قِيَاسا على النَّظَائِر (طب عَن هانىء) بِكَسْر النُّون (بن يزِيد) أبي شُرَيْح الْأنْصَارِيّ قَالَ قلت يَا رَسُول الله دلَّنِي على عمل يدخلني الْجنَّة فَذكره // (وَإِسْنَاده جيد) // (
ان من مُوجبَات الْمَغْفِرَة إدخالك السرُور) أَي الْفَرح والبشر (على أَخِيك الْمُسلم) بِنَحْوِ بِشَارَة بِإِحْسَان أَو إتحاف بهدية أَو تفريج كرب عَن نَحْو مُعسر أَو إنقاذ مُحْتَرم من ضَرَر وَنَحْو ذَلِك لِأَن الْخلق كلهم عِيَال الله وأحبهم إِلَيْهِ أنفعهم لِعِيَالِهِ وَمن أحبه غفر لَهُ (طب عَن الْحسن بن عَليّ) أَمِير الْمُؤمنِينَ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان من نعْمَة الله على عَبده أَن يُشبههُ وَلَده) أَي خلقا لِئَلَّا يستريب أحد فِي نسبه وخلقاً لِأَن الطباع إِذا اخْتلفت والأخلاق إِذا تباينت وَقع التقاطع والتعادي (الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب عَن إِبْرَاهِيم) بن يزِيد (النَّخعِيّ) بِفَتْح النُّون الْمُعْجَمَة ثمَّ مُهْملَة(1/351)
الْفَقِيه الْجَلِيل علما وَعَملا (مُرْسلا) أرسل عَن عَائِشَة وَغَيرهَا
(ان من هُوَ ان الدُّنْيَا) أَي حفارتها (على الله أَن يحيي) من الْحَيَاة سمى بِهِ لِأَن الله تَعَالَى أَحْيَا قلبه فَلم يُذنب وَلم يهم (ابْن زَكَرِيَّا) النَّبِي ابْن النَّبِي (قتلته) بِدِمَشْق (امْرَأَة) بغي من بَغَايَا بني إِسْرَائِيل ذبحته بِيَدِهَا أَو ذبح لرضاها وَأهْدى رَأسه إِلَيْهَا فِي طست من ذهب قَالَ البسطامي وَاسْمهَا إزميل وَقيل إِنَّهَا قتلت قبله سبعين نَبيا قَالَ ابْن الْمسيب وَلما دخل بخْتنصر دمشق رأى دَمه يفور فَقتل عَلَيْهِ خَمْسَة وَسبعين حَتَّى سكن (هَب عَن أبي) بن كَعْب // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان من يمن الْمَرْأَة) أَي بركتها (تيسير خطبتها) بِالْكَسْرِ أَي سهولة سُؤال الْخَاطِب أولياءها نِكَاحهَا وإجابتهم بسهولة بِلَا توقف وَلَا اشْتِرَاط (وتيسير صَدَاقهَا) أَي عدم التَّشْدِيد فِي تكثيره ووجدانه بيد الْخَاطِب فَاضلا عَن حَاجته (وتيسير رَحمهَا) أَي للولادة بِأَن تكون سريعة الْحمل كَثِيرَة النَّسْل (حم ك هق عَن عَائِشَة // (بأسانيد جَيِّدَة) //
(ان مُوسَى) نَبِي الله (أجر نَفسه ثَمَانِي سِنِين أَو عشرا على عفة فرجه وَطَعَام بَطْنه) فِيهِ جَوَاز الِاسْتِئْجَار للْخدمَة من غير بَيَان نوعها وَأَنه لَا دناءه فِي ذَلِك (حم هـ عَن عتبَة) بمثناة فوقية ثمَّ مُوَحدَة (ابْن الندّر) بِضَم النُّون وَشدَّة الدَّال الْمُهْملَة السّلمِيّ قَالَ كُنَّا عِنْد النَّبِي فَقَرَأَ طس حَتَّى إِذا بلغ قصَّة مُوسَى فَذكره
(ان مَلَائِكَة النَّهَار أرأف) أَي أَشد رَحْمَة (من مَلَائِكَة اللَّيْل) لسرّ علمه الشراع أَي فادفنوا مَوْتَاكُم بِالنَّهَارِ وَلَا تدفنوهم بِاللَّيْلِ كَمَا جَاءَ مصرّحاً بِهِ هَكَذَا فِي حَدِيث الديلمي (ابْن النجار عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان نَاركُمْ هَذِه جُزْء من سبعين جُزْءا من نَار جَهَنَّم) أَرَادَ بِهِ التكثير لَا التَّحْدِيد (وَلَوْلَا أَنَّهَا أطفئت بِالْمَاءِ مرَّتَيْنِ مَا انتفعتم بهَا وَأَنَّهَا) أَي هَذِه النَّار الَّتِي فِي الدُّنْيَا (لتدعوا الله) بِلِسَان القال أَو الْحَال (أَن لَا يُعِيدهَا فِيهَا) لشدّة حرهَا وَالْقَصْد بِهَذَا الحَدِيث التحذير من جَهَنَّم والإعلام بشدّة حرّها (هـ ك عَن أنس) وَصَححهُ وأقرّوه
(ان نُطْفَة الرجل بَيْضَاء غَلِيظَة) أَي الأَصْل فِيهَا ذَلِك وخلافه لعَارض (فَمِنْهَا تكون الْعِظَام والعصب) للمولود الَّذِي يخلق مِنْهَا لغلظها وَغلظ الْعظم والعصب (وَأَن نُطْفَة الْمَرْأَة صفراء رقيقَة) أَي الأَصْل فِيهَا ذَلِك (فَمِنْهَا يكون اللَّحْم وَالدَّم) للْوَلَد لرقتها فَحصل التناسب وَهَذَا فِيهِ أَنه لَيْسَ كل جُزْء من الْوَلَد مخلوقاً من منيهما وَفِي خبر آخر مَا يُفِيد أَن كل جُزْء مَخْلُوق من منيهما مَعًا (طب عَن ابْن مَسْعُود
ان هَذَا الدّين متين) أَي صلب شَدِيد (فأوغلوا) أَي سِيرُوا (فِيهِ بِرِفْق) من غير تكلّف وَلَا تحملوا أَنفسكُم مَا لَا تطيقون فتعجزوا وتتركوا الْعَمَل (فَإِن المنبت) بِضَم الْمِيم وَسُكُون النُّون وَفتح الْمُوَحدَة وَشدَّة الْمُثَنَّاة فَوق الْمُنْقَطع المتخلف عَن رفقته لكَونه أجهد دَابَّته حَتَّى أعياها أَو عطبت وَلم يقْض وطره (لَا أَرضًا قطع وَلَا ظهرا أبقى) أَي فَلَا هُوَ قطع الأَرْض الَّتِي قَصدهَا وَلَا هُوَ أبقى ظَهره يَنْفَعهُ فَكَذَا من تكلّف من الْعِبَادَة مَا لَا يُطيق فَيكْرَه التَّشْدِيد فِي الْعِبَادَة لذَلِك (الْبَزَّار عَن جَابر) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان هَذَا الدِّينَار وَالدِّرْهَم) أَي مُضر وَبِي الذَّهَب وَالْفِضَّة (أهلكا من قبلكُمْ) من الْأُمَم (وهما) فِي رِوَايَة وَمَا أراهما إِلَّا (مهلكاكم) أيتها الْأمة لِأَن كل مِنْهُمَا زِينَة الدُّنْيَا وَقَضِيَّة مَا يتزين بِهِ التفاخر والتكبر بِهِ والتهافت على جمعه كَيفَ كَانَ وَصَرفه فِي الشَّهَوَات كَيفَ أمكن وَذَلِكَ يُؤَدِّي إِلَى الْهَلَاك (طب هَب عَن ابْن مَسْعُود عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان هَذَا الْعلم) الشَّرْعِيّ الصَّادِق بالتفسير والْحَدِيث وَالْفِقْه (دين) أَي من الدّين أَو هُوَ(1/352)
الدّين (فانظروا) تأملوا (عَمَّن تأخذون دينكُمْ) أَي فَلَا تَأْخُذُوا أَحْكَام الدّين إِلَّا عَمَّن تحققتم أَهْلِيَّته (ك عَن أنس) بن مَالك (السجْزِي) فِي الْإِبَانَة (عَن أبي هُرَيْرَة) // (ضَعِيف) //
(ان هَذَا الْقُرْآن أنزل على سَبْعَة أحرف) أَي سبع لُغَات أَو سَبْعَة أوجه من الْمعَانِي المتفقة بِأَلْفَاظ مُخْتَلفَة أَو غير ذَلِك من زعم أَن المُرَاد القراآت السَّبع فقد غلط (فاقرؤوا مَا تيَسّر مِنْهُ) من الأحرف الْمنزل بهَا بأية لُغَة أَو بِأَيّ وَجه من الْوُجُوه أَو بِأَيّ لفظ أدّى الْمَعْنى (حم ق 3 عَن عمر) بن الْخطاب
(ان هَذَا الْقُرْآن مأدبة الله) بِضَم الدَّال أشهر يَعْنِي مدعاته شبه الْقُرْآن بصنيع صنعه الله للنَّاس لَهُم فِيهِ خير ونفع (فاقبلوا من مأدبته مَا اسْتَطَعْتُم) وَله تَتِمَّة عِنْد الْحَاكِم (ك عَن ابْن مَسْعُود) وَقَالَ // (صَحِيح وَتعقب بِأَنَّهُ ضَعِيف) //
(ان هَذَا المَال) فِي الْميل إِلَيْهِ وحرص النُّفُوس عَلَيْهِ كشيء متصف بِأَنَّهُ (خضر حُلْو) بِفَتْح الْخَاء وَكسر الضَّاد الْمُعْجَمَة أَي غض شهي يمِيل الطَّبْع إِلَيْهِ كَمَا تميل الْعين إِلَى النّظر إِلَى الخضرة والفم لَا كل الحلو (فَمن أَخذه) مِمَّن يَدْفَعهُ إِلَيْهِ (بِحقِّهِ) لفظ البُخَارِيّ بسخاوة نفس أَي بطيبها من غير حرص (بورك لَهُ فِيهِ وَمن أَخذه بإشراف) بِكَسْر الْهمزَة وشين مُعْجمَة أَي بطمع (نفس) أَي مكتسباً لَهُ بِطَلَب نَفسه وحرصها عَلَيْهِ (لم يُبَارك لَهُ فِيهِ) أَي فِيمَا يَأْخُذهُ (وَكَانَ) أَي الْآخِذ (كَالَّذي) أَي كحيوان بن جوع كَاذِب بِحَيْثُ (يَأْكُل وَلَا يشْبع) فَكلما ازْدَادَ أكلا ازْدَادَ جوعا فَكلما نَالَ مِنْهُ شَيْئا ازدادت رغبته واستقل مَا عِنْده وَنظر إِلَى مَا فَوْقه وَمن فَوْقه (وَالْيَد الْعليا) بِضَم الْعين مَقْصُورا الْمَنْفَعَة أَو المتعففة (خير من الْيَد السُّفْلى) السائلة أَو الآخذة وَالْمَقْصُود أَن الْأَخْذ بسخاء نفس وَعدم حرص مُحَصل للبركة فَمن أَتَاهُ شيىء بِغَيْر استشراف قبله فَلهُ أَخذه فَإِن زَاد على حَاجته تصدق بِهِ وَبِذَلِك يكون تَارِكًا للتدبير وَاقِفًا مَعَ الله تَعَالَى وَمن يردهُ لَا يَأْمَن من دُخُول الْفِتَن عَلَيْهِ والزهو فَفِي أَخذه إِسْقَاط نظر الْخلق تحققاً بالعبودية بِالصّدقِ وَالْإِخْلَاص وَفِي إِعْطَائِهِ للْغَيْر تحقق بالزهد فَلَا يزَال فِي الْحَالين زاهداً (تَتِمَّة) اشْترى أَحْمد بن حَنْبَل دَقِيقًا فَوَافى أَيُّوب الْجمال فَحَمله مَعَه إِلَى بَيته فَوجدَ فِيهِ خبْزًا فَرَآهُ أَيُّوب فَقَالَ أَحْمد لِابْنِهِ صَالح أعْطه رغيفين فردّهما وَذهب فَقَالَ أَحْمد لِابْنِهِ الْحَقْهُ بهما فَفعل فَأَخذهُمَا فَعجب صَالح فَقَالَ أَحْمد لَا عجب استشرفت نَفسه للْخَبَر حِين رَآهُ فردّه فَلَمَّا ذهب أيس فَأعْطِيه فَقبله (حم ق ت ن عَن حَكِيم بن حزَام) بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي الْمُعْجَمَة قَالَ سَأَلت الْمُصْطَفى فَأَعْطَانِي ثمَّ سَأَلته فَأَعْطَانِي ثمَّ ذكره
(ان هَذَا المَال) كبقلة أَو كفاكهة (خضرَة) فِي المنظر (حلوة) فِي المذاق وكل من الوصفين يمال لَهُ على انْفِرَاده فَكيف إِذا اجْتمعَا فالتأنيث وَاقع على التَّشْبِيه أَو التَّاء للْمُبَالَغَة (فَمن أَصَابَهُ بِحقِّهِ) أَي بِقدر حَاجته من الْحَلَال (بورك لَهُ فِيهِ وَرب متخوض) أَي متسارع ومتصرف (فِيمَا شَاءَت نَفسه) أَي فِيمَا أحبته والتذت بِهِ (من مَال الله وَرَسُوله لَيْسَ لَهُ) جَزَاء (يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا النَّار) أَي دُخُول جَهَنَّم وَهُوَ حكم مُرَتّب على الْوَصْف الْمُنَاسب وَهُوَ الْخَوْض فِي مَال الله تَعَالَى فَيكون مشعراً بالعلية وَهَذَا حث على الِاسْتِغْنَاء عَن النَّاس وذم السُّؤَال بِلَا ضَرُورَة (حم ت عَن خَوْلَة بنت قيس) بن فهر الْأَنْصَارِيَّة
(ان هَذِه الْأَخْلَاق) جمع خلق بِضَمَّتَيْنِ (من الله) أَي بِقَضَائِهِ وَتَقْدِيره (فَمن أَرَادَ الله بِهِ خيرا) فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (منحه) أعطَاهُ (خلقا حسنا) ليدر عَلَيْهِ من ذَلِك الْخلق فعلا حسنا جميلاً (وَمن أَرَادَ بِهِ سوءا منحه خلقا سَيِّئًا) بِأَن يُقَابله بضدّ ذَلِك بِأَن يجبله على ذَلِك فِي بطن أمه أَو يصير لَهُ ملكه على التخلق بِهِ وَبِه يتَمَيَّز الْخَبيث من الطّيب فِي هَذِه - هوامش قَوْله بِفَتْح الْحَاء صَوَابه بِكَسْر الْحَاء(1/353)
الدَّار (طس عَن أبي هُرَيْرَة) // (وَضَعفه الْمُنْذِرِيّ) //
(ان هَذِه النَّار) الْمشَار إِلَيْهَا النَّار الَّتِي يخْشَى انتشارها (إِنَّمَا هِيَ عَدو لكم) يَا بني آدم (فَإِذا نمتم) أَي أردتم النّوم (فاطفئوها عَنْكُم) بِحَيْثُ يُؤمن إضرارها وَالْجَار وَالْمَجْرُور مُتَعَلق بِمَحْذُوف أَي متجاوزاً أضرارها عَنْكُم (ق هـ عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ قَالَ احْتَرَقَ بَيت بِالْمَدِينَةِ فحدّث بِهِ النَّبِي فَذكره
(ان هَذِه الْقُلُوب أوعية) أَي حافظة متدبرة مَا يرد عَلَيْهَا (فَخَيرهَا أوعاها) أَي أحفظها للخير (فَإِذا سَأَلْتُم الله فَاسْأَلُوهُ وَأَنْتُم واثقون بالإجابة) مِنْهُ تَعَالَى (فَإِن الله تَعَالَى لَا يستجيب دُعَاء من دَعَا عَن ظهر قلب غافل) بغين مُعْجمَة أَي لاه تَارِك للاهتمام وَجمع الهمة للدُّعَاء وَلَفظ الظّهْر مقحم (طب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (ضَعِيف لضعف بشر بن مَيْمُون
(ان يَوْم الْجُمُعَة يَوْم عيد وَذكر) لله عز وَجل أَي جعله الله تَعَالَى عيداً للْمُؤْمِنين يَجْتَمعُونَ فِيهِ لعبادته متفرغين من أشغال الدُّنْيَا (فَلَا تجْعَلُوا يَوْم عيدكم يَوْم صِيَام) أَي لَا تخصوه بصيام من بَين الْأَيَّام لِأَن الْعِيد لَا يصام فِيهِ (وَلَكِن اجعلوه يَوْم) فطر وَذكر) لله (إِلَّا أَن تخلطوه بأيام) بِأَن تَصُومُوا يَوْمًا قبله وَيَوْما بعده فَإِنَّهُ لَا يكره صَوْمه فإفراده بِصَوْم نفل مَكْرُوه تَنْزِيها فَإِن قيل إِذا كَانَ الْعِيد لَا يصام فِيهِ فَكيف إِذن فِي صِيَامه مَعَ غَيره فَالْجَوَاب عَن ذَلِك من أوجه أَصَحهَا كَمَا قَالَه ابْن الْقيم أَن شبهه بالعيد لَا يسْتَلْزم استواءه مَعَه من كل جِهَة وَمن صَامَ مَعَه غَيره انْتَفَت عَنهُ صُورَة التَّحَرِّي بِالصَّوْمِ (هَب عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ان يَوْم الثُّلَاثَاء يَوْم الدَّم) أَي يَوْم غلبته على الْبدن أَو يَوْم كَانَ الدَّم فِيهِ يَعْنِي قتل ابْن آدم إخاه فِيهِ (وَفِيه سَاعَة) أَي لَحْظَة (لَا يرفأ) بِالْقَافِ أَي لَا يَنْقَطِع الدَّم لَو احْتجم أَو افتصد فِيهَا فَيهْلك بِهِ الْإِنْسَان وأخفيت هَذِه السَّاعَة لتترك الْحجامَة فِيهِ كُله خوف مصادفتها (د عَن أبي بكرَة) بِالتَّحْرِيكِ // (وَإِسْنَاده لين لَكِن لَهُ شَوَاهِد وَوهم ابْن الْجَوْزِيّ) //
(انا) بِالتَّشْدِيدِ أَي الْعَرَب (أمة) جمَاعَة عرب (أُميَّة) باقون على مَا ولد ثَنَا عَلَيْهِ أمهاتنا من عدم الْكِتَابَة (لَا نكتب) أَي لَا يكْتب فِينَا إِلَّا النَّادِر (وَلَا نحسب) بِضَم السِّين لَا نَعْرِف حِسَاب النُّجُوم وتسييرها بل عَملنَا مُعْتَبر بِرُؤْيَة الْهلَال فَإنَّا نرَاهُ مرّة لتسْع وَعشْرين وَمرَّة لثلاثين وَفِي الإناطة بذلك رفع للْحَرج (ق د ن عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(انا لن) وَفِي رِوَايَة لَا وَفِي أُخْرَى أَنا وَالله لَا (نستعمل على عَملنَا) أَي الْإِمَارَة وَالْحكم بَين النَّاس (من أَرَادَهُ) لِأَن إِرَادَته والحرص عَلَيْهِ مَعَ الْعلم بِكَثْرَة آفاته آيَة أَنه يَطْلُبهُ لأغراضه فتكره إِجَابَة من طلب ذَلِك (حم ق دن عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ
(انا لَا نقبل أَي لَا نجيب بِالْقبُولِ (شَيْئا) يهدى إِلَيْنَا (من الْمُشْركين) يَعْنِي الْكَافرين وَمحل هَذَا إِذا لم يرج إِسْلَام الْكَافِر بِهِ أَو تألفه وَعَلِيهِ حمل قبُوله هَدِيَّة الْمُقَوْقس وَنَحْوه وَالْقَوْل بِأَن حَدِيث الرَّد نَاسخ لحَدِيث الْقبُول ردّ بِالْجَهْلِ بالتاريخ (حم ك عَن حَكِيم بن حزَام) بِفتْحَتَيْنِ وَرِجَاله ثِقَات
(انا لَا نستعين) فِي أُمُور الْجِهَاد من نَحْو قتل واستيلاء لَا اسْتِخْدَام (بمشرك) أَي لَا نطلب مِنْهُ المعونة فِي ذَلِك إِلَّا لحَاجَة متأكدة كَانَ لعمر رَضِي الله عَنهُ مَمْلُوك رومي اسْمه وثيق وَكَانَ أَمينا فَكَانَ يَقُول لَهُ أسلم اسْتَعِنْ بك على أَمَانَة الْمُسلمين فيأبى فَيَقُول لَهُ إِنَّا لَا نستعين على أمانتهم بِمن لَيْسَ مِنْهُم فَلَمَّا احْتضرَ عمر أعْتقهُ (حم د هـ عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(إِنَّا لَا نستعين) فِي الْقِتَال وَنَحْوه (بالمشركين على الْمُشْركين) عِنْد عدم الْحَاجة وَهَذَا قَالَه لِمُشْرِكٍ لحقه لِيُقَاتل مَعَه ففرح بِهِ الْمُسلمُونَ لشجاعته فردّه ثمَّ ذكره (حم تخ عَن خبيب) بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَوهم من قَالَ بِمُهْملَة - هوامش قَوْله بِفتْحَتَيْنِ صَوَابه بِكَسْر الْحَاء(1/354)
وَفتح الْمُوَحدَة التَّحْتِيَّة (ابْن يسَاف) بمثناة تحتية فمهملة ففاء ابْن عنبة بن عَمْرو الخزرجي الْمدنِي
(إِنَّا معشر الْأَنْبِيَاء) بِالنّصب على الِاخْتِصَاص أَو الْمَدْح والمعشر الطَّائِفَة الَّذين يشملهم وصف (تنام أَعيننَا وَلَا تنام قُلُوبنَا) بل هِيَ دائمة الْيَقَظَة وَلَا تعتريها غَفلَة فَلَا ينْتَقض طهرهم بِالنَّوْمِ وَإِنَّمَا قَامَ فِي قصَّة الْوَادي عَن الصُّبْح حَتَّى طلعت الشَّمْس لِأَن رؤيتها وَظِيفَة بصرية أَو صرف الْقلب عَنهُ للتشريع (ابْن سعد) فِي طبقاته (عَن عَطاء) بن أبي رَبَاح (مُرْسلا
إِنَّا معشر الْأَنْبِيَاء أمرنَا) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي أمرنَا الله (أَن نعجل إفطارنا) من الصَّوْم بِأَن نوقعه عِنْد تحقق الْغُرُوب وَلَا نؤخره لاشتباك النُّجُوم (ونؤخر سحورنا) بِالضَّمِّ نقر بِهِ من الْفجْر جدا مَا لم يُوقع التَّأْخِير فِي شكّ (وَنَضَع أَيْمَاننَا) أَي أَيْدِينَا الْيُمْنَى (على شَمَائِلنَا) فويق السُّرَّة (فِي الصَّلَاة) بِأَن نقبض بكف الْيُمْنَى على كوع الْيُسْرَى وَبَعض الساعد باسطاً أصابعها فِي عرض الْمفصل أَو ناشراً صوب الساعد وَالْأَمر للنَّدْب (الطَّيَالِسِيّ) أَبُو دَاوُد (طب عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(انا معشر الْأَنْبِيَاء يُضَاعف علينا الْبلَاء) أَي يُزَاد وَلَيْسَ محصوراً فِي الْوَاحِد وَذَلِكَ لعَظيم محبَّة الله لَهُم لِأَنَّهُ تَعَالَى إِذا أحب قوما ابْتَلَاهُم ويتضاعف الْبلَاء على حسب دَرَجَات الْمحبَّة (طب عَن فَاطِمَة) أَو خَوْلَة (أُخْت حُذَيْفَة) قَالَ أَتَيْنَا الْمُصْطَفى نعوده فَإِذا شن مُعَلّق نَحوه يقطر مَاؤُهُ فِيهِ من شدّة الْحمى فَقُلْنَا لَو دَعَوْت الله فشفاك فَذكره // (وَإِسْنَاده حسن) //
(إِنَّا آل مُحَمَّد) بِالنّصب بَاعَنِي أَو أخص وَلَيْسَ بمرفوع على أَنه خبران وَالْمرَاد مؤمنوا بني هَاشم وَالْمطلب (لَا تحل لنا الصَّدَقَة) لِأَنَّهَا طهرة وفضول تعافها أهل الرتب الْعلية وَعرفهَا ليُفِيد أَن المُرَاد الزَّكَاة أما النَّفْل فَيحل لَهُم دونهَا عِنْد الشَّافِعِي وَأحمد (حم حب عَن الْحُسَيْن بن عَليّ) وَرِجَاله ثِقَات (إِنَّا نهينَا) نهى تَحْرِيم والناهي هُوَ الله (أَن ترى عوراتنا) ضمير الْجمع يُؤذن أَن المُرَاد هُوَ والأنبياء أَو هُوَ وَأمته وَالثَّانِي أولى (ك عَن جَبَّار) بجيم مَفْتُوحَة وموحدة تحتية وَرَاء وَأَخْطَأ من قَالَ حبَان (بن صَخْر) وصحف من قَالَ ابْن ضَمرَة وَهُوَ الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ
(انك) يَا جرير بن عبد الله (امْرُؤ قد حسن الله خلقك) بِفَتْح فَسُكُون (فَأحْسن خلقك) بِضَمَّتَيْنِ أَي مَعَ الْخلق بتصفية النَّفس عَن ذميم الْخلال وقبيح الْخِصَال وبصحبة أهل الْأَخْلَاق الْحَسَنَة (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن جرير) وَفِيه كَمَا قَالَ الْعِرَاقِيّ // (ضعف أَي مُحْتَمل) //
(إِنَّك كَالَّذي قَالَ الأول اللَّهُمَّ ابغني) بِهَمْزَة وصل أَمر من الْبغاء أَي أطلب وبهمزة قطع أمره من الإبغاء أَي أَعنِي على الطّلب (حبيبا هُوَ أحب إِلَيّ من نَفسِي) قَالَه لسَلمَة بن الْأَكْوَع وَكَانَ أعطَاهُ ترساً ثمَّ رَآهُ مُجَردا عَنهُ وَقَالَ لَقِيَنِي عمي فرأيته أعزل فأعطيته إِيَّاهَا وَقَوله الأول بدل من الَّذِي أَي كَالْأولِ أَي كَالَّذي مضى فِيمَن مضى قَائِلا اللَّهُمَّ الخ (م عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع
انكم تدعون يَوْم الْقِيَامَة بأسمائكم وَأَسْمَاء آبائكم) لِأَن الدُّعَاء بِالْآبَاءِ أَشد فِي التَّعْرِيف وأبلغ فِي التَّمْيِيز وَخبر أَنهم يدعونَ بأسماء أمهاتهم // (ضَعِيف فَلَا يُعَارض الصَّحِيح) // (فَأحْسنُوا أسماءكم) أَي أَسمَاء أَوْلَادكُم وأقاربكم وخدمكم وأرقائكم لما ذكر وَفِيه ندب تَحْسِين الِاسْم (حم د عَن أبي الدَّرْدَاء) // (وَإِسْنَاده جيد) // كَمَا فِي تَهْذِيب الْأَسْمَاء وَغَيره على التنزل يحمل الأول على صَحِيح النّسَب وَالثَّانِي على خِلَافه
(إِنَّكُم تتمون سبعين أمة) أَي يتم الْعدَد بكم سبعين وَيحْتَمل أَنه للتكثير (أَنْتُم خَيرهَا وَأَكْرمهَا على الله) بِنَصّ قَوْله تَعَالَى كُنْتُم خير أمة أخرجت للنَّاس وَقد ظهر هَذَا الْإِكْرَام فِي أَخْلَاقهم وأعمالهم وتوحيدهم ومقامهم فِي الْموقف ومنازلهم(1/355)
فِي الْجنَّة وَغير ذَلِك مِمَّا فضلوا بِهِ (حم ت هـ ك عَن مُعَاوِيَة بن حيدة
انكم ستبتلون) أَي يُصِيبكُم الامتحان والافتتان (فِي أهل بَيْتِي) بالتسلط عَلَيْهِم بالسب والبغض وَالْحَبْس وَالْقَتْل وَغَيرهَا من أَنْوَاع الْأَذَى (من بعدِي) هَذَا من معجزاته فَإِنَّهُ إِخْبَار عَن غيب وَقع (طب عَن خَالِد بن عرفطة) بن أَبْرَهَة اللَّيْثِيّ وَرِجَاله ثِقَات
(انكم) أَيهَا الْأَنْصَار (سَتَلْقَوْنَ) وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ سَتَرَوْنَ (بعدِي) أَي بعد موتِي من الْأُمَرَاء (أَثَرَة) بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْمُثَلَّثَة أَو سكونها وبفتحات استيثاراً واختصاصاً بحظوظ دنيوية يفضلون عَلَيْكُم من لَيْسَ لَهُ فضل ويؤثرون أهواءهم على الْحق ويصرفون الْفَيْء لغير الْمُسْتَحق قَالُوا فَمَا تَأْمُرنَا يَا رَسُول الله قَالَ (فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْنِي غَدا) أَي يَوْم الْقِيَامَة (على الْحَوْض) أَي عِنْده فتنصفون مِمَّن ظلمكم وتجازون على صبركم وَذَا لَا يُعَارض الْأَمر بِالنَّهْي عَن الْمُنكر لِأَن مَا هُنَا فِيمَا إِذا ترَتّب عَلَيْهِ سفك دم أَو إثارة فتْنَة (حم ق ت ن عَن أسيد) بِضَم الْهمزَة وَفتح الْمُهْملَة (ابْن حضير) بِضَم الْمُهْملَة وَفتح الْمُعْجَمَة الْأنْصَارِيّ (حم ق عَن أنس) بن مَالك
(إِنَّكُم سَتَرَوْنَ ربكُم) يَوْم الْقِيَامَة (كَمَا ترَوْنَ هَذَا الْقَمَر) أَي رُؤْيَة مُحَققَة لَا تشكون فِيهَا فَهُوَ تَشْبِيه لرُؤْيَته بِرُؤْيَة الْقَمَر فِي الوضوح لَا للمرئي بالمرئي كَمَا أَشَارَ إِلَى ذَلِك شيخ الطَّرِيقَيْنِ السهروردي وتبعوه حَيْثُ قَالَ هَذَا تَشْبِيه للنَّظَر بِالنّظرِ لَا للمنظور بالمنظور (لَا تضَامون) بِضَم الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة وَتَخْفِيف الْمِيم أَي لَا ينالكم ضيم أَي ظلم فِي رُؤْيَته فيراه بَعْضكُم دون بعض وبالفتح والشد من الضَّم أَي لَا تتزاحمون حَال النّظر كَمَا يفعل فِي رُؤْيَة شَيْء خَفِي (فِي رُؤْيَته) تَعَالَى (فَإِن اسْتَطَعْتُم أَن لَا تغلبُوا) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول أَي أَن لَا تتركوا الاستعداد بِقطع أَسبَاب الْغَفْلَة المنافية للاستطاعة (على) بِمَعْنى عَن (صَلَاة قبل طُلُوع الشَّمْس وَصَلَاة قبل غُرُوبهَا) يَعْنِي الْفجْر وَالْعصر (فافعلوا) عدم المغلوبية الَّتِي لازمها فعل الصَّلَاة فِي هذَيْن الْوَقْتَيْنِ وذكرهما عقب الرُّؤْيَة إِشَارَة إِلَى أَن رجاءها بالمحافظة عَلَيْهِمَا وخصاً لِاجْتِمَاع الْمَلَائِكَة وَرفع الْأَعْمَال فيهمَا (تَنْبِيه) أَخذ من قَوْله إِنَّكُم أَن الْجِنّ وَالْمَلَائِكَة لَا يرونه وَقد صرح بذلك ابْن عبد السَّلَام فِي الْمَلَائِكَة فَقَالَ الْمَلَائِكَة فِي الْجنَّة لَا يرونه تَعَالَى لقَوْله لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار وَقد اسْتثْنى مِنْهُ مؤمنوا الْبشر فَبَقيَ على عُمُومه فِي الْمَلَائِكَة قَالَ فِي آكام المرجان وَمُقْتَضَاهُ أَن الْجِنّ كَذَلِك لأنّ الْآيَة بَاقِيَة على الْعُمُوم فيهم أَيْضا (حم ق 4 عَن جرير) بن عبد الله
(انكم ستحرصون) بِكَسْر الرَّاء وَفتحهَا (على الْإِمَارَة) الْخلَافَة الْعُظْمَى ونيابتها (وَأَنَّهَا سَتَكُون ندامة) لمن لم يعْمل فِيهَا بِمَا أَمر بِهِ (وحسرة يَوْم الْقِيَامَة) وَهَذَا أصل فِي تجنب الولايات (فنعمت) الْإِمَارَة (الْمُرضعَة) أَي فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهَا تدل على الْمَنَافِع وَاللَّذَّات العاجلة (وبئست) الْإِمَارَة (الفاطمة) عِنْد الِانْفِصَال عَنْهَا بِمَوْت أَو غَيره فَإِنَّهَا تقطع اللَّذَّة وتبقي الْحَسْرَة والتبعة فالمخصوص بالمدح والذم مَحْذُوف (خَ ن عَن أبي هُرَيْرَة) قلت يَا رَسُول الله أَلا تَسْتَعْمِلنِي فَذكره
(إِنَّكُم قادمون) بِالْقَافِ وسها من زعم أَنه بمثناة فوقية وتعسف فِي تَقْرِيره (على إخْوَانكُمْ) فِي الدّين (فأصلحوا رحالكُمْ) أَي ركابكم (وَأَصْلحُوا لباسكم) أَي ملبوسكم بتنظيفه وتحسينه (حَتَّى تَكُونُوا كأنكم شامة فِي النَّاس) يَعْنِي كونُوا فِي أحسن زِيّ وهيئة حَتَّى تظهروا للنَّاس وينظروا إِلَيْكُم كَمَا تظهر الشامة وَينظر إِلَيْهَا دون بَقِيَّة الْبدن (فَإِن الله لَا يحب الْفُحْش وَلَا التَّفَحُّش) وَفِيه ندب تَحْسِين الْهَيْئَة وترجيل الشّعْر وَإِصْلَاح اللبَاس والمحافظة على النَّظَافَة(1/356)
مَا أمكن (حم د ك هَب عَن سهل) ضد الصعب (بن الحنظلية) وَهِي أمه قَالَ الْحَاكِم // (صَحِيح وأقروه) //
(انكم مصبحو) بميم مَضْمُومَة (عَدوكُمْ) أَي توافونه صباحاً (وَالْفطر أقوى لكم) على قتال الْعَدو (فأفطروا) قَالَه حِين دنا من مَكَّة لِلْفَتْحِ فأفطروا قَالَ أَبُو سعيد فَكَانَت عَزِيمَة ثمَّ نزلنَا منزلا آخر فمنا من أفطر وَمنا من صَامَ فَكَانَت رخصَة (حم م عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(انكم لن تدركوا) أَي تحصلوا (هَذَا الْأَمر بالمغالبة) المُرَاد أَمر الدّين فَإِن الدّين متين لَا يغالبه أحد إِلَّا غَلبه فأوغلوا فِيهِ بِرِفْق (ابْن سعد) فِي طبقاته (حم هَب عَن ابْن الأدرع) بدال مُهْملَة واسْمه سلم أَو محجن وَرِجَال أَحْمد رجال الصَّحِيح
(انكم) أَيهَا الصحب (فِي زمَان) متصف بالأمن وَعز الْإِسْلَام (من ترك مِنْكُم) فِيهِ (عشر مَا أَمر بِهِ) من الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر (هلك) وَقع فِي الْهَلَاك لِأَن الدّين عَزِيز وَفِي أنصاره كَثْرَة فالترك تَقْصِير فَلَا عذر (ثمَّ يَأْتِي زمَان) بِضعْف فِيهِ الْإِسْلَام وَيكثر الظُّلم ويعم الْفسق ويقل أنصار الدّين وَحِينَئِذٍ (من عمل مِنْهُم) أَي من أهل ذَلِك الزَّمن (بِعشر مَا أَمر بِهِ نجا) لِأَنَّهُ الْمَقْدُور وَلَا يُكَلف الله نفسا إِلَّا وسعهَا (ت عَن أبي هُرَيْرَة) وَقَالَ // (غَرِيب وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ واه) //
(إِنَّكُم لَا ترجعون إِلَى الله تَعَالَى) أَي لَا تعاودون مأدبة كرمه الْمرة بعد الْمرة (بِشَيْء أفضل مِمَّا خرج) أَي ظهر (مِنْهُ يَعْنِي الْقُرْآن) كَذَا هُوَ فِي خطّ المُصَنّف قَالَ البُخَارِيّ خُرُوجه مِنْهُ لَيْسَ كخروجه مِنْك إِن كنت تفهم وَقيل ضمير مِنْهُ يعود للْعَبد وَخُرُوجه مِنْهُ وجوده بِلِسَانِهِ مَحْفُوظًا بصدره مَكْتُوبًا بِيَدِهِ (حم فِي) كتاب (الزّهْد ت عَن جُبَير بن نفير مرسلات ك عَنهُ عَن أبي ذَر) قَالَ البُخَارِيّ // (وَلَا يَصح لإرساله وانقطاعه) //
(إِنَّكُم الْيَوْم) أَي الْآن وَأَنا بَين أظْهركُم (على دين) أَي متين عَظِيم كَامِل كَمَا يفِيدهُ التنكير وَفِي رِوَايَة على ديني (وَإِنِّي مُكَاثِر بكم الْأُمَم) أَي يَوْم الْقِيَامَة كَمَا فِي رِوَايَة (فَلَا تَمْشُوا) أَي ترجعوا (بعدِي) أَي بعد موتِي (الْقَهْقَرَى أَي إِلَى وَرَاء يَعْنِي لَا تكون وجهتكم وجهة الْمُؤمنِينَ وتخالفون إِلَى عمل آخر وَهَذَا تحذير من سلوك غير منهاجه (حم عَن جَابر) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(إِنَّكُم لَا تسعون) بِفَتْح السِّين أَي لَا تطيقون أَن تعموا (النَّاس بأموالكم) أَي لَا يمكنكم ذَلِك (وَلَكِن ليسعهم مِنْكُم بسط الْوَجْه وَحسن الْخلق) يَعْنِي لَا تتسع أَمْوَالكُم لعطائهم فحسنوا أخلاقكم لصحبتهم فَإِن ذَلِك فِي إمكانكم فَلَا عذر لكم فِي تَركه (الْبَزَّار حل ك هَب عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(انكم) أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ (لن تروا ربكُم عز وَجل) بأعينكم يقظة (حَتَّى تَمُوتُوا) فَإِذا متم رَأَيْتُمُوهُ فِي الْآخِرَة رُؤْيَة منزهة عَن الْكَيْفِيَّة أما فِي الدُّنْيَا يقظة فلغير الْأَنْبِيَاء مَمْنُوعَة ولبعض الْأَنْبِيَاء مُمكنَة فِي بعض الْأَحْوَال (طب فِي) كتاب (السّنة عَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ
(انما الْأسود) من العبيد وَالْإِمَاء (لبطنه وفرجه) يَعْنِي اهتمام غَالب هَذَا النَّوْع لَيْسَ إِلَّا بهما فَإِن جَاع سرق وَإِن شبع زنى وَلَعَلَّ المُرَاد بهم الزنج لَا الْحَبَشَة وَلَا يُنَافِي هَذَا الْأَمر بشرائهم لِأَنَّهُ للْحَاجة (عق طب عَن أم أَيمن) // (بِإِسْنَاد واه لَا مَوْضُوع وَوهم ابْن الْجَوْزِيّ) //
(إِنَّمَا الْأَعْمَال كالوعاء) أَي كظروف الْوِعَاء بِكَسْر الْوَاو وَاحِد الأوعية وَالْمرَاد أَن الْعَمَل يشبه الْإِنَاء المملوء (إِذا طَابَ أَسْفَله) أَي حسن وعذب أَسْفَل مَا فِيهِ من نَحْو مَائِع (طَابَ أَعْلَاهُ)) الَّذِي هُوَ مرئي (وَإِذا فسد أَسْفَله فسد أَعْلَاهُ) وَالْمَقْصُود بالتشبيه أَن الظَّاهِر عنوان الْبَاطِن (هـ عَن مُعَاوِيَة) بن أبي سُفْيَان // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(إِنَّمَا الإِمَام) الْأَعْظَم (جنَّة) بِضَم الْجِيم وقاية وترس بحمى بَيْضَة الْإِسْلَام (يُقَاتل بِهِ) بزنة الْمَجْهُول أَي(1/357)
يدْفع بِسَبَبِهِ الظُّلُمَات ويلتجأ إِلَيْهِ فِي الضرورات وَيكون أَمَام الْجَيْش فِي الْحَرْب لتشتد قُلُوبهم ويتأسون بِهِ فِي الشجَاعَة وَمن لم يكن هَكَذَا حَاله لَا يصلح للْإِمَامَة وَمن ثمَّ جَاءَ فِي خبر الإِمَام الضَّعِيف مَلْعُون (د عَن أبي هُرَيْرَة) // (وَرَوَاهُ عَنهُ مُسلم) // أَيْضا بِزِيَادَة
(إِنَّمَا الأمل) أَي رَجَاء مَا تحبه النَّفس من نَحْو طول عمر وَصِحَّة وَزِيَادَة مَال (رَحْمَة من الله لأمتي لَوْلَا الأمل مَا أرضعت أم ولدا وَلَا غرس غارس شَجرا) وَلَا بنى بنّاء فتخرب الدُّنْيَا فالحكمة تَقْتَضِي الأمل لعمارة الْعَالم ولولاه لذهلت كل مُرْضِعَة عَمَّا أرضعت ومدح أَصله لَا يُنَافِي ذمّ الاسترسال مَعَه (خطّ عَن أنس) ابْن مَالك ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث بَاطِل
(إِنَّمَا البيع) أَي الجائر الصَّحِيح شرعا الَّذِي يَتَرَتَّب عَلَيْهِ أَثَره هُوَ مَا وَقع (عَن ترَاض) من الْمُتَعَاقدين وَالرِّضَا أَمر خَفِي لَا يطلع عَلَيْهِ فَجعلت الصِّيغَة دَلِيلا عَلَيْهِ فَلَا بدّ من إِيجَاب وَقبُول (هـ عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ قَالَ قدم يَهُودِيّ بِتَمْر وشعير وَقد أصَاب النَّاس جوع فَسَأَلُوهُ أَن يسعر فَأبى وَذكره
(إِنَّمَا الْحلف حنث أَو نَدم) أَي إِذا حَلَفت حنثت أَو فعلت مَا لَا تُرِيدُ كَرَاهَة للحنث فتندم (هـ عَن ابْن عمر) // (ضَعِيف لضعف بشار بن كدار) //
إِنَّمَا الرِّبَا فِي النَّسِيئَة) أَي بيع الرِّبَوِيّ بِالتَّأْخِيرِ من غير تقابض هُوَ الرِّبَا وَإِن كَانَ بِغَيْر زِيَادَة وَلَيْسَ المُرَاد أَن الرِّبَا إِنَّمَا هُوَ فِي النَّسِيئَة لَا فِي التَّفَاضُل كَمَا وهم (حم م ن هـ عَن أُسَامَة بن زيد)
(إِنَّمَا الشؤم) بِضَم الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْهمزَة وَقد تسهل أَي إِنَّمَا هُوَ كَائِن (فِي ثَلَاثَة) من الْأَشْيَاء (فِي الْفرس) إِذْ لم يغز عَلَيْهِ أَو كَانَ شموصاً (وَالْمَرْأَة) إِذا كَانَت سليطة أَو فَاسِدَة أَو عاقراً (وَالدَّار) ذَات الْجَار السوء أَو الضيقة أَو الْبَعِيدَة عَن الْمَسْجِد وَقد يكون الشؤم فِي غير هَذِه الثَّلَاثَة فالحصر عادي (خَ د هـ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(إِنَّمَا الطَّاعَة) وَاجِبَة على الرّعية للأمير (فِي الْمَعْرُوف) أَي الْأَمر الْجَائِز شرعا فَلَا تجب فِيمَا لَا يجوز بل لَا تجوز وَذَا قَالَه لما أَمر على سَرِيَّة رجلا وَأمرهمْ أَن يطيعوه فَأَمرهمْ أَن يقدوا نَارا ويدخلوها فَأَبَوا (حم ق عَن عَليّ) أَمِير الْمُؤمنِينَ
(إِنَّمَا) تجب (العشور على الْيَهُود وَالنَّصَارَى) فَإِذا صولحوا على الْعشْر وَقت العقد أَو على أَن يدخلُوا بِلَادنَا للتِّجَارَة ويؤدوا الْعشْر أَو نَحوه لَزِمَهُم (وَلَيْسَ على الْمُسلمين عشور) غير عشور الزَّكَاة وَإِذا فرض الْعشْر على الْيَهُود وَالنَّصَارَى وهم أهل الْكتاب فغيرهم من الْكفَّار أولى وَهَذَا أصل فِي تَحْرِيم أَخذ المكس من الْمُسلم وَلَعَلَّ الْخَبَر لم يبلغ عمر حَيْثُ فعله فقد قَالَ المقريزي وَغَيره بلغ عمر أَن تجارًا من الْمُسلمين يأْتونَ الْهِنْد فَيُؤْخَذ مِنْهُم الْعشْر فَكتب إِلَى أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَهُوَ على الْبَصْرَة خُذ من كل تَاجر مر بك من الْمُسلمين من كل مِائَتي دِرْهَم خَمْسَة دَرَاهِم وَمن تجار الْعَهْد يَعْنِي أهل الذِّمَّة من كل عشْرين درهما درهما ثمَّ وضع عمر بن عبد الْعَزِيز ذَلِك عَن النَّاس (د عَن رجل) من بني ثَعْلَبَة نَصبه النَّبِي بِأخذ الصَّدَقَة من قومه فَقَالَ أفأعشرهم فَذكره // (وَإِسْنَاده حسن أَو صَحِيح) //
(إِنَّمَا المَاء من المَاء) أَي إِنَّمَا يجب الْغسْل بِالْمَاءِ من خُرُوج الْمَنِيّ وَذَا مَنْسُوخ بِخَبَر الشَّيْخَيْنِ إِذا جلس بَين شعبها الْأَرْبَع ثمَّ أجهدها وَجب الْغسْل زَاد مُسلم وَإِن لم ينزل (م د عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ (حم ن هـ عَن أبي أَيُّوب) الْأنْصَارِيّ
(إِنَّمَا الْمَدِينَة) النَّبَوِيَّة (كالكبر) بمثناة تحتية زق الْحداد ينْفخ فِيهِ (تنقى) بفاء مُخَفّفَة وروى بقاف مُشَدّدَة من التنقية (خبثها) بِفَتَحَات وروى بخاء مَضْمُومَة سَاكن الْبَاء خلاف الطّيب وَالْمرَاد هُنَا مَا لَا يَلِيق بهَا (وتنصع) بنُون وصاد مُهْملَة تخلص وتميز (طيبها) بِفَتْح الطَّاء وَشدَّة الْيَاء وَفتح(1/358)
الْمُوَحدَة وبكسر الطَّاء وَسُكُون الْيَاء وَذَا قَالَه لأعرابي بَايعه فوعك فاستقال بيعَته ثمَّ المذموم الْخُرُوج مِنْهَا رَغْبَة عَنْهَا (حم ق ت ن عَن جَابر) بن عبد الله
(إِنَّمَا النَّاس كإبل مائَة لَا تكَاد تَجِد فِيهَا رَاحِلَة) أَي مرحولة وَهِي النجيبة المختارة يَعْنِي أَن المرضى من النَّاس المنتجب فِي عزة وجوده كالنجيبة الَّتِي يَعْزُو جودها فِي كثير من الْإِبِل (حم ق ت هـ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(إِنَّمَا النِّسَاء شقائق الرِّجَال) أَي أمثالهم ونظائرهم فِي الْأَخْلَاق والطباع كأنهن شققْنَ مِنْهُم فَيلْزم الْمَرْأَة الْغسْل بِخُرُوج منيها كَالرّجلِ (حم د ت عَن عَائِشَة) وَأَشَارَ التِّرْمِذِيّ إِلَى // (تَضْعِيفه (الْبَزَّار عَن أنس) بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(إِنَّمَا الْوتر) بِفَتْح الْوَاو وَكسرهَا (بِاللَّيْلِ) أَي إِنَّمَا وقته الْمُقدر لَهُ شرعا فِي جَوف اللَّيْل من بعد صَلَاة الْعشَاء إِلَى الْفجْر فَمن أوتر قبل أَو بعد فَلَا وتر لَهُ (طب عَن الْأَغَر بن يسَار) الْمُزنِيّ // (بِإِسْنَاد صَحِيح) // (إِنَّمَا الْوَلَاء) بِالْفَتْح وَالْمدّ (لمن أعتق) لَا لغيره كالحليف قَالَه لعَائِشَة لما أَرَادَت شِرَاء بَرِيرَة وَشرط مواليها الْوَلَاء لَهُم فَبين أَنه شَرط لاغ (خَ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَكَذَا مُسلم
(إِنَّمَا أَخَاف على أمتِي الْأَئِمَّة) أَي شَرّ الْأَئِمَّة (المضلين) المائلين عَن الْحق المميلين عَنهُ (ت عَن ثَوْبَان) مولى الْمُصْطَفى
(إِنَّمَا استراح من غفر لَهُ) فَمن تحققت لَهُ الْمَغْفِرَة استراح وَذَلِكَ لَا يكون إِلَّا بعد فصل الْقَضَاء وَالْأَمر بِدُخُول الْجنَّة فَلَيْسَ الْمَوْت مريحاً (حل عَن عَائِشَة) قَالَت قَالَ بِلَال مَاتَت فُلَانَة واستراحت فَغَضب الْمُصْطَفى فَذكره (ابْن عَسَاكِر عَن بِلَال) الْمُؤَذّن وَرَوَاهُ أَحْمد وَغَيره // (وَإِسْنَاده حسن) //
(إِنَّمَا أَنا بشر) يجْرِي عليّ مَا يجْرِي على النَّاس من السَّهْو (أنسي) بِفَتْح الْهمزَة وَتَخْفِيف الْمُهْملَة وَقيل بِضَم الْهمزَة وَشد الْمُهْملَة (كَمَا تنسون) قَالَه لما زَاد أَو نقص فِي الصَّلَاة فَقيل لَهُ أَو زيد فِيهَا فَذكره (فَإِذا نسي أحدكُم) فِي صلَاته (فليسجد) للسَّهْو ندبا هبة بِزِيَادَة أَو نقص أَو بهما (سَجْدَتَيْنِ) وَإِن تكَرر السَّهْو (وَهُوَ جَالس) فِي صلَاته وَذَا يدل على أَن سُجُود السَّهْو قبل السَّلَام وَعَلِيهِ الشَّافِعِي وأوّله من جعله بعده (حم هـ عَن ابْن مَسْعُود) // (وَرَوَاهُ الشَّيْخَانِ بِنَحْوِهِ) //
(إِنَّمَا أَنا بشر) أَي مَقْصُور على الْوَصْف بالبشرية بِالنِّسْبَةِ إِلَى عدم الِاطِّلَاع على بواطن الْخُصُوم (وَإِنَّكُمْ تختصمون إِلَيّ) فِيمَا بَيْنكُم ثمَّ تردونه إِلَيّ وَلَا أعلم بَاطِن الْأَمر (فَلَعَلَّ بَعْضكُم) أَي لَعَلَّ وصف بَعْضكُم (أَن يكون أَلحن) كأفعل من اللّحن بِفَتْح الْحَاء الفطانة أَي أبلغ فِي تَقْرِير مَقْصُوده وأفطن بِبَيَان دَلِيله بِحَيْثُ يظنّ أَن الْحق مَعَه وَهُوَ كَاذِب (بحجته من بعض) آخر فيغلب خَصمه (فأقضي) فأحكم (لَهُ) وَالْوَاقِع أَن الْحق لخصمه لكنه لم يقدر على الْبُرْهَان لَكِن إِنَّمَا أَقْْضِي (على نَحْو) بِالتَّنْوِينِ (مِمَّا أسمع) لبِنَاء أَحْكَام الشَّرِيعَة على الظَّاهِر وَغَلَبَة الظَّن (فَمن قضيت لَهُ) بِحَسب الظَّاهِر (بِحَق مُسلم) ذكره غالبي فالذمي والمعاهد كَذَا (فَإِنَّمَا هِيَ) أَي الْقَضِيَّة أَو الْحُكُومَة أَو الْحَالة (قِطْعَة من النَّار) أَي مآلها إِلَى النَّار أَو هُوَ تَمْثِيل يفهم شدَّة التعذيب لفَاعِله وَهَذِه قَضِيَّة شَرْطِيَّة لَا تستدعي وجودهَا إِذا لم يثبت أَنه حكم بِحكم فَبَان خِلَافه (فليأخذها أَو ليتركها) تهديد لَا تَخْيِير على وزان فَمن شَاءَ فليؤمن (مَالك حم ق 4 عَن أم سَلمَة) قَالَت سمع النَّبِي خُصُومَة بِبَاب حجرته فَخرج فَذكره
(إِنَّمَا أَنا بشر) أَي مَقْصُور على الْوَصْف بالبشرية بِالنِّسْبَةِ للشفقة وَقلة الصَّبْر على فقد الْوَلَد (تَدْمَع الْعين) رأفة وشفقة على الْوَلَد تنبعث عَن التَّأَمُّل فِيمَا هُوَ عَلَيْهِ لَا جزع وَقلة صَبر (ويخشع الْقلب وَلَا نقُول مَا يسْخط الرب) أَي يغضبه (وَالله يَا إِبْرَاهِيم) وَلَده من مَارِيَة (أَنا بك) أَي بِسَبَب(1/359)
موتك (لَمَحْزُونُونَ) ودمع الْعين وحزن الْقلب لَا يُنَافِي الرِّضَا بِالْقضَاءِ (ابْن سعد) فِي طبقاته (عَن مَحْمُود بن لبيد) بن عقبَة الأوسي
(إِنَّمَا أجلكم فِيمَا) أَي إِنَّمَا بقاؤكم بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا (خلا قبلكُمْ (من الْأُمَم) الْمُتَقَدّمَة (كَمَا) أَي مثل الزَّمن الَّذِي (بَين) آخر وَقت (صَلَاة الْعَصْر) المنتهية (إِلَى مغارب) وَفِي رِوَايَة غرُوب (الشَّمْس) يَعْنِي أَن نِسْبَة مدّة عمر هَذِه الْأمة إِلَى أَعمار من مضى من الْأُمَم مثل مَا بَين الْعَصْر والغروب إِلَى بَقِيَّة النَّهَار (وَإِنَّمَا مثلكُمْ وَمثل الْيَهُود وَالنَّصَارَى كَمثل رجل) بِزِيَادَة الْكَاف أَو مثل وَفِيه حذف تَقْدِيره مثلكُمْ مَعَ نَبِيكُم وَمثل أهل الْكِتَابَيْنِ مَعَ أَنْبِيَائهمْ (استأجرا جراء) بِالْمدِّ بضبط المُصَنّف بِخَطِّهِ جمع أجِير فَمَا فِي نسخ من جعله أَجِيرا بِالْإِفْرَادِ تَحْرِيف (فَقَالَ من يعْمل لي من غدْوَة إِلَى نصف النَّهَار على قِيرَاط قِيرَاط) وَهُوَ نصف دانق وَأَرَادَ بِهِ هُنَا النَّصِيب وكرره دلَالَة على أَن الْأجر لكل مِنْهُم قِيرَاط لَا لمجموع الطَّائِفَة قِيرَاط (فَعمِلت الْيَهُود) فِي رِوَايَة حَتَّى إِذا انتصف النَّهَار عجزوا فأعطوا قيراطاً قيراطاً (ثمَّ قَالَ من يعْمل من نصف النَّهَار إِلَى صَلَاة الْعَصْر) أَي أول وَقت دُخُولهَا أَو أول الشُّرُوع فِيهَا (على قِيرَاط قِيرَاط فَعمِلت النَّصَارَى ثمَّ قَالَ من يعْمل من الْعَصْر إِلَى أَن تغيب الشَّمْس على قيراطين قيراطين) بالتثنية (فَأنْتم) أَيهَا الْأمة (هم) أَي فلكم قيراطان لإيمانكم بمُوسَى وَعِيسَى مَعَ إيمَانكُمْ بِمُحَمد لِأَن التَّصْدِيق عمل (فَغضِبت الْيَهُود وَالنَّصَارَى) أَي الْكفَّار مِنْهُم (وَقَالُوا مَا لنا أَكثر عملا وَأَقل عَطاء) يَعْنِي قَالَ أهل الْكتاب رَبنَا أَعْطَيْت أمة مُحَمَّد ثَوابًا كثيرا مَعَ قلَّة أَعْمَالهم وأعطيتنا قَلِيلا مَعَ كَثْرَة أَعمالنَا (قَالَ) الله تَعَالَى (هَل ظلمتكم) أَي نقصتكم (من حقكم) الَّذِي شرطته لكم (شَيْئا) أطلق لفظ الْحق للمماثلة وَإِلَّا فَالْكل من فَضله (قَالُوا لَا) لم تنْقصنَا أَو لم تظلمنا (قَالَ فَذَلِك) أَي كل مَا أَعْطيته من الثَّوَاب
فضلي أوتيه من أَشَاء) وَهَذِه المقاولة تَصْوِير لَا حَقِيقَة وَيُمكن حملهَا على وُقُوعهَا عِنْد إِخْرَاج الذَّر (مَالك حم خَ ت عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(إِنَّمَا أَنا بشر) أَي مَقْصُور على الْوَصْف بالبشرية بِالنِّسْبَةِ للظواهر (وَإِنِّي اشْترطت على رَبِّي عز وَجل) يَعْنِي سَأَلته فَأَعْطَانِي (أَي عبد من الْمُسلمين شتمته أَو سببته) السب الشتم فالجمع للإطناب (أَن يكون ذَلِك لَهُ زَكَاة) نَمَاء وَزِيَادَة فِي الْخَيْر (وَأَجرا) ثَوابًا عَظِيما من الله (حم م عَن جَابر
إِنَّمَا أَنا بشر إِذا أَمرتكُم بِشَيْء من دينكُمْ) أَي بِمَا ينفعكم فِي أَمر دينكُمْ (فَخُذُوا بِهِ) أَي افعلوه فَهُوَ حق وصواب (وَإِذا أَمرتكُم بِشَيْء من رَأْيِي) يَعْنِي من أُمُور الدُّنْيَا (فَإِنَّمَا أَنا بشر) أخطيء وَأُصِيب فِيمَا لَا يتَعَلَّق بِالدّينِ (م ن عَن رَافع بن خديج) قَالَ قدم النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] الْمَدِينَة وهم يأبرون النّخل قَالَ مَا تَصْنَعُونَ قَالُوا كُنَّا نصنعه قَالَ لَعَلَّكُمْ لَو لم تَفعلُوا كَانَ خيرا فَتَرَكُوهُ فنقصت ثَمَرَته فَذكره
(إِنَّمَا أَنا بشر مثلكُمْ وإنّ الظَّن يخطىء ويصيب وَلَكِن مَا قلت لكم قَالَ الله فَلم أكذب على الله) أَي لَا يَقع مني فِيمَا أبلغه عَن الله كذب وَلَا غلط عمدا وَلَا سَهوا (حم هـ عَن طَلْحَة) قَالَ مَرَرْت مَعَ الْمُصْطَفى فِي نخل فَرَأى قوما يُلَقِّحُونَ فَذكر نَحْو مَا مرّ
(إِنَّمَا أهلك) وَفِي رِوَايَة هلك (الَّذين من قبلكُمْ) من بني إِسْرَائِيل (أَنهم كَانُوا) بِفَتْح الْهمزَة فَاعل أهلك (إِذا سرق فيهم الشريف) أَي العالي الْمنزلَة الْوَجِيه (تَرَكُوهُ) فَلم يحدوه (وَإِذا سرق فيهم الضَّعِيف) أَي الوضيع الَّذِي لَا عشيرة لَهُ وَلَا مَنْعَة (أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَد) أَي قطعوه (حم ق 4 عَن عَائِشَة) وَتَمَامه وَالله لَو أَن فَاطِمَة بنت مُحَمَّد سرقت لقطعتها
(إِنَّمَا بعثت فاتحاً وخاتماً) أَي للأنبياء أَو للنبوة (وَأعْطيت جَوَامِع الْكَلم وفواتحه) الْقُرْآن(1/360)
أَو كل مَا يتَوَصَّل بِهِ إِلَى اسْتِخْرَاج المغلقات الَّتِي يتَعَذَّر الْوُصُول إِلَيْهَا (وَاخْتصرَ لي الحَدِيث اختصاراً فَلَا يهلكنكم المتهوكون) أَي الَّذين يقعون فِي الامور بِغَيْر روية (هَب عَن أبي قلَابَة) بِكَسْر الْقَاف وَفتح اللَّام مُخَفّفَة وبموحدة واسْمه عبد الله بن زيد الْجرْمِي (مُرْسلا) أرسل عَن أبي هُرَيْرَة وَغَيره
(انما الدّين النصح أَبُو الشَّيْخ) الاصبهاني (فِي) كتاب (التوبيخ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(انما الْمجَالِس بالامانة) أَي ان الْمجَالِس الْحَسَنَة انما هِيَ المصحوبة بالامانة أَي كتمان مَا يَقع فِيهَا من التفاوض فِي الاسرار فَلَا يجوز لَاحَدَّ أَن يغشي على صَاحبه مَا يكره افشاؤه (أَبُو الشَّيْخ فِي التوبيخ عَن عُثْمَان وَعَن ابْن عَبَّاس
انما يتجالس المتجالسان) أَي الشخصان اللَّذَان يجلس أَحدهمَا إِلَى الآخر (بأمانة الله تَعَالَى) أَي انما يَنْبَغِي لَهما ذَلِك فانه من لَا أَمَانَة لَهُ لَا ايمان لَهُ كَمَا يَأْتِي فِي حَدِيث (فَلَا يحل لاحدهما أَن يفشي على صَاحبه مَا يخَاف) من افشائه بِغَيْر اذنه فانه خِيَانَة وانه تَعَالَى لَا يحب الخائنين (أَبُو الشَّيْخ) فِي الثَّوَاب (عَن ابْن مَسْعُود) // (باسناد ضَعِيف) //
(انما الْعلم) أَي اكتسا بِهِ (بالتعلم) بِضَم اللَّام على الصَّوَاب ويروى بالتعليم أَي لَيْسَ الْعلم الْمُعْتَبر الا الْمَأْخُوذ عَن الانبياء وورثتهم بالتعلم مِنْهُم وَمَا يفِيدهُ الرياضة والمجاهدة إِنَّمَا هُوَ فهم يُوَافق الْأُصُول ويشرح الصُّدُور (وانما الْحلم بالتحلم) أَي تبعيث النَّفس وتنشيطها إِلَيْهِ (وَمن يتق) وَفِي رِوَايَة يتوق (الشَّرّ يوقه) بِضَم الْيَاء وَفتح الْقَاف من الْوِقَايَة (وَمن يتحر الْخَيْر يُعْطه) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول أَي وَمن يجْتَهد فِي تَحْصِيل الْخَيْر يُعْطه الله تَعَالَى اياه وَمن جد وجد (قطّ فِي الافراد) والعلل (خطّ عَن أبي هُرَيْرَة) // (واسناده ضَعِيف) // (طس عَن ابي الدَّرْدَاء) وَفِي اسناده كَذَّاب
(ان الْخَاتم) بِكَسْر التَّاء وَفتحهَا الْحلقَة الَّتِي وضع فِي الاصبع (لهَذِهِ وَهَذِه يَعْنِي الْخِنْصر والبنصر) بِفَتْح الصَّاد وَكسرهَا فيهمَا أَي انما يَنْبَغِي للرجل لبسه فيهمَا لَا فِي غَيرهمَا من بَقِيَّة الاصابع لانه من شعار الحمقاء وَالنِّسَاء وَصرح النَّوَوِيّ فِي شرح مُسلم بِكَرَاهَة لبسه فِي غير الْخِنْصر (طب عَن ابي مُوسَى
انما أَنا بشر مثلكُمْ) خصني الله بِالْوَحْي والرسالة وَمَعَ ذَلِك (أمازحكم) أَي أداعبكم وأباسطكم لكنه لَا يَقُول فِي مزاحه الا الْحق كَمَا جَاءَ فِي حَدِيث (ابْن عَسَاكِر عَن أبي جَعْفَر الخطمي) بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَسُكُون الطَّاء الْمدنِي (مُرْسلا) واسْمه عُمَيْر تَصْغِير عمر
(انما أَنا لكم) اللَّام للاجل أَي لاجلكم (بِمَنْزِلَة الْوَالِد) فِي تَعْلِيم مَا لَا بُد مِنْهُ فَكَمَا أَنه يعلم وَلَده الْأَدَب فَأَنا (أعلمكُم) مَا لكم وَعَلَيْكُم وَأَبُو الافادة أقوى من أبي الْولادَة قَالَ بَعضهم الْولادَة نَوْعَانِ الْولادَة الْمَعْرُوفَة وَهُوَ النّسَب وولادة الْقلب وَالروح واخراجهما من مشيمة النَّفس وظلمة الطَّبْع كالعالم يعلم الانسان وَللَّه در الْقَائِل
(من علم النَّاس ذَاك خير أَب ... ذَاك أَبُو الرّوح لَا أَبُو النطف)
(فاذا أَتَى أحدكُم الْغَائِط) أَي مَحل قَضَاء الْحَاجة (فَلَا يسْتَقْبل) بِعَين فرجه الْخَارِج مِنْهُ (الْقبْلَة) أَي الْكَعْبَة (وَلَا يستدبرها) ببول وَلَا غَائِط وجوبا فِي الصَّحرَاء وندبا فِي غَيرهَا (وَلَا يَسْتَطِيب) بِالْيَاءِ على مَا فِي عَامَّة النّسخ أَي لَا يستنجي (بِيَمِينِهِ) فَيكْرَه تَنْزِيها وَقيل تَحْرِيمًا فَهُوَ نهى بِلَفْظ الْخَبَر (حم دن هـ حب عَن أبي هُرَيْرَة) بالفاظ مُتَقَارِبَة
(انما أَنا عبد) أَي كَامِل فِي الْعُبُودِيَّة لله سمى نَفسه بذلك تَنْبِيها على أَنه مُخْتَصّ بِهِ منقاد لامره لَا يُخَالِفهُ فِي شَيْء وَكَمَال الْعُبُودِيَّة فِي الْحُرِّيَّة عَمَّا سوى الله وَهُوَ مُخْتَصّ بِهَذِهِ الْكَرَامَة (آكل كَمَا يَأْكُل العَبْد) لَا كَمَا يَأْكُل(1/361)
الْملك وَنَحْوه من أهل الرَّفَاهِيَة (وأشرب كَمَا يشرب العَبْد) فَلَا أتمكن فِي الْجُلُوس لَهما فَيكْرَه الْأكل وَالشرب مُتكئا (عد عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(إِنَّمَا أَنا مبلغ) عَن الله مَا يَأْمر بِهِ (وَالله يهدي) من يَشَاء وَلَيْسَ لي من الْهِدَايَة شَيْء (وَإِنَّمَا أَنا قَاسم) أقسم بَيْنكُم مَا أَمرنِي الله بقسمته وَأعْطِي كل إِنْسَان مَا يُنَاسِبه (وَالله يُعْطي) من يَشَاء مَا شَاءَ فَلَيْسَتْ قسمتي كقسمة الْمُلُوك بالتشهي فَلَا تنكروا التَّفَاضُل فَإِنَّهُ بِأَمْر الله أَو المُرَاد أقسم الْعلم بَيْنكُم وَالله يُعْطي الْفَهم من شَاءَ (طب عَن مُعَاوِيَة) // (بِإِسْنَادَيْنِ أَحدهمَا حسن) //
(إِنَّمَا أَنا رَحْمَة) أَي ذُو رَحْمَة أَو مبالغ فِي الرَّحْمَة حَتَّى كَأَنِّي عينهَا (مهداة) بِضَم الْمِيم أَي مَا أَنا إِلَّا رَحْمَة للْعَالمين أهداها الله لَهُم فَمن قبل هديتي أَفْلح وَمن أَبى خسر وَذَلِكَ لِأَنَّهُ الْوَاسِطَة لكل فيض وَلَا يشكل بِأَنَّهُ كَانَ يغْضب لِأَن غَضَبه مشوب برحمة (ابْن سعد) فِي طبقاته (والحكيم) فِي نوادره (عَن أبي صَالح مُرْسلا ك عَنهُ عَن أبي هُرَيْرَة) وَقَالَ على شَرطهمَا وأقروه
(إِنَّمَا بعثت) أرْسلت (لأتمم) أَي لأجل أَن أكمل (صَالح) فِي رِوَايَة بدله مَكَارِم (الْأَخْلَاق) بَعْدَمَا كَانَت نَاقِصَة أَو أجمعها بعد التَّفْرِقَة بالأنبياء بعثوا بمكارم الْأَخْلَاق وَبقيت بَقِيَّة فَبعثت بِمَا كَانَ مَعَهم وبتمامها أَو أَنَّهَا تفرّقت فيهم فَأمر بجمعها لتخلقه بِالصِّفَاتِ الإلهية قَالَ بَعضهم والمعرفة فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق وطهارة الْقلب فَمن نَالَ ذَلِك وصل إِلَى الرب وَإِذا وصل دَان لَهُ الْخلق وَقيل هِيَ مَا أوصى بِهِ تَعَالَى بقوله خُذ الْعَفو وَأمر بِالْعرْفِ وَأعْرض عَن الْجَاهِلين فَلَمَّا امتثل أَمر ربه أثنى على فعله الجسيم بقوله {وَإنَّك لعلى خلق عَظِيم} (ابْن سعد خد ك هَب عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(إِنَّمَا بعثت رَحْمَة وَلم أبْعث عذَابا) فالعذاب لم يقْصد من بَعثه وَإِن وَقع بِحكم التّبعِيَّة (تخ عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد حسن) //
(إِنَّمَا بعثتم) أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ (ميسرين) نصب على الْحَال من الضَّمِير فِي بعثتم (وَلم تبعثوا معسرين) إِسْنَاد الْبَعْث إِلَيْهِم مجَاز لِأَنَّهُ الْمَبْعُوث بِمَا ذكر لَكِن لما نابوا عَنهُ فِي التَّبْلِيغ أطلق عَلَيْهِم وَذَا قَالَه لما بَال الْأَعرَابِي بِالْمَسْجِدِ فزجروه وَفِيه أَن الْمَشَقَّة تجلب التَّيْسِير وَهِي إِحْدَى الْقَوَاعِد الْأَرْبَع الَّتِي رد القَاضِي حُسَيْن جَمِيع مَذْهَب الشَّافِعِي إِلَيْهَا (ت عَن أبي هُرَيْرَة
إِنَّمَا بَعَثَنِي الله مبلغا) للْأَحْكَام عَن الله معرّفاً بِهِ دَاعيا إِلَيْهِ (وَلم يَبْعَثنِي مُتَعَنتًا) أَي مشدّداً قَالَه لعَائِشَة لما أَمر بِتَخْيِير نِسَائِهِ فَبَدَأَ بهَا فاختارته وَقَالَت لَا تقل إِنِّي اخْتَرْتُك فَذكره (ت عَن عَائِشَة) // (وَرَوَاهُ عَنْهَا الْبَيْهَقِيّ أَيْضا وَفِيه انْقِطَاع) //
(إِنَّمَا جَزَاء السّلف) أَي الْقَرْض (الْحَمد وَالْوَفَاء) أَي ثَنَاء الْمُقْتَرض على الْمقْرض وَأَدَاء حَقه لَهُ من غير مطل وَلَا تسويف فَيُسْتَحَب عِنْد الْوَفَاء أَن يَقُول لَهُ بَارك الله فِي أهلك وَمَالك ويثني عَلَيْهِ (حم ن هـ عَن عبد الله بن أبي ربيعَة) المَخْزُومِي // (وَإِسْنَاده حسن) //
(إِنَّمَا جعل الطّواف بِالْبَيْتِ) أَي الْكَعْبَة (وَبَين الصَّفَا والمروة) أَي وَإِنَّمَا جعل السَّعْي بَينهمَا (وَرمي الْجمار لإِقَامَة ذكر الله) يَعْنِي إِنَّمَا شرع ذَلِك لإِقَامَة شعار النّسك وَتَمَامه فِي رِوَايَة الْحَاكِم لَا لغيره وَلَعَلَّه سقط من قلم الْمُؤلف (د ك عَن عَائِشَة) قَالَ الْحَاكِم على شَرط مُسلم ونوزع
(إِنَّمَا حر جَهَنَّم على أمتِي) أمة الْإِجَابَة إِذا دَخلهَا العصاة مِنْهُم للتطهير (كحرّ الْحمام) أَي كحرارتها اللطيفة الَّتِي لَا تؤذي الْبدن وَلَا توهن القوى (طس عَن أبي بكر) الصّديق // (بِإِسْنَاد فِيهِ ضعف) //
(إِنَّمَا جعل الاسْتِئْذَان) أَي إِنَّمَا شرع لدُخُول الدَّار (من أجل) وَفِي رِوَايَة من قبل (الْبَصَر) أَي إِنَّمَا احْتِيجَ إِلَيْهِ لِئَلَّا يَقع نظر من فِي الْخَارِج على من هُوَ دَاخل الْبَيْت وَذَا قَالَه لما اطلع الحكم بن(1/362)
أبي الْعَاصِ فِي بَاب النَّبِي وَكَانَ بِيَدِهِ مدرى يحك بهَا رَأسه فَقَالَ لَو أعلم أَنَّك تنظر لطعنت بِهِ فِي عَيْنك ثمَّ ذكره (حم ق ت عَن سهل بن سعد) السَّاعِدِيّ
(إِنَّمَا سماهم الله الْأَبْرَار) أَي إِنَّمَا وصف الْأَبْرَار فِي الْقُرْآن بكونهم أبراراً (لأَنهم بروا الْآبَاء والأمهات وَالْأَبْنَاء) أَي أَحْسنُوا إِلَى آبَائِهِم وأمهاتهم وَأَوْلَادهمْ ورفقوا بهم وتحروا محابهم وتوقوا مكارههم (كَمَا أَن لوالديك عَلَيْك حَقًا كَذَلِك لولدك) عَلَيْك حَقًا أَي حقوقاً كَثِيرَة مِنْهَا تعليمهم الْفُرُوض وَالْأَدب وَالْعدْل بَينهم فِي الْعَطِيَّة وَغير ذَلِك (طب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (ضَعِيف لضعف الْوَصَّافِي) //
(إِنَّمَا سمى الْبَيْت) الَّذِي هُوَ الْكَعْبَة الْبَيْت (الْعَتِيق لِأَن الله أعْتقهُ) أَي حماه (من الْجَبَابِرَة) جمع جَبَّار وَهُوَ الَّذِي يقتل على الْغَضَب (فَلم يظْهر عَلَيْهِ جَبَّار قطّ) أَرَادَ بِنَفْي الظُّهُور نفي الْغَلَبَة والاستيلاء من الْكفَّار وقصة الْفِيل مَشْهُورَة (ت ك هَب عَن ابْن الزبير) بن الْعَوام // (قَالَ الْحَاكِم على شَرط مُسلم وأقرّوه) //
(إِنَّمَا سمي الْخضر) بِالرَّفْع قَائِم مقَام الْفَاعِل ومفعوله الثَّانِي قَوْله (خضرًا) بِفَتْح فَسُكُون أَو فَكسر أَو بِكَسْر فَسُكُون (لِأَنَّهُ جلس على فَرْوَة) بِالْفَاءِ أَرض يابسة (بَيْضَاء) لَا نَبَات فِيهَا (فَإِذا هِيَ) أَي الفروة (تهتز) أَي تتحرك (تَحْتَهُ خضرًا) بِفَتْح فَسُكُون أَو فَكسر منوّناً أَي نباتاً أَخْضَر نَاعِمًا وروى خضراء كحمراء واسْمه بليا وكنيته أَبُو الْعَبَّاس وَالْخضر لقبه وَهُوَ صَاحب مُوسَى الَّذِي أخبر عَنهُ الْقُرْآن بِتِلْكَ الْأَعَاجِيب (حم ق ت هـ عَن أبي هُرَيْرَة طب عَن ابْن عَبَّاس) وَغَيره
(إِنَّمَا سمى الْقلب) قلباً (من تقلبه) لسرعة الخواطر وترددها عَلَيْهِ (إِنَّمَا مثل الْقلب مثل ريشة بالفلاة) أَي ملقاة بِأَرْض وَاسِعَة عديمة الْبناء (تعلّقت فِي أصل شَجَرَة تقلبها الرِّيَاح ظهرا لبطن) وَهَذَا إِشَارَة إِلَى أَنه يَنْبَغِي للعاقل الحذر من تقلب قلبه (طب عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ // (وَإِسْنَاده حسن) //
(إِنَّمَا سمي رَمَضَان لِأَنَّهُ) أَي لِأَن صَوْمه (يرمض الذُّنُوب) أَي يحرقها ويذيبها لما يَقع فِيهِ من الْعِبَادَة (مُحَمَّد بن مَنْصُور) بن عبد الْجَبَّار التَّمِيمِي (السَّمْعَانِيّ) بِفَتْح السِّين وَسُكُون الْمِيم نِسْبَة إِلَى سمْعَان بطن من تَمِيم (وَأَبُو زَكَرِيَّا يحيى بن مَنْدَه فِي أماليهما عَن أنس
إِنَّمَا سمي شعْبَان لِأَنَّهُ يتشعب) أَي يتَفَرَّع (فِيهِ خير كثير للصَّائِم فِيهِ) أَي لصائمه (حَتَّى يدْخل الْجنَّة) أَي يكون صَوْمه سَببا لدُخُوله إِيَّاهَا بِغَيْر عَذَاب أَو مَعَ السَّابِقين (الرَّافِعِيّ) إِمَام الشَّافِعِيَّة (فِي تَارِيخه) تَارِيخ قزوين (عَن أنس) بن مَالك
(إِنَّمَا سميت الْجُمُعَة) أَي إِنَّمَا سمي يَوْم الْجُمُعَة (لِأَن آدم جمع) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي جمع الله تَعَالَى (فِيهَا خلقه) أَي صوره وأكمل تَصْوِيره على هَذَا الهيكل العجيب وَورد فِي تَسْمِيَتهَا بذلك غير ذَلِك أَيْضا (خطّ عَن سلمَان) الْفَارِسِي // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(إِنَّمَا مثل الْمُؤمن حِين يُصِيبهُ الوعك) بِالتَّحْرِيكِ مغث الْحمى كَمَا فِي الصِّحَاح أَي شدّتها (أَو الْحمى) الَّتِي هِيَ حرارة غَرِيبَة بَين الْجلد وَاللَّحم فَكَأَنَّهُ قَالَ حمى شَدِيدَة أَو خَفِيفَة فَكَمَا أَن الشَّدِيدَة مكفرة فالخفيفة كَذَلِك (كَمثل حَدِيدَة تدخل النَّار فَيذْهب خبثها) بِمُعْجَمَة فموحدة مفتوحتين مَا تبرزه النَّار من الْوَسخ (وَيبقى طيبها) بِكَسْر فَسُكُون فَكَذَا الوعك والحمى تذْهب بِالذنُوبِ وَضرب الْمثل بذلك زِيَادَة فِي التَّوْضِيح والتقرير (طب ك عَن عبد الرَّحْمَن بن أَزْهَر) الزُّهْرِيّ الْمدنِي قَالَ الْحَاكِم // (صَحِيح وأقروه) //
(إِنَّمَا مثل صَاحب الْقُرْآن) أَي مَعَ الْقُرْآن وَالْمرَاد بِصَاحِبِهِ من ألف تِلَاوَته نظرا أَو عَن ظهر قلب (كَمثل) بِزِيَادَة الْكَاف أَو مثل (صَاحب الْإِبِل المعقلة) أَي مَعَ الْإِبِل المعقلة بِضَم الْمِيم وَفتح الْعين وَشدَّة الْقَاف أَي المشدودة بعقال أَي(1/363)
حَبل (إِن عَاهَدَ عَلَيْهَا) أَي احتفظ بهَا ولازمها (أمْسكهَا) أَي اسْتمرّ إِمْسَاكه لَهَا (وَإِن أطلقها ذهبت) أَي انفلتت وَخص الْمثل بِالْإِبِلِ لِأَنَّهَا أَشد الْحَيَوَان الأهلي نفوراً (مَالك حم ق ن هـ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(إِنَّمَا مثل الجليس الصَّالح وجليس السوء كحامل الْمسك) أَي وَإِن لم يكن صَاحبه (ونافخ الْكِير فحامل الْمسك إِمَّا أَن يحذيك) بجيم وذال مُعْجمَة أَي يعطيك (وَإِمَّا أَن تبْتَاع مِنْهُ وَإِمَّا أَن تَجِد مِنْهُ ريحًا طيبَة) أَي أَنَّك إِن لم تظفر مِنْهُ بحاجتك كلهَا لم تعدم وَاحِدَة مِنْهَا إِمَّا الْإِعْطَاء أَو الشِّرَاء أَو اقتباس الرَّائِحَة (ونافخ الْكِير) بعكس ذَلِك وَذَلِكَ أَنه (إِمَّا أَن يحرق ثِيَابك) بِمَا تطاير من شرر الْكِير (وَإِمَّا أَن تَجِد مِنْهُ ريحًا خبيثة) وَالْقَصْد بِهِ النَّهْي عَن مُخَالطَة من تؤذي مُجَالَسَته فِي دين أَو دنيا وَالتَّرْغِيب فِي مجالسة من تَنْفَع فيهمَا (ق عَن أبي مُوسَى
إِنَّمَا مثل صَوْم التَّطَوُّع مثل الرجل) يَعْنِي الْإِنْسَان الَّذِي (يخرج من مَاله الصَّدَقَة فَإِن شَاءَ أمضاها وَإِن شَاءَ حَبسهَا) فَيصح النَّفْل بنية من النَّهَار رَأْي قبل الزَّوَال وَالْفطر عِنْد الشَّافِعِي ويثاب من طُلُوع الْفجْر (ن هـ عَن عَائِشَة) قلت يَا رَسُول الله أهدي لَك حيس فَقَالَ أدنيه أما إِنِّي أَصبَحت وَأَنا صَائِم فَأكل فَذكره // (وَفِيه انْقِطَاع) //
(إِنَّمَا مثل الَّذِي يُصَلِّي وَرَأسه أَي وَشعر رَأسه (معقوص) أَي مَجْمُوع عَلَيْهِ (مثل الَّذِي يُصَلِّي وَهُوَ مكتوف) أَي مشدود الْيَدَيْنِ إِلَى كَتفيهِ فِي الْكَرَاهَة تَنْزِيها (حم م طب عَن ابْن عَبَّاس
إِنَّمَا هلك من كَانَ قبلكُمْ) من الْأُمَم أَي تسببوا فِي إهلاك أنفسهم بالْكفْر والابتداع (باختلافهم فِي الْكتاب) أَي الْكتب الْمنزلَة على أَنْبِيَائهمْ فَكفر بَعضهم بِكِتَاب بعض فهلكوا فَلَا تختلفوا أَنْتُم فِي الْكتاب وَأَرَادَ بالاختلاف مَا أوقع فِي شكّ أَو شُبْهَة أَو فتْنَة أَو شَحْنَاء أَو نَحْوهَا (م عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ
(إِنَّمَا هما قبضتان) تَثْنِيَة قَبْضَة وَهِي الْأَخْذ بِجَمِيعِ الْكَفّ (فقبضة فِي النَّار وقبضة فِي الْجنَّة) أَي أَنه سُبْحَانَهُ قبض قَبْضَة وَقَالَ هَذِه للنار وَلَا أُبَالِي وقبضة وَقَالَ هَذِه للجنة وَلَا أُبَالِي فَالْعِبْرَة بسابق الْقَضَاء الَّذِي لَا يقبل تغييراً وَلَا تبديلاً وَلَا يُنَافِيهِ خبر إِنَّمَا الْأَعْمَال بالخواتيم لِأَن ربطها بهَا لكَون السَّابِقَة غيبت عَنَّا فنيطت بِظَاهِر (حم طب عَن معَاذ) بن جبل
(إِنَّمَا هما اثْنَتَانِ الْكَلَام وَالْهدى فَأحْسن الْكَلَام) مُطلقًا (كَلَام الله) الْمنزل على رسله (وَأحسن الْهَدْي هدي مُحَمَّد) النَّبِي الْأُمِّي أَي سيرته وطريقته (أَلا) حرف استفتاح (وَإِيَّاكُم ومحدثات الْأُمُور) أَي احْذَرُوا مَا أحدث على غير قانون الشَّرِيعَة (فَإِن شَرّ الْأُمُور محدثاتها) الَّتِي هِيَ كَذَلِك (وكل) خصْلَة (محدثة بِدعَة وكل بِدعَة ضَلَالَة أَلا لَا يطولن عَلَيْكُم الأمد) بدال مُهْملَة بِخَط الْمُؤلف فَمن جعله بالراء فقد حرّف (فتقسو قُلُوبكُمْ) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِين أُوتُوا الْكتاب من قبل فطال عَلَيْهِم الأمد فقست قُلُوبهم (أَلا إِن كل مَا هُوَ آتٍ قريب وَإِنَّمَا الْبعيد من لم يَأْتِ) فكأنكم بِالْمَوْتِ وَقد حضر (أَلا إِنَّمَا الشقي من شقي فِي بطن أمه) أَي من قدر الله عَلَيْهِ فِي أصل خلقته كَونه شقياً فشقي حَقِيقَة لَا من عرض لَهُ الشَّقَاء بعد وَهُوَ إِشَارَة لشقاء الْآخِرَة لَا الدُّنْيَا (والسعيد من وعظ بِغَيْرِهِ أَلا إِن قتال الْمُؤمن كفر) أَي يؤدّى إِلَيْهِ لشؤمه أَو كَفعل أهل الْكفْر أَو إِن اسْتحلَّ (وسبابه فسوق) أَي سبه خُرُوج عَن طَاعَة الله (وَلَا يحل لمُسلم أَن يهجر أَخَاهُ) فِي الدّين (فَوق ثَلَاث) من الْأَيَّام إِلَّا لمصْلحَة دينية (أَلا وَإِيَّاكُم وَالْكذب فَإِن الْكَذِب لَا يصلح بالجد وَلَا بِالْهَزْلِ) أَي احْذَرُوا الْكَذِب المضر (وَلَا يعد الرجل صَبِيه) يَعْنِي طِفْله ذكرا أَو أُنْثَى (فَلَا يَفِي لَهُ) أَي لَا يَنْبَغِي ذَلِك وَالْمَرْأَة كَذَلِك(1/364)
كبر مقتاً عِنْد الله أَن تَقولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (وان الْكَذِب يهدي إِلَى الْفُجُور) أَي يجر الى الْميل عَن الاسْتقَامَة والانبعاث فِي الْمعاصِي (وان الْفُجُور يهدي إِلَى النَّار) أَي يُؤَدِّي إِلَى دُخُول جَهَنَّم (وان الصدْق) أَي قَول الْحق (يهدي إِلَى الْبر) بِالْكَسْرِ (وان الْبر يهدي إِلَى الْجنَّة) يَعْنِي الصدْق يهدي إِلَى الْعَمَل الصَّالح الْخَالِص من كل مذمة وَذَلِكَ سَبَب لدُخُول الْجنَّة برحمة الله (وَأَنه يُقَال) أَي بَين الملا الاعلى أَو على أَلْسِنَة الْخلق بالهام من الله (للصادق صدق وبر وَيُقَال للكاذب كذب وفجر) فَيصير ذَلِك كَالْعلمِ عَلَيْهِ وَذَلِكَ يحمل من لَهُ أدنى مسكة على الرَّغْبَة فِي الأول وتجنب الثَّانِي (أَلا وَابْن العَبْد يكذب حَتَّى يكْتب) فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ والصحف (عِنْد الله كذابا) فَيحكم لَهُ بذلك الْوَصْف وَيسْتَحق الْعقَاب عَلَيْهِ وَكرر حرف التَّنْبِيه زِيَادَة فِي تقريع الْقُلُوب بِهَذِهِ المواعظ البليغة (هـ عَن ابْن مَسْعُود) // (باسناد جيد) //
(انما يبْعَث النَّاس) من الْقُبُور (على نياتهم) فَمن مَاتَ على شَيْء بعث عَلَيْهِ ان خيرا فَخير وان شَرّ فشر وَفِيه أَن الامور بمقاصدها وَهِي قَاعِدَة عَظِيمَة يتَفَرَّع عَلَيْهَا من الاحكام مَا لَا يُحْصى (هـ عَن أبي هُرَيْرَة) // (باسناد حسن) //
(انما يبْعَث المقتتلون على النيات) أَي انما يأْتونَ يَوْم الْقِيَامَة وهم على نياتهمم أَي قصودهم الَّتِي مَاتُوا عَلَيْهَا فيجازون على طبقها وتجري أَعْمَالهم على حكمهَا (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن عمر) بن الْخطاب // (باسناد ضَعِيف) //
انما يُسَلط الله تَعَالَى على ابْن آدم من يخافه بن آدم وَلَو أَن ابْن آدم لم يخف غير الله لم يُسَلط الله عَلَيْهِ أحدا) من خلقه بالاذى (وانما وكل) بِالْبِنَاءِ الْمَفْعُول وَالتَّخْفِيف (ابْن آدم) أَي أمره (لمن رجا ابْن آدم) أَي لمن أمل مِنْهُ حُصُول النَّفْع أَو دفع ضرّ (وَلَو أَن ابْن آدم لم يرج إِلَّا الله لم يكله الله إِلَى غَيره) لكنه تردد واضطرب فَوَقع فِيمَا يخَاف وَلَو أشرق على قلبه نور الْيَقِين مَا ازْدَادَ عِنْد الْمخوف الا ثباتا (الْحَكِيم) فِي نوادره (عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (باسناد ضَعِيف) //
(انما يدْخل الْجنَّة من يرجوها) لَان من لم يرجها قانط آيس من رَحْمَة الله والقنوط كفر (وانما يجنب النَّار من يخافها) أَي يخَاف أَن يعذبه ربه بهَا وَالله عِنْد ظن عَبده بِهِ (وانما يرحم الله من يرحم) أَي يرق قلبه على غَيره لَان الْجَزَاء من جنس الْعَمَل فَمن لَا يرحم لَا يرحم (فَائِدَة) قَالَ سُلَيْمَان بن عبد الْملك وَقد وعظه واعظ حَتَّى أبكاه فاين رَحْمَة الله قَالَ قريب من الْمُحْسِنِينَ (هَب عَن ابْن عمر) // (باسناد حسن) //
(انما يخرج الدَّجَّال من غضبة) أَي لاجل غضبة تنْحَل بهَا سلاسله (يغضبها) وَالْقَصْد الاشعار بِشدَّة غَضَبه حَيْثُ أوقع خُرُوجه على الغضبة وَهِي الْمرة من الْغَضَب (حم م عَن حَفْصَة) أم الْمُؤمنِينَ
(انما يرحم الله من عباده الرُّحَمَاء) جمع رَحِيم وَهُوَ من صِيغ الْمُبَالغَة لَكِنَّهَا غير مُرَادة هُنَا فان رَحمته وسعت كل شَيْء (طب عَن جرير) بن عبد الله بل // (خرجه الشَّيْخَانِ) //
(انما يعرف الْفضل لاهل الْفضل أهل الْفضل) أَي الْعلم وَالْعَمَل ففضل الْعلم والشرف لَا يعلم الا بِهِ وَلَا يجهل فضلهما الا أهل الْجَهْل قَالَه لما أقبل عَليّ أَو الْعَبَّاس وَالنَّبِيّ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] جَالس بِالْمَسْجِدِ فَسلم ووقف وَأَبُو بكر عَن يَمِينه فتزحزح عَن مَجْلِسه وَأَجْلسهُ فِيهِ فَعرف السرُور فِي وَجه الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَذكره (خطّ عَن أنس ابْن عَسَاكِر عَن عَائِشَة) // (باسناد ضَعِيف) //
(انما يغسل من بَوْل الانثى وينضح) أَي يرش بِالْمَاءِ وَلنْ لم يسل (من بَوْل الذّكر) أَي الصَّبِي الَّذِي لم يطعم غير لبن للتغذي وَمن لم يُجَاوز حَوْلَيْنِ وَمثل الانثى الْخُنْثَى وفارقا بِالذكر بالابتلاء بِحمْلِهِ (حم د هـ ك عَن(1/365)
أم الْفضل) لبَابَة امْرَأَة الْعَبَّاس قَالَت كَانَ الْحُسَيْن فِي جُحر [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَمُسلم فَبَال فَقلت ازارك غسله فَذكره // (واسناده حسن) //
(انما يُقيم من اذن) يَعْنِي هُوَ أولى بالاقامة من غَيره (طب عَن ابْن عمر) قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فَطلب بِلَالًا ليؤذن فَلم يُوجد فَأمر رجلا فاذن فجَاء بِلَال فَأَرَادَ ان يُقيم فَذكره // (واسناده ضَعِيف) //
(انما يكفى أحدكُم مَا كَانَ فِي الدُّنْيَا) أَي مُدَّة كَونه فِيهَا (مثل زَاد الرَّاكِب) هُوَ مَا يوصله لمقصده بِقدر الْحَاجة فَقَط من أكل وَشرب وَمَا يَقِيه الْحر وَالْبرد وَهَذَا اشارة إِلَى فضل الكفاف (طب هَب عَن خباب) وَرِجَاله ثِقَات
(انما يَكْفِيك من جمع المَال خَادِم ومركب فِي سَبِيل الله) وَمَا سواهُ مَعْدُود عِنْد أهل الْحق من السَّرف فَتَركه عين الشّرف (ت ن هـ عَن أبي هَاشم بن عتبَة) عَن ربيعَة الْقرشِي
(انما يلبس الْحَرِير) من الرِّجَال (فِي الدُّنْيَا من) أَي مُكَلّف (الاخلاق) أَي نصيب (لَهُ فِي الْآخِرَة) يَعْنِي من لَا حَظّ وَلَا نصيب لَهُ من لبس الْحَرِير فِي الْآخِرَة فَعدم نصِيبه كِنَايَة عَن عدم دُخُوله الْجنَّة وَهَذَا فِي الْكَافِر ظَاهر وَفِي غَيره ان اسْتحلَّ والا فَهُوَ تهويل وتنفير (حم ق د ن هـ عَن عمر
انما يلبس علينا صَلَاتنَا) أَي انما يخلط علينا فِيهَا (قوم يحْضرُون الصَّلَاة بِغَيْر طهُور) بِالضَّمِّ أَي بِغَيْر احْتِيَاط فِي الطَّهَارَة عَن الحدثين بِأَن يغفلوا عَمَّا يطْلب تعهده (من شهد) حضر (الصَّلَاة فليحسن الطّهُور) بالمحافظة على شُرُوطه وفروضه وسننه لِئَلَّا يعود شؤمه على الْمُصَلِّين مَعَه (حم ش عَن أبي روح الكلَاعِي) قَالَ صلى الْمُصْطَفى بِصُحْبَة فَقَرَأَ سُورَة الرّوم فتردد فِيهَا فَلَمَّا انْصَرف ذكره وَأَبُو روح اسْمه شبيب لَهُ صُحْبَة
(انما ينصر الله هَذِه الْأمة بضعيفها بدعوتهم) أَي بِسَبَب طلب ضعفائها من الله النَّصْر وَالظفر (وصلاتهم واخلاصهم) فِي عِبَادَتهم (ن عَن سعد) بن أبي وَقاص قَالَ مُصعب رأى سعد أَن لَهُ فضلا على من دونه فَقَالَ النَّبِي ذَلِك
(أَنه) أَي الشان (ليغان) بغين مُعْجمَة من الْغَيْن الغطاء (على قلبِي) الْجَار وَالْمَجْرُور نَائِب عَن فَاعل يغان أَي ليغشى قلبِي (وَإِنِّي لاستغفر الله) أطلب مِنْهُ الغفر أَي السّتْر (فِي الْيَوْم) الْوَاحِد (مائَة مرّة) وَهَذَا غين أنوار لَا غين أغبار وَلَا حجاب وَلَا غَفلَة وَأَرَادَ بِالْمِائَةِ لتكثير فَلَا يُنَافِي رِوَايَة سبعين (حم م د ن عَن الاغر الْمُزنِيّ) وَلم يُخرجهُ البُخَارِيّ
(أَنه) أَي الشَّأْن (من لم يسْأَل الله تَعَالَى) أَي يطْلب مِنْهُ من فَضله (يغْضب عَلَيْهِ) لانه اما قانط واما متكبر وكل مِنْهُمَا مُوجب للغضب (ت عَن أبي هُرَيْرَة
إِنِّي أوعك) أَي يأخذني الوعك أَي شدَّة الْحمى وسورتها أَو ألمها أَو رعدتها (كَمَا يوعك رجلَانِ مِنْكُم) لمضاعفة الاجر وَكَذَا سَائِر الانبياء وَتَمام الحَدِيث قيل يَا رَسُول الله وَذَاكَ لَان لَك أَجْرَيْنِ قَالَ أجل (حم م عَن ابْن مَسْعُود) // (وَكَذَا البُخَارِيّ عَنهُ لَكِن بِزِيَادَة) //
(اني لانظر إِلَى شياطين الْجِنّ والانس قد فروا من عمر) بن الْخطاب لمهابته ذكره وَقد رأى حبشية تزفن وَالنَّاس حولهَا فطلع عمر فَانْفَضُّوا خوفًا مِنْهُ فَتلك الْمَرْأَة شَيْطَان النَّاس لفعلها كَفِعْلِهِ (ت عَن عَائِشَة) وَقَالَ // (صَحِيح غَرِيب) //
إِنِّي فِيمَا لم يُوح إِلَى كأحدكم) فَإِنِّي بشر مثلكُمْ لَا أعلم إِلَّا مَا عَلمنِي رَبِّي (طب وَابْن شاهين فِي) كتاب (السّنة عَن معَاذ) بن جبل // (باسناد حسن) //
(إِنِّي لم أبْعث لعانا) بِالتَّشْدِيدِ أَي مبالغا فِي اللَّعْن أَي الابعاد عَن الرَّحْمَة وَالْمرَاد هُنَا نفي أصل الْفِعْل وَذَا قَالَه لما قيل لَهُ ادْع على الْمُشْركين أَي لَو دَعَوْت عَلَيْهِم لبعدوا عَن الرَّحْمَة مَعَ كوني لم أبْعث بِهَذَا (طب عَن كريز بن أُسَامَة) وَيُقَال ابْن أبي أُسَامَة العامري وَفِيه مَجْهُول
(إِنِّي لم أبْعث لعانا وانما(1/366)
بعثت رَحْمَة) لمن أَرَادَ الله إِخْرَاجه من الْكفْر إِلَى الْإِيمَان فَأقر بِهِ إِلَى رَحْمَة الله فاللعن منَاف لحالي فَكيف ألعن وَلعن الْكَافِر الْمعِين قبل مَوته لَا يجوز (حم م عَن أبي هُرَيْرَة
إِنِّي لامزح) أَي بالْقَوْل وَالْفِعْل وَمن ذَلِك قَوْله لعجوز لَا تدخل الْجنَّة عَجُوز أَي لَا تبقى عجوزا عِنْد دُخُولهَا (و) لَكِن (لَا أَقُول لاحقا) لعصمتي عَن الزلل فِي القَوْل وَالْعَمَل قَالَ الْغَزالِيّ ويعسر على غَيره ضبط ذَلِك جدا فَالْأولى ترك المزاح لِأَنَّهُ يظلم الْقلب وَيسْقط المهابة وَيُورث الضغائن لَكِن لَا بَأْس بِهِ نَادرا سِيمَا مَعَ الْمَرْأَة والطفل تطيبا لِقَلْبِهِ (طب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب (خطّ عَن أنس) ابْن مَالك // (وَإسْنَاد الطَّبَرَانِيّ حسن) //
(إِنِّي وَإِن داعبتكم) لأطفتكم بالْقَوْل (فَلَا أَقُول إِلَّا حَقًا) قَالَه لما قَالُوا لَهُ إِنَّك تداعبنا والمداعب محبوبة لَكِن فِي مَوَاضِع مَخْصُوصَة (تَنْبِيه) فرق بَعضهم بَين المداعبة والمزاح بِأَن المداعبة مَا لَا يغْضب جده والمزاح مَا يغْضب جده (حم ت عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(إِنِّي لأعطي رجَالًا) الشَّيْء (وادع) أترك (من هُوَ أحب إِلَيّ مِنْهُم) أَي أولى بالعطاء مِنْهُم (لَا أعْطِيه شيأ) من الْفَيْء وَنَحْوه (مَخَافَة) أَي لأجل مَخَافَة (أَن يكبوا) بِضَم أَوله وَفتح الْكَاف وَشد الْمُوَحدَة (فِي النَّار) أَي يقلبوا فِي نَار جَهَنَّم (على وُجُوههم) تَأْكِيد يَعْنِي إِنَّمَا أعْطى بَعْضًا لضعف إيمَانه حَتَّى لَو لم أعْطه أعرض عَن الْحق فَسقط فِي النَّار وأترك بَعْضًا لعلمي بتمكن الْإِسْلَام فِي قلبه (حم ت عَن سعد) بن أبي وَقاص
(إِنِّي تَارِك فِيكُم) بعد موتِي (خليفتين) زَاد فِي رِوَايَة أَحدهمَا أكبر من الآخر (كتاب الله) الْقُرْآن (حَبل) أَي هُوَ حَبل مَمْدُود مَا) زَائِدَة (بَين السَّمَاء وَالْأَرْض) قيل أَرَادَ بِهِ عَهده وَقيل أَرَادَ بِهِ السَّبَب الْموصل لرضاه (وعترتي) بمثناة فوقية (أهل بَيْتِي) تَفْصِيل بعد إِجْمَال بَدَلا أَو بَيَانا وهم أَصْحَاب الكساء يَعْنِي أَن علمْتُم بِالْقُرْآنِ واهتديتم بهدى عِتْرَتِي الْعلمَاء لم تضلوا (وإنهما لن يفترقا) أَي الْكتاب والعترة (حَتَّى يردا على الْحَوْض) الْكَوْثَر يَوْم الْقِيَامَة وَقيل أَرَادَ بِهِ بعترته الْعلمَاء العاملين لأَنهم الَّذين لَا يفارقون الْقُرْآن أما نَحْو جَاهِل وعالم مخلط فَلَا وَإِنَّمَا ينظر للْأَصْل والعنصر عِنْد التحلي بالفضائل والتخلي عَن الرذائل فَكَمَا أَن كتاب الله فِيهِ النَّاسِخ والمنسوخ الْمُرْتَفع الحكم فَكَذَا ترْتَفع الْقدْوَة بالمخذولين مِنْهُم (حم طب عَن زيد بن ثَابت) وَرِجَاله موثقون
(إِنِّي لأرجو) أَي أُؤَمِّل (أَن لَا تعجزأمتي) بِفَتْح التَّاء وَكسر الْجِيم أَي أغنياؤها عَن الصَّبْر على الْوُقُوف لِلْحسابِ (عِنْد رَبهَا أَن) بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون النُّون (يؤخرهم) فِي الدُّنْيَا (نصف يَوْم) من أَيَّام الْآخِرَة قيل لسعدكم نصف ذَلِك الْيَوْم قَالَ خَمْسمِائَة عَام وَقيل الْمَعْنى إِنِّي لأرجو أَن يكون لأمتي عِنْد الله مكانة يمهلهم من زماني هَذَا إِلَى انْتِهَاء خَمْسمِائَة سنة بِحَيْثُ لَا يكون أقل من ذَلِك إِلَى قيام السَّاعَة (حم د عَن سعد) ابْن أبي وَقاص // (بِإِسْنَاد جيد) //
(إِنِّي نهيت) صرفت وزجرت بِمَا نصب لي من الْأَدِلَّة وَأنزل عَليّ من الْوَحْي (عَن قتل الْمُصَلِّين) يَعْنِي الْمُؤمنِينَ سماهم بِهِ لِأَن الصَّلَاة أظهر الْأَفْعَال الدَّالَّة على الْإِيمَان (دعن أبي هُرَيْرَة) قَالَ أَتَى النَّبِي بمخنث خضب يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ بِالْحِنَّاءِ فنفاه فَقُلْنَا أَلا تقتله فَذكره // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(إِنِّي نهيت عَن زبد الْمُشْركين) بِفَتْح الزَّاي وَسُكُون الْمُوَحدَة أَي عطائهم أورفدهم حَيْثُ لَا مصلحَة فَإِن كَانَ لَهَا كتألف فَلَا نهى وَلذَلِك قبل هَدِيَّة الْمُقَوْقس (دت عَن عِيَاض بن حمَار) قَالَ أهديت النَّبِي نَاقَة فَقَالَ أسلمت قلت لَا فَذكره قَالَ التِّرْمِذِيّ // (حسن صَحِيح) //
(إِنِّي لَا أقبل هَدِيَّة مُشْرك) أَي مَا يهديه قل أَو كثر إِلَّا لمصْلحَة (طب عَن كَعْب بن مَالك)(1/367)
قَالَ جَاءَ ملاعب الاسنة الى النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] يهدية فَقَالَ أسلم فَأبى فَذكره وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(إِنِّي لَا أُصَافح النِّسَاء) أَي لَا أَضَع يَدي فِي يدهن بِلَا حَائِل قَالَه لأميمة بنت رقيقَة لما أَتَتْهُ فِي نسْوَة تبايعه فَقَالَ أَنِّي لَا أُصَافح النِّسَاء وَإِنَّمَا قولى لمِائَة امْرَأَة كَقَوْلي لامْرَأَة وَاحِدَة (ت ن هـ عَن أُمَيْمَة) بِالتَّصْغِيرِ وَيُقَال أمينة (بنت رقيقَة) بِضَم الرَّاء وَفتح القافين
(إِنِّي لم أومر أَن أنقب) بِشدَّة الْقَاف أفتش (عَن قُلُوب النَّاس) لَا علم مَا فِيهَا (وَلَا أشق بطونهم) يَعْنِي لم أومرأن أستكشف عَمَّا فِي ضمائرهم بل أمرت بِالْأَخْذِ بِالظَّاهِرِ قَالَه لما قسم مَالا فاعترضه رجل فَأَرَادَ خَالِد ضرب عُنُقه فَنَهَاهُ وَقَالَ لَعَلَّه يُصَلِّي قَالَ كم من يُصَلِّي يَقُول بِلِسَانِهِ مَا لَيْسَ فِي قلبه فَذكره (حم خَ عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(إِن حرمت مَا بَين لابتي الْمَدِينَة) أَي مَا بَين جبليها (كَمَا حرم إِبْرَاهِيم مَكَّة) أَي كَمَا أظهر حُرْمَة الْحرم (م عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(إِنِّي لأشفع) وَفِي رِوَايَة أَنِّي لأرجو أَن أشفع عِنْد الله (يَوْم الْقِيَامَة لأكْثر مِمَّا على وَجه الأَرْض من شجر وَحجر ومدر) بِالتَّحْرِيكِ جمع مَدَرَة كقصب وقصبة التُّرَاب المتلبد أَو قطع الطين يَعْنِي أشفع لخلق كثير جدا لَا يحصيهم إِلَّا الله (حم عَن بُرَيْدَة) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(إِنِّي لأدخل فِي الصَّلَاة وَأَنا أُرِيد أَن أطيلها) وَفِي رِوَايَة أُرِيد إطالتها (فاسمع بكاء الصَّبِي) يَعْنِي الطِّفْل الشَّامِل للصبية (فأتجوز فِي صَلَاتي) شَفَقَة (مِمَّا أعلم) أخففها وَاقْتصر على أقل مُمكن من إتْمَام الْأَركان وَإِلَّا يعاض والهيآت (من شدَّة وجد أمه) أَي حزنها (ببكائه) وَفِيه اخْتِصَار وَالْمرَاد وَأمه مَعَه فِي الصَّلَاة وَوَلدهَا مَعهَا (تَنْبِيه) قَوْله فِي حَدِيث كَانَ يسمع بكاء الصَّبِي مَعَ أمه الحَدِيث وَذَلِكَ لِأَنَّهُ خص من صفة الرَّحْمَة بأتمها وأعمها (حم ق هـ عَن أنس) بن مَالك
(إِنِّي سَأَلت رَبِّي) أَي طلبت مِنْهُ (أَوْلَاد الْمُشْركين) أَي الْعَفو عَنْهُم وَأَن لَا يلحقهم بآبائهم (فأعطانيهم خدما لأهل الْجنَّة) فِي الْجنَّة (لأَنهم) أَي لكَوْنهم (لم يدركوا مَا أدْرك آباؤهم من الشّرك وَلِأَنَّهُم فِي الْمِيثَاق الأول) أَي قبضوا وهم على حكم أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى فهم خدم أهل الْجنَّة لكَوْنهم لم يستوجبوها بقول وَلَا عمل قَالَ الْحَكِيم الْجنَّة مفتاحها الْكَلِمَة الْعليا وَلَيْسَ بيد أَوْلَاد الْمُشْركين مِفْتَاح وَلَا قدمُوا على الله بِعَمَل الْمُوَحِّدين لكِنهمْ فِي الْمِيثَاق الأول فادخلوا بِهِ (الْحَكِيم بن أنس) // (بِلَا إِسْنَاد) //
(إِنِّي لأشهد على جور) أَي ميل عَن الإعتدال فَكل مَا خرج عَنهُ فَهُوَ جور حَرَامًا أَو مَكْرُوها قَالَه لمن خص بعض بنيه بِهِبَة وَجَاء يستشهده (ق ن عَن النُّعْمَان بن بشير) الْأنْصَارِيّ
(إِنِّي عدل لَا أشهد إِلَّا على عدل) سَببه مَا تقرر فِيمَا قبله وَتمسك بِهِ أَحْمد على تَحْرِيم تَفْضِيل بعض الْأَوْلَاد بِنَحْوِ هبة وَالْجُمْهُور على كَرَاهَته (ابْن قَانِع) فِي المعجم (عَنهُ) أَي النُّعْمَان (عَن أَبِيه) بشير الْأنْصَارِيّ
(إِنِّي لَا أخيس) بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة (بالعهد) لَا أفْسدهُ (وَلَا أحبس) بحاء وسين مهملتين بَينهمَا مُوَحدَة (الْبرد) بِضَم فَسُكُون جمع بريد أَي لَا أحبس الرُّسُل الواردين على وَالْمرَاد بالعهد الْعَادة الْجَارِيَة إِن الرُّسُل لَا يتَعَرَّض لَهُم (حم دن حب ك عَن أبي رَافع
إِنِّي لأعرف حجرا بِمَكَّة كَانَ يسلم عَليّ) بِالنُّبُوَّةِ قيل هُوَ الْأسود وَقيل البارز بزقاق الْموقف وَكَانَ ذَلِك (قبل أَن أبْعث) قيد بِهِ لِأَن الْحِجَارَة كلهَا كَانَت تسلم عَلَيْهِ بعد الْبَعْث وَهَذَا التَّسْلِيم حَقِيقَة بِأَن أنطقه الله كَمَا أنطق الْجذع وَيحْتَمل كَونه مُضَافا إِلَى مَلَائِكَة عِنْده على حد واسأل الْقرْيَة (حم م ت عَن جَابر بن سَمُرَة
إِنِّي رَأَيْت الْمَلَائِكَة تغسل حَنْظَلَة بن أبي عَار) بن صَيْفِي بن مَالك الأوسي الْمَعْرُوف بغسيل(1/368)
الْمَلَائِكَة اسْتشْهد جنبا فَرَأى الْمَلَائِكَة تغسله (بَين السَّمَاء وَالْأَرْض) أَي فِي الْهَوَاء (بِمَاء المزن) أَي الْمَطَر (فِي صحاف الْفضة) قَتله شَدَّاد بن أَوْس يَوْم أحد (ابْن سعد) فِي طبقاته (عَن خُزَيْمَة بن ثَابت) الأوسي
(إِنِّي أحدثكُم) لفظ رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ إِنِّي محدثكم (الحَدِيث فليحدث الْحَاضِر) عِنْدِي (مِنْكُم الْغَائِب) عني فَإِن بِالتَّحْدِيثِ يحصل التَّبْلِيغ ويحفظ الحَدِيث (طب عَن عبَادَة) بن الصَّامِت وَرِجَاله موثقون
(إِنِّي أشهد) بِضَم الْهمزَة وَكسر الْهَاء (عدد تُرَاب الدُّنْيَا أَن مُسَيْلمَة كَذَّاب) فِي جراءته على الله ودعواة النُّبُوَّة (طب عَن وبر) بِالتَّحْرِيكِ) الْحَنَفِيّ
إِنِّي لأبغض) بِضَم الْهمزَة وغين مُعْجمَة مَكْسُورَة (الْمَرْأَة) الَّتِي (تخرج من بَيتهَا تجر ذيلها تَشْكُو زَوجهَا) إِلَى القَاضِي أَو إِلَى النَّاس كالأهل وَالْجِيرَان فَيكْرَه لَهَا شكواه وَلَو بِحَق لَكِن لَا طَاعَة لمخلوق فِي مَعْصِيّة (طب عَن أم سَلمَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(إِنِّي لم أبْعث بقطيعة رحم) أَي قرَابَة لِأَنَّهُ تَعَالَى أكد وَصلهَا وحظر قطعهَا (طب عَن حُصَيْن بن وحوح) بمهملتين كجعفر الْأنْصَارِيّ لَهُ صُحْبَة
(إِنِّي أحرج) لفظ رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ أحرم (عَلَيْكُم) أيهاالأمة (حق الضعيفين) أَي أضيقه وأحرمه على من ظلمهما (الْيَتِيم وَالْمَرْأَة) وَجه تَسْمِيَتهَا بالضعيفين ظَاهر بل محسوس (ك هَب عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ال // (حَاكم على شَرط مُسلم وأقروه) //
(إِنِّي رَأَيْت) أَي فِي النّوم كَمَا صرح بِهِ فِي رِوَايَة (البارحة) هِيَ أقرب لَيْلَة مضب (عجبا) أَي شيأ يتعجب مِنْهُ جدا قَالُوا وَمَا هُوَ يَا رَسُول الله قَالَ (رَأَيْت رجلا من أمتِي) أمة الأجابة وَكَذَا يُقَال فِيمَا بعده (قد احتوشته مَلَائِكَة الْعَذَاب) أَي أحاطت بِهِ زَبَانِيَة جَهَنَّم من كل جِهَة (فجَاء) إِلَيْهِ (وضوءه) بِضَم الْوَاو يحْتَمل الْحَقِيقَة بِأَن يجسد الله تَعَالَى ثَوَابه ويخلق فِيهِ حَيَاة ونطقا وَيحْتَمل أَنه مُضَاف إِلَى الْملك الْمُوكل بكتابه ثَوَابه وَكَذَا يُقَال فِيمَا بعده (فاستنقذ من ذَلِك) أَي استخلصه مِنْهُم (وَرَأَيْت رجلا من أمتِي قد بسط) أَي نشر (عَلَيْهِ عَذَاب الْقَبْر فَجَاءَتْهُ صلَاته فاستنفذته من ذَلِك) أَي خلصته من عَذَاب الْقَبْر (وَرَأَيْت رجلا من أمتِي قد احتوشته الشَّيَاطِين فَجَاءَهُ ذكر الله) أَي ثَوَاب ذكره الَّذِي كَانَ يذكرهُ فِي الدُّنْيَا أَو يحْسد على مَا مر (فخلصه مِنْهُم) أَي سلمه ونجاه من ضيقهم (وَرَأَيْت رجلا من أمتِي يَلْهَث عطشاً فَجَاءَهُ صِيَام رَمَضَان) فِيهِ الْعَمَل السَّابِق (فَسَقَاهُ) حَتَّى أرواه (وَرَأَيْت رجلا من أمتِي من بَين يَدَيْهِ ظلمَة وَمن خَلفه ظلمَة وَعَن يَمِينه ظلمَة وَعَن شِمَاله ظلمَة وَمن فَوْقه ظلمَة وَمن تَحْتَهُ ظلمَة) يَعْنِي أحاطت بِهِ الظلمَة من جَمِيع جهاته السِّت بِحَيْثُ صَار مغموراً فِيهَا (فَجَاءَتْهُ حجَّته وعمرته فاستخرجاه من الظلمَة) إِلَى النُّور (وَرَأَيْت رجلا من أمتِي جَاءَهُ ملك الْمَوْت) أَي عزرائيل على مَا اشْتهر قَالَ المُصَنّف وَلم أَقف على تَسْمِيَته بذلك فِي حَدِيث (ليقْبض روحه فَجَاءَهُ بره) بِكَسْر الْبَاء (بِوَالِديهِ فَرده عَنهُ) أَي عَن قبض روحه لِأَن بر الْوَالِدين يزِيد فِي الْعُمر أَي بِالنِّسْبَةِ لما فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ أَو الصُّحُف (وَرَأَيْت رجلا من أمتِي يكلم الْمُؤمنِينَ وَلَا يكلمونه فَجَاءَتْهُ صلَة الرَّحِم) بِكَسْر الصَّاد إحسانه إِلَى أَقَاربه (فَقَالَت أَن) بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون النُّون (كَانَ هَذَا واصلاَ لرحمه) أَي بارا بهم محسنا إِلَيْهِم (فَكَلَّمَهُمْ وكلموه وَصَارَ مَعَهم وَرَأَيْت رجلا من أمتِي يَأْتِي النَّبِيين) أَرَادَ بهم مَا يَشْمَل الْمُرْسلين (وهم حلق حلق) بِفتْحَتَيْنِ أَي دوائر دوائر (كلما مر على حَلقَة طرد) أَي أبعد ونحى وَقيل لَهُ اذْهَبْ عَنَّا (فَجَاءَهُ اغتساله من الْجَنَابَة فَأخذ بِيَدِهِ فأجلسه إِلَى جَنْبي وَرَأَيْت رجلا من أمتِي يتقى وهج النَّار) بيدَيْهِ (عَن وَجهه) أَي يَجْعَل يَدَيْهِ وقاية لوجهه لِئَلَّا يُصِيبهُ حر النَّار وشررها(1/369)
والوهج بِفتْحَتَيْنِ كَمَا فِي الصِّحَاح حر النَّار (فَجَاءَتْهُ صدقته) أَي تَمْلِيكه شيأ لنَحْو الْفُقَرَاء بِقصد ثَوَاب الْآخِرَة (فَصَارَت ظلا على رَأسه) أَي وقاية عَن حر الشَّمْس يَوْم تَدْنُو من الرؤس (وسترا على وَجهه) أَي حِجَابا عَنهُ (وَرَأَيْت رجلا من أمتِي جاثيا على رُكْبَتَيْهِ بَينه وَبَين الله تَعَالَى حجاب فَجَاءَهُ حسن خلقه فَأخذ بِيَدِهِ فَأدْخلهُ على الله) وَذَلِكَ لِأَن سوء الْخلق حجاب على الْقلب فَإِن مداني الْأَخْلَاق تظلمه وَحسن الْخلق وصفاؤه يُوصل إِلَى الله تَعَالَى وَلِأَن الْأَخْلَاق مخزونة عِنْد الله تَعَالَى فِي الخزائن فَإِذا أحب عبدا منحه خلقا حسنا فيوصله ذَلِك إِلَى الله تَعَالَى وَيمْنَع عَنهُ الْحجب (وَرَأَيْت رجلا من أمتِي جَاءَتْهُ زَبَانِيَة الْعَذَاب) أَي الْمَلَائِكَة الَّذين يدْفَعُونَ النَّاس فِي جَهَنَّم للعذاب (فَجَاءَهُ أمره بِالْمَعْرُوفِ وَنَهْيه عَن الْمُنكر فاستنقذ من ذَلِك) أَي استخلصه مِنْهُم (وَرَأَيْت رجلا من أمتِي هوى فِي النَّار) أَي سقط من أَعلَى جَهَنَّم إِلَى أَسْفَلهَا (فَجَاءَتْهُ دُمُوعه الَّتِي بَكَى بهَا فِي الدُّنْيَا من خشيَة الله تَعَالَى) أَي من خوف عِقَابه (فَأَخْرَجته من النَّار وَرَأَيْت رجلا من أمتِي قد هوت صَحِيفَته إِلَى شِمَاله) أَي سَقَطت صحيفَة أَعماله فِي يَده الْيُسْرَى (فَجَاءَهُ خَوفه من الله فَأخذ صَحِيفَته من شِمَاله (فَجَعلهَا فِي يَمِينه) ليَكُون مِمَّن أُوتِيَ كِتَابه بِيَمِينِهِ (وَرَأَيْت رجلا من أمتِي قد خف مِيزَانه فَجَاءَهُ أفراطه) بِفَتْح الْهمزَة أَوْلَاده الصغار الَّذين مَاتُوا فِي حَيَاته جمع فرط بِفتْحَتَيْنِ (فثقلوا مِيزَانه) أَي رجحوها (وَرَأَيْت رجلا من أمتِي على شَفير جَهَنَّم) أَي على حرفها وشاطئها (فَجَاءَهُ وجله من الله تَعَالَى) أَي خَوفه مِنْهُ (فاستنفذه من ذَلِك) أَي خلصه (وَمضى) أَي انْطلق وَذهب (وَرَأَيْت رجلا من أمتِي يرعد كَمَا ترْعد السعفة) أَي يضطرب كَمَا تضطرب (فَجَاءَهُ حسن ظَنّه بِاللَّه تَعَالَى فسكن رعدته) بِكَسْر الرَّاء (وَرَأَيْت رجلا من أمتِي يزحف على الصِّرَاط مرّة) أَي يجر استه عَلَيْهِ لَا يَسْتَطِيع الْمَشْي عَلَيْهِ (ويحبو مرّة) وَفِي رِوَايَة أَحْيَانًا أَي يمشي على يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ (فَجَاءَتْهُ صلَاته عَليّ فَأخذت بِيَدِهِ فأقامته على الصِّرَاط حَتَّى جَازَ) أَي حَتَّى قطع الصِّرَاط وَنفذ مِنْهُ وَمضى إِلَى الْجنَّة (وَرَأَيْت رجلا من أمتِي انْتهى إِلَى أَبْوَاب الْجنَّة فغلقت الْأَبْوَاب دونه) وَمنع من دُخُولهَا (فَجَاءَتْهُ شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله) أَي وَأَن مُحَمَّدًا رَسُوله فَاكْتفى بِأحد الشقين عَن الْأُخَر لكَونه مَعْرُوفا بَينهم (فَأخذت بِيَدِهِ فأدخلته الْجنَّة) قَالَ الْقُرْطُبِيّ // (هَذَا حَدِيث عَظِيم) // ذكر فِيهِ أعمالا خَاصَّة من أهوال خَاصَّة لكنه فِيمَن أخْلص لله تَعَالَى فِي عمله وَصدق الله فِي قَوْله وَفعله وَأحسن نِيَّته (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (طب) وَكَذَا الديلمي (عَن عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة) بِفَتْح الْمُهْملَة وَضم الْمِيم قَالَ خرج علينا رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ذَات يَوْم وَنحن فِي مَسْجِد الْمَدِينَة فَذكره // (وإٍ سناده ضَعِيف رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَادَيْنِ فِي أَحدهمَا سُلَيْمَان الوَاسِطِيّ وَفِي الآخر خَالِد المَخْزُومِي وَكِلَاهُمَا ضَعِيف) //
(أَن) بِالْكَسْرِ شَرْطِيَّة (أَتَّخِذ منبرا) بِكَسْر الْمِيم أَي أَن كنت اتَّخذت منبرا لأخطب عَلَيْهِ فَلَا لوم عَليّ فِيهِ (فقد اتَّخذهُ) من قبلي (أبي إِبْرَاهِيم) الْخَلِيل وَقد أمرت بإتباعه (وَأَن أَتَّخِذ الْعَصَا) لاتوكأ عَلَيْهَا وأغرزها أَمَامِي فِي الصَّلَاة بفقد اتخذها أبي إِبْرَاهِيم) فَلَا لوم عَليّ فِي اتخاذها لِأَنِّي أمرت بِاتِّبَاع مِلَّته فَيُسْتَحَب اتِّخَاذ الْعَصَا لَا سِيمَا فِي السّفر وَينْدب التوكأ عَلَيْهَا الْآن الْمُصْطَفى [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] كَانَ لَهُ عَصا يتَوَكَّأ عَلَيْهَا وَفِي حَدِيث أَن التوكأ على الْعَصَا من أَخْلَاق الْأَنْبِيَاء (الْبَزَّار طب عَن معَاذ) بن جبل // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَن اتَّخذت) بِفَتْح التَّاء (شعرًا) أَي أردْت إبْقَاء شعر رَأسك وَأَن لَا تزيله بِنَحْوِ حلق (فَأكْرمه) بدهنه وتسريحه وَذَا قَالَه(1/370)
لابي قَتَادَة فَكَانَ يرجله كل يَوْم مرَّتَيْنِ (هَب عَن جَابر) // (وَضعف أسناده) //
(ان أدخلت) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول وَفتح التَّاء (الْجنَّة) أَي أَن أدْخلك الله تَعَالَى اياها (أتيت بفرس من ياقوتة) زَاد فِي رِوَايَة حَمْرَاء (لَهُ جَنَاحَانِ) يطير بهما كالطائر (فَحملت عَلَيْهِ) أَي أركبته والمركب الْمَلَائِكَة (ثمَّ طَار) ذَلِك الْفرس (بك حَيْثُ شِئْت) مَقْصُود الحَدِيث أَن مَا من شَيْء تشتهيه النَّفس فِي الْجنَّة إِلَّا تَجدهُ فِيهَا حَتَّى لَو اشْتهى أَن يركب فرسا وجده بِهَذِهِ الصّفة (ت عَن أبي أَيُّوب) الْأنْصَارِيّ قَالَ قَالَ أَعْرَابِي يَا رَسُول الله إِنِّي أحب الْخَيل أَفِي اجنة خيل فَذكره قَالَ التِّرْمِذِيّ // (إِسْنَاده غير قوي) //
(إِن أردْت بك) سر التَّاء خطاب لعَائِشَة (اللحوق بِي) أَي ملازمتي فِي درجتي فِي الْجنَّة (فليكفك من الدُّنْيَا كزاد الرَّاكِب) أَي مثل الزَّاد للراكب (وَإِيَّاك) بِكَسْر الْكَاف (ومجالسة الْأَغْنِيَاء) أَي احذري ذَلِك فَإِنَّهُ من مبادئ الطمع وَلِئَلَّا تزدري نعْمَة الله تَعَالَى عَلَيْك (وَلَا تستخلقي) بخاء مُعْجمَة وقاف (ثوبا) قميصاَ أَو غَيره أَي لَا تعديه خلفا (حَتَّى ترقعيه) أَي تخيطي على مَا تخرق مِنْهُ رقْعَة ورى بِالْفَاءِ من اسْتَخْلَفَهُ إِذا طلب لَهُ خلفا أَي عوضا ومقصود الحَدِيث أَن من أَرَادَ الإرتقاء فِي دَار الْبَقَاء خفف ظَهره من الدُّنْيَا وَاقْتصر على أقل مُمكن وَأخذ مِنْهُ السهروردي وَغَيره تَفْضِيل لبس المرقعات قَالُوا وَلِأَنَّهَا أقل مُؤنَة وتخرقا وَاتَّقَى وَأبقى وَأقرب إِلَى التَّوَاضُع وأصبر على الكد وتدفع الْحر والفر وَلَا مطمع لأهل الشَّرّ فِيهَا وتمنع من الْكبر وَالْفَخْر وَالْفساد (ت ك عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف وردوا تَصْحِيح الْحَاكِم) //
(إِن أَحْبَبْتُم أَن يحبكم الله تَعَالَى) أَي يعاملكم معامة الْمُحب (وَرَسُوله فأدوا) الْأَمَانَة (إِذا ائتمنتم) عَلَيْهَا (واصدقوا إِذا حدثتم) بِحَدِيث (وأحسنوا جوَار من جاوركم) بكف الْأَذَى والمعاملة باللطف والعطف وَالْإِحْسَان (طب عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي قراد) وَيُقَال ابْن أبي القراد بِضَم الْقَاف وخفة الرَّاء الْأنْصَارِيّ السّلمِيّ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَن إردت أَي يلين قَلْبك) لقبُول أوَامِر الله تَعَالَى وزواجره وتأثيرها فِيهِ (فأطعم الْمِسْكِين) المُرَاد بِهِ مَا يَشْمَل الْفَقِير (وامسح رَأس الْيَتِيم) الطِّفْل الَّذِي مَاتَ أَبوهُ أَي من خلف إِلَى قُدَّام عكس غير الْيَتِيم أَي افْعَل بِهِ ذَلِك إيناساً وتلطفاً (طب فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق هَب عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ شكا رجل إِلَى رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قسوة قلبه فَذكره وَفِي // (إِسْنَاد مَجْهُول) //
(إِن اسْتَطَعْتُم أَن تكثروا من الإستغفار) أَي طلب الْمَغْفِرَة من الله تَعَالَى بِأَيّ صِيغَة كَانَت والوارد أولى (فافعلوا) أَي مَا استطعتموه (فَإِنَّهُ لَيْسَ شَيْء أنجح عِنْد الله وَلَا أحب إِلَيْهِ مِنْهُ) لِأَنَّهُ يحب أسماءه وَصِفَاته وَيُحب من تخلق بهَا وَمن صِفَاته الْغفار والغفور (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (عَن أبي الدَّرْدَاء) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) // لَكِن لَهُ شَوَاهِد
(إِن اسْتَطَعْت أَن تكون أَنْت الْمَقْتُول وَلَا تقتل أحدا من أهل الصَّلَاة فافعل) سَببه أَن رجلا قَالَ لسعد أَخْبرنِي عَن عُثْمَان قَالَ كَانَ أطولنا صَلَاة وأعظمنا نَفَقَة فِي سَبِيل الله تَعَالَى ثمَّ سَأَلَهُ عَن أَمر النَّاس فَقَالَ سَمِعت الْمُصْطَفى يَقُول فَذكره (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن سعد) بن أبي وَقاص // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَن تصدق الله يصدقك) قَالَه لأعربي غزا مَعَه فَدفع إِلَيْهِ حِصَّته فَقَالَ مَا على هَذَا اتبعتك لَكِن اتبعتك على أَن أرمي إِلَى هُنَا وَأَشَارَ إِلَى حلقه بِسَهْم فأموت فَأدْخل الْجنَّة فَذكره فَكَانَ كَذَلِك (ن ك عَن شَدَّاد بن الْهَاد) اللَّيْثِيّ وَاسم الْهَاد أُسَامَة
(أَن تغْفر اللَّهُمَّ تغْفر جما) أَي كثيرا (وَأي عبد لَك لَا ألما) أَي لم يلم بِمَعْصِيَة يعْنى لم يتلطخ بصغار الذُّنُوب وَهَذَا بَيت لأمية بن أبي(1/371)
] الصَّلْت تمثل بِهِ الْمُصْطَفى وَالْمحرم عَلَيْهِ انشاء الشّعْر لَا انشاده (ت ك عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ التِّرْمِذِيّ // (حسن صَحِيح غَرِيب) //
(ان سركم أَن تقبل صَلَاتكُمْ) أَي يقبلهَا الله تَعَالَى مِنْكُم باسقاط الْوَاجِب واعطاء الاجر (فليؤمكم خياركم) فِي الدّين لَان الامامة شَفَاعَة دينية فَأولى النَّاس بهَا
أَتْقَاهُم وَهُوَ أقرب إِلَى قبُول الشَّفَاعَة من غَيره (ابْن عَسَاكِر تخ عَن أبي أُمَامَة) // (باسناد ضَعِيف) //
(ان سركم أَن تقبل صَلَاتكُمْ) الْوَاقِعَة فِي جمَاعَة (فليؤمكم عُلَمَاؤُكُمْ) أَي الْعَامِلُونَ الْعَالمُونَ بِأَحْكَام الصَّلَاة (فانهم وفدكم فِيمَا بَيْنكُم وَبَين ربكُم) أَي هم الْوَاسِطَة بَيْنكُم وَبَينه فِي الْفَيْض لَان الْوَاسِطَة الْأَصْلِيّ هُوَ النَّبِي وهم ورثته ولان الْفَقِيه أدرى بمصححات الصَّلَاة ومبطلاتها وَغَيره قد يَقع فِي الْفساد وَهُوَ لَا يشْعر (طب عَن مرْثَد) بِسُكُون الرَّاء بعْدهَا مُثَلّثَة (الغنوى) بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَالنُّون // (باسناد ضَعِيف) //
(ان شِئْتُم أنبأتكم) أَخْبَرتكُم (مَا أول مَا يَقُول الله تَعَالَى للْمُؤْمِنين يَوْم الْقِيَامَة وَمَا أول مَا يقومُونَ لَهُ) قَالُوا أخبرنَا قَالَ (فان الله يَقُول للْمُؤْمِنين هَل أَحْبَبْتُم لقائي فَيَقُولُونَ نعم يَا رَبنَا فَيَقُول لم) أحببتموه (فَيَقُولُونَ رجونا عفوك ومغفرتك) أَي أملنا مِنْك ستر الذُّنُوب ومحو أَثَرهَا (فَيَقُول قد أوجبت لكم عفوي ومغفرتي) لانه عِنْد ظن عَبده بِهِ (حم طب عَن معَاذ) بن جبل // (باسنادين أَحدهمَا حسن) //
(ان شِئْتُم أنبأتكم) أَخْبَرتكُم (عَن الامارة) بِكَسْر الْهمزَة أَي عَن شَأْنهَا وحالها (وَمَا هِيَ أَولهَا ملامة) أَي يلوم الانسان نَفسه على الدُّخُول فِيهَا (وَثَانِيها ندامة وَثَالِثهَا عَذَاب يَوْم الْقِيَامَة الا من عدل) لانها تحرّك الصِّفَات الْبَاطِنَة الكامنة ويغلب على النَّفس حب الجاه وَلَذَّة الِاسْتِيلَاء ونفاذ الامر وَذَلِكَ يجر إِلَى الْعَذَاب (طب عَن عَوْف بن مَالك) // (باسناد صَحِيح) //
(ان قضى الله تَعَالَى شَيْئا) أَي قدر فِي الْأَزَل كَون ولد (لَيَكُونن) أَي لَا بُد من كَونه وابراره إِلَى الْوُجُود (وان عزل) المجامع مَاءَهُ بِأَنَّهُ أنزل خَارج الْفرج وَذَا قَالَه لمن سَأَلَهُ عَن الْعَزْل يَعْنِي فَلَا فَائِدَة للعزل وَلَا لعدمه (الطَّيَالِسِيّ) وَأَبُو دَاوُد (عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(ان قَامَت السَّاعَة) أَي الْقِيَامَة (وَفِي يَد أحدكُم فسيلة) نَخْلَة صَغِيرَة (فان اسْتَطَاعَ أَن لَا يقوم) من مَكَانَهُ (حَتَّى يغرسها فليغرسها) ندبا وَأَرَادَ بِقِيَام السَّاعَة أماراتتها بِدَلِيل حَدِيث إِذا سمع أحدكُم بالدجال وَفِي يَده فسيلة فليغرسها فَإِن للنَّاس عَيْشًا بعد ومقصوده الْأَمر بالغرس لمن يَجِيء بعدو وَإِن ظَهرت الأشراط وَلم يبْق من الدُّنْيَا إِلَّا الْقَلِيل (حم خد وَعبد عَن أنس) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(ان كَانَ خرج يسْعَى على وَلَده صغَارًا) أَي يسْعَى على مُؤنَة بنيه حَال كَونهم أطفالاً لَا مموّن لَهُم غَيره (فَهُوَ) أَي ذَلِك الْإِنْسَان الْخَارِج أَو الْخُرُوج أوا لسعي (فِي سَبِيل الله) أَي فِي طَرِيقه فَهُوَ مثاب مأجور (وَإِن كَانَ خرج يسْعَى على) مُؤنَة (أبوين) لَهُ (شيخين كبيرين) أَي أدركهما الْهَرم عِنْده (فَهُوَ فِي سَبِيل الله وَإِن كَانَ خرج يسْعَى على نَفسه يعفها) أَي لأجل أَن يعفها عَن سُؤال النَّاس أَو عَن أكل الْحَرَام أَو عَن الْوَطْء الْحَرَام (فَهُوَ فِي سَبِيل الله وَإِن كَانَ خرج يسْعَى) لَا لواجب وَلَا مَنْدُوب بل (رِيَاء ومفاخرة) بَين النَّاس (فَهُوَ فِي سَبِيل الشَّيْطَان) أَي طَرِيقه وعَلى مَا يُحِبهُ ويرضاه وَالْمرَاد إِبْلِيس أَو الْجِنْس (طب عَن كَعْب بن عجْرَة) قَالَ مر النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] بِرَجُل فَرَأى أَصْحَابه من جلده ونشاطه مَا أعجبهم فَقَالُوا يَا رَسُول الله لَو كَانَ هَذَا فِي سَبِيل الله فَذكره // (وَإِسْنَاده صَحِيح) //
(إِن كَانَ فِي شَيْء من أدويتكم خير فَفِي) أَي فَهُوَ فِي أَو فَيكون فِي (شرطة محجم) أَي استفراغ الدَّم بالحجم والشرطة بِفَتْح الشين ضَرْبَة مشراط على(1/372)
مَحل الحجم لإِخْرَاج الدَّم والمحجم هُنَا بِفَتْح الْمِيم مَوضِع الْحجامَة وَخَصه لِأَن غَالب إخراجهم الدَّم بالحجامة (أَو شربة من عسل) أَي بِأَن يدْخل فِي المعجونات المسهلة للأخلاط الَّتِي فِي الْبدن (أَو لذعة بِنَار) بذال مُعْجمَة سَاكِنة وَعين مُهْملَة أَي حرقتها وَالْمرَاد الكي (توَافق دَاء) فتذهبه (وَمَا أحب) أَنا (أَن أكتوي) أشاربه إِلَى كَرَاهَة الكي شرعا لَا لمَنعه عِنْد الضَّرُورَة (حم ق ن عَن جَابر) بن عبد الله
(ان كَانَ شَيْء من الدَّاء يعدى) أَي يُجَاوز صَاحبه لغيره (فَهُوَ هَذَا يَعْنِي الجذام) هَذَا من كَلَام الرَّاوِي لَا تَتِمَّة للْحَدِيث وَقَوله إِن كَانَ دَلِيل على أَن هَذَا الْأَمر غير مُحَقّق عِنْده وَقد مرّ وَيَأْتِي الْجمع بَينه وَبَين خبر لَا عدوى (عد عَن ابْن عمر) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ان كَانَ الشؤم) ضد الْيمن (فِي شَيْء) من الْأَشْيَاء المحسوسة حَاصِلا (فَفِي) أَي فَهُوَ فِي (الدَّار وَالْمَرْأَة وَالْفرس) يَعْنِي إِن كَانَ لَهُ وجود فِي شَيْء يكون فِي هَذِه الثَّلَاثَة فَإِنَّهَا أقبل الْأَشْيَاء لَهُ لَكِن لَا وجود لَهُ فِيهَا فَلَا وجود لَهُ أصلا وَقيل غير ذَلِك (مَالك حم خَ هـ عَن سهل بن سعد) السَّاعِدِيّ (ق عَن ابْن عمر) بن الْخطاب (م ن عَن جَابر) بن عبد الله
(ان كنت عبد الله حَقًا فارفع إزارك) أَي إِلَى أَنْصَاف السَّاقَيْن فإسبال الْإِزَار للرجل إِلَى أَسْفَل من الْكَعْبَيْنِ بِقصد الْخُيَلَاء حرَام وبدونه مَكْرُوه (طب هَب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب قَالَ دخلت على الْمُصْطَفى وعليّ إِزَار يتقعقع قَالَ من هَذَا قلت عبد الله فَذكره وَأحد // (أسانيده صَحِيح) //
(ان كنت) أَيهَا الرجل الَّذِي حلف بِاللَّه أَنه يحبني (تحبني) حَقِيقَة كَمَا تزْعم (فأعدّ للفقر تجفافاً) أَي مشقة والتجفاف مَا جلل بِهِ الْفرس ليقيه الْأَذَى فاستعير للصبر على الشدَّة يَعْنِي أَنَّك ادعيت دَعْوَى كَبِيرَة فَعَلَيْك الْبَيِّنَة وَهُوَ اختبارك بِالصبرِ على الْفقر وتجرع مرارته (فَإِن الْفقر أسْرع إِلَى من يحبني من السَّيْل) إِذا انحدر من علو (إِلَى منتهاه) أَي مستقره فِي سرعَة وُصُوله والفقر جَائِزَة الله لمن أحبه وَأحب رَسُوله وخلعته عَلَيْهِ (حم ت عَن عبد الله بن مُغفل) قَالَ قَالَ رجل يَا رَسُول الله وَالله إِنِّي أحبك فَذكره
(ان كنت صَائِما) شهرا (بعد شهر رَمَضَان) الَّذِي هُوَ الْفَرْض (فَصم) ندبا شهر (المحرّم فَإِنَّهُ شهر الله) هَذَا تَعْلِيل لندب صَوْمه لَا مَا علله بِهِ الْقُرْطُبِيّ من كَونه فَاتِحَة السّنة (فِيهِ يَوْم تَابَ الله فِيهِ على قوم وَيَتُوب فِيهِ على آخَرين) وَهُوَ يَوْم عَاشُورَاء فَإِنَّهُ يَوْم تَابَ الله فِيهِ على آدم وعَلى قوم يُونُس وَيَتُوب فِيهِ على قوم غَيرهم (ت عَن عَليّ) قَالَ قَالَ رجل يَا رَسُول الله أَي شهر تَأْمُرنِي أَن أَصوم بعد رَمَضَان فَذكره قَالَ التِّرْمِذِيّ // (حَدِيث حسن غَرِيب) //
(ان كنت صَائِما) نفلا (فَعَلَيْك بالغر الْبيض) أَي الزم صَومهَا (ثَلَاث عشرَة وَأَرْبع عشرَة وَخمْس عشرَة) أَي يَوْم اللَّيْلَة الثَّلَاث عشرَة وَهَكَذَا وَذَلِكَ لِأَن صَوْم الثَّلَاثَة كَصَوْم الشَّهْر إِذْ الْحَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا ويبدل ثَالِث عشر الْحجَّة بسادس عشره (ن عَن أبي ذَر) قَالَ قلت يَا رَسُول الله إِنِّي صَائِم قَالَ أَي الصّيام تَصُوم قَالَ أول الشَّهْر وَآخره فَذكره // (وَإِسْنَاده حسن) //
(ان كنت لَا بُد سَائِلًا) أَي طَالبا أمرا من الْأُمُور (فاسأل الصَّالِحين) أَي ذَوي المَال الَّذين لَا يمْنَعُونَ مَا عَلَيْهِم من الْحق وَقد لَا يعلمُونَ الْمُسْتَحق أَو الساعين فِي مصَالح الْخلق بِنَحْوِ شَفَاعَة أَو الَّذين لَا يمنون على أحد بِمَا أَعْطوهُ أَو فَعَلُوهُ (د ن عَن الفراسي) قَالَ قلت أسأَل يَا رَسُول الله قَالَ لَا ثمَّ ذكره // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(ان كنت) يَا عَائِشَة (أَلممْت بذنب) أَي أَتَيْته من غير عَادَة بل على سَبِيل الهفوة والسقطة (فاستغفري الله تَعَالَى وتوبي إِلَيْهِ) تَوْبَة نصُوحًا (فَإِن التَّوْبَة من الذَّنب النَّدَم وَالِاسْتِغْفَار) وَهَذَا بعض من حَدِيث الْإِفْك والقصة مَشْهُورَة(1/373)
(هَب عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ان كُنْتُم تحبون حلية) أهل (الْجنَّة) بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام زينتها وَالْمرَاد على الذَّهَب وَالْفِضَّة (وحريرها فَلَا تلبسوهما فِي الدُّنْيَا) فَإِن من لبسهما من الرِّجَال فِي الدُّنْيَا لم يَلْبسهُمَا فِي الْآخِرَة وَيحرم على الرجل وَمثله الْخُنْثَى اسْتِعْمَال حلى التقدين وَالْحَرِير لغير حَاجَة (حم ن ك عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِىّ
(إِن لَقِيتُم عشارا) أَي مكاسا سمي بِهِ لِأَنَّهُ يقبض السُّلْطَان من التُّجَّار عشور أَمْوَالهم أَي وجدْتُم من يَأْخُذ الْعشْر على مَا كَانَ يَأْخُذهُ أهل الْجَاهِلِيَّة مُقيما على دينهم أَو مستحلا (فَاقْتُلُوهُ) لكفره (طب عَن مَالك بن عتاهية) بن حَرْب الْكِنْدِيّ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لَا مَوْضُوع) // كَمَا وهم ابْن الْجَوْزِيّ
(أَن نساني الشَّيْطَان شيأ من صَلَاتي) أَي من واجباتها كنسيان الإعتدال أَو مندوباتها كالتشهد الأول (فليسبح الْقَوْم) أَي الرِّجَال (وليصفق النِّسَاء) ندبا فَإِن صفق وسجت لم يضر لكنه خلاف السّنة (دعن أبي هُرَيْرَة
أَنا مُحَمَّد بن عبد الله بن عبد الْمطلب) واسْمه شيبَة الْحَمد وكنيته أَبُو الْحَرْث (ابْن هَاشم) واسْمه عَمْرو ولقب بِهِ لِأَنَّهُ أول من هشم الثَّرِيد لِقَوْمِهِ فِي الجدب (ابْن عبد منَاف) اسْمه الْمُغِيرَهْ وكنيته أَبُو عبد شمس (بن قصي) تَصْغِير قصي أَي بعد عَن قومه فِي بِلَاد قضاعة مَعَ أمه واسْمه مجمع أوزيد (بن كلاب) بِكَسْر الْكَاف مخففا لقب بِهِ لصيدها كثيرا واسْمه حَكِيم أَو حكيمة أَو عُرْوَة وكنيته أَبُو زهرَة (بن مرّة) بِضَم الْمِيم كنيته أَبُو يقظة (بن كَعْب) وَهُوَ أول من قَالَ أما بعد وَأول من جمع يَوْم الْعرُوبَة (ابْن لؤَي) بِضَم اللَّام وهمزة وتسهل (ابْن غَالب) كنيته أَبُو تيم (ابْن فهر) بِكَسْر فَسُكُون اسْمه قُرَيْش وَإِلَيْهِ تنْسب قُرَيْش فَمَا فَوْقه كناني (ابْن مَالك) اسْم فَاعل من ملك يملك ويكنى أَبَا الْحَرْث (بن النَّضر) بِفَتْح فَسُكُون اسْمه قيس لقب بِهِ لنضارة وَجهه (ابْن كنَانَة) لقب بِهِ لِأَنَّهُ كَانَ سترا على قومه كالكنانة أَي الجعبة بِفَتْح الْجِيم الساترة للسهام (ابْن خُزَيْمَة) تَصْغِير خزمة يكنى أَبَا أَسد (بن مدركة) بِضَم فَسُكُون اسْمه عَمْرو وكنيته أَبُو هزيل (بن إلْيَاس) بِكَسْر الْهمزَة وتفتح ولامه للتعريف وهمزته للوصل عِنْد الْأَكْثَر كنيته أَبُو عَمْرو (بن مُضر) بِضَم فَفتح معدول عَن مَا ضرّ اسْمه عَمْرو (بن نزار) بِكَسْر النُّون وخفة الزَّاي من النزر الْقَلِيل وكنيته أَبُو إياد (بن معد بن عدنان) إِلَى هُنَا مَعْلُوم الصِّحَّة مُتَّفق عَلَيْهِ وَفِيمَا بعده إِلَى آدم خلاف كثيرو أنكر مَالك على من رفع نسبه إِلَى آدم (وَمَا افترق النَّاس فرْقَتَيْن إِلَّا جعلني الله فِي خيرهما) فرقة (فأخرجت من بَين أَبَوي فَلم يُصِبْنِي شَيْء من عهد الْجَاهِلِيَّة وَخرجت من نِكَاح وَلم أخرج من سفاح من لدن آدم حَتَّى انْتَهَيْت إِلَى أبي وَأمي) وَفِيه أشكال يَأْتِي مَعَ جَوَابه) فَأَنا خَيركُمْ نسبا وخيركم أَبَا) وخيركم أما والمخاطب بقوله أَنا خَيركُمْ قُرَيْش الَّذين هم خير الْعَرَب (الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل) أَي فِي كِتَابه دَلَائِل النُّبُوَّة عَن أنس
أَنا النَّبِي لَا كذب) اى أَنا النَّبِي حَقًا لَا كذب فِيهِ فَلَا أفر من الْكفَّار (أَنا ابْن عبد الْمطلب) نسب نَفسه إِلَى جده لشهرته بِهِ وللتعريف والتذكير بِمَا أخْبرهُم بِهِ الكهنة قبل ميلاده أَنه حَان أَن يظْهر من بني عبد الْمطلب نَبِي فَذكرهمْ بِهِ لَا للفخر فَإِنَّهُ كَانَ يكرههُ وَلَا للعصبية فَإِنَّهُ كَانَ يذمها وَهَذَا مَوْزُون لكنه لم يقْصد فَلَا يُسمى شعرًا (حم ق ن عَن الْبَراء) بن عَازِب
(أَنا النَّبِي لَا كذب) أَي أَنا النَّبِي وَالنَّبِيّ لَا يكذب فلست بكاذب فِيمَا أَقُول (أَنا ابْن عبد الْمطلب أَنا أعرب الْعَرَب) أَي أدخلهم فِي الْعَرَبيَّة الْمَحْضَة الْخَالِصَة (ولدتني قُرَيْش ونشأت فِي بني سعد بن بكر) يَعْنِي استرضعت فيهم وهم من أفْصح الْعَرَب (فَأنى يأتيني اللّحن) تعجب(1/374)
أَي كَيفَ يجوز عَليّ النُّطْق باللحن وَأَنا أعرب الْعَرَب (طب عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف بل واه) //
(أَنا ابْن العواتك) جمع عَاتِكَة (من سليم) قَالَ فِي الْقَامُوس العواتك من جداته تسع وَهَذَا قَالَه يَوْم حنين (ص طب عَن سيابة) بِمُهْملَة مَكْسُورَة ومثناة تحتية ثمَّ مُوَحدَة (ابْن عَاصِم) ابْن شَيبَان السّلمِيّ وَرِجَاله رجال الصَّحِيح (أَنا النَّبِي الْأُمِّي) أَي الَّذِي جعلني الله بِحَيْثُ لَا أهتدي لِلْخَطِّ وَلَا أحْسنه لتَكون الْحجَّة أثبت (الصَّادِق الزكي) أَي الصَّالح الميمون (الويل كل الويل) أَي التحسر والهلاك كُله (لمن كَذبَنِي) فِيمَا جِئْت بِهِ (وَتَوَلَّى عني) أعرض ونأى بجانبه (وقاتلني وَالْخَيْر) كُله (لمن آواني) أنزلني عِنْده وأسكنني فِي مَسْكَنه وهم الْأَنْصَار (ونصرني) أعانني على عدوي (وآمن بِي وَصدق قولي) جمع بَينهمَا للإطناب والتقرير فِي الأذهان (وجاهد معي) فِي سَبِيل الله (ابْن سعد) فِي طبقاته (عَن عبد عَمْرو بن جبلة) بِفَتْح الْجِيم وَالْمُوَحَّدَة (الْكَلْبِيّ) نِسْبَة إِلَى بني كلب لَهُ وفادة وَشعر
(أَنا أَبُو الْقَاسِم) هَذَا أشهر كناه وكنيته أَيْضا أَبُو إِبْرَاهِيم وَأَبُو الْمُؤمنِينَ وَأَبُو الأرامل (الله يُعْطي) عباده مَا لَهُ من نَحْو فَيْء أَو غنيمَة (وَأَنا أقسم) ذَلِك بَينهم كَمَا أَمرنِي الله فَالْمَال مَال الله والعباد عباده وَأَنا قَاسم بِإِذْنِهِ فَلَا لوم عَليّ فِي المفاضلة (ك عَن أبي هُرَيْرَة) // (وَصَححهُ وأقروه) //
(أَنا أَكثر الْأَنْبِيَاء تبعا) بِفَتْح الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة وَالْمُوَحَّدَة التَّحْتِيَّة (يَوْم الْقِيَامَة) خصّه لِأَنَّهُ يَوْم ظُهُور ذَلِك الْجمع (وانا أول من يقرع بَاب الْجنَّة) أَي يطرقه للاستفتاح فَيفتح لَهُ فَيكون أول دَاخل كَمَا مر (م عَن أنس) بن مَالك
(أَنا أول النَّاس خُرُوجًا إِذا بعثوا) أَي أثيروا من قُبُورهم قَالَ الرَّافِعِيّ وَهَذَا معنى قَوْله أول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض (وَأَنا خطيبهم إِذا وفدوا) أَي قدمُوا على رَبهم (وَأَنا مبشرهم) بِقبُول شَفَاعَتِي لَهُم عِنْد رَبهم (إِذا أيسوا) كَذَا هُوَ بِخَط الْمُؤلف وَفِي نُسْخَة إِذا أبلسوا وَهُوَ رِوَايَة من الإبلاس الانكسار والحزن (لِوَاء الْحَمد) رَأَيْته (يَوْمئِذٍ) يَوْم الْقِيَامَة (بيَدي) جَريا على عَادَة الْعَرَب أَن اللِّوَاء إِنَّمَا يكون مَعَ كَبِير الْقَوْم ليعرف مَكَانَهُ لَكِن هَذَا لِوَاء معنوي كَمَا قَالَه الْمُؤلف وَالْمرَاد أَنه يشهر بِالْحَمْد يَوْمئِذٍ (وانا أكْرم ولد آدم على رَبِّي) إِخْبَار بِمَا منحه من السودد وتحدث بمزيد الْفضل وَالْإِكْرَام وَزَاد قَوْله (وَلَا فَخر) دفعا لتوهم إِرَادَته أَي أَقُول ذَلِك غير مفتخر بِهِ فَخر تكبر (ت عَن أنس) // (بِإِسْنَاد لين) //
(أَنا أول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض) للبعث أَي أوّل من تُعَاد فِيهِ الرّوح عِنْد النفخة الثَّانِيَة (فأكسى) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول (حلَّة من حلل الْجنَّة) ويشاركه فِي ذَلِك الْخَلِيل (ثمَّ أقوم عَن يَمِين الْعَرْش لَيْسَ أحد من الْخَلَائق يقوم ذَلِك الْمقَام غَيْرِي) خصيصية شرفني الله بهَا وَالْخَلَائِق جمع خلق فَيشْمَل الثقلَيْن وَالْمَلَائِكَة (ت عَن أبي هُرَيْرَة
أَنا أول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض) للبعث فَلَا يتَقَدَّم أحد عَلَيْهِ بعثاً فَهُوَ من خَصَائِصه (ثمَّ أَبُو بكر) الصّديق لكَمَال صداقته لَهُ (ثمَّ عمر) الْفَارُوق لفرقه بَين الْحق وَالْبَاطِل (ثمَّ آتِي أهل البقيع) مَقْبرَة بِالْمَدِينَةِ (فيحشرون معي) لكرامتهم على رَبهم قَالَ الْحَكِيم هَذَا معنى بعيد لَا أعلمهُ يُوَافق إِلَّا فِي حَال وَاحِد فَإِن حشر الْمُصْطَفى [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] غير حشر الشَّيْخَيْنِ لِأَن حشره حشر سادة الرُّسُل بل هُوَ إمَامهمْ ومقامهم فِي الْعَرَصَة فِي مقَام الصديقين وَفِي وَصفهم فَالظَّاهِر أَن المُرَاد الانضمام فِي اقتراب بَعضهم من بعض فِي مَحل الْقرْبَة (ثمَّ أنْتَظر أهل مَكَّة) أَي الْمُؤمنِينَ مِنْهُم (حَتَّى أحْشر بَين الْحَرَمَيْنِ) أَي حَتَّى يكون لي وَلَهُم اجْتِمَاع بَين الْحَرَمَيْنِ (ت ك عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(أَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة) خصّه لِأَنَّهُ يَوْم مَجْمُوع(1/375)
لَهُ النَّاس فَيظْهر سودده لكل أحد عيَانًا (وَأول من ينشق عَنهُ الْقَبْر) للحشر تكريماً وتبجيلاً (وَأول شَافِع) فَلَا يتقدمني شَافِع لَا بشر وَلَا ملك (وَأول مُشَفع) بشد الْفَاء الْمَفْتُوحَة أَي مَقْبُول الشَّفَاعَة وَلم يكتف بقوله أول شَافِع لِأَنَّهُ قد يشفع الثَّانِي فَيشفع قبل الأول قَالَه تحدثاً بِالنعْمَةِ (م د عَن أبي هُرَيْرَة
أَنا سيد ولد آدم يَوْم الْقِيَامَة وَلَا فَخر) أَي أقوله شكرا إِلَّا فخراً (وَبِيَدِي لِوَاء الْحَمد) بِالْكَسْرِ والمدّ علمه (وَلَا فَخر) لي بالعطاء بل بالمعطي (وَمَا من نَبِي يَوْمئِذٍ آدم فَمن سواهُ إِلَّا تَحت لِوَائِي) فَائِدَة قَوْله مَا من نَبِي إِلَى آخِره مَعَ أَن مَا قبله يفِيدهُ أَن آدم لَيْسَ بِولد فَفِيهِ أَنه سيد الْآبَاء وَالْأَبْنَاء (وَأَنا أول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض وَلَا فَخر وَأَنا أول شَافِع) يَوْم الْقِيَامَة أَو فِي الْجنَّة لرفع الدَّرَجَات فِيهَا أَو فيهمَا (وَأول مُشَفع) مَقْبُول الشَّفَاعَة فِي جَمِيع أَقسَام الشَّفَاعَة لله (وَلَا فَخر) أَي لَا أقوله تبجحاً بل تحدّثاً بِالنعْمَةِ وإعلاماً للْأمة (حم ت هـ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ) قَالَ التِّرْمِذِيّ // (حسن صَحِيح) //
(أَنا قَائِد الْمُرْسلين) والنبيين يَوْم الْقِيَامَة أَي أكون إمَامهمْ وهم خَلْفي (وَلَا فَخر وَأَنا خَاتم النَّبِيين) وَالْمُرْسلِينَ (وَلَا فَخر وَأَنا أول شَافِع) لِلْخلقِ (وَمُشَفَّع) فيهم (وَلَا فَخر) وَجه اخْتِصَاصه بالأولية أَنه تحمل فِي رضَا ربه مَا لم يتحمله بشر سَوَاء وَقَامَ بِالصبرِ وَالشُّكْر حق الْقيام (الدَّارمِيّ عَن جَابر) وَرِجَاله ثِقَات
(أَنا سَابق الْعَرَب) أَي متقدمهم إِلَى الْجنَّة (وصهيب سَابق الرّوم) إِلَى الْجنَّة أَو إِلَى الْإِسْلَام (وسلمان) الْفَارِسِي (سَابق الْفرس) بِضَم الْفَاء وَسُكُون الرَّاء (وبلال) الحبشي الْمُؤَذّن (سَابق الْحَبَش) إِلَى الْجنَّة أَو إِلَى الْإِسْلَام (ك عَن أنس) بن مَالك // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أَنا أعربكم أَنا من قُرَيْش) أَي أَنا أدخلكم فِي الْعَرَب يَعْنِي أوسطكم فِيهَا نسبا وَأَنْفُسكُمْ فيهم فخراً (ولساني لِسَان بني سعد بن بكر) أَي لغتي لغتهم لكوني استرضعت فيهم قَالَ الثعالبي بَنو معد مَخْصُوصَة من بَين قبائل الْعَرَب بالفصاحة وَحسن الْبَيَان فَلذَلِك كَانَ لِسَانه لسانهم وَتسَمى سعد الله وَفِي الْمثل سعد الله أَكثر أم جذام وهما حَيَّان بَينهمَا فضل بَين لَا يُنكره إِلَّا جَاهِل قَالَ الشَّاعِر
(لقد أفحمت حَتَّى لست تَدْرِي ... أسعد الله أَكثر أم جذام)
(ابْن سعد) فِي طبقاته (عَن يحيى بن يزِيد السَّعْدِيّ مُرْسلا
أَنا رَسُول من أدْركْت حَيا) من الْجِنّ وَالْإِنْس (وَمن يُولد بعدِي) إِلَى أَن تقوم السَّاعَة فَلَا نَبِي وَلَا رَسُول بعده بل هُوَ خَاتم الْأَنْبِيَاء وَالرسل وَعِيسَى إِنَّمَا ينزل بشرعه وَفِيه أَن رسَالَته لم تَنْقَطِع بِالْمَوْتِ بل هِيَ مستمرة وَهُوَ مَا جرى عَلَيْهِ السُّبْكِيّ وَتَبعهُ الْمُؤلف (ابْن سعد عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا
أَنا أول من يدق بَاب الْجنَّة) من الْبشر (فَلم تسمع الْأَذَان أحسن من طنين الْحلق) بِالتَّحْرِيكِ جمع حَلقَة بِالسُّكُونِ (على تِلْكَ المصاريع) يَعْنِي الْأَبْوَاب والمصراع من الْبَاب شطره (ابْن النجار) فِي تَارِيخه (عَن أنس) بن مَالك
(أَنا فِئَة الْمُسلمين) أَي الَّذِي يتحيز الْمُسلمُونَ إِلَيْهِ فَلَيْسَ من انحاز إِلَيّ من المعركة فارّاً قَالَه لِابْنِ عَمْرو جمع فروا من الزَّحْف وجاؤوه نادمين (د عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(أَنا فَرَطكُمْ) بِالتَّحْرِيكِ سابقكم (على الْحَوْض) أَي إِلَيْهِ لأهيىء لكم مَا يَلِيق بالوارد وأحوطكم وأخذلكم طَرِيق النجَاة (حم ق عَن جُنْدُب خَ عَن ابْن مَسْعُود) عبد الله (م عَن جَابر بن سَمُرَة
أَنا مُحَمَّد وَأحمد) أَي أعظم حمداً من غَيْرِي لِأَنَّهُ حمد الله بِمَحَامِد لم يحمده بهَا غَيره (والمقفى) بِشدَّة الْفَاء وَكسرهَا لِأَنَّهُ جَاءَ عقب الْأَنْبِيَاء وَفِي قفاهم (والحاشر) أَي أحْشر أول النَّاس (وَنَبِي التَّوْبَة) أَي الَّذِي بعث بِقبُول التَّوْبَة أَو أَرَادَ بِالتَّوْبَةِ الْإِيمَان (وَنَبِي المرحمة) بميم أَوله أَي الترفق والتحنن على(1/376)
الْمُؤمنِينَ والشفقة على الْمُسلمين حم م عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ (زَاد طب وَنَبِي الملحمة) أَي الْحَرْب سمي بِهِ لِحِرْصِهِ على الْجِهَاد
(أَنا مُحَمَّد وَأحمد أَنا رَسُول الرَّحْمَة أَنا رَسُول الملحمة أَنا المقفي والحاشر بعثت بِالْجِهَادِ وَلم أبْعث بالزراع) هَذَا يرد مَا فِي سيرة ابْن سيد النَّاس عَن بعض السّلف من أَنه كَانَ يزرع أرضه بِخَيْبَر فيدخر لأَهله مِنْهَا قوت سنة وَيتَصَدَّق بِالْبَاقِي (ابْن سعد) فِي طبقاته (عَن مُجَاهِد) بِضَم الْمِيم وَكسر الْهَاء ابْن جبر بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْمُوَحدَة (مُرْسلا
أَنا دَعْوَة إِبْرَاهِيم) أَي صَاحب دَعوته بقوله حِين بنى الْكَعْبَة ابْعَثْ فيهم رَسُولا مِنْهُم وَفَائِدَته مَعَ تَقْدِير كَونه التنويه بشرفه وَكَونه مَطْلُوب الْوُجُود (وَكَانَ آخر من بشر بِي) أَي بِأَنِّي سأبعث (عِيسَى بن مَرْيَم) بشر بذلك قومه ليؤمنوا بِهِ عِنْد مَجِيئه (ابْن عَسَاكِر) فِي التَّارِيخ (عَن عبَادَة بن الصَّامِت) وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا الطَّيَالِسِيّ وَغَيره
(أَنا دَار الْحِكْمَة) وَفِي رِوَايَة نَبِي الْحِكْمَة (وَعلي) بن أبي طَالب (بَابهَا) الَّذِي يدْخل مِنْهُ إِلَيْهَا وَمن زعم أَنه من الْعُلُوّ وَهُوَ الِارْتفَاع فقد تمحل لغرضه الْفَاسِد بِمَا لَا يجديه (ت عَن عَليّ) // (وَقَالَ غَرِيب) //
(أَنا مَدِينَة الْعلم وَعلي بَابهَا فَمن أَرَادَ الْعلم فليأت الْبَاب) فَإِن الْمُصْطَفى هُوَ الْمَدِينَة الجامعة لمعاني الديانَات كلهَا وَلَا بُد للمدينة من بَاب يدْخل مِنْهُ فَأخْبر أَن بَابهَا هُوَ عَليّ فَمن أَخذ طَرِيقه دخل الْمَدِينَة وَمن لَا فَلَا (عق عد طب ك) وَصَححهُ (عَن ابْن عَبَّاس عد ك عَن جَابر) بن عبد الله وَهُوَ // (حسن) // بِاعْتِبَار طرفه لَا صَحِيح وَلَا ضَعِيف فضلا عَن كَونه مَوْضُوعا وَوهم ابْن الْجَوْزِيّ
(أَنا أولى) أَي أَحَق (النَّاس بِعِيسَى بن مَرْيَم) وَصفه بِأُمِّهِ إِيذَانًا بِأَنَّهُ لَا أَب لَهُ أَي الَّذِي خلق مِنْهَا بِلَا وَاسِطَة (فِي الدُّنْيَا) لِأَنَّهُ بشر بِأَنَّهُ يَأْتِي من بعده ومهد قَوَاعِد دينه (و) فِي (الْآخِرَة) أَيْضا (لَيْسَ بيني وَبَينه نَبِي) أَي من أولي الْعَزْم (والأنبياء أَوْلَاد علات) بِفَتْح الْمُهْملَة أخوة لأَب (وأمهاتهم شَتَّى) أَي مُتَفَرِّقَة فأولو العلات أَوْلَاد الرجل من نسْوَة مُتَفَرِّقَة (وَدينهمْ وَاحِد) أَي أصل دينهم وَاحِد وَهُوَ التَّوْحِيد وفروع شرائعهم مُخْتَلفَة (حم ق د عَن أبي هُرَيْرَة
أَنا أولى بِالْمُؤْمِنِينَ من أنفسهم) فِي كل شَيْء لِأَنِّي الْخَلِيفَة الْأَكْبَر الممد لكل مَوْجُود فحكمي عَلَيْهِم أنفذ من حكمهم على أنفسهم وَذَا قَالَه لما نزلت الْآيَة (فَمن توفّي) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول أَي مَاتَ (من الْمُؤمنِينَ فَترك) عَلَيْهِ (دينا) بِفَتْح الدَّال (فعلي قَضَاؤُهُ) مِمَّا يفِيء الله بِهِ من غنيمَة وَصدقَة وَذَا نَاسخ لتَركه الصَّلَاة على من مَاتَ وَعَلِيهِ دين (وَمن ترك مَالا) يَعْنِي حَقًا فَذكر المَال غالبي (فَهُوَ لوَرثَته) وَفِي رِوَايَة البُخَارِيّ فليرثه عصبته من كَانُوا فَرد على الْوَرَثَة الْمَنَافِع وَتحمل المضار والتبعات (حم ق ن هـ عَن أبي هُرَيْرَة
أَنا الشَّاهِد على أَن الله) أَي بِأَن (لَا يعثر) بِعَين مُهْملَة ومثلثة يزل (عَاقل) أَي كَامِل الْعقل (إِلَّا رَفعه) الله من عثرته (ثمَّ لَا يعثر) مرّة ثَانِيَة (إِلَّا رَفعه) مِنْهَا (ثمَّ لَا يعثر) مرّة ثَالِثَة (إِلَّا رَفعه) مِنْهَا وَهَكَذَا حَتَّى يَجْعَل مصيره إِلَى الْجنَّة) أَي لَا يزَال يرفعهُ وَيغْفر لَهُ حَتَّى يصير إِلَيْهَا ومقصوده التنويه بِفضل الْعقل وَأَهله (طس عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أَنا بَرِيء مِمَّن حلق) أَي من إِنْسَان حلق شعره عِنْد الْمُصِيبَة (وسلق) بسين وصاد أَي رفع الصَّوْت بالبكاء عِنْدهَا أَو الضَّارِب وَجهه عِنْدهَا (وخرق) ثَوْبه عِنْدهَا ذكرا أَو أُنْثَى أَي أَنا بَرِيء من فعلهن أَو من عُهْدَة مَا لزمني بَيَانه أَو مِمَّا يستوجبن وَنبهَ بِهَذِهِ الْمَذْكُورَات على مَا فِي مَعْنَاهَا من تَغْيِير الثَّوْب وَنَحْوه بالصبغ وَإِتْلَاف الْبَهَائِم بِغَيْر الذّبْح الشَّرْعِيّ وَكسر الْأَوَانِي وَغير ذَلِك فكله حرَام (م ن هـ عَن أبي(1/377)
مُوسَى الْأَشْعَرِيّ
أَنا وكافل الْيَتِيم) أَي الْقيم بأَمْره ومصالحه هبة من مَال نَفسه أَو من مَال الْيَتِيم (فِي الْجنَّة هَكَذَا) وَأَشَارَ بالسبابة وَالْوُسْطَى وَفرج بَينهمَا أَي الكافل فِي الْجنَّة مَعَ النَّبِي لَا أَنه فِي دَرَجَته أَو المُرَاد فِي سرعَة الدُّخُول أَو هُوَ إِشَارَة إِلَى الانضمام والاقتراب (حم خَ د ت عَن سهل بن سعد) // (وَرَوَاهُ مُسلم) // عَن عَائِشَة وَابْن عمر بِزِيَادَة
(أَنْت أَحَق) أَي أولى يَعْنِي أثبت حَقًا (بصدر دابتك) أَي بِمقدم ظهرهَا (مَتى) أَيهَا الرجل الَّذِي تَأَخّر وعزم على أَن أركب حِمَاره فَلَا أركب على صَدره لِأَن الْمَالِك أَحَق بالصدر (إِلَّا أَن تَجْعَلهُ) أَي الصَّدْر (لي) وَذَا من كَمَال إنصاف الْمُصْطَفى وتواضعه (حم د ت عَن بُرَيْدَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَنْت) أَيهَا الرجل الْقَائِل أَن أبي بريد أَن يجتاح مَالِي أَي يستأصله (وَمَالك لأَبِيك) يَعْنِي أَن أَبَاك كَانَ سَبَب وجودك ووجودك سَبَب وجود مَالك فَكَانَ أولى بِهِ مِنْك فَإِذا احْتَاجَ فَلهُ الْأَخْذ مِنْهُ بِقدر الْحَاجة (هـ عَن جَابر) ابْن عبد الله وَرِجَاله ثِقَات (طب عَن سَمُرَة) بن جُنْدُب (وَابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَنْتُم) أَيهَا المتوضئون من الْمُؤمنِينَ (الغرّ المحجلون يَوْم الْقِيَامَة من إسباغ الْوضُوء) أَي من أثر إِتْمَامه وَغسل مَا زَاد على الْوَاجِب (فَمن اسْتَطَاعَ مِنْكُم فليطل غرته وتحجيله) ندبا بِأَن يغسل مَعَ الْوَجْه مقدّم الرَّأْس وصفحة الْعُنُق وَمَعَ الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ العضدين والساقين (م عَن أبي هُرَيْرَة
أَنْتُم أعلم بِأَمْر دنياكم) مني وَأَنا أعلم بِأَمْر آخرتكم مِنْكُم (م عَن أنس) بن مَالك (وَعَائِشَة) قَالَا مرّ النَّبِي بِقوم يُلَقِّحُونَ نخلا فَقَالَ لَو لم تَفعلُوا لصلح فَخرج شيصاً فَذكره
(أَنْتُم) أَيهَا الْأمة المحمدية (شُهَدَاء الله فِي الأَرْض) فَإِذا شهدُوا على إِنْسَان بصلاح أَو فَسَاد قبل الله شَهَادَتهم (وَالْمَلَائِكَة شُهَدَاء الله فِي السَّمَاء) وَالْإِضَافَة للتشريف إِيذَانًا بِأَنَّهُم بمَكَان ومنزلة عالية عِنْد الله كَمَا أَن الْمَلَائِكَة كَذَلِك (طب عَن سَلمَة بن الْأَكْوَع
انبسطوا فِي النَّفَقَة) على الْأَهْل والحاشية وَكَذَا على الْفُقَرَاء إِن فضل عَن أُولَئِكَ شَيْء (فِي شهر رَمَضَان) أَي كثروها وأوسعوها (فَإِن النَّفَقَة فِيهِ كَالنَّفَقَةِ فِي سَبِيل الله) فِي تَكْثِير الْأجر وتكفير الْوزر أَي يعدل ثَوَابهَا ثَوَاب النَّفَقَة على الْجِهَاد (ابْن أبي الدُّنْيَا) أَبُو بكر (فِي) كتاب (فضل) شهر (رَمَضَان عَن ضَمرَة وَرَاشِد بن سعد) الْحِمصِي (مُرْسلا) أرسل عَن سعد وَغَيره
(انْتِظَار الْفرج) من الله (عبَادَة) أَي انْتِظَاره بِالصبرِ على الْمَكْرُوه وَترك الشكاية وَمَا أَجود قَول بَعضهم
(إِذا بلغ الْحَوَادِث مُنْتَهَاهَا ... فرج بقربها الْفرج المطلا)
(وَكم خطب تولى إِذْ تولى ... وَكم كرب تجلى حِين حلا)
وَقَالَ آخر
(إِذا حل بك الْأَمر ... فَكُن بِالصبرِ لِوَاذًا)
(وَإِلَّا فاتك الْأجر ... فَلَا هَذَا وَلَا هَذَا)
(عد خطّ عَن أنس) بِإِسْنَاد واه
(انْتِظَار الْفرج بِالصبرِ عبَادَة) لِأَن إقباله على ربه فِي تفريج كربه وَعدم شكواه لمخلوق عبَادَة وَأي عبَادَة وَمَا أحسن مَا قيل
(لَا تخف للهموم فِي كل وَقت ... لَا وَلَا تخشها وَإِن هِيَ حلت)
(فحقيق دوامها لَيْسَ يبْقى ... كثرت فِي الزَّمَان أَو هِيَ قلت)
(وادّرع للهموم صبرا جميلاً ... فالرزايا إِذا توالت تولّت)
وَقَالَ آخر
(اصبر إِذا نائبة حلت ... فَهِيَ سَوَاء وَالَّتِي ولت)(1/378)
وَقَالَ الرياشي مَا اعْتَرَانِي همّ فَأَنْشد قَول أبي الْعَتَاهِيَة
(هِيَ الْأَيَّام والغير ... وَأمر الله منتظر)
(أتيأس أَن ترى فرجا ... فَأَيْنَ الرب وَالْقدر)
إِلَّا فرّج الله عني (الْقُضَاعِي عَن ابْن عمر) بن الْخطاب (وَعَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
انْتِظَار الْفرج من الله عبَادَة) أَي من الْعِبَادَة كَمَا تقرر (وَمن رَضِي بِالْقَلِيلِ من الرزق رَضِي الله تَعَالَى مِنْهُ بِالْقَلِيلِ من الْعَمَل) بِمَعْنى أَنه لَا يُعَاقِبهُ على إقلاله من نوافل الْعِبَادَات (ابْن أبي الدُّنْيَا) أَبُو بكر (فِي) كتاب (الْفرج) بعد الشدَّة (وَابْن عَسَاكِر) فِي التَّارِيخ (عَن عَليّ) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(انتعلوا وتخففوا) أَي البسوا النِّعَال والخفاف وَلَا تَمْشُوا حُفَاة (وخالفوا أهل الْكتاب) الْيَهُود وَالنَّصَارَى فَإِنَّهُم لَا ينتعلون وَلَا يتخففون وَالظَّاهِر أَنه أَرَادَ فِي الصَّلَاة (هَب عَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ
(انْتِهَاء) بِالْمدِّ (بِالْإِيمَان إِلَى الْوَرع) أَي غَايَة الْإِيمَان وأقصى مَا يُمكن أَن يبلغهُ من الْقُوَّة انتهاؤه إِلَى دَرَجَة الْوَرع الَّذِي هُوَ توقي الشُّبُهَات (من قنع) أَي رَضِي (بِمَا رزقه الله تَعَالَى دخل الْجنَّة) مَعَ السَّابِقين الْأَوَّلين أَو من غير سبق عَذَاب فَإِنَّهُ لما رَضِي بقسمة الله وأمل مِنْهُ الْبركَة والفوز حقق ظَنّه وبلغه مأموله وأمسكنه فِي جواره (وَمن أَرَادَ الْجنَّة لَا شكّ (أَي قطعا بِغَيْر تردد (فَلَا يخَاف فِي الله لومة لائم) أَي لَا يمْتَنع عَن الْقيام بِالْحَقِّ للوم لائم لَهُ عَلَيْهِ (قطّ فِي الْإِفْرَاد عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف جدا بل قيل بِوَضْعِهِ) //
(أنزل الله على) فِي الْقُرْآن (أمانيه لأمتي) قَالُوا وَمَا هما يَا رَسُول الله قَالَ قَوْله تَعَالَى {وَمَا كَانَ الله ليعذبهم وَأَنت فيهم} مُقيم بِمَكَّة بَين أظهرهم حَتَّى يخرجوك {وَمَا كَانَ الله معذبهم وهم يَسْتَغْفِرُونَ} أَي وَفِيهِمْ من يسْتَغْفر مِمَّن لم يسْتَطع الْهِجْرَة من مَكَّة أولو اسْتَغْفرُوا أَو فيهم من يُصَلِّي وَلم يُهَاجر بعد (فَإِذا مضيت) أَي مت وَذهب إِلَى رَبِّي (تركت فيهم) بعدِي (الإستغفار إِلَى يَوْم الْقِيَامَة) فَكلما أذْنب أحدهم واستغفر غفر لَهُ وَإِن عَاد ألف مرّة (ت عَن أبي مُوسَى) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(أنزل الله جِبْرِيل فِي أحسن مَا كَانَ يأتيني فِي صُورَة فَقَالَ أَن الله تَعَالَى يُقْرِئك السَّلَام يَا مُحَمَّد وَيَقُول لَك أَنِّي قد أوحيت إِلَى الدُّنْيَا) وحى إلهام (أَن تمرري وتكدري وتضيقي وتشددي على أوليائي كي يُحِبُّوا لقائي) أَي لأجل محبتهم إِيَّاه
(فَأنى خلقتها) فِيهِ الْتِفَات من الْحُضُور إِلَى الْغَيْبَة (سجنا لأوليائي وجنة لأعدائي) أَي الْكفَّار فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يبتلى بهَا خَواص عباد ويضيقها عَلَيْهِم غيرَة عَلَيْهِم (هَب عَن قَتَادَة بن النُّعْمَان) الظفري البدري // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أنزل الْقُرْآن على سَبْعَة أحرف) اخْتلف فِيهِ على نَحْو أَرْبَعِينَ قولا مر مِنْهَا أشهرها والمختارأن هَذَا من متشابه الحَدِيث الَّذِي لَا يدْرك مَعْنَاهُ (حم ت عَن أبي) ابْن كَعْب (حم عَن حُذَيْفَة) وَرِجَاله ثِقَات
(أنزل الْقُرْآن من سَبْعَة أَبْوَاب على سَبْعَة أحرف كلهَا كَاف شاف) أَي كل حرف مِنْهَا شاف للعليل كَاف فِي أَدَاء الْمَقْصُود من فهم الْمَعْنى وَإِظْهَار البلاغة (طب عَن معَاذ) بن جبل وَرِجَاله ثِقَات
(أنزل الْقُرْآن على سَبْعَة أحرف فَمن قَرَأَ على حرف مِنْهَا فَلَا يتَحَوَّل إِلَى غَيره رَغْبَة عَنهُ) بل يتم قِرَاءَته فِي ذَلِك الْمجْلس بِهِ (طب عَن ابْن مَسْعُود) بل خرجه عَن مُسلم فَذهب عَنهُ الْمُؤلف
(أنزل الْقُرْآن على سَبْعَة أحرف لكل حرف) فِي رِوَايَة لكل آيَة (مِنْهَا ظهر وبطن) فظهره مَا ظهر تَأْوِيله وبطنه مَا خَفِي تَفْسِيره (وَلكُل حرف حد) أَي مُنْتَهى فِيمَا أَرَادَ الله من مَعْنَاهُ (وَلكُل حد) من الظّهْر والبطن (مطلع)(1/379)
ن
بِشدَّة الطَّاء وَفتح اللَّام مَوضِع الإطلاع أَو مصعد أَو مَوضِع يطلع عَلَيْهِ بالترقي إِلَيْهِ (طب عَن ابْن مَسْعُود
أنزل الْقُرْآن على ثَلَاثَة أحرف) لَا يُنَاقض السَّبْعَة لجَوَاز أَن الله أطلعه على الْقَلِيل ثمَّ الْكثير (حم طب ك عَن سَمُرَة) قَالَ الْحَاكِم // (صَحِيح وأقروه) //
(أنزل الْقُرْآن على ثَلَاثَة أحرف فَلَا تختلفوا فِيهِ وَلَا تحاجوا) بِحَذْف إِحْدَى التَّاءَيْنِ للتَّخْفِيف (فِيهِ فَإِنَّهُ مبارك كُله) أَي زَائِد الْخَيْر كثير الْفضل (فاقروه كَالَّذي أقرئتموه) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي كالقراءة الَّتِي أقرأتكم إِيَّاهَا كَمَا أنزلهُ عَليّ بهَا جِبْرِيل (ابْن الضريس عَن سَمُرَة) بن جُنْدُب // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(أنزل الْقُرْآن على عشرَة أحرف) أَي عشرَة وُجُوه (بشير) اسْم فَاعل من الْبشَارَة وَهِي الْخَبَر السار (ونذير) من الْإِنْذَار الْإِعْلَام بِمَا يخَاف مِنْهُ (وناسخ ومنسوخ) أَي حكم مزال بِحكم (وعظة) أَي موعظة (وَمثل ومحكم) أَي أحكمت عِبَارَته عَن الإحتمال (ومتشابه) عِبَارَته مشتبهة مُحْتَملَة (وحلال وَحرَام) وهما حرفا الْأذن والزجر والبشارة والنذارة (السجْزِي فِي) كتاب (الْإِبَانَة) عَن أصُول الدّيانَة (عَن عَليّ) أَمِير الْمُؤمنِينَ
(أنزل الْقُرْآن بالتفخيم) أَي التَّعْظِيم يَعْنِي أقرؤه على قِرَاءَة الرِّجَال وَلَا تخفضوا الصَّوْت بِهِ ككلام النِّسَاء (ابْن الْأَنْبَارِي فِي) كتاب (الْوَقْف) والإبتداء (ك) فِي التَّفْسِير (عَن زيد بن ثَابت) // (قَالَ الْحَاكِم صَحِيح فَقَالَ الذَّهَبِيّ لَا وَالله) //
(أنزل على آيَات لم نر) بالنُّون وروى بمثناة تحتية مَضْمُومَة (مِثْلهنَّ قطّ) من جِهَة الْفضل {قل أعوذ بِرَبّ الفلق} الصُّبْح لِأَن اللَّيْل ينفلق عَنهُ {وَقل أعوذ بِرَبّ النَّاس} أَي مربيهم وخصهم لإختصاص التوسوس بهم (م ت ن عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ
(أنزل عَليّ عشر آيَات من أَقَامَهُنَّ) أَي عدلهن وَأحسن قراءتهن بِأَن أَتَى بهَا على الْوَجْه الْمَطْلُوب فِي حسن الْأَدَاء (دخل الْجنَّة) أَي مَعَ السَّابِقين الْأَوَّلين أَو بِغَيْر سبق عَذَاب قَالُوا وَمَا هِيَ قَالَ {قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ} أَي فازوا وظفروا بمرادهم قطعا الْآيَات) الْعشْرَة من أول السُّورَة (ت عَن عمر) بن الْخطاب
(أنزلت صحف إيراهيم) بِضَمَّتَيْنِ جمع صحيفَة أَي كتاب (أول لَيْلَة من شهر رَمَضَان وأنزلت التَّوْرَاة لست مضين من رَمَضَان وَأنزل الْإِنْجِيل لثلاث عشرَة مَضَت من رَمَضَان وَأنزل الزبُور لثمان عشرَة خلت من رَمَضَان وَأنزل الْقُرْآن لأَرْبَع وَعشْرين خلت من رَمَضَان) قَالَ الْحَلِيمِيّ يُرِيد بِهِ لَيْلَة خمس وَعشْرين ثمَّ المُرَاد بإنزاله فِي تِلْكَ اللَّيْلَة إنزاله إِلَى اللَّوْح الْمَحْفُوظ فَإِنَّهُ نزل فِيهَا جملَة ثمَّ أنزل منجما فِي نَيف وَعشْرين سنة (طب عَن وَاثِلَة) بن الْأَسْقَع وَرِجَاله ثِقَات
فب (أنزلوا النَّاس مَنَازِلهمْ) أَي احْفَظُوا حُرْمَة كل أحد على قدره وعاملوه بِمَا يَلِيق بِحَالهِ فِي نَحْو صَلَاح وَعلم وَشرف وضدها وَالْخطاب للأئمة أَو عَام (م د عَن عَائِشَة) // (وَرَوَاهُ الْحَكِيم) // عَنْهَا بِلَفْظ قَالَت عَائِشَة مر علينا سَائل فَأمرت بكسرة وَمر علينا رجل ذُو هَيْبَة فاقعدته فَقَالُوا فِي ذَلِك فَقلت أَن رَسُول الله قَالَ فَذَكرته
(أنزل) يَا معَاذ بن جبل (النَّاس مَنَازِلهمْ) الَّتِي أنزلهم الله إِيَّاهَا (من) وَفِي رِوَايَة فِي (الْخَيْر وَالشَّر) فَإِن الْإِكْرَام غذَاء الْآدَمِيّ والتارك لتدبير الله فِي خلقه لَا يَسْتَقِيم حَاله (وَأحسن أدبهم على الْأَخْلَاق الصَّالِحَة) أَي تلطف فِي تعليمهم رياضة النَّفس على التحلي بمحاسن الْأَخْلَاق والتخلي عَن رذائلها (الخرائطي فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق عَن معَاذ) بن جبل
(أنْشد الله) بِفَتْح الْهمزَة وَضم الشين الْمُعْجَمَة وَالله بِالنّصب (رجال أمتِي) أَي اسألهم بِاللَّه وَأقسم عَلَيْهِم بِهِ) لَا يدخلُوا الْحمام إِلَّا بمئزر) يستر عورتهم عَمَّن يحرم نظره إِلَيْهَا (وَأنْشد الله نسَاء أمتِي أَن لَا يدخلن الْحمام) مُطلقًا(1/380)
لَا بإزار وَلَا بِدُونِهِ فدخول الْحمام لَهُنَّ مَكْرُوه تَنْزِيها إِلَّا لضَرُورَة كحيض أَو نِفَاس (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن أبي هُرَيْرَة) وَغَيره
(انصر) فِي رِوَايَة أعن (أَخَاك) فِي الدّين (ظَالِما) بِمَنْعه من الظُّلم من تَسْمِيَة الشَّيْء بِمَا يؤل إِلَيْهِ (أَو مَظْلُوما) بإعانته على ظالمه وتخليصه مِنْهُ (قيل) يعْنى قَالَ أنس (كَيفَ أنصره ظَالِما) يَا رَسُول الله (قَالَ) رَسُول الله (تحجزه عَن الظُّلم) أَي تَمنعهُ مِنْهُ وتحول بَينه وَبَينه (فَإِن ذَلِك) أَي مَنعه مِنْهُ (نصْرَة) لَهُ لِأَنَّهُ لَو ترك على ظلمه جرّه إِلَى الاقتصاص مِنْهُ (حم خَ ت عَن أنس
انصر أَخَاك ظَالِما) كَانَ (أَو مَظْلُوما) قيل كَيفَ ذَلِك (قَالَ إِن يَك ظَالِما فاردده عَن ظلمه وَإِن يَك مَظْلُوما فانصره) أعنه على خَصمه (الدَّارمِيّ وَابْن عَسَاكِر عَن جَابر
انْظُر) تَأمل وتدبر (فَإنَّك) يَا إِنْسَان (لست بِخَير من) أحد من النَّاس (أَحْمَر) أَي أَبيض (وَلَا أسود) زنجياً (إِلَّا أَن نفضله) أَي تزيد عَلَيْهِ (بتقوى) أَي بوقاية النَّفس عَمَّا يَضرهَا فِي الْآخِرَة (حم عَن أبي ذَر) الْغِفَارِيّ وَرِجَاله ثِقَات لَكِن فِيهِ انْقِطَاع
(انْظُرُوا قُريْشًا) أَي تأملوا أَقْوَالهم وأفعالهم (فَخُذُوا من قَوْلهم وذروا فعلهم) أَي اتْرُكُوا اتباعهم فِيهِ وذروا الرَّأْي \ الْمُصِيب لَكِن قد يَفْعَلُونَ مَا لَا يسوغ شرعا فاحذروا متابعتهم فِيهِ (حم حب عَن عَامر بن شهر) أحد عُمَّال الْمُصْطَفى على الْيمن
(انْظُرُوا إِلَى من هُوَ أَسْفَل مِنْكُم) فِي أُمُور الدُّنْيَا أَي الحزم ذَلِك (وَلَا تنظروا إِلَى من هُوَ فَوْقكُم) فِيهَا (فَهُوَ أَجْدَر) أَي فالنظر إِلَى من هُوَ أَسْفَل لَا إِلَى من هُوَ فَوق حقيق (أَن لَا تَزْدَرُوا) أَي بِأَن لَا تحتقروا (نعْمَة الله عَلَيْكُم) فَإِن الْمَرْء إِذا نظر إِلَى من فضل عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا استصغر مَا عِنْده من نعم الله فَكَانَ سَببا لمقته وَإِذا نظر للدون شكر النِّعْمَة وتواضع وَحمد فَيَنْبَغِي للْعَبد أَن لَا ينظر إِلَى تجمل أهل الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يُحَرك دَاعِيَة الرَّغْبَة فِيهَا ومصداقه {وَلَا تَمُدَّن عَيْنَيْك إِلَى مَا متعنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُم زهرَة الْحَيَاة الدُّنْيَا} وَلِهَذَا قَالَ روح الله لَا تنظروا إِلَى أهل الدُّنْيَا فَإِن بريق أَمْوَالهم يذهب بحلاوة إيمَانكُمْ (حم م ت هـ عَن أبي هُرَيْرَة
انظرن) بِهَمْزَة وصل وَضم الْمُعْجَمَة من النّظر بِمَعْنى التفكر (من) استفهامية (إخوانكن) أَي تأملن أَيهَا النِّسَاء فِي شَأْن إخوانكن من الرَّضَاع أهوَ رضَاع صَحِيح متوفر الشُّرُوط أم لَا قَالَه لعَائِشَة وَقد رأى عِنْدهَا رجلا ذكرت أَنه أَخُوهَا من الرَّضَاع (فَإِنَّمَا) الْفَاء تعليلية لقَوْله انظرن (الرضَاعَة) المثبتة للتَّحْرِيم (من المجاعة) بِفَتْح الْمِيم الْجُوع أَي إِنَّمَا الرضَاعَة المحرّمة مَا سدّ مجاعَة الطِّفْل من اللَّبن بِأَن أنبت لَحْمه وقوى عظمه فَلَا يكفى نَحْو مصتين وَلَا إِن كَانَ بِحَيْثُ لَا يشبعه إِلَّا الْخبز بِأَن جَاوز حَوْلَيْنِ وَأدنى مَا يحصل ذَلِك خمس رَضعَات تامات (حم ق د ن هـ عَن عَائِشَة
انظري) تأملي أيتها الْمَرْأَة الَّتِي هِيَ ذَات بعل (أَيْن أَنْت مِنْهُ) أَي فِي أَي منزلَة أَنْت من زَوجك أقريبة من مودته مشفقة لَهُ عِنْد شدته أم متباعد مِنْهُ كَافِرَة لعشرته (فَإِنَّمَا هُوَ) أَي الزَّوْج (جنتك ونارك) أَي سَبَب لدخولك الْجنَّة بِرِضَاهُ عَنْك وَسبب لدخولك النَّار بسخطه عَلَيْك وأحسني عشرته وَلَا تخالفي أمره قَالَه لامْرَأَة جَاءَتْهُ تسأله عَن شَيْء قَالَ أذات زوج أَنْت قَالَت نعم (ابْن سعد طب عَن عَمه حُصَيْن) بِضَم الْحَاء وَفتح الصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ (ابْن مُحصن) // (وَرَوَاهُ عَنْهَا النَّسَائِيّ وَغَيره) //
(أنعم على نَفسك) بِالْإِنْفَاقِ عَلَيْهَا مِمَّا أَتَاك الله من غير إِسْرَاف وَلَا تقتير (كَمَا أنعم الله عَلَيْك) وَلَا يمنعك من ذَلِك خوف الْفقر فَإِن الْحِرْص لَا يزِيل الْفقر والإنفاق لَا يورثه (ابْن النجار عَن وَالِد أبي الْأَحْوَص
أنْفق بِلَالًا وَلَا تخش من ذِي الْعَرْش إقلالاً) فَإِن خوف الإقلال من سوء الظَّن بِاللَّه تَعَالَى(1/381)
لِأَنَّهُ تَعَالَى وعد على الْإِنْفَاق خلفا فِي الدُّنْيَا وثواباً فِي العقبى وَمَا أحسن ذكر الْعَرْش فِي هَذَا الْمقَام قَالَ ابْن جحظة وأجاد
(أنْفق وَلَا تخش إقلالاً فقد قسمت ... بَين الْعباد مَعَ الْآجَال أرزاق)
(لَا ينفع الْبُخْل مَعَ دنيا مولية ... وَلَا يضر مَعَ الإقبال إقبال)
(تَنْبِيه) علم من ذَلِك الْإِنْفَاق من غير إقتار وَترك الادخار وَذَلِكَ لِأَن الْكَامِل يرى خَزَائِن فضل الْحق فَهُوَ كالمقيم على شاطىء بَحر والمقيم عَلَيْهِ لَا يدّخر المَاء فِي سقايته وَكَانَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام يَأْكُل من الشّجر ويلبس الشّعْر ويبيت حَيْثُ أَمْسَى وَلم يكن لَهُ ولد يَمُوت وَلَا بَيت يخرب وَلَا يخبأ شَيْئا لغد فالكامل كل خباياه فِي خَزَائِن الله لصدق توكله وثقته بربه فالدنيا عِنْده كدار الغربة لَيْسَ فِيهَا ادخار وَلَا لَهُ مِنْهَا استكثار (الْبَزَّار عَن بِلَال) الْمُؤَذّن قَالَ دخل النَّبِي وَعِنْدِي صَبر من تمر فَقَالَ مَا هَذَا قلت ادّخره لأضيافك فَذكره (د عَن أبي هُرَيْرَة طب عَن ابْن مَسْعُود) // (بأسانيد حسان) //
(أنفقي) تصدقي يَا أَسمَاء بنت أبي بكر فَإِن مَا أنفقتيه فِي خير فَهُوَ يخلفه بِنَصّ الْقُرْآن {وَلَا تحصى} لَا تبقي شَيْئا للادّخار أَو لَا تعدى مَا أنفقتيه فتستكثريه (فيحصي الله عَلَيْك) أَي يقلل رزقك بِقطع الْبركَة أَو بِحَبْس مادته (وَلَا توعى) بِعَين مُهْملَة لَا تحفظي فضل مَالك فِي الْوِعَاء أَو لَا تجمعي الشَّيْء فِيهِ وتدّخر بِهِ بخلا (فيوعي الله عَلَيْك) يمْنَع عَنْك مزِيد نعْمَته (حم ق عَن أَسمَاء بنت أبي بكر) الصّديق
(انكحوا) أَكْثرُوا من الْجِمَاع (فَإِنِّي مُكَاثِر بكم) أَي الْأُمَم يَوْم الْقِيَامَة كَمَا يَجِيء فِي خبر (هـ عَن أبي هُرَيْرَة
انكحوا الْأَيَامَى) أَي النِّسَاء اللَّاتِي بِلَا أَزوَاج أَي تزوجوهن (على مَا تراضى بِهِ الأهلون) أَي الْأَقَارِب وَالْمرَاد الْأَوْلِيَاء مِنْهُم (وَلَو قَبْضَة) بِفَتْح الْقَاف وتضم ملْء الْيَد (من أَرَاك) أَي وَلَو كَانَ الصَدَاق الَّذِي وَقع عَلَيْهِ التَّرَاضِي شَيْئا قَلِيلا جدا أَي لكنه يتمول فَهُوَ جَائِز صَحِيح فَلَا يشْتَرط أَن لَا ينقص عَن عشرَة دَرَاهِم وَبِه قَالَ الشَّافِعِي (طب عَن ابْن عَبَّاس) // (ضَعِيف لضعف السُّلَيْمَانِي) //
(انكحوا أُمَّهَات الْأَوْلَاد فَإِنِّي أباهي بكم الْأُمَم يَوْم الْقِيَامَة) يحْتَمل أَن المُرَاد النِّسَاء اللَّاتِي يلدن فَهُوَ حث على نِكَاح الْوَلُود وتجنب الْعَقِيم وَأَن المُرَاد السراري (حم عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أنهاكم عَن كل مُسكر) أَي عَن تنَاول كل شَيْء من شَأْنه الْإِسْكَار (أسكر عَن الصَّلَاة) أَي أَزَال كَثِيره الْعقل أَي التَّمْيِيز حَتَّى حجزه ذَلِك عَن أَدَاء الصَّلَاة وَأَن أَتَّخِذ من غير الْعِنَب فَكل مُسكر حرَام (م عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ
