(من حفظ عشر آيات من أول) وفي رواية من آخر (سورة الكهف عصم من فتنة الدجال) لما في قصة أهل الكهف من العجائب فمن علمها لم يستغرب أمر الدجال فلا يفتن أو لأن من تدبر هذه الآيات وتأمل معناها حذره فأمن منه أو هذه خصوصية أودعت في السورة ومن ثم ورد في رواية كلها وعليه يجتمع رواية من أول ومن آخر ويكون ذكر العشر استدراجاً لحفظ الكل والتعريف للعهد أو للجنس لأن الدجال من يكثر الكذب والتمويه وفي خبر يكون في آخر الزمان دجالون وفيه جواز الدعاء بالعصمة من نوع معين والممتنع الدعاء بمطلقها لاختصاصها بالنبي صلى اللّه عليه وسلم والملك.
6202 من حفظ ما بين فقميه و رجليه دخل الجنة ( صحيح )
( حم ك ) عن أبي موسى
الشرح:
(من حفظ ما بين فقميه) بضم الفاء وفتحها لحييه وهو الفم من أكل الحرام وقبيح الكلام (ورجليه) وهو الفرج من نحو زنا ولواط وسحاق ومقدماتها فمن قصره على الزنا فقد قصر في رواية من حفظ لي ومعنى كون النبي صلى اللّه عليه وسلم محفوظاً له أنه طالب لهذه المحافظة ونفعها راجع إليه لأنه هو الهادي واهتداء المدلول نافع له (دخل الجنة) أي مع السابقين الأولين أو من غير سابقة عذاب وإلا فلو لم يحفظها دخل أيضاً بعد التعذيب بل إن سومح لم يعذب.
6203 من حلف بالأمانة فليس منا ( صحيح ) ( د ) عن بريدة
الشرح:(1/232)
(من حلف بالأمانة) أي الفرائض كصلاة وصوم وحج (فليس منا) أي ليس من جملة المتقين معدوداً ولا من جملة أكابر المسلمين محسوباً وليس من ذوي أسوتنا فإنه من ديدن أهل الكتاب ولأنه سبحانه أمر بالحلف بأسمائه وصفاته، والأمانة أمر من أموره فالحلف بها يوهم التسوية بينها وبين السماء والصفات فنهوا عنه كما نهوا عن الحلف بالآباء قال الطيبي: ولعله أراد الوعيد عليه لكونه حلفاً بغير اللّه وصفاته ولا تتعلق به الكفارة وفاقاً، وقال الشافعية: من قال عليَّ أمانة اللّه لأفعلن كذا وأراد اليمين كان يميناً وإلا فلا، وقال أشهب المالكي: الأمانة محتملة فإن أريد بها بين الخلق فغير يمين وإن أريد بها التي هي من صفات ذاته تعالى فهي يمين ولهذا صح الحلف بالصفات.
6204 من حلف بغير الله فقد أشرك ( صحيح ) ( حم ت ك ) عن ابن عمر
الشرح:
أي فعل فعل أهل الشرك أو تشبه بهم إذ كانت أيمانهم بآبائهم وما يعبدون من دون اللّه أو فقد أشرك في تعظيم من لم يكن أن يعظمه لأن الأيمان لا تصلح إلا باللّه فالحالف بغيره معظم غيره مما ليس له فهو يشرك غير اللّه في تعظيمه ورجحه ابن جرير. ومن هذا التقرير علم أن من زعم أن الخبر ورد على منهج الزجر والتغليظ فقد تكلف، قال النووي: ومن المكروه قول الصائم وحق هذا الخاتم الذي على فمي.
6205 من حلف على يمين آثمة عند منبري هذا فلتيبوأ مقعده من النار و لو على سواك أخضر ( صحيح ) ( ه ك ) عن جابر
6206 من حلف فاستثنى فإن شاء مضى و إن شاء ترك غير حنث
( صحيح ) ( ن ه ) عن ابن عمر
6207 من حلف على يمين صبر يقتطع بها مال امرئ مسلم هو فيها فاجر لقي الله و هو عليه غضبان ( صحيح )
( حم ق 4 ) عن الأشعث بن قيس وابن مسعود
الشرح:(1/233)
(من حلف علي يمين) أي على محلوف يمين قال القاضي: إنما قال على يمين تنزيلاً للحلف منزلة المحلوف عليه اتساعاً (صبر) بفتح الصاد وسكون الموحدة هي التي تلزم ويجبر حالفها عليها حال كونه (يقتطع بها) أي بسبب اليمين (مال) وفي رواية حق (امرئ) وهي بالترجيح أحق لعمومها وشمولها غير المال كحد قذف ونصيب زوجة في قسم ونحو ذلك (مسلم) قيد اتفاقي لا احترازي فالذمي كذلك بل حقه أوجب رعاية لإمكان أن يرضي اللّه المسلم المظلوم يوم الجزاء برفع درجاته فيعفو عن ظالمه والكافر لا يصلح لذلك (هو فيها فاجر) أراد بالفجور لازمه وهو الكذب وقال القاضي: أقام الفجور مقام الكذب ليدل على أنه من أنواعه (لقي اللّه) يوم القيامة (وهو عليه غضبان) فيعامله معاملة المغضوب عليه من كونه لا ينظر إليه ولا يكلمه ولا يكرمه بل يهينه ويعذبه أو وهو عليه غضبان أي مريد لعقوبته وإذا لقيه وهو يريدها جاز بعد ذلك أن يرفع عنه تماديه بشرط أن لا يكون متعلق إرادته عذاب واصب فإن ما تعلق به وصف الإرادة لا بد من وقوعه. وغفران الجرائم أصل من أصول الدين إما بالموازنة أو بالطول المحض. والتنوين للتهويل أو للإشارة إلى عظم هذه الجريمة وفي رواية لقي اللّه أجذم وفي أخرى أوجب اللّه له النار وحرم عليه الجنة وهذا خرج مخرج الزجر والمبالغة في المنع بدليل تأكيد إيجاب النار في الرواية الأخيرة بتحريم الجنة فإن أحدها يستلزم الآخر والمقام يقتضي التأكيد إذ مرتكب هذه الجريمة قد بلغ في الاعتداء الغاية حيث اقتطع حق امرئ لا تعلق له به واستخف بحرمة الإسلام ومع ذلك فلا يجري على ظاهره وفيه أن اقتطاع الحق يوجب دخول النار إلا أن يبرئ صاحب الحق أو يعفو عن الحق والكلام فيما إذا حلف باسم من أسمائه تعالى أو بصفة من صفاته فإن حلف بغير ذلك فليس بيمين شرعي وإنما سموه الفقهاء يميناً مجازاً كمن حلف بطلاق أو عتاق أو مشى لأنه إنما علق فعله بشرط فإنه إذا وقع الشرط وقع المشروط.(1/234)
6208 من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليأت الذي هو خير و ليكفر عن يمينه ( صحيح ) ( حم م ت ) عن أبي هريرة
الشرح:
(من حلف على يمين) أي بها وهو مجموع المقسم به والمقسم عليه لكن المراد هنا المقسم عليه مجازاً ذكراً للكل وإرادة للبعض (فرأى غيرها خيراً منها فليأت الذي هو خير وليكفر عن يمينه) يعني من حلف يميناً جزماً ثم بدا له أمر فعله أفضل من إبرار يمينه فليفعل ذلك الأمر ويكفر بعد فعله وفي جواز التكفير قبل الحنث وبعد اليمين خلاف جوزه الشافعية ومنعه الحنفية0000
6209 من حلف على يمين فقال: إن شاء الله فقد استثنى ( صحيح )
( د ن ك ) عن ابن عمر
الشرح:
(من حلف على يمين) أي من حلف يميناً باللّه أو بطلاق (فقال) متصلاً باللفظ (إن شاء اللّه فقد استثنى) أي فلا حنث عليه كما في رواية الترمذي وذلك لأن المشيئة وعدمها غير معلوم والوقوع بخلافها محال. وفي تعبيره بالفاء في فقال إشعار بالاتصال لأنها موضوعة لغير التراخي فمتى انفصل الاستثناء لم يؤثر والاستثناء استفعال من المثنى بضم فسكون من ثنيت الشيء إذا عطفته فإن المستثنى عطف بعض ما ذكره لأنها عرفاً إخراج بعض ما تناوله اللفظ بإلا وأخواتها.
6210 من حلف على يمين فقال: إن شاء الله فهو بالخيار إن شاء مضى و إن شاء ترك ( صحيح ) ( حم ن ) عن ابن عمر
6211 من حلف على يمين فقال: إن شاء الله فهو بالخيار إن شاء مضى و إن شاء ترك غير حنث ( صحيح ) ( ن ه ) عن ابن عمر
6212 من حلف على يمين فقال: إن شاء الله فلا حنث عليه ( صحيح )
( ت ه ) عن ابن عمر وعن أبي هريرة
6213 من حلف على يمين مصبورة كاذبا متعمدا ليقتطع بها مال أخيه المسلم فليتبوأ مقعده من النار ( صحيح ) ( حم د ك )عن عمران بن حصين
621 من حلف فليحلف برب الكعبة(صحيح)(حم هق)عن قتيلة بنت صيفي
الشرح:(1/235)
(من حلف) أي أراد الحلف (فليحلف برب الكعبة) لا بالكعبة فإن الحلف بمخلوق مكروه وإن كان عظيماً كالكعبة والأنبياء والملائكة وإقسام اللّه ببعض مخلوقاته تنبيه على شرفها.
6215 من حلف في قطيعة رحم أو فيما لا يصلح فبره أن لا يتم على ذلك
( صحيح ) ( ه ) عن عائشة
6216 من حلف منكم فقال في حلفه: و اللات و العزى فليقل: لا إله إلا الله و من قال لصاحبه: تعال أقامرك فليتصدق بشيء ( صحيح )
( الشافعي حم ق 4 ) عن أبي هريرة
6217 من حمل علينا السلاح فليس منا ( صحيح )
( مالك حم ق ن ه ) عن ابن عمر
الشرح:
(من حمل) وفي رواية من شهر (علينا السلاح) أي قاتلنا بالسلاح فهو منصوب بنزع الخافض وجعلهم مفعول حمل وعلينا حال أي حمله علينا لا لنا لنحو حراسة عن دفع عدو ذكره الطيبي، وهو هنا ما أعد للحرب وفي رواية بدل السلاح السيف وكنى بالحمل عن المقاتلة أو القتل اللازم له غالباً، قال ابن دقيق العيد: يحتمل أن يراد بالحمل ما يضاد الوضع ويكون كناية عن القتال به ويحتمل أن المراد حمل للضرب به وكيفما كان ففيه دلالة على تحريم قتال المسلمين والتشديد فيه، وقال ابن العربي: حمل السلاح لا يخلو أن يكون باسم حرابة أو تأويل أو ديانة فإن كان لحرابة فجزاؤه نص في الكتاب أو منازعة في ولاية فهم البغاة بشرطه أو لديانة فإن كانت بدعة فإن كفرناه بها فمرتد وإلا فكمحارب في القتل والقتال (فليس منا) إن استحل ذلك فإن لم يستحل فالمراد ليس متخلقاً بأخلاقنا ولا عاملاً بطرائقنا. أطلقه مع احتمال إرادة ليس على ملتنا مبالغة في الزجر عن إدخال الرعب على الناس وجمع الضمير ليعم جميع الأمة.
6218 من حمل علينا السلاح فليس منا و من غشنا فليس منا ( صحيح )
( م ه ) عن أبي هريرة
6219 من حوسب عذب ( صحيح ) ( ت الضياء ) عن أنس
الشرح:(1/236)
(من حوسب عذب) بالبناء للمفعول يعني من حوسب بمناقشة كما يدل عليه الخبر الآتي من نوقش الحساب عذب والمراد هنا المبالغة في الاستيفاء والمعنى وتحرير الحساب يفضي إلى استحقاق العذاب لأن حسنات العبد موقوفة على القبول، وإن لم تقع الرحمة المقتضية للقبول لا تحصل النجاة.
6220 من حوسب يوم القيامة عذب قالت عائشة: أو ليس يقول الله:
( فسوف يحاسب حسابا يسيرا ) ؟ قال: ليس ذلك بالحساب إنما ذلك العرض و لكن من نوقش الحساب يهلك ( صحيح ) ( حم ق ت ) عن عائشة
6221 من خاف أن لا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله و من طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة و ذلك أفضل (صحيح)
( حم م ت ه ) عن جابر
6222 من خاف أدلج و من أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة ( صحيح ) ( ت ك ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/237)
(من خاف أدلج) بسكون الدال مخففاً سار من أول الليل وأما بالتشديد فمعناه سار من آخره (ومن أدلج بلغ المنزل) يعني من خشي اللّه أتى منه كل خير ومن أمن اجترأ على كل شر، كذا في الكشاف، وقال في الرياض: المراد التشمير في الطاعة. وفي الترغيب معناه من خاف ألزمه الخوف السلوك إلى الآخرة والمبادرة بالعمل الصالح خوف القواطع والعوائق. وقيل هو حث على قيام الليل. جعل قيامه من علامات الخوف لأن الخائف يدلج أي منعه الخوف من نوم كل الليل، والأظهر أنه ضرب مثلاً لكل من خاف الردى أو فوت ما يتمنى أن يصل إلى السير بالسرى ولا يركن إلى الراحة والهوى حتى يبلغ المنى (ألا إن سلعة اللّه غالية) أي رفيعة القدر (ألا إن سلعة اللّه الجنة) قال الطيبي: هذا مثل ضربه لسالك الآخرة فإن الشيطان على طريقه، والنفس وأمانيه الكاذبة أعوانه، فإن تيقظ في سيره وأخلص في عمله أمن من الشيطان وكيده ومن قطع الطريق انتهى، وثمن هذه السلعة العمل الصالح المشار إليه بقوله {والباقيات الصالحات خير عند ربك ثواباً} وقال العلائي: أخبر أن الخوف من اللّه هو المقتضي للسير إليه بالعمل الصالح والمشار إليه بالإدلاج وعبر ببلوغ المنزلة عن النجاة المترتبة على العمل الصالح وأصل ذلك كله الخوف.
6223 من خبب زوجة امرئ أو مملوكه فليس منا ( صحيح )
( د ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/238)
(من خبب) بخاء معجمة ثم موحدة تحتية مكررة (زوجة امرئ) أي خدعها وأفسدها (أو مملوكة فليس منا) أي ليس على طريقتنا ولا من العاملين بقوانين أحكام شريعتنا قال شيخنا الشعراوي: ومن ذلك ما لو جاءته امرأة غضبانة من زوجها ليصلح بينهما مثلاً فيبسط لها في الطعام ويزيد في النفقة والإكرام ولو إكراماً لزوجها فربما مالت لغيره وازدرت ما عنده فيدخل في هذا الحديث، ومقام العارف أن يؤاخذ نفسه باللازم وإن لم يقصده. قال: وقد فعلت هذا الخلق مراراً فأضيق على المرأة الغضبانة وأوصي عيالي أن يجوعوها لترجع وتعرف حق نعمة زوجها. وكذا القول في العبد.
6224 من ختم له بصيام يوم دخل الجنة ( صحيح ) ( البزار ) عن حذيفة
الشرح:
(من ختم له بصيام يوم) أي من ختم عمره بصيام يوم بأن مات وهو صائم أو بعد فطره من صومه (دخل الجنة) أي مع السابقين الأولين أو من غير سبق عذاب.
6225 من خرج حتى يأتي هذا المسجد مسجد قباء فيصلي فيه كان له عدل عمرة ( صحيح ) ( حم ن ك ) عن سهل بن حنيف
6226 من خرج مع جنازة من بيتها و صلى عليها ثم تبعها حتى تدفن كان له قيراطان من أجر كل قيراط مثل أحد و من صلى عليها ثم رجع كان له من الأجر مثل أحد ( صحيح ) ( حم م د ) عن أبي هريرة وعائشة
6227 من خرج من الطاعة و فارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية و من قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبية أو يدعو إلى عصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتلته جاهلية و من خرج على أمتي يضرب برها و فاجرها و لا يتحاشا من مؤمنها و لا يفي لذي عهدة عهده فليس مني و لست منه
( صحيح ) ( حم م ن ) عن أبي هريرة
6228 من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم و من خرج إلى تسبيح الضحى لا ينصبه إلا إياه فأجره كأجر المعتمر و صلاة على أثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين ( حسن )
( د ) عن أبي أمامة(1/239)
6229 من خلع يدا من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له و من مات و ليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية ( صحيح ) ( م ) عن ابن عمر
6230 من خلقه الله لواحدة من المنزلتين وفقه لعملها ( صحيح )
( طب ) عن عمران
الشرح:
فمن خلقه اللّه للسعادة أقدره على أعمالها حتى تكون الطاعة أيسر الأمور عليه {فمن يرد اللّه أن يهديه يشرح صدره للإسلام} ومن خلقه للشقاوة منعه الألطاف حتى تكون الطاعة أعسر شيء عليه وأشده {ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً}.
6231 من دخل السوق فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو حي لا يموت بيده الخير و هو على كل شيء قدير كتب الله له ألف ألف حسنة و محا عنه ألف ألف سيئة و رفع له ألف ألف درجة و بنى له بيتا في الجنة ( حسن ) ( حم ت ه ك ) عن ابن عمر
6232 من دخل حائطا فليأكل و لا يتخذ خبيئة ( حسن )( ت )عن ابن عمر
6233 من دخل في هذا المسجد فبزق فيه أو تنخم فليحفر فليدفنه فإن لم يفعل فليبزق في ثوبه ثم ليخرج به ( صحيح ) ( د ) عن أبي هريرة
6234 من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا و من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ( صحيح ) ( حم م 4 ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/240)
(من دعا إلى هدى) أي إلى ما يهتدى به من العمل الصالح، ونكره ليشيع فيتناول الحقير كإماطة الأذى عن الطريق (كان له من الأجر مثل أجور من تبعه) فهبه ابتدعه أو سبق إليه لأن اتباعهم له تولد عن فعله الذي هو من سنن المرسلين (لا ينقص ذلك) الإشارة إلى مصدر كان (من أجورهم شيئاً) دفع ما يتوهم أن أجر الداعي إنما يكون بالتنقيص من أجر التابع وضمه إلى أجر الداعي فكما يترتب الثواب والعقاب على ما يباشره ويزاوله يترتب كل منهما على ما هو سبب فعله كالإرشاد إليه والحث عليه، قال البيضاوي: أفعال العباد وإن كانت غير موجبة ولا مقتضية للثواب والعقاب بذاتها لكنه تعالى أجرى عادته بربط الثواب والعقاب ارتباط المسببات بالأسباب وفعل ما له تأثير في صدوره بوجه، ولما كانت الجهة التي بها استوجب الجزاء المتسبب غير الجهة التي استوجب بها المباشر لم ينقص أجره من أجره شيئاً، وكذا يقال فيما يأتي إلى هنا كلام القاضي، وقال الطيبي: الهدى إما الدلالة الموصلة إلى البغية أو مطلق الإرشاد وهو في الحديث ما يهتدي به من الأعمال وهو بحسب التنكير مطلق شائع في جنس ما يقال له هدى يطلق على ما قل وكثر والحقير والعظيم فأعظمه هدى من دعا إلى اللّه وعمل صالحاً وأدناه هدى من دعا إلى إماطة الأذى ولهذا عظم شأن الفقيه الداعي المنذر حتى فضل واحد منهم على ألف عابد ولأن نفعه يعم الأشخاص والأعصار إلى يوم الدين (ومن دعا إلى ضلالة) ابتدعها أو سبق بها (فإن عليه من الإثم مثل آثام من تبعه) لتولده عن فعله الذي هو من خصال الشيطان والعبد يستحق العقوبة على السبب وما تولد منه، كما يعاقب السكران على جنايته حال سكره وإذا كان السبب محظوراً لم يكن السكران معذوراً فاللّه يعاقب على الأسباب المحرمة وما تولد منها كما يثيب على الأسباب المأمور بها وما تولد منها، ولهذا كان على قابيل القاتل لأخيه كفل من ذنب كل قاتل ومر أن ذا لا يعارضه حديث "إذا مات الإنسان انقطع(1/241)
عمله" إلا من ثلاث لأنه نبه بتلك الثلاث على ما في معناها من كل ما يدوم النفع به للغير (ولا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً) ضمير الجمع في أجورهم وآثامهم يعود لمن باعتبار المعنى فإن قيل إذا دعا واحد جمعاً إلى ضلالة فاتبعوه لزم كون السيئة واحدة وهي الدعوة مع أن هنا آثاماً كثيرة قلنا تلك الدعوة في المعنى متعددة لأن دعوى الجمع دفعة دعوة لكل من أجابها فإن قيل كيف التوبة مما تولد وليس من فعله والمرء إنما يتوب مما فعله اختياراً قلنا يحصل بالندم ودفعه عن الغير ما أمكن0000
6235 من دعا لأخيه بظهر الغيب قال الملك الموكل به: آمين و لك بمثله
( صحيح ) ( م د ) عن أبي الدرداء
الشرح:
(من دعا لأخيه) في الدين (بظهر الغيب) أي في غيبته (قال الملك الموكل به آمين ولك بمثل) بالتنوين أي بمثل ما دعوت له به.
6236 من دعي إلى طعام و هو صائم فليجب فإن شاء طعم و إن شاء ترك
( صحيح ) ( ه ) عن جابر
6237 من دعي إلى عرس أو نحوه فليجب ( صحيح ) ( م ) عن ابن عمر
الشرح:
(من دعي إلى عرس) أي إلى وليمة عرس (أو نحوه) كختان وعقيقة (فليجب) وجوباً في وليمة العرس عند توفر الشروط المبينة في الفروع وندباً في غيرها وأخذ بظاهره بعض الشافعية فأوجب الإجابة إلى الدعوة مطلقاً عرساً أو غيره بشرطه ونقله ابن عبد البر عن العنبري قاضي البصرة وزعم ابن حزم بأنه قول جمهور الصحب والتابعين وهو الذي فهمه ابن عمر من الخبر فعند عبد الرزاق قال ابن حجر: بإسناد صحيح عن ابن عمر أنه دعي إلى طعام فقال رجل: أعفني فقال ابن عمر: إنه لا عافية لك من هذا فقم وجزم باختصاص الوجوب بوليمة النكاح المالكية والحنفية والحنابلة وجمهور الشافعية وبالغ السرخسي منهم فنقل فيه الإجماع.
6238 من دفن ثلاثة من الولد حرم الله عليه النار(صحيح) (طب)عن واثلة
الشرح:(1/242)
(من دفن ثلاثة من الولد) أي من أولاده ذكوراً أو إناثاً ولعل المراد من أولاد الصلب ويحتمل شموله لأولاد الأولاد (حرم اللّه عليه النار) أي نار جهنم بأن يدخل الجنة من غير عذاب بالكلية، وظاهره أن الكلام في المسلم0
6239 من دل على خير فله مثل أجر فاعله ( صحيح )
( حم م د ت ) عن ابن مسعود
الشرح:
(من دل على خير) شمل جميع أنواع الخصال الحميدة (فله) من الأجر (مثل أجر فاعله) أي له ثواب كما لفاعله ثواب ولا يلزم تساوي قدرهما، ذكره النووي، أو أن المراد المثل بغير تضعيف، وقد مر هذا غير مرة.(1/243)
(تنبيه) علم من هذا الحديث وحدث من دعا إلى هدى المتقدم أن كل أجر حصل الدال والداعي حصل للمصطفى صلى اللّه عليه وسلم مثله زيادة على ما له من الأجر الخاص من نفسه على دلالته أو هدايته للمهتدي وعلى ما له من الأجور على حسناته الخاصة من الأعمال والمعارف والأجور التي لا تصل جميع أمته إلى عرف نشرها ولا يبلغون عشر عشرها وهكذا نقول إن جميع حسناتنا وأعمالنا الصالحة وعبادات كل مسلم مسطرة في صحائف نبينا صلى اللّه عليه وسلم زيادة على ما له من الأجر ويحصل له من الأجور بعدد أمته أضعافاً مضاعفة لا تحصى يقصر العقل عن إدراكها لأن كل مهد ودال وعالم يحصل له أجر إلى يوم القيامة ويتجدد لشيخه في الهداية مثل ذلك الأجر ولشيخ شيخه مثلاه وللشيخ الثالث أربعة والرابع ثمانية وهكذا تضعف في كل مرتبة بعدد الأجور الحاصلة قبله إلى أن ينتهي إلى المصطفى صلى اللّه عليه وسلم إذا فرضت المراتب عشرة بعد النبي صلى اللّه عليه وسلم كان للنبي صلى اللّه عليه وسلم من الأجر ألف وأربعة وعشرون فإذا اهتدى بالعاشر حادي عشر صار أجر النبي صلى اللّه عليه وسلم ألفين وثمانية وأربعين وهكذا كل ما زاد واحداً يتضاعف ما كان قبله أبداً إلى يوم القيامة وهذا أمر لا يحصره إلا اللّه فكيف إذا أخذ مع كثرة الصحابة والتابعين والمسلمين في كل عصر وكل واحد من الصحابة يحصل له بعدد الأجور الذي ترتبت على فعله إلى يوم القيامة وكل ما يحصل لجميع الصحابة حاصل بجملته للنبي صلى اللّه عليه وسلم وبه يظهر رجحان السلف على الخلف وأنه كلما ازاد الخلف ازداد أجر السلف وتضاعف ومن تأمل هذا المعنى ورزق التوفيق انبعثت همته إلى التعليم ورغب في نشر العلم ليتضاعف أجره في الحياة وبعد الممات على الدوام ويكف عن إحداث البدع والمظالم من المكوس وغيرها فإنها تضاعف عليه السيئات بالطريق المذكور ما دام يعمل بها عامل، فليتأمل المسلم هذا المعنى وسعادة الدال على الخير وشقاوة الدال على(1/244)
الشر، وقد مر بعض هذا 00
6240 من ذب عن عرض أخيه بالغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار
( صحيح ) ( حم طب ) عن أسماء بنت يزيد
الشرح:
(من ذب) أي من دفع (عن عرض أخيه) زاد في رواية لمسلم (بالغيبة) قال الطيبي: هو كناية عن الغيبة كأنه قيل من ذب عن غيبة أخيه في غيبته وعلى هذا فقوله بالغيبة ظرف ويجوز كونه حالاً (كان حقاً على اللّه أن يقيه) وفي رواية أن يعتقه (من النار) زاد في رواية {وكان حقاً علينا نصر المؤمنين} قال الطيبي: هو استشهاد لقوله كان حقاً إلخ وفيه أن المستمع لا يخرج من إثم الغيبة إلا بأن ينكر بلسانه فإن خاف فبقلبه فإن قدر على القيام أو قطع الكلام لزمه وإن قال بلسانه اسكت وهو مشتهٍ ذلك بقلبه فذلك نفاق، قال الغزالي: ولا يكفي أن يشير باليد أن اسكت أو بحاجبه أو رأسه وغير ذلك فإنه احتقار للمذكور بل ينبغي الذب عنه صريحاً كما دلت عليه الأخبار.
6241 من ذبح بعد الصلاة تم نسكه و أصاب سنة المسلمين ( صحيح )
( خ ) عن البراء
6242 من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه و من ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه و أصاب سنة المسلمين ( صحيح ) ( خ ) عن أنس
6243 من ذرعه القيء و هو صائم فليس عليه قضاء و من استقاء فليقض
( صحيح ) ( 4 ك ) عن أبي هريرة
الشرح:
(من ذرعه) بذال معجمة وراء عين مفتوحات أي غلبه (القيء وهو صائم) فرضاً (فليس عليه قضاء) يجب (ومن استقاء) أي تكلف القيء عامداً عالماً (فليقض) وجوباً لبطلان صومه وبهذا التفصيل أخذ الشافعي.
6244 من ذكر رجلا بما فيه فقد اغتابه ( صحيح )
( الحاكم في تاريخه ) عن أبي هريرة
الشرح:
(بما فيه) من النقائص والعيوب (فقد اغتابه) والغيبة حرام فعليه أن يستحله، تمامه عند مخرجه ومن ذكره بما ليس فيه فقد بهته اهـ بنصه.
6245 من ذكرت عنده فخطئ الصلاة علي خطئ طريق الجنة ( صحيح )
( طب ) عن الحسين
الشرح:(1/245)
فلم ينجح قصده لبخله بما يرغب فيه عن مستحقه وفي رواية لابن عاصم "من ذكرت عنده فنسي الصلاة عليَّ خطئ طريق الجنة" قال في الإتحاف: ومعنى النسيان فيه الترك كما قال تعالى {أتتك آياتنا فنسيتها} وليس المراد به الذهول لأن الناسي غير مكلف.
6246 من ذكرت عنده فليصل علي فإنه من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا ( صحيح ) ( ت ) عن أنس
الشرح:
(من ذكرت عنده فليصل عليَّ فإنه) اي الشأن (من صلى عليَّ مرة واحدة) أي طلب لي من اللّه دوام التشريف (صلى اللّه عليه عشراً) أي رحمه وضاعف أجره عشر مرات هكذا سياق الحديث عند مخرجيه والظاهر أن فيه حذفاً والتقدير من ذكرت عنده ولم يصل عليَّ فقد شقي أو فقد فاته ثواب كثير أو نحو ذلك.
6247 من رأى حية فلم يقتلها مخافة طلبها فليس منا ( صحيح )
( طب ) عن أبي ليلى
الشرح:
(من رأى حية فلم يقتلها مخافة طلبها) أي أن يطالب بدمها في الدنيا والآخرة ويحتمل أن المراد مخافة أن تطلبه هي فتعدو عليه (فليس منا) أي ليس من العاملين بأوامرنا المراعين لقوانيننا زاد أبو داود ما سالمناهن منذ حاربناهن.
6248 من رأى مبتلى فقال: الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به و فضلني على كثير ممن خلق تفضيلا لم يصبه ذلك البلاء ( حسن )( ت ) أبي هريرة
الشرح:
(من رأى مبتلى) في بدنه أو دينه فقال الحمد للّه الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلاً لم يصبه ذلك البلاء) سبق أن الطيبي زعم أن الخطاب فيما ابتلاك يشعر بأن الكلام في عاص خلع الريقة من عنقه لا في مبتلى بنحو مرض أو نقص خلفة ويسن السجود لذلك شكراً للّه على سلامته منه وفي الأذكار: قال العلماء: ينبغي أن يقول هذا الذكر سراً بحيث يسمع نفسه ولا يسمعه المبتلى إلا أن يكون بليته معصية فيسمعه إن لم يخف مفسدة.
6249 من رأى من أميره شيئا يكرهه فليصبر عليه فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبرا فيموت إلا مات ميتة جاهلية (صحيح) (حم ق)عن ابن عباس(1/246)
6250 من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه و ذلك أضعف الإيمان ( صحيح ) ( حم م 4 ) عن أبي سعيد
الشرح:
(من رأى) يعني علم (منكم) معشر المسلمين المكلفين القادرين، فالخطاب لجميع الأمة حاضرها بالمشافهة وغائبها بطريق التبع أو لأن حكمه على الواحد حكمه على الجماعة (منكراً) أي شيئاً قبحه الشرع فعلاً أو قولاً ولو صغيرة (فليغيره) أي فليزله وجوباً شرعاً وقال المعتزلة: عقلاً، ثم إن علم أكثر من واحد فكفاية وإلا فعين لقوله تعالى {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير} والواجب أن يزيله (بيده) حيث كان مما يزال بها ككسر آلة لهو وآنية خمر (فإن لم يستطيع) الإنكار بيده بأن ظن لحوق ضرر به لكون فاعله أقوى منه (فـ) الواجب تغييره (بلسانه) أي بالقول كاستغاثة أو توبيخ أو تذكير باللّه أو إغلاظ بشرط أن لا يغلب ظن أن النهي يزيد عباداً أو أن لا يعلم عادة أنه لا يؤثر على ما عليه الأكثر لكن في الروضة خلافه، ثم إن كان المأمور ظاهراً كصلاة وصوم لم يختص بالعلماء وإلا اختص بهم أو بمن علمه منهم وأن يكون المنكر مجمعاً عليه أو يعتقد فاعله تحريمه أو حله وضعفت شبهته جداً كنكاح متعة ولا يناقض الخبر {عليكم أنفسكم} لأن معناه إذا كلفتم ما أمرتم به لا يضركم تقصير غيركم (فإن لم يستطع) ذلك بلسانه لوجود مانع كخوف فتنة أو خوف على نفس أو عضو أو مال محترم أو شهر سلاح (فبقلبه) ينكره وجوباً بأن يكرهه به ويعزم أنه لو قدر بقول أو فعل فعل وهذا واجب عيناً على كل أحد بخلاف الذي قبله فأفاد الخبر وجوب تغيير المنكر بكل طريق ممكن فلا يكفي الوعظ لمن يمكنه إزالته بيده ولا القلب لمن يمكنه باللسان (وذلك) أي الإنكار بالقلب (أضعف الإيمان) أي خصاله فالمراد به الإسلام أو آثاره وثمراته فالمراد به حقيقة من التصديق وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل وصلاح الإيمان وجريان شرائع الأنبياء الكرام إنما يستمر عند استحكام هذه(1/247)
القاعدة في الإسلام قال القيصري: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أقوى شعب الإيمان بوجه وأضعفها بوجه فتغييره باليد واللسان أقوى وتغييره بالقلب أضعف الإيمان.
6251 من رأى منكم هلال ذي الحجة و أراد أن يضحي فلا يأخذن من شعره و لا من أظافره حتى يضحي ( صحيح ) ( ت ن ه ك ) عن أم سلمة
6252 من رآني فإني أنا هو فإنه ليس للشيطان أن يتمثل بي ( صحيح )
( ت ) عن أبي هريرة
6253 من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتزايا بي ( صحيح )
( حم ق ) عن أبي قتادة
الشرح:
(من رآني) يعني في النوم (فقد رأى الحق) أي الرؤيا الصحيحة الصادقة وهي التي يريها الملك الموكل، يضرب أمثال الرؤية بطريق الحكمة لبشارة أو نذارة أو معاتبة ليكون على بصيرة من أمره وتوفيق من ربه، وأبعد البعض فقال: يمكن أن يراد بالحق هو اللّه مبالغة تنبيهاً على من رآه على وجه المحبة والاتباع كأنه رأى اللّه كقوله من أحبني فقد أحب اللّه ومن أطاعني فقد أطاع اللّه اهـ. وهذا يأباه قوله (فإن الشيطان لا يتزايا بي) بالزاي المعجمة أي لا يظهر في زيي وفي رواية فإن الشيطان لا يتكونني أي لا يتكلف كوناً مثل كوني، ذكره الكرماني، وقال غيره: قوله لا يتزيى بي أي لا يستطيع ذلك، يشير إلى أنه تعالى وإن مكنه من التصور في أي صورة أراد فإنه لا يمكنه من التصور في صورة النبي. قال ابن أبي جمرة: الشيطان لا يتصور بصورته أصلاً فمن رآه في صورة حسنة فذاك حسن في دين الرائي وإن كان في جارحة من جوارحه شين أو نقص فذلك خلل في دين الرائي قال: هذا هو الحق وقد جرب فوجد كذلك وبه تحصل الفائدة الكبرى في رؤياه حتى يظهر الرائي هل عنده خلل أم لا؟ 0000
6254 من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتزايا بي ( صحيح )
( حم خ ) عن أبي سعيد
6255 من رآني في المنام فسيراني في اليقظة و لا يتمثل الشيطان بي
( صحيح ) ( ق د ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/248)
(من رآني في المنام فسيراني في اليقظة) بفتح القاف رؤية خاصة في الآخرة بصفة القرب والشفاعة قال الدماميني: وهذه بشارة لرائيه بموته على الإسلام لأنه لا يراه في القيامة تلك الرؤية الخاصة باعتبار القرب منه إلا من تحقق منه الوفاة على الإسلام اهـ0000 (ولا يتمثل الشيطان بي) استئناف جواب لمن قال ما سبب ذلك يعني ليس ذلك المنام من قبيل تمثل الشيطان بي في خيال الرائي بما شاء من التخيلات. (فائدة) سئل شيخ الاسلام زكريا عن رجل زعم أنه رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم بقول له مر أمتي بصيام ثلاثة أيام وأن يعيدوا بعدها ويخطبوا فهل يجب الصوم أو يندب أو يجوز أو يحرم؟ وهل يكره أن يقول أحد للناس أمركم النبي عليه الصلاة والسلام بصيام أيام لأنه كذب عليه ومستنده الرؤيا التي سمعها من غير رائيها أو منه؟ وهل يمتنع أن يتسمى إبليس باسم النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم ويقول للنائم إنه النبي عليه الصلاة والسلام ويأمره بطاعة ليتوصل بذلك إلى معصية كما يمتنع عليه التشكل في صورته الشريفة أم لا، وبه تتميز الرؤية له صلى اللّه عليه وآله وسلم الصادقة من الكاذبة؟ وهل يثبت شيء من أحكام الشرع بالرؤية في النوم؟ وهل المرئي ذاته صلى اللّه عليه وسلم أو روحه أو مثل ذلك؟ أجاب لا يجب على أحد الصوم ولا غيره من الأحكام بما ذكر ولا مندوب بل قد يكره أو يحرم لكن إن غلب على الظن صدق الرؤية فله العمل بما دلت عليه ما لم يكن فيه تغيير حكم شرعي ولا يثبت بها شيء من الأحكام لعدم ضبط الرؤية لا للشك في الرؤية ويحرم على الشحص أن يقول أمركم النبي صلى اللّه عليه وسلم بكذا فيما ذكر بل يأتي بما يدل على مستنده من الرؤية إذ لا يمتنع عقلاً أن يتسمى إبليس باسم النبي صلى اللّه عليه وسلم ليقول للنائم إنه النبي ويأمره بالطاعة، والرؤية الصادقة هي الخالصة من الأضغاث والأضغاث أنواع: الأول تلاعب الشيطان ليحزن الرائي كأنه يرى أنه قطع رأسه، الثاني أن يرى(1/249)
أن بعض الأنبياء يأمره بمحرم أو محال. الثالث ما تتحدث به النفس في اليقظة تمنياً فيراه كما هو في المنام، ورؤية المصطفى صلى اللّه عليه وسلم بصفته المعلومة إدراك لذاته ورؤيته بغير صفته إدراك لمثاله فالأولى لا تحتاج إلى تعبير والثانية تحتاج إليه ويحمل على هذا قول النووي: الصحيح أنه يراه حقيقة سواء كانت صفته المعروفة أو غيرها وللعلماء في ذلك كلام كثير ليس هذا محل ذكره وفيما ذكرته كفاية اهـ بنصه.
6256 من رآني في المنام فقد رآني إنه لا ينبغي للشيطان أن يتمثل في صورتي ( صحيح ) ( حم م ه ) عن جابر
6257 من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي
( صحيح ) ( حم خ ت ) عن أنس
الشرح:(1/250)
(من رآني في المنام) أي في حال النوم وقال العصام في وقت النوم - فيه نظر - أي رآني بصفتي التي أنا عليها وهكذا بغيرها على ما يأتي إيضاحه (فقد رآني) أي فليبشر بأنه رآني حقيقة أي حقيقتي كما هي فلم يتحد الشرط والجزاء وهو في معنى الإخبار أي من رآني فأخبره بأن رؤيته حق ليست بأضغاث أحلامية ولا تخيلات شيطانية ثم أردف ذلك بما هو تتميم للمعنى وتعليل للحكم فقال (فإن الشيطان لا يتمثل بي) وفي رواية لمسلم فإن الشيطان لا ينبغي له أن يتشبه بي وفي أخرى له لا ينبغي أن يتمثل في صورتي وفي رواية لغيره لا يتكونني وذلك لئلا يتدرع بالكذب على لسانه في النوم وكما استحال تصوره بصورته يقظة إذ لو وقِع اشتبه الحق بالباطل، ومنه أخذ أن جميع الأنبياء كذلك، وظاهر الحديث أن رؤياه صحيحة وإن كان على غير صفته المعروفة وبه صرح النووي مضعفاً لتقييد الحكيم الترمذي وعياض وغيرهما بما إذا رآه على صورته المعروفة في حياته وتبعه عليه بعض المحققين ثم قال: فإن قيل كيف يرى على خلاف صورته المعروفة ويراه شخصان في حالة واحدة في مكانين والبدن الواحد لا يكون إلا في مكان واحد؟ قلنا التغيير في صفاته لا في ذاته فتكون ذاته حيث شاء اللّه وصفاته متخيلة في الأذهان والإدراك لا يشترط فيه تحقق الإبصار ولا قرب المسافة ولا كون المتخيل ظاهراً على الأرض حياً حياة دنيوية وإنما الشرط كونه موجوداً اهـ 000قالوا هنا ميزان يجب التنبيه له وهو أن الرؤية الصحيحة أن يرى بصورته الثابتة بالنقل الصحيح فإن رآه بغيرها كطويل أو قصير أو شيخ أو شديد السمرة لم يكن رآه وحصول الجزم في نفس الرائي بأنه رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم غير حجة بل ذلك المرئي صورة الشرع بالنسبة لاعتقاد الرائي أو خياله أو صفته أو حكم من أحكام الإسلام أو بالنسبة للمحل الذي رأى فيه تلك الصورة 000
6258 من رأت ذلك منكن فأنزلت فلتغتسل (صحيح) (حم م ن ه)عن أنس(1/251)
6259 من رابط يوما و ليلة في سبيل الله كان له كأجر صيام شهر و قيامه و من مات مرابطا جرى له مثل ذلك من الأجر و أجري عليه الرزق و أمن الفتان ( صحيح ) ( ن ك ) عن سلمان
6260 من راح روحة في سبيل الله كان له بمثل ما أصابه من الغبار مسكا يوم القيامة ( حسن ) ( ه الضياء ) عن أنس
الشرح:
(من راح روحة في سبيل اللّه) أي في الجهاد لإعلاء كلمة الدين (كان له بمثل ما أصابه من الغبار) أي غبار التراب (مسكاً يوم القيامة) أي يكون ما أعد له يوم القيامة من النعيم قدر ذلك الغبار الذي أصابه في المعركة وفي ذهابه إليها مسكاً يتنعم به وعلى هذا فالمراد الحقيقة ويحتمل أنه من قبيل التشبيه البليغ أو الاستعارة التبعية والمراد كثرة الثواب بكل روحة لغزو.
6261 من رحم و لو ذبيحة عصفور رحمه الله يوم القيامة
( حسن ) ( خد طب الضياء ) عن أبي أمامة
الشرح:(1/252)
(من رحم ولو ذبيحة عصفور) بضم أوله وحكى فتحه قيل سمي به لأنه عصى وفرّ (رحمه اللّه) أي تفضل عليه وأحسن إليه (يوم القيامة) ومن أدركته الرحمة يومئذ فهو من السابقين إلى دار النعيم، وخص العصفور بالذكر لكونه أصغر مأكول ينذبح وإذا استلزمت رحمته رحمة اللّه مع حقارته وهوانه على الناس فرحمة ما فوقه سيما الآدمي أولى، وأفاد معاملة الذبيحة حال الذبح بالشفقة والرحمة وإحسان الذبحة كما ورد مصرحاً به في عدة أخبار. وخرج أحمد خبر قيل: يا رسول اللّه إني أذبح الشاة وأنا أرحمها فقال: إن رحمتها رحمك اللّه وخرج عبد الرزاق أن شاة انفلتت من جزار حتى جاءت النبي صلى اللّه عليه وسلم فاتبعها فقال لها النبي صلى اللّه عليه وسلم: اصبري لأمر اللّه وأنت يا جزار فسقها للموت سوقاً رفيقاً ومن الرفق بها والرحمة بها أن لا يذبح أخرى عندها ولا يحد السكين وهي تنظر فقد مر النبي صلى اللّه عليه وسلم برجل واضع رجله على صفحة شاة وهو يحد شفرته وهي تلحظه فقال أفلا قبل هذا؟ تريد أن تميتها موتات؟ رواه الطبراني وغيره000
6262 من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة
( صحيح ) ( حم ت ) عن أبي الدرداء
الشرح:
(من رد عن عرض أخيه) في الدين أي رد على من اغتابه وشان من أذاه وعابه (رد اللّه عن وجهه) أي ذانه وخصه لأن تعذيبه أنكى في الإيلام وأشد في الهوان (النار يوم القيامة) جزاء بما فعل وذلك لأن عرض المؤمن كدمه فمن هتك عرضه فكأنه سفك دمه ومن عمل على صون عرضه فكأنه صان دمه فيجازى على ذلك بصونه عن النار يوم القيامة إن كان ممن استحق دخولها وإلا كان زيادة رفعة في درجاته في الآخرة في الجنة والعموم المستفاد من كلمة من مخصوص بغير كافر وغير فاسق متجاهر كما مرّ وزاد الطبراني في روايته {وكان حقاً علينا نصر المؤمنين}.
6263 من رد عن عرض أخيه كان له حجابا من النار ( صحيح )
( هق ) عن أبي الدرداء
الشرح:(1/253)
(عرض أخيه) في الإسلام (كان له) أي الرد أي ثوابه (حجاباً من النار) يوم القيامة وذلك بظهر الغيب أفضل منه بحضوره وإذا رد عن عرضه فأحرى أن لا يتولى ذلك فيغتابه بل ينبغي أن يكاشفه فيما ينكر منه لكن بلطف فذلك من نصره له كما دل عليه خير انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً الحديث.
6264 من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك ( صحيح )
( حم طب ) عن ابن عمرو
الشرح:
باللّه تعالى لاعتقاده أن للّه شريكاً في تقدير الخير والشر {تعالى اللّه عن ذلك علواً كبيراً} وهذا وارد على منهج الزجر والتهويل وظاهر صنيع المؤلف أن هذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه بل بقيته عند مخرجه أحمد قالوا: يا رسول اللّه ما كفارة ذلك قال: يقول أحدكم اللّهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك اهـ. فينبغي لمن طرقته الطيرة أن يسأل اللّه تعالى الخير ويستعيذ به من الشر ويمضي في حاجته متوكلاً عليه.
6265 من رفع حجرا عن الطريق كتب له حسنة و من كانت له حسنة دخل الجنة ( حسن ) ( طب ) عن معاذ
الشرح:
(من رفع حجراً عن الطريق) أي أماط عن طريق الناس أذى من حجر أو غيره كشوك قاصداً إزالة الضرر عنهم احتساباً، وخص الحجر بالذكر لغلبته أو لكونه أعظم ضرراً أو بطريق التمثيل (كتبت له حسنة ومن كانت له حسنة دخل الجنة) أي لا بد له من دخولها إما بلا عذاب بأن اجتنب الكبائر أو لم يجتنبها وعفا عنه أو لم يعف عنه وعذب فإنه لا بد أن يخرج من النار والعموم المستفاد من كلمة من مشروط بالإيمان.
6266 من ركع اثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة ( صحيح )
( طس ) عن أبي ذر
الشرح:
الظاهر أنه أراد صلاة الضحى وذلك هو أكثرها عند الشافعية وأفضلها عند كثير منهم.
6267 من رمى العدو بسهم في سبيل الله فبلغ سهمه العدو أصاب أو أخطأ يعدل رقبة ( صحيح ) ( حم ن ه طب ك ) عن عمرو بن عبسة
6268 من رمى بسهم في سبيل الله فهو له عدل محرر ( صحيح )
( ت ن ك ) عن أبي نجيح
الشرح:(1/254)
(من رمى بسهم في سبيل اللّه فهو له عدل) بكسر العين وفتحها أي مثل (محرر) زاد الحكيم في روايته ومن بلغ بسهم فله درجة في الجنة قال أبو نجيح الراوي: فبلغت يومئذ ستة عشر سهماً اهـ. والمعنى من رمى بسهم بنية جهاد الكفار كان له ثواب مثل ثواب تحرير رقبة أي عتقها.
6269 من رمى مؤمنا بكفر فهو كقتله (صحيح) (طب)عن هشام بن عامر
الشرح:
(من رمى) أي سب (مؤمناً بالكفر) بأن قال هو كافر وهو مؤمن فشبه السب بالرمي فيكون استعارة مصرحة وذكر فعل الرمي استعارة تبعية ووجه الشبه أنه كما أن الرمي يهلك ظاهراً فالسب يهلك باطناً فاشتركا في مطلق الإهلاك لكن الثاني أولى كقول المرتضى كرم اللّه وجهه "جراحات السنان لها التئام" .البيت. (فهو كقتله) في عظم الوزر وشدة الإصر عند اللّه تعالى فقوله كقتله إشارة إلى خبر عرض المؤمن كدمه، يعني من سبه بالكفر هتك عرضه وعرض المؤمن كدمه فمن سبه بالكفر فكأنه سفك دمه، أو المراد حكمه حكم قتله في الآخرة وحكمه فيها دخول النار.
6270 من رمانا بالليل فليس منا ( صحيح ) ( حم ) عن أبي هريرة
الشرح:
(من رمانا بالليل) أي رمى إلى جهتنا بالقسي ليلاً وفي رواية بالنبل بدل الليل (فليس منا) لأنه حاربنا ومحاربة أهل الإيمان آية الكفران، أو ليس على منهاجنا، لأن من حق المسلم على المسلم أن ينصره ويقاتل دونه لا أن يرعبه فضمير المتكلم في الموضعين لأهل الإيمان، وسببه أن قوماً من المنافقين كانوا يرمون بيوت بعض المؤمنين فقاله، ويشمل هذا التهديد كل من فعله من المسلمين بأحد منهم لعداوة واحتقار ومزاح لما فيه من التفزيع والترويع، وذهب البعض إلى أن المراد بالرمي ليلاً ذكره لغيره بسوء أو قذف خفية تشبيهاً برمي الليل0000
6271 من زار قوما فلا يؤمهم و ليؤمهم رجل منهم ( صحيح )
( حم د ت ) عن مالك بن الحويرث
الشرح:(1/255)
(من زار قوماً فلا يؤمهم) أي لا يصلي بهم إماماً في موضعهم فيكره بغير إذنهم (وليؤمهم) ندباً (رجل منهم) حيث كان في المزورين من هو أهل للإمامة فالساكن بحق أولى بالإمامة من غيره كزائره ولا ينافيه خبر البخاري عن عتبة أن النبي صلى اللّه عليه وسلم زاره وأمَّه ببيته لأنه بإذن عتبة ولأن الكلام في غير الامام الأعظم قال الزين العراقي: وعموم الحديث يقتضي أن صاحب المنزل يقدم وإن كان ولد الزائر وهو كذلك قال: وقضية التعبير بالقوم الذي هو للرجال أن الرجل إذا زار النساء يؤمهن إذ لا حق لهن في إمامة الرجال.
6272 من زرع أرضا بغير إذن أهلها فله نفقته و ليس له في الزرع شيء
( صحيح ) ( حم د ت ه ) عن رافع بن خديج
6273 من زرع زرعا فأكل منه طير أو عافية كان له صدقة
( صحيح ) ( حم ابن خزيمة ) عن خلاد بن السائب
الشرح:
(من زرع زرعاً فأكل منه طير أو عافية) أي كل طالب رزق (كان له صدقة) أي كان له فيما يأكله العوافي ثواب كثواب الصدقة تصدق بها في اختياره قال في الإتحاف: والعافية السباع أو نحوها مما يرد المياه والزرع.
6274 من زنى خرج منه الإيمان فإن تاب تاب الله عليه ( حسن )
( طب ) عن شريك
الشرح:(1/256)
(من زنى خرج منه الإيمان) إن استحل وإلا فالمراد نوره أو أنه صار منافقاً نفاق معصية لا نفاق كفر أو أنه شابه الكافر في عمله وموقع التشبيه أنه مثله في حل قتاله أو قتله وليس بمستحضر حال تلبسه به حلال من آمن به فهو كناية عن الغفلة التي جلبتها عليه الشهوة والمعصية تذهله عن رعاية الإيمان وهو تصديق القلب فكأنه نسي من صدق به أو أنه يسلب الإيمان حال تلبسه به فإذا فارقه عاد إليه أو المعنى خرج منه الحياء لأن الحياء من الإيمان كما مرّ في عدة أخبار صحاح وحسان أو هو زجر وتنفير فغلظ بإطلاق الخروج عليه لما أن مفسدة الزنا من أعظم المفاسد وهي منافية لمصلحة نظام العالم في حفظ الإنسان وحماية الفروج وصيانة الحرمات وتوقي العداوة والبغضاء بين الناس وغير ذلك (فإن تاب تاب اللّه عليه) أي قبل توبته فينبغي أن يبادر بالتوبة قبل هجوم هاذم اللذات فيكون قد باع أبكاراً عرباً أتراباً كأنهن الياقوت والمرجان بقذرات دنسات مسافحات أو متخذات أخدان وحور مقصورات في الخيام بخيثات مسبيات بين الأنام.
6275 من سأل الله الجنة ثلاث مرات قالت الجنة: اللهم أدخله الجنة و من استجار من النار ثلاث مرات قالت النار: اللهم أجره من النار ( صحيح )
( ت ن ك ) عن أنس
الشرح:(1/257)
(من سأل اللّه الجنة) أي دخولها بصدق وإيقان وحسن نية (ثلاث مرات قالت الجنة اللّهم أدخله الجنة ومن استعاذ من النار ثلاث مرات قالت النار اللّهم أجره من النار) وهذا القول يحتمل كونه بلسان القال بأن يخلق اللّه فيها الحياة والنطق وهو على كل شيء قدير أو بلسان الحال وتقديره قالت خزنة الجنة من قبيل قوله تعالى {واسأل القرية} ويؤيده ذكر الجنة في قوله اللّهم أدخله الجنة وإلا لقالت اللّهم أدخله إياي ويحتمل كونه التفات من التكلم إلى الغيبة وكذا الكلام في قوله قالت النار وجاء في رواية ذكر العدد في الاستجارة من النار ثلاثا وحذفه في سؤال الجنة وهو تنبيه على أن الرحمة تغلب الغضب وعلى أن عذابه شديد {إن اللّه شديد العقاب} فيكفي في طلب الجنة السؤال الواحد بخلاف الاستجارة من النار قال السمهودي: لك أن تقول ما الحكمة في تخصيص الثلاث مع أن الحسن بن سفيان روى عن أبي هريرة مرفوعاً ما سأل اللّه عز وجل عبد الجنة في يوم سبع مرات إلا قالت الجنة يا رب إن عبدك فلاناً سألني فأدخله وفي رواية لأبي يعلى بإسناد على شرط الشيخين ما استجار عبد من النار سبع مرات إلا قالت النار يا رب إن عبدك فلاناً استعاذ بك مني فأعذه وأدخله الجنة وفي رواية للطيالسي من قال أسأل اللّه الجنة سبعاً قالت الجنة اللّهم أدخله الجنة وفي رواية له إن العبد إذا أكثر مسألة اللّه الجنة قالت الجنة يا رب إن عبدك هذا سألنيك فأسكنه إياي ـ الحديث ـ. وأجيب بأنه خص الثلاث في هذا الحديث لأنها أول مراتب الكثرة والسبعة في غيرها لأنها أول مراتب النهاية في الكثرة لاشتمالها على أقل الجمع من الأفراد وأقل الجمع من الأزواج.
6276 من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء و إن مات على فراشه ( صحيح ) ( م 4 ) عن سهل بن حنيف
الشرح:(1/258)
(من سأل اللّه الشهادة بصدق) قيد السؤال بالصدق لأنه معيار الأعمال ومفتاح بركاتها وبه ترجى ثمراتها (بلغه اللّه منازل الشهداء) مجازاة له على صدق الطلب وفي قوله منازل الشهداء بصيغة الجمع مبالغة ظاهرة (وإن مات على فراشه) لأن كلاً منهما نوى خيراً وفعل ما يقدر عليه فاستويا في أصل الأجر ولا يلزم من استوائهما فيه من هذه الجهة استواؤهما في كيفيته وتفاصيله إذ الأجر على العمل ونيته يزيد على مجرد النية فمن نوى الحج ولا مال له يحج به يثاب دون ثواب من باشر أعماله ولا ريب أن الحاصل للمقتول من ثواب الشهادة تزيد كيفيته وصفاته على الحاصل للناوي الميت على فراشه وإن بلغ منزلة الشهيد فهما وإن استويا في الأجر لكن الأعمال التي قام بها العامل تقتضي أثراً زائداً وقرباً خاصاً وهو فضل اللّه يؤتيه من يشاء فعلم من التقرير أنه لا حاجة لتأويل البعض وتكلفه بتقدير من بعد قوله بلغه اللّه فأعط ألفاظ الرسول صلى اللّه عليه وسلم حقها وأنزلها منازلها يتبين لك المراد وفيه ندب سؤال الشهادة بنية صادقة.
6277 من سأل الله القتل في سبيل الله صادقا من قلبه أعطاه الله أجر شهيد و إن مات على فراشه ( صحيح ) ( ت ) عن معاذ ( ك ) عن أنس
6278 من سأل الناس أموالهم تكثرا فإنما يسأل جمر جهنم فليستقل منه أو ليستكثر ( صحيح ) ( حم م د ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/259)
(من سأل الناس) نصب بنزع الخافض أو مفعول به (أموالهم) بدل اشتمال منه (تكثراً) مفعوله أي لتكثر ماله لا لحاجة (فإنما يسأل جمر جهنم) أي سبب للعقاب بالنار أو هي قطع عظيمة من الجمر حقيقة يعذب بها كمانع الزكاة لأخذه ما لا يحل أو لكتمه نعمة اللّه وهو كفران فإن شاء (فليستقل منه) أي من ذلك السؤال أو من المال أو من الجمر (أو فليستكثر) أي وإن شاء فليستكثر، أمر توبيخ وتهديد من قبيل {فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر} ومن ثم قالوا: من قدر على قوت يوم لم يحل له السؤال والقياس أن الدافع إن علم بحاله أثم لإعانته على محرم إلا أن يجعله هبة لصحتها للغنى.
(فائدة) أخرج ابن عساكر أن مطرف بن عبد اللّه بن الشخير كان يقول لابن أخيه إذا كانت لك حاجة اكتبها في رقعة فإني أصون وجهك عن الذل.
يا أيها المبتغى نيل الرجال * وطالب الحاجات من ذي النوال
لا تحسبن الموت موت البلى * فإنما الموت سؤال الرجال
كلاهما موت ولكن ذا * أعظم من ذاك لذل السؤال
6279 من سأل الناس و له ما يغنيه جاء يوم القيامة و مسألته في وجهه خموش أو خدوش أو كدوح قيل: و ما الغنى ؟ قال: خمسون درهما أو قيمتها من الذهب ( صحيح ) ( حم 4 ك ) عن ابن مسعود
6280من سأل شيئا و عنده ما يغنيه فإنما يستكثر من جمر جهنم قالوا: و ما يغنيه ؟ قال: قدر ما يغديه و يعشيه(صحيح)(حم د حب ك)سهل بن الحنظلية
6281 من سأل من غير فقر فكأنما يأكل الجمر ( صحيح )
( حم ابن خزيمة الضياء ) عن حبشي بن جنادة
الشرح:(1/260)
(من سأل) الناس (من غير فقر) أي عن غير حاجة بل لتكثير المال (فإنما) في رواية فكأنما (يأكل الجمر) جعل المأكول نفس الجمر مبالغة في التوبيخ والتهديد والمراد أنه يعاقب بالنار وقد يجعل على ظاهره وأن ما يأخذه يطعمه في الآخرة على صورة الجمر كما يكوى مانع الزكاة بها، قال النووي: اتفقوا على النهي عن السؤال بلا ضرورة وفي القادر على الكسب وجهان أصحهما أنها حرام لظاهر الحديث، والثاني يحل بشرط أن لا يذل نفسه ولا يلح في السؤال ولا يؤذي المسؤول وإلا حرم اتفاقاً.
6282من سأل و له أربعون درهما فهو الملحف(صحيح)(ن)عن ابن عمرو
6283 من سأل و له قيمة أوقية فقد ألحف (صحيح) (د حب)عن أبي سعيد
6284 من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله يوم القيامة بلجام من نار
( صحيح ) ( حم 4 ك ) عن أبي هريرة
الشرح:
(من سئل عن علم) علمه قطعاً وهو علم يحتاج إليه سائل في أمر دينه وقيل ما يلزم عليه تعليمه كمريد الإسلام يقول علمني الإسلام والمفتي في حلال أو حرام وقيل هو علم الشهادتين (فكتمه) عن أهله (ألجمه اللّه يوم القيامة بلجام) فارسي معرب (من نار) أي أدخل في فيه لجاماً من نار مكافأة له على فعله حيث ألجم نفسه بالسكوت في محل الكلام فالحديث خرج على مشاكلة العقوبة للدنب وذلك لأنه سبحانه أخذ الميثاق على الذين أوتوا الكتاب ليبيننه للناس ولا يكتمونه وفيه حث على تعليم العلم لأن تعلم العلم إنما هو لنشره ودعوة الخلق إلى الحق والكاتم يزاول إبطال هذه الحكمة وهو بعيد عن الحكيم المتقن ولهذا كان جزاؤه أن يلجم تشبيهاً له بالحيوان الذي سخر ومنع من قصد ما يريده فإن العالم شأنه دعاء الناس إلى الحق وإرشادهم إلى الصراط المستقيم وقوله بلجام من باب التشبيه لبيانه بقوله من نار على وزان {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} شبه ما يوضع في فيه من النار بلجام في الدابة ولولا ما ذكر من البيان كان استعارة لا تشبيهاً.(1/261)
6285 من سب أصحابي فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين
( حسن ) ( طب ) عن ابن عباس
الشرح:
(من سب أصحابي) أي شتمهم (فعليه لعنة اللّه والملائكة والناس) أي الطرد والبعد عن مواطن الأبرار ومنازل الأخيار والسب والدعاء من الخلق (أجمعين) تأكيد لمن سب أو الناس فقط أي كلهم وهذا شامل لمن لابس القتل منهم لأنهم مجتهدون في تلك الحروب متأولون فسبهم كبيرة ونسبتهم إلى الضلال أو الكفر كفر.
6286 من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثا و ثلاثين و حمد الله ثلاثا و ثلاثين و كبر الله ثلاثا و ثلاثين فتلك تسع و تسعون و قال تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير غفرت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر (صحيح) (حم م)عن أبي هريرة
6287 من ستر أخاه المسلم في الدنيا ستره الله يوم القيامة ( صحيح )
( حم ) عن رجل
الشرح:
(من ستر أخاه المسلم في الدنيا) في قبيح فعله وقوله (فلم يفضحه) بأن اطلع منه على ما يشينه في دينه أو عرضه أو ماله أو أهله فلم يهتكه ولم يكشفه بالتحدث ولم يرفعه الحاكم بالشرط المار (ستره اللّه يوم القيامة) أي لم يفضحه على رؤوس الخلائق بإظهار عيوبه وذنوبه بل يسهل حسابه ويترك عقابه لأن اللّه حيي كريم وستر العورة من الحياء والكرم ففيه تخلق بخلق اللّه واللّه يحب التخلق بأخلاقه، ودعى عثمان إلى قوم على ريبة فانطلق ليأخذهم فتفرقوا فلم يدركهم فأعتق رقبة شكراً للّه تعالى أن لا يكون جرى على يديه خزي مسلم.
6287 / 1 ( من ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة و من كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته ) ( صحيح ) ( ه ) عن ابن عباس وهذا حديث مستدرك من الطبعة الأولى قال الألباني في صحيح ابن ماجه رقم: 2063 صحيح
6288 من سره أن يجد حلاوة الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله (حسن)
( حم ك ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/262)
(من سره أن يجد حلاوة) وفي رواية لأبي نعيم طعم (الإيمان) استعار الحلاوة المحسوسة للكمالات الإيمانية العقلية بقرينة إضافتها الى الإيمان بجامع الالتذاذ بكل منهما (فليحب المرء لا يحبه) لشيء (إلا للّه) أي لا يحبه إلا لأجل اللّه لا لغرض آخر كإحسان وإنما قال حلاوة الإيمان لأن أصل الإيمان الذي هو التصديق لا يتوقف على تلك المحبة والمراد الحب العقلي الذي هو موجب إيثار ما يقتضي العقل ورجحانه وإن كان على خلاف الهوى كحب المريض للدواء لا الحب الطبيعي إذ {لا يكلف اللّه إلا وسعها}.
6289 من سره أن يحب الله و رسوله فليقرأ في المصحف ( حسن )
( حل هب ) عن ابن مسعود
الشرح:
(من سره أن يحب اللّه ورسوله) أي من سره أن يزداد من محبة اللّه ورسوله (فليقرأ) القرآن نظراً (في المصحف) وهذا بناء على ما هو المتبادر أن فاعل يحب العبد وقال بعض موالي الروم: فاعل يحب لفظ الجلالة والرسول أي من سره أن يحبه اللّه ورسوله إلخ وذلك لأن في القراءة نظر زيادة ملاحظة للذات والصفات فيحصل من ذلك زيادة ارتباط توجب زيادة المحبة وكان بعض مشايخ الصوفية إذا سلك مريداً أشغله بذكر الجلالة وكتبها له في كفه وأمره بالنظر إليها حال الذكر قالوا: هذا أول شيء يرفع كما قاله عبادة بن الصامت ويبقى بعده على اللسان حجة، فيتهاون الناس فيه حتى نذهب بذهاب حملته ثم تقوم الساعة على شرار الناس وليس فيهم من يقول اللّه اللّه.
6290 من سره أن يستجيب الله له عند الشدائد و الكرب فليكثر الدعاء في الرخاء ( حسن ) ( ت ك ) عن أبي هريرة
الشرح:
(من سره) من السرور وهو انشراح الصدر بلذة فيها طمأنينة النفس عاجلاً وذلك في الحقيقة إنما يكون إذا لم يخف زواله ولا يكون إلا فيما يتعلق بالأمور الأخروية قال:
أشد الغم عندي في سرور * تيقن عنه صاحبه ارتحالا(1/263)
(أن يستجيب اللّه له عند الشدائد والكرب) بضم الكاف وفتح الراء جمع كربة وهي غم يأخذ بالنفس لشدته (فليكثر الدعاء في الرخاء) أي في حال الرفاهية والأمن والعافية لأن من شيمة المؤمن الشاكر الحازم أن يريش السهم قبل الرمي ويلتجئ إلى اللّه قبل الاضطرار بخلاف الكافر الشقي والمؤمن الغبي {وإذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيباً إليه ثم إذا خوّله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل وجعل للّه أنداداً} فتعين على من يريد النجاة من ورطات الشدائد والغموم أن لا يغفل بقلبه ولسانه عن التوجه إلى حضرة الحق تقدس بالحمد والابتهال إليه والثناء عليه إذ المراد بالدعاء في الرخاء كما قاله الإمام الحليمي دعاء الثناء والشكر والاعتراف بالمنن وسؤال التوفيق والمعونة والتأييد والاستغفار لعوارض التقصير فإن العبد وإن جهد لم يوف ما عليه من حقوق اللّه بتمامها ومن غفل عن ذلك ولم يلاحظه في زمن صحته وفراغه وأمنه كان صدق عليه قوله تعالى {فإذا ركبوا في الفلك دعوا اللّه مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون}.
6291 من سره أن يعظم الله رزقه و أن يمد في أجله فليصل رحمه
( صحيح ) ( حم د ن ) عن أنس
6292 من سره أن ينظر إلى تواضع عيسى فلينظر إلى أبي ذر ( صحيح )
( ع ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/264)
(تواضع عيسى) ابن مريم (فلينظر إلى أبي ذر) الغفاري فإنه في مزيد التواضع ولين الجانب وخفض الجناح وكف النفس عن الشهوات يقرب من عيسى الذي كان في ذلك على غاية الكمال ونهاية التمام وفي رواية لابن عساكر أن أبا ذر يباري عيسى ابن مريم في عبادته، أخرج أيضاً أن جبريل كان عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فأقبل أبو ذر فقال: هذا أبو ذر قال: وتعرفه قال: هو في أهل السماء أعرف منه في أهل الأرض، وأفادت هذه الأحاديث أن أبا ذر تواضعه حقيقي لا يمازجه رياء ولا يشوبه سفه وأنه عند إلهه سبحانه وتعالى بحال الرضا لتشبيهه بروح اللّه الذي حاز قصب السبق في إظهار المسكنة والافتقار للواحد القهار.
6293 من سره أن ينظر إلى يوم القيامة كأنه رأى عين فليقرأ ( إذا الشمس كورت و ( إذا السماء انفطرت ) و ( إذا السماء انشقت ) ) ( صحيح )
( حم ت ك ) عن ابن عمر
6294 من سرته حسنته و ساءته سيئته فهو مؤمن ( صحيح )
( طب ) عن أبي موسى
الشرح:(1/265)
(من سرته حسنته) لكونه راجياً ثوابها مؤقناً بنفعها (وساءته سيئته فهو مؤمن) أي كامل الإيمان لأن من لا يرى للحسنة فائدة ولا للمعصية آفة فذلك يكون من استحكام الغفلة على قلبه فإيمانه ناقص بل ذلك يدل على استهانته بالدين فإنه يهون عظيماً ويغفل عما لا يغفل اللّه عنه والمؤمن يرى ذنبه كالجبل والكافر يراه كذباب مر على أنفه فالمؤمن البالغ الإيمان يندم على خطيئته ويأخذه القلق كاللديغ لإيقانه بخبر الآخرة وشرها بخلاف غير الكامل فإنه لا ينزعج لذلك لتراكم الظلمة في صدره وعلى قلبه فيحجبه عن ذلك، ولهذا قال ابن مسعود فيما خرّجه الحكيم الترمذي بأن المؤمن إذا أذنب فكأنه تحت صخرة يخاف أن تقع عليه فتقتله والمنافق ذنبه كذباب مر على أنفه فعلامة المؤمن أن توجعه المعصية حتى يسهر ليله فيما حل بقلبه من وجع الذنب ويقع في العويل كالذي فارق محبوبه من الخلق بموت أوغيره فيتفجع لفراقه فيقع في النحيب فالمؤمن الكامل إذا أذنب يحل به أكثر من المصاب لحجبه عن ربه ومن أشفق من ذنوبه فكان على غاية الحذر منها لا يرجو لغفرها سوى ربه فهو يقبل على اللّه وهو الذي أراده اللّه من عباده ليتوب عليهم ويجزل ثوابهم، نعم السرور بالحسنة مقيد في أخبار أخر بأن شرطه ألا ينتهي إلى العجب بها فيسر بما يرى من طاعته فيطمئن إلى أفعاله فيكون قد انصرف عن اللّه إلى نفسه العاجزة الحقيرة الضعيفة الأمّارة اللوامة فيهلك، ولهذا قال بعض العارفين: ذنب يوصل العباد إلى اللّه تعالى خير من عبادة تصرفه عنه وخطيئة تفقره إلى اللّه خير من طاعة تغنيه عن اللّه. (تتمة) قال الراغب: من لا يخوفه الهجاء ولا يسره الثناء لا يردعه عن سوء الفعال إلا سوط أو سيف وقيل من لم يردعه الذمّ عن سيئة ولم يستدعه المدح الى حسنة فهو جماد أو بهيمة وليس الثناء في نفسه بمحمود ولا مذموم وإنما يحمد ويذم بحسب المقاصد.(1/266)
6295 من سرق فوجد سرقته عند رجل غير متهم فإن شاء أخذها بالقيمة و إن شاء اتبع صاحبه ( صحيح )
( حم د في مراسيله ن ك ) عن أسيد بن حضير ( ن ) عن أسيد بن ظهير
6296 من سكن البادية جفا و من اتبع الصيد غفل و من أتى السلطان افتتن
( صحيح ) ( حم 3 ) عن ابن عباس
الشرح:
(من سكن البادية جفا) أي غلظ قلبه وقسا فلا يرق لمعروف كبرّ وصلة رحم لبعده عن العلماء وقلة اختلاطه بالفضلاء فصار طبعه طبع الوحش قال القاضي: وأصل التركيب للنبو عن الشيء (ومن اتبع الصيد غفل) لحرصه الملهي عن الترحم والرقة أو لأنه إذا اهتم به غفل عن مصالحه أو لشبهه بالسباع وانجذابه عن الرقة، قال الحافظ ابن حجر: يكره ملازمة الصيد والإكثار منه لأنه قد يشغل عن بعض الواجبات وكثير من المندوبات ودليله هذا الحديث وقال ابن المنير: الاشتغال بالصيد لمن عيشه به مشروع ولمن عرض له وعيشه بغيره مباح وأما التصيد لمجرد اللهو فهو محل النهي (ومن أتى السلطان افتتن) لأنه إن وافقه في مرامه فقد خاطر بدينه وإن خالفه فقد خاطر بروحه ولأنه يرى سعة الدنيا فيحتقر نعمة اللّه عليه وربما استخدمه فلا يسلم من الإثم في الدنيا والعقوبة في العقبى.
(تنبيه) قال ابن تيمية: فيه أن سكنى الحاضرة يقتضي من كمال الإنسان في رقة القلب وغيرها ما لا تقتضيه سكنى البادية فهذا الأصل موجب كون جنس الحاضرة أفضل من جنس البادية وقد يتخلف المقتضي لمانع.