(أَنَّهَا) كم (عَن الكي) نهي تَنْزِيه أَو فِي غير حَالَة الضَّرُورَة (وأكره الْحَمِيم) أَي المَاء الْحَار أَي اسْتِعْمَاله فِي نَحْو شرب أَو طهر وَالْمرَاد الشَّديد الْحَرَارَة لضرره وَمنعه الإسباغ (ابْن قَانِع) فِي المعجم (عَن سعد الظفري) بِفَتْح الظَّاء الْمُعْجَمَة وَالْفَاء وَآخره رَاء نِسْبَة إِلَى ظفر بطن من الْأَمْصَار
(أَنَّهَا) كم (عَن قَلِيل مَا أسكر كَثِيره) سَوَاء كَانَ من عصير الْعِنَب أَو من غَيره خلافًا للحنفية فالقطرة من الْمُسكر حرَام وَإِن لم تُؤثر (ن عَن سعد) بن أبي وَقاص // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(أنهاكم عَن صِيَام يَوْمَيْنِ) أَي يَوْم عيد (الْفطر و) يَوْم عيد (الْأَضْحَى) فصومهما حرَام وَلَا ينْعَقد وَمثلهمَا أَيَّام التَّشْرِيق (ع عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(أنهاكم عَن الزُّور) وَفِي رِوَايَة عَن قَول الزُّور أَي الْكَذِب والبهتان لتناهيه فِي الْقبْح والسماجة فِي جَمِيع الْأَدْيَان أَو عَن شَهَادَة الزُّور (طب عَن مُعَاوِيَة) بن أبي سُفْيَان
(أنهر) وَفِي رِوَايَة أَمر وَفِي أُخْرَى امرر (الدَّم) أَي دم الذَّبِيحَة أَي(1/382)
أسله (بِمَا شِئْت) من كل مَا أسَال الدَّم غير السن وَالظفر {وَاذْكُر اسْم الله عَلَيْهَا} تمسك بِهِ من شَرط التَّسْمِيَة عِنْد الذّبْح وَحمله الشَّافِعِي على النّدب جمعا بَين الْأَدِلَّة (ن عَن عدي بن حَاتِم) قلت يَا رَسُول الله أرسل كَلْبِي فَيَأْخُذ الصَّيْد وَلَا أجد مَا أذكيه بِهِ أفأذكيه بالمروة أَي وَهِي حجر أَبيض والعصا فَذكره
(انهشوا اللَّحْم) إرشاد أَي أزيلوه عَن الْعظم بالأسنان وَلَا تحزوه بالسكين (نهشاً) بشين مُعْجمَة بِخَط الْمُؤلف قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ بِمُهْملَة (فَإِنَّهُ أشهى وأهنأ وأمرأ) وَفِي رِوَايَة وَأَبْرَأ أَي من السوء ونهش اللَّحْم أَخذه بِمقدم الْأَسْنَان (حم ت ك عَن صَفْوَان بن أُميَّة) بِضَم الْمُهْملَة {بِإِسْنَاد ضَعِيف}
(انهكوا) ندبا (الشَّوَارِب) أَي استقصوا قصها (وَاعْفُوا اللحى) أَي اتركوها فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهَا شَيْئا (خَ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(اهتبلوا) اغتنموا (الْعَفو عَن عثرات) أَي هفوات (ذَوي المروآت) فَإِن الْعَفو عَن عثراتهم مَنْدُوب ندبا مؤكداً وَالْخطاب للأئمة (أَبُو بكر بن الْمَرْزُبَان) بِضَم الْمِيم وَسُكُون الرَّاء وَضم الزَّاي وَفتح الْمُوَحدَة التَّحْتِيَّة (فِي كتاب المروأة عَن عمر) بن الْخطاب
(اهتز عرش الرَّحْمَن لمَوْت سعد بن معَاذ) أَي تحرّك فَرحا وسروراً بانتقاله من دَار الفناء إِلَى دَار الْبَقَاء وأرواح الشُّهَدَاء مستقرها تَحت الْعَرْش فِي قناديل هُنَاكَ أَو اهتز استعظاماً لتِلْك الْوَقْعَة الَّتِي أُصِيب فِيهَا أَو اهتز حَملته فَرحا بِهِ (حم م عَن أنس) بن مَالك (حم ق ت هـ عَن جَابر) وَهُوَ متواتر
(أهل الْبدع) أَصْحَابهَا جمع بِدعَة مَا خَالف الْكتاب أَو السّنة (شَرّ الْخلق) مصدر بِمَعْنى الْمَخْلُوق (والخليقة) بِمَعْنَاهُ فَذكره للتَّأْكِيد أَو أَرَادَ بالخلق من خلق وبالخليقة من سيخلق أَو الْخلق النَّاس والخليقة الْبَهَائِم وَإِنَّمَا كَانُوا شرهم لأَنهم أبطنوا الْكفْر وَزَعَمُوا أَنهم أعرف النَّاس بِالْإِيمَان وأشدهم تمسكاً بِالْقُرْآنِ فضلوا وأضلوا (حل عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أهل الْجنَّة عشرُون وَمِائَة صف ثَمَانُون مِنْهَا من هَذِه الْأمة وَأَرْبَعُونَ من سَائِر الْأُمَم) لَا يناقضه حَدِيث أَنهم شطر أهل الْجنَّة لِأَنَّهُ رجا أوّلاً أَن يَكُونُوا نصفا فزاده الله (حم ت هـ حب ك عَن بُرَيْدَة طب ك عَن ابْن عَبَّاس وَعَن ابْن مَسْعُود وَعَن أبي مُوسَى) // (وَبَعض أسانيده صَحِيح وَبَعضهَا حسن وَبَعضهَا ضَعِيف) //
(أهل الْجنَّة جرد مرد) أَي لَا شعر على أبدانهم وَلَا لحى لَهُم قيل إِلَّا مُوسَى وَقيل إِلَّا هَارُون (كحل) أَي على أجفانهم سَواد خلقي (لَا يفنى شبابهم) بل كل مِنْهُم فِي سنّ ابْن ثَلَاث وَثَلَاثِينَ دَائِما (وَلَا تبلى ثِيَابهمْ) أَي لَا يلْحقهَا الْبلَاء أَو لَا يزَال عَلَيْهِم الثِّيَاب الجدد (ت عَن أبي هُرَيْرَة) وَقَالَ // (حسن غَرِيب) //
(أهل الْجنَّة من مَلأ الله تَعَالَى أُذُنَيْهِ من ثَنَاء النَّاس) عَلَيْهِ (خيرا وَهُوَ يسمع) حَملَة مُؤَكدَة (وَأهل النَّار من مَلأ الله تَعَالَى " أُذُنَيْهِ من ثَنَاء النَّاس) عَلَيْهِ (شرا وَهُوَ يسمع) يَعْنِي من مَلأ أُذُنَيْهِ من ثَنَاء النَّاس خيرا عمله وَمن مَلأ أُذُنَيْهِ من ثَنَاء النَّاس شرا عمله فَكَأَنَّهُ قَالَ أهل الْجنَّة من لَا يزَال يعْمل الْخَيْر حَتَّى ينتشر عَنهُ فيثني النَّاس عَلَيْهِ بذلك وَالشَّر كَذَلِك وَالثنَاء حَقِيقَة فِي الْخَيْر مجَاز فِي الشَّرّ (هـ عَن ابْن عَبَّاس) وَفِيه أَبُو الجوزاء فِيهِ مقَال
(أهل الْجور) أَي الظُّلم (وأعوانهم فِي النَّار) لِأَن الدَّاعِي إِلَى الْجور والطيش والخفة والأشر والبطر الناشيء عَن عنصر النَّار الَّتِي هِيَ شُعْبَة من الشَّيْطَان فجوزوا من جنس مرتكبهم (ك عَن حُذَيْفَة) وَصَححهُ فتعقب بِأَنَّهُ مُنكر
(أهل الشَّام سَوط الله تَعَالَى فِي الأَرْض) يَعْنِي عَذَابه الشَّديد يُرْسِلهُ على من يَشَاء (ينْتَقم بهم مِمَّن يَشَاء من عباده) أَي يُعَاقِبهُ بهم (وَحرَام على منافقهم أَن يظهروا على مؤمنيهم) أَي يمْتَنع عَلَيْهِم ذَلِك (وَأَن يموتوا إِلَّا هما) أَي قلقاً (وغيظاً) غضب - - هوامش قَوْله بِضَم الْمُهْملَة صَوَابه بِفَتْح الْمُهْملَة وَقَوله فِي الْمَرْزُبَان بِضَم الْمِيم صَوَابه بِفَتْح الْمِيم كَمَا فِي الْكَبِير واللب للسيوطي اه من هَامِش(1/383)
شَدِيدا (وغما) كرباً ودهشاً (وحزناً) فِيهِ إيذان بِأَن أهل الشَّام قد رزقوا حظاً فِي سيوفهم (حم ع طب والضياء) فِي المختارة (عَن خُزَيْمٌ) بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح الزَّاي (ابْن فاتك) بِفَتْح الْفَاء وَكسر الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة الْأَسدي الصَّحَابِيّ
(أهل الْقُرْآن) أَي حفظته الملازمون لتلاوته الْعَامِلُونَ بأحكامه (عرفاء أهل الْجنَّة) الَّذين لَيْسُوا بقراء أَي هم زعماؤهم وَقَادَتهمْ وَفِيه أَن فِي الْجنَّة أَئِمَّة وعرفاء فالأئمة الْأَنْبِيَاء فهم أَمَام الْقَوْم وعرفاؤهم الْقُرَّاء والعريف من تَحت يَد الإِمَام فَلهُ شُعْبَة من السُّلْطَان فالعرافة هُنَاكَ لأهل الْقُرْآن الَّذين عرفُوا بِهِ تِلَاوَة وَعَملا بِهِ (الْحَكِيم) فِي نوادره (عَن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أهل الْقُرْآن) هم (أهل الله وخاصته) أَي حفظته الْعَامِلُونَ بِهِ أَوْلِيَاء الله المختصون بِهِ اخْتِصَاص أهل الْإِنْسَان بِهِ سموا بذلك تَعْظِيمًا لَهُم (أَبُو الْقَاسِم بن حيدر فِي مشيخته عَن عَليّ) أَمِير الْمُؤمنِينَ // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أهل النَّار كل جعظري) أَي فظ غليظ متكبر أَو جسيم غليظ أكول شروب (جواظ) أَي جموح منوع أَو ضخم مختال أَو صياح مهدار (مستكبر) أَي متعاظم (وَأهل الْجنَّة الضُّعَفَاء) أَي الخاضعون المتواضعون (المغلبون) بِشدَّة اللَّام الْمَفْتُوحَة أَي الَّذين كثيرا مَا يَغْلِبهُمْ النَّاس (ابْن قَانِع ك عَن سراقَة) بِضَم الْمُهْملَة وخفة الرَّاء وبالقاف (ابْن مَالك) بن جعثم بِضَم الْجِيم وَسُكُون الْمُهْملَة (الْكِنَانِي) بنونين // (قَالَ الْحَاكِم على شَرط مُسلم وأقروه) //
(أهل الْيمن أرق قلوباً وألين أَفْئِدَة وأسمع طَاعَة) لله وَرَسُوله وَقد مر تَقْرِيره فِي حَدِيث أَتَاكُم أهل الْيمن (طب عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أهل شغل الله) بِفَتْح الشين وَسُكُون الْغَيْن الْمُعْجَمَة (فِي الدُّنْيَا هم أهل شغل الله فِي الْآخِرَة وَأهل شغل أنفسهم فِي الدُّنْيَا هم أهل شغل أنفسهم فِي الْآخِرَة) لِأَن الْآخِرَة أعواض وثواب مترتب على مَا كَانَ فِي النشأة الأولى (قطّ فِي الْأَفْرَاد فر عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَهْون أهل النَّار عذَابا) أيسرهم وأدونهم (يَوْم الْقِيَامَة رجل) هُوَ أَبُو طَالب كَمَا يُعينهُ مَا بعده (يوضع فِي أَخْمص قَدَمَيْهِ) وَهُوَ مَا تجافى عَن الأَرْض فَلَا يَمَسهَا (جمرتان) تَثْنِيَة جَمْرَة قِطْعَة من نَار ملتهبة (يغلى مِنْهُمَا دماغه) زَاد فِي رِوَايَة حَتَّى يسيل على قَدَمَيْهِ وحكمته أَنه كَانَ مَعَ الْمُصْطَفى بجملته لكنه مُثبت لقدميه على مِلَّة عبد الْمطلب فَسلط الْعَذَاب على قَدَمَيْهِ فَقَط (حم عَن النُّعْمَان بن بشير) بِفَتْح الْمُوَحدَة التَّحْتِيَّة وَكسر الْمُعْجَمَة
(أَهْون أهل النَّار عذَابا أَبُو طَالب) عَم الْمُصْطَفى (وَهُوَ منتعل بنعلين من نَار يغلى مِنْهُمَا دماغه) وَفِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ تغلى مِنْهُ أم دماغه وَهَذَا يُؤذن بِمَوْتِهِ على كفره وَهُوَ الْحق وَوهم الْبَعْض (حم م عَن ابْن عَبَّاس) وَغَيره
(أَهْون الرِّبَا) بموحدة تحتية (كَالَّذي ينْكح) يُجَامع (أمه) فِي عظم الجرم (وَإِن أربى الرِّبَا) أَي أعظمه وأشده (استطالة الْمَرْء فِي عرض أَخِيه) فِي الدّين أَي احتقاره لَهُ والوقيعة فِيهِ وَذكره بِمَا يُؤْذِيه أَو يكرههُ (أَبُو الشَّيْخ) الْأَصْبَهَانِيّ (فِي) كتاب (التوبيخ عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أوتروا) صلوا صَلَاة الْوتر (قبل أَن تصبحوا) تدْخلُوا فِي الصَّباح يَعْنِي فِي أَيَّة سَاعَة من اللَّيْل فِيمَا بَين صَلَاة العشاءو الْفجْر فَإِذا طلع الْفجْر خرج وقته (حم ت هـ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ
(أُوتيت مَفَاتِيح) وَفِي رِوَايَة مفاتح (كل شَيْء إِلَّا الْخمس) الْمَذْكُورَة فِي قَوْله تَعَالَى (إِن الله عِنْده علم السَّاعَة الْآيَة) بكمالها وَمِنْه أَخذ أَنه يَنْبَغِي للْعَالم إِذا سُئِلَ عَمَّا لَا يعلم أَن يَقُول لَا أعلم وَلَا ينقصهُ ذَلِك (طب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(أُوتِيَ مُوسَى) بن عمرَان يَعْنِي آتَاهُ الله (الألواح - - هوامش قَوْله التَّحْتِيَّة صَوَابه الْفَوْقِيَّة اه(1/384)
وَأُوتِيت المثاني) اى السُّور الَّتِي تقصر عَن المئين وتزيد على الْمفصل كَانَ المئين جعلت مبادي وَالَّتِي تَلِيهَا مثاني (أَبُو سعيد النقاش) بِفَتْح النُّون وَشدَّة الْقَاف نِسْبَة لمن ينقش السقوف وَغَيرهَا (فِي) كتاب (فَوَائِد الْعِرَاقِيّين عَن ابْن عَبَّاس
أوثق عرا الْإِيمَان) أَي أقواها وأثبتها (الْمُوَالَاة) أَي التعاون (فِي الله) أَي فِيمَا يرضاه (والمعاداة فِي الله) أَي فِيمَا يبغضه ويكرهه (وَالْحب فِي الله والبغض فِي الله عز وَجل) أَي لأَجله ولوجهه خَالِصا قَالَ مُجَاهِد عَن ابْن عمر فَإنَّك لَا تنَال الْولَايَة إِلَّا بذلك وَلَا تَجِد طعم الْإِيمَان حَتَّى تكون كَذَلِك (طب عَن ابْن عَبَّاس
أوجب) فعل مَاض أَي عمل الدَّاعِي عملا وَجَبت لَهُ بِهِ الْجنَّة أَو فعل مَا تجب لَهُ بِهِ الْإِجَابَة وَالْأول لِابْنِ حجر وَالثَّانِي للمؤلف (أَن ختم) دعاءه (بآمين) أَي بقول آمين فَذَلِك الْفِعْل مِمَّا يُوجب لَهُ الْجنَّة ويبعده عَن النَّار (د عَن أبي زُهَيْر النميري) قَالَ ألح رجل فِي المسئلة فَوقف النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] يستمع مِنْهُ فَذكره
(أوحى الله تَعَالَى إِلَى نَبِي من الْأَنْبِيَاء) أَي أعلمهُ بِوَاسِطَة جِبْرِيل أَو غَيره (أَن) بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون النُّون (قل لفُلَان العابد) أَي الملازم لعبادتي الزَّاهِد فِي الدُّنْيَا الْمُنْقَطع عَن النَّاس (أما زهدك فِي الدُّنْيَا فتعجلت) بِهِ (رَاحَة نَفسك) لِأَن الزّهْد فِيهَا يرِيح الْقلب وَالْبدن (وَأما انقطاعك إِلَيّ) أَي لأجل عبادتي (فتعززت بِي) أَي صرت بِي عَزِيزًا (فَمَاذَا عملت فِي مَالِي عَلَيْك قَالَ يَا رب وماذا لَك عَليّ) فِيهِ اخْتِصَار وَالتَّقْدِير فَقَالَ النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ذَلِك للعابد فَقَالَ لَهُ العابد قل لرَبي مَالك عَلَيْهِ يَا رب فَقَالَ النَّبِي يَا رب يَقُول لَك وَمَالك عَليّ (قَالَ) أَي قَالَ الله لنَبيه قل لَهُ (هَل عاديت فيّ عدوا أَو هَل واليت فِي وليا) زَاد فِي رِوَايَة الْحَكِيم وَعِزَّتِي لَا ينَال رَحْمَتي من لم يوال فِي وَلم يُعَاد فيّ (حل خطّ عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد واه) //
(أوحى الله تَعَالَى إِلَى إِبْرَاهِيم) الْخَلِيل بِأَن قَالَ لَهُ (يَا خليلي) أَي يَا صديقي (حسن خلقك) بِالضَّمِّ مَعَ النَّاس (وَلَو مَعَ الْكفَّار) فَإنَّك إِن فعلت ذَلِك (تدخل مدَاخِل الْأَبْرَار) أَي الصَّادِقين الأنقياء الَّذين أَحْسنُوا طَاعَة مَوْلَاهُم (فَإِن كلمتي سبقت لمن حسن خلقه أَن أظلهُ فِي عَرْشِي) أَي فِي ظلّ عَرْشِي يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله (وَأَن أسْكنهُ حَظِيرَة قدسي) أَي جنتي (وَأَن أدنيه من جواري) بِكَسْر الْجِيم افصح من ضمهَا وَقد امتثل السَّيِّد الْجَلِيل الْخَلِيل أَمر ربه فَبلغ من حسن خلقه مَا لم يبلغهُ سواهُ تَأمل سِيَاق نصحه لِأَبِيهِ ووعظه إِيَّاه ترى عجبا (الْحَكِيم طس عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أوحى الله إِلَى) نبيه (دَاوُد) يَا دَاوُد (أَن قل للظلمة لَا يذكروني فَإِنِّي أذكر من يذكرنِي وَأَن ذكري إيَّاهُم أَن ألعنهم) أَي اطردهم عَن رَحْمَتي وأبعدهم عَن إكرامي وكرامتي (ابْن عَسَاكِر) عَن ابْن عَبَّاس
(أوحى الله تَعَالَى إِلَى دَاوُد) يَا دَاوُد (مَا من عبد يعتصم) أَي يسْتَمْسك (بِي دون خلقي أعرف ذَلِك من نِيَّته) أَي وَالْحَال أَنِّي أعرف من نِيَّته أَنه مستمسك بِي وحدي (فتكيده السَّمَوَات) السَّبع (بِمن فِيهَا) من الْمَلَائِكَة وَغَيرهم وَالْكَوَاكِب وأفلاكها وَغير ذَلِك (إِلَّا جعلت لَهُ من بَين ذَلِك مخرجا) أَي مخلصاً من خداعهم لَهُ ومكرهم بِهِ وَإِنَّمَا قَالَ أعرف ذَلِك إِلَى آخِره إِشَارَة إِلَى أَنه مقَام يعز وجوده فِي غَالب النَّاس (وَمَا من عبد يعتصم بمخلوق دوني أعرف ذَلِك من نِيَّته إِلَّا قطعت أَسبَاب السَّمَاء من يَدَيْهِ) أَي حجبت ومنعت عَنهُ الطّرق والجهات والنواحي الَّتِي يتَوَصَّل بهَا إِلَى الاستعلاء والسمو ونيل المطالب وبلوغ المآرب (وأرسخت الْهوى من تَحت قَدَمَيْهِ) قد يَزَالَا سَاقِطا فِي مهواه متباعداً عَن مَوْلَاهُ (وَمَا من عبد يطيعني إِلَّا وَأَنا معطيه قبل أَن يسألني وغافر لَهُ قبل أَن يستغفرني)(1/385)
أَي قبل أَن يطْلب مني الْمَغْفِرَة وَالْمرَاد الصَّغَائِر لِأَنَّهُ لَا يكون مُطيعًا مَعَ إصراره على شَيْء من الْكَبَائِر (ابْن عَسَاكِر عَن كَعْب بن مَالك
أوسعوا مَسْجِدكُمْ) أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ (تملؤه) فَإِنَّكُم ستكثرون وَيدخل النَّاس فِي دين الله أَفْوَاجًا فَلَا تنظروا إِلَى قلَّة عددكم الْيَوْم (طب عَن كَعْب ابْن مَالك) قَالَ مر النَّبِي على قوم يبنون مَسْجِدا فَذكره // (وَإِسْنَاده واه) //
(أوشك) بِلَفْظ الْمُضَارع أَي أقرب وأتوقع (أَن تستحل أمتِي فروج النِّسَاء وَالْحَرِير) أَي تستبيح الرِّجَال وَطْء الْفروج على وَجه الزِّنَا وَلبس الْحَرِير الَّذِي حرّم عَلَيْهِم بِلَا ضَرُورَة (ابْن عَسَاكِر عَن عَليّ) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَوْصَانِي الله بِذِي الْقُرْبَى وَأَمرَنِي أَن أبدأ بِالْعَبَّاسِ بن عبد الْمطلب) أَي ببرهم لِأَنَّهُ أَحَق النَّاس بِالْمَعْرُوفِ وهم المتوسلون بالوالدين لمالهم من أكيد الوصلة (د عَن عبد الله بن ثَعْلَبَة
أوصى) أَنا (الْخَلِيفَة من بعدِي بتقوى الله) أَي بمخافته والحذر من مُخَالفَته (وأوصيه) ثَانِيًا (بِجَمَاعَة الْمُسلمين أَن يعظم كَبِيرهمْ) قدرا أَو سنا (وَيرْحَم صَغِيرهمْ) كَذَلِك (ويوقر) أَي يعظم (عالمهم) بالعلوم الشَّرْعِيَّة (وَأَن لَا يَضْرِبهُمْ فيذلهم) أَي يهينهم ويحقرهم (وَلَا يوحشهم) أَي يبعدهم وَيقطع مَوَدَّتهمْ ويعاملهم بالجفاء وَعدم الْوَفَاء (فيكفرهم) أَي يلجئهم إِلَى تَغْطِيَة محاسنه وَنشر مساويه ويجحدون نعْمَته ويتبرؤون مِنْهُ فَيُؤَدِّي ذَلِك إِلَى شقّ الْعَصَا وتحرك الْفِتَن (وَأَن لَا يغلق بَابه دونهم) يَعْنِي يمنعهُم من الْوُصُول إِلَيْهِ وَعرض الظلامات عَلَيْهِ (فيأكل قويهم ضعيفهم) أَي يستولي على حَقه ظلما فَلَا يجد ناصراً (هق عَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ
(أوصيك أَن لَا تكون لعاناً) أَي لَا تلعن مَعْصُوما فَإِن اللَّعْنَة تعود على اللاعن وَصِيغَة الْمُبَالغَة غير مُرَادة هُنَا (حم تخ طب عَن جرموز) قَالَ قلت يَا رَسُول الله أوصني فَذكره وَنسبه ابْن قَانِع فَقَالَ جرموز (بن أَوْس) ابْن جرير الهُجَيْمِي لَهُ صُحْبَة وَفِيه رجل مَجْهُول
(أوصيك أَن تَسْتَحي من الله كَمَا تَسْتَحي من الرجل الصَّالح من قَوْمك) هَذَا أبدع بَيَان وأوجز تبيان إِذْ لَا أحد إِلَّا وَهُوَ يستحي من عمل الْقَبِيح عَن أعين أهل الصّلاح وَالْفضل أَن ترَاهُ يَفْعَله فَإِذا استحيا من الله استحياءه من صَالح قومه تجنب الْمعاصِي (الْحسن بن سُفْيَان طب هَب عَن سعيد بن يزِيد بن الْأَزْوَر) الْأَزْدِيّ قلت يَا رَسُول الله أوصني فَذكره وَرِجَاله وثقوا على ضعف فيهم
(أوصيك بتقوى الله تَعَالَى) بِأَن تُطِيعهُ فَلَا تعصيه وتشكره فَلَا تكفره) وَالتَّكْبِير على كل شرف) أَي مَحل عَال وَذَا قَالَه لمن قَالَ لَهُ أُرِيد سفرا فَذكره (هـ عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أوصيك بتقوى الله تَعَالَى فَإِنَّهُ رَأس كل شَيْء) فَإِنَّهَا وَإِن قل لَفظهَا جَامِعَة لحق الْحق والخلق شَامِلَة لخير الدَّاريْنِ إِذْ هِيَ تجنب كل مَنْهِيّ وَفعل كل مَأْمُور (وَعَلَيْك بِالْجِهَادِ) الزمه (فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّة الْإِسْلَام) فَإِذا زهد الرهبان الدُّنْيَا وتخلوا للتعبد فَلَا تخلي وَلَا زهد للْمُسلمِ أفضل من بذل النَّفس فِي سَبِيل الله (وَعَلَيْك بِذكر الله وتلاوة الْقُرْآن) أَي الزمهما (فَإِنَّهُ) يَعْنِي لزومهما (روحك) بِفَتْح الرَّاء راحتك (فِي السَّمَاء وذكرك فِي الأَرْض) بإجراء الله أَلْسِنَة الْخلق بالثناء الْحسن عَلَيْك أَي عِنْد توفر الشُّرُوط والآداب (حم عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ وَرِجَاله ثِقَات
(أوصيك بتقوى الله فِي سر أَمرك وعلانيته) أَي بَاطِنه وَظَاهره (وَإِذا أَسَأْت) أَي فعلت سوا بمعصوم (فَأحْسن) إِلَيْهِ وَالْمرَاد إِذا فعلت سَيِّئَة أَي خَطِيئَة فأتبعها حَسَنَة تمحها إِن الْحَسَنَات يذْهبن السَّيِّئَات (وَلَا تسألن أحدا) من الْخلق (شَيْئا) من الرزق ارتقاء إِلَى مقَام التَّوَكُّل (وَلَا تقبض أَمَانَة) وَدِيعَة أَو نَحْوهَا سِيمَا إِن عجزت عَن حفظهَا فَإِنَّهُ(1/386)
يحرم عَلَيْك حِينَئِذٍ (وَلَا تقض) لَا تحكم وَلَو (بَين اثْنَيْنِ) فِي قَضِيَّة وَاحِدَة فَقَط لخطر أَمر الْقَضَاء وحسبك خبر من ولي الْقَضَاء فقد ذبح بِغَيْر سكين وَالْخطاب لأبي ذَر وَكَانَ يضعف عَن ذَلِك (حم عَن أبي ذَر) وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(أوصيك بتقوى الله فَإِنَّهُ رَأس الْأَمر كُله وَعَلَيْك بِتِلَاوَة الْقُرْآن وَذكر الله فَإِنَّهُ ذكر لَك فِي السَّمَاء) يَعْنِي يذكرك الْمَلأ الْأَعْلَى بِسَبَبِهِ بِخَير (وَنور لَك فِي الأَرْض) أَي بهاء وضياء يعلوك بَين أَهلهَا (عَلَيْك بطول الصمت) أَي الزم السُّكُوت (إِلَّا فِي خير) كتلاوة وَعلم وإنقاذ مشرف على الْهَلَاك وَإِصْلَاح بَين النَّاس وَغير ذَلِك (فَإِنَّهُ مطردَة للشَّيْطَان) أَي مبعدة لَهُ (عَنْك وَعون لَك على أَمر دينك) أَي ظهير ومساعد لَك عَلَيْهِ (إياك وَكَثْرَة الضحك فَإِنَّهُ يُمِيت الْقلب) أَي يغمسه فِي الظُّلُمَات فيصيره كقلب الْأَمْوَات (وَيذْهب بِنور الْوَجْه) أَي بإشراقه وضيائه وبهائه (عَلَيْك بِالْجِهَادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّة أمتِي) أَي هولهم بِمَنْزِلَة الِانْقِطَاع والتبتل (أحب الْمَسَاكِين) والفقراء (وَجَالسهمْ) فَإِن مجالستهم ترق الْقلب وتزيد فِي الخضوع والخشوع (انْظُر إِلَى من تَحْتك) أَي دُونك فِي الْأُمُور الدُّنْيَوِيَّة (ولاتنظر إِلَى من فَوْقك) فِيهَا (فَإِنَّهُ أَجْدَر) أَي أَحَق وأخلق (أَن لَا تزدري نعْمَة الله عنْدك) أما فِي الْأُمُور الأخروية فَانْظُر إِلَى من فَوْقك ليبعثك ذَلِك عَن اللحوق بِهِ وتحتقر أعمالك فِي جنبه (صل قرابتك) بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِم (وَإِن قطعوك) فَإِن قطيعتهم لَك لَيست عذرا لَك فِي قطيعتهم (قل الْحق) أَي الصدْق يَعْنِي مر بِالْمَعْرُوفِ وانه عَن الْمُنكر (وَإِن كَانَ مرا) أَي وَإِن كَانَ فِي قَوْله مرَارَة أَي مشقة عَلَيْك مَا لم تخف على نفس أَو مَال أَو عرض أَو مفْسدَة فَوق مفْسدَة الْمُنكر الْوَاقِع (لَا تخف فِي الله لومة لائم) على صدعك بِالْحَقِّ (ليحجزك عَن النَّاس مَا تعلم من نَفسك) أَي ليمنعك عَن التَّكَلُّم فِي أَعْرَاض النَّاس والوقيعة فيهم مَا تعلم من نَفسك من الْعُيُوب فقلما تَخْلُو من عيب يماثله أَو أقبح مِنْهُ فتش تَجِد (وَلَا تَجِد) أَي لَا تغْضب (عَلَيْهِم فِيمَا تَأتي وَكفى بِالْمَرْءِ عَيْبا أَن يكون فِيهِ ثَلَاث خِصَال أَن يعرف من النَّاس مَا يجهل من نَفسه) أَي يعرف من عيوبهم مَا يجهله من نَفسه مِنْهَا تبصر القذى فِي عين أَخِيك وتنسى الْجذع فِي عَيْنك (ويستحي لَهُم مِمَّا هُوَ فِيهِ) أَي يستحي مِنْهُم أَن يذكروه بِمَا فِيهِ من النقائص والعيوب مَعَ إصراره عَلَيْهَا (ويؤذي جليسه) بقول أَو فعل (يَا أَبَا ذَر لَا عقل كالتدبير) أَي فِي الْمَعيشَة وَغَيرهَا (وَلَا ورع كَالْكَفِّ) أَي كف الْيَد عَن تنَاول مَا يضطرب الْقلب فِي تَحْلِيله وتحريمه (وَلَا حسب كحسن الْخلق) بِالضَّمِّ إِذْ بِهِ صَلَاح الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وناهيك بِهَذِهِ الْوَصَايَا مَا أنفعها وأجمعها وأبدعها فطوبى لمن وفْق لقبولها وَالْعَمَل بهَا (عبد بن حميد فِي تَفْسِيره طب عَن أبي ذَر) الْغِفَارِيّ // (وَرَوَاهُ أَيْضا الديلمي وَغَيره) //
(أوصيك يَا أَبَا هُرَيْرَة بخصال أَربع لَا تدعهن) لَا تتركهن (أبدا مَا بقيت) أَي مُدَّة بقائك فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهُنَّ مندوبات ندبا مؤكداً (عَلَيْك بِالْغسْلِ يَوْم الْجُمُعَة) بنيتها أَي الزمه وَدم عَلَيْهِ وَلَا تهمله إِن أردْت حُضُورهَا وَأَن لم تلزمك وَوَقته من صَادِق الْفجْر وَالْأَفْضَل تقريبه من الرواح إِلَيْهَا (والبكور إِلَيْهَا) من طُلُوع الْفجْر إِن لم تكن مَعْذُورًا وَلَا خَطِيبًا (وَلَا تلغ) أَي لَا تَتَكَلَّم بِاللَّغْوِ حَال الْخطْبَة وَهُوَ على حاضرها مَكْرُوه عِنْد الشَّافِعِي وَحرَام عِنْد الثَّلَاثَة (وَلَا تله) لَا تشتغل عَن استماعها بِحَدِيث وَلَا غَيره وَهُوَ مَكْرُوه عِنْد الشَّافِعِي حرَام عِنْد غَيره (وأوصيك) أَيْضا بخصال ثَلَاث لَا تدعهن أبدا مَا بقيت (بصيام ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر) وَالْأولَى كَونهَا الْبيض وَهِي الثَّالِث عشر وتالياه (فَإِنَّهُ) أَي صيامها (صِيَام الدَّهْر) أَي يعدل صِيَامه(1/387)
لِأَن الْحَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا فاليوم بِعشْرَة والشهر بِثَلَاثِينَ (وأوصيك بالوتر) أَي بِصَلَاتِهِ وَوَقته بَين الْعشَاء وَالْفَجْر وَوقت اخْتِيَاره إِلَى ثلث اللَّيْل ان أردْت تهجدا أولم تَعْتَد الْيَقَظَة آخر اللَّيْل فَحِينَئِذٍ تصليه (قبل النّوم) فَإِن أردْت تهجدا أَو وثقت بالانتباه فَالْأَفْضَل تَأْخِيره إِلَى آخر صَلَاة اللَّيْل الَّذِي تصليها بعد النّوم (وأوصيك بركعتي الْفجْر) أَي بصلاتهما (لَا تدعهما) لَا تتْرك الْمُحَافظَة عَلَيْهِمَا (وان صليت اللَّيْل كُله) فانه لَا يَجْزِي عَنْهُمَا (فان فيهمَا الرغائب) أَي مَا يرغب فِيهِ من عَظِيم الثَّوَاب وَلِهَذَا كَانَتَا أفضل الرَّوَاتِب بل أوجبهما بعض الْمُجْتَهدين (ع عَن أبي هُرَيْرَة) // (باسناد ضَعِيف) //
(أوصيك بِأَصْحَابِي ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ) أَي التَّابِعين وَقَوله بأصحاب وَلَيْسَ هُنَاكَ أحد غَيرهم مُرَاده بِهِ وُلَاة الْأُمُور (ثمَّ) بعد ذَلِك (يفشو الْكَذِب) أَي يظْهر وينتشر بَين النَّاس بِغَيْر نَكِير (حَتَّى يحلف الرجل) تَبَرعا (وَلَا يسْتَحْلف) أَي لَا يطْلب مِنْهُ الْحلف لجراءته على الله (وَيشْهد الشَّاهِد وَلَا يستشهد) أَي يُبْدِي الشَّهَادَة من قبل نَفسه وان لم تطلب مِنْهُ (أَلا) بِالتَّخْفِيفِ حرف تَنْبِيه (لَا يخلون رجل بِامْرَأَة) أَجْنَبِيَّة (إِلَّا كَانَ الشَّيْطَان ثالثهما) بالوسوسة وتهييج الشَّهْوَة حَتَّى يجمع بَينهمَا بِالْجِمَاعِ أَو مَا دونه من مقدماته الموقعة فِيهِ وَالنَّهْي للتَّحْرِيم (عَلَيْكُم بِالْجَمَاعَة) أَي السوَاد الْأَعْظَم من أهل السّنة أَي الزموا هديهم (وَإِيَّاكُم والفرقة) أَي احْذَرُوا مفارقتهم مَا أمكن (فَإِن الشَّيْطَان مَعَ الْوَاحِد وَهُوَ من الْإِثْنَيْنِ أبعد) وَهُوَ من الثَّلَاثَة أبعد مِنْهُ من الِاثْنَيْنِ وَهَكَذَا (من أَرَادَ بحبوحة الْجنَّة) بِضَم الموحدتين أَي من أَرَادَ أَن يسكن وَسطهَا وأوسعها وأحسنها (فليلزم الْجَمَاعَة) فَإِن من شَذَّ وَانْفَرَدَ بِمذهب عَن مَذَاهِب الْأمة فقد خرج عَن الْحق لِأَن الْحق لَا يخرج عَن جماعتها (من سرته حسنته وساءته سيئته فذلكم الْمُؤمن) أَي الْكَامِل لِأَنَّهُ لَا أحد يفعل ذَلِك إِلَّا لقطعة بِأَن لَهُ رَبًّا على حَسَنَاته مثيباً بسيئاته مجازياً فَهُوَ لتوحيد الله مخلص (حم ت ك عَن عمر) بن الْخطاب // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(أوصيكم بالجار) أَي بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِ وكف أَنْوَاع الْأَذَى والضر عَنهُ وإكرامه بِكُل مُمكن لما لَهُ من الْحق الْمُؤَكّد (الخرائطي فِي) كتاب (مَكَارِم الْأَخْلَاق عَن أبي أُمَامَة) وَرَوَاهُ عَنهُ الطَّبَرَانِيّ // (وَإِسْنَاده جيد) //
(أوفق الدُّعَاء) أَي أَكْثَره مُوَافقَة للداعي (أَن يَقُول الرجل) فِي دُعَائِهِ وَذكر الرجل وصف طردي وَالْمرَاد الْإِنْسَان (اللَّهُمَّ أَنْت رَبِّي وَأَنا عَبدك ظلمت نَفسِي وَاعْتَرَفت بذنبي فَاغْفِر لي ذَنبي إِنَّك أَنْت رَبِّي) لَا رب لي غَيْرك (وَإنَّهُ لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت) لِأَنَّك السَّيِّد الْمَالِك وَإِنَّمَا كَانَ أوفق الدُّعَاء لما فِيهِ من الْإِقْرَار بالظلم وارتكاب الجرم ثمَّ الالتجاء إِلَيْهِ مُضْطَرّا لَا يجد لذنبه غافراً غَيره (مُحَمَّد بن نصر فِي) كتاب (الصَّلَاة عَن أبي هُرَيْرَة) وَغَيره
(أَوْفوا) من الْوَفَاء وَهُوَ الْقيام بِمُقْتَضى الْعَهْد (بِحلف الْجَاهِلِيَّة) أَي العهود الَّتِي وَقعت فِيهَا مِمَّا لَا يُخَالف الشَّرْع (فَإِن الْإِسْلَام لم يزده) أَي الْعَهْد المبرم فِيهَا (إِلَّا شدَّة) أَي شدَّة توثق فيلزمكم الْوَفَاء بِهِ (وَلَا تحدثُوا حلفا فِي الْإِسْلَام) أَي لَا تحدثُوا فِيهِ محالفة بِأَن يَرث بَعْضكُم بَعْضًا فَإِنَّهُ لَا عِبْرَة بِهِ (حم ت عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // (وَحسنه التِّرْمِذِيّ) //
(أوقد على النَّار) أَي نَار جَهَنَّم (ألف سنة حَتَّى احمرّت) بَعْدَمَا كَانَت شفافة لَا لون لَهَا (ثمَّ أوقد عَلَيْهَا ألف سنة حَتَّى ابْيَضَّتْ ثمَّ أوقد عَلَيْهَا ألف سنة حَتَّى اسودّت فَهِيَ) الْآن (سَوْدَاء مظْلمَة كالليل المظلم) وَالْقَصْد الْإِعْلَام بفظاعتها والتحذير من فعل مَا يُؤَدِّي إِلَى الْوُقُوع فِيهَا (ت هـ عَن أبي هُرَيْرَة) مَرْفُوعا وموقوفاً وَالْمَوْقُوف أصح(1/388)
(أولم) فعل أَمر أَي انخذ وَلِيمَة إِذا تزوجت (وَلَو بِشَاة) مُبَالغَة فِي الْقلَّة فَلَو تقليلية لَا امتناعية فَلَا حد لاقلها وَلَا لاكثرها (مَالك حم ق 4 عَن أنس) بن مَالك (خَ عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف) وَله عدَّة طرق فِي الصَّحِيحَيْنِ وَالسّنَن
(أَوْلِيَاء الله) أَي الَّذين يتولونه بِالطَّاعَةِ ويتولاهم بالكرامة هم (الَّذين إِذا رؤوا ذكر الله) برؤيتهم يَعْنِي أَن عَلَيْهِم من الله سِيمَا ظَاهِرَة تذكر بِذكرِهِ (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ سُئِلَ الْمُصْطَفى من أَوْلِيَاء الله فَذكره // (وَفِي إِسْنَاده مَجْهُول) //
(أول) بِضَم اللَّام (الايات) أَي عَلَامَات السَّاعَة (طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا) والايات اما امارات دَالَّة على قرب السَّاعَة فأولها بعث نَبينَا أَو امارات مُتَوَالِيَة دَالَّة على وُقُوعهَا وَالْكَلَام هُنَا فِيهَا وَجَاء فِي خبر آخر أَن أَولهَا الدَّجَّال قَالَ الْحَلِيمِيّ وَهُوَ الظَّاهِر (طب عَن أبي أُمَامَة) // (باسناد ضَعِيف) //
(أول الارض خرابا يسراها ثمَّ يمناها)) قَالَ الديلمي ويروى أسْرع الْأَرْضين (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن جرير) بن عبد الله
(أول الْعِبَادَة الصمت) أَي أول مقامات السائرين إِلَى الله أَن لَا يشغل العَبْد لِسَانه بِغَيْر ذكره (هناد) بن السّري التَّمِيمِي الدَّارمِيّ (عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا) بِفَتْح السِّين وَكسرهَا
(أول النَّاس هَلَاكًا) بِنَحْوِ قتل أَو فنَاء (قُرَيْش) الْقَبِيلَة الْمَعْرُوفَة (وَأول قُرَيْش هَلَاكًا أهل بَيْتِي) فهلاكهم من إشراط السَّاعَة (طب) وَكَذَا أَبُو يعلى (عَن عَمْرو) بن الْعَاصِ وَفِيه ابْن لَهِيعَة
(أول النَّاس فنَاء) بِالْمدِّ موتا وانقراضا (قُرَيْش وَأول قُرَيْش فنَاء بَنو هَاشم) أَي وَالْمطلب كَمَا يدل عَلَيْهِ مَا قبله (ع عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ وَفِيه ابْن لَهِيعَة
(أول الْوَقْت) أَي إِيقَاع الصَّلَاة أول وَقتهَا (رضوَان الله) بِكَسْر الرَّاء وَضمّهَا بِمَعْنى الرِّضَا وَهُوَ خلاف السخط (وَآخر الْوَقْت عَفْو الله) قَالَ الصّديق ثمَّ الشَّافِعِي رضوانه أحب إِلَيْنَا من عَفوه (قطّ عَن جرير) // (بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب) //
(أول الْوَقْت رضوَان الله ووسط الْوَقْت رَحْمَة الله) أَي إحسانه وتفضله (وَآخر الْوَقْت عَفْو الله) أَي مغفرته لمن قصر وَأخر الصَّلَاة إِلَى آخر وَقتهَا بِحَيْثُ كَاد يخرج بَعْضهَا عَنهُ (قطّ عَن أبي مَحْذُورَة
أول بقْعَة) بِضَم الْبَاء على الْأَشْهر الْأَكْثَر (وضعت من الأَرْض) أَي من هَذِه الأَرْض الَّتِي نَحن عَلَيْهَا (مَوضِع الْبَيْت) الْحَرَام أَي الْكَعْبَة فَلهُ سر الأولية فِي المعابد (ثمَّ مدت) بِالْبِنَاءِ الْمَجْهُول أَي بسطت (مِنْهَا الأَرْض) من جَمِيع جوانبها فَهِيَ وسط الأَرْض وقطبها (وان أول جبل وَضعه الله على ظهر الأَرْض أَبُو قبيس) بِمَكَّة وَهُوَ مَعْرُوف (ثمَّ مدت مِنْهُ الْجبَال) وَاخْتلف فِي أول من بنى الْبَيْت فَقيل آدم وَقيل شِيث وَقيل الْمَلَائِكَة قبل آدم ثمَّ رفع ثمَّ أُعِيد وَالْبَيْت علم بالغلبة على الْكَعْبَة كَمَا مر وَكَانَت الْعَرَب إِذا أَرَادوا تَأْكِيد الْيَمين حلفوا بِبَيْت الله كَمَا قَالَ زُهَيْر
(فأقسمت بِالْبَيْتِ الَّذِي طَاف حوله ... رجال بنته من قُرَيْش وجرهم)
(هَب عَن ابْن عَبَّاس) // (باسناد ضَعِيف) //
(أول تحفة الْمُؤمن) أَي الْكَامِل الايمان أَي أول مَا يحصل لَهُ من الْبر واللطف والصلة والاكرام (أَن يغْفر) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي أَن يغْفر الله (لمن صلى عَلَيْهِ) صَلَاة الْجِنَازَة اذ من شَأْن الْملك إِذا قدم عَلَيْهِ بعض خدمه بعد طول غيبته أَن يتلقاه وَمن مَعَه بالاكرام (الْحَكِيم) فِي نوادره (عَن أنس) // (باسناد ضَعِيف) //
(أول جَيش من أمتِي يركبون الْبَحْر) للغزو (فقد أوجبوا) أَي فعلوا فعلا وَجَبت لَهُم بِهِ الْجنَّة (وَأول جَيش من أمتِي يغزون مَدِينَة قَيْصر) ملك الرّوم يَعْنِي الْقُسْطَنْطِينِيَّة اَوْ المُرَاد مد بنته الَّتِي كَانَ فِيهَا يَوْم قَالَ النَّبِي ذَلِك وَهِي حمص وَكَانَت دَار مَمْلَكَته (مغْفُور لَهُم) لَا يلْزم مِنْهُ كَون يزِيد بن(1/389)
مُعَاوِيَة مغفورا لَهُ لكَونه مِنْهُم لِأَن الغفران مَشْرُوط بِكَوْن الْإِنْسَان من أهل الْمَغْفِرَة وَيزِيد لَيْسَ كَذَلِك لِخُرُوجِهِ بِدَلِيل خَاص وَيلْزم من الْحمل على الْعُمُوم أَن من ارْتَدَّ مِمَّن غَزَاهَا مغْفُور لَهُ وَقد أطلق جمع محققون حل لعن يزِيد (خَ عَن أم حرَام) بحاء وَرَاء مهملتين (بنت ملْحَان) ابْن خَالِد الْأنْصَارِيّ
(أول خصمين يَوْم الْقِيَامَة جاران) أَي أول خصمين يقْضى بَينهمَا يَوْم الْقِيَامَة جاران آذَى أَحدهمَا صَاحبه اهتماماً بشأن حق الْجوَار الَّذِي حث الشَّرْع على رعايته (طب) وَكَذَا أَحْمد (عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ // (بِإِسْنَادَيْنِ أَحدهمَا جيد) //
(أول زمرة) بِضَم الزَّاي طَائِفَة أَو جمَاعَة (تدخل الْجنَّة) وُجُوههم (على صُورَة الْقَمَر) فِي الضياء والبهاء وَالْإِشْرَاق (لَيْلَة الْبَدْر) لَيْلَة تَمَامه وَذَلِكَ لَيْلَة أَربع عشرَة (و) الزمرة (الثَّانِيَة) الَّتِي تدخل عقبهم تكون (على لون أحسن كَوْكَب دري) بِضَم الدَّار وتكسر أَي مضى متلألىء كالزهرة فِي صِفَاته مَنْسُوب إِلَى الدّرّ أَو فعيل من الدرء بِالْهَمْزَةِ فَإِنَّهُ يدْفع الظلام بضوئه (فِي السَّمَاء لكل رجل مِنْهُم زوجتان) اثْنَتَانِ موصوفتان بِأَن (على كل زَوْجَة) مِنْهُمَا (سَبْعُونَ حلَّة) يَعْنِي حللاً كَثِيرَة جدا فَالْمُرَاد التكثير لَا التَّحْدِيد بِحَيْثُ (يَبْدُو مخ سَاقهَا من وَرَائِهَا) كِنَايَة عَن غَايَة لطافتها وَيكون لَهُ سَبْعُونَ لسن بِهَذَا الْوَصْف فَلَا تعَارض بَينه وَبَين خبر أدنى أهل الْجنَّة من لَهُ ثِنْتَانِ وَسَبْعُونَ زَوْجَة (حم ت عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(أول سَابق إِلَى الْجنَّة) أَي إِلَى دُخُولهَا (عبد) أَي إِنْسَان (أطَاع الله) بِأَن امتثل أمره وتجنب نَهْيه (وأطاع موَالِيه) ساداته لِأَن لَهُ أَجْرَيْنِ كَمَا مر فِي عدَّة أَخْبَار فَاسْتحقَّ بذلك السَّبق إِلَى دَار الْأَبْرَار وَالْمرَاد أَنه أولى سَابق بعد من مر أَنه أول دَاخل (طس خطّ عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أول شهر رَمَضَان رَحْمَة ووسطه مغْفرَة وَآخره عتق من النَّار) أَي فِي أَوله يصب الله الرَّحْمَة على الصائمين صبا وَفِي وَسطه يغْفر الله لَهُم وَفِي آخر لَيْلَة مِنْهُ يعْتق جمعا جماً استوجبوا النَّار مِنْهَا (ابْن أبي الدُّنْيَا فِي فضل رَمَضَان خطّ وَابْن عَسَاكِر عَن أبي هُرَيْرَة) // (بأسانيد ضَعِيفَة) //
(أول شَيْء يحْشر النَّاس) وَفِي رِوَايَة أول أَشْرَاط السَّاعَة (نَار تَحْشُرهُمْ من الْمشرق إِلَى الْمغرب) أَي تخرج من جِهَة الْمشرق فتسوقهم إِلَى جِهَة الْمغرب وَالْمرَاد أَن ذَلِك أول الأشراط الْمُتَّصِلَة بالساعة الدَّالَّة على مزِيد قربهَا (الطَّيَالِسِيّ) أَبُو دَاوُد (عَن أنس) رَوَاهُ عَنهُ أَحْمد وَغَيره // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(أول شَيْء) أَي أول مَأْكُول (يَأْكُلهُ أهل الْجنَّة) فِي الْجنَّة إِذا دخلوها (زِيَادَة كبد الْحُوت) وَهِي الْقطعَة المنفردة عَن الكبد الْمُتَعَلّقَة بِهِ وَهِي أطيبه وألذه وَحِكْمَة اختصاصها بأولية الْأكل مَذْكُورَة فِي الأَصْل (الطَّيَالِسِيّ) أَبُو دَاوُد (عَن أنس) قَالَ جَاءَت الْيَهُود إِلَى الْمُصْطَفى فَقَالُوا أخبرنَا عَن أول مَا يَأْكُل أهل الْجنَّة فَذكره وَرَوَاهُ عَنهُ الطَّبَرَانِيّ وَإِسْنَاده صَحِيح
(أول مَا يُحَاسب بِهِ العَبْد يَوْم الْقِيَامَة الصَّلَاة) الْمَكْتُوبَة وَهِي الْخمس لِأَنَّهَا أول مَا فرض بعد الْإِيمَان وَهِي علمه ورايته (فَإِن صلحت) بِأَن كَانَ أَتَى بهَا متوفرة الشُّرُوط والأركان وشملها الْقبُول من الرَّحْمَن (صلح لَهُ سَائِر عمله) يَعْنِي سومح فِي جَمِيع أَعماله وَلم يضيق عَلَيْهِ فِي جنب محافظته عَلَيْهَا الْمَأْمُور بِهِ بقوله تَعَالَى حَافظُوا على الصَّلَوَات (وَإِن فَسدتْ) بِأَن لم تكن كَذَلِك (فسد سَائِر عمله) تبعا لفسادها وَهَذَا خرج مخرج الزّجر والتحذير من التَّفْرِيط فِيهَا وَاعْلَم أَن من أهم أَو أهم مَا يتَعَيَّن رعايته فِي الصَّلَاة الْخُشُوع فَإِنَّهُ روحها وَلِهَذَا عده الْغَزالِيّ شرطا وَذَلِكَ لِأَن الصَّلَاة صلَة بَين العَبْد وربه وَمَا كَانَ صلَة(1/390)
كَذَلِك فَحق العَبْد أَن يكون خَاشِعًا لصولة الربوبية على الْعُبُودِيَّة (طس والضياء) فِي المختارة (عَن أنس) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أول مَا يرفع من النَّاس) فِي رِوَايَة من هَذِه الْأمة (الْأَمَانَة) وَهِي معنى يحصل فِي الْقلب فَيَأْمَن بِهِ الْمَرْء من الردى فِي الْآخِرَة وَالدُّنْيَا (وَآخر مَا يبْقى من دينهم الصَّلَاة) فَكلما ضعف الْإِيمَان بحب الدُّنْيَا وَنقص نوره بِالْمَعَاصِي اضمحلت الْأَمَانَة وَإِذا ضعفت شَيْئا فَشَيْئًا أخرت الصَّلَاة عَن أَوْقَاتهَا ثمَّ يَنْتَهِي الْأَمر إِلَى ارْتِفَاع أَصْلهَا (وَرب مصل) آتٍ بِصُورَة الصَّلَاة (لَا خلاق لَهُ عِنْد الله) أَي لَا نصيب لَهُ من قبُولهَا والإثابة عَلَيْهَا لكَونه غافلاً لَا هِيَ الْقلب وَلَيْسَ للمرء من صلَاته إِلَّا مَا عقل (الْحَكِيم) فِي نوادره (عَن زيد بن ثَابت) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أول مَا تَفْقِدُونَ من دينكُمْ الْأَمَانَة) تَمَامه عِنْد مخرجه الطَّبَرَانِيّ وَلَا دين لمن لَا أَمَانَة لَهُ وَلَا دين لمن لَا عهد لَهُ وَحسن الْعَهْد من الْإِيمَان (طب عَن شَدَّاد بن أَوْس) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أول مَا يرفع من النَّاس الْخُشُوع) أَي خشوع الْإِيمَان الَّذِي هُوَ روح الْعِبَادَة وَهُوَ الْخَوْف أَو السّكُون أَو معنى يقوم بِالْقَلْبِ فَيظْهر عَنهُ سُكُون الْأَطْرَاف قَالَ بَعضهم الزم الْخُشُوع فَإِن الله تَعَالَى مَا أوجدك إِلَّا خَاشِعًا فَلَا تَبْرَح عَمَّا أوجدك عَلَيْهِ فَإِن الْخُشُوع حَالَة حَيَاء وَالْحيَاء خير كُله (طب عَن شَدَّاد بن أَوْس) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أول شَيْء يرفع من هَذِه الْأمة) المحمدية (الْخُشُوع حَتَّى لَا ترى فِيهَا خَاشِعًا) خشوع إِيمَان بل خشوع تماوت ونفاق فَيصير الْوَاحِد مِنْهُم سَاكن الْجَوَارِح تصنعاً ورياء وَقَلبه مَمْلُوء بالشهوات وَقيل الْمَعْنى خشوع الصَّلَاة قَالَ الطَّيِّبِيّ وخشوعها خشيَة الْقلب وإلزام الْبَصَر مَحل السُّجُود وَجمع الهمة لَهَا والإعراض عَمَّا سواهَا وتوقي كف الثَّوْب والعبث بِهِ وبجسده والالتفات والتمطي والتثاؤب وَنَحْوهَا (طب عَن أبي الدَّرْدَاء) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أول) وَفِي رِوَايَة أثقل (مَا يوضع فِي الْمِيزَان) من أَعمال الْبر يَوْم الْقِيَامَة (الْخلق الْحسن) زَاد فِي رِوَايَة والسخاء (طب عَن أم الدَّرْدَاء) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف بل قيل لَا أصل لَهُ) //
(أول مَا يوضع فِي الْمِيزَان نَفَقَة الرجل على أَهله) أَي على من تلْزمهُ مُؤْنَته من نَحْو زَوْجَة وَولد وخادم وَقَرِيب والأولية فِي هَذَا الْخَبَر وَمَا قبله على معنى من (طس عَن جَابر) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أول مَا يقْضى) بِضَم أَوله وَفتح الضَّاد مَبْنِيا للْمَفْعُول أَي أول قَضَاء يقْضى (بَين النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فِي الدِّمَاء) أَي أول مَا يحكم الله بَين النَّاس فِيهَا لعظم مفْسدَة سفكها وَالْأَوْجه أَن الأولية فِي هَذَا مُطلقَة وَفِي أول خصمين وَفِي أول مَا يُحَاسب بِمَعْنى من (حم ق ن هـ عَن ابْن مَسْعُود
أول مَا يُحَاسب بِهِ العَبْد الصَّلَاة) لِأَنَّهَا علم الْإِيمَان وَأم الْعِبَادَات (وَأول مَا يقْضى بَين النَّاس فِي الدِّمَاء) لِأَنَّهَا أكبر الْكَبَائِر بعد الشّرك (ن عَن ابْن مَسْعُود) وَغَيره
(أول مَا يرفع من هَذِه الْأمة) الإسلامية (الْحيَاء وَالْأَمَانَة) تَمَامه كَمَا فِي الفردوس فسلوهما الله عز وَجل وَالْمرَاد بالأمانة ضد الْخِيَانَة أَو الصَّلَاة (الْقُضَاعِي) وَكَذَا أَبُو يعلى (عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أول مَا نهاني عَنهُ رَبِّي بعد عبَادَة الْأَوْثَان شرب الْخمر) قَالَ الْقُضَاعِي وَذَلِكَ أول مَا بعث قبل أَن تحرّم على النَّاس بِنَحْوِ عشْرين سنة فَلم تحل لَهُ قطّ (وملاحاة الرِّجَال) مقاولتهم ومخاصمتهم ومناظرتهم بِقصد الاستعلاء فَإِنَّهَا سم ناقع (طب عَن أبي الدَّرْدَاء وَعَن معَاذ) بن جبل // (بِإِسْنَاد واه) //
(أول مَا يراق) أَي يصب (من دم الشَّهِيد) شَهِيد الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَهُوَ من قَاتل الْكفَّار لتَكون كلمة الله هِيَ الْعليا وَمَات بِسَبَب الْقِتَال (يغْفر لَهُ ذَنبه كُله إِلَّا الدَّين) بِفَتْح الدَّال يُرِيد بِهِ إِلَّا التَّبعَات(1/391)
(طب ك عَن سهل بن حنيف) بِضَم الْمُهْملَة وَفتح النُّون الْأنْصَارِيّ وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(أول من أشفع لَهُ يَوْم الْقِيَامَة من أمتِي) أمة الْإِجَابَة (أهل بَيْتِي) هم مؤمنو بني هَاشم وَالْمطلب أَو أَصْحَاب الكساء (ثمَّ الْأَقْرَب فَالْأَقْرَب إِلَى قُرَيْش ثمَّ الْأَنْصَار ثمَّ من آمن بِي واتبعني من الْيمن) أَي من أقطار الْيمن وجهاته (ثمَّ من سَائِر الْعَرَب) على اخْتِلَاف طبقاتهم (ثمَّ الْأَعَاجِم) جمع عجمي وَالْمرَاد من عدا الْعَرَب (وَمن أشفع لَهُ أَولا) وهم أهل الْبَيْت (أفضل) مِمَّن بعدهمْ أَي ثمَّ من بعدهمْ أفضل وَهَكَذَا وَلَا يُعَارضهُ الحَدِيث الْآتِي أول من أشفع لَهُ من أمتِي أهل الْمَدِينَة لِأَن الأول فِي الْآحَاد وَالْجَمَاعَة وَالثَّانِي فِي أهل الْبَلَد كُله (طب) وَكَذَا الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْإِفْرَاد والمخلص (عَن ابْن عمر) وَفِيه مَجَاهِيل
(أول من أشفع لَهُ من أمتِي أهل الْمَدِينَة وَأهل مَكَّة وَأهل الطَّائِف) فَهَذَا بِالنِّسْبَةِ للبلاد (طب عَن عبد الله بن جَعْفَر) // (وَفِيه مَجَاهِيل) //
(أول من يلحقني من أَهلِي) أَي يَمُوت على أثري فيلحقني (أَنْت يَا فَاطِمَة) الزهراء خاطبها بذلك فِي مَرضه الَّذِي مَاتَ فِيهِ وَذَلِكَ أَنه أسرّ إِلَيْهَا أَنه ميت فَبَكَتْ ثمَّ أسر إِلَيْهَا أَنَّهَا أول أَهله لُحُوقا بِهِ فَضَحكت (وَأول من يلحقني من أزواجي زَيْنَب بنت جحش) مُشْتَقّ من الزين وَهُوَ الْحسن (وَهِي أَطْوَلكُنَّ كفا) وَفِي رِوَايَة يدا وَلم يرد بالطول الْحسي بل الْمَعْنَوِيّ وَهُوَ كَثْرَة الصَّدَقَة وَهَذَا من معجزاته فَإِنَّهُ إِخْبَار عَن غيب وَقع (ابْن عَسَاكِر عَن وَاثِلَة) بن الْأَسْقَع
(أول من تَنْشَق عَنهُ الأَرْض أَنا وَلَا فَخر ثمَّ تَنْشَق عَن أبي بكر وَعمر ثمَّ تَنْشَق عَن الْحَرَمَيْنِ) أَي عَن أهل الْحَرَمَيْنِ (مَكَّة وَالْمَدينَة) إِكْرَاما لَهُم وإظهاراً لمزيتهم على غَيرهم (ثمَّ ابْعَثْ) أَي انشر (بَينهمَا) ليجتمع إِلَى الْفَرِيقَانِ (ك عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (وَصَححهُ ورد بِأَنَّهُ ضَعِيف) //
(أول من يشفع يَوْم الْقِيَامَة) عِنْد الله (الْأَنْبِيَاء) الفائزون بالإحاطة بِالْعلمِ وَالْعَمَل (ثمَّ الْعلمَاء) بالعلوم الشَّرْعِيَّة الْعَامِلُونَ بعلمهم (ثمَّ الشُّهَدَاء) الَّذين أدّى لَهُم الْحِرْص على الطَّاعَة حَتَّى بذلوا نُفُوسهم لله (الموهبي) بِكَسْر الْهَاء (فِي) كتاب (فضل الْعلم) وَالْعُلَمَاء (خطّ عَن عُثْمَان) بن عَفَّان // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أول من يدعى إِلَى الْجنَّة) أَي إِلَى دُخُولهَا زَاد فِي رِوَايَة يَوْم الْقِيَامَة (الْحَمَّادُونَ) صِيغَة مُبَالغَة (الَّذين يحْمَدُونَ الله) كثيرا (على) فِي رِوَايَة فِي (السَّرَّاء) سَعَة الْعَيْش وَالسُّرُور (وَالضَّرَّاء) الْأَمْرَاض والمصائب (طب ك هَب) وَأَبُو نعيم (عَن ابْن عَبَّاس) // (وَبَعض أسانيده صَحِيح) //
(أول من يكسى) يَوْم الْقِيَامَة (من الْخَلَائق) على اخْتِلَاف طبقاتها بَعْدَمَا يحْشر النَّاس كلهم عُرَاة أَو الْغَالِب أَو بَعْدَمَا تتناثر ثِيَابهمْ الَّتِي مَاتُوا فِيهَا وَخَرجُوا بهَا من قُبُورهم (إِبْرَاهِيم الْخَلِيل فيكسى من حلل الْجنَّة لِأَنَّهُ جرد فِي ذَات الله حِين ألْقى فِي النَّار فجوزي بذلك أَو لكَونه أخوف النَّاس فعجلت كسوته لِيَطمَئِن قلبه (الْبَزَّار عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أول من فتق لِسَانه) بِبِنَاء فتق للْمَفْعُول (بِالْعَرَبِيَّةِ) أَي باللغة الْعَرَبيَّة (المبينة) أَي الْمُوَضّحَة الصَّرِيحَة الْخَالِصَة (إِسْمَاعِيل) بن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل وَلذَلِك سمي أَبَا الفصاحة (وَهُوَ ابْن أَربع عشرَة سنة) وَبَين بقوله المبينة أَن أوليته بِحَسب الزِّيَادَة وَالْبَيَان وَإِلَّا فَأول من تكلم الْعَرَبيَّة جرهم (الشِّيرَازِيّ فِي) كتاب (الألقاب) والكنى (عَن عَليّ) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أول من خضب) أَي لون شعره أَي صبغه (بِالْحِنَّاءِ والكتم) بِفتْحَتَيْنِ نبت فِيهِ حمرَة يخلط بِالْحِنَّاءِ أَو الوسمة فيختضب بِهِ (إِبْرَاهِيم) الْخَلِيل (وَأول من اختضب بِالسَّوَادِ فِرْعَوْن) فَلذَلِك كَانَ الأول مَنْدُوبًا وَالثَّانِي محرما إِلَّا للْجِهَاد (فرو ابْن النجار عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أول من دخل(1/392)
الحمامات وصنعت لَهُ النورة) بِضَم النُّون نَبِي الله (سُلَيْمَان بن دَاوُد فَلَمَّا دخله وجد حرّه وغمه فَقَالَ أوه من عَذَاب الله أوه قبل أَن لَا تكون أوه) بشد الْوَاو الْمَفْتُوحَة كلمة تقال للشكاية والتوجع يَعْنِي أَنه ذكر بحره وغمه حرّ جَهَنَّم وغمها فَإِن الْحمام أشبه شَيْء بجهنم النَّار من تَحت والظلام من فَوق (عق طب عد هق عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ // (بأسانيد ضَعِيفَة) //
(أول من غير) بتَشْديد الْيَاء (دين إِبْرَاهِيم) أَي أول من بدل أَحْكَام شَرعه وَجعلهَا على خلاف مَا هِيَ عَلَيْهِ (عَمْرو بن لحي) بِضَم اللَّام وَفتح الْحَاء الْمُهْملَة واسْمه ربيعَة وَوهم الْكرْمَانِي (ابْن قمعة بن خندف) بِكَسْر أول المعجم وَآخره فَاء (أَبُو خُزَاعَة) الْقَبِيلَة الشهيرة (طب عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أول من يُبدل سنتي) أَي طريقتي وسيرتي القويمة الاعتقادية والعملية (رجل من بني أُميَّة) بِضَم الْهمزَة زَاد الرَّوْيَانِيّ وَابْن عَسَاكِر فِي روايتهما (يُقَال لَهُ يزِيد) قَالَ الْبَيْهَقِيّ هُوَ يزِيد بن مُعَاوِيَة (ع عَن أبي ذَر) الْغِفَارِيّ
(أول مَا يرفع) أَي من الدُّنْيَا فِي آخر الزَّمَان (الرُّكْن) أَي الْيَمَانِيّ (وَالْقُرْآن) أَي بذهاب حفظته أَو بمحوه من صُدُورهمْ (ورؤيا النَّبِي فِي الْمَنَام) ال عهدية والمعهود نَبينَا وَيحْتَمل كَونهَا جنسية فَلَا يرى أحد أحدا من الْأَنْبِيَاء (الْأَزْرَقِيّ فِي تَارِيخ مَكَّة عَن عُثْمَان) بن عمر (بن سَاج) بِمُهْملَة أَوله وجيم آخِره وينسب إِلَى جده غَالِبا (بلاغاً) أَي أَنه قَالَ بلغنَا عَن رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ذَلِك قَالَ فِي التَّقْرِيب وَفِيه ضعف
(أول مَا افْترض الله تَعَالَى على أمتِي الصَّلَوَات الْخمس وَأول مَا يرفع من أَعْمَالهم الصَّلَوَات الْخمس) أَي بِمَوْت الْمُصَلِّين واتفاق خَلفهم على تَركهَا (وَأول مَا يسْأَلُون) يَوْم الْقِيَامَة (عَن الصَّلَوَات الْخمس فَمن كَانَ ضيع مِنْهَا شَيْئا) بِأَن لم يَفْعَله أصلا أَو فعله مَعَ اخْتِلَاف بعض الْأَركان أَو الشُّرُوط (يَقُول الله تبَارك وَتَعَالَى) أَي لملائكته (انْظُرُوا) تأملوا (هَل تَجِدُونَ لعبدي نَافِلَة) أى صَلَاة نَافِلَة (تتمون بهَا مَا نقص من الْفَرِيضَة) اى فان وجدْتُم ذَلِك فَكَلَّمُوا بِهِ فَرْضه (وانظروا فِي صِيَام شهر رَمَضَان فان كَانَ ضيع شيأ مِنْهُ) بِالْمَعْنَى الْمُقَرّر فِيمَا قبله (فانظروا هَل تَجِدُونَ لعبدي نَافِلَة من صِيَام تتمون بهَا مَا نقص من الصّيام وانظروا فِي زَكَاة عَبدِي فَإِن كَانَ ضيع مِنْهَا شَيْئا فانظروا هَل تَجِدُونَ لعبدي نَافِلَة من صَدَقَة تتمون بهَا مَا نقص من الزَّكَاة فَيُؤْخَذ ذَلِك) أَي النَّفْل (على فَرَائض الله) أَي عَنْهَا (وَذَلِكَ برحمة الله تَعَالَى) بِالْعَبدِ (وعدله) إِذْ لَو لم يكمل لَهُ بهَا فَرْضه خسر وَهلك (فَإِن وجد فضلا) أَي زِيَادَة بعد تَكْمِيل الْفَرْض (وضع فِي مِيزَانه) فرجح (وَقيل لَهُ) من قبل الله تَعَالَى على لِسَان بعض مَلَائكَته (أَدخل الْجنَّة مَسْرُورا) فَرحا بِمَا آتاك الله من فَضله (وَإِن لم يُوجد لَهُ شَيْء من ذَلِك) أَي من الْفَرَائِض والنوافل الَّتِي يكمل بهَا نَقصهَا (أمرت بِهِ الزَّبَانِيَة) أَي أَمرهم الله بإلقائه فِي النَّار (فَأخذ) أَي فَأَخَذُوهُ (بيدَيْهِ وَرجلَيْهِ ثمَّ قذف فِي النَّار) أَي ألقِي فِي جَهَنَّم ذَمِيمًا مقبحاً مستهاناً بِهِ كالجيفة الَّتِي تلقى للكلاب (الْحَاكِم فِي) كتاب (الكنى) والألقاب (عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(أول مَا يُحَاسب بِهِ العَبْد يَوْم الْقِيَامَة صلَاته) لِأَنَّهُ تَعَالَى قد أمره بالاهتمام بشأنها والمحافظة عَلَيْهَا وأعلمه أَنَّهَا مُقَدّمَة على غَيرهَا وَأَنَّهَا راية الْإِيمَان عماد الدّين (فَإِن كَانَ أتمهَا كتبت لَهُ تَامَّة) أَي فِي صحف المحاسبة (وَإِن لم يكن أتمهَا قَالَ الله لملائكته انْظُرُوا هَل تَجِدُونَ لعبدي من تطوع) بِزِيَادَة من للتَّأْكِيد (فتكملون بهَا فريضته ثمَّ الزَّكَاة كَذَلِك ثمَّ تُؤْخَذ الْأَعْمَال على حسب ذَلِك) قَالَ الْعِرَاقِيّ المُرَاد من الْإِكْمَال إِكْمَال مَا نقص من السّنَن أَو الْهَيْئَة الْمَشْرُوعَة وَأَنه يحصل لَهُ ثَوَابه فِي الْفَرْض(1/393)
وَإِن لم يَفْعَله أَو مَا نقص من أَرْكَانهَا وشروطها أَو مَا ترك من الْفَرَائِض رَأْسا (حم د هـ ك عَن تَمِيم الدَّارِيّ) وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(أول نَبِي أرسل نوح) لَا تعَارض بَينه وَبَين مَا بعده من أَن أَوَّلهمْ آدم لِأَن نوحًا أول رَسُول إِلَى الْكفَّار وآدَم أول رَسُول إِلَى أَوْلَاده وَلم يَكُونُوا كفَّارًا (ابْن عَسَاكِر عَن أنس) وَهُوَ فِي مُسلم فِي أثْنَاء حَدِيث
(أول الرُّسُل آدم) إِلَى بنيه فعلمهم شرائع علم الله تَعَالَى (وَآخرهمْ مُحَمَّدًا) فَلَا نَبِي بعده وَعِيسَى إِنَّمَا ينزل بشرعه (وَأول أَنْبيَاء بني إِسْرَائِيل مُوسَى) بن عمرَان (وَآخرهمْ عِيسَى) بن مَرْيَم (وَأول من خطّ بالقلم) أَي كتب بِهِ وَنظر فِي علم النُّجُوم والحساب (إِدْرِيس) وَهُوَ المثلث لِأَنَّهُ نَبِي وَملك وَحَكِيم سمي بِهِ لِكَثْرَة درسه لكتاب الله تَعَالَى قَالَ الْحَكِيم ثمَّ علم نوحًا حَتَّى كتب ديوَان السَّفِينَة وَأول من كتب بِالْعَرَبِيَّةِ إِسْمَاعِيل (الْحَكِيم) فِي نوادره (عَن أبي ذَر) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَوْلَاد الْمُشْركين) أَي من مَاتَ من أَوْلَاد الْكفَّار قبل الْبلُوغ (خدم أهل الْجنَّة) فِيهَا فهم من أَهلهَا فِيمَا يرجع إِلَى أُمُور الْآخِرَة وَيتبع أشرف الْأَبَوَيْنِ دينا فِيمَا يرجع إِلَى الدُّنْيَا هَذَا الَّذِي عَلَيْهِ التعويل ووراء ذَلِك أَقْوَال عشرَة نظمها قَاضِي الْقُضَاة ابْن الشّحْنَة فَقَالَ
(أخي لاخْتِلَاف النَّاس فِي طِفْل مُشْرك ... فعشرة أَقْوَال لَهُم فِي الْقَضِيَّة)
(أَفِي جنَّة أَو نَارا وَمَعَ أصولهم ... ووقف وخدام لأَصْحَاب جنَّة)
(يكونُونَ ترباً أَو فيمتحنون أَو ... بأعراف إمْسَاك ومحض الْمَشِيئَة)
ونظمها وَلَده قَاضِي الْقُضَاة عبد الْبر فِي بَيْتَيْنِ فَقَالَ
(لقد قَالَ أهل الْعلم فِي طِفْل مُشْرك ... بأعراف أمساك مَشِيئَة رَبهم)
(وَفِي جنَّة فِي النَّار وقف ومحنة ... تُرَاب وخدام وَقيل مَعَ أصلهم)
وَاحْتج كل قَائِل لما ذهب إِلَيْهِ بِأُمُور يطول ذكرهَا مَذْكُورَة فِي المطولات (طس عَن سَمُرَة) بن جُنْدُب (وَعَن أنس) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أَلا) بِفَتْح الْهمزَة وَتَخْفِيف اللَّام حرف افْتِتَاح مَعْنَاهُ التَّنْبِيه (أحدثكُم حَدِيثا عَن الدَّجَّال) أَي عَن صِفَاته (مَا حدّث بِهِ نَبِي قومه) أَي لم يحدّث نَبِي قومه بِمثلِهِ فِي الْإِيضَاح ومزيد الْبَيَان فَإِنَّهُ مَا من نَبِي إِلَّا وَقد أنذر قومه بِهِ لَكِن لم يوضحوا صِفَاته (أَنه أَعور) أَي ذَاهِب الْعين الْيَمين كَمَا فِي رِوَايَة وَفِي أُخْرَى الْيُسْرَى وَجمع بِأَن إِحْدَاهمَا ذَاهِبَة وَالْأُخْرَى مَعِيبَة (وَأَنه يَجِيء مَعَه تِمْثَال الْجنَّة وَالنَّار) هَذَا بِالنِّسْبَةِ للرائي فَأَما بِالسحرِ وَإِمَّا يَجعله تَعَالَى بَاطِن الْجنَّة نَار وَعَكسه (فالتي يَقُول إِنَّهَا الْجنَّة هِيَ النَّار) أَي سَبَب للعذاب بالنَّار (وَالَّتِي يَقُول أَنَّهَا النَّار هِيَ الْجنَّة (وَإِنِّي أنذركم بِهِ كَمَا أنذر نوح قومه) خصّه لِأَنَّهُ أول نَبِي أنذر قومه وَلِأَنَّهُ أول الرُّسُل وَأَبُو الْبشر الثَّانِي (ق عَن أبي هُرَيْرَة
أَلا أحدثكُم بِمَا) أَي بِالَّذِي (يدخلكم الْجنَّة) قَالُوا بلَى قَالَ (ضرب بِالسَّيْفِ) أَي قتال بِهِ فِي سَبِيل الله لإعلاء كلمة الله (وإطعام الضَّيْف) لوجه الله (واهتمام بمواقيت الصَّلَاة) أَي بِدُخُول أَوْقَاتهَا لإيقاع الصَّلَاة فِي أول الْوَقْت (وإسباغ الطّهُور) بِضَم الطَّاء أَي إتْمَام الْوضُوء وَالْغسْل لَا سِيمَا (فِي اللَّيْلَة القرة) بِفَتْح الْقَاف وَشدَّة الرَّاء أَي الشَّدِيدَة الْبرد (وإطعام الطَّعَام على حبه) أَي مَعَ حب الطَّعَام أَو شَهْوَته أَو عزته لقلته وحاجتهم أَو على حب الله (ابْن عَسَاكِر عَن أبي هُرَيْرَة
أَلا أحدثكُم بِأَشْقَى النَّاس رجلَيْنِ) عطف بَيَان(1/394)
أَو تَمْيِيز (أُحَيْمِر ثَمُود) تَصْغِير أَحْمَر وَهُوَ قدار بن سالف (الَّذِي عقر النَّاقة) أَي قَتلهَا لأجل قَول نَبِيّهم صَالح {نَاقَة الله وسقياها} أَي احْذَرُوا أَن تصيبوها بِسوء وَإِنَّمَا قَالَ أُحَيْمِر لِأَنَّهُ أَحْمَر أشقر أَزْرَق دميم (وَالَّذِي) أَي وَعبد الرَّحْمَن بن ملجم قبحه الله الَّذِي (يَضْرِبك يَا عَليّ) بن أبي طَالب بِالسَّيْفِ (على هَذِه) يَعْنِي هامته (حَتَّى تبتل مِنْهَا) بِالدَّمِ (هَذِه) أَي لحيته فَكَانَ كَذَلِك (طب ك) وَكَذَا أَحْمد (عَن عمار بن يَاسر) // (وَرُوَاته ثِقَات لَكِن فِيهِ انْقِطَاع) //
(أَلا أخْبرك أَي أعلمك (بأخير) فِي رِوَايَة بدله بأعظم (سُورَة فِي الْقُرْآن) قَالَ بلَى قَالَ هِيَ {الْحَمد لله رب الْعَالمين} أَي سُورَة الْحَمد بكمالها فَهِيَ أعظم سور الْقُرْآن فَإِنَّهَا أمه وأساسه ومتضمنة لجَمِيع مَا فِيهِ (حم عَن عبد الله بن جَابر البياضي) الْأنْصَارِيّ // (بِإِسْنَاد حسن أَو صَحِيح) //
(أَلا أخْبرك عَن مُلُوك الْجنَّة) أَي عَن صفتهمْ وَفِي رِوَايَة مُلُوك أهل الْجنَّة (رجل) وصف طردي وَالْمرَاد إِنْسَان مُؤمن (ضَعِيف) فِي نَفسه (مستضعف) بِفَتْح الْعين أَي يستضعفه النَّاس وَيَحْتَقِرُونَهُ لرثاثته وخموله أَو فقره (ذُو طمرين) بِكَسْر فَسُكُون ثَوْبَيْنِ خلقين (لَا يؤبه لَهُ) أَي لَا يحتفل بِهِ (لَو أقسم على الله تَعَالَى لأبرّه) أَي لَو حلف يَمِينا على أَن الله يفعل كَذَا أَو لَا يَفْعَله جَاءَ الْأَمر فِيهِ على مَا يُوَافق يَمِينه (هـ عَن معَاذ) بن جبل // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(أَلا أخْبرك بِأَهْل النَّار) قَالُوا أخبرنَا قَالَ (كل) إِنْسَان (جعظري) بجيم مَفْتُوحَة وظاء مُعْجمَة بَينهمَا عين مُهْملَة فظ غليظ (جوّاظ) بِفَتْح الْجِيم وشدّ الْوَاو وظاء مُعْجمَة ضخم مختال أَو سمين ثقيل من الأشر والتنعم (مستكبر) ذَاهِب بِنَفسِهِ تيهاً (جماع) بِالتَّشْدِيدِ كثير الْجمع لِلْمَالِ (منوع) كثير الْمَنْع لَهُ وَالشح بِهِ والتهافت على كنزه (أَلا أخْبركُم بِأَهْل الْجنَّة كل مِسْكين لَو أقسم على الله لَأَبَره) المُرَاد بِالْحَدِيثِ أَن أغلب أهل الْجنَّة وَالنَّار وَهَذَانِ الْفَرِيقَانِ (طب عَن أبي الدَّرْدَاء) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَلا أخْبرك بِأَفْضَل مَا تعوّذ بِهِ المتعوذون) أَي مَا اعْتصمَ بِهِ المعتصمون {قل أعوذ بِرَبّ الفلق} {وَقل أعوذ بِرَبّ النَّاس} زَاد فِي رِوَايَة وَلنْ يتَعَوَّذ الْخَلَائق بمثلهما مَا سميتا بالمعوذتين لِأَنَّهُمَا عوذتا صَاحبهمَا أَي عصمتاه من كل سوء (طب عَن عقبَة بن عَامر) // (وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن عَابس) //
(أَلا أخْبرك بتفسير لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه) أَي بِبَيَان مَعْنَاهَا وإيضاح فحواها (لَا حول عَن مَعْصِيّة الله إِلَّا بعصمة الله وَلَا قُوَّة على طَاعَة الله إِلَّا بعون الله هَكَذَا أَخْبرنِي جِبْرِيل يَا ابْن أم عبد) هُوَ عبد الله بن مَسْعُود (ابْن النجار عَن ابْن مَسْعُود) قَالَ جِئْت إِلَى النَّبِي فَقلت لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه فَذكره وَفِي // (إِسْنَاده لين) //
(أَلا أخْبركُم بِأَهْل الْجنَّة كل ضَعِيف) بِرَفْع كل لَا غير أَي هم كل ضَعِيف عَن أَذَى النَّاس أَو عَن الْمعاصِي مُلْتَزم الْخُشُوع والخضوع (متضعف) بِفَتْح الْعين كَمَا فِي التَّنْقِيح قَالَ وَغلط من كسرهَا (لَو أقسم على الله لَأَبَره أَلا أخْبركُم بِأَهْل النَّار كل عتل) بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيد شَدِيد جَاف أَو جموح منوع أَو أكول شروب (جواظ جعظري مستكبر) صَاحب كبر (حم ق ت ن هـ عَن حَارِثَة بن وهب) الْخُزَاعِيّ أخي عبيد الله بن عمر لأمه
(أَلا أخْبركُم بِخَيْرِكُمْ من شركم) أَي أخْبركُم بِخَيْرِكُمْ مُمَيّزا من شركم (خَيركُمْ من يُرْجَى خَيره ويؤمن شَره) أَي من يؤمل النَّاس الْخَيْر من جِهَته ويأمنون من الشَّرّ من جِهَته (وشركم من لَا يُرْجَى خَيره وَلَا يُؤمن شَره) أَي وشركم من لَا يؤمل النَّاس الْخَيْر مِنْهُ وَلَا يأمنون شَره وَبَين بِهِ أَن عدل الْإِنْسَان مَعَ أكفائه وَاجِب (حم ت حب عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد جيد) //
(أَلا أخْبركُم بِخَير النَّاس) أَي بِمن هُوَ من خير النَّاس إِذْ لَيْسَ الْغَازِي أفضل من جَمِيع النَّاس وَكَذَا قَوْله (وَشر النَّاس) إِذْ الْكَافِر شَرّ مِنْهُ (أَن)(1/395)
من خير النَّاس رجلا عمل فِي سَبِيل الله عز وَجل) أَي جَاهد الْكفَّار لإعلاء كلمة الْجَبَّار (على ظهر فرسه أَو على ظهر بعيره) أَي رَاكِبًا على أَحدهمَا وخصهما لِأَنَّهُمَا مراكب الْعَرَب (أَو على ظهر قَدَمَيْهِ) أَي مَاشِيا على قَدَمَيْهِ وَلَفظ الظّهْر مقحم حَتَّى يَأْتِيهِ الْمَوْت بِالْقَتْلِ أَو غَيره (وَأَن من شَرّ النَّاس رجلا فَاجِرًا) أَي منبعثاً فِي الْمعاصِي (جريئاً) على فعيل اسْم فَاعل من جرأ أَي هجوماً قوى الْأَقْدَام (يقْرَأ كتاب الله) الْقُرْآن (لَا يرءوى) لَا ينكف وَلَا ينزجر (إِلَى شَيْء مِنْهُ) أَي من مواعظه وزواجره ووعده ووعيده وَهَذَا هُوَ الَّذِي يقْرَأ الْقُرْآن وَهُوَ يلعنه (حم ن ك عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ قَالَ كَانَ النَّبِي يخْطب عَام تَبُوك وَهُوَ مُسْند ظَهره إِلَى رَاحِلَته فَذكره
(أَلا أخْبركُم بأيسر الْعِبَادَة وأهونها على الْبدن الصمت) أَي الْإِمْسَاك عَن الْكَلَام فِيمَا لَا يَعْنِي (وَحسن الْخلق) بِالضَّمِّ أَي مخالقة النَّاس بِخلق حسن (ابْن أبي الدُّنْيَا) أَبُو بكر (فِي) كتاب فضل (الصمت) على الْكَلَام (عَن صَفْوَان بن سليم) بِضَم الْمُهْملَة وَفتح اللَّام الزُّهْرِيّ (مُرْسلا) وَرِجَاله ثِقَات
(أَلا أخْبركُم عَن الأجود الله الأجود الأجود) الأكرم الأسمح (وَأَنا أَجود ولد آدم) فَإِنَّهُ مَا سُئِلَ شَيْئا قطّ فَقَالَ لَا وَكَانَ يُعْطي عَطاء من لَا يخَاف الْفقر (وأجودهم من بعدِي رجل علم علما) من عُلُوم الشَّرّ ع (فنشر علمه) بثه لمستحقيه (يبْعَث يَوْم الْقِيَامَة أمة وَحده) قَالَ فِي الفردوس الْأمة هُنَا هُوَ الرجل الْوَاحِد الْمعلم للخير الْمُنْفَرد بِهِ (وَرجل جاد بِنَفسِهِ فِي سَبِيل الله تَعَالَى حَتَّى يقتل) أَو ينتصر (ع عَن أنس) // (وَضَعفه الْمُنْذِرِيّ وَغَيره) //
(أَلا أخْبركُم بِشَيْء) يَعْنِي بِدُعَاء نَافِع للكرب وَالْبَلَاء (إِذا نزل بِرَجُل) يَعْنِي إِنْسَان (مِنْكُم) وخصة لِأَن غَالب البلايا إِنَّمَا تقع للرِّجَال (كرب) ومشقة وَجهد (أَو بلَاء) بِالْفَتْح وَالْمدّ محنة (من أَمر الدُّنْيَا دَعَا بِهِ) الله تَعَالَى (فيفرج عَنهُ) أَي يكْشف غمه قَالُوا أخبرنَا قَالَ (دُعَاء ذِي النُّون) أَي هُوَ دُعَاء صَاحب الْحُوت وَهُوَ يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام حِين التقمه الْحُوت فَنَادَى فِي الظُّلُمَات أَنه {لَا إِلَه إِلَّا أَنْت} أَي مَا صنعت من شَيْء فَلَنْ أعبد غَيْرك {سُبْحَانَكَ} تنزهت عَن كل النقائص وَمِنْهَا الْعَجز {إِنِّي كنت من الظَّالِمين} يَعْنِي ظلمت نَفسِي فَكَأَنَّهُ قَالَ كنت من الظَّالِمين وَأَنا الْآن من التائبين لضعف البشرية والقصور فِي أَدَاء حق الْعُبُودِيَّة (ابْن أبي الدُّنْيَا فِي) كتاب (الْفرج) بعد الشدَّة (ك عَن سعد) بن أبي وَقاص
(أَلا أخْبركُم بِسُورَة ملا عظمتها) أَي فخامتها وجلالتها (مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض ولكاتبها) تَمِيمَة أَو غَيرهَا (من الْأجر مثل ذَلِك) أَي ثَوابًا عَظِيما يمْلَأ مَا بَينهمَا لَو جسم (وَمن قَرَأَهَا يَوْم الْجُمُعَة غفر لَهُ مَا بَينه وَبَين الْجُمُعَة الْأُخْرَى) أَي الصَّغَائِر الْوَاقِعَة مِنْهُ من يَوْم الْجُمُعَة إِلَى يَوْم الْجُمُعَة الَّتِي بعْدهَا (وَزِيَادَة ثَلَاثَة أَيَّام وَمن قَرَأَ) الْآيَات (الْخمس الْأَوَاخِر مِنْهَا عِنْد نَومه) أَي عِنْد إِرَادَة النّوم (بَعثه الله) أَي أهبه الله من (أَي اللَّيْل شَاءَ) قَالُوا بلَى (قَالَ سُورَة أَصْحَاب الْكَهْف) وَزَاد فِي رِوَايَة عقب قَوْله وَمن قَرَأَهَا كَمَا أنزلت أَي من غير نقص حسا وَلَا معنى (ابْن مرْدَوَيْه) فِي تَفْسِيره (عَن عَائِشَة) وَفِيه إعضال أَو إرْسَال
(أَلا أخْبركُم بِمن تحرم عَلَيْهِ النَّار) أَي دُخُول جَهَنَّم (غَدا) أَي يَوْم الْقِيَامَة وأصل الْغَد الْيَوْم الَّذِي بعد يَوْمك ثمَّ توسّع فِيهِ حَتَّى أطلق على الْبعيد المترقب (على كل هَين) مخففاً من الْهون بِفَتْح الْهَاء السكينَة وَالْوَقار (لين) مخفف لين بِالتَّشْدِيدِ على فيعل من اللين ضد الخشونة يُطلق على الْإِنْسَان بِالتَّخْفِيفِ وعَلى غَيره على الأَصْل (قريب) إِلَى النَّاس (سهل) يقْضِي حوائجهم - _ هَامِش قَوْله أَي مَا صنعت الخ ينظر فِيهِ اه(1/396)
وينقاد للشارع فِي أمره وَنَهْيه (ع عَن جَابر) بن عبد الله (ت طب عَن ابْن مَسْعُود) // (بأسانيد جَيِّدَة) //
(أَلا أخْبركُم بِخَير الشُّهَدَاء) جمع شَهِيد بِمَعْنى شَاهد (الَّذِي يَأْتِي بِشَهَادَتِهِ) أَي يشْهد عِنْد الْحَاكِم (قبل أَن يسئلها) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول اى قبل ان يطْلب مِنْهُ الْمَشْهُود لَهُ الْأَدَاء وَهَذَا مَحْمُول على شَهَادَة الْحِسْبَة فِيمَا يقبل بِهِ فَلَا يُنَافِي خبر شَرّ الشُّهُود من شهد قبل أَن يستشهد لِأَنَّهُ فِي غير ذَلِك (مَالك حم م د ت عَن زيد بن خَالِد) الْجُهَنِيّ
(أَلا أخْبركُم بِصَلَاة الْمُنَافِق) قَالُوا أخبرنَا قَالَ (أَن يُؤَخر الْعَصْر) أَي صلَاته (حَتَّى إِذا كَانَت الشَّمْس) أَي صَارَت صفراء (كثرب الْبَقَرَة) بمثلثة مَفْتُوحَة فراء سَاكِنة فموحدة أَي شحمها الرَّقِيق فَوق الكرش شبه بِهِ تفرق الشَّمْس عِنْد المغيب ومصيرها فِي مَحل دون آخر (صلاهَا) أَي يؤخرها إِلَى ذَلِك الْوَقْت تهاوناً بهَا ويصليها فِيهِ ليدفع عَنهُ الِاعْتِرَاض (قطّ ك عَن رَافع بن خديج) // (قَالَ الْحَاكِم صَحِيح وأقروه) //
(أَلا أخْبركُم بِأَفْضَل) أَي بِدَرَجَة هِيَ أفضل (من دَرَجَة الصّيام وَالصَّلَاة وَالصَّدَََقَة) أَي المستمرّات أَو الكثيرات (إصْلَاح ذَات الْبَين) أَي أَحْوَال الْبَين حَتَّى تكون أَحْوَالهم مؤتلفة أَو إصْلَاح الْفساد والفتنة بَين الْقَوْم (فَإِن فَسَاد ذَات الْبَين هِيَ الحالقة) أَي الْخصْلَة الَّتِي شَأْنهَا أَن تحلق وتستأصل الدّين كَمَا يستأصل الموسى الشّعْر (حم د ت عَن أبي الدَّرْدَاء) // (بأسانيد صَحِيحَة) //
(أَلا أخْبركُم برجالكم من أهل الْجنَّة النَّبِي فِي الْجنَّة) فِي أَعلَى درجاتها وأل للْعهد أَو الْجِنْس أَو الِاسْتِغْرَاق (والشهيد) الْقَتِيل فِي معركة الْكفَّار (فِي الْجنَّة وَالصديق) بِالتَّشْدِيدِ صِيغَة مُبَالغَة أَي الْكثير الصدْق والتصديق للشارع (فِي الْجنَّة والمولود) الطِّفْل يَمُوت قبل الْبلُوغ (فِي الْجنَّة وَالرجل) الَّذِي (يزور أَخَاهُ) فِي الدّين (فِي نَاحيَة الْمصر فِي الله) تَعَالَى أَي لَا لأجل نائل وَلَا مداهنة بل لوجه الله تَعَالَى (فِي الْجنَّة) وَأَرَادَ بقوله فِي نَاحيَة الْمصر فِي مَكَان بعيد عَنهُ (أَلا أخْبركُم بنسائكم من أهل الْجنَّة الْوَدُود) بِفَتْح الْوَاو المتحببة إِلَى زَوجهَا (الْوَلُود) الْكَثِيرَة الْولادَة (العؤود) بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة الَّتِي تعود على زَوجهَا بالنفع (الَّتِي إِذا ظلمت) أَي ظلمها زَوجهَا بِنَحْوِ تَقْصِير فِي إِنْفَاق أَو قسم (قَالَت) مستعطفة لَهُ (هَذِه يَدي فِي يدك) أَي ذاتي فِي قبضتك (لَا أَذُوق غمضاً) بِالضَّمِّ أَي لَا أَذُوق نوماً (حَتَّى ترْضى) عني (قطّ فِي الْإِفْرَاد طب عَن كَعْب بن عجْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَلا أخْبركُم بِأَفْضَل الْمَلَائِكَة جِبْرِيل وَأفضل النَّبِيين آدم) قَالَه قبل علمه بأفضلية أولي الْعَزْم عَلَيْهِ (وَأفضل الْأَيَّام يَوْم الْجُمُعَة وَأفضل الشُّهُور شهر رَمَضَان) الَّذِي أنزل فِيهِ الْقُرْآن (وَأفضل اللَّيَالِي لَيْلَة الْقدر) الَّتِي هِيَ خير من ألف شهر (وَأفضل النِّسَاء مَرْيَم بنت عمرَان) الصدّيقة بِنَصّ الْقُرْآن فَهِيَ أفضل نسَاء عالمها وَفَاطِمَة أفضل نسَاء عالمها (طب عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَلا أدلك) بِكَسْر الْكَاف بضبط الْمُؤلف بِخَطِّهِ خطابا لمؤنث وَهِي الشِّفَاء (على جِهَاد لَا شَوْكَة فِيهِ حج الْبَيْت) أَي إتْيَان الْكَعْبَة بالنسك فَإِنَّهُ جِهَاد للشَّيْطَان أَو المُرَاد أَن ثَوَاب الْحَج يعدل ثَوَاب الْغَزْو (طب عَن الشِّفَاء) جدة عُثْمَان بن سليم أم أَبِيه // (وَإِسْنَاده حسن) //
(أَلا أدلك على كلمة من تَحت الْعَرْش) أَي ناشئة من تَحت الْعَرْش (من كنز الْجنَّة) بدل مِنْهُ فَإِن الْجنَّة تَحت الْعَرْش وَالْعرش سقفها (تَقول لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه) يَعْنِي أجرهَا مدخر لقائلها كالكنز (فَيَقُول الله) تَعَالَى إِذا قلتهَا (أسلم عَبدِي واستسلم) أَي فوض أَمر الكائنات إليّ وانقاد لي مخلصاً (ك عَن أبي هُرَيْرَة) وَقَالَ // (صَحِيح وَأقرهُ الذَّهَبِيّ ونوزع) //
(أَلا أدلك) يَا أَبَا هُرَيْرَة(1/397)
(على غراس هُوَ خير) لَك (من هَذَا) الْغِرَاس الَّذِي تغرسه وَكَانَ رَآهُ يغْرس فسيلا (تَقول سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا اله الا الله وَالله اكبر) فأنك إِذا قلت ذَلِك (يغْرس لَك بِكُل كلمة مِنْهَا شَجَرَة فِي الْجنَّة) وَهَذِه الْكَلِمَات هِيَ الْبَاقِيَات الصَّالِحَات عِنْد جمع (هـ ك عَن أبي هُرَيْرَة) // (وَصَححهُ وأقروه) //
(أَلا أدلك) يَا قيس بن سعد (على بَاب من أَبْوَاب الْجنَّة لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه) فَإِنَّهَا لما تَضَمَّنت بَرَاءَة النَّفس من حولهَا وقوتها إِلَى حول الله وقوته كَانَت موصلة إِلَيْهَا وَالْبَاب مَا يتَوَصَّل مِنْهُ إِلَى الْمَقْصُود (حم ت ك عَن قيس بن سعد) بن عبَادَة الخزرجي صَاحب شرطة الْمُصْطَفى // (بإنساد صَحِيح) //
(أَلا أدلكم على مَا يمحو الله بِهِ الْخَطَايَا) كِنَايَة عَن غفرانها (وَيرْفَع بِهِ الدَّرَجَات) الْمنَازل فِي الْجنَّة (إسباغ الْوضُوء) إِتْمَامه واستيعابه (على المكاره) جمع مُكْرَهَة بِمَعْنى الكره وَالْمَشَقَّة يَعْنِي إِتْمَامه بإيصال المَاء وتعميمه حَال كَرَاهَة فعله لشدَّة برد أَو عِلّة يتَأَذَّى بِهِ مَعهَا من غير ضَرَر بِالْعِلَّةِ (وَكَثْرَة الخطا) جمع خطْوَة بِالضَّمِّ وَهِي مَحل الْقَدَمَيْنِ وَإِذا فتحت تكون للمرة (إِلَى الْمَسَاجِد) للصَّلَاة وَنَحْوهَا (وانتظار الصَّلَاة بعد الصَّلَاة) سَوَاء أدّى الصَّلَاة بِجَمَاعَة أَو مُنْفَردا فِي مَسْجِد أَو بَيته وَقيل أَرَادَ الِاعْتِكَاف (فذلكم الرِّبَاط) الْمَذْكُور فِي قَوْله تَعَالَى يَا {أَيهَا الَّذين آمنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابطُوا} وَحَقِيقَته ربط النَّفس والجسم على الطَّاعَة (فذلكم الرِّبَاط فذلكم الرِّبَاط) كَرَّرَه اهتماماً بِهِ وتعظيماً لشأنه وتخصيصها بِالثلَاثِ إِمَّا لِأَنَّهُ كَانَ عَادَته تكْرَار الْكَلَام المهم ثَلَاثًا ليفهم عَنهُ أَو لِأَن الْأَعْمَال الْمَذْكُورَة فِي الحَدِيث ثَلَاث وأتى باسم الْإِشَارَة إِيمَاء إِلَى تَعْظِيمه بالبعد (مَالك حم م ت ن عَن أبي هُرَيْرَة
أَلا أدلكم على أَشدّكُم) قَالُوا بلَى قَالَ أشدّكم (أملككم لنَفسِهِ عِنْد الْغَضَب) لِأَن من لم يملك نَفسه عِنْده فَهُوَ فِي أسر الشَّيْطَان ذليل ضَعِيف وَمن رَاض نَفسه بتجنب أَسبَاب الْغَضَب ومرّنها على مَا يُوجب حسن الْخلق فقد ملكهَا وَصَارَ الشَّيْطَان تَحت قهره (طب فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق عَن أنس) قَالَ مر الْمُصْطَفى بِقوم يرفعون حجرا يُرِيدُونَ الشدَّة فَذكره {وَإِسْنَاده حسن}
(أَلا أدلكم على الْخُلَفَاء مني وَمن أَصْحَابِي وَمن الْأَنْبِيَاء قبلي هم حَملَة الْقُرْآن) أَي حفظته المداومون على تِلَاوَته وَالْعَمَل بِهِ (و) حَملَة (الْأَحَادِيث عني وعنهم) أَي عَن الصَّحَابَة وَعَن الْأَنْبِيَاء (فِي الله وَللَّه) أَي فِي رِضَاهُ ولوجهه لَا لغَرَض فِي دنيا وَلَا طمع فِي نَحْو جاه (السجْزِي) يَعْنِي السجسْتانِي نِسْبَة إِلَى سجستان الْبَلَد الْمَعْرُوف (فِي) كتاب (الْإِبَانَة) عَن أصُول الدّيانَة (خطّ فِي) كتاب بَيَان (شرف أَصْحَاب الحَدِيث عَن عَليّ) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَلا أرقيك) يَا أَبَا هُرَيْرَة (برقية) أَي أعوّذك بتعويذة (رقاني بهَا جِبْرِيل تَقول بِسم الله أرقيك وَالله يشفيك) لَفظه خبر وَالْمرَاد الدُّعَاء (من كل دَاء) بالمدّ أَي مرض (يَأْتِيك من شَرّ النفاثات فِي العقد) النُّفُوس أَو الْجَمَاعَات السواحر اللَّاتِي يعقدن عقدا فِي خيوط وينفثن فِيهَا ويرقين (وَمن شَرّ حَاسِد إِذا حسد) أَي أظهر حسنده وَعمل بِمُقْتَضَاهُ (ترقى بهَا ثَلَاث مَرَّات) فَإِنَّهَا تَنْفَع من كل دَاء أَن صحبها إخلاص وَقُوَّة توكل (هـ ك عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ جَاءَ النَّبِي يعودنِي فَذكره
(أَلا أعلمك) بِكَسْر الْكَاف خطابا لمؤنث كَذَا بِخَط الْمُؤلف (كَلِمَات) عبر بِجمع الْقلَّة إِيذَانًا بِأَنَّهَا قَليلَة اللَّفْظ فيسهل حفظهَا ونوها للتعظيم (تقولبهن عِنْد الكرب) بِفَتْح فَسُكُون مَا يدهم الْمَرْء بِمَا يَأْخُذ بِنَفسِهِ فيحزنه (الله الله) برفعهما للتَّأْكِيد (رَبِّي لَا أشرك بِهِ) أَي بِعِبَادَتِهِ (شيا) من الْخلق برياء أَو طلب أجر فَالْمُرَاد الشّرك الْخَفي أَو المُرَاد لَا أشرك بسؤاله أحدا غَيره(1/398)
(حم د هـ عَن أَسمَاء بنت عُمَيْس) الخثعمية
(أَلا أعلمك كَلِمَات لَو كَانَ عَلَيْك مثل جبل صير) بصاد مُهْملَة فمثناة تحتية جبل لطي وَأما صبير بِزِيَادَة بَاء مُوَحدَة فجبل بِالْيمن وَلَيْسَ مرَادا هُنَا ذكره ابْن الْأَثِير لَكِن وقفت على نُسْخَة الْمُؤلف بِخَطِّهِ فرأيته كتبه صبير بِالْبَاء وضبطها بِخَطِّهِ بِفَتْح الصَّاد (دينا) بِفَتْح الدَّال (أَدَّاهُ الله عَنْك) إِلَى مُسْتَحقّه (قل اللَّهُمَّ اكْفِنِي بحلالك عَن حرامك وأغنني بِفَضْلِك عَمَّن سواك) من الْخلق فَمن قَالَ ذَلِك بِصدق نِيَّة وجد أثر الْإِجَابَة سَرِيعا (حم ت ك عَن عَليّ) قَالَ ت // (حسن غَرِيب وَالْحَاكِم صَحِيح وأقروه) //
(أَلا أعلمك كلَاما إِذا قلته أذهب الله تَعَالَى همك وَقضى عَنْك دينك قل إِذا أَصبَحت وَإِذا أمسيت) أَي دخلت فِي الصَّباح أَو المَاء (اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من الْهم والحزن وَأَعُوذ بك من العجر والكسل) الْهم والحزن متقاربان عِنْد الْأَكْثَر لَكِن الْحزن عَن أَمر انْقَضى والهم فِيمَا يتَوَقَّع وَالْعجز فقد الْقُدْرَة والكسل عدم انبعاث النَّفس فِي الْخَيْر وَقلة الرَّغْبَة فِيهِ مَعَ الْقُدْرَة (وَأَعُوذ بك من الْجُبْن) بِضَم الْجِيم وَسُكُون الْمُوَحدَة ضعف الْقلب (وَالْبخل وَأَعُوذ بك من غَلَبَة الدّين) أَي كثرته واستيلائه (وقهر الرِّجَال) غلبتهم (د عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَلا أعلمك) يَا عَليّ (كَلِمَات إِذا قلتهن غفر الله لَك) أَي الصَّغَائِر وَكم لَهُ من نَظَائِر (وَإِن كنت مغفوراً لَك) الْكَبَائِر (قل لَا إِلَه إِلَّا الله الْعلي الْعَظِيم لَا إِلَه إِلَّا الله الْحَلِيم الْكَرِيم لَا إِلَه إِلَّا الله سُبْحَانَ الله رب السَّمَوَات السَّبع وَرب الْعَرْش الْعَظِيم وَالْحَمْد لله رب الْعَالمين) وَهَذِه كَلِمَات جَامِعَة وَحده أَولا ثمَّ وَصفه بالعلو وَالْعَظَمَة ثَانِيًا ثمَّ وَصفه بالحلم وَالْكَرم ثمَّ نزهه بالتسبيح ثمَّ ختم بالتحميد وَآخر دَعوَاهُم أَن الْحَمد لله رب الْعَالمين (ت عَن عَليّ) // (وَإِسْنَاده صَحِيح) // (وَرَوَاهُ خطّ بِلَفْظ إِذا أَنْت قلتهن وَعَلَيْك مثل عدد الذَّر) بذال مُعْجمَة صغَار النَّمْل (خَطَايَا غفر الله لَك) // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(أَلا أعلمك خصلات) إِذا عملت بِهن (ينفعك الله تَعَالَى بِهن) قَالَ عَلمنِي قَالَ (عَلَيْك بِالْعلمِ) أَي الزمه تعلماً وتعليماً وَالْمرَاد الشَّرْعِيّ (فَإِن الْعلم خَلِيل الْمُؤمن) لِأَنَّهُ قد خله أَي ضمه إِلَى الْإِيمَان (والحلم وزيره) لِأَنَّهُ سَعَة الصَّدْر وَطيب النَّفس فَإِذا اتَّسع أَبْصرت النَّفس رشدها من غَيرهَا فطابت وانبسطت وزالت الْحيرَة والمخافة (وَالْعقل دَلِيله) على مراشد الْأُمُور (وَالْعَمَل قيمه) يهيىء لَهُ مسَاكِن الْأَبْرَار فِي دَار الْقَرار وَيُدبر لَهُ معاشه فِي هَذِه الدَّار (والرفق أَبوهُ) فَإِنَّهُ يتلطف لَهُ فِي أُمُوره ويعطف عَلَيْهِ بالحنو والتربية (واللين أَخُوهُ) فَإِنَّهُ يرِيح الْبدن من الحدة والشدة وَالْغَضَب (وَالصَّبْر أَمِير جُنُوده) فَإِن الصَّبْر ثبات فَإِذا ثَبت الْأَمِير ثَبت الْجند (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَلا أُكَلِّمك كَلِمَات من يرد الله بِهِ خيرا) أَي كثيرا كَمَا يُؤذن بِهِ التنكير (يعلمهُنَّ إِيَّاه) بِأَن يلهمه إِيَّاهَا أَو يسخر لَهُ من يُعلمهُ ذَلِك (ثمَّ لَا ينسيه) الله تَعَالَى إِيَّاهَا (أبدا قل اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيف) أَي عَاجز (فقوّ فِي رضاك ضعْفي) أَي اجبره بِهِ (وَخذ إِلَى الْخَيْر بناصيتي) أَي جرّني واجذبني إِلَيْهِ ودلني عَلَيْهِ (وَاجعَل الْإِسْلَام مُنْتَهى رضاي) أَي غَايَته وأقصاه (اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيف فقوّني وَأَنِّي ذليل) أَي مستهان بِي عِنْد النَّاس لهواني عَلَيْهِم (فأعزني وَإِنِّي فَقير فارزقني) أَي ابْسُطْ لي فِي رِزْقِي وَفِي رِوَايَة بدله فأغنني (طب عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ (ع ك عَن بُرَيْدَة) بن الْحصيب // (بِإِسْنَاد ضَعِيف جدا) //
(أَلا أعلمك كَلِمَات ينفعك الله بِهن وينفع من عَلمته) إياهن (صل لَيْلَة الْجُمُعَة أَربع رَكْعَات) أَمر بِالصَّلَاةِ قبل الدُّعَاء لِأَن طَالب الْحَاجة يحْتَاج إِلَى قرع بَاب الْمُحْتَاج إِلَيْهِ وَأفضل قرع بَابه(1/399)
بِالصَّلَاةِ (تقْرَأ فِي الرَّكْعَة الاولى بِفَاتِحَة الْكتاب وَيس) أَي وَبعدهَا سُورَة يس بكمالها (وَفِي الثَّانِيَة بِفَاتِحَة الْكتاب وبحم الدُّخان) أَي وَبعدهَا تقْرَأ الدُّخان بكمالها (وَفِي الثَّالِثَة بِفَاتِحَة الْكتاب وبألم تَنْزِيل السَّجْدَة) كَذَلِك (وَفِي الرَّابِعَة بِفَاتِحَة الْكتاب وتبارك الْمفصل) أَي تبَارك الَّتِي هِيَ من الْمفصل وَهِي تبَارك الَّذِي بِيَدِهِ الْملك (فَإِذا فرغت من التَّشَهُّد) فِي آخر الرَّابِعَة (فاحمد الله تَعَالَى وأثن عَلَيْهِ) يحْتَمل قبل السَّلَام وَيحْتَمل بعده وَالْأول أقرب إِلَى ظَاهر اللَّفْظ (وصل على النَّبِيين) أَي وعَلى الْمُرْسلين لقَوْله فِي الحَدِيث الْآتِي صلوا على أَنْبيَاء الله وَرُسُله (واستغفر للْمُؤْمِنين) أَي وللمؤمنات (ثمَّ) بعد أتيانك بذلك (قل اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي بترك الْمعاصِي أبدا مَا أبقيتني) أَي مُدَّة بقائك لي فِي الدُّنْيَا (وارحمني من أَن أتكلف مَا لَا يعنيني) من قَول أَو فعل فَإِن من حسن الْإِسْلَام الْمَرْء تَركه مَا لَا يعنيه (وارزقني حسن النّظر فِيمَا يرضيك عني اللَّهُمَّ بديع) أَي يَا بديع فَحذف حرف النداء (السَّمَوَات وَالْأَرْض) أَي مبدعهما يَعْنِي مخترعهما على غير مِثَال سبق (ذَا الْجلَال) أَي يَا ذَا الْجلَال أَي العظمة (وَالْإِكْرَام والعزة الَّتِي لَا ترام) أَي لَا يرومها مَخْلُوق لتفردك بهَا (أَسأَلك يَا الله يَا رَحْمَن بجلالك) أَي بعظمتك (وَنور وَجهك) الَّذِي أشرقت لَهُ السَّمَوَات وَالْأَرْض (أَن تلْزم قلبِي حب حفظ كتابك) يَعْنِي الْقُرْآن (كَمَا علمتني) إِيَّاه وَالْمرَاد تعقل مَعَانِيه وَمَعْرِفَة أسراره (وارزقني أَن أتلوه على النَّحْو الَّذِي يرضيك عني) بِأَن توفقني إِلَى النُّطْق على الْوَجْه الَّذِي ترضاه فِي حسن الْأَدَاء (وَأَسْأَلك أَن تنور بِالْكتاب بَصرِي وَتطلق بِهِ لساني وتفرج بِهِ كربي وتشرح بِهِ صَدْرِي وتستعمل بِهِ بدني وتقويني على ذَلِك وتعينني عَلَيْهِ فَإِنَّهُ لَا يعين على الْخَيْر غَيْرك وَلَا يوفق لَهُ إِلَّا أَنْت فافعل ذَلِك ثَلَاث جمع أَو خمْسا أَو سبعا) أَي أدنى الْكَمَال ثَلَاث وأوسطه خمس وَأَعلاهُ سبع فَإِن حصل الْمَقْصُود بِثَلَاث فَذَاك والأخمس فَإِن حصل والأسبع (تحفظه بِإِذن الله تَعَالَى وَمَا أَخطَأ مُؤمنا قطّ) بِنصب مُؤمنا كَذَا وقفت عَلَيْهِ بِخَط الْمُؤلف أَي وَمَا أَخطَأ هَذَا الدُّعَاء مُؤمنا قطّ بل لَا بُد أَن تصيبه إجَابَته وتعود عَلَيْهِ بركته (ت طب ك عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد واه) // (وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات فَلم يصب) فِي جزمه بِوَضْعِهِ لِأَن غَايَته // (شدَّة الضعْف) //
(إِلَّا أنبئك بشر النَّاس) أَي بِمن هُوَ من شرهم (من أكل وَحده) بخلا وشحا أَن يَأْكُل مَعَه غَيره أَو تيها وتكبرا (وَمنع رفده) بِالْكَسْرِ عطاءه وصلته (وسافر وَحده) أَي مُنْفَردا عَن رفْقَة (وَضرب عَبده) أَي قنه ذكر أَو أُنْثَى (أَلا أنبئك بشر من هَذَا) الْإِنْسَان المتصف بِهَذِهِ القبائح (من) أَي إِنْسَان (يبغض النَّاس ويبغضونه) لدلالته على أَن الْمَلأ الْأَعْلَى يبغضونه وَأَن الله يبغضه (أَلا أنبئك بشر من هَذَا) الْإِنْسَان الَّذِي هُوَ فِي عداد الأشقياء (من يخْشَى) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي من يخَاف (شَره وَلَا يُرْجَى خَيره) أَي وَلَا يُرْجَى الْخَيْر من جِهَته (أَلا أنبئك بشر من هَذَا) الْإِنْسَان الَّذِي هُوَ من أهل النيرَان (من بَاعَ آخرته بدنيا غَيره) فَهُوَ أخس الإخاء والأخساء النَّاس صَفْقَة وأطولهم ندامة يَوْم الْقِيَامَة (أَلا أنبئك بشر من هَذَا من أكل الدُّنْيَا بِالدّينِ) كالعالم الَّذِي جعل علمه مصيدة يصطاد بهَا الحطام ومرقاة لمصاحبة الْحُكَّام (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن معَاذ) بن جبل // (وضفه الْمُنْذِرِيّ) //
(أَلا أخْبركُم بخياركم) أَي بالذين هم من خياركم أَي أزكاكم وأتقاكم عِنْد الله (الَّذين إِذا رؤوا ذكر الله) أَي بسمتهم وهيئتهم لكَون الْوَاحِد مِنْهُم حَزينًا منكسرا مطرقا صامتا ظَهرت عَلَيْهِ آثَار الخشية وعلاه النُّور والبهاء (حم هـ(1/400)
عَن أَسمَاء بنت يزِيد) بن السكن الْأَنْصَارِيَّة // (بِإِسْنَاد حسن أَو صَحِيح) //
(أَلا أنبئكم بِخَير أَعمالكُم) أَي أفضلهَا (وأزكاها عِنْد مليككم) أَي أنماها وأطهرها عِنْد ربكُم (وأرفعها فِي درجاتكم) أَي مَنَازِلكُمْ فِي الْجنَّة (وَخير لكم من إِنْفَاق الذَّهَب وَالْوَرق) بِكَسْر الرَّاء الْفضة (وَخير لكم من أَن تلقوا عَدوكُمْ) يَعْنِي الْكفَّار (فتضربوا أَعْنَاقهم ويضربوا أَعْنَاقكُم) يَعْنِي تَقْتُلُوهُمْ ويقتلوكم بِسيف أَو غَيره قَالُوا وَمَا ذَاك قَالَ (ذكر الله) لِأَن جَمِيع الْعِبَادَات من الْإِنْفَاق ومقاتلة الْعَدو وَغَيرهمَا وَسَائِل ووسايط يتَقرَّب بهَا إِلَى الله وَالذكر هُوَ الْمَقْصُود الْأَعْظَم وَالْقلب الَّذِي تَدور عَلَيْهِ رَحا جَمِيع الْأَدْيَان وَهَذَا الحَدِيث يقتضى أَن الذّكر أفضل من تِلَاوَة الْقُرْآن وَقَضِيَّة الحَدِيث الْمَار وَهُوَ قَوْله أفضل عبَادَة أمتِي تِلَاوَة الْقُرْآن يقتضى عَكسه فَوَقع التَّعَارُض بَينهمَا وَجمع الْغَزالِيّ بِأَن الْقِرَاءَة أفضل لعُمُوم الْخلق وَالذكر أفضل للذاهب إِلَى الله فِي جَمِيع أَحْوَاله فِي بدايته ونهايته فَإِن الْقُرْآن مُشْتَمل على صنوف المعارف وَالْأَحْوَال والإرشاد إِلَيّ الطَّرِيق فَمَا دَامَ العَبْد مفتقرا إِلَى تَهْذِيب الْأَخْلَاق وَتَحْصِيل المعارف فالقرآن أولى بِهِ فَإِن جَاوز ذَلِك وَاسْتولى الذّكر على قلبه فمداومة الذّكر أولى فَإِن الْقُرْآن يجاذب خاطره ويسرح بِهِ فِي رياض الْجنَّة والذاهب إِلَى الله لَا يَنْبَغِي أَن يلْتَفت إِلَى الْجنَّة بل يَجْعَل همه هما وَاحِدًا وَذكره ذكرا وَاحِدًا ليدرك دَرَجَة الفناء والإستغراق وَلذَلِك قَالَ تَعَالَى وَلذكر الله أكبر (ت هـ ك عَن أبي الدَّرْدَاء) عُوَيْمِر قَالَ الْحَاكِم // (صَحِيح وأقروه) //
(أَلا يَا رب نفس طاعمة ناعمة فِي الدُّنْيَا) أَي مَشْغُولَة بلذات المطاعم والملابس غافلة عَن الْآخِرَة (جائعة عَارِية) بِالرَّفْع خبر الْمُبْتَدَأ أَي هِيَ لِأَنَّهُ إِخْبَار عَن حَالهَا (يَوْم الْقِيَامَة) أَي تحْشر وَهِي جائعة عَارِية يَوْم الْموقف الْأَعْظَم (أَلا يَا رب نفس جائعة عَارِية فِي الدُّنْيَا طاعمة) من طَعَام دَار الرِّضَا (ناعمة يَوْم الْقِيَامَة) بطاعتها لمولاها وَعدم رِضَاهَا بِمَا رَضِي بِهِ الْكفَّار فِي الدُّنْيَا (أَلا يَا رب مكرم لنَفسِهِ) بمتابعته هَواهَا وتبليغها مناها (وهولها مهين) فَإِن ذَلِك يبعده عَن الله وَيُوجب حرمانه (أَلا يَا رب مهين لنَفسِهِ) بمخالفتها وإذلالها وإلزامها للعبودية (وَهُوَ لَهَا مكرم (يَوْم الْعرض الْأَكْبَر لسعية فِيمَا يوصلها إِلَى الْعِزّ الأبدي والسعادة السرمدية وَللَّه در الْأُسْتَاذ أبي إِسْحَق الشِّيرَازِيّ حَيْثُ يَقُول
(صبرت على بعض الْأَذَى خوف كُله ... وألزمت نَفسِي صبرها فاستقرت)
(وجرعتها الْمَكْرُوه حَتَّى تدربت ... وَلَو حَملته جملَة لأشمأزت)
(فيا رب عز جر للنَّفس ذلة ... وَيَا رب نفس بالتذلل عزت)
(وَمَا الْعِزّ إِلَّا خيفة الله وَحده ... وَمن خَافَ مِنْهُ خافه مَا أقلت)
(أَلا يَا رب منخوص ومتنعم فِيمَا أَفَاء الله على رَسُوله مَاله عِنْد الله من خلاق) أَي نصيب
(أَلا وَإِن عمل أهل الْجنَّة) أَي الْعَمَل الَّذِي يقرب مِنْهَا ويوصل إِلَيْهَا (حزن) ضد السهل (بِرَبْوَةٍ) بِضَم الرَّاء وتفتح مَكَان مُرْتَفع (أَلا وَإِن عمل أهل النَّار سهل بِسَهْوَةٍ) بسين مُهْملَة أَرض لينَة التربة شبه الْمعْصِيَة فِي سهولتها على مرتكبها بِأَرْض سهلة لَا حزونة فِيهَا (أَلا يَا رب شَهْوَة سَاعَة) وَاحِدَة كشهوة نظر إِلَى مستحسن محرم (أورثت حزنا طَويلا) فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (ابْن سعد) فِي الطَّبَقَات (هَب عَن أبي البجير) بِالْجِيم صَحَابِيّ لَهُ رِوَايَة وَحَدِيث
(إياك) مَنْصُوب بِفعل مُضْمر لَا يجوز إِظْهَاره وَتَقْدِيره هُنَا باعد وانق (وكل أَمر يعْتَذر مِنْهُ) أَي احذر أَن تَتَكَلَّم بِمَا يحْتَاج أَن تعتذر(1/401)
عَنهُ وَفِيه شَاهد لما ذكره بعض سلفنا الصُّوفِيَّة أَنه لَا يَنْبَغِي الدُّخُول فِي مَوَاضِع التهم وَمن ملك نَفسه خَافَ من مَوَاضِع التهم أَكثر من خَوفه من وجود الْأَلَم فَإِن دُخُولهَا يُوجب سقم الْقلب كَمَا توجب الأغذية الْفَاسِدَة سقم الْبدن وسقم الْبدن أطباؤه كثير بِخِلَاف سقم الْقلب قَالَ فإياك وَالدُّخُول على الظلمَة وَقد رأى الْعَارِف أَبُو هَاشم عَالما خَارِجا من بَيت القَاضِي فَقَالَ لَهُ نَعُوذ بِاللَّه من علم لَا ينفع (الضياء) فِي المختارة (عَن أنس) بن مَالك قَالَ قَالَ رجل للمصطفى أوصني وأوجز فَذكره // (وَإِسْنَاده حسن) //
(إياك وَمَا يسوء الْأذن) أَي احذري النُّطْق بِكَلَام يسوء غَيْرك إِذا سَمعه عَنْك فَإِنَّهُ مُوجب للتنافر والعداوة وَرُبمَا أوقع فِي شَرّ (حم عَن أبي الغادية) بغين مُعْجمَة بِخَط الْمُؤلف (أَبُو نعيم فِي الْمعرفَة) أَي كتاب معرفَة الصَّحَابَة (عَن حبيب بن الْحَرْث) // (بِإِسْنَاد فِيهِ مَجْهُول) // (طب عَن عمَّة الْعَاصِ بن عَمْرو الطفَاوِي) بِضَم الطَّاء وَفتح الْفَاء وَبعد الْألف وَاو نِسْبَة إِلَى طفاوة بطن من قيس عيلان وَفِيه مَجْهُول
(إياك) بِالنّصب على التحذير (وقرين السوء) بِالْفَتْح مصدر (فَإنَّك بِهِ تعرف) وَلِهَذَا قَالَ عَليّ كرم الله وَجهه مَا شَيْء أدل على الشَّيْء وَلَا دُخان على النَّار من الصاحب على الصاحب (ابْن عَسَاكِر عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) // (إياك والسمر) بِفَتْح السِّين وَالْمِيم (بعد هدأة) بِفَتْح الْهَاء وَسُكُون الدَّال (الرجل) بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الْجِيم وَفِي رِوَايَة بعد هدأة اللَّيْل وَمرَاده النَّهْي عَن التحدث بعد سُكُون النَّاس وَأَخذهم مضاجعهم ثمَّ علل ذَلِك بقوله (فَإِنَّكُم لَا تَدْرُونَ مَا يَأْتِي الله تَعَالَى فِي خلقه) أَي مَا يَفْعَله فيهم (ك) فِي الْأَدَب (عَن جَابر) // (وَقَالَ على شَرط مُسلم وأقروه) //
(إياك والتنعم) أَي التعمق فِيهِ (فَإِن عباد الله) أَي خواصه من خلقه الَّذين تحلوا بشرف الْعُبُودِيَّة (لَيْسُوا بالمتنعمين (لِأَن التنعم بالمباح وَإِن كَانَ جَائِزا لكنه يُوجب الْإِنْس بِهِ والغفلة عَن ذكر الله وَكَرَاهَة لِقَائِه (حم هَب عَن معَاذ) وَرُوَاته ثِقَات
(إياك والحلوب) أَي احذر ذبح شَاة ذَات لبن قَالَه لأبي التيهَان الْأنْصَارِيّ لما أَضَافَهُ فَأخذ الشَّفْرَة وَذهب ليذبح لَهُ وَفِيه قصَّة (م هـ عَن أبي هُرَيْرَة) وخرجه التِّرْمِذِيّ فِي الشَّمَائِل مطولا
(إياك وَالْخمر) أَي احذر شربهَا (فَإِن خطيئتها تفرع) بمثناة فوقية مَضْمُومَة وَفَاء وَرَاء مُشَدّدَة وَعين مُهْملَة (الْخَطَايَا) أَي تطول وتكثر الذُّنُوب وتزيد عَلَيْهَا (كَمَا أَن شجرتها) يَعْنِي الكرمة (تفرع الشّجر) أَي تطول جَمِيع الشّجر الَّتِي يتَعَلَّق بهَا ويتسلق عَلَيْهَا فتعلوها شبه الْمَعْقُول بالمحسوس (هـ عَن خباب) بن الْأَرَت
(أياك ونار الْمُؤمن لَا تحرقك) أَي احذرها لِئَلَّا تحرقك يَعْنِي احذر أَذَاهُ فَإِن النَّار تسرع إِلَى من أَذَاهُ كَهَيئَةِ الإختطاف فَمن تعرض لَهُ بمكروه احْتَرَقَ بنارنوره (فَإِنَّهُ وَإِن عثر كل يَوْم سبع مَرَّات) أَرَادَ التكثير لَا التَّحْدِيد أَي وَإِن سقط فِي الهفوات والكبوات كل يَوْم مرَارًا (فَإِن يَمِينه) أَي يَده الْيُمْنَى (بيد الله) يَعْنِي أَنه لَا يكله لنَفسِهِ وَلَا يتخلى عَنهُ (إِذا شَاءَ أَن ينعشه (أَي ينهضه وَيُقَوِّي جَانِبه (أنعشه) أَي إِذا شَاءَ أَن يقيله من عثرته أقاله فَهُوَ ممسكه وحافظه وَإِنَّمَا قدر عَلَيْهِ تِلْكَ العثرة ليجدد عَلَيْهِ أمرا أَو يرفع لَهُ شَأْنًا (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (عَن الْغَاز بن ربيعَة
إيَّاكُمْ وَالطَّعَام الْحَار) أَي اجتنبوا أكله حَتَّى يبرد (فَإِنَّهُ) أَي أكله حارا (يذهب بِالْبركَةِ) لِأَن الْآكِل مِنْهُ يَأْكُل وَهُوَ مَشْغُول بألم حرارته فَلَا يدْرِي مَا أكل (وَعَلَيْكُم بالبارد) أَي الزموا الْأكل مِنْهُ (فَإِنَّهُ أهنأ) للآكل (وَأعظم بركَة) من الْحَار وَأَرَادَ بقوله أَولا يذهب بِالْبركَةِ أَي بمعظمها فَلَا يُنَافِي قَوْله هُنَا أعظم بركَة(1/402)
(عَبْدَانِ فِي) كتاب معرفَة (الصَّحَابَة عَن بولِي) بموحدة غير مَنْسُوب ذكر أَبُو مُوسَى لَكِن فِي المؤتلف بمثناة فوقية وَهَذَا الحَدِيث // (إِسْنَاده مَجْهُول) //
(اياكم والحمرة) أَي اجتنبوا التزين باللباس الاحمر القاني (فانها أحب الزِّينَة إِلَى الشَّيْطَان) يَعْنِي أَنه يحب هَذَا اللَّوْن ويرضاه وَيقرب مِمَّن تزين بِهِ ويعكف عَلَيْهِ وَذَا تمسك بِهِ من حرم لبس الاحمر القاني من الائمة (طب عَن عمرَان بن حُصَيْن) وَفِي اسناده مَجْهُول وبقيته ثِقَات
(اياكم وأبواب السُّلْطَان) اي لَا تقربوها (فانه) يَعْنِي بَاب السُّلْطَان الَّذِي هُوَ أحد الابواب أَو الضَّمِير للسُّلْطَان (قد أصبح صعبا) أَي شَدِيدا (هبوطا) بِفَتْح الْهَاء أَي مهبط لدرجة من لَازمه مذلاله فِي الدُّنْيَا والاخرة وَفِي رِوَايَة للبيهقي وَالطَّبَرَانِيّ حبوطا بحاء مُهْملَة أَي يحبط الْعَمَل أَو الْمنزلَة عِنْد الله وروى بخاء مُعْجمَة وَمَا زَالَ السّلف الصَّالح يتحامونها ويتباعدون عَنْهَا وَللَّه در الاستاذ أبي اسحق الشِّيرَازِيّ حَيْثُ يَقُول
(سأصدق نَفسِي ان فِي الصدْق حَاجَتي ... وأرضى بدنيايا وان هِيَ قلت)
(واهجر أَبْوَاب الْمُلُوك فانني ... أرى الْحِرْص جلابا لكل مذلة)
(طب عَن رجل من سليم) يَعْنِي بِهِ أَبَا الاعور السّلمِيّ وَرِجَاله ثِقَات
(اياكم ومشارة النَّاس) بِشدَّة الرَّاء وَفِي رِوَايَة مشاررة النَّاس بفك الادغام مفاعلة من الشَّرّ أَي لَا تفعل بهم شرا تحوجهم إِلَى أَن يَفْعَلُوا بك مثله (فَإِنَّهَا تدفن الْغرَّة) بغين مُهْملَة مَضْمُومَة وَرَاء مُشَدّدَة الْحسن وَالْعَمَل الصَّالح شبهه بغرة الْفرس (وَتظهر العرة) بِعَين مُهْملَة مَضْمُومَة وَرَاء مُشَدّدَة هِيَ القذر استعير للعيب والدنس وَرَأَيْت بِخَط الْحَافِظ ابْن حجر الْعَوْرَة بدل العرة (هَب عَن أبي هُرَيْرَة) // (وَضَعفه) //
(إيَّاكُمْ وَالْجُلُوس) أَي أحذروا ندبا الْقعُود (على) فِي رِوَايَة فِي (الطرقات) يَعْنِي الشوارع المسلوكة وَفِي رِوَايَة الصعدات بِضَمَّتَيْنِ وَهِي الطرقات وَذَلِكَ لِأَن الْجَالِس بهَا قَلما يسلم من سَماع مَا يكره أَو رُؤْيَة مَا لَا يحل (فَإِن أَبَيْتُم) من الأباء (إِلَّا الْمجَالِس) أَي أَن امتنعتم إِلَّا عَن الْجُلُوس فِي الطَّرِيق كَانَ دعت حَاجَة فَعبر عَن الْجُلُوس بالمجالس وَفِي رِوَايَة فَإِن أتيتم إِلَى الْمجَالِس بمثناة وبالي الَّتِي للغاية (فأعطوا) بِهَمْزَة قطع (الطَّرِيق حَقّهَا) أَي وفوها حُقُوقهَا الموظفة على الْجَالِس فِيهَا قَالُوا وَمَا هِيَ قَالَ (غض) وَفِي رِوَايَة غضوض (الْبَصَر) أَي كَفه عَن النّظر إِلَى محرم (وكف الْأَذَى) أَي الإمتناع مِمَّا يُؤْذِي الْمَارَّة (ورد السَّلَام) الْمَشْرُوع إِكْرَاما للْمُسلمِ (وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر) وَأَن ظن أَن ذَلِك لَا يُفِيد بِشَرْط سَلامَة الْعَاقِبَة (حم ق د عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ وَغَيره
(إيَّاكُمْ وَالظَّن) أَي احْذَرُوا اتِّبَاع الظَّن اَوْ احْذَرُوا سوء الظَّن بِمن لَا يساء الظَّن بِهِ من الْعُدُول وَالظَّن تُهْمَة تقع فِي الْقلب بِلَا دَلِيل (فَإِن الظَّن) أَقَامَ الْمظهر مقَام الْمُضمر حثاء على تجنبه (أكذب الحَدِيث) أَي حَدِيث النَّفس لِأَنَّهُ يكون بإلقاء الشَّيْطَان فِي نفس الْإِنْسَان وَوصف الظَّن بِالْحَدِيثِ مجَاز فَإِنَّهُ نَاشِئ عَنهُ (وَلَا تجسسوا) بجيم أَي لَا تتعرفوا خبر النَّاس بلطف كالجاسوس (وَلَا تحسسو) بحاء مُهْملَة لَا تَطْلُبُوا الشَّيْء بالحاسة كاستراق السّمع وإبصار الشَّيْء خُفْيَة (وَلَا تنافسوا) بفاء وسين من المنافسة وَهِي الرَّغْبَة فِي التفرد بالشَّيْء (وَلَا تَحَاسَدُوا) أَي لَا يتَمَنَّى أحدكُم زَوَال نعْمَة غَيره (وَلَا تباغضوا) أَي لَا تتعاطوا أَسبَاب البغض (وَلَا تدابروا) أَي لَا تتقاطعوا من الدبر فَإِن كلا مِنْهُمَا يُولى صَاحبه دبره (وَكُونُوا عباد الله) بِحَذْف حرف النداء (إخْوَانًا) أَي اكتسبوا مَا تصيرون بِهِ إخْوَانًا بِمَا ذكر وَغَيره (وَلَا يخْطب الرجل على(1/403)
خطْبَة أَخِيه) فِي الدّين بِأَن يخْطب امْرَأَة فيجاب فيخطبها آخر (حَتَّى ينْكح أَو يتْرك) الْخَاطِب الْخطْبَة فَإِن تَركهَا إجاز لغيره خطبتها وَإِن لم يَأْذَن لَهُ وَالنَّهْي للتَّحْرِيم (ملك ق د ت عَن أبي هُرَيْرَة
إياك ولتعريس) أَي النُّزُول آخر اللَّيْل لنَحْو نوم (على جواد الطَّرِيق) بِشدَّة الدَّال جمع جادة أَي مُعظم الطَّرِيق وَالْمرَاد نَفسهَا (وَالصَّلَاة عَلَيْهَا) أَي فِيهَا (فَإِنَّهَا مأوى الْحَيَّات وَالسِّبَاع وَقَضَاء الْحَاجة عَلَيْهَا فَإِنَّهَا الْملَاعن) أَن الْأُمُور الحاملة على اللَّعْن والشتم الجالبة لذَلِك (هـ عَن جَابر) وَرُوَاته ثِقَات
(إيَّاكُمْ والوصال) أَي اجتنبوا تتَابع الصَّوْم من غير فطر لَيْلًا فَيحرم علينا لِأَنَّهُ يُورث الضعْف والملل قَالُوا فَإنَّك تواصل قَالَ (إِنَّكُم لَسْتُم فِي ذَلِك مثلي) أَي على فتي أَو منزلتي من رَبِّي (إِنِّي أَبيت) فِي رِوَايَة أظل والبيتوتة والظلول بعبربهما عَن الزَّمن كُله ويخبر بهما عَن الدَّوَام أَي أَنا عِنْد رَبِّي دَائِما وَهِي عندية تشريف (يطعمني رَبِّي ويسقيني) حَقِيقَة بِأَن يطعم من طَعَام الْجنَّة وَهُوَ لَا يفْطر أَو مجَازًا عَمَّا يغذيه الله بِهِ من المعارف (فاكلفوا) بِضَم اللَّام (من الْعَمَل مَا تطيقون) بَين بِهِ وَجه النَّهْي وَهُوَ خوف الْملَل وَالتَّقْصِير فِيمَا هُوَ أهم من الْعِبَادَات (ق عَن أبي هُرَيْرَة
إيَّاكُمْ وَكَثْرَة الْحلف فِي البيع) أَي توقوا إكثاره لِأَنَّهُ مَظَنَّة الْوُقُوع فِي الْكَذِب وَالْمرَاد الْإِيمَان الصادقة أما الكاذبة فَحَرَام وَإِن قلت (فَإِنَّهُ) تَعْلِيل لما قبله (ينْفق) أَي يروج البيع (ثمَّ يمحق) بِفَتْح حرف المضارعة أَي يذهب ببركته بِوَجْه مَا من نَحْو تلف أَو صرف فِيمَا لَا ينفع وَثمّ للتراخي فِي الزَّمن (حم م ن هـ عَن أبي قَتَادَة
إيَّاكُمْ وَالدُّخُول) أَي اتَّقوا الدُّخُول (على النِّسَاء) الْأَجَانِب ودخولهن عَلَيْكُم وتضمن منع الدُّخُول منع الْخلْوَة بالأجنبية بِالْأولَى (حم ق عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ وَزَادُوا فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله أَرَأَيْت الحمو قَالَ الحمو الْمَوْت والحمو أَخُو الزَّوْج وقريبه
(اياكم وَالشح) الَّذِي هُوَ قلَّة الافضال بِالْمَالِ فَهُوَ رَدِيف الْبُخْل أَو أشده (فانما هلك من كَانَ قبلكُمْ) من الامم (الشُّح) كَيفَ وَهُوَ من سوء الظَّن بِاللَّه (أَمرهم بالبخل فبخلوا) بِكَسْر الْخَاء (وَأمرهمْ بالقطيعة) للرحم (فقطعوها) وَمن قطعهَا قطع الله عَنهُ مزِيد رَحمته (وَأمرهمْ بِالْفُجُورِ) الانبعاث فِي الْمعاصِي أَو الزِّنَا (فَفَجَرُوا) فالشح من جَمِيع وجوهه يُخَالف الايمان وَمن يُوقَ شح نَفسه فاولئك هم المفلحون (د ك عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ قَالَ خطب رَسُول الله فَذكره قَالَ الْحَاكِم // (صَحِيح وأقروه) //
(اياكم والفتن) أَي احْذَرُوا وقعها والقرب مِنْهَا (فان وَقع اللِّسَان فِيهَا مثل وَقع السَّيْف) فانه يجر الى وَقع السَّيْف آخرا (هـ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (باسناد ضَعِيف) //
(اياكم والحسد) وَهُوَ قلق النَّفس من رُؤْيَة النِّعْمَة على الْغَيْر (فان الْحَسَد) أَقَامَ الْمظهر مقَام الْمُضمر حثا على الاجتناب (يَأْكُل الْحَسَنَات) يذهبها ويحرقها أَو يحبطها (كَمَا تَأْكُل النَّار الْحَطب) الْيَابِس فانه يقْضِي بِصَاحِبِهِ إِلَى ايذاء الْمَحْسُود وَقد يسْعَى فِي اتلاف مَاله أَو سفك دَمه وَهَذِه مظالم تُؤْخَذ فِيهَا الْحَسَنَات فِي الْآخِرَة (فَائِدَة) سَأَلَ عبد الْملك بن مَرْوَان الْحجَّاج عَن خلقه فَتَلَكَّأَ وَأبي أَن يُخبرهُ فاقسم عَلَيْهِ فَقَالَ حسود كنُود لحوح حقود فَقَالَ مَا فِي ابليس شَرّ من هَذِه الْخِصَال (د عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِي // (اسناده مَجْهُول) //
(اياكم والغلو فِي الدّين) بِكَسْر الدَّال أَي التشدد فِيهِ ومجاوزة الْحَد والبحث عَن الغوامض (فانما هلك من كَانَ قبلكُمْ) من الامم (بالغلو فِي الدّين) والسعيد من اتعظ بِغَيْرِهِ (حم ن هـ ك عَن ابْن عَبَّاس) // (واسناده صَحِيح) //
(اياكم والنعي) بِفَتْح فَسُكُون (فان النعي من عمل الْجَاهِلِيَّة) كَانُوا اذا مَاتَ مِنْهُم وَقدر ركب انسان فرسا وَيَقُول نعاء أَي كنزال فلَانا أَي(1/404)
انعه وَأظْهر خبر مَوته (ت عَن ابْن مَسْعُود) // (باسناد ضَعِيف) // لَكِن بعضده خبر الصَّحِيح نهى عَن النعي
(اياكم والتعري) أَي التجرد عَن اللبَاس وكشف الْعَوْرَة (فَإِن مَعكُمْ من لايفارقكم إِلَّا عِنْد الْغَائِط وَحين يُفْضِي الرجل إِلَى أَهله) أَي يُجَامع يُرِيد الْكِرَام الْكَاتِبين (فاستحيوهم) أَي اسْتَحْيوا مِنْهُم (وأكرموهم) بالستر مِنْهُم وَعدم هتك الْحُرْمَة (ت عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَقَالَ // (حسن غَرِيب) //
(إيَّاكُمْ وَسُوء ذَات الْبَين) أَي التَّسَبُّب فِي الْمُخَاصمَة والمشاجرة بَين اثْنَيْنِ أَو قبيلتين بِحَيْثُ يحصل بَينهمَا فرقة أَو فَسَاد (فَإِنَّهَا) أَي الفعلة أَو الْخصْلَة الْمَذْكُورَة (الحالقة) الماحية للثَّواب أَو الْمهْلكَة (ت عَن أبي هُرَيْرَة) وَقَالَ // (صَحِيح غَرِيب ونوزع) //
(إيَّاكُمْ والهوى) بِالْقصرِ وَهُوَ نزوع النَّفس إِلَى شهواتها وَالْمرَاد الاسترسال فِيهِ (فَإِن الْهوى يعمي ويصم) أَي يعمي البصيرة ويصمها عَن طرق الْهدى والانزجار بقوارع الْآيَات القرآنية (السجْزِي) أى السجسْتانِي (فِي) كتاب (الابانة عَن) ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(إيَّاكُمْ وَكَثْرَة الحَدِيث) أَي احْذَرُوا إكثار التحديث (عني) فَإِنَّهُ قَلما سلم مكثار من الْخَطَأ أَو الْغَفْلَة (فَمن قَالَ عَليّ) شَيْئا أَي حدّث عني بِشَيْء (فَلْيقل حَقًا أَو صدقا) شكّ من الرَّاوِي أَو لِأَن الْحق غير مرادف للصدق إِذْ الصدْق خَاص بالأقوال وَالْحق يُطلق عَلَيْهَا وعَلى العقائد والمذاهب (وَمن تقوّل عَليّ) بمثناة مَفْتُوحَة وواو مُشَدّدَة مَفْتُوحَة (مَا لم أقل فَليَتَبَوَّأ مَقْعَده من النَّار) أَي فليتخذ لَهُ نزلا أَي بَيْتا فِيهَا (حم هـ ك عَن أبي قَتَادَة) قَالَ سَمِعت رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] يَقُول على الْمِنْبَر فَذكره قَالَ الْحَاكِم على شَرط مُسلم وَله شَاهد) //
(إيَّاكُمْ ودعوات الْمَظْلُوم) أَي احْذَرُوا جَمِيع أَنْوَاع الظُّلم لِئَلَّا يَدْعُو عَلَيْكُم الْمَظْلُوم (وَإِن كَانَت من كَافِر فَإِنَّهُ) أَي الشان وَفِي رِوَايَة فَإِنَّهَا أَي الدعْوَة (لَيْسَ لَهَا حجاب دون الله عز وَجل) أَي هِيَ مستجابة قطعا حَتَّى من الْكَافِر وَلَيْسَ لله حجاب يَحْجُبهُ عَن خلقه (سموية عَن أنس) بن مَالك
(إيَّاكُمْ ومحقرات الذُّنُوب) أَي صغائرها الَّتِي لَا تستعظمونها فَلَا تتحرزون عَنْهَا فَإِنَّهَا مؤدية إِلَى ارْتِكَاب كبائرها ثمَّ ضرب مثلا زِيَادَة فِي الْبَيَان فَقَالَ (فَإِنَّمَا مثل محقرات الذُّنُوب كَمثل قوم نزلُوا بطن وَاد فجَاء ذَا بِعُود وَجَاء ذَا بِعُود حَتَّى حملُوا مَا أنضجوا بِهِ خبزهم وان محقرات الذُّنُوب مَتى يُؤْخَذ بهَا صَاحبهَا) بِأَن لم يُوجد لَهَا مكفراً (تهلكه) فالصغائر إِذا اجْتمعت وَلم تكفر أهلكت لمصيرها كَبَائِر بالإصرار (حم طب هَب والضياء عَن سهل بن سعد) وَرِجَال أَحْمد رجال الصَّحِيح
(إيَّاكُمْ ومحقرات الذُّنُوب فَإِنَّهُنَّ يجتمعن على الرجل) وصف طردي وَالْمرَاد الْإِنْسَان (حَتَّى يهلكنه كَرجل كَانَ بِأَرْض فلاة) ذكر الأَرْض أَو الفلاة مقحم (فَحَضَرَ صَنِيع الْقَوْم) بطعامهم (فَجعل الرجل يَجِيء بِالْعودِ وَالرجل يَجِيء بِالْعودِ حَتَّى جمعُوا من ذَلِك سواداً) أَي شَيْئا كثيرا (وأججوا) بجيمين أوقدوا (نَارا فأنضجوا مَا فِيهَا) وَالْقَصْد بِهِ الْحَث على عدم التهاون بالصغائر ومحاسبة النَّفس عَلَيْهَا فَإِن فِي إهمالها الْهَلَاك وَلذَا قيل أعظم الذُّنُوب مَا صغر عِنْد صَاحبهَا (حم طب عَن ابْن مَسْعُود) وَرِجَاله ثِقَات
(إيَّاكُمْ ومحادثة النِّسَاء) الْأَجَانِب الْجَار إِلَى الْخلْوَة بِهن (فَإِنَّهُ) أَي الشَّأْن (لَا يَخْلُو رجل بِامْرَأَة) أَجْنَبِيَّة بِحَيْثُ تحتجب أشخاصهما عَن أبصار النَّاس وَالْحَال أَنه (لَيْسَ لَهَا محرم) حَاضر مَعهَا (إِلَّا هم بهَا) أَي بجماعها أَو مقدماته (الْحَكِيم فِي كتاب أسرار الْحَج عَن سعد بن مَسْعُود
(إيَّاكُمْ والغيبة) الَّتِي هِيَ ذكر الْعَيْب بِظهْر الْغَيْب (فَإِن الْغَيْبَة) إثمها (أَشد من الزِّنَا) أَي من إثمه من بعض الْوُجُوه ثمَّ بَين وَجهه بقوله (إِن الرجل قد يَزْنِي وَيَتُوب فيتوب الله عَلَيْهِ وَإِن صَاحب الْغَيْبَة لَا يغْفر لَهُ حَتَّى(1/405)
يغْفر لَهُ صَاحبه) وَقد لَا يغْفر لَهُ وَقد يَمُوت فيتعذر استحلاله (ابْن أبي الدُّنْيَا فِي ذمّ الْغَيْبَة) وَفِي فضل الصمت (وَأَبُو الشَّيْخ) الْأَصْبَهَانِيّ (فِي التوبيخ عَن جَابر) بن عبد الله (وَأبي سعيد) الْخُدْرِيّ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(إيَّاكُمْ والتمادح) فِي رِوَايَة الْمَدْح (فَإِنَّهُ الذّبْح) لِأَن الْمَذْبُوح هُوَ الَّذِي يفتر عَن الْعَمَل والمدح يُوجب الفتور أَو لِأَن الْمَدْح يُوجب الْعجب وَالْكبر وَهُوَ مهلك كالذبح فالمدح مَذْمُوم سِيمَا إِن كَانَ فِيهِ مجازفة قَالَ بَعضهم من مدح رجلا بِمَا لَيْسَ فِيهِ فقد بَالغ فِي ذمه (وَعَن مُعَاوِيَة) بن أبي سُفْيَان
(إيَّاكُمْ) وَفِي رِوَايَة إياكن (ونعيق الشَّيْطَان) أَي الصياح وَالنوح أضيف للشَّيْطَان لِأَنَّهُ الْحَامِل عَلَيْهِ (فَأَنا مهما يكن من الْعين وَالْقلب فَمن الرَّحْمَة وَمَا يكون من اللِّسَان وَالْيَد) بِنَحْوِ ضرب خد ونتف شعر (فَمن الشَّيْطَان) أَي هُوَ الْآمِر والمسوس بِهِ وَهُوَ مِمَّا يُحِبهُ ويرضاه (الطَّيَالِسِيّ) أَبُو دَاوُد (عَن ابْن عَبَّاس
إيَّاكُمْ وَالْجُلُوس فِي الشَّمْس فَإِنَّهَا تبلي الثَّوْب وتنتن الرّيح وَتظهر الدَّاء الدفين) أَي المدفون فِي الْبدن فالقعود فِيهَا مَنْهِيّ عَنهُ إرشاداً لضرره (ك عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ الذَّهَبِيّ هَذَا من وضع الطَّحَّان
(إيَّاكُمْ والخذف) بخاء وذال معجمتين أَن تَأْخُذ حَصَاة أَو نواة بَين سبابتيك وَتَرْمِي بهَا (فَإِنَّهَا) أَي هَذِه الفعلة (تكسر السن وتفقأ الْعين وَلَا تنكى الْعَدو) نكاية يعْتد بهَا (طب عَن عبد الله بن مُغفل) // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) // لَكِن // (مَعْنَاهُ صَحِيح) //
(إيَّاكُمْ وَالزِّنَا) أَي احذروه (فَإِن فِيهِ أَربع خِصَال يذهب الْبَهَاء عَن الْوَجْه وَيقطع الرزق) يَعْنِي يقلهُ ويضيقه (ويسخط الرَّحْمَن) أَي يغضبه (وَالْخُلُود) أَي وَفِيه الخلود (فِي النَّار) أَي إِن استحله وَإِلَّا فَهُوَ زجر وتهويل (طس عد عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(إيَّاكُمْ وَالدّين) بِفَتْح الدَّال (فَإِنَّهُ هم بِاللَّيْلِ) لِأَن اهتمامه بِقَضَائِهِ وَالنَّظَر فِي أَسبَاب أَدَائِهِ يسلبه لَذَّة نَومه (ومذلة بِالنَّهَارِ فَإِنَّهُ يتذلل لغريمه ليمهله (هَب عَن أنس) // (ضَعِيف لضعف الْحَرْث بن تيهان) //
(إيَّاكُمْ وَالْكبر فَإِن إِبْلِيس حمله الْكبر على أَن لَا يسْجد لآدَم) فَكَانَ من الْكَافرين (وَإِيَّاكُم والحرص) وَهُوَ شدَّة الكد والإسراف فِي الطّلب (فَإِن آدم حمله الْحِرْص على أَن أكل من الشَّجَرَة) فَأخْرج من الْجنَّة فَإِنَّهُ حرص على الْخلد فِي الْجنَّة فَأكل مِنْهَا بِغَيْر إِذن ربه طَمَعا فِيهِ فالحرص على الْخلد أظلم عَلَيْهِ فَلَو انكشفت عَنهُ ظلمته لقَالَ كَيفَ أظفر بالخلد فِيهَا مَعَ أكلي مِنْهَا بِغَيْر إِذن رَبِّي فَفِي ذَلِك الْوَقْت حصلت الْغَفْلَة مِنْهُ فهاجت من النَّفس شَهْوَة الْخلد فِيهَا فَوجدَ الْعَدو فرصته فخدعه حَتَّى صرعه فَجرى مَا جرى قَالَ الْخَواص الْأَنْبِيَاء قُلُوبهم صَافِيَة ساذجة لَا تتوهم أَن أحدا يكذب وَلَا يحلف كَاذِبًا فَلذَلِك صدّق من قَالَ لَهُ أدلك على شَجَرَة الْخلد حرصاً على عدم خُرُوجه من حَضْرَة ربه الْخَاصَّة وَنسي النَّهْي السَّابِق وانكشف لَهُ سر تَنْفِيذ أقدار ربه فِيهِ وَطلب بِأَكْلِهِ من الشَّجَرَة الْمَدْح عِنْد ربه فَكَانَت السقطة فِي استعجاله بِالْأَكْلِ من غير إِذن صَرِيح فَلذَلِك وَصفه تَعَالَى بِأَنَّهُ كَانَ ظلوماً جهولاً حَيْثُ اخْتَار لنَفسِهِ حَالَة يكون عَلَيْهَا دون أَن يتَوَلَّى الْحق تَعَالَى ذَلِك وَلذَلِك قَالَ خلق الْإِنْسَان من عجل وَكَانَ الْإِنْسَان عجولاً (وَإِيَّاكُم والحسد فَإِن ابْني آدم) قابيل وهابيل (إِنَّمَا قتل أَحدهمَا صَاحبه حسداً) حِين تزوج أُخْته دونه (فهنّ) أَي الْكبر والحرص والحسد (أصل كل خَطِيئَة) فَجَمِيع الْخَطَايَا تنشأ عَنْهَا (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن ابْن مَسْعُود
إيَّاكُمْ والطمع) الَّذِي هُوَ انبعاث هوى النَّفس إِلَى مَا فِي أَيدي النَّاس (فَإِنَّهُ الْفقر الْحَاضِر)(1/406)
(وَالْحر عبدٌ إِن طمع ... وَالْعَبْد حرّ إِن قنع)
والطمع فِيمَا فِي أَيدي النَّاس انْقِطَاع عَن الله وَمن انْقَطع عَن الله فَهُوَ المخذول الخائب فَإِنَّهُ عبد بَطْنه وفرجه وشهوته (وَإِيَّاكُم وَمَا يعْتَذر مِنْهُ) أَي قوا أَنفسكُم الْكَلَام فِيمَا يحوج إِلَى الِاعْتِذَار (طس عَن جَابر) // (ضَعِيف لضعف مُحَمَّد بن أبي حميد) //
(إيَّاكُمْ وَالْكبر فَإِن الْكبر يكون فِي الرجل) وصف طردي وَالْمرَاد الْإِنْسَان (وَأَن عَلَيْهِ العباءة) من شدَّة الْحَاجة والفقر وضنك الْعَيْش وَلَا يمنعهُ مِنْهُ رثاثة حَاله (طس عَن ابْن عمر) وَرِجَاله ثِقَات
(إيَّاكُمْ وَهَاتين البقلتين المنتنتين) الثوم والبصل (أَن تأكلوهما وتدخلوا مَسَاجِدنَا) فَإِن الْمَلَائِكَة تتأذى بريحهما (فَإِن كُنْتُم لَا بدّ آكليهما فاقتلوهما بالنَّار قتلا) مجَاز عَن أبطال ريحهما الكريه بالنضيج وَألْحق بهما كل مَا لَهُ ريح كريه (طس عَن أنس) وَرِجَاله موثقون
(إيَّاكُمْ والعضه) بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الضَّاد الْمُعْجَمَة على الْأَشْهر هِيَ (النميمة القالة بَين النَّاس) أَي نقل الْكَلَام على وَجه الْإِفْسَاد فَيحرم (أَبُو الشَّيْخ فِي التوبيخ عَن ابْن مَسْعُود
(إيَّاكُمْ وَالْكذب فَإِن الْكَذِب مُجَانب للْإيمَان) فَإِنَّهُ إِذا قَالَ لما لم يكن أَنه كَانَ فقد زعم أَنه تَعَالَى خلقه وَلم يكن خلقه فقد افترى على الله فيكذبه إيمَانه قَالَ أرسطو فضل النَّاطِق على الْأَخْرَس بالنطق وزين النُّطْق بِالصّدقِ فَإِذا كَانَ النَّاطِق كَاذِبًا فالأخرس خير مِنْهُ وَقَالَ احذر صُحْبَة الْكذَّاب وَإِذا اضطررت إِلَيْهَا فَلَا تصدقه وَلَا تعلمه أَنَّك كَذبته فَينْتَقل عَن وده وَلَا ينْتَقل عَن كذبه وَقَالَ بزرجمهر الْكَاذِب وَالْمَيِّت سَوَاء فَإِنَّهُ إِذا لم يوثق بِكَلَامِهِ بطلت فَائِدَة حَيَاته (حم وَأَبُو الشَّيْخ فِي التوبيخ وَابْن لال فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق عَن أبي بكر) الصّديق قَالَ قَامَ فِينَا رَسُول الله مقَامي هَذَا عَام أول ثمَّ بَكَى وَذكره // (وَإِسْنَاده حسن لَكِن قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْعِلَل الْأَصَح وَقفه) //
(إيَّاكُمْ والالتفات فِي الصَّلَاة فَإِنَّهَا) أَي هَذِه الْخصْلَة (هلكة) لِاسْتِحَالَة كَمَال الصَّلَاة مَعَ وجوده (عق عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(إيَّاكُمْ والتعمق فِي الدّين) الغلو فِيهِ وادعاء طلب أقْصَى غاياته (فَإِن الله تَعَالَى قد جعله سهلاً فَخُذُوا مِنْهُ مَا تطيقون فَإِن الله تَعَالَى يحب مَا دَامَ من عمل صَالح وَإِن كَانَ يَسِيرا) أَي وَلَا يحب الْعَمَل الْمُتَكَلف غير الدَّائِم وَإِن كَانَ كثيرا وَقد كَانَ الْمُصْطَفى يبغض المتعمقين (أَبُو الْقَاسِم ابْن بَشرَان فِي أَمَالِيهِ عَن عمر
إيَّايَ) فِيهِ تحذير الْمُتَكَلّم نَفسه وَهُوَ شَاذ عِنْد النُّحَاة لَكِن المُرَاد فِي الْحَقِيقَة تحذير الْمُخَاطب (والفُرَج) بِضَم الْفَاء وَفتح الرَّاء (فِي الصَّلَاة) يَعْنِي اتْرُكُوا إهمالها واصرفوا همتكم إِلَى سدّها (طب عَن ابْن عَبَّاس) وَرِجَاله ثِقَات
(إيَّايَ أَن تَتَّخِذُوا) أَي دَعونِي من اتِّخَاذ (ظُهُور دوابكم مَنَابِر) أَي اتْرُكُوا جلوسكم عَلَيْهَا وَهِي واقفة فَإِن ذَلِك يؤذيها (فَإِن الله تَعَالَى إِنَّمَا سخرها لكم لتبلغكم إِلَى بلد لم تَكُونُوا بالغيه إِلَّا بشق الْأَنْفس وَجعل لكم الأَرْض فعلَيْهَا فاقضوا حَاجَتكُمْ) وَالنَّهْي مَخْصُوص باتخاذ ظُهُورهَا مقاعد بِلَا حَاجَة أما لحَاجَة لَا على الدَّوَام فَيجوز (د عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف
(أَيَّام التَّشْرِيق) وَهِي الثَّلَاثَة بعد يَوْم الْأَضْحَى (أَيَّام أكل وَشرب) بِضَم الشين وَفتحهَا (وَذكر الله) أَي أَيَّام يَأْكُل النَّاس فِيهَا وَيَشْرَبُونَ ويذكرون فإضافة الْأَيَّام إِلَيْهَا إِضَافَة تَخْصِيص ذكره جمع وَقَالَ الطَّيِّبِيّ تنكير أكل وَشرب للنوع أَي سَعَة وَإِبَاحَة فيهمَا ثمَّ أتبعهما بِذكر الله صِيَانة عَن التلهي والتشهي كَالْبَهَائِمِ بل يكونَانِ إِعَانَة على ذكر الله وطاعته انْتهى فَيحرم صَومهَا وَلَا ينْعَقد عِنْد الشَّافِعِي وَعند أبي(1/407)
حنيفَة يحرم وَينْعَقد (حم م عَن نُبَيْشَة) بِضَم النُّون وَفتح الْمُوَحدَة ومثناة تحتية وشين مُعْجمَة قَالَ الْمُؤلف وَهَذَا متواتر
(أَيّكُم خلف) بتَخْفِيف اللَّام (الْخَارِج) لنَحْو حج أَو غَزْو (فِي أَهله) أَي حلائله وَعِيَاله (وَمَاله بِخَير) أَي بِنَوْع من أَنْوَاعه قَضَاء حَاجَة وَحفظ مَال (كَانَ لَهُ) أَي من الْأجر (مثل أجر الْحَاج) لفظ رِوَايَة الصَّحِيح مثل نصف أجر الْحَاج (م د عَن أبي سعيد) واستدركه الْحَاكِم فَوَهم
(أَيّمَا إِمَام سَهَا فصلى بالقوم وَهُوَ جنب فقد مَضَت صلَاتهم) على التَّمام أَي صحت لَهُم (ثمَّ ليغتسل) هُوَ عَن الْجَنَابَة (ثمَّ ليعد صلَاته وَإِن صلى بِغَيْر وضوء) سَاهِيا (فَمثل ذَلِك) فَتَصِح صَلَاة المقتدين بِهِ وَلَا تصح صلَاته فنلزمه الْإِعَادَة عِنْد الشَّافِعِي (أَبُو نعيم فِي مُعْجم شُيُوخه وَابْن النجار) فِي تَارِيخه (عَن الْبَراء) بن عَازِب // (بِإِسْنَاد فِيهِ ضعف وَانْقِطَاع) //
(أَيّمَا امْرِئ) بجر امْرِئ بِإِضَافَة أَي إِلَيْهِ وبرفعه بدل من أَي وَمَا زَائِدَة (قَالَ لِأَخِيهِ) أَي فِي الْإِسْلَام (كَافِر) بِالرَّفْع والتنوين على أَنه خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف (فقد بَاء بهَا) أَي رَجَعَ بهَا (أَحدهمَا فَإِن كَانَ كَمَا قَالَ) أَي كَانَ فِي الْبَاطِن كَافِرًا (وَإِلَّا) بِأَن لم يكن كَذَلِك (رجعت عَلَيْهِ) أَي فيكفر (م ت عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(أَيّمَا امْرَأَة وضعت ثِيَابهَا فِي غير بَيت زَوجهَا) كِنَايَة عَن تكشفها للأجانب (فقد هتكت ستر مَا بَينهَا وَبَين الله عز وَجل) فَكَمَا هتكت نَفسهَا وخانت زَوجهَا يهتك الله سترهَا وَالْجَزَاء من جنس الْعَمَل (حم هـ ك عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(إيما امْرَأَة أَصَابَت بخورا) بِالْفَتْح مَا يتبخر بِهِ وَالْمرَاد هُنَا رِيحه (فَلَا تشهد) لَا تحضر (مَعنا) أَيهَا الرِّجَال (الْعشَاء الْآخِرَة) لِأَن لِليْل آفاته كَثِيرَة والظلمة ساترة وَقيد بِالآخِرَة لتخرج الْمغرب (حم م د ن عَن أبي هُرَيْرَة
(أَيّمَا امْرَأَة أدخلت على قوم) فِي رِوَايَة لحقت بِقوم (من لَيْسَ مِنْهُم) بِأَن تنْسب لزَوجهَا وَلَدهَا من غَيره (فَلَيْسَتْ من الله فِي شَيْء) أَي من الرَّحْمَة وَالْعَفو (وَلنْ يدخلهَا الله جنته) مَعَ السَّابِقين بل يعذبها مَا شَاءَ (وَأَيّمَا رجل حجد وَلَده وَهُوَ ينظر إِلَيْهِ) أَي وَهُوَ يرى ويتحقق أَنه ولد مِنْهَا وَهُوَ يُنكره (احتجب الله تَعَالَى مِنْهُ) أَي مَنعه رَحمته وَحرمه مِنْهَا (وفضحه على رُؤْس الْأَوَّلين والآخرين يَوْم الْقِيَامَة) لجحوده وَلَده وَهُوَ يعلم أَنه مِنْهُ (د ن هـ حب ك عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد صَحِيح
(أَيّمَا امْرَأَة خرجت من بَيتهَا) أَي من مَحل إِقَامَتهَا (بِغَيْر إِذن زَوجهَا) لغير ضَرُورَة (كَانَت فِي سخط الله تَعَالَى حَتَّى ترجع إِلَى بَيتهَا أَو يرضى عَنْهَا زَوجهَا) أما لَو خرجت لما يحل الْخُرُوج لَهُ فَلَا ضير (خطّ عَن أنس) بن مَالك
(أَيّمَا امْرَأَة سَأَلت زَوجهَا الطَّلَاق من غير مَا بَأْس) بِزِيَادَة مَا للتَّأْكِيد أَي فِي غير حَال شدَّة تدعوها لذَلِك (فَحَرَام عَلَيْهَا) أَي مَمْنُوع مِنْهَا (رَائِحَة الْجنَّة) أول مَا يجد رِيحهَا المحسنون المتقون لَا أَنَّهَا لَا تَجِد رِيحهَا أصلا (حم د ت هـ حب ك عَن ثَوْبَان) مولى الْمُصْطَفى [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ التِّرْمِذِيّ // (حسن غَرِيب وَالْحَاكِم على شَرطهمَا وأقروه) //
(أَيّمَا امْرَأَة) ذَات زوج (مَاتَت وَزوجهَا عَنْهَا رَاض دخلت الْجنَّة) مَعَ الفائزين السَّابِقين والأفكل من مَاتَ على الْإِسْلَام فَلَا بُد أَن يدخلهَا (ت ك هـ عَن أم سَلمَة) قَالَ التِّرْمِذِيّ // (حسن غَرِيب وَالْحَاكِم صَحِيح وأقروه) //
(أَيّمَا امْرَأَة صَامت) نفلا (بِغَيْر إِذن زَوجهَا) وَهُوَ حَاضر (فأرادها على شَيْء) يَعْنِي طلب أَن يُجَامِعهَا فَهُوَ كِنَايَة حَسَنَة عَن ذَلِك (فامتنعت عَلَيْهِ كتب الله عَلَيْهَا) أَي أَمر كَاتب السَّيِّئَات أَن يكْتب فِي صحيفتها (ثَلَاثًا من الْكَبَائِر) لصومها بِغَيْر إِذْنه واستمرارها فِيهِ بعد نَهْيه ونشوزها عَلَيْهِ بِعَدَمِ تَمْكِينه (طس عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِي بَقِيَّة مُدَلّس
(أَيّمَا إهَاب) ككتاب جلد ميتَة يقبل الدّباغ(1/408)
(دبغ) يَعْنِي اندبغ بنازع للفضول (فقد طهر) بِفَتْح الْهَاء وَضمّهَا أَي ظَاهره وباطنه دون مَا عَلَيْهِ من شعر لَكِن قَلِيله عَفْو (حم ت ن هـ عَن ابْن عَبَّاس) // (بأسانيد صَحِيحَة) //
(أَيّمَا رجل أم قوما وهم لَهُ) أَي لإمامته (كَارِهُون) لأمر يذم فِيهِ شرعا (لم تجز صلَاته أُذُنَيْهِ طب عَن طَلْحَة بن عبيد الله) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَيّمَا رجل اسْتعْمل رجلا على عشرَة أنفس) أَي جعله أَمِيرا عَلَيْهِم وَالْحَال أَنه (علم أَن فِي الْعشْرَة أفضل مِمَّن اسْتعْمل فقد غش الله وغش رَسُوله وغش جمَاعَة الْمُسلمين) بِفِعْلِهِ ذَلِك لعكس الْمُقْتَضى بتأميره الْمَفْضُول على الْفَاضِل وَمحله حَيْثُ لم يقتض الْحَال وَالْوَقْت خِلَافه وَهَذَا الْعدَد لَا مَفْهُوم لَهُ (ع عَن حُذَيْفَة) بن الْيَمَان
(أَيّمَا رجل كسب مَالا من حَلَال فأطعم نَفسه وَكَسَاهَا مِنْهُ فَمن دونه من خلق الله) أَي وَأطْعم وكسا مِنْهُ من دون نَفسه من عِيَاله وَغَيرهم (فَإِنَّهَا) أَي الْخصْلَة وَهِي الْإِطْعَام وَالْكِسْوَة (لَهُ زَكَاة) طهرة وبركة (وَأَيّمَا رجل مُسلم) ذكر الرجل وصف طردي (لم تكن لَهُ صَدَقَة) يَعْنِي لَا مَال لَهُ يتصدّق مِنْهُ (فَلْيقل) ندبا (فِي دُعَائِهِ اللَّهُمَّ صلى على مُحَمَّد عَبدك وَرَسُولك وصل على الْمُؤمنِينَ وَالْمُؤْمِنَات وَالْمُسْلِمين وَالْمُسلمَات فَإِنَّهَا لَهُ زَكَاة) أَي تقوم مقَام الصَّدَقَة للمعسر (ع حب ك عَن أبي سعيد) // (وَإِسْنَاده حسن) //
(أَيّمَا رجل تدين دينا) من آخر (وَهُوَ مجمع) بِضَم الْمِيم الاولى اي جازم على (أَن لَا يُوفيه اياه لقى الله) تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة (سَارِقا) أَي يحْشر فِي زمرة السارقين ويجازي بجزائهم (هـ عَن صُهَيْب) بِضَم الْمُهْملَة وَفتح الْهَاء وَسُكُون التَّحْتِيَّة ابْن سِنَان بالنُّون الرُّومِي // (باسناد ضَعِيف) //
(أَيّمَا رجل تزوج امْرَأَة فَنوى أَن لَا يُعْطِيهَا من صَدَاقهَا شَيْئا) قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ الصَدَاق بِالْكَسْرِ أفْصح عِنْد أَصْحَابنَا الْبَصرِيين (مَاتَ يَوْم يَمُوت وَهُوَ زَان) أَي مَاتَ وَهُوَ متلبس باثم مثل اثم الزَّانِي أَي وَالزَّانِي فِي النَّار بِدَلِيل قَوْله بعده والخائن فِي النَّار (وايما رجل اشْترى من رجل بيعا) أَي شَيْئا مِمَّا يُبَاع (فَنوى أَن لَا يُعْطِيهِ من ثمنه شَيْئا مَاتَ يَوْم يَمُوت وَهُوَ خائن والخائن فِي النَّار) يَعْنِي يعذب فِيهَا مَا شَاءَ الله ثمَّ يدْخل الْجنَّة (ع طب عَن صُهَيْب) الرُّومِي // (باسناد ضَعِيف) //
(أَيّمَا رجل) أَي انسان (عَاد مَرِيضا) أَي توجه لعيادة مَرِيض تسن عيادته (فانما يَخُوض) حَال ذَهَابه اليه (فِي الرَّحْمَة فاذا قعد عِنْد الْمَرِيض غمرته الرَّحْمَة) أَرَادَ بذلك أَنه من شُرُوعه فِي الرواح للعيادة يكون فِي عبَادَة فيدر الله عَلَيْهِ فَضله واحسانه مَا دَامَ فِي الطَّرِيق فاذا وصل إِلَيْهِ وَجلسَ عِنْده صب الله عَلَيْهِ الرَّحْمَة صبا أَي يُعْطِيهِ عَطاء كثيرا فَوق مَا أفاضه عَلَيْهِ فِي سلوكه اليه باضعاف وتتمة الحَدِيث قَالُوا فَهَذَا الصَّحِيح فَمَا للْمَرِيض قَالَ يحط عَنهُ ذنُوبه (حم) من حَدِيث أبي دَاوُد الحبطي (عَن أنس) قَالَ أتيت انسا فَقلت الْمَكَان بعيد ويعجبنا أَن نعودك فَقَالَ سَمِعت الْمُصْطَفى يَقُول فَذكره وَأَبُو دَاوُد // (ضَعِيف) //
(أَيّمَا شَاب تزوج فِي حَدَاثَة سنه) أَي إِذا بلغ (عج شَيْطَانه) أَي رفع صَوته قَائِلا (يَا ويله) أَي يَا هلاكي احضر فَهَذَا أَو أَنَّك (عصم مني) يتزوجه (دينه) أَي مُعظم دينه كَمَا بَينته رِوَايَة الديلمي وَغَيره عصم منى ثُلثي دينه (ع عَن جَابر) // (ضَعِيف لضعف خَالِد المَخْزُومِي) //
(أَيّمَا عبد جَاءَتْهُ موعظة) وَهِي التَّذْكِير بالعواقب (من الله) بِوَاسِطَة من شَاءَ من خلقه أَو بإلهام (فِي دينه) أَي فِي شَيْء من أُمُور دينه (فَإِنَّهَا نعْمَة من الله سيقت) بِكَسْر الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة من السُّوق أَي سَاقهَا الله (إِلَيْهِ فَإِن قبلهَا بشكر) بِأَن صرف الْجنان والأركان إِلَى تدبرها وَالْعَمَل بِمَا تَقْتَضِيه زَاده الله نعما أُخْرَى (وَإِلَّا) بِأَن لم يقابلها بالشكر كَمَا ذكر (كَانَت حجَّة من الله عَلَيْهِ لِيَزْدَادَ بهَا اثما) حَيْثُ تَمَادى(1/409)
أَي فِي غيه وَلم تَنْفَع فِيهِ الْآيَات وَالنّذر (ويزداد الله عَلَيْهِ بهَا سخطاً) غَضبا وعقاباً (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن عَطِيَّة بن قيس) الْمَازِني وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا الْبَيْهَقِيّ وَغَيره // (وَإِسْنَاده حسن) //
(أَيّمَا عبد) أَي رجل (أَو امْرَأَة قَالَ أَو قَالَت لوليدتها) فعيلة بِمَعْنى مفعولة أَي أمتها وَاصل الوليدة مَا ولد من الْإِمَاء فِي ملك الْإِنْسَان ثمَّ أطلق على كل أمة (يَا زَانِيَة وَلم تطلع مِنْهَا على زنا جلدتها وليدتها يَوْم الْقِيَامَة) حد الْقَذْف (أَنه لَا حد لهنّ فِي الدُّنْيَا) لِأَنَّهُ لَا حد للأرقاء على السادات بذلك فِي الدُّنْيَا لشرف الْمَالِكِيَّة فالأمة مِثَال فَالْعَبْد كَذَلِك (ك عَن عَمْرو بن الْعَاصِ) وَصَححهُ ورد بِأَنَّهُ // (ضَعِيف بل واه سَاقِط) //
(أَيّمَا عبد) أَي إِنْسَان (أصَاب شَيْئا مِمَّا نهى الله عَنهُ ثمَّ أقيم عَلَيْهِ حَده) فِي الدُّنْيَا أَي وَهُوَ غير الْكفْر أما هُوَ إِذا عُوقِبَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَلَيْسَ كَفَّارَة بل ابْتِدَاء عُقُوبَة (كفر الله عَنهُ) بِإِقَامَة الْحَد عَلَيْهِ (ذَلِك الذَّنب) فَلَا يُؤَاخذ بِهِ فِي الْآخِرَة فَإِنَّهُ لَا يجمع على عَبده عقوبتين وَهَذَا فِي حق الله أما حق الْآدَمِيّ فَلَا يدْخل تَحت الْمَغْفِرَة (ك عَن خُزَيْمَة بن ثَابت) // (وَصَححهُ وأقروه) //
(أَيّمَا عبد) أَي قن وَلَو أمة (مَاتَ فِي إباقه) أَي حَال غيبته عَن سَيّده هَارِبا مِنْهُ تَعَديا (دخل النَّار) أَي اسْتحق دُخُولهَا (وَإِن كَانَ قتل) حَال إباقه (فِي سَبِيل الله) أَي فِي معركة الْكفَّار وَإِذا دَخلهَا عذب بهَا مَا شَاءَ الله ثمَّ مصيره إِلَى الْجنَّة (طب هَب عَن جَابر) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أَيّمَا عبد أبق من موَالِيه) بِفَتْح الْمُوَحدَة أَي فرّ مِنْهُم بِلَا عذر (فقد كفر) نعْمَة الموَالِي وسترها وَلم يقم بِحَقِّهَا وَيسْتَمر هَذَا حَاله (حَتَّى يرجع إِلَيْهِم) أَي يعود إِلَى طاعتهم وَذكره بِلَفْظ العبدية لَا يُنَافِي خبر لَا يقل أحدكُم عَبدِي لِأَن الْمقَام هُنَا مقَام تَغْلِيظ ذَنْب الْإِبَاق وَثمّ مقَام بَيَان الشَّفَقَة والحنو) (م عَن جرير) مَوْقُوفا وَقيل مَرْفُوعا
(أَيّمَا مُسلم كسا مُسلما ثوبا على عرى) أَي على حَالَة عري للمكسي (كَسَاه الله تَعَالَى من خضر الْجنَّة) بِضَم الْخَاء وَسُكُون الضَّاد المعجمتين جمع أَخْضَر أَي من الثِّيَاب الْخضر فِيهَا وخصها لِأَنَّهَا أحسن الألوان (وَأَيّمَا مُسلم أطْعم مُسلما على جوع أطْعمهُ الله يَوْم الْقِيَامَة من ثمار الْجنَّة وَأَيّمَا مُسلم سقى مُسلما على ظمأ سقَاهُ الله تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة من الرَّحِيق الْمَخْتُوم) أَي يسْقِيه من خمر الْجنَّة الَّذِي ختم عَلَيْهِ بمسك جَزَاء وفَاقا إِذْ الْجَزَاء من جنس الْعَمَل وَالْمرَاد أَنه يخص بِنَوْع من ذَلِك أَعلَى وَإِلَّا فَكل من دخل الْجنَّة كَسَاه الله من ثِيَابهَا وأطعمه وسقاه من ثمارها وخمرها (حم د ت عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أَيّمَا مُسلم كسا مُسلما ثوبا كَانَ) المكسي (فِي حفظ الله تَعَالَى) أَي حراسته ورعايته (مَا بقيت عَلَيْهِ مِنْهُ رقْعَة) أَي مُدَّة دوَام بَقَاء شَيْء عَلَيْهِ مِنْهُ وَإِن قل وَصَارَ خلقا جدا وَلَيْسَ المُرَاد بِالثَّوْبِ فِي هَذَا الحَدِيث وَمَا قبله الْقَمِيص فَحسب بل كل مَا على الْبدن من اللبَاس (طب عَن ابْن عَبَّاس) // (ضَعِيف لضعف خَالِد بن طهْمَان) //
(أَيّمَا امْرَأَة نكحت) فِي رِوَايَة أنكحت نَفسهَا (بِغَيْر إِذن وَليهَا) أَي تزوجت بِغَيْر إِذْنه (فنكاحها) أَي عقدهَا (بَاطِل) وَلَا مجَال لإِرَادَة الْوَطْء هُنَا لِأَن الْكَلَام فِي صِحَة النِّكَاح وفساده (فنكاحها بَاطِل فنكاحها بَاطِل) كَرَّرَه ثَلَاثًا لتأكيد إِفَادَة فسخ النِّكَاح من أَصله وَأَنه لَا ينْعَقد مَوْقُوفا على إجَازَة الْوَلِيّ وَتَخْصِيص الْبطلَان بِغَيْر الْإِذْن غالبي فَيبْطل وَإِن أذن عِنْد الشَّافِعِي (فَإِن دخل بهَا) أَي أَدخل حشفته فِي قبلهَا (فلهَا الْمهْر بِمَا اسْتحلَّ من فرجهَا) أَفَادَ أَن وَطْء الشُّبْهَة يُوجب الْمهْر وَإِذا وَجب ثَبت النّسَب وانتفى الْحَد (فَإِن اشتجروا) أَي تخاصم الْأَوْلِيَاء وَالْمرَاد مشاجرة لعضل لَا الِاخْتِلَاف فِيمَن يُبَاشر العقد(1/410)
(فالسلطان) يَعْنِي من لَهُ السُّلْطَان على التَّزْوِيج فَشَمَلَ القَاضِي (ولي من لَا ولي لَهُ) أَي من لَيْسَ لَهُ ولي خَاص وَأَيّمَا كلمة اسْتِيعَاب فتشمل الْبكر وَالثَّيِّب والشريفة والوضيعة (حم د ت هـ ك عَن عَن عَائِشَة) // (وَإِسْنَاده صَحِيح) //
(أَيّمَا امْرَأَة نكحت بِغَيْر إِذن وَليهَا فنكاحها بَاطِل فَإِن كَانَ دخل بهَا فلهَا) عَلَيْهِ (صَدَاقهَا) أَي مهر مثلهَا (بِمَا اسْتحلَّ من فرجهَا ويفرّق بَينهمَا وَإِن كَانَ لم يدْخل بهَا فرق بَينهمَا وَالسُّلْطَان ولي من لَا ولي لَهُ) أَي وليّ كل امْرَأَة لَيْسَ لَهَا ولي خَاص (طب عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أَيّمَا رجل نكح امْرَأَة فَدخل بهَا فَلَا يحل لَهُ نِكَاح ابْنَتهَا) وَإِن سفلت (فَإِن لم يكن دخل بهَا فَلْيَنْكِح ابْنَتهَا) إِن شَاءَ (وَأَيّمَا رجل نكح امْرَأَة فَدخل بهَا أَو لم يدْخل) بهَا (فَلَا يحل لَهُ نِكَاح أمهَا) أَي لَا يجوز وَلَا يَصح وَالْفرق أَن الرجل يبتلى عَادَة بمكالمة أمهَا عقب العقد لترتيب أُمُوره فَحرمت بِالْعقدِ ليسهل ذَلِك بِخِلَاف بنتهَا (ت عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(أَيّمَا رجل آتَاهُ الله) بِالْمدِّ (علما) تنكيره فِي حيّز الشَّرْط يُؤذن بِالْعُمُومِ لكنه خص بالشرعي (فكتمه) عَن النَّاس عِنْد الْحَاجة (ألْجمهُ الله يَوْم الْقِيَامَة بلجام من نَار) شبه مَا جعل من النَّار فِي فَم الكاتم باللجام وَهُوَ وَعِيد شَدِيد يُفِيد أَنه كَبِيرَة سِيمَا إِن كَانَ الكتم لغَرَض فَاسد (طب عَن ابْن مَسْعُود) // (ضَعِيف لضعف سوار بن مُصعب) //
(أَيّمَا رجل) أَي إِنْسَان (حَالَتْ شَفَاعَته دون حد من حُدُود الله تَعَالَى) فيحجب عَن الْحَد بعد وُجُوبه بِأَن بلغ الإِمَام وَثَبت عِنْده (لم يزل فِي سخط الله) أَي غَضَبه (حَتَّى ينْزع) أَي يقْلع وَيتْرك (وَأَيّمَا رجل شدّ غَضبا) أَي شدّ طرفه أَي بَصَره بِالْغَضَبِ (على مُسلم فِي خُصُومَة لَا علم لَهُ بهَا فقد عاند الله حَقه وحرص على سخطه وَعَلِيهِ لعنة الله المتتابعة إِلَى يَوْم الْقِيَامَة) لِأَنَّهُ بمعاندته الله صَار ظَالِما وَقد قَالَ تَعَالَى أَلا لعنة الله على الظَّالِمين (وَأَيّمَا رجل أشاع على رجل مُسلم بِكَلِمَة) أَي أظهر عَلَيْهِ بهَا مَا يعِيبهُ ويشينه (وَهُوَ مِنْهَا بَرِيء يشينه بهَا) أَي فعل مَا فعل بِقصد أَن يشينه ويعيره بهَا (فِي الدُّنْيَا)) بَين النَّاس (كَانَ حَقًا على الله أَن يُدْنِيه يَوْم الْقِيَامَة فِي النَّار حَتَّى يَأْتِي بإنفاذ مَا قَالَ) وَلَيْسَ بِقَادِر على إِنْفَاذه فَهُوَ كِنَايَة عَن دوَام تعذيبه بهَا (طب عَن أبي الدَّرْدَاء) // (بِإِسْنَاد فِيهِ مَجَاهِيل) //
(أَيّمَا رجل) أَي إِنْسَان (ظلم شبْرًا من الأَرْض) ذكر الشبر إِشَارَة إِلَى اسْتِوَاء الْقَلِيل وَالْكثير فِي الْوَعيد لَا لخصوصه (كلفه الله أَن يحْفر حَتَّى يبلغ آخر سبع أَرضين) بِفَتْح الرَّاء وتسكن (ثمَّ يطوّقه) بِضَم أوّله على الْبناء للْمَجْهُول وَفِي رِوَايَة فَإِنَّهُ يطوقه (يَوْم الْقِيَامَة) أَي يُكَلف نقل الأَرْض الَّتِي أَخذهَا ظلما لي الْمَحْشَر وَيكون كالطوق فِي عُنُقه أَو المُرَاد يُعَاقب بالخسف إِلَى الأَرْض السَّابِعَة فَتكون كل أَرض كالطوق لَهُ وتستمرّ كَذَلِك (حَتَّى يقْضى بَين النَّاس) ثمَّ يصير إِلَى الْجنَّة أَو النَّار بِحَسب إِرَادَة الْغفار الْجَبَّار وَفِيه أَن الْغَصْب كَبِيرَة (طب عَن يعلى بن مرّة) بِضَم الْمِيم وَشدَّة الرَّاء // (بِإِسْنَاد جيد) //
(أَيّمَا ضيف نزل بِقوم فَأصْبح الضَّيْف محروماً) من الضِّيَافَة أَي لم يطعمهُ من نزل بِهِ تِلْكَ اللَّيْلَة (فَلهُ أَن يَأْخُذ) من مَالهم (بِقدر قراه) بِكَسْر الْقَاف أَي ضيافته أَي بِقدر ثمن مَا يشبعه ليلته (وَلَا حرج عَلَيْهِ) فِي ذَلِك وَهَذَا كَانَ فِي أول الْإِسْلَام حِين كَانَت الضِّيَافَة وَاجِبَة ثمَّ نسخ (ك عَن أبي هُرَيْرَة) وَرِجَاله ثِقَات
(أَيّمَا) امْرَأَة (نائحة مَاتَت قبل أَن تتوب ألبسها الله سربالاً) بِكَسْر أَوله قَمِيصًا (من نَار وأقامها للنَّاس يَوْم الْقِيَامَة) ليشهر أمرهَا على رُؤُوس الأشهاد يَوْم ذَلِك الْعرض الْأَكْبَر فالنوح شَدِيد التَّحْرِيم (ع عد عَن أبي هُرَيْرَة) // (وَإِسْنَاده حسن) //
(أَيّمَا امْرَأَة(1/411)
نزعت ثِيَابهَا) أَي قلعت مَا يَسْتُرهَا مِنْهُ (فِي غير بَيتهَا خرق الله عز وَجل عَنْهَا ستره) لِأَنَّهَا لما لم تحافظ على مَا أمرت بِهِ من السّتْر عَن الْأَجَانِب جوزيت بذلك وَنزع الثِّيَاب عبارَة عَن تكشفها لأَجْنَبِيّ (حم طب ك هَب عَن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد حسن أَو صَحِيح) //
(أَيّمَا امْرَأَة استعطرت) أَي اسْتعْملت الْعطر أَي الطّيب يَعْنِي مَا ظهر رِيحه مِنْهُ (ثمَّ خرجت) من بَيتهَا (فمرّت على قوم) من الْأَجَانِب (ليجدوا رِيحهَا) أَي بِقصد ذَلِك (فَهِيَ زَانِيَة) أَي عَلَيْهَا مثل إِثْم الزَّانِيَة لِأَن فَاعل السَّبَب كفاعل الْمُسَبّب وَهَذَا مُبَالغَة بِقصد الزّجر والتنفير (وكل عين زَانِيَة) أَي وكل عين نظرت إِلَى محرم من امْرَأَة أَو رجل فقد حصل لَهَا حظها من الزِّنَا فِينَا لَهَا من الْعَذَاب الَّذِي يسْتَحقّهُ الزَّانِي بِالْحِصَّةِ (حم ن ك عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ قَالَ الْحَاكِم // (صَحِيح وأقروه) //
(أَيّمَا رجل) أَي إِنْسَان (أعتق غُلَاما) وَمثله الْأمة (وَلم يسم) فِي الْعتْق (مَاله) يَعْنِي مَا فِي يَده من كَسبه وأضافه إِلَيْهِ إِضَافَة اخْتِصَاص (فَالْمَال لَهُ) أَي للغلام بِمَعْنى أَنه يَنْبَغِي لسَيِّده أَن يسمح لَهُ بِهِ منحة مِنْهُ وتصدّقاً عَلَيْهِ بِمَا فِي يَده ليَكُون إتماماً للصنيعة (هـ عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أَيّمَا امرىء) بِكَسْر الرَّاء (ولي من أَمر الْمُسلمين شَيْئا لم يحطهم) بِفَتْح فضم يحفظهم ويذب عَلَيْهِم (بِمَا يحوط بِهِ نَفسه) أَي بِمثل الَّذِي يحفظ بِهِ نَفسه فَالْمُرَاد لم يعاملهم بِمَا يحب أَن يُعَامل بِهِ نَفسه (لم يرح رَائِحَة الْجنَّة) حِين يجد رِيحهَا الإِمَام الْعَادِل الْحَافِظ لرعيته وَفِي الْمنْهَج الْملك خلَافَة الله فِي عباده وبلاده وَلنْ يَسْتَقِيم أَمر خِلَافَته مَعَ مُخَالفَته (عق عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف جدا) //
(أَيّمَا رجل عاهر) بِصِيغَة الْمَاضِي والعاهر الزَّانِي وعاهر الْمَرْأَة أَتَاهَا لَيْلًا للفجور بهَا (بحرة أَو أمة) يَعْنِي زنى بهَا فَحملت (فَالْوَلَد ولد زنا لَا يَرث وَلَا يُورث) لِأَن الشَّرْع قطع الوصلة بَينه وَبَين الزَّانِي فَلَا قريب لَهُ إِلَّا من جِهَة أمه (ت عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ وَهُوَ من رِوَايَة عَمْرو بن شُعَيْب عَن أَبِيه عَن جده // (وَإِسْنَاده صَحِيح) //
(أَيّمَا مُسلم) أَي إِنْسَان مُسلم وَلَو أُنْثَى (شهد لَهُ أَرْبَعَة نفر) أَي رجال (بِخَير) بعد مَوته مِمَّن اتّصف بِالْعَدَالَةِ لَا نَحْو فَاسق ومبتدع (أدخلهُ الله الْجنَّة) أَي مَعَ الْأَوَّلين أَو بِغَيْر عَذَاب وَإِلَّا فَمن مَاتَ مُسلما دَخلهَا وَإِن لم يشْهد لَهُ أحد قَالَ الرَّاوِي قُلْنَا (أَو ثَلَاثَة) قَالَ أَو ثَلَاثَة قُلْنَا أَو اثْنَان قَالَ (أَو اثْنَان) قَالَ ثمَّ لم نَسْأَلهُ عَن الْوَاحِد أَي استبعاد للاكتفاء بِدُونِ نِصَاب (حم خَ ن عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(أَيّمَا صبي) أَو صبية (حج) حَال صباه (ثمَّ بلغ الْحِنْث) بسن أَو احْتِلَام (فَعَلَيهِ أَن يحجّ حجَّة أُخْرَى) أَي يلْزمه ذَلِك (وَأَيّمَا أَعْرَابِي) مثلا (حج) قبل أَن يسلم (ثمَّ) أسلم و (هَاجر) من بِلَاد الْكفْر إِلَى ديار الْإِسْلَام (فَعَلَيهِ أَن يحجّ حجَّة أُخْرَى) أَي يلْزمه الْحَج بِإِسْلَامِهِ (وَأَيّمَا عبد) أَي قن وَلَو أمة (حج) حَال رقّه (ثمَّ أعتق) أَي أعْتقهُ سَيّده (فَعَلَيهِ أَن يحجّ حجَّة أُخْرَى) أَي يلْزمه الْحَج بعد مصيره حرا (خطّ) فِي التَّارِيخ (والضياء) فِي المختارة (عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(أَيّمَا مُسلمين التقيا) فِي نَحْو طَرِيق (فَأخذ أَحدهمَا بيد صَاحبه) أَي تنَاول يَده الْيُمْنَى بيمناه (وتصافحا) وَلَو بِحَائِل وَإِلَّا كمل بِدُونِهِ (وَحمد الله) أَي أثنيا عَلَيْهِ وَزَاد قَوْله (جَمِيعًا) للتَّأْكِيد (تفَرقا وَلَيْسَ بَينهمَا خَطِيئَة) يَعْنِي من الصَّغَائِر وَكم لَهُ من نَظَائِر فَلَا تعمم (حم والضياء فِي المختارة (عَن الْبَراء) بن عَازِب // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(أَيّمَا امرىء من الْمُسلمين حلف عِنْد منبري هَذَا) وَكَذَا عِنْد غَيره وَخَصه لكَونه أقبح (على يَمِين) بِزِيَادَة على للتَّأْكِيد (كَاذِبَة يسْتَحق بهَا حق مُسلم) وَلَو جلد ميتَة وسؤجينا وحد قذف وَنَحْوهَا (أدخلهُ الله النَّار) نَار جَهَنَّم للتطهير(1/412)
لَا للتخليد (وَإِن على سواك أَخْضَر) أَي وَإِن حلف على سواك فَحذف لدلَالَة الأول عَلَيْهِ والتقيد بِالْمُسلمِ غالبى فَالَّذِي كَذَلِك (حم عَن جَابر) // (بِإِسْنَاد حسن أَو صَحِيح) //
(إيما امْرِئ اقتطع حق امْرِئ مُسلم) بِزِيَادَة لفظ امْرِئ أَي ذهب بطَائفَة مِنْهُ ففصلها عَنهُ (بِيَمِين كَاذِبَة كَانَت لَهُ نُكْتَة سَوْدَاء من نفاق فِي قلبه لَا يغيرها شَيْء إِلَى يَوْم الْقِيَامَة) فَإِن لم يُدْرِكهُ الْعَفو دخل النَّار حَتَّى تنجلي تِلْكَ النُّكْتَة (الْحسن بن سُفْيَان طب ك عَن ثَعْلَبَة) بِلَفْظ الْحَيَوَان الْمَشْهُور الْأنْصَارِيّ // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(أَيّمَا عبد) يعْنى قناولو أمة (كُوتِبَ على مائَة أُوقِيَّة) مثلا وَفِي رِوَايَة على ألف أُوقِيَّة (فأداها إِلَّا عشرَة أَوَاقٍ) فِي نسخ أواقي بشد الْيَاء وَقد تخفف جمع أُوقِيَّة (فَهُوَ عبد وَأَيّمَا عبد كُوتِبَ على مائَة دِينَار فأداها إِلَّا عشرَة دَنَانِير فَهُوَ عبد) المُرَاد أَنه أدّى مَال الْكِتَابَة إِلَّا شَيْئا قَلِيلا فَإِن الْمكَاتب عبد مَا بَقِي عَلَيْهِ دِرْهَم وَلَا يعْتق إِلَّا بأَدَاء الْكل (حم د هـ ك عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ وَصَححهُ الْحَاكِم
(أَيّمَا رجل مُسلم) بِزِيَادَة الرجل (أعتق رجلا مُسلما) بِزِيَادَة رجل فَلَو أعتق صَبيا كَانَ الحكم كَذَلِك (فَإِن الله تَعَالَى جَاعل وقاء كل عظم) بِكَسْر الْوَاو وَتَخْفِيف الْقَاف ممدوداً (من عِظَامه) أَي الْعَتِيق (عظما من عِظَام محرره) بِضَم الْمِيم وَفتح الرَّاء الْمُشَدّدَة أَي من عِظَام الْقِنّ الَّذِي حَرَّره (من النَّار) جَزَاء وفَاقا (وَأَيّمَا امْرَأَة اعتقت امْرَأَة) يَعْنِي أُنْثَى مثلهَا وَلَو طفلة (مسلمة فَإِن الله تَعَالَى جَاعل وقاء كل عظم من عظامها عظما من عِظَام محررها من النَّار يَوْم الْقِيَامَة) وَالْكَلَام فِي الْأَفْضَل فَلَو أعتق رجل امْرَأَة وَعَكسه كَانَ كَذَلِك لَكِن المثلية أولى بل فِي بعض الْأَحَادِيث مَا يقتضى تَفْضِيل الذّكر مُطلقًا (دحب ع عَن أبي نجيح السّلمِيّ) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(أَيّمَا أمة ولدت من سَيِّدهَا) أَي وضعت مِنْهُ مَا فِيهِ صُورَة خلق آدَمِيّ (فَإِنَّهَا) ينْعَقد لَهَا سَبَب الْعتْق وَتَكون (حرَّة إِذا مَاتَ) السَّيِّد (إِلَّا أَن يعتقها قبل مَوته) فَإِنَّهَا تصير حرَّة لَا يتَوَقَّف عتقهَا على مَوته (هـ ك عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَيّمَا قوم جَلَسُوا فَأَطَالُوا الْجُلُوس وَأَكْثرُوا اللَّغط (ثمَّ تفَرقُوا قبل أَن يذكرُوا الله) بِأَيّ صِيغَة كَانَت من صِيغ الذّكر (أَو يصلوا على نبيه) مُحَمَّد كَذَلِك (كَانَت) تِلْكَ الجلسة (عَلَيْهِم ترة من الله) بِفَتْح الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة وَالرَّاء أَي نقصا وتبعة وحسرة وندامة لتفرقهم وَلم يَأْتُوا بِمَا يكفر (إِن شَاءَ) أَي الله (عذبهم) بتركهم كَفَّارَة الْمجْلس (وَإِن شَاءَ غفر لَهُم) فضلا وطولا مِنْهُ تَعَالَى أَن الله لَا يغْفر أَن يُشْرك بِهِ وَيغْفر مَا دون ذَلِك لمن يَشَاء (ك عَن أبي هُرَيْرَة) // (وَصَححهُ وأقروه) //