6297 من سلك طريقا يطلب فيه علما سلك الله به طريقا من طرق الجنة و إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع و إن العالم ليستغفر له من في السموات و من في الأرض و الحيتان في جوف الماء و إن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب و إن العلماء ورثة الأنبياء و إن الأنبياء لم يورثوا دينارا و لا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر ( صحيح ) ( حم 4 حب ) عن أبي الدرداء(1/267)
6298 من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة
( صحيح ) ( ت ) عن أبي هريرة
الشرح:
(من سلك طريقاً) حسية أو معنوية ونكره ليتناول أنواع الطريق الموصلة إلى تحصيل أنواع العلوم الدينية (يلتمس) حال أو صفة أي يطلب فاستعار له اللمس وهي رواية (فيه) أي في غايته أو سببه وإرادة الحقيقة في غاية البعد للندرة (علماً) نكره ليشمل كل علم وآلته ويندرج فيه ما قل وكثر وتقييده بقصد وجه اللّه به لا حاجة إليه لاشتراطه في كل عبادة لكن يعتذر لقائله هنا بأن تطرق الرياء للعلم أكثر فاحتيج للتنبيه على الإخلاص وظاهر قوله يلتمس أنه لا يشترط في حصول الجزاء الموعود به حصوله فيحصل إذا بذل الجهد بنية صادقة وإن لم يحصل شيئاً لنحو بلادة (سهل اللّه له به) أي بسببه (طريقاً) في الآخرة أو في الدنيا بأن يوفقه للعمل الصالح (إلى الجنة) أي إلى السلوك المفهوم من سلك ذكره بعضهم وقال الطيبي: الضمير في به عائد إلى من والباء للتعدية أي يوفقه أن يسلك طريق الجنة قال: ويجوز رجوع الضمير إلى العلم والباء سببية والعائد إلى من محذوف والمعنى سهل اللّه له بسبب العلم طريقاً من طرق الجنة وذلك لأن العلم إنما يحصل بتعب ونصب وأفضل الأعمال أحزمها فمن تحمل المشقة في طلبه سهلت له سبل الجنة سيما إن حصل المطلوب، قال ابن جماعة: والأظهر أن المراد أن يجازيه يوم القيامة بأن يسلك به طريقاً لا صعوبة له فيه ولا هول إلى أن يدخله الجنة سالماً، فأبان أن العلم ساعد السعادة وأس السيادة والمرقاة إلى النجاة في الآخرة والمقوم لأخلاق النفوس الباطنة والظاهرة فهو نعم الدليل والمرشد إلى سواء السبيل وتقديم الظرفين للإختصاص لأن تسهيل طريق الجنة خاص باللّه وغيره في مقابلته كالعدم لأنه في حقه غير مفيد وكذا بالنسبة لسببه فإن غير هذا السبب من أسباب التسهيل كالعدم لأنه أقوى الأسباب المسهلة وفيه حجة باهرة على شرف العلم وأهله في الدنيا والآخرة لكن الكلام(1/268)
في العلم النافع لأنه الذي يترتب عليه الجزاء المذكور كما تقرر.
6299 من سل علينا السيف فليس منا (صحيح) (حم م)عن سلمة بن الأكوع
الشرح:
(من سل علينا السيف) أي أخرجه من غمده لإضرارنا (فليس منا) حقيقة إن استحل ذلك وإلا فمعناه ليس من العاملين على طريقتنا المتبعين لارشادنا الدلالة الشقاق على النفاق وخرج بقوله علينا حمله لنا لنحو حراسة أو دفع عدو.
6300 من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر ( صحيح )
( ه حب ك ) عن ابن عباس
6301 من سمع بالدجال فلينأ عنه فوالله إن الرجل ليأتيه و هو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به الشبهات (صحيح) (حم د ك) عمران بن الحصين
6302 من سمع رجلا ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا ( صحيح ) ( حم م د ه ) عن أبي هريرة
6303 من سمع سمع الله به و من راءى راءى الله به ( صحيح )
( حم م ) عن ابن عباس
الشرح:(1/269)
(من سمع) بالتشديد أي من نوّه بعلمه وشهر ليراه الناس ويمدحوه (سمع اللّه به) أي شهره بين أهل العرصات وفضحه على روؤس الأشهاد وإنما سمى فعل المرائي سمعة ورياء لأنه يفعله ليسمع به ذكره القاضي وذكر نحوه البيضاوي، وقال النووي: معنى هذا الحديث من راءى بعلمه وسمعه للناس ليكرموه ويعظموه فقد سمع اللّه به الناس وفضحه يوم القيامة لكونه فعله رياء وسمعة لا لأجل اللّه وقيل معناه من سمع بعيوب الناس أظهر اللّه عيوبه وقيل أسمعه المكروه وقيل أراه ثواب ذلك ولا يعطيه إياه ليكون حسرة عليه اهـ. قال بعض موالي الروم: وكل من هؤلاء القائلين خلط المسألتين في الحديث فالظاهر أنه لا كذلك وأن قوله من سمع سمع اللّه به مخصوص بالقول وقوله من راءى راءى اللّه به بالفعل وعليه فمعنى الأول من أمر الناس بالمعروف ونهاهم عن المنكر فإما أن يأمر نفسه بما أمر الناس به أو لا فإن كان الأول سمع اللّه به الناس بالخير يوم القيامة أي يعطى ثوابه ويدخله الجنة وإن كان الثاني سمع اللّه به الناس بالشر أي يظهر فضيحته يوم القيامة ويدخله النار إن لم يعف عنه ومعنى الثاني من فعل فعلاً حسناً وأراد الناس فإما أن تكون إرادته إياهم بنية خالصة بأن يرغبهم في ذلك الفعل الحسن ليحوزوا ثوابه أو ليكرموه ويعظموه فإن كان الأول أثيب عليه أو الثاني افتضح يوم القيامة، وحاصل المعنى أن من سمع سمع اللّه به إن خيراً فخير وإن شراً فشر ومن راءى راءى اللّه به إن خيراً فخير وإن شراً فشر ويدل عليه إطلاق الأفعال في الحديث مع ترك المفعول لكن يعكر عليه أن الرياء والسمعة مشهوران في الشرف فقط (ومن راءى) بعمله والرياء إظهار العبادة بقصد رؤية الناس لها فيحمدوا صاحبها (راءى اللّه به) أي بلغ مسامع خلقه أنه مراء مزور وأشهره بذلك بين خلقه وقرع به أسماعهم ليشتهر بأنه مراء فيفتضح بين الناس ذكره القاضي وقال الزمخشري: السمعة أن يسمع الناس عمله وينوه به على سبيل الرياء يعني(1/270)
من نوه بعمله رياء وسمعة نوه اللّه بريائه وتسميعه وقرع به أسماع خلقه فتعارفوه وأشهروه بذلك فيفتضح اهـ قال ابن حجر: ورد في عدة أحاديث التصريح بوقوع ذلك في الآخرة فهو المعتمد وفيه ندب إخفاء العمل الصالح قال ابن عبد السلام: لكن يستثنى من يظهره ليقتدى به أو لينتفع به ككتابة العلم فمن كان إماماً يستن بعلمه عالماً بما للّه عليه قاهراً لشيطانه استوى ما ظهر من علمه وما خفي لصحة قصده والأفضل في حق غيره الإخفاء مطلقاً.
6304 من سمع سمع الله به و من راءى راءى الله به و من شاق شق الله عليه يوم القيامة ( صحيح ) ( حم خ ه ) عن جندب
6305 من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها و أجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء و من سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها و وزر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أوزارهم شيء ( صحيح ) ( حم م ت ن ه ) عن جرير
6306 من سن سنة حسنة عمل بها بعده كان له أجره و مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء و من سن سنة سيئة فعمل بها بعده كان عليه وزرها و مثل أوزارهم من غير أن ينقص من أوزارهم شيء
( صحيح ) ( ه ) عن أبي جحيفة
6307 من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة ( صحيح )
( ت ن ) عن كعب بن مرة
الشرح:
(من شاب شيبة في الإسلام) وفي رواية في سبيل اللّه (كانت له نوراً يوم القيامة) أي يصير الشيب نفسه نوراً يهتدي به صاحبه ويسعى بين يديه في ظلمات الحشر إلى أن يدخله الجنة والشيب وإن لم يكن من كسب العبد لكنه إذا كان بسبب من نحو جهاد أو خوف من اللّه ينزل منزلة سعيه فيكره نتف الشيب من نحو لحية وشارب وعنفقة وحاجب وعذار للفاعل والمفعول به قال النووي: ولو قيل يحرم لم يبعد.
6308 من شاب شيبة في سبيل الله كانت له نورا يوم القيامة ( صحيح )
( حم ت ن حب ) عن عمرو بن عبسة(1/271)
6309 من شرب الخمر فاجلدوه فإن عاد الثانية فاجلدوه فإن عاد الثالثة فاجلدوه فإن عاد الرابعة فاقتلوه ( صحيح ) ( حم د ن ك ) عن ابن عمر
( د ت ك ) عن معاوية ( د هق ) عن ذؤيب ( حم د ت ك ) عن أبي هريرة ( طب ك الضياء ) عن شرحبيل بن أوس ( طب قط ك الضياء ) عن جرير ( حم ك ) عن ابن عمرو وابن خزيمة ( ك ) عن جابر ( طب ) عن غضيف ( ن ك الضياء ) عن الشريد بن سويد ( ك ) عن نفر من الصحابة
6310 من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها حرمها في الآخرة
( صحيح ) ( حم ق ن ه ) عن ابن عمر
الشرح:
(من شرب الخمر في الدنيا ثم لم يتب منها) أي من شربها حتى مات وفي كلمة ثم إشارة إلى أن تراخي التوبة لا يمنع قبولها ما لم يغرغر (حرم منها) بضم الحاء وبالتخفيف وفي رواية مسلم حرمها (في الآخرة) يعني حرم دخول الجنة إن لم يعف عنه إذ ليس ثم إلا جنة أو نار والخمر من شراب الجنة فإذا لم يشربها في الآخرة لا يدخلها لأن شربها مرتب على دخولها فكأنه قال من شربها لا يدخل الجنة أو المراد جزاؤه أن يحرم شربها في الآخرة عقوبة له وإن دخلها، كذا في المنضد ورجح واعترض بأنه يتألم بذلك والألم العقوبة والجنة ليست بدارها، وردّ بمنع تألمه لجواز نزع شهوتها منه واعترض بأنه إذا لم يتألم لا يكون منعها جزاء فلا يرتدع عنه في الدنيا والحديث ورد لذلك ومنع بأنه إذا لم يتألم لا يلتذ بها أيضاً وكفى به جزاء.
6311 من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة ( صحيح )
( ه ) عن أبي هريرة
6312 من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب تاب الله عليه فإن عاد الرابعة لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن تاب لم يتب الله عليه و سقاه من نهر الخبال ( صحيح ) ( حم ت ) عن ابن عمر ( حم ن ك ) عن ابن عمرو(1/272)
6313 من شرب الخمر و سكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن مات دخل النار فإن تاب تاب الله عليه و إن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن مات دخل النار و إن تاب تاب الله عليه و إن عاد فشرب فسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا فإن مات دخل النار و إن تاب تاب الله عليه فإن عاد كان حقا على الله أن يسقيه من ردغة الخبال يوم القيامة: عصارة أهل النار ( صحيح ) ( ه ) عن ابن عمرو
6314 من شرب في إناء فضة فكأنما يجرجر في بطنه نار جهنم
( صحيح ) ( ه ) عن عائشة
6315 من شرب في إناء من ذهب أو فضة فإنما يجرجر في بطنه نارا من جهنم ( صحيح ) ( م ) عن أم سلمة
6316 من شفع لأخيه شفاعة فأهدى له هدية عليها فقبلها منه فقد أتى بابا عظيما من أبواب الربا ( حسن ) ( حم د ) عن أبي أمامة
6317 من شهد الجنازة حتى يصلي عليها فله قيراط و من شهدها حتى تدفن كان له قيراطان مثل الجبلين العظيمين(صحيح) (ق ن)عن أبي هريرة
6318 من شهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة (صحيح) (البزار)عن ابن عمر
الشرح:(1/273)
أي مع محمد رسول اللّه صلى اللّه تعالى عليه وآله وسلم فاكتفى بأحد الجزءين عن الآخر (دخل الجنة) ابتداء أو بعد تطهيره بالنار فالمراد لا بد من دخولها وفي رواية للشيخين أدخله اللّه الجنة على ما كان من العمل قال البيضاوي: فيه دليل على المعتزلة في مقامين أحدهما أن العصاة من أهل القبلة لا يخلدون في النار لعموم قوله من شهد، الثاني أنه تعالى يعفو عن السيئات قبل التوبة واستيفاء العقوبة فإن قوله على ما كان من العمل حال من قوله أدخله الجنة والعمل غير حاصل حينئذ بل الحاصل إدخاله استحقاق ما يناسب عمله من ثواب أو عقاب، فإن قيل ما ذكر يوجب أن لا يدخل أحد النار من العصاة قلنا اللازم منه عموم العفو وهو لا يستلزم عدم دخول النار لجواز أن يعفو عن بعضهم بعد الدخول وقبل استيفاء العذاب، هذا وليس محتم عندنا أن يدخل النار أحد من الأمة بل العفو عن الجميع بموجب وعده بنحو قوله {يغفر الذنوب جميعاً}.
6319 من شهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار
( صحيح ) ( حم م ت ) عن عبادة
الشرح:(1/274)
(من شهد أن لا إله إلا اللّه) أداة الحصر لقصر الصفة على الموصوف قصر إفراد لأن معناه الألوهية منحصرة في اللّه الواحد في مقابلة من يزعم اشتراك غيره معه وليس قصر قلب لأن أحداً من الكفار لم ينفها عن اللّه وإنما أشرك معه غيره {ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن اللّه} (وأن محمداً رسول اللّه) صادقاً من قلبه كما قيد به في أخبار أخر وزعم أن شهد بمعنى صدق بقلبه فلا يحتاج الى تقدير غير مرضي لأنه حينئذ إما أن يكون بمعنى صدق مجرداً عن الإقرار باللسان أو معه فالأول يستلزم محذوراً آخر وهو أن يكون المصدق بقلبه الذي لم يقر بلسانه بلا عذر مؤمناً إذ لا يدخلها إلا مؤمن وليس كذلك والثاني يستلزم الجمع بين المعنيين المختلفين بلفظ واحد وهو ممنوع ذكره بعض الكاملين (حرم اللّه عليه النار) أي نار الخلود وإذا تجنب الذنوب أو تاب أو عفي عنه وظاهره يقتضي عدم دخول جميع من شهد الشهادتين النار لما فيه من التعميم لكن قامت الأدلة القطعية على أن طائفة من عصاة الموحدين يعذبون ثم يخرجون بالشفاعة فعلم أن ظاهره غير مراد فكأنه قال إن ذلك مقيد بمن عمل صالحاً أو فيمن قالها تائباً ثم مات على ذلك أو أن ذلك قبل نزول الفرائض والأوامر والنواهي أو خرج مخرج الغالب إذ الغالب أن الموحد يعمل الطاعة ويجتنب المعصية وجاء في أحاديث مرت ويأتي بعضها تقييد ذلك بقوله الشهادة مخلصاً قال الحكيم: والإخلاص أن تخلص إيمانك حتى لا تفسده شهوات نفسك. (تنبيه) قال محقق: قد يتخذ نحو هذا الحديث البطلة والإباحية ذريعة إلى طرح التكاليف ورفع الأحكام وإبطال الأعمال ظانين أن الشهادة كافية في الخلاص وذا يستلزم طي بساط الشريعة وإبطال الحدود وللزواجر السمعية ويوجب كون الترغيب في الطاعة والتحذير من المعصية غير متضمن طائلاً وبالأصل باطلاً بل يقتضي كون الانخلاع من ربقة التكليف والانسلال عن قيد الشريعة والخروج عن الضبط والولوج في الخيط وترك الناس سدى(1/275)
من غير مانع ولا دافع وذلك مفض إلى خراب الدنيا والأخرى قيل وفيه أن مرتكب الكبيرة لا يخلد في النار، واعترض بأن المسألة قطعية والدليل ظني.
6320 من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أن محمدا عبده و رسوله و أن عيسى عبده و رسوله و ابن أمته و كلمته ألقاها إلى مريم و روح منه و أن الجنة حق و أن النار حق و أن البعث حق أدخله الله الجنة على ما كان من عمل من أي أبواب الجنة الثمانية شاء ( صحيح )
( حم ق ) عن عبادة بن الصامت
6321 من شهد صلاتنا هذه و وقف معنا حتى ندفع و قد وقف بعرفة قبل ذلك ليلا أو نهارا فقد تم حجه و قضى تفثه ( صحيح )
( ت ه ) عن عروة بن مضرس
6322 من شهر سيفه ثم وضعه فدمه هدر (صحيح) (ن ك)عن ابن الزبير
الشرح:
(من شهر سيفه) من غمده (ثم وضعه فدمه هدر) أي من أخرجه من غمده للقتال وأراد بوضعه ضرب به ذكره الديلمي وابن الأثير وقيل معنى وضعه ضرب به.
6323 من صام الأبد فلا صام و لا أفطر ( صحيح )
( حم ن ه ك ) عن عبدالله بن الشخير
الشرح:(1/276)
(صام الأبد) أي سرد الصوم دائماً (فلا صام ولا أفطر) قال الزمخشري: لا نافية بمنزلتها في قوله تعالى {فلا صدّق ولا صلى} اهـ، وقال النووي: هذا دعاء عليه أو إخبار بأنه كالذي لم يفعل شيئاً لأنه اعتاد ذلك لم يجد رياضة ولا مشقة يتعلق بها مزيد ثواب فكأنه لم يصم اهـ. ونوزع في الأول بأن الدعاء إنما يكون في مقابلة فعل منكر أو قبيح ولا كذلك صوم الدهر من حيث إنه صوم فلا يحسن الدعاء عليه وفي الثاني بمنع عدم حصول المشقة لأن الصوم ليس كالفطر فلا يخلو عن مشقة غايته أن فطر يوم وصوم يوم أشق فالأولى أن يقال معناه أن صومه وفطره سواء لا ثواب ولا عقاب فلا ينبغي فعله وزعم أن هذا فيمن لم يفطر الأيام المبينة ردّه ابن القيم بأنه ذكر ذلك جواباً لمن قال أرأيت من صام الدهر ولا يقال في جواب من صام حراماً لا صام ولا أفطر فإن ذا مؤذن بأن فطره وصومه سواء كما تقرر ولا كذلك من صام الحرام فصوم يوم وفطر يوم أفضل.
6324 من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد صام الدهر كله ( صحيح )
( حم ت ن ه الضياء ) عن أبي ذر
الشرح:
(من صام ثلاثة أيام من كل شهر) قيل الأيام البيض وقيل أي ثلاث كانت (فقد صام الدهر كله) وفي رواية فذلك صوم الدهر كله ووجهه أن صوم كل يوم حسنة و{من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} فمن صام ثلاثاً من كل شهر فكأنه صام الشهر كله.
6325 من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ( و ما تأخر ( صحيح ) ( خط ) عن ابن عباس ما بين قوسين ضعيف عند الألباني
الشرح:(1/277)
(من صام رمضان إيماناً) تصديقاً بثواب اللّه أو أنه حق (واحتساباً) لأمر اللّه به طالباً الأجر أو إرادة وجه اللّه لا لنحو رياء فقد يفعل المكلف الشيء معتقداً أنه صادق لكنه لا يفعله مخلصاً بل لنحو خوف أو رياء (غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر) قال الكرماني: من متعلق بغفر أي غفر من ذنبه ما تقدم فهو منصوب المحل أو مبينة لما تقدم فهو منصوب وهو مفعول ما لم يسم فاعله فمرفوع المحل والذنب وإن كان عاماً إلا أنه اسم جنس مضاف فيقتضي مغفرة كل ذنب حتى تبعات الناس لكن علم من الأدلة الخارجية أن حقوق الخلق لا بد فيها من رضا الخصم فهو عام خص بحق اللّه إجماعاً بل وبالصغائر عند قوم وظاهره أن ذلك لا يحصل إلا بصومه كله فإن صام بعضه وأفطر بعضه لعذر كمرض وكان لولاه لصام لأنه جاز الثواب لتقدم نية ذكره ابن جماعة، والصوم أقسام: صيام العوام عن مفسدات الصيام، وصوم الخواص عنها وعن إطلاق الجوارح في غير طاعة، وصوم خواص الخواص حفظ قلوبهم عما سوى اللّه ففطرهم ظاهراً كفطر المسلمين ولا يفطرون باطناً إلى يوم الدين فإذا شاهدوا مولاهم ونظروا إليه عياناً أفطروا.
6326 من صام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه
( صحيح ) ( حم ق 4 ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/278)
(من صام رمضان) أي في رمضان يعني صام أيامه كلها (إيماناً) مفعول له أي صامه إيماناً بفرضيته أو حال أي مصدقاً أو مصدر أي صوم مؤمن (واحتساباً) أي طلباً للثواب غير مستثقل لصيامه ولا مستطيل لأيامه (غفر له ما تقدم ذنبه) اسم جنس مضاف فيشمل كل ذنب لكن خصه الجمهور بالصغائر وفي الحديث الآتي وما تأخر واستشكاله بأن الغفر الستر فكيف يتصور فيما لم يقع منع بأن من لم يقع فرض وقوعه مبالغة وفيه فضل رمضان وصيامه وأن تنال به المغفرة وبأن الإيمان وهو التصديق والاحتساب وهو الطواعية شرط لنيل الثواب والمغفرة في صوم رمضان فينبغي الإتيان به بنية خالصة وطوية صافية امتثالاً لأمره تعالى واتكالاً على وعده من غير كراهية وملالة لما يصيبه من أذى الجوع والعطش وكلفة الكف عن قضاء الوطر بل يحتسب النصب والتعب في طول أيامه ولا يتمنى سرعة انصرامه ويستلذ مضاضته فإذا لم يفعل ذلك فقد مر في حديث رب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع.
(تنبيه) قال في الروض: قال سيبويه: مما لا يكون العمل إلا فيه كله المحرم وصفر يريد أن الاسم العلم يتناوله اللفظ كله وكذا إذا قلنا الأحد أو الأثنين فإن قلنا يوم الأحد شهر المحرم كان ظرفاً ولم يجر مجرى المفعولات وذاك العموم من اللفظ لأنك تريد في الشهر وفي اليوم ولذلك قال صلى اللّه عليه وسلم من صام رمضان ولم يقل شهور رمضان ليكون العمل كله قال: وهذه فائدة تساوي رحلة قال الكرماني: ولو ترك الصوم فيه لمرض ونيته أنه لولا العذر صامه دخل في هذا الحكم كما لو صلى قاعداً لعذر فإن له ثواب القائم.
6327 من صام رمضان و أتبعه ستا من شوال كان كصوم الدهر(صحيح)
( حم م 4 ) عن أبي أيوب
الشرح:(1/279)
(من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال) لم يقل ستة مع أن العدد مذكر لأنه إذا حذف جاز الوجهان (كان كصوم الدهر) في أصل التضعيف لا في التضعيف الحاصل بالفعل إذ المثلية لا تقتضي المساواة من كل وجه، نعم يصدق على فاعل ذلك أنه صام الدهر مجازاً فأخرجه مخرج التشبيه للمبالغة والحث وهذا تقرير يشير إلى أن مراده بالدهر السنة وبه صرح بعضهم لكن استبعده بعض آخر قائلاً: المراد الأبد لأن الدهر المعرّف باللام للعمر، وخص شوال لأنه زمن يستدعي الرغبة فيه إلى الطعام لوقوعه عقب الصوم فالصوم حينئذ أشق فثوابه أكثر، وفيه ندب صوم الستة المذكورة وهو مذهب الشافعي قال الزاهدي: وصومها متتابعاً أو متفرقاً يكره عند أبي حنيفة وعن أبي يوسف يكره متتابعاً لا متفرقاً وعن مالك يكره مطلقاً.
6328 من صام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) ( صحيح ) ( ه ) عن ثوبان
6329 من صام يوما في سبيل الله باعد الله بذلك اليوم حر جهنم عن وجهه سبعين خريفا ( صحيح ) ( ن ه ) عن أبي سعيد
6330 من صام يوما في سبيل الله باعد الله منه جهنم مسيرة مائة عام
( حسن ) ( ن ) عن عقبة بن عامر
6331 من صام يوما في سبيل الله باعد الله وجهه من جهنم سبعين عاما
( صحيح ) ( ن ) عن أبي سعيد
6332 من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا
( صحيح ) ( حم ق ت ن ) عن أبي سعيد
الشرح:(1/280)
(من صام يوماً في سبيل اللّه) أي للّه ولوجهه أو في الغزو أو الحج (بعد اللّه وجهه) أي ذاته، والعرب تقول وجه الطريق تريد به عينه (عن النار) أي نجاه منها أو عجل إخراجه منها قبل أوان الاستحقاق، عبر عنه بطريق التمثيل ليكون أبلغ لأن من كان مبعداً عن عدوه بهذا القدر لا يصل إليه ألبتة (سبعين خريفاً) أي سنة أي نحاه وباعده عنها مسافة تقطع في سبعين سنة إذ كل ما مر خريف انتقضت سنة قيل لأنه آخر فصولها الأربع فهو من إطلاق اسم البعض على الكل وذكر الخريف من ذكر الجزء وإرادة الكل، وخصه دون غيره من الفصول لأنه وقت بلوغ الثمار وحصول سعة العيش وذلك لأنه جمع بين تحمل مشقة الصوم ومشقة الغزو فاستحق هذا التشريف وذكر السبعين على عادة العرب في التكثير لكن هذا مقيد في الغزو بما إذا لم يضعفه الصوم عن القتال وإلا ففطره أفضل من صومه.
6333 من صام يوما في سبيل الله جعل الله بينه و بين النار خندقا كما بين السماء و الأرض ( صحيح ) ( ت ) عن أبي أمامة
6334 من صام يوما في سبيل الله زحزح الله وجهه عن النار بذلك اليوم سبعين خريفا ( صحيح ) ( حم ت ن ه ) عن أبي هريرة
6335 من صام يوم عرفة غفر الله له سنتين: سنة أمامه و سنة خلفه
( صحيح ) ( ه ) عن قتادة بن النعمان
الشرح:
وفي رواية لمسلم يكفر السنة التي قبله أي التي هو فيها والسنة التي بعده أي التي بعدها أي الذنوب الصادرة في العامين. قال النووي: والمراد غير الكبائر، وقال البلقيني: الناس أقسام: منهم من لا صغائر له ولا كبائر فصوم عرفة له رفع درجات، ومن له صغائر فقط بلا إصرار فهو مكفر له باجتناب الكبائر، ومن له صغائر مع الإصرار فهي التي تكفر بالعمل الصالح كصلاة وصوم، ومن له كبائر وصغائر فالمكفر له بالعمل الصالح الصغائر فقط، ومن له كبائر فقط يكفر عنه بقدر ما كان يكفر من الصغائر.
6336 من صرع عن دابته فهو شهيد (صحيح) (طب) عن عقبة بن عامر
الشرح:(1/281)
(من صرع عن دابته) في سبيل اللّه فمات (فهو شهيد) أي من شهداء المعركة إن كان سقوطه بسبب القتال وعلى ذلك ترجم البخاري ـ باب فضل من صرع في سبيل اللّه فمات فهو منهم ـ أي من المجاهدين، فلما كان الحديث ليس على شرطه أشار إليه بالترجمة وفي الباب ما رواه أبو داود والحاكم والطبراني عن أبي مالك الأشعري مرفوعاً ومن وقصه فرسه أو بعيره في سبيل اللّه أو لدغته هامة أو مات على أي حتف شاء اللّه فهو شهيد، والصرع كما في القاموس وغيره الطرح على الأرض وعلة معروفة تمنع الأعضاء النفيسة عن أفعالها منعاً غير تام وسببه شدة تعرض في بعض بطون الدماغ أو في بعض مجاري الأعضاء من خلط غليظ أو لزج فيمنع الروح عن السلوك فيها سلوكاً طبيعياً فتتشنج الأعضاء والمراد بالحديث السقوط عن الدابة حال قتال الكفار بسببه على أي وجه كان إما بطرح الدابة له أبو بعروض تلك العلة في تلك الحالة عروضاً ناشئاً عن القتال كأن أورثه شدة الانفعال.
6337 من صلى البردين دخل الجنة ( صحيح ) ( م ) عن أبي موسى
الشرح:(1/282)
(من صلى البردين) بفتح الموحدة وسكون الراء صلاة الفجر والعصر لأنهما في بردي النهار أي طرفيه، والمراد أداؤهما وقت الاختيار (دخل الجنة) مفهومه أن من لم يصلهما لا يدخلها وهو محمول على المستحل أو أراد دخولها ابتداء من غير عذاب وعبر بالماضي عن المضارع لمزيد التأكيد بجعل متحقق الوقوع كالواقع وخصهما لزيادة شرفهما أو لأنهما مشهودتان تشهدهما ملائكة الليل والنهار أو لكونهما ثقيلتان مشقتان على النفوس لكونهما وقت التشاغل والتثاقل ومن راعاهما راعى غيرهما بالأولى ومن حافظ عليهما فهو على غيرهما أشد محافظة وما عسى يقع منه تفريط فبالحرى أن يقع مكفراً فيغفر له ويدخل الجنة ذكره القاضي وهكذا كله بناء على أن من شرطية، وقوله دخل الجنة جواب الشرط، وذهب الفراء إلى أنها موصولة والمراد الذين يصلوهما أول ما فرضت الصلاة ثم ماتوا قبل فرض الخمس لأنها فرضت أولاً ركعتين بالغداة وركعتين بالعشي ثم فرضت الخمس فهو خبر عن ناس مخصوصين، وهذا غريب.
6338 من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يتبعنكم الله بشيء من ذمته
( صحيح ) ( ت ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/283)
(من صلى الصبح) في رواية مسلم في جماعة وهي مقيدة للإطلاق (فهو في ذمة اللّه) بكسر الذال عهده أو أمانه أو ضمانه فلا تتعرضوا له بالأذى (فلا يتبعنكم اللّه) ولفظ رواية مسلم فلا يطلبنكم اللّه وفي رواية الترمذي فلا تخفروا اللّه (بشيء من ذمته) قال ابن العربي: هذا إشارة إلى أن الحفظ غير مستحيل بقصد المؤذي إليه لكن الباري سيأخذ حقه منه في إخفار ذمته فهو إخبار عن إيقاع الجزاء لا عن وقوع الحفظ من الأذى، وقال البيضاوي: ظاهره النهي عن مطالبته إياهم بشيء من عهده لكن المراد نهيهم عن التعرض لما يوجب المطالبة في نقض العهد واختفار الذمة لا على نفس المطالبة قال: ويحتمل أن المراد بالذمّة الصلاة المقتضية للأمان، فالمعنى لا تتركوا صلاة الصبح ولا تتهاونوا في شأنها فينتقض العهد الذي بينكم وبين ربكم فيطلبكم اللّه به ومن طلبه اللّه للمؤاخذة بما فرط في حقه أدركه ومن أدركه كبه على وجهه في النار، وذلك لأن صلاة الصبح فيها كلفة وتثاقل فأداؤها مظنة إخلاص المصلي والمخلص في أمان اللّه وقال الطيبي: قوله لا يطلبنكم أو لا يتبعنكم فيه مبالغات لأن الأصل لا تخفروا ذمته فجيء بالنهي كما ترى وصرح به بضمير اللّه ووضع المنهي الذي هو مسبب موضع التعرض الذي هو سبب فيه ثم أعاد الطلب وكرر الذمة ورتب عليه الوعيد، والمعنى أن من صلى الصبح فهو في ذمة اللّه فلا تتعرضوا له بشيء ولو يسيراً فإنكم إن تعرضتم يدرككم ولن تفوتوه فيحيط بكم من جوانبكم والضمير في ذمته يعود للّه لا إلى من تعرضتم.
6339 من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإن من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم
( صحيح ) ( حم م ت ) عن جندب البجلي
6340 من صلى الضحى أربعا و قبل الأولى أربعا بُني له بيتٌ في الجنة
( حسن ) ( طس ) عن أبي موسى
الشرح:(1/284)
وفي رواية بنى اللّه له بيتاً في الجنة والظاهر أن المراد بقوله وقبل الأولى الظهر فإنها أول الصلوات المفروضة في ليلة الإسراء وهي أول الفرائض المفعولة في الضحى والضحى كما يراد به صدر النهار يراد به النهار كما في قوله تعالى {أن يأتيهم بأسنا ضحى} في مقابلة قوله {بياتاً} وفيه ندب صلاة الضحى وهو المذهب المنصور وزعم أنها بدعة مؤول قال الحافظ العراقي: وقد اشتهر بين العوام أن من صلاها ثم قطعها عمي فتركها كثير خوفاً من ذلك ولا أصل له.
6341 من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف ليلة و من صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله ( صحيح ) ( حم م ) عن عثمان
الشرح:
(من صلى العشاء في جماعة) أي معهم (فكأنما قام نصف الليل) أي اشتغل بالعبادة إلى نصف الليل (ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله) نزل صلاة كل من طرفي الليل منزلة نوافل نصفه ولا يلزم منه أن يبلغ ثوابه ثواب من قام الليل كله لأن هذا تشبيه في مطلق مقدار الثواب ولا يلزم من تشبيه الشيء بالشيء أخذه بجميع أحكامه ولو كان قدر الثواب سواء لم يكن لمصلي العشاء والفجر جماعة منفعة في قيام الليل غير التعب ذكره البيضاوي. وقال الطيبي: لم يرد بقوله فكأنما صلى الليل كله ولم يقل قام ليشاكل قوله صلى الصبح.
6342 من صلى العشاء في جماعة كان كقيام نصف ليلة و من صلى العشاء و الفجر في جماعة كان كقيام ليلة ( صحيح ) ( د ت ) عن عثمان
6343 من صلى الغداة كان في ذمة الله حتى يمسي ( صحيح )
( طب ) عن ابن عمر
الشرح:
(من صلى الغداة) أي الصبح مخلصاً (كان في ذمة اللّه حتى يمسي) أي يدخل في المساء قال بعضهم: والظاهر أن القيد معتبر في الحديث الذي قبله وما كان من قبيله وأفاد الحديث التهديد الأبلغ والوعيد الأشد على إخفار ذمة الملك القهار والتحذير من إيذاء من صلى الغداة وفي رواية لأبي داود من صلى الفجر ثم قعد بذكر اللّه حتى تطلع الشمس وجبت له الجنة.(1/285)
6344 من صلى الفجر فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله بشيء من ذمته
( صحيح ) ( ه ) عن سمرة
6345 من صلى الفجر فهو في ذمة الله و حسابه على الله ( حسن )
( طب ) عن والد أبي مالك الأشجعي
الشرح:
(من صلى الفجر) أي صلاة الفجر بإخلاص وفي رواية صلاة الصبح (فهو في ذمّة اللّه) أي في أمانته وخص الصبح لأن فيها كلفة لا يواظبها إلا خالص الإيمان فيستحق الأمان (وحسابه على اللّه) أي فيما يخفيه وهو تشبيه أي كالواجب عليه في تحقق وقوع محاسبته على ما يخفيه من رياء أو غيره فيثيب المخلص ويجازي المسيء بعدله أو يعفو عنه بفضله وزعم أن المراد حسابه على اللّه فيما يفرط منه من الذنوب في غير الصلاة فإنه وإن حفظ من المحن ذلك اليوم بصلاته إياها لكنه إذا فرط منه ذنب آخر قد يؤاخذ به في الآخرة لا يخفى ما فيه من التكلف وقول بعض موالي الروم معناه أنه لا يعرف قدر ثوابه إلا اللّه بعيد.
6346 من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة و عمرة تامة تامة تامة ( صحيح )
( ت ) عن أنس
6347 من صلى ركعة من الصبح ثم طلعت الشمس فليصل الصبح
( صحيح ) ( ك ) عن أبي هريرة
الشرح:
أي فليتمها بأن يأتي بركعة أخرى وتكون أداء فلا دلالة فيه على قول أبي حنيفة إن طلوع الشمس في صلاة الصبح مفسد لها وتوجيه الحديث على ما قيل النهي عن الصلاة في الأوقات المكروهة خلاف الظاهر على أن بعضهم نازع في نسبة ذلك إليه، وخص الصبح لا لاختصاصها بهذا الحكم بل لأن ذلك يغلب فيها لغلبة النوم.
6348 من صلى صلاة لم يتمها زيد عليها من سبحاته حتى تتم ( صحيح )
( طب ) عن عائذ بن قرط
الشرح:(1/286)
الظاهر أن المراد إذا صلى صلاة مفروضة وأخل بشيء من أبعاضها أو هيئاتها كملت من نوافله حتى تصير صلاة مفروضة مكملة السنن والآداب ويحتمل أن المراد أنه إذا حصل منه خلل في بعض الشروط أو الأركان ولم يعلم به في الدنيا يتمم له من تطوعه ولا مانع من شموله للأمرين فتدير.
6349 من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج فهي خداج فهي خداج غير تمام ( صحيح ) ( حم م 4 ) عن أبي هريرة
6350 من صلى صلاتنا و استقبل قبلتنا و أكل ذبيحتنا فذاكم المسلم الذي له ذمة الله و ذمة رسوله فلا تخفروا الله في ذمته ( صحيح ) ( خ ن ) عن أنس
6351 من صلى صلاتنا و نسك نسكنا فقد أصاب النسك و من نسك قبل الصلاة فلا نسك له ( صحيح ) ( ق د ) عن البراء
6352 من صلى على جنازة فله قيراط فإن شهد دفنها فله قيراطان القيراط مثل أحد ( صحيح ) ( م ه ) عن ثوبان
6353 من صلى على جنازة فله قيراط و من انتظرها حتى توضع في اللحد فله قيراطان و القيراطان مثل الجبلين العظيمين ( صحيح )
( حم ن ه ) عن أبي هريرة
6354 من صلى على جنازة في المسجد فليس له شيء ( صحيح )
( حم ه ) عن أبي هريرة
6355 من صلى على جنازة و لم يتبعها فله قيراط فإن تبعها فله قيراطان
( صحيح ) ( م ت ) عن أبي هريرة
6356 من صلى عليه مائة من المسلمين غفر له(صحيح)(ه)عن أبي هريرة
الشرح:
(من صلى عليه) وهو ميت (مائة من المسلمين غفر له) ذنوبه ظاهره حتى الكبائر وفي رواية سبعون وفي رواية أربعون وقد مرّ وجه الجمع.
6357 من صلى على حين يصبح عشرا و حين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة ( حسن ) ( طب ) عن أبي الدرداء
الشرح:(1/287)
أي تدركه فيها شفاعة خاصة غير العامة وفي هذا الحديث وما قبله وبعده دلالة على شرف هذه العبادة من تضعيف صلاة اللّه وتكفير السيئات ورفع الدرجات والإغاثة بالشفاعة عند شدة الحاجة إليها، قال الأبي: وقضية اللفظ حصول الصلاة بأي لفظ كان وإن كان الراجح الصفة الواردة في التشهد وفيه دليل على فضل الصلاة والسلام على النبي صلى اللّه عليه وسلم وأنه من أفضل الأعمال وأجل الأذكار بموافقة الجبار على ما قال {إن اللّه وملائكته يصلون على النبي} صلى اللّه عليه وسلم ولو لم يكن للصلاة عليه ثواب إلا رجاء شفاعته لكفى.
6358 من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا ( صحيح )
( حم م 3 ) عن أبي هريرة
الشرح:
(من) شرطية والمشروط (صلى) وجزاء الشرط قوله الآتي وهو صلى اللّه عليه بها عشراً (عليَّ واحدة) زاد البزار في روايته من تلقاء نفسه (صلى اللّه عليه بها عشراً) أي من دعا لي مرة رحمه اللّه وأقبل عليه بعطفه عشر مرات والدعاء له بالمغفرة وإن كان تحصيل الحاصل لكن حصول الأمور الجزئية قد يكون مشروطاً بشروط من جملتها الدعاء ومن ثم حرض أمته على الدعاء بالوسيلة والمراد برحمة اللّه له إعطاء الفضل بالدرجات المقدرة له في علمه وذلك لا يتعدد فذكر العشرة للمبالغة في التكثير لا لإرادة عدد محصور وفيه فضل الصلاة عليه وأنه من أجل الأعمال وأشرف الأذكار كيف وفيه موافقة على ما قال عزت قدرته {إن اللّه وملائكته يصلون على النبي} صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم ولو لم يكن للصلاة عليه ثواب إلا أنه يرجى بها شفاعته كما في الخبر الآتي لكان يجب على العاقل أن لا يغفل عن ذلك.
6359 من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشر صلوات و حط عنه عشر خطيئات و رفع له عشر درجات ( صحيح ) ( حم خد ن ك ) عن أنس
الشرح:(1/288)
(من صلى عليَّ) أي طلب لي من اللّه دوام التعظيم والترقي وقوله (واحدة) للتأكيد (صلى اللّه عليه بها عشر صلوات) أي رحمه وضاعف أجره بشهادة {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} قال الطيبي: الصلاة من العبد طلب التعظيم والتبجيل لجناب المصطفى ومن اللّه على العبد إن كان بمعنى الغفران فيكون من باب المشاكلة من حيث اللفظ لا المعنى وإن كان بمعنى التعظيم فيكون من الموافقة لفظاً ومعنى وهذا هو الوجه لئلا يتكرر معنى الغفران (وحط عنه عشر خطيئات) جمع خطيئة وهي الذنب (ورفع له عشر درجات) اي رتباً عالية في الجنة وفائدة ذكره وإن كانت الحسنة بعشر أنه سبحانه لم يجعل جزاء ذكره إلا ذكره فكذا جعل جزاء ذكر نبيه ذكر من ذكره ولم يكتف بذلك بل زاده الحط والرفع المذكورين، وقال الحرالي: إن صلاة اللّه على عباده إقباله عليهم بعطفه إخراجاً لهم من حال ظلمه إلى رفعة نور {هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات إلى النور} فصلاته عليهم إخراجهم من ظلمات ما أوقفتهم في حوب تلك الإبتلاءات0000
6360 من صلى في اليوم و الليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعا بنى الله له بيتا في الجنة ( صحيح ) ( حم م د ن ه ) عن أم حبيبة
الشرح:
(اليوم والليلة) وفي رواية في كل يوم وليلة (اثنتي عشرة ركعة) في رواية مسلم سجد بدل ركعة (تطوعاً بنى اللّه له بيتاً في الجنة) ذكر اليوم دون الليلة وأن السنن الرواتب فيهما كما بينه خبر مسلم لأن ذلك كان معلوماً عندهم، والمراد الحث على المداومة أو لأن أكثر الصلاة في اليوم، وفيه رد على مالك في قوله لا راتبة لغير الفجر وهذا الحديث له تنمة عند الترمذي عن أم حبيبة وهي بعد قوله في الجنة أربعاً قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل صلاة الفجر.
6361 من صلى في ثوب فليخالف بين طرفيه (صحيح)(خ)عن أبي هريرة(1/289)
6362 من صلى في يوم و ليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة: أربعا قبل الظهر و ركعتين بعدها و ركعتين بعد المغرب و ركعتين بعد العشاء و ركعتين قبل صلاة الغداة ( صحيح ) ( ت ) عن أم حبيبة
6363 من صلى قائما فهو أفضل و من صلى قاعدا فله نصف أجر القائم و من صلى نائما فله نصف أجر القاعد ( صحيح )
( خ ت ن ه ) عن عمران بن حصين
6364 من صلى قبل الظهر أربعا و بعدها أربعا حرمه الله على النار
( صحيح ) ( حم ت ن ه ) عن أم حبيبة
6365 من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان: براءة من النار و براءة من النفاق ( حسن ) ( ت ) عن أنس
6366 من صلى و جلس ينتظر الصلاة لم يزل في صلاة حتى تأتيه الصلاة التي يلاقيها ( صحيح ) ( ن ) عن عبدالله بن سلام وأبي هريرة
6367 من صمت نجا ( صحيح ) ( حم ت ) عن ابن عمرو
الشرح:(1/290)
(من صمت) عن النطق بالشر (نجا) من العقاب والعتاب يوم المآب قال الغزالي: هذا من فصل الخطاب وجوامع كلمه صلى اللّه عليه وسلم وجواهر حكمه ولا يعرف ما تحت كلماته من بحار المعاني إلا خواص العلماء وذلك أن خطر اللسان عظيم وآفاته كثيرة من نحو كذب وغيبة ونميمة ورياء ونفاق وفحش ومراء وتزكية نفس وخوض في باطل ومع ذلك إن النفس تميل إليها لأنها سباقة إلى اللسان ولها حلاوة في القلب وعليها بواعث من الطبع والشيطان فالخائض فيها قلما يقدر على أن يلزم لسانه فيطلقه فيما يحب ويكفه عما لا يحب ففي الخوض خطر وفي الصمت سلامة مع ما فيه من جمع الهم ودوام الوقار وفراغ الفكر للعبادة والذكر والسلامة من تبعات القول في الدنيا ومن حسابه في الآخرة قال ابن حجر: الأحاديث الواردة في الصمت وفضله كمن صمت نجا وحديث ابن أبي الدنيا بسند رجاله ثقات أيسر العبادة الصمت لا يعارض حديث ابن عباس الذي جزم بقضيته الشيخ في التنبيه من النهي عن صمت يوم إلى الليل لاختلاف المقاصد في ذلك فالصمت المرغب فيه ترك الكلام الباطل وكذا المباح إن جر إليه والصمت المنهي عنه ترك الكلام في الحق لمن يستطيعه وكذا المباح المستوي الطرفين.
6368 من صنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء ( صحيح ) ( ت ن حب ) عن أسامة بن زيد
الشرح:
(من صنع إليه معروف) ببناء صنع للمجهول (فقال لفاعله جزاك اللّه خيراً فقد أبلغ في الثناء ) لاعترافه بالتقصير ولعجزه عن جزائه فوض جزاءه إلى اللّه ليجزيه الجزاء الأوفى قال بعضهم: إذا قصرت يداك بالمكافأة فليطل لسانك بالشكر والدعاء بالجزاء الأوفى.
6369 من صنع أمرا على غير أمرنا فهو رد ( صحيح ) ( د ) عن عائشة
6370 من صور صورة عذبه الله بها يوم القيامة حتى ينفخ فيها و ليس بنافخ و من تحلم كلف أن يعقد شعيرتين و ليس بعاقد و من استمع إلى حديث قوم يفرون منه صب في أذنيه الآنك يوم القيامة ( صحيح )(1/291)
( حم د ت ) عن ابن عباس
6371 من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة و ليس بنافخ ( صحيح ) ( حم ق ت ) عن ابن عباس
الشرح:
(من صور صورة) ذات روح (في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح يوم القيامة وليس بنافخ) أي ألزم ذلك وطوقه ولا يقدر عليه فهو كناية عن دوام تعذيبه واستفيد منه جواز التكليف بالمحال في الدنيا كما جاز في الآخرة لكن ليس مقصود هذا التكليف طلب الامتثال بل تعذيبه على كل حال وإظهار عجزه عما تعاطاه مبالغة في توبيخه وإظهاراً لقبح فعله ذكره القرطبي، وهذا وعيد شديد يفيد أن التصوير كبيرة وتمسك بعضهم بهذا الخبر على أنه أغلظ من القتل لأن وعيده ينقطع بحمل قوله تعالى {خالداً فيها} على الأمد الطويل وهنا لا يستقيم أن يقال يعذب زمناً طويلاً ثم يخلص لكونه مغياً بما لا يمكن وهو نفخ الروح فيها المستحيل حصوله ولهذا ذهب المعتزلة إلى تخليده في النار وأهل السنة على خلافه وحملوا الخبر على من يكفر بالتصوير كمن يصور صنماً ليعبد أو يقصد مضاهاة خلق اللّه وأما من لم يكفر به في حقه خرج مخرج الروع والتهويل فهو متروك الظاهر وفيه أن أفعال العباد مخلوقة للّه للحوق الوعيد لمن تشبه بالخالق فكيف يقال إن اللّه خالق حقيقة واعترض بأن الوعيد على خلق الجواهر لا الأفعال والمعتزلة لم تقل بخلق الجواهر لغير اللّه وأجيب بأن الوعيد لاحق بالشكل والهيئة وذلك غير جوهر واعترض بأنه لو كان كذا كان تصوير غير ذي روح كذا ومنع بأن ذا رخص فيه بأثر ورد فيه نعم الاستدلال بذلك غير مرضي من جهة أخرى وهو أن المسألة قطعية والدليل من الآحاد.
6372 من ضار ضار الله به و من شاق شاق الله عليه ( حسن )
( حم 4 ) عن أبي صرمة
الشرح:(1/292)
(من ضارّ) بشد الراء أي أوصل ضرراً إلى مسلم بغير حق (ضارّ اللّه به) أي أوقع به الضرر وشدد عليه عقابه في العقبى (ومن شاق) بشد القاف أي أوصل مشقة إلى أحد بمحاربة أو غيرها (شق اللّه عليه) أي أدخل عليه ما يشق عليه مجازاة له على فعله بمثله وأطلق ذلك ليشمل المشقة على نفسه وعلى الغير بأن يكلف نفسه أو غيره بما هو فوق طاقته.
6373 من ضحى قبل الصلاة فإنما ذبح لنفسه و من ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه و أصاب سنة المسلمين ( صحيح ) ( ق ) عن البراء
الشرح:
(من ضحى قبل الصلاة) أي ذبح أضحيته قبل صلاة العيد (فإنما ذبح لنفسه) ولم يضح وفي رواية فإنما هو لحم قدمه لأهله (ومن ذبح بعد الصلاة) للعيد (فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين) وهي التضحية.
6374 من ضرب بسوط ظلما اقتص منه يوم القيامة ( صحيح )
( خد هق ) عن أبي هريرة
الشرح:
(من ضرب بسوط) وفي رواية من ضرب سوطاً (ظلماً اقتص منه يوم القيامة) وإن كان المضروب عبده.
6375 من ضرب غلاما له حدا لم يأته أو لطمه فإن كفارته أن يعتقه
( صحيح ) ( م ) عن ابن عمر
الشرح:
(من ضرب غلاماً) أي عبداً يعني قنا ذكراً كان أم أنثى (له حداً لم يأته) أي لم يأت بموجب ذلك الحد ولم يكن ذلك لمصلحته كتأديب وتعليم قال الطيبي: جملة لم يأته صفة حداً والضمير المنصوب راجع إليه أي لم يأت موجبه فحذف المضاف (أو لطمه) أي ضربه على وجهه بغير جناية منه واللطم الضرب على الوجه ببطن الطف (فإن) ذلك ذنب منه وإن (كفارته) أي ستره يوم القيامة وغفره أن (يعتقه) فإن لم يفعل عوقب به في العقبى بقدر ما اعتدى به عليه أما في أحكام الدنيا فلا يلزمه عتقه ولا يعاقب لأجله لكونه ملكه هذا مذهب الأئمة الثلاثة وقال مالك: إن ضربه ضرباً مبرحاً أو مثل به لزمه عتقه ويؤدب فإن لم يعتقه صار حراً.
6376 من ضرب مملوكه ظالما أقيد منه يوم القيامة ( صحيح )
( طب ) عن عمار
الشرح:(1/293)
(مملوكه) حال كون السيد (ظالماً) له في ضربه إياه وفي أصول صحيحة ظلماً بدل ظالماً (أقيد) وفي رواية اقتص (منه يوم القيامة) ولا يلزمه في أحكام الدنيا شيء من قود أو عقل أو حد أو غيرها لتصرفه في ملكه.
6377 من ضن بالمال أن ينفقه و بالليل أن يكابده فعليه بسبحان الله و بحمده ( صحيح ) ( أبو نعيم في المعرفة ) عن عبدالله بن خبيب
الشرح:
(من ضن بالمال أن ينفقه) في وجوه البر (وبالليل أن يكابده فعليه بسبحان اللّه وبحمده) أي فليلزم قول سبحان اللّه وبحمده قال في الفردوس: يقال ضن بالشيء إذا بخل به فهو ضنين وهذا علق مضنة أي هو نفيس يضن به والمكابدة تحمل الضيق لصلاة الليل والشدة في طلب المعيشة.
6378 من ضيق منزلا أو قطع طريقا أو آذى مؤمنا فلا جهاد له (صحيح)
( حم د ) عن معاذ بن أنس
الشرح:
(من ضيق منزلاً أو قطع طريقاً أو آذى مؤمناً) في الجهاد (فلا جهاد له) أي كاملاً أو لا أجر له في جهاده.
6379 من طاف بالبيت سبعا و صلى ركعتين كان كعتق رقبة ( صحيح )
( ه ) عن ابن عمر
الشرح:
(من طاف بالبيت) الكعبة (سبعاً) أي سبعة أشواط (وصلى ركعتين كان كعتق رقبة) وفي رواية أبي نعيم بدله كعدل رقبة يعتقها.
6380 من طاف بهذا البيت أسبوعا فأحصاه كان كعتق رقبة لا يضع قدما و لا يرفع أخرى إلا حط الله عنه بها خطيئة و كتب له بها حسنة ( صحيح ) ( ت ن ك ) عن ابن عمر
6381 من طلب الشهادة صادقا أعطيها و لو لم تصبه ( صحيح )
( حم م ) عن أنس
الشرح:(1/294)
(من طلب) أي سأل من اللّه (الشهادة) أي أن يموت شهيداً حال كونه (صادقاً) أي مخلصاً في طلبه إياها (أعطيها) بالبناء للمفعول أي أجر الشهادة بأن يبلغه اللّه منازل الشهداء كما فسره بذلك في رواية أخرى (ولو لم تصبه) الشهادة بأن مات على فراشه وذلك أمر لا يطلع عليه إلا اللّه أو من أطلعه اللّه عليه وجواب لو محذوف لدلالة ما قبله عليه أو ما قبله جواب. قال عياض: هذا يدل على أن من نوى شيئاً من أفعال الخير ولم يفعله لعذر يكون بمنزلة من عمله ويدل على ندب سؤال الشهادة ونية الخير لا يقال سؤالها ملزوم لتمني لقاء العدوّ المنهي عنه لأنه لا يتعين في سؤالها كونه على وجه يلزم منه ذلك بل يمكنه أن يقول اللهم إن قضيت بحضوري لقاء العدو فهب لي الشهادة أو ما في معنى ذلك.
6382 من طلب العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه فهو في النار ( حسن ) ( ه ) عن ابن عمر
6383 من طلب العلم ليجاري به العلماء أو ليماري به السفهاء أو يصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله في النار ( حسن ) ( ت ) عن كعب بن مالك
الشرح:(1/295)
(من طلب العلم ليجاري به العلماء) أي يجري معهم في المناظرة والجدال ليظهر علمه رياء وسمعة (أو ليماري به السفهاء) أي يحاججهم ويجادلهم مباهاة وفخراً قال القاضي: المجاراة المفاخرة من الجري لأن كلاً من المتفاخرين يجري مجرى الآخر والمباراة المحاجة والمجادلة من المرية وهو الشك فإن كلاً منهما يشك فيما يقوله صاحبه أو يشككه بما يورده على حجته أو من المرىء وهو مسح الحالب الضرع ليستنزل منه اللبن فإن كلاً من المتناظرين يستخرج ما عند صاحبه والسفهاء الجهال فإن عقولهم ناقصة مرجوحة بالإضافة إلى عقول العلماء (أو يصرف به وجوه الناس إليه) أي يطلب العلم بنية تحصيل المال والجاه وصرف وجوه العامة (أدخله اللّه النار) أي نار جهنم جزاءاً بما عمل قال في العوارف: إنما كان المراء وما معه سبباً لدخولها لظهور نفوسهم في طلب القهر والغلبة وهما من صفات الشيطنة، قال حجة الإسلام: روي عن معاذ أن من العلماء من يخزن علمه ولا يحب أن يوجد عند غيره فذاك في الدرك الأول من النار ومن يكون في علمه كالسلطان إن رد عليه غضب فذاك في الثاني ومن يجعل علمه وغرائب حديثه لأهل الشرف والمال فهو في الثالث ومن ينصب نفسه للفتيا فيفتي بالخطأ ففي الرابع ومن يتكلم بكلام أهل الكتاب ففي الخامس ومن يتخذ علمه نبلاً وذكراً في الناس ففي السادس ومن يستفزه الزهو والعجب فإن وعظ عنف وأنف فذاك في السابع وفي الخبر "إن العبد ينشر له لواء من الثناء ما بين المشرق والمغرب وما يزن عند اللّه جناح بعوضة".
6384 من طلب حقا فليطلبه في عفاف واف أو غير واف ( صحيح )
( ه حب ك ) عن ابن عمر وعائشة
6385 من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين ( صحيح )
( حم ق ) عن عائشة وسعيد بن زيد
الشرح:(1/296)
(من ظلم قيد شبر) بكسر القاف وسكون التحتية أي قدره (من الأرض طوقه) بضم الطاء المهملة وكسر الواو المشددة مبنياً للمفعول (من سبع أرضين) بفتح الراء وقد يسكن أي يوم القيامة فيجعل الأرض في عنقه كالطوق وقيل أراد أطواق التكليف وقد مر ذلك فينبغي المبادرة بالخروج من تلك الظلامة قبل أن يكون ممن باع جنة عرضها السماوات والأرض بسجن ضيق بين أرباب العاهات والبليات {ومساكن طيبة في جنات عدن تجري من تحتها الأنهار} بأعطان ضيقة آخرها الخراب والبوار، وفي الحديث تهديد عظيم للغاصب، قال بعض شراح البخاري: سيما ما يفعله بعضهم من بناء الربط والمدارس ونحوهما مما يظنون به القرب والذكر الجميل من غصب الأرض لذلك وغصب الآلات واستعمال العمال ظلماً بتقدير أن يعطى من مال حرام المأخوذ ظلماً الذي لم يقل بحل أخذه ولا الكفار على اختلاف مللهم فيزداد هذا الظالم بإرادته الخير على زعمه من اللّه بعداً0000
6386 من عادى عمارا عاداه الله و من أبغض عمارا أبغضه الله (صحيح)
( حم ن حب ك ) عن خالد بن الوليد
6387 من عاد مريضا أو زار أخا له في الله ناداه مناد: أن طبت و طاب ممشاك و تبوأت من الجنة منزلا ( حسن ) ( ت ه ) عن أبي هريرة
6388 من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده سبع مرات: أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله من ذلك المرض
( صحيح ) ( د ك ) عن ابن عباس
6389 من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع ( صحيح )
( م ) عن ثوبان
الشرح:(1/297)
(من عاد مريضاً لم يزل في خرفة الجنة) بضم الخاء وفتحها وسكون الراء ما يخترف أي يجتنى من الثمر أي لم يزل في بستان يجتني منه الثمر، شبه ما يحوزه العابد من الثواب بما يحوزه المحترف من الثمر (حتى يرجع) ويخرج من ذلك التشبيه التلويح بقرب المتناول وقيل المراد بالخرفة هنا الطريق قال ابن جرير: وهو صحيح أيضاً إذ معناه عليه أن عائده لم يزل سالكاً طريق الجنة لأنه من الأمور التي يتوصل بها إليها.
6390 من عاذ بالله فقد عاذ بمعاذ ( صحيح ) ( حم ) عن عثمان وابن عمر
الشرح:
أي لجأ إلى ملجأ وأي ملجأ قال ابن العربي: دليل على أن كل من صرح بالاستعاذة باللّه لأحد في شيء فليجب إليه وليقبل منه وقد ثبت أن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم دخل على امرأة قد نكحها فقالت له: أعوذ باللّه منك فقال: لقد عذت بمعاذ الحقي بأهلك.
6391 من عال جاريتين حتى يدركا دخلت أنا و هو الجنة كهاتين (صحيح)
( م ت ) عن أنس
الشرح:
(من عال جاريتين) أي من ربى بنتين صغيرتين وقام بمصالحهما من نحو نفقة وكسوة (حتى يدركا) رواية البخاري حتى يبلغا (دخلت أنا وهو الجنة كهاتين) وضم أصبعيه مشيراً إلى قرب فاعل ذلك منه أي دخل مصاحباً لي قريباً مني يعني أن ذلك الفعل مما يقرب فاعله إلى درجة من درجات المصطفى صلى اللّه عليه وسلم قال ابن عباس: هذا من كرائم الحديث وغرره.
6392 من عرض عليه ريحان فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الريح
( صحيح ) ( م د ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/298)
(من عرض عليه) طيب وفي رواية (ريحان) أي نبت طيب الريح من أنواع المشموم وليس المراد قصره على ما هو المتعارف عند الفقهاء من اختصاصه بما لا ساق له منها (فلا يرده) برفع الدال على الفصيح المشهور (فإنه خفيف المحمل) بفتح الميم الأولى وكسر الثانية مصدر ميمي أي قليل المنة (طيب الريح) تعليل ببعض العلة لا بتمامها والمراد لا يرده لأنه هدية قليلة نافعة ولا مؤونة فيها ولا منة ولا يتأذى المهدي بها فردها لا وجه له قال ابن القيم: هذا لفظ الحديث وبعضهم يرويه من عرض عليه طيب فلا يرده وليس بمعناه فإن الريحان تخف مؤونته ويتسامح به بخلاف نحو مسك وعنبر وظاهره أن رواية الطيب منكرة أو نادرة والأشهر أكثر ريحان وليس كذلك فقد قال ابن حجر: رواه أحمد وسبعة أنفس معه بلفظ الطيب ورواه مسلم بلفظ الريحان قال: والعدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد وفيه الترغيب في استعمال الطيب وعرضه من يستعمله.
6393 من عرض عليه طيب فلا يرده فإنه خفيف المحمل طيب الرائحة
( صحيح ) ( حم ن ) عن أبي هريرة
6394 من علق تميمة فقد أشرك ( صحيح ) ( حم ك ) عن عقبة بن عامر
6395 من علم الرمي ثم تركه فليس منا ( صحيح ) (م) عن عقبة بن عامر
الشرح:
(من علم الرمي) أي رمي النشاب (ثم تركه فليس منا) أي من علم رمي السهم ثم تركه فليس من المتخلقين بأخلاقنا والعاملين بسنتنا أو ليس متصلاً بنا ولا داخلاً في زمرتنا وهذا أشد ممن لم يتعلمه لأنه لم يدخل في زمرتهم وهذا دخل ثم خرج فكأنه استهزاء به وهو كفران لتلك النعمة الخطيرة فيكره ذلك كراهة شديدة لما في التهديد من التشديد وثم للتراخي في الرتبة يعني رتبة الترك متراخية عن رتبة التعلم فلا يقدر عليها لا للتراخي في الزمن للحوق الوعيد له وإن كان الترك عقب التعلم وهذا تشديد عظيم في نسيانه بعد تعلمه.
6396 من علم علما فله أجر من عمل به لا ينقص من أجر العامل
( صحيح ) ( ه ) عن معاذ بن أنس
الشرح:(1/299)
(من علم) بفتح اللام المشددة بضبط المصنف (علماً فله أجر من عمل به لا ينقص من أجر العامل) لأن العامل إنما يتلقى كيف تصحيح عمله من العالم فله الأجر على حسب الانتفاع بعلمه.
6397 من عمر من أمتي سبعين سنة فقد أعذر الله إليه في العمر (صحيح)
( ك ) عن سهل بن سعد
الشرح:
(من عمر) بضم العين والتشديد (من أمتي سبعين سنة فقد أعذر اللّه إليه في العمر) أي بلغ أقصى العذر أو لم يبق له عذر في الرجوع إلى اللّه بطاعته لما شاهد من العبر مع ما أرسل إليه من الإنذار.
6398 من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد (صحيح) (حم م) عن عائشة
الشرح:
(من عمل عملاً) أي أحدث فعلاً (ليس عليه أمرنا) أي حكمنا وإذننا (فهو رد) أي مردود عليه فلا يقبل منه وفيه دليل للقاعدة الأصولية أن مطلق النهي يقتضي الفساد لأن المنهي عنه مخترع محدث وقد حكم عليه بالرد المستلزم للفساد، قال الشيخ ابن حجر الهيثمي: وزعم أن القواعد الكلية لا تثبت بخبر الواحد باطل قال العلائي: وفيه أيضاً دليل على اعتبار ما المسلمون عليه من جهة الأمر الشرعي أو العادة المستقرة فإن عموم قوله ليس عليه أمرنا يشمله قال: وهذا الحديث أصل من أصول الشريعة.
6399 من غدا إلى المسجد و راح أعد الله له نزلا من الجنة كلما غدا و راح ( صحيح ) ( حم ق ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/300)
(من غدا إلى المسجد) في رواية خرج وفي رواية يخرج (وراح) أي ذهب ورجع وأصل الغدو الرواح بغدوة والرجوع بعشية استملال في كل ذهاب ورجوع توسعاً (أعد اللّه) أي هيأ (له نزلاً) أي محلاً ينزله والنزل بضمتين المحل الذي يهيأ للنزول فيه وبضم فسكون ما يهيأ للقادم من نحو ضيافة فعلى الأول من في قوله (من الجنة) للتبعيض وعلى الثاني للتبيين وفي رواية بدل من في وهي محتملة لهما وفي رواية للبخاري أو راح بأو فعلى الواو لا بد من الأمرين حتى يعدّ له النزل وعلى أو يكفي أحدهما في الإعداد وكذا يقال في قوله (كلما غدا وراح) أي بكل غدوة وروحة إلى المسجد قال بعضهم: الغدو والرواح كالبكرة والعشي في قوله {ولهم رزقهم فيها بكرة وعشياً} أراد بهما الديمومة لا الوقتين المعلومين لأن المسجد بيت اللّه فمن دخله لعبادة أي وقت كان أعد اللّه له أجره لأنه أكرم الأكرمين لا يضيع أجر المحسنين وفي قوله كلما إيماء إلى أن الكلام فيمن تعود ذلك.
6400 من غرس غرسا لم يأكل منه آدمي و لا خلق من خلق الله إلا كان له صدقة ( صحيح ) ( حم ) عن أبي الدرداء
الشرح:
أي يثاب عليه ثواب الصدقة وإن لم يكن باختياره ولم يعلم به وهذا الحديث كما ترى مدح لعمارة الأرض ويوافقه قوله تعالى {واستعمركم فيها} وقوله {أو لم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشدّ منهم قوّة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها} وورد في أخبار وآيات أخر ذمّ عمارتها، كخبر: الدنيا قنطرة فاعبروها ولا تعمروها، وفي الحقيقة لا تعارض ولا تخالف فإن ما جاء في ذمّ الدنيا وعمارتها فباعتبار من رضيها حقاً لنفسه وجعلها قاضية مراده كما قال تعالى {ورضوا بالحياة الدنيا واطمأنوا بها} وما جاء في مدحها فباعتبار تناولها واتفاق ما يحصل من الغلات على ما يحمد، ولذلك قال علي كرم اللّه وجهه: الدنيا دار تجارة لمن فهم عنها، ودار غنى لمن تزود منها.(1/301)
6401 من غزا في سبيل الله و لم ينو إلا عقالا فله ما نوى ( صحيح )
( حم ن ك ) عن عبادة بن الصامت
الشرح:
(من غزا في سبيل اللّه) أي للجهاد (ولم ينو) وفي رواية وهو لا يريد (إلا عقالاً) هو ما يربط به ركبة البعير (فله ما نوى) قال الطيبي: العقال حبل يشد به ركبة البعير وهو مبالغة في قطع النظر عن الغنيمة بل يكون غزوه خالصاً للّه غير مشوب بغرض دنيوي فإنه ليس للإنسان إلا ما نوى اهـ. وقال الزمخشري: أراد الشيء التافه الحقير فضرب مثلاً له.
6402 من غسل الميت فليغتسل و من حمله فليتوضأ ( صحيح )
( د ه حب ) عن أبي هريرة
الشرح:
(من غسل الميت فليغتسل) قال الخطابي: إنما أمر به لإصابة الغسل من رشاش المغسول وربما كان ببدن الميت نجاسة وهو لا يعلم (ومن حمله) قال البغوي: أي مسه (فليتوضأ) قال الخطابي: لم ار أحداً قال بوجوب الوضوء من حمله وقيل معناه ليكن حامله على وضوء ليتأهب للصلاة عليه حين وصوله المصلى خوف الفوت.
6403 من غسل ميتا فستره ستره الله من الذنوب و من كفنه كساه الله من السندس ( حسن ) ( طب ) عن أبي أمامة
الشرح:
(من غسل ميتاً فستره ستره اللّه من الذنوب) يحتمل أن المراد ستر عورته ويحتمل أن المراد ستر ما يبدو له من علامة ردية كظلمة ويحتمل الأمرين وهو أظهر (ومن كفنه كساه اللّه من السندس) قال النووي: فيه أنه يسن إذا رأى الغاسل ما يعجبه أن يذكره وإذا رأى ما يكره لا يحدث به قال: وهكذا أطلقه أصحابنا لكن قال صاحب البيان: لو كان الميت مبتدعاً معلناً ببدعته فينبغي ذكر ما يكره منه زجراً للناس عن البدعة.
6404 من غسل ميتا فليغتسل ( صحيح ) ( حم ) عن المغيرة
الشرح:(1/302)
(من غسل ميتاً فليغتسل) قال أحمد: هذا منسوح وكذا جزم أبو داود، وفي خبر الحبر: ليس عليكم في غسل ميتكم غسل إذا غسلتموه، أو يجمع بحمل الأمر على الندب أو المراد بالغسل غسل الأيدي كما يصرح به خبر عند الخطيب وغيره. قال ابن حجر: وهذا أحسن ما جمع به بين مختلف هذه الأحاديث.
6405 من غسل يوم الجمعة و اغتسل ثم بكر و ابتكر و مشى و لم يركب و دنا من الإمام و استمع و أنصت و لم يلغ كان له بكل خطوة يخطوها من بيته إلى المسجد عمل سنة أجر صيامها و قيامها ( صحيح )
( حم 4 حب ك ) عن أوس بن أوس
6406 من غش فليس منا ( صحيح ) ( ت ) عن أبي هريرة
الشرح:
(من غش) أي خان والغش ستر حال الشيء (فليس منا) أي من متابعينا. قال الطيبي: لم يرد به نفيه عن الإسلام بل نفي خلقه عن أخلاق المسلمين أي ليس هو على سنتنا أو طريقتنا في مناصحة الإخوان كما يقول الإنسان لصاحبه أنا منك يريد الموافقة والمتابعة قال تعالى عن إبراهيم {فمن تبعني فإنه مني} وهذا قاله لما مر على صبرة طعام فأدخل يده فيها فابتلت أصابعه فقال: ما هذا؟ قال: أصابته السماء قال: أفلا صببته فوق الطعام ليراه الناس؟ ثم ذكره.
6407 من غشنا فليس منا ( صحيح ) ( ه ) عن أبي الحمراء
6408 من غشنا فليس منا و المكر و الخداع في النار ( صحيح )
( طب حل ) عن ابن مسعود
الشرح:
(من غشنا فليس منا) أي ليس على منهاجنا لأن وصف المصطفى صلى اللّه عليه وآله وسلم وطريقته الزهد في الدنيا والرغبة فيها وعدم الشره والطمع الباعثين علي الغش (والمكر والخداع في النار) أي صاحبهما يستحق دخولها لأن الداعي إلى ذلك الحرص في الدنيا والشح عليها والرغبة فيها وذلك يجر إليها وأخذ الذهبي من الوعيد على ذلك أن الثلاثة من الكبائر فعدها منها.
6409 من غل بعيرا أو شاة أتى يحمله يوم القيامة ( صحيح )
( حم الضياء ) عن عبدالله بن أنيس
الشرح:(1/303)
قال المظهر: معناه من سرق شيئاً في الدنيا من زكاة أو غيرها يجيء به يوم القيامة وهو حامله وإن كان حيواناً له صوت رفيع ليعلم أهل الموقف حاله فتكون فضيحته أشهر، وقد كان المصطفى صلى اللّه عليه وسلم يشدد في الغلول كثيراً وأمر الخليفتان الراشدان بعده بتحريق متاع الغال فقيل هو منسوخ بالأخبار التي لم يذر التحريق فيها، وقال ابن القيم: الصواب أنه من باب التعزير والعقوبة المالية الراجعة إلى اجتهاد الإمام بحسب المصلحة.
6410 من فارق الجماعة شبرا فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه ( صحيح )
( حم د ك ) عن أبي ذر
6411 من فارق الروح جسده و هو بريء من ثلاث دخل الجنة: الكبر والدين و الغلول ( صحيح ) ( حم ت ن ه حب ك ) عن ثوبان
6412 من فرق بين والدة و ولدها فرق الله بينه و بين أحبته يوم القيامة
( صحيح ) ( حم ت ك ) عن أبي أيوب
الشرح:
(من فرّق بين والدة وولدها) بما يزيل الملك (فرق اللّه بينه وبين أحبته يوم القيامة) فالتفريق بين الأمة وولدها بنحو البيع أو الهبة حرام شديد التحريم عند الشافعي وأبي حنيفة ومالك بشرط كونه قبل التمييز عند الشافعي وقبل البلوغ عند أبي حنيفة وكذا مالك في رواية ابن غانم عنه وفي رواية عنه قبل أن يثغر وسواء رضيت الأمّ أم لا عند الشافعي وقال مالك: يجوز برضاها، وذهب بعض الأئمة إلى منع التفريق بينهما مطلقاً وقال كما قال ابن العربي: إنه ظاهر الحديث لأنه لم يفرق بين الوالدة وولدها بلفظ بين وفرق في جوابه حيث كرر بين في الثاني ليدل على عظم هذا الأمر وأنه لا يجوز التفريق بينهما في اللفظ بالبيع فكيف التفريق بين ذواتيهما؟ ذكره جمع. قال الطيبي: وفي درّة الغواص من أوهام الخواص أن يدخلوا بين المظهرين وهو وهم، وإنما أعادوها بين مظهر ومضمر لأن المضمر المتصل كجزء الكلمة فلا يعطف عليه بخلاف المظهر لاستقلاله.(1/304)
6413 من فصل في سبيل الله فمات أو قتل أو وقصته فرسه أو بعيره أو لدغته هامة أو مات على فراشه بأي حتف شاء الله فإنه شهيد و إن له الجنة
( حسن ) ( د ك ) عن أبي مالك الأشعري
6414 من فطر صائما أو جهز غازيا فله مثل أجره ( صحيح )
( هق ) عن زيد بن خالد
الشرح:
(من فطر صائماً) هو عام في القادر على الفطر وغيره وكذا يقال في قوله (أو جهز غازياً فله مثل أجره) قال الطيبي: نظم الصائم في سلك الغازي لانخراطهما في معنى المجاهدة مع أعداء اللّه وقدم الصائم لأن الصوم من الجهاد الأكبر جهاد النفس بكفها عن شهواتها.