(أَيّمَا أمْرَأَة توفى عَنْهَا زَوجهَا) أَي مَا ت عَنْهَا وَهِي فِي عصمته (فَتزوّجت بعده فَهِيَ) أَي فَتكون فِي الْجنَّة زَوْجَة (لآخر أزواجها) فِي الدُّنْيَا وَذَا أحد الْأَسْبَاب المائعة لنكاح أَزوَاج النَّبِي بعده (طب عَن أبي الدَّرْدَاء) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(أَيّمَا رجل ضاف قوما) أَي نزل بهم ضيفا (فَأصْبح الضَّيْف محروما) من الْقرى بِأَن لم يقدموا لَهُ عشَاء تِلْكَ اللَّيْلَة (فَإِن نَصره) بِفَتْح النُّون نصرته وأعانته على حَقه (حق كل مُسلم) أَي مُسْتَحقّ على كل من علم بِحَالهِ من الْمُسلمين (حَتَّى يَأْخُذ بقرى ليلته) أَي بِقدر مَا يصرفهُ فِي عشائه تِلْكَ اللَّيْلَة (من زرعه وَمَاله) أَي زرع وَمَال الَّذِي نزل بِهِ فَلم يضفه وَهَذَا فِي الْمُضْطَر أَو فِي أهل الذِّمَّة الْمَشْرُوط عَلَيْهِم ضِيَافَة من مر بهم أَو مَنْسُوخ (حم دك عَن الْمِقْدَام) بن معد يكرب // (بإستاد صَحِيح
(أَيّمَا رجل كشف سترا) أَي أزاله أونحاه (فَأدْخل بَصَره) يَعْنِي نظر إِلَى مَا وَرَاء السّتْر من حرم أَو غَيْرهنَّ وَلم يكتف بقوله أَيّمَا رجل أَدخل بَصَره إِفَادَة لِأَن من لم يَجْعَل لبيته سترا أَو أهمل مكشوفاً فَهُوَ المقصر (من قبل ان يُؤذن لَهُ)(1/413)
فِي الدُّخُول (فقد أَتَى حد إِلَّا يحل أَن يَأْتِيهِ) أَي فَيحرم عَلَيْهِ ذَلِك حُرْمَة شَدِيدَة (وَلَو أَن رجلا) يَعْنِي إنْسَانا مِمَّن هم وَرَاء السّتْر (فَقَأَ عينه) أَي عين النَّاظر أَي حذفه بِنَحْوِ حَصَاة ففقأ عينه (لهدرت) فَلَا يضمنهَا الرَّامِي وَبِه أَخذ الشَّافِعِي وَهُوَ حجَّة على أبي حنيفَة حَيْثُ ذهب إِلَى عدم الضَّمَان (وَلَو أَن رجلا) أَي إنْسَانا وَلَو أُنْثَى (مر على بَاب) أَي منفذ نَحْو بَيت (لَا ستْرَة عَلَيْهِ) أَي لَيْسَ عَلَيْهِ مَا يستر مَا وَرَاء من نَحْو خشب (فَرَأى عَورَة أَهله) من المنفذ المكشوف (فَلَا خَطِيئَة عَلَيْهِ إِنَّمَا الْخَطِيئَة على أهل الْبَاب) حَيْثُ أهملوا مَا أمروا بِهِ من السّتْر وَإِذا حرم النّظر بِغَيْر إِذن فالدخول أولى (حم ت عَن أبي ذَر) وَرِجَال أَحْمد رجال الصَّحِيح غير أَن ابْن لَهِيعَة // (وَحَدِيثه حسن) //
(أَيّمَا وَال ولى من أَمر الْمُسلمين شَيْئا) أَي وَلم يعدل فيهم (وقف بِهِ على جسر جَهَنَّم) أَي الصِّرَاط (فيهتز بِهِ الجسر حَتَّى يَزُول كل عُضْو) مِنْهُ من مَكَانَهُ أَي تتناثر أعضاؤه فِي جَهَنَّم عضوا عضوا (ابْن عَسَاكِر عَن بشر) بِكَسْر الْمُوَحدَة وَسُكُون الْمُعْجَمَة (ابْن عَاصِم) بن سُفْيَان الثَّقَفِيّ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَيّمَا رَاع غش رَعيته) أَي مر عينه يَعْنِي لم ينصح لَهُم (فَهُوَ فِي النَّار) أَي يعذب بِنَار جَهَنَّم مَا شَاءَ الله إِن لم يعف عَنهُ (ابْن عَسَاكِر عَن معقل) بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْمُهْملَة (ابْن يسَار) بمثناة تحتية ومهملة مُخَفّفَة ضد الْيَمين
(أَيّمَا عبد تزوج بِغَيْر إِذن موَالِيه) أَي سادته فوطئ زَوجته (فَهُوَ زَان) لِأَن نِكَاحه بِغَيْر إِذن سَيّده بَاطِل وَبِه قَالَ الشَّافِعِي (هـ عَن ابْن عمر) // (ضَعِيف لضعف منْدَل بن عَليّ) //
(أَيّمَا امْرَأَة مَاتَ لَهَا ثَلَاثَة) فِي رِوَايَة ثَلَاث (من الْوَلَد) بِفتْحَتَيْنِ يَشْمَل الذّكر وَالْأُنْثَى وَخص الثَّلَاثَة لِأَنَّهَا أول مَرَاتِب الْكَثْرَة (كن) بِضَم الْكَاف وَشدَّة النُّون فِي رِوَايَة كَانُوا أَي الثَّلَاث (لَهَا) وَأَنت بِاعْتِبَار النَّفس أَو النَّسمَة (حِجَابا من النَّار) أَي وَإِن لم يقارن ذَلِك صَبر وَبِه صرح فِي حَدِيث للطبراني وَتَمام الحَدِيث عِنْد البُخَارِيّ قَالَت امْرَأَة وَاثْنَانِ قَالَ وَاثْنَانِ وَخص الْمَرْأَة لَا لإِخْرَاج الرجل فَإِنَّهُ مثلهَا فِي ذَلِك بل لِأَن الْخطاب بِالْحَدِيثِ وَقع لَهُنَّ منفردات (خَ عَن أبي سعيد) قَالَ قَالَ النِّسَاء للنَّبِي اجْعَل لنا يَوْمًا فوعظهن فَذكره
(أَيّمَا رجل مس فرجه) أَي ذكر نَفسه بِبَطن كَفه أَو حلقه دبره (فَليَتَوَضَّأ) وجوبا بالإنتفاض طهره بذلك (وَأَيّمَا امْرَأَة مست فرجهَا) أَي ملتقى المنفذ من قبلهَا أَو حَلقَة دبرهَا بِبَطن كفها (فلتتوضأ) كَذَلِك وَبِه أَخذ الشَّافِعِي (حم قطّ عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // (وَإِسْنَاده قوي كَمَا فِي التَّنْقِيح) //
(أَيّمَا امْرِئ مُسلم أعتق أمرأ مُسلما) بِزِيَادَة امْرِئ للإيضاح (فَهُوَ فكاكه) بِفَتْح الْفَاء ونكسر (من النَّار) أَي فعتقه سَبَب لخلاصه من نَار جَهَنَّم (يَجْزِي) بِضَم الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة وَفتح الزَّاي غير مَهْمُوز أَي يَنُوب (بِكُل عظم مِنْهُ عظما مِنْهُ) حَتَّى الْفرج بالفرج كَمَا فِي رِوَايَة (وَأَيّمَا امْرَأَة مسلمة أعتقت امْرَأَة مسلمة) بِزِيَادَة امْرَأَة فيهمَا للايضاح (فهى فكاكها من النَّار تجزى بِكُل عظم مِنْهَا عظما مِنْهَا) حَتَّى الْفرج بالفرج (وايما امْرِئ مُسلم اعْتِقْ امْرَأتَيْنِ مسلمتين فهما فكاكه من النَّار يجزى بِكُل عظمين مِنْهُمَا عظما مِنْهُ فَعتق الذّكر يعدل عتق الْأُنْثَيَيْنِ وَلِهَذَا كَانَ أَكثر عُتَقَاء النَّبِي ذُكُورا (طب عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف) أحد الْعشْرَة (ده طب عَن مرّة) بِضَم أَوله مشددا (ابْن كَعْب ت عَن أبي أُمَامَة) وَقَالَ // (حسن) //
(أَيّمَا امْرَأَة زَوجهَا وليان) أَي أَذِنت لَهما مَعًا أَو أطلقت أَو أَذِنت لأَحَدهمَا وَقَالَت زَوجنِي بزيد وَللْآخر زَوْجَتي بِعَمْرو (فَهِيَ) زَوْجَة (للْأولِ) أَي للسابق (مِنْهُمَا) بِبَيِّنَة أَو تصادق مُعْتَبر فَإِن وَقعا مَعًا أَو جهل السَّبق بظلا مَعًا (وَأَيّمَا رجل بَاعَ بيعا من رجلَيْنِ) أَي مُرَتبا (فَهُوَ) أَي البيع (للْأولِ) أَي للسابق (مِنْهُمَا) فَإِن وَقعا مَعًا أَو جهل السَّبق(1/414)
بطلا (حم 4 ك) من حَدِيث الْحسن (عَن سَمُرَة) بن جُنْدُب // (وَحسنه التِّرْمِذِيّ وَصَححهُ الْحَاكِم لَكِن أَن لم يثبت سَماع الْحسن من سَمُرَة فمنقطع) //
(أَيّمَا امْرَأَة نكحت) أَي تزوجت (على صدَاق أَو حباء) بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَتَخْفِيف الْمُوَحدَة مَمْدُود أَصله الْعَطِيَّة وَهُوَ الْمُسَمّى بالحلوان (أَو عدَّة) بِكَسْر فَفتح مخففا وَفِي رِوَايَة ابْن مَاجَه أَو هبة بدل عدَّة (قبل عصمَة النِّكَاح) أَي قبل عقد النِّكَاح (فَهُوَ لَهَا) أَي مُخْتَصّ بهَا دون أَبِيهَا لِأَنَّهُ وهب لَهَا قبل العقد الَّذِي شَرط فِيهِ لابيها مَا شَرط فلاحق لأَبِيهَا فِيهِ إِلَّا بِرِضَاهَا (وَمَا كَانَ بعد عصمَة النِّكَاح فَهُوَ لمن أعْطِيه) أَي وَمَا شَرط من نَحْو هبة بعد عقد النِّكَاح فَهُوَ حق لمن أعْطِيه وَلَا فرق بَين الْأَب وَغَيره قَالَ الْخطابِيّ وَهَذَا مؤول على مَا شَرطه الْوَلِيّ لنَفسِهِ غير الْمهْر (وأحق مَا أكْرم) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول (عَلَيْهِ الرجل) أَي لأَجله فعلى تعليلية (ابْنَته) بِالرَّفْع خَبرا حق وَقد ينصب على حذف كَانَ تَقْدِيره أَحَق مَا أكْرم الرجل لاجله إِذا كَانَت ابْنَته (أَو أُخْته) أَو أمه وَظَاهر الْعَطف أَن الحكم لَا يخْتَص بِالْأَبِ بل كل ولي كَذَلِك (حم د ن هـ عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // (بِإِسْنَاد جيد) //
(أَيّمَا امْرَأَة) نيب أَبُو بكر (زوجت نَفسهَا من غير ولي فَهِيَ) زَانِيَة) نَص صَرِيح فِي اشْتِرَاط الْوَلِيّ لصِحَّة النِّكَاح وَقَوله من غير ولي إِيضَاح (خطّ عَن معَاذ) بن جبل قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ وَلَا يَصح
(أَيّمَا امْرَأَة تطيبت) أَي اسْتعْملت طيبا ذَا ريح (ثمَّ خرجت إِلَى الْمَسْجِد) لتصلي فِيهِ (لم تقبل لَهَا صَلَاة) مَا دَامَت متطيبة (حَتَّى تَغْتَسِل) يَعْنِي تزيل أثر ريح الطّيب بِغسْل أَو غَيره يَعْنِي لَا تثاب على الصَّلَاة مَا دَامَت متطيبة لَكِنَّهَا صَحِيحَة مغنية عَن الْقَضَاء فَعبر عَن نفي الثَّوَاب بنفى الْقبُول أرعابا (هـ عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَيّمَا امْرَأَة زَادَت فِي رَأسهَا شعرًا لَيْسَ مِنْهُ فَإِنَّهُ زور تزيد فِيهِ) فَيحرم عَلَيْهَا وصل الشّعْر بِغَيْرِهِ مُطلقًا (ن عَن مُعَاوِيَة) بن أبي سُفْيَان
(أَيّمَا رجل أعتق أمة ثمَّ تزوج بهَا بِمهْر جَدِيد فَلهُ أَجْرَانِ) أجر بِالْعِتْقِ وَأجر بالتعليم وَالتَّزْوِيج (طب عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ
(أَيّمَا رجل قَامَ إِلَى وضوئِهِ) بِفَتْح الْوَاو أَي المَاء الَّذِي يتَوَضَّأ بِهِ أَو بضَمهَا أَي إِلَى فعله (يُرِيد الصَّلَاة) جملَة حَالية (ثمَّ غسل كفيه نزلت خطيئته من كفيه) مجَاز عَن غفرانها لِأَنَّهَا لَيست بأجسام فَتخرج حَقِيقَة وَكَذَا يُقَال فِيمَا بعده (مَعَ أول قَطْرَة) نقطر مِنْهُمَا (فَإِذا غسل وجهة نزلت خطيئته من سَمعه وبصره مَعَ أول قَطْرَة) تقطر مِنْهُ (فَإِذا غسل يَدَيْهِ إِلَى الْمرْفقين وَرجلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ سلم من كل ذَنْب هوله) أَي وَاقع مِنْهُ (وَمن كل خَطِيئَة) فَخرج من ذنُوبه (كَهَيْئَته يَوْم وَلدته أمه) لَا شَيْء عَلَيْهِ مِنْهَا كَمَا أَنه كَانَ لَا شَيْء عَلَيْهِ وَقت وِلَادَته (فَإِذا قَامَ إِلَى الصَّلَاة) وصلاها (رَفعه الله تَعَالَى بهَا دَرَجَة) أَي منزلَة عالية فِي الْجنَّة (وَإِن قعد قعد سالما) أَي وَإِن لم يصل بذلك الْوضُوء بِعَيْنِه بل قعد عَن الصَّلَاة بِأَن أَخّرهَا الْعذر قعد سالما من الذُّنُوب فَإِنَّهُ قد غفر لَهُ بِتمَام الْوضُوء وَلَا يشْتَرط فِي غفرانها أَن يصلى بذلك الْوضُوء صَلَاة وَظَاهر أَن المُرَاد الصَّغَائِر (حم عَن أبي أُمَامَة) // (وَإِسْنَاده حسن) // لَا بَأْس بِهِ فِي المتابعات ذكره الْمُنْذِرِيّ
(أَيّمَا مُسلم رمى بِسَهْم فِي سَبِيل الله) أَي فِي الْجِهَاد لإعلاء كلمة الله (فَبلغ) إِلَى الْعَدو أَي وصل إِلَيْهِم (مخطئا أَو مصيبا فَلهُ من الْأجر كرقبة) أَي مثل أجر نسمَة (أعْتقهَا من ولد إِسْمَعِيل) بن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل (وَأَيّمَا رجل) أَي مُسلم (شَاب فِي سَبِيل الله) أَي فِي الْجِهَاد أَو الرِّبَاط يَعْنِي من هول ذَلِك أَو من دَوَامه الْجِهَاد حَتَّى أسن (فَهُوَ لَهُ نور) أَي الشيب الْمَفْهُوم من شَاب والشيب فِي نَفسه نور وَلكُل مُؤمن كَمَا فِي حَدِيث فَالْحَاصِل لهَذَا الرجل نور على نور (وَأَيّمَا رجل أعتق رجلا(1/415)
مُسلما) بِزِيَادَة رجل للتَّأْكِيد والتوضيح (فَكل عُضْو من الْمُعْتق) بِكَسْر التَّاء (بعضو من الْمُعْتق) بِفَتْحِهَا (فدَاء لَهُ من النَّار) وَالْمَرْأَة مثل الرجل (وَأَيّمَا رجل قَامَ) أَي هَب من نَومه أَو تحول من مَقْعَده (وَهُوَ يُرِيد الصَّلَاة) أَي التَّهَجُّد (فافضى الْوضُوء) بِفَتْح الْوَاو (إِلَى أماكنه) أَي أوصل المَاء الى موَاضعه وَهُوَ الاسباغ (سلم من كل ذَنْب وخطيئة) عطف تَفْسِير وَقَوله (هِيَ لَهُ) تَأْكِيد وَالْمرَاد الصَّغَائِر كَمَا مر (فان قَامَ الى الصَّلَاة) فَصلاهَا (رَفعه الله بهَا دَرَجَة وان رقد رقد سالما) من الذُّنُوب والبلايا لحفظ الله لَهُ وَرضَاهُ عَنهُ على مَا سلف تَقْرِيره (طب عَن عَمْرو بن عبسة) بن عَامر أَو ابْن أبي خَالِد السلمى
(أَيّمَا وَال ولى أَمر أمتِي بعدى) قيد بالبعدية لاخراج من ولي أَمر أمته فِي حَيَاته من أمرائة فَأَنَّهُ لَا يجْرِي فِيهِ التَّفْصِيل الْآتِي لانهم كلهم عدُول حاشاهم من الْجور (أقيم على الصِّرَاط) أَي وقف بِهِ على متن جَهَنَّم (ونشرت الْمَلَائِكَة صَحِيفَته) الَّتِي فِيهَا حَسَنَاته وسيئاته (فَإِن كَانَ عادلا نجاه الله بعدله) أَي بِسَبَب عدله بَين رَعيته (وَأَن كَانَ جائرا انتفض بِهِ الصِّرَاط انتفاضة تزايل بَين مفاصله) أَي تفارق تِلْكَ الانتفاضة بَين مفاصله فَيجْعَل كل مفصل مِنْهَا وحدة (حَتَّى يكون بَين) كل (عضوين من أَعْضَائِهِ مسيرَة مائَة عَام) يَعْنِي بعدا كثيرا جدا لَا تِسْعَة الْعُقُول فَالْمُرَاد التكثير لَا التَّحْدِيد وَمثله غير عَزِيز (ثمَّ ينخرق بِهِ الصِّرَاط فَأول مَا يتقى بِهِ النَّار أَنفه وحر وَجهه) لانه لما خرق حُرْمَة من قَلّدهُ الله أمره وخان فِيمَا ائْتمن عَلَيْهِ ناسب أَن ينخرق بِهِ الصِّرَاط وَالْجَزَاء من جنس الْعَمَل فَهَذَا حِكْمَة سُقُوطه فِي النَّار بالخرق دون غَيره كالقاء الزَّبَانِيَة اياه (أَبُو الْقَاسِم بن بَشرَان فِي أَمَالِيهِ عَن على) أَمِير الْمُؤمنِينَ
(أَيّمَا مُسلم استرسل إِلَى مُسلم) أَي أتأنس بِهِ وَاطْمَأَنَّ اليه (فغبنه) فِي بيع أَو غَيره بِنَقص فِي الْعِوَض أَو نَحوه (كَانَ غبنه ذَلِك رَبًّا) أَي مثل الرِّبَا فِي التَّحْرِيم وَمِنْه أَخذ بعض الْمُجْتَهدين ثُبُوت الْخِيَار بِالْغبنِ وَخَالف الشَّافِعِي لدَلِيل آخر (حل عَن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف بل واه) //
(أَيّمَا أمْرَأَة قعدت على بَيت أَوْلَادهَا) بِزِيَادَة بَيت للتَّأْكِيد والايضاح أَي أَقَامَت أَيّمَا على حضانتهم فَلم تتَزَوَّج بعد أَبِيهِم لمَوْته أَو أنقطاع خَبره (فَهِيَ معي فِي الْجنَّة) أَي تسابقني أليها بِدَلِيل حَدِيث أَنا أول من يدْخل الْجنَّة لَكِن تبادرني أمْرَأَة فَأَقُول مَا أَنْت فَتَقول أَنا أمْرَأَة قعدت على يتاماي فَلَيْسَ المُرَاد أَنَّهَا مَعَه فِي دَرَجَته هَكَذَا فَافْهَم (ابْن بَشرَان) أَبُو الْقَاسِم فِي أَمَالِيهِ (عَن أنس) بن مَالك
(أَيّمَا رَاع) أَي حَافظ مؤتمن على شَيْء من أُمُور الْمُسلمين (لم يرحم رَعيته) أَي لم يعاملهم بالْعَطْف والشفقة والرفق (حرم الله عَلَيْهِ الْجنَّة) أَي دُخُولهَا قبل تَطْهِيره بالنَّار (خَيْثَمَة الطرابلسي فِي جزئه) الحديثي (عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(أيمانا شَيْء نَشأ فِي طلب الْعلم) الشَّرْعِيّ لله تَعَالَى (وَالْعِبَادَة) تَعْمِيم بعد تَخْصِيص وَيسْتَمر كَذَلِك (حَتَّى يكبر) أَي يطعن فِي السن وَيَمُوت على ذَلِك (أعطَاهُ الله تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة ثَوَاب اثْنَيْنِ وَسبعين صديقا) بِكَسْر الصَّاد وَشدَّة الدَّال الْمَكْسُورَة أَي مثل ثوابهم أَجْمَعِينَ (طب عَن أبي أُمَامَة) قَالَ االذهبي مُنكر
(أَيّمَا قوم نُودي فيهم بِالْأَذَانِ صباحا كَانَ لَهُم أَمَانًا من عَذَاب الله تَعَالَى) ذَلِك الْيَوْم وَتلك اللَّيْلَة (حَتَّى يمسوا) أَي وَأَيّمَا قوم نُودي فيهم بالاذان مسَاء كَانَ لَهُم أَمَانَة من عَذَاب الله تَعَالَى حَتَّى يصبحوا وَالْمرَاد بِالْعَذَابِ هُنَا الْقِتَال بِدَلِيل حَدِيث كَانَ أذا نزل بِسَاحَة قوم فَسمع الْأَذَان كف عَن الْقِتَال (طب عَن معقل بن يسَار) // (ضَعِيف لضعف أغلب بن تَمِيم) //
(أَيّمَا مَال أدّيت زَكَاته فَلَيْسَ بكنز) وَأَن(1/416)
دفن فِي الارض وَأَيّمَا مَال لم تُؤَد زَكَاته فَهُوَ كنزوان لم يدْفن فَيدْخل صَاحبه فِي آيَة وَالَّذين يكنزون الذَّهَب وَالْفِضَّة (خطّ عَن جَابر) // (باسناد ضَعِيف بل سَاقِط واه) //
(أَيّمَا رَاع استرعى رعية) أَي طلب الله مِنْهُ أَن يكون رَاعى جمَاعَة أَي أَمِيرهمْ بَان نصبة عَلَيْهِم (فَلم يحطهَا) أَي لم يحفظها (بالامانة والنصيحة) أَي بارادة الْخَيْر وَالصَّلَاح والنصح (ضَاقَتْ عَلَيْهِ رَحْمَة الله الَّتِي وسعت كل شَيْء) بِمَعْنى أَنه يبعد بِهِ عَن منَازِل الْأَبْرَار (خطّ عَن عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة) بن حبيب الْعَبْسِي // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(أَيّمَا وَال ولى شيأمن أَمر أمتِي فَلم ينصح لَهُم) فِي أَمر دينهم ودنياهم (و) لم (يجْتَهد) أَي يبْذل جهده ويستفرغ وَسعه (لَهُم) فِيمَا يصلحهم وينفعهم (كنصيحته وجهده) أَي أجتهاده (لنَفسِهِ كَبه الله على وَجهه يَوْم الْقِيَامَة فِي النَّار) أَي أَلْقَاهُ فِيهَا على وَجه الأذلال والاهانة والاحتقار لِأَنَّهُ انما ولاه عَلَيْهِم ليديم النَّصِيحَة لَهُم لالنفسه فَلَمَّا قلب الْقَضِيَّة اسْتحق النَّار الجهنمية (طب عَن معقل بن يسَار
أَيّمَا وَال ولى) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول وَيجوز للْفَاعِل على قوم (فلَان) لَهُم أَي لاطفهم بالْقَوْل وَالْفِعْل (ورفق) بهم ساسهم بلطف (رفق الله تَعَالَى بِهِ يَوْم الْقِيَامَة) فَلم يناقشه الْحساب وَلم يوبخه بالعتاب (ابْن أبي الدُّنْيَا فِي ذمّ الْغَضَب عَن عَائِشَة
أَيّمَا دَاع دَعَا) بِالْبِنَاءِ للْفَاعِل (الى ضَلَالَة فَاتبع) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي أتبعه على تِلْكَ الضَّلَالَة نَاس (فان عَلَيْهِ مثل أوزار من أتبعه) على ذَلِك (وَلَا ينقص من أوزارهم شيأ) فَإِن من سنّ سنة سَيِّئَة فَعَلَيهِ وزرها ووزرمن عمل بهَا (وَأَيّمَا دَاع دَعَا الى هدى فَاتبع فَإِن لَهُ مثل أجور من أتبعه وَلَا ينقص من أُجُورهم شيأ) فَإِن من سنّ سنة حَسَنَة فَلهُ أجرهَا وَأجر من عمل بهَا (هـ عَن أنس) ابْن مَالك
(أَيْن الراضون بالمقدور) أَي بماقدر الله لَهُم فِي الازل يَعْنِي هم قَلِيل (أَيْن الساعون للمشكور) أَي المداومون على السَّعْي والجهد فِي تَحْصِيل كل فعل مَحْمُود شرعا يَعْنِي هم قَلِيل (عجبت لمن يُؤمن بدار الخلود) وَهِي الْجنَّة وَالنَّار (كَيفَ يسْعَى لدار الْغرُور) الدُّنْيَا سميت بِهِ لانها تغر وتضر وَمَا الْحَيَاة الدُّنْيَا الامتاع الْغرُور والغرور مَا يغر الأنسان من نَحْو شهواتها ولذاتها وَالدُّنْيَا والشيطان أَخَوان (هُنَا دعن عمر وبن مرّة) بِضَم الْمِيم وَشد الرَّاء ابْن عبد الله الْمرَادِي الْكُوفِي الْأَعْمَى أحد الْأَعْلَام (مُرْسلا
أَيهَا النَّاس) أَي يَا أَيهَا النَّاس (اتَّقوا الله) خافوه واحذروا عِقَابه على التهافت على الدُّنْيَا والكد فِي تَحْصِيلهَا (وأجملوا فِي الطِّبّ) ترفقوا فِي السَّعْي فِي طلب حظكم من الرزق (فان نفسا لن تَمُوت حَتَّى تستوفي رزقها) نَحن قسمنا بَينهم معيشتهم فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا فرغ رَبك من ثَلَاث عمرك ورزقك وشقى أَو سعيد فَمَا هُوَ لنا فَلَا بُد من وُصُوله ألينا بِلَا تَعب (وان أبطأعنها) فَلَا فَائِدَة فِي الْجهد والكد وَنصب شباك الْحِيَل والطمع وَقرن ذَلِك بِالْأَمر بالتقوى لِأَنَّهَا تردع الشَّهَوَات وتدفع المطامع وَمن ثمَّ كرر ذَلِك فَقَالَ (فَاتَّقُوا الله وأجملوا فِي الطّلب) اطْلُبُوا الرزق طلبا رَفِيقًا وَبَين كَيْفيَّة الاجمال بقوله (خُذُوا مَا حل) لكم تنَاوله (ودعوا) اتْرُكُوا (ماحرم) عَلَيْكُم أَخذه ومدار ذَلِك على الْيَقِين فَأَنَّهُ اذا علم ان مَا قدر لَهُ من الرزق لَا بُد مِنْهُ علم أَن طلبه لما لم يقدر عَنَّا فَيقْتَصر ويختصر ويستريح (هـ عَن جَابر) بن عبد الله
(أَيهَا النَّاس عَلَيْكُم بِالْقَصْدِ) الزموا السداد والتوسط بَين طرفِي الافراط والتفريط (عَلَيْكُم بِالْقَصْدِ) كَرَّرَه للتَّأْكِيد (فَأن الله) تَعَالَى (لَا يمل حَتَّى تملوا) بِفَتْح الْمِيم فيهمَا أَي لَا يتْرك الثَّوَاب عَنْكُم حَتَّى تتركوا عِبَادَته (هـ ع حب عَن جَابر) بن عبد الله
(أَيهَا النَّاس أتقوا(1/417)
الله) بالغوا فِي الْخَوْف مِنْهُ باستحضار مَاله من العظمة والجلال (فوَاللَّه لايظلم مُؤمن مُؤمنا الاانتقم الله تَعَالَى (لَهُ) مِنْهُ يَوْم الْقِيَامَة) حَيْثُ لم يعف عَنهُ الْمَظْلُوم وَلم تحفه الْعِنَايَة الالهية فيرضية عَنهُ وَذكر الْمُؤمن غالبي فَمن لَهُ ذمَّة أوعهد أَو أَمَان كَذَلِك (عبد بن حميد عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(أَيهَا النَّاس لَا تعلقوا على بِوَاحِدَة) أَي لاتاخذوا عَليّ فِي فعل ولاقول وَاحِد يَعْنِي لاتنسبوني فِيمَا أقوله وأفعله الى هوى وغرض دنيوى (مَا أحللت الاما أحل الله) تَعَالَى (وماحرمت الاماحرم الله) فَأَنِّي مَأْمُور بِكُل ماا تيته أوأذره وَقد فرض الله اتِّبَاع الرَّسُول فَمن قبل عَنهُ فأنما قبل بِفَرْض الله (ابْن سعد) فِي طبقاته (عَن عَائِشَة
أَيهَا الْمُصَلِّي وَحده) أَي المنفردعن الصَّفّ (الا) هلا (وصلت الى الصَّفّ فَدخلت مَعَهم اوجررت اليك رجلا) من االصف ليصطف مَعَك (أَن ضَاقَ بك الْمَكَان) أَي الصَّفّ (فَقَامَ مَعَك) فصر تما صفا (أعد صَلَاتك) الَّتِي صليتها مُنْفَردا عَن الصَّفّ (فأ نه لَا صَلَاة لَك) أَي كَامِلَة قَالَه لرجل رآ هـ يُصَلِّي خلف الْقَوْم (طب عَن وابصة) بن معبد // (باسناد ضَعِيف) //
(أيتها الامة) الْجَمَاعَة المحمدية (اني لَا أَخَاف عَلَيْكُم فِيمَا لَا تعلمُونَ) فان الْجَاهِل اذا لم يقصر مَعْذُور (وَلَكِن انْظُرُوا) تأملوا (كَيفَ تَعْمَلُونَ فِيمَا تَعْمَلُونَ) فَإِن الْعَالم اذا لم يعْمل بِعَمَلِهِ عذب من قبل عَابِد الوثن (حل عَن أبي هُرَيْرَة) // (باسناد ضَعِيف) //
(أَي) بِفَتْح الْهمزَة وَتَشْديد الْيَاء (عبد زارا خَاله فِي الله) الله (نُودي) من قبل الله على لِسَان بعض مَلَائكَته (أَن) بِالْفَتْح (طبت) فِي نَفسك (وَطَابَتْ لَك الْجنَّة وَيَقُول الله عز وَجل عَبدِي زارني على قراه) أَي على ضيافته (وَلنْ أرْضى لعبدي بقرى دون الْجنَّة) أضَاف الزِّيَارَة اليه تَعَالَى وانماهى للْعَبد المزور الْعَاجِز حثا لِلْخلقِ على المؤاخاة فِي الله والتزاور والتحابب فِيهِ فَأخْبر الْمُصْطَفى عَن ربه بِأَن زِيَارَة الْمُؤمن لاخيه فِي الله عبَادَة الله تَعَالَى من حَيْثُ انها انما فعلت لوجهه فَهُوَ على الْمجَاز والاستعارة فَافْهَم (أبن أبي الدُّنْيَا) أَبُو بكر (فِي الْكتاب) فضل زِيَارَة (الاخوان) فِي الله (عَن أنس) بن مَالك // (باسناد ضَعِيف) //
(أَي) بِفَتْح الْهمزَة وَتَخْفِيف الْيَاء مقلوب يَا وَهُوَ حرف نِدَاء ذكره أَبُو الْبَقَاء (أخي) ناداه نِدَاء تعطف وشفقة ليَكُون أدعى الى الِامْتِثَال (اني مُوصِيك بِوَصِيَّة) بليغة عَظِيمَة النَّفْع لمن فتح الله قفل قلبه وَجعل خليقته مُسْتَقِيمَة وَأذنه سميعة (فاحفظها) عني (لَعَلَّ الله أَن ينفعك بهَا) أَي يتدبرها واستحضارها وَالْعَمَل بمضمونها (زر الْقُبُور) أَي قُبُور الْمُؤمنِينَ لَا سِيمَا الصَّالِحين فانك (تذكر بهَا) أَي بزيارتها أَو بمشاهدة الْقُبُور والأعتبار بَاهل النشور (الْآخِرَة) لَان من رأى مصَارِع اخوانه وَعلم أَنه عَن قرب صائر اليهم تذكر الْآخِرَة لَا محَالة واللاولى كَون الزِّيَارَة (بِالنَّهَارِ) أَي فِيهِ لَان فِي اللَّيْل وَحْشَة وَهَذَا أرادبه من لم يحصل لَهُ مقَام الْأنس بِاللَّه وَكَونهَا (أَحْيَانًا) أَي غبالا فِي كل وَقت (وَلَا تكْثر) مِنْهَا فان الاكثار مِنْهَا رُبمَا أعدم الامل وضيع مَا هواهم مِنْهَا (واغسل الْمَوْتَى فان معالجة جَسَد خاو) فارغ من الرّوح (عظة بليغة) وَهُوَ دَوَاء للنفوس القاسية والطباع الجاسية (وصل على الْجَنَائِز) الَّتِي تطلب الصَّلَاة عَلَيْهَا من عرفت مِنْهُم وَمن لم تعرف فانك ان تفعل ذَلِك (يحزن قَلْبك فان الحزين فِي ظلّ الله تَعَالَى) أَي فِي ظلّ عَرْشه أَو تَحت كنفه (معرض لكل خير) بِضَم الْمِيم وَشدَّة الرَّاء الْمَفْتُوحَة (وجالس الْمَسَاكِين) أَي والفقراء ايناسالهم وجبر الخواطرهم فانه تَعَالَى قَالَ أَنا عِنْد المنكسرة قُلُوبهم (وَسلم عَلَيْهِم) أَي ابدأهم بِالسَّلَامِ (اذا لقيتهم) فِي الطّرق ببشر وبشاشة (وكل مَعَ صَاحب الْبلَاء) كالاجذم والابرص - _ هَامِش قَوْله الْجَنَائِز يحزن الخ هَكَذَا فِي نسخ الشَّرْح وَالَّذِي فِي نسخ الْمَتْن الْمُعْتَمدَة لَعَلَّ ذَلِك يحزن اه(1/418)
(تواضعا لله تَعَالَى وايمانا بِهِ) أَي تَصْدِيقًا بِأَنَّهُ لَا يصيبك من ذَلِك الْبلَاء الا قدر عَلَيْك فِي الازل وَهَذَا يُخَاطب بِهِ من قوى توكله كَمَا خَاطب بقوله فر من المجذوم فرارك من الْأسد من ضعف توكله (والبس الضّيق الخشن من الثِّيَاب) من نَحْو قَمِيص وجبة وعباءة (لَعَلَّ الْعزو الْكِبْرِيَاء لَا يكون لَهما فِيك مساغ) وَذَلِكَ لَا ينافى ان الله يحب أثر نعْمَته على عَبده خشنا لما مر تَقْرِيره (وتزين أَحْيَانًا) بالملابس الْحَسَنَة (لعبادة رَبك) كَمَا فِي الْعِيدَيْنِ وَالْجُمُعَة (فان الْمُؤمن كَذَلِك يفعل) أَي البس الخشن حَتَّى إِذا جَاءَ موسم من المواسم أَو إجتماع لعبادة أَو لقدوم وَفد فتزين (تعففا) أَي اظهار اللعفة والاستغناء عَن النَّاس (وتكرما) عَلَيْهِم (وتحملا) يحْتَمل أَنه بِالْحَاء الْمُهْملَة أَي تحملا عَنْهُم مُؤنَة مواساته وَيحْتَمل بِالْجِيم أَي تجملا فِي الملبس للتحدث بِالنعْمَةِ وَالله تَعَالَى جميل يحب الْجمال (وَلَا تعذب شيأ مِمَّا خلق الله النَّار) حَتَّى من اسْتحق الْقَتْل فَإِنَّهُ لَا يعذب بالنَّار الاخالقها واذا قتلتم فَأحْسنُوا القتلة (ابْن عَسَاكِر عَن أبي ذَر) // (باسناد ضَعِيف) //
(أَي اخواني لمثل هَذَا الْيَوْم فأعدوا) أَي لمثل يَوْم نزُول أحدكُم قَبره فليعد الزَّاد أَي فليتخد عدَّة تَنْفَعهُ فِي بَيت الظلمَة والوحشة وَهِي الْعَمَل الصَّالح فَإِن الْمُصْطَفى قَالَ ذَلِك وَهُوَ وَاقِف على شقير قبرو بَكَى حَتَّى بل الثرى (حم هـ عَن الْبَراء) بن عَازِب // (واسناده حسن) //
(أيحسب) بِهَمْزَة الانكار (أحدكُم) فِيهِ حذف تَقْدِيره أيظن أحدكُم اذا كَانَ يبلغهُ الحَدِيث عني حَال كَونه (مُتكئا على أريكته) أَي سَرِيره وفراشه أَو منصته قَالَ الْبَغَوِيّ أَرَادَ بِهَذِهِ الصّفة أهل الترفه والدعة الَّذين لزموا الْبيُوت وقعدوا عَن طلب الْعلم (أَن الله تَعَالَى لم يحرم شيأ إِلَّا مَا فِي هَذَا الْقُرْآن) هَذَا من تَتِمَّة مقول ذَلِك الْإِنْسَان أَي قد يظنّ بقوله بَيْننَا وَبَيْنكُم كتاب الله أَن الله لم يحرم إِلَّا مَا فِي الْقُرْآن (إِلَّا) يَعْنِي تنبهوا لما ألقيه عَلَيْكُم (وَإِنِّي وَالله قد أمرت) بِفَتْح الْهمزَة وَالْمِيم (ووعظت) مُتَعَلق الامر والوعظ مَحْذُوف أَي أمرت ووعظت بأَشْيَاء (ونهيت عَن أَشْيَاء أَنَّهَا كَمثل الْقُرْآن) \ بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون الْمُثَلَّثَة وتفتح أَي قدر الْقُرْآن (أَو أَكثر) وَهِي بِالْحَقِيقَةِ مستمدة مِنْهُ فَإِنَّهَا بَيَان لَهُ وأوليست للشَّكّ بل لتوفية الزِّيَادَة طورا بعد طور (وَأَن الله لم يحل لكم) بِضَم الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة وَكسر الْمُهْملَة (أَن تدخلو بيُوت أهل الْكتاب) الْيَهُود وَالنَّصَارَى مِمَّن لَهُ ذمَّة أَو أَمَان (إِلَّا بِإِذن) مِنْهُم لكم صَرِيحًا وَفِي معنى بُيُوتهم متعبداتهم (وَلَا ضرب نِسَائِهِم) لاخذ شَيْء مِنْهُم أَو لوطئهم فَلَا تظنوا أَن نسَاء أهل الذِّمَّة لكم حل كالحربيين (وَلَا أكل ثمارهم) وَنَحْوهَا من كل مَأْكُول (إِذا أعطوكم الَّذِي عَلَيْهِم) من جِزْيَة وَنَحْوهَا (د) فِي الْخراج (عَن الْعِرْبَاض) بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة وَفتح الْمُوَحدَة التَّحْتِيَّة مُخَفّفَة ابْن سَارِيَة السّلمِيّ بِضَم الْمُهْملَة
(أَيمن امْرِئ وأشأمه) أَي أعظم مَا فِي جوارح الإنسانا يمنا أَي بركَة وَأعظم مَا فِيهَا شؤما أَي شرا (مَا بَين لحييْهِ) وَهُوَ اللِّسَان واللحيان بِفَتْح اللَّام وَسُكُون الْمُهْملَة العظمان اللَّذَان بِجَانِب الْفَم فَقَوله أَيمن بِضَم الْمِيم من الْيمن وَهُوَ الْبركَة وأشأم بِالْهَمْزَةِ بعد الشين من الشؤم وَهُوَ الشَّرّ وَقد مر مرَارًا أَن أَكثر خَطَايَا ابْن آدم من اللِّسَان وَأَن الْأَعْضَاء كلهَا تقفوه وَأَنه ان استقام استقامت وَأَن اعوج اعوجت فَهُوَ الْمَتْبُوع وَالْإِمَام فِي الْخَيْر وَالشَّر (طب عَن عدي بن حَاتِم) بحاء مُهْملَة ومثناة تحتية مَكْسُورَة
فصل فِي الْمحلى بَال من هَذَا الْحَرْف
(الْآخِذ) بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالْمدّ (بِالشُّبُهَاتِ) جمع شُبْهَة وَهِي هُنَا مَحل تجاذب الْأَدِلَّة - - هوامش قَوْله بِضَم الْمِيم كَذَا بِخَطِّهِ وَهُوَ سبق قلم وَالصَّوَاب بِفَتْح الْمِيم أفعل تَفْضِيل أه من هَامِش(1/419)
وَاخْتِلَاف الْعلمَاء (يسْتَحل الْخمر بالنبيذ) يتَأَوَّل الْخمر بالنبيذ وَيَقُول النَّبِيذ حَلَال فيشربه (والسحت) بِضَمَّتَيْنِ كل مَال حرَام (بالهدية) أَي يتَأَوَّل مَا يَأْخُذهُ من الظلمَة أَو الرِّشْوَة بِأَنَّهُ هَدِيَّة والهدية سَائِغَة الْقبُول (والبخس بِالزَّكَاةِ) بموحدة وخاء مُعْجمَة وسين مُهْملَة مِمَّا يَأْخُذهُ الْوُلَاة باسم الْعشْر والمكسر يتأولون فِيهِ الزَّكَاة فالآخذ بِالشُّبُهَاتِ يَقع فِي الْحَرَام وَلَا بُد (فرعن على) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الْأَخْذ والمعطي سَوَاء فِي الرِّبَا) أَي آخذ الرِّبَا ومعطيه فِي الاثم سَوَاء وَإِن كَانَ الْآخِذ مُحْتَاجا كَمَا مر (قطّ ك عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(الْآمِر) بِكَسْر الْمِيم ممدودا (بِالْمَعْرُوفِ) أَي بِمَا عرف فِي الشَّرْع بالْحسنِ (كفاعله) فِي حُصُول الْأجر لَهُ لَكِن لَا يلْزم مِنْهُ التَّسَاوِي فِي الْمِقْدَار (يَعْقُوب بن سُفْيَان فِي مشيخته) أَي فِي تراجم مشايخه (فر عَن عبد الله بن جَراد) الخفاجي الْعقيلِيّ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الْآن حمى الْوَطِيس) بِفَتْح الْوَاو وَكسر الطَّاء أَي الْآن اشْتَدَّ الْحَرْب وَأَصله التَّنور يخبز فِيهِ فكنى بِهِ عَن اشتباك الْحَرْب والتحامه وَذَا قَالَه يَوْم حنين حِين نظر إِلَى المعركة وَهُوَ على بغلته وَلم يسمع قبله (حم م عَن الْعَبَّاس) بن عبد الْمطلب (ك عَن جَابر) بن عبد الله (طب عَن شيبَة) بن عُثْمَان بن أبي طَلْحَة الْعَبدَرِي الحَجبي
(الْآن نغزوهم وَلَا يغزوننا) بنونين وَفِي رِوَايَة بنُون أَي فِي هَذِه السَّاعَة أعلمني الله أَنا أَيهَا الْمُسلمُونَ نسير إِلَى غَزْو قُرَيْش ونظفر بهم وَلَا يغزونا بعْدهَا قَالَه حِين أجلى عِنْد الْأَحْزَاب وَهُوَ من معجزاته (حم خَ عَن سُلَيْمَان بن صرد) بِضَم فَفتح ابْن الجون بِفَتْح الْجِيم الْخُزَاعِيّ
(الْآن بردت عَلَيْهِ جلده) يَعْنِي الرجل الَّذِي مَاتَ وَعَلِيهِ دِينَارَانِ فقضاهما رجل عَنهُ بعد يَوْم (حم قطّ ك عَن جَابر) قَالَ مَاتَ رجل فأتينا بِهِ الْمُصْطَفى يُصَلِّي عَلَيْهِ فَقَالَ أعليه دين قلت دِينَارَانِ فَانْصَرف فنحملهما أَبُو قَتَادَة فَذكره ثمَّ صلى عَلَيْهِ // (وَإِسْنَاده حسن) //
(الْآيَات بعد الْمِائَتَيْنِ) أَي تتَابع الْآيَات وَظُهُور الاشراط على التَّتَابُع والتوالي بعد مائتى سنة وَذَا قَالَه قبل أَن يُعلمهُ الله بِأَنَّهَا تتأخر زَمنا طَويلا (هـ ك عَن أبي قَتَادَة) صَححهُ الْحَاكِم فأنكروا عَلَيْهِ وَقَالُوا واه جدا بل قيل بِوَضْعِهِ
(الْآيَات خَرَزَات) بِالتَّحْرِيكِ جمع خرزة كقصبات وقصبة (منظومات فِي سلك فَانْقَطع) أَي فَإِذا انْقَطع (السلك فَيتبع بَعْضهَا بَعْضًا) من غير فصل بِزَمن طَوِيل وَهَذَا ورد فِي حَدِيث آخر مَا يُعَارضهُ (حم ك عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // (بِإِسْنَاد حسن) //
(الْآيَتَانِ من آخر سُورَة الْبَقَرَة) وهما قَوْله {آمن الرَّسُول} إِلَى آخرهَا (من قرأهما فِي لَيْلَة) فِي رِوَايَة بعد الْعشَاء الْآخِرَة (كفتاة) فِي ليلته من شَرّ الشَّيْطَان أَو الثقلَيْن أَو الْآفَات أَو اغنتاه عَن قيام اللَّيْل (حم ق هـ عَن أبي مَسْعُود) البدري
(الابدال) بِفَتْح الْهمزَة جمع بدل بِفتْحَتَيْنِ (فِي هَذِه الْأمة ثَلَاثُونَ رجلا قُلُوبهم على قلب إِبْرَاهِيم خَلِيل الرَّحْمَن) أَي انْفَتح لَهُم طَرِيق إِلَى الله تَعَالَى على طَرِيق إِبْرَاهِيم فَصَارَت كقلب وَاحِد (كلما مَاتَ رجل) مِنْهُم (أبدل الله مَكَانَهُ رجلا) فَلذَلِك سموا ابدالا أَو لأَنهم أبدلوا أَخْلَاقهم السَّيئَة (حم عَن عبَادَة بن الصَّامِت) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(الابدال فِي أمتِي) أمة الاجابة (ثَلَاثُونَ) رجلا (بهم تقوم الأَرْض) أَي تعمر (وبهم تمطرون بهم تنْصرُونَ) على الْأَعْدَاء لِأَن الْأَنْبِيَاء أوتاد الأَرْض فَلَمَّا انْقَطَعت النُّبُوَّة أبدل الله تَعَالَى مكانهم هَؤُلَاءِ فبهم يغاث ويستنصر (طب عَنهُ) أَي عَن عبَادَة // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(الْإِبْدَال فِي أهل الشأم) أَي من أَهلهَا) (وبهم ينْصرُونَ) على الْأَعْدَاء (وبهم يرْزقُونَ) أَي تمطرون فيكثر النَّبَات وَلَا يُنَافِي تَقْيِيد النُّصْرَة هُنَا بِأَهْل الشَّام اطلاقها فِيمَا قبله لِأَن نصرتهم(1/420)
لمن فِي جوارهم أتم وَإِن كَانَت أَعم (طب عَن عَوْف بن مَالك) // (وَإِسْنَاده حسن) //
(الْإِبْدَال بِالشَّام وهم أَرْبَعُونَ رجلا كلما مَاتَ رجل أبدل الله مَكَانَهُ رجلا يسْقِي بهم الْغَيْث وينتصر بهم على الْأَعْدَاء وَيصرف عَن أهل الشَّام بهم الْعَذَاب) زَاد فِي رِوَايَة الْحَكِيم لم يسْبقُوا النَّاس بِكَثْرَة صَلَاة وَلَا صَوْم وَلَا تَسْبِيح وَلَكِن بِحسن الْخلق وَصدق الْوَرع وَحسن النِّيَّة وسلامة الصَّدْر أُولَئِكَ حزب الله (حم عَن عَليّ) // (بِإِسْنَاد حسن) // (الْإِبْدَال أَرْبَعُونَ رجلا وَأَرْبَعُونَ امْرَأَة كلما مَاتَ رجل أبدل الله تَعَالَى مَكَانَهُ رجلا وَكلما مَاتَت امْرَأَة أبدل الله تَعَالَى مَكَانهَا امْرَأَة) لَا يُنَافِي خبر الْأَرْبَعين خبر الثَّلَاثِينَ لِأَن الْجُمْلَة أَرْبَعُونَ رجلا فثلاثون على قلب إِبْرَاهِيم وَعشرَة لَيْسُوا كَذَلِك (الْخلال) بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَشدَّة اللَّام (فِي) كتاب (كرامات الْأَوْلِيَاء فر عَن أنس) بن مَالك // (بِإِسْنَاد ضَعِيف بل قيل بِوَضْعِهِ) //
(الْإِبْدَال من الموَالِي) تَمَامه وَلَا يبغض الموَالِي إِلَّا مُنَافِق وَمن علاماتهم أَيْضا أَنه لَا يُولد لَهُم وَإِنَّهُم لَا يلعنون شَيْئا (الْحَاكِم فِي) كتاب (الكنى) والألقاب (عَن عَطاء) بن أبي رَبَاح (مُرْسلا) بِفَتْح السِّين وَكسرهَا وَهُوَ حَدِيث مُنكر
(إِلَّا بعد فالأبعد) أَي من دَاره بعيدَة (من الْمَسْجِد) الَّذِي تُقَام فِيهِ الْجَمَاعَة (أعظم أجرا) مِمَّن هُوَ أقرب مِنْهُ فَكلما زَاد الْبعد زَاد الْأجر لِأَن بِكُل خطْوَة عشر حَسَنَات (حم د هـ ك هق عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد صَالح) //
(الْإِبِل عز لأَهْلهَا) أَي لمالكيها (وَالْغنم بركَة) يَشْمَل الضَّأْن والمعز (وَالْخَيْر مَعْقُود فِي نواصي الْخَيل إِلَى يَوْم الْقِيَامَة) أَي مَنُوط بهَا ملازم لَهَا كَأَنَّهُ عقد فِيهَا لإعانتها على الْجِهَاد وَعدم قيام غَيرهَا مقَامهَا فِي الْكر والفر (عَن عُرْوَة) بِضَم الْمُهْملَة (ابْن الْجَعْد) بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْمُهْملَة وَيُقَال ابْن أبي الْجَعْد (الْبَارِقي) بموحدة وقاف صَحَابِيّ نزل الْكُوفَة
(الاثمد) بِكَسْر الْهمزَة وَالْمِيم حجر الْكحل الْمَعْرُوف (يجلو الْبَصَر) أَي يزِيد نور الْعين بِدَفْعِهِ الْموَاد الرَّديئَة المنحدرة من الرَّأْس (وينبت الشّعْر) بِالتَّحْرِيكِ هُنَا للازدواج أَي هدب الْعين لِأَنَّهُ يُقَوي طبقاتها (تخ عَن معبد بن هَوْذَة) بذال مُعْجمَة الْأنْصَارِيّ
(الأجدع) بِسُكُون الْجِيم ودال مُهْملَة مَقْطُوع نَحْو أنف أَو أذن وَغلب إِطْلَاقه على الْأنف (شَيْطَان) سمى بِهِ لِأَن المجادعة الْمُخَاصمَة وَرُبمَا أدَّت لقطع طرف كَمَا سمى المارّ بَين يَدي الْمُصَلِّي شَيْطَانا لكَون الشَّيْطَان هُوَ الدَّاعِي إِلَى الْمُرُور (حم د هـ ك عَن عمر) بن الْخطاب // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الْإِحْسَان) أَي الْإِخْلَاص وَهُوَ تصفية الْعَمَل عَن شوب الْغَرَض والعوض (أَن تعبد الله كَأَنَّك ترَاهُ) بِأَن تتأدب فِي عِبَادَته كَأَنَّك تنظر إِلَيْهِ بِحَيْثُ لَو فرض أَنَّك تعاينه لم تتْرك شَيْئا من الْمُمكن (فَإِن لم تكن ترَاهُ فَإِنَّهُ يراك) أَي فَإِن لم ينْتَه الْيَقِين والحضور إِلَى تِلْكَ الرُّتْبَة فَإلَى أَن تتَحَقَّق من نَفسك أَنَّك بمرأى مِنْهُ تَعَالَى لَا تخفى عَلَيْهِ خافية فَكَمَا أَنه لَا يقصر فِي الْحَال الأول لَا يقصر فِي الثَّانِي لِاسْتِوَائِهِمَا بِالنِّسْبَةِ إِلَى اطلَاع الله (تَنْبِيه) قَالَ بعض الْأَعْيَان لَا يَصح دُخُول مقَام الْإِحْسَان إِلَّا بعد التحقق بِكَمَال الْإِيمَان فَمن بَقِي عَلَيْهِ بَقِيَّة مِنْهُ فَهُوَ مَحْجُوب عَن شُهُود الْحق فِي عِبَادَته كَأَنَّهُ يرَاهُ وعلامة كَمَاله أَن يصير عِنْده الْغَيْب كَالشَّهَادَةِ فِي عدم الريب ويسري مِنْهُ الْأمان فِي الْعَالم بأسره فيأمنوه على أنفسهم وَأَمْوَالهمْ وأهليهم (م 3 عَن عمر) بن الْخطاب (حم ق هـ عَن أبي هُرَيْرَة) وَعَن غَيره أَيْضا
(الْإِحْصَان إحصانان إِحْصَان نِكَاح وإحصان عفاف) فإحصان النِّكَاح الْوَطْء فِي الْقبل فِي نِكَاح صَحِيح وإحصان العفاف أَن يكون تَحْتَهُ من(1/421)
يُغْنِيه وَطْؤُهَا عَن النّظر للْوَطْء الْحَرَام (ابْن أبي حَاتِم طس وَابْن عَسَاكِر عَن أبي هُرَيْرَة) // (ضَعِيف لضعف بشر بن عبيد) //
(الِاخْتِصَار) أَي وضع الْيَد على الخصر فِي الصَّلَاة رَاحَة أهل النَّار) يَعْنِي الْيَهُود لِأَن ذَلِك عَادَتهم فِي صلَاتهم وهم أَهلهَا لَا أَن لأهل النَّار رَاحَة لَا يفتر عَنْهُم الْعَذَاب (حب هق عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ الذَّهَبِيّ هَذَا مُنكر
(الْأَذَان تسع عشرَة كلمة) بالترجيع (وَالْإِقَامَة إِحْدَى عشرَة كلمة) فِيهِ حجَّة للشَّافِعِيّ فِي قَوْله أَن التَّكْبِير فِي أول الْأَذَان أَربع إِذْ لَا يكون أَلْفَاظه تِسْعَة عشر إلابناء على ذَلِك وَذهب مَالك إِلَى أَنه مرَّتَيْنِ (ن عَن أبي مَحْذُورَة) الْمُؤَذّن أَوْس بن معير وَقيل سَمُرَة بن معير الجُمَحِي
(الأذنان من الرَّأْس) لَا من الْوَجْه وَلَا مستقلان يَعْنِي فَلَا حَاجَة إِلَى أَخذ مَاء جَدِيد مُنْفَرد لَهما غير مَاء الرَّأْس فِي الْوضُوء بل يَجْزِي مسحهما ببلل مَاء الرَّأْس وَبِه قَالَ الْأَئِمَّة الثَّلَاثَة وَقَالَ الشَّافِعِي عضوان مستقلان وإضافتهما للرأس إِضَافَة تقريب لَا تَحْقِيق (حم د ت هـ عَن أبي أُمَامَة) // (وَإِسْنَاده لَيْسَ بالقائم) // (هـ عَن أبي هُرَيْرَة وَعَن عبد الله بن زيد) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لاختلاط سُوَيْد بن سعيد) // (قطّ عَن أنس) قَالَ // (وَالأَصَح إرْسَاله) // (وَعَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ (وَعَن ابْن عَبَّاس) وَقَالَ // (تفرد بِهِ ضَعِيف) // (وَعَن ابْن عمر) وَقَالَ الصَّوَاب مَوْقُوف (وَعَن عَائِشَة) وَقَالَ أَبُو الْيَمَان حُذَيْفَة // (ضَعِيف والمرسل أصح) //
(الارتداء) وَهُوَ وضع الرِّدَاء على الْكَتِفَيْنِ (لبسة الْعَرَب) بِضَم اللَّام أَو توارثها الْعَرَب عَن آبَائِهِم فَإِنَّهُم كَانُوا فِي الْجَاهِلِيَّة كلهم فِي إِزَار ورداء وَكَانُوا يسمونها حلَّة (والالتفات) وَهُوَ تَغْطِيَة الرَّأْس وَأكْثر الْوَجْه (لبسة الْإِيمَان) أَي أَهله لأَنهم لما علاهم من الْحيَاء من رَبهم مَا أخجلهم اضطروا إِلَى مزِيد السّتْر وَمَا ازْدَادَ عبد بِاللَّه علما إِلَّا ازْدَادَ مِنْهُ حَيَاء وَهُوَ لبسة بني إِسْرَائِيل ورثوها عَن آبَائِهِم (طب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (ضَعِيف لضعف سعد بن سِنَان الشَّامي) //
(الأَرْض كلهَا مَسْجِد) أَي مَحل للسُّجُود (إِلَّا الْحمام والمقبرة) فَإِنَّهُمَا غير مَحل للصَّلَاة فَيكْرَه فيهمَا تَنْزِيها وَتَصِح مَا لم يتَيَقَّن نَجَاسَة مَحل مِنْهُمَا كَمَا لَو نبشت الْمقْبرَة ذكره الشَّافِعِيَّة وَأخذ بِظَاهِرِهِ بعض الْمُجْتَهدين فَأبْطل الصَّلَاة فيهمَا مُطلقًا (تَنْبِيه) قَالَ ابْن حجر هَذَا الحَدِيث يُعَارضهُ عُمُوم حَدِيث جَابر الْمُتَّفق عَلَيْهِ وَجعلت لي الأَرْض طيبَة وَطهُورًا ومسجداً وَحَدِيث أبي أُمَامَة عِنْد الْبَيْهَقِيّ وَالطَّبَرَانِيّ وَجعلت لي الأَرْض كلهَا مَسْجِدا (حم د ت هـ حب ك عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // (وَرِجَاله ثِقَات لَكِن فِيهِ اضْطِرَاب) //
(الأَرْض أَرض الله والعباد عباد الله من أَحْيَا مواتاً فَهِيَ لَهُ) أَي فَهِيَ ملكة والموات كسحاب الأَرْض الَّتِي لم يتَيَقَّن عمارتها فِي الاسلام وَلَيْسَت من حُقُوق عَامر فتملك بالأحياء وَإِن لم يَأْذَن الامام عِنْد الشَّافِعِيَّة وَشرط أَبُو حنيفَة اذنه (طب عَن فضَالة بن عبيد) وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(الْأَرْوَاح) الَّتِي تقوم بهَا الأجساد (جنود مجندة) أَي جموع متجمعة وأنواع مُخْتَلفَة (فَمَا تعارف) توَافق فِي الصِّفَات وتناسب فِي الْأَخْلَاق (مِنْهَا ائتلف) أَي ألف كل مِنْهُمَا الآخر وَإِن تبَاعد (وَمَا تناكر مِنْهَا) فَلم يتوافق وَلم يتناسب (اخْتلف) أَي نافر كل مِنْهُمَا الآخر وَإِن تقاربا فالائتلاف وَالِاخْتِلَاف للأرواح وَالْمرَاد بالتعارف مَا بَينهمَا من التناسب والتشابه وبالتناكر مَا بَينهمَا من التباين والتنافر فيميل الطّيب للطيب والخبيث للخبيث هَذَا مَا قَرَّرَهُ عُلَمَاء الرسوم وَقَالَ الصُّوفِيَّة أَشَارَ بذلك إِلَى أَن توفيق الْكَوْن فرع عَن مُوَافقَة الْعين وتوفيق الأشباح نتيجة عَن مُوَافقَة الْأَرْوَاح فالأرواح جنود مجندة والأجسام خشب مُسندَة(1/422)
فَمَا تعارف مِنْهَا هُنَالك ائتلف هُنَا وَمَا تنافر مِنْهَا هُنَاكَ اخْتلف هُنَا فالتوفيق والموافقة اكْتِسَاب فَإِذا اجْتمعَا حصل الْأَمر العجاب وَإِذا افْتَرقَا رفع الْحجاب (خَ عَن عَائِشَة) لَكِن مُعَلّقا فاطلاقه عزوه إِلَيْهِ غير جيد (حم م د عَن أبي هُرَيْرَة) وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا مُسلم بِلَفْظ الْأَرْوَاح جنود مجندة فَمَا تعارف مِنْهَا فِي الله ائتلف وَمَا تناكر مِنْهَا فِي الله اخْتلف (طب عَن ابْن مَسْعُود) وَرِجَاله رجال الصَّحِيح وَزَاد فِيهِ تلتقي فتشام كَمَا تشام الْخَيل قَالَ الْبَيْهَقِيّ سَأَلت الْحَاكِم عَن مَعْنَاهُ فَقَالَ الْمُؤمن وَالْكَافِر لَا يسكن قلبه إِلَّا إِلَى شكله
(الازار) مَحَله الشَّرْعِيّ (إِلَى نصف السَّاق أَو إِلَى الْكَعْبَيْنِ لَا خير فِي أَسْفَل من ذَلِك) لِأَنَّهُ إِمَّا حرَام أَن نزل عَن الْكَعْبَيْنِ أَو شُبْهَة إِن حاذاهما وَلَا خير فِي كل من الْأَمريْنِ (حم عَن أنس) وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(الاسبال) المذموم وَهُوَ مَا أصَاب الأَرْض يكون (فِي الازارو) فِي (الْقَمِيص و) فِي (الْعِمَامَة) وَنَحْو ذَلِك من كل ملبوس (من جر مِنْهَا شَيْئا) على الأَرْض (خُيَلَاء) أَي على وَجه الْخُيَلَاء أَي التيه وَالْكبر والتعاظم (لم ينظر الله إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة) أَي نظر رَحْمَة ورضا إِذا لم يتب فَينْدب للرجل الِاقْتِصَار على نصف السَّاق وَله أرساله إِلَى الْكَعْبَيْنِ فَقَط وتزيد الْمَرْأَة نَحْو شبر (د ن هـ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (بِإِسْنَاد حسن) //
(الاسْتِئْذَان) للدخول وَهُوَ استدعاء الْأذن أَي طلبه (ثَلَاث) من المرات (فان) اسْتَأْذَنت ثَلَاثًا و (أذن لَك) فَأدْخل (وَإِلَّا) أَي وَإِن لم يُؤذن لَك (فَارْجِع) لقَوْله تَعَالَى {فَلَا تدخلوها حَتَّى يُؤذن لكم} (م ت عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ (وَأبي سعيد) الْخُدْرِيّ // (وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا البُخَارِيّ) //
الاسْتِئْذَان ثَلَاث فَالْأولى تستمعون) بمثناة فوقية أَوله أَي يسمع أهل الْمنزل الاسْتِئْذَان عَلَيْهِم (وَالثَّانيَِة تستصلحون) أَي يصلحون الْمَكَان ويسوون عَلَيْهِم ثِيَابهمْ (وَالثَّالِثَة تأذنون) للمستأذن أَو تردون) عَلَيْهِ بِالْمَنْعِ (قطّ فِي الافراد) بِفَتْح الْهمزَة (عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الِاسْتِجْمَار) الِاسْتِنْجَاء أَو التبخر (تو) بِفَتْح الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة وَشد الْوَاو وَأي وتر وَهُوَ ثَلَاثَة والتو الْفَرد (وَرمي الْجمار) فِي الْحَج (تو) أَي سبع حَصَيَات (وَالسَّعْي بَين الصَّفَا والمروة تو) أَي سبع (وَالطّواف تو) أَي سَبْعَة أَشْوَاط (وَإِذا استجمر أحدكُم فليوتر) لَيْسَ تكْرَار بل المُرَاد بِالْأولِ الْفِعْل وَبِالثَّانِي عدد الْأَحْجَار (م) فِي الْحَج (عَن جَابر) بن عبد الله
(الاسْتِغْفَار فِي الصَّحِيفَة) أَي صحيفَة الْمُكَلف الَّتِي يكْتب فِيهَا كَاتب الْيَمين (يتلألأ نورا) أَي يضيء يَوْم الْقِيَامَة فِيهَا حِين يُعْطي كِتَابه بِيَمِينِهِ (ابْن عَسَاكِر فر عَن مُعَاوِيَة بن حيدة) بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة وَفتح الْمُهْملَة الْقشيرِي بِضَم الْقَاف وَفِيه بهز بن حَكِيم
(الاسْتِغْفَار ممحاة للذنوب) بِفَتْح الْمِيم الأولى وَسُكُون الثَّانِيَة مفعلة أَي هُوَ مَذْهَب للخطايا كلهَا إِذا اقْترن بتوبة صَحِيحَة وَإِلَّا فَهُوَ نَافِع كَيْفَمَا كَانَ (فر عَن حُذَيْفَة) بن الْيَمَان // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف عبيد التمار) //
(الِاسْتِنْجَاء بِثَلَاثَة أَحْجَار) يَعْنِي ثَلَاث مسحات (لَيْسَ فِيهِنَّ رجيع) أَي لَيْسَ وَاحِد من الْأَحْجَار عذرة فعيل بِمَعْنى مفعول (طب عَن خُزَيْمَة بن ثَابت
الاسلام) الْمُعْتَبر (أَن تشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَإِن مُحَمَّد رَسُول الله وتقيم الصَّلَاة) اسْم جنس أُرِيد بِهِ المكتوبات الْخمس (وتؤتى الزَّكَاة) لمستحقيها أَو للامام (وتصوم رَمَضَان) حَيْثُ لَا عذر (وتحج الْبَيْت) اسْم جنس غلب على الْكَعْبَة وَصَارَ علما لَهُ كالنجم للثريا وَالسّنة لعام الْقَحْط (إِن اسْتَطَعْت إِلَيْهِ سَبِيلا) أَي طَرِيقا بِأَن تَجِد زَاد أَو رَاحِلَة بشرطهما وَقيد بهَا فِي الْحَج مَعَ اعْتِبَارهَا فى غَيره اتبَاعا لنظم الْقُرْآن (حم 3 عَن عمر) بن(1/423)
الْخطاب
(الاسلام عَلَانيَة) بِالتَّخْفِيفِ (والايمان فِي الْقلب) لِأَن الايمان يُقَال بِاعْتِبَار الْعلم وَهُوَ مُتَعَلق بِالْقَلْبِ والاسلام بِفعل الْجَوَارِح (ش عَن أنس) بن مَالك // (بِإِسْنَاد حسن) //
(الاسلام ذَلُول) كرسول أَي سهل منقاد (لَا يركب إِلَّا ذلولا) يَعْنِي لَا يُنَاسِبه ويليق بِهِ ويصلحه إِلَّا اللين والرفق وَالْعَمَل والتعامل بالمسامحة (حم عَن أبي ذَر) // (باسناد ضَعِيف) //
(الاسلام يزِيد وَلَا ينقص) أَي يزِيد بالداخلين فِيهِ وَلَا ينقص بالمرتدين أَو يزِيد بِمَا فتح من الْبِلَاد وَلَا ينقص بِمَا غلب عَلَيْهِ الْكَفَرَة مِنْهَا أَو أَن حكمه يغلب وَمن تغليبه الحكم باسلام الْوَلَد باسلام أحد أَبَوَيْهِ (حم د ك هق عَن معَاذ) بن جبل // (وَرُوَاته ثِقَات لَكِن فِيهِ انْقِطَاع) //
(الاسلام يَعْلُو وَلَا يعلى) عَلَيْهِ يَعْنِي إِذا أسلم أحد الْأَبَوَيْنِ فَالْوَلَد مَعَ الْمُسلم (الرَّوْيَانِيّ) مُحَمَّد بن هرون (قطّ هق والضياء) فِي المختارة والخليل (عَن عَائِذ) بِالْمدِّ والهمزة والمعجمة (ابْن عَمْرو) الْمُزنِيّ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الاسلام يجب) أَي يقطع وَفِي رِوَايَة يهدم (مَا كَانَ قبله) بِزِيَادَة كَانَ أَي من كفر وعصيان وَمَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِمَا من حُقُوق الله أما حق الْآدَمِيّ فَلَا يسْقط إِجْمَاعًا (ابْن سعد عَن الزبير) بن الْعَوام (وَعَن جُبَير بن مطعم) بِضَم أَوله وَكسر ثالثه
(الاسلام تنظيف) أَي نقي من الْوَسخ والدنس (فتنظفوا) ندبا (فَإِنَّهُ لَا يدْخل الْجنَّة الأنظيف) نظافة معنوية أَي لَا يدخلهَا إِلَّا المطهر من دنس الْعُيُوب ووسخ الآثام وَغَيره لَا يدخلهَا حَتَّى يطهر بالنَّار إِن لم يعف عَنهُ الْجَبَّار (طس عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الأشره) بِفَتْح الْمُعْجَمَة البطر أَو أشده (شَرّ) فِي كل مِلَّة (خدع عَن الْبَراء) بن عَازِب // (بِإِسْنَاد حسن) //
(الأشعريون فِي النَّاس كصرة فِيهَا مسك) هم قَبيلَة تنْسب إِلَى الْأَشْعر بن ادر بن يزِيد بن يشجب نزلُوا غور تهَامَة من الْيمن فَلَمَّا قدمُوا على الْمُصْطَفى قَالَ أَنْتُم مهاجرة الْيمن من ولد اسمعيل ثمَّ ذكره (ابْن سعد) فِي طبقاته (عَن) ابْن شهَاب (الزُّهْرِيّ مُرْسلا
الْأَصَابِع تجزي) وَفِي رِوَايَة للطبراني تجْرِي مجْرى براءين مهملتين (مَجْزِي السِّوَاك) فِي حُصُول أصل السّنة (إِذا لم يكن سواك) يَعْنِي إِذا كَانَت خشنة لِأَنَّهَا تزيل القلح وَهَذَا فِي اصبع غَيره أما إصبعه فَلَا تجزي عِنْد الشَّافِعِيَّة وَمَفْهُومه أَنه إِذا كَانَ سواك لَا تجزي وَلم أر من أَخذ بالتفصيل من الْأَئِمَّة (أَبُو نعيم فِي) كتاب (السِّوَاك) أَي فِي كتاب فضل السِّوَاك (عَن عَمْرو بن عَوْف الْمُزنِيّ) // (باسناد ضَعِيف) //
(الْأَضْحَى) جمع أضحاة وَهِي الْأُضْحِية (على فَرِيضَة) أَي وَاجِبَة وجوب الْفَرْض (وَعَلَيْكُم سنة) غير وَاجِبَة فالوجوب من خَصَائِصه وَهِي لنا سنة وَبِه قَالَ الشَّافِعِي (طب عَن ابْن عَبَّاس) وَرِجَاله ثِقَات لَكِن فِي رَفعه خلف
(الاقتصاد) فِي النَّفَقَة (نصف الْعَيْش) أَي التَّوَسُّط فِي النَّفَقَة بَين الافراط والتفريط نصف الْمَعيشَة (وَحسن الْخلق) بِالضَّمِّ (نصف الدّين) لِأَن سوء الْخلق يُوقع صَاحبه فِي رقة الدّيانَة وَقلة الامانة وَحسنه يحمل على تجنب مَا يخل بِدِينِهِ ومروأته فَمن حازه فقد توفر عَلَيْهِ نصف الدّين (خطّ عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الاقتصاد فِي النَّفَقَة نصف الْمَعيشَة والتودد إِلَى النَّاس نصف الْعقل) لِأَنَّهُ يبْعَث على السَّلامَة من شرهم (وَحسن السُّؤَال نصف الْعلم) فَإِن السَّائِل إِذا أحسن سُؤال شَيْخه أقبل عَلَيْهِ وأوضح لَهُ مَا أشكل لما يرَاهُ من استعداده وقابليته (طب فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق هَب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(الْأَكْبَر من الْأُخوة بِمَنْزِلَة الْأَب) فِي الاكرام والاحترام وَالرُّجُوع إِلَيْهِ والتعويل عَلَيْهِ وتقديمه فِي الْمُهِمَّات وَالْمرَاد الْأَكْبَر دينا وعلما وَإِلَّا فسنا (طب عد هَب عَن كُلَيْب) مصفر كلب (الْجُهَنِيّ(1/424)
وَيُقَال الْحَضْرَمِيّ صَحَابِيّ مقل
(الْأكل فِي السُّوق دناءة) فَهُوَ خارم للمروأة زَاد للشَّهَادَة إِن صدر مِمَّن لَا يَلِيق بِهِ (طب عَن أبي أُمَامَة) // (باسناد ضَعِيف) //
(الْأكل بأصبع وَاحِدَة أكل الشَّيْطَان) أَي يشبه أكله (وباثنين أكل الْجَبَابِرَة) أَي العتاة الظلمَة أهل التكبر (وبالثلاث أكل الْأَنْبِيَاء) وخلفائهم وورثتهم وَهُوَ الأنفع الْأَكْمَل وَالْأكل بالخمس مَذْمُوم وَلِهَذَا لم يحفظ عَن الْمُصْطَفى أَنه أكل إِلَّا بِثَلَاث نعم كَانَ يَسْتَعِين بالرابعة (أَبُو أَحْمد الغطريف) بِكَسْر الْمُعْجَمَة (فِي جزئه وَابْن النجار) فِي تَارِيخه (عَن أبي هُرَيْرَة
(الْأكل مَعَ الْخَادِم من التَّوَاضُع) فَينْدب وَتَمام الحَدِيث فَمن أكل مَعَه اشتاقت إِلَيْهِ الْجنَّة وَهُوَ يُطلق على الذّكر وَالْأُنْثَى والقن وَالْحر لَكِن مَحل ندب الْأكل مَعَه حَيْثُ لَا مَحْذُور (فر عَن أم سَلمَة) // (باسناد واه) //
(الامام ضَامِن) أَي متكفل بِصِحَّة صَلَاة المقتدين لارتباط صلَاتهم بِصَلَاتِهِ (والمؤذن مؤتمن) أَي أَمِين على صَلَاة النَّاس وصيامهم وسحورهم وعَلى حرم النَّاس لاشرافه على دُورهمْ فَعَلَيهِ الِاجْتِهَاد فِي أَدَاء الْأَمَانَة فِي ذَلِك (اللَّهُمَّ أرشد الْأَئِمَّة) أَي دلهم على اجراء الْأَحْكَام على وَجههَا (واغفر للمؤذنين) مَا فرط مِنْهُم فِي الْأَمَانَة الَّتِي حملوها قَالَ الأشرفي وَاسْتدلَّ بِهِ على تَفْضِيل الْأَذَان عَلَيْهَا لِأَن حَال الْأمين أفضل من الضمين قَالَ الطَّيِّبِيّ وَيُجَاب بِأَن هَذَا الْأمين يتكفل بِالْوَقْتِ فَحسب وَهَذَا الضَّامِن متكفل بأركان الصَّلَاة ومتعمد إِلَى السفارة بَين الْقَوْم وَبَين رَبهم فِي الدُّعَاء وَأَيْنَ أَحدهمَا من الآخر كَيفَ لَا وَالْإِمَام خَليفَة الرَّسُول والمؤذن بِلَال وَلذَا فرق بَين الدُّعَاء بالارشاد وَبَينه فِي الغفران لِأَن الارشاد لدلَالَة الموصلة إِلَى البغية والغفران مَسْبُوق بذنب اه وَهَذَا تأييد مِنْهُ لتصحيح الرَّافِعِيّ أَن الْأَذَان أفضل وَعكس النَّوَوِيّ (د ت حب هق عَن أبي هُرَيْرَة حم عَن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(الامام ضَامِن فَإِن أحسن) طهوره وَصلَاته (فَلهُ وَلَهُم) الْأجر (وَإِن أَسَاءَ) فِي طهوره أَو صلَاته بِأَن أخل بِبَعْض الْأَركان أَو الشُّرُوط (فَعَلَيهِ) الْوزر (وَلَا عَلَيْهِم) وأوله كَمَا فِي سنَن ابْن مَاجَه كَانَ سهل بن سعد يقدم فتيَان قومه يصلونَ بِهِ فَقيل تفعل ذَلِك وَلَك من الْقدَم مَالك قَالَ سَمِعت رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] يَقُول فَذكره (هـ ك عَن سهل بن سعد) السَّاعِدِيّ
(الامام) أَي الْأَعْظَم (الضَّعِيف) الْعَاجِز عَن حفظ بَيْضَة الاسلام وتنفيذ الْأَحْكَام (مَلْعُون) أَي مطرود عَن منَازِل الْأَبْرَار فَعَلَيهِ عزل نَفسه إِن أَرَادَ الْخَلَاص فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وعَلى النَّاس نصب غَيره (طب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَفِيه مَجَاهِيل وَمَعَ ذَلِك // (مُنْقَطع) //
(الآمنة فِي إلازد وَالْحيَاء فِي قُرَيْش) أَي هما فِي القبيلتين أَكثر مِنْهُمَا فِي غَيرهمَا (طب عَن أبي مُعَاوِيَة) ابْن عبد اللات (الْأَزْدِيّ)
(الامانة غنى) كرضا أَي من اتّصف بهَا رغب النَّاس فِي مُعَامَلَته فَيحسن حَاله ويغزر مَاله (الْقُضَاعِي) فِي الشهَاب (عَن أنس) وَفِيه يزِيد الرقاشِي مَتْرُوك
(الامانة تجلب) كينصر وَيقتل وَفِي رِوَايَة تجر (الرزق) لِأَن من عرف بهَا كثر زبونه ومعاملوه فَتكون سَببا لنفاق سلْعَته (والخيانة تجلب الْفقر) لِأَن من عرف بهَا فَالنَّاس مِنْهُ على حذر فَتكون سَببا لكساد سلْعَته فيكد رحاله ويقل مَاله (فر عَن جَابر) بن عبد الله (الْقُضَاعِي) فِي الشهَاب (عَن عَليّ) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(الْأُمَرَاء من قُرَيْش مَا عمِلُوا فِيكُم) أَي مُدَّة دوَام معاملتهم لكم (بِثَلَاث) من الْخِصَال ثمَّ بَين تِلْكَ الْخِصَال بقوله (مَا رحموا إِذا استرحموا) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي طلبت مِنْهُ الرَّحْمَة بِلِسَان الفال أَو الْحَال (وقسطوا) أَي عدلوا (إِذا قسموا) مَا جعل إِلَيْهِم(1/425)
من نَحْو خراج وفيء غنيمَة (وَعدلُوا إِذا حكمُوا) فَلم يجوروا فِي أحكامهم وَمَفْهُومه أَنهم إِذا عمِلُوا بضد الْمَذْكُورَات جَازَ الْعُدُول بالامارة عَنْهُم وَهُوَ مؤول إِذْ لَا يجوز الْخُرُوج على الامام بالجور (ك عَن أنس) // (باسناد حسن) //
(الامراء من قُرَيْش من ناواهم) أَي عاداهم (أَو أَرَادَ أَن يستفزهم) أَي يفزعهم ويزعجهم (تحات تحات الْوَرق) أَي تساقط تساقط الْوَرق من الشّجر فِي الشتَاء (الْحَاكِم فِي) كتاب (الكنى) والألقاب (عَن كَعْب بن عجْرَة)
(الْأَمر أسْرع) وَفِي رِوَايَة أعجل (من ذَاك) أَي هجوم هاذم اللَّذَّات أعجل من أَن يَبْنِي الانسان بِنَاء أَو يصلح جدرانا قَالَه وَقد مر على جمع يبنون خصا كَانَ قد وهى فَأخذُوا فِي تجديده (د عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ
(الْأَمر المفظع) بفاء وظاء مُعْجمَة أَي الشَّديد (وَالْحمل المضلع) أَي المثقل (وَالشَّر الَّذِي لَا يَنْقَطِع) هُوَ (اظهار الْبدع) أَي العقائد الزائغة الَّتِي على خلاف مَا عَلَيْهِ أهل السّنة وَالْجَمَاعَة وَكم قتل بِسَبَب ذَلِك من القَوْل بِخلق الْقُرْآن وَغَيره خلق (طب عَن الحكم بن عُمَيْر)
(الْأَمْن والعافية نعمتان مغبون فيهمَا كثير من النَّاس) لِأَن بهما مَا يتكامل التنعم بِالنعَم وَمن لَا يعرف قدر النعم بوجدانها عرف بِوُجُود فقدانها (طب عَن ابْن عَبَّاس)
(الْأُمُور كلهَا خَيرهَا وشرها من الله) أَي كل كَائِن بِقَدرِهِ وإرادته خَالق كل شَيْء فَلَا تكون فلتة خاطر وَلَا لفتنة نَاظر إِلَّا بمشيئته فَمِنْهُ الْخَيْر وَالشَّر والنفع والضر والايمان وَالْكفْر مَا شَاءَ الله كَانَ وَمَا لم يَشَأْ لم يكن (طس عَن ابْن عَبَّاس) // (باسناد ضَعِيف لضعف هانىء بن المتَوَكل) //
(الاناة من الله تَعَالَى والعجلة من الشَّيْطَان) أَي هُوَ الْحَامِل عَلَيْهَا بوسوسته لِأَن العجلة تمنع من التثبت وَالنَّظَر فِي العواقب وَذَلِكَ وَقع فِي المعاطب وَذَلِكَ من كيد الشَّيْطَان ووسوسته وَلذَلِك قَالَ المرقش
(يَا صَاحِبي تلوما لَا تعجلا ... إِن النجاح رهين أَن لَا تعجلا)
وَقَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ لَا يزَال الْمَرْء يجتني من ثَمَرَة العجلة الندامة ثمَّ العجلة المذمومة هِيَ مَا كَانَ فِي غير طَاعَة وَمَعَ عدم التثبت وَعدم خوف الْفَوْت وَلِهَذَا قيل لأبي العيناء لَا تعجل فالعجلة من الشَّيْطَان فَقَالَ لَو كَانَ كَذَلِك لما قَالَ مُوسَى وعجلت إِلَيْك رب لترضى والحزم مَا قَالَ بَعضهم لَا تعجل عجلة الأخرق وَلَا تحجم احجام الواني الْفرق (ت عَن سهل بن سعد) السَّاعِدِيّ
(الْأَنْبِيَاء أَحيَاء فِي قُبُورهم يصلونَ) لأَنهم كالشهداء بل أفضل وَالشُّهَدَاء أَحيَاء عِنْد رَبهم وَفَائِدَة التَّقْيِيد بالعندية الاشارة إِلَى أَن حياتهم لَيست بظاهرة عندنَا بل هِيَ كحياة الْمَلَائِكَة وَكَذَا الْأَنْبِيَاء وَلِهَذَا كَانَت الْأَنْبِيَاء لَا تورث قَالَ الشبلي وَهَذَا يَقْتَضِي الحاق الْحَيَاة فِي أَحْكَام الدُّنْيَا وَذَلِكَ زَائِد على حَيَاة الشُّهَدَاء وَالْقُرْآن نَاطِق بِمَوْت النَّبِي قَالَ تَعَالَى إِنَّك ميت وَإِنَّهُم ميتون وَقَالَ الْمُصْطَفى إِنِّي امْرُؤ مَقْبُوض وَقَالَ الصّديق أَن مُحَمَّدًا قد مَاتَ وَأجْمع الْمُسلمُونَ على اطلاق ذَلِك فَالْوَجْه أَن يُقَال أَنه أحيي بعد الْمَوْت وَقيل المُرَاد بِالصَّلَاةِ التَّسْبِيح وَالذكر (ع عَن أنس) // (قَالَ السمهودي رِجَاله ثِقَات وَصَححهُ الْبَيْهَقِيّ) //
(الْأَنْبِيَاء قادة) جمع قَائِد أَي يقودون النَّاس ويسوسونهم بِالْعلمِ وَالْمَوْعِظَة (وَالْفُقَهَاء سادة) جمع سيد وَهُوَ الَّذِي يفوق قومه فِي الْخَيْر والشرف أَي مقدمون فِي أَمر دين الله (ومجالستهم زِيَادَة) فِي الْعلم وَمَعْرِفَة الدّين (الْقُضَاعِي عَن عَليّ) // (غَرِيب جدا وَالأَصَح وَقفه) //
(الْأَيْدِي ثَلَاثَة فيد الله) هِيَ (الْعليا) لِأَنَّهُ الْمُعْطِي (وَيَد الْمُعْطِي الَّتِي تَلِيهَا) فِيهِ حث على التَّصَدُّق (وَيَد السَّائِل الَّتِي تَلِيهَا) فِيهِ زجر للسَّائِل(1/426)
عَن سُؤال الْخلق وَالرُّجُوع إِلَى الْحق (فأعط الْفضل) أَي الْفَاضِل عَن نَفسك وَعَن من تلزمك مُؤْنَته (وَلَا تعجز عَن نَفسك) بِفَتْح التَّاء وَكسر الْجِيم أَي لَا تعجز بعد عطيتك عَن مُؤنَة نَفسك وَمن عَلَيْك مُؤْنَته بِأَن تُعْطِي مَالك كُله ثمَّ تعول على السُّؤَال (حم د ك عَن مَالك بن نَضْلَة) بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْمُعْجَمَة وَالِد أبي الْأَحْوَص صَحَابِيّ قَلِيل الحَدِيث
(الايمان أَن تؤمن) لَيْسَ هُوَ من تَعْرِيف الشَّيْء بِنَفسِهِ لِأَن الأول لغَوِيّ وَالثَّانِي شَرْعِي (بِاللَّه) أَي بِأَنَّهُ وَاحِد ذاتا وصفات وأفعالا (وَمَلَائِكَته) أَي بِأَن تِلْكَ الْجَوَاهِر العلوية النورانية عباد الله لَا كَمَا زعم الْمُشْركُونَ من ألوهيتهم (وَكتبه) بِأَنَّهَا كَلَام الله الأزلي الْقَائِم بِذَاتِهِ المنزه عَن الْحَرْف وَالصَّوْت أنزلهَا على بعض رسله (وَرُسُله) بِأَنَّهُ أرسلهم إِلَى الْخلق لهدايتهم وتكميل معاشهم ومعادهم وَأَنَّهُمْ معصومون وَقدم الْمَلَائِكَة لَا للتفضيل بل للتَّرْتِيب الْوَاقِع فِي الْوُجُود (و) (تؤمن بِالْيَوْمِ الآخر) وَهُوَ من وَقت الْحَشْر إِلَى مَا لَا يتناهى أَو إِلَى أَن يدْخل أهل الْجنَّة الْجنَّة وَالنَّار النَّار (وتؤمن بِالْقدرِ) حلوه ومره (خَيره وشره) بِالْجَرِّ بدل من الْقدر أَي بِأَن مَا قدر فِي الْأَزَل لَا بُد مِنْهُ وَمَا لم يقدر فوقوعه محَال وَبِأَنَّهُ تَعَالَى قدر الْخَيْر وَالشَّر (م 3 عَن عمر) بن الْخطاب
(الايمان أَن تؤمن بِاللَّه وَمَلَائِكَته وَكتبه وَرُسُله) من الْبشر (وتؤمن بِالْجنَّةِ وَالنَّار) أَي بِأَنَّهُمَا موجودتان الْآن وأنهما باقيتان لَا تفنيان (وَالْمِيزَان) أَي بِأَن وزن الْأَعْمَال حق (وتؤمن بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت) الَّذِي كذب بِهِ كثير فاختل نظامهم ببغي بَعضهم على بعض (وتؤمن بِالْقدرِ خَيره وشره) أَي بِأَن تعتقد أَن ذَلِك كُله بارادة الله تَعَالَى وخلقه تَعَالَى مَا شَاءَ الله كَانَ وَمَا لم يَشَأْ لم يكن (هَب عَن عمر) بن الْخطاب
(الايمان معرفَة) وَفِي رِوَايَة لِابْنِ مَاجَه أَيْضا بدل معرفَة عقد (بِالْقَلْبِ وَقَول بِاللِّسَانِ وَعمل بالأركان) قَالَ ابْن حجر المُرَاد أَن الْأَعْمَال شَرط فِي كَمَاله وَأَن الاقرار اللساني يعرب عَن التَّصْدِيق النفساني (هـ طب عَن عَليّ) قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ مَوْضُوع ونوزع
(الايمان بِاللَّه الاقرار بِاللِّسَانِ وتصديق بِالْقَلْبِ وَعمل بالأركان) المُرَاد بذلك الايمان الْكَامِل فاعتبار مجموعها على وَجه التَّكْمِيل لَا الركنية (الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد واه) //
(الايمان) أَي ثمراته وفروعه (بضع) بِكَسْر الْمُوَحدَة وتفتح عدد مُبْهَم مُقَيّد بِمَا بَين الثَّلَاث إِلَى التسع وَقيل إِلَى الْعشْر (وَسَبْعُونَ) بِتَقْدِيم السِّين (شُعْبَة) بِضَم أَوله خصْلَة أَو قطعت وَأَرَادَ بِالْعدَدِ التكثير لَا التَّحْدِيد (فأفضلها قَول لَا إِلَه إِلَّا الله) أَي أفضل الشّعب هَذَا الذّكر فَوضع القَوْل مَوضِع الذّكر لَا مَوضِع الشَّهَادَة لِأَنَّهَا من أَصله لَا من شعبه والتصديق القلبي خَارج مِنْهَا اجماعا (وَأَدْنَاهَا) أدونها مِقْدَارًا (اماطة الْأَذَى) أَي إِزَالَة مَا يُؤْذِي كشوك (عَن الطَّرِيق) أَي الْمُلُوك (وَالْحيَاء) بالمذ (شُعْبَة من الايمان) أَي الْحيَاء الايماني وَهُوَ الْمَانِع من فعل الْقَبِيح بِسَبَب الايمان لَا النفساني الْمَخْلُوق فِي الجبلة وأفرده بِالذكر لِأَنَّهُ كالداعي إِلَى جَمِيع الشّعب (م د ن هـ عَن أبي هُرَيْرَة
(الايمان يمَان) أَي مَنْسُوب إِلَى أهل الْيمن لاذعانهم إِلَى الايمان من غير كلفة (ق عَن ابْن مَسْعُود) قَالَ الْمُؤلف وَهُوَ متواتر
(الايمان قيد الفتك) أَي يمْنَع من الفتك الَّذِي هُوَ الْقَتْل بعد الامان غدرا كَمَا يمْنَع الْقَيْد من التَّصَرُّف (لَا يفتك مُؤمن) خبر بِمَعْنى النَّهْي لِأَنَّهُ مُتَضَمّن للمكر والخديعة أَو هُوَ نهى والفتك بكعب بن الْأَشْرَف وَغَيره كَانَ قبل النهى (تخ د ك عَن أبي هُرَيْرَة حم عَن الزبير) ابْن الْعَوام (وَعَن مُعَاوِيَة) // (وَإِسْنَاده جيد)
(الايمان الصَّبْر والسماحة) أَي الصَّبْر عَن الْمَحَارِم - - _ هوامش قَوْله لِأَن الأول لغَوِيّ الخ الظَّاهِر الْعَكْس اه(1/427)
والسماح بأَدَاء الْفَرَائِض (ع طب فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق عَن جَابر) // (باسناد ضَعِيف) //
(الايمان بِالْقدرِ) بِفتْحَتَيْنِ (نظام التَّوْحِيد) إِذْ لَا يتم نظامه إِلَّا باعتقاد أَن الله مُنْفَرد بايجاد الْأَشْيَاء وان كل نعْمَة من الله فضل وكل نقمة مِنْهُ عدل وَأَنه أعلم بطباع خلقه وَأَنه غير ملوم وَلَا مطعون عَلَيْهِ وَله تكليفهم بِمَا شَاءَ (فرعن أبي هُرَيْرَة) // (باسناد فِيهِ لين بل قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ واه) //
(الايمان بِالْقدرِ يذهب الْهم والحزن) لِأَن العَبْد إِذا علم أَن مَا قدر فِي الْأَزَل لَا بُد مِنْهُ وَمَا لم يقدر يَسْتَحِيل وُقُوعه استراحت نَفسه وَذهب حزنه على الْمَاضِي وَلم يهتم للمتوقع (ك فِي تَارِيخه والقضاعي عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد واه) //
(الايمان عفيف عَن الْمَحَارِم عفيف عَن المطامع أَي شَأْن أَهله تجنب الْمُحرمَات والاكتفاء بالكفاف (حل عَن مُحَمَّد بن النَّضر الْحَارِثِيّ) الصُّوفِي الزَّاهِد (مُرْسلا)
(الايمان بِالنِّيَّةِ وَاللِّسَان) أَي يكون بِتَصْدِيق الْقلب والنطق بِالشَّهَادَتَيْنِ (وَالْهجْرَة) من بِلَاد الْكفْر إِلَى بِلَاد الاسلام تكون (بِالنَّفسِ وَالْمَال) مَتى تمكن من ذَلِك فَإِن لم يتَمَكَّن إِلَّا بِنَفسِهِ فَقَط هَاجر بهَا لِأَن الميسور لَا يسْقط بالمعسور (عبد الْخَالِق بن زَاهِر الشحناني) بِضَم الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمُهْملَة ثمَّ نون مُحدث مَشْهُور (فِي الْأَرْبَعين عَن عمر) بن الْخطاب
(الايمان وَالْعَمَل أَخَوان) أَي (شريكان فِي قرن) وَاحِد (لَا يقبل أَحدهمَا إِلَّا بِصَاحِبِهِ) لِأَن الْعَمَل بِدُونِ الايمان الَّذِي هُوَ تَصْدِيق الْقلب لَا أثر لَهُ والتصديق بِلَا عمل لَا يَكْفِي أَي فِي الْكَمَال (ابْن شاهين فِي) كتاب (السّنة عَن على) // (وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا الْحَاكِم وَغَيره) // فِي // (الايمان وَالْعَمَل قرينان لَا يصلح كل وَاحِد مِنْهُمَا إِلَّا مَعَ صَاحبه) وهما الخلطان اللَّذَان يتركب مِنْهُمَا الْأَدْوِيَة لأمراض الْقُلُوب (ابْن شاهين) فِي السّنة (عَن مُحَمَّد بن عَليّ مُرْسلا) وَهُوَ ابْن الْحَنَفِيَّة
(الايمان نِصْفَانِ فَنصف فِي الصَّبْر وَنصف فِي الشُّكْر) أَي ماهيته مركبة مِنْهُمَا لِأَن الايمان اسْم لمجموع القَوْل وَالْعَمَل وَالنِّيَّة وَهِي ترجع إِلَى شطرين فعل وَترك فالفعل الْعَمَل بِالطَّاعَةِ وَهُوَ حَقِيقَة الشُّكْر وَالتّرْك الصَّبْر عَن الْمعْصِيَة وَالدّين كُله فِي هذَيْن (هَب عَن أنس) وَفِيه يزِيد الرقاشِي مَتْرُوك // (وَرَوَاهُ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ بِلَفْظ نِصْفَانِ نصف للشكر وَنصف للصبر وَبِه يتقوى
(الايماء خِيَانَة) أَي الاشارة بِنَحْوِ عين أَو حَاجِب خُفْيَة من الْخِيَانَة الْمنْهِي عَنْهَا (لَيْسَ لنَبِيّ أَن يومىء) قَالَه لما أَمر بقتل ابْن أبي سرح يَوْم الْفَتْح وَكَانَ رجل من الْأَنْصَار نذر أَن رَآهُ أَن يقْتله فشفع فِيهِ عُثْمَان وَقد أَخذ الْأنْصَارِيّ بقائم السَّيْف ينْتَظر النَّبِي مَتى يومىء إِلَيْهِ فَقَالَ النَّبِي للْأَنْصَار هَل لَا وفيت بِنَذْرِك قَالَ انتظرت مَتى تومىء فَذكره (ابْن سعد عَن سعيد بن الْمسيب) بِفَتْح الْيَاء عِنْد الْأَكْثَر (مُرْسلا) // (وَفِيمَا ابْن جدعَان ضَعَّفُوهُ) //
(الْأَئِمَّة من قُرَيْش أبرارها أُمَرَاء أبرارها وفجارها أُمَرَاء فجارها) هَذَا على جِهَة الاخبار عَنْهُم لَا على طَرِيق الحكم فيهم أَي إِذا أصلح النَّاس وبروا وليهم الأخيار وَإِذا فسدوا وليهم الأشرار (وَإِن أمرت عَلَيْكُم قُرَيْش عبد حَبَشِيًّا مجدعا) بجيم ودال مَقْطُوع الْأنف أَو غَيره (فَاسْمَعُوا لَهُ وَأَطيعُوا مَا لم يُخَيّر أحدكُم بَين إِسْلَامه وَضرب عُنُقه فَإِن خير بَين إِسْلَامه وَضرب عُنُقه فليقدم عُنُقه) ليضْرب بِالسَّيْفِ وَلَا يرْتَد عَن الاسلام وَلَا طَاعَة لمخلوق فِي مَعْصِيّة الْخَالِق بِحَال (ك هق عَن عَليّ) قَالَ // (الْحَاكِم صَحِيح وَتعقب بِأَنَّهُ مُنكر) //
(الايم) أَي الثّيّب بِأَيّ طَرِيق كَانَ (أَحَق بِنَفسِهَا من وَليهَا) فِي الرَّغْبَة والزهد فِي النِّكَاح وَفِي اخْتِيَار الزَّوْج لَا فِي العقد لِأَن مُبَاشَرَته لوَلِيّهَا (وَالْبكْر) الْبَالِغ (تستأذن فِي نَفسهَا) أَي يستأذنها وَليهَا فِي تَزْوِيجه إِيَّاهَا أياً كَانَ(1/428)
أَو غَيره (وأذنها صماتها) أَي وصماتها بِمَنْزِلَة أذنها لِأَنَّهَا تَسْتَحي أَن تفصح (مَالك حم م 4 عَن ابْن عَبَّاس)
(الْأَيْمن فالأيمن) أَي ابدؤوا بالأيمن أَو قدمُوا الْأَيْمن يَعْنِي من على الْيَمين فِي نَحْو شرب فَهُوَ مَنْصُوب وروى مَرْفُوعا وَخَبره مَحْذُوف أَي الْأَيْمن أَحَق وكرره ثَلَاثًا للتَّأْكِيد إِشَارَة إِلَى ندب الْبدَاءَة بالأيمن وَلَو مفضولا (مَالك حم ق 4 عَن أنس) قَالَ أَتَى النَّبِي بِلَبن وَعَن يَمِينه أَعْرَابِي وَعَن شِمَاله أَبُو بكر فَشرب ثمَّ أعْطى الْأَعرَابِي فَذكره وَالله تَعَالَى أعلم وَأحكم
(حرف الْبَاء)
{بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم مِفْتَاح كل كتاب} أَي لفظ الْبَسْمَلَة قد افْتتح بِهِ كل كتاب من الْكتب السماوية الْمنزلَة على الْأَنْبِيَاء قَالَ صَاحب الِاسْتِغْنَاء فِي شرح الْأَسْمَاء الْحسنى عَن شَيْخه التنوخي أجمع عُلَمَاء كل مِلَّة أَن الله افْتتح كل كتاب بالبسملة (خطّ فِي الْجَامِع) لِآدَابِ الرَّاوِي وَالسَّامِع (عَن أبي جَعْفَر معضلا
(بَاب أمتِي) أَي بَاب الْجنَّة الْمُخْتَص بأمتي من بَين الْأَبْوَاب وَهُوَ الْمُسَمّى بَاب الرَّحْمَة فَهُوَ خَاص بهم ويشاركون غَيرهم فِي بَقِيَّة الْأَبْوَاب (الَّذِي يدْخلُونَ مِنْهُ الْجنَّة) بعد الِانْصِرَاف من الْموقف (عرضه) أَي مساحة عرضه (مسيرَة الرَّاكِب المجود) أَي صَاحب الْجواد وَهُوَ الْفرس الْجيد وَالْمرَاد الرَّاكِب الَّذِي يجود ركض الْفرس الْجيد (ثَلَاثًا) من الْأَيَّام بلياليها (ثمَّ إِنَّهُم ليضغطون) أَي ليعتصرون (عَلَيْهِ) أَي ذَلِك الْبَاب (حَتَّى تكَاد مناكبهيم تَزُول) لشدَّة الزحام (ت عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَاسْتَغْرَبَهُ وَقَالَ سَأَلت عَنهُ البُخَارِيّ فَلم يعرفهُ
(بَابَانِ معجلان عقوبتهما فِي الدُّنْيَا) أَي قبل موت فاعلهما (الْبَغي) أَي مُجَاوزَة الْحَد فِي الظُّلم (والعقوق) للْوَالِدين وَأَن عليا أَو أَحدهمَا إيذاؤهما ومخالفتهما فِيمَا لَا يُخَالف الشَّرْع (ك عَن أنس) وَقَالَ // (صَحِيح وأقروه) //
(بَادرُوا) أَي سابقوا وتعجلوا (الصُّبْح بالوتر) أَي سابقوا بِهِ بِأَن توقعوه قبل دُخُول وقته (م ت عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(بَادرُوا) أَي أَسْرعُوا (بِصَلَاة الْمغرب) أَي بِفِعْلِهَا (قبل طُلُوع النَّجْم) أَي ظُهُوره للناظرين فَإِن الْمُبَادرَة بهَا مَنْدُوبَة لضيق وَقتهَا وَيبقى وَقتهَا إِلَى مغيب الشَّفق (حم قطّ عَن أبي أَيُّوب) الْأنْصَارِيّ وَفِيه ابْن لَهِيعَة لَكِن لَهُ شَاهد
(بَادرُوا أَوْلَادكُم بالكنى) بِالضَّمِّ أَي بِوَضْع كنية حَسَنَة للْوَلَد من صغره (قبل أَن تغلب عَلَيْهِم الألقاب) أَي قبل أَن يكبروا فيلقبهم النَّاس بألقاب غير مرضية وَالْأَمر للإرشاد وكما يَنْبَغِي مبادرتهم بالكنى يَنْبَغِي مبادرتهم بتعليم الْأَدَب وَمن ثمَّ قيل بَادرُوا بتأديب الْأَطْفَال قبل تراكم الأشغال (قطّ فِي الْإِفْرَاد عد عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (بِإِسْنَاد ضَعِيف جدا) //
(بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ فتنا كَقطع اللَّيْل المظلم) أَي وُقُوع فتن مظْلمَة سَوْدَاء وَالْمرَاد الْحَث على الْعَمَل الصَّالح قبل تعذره أَو تعسره بِمَا يحدث من الْفِتَن المتراكمة كتراكم ظلام اللَّيْل (يصبح الرجل) يَعْنِي الْإِنْسَان فِيهَا مُؤمنا وبمسى كَافِرًا ويمسى مُؤمنا وَيُصْبِح كَافِرًا) اى لعظمها يَنْقَلِب الانسان من الْإِيمَان للكفر وَعَكسه فِي الْيَوْم الْوَاحِد يَبِيع أحدهم دينه بِعرْض) بِفَتْح الرَّاء (من الدُّنْيَا قَلِيل) أَي بِقَلِيل من حطامها وَالْعرض مَا عرض لَك من مَنَافِع الدُّنْيَا (حم م ت عَن أبي هُرَيْرَة)
(بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ هرما) أَي كبرا وعجزاً (ناغصا) بغين مُعْجمَة وصاد مُهْملَة أَي مكدراً (وموتاً خالساً) بخاء مُعْجمَة أَي يخلسكم بِسُرْعَة على غَفلَة كَأَنَّهُ يخطف الْحَيَاة بهجومه (ومرضاً حابساً) أَي معّوقاً(1/429)
مَانِعا (وتسويفاً مؤيساً) هُوَ قَول الرجل سَوف أفعل فَلَا يعْمل إِلَى أَن يَأْتِيهِ أَجله فييأس من ذَلِك وَفِيه ندب الْمُبَادرَة بِالْأَعْمَالِ والأمور المهمة حذرا من الْفَوْت وَحُصُول النَّدَم كَمَا قيل
(أَصبَحت تنفخ فِي رمادك بَعْدَمَا ... ضيعت حظك من وقود النَّار)
وَقَالَ بَعضهم
(الْمَرْء تَلقاهُ مضياعاً لفرصته ... حَتَّى إِذا فَاتَ أَمر عَاتب القدرا)
(هَب عَن أبي أُمَامَة)
(بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتا) أَي انكمشوا بِالْعَمَلِ الصَّالح قبل وُقُوعهَا (طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا) فَإِنَّهَا إِذا طلعت مِنْهُ لَا ينفع نفسا إيمَانهَا لم تكن آمَنت من قبل (وَالدُّخَان) بِالتَّخْفِيفِ أَي ظُهُوره (ودابة الأَرْض والدجال) أَي خروجهما (وَخُوَيصة أحدكُم) تَصْغِير خَاصَّة بِسُكُون الْيَاء لِأَن يَاء التصغير لَا تكون إِلَّا سَاكِنة وَالْمرَاد حَادِثَة الْمَوْت الَّتِي تخص الْإِنْسَان (وَأمر الْعَامَّة) الْقِيَامَة لِأَنَّهَا تعم الْخَلَائق أَو الْفِتْنَة الَّتِي تعمي وتصمّ (حم م عَن أبي هُرَيْرَة
(بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ سِتا) من أَشْرَاط السَّاعَة (إِمَارَة السُّفَهَاء) بِكَسْر الْهمزَة أَي ولايتهم على الرّقاب (وَكَثْرَة الشَّرْط) بِضَم فَسُكُون أَو فَفتح أعوان الْوُلَاة وَالْمرَاد كثرتهم بِأَبْوَاب الْأُمَرَاء فيتكثر الظُّلم (وَبيع الحكم) بِأخذ الرِّشْوَة عَلَيْهِ (واستخفافاً بِالدَّمِ) أَي بِحقِّهِ بِأَن لَا يقْتَصّ من الْقَاتِل (وَقَطِيعَة الرَّحِم) أَي الْقَرَابَة بإيذاء أَو هجر وَنَحْو ذَلِك (ونشوا يتخذون الْقُرْآن) أَي قِرَاءَته (مَزَامِير) أَي يتغنون بِهِ ويتمشدقون ويأتون بِهِ بنغمات مطربة (يقدّمون) يَعْنِي النَّاس الَّذين هم أهل ذَلِك الزَّمَان (أحدهم لِيُغنيَهُمْ) بِالْقُرْآنِ بِحَيْثُ يخرجُون الْحُرُوف عَن موضوعها وَيزِيدُونَ وينقصون لأجل الألحان (وَإِن كَانَ) أَي المقدّم (أقلهم فقهاً) لِأَن غرضهم تلذذ الأسماع بِتِلْكَ الألحان والأوضاع (طب عَن عَابس) بِعَين مُهْملَة وموحدة مَكْسُورَة ثمَّ مُهْملَة ابْن العبس (الْغِفَارِيّ) بِكَسْر الْغَيْن الْمُعْجَمَة مخففاً نزيل الْكُوفَة
(بَادرُوا بِالْأَعْمَالِ سبعا) أَي سابقوا وُقُوع الْفِتَن بالاشتغال بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَة واهتموا بهَا قبل حلولها (مَا) فِي رِوَايَة هَل (ينتظرون) بمثناة تحتية بِخَط الْمُؤلف (إِلَّا فقرا منسياً) بِفَتْح أَوله أَي نسيتموه ثمَّ يأتيكم فَجْأَة (أَو غنى مطغياً) أَي موقعاً فِي الطغيان (أَو مَرضا مُفْسِدا) للمزاج مشغلاً للحواس (أَو هرماً مفنداً) أَي موقعاً فِي الْكَلَام المحرّف عَن سنَن الصِّحَّة من الخرف والهذيان (أَو موتا مجهزاً) بجيم وزاي آخِره أَي سَرِيعا يَعْنِي فَجْأَة (أَو الدَّجَّال) أَي خُرُوجه (فَإِنَّهُ شَرّ منتظر) بل هُوَ أعظم الشرور المنتظرة كَمَا يَأْتِي فِي خبر (أَو السَّاعَة والساعة أدهى وَأمر) وَالْقَصْد الْحَث على البدار بِالْعَمَلِ الصَّالح قبل حُلُول شَيْء من ذَلِك وَأخذ مِنْهُ ندب تَعْجِيل الْحَج (ت ك عَن أبي هُرَيْرَة) // (وَصَححهُ وأقروه) //
(باكروا بِالصَّدَقَةِ) سارعوا بهَا (فَإِن الْبلَاء لَا يتخطاها) تَعْلِيل لِلْأَمْرِ بالتبكير وَهُوَ تَمْثِيل جعلت الصَّدَقَة وَالْبَلَاء كفرسي رهان فَأَيّهمَا سبق لم يلْحقهُ الآخر وَلم يتخطه (طس عَن عَليّ هَب عَن أنس) بِإِسْنَاد // (ضَعِيف بل قيل بِوَضْعِهِ) //
(باكروا فِي طلب الرزق والحوائج) أَي اطلبوهما فِي أول النَّهَار
(فَإِن الغدو بركَة ونجاح) أَي هُوَ مَظَنَّة الظفر بِقَضَاء الْحَوَائِج واستدرار الرزق وَذَلِكَ لِأَن حَالَة الإقبال حَالَة ابْتِدَاء وَتمكن وَحَالَة الإدبار حَالَة انْتِهَاء وَزَوَال وَلِهَذَا قَالَ الْحُكَمَاء ان السَّعْي فِي الْحَاجة قبل الزَّوَال أنجح مِنْهُ بعده وكرهوا الْحَرَكَة أَوَاخِر النَّهَار قَالَ الشَّاعِر(1/430)
(بكرا صَاحِبي قبل الهجير ... إِن ذَاك النجاح فِي التبكير)
وَأول النَّهَار شباب وَقُوَّة وَآخره مشيب وهرم (طس عد عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف إِسْمَاعِيل بن قيس) //
(بِحَسب الْمَرْء) أَي يَكْفِيهِ فِي الْخُرُوج عَن عُهْدَة الْوَاجِب وَالْبَاء زَائِدَة (إِذا رأى مُنْكرا) يَعْنِي علم بِهِ وَالْحَال أَنه (لَا يَسْتَطِيع لَهُ تغييراً) بِيَدِهِ وَلَا بِلِسَانِهِ (أَن يعلم الله) من نِيَّته (أَنه لَهُ مُنكر) بِقَلْبِه لِأَن ذَلِك مقدوره فيكرهه بِقَلْبِه (تخ طب عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف الرّبيع بن سهل) //
(بِحَسب امرىء من الْإِيمَان) أَي يَكْفِيهِ مِنْهُ من جِهَة القَوْل (أَن يَقُول رضيت بِاللَّه رَبًّا) لَا شريك لَهُ (وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولا وَبِالْإِسْلَامِ دينا) أتدين بأحكامه دون غَيره من الْأَدْيَان فَإِذا قَالَ ذَلِك بِلِسَانِهِ أجريت عَلَيْهِ أَحْكَام الْإِيمَان الدُّنْيَوِيَّة فَإِن اقْترن بِهِ تَصْدِيق قلبِي صَار مُؤمنا حَقًا (طس عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بِحَسب امرىء من الشَّرّ) أَي يَكْفِيهِ مِنْهُ فِي أخلاقه ومعاشه ومعاده (أَن يشار إِلَيْهِ بالأصابع) أَي يُشِير النَّاس بَعضهم لبَعض إِلَيْهِ بأصابعهم (فِي دين أَو دنيا) فَيَقُولُونَ هَذَا فلَان العابد أَو الْعَالم ويطرون فِي مدحه فَإِن ذَلِك بلَاء ومحنة لَهُ (إِلَّا من عصمه الله نعالى) بِحَيْثُ صَار لَهُ ملكة يقتدر بهَا على قهر نَفسه بِحَيْثُ لَا يلْتَفت إِلَى ذَلِك وَلَا يستفزه الشَّيْطَان بِسَبَبِهِ وَقيل المُرَاد أَنه إِنَّمَا يشار إِلَيْهِ فِي دين لكَونه أحدث بِدعَة فيشار إِلَيْهِ بهَا وَفِي دنيا لكَونه أحدث مُنْكرا غير مُتَعَارَف بَينهم (هَب عَن أنس) // (بِإِسْنَاد فِيهِ مُتَّهم (د عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد فِيهِ مَتْرُوك) //
(بِحَسب امرىء يَدْعُو) أَي يَكْفِيهِ إِذا أَرَادَ أَن يَدْعُو (أَن يَقُول اللَّهُمَّ اغْفِر لي وارحمني وأدخلني الْجنَّة) فَإِنَّهُ لم يتْرك شَيْئا يهتم بِهِ إِلَّا وَقد دَعَا بِهِ (طب عَن السَّائِب بن يزِيد) بن سعد الْمَعْرُوف بِابْن أُخْت نمر وَرِجَاله رجال الصَّحِيح غير ابْن لَهِيعَة // (وَفِيه ضَعِيف) //
(بِحَسب أَصْحَابِي الْقَتْل) أَي يَكْفِي المخطىء مِنْهُم فِي قِتَاله فِي الْفِتَن الْقَتْل فَإِنَّهُ كَفَّارَة لذنوبه أما الْمُصِيب فشهيد (حم طب عَن سعيد بن زيد) // (بأسانيد أحد رجالها ثِقَات) //
(بخ بخ) كلمة تقال للمدح وَالرِّضَا وتكرر للْمُبَالَغَة فَإِن وصلت جرت ونونت وَرُبمَا شددت (لخمس) من الْكَلِمَات (مَا أثقلهن) أَي أرجحهن (فِي الْمِيزَان) يَوْم الْقِيَامَة (لَا إِلَه إِلَّا الله وَسُبْحَان الله وَالْحَمْد لله وَالله أكبر) يَعْنِي ثوابهن يجسد ثمَّ يُوزن فيرجح على جَمِيع الْأَعْمَال وَكَذَا يُقَال فِي قَوْله (وَالْولد الصَّالح) أَي الْمُسلم (يتوفى للمرء) يَعْنِي الرجل وَمثله الْأُنْثَى (الْمُسلم فيحتسبه) عِنْد الله تَعَالَى صَابِرًا على مَا مَسّه من حرقة فَقده (الْبَزَّار عَن ثَوْبَان) مولى الْمُصْطَفى // (بِإِسْنَاد حسن) // (ن حب ك عَن أبي سلمى) رَاعى الْمُصْطَفى حمصي لَهُ صُحْبَة وَحَدِيث قيل واسْمه حُرَيْث (حم عَن أبي أُمَامَة)
(بخل النَّاس بِالسَّلَامِ) الَّذِي لَا كلفة فِيهِ وَلَا بذل مَال وَمن بخل بِهِ فَهُوَ بِغَيْرِهِ أبخل وَلِهَذَا قَالَ الشَّاعِر
(إِذا مَا بخلت برد السَّلَام ... فَأَنت ببذل الندى أبخل)
(حل عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بَرَاءَة من الْكبر لبوس) لفظ رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ لِبَاس (الصُّوف) بِقصد صَالح لَا إِظْهَارًا للزهد وإيهاماً للتعبد (ومجالسة فُقَرَاء الْمُؤمنِينَ) بِقصد إيناسهم وجبر خواطرهم (وركوب الْحمار) أَي أَو نَحوه كبرذون حقير (واعتقال العنز) أَو قَالَ الْبَعِير كَذَا هُوَ على شكّ فِي رِوَايَة مخرجه يَعْنِي اعتقاله ليحلب لبنه وَالْقَصْد أَن الْمَذْكُورَات بنية صَالِحَة تبعد فاعلها من التكبر (حل هَب عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضعفه الْمُنْذِرِيّ) //
(برىء من الشُّح) الَّذِي(1/431)
هُوَ أَشد الْبُخْل (من أدّى الزَّكَاة وقرى الضَّيْف وَأعْطى فِي النائبة) أَي أعَان إنْسَانا على مَا نابه من الْعَوَارِض وَفِيه دَلِيل على أَن الشُّح يدْخل تَحْتَهُ منع الْوَاجِب وَبِه ردّ على ابْن الْعَرَبِيّ قَوْله ان الْبُخْل منع الْوَاجِب وَالشح منع الْمُسْتَحبّ (هناد) فِي الزّهْد (ع طب عَن خَالِد بن زيد بن حَارِثَة) (بِإِسْنَاد حسن كَمَا فِي الْإِصَابَة لَكِن قيل إِن خَالِدا تَابِعِيّ) //
(بَرِئت الذِّمَّة) أَي ذمَّة أهل الْإِسْلَام (مِمَّن) أَي من مُسلم (أَقَامَ مَعَ الْمُشْركين) يَعْنِي الْكفَّار وخصهم لغلبتهم حِينَئِذٍ (فِي دِيَارهمْ) فَلم يُهَاجر مِنْهَا مَعَ تمكنه من الْهِجْرَة وَتَمام الحَدِيث قيل لم قَالَ لَا تترآى ناراهما وَكَانَت الْهِجْرَة فِي صدر الْإِسْلَام وَاجِبَة (طب عَن جرير) البَجلِيّ // (وَرَوَاهُ عَنهُ التِّرْمِذِيّ) //
(برّدوا طَعَامكُمْ) أَي أمهلوا بِأَكْلِهِ حَتَّى يبرد فَإِنَّكُم إِن فَعلْتُمْ ذَلِك (يُبَارك لكم فِيهِ) فَإِن الْحَار غير ذِي بركَة كَمَا مرّ فِي حَدِيث (عد عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بر الْحَج إطْعَام الطَّعَام وَطيب الْكَلَام) أَي إطْعَام الْمُسَافِرين ومخاطبتهم بالتلطف واللين (ك عَن جَابر) بن عبد الله
(برّ الْوَالِدين) بِالْكَسْرِ الْإِحْسَان إِلَيْهِمَا قولا وفعلاً (يَجْزِي من الْجِهَاد) أَي يَنُوب عَنهُ وَيقوم مقَامه وَهَذَا ورد جَوَابا لسائل اقْتضى حَاله ذَلِك وَإِلَّا فالجهاد أَعلَى (ش عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا) وَهَذَا ذُهُول من الْمُؤلف فقد عزاهُ الديلمي وَغَيره إِلَى الْحسن بن عَليّ فَلَا يكون مُرْسلا
(برّ الْوَالِدين يزِيد فِي الْعُمر) أَي فِي عمر الْبَار بِالنِّسْبَةِ لما فِي صحف الْمَلَائِكَة (وَالْكذب) الَّذِي لغير مصلحَة (ينقص الرزق) أَي يضيقه لِأَنَّهُ خِيَانَة والخيانة تجلب الْفقر كَمَا مر (وَالدُّعَاء) المتوفر الشُّرُوط والأركان المقبول (يردّ الْقَضَاء) الإلهي أَي غير المبرم فِي الْأَزَل كَمَا بَينه قَوْله (وَللَّه عز وَجل فِي خلقه قضاآن قَضَاء نَافِذ وَقَضَاء مُحدث) مَكْتُوب فِي صحف الْمَلَائِكَة أَو اللَّوْح فَهَذَا الَّذِي فِيهِ التَّغْيِير وَأما الأزلي المبرم فَلَا (وللأنبياء) وَالْمُرْسلِينَ (على الْعلمَاء) أَي أَصْحَاب عُلُوم الشَّرْع العاملين (فضل دَرَجَتَيْنِ) أَي زِيَادَة دَرَجَتَيْنِ أَي هم أَعلَى مِنْهُم بمنزلتين عظيمتين فِي الْآخِرَة (وللعلماء) الموصوفين بِمَا ذكر (على الشُّهَدَاء) فِي سَبِيل الله تَعَالَى بِقصد إعلاء كلمة الله تَعَالَى (فضل دَرَجَة) يَعْنِي هم أَعلَى مِنْهُم بِدَرَجَة فأعظم بِدَرَجَة تلِي النُّبُوَّة وَفَوق الشَّهَادَة (أَبُو الشَّيْخ) الْأَصْبَهَانِيّ (فِي) كتاب (التوبيخ عد عَن أبي هُرَيْرَة) // (وَضَعفه الْمُنْذِرِيّ) //
(برّوا آبَاءَكُم) أَي وأمهاتكم فَإِنَّكُم إِن فَعلْتُمْ ذَلِك (تبرّكم أبناؤكم) وكما تدين تدان (وعفوّا) عَن نسَاء النَّاس فَلَا تتعرضوا لَهُنَّ بِالزِّنَا (تعفّ نِسَاؤُكُمْ) عَن الرِّجَال لما ذكر (طس عَن ابْن عمر) // (بِإِسْنَاد حسن بل قيل صَحِيح وَوهم ابْن الْجَوْزِيّ) //
(برّوا آبَاءَكُم) أَي أصولكم (تبركم أبناؤكم وعفوا عَن النِّسَاء تعف نِسَاؤُكُمْ وَمن تنصل إِلَيْهِ) أَي انتقى من ذَنبه وَاعْتذر إِلَى أَخِيه (فَلم يقبل) اعتذاره (فَلَنْ يرد عليّ الْحَوْض) الْكَوْثَر يَوْم الْقِيَامَة وَفِيه وجوب الْإِيمَان بالحوض وَقد أنكرهُ بَعضهم وَمن أنكرهُ لم يردهُ (طب ك عَن جَابر) قَالَ الْحَاكِم // (صَحِيح وَابْن الْجَوْزِيّ مَوْضُوع) //
(بركَة الطَّعَام) أَي نموّه وَزِيَادَة نَفعه فِي الْبدن (الْوضُوء قبله) أَي تنظيف الْيَد بغسلها (وَالْوُضُوء بعده) كَذَلِك فَالْمُرَاد الْوضُوء اللّغَوِيّ وَفِيه رد على مَالك حَيْثُ قَالَ يكره قبله لِأَنَّهُ من فعل الْأَعَاجِم (حم د ت ك عَن سلمَان) الْفَارِسِي // (بِإِسْنَاد حسن وَقَول الْقُرْطُبِيّ لَا يَصح فِي هَذَا شَيْء مَمْنُوع) //
(بشرى الدُّنْيَا) كَذَا وقفت عَلَيْهِ بِخَط الْمُؤلف أَي بشرى الْمُؤمن فِي الدُّنْيَا (الرُّؤْيَا الصَّالِحَة) يَرَاهَا فِي منامة أَو ترى لَهُ (طب عَن أبي الدَّرْدَاء)
(بشر من شهد بَدْرًا) أَي حضر وقْعَة بدر لقِتَال الْكفَّار (بِالْجنَّةِ) أَي بِدُخُولِهَا من غير سبق عَذَاب لِأَن الله تَعَالَى(1/432)
اطلع عَلَيْهِم فَقَالَ اعْمَلُوا مَا شِئْتُم فقد غفرت لكم (قطّ فِي الْإِفْرَاد عَن أبي بكر) الصدّيق
(بشر هَذِه الْأمة) أمة الْإِجَابَة (بالسناء) بِالْفَتْح والمدّ ارْتِفَاع الْمنزلَة وَالْقدر (وَالدّين) أَي التَّمَكُّن فِيهِ (والرفعة) أَي الْعُلُوّ فِي الدَّاريْنِ (والنصر) على الْأَعْدَاء (والتمكين فِي الأَرْض فَمن عمل مِنْهُم عمل الْآخِرَة للدنيا) أَي جعل عمله الأخروي وَسِيلَة إِلَى تَحْصِيلهَا (لم يكن لَهُ فِي الْآخِرَة من نصيب لِأَنَّهُ لم يعْمل لَهَا (حم حب ك هَب عَن أبي) بن كَعْب وَرِجَال أَحْمد رجال الصَّحِيح
(بشر) خطاب عَام لم يرد بِهِ معِين (الْمَشَّائِينَ) بِالْهَمْز والمدّ من تكَرر مِنْهُ الْمَشْي إِلَى إِقَامَة الْجَمَاعَة (فِي الظُّلم) بِضَم الظَّاء وَفتح اللَّام جمع ظلمَة بسكونها أَي ظلمَة اللَّيْل (إِلَى الْمَسَاجِد بِالنورِ التَّام) الَّذِي يُحِيط بهم من جَمِيع جهاتهم أَي على الصِّرَاط لما قاسوا مشقة الْمَشْي فِي ظلمَة اللَّيْل جوزوا بِنور يضيء لَهُم ويحوطهم (يَوْم الْقِيَامَة د ت عَن بُرَيْدَة) وَرِجَاله ثِقَات (هـ ك عَن أنس وَعَن سهل بن سعد) السَّاعِدِيّ وَقَالَ // (صَحِيح على شَرطهمَا قَالَ الْمُؤلف وَهُوَ متواتر) //
(بطحان) بِضَم الْمُوَحدَة وَسُكُون الْمُهْملَة واداً بِالْمَدِينَةِ هَذِه رِوَايَة الْمُحدثين وَضَبطه أهل اللُّغَة بِفَتْح فَكسر (على بركَة من برك الْجنَّة) وَفِي رِوَايَة على ترعة من ترع الْجنَّة أَي يكون فِي الْآخِرَة هُنَالك (الْبَزَّار عَن عَائِشَة) وَفِيه راو مَجْهُول
(بعثت) أَي أرْسلت (أَنا والساعة) بِنصب السَّاعَة مفعول مَعَه وَرَفعه عطف على ضمير بعثت (كهاتين) الإصبعين السبابَة وَالْوُسْطَى يُرِيد أَن نِسْبَة تقدم بَعثه على قيام السَّاعَة كنسبة فضل احدى الاصبعين على الْأُخْرَى (حم ق ت عَن أنس) بن مَالك (حم ق عَن سهل بن سعد) السَّاعِدِيّ وَهُوَ متواتر
(بعثت إِلَى النَّاس) الْعَرَب والعجم (كَافَّة) قَالَ الإِمَام يخْتَص بالمكلف وَاعْترض (فَإِن لم يَسْتَجِيبُوا لى كلهم (فالى الْعَرَب) كَافَّة (فان لم يَسْتَجِيبُوا الى فالى قُرَيْش) الَّذين هم قومِي (فان لم يَسْتَجِيبُوا الى فالى بني هَاشم) أَي وَالْمطلب الَّذين هم آله (فَإِن لم يَسْتَجِيبُوا إِلَى فإليّ وحدي) أَي فَلَا أكلف حِينَئِذٍ إِلَّا نَفسِي وَلَا يضرني من خَالف وَكَانَ الْمُصْطَفى حكيماً يعرف أوضاع النَّاس فيأمر كلا بِمَا يصلح لَهُ أما فِي رُتْبَة الدعْوَة فَكَانَ يعتم لِأَنَّهُ بعث لإِثْبَات الْحجَّة فيدعو على الْإِطْلَاق وَلَا يخص بالدعوة من تفرس فِيهِ الْهِدَايَة (ابْن سعد) فِي طبقاته (عَن خَالِد بن معدان) بِفَتْح الْمِيم (مُرْسلا)
(بعثت من خير قُرُون بني آدم) أَي من خير طبقاتهم كائنين (قرنا فقرنا) طبقَة بعد طبقَة سمى قرنا لاقتران أمة بِأمة وعالم بعالم فِيهِ (حَتَّى كنت فِي الْقرن الَّذِي كنت فِيهِ) أَرَادَ تقلبه فِي الأصلاب أَبَا فأباً حَتَّى ظهر فِي الْقرن الَّذِي وجد فِيهِ فالفاء لترتيب فِي الْفضل على الترقي تقرباً من أبعد آبَائِهِ إِلَى أقربهم فأقربهم وَمَا أحسن مَا قَالَ بَعضهم
(قُرَيْش خِيَار بني آدم ... وَخير قُرَيْش بَنو هَاشم)
(وَخير بني هَاشم أَحْمد ... رَسُول الْإِلَه إِلَى الْعَالم)
(خَ عَن أبي هُرَيْرَة)
(بعثت بجوامع الْكَلم) الْقُرْآن سمى بِهِ لاحتواء لَفظه الْيَسِير على الْمَعْنى الْكثير (ونصرت بِالرُّعْبِ) أَي الْفَزع يلقى فِي قُلُوب أعدائى (وَبينا أَنا نَائِم أتيت بمفاتيح خَزَائِن الأَرْض) أَرَادَ مَا فتح على أمته من خَزَائِن كسْرَى وَقَيْصَر (فَوضعت) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي المفاتيح (فِي يَدي) بِالْإِفْرَادِ وَفِي رِوَايَة بالتثنية أَي حَقِيقَة أَو مجَازًا بِاعْتِبَار الِاسْتِيلَاء (ق ن عَن أبي هُرَيْرَة)
(بعثت بالحنيفية السمحة) أَي الشَّرِيعَة المائلة عَن كل دين بَاطِل فَهِيَ حنيفية فِي التَّوْحِيد سَمْحَة فِي الْعَمَل (وَمن خَالف سنتي طريقتي بِأَن شدّد وعقّد (فَلَيْسَ مني) أَي لَيْسَ من المتبعين لي(1/433)
فِيمَا أمرت بِهِ من اللين والرفق وَالْقِيَام بِالْحَقِّ والمساهلة مَعَ الْخلق وَفِيه أَن الْمَشَقَّة تجلب التَّيْسِير وَهِي إِحْدَى الْقَوَاعِد الْأَرْبَع الَّتِي رد القَاضِي حُسَيْن جَمِيع مَذْهَب الشَّافِعِي إِلَيْهَا (خطّ عَن جَابر // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لَكِن لَهُ شَوَاهِد) //
(بعثت بمداراة النَّاس) أَي خفض الْجنَاح ولين الْكَلِمَة لَهُم وَترك الإغلاظ عَلَيْهِم وَذَلِكَ من أَسبَاب الألفة واجتماع الْكَلِمَة وانتظام الْأَمر وَلِهَذَا قيل من لانت كَلمته وَجَبت محبته وَحسنت أحدوثته وظمئت الْقُلُوب إِلَى لِقَائِه وتنافست فِي مودته والمداراة تجمع الْأَهْوَاء المتفرقة وتؤلف الآراء المشتتة وَهِي غير المداهنة الْمنْهِي عَنْهَا (طب عَن جَابر) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بعثت بَين يَدي السَّاعَة بِالسَّيْفِ) خص نَفسه بِهِ وَإِن كَانَ غَيره من الْأَنْبِيَاء أَمر بِالْقِتَالِ لِأَنَّهُ لَا يبلغ مبلغه فِيهِ (حَتَّى يعبد الله تَعَالَى وَحده لَا شريك لَهُ) أَي وَيشْهد أَنِّي رَسُوله (وَجعل رِزْقِي تَحت ظلّ رُمْحِي) يَعْنِي الْغَنَائِم وَكَانَ سهم مِنْهَا لَهُ خَاصَّة وَالْمرَاد أَن مُعظم رزقه كَانَ مِنْهُ وَإِلَّا فقد كَانَ يَأْكُل من الْهِبَة والهدية وَغَيرهمَا (وَجعل الذل) أَي الهوان والخسران (وَالصغَار) بِالْفَتْح الضيم (على من خَالف أَمْرِي) وكما أَن الذلة مَضْرُوبَة على من خَالف فالعز مجعول لأهل طَاعَته ومتابعيه (وَمن تشبه بِقوم فَهُوَ مِنْهُم) أَي حكمه حكمهم لِأَن كل مَعْصِيّة مِيرَاث من أمة من الْأُمَم الَّتِي أهلكها الله تَعَالَى فَكل من لابس مِنْهَا شَيْئا فَهُوَ مِنْهُم (حم عَم طب عَن ابْن عمر) // (بِإِسْنَاد حسن وعلقه البُخَارِيّ
(بعثت دَاعيا) أَي بَعَثَنِي الله تَعَالَى دَاعيا لمن يُرِيد هدايته (ومبلغاً) مَا أوحاه إِلَيْهِ الْحق إِلَى الْخلق (وَلَيْسَ إِلَيّ من الْهدى شَيْء) لِأَنِّي عبد لَا أعلم المطبوع على قلبه من غَيره (وَخلق إِبْلِيس مزيناً) للدنيا والمعاصي ليضل بهَا من أَرَادَ الله إضلاله (وَلَيْسَ إِلَيْهِ من الضَّلَالَة شَيْء) فالرسل إِنَّمَا هم مستجلبون لأمر جبلات الْخلق وفطرهم فيبشرون من فطر على خير وينذرون من جبل على شَرّ والشيطان إِنَّمَا ينشر حبائله لأمر جبلات الْخلق وَكِلَاهُمَا لَا يسْتَأْنف أمرا لم يكن بل يظْهر أمرا كَانَ مغيباً (عق عد عَن عمر) بن الْخطاب // (وَفِيه ضعف وَانْقِطَاع) //
(بعثت مرحمة) للْعَالمين (وملحمة) أَي مقتلة لأعداء الله تَعَالَى (وَلم أبْعث تَاجِرًا) أَي أحترف بِالتِّجَارَة (وَلَا زارعاً) وَفِي رِوَايَة وَلَا زراعاً بِصِيغَة الْمُبَالغَة (الا) حرف تَنْبِيه (وَإِن شرار الْأمة) أَي من شرارهم (التُّجَّار) الَّذين لَيْسُوا بِأَهْل صدق وَلَا أَمَانَة أَو الَّذين يكثرون الْحلف على السّلْعَة (والزراعون إِلَّا من شح على دينه) أَي حرص عَلَيْهِ وَلم يفرط فِي شَيْء من أَحْكَامه بإهمال رعايته وَهَذَا يوهن مَا ذكره الْيَعْمرِي فِي سيرته عَن بَعضهم من أَنه كَانَ يزرع أَرض بني النَّضِير أَو خَيْبَر (حل عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لكنه منجبر بِتَعَدُّد طرْقَة
(بغض بني هَاشم وَالْأَنْصَار كفر) أَي حَقِيقَة أَن أبْغض بني هَاشم من حَيْثُ كَونهم آله عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَو أبْغض الْأَنْصَار من حَيْثُ كَونهم ظاهروه وناصروه وَإِلَّا فَالْمُرَاد كفر النِّعْمَة (وبغض الْعَرَب نفاق) حَقِيقَة إِن أبْغضهُم من حَيْثُ كَون النَّبِي مِنْهُم وَإِلَّا فَالْمُرَاد النِّفَاق العملي لَا الاعتقادي (طب عَن ابْن عَبَّاس) // (وَإِسْنَاده حسن صَحِيح) //
(بكاء الْمُؤمن) ناشيء (من قلبه) أَي من حزن قلبه (وبكاء الْمُنَافِق من هامته) أَي يُرْسِلهُ مَتى شَاءَ فَهُوَ يملك إرْسَاله دفْعَة (عق طب حل عَن حُذَيْفَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بَكرُوا بالإفطار) أَي تقدمُوا بِهِ وأوقعوه فِي أول وَقت الْفطر والتبكير التَّقَدُّم فِي أول الْوَقْت وَإِن لم يكن فِي أول النَّهَار (وأخروا السّحُور) أوقعوه آخر اللَّيْل مَا لم تقعوا فِي شكّ فِي طُلُوع الْفجْر وَالْأَمر للنَّدْب (عد عَن أنس) بن مَالك
(بَكرُوا(1/434)
بِالصَّلَاةِ فِي يَوْم الْغَيْم) أَي حَافظُوا عَلَيْهَا وقدّموها لِئَلَّا يخرج الْوَقْت وَأَنْتُم لَا تشعرون وَإِخْرَاج الصَّلَاة عَن وَقتهَا شَدِيد التَّحْرِيم سِيمَا الْعَصْر كَمَا يُشِير إِلَيْهِ قَوْله (فَإِنَّهُ من ترك صَلَاة الْعَصْر حَبط عمله) أَي بَطل ثَوَابه (حم هـ حب عَن بُرَيْدَة) بن الْحصيب الْأَسْلَمِيّ
(بلغُوا عني) أَي انقلوا عني مَا أمكنكم ليتصل بالأمة نقل مَا جِئْت بِهِ (وَلَو) أَي وَلَو كَانَ الْإِنْسَان إِنَّمَا يبلغ عني (آيَة) وَاحِدَة من الْقُرْآن وخصها لِأَنَّهَا أقل مَا يُفِيد فِي التَّبْلِيغ وَلم يقل وَلَو حَدِيثا لِأَن حَاجَة الْقُرْآن إِلَى التَّبْلِيغ أَشد (وحدّثوا عَن بني إِسْرَائِيل) بِمَا بَلغَكُمْ عَنْهُم مِمَّا وَقع لَهُم من الْأَعَاجِيب (وَلَا حرج) لَا ضيق عَلَيْكُم فِي التحديث بِهِ إِلَّا أَن يعلم أَنه كذب أَو وَلَا حرج أَن لَا تحدّثوا وإذنه هُنَا لَا يُنَافِي نَهْيه فِي خبر آخر لِأَن الْمَأْذُون فِيهِ التحدّث بقصصهم والمنهي عَنهُ الْعَمَل بِالْأَحْكَامِ لنسخها (وَمن كذب عَليّ مُتَعَمدا) يَعْنِي لم يبلغ حق التَّبْلِيغ وَلم يحتط فِي الْأَدَاء وَلم يراع صِحَة الْإِسْنَاد (فَليَتَبَوَّأ) بِسُكُون اللَّام (مَقْعَده من النَّار) أَي فَلْيدْخلْ فِي زمرة الْكَاذِبين نَار جَهَنَّم وَالْأَمر بالتبوي تهكم (حم خَ ت عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(بلوا أَرْحَامكُم) أَي ندوها بِمَا يجب أَن تندى بِهِ وواصلوها بِمَا يَنْبَغِي أَن توصل بِهِ (وَلَو بِالسَّلَامِ) اسْتعَار البلل للوصل كَمَا يستعار اليبس للقطيعة لِأَن الْأَشْيَاء تختلط بالنداوة وتتفرق باليبس (الْبَزَّار عَن ابْن عَبَّاس) بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف الغنوي (طب عَن أبي الطُّفَيْل) وَفِيه مَجْهُول (هَب عَن أنس) بن مَالك (وسُويد بن عَمْرو) الْأنْصَارِيّ وطرقه كلهَا ضَعِيفَة لَكِنَّهَا تقوّت
(بَنو هَاشم وَبَنُو الْمطلب شَيْء وَاحِد) أَي كشيء وَاحِد فِي الْكفْر وَالْإِسْلَام وَلم يُخَالف بَنو الْمطلب بني هَاشم فِي شَيْء أصلا فَلذَلِك شاركوهم فِي خمس الْخمس دون بني عبد شمس وَنَوْفَل أخوي هَاشم وَالْمطلب (طب عَن جُبَير بن مطعم) قَالَ لما قسم الْمُصْطَفى سهم ذَوي الْقُرْبَى بَينهمَا قلت أَنا وَعُثْمَان أَعْطَيْت بني الْمطلب وَتَرَكتنَا وَنحن وهم مِنْك بِمَنْزِلَة فَذكره وَهُوَ فِي البُخَارِيّ بِلَفْظ إِنَّمَا
(بني) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول أَي أسس (الْإِسْلَام على) دعائم أَو أَرْكَان (خمس) وَهِي خصاله الْمَذْكُورَة (شَهَادَة) بجره مَعَ مَا بعده بَدَلا من خمس وَهُوَ أولى ويصحح رَفعه بِتَقْدِير هِيَ أَو أَحدهَا وَلم يذكر الْجِهَاد مَعهَا لِأَنَّهَا فروض عَيْنِيَّة وَهُوَ كِفَايَة (أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله) وَلم يذكر الْإِيمَان بِالْمَلَائِكَةِ وَغَيرهم مِمَّا جَاءَ فِي خبر جِبْرِيل لِأَنَّهُ أَرَادَ بِالشَّهَادَةِ تَصْدِيق الرَّسُول بِكُل مَا جَاءَ بِهِ فيستلزم ذَلِك (وَأقَام) أَصله إِقَامَة حذفت تأوه للازدواج (الصَّلَاة) أَي المداومة عَلَيْهَا (وإيتاء) أَي إِعْطَاء (الزَّكَاة) أَهلهَا فَحذف للْعلم بِهِ ورتب الثَّلَاثَة فِي كل رِوَايَة لِأَنَّهَا وَجَبت كَذَلِك أَو تَقْدِيمًا للأفضل فَالْأَفْضَل (وَحج الْبَيْت) أَي الْكَعْبَة (وَصَوْم رَمَضَان) لم يذكر فيهمَا الِاسْتِطَاعَة لشهرتها وَوجه الْحصْر أَن الْعِبَادَة إِمَّا بدنية مَحْضَة كَصَلَاة أَو مَالِيَّة مَحْضَة كَزَكَاة أَو مركبة كالأخيرين (حم ق ت ن عَن ابْن عمر بن الْخطاب
(بورك لأمتي فِي بكورها) يَوْم الْخَمِيس كَذَا سَاقه ابْن حجر عازياً للطبراني فَسقط من قلم الْمُؤلف وَأما بِدُونِ لفظ الْخَمِيس فأخرجوه فِي السّنَن الْأَرْبَعَة خص البكور بِالْبركَةِ لكَونه وَقت النشاط وَفِي الْخَمِيس أعظم بركَة (طس عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد ضَعِيف (عبد الْغَنِيّ فِي) كتاب (الْإِيضَاح) أَي إِيضَاح الأشكال (عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(بَوْل الْغُلَام) الَّذِي لم يطعم غير لبن للتغذي وَلم يعبر حَوْلَيْنِ (ينضح) أَي يرش بِمَا يغلبه وَإِن لم يسل لِأَنَّهُ لَيْسَ لبوله عفونة تحْتَاج فِي إِزَالَتهَا إِلَى مُبَالغَة (وَبَوْل الْجَارِيَة) أَي الْأُنْثَى (يغسل) وجوبا كَسَائِر النَّجَاسَات لِأَن بولها الْغَلَبَة الْبرد على مزاجها أغْلظ وأنتن (هـ عَن أم كرز) وَفِيه كَمَا قَالَ(1/435)
مغلطاي انْقِطَاع
(بَيت لَا تمر فِيهِ جِيَاع أَهله) لكَونه أنفس الثِّمَار الَّتِي بهَا قوام أنفس الْأَبدَان مَعَ كَونه أغلب أقوات الْحجاز فِي ذَلِك الزَّمن (حم م ت د هـ عَن عَائِشَة)
(بَيت لَا صبيان فِيهِ) يَعْنِي لَا أَطْفَال فِيهِ ذُكُورا أَو إِنَاثًا (لَا بركَة فِيهِ) تَمَامه عِنْد مخرجه وَبَيت لَا خل فِيهِ قفار أَهله وَبَيت لَا تمر فِيهِ جِيَاع أَهله (أَبُو الشَّيْخ) فِي الثَّوَاب (عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بيع المحفلات) أَي المجموعات اللَّبن فِي ضروعها لإيهام كَثْرَة لَبنهَا وَتسَمى الْمُصراة (خلابة) أَي غش وخداع (وَلَا تحل الخلابة لمُسلم) يَعْنِي لَا يحل لمُسلم أَن يَفْعَلهَا بِهَذَا الْقَصْد وَيثبت للْمُشْتَرِي الْخِيَار (حم هـ عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بَين كل أذانين) أَي أَذَان وَإِقَامَة فغلب (صَلَاة) أَي وَقت صَلَاة أَو المُرَاد صَلَاة نَافِلَة ونكرت لتناول كل عدد نَوَاه الْمُصَلِّي من النَّفْل (لمن شَاءَ) أَن يُصَلِّي ذكره دفعا لتوهم الْوُجُوب (حم ق 4 عَن عبد الله بن مُغفل)
(بَين كل أذانين صَلَاة إِلَّا الْمغرب) فَإِنَّهُ لَيْسَ بَين أذانها وإقامتها صَلَاة بل تندب الْمُبَادرَة بالمغرب فِي أول وَقتهَا (الْبَزَّار عَن بُرَيْدَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بَين) وَفِي رِوَايَة مُسلم أَن بَين (الرجل) يَعْنِي الْإِنْسَان وَخص الرجل لِأَن الْخطاب مَعَه غَالِبا (وَبَين الشّرك) بِاللَّه تَعَالَى (وَالْكفْر) عطف عَام على خَاص وَكرر بَين لمزيد التَّأْكِيد (ترك الصَّلَاة) أَي تَركهَا وصلَة بَين العَبْد وَبَين الْكفْر يوصله إِلَيْهِ وَقد يُقَال لما يُوصل الشَّيْء بالشَّيْء هُوَ بَينهمَا وَأَن الصَّلَاة حائلة بَينه وَبَين الْكفْر فَإِذا تَركهَا زَالَ الْحَائِل أَو إِن فعله فعل الْكَفَرَة أَخذ بِظَاهِرِهِ أَحْمد فَكفر بِتَرْكِهَا (م د ت هـ عَن جَابر) وَلم يُخرجهُ البُخَارِيّ
(بَين الملحمة) بِفَتْح الميمين الْحَرْب أَي الْأَعْظَم كَمَا يُبينهُ قَوْله فِي رِوَايَة أُخْرَى الملحمة الْكُبْرَى وَهِي من اللَّحْم لِكَثْرَة لُحُوم الْمَوْتَى فِيهِ (وَفتح الْمَدِينَة) الْقُسْطَنْطِينِيَّة (سِتّ سِنِين وَيخرج الْمَسِيح الدَّجَّال فِي السَّابِعَة) يشكل بِخَبَر الملحمة الْكُبْرَى وَفتح الْمَدِينَة وَخُرُوج الدَّجَّال فِي سَبْعَة أشهر إِلَّا أَن يكون بَين أول الملحمة وَآخِرهَا سِتّ سِنِين وَيكون بَين آخرهَا وَفتح الْمَدِينَة قريبَة تكون مَعَ خُرُوج الدَّجَّال فِي سَبْعَة أشهر (حم د هـ عَن عبد الله بن بسر) بِضَم المواحده وَسُكُون الْمُهْملَة وَفِيه بَقِيَّة
(بَين الرُّكْن وَالْمقَام مُلْتَزم مَا يَدْعُو بِهِ صَاحب عاهة) أَي آفَة حسية أَو معنوية (إِلَّا بَرِيء) يَعْنِي اسْتُجِيبَ دعاؤه وبرىء من عاهته إِن صحب ذَلِك صدق نِيَّة وَقُوَّة يَقِين (طب عَن ابْن عَبَّاس)
(بَين العَبْد وَالْجنَّة) أَي دُخُولهَا (سبع عقبات) جمع عقبَة كَذَا فِي نسخ الْكتاب ثمَّ رَأَيْت خطّ الْمُؤلف عِقَاب (أهونها الْمَوْت وأصعبها الْوُقُوف بَين يَدي الله تَعَالَى إِذا تعلق المظلومون بالظالمين) يشكل بِحَدِيث الْقَبْر أول منزل من منَازِل الْآخِرَة فَإِن نجا مِنْهُ فَمَا بعده أَهْون (أَبُو سعيد النقاش) بِالْقَافِ (فِي مُعْجَمه وَابْن النجار عَن أنس) بن مَالك // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بَين يَدي السَّاعَة) أَي قدامها (أَيَّام الْهَرج) أَي الْفِتَن والشرور (حم طب عَن خَالِد بن الْوَلِيد)
(بَين يَدي السَّاعَة فتن) فَسَاد فِي الْأَهْوَاء والعقائد والمناصب (كَقطع اللَّيْل المظلم) أَي مظْلمَة سَوْدَاء فظيعة زَاد فِي رِوَايَة أَحْمد يصبح الرجل مُؤمنا ويمسي كَافِرًا أَو يُمْسِي مُؤمنا يَبِيع قوم دينهم بِعرْض من الدُّنْيَا يسير (ك عَن أنس) بن مَالك
(بَين يَدي السَّاعَة مسخ) تَحْويل صُورَة إِلَى أقبح مِنْهَا أَو مسخ الْقُلُوب (وَخسف) غور فِي الأَرْض (وَقذف) رمي بِالْحِجَارَةِ من السَّمَاء (هـ عَن ابْن مَسْعُود)
(بَين الْعَالم) الْعَامِل بِعِلْمِهِ (وَالْعَابِد) الْجَاهِل (سَبْعُونَ دَرَجَة) أَي هُوَ فَوْقه بسبعين منزلَة فِي الْجنَّة وَالْمرَاد بالسبعين التكثير (فر عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بَين كل(1/436)
رَكْعَتَيْنِ تَحِيَّة) أَي تشهد أَي الْأَفْضَل فِي النَّفْل التَّشَهُّد فِي كل رَكْعَتَيْنِ (هق عَن عَائِشَة)
(بئس) كلمة جَامِعَة للمذام (العَبْد عبد تخيل) بخاء مُعْجمَة أَي تخيل فِي نَفسه فضلا عَن غَيره (واختال) تكبر (وَنسي) الله (الْكَبِير المتعال) أَي نسي أَن الْكِبْرِيَاء والتعالي لَيْسَ إلاله (بئس العَبْد عبد تجبر) بِالْجِيم أَي جبر الْخلق على هَوَاهُ (واعتدى) فِي تجبره فَمن خَالفه قهره بقتل أَو غَيره (وَنسي الْجَبَّار الْأَعْلَى بئس العَبْد عبد سَهَا) باستغراقه فِي الْأَمَانِي وَجمع الحطام (وَلها) بإكبابه على اللَّهْو واللعب ونيل الشَّهَوَات (وَنسي الْمَقَابِر والبلا) فَلم يستعد ليَوْم نزُول قَبره وَلم يتَذَكَّر فِيمَا هُوَ صائر إِلَيْهِ من بَيت الوحشة والدود (بئس العَبْد عبد عتا) من العتو وَهُوَ التكبر والتجبر (وطغى) من الطغيان وَهُوَ مُجَاوزَة الْحَد (وَنسي الْمُبْتَدَأ والمنتهى) أَي نسي المبدا والمعاد وَمَا هُوَ صائر إِلَيْهِ بعد حشر الأجساد (بئس العَبْد عبد يحتل) بتحتية ثمَّ خاء مُعْجمَة فمثناة فوقية يطْلب (الدُّنْيَا بِالدّينِ) أَي يطْلب الدُّنْيَا بِعَمَل الْآخِرَة بخداع وحيلة (بئس العَبْد عبد يخْتل الدّين بِالشُّبُهَاتِ) أَي يتشبث بِالشُّبُهَاتِ ويؤول الْمُحرمَات (بئس العَبْد عبد طمع يَقُودهُ) أَي يَقُودهُ طمع (بئس العَبْد عبد هوى يضله) أَي يضله هُوَ بِالْقصرِ هوى النَّفس (بئس العَبْد عبد رغب) بِفَتْح الرَّاء والغين الْمُعْجَمَة (بذله) بِضَم أَوله وَكسر الذَّال أَي بذله حرص على الدُّنْيَا وتهافت عَلَيْهَا وَإِضَافَة العَبْد إِلَيْهِ للإهانة (هـ ك عَن أَسمَاء) بِفَتْح الْهمزَة ممدوداً (بنت عُمَيْس) بِضَم الْمُهْملَة وَفتح الْمِيم الخثعمية // (بِإِسْنَاد مظلم) // (طب هَب عَن نعيم بن حمَار) بِكَسْر الْمُهْملَة وخفة الْمِيم // (ضَعِيف لضعف طَلْحَة الرقي) //
(بئس العَبْد المحتكر) أَي حَابِس قوت تعم الْحَاجة إِلَيْهِ ليغلو فَإِنَّهُ (إِن أرخص الله تَعَالَى الأسعار حزن وَإِن أغلاها الله فَرح) فَهُوَ يحزن لمسرة الْخلق ويفرح لحزنهم وَكفى بِهِ ذما (طب هَب عَن معَاذ) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بئس الْبَيْت الْحمام ترفع فِيهِ الْأَصْوَات وَتكشف فِيهِ العورات) أَي غَالِبا بل لَا يكَاد يَخْلُو عَن ذَلِك لِأَن من السُّرَّة إِلَى الْعَانَة لَا يعده النَّاس عَورَة (عد عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب) //
(بئس الْبَيْت الْحمام بَيت لَا يستر) أَي لَا تستر فِيهِ الْعَوْرَة (وَمَاء لَا يطهر) بِضَم الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة وَشد الْهَاء وَكسرهَا أَي لكَونه مُسْتَعْملا غَالِبا (هَب عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد واه) //
بئس الشّعب) بِالْكَسْرِ الطَّرِيق أَو فِي الْجَبَل (جِيَاد) أَرض بِمَكَّة أَو جبل بهَا وَيُقَال أجياد أَيْضا (تخرج الدَّابَّة) أَي تخرج مِنْهُ دَابَّة الأَرْض (فتصرخ ثَلَاث صرخات) أَي تصيح بِشدَّة (فيسمعها من بَين الْخَافِقين) الْمشرق وَالْمغْرب (طس عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بئس الطَّعَام طَعَام الْعرس) بِالضَّمِّ أَي طَعَام الزفاف فالعرس الزفاف وَيذكر وَيُؤَنث وَهُوَ أَيْضا طَعَام الزفاف وَهُوَ مُذَكّر لَا غير لِأَنَّهُ اسْم للطعام (يطعمهُ) بِضَم أَوله وَفتح ثالثه (الْأَغْنِيَاء) اسْتِئْنَاف جَوَاب عَمَّن سَأَلَهُ عَن كَونه مذموماً (ويمنعه الْمَسَاكِين) والفقراء وَقَضيته أَنه إِذا لم يخص بدعوته الْأَغْنِيَاء وَلم يمْنَع مِنْهُ الْفُقَرَاء لَا يكون مذموماً لِأَن الْإِجَابَة إِلَيْهِ حِينَئِذٍ وَاجِبَة (قطّ فِي فَوَائِد ابْن مردك عَن أبي هُرَيْرَة)
(بئس الْقَوْم قوم لَا ينزلون الضَّيْف) فَإِن الضِّيَافَة من شَعَائِر الدّين فَإِذا أهملها أهل مَحل دلّ على تهاونهم بِهِ (هَب عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ // (بِإِسْنَاد حسن) //
(بئس الْقَوْم قوم يمشي الْمُؤمن بَينهم بالتقية والكتمان) أَي يتقيهم ويكتم عَنْهُم حَالهم يُعلمهُ مِنْهُم من أَنهم بالمرصاد للأذى والإضرار إِن رَأَوْا حَسَنَة ستروها أَو سَيِّئَة نشروها (فر عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف بل مُنكر) //
(بئس الْكسْب أجر الزمارة) بِفَتْح الزَّاي(1/437)
وَشدَّة الْمِيم الزَّانِيَة أَي مَا تَأْخُذهُ على الزِّنَا بهَا وَقيل بِتَقْدِيم الرَّاء على الزَّاي من الرَّمْز الْإِشَارَة بِنَحْوِ عين أَو حَاجِب والزانية تَفْعَلهُ (وَثمن الْكَلْب) وَلَو كلب صيد لعدم صِحَة بَيْعه (أَبُو بكر بن مقسم فِي جزئه عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(بئس مَطِيَّة الرجل) بِكَسْر الطَّاء الْمُهْملَة وَشدَّة الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة (زَعَمُوا) أَي أَسْوَأ عَادَة للرجل أَن يتَّخذ زَعَمُوا مركبا إِلَى مقاصده فيخبر عَن أَمر تقليداً من غير تثبت فيخطىء ويجرب عَلَيْهِ الْكَذِب (حم د عَن حُذَيْفَة) // (وَفِيه انْقِطَاع وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْأَدَب الْمُفْرد عَن أبي مَسْعُود وَأوردهُ فِي الْكَشَّاف بِلَفْظ زَعَمُوا مَطِيَّة الْكَذِب قَالَ ابْن حجر وَلم أَجِدهُ بِهَذَا اللَّفْظ) //
(بئْسَمَا) أَي شَيْئا كَائِنا (لأحدكم أَن يَقُول نسيت آيَة كَيْت وَكَيْت) بِفَتْح التَّاء أشهر من كسرهَا أَي كَذَا وَكَذَا لنسبته الْفِعْل إِلَى نَفسه وَهُوَ فعل الله (بل هُوَ نسي) بِضَم النُّون وَشدَّة الْمُهْملَة الْمَكْسُورَة فنهوا عَن نِسْبَة ذَلِك اليهم وَإِنَّمَا الله أنساهم (حم ق ت ن عَن ابْن مَسْعُود
البادي) أَخَاهُ الْمُسلم (بِالسَّلَامِ) إِذا لقِيه (برىء من الصرم) بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُون الرَّاء الهجر وَالْقطع (حل عَن ابْن مَسْعُود) // (وَقَالَ غَرِيب) //
(البادىء بِالسَّلَامِ برىء من الْكبر) أَي التعاظم (هَب خطّ فِي الْجَامِع عَن ابْن مَسْعُود) وَفِيه أَبُو الأخوص // (ضَعِيف) //
(الْبَحْر) الْملح وَهُوَ المُرَاد حَيْثُ أطلق (من جَهَنَّم) كِنَايَة عَن أَنه يَنْبَغِي تجنب ركُوبه لِكَثْرَة آفاته وَغَلَبَة الْغَرق (أَبُو مُسلم) إِبْرَاهِيم بن عبد الله (الْكَجِّي) بِفَتْح الْكَاف وَشدَّة الْجِيم نِسْبَة إِلَى الكج وَهُوَ الجص (فِي سنَنه ك هق عَن يعلى) بِفَتْح التَّحْتِيَّة وَسُكُون الْمُهْملَة وَفتح اللَّام (ابْن أُميَّة) بِضَم الْهمزَة وَفتح الْمِيم وَشدَّة التَّحْتِيَّة التَّمِيمِي الْمَكِّيّ وَفِيه مَجْهُول
(الْبَحْر الطّهُور مَاؤُهُ) بِفَتْح الطَّاء المبالغ فِي الطَّهَارَة فالتطهير بِهِ حَلَال صَحِيح (الْحل ميتَته) أَي الْحَلَال ميتَته بِفَتْح الْمِيم وَوهم من كسر سَأَلُوا عَن مَاء الْبَحْر فأجابهم عَن مَائه وَطَعَامه لِأَنَّهُ قد يعوزهم الزَّاد فِيهِ كَمَا يعوزهم المَاء (هـ عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(الْبَخِيل) أَي الْكَامِل فِي الْبُخْل كَمَا يفِيدهُ تَعْرِيف الْمُبْتَدَأ (من ذكرت عِنْده) أَي ذكر اسْمِي بمسمع مِنْهُ (فَلم يصل عَليّ) لِأَنَّهُ بخل على نَفسه حَيْثُ حرمهَا صَلَاة الله عَلَيْهِ عشرا إِذا هُوَ صلى وَاحِدَة (حم ت ن حب ك عَن الْحُسَيْن) بن عَليّ // (بأسانيد صَحِيحَة) //
(البذا) بِفَتْح الْبَاء وبالهمز وَالْمدّ وتقصر الْفُحْش فِي القَوْل (شوم) أَي شَرّ وَأَصله الْهَمْز فَخفف واوا (وَسُوء الملكة لؤم) بِالضَّمِّ أَي الْإِسَاءَة إِلَى نَحْو المماليك دناءة وشح نفس وَسُوء الملكة آيَة سوء الْخلق وَهُوَ شُؤْم والشؤم يُورث الخذلان قَالَ الْأَحْنَف أدوأ الدَّاء الْخلق الدني وَاللِّسَان البذي وَقَالَ من هان عَلَيْهِ عرضه فالإعراض عَنهُ لَازم وَترك التشبث بِهِ من المكارم وَقَالُوا الْفَاقَة خير من الصفاقة وَقَالَ يحيى بن خَالِد إِذا رَأَيْت الرجل بِذِي اللِّسَان وقاحاً دلّ على أَنه مَدْخُول فِي نسبه وَقَالَ شَاعِر
(صلابة الْوَجْه لم تغلب على أحد ... الا تكمل فِيهِ الشَّرّ واجتمعا)
(طب عَن أبي الدَّرْدَاء) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(البذاذة) بِفَتْح الْمُوَحدَة وذالين معجمتين رثاثة الْهَيْئَة (من الْإِيمَان) أَي من أَخْلَاق أهل الْإِيمَان إِن قصد بِهِ تواضعاً وزهداً وكفاً للنَّفس عَن الْفَخر لَا شحا بِالْمَالِ وإظهاراً للفقر وَإِلَّا فَلَيْسَ مِنْهُ (حم هـ ك عَن أبي أُمَامَة) بن ثَعْلَبَة (الْحَارِثِيّ) واسْمه إِيَاس // (بِإِسْنَاد حسن أَو صَحِيح) //
(الْبر) بِالْكَسْرِ أَي الْفِعْل المرضي أَي معظمه (حسن الْخلق) بِالضَّمِّ أَي التخلق مَعَ الْحق والخلق وَالْمرَاد هُنَا الْمَعْرُوف وَهُوَ طلاقة الْوَجْه وكف الْأَذَى وبذل(1/438)
الندى وَنَحْوهَا (وَالْإِثْم مَا حاك) بحاء مُهْملَة (فِي صدرك) اختلج وَتردد فِي الْقلب وَلم تطمئِن إِلَيْهِ النَّفس (وكرهت أَن يطلع عَلَيْهِ النَّاس) أَي أماثلهم الَّذين يستحيا مِنْهُم وَالْمرَاد بِالْكَرَاهَةِ الْقَرِينَة الجازمة (خدمت عَن النواس) بِفَتْح النُّون وَشد الْوَاو (ابْن سمْعَان) بِكَسْر الْمُهْملَة وَفتحهَا الْكلابِي
(الْبر مَا سكنت إِلَيْهِ النَّفس وَاطْمَأَنَّ إِلَيْهِ الْقلب) وَلِهَذَا قَالَ الاستاذ ابْن فورك كل مَوضِع ترى فِيهِ اجْتِهَادًا وَلم يكن عَلَيْهِ نور فَاعْلَم أَنه بِدعَة خُفْيَة قَالَ السُّبْكِيّ وَهَذَا الْكَلَام بَالغ فِي الْحسن دَال على كَمَال ذوق الاستاذ وَأَصله هَذَا الحَدِيث (وَالْإِثْم مَا لم تسكن إِلَيْهِ النَّفس وَلم يطمئن إِلَيْهِ الْقلب) لِأَنَّهُ تَعَالَى فطر عباده على الْميل إِلَى الْحق والسكون إِلَيْهِ وركز فِي طبعهم حبه (وَإِن أَفْتَاك الْمفْتُون) أَي جعلُوا لَك رخصَة وَالْكَلَام فِي أنفس ربضت وتمرنت حَتَّى صفت وتحلت بأنوار الْيَقِين (حم عَن أبي ثَعْلَبَة) بِفَتْح الْمُثَلَّثَة (الخشنى) بِضَم الْمُعْجَمَة الأولى وَفتح الثَّانِيَة وَكسر النُّون وَرِجَاله ثِقَات
(البرلا يبلي) أَي الاحسان وَفعل الْخَيْر لَا يبْلى ثَنَاؤُهُ وَذكره فِي الدَّاريْنِ (والذنب لَا ينسى) بِصِيغَة الْمَجْهُول أَي لَا بُد من الْجَزَاء عَلَيْهِ لَا يضل رَبِّي وَلَا ينسى (وَالديَّان لَا يَمُوت) فِيهِ جَوَاز اطلاق الديَّان عَلَيْهِ تَعَالَى (اعْمَلْ مَا شِئْت) تهديد شَدِيد (كَمَا تدين تدان) كَمَا تجازى تجازى (عب عَن أبي قلَابَة مُرْسلا) وَوَصله أَحْمد فِي الزّهْد باثبات أبي الدَّرْدَاء
(الْبَرْبَرِي) أَي الانسان الْبَرْبَرِي نِسْبَة للبربر قوم بَين الْيمن والحبشة سموا بِهِ لبربرة فِي كَلَامهم (لَا يُجَاوز ايمانه تراقيه) جمع ترقوة عظم بَين ثغرة النَّحْر والعاتق زَاد فِي رِوَايَة أَتَاهُم نَبِي فذبحوه وطبخوه وأكلوه (طس عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الْبركَة) أَي النمو لزِيَادَة حَاصله (فِي نواصي الْخَيل) أَي تنزل فِي نَوَاصِيهَا أَي ذواتها لبركة نسلها وَحُصُول الْمَغَانِم والأجور بهَا (حم ق ن عَن أنس) بن مَالك
(الْبركَة) حَاصِلَة (فِي ثَلَاثَة) من الْخِصَال (فِي الْجَمَاعَة) أَي صلَاتهَا أَو لُزُوم جمَاعَة المسليمن (والثريد) مرقة اللَّحْم بالْخبر (والسحور) بِمَعْنى أَنه قُوَّة على الصَّوْم فَفِيهِ رفق (طب هَب عَن سلمَان) الْفَارِسِي وَفِيه الْبَصْرِيّ لَا يعرف وبقيته ثِقَات
(الْبركَة فِي صغر القرص) أَي تَصْغِير أَقْرَاص الْخبز (وَطول الرشاء) أَي الْحَبل الَّذِي يَسْتَقِي بِهِ المَاء (وَقصر الْجَدْوَل) النَّهر الصَّغِير لِأَنَّهُ أَكثر عَائِدَة على الزَّرْع وَالشَّجر من الطَّوِيل (أَبُو الشَّيْخ) بن حَيَّان (فِي) فِي كتاب (الثَّوَاب عَن ابْن عَبَّاس) عبد الله (السلَفِي) بِكَسْر الْمُهْملَة وَفتح اللَّام مُخَفّفَة الْحَافِظ أَبُو طَاهِر (فِي الطيوريات عَن ابْن عمر) وَهَذَا كَمَا قَالَه النَّسَائِيّ وَغَيره كَذَّاب
(الْبركَة فِي المماسحة) أَي المصافحة فِي البيع أَي وَنَحْوه كملاقاة الاخوان (د فِي مراسيله عَن مُحَمَّد بن سعد) بن منيع الْهَاشِمِي الْبَصْرِيّ كَاتب الْوَاقِدِيّ
(الْبركَة مَعَ أكابركم) المجربين للأمور المحافظين على تَكْثِير الأجور فجالسوهم لتقتدوا برأيهم أَو المُرَاد من لَهُ منصب الْعلم وَإِن صغر سنه (حب حل ك هَب عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(الْبركَة فِي أكابرنا فَمن لم يرحم صَغِيرنَا ويجل كَبِيرنَا) أَي يعظمه (فَلَيْسَ منا) أَي فَلَيْسَ عَاملا بهدينا مُتبعا لطريقتنا (طب عَن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(البزاق والمخاط وَالْحيض وَالنُّعَاس) بِعَين مُهْملَة كَمَا وقفت عَلَيْهِ بِخَط الْمُؤلف فَمَا فِي نسخ من أَنه بِالْفَاءِ تَحْرِيف أَي طروا لمذكورات (فِي الصَّلَاة) فَرضهَا ونفلها (من الشَّيْطَان) يَعْنِي يُحِبهُ ويرضاه لقطع الْأَخيرينِ للصَّلَاة وللاشتغال بالأولين عَن الْقِرَاءَة وَالذكر (هـ عَن دِينَار) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(البزاق فِي الْمَسْجِد) ظرف للْفِعْل لَا للْفَاعِل (سَيِّئَة) أَي حرَام لِأَنَّهُ تقذير(1/439)
لِلْمَسْجِدِ واستهانة بِهِ (وَدَفنه) فِي أرضه إِن كَانَت ترابية أَو رملية (حَسَنَة) مكفرة لتِلْك السَّيئَة أما المبلط والمرخم فدلكها فِيهِ لَيْسَ دفنا بل زِيَادَة فِي التقذير فَيتَعَيَّن إِزَالَة عينة مِنْهُ (حم طب عَن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(البصاق فِي الْمَسْجِد) أَي القاؤه فِي أرضه أَو جدره أَو أَي جُزْء مِنْهُ وَإِن كَانَ الباصق خَارجه (خَطِيئَة) بِالْهَمْز فَعَلَيهِ أَي اثم (وكفارتها دَفنهَا) أَي دفن سَببهَا وَهُوَ البصاق فِي تُرَاب الْمَسْجِد ان كَانَ وَإِلَّا لزم إِخْرَاجه (ق 3 عَن أَنِّي) بن مَالك
(الْبضْع) بِكَسْر الْبَاء وَفتحهَا (مَا بَين الثَّلَاث) من الْآحَاد (إِلَى التسع) مِنْهَا قَالَه فِي تَفْسِير قَوْله فِي بضع سِنِين (طب وَابْن مرْدَوَيْه عَن نيار) بِكَسْر النُّون ومثناة تحتية (ابْن مكرم) بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْكَاف وَفتح الرَّاء الْأَسْلَمِيّ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الْبَطن) أَي الْمَوْت بداء الْبَطن من نَحْو استسقاء وَذَات الْجنب (وَالْغَرق) أَي الْمَوْت بِالْغَرَقِ فِي المَاء مَعَ عدم ترك التَّحَرُّز (شَهَادَة) أَي الْمَيِّت بهما من شُهَدَاء الْآخِرَة (طس عَن أبي هُرَيْرَة) وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(الْبِطِّيخ) بِالْكَسْرِ أَي أكله (قبل) أكل) (الطَّعَام يغسل الْبَطن) أَي الْمعدة والأمعاء (غسلا) مصدر مُؤَكد للْغسْل (وَيذْهب بالداء) الَّذِي بالبطن (أصلا) أَي مستأصلا أَي قَاطعا لَهُ من أَصله قيل المُرَاد الْأَصْفَر لِأَنَّهُ الْمَعْهُود عِنْدهم وَقَالَ ابْن الْقيم المُرَاد الْأَخْضَر قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ وَفِيه نظر (ابْن عَسَاكِر) فِي التَّارِيخ (عَن بعض عمات النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَقَالَ) أَي ابْن عَسَاكِر (شَاذ) بل (لَا يَصح) أصلا لِأَن فِيهِ مَعَ شذوذه أَحْمد الْجِرْجَانِيّ وَضاع لَا تحل الرِّوَايَة عَنهُ
(البغايا) جمع بغي بِالتَّشْدِيدِ وَهِي الْفَاجِرَة الَّتِي تبغي الرِّجَال (اللَّاتِي ينكحن أَنْفسهنَّ بِغَيْر بَيِّنَة) أَي شُهُود فَالنِّكَاح بَاطِل عِنْد الشَّافِعِي والحنفي وَمن لم يشْتَرط الشُّهُود أَوله بِأَنَّهُ أَرَادَ بِالْبَيِّنَةِ مَا بِهِ يتَبَيَّن النِّكَاح من الْوَلِيّ (ت عَن ابْن عَبَّاس)
(الْبَقَرَة) وَمثلهَا الثور مجزئة (عَن سَبْعَة) فِي الْأَضَاحِي (وَالْجَزُور) من الابل خَاصَّة يَشْمَل الذّكر والانثى مجزء (عَن سَبْعَة) فِي الْأَضَاحِي وَبِه قَالَ كَافَّة الْعلمَاء إِلَّا مَالك (حم د عَن جَابر) بن عبد الله // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(الْبَقَرَة عَن سَبْعَة وَالْجَزُور عَن سَبْعَة فِي الْأَضَاحِي) بَين بِهِ أَن الْكَلَام فِي الْأُضْحِية فَيصح الِاشْتِرَاك فِيهَا بِكُل من ذَيْنك (طب عَن ابْن مَسْعُود
(الْبكاء) من غير صُرَاخ (من الرَّحْمَة) أَي رقة الْقلب (والصراخ من الشَّيْطَان) أَي يرضاه وَيُحِبهُ فَيحرم (ابْن سعد) فِي الطَّبَقَات (عَن بكير) بِالتَّصْغِيرِ (بن عبد الله بن الْأَشَج) بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَالْجِيم الْمدنِي (مُرْسلا
الْبلَاء مُوكل بالْقَوْل) يَعْنِي العَبْد فِي سَلامَة مَا سكت فَإِذا تكلم عرف مَا عِنْده بالنطق فيتعرض للخطر أَو الظفر (ابْن أبي الدُّنْيَا) أَبُو بكر (فِي) كتاب (ذمّ الْغَيْبَة) بِكَسْر الْمُعْجَمَة (عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا هَب عَنهُ) أَي الْحسن (عَن أنس) و // (فِيهِ ضعف وغرابة) //
(الْبلَاء مُوكل بالْقَوْل مَا قَالَ عبد لشَيْء) أَي على شَيْء (لَا وَالله لَا أَفعلهُ أبدا إِلَّا ترك الشَّيْطَان كل عمل وولع بذلك مِنْهُ حَتَّى يؤثمة) أَي يوقعه فِي الْإِثْم بايقاعه فِي الْحِنْث بِفعل الْمَحْلُوف عَلَيْهِ (هَب خطّ عَن أبي الدَّرْدَاء) // (بِإِسْنَاد فِيهِ ضعف) //
(الْبلَاء مُوكل بالْمَنْطق) زَاد فِي رِوَايَة ابْن أبي شيبَة وَلَو سخرت من كلب لَخَشِيت أَن أَحول كَلْبا وَعَلِيهِ أنشدوا (احفظ لسَانك لَا تَقول فتبتلى ... إِن الْبلَاء مُوكل بالْمَنْطق)
وَقَالَ بَعضهم لَا يتَمَنَّى أحد أُمْنِية سوء أَلا ترى أَن المؤمل قَالَ
(شَذَّ المؤمل يَوْم الْحيرَة النّظر ... لَيْت المؤمل لم يخلق لَهُ بصر)(1/440)
فَذهب بَصَره وَهَذَا مَجْنُون بني عَامر قَالَ
(فَلَو كنت أعمى أخبط الأَرْض بالعصا ... أَصمّ ونادتني أجبْت المناديا)
فَعمى وصم (الْقُضَاعِي عَن حُذَيْفَة) بن الْيَمَان (وَابْن السَّمْعَانِيّ فِي تَارِيخه عَن عَليّ) // (وَرَوَاهُ البُخَارِيّ) // فِي الْأَدَب عَن ابْن مَسْعُود
(الْبلَاء مُوكل بالْمَنْطق فَلَو أَن رجلا عير رجلا برضاع كلبة لرضعها) وَعَلِيهِ أنشدوا
(لَا تمزحن بِمَا كرهت فَرُبمَا ... ضرب المزاح عَلَيْك بالتحقيق)
(خطّ عَن ابْن مَسْعُود) وَفِيه نصر الْخُرَاسَانِي كَذَّاب
(الْبِلَاد بِلَاد الله والعباد عباد الله فَحَيْثُمَا أصبت خيرا فأقم) وَهَذَا معنى قَوْله تَعَالَى {يَا عبَادي أَن أرضي وَاسِعَة فإياي فاعبدون} وَمَا أحسن قولي الصولي
(لَا يمنعنك خفض الْعَيْش فِي دعة ... ترويح نفس إِلَى أهل وأوطان)
تلقى بِكُل بِلَاد إِن حللت بهَا ... أَرضًا بِأَرْض وجيرانا بجيران)
وَقَالَ المعري كم بَلْدَة فارقتها ومعاشر ... يجرونَ من أَسف على دموعا)
وَإِذا أضاعتني الخطوب فَلَنْ أرى ... لعقود اخوان الصفاء مضيعا)
وَقَالَ ابْن باذان
(فسر فِي بِلَاد الله وَالْتمس الْغنى ... فَمَا الكدح فِي الدُّنْيَا وَمَا الْيَأْس قَاسم)
(حم عَن الزبير) بن الْعَوام // (بِإِسْنَاد ضَعِيف وَفِيه مَجَاهِيل) //
(الْبَيْت الَّذِي يقْرَأ فِيهِ الْقُرْآن يتَرَاءَى لأهل السَّمَاء كَمَا تتراءى النُّجُوم لأهل الأَرْض) وَفِي رِوَايَة بدل يقْرَأ فِيهِ الْقُرْآن يذكر فِيهِ الله (هَب عَن عَائِشَة)
(البيعان) بشد الْيَاء أَي الْمُتَبَايعَانِ يَعْنِي البَائِع وَالْمُشْتَرِي (بِالْخِيَارِ) فِي فسخ البيع أَو إمضائه (مَا لم) وَفِي رِوَايَة حَتَّى (يَتَفَرَّقَا) بإبدانهما عَن مَحلهمَا الَّذِي تبَايعا فِيهِ عِنْد الشَّافِعِي وَقَالَ أَبُو حنيفَة وَمَالك بالْكلَام (فَإِن صدقا) أَي صدق كل مِنْهُمَا فِيمَا يتَعَلَّق بِهِ من ثمن ومثمن وَصفَة مَبِيع وَغَيرهَا (وَبينا) مَا يحْتَاج إِلَى بَيَانه (بورك لَهما) أَي أعطاهما الله تَعَالَى الزِّيَادَة والنمو (فِي بيعهمَا) أَي فِي صفقتهما (وَإِن كتما) شَيْئا مِمَّا يجب الاخبار بِهِ شرعا (وكذبا) فِي نَحْو صِفَات الثّمن أَو الْمُثمن (محقت) ذهبت واضمحلت (بركَة بيعهمَا) خَاص بِمن وَقع مِنْهُ التَّدْلِيس وَقيل عَام فَيَعُود شُؤْم أَحدهمَا على الآخر (حم ق 3 عَن حَكِيم بن حزَام) بِفَتْح الْحَاء وَالزَّاي
(البيعان) تَثْنِيَة بيع (إِذا اخْتلفَا فِي البيع) أَي فِي صفة من صِفَاته بعد الِاتِّفَاق على الأَصْل وَلَا بَيِّنَة (ترادا البيع) أَي بعد التَّحَالُف وَالْفَسْخ (طب عَن ابْن مَسْعُود
(الْبَيِّنَة على الْمُدَّعِي) وَهُوَ من يُخَالف قَوْله الظَّاهِر أَو من لَو سكت لخلي (وَالْيَمِين على الْمُدعى عَلَيْهِ) لِأَن جَانب الْمُدعى ضَعِيف فكلف حجَّة قَوِيَّة وَهِي الْبَيِّنَة وجانب الْمُدعى عَلَيْهِ قوي فقنع مِنْهُ بِحجَّة ضَعِيفَة وَهِي الْيَمين (ت عَن ابْن عَمْرو) // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(الْبَيِّنَة على الْمُدَّعِي) فِي رِوَايَة على من ادّعى (وَالْيَمِين على من أنكر) مَا ادّعى عَلَيْهِ بِهِ (إِلَّا فِي الْقسَامَة) فَإِن الايمان فِيهَا فِي جَانب الْمُدَّعِي وَبِه أَخذ الائمة الثَّلَاثَة وَخَالف أَبُو حنيفَة (هق وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ وَفِيه مُسلم الزنْجِي
حرف التَّاء
هَامِش (قَوْله بِفَتْح الْحَاء صزابه بِكَسْر أه(1/441)
(تابعوا بَين الْحَج وَالْعمْرَة) أَي ائْتُوا بِكُل مِنْهُمَا عقب الآخر بِحَيْثُ يظْهر الاهتمام بهما وَإِن تخَلّل بَينهمَا زمن قَلِيل (فَإِنَّهُمَا ينفيان الْفقر والذنُوب) لخاصية علمهَا الشَّارِع أَو لَان الْغنى الْأَعْظَم هُوَ الْغَنِيّ بِطَاعَة الله (كَمَا يَنْفِي الْكِير خبث الْحَدِيد وَالذَّهَب وَالْفِضَّة) مثل بذلك تَحْقِيقا للانتفاء (وَلَيْسَ للحجة المبرورة) أَي المقبولة أَو الَّتِي لَا يشوبها اثم (ثَوَاب إِلَّا الْجنَّة) أَي لَا يقْتَصر لصَاحِبهَا من الْجَزَاء على تَكْفِير بعض ذنُوبه بل لَا بُد من دُخُوله الْجنَّة (حم ت ن عَن ابْن مَسْعُود) قَالَ التِّرْمِذِيّ // (حسن صَحِيح غَرِيب) //
(تابعوا بَين الْحَج وَالْعمْرَة فَإِن مُتَابعَة مَا بَينهمَا تزيد فِي الْعُمر والرزق وتنفي الذُّنُوب من بني آدم كَمَا يَنْفِي الْكِير خبث الْحَدِيد) لجمعه الْأَنْوَاع الرياضات (قطّ فِي الْإِفْرَاد طب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(تَأْكُل النَّار ابْن آدم) الَّذِي يعذب بهَا يَوْم الْقِيَامَة (إِلَّا أثر السُّجُود) من الْأَعْضَاء السَّبْعَة الْمَأْمُور بِالسُّجُود عَلَيْهَا (حرم الله عز وَجل على النَّار أَن تَأْكُل أثر السُّجُود) إِكْرَاما للمصلين وإظهارا لفضلهم (هـ عَن أبي هُرَيْرَة)
(تَبًّا لِلذَّهَبِ وَالْفِضَّة) أَي هَلَاكًا لَهما وألزمهما الله الْهَلَاك وَتَمَامه قَالُوا يَا رَسُول الله فَأَي المَال نتَّخذ قَالَ قلبا شاكرا وَلِسَانًا ذَاكِرًا وزوجه صَالِحَة (حم فِي الزّهْد عَن رجل) من الصَّحَابَة (هَب عَن عمر) بن الْخطاب
(تبسمك فِي وَجه أَخِيك) فِي الدّين (لَك صَدَقَة) يَعْنِي إظهارك لَهُ البشاشة والبسر إِذا لَقيته تؤجر عَلَيْهِ كَمَا تؤجر على الصَّدَقَة (وأمرك بِالْمَعْرُوفِ) أَي بِمَا عرفه الشَّرْع بالْحسنِ (ونهيك عَن الْمُنكر) أَي مَا أنكرهُ وقبحه (صَدَقَة) كَذَلِك (وإرشادك الرجل فِي أَرض الضلال) وَفِي رِوَايَة الفلاة (لَك صَدَقَة) بِالْمَعْنَى الْمُقَرّر كَذَا اقْتصر الْمُؤلف عَلَيْهِ وَسقط من قلمه خصْلَة ثَابِتَة فِي التِّرْمِذِيّ وَهِي قَوْله وبصرك الرجل الرَّدِيء الْبَصَر صَدَقَة (وإماطتك) أَن تنحيتك (الْحجر والشوك والعظم عَن الطَّرِيق) أَي المسلوك أَو المتوقع السلوك (لَك صَدَقَة وافراغك) أَي صبك (من دلوك) بِفَتْح فَسُكُون وَاحِد الدلاء الَّتِي يَسْتَقِي بهَا (فِي دلو اخيك) فِي الاسلام (لَك صَدَقَة) يُشِير بذلك كُله إِلَى أَن الْعُزْلَة وَإِن كَانَت فاضلة لَكِن لَا يَنْبَغِي للانسان أَن يكون وحشيا نافراً بل يقوم بِحَق الْحق والخلق بِمَا ذكر (خد حب ت عَن أبي ذَر) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(تبلغ الْحِلْية) بِكَسْر الْحَاء أَي التحلي بِالذَّهَب المكلل بالدر (من الْمُؤمن) يَوْم الْقِيَامَة (حَيْثُ يبلغ الْوضُوء) بِفَتْح الْوَاو مَاؤُهُ وَقَالَ أَبُو عبيد أَرَادَ بالحلية هُنَا التحجيل لِأَنَّهُ الْعَلامَة الفارقة بَين هَذِه الْأمة وَغَيرهَا ونازعه بَعضهم ثمَّ قَالَ لَو حمل على قَوْله يحلونَ فِيهَا من أساور من ذهب كَانَ أولى ورده التوربشتي بِأَنَّهُ غير مُسْتَقِيم إِذْ لَا مرابطة بَين الْحِلْية والحلى لِأَن الْحِلْية السيما والحلى التزين قَالَ وَيُمكن أَن يُجَاب بِأَنَّهُ مجَاز عَن ذَلِك (م عَن أبي هُرَيْرَة) بل هُوَ // (مُتَّفق عَلَيْهِ) //
(تجافوا عَن عُقُوبَة ذِي المروأة) على هفوة أَو زلَّة صدرت مِنْهُ فَلَا يعْذر عَلَيْهَا كَمَا مر (أَبُو بكر بن الْمَرْزُبَان فِي كتاب المروأة طب فِي) كتاب (مَكَارِم الْأَخْلَاق عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز) //
(تجافوا عَن عُقُوبَة ذِي المروأة) أَي لَا تؤاخذوه بذنب ندر مِنْهُ لمروأته (إِلَّا فِي حد من حُدُود الله تَعَالَى) فَإِنَّهُ إِذا بلغ الْحَاكِم وَثَبت عِنْده وَجَبت إِقَامَته كَمَا مر (طس عَن زيد بن ثَابت) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف الفِهري) //
(تجاوزوا) أَي سامحوا من الْمُجَاوزَة مفاعلة من الْجَوَاز وَهُوَ العثور (عَن ذَنْب السخي) أَي الْكَرِيم (فَإِن الله تَعَالَى آخذ بِيَدِهِ كلما عثر) أَي سقط فِي هفوة أَو هلكة لِأَنَّهُ لما سخا بالأشياء اعْتِمَادًا على ربه شَمله بعنايته فَكلما كثر مهلكة أنقذه مِنْهَا(1/442)
(قطّ فِي الافراد طب حل هَب عَن ابْن مَسْعُود) // (بأسانيد فِي بَعْضهَا مَجْهُول وَفِي الْبَعْض ضعف بل قيل بِوَضْعِهِ) //
(تجاوزوا عَن ذَنْب السخي) أَي تساهلوا وخففوا فِيهِ (وزلة الْعَالم) أَي الْعَامِل بِقَرِينَة ذكر الْعدْل فِيمَا بعده (وسطوة السُّلْطَان الْعَادِل) فِي أَحْكَامه (فَإِن الله تَعَالَى آخذ بيدهم كلما عثر عاثر مِنْهُم) بِأَن يخلصهم من عثرته وَيقبل كلا مِنْهُم من هفوته لما مر (خطّ عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(تجاوزا لِذَوي المروأة) بِالْهَمْز وَتَركه الانسانية أَو الرجولية (عَن عثراتهم فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ) أَي بقدرته وإرادته (أَن أحدهم ليعثر وَإِن يَده لفي يَد الله) يَعْنِي ينعشه من عثرته ويسامحه من زلته (ابْن الْمَرْزُبَان) فِي مُعْجَمه (عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد) الْمَعْرُوف بالصادق الامام الصدوق الثبت (معضلا)
(تجب الصَّلَاة) أَي الصَّلَوَات الْمَكْتُوبَة (على الْغُلَام) أَي الصَّبِي وَمثله الصبية (إِذا عقل) أَي ميز (وَالصَّوْم إِذا أطَاق) صَوْمه (وَالْحُدُود) أَي وَتجب اقامة الْحُدُود عَلَيْهِ إِذا فعل مُوجبهَا (وَالشَّهَادَة) أَي وَتجب شَهَادَته أَي قبُولهَا إِذا شهد (إِذا احْتَلَمَ) أَي بلغ سنّ الِاحْتِلَام أَو خرج منيه وَمَا ذكر من وجوب الصَّلَاة وَالصَّوْم عَلَيْهِ بالتمييز وَإِلَّا طَاقَة لم أر من أَخذ بِهِ من الْأَئِمَّة (الموهبى) بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْوَاو وَكسر الْهَاء وموحدة نِسْبَة إِلَى موهب بطن من مغافر (فِي) كتاب فضل (الْعلم عَن ابْن عَبَّاس) // (ضَعِيف لضعف جُوَيْبِر الْأَزْدِيّ) //
(تجب الْجُمُعَة على كل مُسلم إِلَّا امْرَأَة) أَو خُنْثَى لنقصهما (أَو صَبيا) أَو مَجْنُونا (أَو مَمْلُوكا) بعضه أَو كُله لنقصه (الشَّافِعِي هق عَن رجل) من الصَّحَابَة (من بني وَائِل) بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْألف وَكسر الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة قَبيلَة مَعْرُوفَة // (بِإِسْنَاد واه) //
(تَجِد الْمُؤمن مُجْتَهد فِيمَا يُطيق) من صنوف الْعِبَادَات وضروب الْخيرَات (متلهفا) أَي مكروبا (على مَا لَا يُطيق) فعله من ذَلِك كالصدقة لفقد المَال وَالْمرَاد أَن الْمُؤمن هَذَا خلقه وَهَذِه سجيته (حم فِي) كتاب (الزّهْد عَن عبيد بن عُمَيْر) بتصغيرهما (مُرْسلا) وَهُوَ اللَّيْثِيّ قَاضِي مَكَّة تَابِعِيّ ثِقَة
(تَجِدُونَ النَّاس معادن (أَي أصولا مُخْتَلفَة مَا بَين نَفِيس وخسيس كَمَا أَن الْمَعْدن كَذَلِك (فخيارهم فِي الْجَاهِلِيَّة) هم (خيارهم فِي الاسلام) لِأَن اخْتِلَاف النَّاس فِي الغرائز والطبائع كاختلاف الْمَعَادِن فَكَمَا أَن الْمَعْدن مِنْهُ مَا لَا يتَغَيَّر فَكَذَا صفة الشّرف لَا تَتَغَيَّر فِي ذَاتهَا ثمَّ لما أطلق الحكم خصّه بقوله (إِذا فقهوا) أَي صَارُوا فُقَهَاء فَإِن الانسان إِنَّمَا يتَمَيَّز عَن الْحَيَوَان بِالْعلمِ والشرف الاسلامي لَا يتم إِلَّا بالتفقه فِي الدّين (وتجدون خير النَّاس فِي هَذَا الشَّأْن) الْخلَافَة أَو الامارة (أَشَّدهم لَهُ كَرَاهِيَة) يَعْنِي خَيرهمْ دينا وعقلا يكره الدُّخُول فِيهِ لصعوبة لُزُوم الْعدْل (قبل أَن) وَفِي روا حَتَّى (يَقع فِيهِ) فَإِذا وَقع فِيهِ قَامَ بِحقِّهِ وَلَا يكرههُ (وتجدون شَرّ) وَفِي رِوَايَة من شَرّ (النَّاس يَوْم الْقِيَامَة عِنْد الله ذَا الْوَجْهَيْنِ) وَفَسرهُ بِأَنَّهُ (الَّذِي) يشبه الْمُنَافِق (يَأْتِي هَؤُلَاءِ) الْقَوْم (بِوَجْه وَيَأْتِي هَؤُلَاءِ بِوَجْه) فَيكون عِنْد نَاس بِكَلَام وَعند أعدائهم بضدة مذبذبين بَين ذَلِك وَذَلِكَ من السَّعْي فِي الأَرْض بِالْفَسَادِ (حم ق عَن أبي هُرَيْرَة)
(تجْرِي الْحَسَنَات على صَاحب الْحمى) أَي الَّذِي لازمته الْحمى (مَا اختلج عَلَيْهِ قدم أَو ضرب عَلَيْهِ عرق) يَعْنِي يكْتب لَهُ بِكُل اخْتِلَاج أَو ضرب عرق حَسَنَة وتتكثر لَهُ الْحَسَنَات بتكثر ذَلِك (طب عَن أبي) بن كَعْب // (بِإِسْنَاد فِيهِ مَجْهُولَانِ) //
(تجْعَل النوائح) من النِّسَاء (يَوْم الْقِيَامَة) فِي الْموقف (صفّين صف عَن يمينهم وصف عَن يسارهم) يَعْنِي أهل النَّار كَمَا يدل عَلَيْهِ قَوْله (فينبحن على أهل النَّار كَمَا تنبج الْكلاب) جَزَاء بِمَا كَانُوا يعْملُونَ(1/443)
وَذَا يُفِيد أَن النوح كَبِيرَة (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد ضَعِيف جدا
(تجوزوا) اى خففوا (فِي الصَّلَاة) صَلَاة الْجَمَاعَة وَالْخطاب للأئمة بِقَرِينَة قَوْله (فَإِن خلفكم الضَّعِيف وَالْكَبِير وَذَا الْحَاجة) والاطالة تشق عَلَيْهِم أما الْمُنْفَرد فيطيل مَا يَشَاء وَكَذَا امام مَحْصُورين راضين (طب عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(تجيىء ريح بَين يَدي السَّاعَة) أَي أَمَام قِيَامهَا بقربها (فَيقبض فِيهَا روح كل مُؤمن) ومؤمنة حَتَّى لَا يُقَال فِي الأَرْض الله الله (طب ك عَن عَيَّاش) بِفَتْح الْمُهْملَة وَشد الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة فمعجمة (ابْن أبي ربيعَة) الْمُغيرَة بن عبد الله الْقرشِي المَخْزُومِي
(تحرم الصَّلَاة) الَّتِي لَا سَبَب لَهَا مُتَقَدم وَلَا مُقَارن (إِذا انتصف النَّهَار) أَي عِنْد الاسْتوَاء (كل يَوْم) وَلَا يتنعقد (إِلَّا يَوْم الْجُمُعَة) فَإِنَّهَا لَا تحرم فِيهِ لما يَأْتِي (هق عَن أبي هُرَيْرَة) ثمَّ قَالَ // (إِسْنَاد ضَعِيف) //
(تحروا) بِفَتْح أَوله اطْلُبُوا بِاجْتِهَاد (لَيْلَة الْقدر) بِسُكُون الدَّال (فِي الْوتر من) ليَالِي (الْعشْر الْأَوَاخِر من رَمَضَان) أَي تعمدوا طلبَهَا فِيهَا واجتهدوا فِيهِ وَهِي فِي لَيْلَة الْحَادِي أَو الثَّالِث وَالْعِشْرين أَرْجَى (حم ق ت عَن عَائِشَة) هَذَا صَرِيح فِي أَن لفظ فِي الْوتر مِمَّا اتّفق عَلَيْهِ الشَّيْخَانِ وَهُوَ وهم من الْمُؤلف وَلم يُخرجهَا البُخَارِيّ بل من أَفْرَاد مُسلم من حَدِيث عَائِشَة كَمَا بَينه الزَّرْكَشِيّ
(تحروا لَيْلَة الْقدر فِي) اللَّيَالِي (السَّبع الْأَوَاخِر) من رَمَضَان هَذَا مِمَّا اسْتدلَّ بِهِ من رجح لَيْلَة ثَلَاث وَعشْرين على إِحْدَى وَعشْرين وَأول السَّبع الْأَوَاخِر لَيْلَة ثَلَاث وَعشْرين على حِسَاب نفص الشَّهْر دون تَمَامه وَقيل يحْسب تَاما (مَالك م د عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(تحروا لَيْلَة الْقدر فَمن كَانَ متحريها) أَي مُجْتَهدا فِي طلبَهَا ليحوز فَضلهَا (فليتحرها لَيْلَة سبع وَعشْرين) فَإِنَّهَا فِيهَا أقرب بِهِ أَخذ أَكثر الصُّوفِيَّة وَقطع بِهِ بَعضهم إِن وَافَقت لَيْلَة جُمُعَة (حم عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(تحروا لَيْلَة الْقدر لَيْلَة ثَلَاث وَعشْرين) حاول جمع الْجمع بِأَنَّهَا تنْتَقل لَكِن مَذْهَب الشَّافِعِي لُزُومهَا لَيْلَة مُعينَة (طب عَن عبد الله بن أنيس) الْأنْصَارِيّ // (بِإِسْنَاد حسن) //
(تحروا الدُّعَاء عِنْد فَيْء الأفياء) أَي عِنْد الزَّوَال كَذَا فِي نسخ الْكتاب وَالَّذِي وقفت عَلَيْهِ فِي النّسخ الْمُعْتَمدَة من الْحِلْية تحروا الدُّعَاء فِي الفيافي وَلِلْحَدِيثِ عِنْد مخرجه تَتِمَّة وَهِي وَثَلَاثَة لَا يرد دعاؤهم عِنْد النداء للصَّلَاة وَعند الصَّفّ فِي سَبِيل الله تَعَالَى وَعند نزُول الْمَطَر (حل عَن سهل بن سعد)
(تحروا الصدْق) أَي قَوْله وَالْعَمَل بِهِ (وَإِن رَأَيْتُمْ أَن فِيهِ الهلكة) ظَاهرا (فَإِن فِيهِ النجَاة) بَاطِنا بِاعْتِبَار الْعَاقِبَة (ابْن أبي الدُّنْيَا فِي) كتاب (الصمت عَن مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر) بن عبد الله السّلمِيّ (مُرْسلا) ومناقبه جمة
(تحروا الصدْق وَإِن رَأَيْتُمْ أَن فِيهِ الهلكة فَإِن فِيهِ النجَاة وَاجْتَنبُوا الْكَذِب وَإِن رَأَيْتُمْ أَن فِيهِ النجَاة فَإِن فِيهِ الهلكة) وَمحله وَمَا قبله مَا لم يَتَرَتَّب على الصدْق وُقُوع محذورا وعَلى الْكَذِب مصلحَة مُحَققَة وَإِلَّا جَازَ الْكَذِب بل قد يجب (هناد عَن مجمع بن يحيى مُرْسلا) هُوَ الْأنْصَارِيّ الْكُوفِي ثِقَة
(تَحْرِيك الْأَصَابِع) وَفِي رِوَايَة الاصبع (فِي الصَّلَاة) يَعْنِي فِي التَّشَهُّد (مذعرة) أَي مخوفة (للشَّيْطَان) أَي يفرق مِنْهُ فيتباعد عَن الْمُصَلِّي فتحريك الاصبع أَي سبابة الْيُمْنَى فِيهِ سنة واليه ذهب جمع شافعيون لَكِن الْمُفْتِي بِهِ لَا بل يرفعها عِنْده لَا الله (هق عَن ابْن عمر) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(تحفة الصَّائِم) بِضَم التَّاء وَسُكُون الْحَاء وَقد تفتح (الدّهن والمجمر) يَعْنِي تحفته الَّتِي تذْهب عَنهُ مشقة الصَّوْم وشدته هما فَإِذا زار أحدكُم أَخَاهُ وَهُوَ صَائِم فليتحفه بذلك (ت هَب عَن الْحسن بن عَليّ) // (وَفِيه ضَعِيف ومتهم) //(1/444)
(تحفة الصَّائِم الزائر) أَخَاهُ الْمُسلم حَال صَوْمه (ان تغلف لحيته) أَي تضمخ بالطيب (وتجمر ثِيَابه) بالبخور (وتزرر) أزراره (وتحفة الْمَرْأَة الصائمة الزائرة) لنَحْو أَهلهَا أَو بَعْلهَا (أَن تمشط رَأسهَا) بِبِنَاء تمشط وَمَا بعده للْمَفْعُول (وتجمر ثِيَابهَا أَو تزرر) أَي فَإِن ذَلِك يذهب عَنْهَا مشقة الصَّوْم (هَب عَنهُ) أَي الْحسن وَفِيه من ذكر
(تحفة الْمُؤمن الْمَوْت) لِأَن الدُّنْيَا سجنه وبلاؤه فَلَا يزَال فِيهَا فِي عناء وتعب من مقاساة نَفسه ورياضة شهواته ومدافعة شَيْطَانه وَالْمَوْت إِطْلَاق لَهُ من هَذَا الْعَذَاب وَللَّه در من قَالَ
(قد قلت إِذْ مدحوا الْحَيَاة فأسرفوا ... فِي الْمَوْت ألف فَضِيلَة لاتعرف ... )
(مِنْهَا أَمَان عَذَابه بلقائه ... وفراق كل معاشر لَا ينصف ... ) (طب حل ك هَب عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ وَهُوَ // (حسن غَرِيب بل قَالَ ك صَحِيح) //
(تحفة الْمُؤمن فِي الدُّنْيَا الْفقر) لِأَنَّهُ تَعَالَى لم يَفْعَله بِهِ إِلَّا لعلمه بِأَنَّهُ لَا يصلحه إِلَّا هُوَ وَأَن الْغنى يطغيه (فر عَن معَاذ) ابْن جبل وَله طرق كلهَا واهية
(تحفة الْمَلَائِكَة تجمير الْمَسَاجِد) أَي تبخيرها بِنَحْوِ عود لأَنهم يأوون اليها وَلَيْسَ لَهُم حَظّ فِيمَا بِأَيْدِينَا إِلَّا الرَّائِحَة الطّيبَة فَمن أَرَادَ أَن يتحفهم فليجمر الْمَسَاجِد (أَبُو الشَّيْخ) الْأَصْبَهَانِيّ (عَن سَمُرَة) بن جُنْدُب // (وَفِيه ضعف) //
(تحفظُوا من الأَرْض فَإِنَّهَا أمكُم) الَّتِي خلقْتُمْ مِنْهَا (وَأَنه لَيْسَ من أحد) من بني آدم (عَامل عَلَيْهَا خيرا أَو شرا إِلَّا وَهِي مخبرة بِهِ) بِالْبِنَاءِ للْفَاعِل أَي تشهد بِهِ عَلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة وَيُمكن للْمَفْعُول بِأَن يخبرها بِهِ الْحفظَة لتخفف أَو تضيق عَلَيْهِ فِي الضَّم إِذا قبر (طب عَن ربيعَة) بن عمر (الجرشِي) بِضَم الْجِيم وَفتح الرَّاء بعْدهَا مُعْجمَة
(تحول) أَيهَا الْقَاعِد فِي الشَّمْس (إِلَى الظل فَإِنَّهُ مبارك) كثير النَّفْع للبدن لمن لزمَه وَالْجُلُوس فِي الشَّمْس يُورث أمراضا رَدِيئَة (ك عَن أبي حَازِم) وَالِد قيس قَالَ رَآنِي الْمُصْطَفى وَأَنا قَاعد فِي الشَّمْس فَذكره
(تحولوا عَن مَكَانكُمْ الَّذِي أَصَابَتْكُم فِيهِ الْغَفْلَة) بِالنَّوْمِ عَن صَلَاة الصُّبْح قَالَه فِي قصَّة التَّعْرِيس بالوادي فَلَمَّا تحولوا أَمر بِلَالًا فَأذن وَأقَام فصلى الصُّبْح بعد الشَّمْس (دهق عَن أبي هُرَيْرَة) وَأَصله فِي مُسلم بِدُونِ الْأَذَان والاقامة
(تختموا بالعقيق فَإِنَّهُ مبارك) أَي كثير الْخَيْر وَالْمرَاد الْمَعْدن الْمَعْرُوف وَمن قَالَ تخيموا بالعقيق بتحتية بدل الْفَوْقِيَّة وَقَالَ اسْم وَاد بِظَاهِر الْمَدِينَة فقد صحف (عق وَابْن لال فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق ك فِي تَارِيخ هَب خطّ وَابْن عَسَاكِر فر عَنهُ عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(تختموا بالعقيق فَإِنَّهُ يَنْفِي الْفقر) قيل أَرَادَ بِهِ اتِّخَاذ خَاتم فصة من عقيق وَعلله فِي حَدِيث بِأَنَّهُ يذهب الْغم مَا دَامَ عَلَيْهِ (عد عَن أنس) بن مَالك ثمَّ قَالَ حَدِيث بَاطِل
(تخرج الدَّابَّة) من الأَرْض تكلم النَّاس وَهِي ذَات زغب وَرِيش (وَمَعَهَا خَاتم سُلَيْمَان) نَبِي الله (وعصا مُوسَى) كليم الله (فتجلوا وَجه الْمُؤمن بالعصا) بالهام من الله تَعَالَى فَيصير بَين عَيْنَيْهِ نُكْتَة يبيض مِنْهَا وَجهه (وتخطم) أَي تسم (أنف الْكَافِر بالخاتم) فيسود وَجهه (حَتَّى إِن أهل الخوان)) بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة الْمَائِدَة الَّتِي تَجْتَمِع عَلَيْهَا الْجَمَاعَة للْأَكْل (ليجتمعون) عَلَيْهِ (فَيَقُول هَذَا) لهَذَا (يَا مُؤمن وَيَقُول هَذَا) لهَذَا (يَا كَافِر) لتميز كل مِنْهُم ببياض أَو سَواد بِحَيْثُ لَا يلتبس (حم ت هـ ك عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(تخرج الدَّابَّة) آخر الزَّمَان (فَتَسِم) بَين مُهْملَة من السمة وَهِي الْعَلامَة (النَّاس) يَعْنِي الْكفَّار بِأَن تُؤثر فِي وَجه كل مِنْهُم أثرا كالكي (على خراطيمهم) جمع خرطوم وَهُوَ الْأنف (ثمَّ يعمرون فِيكُم) أَي تمتد أعمارهم بعد ذَلِك (حَتَّى يَشْتَرِي الرجل) يَعْنِي(1/445)
الانسان (الدَّابَّة) مثلا (فَيُقَال) لَهُ (مِمَّن اشْتريت فَيَقُول من الرجل المخطم) وَفِي رِوَايَة اشْتَرَيْته من أحد المخطمين (حم عَن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد رِجَاله ثِقَات) //
(تخللوا) أخرجُوا مَا بَين الْأَسْنَان من الطَّعَام بالخلال (فَإِنَّهُ نظافة) للفم والأسنان (والنظافة تَدْعُو إِلَى الْإِيمَان والايمان مَعَ صَاحبه فِي الْجنَّة) وَفِي رِوَايَة بدل فَإِنَّهُ الخ فَإِنَّهُ مَصَحَّة للناب والنواجذ (طس عَن ابْن مَسْعُود) // (وَإِسْنَاده حسن) //
(تخَيرُوا لنُطَفِكُمْ) أَي لَا تضعوا نطفكم إِلَّا فِي أصل طَاهِر (فانكحوا إِلَّا كفاء وَانْكِحُوا إِلَيْهِم) فِيهِ رد على من لم يشْتَرط الْكَفَاءَة (هـ ك هق عَن عَائِشَة) وَفِيه ثَلَاث ضعفاء
(تخَيرُوا لنُطَفِكُمْ) أَي تكلفوا طلب مَا هُوَ خير لكم فِي المناكح وأزكاها وأبعدها عَن الْفُجُور (فَإِن النِّسَاء يلدن أشباه اخوانهن) خلقا وخلقا (وإخواتهن) غَالِبا (عدوا ابْن عَسَاكِر عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف بل قَالَ الْخَطِيب طرقه كلهَا واهية) //
(تخَيرُوا لنُطَفِكُمْ) فَإِن الْوَلَد ينْزع إِلَى أصل أمه وطباعها وشكلها (وَاجْتَنبُوا هَذَا السوَاد) أَي اللَّوْن الْأسود وَهُوَ الزنج لَا الْحَبَش كَمَا يعلم من أَحَادِيث أُخْرَى (فَإِنَّهُ لون مُشَوه) أَي قَبِيح وَهُوَ من الأضداد يُقَال للْمَرْأَة الْحَسْنَاء الرائعة شوهاء (حل عَن أنس) وَهُوَ كَمَا قَالَ أَبُو حَاتِم // (حَدِيث ضَعِيف من جَمِيع طرقه) //
(تداووا) يَا (عباد الله) وَصفهم بالعبودية ايماء إِلَى أَن التَّدَاوِي لَا يُنَافِي التَّوَكُّل أَي تداووا وَلَا تعتمدوا فِي الشِّفَاء على التَّدَاوِي بل كونُوا عباد الله تَعَالَى متوكلين عَلَيْهِ (فَإِن الله لم يضع دَاء إِلَّا وضع لَهُ دَوَاء غير دَاء وَاحِد) وَهُوَ (الْهَرم) أَي الْكبر جعل دَاء تَشْبِيها بِهِ لِأَن الْمَوْت يعقبه كالداء وَلَا يُنَافِي هَذَا مَا فِي حَدِيث مُسلم هم الَّذين لَا يَكْتَوُونَ وَلَا يسْتَرقونَ وعَلى رَبهم يَتَوَكَّلُونَ (حم 4 حب ك عَن أُسَامَة) بِالضَّمِّ (ابْن شريك) الثَّعْلَبِيّ بمثلثة ومهملة // (وَإِسْنَاده صَحِيح) //
(تداووا من ذَات الْجنب) وَهِي هُنَا ورم حَار يعرض فِي نواحي الْجنب من ربح غليظ مؤذ (بِالْقِسْطِ البحري) وَهُوَ الْعود الْهِنْدِيّ (وَالزَّيْت المسخن) بِأَن يدق نَاعِمًا ويخلط بِهِ وَيجْعَل لصوقا أَو يلعق فَإِنَّهُ مُحَلل لمادته (حم ك عَن زيد بن أَرقم) قَالَ ك // (صَحِيح وأقروه) //
(تداووا بألبان الْبَقر فَإِنِّي أَرْجُو) أَي آمل (أَن يَجْعَل الله فِيهَا شِفَاء فَإِنَّهَا تَأْكُل من كل الشّجر) فِيهِ كَالَّذي قبله أَن التَّدَاوِي لَا يُنَافِي التَّوَكُّل (طب عَن ابْن مَسْعُود) وَفِي الْبَاب أَبُو هُرَيْرَة وَغَيره
(تداركوا الغموم والهموم بالصدقات) فَإِنَّكُم إِن فَعلْتُمْ ذَلِك (يكْشف الله ضركم وينصركم على عَدوكُمْ) تَمَامه عِنْد مخرجه وَيثبت عِنْد الشدائد أقدامكم وَلَعَلَّ الْمُؤلف ذهل عَنهُ (فر عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب) //
(تَدْرُونَ) بِحَذْف همزَة الِاسْتِفْهَام (مَا يَقُول الاسد فِي زئيره) أَي فِي صياحه قَالُوا وَرَسُوله أعلم قَالَ (يَقُول اللَّهُمَّ لَا تسلطني على أحد من أهل الْمَعْرُوف) يحْتَمل الْحَقِيقَة بِأَن يطْلب ذَلِك من الله تَعَالَى بِهَذَا الصَّوْت وَيحْتَمل أَنه عبارَة عَن كَونه ركز فِي طباعه محبَّة أهل الْمَعْرُوف (طب فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق عَن أبي هُرَيْرَة
(تذْهب الأرضون) بِفَتْح الرَّاء وسكونها (كلهَا يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا الْمَسَاجِد فَإِنَّهَا يَنْضَم بَعْضهَا إِلَى بعض) أَي وَتصير بقْعَة فِي الْجنَّة (طس عد عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب وَمن ثمَّ قيل مَوْضُوع) //
(تذهبون) أَيهَا الْأمة (الْخَيْر فالخير) بِالتَّشْدِيدِ أَي الْأَفْضَل فَالْأَفْضَل (حَتَّى لَا يبْقى مِنْكُم إِلَّا مثل هَذِه) وَأَشَارَ إِلَى حشف التَّمْر أَي حَتَّى لَا يبْقى إِلَّا أشرار النَّاس (تخ طب ك عَن رويفع) بِالْفَاءِ (ابْن ثَابت) الْأنْصَارِيّ
(تربوا صحفكم) أَي أَمر وَالتُّرَاب عَلَيْهَا بعد كتَابَتهَا لتجف فَإِنَّهُ (أنجح لَهَا) أَي أَكثر نجاحا (إِن التُّرَاب مبارك) وَقيل أَرَادَ وضع الْمَكْتُوب إِذا فرغ مِنْهُ على التُّرَاب وَإِن(1/446)
جف (هـ عَن جَابر) وَفِيه مَجْهُول والمتن مُنكر
(ترك الدُّنْيَا) أَي لذاتها وشهواتها (أَمر من الصَّبْر) أَي أَشد مرَارَة مِنْهُ لحرص النَّفس عَلَيْهَا (وَأَشد من حطم السيوف فِي سَبِيل الله عز وَجل) فِي الْجِهَاد وَتَمَامه عِنْد مخرجه وَلَا يَتْرُكهَا أحد إِلَّا أعطَاهُ الله مثل مَا يُعْطي الشُّهَدَاء وَتركهَا قله الْأكل والشبع وبغض الثَّنَاء من النَّاس فَإِنَّهُ من أحب الثَّنَاء مِنْهُم أحب الدُّنْيَا وَنَعِيمهَا (فرعن عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ترك السَّلَام على الضَّرِير خِيَانَة) لِأَن شَرْعِيَّة السَّلَام أَن يفِيض كل من المتلاقيين الْأمان على صَاحبه فَمن أهمل ذَلِك فقد خَان صَاحبه والضرير مَعْذُور لعدم الْأَبْصَار (فرعن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ترك الْوَصِيَّة عَار) (أَي عيب وشين (فِي الدُّنْيَا ونار وشنار فِي الْآخِرَة) والشنار أقبح من الْعَيْب والعار (طس عَن ابْن عَبَّاس) وَفِيه جمَاعَة مَجَاهِيل
(تركت فِيكُم) أَي أَنى تَارِك فِيكُم بعدِي كَمَا عبر بِهِ فِي رِوَايَة (شَيْئَيْنِ لن تضلوا بعدهمَا كتاب الله وسنتي) أَي طريقتي الَّتِي بعثت بهَا (وَإِن يَتَفَرَّقَا حَتَّى يردا على الْحَوْض) فهما الآصلان اللَّذَان لَا عدُول عَنْهُمَا وَلَا هدى إِلَّا بهما والعصمة والنجاة فِي التَّمَسُّك بهما فوجوب الرُّجُوع للْكتاب وَالسّنة مَعْلُوم من الدّين بِالضَّرُورَةِ (ك عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ خطب الْمُصْطَفى النَّاس فِي حجَّة الْوَدَاع فَذكره
(تزوجوا فِي الحجز) بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة وَكسرهَا وَسُكُون الْجِيم وزاي أَي الأَصْل والمنبت (الصَّالح) كِنَايَة عَن الْعِفَّة (فَإِن الْعرق دساس) أَي دخال بِالتَّشْدِيدِ لِأَنَّهُ ينْزع فِي خَفَاء ولطف وَالْمرَاد أَن الرجل إِذا تزوج فِي منبت صَالح يَجِيء الْوَلَد يشبه أصل الزَّوْجَة فِي الْأَعْمَال والأخلاق وَعَكسه (عد عَن أنس) من طرق // (كلهَا ضَعِيفَة) //
(تزوجوا النِّسَاء) ندبا (فَإِنَّهُنَّ يَأْتِين) وَفِي رِوَايَة يَأْتينكُمْ (بِالْمَالِ) بِمَعْنى أَن ادرار الرزق يكون بِقدر الْعِيَال والمعونة تنزل بِحَسب الْمُؤْنَة فَمن تزوج بِقصد أخروي كتكثير الْأمة أَو عفته عَن الزِّنَا رزقه الله تَعَالَى من حَيْثُ لَا يحْتَسب (الْبَزَّار خطّ عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد رِجَاله ثِقَات) // (د فِي مراسيله عَن عُرْوَة) بِضَم الْمُهْملَة ابْن الزبير (مُرْسلا) وَله شَوَاهِد كَثِيرَة
(تزوجوا الْأَبْكَار فَإِنَّهُنَّ أعذب أفواها وأنتق أرحاما) بنُون ومثناة فوقية وقاف أَي أَكثر أَوْلَادًا (وأرضى باليسير) زَاد فِي رِوَايَة من الْعَمَل أَي الْجِمَاع وَلَوْلَا هَذِه الرِّوَايَة كَانَ الْحمل على الْأَعَمّ أتم (طب عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف أبي بِلَال الْأَشْعَرِيّ) //
(تزوجوا الْوَدُود) المتحببة لزَوجهَا بِنَحْوِ تلطف فِي الْخطاب وَكَثْرَة خدمَة وأدب (الْوَلُود) أَي من هِيَ مَظَنَّة الْولادَة وَهِي الشَّابَّة (فَإِنِّي مكاثربكم) أَي أغالب بكم (الْأُمَم) السَّابِقَة فِي الْكَثْرَة (دن عَن معقل بن يسَار) وَرِجَاله ثِقَات
(تزوجوا فَإِنِّي مُكَاثِر) تَعْلِيل لِلْأَمْرِ بِالتَّزْوِيجِ أَي مفاخر (بكم الْأُمَم) الْمُتَقَدّمَة أَي أغالبهم بكم كَثْرَة (وَلَا تَكُونُوا كرهبانية النَّصَارَى) الَّذين يتبتلون فِي الصوامع وقلل الْجبَال تاركين النِّسَاء وَالْمَال وَالنِّكَاح تجْرِي فِيهِ الْأَحْكَام الْخَمْسَة فَيكون فرض كِفَايَة لبَقَاء النَّسْل وَفرض عين لمن خَافَ الْعَنَت ومندوبا لمن هُوَ مُحْتَاج إِلَيْهِ وَوجد أهبته ومكروها لفاقد الْحَاجة والأهبة أووا جد هاوية عِلّة كهرم أَو عَنهُ أَو مرض دَائِم ومباحا لواجد أهبة غير مُحْتَاج وَلَا عِلّة وحراما لمن عِنْده أَربع (هق عَن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف مُحَمَّد بن ثَابت وَغَيره) //
(تزوجوا) فَإِن النِّكَاح ركن من أَرْكَان الْمصَالح الدِّينِيَّة (وَلَا تطلقوا) بِغَيْر عذر شَرْعِي (فَإِن الله لَا يحب الذواقين وَلَا الذواقات) أَي السريعي النِّكَاح والسريعي الْفِرَاق اسْتعْمل(1/447)
الذَّوْق مَعَ أَنه إِنَّمَا يتَعَلَّق بالأجسام فِي الْمعَانِي مجَازًا (طب عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ وَفِي الْبَاب عَن أبي هُرَيْرَة
(تزوجوا وَلَا تطلقوا فَإِن الطَّلَاق) بِلَا عذر شَرْعِي (يَهْتَز مِنْهُ الْعَرْش) يَعْنِي تضطرب الْمَلَائِكَة حوله غيظا مِنْهُ لبغضه إِلَيْهِم كَمَا هُوَ بغيض إِلَى الله لما فِيهِ من قطع الوصلة وتشتت الشمل إِمَّا لعذر فَلَيْسَ مَنْهِيّا عَنهُ بل قد يجب كَمَا سلف وَالطَّلَاق تجْرِي فِيهِ الْأَحْكَام الْخَمْسَة يكون وَاجِبا وَهُوَ طَلَاق الْحكمَيْنِ وَالْمولى ومندوبا وَهُوَ من خَافَ أَن لَا يُقيم حُدُود الله تَعَالَى فِي الزَّوْجِيَّة وَمن وجد رِيبَة وحراما وَهُوَ البدعي وَطَلَاق من لم يفها حَقّهَا من الْقسم ومكروها فِيمَا عدا ذَلِك وَعَلِيهِ حمل الحَدِيث ومباحا عِنْد تعَارض مُقْتَضى الْفِرَاق وضده (عدد عَن عَليّ) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف بل قيل مَوْضُوع) //
(تساقطوا الضغائن) بَيْنكُم جمع ضغينة وَهِي الحقد والعداوة والحسد فَإِن ذَلِك من الْكَبَائِر (الْبَزَّار عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(تسحرُوا) ندبا لَا وجوبا إِجْمَاعًا (فَإِن فِي السّحُور بركَة) قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ روى بِفَتْح السِّين وَضمّهَا فبالضم الْفِعْل وبالفتح مَا يتسحر بِهِ وَالْمرَاد بِالْبركَةِ الْأجر فيناسب الضَّم أَو التَّقْوَى على الصَّوْم فيناسب الْفَتْح (حم ق ت ن هـ عَن أَنِّي) بن مَالك (ن عَن أبي هُرَيْرَة وَعَن ابْن مَسْعُود حم عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(تسحرُوا من آخر اللَّيْل) أَي فِي آخِره قبيل الْفجْر (هَذَا الْغذَاء) وَفِي رِوَايَة فَإِنَّهُ الْغذَاء (الْمُبَارك) أَي الْكثير الْخَيْر لِأَنَّهُ يكْسب قُوَّة على الصَّوْم (طب عَن عتبَة) بِضَم الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة (ابْن عبد) بِغَيْر إِضَافَة وَهِي السلمى (وَأبي الدَّرْدَاء) // (ضَعِيف لضعف جبارَة بن مغلس) //
(تسحرُوا وَلَو بجرعة من مَاء) لِأَنَّهُ يحصل بِهِ الْإِعَانَة على الصَّوْم بالخاصية أَو لِأَنَّهُ يحصل بِهِ النشاط ومدافعة سوء الْخلق الَّذِي يثيره الْعَطش (ع عَن أنس) // (ضَعِيف لضعف عبد الْوَاحِد الْبَاهِلِيّ) //
(تسحرُوا وَلَو بِالْمَاءِ) فَإِن الْبركَة فِي الْفِعْل بِاسْتِعْمَال السّنة لَا فِي نفس الطَّعَام (ابْن عَسَاكِر عَن عبد الله بن سراقَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(تسحرُوا وَلَو بِشَربَة من مَاء وَافْطرُوا) إِذا تحققتم الْغُرُوب (وَلَو على شربة من مَاء) وَلَا تواصلوا فَإِن الْوِصَال عَلَيْكُم حرَام (عد عَن عَليّ) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف حُسَيْن بن عبد الله) //
(تِسْعَة أعشار الرزق فِي التِّجَارَة) جمع عشير وَهُوَ الْعشْر كنصيب وانصباء (وَالْعشر فِي الْمَوَاشِي) يَعْنِي النِّتَاج ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] عَن نعيم بن عبد الرَّحْمَن الْأَزْدِيّ) تَابِعِيّ ثِقَة من الطَّبَقَة الثَّالِثَة (وَيحيى بن جَابر الطَّائِي مُرْسلا) هُوَ قَاضِي حمص ثِقَة يُرْسل كثيرا وَرِجَاله ثِقَات
(تَسْلِيم الرجل باصبع وَاحِدَة يُشِير بهَا فعل الْيَهُود) فَيكْرَه الِاقْتِصَار على الاشارة بِالتَّسْلِيمِ إِذا لم يكن فِي حَالَة تَمنعهُ من التَّكَلُّم (ع طس هَب عَن جَابر) وَرِجَاله ثِقَات
(تَسْمَعُونَ) بِفَتْح الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة (وَيسمع) مَبْنِيّ للْمَجْهُول (مِنْكُم) خبر بِمَعْنى الْأَمر أَي لتسمعوا مني الحَدِيث وتبلغوه عني وليسمعه من بعدِي مِنْكُم (وَيسمع) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول (مِمَّن يسمع) بِفَتْح فَسُكُون أَي وَيسمع الْغَيْر من الَّذِي يسمع (مِنْكُم) حَدِيثي وَكَذَا من بعدهمْ وهلم جرا وَبِذَلِك يظْهر الْعلم وينتشر وَيحصل التَّبْلِيغ وَهُوَ الْمِيثَاق الْمَأْخُوذ على الْعلمَاء (حم د ك عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ ك // (صَحِيح وأقروه) //
(تسموا باسمي) مُحَمَّد وَأحمد وَمُحَمّد أفضل (وَلَا تكنوا) بِفَتْح الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة وَالْكَاف وَشد النُّون وَحذف إِحْدَى التَّاءَيْنِ أَو بِسُكُون الْكَاف وَضم النُّون (بكنيتي) أبي الْقَاسِم إعظاما لحرمتي فَيحرم التكني بِهِ لمن اسْمه مُحَمَّد وَغَيره فِي زَمَنه وَبعده على الْأَصَح عِنْد الشَّافِعِيَّة (حم ق ت هـ عَن إنس) بن مَالك (حم ق هـ جَابر) وَفِي الْبَاب عَن ابْن عَبَّاس وَغَيره
(تسموا بأسماء الْأَنْبِيَاء)(1/448)
لفظ أَمر وَمَعْنَاهُ الاباحة لأَنهم أشرف النَّاس وأسماؤهم أشرف الْأَسْمَاء فالتسمي بهَا شرف للمسمى (وَأحب الْأَسْمَاء إِلَى الله تَعَالَى عبد الله وَعبد الرَّحْمَن) لِأَن التَّعَلُّق الَّذِي بَين العَبْد وربه إِنَّمَا هُوَ الْعُبُودِيَّة الْمَحْضَة والتعلق الَّذِي بَين الله وَعَبده بِالرَّحْمَةِ الْمَحْضَة (وَأصْدقهَا حرث وَهَمَّام) إِذْ لاينفك مسماهما عَن حَقِيقَة مَعْنَاهُمَا (وأقبحها حَرْب وَمرَّة) لما فِي حَرْب من البشاعة وَفِي مرّة من المرارة (خددن عَن أبي وهب الْجُشَمِي) بِضَم الْجِيم وَفتح الْمُعْجَمَة وَآخره مِيم نِسْبَة لقبيلة جشم بن الْخَزْرَج من الْأَنْصَار
(تسمون أَوْلَادكُم مُحَمَّدًا ثمَّ تلعنونهم (اسْتِفْهَام إنكاري إنكر اللَّعْن إجلالا لاسمه كَمَا منع ضرب الْوَجْه تَعْظِيمًا لصورة آدم (الْبَزَّار ع ك عَن أنس) // (بِإِسْنَاد فَهِيَ لين) //
(تصافحوا) من الصفحة وَالْمرَاد الافضاء بصفحة الْيَد إِلَى صفحة لبد (يذهب الغل) أَي الحقد والضغن (من قُلُوبكُمْ) فالمصافحة لذَلِك سنة مُؤَكدَة (عد عَن ابْن عمر)
(تصدقوا فَسَيَأْتِي عَلَيْكُم زمَان) يَسْتَغْنِي النَّاس فِيهِ عَن المَال لظُهُور الْكُنُوز وَكَثْرَة الْعدْل أَو لظُهُور الاشراط وَكَثْرَة الْفِتَن بِحَيْثُ (يمشي الرجل) يَعْنِي الانسان فِيهِ (بِصَدَقَتِهِ) يلْتَمس من يقبلهَا مِنْهُ (فَيَقُول) الانسان (الَّذِي يَأْتِيهِ بهَا) يَعْنِي الَّذِي يُرِيد الْمُتَصَدّق أَن يُعْطِيهِ إِيَّاهَا (لَو جِئْت بهَا بالْأَمْس) حَيْثُ كنت مُحْتَاجا إِلَيْهَا (لقبلتها فإمَّا الْآن) وَقد كثر المَال أَو اشتغلنا بِأَنْفُسِنَا (فَلَا حَاجَة لي فِيهَا) فَيرجع بهَا (فَلَا يجد من يقبلهَا) مِنْهُ وَهَذَا من الاشراط وَزعم أَنه وَقع فِي زمن ابْن عبد الْعَزِيز متعقب بِالرَّدِّ (حم ق ت عَن حَارِثَة) بحاء مُهْملَة ومثلثة (ابْن وهب) الْخُزَاعِيّ ربيب عمر بن الْخطاب
(تصدقوا فَإِن الصَّدَقَة فكاككم من النَّار) أَي خلاصكم من نَار جَهَنَّم قَالَ الْعَبَّادِيّ وَالصَّدَََقَة أفضل من حج التَّطَوُّع عِنْد أبي حنيفَة (طس حل عَن أنس) وَرِجَاله ثِقَات ذكره الهيثمي
(تصدقوا وَلَو بتمرة) بمثناة فوقية (فَإِنَّهَا تسد من الجائع) أَي تسد رَمق الجائع فَلَا تستقلوا من الصَّدَقَة شَيْئا وَقيل أَرَادَ بالمبالغة (وتطفىء الْخَطِيئَة كَمَا يطفىء المَاء النَّار) يَعْنِي تذْهب الْخَطِيئَة حَقِيقَة أَن الْحَسَنَات يذْهبن السيآت (ابْن الْمُبَارك عَن عِكْرِمَة) الْبَرْبَرِي مولى ابْن عَبَّاس (مُرْسلا) // (بِإِسْنَاد حسن) // (تطوع الرجل فِي بَيته) أَي فِي مَحل سكنه بَيْتا أَو غَيره خَالِيا (يزِيد على تطوعه) أَي صَلَاة التَّطَوُّع (عِنْد النَّاس) أَي بحضرتهم (كفضل) أَي كَمَا يزِيد فضل (صَلَاة الرجل فِي جمَاعَة على صلَاته وَحده) لِأَنَّهُ أبعد من الرِّيَاء (ش عَن رجل) من الصَّحَابَة
(تُعَاد الصَّلَاة من قدر الدِّرْهَم من الدَّم) أى يجب على من صلى ثمَّ بَان أَنه كَانَ بِبدنِهِ أَو ملبوسه قدر دِرْهَم من الدَّم أَن يُعِيد صلَاته وَأخذ بمفهومه أَبُو حنيفَة فَقَالَ لَا تُعَاد الصَّلَاة من نَجَاسَة دون دِرْهَم (عد هق عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ الْعقيلِيّ هَذَا حَدِيث بَاطِل
(تعافوا الْحُدُود) (بِفَتْح الْفَاء وَضم الْوَاو بِغَيْر همز (فِيمَا بَيْنكُم) أَي تجاوزوا عَنْهَا وَلَا ترفعوها إِلَى (فابلغني من حد) أَي ثَبت عِنْدِي (فقد وَجب) على إِقَامَته يَعْنِي الْحُدُود الَّتِي بَيْنكُم يَنْبَغِي أَن يعفوها بَعْضكُم لبَعض قبل أَن تبلغني فَإِن بلغتني وَجب عَليّ أَن أقيمها والحكام مثله فِي ذَلِك (د ن ك عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ قَالَ ك // (صَحِيح وَأقرهُ الذَّهَبِيّ) //
(تعافوا) الْحُدُود بَيْنكُم (تسْقط الضغائن بَيْنكُم) كالتعليل للعفو كَأَنَّهُ قيل لم التعافي قَالَ لأجل أَن يسْقط مَا بَيْنكُم من الضغائن فَإِن الْحَد إِذا أقيم أورث فِي النُّفُوس حقداً بل عَدَاوَة وَمثله التَّعْزِير (الْبَزَّار عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (ضَعِيف لضعف السَّلمَانِي) //
(تَعَاهَدُوا الْقُرْآن) أَي قِرَاءَته لِئَلَّا تنسوه (فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ) أَي بقدرته وتصريفه (لَهو) اللَّام لتأكيد الْقسم (أَشد(1/449)
تفصيا) بمثناة فوقية وَفَاء وصاد مُهْملَة أَي أسْرع ذَهَابًا (من قُلُوب الرِّجَال) يَعْنِي حفظته وخصهم لأَنهم الَّذين يَحْفَظُونَهُ غَالِبا فالأثنى كَذَلِك (من الابل من عقلهَا) جمع عقال أَي هُوَ أَشد ذَهَابًا مِنْهَا إِذا انفلتت من العقال فَإِنَّهَا لَا تكَاد تلْحق (حم ق عَن أبي مُوسَى) الاشعري
(تَعَاهَدُوا نعالكم) أَي تفقدوها (عِنْد أَبْوَاب الْمَسَاجِد) فَإِن وجدْتُم بهَا خبثا أَو قذرا فامسحوه بِالْأَرْضِ قبل أَن تدْخلُوا وَذَلِكَ لِأَن تقذير الْمَسْجِد وَلَو بمستقذر طَاهِر حرَام (قطّ فِي) كتاب (الافراد) بِفَتْح الْهمزَة (خطّ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب) //
(تعتري الحدة) أَي النشاط والخفة (خِيَار أمتِي) وَالْمرَاد هُنَا الصلابة فِي الدّين والسرعة فِي امضاء الْخَيْر وَعدم الِالْتِفَات للْغَيْر (طب عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف سَلام الطَّوِيل) //
(تعجلوا إِلَى الْحَج) أَي بَادرُوا بِهِ ندبا (فَإِن أحدكُم لَا يدْرِي مَا يعرض لَهُ) فَيسنّ تَعْجِيله خوفًا من عرُوض إِلَّا فَاتَ القاطعة والعوارض المعوقة (حم عَن ابْن عَبَّاس)
(تعرض أَعمال النَّاس) على الله تَعَالَى (فِي كل جُمُعَة مرَّتَيْنِ) أَرَادَ بِالْجمعَةِ الاسبوع فَعبر عَن الشَّيْء بِآخِرهِ وَمَا يتم بِهِ وَيُوجد عِنْده (يَوْم الِاثْنَيْنِ) اسْتشْكل اسْتِعْمَاله بالنُّون بِأَن الْمثنى والملحق بِهِ تلْزمهُ الْألف إِذا جعل علما وأعرب بالحركة وَأجِيب بِأَن عَائِشَة من أهل اللِّسَان فنطقها بِهِ يدل على أَنه لُغَة (وَيَوْم الْخَمِيس) مر الْجمع بَينه وَبَين رفع الْأَعْمَال بِاللَّيْلِ مرّة وبالنهار مرّة (فَيغْفر لكل عبد مُؤمن إِلَّا عبدا) وَفِي رِوَايَة عبد بِالرَّفْع وَتَقْدِيره فَلَا يحرم أحد من الْمَغْفِرَة إِلَّا عبد وَمِنْه فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيل (بَينه وَبَين أَخِيه) فِي الاسلام (شَحْنَاء) بِفَتْح فَسُكُون وَنون ممدودا عَدَاوَة (فَيُقَال اتْرُكُوا هذَيْن) أَي أخروا مغفرتهما (حَتَّى يفيا) أَي يرجعا عَمَّا هما عَلَيْهِ من التقاطع والتباغض وَتعرض الْأَعْمَال أَيْضا لَيْلَة نصف شعْبَان وَالْقدر فَالْأول عرض اجمالي بِاعْتِبَار الاسبوع وَالثَّانِي تفصيلي بِاعْتِبَار الْعَام وَفَائِدَة تَكْرِير الْعرض اظهار شرف العاملين فِي الملكوت وَأما عرضهَا تَفْصِيلًا فَترفع الْمَلَائِكَة بِاللَّيْلِ مرّة وبالنهار أُخْرَى كَمَا مر (م عَن أبي هُرَيْرَة)
(تعرض الْأَعْمَال على الله يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس) أَي تعرضها الْمَلَائِكَة عَلَيْهِ فيهمَا قَالَ الْحَلِيمِيّ أَن مَلَائِكَة الْأَعْمَال يتناوبون فيقيم فريق من الِاثْنَيْنِ إِلَى الْخَمِيس فيعرج وفريق من الْخَمِيس إِلَى الِاثْنَيْنِ فيعرج كلما عرج فريق قَرَأَ مَا كتب فِي موقعه من السَّمَاء فَيكون ذَلِك عرضا فِي الصُّورَة وَأما الْبَارِي فِي نَفسه فغني عَن نسخهم وعرضهم وَهُوَ أعلم بأكساب عباده مِنْهُم (فَيغْفر الله) تَعَالَى للمذنبين مِنْهُم ذنوبهم (إِلَّا مَا كَانَ من متشاحنين) أَي متعاديين (أَو قَاطع رحم) أَي قرَابه بِنَحْوِ إِيذَاء أَو هجر فيؤخر كلا مِنْهُم حَتَّى يرجع ويقلع والمغفور فِي هَذَا الحَدِيث وَمَا قبله الصَّغَائِر لَا الْكَبَائِر فَإِنَّهُ لَا بُد من التَّوْبَة مِنْهَا (طب عَن أُسَامَة بن زيد) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف مُوسَى بن عُبَيْدَة لَكِن مَا قبله شَاهد لَهُ) //
(تعرض الْأَعْمَال يَوْم الِاثْنَيْنِ و) يَوْم (الْخَمِيس على الله وَتعرض على الْأَنْبِيَاء) أَي الرُّسُل أَي تعرض عمل كل أمة على نبيها (وعَلى الْآبَاء والأمهات) يحْتَمل اجراؤه على ظَاهره وَيحْتَمل أَن المُرَاد الْأُصُول وَإِن علوا لَكِن الْكَلَام فِي أصل مُسلم (يَوْم الْجُمُعَة) أَي يَوْم كل جُمُعَة (فيفرحون) أَي الْأَنْبِيَاء والآباء والأمهات (بحسناتهم وتزداد وُجُوههم بَيَاضًا وإشراقا) المُرَاد وُجُوه أَرْوَاحهم أَي ذواتها أَي ويحزنون ويساؤون بسيآتهم كَمَا يدل عَلَيْهِ قَوْله (فَاتَّقُوا الله) أَي خافوه (وَلَا تأذوا مَوْتَاكُم) الَّذين يَقع الْعرض عَلَيْهِم بارتكاب الْمعاصِي وَفَائِدَة الْعرض اظهار الله تَعَالَى للأموات عذره فِيمَا يُعَامل بِهِ أحياءهم (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (عَن(1/450)
وَالِد عبد الْعَزِيز)
(تعرف) بِفَتْح الْمُثَنَّاة أَوله وَشد الرَّاء (إِلَى الله) أَي تحبب وتقرب إِلَيْهِ بِالطَّاعَةِ (فِي الرخَاء يعرفك فِي الشدَّة) بتفريجها عَنْك وَجعله لَك من كل ضيق مخرجا وَمن كل هم فرجا فَإِذا تعرفت إِلَيْهِ فِي الِاخْتِيَار جازاك بِهِ عِنْد الِاضْطِرَار بمدد توفيقه وخفى لطفه (أَبُو الْقَاسِم ابْن بَشرَان فِي أَمَالِيهِ عَن أبي هُرَيْرَة) // (حسن غَرِيب) // وَرَوَاهُ غَيره عَن ابْن عَبَّاس مطولا فَقَالَ كنت رَدِيف رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فَقَالَ يَا غُلَام أَلا أعلمك كَلِمَات ينفعك الله بِهن احفظ الله يحفظك احفظ الله تَجدهُ أمامك تعرف الله فِي الرخَاء يعرفك فِي الشدَّة الحَدِيث
(تعشوا) ارشادا (وَلَو بكف) أَي بملء كف (من حشف) تمر يَابِس أَو فَاسد أَو ضَعِيف لَا نوى لَهُ كالشيص أَي لَا تتركوا الْعشَاء وَلَو بِشَيْء حقير يسير (فَإِن ترك الْعشَاء مهرمة) بِفَتْح الْمِيم وَالرَّاء أَي مَظَنَّة للضعف والهرم لِأَن النّوم مَعَ خلو الْمعدة يُورث تحليلا للرطوبات الْأَصْلِيَّة لقُوَّة الهاضمة (ت عَن أنس) // (بِإِسْنَاد مُتَّفق على ضعفه بل قيل مَوْضُوع) //
(تعلمُوا من أنسابكم مَا تصلونَ بِهِ أَرْحَامكُم) أَي مَا تعرفُون بِهِ أقاربكم لتصلوها فتعلم النّسَب مَنْدُوب (فَإِن صلَة الرَّحِم محبَّة فِي الْأَهْل مثراة) بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْمُثَلَّثَة من الثراء أَي لِكَثْرَة (فِي المَال) أَي سَبَب لكثرته من (سأة فِي الْأَجَل) مفعلة من النسافي الْعُمر أَي مَظَنَّة لتأخيره وَأما خبر علم النّسَب علم لَا ينفع وجهالة لَا تضر فَأَرَادَ بِهِ التوغل فِيهِ (حم ت ك عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ك // (صَحِيح وأقروه) //
(تعلمُوا مَنَاسِككُم فَإِنَّهَا من دينكُمْ) أَي جُزْء من دينكُمْ أَو من جنس دينكُمْ أَو مِمَّا فرض عَلَيْكُم فِي الدّين فالحج فرض عَيْني وَكَذَا الْعمرَة عِنْد الشَّافِعِي (ابْن عَسَاكِر عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(تعلمُوا الْعلم وتعلموا للْعلم الْوَقار) الْحلم والرزانة قيَاما لناموس الْعلم وَإِعْطَاء لحقه من الاجلال (حل عَن عمر) // (بِإِسْنَاد غَرِيب ضَعِيف) //
(تعلمُوا الْعلم) زَاد فِي رِوَايَة فَإِن أحدكُم لَا يدْرِي مَتى يفْتَقر إِلَى مَا عِنْده (وتعلموا للْعلم السكينَة) بتَخْفِيف الْكَاف وَشد من شدد السّكُون والطمأنينة (وَالْوَقار) أَي المهابة (وتواضعوا لمن تعلمُونَ) بِحَذْف إِحْدَى التَّأْمِين للتَّخْفِيف (مِنْهُ) فَإِن الْعلم لَا ينَال إِلَّا بالتواضع والقاء السّمع وتواضع الطَّالِب لشيخه رفْعَة وذلة لَهُ عز وخضوعه فَخر (طس عد عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف عباد بن كثير) //
(تعلمُوا مَا شِئْتُم أَن تعلمُوا) بِحَذْف إِحْدَى التَّاءَيْنِ للتَّخْفِيف (فَلَنْ ينفعكم الله) تَعَالَى بِمَا تعلمتموه (حَتَّى تعملوا بِمَا تعلمُونَ) فَإِن الْعَمَل مَتى تخلف عَن الْعلم كَانَ حجَّة على صَاحبه (عد خطّ عَن معَاذ) بن جبل (ابْن عَسَاكِر عَن أبي الدَّرْدَاء) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف وَوَقفه صَحِيح) //
(تعلمُوا من الْعلم مَا شِئْتُم فوَاللَّه لَا تؤجروا بِجمع الْعلم حَتَّى تعملوا) بِمُقْتَضَاهُ فَإِن الْعلم كالشجرة وَالْعَمَل كالثمرة فَإِذا كَانَت الشَّجَرَة لَا ثَمَر لَهَا فَلَا فَائِدَة لَهَا وَإِن كَانَت حَسَنَة المنظر (أَبُو الْحسن بن الأخرم) بخاء مُعْجمَة وَرَاء مُهْملَة (الْمَدِينِيّ) بِكَسْر الدَّال (فِي أَمَالِيهِ عَن أنس) بن مَالك
(تعلمُوا الْفَرَائِض) أَي علم الْفَرَائِض (وعلموه النَّاس فَإِنَّهُ نصف الْعلم) أَي قسم وَاحِد مِنْهُ سَمَّاهُ نصفا توسعا أَو اعْتِبَارا بحالتي الْحَيَاة وَالْمَوْت (وَهُوَ ينسى وَهُوَ أول علم ينْزع من أمتِي) أَي ينْزع علمه مِنْهُم بِمَوْت من يُعلمهُ وإهمال من بعدهمْ لَهُ (هـ ك عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِيه حَفْص بن عمر مَتْرُوك
(تعلمُوا الْفَرَائِض وَالْقُرْآن وَعَلمُوا النَّاس) ذَلِك (فَإِنِّي) امْرُؤ (مَقْبُوض) وَتَمَامه وَإِن الْعلم سيقبض أَي بِمَوْت أَهله وَتظهر الْفِتَن حَتَّى يخْتَلف الِاثْنَان فِي الْفَرِيضَة فَلَا يجدان من يفصل بَينهمَا قيل المُرَاد(1/451)
بالفرائض هُنَا علم الْمَوَارِيث وَقيل مَا افْترض الله تَعَالَى على عباده بِقَرِينَة ذكر الْقُرْآن (ت عَن أبي هُرَيْرَة) وَقَالَ // (فِيهِ اضْطِرَاب) //
(تعلمُوا الْقُرْآن واقرؤه) أَي فِي التَّهَجُّد وَغَيره (وارقدوا فَإِن مثل الْقُرْآن لمن تعلمه فقرأه وَقَامَ بِهِ كَمثل) بِزِيَادَة الْكَاف أَي مثل (جراب) بِكَسْر الْجِيم والعامة تفتحها (محشو مسكا) بِكَسْر الْمِيم (يفوح رِيحه فِي كل مَكَان وَمثل من تعلمه فيرقد وَهُوَ فِي جَوْفه كَمثل جراب أوكيء) أَي ربط فَمه (على مسك) فِي جَوْفه فَهُوَ لَا يفوح مِنْهُ وَإِن فاح فقليل (ت ن هـ حب عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ت // (حسن غَرِيب) //
(تعلمُوا كتاب الله تَعَالَى) أَي الْقُرْآن احفظوه وتفهموه (وتعاهدوه) زَاد فِي رِوَايَة واقتنوه أَي الزموه (وَتَغَنوا بِهِ) أَي اقرؤه بتحزن وترقيق وَلَيْسَ المُرَاد قِرَاءَته بالألحان (فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ) أَي بتصريفه (لَهو أَشد تفلتا) أَي ذَهَابًا (من الْمَخَاض) أَي النوق الْحَوَامِل المحبوسة (فِي الْعقل) بِضَم فَسُكُون جمع عقال فَإِنَّهَا إِذا انفلتت لَا تكَاد تلْحق (حم عَن عقبَة بن عَامر) وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(تعلمُوا من قُرَيْش) الْقَبِيلَة الْمَعْرُوفَة (وَلَا تعلموها) الشجَاعَة أَو الرَّأْي أَو الحزم فانها بِهِ عَالِمَة (وَقدمُوا قُريْشًا) فِي المطالب الْعَالِيَة (وَلَا تؤخروها) زَاده تَأْكِيد وَإِلَّا فَهُوَ مَعْلُوم مِمَّا قبله وَعلله بقوله
فَإِن (للقرشي قُوَّة رجلَيْنِ) أَي مثل قُوَّة اثْنَيْنِ (من غير قُرَيْش) فِي ذَلِك (ش عَن سهل بن أبي حثْمَة) بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُثَلَّثَة عبد الله وَقيل عَامر بن ساعده الْأنْصَارِيّ
(تعلمُوا من النُّجُوم) أَي من علم أَحْكَامهَا (مَا تهتدون بِهِ فِي ظلمات الْبر وَالْبَحْر) فَإِن ذَلِك ضَرُورِيّ لَا بُد مِنْهُ سِيمَا للْمُسَافِر (ثمَّ انْتَهوا) أَي اتْرُكُوا النّظر فِيمَا سوى ذَلِك فَإِن النجامة تَدْعُو إِلَى الكهانة فالمأذون فِي تعلمه علم التسيير لَا علم التَّأْثِير (ابْن مرْدَوَيْه) فِي تَفْسِيره (خطّ فِي كتاب النُّجُوم عَن ابْن عمر (وَلَيْسَ إِسْنَاده مِمَّا يحْتَج بِهِ
(تعْمل هَذِه الْأمة بُرْهَة) بِضَم الْمُوَحدَة وَقد تفتح مُدَّة من الزَّمَان (بِكِتَاب الله) تَعَالَى أَي الْقُرْآن يَعْنِي بِمَا فِيهِ (ثمَّ تعْمل بُرْهَة بِسنة رَسُول الله) أَي بهديه وطريقته وَمَا ندب إِلَيْهِ (ثمَّ تعْمل) بعد ذَلِك (بِالرَّأْيِ) أَي بِمَا لم يَأْتِ بِهِ أثر وَلَا خبر (فَإِذا عمِلُوا بِالرَّأْيِ فقد ضلوا) فِي أنفسهم (وأضلوا) من اتبعهم (عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعَّفُوهُ) // (تعوذوا بِاللَّه من جهد الْبلَاء) بِفَتْح الْجِيم أفْصح الْحَالة الَّتِي يمْتَحن بهَا الانسان أَو بِحَيْثُ يتمني الْمَوْت أَو قلَّة المَال وَكَثْرَة الْعِيَال (ودرك الشَّقَاء) بتحريك الرَّاء وسكونها اسْم من الادراك لما يلْحق الانسان من تبعة والشقاء السَّبَب الْمُؤَدى للهلاك (وَسُوء الْقَضَاء) أَي الْمقْضِي لِأَن قَضَاء الله تَعَالَى كُله حسن لَا سوء فِيهِ (وشماتة الْأَعْدَاء) أَي فَرَحهمْ ببلية تنزل بعد وهم (خَ عَن أبي هُرَيْرَة) بل هُوَ (مُتَّفق عَلَيْهِ)
(تعوذوا بِاللَّه من جَار السوء فِي دَار الْمقَام) أَي الاقامة (فَإِن الْجَار البادي يتَحَوَّل عنْدك) والبادي الَّذِي يسكن الْبَادِيَة وينتجع من مَحل لآخر (ن عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(تعوذوا بِاللَّه من ثَلَاث فواقر) أَي دواهر واحدتها فاقرة لِأَنَّهَا تحطم فقار الظّهْر (جَار سوء) بالاضافة (إِن رأى خيرا) أَي الَّذِي إِن اطلع مِنْك على خير (كتمه) عَن النَّاس حسد أَو سوء طبيعة (وَإِن رأى عَلَيْك (شَرّ إذاعة) أَي أفشاه بَين النَّاس ونشروه (وَزَوْجَة سوء) بالاضافة (إِن دخلت) أَنْت (عَلَيْهَا) فِي بَيْتك (لسنتك) أَي رمتك بلسانها وآذتك بِهِ (وَإِن غبت عَنْهَا خانتك) فِي نَفسهَا أَو مَالك أَو عرضك (وَإِمَام سوء) بالاضافة (إِن أَحْسَنت) إِلَيْهِ بقول أَو فعل (لم يقبل) مِنْك ذَلِك (وَإِن أَسَأْت لم يغْفر) لَك مَا فرط مِنْك من زلَّة أَو هفوة (هَب عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(تعوذوا(1/452)
بِاللَّه من الرغب) بِالتَّحْرِيكِ أَي كَثْرَة الْأكل فَإِن الْمُؤمن يَأْكُل فِي معي وَاحِد وَالْكَافِر يَأْكُل فِي سَبْعَة أمعاء (الْحَكِيم) فِي نوادره (عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(تَغْطِيَة الرَّأْس بِالنَّهَارِ فقه) أَي من نتائج الْفَهم لكَلَام الْعلمَاء الْحُكَمَاء (وبالليل رِيبَة) أَي تُهْمَة بستراب مِنْهَا فَإِن من وجد متقنعا لَيْلًا إِنَّمَا يظنّ بِهِ فجورا وسرقة (عد عَن وَاثِلَة) بن الْأَسْقَع وَفِيه بَقِيَّة وَغَيره من الضُّعَفَاء
(تفتح) بِضَم الْفَوْقِيَّة مَبْنِيا للْمَفْعُول (أَبْوَاب السَّمَاء ويستجاب الدُّعَاء) مِمَّن دَعَا دَعَا مَشْرُوع (فِي أَرْبَعَة مَوَاطِن عِنْد التقاء الصُّفُوف فِي سَبِيل الله) أَي جِهَاد الْكفَّار (وَعند نزُول الْغَيْث) الْمَطَر (وَعند إِقَامَة الصَّلَاة) أَي الصَّلَوَات لخمس (وَعند رُؤْيَة الْكَعْبَة) أَي أول مَا يَقع بصر القادم عَلَيْهَا (طب عَن أبي أُمَامَة) وَفِيه عفير بن معدان // (ضَعِيف) //
(تفتح أَبْوَاب السَّمَاء الْخمس) أَي عِنْد وُقُوع وَاحِد مِنْهَا (لقِرَاءَة الْقُرْآن وللقاء الزحفين ولنزول الْقطر ولدعوة الْمَظْلُوم وللأذان) أَي أَذَان الصَّلَاة وَالْمرَاد أَن الدُّعَاء فِي هَذِه الْأَوْقَات يُسْتَجَاب كَمَا بَينه مَا قبله (طس عَن ابْن عمر) قَالَ ابْن حجر // (غَرِيب ضَعِيف) //
(تفتح أَبْوَاب السَّمَاء نصف اللَّيْل) أَي وَلَا تزَال مَفْتُوحَة إِلَى الْفجْر (فينادي مُنَاد) من الْمَلَائِكَة بِأَمْر الله تَعَالَى (هَل من دَاع) أَي من طَالب حَاجَة (فيستجاب لَهُ هَل من سَائل فيعطي) مسؤولة وَالْجمع بَينه وَبَين مَا قبله للتَّأْكِيد وإشعارا بتحقق الْوُقُوع (هَل من مكروب) يسْأَل إِزَالَة كربه (فيفرج عَنهُ فَلَا يبْقى مُسلم يَدْعُو بدعوة إِلَّا اسْتَجَابَ الله تَعَالَى لَهُ إِلَّا زَانِيَة) وَزَاد قَوْله (تسْعَى بفرجها) أَي تكتسب بِهِ رمز إِلَى أَن الْكَلَام فِيمَن جعلت الزِّنَا حِرْفَة تحترف بهَا فَإِنَّهَا أقبح فعلا وَأَشد إِثْمًا وَأبْعد من الرَّحْمَة بِخِلَاف من وَقع مِنْهَا فلتة أَو هفوة من غير قصد لذَلِك وَلَا استعداد لَهُ فَإِن أمرهَا أخف فِي الْجُمْلَة (أَو عشار) بِالتَّشْدِيدِ أَي مكاس (طب عَن عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ) // (بِإِسْنَاد حسن صَحِيح) //
(تفتح لكم أَرض الْأَعَاجِم) أَي أَرض فَارس من ديار كسْرَى وَمَا والاها (وستجدون فِيهَا بُيُوتًا يُقَال لَهَا الحمامات) من الْحَمِيم وَهُوَ المَاء الْحَار (فَلَا يدخلهَا الرِّجَال إِلَّا بازار) لِأَن دُخُولهمْ بِدُونِهِ إِن كَانَ فِيهَا أحد رأى عَوْرَته وَإِلَّا فقد يفجؤه أحد (وامنعوا النِّسَاء أَن يدخلنها) مُطلقًا وَلَو بإزار (إِلَّا مَرِيضَة) أَو حَائِضًا (أَو نفسَاء) وَقد خَافت محذورا من الْغسْل ببيتها أَو احْتَاجَت لدُخُوله لشد الْأَعْضَاء وَنَحْوه فَلَا تمنعوهن حِينَئِذٍ للضَّرُورَة فدخول النِّسَاء الْحمام مَكْرُوه إِلَّا لضَرُورَة وَقيل حرَام وَهُوَ ظَاهر الْخَبَر (هـ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(تفتح أَبْوَاب الْجنَّة يَوْم الِاثْنَيْنِ وَيَوْم الْخَمِيس) حَقِيقَة لِأَن الْجنَّة مخلوقة الْآن وَفتح أَبْوَابهَا مُمكن أَو هُوَ بِمَعْنى إِزَالَة الْمَانِع وَرفع الْحجب (فَيغْفر فيهمَا لكل عبد لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا) أَي ذنُوبه الصَّغَائِر بِغَيْر وَسِيلَة طَاعَة (إِلَّا رجل) بِالرَّفْع وَتَقْدِيره فَلَا يحرم أحد من الغفران إِلَّا رجل وَمِنْه فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيل بِالرَّفْع (كَانَت بَينه وَبَين أَخِيه شَحْنَاء) فِي الدّين شَحْنَاء بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَالْمدّ أَي عَدَاوَة (فَيُقَال) من قبل الله تَعَالَى للْمَلَائكَة الموكلين بِكِتَابَة من يغْفر لَهُ (انْظُرُوا) بِكَسْر الظَّاء الْمُعْجَمَة أخروا أَو امهلوا (هذَيْن) أَي لَا تعطوا مِنْهَا أنصباء هذَيْن الرجلَيْن المتعاديين (حَتَّى) ترْتَفع الْعَدَاوَة بَينهمَا و (يصطلحا) وَلَو بمراسلة عِنْد الْبعد نعم إِن كَانَ الهجر لله تَعَالَى فَلَا يحرمان (خدم د عَن أبي هُرَيْرَة)
(تفتح) بِضَم الْفَوْقِيَّة مَبْنِيا للْمَفْعُول (الْيمن) أَي بلادها سميت بِهِ لِأَنَّهَا عَن يَمِين الْكَعْبَة أَو الشَّمْس أَو بِيَمِين بن قحطان (فَيَأْتِي قوم يبسون) بِفَتْح الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة أَو ضمهَا مَعَ كسر الْمُوَحدَة أَو ضمهَا وَشد السِّين الْمُهْملَة من البس وَهُوَ سوق بلين أَي(1/453)
يسوقون دوابهم إِلَى الْمَدِينَة (فيتحملون) من الْمَدِينَة إِلَى الْيمن (بأهليهم) أَي زوجاتهم وَأَبْنَائِهِمْ (وَمن أطاعهم) من النَّاس راحلين إِلَى الْيمن وَالْمرَاد أَن قوما مِمَّن شهدُوا فتحهَا إِذا شاهدوا سَعَة عيشها هَاجرُوا إِلَيْهَا ودعوا إِلَى ذَلِك غَيرهم (وَالْمَدينَة خير لَهُم) من الْيمن لكَونهَا حرم الرَّسُول ومهبط الْوَحْي (لَو كَانُوا يعلمُونَ) بفضلها وَمَا فِي الاقامة فِيهَا من الْفَوَائِد الدِّينِيَّة وَجَوَاب لَو مَحْذُوف أَي لَو كَانُوا من الْعلمَاء لعلموا ذَلِك فَإِن جعلت لِلتَّمَنِّي فَلَا جَوَاب (وتفتح الشَّام) سمى بِهِ لِأَنَّهُ عَن شمال الْكَعْبَة (فَيَأْتِي قوم يبسون) بضبط مَا قبله (فيتحملون بأهليهم وَمن أطاعهم) من النَّاس راحلين إِلَى الشأم (وَالْمَدينَة خير لَهُم لَو كَانُوا يعْملُونَ وتفتح الْعرَاق فَيَأْتِي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم وَمن أطاعهم وَالْمَدينَة خير لَهُم لَو كَانُوا يعْملُونَ) وَهَذِه معْجزَة ظَاهِرَة لوُقُوع ذَلِك كَمَا أخبر (مَالك ق عَن سُفْيَان) بِتَثْلِيث السِّين (ابْن أبي زُهَيْر) بِالتَّصْغِيرِ الشينائي النمري
(تفرغوا) أَي فرغوا قُلُوبكُمْ (من هموم الدُّنْيَا مَا اسْتَطَعْتُم) لِأَن تَفْرِيغ الْمحل شَرط لقبُول غيث الرَّحْمَة وَمَا لم يتفرغ الْمحل لم يُصَادف الْغَيْث محلا ينزله وَأَشَارَ بقوله مَا اسْتَطَعْتُم إِلَى أَن ذَلِك لَا يُمكن بِالْكُلِّيَّةِ إِلَّا لِذَوي النُّفُوس القدسية (فَإِنَّهُ من كَانَت الدُّنْيَا أكبر همه) أَي أعظم شَيْء يهتم بِهِ (أفشى الله تَعَالَى (ضيعته) أَي أَكثر عَلَيْهِ معاشه ليشغله عَن الْآخِرَة (وَجعل فقره بَين عَيْنَيْهِ) فَلَا يزَال منهمكا على الْجمع وَالْمَنْع (وَمن كَانَت الْآخِرَة أكبر همه جمع الله تَعَالَى لَهُ أمره وَجعل غناهُ فِي قلبه وَمَا أقبل عبد بِقَلْبِه إِلَى الله تَعَالَى إِلَّا جعل الله قُلُوب الْمُؤمنِينَ تفد) بِفَتْح الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة وَكسر الْفَاء أَي تسرع (إِلَيْهِ بالود وَالرَّحْمَة) ويسخر لَهُ النَّاس وَيفِيض عَلَيْهِ الْخَيْر بِغَيْر حِسَاب وَلَا قِيَاس ثمَّ أكد ذَلِك بغاية المنى فَقَالَ (وَكَانَ الله تَعَالَى بِكُل خير إِلَيْهِ أسْرع) أَي إِلَى حبه وكفايته ومعونته من جَمِيع عباده ليعرف بركَة فرَاغ قلبه وَمن الْخَيْر الَّذِي يسْرع الله بِهِ إِلَيْهِ مَا قَالَ الْمُصْطَفى من جعل الهموم هما وَاحِدًا كَفاهُ الله هموم الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَالْعَبْد إِذا صَحَّ مَعَ الله وأفنى هَوَاهُ طَالبا رِضَاهُ رفع عَن بَاطِنه هموم الدُّنْيَا وَجعل الْغنى فِي قلبه وَفتح عَلَيْهِ بَاب الرِّفْق وكل الهموم المتسلطة على بَعضهم لكَون قُلُوبهم لم تستكمل الشّغل بِاللَّه والاهتمام بحقائق الْعُبُودِيَّة فعلى قدر
مَا خلت من هم الله ابْتليت بهم الدُّنْيَا وَلَو امتلات من هم الله لم تعذب بهموم الدُّنْيَا ووقفت (طب) عَن أَبى الدَّرْدَاء) وَضَعفه الْمُنْذِرِيّ
(تفقدو نعلكم عِنْد أَبْوَاب الْمَسَاجِد أَي إِذْ أردتم دُخُولهَا فَإِن كَانَ علق بهَا قدر فأميطوه لِئَلَّا يَتَنَجَّس الْمَسْجِد أَو يتقذر وتقذيره وَلَو بطاهر حرَام) (حل عَن ابْن عمر) وَهَذَا حَدِيث مُنكر
(تفكرون فِي كل شَيْء) اسْتِدْلَالا واعتبارا (وَلَا تَفَكَّرُوا فِي ذَات الله فَإِن بَين السَّمَاء السَّابِعَة إِلَى كرسيه سَبْعَة آلَاف نور وَهُوَ فَوق ذَلِك) أَي مستول عَلَيْهِ (أَبُو الشَّيْخ) الْأَصْفَهَانِي (فِي) كتاب (العظمة عَن ابْن عَبَّاس
تَفَكَّرُوا فِي خلق الله) تَعَالَى أَي مخلوقاته الَّتِي يعرف الْعباد أَصْلهَا جملَة لَا تَفْصِيلًا كالسماء بكواكبها وحركتها وَالْأَرْض بِمَا فِيهَا من جبالها وأنهارها وحيوانها ونباتها ومعدنها فَلَا تتحرك ذرة إِلَّا وَللَّه فِيهَا حِكْمَة دَالَّة على عَظمته (وَلَا تَتَفَكَّرُوا فِي الله فَتَهْلكُوا أَبُو الشَّيْخ عَن أبي ذَر) الْغِفَارِيّ
(تَفَكَّرُوا فِي الْخلق) ي تَأمل فِي الْمَخْلُوقَات ودروان هَذَا الْفلك ومجاري هَذِه الْأَنْهَار فَمن تحقق ذَلِك علم أَن لَهُ صانع لَا يعزب عَنهُ مِثْقَال ذرة (وَلَا تَتَفَكَّرُوا فِي الْخَالِق فَإِنَّكُم لَا تقدرون قدره) إِي لَا تعرفونه حق مَعْرفَته قَالَ رجل لعَلي يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَيْن الله فَقَالَ أَيْن(1/454)
سُؤال عَن مَكَان وَكَانَ الله وَلَا مَكَان (أَبُو الشَّيْخ عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ خرج الْمُصْطَفى ذَات يَوْم وهم يتفكرون فَذكره
(تَفَكَّرُوا فِي آلَاء الله) أَي أنعمه الَّتِي أنعم بهَا عَلَيْكُم (وَلَا تَتَفَكَّرُوا فِي الله) تَعَالَى فَإِن كل مَا يخْطر فِي الْبَاب فَهُوَ بِخِلَافِهِ (أَبُو الشَّيْخ طس عد هَب عَن ابْن عمر) فِيهِ الْوَازِع بن نَافِع مَتْرُوك
(تَفَكَّرُوا فِي خلق الله وَلَا تَتَفَكَّرُوا فِي الله) تَعَالَى فَإِنَّهُ لَا تحيط بِهِ الأفكار بل تتحير فِيهِ الْعُقُول والأنظار (حل عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف جدا) //
(تقبلُوا) بِفَتْح الْفَوْقِيَّة أَوله وَالْقَاف وَشدَّة الْمُوَحدَة الْمَفْتُوحَة وَفِي رِوَايَة تكفلوا (لي بست) من الْخِصَال (أتقبل لكم بِالْجنَّةِ) أَي تكفلوا إِلَيّ بِهَذِهِ السِّت أتكفل لكم بِدُخُول الْجنَّة (إِذا حدث أحدكُم فَلَا يكذب) أَي إِلَّا لضَرُورَة أَو مصلحَة مُحَققَة (وَإِذا وعد) أَخَاهُ (فَلَا يخلف) إِذا كَانَ الْوَفَاء خيرا (واذا ائْتمن) أَي جعل أَمينا على شَيْء (فَلَا يخن) من ائتمنه (غضوا أبصاركم) عَن النّظر إِلَى مَا لَا يجوز (وَكفوا أَيْدِيكُم) فَلَا تبسطوها بِمَا لَا يحل (واحفظوا فروجكم) عَن الزِّنَا واللواط واتيان الْبَهَائِم ومقدمات ذَلِك (ك هَب عَن أنس) // (بِإِسْنَاد واه) //
(تقربُوا إِلَى الله) أَي اطْلُبُوا رِضَاهُ (ببغض أهل الْمعاصِي) من حَيْثُ كَونهم أهل الْمعاصِي لَا لذواتهم فالمأمور يبغضه فِي الْحَقِيقَة انما هُوَ تِلْكَ الْأَفْعَال المنهية (والقوهم بِوُجُوه مكفهرة) بِضَم الْمِيم وَكسر الْهَاء وَشدَّة الرَّاء أَي عابسة قاطبة فَعَسَى أَن ينجع ذَلِك فيهم فينزجروا (والتمسوا) اطْلُبُوا ببذل الْجهد (رضَا الله) عَنْكُم (بسخطهم) فانهم أَعدَاء الدّين (وتقربوا إِلَى الله بالتباعد عَنْهُم) قَالَ مخالطتهم سم قَاتل وَفِيه شُمُول للْعَالم العَاصِي (ابْن شاهين) فِي كتاب (الافراد) بِفَتْح الْهمزَة (عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(تقعد الْمَلَائِكَة) أَي الَّذين مِنْهُم فِي الأَرْض (على أَبْوَاب الْمَسَاجِد) أَي الاماكن الَّتِي تُقَام فِيهَا الْجُمُعَة وَخص الْمَسَاجِد لَان الْغَالِب اقامتها فِيهَا (يَوْم الْجُمُعَة) من أول النَّهَار (فيكتبون) فِي صُحُفهمْ (الأول وَالثَّانِي وَالثَّالِث وَهَكَذَا (حَتَّى إِذا خرج الامام) ليصعد الْمِنْبَر للخطبة (رفعت الصُّحُف) أَي طووها ورفعوها للعرض من جَاءَ بعد ذَلِك فَلَا تصيب لَهُ فِي ثَوَاب التبكير (حم عَن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(تقوم السَّاعَة) أَي الْقِيَامَة (وَالروم أَكثر النَّاس) وَمن عداهم من الْعَرَب وَغَيرهم بِالنِّسْبَةِ اليهم قَلِيل (حم م عَن الْمُسْتَوْرد) بن شَدَّاد
(تَقول النَّار لِلْمُؤمنِ يَوْم الْقِيَامَة) بِلِسَان القال أَو الْحَال (جزيا مُؤمن فقد أطفأ نورك لهبي) وَالْمرَاد الْمُؤمن الْكَامِل وَمن خَافَ الله تَعَالَى حق خيفته خافته المخاوف وَالْمُؤمن الْكَامِل أهل نور وضياء فاذا أشرف على النَّار غَدا وَقع ضوءه عَلَيْهَا على مِقْدَار جسده فَذَلِك ظله فِي النَّار كَمَا أَن الشَّمْس إِذا أشرقت على الأَرْض فَأَضَاءَتْ وَقع بجسده الَّذِي لَا ضوء لَهُ على ذَلِك الضَّوْء ظلمَة فَذَاك ظله هُنَا (طب حل عَن يعلى بن منية) بِضَم الْمِيم وَسُكُون النُّون وَهُوَ ابْن أُميَّة ومنيه أمه وَفِيه // (ضعف وَانْقِطَاع) //
(تَكْفِير كل لحاء) بِكَسْر اللَّام وحاء مُهْملَة مَمْدُود أَي مخاصمة ومسابة (رَكْعَتَانِ) أَي صَلَاة رَكْعَتَيْنِ بعد الْوضُوء لَهما فانه يذهب الْغَضَب (طب عَن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(تكون لاصحابي) من بعدِي (زلَّة يغفرها الله لَهُم لسابقتهم معي) وَتَمَامه ثمَّ يَأْتِي قوم بعدهمْ يكبهم الله على مناخرهم فِي النَّار (ابْن عَسَاكِر عَن عَليّ) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(تكون) بعدِي (امراء) جمع أَمِير (يَقُولُونَ) أَي مَا يُخَالف الشَّرْع (وَلَا يرد عَلَيْهِم) أَي لَا يَسْتَطِيع أحد أَن يَأْمُرهُم بِمَعْرُوف وَلَا ينهاهم عَن مُنكر (يتهافتون) يتساقطون(1/455)
(فِي النَّار) أَي نَار جَهَنَّم يَوْم الْقِيَامَة (يتبع بَعضهم بَعْضًا) أَي كلما مَاتَ وَاحِد ولي غَيره مَكَانَهُ فَعمل بِعَمَلِهِ أَو المُرَاد يتبع بَعضهم بَعْضًا فِي السُّقُوط فِي النَّار (طب عَن مُعَاوِيَة) بن أبي سُفْيَان
(تكون فتن) أَي محن وبلاء (لَا يَسْتَطِيع أَن يُغير فِيهَا) بِبِنَاء يُغير للْمَفْعُول أَي لَا يَسْتَطِيع أحد أَن يُغير فِيهَا مَا يَقع من الْمُنْكَرَات (بيد وَلَا لِسَان) خوفًا من السَّيْف فَيَكْفِي فِيهَا انكار ذَلِك بِالْقَلْبِ (رسته فِي) كتاب (الايمان عَن عَليّ)
(تكون النسم) أَي الْأَرْوَاح بعد الْمَوْت (طيرا) أَي على شكل الطير أَو فِي حواصل طير على مَا مر (تعلق بِالشَّجَرِ) أَي تَأْكُل مِنْهُ وَالْمرَاد شجر الْجنَّة (حَتَّى إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة) يَعْنِي إِذا نفخ فِي الصُّور النفخة الثَّانِيَة (دخلت كل نفس فِي جَسدهَا) الَّتِي كَانَت فِيهِ فِي الدُّنْيَا قَالَ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ كَونهَا فِي جَوف طير إِنَّمَا هُوَ فِي أَرْوَاح كمل الْمُؤمنِينَ (طب عَن أم هانىء) بنت أبي طَالب أَو أنصارية قَالَت سُئِلَ الْمُصْطَفى أنتزاور إِذا متناويري بَعْضنَا بَعْضًا فَذكره وَفِيه ابْن لَهِيعَة
(تَمام الْبر) بِالْكَسْرِ (إِن تعْمل) بمثناه فوفية (فِي السِّرّ عمل الْعَلَانِيَة) فَإِن من أبطن خلاف مَا أظهر فَهُوَ مُنَافِق وَمن اقْتصر على الْعَلَانِيَة فَهُوَ مراء (طب عَن أبي عَامر السكونِي) الشَّامي قلت يَا رَسُول الله مَا تَمام الْبر فَذكره // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(تَمام الرِّبَاط) أَي المرابطة يَعْنِي مرابطة النَّفس بالاقامة على مجاهدتها لتتبدل أخلاقها الرَّديئَة بِالْحَسَنَة (أَرْبَعُونَ يَوْمًا وَمن رابط أَرْبَعِينَ يَوْمًا لم يبع وَلم يشتر وَلم يحدث حَدثا) أَي لم يفعل شَيْئا من الْأُمُور الدُّنْيَوِيَّة الْغَيْر الضرورية (خرج من ذنُوبه كَيَوْم وَلدته أمه) أَي بِغَيْر ذَنْب وَذَلِكَ مَظَنَّة لحُصُول الْفَتْح الرباني والكشف الوهباني (طب عَن أبي أُمَامَة) وَفِيه أَيُّوب بن مدركة مَتْرُوك
(تَمام النِّعْمَة دُخُول الْجنَّة والفوز من النَّار) أَي النجَاة من دُخُولهَا فَذَلِك هُوَ الْغَايَة الْمَطْلُوبَة لذاتها (حم خدت عَن معَاذ) قَالَ مر النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] بِرَجُل يَقُول اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك تَمام نِعْمَتك قَالَ تَدْرِي مَا تَمام النِّعْمَة فَذكره
(تَمسحُوا بِالْأَرْضِ) ندبا بِأَن تباشروها بِالصَّلَاةِ بِلَا حَائِل وَقيل أَرَادَ التميم (فَإِنَّهَا بكم برة) بِفَتْح الْمُوَحدَة وَشدَّة الرَّاء أَي مشفقة كالوالدة الْبرة بِأَوْلَادِهَا يَعْنِي أَن مِنْهَا خَلقكُم وفيهَا معاشكم وإليها معادكم (طص عَن سلمَان) الْفَارِسِي وَفِي // (إِسْنَاده مَجْهُول وبقيته ثِقَات) //
(تمعددوا) أَي تشبهوا بمعد بن عدنان فِي التقشف وخشونة الْعَيْش وَكَانَ كَذَلِك (وَاخْشَوْشنُوا) بالنُّون أَمر من الخشونة أَي البسوا الخشن واتركوا زِيّ المعجم وتنعمهم وروى بموحدة تحتية (وانتضلوا وامشوا حُفَاة) مُحَافظَة على التَّوَاضُع وَالْقَصْد النَّهْي عَن الترفه وَإِن كَانَ جَائِزا طب عَن ابْن أبي حَدْرَد) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(تناصحوا فِي الْعلم) أَي لينصح بَعْضكُم بَعْضًا فِي تعلمه وتعليمه (وَلَا يكتم بعضهكم بَعْضًا) وَلَا يكتم بَعْضكُم بَعْضًا شَيْئا من الْعلم عَن غير أَهله (فَإِن خِيَانَة فِي الْعلم أَشد من خِيَانَة فِي المَال) وَتَمام الحَدِيث عِنْد مخرجه وَالله سَائِلكُمْ عَنهُ وَلَعَلَّ الْمُؤلف ذهل عَنهُ (حل عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف بل قيل بِوَضْعِهِ) //
(تناكحوا) لكَي (تكثروا) ندبا وَقيل وجوبا (فَإِنِّي) تَعْلِيل لِلْأَمْرِ بالتناكح (أَبَا هِيَ بكم) أَي أفاخر بِسَبَب كثرتكم (الامم) الْمُتَقَدّمَة (يَوْم الْقِيَامَة) بَين بِهِ طلب تَكْثِير أمته وَهُوَ لَا يكون إِلَّا بِكَثْرَة التناسل وَهُوَ بالتناكح فَهُوَ مَأْمُور بِهِ (عب عَن سعيد بن أبي هِلَال) اللَّيْثِيّ مَوْلَاهُم (مُرْسلا) وأسنده ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عمر // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(تنام عَيْنَايَ وَلَا ينَام قلبِي) لِأَن النُّفُوس الْكَامِلَة القدسية لَا يضعف إِدْرَاكهَا بنوم الْعين وَمن ثمَّ كَانَ جَمِيع(1/456)
الْأَنْبِيَاء مثله (ابْن سعد) فِي طبقاته (عَن الْحسن مُرْسلا) وَهُوَ الْبَصْرِيّ
(تنزهوا من الْبَوْل) أَي تباعدوا عَنهُ واستبرؤوا مِنْهُ (فَإِن عَامَّة عَذَاب الْقَبْر مِنْهُ) أَي من ترك التَّنَزُّه عَنهُ فَعدم التَّنَزُّه مِنْهُ كَبِيرَة لاستلزامه بطلَان الصَّلَاة وَتركهَا كَبِيرَة قَالَ بعض الْمُحَقِّقين لما كَانَ الْقَبْر أول منَازِل الْآخِرَة وَالطَّهَارَة أول منَازِل الصَّلَاة والاستبراء أول منازلها وَالصَّلَاة أول مَا يُحَاسب عَلَيْهِ ناسب المجازاة فِيهِ وَفِيه دَلِيل على نَجَاسَة الأبوال كلهَا كَمَا هُوَ مَذْهَب الشَّافِعِي لِأَن الْجمع الْمُفْرد الْمحلى بأل والمضاف يُفِيد الْعُمُوم على الْأَصَح (قطّ عَن أنس) // (وَإِسْنَاده وسط) //
(تنظفوا بِكُل مَا اسْتَطَعْتُم) من نَحْو سواك وَإِزَالَة ريح كريهة فِي بدن أَو ملبوس (فَإِن الله) تَعَالَى (بنى الاسلام على النَّظَافَة) على الحدثين والخبث وكل مَكْرُوه ومذموم فَالْمُرَاد النَّظَافَة صُورَة وَمعنى (وَلنْ يدْخل الْجنَّة) أَي بِغَيْر عَذَاب (الْأكل نظيف) أَي نقي من الأدناس والعيوب الحسية والمعنوية الظَّاهِرَة والباطنة وَغَيره يطهر بالنَّار ثمَّ يدخلهَا (أَبُو الصعاليك والطرسوسي) بِفَتْح الطَّاء وَالرَّاء (فِي جزئه عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(تنق) بالنُّون (وتوق) أَي تخير الصّديق ثمَّ احذره أواتق الذَّنب وَاحْذَرْ عُقُوبَته أَو تبْق بموحدة تحتية أَي أبق عَلَيْك مَالك وَلَا تسرف فِي الانفاق (البارودي) بموحدة تحتية (فِي الْمعرفَة) أَي فِي كتاب الْمعرفَة (عَن سِنَان) بن سَلمَة بن المحبق الْبَصْرِيّ الْهُذلِيّ لَهُ رُؤْيَة وَقد أرسل أَحَادِيث
(تنقه وتوقه) بِالْقَافِ فيهمَا وهاء السكت أَي استبق النَّفس وَلَا تعرضها للهلاك وتحرز من الْآفَات (طب حل عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَفِيه ابْن كدام مَتْرُوك
(تنْكح الْمَرْأَة لأَرْبَع) أَي لأَجلهَا يَعْنِي أَنهم يقصدون عَادَة نِكَاحهَا لذَلِك (لمالها) بدل من أَربع بِإِعَادَة الْعَامِل (ولحسبها) بِفَتْح الْمُهْمَلَتَيْنِ فموحدة تحتية شرفها بِالْآبَاءِ والأقارب (ولجمالها) أَي حسنها صُورَة أَو معنى (ولدينها) ختم بِهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّهَا وَإِن كَانَت تنْكح لتِلْك الْأَغْرَاض لَكِن الدّين هُوَ الْمَقْصُود بِالذَّاتِ فَلهَذَا قَالَ (فاظفر بِذَات الدّين) أَي اخترها وقربها وَلَا تنظر لغير ذَلِك (تربت يداك) افتقرتا أَو لصقتا بِالتُّرَابِ من شدَّة القفر إِن لم تفعل (ق د ن هـ عَن أبي هُرَيْرَة) وَهُوَ من جَوَامِع الْكَلم
(تهادوا تحَابوا) إِن كَانَ بِالتَّشْدِيدِ فَمن الْمحبَّة أَو بِالتَّخْفِيفِ فَمن الْمُحَابَاة وَيشْهد للْأولِ خبرتها دوا تَزِيدُوا وافي الْقلب حبا وَذَلِكَ لِأَن الْهَدِيَّة تؤلف الْقُلُوب وتنفي سخائم الصُّدُور وقبولها سنة لَكِن الأولى ترك مَا فِيهِ منَّة (ع عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد جيد) //
(تهادوا تحَابوا وتصافحوا يذهب الغل) بِكَسْر الْغَيْن الْمُعْجَمَة (عَنْكُم) أَي الحقد والشحناء (ابْن عَسَاكِر عَن أبي هُرَيْرَة)
(تهادوا) فَإِنَّكُم إِذا فَعلْتُمْ ذَلِك (تزدادوا حبا) عِنْد الله لمحبة بَعْضكُم بَعْضًا أَو تزدادوا بَيْنكُم حبا (وَهَاجرُوا تورثوا أبناءكم مجدا) كَانَت الْهِجْرَة فِي أول الاسلام وَاجِبَة وَبَقِي شرفها لأَوْلَاد الْمُهَاجِرين بعد نسخهَا (وأقيلوا الْكِرَام عثراتهم) أَي زلاتهم فِي غير الْحُدُود إِذا بلغت الامام (ابْن عَسَاكِر عَن عَائِشَة) ابْن حجر // (فِي إِسْنَاده نظر) //
(تهادوا الطَّعَام بَيْنكُم فَإِن ذَلِك توسعة فِي أرزاقكم) وَمن وسع من ذَلِك وسع عَلَيْهِ وَمن قتر قتر عَلَيْهِ (عد عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(تهادوا) أَي ليهد بَعْضكُم إِلَى بعض ندبا (إِن) وَفِي رِوَايَة فَإِن (الْهَدِيَّة تذْهب وحر الصَّدْر) بواو وحاء مُهْملَة مفتوحتين وَرَاء غله وغشه وحقده (وَلَا تحقرن جَار لجارتها) أَي اهداء شَيْء لجارتها (وَلَو) إِن تبْعَث إِلَيْهَا وتتفقدها (بشق فرسن شَاة) وَهُوَ قِطْعَة لحم بَين ظفري عرقوب الشَّاة فَإِن التهادي يزِيل الضغائن وكنى عَن الضرة(1/457)
بالجارة (حم ت عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(تهادوا) بَيْنكُم هَكَذَا ثبتَتْ هَذِه اللَّفْظَة فِي الرِّوَايَة الصَّحِيحَة (فَإِن الْهَدِيَّة تذْهب بالسخيمة) بِمُهْملَة فمعجمة الحقد فِي النَّفس لَان السخط جالب للحقد والبغضاء والهدية جالبة للرضا فاذا جَاءَ بِسَبَب الرِّضَا ذهب السخط (وَلَو دعيت إِلَى كرَاع) يَد شاه (لَا جبت وَلَو أهْدى إِلَى كرَاع لقبلت) أَشَارَ بِالْكُرَاعِ إِلَى الْحَث على قبُول الْهَدِيَّة وَأَن قلت وَفِيه رد لزعم أَن الكراع هُنَا أسم مَكَان (هَب عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(تهادوا فان الْهَدِيَّة تضعف الْحبّ) أَي تزيده أضعافا مضاعفة (وَتذهب بغوائل الصَّدْر) جمع غل وَهُوَ الحقد والتهادى تفَاعل فَيكون من الْجَانِبَيْنِ (طب عَن أم حَكِيم بنت وداع) وَقيل وادع الخراعية // (وَإِسْنَاده غَرِيب لَيْسَ بِحجَّة) //
(تواضعوا) للنَّاس بلين الْجَانِب وخفض الْجنَاح (وجالسوا الْمَسَاكِين) أَي المنكسرة قُلُوبهم من مُشَاهدَة جلال الله تَعَالَى (تَكُونُوا من كبراء الله) تَعَالَى أَي الكبراء عِنْده (وتخرجوا من الْكبر) فَإِنَّهُ من تواضع الله تَعَالَى وَرَأى نَفسه دون الْخلق رَفعه الله تَعَالَى قَالَ بَعضهم وَإِذا تنسك الشريف تواضع وَإِذا تنسك الوضيع تكبر (حل عَن ابْن عمر) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(تواضعوا لمن تعلمُونَ) بِحَذْف إِحْدَى التَّاءَيْنِ للتَّخْفِيف (مِنْهُ) الْعلم وَكَذَا غَيره بالتأدب بَين يَدَيْهِ وتعظيمه وَكَمَال الانقياد إِلَيْهِ قيل للاسكندر إِنَّك تعظم معلمك أَكثر من تعظيمك لَا يبك قَالَ لِأَن أبي سَبَب لحياتي الفانية وَهُوَ سَبَب لحياتي الْبَاقِيَة وَقيل لأبي مَنْصُور المغربي كَيفَ صَحِبت أَبَا عُثْمَان قَالَ خدمته لَا صحبته وَقَالَ بَعضهم من لم يعظم حُرْمَة من تأدب بِهِ حرم بركته وَمن قَالَ لشيخه لَا لَا يفلح أبدا (وتواضعوا لمن تعلمونه) بخفض الْجنَاح ولين الْجَانِب وسعة الْخلق (وَلَا تَكُونُوا جبابرة الْعلمَاء) تَمَامه فيغلب جهلكم علمكُم انْتهى وَمن التَّوَاضُع الْمُتَعَيّن على الْعَالم أَن لَا يَدعِي وَلَو بِحَق وَقد قيل لِسَان الدَّعْوَى إِذا انطق أخرسه الامتحان وَقَالَ الشَّاعِر
(وَمن الْبلوى الَّتِي لَيْسَ ... لَهَا فِي الْعلم كنه)
(أَن من يحسن شَيْئا ... يدعى أَكثر مِنْهُ)
وَإِذا شرع التَّوَاضُع لمُطلق النَّاس فَكيف لمن لَهُ حق الصُّحْبَة وَحُرْمَة التودد وَشرف الطّلب (خطّ فِي الْجَامِع) بَين آدَاب الرَّاوِي وَالسَّامِع (عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ الذَّهَبِيّ رَفعه لَا يَصح
(تُوبُوا إِلَى الله) تَعَالَى قيَاما بِحَق الْعُبُودِيَّة وإعظاما لمنصب الربوبية (فَإِنِّي أَتُوب إِلَيْهِ كل يَوْم) امتثالا لقَوْله تَعَالَى {وتوبوا إِلَى الله جَمِيعًا} أَمرهم مَعَ طاعتهم بِالتَّوْبَةِ لِئَلَّا يحجبوا عَنْهَا بطاعتهم وتوبة الْعَوام من الذُّنُوب والخواص من غَفلَة الْقُلُوب وخواص الْخَواص مِمَّا سوى المحبوب فذنب كل عبد بِحَسبِهِ (مائَة مرّة) ذكره للتكثير لَا للتحديد وَلَا للغاية (خد عَن ابْن عمر) // (وَرَوَاهُ مُسلم) // أَيْضا
(توضؤوا مِمَّا مسته) وَفِي رِوَايَة غيرت (النَّار) أَي من أكل كل مَا أثرت فِيهِ بِنَحْوِ طبخ أَو شي أَو قلي وَالْمرَاد الْوضُوء اللّغَوِيّ (حم م عَن أبي هُرَيْرَة حم م هـ عَن عَائِشَة)
(توضؤوا من لُحُوم الابل) أَي من أكلهَا فَإِنَّهَا لُحُوم غَلِيظَة زهمة وَبِه أَخذ أَحْمد فنقض الْوضُوء بأكلها وَاخْتَارَهُ من الشَّافِعِيَّة النَّوَوِيّ) (وَلَا توضؤوا من لُحُوم الْغنم) لِأَنَّهَا لَيست فِي الغلظ الزهومة كتلك (وتوضؤوا من ألبان الابل) أَي من شربهَا (وَلَا توضؤا من ألبان الْغنم) لما ذكر (وصلوا فِي مراح الْغنم) بِالضَّمِّ مأواها لَيْلًا فَإِنَّهَا بركَة (وَلَا تصلوا فِي معاطن الابل) فَإِنَّهَا من(1/458)
الشَّيَاطِين (هـ عَن ابْن عمر) وَالأَصَح وَقفه
(التائب من الذَّنب) تَوْبَة صَحِيحَة مخلصة (كمن لَا ذَنْب لَهُ) لِأَن العَبْد إِذا استقام ضعفت نَفسه وانكسر هَوَاهُ وساوى من لَا صبوة لَهُ (هـ عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد حسن) // (الْحَكِيم عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(التائب من الذَّنب كمن لَا ذَنْب لَهُ) لِأَن التائب حبيب الله تَعَالَى وَهُوَ لَا يعذب حَبِيبه (وَإِذا أحب الله عبدا لم يضرّهُ ذَنْب) مَعْنَاهُ أَنه إِذا أحبه تَابَ عَلَيْهِ قبل الْمَوْت فَلم تضره الذُّنُوب الْمَاضِيَة (الْقشيرِي فِي رسَالَته وَابْن النجار) فِي تَارِيخه (عَن أنس) بن مَالك وَرَوَاهُ عَنهُ الديلِي أَيْضا
(التائب من الذِّئْب كمن لَا ذَنْب لَهُ) أَخذ مِنْهُ الْغَزالِيّ أَن التَّوْبَة تصح من ذَنْب دون ذَنْب لِأَنَّهُ لم يقل التائب من الذُّنُوب كلهَا (والمستغفر من الذَّنب وَهُوَ مُقيم عَلَيْهِ كالمستهزىء بربه) وَلِهَذَا قيل الاسْتِغْفَار بِاللِّسَانِ تَوْبَة الْكَذَّابين (وَمن أَذَى مُسلما كَانَ عَلَيْهِ من الذُّنُوب مثل منابت النّخل) أَي فِي الْكَثْرَة المفرطة وَخص ضرب الْمثل بِالنَّخْلِ لكثرتها بالحجاز جدا (هَب وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ الذَّهَبِيّ // (إِسْنَاده مظلم وَالْأَشْبَه وَقفه) //
(التؤدة) بِضَم الْمُثَنَّاة وهمزة مَفْتُوحَة ودال مُهْملَة مَفْتُوحَة التأني (فِي كل شَيْء خير) أَي مستحسن مَحْمُود (إِلَّا فِي عمل الْآخِرَة) فَإِن الحزم التسارع إِلَيْهِ فاستبقوا الْخيرَات (د ك هَب عَن سعد) بن أبي وَقاص قَالَ ك صَحِيح على شَرطهمَا
(التؤدة) وَفِي رِوَايَة التودد (والاقتصاد) التَّوَسُّط فِي الْأُمُور والتحرز عَن طرفِي الافراط والتفريط (والسمت الْحسن) أَي حسن الْهَيْئَة والمنظر (جُزْء من أَربع) أنثه بِاعْتِبَار الأَصْل (وَعشْرين جزأ من النُّبُوَّة) أَي هَذِه من أَخْلَاق الْأَنْبِيَاء وَمِمَّا لَا يتم أَمر النُّبُوَّة بِدُونِهَا (طب عَن عبد الله بن سرجس) بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُون الرَّاء وَكسر الْجِيم بعْدهَا مُهْملَة
(التأني) أَي التثبت فِي الْأُمُور (من الله والعجلة من الشَّيْطَان) لِأَنَّهَا خفَّة وطيش تجلب الشرور وتمنع الخيور وَذَلِكَ مِمَّا يُحِبهُ الشَّيْطَان فأضيف إِلَيْهِ (هَب عَن أنس) بن مَالك // (بِإِسْنَاد فِيهِ ضعف وَانْقِطَاع) //
(التَّاجِر الْأمين الصدوق الْمُسلم) يحْشر (مَعَ الشُّهَدَاء يَوْم الْقِيَامَة) لجمعه للصدق وَالشَّهَادَة بِالْحَقِّ والنصح لِلْخلقِ وامتثال الْأَمر المتوجه عَلَيْهِ من قبل الشَّارِع وَمحل الذَّم فِي أهل الْخِيَانَة (هـ ك عَن ابْن عمر) قَالَ ك // (صَحِيح وَاعْترض) //
(التَّاجِر الصدوق الْأمين) فِيمَا يتَعَلَّق بِأَحْكَام البيع يحْشر يَوْم الْقِيَامَة (مَعَ النَّبِيين وَالصديقين وَالشُّهَدَاء) وَحسن أُولَئِكَ رَفِيقًا (ت ك عَن أبي سعيد) قَالَ ت // (حسن غَرِيب وَقَالَ ك من مَرَاسِيل الْحسن) //
(التَّاجِر الصدوق) يكون (تَحت ظلّ الْعَرْش يَوْم الْقِيَامَة) يَعْنِي يَقِيه الله تَعَالَى من حر يَوْم الْقِيَامَة على طَرِيق الْكِنَايَة (الْأَصْفَهَانِي فِي ترغيبه فر عَن أنس) بن مَالك
(التَّاجِر الصدوق لَا يحجب من أَبْوَاب الْجنَّة) بل يدْخل من أَيهَا شَاءَ لنفعه لنَفسِهِ ولصاحبه وسرايه نَفعه إِلَى عُمُوم الْخلق (ابْن النجار عَن ابْن عَبَّاس
التَّاجِر الجبان) بِالتَّخْفِيفِ أَي الضَّعِيف الْقلب (محروم) من مزِيد الرِّبْح (والتاجر الجسور مَرْزُوق) قَالَ الديلِي مَعْنَاهُ أَنَّهُمَا يظنان ذَلِك وهما مخطئان فِي ظنهما وَمَا قسم لَهما من الرزق لَا يزِيد وَلَا ينقص (الْقُضَاعِي عَن أنس) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(التثاؤب) بِالْهَمْز أَي سَببه وَهُوَ كَثْرَة الْغذَاء وَثقل الْبدن (من الشَّيْطَان) لِأَنَّهُ ينشأ من الامتلاء وَثقل النَّفس وميل الْبدن إِلَى الكسل وَالنَّوْم فأضيف إِلَيْهِ لِأَنَّهُ الدَّاعِي إِلَى إِعْطَاء النَّفس شهوتها (فَإِذا تثاءب أحدكُم فليرده) أَي فليأخذ فِي أَسبَاب رده كَأَن يمسك بِيَدِهِ على فِيهِ(1/459)
(مَا اسْتَطَاعَ فَإِن أحدكُم إِذا قَالَ هَا) مَقْصُور من غير همز حِكَايَة صَوت المتثائب (ضحك مِنْهُ الشَّيْطَان) فَرحا بذلك ومحبة لَهُ لما يَتَرَتَّب عَلَيْهِ من الكسل عَن الصَّلَاة والفتور عَن الْعِبَادَة (ق عَن أبي هُرَيْرَة)
(التثاؤب الشَّديد والعطسة الشَّدِيدَة من الشَّيْطَان) ليشوه صُورَة الانسان ويضحك مِنْهُ على فِيهِ كَمَا فِي رِوَايَة وَلذَلِك لم يتثاءب بني قطّ (ابْن السّني فِي عمل يَوْم وَلَيْلَة عَن أم سَلمَة) أم الْمُؤمنِينَ رَضِي الله عَنْهَا
(التحدث بِنِعْمَة الله شكر) أَي إشاعتها من الشُّكْر وَأما بِنِعْمَة رَبك فَحدث (وَتركهَا كفر) أَي ستر وتغطية لما حَقه الاعلان وَمحله مَا لم يَتَرَتَّب على التحدث بهَا مَحْذُور وَإِلَّا فالكتم أولى (وَمن لَا يشْكر الْقَلِيل لَا يشْكر الْكثير وَمن لَا يشْكر النَّاس لَا يشْكر الله) أَي من طبعه وعادته كفران نعْمَة النَّاس وَترك الشُّكْر لمعروفهم فعادته كفران نعم الله تَعَالَى وَترك الشُّكْر لَهُ (وَالْجَمَاعَة بركَة والفرقة عَذَاب) أَي اجْتِمَاع جمَاعَة الْمُسلمين وانتظام شملهم زِيَادَة خير وتفرقهم يَتَرَتَّب عَلَيْهِ الْفِتَن والحروب وَنَحْوهَا من عَذَاب الدُّنْيَا وَأمر الْآخِرَة إِلَى الله تَعَالَى (هَب عَن النُّعْمَان بن بشير) وَفِي // (إِسْنَاده كَذَّاب) //
(التَّدْبِير) أَي النّظر فِي عواقب الانفاق (نصف الْعَيْش) إِذْ بِهِ يحْتَرز عَن الاسراف والتقتير وَكَمَال الْعَيْش شَيْئَانِ مُدَّة الْأَجَل وَحسن الْعَيْش فِيهِ (والتودد) أَي التحبب إِلَى النَّاس (نصف الْعقل) لِأَن من كف أَذَاهُ وبذل نداه للنَّاس ودوه وفاعل ذَلِك يحوز نصف الْعقل فَإِذا أَقَامَ الْعُبُودِيَّة لله تَعَالَى اسْتكْمل الْعقل كُله (والهم نصف الْهَرم) الَّذِي هُوَ ضعف لَيْسَ رواءه قُوَّة (وَقلة الْعِيَال أحد اليسارين) لِأَن الْغنى نَوْعَانِ غنى بالشَّيْء وغنى عَن الشَّيْء لعدم الْحَاجة إِلَيْهِ وَهَذَا هُوَ الْحَقِيقِيّ فقلة الْعِيَال لَا حَاجَة مَعهَا إِلَى كَثْرَة المَال (الْقُضَاعِي عَن عَليّ (أَمِير الْمُؤمنِينَ (فرعن أنس) بن مَالك // (بِإِسْنَاد حسن) //
(التذلل للحق أقرب إِلَى الْعِزّ من التعزز بِالْبَاطِلِ) تَمَامه عِنْد مخرجه وَمن تعزز بِالْبَاطِلِ جزاه الله ذلا بِغَيْر ظلم (فرعن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب) // (الخرائطي فِي كتاب مَكَارِم الْأَخْلَاق عَن عمر) بن الْخطاب (مَوْقُوفا عَلَيْهِ)
(التُّرَاب ربيع الصّبيان) أَي هولهم كالربيع للبهائم والأنعام يرتعون ويلعبون فِيهِ فَيَنْبَغِي أَن لَا يمنعوا من ذَلِك فَإِنَّهُ يزيدهم قُوَّة ونشاطا وانبساطا (خطّ) فِي كتاب (رَوَاهُ مَالك) بن أنس (عَن سهل بن سعد) السَّاعِدِيّ (وَعَن ابْن عمر) بن الْخطاب قَالَ الْخَطِيب الْمَتْن لَا يَصح
(التَّسْبِيح للرِّجَال) أَي السّنة لَهُم إِذا نابهم شَيْء فِي الصَّلَاة أَن يسبحوا (والتصفيق) أَي ضرب إِحْدَى الْيَدَيْنِ على الْأُخْرَى (للنِّسَاء) خصهن بالتصفيق صونا لَهُنَّ عَن سَماع كلامهن لَو سجن هَذَا هُوَ الْمَنْدُوب لَكِن لَو صفقوا وسجن لم تبطل (حم عَن جَابر) بل هُوَ مُتَّفق عَلَيْهِ بل أخرجه السِّتَّة وَذهل الْمُؤلف
(التَّسْبِيح نصف الْمِيزَان) أَي يفعم نصف الْمِيزَان أَو يَأْخُذ نصف كفة الْحَسَنَات (وَالْحَمْد لله تملؤه) بِأَن تَأْخُذ النّصْف الآخر وتفعمه لِأَن الْغَرَض الْأَصْلِيّ من شَرْعِيَّة الْأَذْكَار ينْحَصر فِي التَّنْزِيه والتحميد وَالتَّسْبِيح يستوعب الأول والتحميد الثَّانِي (وَلَا إِلَه إِلَّا الله لَيْسَ لَهَا دون الله حجاب) أَي لَيْسَ لقبولها حجاب يحجبها عَنهُ لاشتمالها على التَّنْزِيه والتحميد وَنفي السوي صَرِيحًا (حَتَّى تخلص) أَي تصل (إِلَيْهِ) المُرَاد بِهِ سرعَة الْقبُول (ت عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ
(التَّسْبِيح نصف الْمِيزَان) لِأَنَّهُ نصف الْعُبُودِيَّة (وَالْحَمْد لله تملؤه) لِأَنَّهُ كَمَال الْعُبُودِيَّة (وَالتَّكْبِير يمْلَأ مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض) لِأَن العَبْد إِذا قَالَ الله أكبر على يَقِين من أَن لَا يرد قَضَاؤُهُ أَو يضرّهُ مَعَه ضارا وَيمْنَع دونه مَانع فَكَأَنَّهُ لم ير بَين السَّمَاء(1/460)
وَالْأَرْض وَلَا فيهمَا إِلَّا هُوَ (وَالصَّوْم نصف الصَّبْر) لِأَنَّهُ حبس النَّفس على مَا أمرت وَالصَّوْم حَبسهَا عَن شهواتها وَهِي المناهي فَمن حبس نَفسه عَنْهَا فقد أَتَى بِنصْف الصَّبْر (وَالطهُور) بِالضَّمِّ (نصف الايمان) لِأَن الايمان تَطْهِير السِّرّ عَن دنس الشّرك فَمن طهر جوارحه فقد طهر ظَاهره وَهُوَ آتٍ بِنصْف الايمان فَإِن طهر بَاطِنه اسْتكْمل الايمان (ت عَن رجل من بني سليم) من الصَّحَابَة
(التسويف) أَي المطل (شعار) لفظ رِوَايَة الديلمي شُعَاع (الشَّيْطَان يلقيه فِي قُلُوب الْمُؤمنِينَ) فيمطل أحدهم غَرِيمه فيسر الشَّيْطَان باثمه (فرعن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف) // (بِإِسْنَاد فِيهِ مَجْهُول) //
(التضلع من مَاء زَمْزَم) أَي الاكثار من الشّرْب مِنْهُ حَتَّى تتمدد الضلوع والجنوب (بَرَاءَة من النِّفَاق) لدلَالَة حَال فَاعله على أَنه إِنَّمَا فعله إِيمَانًا وَتَصْدِيقًا بِمَا جَاءَ بِهِ الشَّارِع (الْأَزْرَقِيّ فِي تَارِيخ مَكَّة عَن ابْن عَبَّاس
(النَّفْل) بمثناة فوقية مَفْتُوحَة وَفَاء سَاكِنة (فِي الْمَسْجِد خَطِيئَة وكفارته أَن يواريه) فِي تُرَاب الْمَسْجِد إِن كَانَ لَهُ تُرَاب والأوجب إِخْرَاجه كَمَا مر (د عَن أنس) ابْن مَالك
(التَّكْبِير فِي الْفطر) أَي فِي صَلَاة عيد الْفطر (سبع فِي) الرَّكْعَة (الأولى) سوى تَكْبِيرَة التَّحَرُّم (وَخمْس فِي) الرَّكْعَة (الْآخِرَة) بعد استوائه قَائِما (وَالْقِرَاءَة بعدهمَا) أَي الْخمس والسبع (كلتيهما) أَي كلتا الرَّكْعَتَيْنِ (د عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ قَالَ ت فِي الْعِلَل سَأَلت عَنهُ مُحَمَّدًا يَعْنِي البُخَارِيّ فَقَالَ هُوَ // (صَحِيح) //
(التلبينة) بِفَتْح فَسُكُون حساء يتَّخذ من دَقِيق أَو نخالة وَرُبمَا جعل بِعَسَل أَو لبن (مجمة) بِفَتْح الميمين وَالْجِيم مشدد أَي مريحة (لفؤاد الْمَرِيض) وَفِي رِوَايَة الحزين أَي تريح قلبه وتسكنه بإخمادها للحمى من الاجمام وَهُوَ الرَّاحَة (تذْهب بِبَعْض الْحزن) فَإِن فؤاد الحزين يضعف باستيلاء اليبس على أَعْضَائِهِ ومعدته لقلَّة الْغذَاء والحساء يرطبها ويغذيها ويقويها (حم ق عَن عَائِشَة)
(التَّمْر بِالتَّمْرِ وَالْحِنْطَة بِالْحِنْطَةِ وَالشعِير بِالشَّعِيرِ وَالْملح بالملح ضلا بمثلا يدا بيد فَمن زَاد) أَي أعْطى الزِّيَادَة (أَو أستزاد) أَي طلب أَكثر (فقد أربى) أَي فعل الرِّبَا الْمحرم (الا مَا اخْتلفت ألوانه) يَعْنِي أجناسه فانه لَا يشْتَرط فِيهِ التَّمَاثُل بل الْحُلُول والتقابض (حم م ن عَن أبي هُرَيْرَة)
(التَّوَاضُع لَا يزِيد العَبْد الارفعة) فِي الدُّنْيَا لانه بِهِ يعظم فِي الْقُلُوب وترتفع منزامه فِي النُّفُوس (فتواضعوا يرفعكم الله تَعَالَى) فِي الدُّنْيَا بِوَضْع الْقبُول فِي الْقُلُوب وَفِي الْآخِرَة بتكثير الاجور قَالَ بَعضهم من رأى لنَفسِهِ سبوقا على غَيره من الْخلق مقته الله تَعَالَى فِي نَفسه من حَيْثُ لَا يشْعر (وَالْعَفو) أَي التجاوز عَن الذَّنب (لَا يزِيد العَبْد الاعزا) لَان من عرف بِالْعَفو سَاد وَعظم فِي الصُّدُور (فاعفوا يعزكم الله) تَعَالَى فِي الدَّاريْنِ (وَالصَّدَََقَة لَا تزيد المَال إِلَّا كَثْرَة) بِمَعْنى أَنه يُبَارك فِيهِ وتندفع فِيهِ الملهكات (فتصدقوا يَرْحَمكُمْ الله عز وَجل) أَي يُضَاعف عَلَيْكُم الرَّحْمَة (ابْن أبي الدُّنْيَا فِي ذمّ الْغَضَب عَن مُحَمَّد بن عُمَيْر) بِالتَّصْغِيرِ (الْعَبْدي) // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(التَّوْبَة) النصوح كَذَا هُوَ ثَابت فِي رِوَايَة مخرجيه فَسقط من قلم الْمُؤلف سَهوا (من الذَّنب أَن لَا تعود إِلَيْهِ أبدا) أَي هِيَ مَشْرُوطَة بالعزم على عدم الْعود وَلَيْسَ المُرَاد أَن صِحَّتهَا مَشْرُوطَة بِعَدَمِهِ (ابْن مرْدَوَيْه هَب عَن ابْن مَسْعُود) ثمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيّ // (رَفعه ضَعِيف) //
(التَّوْبَة النصوح) أَي الصادقة أَو الْبَالِغَة فِي النصح أَو الْخَالِصَة (النَّدَم على الذَّنب حِين يفرط مِنْك فتستغفر الله ثمَّ لَا تعود إِلَيْهِ أبدا) أَي ثمَّ تنوي أَن لَا تعود إِلَيْهِ بَقِيَّة عمرك بِأَن يوطن قلبه ويجرد عزمه على عدم الْعود الْبَتَّةَ فَإِن تردد فِيهِ فَهُوَ لم يتب (ابْن أبي حَاتِم وَابْن(1/461)
مردوية) فِي تفسيريهما (عَن أبي) بن كَعْب // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(التَّيَمُّم ضربتان) فَلَا تكفى ضَرْبَة وَاحِدَة خلافًا لجمع (ضَرْبَة للْوَجْه وضربه لِلْيَدَيْنِ إِلَى الْمرْفقين) فَلَا يَكْفِي الِاقْتِصَار على الْكَفَّيْنِ عِنْد الشَّافِعِي والحنفي اعطاء للبدل حكم الْمُبدل وَفِيه رد على ابْن سِيرِين فِي قَوْله يجب ثَلَاث ضربات ضَرْبَة للْوَجْه وضربة لِلْيَدَيْنِ وضربة للذراعين وعَلى الزُّهْرِيّ فِي قَوْله يكفى الْمسْح إِلَى الكوعين (هَب ك عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب) //
حرف الثَّاء
(ثَلَاث) نكرَة هِيَ صفة لمَحْذُوف وَلِهَذَا وَقعت مُبْتَدأ أَي خِصَال ثَلَاث وَالْخَبَر قَوْله (من كن) أَي حصلن (فِيهِ وجد) أصَاب (حلاوة الايمان) أَي التَّلَذُّذ بِالطَّاعَةِ وَتحمل الْمَشَقَّة فِي رضَا الله وَرَسُوله (أَن يكون الله وَرَسُوله أحب إِلَيْهِ مِمَّا سواهُمَا) أَي أول الثَّلَاثَة كَون الله وَرَسُوله فِي محبته إيَّاهُمَا أَكثر محبَّة من محبَّة سواهُمَا من نفس وَأهل وَمَال وكل شَيْء (وَأَن يحب الْمَرْء لَا يُحِبهُ إِلَّا لله) أَي لَا يُحِبهُ لغَرَض إِلَّا لغَرَض رضَا الله تَعَالَى (وَأَن يكره أَن يعود فِي الْكفْر) أَي يصير اليه (بعد أَن أنقذه الله مِنْهُ) أَي نجاه مِنْهُ بالاسلام (كَمَا يكره أَن يلقى) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول (فِي النَّار) لثُبُوت ايمانه وتمكنه فِي جنانه (حم ق ت ن هـ عَن أنس) بن مَالك
(ثَلَاث من كن فِيهِ نشر الله عَلَيْهِ) بشين مُعْجمَة من النشر ضد الْعلي (كنفه) بكاف وَنون وَفَاء مفتوحات أَي ستره وصانه وروى بمثناة تحتية وسين مُهْملَة وَبدل كنفه حتفه بحاء مُهْملَة ومثناة فوقية أَي مَوته على فرَاشه (وَأدْخلهُ جنته) الاضافة للتشريف (رفق بالضعيف) ضعفا معنويا أَو حسيا (وشفقة على الْوَالِدين) أَي الْأَصْلَيْنِ وَإِن عليا (والاحسان إِلَى الْمَمْلُوك) أَي مَمْلُوك الانسان نَفسه وَكَذَا غَيره بِنَحْوِ إِعَانَة أَو شَفَاعَة عِنْد سَيّده (ت عَن جَابر) وَقَالَ غَرِيب انْتهى وَفِيه عبد الله المغافري مُتَّهم
(ثَلَاث من كن فِيهِ آواه الله) تَعَالَى بِالْمدِّ (فِي كنفه وَنشر عَلَيْهِ رَحمته وَأدْخلهُ جنته) أَي من غير سبق عَذَاب (من إِذا أعْطى) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول (شكر) الْمُعْطى على مَا أعطَاهُ (وَإِذا قدر غفر) أَي إِذا قدر على عُقُوبَة من اسْتحق الْعقُوبَة عَفا عَنهُ (وَإِذا غضب) لغير الله تَعَالَى (فتر) أَي سكن عَن حِدته وكظم الغيظ (ك هَب عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ ك // (صَحِيح ورد بِأَنَّهُ واه) //
(ثَلَاث من كن فِيهِ فَهُوَ من الابدال) أَي اجتماعها فِيهِ يدل على كَونه مِنْهُم (الرِّضَا بِالْقضَاءِ) أَي بِمَا قدره الله تَعَالَى (وَالصَّبْر عَن محارم الله) تَعَالَى أَي كف النَّفس عَنْهَا (وَالْغَضَب فِي ذَات الله عز وَجل) أَي عِنْد رُؤْيَته من ينتهك محارم الله تَعَالَى وَقد سقط من قلم الْمُؤلف قِطْعَة من الحَدِيث وَهِي قَوْله بعد من الابدال الَّذين بهم قوام الدّين وَأَهله (فر عَن معَاذ) بن جبل // (بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب) //
(ثَلَاث من كن فِيهِ حَاسبه الله حسابا يَسِيرا) يَوْم الْقِيَامَة فَلَا يناقشه وَلَا يشدد عَلَيْهِ (وَأدْخلهُ الْجنَّة برحمته) وَإِن كَانَ عمله لَا يبلغ ذَلِك لقلته (تُعْطِي من حَرمك) عطاءه أَو مودته أَو معروفه (وَتَعْفُو عَمَّن ظلمك) فِي نفس أَو مَال أَو عرض (وَتصل من قَطعك) من ذَوي قرابتك وَغَيرهم وَتَمَامه قَالَ أَي أَبُو هُرَيْرَة إِذا فعلت هَذَا فَمَالِي يَا نَبِي الله قَالَ يدْخلك الله الْجنَّة (ابْن أبي الدُّنْيَا) أَبُو بكر (فِي) كتاب (ذمّ الْغَضَب طس ك عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ك صَحِيح ورد بِأَن فِيهِ سُلَيْمَان الْيَمَانِيّ واه
(ثَلَاث من كن فِيهِ وقى) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول من الْوِقَايَة (شح نَفسه) أَي صانه الله تَعَالَى عَن أَذَى شح نَفسه وَمن يُوقَ شح نَفسه فألئك هم المفلحون (من أدّى الزَّكَاة) إِلَى مستحقها(1/462)
أَو الامام (وقرى الضَّيْف) أَي أَضَافَهُ وأكرمه (وَأعْطى فِي النائبة) هِيَ مَا يَنُوب الانسان أَو النَّاس أَي مَا ينزل من الْحَوَادِث والفتن وَنَحْوهَا (طب عَن خَالِد بن زيد بن حَارِثَة) بحاء مُهْملَة ومثلثة الْأنْصَارِيّ مُخْتَلف فِي صحبته // (وَإِسْنَاده حسن) //
(ثَلَاث من كن فِيهِ فَإِن الله تَعَالَى يغْفر لَهُ مَا سوى ذَلِك) من الذُّنُوب وَإِن كثرت (من مَاتَ لَا يُشْرك بِاللَّه شَيْئا) فِي ألوهيته (وَلم يكن ساحرا يتبع السَّحَرَة) ليتعلم السحر ويعلمه وَيعْمل بِهِ (وَلم يحقد على أَخِيه) فِي الدّين فَإِن الحقد شُؤْم (خد طب عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ثَلَاث من كن فِيهِ فَهِيَ رَاجِعَة على صَاحبهَا) أَي فشؤمها يعود عَلَيْهِ (الْبَغي) أَي مُجَاوزَة الْحَد فِي الاعتداء (وَالْمَكْر) أَي الخداع (والنكث) بمثلثة نقض الْعَهْد وَتَمَامه ثمَّ قَرَأَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَلَا يَحِيق الْمَكْر السيء إِلَّا بأَهْله وَقَرَأَ فَمن نكث فَإِنَّمَا ينْكث على نَفسه (أَبُو الشَّيْخ وَابْن مرْدَوَيْه معافى التَّفْسِير خطّ عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ثَلَاث) أَصله ثَلَاث خِصَال بالاضافة فَحذف الْمُضَاف إِلَيْهِ وَلذَلِك جَازَ الِابْتِدَاء بالنكرة (من كن فِيهِ اسْتوْجبَ الثَّوَاب) أَي اسْتَحَقَّه بوعد الله تَعَالَى كرما مِنْهُ وَلَا يجب على الله تَعَالَى شَيْء (واستكمل الايمان) أَي حصل لَهُ كَمَال التَّصْدِيق القلبي (خلق) بِضَم الْخَاء وَاللَّام (يعِيش بِهِ فِي النَّاس) بِأَن يحصل لَهُ ملكة يقتد رَبهَا على المداراة (وورع) أَي كف عَن الْمَحَارِم والشبهات بِحَيْثُ (يحجزه) أَي يمنعهُ (عَن محارم الله تَعَالَى) أَي عَن الْوُقُوع فِي شَيْء مِنْهَا (وحلم) بِالْكَسْرِ أَنَاة وَتثبت ووقار (يردهُ عَن جهل الْجَاهِل) إِذا جهل عَلَيْهِ فَلَا يُقَابله بِمثلِهِ بل يعْفُو ويصفح (الْبَزَّار عَن أنس) بن مَالك // (وَفِيه مَجَاهِيل) //
(ثَلَاث من كن فِيهِ أَو وَاحِدَة مِنْهُنَّ فليتزوج من الْحور الْعين حَيْثُ شَاءَ) أَي مَا أَرَادَ من الْعدَد (رجل ائْتمن على أَمَانَة فأداها مَخَافَة الله عز وَجل) أَي مَخَافَة عِقَابه أَن هُوَ خَان فِيهَا (وَرجل خلى) بِالتَّشْدِيدِ (عَن قَاتله) أَي عَفا عَنهُ قبل مَوته (وَرجل قَرَأَ فِي دبر كل صَلَاة) أَي فِي آخر كل مَكْتُوبَة (قل هُوَ الله أحد عشر مَرَّات) أَي سورتها بكمالها وَذكر الرجل وصف طردي (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ثَلَاث من كن فِيهِ أظلهُ الله تَحت عَرْشه يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله الْوضُوء على المكاره) أَي المشاق من كَونه بِمَاء شَدِيد الْبرد فِي شدَّة الْبرد (وَالْمَشْي إِلَى الْمَسَاجِد) لصَلَاة أَو اعْتِكَاف (فِي الظُّلم) بِضَم الظَّاء وَفتح اللَّام جمع ظلمَة بسكونها (واطعام الجائع) لوجه الله تَعَالَى لَا يُرِيد جَزَاء وَلَا شكُورًا (أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب والأصبهاني فِي التَّرْغِيب) والترهيب (عَن جَابر) بن عبد الله
(ثَلَاث من جَاءَ بِهن مَعَ الايمان دخل من أَي أَبْوَاب الْجنَّة شَاءَ وَزوج من الْحور الْعين حَيْثُ شَاءَ من عَفا عَن قَاتله وَأدّى دينا خفِيا) إِلَى مُسْتَحقّه بِأَن لم يكن عَالما بِهِ كَانَ وَرثهُ وَلم يشْعر بِهِ (وَقَرَأَ فِي دبر كل صَلَاة مَكْتُوبَة) أَي مَفْرُوضَة من الْخمس (عشر مَرَّات قل هُوَ الله أحد) وَتَمَامه عِنْد مخرجه فَقَالَ أَبُو بكر أَو إِحْدَاهُنَّ يَا رَسُول الله قَالَ أَو احداهن (ع عَن جَابر) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف جدا) //
(ثَلَاث من حفظهن فَهُوَ وليي حَقًا وَمن ضيعهن فَهُوَ عدوي حَقًا الصَّلَاة) الْمَفْرُوضَة (وَالصِّيَام) أَي صِيَام رَمَضَان (والجنابة) أَي الْغسْل منا وَمثلهَا الْحيض وَالنّفاس وَالْمرَاد بِكَوْنِهِ عدوه أَنه يُعَاقب ويهان إِن لم يعف عَنهُ فَإِن تَركهَا جاحدا فَهُوَ كَافِر (طس عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) // ( [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] عَن الْحسن مُرْسلا) هُوَ الْحسن الْبَصْرِيّ
(ثَلَاث من فعلهن فقد أجرم) بِالْجِيم (من عقد لِوَاء فِي غير حق) أَي لقِتَال من لَا يجوز قِتَاله شرعا (أَو عق وَالِديهِ) أَي أصليه وَكَذَا(1/463)
أَحدهمَا (أَو مَشى مَعَ ظَالِم لِيَنْصُرهُ) تَمَامه يَقُول الله تَعَالَى أَنا من الْمُجْرمين منتقمون (ابْن منيع طب عَن معَاذ) بن جبل // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ثَلَاث من فعلهن أطَاق الصَّوْم) يَعْنِي سهل عَلَيْهِ فَلم بشق (من أكل قبل أَن يشرب) أَي عِنْد الْفطر (وتسحر) أَي آخر اللَّيْل (وَقَالَ) من القيلولة أَي استراح نصف النَّهَار بِنَحْوِ اضطجاع وَلَو بِلَا نوم (الْبَزَّار عَن أنس) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ثَلَاث من فعلهن ثِقَة بِاللَّه واحتساباً) لِلْأجرِ عِنْده (كَانَ حَقًا على الله تَعَالَى أَن يُعينهُ) أَي يوفقه لطاعته ويدبره فِي معاشه (وَأَن يُبَارك لَهُ) فِي عمره ورزقه (من سعى فِي فكاك رَقَبَة) أَي خلاص آدَمِيّ من الرّقّ بِأَن أعْتقهُ أَو تسبب فِي إِعْتَاقه (ثِقَة بِاللَّه واحتساباً) أَي لَا لغَرَض سوى ذَلِك (كَانَ حَقًا على الله أَن يُعينهُ وَأَن يُبَارك لَهُ) كَرَّرَه لمزيد التَّأْكِيد وتشويقاً إِلَى فعل ذَلِك وتحقيقاً لوُقُوعه (وَمن تزوّج ثِقَة بِاللَّه واحتساباً) أَي فَلم يخف الْعيلَة بل وثق بِاللَّه تَعَالَى فِي حُصُول الرزق (كَانَ حَقًا على الله تَعَالَى أَن يُعينهُ) على الْإِنْفَاق وَغَيره (وَأَن يُبَارك لَهُ) فِي زَوجته (وَمن أَحْيَا أَرضًا ميتَة ثِقَة بِاللَّه واحتساباً) أَي طلبا لِلْأجرِ بعمارتها نَحْو مَسْجِد أَو لتأكل مِنْهَا الْعَافِيَة أَو نَحْو ذَلِك (كَانَ حَقًا على الله أَن يُعينهُ) على إحيائها وَغَيره (وَأَن يُبَارك لَهُ) فِيهَا وَفِي غَيرهَا لأنّ من وثق بِاللَّه تَعَالَى لم يكله إِلَى نَفسه (طس عَن جَابر) // (وَإِسْنَاده صَالح مَعَ نكارته) //
(ثَلَاثَة من أوتيهن فقد أُوتِيَ مثل مَا أُوتِيَ آل دَاوُد) أَي من أوتيهن فقد أُوتِيَ الشُّكْر فَهُوَ شَاكر كشكر آل دَاوُد نَبِي الله (الْعدْل فِي الْغَضَب وَالرِّضَا) فَإِذا عدل فيهمَا صَار الْقلب ميزاناً للحق لَا يستفزه الْغَضَب وَلَا يمِيل بِهِ الرِّضَا (وَالْقَصْد فِي الْفقر والغنى) بِحَيْثُ لَا يبطره الْغنى حَتَّى ينْفق فِي غير حق وَلَا يعوزه الْفقر حَتَّى يمْنَع من فقره حَقًا (وخشية الله فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة) فَإِذا أُوتِيَ عبد هَذِه الثَّلَاثَة قوى على مَا قوى عَلَيْهِ آل دَاوُد (الْحَكِيم) فِي نوادره (عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ خطب الْمُصْطَفى وتلا {اعْمَلُوا آل دَاوُد شكرا} ثمَّ ذكره
(ثَلَاث من أَخْلَاق الْإِيمَان) أَي أَخْلَاق أَهله (من إِذا غضب لم يدْخلهُ غَضَبه فِي بَاطِل) بِأَن يكون عِنْده ملكة تَمنعهُ من ذَلِك خوفًا من الله تَعَالَى (وَمن إِذا رَضِي لم يُخرجهُ رِضَاهُ من حق) بل يَقُول الْحق حَتَّى على أَصله وفرعه (وَمن إِذا قدر لم يتعاط مَا لَيْسَ لَهُ) أَي لم يتَنَاوَل غير حَقه (طس عَن أنس) // (بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب) //
(ثَلَاث من الميسر الْقمَار) بِكَسْر الْقَاف مَا يتخاطر النَّاس عَلَيْهِ كَانَ الرجل فِي الْجَاهِلِيَّة يخاطر عَن أَهله وَمَاله فَأَيّهمَا قمر صَاحبه ذهب بهما (وَالضَّرْب بالكعاب) أَي اللّعب بالنرد (والصفير بالحمام) أَي دعاؤها للعب بهَا والصفير الصَّوْت الْخَالِي عَن الْحُرُوف (د فِي مراسيله عَن يزِيد بن شُرَيْح) بِالتَّصْغِيرِ كَذَا فِيمَا وقفت عَلَيْهِ من النّسخ وَصَوَابه شريك (التَّيْمِيّ) الْكُوفِي (مُرْسلا) وَهُوَ ثِقَة
(ثَلَاث من أصل الْإِيمَان) أَي ثَلَاث خِصَال من قَاعِدَة الْإِيمَان (الْكَفّ عَمَّن قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله) أَي وَأَن مُحَمَّدًا رَسُول الله فَمن قَالَهَا وَجب الْكَفّ عَن نَفسه وَمَاله (وَلَا يكفر بذنب) بِضَم الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة وَجزم الرَّاء على النَّهْي (وَلَا يُخرجهُ من الْإِسْلَام بِعَمَل) أَي بِعَمَل يعمله من الْمعاصِي وَلَو كَبِيرَة (وَالْجهَاد مَاض) أَي والخصلة الثَّالِثَة اعْتِقَاد كَون الْجِهَاد نَافِذا حكمه (مُنْذُ بَعَثَنِي الله) تَعَالَى يَعْنِي أَمرنِي بِالْقِتَالِ وَذَلِكَ بعد الْهِجْرَة (إِلَى أَن يُقَاتل آخر أمتِي الدَّجَّال) فينتهي حِينَئِذٍ الْجِهَاد (لَا يُبطلهُ جور جَائِر) أَي لَا يسْقط فَرْضه بظُلْم الإِمَام وفسقه (وَلَا عدل عَادل وَالْإِيمَان بالأقدار) أَي بِأَن الله قدّر الْأَشْيَاء فِي الْأَزَل وَعلم أَنَّهَا ستقع فِي أَوْقَات مَعْلُومَة فَتَقَع كَمَا قدّرها (د عَن أنس) وَفِي إِسْنَاده(1/464)
مَجْهُول
(ثَلَاث من الْجفَاء أَن يَبُول الرجل قَائِما) فَإِنَّهُ خلاف الأولى إِلَّا لضَرُورَة (أَو يمسح جَبهته) من نَحْو حَصى وتراب إِذا رفع رَأسه من السُّجُود (قبل أَن يفرغ من صلَاته) وَلَو نفلا (أَو ينْفخ فِي سُجُوده) أَي ينْفخ التُّرَاب فِي الصَّلَاة لوضع سُجُوده (الْبَزَّار عَن بُرَيْدَة) وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(ثَلَاث من فعل أهل الْجَاهِلِيَّة) أَي من عَادَة الْعَرَب فِي الْحَالة الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قبل الاسلام (لَا يدعهن أهل الاسلام استسقاء بالكواكب) كَانُوا يَزْعمُونَ أَن الْمَطَر فعل النَّجْم لَا سقيا من الله تَعَالَى أما من لم يردهُ وَقَالَ مُطِرْنَا فِي وَقت كَذَا النَّجْم طالع أَو غارب فَلَا حرج عَلَيْهِ (وَطعن فِي النّسَب) أَي أَنْسَاب النَّاس (والنياحة على الْمَيِّت) فَإِنَّهُ من عمل الْجَاهِلِيَّة وَلَا يزَال الْمُسلمُونَ يَفْعَلُونَ ذَلِك وَذَا من معجزاته فَإِنَّهُ اخبار عَن غيب وَقع (تخ طب عَن جُنَادَة) بِضَم الْجِيم ثمَّ نون (ابْن مَالك) الْأَزْدِيّ الشَّامي قَالَ ابْن حجر فِي // (إِسْنَاده نظر) //
(ثَلَاث من الْكفْر بِاللَّه شقّ الجيب) عِنْد الْمُصِيبَة (والنياحة) على الْمَيِّت (والطعن فِي النّسَب) وَالْمرَاد بالْكفْر الله كفر نعْمَته فَإِن فرض أَن فَاعل ذَلِك اسْتحلَّ فالكفر على بَابه (ك) فِي الْجَنَائِز (عَن أبي هُرَيْرَة) وَصَححهُ وَأقرهُ الذَّهَبِيّ
(ثَلَاث من نعيم الدُّنْيَا وَإِن كَانَ لَا نعيم لَهَا) حَقِيقَة أَو يَدُوم أَو يعْتد بِهِ (مركب وطىء) أَي دَابَّة لينَة السّير (وَالْمَرْأَة الصَّالِحَة) لدينها وللاستمتاع بهَا (والمنزل الْوَاسِع) لِأَن الضّيق يضيق الصَّدْر ويجلب الْغم (ش عَن ابْن قُرَّة) بِضَم الْقَاف وَشد الرَّاء (أَو) هُوَ (قُرَّة) بن إِيَاس بن هِلَال الْمُزنِيّ
(ثَلَاث من كنوز الْبر) بِكَسْر الْمُوَحدَة (اخفاء الصَّدَقَة) حَتَّى لَا تعلم يَمِينه مَا تنْفق شِمَاله ليعدها من الرِّيَاء وَمن ثمَّ قيل لَا خير فِي الْمَعْرُوف إِذا ذكر وَلَا فِي الصَّدَقَة إِذا نشرت (وكتمان الْمُصِيبَة) عَن النَّاس (وكتمان الشكوى) عَنْهُم فَلَا يشكو بثه وحزنه إِلَّا إِلَى الله تَعَالَى (يَقُول الله إِذا ابْتليت عَبدِي) ببلية كَمَرَض (فَصَبر) على ذَلِك (وَلم يشكني إِلَى عواده) بِضَم الْمُهْملَة وَشد الْوَاو أَي زواره فِي مَرضه (أبدلته لَحْمًا خير من لَحْمه ودما خيرا من دَمه) الَّذِي أذابه الْمَرَض (فَإِن أَبرَأته) أَي قدرت لَهُ الْبُرْء من مَرضه (أَبرَأته) مِنْهُ (وَلَا ذَنْب لَهُ) بِأَن أَغفر لَهُ جَمِيع ذنُوبه (وَإِن توفيته فَإلَى رَحْمَتي) أَي فأتو فَاه ذَاهِبًا إِلَى رَحْمَتي (طب حل عَن أنس) // (واسناده ضَعِيف بل قيل بِوَضْعِهِ) //
(ثَلَاث من كنوز الْبر كتمان الأوجاع والبلوي والمصيبات) هِيَ كل مَا يُصِيب الانسان من مَكْرُوه (وَمن بَث) أَي أذاع وَنشر وشكا مصيبته للنَّاس (لم يصبر) لآن الشكوى مُنَافِيَة للصبر (تَمام) فِي فَوَائده (عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ثَلَاث من الايمان الانفاق من الاقتار) أَي الْقلَّة إِذْ لَا يصدر إِلَّا عَن ثِقَة بِاللَّه تَعَالَى (وبذل السَّلَام للْعَالم) بِفَتْح اللَّام وَالْمرَاد بِهِ جَمِيع الْمُسلمين من شرِيف ووضيع (والانصاف من نَفسك) بأَدَاء حق الله تَعَالَى وَحقّ الْخلق (الْبَزَّار طب عَن عمار بن يَاسر) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ثَلَاث من تَمام الصَّلَاة) أَي من مكملاتها (اسباغ الْوضُوء) أَي اتمامه بالاتيان بسننه وتجنب مكروهاته (وَعدل الصَّفّ) أَي تَسْوِيَة الصُّفُوف واقامتها على سمت وَاحِد (والاقتداء بالامام) بِمَعْنى الصَّلَاة جمَاعَة فَإِنَّهَا من مكملات الصَّلَاة (عب عَن زيد بن أسلم مُرْسلا) وَهُوَ الْفَقِيه الْعمريّ
(ثَلَاث من أَخْلَاق النُّبُوَّة تَعْجِيل الافطار) بعد تحقق الْغُرُوب وَلَا يُؤَخر لاشتباك النُّجُوم كَأَهل الْكتاب (وَتَأْخِير السّحُور) إِلَى قبيل الْفجْر بِحَيْثُ لَا يَقع فِي شكّ (وَوضع الْيَد الْيَمين على الشمَال فِي الصَّلَاة) بِأَن يجعلهما تَحت صَدره فَوق سرته قَابِضا باليمنى (طب عَن أبي الدَّرْدَاء) // (روى مَرْفُوعا وموقوفا) //(1/465)
وَالْمَوْقُوف صَحِيح وَالْمَرْفُوع فِيهِ مَجْهُول
(ثَلَاث من الفواقر) أَي الدَّوَاهِي (امام) يَعْنِي خَليفَة أَو سُلْطَان أَو أَمِير (إِن أَحْسَنت لم يشْكر) ك على احسانك (وَإِن أساءت لم يغْفر) لَك مَا فرط مِنْك من هفوة بل يُؤَاخذ بهَا (وجار) جَائِر (إِن رأى) أَي علم مِنْك (خيرا) فعلته (دَفنه) أَي ستره وأخفى أَثَره (وَإِن رأى) عَلَيْك (شرا أذاعه) أَي نشره وأظهره بَين النَّاس ليعيبك بِهِ (وَامْرَأَة) أَي حليله لَك (إِن حضرت) عِنْدهَا (آذنك) بقول أَو فعل (وَإِن غبت عَنْهَا خانتك) فِي نَفسهَا بِالزِّنَا أَو فِي مَالك بالاسراف وَعدم الرِّفْق وكل وَاحِدَة من هَذِه الثَّلَاث داهية دهياء وبلية عظمى (طب عَن فضَالة بن عبيد) // (وَإِسْنَاده حسن) //
(ثَلَاث أَخَاف على أمتِي) أمة الْإِجَابَة (الإستسقاء بالانواء) هِيَ ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ نجما مَعْرُوفَة الْمطَالع فَإِذا وَقع فِي أَحدهَا مطر نسبوه لذَلِك النَّجْم لَا لله (وحيف السُّلْطَان) جوره وظلمه وعسفه (وَتَكْذيب بِالْقدرِ) بِالتَّحْرِيكِ على مَا مر مرَارًا (حم طب عَن جَابر بن سَمُرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف مُحَمَّد الْأَزْدِيّ) //
(ثَلَاث أَحْلف عَلَيْهِنَّ) أَي على حقيتهن (لَا يَجْعَل الله تَعَالَى من لَهُ سم فِي الْإِسْلَام) من أسهمه الْآتِيَة (كمن لَا سهم لَهُ) مِنْهَا أَي لَا يُسَاوِيه بِهِ فِي الْآخِرَة (وأسهم الْإِسْلَام ثَلَاث الصَّلَاة) أَي المكتوبات الْخمس (وَالصَّوْم) أَي صَوْم رَمَضَان (وَالزَّكَاة) فَهَذِهِ وَاحِدَة من الثَّلَاثَة (و) الثَّانِيَة (لَا يتَوَلَّى الله عبدا) من عباده (فِي الدُّنْيَا) فيحفظه ويرعاه ويوفقه (فيوليه غَيره) أَي بِكُل أمره إِلَى غَيره من الْخلق فيتولاه (يَوْم الْقِيَامَة) بل كَمَا تولاه فِي الدُّنْيَا يَتَوَلَّاهُ فِي العقبى (و) الثَّالِثَة (لَا يحب رجل قوما) فِي الدُّنْيَا (إِلَّا جعله الله) تَعَالَى أَي حشره (مَعَهم) فِي الْآخِرَة فَمن أحب أهل الْخَيْر حشر مَعَهم وَمن أحب أهل الشَّرّ حشر مَعَهم (وَالرَّابِعَة لَو حَلَفت عَلَيْهَا) كَمَا حَلَفت على تِلْكَ الثَّلَاثَة (رَجَوْت) أَي أملت (إِن لَا آثم) أَي لَا يلحقنى ثمَّ بِسَبَب حلفي عَلَيْهَا وَهِي (لَا يستر الله عبدا فِي الدُّنْيَا إِلَّا ستْرَة يَوْم الْقِيَامَة) لفظ رِوَايَة الْحَاكِم فِي الْآخِرَة بدل يَوْم الْقِيَامَة ثمَّ قَالَ فَقَالَ عمر بن عبد الْعَزِيز إِذا سَمِعْتُمْ مثل هَذَا الحَدِيث يحدث بِهِ عُرْوَة عَن عَائِشَة فاحفظوه (حم ن ك هَب عَن عَائِشَة) وَفِيه جَهَالَة (ع عَن ابْن مَسْعُود طب عَن أبي أُمَامَة) وَرُوَاته ثِقَات
(ثَلَاث إِذا خرجن) أَي ظهرن (لَا ينفع نفسا أيمانها لم تكن آمَنت من قبل أَو كسبت فِي إيمَانهَا خيرا طُلُوع الشَّمْس من مغْرِبهَا) فَلَا ينفع كَافِرًا قبل طُلُوعهَا إيمَانه بعده وَلَا مُؤمنا لم يعْمل صَالحا قبله عمله بعده لِأَن حكم الْإِيمَان وَالْعَمَل حِينَئِذٍ كَهُوَ عِنْد الغرغرة (والدجال) أَي ظُهُوره (ودابة الأَرْض) وَالْمرَاد أَن كلا من الثَّلَاثَة مستبد فِي أَن الْإِيمَان لَا ينفع بعد مشاهدتها فأيها تقدم ترَتّب عَلَيْهِ عدم النَّفْع (م ت عَن أبي هُرَيْرَة)
(ثَلَاث أَن كَانَ فِي شَيْء شِفَاء فشرطه محجم أَو شربة عسل أوكية نصيب ألما) أَي تصادفه فنذهبه (وَأَنا أكره الكي وَلَا أحبه) فَلَا يَنْبَغِي فعله إِلَّا لضَرُورَة وَقَوله وَلَا أحبه تَأْكِيد لما قبله (حم عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ثَلَاث أقسم عَلَيْهِنَّ) أَي على حقيتهن مَا نقص مَال قطّ من صَدَقَة) فَإِنَّهُ وَإِن نقص فِي الدُّنْيَا نَفعه فِي الْآخِرَة بَاقٍ فَكَأَنَّهُ مَا نقص (فتصدقوا) وَلَا تبالوا بِالنَّقْصِ الْحسي (وَلَا عَفا رجل) أَي انسان (عَن مظْلمَة ظلمها) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول (الا زَاده الله تَعَالَى بهَا عزافا فاعفوا يزدكم الله عزا) فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (وَلَا فتح رجل) أَي انسان (على نَفسه بَاب مسئلة) أَي شحاذة (يسْأَل النَّاس) أَي يطْلب مِنْهُم أَن يعطوه من مَالهم مظهر للْحَاجة وَهُوَ بِخِلَافِهِ (إِلَّا فتح الله عَلَيْهِ بَاب فقر) لم يكن لَهُ فِي حِسَاب بِأَن يتْلف مَا بِيَدِهِ(1/466)
بِسَبَب من الْأَسْبَاب (ابْن أبي الدُّنْيَا فِي) كتاب (ذمّ الْغَضَب عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف) // (بِإِسْنَاد فِيهِ غرابة وَضعف) //
ثَلَاث أقسم عَلَيْهِنَّ مَا نقص مَال عبد من صَدَقَة) تصدق بهَا مِنْهُ بل يُبَارك لَهُ فِيهِ بِمَا يجْبر نَقصه الْحسي (وَلَا ظلم عبد) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول (مظْلمَة صَبر عَلَيْهَا إِلَّا زَاده الله عز وَجل عزا) فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (وَلَا فتح عبد) على نَفسه (بَاب مَسْأَلَة) أَي سُؤال للنَّاس (إِلَّا فتح الله عَلَيْهِ بَاب فقر) من حَيْثُ لَا يحْتَسب (وَأُحَدِّثكُمْ حَدِيثا فاحفظوه) عني لَعَلَّ الله تَعَالَى أَن ينفعكم بِهِ (إِنَّمَا الدُّنْيَا لأربعة نفر) أَي إِنَّمَا حَال أَهلهَا حَال أَرْبَعَة الأول (عبد رزقه الله مَالا) من جِهَة حل (وعلما) شَرْعِيًّا نَافِعًا (فَهُوَ يَتَّقِي فِيهِ) أَي فِي الانفاق من المَال وَالْعلم (ربه ويصل فِيهِ) أَي فِي كل مِنْهُمَا (رَحمَه) بالصلة من المَال وبالاسعاف بجاه الْعلم (وَيعْمل لله فِيهِ حَقًا) من وقف واقراء وافتاء وتدريس (فَهَذَا) الانسان الْقَائِم بذلك (بِأَفْضَل الْمنَازل) أَي الدَّرَجَات عِنْد الله تَعَالَى (و) الثَّانِي (عبد رزقه الله علما) شَرْعِيًّا نَافِعًا (وَلم يزرقه مَالا) ينْفق مِنْهُ فِي وُجُوه الْقرب (فَهُوَ صَادِق النِّيَّة يَقُول) فِيمَا بَينه وَبَين الله (لَو أَن لي مَالا لعملت بِعَمَل فلَان) أَي الَّذِي لَهُ مَال ينْفق مِنْهُ فِي الْبر (فَهُوَ بَينته أى يُؤجر على حسبها (فأجر على حسبها (فأجرهما سَوَاء) أى فأجر عقد عزمه على أَنه لَو كَانَ لَهُ مَال أنْفق مِنْهُ فِي الْخَيْر وَأجر من لَهُ مَال ينْفق مِنْهُ سَوَاء وَيكون أجر الْعلم زِيَادَة لَهُ (و) الثَّالِث (عبد رزقه الله مَالا وَلم يرزقه علما) شَرْعِيًّا نَافِعًا يخبط فِي مَاله بِغَيْر علم لَا يَتَّقِي فِيهِ ربه) أَي لَا يخافه فِيهِ بِأَن لم يخرج الزَّكَاة (وَلَا يصل فِيهِ رَحمَه) أَي قرَابَته (وَلَا يعْمل لله فِيهِ حَقًا) من اطعام جَائِع وَكِسْوَة عَار وَفك أَسِير وَنَحْوهَا (فَهَذَا) الْعَامِل على ذَلِك (بأخبث الْمنَازل) عِنْد الله تَعَالَى أَي أخسها وأحقرها (و) الرَّابِع (عبد لم يزرقه الله مَالا وَلَا علما) ينْتَفع بِهِ (فَهُوَ يَقُول) بنية صَادِقَة (لَو أَن لي مَالا لعملت فِيهِ بِعَمَل فلَان) فَمن أُوتِيَ مَالا فَعمل فِيهِ صَالحا (فَهُوَ بنيته) أَي فيؤجر عَلَيْهَا (فوزنهما سَوَاء) فهما بِمَنْزِلَة وَاحِدَة فِي الْآخِرَة لَا يفضل أَحدهمَا على الآخر من هَذِه الْجِهَة (حم ت عَن أبي كَبْشَة) واسْمه سعيد بن عَمْرو أَو عَمْرو بن سعيد (الْأَنمَارِي) بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون النُّون وَآخره رَاء نِسْبَة إِلَى أَنْمَار
(ثَلَاث جدهن جد) بِكَسْر الْجِيم فيهمَا ضد الْهزْل (وهزلهن جد) فَمن فعل شَيْئا مِنْهُنَّ هازلا أَي لاعبا لزمَه وترتب عَلَيْهِ أَثَره (النِّكَاح) فَمن زوج بنته هازلا نفذ وَإِن لم يَقْصِدهُ عِنْد الثَّلَاثَة دون مَالك (وَالطَّلَاق) فَيَقَع طَلَاقه إِجْمَاعًا (وَالرَّجْعَة) وَخص الثَّلَاثَة لتأكد أَمر الْفروج وَإِلَّا فَكل تصرف ينْعَقد بِالْهَزْلِ على الْأَصَح عِنْد الشَّافِعِيَّة (د ت هـ عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ت // (حسن غَرِيب ونوزع) //
(ثَلَاث حق على الله تَعَالَى أَن لَا يرد لَهُم) أَي لكل مِنْهُم (دَعْوَة) دَعَا بهَا مَعَ توفر الْأَركان والشروط (دَعْوَة الصَّائِم) أَي دَعْوَة الانسان فِي حَال تلبسه بِالصَّوْمِ الْكَامِل (حَتَّى) قَالَ فِي الاذكار هَكَذَا الرِّوَايَة بمثناة فوقية أَي فحين تَصْحِيف (يفْطر) بِالْفِعْلِ وَيحْتَمل حَتَّى يدْخل أَوَان إفطاره (والمظلوم حَتَّى ينتصر) أَي ينْتَقم من ظالمه لِأَنَّهُ مُضْطَر ملهوف (وَالْمُسَافر) أَي سفرا فِي غير مَعْصِيّة (حَتَّى يرجع) إِلَى وَطنه لِأَنَّهُ مستوفز مُضْطَرب فَهُوَ كثير الانابة إِلَى الله تَعَالَى فَلَا يردهُ (الْبَزَّار عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِي // (إِسْنَاده مَجْهُول وبقيته ثِقَات) //
(ثَلَاث دعوات) بِفَتْح الْعين (مستجابات) عِنْد الله تَعَالَى إِذا توفرت شُرُوطهَا وأركانها (دَعْوَة الصَّائِم) وَلَو نفلا حَتَّى يفْطر وَمرَاده كَامِل الصَّوْم (ودعوة الْمُسَافِر) سفرا جَائِزا حَتَّى يصدر (ودعوة الْمَظْلُوم) على من ظلمه حَتَّى ينتصر (عق هَب - - هوامش قَوْله وَيعْمل كَذَا بِخَطِّهِ وَالَّذِي فِي نسخ الْمَتْن الْمُعْتَمدَة وَيعلم من الْعلم اهـ من هَامِش
قَوْله دَعْوَة الصَّائِم كَذَا فِي نسخ الشرحين وَالَّذِي فِي نسخ الْمَتْن الْمُعْتَمدَة الصَّائِم باسقاط لفظ دَعْوَة اه(1/467)
عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ثَلَاث دعوات يُسْتَجَاب لَهُنَّ لَا شكّ فِيهِنَّ) أَي فِي اجابتهن (دَعْوَة الْمَظْلُوم) وَإِن كَانَ فَاجِرًا (ودعوة الْمُسَافِر) سفرا مُبَاحا (ودعوة الْوَالِد لوَلَده) لِأَنَّهُ صَحِيح الشَّفَقَة عَلَيْهِ كثير الايثار لَهُ على نَفسه فَلَمَّا صحت شفقته أجيبت دَعوته وَإِذا كَانَ الْوَالِد كَذَلِك فالأم أولى (عَن أبي هُرَيْرَة)
(ثَلَاث دعوات) مُبْتَدأ (مستجابات) خبر (لَا شكّ فِيهِنَّ) أَي فِي استجابتهن (دَعْوَة الْوَالِد على وَلَده) وَمثله جَمِيع الْأُصُول (ودعوة الْمُسَافِر ودعوة الْمَظْلُوم) وَمَا ذكر فِي الْوَالِد مَحَله فِي وَالِد ساخط على وَلَده لنَحْو عقوق بِدَلِيل خبر الديلمي سَأَلت الله أَن لَا يقبل دُعَاء حبيب على حَبِيبه (حم خددت عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ت حسن ونوزع بِأَن فِيهِ مَجْهُولا
(ثَلَاث دعوات لَا ترد دَعْوَة الْوَالِد لوَلَده) يَعْنِي الأَصْل لفرعه (ودعوة الْعَالم) الْعَامِل بِعِلْمِهِ (ودعوة الْمُسَافِر) قَالَ هُنَا لَا ترد وآنفا مستجابات تفننا لِأَن عدم الرَّد كِنَايَة عَن الاستجابة وَالْكِنَايَة أبلغ فَلذَلِك لم يُقَيِّدهُ بِنَفْي الشَّك (أَبُو الْحسن بن مهودية فِي) الْأَحَادِيث (الثلاثيات والضياء) فِي المختارة (عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ثَلَاث أعلم أَنَّهُنَّ حق) أَي ثَابِتَة وَاقعَة بِلَا ريب (مَا عَفا امْرُؤ) بدل مِمَّا قبله (عَن مظْلمَة) ظلمها (إِلَّا زَاده الله تَعَالَى بهَا عزا) فِي الدَّاريْنِ (وَمَا فتح رجل على نَفسه بَاب مَسْأَلَة) للنَّاس ليعطوه من مَالهم (يَنْبَغِي بهَا) أَي بِالْمَسْأَلَة (كَثْرَة) من حطام الدُّنْيَا (إِلَّا زَاده الله) تَعَالَى بهَا (فقرا) من حَيْثُ لَا يعلم (وَمَا فتح رجل على نَفسه بَاب صَدَقَة) أَي تصدق من مَاله (يَبْتَغِي بهَا وَجه الله) تَعَالَى لَا رِيَاء وَسُمْعَة وفخرا (إِلَّا زَاده الله بهَا كَثْرَة) فِي مَاله وأجره (هَب عَن أبي هُرَيْرَة)
ثَلَاث كُلهنَّ حق على كل مُسلم) أَي فعلهن متأكد على كل مِنْهُم بِحَيْثُ يقرب من الْوَاجِب (عِيَادَة الْمَرِيض) أَي زيارته فِي مَرضه وَإِن كَانَ رمدا (وشهود الْجِنَازَة) أَي حُضُور جَنَازَة الْمُسلم والذهاب للصَّلَاة عَلَيْهِ وَدَفنه (وتشميت الْعَاطِس إِذا حمد الله) بِأَن يَقُول رَحِمك الله فَإِن لم يحمد لم يشمته لاساءته (خد عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ثَلَاث حق على كل مُسلم) أَي فعلهن متأكد عَلَيْهِ كَمَا تقرر (الْغسْل يَوْم الْجُمُعَة) بنيتها (والسواك) ويتأكد للصَّلَاة (وَالطّيب) أَي التَّطَيُّب بِمَا تيَسّر من الأطياب فَإِن لم يجد تنظف وَلَو بِالْمَاءِ (ش عَن رجل) من الصَّحَابَة
(ثَلَاث خِصَال من سَعَادَة الْمَرْء الْمُسلم) بِزِيَادَة الْمَرْء (فِي الدُّنْيَا الْجَار الصَّالح) أَي الْمُسلم الَّذِي لَا يُؤْذِي جَاره (والمسكن الْوَاسِع) بِالنِّسْبَةِ لساكنه (والمركب الهنيء) أَي الدَّابَّة السريعة اللينة غير نَحْو الجموح والنفور (حم طب ك عَن نَافِع بن عبد الْحَرْث) الْخُزَاعِيّ قَالَ ك // (صَحِيح وأقروه) //
(ثَلَاث خِصَال من لم تكن فِيهِ وَاحِدَة مِنْهُنَّ كَانَ الْكَلْب) الَّذِي يجوز قَتله (خيرا مِنْهُ) فضلا عَن كَونه مثله (ورع يحجزه عَن محارم الله عز وَجل أَو حلم يرد بِهِ جهل الْجَاهِل) عَلَيْهِ (أَو حسن خلق) بِضَم الْخَاء وَاللَّام (يعِيش بِهِ فِي النَّاس) فَمن جمع الثَّلَاثَة فقد وَقع لِقَلْبِهِ علما شهد بِهِ مشَاهد الْقِيَامَة وَصَارَ النَّاس مِنْهُ فِي عفاء وَهُوَ من نَفسه فِي عفاء (هَب عَن الْحسن مُرْسلا) وَهُوَ الْبَصْرِيّ // (وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ مُسْندًا عَن أم سَلمَة) // فذهل عَنهُ الْمُؤلف
(ثَلَاث سَاعَات للمرء الْمُسلم مَا دَعَا فِيهِنَّ) بدعوة (إِلَّا اسْتُجِيبَ لَهُ مَا لم يسْأَل قطيعة رحم أَو مأثما) أَي مَا فِيهِ قطيعة قرَابَة أَو مَا فِيهِ حرَام وَهُوَ عطف عَام على خَاص (حِين يُؤذن الْمُؤَذّن بِالصَّلَاةِ حَتَّى يسكت) أَي يفرغ من أَذَانه (وَحين يلتقي الصفان) فِي الْجِهَاد لاعلاء كلمة الله تَعَالَى (حَتَّى يحكم الله بَينهمَا) ينصر من يَشَاء لَا يسْأَل عَمَّا يفعل (وَحين ينزل الْمَطَر حَتَّى يسكن) أَي إِلَى أَن - - هوامش قَوْله مهودية بواو ثمَّ دَال كَذَا بِخَطِّهِ وَالَّذِي فِي نسخ الجامعين وَخط الدَّاودِيّ مهروية بالراء اه من هَامِش(1/468)
يَنْقَطِع ويستقر فِي الأَرْض (حل عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ثَلَاث فِيهِنَّ الْبركَة) أَي النمو وَزِيَادَة الْخَيْر (البيع) بِثمن مَعْلُوم (إِلَى أجل) مَعْلُوم (والمعارضة) بِعَين مُهْملَة وَرَاء مُهْملَة بِخَط الْمُؤلف وَقَالَ على الْحَاشِيَة أَي بيع الْعرض بِالْعرضِ (واخلاط الْبر بِالشَّعِيرِ للبيت) أَي لأجل أكل أهل بَيت مَالِكه (لَا للْبيع أَي) لَا ليخلطه ليَبِيعهُ فَإِنَّهُ لَا بركَة فِيهِ بل هُوَ تَدْلِيس وغش (هـ وَابْن عَسَاكِر عَن صُهَيْب) // (قَالَ الذَّهَبِيّ حَدِيث واه جدا) //
(ثَلَاث فِيهِنَّ شِفَاء من كل دَاء إِلَّا السام) أَي الْمَوْت فَإِنَّهُ لَا دَوَاء لَهُ (السنا) بِالْقصرِ نبت مَعْرُوف يسهل الصَّفْرَاء والسوداء (والسنوت) بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة أفْصح الْعَسَل أَو الرب أَو الكمون أَو التَّمْر أَو الشمر أَو الشبت كَذَا سَاق الْمُؤلف هَذَا الحَدِيث ذكر ثَلَاث أَولا ثمَّ ذكر ثِنْتَيْنِ هكذوا رَأَيْته بِخَطِّهِ فيحرر (ن عَن أنس
(ثَلَاث لازمات) أَي ثابتات دائمات (لأمتي سوء الظَّن) بِالنَّاسِ بِأَن لَا يظنّ بهم خيرا (والحسد والطيرة) بِكَسْر الطَّاء وَفتح الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة وَقد تسكن التشاؤم (فَإِذا ظَنَنْت فَلَا تحقق) الظَّن وتعمل بِمُقْتَضَاهُ بل توقف عَن الْقطع وَالْعَمَل بِهِ (وَإِذا حسدت فَاسْتَغْفر الله) تَعَالَى أَي تب من الِاعْتِرَاض عَلَيْهِ فِي تصرفه فِي خلقه فَإِنَّهُ حَكِيم (وَإِذا تطيرت) من شَيْء (فَامْضِ) لمقصدك وَلَا تعد كَفعل الْجَاهِلِيَّة فَإِن ذَلِك لَا أثر لَهُ فِي جلب نفع وَلَا دفع ضرّ (أَبُو الشَّيْخ فِي) كتاب (التوبيخ طب عَن حَارِثَة بن النُّعْمَان) بن نفيع بن زيد الْأنْصَارِيّ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ثَلَاث لم تسلم مِنْهَا هَذِه الْأمة الْحَسَد) لِلْخلقِ (وَالظَّن) بِالنَّاسِ سوأ (والطيرة) أَي التطير (لَا أنبئكم بالمخرج مِنْهَا) بِفَتْح الْمِيم وَالرَّاء وَيجوز ضم الْجِيم وَكسر الرَّاء قَالُوا أنبئنا قَالَ (إِذا ظَنَنْت فَلَا تحقق) مُقْتَضى ظَنك (وَإِذا حسدت) أحدا (فَلَا تَبْغِ) أَي إِن وجدت فِي قَلْبك شَيْئا فَلَا تعْمل بِهِ (وَإِذا تطيرت فَامْضِ) متوكلا عَلَيْهِ تَعَالَى (رستة) بِضَم الرَّاء وَسُكُون الْمُهْملَة وَفتح الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة عبد الرَّحْمَن ابْن عمر الْأَصْفَهَانِي (فِي) كتاب (الايمان عَن الْحسن مُرْسلا) وَهُوَ الْبَصْرِيّ
(ثَلَاث لن تزلن فِي أمتِي التفاخر بالاحساب) وَفِي رِوَايَة بالأنساب مَعَ أَن الْعبْرَة إِنَّمَا هِيَ بِالْأَعْمَالِ لَا بالاحساب (والنياحة) على الْمَيِّت كدأب أهل الْجَاهِلِيَّة (والانواء) الاسْتِسْقَاء بهَا (تَنْبِيه) قَالَ الْغَزالِيّ يَنْبَغِي للمفاخر أَن ينظر إِلَى نسبه فَإِن أَبَاهُ نُطْفَة مذرة قذرة وجده التُّرَاب وَلَا أقذر من النُّطْفَة وَلَا أذلّ من التُّرَاب ثمَّ المفتخر بِالنّسَبِ يفتخر بخصال غَيره وَلَو نطق آباؤه لقالوا من أَنْت فِي نَفسك وَمَا أَنْت إِلَّا دودة من بَوْل وَلذَا قيل ( ... لَئِن فخرت بآباء ذَوي حسب ... لقد صدقت وَلَكِن بئْسَمَا ولدُوا)
وَكَيف يتكبر بِنسَب ذَوي الدُّنْيَا وغالبهم صَارُوا حمما فِي النَّار يودون لَو كَانُوا خنازير وكلابا يتخلصون مِمَّا هم فِيهِ وَكَيف يتكبر بِنسَب أهل الدّين وهم لم يَكُونُوا يتكبرون وَكَانَ شرفهم الدّين وَمِنْه التَّوَاضُع وَقد شغلهمْ خوف الْعَاقِبَة عَن التكبر مَعَ عظم علمهمْ وعملهم فَكيف يتكبر بنسبهم من هُوَ عاطل عَن خصالهم (ع عَن أنس) وَرِجَاله ثِقَات
(ثَلَاث لَو يعلم النَّاس مَا فِيهِنَّ) من الْفضل ومزيد الثَّوَاب (مَا أخذن إِلَّا بسهمة) أَي بِقرْعَة فَلَا يتَقَدَّم إِلَيْهَا إِلَّا من خرجت قرعته (حرصا على مَا فِيهِنَّ من الْخَيْر) الأخروي (وَالْبركَة) الدُّنْيَوِيَّة (التأذين بِالصَّلَاةِ) فَإِن الْمُؤَذّن يغْفر لَهُ مد صَوته (والتهجير) أَي التبكير (بالجماعات) أَي الْمُحَافظَة فِي أول الْوَقْت عَلَيْهَا (وَالصَّلَاة فِي أول الصُّفُوف) وَهُوَ الَّذِي يَلِي الامام (ابْن النجار) فِي تَارِيخه (عَن أبي هُرَيْرَة(1/469)
ثَلَاث لَيْسَ لأحد من النَّاس فِيهِنَّ رخصَة) أَي فِي تركهن (بر الْوَالِدين مُسلما كَانَ أَو كَافِرًا) أَي مَعْصُوما (وَالْوَفَاء بالعهد لمُسلم كَانَ أَو كَافِر) أَي مَعْصُوم (وَأَدَاء الامانة إِلَى مُسلم كَانَ أَو كَافِر) كَذَلِك (هَب عَن عَليّ) بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب
(ثَلَاث معلقات بالعرش الرَّحِم تَقول اللَّهُمَّ إِنِّي بك فَلَا أقطع) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول أَي أعوذ بك من أَن يقطعني قَاطع يُرِيد الله وَالدَّار الْآخِرَة (والامانة تَقول اللَّهُمَّ إِنِّي بك فَلَا أختَان) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي إِنِّي أعوذ بك أَن يخونني خائن لَا يخافك (وَالنعْمَة تَقول اللَّهُمَّ إِنِّي بك فَلَا أكفر) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي اني أعوذ بك أَن يكفرني الْمُنعم عَلَيْهِ الَّذِي يخافك (هَب عَن ثَوْبَان) بِضَم الْمُثَلَّثَة // (غَرِيب ضَعِيف لضعف يزِيد بن ربيعَة) // (ثَلَاث منحييات) فِي الْآخِرَة (خشيَة الله) أَي خَوفه (تَعَالَى فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة وَالْعدْل فِي) حَالَة (الرِّضَا وَالْغَضَب) فَلَا يحملهُ الْغَضَب على الْجور وَلَا الرِّضَا على الْوُقُوع فِي مَحْذُور لأجل رضَا الْمَخْلُوق (وَالْقَصْد فِي الْفقر والغنى) أَي التَّوَسُّط فيهمَا فِي الانفاق وَنَحْوه (وَثَلَاث مهلكات هوى) بِالْقصرِ (مُتبع) بِأَن يطيعه صَاحبه فِي منع الْحق الْوَاجِب (وشح مُطَاع واعجاب الْمَرْء بِنَفسِهِ) أَي تحسينه فعل نَفسه على غَيره وَإِن كَانَ قبيحا وَهُوَ فتْنَة الْعلمَاء فأعظم بهَا فتْنَة ذكره الزَّمَخْشَرِيّ (أَبُو الشَّيْخ فِي التوبيخ طس عَن أنس) // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(ثَلَاث مهلكات) أَي موقعات لفاعلها فِي الْهَلَاك (وَثَلَاث منجيات) أَي مخلصات لصَاحِبهَا من الْعَذَاب (وَثَلَاث كَفَّارَات) أَي لذنوب عاملها (وَثَلَاث دَرَجَات) أَي منَازِل فِي الْآخِرَة (فَأَما المهلكات فشح مُطَاع) أَي بخل يطيعه الانسان فَلَا يُؤَدِّي مَا عَلَيْهِ من حق الْحق وَحقّ الْخلق وَلم يقل مُجَرّد الشَّيْخ يكون مهْلكا لِأَنَّهُ إِنَّمَا يكون مهْلكا إِذا كَانَ مُطَاعًا أما لَو كَانَ مَوْجُودا فِي النَّفس غير مُطَاع فَلَا يكون كَذَلِك لِأَنَّهُ من لَوَازِم النَّفس مستمدا من أصل جبلتها الترابي وَفِي التُّرَاب قبض وامساك وَلَيْسَ ذَلِك بعجيب من الْآدَمِيّ وَهُوَ جبلي إِنَّمَا الْعجب وجود السخاء فِي الغريزة وَهُوَ النُّفُوس الفاضلة الدَّاعِي لَهُم إِلَى الْبَذْل والايثار (وَهوى مُتبع) بِأَن يتبع مَا يَأْمُرهُ بِهِ هَوَاهُ (واعجاب الْمَرْء بِنَفسِهِ) أَي ملاحظته اياها بِعَين الْكَمَال مَعَ نِسْيَان نعْمَة الله تعال قَالَ الْغَزالِيّ حَقِيقَة الْعجب استعظام النَّفس وخصالها الَّتِي هِيَ من النعم والركون إِلَيْهَا مَعَ نِسْيَان اضافتها إِلَى الْمُنعم والأمن من زَوَالهَا (وَأما المنجيات فالعدل فِي الْغَضَب وَالرِّضَا وَالْقَصْد فِي الْفقر والغنى وخشية الله فِي السِّرّ وَالْعَلَانِيَة) قدم السِّرّ لِأَن تقوى الله تَعَالَى فِيهِ أَعلَى دَرَجَة (وَأما الْكَفَّارَات) جمع كَفَّارَة وَهِي الْخصْلَة الَّتِي شَأْنهَا أَن تكفر أَي تستر الْخَطِيئَة وتمحوها (فانتظار الصَّلَاة بعد الصَّلَاة) ليصليها فِي الْمَسْجِد (واسباغ الْوضُوء فِي السبرات) جمع سُبْرَة بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُوَحدَة التَّحْتِيَّة وَهِي شدَّة الْبرد (وَنقل الْأَقْدَام إِلَى الْجَمَاعَات) أَي إِلَى الصَّلَاة مَعَ الْجَمَاعَة (وَأما الدَّرَجَات فاطعام الطَّعَام) للضيف والجائع (وإفشاء السَّلَام) بَين النَّاس من عَرفته وَمن لم تعرفه (وَالصَّلَاة بِاللَّيْلِ وَالنَّاس نيام) أَي التَّهَجُّد فِي جَوف اللَّيْل أَي حَالَة غَفلَة النَّاس واستغراقهم فِي لَذَّة النّوم (طس عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ثَلَاث من كن فِيهِ) أَي اجْتَمعْنَ فِيهِ (فَهُوَ مُنَافِق) أَي حَاله يشبه حَال الْمُنَافِق (وَإِن صَامَ) رَمَضَان (وَصلى) الصَّلَاة الْمَفْرُوضَة (وَحج) الْبَيْت (وَاعْتمر) أَي أَتَى بِالْعُمْرَةِ يَعْنِي وَإِن أَتَى بأمهات الْعِبَادَات وَأَعْظَمهَا (وَقَالَ إِنِّي مُسلم) وَهَذَا الشَّرْط اعْتِرَاض وَارِد للْمُبَالَغَة لَا يَسْتَدْعِي جَوَابا (من إِذا حدث كذب) فِي حَدِيثه (وَإِذا وعد أخلف) أَي جعل(1/470)
الْوَعْد خلافًا (وَإِذا ائْتمن خَان) فِيمَا جعل أَمينا عَلَيْهِ وَالْكَلَام فِيمَن صَارَت هَذِه الصِّفَات ديدنه وشعاره لَا يَنْفَكّ عَنْهَا بِدَلِيل قرن الْجُمْلَة الشّرطِيَّة باذا (رستة) بِضَم فَسُكُون (فِي) كتاب (الايمان وَأَبُو الشَّيْخ فِي التوبيخ عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف) الرقاشِي وَغَيره) //
(ثَلَاث من الايمان) أَي من قَوَاعِد الايمان وشأن أَهله (الْحيَاء) بحاء مُهْملَة ومثناة تحتية (والعفاف) أَي كف النَّفس عَن الْمَحَارِم والشبهات (والعي) المُرَاد بِهِ (عي اللِّسَان) عَن الْكَلَام عِنْد الْخِصَام (غير عي الْفِقْه) أَي الْفَهم فِي الدّين (وَالْعلم) أَي وَغير العي فِي الْعلم الشَّرْعِيّ فَإِن العي عَنْهُمَا لَيْسَ من أصل الايمان بل مَحْض نقص وخسران (وَهن مِمَّا ينقصن من الدُّنْيَا) لِأَن أَكثر النَّاس لاحياء عِنْدهم وَمن اسْتعْمل مَعَهم الْحيَاء أضاعواه وآذوه (و) هن (يزدن فِي الْآخِرَة) أَي فِي عمل الْآخِرَة أَو فِي رفع الدَّرَجَات فِي الْآخِرَة (وَمَا يزدن فِي الْآخِرَة أَكثر مِمَّا ينقص فِي الدُّنْيَا) وللآخرة خير من الأولى (وَثَلَاث من النِّفَاق) أَي من شَأْن أَهله (الْبذاء وَالْفُحْش) فِي القَوْل وَالْفِعْل (وَالشح) الَّذِي هُوَ أَشد الْبُخْل (وَهن مِمَّا يزدن فِي الدُّنْيَا) لكَونهَا طباع أَهلهَا فالعامل بهَا تقبل عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَأَهْلهَا (وينقصن من الْآخِرَة) لما فِيهِنَّ من الْوزر (وَمَا ينقصن من الْآخِرَة أَكثر مِمَّا يزدن فِي الدُّنْيَا) لِأَن مَتَاع الدُّنْيَا وَإِن كثر ظلّ زائل وَحَال حَائِل ونعيم الْآخِرَة لَا يتناهي (رستة) فِي كتاب الايمان (عَن عون بن عبد الله بن عتبَة) بِعَين مُهْملَة مَضْمُومَة ومثناة فوقية سَاكِنة الْهُذلِيّ الْكُوفِي التَّابِعِيّ الزَّاهِد (بلاغا) أَي قَالَ بلغنَا عَن رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ذَلِك
(ثَلَاث) أَي صَوْم ثَلَاثَة أَيَّام (من كل شهر) زَاد النَّسَائِيّ أَيَّام الْبيض (ورمضان إِلَى رَمَضَان فَهَذَا صِيَام الدَّهْر كُله) اشارة إِلَى مَجْمُوع صَوْم ثَلَاثَة أَيَّام وَصَوْم رَمَضَان أَدخل الْفَاء على الْخَبَر لكَون الْمُبْتَدَأ نكرَة مَوْصُوفَة أَو الْفَاء زَائِدَة ذكره بَعضهم وَاعْترض بِأَنَّهُ صَحَّ خبر صَوْم ثَلَاثَة أَيَّام من كل شهر صَوْم الدَّهْر فَلَا فَائِدَة لذكر رَمَضَان (م د ن عَن أبي قَتَادَة)
(ثَلَاث هن على فَرِيضَة) لفظ رِوَايَة الْحَاكِم فَرَائض (وَهن لكم تطوع الْوتر وركعتا الضُّحَى و) رَكعَتَا (الْفجْر) قَالَ ابْن حجر يلْزم من قَالَ بِهِ وجوب رَكْعَتي الْفجْر عَلَيْهِ وَلم يَقُولُوا بِهِ وَقد ورد مَا يُعَارضهُ انْتهى وَأَقُول أخْشَى أَن يكون ذَا تحريفا فَإِن الَّذِي فِي الْمُسْتَدْرك وتلخيصه النَّحْر بنُون وحاء مُهْملَة وَعَلِيهِ فَلَا اشكال (حم ك عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ اذهبي حَدِيث مُنكر
(ثَلَاث وَثَلَاث وَثَلَاث) أَي أعدهن وَأبين) حكمهن (فثلاً لَا يَمِين فِيهِنَّ) يعْمل بمقتضاها بل إِذا وَقع الْحلف يَنْبَغِي الْحِنْث والتكفير (وَثَلَاث الملعون فِيهِنَّ) أَي الْفِعْل الملعون فَاعله مَوْجُود فِيهِنَّ (وَثَلَاث أَشك فِيهِنَّ) فَلَا أَجْزم فِيهِنَّ بِشَيْء (فَأَما الثَّلَاث الَّتِي لَا يَمِين فِيهِنَّ فَلَا يَمِين للْوَلَد مَعَ وَالِده) أَي للْأَصْل مَعَ فَرعه فَلَو كَانَت يَمِين الْفَرْع يتأذي بهَا أَصله يَنْبَغِي للْوَلَد أَن يكفر عَنْهَا وَلَا يسْتَمر (وَلَا للْمَرْأَة مَعَ زَوجهَا) فَإِذا حَلَفت على شَيْء لَا يرضاه تَحنث وتكفر (وَلَا للمملوك مَعَ سَيّده) كَذَلِك فَيحنث وَيكفر بِالصَّوْمِ لَكِن لَا طَاعَة لمخلوق فِي مَعْصِيّة الْخَالِق (وَأما الملعون فِيهِنَّ فَمَلْعُون من لعن وَالِديهِ) أَي من لعن أَصْلِيَّة أَو أَحدهمَا فَهُوَ الملعون (وملعون من ذبح لغير الله) تَعَالَى كالأوثان (وملعون من غير تخوم الأَرْض) بِضَم الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة وخاء مُعْجمَة أَي حُدُودهَا جمع تخم بِفَتْح فَسُكُون كفلس وفلوس (وَأما الَّتِي أَشك فِيهِنَّ فعزير وَلَا أَدْرِي أَكَانَ نَبيا أم لَا وَلَا أَدْرِي الْعَن تبع أم لَا) وَهَذَا قبل علمه بِأَنَّهُ كَانَ قد أسلم فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ فِي خبر لَا تسبوا وَفِي آخر لَا تَلْعَنُوا تبعا فَإِنَّهُ(1/471)
كَانَ قد أسلم (وَلَا أَدْرِي الْحُدُود) الَّتِي تُقَام على أَهلهَا فِي الدُّنْيَا (كَفَّارَة لأَهْلهَا) فِي الْآخِرَة (أم لَا) وَذَا قَالَه قبل علمه بِأَنَّهَا كَفَّارَة لَهُم فقد سمح خبر من أصَاب ذَنبا فأقيم عَلَيْهِ حد ذَلِك الذَّنب فَهُوَ كَفَّارَته (الاسماعيلي) بِكَسْر الْهمزَة وَسُكُون الْمُهْملَة وَكسر الْعين الْمُهْملَة نِسْبَة إِلَى جده اسمعيل (فِي مُعْجَمه وَابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن ابْن عَبَّاس
ثَلَاث لَا تؤخروهن) بمثناة فوقية (الصَّلَاة إِذا أَتَت) بمثناتين فوقيتين وروى بنُون وَمد بِمَعْنى حانت وَحَضَرت أَي دخل وَقتهَا (والجنازة إِذا حضرت) للْمُصَلِّي فَلَا تُؤخر ندبا لزِيَادَة الْمُصَلِّين وَلَا لغيره لَكِن ينْتَظر الْوَلِيّ إِذا لم يخف تغيره (والأيم إِذا وجدت كُفؤًا) فَلَا يُؤَخر تَزْوِيجهَا بِهِ ندبا (ت ك عَن عَليّ) قَالَ التِّرْمِذِيّ // (غَرِيب لَيْسَ بِمُتَّصِل وَجزم غَيره بضعفه) //
(ثَلَاث لَا ترد) أَي لَا يَنْبَغِي ردهَا (الوسائد) جمع وسَادَة بِالْكَسْرِ المخدة (والدهن) قَالَ التِّرْمِذِيّ يَعْنِي بالدهن الطّيب (وَاللَّبن) فَيَنْبَغِي لمن اهديت إِلَيْهِ أَن لَا يردهَا فَإِنَّهَا قَليلَة الْمِنَّة خَفِيفَة الْمُؤْنَة (ت عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // (وَإِسْنَاده حسن) //
(ثَلَاث لَا يجوز اللّعب فِيهِنَّ) لِأَن جدهن جد (الطَّلَاق وَالنِّكَاح وَالْعِتْق) فَمن طلق أَو زوج أَو تزوج أَو أعتق هازلا نفذ لَهُ وَعَلِيهِ (طب عَن فضَالة بن عبيد) الْأنْصَارِيّ وَفِي سَنَده ابْن لَهِيعَة وبقيته ثِقَات
(ثَلَاث) أَصله ثَلَاث خِصَال (لَا يحل لأحد) من النَّاس (أَن يفعلهن) فِي تَقْدِير مصدر أَي لَا يحل لأحد فعلهن (لَا يؤم رجل) أَي وَلَا امْرَأَة للنِّسَاء (قوما فيخص) مَنْصُوب بِأَن الْمقدرَة لوروده بعد النَّفْي على حد لَا يقْضى عَلَيْهِم فيموتوا (نَفسه بِالدُّعَاءِ) فِي رِوَايَة بدعوة (دونهم) فتخصيص الامام نَفسه بِالدُّعَاءِ مَكْرُوه بل يَأْتِي ندبا بِلَفْظ الْجمع فِي نَحْو الْقُنُوت وَالتَّشَهُّد (فَإِن فعل) أَي خص نَفسه (فقد) أَي حقيق (خَانَهُمْ) لِأَن كل مَا أَمر بِهِ الشَّارِع أَمَانَة وَتَركه خيانه (وَلَا ينظر) بِالرَّفْع عطفاء على يؤم (فِي قَعْر) كفلس (بَيت) أَي صَدره (قبل أَن يسْتَأْذن) على أَهله فَيحرم (فَإِن فعل) أَي اطلع فِيهِ بِغَيْر اذن (فقد دخل) أَي ارْتكب اثم من دخل الْبَيْت (وَلَا يُصَلِّي) بِكَسْر اللَّام المشدد مضارع وَالْفِعْل فِي معنى النكرَة وَالنَّهْي فِي معرض النَّفْي يعم فَيشْمَل الْفَرْض وَغَيره (وَهُوَ حقن) بِفَتْح فَكسر أَي حاقن أَي حَابِس للبول كالحاقب للغائط والحازق الَّذِي خف (حَتَّى يتخفف) بمثناة تحتية مَفْتُوحَة ففوقية أَي يُخَفف نَفسه بِخُرُوج الفضلة وَالرِّيح حَيْثُ أَمن خُرُوج الْوَقْت (دت عَن ثَوْبَان) بِالْمُثَلثَةِ
(ثَلَاث لَا يُحَاسب بِهن العَبْد) أَي الانسان الْفَاعِل لَهُنَّ (ظلّ خص) بِالضَّمِّ بَيت من قصب (يستظل بِهِ وكسره يشد بهَا صلبه وثوب يوارى بِهِ عَوْرَته) إِذْ لَا بُد لَهُ من ذَلِك (حم فِي الزّهْد هَب عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا) // (جيد الْإِسْنَاد) //
(ثَلَاث لَا يفطرن الصَّائِم الْحجامَة) فَلَو حجم نَفسه أَو حجمه غَيره باذنه لم يفْطر وَخبر أفطر الحاجم والمحجوم مَنْسُوخ (والقيء) فَمن ذرعه الْقَيْء أَي سبقه قهرا لَا يفْطر فَإِن تَعَمّده أفطر (والاحتلام) فن نَام نَهَارا فَاحْتَلَمَ فَأنْزل لم يفْطر (ت عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // (بِإِسْنَاد مَعْلُول) //
(ثَلَاث لَا يُعَاد صاحبهن) أى لَا تندب اعادته (الرمد) وَجمع الْعين (وَصَاحب) الضرس) الَّذِي بِهِ وجع الضرس أَو نَحوه من الْأَسْنَان (وَصَاحب الدمل) خراج صَغِير وَإِن تعدد لِأَن هَذِه أوجاع لَا يَنْقَطِع صَاحبهَا غَالِبا (طس عد عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف وَالأَصَح وَقفه) //
(ثَلَاث لَا يمنعن) أَي لَا يحل مَنعهنَّ (المَاء) أَي مَاء الْبِئْر المحفورة بموات فماؤها مُشْتَرك بَين النَّاس وحافرها كأحدهم فَإِن حفرهَا بِملك أَو بموات للتَّمَلُّك ملكه لَكِن عَلَيْهِ بذل الْفَاضِل عَن(1/472)
حَاجته للمحتاج (والكلأ) بِالْفَتْح والهمزة وَالْقصر النَّبَات أَي الْمُبَاح وَهُوَ النَّابِت فِي موَات فَلَا يحل مَنعه أما مَا نبت بِأَرْض ملكهَا بالأحياء فملكه (وَالنَّار) أَي الْأَحْجَار الَّتِي توري النَّار فَلَا يمْنَع أحد من الْأَخْذ مِنْهَا إِمَّا نَار يقدها إِنْسَان فَلهُ منعهَا (عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(ثَلَاث يجلين الْبَصَر) بِضَم أَوله وَشد اللَّام ومثناة تحتية (النّظر إِلَى الخضرة وَإِلَى المَاء الْجَارِي وَإِلَى الْوَجْه الْحسن) أَي عِنْد ذَوي الطباع السليمة وَيحْتَمل عِنْد النَّاظر (ك فِي تَارِيخه) تَارِيخ نيسابور (عَن عَليّ) // (بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب) // (وَعَن ابْن عمر) // (بِإِسْنَاد واه) // (أَبُو نعيم فِي الطِّبّ) النَّبَوِيّ (عَن عَائِشَة) وَفِيه سُلَيْمَان كَذَّاب (الخرائطي فِي) كتاب (اعتلال الْقُلُوب) فِي التصوف (عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ وَفِيه كَذَّاب قَالَ الْمُؤلف وبمجموع هَذِه الطّرق يرتقي الحَدِيث عَن دَرَجَة الْوَضع
(ثَلَاث يزدن فِي قُوَّة الْبَصَر الْكحل) بِفَتْح الْكَاف (بالإثمد) بِكَسْر الْهمزَة أَي التكحل بالكحل الْأسود الْمَشْهُور لِأَنَّهُ يشد طَبَقَات الْعين ويجلو الْبَصَر (وَالنَّظَر إِلَى الخضرة وَالنَّظَر إِلَى الْوَجْه الْحسن) أَي وَجه الْآدَمِيّ وَيحْتَمل اجراؤه فِي غَيره أَيْضا كالغزال (أَبُو الْحسن الْفراء) بِالْفَاءِ (فِي فَوَائده) الحديثية (عَن بُرَيْدَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ثَلَاث يدْخلُونَ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب رجل) يَعْنِي إنْسَانا وَلَو أُنْثَى (غسل ثِيَابه فَلم يجد لَهُ خلفا) يلْبسهُ حَتَّى تَجف ثِيَابه لفقره (وَرجل لم ينصب على مستوقده قدران) لعدم قدرته على تنويع الْأَطْعِمَة وتكثيرها (وَرجل دَعَا بشراب فَلم يقل لَهُ) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي لم يقل لَهُ نَحْو خادمه المستدعى مِنْهُ (أَيهمَا تُرِيدُ) أَي لَيْسَ عِنْده غير نوع من الأشر بِهِ لضيق حَاله وَقلة مَاله (أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب عَن أبي سعيد) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ثَلَاث يدْرك بِهن) أَي يفعلهن (العَبْد) الانسان (رغائب الدُّنْيَا وَالْآخِرَة) جمع رغيبة وَهِي الْعَطاء الْكثير (الصَّبْر على الْبلَاء وَالرِّضَا بِالْقضَاءِ وَالدُّعَاء فِي الرخَاء) أَي فِي حَال الْأَمْن وسعة الْحَال وفراغ البال من تعرف إِلَى الله فِي الرخَاء تعرف إِلَيْهِ فِي الشدَّة والرخاء بِالْمدِّ الْعَيْش الهنيء وَالْخصب وَالسعَة (أَبُو الشَّيْخ عَن عمرَان بن حُصَيْن)
(ثَلَاث يصفين لَك ود أَخِيك) فِي الدّين (تسلم عَلَيْهِ إِذا لَقيته) فِي نَحْو طَرِيق (وَتوسع لَهُ فِي الْمجْلس) إِذا قدم عَلَيْك (وَتَدْعُوهُ بِأحب الْأَسْمَاء إِلَيْهِ) من اسْم أَو كنية أَو لقب (طس ك هَب عَن عُثْمَان بن طَلْحَة) بن أبي طَلْحَة الْعَبدَرِي (الحَجبي) بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَكسر الْمُوَحدَة نِسْبَة إِلَى حجابة الْكَعْبَة // (بِإِسْنَاد فِيهِ ضعف) // (هَب عَن عمر مَوْقُوفا) عَلَيْهِ من قَوْله
(ثَلَاث إِذا رأيتهن فَعِنْدَ ذَلِك) أَي فَعِنْدَ رؤيتهن أَي على الْقرب مِنْهَا (تقوم السَّاعَة) أَي الْقِيَامَة (اخراب العامر وَعمارَة الخراب) أَي أخراب بِنَاء جيد مُحكم وَبِنَاء غَيره فِي موَات بِغَيْر عِلّة إِلَّا أعطاء النَّفس شهوتها أَو محو الْآثَار من قبله كَمَا يَفْعَله بعض الْمُلُوك (وَأَن يكون الْمَعْرُوف مُنْكرا وَالْمُنكر مَعْرُوفا) أَي يكون ذَلِك دأب النَّاس فَمن أَمرهم بِمَعْرُوف عدوه مُنْكرا أَو مفتوه وَعَكسه (وَأَن يتمرس الرجل) بمثناه تحتية فمثناه فوقية فميم مفتوحات فراء مُشَدّدَة فسين مُهْملَة (بالأمانة) أَي يتلعب بهَا (تمرس الْبَعِير بِالشَّجَرَةِ) أَي يعبث ويلعب بهَا كَمَا يفعل الْبَعِير بِالشَّجَرَةِ وذكرا لرجل وصف طردي (ابْن عَسَاكِر عَن مُحَمَّد بن عَطِيَّة) بن عُرْوَة (السَّعْدِيّ) وَصَوَابه أَن يَقُول مُرْسلا فقد وهم الْحَافِظ ابْن حجر من زعم أَن لَهُ صُحْبَة // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(ثَلَاث أصوات يباهي الله بِهن الْمَلَائِكَة الْأَذَان وَالتَّكْبِير فِي سَبِيل الله) حَال قتال الْكفَّار (وَرفع الصَّوْت بِالتَّلْبِيَةِ) فِي النّسك للذّكر(1/473)
بِحَيْثُ لَا يجْهد نَفسه (ابْن النجار فر عَن جَابر) // (بِإِسْنَاد واه) //
(ثَلَاثَة أعين لَا تمسها النَّار) أَي نَار جَهَنَّم (عين فقئت) أَي خسفت وبخست (فِي سَبِيل الله وَعين حرست) الْمُسلمين (فِي سَبِيل الله وَعين بَكت من خشيَة الله) كِنَايَة عَن الْعَالم العابد الْمُجَاهِد مَعَ نَفسه (ك عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ك صَحِيح ورد بِأَن فِيهِ عمر بن رَاشد ضَعِيف
(ثَلَاثَة أَنا خصمهم يَوْم الْقِيَامَة) ذكر الثَّلَاثَة لَيْسَ للتَّقْيِيد فَإِنَّهُ خصم كل ظَالِم بل مُرَاده التَّغْلِيظ (وَمن كنت خَصمه خصمته) لِأَنَّهُ لَا يغلبه شَيْء وَهَذَا من الْأَحَادِيث القدسية وأوله كَمَا فِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ قَالَ الله تَعَالَى فَوَقع فِي هَذِه الرِّوَايَة اخْتِصَار (رجل أعْطى بِي) أَي أعْطى الْأمان باسمي أَو بذكري (ثمَّ غدر) نقض الْعَهْد لِأَنَّهُ جعل الله تَعَالَى كَفِيلا لَهُ فِيمَا لزمَه من الْوَفَاء وَالْكَفِيل خصم الْمَكْفُول بِهِ للمكفول (وَرجل بَاعَ حرا فَأكل ثمنه) لِأَنَّهُ غَاصِب لعبد الله فالمغصوب مِنْهُ خصم الْغَاصِب (وَرجل اسْتَأْجر أَجِيرا فاستوفى مِنْهُ) أَي الْعَمَل (وَلم يوفه) أجره لِأَنَّهُ الْأَجِير عبد الله وغلة العَبْد لولاه فَهُوَ الْخصم (عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ثَلَاثَة) يكونُونَ (تَحت الْعَرْش يَوْم الْقِيَامَة الْقُرْآن لَهُ ظهر وبطن يحاج الْعباد) فظهره لقطَة وبطنه مَعْنَاهُ أَو ظَهره مَا ظهر تَأْوِيله وبطنه مَا بطن تَفْسِيره أَو ظَهره تِلَاوَته وبطنه تفهمه (وَالرحم تنادي صل من وصلني واقطع من قطعني) لِأَنَّهُ تَعَالَى أَعْطَاهَا ذَلِك (والامانة) تَحت الْعَرْش عبارَة عَن اخْتِصَاص الثَّلَاثَة من الله تَعَالَى بمَكَان بِحَيْثُ لَا يضيع أجر من حَافظ عَلَيْهَا وَلَا يهمل مجازاة من ضيعها (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (وَمُحَمّد بن نصر) فِي فَوَائده (عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
ثَلَاثَة تستجاب دعوتهم الْوَالِد) أَي الأَصْل لقرعه (وَالْمُسَافر) حَتَّى يرجع (والمظلوم) حَتَّى ينتصر (حم طب عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ثَلَاثَة حق على الله عونهم الْمُجَاهِد فِي سَبِيل الله) لاعلاء كلمة الله تَعَالَى (وَالْمكَاتب الَّذِي يُرِيد الْأَدَاء) أَي الَّذِي نِيَّته أَن يُؤَدِّي مَا كُوتِبَ عَلَيْهِ (والناكح الَّذِي يُرِيد العفاف) أَي المتزوج بِقصد عفة فرجه عَن الزِّنَا واللواط خص الثَّلَاثَة لِأَنَّهَا من الْأُمُور الشاقة واشقها الثَّالِث (حم ت ن هـ ك عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(ثَلَاثَة على كُثْبَان الْمسك جمع كثيب بمثلثة رمل مستطيل محدودب (يَوْم الْقيام يَغْبِطهُمْ الْأَولونَ وَالْآخرُونَ) أَي يتمنون أَن لَهُم مثل مَالهم (عبد) أَي قن ذكر أَو أُنْثَى (أدّى حق الله وَحقّ موَالِيه) أَي قَامَ بالحقين مَعًا فَلم يشْغلهُ أَحدهمَا عَن الآخر (وَرجل يؤم قوما وهم بِهِ راضون) وَامْرَأَة تؤم نسَاء كَذَلِك (وَرجل يُنَادي بالصلوات الْخمس فِي كل يَوْم وَلَيْلَة) أَي محتسبا كَمَا جَاءَ فِي رِوَايَة (حم ت عَن ابْن عمر) قَالَ ت // (حسن غَرِيب) //
(ثَلَاثَة على كُثْبَان الْمسك يَوْم الْقِيَامَة لَا يَهو لَهُم الْفَزع وَلَا يفزعون حِين يفزع النَّاس رجل) يَعْنِي انسانا وَلَو أُنْثَى (تعلم الْقُرْآن فَقَامَ بِهِ) أَي قَرَأَهُ فِي تَهَجُّده أَو أَقَامَ بِحقِّهِ من الْعَمَل بِهِ وَالْحَال أَنه (يطْلب) بذلك (وَجه الله) تَعَالَى لَا للرياء والسمعة (وَمَا عِنْده) من جزيل الْأجر (وَرجل نَادَى فِي كل يَوْم وَلَيْلَة خمس صلوَات) أَي نَادَى بِالْأَذَانِ لَهَا (بِطَلَب وَجه الله وَمَا عِنْده ومملوك لم يمنعهُ رق الدُّنْيَا من طَاعَة ربه) بل قَامَ بِحَق الْحق وَحقّ سَيّده (طب عَن ابْن عمر) وَفِيه بَحر السقاء مَتْرُوك
(ثَلَاثَة فِي ظلّ الله) أَي فِي ظلّ عَرْشه كَمَا فِي رِوَايَة (عز وَجل يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله) أَي يَوْم الْقِيَامَة (رجل) يَعْنِي انسانا (حَيْثُ توجه علم إِن الله مَعَه وَرجل دَعَتْهُ امْرَأَة إِلَى نَفسهَا) أَي الزِّنَا بهَا (فَتَركهَا من خشيَة الله تَعَالَى) لَا لغَرَض(1/474)
آخر كخوف من عَار أَو حَاكم (وَرجل أحب رجلا لجلال الله تَعَالَى) لَا لاحسانه إِلَيْهِ بِمَال أَو جاه (طب عَن أبي أُمَامَة) فِيهِ بشر بن نمير مَتْرُوك
(ثَلَاثَة فِي ظلّ الْعَرْش يَوْم الْقِيَامَة يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله وَاصل الرَّحِم) أَي الْقَرَابَة بالاحسان وَنَحْوه فَهَذَا (يزِيد الله فِي رزقه) أَي يُوسع الله عَلَيْهِ فِيهِ (ويمد فِي أَجله) بِالْمَعْنَى الْمَار (وَامْرَأَة مَاتَ زَوجهَا وَترك عَلَيْهَا أيتاما صغَارًا) يَعْنِي أَوْلَادهَا مِنْهُ وَمن فِي معناهم كأولاد وَلَدهَا واليتيم صَغِير مَاتَ أَبوهُ فَقَوله صغَارًا تَأْكِيد (فَقَالَت لَا أَتزوّج بل أقيم على أيتامي) أَي على حضانتهم (حَتَّى يموتوا أَو يغنيهم الله تَعَالَى) بِنَحْوِ كسب (وَعبد) أَي انسان (صنع طَعَاما) أَي طبخه وهيأه (فأضاف) مِنْهُ (ضَيفه وَأحسن نَفَقَته) أَي وسع الصّرْف عَلَيْهِ (فَدَعَا عَلَيْهِ) أَي فَطلب لطعامه ذَلِك (الْيَتِيم والمسكين) أَرَادَ بِهِ هُنَا مَا يَشْمَل الْفَقِير (فأطعمهم لوجه الله عز وَجل) لَا لغَرَض آخر كرياء وَسُمْعَة وتوصل إِلَى شَيْء من الْمَقَاصِد الدُّنْيَوِيَّة (أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب والأصبهاني) فِي التَّرْغِيب (فر عَن أنس) // (بِإِسْنَاد فِيهِ ضعف واضطراب) //
(ثَلَاثَة فِي ضَمَان الله عز وَجل) أَي فِي حفظه ورعايته (رجل خرج إِلَى مَسْجِد من مَسَاجِد الله تَعَالَى) أَي لصَلَاة أَو اعْتِكَاف فِي أَي مَسْجِد كَانَ (وَرجل خرج غازيا فِي سَبِيل الله) تَعَالَى لاعلاء كلمة الله تَعَالَى (وَرجل خرج حَاجا) أَي بِمَال حَلَال وَالْمَرْأَة مثله (حل عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ثَلَاثَة قد حرم الله عَلَيْهِم الْجنَّة) أَي دُخُولهَا (مدمن الْخمر) أَي الملازم لشربها (والعاق) لأصلية أَو لأَحَدهمَا (والديوث) بمثلثة وَهُوَ (الَّذِي يقر فِي أَهله) أَي حليلته أَو قريبته (الْخبث) يَعْنِي الزِّنَا وَهَؤُلَاء إِن استحلوا ذَلِك فهم كفار وَالْجنَّة حرَام عَلَيْهِم وَإِلَّا فَالْمُرَاد أَنهم يمْنَعُونَ مِنْهَا قبل التَّطْهِير بالنَّار فَإِذا طهروا ودخلوا (حم عَن ابْن عمر) // (وَفِيه مَجْهُول وبقيته ثِقَات) //
(ثَلَاثَة كلهم ضَامِن على الله) أَي مَضْمُون على حد عيشة راضية أَي مرضية أَو ذُو ضَمَان (رجل خرج غازيا فِي سَبِيل الله فَهُوَ ضَامِن على الله) أَي فِي رعايته وكفالته من مضار الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (حَتَّى يتوفاه) الله تَعَالَى (فيدخله الْجنَّة) برحمته (أَو يرد بِمَا نَالَ من أجرا أَو غنيمَة وَرجل رَاح إِلَى الْمَسْجِد) لصَلَاة أَو اعْتِكَاف (فَهُوَ ضَامِن على الله حَتَّى يتوفاه فيدخله الْجنَّة أَو يردهُ بِمَا نَالَ من أجر أَو غنيمَة) كحصول شَيْء لَهُ من الدُّنْيَا مِمَّا فرق فِي الْمَسْجِد من الصَّدَقَة مثلا (وَرجل دخل بَيته بِسَلام) أَي لَازم بَيته طلبا للسلامة من الْفِتْنَة أَو إِذا دخله سلم على أَهله (د حب ك عَن أبي أُمَامَة) قَالَ ك // (صَحِيح وأقروه) //
(ثَلَاثَة لَيْسَ عَلَيْهِم حِسَاب فِيمَا طعموا) أَي أكلُوا وَشَرِبُوا (إِذا كَانَ حَلَالا للصَّائِم) عِنْد الْفطر (والمتسحر) للصَّوْم (والمرابط فِي سَبِيل الله عز وَجل) بِقصد الْجِهَاد (طب عَن ابْن عَبَّاس) وَفِيه مَجْهُولَانِ