6415 من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا ( صحيح ) ( حم ت ه حب ) عن زيد بن خالد
الشرح:
(من فطر صائماً) بعشائه وكذا بتمر فإن لم يتيسر فبماء (كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئاً) فقد حاز الغني الشاكر أجر صيامه هو أو مثل أجر الفقير الذي فطره ففيه دلالة على تفضيل غني شاكر على فقير صابر، ووقع في رواية البيهقي من فطر صائماً أي فله مثل أجر من عمل الصوم لا مثل أجر من عمل تفطير الصائم ويجوز كون من بمعنى ما والأصل كان له أجر ما عمله وهو الصوم.
6416 من قاتل في سبيل الله فواق ناقة فقد وجبت له الجنة و من سأل الله القتل في سبيل الله من نفسه صادقا ثم مات أو قتل فإنه له أجر شهيد و من جرح جرحا في سبيل الله أو نكب نكبة فإنها تجيء يوم القيامة كأغزر ما كانت لونها لون الزعفران و ريحها ريح المسك و من خرج به خراج في سبيل الله كان عليه طابع الشهداء ( صحيح ) ( حم 3 حب ) عن معاذ
6417 من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله ( صحيح )
( حم ق 4 ) عن أبي موسى
الشرح:(1/305)
(من قاتل لتكون كلمة اللّه) أي كلمة توحيده وهي الدعوة إلى الإسلام (هي العليا) بضم العين تأنيث أعلى (فهو) أي المقاتل (في سبيل اللّه) قدم هو ليفيد الاختصاص فيفهم أن من قاتل للدنيا أو للغنيمة أو لإظهار نحو شجاعة أو ذب عن نفس أو مال فليس في سبيل اللّه ولا ثواب له نعم من قاتل للجنة ولم يخطر بباله إعلاء كلمة اللّه فهو كالمقاتل للإعلاء إذ مرجعهما وهو رضا اللّه واحد، كذا قيل، وهل يشترط مقاربة قصد الإعلاء للقتال أو يكفي عند التوجيه؟ رجح البعض الثاني لكن أقول يشترط أن لا يأتي بمناف بينهما كما هو ظاهر.
6418 من قال إذا أصبح: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل و كتبت له بها عشر حسنات و حط عنه بها عشر سيئات و رفع له بها عشر درجات و كان في حرز من الشيطان حتى يمسي و إذا قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح ( صحيح ) ( حم د ه ) عن أبي عياش الزرقي
6419 من قال إذا خرج من بيته: بسم الله توكلت على الله لا حول و لا قوة إلا بالله يقال له: كفيت و وقيت و تنحى عنه الشيطان (صحيح)(ت)عن أنس
6420 من قال أنا خير من يونس بن متى فقد كذب ( صحيح )
( خ ت ه ) عن أبي هريرة
6421 من قال إني بريء من الإسلام فإن كان كاذبا فهو كما قال و إن كان صادقا لم يعد إلى الإسلام سالما ( صحيح ) ( ن ه ك ) عن بريدة
6422 من قال حين يسمع المؤذن: و أنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله رضيت بالله ربا و بمحمد رسولا و بالإسلام دينا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ( صحيح ) ( حم م 4 ) عن سعد
6423 من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة و الصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة و الفضيلة و ابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة ( صحيح ) ( حم خ 4 ) عن جابر(1/306)
6424 من قال حين يصبح أو حين يمسي: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني و أنا عبدك و أنا على عهدك و وعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي و أبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة ( صحيح )
( حم د ن ه حب ك ) عن بريدة
6425 من قال حين يصبح و حين يمسي: سبحان الله العظيم و بحمده مائة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ذلك و زاد عليه ( صحيح ) ( حم م د ت ) عن أبي هريرة
6426 من قال حين يمسي: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض و لا في السماء و هو السميع العليم ثلاث مرات لم يصبه فجأة بلاء حتى يصبح و من قالها حين يصبح ثلاث مرات لم يصبه فجأة بلاء حتى يمسي ( صحيح ) ( د حب ك ) عن عثمان
6427من قال حين يمسي ثلاث مرات: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره لدغة حية في تلك الليلة (صحيح)( ت حب ك)عن أبي هريرة
6428 من قال رضيت بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد نبيا وجبت له الجنة ( صحيح ) ( د حب ك ) عن أبي سعيد
6429 من قال: سبحان الله العظيم و بحمده غرست له بها نخلة في الجنة
( صحيح ) ( ت حب ك ) عن جابر
الشرح:
(من قال سبحان اللّه) أي أنزهه عن النقائص (العظيم وبحمده) في محل الحال أي نسبحه حامدين له (غرست له بها نخلة في الجنة) أي غرست له بكل مرة نخلة فيها وخص النخل لكثرة منافعه وطيب ثمره 000
6430 من قال: سبحان الله و بحمده سبحانك اللهم و بحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك و أتوب إليك فإن قالها في مجلس ذكر كانت كالطابع يطبع عليه و من قالها في مجلس لغو كانت كفارة له ( صحيح )
( ن ك ) عن جبير بن مطعم
6431 من قال: سبحان الله و بحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه و إن كانت مثل زبد البحر ( صحيح ) ( حم ق ت ه ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/307)
(من قال سبحان اللّه وبحمده في يوم) واحد (مائة مرة) ولو متفرقة وفي أثناء النهار لكن متوالية وفي أوله وأول الليل أفضل ذكره النووي (حطت خطاياه) أي غفرت ذنوبه (وإن كانت مثل زبد البحر) كناية عن المبالغة في الكثرة وهذا وأمثاله نحو ما طلعت عليه الشمس كناية عبر بها عن الكثرة عرفاً قال ابن بطال: والفضائل الواردة في التسبيح والتحميد ونحو ذلك إنما هي لأهل الشرف في الدين والكمال كالطهارة من الحرام وغير ذلك فلا يظن ظان أن من أد من الذكر وأصر على ما شاء من شهواته وانتهك دين اللّه وحرماته أن يلتحق بالمطهرين المقدسين ويبلغ منازل الكاملين بكلام أجراه على لسانه ليس معه تقوى ولا عمل صالح قال عياض: وظاهر قوله مثل زبد مع قوله في حديث التهليل محيت عنه خطايا مائة سنة أن التسبيح أفضل لكون عدد الزبد أضعاف المائة لكن قوله في التهليل ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به يقتضي أنه أفضل.
6432 من قال لصاحبه يوم الجمعة و الإمام يخطب: أنصت فقد لغا
( صحيح ) ( ت ن ) عن أبي هريرة
6433 من قال: لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة ( صحيح )
( البزار ) عن أبي سعيد
الشرح:(1/308)
(من قال لا إله إلا اللّه مخلصاً ) زاد في رواية من قلبه (دخل الجنة) قال الطيبي: قوله مخلصاً وفي رواية بدله صدقاً أقيم مقام الاستقامة لأن ذلك يعبر به قولاً عن مطابقة القول المخبر عنه ويعبر به فعلاً عن تحري الأخلاق المرضية كقوله تعالى {والذي جاء بالصدق وصدق به} أي حقق ما أورده قولاً بما نحراه فعلاً وبهذا التقرير يندفع ما أوهمه ظاهر الأخبار من منع دخول كل من نطق بالشهادتين النار وإن كان من الفجار وقال الغزالي: معنى الإخلاص أن يخلص قلبه للّه فلا يبقى فيه شركة لغيره فيكون اللّه محبوب قلبه ومعبود قلبه ومقصود قلبه ومن هذا حاله فالدنيا سجنه لمنعها له عن مشاهدة محبوبه وموته خلاص من السجن وقدوم على المحبوب، قال الفخر الرازي: اشترط القول والإخلاص لأن أحكام الإيمان بعضها يتعلق بالباطن وبعضها بالظاهر فمما يتعلق بالباطن أحكام الآخرة وذا متفرع على الإخلاص الذي هو باطن عن الخلق ومما يتعلق بالظاهر أحكام الدنيا وذا لا يعرف إلا بالقول فصار الإخلاص ركناً أصلياً في حق اللّه والقول ركناً شرعياً في حق الخلق وقال الدقاق: معناه من قالها مخلصاً في قالته دخل الجنة في حالته وهي جنة المعرفة {ولمن خاف مقام ربه جنتان}. (فائدة) جلس الحسن البصري في جنازة النوار امرأة الفرزدق وقد اعتم بعمامة سوداء وأسدلها بين كتفيه والناس بين يديه ينظرون إليه فوقف عليه الفرزدق وقال: يا أبا سعيد يزعم الناس أنه اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشرهم قال: من ومن قال: أنت وأنا قال: ما أنا بخيرهم ولا أنت بشرهم لكن ما أعددت لهذا اليوم قال: شهادة أن لا إله إلا اللّه منذ سبعين سنة قال: نعم واللّه العدة.
6434 من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه
( صحيح ) ( البزار هب ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/309)
(قال لا إله إلا اللّه) أي مخلصاً (نفعته) وفي رواية أبي نعيم أنجته (يوماً من دهره) إن قرنها بمحمد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم قال الغزالي: ذكر في بعض الروايات الصدق والإخلاص فقال مرة من قال لا إله إلا اللّه مخلصاً ومعنى الإخلاص مساعدة الحال للمقال (يصيبه) وفي رواية أبي نعيم أصابه (قبل ذلك ما أصابه) لأنه إذا أخلص عند قول تلك الكلمة أفاض اللّه على قلبه نوراً أحياه به فبذلك النور طهر جسده فنفعته عند فصل القضاء وأهلته لجوار الجبار في دار القرار لكن ليس الغرض أنه يلفظ بهذا الكلام فحسب بل أنه عقد ضميره على التوحيد وجعل دين الإسلام مذهبه ومعتمده كما تقول قول الشافعي تريد مذهبه أشار إلى ذلك الزمخشري.
6435 من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير عشرا كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل (صحيح)
(ق ت ن) أبي أيوب ولفظ(ت):كانت له عدل أربع رقاب من ولد إسماعيل
6436 من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد ( يحيي و يميت ) و هو على كل شيء قدير عشر مرات كان له بعدل نسمة
( صحيح ) ( حم ن حب ك ) عن البراء
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 5740
6437 من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب و كتبت له مائة حسنة و محيت عنه مائة سيئة و كانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي و لم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل عملا أكثر من ذلك ( صحيح ) ( حم ق ت ه ) عن أبي هريرة
6438 من قال: لا إله إلا الله و كفر بما يعبد من دون الله حرم ماله و دمه و حسابه على الله عز و جل ( صحيح ) ( حم م ) عن والد أبي مالك الأشجعي
6439 من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين و من قام بمائة آية كتب من القانتين و من قام بألف آية كتب من المقنطرين ( صحيح )(1/310)
( د حب ) عن ابن عمرو
6440 من قام رمضان إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ( صحيح ) ( ق 4 ) عن أبي هريرة
الشرح:
(من قام رمضان) أي قام بالطاعة في رمضان أتى بقيام رمضان وهو التراويح أو قام إلى صلاة رمضان أو إلى إحياء لياليه بالعبادة غير ليلة القدر تقديراً ويحصل بنحو تلاوة أو صلاة أو ذكراً أو علم شرعي وكذا كل أخروي ويكفي بمعظم الليل وقيل بصلاة العشاء والصبح جماعة (إيماناً) تصديقاً بوعد اللّه بالثواب عليه (واحتساباً) إخلاصاً ونصبهما على الحال أو المفعول له وجمع بينهما لأن المصدق للشيء قد لا يفعله مخلصاً بل لنحو رياء والمخلص في الفعل قد لا يكون مصدقاً بثوابه فلا ملجىء لجعل الثاني تأكيداً للأول (غفر له ما تقدم من ذنبه) الذي هو حق للّه تعالى والمراد الصغائر قال الزركشي: كل ما ورد من إطلاق غفران الذنوب كلها على فعل بعض الطاعات من غير توبة كهذا الحديث وحديث الوضوء يكفر الذنوب وحديث من صلى ركعتين لا يحدث فيهما نفسه غفر اللّه له فحملوه على الصغائر فإن الكبائر لا يكفرها غير التوبة ونازع في ذلك صاحب الذخائر وقال: فضل اللّه أوسع وكذا ابن المنذر في الأشراف فقال: في حديث من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر اللّه له ما تقدم من ذنبه قال: يغفر له جميع ذنوبه صغيرها وكبيرها وحكاه ابن عبد البر عن بعض معاصريه قيل: وأراد به أبا محمد الأصيلي المحدث أن الكبائر والصغائر يكفرها الطهارة والصلاة لظاهر الأحاديث قال: وهو جهل بين وموافقة للمرجئة في قولهم ولو كان كما زعموا لم يكن للأمر بالتوبة معنى، وقد أجمع المسلمون أنها فرض والفروض لا تصح إلا بقصد ولقول المصطفى صلى اللّه عليه وسلم كفارة لما بينهن ما اجتنبت الكبائر وفيه جواز قوله رمضان بغير إضافة شهر قال أصحابنا ويكره قيام الليل كله أي إدامته لا ليلة أو ليالي بدليل ندبهم إحياء ليلتي العيد وغيرهما.(1/311)
6441 من قام ليلة القدر إيمانا و احتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه (صحيح) ( خ 3 ) عن أبي هريرة
الشرح:
(من قام ليلة القدر) أي أحياها مجردة عن قيام رمضان (إيماناً واحتساباً) إخلاصاً من غير شوب نحو رياء طلباً للقبول. هبه شعر بها أم لا، هذا مصدر في موضع الحال أي مؤمناً أو محتسباً أو مفعول من أجله قال أبو البقاء: ونظيره في جواز الوجهين {اعملوا آل داود شكراً} (غفر له ما تقدم من ذنبه) وفي رواية وما تأخر قال الحافظ ابن رجب: ولا يتأخر تكفير الذنوب بها إلى انقضاء الشهر بخلاف صيام رمضان وقيامه وقد يقال يغفر لهم عند استكمال القيام في آخر ليلة منه قبل تمام نهارها وتتأخر المغفرة بالصوم إلى إكمال النهار بالصوم.
6442 من قتل تحت راية عمية ينصر العصبية و يغضب للعصبية فقتلته جاهلية ( صحيح ) ( م ن ) عن جندب ( ه ) عن أبي هريرة
6443 من قتل خطأ فديته مائة من الإبل ثلاثون بنت مخاض و ثلاثون بنت لبون و ثلاثون حقة و عشرة بني لبون ( حسن ) ( حم ن ) عن ابن عمرو
6444 من قتل دون ماله فهو شهيد ( صحيح )
( حم ق ت ن ) عن ابن عمرو ( ت حب ) عن سعيد بن زيد (ن)عن بريدة
6445 من قتل دون ماله فهو شهيد و من قتل دون دمه فهو شهيد و من قتل دون دينه فهو شهيد و من قتل دون أهله فهو شهيد ( صحيح )
( حم 3 حب ) عن سعيد بن زيد
الشرح:(1/312)
(من قتل دون ماله) أي عنده ودون في الأصل ظرف مكان بمعنى أسفل وتحت استعملت هنا بمعنى لأجل التي للسببية توسعاً مجازاً لأن الذي يقاتل على ماله كأنه يجعله خلفه أو تحته ثم يقاتل عليه، ذكره جمع (فهو شهيد) أي في حكم الآخرة لا الدنيا أي له ثواب كثواب شهيد مع ما بين الثوابين من التفاوت وذلك لأنه محق في القتال ومظلوم بطلبه منه (ومن قتل دون دمه) أي في الدفع عن نفسه (فهو شهيد ومن قتل دون دينه) أي في نصرة دين اللّه والذب عنه وفي قتال المرتدين (فهو شهيد ومن قتل دون أهله) أي في الدفع عن بضع حليلته أو قريبته (فهو شهيد) أي في حكم الآخرة لا الدنيا لأن المؤمن بإسلامه محترم ذاتاً ودماً وأهلاً ومالاً فإذا أريد شيء منه من ذلك جاز له الدفع عنه أو وجب على الخلاف المعروف لكن إنما يدفعه دفع الصائل فلا يصعد إلى رتبة وهو يرى ما دونه كافياً كما هو مقرر في الفروع فإذا أدّى قتاله لقتله فهو هدر.
6446 من قتل دون ماله مظلوما فله الجنة ( صحيح ) ( ن ) عن ابن عمرو
6447 من قتل دون مظلمته فهو شهيد ( صحيح )
( ن الضياء ) عن سويد بن مقرن
الشرح:
(هن قتل دون مظلمته) قال الطيبي: يعني قدامها كقوله "تريك الندى ما دونها وهي دونه" (فهو شهيد) قال ابن جرير: هذا أبين بيان وأوضح برهان على الإذن لمن أريد ماله ظلماً في قتال ظالمه والحث عليه كائناً من كان لأن مقام الشهادة عظيم فقتال اللصوص والقطاع مطلوب فتركه من ترك النهي عن المنكر ولا منكر أعظم من قتل المؤمن وأخذ ماله ظلماً.
6448 من قتل رجلا من أهل الذمة لم يجد ريح الجنة و إن ريحها ليوجد من مسيرة سبعين عاما ( صحيح ) ( حم ن ) عن رجل
6449 من قتل في سبيل الله فهو شهيد و من مات في سبيل الله فهو شهيد و من مات في الطاعون فهو شهيد و من مات في البطن فهو شهيد و من غرق فهو شهيد ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة(1/313)
6450 من قتل في عميا أو رميا يكون بينهم بحجر أو سوط فعقله عقل خطأ و من قتل عمدا فقود يديه فمن حال بينه و بينه فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ( صحيح ) ( د ن ه ) عن ابن عباس
6451 من قتل في عميا في رمى يكون بينهم بحجارة أو بالسياط أو ضرب بعصا فهو خطأ و عقله عقل الخطأ و من قتل عمدا فهو قود يد و من حال دونه فعليه لعنة الله و غضبه لا يقبل منه صرفا و لا عدلا ( صحيح )
( د ن ) عن ابن عباس
6452 من قتل كافر فله سلبه ( صحيح )
( ق د ت ) عن قتادة ( حم د ) عن أنس ( حم ه ) عن سمرة
الشرح:
(من قتل كافراً) وفي رواية للبخاري من قتل قتيلاً (فله سلبه) أي فله أخذ ثيابه التي عليه والسلب بالفتح المسلوب وهذا قاله يوم حنين فقتل أبو طلحة يومئذ عشرين رجلاً فأخذ أسلابهم قال ابن حجر: ووهم من قال إنه قاله يوم بدر وإنما سماه قتيلاً والقتيل لا يقتل لاكتساب لباس مقدّمات القتل فهو مجاز باعتبار الأول من قبيل {ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً} وهذا الخبر حمله أبو حنيفة ومالك على أنه من التصرف بالإمامة العظمى فلا يكون السلب للقاتل إلا إذا نقله الإمام إياه وحمله الشافعي على الفتيا المقتضية للتشريع العام لأن ذلك هو الأغلب من تصرف النبي صلى اللّه عليه وسلم فلا يخمس السلب عند نا بل هو للقاتل وإن لم ينقله الإمام.
6453 من قتل له قتيل فهو بخير النظرين إما أن يقاد و إما أن يفدي
( صحيح ) ( ن ه ) عن أبي هريرة
6454 من قتل مؤمنا فاغتبط بقتله لم يقبل الله منه صرفا و لا عدلا
( صحيح ) ( د الضياء ) عن عبادة بن الصامت
الشرح:(1/314)
(من قتل مؤمناً فاعتبط بقتله) بعين مهملة أي قتله ظلماً بغير جناية ولا عن جريرة ولا عن قصاص يقال عبطت الناقة إذا نحرتها من غير داء بها، وقيل بمعجمة من الغبطة الفرح والسرور لأن القاتل يفرح بقتل خصمه فإذا كان المقتول مؤمناً وفرح بقتله (لم يقبل اللّه منه صرفاً ولا عدلاً) أي نافلة ولا فريضة والرواية الأولى أولى كما في المنضد لأن القاتل ظلماً عليه القود، هبه فرح بقتله أو لا، والقتل أكبر الكبائر بعد الكفر.
6455 من قتل متعمد دفع إلى أولياء المقتول فإن شاءوا قتلوا و إن شاءوا أخذوا الدية و هي ثلاثون حقة و ثلاثون جذعة و أربعون خلفة و ما صولحوا عليه فهو لهم ( صحيح ) ( حم ت ه ) عن ابن عمرو
6456 من قتل معاهدا في غير كنهه حرم الله عليه الجنة ( صحيح )
( حم د ن ك ) عن أبي بكرة
الشرح:
(من قتل معاهداً) بفتح الهاء أي من عوهد أي صولح مع المسلمين بنحو جزية أو هدنة من إمام أو أمان من مسلم ويجوز كسر الهاء على الفاعل قال في التنقيح: والفتح أكثر (في غير كنهه) أي في غير وقته أو غاية أمره والذي يحل فيه قتله وكنه الأمر حقيقته أو وقته أو غايته والمراد الوقت الذي بيننا وبينه فيه عهد أو أمان (حرم اللّه عليه الجنة) ما دام ملطخاً بذنبه ذلك فإذا طهر بالنار صار إلى ديار الأبرار وقال القاضي: حرم اللّه عليه الجنة ليس فيه ما يدل على الدوام والإقناط الكلي فضلاً عن القطع، وقال غيره: هذا التحريم مخصوص بزمان ما، لقيام الأدلة على أن من مات مسلماً لا يخلد في النار وإن ارتكب كل كبيرة ومات على الإصرار.
6457 من قتل معاهدا لم يرح رائحة الجنة و إن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما ( صحيح ) ( حم خ ن ه ) عن ابن عمرو
الشرح:(1/315)
(من قتل معاهداً) أي من له عهد منا بنحو أمان قال ابن الأثير: وأكثر ما يطلق في الحديث على أهل الذمة وقد يطلق على غيرهم من الكفار إذا صولحوا على ترك الحرب (لم يرح) بفتح أوليه على الأشهر وقد تضم الياء وتفتح الراء وتكسر (رائحة الجنة) أي لم يشمها حين شمها من لم يرتكب كبيرة لا أنه لا يجدها أصلاً كما يفيده أخبار أخر جمعاً بينه وبين ما تعاضد من الدلائل النقلية والعقلية على أن صاحب الكبيرة إذا كان موحداً محكوماً بإسلامه لا يخلد في النار ولا يحرم من الجنة (وإن ريحها) الواو للحال (ليوجد) في رواية يوجد بلا لام (من مسيرة أربعين عاماً) وروي مائة وخمسمائة وألف ولا تدافع لاختلافه باختلاف الأعمال والعمال والأحوال أو القصد المبالغة في التكثير لا خصوص العدد، والوعيد يفيد أن قتله كبيرة وبه صرح الذهبي وغيره لكن لا يلزم منه قتل المسلم به.
(تنبيه) قال ابن القيم: ريح الجنة نوعان نوع يوجد في الدنيا تشمه الأرواح أحياناً لا تدركه العبارة ونوع يدرك بحاسة الشم للأبد كما يشم رائحة الأزهار ونحوها وذا يشترك أهل الجنة في إدراكه في الآخرة من قرب ومن بعد يدركه الخواص في الدنيا وقد أشهد اللّه عباده في هذه الدار آثاراً من آثار الجنة وأنموذجاً منها من الرائحة الطيبة واللذة الشهية والمناظر البهية والمناكح الشهية والنعيم والسرور وقرة العين.
6458 من قتل نفسا معاهدة بغير حلها حرم الله عليه الجنة: أن يشم ريحها
( صحيح ) ( حم ن ) عن أبي بكرة
6459 من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا و من شرب سما فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا و من تردى من جبل فقتل نفسه فهو يتردى في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ( صحيح ) ( حم ق ت ن ه ) عن أبي هريرة(1/316)
6460 من قتل وزغة في أول ضربة كتب له مائة حسنة و من قتلها في الضربة الثانية فله كذا و كذا حسنة و إن قتلها في الضربة الثالثة فله كذا و كذا حسنة ( صحيح ) ( حم م د ت ه ) عن أبي هريرة
6461 من قتله بطنه لم يعذب في قبره ( صحيح )
( حم ت ن حب ) عن خالد بن عرفطة وسليمان بن صرد
الشرح:
(من قتله بطنه) أي مات بمرض بطنه كالاستقاء أو الاسهال أو من حفظ البطن من الحرام والشبه (لم يعذب في قبره) وإذا لم يعذب فيه لم يعذب في غيره لأنه أول منازل الآخرة فإن كان سهلاً فما بعده أسهل وإلا فعكسه قال القرطبي: وحكمته أنه حاضر القلب عارفاً بربه فلم يحتج لإعادة السؤال بخلاف من يموت بغيره من الأمراض فإنه يغيب عقولهم قال الطيبي: وفيه استعارة تبعية، شبه ما يلحق للمبطون من ازهاق نفسه به بما يزهق النفس بالمحدد ونحوه والقرينة نسبة القتل إلى البطن. (تنبيه) هذا الحديث خص به حديث ابن ماجه والبيهقي من مات مريضاً مات شهيداً ووقى فتنة القبر.
6462 من قذف مملوكه بالزنا يقام عليه الحد يوم القيامة إلا أن يكون كما قال ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
6463 من قذف مملوكه و هو بريء مما قال جلد يوم القيامة حدا إلا أن يكون كما قال ( صحيح ) ( حم ق د ت ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/317)
(من قذف مملوكه) أي رماه بالزنا وفي رواية عبده (وهو) أي والحال أنه: أي المملوك (بريء مما قال) سيده فيه لم يحد لقذفه في حكم الدنيا لأن شرط حد القذف الإحصان والقن غير محصن وعليه يستوي مملوكه ومملوك غيره لكنه يعزر لمملوك غيره و (جلد) السيد (يوم القيامة) أي ضرب يوم الجزاء الأكبر (حداً) لانقطاع الرق بزوال ملك السيد المجازي وانفراد البارئ تعالى بالملك الحقيقي وحصول التكافئ ولا تفاضل يومئذ إلا بالتقوى (إلا أن يكون) المملوك (كما قال) من كونه زانياً فلا يحد في الآخرة لا يقال قوله وهو بريء جملة حالية والأحوال شروط فكأنه قال جلد يوم القيامة بشرط كونه بريئاً فيفهم أنه إذا لم يكن بريئاً لا يجلد فلا ينافي قوله إلا أن يكون كما قال لأنا نقول إن كان مفهوم الشرط غير معتبر وهو ما عليه جمع فهذا مفهوم شرط وإن كان معتبراً وهو مذهب آخرين فينزل قوله وهو بريء على أن المراد أنه يغلب على ظنه براءته والواقع في نفس الأمر خلافها فحينئذ لا يحد لصدقه كذا قرره بعض الأعاظم وقال الطيبي: الإستثناء مشكل لأن قوله وهو بريء يأباه إلا أن يؤول قوله وهو بريء أن يعتقد ويظن براءته ويكون العبد كما قال في الواقع لا ما اعتقد هو فحينئذ لا يجلد لكونه صادقاً فيه.
6464 من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت ( صحيح ) ( ن حب ) عن أبي أمامة
الشرح:
0000قيل دبر الصلاة يحتمل قبل السلام وبعده ورجح ابن تيمية كونه قبله وفيه بعد ودبر الشيء كل شيء منه في دبر كدبر الحيوان000
6465 من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة كفتاه ( صحيح )
( 4 ) عن ابن مسعود
الشرح:(1/318)
(الآيتين) وفي رواية للبخاري بالآيتين بزيادة الباء واللام للعهد (من آخر سورة البقرة) يعني من قوله تعالى {آمن الرسول} إلى آخر السورة فآخر الآية الأولى المصير ومن ثم إلى آخر السورة آية واحدة وأما {اكتسبت} فليست رأس آية باتفاق العادّين، ذكره ابن حجر (في ليلة كفتاه) بتخفيف الفاء أي أغتناه عن قيام تلك الليلة بالقرآن وأجزأتا عنه عن قراءة القرآن مطلقاً، هبه داخل الصلاة أم خارجها، أو أجزأتاه فيما يتعلق بالاعتقاد لما اشتملا عليه من الإيمان والأعمال إجمالاً أو وقتاه من كل سوء مكروه وكفتاه شر الشيطان أو الآفات أو دفعتا عنه شر الثقلين أو كفتاه بما حصل له بسبب قراءتهما من الثواب عن طلب شيء آخر أو كفتاه قراءة آية الكرسي التي ورد أن من قرأها حين يأخذ مضجعه أمنه اللّه على داره وجاء في حديث إنه لم ينزل خير من خير الدنيا والآخرة إلا اشتملت عليه هاتان الآيتان أما خير الآخرة فإن قوله {آمن الرسول} إلى قوله {لا نفرق بين أحد من رسله} إشارة إلى الإيمان والتصديق، وقوله {سمعنا وأطعنا} إلى الإسلام والإنقياد والأعمال الظاهرة، وقوله {وإليك المصير} إشارة إلى جزاء العمل في الآخرة وقوله {لا يكلف اللّه}إلخ إشارة إلى المنافع الدنيوية لما فيهما من الذكر والدعاء والإيمان بجميع الكتب والرسل وغير ذلك ولهذا أنزلتا من كنز تحت العرش وقول الكرماني نقلاً عن النووي كفتاه عن قراءة الكهف وآية الكرسي رده ابن حجر بأن النووي لم يقل ذلك مطلقاً.
6466 من قرأ ( إذا زلزلت عدلت له بنصف القرآن و من قرأ )
( قل يا أيها الكافرون ) عدلت له بربع القرآن و من قرأ ( قل هو الله أحد ) عَدَلت له بثلث القرآن ) ( حسن ) ( ت ) عن أنس
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 5757
6467 من قرأ القرآن فليسأل الله به فإنه سيجيء أقوام يقرءون القرآن يسألون به الناس ( حسن ) ( ت ) عن ابن عمران
الشرح:(1/319)
(من قرأ القرآن فليسأل اللّه به) بأن يدعو بعد ختمه بالأدعية المأثورة أو أنه كلما قرأ آية رحمة سألها أو آية عذاب تعوذ منه ونحو ذلك (فإنه سيجيء أقوام يقرؤون القرآن يسألون به الناس) قال النووي: يندب الدعاء عقب ختمه وفي أمور الآخرة آكد.
6468 من قرأ بمائة آية في ليلة كتب له قنوت ليلة ( صحيح )
( حم ن ) عن تميم
الشرح:
أي عبادتها قال السهيلي: ويقبح إخراج الباء هنا لتعلقها بما في ضمن الكلام من معنى التقرّب والتهجد وكدخولها هنا خروجها من قوله أمرتك الخير لأنك إذا أمرته بخير فقد كلفته إياه وألزمته ففي ضمن الكلام ما يقتضي حذفها بخلاف نهيت عن الشر فإنه ليس في اللفظ والمعنى إلا ما يطلب حرف الجر وقال الأندلسي في شرح المفصل: قرأت السورة وقرأت بالسورة من باب حذف الجار وإيصال الفعل ومثله وسميته محمداً وبمحمد وقيل الباء زائدة والفعل من قسم المتعدي وقال ابن أبي الربيع: الأصل في قراءة بالسورة أن يعدى بنفسه فزيد حرف الجر لأن قرأت في معنى تلوت وتلوت لا يتعدى بنفسه وقال أبو حيان في شرح التسهيل: خرج الشلوبين قرأت بالسورة على أن الباء للإلصاق أي ألزقت قراءتي بالسورة.
6469 من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة و الحسنة بعشر أمثالها لا أقول: ( ألم حرف و لكن: ألف حرف و لام حرف و ميم حرف ) (صحيح)
( تخ ت ك ) عن ابن مسعود
6470 من قرأ سورة الكهف في يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين ( صحيح ) ( ك هق ) عن أبي سعيد
الشرح:
فيندب قراءتها يوم الجمعة وكذا ليلتها كما نص عليه الشافعي رضي اللّه عنه قال الطيبي: وقوله أضاء له يجوز كونه لازماً وقوله ما بين الجمعتين ظرف، فيكون إشراق ضوء النهار فيما بين الجمعتين بمنزلة إشراق النور نفسه مبالغة ويجوز كونه متعدياً والظرف مفعول به وعليهما فسر {فلما أضاءت ما حوله} 0000(1/320)
6471 من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له النور ما بينه و بين البيت العتيق ( صحيح ) ( هب ) عن أبي سعيد
الشرح:
قال الحافظ ابن حجر في أماليه: كذا وقع في روايات يوم الجمعة وفي روايات ليلة الجمعة ويجمع بأن المراد اليوم بليلته والليلة بيومها وأما خبر أبي الشيخ عن الحبر الذي جمع بينهما فضعيف جداً وخبر الضياء عن ابن عمر يرفعه من قرأ يوم الجمعة سورة الكهف سطع له نور من تحت قدميه إلى عنان السماء يضيء له إلى يوم القيامة وغفر له ما بين الجمعتين ففيه محمد بن خالد تكلم فيه ابن منده وغيره وقد خفي حاله على المنذري حيث قال في الترغيب: لا بأس به ويحتمل أنه مشاه لشواهده واعلم أن المتبادر إلى أكثر الأذهان أنه ليس المطلوب قراءته ليلة الجمعة ويومها إلا الكهف وعليه العمل في الزوايا والمدارس وليس كذلك فقد وردت أحاديث في قراءة غيرها يومها وليلتها، منها ما رواه التيمي في الترغيب من قرأ سورة البقرة وآل عمران في ليلة الجمعة كان له من الأجر كما بين البيداء أي الأرض السابعة وعروباً أي السماء السابعة وهو غريب ضعيف جداً وما رواه الطبراني في الأوسط عن ابن عباس مرفوعاً من قرأ السورة التي يذكر فيها آل عمران يوم الجمعة صلى اللّه عليه وملائكته حتى تجب الشمس قال ابن حجر: وفيه طلحة بن زيد ضعيف جداً بل نسب للوضع وخبر أبي داود عن الحبر من قرأ سورة يس والصافات ليلة الجمعة أعطاه اللّه سؤله وفيه انقطاع وخبر ابن مردويه عن كعب يرفعه "اقرؤوا سورة هود يوم الجمعة" قال ابن حجر: مرسل سنده صحيح.
6472 من قرأ ( قل هو الله أحد عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة )
( صحيح ) ( حم ) عن معاذ بن أنس
الشرح:(1/321)
(من قرأ قل هو اللّه أحد) حتى يختمها هكذا هو ثابت في رواية أحمد فكأنه سقط من قلم المصنف (عشر مرات بنى اللّه له بيتاً في الجنة) تمامه عند مخرجه أحمد فقال عمر: إذن نستكثر يا رسول اللّه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: اللّه أكبر وأطيب.
6473 من قرأ ( قل هو الله أحد فكأنما قرأ ثلث القرآن ) ( صحيح )
( حم ن الضياء ) عن أبي
الشرح:
لأنها متضمنة لتوحيد الاعتقاد والمعرفة والأحدية المنافية لمطلق الشركة المثبتة لجميع صفات الكمال ونفي الولد والوالد الذي هو من لازم صمديته وأحديته والكفؤ المتضمن لنفي الشبيه وهذه الأصول هي مجامع التوحيد الاعتقادي المباين لكل شرك وضلال فمن ثم عدلت ثلثه.
6474 من قرن بين حجه و عمرته أجزأه لهما طواف واحد ( صحيح )
( حم ) عن ابن عمر
الشرح:
(من قرن) أي جمع (بين حجة وعمرة أجزأه لهما طواف واحد) لدخول أعمال العمرة في الحج والإفراد أفضل بأن يحرم بالحج وحده ويفرغ منه ثم يحرم بالعمرة من سنته فإن لم يعتمر فيها فالتمتع أفضل والقران أفضل منه وبه قال الشافعي.
6475 من قطع رحما أو حلف على يمين فاجرة رأى وباله قبل أن يموت
( صحيح ) ( تخ ) عن القاسم بن عبدالرحمن مرسلا
الشرح:
قال في الإتحاف: في جمع اليمين الفاجرة مع القطيعة ما يلوح باشتراكهما في القطيعة لأن اليمين الفاجرة قطعت الوصلة بين العبد وبين اللّه والقطيعة قطعت ما بينه وبين الرحم وفي هذا الاقتران في التحذير ما لا يخفى.