(ثَلَاثَة من كن فِيهِ يستكمل ايمانه) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي اجتماعهن فِي انسان يدل على كَمَال ايمانه (رجل لَا يخَاف فِي الله لومة لائم وَلَا يرائي بِشَيْء من عمله) بل يعْمل لوجه الله تَعَالَى مخلصا فِي جَمِيع أَعماله (وَإِذا عرض عَلَيْهِ أَمْرَانِ أَحدهمَا للدنيا وَالْآخِرَة اخْتَار أَمر الْآخِرَة) لبقائها (على الدُّنْيَا) لفنائها وَسُرْعَة زَوَالهَا (ابْن عَسَاكِر عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ثَلَاثَة من قالهن دخل الْجنَّة) أَي من غير عَذَاب أَو مَعَ السَّابِقين الْأَوَّلين (من رضى بِاللَّه رَبًّا وبالاسلام ودينا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولا وَالرَّابِعَة) أَي الْخصْلَة الرَّابِعَة لَهُنَّ (لَهَا من الْفضل كَمَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض) أَي لَهَا من الْفضل عَلَيْهِنَّ مثل ذَلِك فِي الْبعد (وَهِي الْجِهَاد فِي سَبِيل الله عز وَجل) لاعلاء كلمة الله تَعَالَى (حم عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ - - هوامش قَوْله بِسَلام سقط من خطّ الشَّارِح زِيَادَة وَهِي فَهُوَ ضَامِن على الله وَهِي ثَابِتَة فِي نسخ الْمَتْن الْمُعْتَمدَة اهـ(1/475)
// (بِإِسْنَاد حسن) //
(ثَلَاثَة من السَّعَادَة وَثَلَاثَة من الشقاوة فَمن السَّعَادَة الْمَرْأَة الصَّالِحَة) أَي الدينة العفيفة الجميلة (الَّتِي ترَاهَا فتعجبك وتغيب عَنْهَا فتأمنها على نَفسهَا) لكَونهَا من الحافظات فروجهن إِلَّا على أَزوَاجهنَّ (وَمَالك) فَلَا تخون بِسَرِقَة وَلَا تبذير (وَالدَّابَّة) الَّتِي (تكون وطيئة) أَي سريعة الْمَشْي سهلة الانقياد (فتلحقك بِأَصْحَابِك) بِلَا تَعب فِي الأحثاث (وَالدَّار تكون وَاسِعَة كَثِيرَة الْمرَافِق) بِالنِّسْبَةِ لحَال ساكنها (وَمن الشقاوة وَالْمَرْأَة) السوء وَهِي الَّتِي (ترَاهَا فستوءك) لقبح أفعالها أَو ذَاتهَا (وَتحمل لسانها عَلَيْك) بالبذاءة (وَإِن غبت عَنْهَا لم تأمنها على نَفسهَا وَمَالك وَالدَّابَّة تكون قطوفا) بِفَتْح الْقَاف بطيئة السّير (فَإِن ضربتها) لتسرع بك (أتعبتك وَإِن تركتهَا) أَي تركت ضربهَا ((لم تلحقك بِأَصْحَابِك) أَي رفقتك بل تخلفك عَنْهُم (وَالدَّار تكون ضيقَة قَليلَة الْمرَافِق) بِالنِّسْبَةِ لحَال ساكنها وَعِيَاله (ك عَن سعد) بن أبي وَقاص // (بِإِسْنَاد حسن فِيهِ انْقِطَاع) //
(ثَلَاثَة من الْجَاهِلِيَّة) أَي من أَفعَال أَهلهَا (الْفَخر بِالْأَحْسَابِ) أَي التعاظم بِالْآبَاءِ (والطعن فِي الْأَنْسَاب) أَي أَنْسَاب النَّاس بِأَن يُقَال هَذَا لَيْسَ بِابْن فلَان (والنياحة) على الْمَيِّت (طب عَن سلمَان) الْفَارِسِي // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ثَلَاثَة من مَكَارِم الْأَخْلَاق عِنْد الله) تَعَالَى أضافها إِلَيْهِ للتشريف (أَن تَعْفُو عَمَّن ظلمك) فَلَا تنتقم مِنْهُ عِنْد الْقُدْرَة (وَتُعْطِي من حَرمك) عطاءه أَو تسبب فِي حرمانك عَطاء غَيره (وَتصل من قَطعك) وَلَا تعامله بِمثل فعله (خطّ عَن أنس) بن مَالك
(ثَلَاثَة من السحر الرقي) بِغَيْر أَسمَاء الله تَعَالَى مِمَّا لايعقل مَعْنَاهُ (والتول) جمع تولة وَهِي مَا يحبب الْمَرْأَة إِلَى زَوجهَا أَو مَا تَجْعَلهُ فِي عُنُقهَا لنحس عِنْده (والتمائم) جمع تَمِيمَة خَرَزَات تعلقهَا الْعَرَب على أَوْلَادهَا لدفع الْعين (طب عَن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف على الْأَلْهَانِي) //
(ثَلَاثَة من أَعمال الْجَاهِلِيَّة لَا يتركهن النَّاس) أَي أهل الاسلام (الطعْن فِي الْأَنْسَاب والنياحة) على الْمَيِّت (وَقَوْلهمْ مُطِرْنَا بِنَوْء كَذَا وَكَذَا) أَي بِالنَّجْمِ الْفُلَانِيّ من الثَّمَانِية وَالْعِشْرين (طب عَن عَمْرو بن عَوْف) بن مَالك الْمُزنِيّ // (ضَعِيف لضعف كثير الْمُزنِيّ) //
(ثَلَاثَة مَوَاطِن لَا ترد فِيهَا دَعْوَة عبد) أَي انسان (رجل يكون فِي بَريَّة بِحَيْثُ لَا يرَاهُ أحد إِلَّا الله) والحفظة (فَيقوم فَيصَلي) فرضا أَو نفلا (وَرجل يكون مَعَه فِئَة) فِي الْجِهَاد (فيفر عَنهُ أَصْحَابه فَيثبت) هُوَ لِلْعَدو فَيُقَاتل مَعَه حَتَّى يقتل أَو ينتصر (وَرجل يقوم من آخر اللَّيْل) يتهجد فِيهِ عِنْد فتح أَبْوَاب السَّمَاء وتنزلات الرَّحْمَة (ابْن مَنْدَه وَأَبُو نعيم) فِي الصَّحَابَة (عَن ربيعَة ابْن وَقاص) قَالَ الذَّهَبِيّ حَدِيث مُضْطَرب
(ثَلَاثَة نفر) بِفتْحَتَيْنِ أَي ثَلَاثَة رجال (كَانَ لأَحَدهم عشرَة دَنَانِير فَتصدق مِنْهَا بِدِينَار وَكَانَ لآخر عشرَة أَوَاقٍ فنصدق مِنْهَا بأوقية وَآخر كَانَ لَهُ مائَة أُوقِيَّة فَتصدق مِنْهَا بِعشْرَة أَوَاقٍ هم فِي الْأجر سَوَاء كل قد تصدق بِعشر مَاله) أَي فأجر الدِّينَار بِقدر أجر الْأُوقِيَّة وَأجر الْأُوقِيَّة بِقدر أجر الْعشْرَة الأواق فَلَا فضل لأَحَدهم على الآخر (طب عَن أبي مَالك الأشحعي) كَعْب بن عَاصِم أَو عبيد أَو عَمْرو
(ثَلَاثَة هم حداث الله يَوْم الْقِيَامَة) أَي يكلمهم الله ويكلمونه فِي الْموقف وَالنَّاس مشغولون بِأَنْفسِهِم (رجل لم يمش بَين اثْنَيْنِ بمراء) أَي بجدال (قطّ) بِضَم الطَّاء مُشَدّدَة أَي فِي الزَّمن الْمَاضِي (وَرجل لم تحدثه نَفسه بزنا قطّ) وَلَا بلواط (وَرجل لم يخلط كَسبه بربا قطّ) وَالرجل فِي الثَّلَاثَة وصف طردي فالمرأة كَذَلِك (حل عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ثَلَاثَة لَا تحرم عَلَيْك أعراضهم) بِالْفَتْح جمع عرض بِالْكَسْرِ(1/476)
وَهُوَ مَوضِع الْمَدْح والذم من الانسان (المجاهر بِالْفِسْقِ) فَيجوز ذكره بِمَا تجاهر بِهِ فَقَط (والامام الجائر) أَي السُّلْطَان الظَّالِم (والمبتدع) أَي المعتقد لما لَا يشْهد لَهُ شَيْء من الْكتاب وَالسّنة (ابْن أبي الدُّنْيَا فِي) كتاب (ذمّ العيبة عَن الْحسن مُرْسلا)
(ثَلَاثَة لَا تجَاوز صلَاتهم آذانهم (أَي لَا ترْتَفع إِلَى الله تَعَالَى رفع قبُول (العَبْد) أَي الْفَنّ (الْآبِق) أَي الهارب من سَيّده وَبَدَأَ بِهِ تَغْلِيظًا لشأن الا بَاقٍ (حَتَّى يرجع) من اباقة إِلَّا أَن يكون اباقة لاضرار السَّيِّد بِهِ (وَامْرَأَة باتت وَزوجهَا عَلَيْهَا ساخط) لأمر شَرْعِي بِخِلَاف مَا لَو سخط عَلَيْهَا بِنَحْوِ عدم تمكينها لَهُ من الْوَطْء فِي دبرهَا (وامام قوم وهم لَهُ كَارِهُون) لِمَعْنى مَذْمُوم فِيهِ شرعا لِأَن الامامة شَفَاعَة وَلَا يستشفع الْمَرْء إِلَّا بِمن يُحِبهُ (ت عَن أبي أُمَامَة) وَقَالَ // (حسن غَرِيب وَضَعفه الْبَيْهَقِيّ) //
(ثَلَاثَة لَا ترى أَعينهم النَّار يَوْم الْقِيَامَة) اشارة إِلَى شدَّة ابعادهم مِنْهَا وَمن بعد عَنْهَا قرب من الْجنَّة (عين بَكت من خشيَة الله وَعين حرست فِي سَبِيل الله وَعين غضت) بِالتَّشْدِيدِ أَي خفضت وأطرقت (عَن محارم الله) أَي عَن النّظر إِلَى مَا حرمه الله تَعَالَى امتثالا لأمر الله تَعَالَى (طب عَن مُعَاوِيَة بن حيدة) // (وَفِي سَنَده مَجْهُول وبقيته ثِقَات) //
(ثَلَاثَة لَا ترفع صلَاتهم فَوق رؤوسهم شبْرًا) أَي بل شَيْئا قَلِيلا (رجل أم قوما مَا وهم لَهُ كَارِهُون) أَي أَكْثَرهم لما يذم شرعا (وَامْرَأَة بَانَتْ وَزوجهَا عَلَيْهَا ساخط) لنَحْو نُشُوزًا وَسُوء خلق (وَأَخَوَانِ) من نسب أَو دين (متصارمان) أَي متهاجران متقاطعان فِي غير ذَات الله تَعَالَى (هـ عَن ابْن عَبَّاس) // (وَإِسْنَاده حسن) //
(ثَلَاثَة لَا ترد دعوتهم الامام الْعَادِل) بَين رَعيته (والصائم حَتَّى) وَفِي رِوَايَة حِين (يفْطر) بِالْفِعْلِ أَو يدْخل أَوَان فطره (ودعوة الْمَظْلُوم) وَقَوله (يرفعها الله) تَعَالَى فِي مَوضِع الْحَال (فَوق الْغَمَام) أَي السَّحَاب (وتفتح لَهَا أَبْوَاب السَّمَاء وَيَقُول الرب تبَارك وَتَعَالَى وَعِزَّتِي وَجَلَالِي لانصرنك) مجَاز عَن اثارة الْآثَار العلوية لنصره (وَلَو بعد حِين) فِيهِ أَنه يُمْهل الظَّالِم وَلَا يهمله (حم ت هـ عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ت // (حسن) //
(ثَلَاثَة لَا تسْأَل عَنْهُم) أَي فَإِنَّهُم من الهالكين (رجل فَارق) بِقَلْبِه وَلسَانه واعتقاده أَو بِبدنِهِ (الْجَمَاعَة) المعهودين وهم جمَاعَة الْمُسلمين (وَعصى امامه) إِمَّا بِنَحْوِ بِدعَة كالخوارج أَو بِنَحْوِ بغي أَو حرابة أوصيال (وَمَات عَاصِيا) فميتته ميتَة جَاهِلِيَّة (وَأمة أَو عبد أبق من سَيّده) أَو سيدته أَي تغيب عَنهُ بِلَا عذر بِمحل وَلَو قَرِيبا (فَمَاتَ) فَإِنَّهُ يَمُوت عَاصِيا (وَامْرَأَة غَابَ عَنْهَا زَوجهَا وَهُوَ كفاها مُؤنَة الدُّنْيَا) من النَّفَقَة وَنَحْوهَا بِمَا خلف لَهَا (فَتزوّجت بعده فَلَا تسْأَل عَنْهُم) فَائِدَة ذكره ثَانِيًا لتأكد الْعلم ومزيد بَيَان الحكم (خدع طب ك هَب عَن فضَالة بن عبيد) وَرِجَاله ثِقَات
(ثَلَاثَة لَا تسْأَل عَنْهُم رجل يُنَازع الله ازاره وَرجل يُنَازع الله رِدَاءَهُ فَإِن رِدَاءَهُ) أكد بِأَن وَالْجُمْلَة الاسمية لمزيد الرَّد على المتكبر (الْكِبْرِيَاء وَإِزَاره الْعِزّ) فَكل مَخْلُوق تكبر أَو تعزز فقد نَازع الْخَالِق رِدَاءَهُ وَإِزَاره الخاصين بِهِ (وَرجل فِي شكّ من أَمر الله) أَي فِي انْفِرَاده بالألوهية أَفِي الله تَعَالَى شكّ (والمقنوط) بِالضَّمِّ أَي الْيَأْس (من رَحْمَة الله) أَنه لَا ييأس من روح الله إِلَّا الْقَوْم الْكَافِرُونَ (خدع طب عَن فضَالة بن عبيد) وَرِجَاله ثِقَات
(ثَلَاثَة لَا تقربهم الْمَلَائِكَة) أَي النازلون بِالْبركَةِ وَالرَّحْمَة والطائفون على بني آدم لَا الكتبة فَإِنَّهُم لَا يفارقون الْمُكَلّفين (جيفة الْكَافِر والمتضمخ) أَي المتلطخ (بالخلوق) بِالْفَتْح طيب يتَّخذ من زعفران وَغَيره لما فِيهِ من التَّشَبُّه بِالنسَاء (وَالْجنب) أَي من أجنب وَترك الْغسْل مَعَ وجود المَاء (إِلَّا أَن يتَوَضَّأ) لِأَن الْوضُوء يُخَفف الْحَدث (د عَن عمار(1/477)
ابْن يَاسر) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ثَلَاثَة لَا تقربهم الْمَلَائِكَة بِخَير جيفة الْكَافِر) أَي جَسَد من مَاتَ كَافِر (و) الرجل (المتضمخ بالخلوق وَالْجنب إِلَّا أَن يَبْدُو لَهُ أَن يَأْكُل) أَي أَو يشرب (أَو ينَام) قبل الِاغْتِسَال (فيتوضأ) فَإِنَّهُ إِذا فعل ذَلِك لم تنفر الْمَلَائِكَة عَنهُ وَبَين بقوله (وضوأه للصَّلَاة) أَن المُرَاد الْوضُوء الشَّرْعِيّ لَا اللّغَوِيّ (طب عَن عمار بن يَاسر) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ثَلَاثَة لَا تقربهم الْمَلَائِكَة بِخَير السَّكْرَان) أَي الْمُتَعَدِّي بسكره (و) الرجل (المتضمخ بالزعفران) بِخِلَاف الْمَرْأَة (وَالْحَائِض وَالْجنب) وَمثلهمَا النُّفَسَاء وَالْمرَاد بالحائض وَالنُّفَسَاء من انْقَطع دَمه مِنْهُمَا وَأمكنهُ الْغسْل فَلم يغْتَسل (الْبَزَّار عَن بُرَيْدَة) بن الْحصيب // (وَفِي إِسْنَاده مَجْهُول وبقيته ثِقَات) //
(ثَلَاثَة لَا يُجِيبهُمْ رَبك عز وَجل) أَي لَا يُجيب دعاءهم (رجل نزل بَيْتا خرابا) لِأَنَّهُ عرض نَفسه للهلاك وَخَالف قَوْله تَعَالَى {وَلَا تلقوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة} (وَرجل نزل على الطَّرِيق) السَّبِيل أَي بِالنَّهَارِ تتخطاه الْمَارَّة وَكَذَا بِاللَّيْلِ فَإِن لله دَوَاب يبثها فِيهِ (وَرجل أرسل دَابَّته) أَي أطلقها عَبَثا (ثمَّ جعل يَدْعُو الله أَن يحبسها) عَلَيْهِ فَلَا يُجيب الله دعوتهم لمخالفتهم لما أمروا بِهِ من التحفظ (طب عَن عبد الرَّحْمَن بن عَائِذ) بذال مُعْجمَة (الثمالى) بمثلثة مَضْمُومَة مخففا نِسْبَة إِلَى ثمالة بطن من الازد // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ثَلَاثَة لَا يحجبون عَن النَّار المنان) بِمَا أعطَاهُ (وعاق وَالِده) فعاق أمه أولى (ومدمن الْخمر) أَي المداوم على شربهَا (رستة فِي) كتاب (الايمان عَن أبي هُرَيْرَة)
(ثَلَاثَة لَا يدْخلُونَ الْجنَّة) حَتَّى يطهروا بالنَّار (مدمن الْخمر وقاطع الرَّحِم) أَي الْقَرَابَة (ومصدق بِالسحرِ) قَالَ الذَّهَبِيّ وَيدخل فِيهِ عقد الْمَرْء عَن زَوجته ومحبة الزَّوْج لامْرَأَته (وَمن مَاتَ وَهُوَ مدمن الْخمر) جملَة حَالية (سقَاهُ الله من نهر الغوطة نهر) بدل مِمَّا قبله أَو خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف وَهُوَ نهر فِي جَهَنَّم (يجْرِي) فِيهِ الْقَيْح والصديد السَّائِل (من فروج) النِّسَاء (المومسات) أَي الزانيات (يُؤْذِي أهل النَّار ريح فروجهن) أَي ريح نتنها وَفِيه أَن الثَّلَاثَة كَبَائِر (حم طب ك عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ قَالَ ك // (صَحِيح وأقروه) //
(ثَلَاثَة لَا يدْخلُونَ الْجنَّة الْعَاق لوَالِديهِ) أَي لاصليه وَأَن عليا (والديوث) بمثلثة فيعول من ديثت الْبَعِير إِذا أذللته ولينته بالرياضة فَكَانَ الديوث ذلل فَوَافَقَ (وَرجله النِّسَاء) بِفَتْح الرَّاء وَضم الْجِيم وَفتح اللَّام أَي المتشبهة بِالرِّجَالِ فِي الزي والهيئة لَا فِي الْعلم والرأي (ك هَب عَن ابْن عمر) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(ثَلَاثَة لَا يدْخلُونَ الْجنَّة أبدا) تَقْيِيده بابدا الَّتِي لَا يُجَامِعهَا التَّخْصِيص يُؤذن بِأَن الْكَلَام هُنَا فِي المستحل (الديوث والرجلة من النِّسَاء) بِمَعْنى المترجلة (ومدمن الْخمر) وَتَمَامه قَالُوا أما مدمن الْخمر فقد عَرفْنَاهُ فَمَا الديوث قَالَ الَّذِي لَا يُبَالِي من دخل على أَهله قَالُوا فَمَا الرجلة قَالَ الَّتِي تتشبه بِالرِّجَالِ (طب عَن عمار بن يَاسر) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(لثَلَاثَة لَا يرد الله دعاءهم) إِذا توفرت شُرُوطه وأركانه (الذاكر الله كثيرا) يحْتَمل على الدَّوَام وَيحْتَمل الذاكر الله تَعَالَى كثيرا عِنْد إِرَادَة الدُّعَاء (والمظلوم) وَإِن كَانَ كَافِرًا (والامام المقسط) أَي الْعَادِل فِي حكمه (هَب عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ثَلَاثَة لَا يريحون رَائِحَة الْجنَّة) حِين يجد المقربون رِيحهَا (رجل ادّعى إِلَى غير أَبِيه) لِأَنَّهُ كَاذِب آثم كَالَّذي يَدعِي أَن الله تَعَالَى خلقه من مَاء فلَان غير مَاء أَبِيه فَهُوَ كَاذِب على الله تَعَالَى (وَرجل كذب على) أَي أخبر عني بِمَا لم أقل أَو أفعل (وَرجل كذب على عَيْنَيْهِ) أَي قَالَ رَأَيْت فِي مَنَامِي كَذَا كَاذِبًا لِأَنَّهُ كذب على الله تَعَالَى أَو على ملك الرُّؤْيَا فَيسْتَحق الْعقُوبَة (خطّ عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //(1/478)
(ثَلَاثَة لَا يستخف بحقهم إِلَّا مُنَافِق بَين النِّفَاق ذُو الشيبة فِي الاسلام ودوا الْعلم) الْعَامِل بِعِلْمِهِ (والامام المقسط) أَي الْعَادِل (ومعلم الْخَيْر) للنَّاس وَهُوَ أَعم من ذِي الْعلم (أَبُو الشَّيْخ فِي) كتاب (التوبيخ عَن جَابر) بن عبد الله
(ثَلَاثَة لَا يستخف بحقهم إِلَّا مُنَافِق ذُو الشيبة فِي الاسلام وَذُو الْعلم وَإِمَام مقسط) عَادل وَالْمرَاد فِي هَذَا وَمَا قبله النِّفَاق العملي (طب عَن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لَكِن لَهُ شَوَاهِد) //
(ثَلَاثَة لَا يقبل الله مِنْهُم يَوْم الْقِيَامَة صرفا) تَوْبَة أَو نَافِلَة (وَلَا عدلا) أَي فَرِيضَة يَعْنِي لَا يقبل مِنْهُم فَرِيضَة قبولا يكفر بِهِ هَذِه الْخَطِيئَة وَإِن كَانَ يكفر بهَا مَا شَاءَ من الْخَطَايَا (عَاق) لاصلية (ومنان) بِمَا يُعْطِيهِ (ومكذب بِالْقدرِ) بِالتَّحْرِيكِ أَي بِأَن جَمِيع الْأُمُور بِتَقْدِير الله تَعَالَى وإرادته (طب عَن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَادَيْنِ فِي أَحدهمَا مَتْرُوك وَفِي الآخر ضَعِيف) //
(ثَلَاثَة لَا يقبل الله مِنْهُم) أَي قبولا كَامِلا (صَلَاة الرجل) وَمثله الْمَرْأَة للنِّسَاء (يؤم قوما وهم) أَي أَكْثَرهم (لَهُ كَارِهُون) لمذموم شَرْعِي (وَالرجل) الَّذِي لَا يَأْتِي الصَّلَاة إِلَّا دبارا) بِكَسْر الدَّال أَي بعد فَوت وَقتهَا أَي يُصليهَا حِين أدبر وَقتهَا (وَرجل اعتبد محررا) أَي اتَّخذهُ عبدا كَانَ يعتقهُ ثمَّ يَكْتُمهُ ويستخدمه (ده عَن ابْن عَمْرو) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف كَمَا فِي الْمَجْمُوع) //
(ثَلَاثَة لَا يقبل الله لَهُم صَلَاة) قبولا كَامِلا (وَلَا ترْتَفع لَهُم إِلَى السَّمَاء حَسَنَة) رفعا تَاما (العَبْد) أَي الْقِنّ وَلَو أمة (الْآبِق) بِلَا عذر (حَتَّى يرجع إِلَى موَالِيه) ذكره بِلَفْظ الْجمع وَلم يقل مَوْلَاهُ للأن العَبْد تتناوبه أَيدي النَّاس غَالِبا (وَالْمَرْأَة الساخط عَلَيْهَا زَوجهَا) لموجب شَرْعِي (حَتَّى يرضى) عَنْهَا زَوجهَا (والسكران) أَي الْمُتَعَدِّي بسكره (حَتَّى يصحو) من سكره (ابْن خُزَيْمَة حب هَب عَن جَابر) قَالَ فِي المهدب هَذَا من مَنَاكِير زُهَيْر
(ثَلَاثَة) من النَّاس (لَا يكلمهم الله) تَعَالَى تكليم رضَا عَنْهُم أَو كلا مَا يسرهم (يَوْم الْقِيَامَة) الَّذِي من أعرض عَنهُ فِيهِ خَابَ وخسر (وَلَا ينظر إِلَيْهِم) نظر رَحْمَة وَعطف (وَلَا يزكيهم) يطهرهم من الذُّنُوب أَو لَا يثني عَلَيْهِم (وَلَهُم عَذَاب أَلِيم) مؤلم وَالْعَذَاب كل مَا يمْنَع عَن الْمَطْلُوب (المسبل إزَاره) أَي المرخي لَهُ الْجَار طَرفَيْهِ خُيَلَاء (والمنان الَّذِي لَا يُعْطي) غَيره (شَيْئا إِلَّا مِنْهُ) بِفَتْح الْمِيم وَشد النُّون أَي الْأَمْن بِهِ لي من أعطَاهُ (والمنفق سلْعَته) بشد الْفَاء الْمَكْسُورَة أَي الَّذِي يروج مَتَاعه (بِالْحلف) بِكَسْر اللَّام وسكونها (الْكَاذِب) أَي الْفَاجِر قدم الْجَزَاء مَعَ تَأَخّر رتبته عَن الْفِعْل لتفخيم شَأْنه وتهويل أمره وَلَو قبل المسبل والمنان لَا يكلمهم لم يَقع هَذَا الْموقع (حم م 4 عَن أبي ذَر) الْغِفَارِيّ
(ثَلَاثَة لَا يكلمهم الله) تَعَالَى كلا مَا يسرهم (يَوْم الْقِيَامَة) استهانة بهم وغضبا عَلَيْهِم (وَلَا ينظر إِلَيْهِم) نظر رَحْمَة (رجل) خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف (حلف على سلْعَته) بِكَسْر أَوله بضاعته وَالْجمع سلع كسدرة وَسدر (لقد أعْطى بهَا أَكثر مِمَّا أعْطى) بِالْبِنَاءِ للْفَاعِل أَو للْمَفْعُول (وَهُوَ كَاذِب) فِي أخباره بذلك (رجل حلف على يَمِين) بِزِيَادَة على أَي يَمِينا (كَاذِبَة بعد الْعَصْر) خصّه لشرفه لكَونه وَقت رفع الْأَعْمَال فغلظت الْعقُوبَة فِيهِ (ليقتطع بهَا مَال رجل مُسلم) أَي ليَأْخُذ قِطْعَة من مَاله وَذكر الرجل غالبي فالأنثى كَذَلِك (وَرجل منع فضل مائَة) الزَّائِد على حَاجته عَن الْمُحْتَاج (فَيَقُول الله عز وَجل الْيَوْم) أَي يَوْم الْقِيَامَة (أمنعك) بِضَم الْعين (فضلي) الَّذِي لَا يُنجى فِي ذَلِك الْيَوْم غَيره (كَمَا منعت فضل مَا لم تعْمل يداك) أَي مَا لَا صنع لَك فِي أجرائه لكَونه نبع بِموضع لَا يخْتَص بِأحد وَالَّذين لَا يكلمهم الله تَعَالَى لَا ينحصرون فِي الثَّلَاثَة وَالْعدَد لَا يَنْفِي الزَّائِد (ق عَن أبي هُرَيْرَة)
(ثَلَاثَة لَا يكلمهم الله يَوْم الْقِيَامَة وَلَا ينظر إِلَيْهِم(1/479)
وَلَا يزكيهم وَلَهُم عَذَاب أَلِيم) مؤلم يسمع وَوصف الْعَذَاب بِهِ للْمُبَالَغَة ونكر الْعَذَاب للتهويل (رجل على فضل مَاء) أَي لَهُ مَاء فَاضل عَن كِفَايَته (بالفلاة) أَي فِي الْمَفَازَة (يمنعهُ) أَي الْفَاضِل من المَاء (من ابْن السَّبِيل) أَي الْمُسَافِر الْمُضْطَر للْمَاء لنَفسِهِ أَو لمحترم مَعَه (وَرجل بَايع رجلا بسلعة) أَي ساومه فِيهَا وروى سلْعَة بِغَيْر بَاء وَعَلِيهِ فَبَايع بِمَعْنى بَاعَ (بعد الْعَصْر فَحلف لَهُ) أَي البَائِع للْمُشْتَرِي (بِاللَّه) تَعَالَى (لأخذها) بِصِيغَة الْمَاضِي (بِكَذَا وَكَذَا فَصدقهُ وَهُوَ على غير ذَلِك) أَي وَالْحَال أَن البَائِع لم يشترها بذلك الثّمن (وَرجل بَايع إِمَامًا) أَي عَاقد الإِمَام الْأَعْظَم على أَن يعْمل بِالْحَقِّ وَالْحَال أَنه (لَا يبايعه) لَا يعاقده (إِلَّا لدُنْيَا) بِلَا تَنْوِين كحبلى أَي لغَرَض دُنْيَوِيّ (فَإِن أعطَاهُ مِنْهَا وَفِي لَهُ) بيعَته (وان لم يُعْطه مِنْهَا لم فِي) لَهُ بهَا لَان الأَصْل أَن يبايعه على أَن يعْمل بِالْحَقِّ فَمن جعل مبايعته لما يعطاه دون مُلَاحظَة الْمَقْصُود اسْتحق الْوَعيد (حم ق 4 عَن أبي هُرَيْرَة)
(ثَلَاثَة لَا يكلمهم الله يَوْم الْقِيَامَة) كِنَايَة عَن غَضَبه عَلَيْهِم (وَلَا يزكيهم) أَي لَا يثني عَلَيْهِم (وَلَا ينظر إِلَيْهِم وَلَهُم) مَعَ ذَلِك الْأَمر المهول (عَذَاب أَلِيم) موجع وَفِي راية عَظِيم والعظيم الشَّديد الْقُوَّة وَمِنْه الْعظم وَالزَّائِد الْقدر (شيخ زَان) لقلَّة مبالاته ورذالة طبعه إِذْ همته فترت فزناه عناد ومراغمة (وَملك كَذَّاب) لِأَن الْكَذِب يكون غَائِبا لجلب نفع أَو دفع ضرّ فَلَا ضَرُورَة إِلَيْهِ لذَلِك (وعائل) أَي فَقير (مستكبر) لِأَن كبره مَعَ فقد سَببه من مَال وجاه عَلامَة كَونه مطبوعا عَلَيْهِ فَيسْتَحق الْعَذَاب (م ن عَن أبي هُرَيْرَة)
(ثَلَاثَة لَا ينظر الله إِلَيْهِم يَوْم الْقِيَامَة الْعَاق لوَالِديهِ) أَو لأَحَدهمَا (وَالْمَرْأَة المترجلة) أَي (المتشبه بِالرِّجَالِ والديوث) بِالْمُثَلثَةِ (وَثَلَاثَة لَا يدْخلُونَ الْجنَّة) مَعَ السَّابِقين الْأَوَّلين أَو بِغَيْر عَذَاب (الْعَاق لوالدين ومدممن الْخمر والمان بِمَا أعْطى) من الْمِنَّة وَهِي الِاعْتِدَاد بالصنيعة أَو من الْمَنّ وَهُوَ النَّقْص يَعْنِي النَّقْص من الْحق (حم ن ك عَن ابْن عمر) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(ثَلَاثَة لَا ينظر الله إِلَيْهِم يَوْم الْقِيَامَة المنان عطاءه) الَّذِي يكثر الْمِنَّة على غَيره (والمسبل ازاره خُيَلَاء) أَي بِقصد الْفَخر والتكبر بِخِلَافِهِ لَا بِقصد ذَلِك (ومدمن الْخمر) وَالْجَامِع بَين الثَّلَاثَة عدم المبالاة بِالْغَيْر (طب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَرِجَاله ثِقَات
(ثَلَاثَة لَا ينظر الله إِلَيْهِم يَوْم الْقِيَامَة) استهانة بهم (وَلَا يزكيهم) لكَوْنهم لم يزكوا أَحْكَامه (وَلَهُم عَذَاب أَلِيم) يعْرفُونَ بِهِ مَا جهلوا من عَظمته (أشيمط) بِالتَّصْغِيرِ (زَان) وأشيمطه زَانِيَة (وعائل مستكبر) أَي فَقير ذُو عِيَال ويتكبر على السَّعْي على عِيَاله فَلَا يحترف وَلَا يسال لَهُم (وَرجل جعل الله بضاعته لَا يَشْتَرِي إِلَّا بِيَمِينِهِ وَلَا يَبِيع إِلَّا بِيَمِينِهِ) وَإِن كَانَ صَادِقا لاستهانته باسم الله تَعَالَى وَوَضعه فِي غير مَحَله (طب هَب عَن سلمَان) الْفَارِسِي وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(ثَلَاثَة لَا ينظر الله إِلَيْهِم غَدا) أَي فِي الْآخِرَة (شيخ زَان) لقصده مَعْصِيّة ربه بِلَا حَاجَة لضَعْفه عَن الْوَطْء الْحَلَال فَكيف الْحَرَام (وَرجل اتخذ الْأَيْمَان بضَاعَة يحلف فِي كل حق وباطل وفقير مختال) أَي مخادع مراوغ أَو متكبر (يزهو) يفتخر ويتعاظم بِنَفسِهِ (طب عَن عصمَة) بِكَسْر الْعين وَسُكُون الصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ (ابْن مَالك) الْأنْصَارِيّ // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ثَلَاثَة لَا ينظر الله إِلَيْهِم يَوْم الْقِيَامَة رجل بَاعَ حرا وحر بَاعَ نَفسه) لكَونه أذلها وأحقرها (وَرجل أبطل كِرَاء أجِير حِين جف رشحه) أَي اسْتَعْملهُ حَتَّى تَعب وعرق بدنه فَلَمَّا فرغ وجف عرقه لم يُعْطه شَيْئا (الاسماعيلي فِي مُعْجَمه عَن ابْن عمر)
(ثَلَاثَة لَا ينفع مَعَهُنَّ عمل الشّرك بِاللَّه وعقوق الْوَالِدين) بِضَم الْعين من العق وَهُوَ الْقطع (والفرار من الزَّحْف) أَي(1/480)
الْهَرَب من الْقِتَال عِنْد التقاء الصُّفُوف بِلَا عذر (طب عَن ثَوْبَان) مولى الْمُصْطَفى // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(ثَلَاثَة) من الرِّجَال أَو رجال ثَلَاثَة وَخَبره قَوْله (يُؤْتونَ أجرهم) أَي يُؤْتِيهم الله تَعَالَى يَوْم القايمة أجرهم (مرَّتَيْنِ رجل من أهل الْكتاب) أَي الانجيل لِأَن الْيَهُودِيَّة نسخت بِدَلِيل رِوَايَة البُخَارِيّ رجل آمن بِعِيسَى (آمن بِنَبِيِّهِ) أَو على عُمُومه لِأَن الْيَهُود كَانُوا مَأْجُورِينَ بايمانهم لَكِن بَطل بكفرهم بِعِيسَى فبايمانهم بِمُحَمد يحْتَسب ذَلِك الْأجر (وَأدْركَ النَّبِي مُحَمَّدًا) أَي فِي عهد بعثته (فَآمن بِهِ وَاتبعهُ وَصدقه) فِيمَا جَاءَ بِهِ اجمالا فِي الاجمالي وتفصيلا فِي التفصيلي (فَلهُ أَجْرَانِ) أجر الايمان بِنَبِيِّهِ وَأجر الايمان بِمُحَمد (وَعبد مَمْلُوك أدّى حق الله وَحقّ سَيّده فَلهُ أَجْرَانِ) أجر تأديته لِلْعِبَادَةِ وَأجر نصحه لسَيِّده وكرره لطول الْكَلَام اهتماما (وَرجل كَانَت لَهُ أمة) يَطَؤُهَا (فغذاها) بتَخْفِيف الذَّال الْمُعْجَمَة (فَأحْسن غذاءها) بِالْمدِّ (ثمَّ أدبها) بِأَن راضها بِحسن الْأَخْلَاق وَحملهَا على جميل الْخِصَال (فَأحْسن تأديبها) بِأَن اسْتعْمل مَعهَا الرِّفْق والتأني وبذل الْجهد فِي اصلاحها (وَعلمهَا) مَا يتَعَيَّن عَلَيْهَا من أَحْكَام الدّين (فَأحْسن تعليمها ثمَّ أعْتقهَا وَتَزَوجهَا فَلهُ أَجْرَانِ) أجر فِي مُقَابلَة تعليمها وتأديبها وَأجر لاعتاقها وتزويجها وغاير بَين التَّأْدِيب والتعليم مَعَ أَنه قد يدْخل فِيهِ لِأَن الأول عرفي وَالثَّانِي شَرْعِي أَو الأول دُنْيَوِيّ وَالثَّانِي أخروي (حم ق ت ن هـ عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ
(ثَلَاثَة يتحدثون فِي ظلّ الْعَرْش) يَوْم الْقِيَامَة حَال كَونهم (آمِنين وَالنَّاس فِي الْحساب رجل لم تَأْخُذهُ فِي الله لومة لائم وَرجل لم يمد يَدَيْهِ إِلَى مَا لَا يحل لَهُ) تنَاوله (وَرجل لم ينظر إِلَى مَا حرم الله عَلَيْهِ) لِأَنَّهُ لما حفظ جوارحه الَّتِي هِيَ أَمَانَة عِنْده جوزي بالأمن يَوْم الْفَزع الْأَكْبَر وَالرجل وصف طردي (الْأَصْفَهَانِي فِي ترغيبه عَن ابْن عمر) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(ثَلَاثَة يُحِبهُمْ الله تَعَالَى وَثَلَاثَة يبغضهم الله) فَسَأَلَهُ أَبُو ذَر عَنْهُم فَقَالَ (فَأَما الَّذين يُحِبهُمْ الله) تَعَالَى (فَرجل أَتَى قوما فَسَأَلَهُمْ بِاللَّه تَعَالَى) أَي يعطوه (وَلم يسألهم لقرابة بَينه وَبينهمْ) فمنعوه (فَتخلف رجل بأعقابهم) بقاف وباء مُوَحدَة بعد الْألف كَمَا فِي صَحِيح ابْن حبَان وَمَا فِي التِّرْمِذِيّ فمثناة تحتية وَألف فنون فتصحيف (فَأعْطَاهُ سرا لَا يعلم بعطيته إِلَّا الله) تَعَالَى والحفظة (وَالَّذِي أعطَاهُ وَقوم سَارُوا ليلتهم حَتَّى إِذا كَانَ النّوم أحب إِلَيْهِم مِمَّا يعدل بِهِ فوضعوا رُؤْسهمْ فَقَامَ أحدهم يتملقني) أَي يتَضَرَّع إِلَيّ وَيزِيد فِي الود وَالدُّعَاء والابتهال (وَيَتْلُو آياتي) أَي الْقُرْآن (وَرجل كَانَ فِي سَرِيَّة فلقي الْعَدو) يَعْنِي الْكفَّار (فهزموا) أَي أهل الاسلام (فَأقبل بصدره) على الْقِتَال (حَتَّى يقتل أَو يفتح لَهُ وَالثَّلَاثَة الَّذين يبغضهم الله الشَّيْخ الزَّانِي وَالْفَقِير المختال والغني الظلوم) بِفَتْح الظَّاء وَضم اللَّام أَي الْكثير الظُّلم للنَّاس أَو لنَفسِهِ وَقَوله يتملقني وآياتي يدل على أَن هَذَا حِكَايَة عَن الله تَعَالَى وَأَنه حَدِيث قدسي (ت ن حب ك عَن أبي ذَر) قَالَ ت صَحِيح وَالْحَاكِم على شَرطهمَا
(ثَلَاثَة يُحِبهُمْ الله وَثَلَاثَة يشنؤهم) أَي يبغضهم (الرجل) الَّذِي (يلقى الْعَدو فِي فِئَة) أَي جمَاعَة من أَصْحَابه (فينصب لَهُم نَحره حَتَّى يقتل أَو يفتح لأَصْحَابه وَالْقَوْم) الَّذين (يسافرون فَيطول سراهم حَتَّى يُحِبُّوا أَن يمسوا الأَرْض) أَي أَن يضطجوا ليناموا من شدَّة التَّعَب وَالنُّعَاس (فينزلون) عَن دوابهم (فيتنحى أحدهم فَيصَلي) وهم نيام (حَتَّى) يصبح و (يوقظهم لرحيلهم) من ذَلِك الْمَكَان (وَالرجل) الَّذِي (يكون لَهُ الْجَار يُؤْذِيه فيصبر على أَذَاهُ حَتَّى يفرق بَينهم بِمَوْت) لأَحَدهمَا (أَو ظعن) بِفتْحَتَيْنِ أَي ارتحال لأَحَدهمَا (وَالَّذين يشنؤهم الله التَّاجِر الحلاف) بِالتَّشْدِيدِ أَي الْكثير الْحلف على سلْعَته(1/481)
(وَالْفَقِير المختال والبخيل المنان) بِمَا أعطَاهُ (حم عَن أبي ذَر) // (بِإِسْنَاد مَجْهُول) //
(ثَلَاثَة يُحِبهُمْ الله عز وَجل رجل قَامَ من اللَّيْل) أَي للتهجد فِيهِ (يَتْلُو كتاب الله) تَعَالَى الْقُرْآن فِي صلَاته وخارجها (وَرجل تصدق صَدَقَة بِيَمِينِهِ يخفيها) أَي يكَاد يخفيها (من شِمَاله وَرجل كَانَ فِي سَرِيَّة فَانْهَزَمَ أَصْحَابه) دونه (فَاسْتقْبل الْعَدو) وَحده فقاتل حَتَّى قتل أَو فتح عَلَيْهِ (ت عَن ابْن مَسْعُود) وَقَالَ // (غَرِيب غير مَحْفُوظ) //
(ثَلَاثَة) من الْأَشْيَاء (يُحِبهَا الله عز وَجل) أَي يثيب فاعلها (تَعْجِيل الْفطر) من الصَّوْم عِنْد تحقق الْغُرُوب (وَتَأْخِير السّحُور) إِلَى آخر اللَّيْل بِحَيْثُ لَا يَقع فِي شكّ (وَضرب الْيَدَيْنِ إِحْدَاهمَا بِالْأُخْرَى فِي الصَّلَاة) أَي إِذا نابه شَيْء فِيهَا (طب عَن يعلى بن مرّة) بِضَم الْمِيم وَشد الرَّاء // (بِإِسْنَاد ضَعِيف لضعف عمر بن عبد الله) //
(ثَلَاثَة يدعونَ الله عز وَجل فَلَا يُسْتَجَاب لَهُم رجل كَانَ تَحْتَهُ امْرَأَة سَيِّئَة الْخلق) بِضَمَّتَيْنِ (فَلم يطلقهَا) فَإِذا دَعَا الله تَعَالَى عَلَيْهَا لَا يُسْتَجَاب لَهُ لِأَنَّهُ المعذب نَفسه بمعاشرتها (وَرجل كَانَ لَهُ على رجل مَال فَلم يشْهد) بِضَم أَوله (عَلَيْهِ) بِهِ فَأنكرهُ فَإِذا دَعَا لَا يُسْتَجَاب لَهُ لِأَنَّهُ المفرط المقصر بِمَا أَمر الله تَعَالَى بِهِ (وَرجل آتى) بِالْمدِّ أعْطى (سَفِيها) أَي مَحْجُورا عَلَيْهِ بِسَفَه (مَاله) أَي شَيْئا من مَاله مَعَ علمه بِحَالهِ فَإِذا دَعَا لَا يُجَاب لِأَنَّهُ المضيع لمَاله فَلَا عذر لَهُ (وَقد قَالَ الله تَعَالَى وَلَا تُؤْتوا السُّفَهَاء أَمْوَالكُم) الْآيَة (ك عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ) وَقَالَ على شَرطهمَا لَكِن نوزع بإنه وان كَانَ إِسْنَاده نظيفا لَكِن فِيهِ نَكَارَة
(ثَلَاثَة يضْحك الله إِلَيْهِم) أَي يقبل عَلَيْهِم برحمته (الرجل إِذا قَامَ من اللَّيْل يُصَلِّي) نفلا وَهُوَ التَّهَجُّد (وَالْقَوْم) أَي الْجَمَاعَة (إِذا صفوا للصَّلَاة) وسووا صفوفهم على سمت وَاحِد كَمَا أمروا بِهِ (وَالْقَوْم) الْمُسلمُونَ (إِذا صفوا لِلْقِتَالِ) أَي لقِتَال الْكفَّار بِقصد اعلاء كلمة الْجَبَّار (حم ع عَن أبي سعيد)
(ثَلَاثَة يظلهم الله فِي ظله يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله التَّاجِر الْأمين والامام المقتصد وراعي الشَّمْس بِالنَّهَارِ) يَعْنِي الْمُؤَذّن الْمُحْتَسب (ك فِي تَارِيخه) تَارِيخ نيسابور (فر عَن أبي هُرَيْرَة) // (وَفِيه مَجَاهِيل) //
(ثَلَاثَة يهْلكُونَ عِنْد الْحساب) يَوْم الْقِيَامَة (جواد) بِالتَّخْفِيفِ أَي انسان كثير الْجُود أعْطى لغير الله تَعَالَى (وشجاع) قَاتل لغير اعلاء كلمة الله تَعَالَى (وعالم) لم يعْمل بِعِلْمِهِ (ك عَن أبي هُرَيْرَة)
(ثَلَاثُونَ) أَي من السنين (خلَافَة نبوة) بالاضافة وتنوين نبوة (وَثَلَاثُونَ خلَافَة وَملك وَثَلَاثُونَ تجبر) أَي تكبر وعسف وَقتل على الْغَضَب (وَلَا خير فِيمَا وَرَاء ذَلِك) إِلَى قيام السَّاعَة (يَعْقُوب بن سُفْيَان فِي تَارِيخه) وَكَذَا ابْن عَسَاكِر (عَن معَاذ) بن جبل // (وَرَوَاهُ عَنهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا) //
(ثَمَانِيَة) من النَّاس (أبْغض خَليفَة الله إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة) قيل وَمن هم يَا رَسُول الله قَالَ (السقارون) بسين أَو صَاد مهملتين وقاف مُشَدّدَة (وهم الكذابون) وَفَسرهُ فِي حَدِيث آخر بِأَنَّهُم نشو يكون فِي آخر الزَّمَان تحيتهم إِذا الْتَقَوْا التلاعن (والخيالون) بخاء مُعْجمَة ومثناة تحتية مُشَدّدَة (وهم المستكبرون وَالَّذين يكنزون الْبغضَاء لاخوانهم) فِي الدّين (فِي صُدُورهمْ) أَي فِي قُلُوبهم (فَإِذا لقوهم تخلقوا لَهُم) بمثناة فوقية وخاء مفتوحتين وَلَام مُشَدّدَة وقاف أَي أظهرُوا من خلقهمْ خلاف مَا فِي قُلُوبهم (وَالَّذين إِذا دعوا إِلَى الله وَرَسُوله) أَي إِلَى طاعتهما (كَانُوا بطاء) بِكَسْر الْمُوَحدَة ممدودا (وَإِذا دعوا إِلَى الشَّيْطَان وَأمره) من اللَّهْو والأكباب على الشَّهَوَات (كَانُوا سرَاعًا) بِتَثْلِيث السِّين (وَالَّذين لَا يشرف لَهُم طمع من الدُّنْيَا إِلَّا اسْتَحَلُّوهُ بايمانهم وَإِن لم يكن لَهُم ذَلِك بِحَق والمشاؤن) بَين النَّاس(1/482)
(بالنميمة) ليفسدوا بَينهم (والمفرقون بَين الْأَحِبَّة) بالفتن وَنَحْوهَا (والباغون البرءاء) أَي الطالبون (الدحضة) بِالتَّحْرِيكِ فِي الْمِصْبَاح دحض الرجل زلق (أُولَئِكَ يقذرهم الرَّحْمَن عز وَجل) أَي يكره فعالهم (أَبُو الشَّيْخ فِي التوبيخ وَابْن عَسَاكِر) فِي التَّارِيخ (عَن الْوَضِين بن عَطاء مُرْسلا) هُوَ الْخُزَاعِيّ الدِّمَشْقِي ثِقَة
(ثمن الْجنَّة لَا إِلَه إِلَّا الله) أَي قَوْلهَا بِاللِّسَانِ مَعَ اذعان الْقلب وتصديقه فَمن قَالَهَا كَذَلِك اسْتحق دُخُولهَا زَاد الديلمي فِي رِوَايَته وَثمن النِّعْمَة الْحَمد لله (عَدو ابْن مرْدَوَيْه عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) // (عبد بن حميد فِي تَفْسِيره عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا) وَفِي الْبَاب ابْن عَبَّاس
(ثمن الْخمر حرَام) فَلَا يَصح بَيْعه وَلَا يحل ثمنه (وَمهر الْبَغي) أَي مَا تعطاه الزَّانِيَة على الزِّنَا بهَا (حرَام) لَا يحل لَهَا أَخذه وَإِن أعطَاهُ الزَّانِي بِطيب نفس (وَثمن الْكَلْب حرَام) لنجاسة عينه وَعدم صِحَة بَيْعه وَلَو معلما عِنْد الشَّافِعِي وَخَصه الْحَنَفِيّ بِغَيْرِهِ (والكوبة) بِضَم الْكَاف وَفتح الْمُوَحدَة التَّحْتِيَّة طبل ضيق الْوسط وَاسع الطَّرفَيْنِ (حرَام) لحُرْمَة الضَّرْب عَلَيْهِ (وَإِن أَتَاك صَاحب الْكَلْب) الَّذِي باعك إِيَّاه (يلْتَمس ثمنه فاملأ يَدَيْهِ تُرَابا) كِنَايَة عَن رده خائبا (وَالْخمر وَالْميسر حرَام وكل مُسكر) أَي مَا شَأْنه الاسكار (حرَام) وَإِن كَانَ متخذا من غير الْعِنَب (حم عَن ابْن عَبَّاس)
(ثمن الْقَيْنَة) بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة وَفتح النُّون الامة الْمُغنيَة (سحت) بِضَم فَسُكُون أَي حرَام سمي بِهِ لِأَنَّهُ يسحت الْبركَة أَي يذهبها (وغناؤها حرَام) أَي استماعه حَيْثُ خشِي مِنْهُ الْفِتْنَة (وَالنَّظَر إِلَيْهَا) أَي نظر الاجنبي إِلَيْهَا (حرَام وَثمنهَا مثل ثمن الْخمر) يَعْنِي أَخذ ثمنهَا حرَام كأخذ ثمن الْعِنَب من الْخمار لكَونه اعانة وتوصلا لمحرم لِأَن البيع بَاطِل (وَثمن الْكَلْب سحت وَمن نبت لَحْمه على السُّحت) بتناوله ثمن شَيْء من ذَلِك (فَالنَّار أولى بِهِ) لِأَن الْخَبيث للخبيث أسْند مَا ذكر إِلَى اللَّحْم لَا إِلَى صَاحبه اشعارا بالغلبة (طب عَن عمر) قَالَ الذَّهَبِيّ حَدِيث مُنكر
(ثمن الْكَلْب خَبِيث) فَيبْطل بَيْعه عِنْد الشَّافِعِي وَأخذ ثمنه أكل لَهُ بِالْبَاطِلِ أَو رديئ دنيء فَيُصْبِح بَيْعه عِنْد الْحَنَفِيّ (وَمهر الْبَغي) أُجْرَة الزَّانِيَة (خَبِيث) أَي حرَام إِجْمَاعًا (وَكسب الْحجام خَبِيث) أَي مَكْرُوه لدناءته وَلَا يحرم وَالْمرَاد بِهِ من يخرج الدَّم بحجم أَو غَيره (حم م د ن عَن رَافع بن خديج) وَهُوَ من أَفْرَاد مُسلم وَوهم فِي الْعُمْدَة حَيْثُ ادّعى أَنه // (مُتَّفق عَلَيْهِ) //
(ثمن الْكَلْب خَبِيث وَهُوَ) أَي الْكَلْب (أَخبث مِنْهُ) أَي أَشد خبثا لنجاسة عينه أَو دناءته (ك عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد واه) //
(ثِنْتَانِ) أَي دعوتان ثِنْتَانِ (لَا تردان) وَفِي رِوَايَة قَلما تردان (الدُّعَاء عِنْد النداء) أَي عِنْد الْأَذَان) وَعند الْبَأْس) بِهَمْزَة بعد الْمُوَحدَة بِمَعْنى الصَّفّ فِي الْجِهَاد لِلْقِتَالِ (حِين يلحم بَعضهم بَعْضًا) بِضَم أَوله وحاء مُهْملَة مَكْسُورَة أَي حِين يلتحم الْحَرْب وَيلْزم بَعضهم بَعْضًا وروى بجيم والالجام ادخال الشَّيْء فِي الشَّيْء (د حب ك عَن سهل بن سعد) السَّاعِدِيّ // (وَإِسْنَاده صَحِيح) // كَمَا فِي الْأَذْكَار
(ثِنْتَانِ مَا) وَفِي رِوَايَة لَا (تردان الدُّعَاء عِنْد النداء) أَي الْأَذَان للصَّلَاة (وَتَحْت الْمَطَر) أَي وَدُعَاء من دَعَا تَحت الْمَطَر أَي وَهُوَ نَازل عَلَيْهِ لِأَنَّهُ وَقت نزُول الرَّحْمَة (ك عَنهُ) أَي عَن سهل // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) // لَكِن لَهُ شَوَاهِد
(الثَّالِث) أَي الانسان الَّذِي ركب دَابَّة وَعَلَيْهَا اثْنَان فَكَانَ هُوَ الثَّالِث وَكَانَت لَا تطِيق ذَلِك كَمَا هُوَ الْغَالِب (مَلْعُون) أَي مطرود عَن منَازِل الْأَبْرَار حَتَّى يطهر بالنَّار فَقَوله (يَعْنِي على الدَّابَّة) مدرج من كَلَام الرَّاوِي (طب عَن المُهَاجر بن قنفذ) بِضَم الْقَاف وَالْفَاء بَينهمَا نون سَاكِنة ابْن(1/483)
عُمَيْر التَّمِيمِي صَحَابِيّ قَالَ رأى الْمُصْطَفى ثَلَاثَة على بعير فَذكره رِجَاله ثِقَات وَوهم ابْن الْجَوْزِيّ
(الثُّلُث) بِالرَّفْع فَاعل فعل مَحْذُوف أَي يَكْفِيك يَا سعد الثُّلُث أَو خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي الْمَشْرُوع الثُّلُث (وَالثلث كثير) بموحدة أَو بمثلثة وَالْأَكْثَر الْمُثَلَّثَة أَي هُوَ كثير بِالنِّسْبَةِ لما دونه فِي الْوَصِيَّة وَذَا مسوق لبَيَان الْجَوَاز بِالثُّلثِ وَالْأولَى النَّقْص عَنهُ وَقد أَجمعُوا على جَوَاز الْوَصِيَّة بِالثُّلثِ وَكَذَا بِأَكْثَرَ إِن أجَاز الْوَرَثَة (حم ق ن عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ قَالَ سعد فِي مَرضه للنَّبِي أأتصدق بِثُلثي مَالِي قَالَ لَا قَالَ فَالشَّطْر قَالَ لَا قَالَ فَالثُّلُث فَذكره (الثُّلُث وَالثلث كثيرا أَنَّك إِن تذر) أَي تتْرك وَفِي // (رِوَايَة للْبُخَارِيّ) // تدع (وَرثتك أَغْنِيَاء خير) روى بِفَتْح همزَة أَن على التَّعْلِيل أَي لِأَن تذر فمحله جر أَو هُوَ مُبْتَدأ فمحله رفع وَخَبره خير وبكسرها على الشَّرْط وجوابها جملَة حذف صدرها أَي فَهُوَ خير (من أَن تذرهم عَالَة) أَي فُقَرَاء جمع عائل وَهُوَ الْفَقِير (يَتَكَفَّفُونَ النَّاس) يطْلبُونَ الصَّدَقَة من أكف النَّاس أَو يَسْأَلُونَهُمْ بأكفهم (وَإنَّك لن تنْفق نَفَقَة تبتغي بهَا وَجه الله) تَعَالَى أَي ذَاته لَا للرياء والسمعة (إِلَّا أجرت) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول (بهَا) أَي عَلَيْهَا (حَتَّى مَا تجْعَل) أَي الَّذِي تَجْعَلهُ (فِي فيّ امْرَأَتك) أَي حَتَّى بالشَّيْء الَّذِي تَجْعَلهُ فِي فَم امْرَأَتك فَمَا اسْم مَوْصُول وَحَتَّى عاطفة (مَالك حم ق 4 عَن سعد) بن أبي وَقاص
(الثوم والبصل والكراث من سك ابليس) بسين مُهْملَة مَضْمُومَة وكاف مُشَدّدَة طيب مَعْرُوف وَالْمرَاد أَنه طيبه الَّذِي يحب رِيحه (طب عَن أبي أُمَامَة) // (وَفِيه مَجْهُول) //
(الثّيّب أَحَق بِنَفسِهَا من وَليهَا) فِي الاذن بِمَعْنى أَنه لَا يُزَوّجهَا حَتَّى تَأذن لَهُ بالنطق لَا أَنَّهَا أَحَق مِنْهُ بِالْعقدِ كَمَا تَأَوَّلَه الْحَنَفِيَّة (وَالْبكْر) أَي الْبَالِغ (يستأذنها أَبوهَا) أَي وَليهَا أَبَا كَانَ أوجد ندبا عِنْد الشَّافِعِي ووجوبا عِنْد الْحَنَفِيّ (فِي نَفسهَا) يَعْنِي فِي تَزْوِيجهَا) واذنها صماتها) بِضَم الصَّاد أَي سكُوتهَا وَهَذَا حجَّة لمن أجبر الْبكر الْبَالِغ (حم دن عَن ابْن عَبَّاس) بل هُوَ فِي مُسلم
(الثّيّب تعرب) أَي تبين وتتكلم (عَن نَفسهَا) لزوَال حيائها بممارسة الرِّجَال (وَالْبكْر رِضَاهَا صمتها) أَي سكُوتهَا فالثيب الْبَالِغ لَا يُزَوّجهَا أَب وَلَا غَيره إِلَّا بِرِضَاهَا نطقا اتِّفَاقًا وَالْبكْر الصَّغِير يُزَوّجهَا أَبوهَا اتِّفَاقًا وَفِي الثّيّب غير الْبَالِغ خلف (حم هـ عَن عميرَة) بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة بضبط الْمُؤلف (الْكِنْدِيّ) بِكَسْر الْكَاف وَسُكُون النُّون نِسْبَة إِلَى كِنْدَة قَبيلَة كَبِيرَة بِالْيمن
حرف الْجِيم
(جَاءَنِي جِبْرِيل فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِذا تَوَضَّأت فانتضح) أَي أسل المَاء على الْعُضْو وَلَا تقتصر على مَسحه فَإِنَّهُ لَا يَجْزِي أَو رش الْإِزَار الَّذِي يَلِي الْفرج بِالْمَاءِ لنفي الوسواس (ت هـ عَن أبي هُرَيْرَة) وَقَالَ ت // (غَرِيب وَقَالَ غَيره ضَعِيف) //
(جَار الدَّار أَحَق بدار الْجَار) فللجار إِذا بَاعَ جَاره دَاره أَخذهَا بِالشُّفْعَة وَعَلِيهِ الْحَنَفِيَّة وتأوله الشَّافِعِيَّة (ن ع حب ك عَن أنس) بن مَالك (حم د ت عَن سَمُرَة) بن جُنْدُب قَالَ ت // (حسن صَحِيح) //
(جَار الدَّار أَحَق بِالشُّفْعَة) أَي مقدم بالأخد بهَا على غَيره وَبِه قَالَ الْحَنَفِيَّة (طب عَن سَمُرَة) بن جُنْدُب // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(جَار الدَّار أَحَق بِالدَّار من غَيره) إِذا بَاعهَا جَاره وَأول الشَّافِعِي الْجَار بالشريك جمعا بَين الْأَدِلَّة (ابْن سعد) فِي طبقاته (عَن الشريد ابْن سُوَيْد) الثَّقَفِيّ
(جالسوا الكبراء) الشُّيُوخ المجربين لتتأدبوا بآدابهم وتتخلقوا بأخلاقهم(1/484)
أَو من لَهُ رُتْبَة فِي الدّين وَالْعلم وَأَن صغر سنه فَإِن مجالسة أهل الله تكسب أحوالا سنية وتهب آثارا علية مرضية والنفع باللحظ فَوق النَّفْع بِاللَّفْظِ فَمن نفعك لَحْظَة نفعك لَفْظَة وَمن لَا فَلَا وماذا يُنكر الْمُنكر من قدرَة الله انه تَعَالَى كَمَا جعل فِي بعض الأفاعي من الخاصية أَنه اذا نظر إِلَى انسان أَو نظر إِلَيْهِ انسان هلك جعل فِي نظر بعض خَواص خلقه انه إِذا نظر إِلَى طَالب صَادِق أكسبه حَالا وحياة وَكَانَ السهروردي يطوف فِي مَسْجِد الْخيف بمنى يتصفح الْوُجُوه فَقيل لَهُ فِيهِ فَقَالَ لله عباد إِذا نظرُوا إِلَى شخص أكسبوه سَعَادَة الابد فَأَنا أطلب ذَلِك (وسائلوا الْعلمَاء) العاملين عَمَّا يعرض لكم من أَحْكَام الدّين (وخالطوا الْحُكَمَاء) أى اختلطوا بهم فِي كل وَقت فانهم المصيبون فِي أَقْوَالهم وأفعالهم فَفِي مداخلتهم تَهْذِيب للاخلاق (طب عَن أبي جُحَيْفَة) مَرْفُوعا وموقوفا وَالْمَوْقُوف // (صَحِيح) //
(جاهدوا الْمُشْركين) يَعْنِي الْكفَّار وَخص أهل الشّرك لغلبتهم (بأموالكم) أَي بِكُل مَا يَحْتَاجهُ الْمُسَافِر من سلَاح ودواب (وَأَنْفُسكُمْ وألسنتكم) بالمكافحة عَن الدّين وهجو الْكفَّار فَلَا تداهنوهم بالْقَوْل بل اغلظوا عَلَيْهِم (حم دن حب ك عَن أنس) وَقَالَ صَحِيح وأقروه
(جبل الْخَلِيل) بالاضافة أَي الْجَبَل الْمَعْرُوف بابراهيم الْخَلِيل (مقدس) أَي مظهر (وان الْفِتْنَة لما ظَهرت فِي بني اسرائيل أوحى الله الى انبيائهم أَن يَفروا بدينهم الى جبل الْخَلِيل) فَلهُ مزية على ذَلِك من بَين الاجبل فتندب زيارته (ابْن عَسَاكِر عَن الْوَضِين ابْن عَطاء مُرْسلا) // 0 باسناد ضَعِيف) //
(جبلت الْقُلُوب) أَي خلقت وطبعت (على حب من أحسن إِلَيْهَا) بقول أَو فعل (وَبَعض من أَسَاءَ إِلَيْهَا) بذلك وَمن أحسن إِلَيْك فقد استرقك بامتنانه وَمن آذَاك فقد اعتقك من رق احسانه (تَنْبِيه) قَالَ بعض الاعيان للعطاء فِي النُّفُوس أثر فادح فِي الايمان وَاحْذَرْ أَن تقبل مِمَّن أَمرك الله تَعَالَى بمعاداته هَدِيَّة لقَوْل الْمُصْطَفى جبلت الْقُلُوب على حب الخ وَلذَلِك حرمت الرِّشْوَة لانه إِذا قبلهَا لم يُمكنهُ الْعدْل وَلَو حرص (عد حل هَب عَن ابْن مَسْعُود) // (باسناد ضَعِيف) // بل قيل مَوْضُوع (وَصحح هَب وَقفه) قَالَ السخاوي وَهُوَ بَاطِل مَرْفُوعا وموقوفا
(جددوا ايمانكم) قَالُوا كَيفَ نجدد ايماننا قَالَ: (أَكْثرُوا من قَول لَا اله الا الله) فان المداومة عَلَيْهَا تملأ الْقلب نورا وتزيده يَقِينا (حم ك عَن أبي هُرَيْرَة) // (وَإِسْنَاده أَحْمد صَحِيح) //
(جرير بن عبد الله) البَجلِيّ (منا أهل الْبَيْت ظهر) بِالرَّفْع بِخَط المُصَنّف (الْبَطن) تَمَامه عِنْد مخرجه قَالَهَا ثَلَاثًا وَجَرِير من كبراء الصَّحَابَة وأفاضلهم (طب عد عَن عَليّ) // (وَفِيه انْقِطَاع) //
(جَزَاء الْغَنِيّ من الْفَقِير) إِذا فعل مَعَه مَعْرُوفا (النَّصِيحَة) لَهُ (وَالدُّعَاء) لانهما مقدوره فَإِذا نصح ودعا لَهُ فقد كافأه (ابْن سعد ع طب عَن أم حَكِيم) بنت وداع الانصارية
(جزى الله الْأَنْصَار) اسْم اسلامي سمى بِهِ الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْأَوْس والخزرج (عَنَّا خيرا) أَي أَعْطَاهُم ثَوَاب مَا آووا نصروا (وَلَا سِيمَا) بِالتَّشْدِيدِ وَالتَّخْفِيف أَي أخص (عبد الله بن عَمْرو بن حرَام) بِفَتْح الْمُهْملَة وَالِد جَابر بن عبد الله (وَسعد بن عبَادَة) بِضَم الْعين مخففا عَظِيم الانصار (ع حب ك عَن جَابر) // (باسناد صَحِيح) //
(جزى الله العنكبوت عَنَّا خيرا) أَي أَعْطَاهَا جَزَاء مَا أسلفت من طَاعَته (فانها نسجت عَليّ فِي الْغَار) أَي فِي فَمه حَتَّى لم يره الْمُشْركُونَ حِين أَوَى إِلَيْهِ مُهَاجرا (أَبُو بكر أَزْهَر) بن سعد الْبَصْرِيّ (السمان) بِفَتْح الْمُهْملَة وَشد الْمِيم نِسْبَة إِلَى بيع السّمن أَو عمله (فِي مسلسلاته) أَي فِي الاحاديث المسلسلة بمحبة العنكبوت (فر عَن أبي بكر) الصّديق وَهُوَ عِنْده أَيْضا مسلسل بمحبة العنكبوت // (واسناده ضَعِيف) //
(جزوا) فِي(1/485)
لفظ قصوا وَفِي آخر حفوا (الشَّوَارِب) أَي خُذُوا مِنْهَا حَتَّى تبين الشّفة بَيَانا ظَاهرا عِنْد الشَّافِعِيَّة وَمَعْنَاهُ عِنْد الْحَنَفِيَّة استأصلوا (وارخوا اللحى) بخاء مُعْجمَة على الْمَشْهُور وَقيل بِالْجِيم وَهُوَ مَا وقفت عَلَيْهِ بِخَط الْمُؤلف فِي مسودة الْكتاب من التّرْك وَالتَّأْخِير وَأَصله الْهَمْز فَحذف تَخْفِيفًا وَكَانَ من زِيّ آل كسْرَى قصّ اللحى وتوفير الشَّوَارِب فندب الْمُصْطَفى الى مخالفتهم بقوله (خالفوا الْمَجُوس) فِي هَذَا وَفِي غَيره أَيْضا (م عَن أبي هُرَيْرَة)
(جعل الله) أَي اخترع وأوجد أَو قدر (الرَّحْمَة مائَة جُزْء فامسك عِنْده تِسْعَة وَتِسْعين جزأ وَأنزل فِي الأَرْض) بَين أَهلهَا (جزأ وَاحِدًا فَمن ذَلِك الْجُزْء تتراحم الْخلق) أَي يرحم بَعضهم بَعْضًا وَبِه تعطف الوالدة على وَلَدهَا (حَتَّى ترفع الْفرس) وَغَيرهَا من الدَّوَابّ (حافرها عَن وَلَدهَا خشيَة أَن تصيبه) خص الْفرس لانها أَشد الْحَيَوَان المألوف ادراكا (ق عَن أبي هُرَيْرَة)
(جعل الله الْأَهِلّة) جمع هِلَال (مَوَاقِيت للنَّاس) لِلْحَجِّ وَالصَّوْم (فصوموا) رَمَضَان (لرُؤْيَته) أَي الْهلَال الَّذِي هُوَ وَاحِد الْأَهِلّة (وَافْطرُوا لرُؤْيَته فان غم عَلَيْكُم) أَي حَال بَيْنكُم وَبَينه غيم أَي سَحَاب (فعدوا) شعْبَان (ثَلَاثِينَ يَوْمًا) ثمَّ صُومُوا وان لم تروه عدوا رَمَضَان ثَلَاثِينَ وأفطروا وَإِن لم تروه (ك عَن ابْن عمر) // (باسناد صَحِيح) //
(جعل الله التَّقْوَى زادك وَغفر ذَنْبك) أَي محا عَنْك ذنوبك (ووجهك) بشد الْجِيم (للخير) أَي الْبركَة والفلاح (حَيْثُمَا تكون) أَي فِي أَي جِهَة تَوَجَّهت اليها قَالَه لِقَتَادَة حِين ودعه فَينْدب قَول ذَلِك للْمُسَافِر (طب عَن قَتَادَة بن عَيَّاش) عَن أبي هَاشم الجرشِي وَقيل الرهاوي
(جعل الله عَلَيْكُم صَلَاة قوم أبرار يقومُونَ اللَّيْل وَيَصُومُونَ النَّهَار لَيْسُوا باثمة) بِالتَّحْرِيكِ أَي بذوي اثم (وَلَا فجار) جمع فَاجر وَهُوَ الْفَاسِق وَالظَّاهِر أَن المُرَاد بِالصَّلَاةِ هُنَا الدُّعَاء من قبيل دُعَائِهِ لمن افطر عِنْدهم بقوله وصلت عَلَيْكُم الْمَلَائِكَة (عبد بن حميد والضياء) الْمَقْدِسِي (عَن أنس) // (باسناد ضَعِيف) //
(جعل الله الْحَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا الشَّهْر بِعشْرَة أشهر) أَي صِيَام الشَّهْر أَي رَمَضَان بصيام عشرَة أشهر (وَصِيَام سِتَّة أَيَّام بعد الشَّهْر تَمام السّنة) فَمن صَامَ رَمَضَان وَاتبعهُ بست من شَوَّال كَانَ كمن صَامَ الدَّهْر (أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب عَن ثَوْبَان) بِضَم الْمُثَلَّثَة // (باسناد ضَعِيف) //
(جعل الله عَذَاب هَذِه الامة فِي دنياها) أَي يقتل بَعضهم بَعْضًا فِي الحروب وَالِاخْتِلَاف وَلَا عَذَاب عَلَيْهِم فِي الاخرة (طب عَن عبد الله بن يزِيد) بن حُصَيْن بن عَمْرو الاوسي
(جعلت قُرَّة) بِضَم فتشديد (عَيْني فِي الصَّلَاة) لانه كَانَ حَالَة كَونه فِيهَا مَجْمُوع الْهم على مطالعة جلال الله تَعَالَى فَيحصل لَهُ من آثَار ذَلِك مَا تقر بِهِ عينه (طب عَن الْمُغيرَة) بن شُعْبَة
(جعلت لي الارض مَسْجِدا) أَي كل جُزْء مِنْهَا يصلح أَن يكون محلا للسُّجُود (وَطهُورًا) بِالضَّمِّ مطهرا عِنْد فقد المَاء وَعُمُوم ذكر الأَرْض من مَخْصُوص بِغَيْر مَا نهى الشَّارِع عَن الصَّلَاة فِيهِ (هـ عَن أبي هُرَيْرَة د عَن أبي ذَر) الْغِفَارِيّ
(جعلت لي كل الأَرْض طيبَة) بِالتَّشْدِيدِ من الطّيب الطَّاهِر أَي نظيفة طَاهِرَة (مَسْجِدا وَطهُورًا) أَرَادَ بالطيبة الطاهرة وبالطهور والمطهر لغيره فَلَو كَانَ معنى طهُورا طَاهِرا لزم تَحْصِيل الْحَاصِل (حم والضياء) الْمَقْدِسِي (عَن أنس) // (واسناده صَحِيح) //
(جعل الْخَيْر كُله فِي) الانسان (الربعة) أَي المعتدل الَّذِي لَيْسَ بطويل وَلَا قصير وَلِهَذَا كَانَ الْمُصْطَفى ربعَة (ابْن لال) وَكَذَا الديلمي (عَن عَائِشَة) // (باسناد ضَعِيف) //
(جلساء الله) تَعَالَى (غَدا) أَي فِي الاخرة (أهل الْوَرع) أَي المتقون للشبهات (والزهد فِي الدُّنْيَا) لَان الدُّنْيَا يبغضها الله تَعَالَى فَمن زهد(1/486)
فِيهَا قربه الله تَعَالَى وَأَدْنَاهُ ابْن (ابْن لال عَن سلمَان) الْفَارِسِي // (باسناد ضَعِيف) //
(جُلُوس الامام) الَّذِي يفتدى بِهِ فِي الصَّلَاة (بَين الاذان والاقامة فِي) صَلَاة (الْمغرب من السّنة) بِقدر مَا يتَطَهَّر المقتدون بِهِ وَخص الْمغرب لضيق وَقتهَا فَرُبمَا توهم متوهم أَنه توصل صلَاتهَا بالاذان (فر عَن أبي هُرَيْرَة) // (باسناد لين) //
(جمال الرجل) الْجمال الَّذِي عَلَيْهِ الْمعول لَيْسَ هُوَ ملاحة وَجهه بل هُوَ (فصاحة لِسَانه) ان كَانَت فَصَاحَته بالسليقة من غير تصنع وَلَا تيه فَلَا يُنَافِي خبر ان الله يبغض البليغ من الرِّجَال (الْقُضَاعِي) والعسكري (عَن جَابر) // (باسناد فِيهِ كَذَّاب) //
(جنَّات الفردوس أَربع جنتان من ذهب حليتهما) بِكَسْر الْحَاء (وآنيتهما وَمَا فيهمَا وجنتان من فضَّة حليتهما وآنيتهما وَمَا فيهمَا) وَهَذِه الْأَرْبَعَة لَيْسَ مِنْهَا جنَّة عدن فانها لَيست من ذهب وَلَا فضَّة بل من لُؤْلُؤ وَيَاقُوت (وَمَا بَين الْقَوْم وَبَين ان ينْظرُوا إِلَى رَبهم) مَا هَذِه نَافِيَة (الا رِدَاء الْكِبْرِيَاء على على وَجهه) أَي ذَاته وَقَوله (فِي جنَّة عدن) رَاجع للْقَوْم أَي وهم فِي جنَّة عدن رَاجع للْقَوْم أَي وهم فِي جنَّة عدن لَا إِلَى الله لانه لَا يحويه مَكَان (وَهَذِه الانهار تشخب) بمثناة فوقية مَفْتُوحَة وشين مُعْجمَة سَاكِنة وخاء مُعْجمَة أَي تجْرِي (من جنَّة عدن ثمَّ تصدع) تتفرق (عد ذَلِك أَنهَارًا) فِي الْجنان كلهَا (حم طب عَن أبي مُوسَى) الاشعري وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(جَنبُوا مَسَاجِدنَا) فِي رِوَايَة مَسَاجِدكُمْ (صِبْيَانكُمْ وَمَجَانِينكُمْ) فَيكْرَه ادخالهما مَسْجِدا تَنْزِيها ان امن تنجسه وتحريما ان لم يُؤمن وَأطلق بَعضهم التَّحْرِيم (وشراءكم وَبَيْعكُمْ وَخُصُومَاتكُمْ وَرفع أَصْوَاتكُم وَإِقَامَة حُدُودكُمْ وسل سُيُوفكُمْ) أَي اخراجها من أغمادها فَذَلِك كُله مَكْرُوه وَقَالَ بَعضهم فِي اقامة الْحَد أَنه حرَام (وَاتَّخذُوا على أَبْوَابهَا الْمَطَاهِر) جمع مطهرة مَا يتَطَهَّر مِنْهُ للصَّلَاة (وَجَمِّرُوهَا) بِالْجِيم بخروها بِنَحْوِ عود (فِي الْجمع) جمع جُمُعَة أَي فِي كل يَوْم جُمُعَة وَيحْتَمل كَونه بِفَتْح فَسُكُون أَي فِي مجامع النَّاس (هـ عَن وَاثِلَة) بن الاسقع // (باسناد ضَعِيف جدا) //
(جِهَاد الْكَبِير) أَي المسن الْهَرم (وَالصَّغِير) الَّذِي لم يبلغ الْحلم (والضعيف) خلقَة أَو لنَحْو مرض (وَالْمَرْأَة الْحَج وَالْعمْرَة) يَعْنِي هما يقومان مقَام الْجِهَاد لَهُم ويؤجرون عَلَيْهِمَا كَأَجر الْجِهَاد (ن عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد صَحِيح) //
(جهد الْبلَاء كَثْرَة الْعِيَال مَعَ قلَّة الشَّيْء) فان الْفقر يكَاد أَن يكون كفرا كَمَا يَأْتِي فِي حَدِيث فَكيف اذا انْضَمَّ اليه كَثْرَة الْعِيَال وَلِهَذَا قَالَ ابْن عَبَّاس كَثْرَة الْعِيَال أحد الفقرين وَقلة الْعِيَال أحد اليسارين (ك فِي تَارِيخ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب قَالَ سمع النَّبِي صلى الله عَليّ وَسلم رجلا يتَعَوَّذ من جهد الْبلَاء فَذكره
(جهد الْبلَاء قلَّة الصَّبْر) على الْفقر والمصائب والاسقام (أَبُو عُثْمَان) اسمعيل بن عبد الرَّحْمَن الْمَعْرُوف بشيخ الاسلام (الصَّابُونِي) بِفَتْح الْمُهْملَة وَضم الْمُوَحدَة وَآخره نون نِسْبَة إِلَى الصابون لعمل أحد أجداده (فِي) الاحاديث (الْمِائَتَيْنِ فر عَن أنس) بن مَالك
(جهد الْبلَاء أَن تحتاجوا إِلَى مَا فِي أَيدي النَّاس فتمنعوا) أَي فتسألوهم فيمنعوكم فيجتمع على الانسان شدَّة الْحَاجة وذل المسئلة وكلاحة الرَّد (فر عَن ابْن عَبَّاس) // (باسناد ضَعِيف) //
(جَهَنَّم تحيط بالدنيا) من جَمِيع جهاتها فالدنيا فِيهَا كمح الْبَيْضَة فِي الْبَيْضَة (وَالْجنَّة من وَرَائِهَا) أَي وَالْجنَّة تحيط بجهنم كَذَلِك (فَلذَلِك صَار الصِّرَاط على جَهَنَّم طَرِيقا إِلَى الْجنَّة) فَلَا يُوصل إِلَيْهَا الا بالمرور عَلَيْهِ (خطّ فر عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَهَذَا كَمَا قَالَ الذَّهَبِيّ حَدِيث مُنكر
(الْجَار أَحَق بصقبه) بِالتَّحْرِيكِ روى بصاد وبسين أَي بِسَبَب قربه من غَيره وَهَذَا كَمَا يحْتَمل(1/487)
كَون المُرَاد أَنه أَحَق بِالشُّفْعَة يحْتَمل أَنه أَحَق بِنَحْوِ بر أَو صلَة فَلَا تثبت بِهِ شُفْعَة الْجَار لاحْتِمَاله (خَ دن هـ عَن أبي رَافع) مولى الْمُصْطَفى (ن هـ عَن الشريد بن سُوَيْد)
(الْجَار أَحَق بشفعة جَاره ينْتَظر) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول (بهَا) أَي بِحقِّهِ من الشُّفْعَة أَو ينْتَظر بهَا الصَّبِي حَتَّى يبلغ (وان كَانَ غَائِبا إِذا كَانَ طريقهما وَاحِدًا) قَالَ الابي هَذَا أظهر مَا يسْتَدلّ بِهِ الْحَنَفِيَّة على شُفْعَة الْجَار وَلكنه حَدِيث مطعون فِيهِ (حم 4 عَن جَابر) قَالَ أَحْمد حَدِيث مُنكر
(الْجَار قبل الدَّار والرفيق قبل الطَّرِيق) أَي التمسوا قبل السلوك فِي الطَّرِيق رَفِيقًا يحصل بِهِ الرِّفْق على قطع السّفر (والزاد قبل الرحيل) أَي وَأعد لسفرك زَاد قبل الشُّرُوع فِيهِ واعداده لَا يُنَافِي التَّوَكُّل (خطّ فِي الْجَامِع عَن على) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) // كَمَا فِي الدُّرَر
(الجالب) الَّذِي يجلب الْمَتَاع للْبيع من بلد إِلَى آخر ويبيعه بِسعْر يَوْمه (مَرْزُوق) أَي يَتَيَسَّر لَهُ الرِّبْح من غير اثم (والمحتكر) المحتبس لطعام تعم الْحَاجة إِلَيْهِ ليَبِيعهُ بأغلى (مَلْعُون) أَي مطرود عَن مَوَاطِن الابرار لَان احتكار مَا ذكر حرَام (هـ عَن عمر) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الجالب إِلَى سوقنا) معشر الْمُؤمنِينَ (كالمجاهد فِي سَبِيل الله) تَعَالَى فِي حُصُول مُطلق الْأجر (والمحتكر فِي سوقنا كالملحد فِي كتاب الله) تَعَالَى الْقُرْآن فِي مُطلق حُصُول الْوزر وان اخْتلف الْمِقْدَار (الزبير بن بكار فِي أَخْبَار الْمَدِينَة) النَّبَوِيَّة (ك عَن اليسع بن الْمُغيرَة مُرْسلا) قَالَ الذَّهَبِيّ حَدِيث مُنكر // (واسناد مظلم) //
(الجاهر بِالْقُرْآنِ) أَي بقرَاءَته (كالجاهر بِالصَّدَقَةِ والمسر بِالْقُرْآنِ كالمسر بِالصَّدَقَةِ) فَكَمَا أَن الاسرار بِالصَّدَقَةِ أفضل فالاسرار بِالْقِرَاءَةِ أفضل لانه أبعد عَن الرِّيَاء (د ت ن عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ (ك عَن معَاذ) ابْن جبل قَالَ التِّرْمِذِيّ // (حسن غَرِيب) //
(الجبروت فِي الْقلب) أَي الْقَهْر والسطوة والتعاظم فِيهِ فالقوة تظهره وَالْعجز يخفيه (ابْن لال) والديلمي (عَن جَابر) // (باسناد ضَعِيف) // لَكِن لَهُ شَوَاهِد
(الْجِدَال فِي الْقُرْآن كفر) أَي الْجِدَال الْمُؤَدِّي إِلَى مراء وَوُقُوع فِي شكّ أما التَّنَازُع فِي الاحكام فجائزا جماعا حَيْثُ خلا عَن التعصب والتعنت والا كَانَ من أقبح القبائح قَالَ الشَّاعِر
(ترَاهُ معد للْخلاف كانه ... برد على أهل الصَّوَاب مُوكل)
(ك عَن أبي هُرَيْرَة) وَصَححهُ ونوزع
(الْجَرَاد) بِفَتْح الْجِيم وَالتَّخْفِيف اسْم جنس وَاحِدَة جَرَادَة للذّكر والانثى (نثرة حوت) بنُون فمثلثة وَرَاء أَي عطسته (فِي الْبَحْر) المُرَاد أَنه من صيد الْبَحْر كالسمك يحل للْمحرمِ أَن يصيده (عَن أنس) بن مَالك (وَجَابِر) بن عبد الله (مَعًا) // (واسناده ضَعِيف) // بل قيل بِوَضْعِهِ
(الْجَرَاد من صيد الْبَحْر) تَمَامه فكلوه عده من صيد الْبَحْر لانه يُشبههُ من حَيْثُ أَنه لَا يفْتَقر إِلَى تذكية أَو لما قيل أَن الْجَرَاد يتَوَلَّد من الْحيتَان قَالَ بعض الْمَالِكِيَّة وَالْحق أَنه نَوْعَانِ بحري وبري فيترتب على كل مِنْهُمَا حكمه (د عَن أبي هُرَيْرَة) // (باسناد ضَعِيف) //
(الجرس) بِالتَّحْرِيكِ الجلجل (مَزَامِير) وَفِي رِوَايَة مزمار وَفِي أُخْرَى من مَزَامِير (الشَّيْطَان) لَان صَوته شاغل عَن الذّكر والفكر فَهُوَ يُحِبهُ لذَلِك فَيَنْبَغِي لمن سَمعه سد اذنيه (حم د عَن أبي هُرَيْرَة) وَوهم الْحَاكِم فاستدركه
(الْجَزُور) الْوَاحِد من الابل يَشْمَل الذّكر والانثى يُجزئ (عَن سَبْعَة) فِي الاضاحي (الطَّحَاوِيّ) بِفَتْح الطَّاء والحاء الْمُهْمَلَتَيْنِ نِسْبَة إِلَى طحا قَرْيَة بصعيد مصر أَبُو جَعْفَر فِي مُسْنده (عَن أنس) وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن جَابر بِزِيَادَة (الْجَزُور فِي الاضحى) يَجْزِي (عَن عشرَة) لم أر من أَخذ بِهِ من الْمُجْتَهدين (طب عَن ابْن مَسْعُود) وَفِيه عَطاء بن السَّائِب وَقد اخْتَلَط
(الْجفَاء كل الْجفَاء)(1/488)
أَي الْبعد كل الْبعد (وَالْكفْر والنفاق من سمع مُنَادِي الله يُنَادي) أَي سمع الْمُؤَذّن يُؤذن (بِالصَّلَاةِ) الْمَكْتُوبَة (وَيَدْعُو إِلَى الْفَلاح) أَي يَدعُوهُ إِلَى سَبَب الْبَقَاء فِي الْجنَّة وَهُوَ الصَّلَاة (فَلَا يجِيبه) بالسعي الى الْجَمَاعَة وَالْمرَاد أَن وصف النِّفَاق يتسبب عَن التَّخَلُّف عَنْهَا (طب عَن معَاذ بن أنس) // (باسناد حسن) //
(الْجُلُوس فِي الْمَسْجِد لانتظار الصَّلَاة بعد الصَّلَاة عبَادَة) أَي من الْعِبَادَة الَّتِي يُثَاب عَلَيْهَا فاعلها (وَالنَّظَر إِلَى وَجه الْعَالم) بِالْعلمِ الشَّرْعِيّ الْعَامِل بِهِ (عبَادَة وَنَفسه) بِالتَّحْرِيكِ (تَسْبِيح) أَي بِمَنْزِلَة التَّسْبِيح (فر عَن أُسَامَة بن زيد) // (باسناد ضَعِيف) //
(الْجُلُوس مَعَ الْفُقَرَاء) اينا سالهم وجبرا لخواطرهم (من التَّوَاضُع) الَّذِي تطابقت الْملَل والنحل على مدحه (وَهُوَ من أفضل الْجِهَاد) اذ هُوَ جِهَاد للنَّفس عَمَّا هُوَ سجيتها من التعاظم والتيه على الْفُقَرَاء (فر عَن أنس) باسناد فِيهِ كَذَّاب
(الْجَمَاعَة بركَة) أى لُزُوم جمَاعَة الْمُسلمين زِيَادَة فِي الْخَبَر (والسجور بركَة والثريد) أى أكاه (بركَة) لما فِيهِ من الْمَنَافِع الَّتِي اربت على اللَّحْم (ابْن شَاذان فِي مشيخته عَن أنس باسناد ضَعِيف
(الْجَمَاعَة رَحْمَة) أَي لُزُوم جمَاعَة الْمُسلمين موصل الى الرَّحْمَة أَو سَبَب الرَّحْمَة (والفرقة عَذَاب) لانه تَعَالَى جمع الْمُؤمنِينَ على معرفَة وَاحِدَة وَشَرِيعَة وَاحِدَة ليألف بَعضهم بَعْضًا ليكونوا كَرجل وَاحِد على عدوهم فَمن انْفَرد عَن حزب الرَّحْمَن انْفَرد بِهِ الشَّيْطَان فأضله وأغواه وأوقعه فِي عَذَاب الله تَعَالَى (عبد الله) بن أَحْمد (فِي زَوَائِد الْمسند والقضاعي) فِي مُسْند الشهَاب (عَن النُّعْمَان بن بشير) // (باسناد ضَعِيف) //
(الْجمال فِي الرجل اللِّسَان) أَي فصاحة اللِّسَان طبعا لَا تطبعا وتكلفا على مَا مر (ك عَن عَليّ بن الْحُسَيْن) زين العابدين (مُرْسلا) // (وَرَوَاهُ ابْن لال مُسْندًا عَن الْعَبَّاس) //
(الْجمال صَوَاب القَوْل بِالْحَقِّ والكمال حسن الفعال بِالصّدقِ) هَذَا قَالَه لِعَمِّهِ الْعَبَّاس لما جَاءَ وَعَلِيهِ ثِيَاب بيض فَتَبَسَّمَ الْمُصْطَفى فَقَالَ مَا يضحكك قَالَ جمالك قَالَ وَمَا الْجمال فَذكره (الْحَكِيم) فِي نوادره (عَن جَابر) // (باسناد ضَعِيف جدا) //
(الْجمال) بِالْفَتْح (فِي الابل) أَي فِي اتخاذها (وَالْبركَة) أَي النمو وَزِيَادَة الْخَيْر (فِي الْغنم) الضَّأْن والمعز (وَالْخَيْل فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر) أَي مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا (الى يَوْم الْقِيَامَة الشِّيرَازِيّ فِي الالقاب عَن أنس) // (باسناد ضَعِيف) //
(الْجُمُعَة إِلَى الْجُمُعَة كَفَّارَة مَا بَينهمَا) من الصَّغَائِر (مَا لم تفش الْكَبَائِر) أَي تُؤْتى الْكَبَائِر أَي تفعل فان فعلت فَلَا يكفرهَا الا التَّوْبَة (هـ عَن أبي هُرَيْرَة)
(الْجُمُعَة) انما تجب (على من سمع النداء) سَوَاء كَانَ دَاخل الْبَلَد أَو خَارجه عِنْد الشَّافِعِي كالجمهور وَقصر أَبُو حنيفَة الْوُجُوب على أهل الْبَلَد (د عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ قَالَ عبد الْحق الصَّحِيح وَقفه
(الْجُمُعَة حق وَاجِب على كل مُسلم فِي جمَاعَة) فَيشْتَرط أَن تُقَام فِي جمَاعَة (الا أَرْبَعَة عبد مَمْلُوك أَو امْرَأَة أَو صبي أَو مَرِيض) وَمثله من لَهُ عذر مرخص فِي ترك الْجَمَاعَة والا بِمَعْنى غير وَمَا بعده بِالْجَرِّ صفة لمُسلم (دك عَن طَارق) بِمُهْملَة وقاف (ابْن شهَاب) البَجلِيّ الاحمسي الصَّحَابِيّ الْكُوفِي رأى الْمُصْطَفى وَلم يسمع مِنْهُ شَيْئا فَالْحَدِيث // (مُرْسل بل وَضَعِيف الاسناد) //
(الْجُمُعَة على من آواه اللَّيْل إِلَى أَهله) أَي وَاجِبَة على كل من كَانَ بِمحل لَو أَتَى إِلَيْهَا أمكنه الْعود بعْدهَا الى وَطنه قبل اللَّيْل (ت عَن أبي هُرَيْرَة) // (باسناد ضَعِيف) //
(الْجُمُعَة وَاجِبَة الا على امْرَأَة أَو صبي أَو مَرِيض أَو عبدا أَو مُسَافر طب عَن تَمِيم الدَّارِيّ) قَالَ البُخَارِيّ فِي اسناده نظر
الْجُمُعَة على خمسين رجلا وَلَيْسَ على مَا دون الْخمسين جُمُعَة) وَبِه أَخذ بعض الْمُجْتَهدين وَاشْترط الشَّافِعِي أَرْبَعِينَ لدَلِيل آخر (طب عَن أبي أُمَامَة) // (باسناد(1/489)
واه)
(الْجُمُعَة وَاجِبَة على كل) أَي على أهل كل (قَرْيَة) زَاد فِي رِوَايَة فِيهَا امام (وان لم يكن فِيهَا إِلَّا أَرْبَعَة) من الرِّجَال (قطّ هَب عَن أم عبد الله الدوسية) // (باسناد ضَعِيف ومنقطع) //
(الْجُمُعَة حج الْمَسَاكِين) يَعْنِي من عجز عَن الْحَج فذهابه يَوْم الْجُمُعَة إِلَى صلَاتهَا هُوَ لَهُ فِي الثَّوَاب كَالْحَجِّ (ابْن زنجوية فِي ترغيبه والقضاعي) فِي شهابه (عَن ابْن عَبَّاس) // (باسناد ضَعِيف) //
(الْجُمُعَة حج الْفُقَرَاء) بِالْمَعْنَى الْمُقَرّر (الْقُضَاعِي وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَبَّاس) // (باسناد واه) //
(الْجِنَازَة متبوعة وَلَيْسَت بتابعة) وَفِي رِوَايَة متبوعة لاتبع وَهُوَ صفة مُؤَكدَة أَي متبوعة غير تَابِعَة (لَيْسَ منا) كَذَا رَأَيْته بِخَط الْمُؤلف وَفِي نسخ مِنْهَا وَهُوَ أوضح (من تقدمها) أَي لَا يعد شيعًا لَهَا وَبِه أَخذ أَبُو حنيفَة وَفضل الشَّافِعِيَّة الْمَشْي أمامها وَقَالُوا الْخَبَر ضَعِيف (هـ عَن ابْن مَسْعُود) // (باسناد مَعْلُول وَفِيه مَجْهُول) //
(الْجنَّة أقرب إِلَى أحدكُم من شِرَاك نَعله) أحد سيور النَّعْل (وَالنَّار مثل ذَلِك) لَان سَبَب دُخُول الْجنَّة وَالنَّار صفة الشَّخْص وَهُوَ الْعَمَل الصَّالح والسيء وَهُوَ أقرب من شِرَاك نَعله إِذْ هُوَ مجاور لَهُ وَالْعَمَل صفة قَائِمَة بِهِ (حم خَ عَن ابْن مَسْعُود) عبد الله
(الْجنَّة لَهَا ثَمَانِيَة أَبْوَاب) لَان مِفْتَاح الْجنَّة الشَّهَادَة وللمفتاح ثَمَانِيَة أَسْنَان الصَّلَاة وَالصَّوْم وَالزَّكَاة وَالْحج وَالْجهَاد وَأمر بِمَعْرُوف وَنهي عَن مُنكر وبر وصلَة (وَالنَّار لَهَا سَبْعَة أَبْوَاب) لَان الاديان سَبْعَة وَاحِد للرحمن وَخَمْسَة للشَّيْطَان الْيَهُودِيَّة والنصرانية والوثنية والمجوسية والدهرية والابراهيمية والصنف السَّابِع أهل التَّوْحِيد كالمبتدعة والظلمة (ابْن سعد عَن عتبَة بن عبد)
(الْجنَّة مائَة دَرَجَة) أَي أُمَّهَات درجاتها مائَة (مَا بَين كل دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَين السَّمَاء والارض) التَّفَاوُت بِحَسب الصُّورَة كطبقات السَّمَاء أَو بِحَسب الْمَعْنى بِاعْتِبَار التَّفَاوُت فِي الْقرب من الله تَعَالَى (ابْن مردوية عَن أبي هُرَيْرَة) // (وَرَوَاهُ الْحَاكِم وَقَالَ على شَرطهمَا) //
(الْجنَّة مائَة دَرَجَة وَلَو أَن الْعَالمين) بِفَتْح اللَّام مَا سوى الله تَعَالَى (اجْتَمعُوا فِي احداهن لوسعتهم) لسعة ارجائها وَكَثْرَة مرافقها (حم ع عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(الْجنَّة تَحت أَقْدَام الْأُمَّهَات) يَعْنِي لُزُوم طاعتهن سَبَب قريب لدُخُول الْجنَّة وَتَمَامه من شئن ادخلن وَمن شئن اخرجن وَهَذَا قَالَه لمن أَرَادَ الْغَزْو مَعَه وَله أم تَمنعهُ فَقَالَ لَزِمَهَا ثمَّ ذكره (الْقُضَاعِي خطّ فِي الْجَامِع عَن أنس) وَفِيه مَجْهُولَانِ // (وَرَوَاهُ مُسلم عَن النُّعْمَان بن بشير) //
(الْجنَّة تَحت ظلال السيوف) أَي السَّبَب الْموصل إِلَى الْجنَّة عِنْد الضَّرْب بِالسُّيُوفِ فِي سَبِيل الله تَعَالَى أَو المُرَاد أَن الْجِهَاد مصيره الْجنَّة فَهُوَ تَشْبِيه بليغ كزبد بَحر (ك عَن أبي مُوسَى) // (باسناد صَحِيح) //
(الْجنَّة دَار الاسخياء) السخاء الْمَحْمُود شرعا لَان السخاء من أَخْلَاق الله تَعَالَى وَهُوَ يحب من تخلق بشئ من أخلاقه وَمن أحبه أسْكنهُ بجواره (عَدو الْقُضَاعِي عَن عَائِشَة) وَهُوَ كَمَا قَالَ الذَّهَبِيّ حَدِيث مُنكر بل قيل بِوَضْعِهِ
(الْجنَّة) أَي حيطانها وسورها (لبنة من ذهب ولبنة من فضَّة) بَين بِهِ أَنَّهَا مَبْنِيَّة حَقِيقَة دفعا لتوهم أَن ذَلِك تَمْثِيل (طس عَن أبي هُرَيْرَة) وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(الْجنَّة مائَة دَرَجَة مَا بَين كل دَرَجَتَيْنِ مسيرَة خَمْسمِائَة عَام) أَي حَقِيقَة أَو أَرَادَ الرّفْعَة المنعوية من كَثْرَة النَّعيم (طس عَن أبي هُرَيْرَة) بل // (رَوَاهُ البُخَارِيّ) //
(الْجنَّة بالمشرق) أَي بِلَاد الْمشرق كالعراقين وَمَا والاهما كالجنة فِي كَثْرَة الاشجار الملتفة والغياض المونقة فهما جنَّة الدُّنْيَا وَإِلَّا فقد ورد أَن الْجنَّة فَوق السَّمَاء السَّابِعَة (فر عَن أنس) // (باسناد واه) //
(الْجنَّة حرَام على كل فَاحش) بِذِي اللِّسَان فَاجر متهتك خارق ستر(1/490)
الدّيانَة (أَن يدخلهَا) فَلَا يدخلهَا حَتَّى يطهر بالنَّار (ابْن أبي الدُّنْيَا فِي الصمت حل عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ باسناد لين
(الْجنَّة لكل تائب وَالرَّحْمَة لكل وَاقِف) أَي مصر على الْمعاصِي وروى وقاف وَهُوَ المتأني كَأَنَّهُ يُرِيد أَن يَتُوب ثمَّ يحجم ويتوقف فالجنة قريب مِنْهُ (أَبُو الْحُسَيْن بن الْمُهْتَدي فِي فَوَائده عَن ابْن عَبَّاس) // (باسناد ضَعِيف) //
(الْجنَّة بناؤها لبنة من ذهب ولبنة من فضَّة وملاطها) بِكَسْر الْمِيم أَي طينها الَّذِي بَين كل لبنتين (الْمسك الاذفر) بذال مُعْجمَة فِي خطّ الْمُؤلف أَي الَّذِي لَا خلط فِيهِ أَو الشَّديد الرّيح (وحصباؤها) أَي حصاها الصغار (اللُّؤْلُؤ والياقوت) الاحمر والاصفر (وتربتها الزَّعْفَرَان) فَهُوَ مسك بِاعْتِبَار الرّيح وزعفران بِاعْتِبَار اللَّوْن (من يدخلهَا ينعم لَا ييأس) بمثناة تحتية ثمَّ مُوَحدَة تحتية أَي لَا يفْتَقر وَلَا يحْتَاج بِمَعْنى أَن نعيمها لَا يشوبه بؤس وَلَا يعقبه مَا يكدره (ويخلد لَا يَمُوت) لانها دَار بَقَاء لَا دَار فنَاء (لَا تبلى ثِيَابهمْ وَلَا يفنى شبابهم) فَكل مَا فِيهَا وَمن فِيهَا بَاقٍ على حَاله لَا سَبِيل للبلاء عَلَيْهِ وصفات أَهلهَا من نَحْو الشَّبَاب لَا يتَغَيَّر (حم ت عَن أبي هُرَيْرَة)
(الْجِنّ ثَلَاثَة أَصْنَاف فصنف لَهُم أَجْنِحَة يطيرون بهَا فِي الْهَوَاء وصنف حيات وكلاب) أَي بصورتها (وصنف يحلونَ ويظعنون) أَي يُقِيمُونَ ويرحلون والصنف الثَّانِي هم سكان الْبيُوت الَّذِي نهى الشَّرْع عَن قَتلهمْ (طب ك وَالْبَيْهَقِيّ فِي) كتاب (الاسماء) وَالصِّفَات (عَن أبي ثَعْلَبَة) بمثلثة (الخشنى) // (باسناد صَحِيح) //
(الْجِنّ لَا تخبل) بخاء مُعْجمَة وموحدة تحتية بِخَط الْمُؤلف (أحدا) أَي لَا تذْهب عقله يُقَال خبله خبلا فَهُوَ مخبول إِذا أفسد عقله أَو أفسد عضوا من أَعْضَائِهِ (فِي بَيته عَتيق) أَي كريم (من الْخَيل) يُقَال فرس عَتيق مثل كريم وزنا وَمعنى وَالْجمع عتاق ككرام وَذَا الخاصية فِيهِ عَملهَا الشَّارِع (ع طب عَن عريب) بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَكسر الرَّاء فمثناة تحتية فموحدة أَبُو عبد الله الْمليكِي لَهُ هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد // (واسناده ضَعِيف) //
(الْجِهَاد وَاجِب عَلَيْكُم مَعَ كل أَمِير) أَي مُسلم (برا كَانَ أَو فَاجِرًا وان هُوَ عمل الْكَبَائِر) وفجوره انما هُوَ على نَفسه والامام لَا يَنْعَزِل بِالْفِسْقِ (وَالصَّلَاة) الْمَكْتُوبَة (وَاجِبَة عَلَيْكُم خلف كل مُسلم برا كَانَ أَو فَاجِرًا وان هُوَ عمل الْكَبَائِر) لَان مرتكب الْكَبِيرَة لَا يخرج عَن الايمان (وَالصَّلَاة وَاجِبَة عَلَيْكُم على كل مُسلم يَمُوت برا كَانَ أَو فَاجِرًا وان هُوَ عمل الْكَبَائِر) لَكِن الْوُجُوب فِي هَذَا على الْكِفَايَة (د ع عَن أبي هُرَيْرَة) وَرُوَاته ثِقَات لَكِن // (فِيهِ انْقِطَاع) //
(الْجِهَاد أَربع) أَي جِهَاد النَّفس أَربع مَرَاتِب الاولى وَالثَّانيَِة (الامر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر) بَان يجاهدها على أَن تأتمر وتنتهي فِي ذَاتهَا ثمَّ يجاهدها على أَن تصدع الظلمَة بالامر وَالنَّهْي بِحَيْثُ لَا يخَاف فِي ذَلِك لومة لائم (و) الثَّالِثَة (الصدْق فِي مَوَاطِن الصَّبْر) بَان يجاهدها على تحمل مشاق الدعْوَة إِلَى الله تَعَالَى وَتحمل أَذَى الْخلق (و) الرَّابِعَة (شنآن الْفَاسِق) أَي اظهار معاداته لله تَعَالَى لاجل فسقه (حل عَن عَليّ) // (باسناد ضَعِيف) //
(الجلاوزة) بِفَتْح الْجِيم جمع جلواز بِكَسْرِهَا الشرطي كَمَا فِي الْقَامُوس (وَالشّرط) وزان رطب الْجند أَي أعوان السُّلْطَان واحده شرطي بِضَم فَسُكُون (واعوان الظلمَة كلاب النَّار) أَي يكونُونَ فِي جَهَنَّم على صُورَة الْكلاب أَو ينبحون على أَهلهَا لشدَّة الْعَذَاب كالكلاب أَو هم أَحْقَر أهل النَّار كَمَا أَن الْكَلْب أخس الْحَيَوَانَات (حل عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // (باسناد ضَعِيف) //
(الْجِيرَان) بِالْكَسْرِ جمع جَار (ثَلَاثَة فجار لَهُ حق وَاحِد) على جَاره (وَهُوَ أدنى الْجِيرَان حَقًا(1/491)
وجار لَهُ حقان وجار لَهُ ثَلَاثَة حُقُوق فَأَما الَّذِي لَهُ حق وَاحِد فجار مُشْرك) أَي كَافِر وَخص الشّرك لغلبته حِينَئِذٍ (لَا رحم لَهُ) أَي لَا قرَابَة بَينه وَبَين جَاره الْمُؤمن فَهَذَا (لَهُ حق الْجوَار) بِكَسْر الْجِيم وَضمّهَا أَو لكسر أفْصح كَمَا فِي الْمُخْتَار (وَأما الَّذِي لَهُ حقان فجار مُسلم لَهُ حق الْإِسْلَام وَحقّ الْجوَار وَأما الَّذِي لَهُ ثَلَاثَة حُقُوق فجار مُسلم ذُو رحم لَهُ حق الْإِسْلَام وَحقّ الْجوَار وَحَتَّى الْقَرَابَة) فالجوار مَرَاتِب بَعْضهَا ألصق من بعض وأحقها بالإكرام الْمرتبَة الثَّالِثَة (الْبَزَّار وَأَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب حل عَن جَابر) // (بأسانيد ضَعِيفَة) //
حرف الْحَاء
(حَافظ) من الْمُحَافظَة مفاعلة من الْحِفْظ وَهُوَ الرِّعَايَة (على العصرين) أَي على فعلهمَا فَإِنَّهُ لَا مندوحة عَنْهُمَا فِي حَال من الْأَحْوَال وَتَمَامه قَالُوا يَا رَسُول الله وَمَا العصرات قَالَ (صَلَاة قبل طُلُوع الشَّمْس وَصَلَاة قبل غُرُوبهَا) غلب الْعَصْر على الْفجْر لِأَن رِعَايَة الْعَصْر أَشد لإشتغال النَّاس بمصالحهم (دك هق عَن فضَالة اللَّيْثِيّ) الزهْرَانِي
(حَامِل الْقُرْآن) أَي حافظه المواظب على تِلَاوَته (موقى) أَي مَحْفُوظ من كل سوء وبلاء فَمن آذاه مقت وَفِي رِوَايَة يوقى بمثناة تحتية أَوله (فرعن عُثْمَان) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(حَامِل كتاب الله تَعَالَى) أَي حافظه (لَهُ فِي بَيت مَال الْمُسلمين فِي كل سنة مِائَتَا دِينَار) إِن كَانَ ذَلِك الْقدر لائقا بمؤنته وَمؤنَة ممنونة وَإِلَّا زيد أَو نقص بِقدر الْحَاجة (فرعن سليك) بن عَمْرو أَو ابْن هَدِيَّة (الْغَطَفَانِي) بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمُهْملَة وَفَاء نِسْبَة إِلَى غطفان قَبيلَة من قيس عيلان قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ حَدِيث مَوْضُوع وَأقرهُ عَلَيْهِ الْمُؤلف وَغَيره
(حَامِل الْقُرْآن) الْعَامِل بأحكامه لَا من قَرَأَهُ وَهُوَ يلعنه (حَامِل راية الْإِسْلَام) فال يَنْبَغِي أَن يلهو مَعَ من يلهو تَعْظِيمًا لحق الْقُرْآن واشتغالا بِرَفْع راية الْإِيمَان (من أكْرمه فقد أكْرم الله وَمن أهانه فَعَلَيهِ لعنة الله) أَي الْبعد عَن منَازِل الْأَبْرَار لَازم لَهُ) فرعن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد فِيهِ وضع) //
(حاملات) يَعْنِي النِّسَاء (والدات مرضعات رحيمات بأولادهن لَوْلَا مَا يَأْتِين إِلَى إزواجهن) أَي من كفران العشير وَنَحْوه) دخل مصلياتهن الْجنَّة) عبر بالماضي لتحَقّق الْوُقُوع وَغير مصلياتهن لَا يدخلنها حَتَّى يطهرن بالنَّار إِن لم يعف عَنْهُن (حم هـ طب ك عَن أبي أُمَامَة)
(حب الدُّنْيَا رَأس كل خَطِيئَة) فَإِنَّهُ يُوقع فِي الشُّبُهَات ثمَّ فِي المكروهات ثمَّ فِي الْمُحرمَات قَالَ الْغَزالِيّ وكما أَن حبها رَأس كل خَطِيئَة فبغضها رَأس كل حَسَنَة (هَب عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا) قَالَ الْعِرَاقِيّ ومراسيل الْحسن عِنْدهم شبه الرّيح ونوزع وَقَالَ الْمُؤلف فِي فَتَاوِيهِ رَفعه وهم بل عده الْحفاظ مَوْضُوعا
(حب الثَّنَاء من النَّاس يعمى ويصم) أَي يعمى عَن طَرِيق الرشد ويصم عَن اسْتِمَاع الْحق (فرعن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(حب الْعَرَب إِيمَان وبغضهم نفاق) أَي إِذا أحبهم إِنْسَان كَانَ آيَة إيمَانه وَإِذا أبْغضهُم كَانَ عَلامَة نفَاقه (ك عَن أنس) وَقَالَ // (صَحِيح ورد بِأَنَّهُ ضَعِيف) //
(حب أبي بكر وَعمر إِيمَان وبغضهما نفاق) أَي نوع مِنْهُ (عد عَن أنس) بن مَالك بِإِسْنَاد ضَعِيف
(حب قُرَيْش إِيمَان وبغضهم كفر وَحب الْعَرَب إِيمَان وبغضهم كفر فَمن أحب الْعَرَب فقد أَحبَّنِي وَمن أبْغض الْعَرَب فقد أبغضني) لِأَن من عَلامَة صدق الْحبّ حب كل مَا ينْسب إِلَى المحبوب وَمن يحب إنْسَانا يحب كلب محلته (طس عَن أنس) بِإِسْنَاد ضَعِيف لَكِن لَهُ شَوَاهِد
(حب الْأَنْصَار آيَة الْإِيمَان) أَي علامته (وبغض(1/492)
الْأَنْصَار آيَة النِّفَاق) لأَنهم نصر وَالنَّبِيّ وجادلوا مَعَه بالأموال بل بالأنفس فَمن أبْغضهُم من هَذِه الْجِهَة فَهُوَ كَافِر حَقِيقَة (ن عَن أنس) بن مَالك
(حب أبي بكر وَعمر من الْإِيمَان وبغضهما كفر وَحب الْأَنْصَار من الْإِيمَان وبغضهم كفر وَحب الْعَرَب من الْإِيمَان وبغضهم كفر وَمن سبّ أَصْحَابِي فَعَلَيهِ لعنة الله وَمن حفظني فيهم فَأَنا أحفظه يَوْم الْقِيَامَة) أَي أحرسه عَن ادخاله النَّار (ابْن عَسَاكِر عَن جَابر) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(حبب إِلَيّ من دنياكم) هَذَا لفظ الْوَارِد وَمن زَاد ثَلَاث فقد وهم (النِّسَاء) والإكثار مِنْهُنَّ لنفل مَا بطن من الشَّرِيعَة (وَالطّيب) لِأَنَّهُ حَظّ الْمَلَائِكَة وَلَا غَرَض لَهُم فِي شَيْء من الدُّنْيَا سواهُ (وَجعلت قُرَّة عَيْني فِي الصَّلَاة) ذَات الرُّكُوع وَالسُّجُود لِأَنَّهَا مَحل الْمُنَاجَاة ومعدن المصافاة قَالُوا قدم النِّسَاء اهتماما بنشر الْأَحْكَام ثمَّ الطّيب لكَونه كالقوت للْمَلَائكَة الْكِرَام وأفرد الصَّلَاة بِمَا يميزها عَنْهُمَا بِحَسب الْمَعْنى إِذْ لَيْسَ فِيهَا تقاضى شَهْوَة وقرة عينه فِيهَا بمناجاة ربه وَقَالَ بعض العارفين بَدَأَ بِالنسَاء وَأخر الصَّلَاة لِأَن الْمَرْأَة جُزْء من الرجل فِي أصل ظُهُور عينهَا وَمَعْرِفَة الْجُزْء مُقَدّمَة على معرفَة الْكل وَمَعْرِفَة الْإِنْسَان بِنَفسِهِ مُقَدّمَة على مَعْرفَته بربه فَإِن مَعْرفَته بربه نتيجة عَن مَعْرفَته بِنَفسِهِ وَلذَلِك قَالَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام من عرف نَفسه فقد عرف ربه وَمن الْبَين أَن الصَّلَاة مِمَّا يتَفَرَّع على معرفَة الرب فَلذَلِك قدم النِّسَاء على الصَّلَاة (حم ن ك هق عَن أنس) // (وَإِسْنَاده جيد) //
(حببوا الله إِلَى عبَادَة يحببكم الله) أَي ذكروهم بِمَا أنعم بِهِ عَلَيْهِم ليحبوه فيشكروه فيزيدهم من فَضله (طب والضياء عَن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(حبذا) كلمة مدح ركبت من كَلِمَتَيْنِ أَي حب هَذَا الْأَمر (المتخللون من أمتِي) أَي المنقون أَفْوَاههم بالخلال من آثَار الطَّعَام أَو المُرَاد المخللون شُعُورهمْ وأصابعهم فِي الطَّهَارَة (ابْن عَسَاكِر عَن أنس) وَفِيه مَجْهُول
(حبذا المتخللون فِي الْوضُوء وَالطَّعَام) من فضلات زهومة اللَّحْم وَنَحْوه فَينْدب ذَلِك (حم عَن أبي أَيُّوب) الْأنْصَارِيّ // (بِإِسْنَاد حسن) //
(حبذا المتخللون فِي الْوضُوء المتخللون من الطَّعَام أما تَخْلِيل الْوضُوء فالمضمضة والإستنشاق وَبَين الْأَصَابِع وَأما تَخْلِيل الطَّعَام فَمن الطَّعَام) أَي من أَثَرَة (أَنه لَيْسَ شَيْء أَشد على الْملكَيْنِ الْكَاتِبين الملازمين للمكلف (من أَن يريَا بَين أَسْنَان صَاحبهمَا طَعَاما وَهُوَ قَائِم يُصَلِّي) فرضا أَو نفلا فالتخليل سنة مُؤَكدَة (طب عَن أبي أَيُّوب) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(حبك الشَّيْء) فِي رِوَايَة للشَّيْء (يعمى) أَي يعمى عَن رُؤْيَة الْقَبِيح (ويصم) عَن قَول النصيح أَو يعمى عَن الرشد ويصم عَن الموعظة أَو يجعلك أعمى عَن عُيُوب المحبوب أَصمّ عَن سماعهَا حَتَّى لَا يبصر قَبِيح فعله وَلَا يسمع فِيهِ نهى نَاصح فَإِذا وَقعت شَهْوَة شَيْء فِي الْقلب أعمت بصر الْقلب وأصمت أُذُنه لِأَن الْقلب إِنَّمَا صَار بَصيرًا بِالنورِ وَصَارَ بِهِ سميعا فَإِذا خالطته شَهْوَة غشى الْبَصَر وَثقل الْأذن وَقد نظم الْخَطِيب معنى ذَلِك فَقَالَ
(وحبك الشَّيْء يعمى عَن قبائحه ... وَيمْنَع الاذن أَن تصغي إِلَى العذل)
(حم تخ د عَن عَن أبي الدَّرْدَاء) // (باسناد ضَعِيف) // وَوَقفه أشبه (الخرائطي فِي اعتلال الْقُلُوب عَن أبي بَرزَة) بِتَقْدِيم الرَّاء على الزَّاي (ابْن عَسَاكِر عَن عبد الله بن أنيس) تَصْغِير أنس // (باسناد حسن) // وَزعم وَضعه رد
(حتم على الله أَن لَا يستجيب دَعْوَة مظلوم) دَعَا بهَا على ظالمه (وَلَا حد) من النَّاس (قبله) بِكَسْر فَفتح أَي جِهَته (مثل مظلمته) أَي فِي النَّوْع أَو الْجِنْس (عد عَن ابْن عَبَّاس) // (باسناد(1/493)
ضَعِيف) //
(حجبت) وَفِي رِوَايَة حفت (النَّار بالشهوات) أَي مَا يستلذ من أُمُور الدُّنْيَا مِمَّا منع الشَّرْع مِنْهُ أَصَالَة أَو لاستلزامه ترك مَأْمُور (وحجبت الْجنَّة بالمكاره) أَي بِمَا أَمر الْمُكَلف بمجاهدة نَفسه فِيهِ فعلا وتر كاسماه مكاره لصعوبته على الْعَامِل فَلَا يصل إِلَى النَّار إِلَّا بِفعل الشَّهَوَات وَلَا الى الْجنَّة إِلَّا بارتكاب المشقات (خَ عَن أبي هُرَيْرَة) وَرَوَاهُ عَنهُ مُسلم أَيْضا
(حجيح تترى) أَي وَاحِدَة على أثر وَاحِدَة (وَعمر) جمع عمْرَة (نسقا) بِفتْحَتَيْنِ فعل بِمَعْنى مفعول أَي منظومات عطف بَعْضهَا على بعض (يدفعن ميتَة السوء وعيلة الْفقر) بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة أَي شدَّة الْفقر (عب عَن عَامر بن عبد الله بن الزبير مُرْسلا) عَابِد كَبِير الْقدر (فر عَن عَائِشَة) // (باسناد ضَعِيف) //
(حجَّة لمن يحجّ) حجَّة الاسلام (خير) لَهُ (من عشر غزوات) أَي أفضل فِي حَقه من عشر غزوات (وغزوة لمن قد حج خير من عشر حجج وغزوة فِي الْبَحْر خير من عشر غزوات فِي الْبر وَمن أجَاز الْبَحْر فكانما أجَاز الأودية كلهَا والمائد فِيهِ كالمتشحط فِي دَمه) أَي الَّذِي تَدور رَأسه من ركُوب الْبَحْر كالمذبوح المضطرب فِي دَمه (طب هَب عَن ابْن عَمْرو) // (باسناد لَا بَأْس بِهِ) //
(حجَّة) وَاحِدَة (خير من أَرْبَعِينَ غَزْوَة) لمن لم يحجّ وَقد لزمَه الْحَج (وغزوة) وَاحِدَة (خير من أَرْبَعِينَ حجَّة) لمن حج حجَّة الاسلام وَلَزِمَه الْجِهَاد (الْبَزَّار عَن ابْن عَبَّاس) وَرِجَاله ثِقَات
(حجَّة قبل غَزْوَة أفضل من خمسين غَزْوَة) لمن لم يحجّ (وغزوة بعد حجَّة أفضل من خمسين حجَّة) أَي أَن تعين فرض الْجِهَاد عَلَيْهِ (ولموقف سَاعَة) أَي لَحْظَة (فِي سَبِيل الله أفضل من خمسين حجَّة) تَطَوّعا لمن الْجِهَاد فِي حَقه فرض عَيْني (حل عَن ابْن عمر) ابْن الْخطاب
(حج) يَا رزين (عَن أَبِيك) عقيل الَّذِي كبر وَعجز (وَاعْتمر) عَنهُ أما الصَّحِيح فَلَا يحجج عَنهُ وَلَا فرضا وَلَا نفلا عِنْد الشَّافِعِي وَجوز أَبُو حنيفَة وَأحمد النَّفْل ثمَّ هَذَا الحَدِيث مَخْصُوص بِمن حج عَن نَفسه (ت ن هـ ك عَن أبي رزين) بِفَتْح الرَّاء وَكسر الزَّاي لَقِيط بن عَامر (الْعقيلِيّ) قَالَ ت // (حسن صَحِيح) //
(حج) أَولا (عَن نَفسك) يَا أَبَا طيش الَّذِي لم يحجّ عَن نَفسه وَقد قَالَ لبيْك عَن شبْرمَة (ثمَّ حج عَن شبْرمَة) بشين مُعْجمَة مَضْمُومَة فموحدة سَاكِنة فراء مَضْمُومَة وصحف من قَالَ شبرمنت وَفِيه أَنه لَا يَصح مِمَّن عَلَيْهِ حج وَاجِب الْحَج عَن غَيره (د عَن ابْن عَبَّاس) وَرُوَاته ثِقَات
(حجُّوا قبل أَن لَا تَحُجُّوا) أَي اغتنموا فرْصَة الامكان وحجوا قبل أَن يُحَال بَيْنكُم وَبَين الْحَج (فَكَأَنِّي أنظر إِلَى حبشِي أصمع) بصاد مُهْملَة صَغِير الاذن (أفدع) بفاء ودال مُهْملَة بِوَزْن افْعَل أَي يمشي على ظُهُور قَدَمَيْهِ (بِيَدِهِ معول يَهْدِمهَا حجرا حجرا) أَي الْكَعْبَة فَلَا تعمر بعد ذَلِك وَذَلِكَ قرب السَّاعَة (ك هق عَن عَليّ) قَالَ ك // (صَحِيح ورد بِأَنَّهُ واه) //
(حجُّوا قبل أَن لَا تَحُجُّوا) قَالُوا وَمَا شَأْن الْحَج يَا رَسُول الله قَالَ (تقعد أعرابها) بِفَتْح الْهمزَة سكان الْبَوَادِي (على أَذْنَاب أَوديتهَا) أَي الْمَوَاضِع الَّتِي تَنْتَهِي اليها مسايل المَاء فيحولون بَين النَّاس وَبَين الْبَيْت (فَلَا يصل إِلَى الْحَج أحد) وَذَلِكَ بعد رفع الْقُرْآن وَمَوْت عِيسَى (هق عَن أبي هُرَيْرَة) // (واسناده واه) //
(حجُّوا فان الْحَج يغسل الذُّنُوب كَمَا يغسل المَاء الدَّرن) أَي الْوَسخ فَهُوَ يكفر الصَّغَائِر والكبائر (طس عَن عبد الله بن جَراد) وَفِي اسناده كَذَّاب
(حجُّوا تستغنوا) بِأَن يُبَارك لكم فِيمَا رزقكم (وسافروا تصحوا) لَان السّفر مَصَحَّة للبدن (عب عَن صَفْوَان بن سليم) بِضَم الْمُهْملَة وَفتح اللَّام (مُرْسلا) // (وأسنده الديلمي) //
(حد) بدال مُهْملَة على مَا فِي جَمِيع النّسخ وَصَوَابه حق بِالْقَافِ (الْجوَار) بِكَسْر الْجِيم وَضمّهَا (أَرْبَعُونَ(1/494)
دَارا) من كل جَانب من الجوانب الْأَرْبَع (هق عَن عَائِشَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(حد السَّاحر ضربه) بِالْهَاءِ بعد الْمُوَحدَة كَمَا فِي خطّ المولف (بِالسَّيْفِ) أَي حَده الْقَتْل بِهِ أَن اعْتقد أَن لسحره تَأْثِير بِغَيْر الْقدر أَو كَانَ سحره لَا يتم إِلَّا بمكفر (ت ك عَن جُنْدُب) قَالَ ك // (صَحِيح غَرِيب) // وَقَالَ // (غَيره الصَّحِيح مَوْقُوف) //
(حد يعْمل فِي الأَرْض) أَي يُقَام على من اسْتَحَقَّه (خير لأهل الأَرْض من أَن يمطروا أَرْبَعِينَ صباحا) أَي أَنْفَع من ذَلِك لِئَلَّا تنتهك حُقُوق الله تَعَالَى فيغضب لذَلِك (ن هـ عَن أبي هُرَيْرَة)
(حد الطَّرِيق) أَي مِقْدَار عرضه (سَبْعَة أَذْرع) فَإِذا تنَازع الْقَوْم فِي ذَلِك جعل كَذَلِك كَمَا مر (طس عَن جَابر) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(حدثوا عَن بني إِسْرَائِيل) أَي بلغُوا عَنْهُم الْقَصَص والمواعظ وَنَحْو ذَلِك (وَلَا حرج) عَلَيْكُم فِي التحديث عَنْهُم وَلَو بِلَا سَنَد لتعذره بطول الأمد فَيَكْفِي غَلَبَة الظَّن بِأَنَّهُ عَنْهُم (د عَن أبي هُرَيْرَة) وَأَصله // (صَحِيح) //
(حدثوا عني بِمَا تَسْمَعُونَ) يَعْنِي بِمَا صَحَّ عنْدكُمْ من جِهَة السَّنَد الَّذِي بِهِ يقر التَّحَرُّز عَن الْكَذِب وَلَا تحدثُوا بِكُل مَا بَلغَكُمْ مِمَّا لم يَصح سَنَده (وَلَا تَقولُوا) عني (إِلَّا حَقًا) أَي إِلَّا مَا طابق الْوَاقِع (وَمن كذب عَليّ) بِشدَّة الْيَاء أَي قولني مَا لم أَقَله (بني) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول (لَهُ بَيت فِي جَهَنَّم يرتع فِيهِ) لجرأته على منصب النُّبُوَّة وهجومه على خرق الشَّرِيعَة (طب عَن أبي قرصافة) بِكَسْر الْقَاف حيدرة بن خَيْثَمَة الْكِنَانِي
(حدثوا النَّاس بِمَا يعْرفُونَ) أَي بِمَا يفهمونه وتدركه عُقُولهمْ وَلَا تحدثوهم بِغَيْر ذَلِك (أتريدون) بِهَمْزَة الإستفهام الإنكاري (أَن يكذب الله وَرَسُوله) بشد الذَّال مَفْتُوحَة لِأَن السَّامع لما لَا يفهمهُ يعْتَقد استحالته جهلا فَلَا يصدق بِوُجُودِهِ فَيلْزم التَّكْذِيب (فرعن على مَرْفُوعا وَهُوَ فِي خَ مَوْقُوف) عَلَيْهِ من قَوْله // (واسناده الْمَرْفُوع واه بل قيل مَوْضُوع) //
(حَدثنِي جِبْرِيل) بإن (قَالَ يَقُول الله تَعَالَى لَا إِلَه إِلَّا الله حصنى فَمن دخله أَمن عَذَابي) فَمن أَرَادَ دُخُول ذَلِك الْحصن فليجمع حواسه وينطق بِالشَّهَادَةِ بِلِسَانِهِ عَن جَمِيع ذَاته وَقَلبه وجوارحه (ابْن عَسَاكِر عَن عَليّ
حذف السَّلَام) بِمُهْملَة فمعجمة أَي الْإِسْرَاع وَعدم مُدَّة (سنة) وَالْمرَاد سَلام الصَّلَاة وَقيل أَرَادَ إِذا سلم يقوم عجلا (حم د ك هق عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ت // (حسن صَحِيح) //
(حرس لَيْلَة فِي سَبِيل الله على سَاحل الْبَحْر أفضل من صِيَام رجل وقيامه فِي أَهله) أَي فِي وَطنه وَهُوَ مُقيم بَين عِيَاله (ألف سنة السّنة ثلثمِائة يَوْم الْيَوْم كألف سنة) قَالَ الذَّهَبِيّ هَذِه عبارَة عَجِيبَة لَو صحت كَانَ مَجْمُوع ذَلِك الْفضل ثَلَاث مائَة ألف ألف سنة وَسِتِّينَ ألف ألف سنة (هـ عَن أنس) وَهَذَا // (حَدِيث مُنكر) //
(حرس لَيْلَة فِي سَبِيل الله عز وَجل أفضل من ألف لَيْلَة بقام لَيْلهَا ويصام نَهَارهَا) بِبِنَاء يُقَام ويصام للْمَجْهُول وَمحله إِذا تعين الحرس لإشتداد الْخَوْف (طب ك هَب عَن عُثْمَان) // (وَإِسْنَاده حسن) //
(حرم الله الْجَمْر) أَي شرب شَيْء مِنْهَا وَإِن قل وَهِي المتخذة من عصير الْعِنَب (وكل مُسكر حرَام) وَإِن اتخذ من غير الْعِنَب (ن عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(حرم) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول بضبط الْمُؤلف (لِبَاس الْحَرِير) أَي الْخَالِص أَو مَا أَكْثَره مِنْهُ (وَالذَّهَب على ذُكُور أمتِي) أَي الرِّجَال الْعُقَلَاء بِلَا ضَرُورَة وَلَا حَاجَة (وَأحل لآناثهم) وأطفالهم لبساً وافتراشا (ت عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ وَقَالَ // (حسن صَحِيح) // ونوزع
(حرم على عينين أَن تنالهما النَّار عين بَكت من خشيَة الله وَعين باتت تحرس الْإِسْلَام وَأَهله من أهل الْكفْر) فِي الْقِتَال أَو الرِّبَاط فِي الثغر فهذان لَا يردان النَّار إِلَّا تَحِلَّة الْقسم جَزَاء بِمَا كَانُوا يعْملُونَ (ك هَب عَن أبي(1/495)
هُرَيْرَة) // (وَفِيه انْقِطَاع) //
(حرم مَا بَين لابتي الْمَدِينَة على لساني) أَي لم تكن مُحرمَة كَمَا كَانَت مَكَّة بل حَدِيث تَحْرِيمهَا على لساني (خَ عَن أبي هُرَيْرَة عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(حرم على النَّار) لفظ رِوَايَة أَحْمد حرمت النَّار على (كل) إِنْسَان (هَين لين سهل قريب من النَّاس) وَالْمرَاد الْمُسلم الَّذِي يكون كَذَلِك (حم عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(حرمت التِّجَارَة فِي الْخمر) أَي بيعهَا وشراؤها وَلَا يَصح لنجاستها (خَ د عَن عَائِشَة)
(حرمت النَّار على عين بَكت من خشيَة الله وَحرمت النَّار على عين سهرت فِي سَبِيل الله) تَعَالَى أَي فِي الحرس فِي الرِّبَاط أَو فِي الْقِتَال (وَحرمت النَّار على عين غضت) أَي خفضت وأطرقت (عَن) نظر (محارم الله) تَعَالَى أَي عَن تَأمل شَيْء مِمَّا حرمه الله تَعَالَى عَن النَّاظر (أَو عين فقئت) أَي غارت أَو شقَّتْ (فِي سَبِيل الله) تَعَالَى فِي قتال الْكفَّار بِسَبَبِهِ (طب عَن أبي ريحانه) شَمْعُون بِمُعْجَمَة وَقيل بِمُهْملَة ابْن زيد الْأَزْدِيّ وَرِجَاله ثِقَات
(حُرْمَة نسَاء الْمُجَاهدين على القاعدين كَحُرْمَةِ أُمَّهَاتكُم (عَلَيْكُم فِي حُرْمَة التَّعَرُّض لَهُنَّ بريبة من نَحْو نظر محرم وَفِي برهن وَالْإِحْسَان إلَيْهِنَّ (وَمَا من رجل من القاعدين يخلف رجلا من الْمُجَاهدين فِي أَهله (أَي يقوم مقَامه فِي محافظتهم ورعاية أُمُورهم (فيخونه فيهم) أَي يخون الْمُجَاهِد فِي أَهله (الأوقف لَهُ يَوْم الْقِيَامَة فَقيل) لَهُ أَي فَنَقُول لَهُ الْمَلَائِكَة بِإِذن رَبهم (قد خانك) هَذَا الْإِنْسَان (فِي أهلك فَخذ من حَسَنَاته مَا شِئْت فَيَأْخُذ من عمله) أَي الصَّالح (مَا شَاءَ فَمَا) استفهامية (ظنكم) أَي فَمَا ظنكم بِمن أحله الله تَعَالَى هَذِه الْمنزلَة وَخَصه بِهَذِهِ الْفَضِيلَة أَو فَمَا تظنون فِي ارْتِكَاب هَذِه الجريمة هَل تتركون مَعهَا (حم م د ن عَن بُرَيْدَة) بن الْحصيب
(حُرْمَة الْجَار على الْجَار) أَي حُرْمَة مَاله وَعرضه عَلَيْهِ (كَحُرْمَةِ دَمه) أَي كَحُرْمَةِ سفك دَمه بِالْقَتْلِ فَكَمَا أَن قَتله حرَام فَمَاله وَعرضه عَلَيْهِ حرَام وَأَن تفَاوت الْمِقْدَار (أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب عَن أبي هُرَيْرَة) // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(حُرْمَة مَال الْمُسلم كَحُرْمَةِ دَمه) فَكَمَا لَا يحل دَمه لَا يحل أَخذ شَيْء من مَاله بِغَيْر رِضَاهُ وَلَو تافها وَقيل المُرَاد فِي وجوب الدّفع عَنهُ وصونه لَهُ (حل عَن ابْن مَسْعُود) // (غَرِيب ضَعِيف) //
(حَرِيم الْبِئْر) أَي الَّذِي يلقى فِيهِ نَحْو ترابها وَيحرم على غير الْمُخْتَص بهَا الإنتفاع بِهِ (مدر شائها) بِكَسْر الرَّاء وَالْمدّ حبلها الَّذِي يتَوَصَّل بِهِ لمائها من جَمِيع الْجِهَات (هـ عَن أبي سعيد) // (بِإِسْنَاد لين) //
(حَرِيم النَّخْلَة مد جريدها) فَإِذا كَانَ طول جريدها خَمْسَة مثلا فحريمها كَذَلِك (هـ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب (وَعَن عبَادَة بن الصَّامِت)
(حزقة) بِالرَّفْع والتنوين أَي أَنْت حزقة وَهُوَ بِضَم الْمُهْملَة وَالزَّاي وَشد الْقَاف وَقَوله (حزقة) كَذَلِك أَو خبر مُكَرر وروى بِالضَّمِّ غير منون منادى والحزقة الْقصير الضَّعِيف وَقيل الْعَظِيم الْبَطن (ترق) أَي اصْعَدْ (عين بقة) منادى ذهب بِهِ إِلَى صغر عَيْنَيْهِ تَشْبِيها لَهُ بِعَين الْبَعُوضَة وَسَببه أَنه كَانَ يرقص الْحسن أَو الْحُسَيْن ويقوله ملاعبة لَهُ (وَكِيع) بِفَتْح فَكسر (فِي) كتاب (الْغرَر) بِضَم الْمُعْجَمَة (وَابْن السّني فِي عمل يَوْم وَلَيْلَة خطّ وَابْن عَسَاكِر عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِي // (إِسْنَاده مَجْهُول وبقيته ثِقَات) //
(حسان) بِالْفَتْح وَالتَّشْدِيد (حجاز) بالزاي وَفِي راوية بِالْبَاء وَفِي أُخْرَى حاجز (بَين الْمُؤمنِينَ وَالْمُنَافِقِينَ) لِأَنَّهُ يناضل عَنْهُم بِلِسَانِهِ وسنانه فَلَا جلّ ذَلِك (لَا يُحِبهُ مُنَافِق وَلَا يبغضه مُؤمن) وَهُوَ حسان بن ثَابت الْأنْصَارِيّ شَاعِر الْمُصْطَفى (ابْن عَسَاكِر عَن عَائِشَة) وَرَوَاهُ عَنْهَا أَبُو نعيم أَيْضا
(حسب) بِسُكُون السِّين (الْمُؤمن من الشقاق والخيبة) أَي يَكْفِيهِ مِنْهُمَا (أَن يسمع(1/496)
الْمُؤَذّن يثوب بِالصَّلَاةِ) أَي يَقُول الصَّلَاة خير من النّوم (فَلَا يجِيبه) فانه قد فَاتَهُ خير كثير (طب عَن معَاذ بن أنس) // (باسناد حسن) //
(حسب امْرِئ من الْبُخْل أَن يَقُول) لمن لَهُ عَلَيْهِ دين (آخذ حَقي كُله وَلَا أدع مِنْهُ شَيْئا) فان من الْبُخْل بن الشُّح والدناءة المضايقة فِي التافه وَلذَلِك ردَّتْ بِهِ الشَّهَادَة (فر عَن أبي أُمَامَة) // (باسناد ضَعِيف) //
(حَسبك) أَي أحسبك والاستفهام مُقَدّر (من نسَاء الْعَالمين) أَي يَكْفِيك فِي معرفَة فضلهن (مَرْيَم بنت عمرَان) الصديقة بِنَصّ الْقُرْآن (وَخَدِيجَة بنت خويلد) زَوْجَة الْمُصْطَفى (وَفَاطِمَة بنت مُحَمَّد) رَسُول الله (وآسية امْرَأَة فِرْعَوْن) وَالْخطاب عَام أَولا نس أَي كافيك معرفَة فضلهن من معرفَة فضل جَمِيع النِّسَاء (حم ت حب ك عَن أنس) // (باسناد صَحِيح) //
(حسبي الله وَنعم الْوَكِيل) أَي النُّطْق بِهَذَا مَعَ اعْتِقَاد مَعْنَاهُ بِالْقَلْبِ والاخلاص وَقُوَّة الرَّجَاء (أَمَان لكل خَائِف) وَمن يتوكل على الله فَهُوَ حَسبه أَلَيْسَ الله بكاف عَبده (فر عَن شَدَّاد بن أَوْس) // (باسناد ضَعِيف) //
(حسبي رجائي من خالقي) أَي يَكْفِينِي أملي فِيهِ وَحسن ظَنِّي بِهِ (وحسبي ديني من دنياي) أَي يَكْفِينِي لَان المَال غاد ورائح والعاقل من آثر مَا يبْقى على مَا يفنى (حل عَن ابراهيم بن أدهم) العابد الزَّاهِد (عَن أبي ثَابت مُرْسلا)
(حسن الْخلق) بِضَمَّتَيْنِ (خلق الله الاغظم) أَي هُوَ أعظم الاخلاق الْمِائَة والسبعة عشر الَّتِي خزنها تَعَالَى لِعِبَادِهِ فِي خَزَائِن جوده قَالَ بَعضهم وَمن حسن الله تَعَالَى خلقه أحبه وَمن أحبه ألْقى محبته فِي قُلُوب عباده وَفِي حَدِيث الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ ذهب حسن الْخلق بِخَير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (طب عَن عمار بن يَاسر) // (باسناد ضَعِيف جدا) //
(حسن الْخلق) بِضَمَّتَيْنِ (نصف الدّين) لَان حسنه يُؤَدِّي إِلَى صفاء الْقلب ونزاهته وَإِذا صفا عظم النُّور وانشرح الصَّدْر ونشطت الْجَوَارِح للاعمال الظَّاهِرَة فَهُوَ نصف بِهَذَا الِاعْتِبَار (فر عَن أنس) وَفِيه مَجْهُول
(حسن الْخلق يذيب الْخَطَايَا كَمَا تذيب الشَّمْس الجليد) وَهُوَ المَاء الجامد من شدَّة الْبرد لَان صنائع الْمَعْرُوف انما تنشا عَن حسن الْخلق والصنائع حَسَنَات والحسنات يذْهبن السَّيِّئَات (عد عَن ابْن عَبَّاس) // (باسناد ضَعِيف) //
(حسن الشّعْر) بِفتْحَتَيْنِ (مَال وَحسن الْوَجْه مَال وَحسن اللِّسَان مَال وَالْمَال مَال) يَعْنِي فِي الْمَنَام فَإِذا رأى الانسان فِي مَنَامه شَيْئا من الْمَذْكُورَات مِنْهُ أَو من غَيره كَذَلِك فيؤول بِحُصُول مَال (ابْن عَسَاكِر عَن أنس) // (باسناد ضَعِيف) //
(حسن الصَّوْت زِينَة الْقُرْآن) لَان ترتيله والجهر بِهِ بترقق وتحزن زِينَة وبهجة (طب عَن ابْن مَسْعُود) وَفِيه سعيد بن رزين ضَعِيف
(حسن الظَّن) أَي بصلحاء الْمُؤمنِينَ (من حسن الْعِبَادَة) يَعْنِي اعْتِقَاد الْخَيْر وَالصَّلَاح فيهم من جملَة أَحْكَام الْعِبَادَة فَمن تبعيضية (د ك عَن أبي هُرَيْرَة)
(حسن الملكة) يَعْنِي حسن الصنيعة مَعَ الْمَمْلُوك (يمن) أَي يُوجب الْبركَة وَالْخَيْر (وَسُوء الْخلق) مَعَه (شُؤْم) لانه يُورث البغض والنفرة ويكدر الْعَيْش (د عَن رَافع بن مكيث) بِفَتْح الْمِيم وَكسر الْكَاف فمثناة تحتية فمثلثة وَاخْتلف فِي صحبته
(حسن الملكة نَمَاء) بِالْفَتْح وَالتَّخْفِيف وَالْمدّ أَي زِيَادَة رزق وَأجر وارتفاع مكانة عِنْد الله تَعَالَى (وَسُوء الْخلق شُؤْم) فالشؤم يُورث الخذلان (وَالْبر) بِالْكَسْرِ (زِيَادَة فِي الْعُمر) معنى زِيَادَته بركته (وَالصَّدَََقَة تمنع ميتَة السوء) بِكَسْر الْمِيم وَهِي الْمَوْت على وَجه النكال والفضيحة كَكَوْنِهِ سكرانا (حم طب عَن رَافع بن مكيث) فِيهِ راو لم يسم وبقيته ثِقَات
(حسن الملكة يمن) أَي الرِّفْق بالمملوك بركَة (وَسُوء الْخلق شُؤْم) - _ هوامش قَوْله أحسبك إِلَخ حالاجة لتقدير الإستفهام(1/497)
لإثارته للجاج والعناد وَقصد الْأَنْفس وَالْأَمْوَال بِمَا يُؤْذِي (وَطَاعَة الْمَرْأَة ندامة) أَي غم لَازم لشؤم آثاره (وَالصَّدَََقَة تمنع الْقَضَاء السوء (أَي ترده بِالْمَعْنَى الْآتِي (ابْن عَسَاكِر عَن جَابر) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(حسنوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ فَإِن الصَّوْت الْحسن يزِيد الْقُرْآن حسنا) وَفِيه فَضِيلَة الصَّوْت الْحسن فالسماع لَا بَأْس بِهِ لأَهله (الدَّارمِيّ و) مُحَمَّد (ابْن نصر فِي) كتاب (الصَّلَاة ك عَن الْبَراء) بن عَازِب
(حُسَيْن منى وَأَنا مِنْهُ) علم بِنور الْوَحْي مَا يحدث بَينه وَبَين الْقَوْم فخصه بِالذكر وَبَين أَنَّهُمَا كشيء وَاحِد فِي حُرْمَة الْمُحَاربَة (أحب الله من أحب حُسَيْنًا) فَإِن محبته محبَّة الرَّسُول ومحبة الرَّسُول محبَّة الله تَعَالَى (الْحسن وَالْحُسَيْن سبطان من الأسباط) جمع سبط وَهُوَ ولد الْبِنْت أكدبه البعضية وقررها (خدت هـ ك عَن يعلى بن مرّة) بِالضَّمِّ // (وَإِسْنَاده حسن) //
(حصنوا أَمْوَالكُم بِالزَّكَاةِ) أَي باخراجها فَمَا تلف مَال فِي بر وَلَا بَحر إِلَّا بمنعها (وداووا مَرضا كم بِالصَّدَقَةِ) فَإِنَّهَا أَنْفَع من الدَّوَاء الحسى (وَأَعدُّوا للبلاء الدُّعَاء (بِأَن تَدْعُو عِنْد نُزُوله فَإِنَّهُ يرفعهُ (طب حل خطّ عَن ابْن مَسْعُود) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(حصنوا أَمْوَالكُم بِالزَّكَاةِ) أَي بتزكيتها (وداووا مرضاكم بِالصَّدَقَةِ) أَي صَدَقَة التَّطَوُّع (وَاسْتَعِينُوا على حمل الْبلَاء بِالدُّعَاءِ) إِلَى الله تَعَالَى (والتضرع) إِلَيْهِ فَإِنَّهُ يرفعهُ أَو يخففه أَو يسهل وقعه (دفى مراسيله عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا) وَمر مَا فِي مَرَاسِيل الْحسن
(حَضرمَوْت خير من بني الْحَرْث) أَي هَذِه الْقَبِيلَة أفضل من هَذِه (طب عَن عَمْرو بن عبسة) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(حضر ملك الْمَوْت رجلا يَمُوت) أَي فِي النزع (فشق أعضاؤه) أَي جرى فِيهَا وسلكها وفتشها (فَلم يجد عمل خيرا قطّ) بعضو من أَعْضَائِهِ (ثمَّ شقّ قلبه فَلم يجد فِيهِ خيرا قطّ ففك لحييْهِ فَوحد طرف لِسَانه لاصقا بحنكه يَقُول لَا إِلَه إِلَّا الله فغفر لَهُ) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول وَالْفَاعِل الله (بِكَلِمَة الأخلاص) بَين بِهِ أَن التَّوْحِيد الْمَحْض الْخَالِص عَن شوائب الشّرك لَا يبْقى مَعَه ذَنْب (ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب المختصرين هَب عَن أبي هُرَيْرَة)
(حقت الْجنَّة بالمكارة) أَي أحاطت بنواحيها جمع مُكْرَهَة وَهِي مَا يكرههُ الْمَرْء ويشق عَلَيْهِ من الْقيام بِحَق الْعِبَادَة على وَجههَا (وحفت النَّار بالشهوات) وَهِي كل مَا يُوَافق النَّفس ويلائمها وَتَدْعُو إِلَيْهِ (حم م ت عَن أنس) بن مَالك (م عَن أبي هُرَيْرَة حم فِي الزّهْد عَن ابْن مَسْعُود مَوْقُوفا) // (وَرَوَاهُ البُخَارِيّ) // أَيْضا
(حفظ الْغُلَام الصَّغِير كالنقش فِي الْحجر وَحفظ الرجل بَعْدَمَا يكبر كالكتابة على المَاء) أَي فَإِن حفظه لَا يثبت كَمَا لَا تثبت الْكِتَابَة على المَاء لضعف حواسه وَأما الصَّغِير فينطبع حفظه فِي الصُّورَة الإدراكية فَلَا يَزُول (خطّ فِي الْجَامِع عَن ابْن عَبَّاس)
(حَقًا) بِالنّصب مصدر لفعل مَحْذُوف أَي حق حَقًا (على الْمُسلمين) أَي على كل مِنْهُم (أَن يغتسلوا) فَاعل وَكَانَ حَقه التَّأْخِير عَن قَوْله (يَوْم الْجُمُعَة) لَكِن قدم للإهتمام (وليمس) بِفَتْح الْمِيم وتضم (أحدهم من طيب أَهله) أَن وجده (فَإِن لم يجد فالماء لَهُ طيب) بِكَسْر الظَّاء وَسُكُون التَّحْتِيَّة أَي يقوم مقَام الطّيب (ت عَن الْبَراء) بن عَازِب
(حق الْمُسلم على الْمُسلم خمس) من الْخِصَال يعم وجوب الْعين والكفاية وَالنَّدْب (رد السَّلَام) فَهُوَ وَاجِب كِفَايَة من جمَاعَة مُسلم عَلَيْهِم (وعيادة الْمَرِيض) الْمُسلم فَهِيَ وَاجِبَة حَيْثُ لَا متعهد لَهُ وَإِلَّا ندبت (وَاتِّبَاع الْجَنَائِز) فَإِنَّهُ فرض كِفَايَة (وَإجَابَة الدعْوَة) بِفَتْح الدَّال أَي إِلَى وَلِيمَة الْعرس فَتجب فَإِن كَانَت لغَيْرهَا ندبت (وتشميت الْعَاطِس) الدُّعَاء لَهُ بِالرَّحْمَةِ إِذا حمد الله تَعَالَى فَهِيَ سنة وَعطف السّنة على الْوَاجِب(1/498)
جَائِر مَعَ القريئة قَالَ بَعضهم وَلَا يضيع حق أَخِيه بِمَا بَينهمَا من مزِيد الْمَوَدَّة وَلما قدم الحريري من الْحَج وَكَانَ صديق الْجُنَيْد بَدَأَ بِهِ الحريري قبل دُخُوله منزله فَسلم عَلَيْهِ ثمَّ ذهب لمنزله فَلم يسْتَقرّ إِلَّا والجنيد عِنْده فَقَالَ إِنَّمَا بدأت بك لِئَلَّا تَجِيء فَقَالَ هَذَا حَقك وَذَاكَ فضلك (ق عَن أبي هُرَيْرَة)
(حق الْمُسلم على الْمُسلم سِتّ إِذا لَقيته فَسلم عَلَيْهِ) ندبا لِأَنَّهُ إِذا لم يسلم عَلَيْهِ فقد احتقره (وَإِذا دعَاك فأجبه) إِلَى مأدبته وجوبا للعرس وندبا لغيره حَيْثُ لَا عذر (وَإِذا استنصحك فانصح لَهُ) وجوبا وابذل الْجهد (وَإِذا عطس وَحمد الله فشمته) بِأَن تَقول لَهُ يَرْحَمك الله ندبا (وَإِذا مرض فعده) أَي زره فِي مَرضه (وَإِذا مَاتَ فَاتبعهُ) حَتَّى تصلي عَلَيْهِ فَإِن صحبته إِلَى الدّفن فأفضل وَمعنى هَذِه الْجمل أَن من حق الْإِسْلَام ذَلِك وَله حُقُوق أُخْرَى (فدم عَن أبي هُرَيْرَة)
(حق الزَّوْج على زَوجته أَن لَا تَمنعهُ نَفسهَا) إِذا أَرَادَ جِمَاعهَا فيلزمها ذَلِك (وَإِن كَانَت على ظهر قتب) أَي وَلَو حَال وِلَادَتهَا إِن أمكن (وَأَن لَا تَصُوم يَوْمًا وَاحِدًا) نفلا (إِلَّا بِإِذْنِهِ) إِن حضر وَأمكن اسْتِئْذَانه (إِلَّا الْفَرِيضَة) كَذَا فِي نُسْخَة الْمُؤلف بِخَطِّهِ وَفِي رِوَايَة إِلَّا الْمَرِيضَة أَي الَّتِي لَا يُمكن الإستمتاع بهَا فلهَا الصَّوْم بِدُونِهِ (فَإِن فعلت) أَي صَامت بِغَيْر إِذْنه (أثمت) وَصَحَّ صَومهَا (وَلم يتَقَبَّل مِنْهَا) صَومهَا فَلَا تثاب عَلَيْهِ (وَأَن لَا تُعْطِي) فَقِيرا وَلَا غَيره (من بَيته شيأ) من طَعَام وَغَيره (إِلَّا بِإِذْنِهِ) أَي الصَّرِيح أَو علم رِضَاهُ بِهِ وبقدر الْمُعْطى (فَإِن فعلت) بِأَن أعلت تَعَديا (كَانَ لَهُ الْأجر وَكَانَ عَلَيْهَا الْوزر) لافتياتها عَلَيْهِ (وَأَن لَا تخرج من بَيته إِلَّا بِإِذْنِهِ) الصَّرِيح وَأَن لمَوْت أَبِيهَا أَو أمهَا (فَإِن فعلت) لغير ضَرُورَة (لعنها الله وملائكة الْغَضَب) أَي الزَّبَانِيَة (حَتَّى تنوب أَو تراجع) أَي ترجع (وَإِن كَانَ ظَالِما) فِي مَنعه لَهَا من الْخُرُوج وَهَذَا كَأَنَّهُ لمزيد الزّجر (الطَّيَالِسِيّ) أَبُو دَاوُد (عَن ابْن عمر)
(حق الزَّوْج على الْمَرْأَة) أَي امْرَأَته (أَن لَا تهجر فرَاشه) بل تَأتيه فِيهِ ليقضى مِنْهَا وطره إِن أَرَادَ (وَأَن تبر قسمه) إِذا حلف على فعل شَيْء أَو تَركه وَهُوَ مِمَّا لَا يُخَالف الشَّرْع (وَأَن تطيع أمره) أَي الَّذِي لَا يُخَالف الشَّرْع (وَأَن لَا تخرج) من بَيته (إِلَّا بِإِذْنِهِ وَأَن لَا تدخل) بِضَم فَكسر بضبط الْمُؤلف (إِلَيْهِ من يكره) أَي من يكرههُ أَو يكره دُخُوله وَإِن لم يكرههُ وَلَو نَحْو أمهَا أَو وَلَدهَا من غَيره فَإِن فعلت أثمت (طب عَن تَمِيم الدَّارِيّ) نِسْبَة إِلَى جده الدَّار بن هَانِئ // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(حق الزَّوْج على زَوجته) أَي من حَقه عَلَيْهَا (أَن) بِفَتْح الْهمزَة (لَو كَانَت بِهِ قرحَة فلحستها) بلسانها غير متقذرة لذَلِك (مَا أدَّت حَقه ك عَن أبي سعيد) قَالَ ك صَحِيح ورده الذَّهَبِيّ وَقَالَ بل مُنكر
(حق الْمَرْأَة على الزَّوْج) أَي من حَقّهَا عَلَيْهِ (أَي يطْعمهَا إِذا طعم ويكسوها إِذا اكتسى وَلَا يضْرب الْوَجْه وَلَا يقبح) بِشدَّة الْمُوَحدَة مَكْسُورَة أَي لَا يسْمعهَا مَكْرُوها وَلَا يقل قبحك الله (وَلَا يهجر) وَفِي رِوَايَة وَلَا يهجرها (إِلَّا فِي الْبَيْت) وَهَذَا الْحصْر غير مُرَاد بل لَا يجوز الهجر فِي غير الْبَيْت وَالْمرَاد بالهجر ترك الدُّخُول عَلَيْهِنَّ وَالْإِقَامَة عِنْدهن (طب ك عَن مُعَاوِيَة ابْن حيدة) بِفَتْح الْمُهْملَة قَالَ ك // (صَحِيح وأقروه) //
(حق الْجَار على جَاره أَن مرض عدته) فِي مَرضه (وَإِن مَاتَ شيعته) إِلَى الْمصلى وَتصلي عَلَيْهِ وَإِلَى الْقَبْر أفضل) وَإِن استقرضك) أَي طلب مِنْك أَن تقرضه شَيْئا (أَقْرَضته) إِن وجدت (وَإِن أَعور) أَي بَدَت مِنْهُ عَورَة (سترته وَإِن أَصَابَهُ خير) أَي حَادث سرُور (هَنأ بِهِ) (وَإِن أَصَابَته مصيبه) فِي نفس أَو مَال أول أهل (عزيته) بِمَا ورد (وَلَا ترفع بناءك فَوق بنائِهِ) رفعا يضرّهُ شرعا كَمَا بَينه بقوله (فتشد عَلَيْهِ الرّيح) أَو الضَّوْء(1/499)
فان خلا عَن الضَّرَر جَازَ الرّفْع الا لذِمِّيّ على مُسلم (وَلَا تؤذيه برِيح قدرك) بِكَسْر فَسُكُون أَي طَعَامك الَّذِي تطبخه فِي الْقدر فَأطلق الظّرْف وَأَرَادَ المظروف (الا أَن تغرف لَهُ مِنْهَا) شَيْئا يَقع موقعا من كِفَايَته وان لم يكفه (طب عَن مُعَاوِيَة بن حيدة) وَفِيه الْهُذلِيّ ضَعِيف
(حق الْوَلَد على الْوَالِد) أَي من حَقه عَلَيْهِ وَالْمرَاد بِهِ الأَصْل وان علا عِنْد فقد الاقرب (أَن يُعلمهُ الْكِتَابَة) لعُمُوم نَفعهَا وجموم فَضلهَا (والسباحة) بِكَسْر الْمُهْملَة وَفتح الْمُوَحدَة أَي العوم (والرماية) بِالْقَوْسِ (وَأَن لَا يرزقه إِلَّا طيبا) بِأَن يرشده إِلَى مَا يحمد من المكاسب ويحذره من غَيره ويبغضه اليه (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (وَأَبُو الشَّيْخ) بن حَيَّان (فِي الثَّوَاب هَب عَن أبي رَافع) مولى الْمُصْطَفى // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(حق الْوَلَد على وَالِده أَن يحسن اسْمه) اي يُسَمِّيه باسم حسن (ويزوجه إِذا أدْرك) أَي بلغ (ويعلمه الْكتاب) يَعْنِي الْقُرْآن وَيحْتَمل إِرَادَة الْخط (حل فر عَن أبي هُرَيْرَة) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(حق كَبِير الاخوة على صَغِيرهمْ كحق الْوَالِد على وَلَده) أَي فِي وجوب احترامه وتعظيمه وتوقيره واستشارته (هَب عَن سعيد بن العَاصِي) // (باسناد ضَعِيف) //
(حق الْوَلَد على الْوَالِد أَن يحسن اسْمه وَيحسن أدبه) بِأَن يَأْخُذهُ بمبادئ الْآدَاب الشَّرْعِيَّة ليأنس بهَا وينشأ عَلَيْهَا (هَب عَن ابْن عَبَّاس) // (باسناد واه بل قيل مَوْضُوع) //
(حق الْوَلَد على وَالِده أَن يحسن اسْمه) فَلَا يُسَمِّيه بِمَا يتطير بنفيه أَو باثباته فَإِنَّهُ مَكْرُوه (وَيحسن مَوْضِعه) فِي نسخ بِالْوَاو وَفِي بَعْضهَا بالراء أَي رضاعه (وَيحسن أدبه) بِأَن يدر بِهِ بالاخلاق الحميدة ويعلمه الْقُرْآن ولسان الْعَرَب وَمَا لَا بُد مِنْهُ من أَحْكَام الدّين (هَب عَن عَائِشَة) // (باسناد ضَعِيف جدا كَمَا قَالَه مخرجه) //
(حق لله على كل مُسلم) محتلم حضر الْجُمُعَة (أَن يغْتَسل فِي كل سَبْعَة أَيَّام يَوْمًا) وَهُوَ يَوْم الْجُمُعَة كَمَا عينه فِي رِوَايَة أُخْرَى (بِغسْل فِيهِ) أَي فِي الْيَوْم (رَأسه وَجَسَده) ذكر الرَّأْس وان شَمله الْجَسَد اهتماما بِهِ ولانه يغسل بِنَحْوِ خطمى وَهَذَا حق اخْتِيَار لَاحق وجوب (ق عَن أبي هُرَيْرَة)
(حق على كل مُسلم السِّوَاك) بِمَا يزِيل القلح (وَغسل يَوْم الْجُمُعَة) وَيدخل وقته بِطُلُوع الْفجْر (وَأَن يمس من طيب أَهله) أَي حلائله (ان كَانَ) متيسرا فَإِن الْمَلَائِكَة تحبه والشيطان ينفر مِنْهُ (الْبَزَّار عَن ثَوْبَان) // (باسناد حسن) //
(حق على من قَامَ من مجْلِس أَن يسلم عَلَيْهِم) أَي على أهل الْمجْلس عِنْد مفارقتهم (وَحقّ على من أَتَى مَجْلِسا أَن يسلم) عَلَيْهِم عِنْد قدومه فَينْدب ذَلِك (طب هَب عَن معَاذ بن أنس) الْجُهَنِيّ وَفِيه ابْن لَهِيعَة وَابْن قَائِد ضعيفان
(حق على الله عون من نكح التمَاس العفاف عَمَّا حرم الله) تَعَالَى عَلَيْهِ من الزِّنَا ومقدماته (عد عَن أبي هُرَيْرَة) // (باسناد ضَعِيف) //
(حقيق بِالْمَرْءِ) الْمُسلم (أَن يكون لَهُ مجَالِس يَخْلُو فِيهَا) بِنَفسِهِ سِيمَا أول الشَّهْر إِلَى الله تَعَالَى (وَيذكر ذنُوبه) أَي يستحضرها فِي ذهنه ويستقبح فعله (فيستغفر الله مِنْهَا) أَي يطْلب مِنْهُ غفرها أَي سترهَا اسْتِغْفَارًا مَقْرُونا بِالتَّوْبَةِ المتوفرة الشُّرُوط (هَب عَن مَسْرُوق مُرْسلا) هُوَ ابْن الاجدع الْهَمدَانِي
(حَكِيم أمتِي عُوَيْمِر) تَصْغِير عَامر وَهُوَ أَبُو الدَّرْدَاء قَالَه لما هزم أَصْحَابه يَوْم أحد فَكَانَ أَبُو الدَّرْدَاء أول من فَاء إِلَيْهِ ثمَّ أبلى بلَاء حسنا (طس عَن شُرَيْح) بِضَم الْمُعْجَمَة وَفتح الرَّاء (ابْن عبيد) الْحَضْرَمِيّ (مُرْسلا) أرسل عَن أبي أُمَامَة وَغَيره // (واسناده ضَعِيف) //
(حلق الْقَفَا) أَي الشّعْر الَّذِي فِيهِ (من غير حجامة مَجُوسِيَّة) أَي من عمل الْمَجُوس وزيهم وَمن تشبه بِقوم فَهُوَ مِنْهُم (ابْن عَسَاكِر عَن عمر
حلوة الدُّنْيَا) بِضَم الْحَاء الْمُهْملَة (مرّة الْآخِرَة وَمرَّة الدُّنْيَا حلوة الْآخِرَة) يَعْنِي لَا تَجْتَمِع الرَّغْبَة(1/500)
فِيهَا وَالرَّغْبَة فِي الله وَالْآخِرَة وَلَا تسكن هَاتَانِ الرغبتان فِي مَحل وَاحِد وَلِهَذَا قَالَ روح الله عِيسَى لَا يَسْتَقِيم حب الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فِي قلب مُؤمن كَمَا لَا يَسْتَقِيم المَاء وَالنَّار فِي إِنَاء وَاحِد (حم طب ك هَب عَن أبي مَالك الاشعري) // (باسناد صَحِيح) //
(حَلِيف الْقَوْم مِنْهُم) الحليف الْمعَاهد يُقَال تحَالفا إِذا تعاهد أَو تعاقدا على أَن يكون أَمرهمَا وَاحِد فِي النُّصْرَة والحماية (وَابْن أُخْت الْقَوْم مِنْهُم) أَي مُتَّصِل بهم فِي جَمِيع مَا يَنْبَغِي أَن يتَّصل بِهِ كالنصرة (طب عَن عَمْرو بن عَوْف) وَفِيه الْوَاقِدِيّ ضَعِيف
(حَمْزَة بن عبد الْمطلب) أَسد الله وَأسد رَسُوله وَسيد الشُّهَدَاء (أخي من الرضَاعَة) قَالَه حِين قيل لَهُ أَلا تخْطب ابْنة عمك حَمْزَة (ابْن سعد عَن ابْن عَبَّاس وَأم سَلمَة)
(حَمْزَة سيد الشُّهَدَاء يَوْم الْقِيَامَة) لنصره للاسلام حِين بدا غَرِيبا (الشِّيرَازِيّ فِي الالقاب عَن جَابر) بن عبد الله
(حمل نوح مَعَه فِي السَّفِينَة من جَمِيع الشّجر) حِين الطوفان (ابْن عَسَاكِر عَن على)
(حَملَة الْقُرْآن) حفظته الْعَامِلُونَ بِهِ (عرفاء أهل الْجنَّة يَوْم الْقِيَامَة) زَاد فِي رِوَايَة وَالشُّهَدَاء قواد أهل الْجنَّة والانبياء سادة أهل الْجنَّة (طب عَن الْحُسَيْن بن عَليّ) // (باسناد ضَعِيف لَكِن الْمَتْن صَحِيح) //
(حَملَة الْقُرْآن أَوْلِيَاء الله فَمن عاداهم عادى الله وَمن والاهم فقد والى الله) تَعَالَى المُرَاد بحملته الْعَامِلُونَ باحكامه المتبعون لاوامره ونواهيه فَمن حفظه وَلم يعْمل بِهِ فَلَيْسَ الْكَلَام فِيهِ (فرو ابْن النجار عَن ابْن عمر) // (باسناد ضَعِيف) //
(حمل الْعَصَا) على العاتق وللتوكئ عَلَيْهَا (عَلامَة الْمُؤمن وَسنة الانبياء) بِشَهَادَة عَصا مُوسَى وَكَانَ للنَّبِي عنزة تحمل مَعَه فِي سَفَره فحملها سنة (فر عَن أنس) // (باسناد فِيهِ وَضاع) //
(حوارِي الزبير) بن الْعَوام (من الرِّجَال) كلهم (وحواري من النِّسَاء عَائِشَة) بنت الصّديق والحواري النَّاصِر (الزبير بن بكار وَابْن عَسَاكِر عَن أبي الْخَيْر مرْثَد) بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الرَّاء ومثلثة (ابْن عبد الله) الْيَزنِي بِفَتْح التَّحْتِيَّة وزاي وَنون (مُرْسلا)
(حُوسِبَ رجل) أَي يُحَاسب يَوْم الْقِيَامَة فَعبر بالماضي لتحَقّق الْوُقُوع (مِمَّن كَانَ قبلكُمْ) من الامم (فَلم يُوجد لَهُ شَيْء من الْخَيْر) أَي من الاعمال الصَّالِحَة عَام مَخْصُوص لَان عِنْده الايمان (الا أَنه كَانَ رجلا مُوسِرًا وَكَانَ يخالط النَّاس) أَي يعاملهم ويضاربهم (وَكَانَ يَأْمر غلمانه) الَّذين يتقاضون دُيُونه (أَن يتجاوزوا عَن الْمُعسر) أَي الْفَقِير الْمَدْيُون لَهُ بِأَن يَحُطُّوا عَنهُ أَو ينظروه إِلَى ميسرَة (فَقَالَ الله عز وَجل لملائكته نَحن أَحَق بذلك مِنْهُ تجاوزوا عَنهُ) أَي عَن دنوبه ومقصود الحَدِيث الْحَث على المساهلة فِي التقاضي (خد ت ك هَب عَن أبي مَسْعُود) بل // (رَوَاهُ مُسلم) //
(حَوْضِي كَمَا بَين صنعاء وَالْمَدينَة) أَي مَسَافَة عرضه كالمسافة بَينهمَا (فِيهِ الْآنِية مثل الْكَوَاكِب) يَعْنِي الكيزان الَّتِي يشرب بهَا مِنْهُ كَالنُّجُومِ فِي الْكَثْرَة والاضاءة (ق عَن حَارِثَة ابْن وهب) الْخُزَاعِيّ (والمستورد) بن شَدَّاد الْقرشِي
(حَوْضِي مسيرَة شهر) أَي مسيرَة حَوْضِي شهر (وزواياه سَوَاء) أَي عرضه مثل طوله لَا يزِيد طوله وَلَا عرضه هَكَذَا فسره رَاوِيه (وماؤه أَبيض من اللَّبن) أَي أَشد بَيَاضًا مِنْهُ (وريحه أطيب من) ريح (الْمسك) خصّه لانه أطيب الطّيب (وكيزانه كنجوم السَّمَاء) فِي الْكَثْرَة والاشراق (من يشرب مِنْهَا) أَي الكيزان (فَلَا يظمأ أبدا) ظمأ ألم بل ظمأ اشتهاء (ق عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ
(حَوْضِي من عدن) بِفَتْح الْعين وَالدَّال (إِلَى عمان) بِضَم الْعين وخفة الْمِيم قَرْيَة بِالْيمن لَا بِفَتْحِهَا وَشد الْمِيم فانها قَرْيَة بِالشَّام وَقيل بل هِيَ المرادة (البلقاء مَاؤُهُ أَشد بَيَاضًا من اللَّبن وَأحلى من الْعَسَل وأكوابه) بموحدة تحتية (عدد(1/501)
نُجُوم السَّمَاء) أَشَارَ بِهِ إِلَى غَايَة الْكَثْرَة من قبيل خبر لَا يضع الْعَصَا عَن عَاتِقه (من شرب مِنْهُ شربة لم يظمأ بعْدهَا أبدا) أَي لم يعطش عطشا يتَأَذَّى بِهِ (أول النَّاس ورودا عَلَيْهِ فُقَرَاء الْمُهَاجِرين بن الشعث رُؤَسَاء الدنس ثيابًا الَّذين لَا ينْكحُونَ المتنعمات وَلَا تفتح لَهُم السدد) أَي الابواب احتقار لَهُم (ت ك عَن ثَوْبَان) // (باسناد صَحِيح) //
(حولهَا) أَي الْجنَّة (ندندن) أَي مَا ندندن الاحول طلب الْجنَّة وَذَا قَالَه لما قَالَ لرجل مَا تَقول فِي الصَّلَاة قَالَ أسأَل الله الْجنَّة وَأَعُوذ بِهِ من النَّار أما وَالله مَا أحسن دندنتك وَلَا دندنة معَاذ فَذكره والدندنة كَلَام يسمع وَلَا يفهم (د عَن بعض الصَّحَابَة عَن أبي هُرَيْرَة)
(حَيْثُمَا كُنْتُم فصلوا عَليّ فَإِن صَلَاتكُمْ تبلغني) لَان النُّفُوس القدسية إِذا تجردت عَن العلائق الْبَدَنِيَّة اتَّصَلت بالملأ الْأَعْلَى وَلم يبْق لَهَا حجاب فترى وَتسمع الْكل كالمشاهد (طب عَن الْحسن بن عَليّ) // (باسناد حسن) //
(حَيْثُمَا مَرَرْت بِقَبْر كَافِر فبشره بالنَّار) هَذَا تهكم نَحْو فبشرهم بِعَذَاب أَلِيم قَالَه لمن قَالَ لَهُ أَن أبي كَانَ يصل الرَّحِم وَكَانَ وَكَانَ فَأَيْنَ هُوَ قَالَ فِي النَّار فَكَأَنَّهُ وجد من ذَلِك فَقَالَ أَيْن أَبوك فَذكره (هـ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب (طب عَن سعد) بن أبي وَقاص
(حَياتِي) أَي فِي الدُّنْيَا والا فالانبياء أَحيَاء فِي قُبُورهم (خير لكم) أَي حَياتِي فِي هَذَا الْعَالم مُوجبَة لحفظكم من الْبدع والفتن وَالِاخْتِلَاف (ومماتي خير لكم) فان لكل نَبِي فِي السَّمَاء مُسْتَقر إِذا قبض والمصطفى مُسْتَقر هُنَاكَ يسْأَل لأمته لَا يُقَال الحَدِيث مُشكل لَان أفعل التَّفْضِيل يُوصل بِمن عِنْد تجرده وَوَصله بهَا هُنَا غير مُمكن إِذْ يصير الْمَعْنى حَياتِي خير لكم من مماتي ومماتي خير لكم من حَياتِي لانا نقُول المُرَاد بِخَير هُنَا التَّفْضِيل لَا الافضلية فَلَا توصل بِمن وَلَيْسَ بِمَعْنى أفعل وانما الْمَقْصُود أَن كلا من حَيَاته ومماته فِيهِ خير لَا أَن هَذَا خير من هَذَا وَلَا هَذَا خير من هَذَا (الْحَرْث عَن أنس) // (باسناد ضَعِيف) //
(حَياتِي خير لكم تحدثون) بِضَم الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة بِخَط الْمُؤلف (وَيحدث) بِضَم الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة وَفتح الدَّال بِخَطِّهِ (لكم) أَي تحدثوني بِمَا أشكل عَلَيْكُم وَأُحَدِّثكُمْ بِمَا يزيح الاشكال ويرفعكم إِلَى دَرَجَة الْكَمَال وَاحْتِمَال أَن الْمَعْنى تحدثون طَاعَة وَيحدث لكم غفرانا يَدْفَعهُ أَن ذَلِك لَيْسَ خَاصّا بحياته (فَإِذا أنامت) بِزِيَادَة أَنا (كَانَت وفاتي خيرا لكم تعرض عَليّ أَعمالكُم فَإِن رَأَيْت خيرا حمدت الله وَإِن رَأَيْت شرا استغفرت لكم) وَذَلِكَ كل يَوْم كَمَا ذكره الْمُؤلف وعده من خصوصياته وَتعرض عَلَيْهِ أَيْضا مَعَ الانبياء والآباء يَوْم الِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيس (ابْن سعد) فِي طبقاته (عَن بكر بن عبد الله) الْمُزنِيّ (مُرْسلا) وَرِجَاله ثِقَات
(الْحَائِض وَالنُّفَسَاء إِذا أتتا على الْوَقْت) الَّذِي يَصح فِيهِ الاحرام بنسك (تغتسلان) غسل الاحرام بنية حَالَة الْحيض أَو النّفاس مَعَ أَن الْغسْل لَا يحل لَهما شَيْئا حرمه الحيضان بل تشبها بالمتعبدين (وتحرمان) بِضَم الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة (وتقضيان) أَي تؤديان (الْمَنَاسِك) أَعمال الْحَج وَالْعمْرَة (كلهَا) حَال الْحيض (غير الطّواف) أَي إِلَّا الطّواف (بِالْبَيْتِ) والا رَكْعَتي الطّواف والاحرام فَذَلِك لَا يَصح مَعَ الدَّم (حم د عَن ابْن عَبَّاس) // (باسناد حسن) //
(الْحَاج الشعث) مصدر الاشعث وَهُوَ المغبر الرَّأْس (التفل) بمثناة فوقية وَكسر الْفَاء الَّذِي ترك اسْتِعْمَال الطّيب أَي من هَذَا نَعته فَهُوَ الْحَاج حَقِيقَة الْحَج المقبول (ت عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(الْحَاج الرَّاكِب لَهُ بِكُل خف يَضَعهُ بعيره حَسَنَة) يَعْنِي بِكُل خطْوَة تخطوها دَابَّته وَخص الْبَعِير لغَلَبَة الْحَج عَلَيْهِ وَتَمام الحَدِيث والماشي لَهُ بِكُل خطْوَة يخطوها سَبْعُونَ(1/502)
حَسَنَة انْتهى وَذَا صَرِيح فِي تَفْضِيل الْحَج مَاشِيا وَبِه قَالَ جمع وَخَالف الشَّافِعِي (فر عَن ابْن عَبَّاس) // (باسناد حسن) //
(الْحَاج فِي ضَمَان الله مُقبلا) أَي ذَاهِبًا الى حجه (ومدبرا) أَي عَائِدًا الى وَطئه يَعْنِي فِي حفظه حَال الذّهاب والاياب (فرعن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ
(الْحَاج والغازي وَفد الله عزوجل) أَي جمَاعَة القادمون على بَيته (أَن دَعوه) أَي سَأَلُوهُ شيأ (أجابهم وَأَن استغفروه غفرلكم) حَتَّى الْكَبَائِر فِي الْحَج وَهَذَا اذا توفرت الشُّرُوط والآداب (هـ عَن أبي هُرَيْرَة
الْحَاج والمعتمر والغازي فِي سَبِيل الله) لاعلاء كلمة الله تَعَالَى (وَالْمجْمَع) بشد الْمِيم الثَّانِيَة مَكْسُورَة مُقيم الْجُمُعَة (فِي ضَمَان الله دعاهم) إِلَى طَاعَته (فَأَجَابُوهُ وسألوه فَأَعْطَاهُمْ) عين المسؤل أَو مَا هُوَ خير مِنْهُ (الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب عَن جَابر) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الحافي أَحَق بصدر الطَّرِيق من المنتعل) رفقا بِهِ (طب عَن ابْن عَبَّاس) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(الْحباب) بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيف (شَيْطَان) أَي اسْم شَيْطَان من الشَّيَاطِين (ابْن سعد عَن عُرْوَة) بِضَم الْعين ابْن الزبير (وَعَن الشّعبِيّ وَعَن أبي بكر بن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حزم) الْأنْصَارِيّ قَاضِي الْمَدِينَة (مُرْسلا) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الْحبَّة السَّوْدَاء فِيهَا شِفَاء من كل دَاء إِلَّا الْمَوْت! المُرَاد كل دَاء يحدث من الرُّطُوبَة والبرودة لِأَنَّهَا حارة يابسة (أَبُو نعيم فِي الطِّبّ) النَّبَوِيّ (عَن بُرَيْدَة)
(الْحجامَة فِي الرَّأْس هِيَ المغيثة) أَي تسمى المغيثة من الْأَمْرَاض أَي من بَعْضهَا (أَمرنِي بهَا جِبْرِيل حِين أكلت طَعَام الْيَهُودِيَّة) زَيْنَب أَي الشَّاة الَّتِي سمتها لَهُ فِي خَيْبَر وَقَالَت إِن كَانَ نَبيا لم يضرّهُ وَإِلَّا اسْتَرَحْنَا مِنْهُ قَالَ اللَّيْث وَالْمرَاد الْحجامَة فِي أَسْفَل الرَّأْس لَا فِي أَعْلَاهُ فَإِنَّهَا رُبمَا أعمت انْتهى وَنقل غَيره عَن الْأَطِبَّاء أَن الْحجامَة فِي وسط الرَّأْس نافعة (ابْن سعد) فِي طبقاته (عَن أنس) بن مَالك // (بِإِسْنَاد ضَعِيف كَمَا قَالَ الْقُسْطَلَانِيّ) //
(الْحجامَة يَوْم الثُّلَاثَاء لسبع عشرَة) تمضى (من الشَّهْر) أَي شهر كَانَ (دَوَاء لداء سنة) أَي لما يحدث فِي تِلْكَ السّنة من الْأَمْرَاض (ابْن سعد طب عد عَن معقل بن يسَار) // (بِإِسْنَاد حسن) //
(الْحجامَة فِي الرَّأْس) تَنْفَع (من الْجُنُون والجذام والبرص والأضراس) أَي وجعها (وَالنُّعَاس) أَي تذهبه أَو تخففه نعم الْحجامَة فِي نقرة الرَّأْس تورث النسْيَان كَمَا فِي خبرفلا تفعل (عق عَن ابْن عَبَّاس طب وَابْن السّني فِي الطِّبّ عَن ابْن عمر) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الْحجامَة فِي الرَّأْس شِفَاء من سبع) من الأدواء (إِذا مَا نوى) بِزِيَادَة مَا (صَاحبهَا) بهَا الإستشفاء بنية صَالِحَة صَادِقَة (من الْجُنُون والصداع والحذام والبرص وَالنُّعَاس ووجع الضرس) والأسنان (وظلمة يجدهَا) الْإِنْسَان (فِي عَيْنَيْهِ) قَالَ حجَّة الْإِسْلَام الْغَزالِيّ إِذا اعتقدت أَن الْمُصْطَفى [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] مطلع على خَواص الْأَشْيَاء فَلَا ترض لنَفسك بِأَن تصدق مُحَمَّد بن زَكَرِيَّا وَابْن سينا واضرابهما فِيمَا يذكرُونَهُ من خَواص الْأَشْيَاء فِي الْحجامَة والأحجار والأدوية وَلَا تصدق رَسُول الله فِيمَا يخبر بِهِ عَنْهَا وَأَنت بِعلم بِأَنَّهُ مكاشف من الْعَالم إِلَّا على بِجَمِيعِ الْخَواص والأسرار (طب وَأَبُو نعيم) فِي الطِّبّ (عَن ابْن عَبَّاس) وَفِيه عمر الْعَقدي مَتْرُوك رَمَاه الفلاس وَغَيره بِالْكَذِبِ ذكره ابْن حجر قَالَ الْقُسْطَلَانِيّ لَكِن لَهُ شَاهد مُرْسل رِجَاله ثِقَات
(الْحجامَة على الرِّيق) أَي قبل الْفطر (أمثل وفيهَا شِفَاء وبركة) أَي زِيَادَة فِي الْخَيْر (وتزيد فِي الْحِفْظ وَفِي الْعقل فَاحْتَجمُوا على بركَة الله يَوْم الْخَمِيس واجتنباو الْحجامَة يَوْم الْجُمُعَة والسبت وَيَوْم الْأَحَد واحتجموا يَوْم الْإِثْنَيْنِ وَالثُّلَاثَاء فَإِنَّهُ الْيَوْم الَّذِي عافى الله فِيهِ أَيُّوب) نبيه (من الْبلَاء وَاجْتَنبُوا الْحجامَة يَوْم الْأَرْبَعَاء فَإِنَّهُ الْيَوْم الَّذِي ابتلى(1/503)
فِيهِ أَيُّوب) أَي كَانَ ابْتِدَاء بلائه فِيهِ (وَمَا يَبْدُو جذام وَلَا برص الا فِي يَوْم الاربعاء أَو فِي لَيْلَة الاربعاء) فانه يَوْم نحس مُسْتَمر وَهَذِه أمراض نحيسة (دك وَابْن السّني وَأَبُو نعيم عَن ابْن عمر) ابْن الْخطاب وَلم يُصَحِّحهُ الْحَاكِم وَأوردهُ ابْن الْجَوْزِيّ فِي الواهيات
(الْحجامَة تنْتَفع من كل دَاء أَلا) بِالتَّخْفِيفِ حرف تَنْبِيه (فَاحْتَجمُوا) أمرا رشاد لمن لَاق بِحَالهِ ومرضه وقطره الْحجامَة قَالُوا خَاطب بالحجامة أهل الْحجاز وَمن فِي معناهم من ذَوي الْبِلَاد الحارة لَان دِمَاءَهُمْ رقيقَة تميل إِلَى ظَاهر الْبدن لجذب الْحَرَارَة الْخَارِجَة بهَا إِلَى سطح الْبدن (فر عَن أبي هُرَيْرَة // (باسناد فِيهِ كَذَّاب) //
(الْحجامَة يَوْم الاحد شِفَاء) من الامراض لسر علمه الشَّارِع (فر عَن جَابر) بن عبد الله (عبد الْملك بن حبيب فِي الطِّبّ النَّبَوِيّ عَن عبد الْكَرِيم) بن الْحَرْث (الْحَضْرَمِيّ) بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُعْجَمَة وَفتح الرَّاء نِسْبَة إِلَى حضر موت من أقْصَى بِلَاد الْيمن (معضلا)
(الْحجامَة تكره) تَنْزِيها كَرَاهَة ارشادية لَا شَرْعِيَّة (فِي أول الْهلَال وَلَا يُرْجَى نَفعهَا حَتَّى ينقص الْهلَال) بِأَن ينتصف الشَّهْر لَان الاخلاط فِي أول الشَّهْر لَا تكون تحركت وَلَا هَاجَتْ وَفِي وَسطه تكون هائجة (ابْن حبيب عَن عبد الْكَرِيم) الْحَضْرَمِيّ (معضلا)
(الْحجَّاج والعمار وَفد الله دعاهم فَأَجَابُوهُ وسألوه فَأَعْطَاهُمْ) سؤلهم وَهَذَا فِي حج مبرور وَعمرَة كَذَلِك (الْبَزَّار عَن جَابر) وَرِجَاله ثِقَات
(الْحجَّاج والعمار وَفد الله يعطيهم مَا سَأَلُوا ويستجيب لَهُم مَا دعوا ويخلف عَلَيْهِم مَا أَنْفقُوا) فِي الْحَج وَالْعمْرَة (الدِّرْهَم) الْوَاحِد (ألف ألف) دِرْهَم لَان الْحَج أَخُو الْجِهَاد فِي الْمَشَقَّة وَالْأَجْر على قدر النصب (هَب عَن أنس) // (باسناد لين) //
(الْحجَّاج والعمار وَفد الله أَن سَأَلُوا أعْطوا) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي أَعْطَاهُم الله (وان دعوا أجابهم وَإِن أَنْفقُوا أخلف لَهُم) مَا أنفقوه (وَالَّذِي نفس أبي الْقَاسِم بِيَدِهِ) بتصريفه (مَا كبر مكبر) فِي حج وَلَا عمْرَة (على نشز) بنُون وشين مُعْجمَة وزاي على مَكَان مُرْتَفع (وَلَا أهل مهل على شرف) بِالتَّحْرِيكِ أَي مَحل عَال (من الْأَشْرَاف) أَي الْأَمَاكِن الْعَالِيَة (الا أهل مَا بَين يَدَيْهِ) أَي أَمَامه وَعَن يَمِينه وشماله من شجر ومدر وَغَيرهمَا (وَكبر) كل ذَلِك وَيسْتَمر ذَلِك كَذَلِك (حَتَّى يَنْقَطِع بِهِ مُنْقَطع التُّرَاب) أَي حَيْثُ يَنْتَهِي طرفه (هَب عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // (باسناد ضَعِيف) //
(الْحَج) وَهُوَ حشر الْخَلَائق من الاقطار للوقوف بَين يَدي الْغفار (سَبِيل الله تضعف فِيهِ النَّفَقَة بسبعمائة ضعف) هَذَا الْحَج الْأَكْبَر وَيلْحق بِهِ الْحَج الْأَصْغَر وَهُوَ الْعمرَة (سموية عَن أنس)
(الْحَج المبرور) أَي الْمُقَابل بِالْبرِّ وَمَعْنَاهُ المقبول وَهُوَ الَّذِي لم يخالطه اثم (لَيْسَ لَهُ جَزَاء إِلَّا الْجنَّة) أَي الا لحكم لَهُ بِدُخُولِهَا من غير عَذَاب (طب عَن ابْن عَبَّاس حم عَن جَابر) // (ضَعِيف لضعف مُحَمَّد بن ثَابت لكنه فِي الصَّحِيحَيْنِ من وَجه آخر) //
(الْحَج عَرَفَة) مُبْتَدأ وَخبر أَي معظمه وملاكه الْوُقُوف بهَا لفوت الْحَج بفوته (من جَاءَ قبل طُلُوع الْفجْر من لَيْلَة جمع) أَي لَيْلَة الْمزْدَلِفَة وَهِي لَيْلَة الْعِيد سميت لَيْلَة جمع لانه جمع فِيهَا صلواتها (فقد أدْرك الْحَج) أَي من أدْرك الْوُقُوف لَيْلَة النَّحْر قبل الْفجْر فقد أدْرك الْحَج (أَيَّام منى الثَّلَاثَة) هِيَ الْأَيَّام المعدودات وَأَيَّام التَّشْرِيق وَرمي الْجمار هِيَ الَّتِي بعد النَّحْر (فَمن تعجل) النَّفر (فِي يَوْمَيْنِ) أَي الْيَوْمَيْنِ الْأَوَّلين (فَلَا اثم عَلَيْهِ) فِي تَعْجِيله وَسقط عَنهُ مبيت اللَّيْلَة الثَّالِثَة وَرمى الْيَوْم الثَّالِث (وَمن تَأَخّر) عَن النَّفر فِي الثَّانِي من التَّشْرِيق إِلَى الثَّالِث حَتَّى تَفِر فِيهِ (فَلَا اثم عَلَيْهِ) فِي تَأْخِيره بل هُوَ أفضل (حم 4 ك هق عَن عبد الرَّحْمَن بن يعمر) بِفَتْح الْمُثَنَّاة(1/504)
التَّحْتِيَّة وَسُكُون الْمُهْملَة وَفتح الْمِيم وَلم يُضعفهُ أَبُو دَاوُد
(الْحَج وَالْعمْرَة فريضتان لَا يَضرك بِأَيِّهِمَا بدأت) أَبَا الْحَج أم بِالْعُمْرَةِ وَفِيه وجوب الْعمرَة وَإِلَيْهِ ذهب الشَّافِعِي (ك عَن زيد بن ثَابت) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) // (فر عَن جَابر) // (واسناده سَاقِط) //
(الْحَج جِهَاد كل ضَعِيف) لَان الْجِهَاد تحمل الالم بِالْبدنِ وَالْمَال وبذل الرّوح وَالْحج تحمل الالم بِالْبدنِ وَبَعض المَال دون الرّوح فَهُوَ جِهَاد أَضْعَف من الْجِهَاد فِي سَبِيل الله فَمن ضعف عَن الْجِهَاد فالحج لَهُ جِهَاد (هـ عَن أم سَلمَة) وَرِجَاله ثِقَات لَكِن فِيهِ انْقِطَاع
(الْحَج جِهَاد) وَفِي رِوَايَة فَرِيضَة (وَالْعمْرَة تطوع) تمسك بِهِ من لم يُوجِبهَا (هـ عَن طَلْحَة بن عبيد الله طب عَن ابْن عَبَّاس) وَفِيه كَذَّاب
(الْحَج قبل التَّزْوِيج) كَذَا بِخَط الْمُؤلف وَأكْثر النّسخ التَّزَوُّج أَي هُوَ مقدم عَلَيْهِ لاحْتِمَال أَن يشْغلهُ التَّزَوُّج عَنهُ (فر عَن أبي هُرَيْرَة) // (باسناد فِيهِ وَضاع) //
(الْحجر الاسود من الْجنَّة) حَقِيقَة أَو بِمَعْنى أَنه لمَاله من الشّرف واليمن يُشَارك جَوَاهِر الْجنَّة فَكَأَنَّهُ مِنْهَا (حم عَن أنس) بن مَالك (ن عَن ابْن عَبَّاس)
(الْحجر الاسود من حِجَارَة الْجنَّة) حَقِيقَة أَو مجَازًا كَمَا تقرر (سموية عَن أنس) // (باسناد ضَعِيف) //
(الْحجر الاسود من الْجنَّة وَكَانَ أَشد بَيَاضًا من الثَّلج حَتَّى سودته خَطَايَا أهل الشّرك) حَقِيقَة أَو مجَازًا للْمُبَالَغَة فِي التَّعْظِيم وان خَطَايَا بني آدم تكَاد تُؤثر فِي الجماد (حم عد هَب عَن ابْن عَبَّاس)
(الْحجر الاسود من حِجَارَة الْجنَّة وَمَا فِي الارض من الْجنَّة غَيره وَكَانَ أَبيض كَالْمَاءِ) فِي صفائه والا فَهُوَ لَا لون لَهُ على الاصح (وَلَوْلَا مَا مَسّه من رِجْس الْجَاهِلِيَّة مَا مَسّه ذُو عاهة) أَي صَاحب آفَة (الا برِئ) من آفته (طب عَن ابْن عَبَّاس) // (باسناد حسن) //
(الْحجر الاسود ياقوتة بَيْضَاء من ياقوت الْجنَّة وانما سودته خَطَايَا الْمُشْركين يبْعَث يَوْم الْقِيَامَة مثل) جبل (أحد) بِضَمَّتَيْنِ أَي فِي الحجم (يشْهد لمن استلمه وَقَبله من أهل الدُّنْيَا ابْن خُزَيْمَة) فِي صَحِيحه (عَن ابْن عَبَّاس)
(الْحجر يَمِين الله فِي الأَرْض يُصَافح بهَا عباده) أَي هُوَ بِمَنْزِلَة يَمِينه ومصافحته فَمن قبله وَصَافحهُ فَكَأَنَّمَا صَافح الله تَعَالَى وَقبل يَمِينه (خطّ وَابْن عَسَاكِر عَن جَابر) // (باسناد ضَعِيف) //
(الْحجر يَمِين الله تَعَالَى) فِي الارض (فَمن مَسحه فقد بَايع الله) تَعَالَى أَي صَار بِمَنْزِلَة من بَايعه فَلَا يعصيه (فر عَن أنس) // (باسناد فِيهِ مُتَّهم) // (الازرقي فِي تَارِيخ مَكَّة (عَن عِكْرِمَة) مولى ابْن عَبَّاس (مَوْقُوفا)
(الْحجر الاسود نزل بِهِ ملك من السَّمَاء) لَا يُنَافِي أَنه من الْجنَّة لَان الْجنَّة فَوق السَّمَاء (الازرقي عَن أبي) بن كَعْب
(الحدة تعتري خِيَار أمتِي) أَي تمسهم وَتعرض لَهُم وَالْمرَاد هُنَا الصلابة فِي الدّين (طب عَن ابْن عَبَّاس) // (باسناد ضَعِيف) //
(الحدة تعتري حَملَة الْقُرْآن لعزة الْقُرْآن فِي أَجْوَافهم) فيحملهم ذَلِك على الْمُبَادرَة بالحدة قهرا فعلى حامله كف النَّفس عَن التعزز بسطوة الْقُرْآن (عد عَن معَاذ) // (باسناد فِيهِ كَذَّاب) //
(الحدة لَا تكون الا فِي صالحي أمتِي) أَي خيارهم وَذَا غالبي (وأبرارها) غَالِبا (ثمَّ تفئ) أَي ترجع فَلَا تتجاوزهم إِلَى غَيرهم (فر عَن أنس) // (باسناد ضَعِيف) //
(الحَدِيث عني) هُوَ (مَا تعرفُون) بَان تلين لَهُ قُلُوبكُمْ وَأَبْشَاركُمْ كَمَا فسره فِي الحَدِيث الْمُتَقَدّم وَالْمرَاد أَن حدث عني اُحْدُ بِحَدِيث فان عَرفته قُلُوبكُمْ فَهُوَ صَحِيح وان انكرته فَلَا (فر عَن على) // (وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ واسناده حسن) //
(الْحَرَائِر صَلَاح الْبَيْت والا مَاء فَسَاد الْبَيْت) لَان الاماء مبتذلات وَلَا خشيَة لَهُنَّ على عرضهن وَلَا خبْرَة لَهُنَّ باقامة نظام الْبَيْت غَالِبا (فر عَن أبي هُرَيْرَة) وَضَعفه السخاوي
(الْحَرْب خدعة) فِيهِ لُغَات أفصحها فتح الْخَاء وَسُكُون الدَّال وَالثَّانيَِة ضم(1/505)
فَسُكُون وَالثَّالِثَة ضم فَفتح وَقد صَحَّ فِي حَدِيث جَوَاز الْكَذِب فِي ثَلَاثَة أَشْيَاء أَحدهَا الْحَرْب وَذَا قَالَه فِي غَزْوَة الخَنْدَق وَاتَّفَقُوا على حل خداع الْكفَّار (حم ق د ت عَن جَابر ق عَن أبي هُرَيْرَة حم عَن أنس دعن كَعْب بن مَالك هـ عَن ابْن عَبَّاس وَعَن عَائِشَة الْبَزَّار عَن الْحُسَيْن) بن عَليّ (طب عَن الْحُسَيْن) بن عَليّ (وَعَن زيد بن ثَابت وَعَن عبد الله بن سَلام وَعَن عَوْف بن مَالك وَعَن نعيم ابْن مَسْعُود وَعَن النواس بن سمْعَان ابْن عَسَاكِر عَن خَالِد بن الْوَلِيد) وَهُوَ متواتر (طب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(الْحَرِير ثِيَاب من لَا خلاق لَهُ) أَي من لَا حَظّ وَلَا نصيب فِي الْآخِرَة من الرِّجَال (طب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(الْحَرِيص الَّذِي يطْلب المكسبة من غير حلهَا) فَمن طلبَهَا من حل لَا يُسمى حَرِيصًا فَلَا يلْحقهُ الذَّم (طب عَن وائلة) بن الْأَسْقَع
(الحزم) أَي جودة الرَّأْي فِي الحذر (سوء الظَّن) بِمن يخَاف من شَره فَمن حسن ظَنّه بِهِ رُبمَا حل بِهِ العطب وَهُوَ لَا يشعرو من ضيع الحزم طَالب ندامته كَمَا قيل
(أَصبَحت تنفخ فِي رمادك بَعْدَمَا ... ضيعت حظك من وقود النَّار)
وَقَالَ صَخْر (أهتم بِأَمْر الحزم لَو استطيعه ... وَقد حيل بَين العير والنزوان)
وَقَالَ
(قد كَانَ حسن الظَّن بعض مذاهبي ... فأدبني هَذَا الزَّمَان وَأَهله)
(أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب عَن عَليّ) وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا الديلمي (الْقُضَاعِي عَن عبد الرَّحْمَن بن عَائِذ) بمثناة تحتية فمعجمة // (بِإِسْنَاد حسن) //
(الْحسب المَال وَالْكَرم التَّقْوَى) أَي الشَّيْء الَّذِي يكون بِهِ الرجل عَظِيما عِنْد النَّاس هُوَ المَال وَالَّذِي يكون بِهِ عَظِيما عِنْد الله تَعَالَى هُوَ التَّقْوَى والتفاخر بِالْآبَاءِ لَيْسَ وَاحِد مِنْهُمَا فَلَا فَائِدَة لَهُ (حم ت هـ ك عَن سَمُرَة) بن جُنْدُب قَالَ // (حسن صَحِيح) //
(الْحَسَد) أَي المذموم وَهُوَ سخط قَضَاء الله تَعَالَى والإعتراض عَلَيْهِ فِيمَا لَا عذر للْعَبد فِيهِ وَقيل هُوَ تمني زَوَال نعْمَة الْمَحْسُود أَو حُصُول مُصِيبَة لَهُ وَسَببه الْكبر أَو الْعَدَاوَة أَو خبث النَّفس أَو بخل بِنِعْمَة الله على عباده (يَأْكُل الْحَسَنَات كَمَا تَأْكُل النَّار الْحَطب) لما فِيهِ من نِسْبَة الرب تَعَالَى إِلَى الْجَهْل والسفه وَوضع الشَّيْء بِغَيْر مَحَله (وَالصَّدَََقَة تُطْفِئ الْخَطِيئَة كَمَا يُطْفِئ المَاء النَّار وَالصَّلَاة نور الْمُؤمن) أَي ثَوَابهَا يكون نور للْمُصَلِّي فِي ظلمَة الْقَبْر أَو على الصِّرَاط (وَالصِّيَام جنَّة من النَّار) بِضَم الْجِيم وقاية من نَار جَهَنَّم فَلَا يدْخل صَاحبه النَّار وَالْمرَاد الْإِيمَان الْكَامِل (هـ عَن أنس) // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(الْحَسَد فِي اثْنَتَيْنِ) أَي الْحَسَد الَّذِي لَا يضر صَاحبه لَيْسَ إِلَّا فِي خَصْلَتَيْنِ (رجل آتَاهُ الله) تَعَالَى (الْقُرْآن) أَي حفظه وفهمه (فَقَامَ بِهِ) أَي بتلاوته فِي الصَّلَاة وَالْعَمَل بِمَا فِيهِ (وَأحل حَلَاله وَحرم حرَامه) بِأَن فعل الْحَلَال وتجنب الْحَرَام (وَرجل آتَاهُ الله مَالا) أَي حَلَالا (فوصل بِهِ أقرباءه ورحمه) عطف خَاص على عَام (وَعمل بِطَاعَة الله) تَعَالَى كَانَ تصدق مِنْهُ وَأطْعم (تمنى أَن تكون مثله) من غير تمني زَوَال نعْمَة ذَاك عَنهُ فالحسد حَقِيقِيّ ومجازي فالحقيقي تمني زَوَال نعْمَة الْغَيْر والمجازي تمني مثلهَا وَيُسمى غِبْطَة وَهُوَ جَائِز (ابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // (بِإِسْنَاد حسن) //
(الْحَسَد) أَي المذموم (يفْسد الْإِيمَان كَمَا يفْسد الصَّبْر الْعَسَل) وَهُوَ من نتائج الحقد والحقد من نتائج الْغَضَب فَهُوَ فرع من الْغَضَب (فرعن مُعَاوِيَة بن حيدة) وَفِيه مَجْهُول
(الْحسن وَالْحُسَيْن سيدا شباب أهل الْجنَّة) أَي هما سيدا كل من مَاتَ شَابًّا وَدخل الْجنَّة فَإِنَّهُمَا مَاتَا وهما شَيْخَانِ (حم ت عَن أبي سعيد طب عَن عَمْرو عَن عَليّ وَعَن جَابر وَعَن أبي(1/506)
هُرَيْرَة طس عَن أُسَامَة بن زيد وَعَن الْبَراء) بن عَازِب (عد عَن ابْن مَسْعُود) قَالَ الْمُؤلف وَهُوَ متواتر
(الْحسن وَالْحُسَيْن سيدا شباب أهل الْجنَّة وأبوهما) عَليّ (خير مِنْهُمَا) أَي أفضل كَمَا يُصَرح بِهِ قَوْله فِي رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ أفضل مِنْهُمَا (هـ ك عَن ابْن عمر) بن الْخطاب (طب عَن قُرَّة) بِضَم الْقَاف وَشد الرَّاء بن إِيَاس بِكَسْر الْهمزَة وَفتح التَّحْتِيَّة ابْن هِلَال الْمُزنِيّ // (بِإِسْنَاد حسن) // (وَعَن مَالك بن الْحُوَيْرِث) مصغر الْحَرْث اللَّيْثِيّ (ك عَن ابْن مَسْعُود) وَقَالَ // (صَحِيح) //
(الْحسن وَالْحُسَيْن سيدا شباب أهل الْجنَّة إِلَّا ابْني الْخَالَة عِيسَى بن مَرْيَم وَيحيى بن زَكَرِيَّا وَفَاطِمَة سيدة نسَاء أهل الْجنَّة إِلَّا مَا كَانَ من مَرْيَم بنت عمرَان) الصديقة بِنَصّ الْقُرْآن فَإِنَّهَا أفضل مِنْهَا لِأَنَّهُ قد قيل بنبوتها (حم ع حب طب عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ قَالَ ك // (صَحِيح وَتعقب بِأَنَّهُ لين) //
(الْحسن منى وَالْحُسَيْن من عَليّ) أَي الْحسن يشبهني وَالْحُسَيْن بشبه عليا وَكَانَ الْغَالِب على الْحسن الْحلم والإناة كالنبي وَعلي الْحُسَيْن الشدَّة كعلى (حم وَابْن عَسَاكِر عَن الْمِقْدَام بن معد يكرب) بن عمر الْكِنْدِيّ // (وَإِسْنَاده جيد) //
(الْحسن وَالْحُسَيْن شنفا الْعَرْش) بشين مُعْجمَة وَنون (وليسا بمعلقين) يَعْنِي بِمَنْزِلَة الشنفين من الْوَجْه والشنف القرط الْمُعَلق بالأذن وَالْمرَاد أَن أَحدهمَا عَن يَمِين الْعَرْش وَالْآخر عَن يسَاره (طس عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِىّ // (ضَعِيف لضعف حميد بن عَليّ) //
(الْحق أصل فِي الْجنَّة وَالْبَاطِل أصل فِي النَّار) وكل أصل مِنْهُمَا يتبعهُ فروعه من النَّاس (تخ عَن عمر) بن الْخطاب
(الْحق بعدِي مَعَ عمر) أَي القَوْل الصَّادِق الثَّابِت الَّذِي لَا يَعْتَرِيه الْبَاطِل يكون مَعَ عمر حَيْثُ كَانَ وقِي رِوَايَة يَدُور مَعَه حَيْثُ دَار (الْحَكِيم عَن الْفضل بن الْعَبَّاس) ابْن عَم الْمُصْطَفى ورديفه بِعَرَفَة وَذَا حَدِيث مُنكر
(الْحِكْمَة) وَهِي اسْتِعْمَال النَّفس الإنسانية بإقتباس النظريات وَكسب الملكة التَّامَّة على الْأَفْعَال الفاضلة بِقدر الطَّاقَة (تزيد الشريف شرفا) رفْعَة وعلو قدر (وترفع العَبْد الْمَمْلُوك) بِزِيَادَة العَبْد (حَتَّى تجلسه مجَالِس الْمُلُوك) نبه بِهِ على ثَمَرَتهَا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة خير وَأَعْلَى وَأبقى (عد حل عَن أنس) // (وَإِسْنَاده ضَعِيف) //
(الْحِكْمَة عشرَة أَجزَاء تِسْعَة مِنْهَا فِي الْعُزْلَة وَوَاحِد فِي الصمت) فَيَنْبَغِي للسالك تجنب الْعشْرَة سِيمَا لغير الْجِنْس (عَدو ابْن لال عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ الذَّهَبِيّ // (إِسْنَاده واه) //
(الْحلف حنث أَو نَدم) لِأَنَّهُ إِمَّا أَن يَحْنَث فيأثم أَو ينْدَم على مَنعه نَفسه مِمَّا كَانَ لَهُ فعله (تخ ك عَن ابْن عمر) قَالَ فِي الْمُهَذّب // (فِيهِ ضعف) //
(الْحلف) أَي الْيَمين الكاذبة على البيع وَنَحْوه (منفقة) بِفَتْح الْمِيم وَالْفَاء وَالْقَاف مفعلة من نفق البيع راج ضد كسد أَي مزيدة (للسلعة) بِكَسْر الْمُهْملَة البضاعة أَي رواج لَهَا (ممحقة) مفعلة من المحق أَي مذهبَة (للبركة) أَي مَظَنَّة لمحقها أَي نَقصهَا أَو اذهابها وَحكى عِيَاض ضم أَوله وَكسر الْحَاء لَكِن الاول هُوَ الرِّوَايَة (د ن عَن أبي هُرَيْرَة) وَاللَّفْظ للْبُخَارِيّ
(الْحَلِيم) بِاللَّامِ أَي الَّذِي يضْبط نَفسه هِنْد هيجان الْغَضَب (سيد فِي الدُّنْيَا سيد فِي الْآخِرَة) لانه تَعَالَى أثنى على من هَذِه صفته فِي عدَّة مَوَاضِع من كِتَابه قَالَ الْحسن مَا نحل الله تَعَالَى عباده شَيْئا أفضل من الْحلم وَالْمرَاد حلم لَا يجر إِلَى مَحْذُور شَرْعِي أوعقلي (خطّ عَن أنس) // (باسناد ضَعِيف) //
{الْحَمد لله رب الْعَالمين} أَي السُّورَة المفتتحة بِالْحَمْد (هِيَ السَّبع المثاني) سميت بِهِ لانها تثنى فِي كل رَكْعَة أَي تُعَاد أويثنى بهَا على الله تَعَالَى (الَّذِي أُوتِيتهُ وَالْقُرْآن الْعَظِيم) زِيَادَة على الْفَاتِحَة (خَ د عَن أبي سعيد بن الْمُعَلَّى) اسْمه رَافع وَقيل الْحَرْث الْأنْصَارِيّ الزرقي(1/507)
{الْحَمد لله رب الْعَالمين} أَي سورتها هِيَ (أم الْقُرْآن) لتضمنها جَمِيع علومه كَمَا سميت مَكَّة أم الْقرى (وَأم الْكتاب والسبع المثاني) قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ المثاني هِيَ السَّبع كَأَنَّهُ قيل السَّبع هِيَ المثاني (دت عَن أبي هُرَيْرَة)
(الْحَمد لله دفن) وَفِي رِوَايَة موت (الْبَنَات من المكرمات) لآبائهن فَإِن موت الْحرَّة خير من المعرة وَخير الْبَنَات من بَات فِي الْقَبْر قبل أَن يصبح فِي المهد وَمَا أحسن قَول البازخري
(الْقَبْر أخْفى ستْرَة للبنات ... ودفنهن يرى من المكرمات)
(أما رَأَيْت الله عز اسْمه ... قد وضع النعش بِجنب الْبَنَات)
(طب عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ لما عزى النَّبِي ببنته رقية ذكره // (وَإِسْنَاده ضَعِيف لضعف عُثْمَان الْخُرَاسَانِي) //
(الْحَمد رَأس الشُّكْر) لِأَن الْحَمد بِاللِّسَانِ وَحده وَالشُّكْر بِهِ وبالقلب والجوارح فَهُوَ إِحْدَى شعبه وَرَأس الشَّيْء بعضه (مَا شكر الله عبد لَا يحمده) لِأَن الْإِنْسَان مَا لم يَأْتِي بِمَا يدل على تَعْظِيمه لم يظْهر مِنْهُ شكر وَإِن اعتقدو عمل قَالَ الْغَزالِيّ وَالشُّكْر من المقامات الْعَالِيَة وَهُوَ أَعلَى من الصَّبْر وَالْخَوْف والزهد وَجَمِيع المقامات لِأَنَّهَا غير مَقْصُودَة لنَفسهَا وَإِنَّمَا ترَاد لغَيْرهَا فالصبر يُرَاد بِهِ قهر الْهوى وَالْخَوْف صَوت يَسُوق الْخَائِف إِلَى المقامات المحمودة والزهد يصرفهُ عَمَّا يشْغلهُ عَن الله وَأما الشُّكْر فمقصود فِي نَفسه وَذَلِكَ لَا يَنْقَطِع فِي الْجنَّة وَآخر دَعوَاهُم أَن الْحَمد لله رب الْعَالمين (عب هَب عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ وَرِجَاله ثِقَات لكنه مُنْقَطع
(الْحَمد على النِّعْمَة أَمَان لزوالها) وَمن لم يحمده عَلَيْهَا فقد عرضهَا للزوال وقلما نفرت فَعَادَت (فرعن عمر) بن الْخطاب
(الْحمرَة من زِينَة الشَّيْطَان) أَي يُحِبهَا وَيَدْعُو إِلَيْهَا لَا أَنه يلبسهَا ويتزين بهَا (عب عَن الْحسن مُرْسلا) وَوَصله ابْن السكن
(الْحمى من فيح جَهَنَّم (أَي حرهَا من شدَّة حر الطبيعة وَهِي تشبه نَار جَهَنَّم فِي كَونهَا مذيبة للبدن أَو المُرَاد أَنَّهَا أنموذج مِنْهَا (فابردوها) بِصِيغَة الْجمع مَعَ وصل الْهمزَة على الْأَصَح فِي الرِّوَايَة (بِالْمَاءِ) أَي أسكنوا حَرَارَتهَا بِمَاء بَارِد بِأَن تغسلوا أَطْرَاف المحموم بِهِ وتسقوه إِيَّاه ليحصل بِهِ التبريد (حم خَ عَن ابْن عَبَّاس حم ق ن هـ عَن ابْن عمر ت 5 عَن عَائِشَة حم ق ت ن هـ عَن رَافع بن خديج ق ت هـ عَن أَسمَاء بنت أبي بكر) الصّديق
(الْحمى كير من جَهَنَّم) أَي حَقِيقَة أرْسلت مِنْهَا للدنيا نذيرا للجاحدين وبشيرا للمقربين أَنَّهَا كَفَّارَة لذنوبهم (فَمَا أصَاب الْمُؤمن مِنْهَا كَانَ حَظه من النَّار) أَي نصِيبه من الحتم الْمقْضِي فِي قَوْله وَإِن مِنْكُم إِلَّا واردها أَو نصِيبه مِمَّا اقْتَرَف من الذُّنُوب (حم عَن أبي أُمَامَة) // (بِإِسْنَاد لَا بَأْس بِهِ) //
(الْحمى كير من جَهَنَّم فنحوها عَنْكُم بِالْمَاءِ الْبَارِد) بِأَن تصبوا قَلِيلا مِنْهُ فِي طوق المحموم أَو بِأَن تغسلوا أَطْرَافه (هـ عَن أبي هُرَيْرَة)
(الْحمى كير من جَهَنَّم وَهِي نصيب الْمُؤمن من النَّار) فَإِذا ذاق لهبها فِي الدُّنْيَا لَا يَذُوق لَهب جَهَنَّم فِي الْآخِرَة (طب عَن أبي رَيْحَانَة) شَمْعُون // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الْحمى حَظّ أمتِي) أمة الْإِجَابَة (من جَهَنَّم) أَي فَهِيَ تكفر خَطَايَا المحموم فَلَا يدخلهَا إِلَّا تَحِلَّة الْقسم (طس عَن أنس) // (بِإِسْنَاد ضَعِيف) //
(الْحمى تَحت الْخَطَايَا) أَي تفتتها (كَمَا تَحت الشَّجَرَة وَرقهَا) تَشْبِيه تمثيلي (ابْن قَانِع) فِي مُعْجَمه (عَن أَسد بن كرز) بن عَامر الْقشيرِي قَالَ الذَّهَبِيّ لَهُ صُحْبَة
(الْحمى رائد الْمَوْت) أَي مقدمته وطليعته بِمَنْزِلَة الرَّسُول وَلَا يُنَافِيهِ عدم استلزام كل حمى للْمَوْت لِأَن الْأَمْرَاض من حَيْثُ هِيَ مُقَدمَات للْمَوْت وَأَن أفضت إِلَى سَلامَة جعلهَا الله تَعَالَى مذكرة(1/508)
للْمَوْت (وسجن الله فِي الأَرْض) لِلْمُؤمنِ (ابْن السّني وَأَبُو نعيم فِي الطِّبّ) النَّبَوِيّ (عَن أنس) // (باسناد ضَعِيف) //
(الْحمى رائد الْمَوْت وَهِي سجن الله فِي الأَرْض لِلْمُؤمنِ يحبس بهَا عَبده إِذا شَاءَ ثمَّ يُرْسِلهُ إِذا شَاءَ ففتروها بِالْمَاءِ) أَي الْبَارِد على مَا مر تَقْرِيره (هُنَا د فِي) كتاب (الزّهْد وَابْن أبي الدُّنْيَا) الْقرشِي (فِي) كتاب (الْمَرَض وَالْكَفَّارَات هَب عَن الْحسن مُرْسلا) وَهُوَ الْبَصْرِيّ ومراسيله شبه الرّيح كَمَا مر
(الْحمى حَظّ كل مُؤمن من النَّار) أَي نصِيبه مِنْهَا حَتَّى أَنه إِذا وردهَا لَا يحس بهَا (الْبَزَّار عَن عَائِشَة) // (باسناد فِيهِ مَجْهُول) //
(الْحمى حَظّ الْمُؤمن من النَّار يَوْم الْقِيَامَة) أَي تسهل عَلَيْهِ الْوُرُود حَتَّى لَا يشْعر بِهِ (ابْن أبي الدُّنْيَا عَن عُثْمَان) بن عَفَّان // (وَفِيه ضعف) //
(الْحمى حَظّ كل مُؤمن من النَّار وَحمى لَيْلَة تكفر خَطَايَا سنة مجرمة) بِضَم الْمِيم وَفتح الْجِيم وَشد الرَّاء يُقَال سنة مجرمة بِالْجِيم أَي تَامَّة وَذَلِكَ لانها تهد قُوَّة سنة فَمن حم يَوْمًا لم تعاوده قوته سنة فَجعلت مثوبته بِقدر رزيته (الْقُضَاعِي عَن ابْن مَسْعُود) // (باسناد ضَعِيف وَوهم من صَححهُ) //
(الْحمى شَهَادَة) أَي الْمَيِّت بهَا من شُهَدَاء الْآخِرَة (فر عَن أنس) وَفِيه كَذَّاب
(الْحمام) بِالتَّشْدِيدِ (حرَام على نسَاء أمتِي) أَي دُخُولهَا بِلَا عذر كحيض وَبِه أَخذ بعض الْعلمَاء وَالْجُمْهُور على الْكَرَاهَة (ك عَن عَائِشَة) // (وَقَالَ صَحِيح) //
(الحواميم ديباج الْقُرْآن) أَي زينته والديباج النقش فَارسي فيعال بِكَسْر الدَّال وتفتح (أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب عَن أنس) مَرْفُوعا (ك عَن ابْن مَسْعُود مَوْقُوفا)
(الحواميم رَوْضَة من رياض الْجنَّة) يَعْنِي لَهَا شَأْن عَظِيم وَفضل جسيم يُوصل إِلَى رَوْضَة من رياض الْجنَّة (ابْن مردوية عَن سَمُرَة) بن جُنْدُب
(الحواميم سبع وأبواب جَهَنَّم سبع تَجِيء كل حم مِنْهَا) يَوْم الْقِيَامَة (تقف على بَاب من هَذِه الْأَبْوَاب تَقول اللَّهُمَّ لَا تدخل هَذَا الْبَاب من كَانَ يُؤمن بِي ويقرؤني) بمثناة تحتية فِي يقْرَأ وموحدة تحتية فِي بِي بِخَط الْمُؤلف أَي تَقول ذَلِك على وَجه الشَّفَاعَة فِيهِ فيشفعها الله تَعَالَى وَالتَّعْبِير بكان يشْعر بِأَن ذَلِك للمداوم على قرَاءَتهَا (هَب عَن الْخَلِيل بن مرّة) بِضَم الْمِيم وَشد الرَّاء (مُرْسلا) هُوَ الضبعِي
(الْحور الْعين خُلِقْنَ من الزَّعْفَرَان) أَي زعفران الْجنَّة (ابْن مردوية خطّ عَن أنس) // (باسناد فِيهِ مَجْهُول) //
(الْحور الْعين خُلِقْنَ من تَسْبِيح الْمَلَائِكَة ابْن مردوية عَن عَائِشَة
(الْحَلَال بَين) أَي ظَاهر وَاضح لَا يخفى حلّه وَهُوَ مَا نَص الله أَو رَسُوله أَو أجمع الْمُسلمُونَ على تَحْلِيله بِعَيْنِه أَو جنسه (وَالْحرَام بَين) وَاضح لَا تخفى حرمته وَهُوَ مَا نَص عَلَيْهِ أَو أجمع على تَحْرِيمه (وَبَينهمَا) أَي الْحَلَال وَالْحرَام الواضحين (أُمُور) أَي شؤون وأحوال (مُشْتَبهَات) بغَيْرهَا لكَونهَا غير وَاضِحَة الْحل وَالْحُرْمَة لتجاذب الادلة وتنازع الْمعَانِي والاسباب وَلَا مر حج الا بخفاء (لَا يعلمهَا كثير من النَّاس) أَي من حَيْثُ الْحل وَالْحُرْمَة لخفاء نَص أَو عدم صَرَاحَة أَو تعَارض نصين (فَمن اتَّقى المشتبهات) بِضَم أَوله بضبط الْمُؤلف أَي اجتنبها (فقد اسْتَبْرَأَ) بِالْهَمْزَةِ وَقد يُخَفف أَي طلب الْبَرَاءَة (لدينِهِ) من الذَّم الشَّرْعِيّ (وَعرضه) بصونه عَن الوقيعة فِيهِ بترك الْوَرع (وَمن وَقع فِي المشتبهات) بِضَم أَوله يضبطه أى فعلهَا وتعودها (وَقع فِي الْحَرَام) أى يُوشك أَن يَقع فِيهِ لانه حول حريمه وَمن تعاطى الشُّبُهَات صَادف الْحَرَام وان لم يتعمده (كرَاع) أَي كحافظ الْحَيَوَان (يرْعَى حول الْحمى) أَي المحمي وَهُوَ الْمَحْظُور على غير مَالِكه (يُوشك) بِكَسْر الشين يسْرع (أَن يواقعه) أَن تَأْكُل مَاشِيَته مِنْهُ فيعاقب (أَلا) حرف تَنْبِيه (وان لكل(1/509)
ملك) من مُلُوك الْعَرَب (حمى) يحميه عَن غَيره ويتوعد من قرب مِنْهُ بالعقوبة (أَلا وان حمى الله) تَعَالَى الَّذِي هُوَ ملك الْمُلُوك (فِي أرضه مَحَارمه) أَي الْمعاصِي الَّتِي حرمهَا الله تَعَالَى وَأُرِيد بهَا هُنَا مَا يَشْمَل الْمنْهِي وَترك الْمَأْمُور وَمن دخل حمى الله تَعَالَى بارتكاب شَيْء مِنْهَا اسْتحق عِقَابه وَمن قاربه يُوشك الْوُقُوع فِيهِ فالمحتاط لدينِهِ لَا يقرب مِمَّا يقربهُ للخطيئة (أَلا وَأَن فِي الْجَسَد مُضْغَة) قِطْعَة لحم بِقدر مَا يمضع تَقْرِيبًا (اذا صلحت) بِفَتْح اللَّام انشرحت بالهداية (صلح الْجَسَد كُله) أَي اسْتعْملت الْجَوَارِح فِي الطَّاعَة لانها متبوعة لَهُ (وَإِذا فَسدتْ) أظلمت بالضلالة (فسد الْجَسَد كُله) بِاسْتِعْمَالِهِ فِي الْمُنْكَرَات (الا وَهِي الْقلب) لانه مبدأ الحركات الْبَدَنِيَّة والارادات النفسانية فان صدرت عَنهُ ارادة صَالِحَة تحرّك الْبدن حَرَكَة صَالِحَة أَو فَاسِدَة ففاسدة فَهُوَ ملك والاعضاء رعية قَالَ الامام أَحْمد أصُول الاسلام ثَلَاثَة وَذكر مِنْهَا هَذَا الحَدِيث قَالَ الْمُؤلف أَرَادَ أَنه أحد الْقَوَاعِد الَّتِي ترد جَمِيع الاحكام إِلَيْهَا عِنْده (ق 4 عَن النُّعْمَان بن بشير) هَذَا حَدِيث عَلَيْهِ نور النُّبُوَّة
(الْحَلَال بَين) أَي جلى الْحل (وَالْحرَام بَين) لَا تخفى حرمته بالادلة الظَّاهِرَة (فدع مَا يريبك الى مَا لَا يريبك) فَمَا اطْمَأَن إِلَيْهِ الْقلب فَهُوَ بالحلال أشبه وَمَا نفر عَنهُ فَهُوَ بالحرام أشبه (طص عَن عمر) // (باسناد حسن) //
(الْحَلَال مَا أحل الله فِي كِتَابه وَالْحرَام مَا حرم الله فِي كِتَابه وَمَا سكت عَنهُ) فَلم ينص على حلّه وَلَا على حرمته (فَهُوَ مِمَّا عفى عَنهُ) فَيحل تنَاوله وَذَا قَالَه لما سُئِلَ عَن الْجُبْن وَالسمن وَالْفراء (ت هـ عَن سلمَان) الْفَارِسِي // (باسناد ضَعِيف) //
(الْحيَاء) بِالْمدِّ (من الايمان) أَي من أَسبَاب أصل الايمان واخلاق أَهله لمَنعه من الْفَوَاحِش وَحمله على الْبر وَالْخَيْر (م ت عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَهَذَا متواتر
(الْحيَاء والايمان مقرونان لَا يفترقان الا جَمِيعًا) أَي كَأَنَّهُمَا رضيعا لبان ثدي أَو تقاسما أَن لَا يفترقا قَالَ بَعضهم لَا ترض قَول امْرِئ حَتَّى ترْضى فعله وَلَا فعله حَتَّى ترْضى عقله وَلَا عقله حَتَّى ترْضى حياءه وَقَالَ بشار
(واعرض عَن مطاعم قد أَرَاهَا ... فأتركها وَفِي بَطْني انطواء)
(فَلَا وَأَبِيك مَا فِي الْعَيْش خير ... وَلَا الدُّنْيَا اذا اذْهَبْ الْحيَاء)
(طس عَن أبي مُوسَى) // (باسناد ضَعِيف) //
(الْحيَاء والايمان قرنا جَمِيعًا فَإِذا رفع أَحدهمَا رفع الآخر) أَي معظمه أَو كَمَاله (حل ك هَب عَن ابْن عمر) // (صَحِيح غَرِيب لَكِن فِي رَفعه خلف) //
(الْحيَاء هُوَ الدّين كُله) لَان مبتداه ومنتهاه يقضيان إِلَى ترك الْقَبِيح وَتَركه خير لَا محَالة (طب عَن قُرَّة) بِالضَّمِّ ابْن اياس // (باسناد ضَعِيف) //
(الْحيَاء خير كُله) لما تقرر فِيمَا قبله ولان من استحيا كَانَ خاشع الْقلب لله تَعَالَى متواضعا قد برِئ الْكبر وَنَحْوه وَقَالُوا لَا يزَال الْوَجْه كَرِيمًا مَا دَامَ حياؤه وَلم يرق باللجاج مَاؤُهُ وَقَالُوا حَيَاة الْوَجْه بحيائه كَمَا أَن حَيَاة الْغَرْس بمائه (م د ن عَن عمر أَن بن حُصَيْن)
(الْحيَاء لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَير) لَان من استحيا من النَّاس أَن يروه يفعل قبحا دَعَاهُ ذَلِك إِلَى أَن يكون حياؤه من ربه أَشد فَلَا يهمل فرضا وَلَا يعْمل ذَنبا قَالَ بَعضهم الْحيَاء دَلِيل الدّين الصَّحِيح وَشَاهد الْفضل الصَّرِيح وسمة الصّلاح الشَّامِل وعنوان الْفَلاح الْكَامِل من كَانَ فِيهِ نظم قلائد المحامد ونسق وَجمع من خلال الْكَمَال مَا افترق وَهُوَ اسْم جَامع يدْخل فِيهِ الْحيَاء من الله لَان ذمه فَوق كل ذمّ ومدحه فَوق كل مدح (ق عَن عمرَان بن حُصَيْن)
(الْحيَاء من الايمان) لانه يمْنَع من الْمعاصِي كَمَا يمْنَع الايمان (والايمان فِي الْجنَّة) أَي يُوصل اليها (وَالْبذَاء) بذال مُعْجمَة(1/510)
وَمد الْفُحْش فِي القَوْل (من الْجفَاء) بِالْمدِّ أَي الطَّرْد والاعراض وَترك الصِّلَة (والجفاء فِي النَّار) وَهل يكب النَّاس فِي النَّار الا حصائد ألسنتهم (ت ك هَب عَن أبي هُرَيْرَة خَدّه ك هَب عَن أبي بكرَة) بِفَتَحَات (طب هَب عَن عمرَان بن حُصَيْن) وَرِجَاله ثِقَات
(الْحيَاء والعي) أَي سكُوت اللِّسَان تَحَرُّزًا عَن الْوُقُوع فِي الْبُهْتَان لَا عي الْقلب وَلَا عي الْعَمَل (شعبتان من الايمان) أَي أثران من آثاره (وَالْبذَاء) الْفُحْش (وَالْبَيَان) فصاحة اللِّسَان وَالْمرَاد مَا فِيهِ اثم مِنْهَا كهجو أَو مدح بِغَيْر حق (شعبتان من النِّفَاق) أَي هما خصلتان منشؤهما النِّفَاق أَو مؤديان إِلَيْهِ وَأَرَادَ بِالْبَيَانِ هُنَا كَثْرَة الْكَلَام والتكلف للنَّاس بِكَثْرَة التملق وَالثنَاء عَلَيْهِم وَإِظْهَار التفصح وَذَلِكَ لَيْسَ من شَأْن أهل الايمان وَقد يتملق الانسان إِلَى حد يُخرجهُ إِلَى صَرِيح النِّفَاق وَحَقِيقَته (حم ت ك عَن أبي أُمَامَة) قَالَت ت حسن وَقَالَ غَيره صَحِيح
(الْحيَاء والايمان فِي قرن) أَي مجموعهما فِي حَبل (فَإِذا سلب أَحدهمَا تبعه الآخر) لَان من نزع مِنْهُ الْحيَاء ركب كل فَاحِشَة وَلَا يحجزه دين إِذا لم تستح فَاصْنَعْ مَا شِئْت (طس عَن ابْن عَبَّاس) باسناد فِيهِ كَذَّاب
(الْحيَاء زِينَة) لانه من فعل الرّوح وَالروح سماوي نوراني جميل وَالْحيَاء خجل الرّوح من كل أَمر لَا يصلح فِي السَّمَاء فَهُوَ يخجل من ذَلِك فَهَذَا يزين الْجَوَارِح فَهُوَ زِينَة العَبْد فَمِنْهُ الْوَقار والحلم وَكفى بهما زِينَة وَمَا أحسن قَول نفطويه
(وعقل الْمَرْء أحسن حليتيه ... وزين الْمَرْء فِي الدُّنْيَا الْحيَاء)
(والتقى كرم) لَان نور التَّقْوَى وطب فَإِذا ولج الْقلب ترطب ولان فَيذْهب عَنهُ كزازة الشُّح وتعس الْبُخْل (وَخير الْمركب الصَّبْر) لَان الصَّبْر ثبات العَبْد بَين يَدي ربه لاحكامه مَا أحب مِنْهَا وَمَا كره فَهُوَ خير مركب يركب بِهِ إِلَيْهِ (وانتظار الْفرج من الله عز وَجل عبَادَة) لَان فِيهِ قطع العلائق والاسباب الى الله تَعَالَى وشخوص الأمل إِلَيْهِ (الْحَكِيم عَن جَابر) بن عبد الله باسناد ضَعِيف
(الْحيَاء من الايمان وأحيى أمتِي عُثْمَان) فَهُوَ من أكملهم إِيمَانًا (ابْن عَسَاكِر عَن أبي هُرَيْرَة) باسناد ضَعِيف
(الْحيَاء عشرَة أَجزَاء فتسعة) مِنْهَا (فِي النِّسَاء وَوَاحِد فِي الرِّجَال) وَتَمَامه وَلَوْلَا ذَلِك مَا قوي الرِّجَال على النِّسَاء (فر عَن ابْن عمر) باسناد ضَعِيف
(الْحَيَّات مسخ الْجِنّ) أَي أصلهن من الْجِنّ الَّذين مسخوا (كَمَا مسخت القردة والخنازير من بني اسرائيل) الظَّاهِر أَن المُرَاد بعض الْحَيَّات لاكلهن ثمَّ ان هَذَا قد مر حَدِيث يُعَارضهُ (طب وَأَبُو الشَّيْخ فِي العظمة عَن ابْن عَبَّاس) باسناد صَحِيح
(الْحَيَّة فاسقة وَالْعَقْرَب فاسقة والفارة فاسقة والغراب فَاسق) تَمَامه وَالْكَلب الاسود البهيم شَيْطَان فَسقط من قلم الْمُؤلف (هـ عَن عَائِشَة)
حرف الْخَاء
(خَابَ عبد وخسر) أَي حرم وَهلك (لم يَجْعَل الله تَعَالَى فِي قلبه رَحْمَة للبشر) فويل للقاسية قُلُوبهم فَمن لم يتخلق بِالرَّحْمَةِ الالهية فَهُوَ من الهالكين (الدولابي) بِضَم الدَّال وَآخر مُوَحدَة تحتية نِسْبَة إِلَى دولاب بِفَتْح الدَّال قَرْيَة بِالريِّ (فِي) كتاب (الكنى) والالقاب (وَأَبُو نعيم) الاصبهاني (فِي) كتاب (الْمعرفَة) معرفَة الصَّحَابَة (وَابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن عَمْرو بن حبيب) بن عبد شمس
(خَالِد ابْن الْوَلِيد) بن الْمُغيرَة (سيف من سيوف الله) تَعَالَى أَي هُوَ فِي نَفسه كالسيف فِي اسراعه لتنفيذ أوَامِر الله تَعَالَى لَا يخَاف فِيهِ لومة لائم (الْبَغَوِيّ) فِي المعجم (عَن عبد الله بن جَعْفَر
خَالِد بن(1/511)
الْوَلِيد سيف من سيوف الله تَعَالَى سَله على الْمُشْركين) أَي صبه على الْكفَّار (ابْن عَسَاكِر عَن عمر) بن الْخطاب
(خَالِد سيف من سيوف الله وَنعم فَتى الْعَشِيرَة) هُوَ (حم عَن أبي عُبَيْدَة) بن الْجراح
(خَالِد بن الْوَلِيد سيف الله وَسيف رَسُوله وَحَمْزَة) بن عبد الْمطلب (أَسد الله وَأسد رَسُوله وَأَبُو عُبَيْدَة بن الْجراح أَمِين الله وَأمين رَسُوله وَحُذَيْفَة بن الْيَمَان من أصفياء الرَّحْمَن وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف من تجار الرَّحْمَن عز وَجل) لَان قصد بِالتِّجَارَة اعانة الْخلق على عبَادَة الْحق (فر عَن ابْن عَبَّاس) باسناد ضَعِيف
(خالفوا الْمُشْركين) فِي زيهم (اُحْفُوا الشَّوَارِب) أَي اُحْفُوا مَا طَال عَن الشفتين حَتَّى يَبْدُو طرف الشّفة (وأوفروا اللحى) أَي اتركوها لتغزر وَأَرَادَ بالمشركين الْكفَّار وَإِنَّمَا خص الشّرك لغلبته فِي الْعَرَب فالمجوس مثلهم بِدَلِيل خبر أَن آل كسْرَى يحلقون لحاهم ويبقون شواربهم خالفوا الْمَجُوس (ق عَن ابْن عمر)
(خالفوا الْيَهُود) زَاد فِي رِوَايَة وَالنَّصَارَى أَي وصلوا فِي نعالكم وخفافكم (فانهم لَا يصلونَ فِي نالهم) فصلوا فِيهَا إِذا كَانَت غير متنجسة (وَلَا خفافهم) وَكَانَ من شرع مُوسَى نزع النِّعَال والخفاف فِي الصَّلَاة (د ك هق عَن شَدَّاد بن أَوْس) باسناد صَحِيح
(خدر الْوَجْه) أَي ضعفه واسترخاؤه (من النَّبِيذ) أَي من شربه (تتناثر مِنْهُ) أَي من شربه (الْحَسَنَات) فَلَا يبْقى لشاربه حَسَنَة (الْبَغَوِيّ وَابْن قَانِع عد طب عَن شيبَة بن أبي كثير الاشجعي) وَفِيه الْوَاقِدِيّ كذبه أَحْمد
(خدمتك) بِكَسْر الْكَاف خطابا بالمؤنث (زَوجك صَدَقَة) قَالَه للْمَرْأَة الَّتِي قَالَت لَيْسَ لي مَال أَتصدق بِهِ الا أخرج من بَيت زَوجي فأعين النَّاس على حوائجهم (فر عَن ابْن عمر) بن الْخطاب باسناد حسن
(خَدِيجَة) بنت خويلد (سَابِقَة نسَاء الْعَالمين إِلَى الايمان بِاللَّه وَبِمُحَمَّدٍ) فَهِيَ أول من آمن من النِّسَاء بل مُطلقًا (ك عَن حُذَيْفَة) بن الْيَمَان
خَدِيجَة خير نسَاء عالمها وَمَرْيَم خير نسَاء عالمها وَفَاطِمَة خير نسَاء عالمها الْحَرْث) بن أبي أُسَامَة (عَن عُرْوَة) بن الزبير (مُرْسلا) باسناد صَحِيح
(خذل) وَفِي رِوَايَة خدع (عَنَّا) يَا حُذَيْفَة أَمر من التخذيل وَهُوَ حمل الاعداء على الفشل وَترك الْقِتَال (فان الْحَرْب خدعة) بالضبط الْمُتَقَدّم قَالَه لَهُ لما اشْتَدَّ الْحصار على الْمُسلمين بالخندق وَاشْتَدَّ الْخَوْف (الشِّيرَازِيّ فِي الالقاب عَن نعيم الْأَشْجَعِيّ) باسناد ضَعِيف
(خذا الْأَمر بِالتَّدْبِيرِ) أَي التفكر فِيهِ ودرء مفاسده وَالنَّظَر فِي عواقبه (فان رَأَيْت فِي عاقبته خيرا فَامْضِ) أى افْعَل (وان خفت) من فعله (غيا) أَي شرا وَسُوء عَاقِبَة (فَأمْسك) أَي كف عَنهُ وَالْخَوْف هُنَا بِمَعْنى الظَّن (عد عب هَب عَن أنس) قَالَ رجل يَا رَسُول الله أوصني فَذكره وَضَعفه الْبَيْهَقِيّ
(خُذ الْحبّ من الْحبّ) بِفَتْح الْحَاء فيهمَا أَي فِي الزَّكَاة فَلَا زَكَاة فِي غير الْحُبُوب وَمَا فِي مَعْنَاهَا كورق سدر وزعفران وعصفر وقطن (وَالشَّاة من الْغنم) إِذا بلغت أَرْبَعِينَ (وَالْبَعِير من الابل) إِذا بلغت خمْسا وَعشْرين (وَالْبَقَرَة من الْبَقر) إِذا كَانَت ثَلَاثِينَ فَصَاعِدا وَالْمرَاد أَن الزَّكَاة من جنس الْمَأْخُوذ مِنْهُ أَصَالَة وَالْخطاب للساعي (د هـ ك عَن معَاذ) باسناد صَحِيح لَكِن فِيهِ انْقِطَاع
(خُذ عَلَيْك ثَوْبك) أَيهَا الْعُرْيَان أَي البسه (وَلَا تَمْشُوا عُرَاة) ق م بَعْدَمَا خص ليُفِيد أَن الحكم عَام لَا يخْتَص بِوَاحِد دون آخر فَيحرم الْمَشْي عُريَانا بِحَيْثُ يرَاهُ من يحرم نظره لعورته (د عَن الْمسور بن مخرمَة
خُذ حَقك فِي عفاف) أَي احْتَرز فِي أَخذه عَن الْحَرَام وَسُوء الْمُطَالبَة وَالْقَوْل السيء (واف أوغير واف) أَي سَوَاء وَفِي لَك حَقك أَو أَعْطَاك بعضه لَا تفحش عَلَيْهِ فِي القَوْل (هـ ك عَن أبي(1/512)
هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد حسن (طب عَن جرير) بِإِسْنَاد ضَعِيف (خُذُوا الْقُرْآن من أَرْبَعَة) أَي تعلموه (من ابْن مَسْعُود وَأبي بن كَعْب ومعاذ بن جبل وَسَالم مولى) امْرَأَة (أبي حُذَيْفَة) بن عتبَة الْأَنْصَارِيَّة فَإِنَّهُم تفرعوا لأخذ الْقُرْآن مشافهة من الْمُصْطَفى بإتقان وَضبط وَلَا يلْزم مِنْهُ أَن لَا يكون أحد شاركهم فِي حفظه أذذاك (ت ك عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ بِإِسْنَاد صَحِيح
(خُذُوا من الْعَمَل) فِي رِوَايَة من الْأَعْمَال (مَا تطيقون) أَي خُذُوا من الأوراد مَا تطيقون الدَّوَام عَلَيْهِ (فَإِن الله لَا يمل حَتَّى تملوا) أَي لَا يعرض عَنْكُم أَعْرَاض الملول عَن الشَّيْء أَو لَا يقطع الثَّوَاب عَنْكُم مَا بَقِي لكم نشاط للطاعة (ق عَن عَائِشَة
خُذُوا من الْعِبَادَة مَا تطيقون) الدَّوَام عَلَيْهِ (فَإِن الله لَا يسأم حَتَّى تسأموا) أَي اعْمَلُوا بِحَسب وسعكم وَإِذا شِئْتُم فاقعدوا فَإِنَّكُم إِذا مللتم وأتيتم بِالْعبَادَة على سآمة وكلال كَانَت مُعَاملَة الله تَعَالَى مَعكُمْ مُعَاملَة الملول عَنْكُم (طب عَن أبي أُمَامَة) ضَعِيف لضعف بشر بن نمير
(خُذُوا عني) أَي خُذُوا الحكم فِي حد الزِّنَا عني (قد جعل الله لَهُنَّ) أَي للنِّسَاء الزواني على حد حَتَّى تَوَارَتْ بالحجاب (سَبِيلا) خلاصا عَن امساكهن فِي الْبيُوت الْمَأْمُور بة فِي سُورَة النِّسَاء (الْبكر بالبكر) بِكَسْر الْمُوَحدَة فِي الأَصْل من لم تُوطأ وَالْمرَاد هُنَا من لم يتَزَوَّج من الرِّجَال وَالنِّسَاء (جلد مائَة) أَي ضرب مائَة ضَرْبَة (وَنفي سنة) عَن الْبَلَد الَّتِي وَقع الزِّنَا فِيهَا (وَالثَّيِّب بِالثَّيِّبِ) فِي الأَصْل من تزوج وَالْمرَاد هُنَا الْمُحصن يَعْنِي إِذا زنا بكر ببكر أَو ثيب بثيب فَحذف ذَلِك لدلَالَة السِّيَاق (جلد مائَة وَالرَّجم) بِالْحِجَارَةِ إِلَى أَن يَمُوت وَالْجَلد مَنْسُوخ وَالْوَاجِب الرَّجْم فَقَط (حم م ت عَن عبَادَة بن الصَّامِت)
(خُذُوا الْعَطاء) من السُّلْطَان أَي الشَّيْء الْمُعْطى من جِهَته (مَا كَانَ) أَي مَا دَامَ فِي الزَّمن الَّذِي يكون (عَطاء) لله تَعَالَى لَا لغَرَض دُنْيَوِيّ (فَإِذا تجاحفت) بِفَتْح الْجِيم وحاء وَفَاء مخففات من الأحجاف الضَّرْب بِالسَّيْفِ (قُرَيْش بَينهَا الْملك) يَعْنِي تقاتلوا عَلَيْهِ وَقَالَ كل أَنا أَحَق بالخلافة (وَصَارَ الْعَطاء رشا عَن دينكُمْ) بِأَن يُعْطي الْعَطاء حملا لكم على مَا لَا يحل شرعا (فَدَعوهُ) اترتكوا أَخذه لحمله على اقتحام الْحَرَام (تخ د عَن ذِي الزَّوَائِد) واسْمه يعِيش
(خُذُوا على أَيدي سفهائكم) أَي امنعوا المبذرين الَّذين يصرفون المَال فِيمَا لَا يَنْبَغِي وَلَا علم لَهُم بِحسن التَّصَرُّف وَتَمَامه قبل أَن يهْلكُوا ويهلكوا (طب عَن النُّعْمَان ابْن بشير
خُذُوا جنتكم) بِضَم الْجِيم وقايتكم (من النَّار قُولُوا سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر فَإِنَّهُنَّ) أَي ثَوَاب هَذِه الْكَلِمَات (يَأْتِين يَوْم الْقِيَامَة مُقَدمَات) لِقَائِلِهِنَّ (ومعقبات ومجنبات وَهن الْبَاقِيَات الصَّالِحَات) سميت مُعَقِّبَات لِأَنَّهَا عَادَتْ مرّة بعد أُخْرَى وكل من عمل عملا ثمَّ عَاد إِلَيْهِ فقد عقب (ن ك عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد صَحِيح
(خُذُوا) فِي لعبكم (يَا بني أرفده) بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الرَّاء وَكسر الْفَاء لقب للحبشة أَو اسْم جنس لَهُم أَو مَعْنَاهُ يَا بني الْإِمَاء (حَتَّى تعلم الْيَهُود وَالنَّصَارَى) الَّذين يشددون (أَن فِي ديننَا فسحة) قَالَه يَوْم عيد وَقد رَآهُمْ يرقصون ويلعبون بالدرق والحراب (أَبُو عُبَيْدَة فِي) كتاب (الْغَرِيب والخرائطي فِي) كتاب (اعتلال الْقُلُوب عَن الشّعبِيّ) بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمُهْملَة نِسْبَة إِلَى شعب بطن من هَمدَان واسْمه عَامر (مُرْسلا) قَالَ الذَّهَبِيّ حَدِيث مُنكر
(خُذُوا) فِي وضوئكم (للرأس مَاء جَدِيدا) يَعْنِي لمسحه فمسحه ببل غسل الْيَدَيْنِ لَا يَكْفِي لاستعماله (طب عَن جَارِيَة) بِفَتْح الْجِيم وَكسر الرَّاء وَفتح الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة (ابْن ظفر) بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَالْفَاء الْحَنَفِيّ بِإِسْنَاد حسن
(خُذُوا من) شعر (عرض(1/513)
لحَاكم) مَا طَال مِنْهُ (وَاعْفُوا طولهَا) أَي اتركوه ليغزر وَيكثر ندبا فيهمَا (أَبُو عبيد الله) مُحَمَّد (بن مخلد ابْن حَفْص الْعَطَّار (الدوري) بِضَم الدَّال الْمُهْملَة نِسْبَة لمحلة بِبَغْدَاد (فِي جزئه عَن عَائِشَة) باسناد ضَعِيف
(خذي) ايتها الْمَرْأَة الَّتِي سَأَلت عَن الِاغْتِسَال من الْحيض وَاسْمهَا أَسمَاء بنت شكل أَو غَيره (فرْصَة) بِكَسْر الْفَاء قِطْعَة نَحْو قطن مطيبة (من مسك) بِكَسْر الْمِيم وَفِيه حذف مُبين عِنْد مُسلم حَيْثُ قَالَ تَأْخُذ احداكن ماءها وسدرها فتتطهر فتحسن الطّهُور ثمَّ تصب عَلَيْهَا المَاء ثمَّ تَأْخُذ فرْصَة (فتطهري) تنظفي بِأَن تتبعي (بهَا) أثر دم الْحيض فتجعليه فِي نَحْو قطنة وتدخليه فرجك (ق ن عَن عَائِشَة
خذي) يَا هِنْد الَّتِي قَالَت أَن زَوجهَا أَبَا سُفْيَان شحيح لَا يُعْطِيهَا مَا يكفيها (من مَاله) أَي لَا حرج عَلَيْك أَن تأخذي مِنْهُ (بِالْمَعْرُوفِ) أَي من غير تقتير وَلَا اسراف (مَا يَكْفِيك) أَي قدر كفايتك عرفا (وَيَكْفِي بنيك) مِنْهُ وَذَا افتاء لَا حكم لعدم اسْتِيفَاء شُرُوطه وَأفَاد أَن نَفَقَتهَا مقدرَة بالكفاية وَالشَّافِعِيّ على خِلَافه (ق د ن هـ عَن عَائِشَة
خرجت من نِكَاح غير سفاح) بِالْكَسْرِ زنا أَرَادَ بالسفاح مَا لم يُوَافق شَرِيعَة (ابْن سعد) فِي طبقاته (عَن عَائِشَة) وَفِيه الْوَاقِدِيّ كَذَّاب
(خرجت من لدن آدم من نِكَاح غير سفاح) أَي متولد من نِكَاح لَا زنا فِيهِ وَالْمرَاد عقد مُعْتَبر فِي دين الاسلام (ابْن سعد عَن أنس) وَفِيه الْوَاقِدِيّ
(خرجت من نِكَاح وَلم أخرج من سفاح من لدن آدم إِلَى أَن ولدني أبي وَأمي) فِيهِ تَغْلِيب (لم يُصِبْنِي من سفاح الْجَاهِلِيَّة شَيْء) وَاسْتشْكل بِأَن كنانه تزوج برة امْرَأَة أَبِيه فَولدت تضرا أحد أجداد الْمُصْطَفى وَأجِيب بِأَنَّهُ لم يُولد لَهُ من زَوْجَة أَبِيه برة بل من بنت اختها وَاسْمهَا برة (الْعَدنِي) بِفَتْح الْعين وَالدَّال الْمُهْمَلَتَيْنِ وَآخره نون نِسْبَة إِلَى عدن مَدِينَة بِالْيمن (عد طس عَن عَليّ) باسناد حسن
(خرجت) من حُجْرَتي (وَأَنا أُرِيد أَن أخْبركُم بليلة الْقدر) أَي بانها اللَّيْلَة الْفُلَانِيَّة (فتلاحى) تنَازع وتخاصم (رجلَانِ) من الْمُسلمين كَعْب بن مَالك وَابْن أبي حَدْرَد (فاختلجت مني) أَي من قلبِي ونسيت تَعْيِينهَا بالاشتغال بالمتخاصمين (فاطلبوها) اطْلُبُوا وُقُوعهَا لَا مَعْرفَتهَا (فِي الْعشْر الاواخر) من رَمَضَان جمع آخِرَة (فِي تاسعة تبقى) أى فِي لَيْلَة تبقى بعْدهَا تسع لَيَال وَهِي لَيْلَة احدة وَعشْرين وَكَذَا قَوْله (أَو سابعة تبقى) وَهِي لَيْلَة ثَلَاث وَعشْرين أَو خَامِسَة تبقى) وَهِي لَيْلَة خمس وَعشْرين (الطَّيَالِسِيّ) أَبُو دَاوُد (عَن عبَادَة بن الصَّامِت) وَهُوَ بِنَحْوِهِ فِي البُخَارِيّ (خرج رجل مِمَّن كَانَ قبلكُمْ) قيل قَارون وَقيل الهيزن (فِي حلَّة لَهُ يختال فِيهَا) من الاختيال وَهُوَ التكبر فِي الْمَشْي (فَأمر الله تَعَالَى الأَرْض فَأَخَذته) أَي ابتلعته (فَهُوَ يتجلجل فِيهَا إِلَى يَوْم الْقِيَامَة) أَي يغوص فِي الارض ويضطرب فِي نُزُوله فِيهَا (ت عَن ابْن عَمْرو) ابْن الْعَاصِ
(خرج نَبِي من الانبياء) فِي رِوَايَة أَحْمد أَنه سُلَيْمَان (بِالنَّاسِ يستسقون الله تَعَالَى) أَي يطْلبُونَ مِنْهُ السقيا (فَإِذا هُوَ بنملة رَافِعَة بعض قَوَائِمهَا إِلَى السَّمَاء فَقَالَ ارْجعُوا فقد أستجيب لكم من أجل هَذِه النملة) زَاد فِي رِوَايَة وَلَوْلَا الْبَهَائِم لم تمطروا (ك عَن أبي هُرَيْرَة) باسناد صَحِيح
(خُرُوج الايات) أَي اشراط السَّاعَة (بَعْضهَا على اثر بعض يتتابعن كَمَا يتتابع الخرز فِي النظام) يَعْنِي لَا يفصل بَينهُنَّ فاصل طَوِيل عرفا (طس عَن أبي هُرَيْرَة) واسناده صَحِيح
(خُرُوج الامام) يَعْنِي الْخَطِيب (يَوْم الْجُمُعَة للصَّلَاة) يَعْنِي لصعوده للمنبر (يقطع الصَّلَاة) أَي يمْنَع الاحرام بِصَلَاة لَا سَبَب لَهَا مُتَقَدم وَلَا مُقَارن (وَكَلَامه يقطع الْكَلَام) أَي شُرُوعه - _ هوامش قَوْله فِي تاسعة تبقى هَكَذَا فِي نسخ الشَّرْح وَالَّذِي فِي نسخ الْمَتْن وَفِي بعض نسخ الشَّرْح فِي سابعة تبقى أَو تاسعة تبفى أَو خَامِسَة تبقى فَليُحرر(1/514)
فِي الْخطْبَة يمْنَع الْكَلَام يَعْنِي النُّطْق بِغَيْر ذكر وَدُعَاء بِمَعْنى أَنه يكره فِيهَا إِلَى إِتْمَامه إِيَّاهَا تَنْزِيها عِنْد الشَّافِعِي وتحريما عِنْد غَيره (هق عَن أبي هُرَيْرَة) وَالصَّوَاب مَوْقُوف
(خشيَة الله رَأس كل حِكْمَة) لِأَنَّهَا الدافعة لَا من مكر الله والإغترار بِهِ (والورع سيد الْعَمَل) وَمن لم يذقْ مذاق الْخَوْف ويطالع أهواله بِقَلْبِه فباب الْحِكْمَة عَلَيْهِ مسدود (الْقُضَاعِي عَن أنس
خص الْبلَاء بِمن عرف النَّاس) وَفِي رِوَايَة خص بالبلاء من عرف النَّاس أَو عرفوه (وعاش فيهم من لم يعرفهُمْ) أَي عَاشَ مَعَ ربه وَحفظ دينه حَيْثُ لم يعرفهُمْ وَلم يعرفوه فتركهم وتركوه (الْقُضَاعِي عَن مُحَمَّد بن عَليّ مُرْسلا) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(خصاء أمتِي الصّيام وَالْقِيَام) قَالَه لعُثْمَان بن مَظْعُون الَّذِي أَرَادَ أَن يختصي ويترهب فِي رُؤْس الْجبَال (حم طب عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ وَإِسْنَاده جيد
(خِصَال) جمع خصْلَة وَهِي الْخلَّة أَو الشعبة (لَا تنبغي فِي الْمَسْجِد) أَي لَا يَنْبَغِي فعلهَا فِيهِ (لَا يتَّخذ طَرِيقا) للمرور فِيهِ (وَلَا يشهر فِيهِ سلَاح وَلَا ينبض) بمثناة تحتية ثمَّ نون فموحدة فمعجمة (فِيهِ بقوس) أَي لَا يُوتر فِيهِ الْقوس (وَلَا ينثر فِيهِ نبل وَلَا يمر فِيهِ) بِبِنَاء يمر للْمَفْعُول (بِلَحْم نيء) بِكَسْر النُّون وهمزة بعد الْيَاء ممدودا أَي لم يطْبخ (وَلَا يضْرب فِيهِ حد وَلَا يقْتَصّ فِيهِ من أحد وَلَا يتَّخذ سوقا) للْبيع وَالشِّرَاء فَفعل ذَلِك فِيهِ مَكْرُوه بل ذهب جمع إِلَى حُرْمَة الْقصاص وَإِقَامَة الْحَد فِيهِ وَكلما أدّى إِلَى تقذيره وَلَو بالطاهر حرَام إتفاقاً (هـ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب بِإِسْنَادِهِ ضَعِيف
(خِصَال سِتّ مَا من مُسلم يَمُوت فِي وَاحِدَة مِنْهُنَّ) أَي حَال تلبسه بِفِعْلِهَا (إِلَّا كَانَ ضَامِنا على الله أَن يدْخلهُ الْجنَّة) أَي من غير عَذَاب مَعَ ذَوي السَّبق (رجل خرج مُجَاهدًا) للْكفَّار لإعلاء كلمة الله تَعَالَى (فَإِن مَاتَ فِي وَجهه) أَي فِي سَفَره ذَلِك (كَانَ ضمانا على الله) كَرَّرَه لمزيد التَّأْكِيد (وَرجل تبع حنازة) أَي جَنَازَة مُسلم للصَّلَاة عَلَيْهَا ودفنها (فَإِن مَاتَ فِي وَجهه) ذَلِك (كَانَ ضَامِنا على الله عز وَجل وَرجل تَوَضَّأ) الْوضُوء الشَّرْعِيّ (فَأحْسن الْوضُوء) بِأَن أَتَى بِهِ متوفر الشُّرُوط والأركان والآداب (ثمَّ خرج إِلَى مَسْجِد لصَلَاة) أَيَّة صَلَاة كَانَت فِي أَي مَسْجِد كَانَ (فَإِن مَاتَ فِي وَجهه) ذَلِك (كَانَ ضَامِنا على الله وَرجل) جَالس (فِي بَيته) أَي فِي مَحل سكنه بَيْتا أَو خلوه أَو غَيرهمَا (لَا يغتاب الْمُسلمين) يَعْنِي لَا يذكر أحدا مِنْهُم فِي غيبته بِمَا يكرههُ (وَلَا يجر إِلَيْهِ سخطا) أَي لَا يتسبب فِي إِيصَال مَا يسخطه أَي يغضبه إِلَيْهِ (وَلَا تبعة) أَي وَلَا يجر إِلَيْهِ تبعة أَي شيأ يتبع بِهِ (فَإِن مَاتَ فِي وَجهه) ذَلِك (كَانَ ضَامِنا على الله عز وَجل) لمزيد التَّأْكِيد (طس عَن عَائِشَة) بِإِسْنَادِهِ ضَعِيف
(خصلتان لَا يَجْتَمِعَانِ فِي مُنَافِق حسن سمت) أَي حسن هَيْئَة ومنظر فِي الدّين (وَلَا فقه فِي الدّين) عطفه على حسن السمت بِلَا مَعَ كَونه مثبتا لكَونه فِي سِيَاق النَّفْي وَحَقِيقَة الْفِقْه مَا أورث التَّقْوَى وَأما مَا يتدارسه المغرورون فبمعزل عَن ذَلِك (ت عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَادِهِ ضَعِيف
(خصلتان لَا تجتمعان فِي مُؤمن) أَي كَامِل الْإِيمَان (الْبُخْل وَسُوء الْخلق) وَالْمرَاد بُلُوغ النِّهَايَة فيهمَا بِحَيْثُ لَا يَنْفَكّ عَنْهُمَا فَلَا يَشْمَل من فِيهِ بعض ذَا وَبَعض ذَا (خدت عَن أبي سعيد) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(خصلتان لَا يحافظ عَلَيْهِمَا) أَي على فعلهمَا دَائِما (عبد مُسلم) بِزِيَادَة عبد (إِلَّا دخل الْجنَّة) أَي بِغَيْر عَذَاب (أَلا) بِالتَّخْفِيفِ حرف تَنْبِيه (وهما يسير وَمن يعْمل بهما قَلِيل يسبح الله تَعَالَى فِي دبر) بِضَمَّتَيْنِ أَي عقب (كل صَلَاة) أَي مَكْتُوبَة بِأَن يَقُول سُبْحَانَ الله (عشرا) من المرات (وَيَحْمَدهُ) بِأَن يَقُول الْحَمد لله (عشرا ويكبره عشرا) بِأَن يَقُول الله أكبر عشرا (فَذَلِك)(1/515)
أَي هَذِه العشرات (خَمْسُونَ وَمِائَة) فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة (بِاللِّسَانِ وَألف وَخَمْسمِائة فِي الْمِيزَان) أَي يَوْم الْقِيَامَة لَان الْحَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا (وَيكبر أَرْبعا وَثَلَاثِينَ مرّة إِذا أَخذ مضجعه ويحمد ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ ويسبح ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ فَتلك مائَة بِاللِّسَانِ وَألف فِي الْمِيزَان) وَذَلِكَ لَان عدد الْكَلِمَات المحصاة خلف كل صَلَاة ثَلَاثُونَ والصلوات خمس فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة فَإِذا ضرب أَحدهمَا فِي الآخر بلغ هَذَا الْعدَد (فَأَيكُمْ يعْمل فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة أَلفَيْنِ وَخَمْسمِائة سَيِّئَة) يَعْنِي إِذا أَتَى بِتِلْكَ الْأَذْكَار كَمَا ذكر يغْفر لَهُ بِعَدَد كل حَسَنَة سَيِّئَة فَأَيكُمْ يَأْتِي كل يَوْم وَلَيْلَة بذلك يسير مغفورا لَهُ (حم خد 4 عَن ابْن عَمْرو) باسناد صَحِيح كَمَا فِي الاذكار
(خصلتان معلقتان فِي أَعْنَاق المؤذنين للْمُسلمين صِيَامهمْ وصلاتهم) شبه حَال المؤذنين وإناطة الخصلتين للْمُسلمين بهم بِحَال أَسِير فِي عُنُقه ربقة الرّقّ لَا يخلصه مِنْهَا إِلَّا الْمَنّ أَو الْفِدَاء (هـ عَن ابْن عمر) باسناد ضَعِيف
(خصلتان من كَانَتَا فِيهِ كتبه الله شاكرا صَابِرًا وَمن لم يَكُونَا فِيهِ لم يَكْتُبهُ الله شاكرا وَلَا صَابِرًا من نظر فِي دينه الى من هُوَ فَوْقه) فِي الدّين (فاقتدى بِهِ وَنظر فِي دُنْيَاهُ إِلَى من هُوَ دونه فَحَمدَ الله على مَا فَضله بِهِ عَلَيْهِ كتبه الله شاكرا صَابِرًا وَمن نظر فِي دينه إِلَى من هُوَ دونه وَنظر فِي دُنْيَاهُ الى من هُوَ فَوْقه فأسف) أَي حزن وتلهف (على مَا فَاتَهُ مِنْهُ لم يَكْتُبهُ الله شاكرا وَلَا صَابِرًا) قَالُوا هَذَا حَدِيث جَامع لانواع الْخَيْر (ت عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ باسناد ضَعِيف
(خصلتان لَا يحل منعهما المَاء وَالنَّار) وَذكر مَعَهُمَا فِي رِوَايَة الْملح وَقَالَ لَان الله تَعَالَى جعلهَا مَتَاعا للمقوين وَقُوَّة للمستضعفين (الْبَزَّار طس عَن أنس) وَهَذَا حَدِيث مُنكر
(خطوتان أَحدهمَا أحب الخطا) بِالضَّمِّ (الى الله تَعَالَى) بِمَعْنى أَنه يثيب صَاحبهَا (والاخرى أبْغض الخطا إِلَى الله) بِمَعْنى أَنه يسْتَحق صَاحبهَا الْعقَاب عَلَيْهَا (فَأَما الَّتِي يُحِبهَا الله فَرجل نظر إِلَى خلل فِي الصَّفّ) أَي صف من صُفُوف الصَّلَاة (فسده) أَي سد ذَلِك الْخلَل بوقوفه فِيهِ (وَأما الَّتِي يبغض فَإِذا أَرَادَ الرجل أَن يقوم مد رجله اليمني وَوضع يَده عَلَيْهَا وَأثبت الْيُسْرَى ثمَّ قَامَ) فَذَلِك مَكْرُوه حَيْثُ لَا عذر (ك هق عَن معَاذ) وَفِيه انْقِطَاع
(خفف) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي سهل (على دَاوُد) نَبِي الله (الْقُرْآن) أَي الْقِرَاءَة أَو المقروء أَي الزبُور أَو التَّوْرَاة سمى قُرْآنًا نظر للمعنى اللّغَوِيّ (فَكَانَ يَأْمر بدوابه) فِي رِوَايَة بدابته (فتسرج) كَذَا هُوَ بِالْفَاءِ فِي خطّ الْمُؤلف (فَيقْرَأ الْقُرْآن) أَي جَمِيعه (من قبل أَن تسرج دوابه) أَي قبل الْفَرَاغ من أسراجها وَلما كَانَ يفهم من كَونه لَهُ دَوَاب وخدم يسرجها أَنه على زِيّ الْمُلُوك قَالَ (وَلَا يَأْكُل الا من عمل يَده) من ثمن عمله وَهُوَ نُسَبِّح الدروع فيبيعها وَيَأْكُل من ثمنهَا فيتقلل من الدُّنْيَا كَونه ملكا عَظِيما وَقد خفف الْقُرْآن على بعض هَذِه الْأمة فَكَانَ يَقْرَؤُهُ فِيمَا بَين العشاءين (حم خَ عَن أبي هُرَيْرَة)
(خففوا بطونكم وظهوركم لقِيَام الصَّلَاة) أَي قللُوا الاكل ليسهل عَلَيْكُم التَّهَجُّد فان من كثر اكله كثر نَومه (حل عَن ابْن عمر
خلفت فِيكُم شَيْئَيْنِ لن تضلوا بعدهمَا) اذا استمسكتم بهما (كتاب الله) تَعَالَى الْقُرْآن (وسنتي وَلنْ يفترقا حَتَّى يردا على الْحَوْض) الْكَوْثَر يَوْم الْقِيَامَة (أَبُو بكر الشَّافِعِي فِي الغيلانيات عَن أبي هُرَيْرَة)
(خلقان يحبهما الله) تَعَالَى (وخلقان يبغضهما الله تَعَالَى فَأَما اللَّذَان يحبهما الله فالسخاء والسماحة) وَفِي رِوَايَة للديلمي الشجَاعَة وَهِي أولى إِذْ السخاء السماحة (وَأما اللَّذَان يبغضهما الله فسوء الْخلق وَالْبخل) وهما مِمَّا يقرب إِلَى النَّار (وَإِذا أَرَادَ الله بِعَبْد خيرا اسْتَعْملهُ على قَضَاء حوائج(1/516)
النَّاس) أَي ثمَّ ألهمه الْقيام بِحَقِّهَا وَالشُّكْر على ذَلِك (هَب عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ
(خلق الله الْخلق) أَي قدرهم (فَكتب آجالهم وأعمالهم وأرزاقهم) فَإِذا جَاءَ أَجلهم لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَة وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (خطّ عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد فِيهِ مَجْهُول
(خلق الله جنَّة عدن) قيل اسْم جنَّة من الْجنان وَالصَّحِيح اسْم لَهَا كلهَا (وغرس أشجارها بِيَدِهِ) أَي بِصفة خَاصَّة بِهِ وعناية تَامَّة (فَقَالَ لَهَا) أَي الله تَعَالَى (تكلمي فَقَالَت قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ) أَي فازوا وظفروا (ك عَن أنس) وَقَالَ صَحِيح ورد بِأَنَّهُ ضَعِيف
(خلق الله آدم من تُرَاب (وَفِي رِوَايَة من طين (الْجَابِيَة وعجنه بِمَاء الْجنَّة) وطينته خمرت فِي الأَرْض وألقيت فِيهَا حَتَّى استعدت لقبُول الصُّورَة الإنسانية فَحملت إِلَى الْجنَّة وعجنت بِمَائِهَا وصورت وَنفخ فِيهِ الرّوح فِيهَا (الْحَكِيم عد عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(خلق الله آدم على صورته) أَي على صُورَة آدم الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا من مبدأ فطرته إِلَى مَوته لم تَتَفَاوَت قامته وَلم تَتَغَيَّر هَيئته (وَطوله سِتُّونَ ذِرَاعا) بِذِرَاع نَفسه أَو بالذراع الْمُتَعَارف وَلم ينْتَقل أطوارا كذريته (ثمَّ قَالَ) لَهُ (اذْهَبْ فَسلم على أُولَئِكَ النَّفر من الْمَلَائِكَة فاستمع مَا يحيونك) بِمُهْملَة من التَّحِيَّة وَفِي رِوَايَة بجيم (فَإِنَّهَا تحيتك وتحية ذريتك) من جِهَة الشَّرْع أَو أَرَادَ بالذرية بَعضهم وهم مُسلمُونَ (فَذهب فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم فَقَالُوا السَّلَام عَلَيْك وَرَحْمَة الله) وَهَذَا أول مَشْرُوعِيَّة السَّلَام (فزادوه) أَي آدم (وَرَحْمَة الله) فَزِيَادَة الرَّد مَنْدُوبَة (فَكل من يدْخل الْجنَّة) من بني آدم يدخلهَا وَهُوَ (على صُورَة آدم) أَي على صفته فِي الْحسن وَالْجمال والطول وَلَا يدخلهَا على صُورَة نَفسه من نَحْو سَواد أَو عاهة (فِي طوله سِتُّونَ ذِرَاعا فَلم ينزل الْخلق تنقص) فِي الْجمال والطول (حَتَّى الْآن) فَانْتهى التناقص إِلَى هَذِه الْأمة فَإِذا دخلُوا الْجنَّة عَادوا إِلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ آدم من الْجمال وامتداد الْقَامَة وَكَانَ آدم أَمْرَد وَأما حَدِيث أَن آدم والطبقة الأولى من وَلَده كَانُوا سِتِّينَ ذِرَاعا وَالثَّانيَِة أَرْبَعِينَ وَالثَّالِثَة عشْرين فَقَالَ الْمُؤلف لم يرد (حم ق عَن أبي هُرَيْرَة)
(خلق الله مائَة رَحْمَة فَوضع رَحْمَة وَاحِدَة بَين خلقه) من إنس وجن وحيوان (يتراحمون بهَا) أَي يرحم بَعْضهَا بَعْضًا (وخبأ عِنْده مائَة إِلَّا وَاحِدَة) إِلَى يَوْم الْقِيَامَة (م ت عَن أبي هُرَيْرَة)
(خلق الله التربة) أَي الأَرْض (يَوْم السبت) فِيهِ رد لزعم الْيَهُود أَن ابْتِدَاء خلق الْعَالم يَوْم الْأَحَد وَفرغ يَوْم الْجُمُعَة واستراح يَوْم السبت (وَخلق فِيهَا الْجبَال يَوْم الْأَحَد وَخلق الشّجر يَوْم الْإِثْنَيْنِ وَخلق الْمَكْرُوه يَوْم الثُّلَاثَاء) يَعْنِي الشَّرّ (وَخلق النُّور) بالراء وَلَا يُنَافِيهِ رِوَايَة النُّون أَي الْحُوت لِأَن كِلَاهُمَا خلق فِيهِ (يَوْم الْأَرْبَعَاء) مثلث الْبَاء (وَبث) أَي فرق (فِيهَا الدَّوَابّ يَوْم الْخَمِيس وَخلق آدم بعد الْعَصْر من يَوْم الْجُمُعَة فِي آخر الْخلق فِي آخر سَاعَة من آخر سَاعَات الْجُمُعَة فِيمَا بَين الْعَصْر إِلَى اللَّيْل) فَأول الْأُسْبُوع السبت لَا الْأَحَد خلافًا لِابْنِ جرير وَإِنَّمَا خلقهَا فِي هَذِه الْأَيَّام وَلم يخلقها فِي لَحْظَة وَهُوَ قَادر عَلَيْهِ تَعْلِيما لخلقه الرِّفْق والتثبت (حم م عَن أبي هُرَيْرَة)
(خلق الله عز وجر الْجِنّ ثَلَاثَة أَصْنَاف صنف حيات وعقارب وخشاش الأَرْض) أَي علفى صورتهَا وَلذَلِك ندب إنذارها قبل قَتلهَا (وصنف كَالرِّيحِ فِي الْهَوَاء) وَهَذَانِ لَا حِسَاب عَلَيْهِم وَلَا عِقَاب (وصنف عَلَيْهِم الْحساب وَالْعِقَاب) أَي مكلفون وَلَهُم عَلَيْهِم فِيمَا كلفوا بِهِ مَا يستحقونه (وَخلق الله الْإِنْس ثَلَاثَة أَصْنَاف صنف كَالْبَهَائِمِ وصنف أَجْسَادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أَرْوَاح الشَّيَاطِين) أَي مثلهَا فِي الْخبث وَالشَّر (وصنف) يكونُونَ يَوْم الْقِيَامَة (فِي - _ هوامش قَوْله فَسلم إِلَخ هَكَذَا بِخَطِّهِ وَالَّذِي فِي نسخ الْمَتْن فَسلم على اولئك النَّفر وهم نفر من الْمَلَائِكَة جُلُوس(1/517)
ظلّ الله يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله) يَعْنِي فِي ظلّ عَرْشه فَلَا يصيبهم وهج الْحر فِي ذَلِك الْموقف (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (وَابْن أبي الدُّنْيَا) الْقرشِي (فِي) كتاب (مكايد الشَّيْطَان وَأَبُو الشَّيْخ فِي) كتاب (العظمة وَابْن مردوية عَن أبي الدَّرْدَاء) باسانيد ضَعِيفَة
(خلق الله آدم فَضرب كتفه الْيُمْنَى فَأخْرج) مِنْهُ (ذُرِّيَّة بَيْضَاء كَأَنَّهُمْ اللَّبن ثمَّ ضرب كتفه الْيُسْرَى فَخرج) مِنْهُ (ذُرِّيَّة سَوْدَاء كَأَنَّهُمْ الحمم قَالَ هَؤُلَاءِ فِي الْجنَّة) واستعملهم بِالطَّاعَةِ (وَلَا أُبَالِي هَؤُلَاءِ فِي النَّار) واستعملهم بِالْمَعَاصِي (وَلَا أُبَالِي) فَمن سبقت لَهُ السَّعَادَة قيض الله لَهُ من الْأَسْبَاب مَا يُخرجهُ من الظُّلُمَات إِلَى النُّور وَعَكسه (ابْن عَسَاكِر عَن أبي الدَّرْدَاء) وَرَوَاهُ عَنهُ أَحْمد وَرِجَاله ثِقَات
(خلق الله يحيى بن زَكَرِيَّا فِي بطن أمه مُؤمنا وَخلق فِرْعَوْن فِي بطن أمه كَافِرًا) وَكَذَا جَمِيع من خلقه فَلَيْسَ للرسل أثر فِي سَعَادَة أحد كَمَا أَنه لَيْسَ لابليس أثر فِي شقاوة أحد لتميز القبضتين (عد طب عَن ابْن مَسْعُود) باسناد جيد
(خلق الله الْحور الْعين من الزَّعْفَرَان) فهن من الْمُنْشَآت مِنْهُ فِي الْجنَّة لسن من آبَاء وَأُمَّهَات (طب عَن أبي أُمَامَة)
(خلق الانسان والحية سَوَاء ان رَآهَا أفزعته وان لدغته أوجعته فاقتلوها حَيْثُ وجدتموها) قَالَ حِين سُئِلَ عَن قتل الْحَيَّات (الطَّيَالِسِيّ) أَبُو دَاوُد (عَن ابْن عَبَّاس) باسناد ضَعِيف
(خلقت الْمَلَائِكَة من نور وَخلق الجان) أَبُو الْجِنّ أَو ابليس (من مارج من نَار) أَي من نَار مختلطة بهواء مشتعل فَهُوَ من عنصرين هَوَاء ونار (وَخلق آدم مِمَّا وصف لكم) الله تَعَالَى فِي كِتَابه أَي من تُرَاب عجن بِمَاء فَحدث لَهُ اسْم الطين كَمَا حدث للجان اسْم المارج (حم م عَن عَائِشَة)
(خلقت النَّخْلَة وَالرُّمَّان وَالْعِنَب من فضل طِينَة آدم) فبينها وَبَين آدم قرَابَة وتشابه معنوي (ابْن عَسَاكِر عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ باسناد ضَعِيف
(خلل أَصَابِع يَديك ورجليك) فِي الْوضُوء وَالْغسْل ندبا مؤكدا (حم عَن ابْن عَبَّاس) فِيهِ عبد الرَّحْمَن بن أبي زِيَاد ضَعِيف (خللوا) ندبا (بَين أصابعكم) أَي أَصَابِع أَيْدِيكُم وأرجلكم إِذا تطهرتم (لَا) أَي لِئَلَّا (يخللها الله يَوْم الْقِيَامَة بالنَّار) فاحذروا من التَّفْرِيط فِيهِ فالتخليل مَنْدُوب فان توقف عَلَيْهِ ايصال المَاء لما بَين الاصابع وَجب (قطّ عَن أبي هررة) باسناد واه
(خللوا بَين أصابعكم لَا يخلل الله بَينهمَا بالنَّار) فالتخليل سنة مُؤَكدَة كَمَا تقرر وَصَرفه عَن الْوُجُوب خبر تَوَضَّأ كَمَا أَمرك الله تَعَالَى وَلَيْسَ فِيمَا أَمر الله تَعَالَى بِهِ ذكر تَخْلِيل والوعيد مَصْرُوف إِلَى من لَا يصل المَاء بَين أَصَابِعه الا بِهِ (ويل للاعقاب من النَّار) أَي شدَّة هلكة لاصحاب الاعقاب من عَذَاب جَهَنَّم (قطّ عَن عَائِشَة) واسناده ضَعِيف
(خللوا لحَاكم) فِي الْوضُوء وَالْغسْل (وقصوا أظفاركم) أَي أظفار أَيْدِيكُم وأرجلكم إِذا طَالَتْ (فان الشَّيْطَان) ابليس اَوْ أل جنسية (يجْرِي مَا بَين اللَّحْم وَالظفر) بانه يحب مَا يجْتَمع تَحت الظفر من الْوَسخ فيسكن إِلَيْهِ والامر للنَّدْب نعم أَن توقف ايصال المَاء على ذَلِك وَجب (خطّ فِي الْجَامِع وَابْن عَسَاكِر عَن جَابر) بن عبد الله
(خليلي من هَذِه الْأمة) المحمدية (أويس) ابْن عَامر أَو عَمْرو (الْقَرنِي) بِفَتْح الْقَاف وَالرَّاء نِسْبَة لقبيلة من مُرَاد بِالْيمن وَهُوَ رَاهِب هَذِه الْأمة لم يره الْمُصْطَفى وانما ذكر فَضله (ابْن سعد) فِي الطَّبَقَات (عَن رجل) من التَّابِعين (مُرْسلا
خمروا) غطوا (الْآنِية) جمع قلَّة (وأوكؤا) بِكَسْر الْكَاف أَي شدوا (الاسقية) أَي أفواهها بِنَحْوِ خيط (وأجيفوا) بجيم وَفَاء أغلقوا (الابواب) أَي أَبْوَاب الدّور (واكفتوا) بِكَسْر الْفَاء (صِبْيَانكُمْ) أَي ضموهم إِلَيْكُم (عِنْد الْمسَاء) أَي مَا بَين العشاءين فامنعوهم من الْحَرَكَة وادخلوهم(1/518)
الْبيُوت (فَإِن للجن) فِي ذَلِك الْوَقْت (انتشار أَو خطْفَة) بِالتَّحْرِيكِ جمع خاطف وَهُوَ أَن يَأْخُذ الشَّيْء بِسُرْعَة (وأطفئوا) بِهَمْزَة قطع وَكسر الْفَاء (المصابيح عِنْد الرفاد) أَي عِنْد إِرَادَة النّوم (فَإِن الفويسقة) بِالتَّصْغِيرِ الْفَأْرَة (رُبمَا اجْتَرَّتْ) بجيم سَاكِنة ومثناة فوقية وَرَاء مُشَدّدَة (الفتيلة) من السراج (فأحرقت أهل الْبَيْت) وهم لَا يَشْعُرُونَ فَإِن أَمن ذَلِك كَأَن كَانَ فِي قنديل لم يطْلب اطفاؤه (خَ عَن جَابر)
(خمروا وُجُوه مَوْتَاكُم) أَي المحرمين فَإِنَّهُ قَالَه فِي محرم مَاتَ (وَلَا تشبهوا) بِحَذْف إِحْدَى التَّاءَيْنِ للتَّخْفِيف (باليهود) فِي رِوَايَة بِأَهْل الْكتاب فَإِنَّهُم لَا يغطون وُجُوه موتاهم (طب عَن ابْن عَبَّاس) وَرِجَاله ثِقَات
(خمس) من الْخِصَال (بِخمْس) من الْخِصَال أَي مُقَابلَة بهَا (مَا نقض قوم الْعَهْد إِلَّا سلط) الله تَعَالَى (عَلَيْهِم عدوهم) جَزَاء بِمَا فَعَلُوهُ (وَمَا حكمُوا بِغَيْر مَا أنزل الله) تَعَالَى فِي كِتَابه (إِلَّا فَشَا فيهم الْفقر) أَي ظهر وَكثر (وَلَا ظَهرت فيهم الْفَاحِشَة) أَي الزِّنَا أَو اللواط (إِلَّا فَشَا فيهم الْمَوْت) كَمَا وَقع فِي قصَّة بني إِسْرَائِيل (وَلَا طَفَّفُوا الْمِكْيَال إِلَّا منعُوا) بِضَم فَكسر (النَّبَات) أَي منعُوا الْمَطَر فَلَا تنْبت الأَرْض (وَأخذُوا بِالسِّنِينَ) أَي المجاعة والقحط (وَلَا منعُوا الزَّكَاة إِلَّا حبس عَنْهُم الْقطر) أَي الْمَطَر عِنْد الْحَاجة إِلَيْهِ (طب عَن ابْن عَبَّاس)
(خمس صلوَات) مُبْتَدأ وَقَوله (افترضهن الله عز وَجل) صفة صلوَات وَالْجُمْلَة الشّرطِيَّة بعده خبر وَهِي قَوْله (من أحسن وضوأهن) أَي أسبغه (وصلاهن لوقتهن) أَي فِي أوقاتهن (وَأتم ركوعهن وسجودهن (أَي أَتَى بهما تامين بِأَن اطْمَأَن فيهمَا (وخشوعهن) بِقَلْبِه وجوارحه (كَانَ لَهُ على الله) تفضلا وكرما (عهد أَن يغْفر لَهُ) جملَة محذوفة الْمُبْتَدَأ أَو صفة عهد أَو بدل مِنْهُ وَهُوَ الْأمان والميثاق (وَمن لم يفعل) ذَلِك (فَلَيْسَ لَهُ على الله عهد إِن شَاءَ غفر لَهُ) فضلا (وَإِن شَاءَ عذبه) عدلا (د هق عَن عبَادَة بن الصَّامِت) وَاللَّفْظ لأبي دَاوُد
(خمس صلوَات كتبهن الله على الْعباد فَمن جَاءَ بِهن لم يضيع مِنْهُنَّ شيأ اسْتِخْفَافًا فابحقهن) احْتَرز بِهِ عَن السَّهْو (كَانَ لَهُ عِنْد الله عهد أَن يدْخلهُ الْجنَّة وَمن لم يَأْتِ بِهن) على الْوَجْه الْمَطْلُوب شرعا (فَلَيْسَ لَهُ عِنْد الله عهد إِن شَاءَ عذبه) عدلا (وَإِن شَاءَ أدخلهُ الْجنَّة) برحمته فَعلم أَن تَارِك الصَّلَاة لَا يكفر بل تَحت الْمَشِيئَة (حم د ن هـ حب ك عَن عبَادَة بن الصَّامِت) بِإِسْنَاد صَحِيح
(خمس صلوَات) وَاجِبَات فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة (من حَافظ عَلَيْهِنَّ) أَي على فعلهن (كَانَت لَهُ نورا) فِي قَبره وحشره (وبرهانا) تخاصم عَنهُ (وَنَجَاة) بِالتَّاءِ مخففا (يَوْم الْقِيَامَة) من الْعَذَاب (وَمن لم يحافظ عَلَيْهِنَّ) بِالشُّرُوطِ والأركان (لم يكن لَهُ نور يَوْم الْقِيَامَة) حِين يسْعَى نور الْمُؤمنِينَ الْمُصَلِّين بَين أَيْديهم (وَلَا برهَان وَلَا نجاة وَكَانَ يَوْم الْقِيَامَة مَعَ فِرْعَوْن وَقَارُون وهامان وَأبي بن خلف) الجمعى فِرْعَوْن هَذِه الْأمة الَّذِي آذَى رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] حَتَّى قَتله بِيَدِهِ يَوْم أحد (ابْن نصر) فِي كتاب الصَّلَاة (عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ
(خمس فواسق) بِإِضَافَة خمس لاتنوينه وَالْفِسْق الْخُرُوج عَن الإستقامة سميت بِهِ لخبثهن وإفسادهن (يقتلن فِي الْحل وَالْحرم) بِفتْحَتَيْنِ حرم مَكَّة أَو بِضَمَّتَيْنِ جمع حرَام من قبيل وَأَنْتُم حرم وَالْمرَاد الْمَوَاضِع الْمُحرمَة وَالْفَتْح أظهر (الْحَيَّة والغراب الأبقع) الَّذِي فِي ظَهره وبطنه بَيَاض وكذاغير الأبقع لَكِن هَذَا أَخبث (والفأرة) بِهَمْزَة سَاكِنة وتسهل (وَالْكَلب الْعَقُور) أَي الْجَارِح قيل أَرَادَ النابح الْمَعْرُوف وَقيل كل سبع يعقر كأسد (والحديا) بِضَم الْحَاء وَفتح الذَّال وَشد الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة مَقْصُورا طَائِر مَعْرُوف (م ن هـ عَن عَائِشَة)
(خمس) من الدَّوَابّ (قتلهن حَلَال فِي الْحرم)(1/519)
فالحل أولى (الْحَيَّة وَالْعَقْرَب والحدأة والفأرة وَالْكَلب الْعَقُور) فَيحل بل يجب قتلهن بِأَيّ مَحل كَانَ وَلَو فِي جَوف الْكَعْبَة (د عَن أبي هُرَيْرَة) باسناد حسن
(خمس كُلهنَّ فاسقة) أَي كل مِنْهُنَّ فاسقة (يقتلهن الْمحرم) حَال احرامه وَلَا يوزر بل يُؤجر (ويقتلن فِي الْحرم) وَلَو فِي الْمَسْجِد (الْفَأْرَة وَالْعَقْرَب والحية وَالْكَلب الْعَقُور والغراب) سمى بِهِ لسواده وَمِنْه غرابيب سود وَظَاهر تَقْيِيد الْكَلْب بالعقور أَن غَيره مُحْتَرم فَيحرم قَتله وَهُوَ الْأَصَح عِنْد الشَّافِعِيَّة (حم عَن ابْن عَبَّاس) باسناد حسن
(خمس لَيَال لَا ترد فِيهِنَّ الدعْوَة) المتوفرة بِالشُّرُوطِ (أول لَيْلَة من رَجَب وَلَيْلَة النّصْف من شعْبَان وَلَيْلَة الْجُمُعَة وَلَيْلَة) عيد (الْفطر وَلَيْلَة) عيد (النَّحْر) فَينْدب احياء هَذِه اللَّيَالِي بِالْعبَادَة وَيسْتَثْنى من عُمُوم الْمَغْفِرَة فِي هَذِه اللَّيَالِي جمَاعَة مَذْكُورَة فِي أَحَادِيث ابْن عَسَاكِر عَن أبي أُمَامَة) باسناد ضَعِيف
(خمس من الْفطْرَة) بِكَسْر الْفَاء أَي من السّنة الْقَدِيمَة الَّتِي اخْتَارَهَا الانبياء واتفقت عَلَيْهَا الشَّرَائِع والحصر مجازي للْمُبَالَغَة فِي الْحَث عَلَيْهَا وان كَانَ غَيرهَا مِنْهَا (الْخِتَان) بِالْكَسْرِ اسْم لفعل الخاتن وَيُسمى بِهِ الْمحل وَهُوَ الْجلْدَة الَّتِي تقطع (والاستحداد) وَهُوَ حلق الْعَانَة بالحديد وَالْمرَاد ازالته بِأَيّ شَيْء كَانَ (وقص الشَّارِب) الشّعْر النَّابِت على الشّفة الْعليا وَلَا بَأْس بترك سباليه (وتقليم الاظافر) أَي ازالة مَا يزِيد على مَا يلابس رَأس الاصبع من الظفر لِاجْتِمَاع الْوَسخ فِيهِ (ونتف الابط) لانه مَحل الرّيح الكريه فشرع نتفه ليضعف وَتحصل السّنة بحلقه لَكِن النتف أفضل (حم ق عَن أبي هُرَيْرَة)
(خمس من الدَّوَابّ كُلهنَّ فَاسق يقتلن فِي الْحرم الْغُرَاب والحدأة) كعنبة مَقْصُور (وَالْعَقْرَب) وَاحِدَة العقارب والانثى عقربة (والفأرة وَالْكَلب الْعَقُور) الْجَارِح (ق ن ت عَن عَائِشَة)
(خمس من الدَّوَابّ لَيْسَ على الْمحرم فِي قتلهن جنَاح) أَي حرج (الْغُرَاب والحدأة وَالْعَقْرَب والفأرة وَالْكَلب الْعَقُور) لانهن مِمَّا لَا يُؤْكَل وَمَا لَا يُؤْكَل وَلَا تولد من مَأْكُول وَغَيره إِذا قَتله الْمحرم لَا فديَة عَلَيْهِ (مَالك) فِي الْمُوَطَّأ (حم ق د ن هـ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(خمس) من الْخِصَال (من حق الْمُسلم على الْمُسلم رد التَّحِيَّة) يَعْنِي السَّلَام (واجابة الدعْوَة) لوليمة عرس وجوبا ولغيرها ندبا (وشهود جَنَازَة) أَي الصَّلَاة عَلَيْهَا واتباعها الى الدّفن أفضل (وعيادة الْمَرِيض) أَي زيارته فِي مَرضه (وتشميت الْعَاطِس إِذا حمد الله) بَان يَقُول يَرْحَمك الله فان لم يحمد لم يشمته (هـ عَن أبي هُرَيْرَة
(خمس من الايمان) أَي من خِصَال أَهله (من لم يكن فِيهِ شَيْء مِنْهُنَّ فَلَا ايمان لَهُ) أَي كَامِلا (التَّسْلِيم لامر الله) فِيمَا أَمر بِهِ (وَالرِّضَا بِقَضَاء الله) فِيمَا قدره (والتفويض الى الله والتوكل على الله وَالصَّبْر عِنْد الصدمة الاولى) وَهِي حَالَة فَجْأَة الْمُصِيبَة (الْبَزَّار عَن ابْن عمر) باسناد ضَعِيف
(خمس من سنَن الْمُرْسلين) أَي من شَأْنهمْ وطريقتهم (الْحيَاء) بمثناة تحتية الَّذِي هُوَ خجل الرّوح من كل عمل لَا يحسن شرعا (والحلم) الَّذِي هُوَ سَعَة الصَّدْر والتحمل (والحجامة) لَان للدم حرارة وَقُوَّة وَهُوَ غَالب على قُلُوب الْمُرْسلين فاذا لم ينقص أضرّ (والسواك) لَان الْفَم طَرِيق الْوَحْي فاهماله تَضْييع لِحُرْمَتِهِ (والتعطر) نن لانه لَيْسَ للْمَلَائكَة حَظّ مِمَّا للبشر غير الرّيح الطّيب وهم مخالطون للرسل (تخ والحكيم) التِّرْمِذِيّ (وَالْبَزَّار وَالْبَغوِيّ طب وَأَبُو نعيم فِي الْمعرفَة هَب عَن حُصَيْن) مصغر حصن بِكَسْر الْحَاء وَسُكُون الصَّاد الْمُهْمَلَتَيْنِ (الخطمى) جد مليح بن عبد الله باسناد ضَعِيف
(خمس من سنَن الْمُرْسلين) أَي من طريقتهم ودأبهم وَهَذَا من بَاب التغليب فَيشْمَل الانبياء وَكَذَا يُقَال فِيمَا قبله(1/520)
(الْحيَاء والحلم والحجامة والتعطر وَالنِّكَاح) أما الْحيَاء فلطهارة أَرْوَاحهم من كدورات النَّفس وَأما الْحلم فلسعة صُدُورهمْ وانشراحها بِالنورِ وَأما الْحجامَة فَلِأَن للدم حرارة وَقُوَّة للنور وحرارة فَإِذا لم ينقص من حرارة الدَّم أضرّ وَأما التعطر فَلَا جلّ مخالطتهم للْمَلَائكَة وَأما النِّكَاح فَلِأَن النُّور إِذا امْتَلَأَ مِنْهُ الصَّدْر فاض على الْجَوَارِح فثارت الشَّهْوَة (طب عَن ابْن عَبَّاس) بِإِسْنَاد واه
(خمس من فعل وَاحِدَة مِنْهُنَّ كَانَ ضَامِنا على الله) تَعَالَى أَن يدْخلهُ الْجنَّة ويعيذه من النَّار (من عَاد مَرِيضا أَو خرج مَعَ جَنَازَة) للصَّلَاة عَلَيْهَا (أَو خرج غازيا بِقصد إعلاء كلمة الله تَعَالَى (أَو دخل على امامه) يَعْنِي الإِمَام الْأَعْظَم (يُرِيد تعزيره) تَعْظِيمه (وتوقيره أَو قعد فِي بَيته) يعْنى اعتزل النَّاس (فَسلم النَّاس مِنْهُ) أَي من أَذَاهُ (وَسلم من النَّاس) أَي من أذاهم (حم طب عَن معَاذ) بِإِسْنَاد حسن
(خمس) من الْخِصَال (من قبض) أَي مَاتَ (فِي شَيْء مِنْهُنَّ) أَي وَهُوَ متلبس بِشَيْء مِنْهُنَّ (فَهُوَ شَهِيد الْمَقْتُول فِي سَبِيل الله) تَعَالَى أَي بِسَبَب قتال الْكفَّار (شَهِيد) من شُهَدَاء الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (والغريق فِي سَبِيل الله) تَعَالَى بِأَن ركب الْبَحْر غازيا أَو حَاجا (شَهِيد) من شُهَدَاء الْآخِرَة (والمبطون) أَي الْمَيِّت بداء الْبَطن (فِي سَبِيل الله شَهِيد) من شُهَدَاء الْآخِرَة (والمطعون) أَي الْمَيِّت بالطاعون وَهُوَ وخز الْجِنّ (فِي سَبِيل الله شَهِيد) من شُهَدَاء الْآخِرَة (وَالنُّفَسَاء) الَّتِي تَمُوت بِسَبَب الْولادَة عَقبهَا (فِي سَبِيل الله شهيدة) من شُهَدَاء الْآخِرَة (ن عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ
(خَمْسَة من عملهن فِي يَوْم) أَي يَوْم كَانَ (كتبه الله من أهل الْجنَّة من صَامَ يَوْم الْجُمُعَة) تَطَوّعا أَي مَعَ يَوْم قبله أَو بعده فَلَا يُنَافِي كَرَاهَة إِفْرَاده بِالصَّوْمِ (وَرَاح إِلَى الْجُمُعَة) أَي إِلَى مَحل إِقَامَتهَا لصلاتها (وَعَاد مَرِيضا) وَلَو أَجْنَبِيّا (وَشهد جَنَازَة) أَي حضرها وَصلى عَلَيْهَا (وَأعْتق رَقَبَة) أَي خلصها من الرّقّ لوجه الله (ع حب عَن أبي سعيد) وَرِجَاله ثِقَات
(خمس لَا يعلمهُنَّ) على وَجه الْإِحَاطَة والشمول كليا وجزئيا (إِلَّا الله أَن الله عِنْده علم السَّاعَة) أَي تعْيين وَقت قِيَامهَا (وَينزل) مخففا ومشددا (الْغَيْث) أَي يعلم نزُول الْمَطَر فِي زَمَانه (وَيعلم مَا فِي الْأَرْحَام) من ذكر وَأثْنى وشقي أم سعيد (وَمَا تَدْرِي نفس مَاذَا تكسب غَدا) من خير وَشر (وَمَا تَدْرِي نفس بِأَيّ أَرض تَمُوت) خص الْمَكَان ليعلم الزَّمَان بِالْأولَى لِأَن الأول فِي وسعنا بِخِلَاف الثَّانِي وخصها لسؤالهم عَنْهَا (حم وَالرُّويَانِيّ عَن بُرَيْدَة) وَرِجَال أَحْمد رجال الصَّحِيح
(خمس لَيْسَ لَهُنَّ كَفَّارَة الشّرك بِاللَّه) تَعَالَى يَعْنِي الْكفْر بِهِ (وَقتل النَّفس) المعصومة (بِغَيْر حق وبهت الْمُؤمن) أَي أَخذ مَا لَهُ قهرا جَهرا (والفرار من الزَّحْف) حَيْثُ لَا يجوز (وَيَمِين صابرة يقتطع بهَا مَالا) لغيره (بِغَيْر حق) وَهِي الْغمُوس (حم وَأَبُو الشَّيْخ فِي التوبيخ عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد حسن
(خمس هن قواصم) وَفِي رِوَايَة من قواصم (الظّهْر) أَي كواسره يَعْنِي مهلكات (عقوق الْوَالِدين) أَي الْأَصْلَيْنِ الْمُسلمين أَو أَحدهمَا (وَالْمَرْأَة يأتمنها زَوجهَا) على نَفسهَا أَو مَاله (فتخونه) بزنا أَو سحاق أَو تتصرف فِي مَاله بِغَيْر إِذْنه (وَالْإِمَام) الْأَعْظَم الَّذِي (يطيعه النَّاس ويعصي الله عز وَجل وَرجل وعد) رجلا (عَن نَفسه خيرا) أَي أَن يفعل مَعَه خيرا (فأخلف) مَا وعده (وَاعْتِرَاض الْمَرْء فِي أَنْسَاب النَّاس) وَتَمَامه وكلكم لآدَم وحواء (هَب عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(خمس من الْعِبَادَة قلَّة الطّعْم) بِالضَّمِّ أَي الْأكل وَالشرب (وَالْقعُود فِي الْمَسَاجِد) لإنتظار الصَّلَاة أَو اعْتِكَاف (وَالنَّظَر إِلَى الْكَعْبَة) أَي مُشَاهدَة الْبَيْت (وَالنَّظَر - _ هوامش قَوْله أَي أَخذ مَاله إِلَخ مُقْتَضى تَفْسِير الشَّارِح أَن لفظ الحَدِيث وَنهب وَهُوَ خلاف الصَّوَاب(1/521)
فِي الْمُصحف) أَي الْقِرَاءَة فِيهِ نظرا (وَالنَّظَر إِلَى وَجه الْعَالم) الْعَامِل بِعِلْمِهِ الشَّرْعِيّ (فر عَن أبي هُرَيْرَة) باسناد ضَعِيف
(خمس من أوتيهن لم يعْذر على ترك عمل الْآخِرَة زَوْجَة صَالِحَة) أَي دينة تعفه (وبنون ابرار) بآبائهم (وَحسن مُخَالطَة النَّاس) أَي وملكة يقتدر بهَا على مُخَالطَة النَّاس بِخلق حسن (ومعيشة فِي بَلَده) بِنَحْوِ تِجَارَة أَو صناعَة من غير سفر (وَحب آل مُحَمَّد) فان حبهم سَبَب موصل إِلَى السَّعَادَة الاخروية (فر عَن زيد بن أَرقم)
خمس يعجل الله لصَاحِبهَا الْعقُوبَة) فِي الدُّنْيَا (الْبَغي) أَي التَّعَدِّي على النَّاس (والغدر) للنَّاس (وعقوق الْوَالِدين) أَو أَحدهمَا (وَقَطِيعَة الرَّحِم) أَي الْقَرَابَة بِنَحْوِ ايذاء أَو هجر بِلَا سَبَب (ومعروف لَا يشْكر) أَي لَا يشكره من فعل مَعَه (ابْن لال) فِي المكارم (عَن زيد بن ثَابت)
(خمس خِصَال يفطرن الصَّائِم وينقضن الْوضُوء الْكَذِب والغيبة والنميمة وَالنَّظَر بِشَهْوَة) أَي إِلَى محرم وَيحْتَمل الاطلاق (وَالْيَمِين الكاذبة) أَي الْغمُوس وَهَذَا وَارِد على طَرِيق الزّجر عَن فعل الْمَذْكُورَات وَلَيْسَ المُرَاد الْحَقِيقَة (الازدي) ابو الْفَتْح فِي كتاب (الضُّعَفَاء) والمتروكين (فر عَن أنس) باسناد فِيهِ كَذَّاب
(خمس دعوات يُسْتَجَاب لَهُنَّ دَعْوَة الْمَظْلُوم حَتَّى ينتصر) وان كَانَ كَافِرًا (ودعوة الْحَاج) حجا مبرورا (حَتَّى يصدر) أَي يرجع إِلَى أَهله (ودعوة الْغَازِي) لاعلاء كلمة الله تَعَالَى لَا طلبا للغنيمة (حَتَّى يقفل) بقاف ثمَّ فَاء أَي يعود إِلَى وَطنه (ودعوة الْمَرِيض) أَي مَرضا لم يعْص بِهِ (حَتَّى يبرأ) من علته أَي أَو يَمُوت (ودعوة الاخ لاخيه) فِي الدّين وان لم يكن من النّسَب (بِظهْر الْغَيْب واسرع هَذِه الدَّعْوَات) أَي أقربها (اجابة دَعْوَة الاخ لاخيه بِظهْر الْغَيْب) لما فِيهَا من الاخلاص وَعدم الشوب بالرياء وَنَحْوه (هَب عَن ابْن عَبَّاس) باسناد متماسك
(خمس من الْعِبَادَة النّظر إِلَى الْمُصحف) للْقِرَاءَة فِيهِ (وَالنَّظَر الى الْكَعْبَة وَالنَّظَر إِلَى الْوَالِدين) أَي الاصلين الْمُسلمين (وَالنَّظَر فِي زَمْزَم) أَي فِي بِئْر زَمْزَم أَو فِي مَائِهَا (وَهِي) أَي زَمْزَم (تحط الْخَطَايَا) أَي النّظر إِلَيْهَا مكفر للذنوب يَعْنِي الصَّغَائِر (وَالنَّظَر فِي وَجه الْعَالم) الْعَامِل بِعِلْمِهِ وَالْمرَاد الْعلم الشَّرْعِيّ (قطّ ن عَن) كَذَا فِي خطّ الْمُؤلف وبيض للصحابي
(خِيَار الْمُؤمنِينَ القانع) بِمَا رزقه الله تَعَالَى (وشرارهم الطامع) فِي الدُّنْيَا لَان الطمع ينسى الْمعَاد ويشغل عَن أَعمال الْآخِرَة (الْقُضَاعِي عَن أبي هُرَيْرَة)
(خِيَار أمتِي فِي كل قرن خَمْسمِائَة) أَي خَمْسمِائَة إِنْسَان (والابدال اربعون) رجلا كَمَا مر (فَلَا الْخَمْسمِائَةِ ينقصُونَ) بل قد يزِيدُونَ (وَلَا الاربعون) ينقصُونَ وَلَا يزِيدُونَ بل (كلما مَاتَ رجل) مِنْهُم (أبدل الله من الْخَمْسمِائَةِ مَكَانَهُ) رجلا آخر (وَأدْخل فِي الاربعين مَكَانَهُ) وَلِهَذَا سموا بالابدال (يعفون عَن ظلمهم ويحسنون إِلَى مَا أَسَاءَ اليهم) أَي يقابلونه على اساءته بالاحسان (ويتواسون فِيمَا أَتَاهُم الله) فَلَا يستأثر أحدهم على أحد (حل عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(خِيَار أمتِي) أَي من خيارهم وَكَذَا يُقَال فِيمَا يَأْتِي (الَّذين يشْهدُونَ أَن لَا اله إِلَّا الله) الْوَاجِب الْوُجُود (وَأَنِّي رَسُول الله) إِلَى كَافَّة الثقلَيْن (الَّذين إِذا أَحْسنُوا اسْتَبْشَرُوا واذا أساؤواواستغفروا) يَعْنِي تَابُوا تَوْبَة صحية (وشرار أمتِي الَّذين ولدُوا فِي النَّعيم وغذوا بِهِ وانما نهمتهم ألوان الطَّعَام) وَالشرَاب (وَالثيَاب) أَي الْحِرْص على تَحْصِيل المطاعم النفيسة ذَات الالوان العديدة والتهالك على لبس الثِّيَاب الفاخرة المرتفعة الْقيمَة (ويتشدقون فِي الْكَلَام) أَي يتوسعون فِيهِ ويتعمقون فِي التفصح تيها وتكبرا (حل عَن عُرْوَة) بِضَم الْمُهْملَة (ابْن رُوَيْم) بالراء مُصَغرًا (مُرْسلا) وَهُوَ اللَّخْمِيّ الازدي تَابِعِيّ(1/522)
ثِقَة
(خِيَار أمتِي علماؤها) الْعَامِلُونَ بعلمهم (وَخيَار علمائها رحماؤها) أَي الَّذين يرأفون على النَّاس ويتخلقون بأخلاق الرَّحْمَة على الكافة (أَلا) بِالتَّخْفِيفِ حرف تَنْبِيه (وان الله تَعَالَى ليغفر للْعَالم) الْعَامِل (أربين ذَنبا قبل أَن يغْفر للجاهل) البذي هَكَذَا ثَبت فِي رِوَايَة من عزا الْمُؤلف الحَدِيث لتخريجه وَلَعَلَّه سقط من قلمه سَهْو أَو المُرَاد غير الْمَعْذُور فِي جَهله (ذَنبا وَاحِدًا) إِكْرَاما للْعلم وَأَهله وَالظَّاهِر أَن المُرَاد بالأربعين التكثير (الأوان الْعَالم الرَّحِيم) بِخلق الله تَعَالَى (يجِئ يَوْم (الْقِيَامَة وَأَن نوره) أَي نور علمه (قد أَضَاء) لَهُ (يمشي فِيهِ) مِقْدَار (مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب) إضاءة قَوِيَّة (كَمَا يضيء الْكَوْكَب الدُّرِّي) فِي السَّمَاء هَكَذَا فِي نسخ الْكتاب وَالَّذِي فِي رِوَايَة الْقُضَاعِي الَّذِي عزا الْمُؤلف الحَدِيث لَهُ بدل يمشي إِلَى آخِره فيسير كَمَا يسير الْكَوْكَب الدُّرِّي (حل الْقُضَاعِي عَن ابْن عمر) بِإِسْنَاد ضَعِيف جدا
(خِيَار أمتِي الَّذين إِذا رؤوا) أَي إِذا نظر إِلَيْهِم النَّاس (ذكر الله (برؤيتهم يَعْنِي أَن رُؤْيَتهمْ مذكرة بِاللَّه تَعَالَى لما يعلوهم من الْبَهَاء (وشرار أمتِي المشاؤن بالنميمة المفرقون بَين الْأَحِبَّة الباغون البرءاء الْعَنَت) أَي المتعنتون أهل الْفساد (حم عَن عبد الرَّحْمَن بن غنم) بِإِسْنَاد صَحِيح (طب عَن عبَادَة بن الصَّامِت) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(خِيَار أمتِي أحداؤهم) بحاء مُهْملَة وَمن قَالَ بجيم فقد خَالف السُّوق وَفِي رِوَايَة أحداؤها أَي أنشطهم وأسرعهم إِلَى الْخَيْر فَالْمُرَاد بالحدة هُنَا الصلابة فِي الدّين والتسارع إِلَى فعل الْخيرَات وَإِزَالَة الْمُنْكَرَات (الَّذين إِذا غضبوا رجعُوا) سَرِيعا وَلم يعملوا بِمُقْتَضى الْغَضَب (طس عَن عَليّ) وَفِي إِسْنَاده وَضاع
(خِيَار أمتِي أَولهَا وَآخِرهَا نهج أَعْوَج) بالنُّون والنهج الطَّرِيق الْمُسْتَقيم فَلَمَّا وَصفه بأعوج صَار الطَّرِيق غير مُسْتَقِيم وَذكر بَعضهم أَنه إِنَّمَا هُوَ ثبج بمثلثة أَوله أَي لَيْسُوا من خيارهم وَلَا من رذالهم بل من وَسطهمْ (لَيْسُوا منى وَلست مِنْهُم) هَذَا يبعد القَوْل الثَّانِي (طب عَن عبد الله بن السعدى) الْقرشِي العامري بِإِسْنَاد ضَعِيف
(خِيَار أمتِي من دَعَا إِلَى الله تَعَالَى) أَي إِلَى دينه وطاعته وَرضَاهُ (وحبب عباده إِلَيْهِ) بِأَن يَأْمُرهُم الطَّاعَة حَتَّى يطيعوه فيحبهم ذكره الْحسن الْبَصْرِيّ وَقَالَ السهروردي هَذِه رُتْبَة المشيخة والدعوة إِلَى الله لِأَن الشَّيْخ يحبب الله إِلَى عباده حَقِيقَة ويحبب عباده إِلَيْهِ أما الأول فَلِأَنَّهُ يسْلك بالطالب طَرِيق الإقتداء بالمصطفى وَمن أحبه واقتدى بِهِ أحبه الله تَعَالَى قل إِن كُنْتُم تحبون الله فَاتبعُوني يحببكم الله وَأما الثَّانِي فَلِأَنَّهُ يسْلك بِهِ طَرِيق التَّزْكِيَة والتخلية وَإِذا تزكت النَّفس انجلت مرْآة الْقلب وانتفش فِيهِ أنوار العظمة الإلهية ولاح جمال التَّوْحِيد وانفتحت أحداق البصيرة إِلَى مطالعة جلال الْقدَم الأزلي فَأحب ربه وَلِأَن مرْآة الْقلب إِذا انجلت لَاحَ فِيهَا الدُّنْيَا بقبحها وَالْآخِرَة بنفاستها فتنكشف للبصيرة حَقِيقَة الدَّاريْنِ وَحَاصِل المنزلتين فيحب الْبَاقِي ويزهد فِي الفاني وَالشَّيْخ من جنود الله يرشد بِهِ عباده فَهُوَ خِيَار النَّاس (ابْن النجار عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد ضَعِيف لَكِن يقويه مَا رَوَاهُ الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ خِيَار عباد الله الَّذِي يحببون الله تَعَالَى إِلَى عباده وَيُحَبِّبُونَ الْعباد إِلَى الله تَعَالَى ويمشون لله فِي الأَرْض نصحاء أَي دعاة إِلَيْهِ
(خِيَار أئمتكم (أَي أمرائكم (الَّذين تحبونهم ويحبونكم) لمعاملتهم لَكِن بالشفقة وَالْإِحْسَان (وتصلون عَلَيْهِم وَيصلونَ عَلَيْكُم) أَي تدعون لَهُم وَيدعونَ لكم (وشرار أئمتكم الَّذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم) هَذَا صَحِيح فَإِن الإِمَام إِذا كَانَ عادلا محسنا أحبهم وأحبوه وَإِذا كَانَ(1/523)
ذَا شَرّ أبْغضهُم وأبغضوه (م عَن عَوْف بن مَالك)
(خِيَار ولد آدم خَمْسَة نوح وابراهيم ومُوسَى وَعِيسَى وَمُحَمّد وَخَيرهمْ مُحَمَّد) وهم أولو الْعَزْم وأفضلهم بعد مُحَمَّد ابراهيم اجماعا (ابْن عَسَاكِر عَن أبي هُرَيْرَة) وَرَوَاهُ عَنهُ الْبَزَّار واسناده صَحِيح
(خياركم من تعلم الْقُرْآن وَعلمه) أَي مخلصا لوجه الله تَعَالَى (هـ عَن سعد) بن أبي وَقاص
(خياركم من قَرَأَ الْقُرْآن وأقرأه) غَيره لله تَعَالَى لَا لطلب أجر وَنَحْوه (ابْن الضريس وَابْن مردوية عَن ابْن مَسْعُود
خياركم أحاسنكم أَخْلَاقًا) زَاد التِّرْمِذِيّ وأطولكم أعمارا (حم ق ت عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ
(خياركم أحاسنكم أَخْلَاقًا الموطؤون أكنافا) بِصِيغَة اسْم الْمَفْعُول وَهُوَ مثل حَقِيقَته من التوطئة وَهُوَ التَّمْهِيد أَرَادَ الَّذين جوانبهم وطئة يتَمَكَّن مِنْهَا من يصاحبهم (وأشراركم الثرثارون) الَّذين يكثرون الْكَلَام تكلفا وتشدقا (المتفيهقون) أَي الَّذين يتوسعون فِي الْكَلَام ويفتحون بِهِ أَفْوَاههم (المتشدقون) الَّذين يَتَكَلَّمُونَ بأشداقهم (هَب عَن ابْن عَبَّاس)
(خياركم الَّذين إِذا رَأَوْا ذكر الله بهم) أَي برؤيتهم لما علاهم من النُّور والبهاء (وشراركم المشاؤون بالنميمة) وَهِي نقل بعض حَدِيث الْقَوْم لبَعض للافساد (المفرقون بَين الاحبة الباغون عَن البرآء الْعَنَت) تَمَامه يحشرهم الله فِي وُجُوه الْكلاب (هَب عَن ابْن عمر) وفه ابْن لَهِيعَة
(خياركم فِي الْجَاهِلِيَّة خياركم فِي الاسلام) أَي من كَانَ مُخْتَارًا مِنْكُم بمكارم الاخلاق فِي الْجَاهِلِيَّة فَهُوَ مُخْتَار فِي الاسلام (اذا فقهوا) أَي فَهموا أَحْكَام الدّين (خَ عَن أبي هُرَيْرَة)
(خياركم ألينكم مناكب فِي الصَّلَاة) أَي ألزمكم للسكينة وَالْوَقار والخشوع فِيهَا بِمَعْنى أَن فَاعله من خِيَار الْمُؤمنِينَ لَا أَنه خيارهم (د هق عَن ابْن عَبَّاس) وَفِيه مَجْهُولَانِ
(خياركم) أَي فِي نَحْو الْمُعَامَلَة (أحاسنكم) فِي رِوَايَة أحسنكم (قَضَاء للدّين) بِالْفَتْح بِأَن يردأ أكثرمما عَلَيْهِ بِغَيْر شَرط وَلَا مطل (ت ن عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ اسْتقْرض الْمُصْطَفى ورد خيرا مِنْهُ ثمَّ ذكره وَأخرجه الشَّيْخَانِ أَيْضا
(خياركم خَيركُمْ لاهله) أَي حلائله وبنيه وأقاربه (طب عَن أبي كَبْشَة) الانماري
(خياركم خياركم لنسائهم) وَفِي رِوَايَة لِابْنِ خُزَيْمَة لنسائي فأوصى ابْن عَوْف لَهُنَّ بحديقته بأربعمائة ألف (هـ عَن ابْن عمر)
(خياركم أطولكم أعمارا وَأَحْسَنُكُمْ أعمالا) لانه كلما طَال عمره وَحسن عمله يغتنم من الطَّاعَة الْمُوجبَة للسعادة الأبدية (ك عَن جَابر) بن عبد الله
(خياركم أطولكم أعمارا) أَي فِي الاسلام (وَأَحْسَنُكُمْ أَخْلَاقًا حم وَالْبَزَّار عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِيه ابْن اسحق مُدَلّس
(خياركم الَّذين إِذا سافروا قصروا الصَّلَاة وأفطرا) احْتج بِهِ الشَّافِعِي على أَن الْقصر أفضل من الاتمام أَي إِذا زَاد السّفر على مرحلَتَيْنِ (الشَّافِعِي وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْمعرفَة عَن سعيد بن الْمسيب) بِفَتْح الْيَاء وَكسرهَا (مُرْسلا) وَوَصله أَبُو حَاتِم عَن جَابر
(خياركم من ذكركُمْ بِاللَّه رُؤْيَته) لما علاهُ من نور الْجلَال وهيبة الْكِبْرِيَاء وَأنس الْوَقار فَإِذا نظر النَّاظر إِلَيْهِ ذكر الله لما يرى من آثَار الملكوت عَلَيْهِ (وَزَاد فِي علمكُم مَنْطِقه) لانه عَن الله ينْطق فالناطق صنفان صنف ينْطق عَن الصُّحُف تحفظا وَعَن أَفْوَاه الرِّجَال تلقفا وصنف ينْطق عَن الله تَعَالَى تلقيا والاول يلج إِلَّا ذان عُريَانا بِلَا كسْوَة لانه لم يخرج من قلب نوراني بل دنس مظلم بحب الرياسة وَالظُّلم والعز وَالشح على الحطام وَالثَّانِي يلج الآذان مَعَ الْكسْوَة الَّتِي تخرق كل حجاب وَهُوَ نور الله خرج من قلب مشحون بِالنورِ فيخرق قُلُوب المخلطين من رين الذُّنُوب وظلمة الشَّهَوَات وَحب الدُّنْيَا فَيقبل على الْعَمَل الصَّالح ويبالغ(1/524)
فِيهِ (ورغبكم فِي الْآخِرَة عمله) لِأَن على عمله نورا وعَلى أَرْكَانه خشوع وعَلى تصرفه فِيهَا صدق الْعُبُودِيَّة مَعَ الْبَهَاء وَالْوَقار والطلاقة فَإِذا رَآهُ النَّاظر تقاصر إِلَيْهِ عمله فَزَاد فِيهِ وَهَذِه كلمة نبوية وَافق فِيهَا نَبينَا عِيسَى عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام (الْحَكِيم عَن ابْن عَمْرو) قيل يَا رَسُول الله من يُجَالس فَذكره
(خياركم كل مفتن) بمثناة فوقية مُشَدّدَة (تواب) أَي كل ممتحن يمتحنه الله تَعَالَى بالذنب ثمَّ يَتُوب ثمَّ يعود ثمَّ يَتُوب روى الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ عَن أنس مَرْفُوعا من كَانَت لَهُ سجية عقل وغزيرة تفتن لم تضره ذنُوبه بِهِ شيأ قيل وَكَيف يَا رَسُول الله قَالَ كلما أَخطَأ لم يلبث أَن يَتُوب فتمحي ذنُوبه وَيبقى فضل يدْخلهُ الْجنَّة (هَب عَن عَليّ) بِإِسْنَادِهِ ضَعِيف
(خير الأدام اللَّحْم هُوَ سيد الأدام) فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة كَمَا فِي رِوَايَة (هَب عَن أنس) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(خير الْأَصْحَاب عِنْد الله خَيرهمْ لصَاحبه وَخير الْجِيرَان عِنْد الله خَيرهمْ لجاره) فَكل من كَانَ أَكثر خيرا لصَاحبه وجاره فَهُوَ أفضل عِنْد الله وَالْعَكْس بِالْعَكْسِ (حم ت ك عَن ابْن عَمْرو) // (إِسْنَاده صَحِيح) //
(خير الْأَصْحَاب صَاحب إِذا ذكرت الله أعانك) على ذكره يَعْنِي ذكره مَعَك فحرك همتك (وَإِذا نسيت أَن تذكره ذكرك) بِالتَّشْدِيدِ أَي نبهك على أَن تذكر الله (ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب) فضل (الإخوان عَن الْحسن مُرْسلا) هُوَ الْبَصْرِيّ
(خير الْأُضْحِية الْكَبْش الأقرن) مَا لَهُ قرنان حسنان معتدلان وَالْمرَاد تَفْضِيل الْكَبْش على سبع بَدَنَة أَو بقرة أَو تَفْضِيل سبع من الْغنم على بَدَنَة أَو بقرة وَأخذ بِظَاهِرِهِ مَالك (وَخير الْكَفَن الْحلَّة) وَاحِدَة الْحلَل برود الْيمن وَلَا يكون إِلَّا من ثَوْبَيْنِ فَخير الْكَفَن مَا كَانَ من ثَوْبَيْنِ أَو ثَلَاثَة (ت هـ عَن أبي أُمَامَة د هـ ك عَن عباده بن الصَّامِت) قَالَ ت غَرِيب وَقَالَ ك صَحِيح
(خير الْأَعْمَال الصَّلَاة فِي أول وَقتهَا) إِلَّا فِي صور ذكرت فِي الْفُرُوع لأدلة أُخْرَى (ك عَن ابْن عمر) بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب
(خير الْبِقَاع الْمَسَاجِد) لِأَنَّهَا مَحل فيوض الرَّحْمَة وإدرار النِّعْمَة (وَشر الْبِقَاع الْأَسْوَاق) لِأَنَّهَا مَحل الشَّيَاطِين وَالْإِيمَان الكاذبة كَمَا مر (طب ك عَن ابْن عمر) بِإِسْنَاد صَحِيح
(خير التَّابِعين أَو يس) الْقَرنِي بِالْفَتْح لَا يُنَافِيهِ قَول أَحْمد أفضلهم سعيد بن الْمسيب وَنَحْوه لِأَن ذَاك أفضلهم فِي عُلُوم الشَّرْع وأويس أرفعهم دَرَجَة وأعظمهم ثَوابًا عِنْد الله (ك عَن عَليّ) بِإِسْنَاد صَحِيح بل هُوَ فِي مُسلم
(خير الْخَيل الأدهم) أَي الْأسود (الأقرح) بقاف وحاء مُهْملَة الَّذِي فِي وَجهه قرحَة بِالضَّمِّ وَهِي دون الْغرَّة (الأرثم) برَاء ومثلثة من الرثم بِفَتْح فَسُكُون بَيَاض فِي شفة الْفرس الْعليا (المحجل ثَلَاث) الَّذِي فِي ثَلَاث من قوائمة بَيَاض (مُطلق الْيُمْنَى) فَلَيْسَ فِيهَا تحجيل وَالْبَيَاض فِيمَا عَداهَا (فَإِن لم يكن أدهم فكميت) بِضَم الْكَاف لَونه بَين سَواد وَحُمرَة (على هَذِه الشية) بِكَسْر الْمُعْجَمَة وَفتح الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة أَي على هَذَا اللَّوْن وَالصّفة يكون اعداد الْخَيل للْجِهَاد وَغَيره (حم ت هـ ك عَن أبي قَتَادَة) قَالَ ت غَرِيب صَحِيح
(خير الدُّعَاء يَوْم عَرَفَة) أَي دُعَاء خص بِهِ ذَلِك الْيَوْم (وَخير مَا قلت) أَي مَا دَعَوْت (أَنا والنبيون من قبلي لَا إِلَه إِلَّا الله وَحده) تَأْكِيد لتوحيد الذَّات (لَا شريك لَهُ) تَأْكِيد لتوحيد الْأَفْعَال وَالصِّفَات (لَهُ الْملك) والملكوت (وَله الْحَمد) قدم الْملك لِأَنَّهُ ملك فَحَمدَ فِي مَمْلَكَته وَختم بقوله (وَهُوَ على كل شَيْء قدير) ليتم معنى الْحَمد إِذْ لَا يحمد الْمُنعم حَقِيقَة حَتَّى يعلم أَنه كَانَ قَادِرًا على الْمَنْع (ت عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ وَقَالَ غَرِيب
(خير الدُّعَاء الإستغفار) المقرون بِالتَّوْبَةِ لِأَنَّهُ إِذا اسْتغْفر بِلِسَانِهِ وَهُوَ مصر فاستغفاره ذَنْب يُوجب الإستغفار (ك فِي تَارِيخه عَن عَليّ
خير(1/525)
الدَّوَاء الْقُرْآن) أَي خير الرّقية مَا كَانَ بِشَيْء مِنْهُ (هـ ك عَن عَليّ) وَضَعفه التِّرْمِذِيّ
(خير الدَّوَاء الْحجامَة والفصادة) أَي لمن ناسب حَاله ذَلِك مَرضا وسنا وقطرا وزمنا (أَبُو نعيم فِي الطِّبّ) النَّبَوِيّ (عَن عَليّ) باسناد ضَعِيف
(خير الذّكر الْخَفي) وَفِي رِوَايَة المخفي أَي مَا أخفاه الذاكر وستره عَن النَّاس فَهُوَ أفضل من الْجَهْر وَفِي أَحَادِيث أُخْرَى مَا يَقْتَضِي أَن الْجَهْر أفضل وَجمع بِأَن الاخفاء أفضل حَيْثُ خَافَ الرِّيَاء أَو تأذى بِهِ مصل أَو نَائِم والجهر أفضل حَيْثُ أَمن ذَلِك وَهَذَا الحَدِيث لَهُ تَتِمَّة وَهِي وَخير الْعِبَادَة أخفاها (وَخير الرزق مَا يَكْفِي) أَي مَا يقنع ويرضى بِهِ على وَجه الكفاف والعفاف (حم حب هَب عَن سعد) بن مَالك أَو ابْن أبي وَقاص باسناد صَحِيح
(خير الرِّجَال رجال الانصار) لنصرتهم للدّين وجودهم لله تَعَالَى بِالنَّفسِ وَالْمَال (وَخير الطَّعَام الثَّرِيد) لِكَثْرَة مَنَافِعه (فر عَن جَابر) بن عبد الله
(خير الرزق مَا كَانَ يَوْم بِيَوْم كفافا) أَي بِقدر كِفَايَة الانسان فَلَا يعوزه مَا يضرّهُ وَلَا يفضل عَنهُ مَا يطغيه ويلهيه (عد فر عَن أنس) باسناد ضَعِيف
(خير الرزق الكفاف) وَهُوَ مَا كف عَن النَّاس أَي أغْنى عَنْهُم (حم فِي الزّهْد عَن زِيَاد بن جُبَير) بِضَم الْجِيم وَفتح الْمُوَحدَة (مُرْسلا
خير الزَّاد التَّقْوَى) كَمَا نطق بِهِ الْقُرْآن (وَخير مَا ألْقى فِي الْقلب الْيَقِين) وَهُوَ الْعلم الَّذِي يُوصل صَاحبه إِلَى حد الضروريات وَلَا يتمارى فِي صِحَّتهَا وثبوتها وَقيل هُوَ أَن يقذف الله فِي الْقلب نورا حَتَّى يهتك حجب الشَّهَوَات المتراكمة على الْقلب فيمتلئ نورا ويشرق الصَّدْر فَتَصِير الآحرة لَهُ كالمعاينة كَمَا قَالَ حَارِثَة رَأَيْت عرش رَبِّي بارزا الحَدِيث وَذَلِكَ لانه تَعَالَى نور قلبه فَذَهَبت ظلمَة الشَّهَوَات وَإِنَّمَا كَانَ أفضل مَا ألْقى فِي الْقلب لانه لَا يُسْتَطَاع الْعَمَل الاية وَلَا يعْمل الْمَرْء الا بِقدر يقينه وَلَا يقصر عَامل حَتَّى يقصر يفينه فَكَانَ الْيَقِين أفضل الْعلم لانه أدّى إِلَى الْعَمَل وَمَا كَانَ أدعى إِلَيْهِ كَانَ أدعى إِلَى الْعُبُودِيَّة وَمَا كَانَ أدعى إِلَيْهَا كَانَ أدعى إِلَى الْقيام بِحَق الربوبية (أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب عَن ابْن عَبَّاس)
(خير السودَان أَرْبَعَة) من الرِّجَال (لُقْمَان) بن باعور ابْن اخت أَيُّوب أَو ابْن خَالَته وَالْأَكْثَر على أَنه حَكِيم لَا نَبِي (وبلال الْمُؤَذّن) الَّذِي عذب فِي الله تَعَالَى مَا لم يعذبه أحد (وَالنَّجَاشِي) ملك الْحَبَشَة (وَمهجع) مولى عمر (ابْن عَسَاكِر عَن الاوزاعي معضلا)
(خير السودَان ثَلَاثَة لغمان وبلال وَمهجع) زَاد الْحَاكِم مولى رَسُول الله وَلَا أعرف هَذَا أَي وانما الْمَعْرُوف أَنه لعمر (ك عَن الاوزاعي عَن أبي عمار عَن وائلة) بن الاسقع قَالَ ك صَحِيح
(خير الشَّرَاب فِي الدُّنْيَا والاخرة المَاء) الَّذِي بِهِ حَيَاة كل نَام وَأحد أَرْكَان الْعَالم (أَبُو نعيم فِي الطِّبّ عَن بُرَيْدَة)
(خير الشَّهَادَة مَا شهد بهَا صَاحبهَا قبل أَن يسئلها) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول وَهَذَا فِي شَهَادَة الْحِسْبَة فَلَا يُنَافِي خبر شَرّ الشُّهُود من شهد قبل أَن يستشهد (طب عَن زيد بن خَالِد) الْجُهَنِيّ
(خير الشُّهُود من أدّى شَهَادَته) عِنْد الْحَاكِم (قبل أَن يسئلها هـ عَن زيد بن خَالِد) الْجُهَنِيّ
(خير الصَّحَابَة أَرْبَعَة) لَان احدهم لَو مرض أمكنه جعل وَاحِد وَصِيّا والاخرين شهيدين (وَخيرا السَّرَايَا أَرْبَعمِائَة) لانها الدرجَة الثَّالِثَة من دَرَجَات الاعداد (وَخير الجيوش أَرْبَعَة الاف) لَان الْجَيْش أحْوج إِلَى الْقُوَّة من السّريَّة (وَلَا تنهزم) وَفِي رِوَايَة لن تولى (اثْنَا عشر ألفا من قلَّة) لَان ذَلِك أبلغ فِي حد الْكَثْرَة (د ت ك عَن ابْن عَبَّاس) باسناد صَحِيح على الْأَصَح
(خير الصَدَاق أيسره) أَي أَقَله لدلالته على يمن الْمَرْأَة وَلِهَذَا نهى عَن المغالاة فِيهِ (ك هق عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ باسناد(1/526)
صَحِيح
(خير الصَّدَقَة) أَي أفضلهَا (مَا كَانَ عَن ظهر غنى) أَي مَا وَقع من غير مُحْتَاج إِلَى مَا يتَصَدَّق بِهِ لنَفسِهِ وممونه وَلَفظ الطُّهْر مقحم تمكينا للْكَلَام ونكر غنى للتعظيم (وابدأ) بِالْهَمْز وَتَركه (بِمن تعول) أَي بِمن تلزمك نَفَقَته أَمر بِتَقْدِيم مَا يجب على مَا لَا يجب (خَ د هـ عَن أبي هُرَيْرَة)
(خير الصَّدَقَة مَا أبقت) بعد اخراجها (غنى وَالْيَد الْعليا خير من الْيَد السفى وابدأ بِمن تعول) أَي مَا أبقت لَك بعد إخْرَاجهَا كِفَايَة لَك ولعيالك (طب عَن ابْن عَبَّاس) بِإِسْنَاد حسن
(خير الصَّدَقَة المنيحة) هِيَ أَن يُعْطِيهِ نَحْو شَاة لينْتَفع بِنَحْوِ لَبنهَا أَو صوفها ويردها تَغْدُو بِأَجْر وَتَروح بِأَجْر) أى يَأْخُذهَا مصاحبة لحُصُول الثَّوَاب للمعطي ويردها عَلَيْهِ كَذَلِك (حم عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد صَحِيح
(خير الْعِبَادَة أخفها) لتَكون أنشط لنَفس الْعَامِل وأحضر لِقَلْبِهِ وأدوم (الْقُضَاعِي عَن عُثْمَان) بن عَفَّان (قَالَ الْحَافِظ ابْن حجر يرْوى بِالْمُوَحَّدَةِ وبالمثناة التَّحْتِيَّة) وَلَا اخْتِصَاص لِلْحَافِظِ بذلك بل الديلمي ذكره كَذَلِك وَمَعْنَاهُ على الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة خير زِيَارَة الْمَرِيض أخفها مكثا عِنْده
(خير الْعَمَل أَن تفارق الدُّنْيَا) يَعْنِي تَمُوت (وَلِسَانك رطب من ذكر الله) تَعَالَى لِأَن ذَلِك أحب الْأَعْمَال إِلَى الله تَعَالَى كَمَا مر قَالَ حجَّة الْإِسْلَام المداومة على ذكر الله تولد الْإِنْس بِاللَّه وتوجب الْحبّ لَهُ حَتَّى تعظم اللَّذَّة بِهِ على فِرَاق الدُّنْيَا والقدوم على الله إِذا اللَّذَّة على قدر الْحبّ وَالْحب على قدر الْمعرفَة وَالذكر (حل عَن عبد الله بن يسر) بِضَم الْمُوَحدَة وَسُكُون الْمُهْملَة
(خير الْغذَاء) بِالْمدِّ ككتاب مَا يتغذى بِهِ (بواكره) جمع باكورة وَهِي أول الْفَاكِهَة وَنَحْوهَا وَيحْتَمل أَن المُرَاد مَا يُؤْكَل فِي البكرة وَهِي أول النَّهَار (وأطيبه أَوله) تتمته عِنْد مخرجه وأنفعه (فر عَن أنس) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(خير الْكسْب كسب يَد الْعَامِل إِذا نصح) فِي عمله بِأَن أتقنه وتجنب الْغِشّ وَنَحْوه (حم عَن أبي هُرَيْرَة) وَإِسْنَاده حسن
(خير الْكَلَام أَربع لَا يَضرك) فِي حِيَازَة ثوابهن (بأيهن بدأت سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر) فَإِنَّهَا الْبَاقِيَات الصَّالِحَات كَمَا فِي رِوَايَة (فروى ابْن النجار عَن أبي هُرَيْرَة)
(خير الْمجَالِس أوسعها) بِالنِّسْبَةِ لأَهْلهَا وَيخْتَلف ذَلِك باخْتلَاف الْأَشْخَاص وَالْأَحْوَال (حم خد دك هَب عَن أبي سعيد الْبَزَّار) وَفِيه مقَال (ك هن عَن أنس) بِإِسْنَاد حسن
(خير المَاء الشيم) بشين مُعْجمَة فموحدة مَكْسُورَة الْبَارِد أَو بِمُهْملَة فنون مَكْسُورَة العالي على وَجه الأَرْض أَو الْجَارِي الْمُرْتَفع (وَخير المَال الْغنم) لِأَن فِيهَا بركَة (وَخير المرعى الْأَرَاك) السِّوَاك الْمَعْرُوف (وَالسّلم) شجر واحدته سَلمَة وَتَمَامه وَالسّلم إِذا أخلف كَانَ لجينا وَإِذا سقط كَانَ درينا وَإِذا أكل كَانَ لبيا (ابْن قُتَيْبَة فِي غَرِيب الحَدِيث عَن ابْن عَبَّاس) وَرَوَاهُ الديلمي عَن أبي هُرَيْرَة
(خير الْمُسلمين من سلم الْمُسلمُونَ من لِسَانه وَيَده) إِلَّا بِحَق (م عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ
(خير النَّاس أقرؤهم لِلْقُرْآنِ) أَي أَكْثَرهم قِرَاءَة لَهُ لِأَنَّهُ كَلَام الله تَعَالَى وَصفَة من صِفَات ذَاته فالأخص بِكَلَام الله تَعَالَى أَكْثَرهم خيرا (وأفقههم فِي دين الله) تَعَالَى لِأَن الْفِقْه فِي الدّين حِرْفَة الْمُصْطَفى الموروثة عَنهُ (واتقاهم لله وَآمرهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وأنهاهم عَن الْمُنكر) لِأَن بهما قيام نظام النواميس الدِّينِيَّة (وأوصلهم للرحم) أَي الْقَرَابَة وَإِن قطعوه (حم طب هَب عَن درة) بِضَم الدَّال الْمُهْملَة وَشد الرَّاء (بنت أبي لَهب) وَرِجَال أَحْمد ثِقَات
(خير النَّاس) أهل (قرنى) أَي عصري يَعْنِي أَصْحَابِي أَو من رَآنِي أَو من كَانَ حَيا فِي عهدي ومدتهم من الْبَعْث نَحْو مائَة وَعشْرين سنة (ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ) أَي يقربون مِنْهُم وهم التابعون وهم من مائَة إِلَى نَحْو تسعين (ثمَّ الَّذين(1/527)
يَلُونَهُمْ) أَتبَاع التَّابِعين وهم إِلَى حُدُود الْعشْرين وَمِائَتَيْنِ (ثمَّ يَجِيء أَقوام تسبق شَهَادَة أحدهم يَمِينه وَيَمِينه شَهَادَته) أَي فِي حَالين لَا فِي حَالَة وَاحِدَة لانه دور (حم ق ت عَن ابْن مَسْعُود)
(خير النَّاس الْقرن الَّذِي أَنا فِيهِ ثمَّ الثَّانِي ثمَّ الثَّالِث) انما كَانَ قرنه أفضل لانهم آمنُوا بِهِ عِنْد كفر النَّاس وَصَدقُوهُ حِين كذبُوا بِهِ (م عَن عَائِشَة)
(خير النَّاس قَرْني ثمَّ الثَّانِي ثمَّ الثَّالِث ثمَّ يَجِيء قوم لَا خير فيهم) وَفِي رِوَايَة والقرن الرَّابِع لَا يعبأ الله بهم شَيْئا (طب عَن ابْن مَسْعُود)
خير النَّاس قَرْني الَّذِي أَنا فِيهِ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ والاخرون) أَي من بعدهمْ (أراذل) أَي أدنياه (طب ك عَن جعدة) بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْمُهْملَة (ابْن هُبَيْرَة) المَخْزُومِي أَو الاشجعي وَرِجَاله ثِقَات لَكِن فِيهِ انْقِطَاع
(خير النَّاس قَرْني ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ يَأْتِي من بعدهمْ قوم يتسمنون) أَي يحرصون على لذيذ المطاعم حَتَّى تسمن أبدانهم (وَيُحِبُّونَ السّمن) كَذَا هُوَ بِخَط الْمُؤلف وَفِي رِوَايَة السمانة بِفَتْح السِّين أَي السّمن (يُعْطون الشَّهَادَة قبل أَن يسئلوها) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول بضبطه أَي يشْهدُونَ بهَا قبل طلبَهَا مِنْهُم حرصا عَلَيْهَا (ت ك عَن عمرَان بن حُصَيْن) تَصْغِير حصن
(خير النَّاس من طَال عمره وَحسن عمله) لَان من شان الْمُؤمن الازدياد والترقي إِلَى مقَام الْقرب (حم ت عَن عبد الله بن بسر)
(خير النَّاس من طَال عمره وَحسن عمله) لَان من كثر خَيره كلما امْتَدَّ عمره وَكثر أجره وضوعفت درجاته (وَشر النَّاس من طَال عمره وساء عمله) لَان الاوقات كرأس مَال التَّاجِر وَكلما كَانَ رَأس المَال كثيرا كَانَ الرِّبْح أَكثر (حم ت ك عَن أبي بكرَة) بِالتَّحْرِيكِ باسناد صَحِيح
(خير النَّاس خَيرهمْ قَضَاء) للدّين كَمَا مر (هـ عَن عرباض بن سَارِيَة)
(خير النَّاس أحْسنهم خلقا) مَعَ الْخلق بالبشر والتودد والشفقة والحلم وَالصَّبْر (طب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَفِيه من لم يوثق
(خير النَّاس فِي الْفِتَن رجل آخذ بعنان فرسه خلف أَعدَاء الله) الْكفَّار (يخيفهم ويخيفونه أَو رجل معتزل) عَن الْفِتَن (فِي بادية يُؤَدِّي حق الله الَّذِي عَلَيْهِ) أَي من الزَّكَاة فِي مَاشِيَته وزرعه وَنَحْوهَا من الْحُقُوق اللَّازِمَة (ك عَن ابْن عَبَّاس طب عَن أم مَالك البهزية) صحابية باسناد صَحِيح
(خير المناس مُؤمن فَقير يعْطى جهده) أَي مقدوره بمعني يتَصَدَّق بِمَا أمكنه وَتمسك بِهِ من فضل الْفَقِير على الْغَنِيّ (فر عَن ابْن عمر) باسناد صَحِيح
(خير النَّاس أنفعهم للنَّاس) بالاحسان اليهم بِمَالِه وجاهه وَعلمه لَان الْخلق كلهم عِيَال الله وأحبهم إِلَيْهِ أنفعهم لِعِيَالِهِ (الْقُضَاعِي عَن جَابر) باسناد واه
(خير النِّسَاء الَّتِي تسرهُ) يَعْنِي زَوجهَا (اذا نظر) اليها لَان ذَات الْجمال عون لَهُ على عفته وَدينه (وَتُطِيعهُ إِذا أَمر) بِشَيْء مُوَافق للشَّرْع (وَلَا تخَالفه فِي نَفسهَا) بِأَن لَا تمنع نَفسهَا مِنْهُ عِنْد ارادته التَّمَتُّع بهَا (وَلَا مَالهَا بِمَا يكره) بَان تساعده على محابه مَا لم يكن اثما (حم د ن ك عَن أبي هُرَيْرَة) باسناد صَحِيح
(خير النِّسَاء من تسرك إِذا أَبْصرت) أَي نظرت إِلَيْهَا (وتطيعك إِذا أمرت وَتحفظ غَيْبَتِك) فِيمَا يجب حفظه (فِي نَفسهَا وَمَالك) وَمن ظفر بِهَذِهِ فقد وَقع على أعظم مَتَاع الدُّنْيَا (طب عَن عبد الله بن سَلام) بِالتَّخْفِيفِ الاسرائيلي باسناد حسن
(خير النِّكَاح أيسره) أَي أَقَله مُؤنَة وَيَعْنِي مهْرا وأسهله إِجَابَة للخطبة وأبركه (د عَن عقبَة بن عَامر) باسناد حسن
(خير أَبْوَاب الْبر الصَّدَقَة) لتعدي نَفعهَا ولانها تُطْفِئ غضب الرب (قطّ فِي الافراد) بِفَتْح الْهمزَة (طب) وَكَذَا الديلمي) (عَن ابْن عَبَّاس) وَفِيه مَجْهُول
(خير أخوتي عَليّ) بن أبي طَالب (وَخير أعمامي حَمْزَة) بن عبد الْمطلب (فر عَن عَابس) بِمُهْملَة(1/528)
وموحدة مَكْسُورَة ومهملة (ابْن ربيعَة) بالراء باسناد ضَعِيف
(خير اسمائكم عبد الله وَعبد الرَّحْمَن والحرث) كَمَا مر (طب عَن أبي سُبْرَة) عبد الرَّحْمَن وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(خير أُمَرَاء السَّرَايَا) جمع سَرِيَّة (زيد بن حَارِثَة أقسمهم) أَي أقسم الامراء (بِالسَّوِيَّةِ) بَين أهل الْفَيْء وَالْغنيمَة (وَأعد لَهُم فِي الرّعية) أَي فِيمَن جعل رَاعيا عَلَيْهِم (ك عَن جُبَير بن مطعم) بِضَم الْمِيم وَكسر الْعين وَفِيه الْوَاقِدِيّ كَذَّاب
(خير أمتِي بعدِي أَبُو بكر وَعمر) فِيهِ اشعار بأحقيتهما بالخلافة بعده (ابْن عَسَاكِر عَن عَليّ وَالزُّبَيْر مَعًا) واسناده ضَعِيف
(خير أمتِي الْقرن الَّذِي بعثت) أَي أرْسلت (فِيهِ ثمَّ الَّذين يلونه ثمَّ الَّذين يلونه ثمَّ يخلف قوم يحبونَ السمانة) أَي السّمن (يشْهدُونَ قبل أَن يستشهدوا) كَمَا مر تَقْرِيره (م عَن أبي هُرَيْرَة)
خير أمتِي الَّذين لم يُعْطوا) أَي كثيرا (فيبطروا وَلم يمنعوا) الْقُوت (فيسألوا) النَّاس بل كَانَ رزقهم بِقدر الْكِفَايَة (ابْن شاهين عَن الْجذع) هُوَ ثَعْلَبَة بن زيد قَالَ الذَّهَبِيّ صَوَابه بِمُهْملَة
(خير أمتِي الَّذين إِذا أساؤوا اسْتَغْفرُوا وَإِذا أَحْسنُوا اسْتَبْشَرُوا) فرحين بِمَا آتَاهُم الله من فَضله (وَإِذا سافروا) سفرا يجير الْقصر (قصروا) الرّبَاعِيّة (وأفطروا) إِن كَانَ السّفر فِي رَمَضَان (طس عَن جَابر) وفه ابْن لَهِيعَة
(خير أمتِي أَولهَا وَآخِرهَا وَفِي وَسطهَا) يكون (الكدر) وَتَمَامه عِنْد مخرجه الْحَكِيم وَلنْ يخزي الله أمة أَنا أَولهَا والمسيح آخرهَا (الْحَكِيم) فِي نوادره (عَن أبي الدَّرْدَاء) باسناد ضَعِيف
(خيرا أهل الْمشرق عبد الْقَيْس) تَمَامه عِنْد مخرجه أسلم النَّاس كرها وَأَسْلمُوا طائعين (طب عَن ابْن عَبَّاس) فِي اسناده وهب بن يحيى مَجْهُول وبقيته ثِقَات
(خير بَيت فِي بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول أى بالْقَوْل أَو الْفِعْل أزو بهما (وَشر بَيت فِي الْمُسلمين بَيت فِيهِ يتم يساء إِلَيْهِ الْمُسلمين بَيت فِيهِ يَتِيم يحسن إِلَيْهِ) كَذَلِك (أَنا وكافل الْيَتِيم فِي الْجنَّة هَكَذَا) أَي متقاربين فِيهَا مثل اقتران هَاتين الاصبعين وَذَا عَام فِي كل يَتِيم قَرِيبا أَو غَيره (خَدّه حل عَن أبي هُرَيْرَة) وَضَعفه الْمُنْذِرِيّ
(خير بُيُوتكُمْ بَيت فِيهِ يَتِيم مكرم) بِنَحْوِ اتِّفَاق وتلطف وتأديب وَتَعْلِيم (عق حل عَن عمر) باسناد ضَعِيف
(خير تمركم البرني يذهب الدَّاء وَلَا دَاء فِيهِ) أَي فَهُوَ خير من غَيره من أَنْوَاع التَّمْر وَهُوَ ضرب من التَّمْر أكبر من الصيحاني يضْرب إِلَى سَواد (الرَّوْيَانِيّ عد هَب والضياء عَن بُرَيْدَة) بن الْحصيب (عق طس وَابْن السّني وَأَبُو نعيم فِي الطِّبّ) النَّبَوِيّ (ك عَن أنس) بن مَالك (طس ك وَأَبُو نعيم عَن أبي سعيد) وَأَسَانِيده كلهَا ضَعِيفَة
(خير ثيابكم الْبيَاض) أَي الابيض إِلَى الْغَايَة (فألبسوها أحياءكم) فانها أطهر وَأطيب (وكفنوا فِيهَا مَوْتَاكُم) خطاب لعُمُوم النَّاس لقَوْله ثيابكم وَلم يقل ثيابنا (قطّ فى الافراد عَن أنس)
(خير ثيابكم الْبيَاض فكفنوا فِيهَا مَوْتَاكُم وألبسوها أحياءكم) أما فِي يَوْم الْعِيد فالارفع قيمَة فِيهِ أفضل (وَخير أكحالكم الاثمد) عطف على ألبسوا وأبرز الأول فِي صُورَة الامر اهتماما بِشَأْنِهِ وَأَنه سنة مُؤَكدَة وَعلل الاكتحال بالاثمد بقوله (يثبت الشّعْر) أَي شعر الْأَهْدَاب (ويجلو الْبَصَر) لتجفيفه الرُّطُوبَة الْفَاسِدَة وَدفعه للمواد الرَّديئَة (هـ طب ك عَن ابْن عَبَّاس)
(خير جلسائكم من ذكركُمْ الله) بشد الْكَاف (رُؤْيَته) لما علاهُ من النُّور والبهاء (وَزَاد فِي علمكُم مَنْطِقه) لكَونه حسن النِّيَّة مخلص الطوية عَاملا بِعِلْمِهِ قَاصد بالتعليم وَجه ربه فَمن نفعك لَحْظَة نفعك لَفْظَة وَمن لم ينفع لَحْظَة لَا ينفع لَفْظَة (وذكركم الْآخِرَة عمله) الصَّالح فان الرجل إِذا نظر الى رجل من أهل الله تَعَالَى فِي تصرفه فِي مورده ومصدر(1/529)
دُخُوله وخلوته وَكَلَامه وسكونه تذكر الْآخِرَة وَعمل لما بعد الْمَوْت فالنظر إِلَى الْعلمَاء العاملين والاولياء الصَّادِقين ترياق نَافِع ينظر الرجل إِلَى عمل أحدهم فيستكشف ببصيرته حسن استعداده واستحقاقه لمواهب الله الجامة فَيَقَع فِي قلبه محبته وَينظر اليه نظر محبَّة عَن بَصَره فيسعى خَلفه ويقتدى بِهِ فِي اعماله فَيصير من المفلحين الفائزين وَمن ثمَّ حثوا على مجالسة الصَّالِحين فهم الْقَوْم لَا يشقى بهم جليسهم (عبد بن حميد والحكيم) التِّرْمِذِيّ (عَن ابْن عَبَّاس) باسناد صَحِيح
(خير خِصَال الصَّائِم السِّوَاك) لِكَثْرَة فَوَائده الَّتِي مِنْهَا أَنه يذكر الشَّهَادَة عِنْد الْمَوْت وَهَذَا مَخْصُوص بِمَا قبل الزَّوَال أما بعده فَيكْرَه لَهُ لقَوْله فِي حَدِيث آخر فِيمَا خصت بِهِ أمته فِي رَمَضَان وَأما الْخَامِسَة فانهم يمسون وخلوف أَفْوَاههم أطيب عِنْد الله من ريح الْمسك والمساء مَا بعد الزَّوَال والسواك يزِيل الخلوف (هق عَن عَائِشَة) باسناد فِيهِ لين
(خير ديار الْأَنْصَار) أَي خير قبائلها وبطونها (بَنو النجار) بِفَتْح النُّون وَشدَّة الْجِيم تيم بن ثَعْلَبَة سمي بالنجار لانه اختتن بقدوم النجار (ت عَن جَابر) بل هُوَ // (مُتَّفق عَلَيْهِ) //
(خير ديار الْأَنْصَار بَنو عبد الاشهل) بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون الْمُعْجَمَة والافضلية فِي الاول على بَابهَا وَفِي الثَّانِي بِمَعْنى من (ت عَن جَابر)
(خير دينكُمْ أيسره) أَي الَّذِي لَا مشقة فِيهِ وَالدّين كُله كَذَلِك إِذْ لَا أصر فِيهِ لَكِن بعضه أيسر من بعض فَأمر بِعَدَمِ التعمق فِيهِ (حم خد طب عَن محجن) بِكَسْر أَوله وَسُكُون الْمُهْملَة وَفتح الْجِيم (ابْن الادرع) السّلمِيّ (طب عَن عمرَان بن حُصَيْن طس عد والضياء عَن أنس) باسناد جيد
(خير دينكُمْ أيسره وَخير الْعِبَادَة الْفِقْه) فَيجب صرف الاهتمام إِلَى مَعْرفَته والعناية بِهِ (ابْن عبد الْبر) فِي كتاب الْعلم (عَن أنس) باسناد ضَعِيف
(خير دينكُمْ الْوَرع) لَان صَاحبه دَائِم المراقبة للحق مستديم الحذر أَن يمزج بَاطِلا بِحَق وَفِي حَدِيث الْحَكِيم الْوَرع سيد الْعَمَل من لم يكن لَهُ ورع يصده عَن مَعْصِيّة الله إِذا خلا بهَا لم يعبأ الله تَعَالَى بِسَائِر عمله (أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب عَن سعد) بن أبي وَقاص
(خير سحوركم التَّمْر) يَعْنِي التسحر بِهِ أفضل من التسحر بِغَيْرِهِ (عد عَن جَابر) باسناد ضَعِيف
(خير شبابكم من تشبه بكهولكم) فِي سيرتهم لَا فِي صورتهم فيغلب عَلَيْهِ الْوَقار والحلم (وَشر كهولكم من تشبه بشبابكم) فِي الخفة والطيش وَقلة الصَّبْر عَن الشَّهَوَات (ع طب عَن وَاثِلَة) بن الاسقع وَفِيه من لَا يعرف (هَب عَن أنس) باسناد ضَعِيف (وَعَن ابْن عَبَّاس عد عَن ابْن مَسْعُود) بأسانيد ضَعِيفَة لكَي تعدد طرقه تجبره
(خير صُفُوف الرِّجَال) فِي الصَّلَاة (أَولهَا) لاختصاصه بِكَمَال الاوصاف كالضبط عَن الامام (وشرها آخرهَا) لاتصاله بِأول صُفُوف النِّسَاء (وَخير صُفُوف النِّسَاء آخرهَا وشرها أَولهَا) لقُرْبه من الرِّجَال وَذَا على عُمُومه ان صلين مَعَ الرِّجَال فان تميزن فكالرجال (م 4 عَن أبي هُرَيْرَة طب عَن أبي أُمَامَة وَعَن ابْن عَبَّاس)
(خير صَلَاة النِّسَاء) حَتَّى الْفَرَائِض (فِي قَعْر بُيُوتهنَّ) أَي وَسطهَا وَمَا تقعر مِنْهَا أَي أَسْفَل لطلب زِيَادَة السّتْر فِيهِنَّ (طب عَن أم سَلمَة) وَفِيه ابْن لَهِيعَة
(خير طَعَامكُمْ الْخبز) أَي خبز الْبر ويليه الشّعير (وَخيرا فاكهتكم الْعِنَب) فَهُوَ مَعَ التَّمْر فِي دَرَجَة (فر عَن عَائِشَة) باسناد مختلط
(خير طيب الرِّجَال مَا ظهر رِيحه وخفى لَونه) كمسك وَعَنْبَر (وَخير طيب النِّسَاء مَا ظهر لَونه وخفي رِيحه) كالزعفران (عق عَن أبي مُوسَى) باسناد ضَعِيف
(خير لَهو الرجل الْمُؤمن السباحة) بموحدة تحتية أَي العوم (وَخير لَهو الْمَرْأَة) المؤمنة (المغزل) لمن يَلِيق بهَا ذَلِك مِنْهُنَّ (عد عَن ابْن عَبَّاس) باسناد ضَعِيف
(خير مَاء) بِالْمدِّ (على وَجه(1/530)
الأَرْض مَاء) بِئْر (زَمْزَم فِيهِ طَعَام من الطّعْم) كَذَا فِي النُّسْخَة الَّتِي بِخَط الْمُؤلف وَفِي غَيرهَا طَعَام طعم بِالْإِضَافَة وَالضَّم أَي طَعَام اشباع من إِضَافَة الشَّيْء إِلَى صفته (وشفاء من السقم) كَذَا فِي خطه وَفِي غَيره شِفَاء سقم بِالْإِضَافَة أَي شِفَاء من الْأَمْرَاض إِذا شرب بنية صَالِحَة (وَشر مَاء) بِالْمدِّ (على وَجه الأَرْض مَاء بوادي برهوت) أَي مَاء بِئْر بوادي برهوت بِفَتْح الْمُوَحدَة وَالرَّاء بِئْر عميقة بحضرموت لَا يُمكن نزُول قعرها (بَقِيَّة حَضرمَوْت كَرجل الْجَرَاد من الْهَوَام يصبح يتدفق ويمسي لَا بِلَال بهَا) أَي لَيْسَ بهَا قَطْرَة مَاء بل وَلَا أرْضهَا مبتلة وَإِنَّمَا كَانَت أشر لِأَن بهَا أَرْوَاح الْكفَّار كَمَا ورد فِي خبر آخر وَفِيه أَنه يكره اسْتِعْمَال هَذَا المَاء وَبِه قَالَ جمع شافعية وعلق بَعضهم القَوْل بِهِ على صِحَة الْخَبَر وَقد صَحَّ (طب عَن ابْن عَبَّاس) وَرِجَاله ثِقَات
(خير مَا أعْطى النَّاس) وَفِي رِوَايَة الرجل وَفِي أُخْرَى الْإِنْسَان (خلق حسن) بِأَن يكف أَذَاهُ ويبذل نداه وَلَا يُؤْذِي وَلَا يتَأَذَّى (حم ن هـ ك عَن أُسَامَة بن شريك) بِإِسْنَاد قوي
(خير مَا أعْطى الرجل الْمُؤمن خلق حسن وَشر مَا أعْطى الرجل قلب سوء فِي صُورَة حَسَنَة) فَمن كَانَ كَذَلِك فَعَلَيهِ أَن يُجَاهد نَفسه حَتَّى يحسن خلقه (ش عَن رجل من جُهَيْنَة) صَحَابِيّ
(خير مَا تداويتم بِهِ الْحجامَة) خَاطب بِهِ أهل الْحجاز والبلاد الحارة لِأَن دِمَاءَهُمْ رقيقَة تميل إِلَى ظَاهر الْبدن فتوافقهم الْحجامَة دون الْقَصْد (حم طب ك عَن سَمُرَة
خير مَا تداويتم بِهِ الْحجامَة والقسط البحري) وَهُوَ الْأَبْيَض فَإِنَّهُ يقطع البلغم وينفع الكبد والمعدة وَاحْترز بالبحري عَن الْهِنْدِيّ فَإِنَّهُ شَدِيد اليبس (وَلَا تعذبوا صِبْيَانكُمْ بالغمز من الْعذرَة) بِضَم الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُعْجَمَة وجع فِي الْحلق يعتري الصّبيان وَقيل يخرج بَين الْأذن وَالْحلق وَالْمرَاد عالجوا الْعذرَة بِالْقِسْطِ وَلَا تعذبوهم بالغمز (حم ن عَن أنس) بِإِسْنَاد حسن أَو صَحِيح
(خير مَا تداويتم بِهِ الحجم والفصد) والحجامة أَنْفَع لأهل الْبِلَاد الحارة لضيق مسامهم وَالْقَصْد لغَيرهم أَنْفَع (أَبُو نعيم فِي الطِّبّ) النَّبَوِيّ (عَن عَليّ) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(خير مَا) أَي مَسْجِد (ركبت إِلَيْهِ الرَّوَاحِل مَسْجِدي هَذَا وَالْبَيْت الْعَتِيق) وَهُوَ مَسْجِد الْحرم الْمَكِّيّ وَالْوَاو لَا تقتضى ترتيبا فَخير مَا ركبت إِلَيْهِ الرَّوَاحِل الْمَكِّيّ ثمَّ الْمدنِي (ع حب عَن جَابر) بِإِسْنَاد حسن
(خير مَا يخلف الْإِنْسَان بعده ثَلَاث ولد صَالح) أَي مُسلم (يَدْعُو لَهُ) بالغفران والنجاة من النيرَان (وَصدقَة تجْرِي) بعد مَوته (يبلغهُ) أَي يصل إِلَيْهِ (أجرهَا) كوقف (وَعلم) شَرْعِي (ينْتَفع بِهِ من بعده) كتأليف كتاب (هـ حب عَن أبي قَتَادَة) وَإِسْنَاده صَحِيح
(خير مَا يَمُوت عَلَيْهِ العَبْد أَن يكون قَافِلًا) أَي رَاجعا (من حج) بعد فَرَاغه (أَو مُفطرا من رَمَضَان) أَي عقب فَرَاغه (فر عَن حابر) وَإِسْنَاده ضَعِيف
(خير مَال الْمَرْء مهرَة مأمورة) أَي كَثِيرَة النِّتَاج (أَو سكَّة مأبورة) أَي طَريقَة مصطفة من النّخل مؤبرة (حم طب عَن سُوَيْد بن هُبَيْرَة) بن عبد الْحَرْث وَرِجَاله ثِقَات
(خير مَسَاجِد النِّسَاء قَعْر بُيُوتهنَّ) فَالصَّلَاة لَهُنَّ فِيهَا أفضل مِنْهَا بِالْمَسْجِدِ حَتَّى الْمَكْتُوبَة (حم هق عَن أم سَلمَة) وَإِسْنَاده صُوَيْلِح
(خير نسَاء الْعَالمين أَربع مَرْيَم بنت عمرَان وَخَدِيجَة بنت خويلد وَفَاطِمَة بنت مُحَمَّد وآسية امْرَأَة فِرْعَوْن) وَالْمرَاد أَن كلا مِنْهُنَّ خير نسَاء الأَرْض فِي عصرها وَأما التَّفْضِيل بَينهُنَّ فمسكوت عَنهُ (حم طب عَن أنس) بِإِسْنَاد صَحِيح
(خير نسائها مَرْيَم بنت عمرَان) اي خير نسَاء أهل الدُّنْيَا فِي زَمَنهَا (وَخير نسائها) أَي هَذِه الْأمة (خَدِيجَة بنت خويلد) فالكناية الأولى رَاجِعَة إِلَى الْأمة(1/531)
الَّتِي فِيهَا مَرْيَم وَالثَّانيَِة الى هَذِه الامة (ق ت عَن عَليّ)
(خير نسَاء ركبن الابل) كِنَايَة عَن نسَاء الْعَرَب وَخرج بِهِ مَرْيَم فانها لم تركب بَعِيرًا قطّ (صَالح) بالافراد عِنْد الاكثر (نسَاء قُرَيْش) فالمحكوم لَهُ بالخيرية الصَّالِحَة مِنْهُنَّ لَا على الْعُمُوم وَالْمرَاد صَلَاح الدّين وَحسن معاشرة الزَّوْج وَنَحْو ذَلِك (احناه) بِسُكُون الْمُهْملَة فنون من الحنو بِمَعْنى الشَّفَقَة والعطف وَهَذَا اسْتِئْنَاف جَوَاب عَمَّن قَالَ مَا سَبَب كونهن خيرا فَقَالَ احناه (على وَلَده) أَي أَكثر مشقة وعطفا وَمن ذَلِك عدم التَّزْوِيج فِي (صغره) وَالْقِيَاس احنا هن لَكِن ذكر الضَّمِير بِاعْتِبَار اللَّفْظ أَو الْجِنْس والشخص أَو الانسان وَكَذَا قَوْله (وأرعاه) من الرِّعَايَة الْحِفْظ والرفق (على زوج) لَهَا أَي أصون لمَاله بالامانة فِيهِ وَترك التبذير فِي الانفاق (فِي ذَات يَده) أَي فِي مَاله الْمُضَاف اليه أَو هُوَ كِنَايَة عَن بضعهَا يَعْنِي أَشد حفظا لفروجهن على أَزوَاجهنَّ (حم ق عَن أبي هُرَيْرَة)
(خير نسَاء أمتِي أصبحهن وَجها وأقلهن مهْرا) وَفِي رِوَايَة وُجُوهًا ومهورا (عد عَن عَائِشَة) وَفِيه مُتَّهم
(خير نِسَائِكُم الْوَلُود) أَي الْكَثِيرَة الْولادَة (الْوَدُود) أَي المتحببة إِلَى زَوجهَا (المواسية المواتية) أَي الْمُوَافقَة للزَّوْج (اذا اتقين الله) أَي خفنه فأطعنه (وَشر نِسَائِكُم المتبرجات) أَي المظهرات زينتهن للاجانب (المتخيلات) أَي المعجبات المتكبرات (وَهن المنافقات) أَي يشبهنهن (لَا يدْخل الْجنَّة مِنْهُنَّ إِلَّا مثل الْغُرَاب الأعصم) الابيض الجناحين أوالرجلين أَرَادَ قلَّة من يدْخل الْجنَّة مِنْهُنَّ لَان هَذَا النَّعْت فِي الْغرْبَان عَزِيز (عق عَن ابْن أبي أذينة الصَّدَفِي مُرْسلا وَعَن سُلَيْمَان بن يسَار مُرْسلا) واسناده صَحِيح
(خير نِسَائِكُم العفيفة) أَي الَّتِي تكف عَن الْحَرَام (الغلمة) أَي الَّتِي شهوتها هائجة قَوِيَّة لَكِن لَيْسَ ذَلِك مَحْمُود مُطلقًا كَمَا قَالَ (عقيقة فِي فرجهَا) عَن الاجانب (غلمة على زَوجهَا) وَمثلهَا أمة هِيَ كَذَلِك (فر عَن أنس) باسناد ضَعِيف
(خير هَذِه الْأمة أَولهَا) يَعْنِي الْقرن الَّذِي هُوَ فِيهِ (وَآخِرهَا) ثمَّ بَين وَجه ذَلِك بقوله (أَولهَا فيهم رَسُول الله) مُحَمَّد (وَآخِرهَا فيهم عِيسَى بن مَرْيَم) روح الله (وَبَين ذَلِك نهج أَعْوَج لَيْسَ مِنْك وَلست مِنْهُم حل عَن عُرْوَة بن رُوَيْم مُرْسلا
خير يَوْم طلعت فِيهِ) فِي رِوَايَة عَلَيْهِ (الشَّمْس يَوْم الْجُمُعَة) وَذَلِكَ لَان (فِيهِ خلق آدم وَفِيه ادخل الْجنَّة وَفِيه أخرج مِنْهَا وَلَا تقوم السَّاعَة إِلَّا فِي يَوْم الْجُمُعَة) بَين الصُّبْح وطلوع الشَّمْس واختصاصه بِوُقُوع ذَلِك فِيهِ يدل على تميزه بالخيرية واخراجه من الْجنَّة واهباطه إِلَى الارض ترَتّب عَلَيْهِ خيور ومصالح كَثِيرَة (حم م ت عَن أبي هُرَيْرَة
خير يَوْم طلعت فِيهِ الشَّمْس يَوْم الْجُمُعَة) يَعْنِي من أَيَّام الاسبوع وَأما أَيَّام السّنة فَخَيرهَا يَوْم عَرَفَة (فِيهِ خلق آدم وَفِيه أهبط من الْجنَّة) للخلافة فِي الارض لَا للطرد (وَفِيه تيب عَلَيْهِ وَفِيه قبض) أَي توفّي (وَفِيه) يَنْقَضِي أجل الدُّنْيَا و (تقوم السَّاعَة) أَي الْقِيَامَة وَفِيه يُحَاسب الْخلق (وَمَا على وَجه الارض دَابَّة) غير الانس وَالْجِنّ (الا وَهِي تصبح يَوْم الْجُمُعَة مصيخة) بسين وصاد مُهْملَة أَي مصغية مستمعة منتظرة لقيامها فِيهِ (حَتَّى تطلع الشَّمْس شفقا) أَي خوفًا وفزعا (من) قيام (السَّاعَة) فانه الْيَوْم الَّذِي يطوى فِيهِ الْعَالم وتخرب الدُّنْيَا (الا ابْن آدم وَفِيه سَاعَة) أَي خَفِيفَة (لَا يصادفها عبد مُؤمن) بِزِيَادَة عبد (وَهُوَ فِي الصَّلَاة) فِي رِوَايَة وَهُوَ يُصَلِّي أَي يَدْعُو (يسْأَل الله شَيْئا إِلَّا أعطَاهُ إِيَّاه) زَاد أَحْمد مَا لم يكن اثما أَو قطيعة رحم وَفِي تَعْيِينهَا بضعَة وَأَرْبَعُونَ قولا أفردت بتأليف (مَالك حم 3 حب ك عَن أبي هُرَيْرَة) باسناد صَحِيح
(خبر يَوْم تحتجمعون فِيهِ سبع عشرَة) من) الشَّهْر (وتسع(1/532)
عشرَة) مِنْهُ (واحدى وَعشْرين وَمَا مَرَرْت بملاء من الْمَلَائِكَة لَيْلَة أسرى بِي إِلَى السَّمَاء إِلَّا قَالُوا لي عَلَيْك بالحجامة يَا مُحَمَّد) أَي الزمها وَأمر أمتك بهَا (حم ك عَن ابْن عَبَّاس) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(خير مَا تداويتم بِهِ اللدود) بِالْفَتْح مَا يسقاه الْمَرِيض من الْأَدْوِيَة فِي أحد شقي فَمه (والسعوط) بِالْفَتْح مَا يصب فِي أَنفه من الدَّوَاء (والحجامة وَالْمَشْي) بميم مَفْتُوحَة ومعجمة مَكْسُورَة ومثناة تحتية مُشَدّدَة الدَّوَاء المسهل لِأَنَّهُ يحمل صَاحبه على الْمَشْي للخلاء (ت وَابْن السّني وَأَبُو نعيم فِي الطِّبّ عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ ت حسن غَرِيب
(خير الدَّوَاء اللدود والسعوط وَالْمَشْي والحجامة والعلق) بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَاللَّام دويبة حَمْرَاء فِي المَاء تعلق بِالْبدنِ وتمص الدَّم وَهِي من أدوية الْحلق والأمراض الدموية لمصها الدَّم الْغَالِب على الْإِنْسَان (أَبُو نعيم عَن الشّعبِيّ مُرْسلا)
(خَيركُمْ) أَي من خَيركُمْ (خَيركُمْ لأَهله) أَي لِعِيَالِهِ وَذَوي رَحمَه (وَأَنا خَيركُمْ لأهلي) فَأَنا خَيركُمْ مُطلقًا وَكَانَ أحسن النَّاس عشرَة لَهُم (ت عَن عَائِشَة 5. عَن ابْن عَبَّاس طب عَن مُعَاوِيَة) وَصَححهُ التِّرْمِذِيّ
(خَيركُمْ خَيركُمْ للنِّسَاء) وَلِهَذَا كَانَ على الْغَايَة القصوى من حسن الْخلق مَعَهُنَّ وَكَانَ يراعيهن (ك عَن ابْن عَبَّاس) وَقَالَ صَحِيح وأقروه
(خَيركُمْ خَيركُمْ لأَهله وَأَنا خَيركُمْ لأهلي) براو نفعا (مَا أكْرم النِّسَاء إِلَّا كريم وَمَا أهانهن إِلَّا لئيم) وَمن ثمَّ كَانَ يعتني بِهن ويتفقد أحوالهن وَإِذا صلى الْعَصْر دَار على نِسَائِهِ لاستقراء أحوالهن ثمَّ يَنْقَلِب لصاحبة النّوبَة (ابْن عَسَاكِر عَن عَليّ)
(خَيركُمْ من أطْعم الطَّعَام) للإخوان وَالْجِيرَان والفقراء (ورد السَّلَام) على الْمُسلم ورده وَاجِب وَكَذَا الْإِطْعَام أَن كَانَ لمضطر (ع ك عَن صُهَيْب) الرُّومِي
(خَيركُمْ خَيركُمْ قَضَاء) للدّين بِأَن يرد أحسن مِمَّا أَخذ وَيزِيد فِي الْإِعْطَاء على مَا بِذِمَّتِهِ بِغَيْر مطل (ن عَن عرباض) بن سَارِيَة
(خَيركُمْ خَيركُمْ لأهلي من بعدِي ك عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد صَحِيح
(خَيركُمْ قَرْني) أَي أهل قَرْني يَعْنِي أَصْحَابه فَإِنَّهُم أعلم بِاللَّه وَأقوى يَقِينا مِمَّن بعدهمْ من عُلَمَاء التَّابِعين وَإِن كَانَ فِي التَّابِعين من هُوَ أعلم مِنْهُم بالفتوى وَالْأَحْكَام (ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ الَّذين يَلُونَهُمْ ثمَّ يكون من بعدهمْ) أَي بعد الثَّلَاث (قوم) فَاعل يكون (يخونون وَلَا يؤتمنون وَيشْهدُونَ وَلَا يستشهدون) صفة قوم (وينذرون) بِكَسْر الْمُعْجَمَة وَضمّهَا (وَلَا يفون) بنذرهم (وَيظْهر فيهم السّمن) أَي يحبونَ التَّوَسُّع فِي المطاعم الْمُوجبَة للسمن أَو يتعاطون التسمين أَو يتكثرون بِمَا لَيْسَ فيهم (ق 3 عَن عمرَان بن حُصَيْن)
(خَيركُمْ فِي الْمِائَتَيْنِ) الَّذِي فِي الْأُصُول الصَّحِيحَة بعد الْمِائَتَيْنِ (كل خَفِيف الحاذ) بحاء مُهْملَة وذال مُعْجمَة خَفِيفَة وَمن جعله بلام أَو جِيم أَو دَال فقد صحف (الَّذِي لَا أهل لَهُ وَلَا ولد) ضربه مثلا لقلَّة مَاله وَعِيَاله وَزعم نسخه رد بِأَنَّهُ خَاص بِالطَّلَبِ وَلَا يدْخل الْخَبَر وَهَذَا الْخَبَر يُشِير إِلَى فضل التَّجْرِيد كَمَا قيل لبَعْضهِم تزوج فَقَالَ أَنا الى تطليق نَفسِي أحْوج مني إِلَى التَّزَوُّج وَقيل لبشر النَّاس يَتَكَلَّمُونَ فِيك يَقُولُونَ ترك السّنة يَعْنِي النِّكَاح فَقَالَ أَنا مَشْغُول بِالْفَرْضِ عَن السّنة وَلَو كنت أعول دجَاجَة خفت أَن أكون جلادا على كبر (ع عَن حُذَيْفَة) باسناد ضَعِيف
(خَيركُمْ خَيركُمْ لنسائه ولبناته) فِيهِ دلَالَة على ندب حسن الْعشْرَة مَعَ الاولاد سِيمَا الْبَنَات (هَب عَن أبي هُرَيْرَة)
(خَيركُمْ خَيركُمْ للمماليك) أَي الارقاء لكم وَكَذَا لغيركم بِأَن تنظروا إِلَى من كلف مَا لَا يطيقه على الدَّوَام فتعينوه أولمن يجيع عَبده فتطعموه (فر عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف) باسناد ضَعِيف(1/533)
(خَيركُمْ المدافع عَن عشيرته) فَيرد عَنْهُم من ظلمهم فِي مَال أَو عرض وبدن (مَا لم يَأْثَم) أَي مَا لم يظلم الدَّافِع فِي دَفعه بِأَن تعدى الْحَد الْوَاجِب فِي الدّفع (دعن سراقَة بن مَالك) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(خَيركُمْ من تعلم الْقُرْآن وَعلمه) أَي خير المتعلمين والمعلمين من كَانَ تعلمه وتعليمه فِي الْقُرْآن لَا فِي غَيره إِذْ خير الْكَلَام كَلَام الله تَعَالَى فَخير النَّاس بعد الْأَنْبِيَاء من اشْتغل بِهِ (خَ ت عَن عَليّ حم د ت هـ عَن عُثْمَان) بن عَفَّان
(خَيركُمْ من لم يتْرك آخرته لدنياه وَلَا دُنْيَاهُ لآخرته وَلم يكن كلا على النَّاس) أَي ثقلا عَلَيْهِم فَإِن الدُّنْيَا كالجناح الْمبلغ للآخرة والآلة المسهلة إِلَى الْوُصُول إِلَيْهَا (خطّ عَن أنس) وَفِيه وَضاع
(خَيركُمْ من يُرْجَى خَيره ويؤمن شَره وشركم من لَا يُرْجَى خَيره وَلَا يُؤمن شَره) التَّقْسِيم الْعقلِيّ يقتضى أَرْبَعَة أَقسَام ذكر قسمَيْنِ ترغيبا وترهيبا وَترك الآخرين إِذْ لَا ترغيب وَلَا ترهيب فيهمَا (ع عَن أنس حم ت عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد صَحِيح
(خَيركُمْ أزهدكم فِي الدُّنْيَا) لدناءتها وفنائها (وأرغبكم فِي الْآخِرَة) لشرفها وبقائها (هَب عَن الْحسن مُرْسلا) وَهُوَ الْبَصْرِيّ
(خَيركُمْ إسلاما أحاسنكم أَخْلَاقًا إِذا فقهوا) أَي فَهموا عَن الله تَعَالَى أوامره ونواهيه (خد عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد حسن
(خيركن أَطْوَلكُنَّ يدا) الْخطاب لزوجاته وَمرَاده بطول الْيَد الصَّدَقَة إِلَّا الطول الحسى وَكَانَ أكثرهن صَدَقَة زَيْنَب (ع عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد حسن
(خيرهن) يَعْنِي النِّسَاء (أيسرهن صَدَاقا) بِمَعْنى أَن يسره دَال على خيرية الْمَرْأَة وبركتها فَهُوَ من الفال الْحسن (طب عَن ابْن عَبَّاس) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(خير سُلَيْمَان) نَبِي الله تَعَالَى (بَين المَال وَالْملك وَالْعلم فَاخْتَارَ الْعلم) عَلَيْهِمَا (فَأعْطى الْملك وَالْمَال) مَعَه (لاختياره الْعلم) وَالْعلم هُوَ الْملك الْحَقِيقِيّ لِأَن الْمُلُوك مملوكون لما ملكوا (ابْن عَسَاكِر فر عَن ابْن عَبَّاس
خيرت) أَي خيرني الله تَعَالَى (بَين الشَّفَاعَة وَبَين أَن يدْخل شطر أمتِي الْجنَّة) بِلَا شَفَاعَة (فاخترت الشَّفَاعَة لِأَنَّهَا أَعم وأكفى) اذبها يدخلهَا كلهم وَلَو بعد دُخُول النَّار (أترونها) اسْتِفْهَام انكاري بِمَعْنى النَّفْي أَي لَا تظنون الشَّفَاعَة الَّتِي اخترتها (للْمُؤْمِنين الْمُتَّقِينَ) بنُون وقاف مفتوحتين مَعَ شدَّة الْقَاف جمع متقي أَي مطهر (لَا وَلكنهَا للمذنبين المتلوثين الْخَطَّائِينَ) فَهِيَ أَعم وأنفع (حم عَن ابْن عمر) بن الْخطاب وَرِجَاله رجال الصَّحِيح (هـ عَن أبي مُوسَى) بِإِسْنَاد فِيهِ مَجْهُول
(الخازن) مُبْتَدأ (الْمُسلم الْأمين الَّذِي يُعْطي مَا أَمر (بِهِ) من الصَّدَقَة (كَامِلا موفرا طيبَة بِهِ نَفسه) ثلاثتها حَال مِمَّا أَمر بِهِ (فيدفعه) عطف على يُعْطي (إِلَى الَّذِي أَمر لَهُ) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي الَّذِي أَمر الْآمِر لَهُ (بِهِ) أَي بِالدفع (أحد المتصدقين) بالتثنية وَالْجمع وَهُوَ خير الْمُبْتَدَأ أَي هُوَ وَرب الصَّدَقَة فِي الْأجر سَوَاء وَإِن اخْتلف مِقْدَاره لَهما (حم ق دن عَن أبي مُوسَى) الْأَشْعَرِيّ
(الخاصرة عرق الْكُلية) وَفِي رِوَايَة وعرق الْكُلية (إِذا تحرّك آذَى صَاحبهَا فداووها بِالْمَاءِ المحرق وَالْعَسَل) قَالَ الديلمي الخاصرة وجع الخصر وَهُوَ الْجنب والمحرق المَاء المغلي (الْحَرْث وَأَبُو نعيم فِي الطِّبّ عَن عَائِشَة) بِإِسْنَاد صَحِيح وَلَكِن مَتنه مُنكر
(الْخَال وَارِث) من لَا وراث لَهُ بِفَرْض وَلَا تعصيب كَمَا بَينه فِي الحَدِيث بعده (ابْن النجار) محب الدّين (عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(الْخَال وَارِث من لَا وراث لَهُ) أَي أَن لم يَنْتَظِم بَيت المَال وَقيل المُرَاد هُوَ أولى بِأَن يصرف لَهُ مَا خَلفه على بَيت المَال من جَمِيع الْمُسلمين (ت عَن عَائِشَة عق عَن أبي الدَّرْدَاء) قَالَ ت غَرِيب وَضَعفه غَيره
(الْخَالَة بِمَنْزِلَة الْأُم) فِي الْحَضَانَة عِنْد)(1/534)
فقد الام وامهاتها لانها تقرب مِنْهَا فِي الحنو والاهتداء الى مَا يصلح الْوَلَد (ق ت عَن الْبَراء) بن عَازِب (د عَن عَليّ) بِلَفْظ انما الْخَالَة أم
(الْخَالَة وَالِدَة) أَي مثل الام فِي اسْتِحْقَاق الْحَضَانَة لما ذكر (ابْن سعد عَن مُحَمَّد بن عَليّ مُرْسلا) وأسنده الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن مَسْعُود
(الْخبث) بِسُكُون الْبَاء أَي الْفُجُور (سَبْعُونَ جزأ للبربر تِسْعَة وَسِتُّونَ جزأ وللجن والانس جُزْء وَاحِد طب عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ باسناد فِيهِ مَجْهُول وبقيته ثِقَات
(الْخبز من الدَّرْمَك) بِفَتْح الدَّال الْمُهْملَة وَالْمِيم وَهُوَ الدَّقِيق الصافي الَّذِي يضْرب لَونه إِلَى صفرَة مَعَ لين ونعومة وَأَصله أَن ابْن صياد سَأَلَ الْمُصْطَفى عَن تربة الْجنَّة فَقَالَ درمكة بَيْضَاء فجَاء الْيَهُود للنَّبِي فَسَأَلَهُمْ فَقَالُوا خبزه فَذكره (ت عَن جَابر) وَرِجَاله ثِقَات
(الْخَبَر الصَّالح يَجِيء بِهِ الرجل الصَّالح وَالْخَبَر السوء يَجِيء بِهِ الرجل السوء) ومصداقه من كَلَام الله تَعَالَى قَوْله فِي الانجيل الرجل الصَّالح من الذَّخَائِر الَّتِي فِي قلبه يخرج الصَّالِحَات والشرير من ذخائره الشريرة يخرج الشَّرّ (ابْن منيع عَن أنس)
(الْخِتَان سنة للرِّجَال ومكرمة للنِّسَاء) أَخذ بِظَاهِرِهِ أَبُو حنيفَة وَمَالك فَقَالَا سنة مُطلقًا وَقَالَ أَحْمد وَاجِب للذّكر سنة للانثى وأوجبه الشَّافِعِي عَلَيْهِمَا (حم عَن وَالِد أبي الْمليح طب عَن شَدَّاد بن أَوْس وَعَن ابْن عَبَّاس) واسناده ضَعِيف خلافًا لقَوْل الْمُؤلف حسن
(الْخراج بِالضَّمَانِ) أَي الْغلَّة بازاء الضَّمَان أَي مُسْتَحقَّة بِسَبَبِهِ فَمن كَانَ ضَمَان الْمَبِيع عَلَيْهِ فخراجه لَهُ وَهَذَا الحَدِيث وان ورد على سَبَب خَاص هُوَ أَنه سُئِلَ عَمَّن اشْترى عبدا وَاسْتَعْملهُ ثمَّ رده بِعَيْب هَل بغرم أجرته لَكِن الْعبْرَة بِعُمُوم اللَّفْظ عِنْد الشَّافِعِي وَلَا مُنَافَاة بَين ذكر السَّبَب والعموم ونوزع بانه لَو لم يكن مُخَصّصا لم يكن لذكر فَائِدَة ورد بَان معرفَة السَّبَب من الْفَوَائِد فان اخراجه عَن الْعُمُوم بِالْقِيَاسِ مُمْتَنع اجماعا ودخوله مَقْطُوع بِهِ لكَونه ورد بَيَانا للْحكم بِخِلَاف غَيره (حم 4 ك عَن عَائِشَة) قَالَ ت حسن صَحِيح غَرِيب
(الْخرق شُؤْم والرفق يمن) أَي بركَة ونماء كَمَا مر (ابْن أبي الدُّنْيَا فِي ذمّ الْغَضَب عَن ابْن شهَاب مُرْسلا) هُوَ الزُّهْرِيّ
(الْخضر هُوَ الياس) أَي الْخضر كنيته واسْمه هُوَ الياس وَهُوَ غير الياس الْمَشْهُورَة فَهَذَا اشْتهر بكنيته وَذَاكَ باسمه فَلَا تدافع بينهه وَبَين مَا بعده (ابْن مردوية عَن ابْن عَبَّاس) وَفِيه من لَا يعرف
(الْخضر فِي الْبَحْر) أَي مُعظم اقامته فِيهِ (والياس) بِكَسْر الْهمزَة (فِي الْبر يَجْتَمِعَانِ كل لَيْلَة عِنْد الرَّدْم الَّذِي بناه ذُو القرنين بَين النَّاس وَبَين يَأْجُوج وَمَأْجُوج ويحجان ويعتمران كل عَام ويشربان من زَمْزَم شربة تكفيهما إِلَى قَابل) تَمَامه طعامهما ذَلِك انْتهى فَسقط من قلم الْمُؤلف (الْحَرْث) بن أبي أُسَامَة (عَن أنس) باسناد ضَعِيف
(الْخط الْحسن) أَي الْكِتَابَة الْحَسَنَة (يزِيد الْحق وضحا) وَفِي رِوَايَة وضوحا لانه أنشط للقارئ وأبعث على تجريده للهمة للتدبر (فر عَن أم سَلمَة) هَذَا حَدِيث مُنكر
(الْخلق كلهم عِيَال الله) أَي فقراؤه وَهُوَ الَّذِي يعولهم (وأحبهم أليه أنفعهم لِعِيَالِهِ) بالهداية إِلَيْهِ وتعليمهم مَا يصلحهم والعطف والانفاق عَلَيْهِم من فضل مَا عِنْده (ع وَالْبَزَّار عَن أنس طب عَن ابْن مَسْعُود) باسناد ضَعِيف
(الْخلق كلهم يصلونَ على معلم النَّاس الْخَيْر) أَي الْعلم كَمَا بَينه فِي رِوَايَة أُخْرَى (حَتَّى نينان الْبَحْر) أَي حيتانه جمع نون (فر عَن أنس) باسناد ضَعِيف
(الْخلق) بِضَمَّتَيْنِ (الْحسن يذيب الْخَطَايَا كَمَا يذيب المَاء الجليد) هُوَ المَاء الجامد من شدَّة الْبرد (والخلق السوء يفْسد الْعَمَل كَمَا يفْسد الْخلّ الْعَسَل) بَين بِهِ أَن الرجل انما يحوز جَمِيع الْخيرَات ويبلغ أقْصَى الغايات بِحسن(1/535)
الْخلق (طب عَن ابْن عَبَّاس) وَضَعفه الْمُنْذِرِيّ
(الْخلق الْحسن زِمَام من رَحْمَة الله) تَعَالَى فَمن رزقه فقد أفيض عَلَيْهِ من خَزَائِن الرَّحْمَة الَّتِي يعِيش أَهلهَا عَيْش أهل الْجنان (أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب عَن أبي مُوسَى) باسناد ضَعِيف
(الْخلق الْحسن لَا ينْزع الا من ولد حَيْضَة) أَي مِمَّن جَامع أَبوهُ أمه فِي حَيْضهَا فعلقت بِهِ مِنْهُ فِيهِ (أَو ولد زنية) بِكَسْر الزَّاي وَسُكُون النُّون وَيُقَال بِفَتْح الزَّاي وَذَا يُعَارضهُ حَدِيث ولد الزِّنَا لَيْسَ عَلَيْهِ من وزر أَبَوَيْهِ شَيْء (فر عَن أنس) باسناد ضَعِيف
(الْخلق) بِضَمَّتَيْنِ (وعَاء الدّين) لِأَن من حسن الْخلق يخرج لَهُ الدّين فَكَانَ كالوعاء لَهُ (الْحَكِيم) التِّرْمِذِيّ (عَن أنس) لكنه لم يذكر لَهُ سندا
(الْخمر أم الْفَوَاحِش) أَي الَّتِي تجمع كل خَبِيث (وأكبر الْكَبَائِر) أَي من أكبرها (من شربهَا) وسكر (وَقع على أمه وخالته وَعَمَّته) أَي جَامعهَا يَظُنهَا زَوجته وَهُوَ لَا يشْعر (طب عَن ابْن عَبَّاس) باسناد ضَعِيف لضعف أبي أُميَّة
(الْخمر أم الْفَوَاحِش) الاخروية بل والدنيوية لانها تصدع وتترف المَال وكريهة المذاق (واكبر الْكَبَائِر) أَي من أعظمها (وَمن شرب الْخمر ترك الصَّلَاة وَوَقع على أمه وَعَمَّته وخالته) يَظُنهَا حليلته أَو أَجْنَبِيَّة (طب عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ وَفِيه ابْن لَهِيعَة
(الْخمر من هَاتين الشجرتين النَّخْلَة والعنبة) أَرَادَ بِالْخمرِ هُنَا مَا يخَامر الْعقل ويزيله لَان الْخمر اللّغَوِيّ وَهِي الَّتِي من الْعِنَب لَا تكون من النَّخْلَة ومقصود الحَدِيث بَيَان حكم الْخمر يَعْنِي تَحْرِيم الْخمر من هَاتين لَا بَيَان حَقِيقَتهَا اللُّغَوِيَّة (حم م 4 عَن أبي هُرَيْرَة)
(الْخمر أم الْخَبَائِث فَمن شربهَا لم تقبل صلَاته أَرْبَعِينَ يَوْمًا) قيل تبقى فِي لَحْمه وعروقه أَرْبَعِينَ (فان مَاتَ وَهِي فِي بَطْنه مَاتَ ميته) بِكَسْر الْمِيم اسْم للنوع (جَاهِلِيَّة) صفة ميتَة يَعْنِي صَار منابذا للشَّرْع واذا مَاتَ على هَذِه الْحَالة مَاتَ على الضَّلَالَة كموت الْجَاهِلِيَّة (طس عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ باسناد حسن
(الْخلَافَة فِي قُرَيْش) يَعْنِي خلَافَة النَّبِي [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] على أمته بعد انما تكون مِنْهُم فَلَا يجوز نَصبه من غَيرهم عِنْد وجودههم (وَالْحكم فِي الانصار) أَي الافتاء لَان أَكثر فُقَهَاء الصَّحَابَة مِنْهُم (والدعوة فِي الْحَبَشَة) يَعْنِي الاذان وَجعله فِي الْحَبَشَة تَفْضِيلًا لِبلَال (وَالْجهَاد وَالْهجْرَة فِي الْمُسلمين) أَي عَامَّة فيهم (والمجاهدين بعد) أَي فِي الرُّتْبَة سَوَاء (حم طب عَن عتبَة بن عبد) السّلمِيّ وَرِجَاله ثِقَات
(الْخلَافَة) أَي حق الْخلَافَة انما هِيَ الَّتِي تكون (بِالْمَدِينَةِ) النَّبَوِيَّة (وَالْملك بِالشَّام) وَهَذَا من معجزاته فقد كَانَ كَمَا أخبر وشيعة كل فريق تحْشر مَعَه (تخ ك عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ك صَحِيح ورد عَلَيْهِ
(الْخلَافَة بعدِي فِي أمتِي ثَلَاثُونَ سنة) قَالُوا لم يكن فِي الثَّلَاثِينَ الا الْخُلَفَاء الاربعة وَأَيَّام الْحسن (ثمَّ ملك بعد ذَلِك) لَان اسْم الْخلَافَة انما هُوَ لمن صدق هَذَا الِاسْم بِعَمَلِهِ للسّنة والمخالفون مُلُوك وانما تسموا بالخلفاء (حم ت ع حب عَن سفينة) مولى الْمُصْطَفى أَو مولى أم سَلمَة
(الْخَوَارِج) الَّذين يَزْعمُونَ أَن كل من فعل كَبِيرَة فَهُوَ كَافِر مخلد فِي النَّار (كلاب أهل النَّار) هم قوم ضل سَعْيهمْ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعا فتأولوا الْقُرْآن على غير وَجهه فخذلوا بَعْدَمَا أيدوا حَتَّى صَارُوا كلاب أهل النَّار أَي صَارُوا فِي هَيْئَة أَعْمَالهم كلابا كَمَا كَانُوا على أهل السّنة فِي الدُّنْيَا كلابا (حم هـ ك عَن أبي أوفى) بِفَتَحَات (حم ك عَن أبي أُمَامَة) وَفِي اسناده وَضاع
(الْخَيْر أسْرع إِلَى الْبَيْت الَّذِي يُؤْكَل فِيهِ) أَي يطعم فِيهِ الاضياف (من الشَّفْرَة إِلَى سَنَام الْبَعِير) شبه سرعَة وُصُول الْخَيْر الى الْبَيْت الَّذِي يُضَاف فِيهِ بِسُرْعَة وُصُول(1/536)
الشَّفْرَة للسنام لِأَنَّهُ أول مَا يقطع ويؤكل (هـ عَن ابْن عَبَّاس) بِإِسْنَاد ضَعِيف
(الْخَيْر مَعَ أكابركم) وَقد مر (الْبَزَّار عَن ابْن عَبَّاس)
(الْخَبَر عَادَة) لعود النُّفُوس إِلَيْهِ وحرصها عَلَيْهِ من أصل الْفطْرَة (وَالشَّر لجاجة) لما فِيهِ من العوج وضيق النَّفس وَالْكرب (وَمن يرد الله بِهِ خيرا يفقهه فِي الدّين) أَي يفهمهُ ويبصره فِي كَلَام الله تَعَالَى وَرَسُوله (هـ عَن مُعَاوِيَة (بِإِسْنَاد لَا بَأْس بِهِ
(الْخَيْر كثير) أَي وجوهه كَثِيرَة (و) لَكِن (من يعْمل بِهِ قَلِيل) وَفِي رِوَايَة وفاعله قَلِيل (طس عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ بِإِسْنَاد ضَعِيف
(الْخَيْر كثير) أَي وجوهه كَثِيرَة (وَقَلِيل فَاعله) لإقبال النَّاس على دنياهم وإهمالهم مَا يَنْفَعهُمْ فِي أخراهم (خطّ عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ
(الْخَيْر مَعْقُود بنواصي الْخَيل إِلَى يَوْم الْقِيَامَة) أَي فِي ذواتها فكنى بالناصية عَن الذَّات فَهُوَ مجَاز مُرْسل من التَّعْبِير بالجزء عَن الْكل وَإِنَّمَا كَانَت مباركة لحُصُول الْجِهَاد بهَا (والمتفق على الْخَيل كالباسط كَفه بِالنَّفَقَةِ لَا يقبضهَا) وَأما حَدِيث الشؤم قد يكون فِي الْفرس فَالْمُرَاد غير الْفرس الْمعدة للغزو (طس عَن أبي هُرَيْرَة) وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(الْخَيْر مَعْقُود فِي نواصي الْخَيل) أَي ملازم لَهَا كَأَنَّهُ مَعْقُود فِيهَا وَيسْتَمر ذَلِك (إِلَى يَوْم الْقِيَامَة) أَي إِلَى قربه) مَالك حم ق ن هـ عَن ابْن عمر حم ق ن انْتهى. عَن عُرْوَة بن الْجَعْد خَ عَن أنس م ت ن هـ عَن أبي هُرَيْرَة حم عَن أبي ذَر وَعَن أبي سعيد طب عَن سوَادَة بن الرّبيع وَعَن النُّعْمَان بن بشير وَعَن أبي كَبْشَة) فَهُوَ متواتر
(الْخَيل مَعْقُود بنواصيها الْخَيْر إِلَى يَوْم الْقِيَامَة الْأجر) بدل من قَوْله الْخَيْر (والمغنم) أَي الْغَنِيمَة (حم ق ت ن عَن عُرْوَة) الْبَارِقي (حم م ن عَن جرير)
(الْخَيل مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر واليمن) أَي الْبركَة (إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَأَهْلهَا معونون عَلَيْهَا) أَي على الْإِنْفَاق عَلَيْهَا (قلدوها وَلَا تقلدوها الأوتار) أَي قلدوها طلب الْأَعْدَاء وَلَا تقلدوها طلب أوتار الْجَاهِلِيَّة أَي تاراتهم أَي دِمَائِهِمْ أَو أَرَادَ وتر الْقوس (طس عَن جَابر) وَفِيه ابْن لَهِيعَة
(الْخَيل مَعْقُود فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْر إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَأَهْلهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا فامسحوا بنواصيها وَادعوا لَهَا بِالْبركَةِ وقلدوها وَلَا تقلدوها الأوتار) أَي الَّتِي تقلد لدفع الْعين (حم عَن جَابر) وَرِجَاله ثِقَات
(الْخَيل مَعْقُود بنواصيها الْخَيْر والنيل إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَأَهْلهَا مُعَانُونَ عَلَيْهَا والمنفق عَلَيْهَا) فِي نَحْو الْعلف (كباسط يَده فِي صَدَقَة) فِي حُصُول الْأجر (وَأَبْوَالهَا وأرواثها لأَهْلهَا عِنْد الله يَوْم الْقِيَامَة من مسك الْجنَّة) أَي أَنَّهَا تصير كَذَلِك (طب عَن عريب) بِمُهْملَة مَفْتُوحَة وَرَاء مَكْسُورَة (الْمليكِي) الشَّامي وَفِيه مَجْهُول
(الْخَيل ثَلَاثَة ففرس للرحمن وَفرس للشَّيْطَان وَفرس للْإنْسَان فَأَما فرس الرَّحْمَن فَالَّذِي يرتبط فِي سَبِيل الله) أَي لجهاد الْكفَّار عَلَيْهِ (فعلفه وروثه وبوله فِي مِيزَانه) يَوْم الْقِيَامَة فِي كفة الْحَسَنَات (وَأما فرس الشَّيْطَان فَالَّذِي يقامر أَو يراهن) بِالْبِنَاءِ للْمَجْهُول (عَلَيْهِ) على رسوم الْجَاهِلِيَّة (وَأما فرس الْإِنْسَان فالفرس) الَّتِي (يرتبطها الْإِنْسَان يلْتَمس بَطنهَا) أَي يطْلب نتاجها (فَهِيَ) لهَذَا الثَّالِث (ستر من فقر) أَي تحول بَينه وَبَين الْفقر لارتفاقه بِثمن نتاجها (حم عَن ابْن مَسْعُود) وَرِجَاله ثِقَات
(الْخَيل لثَلَاثَة هن لرجل أجر) أَي ثَوَاب (ولرجل ستر وعَلى رجل وزر) أَي اثم وَوجه الْحصْر فِي الثَّلَاثَة أَن الَّذِي يقتنى خيلا إِنَّمَا يقتنيها الرّكُوب أَو بحارة وكل مِنْهُمَا أما أَن يقْتَرن بِهِ طَاعَة فَهُوَ طَاعَة وَهُوَ الأول أَو مَعْصِيّة وَهُوَ الْأَخير أَولا وَلَا هُوَ الثَّانِي (فَأَما الَّذِي هِيَ لَهُ أجر فَرجل ربطها فِي سَبِيل الله فَأطَال لَهَا) أَي للخيل حبلها (فِي مرج(1/537)
بِسُكُون الرَّاء وبجيم ترعى فِيهِ (أَو رَوْضَة) شكّ الرَّاوِي وَهِي الْموضع الَّذِي يكثر فِيهِ المَاء فيكثر فِيهِ النَّبَات (فَمَا أَصَابَت فِي طيلها ذَلِك) بِكَسْر الطَّاء الْمُهْملَة وَفتح الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة الْخَيط الَّذِي ترْبط فِيهِ وَيطول لترعى (من المرج أَو الرَّوْضَة كَانَت لَهُ حَسَنَات) يَعْنِي فَيكون لصَاحب الْخَيل وثواب مِقْدَار مَوَاضِع أصابتها فِي ذَلِك الطيل (وَلَو أَنَّهَا قطعت طيلها فاستنت) بشد النُّون أَي عدت ومرجت ومرحت (شرفا أَو شرفين) أَي شوطا أَو شوطين والشرف العالي من الأَرْض (كَانَت آثارها) أَي مِقْدَارًا آثارها فِي الارض بحوافرها (وأرواثها) أَي وَأَبْوَالهَا (حَسَنَات لَهُ) يُرِيد ثَوَاب ذَلِك لَا ان الارواث توزن (وَلَو أَنَّهَا مرت بنهر فَشَرِبت) مِنْهُ (وَلم يرد أَن يسقيها) أَي وَالْحَال أَنه لم يتَعَمَّد سقيها (كَانَ ذَلِك) أَي مَا شربته يَعْنِي قدره (حَسَنَات لَهُ) واذا حصل لَهُ هَذَا الثَّوَاب حِين لم يقْصد سقيها فَفِي قَصده أولى (وَرجل ربطها تغَنِّيا) بِفَتْح الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة والمعجمة أَي اسْتغْنَاء عَن النَّاس (وسترا) من الْفقر (وَتَعَفُّفًا) عَن سُؤال النَّاس يبع نتاجها أَو باجارتها (ثمَّ لم ينس حق الله) الْمَفْرُوض (فِي رقابها) بالاحسان اليها وَالْقِيَام بعلفها والشفقة عَلَيْهَا فِي الرّكُوب (و) لَا فِي (ظُهُورهَا) بِأَن يحمل عَلَيْهَا الْغَازِي الْمُنْقَطع ويعير الْفَحْل للطروق وَغير ذَلِك (فَهِيَ لَهُ ستر) من المسكنة (وَرجل ربطها فخرا) أَي تعاظما (ورياء) اظهار اللطاعة وَالْبَاطِن بِخِلَافِهِ (ونواء) بِكَسْر النُّون وَالْمدّ أَي مناواة ومعاداة (لاهل الاسلام فَهِيَ لَهُ وزر) أَي اثم (مَالك حم ق ت هـ عَن أبي هُرَيْرَة)
(الْخَيل فِي نواصي شقرها الْخَيْر) أَي الْيمن وَالْبركَة والشقرة من الالوان وَهِي تخْتَلف بِالنِّسْبَةِ للانسان وَالْخَيْل والابل (خطّ عَن ابْن عَبَّاس) باسناد ضَعِيف
(الْخَيْمَة) الْمَذْكُورَة فِي الْقُرْآن قَوْله حور مقصورات فِي الْخيام (درة مجوفة) بِفَتْح الْوَاو الْمُشَدّدَة أَي وَاسِعَة الْجوف (طولهَا فِي السَّمَاء سِتُّونَ ميلًا فِي كل زَاوِيَة مِنْهَا لِلْمُؤمنِ أهل لَا يراهم الاخرون) من سَعَة تِلْكَ الْخَيْمَة وَكَثْرَة مرافقها (ق عَن أبي مُوسَى) الاشعري وَوهم من زعم أَنه من افراد البُخَارِيّ وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم م (تمّ طبع الْجُزْء الأول ويليه الْجُزْء الثَّانِي أَوله حرف الدَّال)(1/538)
(فهرسة الْجُزْء الأول من التَّيْسِير بشرح الْجَامِع الصَّغِير للعلامة الْمَنَاوِيّ) صحيفَة 7 حرف الْهمزَة 419 فصل فِي الْمحلى بأل من هَذَا الْحَرْف 429 حرف الْبَاء 438 الْمحلى بأل من هَذَا الْحَرْف 441 حرف التَّاء 459 الْمحلى بأل من هَذَا الْحَرْف 462 حرف الثَّاء 483 الْمحلى بأل 484 حرف الْجِيم 487 الْمحلى بأل 492 حرف الْحَاء 502 الْمحلى بأل 511 حرف الْخَاء 534 الْمحلى بأل
(تمت فهرسة الْجُزْء الأول)(1/539)
بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
(حرف الدَّال)
(داووا مرضاكم بِالصَّدَقَةِ) فَإِن الطِّبّ جسماني وروحاني فأرشد إِلَى الأول آنِفا وَأَشَارَ إِلَى الثَّانِي هُنَا وَهُوَ الطِّبّ الْحَقِيقِيّ الَّذِي لَا يُخطئ لَكِن لَا يظْهر نَفعه إِلَّا لمن رق حجابه وكمل استعداده ولطفت بشريته (أَبُو الشَّيْخ) ابْن حَيَّان (فِي) كتاب (الثَّوَاب عَن أبي أُمَامَة) وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا الطَّبَرَانِيّ وَغَيره // بِإِسْنَاد حسن //
(داووا مرضاكم بِالصَّدَقَةِ) فَإِن الصَّدَقَة دَوَاء منجح وَنبهَ بهَا على بَقِيَّة أخواتها من الْقرب كعتق وإغاثة لهفان وإعانة مكروب (فَإِنَّهَا تدفع عَنْكُم الْأَمْرَاض والأعراض) بِفَتْح الْهمزَة أَي الْعَوَارِض من المصائب والبلايا وَقد جرب ذَلِك الموفقون من أهل الله فوجدوا الْأَدْوِيَة الروحانية تفعل مَا لَا تَفْعَلهُ الحسية (فر عَن ابْن عمر) قَالَ الْبَيْهَقِيّ مُنكر
(دباغ الْأَدِيم) بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الدَّال الْجلد الَّذِي ينجسر بِالْمَوْتِ (طهوره) بِفَتْح الطَّاء أَي مطهره فَيصير بِهِ طَاهِر الْعين لكنه مُتَنَجّس فَيغسل وَينْتَفع بِهِ وَخرج بِهِ الشّعْر فَلَا يطهر بِهِ لِأَن الدّباغ لَا يُؤثر فِيهِ وَفِيه حجَّة على أحد حَيْثُ ذهب إِلَى أَن جلد الْميتَة لَا يطهر بدبغه لخَبر لَا تنتفعوا من الْميتَة بإهابها ورد بِأَنَّهُ قبل الدبغ أَو مَنْسُوخ أَو للتنزيه (حم م عَن ابْن عَبَّاس دعن سَلمَة بن المحبق) وَقيل سَلمَة بن ربيعَة بن المحبق الْهُذلِيّ (ن عَن عَائِشَة ع عَن أنس طب عَن أبي أُمَامَة وَعَن الْمُغيرَة) بن شُعْبَة وَهُوَ متواتر
(دباغ جُلُود الْميتَة طهورها) شَمل الْمَأْكُول وَغَيره من كل جلد نجس بِالْمَوْتِ وَهُوَ مَذْهَب الشَّافِعِي وَخَصه مَالك بالمأكول (قطّ عَن زيد بن ثَابت) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //.