6476 من قطع سدرة صوب الله رأسه في النار ( صحيح )
( د الضياء ) عن عبد الله بن حبشي
الشرح:
(من قطع سدرة) شجرة نبق زاد في رواية الطبراني من سدر الحرم (صوب اللّه رأسه في النار) أي نكسه أو أوقع رأسه في جهنم يوم القيامة والمراد سدر الحرم كما صرح به في رواية الطبراني أو السدر الذي بفلاة يستظل به ابن السبيل والحيوان أو في ملك إنسان فيقطعه ظلماً ذكره الزمخشري. قال: والحديث مضطرب الرواية000(1/322)
6477 من قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة و من اضطجع مضجعا لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة (صحيح)(د)عن أبي هريرة
6478 من كاتب مملوكه على مائة أوقية فأداها إلا عشر أواق ثم عجز فهو رقيق ( حسن ) ( ت ) عن ابن عمرو
6479 من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة ( صحيح )
( حم د ك ) عن معاذ
الشرح:
(من كان آخر كلامه) في الدنيا (لا إله إلا اللّه) قال أبو البقاء: آخر بالرفع اسم كان ولا إله إلا اللّه في موضع نصب خبر كان ويجوز عكسه اهـ. قيل أهل الكتاب ينطقون بكلمة التوحيد فلم لم يذكر قرينتها، وأجاب الطيبي بأن قرينتها صدورها عن صدر الرسالة. قال الكشاف في {إنما يعمر مساجد اللّه من آمن باللّه واليوم الآخر} لما علم وشهر أن الإيمان باللّه قرينته الإيمان بالرسول صلى اللّه عليه وسلم لاشتماله كلمة الشهادة عليهما مزدوجين مقترنين كأنهما واحد غير منفك أحدهما عن صاحبه انطوى تحت ذكر الإيمان باللّه برسوله صلى اللّه عليه وسلم (دخل الجنة) لأنها شهادة شهد بها عند الموت وقد ماتت شهواته وذهلت نفسه لما حل به من هول الموت وذهب حرصه ورغبته وسكنت أخلاقه السيئة وذل وانقاد لربه فاستوى ظاهره بباطنه فغفر له بهذه الشهادة لصدقه، وقائلها في الصحة قلبه مشحون بالشهوات والغي ونفسه شرهة بطرة ميتة على الدنيا عشقاً وحرصاً فلا يستوجب بذلك القول مغفرة بخلاف قائلها عند الموت، ومثل من قالها في الصحة بعد رياضة نفسه وموت شهواته وصفائه عن التخليط قاله الغزالي، فنسأل اللّه أن يجعلنا في الخاتمة من أهل لا إله إلا اللّه حالاً ومقالاً وظاهراً وباطناً حتى نودع الدنيا غير ملتفتين إليها بل متبرمين منها ومحبين للقاء اللّه.
6480 من كان بينه و بين قوم عهد فلا يشد عقدة و لا يحلها حتى ينقضي أمدها أو ينبذ إليهم على سواء ( صحيح ) ( حم د ت ) عن عمرو بن عبسة
6481 من كان حالفا فلا يحلف إلا بالله ( صحيح ) ( ن ) عن ابن عمر(1/323)
الشرح:
(من كان حالفاً) أي من كان مريداً للحلف (فلا يحلف إلا باللّه) يعني باسم من أسمائه وصفة من صفاته لأن في الحلف تعظيماً للمحلوف وحقيقة العظمة لا تكون إلا للّه قاله لما أدرك عمر يحلف بأبيه والحلف بالمخلوق مكروه كالنبي صلى اللّه تعالى عليه وآله وسلم والكعبة لاقتضاء الحلف غاية تعظيم المحلوف به والعظمة مختصة باللّه تعالى فلا يضاهي به غيره وأما قسمه تعالى ببعض خلقه كالفجر والشمس فعلى الإضماء أي ورب الفجر على أن اليمين من العبد إنما هو لترجيح جانب الصدق وصدق اللّه قطعي لا يتطرق إليه احتمال الكذب وإنما وقعت في كلامه جرياً على عادة عباده تنويهاً بشرف ما شاء من خلقه وتعليماً لعباده شرعية القسم وأخذ بهذا عليٌّ كرم اللّه وجهه ثم شريح وطاوس وعطاء فقالوا: لا يقضي بالطلاق على من حلف به فحنث، قال في المطامح: ولا يعرف لعليّ في ذلك مخالف من الصحابة اهـ000
6482 من كان ذبح أضحيته قبل أن يصلي فليذبح مكانها أخرى و من لم يكن ذبح فليذبح باسم الله ( صحيح ) ( حم ق ن ه ) عن جندب
6483 من كان ذبح قبل الصلاة فليعد ( صحيح ) ( حم ق ن ه ) عن أنس
6484 من كان سهلا هينا لينا حرمه الله على النار ( صحيح )
( ك هق ) عن أبي هريرة
الشرح:
ومن ثم كان المصطفى صلى اللّه تعالى عليه وسلم في غاية اللين فكان إذا ذكر أصحابه الدنيا ذكرها معهم وإذا ذكروا الآخرة ذكرها معهم وإذا ذكروا الطعام ذكره معهم وقال عمر فيما رواه الحاكم إنكم تؤنسون مني شدة وغلظة إني كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عبده وخادمه فكان كما قال اللّه تعالى {بالمؤمنين رؤوف رحيم} فكنت بين يديه كالسيف المسلول إلا أن يغمدني لمكان لينه.
6485 من كان في المسجد ينتظر الصلاة فهو في الصلاة ما لم يحدث
( صحيح ) ( حم ن حب ) عن سهل بن سعد
الشرح:(1/324)
(من كان في المسجد ينتظر الصلاة) أي في حكم من هو فيها في إجراء الثواب عليه وتناثر البر على رأسه كما مرّ (فهو في الصلاة ما لم يحدث) حدث سوء والمراد ينتقض طهره.
6486 من كان لنا عاملا فلم يكن له زوجة فليكتسب له زوجة فإن لم يكن له خادم فليكتسب له خادما فإن لم يكن له مسكن فليكتسب مسكنا من اتخذ غير ذلك فهو غال أو سارق ( صحيح ) ( د ك ) عن المستورد بن شداد
6487 من كان له إمام فقراءة الإمام له قراءة ( حسن ) ( حم ه ) عن جابر
الشرح:
أخذ بظاهره أبو حنيفة فلم يوجب قراءة الفاتحة على المقتدي قالوا: وبه يخص عموم قوله تعالى {فاقرؤوا ما تيسر من القرآن} وخبر لا صلاة إلا بقراءة والأئمة الثلاثة على الوجوب لأن الحديث ضعيف من سائر طرقه.
6488 من كان له ثلاث بنات فصبر عليهن و أطعمهن و سقاهن و كساهن من جدته كن له حجابا من النار يوم القيامة ( صحيح )
( حم ه ) عن عقبة بن عامر
6489 من كان له ذبح يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذن من شعره و لا من أظفاره شيئا حتى يضحي ( صحيح ) ( م د ) عن أم سلمة
6490 من كان له سعة و لم يضح فلا يقربن مصلانا ( صحيح )
( ه ك ) عن أبي هريرة
الشرح:
وفي رواية الخطيب لا يحضر مصلانا وأخذ بظاهره جمع منهم الليث فأوجبوها على الموسر وأوجبها أبو حنيفة على من يملك نصاباً وجعلها الشافعية وأكثر المالكية سنة كفاية لكنها متأكدة خروجاً من الخلاف.
6491 من كان له شريك في حائط فلا يبع نصيبه من ذلك حتى يعرضه على شريكه ( صحيح ) ( حم ت ك ) عن جابر
6492 من كان له شريك في ربع أو نخل فليس له أن يبيع حتى يؤذن شريكه فإن رضي أخذ و إن كره ترك ( صحيح ) ( م ) عن جابر
6493 من كان له شعر فليكرمه ( صحيح ) ( د ) عن أبي هريرة
الشرح:
بتعهده بالتسريح والترجيل والدهن ولا يتركه حتى يتشعث ويتلبد لكنه لا يفرط في المبالغة في ذلك للنهي عن الترجل إلا غباً.(1/325)
6494 من كان له مال فلير عليه أثره ( صحيح ) ( طب ) عن أبي حازم
الشرح:
فإن اللّه يحب أن يرى أثر نعمته على عبده حسناً كما مر في عدة أخبار قال الغزالي: وينوي بذلك امتثال أمر اللّه من ستر عورته وتجمله وليحذر أن يكون قصده من لباسه مراءاة الخلق.
6495 من كان له نخل أو أرض فلا يبعها حتى يعرضها على شريكه
( صحيح ) ( ه ) عن جابر
6496 من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار
( صحيح ) ( د ) عن عمار
الشرح:
(من كان له وجهان في الدنيا) يعني من كان مع كل واحد من عدوين كأنه صديقه ويعده أنه ناصر له ويذم ذا عند ذا أو ذا عند ذا، يأتي قوماً بوجه وقوماً بوجه على وجه الإفساد (كان له يوم القيامة لسانان من نار) كما كان في الدنيا له لسان عند كل طائفة، قال الغزالي: اتفقوا على أن ملاقاة الاثنين بوجهين نفاق وللنفاق علامات هذه منها، نعم إن جامل كل واحد منهما وكان صادقاً لم يكن ذا لسانين فإن نقل كلام كل منهما للآخر فهو نمام دون لسان وذلك شر من النميمة، وقيل لابن عمر: إنا ندخل على أمرئنا فنقول القول فإذا خرجنا قلنا غيره قال: كنا نعده نفاقاً على عهد المصطفى صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم فهذا نفاق إذا كان غنياً عن الدخول على الأمير والثناء عليه فلو استغنى عن الدخول فدخل فخاف إن لم يثن عليه فهو نفاق لأنه المحوج نفسه إليه فإن استغنى عن الدخول لو قنع بقليل وترك المال والجاه فدخل لضرورتهما فهو منافق وهذا معنى خبر حب المال والجاه ينبت النفاق في القلب لأنه يحوج إلى رعايتهم ومداهنتهم أما إن ابتلي به لضرورة وخاف إن لم يثن فهو معذور فإن اتقاء الشر جائز.
6497 من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له و من كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له ( صحيح ) (حم م د)عن أبي سعيد
6498 من كان منكم ذا طول فليتزوج فإنه أغض للبصر و أحصن للفرج و من لا فالصوم له وجاء ( صحيح ) ( ن ) عن عثمان(1/326)
6499 من كان منكم مصليا بعد الجمعة فليصل أربعا ( صحيح )
( د ت ) عن أبي هريرة
6500 من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فإذا شهد أمرا فليتكلم بخير أو ليسكت و استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع و إن أعوج شيء في الضلع أعلاه إن ذهبت تقيمه كسرته و إن تركته لم يزل أعوج استوصوا بالنساء ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
6501 من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليحسن إلى جاره و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليقل خيرا أو ليسكت ( صحيح ) ( حم ق ن ه ) عن أبي شريح وأبي هريرة
الشرح:(1/327)
(من كان يؤمن باللّه) أي إيماناً كاملاً منجياً من عذابه المتوقف على امتثال الأوامر الآتية كمال الإيمان لا حقيقته وهو على المبالغة في الاستجلاب إلى هذه الأفعال كما تقول لولدك إن كنت ابني فأطعني تهييجاً له على الطاعة ومبادرتها مع شهود حقوق الأبوة لا على أنه بانتفاء طاعته تنتفي الأبوة (واليوم الآخر) وهو من آخر أيام الحياة الدنيا إلى آخر ما يقع يوم القيامة، وصف به لأنه لا ليل بعده ولا يقال يوم إلا لما يعقبه ليل أي بوجوده بما اشتمل عليه مما يجب الإيمان به فليفعل ما يأتي فإن الأمر للوجوب حملاً على حقيقته عند فقد الصارف سيما وفرض انتفاء الجزء يستلزم انتفاء الإيمان واكتفى بهما عن الإيمان بالرسل والكتب وغيرهما لأن الإيمان باليوم الآخر على ما هو عليه يستلزمه فإن إيمان اليهود به إيمان بأن النار لا تمسهم أياماً معدودة وأنه لا يدخل الجنة إلا من كان هوداً ونحو ذلك وإيمان النصارى به بأن الحشر ليس إلا بالأرواح ليس إيماناً به على ما هو عليه والإيمان به كذلك يستلزم الإيمان بنبوة محمد صلى اللّه عليه وسلم وهو يستلزم الإيمان بجميع ما جاء به وفي ذكره تنبيه وإرشاد لإيقاظ النفس وتحرك الهمم للمبادرة لامتثال جواب الشرط وهو (فليحسن) بلام الأمر هنا وفيما بعده ويجوز سكونها وكسرها حيث دخلت عليها الفاء والواو بخلافها في ليصمت فمكسورة لا غير وقول النووي هو بالضم اعترضوه (إلى جاره) أي من كان يؤمن بجوار اللّه في الآخرة والرجوع إلى السكنى في جواره بدار كرامته فليكرم جاره في الدنيا بكف الأذى وتحمل ما صدر عنه منه والبشر في وجهه وغير ذلك كما لا يخفى رعايته على الموفقين والجار من بينك وبينه أربعون داراً من كل جانب ثم الأمر بالإكرام يختلف باختلاف الأشخاص والأحوال فقد يكون فرض عين وقد يكون فرض كفاية وقد يكون مندوباً ويجمع الجميع أن ذلك من مكارم الأخلاق (ومن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر) أي يوم القيامة وصفه به(1/328)
لتأخره عن أيام الدنيا ولأنه أخر إليه الحساب والإيمان به تصديق ما فيه من الأحوال والأهوال (فليكرم ضيفه) الغني والفقير بطلاقة الوجه والإتحاف والزيارة وقد عظم شأن الجار والضيف حيث قرر حقهما بالإيمان باللّه واليوم الآخر قال ابن تيمية: ولا يحصل الامتثال إلا بالقيام بكفايته فلو أطعمه بعض كفايته وتركه جائعاً لم يكن له مكرماً لانتفاء جزء الإكرام وإذا انتفى جزءه كله وفي كتاب المنتخب من الفردوس عن أبي الدرداء مرفوعاً إذا أكل أحدكم مع الضيف فليلقمه بيده فإذا فعل ذلك كتب له به عمل سنة صيام نهارها وقيام ليلها، ومن حديث قيس بن سعد من إكرام الضيف أن يضع له ما يغسل به حين يدخل المنزل ومن إكرامه أن يركبه إذا انقلب إلى منزله إن كان بعيداً ومن إكرامه أن يجلس تحته، وأخرج ابن شاهين عن أبي هريرة يرفعه من أطعم أخاه لقمة حلوة لم يذق مرارة يوم القيامة (ومن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فليقل خيراً) أي كلاماً يثاب عليه قال الشافعي: لكن بعد أن يتفكر فيما يريد التكلم به فإذا ظهر له أنه خير لا يترتب عليه مفسدة ولا يجر إليها أتى به (أو ليسكت) وفي رواية للبخاري بدله يصمت قال القرطبي: معناه أن المصدق بالثواب والعقاب المترتبين على الكلام في الدار الآخرة لا يخلو إما أن يتكلم بما يحصل له ثواباً أو خيراً فيغنم أو يسكت عن شيء فيجلب له عقاباً أو شراً فيسلم، وعليه فأو للتنويع والتقسيم فيسن له الصمت حتى عن المباح لأدائه إلى محرم أو مكروه وبفرض خلوه عن ذلك فهو ضياع الوقت فيما لا يعنيه ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه وأثرها في رواية البخاري يصمت على يسكت لأنه أخص إذ هو السكوت مع القدرة وهذا هو المأمور به أما السكوت مع العجز لفساد آلة النطق فهو الخرس أو لتوقفها فهو العي، وأفاد الخبر أن قول الخير خير من الصمت لتقديمه عليه وأنه إنما أمر به عند عدم قول الخبر قال القرطبي: وقد أكثر الناس الكلام في تفصيل آفات الكلام(1/329)
وهي أكثر من أن تدخل تحت حصر وحاصله أن آفات اللسان أسرع الآفات للإنسان وأعظمها في الهلاك والخسران فالأصل ملازمة الصمت إلى أن يتحقق السلامة من الآفات والحصول على الخيرات، فحينئذ تخرج تلك الكلمة مخطومة وبأزمة التقوى مزمومة، وهذا من جوامع الكلم لأن القول كله خير أو شر أو آيل إلى أحدهما فدخل في الخير كل مطلوب من فرضها وندبها فأذن فيه على اختلاف أنواعه ودخل فيه ما يؤول إليه وما عدا ذلك مما هو شر أو يؤول إليه فأمر عند إرادة الخوض فيه بالصمت قال بعضهم: اجتمع الحديث على أمور ثلاثة تجمع مكارم الأخلاق، وقال بعضهم: هذا الحديث من القواعد العظيمة العميقة لأنه بين فيه جميع أحكام اللسان الذي هو أكثر الجوارح عملاً.
6502 من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته يوم و ليلة و الضيافة ثلاثة أيام فما بعد ذلك فهو صدقة و لا يحل له أن يثوي عنده حتى يخرجه ( صحيح ) ( حم ق 4 ) عن أبي شريح
6503 من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يأخذن إلا مثلا بمثل - يعني الذهب بالذهب - ( صحيح ) ( م ) عن فضالة بن عبيد
6504 من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يؤذ جاره و استوصوا بالنساء خيرا ( صحيح ) ( خ ) عن أبي هريرة
6505 من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر
( صحيح ) ( ن ) عن جابر
6506 من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يدخل الحمام بغير إزار و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر(حسن) (ت ك)عن جابر
الشرح:(1/330)
(فلا يدخل الحمام بغير إزار) ساتر لعورته والأولى كونه سابغاً (ومن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام) فإنه لها مكروه إلا لعذر كحيض ونفاس. قال الغزالي: ويكره للرجل أن يعطيها أجرته فيكون كفاعل المكروه (ومن كان يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر) وإن لم يشرب معهم لأنه تقرير على المنكر.
6507 من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يسق ماءه زرع غيره و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يأت سبيا من السبي حتى يستبرئها و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يبيعن مغنما حتى يقسم و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يركبن دابة من فيء المسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه و من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يلبسن ثوبا من فيء المسلمين حتى إذا أخلقه رده فيه ( حسن ) ( د ) عن رويفع بن ثابت
6508 من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يسق ماءه ولد غيره (صحيح)
( ت ) عن رويفع
الشرح:
(واليوم الآخر) أي يوم القيامة قالوا هذا من خطاب التهييج من قبيل {وعلى اللّه فتوكلوا إن كنتم مؤمنين} وقضيته أن استحلال هذا المنهي عنه لا يليق بمن يؤمن بذلك فهذا هو المقتضي لذكر هذا الوصف لا أن الكفار غير مخاطبين بالفروع، ولو قيل لا يحل لأحد لم يحصل الغرض (فلا يسق ماءه ولد غيره) يعني لا يطأ أمة حاملاً سباها أو اشتراها فيحرم ذلك إجماعاً لأن الجنين ينمو بمائة ويزيد في سمعه وبصره منه فيصير كأنه ابن لهما فإذا صار مشتركاً اقتضت المشاركة توريثه وهو ابن غيره وتملكه وهو ابنه.
6509 من كان يؤمن بالله و اليوم الآخر فلا يلبس حريرا و لا ذهبا
( صحيح ) ( حم ك ) عن أبي أمامة
الشرح:
(من كان يؤمن باللّه واليوم الآخر) أي يصدق بلقاء اللّه والقدوم عليه (فلا يلبس) أي الرجل (حريراً ولا ذهباً) فإنه حرام عليه لما فيه من الخنوثة التي لا تليق بشهامة الرجال.(1/331)
6510 من كانت الآخرة همه جعل الله غناه في قلبه و جمع له شمله و أتته الدنيا و هي راغمة و من كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه و فرق عليه شمله و لم يأته من الدنيا إلا ما قدر له ( صحيح ) ( ت ) عن أنس
6511 من كانت لأخيه عنده مظلمة من عرض أو مال فليتحلله اليوم قبل أن يؤخذ منه يوم لا دينار و لا درهم فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته و إن لم يكن له عمل أخذ من سيئات صاحبه فجعلت عليه (صحيح)
( حم خ ) عن أبي هريرة
6512 من كانت له أرض فأراد بيعها فليعرضها على جاره ( صحيح )
( ه ) عن ابن عباس
6513 من كانت له أرض فليزرعها أو ليزرعها أخاه و لا يكرها بثلث و لا ربع و لا بطعام مسمى ( صحيح ) ( حم د ه ) عن رافع بن خديج
6514 من كانت له أرض فليزرعها فإن لم يستطع أن يزرعها و عجز عنها فليمنحها أخاه المسلم و لا يؤاجرها فإن لم يفعل فليمسك أرضه
( صحيح ) ( حم ق ن ه ) عن جابر ( ق ن ) عن أبي هريرة
(حم ت ن) عن رافع بن خديج ( حم د ) عن رافع بن رفاعة
6515 من كانت له امرأتان فمال إلى إحداهما جاء يوم القيامة و شقه مائل
( صحيح ) ( حم د ن ه ) عن أبي هريرة
6516 من كانت همه الآخرة جمع الله له شمله و جعل غناه في قلبه و أتته الدنيا راغمة و من كانت همه الدنيا فرق الله عليه أمره و جعل فقره بين عينيه و لم يأته من الدنيا إلا ما كتب الله له ( صحيح ) ( ه )عن زيد بن ثابت
6517 من كتم علما ( عن أهله ) ألجم يوم القيامة لجاما من نار
( صحيح ) ( عد ) عن ابن مسعود وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 5813
6518 من كتم غيظا و هو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ما شاء ( حسن )
( 4 ) عن معاذ بن أنس
6519 ( من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار )
( صحيح ) متواتر ( حم ق ت ن ه ) عن أنس ( حم خ د ن ه ) عن الزبير(1/332)
( م ) عن أبي هريرة ( ت ) عن علي حم ه عن جابر وأبي سعيد ( ت ه ) عن ابن مسعود ( حم ك ) عن خالد بن عرفطة وزيد بن أرقم ( حم ) عن سلمة بن الأكوع وعقبة بن عامر ومعاوية بن أبي سفيان ( طب ) عن السائب بن يزيد وسلمان بن خالد الخزاعي وصهيب وطارق بن أشيم وطلحة بن عبيدالله وابن عباس وابن عمر وعتبة بن غزوان والعرس بن عميرة وعمار بن ياسر وعمران بن حصين وعمرو بن حريث وعمرو بن عبسة وعمرو بن مرة الجهني والمغيرة بن شعبة ويعلى بن مرة وأبي عبيدة بن الجراح وأبي موسى الأشعري ( طس ) عن البراء ومعاذ بن جبل ونبيط بن شريط وأبي ميمون ( الدارقطني في الأفراد ) عن أبي رمثة وابن الزبير وأبي رافع وأم أيمن ( خط ) عن سلمان الفارسي وأبي أمامة (ابن عساكر ) عن رافع ابن خديج ويزيد بن أسد وعائشة ( ابن صاعد في طرقه ) عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وسعد بن أبي وقاص وحذيفة بن أسيد وحذيفة بن اليمان ( أبو مسعود بن الفرات في جزئه ) عن عثمان بن عفان ( البزار ) عن سعيد بن زيد ( عد ) عن أسامة بن زيد وبريدة وسفينة وأبي قتادة ( أبو نعيم في المعرفة ) عن جندع بن عمرو وعن سعد بن المدحاس وعبدالله بن زغب ( ابن قانع )عن عبدالله بن أبي أوفى(الحاكم في المدخل ) عن عفان بن حبيب ( عق ) عن غزوان وأبي كبشة ( ابن الجوزي في مقدمة الموضوعات ) عن أبي ذر وعن أبي موسى الغافقي )
الشرح:(1/333)
(من كذب عليّ متعمداً) أي من أخبر عني بشيء على خلاف ما هو عليه (فليتبوأ) بسكون اللازم فليتخذ أو فلينزل أصله من إباء الإبل وهي أعطانها أمر بمعنى الخبر أو بمعنى التهديد أو بمعنى التهكم أو دعاء عليه أي بوأه اللّه ذلك أو خبر بلفظ الأمر ومعناه استوجب ذلك فليوطن نفسه عليه والمراد أن هذا جزاؤه وقد يغفر له أو الأمر على حقيقته والمعنى من كذب فليأمر نفسه بالبواء ويلزم عليه، ذكر الأخير الكرماني، قال ابن حجر: وأولها أولاها (مقعده من النار) قال الطيبي: فيه إشارة إلى معنى القصد في الذنب وجزائه كما أنه قصد بالكذب التعمية فليقصد في جزائه البوار وهذا وعيد شديد يفيد أن ذلك من أكبر الكبائر سيما في الدين وعليه الإجماع ولا التفات إلى ما شذ به الكرامية من حل وضع الحديث في الترغيب والترهيب واقتدى بهم بعض جهلة المتصوفة فأباحوه في ذلك ترغيباً في الخير بزعمهم الباطل وهذه غباوة ظاهرة وجهالة متناهية قال ابن جماعة وغيره: وهؤلاء أعظم الأصناف ضرراً وأكثر خطراً إذ لسان حالهم يقول الشريعة محتاجة لكذا فنكملها ومن هذه الطبقة واضع حديث فضائل القرآن وظاهر الخبر عموم الوعيد في كل كذب وتخصيصه بالكذب في الدين لا دليل عليه ولو قصد الكذب عليه ولم يكن في الواقع كذباً لم يدخل في الوعيد لأن إثمه من جهة قصده واستشكل هذا بأن الكذب معصية مطلقاً إلا لمصلحة والعاصي متوعد بالنار فما الذي امتاز به الكاذب عليه وأجيب بأن الكذب عليه يكفر متعمده عند جمع منهم الجويني لكن ضعفه ابنه بأن الكذب عليه كبيرة وعلى غيره صغيرة ولا يلزم أن يكون مقر الكاذبين واحداً.
6520 من كذب في حلمه كلف يوم القيامة عقد شعيرة ( صحيح )
( حم ت ك ) عن علي
الشرح:(1/334)
لأن الرؤيا نوع من الوحي يريه اللّه تعالى عبده فمن كذب فيه فقد كذب في نوع من الوحي فاستحق الوعيد الشديد وقيل معناه ليس أن ذلك عذابه وجزاؤه بل أن يجعل ذلك شعاره ليعلم به أنه كان يزوّر الأحلام. قال القاضي: ولفظه كلف يشعر بالمعنى الأول قال ابن العربي: وخص الشعير بذلك لما بينهما من نسبة تلبسه بما لم يشعر به.
6521 من كسر أو مرض أو عرج فقد حل و عليه حجة أخرى من قابل
( صحيح ) ( حم 4 ك ) عن الحجاج بن عمرو بن غزية
6522 من كظم غيظا و هو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رءوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ما شاء ( حسن )
( 4 ) عن معاذ بن أنس
6523 من كنت مولاه فعلي مولاه ( صحيح )
( حم ه ) عن البراء ( حم ) عن بريدة ( ت ن الضياء ) عن زيد بن أرقم
الشرح:
(من كنت مولاه فعليٌّ مولاه) أي وليه وناصره ولاء الإسلام {ذلك بأن اللّه مولى الذين آمنوا} وخصه لمزيد علمه ودقائق مستنبطاته وفهمه وحسن سيرته وصفاء سريرته وكرم شيمته ورسوخ قدمه قيل سببه أن أسامة قال لعليٍّ: لست مولاي إنما مولاي رسول اللّه فقال النبي صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم ذلك ومن الغريب ما ذكره في لسان الميزان في ترجمة اسفنديار بن الموفق الواعظ أنه كان يتشيع وكان متواضعاً عابداً زاهداً عن ابن الجوزي أنه حكى عن بعض العدول أنه حضر مجلسه فقال لما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من كنت مولاه فعليٌّ مولاه تغير وجه أبي بكر وعمر ونزلت {فلما رأوه زلفة سيئت وجوه الذين كفروا} الآية هكذا ذكره الحافظ في اللسان بنصه ولم أذكره إلا للتعجب من هذا الضلال وأستغفر اللّه 0000000 ولا حجة في ذلك كله على تفضيله على الشيخين كما هو مقرر بمحله من فن الأصول.
6524 من كنت وليه فعلي وليه ( صحيح ) ( حم ن ك ) عن بريدة
الشرح:
يدفع عنه ما يكره قال الشافعي: عنى به ولاء الإسلام 000
6525 من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة ( صحيح )(1/335)
( حم ق ن ه ) عن أنس
الشرح:
(الحرير في الدنيا) أي من الرجال كما أفاده الحديث المار "حرم الحرير والذهب على ذكور أمتي وأحلّ لإناثهم" (لم يلبسه في الآخرة) أي جزاؤه أن لا يلبسه فيها لاستعجاله ما أمر بتأخيره ووعد به فحرمه عند ميقاته كوارث قتل مورثه {أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا واستمتعتم بها} وهذا وعيد مقتض لهذا الحكم وقد يتخلف لمانع وقد دلت النصوص القرآنية على أن التوبة لحوق الوعيد وكذا الحسنات الماحية والمصائب المكفرة والدعاء والشفاعة بل وشفاعة أرحم الراحمين إلى نفسه ولمالك الجزاء إسقاطه وهذا الحديث نظير "من شرب الخمر في الدنيا لم يشربها في الآخرة".
6526 من لبس ثوب شهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوبا مثله ثم يلهب فيه النار ( حسن ) ( د ه ) عن ابن عمر
الشرح:
(من لبس ثوب شهرة) قال القاضي: الشهرة ظهور الشيء في شنعة بحيث يشتهر به (ألبسه اللّه يوم القيامة) التي هي دار الجزاء وكشف الغطاء (ثوباً مثله) كذا بخط المصنف وفي رواية ثوب مذلة أي يشمله بالذل كما يشمل الثوب البدن في ذلك الجمع الأعظم بأن يصغره في العيون ويحقره في القلوب لأنه لبس شهوة الدنيا ليفتخر بها على غيره فيلبسه اللّه مثله (ثم تلهب فيه النار) عقوبة له بنقيض فعله والجزاء من جنس العمل فأذله اللّه كما عاقب من أطال ثوبه خيلاء بأن خسف به فهو يتجلجل فيها إلى يوم القيامة ولبس الدنيء من الثياب يذم في موضع ويحمد في موضع فيذم إذا كان شهرة وخيلاء ويمدح إذا كان تواضعاً واستكانة كما أن لبس الرفيع منها يذم إذا كان لكبر أو فخر ويمدح إذا كان تجملاً وإظهاراً للنعمة.
6527 من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته أن يعتقه ( صحيح )
( حم م د ) عن ابن عمر
الشرح:(1/336)
(من لطم مملوكه أو ضربه فكفارته) الماحية لذلك (أن يعتقه) أي ندباً وأجمعوا على عدم وجوبه قال ابن العربي: إذا لطمته فقد ظلمته وفعلت به ما ليس لك فعله فتعين النظر في مغفرة ذلك الذنب بما يقارنه ويناسبه من العمل وهو العتق لينجو اللاطم من النار باخراج الملطوم من الرق، فإن قيل: وباللطمة يستحق النار، قلنا: حق الآدمي لا يسقط إلا برضاه واللطمة قد تكون بسبب دخول صاحبها النار بأن تصادفه، وقد استوت حسناته وسيئاته فتوضع اللطمة في كفة السيئات فترجح فيقتضي النار فيكون عتقها عاصماً منها أجراً في مقابل وزر محلاً بمحل.6528 من لعب بالنردشير فكأنما غمس يده في لحم الخنِزير و دمِه
( صحيح ) ( حم م د ه ) عن بريدة
6529 من لعب بالنرد فقد عصى الله و رسوله ( حسن )
( حم د ه ك ) عن أبي موسى
الشرح:
وفي رواية مسلم "من لعب بالنردشير فكأنما صنع يده في لحم الخنزير ودمه" والنردشير هو النرد ومعناه الفرس حلو، قيل: سبب حرمته أن واضعه سابور بن أزدشير أول ملوك ساسان شبه رقعته بوجه الأرض والتقسيم الرباعي بالفصول الأربعة والشخوص الثلاثين بثلاثين يوماً والسواد والبياض بالليل والنهار والبيوت الاثني عشر بشهور السنة والكعاب الثلاثة بالأقضية السماوية فيما للإنسان وعليه وما ليس له ولا عليه والخصال بالأغراض التي يسعى الإنسان واللعب بها بالكسب فصار من يلعب بها حقيقاً بالوعيد المفهوم من تشبيه أحد الأمرين بالآخر لاجتهاده في إحياء سنة المجوس المستكبرة على اللّه. وقد اتفق السلف على حرمة اللعب به ونقل ابن قدامة عليه الإجماع ولا يخلو عن نزاع قال الزمخشري: دخلت في زمن الحداثة على شيخ يلعب بالنرد مع آخر يعرف بازدشير فقلت الأزدشير النردشير بئس المولى وبئس العشير.
6530 من لعب بطلاق أو عِتاق فهو كما قال (حسن)(طب)عن أبي الدرداء
الشرح:(1/337)
(من لعب بطلاق أو عتاق) أي قال: طلقت زوجتي أو أعتقت عبدي هازلاً (فهو كما قال) أي فيقع الطلاق والعتق فإن هزلهما جد كما مر.
6531 من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة (صحيح) (حم خ)عن أنس
الشرح:
(من لقي اللّه) أي من لقي الأجل الذي قدره اللّه يعني الموت (لا يشرك به) أي والحال أنه لقيه وهو غير مشرك به (شيئاً) قال أبو البقاء: شيئاً مفعول يشرك ومنه قوله تعالى {ولا يشرك بعبادة ربه أحداً} ويجوز كونه في موضع المصدر وتقديره لا يشرك به إشراكاً كقوله تعالى {لا يضركم كيدهم شيئاً} أي ضرراً (دخل الجنة) أي من مات مؤمناً غير مشرك باللّه دخل الجنة بفضل اللّه ابتداء أو بعد عتاب أو عقاب ومن مات مشركاً دخل النار وخلد فيها بالدلائل الدالة عليه فإن قيل أهل الكتاب ليسوا بمشركين ولا يدخلون الجنة فالجواب أن الشرك هنا إن كان بمعنى الكفر فقد اندفع السؤال وإلا كان الكفر مساوياً للشرك في استحقاق الخلود في النار فألحق به.
6532 من لكعب بن الأشرف ؟ فإنه قد آذى الله و رسوله ( صحيح )
( خ ) عن جابر
6533 من لم يأخذ من شاربه فليس منا ( صحيح )
( حم ت ن الضياء ) عن زيد بن أرقم
الشرح:
(من لم يأخذ من شاربه) ما طال حتى يبين الشفة بياناً ظاهراً (فليس منا) أي ليس على طريقتنا الإسلامية وأخذ بظاهره جمع فأوجبوا قصه والجمهور على الندب كما مر غير مرة.
6534 من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له ( صحيح )
( قط هق ) عن عائشة
الشرح:(1/338)
(من لم يبيت الصيام) وفي رواية لابن ماجه من لم يفرضه من الليل أي يقطع بالصوم من الليل والفرض القطع وعند الدارقطني من لم يروضه أي يتعرض للصيام وينوبه وفي رواية حكاها ابن العربي من لم يبت الصيام والبت القطع (قبل طلوع الفجر) أي ينويه من الليل (فلا صيام له) ظاهره فرضاً كان أو نفلاً وعليه جمع منهم ابن عمر ومالك وداود الظاهري والمزني وخصه الأكثر بالفرض لخبر الدارقطني عن عائشة أن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم قال: "هل عندكم من غداء قالت: لا قال: فإني إذا أصوم" الحديث، وإذن للاستقبال والاستثناف واتفقوا على اشتراط التبييت في كل فرض لم يتعلق بزمن معين واختلفوا فيما له زمن معين فشرطه الأكثر فيه أخذاً بعموم الحديث غير أن مالكاً وأحمد في إحدى روايتين قالا لو نوى أول ليلة من رمضان صوم جميع الشهر أجزأ لأن صوم الكل كصوم يوم واحد قال القاضي: وهو قياس مردود في مقابلة النص ولم يشترط الحنفية التبييت في صوم رمضان والنذر المعين وشرطوه في النذر غير المعين والقضاء والكفارة.
6535 من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له (صحيح) (ن)عن حفصة
6536 من لم يجد نعلين فليلبس خفين و ليقطعهما أسفل من الكعبين
( صحيح ) ( خ ) عن ابن عمر
6537 من لم يجد نعلين فليلبس خفين و من لم يجد إزارا فليلبس سراويل - يعني المحرم - ( صحيح )( حم م ) عن جابر ( حم ق ن ه )عن ابن عباس
6538من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له (صحيح) (حم3) حفصة
الشرح:(1/339)
(من لم يجمع) فسكون أي يحكم النية ويعقد العزيمة والإجماع العزم التام قال القاضي: يقال أجمع على الأمر وجمع إذا صمم ومنه {وما كنت لديهم إذ أجمعوا أمرهم} أي أحكموه بالعزيمة ولفظ رواية النسائي من لم يبيت (الصيام قبل الفجر) أي الصادق (فلا صيام له) أي صحيح فهو نفي للحقيقة الشرعية وإن وجد الإمساك وحمله من يجوز الصوم بالنية نهاراً مطلقاً على نفي الكمال. قال أصحابنا في الأصول: ومن البعيد تأويل الحنفية الحديث على القضاء والنذر لصحة غيرهما بنية من النهار عندهم وذلك لأن قصر العام النص في العموم على نادر لندرة القضاء والنذر بالنسبة إلى صوم المكلف به في أصل الشرع0000
6539 من لم يدع قول الزور و العمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه و شرابه ( صحيح ) ( حم خ د ت ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/340)
(من لم يدع) يترك (قول الزور) الكذب والميل عن الحق (والعمل به) أي بمقتضاه مما نهى الشرع عنه زاد البخاري في الأدب والجهل وزاد ابن وهب في الصوم وعليه فإفراد الضمير لاشتراكهما في تنقيص الصوم ذكره العراقي (فليس للّه حاجة) قال ابن الكمال: هذا وما أشبهه يتفرع على الكناية كقوله تعالى {إن اللّه لا يستحيي أن يضرب مثلاً ما بعوضة} أي ليس له اعتبار عند اللّه اهـ. وأصله قول الزين العراقي فليس للّه حاجة في كذا أي ليس مطلوباً له فكنى به عن طلبه تعالى لذلك تجوزاً إذ الطلب في الشاهد إنما يكون غالباً عن حاجة الطالب (في أن يدع) أي يترك (طعامه وشرابه) فهو مجاز عن الرد وعدم القبول قال البيضاوي: فنفى السبب وأراد المسبب وإلا فهو سبحانه لا يحتاج إلى شيء وذلك لأن الغرض من إيجاب الصوم ليس نفس الجوع والظمأ بل ما يتبعه من كسر الشهوة وإطفاء ثائرة الغضب وقمع النفس الأمارة وتطويعها للنفس المطمئنة فوجوده بدون ذلك كعدمه ذكره كله البيضاوي رحمه اللّه تعالى، فإن قيل: فيلزم الصائم القضاء إذا كذب قلنا: سقوط القضاء من أحكام الدنيا وهي تعتمد وجود الأركان والشرائط ولا خلل فيها فلا قضاء وأما عدم القبول فمعناه عدم استحقاق الفاعل الثواب في الآخرة أو نقصانه وذلك يعتمد اشتماله على الكمالات المقصودة وقول ابن بطال رحمه اللّه تعالى: معنى قوله حاجة أي إرادة في صيامه فوضع الحاجة موضع الإرادة ردّ بأنه لو لم يرد اللّه تركه لم يقع وليس المراد الأمر بترك صيامه إذا لم يترك الزور بل التحذير من قوله وفيه كما قال الطيبي: دليل على أن الكذب والزور أصل الفواحش ومعدن النواهي بل قرين الشرك قال تعالى {فاجتنبوا الرجس من الأوثان واجتنبوا قول الزور} وقد علم أن الشرك مضاد الإخلاص وللصوم مزيد اختصاص بالإخلاص فيرتفع بما يضاده.
6540 من لم يرحم صغيرنا و يعرف حق كبيرنا فليس منا ( صحيح )
( خد د ) عن ابن عمرو
الشرح:(1/341)
(من لم يرحم صغيرنا) أي من لا يكون من أهل الرحمة لأطفالنا أيها المسلمون (ويعرف حق كبيرنا) سناً أو علماً (فليس منا) أي ليس على طريقتنا وسنتنا.
6541من لم يشكر الناس لم يشكر الله (صحيح) (حم ت الضياء) أبي سعيد
الشرح:
لأنه لم يطعه في امتثال أمره بشكر الناس الذين هم وسائط في إيصال نعم اللّه عليه والشكر إنما يتم بمطاوعته فمن لم يطعه لم يكن مؤدياً شكره أو لأن من لم يشكر الناس مع ما يرى من حرصهم على حب الثناء على الإحسان فأولى بأن يتهاون في شكر من يستوي عليه الشكر والكفران احتمالان للبيضاوي والأول أقرب ومن ثم اقتصر عليه ابن العربي حيث قال: الشكر في العربية إخبار عن النعمة المبتدأة إلى المخبر وفائدته صرف النعم في الطاعة وإلا فذلك كفران وأصل النعم من اللّه والخلق وسائط وأسباب فالمنعم حقيقة هو اللّه وله الحمد وله الشكر فالحمد خبر عن جلاله والشكر خبر عن إنعامه وأفضاله لكنه أذن في الشكر للناس لما فيه من تأثير المحبة والألفة وفي رواية لا يشكر اللّه من لا يشكر الناس، قال ابن العربي: روي برفع اللّه والناس ونصبهما ورفع أحدهما ونصب الآخر قال الزين العراقي: والمعروف المشهور في الرواية نصبهما ويشهد له حديث عبد اللّه بن أحمد: من لا يشكر الناس لم يشكر اللّه.
6542 من لم يصل ركعتي الفجر فليصلها بعد ما تطلع الشمس ( صحيح )
( حم ت ك ) عن أبي هريرة
الشرح:
(من لم يصل ركعتي الفجر) في وقتها (فليصلهما بعد ما تطلع الشمس) فيه أن الراتبة الفائتة تقتضى.
6543 من مات على شيء بعثه الله عليه ( صحيح ) ( حم ك ) عن جابر
الشرح:
أي يموت على ما عاش عليه ويراعى في ذلك حال قلبه لا حال شخصه لأن نظر الحق إلى القلوب دون ظواهر الحركات فمن صفات القلوب تصاغ الصور في الدار الآخرة ولا ينجو فيها إلا من أتى اللّه بقلب سليم كذا قرره حجة الإسلام.(1/342)
6544 من مات مرابطا في سبيل الله أجرى الله عليه عمله الصالح الذي كان يعمل عليه و أجرى عليه رزقه و أمن من الفتان و بعثه الله يوم القيامة آمنا من الفزع ( صحيح ) ( ه ) عن أبي هريرة
6545 من مات مرابطا في سبيل الله أمنه الله من فتنة القبر ( صحيح )
( طب ) عن أبي أمامة
الشرح:
لأن المرابط ربط نفسه وسجنها وصيرها حبيساً للّه في سبيله لحرب أعدائه فإذا مات على ذلك فقد ظهر صدق ما في ضميره فوقي فتنة القبر.
6546 من مات و عليه دينار أو درهم قضي من حسناته ليس ثم دينار و لا درهم ( صحيح ) ( ه ) عن ابن عمر
6547 من مات و عليه صيام صام عنه وليه (صحيح)(حم ق د)عن عائشة
الشرح:
(من مات) عام في المكلفين بقرينة قوله (و) الحال أن (عليه صيام) هذا لفظ الشيخين ولم يصب من عزاه لهما بلفظ صوم (صام عنه) ولو بغير إذنه (وليه) أي جوازاً لا لزوماً عند الشافعي في القديم المعمول به كالجمهور وبالغ إمام الحرمين وأتباعه فادعوا الإجماع عليه واعتراضه بأن بعض الظاهرية أوجبه ساقط إذ الإمام قال: لا أقيم للظاهرية وزناً والجديد وهو مذهب أبي حنيفة ومالك عدم جواز الصوم عن الميت لأنه عبادة بدنية والمراد بوليه على الأول كل قريب أو الوارث أو عصبته وخرج الأجنبي فلا يصوم إلا بإذن الميت أو الولي بأجرة أو دونها.
6548 من مات و لم يغز و لم يحدث نفسه بغزو مات على شعبة من نفاق
( صحيح ) ( حم م د ن ) عن أبي هريرة
6549 من مات و هو مدمن خمر لقي الله و هو كعابد وثن ( صحيح )
( طب حل ) عن ابن عباس
6550 من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة ( صحيح )
( حم ق ) عن ابن مسعود
الشرح:(1/343)
(من مات) في رواية البخاري من أمتي (لا يشرك باللّه شيئاً) اقتصر على نفي الشرك لاستدعائه التوحيد بالاقتصار واستدعائه إثبات الرسالة باللزوم إذ من كذب رسل اللّه فقد كذب اللّه ومن كذب اللّه فهو مشرك وهو كقولك من توضأ صحت صلاته أي مع سائر الشروط فالمراد من مات حال كونه مؤمناً بجميع ما يجب به الإيمان إجمالاً في الإجمالي وتفصيلاً في التفصيلي (دخل الجنة) أي عاقبة أمره دخولها ولا بد وإن دخل النار للتطهير وفيه دليل لجواز قياس العكس وهو إثبات ضد الحكم لضد الأصل ورد لمن خالف فيه من أهل الأصول.
6551 من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة و من مات يشرك بالله شيئا دخل النار ( صحيح ) ( حم م ) عن جابر
6552 من مات و هو يعلم أن لا إله إلا الله دخل الجنة ( صحيح )
( حم م ) عن عثمان
6553 من مس الحصى فقد لغا ( صحيح ) ( ه ) عن أبي هريرة
الشرح:
(من مس الحصا) أي سوى الأرض للسجود فإنهم كانوا يسجدون عليها وقيل هو تقليب السبحة وعدها (فقد لغا) أي وقع في باطل مذموم أو فعل ما لا يعنيه ولا يليق به فيكره مس الحصى وغيره من أنواع اللعب في جميع الصلاة وألحق به حال الخطبة بل يقبل بقلبه وجوارحه عليها.
6554من مس ذكره فليتوضأ (صحيح) (مالك حم 4ك) بسرة بنت صفوان
الشرح:(1/344)
(من مس ذكره) في رواية لابن ماجه فرجه قال الحرالي: والمس ملاقاة الجرمين بغير حائل (فليتوضأ) ولفظ رواية الترمذي فلا يصلي حتى يتوضأ وذلك لبطلان طهره بمسه وهذا الخبر عام مخصوص بمفهوم خبر إذا أفضى أحدكم بيده إلى فرجه وليس بينهما ستر ولا حجاب فليتوضأ إذ الإفضاء مبالغة المس ببطن الكف وبه رد قول أحمد ظهر الكف كبطنها ومس المرأة فرجها كمس الرجل ذكره كما يدل عليه رواية من مس فرجه ومس فرج غيره أفحش وأبلغ في اللذة فهو أولى بالنقض هذا كله ما عليه الشافعية والحنابلة قالوا: وخبر هل هو إلا بضعة منك بفرض صحته منسوخ أو محمول على المس بحائل كما هو المناسب بحال المصطفى صلى اللّه عليه وسلم ومنع الحنفية النسخ وأخذوا به مؤولين للحديث المشروح بأنه جعل مس الذكر كناية عما يخرج منه قالوا وهو من أسرار البلاغة يكنون عن الشيء ويرمزون إليه بذكر ما هو من روادفه فلما كان مس الذكر غالباً يرادف خروج الحدث منه ويلازمه عبر به عنه كما عبر عن المجيء من الغائط لما قصد الغائط لأجله اهـ ولا يخفى بعده ومنشأ الخلاف أن خبر الواحد هل يجب العمل به فقال الشافعية: نعم مطلقاً وقال الحنفية: لا فيما تعم به البلوى ومثلوا بهذا الحديث لأن ما تعم به البلوى يكثر السؤال عنه فتقضى العادة بنقله تواتراً لتوفر الدواعي على نقله فلا يعمل بالآحاد فيه قلنا لا نسلم قضاء العادة بذلك.
6555 من مس فرجه فليتوضأ ( صحيح ) ( ه ) عن أم حبيبة وأبي أيوب
6556 من مشى إلى صلاة مكتوبة في الجماعة فهي كحجة و من مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة نافلة ( حسن ) ( طب ) عن أبي أمامة
الشرح:
(من مشى إلى) أداء (صلاة مكتوبة فهي) أي المشية والخصلة (كحجة) أي كثوابها (ومن مشى إلى صلاة تطوع فهي كعمرة نافلة) أي كثوابها لكن لا يلزم التساوي في المقدار. استدل به من ذهب إلى أن العمرة سنة لا فرض.
6557 من ملك ذا رحم محرم فهو حر (صحيح) (حم د ت ه ك)عن سمرة
الشرح:(1/345)
(من ملك ذا رحم) أصله محل تكوين الولد ثم استعير للقرابة فيقع على كل من بينك وبينه نسب (محرم) وهو من لا يحل نكاحه من الأقارب (فهو حر) يعني يعتق عليه بدخوله في ملكه قال الطيبي: وفهم من السياق معنى الندب لجعله الجزاء من باب الإخبار والتنبيه على تحري الأداء إذ لم يقل من ملك ذا رحم فيعتقه بل هو حر والجملة الإسمية المقتضية للدوام والثبوت في الأزمنة الماضية والآتية تنبىء عنه لأنه لم يكن في الأزمنة الماضية حراً فاستبان أنه لا تمسك به للحنفية والمالكية في عتقهم كل محرم وأنه ليس بحجة على الشافعي في قوله لا يعتق إلا الأصل والفرع وقول بعضهم: ينزل على الأصول والفروع ممنوع لما فيه من صرف العام على العموم لغير صارف يجاب بل نفي العتق عن غيرهما للأصل المعقول وهو أنه لا عتق بدون إعتاق خولف في الأصول لخبر لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه أي بالشراء من غير حاجة إلى صيغة إعتاق وفي الفروع لقوله تعالى {وقالوا اتخذ الرحمن ولداً سبحانه بل عباد مكرمون} دل على نفي اجتماع الولد به والعبدية وقول الترمذي العمل على هذا الحديث عند أهل العلم فنحتاج نحن إلى بيان مخصص له بخلاف الحنفية أجيب بأن مخصصه القياس على النفقة فإنها لا تلزم عندنا لغير أصل وفرع
6558 من منح منحة غدت بصدقة و راحت بصدقة صبوحها و غبوقها
( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
الشرح:
(من منح منحة) أي عطية (غدت بصدقة) الجملة خبر من والضمير العائد محذوف تقديره غدت تلك المنحة له ملتبسة بصدقة (وراحت بصدقة صبوحها وغبوقها) منصوبان على الظرفية أي في أول النهار وأول الليل والصبوح بالفتح الشرب أول النهار والغبوق بالفتح الشرب أول الليل وقيل هما مجروران على البدل.
6559 من منح منحة ورق أو منحة لبن أو أهدى زقاقا فهو كعتق نسمة
( صحيح ) ( حم ت حب ) عن البراء
الشرح:(1/346)
(من منح منحة) بكسر الميم أي عطية وهي تكون في الحيوان وفي الرقبة والمنفعة والمراد هنا منحة (ورق) قال الزمخشري: وهي القرض أي قرض الدراهم (أو منحة لبن) قال: وهي أن يعيره أخوه ناقته أو شاته فيحلبها مدة ثم يردّها (أو هدى زقاقاً) بزاي مضمومة وقاف مكررة الطريق يريد أن من دل ضالاً أو أعمى على طريقه ذكره ابن الأثير وقال الطيبي: يروى بتشديد الدال إما للمبالغة من الهداية أو من الهدية أي من تصدق بزقاق من نخل وهو السكة والصف من شجر (فهو كعتق نسمة) وفي رواية كان له عتق رقبة قال ابن العربي: ومن أسلف رجلاً دراهم فهو أيضاً منحة وفي ذلك ثواب كثير لأن عطاء المنفعة مدة كعطاء العين وجعله كعتق رقبة لأن خلصه من أسر الحاجة والضلال كما خلص الرقبة من أصل الرق وللباري أن يجعل القليل من العمل كالكثير لأن الحكم له وهو العليّ الكبير والنسمة كل ذي روح وقيل كل ذي نفس مأخوذ من النسم.
6560 من منع فضل ماء أو كلأ منعه الله فضله يوم القيامة ( صحيح )
( حم ) عن ابن عمرو
الشرح:
يعني أي شخص حفر بئراً بموات للارتفاق فهو أحق بمائها وبما حولها من الكلأ حتى يرتحل وعلى كل حالة يجب عليه بذل الفاضل عن حاجته وحاجة ماشيته للمحتاج فإن لم يفعل وفي رواية لأحمد من منع فضل مائه أو فضل كلئه واتفقت الروايات على أن الجواب قوله (منعه اللّه فضله يوم القيامة) لتعديه بمنع ما ليس له قال الرافعي: وله المنع من سقى الزرع به قال جمع: والنهي عن بيع فضل الماء للتحريم وحمله على التنزيه يحتاج لدليل.
6561 من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر و صلاة الظهر كتب الله له كأنما قرأه من الليل ( صحيح ) ( م ) عن عمر
6562 من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره ( صحيح )
( حم 4 ك ) عن أبي سعيد
الشرح:(1/347)
(من نام عن وتره) في رواية بدله حزبه وهو ما يجعله الإنسان على نفسه من نحو صلاة وتلاوة كالورد (أو نسيه فليصله إذا ذكره) لفظ رواية الدارقطني إذا أصبح وذكره زاد الترمذي وإذا استيقظ وفيه أن الوتر يقضى دائماً كالفرض وهو مذهب الشافعي واستدل به أيضاً على أن تأخير الوتر لآخر الليل أفضل أي إن وثق بيقظة، وأنت خبير بأنه لا دلالة فيه على ذلك.
6563 من نام عن وتره فليصل إذا أصبح ( صحيح )
( ت ) عن زيد بن أسلم مرسلا
6564 من نام و في يده غمر و لم يغسله فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه
( صحيح ) ( حم د ) عن أبي هريرة
6565 من نذر أن يطيع الله فليطعه و من نذر أن يعصي الله فلا يعصه
( صحيح ) ( حم خ 4 ) عن عائشة
الشرح:
أي من نذر طاعة اللّه وجب عليه الوفاء بنذره ومن نذر معصية حرم عليه الوفاء به لأن النذر مفهومه الشرعي إيجاب قربة وذا إنما يتحقق في الطاعة ويتصور نذر الواجب بأن يوقته وينقلب المندوب بالنذر واجباً.
6566 من نزلت به فاقة فأنزلها بالناس لم تسد فاقته و من نزلت به فاقة فأنزلها بالله فيوشك الله له برزق عاجل أو آجل(صحيح)(ت)عن ابن مسعود
6567 من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ( صحيح )
( حم م د ت ) عن خولة بنت حكيم
6568 من نسي الصلاة علي خطئ طريق الجنة(صحيح)(ه)عن ابن عباس
الشرح:
(من نسي الصلاة عليّ) أي تركها عمداً على حد {نسوا اللّه فنسيهم} (خطئ) بفتح الخاء المعجمة وكسر الطاء وهمز يقال خطئ في دينه إذا أثم وأخطأ سلك سبيل الخطأ أو فعل غير الصواب (طريق الجنة) ومن أخطأ طريقها لم يبق له إلا الطريق إلى النار.
6569 من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها فإن الله قال: ( أقم الصلاة لذكري ) ( صحيح ) ( م د ن ه ) عن أبي هريرة
6570 من نسي شيئا من صلاته فليسجد سجدتين و هو جالس ( حسن )
( حم ن ) عن معاوية
6571 من نسي صلاة أو نام عنها فكفارتها أن يصليها إذا ذكرها (صحيح)(1/348)
( حم ق ت ن ) عن أنس
الشرح:
(من نسي صلاة) مكتوبة أو نافلة مؤقتة فلم يصلها حتى خرج وقتها (أو نام عنها) كذلك قال الطيبي: ضمن نام معنى غفل أي غفل عنها في حال نومه (فكفارتها) أي تلك المتروكة قال الطيبي: الكفارة عبارة عن الفعلة أو الخصلة التي من شأنها أن تكفر الخطيئة (أن يصليها) وجوباً في المكتوبة وندباً في النفل (إذا ذكرها) ويبادر بالمكتوبة وجوباً إن فاتت بغير عذر وندباً إن فاتت به تعجيلاً لبراءة ذمّته وإذا شرع القضاء للناسي مع عدم الإثم فالعامد أولى.
6572 من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك ( صحيح )
( د ت ه ) عن أنس
6573 من نسي و هو صائم فأكل أو شرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله و سقاه ( صحيح ) ( حم ق ه ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/349)
(من نسي) مفعوله محذوف وهو صومه بقرينة قوله (وهو صائم) أي والحال أنه صائم (فأكل أو شرب) قليلاً أو كثيراً كما رجحه النووي من الشافعية خصهما من بين المفطرات لغلبتهما وندرة غيرهما كالجماع (فليتم صومه) أضافه إليه إشارة إلى أنه لم يفطر وإنما أمر بالإتمام لفوت ركنه ظاهراً ثم علل كون الصائم لا يفطر بقوله (فإنما أطعمه اللّه وسقاه) فليس له فيه مدخل فكأنه لم يوجد منه فعل. قال الطيبي: إنما للحصر أي ما أطعمه وما سقاه أحد إلا اللّه تعالى فدل على أن النسيان من اللّه، ومن لطفه في حق عباده تيسيراً عليهم ودفعاً للحرج، وأخذ منه الأكثر أنه لا قضاء وذهب مالك وأحمد إلى أن من أكل أو جامع ناسياً لزمه القضاء والكفارة لأنه عبادة تفسد بالأكل والجماع فوجب أن تفسد بنسيان كالحج والحدث ولأنهما لو وقعا في ابتداء الصوم أفسدا كما لو أكل أو جامع ثم بان طلوع الفجر عند أكله أو جماعه، فكذا وقوعهما في أثنائه وردّ الأول بالمنع بأنه لم يتعرض له فيه بل روى الدارقطني وابنا حبان وخزيمة سقوط القضاء بلفظ "فلا قضاء عليه" والثاني بالفرق لأن النهي في الصوم نوع واحد ففرق بين عمده وسهوه وفي الحج قسمان أحدهما ما استوى عمده وسهوه كحلق وقتل صيد والثاني فرق في وقت الصلاة كتطيب ولبس فالحق الجماع بالأول لأنه إتلاف، والثاني بأنه مخطئ في الوقت وهذا مخطئ في الفعل وبينهما فرق، ولهذا لو أخطأ في وقت الصلاة لزمه القضاء، أو في عدد الركعات بنى على صلاته، ثم دليلنا خبر: من أكل أو شرب ناسياً وهو صائم فليس عليه بأس، وخبر: من أفطر رمضان ناسياً فلا قضاء ولا كفارة، وخبر: رفع عن أمّتي الخطأ والنسيان فإن قيل: لو كان النسيان عذراً كان في النية ردّ بأن الجماع وأخواته من قبيل المناهي والنية من قبيل الأفعال لأنها قصد وما كان من قبيل الأفعال لا يسقط بالسهو دون المناهي فقد تسقط ولأن النص فرق بينهما فلا ينتفي لأن الشيء لا يبقى مع المنافي لتسويته ولأنها(1/350)
للشروع في العبادة والشروع فيها أليق بالتغليظ ولأن النية مأمور بها للفعل والامتثال ولأن المنهي عنه فإنه للامتناع والكف والترك والنسيان به غالب، فإن قيل: لا يبطل الصوم إلا بدخول عين بقصد أكله وشربه ولو تداوياً لورود النص بالأكل والشرب رد لأنه ألحق بها الغير قياساً وإجماعاً، فإن قيل السهو والجهل عذر بالنسبة لكل مفطر مطلقاً لعموم النص ورد بأنه عذر فيما قل لا فيما كثر لندرة كثرة السهو.
6574 من نصر أخاه بظهر الغيب نصره الله في الدنيا و الآخرة ( حسن )
( هق الضياء ) عن أنس
الشرح:
(من نصر أخاه) في الإسلام (بظهر الغيب) زاد البزار في روايته وهو يستطيع نصره (نصره اللّه في الدنيا والآخرة) جزاءاً وفاقاً ونصر المظلوم فرض كفاية على القادر إذا لم يترتب على نصره مفسدة أشد من مفسدة الترك، فلو علم أو غلب على ظنه أنه لا يفيد سقط الوجوب وبقي أصل الندب بالشرط المذكور، فلو تساوت المفسدتان خير، وشرط الناصر كونه عالماً بكون الفعل ظلماً.
6575 من نصر قومه على غير الحق فهو كالبعير الذي تردى فهو ينزع بذنبه ( صحيح ) ( د ) عن ابن مسعود
6576 من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة
( صحيح ) ( حم م ) عن أبي قتادة
الشرح:
(من نفس) أي أمهل وفرّج من تنفيس الخناق أي إرحائه، وقال عياض: التنفيس المد في الأجل والتأخير ومنه {والصبح إذا تنفس} أي امتد حتى صار نهاراً (عن غريمه) بأن آخر مطالبته (أو محا عنه) أي أبرأه من الدين المكتوب عليه (كان في ظل العرش يوم القيامة) لأن الإعسار من أعظم كرب الدنيا بل هو أعظمها فجوزي من نفس عن أحد من عيال المعسرين بتفريج أعظم كرب الآخرة وهو هول الموقف وشدائده بالإزاحة من ذلك ورفعته إلى أشرف المقامات ثم قالوا وقد يكون ثواب المندوب أكمل من ثواب الواجب.(1/351)
6577 من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة و من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا و الآخرة و من ستر مسلما ستره الله في الدنيا و الآخرة و الله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه و من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا إلى الجنة و ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة و غشيتهم الرحمة و حفتهم الملائكة و ذكرهم الله فيمن عنده و من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه
( صحيح ) ( حم م د ت ه ) عن أبي هريرة
6578 من نوقش الحساب عذب ( صحيح ) ( ق ) عن عائشة
الشرح:
(من نوقش الحساب) أي عوسر فيه واستقصى فلم يسامح بشيء من نقش الشوكة وهو استخراجها كلها ومنه انتقشت منه جميع حقي ذكره الزمخشري (عذب) وفي رواية لمسلم هلك أي يكون نفس تلك المضايقة عذاباً وسبباً مفضياً للعذاب على ما تقرر فيما قبله وفي خبر أحمد لا يحاسب أحد يوم القيامة فيغفر له قال الحكيم: يحاسب المؤمن في القبر ليكون أهون عليه في الموقف فيمحص في البرزخ فيخرج وقد اقتص منه اهـ. ثم إن ذا لا يعارضه خبر ابن مردويه لا يحاسب رجل يوم القيامة إلا دخل الجنة لعدم التنافي بين التعذيب ودخولها إذ الموحد وإن عذب لا بد من إخراجه بالشفاعة أو عموم الرحمة.
6579 من نوقش المحاسبة هلك ( صحيح ) ( طب ) عن ابن الزبير
الشرح:(1/352)
(من نوقش المحاسبة) نصب بنزع الخافض أي من ضويق في محاسبته بحيث سئل عن كل شيء فاستقصى في محاسبته حتى لم يترك منه شيء من الكبائر ولا من الصغائر إلا وأوخذ به، قال الحرالي: المحاسبة مفاعلة من الحساب وهو استيفاء الأعداد فيما للمرء وعليه من الأعمال الظاهرة والباطنة ليجازى بها ثم قال: وحقيقة المحاسبة ذكر الشيء والجزاء عليه (هلك) أي يكون نفس المناقشة والتوقيف عليها هلاكه لما فيه من التوبيخ أو أنها تفضي إلى العذاب لأن التقصير غالب على العباد فمن استقصى عليه ولم يسامح هلك وعذب ولكن يغفر اللّه لمن يشاء.
6580 من نيح عليه يعذب بما نيح عليه ( صحيح ) (حم ق ت)عن المغيرة
الشرح:
(من نيح عليه) بكسر النون وسكون التحتية مبنياً للمفعول من الماضي، وفي رواية من نيح عليه مضارع مبنى للمفعول، وفي أخرى من يناح بألف مرفوعاً على أن من موصولة لا شرطية (يعذب) بجزمه على أن من شرطية ورفعه بجعلها موصولة أو شرطية بتقدير فإنه يعذب أو خبر مبتدأ محذوف أي فهو يعذب (بما نيح عليه) بإدخال باء السببية على ما فهي مصدرية غير ظرفية أي بالنياحة أي مدة النواح عليه والنون مكسورة عند الكل ذكره في الفتح ولبعضهم ما نيح بغير موحدة قال العيني: ما في هذه الرواية للمدة أي يعذب مدة النواح عليه ولا يقال ما ظرفية، وهذا إذا أوصى به فإنه من دأب الجاهلية فهو إنما يعذب بذنبه لا بذنب غيره فلا تدافع بينه وبين آية {ولا تزر وازرة وزر أخرى} أو المراد بالميت المحتضر فإذا سمع الصراخ تحسر كما مر بما فيه.
6581 من هجر أخاه سنة فهو كسفك دمه (صحيح) (حم خد د ك)عن حدرد
الشرح:(1/353)
(من هجر أخاه) في الإسلام (سنة) أي بغير عذر شرعي (فهو كسفك دمه) أي مهاجرته سنة توجب العقوبة كما أن سفك دمه يوجبها والمراد اشتراك الهاجر والقاتل في الإثم لا في قدره ولا يلزم التساوي بين المشبه والمشبه به ومذهب الشافعي أن هجر المسلم فوق ثلاث حرام إلا لمصلحة كإصلاح دين الهاجر أو المهجور أو لنحو فسقه أو بدعته ومن المصلحة ما جاء من هجر بعض السلف لبعض فقد هجر سعد بن أبي وقاص عمار بن ياسر وعثمان عبد الرحمن بن عوف وطاوس ووهب بن منبه والحسن وابن سيرين إلى أن ماتوا وهجر ابن المسيب أباه وكان زياتاً فلم يكلمه إلى أن مات وكان الثوري يتعلم من ابن أبي ليلى ثم هجره فمات ابن أبي ليلى فلم يشهد جنازته وهجر أحمد بن حنبل عمه وأولاده لقبولهم جائزة السلطان وأخرج البيهقي أن معاوية باع سقاية من نقد بأكثر من وزنها فقال له أبو الدرداء: نهى النبي صلى اللّه عليه وسلم عنه فقال معاوية: لا أرى به بأساً فقال: أخبرك عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وتخبرني عن رأيك لا أساكنك بأرض أنت فيها أبداً.
6582 من هذا اللاعن بعيره ؟ ! أنزل عنه فلا تصحبنا بملعون لا تدعوا على أنفسكم و لا تدعوا على أولادكم و لا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم ( صحيح ) ( م د ) عن جابر
6583 من وجد تمرا فليفطر عليه و من لا فليفطر على الماء فإنه طهور
( صحيح ) ( ت ن ك ) عن أنس
الشرح:
(من وجد تمراً) وهو صائم (فليفطر عليه) ندباً مؤكداً (ومن لا) يجده (فليفطر على الماء فإنه طهور) فالفطر عليه يحصل السنة.
6584 من وجد دابة قد عجز عنها أهلها أن يعلفوها فسيبوها فأخذها فأحياها فهي له ( حسن ) ( د ) عن رجال من الصحابة
6585 من وجد سعة فليكفن في ثوب حبرة ( صحيح ) ( حم ) عن جابر
الشرح:(1/354)
(من وجد سعة) من الأموات (فليكفن في ثوب حبرة) كعنبة على الوصف والإضافة برد يماني مخطط ذو ألوان ومنه ما روي أن رجلاً قال: يا رسول اللّه رأيت سد يأجوج كالبرد المحبر طريقة حمراء وطريقة سوداء قال: قد رأيته قال المظهر: اختار بعض الأئمة كون الكفن حبرة لهذا الحديث والأصح أفضلية الأبيض لأن أحاديثه أكثر اهـ. وذهب بعض الحنفية إلى أنه يسن كون في أحد الأكفان حبرة لهذا الحديث ويؤيده خبر أبي داود كفن النبي صلى اللّه عليه وسلم في ثوبين وبرد حبرة وسنده حسن.
6586 من وجد لقطة فليشهد ذوي عدل و لا يكتم و لا يعبث فإن وجد صاحبها فليردها عليه و إلا فهو مال الله يؤتيه من يشاء ( صحيح )
( حم د ه ) عن عياض بن حمار
6587 من وجد من هذا الوسواس فليقل: آمنا بالله و رسوله (ثلاثا)
فإن ذلك يذهب عنه ( صحيح ) ( ابن السني ) عن عائشة وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 5872
الشرح:
(من وجد من هذا الوسواس) بفتح الواو أي وسوسة الشيطان أي شيئاً (فليقل آمنا باللّه ورسوله فإن ذلك يذهب عنه) إن قاله بنية صادقة وقوة يقين.
6588 من وجدتموه وقع على بهيمة فاقتلوه و اقتلوا البهيمة ( صحيح )
( ت ك ) عن ابن عباس
6589 من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول به
( صحيح ) ( حم 4 قط ك الضياء ) عن ابن عباس
6590 من وصل صفا وصله الله و من قطع صفا قطعه الله ( صحيح )
( ن ك ) عن ابن عمر
الشرح:
(من وصل صفا) من صفوف الصلاة (وصله اللّه) أي زاد في بره وصلته وأدخله في رحمته (ومن قطع صفا) منها (قطعه اللّه) أي قطع عنه مزيد بره قال الحرالي: والوصل التكملة مع المكمل شيئاً واحداً.
6591 من وَضَع الخمر (على كفه لم تقبل له دعوة) و من أدمن على شربها سُقي من الخَبَال ( صحيح ) ( طب ) عن ابن عمر
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 5874
الشرح:(1/355)
(من وضع الخمر على كفه) أي ليشربها أو ليسقيها غيره أو نحو ذلك ثم دعا (ومن أدمن) أي داوم (على شربها سقي من الخبال) بفتح المعجمة وخفة الموحدة جاء في خبر تفسيره بأنه عصارة أهل النار: الفساد والجنون.
6592 من وطئ على إزار خُيلاء وطئه في النار (صحيح) (حم)عن هبيب
الشرح:
(من وطئ على إزار) أي علاه برجله (خيلاء) أي تيهاً وتكبراً (وطئه في النار) أي يلبس مثل ذلك الثوب الذي كان يرفل فيه في الدنيا ويجره تعاظماً في نار جهنم ويعذب باشتعال النار فيه جزاء بما فعل.
6593 من وقاه الله شر ما بين لحييه و شر ما بين رجليه دخل الجنة
( صحيح ) ( ت حب ك ) عن أبي هريرة
الشرح:
(من وقاه اللّه شر ما بين لحييه وشر ما بين رجليه) أراد شر لسانه وفرجه (دخل الجنة) أي بغير عذاب أو مع السابقين قالوا وذا من جوامع الكلم.
6594 من ولي القضاء فقد ذبح بغير سكين ( حسن ) (د ت)عن أبي هريرة
الشرح:
أي فقد عرض نفسه لعذاب يجد فيه ألماً كألم الذبح بغير سكين في صعوبته وشدته وامتداد مدته، شبه به التولية لما في الحكومة من الخطر والصعوبة أو ذبح بحيث لا يرى ذبحه، أو المراد أن التولية إهلاك لكن لا بألة محسوسة فينبغي أن لا يتشوق إليه ولا يحرص عليه قال التوربشتي: شتان ما بين الذبحين فإن الذبح بالسكين عناء ساعة والآخر عناء عمره، أو المراد أنه ينبغي أن تموت جميع دواعيه الخبيثة وشهواته الردية فهو مذبوح بغير سكين، فعلى هذا القضاء مرغب فيه وعلى ما قبله محذر منه قال المظهر: خطر القضاء كثير وضرره عظيم لأن النفس مائلة لما تحبه ومن له منصب يتوقع جاهه أو يخاف سلطنته ويميل إلى الرشوة وهما الداء العضال 00
6595 من ولي من أمور المسلمين شيئا فاحتجب دون خلتهم و حاجتهم و فقرهم و فاقتهم احتجب الله عنه يوم القيامة دون خلته و حاجته و فاقته و فقره ( صحيح ) ( د ه ك ) عن أبي مريم الأزدي(1/356)
6596 من ولي منكم عملا فأراد الله به خيرا جعل له وزيرا صالحا إن نسي ذكره و إن ذكر أعانه ( صحيح ) ( ن ) عن عائشة
6597 من لا يرحم الناس لا يرحمه الله ( صحيح )
( حم ق ت ) عن جرير ( حم ت ) عن أبي سعيد
الشرح:
قال الطيبي: الرحمة الثانية حقيقة والأولى مجازية إذ الرحمة من الخلق العطف والرأفة وهو لا يجوز على اللّه ومن اللّه الرضا عمن رحمه لأن من رق له القلب فقد عرض له الإنعام أو إرادته والجزاء من جنس العمل فمن رحم خلق اللّه رحمه اللّه قال الزين العراقي: وجاء في رواية تقييده بالمسلمين فهل يحمل إطلاق الناس على التقييد أو الأمر أعم ورحمة كل أحد بحسب ما أذن فيه الشارع فإن كانوا أهل ذمّة فيحفظ لهم ذمّتهم أو حربيين دخلوا بإذن فيحفظ لهم ذلك لا أن المراد بالرحمة مودّتهم وموالاتهم.
6598 من لا يرحم لا يرحم ( صحيح )
( حم ق د ت ) عن أبي هريرة ( ق ) عن جرير
الشرح:
(من لا يرحم) بالبناء للفاعل (لا يرحم) بالبناء للمفعول أي من لا يكون من أهل الرحمة لا يرحمه اللّه أو من لا يرحم الناس بالإحسان لا يثاب من قبل الرحمن {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} أو من لا يكون فيه رحمة الإيمان في الدنيا لا يرحم في الآخرة أو من لا يرحم نفسه بامتثال الأمر وتجنب النهي لا يرحمه اللّه لأنه ليس عنده عهد فالرحمة الأولى بمعنى الأعمال والثانية بمعنى الجزاء ولا يثاب إلا من عمل صالحاً أو الأولى الصدقة والثانية البلاء أي لا يسلم من البلاء إلا من تصدق أو غير ذلك، وهو بالرفع فيهما على الخبر وبالجزم على أن من موصولة أو شرطية ورفع الأول وجزم الثاني وعكسه، وأفاد الحث على رحمة جميع الخلق مؤمن وكافر وحر وقن وبهيمة وغير ذلك ودخل في الرحمة التعهد بنحو إطعام وتخفيف حمل ونحو ذلك.