(دباغ كل إهَاب) بِالْكَسْرِ الْجلد وَيُقَال الْجلد قبل أَن يدبغ (طهوره) عَام فِي كل جلد يقبل الدّباغ لَا مُطلقًا فَخرج جلد المغلظ (قطّ عَن ابْن عَبَّاس) بعدة أَسَانِيد وَقَالَ // صَحِيح //
(دب) أَي سَار (إِلَيْكُم دَاء الْأُمَم قبلكُمْ) أَي عَادَة الْأُمَم الْمَاضِيَة (الْحَسَد والبغضاء) نقل الدَّاء عَن لأجسام إِلَى الْمعَانِي وَمن أَمر الدُّنْيَا إِلَى الْآخِرَة على الِاسْتِعَارَة (والبغضاء هى الحالقة) قَالُوا(2/2)
وَمَا الحالقة قَالَ (حالقة الدّين) بِكَسْر الدَّال (لَا حالقة الشّعْر) أَي الخصله الَّتِي شَأْنهَا أَن تحلق أَي تهْلك وتستأصل الدّين كَمَا يستأصل الموسى الشّعْر وَنبهَ بِهِ على أَن الْبغضَاء أقطع من الْحَسَد وأقبح (وَالَّذِي نفس مُحَمَّد بِيَدِهِ) أَي بقدرته وتصريفه (لَا تدْخلُوا الْجنَّة حَتَّى تؤمنوا) بِاللَّه وَبِمَا علم مجئ (الرَّسُول بِهِ ضَرُورَة (وَلَا تؤمنوا) إِيمَانًا كَامِلا (حَتَّى تحَابوا) بِحَذْف إِحْدَى التَّاءَيْنِ الفوقيتين وَتَشْديد الْمُوَحدَة أَي يحب بَعْضكُم) بَعْضًا (أَفلا أنبئكم بِشَيْء إِذا فعلتموه تحاببتم) أَي أحب بَعْضكُم بَعْضًا قَالُوا أخبرنَا قَالَ (أفشوا السَّلَام بَيْنكُم) أعلنوه وعموا بِهِ من عرفتموه وَغَيره فَإِنَّهُ يزِيل الضغائن وَيُورث التحابب (حم م ت والضياء) الْمَقْدِسِي (عَن الزبير) // بِإِسْنَاد قَالَ الْمُنْذِرِيّ جيد //
(دثر مَكَان الْبَيْت) أَي درس مَحل الْكَعْبَة بالطوفان (فَلم يحجه هود وَلَا صَالح حَتَّى بوأه الله لإِبْرَاهِيم) أَي أرَاهُ أَصله وَمحله فَأَسَّسَ قَوَاعِده وبناه وَأظْهر حرمته ودعا النَّاس إِلَى حجه (الزبير ابْن بكار فِي النّسَب عَن عَائِشَة) بِإِسْنَاد واه
(دحْيَة) بمهملتين كحلية وبفتح أَوله (الْكَلْبِيّ) بِفَتْح فَسُكُون الصَّحَابِيّ الْقَدِيم الْمَشْهُور (يشبه جِبْرِيل) فِي براعة جماله وَكَانَ جِبْرِيل يَأْتِي الْمُصْطَفى على صورته غَالِبا (وَعُرْوَة) بِضَم الْعين الْمُهْملَة (ابْن مَسْعُود الثَّقَفِيّ) الذس أرْسلهُ قُرَيْش إِلَى الْمُصْطَفى يَوْم الْحُدَيْبِيَة ثمَّ أسلم ودعا قومه لِلْإِسْلَامِ فَقَتَلُوهُ (يشبه عِيسَى بن مَرْيَم) وَلما قَتله قومه قَالُوا مثله فِي قومه كصاحب يُونُس (وَعبد الْعُزَّى) بن قطن (يشبه الدَّجَّال) فِي الصُّورَة فِي الْجُمْلَة لَا فِي مِقْدَار الجثة وحجم الْأَعْضَاء (ابْن سعد) فِي الطَّبَقَات (عَن الشّعبِيّ مُرْسلا)
(دخلت الْجنَّة) أَي فِي النّوم (فَسمِعت خشفة) بِفَتْح المعجمتين وَالْفَاء صَوت حَرَكَة أَو وَقع نعل (فَقلت) أَي لبَعض الْمَلَائِكَة وَالظَّاهِر أَنه جِبْرِيل ورضوان وَجُنُوده (مَا هَذِه) الخشفة زَاد فِي رِوَايَة أمامى (قَالُوا هَذَا بِلَال) الْمُؤَذّن هَذَا فِي الْمَنَام فَلَا يُنَافِي أَن الْمُصْطَفى أول دَاخل يَوْم الْقِيَامَة وَلَا يجوز إجراؤه على ظَاهره إِذْ لَيْسَ لنَبِيّ أَن يتقدمه فَكيف بِأحد من أمته (ثمَّ دخلت الْجنَّة) مرّة أُخْرَى (فَسمِعت خشفة فَقلت مَا هَذِه قَالُوا هَذِه الغميصاء) بغين مُعْجمَة وصاد مُهْملَة مُصَغرًا وَيُقَال الرميصاء امْرَأَة أبي طَلْحَة أم سليم بِضَم فَفتح (بنت ملْحَان) بِكَسْر الْمِيم وَسُكُون اللَّام وبالمهملة وَنون ابْن خَالِد الْأنْصَارِيّ وَاسْمهَا نبلة أَو رَملَة أَو سهلة أَو رميثة أَو مليكَة أَو نبيهة من الصحابيات الفاضلات (عبد) بِغَيْر إِضَافَة (ابْن حميد عَن أنس) بن مَالك (الطَّيَالِسِيّ) أَبُو دَاوُد (عَن جَابر) // بِإِسْنَاد حسن //
(دخلت الْجنَّة فَسمِعت خشفة) صَوت غير شَدِيد (بَين يدى) أَي أَمَامِي بقربي (فَقلت مَا هَذِه الخشفة فَقيل هَذَا بِلَال يمشي أمامك) أخبرهُ بذلك ليطيب قلبه ويدوم على الْعَمَل ويرغب غَيره فِيهِ وَذَا لَا يدل على تفضيله على الْعشْرَة وَلَا بَعضهم (طب عد عَن أبي أُمَامَة) // بِإِسْنَاد حسن //
(دخلت الْجنَّة لَيْلَة أسرى بِي فَسمِعت فِي جَانبهَا وجساً) بِفَتْح الْوَاو وَالْجِيم صَوتا خفِيا (فَقلت يَا جِبْرِيل مَا هَذَا قَالَ هَذَا بِلَال الْمُؤَذّن) أَي صَوت بِلَال أَي صَوت وَقع قدمه أَو نَعله على الأَرْض (حم ع عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(دخلت الْجنَّة فَرَأَيْت لزيد بن عَمْرو بن نفَيْل) بِالتَّصْغِيرِ بن أَسد بن عبد الْعُزَّى ابْن قصي وَهُوَ ابْن عَم خَدِيجَة (دَرَجَتَيْنِ) منزلتين عظيمتين فِيهَا لكَونه آمن بِعِيسَى ثمَّ بِمُحَمد (ابْن عَسَاكِر (فِي تَارِيخه (عَن عَائِشَة) // وَإِسْنَاده جيد //
(دخلت الْجنَّة فَرَأَيْت) مَكْتُوبًا (على بَابهَا الصَّدَقَة بِعشْرَة وَالْقَرْض) بِفَتْح الْقَاف أشهر من كسرهَا يُرَاد بِهِ اسْم الْمَفْعُول بِمَعْنى الْمقْرض والمصدر بِمَعْنى الْإِقْرَاض الَّذِي هُوَ تمْلِيك شَيْء على أَن يرد بدله (بِثمَانِيَة عشر فَقلت يَا جِبْرِيل كَيفَ(2/3)
صَارَت الصَّدَقَة بِعشْرَة وَالْقَرْض بِثمَانِيَة عشر قَالَ لِأَن الصَّدَقَة تقع فِي يَد الْغَنِيّ وَالْفَقِير وَالْقَرْض لَا يَقع إِلَّا فِي يَد من يحْتَاج إِلَيْهِ) فِيهِ أَن دِرْهَم الْقَرْض بدرهمي صَدَقَة وَذَلِكَ لِأَن فِيهِ تَنْفِيس كربَة وإنظار إِلَى قَضَاء حَاجته ورده فَفِيهِ عبادتان فَكَانَ بِمَنْزِلَة دِرْهَمَيْنِ وهما بِعشْرين حَسَنَة فالتضعيف ثَمَانِيَة عشر وَهُوَ الْبَاقِي فَقَط لِأَن الْمقْرض يسْتَردّ وَمن ثمَّ لَو أَبْرَأ مِنْهُ كَانَ لَهُ عشرُون ثَوَاب الأَصْل والمضاعفة وَتمسك بِهِ من فضل الْقَرْض على الصَّدَقَة (طب عَن أبي أُمَامَة) // بِإِسْنَاد حسن //
(دخلت الْجنَّة فَسمِعت فِيهَا قِرَاءَة فَقلت من هَذَا قَالُوا) أَي الْمَلَائِكَة (حَارِثَة) بحاء مُهْملَة ومثلثة (ابْن النُّعْمَان) الْأنْصَارِيّ البدري (كذلكم الْبر كذلكم الْبر) أَي حَارِثَة نَالَ تِلْكَ الدرجَة بِسَبَب البرأى بر الْوَالِدين وكرره للاستيعاب والتأكيد (ن ك عَن عَائِشَة) // بِإِسْنَاد صَحِيح // كَمَا فِي الْإِصَابَة
(دخلت الْجنَّة فَرَأَيْت فِيهَا جنابذ) بجيم وَنون وذال مُعْجمَة أَي قبايا (من اللُّؤْلُؤ ترابها الْمسك فَقلت لمن هَذَا يَا جِبْرِيل قَالَ للمؤذنين وَالْأَئِمَّة من أمتك يَا مُحَمَّد) مَقْصُود الحَدِيث الْإِعْلَام بشرف هَاتين الوظيفتين وَهل ذَلِك للمحتسب أَو مُطلقًا فِي بعض الْأَحَادِيث مَا يدل على الأول (ع عَن أبي) بن كَعْب // بِإِسْنَاد ضَعِيف
(دخلت الْجنَّة فَسمِعت خشفة بَين يَدي فَقلت مَا هَذِه الخشفة فَقيل الغميصاء بنت ملْحَان) أم سليم الْأَنْصَارِيَّة (حم م ن عَن أنس) بن مَالك
(دخلت الْجنَّة فَإِذا أَنا بنهر حافتاه خيام اللُّؤْلُؤ) أَي خيام من اللُّؤْلُؤ (فَضربت بيَدي إِلَى مَا يجْرِي فِيهِ المَاء فَإِذا مسك أذفر) فَقَالَ أنس قلت مَا الأذفر قَالَ الَّذِي لَا خلط لَهُ (فَقلت مَا هَذَا يَا جِبْرِيل قَالَ هَذَا الْكَوْثَر الَّذِي أَعْطَاك الله) إِيَّاه فِي الْجنَّة (حم خَ ت ن عَن أنس) بن مَالك
(دخلت الْجنَّة فَإِذا أَنا بقصر من ذهب) حِكْمَة كَونه من ذهب الْإِشَارَة إِلَى أَن عمر من الَّذين أذهب الله عَنْهُم الرجس وطهرهم (فَقلت لمن هَذَا الْقصر) اسْتِفْهَام للْمَلَائكَة (قَالُوا الشَّاب من قُرَيْش فَظَنَنْت أَنِّي هُوَ فَقلت لمن هُوَ قَالُوا الْعُمر) بن الْخطاب لم يُصَرح بِكَوْنِهِ لَهُ ابْتِدَاء تبياناً لفضل قُرَيْش (فلولا مَا عَلمته من غيرتك لدخلته) تَمَامه فَبكى عمر ثمَّ قَالَ أعليك بِأبي وَأمي يَا رَسُول الله أغار (حم ت حب عَن أنس) بن مَالك (حم ق عَن جَابر) بن عبد الله (حم عَن بُرَيْدَة) بن الخصيب (وَعَن معَاذ) بن جبل
(دخلت الْجنَّة) زَاد فِي رِوَايَة البارحة (فاستقبلتني جَارِيَة شَابة فَقلت لمن أَنْت قَالَت لزيد بن حَارِثَة) بن شرَاحِيل الْكَلْبِيّ. مولى الْمُصْطَفى (الرَّوْيَانِيّ) فِي مُسْنده (والضياء) الْمَقْدِسِي (عَن بُرَيْدَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(دخلت الْجنَّة البارحة) اسْم لأَقْرَب لَيْلَة مَضَت (فَنَظَرت فِيهَا) أَي تَأَمَّلت (فَإِذا جَعْفَر) بن أبي طَالب الَّذِي اسْتشْهد بموتة (يطير مَعَ الْمَلَائِكَة وَإِذا حَمْزَة) بن عبد الْمطلب الَّذِي اسْتشْهد بِأحد (متكئ على سَرِيره) فِيهَا وَورد عِنْد الْبَيْهَقِيّ أَن جناحي جَعْفَر من ياقوت (طب عدك عَن ابْن عَبَّاس) صَححهُ الْحَاكِم ورد عَلَيْهِ
(دخلت الْجنَّة فَإِذا جَارِيَة أدماء) شَدِيدَة السمرَة (لعساء) فِي لَوْنهَا أدنى سَواد ومشربة من الْحمرَة (فَقلت مَا هَذِه يَا جِبْرِيل قَالَ إِن الله عز وَجل عرف شَهْوَة جَعْفَر بن أبي طَالب للآدم اللعس فخلق لَهُ هَذِه) لتكمل لذته وتعظم مسرته لكرامته وَفِيه أَن من الْحور مَا هُوَ كَذَلِك ووصفهن بالبياض غالبي (جَعْفَر بن أَحْمد القمي) بِضَم الْقَاف وَشدَّة الْمِيم نِسْبَة إِلَى قُم بلد كَبِير بَين أَصْبَهَان وساوة (فِي) كتاب (فَضَائِل جَعْفَر) بن أبي طَالب (والرافعي) عبد الْكَرِيم إِمَام الشَّافِعِيَّة (فِي تَارِيخه) تَارِيخ قزوين (عَن عبد الله بن جَعْفَر) بن أبي طَالب
(دخلت الْجنَّة) فِي النّوم (فَرَأَيْت فِي عارضتي الْجنَّة) أَي ناحيتي بَابهَا(2/4)
(مَكْتُوبًا ثَلَاثَة أسطر) جمع سطر وَهُوَ الصَّفّ من الْكِتَابَة (بِالذَّهَب) أَي ذهب الْجنَّة وذهبها لَا يشبه ذهب الدُّنْيَا إِلَّا فِي الِاسْم (السطر الأول لَا إِلَه إِلَّا الله مُحَمَّد رَسُول الله والسطر الثَّانِي مَا قدمْنَاهُ) فِي الدُّنْيَا (وَجَدْنَاهُ) فِي الْآخِرَة (وَمَا أكلنَا) من الْحَلَال (ربحنا) أكله (وَمَا خلفنا) أَي تَرَكْنَاهُ من مالنا بعد موتنا (خسرنا) هـ فَإِن حسابه ووباله على الْمُورث (والسطر الثَّالِث أمة مدئبة) أَي أمة مُحَمَّد كَثِيرَة الذُّنُوب (وَرب غَفُور) كثيرا لمغفرة فَلَو أَتَوْهُ بقراب الأَرْض خَطَايَا قابلهم بقرابها مغْفرَة (الرَّافِعِيّ) عبد الْكَرِيم فِي تَارِيخ قزوين (وَابْن النجار) محب الدّين فِي تَارِيخ بَغْدَاد (عَن أنس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(دخلت الْجنَّة فَإِذا أَكثر أَهلهَا البله (بِضَم فَسُكُون جمع أبله وَهُوَ الغافل عَن الشَّرّ المطبوع على الْخَيْر أَو السَّلِيم الصَّدْر الْحسن الظَّن بِالنَّاسِ (ابْن شاهين) (فِي) كتاب (الْأَفْرَاد) بِفَتْح الْهمزَة (وَابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن جَابر) قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ حَدِيث // لَا يَصح //
(دخلت الْجنَّة فَرَأَيْت أَكثر أَهلهَا الْيمن) أَي أهل الْيمن بِفَتْح الْيَاء وَالْمِيم إقليم مَعْرُوف سمى بِهِ لِأَنَّهُ عَن يَمِين الْكَعْبَة (وَوجدت أَكثر أهل الْيمن مذْحج) وزان مَسْجِد اسْم أكمة بِالْيمن ولدت عِنْدهَا امْرَأَة من حمير وَاسْمهَا مدلة كَانَت زَوْجَة أدد فسميت الْمَرْأَة باسمها ثمَّ صَار اسْما للقبيلة وَمِنْهُم قَبيلَة الْأَنْصَار وهم المُرَاد (خطّ عَن عَائِشَة) // بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب //
(دخلت الْجنَّة فَسمِعت نحمة) بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْمُهْملَة أَي صَوتا أَو نحنحة (من) جَوف (نعيم) بِضَم النُّون وَفتح الْمُهْملَة الْقرشِي الْعَدوي صَحَابِيّ قديم جليل اسْتشْهد باليرموك أَو بأجنادين (ابْن سعد) فِي طبقاته (عَن أبي بكر الْعَدوي) بِعَين ودال مهملتين مفتوحتين نِسْبَة إِلَى عدي بن كَعْب (مُرْسلا) أرسل عَن عمر وَغَيره
(دخلت الْعمرَة فِي الْحَج إِلَى يَوْم الْقِيَامَة) أَي دخلت فِي وَقت الْحَج وشهوره وَقيل غير ذَلِك كَمَا مر (م عَن جَابر) بن عبد الله (دت عَن ابْن عَبَّاس) // غَرِيب ضَعِيف //
(دخلت امْرَأَة النَّار) قيل حميرية وَقيل إسرائيلية (فِي هرة) أَي لأَجلهَا أَو بِسَبَبِهَا وَذَلِكَ أَنَّهَا (ربطتها) فِي رِوَايَة للْبُخَارِيّ حبستها (فَلم تطعمها) حَتَّى مَاتَت جوعا كَمَا للْبُخَارِيّ (وَلم تدعها) وَلم تتركها (تَأْكُل من خشَاش) بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة أشهر من الْكسر وَالضَّم وَزعم أَنه بِمُهْملَة غلط (الأَرْض) حشراتها وهوامها سميت بِهِ لاندساسها فِي التُّرَاب من خشش فِي الأَرْض دخل وَذكر الأَرْض للإحاطة والشمول (حَتَّى مَاتَت) وَظَاهره أَنَّهَا عذبت حَقِيقَة أَو بِالْحِسَابِ قيل وَكَانَت كَافِرَة وَالأَصَح مسلمة وَإِنَّمَا دخلت النَّار بِهَذَا الْإِثْم (حم ق هـ عَن أبي هُرَيْرَة خَ عَن ابْن عمر)
(دُخُول الْبَيْت) الْكَعْبَة المعظمة (دُخُول فِي حَسَنَة وَخُرُوج من سَيِّئَة) وَفِي رِوَايَة للبيهقي من دخله دخل فِي حَسَنَة وَخرج من سَيِّئَة وَخرج مغفوراً لَهُ (عدهب عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب //
(دِرْهَم رَبًّا يَأْكُلهُ الرجل) ذكر الرجل غالبي وَالْمرَاد الْإِنْسَان (وَهُوَ يعلم) أَنه رَبًّا وَأَن الرِّبَا حرَام (أَشد عِنْد الله من) ذَنْب (سِتَّة وَثَلَاثِينَ زنية) بِالْفَتْح الْمرة الْوَاحِدَة من الزِّنَا وللحديت تَتِمَّة عِنْد مخرجه وَهِي فِي الْحطيم وَفِي رِوَايَة فِي الْخَطِيئَة فَسقط من قلم الْمُؤلف سَهوا وَهَذَا خرج مخرج الزّجر والتهويل لاعتياد الْجَاهِلِيَّة أكل الرِّبَا وعمومه فيهم (حم طب عَن عبد الله بن حَنْظَلَة) بن أبي عَامر الراهب الْأنْصَارِيّ لَهُ رِوَايَة وَأَبوهُ غسيل الْمَلَائِكَة // وَإِسْنَاده صَحِيح //
(دِرْهَم أعْطِيه فِي عقل) أَي إِعَانَة فِي دِيَة قَتِيل سميت عقلا تَسْمِيَة بِالْمَصْدَرِ لِأَن الْإِبِل كَانَت تعقل بِفنَاء ولي الْقَتِيل ثمَّ كثر اسْتِعْمَاله حَتَّى أطلق على الدِّيَة إبِلا كَانَت(2/5)
أَو نَقْدا وعقلت عَنهُ غرمت عَنهُ مَا لزمَه من دِيَة أَو جِنَايَة (أحب إِلَيّ من مائَة فِي غَيره) لما فِيهِ من تسكين الْفِتْنَة وَإِصْلَاح ذَات الْبَين (طس عَن أنس) // بِإِسْنَاد فِيهِ مَجْهُول //
(دِرْهَم حَلَال يَشْتَرِي بِهِ عسلاً) أَرَادَ عسل النَّحْل خَاصَّة وَإِن كَانَت الْعَرَب تسمى كل مَا تستحليه عسلاً وَهُوَ يذكر وَيُؤَنث وتأنيثه أَكثر (وَيشْرب بِمَاء الْمَطَر شِفَاء من كل دَاء) من الأدواء البنية أَو القلبية مَعَ صدق النِّيَّة وَقُوَّة الْيَقِين (فرعن أنس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(دِرْهَم الرجل) يَعْنِي الْإِنْسَان (ينْفق فِي) حَال (صِحَّته) فِي وُجُوه الْبر (خير من عتق رَقَبَة عِنْد مَوته) أَي أفضل لما فِيهِ من قهر النَّفس وَهُوَ صَحِيح شحيح يؤمل طول الْحَيَاة ويخشى الْفقر ومقصوده الْحَث على الصَّدَقَة حَال الصِّحَّة (أَبُو الشَّيْخ عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(دُعَاء الْمَرْء الْمُسلم) بِزِيَادَة الْمَرْء (مستجاب لِأَخِيهِ) فِي الدّين (بِظهْر الْغَيْب) لفظ الظّهْر مقحم ثمَّ بَين الْإِجَابَة بجملة استئنافية فَقَالَ (عِنْد رَأسه ملك مُوكل بِهِ) أَي بالتأمين على دُعَائِهِ بذلك كَمَا يفِيدهُ قَوْله (كلما دَعَا لِأَخِيهِ بِخَير قَالَ الْملك) الْمُوكل (آمين) أَي استجب يَا رب (وَلَك) أَيهَا الدَّاعِي (بِمثل ذَلِك) أَي بِمثل مَا دَعَوْت بِهِ لأخيك فالدعاء يظْهر الْغَيْب أقرب للإجابة لما ذكر (حم م هـ عَن أبي الدَّرْدَاء)
(دُعَاء الْوَالِد) لوَلَده أَي الأَصْل لفرعه (يُفْضِي إِلَى الْحجاب) أَي يصعد ويصل إِلَى حَضْرَة الْقبُول فَلَا يحول بَينه وَبَين الْإِجَابَة حَائِل (هـ عَن أم حَكِيم) بنت وداع الْخُزَاعِيَّة فِي إِسْنَاده ثَلَاث نسْوَة بَعضهنَّ مَجْهُول
(دُعَاء الْوَالِد لوَلَده كدعاء النَّبِي لأمته) فِي كَونه غير مَرْدُود (فرعن أنس) // هَذَا حَدِيث مُنكر بل قيل مَوْضُوع //
(دُعَاء الْأَخ لِأَخِيهِ بِظهْر الْغَيْب لَا يرد مَا لم يدع بأثم) لِأَنَّهُ أقرب إِلَى الْإِخْلَاص الْبَزَّار عَن عمرَان ابْن حُصَيْن) بِالضَّمِّ ثمَّ مهملتين ابْن عبيد الْخُزَاعِيّ وَهُوَ فِي مُسلم بِاللَّفْظِ الْمَذْكُور لكنه قَالَ مستجاب
(دُعَاء المحسن إِلَيْهِ) بِفَتْح السِّين (للمحسن) بِكَسْرِهَا لَا يرد أَي يقبله الله مُكَافَأَة لَهُ على امْتِثَال أمره بِالْإِحْسَانِ (فرعن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(دعوات المكروب) أَي المغموم المحزون أَي الدَّعْوَات النافعة لَهُ المزيلة لكربه (اللَّهُمَّ رحمتك أَرْجُو فَلَا تَكِلنِي إِلَى نَفسِي طرفَة عين) أَي لَا تفوض أَمْرِي إِلَى نَفسِي لَحْظَة قَليلَة قدر مَا يَتَحَرَّك الْبَصَر (وَأصْلح لي شأني كُله لَا إِلَه إِلَّا أَنْت) ختم بِهَذِهِ الْكَلِمَة الشهودية إِشَارَة إِلَى أَن الدُّعَاء إِنَّمَا ينفع مَعَ حُضُور وشهود (حم خدد حب عَن أبي بكرَة) بِالتَّحْرِيكِ واسْمه نفيع // وَإِسْنَاده صَحِيح //
(دَعْوَة ذِي النُّون) أَي صَاحب الْحُوت وَهُوَ يُونُس (إِذْ دَعَا بهَا وَهُوَ فِي بطن الْحُوت لَا إِلَه إِلَّا أَنْت سُبْحَانَكَ إِنِّي كنت من الظَّالِمين لم يدع بهَا رجل مُسلم (بِزِيَادَة رجل (فِي شَيْء قطّ) بنية صَادِقَة صَالِحَة (إِلَّا اسْتَجَابَ الله لَهُ) لما كَانَت مسبوقة بِالْعَجزِ والانكسار ملحوقة بهما صَارَت مَقْبُولَة (حم ت ن ك هَب والضياء عَن سعد) بن أبي وَقاص قَالَ ك صَحِيح وأقروه
(دَعْوَة الْمَظْلُوم) على من ظلمه (مستجابة وَإِن كَانَ فَاجِرًا ففجوره على نَفسه) لِأَنَّهُ مُضْطَر وَنَشَأ من اضطراره صِحَة التجائه إِلَى ربه وقطعه قلبه عَمَّا سواهُ أَمن يُجيب الْمُضْطَر إِذا دَعَاهُ (الطَّيَالِسِيّ) أَبُو دَاوُد (عَن أبي هُرَيْرَة) وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا أَحْمد // وَإِسْنَاده حسن //
(دَعْوَة الرجل) يَعْنِي الْإِنْسَان فَذكر الرجل وصف طردي (لِأَخِيهِ بِظهْر الْغَيْب مستجابة وَملك عِنْد رَأسه يَقُول آمين وَلَك بِمثل) قَالَ النَّوَوِيّ الرِّوَايَة الْمَشْهُورَة كسر مِيم مثل وَحكى عِيَاض فتحهَا والمثلثة وَزِيَادَة هَاء أَي عديله سَوَاء (أَبُو بكر) الشَّافِعِي (فِي الغيلانيات عَن أم كرز (بِضَم الْكَاف وَسُكُون الرَّاء بعْدهَا زَاي الْكَعْبِيَّة المكية صحابية لَهَا أَحَادِيث(2/6)
(دَعْوَة فِي السِّرّ تعدل سبعين دَعْوَة فِي الْعَلَانِيَة) لِأَن دُعَاء السِّرّ أقرب إِلَى الْإِخْلَاص وَأبْعد عَن الرِّيَاء (أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب عَن أنس) وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا الديلمي
(دعوتان لَيْسَ بَينهمَا وَبَين الله حجاب) بِالْمَعْنَى الْمَار (دَعْوَة الْمَظْلُوم ودعوة الْمَرْء لِأَخِيهِ بِظهْر الْغَيْب) قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ أَن دَعْوَة الْمُسلم فِي غيبَة الْمَدْعُو لَهُ مستجابة لِأَنَّهَا أبلغ فِي الْإِخْلَاص (طب عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // وَزعم الْمُؤلف صِحَّته غير معول عَلَيْهِ لَكِن لَهُ شَوَاهِد
(دع عَنْك معَاذًا) أَي اترك ذكره بِمَا ينقصهُ وَمَا لَا يَلِيق بِكَمَالِهِ وَالْمرَاد ابْن جبل (فَإِن الله يباهي بِهِ الْمَلَائِكَة) أَي بِعِبَادَتِهِ وَعلمه وأصل هَذَا كَمَا ذكره مخرجه الْحَكِيم أَن معَاذًا قَالَ لرجل من أَصْحَابه تعال حَتَّى نؤمن سَاعَة فَقَالَ ذَاك الرجل لرَسُول الله أَو مَا نَحن بمؤمنين وَذكر لَهُ قَول معَاذ فَذكره وَذَلِكَ لِأَن الْقلب أسْرع انقلاباً من الْقدر حِين تغلي وَالْإِيمَان كالقميص بَيْنَمَا أَنْت لبسته إِذا أَنْت نَزَعته فالإيمان عِنْدهم اسْتِقْرَار النُّور وإشرافه فِي صُدُورهمْ حَتَّى تصير أُمُور الْآخِرَة وَأمر الملكوت مُعَاينَة فَمنهمْ من يَدُوم لَهُ ذَلِك النُّور وَمِنْهُم من لَا فَيحْتَاج لما يجدده (الْحَكِيم) فِي نوادره (عَن معَاذ) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(دع دَاعِي اللَّبن) أَي أبق فِي الضَّرع عِنْد الْحَلب بَاقِيا يَدْعُو مَا فَوْقه من اللَّبن فينزله وَلَا تستوعبه فَإِنَّهُ إِذا استقصى أَبْطَأَ الدّرّ قَالَه لِضِرَار حِين أمره بحلب نَاقَة وَالْأَمر للإرشاد (حم تخ حب ك عَن ضرار) بِكَسْر الضَّاد الْمُعْجَمَة مخففاً (ابْن الْأَزْوَر) واسْمه مَالك بن أَوْس بأسانيد بَعْضهَا رِجَاله ثِقَات
(دع قيل وَقَالَ) مِمَّا لَا فَائِدَة فِيهِ وَمن حسن إِسْلَام الْمَرْء تَركه مَا لَا يعنيه (وَكَثْرَة السُّؤَال) عَمَّا لَا فَائِدَة فِيهِ (وإضاعة المَال) صرفه فِي غير - لَهُ وبذله فِي غير وَجهه الماذون فِيهِ شرعا (طس عَن ابْن مَسْعُود) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // وَوهم الْمُؤلف فِي قَوْله // صَحِيح //
(دع مَا يريبك) أَي يوقعك فِي الريب أَي الشَّك وَالْأَمر للنَّدْب لِأَن توقي الشُّبُهَات مَنْدُوب لَا وَاجِب (إِلَى مَا لَا يريبك) أَي اترك مَا تشك فِيهِ واعدل للْحَلَال الْبَين لِأَن من اتَّقى الشُّبُهَات فقد اسْتَبْرَأَ لدينِهِ وَعرضه (حم عَن أنس) بن مَالك (ن عَن الْحسن) بن عَليّ أَمِير الْمُؤمنِينَ (طب عَن وابصة) بِكَسْر الْمُوَحدَة التَّحْتِيَّة وَفتح الْمُهْملَة (ابْن معبد) بن عتبَة الْأَسدي (خطّ عَن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد حسن // وَله شَوَاهِد ترقيه إِلَى الصِّحَّة
(دع مَا يريبك) بِضَم الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة وَفتحهَا أَكثر رِوَايَة (إِلَى مَا لَا يريبك) أَي اترك مَا اعْترض لَك الشَّك فِيهِ منقلباً عَنهُ إِلَى مَا لَا شكّ فِيهِ (فَإِن الصدْق يُنجي) أَي فِيهِ النجَاة وَإِن ظن أَن فِيهِ الهلكة (ابْن قَانِع) فِي مُعْجَمه (عَن الْحسن) بن عَليّ
(دع مَا يريبك) أَي اترك مَا تشك فِي كَونه حسنا أَو قبيحاً أَو حَلَالا أَو حَرَامًا (إِلَى مَا لَا يريبك) أَي واعدل إِلَى مَا لَا شكّ فِيهِ يَعْنِي مَا تيقنت حسنه وحله (فَإِن الصدْق طمأنينة) أَي يطمئن إِلَيْهِ الْقلب ويسكن (وَأَن الْكَذِب رِيبَة) أَي يقلق لَهُ الْقلب ويضطرب (حم ت حب عَن الْحسن) بن عَليّ // بِإِسْنَاد قوي //
(دع مَا يريبك إِلَى مَا لَا يريبك فَإنَّك لن تَجِد فقد شَيْء تركته لله) بل هُوَ مَوْجُود مثاب عَلَيْهِ قَالَ الْغَزالِيّ ودرجات الْوَرع ثَلَاثَة الأولى هِيَ الَّتِي تَزُول الْعَدَالَة بزوالها وَهِي الَّتِي تحرمها فَتْوَى الْفَقِيه الثَّانِيَة ورع الصَّالِحين وَهِي التَّحَرُّز عَمَّا يتَطَرَّق إِلَيْهِ أَعمال التَّحْرِيم وَأَن أفتى بحله بِنَاء على الظَّاهِر وَهُوَ المُرَاد بِهَذَا الحَدِيث الثَّالِثَة ورع الْمُتَّقِينَ الْمشَار إِلَيْهِ بِحَدِيث لَا يبلغ العَبْد دَرَجَة الْمُتَّقِينَ حَتَّى يتْرك مَا لَا بَأْس بِهِ مَخَافَة مَا بِهِ بَأْس (حل خطّ عَن ابْن عمر) قَالَ الْخَطِيب // حَدِيث بَاطِل // وَالصَّوَاب من قَول مَالك
(دَعْهُنَّ) يَا ابْن عتِيك (يبْكين) يَعْنِي النسْوَة اللَّاتِي احْتضرَ(2/7)
عِنْدهن عبد الله بن ثَابت (مَا دَامَ عِنْدهن) لم تزهق روحه (فَإِذا وَجب فَلَا تبكين باكية) تَمَامه قَالُوا يَا رَسُول الله مَا الْوُجُوب قَالَ الْمَوْت أَفَادَ أَنه يكره الْبكاء على الْمَيِّت بعد الْمَوْت لَا قبله (مَالك ن ك عَن جَابر بن عتِيك) بن قيس الْأنْصَارِيّ
(دَعْهُنَّ يَا عمر) بن الْخطاب يبْكين (فَإِن الْعين دامعة وَالْقلب مصاب والعهد قريب) بفقد الحبيب فَلَا حرج عَلَيْهِنَّ فِي الْبكاء أَي بِغَيْر نوح وَنَحْوه (حم ن هـ ك عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(دَعْهُنَّ يبْكين وإياكن) الْتِفَات من خطاب عمر إِلَى النسْوَة (ونعيق الشَّيْطَان) أَي صياحه (فَإِنَّهُ مهما كَانَ من الْعين وَالْقلب) من غير صياح وَلَا ضرب نَحْو خد (فَمن الله) أَن يرضاه (وَمن الرَّحْمَة) المطبوع عَلَيْهَا الْإِنْسَان فَلَا لوم فِيهِ (وَمهما كَانَ من الْيَد) بِنَحْوِ ضرب خد وشق جيب (وَاللِّسَان) من نَحْو صياح وَندب (فَمن الشَّيْطَان) أَي هوالاً مر بِهِ الراضي بفعلة قَالَه لما مَاتَت رقية بنته فَبَكَتْ النسْوَة فَجعل عمر يضربهن (حم عَن ابْن عَبَّاس) فِي الْمِيرَاث // هَذَا حَدِيث مُنكر //
(دعوا الْحَسْنَاء) أَي اتْرُكُوا نِكَاح الْمَرْأَة الجميلة (العاقر) الَّتِي انْقَطع حملهَا لكبر أَو عِلّة (وَتَزَوَّجُوا السَّوْدَاء) وَفِي رِوَايَة السَّوْدَاء الْوَلُود (فَإِنِّي أكاثر بكم الْأُمَم يَوْم الْقِيَامَة) أَي أفاخرهم وأغالبهم بكثرتكم وَالْأَمر للنَّدْب (عب عَن ابْن سِيرِين مُرْسلا)
(دعوا الْحَبَشَة) أَي اتْرُكُوا التَّعَرُّض لابتدائهم بِالْقِتَالِ (مَا ودعوكم) يَعْنِي مَا وادعوكم أَي سالموكم فَسَقَطت الْألف (واتركوا التّرْك مَا تركوكم) أَي مُدَّة تَركهم لكم فَلَا تتعرضوا لَهُم إِلَّا أَن تعرضوا لكم لقُوَّة بأسهم وَبرد بِلَادهمْ وَبعدهَا كَمَا مر (دعن رجل) من الصَّحَابَة وَهُوَ ابْن عَمْرو
(دعوا الدُّنْيَا) أَي اتركوها (لأَهْلهَا) فَإِن (من أَخذ من الدُّنْيَا) أَي من متاعها وزهرتها (فَوق مَا يَكْفِيهِ) لنَفسِهِ وَعِيَاله بِالْمَعْرُوفِ (أخد حتفه) أَي هَلَاكه (وَهُوَ لَا يشْعر) بِأَن الْمَأْخُوذ فِيهِ هَلَاكه فَهِيَ السم الْقَاتِل (ابْن لال) فِي المكارم (عَن أنس) قَالَ يُنَادي منادٍ يَوْم الْقِيَامَة دعوا الدُّنْيَا الخ // وَإِسْنَاده ضَعِيف //
(دعوا النَّاس يُصِيب بَعضهم من بعض) لِأَن أَيدي الْعباد خَزَائِن الْملك الْجواد فَلَا يتَعَرَّض لَهَا إِلَّا بِإِذن فَلَا تسعروا وَلَا تتلقوا الركْبَان (فَإِذا استنصح أحدكُم أَخَاهُ) أَي طلب مِنْهُ النصح (فلينصحه) وجوبا وَذكر الْأَخ للاستعطاف وَإِلَّا فالنصح وَاجِب لكل مَعْصُوم (طب عَن أبي السَّائِب) جد عَطاء بن السَّائِب وَكَانَ يَنْبَغِي تَمْيِيزه فَإِنَّهُ مُتَعَدد // وَإِسْنَاده صَحِيح //
(دعوا لي أَصْحَابِي) إِضَافَة تشريف تؤذن باحترامهم وزجر سابهم وتعزيره (فوالذي نَفسِي) بِسُكُون الْفَاء (بِيَدِهِ) بقدرته وتدبيره (لَو أنفقتم مثل) جبل (أحد ذَهَبا مَا بَلغْتُمْ أَعْمَالهم) أَي مَا بَلغْتُمْ من أنفاقكم بعض أَعْمَالهم لما قارنها من مزِيد إخلاص وَصدق نِيَّة وَكَمَال يَقِين وَالْخطاب لخَالِد وَنَحْوه مِمَّن تَأَخّر إِسْلَامه وَالْمرَاد من تقدم إِسْلَامه مِنْهُم الَّذين كَانَت لَهُم الْآثَار الجميلة والمناقب الجليلة (حم عَن أنس) وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(دعوا لي أَصْحَابِي وأصهاري) أَي اتْرُكُوا التَّعَرُّض لَهُم بِمَا يؤذيهم لأجلي وَتَمَامه فَمن آذَانِي فِي أَصْحَابِي وأصهاري آذاه الله تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة (ابْن عَسَاكِر عَن أنس) // بِإِسْنَاد فِيهِ مَجْهُول ومضعف //
(دعوا صَفْوَان بن الْمُعَطل) بِضَم الْمِيم وَفتح الطَّاء الْمُشَدّدَة أَي اتركوه فَلَا تتعرضوا لَهُ بشر (فَإِنَّهُ خَبِيث اللِّسَان طيب الْقلب) أَي سليم الصَّدْر نقي الْقلب من الْغِشّ والتكبر والخيانة وَالْعبْرَة بِطَهَارَة الْقلب (ع عَن سفينة) مولى الْمُصْطَفى يكنى أَبَا عبد الرَّحْمَن كَانَ اسْمه مهْرَان أَو غير ذَلِك فلقب سفينة لِأَنَّهُ حمل شَيْئا كثيرا(2/8)
فِي السّفر // وَإِسْنَاده حسن //
(دعوا صَفْوَان) بن الْمُعَطل فَلَا تؤذوه (فَإِنَّهُ يحب الله وَرَسُوله) وَمَا أحب الله حَتَّى أحبه الله يُحِبهُمْ وَيُحِبُّونَهُ (ابْن سعد عَن الْحسن مُرْسلا) هُوَ الْبَصْرِيّ
(دَعونِي من السودَان) يَعْنِي من الزنج كَمَا بَينه فِي رِوَايَة أُخْرَى (فَإِنَّمَا الْأسود لبطنه وفرجه) أَي لَا يهتم إِلَّا بهما فَإِن جَاع سرق وَأَن شبع فسق وحينئذٍ فاقتناء الزنْجِي خلاف الأولى عبدا كَانَ أَو أمة (طب عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(دَعوه) أَي اتْرُكُوا يَا أَصْحَابِي من طلب مني دينه فَأَغْلَظ فَلَا تبطشوا بِهِ (فَإِن لصَاحب الْحق مقَالا) أَي صولة الطّلب وَقُوَّة الْحجَّة (خَ ت عَن أبي هُرَيْرَة) وَكَذَا رَوَاهُ مُسلم
(دَعوه) أَي الْمَرِيض (يَئِن) أَي يستريح بالأنين أَي يَقُول آه وَلَا تعنفوه عَلَيْهِ (فَإِن الأنين من أَسمَاء الله تَعَالَى) أَي لفظ آه من أَسمَاء الله تَعَالَى لَكِن هَذَا تتداوله الصُّوفِيَّة ويذكرون لَهُ أسرار وَلم يرد بِهِ تَوْقِيف من حَيْثُ الظَّاهِر (يستريح إِلَيْهِ العليل) فِيهِ رد لقَوْل طَاوس أَن الأنين مَكْرُوه ولكونه شكوى (الرَّافِعِيّ) فِي تَارِيخ قزوين (عَن عَائِشَة) قَالَت دخل الْمُصْطَفى وَعِنْدنَا عليل يَئِن فَقُلْنَا اسْكُتْ فَذكره
(دفن الْبَنَات من المكرمات) أَي من الْأُمُور الَّتِي يكرم الله بهَا آباءهن وَنعم الصهر الْقَبْر قَالَ بَعضهم هَذَا خرج مخرج التَّعْزِيَة للنَّفس (خطّ عَن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(دفن بالطينة) وَفِي رِوَايَة بالتربة (الَّتِي خلق مِنْهَا) قَالَه لما رأى حَبَشِيًّا يقبر بِالْمَدِينَةِ فَمَا من مَوْلُود يُولد إِلَّا وَفِي سرته من تربة الأَرْض الَّتِي خلق مِنْهَا وَيَمُوت فِيهَا (طب عَن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(دَلِيل الْخَيْر كفاعله) أَي لَهُ ثَوَاب كَمَا أَن لفاعل الْخَيْر ثَوابًا وَلَا يلْزم تساويهما (ابْن النجار) فِي تَارِيخه (عَن عَليّ) // وَإسْنَاد ضَعِيف //
(دم عفراء أزكى عِنْد الله) فِي رِوَايَة أحب إِلَى الله (من دم سوداوين) أَي ضحوا بالعفراء وَهِي شَاة يضْرب لَوْنهَا إِلَى بَيَاض غير ناصع فَإِن دَمهَا أفضل من دم شَاتين سوداوين (طب عَن كَثِيرَة) بِفَتْح الْكَاف وَكسر الْمُثَلَّثَة (بنت أبي سُفْيَان) الْخُزَاعِيَّة لَهَا صُحْبَة كَذَا ذكره أَبُو نعيم وَابْن مَنْدَه وَقَالَ ابْن مَاكُولَا بموحدة // وَإِسْنَاده ضَعِيف //
(دم) شَاة (عفراء أحب إِلَيّ من دم سوداوين) يَعْنِي فِي الْأَضَاحِي (حم ك عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ فِي الْمُهَذّب فِيهِ أَبُو نفال واه
(دم عمار) ابْن يَاسر (حرَام على النَّار أَن تَأْكُله أَو تمسه) لِأَن كَمَال الْإِيمَان يُطْفِئ حر النيرَان وَنبهَ بِالدَّمِ على بَقِيَّة أَجزَاء بدنه (ابْن عَسَاكِر عَن عَليّ) وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا الْبَزَّار وَرِجَاله ثِقَات
(دوروا مَعَ كتاب الله حَيْثُمَا دَار) فأحلوا حَلَاله وحرموا حرَامه فَإِنَّهُ لكتابه الْمُبين والصراط الْمُسْتَقيم (ك عَن حُذَيْفَة) بن الْيَمَان
(دُونك) بِكَسْر الْكَاف أَي خذي حَقك يَا عَائِشَة (فَانْتَصِرِي) من زَيْنَب الَّتِي دخلت من غير إِذن وَهِي غَضَبي ثمَّ قَالَت أحسبك إِذا قلبت لَك بنية أبي بكر ذريعيها ثمَّ أَقبلت على عَائِشَة فَقَالَ لَهَا النَّبِي ذَلِك (هـ عَن عَائِشَة) // بِإِسْنَاد لين //
(دِيَة الْمعَاهد) بِفَتْح الْهَاء أَي الذمى الَّذِي لَهُ عهد (نصف دِيَة الْحر) أَي الْمُسلم وَبِه أَخذ مَالك وَقَالَ أَبُو حنيفَة كدية مُسلم وَقَالَ الشَّافِعِي كثلثها (دعن ابْن عَمْرو) فِي إِسْنَاده مَجْهُول
(دِيَة عقل الْكَافِر نصف عقل الْمُؤمن) أَرَادَ بالكافر من لَهُ ذمَّة أَو أَمَان وَبِه قَالَ مَالك مُطلقًا وَأحمد أَن كَانَ الْقَتْل خطأ والأفدية مُسلم (ت عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // بِإِسْنَاد حسن //
(دِيَة الْمكَاتب بِقدر مَا عتق مِنْهُ دِيَة الْحر وبقدر مَا رق مِنْهُ دِيَة العَبْد) قَالَ الْخطابِيّ اجْمَعُوا على أَن الْمكَاتب قن مَا بَقِي عَلَيْهِ دِرْهَم جانياً ومجنياً عَلَيْهِ وَلم يقل بِهَذَا الحَدِيث إِلَّا النَّخعِيّ وَتعقب بِأَنَّهُ حكى عَن أَحْمد (طب عَن ابْن(2/9)
عَبَّاس) // بِإِسْنَاد حسن //
(دِيَة الذمى دِيَة الْمُسلم) أَي مثل دِيَته وَبِه أَخذ جمع مِنْهُم أَبُو حنيفَة (طس عَن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد ضَعِيف والمتن مُنكر //
(دِيَة أَصَابِع الْيَدَيْنِ وَالرّجلَيْنِ سَوَاء عشرَة من الْإِبِل لكل إِصْبَع) قَالَ أَبُو الْبَقَاء وَقع فِي هَذِه الرِّوَايَة عشرَة بِالتَّاءِ وَصَوَابه عشر لِأَن الْإِبِل مُؤَنّثَة (ت عَن ابْن عَبَّاس) وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا أَحْمد // وَإِسْنَاده صَحِيح //
(دين الْمَرْء عقله) هَذَا من قبيل الْحَج عَرَفَة (وَمن لَا عقل لَهُ لَا دين لَهُ) لِأَن الْعقل هُوَ الكاشف عَن مقادير الْعُبُودِيَّة ومحبوب الله ومكروهة (أَبُو الشَّيْخ) بن حَيَّان (فِي) كتاب (الثَّوَاب) على الْأَعْمَال (وَابْن النجار) فِي تَارِيخه (عَن جَابر) بن عبد الله
(دِينَار أنفقته فِي سَبِيل الله) أَي فِي مُؤَن الغزوا وَفِي سَبِيل الْخَيْر (ودينار أنفقته فِي رَقَبَة) أَي فِي عتاقها (ودينار تَصَدَّقت بِهِ على مِسْكين) أَو فَقير (ودينار أنفقته على أهلك) أَي على مُؤنَة من تلزمك مُؤْنَته (أعظمها أجر الَّذِي أنفقته على أهلك) قَالَ القَاضِي الْبَيْضَاوِيّ قَوْله دِينَار مُبْتَدأ وأنفقته صفته وَجُمْلَة أعظمها أجرا خبر وَالنَّفقَة على الْأَهْل أَعم من كَونهَا وَاجِبَة أَو مَنْدُوبَة فَهِيَ أَكثر ثَوابًا (م عَن أبي هُرَيْرَة)
الدَّار حرم) أَي دَار الرجل حرمه (فَمن دخل عَلَيْك حَرمك) بِغَيْر إِذن (فاقتله) أَن لم ينْدَفع إِلَّا بِالْقَتْلِ فتدفعه دفع الصَّائِل (حم طب عَن عبَادَة بن الصَّامِت) رمز الْمُؤلف لصِحَّته وَلَيْسَ كَمَا قَالَ بل // ضَعِيف //
(الدَّاعِي وَالْمُؤمن) على الدُّعَاء أَي الْقَائِل آمين (فِي الْأجر شريكان) يَعْنِي كل مِنْهُمَا لَهُ أجر كَأَجر الآخر لَكِن لَا يلْزم التَّسَاوِي (والقارئ والمستمع) للْقِرَاءَة أَي قَاصد السماع (فِي الْأجر شريكان) كَذَلِك (والعالم والمتعلم) للْعلم الشَّرْعِيّ (فِي الْأجر شريكان) حَيْثُ اسْتَويَا فِي الْإِخْلَاص وَنَحْوه (فرعن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الدَّال على الْخَيْر كفاعله) لإعانته عَلَيْهِ فَإِن حصل ذَلِك الْخَيْر فَلهُ مثل ثَوَابه وَإِلَّا فَلهُ ثَوَاب دلَالَته وَتَمام الحَدِيث وَالدَّال على الشَّرّ كفاعله فَسقط ذَلِك من قلم المُصَنّف سَهوا (الْبَزَّار وَأَبُو يعلى عَن ابْن مَسْعُود) كَذَا فِيمَا وقفت عَلَيْهِ من نسخ الْكتاب وَهُوَ سَهْو وَصَوَابه عَن أبي مَسْعُود وَعَن أنس (طب عَن سهل بن سعد) السَّاعِدِيّ (وَعَن أبي مَسْعُود) // وَإسْنَاد ضَعِيف //
(الدَّال على الْخَيْر كفاعله) فِي مُطلق الْأجر لَا الْمُسَاوَاة إِذْ الْأجر على قدر النصب كَمَا فِي حَدِيث (وَالله يحب إغاثة اللهفان) أَي الملهوف المكروب يَعْنِي يرضى ذَلِك ويثيب عَلَيْهِ (حم ع والضياء عَن بُرَيْدَة) بن الخصيب (ابْن أبي الدُّنْيَا) الْقرشِي (فِي قَضَاء الْحَوَائِج عَن أنس) // بِإِسْنَاد حسن //
(الدُّبَّاء) بِضَم الدَّال وَشد الْمُوَحدَة القرع (يكبر الدِّمَاغ) أَي يُقَوي حواسه (وَيزِيد فِي الْعقل) لخاصية فِيهِ علمهَا وَلذَلِك كَانَ يُحِبهُ (فرعن أنس) // بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب //
(الدَّجَّال) بِالْفَتْح وَالتَّشْدِيد من الدجل التغطية (عينه خضراء) تَمام الحَدِيث كالزجاجة هَكَذَا هُوَ ثَابت عِنْد مخرجه وتشبيهها بالزجاجة لَا يُنَافِي تشبيهها فِي رِوَايَة بالعنبة الطافية فَإِن كثيرا مِمَّن يحدث فِي عينه النتو يبْقى مَعَه الْإِدْرَاك وَتصير عينه تميل إِلَى الخضرة (تخ عَن أبي) بن كَعْب وَرِجَاله ثِقَات
(الدَّجَّال مَمْسُوح الْعين) أَي مَوضِع إِحْدَى عَيْنَيْهِ مَمْسُوح كجبهته لَيْسَ فِيهِ أثر عين (مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ كَافِر يَقْرَؤُهُ كل مُسلم) زَاد فِي رِوَايَة كَاتب وَغير كَاتب وَالْكِتَابَة مجَاز عَن حُدُوثه وشقاوته وَإِلَّا لقرأها الْكَافِر (م عَن أنس) بن مَالك
(الدَّجَّال أَعور الْعين) وَالله تَعَالَى منزه عَن العور وَعَن كل آفَة فَكيف يدعى الربوبية وَقَوله (الْيُسْرَى) لَا يُعَارضهُ قَوْله فِي رِوَايَة الْيُمْنَى لِأَن إِحْدَى عَيْنَيْهِ طافية لَا ضوء لَهَا وَالْأُخْرَى ناتئة كحبة عِنَب (جفال الشّعْر) بِضَم الْجِيم وخفة الْفَاء كَثِيره (مَعَه جنَّة ونار فناره(2/10)
جنَّة وجنته نَار) أَي من أدخلهُ ناره لتكذيبه إِيَّاه تكون تِلْكَ النَّار سَببا لدُخُوله الْجنَّة وَمن أدخلهُ جنته لتصديقه إِيَّاه تكون تِلْكَ الْجنَّة سَببا لدُخُوله النَّار فِي الْآخِرَة (حم م هـ عَن حُذَيْفَة) ابْن الْيَمَان
(الدَّجَّال لَا يُولد لَهُ) أَي بعد خُرُوجه أَو مُطلقًا (وَلَا يدْخل الْمَدِينَة) النَّبَوِيَّة (وَلَا مَكَّة) فَإِن الْمَلَائِكَة تقوم على أنقابهما تطرده عَنْهُمَا تَشْرِيفًا للبلدين (حم عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(الدَّجَّال يخرج من أَرض) يَعْنِي بلد (بالمشرق) أَي بِجِهَة الْمشرق (يُقَال لَهَا خُرَاسَان) بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وخفة الرَّاء وسين مُهْملَة بلد كَبِير قيل مَعْنَاهَا كل بالرفاهية (يتبعهُ أَقوام) من الأتراك وَالْيَهُود (كَأَن وُجُوههم المجان) جمع مجن وَهُوَ الترس (المطرقة) بِضَم الْمِيم وَشد الرَّاء الْمَفْتُوحَة أَي الأتراس الَّتِي ألبست الْعقب شيأ فَوق شَيْء شبهها بهَا فِي غلظها وعرضها (ت ك عَن أبي بكرَة) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(الدَّجَّال تلده أمه وَهِي منبوذة) أَي مطروحة (فِي قبرها) بعد مَوتهَا (فَإِذا وَلدته حملت النِّسَاء بالخطائين) يَعْنِي أَنهم يرونه ينفر فِي بَطنهَا ويختلج فَيشق جوفها فَيَسْتَهِل صَارِخًا وَمن حينئذٍ يكون من حملت بِهِ أمه وولدته من أهل الفسوق وَلَفظ رِوَايَة الديلمي وَأَبُو نعيم الدَّجَّال تلده أمه وَهُوَ مقبور فِي فِي قَبره قَالَ الديلمي أصل الْقَبْر الْموضع الغامض المستور يُقَال نَخْلَة قُبُور إِذا كَانَ حملهَا مستتراً بسعفها وَذَلِكَ أَن أمه كَانَت حَامِلا بِهِ فَوضعت جلدَة مصمتة فَقَالَت الْقَابِلَة سلْعَة فَقَالَت أمه بل فِيهَا ولد كَانَ ينقر فِي بَطْني فشقوها عَنهُ فَلَمَّا رأى الدُّنْيَا ومسه روح الْهَوَاء اسْتهلّ صَارِخًا (طس عَن أبي هُرَيْرَة) // وَهَذَا مُنكر //
(الدُّعَاء هُوَ الْعِبَادَة) أَي أعظمها فَهُوَ كَقَوْلِه الْحَج عَرَفَة أَي رُكْنه الْأَعْظَم لدلالته على أَن فَاعله مقبل بِوَجْهِهِ إِلَى الله معرض عَمَّا سواهُ (حم ش خد 4 حب ك عَن النُّعْمَان بن بشيرع عَن الْبَراء) // بأسانيد صَحِيحَة //
(الدُّعَاء مخ الْعِبَادَة) أَي خالصها لِأَن الدَّاعِي إِنَّمَا يَدْعُو الله عِنْد انْقِطَاع أمله مِمَّا سواهُ وَذَلِكَ حَقِيقَة التَّوْحِيد وَالْإِخْلَاص وَلَا عبَادَة فَوْقهمَا قَالَ ابْن الْعَرَبِيّ وبالمخ تكون الْقُوَّة للأعضاء فَكَذَا الدُّعَاء مخ الْعِبَادَة بِهِ تتقوى عبَادَة العابدين فَإِنَّهُ روح الْعِبَادَة قَالَ بعض الْمُفَسّرين فِي قَوْله تَعَالَى أَن الَّذين يَسْتَكْبِرُونَ عَن عبادتي أَي عَن دعائي (ت عَن أنس) وَقَالَ غَرِيب وَفِيه ابْن لَهِيعَة
(الدُّعَاء مِفْتَاح الرَّحْمَة وَالْوُضُوء مِفْتَاح الصَّلَاة) لِأَن الْفِعْل لَا يُمكن بِدُونِ آلَته (وَالصَّلَاة مِفْتَاح الْجنَّة) أَي مبيحة لدخولها لِأَن أَبْوَاب الْجنَّة مغلقة وَلَا يفتحها إِلَّا الطَّاعَة وَالصَّلَاة أعظمها وَفِيه اسْتِعَارَة (فر عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الدُّعَاء سلَاح الْمُؤمن) بِهِ يدافع الْبلَاء ويعالجه كَمَا يدافع عدوه بِالسِّلَاحِ (وعماد الدّين) أَي عموده الَّذِي يقوم عَلَيْهِ (وَنور السَّمَوَات وَالْأَرْض) أَي يكون للداعي نورا فيهمَا (ع ك عَن عَليّ) وَفِيه انْقِطَاع
(الدُّعَاء لَا يرد بَين الْأَذَان) الْمَشْرُوع (وَالْإِقَامَة) إِذا كَانَت نفس الدَّاعِي فعالة وهمته مُؤثرَة (حم د ت ن حب عَن أنس) // بِإِسْنَاد جيد //
(الدُّعَاء بَين الْأَذَان وَالْإِقَامَة مستجاب) بعد جمع شُرُوط الدُّعَاء وأركانه وآدابه فَإِن تخلف شَيْء مِنْهَا فَلَا يلوم إِلَّا نَفسه (ع عَن أنس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // [
] (الدُّعَاء مستجاب مَا بَين النداء) يَعْنِي مَا بَين النداء بِالصَّلَاةِ وَهُوَ الْأَذَان (و) بَين (الْإِقَامَة) للصَّلَاة (ك عَن أنس) بن مَالك
(الدُّعَاء يرد الْقَضَاء) يَعْنِي يهونه وييسر الْأَمر فِيهِ (وَإِن الْبر) بِالْكَسْرِ) (يزِيد فِي الرزق) بِأَن يُبَارك فِيهِ وأكده وَمَا بعده بِأَن رد الاستبعاد ذَلِك (وَأَن العَبْد ليحرم الرزق بالذنب يُصِيبهُ) تَمَامه ثمَّ قَرَأَ رَسُول الله {إِنَّا بلوناهم كَمَا بلونا أَصْحَاب الْجنَّة} الْآيَة وَهَذَا يُعَارضهُ حَدِيث أَن الرزق لَا تنقصه(2/11)
الْمعْصِيَة وَقد يُقَال أَنه تَارَة ينقصهُ وَتارَة لَا وَالِاخْتِلَاف باخْتلَاف الْأَشْخَاص وَالْأَحْوَال (ك عَن ثَوْبَان) بِضَم الْمُثَلَّثَة وَقيل بِفَتْحِهَا وَصَححهُ ورد عَلَيْهِ بِأَنَّهُ واه
(الدُّعَاء جند من أجناد الله) أَي عون من أعوانه على قَضَاء الْحَوَائِج وبلوغ المآرب وَدفع الْبلَاء والمصائب وأكد ذَلِك بقوله (مجند يرد الْقَضَاء بعد أَن يبرم) أَي يحكم بِأَن يسهله من حَيْثُ تضمنه للصبر على الْقَضَاء وَالرِّضَا بِهِ وَالرُّجُوع إِلَى الله فَكَأَنَّهُ رده (ابْن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن نمير) بِضَم النُّون (ابْن أَوْس) الْأَشْعَرِيّ التَّابِعِيّ (مُرْسلا) وأسنده الديلمي من حَدِيث أبي مُوسَى
(الدُّعَاء ينفع مِمَّا نزل) من المصائب والمكاره أَي يسهل تحمل الْبلَاء النَّازِل فيصيره كَأَنَّهُ لم ينزل أَو يرضيه حَتَّى لَا يتَمَنَّى خِلَافه (وَمِمَّا لم ينزل) من ذَلِك فَيمْنَع نُزُوله بِالْمَعْنَى الْمُقَرّر (فَعَلَيْكُم عباد الله) بِحَذْف حرف النداء (بِالدُّعَاءِ) أَي الزموه واجتهدوا فِيهِ وداوموه وَكفى بك شرفاً أَن تَدعُوهُ فيجيبك ويختار لَك مَا هُوَ الْأَصْلَح (ك عَن ابْن عمر) وَقَالَ صَحِيح ورد بِأَن فِي // إِسْنَاده لينًا //
(الدُّعَاء يرد الْبلَاء) إِذْ لَوْلَا إِرَادَة الله رده مَا فتح لَهُ بَاب الدُّعَاء (أَبُو الشَّيْخ) والديلمي (عَن أبي هُرَيْرَة) // وَإِسْنَاده ضَعِيف //
(الدُّعَاء مَحْجُوب عَن الله حَتَّى يُصَلِّي) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول أَي يُصَلِّي الدَّاعِي (على مُحَمَّد وَأهل بَيته) يَعْنِي لَا يرفع الدُّعَاء إِلَى الله رفع قبُول حَتَّى يَصْحَبهُ الصَّلَاة عَلَيْهِ وَعَلَيْهِم فَهِيَ الْوَسِيلَة إِلَى الْإِجَابَة (أَبُو الشَّيْخ عَن عَليّ) وَرَوَاهُ عَنهُ الْبَيْهَقِيّ أَيْضا
(الدَّم مِقْدَار الدِّرْهَم يغسل) وجواباً (وتاد مِنْهُ الصَّلَاة) أَي إِذا صلى وعَلى بدنه أَو ملبوسه قدر دِرْهَم مِنْهُ وَجب قَضَاء الصَّلَاة وَهَذَا فِي دم الْأَجْنَبِيّ فَإِنَّهُ يُعْفَى عَن قَلِيله فَقَط وَهُوَ مَا دون الدِّرْهَم وَبِهَذَا أَخذ بعض الْمُجْتَهدين وأناط الشَّافِعِيَّة الْقلَّة وَالْكَثْرَة بِالْعرْفِ (خطّ عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد واهٍ // بل قيل بِوَضْعِهِ
(الدَّنَانِير وَالدَّرَاهِم خَوَاتِيم الله فِي أرضه) أَي طوابعه الْمَانِعَة للرَّدّ عَن قَضَاء الْحَوَائِج (من جَاءَ بِخَاتم مَوْلَاهُ قضيت حَاجته) يَعْنِي هِيَ إِحْدَى المسخرات لبني آدم الَّتِي قَالَ الله فِيهَا وسخر لكم الْآيَة فَإِذا وصل إِلَيْك مَنَافِع المسخرة حصل الْمَطْلُوب قَالَ الْغَزالِيّ من نعم الله خلق الدِّرْهَم وَالدِّينَار وَبِهِمَا قوام الدُّنْيَا وَفِيه أَن الْخَاتم يكنى بِهِ عَن الدِّينَار وَالدِّرْهَم كَمَا بَينه الثعالبي (طس عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الدُّنْيَا حرَام على أهل الْآخِرَة) أَي مَمْنُوعَة عَنْهُم (وَالْآخِرَة حرَام على أهل الدُّنْيَا) لِأَن المتقلل من الدُّنْيَا يُمكنهُ التَّوَسُّع فِي عمل الْآخِرَة والمتوسع فِيهَا لَا يُمكنهُ لما بَينهمَا من التضاد فهما ضرتان وَلذَلِك قَالَ روح الله عِيسَى لَا يَسْتَقِيم حب الدُّنْيَا والاخرة فِي قلب مُؤمن كَمَا لَا يَسْتَقِيم المَاء وَالنَّار فِي اناء وَاحِد (وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَة حرَام على أهل الله) لِأَن جنَّات عَامَّة الْمُؤمنِينَ جنَّات المكاسب وجنة العارفين جنَّة الْمَوَاهِب فَلَمَّا عبدوه لَا خوفًا من ناره وَلَا طَمَعا فِي جنته صَارَت جنتهم النّظر إِلَى وَجهه وَلذَلِك قَالَ أَبُو يزِيد لله رجال لَو حجب الله عَنْهُم طرفَة عين اسْتَغَاثُوا من الْجنَّة كَمَا يستغيث أهل النَّار مِنْهَا (فر عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الدُّنْيَا حلوة خضرَة) أَي مشتهاة مونقه تعجب النَّاظر فَمن استكثر مِنْهَا أهلكته كالبهيمة إِذا أكثرت من أكل الزَّرْع الْأَخْضَر (طب عَن مَيْمُونَة) بنت الْحَرْث الْهِلَالِيَّة أم الْمُؤمنِينَ // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(الدُّنْيَا حلوة رطبَة) أَشَارَ بِهِ إِلَى سرعَة زَوَالهَا وفنائها وَأَنَّهَا غرارة تفتن النَّاس بحلاوتها وطراوتها (فر عَن سعد) بن أبي وَقاص // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الدُّنْيَا حلوة خضرَة) أَي طيبَة المذاق حَسَنَة المنظر (فَمن أَخذهَا بِحقِّهِ) أَي من حَلَال (بورك(2/12)
لَهُ فِيهَا) أَي انْتفع بِمَا أَخذه مِنْهَا فِي الدُّنْيَا بالتنمية وَالْبركَة وَفِي الْآخِرَة بالثواب (وَرب منخوض) أَي متسارع ومنهمك (فِيمَا) أَي فِي نيل الَّذِي (اشتهت نَفسه) مِنْهَا (لَيْسَ لَهُ يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا النَّار) أَي دُخُولهَا للتطهير لَا للتخليد وَلذَلِك قَالَ لُقْمَان لِابْنِهِ خُذ من الدُّنْيَا بلاغك وَأنْفق فضول كسبك لآخرتك (طب عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ وَرِجَاله ثِقَات
(الدُّنْيَا حلوة خضرَة) أَي رَوْضَة خضراء مستحلاة الطّعْم (من اكْتسب مِنْهَا مَالا من حلّه وأنفقه فِي حَقه) الْوَاجِب وَالْمَنْدُوب (أثابه الله عَلَيْهِ) فِي الْآخِرَة (وَأوردهُ جنته) أَي أدخلهُ إِيَّاهَا (وَمن اكْتسب مِنْهَا مَالا من غير حلّه وأنفقه فِي غير حَقه أحله الله دَار الهوان) النَّار إِن لم يُدْرِكهُ الْعَفو (وَرب متخوض فِي مَال الله وَرَسُوله لَهُ النَّار يَوْم الْقِيَامَة) فالدنيا لَا تذم لذاتها فَإِنَّهَا مزرعة الْآخِرَة (هَب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(الدُّنْيَا دَار من لَا دَار لَهُ) لما كَانَ الْقَصْد الأول من الدَّار الْإِقَامَة مَعَ عَيْش هنئ أبدى وَالدُّنْيَا بِخِلَافِهِ لم تسْتَحقّ أَن تسمى دَارا فَمن دَاره الدُّنْيَا فَلَا دَار لَهُ (وَمَال من لَا مَال لَهُ) لِأَن الْقَصْد من المَال الْإِنْفَاق فِي الْقرب فَمن أتْلفه فِي لذاته فحقيق أَن يُقَال لَا مَال لَهُ (وَلها يجمع من لَا عقل لَهُ) لِغَفْلَتِه عَمَّا يهمه فِي الْآخِرَة وَيُرَاد مِنْهُ فِي الدُّنْيَا (تَنْبِيه) قَالَ الْغَزالِيّ لَيْسَ الدُّنْيَا عبارَة عَن المَال والجاه فَقَط بل هما حظان من حظوظها وشعبتان من شعبها وَشعب الدُّنْيَا كَثِيرَة وَدُنْيا العَبْد حَالَته قبل الْمَوْت وآخرته حَالَته بعده وَكلما لَهُ فِيهِ حَظّ قبله فَهُوَ من دُنْيَاهُ إِلَّا الْعلم والمعرفة وَالْحريَّة وَمَا يبْقى مَعَه بعد الْمَوْت فَإِنَّهَا أَيْضا لَذَّة عِنْد أهل البصائر لَيست من الدُّنْيَا وَإِن كَانَت فِي الدُّنْيَا فالدنيا ترجع إِلَى أَعْيَان مَوْجُودَة وَإِلَى حَظه مِنْهَا وَإِلَى شغله فِي إصلاحها (حم هَب عَن عَائِشَة هَب عَن ابْن مَسْعُود مَوْقُوفا) // بأسانيد صَحِيحَة //
(الدُّنْيَا) أَي الْحَيَاة الدُّنْيَا (سجن الْمُؤمن) بِالنِّسْبَةِ لما أعد لَهُ فِي الْآخِرَة من النَّعيم الْمُقِيم (وجنة الْكَافِر) بِالنِّسْبَةِ لما أَمَامه من عَذَاب الْجَحِيم قَالَ ابْن الْكَمَال وَفِيه أَن نعم الله الدُّنْيَوِيَّة أوفى فِي حق الْكَافِر كَذَا ادَّعَاهُ وَفِيه نظر لَا يخفى (حم م ت هـ عَن أبي هُرَيْرَة طب ك عَن سلمَان) الْفَارِسِي (الْبَزَّار عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(الدُّنْيَا سجن الْمُؤمن) لِأَنَّهُ مَمْنُوع من شهواتها الْمُحرمَة فَكَأَنَّهُ فِي سجن وَالْكَافِر عَكسه فَكَأَنَّهُ فِي جنَّة (وسنته) بِفَتْح أَوله وَالسّنة بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة الْقَحْط والجدب ذكره الْمُؤلف (فَإِذا فَارق الدُّنْيَا فَارق السجْن وَالسّنة) أَي الجدب والقحط لِأَن مثل الْمُؤمن حِين تخرج روحه كَرجل كَانَ فِي سجن وَعَذَاب وانتقل إِلَى الانفساح وَدَار السرُور والأفراح (حم طب حل ك عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(الدُّنْيَا) كلهَا كَذَا هُوَ عِنْد مخرجه الديلمي فأسقطه الْمُؤلف سَهوا (سَبْعَة أَيَّام من أَيَّام الْآخِرَة) تَمَامه عِنْد مخرجه وَذَلِكَ قَوْله عز وَجل {وَإِن يَوْمًا عِنْد رَبك كافٍ سنة مِمَّا تَعدونَ} {فرعن أنس} // بِإِسْنَاد فِيهِ وَضاع //
(الدُّنْيَا سَبْعَة آلَاف سنة) أَي عمرها ذَلِك بِعَدَد النُّجُوم السيارة (أَنا فِي آخرهَا ألفا) فَإِذا تمت السَّبْعَة فَذَلِك وَقت طي الدُّنْيَا وَهَذَا الحَدِيث لَا مسكة فِيهِ وَأَلْفَاظه مصنوعة ملفقة وَالْحق أَن ذَلِك لَا يعلم حَقِيقَته إِلَّا الله (طب وَالْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل عَن الضَّحَّاك بن زمل) الْجُهَنِيّ بِإِسْنَاد واهٍ بل قَالَ جمع مِنْهُم ابْن الْأَثِير أَلْفَاظه مَوْضُوعَة
(الدُّنْيَا كلهَا مَتَاع) أَي هِيَ مَعَ خستها إِلَى فنَاء وَإِنَّمَا خلق مَا فِيهَا لِأَن يتمتع بِهِ مَعَ حقارته أمد قَلِيلا (وَخير متاعها الْمَرْأَة الصَّالِحَة) فَهِيَ أطيب حَلَال فِي الدُّنْيَا أَي لِأَنَّهُ تَعَالَى زين الدُّنْيَا بسبعة أَشْيَاء وَأَعْظَمهَا زِينَة النِّسَاء قَالَ الْقُرْطُبِيّ فسرت(2/13)
الصَّالِحَة فِي الحَدِيث بقوله الَّتِي إِذا انْظُر إِلَيْهَا سرته وَإِذا أمرهَا أَطَاعَته وَإِذا غَابَ عَنْهَا حفظته فِي نَفسهَا وَمَاله (حم م ن عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ
(الدُّنْيَا ملعونة مَلْعُون مَا فِيهَا إِلَّا مَا كَانَ مِنْهَا الله عز وَجل) قَوْله ملعونة أَي متروكة مبعدة مَتْرُوك مَا فِيهَا أَو متروكة الْأَنْبِيَاء والأصفياء كَمَا فِي خبر لَهُم الدُّنْيَا وَلنَا الاخرة (حل والضياء عَن جَابر) // وَإسْنَاد حسن //
(الدُّنْيَا ملعونة) لِأَنَّهَا غرت النُّفُوس بزهرتها ولذتها فأمالتها عَن الْعُبُودِيَّة إِلَى الْهوى (مَلْعُون مَا فِيهَا إِلَّا ذكر الله وَمَا وَالَاهُ) كَذَا فِيمَا وقفت عَلَيْهِ من النّسخ وَلَفظ رِوَايَة الْحَكِيم وَمَا آوى إِلَيْهِ (وعالماً أَو متعلماً) أَي هِيَ وَمَا فِيهَا مبعد عَن الله إِلَّا الْعلم النافع الدَّال على الله فَهُوَ الْمَقْصُود مِنْهَا فاللعن وَقع على مَا غر من الدُّنْيَا لَا على نعيمها ولذتها فَإِن ذَلِك تنَاوله الرُّسُل والأنبياء (هـ عَن أبي هُرَيْرَة طس عَن ابْن مَسْعُود) رمز الْمُؤلف لصِحَّته وَلَيْسَ كَمَا قَالَ إِذْ فِيهِ مَجْهُول
(الدُّنْيَا ملعونة مَلْعُون مَا فِيهَا إِلَّا أمرا بِمَعْرُوف أَو نهيا عَن مُنْكرا أَو ذكر الله) فَإِن هَذِه الْأُمُور وَإِن كَانَت فِيهَا لَيست مِنْهَا بل من أَعمال الْآخِرَة (تَنْبِيه) قَالَ الْغَزالِيّ من عرف نَفسه وَعرف ربه وَعرف الدُّنْيَا وَعرف الْآخِرَة شَاهد بِنور البصيرة وَجه عَدَاوَة الدُّنْيَا للآخرة وانكشف لَهُ أَن لَا سَعَادَة فِي الْآخِرَة إِلَّا لمن قدم على الله عَارِفًا بِهِ محباً وَأَن الْمحبَّة لَا تنَال إِلَّا بدوام الذّكر والمعرفة لَا تنَال إِلَّا بدوام الْفِكر (الْبَزَّار عَن ابْن مَسْعُود) رمز الْمُؤلف لصِحَّته وَلَيْسَ كَمَا قَالَ إِذْ فِيهِ مَجْهُول
(الدُّنْيَا ملعونة مَلْعُون مَا فِيهَا إِلَّا مَا ابْتغى بِهِ وَجه الله تَعَالَى) وَمن أحب مَا لَعنه الله فقد تعرض للعنه وغضبه قَالَ الْغَزالِيّ لَعَلَّ ثلث الْقُرْآن فِي ذمّ الدُّنْيَا (طب عَن أبي الدَّرْدَاء) // بِإِسْنَاد لَا بَأْس بِهِ //
(الدُّنْيَا لَا تنبغي لمُحَمد وَلَا لآل مُحَمَّد) فَإِنَّهُ تَعَالَى حمى من أحبه عَنْهَا لِئَلَّا يتدنس مِنْهَا ومنحها أعداءه ليصرف بهَا وُجُوههم عَنهُ (أَبُو عبد الرَّحْمَن السلمى) الصوفى (فِي) كتاب (الزّهْد عَن عَائِشَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الدُّنْيَا لَا تصفو لمُؤْمِن كَيفَ) تصفو لَهُ (وَهِي سجنه وبلاؤه) فَلَا يركن إِلَيْهَا إِلَّا أسفه الْخلق وَأَقلهمْ عقلا آثر الخيال على الْحَقِيقَة والمنام على الْيَقَظَة وَالنَّاس نيام فَإِذا مَاتُوا انتبهوا (ابْن لال عَن عَائِشَة) وَرَوَاهُ عَنْهَا أَيْضا الديلمي
(الدّهن) بِالضَّمِّ أَي الإدهان بِهِ (يذهب بالبؤس) بِالضَّمِّ أَي الْحزن أَو الشعث أَو غم النَّفس (وَالْكِسْوَة) أَي التجمل بهَا (تظهر الْغنى) للنَّاس (وَالْإِحْسَان إِلَى الْخَادِم) أَي إِحْسَان الْإِنْسَان إِلَى خادمه بِحسن الْهَيْئَة والملبس (مِمَّا يكبت الله بِهِ الْعَدو) أَي يحزنهُ ويذله وَالْقَصْد الْحَث على فعل الْمَذْكُورَات لما يَتَرَتَّب عَلَيْهَا من هَذِه النتائج (ابْن السّني وَأَبُو نعيم) كِلَاهُمَا (فِي) كتاب (الطِّبّ) النَّبَوِيّ (عَن طَلْحَة) بن عبيد الله
(الدَّوَاء من الْقدر) بِالتَّحْرِيكِ أَي من قَضَاء الله وَقدره والشفاء يحصل عِنْده بِإِذن الله لَا بِهِ (وَقد ينفع) فِي إِزَالَة الدَّاء وتحقيقه (بِإِذن الله) الَّذِي لَا ينفع شَيْء وَلَا يضر إِلَّا بِإِذْنِهِ قَالَه لما سُئِلَ هَل ينفع الدَّوَاء من الْقدر (طب وَأَبُو نعيم عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الدَّوَاء من الْقدر وَهُوَ ينفع) أَي ينفع الله بِهِ (من يَشَاء) الله نَفعه من خلقه (بِمَا شَاءَ) من الْأَدْوِيَة فَرُبمَا دَوَاء لشخص لَا يكون دَوَاء لآخر من اتِّحَاد الْعلَّة فالشافي فِي الْحَقِيقَة هُوَ الله والأدوية أَسبَاب وَهَذَا قَالَه وَقد سُئِلَ هَل ينفع الدَّوَاء من الْقدر (ابْن السّني) فِي الطِّبّ (عَن ابْن عَبَّاس) وَرَوَاهُ عَنهُ الديلمي أَيْضا
(الدَّوَاوِين) جمع ديوَان بِكَسْر الدَّال وَقد تفتح فَارسي مُعرب وَهُوَ الدفتر وَالْمرَاد مَا هُوَ مَكْتُوب فِيهِ (ثَلَاثَة فديوان لَا يغْفر(2/14)
الله مِنْهُ شيا وديوان لَا يعبا الله بِهِ شيأ) أَي لَا يُبَالِي بِهِ فيسامح بِهِ من شَاءَ ويتجاوز عَنهُ (وديوان لَا يتْرك الله مِنْهُ شيأ) بل يعْمل فِيهِ بقضية الْعدْل بَين أَهله (فَأَما الدِّيوَان الَّذِي لَا يغْفر الله مِنْهُ شيأ فالإشراك بِاللَّه) أَن الله لَا يغْفر أَن يُشْرك بِهِ (وَأما الدِّيوَان الَّذِي لَا يعبأ الله بِهِ شيأ فظلم العَبْد نَفسه فِيمَا بَينه وَبَين ربه من صَوْم يَوْم) مَفْرُوض (تَركه أَو صَلَاة) مَفْرُوضَة (تَركهَا فَإِن الله تَعَالَى يغْفر ذَلِك) لمن فرط مِنْهُ (إِن شَاءَ) أَن يغفره (ويتجاوز) عَنهُ زَاد تَأْكِيد لما قبله (وَأما الدِّيوَان الَّذِي لَا يتْرك الله مِنْهُ شيأ فمظالم الْعباد) بَعضهم لبَعض فَإِنَّهُ سَيكون (بَينهم الْقصاص) يَوْم الْقِيَامَة (لَا محَالة) أَي لابد أَن يُطَالب بهَا حَتَّى يَقع الْقصاص وَهَذَا هُوَ الْغَالِب وَقد يرضى بعض الْخُصُوم كَمَا فِي خبر قَالَ فِي الْقَرِينَة الأولى لَا يغْفر ليدل على أَن الشّرك لَا يغْفر أصلا وَفِي الثَّانِيَة لَا يعبأ ليشعر بِأَن حَقه تَعَالَى مَبْنِيّ على الْمُسَامحَة وَفِي الثَّالِثَة لَا يتْرك ليؤذن بِأَن حق الْغَيْر لَا يهمل قطعا وَخص الصَّلَاة وَالصَّوْم لِأَنَّهُمَا أعظم أَرْكَان الدّين فغيرهما من بَاب أولى (حم ك عَن عَائِشَة) قَالَ ك صَحِيح ورد عَلَيْهِ
(الديك الْأَبْيَض) إِلَّا فرق كَمَا يَأْتِي فِي حَدِيث وَكَذَا يُقَال فِيمَا بعده (صديقي) لِأَنَّهُ أقرب الْحَيَوَان صَوتا إِلَى الذَّاكِرِينَ الله ويوقظ للصَّلَاة فَهُوَ لإعانته على مَا يُوصل للخير كالصديق النافع (ابْن قَانِع) فِي المعجم (عَن أثوب) بِوَزْن أَحْمد وأوله مُثَلّثَة وَآخره مُوَحدَة ابْن عتبَة بِمُهْملَة فمثناة فوقية قَالَ أَحْمد // حَدِيث مُنكر لَا يَصح إِسْنَاده //
(الديك الْأَبْيَض صديقي وصديق صديقي وعدو عَدو الله) تَمام الحَدِيث وَكَانَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] يبيته مَعَه فِي الْبَيْت فَينْدب لنا فعل ذَلِك تأسيا بِهِ (أَبُو بكر البرقي) بِفَتْح الْمُوَحدَة التَّحْتِيَّة وَسُكُون الرَّاء نِسْبَة إِلَى برقة بلد بالمغرب (عَن أبي زيد الْأنْصَارِيّ) بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب //
(الديك الْأَبْيَض صديقي وصديق صديقي وعدو عدوى) وَلذَلِك نهى عَن سبه وَأمر باقتنائه (الْحَرْث) بن أبي أُسَامَة (عَن عَائِشَة وَأنس) // مَعًا بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الديك الْأَبْيَض صديقي وعدو وعدو وَالله يحرس دَار صَاحبه) يمْنَع الشَّيْطَان وَالسحر (وَسبع أدور) من جِيرَانه وَهُوَ بِفَتْح فَسُكُون فضم مثل أفلس جمع دَار وتهمز الْوَاو وَلَا تهمز وتقلب فَيُقَال آدر وَهُوَ كَذَلِك فِي رِوَايَة وَتجمع أَيْضا على ديار ودور وَالْأَصْل إِطْلَاق الدَّار على الْمَوَاضِع وَقد تطلق على الْقَبَائِل مجَازًا وَالْمرَاد هُنَا الأول (الْبَغَوِيّ) نَاصِر السّنة فِي المعجم (عَن خَالِد بن معدان) بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْمُهْملَة وَفتح النُّون الكلَاعِي بِفَتْح الْكَاف وَهُوَ تَابِعِيّ فَكَانَ على الْمُؤلف أَن يَقُول مُرْسلا // وَإسْنَاد ضَعِيف //
(الديك الْأَبْيَض الأفرق حَبِيبِي وحبِيب حَبِيبِي جِبْرِيل يحرس بَيته) الَّذِي هُوَ فِيهِ (وَسِتَّة عشر بَيْتا من جِيرَانه) الملاصقين لَهُ من الْجِهَات الْأَرْبَع كَمَا بَينه بقوله (أَرْبَعَة عَن الْيَمين وَأَرْبَعَة عَن الشمَال وَأَرْبَعَة من قُدَّام وَأَرْبَعَة من خلف) زَاد فِي رِوَايَة أبي نعيم وَكَانَ النَّبِي يبيته مَعَه فِي الْبَيْت وَلَا مُنَافَاة بَين قَوْله هُنَا سِتَّة عشر بَيْتا وَقَوله فِي الحَدِيث الْمَار والآتي سبع أدور لِأَن الْأَقَل لَا يَنْفِي الْأَكْثَر أَو المُرَاد هُنَا الْأَبْيَض إِلَّا فرق وَفِيمَا مر الْأَبْيَض فَقَط (عق وَأَبُو الشَّيْخ فِي) كتاب (العظمة عَن أنس) // وَهُوَ حَدِيث مُنكر // كَمَا فِي الدُّرَر
(الديك يُؤذن بِالصَّلَاةِ) أَي يعلم بِدُخُول وَقتهَا فَيجوز الِاعْتِمَاد عَلَيْهِ إِذا كَانَ مجرباً (من اتخذ ديكاً أَبيض) أَي اقتناء فِي بَيته (حفظ من ثَلَاثَة من شَرّ كل شَيْطَان وساحر وكاهن) قَالَ الْحَافِظ زعم أهل التجربة أَن ذابح الديك الْأَبْيَض إِلَّا فرق لم يزل ينكب فِي مَاله (هَب عَن ابْن عمر) ثمَّ قَالَ الْأَشْبَه(2/15)
ارساله
(الديك الْأَبْيَض صديقي وصديق صديقي وعدو عدوي يحرس دَار صَاحبه وَسبع دور حولهَا) وَقد أفرد أَبُو نعيم أَحَادِيث الديك بالتأليف وَتَبعهُ الْمُؤلف (الْحَرْث) فِي مُسْنده (عَن أبي زيد الْأنْصَارِيّ) قَالَ الْخَطِيب // لَا يَصح //
(الدِّينَار بالدينار لَا فضل بَينهمَا وَالدِّرْهَم بالدرهم لَا فضل بَينهمَا) زَاد فِي رِوَايَة فَمن زَاد أَو اسْتَزَادَ فقد أربى فَيشْتَرط فِي بيع بعض الْجِنْس الْوَاحِد بِبَعْض الْمُمَاثلَة والحلول والتقابض (م ن عَن أبي هُرَيْرَة
(الدِّينَار كنز وَالدِّرْهَم كنز والقيراط كنز) أَي إِذا لم تخرج زَكَاته فَهُوَ كنز وَإِن كَانَ على وَجه الأَرْض لم يدْفن فَيدْخل فِي قَوْله تَعَالَى {وَالَّذين يكنزون الذَّهَب وَالْفِضَّة} الْآيَة فَإِن أخرجت زَكَاته فَلَيْسَ بكنز وَإِن دفن (ابْن مرْدَوَيْه) فِي تَفْسِيره (عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // (الدِّينَار بالدينار وَالدِّرْهَم بالدرهم وَصَاع حِنْطَة بِصَاع حِنْطَة وَصَاع شعير بِصَاع شعير وَصَاع ملح بِصَاع ملح لَا فضل بَين شَيْء من ذَلِك) فَإِن وَقع التَّفَاضُل فَهُوَ رَبًّا (طب ك عَن أبي أسيد السَّاعِدِيّ) // بِإِسْنَاد صَحِيح أَو حسن //
(الدِّينَار بالدينار لَا فضل بَينهمَا وَالدِّرْهَم بالدرهم لَا فضل بَينهمَا فَمن كَانَت لَهُ حَاجَة بورق) بِتَثْلِيث الرَّاء وَالْكَسْر أفْصح وَمحل تَفْسِير ذَلِك كتب الْفُرُوع أَي فضَّة (فليصطرفها بِذَهَب وَمن كَانَت لَهُ حَاجَة بِذَهَب فليصطرفها بالورق وَالصرْف هَا وَهَا) بِالْمدِّ وَالْقصر بِمَعْنى خُذ وهات فَيشْتَرط فِي الصّرْف الْحُلُول والتقابض فِي الْمجْلس (هـ ك عَن عَليّ) قَالَ ك // صَحِيح غَرِيب وَأقرهُ الذَّهَبِيّ //
(الدّين) بِكَسْر الدَّال (يسر) أَي الْإِسْلَام ذُو يسر أَي مبْنى على التسهيل وَالتَّخْفِيف (وَلنْ يغالب الدّين) أَي لَا يقاومه (أحد إِلَّا غَلبه) يَعْنِي لَا يتعمق فِيهِ أحد وَيَأْخُذهُ لتشديد إِلَّا عَلَيْهِ الدّين وَعجز المتعمق (هَب عَن أبي هُرَيْرَة) وَرَوَاهُ البُخَارِيّ بِلَفْظ أَن الدّين
(الدّين النَّصِيحَة أَي عماده وقوامه النَّصِيحَة لله وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمنِينَ بولغ فِيهِ حَتَّى جعل الدّين كُله إِيَّاهَا وَمَا ألطف قَول المقرى فِي قصيدة الْتِزَام النُّون فِي كل كلمة مِنْهَا
(نزه لسَانك عَن نفاق مُنَافِق ... وانزع فَإِن الدّين نصح الْمُؤمن)
(وتجنب الْمَنّ المنكد للندى ... وأعن بنيلك من أعانك وامنن)
(تخ عَن ثَوْبَان) بِضَم الْمُثَلَّثَة وَقيل بِفَتْحِهَا (الْبَزَّار) فِي مُسْنده (عَن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(الدّين) بِفَتْح الدَّال (شين الدّين) بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وبكسر الدَّال أَي عَيبه لِأَنَّهُ يشغل الْقلب بهمه وقضائه والتذلل للْغَرِيم فيشتغل بذلك عَن الْعِبَادَة وَقد يحلف فيأثم أَو يَمُوت فيرتهن بِهِ (أَبُو نعيم فِي) كتاب (الْمعرفَة) معرفَة الصَّحَابَة (عَن مَالك بن يخَامر) بِفَتْح الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة والمعجمة وَكسر الْمِيم الْحِمصِي // وَإِسْنَاده واهٍ // (الْقُضَاعِي) فِي مُسْند الفردوس (عَنهُ) أَي عَن مَالك (عَن معَاذ بن جبل) // وَإِسْنَاده حسن //
(الدّين) بِالْفَتْح (راية الله فِي الأَرْض) الَّتِي وَضعهَا الإذلال من شَاءَ إذلاله (فَإِذا أَرَادَ أَن يذل عبدا وَضعهَا فِي عُنُقه) وَذَلِكَ بإيقاعه فِي الِاسْتِدَانَة فَيحصل لَهُ الذل والهوان (ك عَن ابْن عمر) وَقَالَ صَحِيح ورد عَلَيْهِ
(الدّين دينان) بِفَتْح الدَّال فيهمَا (فَمن مَاتَ وَهُوَ يَنْوِي قَضَاءَهُ) أَي وفاءه لرَبه مَتى أمكنه (فَأَنا وليه) أقضيه عَنهُ مِمَّا يفئ الله بِهِ من نَحْو غنيمَة وَصدقَة (وَمن مَاتَ وَلَا يَنْوِي قَضَاءَهُ فَذَلِك) أَي الْمَدِين الَّذِي لم ينْو وَفَاء هُوَ (الَّذِي يُؤْخَذ من حَسَنَاته) يَوْم الْقِيَامَة فَيعْطى لرب الدّين فَإِنَّهُ (لَيْسَ يَوْمئِذٍ) أَي يَوْم الْحساب (دِينَار وَلَا دِرْهَم) يُوفى بِهِ فَإِن لم تف حَسَنَاته أَخذ من سيات غَرِيمه فطرحت عَلَيْهِ ثمَّ ألْقى فِي النَّار كَمَا(2/16)
فِي خبر (طب عَن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // وَقَول الْمُؤلف حسن فِيهِ مَا فِيهِ
(الدّين هم بِاللَّيْلِ) فَإِن اللَّيْل إِذا جن وتذكر الْمَدْيُون أَنه إِذا أصبح طُولِبَ وضيق عَلَيْهِ بَات طول ليله فِي هم وغم (ومذلة بِالنَّهَارِ) سِيمَا إِذا كَانَ غَرِيمه سيئ التقاضي (فر عَن عَائِشَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الدّين) بِفَتْح الدَّال (ينقص من الدّين) بِكَسْرِهَا أَي يذهب مِنْهُ (و) من (الْحسب) بِالتَّحْرِيكِ أَي أَنه مزربه (فر عَن عَائِشَة) وَفِيه مَتْرُوك
(الدّين قبل الْوَصِيَّة) أَي يجب تَقْدِيم وفائه على تنفيذها (وَلَيْسَ لوَارث وَصِيَّة) إِلَّا أَن يُجِيز الْوَرَثَة فَلَيْسَ المُرَاد نفي صِحَّتهَا بل نفى لُزُومهَا (هق عَن عَليّ) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // كَمَا قَالَ فِي الْمُهَذّب.
(حرف الذَّال)
(ذاق طعم الْإِيمَان من رضى بِاللَّه رَبًّا) أَي اكْتفى بِهِ رَبًّا وَلم يطْلب غَيره (وَبِالْإِسْلَامِ دينا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولا) بِأَن لم يسْلك إِلَّا مَا يُوَافق شَرعه فَمن كَانَ هَذَا نَعته فقد حصلت لَهُ حلاوة الْإِيمَان فِي قلبه (حم م ت عَن الْعَبَّاس) بن عبد الْمطلب
(ذَاكر الله فِي الغافلين بِمَنْزِلَة الصابر فِي الفارين) شبه الذاكر الَّذِي يذكر بَين جمع لم يذكرُوا بمجاهد يُقَاتل بعد فرار أَصْحَابه فالذاكر قاهر هازم لجند الشَّيْطَان والغافل مقهور (طب عَن ابْن مَسْعُود) // بِإِسْنَاد حسن أَو صَحِيح //
(ذَاكر الله فِي الغافلين مثل الَّذِي يُقَاتل عَن الفارين) لما ذكرو ذَاكر الله بَينهم يرد غضب الله فَيدْفَع بالذاكر عَن أهل الْغَفْلَة الْعَذَاب وبالمصلى عَمَّن لَا يُصَلِّي كذباب اجْتَمعْنَ على مزبلة وكناسة فَعمد رجل إِلَى مكنسة فكنس تِلْكَ المزبلة (وذاكر الله فِي الغافلين) كَرَّرَه ليناط بِهِ كل مرّة مَا لم ينط بِهِ أَولا (كالمصباح فِي الْبَيْت المظلم) فهم يَهْتَدُونَ بِهِ (وذاكر الله فِي الغافلين كَمثل) بِزِيَادَة الْكَاف أَو مثل (الشَّجَرَة الخضراء فِي وسط الشّجر الَّذِي قد تحات من الصريد) أَي تساقط من شدَّة الْبرد شبه الذاكر بِغُصْن أَخْضَر مثمر والغافل بيابس تهَيَّأ للإحراق فَأهل الْغَفْلَة أَصَابَهُم حريق الشَّهَوَات فَذَهَبت ثمار قُلُوبهم وَهِي طَاعَة الْأَركان والذاكر قلبه رطب بِذكرِهِ فَلم يضرّهُ قحط وَلَا غَيره (وذاكر الله فِي الغافلين يعرفهُ الله مَقْعَده من الْجنَّة) أَي فِي الدُّنْيَا بِأَن يكْشف لَهُ عَنهُ فيراه أَو يرى لَهُ أَو فى الْقَبْر (وذاكر الله فِي الغافلين يغْفر الله لَهُ بِعَدَد كل فصيح وأعجمي) الفصيح بَنو آدم والأعجمي الْبَهَائِم (حل عَن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(ذَاكر الله فِي رَمَضَان مغْفُور لَهُ وَسَائِل الله فِيهِ) شَيْئا من خير الْآخِرَة أَو لادنيا (لَا يخيب) بِالْبِنَاءِ للْفَاعِل أَو للْمَفْعُول (طس هَب عَن ابْن عمر) ابْن الْخطاب وَإِسْنَاده ضَعِيف
(ذَاكر الله خَالِيا) أَي بِحَيْثُ لَا يطلع عَلَيْهِ إِلَّا الله والحفظة (كمبارزة إِلَى الْكفَّار) أَي ثَوَابه كثواب مبارزة من مُسلم إِلَى الْكفَّار (من بَين الصُّفُوف خَالِيا) أَي لَيْسَ مَعَه أحد فَذكر الله فِي الخلوات يعدل ثَوَاب الْجِهَاد وَلذَلِك تَزُول جَمِيع الْعِبَادَات فِي عَالم الْقِيَامَة إِلَّا الذّكر ذكره الإِمَام الرَّازِيّ (الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب عَن ابْن عَبَّاس) وَرَوَاهُ عَنهُ الديلمي وَغَيره
(ذبح الرجل أَن تزكيه فِي وَجهه) أَي تزكيته فِي وَجهه كالذبح لَهُ إِذا كَانَ قصد المادح بِهِ طلب شَيْء مِنْهُ فيمنعه الْحيَاء عَن الرَّد فيتألم كَمَا يتألم الْمَذْبُوح ومقصوده النَّهْي عَن ذَلِك (ابْن أبي الدُّنْيَا فِي الصمت) أَي فِي كتاب فضل الصمت (من إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ) بِفَتْح الْفَوْقِيَّة وَسُكُون التَّحْتِيَّة نِسْبَة إِلَى تيم قَبيلَة مَشْهُورَة (مُرْسلا) أرسل عَن عَائِشَة وَغَيرهَا
(ذَبِيحَة الْمُسلم حَلَال ذكر اسْم الله) عِنْد الذّبْح (أَو لم يذكر) ثمَّ علل ذَلِك بقوله (أَنه) يعْنى لِأَنَّهُ (أَن ذكر) أحدا(2/17)
عِنْد الذّبْح (لم يذكر إِلَّا اسْم الله) احْتج بِهِ الْجُمْهُور على حل الذَّبِيحَة إِذا لم يسم الله عَلَيْهَا وَحمله أَحْمد على الناسى (د فِي مر أسيله عَن الصَّلْت) بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام (السدُوسِي) بِفَتْح فضم نِسْبَة إِلَى بني سدوس قَبيلَة مَعْرُوفَة مُرْسلا) وَمَعَ إرْسَاله هُوَ // ضَعِيف //
(ذبوا) أَي ادفعوا (عَن إعراضكم) بِفَتْح الْهمزَة (بأموالكم) تَمَامه عِنْد مخرجه قَالُوا يَا رَسُول الله كَيفَ تذب بِأَمْوَالِنَا عَن أعراضنا قَالَ تعطون الشَّاعِر وَمن تخافون لِسَانه (خطّ عَن أبي هُرَيْرَة ابْن لال عَن عَائِشَة)
(ذرارى الْمُسلمين) أَي أطفالهم من الذَّر بِمَعْنى التَّفْرِيق لِأَن الله فرقهم فِي الأَرْض أَو من الذرء بِمَعْنى الْخلق (يَوْم الْقِيَامَة) يكونُونَ (تَحت الْعَرْش) أَي فِي ظله يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله كل مِنْهُم (شَافِع) لِأَبَوَيْهِ وَمن شَاءَ الله (وَمُشَفَّع) أَي مَقْبُول الشَّفَاعَة (من لم يبلغ اثْنَتَيْ عشرَة سنة) بدل مِمَّا قبله أَو خبر مبتدا مَحْذُوف تَقْدِيره هم (وَمن بلغ ثَلَاث عشرَة سنة فَعَلَيهِ وَله) أَي فَعَلَيهِ وزر مَا فعله بعد الْبلُوغ من الْمعاصِي وَأجر مَا فعله من الطَّاعَات وَظَاهره أَن التَّكْلِيف مَنُوط ببلوغ هَذَا السن وَبِه قَالَ بَعضهم وَمذهب الشَّافِعِي أَنه إِمَّا بالاحتلام أَو ببلوغ خمس عشرَة (أَبُو بكر) الشَّافِعِي (فِي الغيلانيات وَابْن عَسَاكِر) فِي التَّارِيخ (عَن أبي أُمَامَة) // بِإِسْنَاد واهٍ //
(ذرارى
(ذَرَارِي الْمُسلمين) أَي أَرْوَاح أطفالهم (فِي) أَجْوَاف (عصافير خضر) تعلق (فِي شجر الْجنَّة يكلفهم أبوهم إِبْرَاهِيم) الْخَلِيل زَاد فِي رِوَايَة وَسَارة امْرَأَته (ص عَن مَكْحُول) الدِّمَشْقِي (مُرْسلا)
(ذَرَارِي الْمُسلمين) فِي الْجنَّة كَذَا فِي رِوَايَة أَحْمد (يكفلهم إِبْرَاهِيم) زَاد فِي رِوَايَة حَتَّى يردهم إِلَى آبَائِهِم يَوْم الْقِيَامَة وَمر أَن الْأَرْوَاح تَتَفَاوَت فِي الْمقر بِحَسب المقامات والمراتب (أَبُو بكر بن أبي دَاوُد فِي) كتاب (الْبَعْث) والنشور (عَن أبي هُرَيْرَة) وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا أَحْمد وَغَيره وَلَعَلَّ الْمُؤلف لم يستحضره
(ذرْوَة الْإِيمَان) بِكَسْر الذَّال وَضمّهَا أَي أَعْلَاهُ (أَربع خلال الصَّبْر للْحكم) أَي حبس النَّفس على كربه تتحمله أَو لذيذ تُفَارِقهُ انقياد الْقَضَاء لله (وَالرِّضَا بِالْقدرِ) بِالتَّحْرِيكِ أَي بِمَا قدر الله فِي الْأَزَل (وَالْإِخْلَاص للتوكل) أَي أَفْرَاد الْحق تَعَالَى فِي التَّوَكُّل عَلَيْهِ (والاستسلام للرب) أَي تَفْوِيض جَمِيع أُمُوره إِلَيْهِ ورفض الِاخْتِيَار مَعَه وَتَمام الحَدِيث وَلَوْلَا ثَلَاث خِصَال صلح النَّاس شح مُطَاع وَهوى مُتبع وَإِعْجَاب الْمَرْء بِنَفسِهِ (حل عَن أبي الدَّرْدَاء) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(ذرْوَة سَنَام الْإِسْلَام) الذرْوَة من كل شَيْء أَعْلَاهُ وسنام الشَّيْء أَعْلَاهُ فأحد اللَّفْظَيْنِ مزِيد هُنَا للْمُبَالَغَة (الْجِهَاد فِي سَبِيل الله) أَي قتال أَعدَاء الله (لَا يَنَالهُ إِلَّا أفضلهم) جملَة استئنافية أَي لَا يظفر بِهِ إِلَّا أفضل الْمُسلمين فَمن جَاهد بِنَفسِهِ فَهُوَ أفضلهم (طب عَن أبي أُمَامَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // وَوهم الْمُؤلف فِي رمزه لصِحَّته
(ذَر النَّاس يعْملُونَ) وَلَا تطعمهم فِي ترك الْعَمَل والاعتماد على مُجَرّد الرَّجَاء (فَإِن الْجنَّة مائَة دَرَجَة مَا بَين كل دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض) وَدخُول الْجنَّة وَإِن كَانَ إِنَّمَا هُوَ بِالْفَضْلِ لَكِن رفع الدَّرَجَات بِالْأَعْمَالِ (والفردوس) أَي وجنة الفردوس وَأَصله بُسْتَان فِيهِ كروم عَرَبِيّ من الفردسة وَهِي السعَة أَو مُعرب (أَعْلَاهَا دَرَجَة وأوسطها وفوقها عرش الرَّحْمَن) أَي فَهُوَ سقفها (وَمِنْهَا تفجر أَنهَار الْجنَّة فَإِذا سَأَلْتُم الله فَاسْأَلُوهُ الفردوس) أَي السُّكْنَى بِهِ فَإِنَّهُ أنزه الموجودات وأظهرها وأنورها وَأَعْلَى الْجنان وأفضلها فَفِيهِ فَلْيَتَنَافَس الْمُتَنَافسُونَ (حم ت عَن معَاذ) بن جبل // بِإِسْنَاد حسن //
(ذَروا الْحَسْنَاء) أَي اتْرُكُوا نِكَاح الجميلة (الْعَقِيم) الَّتِي لَا تَلد (وَعَلَيْكُم بِالسَّوْدَاءِ الْوَلُود) وَيعرف فِي الْبكر بأقاربها وَكَانَ الْقيَاس(2/18)
مُقَابلَة الْحَسْنَاء بالقبيحة لَكِن لما كَانَ السوَاد مستقبحاً عِنْد الْأَكْثَر قابله بِهِ (عد عَن ابْن مَسْعُود) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(ذَروا العارفين الْمُحدثين) بِفَتْح الدَّال وتشديدها أَي الَّذين يحدثُونَ بالمغيبات كَانَ بعض الْمَلَائِكَة يُحَدِّثهُمْ (من أمتِي لَا تنزلوهم الْجنَّة وَلَا النَّار) أَي لَا تحكموا لَهُم بِإِحْدَى الدَّاريْنِ (حَتَّى يكون الله) هُوَ (الَّذِي يقْضِي فيهم يَوْم الْقِيَامَة) وَيظْهر أَن المُرَاد بهم المجاذيب وَنَحْوهم الَّذِي يَبْدُو مِنْهُم مَا ظَاهره يُخَالف الشَّرْع فَلَا نتعرض لَهُم بِشَيْء ونسلم أَمرهم إِلَى الله (خطّ عَن عَليّ) // بِإِسْنَاد فِيهِ مُتَّهم //
(ذروني) اتركوني من السُّؤَال (مَا تركتكم) أَي مُدَّة تركى إيَّاكُمْ من الْأَمر بالشَّيْء وَالنَّهْي عَنهُ لَا تتعرضوا إِلَيّ بِكَثْرَة الْبَحْث عَمَّا لَا يعنيكم فِي دينكُمْ مهما أَنا تارككم لَا أَقُول لكم شيأ فقد يُوَافق ذَلِك إلزاماً وتشديداً أَو خُذُوا بِظَاهِر مَا أَمرتكُم وَلَا تستكشفوا كَمَا فعل أهل الْكتاب (فَإِنَّمَا هلك من كَانَ قبلكُمْ) من الْأُمَم (بِكَثْرَة سُؤَالهمْ) لانبيائهم عَمَّا لَا يعنيهم (وَاخْتِلَافهمْ) بِالضَّمِّ لِأَنَّهُ أبلغ فِي ذمّ الِاخْتِلَاف إِذْ لَا يتَقَيَّد بِكَثْرَة بِخِلَاف مَا لَو جر (على أَنْبِيَائهمْ) فَإِنَّهُم استوجبوا بذلك اللَّعْن وَالْمَسْخ وَغير ذَلِك من الْبلَاء والمحن (فَإِذا أَمرتكُم بِشَيْء فَأتوا مِنْهُ) وجوبا فِي الْوَاجِب وندباً فِي الْمَنْدُوب (مَا اسْتَطَعْتُم) أَي أطقتم إِذْ لَا يُكَلف الله نفسا إِلَّا وسعهَا (وَإِذا نَهَيْتُكُمْ عَن شَيْء فَدَعوهُ) أَي دَائِما بِكُل تَقْدِير حتما فِي الْحَرَام وندباً فِي الْمَكْرُوه إِذْ لَا يمتثل مُقْتَضى النَّهْي إِلَّا بترك جَمِيع جزئياته وَفِيه أَن الميسور لَا يسْقط بالمعسور قَالَ السُّبْكِيّ وَهِي من أشهر الْقَوَاعِد المستنبطة من هَذَا الحَدِيث وَبهَا رد أَصْحَابنَا على الْحَنَفِيَّة قَوْلهم الْعُرْيَان يُصَلِّي قَاعِدا فَقَالُوا إِذا لم يَتَيَسَّر ستر الْعَوْرَة فَلم يسْقط الْقيام الْمَفْرُوض قَالَ الإِمَام وَهَذِه الْقَاعِدَة من الْأُصُول الشائعة الَّتِي لَا تكَاد تنسى مَا اجْتمعت أصُول الشَّرِيعَة (حم م ن هـ عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ خطب رَسُول الله فَذكره
(ذَكَاة الْجَنِين) بِالرَّفْع مبتدا وَالْخَبَر قَوْله (ذَكَاة أمه) أَي ذَكَاة أمه ذَكَاة لَهُ وروى بنصبه على الظَّرْفِيَّة أَي ذَكَاته حَاصِلَة وَقت ذَكَاة أمه وَالْمرَاد الْجَنِين إِذا خرج مَيتا أَو بِهِ حَرَكَة مَذْبُوح على مَا ذهب إِلَيْهِ الشافعى وَمن الْبعيد تَأْوِيل الْحَنَفِيَّة بِأَن وَمَعْنَاهُ مثل ذكاتها (د ك عَن جَابر) بن عبد الله (حم د ت هـ حب قطّ ك عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ (ك عَن أبي أَيُّوب) الْأنْصَارِيّ (وَعَن أبي هُرَيْرَة طب عَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ (وَأبي الدَّرْدَاء وَعَن كَعْب بن مَالك) // وَأَسَانِيده جِيَاد //
(ذَكَاة الْجَنِين إِذا أشعر) أَي نبت شعره وَأدْركَ بالحاسة (ذَكَاة أمه) أَي تذكية أمه مغنية عَن تذكيته (وَلكنه يذبح) أَي ندبا كَمَا يفِيدهُ السِّيَاق (حَتَّى ينصاب مَا فِيهِ من الدَّم) فذبحه لإنقائه من الدَّم لَا يتَوَقَّف حلّه عَلَيْهِ وَالتَّقْيِيد بالإشعار لم يَأْخُذ بِهِ الشَّافِعِيَّة وَالْحَنَفِيَّة بل قَالَ الشَّافِعِيَّة ذَكَاة أمة مغنية عَن ذَكَاته مُطلقًا وَالْحَنَفِيَّة لَا مُطلقًا (ك عَن ابْن عمر) وَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد عَن جَابر
(ذَكَاة) جُلُود (الْميتَة دباغها) أَي اندباغها بِمَا ينْزع الفضول فالاندباغ يقوم مقَام الذَّكَاة فِي الطَّهَارَة (ن عَن عَائِشَة) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(ذَكَاة كل مسك) بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون السِّين الْمُهْملَة جلد (دباغه) إِذا نجس ذَلِك الْجلد بِالْمَوْتِ فَخرج جلد المغلظ (ك عَن عبد الله بن الحريث) وَصَححهُ وأقروه.
(ذكر الله شِفَاء الْقُلُوب) من أمراضها أَي هُوَ دَوَاء لَهَا مِمَّا يلْحقهَا من ظلمَة الذُّنُوب ويدنسها من دنس الْغَفْلَة (فر عَن أنس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(ذكر الْأَنْبِيَاء) وَالْمُرْسلِينَ (من الْعِبَادَات وَذكر الصَّالِحين) القائمين بِمَا عَلَيْهِم من حق الْحق والخلق (كَفَّارَة) للذنوب (وَذكر الْمَوْت صَدَقَة)(2/19)
أَي يُؤجر كَمَا يُؤجر عَلَيْهِ على الصَّدَقَة (وَذكر الْقَبْر) أَي أهواله وفظاعته (يقربكم من الْجنَّة) لِأَنَّهُ من أعظم المواعظ وَأَشد الزواجر فَمن اطلع فِي الْقُبُور وَاعْتبر بالنشور دَعَاهُ ذَلِك إِلَى لُزُوم الْعَمَل الأخروي الْموصل إِلَى الْجنَّة (فر عَن معَاذ) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(ذكر على) بن أبي طَالب (عبَادَة) أَي من الْعِبَادَة المثاب عَلَيْهَا وَالْمرَاد ذكره بالترضي عَنهُ أَو بِذكر مناقبه وفضائله وَنَحْو ذَلِك (فر عَن عَائِشَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(ذكرت) بِصِيغَة الْفَاعِل (وَأَنا فِي الصَّلَاة تبرا) بِكَسْر فَسُكُون الذَّهَب لم يضْرب (عندنَا فَكرِهت أَن يبيت عندنَا فَأمرت) بِمُجَرَّد فرَاغ الصَّلَاة (بقسمته) بَين النَّاس أَو أهل الفى موفى رِوَايَة فقسمته أَي قبل الْمسَاء (حم خَ عَن عتبَة بِضَم) الْمُهْملَة وَسُكُون الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة (ابْن الْحَرْث) بمثلثة ابْن عَامر النَّوْفَلِي الْمَكِّيّ من مسلمة بِالْفَتْح قَالَ صليت وَرَاء الْمُصْطَفى فَسلم ثمَّ قَامَ مسرعاً فَفَزعَ النَّاس ثمَّ عَاد فَذكره
(ذمَّة الْمُسلمين وَاحِدَة) أَي كشيء وَاحِد لَا تخْتَلف باخْتلَاف الْمَرَاتِب لَا يجوز نقضهَا بتفرد الْعَاقِد بهَا والذمة الْعَهْد (فَإِذا جارت عَلَيْهِم جائرة) أَي أحار وَاحِد من الْمُسلمين كَافِرًا أَي أعطَاهُ ذمَّته (فَلَا تخفروها) بخاء مُعْجمَة وَرَاء وَهُوَ بِضَم الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة وَكسر الْفَاء أصوب من فتح الْمُثَنَّاة وَضم الْفَاء (فَإِن) إخفارها غدر وان (لكل غادر لِوَاء) عِنْد سته كَمَا فِي رِوَايَة (يعرف بِهِ يَوْم الْقِيَامَة) وَالْمرَاد النَّهْي عَن نقض الْعَهْد (ك عَن عَائِشَة) وَرَوَاهُ عَنْهَا أَيْضا الْموصِلِي وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(ذَنْب الْعَالم ذَنْب وَاحِد وذنب الْجَاهِل ذنبان) بَقِيَّة الحَدِيث قيل وَلم يَا رَسُول الله قَالَ الْعَالم يعذب على ركُوبه الذَّنب وَالْجَاهِل يعذب على ركُوبه الذَّنب وَترك التَّعَلُّم (فر عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(ذَنْب لَا يغْفر وذنب لَا يتْرك وذنب يغْفر فَأَما الذَّنب الَّذِي لَا يغْفر فالشرك بِاللَّه) ومصداقه أَن الله لَا يغْفر أَن يُشْرك بِهِ (وَأما الَّذِي يغْفر فذنب العَبْد الَّذِي بَينه وَبَين الله عز وَجل) من حُقُوقه تَعَالَى أَي فالعفو يُسَارع إِلَيْهِ لِأَنَّهُ حق أكْرم الأكرمين (وَأما الَّذِي لَا يتْرك فظلم الْعباد بَعضهم بَعْضًا) فَأكْثر مَا يدْخل الْمُوَحِّدين النَّار مظالم الْعباد لبِنَاء حق الْآدَمِيّ على المضايقة (طب عَن سلمَان) // بِإِسْنَاد حسن //
(ذَنْب يغْفر وذنب لَا يغْفر وذنب يجازى بِهِ فَأَما الذَّنب الَّذِي لَا يغْفر فالشرك بِاللَّه) يَعْنِي الْكفْر بشرك أَو غَيره وَخَصه لغلبته حالتئذ (وَأما الذَّنب الَّذِي يغْفر فعملك الَّذِي بَيْنك وَبَين رَبك) أَي مالكك فَإِن الله يغفره لمن شَاءَ (وَأما الذَّنب الَّذِي يجازى بِهِ فظلمك أَخَاك (فِي الدّين فَإِن الله لَا يظلم مِثْقَال ذرة وَذكر الْأَخ للْغَالِب فظلم الذِّمِّيّ كَذَلِك (طس عَن أنس) // ضَعِيف // لضعف طَلْحَة بن عَمْرو
(ذهَاب الْبَصَر) أَي عرُوض الْعَمى (مغْفرَة للذنوب) إِذا صبرو احتسب كَمَا قَيده بِهِ فِي رِوَايَة أُخْرَى (وَذَهَاب السّمع مغْفرَة للذنوب) كَذَلِك (وَمَا نقص من الْجَسَد) كَقطع يَد أَو رجل (فعلى قدر ذَلِك) أَي بِحَسبِهِ وَقِيَاسه وَفِي كَلَامه شُمُول للكبائر وَفضل الله وَاسع (عد خطّ عَن ابْن مَسْعُود) قَالَ ابْن عدي // هَذَا مُنكر //
(ذهب المفطرون الْيَوْم) أَي يَوْم كَانَ النَّاس مَعَ النَّبِي فِي سفر فصَام قوم فَلم يصنعوا شيأ لعجزهم عَن الْعَمَل وَأفْطر قوم فبعثوا الركاب وعالجوا فبشرهم الْمُصْطَفى بِأَنَّهُم ذَهَبُوا (بِالْأَجْرِ) أَي الوافر الزَّائِد على أجر الصائمين وَهُوَ أجر مَا فَعَلُوهُ من خدمَة الصائمين بِضَرْب الْأَبْنِيَة والسقى وَنَحْو ذَلِك مِمَّا حصل من النَّفْع المتعدى وَأما أجر الصَّوْم فقاصر قَالَ السهروردي وَفِيه دَلِيل على فضل الْخدمَة على النَّافِلَة ومقام الْخدمَة عَزِيز مَرْغُوب فِيهِ للعارف بتخليص النِّيَّة من شوائب النَّفس بِخِلَاف(2/20)
غَيره (حم ق ن عَن أنس) بن مَالك
(ذهبت النُّبُوَّة) اللَّام للْعهد والمعهود نبوته (وَبقيت الْمُبَشِّرَات) بِكَسْر الشين الْمُعْجَمَة جمع مبشرة وَهِي الْبُشْرَى وفسرها فِي الْخَبَر الْآتِي بِأَنَّهَا الرُّؤْيَا الصَّالِحَة وَالْمرَاد أَنَّهَا أشرفت على الذّهاب لقرب مَوته (هـ عَن أم كرز) بِضَم الْكَاف وَسُكُون الرَّاء بعْدهَا زَاي الْكَعْبِيَّة // بِإِسْنَاد حسن // (ذهبت النُّبُوَّة) أَي قرب ذهابها (فَلَا نبوة) كائنة (بعدِي) أَي بعد وفاتي (إِلَّا الْمُبَشِّرَات) قَالُوا وَمَا الْمُبَشِّرَات قَالَ (الرُّؤْيَا الصَّالِحَة) الَّتِي (يَرَاهَا الرجل) يَعْنِي الْإِنْسَان وَلَو أُنْثَى (أَو ترى لَهُ) أَي يَرَاهَا غَيره من النَّاس لَهُ فَهِيَ جُزْء من أَجزَاء النُّبُوَّة بَاقِيَة إِلَى قرب قيام السَّاعَة (طب عَن حُذَيْفَة) بِضَم الْمُهْملَة (ابْن آسيد) بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْمُهْملَة الغفارى صَحَابِيّ قديم وَرِجَاله رجال الصَّحِيح
(ذهبت الْعُزَّى) بِضَم الْمُهْملَة وَشد الزَّاي الْمَفْتُوحَة (فَلَا عزى بعد الْيَوْم) أرد بِهِ الصَّنَم الَّذِي كَانُوا يعبدونه أرسل إِلَيْهِ فَكَسرهُ حَتَّى صَار رضاضاً فَمَا أخبر بذلك ذكره (ابْن عَسَاكِر عَن قَتَادَة مُرْسلا)
(ذُو الدرهمين) أَي صَاحب الدرهمين مثلا (أَشد حسابا) يَوْم الْقِيَامَة (من ذِي الدِّرْهَم وَذُو الدينارين أَشد حسابا من ذى الدِّينَار) كَذَلِك وَلِهَذَا يدْخل الْفُقَرَاء الْجنَّة قبل الْأَغْنِيَاء بِخَمْسِمِائَة عَام وَالْقَصْد الْحَث على الإقلال من المَال وتسلية الْفُقَرَاء (ك فِي تَارِيخ) تَارِيخ نيسابور (عَن أبي هُرَيْرَة) مَرْفُوعا (هَب عَن أبي ذَر مَوْقُوفا) وَهُوَ أشبه
(ذُو السُّلْطَان وَذُو الْعلم أَحَق بشرف الْمجْلس) أَي كل مِنْهُمَا أَحَق بِأَن يقدم ويؤثر بِالْجُلُوسِ فِي صُدُور الْمجَالِس من الرعايا وَالْمرَاد الْعلم الشَّرْعِيّ النافع (فر عَن أنس) بِإِسْنَاد فِيهِ مَجْهُول //
(ذُو الْوَجْهَيْنِ فِي الدُّنْيَا) وَهُوَ الَّذِي يَأْتِي كل طَائِفَة بِمَا تحب فَيظْهر لَهَا أَنه مِنْهَا وَيُخَالف لضدها صَنِيعَة وخداعاً (يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة وَله وَجْهَان من نَار) جَزَاء لَهُ على إفساده وارتكابه أصلا من أصُول النِّفَاق وَأكْثر رجل الثَّنَاء على عَليّ كرم الله وَجهه بِلِسَان لَا يُوَافقهُ الْقلب فَقَالَ لَهُ أَنا دون مَا تَقول وَفَوق مَا فِي نَفسك فَانْظُر إِلَى هَذِه الفراسة المفترسة لحياة الْقُلُوب والمكشوف المغطى من خفيات الغيوب وَقَالَ بعض الْحُكَمَاء لِأَن يكون لي نصف لِسَان وَنصف وَجه على مَا فيهمَا من قبح المنظر وَسُوء الْمخبر أحب إِلَيّ من أَن ذَا وَجْهَيْن وَذَا لسانين وَذَا قَوْلَيْنِ مُخْتَلفين وَقَالَ ارسطوا وَجهك مرْآة قَلْبك فَإِنَّهُ يظْهر على الْوَجْه مَا تضمره الْقُلُوب (طس عَن سعد) بن أبي وَقاص بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب وَوهم الْمُؤلف فِي رمزه لحسنه
(ذيل الْمَرْأَة شبر) أَي تطيله حَتَّى تجره على الأَرْض قدر شبر زِيَادَة فِي السّتْر الْمَطْلُوب وَذَا قَالَه أَولا ثمَّ استزدنه فزادهن شبْرًا فَصَارَ ذِرَاعا وَقَالَ لَا تزدن عَلَيْهِ (هق عَن أم سَلمَة) أم الْمُؤمنِينَ (وَعَن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد حسن // (ذيلك) بِكَسْر الْكَاف خطا بالمؤنث والمخاطب فَاطِمَة أَو أم سَلمَة (ذِرَاع) بِذِرَاع الْيَد وَهُوَ شبران فَلَا يُزَاد عَلَيْهِ لحُصُول الْمَقْصُود من زِيَادَة السّتْر بِهِ (هـ عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد حسن //
(الذُّبَاب كُله فِي النَّار) يعذب بِهِ أَهلهَا لَا ليعذب هُوَ (إِلَّا النَّحْل) فَإِن فِيهِ شِفَاء فَلَا يُنَاسب حَالهم وَتَمَامه وَنهى عَن قتلهن يمن إحراق الطَّعَام فِي أَرض الْعَدو (البزارع طب عَن ابْن عمر طب عَن ابْن عَبَّاس وَعَن ابْن مَسْعُود) بأسانيد بَعْضهَا رِجَاله ثِقَات
(الذَّبِيح إِسْحَق) بن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل أَخذ بِهِ الْجُمْهُور وَأجْمع عَلَيْهِ أهل الْكِتَابَيْنِ لَكِن سِيَاق الْآيَة يدل لكَونه إِسْمَعِيل وَصَوَّبَهُ ابْن الْقيم وَصَححهُ البيضاوى (قطّ فِي) كتاب (الْأَفْرَاد) بِفَتْح الْهمزَة (عَن ابْن مَسْعُود الْبَزَّار وَابْن مردوية عَن(2/21)
الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب ابْن مردوية عَن أبي هُرَيْرَة) بأسانيد بَعْضهَا // صَحِيح //
(الذّكر) أَي ذكر الله بِنَحْوِ تهليل وتسبيح وتحميد (خير) أَكثر ثَوابًا وأنفع (من الصَّدَقَة) أَي صَدَقَة النَّفْل وَتَمَامه عِنْد مخرجه وَالذكر خير من الصّيام (أَبُو الشَّيْخ عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الذّكر نعْمَة من الله) إِذْ هُوَ منشور الْولَايَة وعلامة السَّعَادَة (فاد واشكرها) بِاللِّسَانِ والجنان والأركان فَذكر اللِّسَان القَوْل وَالْبدن الْعَمَل وَالنَّفس الْحَال والانفعال (فر عَن نبيط) بِضَم النُّون وَفتح الْمُوَحدَة التَّحْتِيَّة (ابْن شريط) بِفَتْح الْمُعْجَمَة الْأَشْجَعِيّ الْكُوفِي وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا أَبُو نعيم // وَإِسْنَاده حسن //
(الذّكر) الْخَفي (الَّذِي لَا تسمعه الْحفظَة) أَي الْمَلَائِكَة الموكلون بِكِتَابَة الْأَعْمَال (يزِيد على الذّكر الَّذِي تسمعه الْحفظَة بسبعين ضعفا) قيل أَرَادَ بِهِ التدبر والتفكر فِي منصوعات الله وآلائه والمتبادر إِرَادَة الذّكر القلبي (هَب عَن عَائِشَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الذَّنب شُؤْم) حَتَّى (على غير فَاعله) ثمَّ بَين وَجه شؤمه على غَيره بقوله (أَن غَيره) أَي أَن غير الْغَيْر بِهِ فَاعله (ابتلى بِهِ) فِي نَفسه لِأَنَّهُ لَو عير أحد أحدا برضاع كلبة لرضعها (وَأَن اغتابه) أَي ذكره بِهِ فِي غيبته (أَثم) أَي كتب عَلَيْهِ ثمَّ الْغَيْبَة (وَأَن رضى بِهِ) أَي بِفِعْلِهِ (شَاركهُ) فِي الْإِثْم لِأَن الراضي بالمعصية كفاعلها فَإِذا تَأَمَّلت الذُّنُوب القاصرة وَجدتهَا متعدية غَالِبا (فر عَن أنس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الذَّهَب) أَي بيع الذَّهَب مَضْرُوبا أوغيره (بالورق) بِتَثْلِيث الرَّاء الْفضة مَضْرُوبَة أَولا (رَبًّا) بِالتَّنْوِينِ (الاهاوها) أَي خُذ وهات والمستثنى مِنْهُ مُقَدّر أَي هَذَا البيع رَبًّا فِي كل حَال إِلَّا حَال حضورهما وتقابضهما فكنى عَن التَّقَابُض بذلك (وَالْبر بِالْبرِّ) بِضَم الْمُوَحدَة فيهمَا أَي بيع أَحدهمَا بِالْآخرِ (رَبًّا إِلَّا) بيعا مقولاً فِيهِ من الْعَاقِدين (هاوها) أَي يَقُول كل مِنْهُمَا للْآخر خُذ (وَالتَّمْر بِالتَّمْرِ رَبًّا إِلَّا هَا وَهَا وَالشعِير بِالشَّعِيرِ) بِفَتْح أَوله وَيكسر (رَبًّا الا هَا وَهَا) بَين بِهِ أَن الْبر وَالشعِير صنفان وَعَلِيهِ الْجُمْهُور خلافًا لمَالِك وَأَن النَّسِيئَة لَا تجوز فِي بيع الذَّهَب بالورق وَإِذا امْتنع فيهمَا فَفِي ذهب بِذَهَب أَو فضَّة بِفِضَّة أولى (مَالك ق 4 عَن عمر) بن الْخطاب وَفِيه قصَّة
(الذَّهَب بِالذَّهَب) بِالرَّفْع أَي بيع الذَّهَب فَحذف الْمُضَاف للْعلم بِهِ (وَالْفِضَّة بِالْفِضَّةِ وَالْبر بِالْبرِّ وَالشعِير بِالشَّعِيرِ وَالتَّمْر بِالتَّمْرِ وَالْملح بالملح مثلا بِمثل) أَي - ل كَونهمَا متماثلين أَي متساويين فِي الْقدر (يدا بيد) أَي نَقْدا غير نَسِيئَة (فَمن زَاد) على مِقْدَار الْمَبِيع الآخر من جنسه (أَو اسْتَزَادَ) أَي طلب الزِّيَادَة وَأَخذهَا (فقد أربى) أَي فعل الرِّبَا الْمحرم (والآخذ والمعطى سَوَاء) فِي اشتراكهما فِي الْإِثْم لتعاونهما عَلَيْهِ فَألْحق بِهَذِهِ السِّتَّة مَا فِي مَعْنَاهَا المشارك لَهَا فِي الْعلَّة (حم م ن عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(الذَّهَب بِالذَّهَب) أَي يُبَاع بِهِ (وَالْفِضَّة بِالْفِضَّةِ وَالْبر بِالْبرِّ وَالشعِير بِالشَّعِيرِ وَالتَّمْر بِالتَّمْرِ وَالْملح بالملح مثلا بِمثل) أَي حَال كَونهمَا متساويين فِي الْقدر (سَوَاء بِسَوَاء) أَي عينا بِعَين حَاضرا بحاضر (يدا بيد) أَي مقابضة فِي الْمجْلس وَجمع بَينهمَا مُبَالغَة وتأكيداً (فَإِذا اخْتلفت هَذِه الْأَصْنَاف) هَذَا لفظ مُسلم وَهُوَ الصَّوَاب وَمَا وَقع فِي المصابيح من ذكر الْأَجْنَاس بدله من تصرفه (فبيعوا كَيفَ شِئْتُم إِذا كَانَ يدا بيد) أَي مقابضة (حم م ده عَن عبَادَة بن الصَّامِت
الذَّهَب وَالْحَرِير حل لإناث أمتِي) اسْتِعْمَاله والتزين بِهِ (وَحرَام) اسْتِعْمَاله (على ذكورها) الْبَالِغين حَيْثُ لَا ضَرُورَة وَالْخُنْثَى كَالرّجلِ (طب عَن زيد بن أَرقم عَن وَاثِلَة) بن الْأَسْقَع بأسانيد بَعْضهَا // ضَعِيف وَبَعضهَا حسن //
(الذَّهَب حلية الْمُشْركين) أَي زِينَة(2/22)
الْكفَّار سميت الْحِلْية زِينَة لِأَنَّهَا تزين الْأَعْضَاء (وَالْفِضَّة حلية الْمُسلمين) فَيحل اتِّخَاذ الْخَاتم مِنْهَا لَا من الذَّهَب للرِّجَال (وَالْحَدِيد حلية أهل النَّار) أَي قيود أَهلهَا وسلاسلهم مِنْهُ وَإِلَّا فَأهل النَّار لَا يحلونَ فِيهَا فاتخاذ الْخَاتم مِنْهُ خلاف الأولى (الزمخشرى) بِفَتْح الزَّاي وَالْمِيم وَسُكُون الْخَاء وَفتح الشين المعجمتين نِسْبَة إِلَى زمخشر قَرْيَة بخوارزم وَهُوَ الْعَلامَة العديم النظير مَحْمُود (فِي جزئه عَن أنس) بن مَالك
(حرف الرَّاء)
(رَأَتْ أُمِّي) سيدة نسَاء مبْنى زهرَة آمِنَة بنت وهب (حِين وَضَعتنِي) رُؤْيا عين والرؤيا فِي الحَدِيث الْآتِي رُؤْيا نوم (سَطَعَ مِنْهَا نور) وَكَذَا أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ يرين ذَلِك (أَضَاءَت لَهُ قُصُور بصرى) بموحدة مَضْمُومَة بلد من أَعمال دمشق وخصت إِشَارَة إِلَى أَنَّهَا أول مَا يفتح من بِلَاد الشَّام (ابْن سعد) فِي الطَّبَقَات (عَن أبي الْعَجْفَاء) بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الْجِيم السلمى الْبَصْرِيّ تَابِعِيّ كييرو وهم من ظَنّه كالمؤلف صحابياً فَالْحَدِيث مُرْسل
(رَأَتْ أُمِّي) فِي الْمَنَام لِأَنَّهَا حِين حملت بِهِ كَانَت ظرفا للنور الْمُنْتَقل إِلَيْهَا من أَبِيه (كَأَنَّهُ خرج مِنْهَا نور أَضَاءَت مِنْهُ قُصُور الشأم) فَأول بِولد يخرج مِنْهَا يكون كَذَلِك وَذَلِكَ النُّور إِشَارَة لظُهُور نبوته مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب (ابْن سعد عَن أبي أُمَامَة) وَصَححهُ ابْن حبَان وَغَيره
(رَأس الْحِكْمَة مَخَافَة الله) أَي أَصْلهَا وأسها الْخَوْف مِنْهُ لِأَنَّهَا تمنع النَّفس عَن المنهيات والشبهات وَلَا يحمل على الْعَمَل بهَا أَي الْحِكْمَة إِلَّا الْخَوْف مِنْهُ وأوثقها الْعَمَل بِالطَّاعَةِ بِحَيْثُ يكون خَوفه أَكثر من رجائه قَالَ الْغَزالِيّ وَقد جمع الله للخائفين الْهدى وَالرَّحْمَة وَالْعلم والرضوان وناهيك بذلك فَقَالَ تَعَالَى هدى وَرَحْمَة للَّذين هم لرَبهم يرهبون وَقَالَ إِنَّمَا يخْشَى الله من عباده الْعلمَاء رَضِي الله عَنْهُم وَرَضوا عَنهُ ذَلِك لمن خشى ربه (الْحَكِيم) فِي نوادره (وَابْن لال) فِي المكارم (عَن ابْن مَسْعُود) وَضَعفه الْبَيْهَقِيّ
(رَأس الدّين) أَي أَصله وعماده الَّذِي يقوم بِهِ (النَّصِيحَة لله ولدينه) وَلِرَسُولِهِ ولكتابه ولأئمة الْمُسلمين وللمسلمين عَامَّة) جعل النَّصِيحَة للْكُلّ رَأْسا لِأَن من نصح بَعْضًا مِمَّا ذكر وَترك بَعْضًا لم يعْتد بنصحه فَكَأَنَّهُ غير نَاصح (سموية طس عَن ثَوْبَان) مولى الْمُصْطَفى // بِإِسْنَاد ضَعِيف // لَكِن لَهُ شَوَاهِد
(رَأس الدّين الْوَرع) أَي قُوَّة الدّين واستحكام قَوَاعِده الَّتِي بهَا ثباته الْوَرع بالكف عَن أَسبَاب التَّوَسُّع فِي الْأُمُور الدُّنْيَوِيَّة صِيَانة لدينِهِ وحراسة لعرضه ومروأنه (عد عَن أنس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(رَأس الْعقل بعد الْإِيمَان بِاللَّه التحبب إِلَى النَّاس) أَي التودد بالبشاشة والزيارة والتهنئة والتعزية وَنَحْو ذَلِك (طس عَن عَليّ) بن أبي طَالب // وَهُوَ حسن //
(رَأس الْعقل بعد الْإِيمَان بِاللَّه التودد إِلَى النَّاس) أَي التَّسَبُّب فِي محبتهم لَك بِنَحْوِ بشر وطلاقة وَجه وهدية وإحسان وَتَمام الحَدِيث فِي غير ترك الْحق (الْبَزَّاز هَب عَن أبي هُرَيْرَة) وَضَعفه الْبَيْهَقِيّ
(رَأس الْعقل بعد الدّين التودد إِلَى النَّاس واصطناع الْمَعْرُوف إِلَى كل بر وَفَاجِر) وَمن ثمَّ قَالُوا اتسعت دَار من يُدَارِي وَضَاقَتْ أَسبَاب من يمارى وَالْمرَاد الْفَاجِر الْمَعْصُوم (هَب عَن عَليّ) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(رَأس الْعقل بعد الْإِيمَان بِاللَّه التودد إِلَى النَّاس) معنى التودد الْإِتْيَان بالأفعال الَّتِي تودك النَّاس ويحبونك لأَجلهَا (وَأهل التودد فِي الدُّنْيَا لَهُم دَرَجَة فِي الْجنَّة) أَي منزلَة عالية فِيهَا (وَمن كَانَت لَهُ فِي الْجنَّة دَرَجَة فَهُوَ فِي(2/23)
الْجنَّة) والتودد يعْطف الْقُلُوب على الْمحبَّة ويزيل الْبغضَاء وَيكون ذَلِك بصنوف الْبر وَذَلِكَ من سمات الْفضل وشروط السودد (وَنصف الْعلم حسن المسئلة) أَي حسن سُؤال الطَّالِب للْعَالم فَإِنَّهُ إِذا أحسن أَن يسْأَله أقبل عَلَيْهِ ونصح فِي تَعْلِيمه (والاقتصاد فِي الْمَعيشَة) أَي التَّوَسُّط بَين طرفِي الإفراط والتفريط فِي الْإِنْفَاق (نصف الْعَيْش يبقي نصف النَّفَقَة) وَقد أثنى الله على فَاعل ذَلِك بقوله وَالَّذين إِذا أَنْفقُوا لم يُسْرِفُوا الْآيَة (وركعتان من رجل ورع أفضل من ألف رَكْعَة من رجل مخلط) أَي لَا يتوقى فِي الشُّبُهَات وكل ديانَة أسست على غير ورع فَهِيَ هباء وَذكر الرجل وصف طردى وَالْمرَاد الْإِنْسَان (وَمَا تمّ دين إِنْسَان قطّ حَتَّى يتم عقله) وَلِهَذَا كَانَ الْمُصْطَفى إِذا وصف لَهُ عبَادَة إِنْسَان سَأَلَ عَن عقله (وَالدُّعَاء) المقبول (يرد الْأَمر) أَي الْقَضَاء المبرم بِالْمَعْنَى الْمَار (وَصدقَة السِّرّ تُطْفِئ غضب الرب) بعنى تمنع إِنْزَال الْمَكْرُوه (وَصدقَة الْعَلَانِيَة تَقِيّ ميتَة السوء) بِكَسْر الْمِيم وَفتح السِّين الْحَالة الَّتِي يكون عَلَيْهَا الْإِنْسَان عِنْد الْمَوْت مِمَّا لَا تحمد عاقبته وصنائع الْمَعْرُوف إِلَى النَّاس تَقِيّ صَاحبهَا مصَارِع السوء الْآفَات) بدل مِمَّا قبله أَو عطف بَيَان أَو خبر مبتدا مَحْذُوف أَي وَهِي الْآفَات (والهلكات وَأهل الْمَعْرُوف فِي الدُّنْيَا هم أهل الْمَعْرُوف فِي الْآخِرَة) أَي من بذل معروفه للنَّاس فِي الدُّنْيَا آتَاهُ الله جَزَاء مَعْرُوفَة فِي الْآخِرَة (وَالْمَعْرُوف يَنْقَطِع فِيمَا بَين النَّاس) أَي يَنْقَطِع الثَّنَاء مِنْهُم على فَاعله بِهِ (وَلَا يَنْقَطِع فِيمَا بَين الله وَبَين من افتعله) كَمَا يَأْتِي تَوْجِيهه (الشِّيرَازِيّ) بِكَسْر الْمُعْجَمَة وَسُكُون النحتية نِسْبَة إِلَى شيراز قَصَبَة فَارس (فِي) كتاب (الألقاب) والكنى (هَب عَن أنس) وَضَعفه الْبَيْهَقِيّ
(رَأس الْعقل المداراة) أَي ملابنة النَّاس وَحسن صحبتهم واحتمالهم وَتحمل أذاهم قَالَ شَاعِر
(وَمن لم يغمض عينه عَن صديقه ... وَعَن بعض مَا فِيهِ يمت وَهُوَ عَاتب)
وَقيل من صحت مودته احتملت جفوته (وَأهل الْمَعْرُوف فِي الدُّنْيَا هم أهل الْمَعْرُوف فِي الْآخِرَة) فِيهِ أَن المداراة محثوث عَلَيْهَا أَي مَا لم تُؤَد إِلَى ثلم دين أَو إزراء بمروأة كَمَا فِي الْكَشَّاف (هَب عَن أبي هُرَيْرَة) وَقَالَ // وَصله مُنكر //
(رَأس الْعقل بعد الْإِيمَان بِاللَّه التودد إِلَى النَّاس) مَعَ حفظ الدّين (وَمَا يسْتَغْنى رجل) أَي إِنْسَان (عَن مشورة) فَإِن من اكْتفى بِرَأْيهِ ضل وَمن اسْتغنى بعقله زل (وَأَن أهل الْمَعْرُوف فِي الدُّنْيَا هم أهل الْمَعْرُوف فِي الْآخِرَة وَأَن أهل الْمُنكر فِي الدُّنْيَا هم أهل الْمُنكر فِي الْآخِرَة) فَإِن الدُّنْيَا مزرعة الْآخِرَة (طب عَن سعيد بن الْمسيب مُرْسلا) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ // متن مُنكر //
(رَأس الْعقل بعد الْإِيمَان بِاللَّه مداراة النَّاس) أَي أشرف مَا دلّ عَلَيْهِ نور الْعقل بعد الْإِيمَان ملاينة النَّاس وملاطفتهم وَذَلِكَ يُؤَدِّي إِلَى حسن الْحَال وتكثير الْأَنْصَار وَلذَلِك قيل اتسعت دَار من يدارى وَضَاقَتْ أَسبَاب من يمارى (وَأهل الْمَعْرُوف فِي الدُّنْيَا هم أهل الْمَعْرُوف فِي الْآخِرَة وَأهل الْمُنكر فِي الدُّنْيَا هم أهل الْمُنكر فِي الْآخِرَة) الْقَصْد بِهَذِهِ الْأَحَادِيث الْحَث على اتقان علم المعاشرة فَإِن من لَا يحسن ذَلِك يضْطَر إِلَى الانقباض وَالْعُزْلَة فَيدْخل عَلَيْهِ الْخلَل فِي أَحْوَاله وَالْخلف فِي أُمُوره (ابْن أبي الدُّنْيَا فِي قَضَاء الْحَوَائِج عَن ابْن الْمسيب) مُرْسلا
(رَأس الْعقل بعد الْإِيمَان بِاللَّه الْحيَاء وَحسن الْخلق) وَلَا يكمل ذَلِك إِلَّا للمعصوم وَإِنَّمَا التخلق بالممكن مِنْهُمَا (فر عَن أنس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(رَأس الْكفْر) وَفِي رِوَايَة رَأس الْفِتْنَة أَي منشأ ذَلِك وابتداؤه يكون (نَحْو) بِالنّصب لِأَنَّهُ ظرف مُسْتَقر(2/24)
فِي مَحل رفع خبر الْمُبْتَدَأ (الْمشرق) وَفِي رِوَايَة قبل الْمشرق أَي أَكثر الْكفْر من جِهَة الْمشرق وَأعظم أَسبَابه منشؤها مِنْهُ وَالْمرَاد كفر النِّعْمَة وَأكْثر فتن الْإِسْلَام ظَهرت من تِلْكَ الْجِهَة كوقعة الْجمل وَقتل الْحُسَيْن والجماجم وَغَيرهَا وَهَذَا مِمَّا احْتج بِهِ من فضل الْمغرب على الْمشرق وَعكس آخَرُونَ (وَالْفَخْر) بِفَتْح الْفَاء ادِّعَاء الْعظم والشرف (وَالْخُيَلَاء) بِضَم فَفتح الْكبر واحتقار النَّاس (فِي أهل الْخَيل) لِأَنَّهَا تزهو براكبها فيعجب بِنَفسِهِ ويتيه الْأَمْن عصم الله (وَالْإِبِل والفدادين) بشد الدَّال وتحفف جمع فدان الْبَقر الَّتِي يحرث عَلَيْهَا أَو آلَة الْحَرْث وَالْمرَاد أَصْحَابهَا (أهل الْوَبر) بِالتَّحْرِيكِ أَي هم أهل الْبَادِيَة لِأَنَّهُ يعبر بِهِ عَنْهُم (والسكينة) فعيلة من السّكُون وَقَالَ الصَّاغَانِي هِيَ بِكَسْر السِّين الْوَقار أَو التَّوَاضُع أَو الطُّمَأْنِينَة أَو الرَّحْمَة (فِي أهل الْغنم) لأَنهم دون أهل الْوَبر فِي التَّوَسُّع وَالْكَثْرَة الموجبين للفخر وَالْخُيَلَاء (مَالك قد عَن أبي هُرَيْرَة
رَأس هَذَا الْأَمر) أَي الدّين أَو الْعِبَادَة وَالَّذِي سَأَلَ عَنهُ سَائل (الْإِسْلَام) النُّطْق بِالشَّهَادَتَيْنِ فَهُوَ من جَمِيع الْأَعْمَال بِمَنْزِلَة الرَّأْس من الْجَسَد فِي عدم بَقَائِهِ بِدُونِهِ (وَمن أسلم سلم) فِي الدُّنْيَا يحقن الدَّم وَفِي الْآخِرَة بالفوز بِالْجنَّةِ أَن صَحبه إِيمَان (وعموده) الَّذِي يقوم بِهِ (الصَّلَاة) فَإِنَّهَا الْمُقِيم لشعائر الدّين كَمَا أَن العمود هُوَ الَّذِي يُقيم الْبَيْت (وذورة سنامه الْجِهَاد) فَهُوَ أَعلَى الْعِبَادَات من حَيْثُ أَن بِهِ ظُهُور الدّين وَمن ثمَّ كَانَ (لَا يَنَالهُ إِلَّا أفضلهم) دينا فَهُوَ أَعلَى من هَذِه الْجِهَة وَإِن كَانَ غَيره أَعلَى من جِهَة أُخْرَى (طب عَن معَاذ) بن جبل // وَهُوَ حسن //
(راصوا الصُّفُوف) أَي تلاصقوا وتضاموا فِي الصَّلَاة حَتَّى لَا يكون بَيْنكُم فُرْجَة تسع وَاقِفًا (فَإِن الشَّيْطَان يقوم فِي الْخلَل) الَّذِي بَين الصُّفُوف ليشوش صَلَاتكُمْ (حم عَن أنس) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(راصوا صفوفكم) أَي صلوها بتواصل المناكب (وقاربوا بَينهَا) بِحَيْثُ لَا يسع مَا بَين كل صفّين صفا آخر حَتَّى لَا يقدر الشَّيْطَان أَن يمر بَين أَيْدِيكُم (وحاذوا بالأعناق) بِأَن يكون عنق كل مِنْكُم على سمت عنق الآخر وَتَمام الحَدِيث فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأرى الشَّيَاطِين تدخل من خلل الصَّفّ كَأَنَّهَا الْخذف (ن عَن أنس) // وَإِسْنَاده صَحِيح //
(رأى عِيسَى بن مَرْيَم رجلا يسرق فَقَالَ لَهُ أسرقت) بِهَمْزَة الِاسْتِفْهَام وروى بِدُونِهَا (قَالَ كلا) حرف ردع أَي لَيْسَ الْأَمر كَذَلِك ثمَّ أكده بِالْحلف بقوله {وَالَّذِي لَا إِلَه إِلَّا هُوَ فَقَالَ عِيسَى آمَنت بِاللَّه} أَي صدقت من حلف بِهِ (وكذبت عَيْني) بِالتَّشْدِيدِ على التَّثْنِيَة وَبَعْضهمْ بالأفراد أَي كذبت مَا ظهر لي من سَرقته لاحْتِمَال أَنه أَخذ بِإِذن صَاحبه وَلِأَنَّهُ لَهُ فِيهِ حق وَهَذَا خرج مخرج الْمُبَالغَة فِي تَصْدِيق الْحَالِف لَا أَنه كذب نَفسه حَقِيقَة (حم ق ن هـ عَن أبي هُرَيْرَة)
(رَأَيْت ربى عز وَجل) بِالْمُشَاهَدَةِ العينية الَّتِي لم يحْتَمل الكليم أدنى شَيْء مِنْهَا أَو القلبية بِمَعْنى التجلي التَّام (حم عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(رَأَيْت الْمَلَائِكَة تغسل حَمْزَة بن عبد الْمطلب وحَنْظَلَة بن الراهب) لما اسْتشْهد بِأحد لِأَنَّهُمَا مَا أصيبا وهما جنبان (طب عَن ابْن عَبَّاس)
(رَأَيْت إِبْرَاهِيم) الْخَلِيل (لَيْلَة أسرى بِي فَقَالَ يَا مُحَمَّد أَقْْرِئ أمتك السَّلَام وَأخْبرهمْ أَن الْجنَّة طيبَة التربة عذبة المَاء وَأَنَّهَا قيعان) جمع قاع وَهُوَ أَرض مستوية لأبناء وَلَا غراس فِيهَا (وغراسها) جمع غرس وَهُوَ مَا يغْرس (سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد الله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه) أَي اعلمهم أَن هَذِه الْكَلِمَات تورث قَائِلهَا دُخُول الْجنَّة وَأَن السَّاعِي فِي اكتسابها لَا يضيع سَعْيه لِأَنَّهَا(2/25)
المغرس الَّذِي لَا يتْلف مَا استودع فِيهِ (طب عَن ابْن مَسْعُود) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(رَأَيْت لَيْلَة أسرِي بِي) أَرْوَاح الْأَنْبِيَاء متشكلين بصورهم الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا فِي الدُّنْيَا فَرَأَيْت (مُوسَى رجلا آدم) أَي أسمر وَلَفظ رجل مقحم لتزيين الْكَلَام (طوَالًا) بِضَم الطَّاء وَتَخْفِيف الْوَاو أَي طَويلا (جَعدًا) أَي جعد الْجِسْم وَهُوَ اجتماعه واكتنازه لَا الشّعْر على الْأَصَح (كَأَنَّهُ من رجال شنوأة) أَي يشبه وَاحِدًا من تِلْكَ الْقَبِيلَة والشنوأة بِالْفَتْح التباعد من الإدناس لقب بِهِ حَيّ من الْيمن لطهارة نسبهم (وَرَأَيْت عِيسَى رجلا مَرْبُوع الْخلق) أَي بَين الطول وَالْقصر (إِلَى الْحمرَة) أَي مائلاً لَونه إِلَى الْحمرَة (وَالْبَيَاض) فَلم يكن شَدِيد الْحمرَة وَلَا الْبيَاض (سبط الرَّأْس) أَي مسترسل شعر الرَّأْس (وَرَأَيْت مَالِكًا خَازِن النَّار والدجال) تَمَامه عِنْد البُخَارِيّ فِي آيَات أرانيهن الله فَلَا تكن فِي مرية من لِقَائِه قيل وَهُوَ مدرج من الرَّاوِي (حم ق عَن ابْن عَبَّاس)
(رَأَيْت جِبْرِيل) أَي على صورته الَّتِي خلق عَلَيْهَا (لَهُ سِتّمائَة جنَاح) أخبر بِهِ عَن عدد أَو عَن خبر الله أَو مَلَائكَته وَمر عَن السهيلى أَن الأجنحة صِفَات ملكية لَا تدْرك بِالْعينِ وَلَا تضبط بالفكر وَاعْترض وَرجح (طب عَن ابْن عَبَّاس) بل رَوَاهُ الشَّيْخَانِ
(رَأَيْت أَكثر من رَأَيْت من الْمَلَائِكَة معتمين) أَي على رُؤْسهمْ أَمْثَال العمائم من نوراذ الْمَلَائِكَة أجسام نورانية لَا يَلِيق بهَا الملابس الجسمانية (ابْن عَسَاكِر عَن عَائِشَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(رَأَيْت جَعْفَر بن أبي طَالب ملكا) أَي على صُورَة ملك من الْمَلَائِكَة (يطير فِي الْجنَّة مَعَ الْمَلَائِكَة بجناحين) ليسَا كجناحي الطَّائِر لِأَن الصُّورَة الْآدَمِيَّة أشرف بل قُوَّة روحانية وَذَا قَالَه لوَلَده لما جَاءَهُ الْخَبَر بقتْله وَقطع يَدَيْهِ فعوض عَنْهُمَا بجناحين (ت ك عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ك صَحِيح ورد عَلَيْهِ
(رَأَيْت) وَفِي رِوَايَة أَبْصرت (خَدِيجَة) بنت خويلد زَوجته جالسة (على نهر من أَنهَار الْجنَّة فِي بَيت من قصب لَا لَغْو فِيهِ وَلَا نصب) بِفَتْح الصَّاد أَي تَعب (طب عَن جَابر) قَالَ سُئِلَ الْمُصْطَفى عَنْهَا أَنَّهَا مَاتَت قبل أَن تنزل الْفَرَائِض وَالْأَحْكَام فَذكره وَإِسْنَاده صَحِيح // واقتصار الْمُؤلف على حسنه تَقْصِير
(رَأَيْت لَيْلَة أسرى بِي على بَاب الْجنَّة مَكْتُوبًا) فِي رِوَايَة بِذَهَب (الصَّدَقَة بِعشر أَمْثَالهَا وَالْقَرْض بِثمَانِيَة عشر فَقلت يَا جِبْرِيل مَا بَال الْقَرْض أفضل من الصَّدَقَة قَالَ لِأَن السَّائِل يسْأَل وَعِنْده) أَي شَيْء من الدُّنْيَا أَي قد يكون كَذَلِك (والمستقرض لَا يستقرض إِلَّا من حَاجَة) ولولاها مَا بذلك وَجهه وَقد مر أَن لهَذَا مُعَارضا وَتقدم وَجه الْجمع (هـ عَن أنس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // وَقَول الْمُؤلف حسن مَمْنُوع
(رَأَيْت عَمْرو بن عَامر الْخُزَاعِيّ) بِضَم الْمُعْجَمَة وخفة الزَّاي أحد رُؤَسَاء خُزَاعَة (يجر قصبه) بِضَم الْقَاف وَسُكُون الصَّاد أمعاءه أَي مصارينه (فِي النَّار) لكَونه استخرج من بَاطِنه بِدعَة جربها الجريرة إِلَى قومه (وَكَانَ أول من سيب السوائب) أَي سنّ عبَادَة الْأَصْنَام بِمَكَّة وَجعل ذَلِك دينا وَحَملهمْ على التَّقَرُّب إِلَيْهَا بتسييب السوائب أَي إرسالها تذْهب كَيفَ شَاءَت (وبحر الْبحيرَة) الَّتِي يمنح درها الطواغيت وَلَا يحلبها أحد وَهَذَا بلغته الدعْوَة وَأهل الفترة الَّذين لَا يُعَذبُونَ هم من لم يُرْسل إِلَيْهِم عِيسَى وَلَا أدركوا مُحَمَّدًا (حم ق عَن أبي هُرَيْرَة)
رَأَيْت شياطين الْإِنْس وَالْجِنّ فروا من عمر) بن الْخطاب فَإِن الْقلب إِذا كَانَ لَهُ حَظّ من سُلْطَان الْجلَال والهيبة لم يثبت لمقاومته شَيْء وهابه كل شَيْء (عد عَن عَائِشَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(رَأَيْت) زَاد الطَّبَرَانِيّ فِي الْمَنَام (كَأَن امْرَأَة سَوْدَاء ثائرة) شعر(2/26)
(الرَّأْس) منتفشته (خرجت من الْمَدِينَة) النَّبَوِيَّة (حَتَّى نزلت مهيعة) أَي أَرض مهيعة كعظمية وَهِي الْجحْفَة (فتأولتها) أَي أولتها يَعْنِي فسرتها (أَن وباء الْمَدِينَة) أَي مَرضهَا (أنقل إِلَيْهَا) وَجهه أَنه شقّ من اسْم السَّوْدَاء السوء والذل فتأول خُرُوجهَا بِمَا جمع اسْمهَا والصور فِي عَالم الملكوت تَابِعَة للصفة (خَ ت هـ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب
(رُؤْيا الْمُؤمن) وَكَذَا المؤمنة (جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جزأ من النُّبُوَّة) وَفِي رِوَايَة من خَمْسَة وَأَرْبَعين وَسبعين وَسِتَّة وَسبعين وَسِتَّة وَعشْرين وَغير ذَلِك وَجمع بالاختلاف بمراتب الْأَشْخَاص وَالْمرَاد بِكَوْنِهَا جزأ مِنْهَا الْمجَاز إِذْ النُّبُوَّة انْقَطَعت (حم ق عَن أنس حم ق د ت عَن عبَادَة حم ق هـ عَن أبي هُرَيْرَة)
(رُؤْيا الْمُسلم) وَكَذَا الْمسلمَة لَكِن إِذا كَانَ لائقاً وَإِلَّا فَإِذا رَأَتْ الْمَرْأَة مَا لَيست لَهُ أَهلا فَهُوَ لزَوجهَا والقن لسَيِّده والطفل لِأَبَوَيْهِ (الصَّالح) أَي الْقَائِم بِحُقُوق الْحق وَحُقُوق الْخلق (جُزْء من سبعين جزأ من النُّبُوَّة) أَي من أَجزَاء علم النُّبُوَّة من حَيْثُ أَن فِيهَا اخبارا عَن الْغَيْب والنبوة وَإِن لم تبْق فعلمها باقٍ (هـ عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(رُؤْيا الْمُؤمن الصَّالح بشرى من الله وَهِي جُزْء من خمسين جزأ من النُّبُوَّة) بِالْمَعْنَى الْمُقَرّر (الْحَكِيم) فِي نوادره (طب عَن الْعَبَّاس) بن عبد الْمطلب // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(رُؤْيا الْمُؤمن جُزْء من أَرْبَعِينَ جزأ من النُّبُوَّة) أَي من علم النُّبُوَّة (وَهِي على رجل طَائِر مَا لم يحدث بهَا) أَي لَا اسْتِقْرَار لَهَا مَا لم تعبر (فَإِذا تحدث بهَا سَقَطت) أَي إِذا كَانَ فِي حكم الْوَاقِع ألهم من يتحدث بهَا بتأويلها على مَا قدر فَيَقَع سَرِيعا كَمَا أَن الطَّائِر ينْقض سَرِيعا (وَلَا تحدث بهَا إِلَّا لبيباً) أَي عَاقِلا عَارِفًا بالتعبير لِأَنَّهُ إِنَّمَا يخبر بِحَقِيقَة تَفْسِيرهَا بأقرب مَا يعلم مِنْهَا وَقد يكون فِي تَفْسِيرهَا بشرى لَك أَو موعظة (أَو حبيباً) لِأَنَّهُ لَا يُفَسِّرهَا إِلَّا بِمَا نحبه (ت عَن أبي رزين الْعقيلِيّ) وَقَالَ // حسن صَحِيح //
(رُؤْيا الْمُؤمن) الصَّحِيحَة المنتظمة الْوَاقِعَة على شُرُوطهَا (كَلَام يكلم بِهِ العَبْد ربه فِي الْمَنَام) بِأَن يخلق الله فِي قلبه ادراكاً كَمَا يخلقه فِي قلب اليقظات وَبِه فسر بعض السّلف وَمَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا أَو من وَرَاء حجاب قَالَ من وَرَاء حجاب فِي مَنَامه فَإِذا طهرت النَّفس من الرذائل إنجلت مرْآة الْقلب وقابل اللَّوْح الْمَحْفُوظ فِي النّوم وانتقش فِيهِ من عجائب الْغَيْب وغرائب الأنباء فَفِي الصديقين من يكون لَهُ فِي مَنَامه مكالمة ومحادثة ويأمره الله وينهاه ويفهمه فِي الْمَنَام (طب والضياء عَن عبَادَة) بن الصَّامِت وَفِيه من لَا يعرف وَعَزاهُ الْحَافِظ بن حجر إِلَى مخرجه التِّرْمِذِيّ عَن عبَادَة وَقَالَ أَنه واهٍ
(رِبَاط) بِكَسْر فَفتح مخففاً (يَوْم فِي سَبِيل الله) أَي مُلَازمَة الْمحل الَّذِي بَين الْمُسلمين وَالْكفَّار لحراسة الْمُسلمين (خير من) النَّعيم الْكَائِن فِي (الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا) أَي فِيهَا من اللَّذَّات (وَمَوْضِع سَوط أحدكُم) الَّذِي يُجَاهد بِهِ الْعَدو (من الْجنَّة خير من الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا والروحة يروحها العَبْد فِي سَبِيل الله أَو الغدوة) بِالْفَتْح الْمرة من الغدو وَهُوَ الْخُرُوج أول النَّهَار والروحة من الرواح وَهُوَ من الزَّوَال إِلَى الْغُرُوب وأو للتقسيم لَا للشَّكّ (خير من الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا) أَي ثَوَابهَا أفضل من نعيم الدُّنْيَا كلهَا لِأَنَّهُ نعيم زائل وَذَاكَ باقٍ (حم خَ ت عَن سهل بن سعد) السَّاعِدِيّ وَوهم من عزاهُ لمُسلم
(رِبَاط يَوْم) أَي ثَوَاب رِبَاط يَوْم (وَلَيْلَة خير من صِيَام شهر وقيامه) لَا يُعَارضهُ خير من ألف يَوْم لاحْتِمَال إِعْلَامه بِالزِّيَادَةِ أَو لاخْتِلَاف العاملين (وَأَن مَاتَ) أَي المرابط وَأَن لم يتَقَدَّم لَهُ ذكر لدلَالَة قَوْله (مرابطاً) عَلَيْهِ (أجْرى عَلَيْهِ عمله) أَي أجر عمله (الَّذِي كَانَ يعمله) حَال الرِّبَاط(2/27)
أَي لَا يَنْقَطِع أجره بِمَعْنى أَنه يقدر لَهُ من الْعَمَل بعد مَوته كَمَا جرى مِنْهُ قبله (وأجرى عَلَيْهِ رزقه) فِي الْجنَّة كالشهداء (وَأمن) بِفَتْح فَسُكُون وَفِي رِوَايَة بِضَم الْهمزَة وَزِيَادَة وَاو (الفتان) بِفَتْح الْفَاء أَي فتْنَة الْقَبْر وروى وَأمن فتانى الْقَبْر وروى بِضَم الْفَاء جمع فاتن وَهُوَ من إِطْلَاق الْجمع على إثنين أَو للْجِنْس فقد ورد ثَلَاثَة وَأَرْبَعَة (تَنْبِيه) أصل الرِّبَاط مَا ترْبط فِيهِ الْخَيل ثمَّ قيل لكل أهل ثغر يدْفع عَمَّن خَلفه رِبَاط وَأخذ مِنْهُ مَشْرُوعِيَّة مُلَازمَة الصُّوفِيَّة للربط لِأَن المرابط يدْفع عَمَّن خَلفه والمقيم فِي الرِّبَاط على التَّعَبُّد يدْفع بِهِ وبدعائه الْبلَاء عَن الْعباد والبلاد لَكِن ذكر الْقَوْم للمرابطة بالزوايا والربط شُرُوطًا مِنْهَا قطع الْمُعَامَلَة مَعَ الْخلق وَفتح الْمُعَامَلَة مَعَ الْحق وَترك الِاكْتِسَاب اكْتِفَاء بكفالة مسبب الْأَسْبَاب وَحبس النَّفس عَن المخالطات والمعاملات وَاجْتنَاب التَّبعَات وملازمة الذّكر والطاعات وملازمة الأوراد وانتظار الصَّلَاة بعد الصَّلَاة وَاجْتنَاب الفضلات وَضبط الأنفاس وحراسة الْحَواس فَمن فعل ذَلِك سمى مرابطاً مُجَاهدًا وَمن لَا فَلَا (م عَن سلمَان) الْفَارِسِي
(رِبَاط يَوْم) وَاحِد فِي سَبِيل الله (خير من صِيَام شهر) تَطَوّعا بِدَلِيل قَوْله (وقيامه) لَا يناقضه مَا قبله أَنه خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا لِأَن فضل الله متوالٍ كل وَقت (حم عَن ابْن عَمْرو) وَفِيه ابْن لَهِيعَة
(رِبَاط يَوْم فِي سَبِيل الله خير من) رِبَاط (ألف يَوْم فِيمَا سواهُ من الْمنَازل) فحسنة الْجِهَاد بِأَلف وَأخذ من تَعْبِيره بِالْجمعِ الْمحلى بأل الإستغراقية أَن المرابط أفضل من الْمُجَاهِد فِي المعركة وَاعْترض (ت ن ك عَن عُثْمَان) قَالَ ك صَحِيح وأقروه
(رِبَاط شهر خير من قيام دهر) أَي صَلَاة زمن طَوِيل وَالْمرَاد النَّفْل (وَمن مَاتَ مرابطاً فِي سَبِيل الله أَمن من الْفَزع الْأَكْبَر) يَوْم الْقِيَامَة (وغدى عَلَيْهِ برزقه وريح من الْجنَّة) فَهُوَ حَيّ عِنْد ربه كالشهيد (وأجرى عَلَيْهِ أجر المرابط) مَا دَامَ فِي قَبره (حَتَّى يَبْعَثهُ الله) يَوْم الْقِيَامَة من الْآمنينَ الَّذين لَا خوف عَلَيْهِم (طب عَن أبي الدَّرْدَاء) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(رِبَاط يَوْم فِي سَبِيل الله يعدل عبَادَة شهر أَو سنة) شكّ من الرَّاوِي (صيامها وقيامها وَمن مَاتَ مرابطاً فِي سَبِيل الله أَعَاذَهُ الله من عَذَاب الْقَبْر وأجرى لَهُ أجر رباطه مَا قَامَت الدُّنْيَا) أَي مُدَّة قِيَامهَا (الْحَرْث) بن أبي أُسَامَة (عَن عبَادَة) بن الصَّامِت // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(رب أَشْعَث) أَي ثَائِر الرَّأْس مغبرة قد أَخذ فِيهِ الْجهد حَتَّى أَصَابَهُ الشعث وعلته الغبرة (مَدْفُوع بالأبواب) فَلَا يتْرك أَن يلج الْبَاب فضلا أَن يقْعد مَعَهم وَيجْلس بَينهم (لَو أقسم) حلف (على الله) ليفعلن شيأ (لَأَبَره) أَي لَا بر قسمه وأوقع مَطْلُوبه إِكْرَاما لَهُ وصوناً ليمينه عَن الْحِنْث لعظم مَنْزِلَته عِنْده (حم م عَن أبي هُرَيْرَة
(رب أَشْعَث) أَي جعد الرَّأْس (أغبر) أَي غير الْغُبَار لَونه (ذِي طمرين) تَثْنِيَة طمر وَهُوَ الثَّوْب الْخلق (تنبو عَنهُ أعين النَّاس) أَي ترجع وتغض عَن النّظر إِلَيْهِ احتقاراً لَهُ (لَو أقسم على الله لَأَبَره) لِأَن الانكسار ورثاثة الْحَال والهيئة من أعظم أَسبَاب الْإِجَابَة (ك حل عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ك صَحِيح وأقروه
(رب ذِي طمرين لَا يؤبه لَهُ) أَي لَا يبالى بِهِ وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ (لَو أقسم على الله لَأَبَره) تَمَامه عِنْد ابْن عدي لَو قَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسأَلك الْجنَّة لأعطاه الْجنَّة وَلم يُعْطه من الدُّنْيَا شيأ (الْبَزَّار عَن ابْن مَسْعُود) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(رب صَائِم لَيْسَ لَهُ من صِيَامه إِلَّا الْجُوع) وَتَمَامه عِنْد الْقُضَاعِي والعطش وَهُوَ من يفْطر على الْحَرَام أَو على لُحُوم النَّاس أَو من لَا يحفظ جوارحه عَن الآثام (وَرب قَائِم) أَي متهجد (لَيْسَ لَهُ من قِيَامه إِلَّا السهر) كَالصَّلَاةِ فِي(2/28)
دَار مَغْصُوبَة أَو ثوب مَغْصُوب أَو رِيَاء وَسُمْعَة (هـ عَن أبي هُرَيْرَة) // وَهُوَ حسن //
(رب قَائِم حَظه من قِيَامه السهر وَرب صَائِم حَظه من صِيَامه الْجُوع والعطش) يعْنى أَنه لَا ثَوَاب لَهُ لفقد شَرط حُصُوله من نَحْو إخلاص أَو خشوع أما الْفَرْض فَيسْقط طلبه (طب عَن ابْن عمر) بن الْخطاب (حم هـ ك هق عَن أبي هُرَيْرَة) // وَإِسْنَاده صَحِيح //
(رب طاعم) أَي غير صَائِم (شَاكر) لله تَعَالَى على مَا رزقه (أعظم أجرا من صَائِم صابر) على ألم الْجُوع والعطش وفقد المألوف (الْقُضَاعِي عَن أبي هُرَيْرَة) // وَهُوَ حسن //
(رب عذق) بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون الذَّال الْمُعْجَمَة النَّخْلَة وبالكسر العرجون بِمَا فِيهِ وإرادته هُنَا أنسب (مذلل) بِضَم أَوله وَشد اللَّام مَفْتُوحَة أَي مسهل على من يجتنى مِنْهُ الثَّمر (لِابْنِ الدحداحة) بِفَتْح الدالين الْمُهْمَلَتَيْنِ وَسُكُون الْحَاء الْمُهْملَة بَينهمَا صَحَابِيّ أَنْصَارِي (فِي الْجنَّة) مُكَافَأَة لَهُ على كَونه تصدق بحائطه الْمُشْتَمل على سِتّمائَة نَخْلَة لما سمع من ذَا الَّذِي يقْرض الله قرضا حسنا وَاللَّام للاختصاص (ابْن سعد) فِي طبقاته (عَن ابْن مَسْعُود) وَرَوَاهُ مُسلم عَن جَابر
(رب عَابِد جَاهِل) أَي يعبد الله على جهل فيسخط الرَّحْمَن ويضحك الشَّيْطَان (وَرب عَالم فَاجر) أَي فَاسق فَعلمه وبال عَلَيْهِ (فاحذروا الْجُهَّال من الْعباد) بِالضَّمِّ وَالتَّشْدِيد جمع عَابِد (والفجار من الْعلمَاء) أَي احترزوا عَن الاغترار بهم فَإِن شرهم على الدّين أشر من شَرّ الشَّيَاطِين (عد فر عَن أبي أُمَامَة) وَفِيه وَضاع
(رب معلم حُرُوف أبي جاد دارس فِي النُّجُوم) أَي يَتْلُوا علمهَا ويقرر درسها (لَيْسَ لَهُ عِنْد الله خلاق) أَي حَظّ وَنصِيب (يَوْم الْقِيَامَة) لاشتغاله بِمَا فِيهِ اقتحام خطر وخوض جَهَالَة وَهَذَا مَحْمُول على علم التَّأْثِير لَا التسيير كَمَا مر (طب عَن ابْن عَبَّاس) بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب
(رب حَامِل فقه غير فَقِيه) أَي غير مستنبط علم الْأَحْكَام من طَرِيق الِاسْتِدْلَال بل يحمل الرِّوَايَة ويحكى الْحِكَايَة فَقَط أَو المُرَاد أَنه لَا يعْمل بِمُقْتَضى مَا علمه من الْفِقْه أَو أَنه لَا يفهم أسرار الْأَحْكَام فيعبد الله على غير بَصِيرَة (وَمن لم يَنْفَعهُ علمه ضره جَهله اقْرَأ الْقُرْآن مَا نهاك فَإِن لم ينهك فلست تقرؤه) فَإِنَّهُ حجَّة عَلَيْك (طب عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ ضَعِيف لضعف شهر بن حَوْشَب
(ربيع أمتِي الْعِنَب والبطيخ) جَعلهمَا ربيعاً للأبدان لِأَن النَّفس ترتاح لَا كلهما وينموا بِهِ الْبدن وَيحسن كَمَا أَن الرّبيع يحيى الأَرْض بعد مَوتهَا (أَبُو عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ) الصُّوفِي (فِي) كتاب (الْأَطْعِمَة وَأَبُو عمر والنوقاني) بِفَتْح النُّون وَسُكُون الْوَاو وَفتح الْقَاف نِسْبَة إِلَى نوقان إِحْدَى مَدَائِن طوس (فِي كتاب) فضل (الْبِطِّيخ فر) وَكَذَا الْعقيلِيّ (عَن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // بل فِيهِ وَضاع
(رَجَب) وَيُقَال لَهُ الْأَصَم لأَنهم كَانُوا يكفون فِيهِ عَن الْقِتَال فَلَا يسمع فِيهِ صَوت سلَاح (شهر الله وَشَعْبَان شَهْري ورمضان شهر أمتِي) فِيهِ إِشْعَار بِأَن صَوْمه من خَصَائِص هَذِه الْأمة (أَبُو الْفَتْح بن أبي الفوارس فِي أَمَالِيهِ عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا) وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا الْأَصْفَهَانِي فِي ترغيبه وَهُوَ // شَدِيد الضعْف //
(رحم الله أَبَا بكر) إنْشَاء بِلَفْظ الْخَبَر (زَوجنِي ابْنَته) عَائِشَة (وحملني إِلَى دَار الْهِجْرَة) الْمَدِينَة على نَاقَة لَهُ (وَأعْتق بِلَالًا) الحبشي الْمُؤَذّن (من مَاله) لما رَآهُ يعذب فِي الله (وَمَا نَفَعَنِي مَال فِي الْإِسْلَام) أَي فِي نصرته والاعانة على تَوْثِيق عراه وإشاعته ونشره (مَا نَفَعَنِي مَال أبي بكر) وَفِيه من الْأَخْلَاق الحسان شكر الْمُنعم على الْإِحْسَان وَالدُّعَاء لَهُ لَكِن مَعَ التَّوَكُّل وصفاء التَّوْحِيد وَقطع النّظر عَن الأغيار ورؤية النعم من(2/29)
الْمُنعم الْجَبَّار (رحم الله عمر) بِمَ الْخطاب (يَقُول الْحق وَإِن كَانَ مرا) أَي كريهاً عَظِيم الْمَشَقَّة على قائلة ككراهة مذاق الشَّيْء المر (لقد تَركه الْحق) أَي قَول الْحق وَالْعَمَل بِهِ (وَمَاله من صديق) لعدم انقياد أَكثر الْخلق للحق (رحم الله عُثْمَان) بن عَفَّان (تستحييه الْمَلَائِكَة) أَي تَسْتَحي مِنْهُ وَكَانَ أحيى هَذِه الْأمة (وجهز جَيش الْعسرَة) من خَالص مَاله بِمَا مِنْهُ ألف بعير بأقتابها وَالْمرَاد بِهِ تَبُوك (وَزَاد فِي مَسْجِدنَا) مَسْجِد الْمَدِينَة (حَتَّى وسعنا) فَإِنَّهُ لما كثر الْمُسلمُونَ ضَاقَ عَلَيْهِم فصرف عَلَيْهِ عُثْمَان حَتَّى وسعهم (رحم الله عليا) بن أبي طَالب (اللَّهُمَّ أدر الْحق مَعَه حَيْثُ دَار) وَمن ثمَّ كَانَ أقضى الصَّحَابَة وأعلمهم (ت عَن عَليّ) رمز الْمُؤلف لصِحَّته وَفِيه مَا فِيهِ وَلَعَلَّه لشواهده
(رحم الله) عبد الله (بن رَوَاحَة) بِفَتْح الرَّاء وَالْوَاو والمهملة مخففاً البدري الخزرجي نقيبهم لَيْلَة الْعقبَة وَهُوَ أول خَارج إِلَى الْغَزْو اسْتشْهد فِي غَزْوَة مُؤْتَة (كَانَ حَيْثُمَا أَدْرَكته الصَّلَاة) وَهُوَ سَائِر على بعيره (أَنَاخَ) بعيره وَصلى مُحَافظَة على أَدَائِهَا أول وَقتهَا وَفِيه أَنه يسن تَعْجِيل الصَّلَاة أول وَقتهَا (ابْن عَسَاكِر عَن ابْن عمر) وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ أَيْضا // بِإِسْنَاد حسن //
(رحم الله قسا) بِضَم الْقَاف وَشد الْمُهْملَة (أَنه كَانَ على دين أبي إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم) الْخَلِيل وَلَقَد كَانَ خَطِيبًا مصقعاً وحكيماً واعظا متألها متعبداً (طب عَن غَالب بن أبجر) بموحدة وجيم بِوَزْن أَحْمد صَحَابِيّ لَهُ حَدِيث وَرِجَاله ثِقَات
(رحم الله لوطاً) ابْن أخي إِبْرَاهِيم كَانَ (يأوى) لفظ رِوَايَة البُخَارِيّ لقد كَانَ يأوى أَي فِي الشدائد (إِلَى ركن شَدِيد) أَي أَشد أَي أعظم وَهُوَ الله تَعَالَى قَالَ الْبَيْضَاوِيّ اسْتغْرب مِنْهُ هَذَا القَوْل وعده نادرة إِذْ لَا ركن أَشد من الرُّكْن الَّذِي كَانَ يأوى إِلَيْهِ وَهُوَ عصمَة الله وَحفظه (وَمَا بعث) الله (بعده نَبيا إِلَّا وَهُوَ فِي ثروة) أَي كَثْرَة وَمنعه (من قومه) تمنع مِنْهُ من يُريدهُ بِسوء تنصره وَتَحفظه (ك عَن أبي هُرَيْرَة) وَصَححهُ وأقروه
(رحم الله حمير) بِكَسْر فَسُكُون بن سبابن يشجب بن يعرب بن قحطان أَبُو قَبيلَة من الْيمن وَالْمرَاد هُنَا الْقَبِيلَة (أَفْوَاههم سَلام وأيديهم طَعَام) أَي أَفْوَاههم لم تزل ناطقة بِالسَّلَامِ على كل من لَقِيَهُمْ وأيديهم لم تزل ممتدة بِالطَّعَامِ للجائع والضيف فَجعل الأفواه وَالْأَيْدِي نفس السَّلَام وَالطَّعَام مُبَالغَة (وهم أهل أَمن وإيمان) أَي النَّاس آمنون من أَيْديهم وألسنتهم وَقُلُوبهمْ مملوأة بِنور الْإِيمَان (حم ت عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ رجل يَا رَسُول الله الْعَن حمير فَأَعْرض عَنهُ ثمَّ ذكره
(رحم الله خرافة) بِضَم الْخَاء الْمُعْجَمَة وَفتح الرَّاء مُخَفّفَة وَلَا تدخله أل لِأَنَّهُ معرفَة (أَنه كَانَ رجلا صَالحا) من عذرة قَبيلَة بِالْيمن اختطفته الْجِنّ فِي الْجَاهِلِيَّة فَمَكثَ فيهم دهراً طَويلا ثمَّ ردُّوهُ إِلَى الْأنس فَكَانَ يحدث النَّاس بِمَا رآى فيهم من الْأَعَاجِيب فَقَالُوا حَدِيث خرافة وأجروه على كل مَا يكذبونه (الْمفضل) بن مُحَمَّد بن يعلى بن عَامر (الضبى) بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَشد الْمُوَحدَة نِسْبَة إِلَى ضبة بن اد الكوفى (فِي) كتاب (الْأَمْثَال عَن عَائِشَة) وَأَصله عِنْد التِّرْمِذِيّ فِي حَدِيث أم زرع
(رحم الله الْأَنْصَار) الْأَوْس والخزرج غلبت عَلَيْهِم الصّفة (وَأَبْنَاء الْأَنْصَار وأبنا أَبنَاء الْأَنْصَار) وَفِي رِوَايَة وأزواجهم وَفِي أُخْرَى وموالى الْأَنْصَار (هـ عَن عَمْرو بن عَوْف) المزنى وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا الطَّبَرَانِيّ // وَإِسْنَاده حسن //
(رحم الله المتخللين والمتخللات) أَي الرِّجَال وَالنِّسَاء المتخللين من آثَار الطَّعَام والمتخللين شُعُورهمْ وأصابعهم فِي الطَّهَارَة دَعَا لَهُم بِالرَّحْمَةِ لاحتياطهم فِي الْعِبَادَة فيتأكد الاعتناء بِهِ للدخول فِي دَعْوَة الْمُصْطَفى(2/30)
هَب عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(رحم الله المتخللين من أمتِي فِي الْوضُوء) أَي وَالْغسْل (و) فِي (الطَّعَام) وَفِي رِوَايَة من بدل فِي وَهِي أوضح 2 وَذَلِكَ بتتبع مَا بَقِي بَين الْأَسْنَان مِنْهُ وإخراجه بالخلال لِئَلَّا يبْقى فينتن الْفَم وَفِيه وَفِيمَا قبله ندب التَّخْلِيل فِي الطَّهَارَة وَفِي الْأَسْنَان (الْقُضَاعِي عَن أبي أَيُّوب) الْأنْصَارِيّ وَهُوَ // حسن غَرِيب //
(رحم الله المتسرولات من النِّسَاء) أَي الَّذين يلازمون لبس السراويلات بِقصد السّتْر فَلبس السَّرَاوِيل سنة وَهُوَ فِي حق النِّسَاء آكِد (قطّ فى الْأَفْرَاد) بِالْفَتْح (ك فِي تَارِيخه هَب عَن أبي هُرَيْرَة خطّ فِي) كتاب (الْمُتَّفق والمفترق عَن سعد بن طريف) بطاء مُهْملَة بِإِسْنَاد فِيهِ مَجَاهِيل قيل وَلَيْسَ فِي الصَّحَابَة من اسْمه كَذَا (عق عَن مُجَاهِد بلاغاً) أَي أَنه قَالَ بلغنَا عَن رَسُول الله ذَلِك
(رحم الله أمرأ اكْتسب طيبا) أَي حَلَالا (وَأنْفق قصدا) أَي بتدبير من غير إفراط وَلَا تَفْرِيط (وَقدم) لآخرته (فضلا) أَي مَا فضل عَن إِنْفَاق نَفسه وممونه بِالْمَعْرُوفِ بِأَن تصدق بِهِ وادخره (ليَوْم فقره وَحَاجته) وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة قدم ذكر الطّيب إِشَارَة إِلَى أَنه لَا يَنْفَعهُ إِلَّا مَا أنفقهُ من حَلَال (ابْن النجار) فِي تَارِيخه (عَن عَائِشَة)
(رحم الله أمرا أصلح من لِسَانه) بِأَن تجنب اللّحن أَو بِأَن ألزمهُ الصدْق وجنبه الْكَذِب وَسبب تحديث عمر بذلك أَنه مر على قوم يسيؤن الرمى فقرعهم فَقَالُوا أَنا قوم متعلمين فَأَعْرض عَنْهُم وَقَالَ وَالله لخطؤكم فِي لسانكم أَشد على من خطئكم فِي رميكم سَمِعت رَسُول الله يَقُول فَذكره (ابْن الْأَنْبَارِي) أَبُو بكر مُحَمَّد بن قَاسم نِسْبَة إِلَى الأنبار بِفَتْح الْهمزَة وَسُكُون النُّون وَفتح الْمُوَحدَة بلد قديمَة على الْفُرَات على عشرَة فراسخ من بَغْدَاد (فى) كتاب (الْوَقْف) والابتداء (والموهبى) بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْوَاو وَكسر الْهَاء وَالْمُوَحَّدَة نِسْبَة إِلَى موهب بطن من المغافر (فِي) كتاب (الْعلم) أَي فَضله (عد خطّ فِي الْجَامِع) لِآدَابِ الْمُحدث وَالسَّامِع (عَن عمر) بن الْخطاب (بن عَسَاكِر) فِي تَارِيخه (عَن أنس) قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ // واهٍ لَا يَصح //
(رحم الله أمرأ صلى قبل الْعَصْر أَرْبعا) قَالَ ابْن قدامَة هَذَا ترغيب فِيهَا لَكِن لم يَجْعَلهَا من الرَّوَاتِب بِدَلِيل أَن رِوَايَة ابْن عمر لم يحافظ عَلَيْهَا (دت حب عَن ابْن عمر) بِإِسْنَاد صَحِيح)
(رحو الله امْرأ تكلم فغنم) بِسَبَب قَوْله الْخَيْر (أَو سكت) عَمَّا لَا خير فِيهِ (فَسلم) بِسَبَب صمته عَن ذَلِك وَذَا من جَوَامِع الْكَلم لتَضَمّنه الْإِرْشَاد إِلَى خير الدَّاريْنِ (هَب عَن أنس) بن مَالك (وَعَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا) // وَسَنَد الْمسند ضَعِيف والمرسل صَحِيح //
(رحم الله عبدا قَالَ) أَي خيرا (فغنم) الثَّوَاب (أوسكت) عَن سوء (فَسلم) من الْعقَاب قَالَ ذَلِك ثَلَاثًا (أَبُو الشَّيْخ) بن حَيَّان (عَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ
(رحم الله عبدا قَالَ خيرا فغنم أَو سكت عَن سوء فَسلم) أفهم بِهِ أَن قَول الْخَيْر خير من السُّكُوت لِأَنَّهُ ينْتَفع بِهِ من يسمعهُ والصمت لَا يتَعَدَّى صَاحبه (ابْن الْمُبَارك) فِي الزّهْد (عَن خَالِد بن أبي عمرَان مُرْسلا) هُوَ النجيبي التّونسِيّ
(رحم الله أمرأ علق فِي بَيته سَوْطًا يُؤَدب بِهِ أَهله) أَي من اسْتحق التَّأْدِيب مِنْهُم وَلَا يتركهم هملاً وَقد يكون التَّأْدِيب مقدما على الْعَفو فِي بعض الْأَحْوَال (عد عَن جَابر) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(رحم الله أهل الْمقْبرَة) بِتَثْلِيث الْبَاء اسْم للموضع الَّذِي تقبر فِيهِ الْأَمْوَات أَي تدفن قَالَ ذَلِك ثَلَاثًا (تِلْكَ مَقْبرَة تكون بعسقلان) بِفَتْح فَسُكُون الْمُهْمَلَتَيْنِ بلد مَعْرُوف اشتقاقه من العساقيل وَهُوَ السراب أَو العسقيل وَهُوَ الْحِجَارَة (من عَن عَطاء) بن أبي مُسلم هَامِش 2 قَوْله وَهِي أوضح أَي بِالنِّسْبَةِ للطعام أهـ(2/31)
مولى الْمُهلب بن أبي صفرَة التَّابِعِيّ (الْخُرَاسَانِي) نِسْبَة إِلَى خُرَاسَان بلد مَشْهُور مَعْنَاهُ بِالْفَارِسِيَّةِ مطلع الشَّمْس (بلاغاً) أَي قَالَ بلغنَا عَن الْمُصْطَفى ذَلِك
(رحم الله حارس الحرس) بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء اسْم للَّذي يحرس وَفِي رِوَايَة الْجَيْش وَتَمَامه الَّذين يكونُونَ بَين الرّوم وعسكر الْمُسلمين ينظرُونَ لَهُم ويحذرونهم (هـ ك عَن عقبَة بن عَامر) الْجُهَنِيّ قَالَ ك صَحِيح وأقروه
(رحم الله رجلا قَامَ من اللَّيْل فصلى) أَي وَلَو رَكْعَة لخَبر عَلَيْكُم بِصَلَاة اللَّيْل (وَأَيْقَظَ امْرَأَته) فِي رِوَايَة أَهله (فصلت فَإِن أَبَت) أَن تستيقظ (نضح) أَي رش (فِي وَجههَا المَاء) وَنَحْوه مِمَّا يدْفع النّوم (ورحم الله امْرَأَة قَامَت من اللَّيْل فصلت وأيقظت زَوجهَا فصلى فَإِن أَبى) أَن يقوم نضحت فِي وَجهه المَاء) بَين بِهِ أَن من أصَاب خيرا يَنْبَغِي أَن يحب لغيره مَا يحب لنَفسِهِ فَيَأْخُذ بالأقرب فَالْأَقْرَب (حم د ن هـ حب ك عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ك على شَرط مُسلم وتوزع
(رحم الله رجلا) مَاتَ و (غسلته امْرَأَته وكفن فِي أخلاقه) أَي ثِيَابه الَّتِي أشرفت على البلى وَفعل ذَلِك بِأبي بكر (هق عَن عَائِشَة) رمز الْمُؤلف لحسنه وَلَيْسَ بصواب فقد ضعفه الْبَيْهَقِيّ وَغَيره
(رحم الله عبدا كَانَت عِنْده لِأَخِيهِ) فِي الدّين (مظْلمَة) بِكَسْر اللَّام على الْأَشْهر وَحكى فتحهَا وَضمّهَا وَأنكر (فِي عرض) بِالْكَسْرِ مَحل الْمَدْح والذم من الْإِنْسَان (أَو مَال فَجَاءَهُ فاستحله قبل أَن يُؤْخَذ) أَي تقبض روحه (وَلَيْسَ ثمَّ) أَي هُنَاكَ يعْنى فِي الْقِيَامَة (دِينَار وَلَا دِرْهَم) يقْضى بِهِ (فَإِن كَانَت لَهُ حَسَنَات أَخذ من حَسَنَاته) فيوفى مِنْهَا الصاحب الْحق (وَإِن لم يكن لَهُ حَسَنَات) أَو لم تف بِمَا عَلَيْهِ (حملُوا عَلَيْهِ من سيآتهم) أَي ألْقى عَلَيْهِ أَصْحَاب الْحُقُوق من ذنوبهم بِقدر حُقُوقهم ثمَّ يقذف فِي النَّار كَمَا فِي خبر (ت عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد صَحِيح
(رحم الله عبدا سَمحا) بِفَتْح فَسُكُون جواداً أَو مساهلاً غير مضايق فِي الْأُمُور وَهَذَا صفة مشبهة تدل على الثُّبُوت وَلذَلِك كَرَّرَه فِيمَا يَأْتِي (إِذا بَاعَ سَمحا إِذا اشْترى سَمحا إِذا قضى) أَي وَفِي مَا عَلَيْهِ (سَمحا إِذا اقْتضى) أَي طلب قَضَاء حَقه ومقصود الحَدِيث الْحَث على الْمُسَامحَة فِي الْمُعَامَلَة وَترك المساحة فيتأكد الاعتناء بذلك رَجَاء للفوز بدعوة الْمُصْطَفى (خَ هـ عَن جَابر) مطولا ومختصراً
(رحم الله قوما يَحْسبهُم النَّاس مرضى وَمَا هم بمرضى) وَإِنَّمَا ظهر على وُجُوههم التَّغَيُّر من اسْتِيلَاء هَيْبَة الْجلَال على قُلُوبهم (ابْن الْمُبَارك) فِي الزّهْد (عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا) وَرَوَاهُ أَحْمد مَوْقُوفا على عَليّ وَهُوَ الْأَصَح
(رحم الله مُوسَى) بن عمرَان كليم الرَّحْمَن (قد أوذى) أَي آذاه قومة (بِأَكْثَرَ من هَذَا) الَّذِي أوذيت بِهِ من قومِي (فَصَبر) وَذَا قَالَه حِين قَالَ رجل يَوْم حنين وَالله أَن هَذِه قسْمَة مَا عدل فِيهَا وَلَا أُرِيد بهَا وَجه الله فَتغير وَجهه ثمَّ ذكره (حم ق عَن ابْن مَسْعُود)
(رحم الله يُوسُف) نَبِي الله (إِن كَانَ) بِفَتْح 2 همزَة أَن (لذا أَنَاة) تثبت وَعدم عجلة (وحلم) صَبر على تحمل مَا يستكره (لَو كنت أَنا الْمَحْبُوس) وَلَبِثت فِي السجْن قدر مَا لبث (ثمَّ أرسل إِلَيّ لَخَرَجت سَرِيعا) وَلم أقل ارْجع إِلَى رَبك الْآيَة وَهَذَا قَالَه تواضعاً وإعظاماً لشأن يُوسُف (ابْن جرير) الإِمَام الْمُجْتَهد الْمُطلق فِي تهذيبه (وَابْن مردوية) فِي تَفْسِيره (عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد حسن //
(رحم الله أخى يُوسُف لَو أَنا) كنت مَحْبُوسًا تِلْكَ الْمدَّة و (أتانى الرَّسُول) يدعوني إِلَى الْملك (بعد طول الْحَبْس لَأَسْرَعت الْإِجَابَة حِين قَالَ ارْجع إِلَى رَبك فَاسْأَلْهُ مَا بَال النسْوَة) إِلَى آخر الْآيَة مَقْصُوده الثَّنَاء على يُوسُف (حم فِي) كتاب (الزّهْد وَابْن الْمُنْذر عَن الْحسن) هَامِش (قَوْله بِفَتْح همزَة أَن) قَالَ العزيزي وَالظَّاهِر هُنَا أَن ان مُخَفّفَة من الثَّقِيلَة مَكْسُورَة الْهمزَة لوُجُود اللَّازِم بعْدهَا اهـ وَهَكَذَا ضَبطه الدَّاودِيّ(2/32)
الْبَصْرِيّ مُرْسلا
(رحم الله قسا) بِضَم الْقَاف ابْن سَاعِدَة الأيادى عَاشَ ثلثمِائة وَثَمَانِينَ سنة وَقيل سِتّمائَة قدم وَفد إياد فأسلموا فَسَأَلَهُمْ عَنهُ فَقَالُوا مَاتَ فَقَالَ (كَأَنِّي أنظر إِلَيْهِ) بسوق عكاظ رَاكِبًا (على جمل) أَحْمَر (أَوْرَق) يضْرب إِلَى خضرَة كالرماد أَو إِلَى سَواد (يكلم) النَّاس (بِكَلَام لَهُ حلاوة لَا أحفظه) فَقَالَ بعض الْقَوْم نَحن نَحْفَظهُ فَقَالَ هاتوه فَذكرُوا خطْبَة بليغة بديعة مشحونة بالحكم والمواعظ وَهُوَ أول من قَالَ أما بعد (الأزدى) نِسْبَة إِلَى أَزْد شنوأة (فِي) كتاب (الضعفا) ء والمتروكين (عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // بل قيل مَوْضُوع
(رحم الله أخى يحيى) سَمَّاهُ أَخا لِأَن نسب الدّين أعظم (حِين دَعَاهُ الصّبيان إِلَى اللّعب وَهُوَ صَغِير) ابْن سنتَيْن أَو ثَلَاث على مَا فِي تَارِيخ الْحَاكِم (فَقَالَ) لَهُم (أللعب خلقت) اسْتِفْهَام إنكاري لِأَنَّهُ تَعَالَى أكمل عقله فِي صباه هَذَا مقَال من لم يبلغ الْحِنْث (فَكيف بِمن أدْرك الْحِنْث من مقاله) أيليق بِهِ اللّعب كلا (ابْن عَسَاكِر عَن معَاذ) بن جبل // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(رحم الله من حفظ لِسَانه) صانه عَن التَّكَلُّم بِمَا لَا يعنيه (وَعرف زَمَانه) فَعمل على مَا يُنَاسِبه (واستقامت طَرِيقَته) بِأَن اسْتعْمل الْقَصْد فِي أُمُوره ومقصوده الْحَث على صون اللِّسَان وسلوك سَبِيل الاسْتقَامَة (فرعن ابْن عَبَّاس) وَفِيه كَذَّاب
(رحم الله والدا أعَان وَلَده على بره) بتوفية مَاله عَلَيْهِ من الْحُقُوق فَكَمَا أَن لَك على ولدك حَقًا فلولدك عَلَيْك حق (أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب عَن عَليّ) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(رحم الله أَمر أسمع منا حَدِيثا فوعاه ثمَّ بلغه من هُوَ أوعى مِنْهُ) قيل فِيهِ أَنه يجِئ فِي آخر الزَّمَان من يفوق من قبله فِي الْفَهم (ابْن عَسَاكِر عَن زيد) بن خَالِد الْجُهَنِىّ وَرَوَاهُ أَيْضا الْحَاكِم وَقَالَ // صَحِيح //
(رحم الله إخْوَانِي) الَّذِي سكونون بعدِي (بقزوين) بِفَتْح الْقَاف وَسُكُون الزَّاي وَكسر الْوَاو ومدينة كَبِيرَة بالعجم برز مِنْهَا عُلَمَاء وأولياء (ابْن أبي حَاتِم فِي فَضَائِل قزوين عَن أبي هُرَيْرَة وَابْن عَبَّاس مَعًا أَبُو الْعَلَاء الْعَطَّار فِيهَا عَن عَليّ) أَمِير الْمُؤمنِينَ // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(رحم الله عينا بَكت من خشيَة الله ورحم الله عينا سهرت فِي سَبِيل الله) أَي فِي الحرس فِي الرِّبَاط أَو فِي قتال الْكفَّار وَأَرَادَ بِالْعينِ صَاحبهَا (حل عَن أبي هُرَيْرَة) وَقَالَ // غَرِيب //
(رَحْمَة الله علينا وعَلى مُوسَى لَو صَبر) بِمَعْنى تصبر عَن الْمُبَادرَة بسؤال الْخضر عَن إِتْلَاف المَال وَقتل نفس لم تبلغ (الرَّأْي من صَاحبه) الْخضر (الْعجب) تَمَامه لكنه قَالَ إِن سَأَلتك عَن شَيْء بعْدهَا فَلَا تُصَاحِبنِي الْآيَة فبتركه الْوَفَاء بِالشّرطِ حرم بركَة صحبته والاستفادة من جِهَته وَلَا دلَالَة فِيهِ على تَفْضِيل الْخضر عَلَيْهِ فقد يكون فِي الْمَفْضُول مَا لَا يُوجد عِنْد الْفَاضِل (دَرك عَن أبي) بن كَعْب (زَاد الباوردي) بعد قَوْله الْعجب (العاجب) قَالَ ك على شَرطهمَا وأقروه
(رحماء أمتِي أوساطها) أَي الَّذِي يكونُونَ فِي وَسطهَا أَي قبل ظُهُور الأشراط (فر عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(رد جَوَاب الْكتاب حق كرد السَّلَام) أَي إِذا كتب لَك رجل بِالسَّلَامِ فِي كتاب وصلك لزمك الرَّد بِاللَّفْظِ أَو المراسلة وَبِه قَالَ جمع شافعية. نهم المتولى وَالنَّوَوِيّ فِي الْأَذْكَار زَاد فِي الْمَجْمُوع أَنه يجب الرَّد فَوْرًا (عد عَن أنس) // بِإِسْنَاد مُنكر جدا // (ابْن لالي عَن ابْن عَبَّاس) وَرَفعه عَن ثَابت
(رد سَلام الْمُسلم على الْمُسلم صَدَقَة) أَي يُؤجر عَلَيْهِ كَمَا يُؤجر على الصَّدَقَة أَي الزَّكَاة فَإِنَّهُ وَاجِب (أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(ردوا السَّائِل وَلَو بظلب) بِكَسْر الظَّاء الْمُعْجَمَة وَسُكُون(2/33)
اللَّازِم حافر (محرق) يعْنى تصدقوا بِمَا تيَسّر وَأَن قل وَلَو بلغ فِي الْقلَّة الظلْف مثلا فَإِنَّهُ خير من الْعَدَم وَقيد بالمحرق لمزيد الْمُبَالغَة (مَالك حم تخ ن عَن حَوَّاء) بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَشد الْوَاو (بنت السكن) تدعى أم بجيد // وَإِسْنَاده مُضْطَرب //
(ردوا السَّلَام) على الْمُسلم وجوبا أَن سلم بالعربي (وغضوا الْبَصَر) عَن النّظر إِلَى مَا لَا يحل (وأحسنوا الْكَلَام) أَي الينوا القَوْل وتلطفوا مَعَ الْخلق نظر للخالق (ابْن قَانِع) فِي مُعْجَمه (عَن أبي طَلْحَة) // بِإِسْنَاد حسن //
(ردوا الْقَتْلَى أَي قَتْلَى أحد (إِلَى مضاجعها) أَي لَا تَنقلُوا الشُّهَدَاء عَن مقتلهم بل ادفنوهم حَيْثُ قتلوا لفضل الْبقْعَة بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِم لكَونهَا مَحل الشَّهَادَة (ت حب عَن جَابر) قَالَ جَاءَت عَمَّتي يَوْم أحد بِأبي لتدفنه فِي مقابرنا فَذكره قَالَ ت // حسن صَحِيح //
(ردوا) وجوبا أَيهَا الغانمون مَا أَخَذْتُم من الْغَنِيمَة قبل الْقِسْمَة (الْمخيط) بِكَسْر الْمِيم الإبرة (والخياط) أَي الْخَيط (من غل مخيطاً أَو خياطاً) من الْغَنِيمَة (كلف يَوْم الْقِيَامَة أَن يجِئ بِهِ وَلَيْسَ بجاء) أَي يعذب وَيُقَال لَهُ جئ بِهِ وَلَيْسَ يقدر على ذَلِك فَهُوَ كِنَايَة عَن دوَام تعذيبه قَالَه يَوْم حنين وَعبر بالمخيط والخياط مُبَالغَة فِي عدم الْمُسَامحَة فِي شَيْء من الْغَنِيمَة (طب عَن الْمُسْتَوْرد) بن شَدَّاد بن عَمْرو الْقرشِي الفِهري // بِإِسْنَاد فِيهِ نَكَارَة
(ردوا مذمة السَّائِل) بِفَتْح الميمين وَشد الثَّانِيَة أَي مَا تذمون بِهِ على إضاعته (وَلَو بِمثل رَأس الذُّبَاب) من الطَّعَام وَنَحْوه أَي وَلَو بِشَيْء قَلِيل جدا مِمَّا ينْتَفع بِهِ وَالْأَمر للنَّدْب (عق عَن عَائِشَة) // بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب //
(رَسُول الرجل إِلَى الرجل إِذْنه) أَي بِمَنْزِلَة إِذْنه لَهُ فِي الدُّخُول وَالصَّبِيّ الْمُمَيز مُلْحق بِالرجلِ فَيعْمل بقوله فِي الْإِذْن فِي دُخُول الدَّار وَنَحْو ذَلِك وَذكر الرجل وصف طردي (د عَن أبي هُرَيْرَة) وَسكت عَلَيْهِ فَهُوَ صَالح
(رضَا الرب فِي رضَا الْوَالِد وَسخط الرب) أَقَامَ الْمظهر مقَام الْمُضمر لمزيد التهويل (فِي سخط الْوَالِد) لِأَنَّهُ تَعَالَى أَمر أَن يطاع الْأَب وَيكرم فَمن أطاعه فقد أطَاع الله وَمن أغضبهُ فقد أغضب الله وَهَذَا وَعِيد شَدِيد يُفِيد أَن العقوق كَبِيرَة وَعلم مِنْهُ بِالْأولَى أَن الْأُم كَذَلِك (ت ك عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ (الْبَزَّار عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // وَالْأول صَحِيح وَالثَّانِي ضَعِيف //
(رضَا الرب فِي رضَا الْوَالِدين وَسخطه فِي سَخَطِهِمَا) أَي غضبهما الَّذِي لَا يُخَالف الشَّرْع وَيظْهر أَنه أَرَادَ بهما الْأَصْلَيْنِ وَأَن عليا (طب عَن ابْن عَمْرو) // بِإِسْنَاد ضَعِيف لَكِن يقويه مَا قبله //
(رضيت لأمتي مَا) أَي الشَّيْء الَّذِي (رضى لَهَا) بِهِ أَبُو عبد الرَّحْمَن عبد الله (بن) مَسْعُود الْهُذلِيّ وَأمه (أم عبد) الهذلية لِأَنَّهُ كَانَ يشبه الْمُصْطَفى فِي سمته وَسيرَته وهديه (ك عَن ابْن مَسْعُود) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(رغم) بِكَسْر الْغَيْن الْمُعْجَمَة وتفتح أَي لصق أَنفه بِالتُّرَابِ كِنَايَة عَن حُصُول الذل (أنف رجل) يَعْنِي إِنْسَان (ذكرت عِنْده) بِالْبِنَاءِ للْمَفْعُول (فَلم يصل على) أَي لحقه ذل وخزي مجازاة لَهُ على تَركه تعظيمي (وَرَغمَ أنف رجل دخل عَلَيْهِ رَمَضَان ثمَّ انْسَلَخَ قبل أَن يغْفر لَهُ) يعْنى لم يتب فِيهِ وَيعْمل صَالحا حَتَّى يغْفر لَهُ (وَرَغمَ أنف رجل أدْرك عِنْده أَبَوَاهُ الْكبر فَلم يدْخلَاهُ الْجنَّة) لعقوقه لَهما وتقصيره فِي حَقّهمَا وَهَذَا أَخْبَار أَو دُعَاء (ت ك عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ت // حسن غَرِيب // وَقَالَ ك صَحِيح
(رغم أَنفه ثمَّ رغم أَنفه ثمَّ رغم أَنفه) كَرَّرَه ثَلَاثًا لزِيَادَة التنفير والتحذير (من) أَي إِنْسَان (أدْرك أَبَوَيْهِ عِنْده الْكبر أحد مَا أَو كِلَاهُمَا ثمَّ لم يدْخل الْجنَّة) أَي لم يَخْدُمهُمَا وَيحسن إِلَيْهِمَا حَتَّى يدْخل بسيهما الْجنَّة (حم م عَن أبي هُرَيْرَة
(رفع عَن أمتِي الْخَطَأ) أَي إثمه(2/34)
لَا حِكْمَة إِذْ حكمه من الضَّمَان لَا يرْتَفع (وَالنِّسْيَان) كَذَلِك مَا لم يتعاط سَببه حَتَّى فَوت الْوَاجِب فَإِنَّهُ يَأْثَم (وَمَا اسْتكْرهُوا عَلَيْهِ) فِي غير الزِّنَا وَالْقَتْل إِذْ لَا يباحان بِالْإِكْرَاهِ (طب عَن ثَوْبَان) // بِإِسْنَاد حسن لَا صَحِيح // كَمَا زَعمه الْمُؤلف بل قيل بضعفه نعم هُوَ صَحِيح لغيره لِكَثْرَة شواهده فَإِن حمل على ذَلِك كَانَ متجهاً
(رفع الْقَلَم عَن ثَلَاثَة) كِنَايَة عَن عدم التَّكْلِيف قَالَ السُّبْكِيّ الَّذِي وَقع فِي جَمِيع الرِّوَايَات ثَلَاثَة بِالْهَاءِ وَفِي بعض كتب الْفُقَهَاء ثَلَاث بغيرهاء وَلم أر لَهُ أصلا (عَن النَّائِم) وَلَا يزَال مرتفعاً (حَتَّى يَسْتَيْقِظ) من نَومه وَكَذَلِكَ يقدر فِيمَا بعده (وَعَن الْمُبْتَلى) بِنَحْوِ جُنُون (حَتَّى يبرأ) مِنْهُ بالإفاقة (وَعَن الصَّبِي) يعْنى الطِّفْل وَأَن ميز (حَتَّى يكبر) أَي يبلغ كَمَا فِي رِوَايَة وَالْمرَاد بِرَفْع الْقَلَم ترك كِتَابَة الشَّرّ عَلَيْهِم وَلم يذكر الْمغمى عَلَيْهِ لِأَنَّهُ فِي معنى النَّائِم وَاعْلَم أَن الثَّلَاثَة قد تشترك فِي أَحْكَام وَقد ينْفَرد النَّائِم عَن الْمَجْنُون والمغمى عَلَيْهِ تَارَة يلْحق بالنائم وَتارَة بالمجنون وَيتَفَرَّع عَن ذَلِك فروع كَثِيرَة (حم د ن هـ ك عَن عَائِشَة) // بِإِسْنَاد صَحِيح // وَذكر أَبُو دَاوُد أَن ابْن جريج رَوَاهُ عَن الْقَاسِم بن يزِيد عَن عَليّ عَن النَّبِي وَزَاد فِيهِ والخرف انْتهى وَلَا يغنى عَنهُ الْجُنُون لِأَن الخرف اخْتِلَاط الْعقل لكبروا الْجُنُون مرض سوداوى يقبل العلاج
(رفع الْقَلَم عَن ثَلَاثَة) وَالرَّفْع لَا يقتضى تقدم وضع كَمَا قد يتَوَهَّم (عَن الْمَجْنُون المغلوب على عقله حَتَّى يبرأ) من جُنُونه بالإفاقة (وَعَن النَّائِم حَتَّى يَسْتَيْقِظ وَعَن الصَّبِي حَتَّى يَحْتَلِم) قَالَ السُّبْكِيّ لَيْسَ فِي رِوَايَة حَتَّى يكبر من الْبَيَان وَلَا فِي قَوْله حَتَّى يبلغ مَا فِي هَذِه الرِّوَايَة فالتمسك بهَا لبيانها وَصِحَّة سندها أولى (حم د ك عَن عَليّ وَعمر) بن الْخطاب بطرق عديدة يقوى بَعْضهَا بَعْضًا
(رَكْعَة) أَي صَلَاة رَكْعَة وَاحِدَة (من عَالم بِاللَّه خير من ألف رَكْعَة من جَاهِل بِاللَّه) لِأَن الْعَالم بِهِ يصلى بتدبر وخشوع وَالْجَاهِل بِهِ وَأَن أتم الْأَركان وَالسّنَن مَا يَنَالهُ فِي مائَة عَام دون مَا يَنَالهُ ذَاك فِي لَحْظَة (الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب عَن عَليّ
رَكعَتَا الْفجْر خير من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) أَي نعيم ثوابهما خير من كل مَا يتنعم بِهِ فِي الدُّنْيَا فتتأكد الْمُحَافظَة عَلَيْهِمَا بل قيل بوجوبهما (م ت ن عَن عَائِشَة
رَكْعَتَانِ) أَي صَلَاة رَكْعَتَيْنِ (بسواك خير من سبعين رَكْعَة بِغَيْر سواك) لَا دَلِيل فِيهِ على أفضليته على الْجَمَاعَة الَّتِي هِيَ بِسبع وَعشْرين دَرَجَة لِأَن الدرجَة مُتَفَاوِتَة الْمِقْدَار (قطّ فِي الْأَفْرَاد عَن أم الدَّرْدَاء) // وَإِسْنَاده حسن //
(رَكْعَتَانِ بسواك أفضل من سبعين رَكْعَة بِغَيْر سواك ودعوة فِي السِّرّ أفضل من سبعين دَعْوَة فِي الْعَلَانِيَة) وَلِهَذَا كَانَ دُعَاء الْإِنْسَان لِأَخِيهِ بِظهْر الْغَيْب أَرْجَى إِجَابَة (وَصدقَة فِي السِّرّ أفضل من سبعين صَدَقَة فِي الْعَلَانِيَة) لبعدها عَن الرِّيَاء هَذَا فِي النَّفْل أما صَدَقَة الْفَرْض فإظهارها أفضل (ابْن النجار فر عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِي إِسْنَاده كَذَّاب
(رَكْعَتَانِ بعمامة خير من سبعين رَكْعَة بِلَا عِمَامَة) لِأَن الصَّلَاة حَضْرَة الْملك وَالدُّخُول إِلَى حَضْرَة الْملك بِغَيْر تجمل خلاف الْأَدَب (فر عَن جَابر) // وَهُوَ غَرِيب //
(رَكْعَتَانِ خفيفتان) يُصَلِّيهمَا الْإِنْسَان (خير من الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا) من النَّعيم (وَلَو أَنكُمْ تَفْعَلُونَ مَا أمرْتُم بِهِ) من إكثار الصَّلَاة الَّتِي هِيَ خير مَوْضُوع (لأكلتم غيراً ذرعاء وَلَا أشقياء) بذال مُعْجمَة جمع ذرع ككتف وَهُوَ الطَّوِيل اللِّسَان بِالشَّرِّ والسيار لَيْلًا وَنَهَارًا يُرِيد لَو فَعلْتُمْ مَا أمرْتُم بِهِ وتوكلتم رزقكم بِلَا تَعب وَلَا جهد فِي الطّلب وَلما احتجتم إِلَى كَثْرَة اللدد وَالْخِصَام وَالنّصب (سموية طب عَن أبي أُمَامَة) الْبَاهِلِيّ
(رَكْعَتَانِ(2/35)
خفيفتان مِمَّا تحقرون وتنفلون) أَي تتنفلون بِهِ (يزيدهما هَذَا) الرجل الَّذِي تَرَوْنَهُ أَشْعَث أغبر لَا يؤيه وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ (فِي عمله أحب إِلَيْهِ من بَقِيَّة دنياكم) أَي هماله عِنْد الله أفضل (ابْن الْمُبَارك) فِي الزّهْد (عَن أبي هُرَيْرَة
رَكْعَتَانِ) يُصَلِّيهمَا الْمَرْء (فِي جَوف اللَّيْل) أَي بعد نوم (يكفران الْخَطَايَا) أَي الصَّغَائِر لَا البكائر (فر عَن جَابر) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(رَكْعَتَانِ من الضُّحَى) أَي من صلَاتهَا (يعدلان عِنْد الله بِحجَّة وَعمرَة متبقلتين) أَي لمن لم يَسْتَطِيع الْحَج وَالْعمْرَة (أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب عَن أنس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(رَكْعَتَانِ من المتزوج أفضل من سبعين رَكْعَة من الأعزب) لِأَن المتزوج مُجْتَمع الْحَواس والأعزب مَشْغُول بمدافعه الغلمة وقمع الشَّهْوَة فَلَا يتوفر لَهُ الْخُشُوع الَّذِي هُوَ روح الصَّلَاة (عق عَن أنس) وَقَالَ هَذَا // حَدِيث مُنكر //
(رَكْعَتَانِ من المتأهل) أَي الْمُتَّخذ أَهلا أَي زَوْجَة (خير من اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ رَكْعَة من العزب) لما تقرر وَلِأَن للقلوب إقبالاً وإدباراً وَلَا يَدُوم إقبالها إِلَّا بطمأنينة النَّفس وكفها عَن مُنَازعَة الشَّهْوَة وَترك التشبث بِالْقَلْبِ فَإِذا اطمأنت واستقرت عَن شراستها توفر عَلَيْهَا وَمن حُقُوقهَا حظوظها الَّتِي من أعظمها الْجِمَاع وَفِي أَدَاء الْحق إقناع وَفِي أَخذ الْحَظ اتساع وحينئذٍ يقبل الْقلب على الرب ويدوم لَهُ الْحُضُور فِي الصَّلَاة وَكلما أخذت النَّفس حظها تروح الْقلب بِروح الْجَار المشفق براحة الْجَار وَلِهَذَا قَالَ بَعضهم النَّفس تَقول للقلب كن معي فِي الطَّعَام وَالْجِمَاع أكن مَعَك فِي الصَّلَاة وَلَا تعَارض بَينه وَبَين مَا قبله لاحْتِمَال أَنه أعلم بِالزِّيَادَةِ بعد ذَلِك (تَمام) فِي فَوَائده (والضياء) فِي المختارة (عَن أنس) قَالَ ابْن حجر // حَدِيث مُنكر // مَا لإخراجه معنى
(رَكْعَتَانِ من رجل ورع) أَي متوق للشبهات وَالرجل مِثَال (أفضل من ألف رَكْعَة من مخلط) أَي يخلط عملا صَالحا بسيئ ويخلط عمل الدُّنْيَا بِعَمَل الْآخِرَة (فر عَن أنس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(رَكْعَتَانِ من عَالم) عَامل بِعِلْمِهِ (أفضل من سبعين رَكْعَة من غير عَالم) فَإِن الْجَاهِل مَظَنَّة الْإِخْلَال بِرُكْن أَو شَرط أَو أدب بِخِلَاف الْعَالم (ابْن النجار عَن مُحَمَّد بن عَليّ مُرْسلا
رَكْعَتَانِ يركعهما ابْن آدم فِي جَوف اللَّيْل الآخر خير لَهُ من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) من النَّعيم لَو فرض أَنه حصل لَهُ وَحده (وَلَوْلَا أَن أشق على أمتِي لفرضتهما) أَي الرَّكْعَتَيْنِ (عَلَيْهِم) أَي أوجبتهما وَفِيه أَن التَّهَجُّد غير وَاجِب على أمته (ابْن نصر) مُحَمَّد الْمروزِي فِي كتاب الصَّلَاة (عَن حسان بن عَطِيَّة مُرْسلا) هُوَ أَبُو بكر الْمحَاربي تَابِعِيّ ثِقَة لكنه قدرى
(رَمَضَان بِمَكَّة) أَي صَوْمه فِيهَا (أفضل من) صَوْم (ألف رَمَضَان بِغَيْر مَكَّة) لِأَنَّهُ تَعَالَى اخْتَارَهَا لنَبيه وحباها بمضاعفة الْحَسَنَات وَكَذَا يُقَال فِي الصَّلَاة (الْبَزَّار عَن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد حسن //
(رَمَضَان شهر مبارك تفتح فِيهِ أَبْوَاب الْجنَّة) أَي أَبْوَاب أَسبَاب دُخُولهَا مجَاز عَن نزُول الرَّحْمَة وَعُمُوم الْمَغْفِرَة (وتغلق فِيهِ أَبْوَاب السعير) بِالْمَعْنَى الْمُقَرّر (وتصفد فِيهِ الشَّيَاطِين) تشد وتربط بالإصفاد وَالْمرَاد قهرها بِكَسْر الشَّهْوَة النفسية فِي الْجُوع أَو المُرَاد الْحَقِيقَة (وينادى منادٍ) أَي ملك يعْنى يلقى فِي قلب من يرد الله بِهِ خيرا وَيحْتَمل الْحَقِيقَة (كل ليله يَا باغي الْخَيْر هَلُمَّ) أَي يَا طَالبه أقبل (وَيَا باغى الشَّرّ أقصر) فَهَذَا زمن التَّوْبَة وَالْعَمَل الصَّالح (حم هَب عَن رجل) صَحَابِيّ // بِإِسْنَاد حسن //
(رَمَضَان بِالْمَدِينَةِ) النَّبَوِيَّة أَي صَوْمه (خير من) صَوْم (ألف رَمَضَان فِيمَا سواهَا من الْبلدَانِ) أَي الا مَكَّة (وجمعة) أَي وَصَلَاة جُمُعَة (بِالْمَدِينَةِ خير من) صَلَاة (ألف جُمُعَة فِيمَا سواهَا من الْبلدَانِ) أَي الا مَكَّة بِمَعْنى أَن(2/36)
ثَوَاب الْوَاحِد أَكثر من ثَوَاب الْألف (طب والضياء) الْمَقْدِسِي (عَن بِلَال بن الْحَرْث المزنى) بِضَم الْمِيم وَفتح الزَّاي نِسْبَة إِلَى مزينة الْقَبِيلَة الْمَعْرُوفَة قَالَ الذَّهَبِيّ // إِسْنَاده مظلم //
(رميا بنى إِسْمَعِيل) أَي ارموا رمياً يَا بني إِسْمَعِيل وَالْخطاب للْعَرَب (فَإِن أَبَاكُم) اسمعيل بن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل (كَانَ رامياً) فِيهِ فضل الرمى والمناضلة والاعتناء بذلك تمريناً على الْجِهَاد (حم هـ ك عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ مر النَّبِي بِنَفر يرْمونَ فَذكره (رهان الْخَيل طلق) أَي حَبسهَا على الْمُسَابقَة عَلَيْهَا جَائِز (سموية والضياء) فِي المختارة (عَن رِفَاعَة بن رَافع) بن مَالك الزرقى البدرى
(رواح الْجُمُعَة) أَي الذّهاب إِلَى مَحل إِقَامَتهَا لتفعل (وَاجِب على كل محتلم) أَي بَالغ عَاقل إِذا كَانَ ذكرا حرا مُقيما غير مَعْذُور (ن عَن حَفْصَة) بنت عمر أم الْمُؤمنِينَ
(روحو الْقُلُوب سَاعَة فساعة) أَي أريحوها بعض الْأَوْقَات من مكابدة الْعِبَادَة بمباح لَا عِقَاب وَلَا ثَوَاب فِيهِ لِئَلَّا تمل (أَبُو بكر بن المقرى فِي فَوَائده) الحديثية (والقضاعى) فِي شهابه (عَنهُ) أَي عَن أبي بكر الْمَذْكُور (عَن أنس) ابْن مَالك (د فِي مراسيله عَن ابْن شهَاب) يعْنى الزهرى (مُرْسلا) وَيشْهد لَهُ مَا فِي مُسلم يَا حَنْظَلَة سَاعَة وَسَاعَة
(رياض الْجنَّة الْمَسَاجِد) أَي فالزموا الْجُلُوس فِيهَا للتعبد (أَبُو الشَّيْخ فِي) كتاب (الثَّوَاب عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(ريح الْجنَّة يُوجد من مسيرَة خَمْسمِائَة عَام وَلَا يجدهَا) يعْنى وَلَا يجد رِيحهَا (من طلب الدُّنْيَا بِعَمَل الْآخِرَة) كَأَن أظهر التَّعَبُّد وَلبس الصُّوف ليتوهم النَّاس صَلَاحه فَيعْطى (فر عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(ريح الْجنُوب) بِفَتْح فضم (من الْجنَّة) وَهِي الرّيح اليمانية (وَهِي الرّيح اللواقح الَّتِي ذكر الله فِي كِتَابه) الْقُرْآن (فِيهَا مَنَافِع للنَّاس وَالشمَال) كسلام ويهمز (من النَّار تخرج فتمر بِالْجنَّةِ فيصيبها نفحة) بِفَتْح النُّون (مِنْهَا فبردها من ذَلِك) وَهِي تهب من جِهَة القطب حارة فِي الصَّيف (ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب السَّحَاب وَابْن جرير) الطَّبَرِيّ فِي التَّهْذِيب (وَأَبُو الشَّيْخ) الْأَصْبَهَانِيّ (فِي) كتاب (العظمة وَابْن مردوية) فِي تَفْسِيره (عَن أبي هُرَيْرَة) // بأسانيد ضَعِيفَة // لَكِن بَعْضهَا يقوى بَعْضًا
(ريح الْوَلَد من ريح الْجنَّة) يحْتَمل أَنه فِي وَلَده فَقَط فَاطِمَة وأبناها وَأَن المُرَاد ولد كل مُؤمن لِأَنَّهُ تَعَالَى خلق آدم فِي الْجنَّة وغشى حَوَّاء فِيهَا وَولد لَهُ فريح الْجنَّة يسرى إِلَى الْمَوْلُود من ذَلِك (طس عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الراحمون) لمن فِي الأَرْض من آدَمِيّ وحيوان مُحْتَرم بِنَحْوِ شَفَقَة وإحسان ومواساة (يرحمهم الرَّحْمَن) وَفِي رِوَايَة الرَّحِيم (تبَارك وَتَعَالَى) أَي يحسن إِلَيْهِم ويتفضل عَلَيْهِم فإطلاق الرَّحْمَة عَلَيْهِ بِاعْتِبَار لازمها وغايتها (ارحموا من فِي الأَرْض) أَي من يمكنكم رَحمته من الْخلق برحمتكم المتجددة الْحَادِثَة (يَرْحَمكُمْ من فِي السَّمَاء) أَي من رَحمته عَامَّة لأهل السَّمَاء الَّذين هم أَكْثرُوا وَأعظم من أهل الأَرْض (حم د ت ك عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ قَالَ ت // حسن صَحِيح // (زَاد حم ت ك وَالرحم شجنة) بِالْكَسْرِ وَالضَّم (من الرَّحْمَن) أَي مُشْتَقَّة من اسْمه يعْنى قرَابَة مشتبكة كاشتباك الْعُرُوق (فَمن وَصلهَا وَصله الله وَمن قطعهَا قطعه الله) أَي قطع عَنهُ إحسانه وأنعامه وَهَذَا يحْتَمل الدُّعَاء وَيحْتَمل الْخَبَر
(الراشي والمرتشي) آخذ الرِّشْوَة ومعطيها (فِي النَّار) أَي يستحقان دُخُول جَهَنَّم إِذا اسْتَويَا فِي الْقَصْد فرشاً الْمُعْطى لينال بَاطِلا فَلَو أعْطى للتوصل لحق أَو دفع بَاطِل فَلَا حرج (طص عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(الرَّاكِب شَيْطَان) يعْنى أَن الشَّيْطَان يطْمع فِي الْوَاحِد كَمَا يطْمع فِيهِ اللص والسبع فَإِذا خرج(2/37)
وَحده تعرض لَهُ فَكَأَنَّهُ شَيْطَان (والراكبان شيطانان) لِأَنَّهُمَا كَذَلِك (وَالثَّلَاثَة ركب) لزوَال الوحشة وَانْقِطَاع الأطماع عَنْهُم وَالْقَصْد الْإِرْشَاد إِلَى عدم الإنفراد وَلَيْسَ بِحرَام (حم د ت ك عَن ابْن عَمْرو) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(الرَّاكِب) ليشيع (يسير خلف الْجِنَازَة) أَي الْأَفْضَل فِي حَقه ذَلِك (والماشي يمشي خلفهَا وأمامها وَعَن يَمِينهَا وَعَن يسارها قَرِيبا مِنْهَا) أَخذ بِهِ ابْن جرير وَقَالَ الشَّافِعِيَّة الْأَفْضَل لمشيعها كَونه أَمَامه مُطلقًا وَعَكسه الْحَنَفِيَّة (والسقط يصلى عَلَيْهِ) إِذا اسْتهلّ أَو تيقنت حَيَاته (ويدعى لوَالِديهِ بالمغفرة وَالرَّحْمَة) أَي فِي حَال الصَّلَاة عَلَيْهِ (حم د ت ك عَن الْمُغيرَة) بن شُعْبَة // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(الرُّؤْيَا) بِالْقصرِ مصدر كالبشرى مُخْتَصَّة غَالِبا بمحبوب يرى مناماً (الصَّالِحَة) أَي الصَّحِيحَة وَهِي مَا فِيهِ بِشَارَة أَو تَنْبِيه على غَفلَة (من الله والحلم) بِضَمَّتَيْنِ أَو بِضَم فَسُكُون وَهِي غير الصَّالِحَة (من الشَّيْطَان) أَي من وسوسته فَهُوَ الَّذِي يرى ذَلِك للْإنْسَان ليحزنه وَحِينَئِذٍ يسوء ظَنّه بربه (فَإِذا رأى أحدكُم شيأ يكرههُ فلينفث) بِضَم الْفَاء وتكسر (حِين يَسْتَيْقِظ عَن يسَاره ثَلَاثًا) كَرَاهَة للرؤيا وتحقيراً للشَّيْطَان وَخص الْيَسَار لِأَنَّهَا مَحل القذر (والتعوذ بِاللَّه من شَرها) أَي الرُّؤْيَا (فَإِنَّهَا) إِذا نفث وتعوذ (لَا تضره) وَصِيغَة التَّعَوُّذ هُنَا أعوذ بِمَا عاذت بِهِ مَلَائِكَة الله وَرُسُله من شَرّ رُؤْيَايَ هَذِه أَن يُصِيبنِي مِنْهَا مَا أكره فِي ديني أَو دنياي (ق د ت عَن أبي قَتَادَة) الْأنْصَارِيّ
(الرُّؤْيَا الصَّالِحَة) وصفت بالصلاح لتحققها وظهورها على وفْق المرئى (من الله والرؤيا السوء من الشَّيْطَان) ليتلعب بالإنسان ويحزنه ويكيده (فَمن رأى رُؤْيا نكره مِنْهَا شيأ فلينفث عَن يسَاره وليتعوذ بِاللَّه من الشَّيْطَان فَإِنَّهَا لَا تضره) جعل هَذَا سَببا لسلامته من مَكْرُوه يَتَرَتَّب عَلَيْهَا كَمَا جعل الصَّدَقَة دافعة للبلاء (وَلَا يخبر بهَا أحدا) فقد يُفَسِّرهَا بمكروه بِظَاهِر صورتهَا وَيكون ذَلِك مُحْتملا فَيَقَع بِتَقْدِير الله (فَإِن رأى رُؤْيا حَسَنَة فليبشر) بِضَم الْمُثَنَّاة وَسُكُون الْمُوَحدَة من الْبشَارَة وروى بِفَتْح الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة وَسُكُون النُّون من النشر وَهُوَ الإشاعة وَقيل مصحف (وَلَا يخبر بهَا إِلَّا من يحب) لِأَنَّهُ لَا يَأْمَن مِمَّن لَا يُحِبهُ أَن يعبره على غير وَجهه حسداً أَو بغضالاً تقصص رُؤْيَاك على إخْوَتك (م عَن أبي قَتَادَة
الرُّؤْيَا ثَلَاث فبشرى من الله) يأتى بهَا الْملك من أم الْكتاب (وَحَدِيث النَّفس) وَهُوَ مَا كَانَ فِي الْيَقَظَة يكون فِي مُهِمّ فَيرى مَا يتَعَلَّق بِهِ فِي النّوم وَهَذَا لَا يعبر كاللاحقة الْمَذْكُورَة بقوله (وتخويف من الشَّيْطَان) بِأَن يرى مَا يحزنهُ (فَإِذا رأى أحدكُم رُؤْيا تعجبه فليقصها أَن شَاءَ وَأَن رأى شيأ يكرههُ فَلَا يقصه على أحد وليقم فَليصل) مَا تيَسّر زَاد فِي رِوَايَة وليستعذ بِاللَّه فَإِنَّهَا لَا تضره (وأكره الغل) أَي رُؤْيا الغل بِأَن يرى نَفسه مغلولاً فِي النّوم لِأَنَّهُ إِشَارَة إِلَى تحمل دين أَو مظالم أَو كَونه مَحْكُومًا عَلَيْهِ (وَأحب الْقَيْد) يرَاهُ الْإِنْسَان فِي رجلَيْهِ (الْقَيْد ثبات فِي الدّين) أَي يدل على ذَلِك وَهُوَ كف عَن الْمعاصِي وَالشَّر وَالْبَاطِل (ت هـ عَن أبي هُرَيْرَة) وَرَوَاهُ عَنهُ أَحْمد أَيْضا
(الرُّؤْيَا على رجل طَائِر) أَي كشيء مُعَلّق بِرجلِهِ لَا اسْتِقْرَار لَهَا (مَا لم تعبر) أَي تفسر (فَإِذا عبرت وَقعت) أَي يلْحق الرَّائِي والمرئي لَهُ حكمهَا يُرِيد أَنَّهَا سريعة السُّقُوط إِذا عبرت (وَلَا تقصها إِلَّا على وادٍ) بشد الدَّال أَي محب لِأَنَّهُ لَا يُفَسِّرهَا بِمَا تكرههُ (أَو ذى رأى) أَي صَاحب علم بالتعبير فَإِنَّهُ يُخْبِرك بِحَقِيقَة حَالهَا (ده عَن أبي رزين) وَرَوَاهُ عَنهُ أَيْضا التِّرْمِذِيّ
(الرُّؤْيَا ثَلَاثَة مِنْهَا تهاويل من الشَّيْطَان ليحزن ابْن آدم) وَلَا حَقِيقَة(2/38)
لَهَا فِي نفس الْأَمر (وَمِنْهَا مَا يهم بِهِ الرجل) يعْنى الْإِنْسَان (فِي يقظته فيراه فِي نَومه) لتَعلق حواسه بِهِ (وَمِنْهَا جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جزأ من النُّبُوَّة) أَي جُزْء من أَجزَاء علم النُّبُوَّة والنبوة غير بَاقِيَة وَعلمهَا باقٍ وَهَذَا هُوَ الَّذِي يؤول وَيظْهر أَثَره (هـ عَن عَوْف بن مَالك
الرُّؤْيَا الصَّالِحَة جُزْء من سِتَّة وَأَرْبَعين جزأ من النُّبُوَّة) فَإِن قيل إِذا كَانَت جزأ مِنْهَا فَكيف كَانَ للْكَافِرِ مِنْهَا نصيب قُلْنَا هِيَ وَإِن كَانَت جزأ من النُّبُوَّة فَلَيْسَتْ بانفرادها نبوة فَلَا يمْتَنع أَن يَرَاهَا الْكَافِر كالمؤمن الْفَاسِق (خَ عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ (م عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ (د عَن أبي هُرَيْرَة) مَعًا (حم هـ عَن أبي رزين) الْعقيلِيّ (طب عَن ابْن مَسْعُود) // بأسانيد صَحِيحَة // وَإِشَارَة بتعداد مخرجيه إِلَى تواتره
(الرُّؤْيَا الصَّالِحَة جُزْء من سبعين جزأ من النُّبُوَّة) مجَازًا لَا حَقِيقَة لِأَن النُّبُوَّة انْقَطَعت بِمَوْتِهِ وجزء النُّبُوَّة لَا يكون نبوة (حم هـ عَن ابْن عمر) بن الْخطاب (حم عَن ابْن عَبَّاس) وَرِجَاله رجال // الصَّحِيح //
(الرُّؤْيَا الصَّالِحَة جُزْء من خَمْسَة وَعشْرين جزأ من النُّبُوَّة) اخْتِلَاف الْعدَد يرجع إِلَى اخْتِلَاف دَرَجَات الرُّؤْيَا والرائى فَلَا تعَارض (ابْن النجار عَن ابْن عمر
الرُّؤْيَا سنة) أَي سِتَّة اضْرِب أَو أَنْوَاع أَو أَقسَام (الْمَرْأَة خير) أَي رُؤْيا الْمَرْأَة فِي النّوم خير (وَالْبَعِير حَرْب) أَي يدل على وُقُوعه (وَاللَّبن فطْرَة) أَي يدل على الْعلم وَالسّنة وَالْقُرْآن لِأَنَّهُ أول شَيْء يَنَالهُ الْمَوْلُود من الدُّنْيَا وَبِه حَيَاته كَمَا أَن بِالْعلمِ حَيَاة الْقُلُوب (والخضرة جنَّة والسفينة نجاة وَالتَّمْر رزق) أَي هَذِه الْمَذْكُورَات تؤذن بِحُصُول مَا ذكر (ع فِي مُعْجَمه عَن رجل من الصَّحَابَة) من أهل الشَّام
(الرِّبَا سَبْعُونَ بَابا) أَي سَبْعُونَ وَجها أَو نوعا (والشرك مثل ذَلِك) لِأَن من طفف فِي مِيزَانه فتطفيفه رَبًّا بِوَجْه مَا فَلذَلِك تعدّدت أبوابه (الْبَزَّار عَن ابْن مَسْعُود الرِّبَا ثَلَاثَة وَسَبْعُونَ بَابا) الْمَشْهُور أَن الرِّبَا فِي هَذَا وَمَا قبله بِالْمُوَحَّدَةِ وصحف من جعله بِالْمُثَنَّاةِ لَكِن اقترانه بالشرك فِيمَا قبله يدل على أَنه بمثناة (هـ عَن ابْن مَسْعُود) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(الرِّبَا ثَلَاثَة وَسَبْعُونَ بَاب أيسرها مثل أَن ينْكح الرجل أمه) هَذَا زجر وتخويف لِأَن الْعَرَب كَانُوا قد تظاهروا عَلَيْهِ وشق عَلَيْهِم تَحْرِيمه (وَأَن أربى الرِّبَا عرض الرجل الْمُسلم) من الوقيعة فِيهِ واستغابته لِأَن فَاعله حاول محاربة الشَّارِع بِفِعْلِهِ حَيْثُ قَالَ فأذنوا بِحَرب من الله وَرَسُوله (ك عَن ابْن مَسْعُود) // وَإِسْنَاده صَحِيح //
(الرِّبَا وان كثر فَإِن عاقبته تصير إِلَى قل) بِالضَّمِّ الْقلَّة كالذل والذلة أَي وَإِن كَانَ زِيَادَة فِي المَال عَاجلا يؤل إِلَى نقص ومحق عَاجلا (ك عَن ابْن مَسْعُود) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(الرِّبَا إثنان وَسَبْعُونَ بَاب أدناها مثل إتْيَان الرجل أمه وَإِن أربى الرِّبَا استطالة الرجل فِي عرض أَخِيه) فِي الدّين أَي استحقاره والترفع عَلَيْهِ والوقيعة فِيهِ (طس عَن الْبَراء) بن عَازِب // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(الرِّبَا سَبْعُونَ حوباً) بِفَتْح الْمُهْملَة وتضم أَي ضربا من الْإِثْم فَقَوله الرِّبَا أَي اسْم الرِّبَا فلابد من هَذَا التَّقْدِير ليطابق قَوْله (أيسرها) مثل (أَن ينْكح الرجل أمه) وَفِيه وَمَا قبله أَن الرِّبَا من أعظم الْكَبَائِر قَالَ بَعضهم وَهُوَ عَلامَة على سوء الخاتمة (هـ عَن أبي هُرَيْرَة) بِإِسْنَاد مُخْتَلف فِيهِ
(الربوة) بِتَثْلِيث الرَّاء (الرملة) أَي هِيَ رَملَة يعْنى قَوْله تَعَالَى وآويناهما إِلَى ربوة هِيَ رَملَة بَيت الْمُقَدّس وَقيل دمشق وَقيل مصر (ابْن جرير) الطَّبَرِيّ (وَابْن أبي حَاتِم) عبد الرَّحْمَن (وَابْن مردوية) فِي التَّفْسِير (عَن مرّة) بِضَم الْمِيم ابْن كَعْب وَقيل كَعْب بن مرّة السلمى (البهزى)
(الرجل) بِكَسْر الرَّاء وَسُكُون الْجِيم (جَبَّار) بِالضَّمِّ وَالتَّخْفِيف أَي مَا أَصَابَته الدَّابَّة برجلها(2/39)
كَأَن رمحت شيأ فَهُوَ جَبَّار أَي هدر لَا يلْزم صَاحبهَا وَبِه أَخذ الْحَنَفِيَّة (د عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَادِهِ ضَعِيف //
(الرجل الصَّالح يَأْتِي بالْخبر الصَّالح وَالرجل السوء يَأْتِي بالْخبر السوء) أَي الْإِنْسَان الصَّالح دأبه نقل الْأَخْبَار الصَّالِحَة وَالسوء شَأْنه نقل الْأَخْبَار الضارة وَالَّذِي فِي الْحِلْية يحب الْخَبَر السوء بدل يَأْتِي (حل وَابْن عَسَاكِر عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الرجل أَحَق بصدر دَابَّته) من غَيره إِلَّا أَن يَجْعَل ذَلِك لغيره كَمَا فِي رِوَايَة (وأحق بمجلسه) كَذَلِك (إِذا رَجَعَ) أَي إِذا قَامَ لحَاجَة عَازِمًا على الْعود ثمَّ عَاد إِلَيْهِ وَذَلِكَ فِي نَحْو الْمَسْجِد (حم عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(الرجل أَحَق بصدر دَابَّته وبصدر فرَاشه وَأَن يؤم فِي رَحْله) وَفِي رِوَايَة فِي بَيته فالساكن بِحَق أَحَق من غَيره بِالْإِمَامَةِ لَكِن يسْتَثْنى السُّلْطَان أَن حضر فَهُوَ أولى (الدَّارمِيّ) وَالْبَزَّار (هق عَن عبد الله بن الحنظلية) بِإِسْنَاد كَمَا قَالَ الْبَيْهَقِيّ // ضَعِيف // وَوهم الْمُؤلف حَيْثُ صَححهُ
(الرجل أَحَق بصدر دَابَّته وَصدر فرَاشه وَالصَّلَاة فِي منزله) الَّذِي هُوَ ساكنه بِحَق وَلَو بِأُجْرَة (أَلا) أَن يكون (إِمَامًا يجمع النَّاس عَلَيْهِ) فَإِنَّهُ إِذا حضر يكون أَحَق من غَيره مُطلقًا (طب عَن فَاطِمَة الزهراء) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(لرجل أَحَق بمجلسه) الَّذِي اعْتَادَ الْجُلُوس فِيهِ من نَحْو الْمَسْجِد لنَحْو صَلَاة أَو إقراء أَو إِفْتَاء (وَأَن خرج لِحَاجَتِهِ ثمَّ عَاد فَهُوَ أَحَق بمجلسه) حَيْثُ فَارقه ليعود فَيحرم على غَيره إزعاجه وَالْجُلُوس فِيهِ بِغَيْر إِذْنه (ت عَن وهب بن حُذَيْفَة) وَقَالَ // صَحِيح غَرِيب //
(الرجل أَحَق بهبته مَا لم يثب مِنْهَا) أَي يعوض عَنْهَا ويعارضه الْخَبَر الصَّحِيح الْعَائِد فِي هِبته كالعائد فِي هيئه وَمذهب الشَّافِعِي أَنه لَو وهب وَلم يذكر ثَوابًا لم يرجع إِلَّا الأَصْل فِيمَا وهبه لفرعه (هـ عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الرجل) يعْنى الْإِنْسَان (على دين خَلِيله) أَي على عَادَة صَاحبه وطريقته وَسيرَته (فَلْينْظر) أَي يتَأَمَّل ويتدبر (أحدكُم من يخالل) فَمن رضى دينه وخلقه خالله وَمن لَا تجنبه فَإِن الطباع سراقَة (دت عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد حسن //
(الرَّجْم كَفَّارَة لما صنعت) أَصله أَنه أَمر برجم امْرَأَة فرحمت فجِئ إِلَيْهِ فَقيل رجمنا الخبيثة فَذكره أَي فَلَا تُوصَف بالخبث (ن والضياء عَن الشريد بن سُوَيْد
الرَّحِم (أَي الْقَرَابَة (شجنة) بالحركات الثَّلَاث لأوله المعجم قرَابَة مشتبكة متداخلة كاشتباك الْعُرُوق (معلقَة بالعرش) وَلَا اسْتِحَالَة فِي تجسدها بِحَيْثُ تعقل وتنطق وَالله على كل شَيْء قدير وَقيل هُوَ اسْتِعَارَة وَإِشَارَة إِلَى عظم شَأْنهَا (حم طب عَن ابْن عَمْرو) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(الرَّحْمَة معلقَة بالعرش) أَي متمسكة بِهِ آخذة بقائمة من قوائمه (تَقول) بِلِسَان الْحَال وَلَا مَانع من الْمقَال إِذا الْقُدْرَة صَالِحَة (من وصلني وَصله الله وَمن قطعني قطعه الله) أَي قطع عَنهُ عنايته وَذَا دُعَاء أَو خبر (م عَن عَائِشَة) بل اتفقَا عَلَيْهِ
(الرَّحِم شجنة من الرَّحْمَن) أَي اشتق اسْمهَا من اسْم الرَّحْمَن (قَالَ الله من وصلك) بِالْكَسْرِ خطابا للرحم (وصلته) أَي رَحمته (وَمن قَطعك قطته) أَي أَعرَضت عَنهُ لإعراضه عَمَّا أَمر بِهِ من اعتنائه برحمته (خَ عَن أبي هُرَيْرَة عَن عَائِشَة
الرَّحْمَة عِنْد الله مائَة جُزْء فقسم بَين الْخَلَائق جزأ) وَاحِد فِي الدُّنْيَا (وَأخر تسعا وتسعير إِلَى يَوْم الْقِيَامَة) حَتَّى أَن إِبْلِيس ليتطاول ذَلِك الْيَوْم رَجَاء للرحمة (الْبَزَّار عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(الرَّحْمَن تنزل) حَال الصَّلَاة (على الإِمَام) أَي على إِمَام الصَّلَاة (ثمَّ) تنزل (على من على يَمِينه) من الصُّفُوف (الأول فَالْأول) وَلِهَذَا كَانَ الَّذِي على الميمنة أفضل (أَبُو الشَّيْخ فِي الثَّوَاب عَن أبي هُرَيْرَة(2/40)
(الرزق إِلَى بَيت فِيهِ السخاء) الْجُود وَالْكَرم (أسْرع من الشَّفْرَة) بِفَتْح فَسُكُون السكين الْعَظِيمَة (إِلَى سَنَام الْبَعِير) أَي هُوَ سريع إِلَيْهِ جدا وَفِي إفهامه أَن الْبَيْت الَّذِي فِيهِ الْبُخْل يقل رزقه (ابْن عَسَاكِر عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ // وَإِسْنَاده ضَعِيف //
(الرزق أَشد طَالبا للْعَبد) أَي الْإِنْسَان (من أَجله) لِأَنَّهُ تَعَالَى وعد بِهِ بل ضمنه ووعده لَا يتَخَلَّف وضمانه لَا يتَأَخَّر (القضاعى) وَأَبُو نعيم (عَن أبي الدَّرْدَاء) مَرْفُوعا وموقوفاً وَالْمَوْقُوف أصح
(الرَّضَاع يُغير الطباع) أَي يُغير الصَّبِي عَن لُحُوقه بطبع وَالِديهِ إِلَى طبع مرضعته لصغره ولطف مزاجه وَمرَاده حث الْأَبَوَيْنِ على تحري مُرْضِعَة طَاهِرَة العنصر (الْقُضَاعِي) والديلمي (عَن ابْن عَبَّاس) وَهُوَ // حَدِيث مُنكر //
(الرضَاعَة) بِفَتْح الرَّاء اسْم بِمَعْنى الْإِرْضَاع (تحرم) بِشدَّة الرَّاء الْمَكْسُورَة (مَا تحرم الْولادَة) أَي مثل مَا تحرمه وتبيح مثل مَا تبيحه إِجْمَاعًا فِيمَا يتَعَلَّق بِتَحْرِيم التناكح وتوابعه (مَالك ق ت عَن عَائِشَة
الرَّعْد ملك من مَلَائِكَة الله مُوكل بالسحاب) يَسُوقهُ كَمَا يَسُوق الْحَادِي أبله (مَعَه مخاريق من نَار) جمع مِخْرَاق أَصله ثوب يلف وَيضْرب بِهِ الْأَطْفَال بَعضهم بَعْضًا (يَسُوق بهَا السَّحَاب حَيْثُ شَاءَ الله) قَالَه للْيَهُود حِين سَأَلُوهُ عَن الرَّعْد (ت عَن ابْن عَبَّاس
الرَّفَث) الْمَذْكُور فِي قَوْله تَعَالَى فَلَا رفث وَلَا فسوق وَلَا جِدَال فِي الْحَج (الإعرابة) بِالْكَسْرِ أَي النِّكَاح وقبيح الْكَلَام (والتعريض للنِّسَاء بِالْجِمَاعِ والفسوق المعاصى كلهَا والجدال جِدَال الرجل صَاحبه) المُرَاد الْجِدَال ليحق بَاطِلا أَو يبطل حَقًا (طب عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(الرِّفْق) بِالْكَسْرِ أَي الإستعانة على الْأُمُور بالتلطف (رَأس الْحِكْمَة) فَإِن بِهِ تنتظم الْأُمُور وَيصْلح حَال الْجُمْهُور (الْقُضَاعِي عَن جرير) بن عبد الله // بِإِسْنَاد حسن //
(الرِّفْق فِي الْمَعيشَة) هِيَ مَا يعاش بِهِ من أَسبَاب الْعَيْش كالزراعة والرفق فِيهَا الاقتصاد فِي النَّفَقَة بِقدر ذَات الْيَد (خير من بعض التِّجَارَة) وَفِي رِوَايَة خير من كثير من التِّجَارَة (قطّ فِي الْأَفْرَاد والإسماعيلي فِي مُعْجَمه طس هَب عَن جَابر) // بِإِسْنَاد حسن //
(الرِّفْق) يحصل (بِهِ الزِّيَادَة) أَي النمو (وَالْبركَة وَمن يحرم الرِّفْق يحرم الْخَيْر) زَاد فِي رِوَايَة كُله (طب عَن جرير) بن عبد الله
(الرِّفْق يمن) أَي بركَة (والخرق) بِضَم أَو فتح فَسُكُون (شُؤْم) بِسُكُون الْهمزَة الْحق وَأَن لَا يحسن الرجل التَّصَرُّف فِي الْأُمُور (شُؤْم) أَي محق للبركة وَسُوء عَاقِبَة (طس عَن ابْن مَسْعُود) وَضَعفه الْمُنْذِرِيّ
(الرِّفْق يمن والخرق شُؤْم وَإِذا أَرَادَ الله بِأَهْل بَيت خيرا أَدخل عَلَيْهِم بَاب الرِّفْق فَإِن الرِّفْق لم يكن فِي شَيْء قطّ إِلَّا زانه وَإِن الْخرق لم يكن فِي شَيْء قطّ الإشانه) أَي عابه ومحق بركته وَلذَلِك كثر ثَنَاء الشَّارِع فِي جَانب الرِّفْق دون الْخرق والعنف (وَالْحيَاء من الْإِيمَان وَالْإِيمَان فِي الْجنَّة وَلَو كَانَ الْحيَاء رجلا لَكَانَ رجلا صَالحا وَأَن الْفُحْش) الْعدوان فِي الْجَواب وَنَحْوه (من الْفُجُور) بِالضَّمِّ وَهُوَ الانبعاث فِي الْمعاصِي (وَأَن الْفُجُور) بِالْفَتْح أَي الْكثير الْفُجُور (فِي النَّار) أَي جَزَاؤُهُ ادخاله إِيَّاهَا أَن لم يُدْرِكهُ الْعَفو (وَلَو كَانَ الْفُحْش رجلا لَكَانَ رجلا سوأ) بِالضَّمِّ أَي قبيحاً غير حسن (وَأَن الله لم يخنقني فحاشاً هَب عَن عَائِشَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الرقبى) بِضَم الرَّاء وَفتح الْمُوَحدَة فعلى (جَائِزَة) هِيَ أَن تَقول جعلت لَك هَذِه الدَّار فَإِن مت قبلي عَادَتْ إِلَيّ وَإِن مت قبلك فلك من المراقبة لِأَن كل يرقب موت صَاحبه وَقد جعلهَا بَعضهم تَمْلِيكًا وَبَعْضهمْ عَارِية (ن عَن زيد بن ثَابت) // بِإِسْنَاد صَحِيح //(2/41)
(الرقوب) بِفَتْح فضم الْمَرْأَة (الَّتِي لَا يَمُوت لَهَا ولد) لَا مَا تعارفه النَّاس أَنَّهَا الَّتِي لَا يعِيش لَهَا ولد (ابْن أبي الدُّنْيَا) الْقرشِي (عَن بُرَيْدَة) قَالَ بلغ النَّبِي أَن امْرَأَة مَاتَ ابْنهَا فَجَزِعت فَقَامَ إِلَيْهَا يعز بهَا فَقَالَ بَلغنِي أَنَّك جزعت قَالَت مَالِي لَا أجزع وَأَنا رقوب لَا يعِيش لي ولد فَذكره // وَإِسْنَاده صَحِيح //
(الرقوب) كصبور (كل الرقوب الَّذِي لَهُ ولد) بِضَم فَسُكُون (فَمَاتَ وَلم يقدم مِنْهُم شيأ) فَإِن الثَّوَاب فِي من قدم مِنْهُم وَهَذَا لم يقلهُ إبطالاً لتفسيره اللّغَوِيّ بل نَقله إِلَى مَا ذكره (حم عَن رجل) شهد الْمُصْطَفى يخْطب وَيَقُول أَتَدْرُونَ مَا الرقوب قَالُوا الَّذِي لَا ولد لَهُ فَذكره وَفِي // إِسْنَاده مَجْهُول // وبقيته ثِقَات
(الرقوب الَّذِي لَا فرط لَهُ) أَي لم يقدم من أَوْلَاده أحدا أَمَامه إِلَى الْآخِرَة (تخ عَن أبي هُرَيْرَة
الرِّكَاز) بِكَسْر أَوله الذَّهَب (الَّذِي ينْبت فِي الأَرْض) // هَذَا حَدِيث مَعْلُول // وَفِي البُخَارِيّ عَن مَالك وَالشَّافِعِيّ دفن الْجَاهِلِيَّة (هق عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الرِّكَاز الذَّهَب وَالْفِضَّة الَّذِي خلقه الله فِي الأَرْض يَوْم خلقت) أَي وَلَيْسَ هُوَ بدفن أحد (هق عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الركب الَّذين مَعَهم الجلجل) بِالضَّمِّ جرس صَغِير وَالْمرَاد هُنَا مُطلق الجرس الَّذِي يعلق فِي أَعْنَاق الدَّوَابّ (لَا تصحبهم الْمَلَائِكَة) أَي مَلَائِكَة الرَّحْمَة لِأَنَّهُ يشبه الناقوس فَيكْرَه تَعْلِيقه على الدَّوَابّ تَنْزِيها (الْحَاكِم فِي الكنى عَن ابْن عمر
(الركعتان) اللَّتَان (قبل صَلَاة الْفجْر إدبار النُّجُوم والركعتان) اللَّتَان (بعد الْمغرب إدبار السُّجُود) هَذَا تَفْسِير لقَوْله تَعَالَى وَمن اللَّيْل فسبحه وإدبار السُّجُود (ك عَن ابْن عَبَّاس) وَقَالَ صَحِيح ورد عَلَيْهِ
(الرُّكْن) بِالضَّمِّ أَصله الْجَانِب القوى وَالْمرَاد هُنَا الْحجر الْأسود (وَالْمقَام) مقَام إِبْرَاهِيم الْخَلِيل (ياقوتتان من يَوَاقِيت الْجنَّة) أَي هما من ياقوتها غير الْمُتَعَارف فَإِنَّهُ نَوْعَانِ مُتَعَارَف وَغَيره فَمن بَيَانِيَّة (ك عَن أنس) وَقَالَ صَحِيح ورد عَلَيْهِ
(الرُّكْن يمَان عق عَن أبي هُرَيْرَة) وَقَالَ حَدِيث لَا يثبت
(الرمى) بِالسِّهَامِ (خير) أَي من خير (مَا لهوتم) أَي لعبتم (بِهِ) فِيهِ حل الرمى بِالسِّهَامِ واللعب بِالسِّلَاحِ تدريباً للحرب (فر عَن ابْن عمر) بِإِسْنَاد فِيهِ مُتَّهم
(الرَّهْن مركوب ومحلوب) أَي مَالِكه يركبه ويحلبه فَإِن أوجر فأجر ظَهره) لَهُ وَنَفَقَته عَلَيْهِ (دهق عَن أبي هُرَيْرَة) أعل بِالْوَقْفِ
(الرَّهْن) أَي الظّهْر الْمَرْهُون (يركب بِنَفَقَتِهِ) أَي يركب وَينْفق عَلَيْهِ وَهُوَ خبر بِمَعْنى الْأَمر لَكِن لم يتَعَيَّن فِيهِ الْمَأْمُور (وَيشْرب) بِضَم أَوله (لبن الدّرّ) بِفَتْح الْمُهْملَة وَالتَّشْدِيد أَي ذَات اللَّبن فالتركيب من إِضَافَة الشَّيْء لنَفسِهِ (إِذا كَانَ مَرْهُونا) لم يقل مَرْهُونَة بِاعْتِبَار تَأْوِيل الْحَيَوَان يعْنى للْمُرْتَهن الرّكُوب وَالشرب بِإِذن الرَّاهِن فَلَو هلك بركوبه لَا يضمن وَأخذ بِظَاهِرِهِ أَحْمد فجوز الِانْتِفَاع بِهِ بمؤنته وَإِن لم يَأْذَن مَالِكه (خَ عَن أبي هُرَيْرَة)
(الرواح يَوْم الْجُمُعَة) إِلَى صلَاتهَا (وَاجِب على كل محتلم) أَي بَالغ (وَالْغسْل) لَهَا (كالاغتسال من الْجَنَابَة) فِي كَونه وإجبار هَذَا مَحْمُول على أَنه سنة مُؤَكدَة تقرب من الْوَاجِب (طب عَن حَفْصَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الروحة الغدوة فِي سَبِيل الله أفضل من الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا) الْقَصْد بِهِ تسهيل أَمر الدُّنْيَا وتعظيم شَأْن الْجِهَاد (ق ن عَن سهل بن سعد) السَّاعِدِيّ
(الرّيح) أَي الْهَوَاء المسخر بَين السَّمَاء وَالْأَرْض (من روح الله) بِفَتْح الرَّاء أَي من رَوَائِح الله أَي الْأَشْيَاء الَّتِي تجئ من حَضرته بأَمْره (تَأتي بِالرَّحْمَةِ) لمن شَاءَ رَحمته (وَتَأْتِي بِالْعَذَابِ) لمن(2/42)
شَاءَ هلته (فَإِذا رأيتموها) هبت (فَلَا تسبوها) فَإِنَّهَا مأمورة (واسألوا الله خَيرهَا) أَي خير مَا أرْسلت بِهِ (واستعيذوا بِاللَّه من شَرها) أَي شَرّ مَا أرْسلت بِهِ وتوبوا عِنْد التضرر بهَا (خددك عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(الرّيح تبِعت عذَابا لقوم وَرَحْمَة لآخرين) أَي فِي آن وَاحِد قَالَ الْحَرَّانِي الرّيح متحرك الْهَوَاء (فر عَن عمر) بن الْخطاب // بِإِسْنَاد مُتَّفق على ضعفه //
(حرف الزَّاي)
(زادك الله) يَا أَبَا بكرَة الَّذِي أدْرك الإِمَام رَاكِعا فَتحرم وَركع قبل أَن يصل إِلَى الصَّفّ ثمَّ مَشى إِلَى الصَّفّ خوفًا من فَوت الرُّكُوع (حرصاً) على الْخَيْر (وَلَا تعد) إِلَى الِاقْتِدَاء مُنْفَردا فَإِنَّهُ مَكْرُوه أَو إِلَى الرُّكُوع دون الصَّفّ أَو إِلَى الْمَشْي إِلَى الصَّفّ فِي الصَّلَاة فَإِن الخطوة والخطوتين وَإِن لم تفسدها فَالْأولى عَدمه (حم خَ دن عَن أبي بكرَة
(زادني رَبِّي صَلَاة) على الْخمس (وَهِي الْوتر) بِكَسْر الْوَاو وتفتح (وَقتهَا مَا بَين الْعشَاء إِلَى طُلُوع الْفجْر) الصَّادِق لَا دلَالَة فِيهِ على وجوب الْوتر إِذْ لَا يلْزم كَون المزاد من جنس الْمَزِيد (حم عَن معَاذ) بن جبل // بِإِسْنَاد فِيهِ مُتَّهم //
(زار رجل أخاله فِي قَرْيَة) أَي أَرَادَ زيارته (فأرصد الله لَهُ ملكا على مدرجته) بِفَتْح الْمِيم وَالرَّاء وَالْجِيم الطَّرِيق أَي هيأ على طَرِيقه ملكا وَأَقْعَدَهُ يرقبه (فَقَالَ أَيْن تُرِيدُ قَالَ) أُرِيد (أخالي فِي هَذِه الْقرْيَة) أَي أَزورهُ (فَقَالَ هَل لَهُ عَلَيْك من نعْمَة تربها) بِفَتْح الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة وَضم الرَّاء وَشدَّة الْمُوَحدَة أَي تَملكهَا وتستوفيها أَو مَعْنَاهُ تحفظها وتراعيها كَمَا يربى الرجل وَلَده (قَالَ لَا إِلَّا أَنِّي أحبه فِي الله) أَي لَا مُوجب لزيارتي إِلَّا محبتي إِيَّاه فِي جنب رضَا الله (قَالَ فَإِنِّي رَسُول الله إِلَيْك أَن الله) كَذَا بِخَط الْمُؤلف وَفِي نسخ وَهِي رِوَايَة بِأَن فالجار وَالْمَجْرُور مُتَعَلق برَسُول (أحبك كَمَا أحببته) أَي رَحِمك ورضى عَنْك بِسَبَب ذَلِك وَفِيه فضل زِيَارَة الإخوان حَتَّى لمن لَا يزورك قَالَ ابْن مياده
(وَإِنِّي لزوار أَن لَا يزورني ... إِذا لم يكن فِي وده بمريب)
وَيَنْبَغِي للْإنْسَان أَن يعْتَذر لِأَخِيهِ إِذا قصر فِي الزِّيَارَة كَمَا قَالَه ابْن حكيمة
(فَلَا تنكر جعلت فدَاك إِنِّي ... أغبك اللِّقَاء وَفِي المزار)
(فَإِنِّي حَيْثُ كنت وَلَيْسَ ودى ... بممنوع سواك وَلَا معار)
(حم خدم عَن أبي هُرَيْرَة
زر الْقُبُور تذكر بهَا الْآخِرَة) لِأَن مُشَاهدَة الْقَبْر تذكر الْمَوْت وَمَا بعده وَفِيه عظة وَاعْتِبَار (واغسل الْمَوْتَى فَإِن معالجة جَسَد خاو) أَي فارغ من الرّوح (موعظة بليغة وصل على الْجَنَائِز لَعَلَّ ذَلِك يحزنك فَإِن الحزين فِي ظلّ الله) أَي فِي ظلّ عَرْشه (يَوْم الْقِيَامَة) يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله (يتَعَرَّض لكل خير) من ربه تَعَالَى وَفِيه ندب زِيَارَة الْقُبُور أَي للرِّجَال وتغسيل الْمَوْتَى لَكِن لَا يمس الْقَبْر وَلَا يقبله فَإِنَّهُ عَادَة النَّصَارَى (ك عَن أبي ذَر) قَالَ ك رُوَاته ثِقَات قَالَ الذَّهَبِيّ لكنه مُنكر وَفِيه انْقِطَاع
(زر) أَخَاك يَا أَبَا هُرَيْرَة (غبا تَزْدَدْ حبا) أَي زر أَخَاك وقتا بعد وَقت وَلَا تلازم زيارته كل يَوْم تَزْدَدْ عِنْده حبا وبقدر الزِّيَارَة تهون عَلَيْهِ (الْبَزَّار طس هَب عَن أبي هُرَيْرَة) ثمَّ قَالَ الْبَزَّار وَلَا نعلم فِيهِ حَدِيثا صَحِيحا (الْبَزَّار هَب عَن أبي ذَر) وَفِيه عُوَيْد الْجونِي مَتْرُوك (طب ك عَن حبيب بن مسلمة) الْمَكِّيّ (الفِهري) بِكَسْر الْفَاء وَسُكُون الْهَاء نِسْبَة إِلَى فهر بن مَالك (طب عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ(2/43)
(طس عَن ابْن عمر) بن الْخطاب (خطّ عَن عَائِشَة) قَالَ الْمُنْذِرِيّ روى من طرق كَثِيرَة وَلم أَقف لَهُ على طَرِيق صَحِيح بل لَهُ // أَسَانِيد حسان //
(زر) أَخَاك (فِي الله فَإِنَّهُ من زار) أَخَاهُ (فِي الله شيعه سَبْعُونَ ألف ملك) فِي توجهه لزيارته أَو فِي عوده إِلَى مَحَله إِكْرَاما لَهُ (حل عَن ابْن عَبَّاس)
(زَكَاة الْفطر) بِكَسْر الْفَاء لَا ضمهَا وَوهم نجم الْأَئِمَّة (فرض وَعَلِيهِ أجمع الْأَرْبَعَة لَكِن الْحَنَفِيّ يرى وُجُوبهَا لَا فرضيتها على قَاعِدَته (على كل مُسلم حر وَعبد) بِأَن يخرج عَنهُ سَيّده (ذكر وَأُنْثَى) وَلَو مُزَوّجَة عِنْد الْحَنَفِيَّة وَعند الثَّلَاثَة على زَوجهَا وَقَوله (من الْمُسلمين حَال من العَبْد وَمَا عطف عَلَيْهِ وَمَعْنَاهُ فرض على جَمِيع النَّاس من الْمُسلمين (صَاع) بِالرَّفْع خبر زَكَاة الْفطر وَهُوَ أَرْبَعَة إمداد وَالْمدّ رَطْل وَثلث بغدادي (من تمر أَو صَاع من شعير) فَهُوَ مُخَيّر بَينهمَا فَيخرج من أَيهمَا شَاءَ وَلَا يَجْزِي إِخْرَاج غَيرهمَا كَذَا قَالَ ابْن حزم لَكِن سيجئ فِي رِوَايَات ذكر أَجنَاس أخر واقتصاره هُنَا عَلَيْهِمَا لِكَوْنِهِمَا غَالب قوت الْمَدِينَة حينئذٍ (قطّ ك هق عَن ابْن عمر) قَالَ ك // صَحِيح وأقروه //
(زَكَاة الْفطر طهرة للصَّائِم من اللَّغْو والرفث) الواقعين مِنْهُ حَال صَوْمه (وطعمة للْمَسَاكِين) والفقراء (من أَدَّاهَا) أَي أخرجهَا إِلَى مستحقيها (قبل الصَّلَاة) للعيد (فَهِيَ زَكَاة مَقْبُولَة) أَي مثاب عَلَيْهَا (وَمن أَدَّاهَا بعد الصَّلَاة) صَلَاة الْعِيد (فَهِيَ صَدَقَة من الصَّدقَات) وَلَيْسَت بِزَكَاة الْفطر وَبِهَذَا أَخذ ابْن حزم فَقَالَ لَا يجوز تَأْخِيرهَا عَن الصَّلَاة وَمذهب الشَّافِعِي أَن لَهُ تَأْخِيرهَا مَا لم تغرب شمس الْعِيد (قطّ هق عَن ابْن عَبَّاس) وَغَيره.
(زَكَاة الْفطر على كل حر وَعبد) بِأَن يخرج عَنهُ سَيّده كَمَا تقرر (ذكر وَأُنْثَى) أَخذ بِظَاهِرِهِ أَبُو حنيفَة فأوجبها على الْأُنْثَى وَلَو ذَات زوج وَقَالَ الثَّلَاثَة على زَوجهَا وعَلى ولي كل (صَغِير) لم يَحْتَلِم من مَاله إِن كَانَ لَهُ مَال وَإِلَّا فعلى من عَلَيْهِ مُؤْنَته (وكبير فَقير) وجسد مَا يفضل عَن ثِيَابه وقوته وقوت ممونه لَيْلَة الْعِيد ويومه (وغنى صَاع من تمر أَو نصف صَاع من قَمح) أَخذ بِظَاهِرِهِ أَبُو حنيفَة فَقَالَ يجزى صَاع بر عَن اثْنَيْنِ وَخَالفهُ الثَّلَاثَة (هق عَن أبي هُرَيْرَة) وَفِي إِسْنَاده من لَا يحْتَج بِهِ
(زَكَاة الْفطر على الْحَاضِر والبادي) أَي سَاكن الْبَادِيَة وَبِه قَالَ الْأَئِمَّة الْأَرْبَعَة وَقَالَ الزُّهْرِيّ وَعَطَاء لَا تلْزم أهل الْبَادِيَة (هق عَن ابْن عمر) بن الْخطاب // وَإسْنَاد صَحِيح //
(زَمْزَم) بِئْر بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام سميت بِهِ لِكَثْرَة مَائِهَا أَو لزمزمة جِبْرِيل عِنْدهَا (طَعَام طعم وشفاء سقم) أَي تشبع من شرب مِنْهَا كَمَا يشْبع الطَّعَام ويشفى سقم من شرب مِنْهَا بِقصد التَّدَاوِي أَن صَحبه قُوَّة يَقِين وَكَمَال إِيمَان (ش وَالْبَزَّار عَن أبي ذَر) // وَرِجَاله رجال الصَّحِيح //
(زَمْزَم حفْنَة من جنَاح) بحاء مُهْملَة مَفْتُوحَة وَفَاء سَاكِنة وَنون مَفْتُوحَة أَي جرفة جرفها (جِبْرِيل) بخافقة جنَاحه لما أَمر بحفرها وَفِي رِوَايَة هزمة بدل حفْنَة أَي غمزة يُقَال هزم الأَرْض إِذا شقها (فر عَن عَائِشَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(زملوهم) أَي لفو الشُّهَدَاء (بدمائهم) فَلَا تغسلوها عَنْهُم (فَإِنَّهُ لَيْسَ من كلم) بِفَتْح الْكَاف وَسُكُون اللَّام جرح (يكلم) بِضَم أَوله أَي بِجرح (فِي الله) أَي فِي الْجِهَاد فِي سَبيله لإعلاء كَلمته (إِلَّا وَهُوَ يَأْتِي يَوْم الْقِيَامَة بدما) بِفَتْح الْمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة أَي يسيل مِنْهُ الدَّم (لَونه لون الدَّم وريحه ريح الْمسك) تَمَامه وَقدمُوا أَكْثَرهم قُرْآنًا وَذَا قَالَه فِي شُهَدَاء أحد (ن عَن عبد الله بن ثَعْلَبَة) العذري
(زنا الْعَينَيْنِ النّظر) يعْنى النّظر يُرِيد الزِّنَا وَلَذَّة النِّكَاح بالفرج تصل إِلَيْهِ وَلِلْحَدِيثِ تَتِمَّة (ابْن سعد) فِي طبقاته (طب) وَكَذَا أَبُو(2/44)
نعيم (عَن عَلْقَمَة بن الْحُوَيْرِث) الْغِفَارِيّ // وَإِسْنَاده حسن //
(زن وأرجح) بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْجِيم أَي أعْطه راجحاً والرجحان الْميل اعْتبر فِي الزِّيَادَة وَذَا قَالَه ولد اشْترى سَرَاوِيل وَثمّ رجل يزن بِالْأَجْرِ أَي فِي السُّوق (حم 4 ك حب عَن سُوَيْد) مُصَغرًا (ابْن قيس) الْعَبْدي قَالَ ت // حسن صَحِيح // وَقَالَ ك // صَحِيح // وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ مَوْضُوع
(زنا اللِّسَان الْكَلَام) أسْند الزِّنَا إِلَيْهِ لِأَنَّهُ يلتذ بالْكلَام الْمحرم كَمَا يلتذ الْفرج بِالزِّنَا وَيَأْثَم بِهِ وَإِن تفَاوت مِقْدَار الْإِثْم (أَبُو الشَّيْخ عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(زنى) يَا فَاطِمَة (شعر الْحُسَيْن) بعد حلقه (وتصدقي بوزنه فضَّة) وَفِي رِوَايَة للطبراني ذَهَبا أَو فضَّة (وَأعْطى الْقَابِلَة رجل الْعَقِيقَة) أَي إِحْدَى رِجْلَيْهَا يعْنى فَخذهَا فامتثلت وَفعلت وَيقدم الْحلق على الذّبْح (ك عَن عَليّ) وَقَالَ صَحِيح
(زوجوا الْأَكفاء وَتَزَوَّجُوا الْأَكفاء واختاروا لنُطَفِكُمْ) أَي لَا تضعوها إِلَّا فِي خِيَار النِّسَاء أَي بِالنِّسْبَةِ إِلَيْكُم (وَإِيَّاكُم والزنج) أَي احْذَرُوا جماعهن (فَإِنَّهُ خلق مُشَوه) فيجئ الْوَلَد مشوهاً وَالْأَمر للنَّدْب وَفِيه اعْتِبَار الْكَفَاءَة (حب فِي الضُّعَفَاء عَن عَائِشَة) وَفِيه كَذَّاب
(زوجوا أبناءكم وبناتكم) تَمَامه عِنْد مخرجه قيل يَا رَسُول الله هَذَا أَبْنَاؤُنَا نزوج فَكيف بناتنا قَالَ حلوهن الذَّهَب وَالْفِضَّة وأجيدوا لَهُنَّ الْكسْوَة وأحسنوا اليهن بالنحلة ليرغب فِيهِنَّ (فرعن ابْن عمر) بن الْخطاب // بِإِسْنَاد ضَعِيف // بل واه
(زودك الله التَّقْوَى وَغفر ذَنْبك) زَاد فِي رِوَايَة وقاك الردى (ويسرك للخير) وَفِي رِوَايَة وَيسر لَك الْخَيْر (حَيْثُمَا كنت) وَفِي رِوَايَة حَيْثُمَا تَوَجَّهت وَذَا قَالَه لمن ودعه عِنْد السّفر فَينْدب لكل مُودع أَن يَقُوله (ت ك عَن أنس) قَالَ ت غَرِيب أَي وَضَعِيف
(زودوا) ندبا (مَوْتَاكُم) أَيهَا الْمُسلمُونَ قَول (لَا إِلَه إِلَّا الله) بِأَن تلقونهم إِيَّاهَا عِنْد الْمَوْت وَيذكر غير الْوَارِث عِنْده الشَّهَادَة وَلَا يَأْمُرهُ بهَا وَلَا يلح عَلَيْهِ وَلَا يزِيد مُحَمَّد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَإِذا قَالَهَا لامحتضر لَا تُعَاد عَلَيْهِ إِلَّا أَن تكلم بغَيْرهَا ليَكُون آخر كَلَامه لَا إِلَه إِلَّا الله (ك فِي تَارِيخه عَن أبي هُرَيْرَة) وَرَوَاهُ عَنهُ الديلمي أَيْضا
(زورا الْقُبُور فَإِنَّهَا تذكركم الْآخِرَة) فزيارتها مَنْدُوبَة للرِّجَال بِهَذَا الْقَصْد وَالنَّهْي مَنْسُوخ (هـ عَن أبي هُرَيْرَة) وَله شَوَاهِد كَثِيرَة
(زوروا الْقُبُور وَلَا تَقولُوا هجراً) أَي بَاطِلا وَفِيه إِيمَاء إِلَى أَن النَّهْي إِنَّمَا كَانَ لقرب عَهدهم بالجاهلية فَرُبمَا تكلمُوا بِكَلَام الْجَاهِلِيَّة من ندب وَنَحْوه (طس عَن زيد بن ثَابت) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(زين الْحَاج أهل الْيمن) أَي هم بهجة الْحَاج ورونقه لما لَهُم من الْبَهَاء والكمال حسا وَمعنى (طب عَن ابْن عمر) // وَإِسْنَاده حسن //
(زين الصَّلَاة الْحذاء) بِالْمدِّ النَّعْل يعْنى أَن الصَّلَاة فِي النِّعَال من جملَة مكملاتها وَالْكَلَام فِي نعل تيقنت طَهَارَتهَا أَو أَرَادَ الْخفاف (ع) وَكَذَا ابْن عدي (عَن عَليّ) قَالَ الْحَافِظ الْعِرَاقِيّ هَذَا وَضعه مُحَمَّد بن الْحجَّاج
(زَينُوا الْقُرْآن بِأَصْوَاتِكُمْ) أَي زَينُوا أَصْوَاتكُم بِهِ فالزينة للصوت لَا لِلْقُرْآنِ فَهُوَ على الْقلب وَالْمرَاد زَينُوا أَصْوَاتكُم بخشية الله حَال الْقِرَاءَة (حم د ن هـ حب ك عَن الْبَراء) بن عَازِب بأسانيد صَحِيحَة (أَبُو نصر السجزى فِي) كتاب (الْإِبَانَة عَن أبي هُرَيْرَة حل عَن عَائِشَة قطّ فِي الْأَفْرَاد طب عَن ابْن عَبَّاس) وعلقه البُخَارِيّ
(زَينُوا أَصْوَاتكُم بِالْقُرْآنِ) أَي اتَّخذُوا قِرَاءَته شعاراً وزينة لأصواتكم (فَإِن الصَّوْت الْحسن يزِيد الْقُرْآن حسنا) وَفِي قِرَاءَته بِحسن الصَّوْت وجودة الْأَدَاء بعث للقلوب(2/45)
على استماعه وتدبره (ك عَن الْبَراء) وَقَالَ // صَحِيح //
(زَينُوا أعيادكم بِالتَّكْبِيرِ) فِيهَا فَإِنَّهُ زِينَة الْوَقْت وبهاؤه وبهجته وَالتَّكْبِير فِيهِ مُرْسل ومقيد كَمَا هُوَ مُبين فِي الْفُرُوع (طص عَن أنس) وَفِي نسخ عَن أبي هُرَيْرَة // بِإِسْنَاد فِيهِ ضعف يسير //
(زَينُوا الْعِيدَيْنِ بالتهليل وَالتَّكْبِير والتحميد وَالتَّقْدِيس) أَي بإكثار قَول الله أكبر الله أكبر وَللَّه الْحَمد إِلَى آخر الْمَأْثُور الْمَشْهُور زَاهِر فِي) كتاب (تحفة عيد الْفطر حل عَن أنس) بن مَالك وَرَوَاهُ عَنهُ الديلمي
(زَينُوا مجالسكم بِالصَّلَاةِ عَليّ فَإِن صَلَاتكُمْ على نور لكم يَوْم الْقِيَامَة) أَي يكون ثَوَابهَا نورا تمشون فِيهِ على الصِّرَاط (فر عَن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد فِيهِ مُتَّهم //
(زَينُوا) إرشاداً (موائدكم) جمع مائدة يُؤْكَل عَلَيْهِ (بالبقل) أَي بِوَضْع البقل الَّذِي تأكلونه مَعَ الطَّعَام عَلَيْهَا (فَإِنَّهُ مطردَة للشَّيْطَان) عَن قرْبَان الطَّعَام لَكِن (مَعَ التَّسْمِيَة) مَعَ الآكلين أَو بَعضهم فَإِنَّهَا السِّرّ الدَّافِع (حب فِي الضُّعَفَاء فر عَن أبي أُمَامَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(الزائر أَخَاهُ الْمُسلم أعظم أجرا) أَي ثَوابًا عِنْد الله (من المزور) سِيَاق الحَدِيث عِنْد مخرجه الديلمي الَّذِي عزاهُ لَهُ الْمُؤلف الزائر أَخَاهُ الْمُسلم الْآكِل من طَعَامه أعظم أجرا من المزور الْمطعم فِي الله عز وَجل (فر عَن أنس
(الزائر أَخَاهُ فِي بَيته الْآكِل من طَعَامه ارْفَعْ دَرَجَة من الْمطعم لَهُ) فِيهِ حث على زِيَارَة الإخوان والضيافة (خطّ عَن أنس) قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ لَا يَصح وَفِي الْمِيزَان // بَاطِل //
(الزَّانِي بحليلة جَاره لَا ينظر الله إِلَيْهِ يَوْم الْقِيَامَة) نظر لطف وَرَحْمَة (وَلَا يُزَكِّيه وَيَقُول لَهُ ادخل النَّار مَعَ الداخلين) وَعِيد شَدِيد يقتضى أَن الزِّنَا بحليلة الْجَار أعظم إِثْمًا من الزِّنَا بغَيْرهَا وَإِن كَانَ الزِّنَا بالأجنبية من الْكَبَائِر أَيْضا (الخرائطي فِي مَكَارِم الْأَخْلَاق فر) وَابْن أبي الدُّنْيَا (عَن عَمْرو) بن الْعَاصِ وَضَعفه الْمُنْذِرِيّ
(الزَّبَانِيَة) لفظ رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ للزبانية فَكَانَ حَقه أَن يُورد فِي حرف اللَّام (أسْرع إِلَى فسقة الْقُرَّاء) أَي أسْرع إِلَى اختطاف فسقة الْقُرَّاء من الْموقف ليدخلوهم النَّار (مِنْهُم إِلَى عَبدة الْأَوْثَان فَيَقُولُونَ) للزبانية أَو يَقُول بَعضهم لبَعض منكرين لذَلِك متعجبين مِنْهُ (يبْدَأ بِنَا قبل عَبدة الْأَوْثَان فَيُقَال لَهُم) أَي تَقول لَهُم الزَّبَانِيَة أَو غَيرهم من الْمَلَائِكَة (لَيْسَ من يعلم كمن لَا يعلم) فَإِن الذَّنب والمخالفة تعظم بِمَعْرِِفَة قدر الْمُخَالف (طب حل عَن أنس) قَالَ ابْن حبَان بَاطِل وَابْن الْجَوْزِيّ مَوْضُوع والذهبي مُنكر
(الزَّبِيب وَالتَّمْر هُوَ الْخمر) أَي هما أصل الْخمر لاعتصارها مِنْهُمَا وَالْمرَاد الْمُبَالغَة وَهُوَ بِالنِّسْبَةِ لما كَانَ حالتئذٍ بِالْمَدِينَةِ مَوْجُودا (ن عَن جَابر) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(الزبير) بن الْعَوام أحد الْعشْرَة (ابْن عَمَّتي وحوارى) أَي أنصارى (من أمتِي) وَالْمرَاد أَن لَهُ اختصاصاً بالنصرة وَزِيَادَة فِيهَا على غَيره وَإِلَّا فَكل الصحب أنصاره (حم عَن جَابر) وَرَوَاهُ الديلمي وَغَيره
(الزرقة فِي الْعين يمن) أَي بركَة يعْنى الْمَرْأَة الَّتِي عينهَا زرقاء مَظَنَّة للبركة فَينْدب تزَوجهَا (حب فِي الضُّعَفَاء عَن عَائِشَة ك فِي تَارِيخه فر عَن أبي هُرَيْرَة) بأسانيد واهية
(الزَّكَاة قنطرة الْإِسْلَام) أَي جسره الَّذِي يعبر مِنْهُ إِلَيْهِ فايتاؤها طَرِيق إِلَى التَّمَكُّن فِي الدّين لما فِيهَا من إِظْهَار عز الْإِسْلَام بِكَسْر أَنَفَة من أبي واستكبر عَن الْمُوَاسَاة (طب) وَكَذَا الْبَيْهَقِيّ فِي الشّعب وَابْن عدي (عَن أبي الدَّرْدَاء) قَالَ ابْن حجر // بِإِسْنَاد ضَعِيف // لضعف الضَّحَّاك بن حَمْزَة
(الزَّكَاة) تجب (فِي هَذِه) الْحُبُوب (الْأَرْبَعَة الْحِنْطَة وَالشعِير وَالزَّبِيب وَالتَّمْر) وَزَاد فِي رِوَايَة الذّرة (قطّ عَن عمر) فِيهِ الْعَرْزَمِي مَتْرُوك
(الزِّنَا(2/46)
يُورث الْفقر) أَي اللَّازِم والدائم لِأَن الْغنى من فضل الله وَقد أغْنى الله عَبده بِمَا أحل لَهُ من فَضله فَمن آثر الزِّنَا ذهب عَنهُ الْفضل وَإِذا ذهب الْفضل ذهب الْغَنِيّ (الْقُضَاعِي هَب عَن ابْن عمر) ابْن الْخطاب قَالَ الْمُنْذِرِيّ // ضَعِيف // والذهبي // مُنكر //
(الزنْجِي) بِفَتْح الزَّاي وتكسر (إِذا شبع زنى وَإِذا جَاع سرق) فَلَا يَنْبَغِي اقتناؤه (وَأَن فيهم) أَي الزنج بِفَتْح الزَّاي وتكسر جيل من السودَان مَعْرُوف (لسماحة ونجدة أَي شجاعة وبأساً كَمَا هُوَ مشَاهد فاتخاذهم لهَذَا الْغَرَض لَا بَأْس بِهِ بِخِلَافِهِ لنَحْو خدمَة أَو نِكَاح (عد عَن عَائِشَة) بِإِسْنَاد واهٍ بل قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ مَوْضُوع
(الزهادة فِي الدُّنْيَا) أَي ترك الرَّغْبَة فِيهَا (لَيست بِتَحْرِيم الْحَلَال) على نَفسك كَانَ لَا تَأْكُل لَحْمًا وَلَا تجامع (وَلَا إِضَاعَة المَال) بِإِخْرَاجِهِ من يَده كُله (وَلَكِن الزهادة فِي الدُّنْيَا) حَقِيقَة هِيَ (أَن لَا تكون بِمَا فِي يَديك) من المَال (أوثق مِنْك بِمَا فِي يَد الله وَأَن تكون فِي ثَوَاب الْمُصِيبَة إِذا أَنْت أصبت بهَا أَرغب مِنْك فِيهَا لَو أَنَّهَا أبقيت لَك) فَلَيْسَ الزّهْد تجنيب المَال بِالْكُلِّيَّةِ بل أَن يتساوى وجوده وفقده عنْدك وَلَا يتَعَلَّق بِهِ قَلْبك الْبَتَّةَ (ث هـ عَن أبي ذَر) قَالَ ت // غَرِيب وَقَالَ // غَيره ضَعِيف //
(الزّهْد فِي الدُّنْيَا يرِيح الْقلب وَالْبدن) وَفِي رِوَايَة الْجَسَد (وَالرَّغْبَة فِيهَا تتعب الْقلب وَالْبدن) فنفعها لَا يقي بضرها وَكَمَال الزّهْد وصفاء التَّقْوَى يصير العَبْد من الراسخين فِي الْعلم وَالدّين (طس عدهب عَن أبي هُرَيْرَة) مَوْقُوفا (هَب عَن عمر مَوْقُوفا) قَالَ الْمُنْذِرِيّ إِسْنَاده مقارب
(الزّهْد فِي الدُّنْيَا يرِيح الْقلب وَالْبدن) لِأَنَّهُ يفرغه لعمارة وقته وَجمع قلبه على مَا هُوَ بصدده وَيقطع مواد طعمه الَّتِي هِيَ أفسد الْأَشْيَاء للقلب (وَالرَّغْبَة فِي الدُّنْيَا تطيل الْهم والحزن) فالدنيا عَذَاب حَاضر تُؤَدّى إِلَى عَذَاب منتظر فَمن زهد فِيهَا استراحت نَفسه وطاب عيشه (حم فِي الزّهْد هَب عَن طَاوس) بن كيسَان الْيَمَانِيّ الْحِمْيَرِي التَّابِعِيّ الْجَلِيل (مُرْسلا) وأسنده الطَّبَرَانِيّ عَن أبي هُرَيْرَة
(الزّهْد فِي الدُّنْيَا يرِيح الْقلب وَالْبدن وَالرَّغْبَة فِيهَا تكْثر الْهم والحزن والبطالة تقسي الْقلب) أَي والشغل بِالْعبَادَة أَو باكتساب الْحَلَال للعيال يرققه وَلِهَذَا كَانَ الله يحب العَبْد المحترف كَمَا مر (تَتِمَّة) قَالَ أَبُو يزِيد مَا غلبني إِلَّا شَاب من بَلخ قَالَ لي مَا حد الزّهْد عنْدكُمْ قلت إِن وجدنَا أكلنَا وَإِن فَقدنَا صَبرنَا فَقَالَ هَكَذَا عندنَا كلاب بَلخ قلت فَمَا حَده عنْدكُمْ قَالَ إِن فَقدنَا صَبرنَا وَإِن وجدنَا آثرنا أهـ (الْقُضَاعِي عَن ابْن عَمْرو)
(حرف السِّين)
(سأحدثكم بِأُمُور النَّاس وأخلاقهم) قَالُوا حَدثنَا يَا رَسُول الله قَالَ (الرجل) يعْنى الْإِنْسَان فالرجل وصف طردي (يكون سريع الْغَضَب سريع الْفَيْء) أَي الرُّجُوع عَن الْغَضَب (فَلَا) يكون (لَهُ) فضل (وَلَا عَلَيْهِ) نقص بل يكون (كفافاً) أَي رَأْسا بِرَأْس لمقابلة سرعَة رُجُوعه الْمَحْمُود لسرعة غَضَبه المذموم فالفضيلة جبرت النقيصة (وَالرجل يكون بعيد الْغَضَب سريع الْفَيْء فَذَاك لَهُ) أَي فضل (وَلَا عَلَيْهِ) نقص (وَالرجل يقتضى) أَي يسْتَوْفى (الَّذِي لَهُ) على غَيره (وَيقْضى) الدّين (الَّذِي عَلَيْهِ) لغيره (فَذَاك) رجل (لإله) فَضِيلَة (وَلَا عَلَيْهِ) نقيصة للمقابلة الْمَذْكُورَة (وَالرجل يقتضى) الدّين (الَّذِي لَهُ) على غَيره (ويمطل) مَعَ الْغَنِيّ والتمكن من الْأَدَاء (النَّاس) بِالدّينِ (الَّذِي عَلَيْهِ فَذَاك عَلَيْهِ) إِثْم (وَلَا لَهُ) فضل فَإِن المطل كَبِيرَة والمطل التسويف بالمدين (الْبَزَّار) وَكَذَا الطَّبَرَانِيّ (عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد صَحِيح أَو حسن //
(سَأَلت رَبِّي(2/47)
أَن لَا يعذب اللاهين) البله الغافلين أَو الْأَطْفَال (من ذُرِّيَّة الْبشر) لِأَن أَعْمَالهم كاللهو واللغو من غير عقد وَلَا عزم (فأعطانيهم) يعْنى عَفا عَنْهُم لأجلي فَلَا يعذبهم (ش قطّ فِي الْأَفْرَاد والضياء) فِي المختارة (عَن أنس) وَله طرق بَعْضهَا // صَحِيح //
(سَأَلت رَبِّي أَبنَاء الْعشْرين) أَي قبُول الشَّفَاعَة فِيمَن مَاتَ (من أمتِي) على الْإِسْلَام فِي سنّ عشْرين سنة (فوهبهم لي) أَي شفعني فيهم بِأَن يخرج من شَاءَ تعذيبه من عصاتهم من النَّار (ابْن أبي الدُّنْيَا) الْقرشِي (عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(سَأَلت الله فِي أَبنَاء الْأَرْبَعين من أمتِي) أَي فِي شَأْنهمْ بِأَن يغْفر لَهُم (فَقَالَ يَا مُحَمَّد قد غفرت لَهُم فَقلت فأبناء الْخمسين قَالَ إِنِّي قد غفرت لَهُم قلت فأبناء السِّتين قَالَ قد غفرت لَهُم قلت فأبناء السّبْعين قَالَ يَا مُحَمَّد إِنِّي لأستحيى من عَبدِي أَن أعْمرهُ سبعين سنة يعبدني لَا يُشْرك بِي شيأ أَن أعذبه بالنَّار) نَار الخلود (فَأَما أَبنَاء الأحقاب) جمع حقب وَهُوَ ثَمَانُون وَقيل تسعون سنة وَلذَلِك بَينه بقوله (أَبنَاء الثَّمَانِينَ وَالتسْعين فَإِنِّي واقفهم) أَي موقفهم (يَوْم الْقِيَامَة) بَين يَدي (فَقَائِل لَهُم أدخلُوا) مَعكُمْ (من أَحْبَبْتُم الْجنَّة) المُرَاد بالمغفرة هُنَا التجاوز عَن صغائرهم لَا أَن تصير أمته كلهم مغبورين غَيره تَوْفِيقًا بَينه وَبَين مَا دلّ عَلَيْهِ الْكتاب وَالسّنة من تَعْذِيب الْفَاسِق لَكِن لَا يخلد (أَبُو لشيخ عَن عَائِشَة) وَرَوَاهُ عَنْهَا الديلمي // وَإِسْنَاده ضَعِيف //.
(سَأَلت الله أَن يَجْعَل حِسَاب أمتِي إِلَيّ) أَي أَن يُفَوض محاسبتها لي فاسترها (لِئَلَّا تفتضح عِنْد الْأُمَم) بِمَا لَهُم من كَثْرَة الذُّنُوب وَقلة الْأَعْمَال (فَأوحى الله عز وَجل إِلَيّ يَا مُحَمَّد بل أَنا أحاسبهم فَإِن كَانَ مِنْهُم زلَّة سترتها) حَتَّى (عَنْك) أَنْت (لِئَلَّا يفتضحوا عنْدك) وَهَذَا تنويه عَظِيم بكرامته على ربه (فر عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(سَأَلت رَبِّي أَن يكْتب) أَي يفْرض (على أمتِي سبْحَة الضُّحَى فَقَالَ تِلْكَ صَلَاة الْمَلَائِكَة من شَاءَ صلاهَا وَمن شَاءَ تَركهَا وَمن صلاهَا فَلَا يُصليهَا حَتَّى ترْتَفع) أَي الشَّمْس وَإِن لم يتَقَدَّم لَهَا ذكر على حد حَتَّى تَوَارَتْ بالحجاب وسبحة الضُّحَى صلَاتهَا وَفِيه ندب صَلَاة الضُّحَى وَإِن الْمَلَائِكَة يصلونَ (فر عَن عبد الله بن زيد) // بِغَيْر سَنَد //
(سَأَلت رَبِّي فِيمَا تخْتَلف فِيهِ أَصْحَابِي) أَي مَا حكمه (من بعدِي) أَي بعد موتِي (فَأوحى إِلَيّ يَا مُحَمَّد أَن أَصْحَابك عِنْدِي بِمَنْزِلَة النُّجُوم فِي السَّمَاء بَعْضهَا أَضْوَأ من بعض فَمن أَخذ بِشَيْء مِمَّا هم عَلَيْهِ من اخْتلَافهمْ (فَهُوَ عِنْدِي هدى) لأَنهم كَنَفس وَاحِدَة فِي التَّوْحِيد ونصرة الدّين وَاخْتِلَافهمْ إِنَّمَا نَشأ عَن اجْتِهَاد وَلَهُم محامل وَلذَلِك كَانَ اخْتلَافهمْ رَحْمَة كَمَا فِي حَدِيث (السجزى فِي الْإِبَانَة) عَن أصُول الدّيانَة (وَابْن عَسَاكِر عَن عمر) قَالَ ابْن الْجَوْزِيّ لَا يَصح والذهبي // بَاطِل //
(سَأَلت رَبِّي أَن لَا أَتزوّج إِلَى أحد من أمتِي وَلَا يتَزَوَّج إِلَى أحد من أمتِي إِلَّا كَانَ معي فِي الْجنَّة فَأَعْطَانِي ذَلِك) يحْتَمل شُمُوله لمن تزوج أَو زوج من ذُريَّته (طب ك عَن عبد الله بن أبي أوفى) بِفَتَحَات قَالَ ك // صَحِيح وأقروه //
(سَأَلت رَبِّي أَن لَا يدْخل أحدا من أهل بَيْتِي) فَاطِمَة وَعلي وإبناهما أَو زَوْجَاته (النَّار فَأَعْطَانِيهَا) وَفِي رِوَايَة فَأَعْطَانِي ذَلِك (أَبُو الْقَاسِم بن بَشرَان) بِكَسْر الْمُوَحدَة التَّحْتِيَّة وَسُكُون الْمُعْجَمَة (فِي أَمَالِيهِ عَن عمرَان بن حُصَيْن) تَصْغِير حسن // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(سَأَلت رَبِّي فَأَعْطَانِي أَوْلَاد الْمُشْركين) الَّذين لم يبلغُوا الْحلم (خدماً لأهل الْجنَّة وَذَلِكَ أَنهم لم يدركوا مَا أدْرك آباؤهم من الشّرك وَلِأَنَّهُم فِي الْمِيثَاق الأول) الْمَأْخُوذ على الْخلق فِي عَالم الذَّر بقوله أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى(2/48)
فهم من أهل الْجنَّة وَهَذَا مَا عَلَيْهِ الْجُمْهُور وَمَا ورد فِي بعض النُّصُوص مِمَّا يُخَالِفهُ مؤول (أَبُو الْحسن بن مِلَّة فِي أَمَالِيهِ عَن أنس) بن مَالك
(سَأَلت رَبِّي أَن لَا أزوج إِلَّا من أهل الْجنَّة وَلَا أَتزوّج إِلَّا من أهل الْجنَّة) أَي فَأَعْطَانِي ذَلِك (الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب عَن ابْن عَبَّاس) وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ عَن ابْن عمر
(سَأَلت الله الشَّفَاعَة) أَي الْإِذْن فِي الشَّفَاعَة (لأمتي) أمة الْإِجَابَة (فَقَالَ لَك سَبْعُونَ ألفا يدْخلُونَ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب وَلَا عَذَاب) قَالَ فِي المطامح لَعَلَّهُم أهل مقَام التَّفْوِيض الَّذين غلب عَلَيْهِم حَال الْخَلِيل (قلت رَبِّي زِدْنِي فَحَثَا لي بيدَيْهِ مرَّتَيْنِ وَعَن يَمِينه وَعَن شِمَاله) ضرب الْمثل بالحثيات لِأَن شَأْن الْمُعْطى إِذا استزيد أَن يحثى بيدَيْهِ بِغَيْر حِسَاب (هناد عَن أبي هُرَيْرَة) // وَإِسْنَاده جيد //
(سَأَلت جِبْرِيل أَي الْأَجَليْنِ قضى مُوسَى) لشعيب هَل هُوَ أطولهما الَّذِي هُوَ الْعشْر أَو ثَمَان (قَالَ) قضى (أكملهما وأتمهما) وَهُوَ الْعشْر (ع ك عَن ابْن عَبَّاس) قَالَ ك صَحِيح ورد بِأَن فِيهِ مَجَاهِيل
(سَأَلت جِبْرِيل هَل ترى رَبك قَالَ إِن بيني وَبَينه سبعين حِجَابا من نور لَو رَأَيْت أدناها لاحترقت) ذكر السّبْعين للتكثير لَا للتحديد لن الْحجب إِذا كَانَت أَشْيَاء حاجزة فالواحد مِنْهَا يحجب وَالله لَا يَحْجُبهُ شَيْء فالحجب عبارَة عَن الهيبة والجلال (طس عَن أنس) وَفِي إِسْنَاد مُتَّهم
(سَأَلت رَبِّي عَن هَذِه الْآيَة وَنفخ فِي الصُّور فَصعِقَ من فِي السَّمَوَات وَمن فِي الأَرْض إِلَّا من شَاءَ الله من الَّذين لم يَشَأْ الله أَن يصعقهم قَالَ هم الشُّهَدَاء ثنية الله) كَذَا بِخَط الْمُؤلف بمثلثة وَنون وتحتية (متقلدون أسيافهم حول عَرْشه) فَإِنَّهُم أَحيَاء عِنْد رَبهم يرْزقُونَ وَقيل الْمُسْتَثْنى الْحور والولدان (ع قطّ فِي الْأَفْرَاد ك وَابْن مردوية وَالْبَيْهَقِيّ فِي) كتاب (الْبَعْث) والديلمي (عَن أبي هُرَيْرَة) قَالَ ك صَحِيح وَأقرهُ الذَّهَبِيّ
(سلب الْمُؤمن كالمشرف على الهلكة) مُرَاده الْمُؤمن الْمَعْصُوم وَالْقَصْد بِهِ وَبِمَا بعده التحذير من السب (الْبَزَّار) وَكَذَا أَحْمد (عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ // بِإِسْنَاد جيد //
(سَاب الْمَوْتَى كالمشرف على الهلكة) أَرَادَ الْمَوْتَى الْمُؤمنِينَ (طب عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ
(سَابِقنَا سَابق وَمُقْتَصِدنَا نَاجٍ وَظَالِمنَا مغْفُور لَهُ) يعْنى قَوْله تَعَالَى ثمَّ أَوْرَثنَا الْكتاب الَّذين اصْطَفَيْنَا من عبادنَا الْآيَة قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ لَا يَنْبَغِي أَن يغتر بِهِ فَإِن شَرطه صِحَة التَّوْبَة انْتهى وَقَالَ ابْن عَطاء الظَّالِم الَّذِي يحب الله لأجل الدُّنْيَا والمقتصدين من يُحِبهُ لأجل العقبى وَالسَّابِق من أسقط مُرَاده لمراده وَقيل الظَّالِم من يجزع من الْبلَاء والمقتصد من يصبر عَلَيْهِ وَالسَّابِق من يتلذذ بِهِ وَقيل الظَّالِم من يعبد على الْغَفْلَة وَالْعَادَة والمقتصد من يعبد على الرَّغْبَة والرهبة وَالسَّابِق من يعبد على الهيبة والْمنَّة وَقيل وَقيل (ابْن مردوية وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْبَعْث على ابْن عمر) ابْن الْخطاب // وَهَذَا مُنكر //
(سادة السودَان) يعْنى الحبشان (أَرْبَعَة لُقْمَان الحبشي) الْحَكِيم قيل هُوَ عبد دَاوُد (وَالنَّجَاشِي) أَصْحَمَة ملك الْحَبَشَة (وبلال) الْمُؤَذّن (وَمهجع) مولى عمر بن الْخطاب (ابْن عَسَاكِر عَن عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر مُرْسلا) تَابِعِيّ جليل
(سارعوا فِي طلب الْعلم فَالْحَدِيث من صَادِق) فِي نِيَّته ثَوَابه فِي الْآخِرَة (خير من الدُّنْيَا وَمَا عَلَيْهَا من ذهب وَفِضة) قَالَ الْحسن إياك والتسويف فَإنَّك ليومك وَلست لغدك (الرَّافِعِيّ) امام الدّين (فِي تَارِيخه) تَارِيخ قزوين (عَن جَابر) بن عبد الله
(سَاعَات الْأَذَى) أَي الْأَمْرَاض والمصائب الَّتِي تعرض للْإنْسَان (يذْهبن سَاعَات الْخَطَايَا) أَي يكفرن الْخَطَايَا موازنة(2/49)
فَهَذِهِ بِهَذِهِ (ابْن أبي الدُّنْيَا) أَبُو بكر (فِي) كتاب (الْفرج) بعد الشدَّة (عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا)
(سَاعَات الْأَذَى فِي الدُّنْيَا يذْهبن سَاعَات الْأَذَى فِي الْآخِرَة) أَي مَا يعرض للْإنْسَان من المكاره يكون سَببا للنجاة من أهوال الْآخِرَة (طب عَن الْحسن) الْبَصْرِيّ (مُرْسلا فر عَن أنس) بن مَالك
(سَاعَات الْأَمْرَاض) فِي الدُّنْيَا (يذْهبن سَاعَات الْخَطَايَا) فِي الْآخِرَة (هَب عَن أبي أَيُّوب) الْأنْصَارِيّ قَالَ عَاد الْمُصْطَفى رجلا فأكب عَلَيْهِ فَسَأَلَهُ فَقَالَ مَا غمضت مُنْذُ سبع فَذكره وَضَعفه الْمُنْذِرِيّ
(سَاعَة السبحة) بِالضَّمِّ أَي التَّطَوُّع (حِين تَزُول) أَي الشَّمْس (عَن كبد السَّمَاء) أَي وَسطهَا وَهِي حَالَة الاسْتوَاء (وَهِي صَلَاة المخبتين) أَي الخاضعين الخاشعين الَّذين أخبتوا إِلَى رَبهم (وأفضلها فِي شدَّة الْحر) وَتسَمى هَذِه صَلَاة الزَّوَال فَهِيَ سنة (ابْن عَسَاكِر عَن عَوْف بن مَالك)
(سَاعَة فِي سَبِيل الله) أَي فِي قتال الْكفَّار لإعلاء كلمة الْجَبَّار (خير من خمسين حجَّة) لمن حج وَقد تعين عَلَيْهِ الْجِهَاد (فر عَن ابْن عمر)
(سَاعَة من عَالم) أَي عَامل بِعِلْمِهِ (متكئ على فرَاشه ينظر فِي علمه) ويطالع أيو يقرئ أَو يُفْتِي أَو يؤلف (خير من عبَادَة العابد سبعين عَاما) لِأَن الْعلم أس الْعِبَادَة وَلَا تصح الْعِبَادَة بِدُونِهِ وَالْمرَاد الْعلم الشَّرْعِيّ (فر عَن جَابر) وَكَذَا رَوَاهُ عَنهُ أَبُو نعيم
(ساعتان تفتح فيهمَا أَبْوَاب السَّمَاء وقلما ترد على داعٍ دَعوته الصَّفّ لحضور الصَّلَاة والصف فِي سَبِيل الله) أَي فِي قتال الْكفَّار وَأَشَارَ بقوله قَلما إِلَى أَنَّهَا قد ترد لفوت شَرط أَو ركن أَو أدب (طب عَن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ) // بِإِسْنَاد حسن //
(سافروا تصحوا) من الصِّحَّة الْعَافِيَة قَالَ الشَّافِعِي إِنَّمَا هَذَا دلَالَة لاحْتِمَال أَن يُسَافر لطلب صِحَة وَفِي الحَدِيث شُمُول للصِّحَّة الجسمانية والروحانية أما الأول فَظَاهر فَإِن فِي الْحَرَكَة رياضة تعود على الْبدن بالنفع وَأما الثَّانِي فلَان فِي السّفر قطع المألوف والانسلاخ من ركون النَّفس إِلَى مَعْهُود والتحامل عَلَيْهَا بتجرع مرَارَة فرقة الخلان والأهل والأوطان فَمن صَبر على ذَلِك محتسباً فقد حَاز فضلا عَظِيما وَلِأَن فِي السّفر استكشاف دقائق النُّفُوس واستخراج رعوناتها ودعاويها بل لَا تكَاد تظهر حقائق ذَلِك إِلَّا بِالسَّفرِ وسمى بِهِ لِأَنَّهُ يسفر عَن الْأَخْلَاق فَإِذا وقف على دائه تشمر لدوائه (ابْن السّني وَأَبُو نعيم فِي) كتاب (الطِّبّ) النَّبَوِيّ (عَن أبي سعيد) الْخُدْرِيّ
(سافروا تصحوا وتغنموا) دلّ بِهِ على مَا فِيهِ سَبَب الْغنى فَإِن السّفر قد يكون أَنْفَع من النَّفْل أَو يضاهيه لِأَن المتنفل سَائِر إِلَى الله من مَوَاطِن الغفلات إِلَى محَال الكربات وَالْمُسَافر يقطع المسافات والتغلب فِي المفاوز والفلوات بِحسن النِّيَّة إِلَى الله سَائِر إِلَيْهِ بمراغمة الْهوى ومهاجرة ملاذ الدُّنْيَا (هق عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد فِيهِ ضعف // (الشِّيرَازِيّ فِي الألقاب طس وَأَبُو نعيم فِي الطِّبّ والقضاعي) فِي الشهَاب (عَن ابْن عمر) // بِإِسْنَاد واهٍ //
(سافروا تصحوا) لِأَن الْمُسَافِر تَارِك لحظ نَفسه فتطمئن النَّفس وتلين وَيصير لَهَا بِالسَّفرِ دباغ يذهب عَنْهَا الخشونة والرعونة واليبوسة الجبلية والعفونة الطبيعية كالجلد يعود بالدبغ من طبع اللحوم إِلَى طبع الثِّيَاب فتعود النَّفس من طبع الطغيان إِلَى طبع الْإِيمَان (وترزقوا) أَي يُوسع عَلَيْكُم فِي رزقكم بِأَن يُبَارك لكم فِيهِ فَلَا يُنَافِي خبر فرغ رَبك من ثَلَاث عمرك ورزقك وَمن ثمَّ قيل شمر ذيلاً وادرع لَيْلًا فَمن لزم الْقَرار ضاجع الصغار (عب عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن مُرْسلا)
(سافروا تصحوا) لما ذكر وَمن(2/50)
جملَة الْمَقَاصِد فِي السّفر رُؤْيَة الْآثَار والعبر وتسريح النّظر فِي مسارح الْفِكر ومطالعة أَجزَاء الأَرْض وَالْجِبَال ومواطئ أَقْدَام الرِّجَال فقد تجدّد الْيَقَظَة وَيحصل الانتباه بتجديد العبر والآيات وتتوفر بمطالعة الْمشَاهد والموافق الشواهد والدلالات سنريهم آيَاتنَا فِي الْآفَاق هَذَا مَعَ مَا فِي السّفر من إِيثَار الخمول وَترك حَظّ الْقبُول (واغزوا تستغنوا) قرنه بالغزو إِشَارَة إِلَى أَن المُرَاد بِالسَّفرِ فِي هَذِه الْأَخْبَار سفر الْجِهَاد وَنَحْوه فَلَا يناقضه خبر السّفر قِطْعَة من الْعَذَاب (حم عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(سافروا مَعَ ذَوي الجدود) أَي الحظوظ (والميسرة) لِأَن السّفر يظْهر خبايا الطبائع فَمن سَافر مَعَ أهل الْجد والاحتشام تعلم رِعَايَة الْأَدَب وَتحمل الْأَذَى وموافقتهم فِيمَا يُخَالف طبعه فيتهذب (فر عَن معَاذ) // بِإِسْنَاد فِيهِ كَذَّاب //
(ساقى الْقَوْم آخِرهم) أَي شرباً أَي يَنْبَغِي أَن لَا يشرب إِلَّا بعدهمْ وَهَذَا من آدَاب ساقى المَاء وَنَحْوه كلبن (حم تخ دعن عبد الله بن أبي أوفى) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(ساقى الْقَوْم آخِرهم شرباً) لِأَن ذَلِك أبلغ للْقِيَام بِحَق الْخدمَة واحفظ للهمة واحرز للسيادة فَيبْدَأ بسقى كَبِير الْقَوْم فَمن عَن يَمِينه واحداص بعد وَاحِد فيساره ثمَّ يشرب (ت هـ عَن أبي قَتَادَة) قَالَ ت // حسن صَحِيح // (طس والقضاعي عَن الْمُغيرَة) بن شُعْبَة وَفِيه انْقِطَاع
(سَام أَبُو الْعَرَب وَحَام أَبُو الْحَبَش وَيَافث أَبُو الرّوم) وَالثَّلَاثَة أَوْلَاد نوح لصلبه (حم ت ك عَن سَمُرَة) بن جُنْدُب // بِإِسْنَاد حسن //
(ساووا بَين أَوْلَادكُم فِي الْعَطِيَّة) أَي الْهِبَة وَنَحْوهَا الذّكر وَالْأُنْثَى وَالصَّغِير وَالْكَبِير (فَلَو كنت مفضلاً أحدا) من الْأَوْلَاد (لفضلت النِّسَاء) على الرِّجَال فِي الْعَطِيَّة وَالْأَمر للنَّدْب للشَّافِعِيّ (طب خطّ وَابْن عَسَاكِر عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(سباب) بِكَسْر السِّين مخففاً (الْمُسلم) أَي سبه وَشَتمه (فسوق) خُرُوج عَن طَاعَة الله وَرَسُوله فَيحرم سبّ الْمُسلم بِلَا سَبَب شَرْعِي (وقتاله) أَي محاربته لأجل الْإِسْلَام (كفر) حَقِيقَة وَالْمرَاد الْكفْر اللّغَوِيّ (حم ق ك ت عَن ابْن مَسْعُود هـ عَن أبي هُرَيْرَة وَعَن سعد) بن أبي وَقاص (طب عَن عبد الله بن الْمُغَفَّل) بِفَتْح الْمُعْجَمَة وَشدَّة الْفَاء (وَعَن عَمْرو بن النُّعْمَان بن مقرن قطّ فِي الْأَفْرَاد عَن جَابر) بن عبد الله
(سباب الْمُسلم فسوق) أَي مسْقط للعدالة والمرتبة (وقتاله) أَي مقاتلته (كفر) حَقِيقَة أَن اسْتحلَّ وَإِلَّا فإطلاق الْكفْر عَلَيْهِ مُبَالغَة فِي الزّجر (وَحُرْمَة مَاله كَحُرْمَةِ دَمه) أَي كَمَا حرم الله قَتله حرم أَخذ مَاله بِغَيْر حق (طب عَن ابْن مَسْعُود) وَرِجَاله // رجال الصَّحِيح
(سُبْحَانَ الله نصف الْمِيزَان) أَي قَول العَبْد سُبْحَانَ الله يمْلَأ ثَوَابهَا إِحْدَى كفتي الْمِيزَان (وَالْحَمْد لله تملأ الْمِيزَان) بِأَن تَأْخُذ الكفة الْأُخْرَى أَو أَرَادَ تَفْضِيل الْحَمد على التَّسْبِيح (وَالله أكبر تملأ مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض) أَي لَو فرض ثَوَاب التَّكْبِير جسماً لملأه (وَالطهُور نصف الْإِيمَان وَالصَّوْم نصف الصَّبْر) كَمَا مر موضحاً (حم هَب عَن رجل من بني سليم) // بِإِسْنَاد صَحِيح //
(سُبْحَانَ الله وَالْحَمْد لله وَلَا إِلَه إِلَّا الله وَالله أكبر فِي ذَنْب) أَي ذنُوب الْإِنْسَان (الْمُسلم مثل الْأكلَة) كفرحة دَاء فِي الْعُضْو يتأكل مِنْهُ وَيَأْكُل بعضه بَعْضًا (فِي جنب ابْن آدم) يَعْنِي قَوْلهَا يكفر الذُّنُوب لَكِن إِذا حصلت مَعَانِيهَا فِي الْقلب فمجرد ذكر اللِّسَان لَيْسَ بمكفر (ابْن السّني) فِي عمل يَوْم وَلَيْلَة (عَن ابْن عَبَّاس) // بِإِسْنَاد حسن //
(سُبْحَانَ الله نصف الْمِيزَان وَالْحَمْد لله يمْلَأ الْمِيزَان وَالله أكبر يمْلَأ السَّمَوَات وَالْأَرْض وَلَا إِلَه إِلَّا الله لَيْسَ دونهَا ستر وَلَا حجاب) جمع بَينهمَا لمزيد التَّقْرِير والتأكيد أَي بل تصعد بِلَا مَانع(2/51)
حَتَّى تخلص إِلَى رَبهَا عز وَجل) أَي تصل إِلَيْهِ بِلَا عائق وَلَا حَاجِب وَهُوَ كِنَايَة عَن سرعَة قبُولهَا وَكَثْرَة ثَوَابهَا (السجزى فِي الْإِبَانَة عَن ابْن عَمْرو) بن الْعَاصِ (ابْن عَسَاكِر) فِي التَّارِيخ (عَن أبي هُرَيْرَة) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(سُبْحَانَ الله) بِالنّصب بِفعل لَازم الْحَذف قَالَه تَعَجبا واستعظاماً (مَاذَا) اسْتِفْهَام ضمن معنى التفخيم والتعجب (أنزل) بِهَمْزَة مَضْمُومَة (اللَّيْلَة من الْفِتَن) عبر عَن الْعَذَاب بالفتن لِأَنَّهَا أَسبَابه أَو أَرَادَ الْفِتَن الْجُزْئِيَّة الغريبة المأخذ كفتنة الْأَهْل وَالْمَال (وماذا فتح من الخزائن) خَزَائِن الأعطية والأقضية أَو الرَّحْمَة (أيقظوا) نبهو للتهجد (صَوَاحِب الْحجر) بِضَم الْمُهْملَة وَفتح الْجِيم يَعْنِي أَزوَاجه ليصل لَهُنَّ حَظّ من تِلْكَ النفخات الْمنزلَة خصهن لِأَنَّهُنَّ الحاضرات أَو من قبيل ابدأ بِنَفْسِك ثمَّ بِمن تعول (فَرب) هِيَ هُنَا للتكثير (كاسية فِي الدُّنْيَا) من أَنْوَاع الثِّيَاب (عَارِية فِي الْآخِرَة) لعدم الْعَمَل أَو أَرَادَ عَارِية من شكر الْمُنعم وَنبهَ بأمرهن بالانتباه على أَنه لَا يَنْبَغِي التغافل والاعتماد على كونهن أَزوَاجه فَلَا أَنْسَاب بَينهم يومئذٍ (حم خَ ت عَن أم سَلمَة) قَالَت اسْتَيْقَظَ الْمُصْطَفى فَزعًا ثمَّ ذكره
(سُبْحَانَ الله أَيْن اللَّيْل إِذا جَاءَ النَّهَار) قَالُوا كتب هِرقل إِلَى الْمُصْطَفى تَدعُونِي إِلَى جنَّة عرضهَا السَّمَوَات وَالْأَرْض فَأَيْنَ النَّار فَذكره (حم عَن التنوخي) بِفَتْح الْمُثَنَّاة الْفَوْقِيَّة وَضم النُّون مُخَفّفَة وخاء مُعْجمَة
(سبحوا) أَيهَا المصلون (ثَلَاث تسبيحات رُكُوعًا) أَي قُولُوا فِي الرُّكُوع سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ ثَلَاثًا (وَثَلَاث تسبيحات سجوداً) أَي قُولُوا فِي السُّجُود مثل ذَلِك وَالثَّلَاث أدنى الْكَمَال وأكمل مِنْهُ خمس فسبع فتسع فإحدى عشرَة (هق عَن مُحَمَّد بن عَليّ مُرْسلا)
(سبحي الله عشرا) أَي قولي سُبْحَانَ الله عشر مَرَّات (واحمدي الله عشرا) قولي الْحَمد لله عشر مَرَّات (وكبرى الله عشرا) أَي قولي الله أكبر عشر مَرَّات (ثمَّ سلى الله مَا شِئْت) من خير الدُّنْيَا وَالْآخِرَة (فَإِنَّهُ يَقُول قد فعلت قد فعلت) لَكِن لابد من إِحْضَار معنى ذَلِك فِي الْقلب فَلَا يَكْفِي حَرَكَة اللِّسَان كَمَا مر (حم ت ن حب ك عَن أنس) // وَإِسْنَاده حسن أَو صَحِيح //
(سبحي الله مائَة تَسْبِيحَة فَإِنَّهَا تعدل) أَي ثَوَابهَا (لَك مائَة رَقَبَة) أَي عتق مائَة إِنْسَان (من ولد) بِضَم فَسُكُون (إِسْمَعِيل) بن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل وَهَذَا تتميم ومبالغة فِي معنى الْعتْق لِأَن فك الرَّقَبَة أعظم مَطْلُوب وَكَونه من عنصر اسمعيل أعظم (واحمدي الله مائَة تَحْمِيدَة فَإِنَّهَا تعدل لَك مائَة فرس مسرجة ملجمة تحملين عَلَيْهَا) الْغُزَاة (فِي سَبِيل الله) لقِتَال أَعدَاء الله (وكبرى الله مائَة تَكْبِيرَة فَإِنَّهَا تعدل لَك مائَة بَدَنَة) أَي نَاقَة (مقلدة متقبلة) أَي أَهْدَيْتهَا وَقبلهَا الله وأثابك عَلَيْهَا فثواب التَّكْبِير بِعدْل ثَوَابهَا (وهللي الله مائَة تَهْلِيلَة) أَي قولي لَا إِلَه إِلَّا الله مائَة مرّة وَالْعرب إِذا كثر استعمالهم لكلمتين ضمُّوا بعض حُرُوف إِحْدَاهمَا لبَعض الْأُخْرَى (فَإِنَّهَا تملأ مَا بَين السَّمَاء وَالْأَرْض) أَي أَن ثَوَابهَا لَو جسم مَلأ ذَلِك الفضاء (وَلَا يرفع يومئذٍ) أَي يَوْم قَوْلهَا (لأحد عمل أفضل مِنْهَا) أَي أَكثر ثَوابًا (إِلَّا أَن يَأْتِي) إِنْسَان (بِمثل مَا أتيت) أَنْت بِهِ فَإِنَّهُ يرفع لَهُ مثله وَلَوْلَا هَذَا الْحمل لزم كَون الْآتِي بِالْمثلِ آتِيَا بِأَفْضَل وَلَيْسَ مُرَاد (حم طب ك عَن أم هَانِئ) فَاخِتَة أَو هِنْد أُخْت عَليّ قلت يَا رَسُول الله كبر سني ورق عظمى فدلني على عمل يدخلني الْجنَّة فَذكره // وَإِسْنَاده حسن //
(سبع) من الْأَعْمَال (يجْرِي للْعَبد) أَي الْمُسلم (أجرهن وَهُوَ فِي قَبره) وَقَوله (بعد مَوته) صفة كاشفة (من علم) بِالتَّشْدِيدِ وَالْبناء للْفَاعِل (علما) أَي شَرْعِيًّا لوجه الله تَعَالَى (أَو أجْرى نَهرا أَو حفر بِئْرا)(2/52)
للسبيل (أَو غرس نخلا) لنَحْو تصدق بتمره بوقف أَو غَيره (أَبُو بني مَسْجِدا أَو ورث مُصحفا) بتَشْديد ورث أَي خَلفه لوَارِثه من بعده ليقْرَأ فِيهِ (أَو ترك ولدا) صَالحا (يسْتَغْفر لَهُ بعد مَوته) أَي يطْلب لَهُ من الله الْمَغْفِرَة (الْبَزَّار وسموية عَن أنس) // بِإِسْنَاد ضَعِيف // وَوهم الْمُؤلف حَيْثُ رمز لصِحَّته
(سبع مَوَاطِن لَا تجوز فِيهَا الصَّلَاة ظَاهر بَيت الله) أَي سطح الْكَعْبَة لإخلاله بتعظيمها بالاستعلاء عَلَيْهَا (والمقبرة) بِتَثْلِيث الْبَاء (والمزبلة) مَحل الزبل وَمثله كل نَجَاسَة متيقنة (والمجزرة) مَحل جُزْء الْحَيَوَان أَي ذبحه (وَالْحمام) وَلَو جَدِيدا حَتَّى مسلخه (وعطن الْإِبِل) الْمَكَان الَّذِي تنحى إِلَيْهِ إِذا شربت ليشْرب غَيرهَا (ومحجة الطّواف) بِفَتْح الْمِيم جادته أَي وَسطه وَمذهب الشَّافِعِي أَن الصَّلَاة فِي هَذِه الْمَوَاضِع تكره وَتَصِح والْحَدِيث مؤول بِأَن المنفى الْجَوَاز المستوى الطَّرفَيْنِ (هـ عَن عمر) // بِإِسْنَاد ضَعِيف //
(سَبْعَة) الْعدَد هُنَا لَا مَفْهُوم لَهُ فقد روى الأظلال لذِي خِصَال أخر (يظلهم الله فِي ظله) أَي يدخلهم فِي ظلّ رَحمته (يَوْم لَا ظلّ إِلَّا ظله) لَا رَحْمَة إِلَّا رَحمته (إِمَام) سُلْطَان (عَادل) تَابع لأوامر ربه يضع كل شَيْء بموضعه (وشاب) خصّه لكَونه مَظَنَّة غَلَبَة الشَّهْوَة وَمثله الشَّابَّة (نَشأ فِي عبَادَة الله) أَي ابْتَدَأَ عمره فِيهَا فَلم يكن لَهُ صبوة (وَرجل قلبه مُعَلّق بِالْمَسْجِدِ إِذا خرج مِنْهُ حَتَّى يعود إِلَيْهِ) كِنَايَة عَن التَّرَدُّد إِلَيْهِ فِي أَوْقَات الصَّلَوَات فَلَا يُصَلِّي إِلَّا فِيهِ وَلَا يخرج مِنْهُ إِلَّا وَهُوَ ينْتَظر أُخْرَى ليعود فيصليها فِيهِ (ورجلان تحابا) بِشدَّة الْمُوَحدَة أَي أحب كل مِنْهُمَا صَاحبه (فِي الله) أَي فِي طلب رِضَاء أَو لأَجله لَا لغَرَض دُنْيَوِيّ (فاجمعا على ذَلِك) أَي الْحبّ بقلوبهما (وافترقا عَلَيْهِ) أَي استمرا على محبتهما لأَجله تَعَالَى حَتَّى فرق بَينهمَا الْمَوْت (وَرجل ذكر الله بِلِسَانِهِ) أَبُو قلبه (خَالِيا) من النَّاس أَو من الِالْتِفَات لما سواهُ (فَفَاضَتْ) سَالَتْ (عَيناهُ) أَي دُمُوعه (وَرجل دَعَتْهُ) طلبته (امْرَأَة) إِلَى الزِّنَا بهَا (ذَات منصب) بِكَسْر الصَّاد أصل أَو شرف أَو حسب أَو مَال (وجمال) أَي مزِيد حسن (فَقَالَ) بِلِسَانِهِ أَو بِقَلْبِه زاجراً لَهَا عَن الْفَاحِشَة (أَنِّي أَخَاف الله رب الْعَالمين وَرجل تصدق بِصَدقَة) أَي تطوع لِأَن الزَّكَاة ينْدب إظهارها (فأخفاها) كتمها عَن النَّاس (حَتَّى لَا تعلم) بِالرَّفْع نَحْو مرض حَتَّى لَا يرجونه وَبِالنَّصبِ نَحْو سرت حَتَّى لَا تغيب الشَّمْس (شِمَاله مَا تنْفق يَمِينه) ذكر مُبَالغَة فِي الْإخْفَاء بِحَيْثُ لَو كَانَ شِمَاله رجلا مَا علمهَا (مَالك ت عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد) الْخُدْرِيّ (حم ق ن عَن أبي هُرَيْرَة م عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد مَعًا
سَبْعَة) من النَّاس سيكونون (فِي ظلّ الْعَرْش يَوْم لَا ظلّ) فِي الْقيمَة (إِلَّا ظله) أضَاف الظل إِلَى الْعَرْش لِأَنَّهُ مَحل الْكَرَامَة وَإِلَّا فالشمس وَجَمِيع الْعَالم تَحت الْعَرْش (رجل ذكر الله فَفَاضَتْ عَيناهُ) أسْند الْفَيْض إِلَى الْعين مَعَ أَن الفائض الدمع لَا هِيَ مُبَالغَة (وَرجل يحب عبدا لَا يُحِبهُ إِلَّا لله) لِأَنَّهُ لما قصد التواصل بِروح الله كَانَ ذَلِك انحياشاً إِلَى الله (وَرجل قلبه مُعَلّق بالمساجد من شدَّة حبه إِيَّاهَا) لِأَنَّهُ لما آثر طَاعَة الله وَأَوَى إِلَى الله أظلهُ فِي ظله (وَرجل يعْطى الصَّدَقَة بِيَمِينِهِ فيكاد يخفيها عَن شِمَاله) لِأَنَّهُ آثر الله على نَفسه ببذله الدُّنْيَا فَاسْتحقَّ الأظلال (وأمام مقسط فِي رَعيته) أَي مُتبع أَمر الله فيهم بِوَضْع كل شَيْء بموضعه فَلَمَّا آوى الْمَظْلُوم إِلَى ظلّ عدله آواه الله فِي ظله (وَرجل عرضت عَلَيْهِ امْرَأَة نَفسهَا) ليجامعها بِالزِّنَا (ذَات منصب وجمال فَتَركهَا لجلال الله) لِأَنَّهُ لما خَافَ من الله هرب إِلَيْهِ فَلَمَّا هرب إِلَيْهِ مِنْهُ آواه فِي الْآخِرَة إِلَيْهِ (وَرجل كَانَ فِي سَرِيَّة مَعَ(2/53)