6599 من لا يرحم لا يرحم و من لا يغفر لا يغفر له ( صحيح )
( حم ) عن جرير
الشرح:(1/357)
(من لا يرحم لا يرحم) أكثر ضبطهم فيه بالضم على الخبر قاله القاضي، وقال أبو البقاء: الجيد أن يكون من بمعنى الذي فيرتفع الفعلان وإن جعلت شرطاً بجزمهما جاز (ومن لا يغفر لا يغفر له) دل بمنطوقه على أن من لم يكن رحيماً لا يرحمه اللّه ومن لا يغفر لا يغفر اللّه له ومن شهد أفعال الحق في الخلق وأيقن بأنه المتصرف فيهم رحمهم ومن لم يرحمهم واشتغل بهم عن الحق كان سبباً لمقته من اللّه وجلب كل رزية إليه ويدل على العكس بمفهومه وهو أن كل من كان رحيماً يرحمه اللّه الرحمن ومن يغفر يغفر اللّه له.
6600 من لا يرحم لا يرحم و من لا يغفر لا يغفر له و من لا يتب لا يتب عليه ( صحيح ) ( طب ) عن جرير
6601 من لا يشكر الناس لا يشكر الله ( صحيح ) ( ت ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/358)
قال ابن العربي: روي برفع الجلالة والناس ومعناه من لا يشكره الناس لا يشكره اللّه وبنصبهما أي من لا يشكر الناس بالثناء بما أولوه لا يشكر اللّه فإنه أمر بذلك عبيده أو من لا يشكر الناس كمن لا يشكر اللّه ومن شكرهم كمن شكره وبرفع الناس ونصب الجلالة وبرفع الجلالة ونصب الناس ومعناه لا يكون من اللّه شاكراً إلا من كان شاكراً للناس وشكر اللّه ثناؤه على المحسن وإجراؤه النعم عليه بغير زوال قال ابن عطاء اللّه: إن كانت عين القلب تنظر إلى أن اللّه تعالى واحد فالشريعة تقتضي أنه لا بد من شكر خليقته والناس في ذلك على أقسام غافل منهمك في غفلته قويت دائرة حسه وانطمست حفرة قدسه فنظر الإحسان من المخلوقين ولم يشهده من رب العالمين إما اعتقاداً فشركه جلي وإما استناداً فشركه خفي وصاحب حقيقة غائب عن الخلق بشهود الملك الحق وفني عن الأسباب بشهود مسببها فهذا عبد مواجه بالحقيقة ظاهر عليه سناها سالك للطريقة قد استوى على مداها غير أنه غريق الأنوار مطموس الآثار قد غلب سكره على صحوه وجمعه على فرقه وفناؤه على بقائه وغيبته على حضوره وأكمل منه عبد شرب فازداد صحواً أو غاب فازداد حضوراً فلا جمعه يحجبه عن فرقه ولا فرقه يحجبه عن جمعه ولا فناؤه يصرفه عن بقائه ولا بقاؤه يصده عن فنائه يعطي كل ذي قسط قسطه ويوفي كل ذي حق حقه فالأكمل مقام البقاء المقتضي لإثبات الآثار وقد قال اللّه تعالى {أن اشكر لي ولوالديك} وهو المشار إليه في هذا الخبر وما ضاهاه من الأخبار.
6602 من لايمكم من خدمكم فأطعموهم مما تأكلون و ألبسوهم مما تلبسون و من لا يلايمكم منهم فبيعوه و لا تعذبوا خلق الله ( صحيح )
( حم د ) عن أبي ذر
6603 من يتقبل لي بواحدة أتقبل له بالجنة لا يسأل الناس شيئا ( صحيح )
( حم ن ه ) عن ثوبان
6604 من يتكفل لي أن لا يسأل الناس شيئا أتكفل له بالجنة ( صحيح )
( د ك ) عن ثوبان
الشرح:(1/359)
(من يتكفل) أي يضمن (لي) من الكفالة وهي الضمان (أن لا يسأل الناس شيئاً) قال الطيبي: أن مصدرية والفعل معها مفعول يتكفل أي من يلتزم لي عدم السؤال (وأتكفل) بالرفع (له بالجنة) أي أضمنها له على كرم اللّه وفضله وهو لا يخيب ضمان نبيه وفيه دلالة على شدة الاهتمام بشأن الكف عن السؤال.
6605 من يتوكل لي ما بين لحييه و ما بين رجليه أتوكل له بالجنة
( صحيح ) ( حم ت حب ك ) عن سهل بن سعد
6606 من يحرم الرفق يحرم الخير كله ( صحيح ) ( حم م د ه ) عن جرير
الشرح:
(من يحرم) من الحرمان وهو متعد إلى مفعولين الأول الضمير العائد إلى من والثاني (الرفق) ضد العنف فأل فيه لتعريف الحقيقة (يحرم الخير كله) بالبناء للمجهول أي صار محروماً من الخير ولامه للعهد الذهني وهو الخير الحاصل من الرفق وفيه فضل الرفق وشرفه، ومن ثم قيل الرفق في الأمور كالمسك في العطور، قال الأكمل: والحرمان يتعدى إلى مفعولين يقال حرمت الرجل العطية حرماناً والمفعول الأول الضمير العائد إلى من والثاني هو الرفق فأل لتعريف الحقيقة وفي الخير للعهد الذهني والمعهود هو الخير المقابل للرفق وهو خير كثير.
6607 من يخفر ذمتي كنت خصمه و من خاصمته خصمته ( حسن )
( طب ) عن جندب
الشرح:
(من يخفر ذمّتي) أي يزيل عهدي وينقصه والخفرة بضم الخاء العهد والذمام (كنت خصمه) في رواية يوم القيامة (ومن خاصمته خصمته) لأن المؤيد بالحجج الباهرة والبراهين القاطعة.
6608 من يدخل الجنة ينعم فيها لا يبأس لا تبلى ثيابه و لا يفنى شبابه
( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/360)
(من يدخل الجنة ينعم) بفتح الياء والعين أي يصب نعمه ويدوم نعيمه (فيها) فكأنه مظنة أن يقال كف فقال (لا ييأس) بفتح الهمزة أي لا يفتقر وفي رواية بضمها أي لا يحزن ولا يرى بأساً قيل: والصواب الأول وذا تأكيد لما قبله وإنما جيء بالواو للتقرير على وزان {لا يعصون اللّه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون} (لا تبلى) بفتح حرف المضارعة واللام (ثيابه) لأنها غير مركبة من العناصر (ولا يفنى شبابه) إذ لا هرم ثم ولا موت {يطوف عليهم ولدان مخلدون} أي يبقون أبداً على شكل الولدان وحد الرصانة وهذا صريح في أن الجنة أبدية لا تفتى والنار مثلها، وزعم جهم بن صفوان أنهما فانيتان لأنهما حادثتان ولم يتابعه أحد من الإسلاميين بل كفروه به00000
6609 من يرائي يرائي الله به و من يسمع يسمع الله به ( صحيح )
( حم ت ه ) عن أبي سعيد
الشرح:
(من يرائي) أي يظهر للناس العمل الصالح ليعظم عندهم وليس هو كذلك (يرائي اللّه به) أي يظهر سريرته على رؤوس الخلائق ليفتضح أو ليكون ذلك حظه فقط (ومن يسمع) الناس عمله ويظهره لهم ليعتقدوه ويبروه (يسمع اللّه به) يوم القيامة أي يظهر للخلق سريرته ويملأ أسماعهم مما انطوى عليه جزاءاً وفاقاً.
6610 من يرد الله به خيرا يصب منه ( صحيح ) ( حم خ ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/361)
(خيراً) أي جميع الخيرات أو خيراً غزيراً (يصب منه) بكسر الصادر عند الأكثر والفاعل اللّه وروي بفتحها واستحسنه ابن الجوزي ورجحه الطيبي بأنه أليق بالأدب لآية {وإذا مرضت فهو يشفين} والضمير في قوله منه على التقديرين للخير قال الزمخشري: أي ينل منه بالمصائب ويبتليه بها ليثيبه عليها، وقال القاضي: أي يوصل إليه المصائب ليطهره من الذنوب ويرفع درجته وهي اسم لكل مكروه وذلك لأن الابتلاء بالمصائب طب إلهي يداوي به الإنسان من أمراض الذنوب المهلكة، ويصح عود الضمير في يصب إلى من وفي منه إلى اللّه وإلى الخير، والمعنى أن الخير لا يحصل للإنسان إلا بإرادته تعالى وعليه فلا شاهد فيه وإنما تركه لوضوحه لأن الخير الذي هو مراد لمن يحصل له مختار مرضي به إذا كان بإرادة من الغير لا من نفسه فلأن يكون ما يحصل بغير إرادة ورضاً أولى.
6611 من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ( صحيح )
( حم ق ) عن معاوية ( حم ت ) عن ابن عباس ( ه ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/362)
(من يرد) بضم المثناة تحت من الإرادة وهي عند الجمهور صفة مخصصة بالوقوع في المقدور وقيل اعتقاد النفع والضر وقيل ميل يتبعه الاعتقاد وهذا لا يصح في الإرادة القديمة (اللّه به خيراً) أي جميع الخيرات لأن النكرة تفيد العموم أو خيراً كبيراً عظيماً كثيراً فالتنوين للتعظيم (يفقهه في الدين) أي يفهمه أسرار أمر الشارع ونهيه بالنور الرباني الذي أناخه في قلبه كما يرشد إليه قول الحسن إنما الفقيه من فقه عن اللّه أمره ونهيه ولا يكون ذلك إلا لعامل بعلمه ومر عن حجة الإسلام أن حقيقة الفقه في الدين ما وقع في القلب ثم ظهر على اللسان فأفاد العمل فأورث الخشية فالتقوى، وأما الذين يتدارسون أبواباً منه ليعزز به الواحد منهم فأجنبي من هذه الرتبة العظمى وقال في موضع آخر: أراد الفقه المذكور العلم بمعرفة اللّه وصفاته قال: وأما الفقه الذي هو معرفة الأحكام الشرعية فقد استحوذ على أهله الشيطان واستغراهم الطغيان وأصبح كل منهم بعاجل حظه مشغوفاً فصار يرى المعروف منكراً والمنكر معروفاً حتى ظل علم الدين مندرساً ومنار الهدى في الأقطار منطمساً فتعين أن المراد هو علم الآخرة الذي هو فرض عين فنظر الفقيه بالإضافة إلى صلاح الدنيا ونظر هذا بالإضافة إلى صلاح الآخرة ولو سئل فقيه عن نحو الإخلاص والتوكل أو وجه التحرز عن الرياء لما عرفه مع كونه فرض عينه الذي في إهماله هلاكه ولو سئل عن اللعان والظهار يسرد من التفريعات الدقيقة التي تنقضي الدهور ولا يحتاج لشيء منها، وقد سمى اللّه في كتابه علم طريق الآخرة فقهاً وحكمة وضياء ونوراً ورشداً.
6612 من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين و إنما أنا قاسم و الله يعطي و لن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله عز و جل ( صحيح ) ( حم ق ) عن معاوية
6613 من يرد هوان قريش أهانه الله ( صحيح ) ( حم ن ك ) عن سعد
الشرح:(1/363)
(من يرد هوان قريش) القبيلة المعروفة (أهانه اللّه) هذا أعظم من الخبر المار من أهان قريشاً إلخ لأنه جعل هوان اللّه لمن أراد هوانها لكنه إنما خرج مخرج الزجر والتغليظ ليكون الإنتهاء عن أذاهم أسرع امتثالاً وإلا فحكم اللّه المطرد في عدله أنه لا يعاقب على الإرادات.
6614 من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا و الآخرة ( صحيح )
( ه ) عن أبي هريرة
الشرح:
(من يسر على معسر) مسلم أو غيره بإبراء أو هبة أو صدقة أو نظرة إلى ميسرة وإعانة بنحو شفاعة أو إفناء يخلصه من ضائقة (يسر اللّه عليه) مطالبه وأموره (في الدنيا) بتوسيع رزقه وحفظه من الشدائد ومعاونته على فعل الخيرات (و) في (الآخرة) بتسهيل الحساب والعفو عن العقاب ونحو ذلك من وجوه الكرامة والزلفى، ولما كان الإعسار أعظم كرب الدنيا لم يخص جزاؤه بالآخرة بل عممه فيهما.
6615 من يشرب النبيذ منكم فليشربه زبيبا فردا أو تمرا فردا أو بسرا فردا
( صحيح ) ( م ) عن أبي سعيد
6616 من يصعد الثنية ثنية المرار فإنه يحط عنه ما حط عن بني إسرائيل
( صحيح ) ( م ) عن جابر
6617 من يضمن لي ما بين لحييه و ما بين رجليه أضمن له الجنة
( صحيح ) ( خ ) عن سهل بن معاذ
الشرح:
(من يضمن) من الضمان بمعنى الوفاء بترك المعصية فأطلق الضمان وأراد لازمه وهو أداء الحق الذي عليه (لي ما بين لحييه) بفتح فسكون هما العظمان بجانبي الفم وأراد بما بينهما اللسان وما يتأتى به النطق وغيره فيشمل سائر الأقوال والأكل والشرب وسائر ما يتأدى بالفم من الفعل، والنطق باللسان أصل كل مطلوب (وما بين رجليه) أي الفرج، والمعنى من أدى الحق الذي على لسانه من النطق بالواجب والصمت عما لا يعنيه وأدى الحق الذي على فرجه من وضعه في الحلال وكفه عن الحرام (أضمن) بالجزم جواب الشرط (له الجنة) أي دخوله إياها وهذا تحذير من شهوة البطن والفرج وأنها مهلكة ولا يقدر على كسر شهوتها إلا الصديقون.(1/364)
6618 من يطيع الله إذا عصيته ؟ ! أيأمنني الله على أهل الأرض و لا تأمنوني ؟ ! إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية يقتلون أهل الإسلام و يدعون أهل الأوثان لئن أنا أدركتهم لأقتلنهم قتل عاد (صحيح) (خ)عن أبي سعيد
6619 من يكن في حاجة أخيه يكن الله في حاجته ( صحيح )
( ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج ) عن جابر
الشرح:
(من يك في حاجة أخيه) أي في قضاء حاجة أخيه في الدين (يكن اللّه في حاجته) الحاجة اسم لما يفتقر إليه الإنسان ومعناه على ظاهره ظاهر وكان لتقرير الخبر وتأتي بمعنى صار وزائدة وتامة وهنا لا تصح لواحد منها قال الأكمل: فينبغي أن الأولى بمعنى سعى لأن السعي في الحاجة يستلزم الكون فيها والثانية بمعنى قضى ورد بأن الاستمرار والانقطاع إنما يفهم من القرائن لا من كان وهنا الغرض بيان كون الأول سبباً للثاني فقط فإن تكرر السبب تكرر المسبب وإلا فلا ولم يقل من قضى حاجته إشعاراً بأن اللّه هو الذي يقضيها وليس للعبد إلا المباشرة والكون في الحاجة أعم من السعي فيها.
6620 منى مناخ من سبق ( حسن ) ( ت ه ك ) عن عائشة
الشرح:(1/365)
من الحاج وغيرهم قال الطيبي: جملة مستأنفة لبيان موجب عدم البناء فيها أي ليس مختصاً بأحد إنما هو موضع العبادات من رمى وذبح وحلق وغيرها فلا يجوز البناء فيها لأحد لئلا يكثر بها البناء فتضيق على الحاج وهي غير مختصة بأحد بل هي موضع للمناسك ومثلها عرفة ومزدلفة قال ابن العربي: هذا الحديث يقتضي بظاهره أنه لا استحقاق لأحد بمنى إلا بحكم الإناخة بها لقضاء النسك ثم بنى بعد ذلك بها لكن في غير موضع النسك ثم أخربت قال: ورأيت بمدينة السلام يوم الجمعة كل أحد يأتي بحصير أو خمرة بفرشها فإذا دخل الناس تحاموها فأنكرته وقلت لفخر الإسلام الشاشي أيتخذ المسجد وطناً أو سكناً قال: لا بل إذا وضع مصلاه كان أحق به لحديث منى مناح من سبق فإذا نزل بمنى برحله ثم خرج لحاجته ليس لغيره نزع رحله قال ابن العربي: وذا أصل في جواز كل مباح للانتفاع به دون الاستحقاق والتملك.
6621 منبري هذا على ترعة من ترع الجنة (صحيح) (حم)عن أبي هريرة
الشرح:
أي موضع بعينه في الآخرة هناك أو المراد أن التعبد عنده يورث الجنة فكأنه قطعة منها وقول البعض المراد منبر هناك يبعده اسم الإشارة وأقول: جاء في رواية لأحمد والطبراني تفسير الترعة بالباب عن بعض الصحابة.
6622 منزلنا غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر
( صحيح ) ( ق ) عن أبي هريرة
6623 منعت العراق درهمها و قفيزها و منعت الشام مدها و دينارها و منعت مصر أردبها و دينارها وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم وعدتم من حيث بدأتم ( صحيح ) ( حم م د ) عن أبي هريرة
6624 منهومان لا يشبعان: طالب علم و طالب دنيا ( صحيح )
( عد ) عن أنس ( البزار ) عن ابن عباس
الشرح:(1/366)
النهمة شدة الحرص على الشيء ومنه النهم من الجوع كما في النهاية قال الطيبي: إن ذهب في الحديث إلى الأصل كان لا يشبعان استعارة لعدم انتهاء حرصهما وإن ذهب إلى الفرع يكون تشبيهاً، جعل أفراد المنهوم ثلاثة أحدها المعروف وهو المنهوم من الجوع والآخرين من العلم والدنيا وجعلهما أبلغ من المتعارف، ولعمري إنه كذلك وإن كان المحمود منهما هو العلم ومن ثم أمر اللّه رسوله بقوله {وقل رب ذدني علماً} ويعضده قول ابن مسعود عقبه لا يستويان أما صاحب الدنيا فيتمادى في الطغيان وأما صاحب العلم فيزداد من رضا الرحمن، وقال الراغب: النهم بالعلم استعارة وهو أن يحمل على نفسه ما يقصر قواها عنه فينبت والمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى اهـ. وهذا التقرير أقوى من قول الماوردي: في الحديث تنبيه على أن العلم يقتضي ما بقي منه ويستدعي ما تأخر عنه، وليس للراغب فيه قناعة ببعضه، قال حجة الإسلام: اجتمع في الإنسان أربعة أوصاف سبعية وبهيمية وشيطانية وربانية فهو من حيث سلط عليه الغضب يتعاطى أفعال السباع من التهجم على الناس بنحو ضرب وشتم والبغضاء وغير ذلك ومن حيث سلط عليه الشهوة يتعاطى أفعال البهائم كشره وحرص وشبق ومن حيث إنه في نفسه أمر رباني كما قال تعالى {قل الروح من أمر ربي} يدعي لنفسه الربوبية ويحب الاستيلاء والاستعلاء والتخصص والاستبداد بالأمور والتعوذ بالربانية والانسلال عن رتبة العبودية ويشتهي الإطلاع على العلوم كلها ويدعي لنفسه العلم والمعرفة والإحاطة بحقائق الأمور ويفرح إذا نسب إلى العلم وهو حريص على ذلك لا يشبع منه.
6625 مه عليكم بما تطيقون من الأعمال فوالله لا يمل الله حتى تملوا
( صحيح ) ( خ ن ه ) عن عائشة
6626 مه يا عائشة ! فإن الله لا يحب الفحش و لا التفحش ( صحيح )
( م ) عن عائشة
6627 مهلا يا عائشة ! عليك بالرفق و إياك و العنف و الفحش ( صحيح )
( خ ) عن عائشة(1/367)
6628 مهلا يا خالد ! لا تسبها فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ( حسن ) ( حم م د ن ) عن بريدة
6629 مهل أهل المدينة من ذي الحليفة و للطريق الآخر الجحفة و مهل أهل العراق من ذات عرق و مهل أهل نجد من قرن و مهل أهل اليمن من يلملم ( صحيح ) ( م ه ) عن جابر
6630 موالينا منا ( صحيح ) ( طس ) عن ابن عمر
الشرح:
في الاستنان بسنتنا والاحترام والإكرام لاتصالهم بنا فليس المراد أنه يحرم عليهم أخذ الزكاة كما قيل.
6631 موت الفجأة أخذة أسف ( صحيح ) ( حم د ) عن عبيدالله بن خالد
الشرح:
(موت الفجأة) بفاء مضمومة مع المد ومفتوحة مع القصر البغتة مصدر فجاء الأمر فجأة بغتة وزعم الكرماني أنه في بعض الروايات بكسر الفاء (أخذة أسف) بفتح السين أي غضب وبكسرها والمد أي أخذه غضبان يعني هو من أثار غضب اللّه تعالى فإنه لم يتركه ليتوب ويستعد للآخرة ولم يمرضه ليكون المرض كفارة لذنوبه كأخذة من مضى من العصاة المردة كما قال تعالى {أخذناهم بغتة وهم لا يشعرون} وهذا وارد في حق الكفار والفجار لا في المؤمنين الأتقياء كما أفصح به في الخير الآتي. قال ابن العربي: وليس موت القوم فجأة إنما الفجأة موت اليقظة بغتة.
6632 موتان الأرض لله و لرسوله فمن أحيا منها شيئا فهو له ( حسن )
( هق ) عن ابن عباس
الشرح:
(موتان الأرض) يعني مواتها الذي ليس بمملوك (للّه ورسوله فمن أحيا شيئاً منها فهو له) وإن لم يأذن الإمام مطلقاً عند الشافعي، وشرطه أبو حنيفة مطلقاً، وقال مالك: إن تسامح الناس فيه لقربه من العمران لم يشترط وإلا شرط.
6633 موسى بن عمران صفي الله ( صحيح ) ( ك ) عن أنس
الشرح:
أي اصطفاه اللّه برسالته وخصه بكلامه والكلام خصوصية اختص بها من بين الأنبياء والرسل لم يشاركه فيها نبي مرسل ولا ملك مقرب وأصل الصفي ما يصطفيه الرئيس لنفسه دون أصحابه وجمعه صفايا قال الشاعر:
لك المرباع منها والصفايا * وحكمك والنشيطة والفصول(1/368)
6634 موضع الإزار إلى أنصاف الساقين و العضلة فإن أبيت فأسفل فإن أبيت فمن وراء الساق و لا حق للكعبين في الإزار (صحيح)(ن)عن حذيفة
6635 موضع سوط في الجنة خير من الدنيا و ما فيها ( صحيح )
( خ ت ه ) عن سهل بن سعد ( ت ) عن أبي هريرة
الشرح:
(موضع سوط في الجنة) خص السوط بالذكر لأن من شأن الراكب إذا أراد النزول في منزل أن يلقى سوطه قبل أن ينزل معلماً بذلك المكان الذي يريده لئلا يسبقه إليه أحد (خير من الدنيا وما فيها) لأن الجنة مع نعيمها لا انقضاء لها والدنيا مع ما فيها فانية وهذا في محل سوط فما الظن بأعلى ما فيها وهو النظر إلى وجه اللّه الكريم الذي ينسي في لذته كل نعيم {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة}.
6636 موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود
( صحيح ) ( حب هب ) عن أبي هريرة
6637 مولى القوم من أنفسهم ( صحيح ) ( خ ) عن أنس
الشرح:
(مولى القوم) أي عتيقهم قال ابن حجر: المراد بالمولى هو المعتق بفتح المثناة وأما المولى من أعلى فلا يرد هنا وقال النووي في التهذيب: في هذا الحديث سواء كان مولى عتاقة وهو الأكثر أو مولى حلف ومناصرة أو مولى إسلام بأن أسلم على يد واحدة من قبيلة كالبخاري مولى الجعفيين أسلم على يد أحدهم وقد ينسبون إلى القبيلة مولى مولاها كأبي الحباب الهاشمي مولى شقران مولى المصطفى صلى اللّه عليه وسلم (من أنفسهم) أي ينتسب نسبتهم ويرثونه إن كان مولى عتاقة فالمعتق يرث العتيق بالعصوبة إذا فقد عصبة النسب فإن لم يكن مولى عتاقة فالمراد من أنفسهم في الإكرام والاحترام وقيل المراد من أنفسهم في حكم الحل والحرمة كمولى القرشي لا تحل له الصدقة وقيل القصد بذلك جواز نسبة العبد إلى مولاه بلفظ النسبة.
6638 ميامين الخيل في شقرها ( حسن ) ( الطيالسي ) عن ابن عباس
الشرح:(1/369)
(ميامن الخيل في شقرها) أي بركتها في الأحمر الصافي منها والشقرة حمرة صافية وبقيته عند مخرجيه أبي الشيخ والطيالسي وأيمنها ناصية ما كان واضح الجبين محجل ثلاث قوائم طلق اليد اليمنى اهـ بنصه.
6639 ميتة البحر حلال و ماؤه طهور ( صحيح ) ( قط ك )عن ابن عمرو
الشرح:
هو بمعنى خبر "هو الطهور ماؤه الحل ميتته" وفيه أن ما لا يعيش إلا في البحر من جميع أنواع الحيوان ميتتها طاهرة يحل أكلها ولو بصورة كلب وخنزير.
6640 الماء طهور لا ينجسه شيء ( صحيح )
( حم ) عن أبي سعيد ( ن حب ك ) عن ابن عباس
6641 الماء لا ينجسه شيء ( صحيح ) ( طس ) عن عائشة
الشرح:
(الماء) زاد في رواية أبي داود طهور (لا ينجسه شيء) هذا متروك الظاهر فيما إذا تغير بالنجاسة اتفاقاً رخصه الشافعية والحنابلة بمفهوم خبر أبي داود وغيره "إذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثاً" فينجس ما دونها بكل حال، وأخذ مالك وجمع بإطلاقه فقالوا: لا ينجس الماء إلا بالتغير وأل في قوله الماء للاستغراق أو للعهد أو الماء المسؤول عنه وهو ماء بئر بضاعة ويعلم حكم غيره بطريق الأولى أو لبيان الجنس أي أن هذا هو الأصل في الماء وقوله طهور بفتح الطاء على المشهور لأن المراد به الماء. قال ابن العراقي: في أصل سماعنا ولا ينجسه شيء بالواو وفي الرواية الأخرى بحذفها والأولى تدل على أن قوله لا ينجسه شيء ليس تفسيراً لقوله الماء طهور بل حكم على الماء بأمرين بكونه طهوراً وبكونه لا ينجسه شيء ولا يلزم من الطهورية عدم التنجس.
6642 المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد و الغريق له أجر شهيدين ( صحيح ) ( د ) عن أم حرام
الشرح:(1/370)
(المائد في البحر) اسم فاعل من ماد يميد إذا دار رأسه من غثيان معدته بشم ريح البحر قال تعالى {أن تميد بكم} أي لئلا تضطرب بكم (الذي يصيبه القيء له أجر شهيد) إن ركبه لطاعة كغزو وحج وتحصيل علم أو لتجارة إن لم يكن له طريق سواه ولم يتجر لزيادة مال بل للقوت ذكره المظهر. قال الطيبي: الذي يصيبه ليس بصفة مخصصة بل مبينة (والغرق) بفتح الغين وكسر الراء (له أجر شهيدين) فيه حث على ركوب البحر للغزو.
6643 المؤذن يغفر له مد صوته و أجره مثل أجر من صلى معه (صحيح)
( طب ) عن أبي أمامة
6644 المؤذن يغفر له مدى صوته و يشهد له كل رطب و يابس و شاهد الصلاة يكتب له خمس و عشرون صلاة و يكفر عنه ما بينهما ( صحيح )
( حم د ن ه حب ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/371)
(المؤذن يغفر له مدى صوته) أي غاية صوته، يعني يغفر له مغفرة طويلة عريضة على طريق المبالغة أي يستكمل مغفرة اللّه إذا استوفى وسعه في رفع الصوت، وقيل تغفر خطاياه وإن كانت بحيث لو فرضت أجساماً ملأت ما بين الجوانب التي يبلغها ومدى على الأول نصب على الظرف وعلى الثاني رفع على أنه أقيم مقام الفاعل (ويشهد له كل رطب) أي نام (ويابس) أي جماد (وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرون صلاة ويكفر عنه ما بينهما) أي ما بين الأذان إلى الأذان قال أبو البقاء: الجيد عند أهل اللغة مدى صوته وهو ظرف مكان، وأما مد صوته فله وجه وهو يحتمل شيئين أحدهما أن يكون تقديره مسافة مد صوته، الثاني أن يكون بمعنى المكان أي امتداد صوته وهو منصوب لا غير، وفي المعنى على هذا وجهان أحدهما لو كانت ذنوبه تملأ هذا المكان لغفرت له، الثاني يغفر له من الذنوب ما فعله في زمان يقدر بهذه المسافة، وقال التوربشتي: قوله مدى صوته أي غايته وفيه حث على استفراغ الجهد في رفع الصوت بالأذان، وقال البيضاوي: غاية الصوت يكون أخفى لا محالة فإذا شهد له من بعد عنه ووصل إليه همس صوته فلأن يشهد له من هو أدنى منه وسمع مبادئ صوته أولى قال الطيبي: قوله وشاهد إلخ عطف على قوله المؤذن يغفر له، وفيه إشعار بأن الجملة الثانية مسببة عن الأولى وأن العطف بيان لحصول الجملتين في الوجود وتفويض ترتب الثانية موكول إلى ذهن السامع الذكي والثانية وإن كانت متأثرة عن الأولى ومسببة عنها بهذا الاعتبار كذلك الأولى متأثرة من الثانية باعتبار مضاعفة الثواب وإليه أشار من قال يغفر للمؤذن لأن كل من سمعه أسرع إلى الصلاة ثم غفرت خطاياه للصلاة المسببة لندائه فكأنه لأجل إسراع الشاهد قد غفر للمؤذن فالضمير المجرور في له للشاهد لا للمؤذن كما ظن ويشهد له خبر "صلاة الرجل في جماعة تضعف على صلاته في بيته وفي سوقه خمساً وعشرين ضعفاً".(1/372)
6645المؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة(صحيح)(حم م ه)عن معاوية
الشرح:
(المؤذنون) جمع سلامة للمؤذن (أطول الناس أعناقاً) بفتح الهمزة جمع عنق (يوم القيامة) أي أكثرهم تشوفاً إلى رحمة اللّه لأن المتشوف يطيل عنقه إلى ما تشوف إليه أو يكونون سادة والعرب تصف السادة بطول العنق أو معناه أكثر ثواباً يقال لفلان عنق من الخير أي قطعة منه أو أكثر جماعات يقال جاء في عنق من الناس أي جماعة ومن أجاب دعوة المؤذن يكون معه أو أكثر الناس رجى لأن من رجى شيئاً طال إليه عنقه والناس حين الكرب يكون المؤذنون أكثرهم رجاءاً ومد العنق كناية عن الفرح كما أن خضوعها كناية عن الحزن وعليه اقتصر القاضي حيث قال: تعديل عنق الرجل وطوله كناية عن فرحه وعلو درجته وإناقته على غيره كما أن حنو القدر واطمئنانه وخضوع العنق وانكساره يعبر به عن الحيرة والهوان والهم، أو المراد أنه إذا وصل العرق إلى الأفواه طالت أعناق المؤذنين حقيقة لشلا ينالهم ذلك وروي إعناقاً بكسر الهمزة أي أشدهم إسراعاً إلى الجنة من سار العنق.
6646 المؤذنون أمناء المسلمين على صلاتهم و حاجتهم ( حسن )
( هق ) عن الحسن مرسلا
الشرح:
أي يتبعونهم ويعتمدون على أذانهم (وحاجتهم) المراد به حاجة الصائمين إلى الإفطار واشتغال المنوطة بأوقات الصلاة ذكره الرابعي قال: وقد يحتج به لندب العدالة في المؤذن لأنه سماه أميناً واللائق بحال الأمين كونه عدلاً.
6647 المؤذنون أمناء المسلمين على فطرهم و سحورهم ( حسن )
( طب ) عن أبي محذورة
الشرح:
لأنهم بأذانهم يفطرون من صيامهم وبه يصلون فحق عليهم أن يفرغوا جهدهم ويبذلوا وسعهم في تحرير دخول الوقت حذراً من فطر الصائم قبل الغروب وصلاة المصلي قبل دخول الوقت فمن قصر في ذلك فهو من الخائنين المبغوضين إلى اللّه وعليه إثم من عمل بقضية أذانه إلى يوم القيامة.(1/373)
6648 المؤمن أخو المؤمن فلا يحل للمؤمن أن يبتاع على بيع أخيه و لا يخطب على خطبة أخيه حتى يذر ( صحيح ) ( م ) عن عقبة بن عامر
6649 المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله و وضعه و سنه في ساعة واحدة كما يشتهي ( صحيح ) ( حم ت ه حب ) عن أبي سعيد
الشرح:
(المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة) أي حدوثه له (كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة) ويكون ذلك كله (كما يشتهي) من جهة القدر والشكل والهيئة وغيرها والمراد أن ذلك يكون إن اشتهى كونه لكنه لا يشتهي ذلك فلا يولد له فلا تعارض بينه وبين خبر العقيلي بسند صحيح إن الجنة لا يكون فيها ولد.
6650 المؤمن القوي خير و أحب إلى الله من المؤمن الضعيف و في كل خير احرص على ما ينفعك و استعن بالله و لا تعجز و إن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا و كذا و لكن قل: قدر الله و ما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان ( حسن ) ( حم م ه ) عن أبي هريرة
6651 المؤمن الذي يخالط الناس و يصبر على أذاهم أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس و لا يصبر على أذاهم ( صحيح )
( حم خد ت ه ) عن ابن عمر
الشرح:(1/374)
ومن ثم عدوا من أعظم أنواع الصبر الصبر على مخالطة الناس وتحمل أذاهم، واعلم أن اللّه لم يسلطهم عليك إلا لذنب صدر منك فاستغفر اللّه من ذنبك، واعلم أن ذلك عقوبة منه تعالى وكن فيما بينهم سميعاً لحقهم أصم عن باطلهم نطوقاً بمحاسنهم صموتاً عن مساوئهم، لكن احذر مخالطة متفقهة الزمان ذكره الغزالي، وقال الذهبي في الزهد: مخالطة الناس إذا كانت شرعية فهي من العبادة وغاية ما في العزلة التعبد فمن خالطهم بحيث اشتغل بهم عن اللّه وعن السنن الشرعية فذا بطال فليفرّ منهم، واستدل به البعض على أن حج التطوع أفضل من صدقة النفل لأن الحج يحتاج لمخالطة الناس، قال حجة الإسلام: وللناس خلاف طويل في العزلة والمخالطة أيهما أفضل مع أن كلاً منهما لا ينفك عن غوائل تنفر عنها وفوائد تدعو إليها وميل أكثر العباد والزهاد إلى اختيار الغزلة وميل الشافعي وأحمد إلى مقابله واستدل كل لمذهبه بما يطول والإنصاف أن الترجيح يختلف باختلاف الناس فقد تكون العزلة لشخص أفضل والمخالطة لآخر أفضل فالقلب المستعد للإقبال على اللّه المنتهى لاستغراقه في شهود الحضرة: العزلة له أولى والعالم بدقائق الحلال والحرم مخالطته للناس ليعلمهم وينصحهم في دينهم أولى وهكذا، ألا ترى إلى تولية النبي صلى اللّه عليه وسلم لخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وغيرهما من امرائه وقوله لأبي ذر إني أراك رجلاً ضعيفاً وإني أحب لك ما أحب لنفسي لا تتأمر على اثنين ـ الحديث.
6652 المؤمن بخير على كل حال تنزع نفسه من بين جنبيه و هو يحمد الله
( صحيح ) ( ن ) عن ابن عباس
الشرح:
لأن الدنيا سجنه وأمنية المسجون إخراجه من سجنه فعينه ممتدة إلى باب السجن فإذا استشرف الإذن له بالخروج حمد اللّه على خلاصه من السجن وشوق إلى ربه ولهذا لما أحس معاذ بالموت قال: مرحباً بحبيب جاء على ناقة لا أفلح من ندم الحمد للّه.
6653 المؤمن غر كريم و الفاجر خب لئيم(حسن) (د ت ك)عن أبي هريرة
الشرح:(1/375)
(المؤمن غر) أي يغره كل أحد ويغره كل شيء ولا يعرف الشر وليس بذي مكر ولا فطنة للشر فهو ينخذع لسلامة صدره وحسن ظنه وينخدع لانقياده ولينه (كريم) أي شريف الأخلاق (والفاجر) أي الفاسق (خب لئيم) أي جريء، فيسعى في الأرض بالفساد فالمؤمن المحمود من كان طبعه الغرارة وقلة الفطنة للشر وترك البحث عنه وليس ذلك منه جهلاً والفاجر من عادته الخبث والدهاء والتوغل في معرفة الشر وليس ذا منه عقلاً والخب بفتح الخاء المعجمة الخداع والساعي بين الناس بالفساد والشر وقد تكسر خاؤه فأما المصدر فبالكسر لا غير وقال الراغب: الخب استعمال الدهاء في الأمور الدنيوية صغيرها وكبيرها. (تنبيه) قال بعض العارفين: كن عمريّ الفعل فإن الفاروق يقول من خدعنا في اللّه انخدعنا له فإذا رأيت من يخدعك وعلمت أنه مخادع فمن مكارم الأخلاق أن تنخدع له ولا تفهمه أنك عرفت خداعه فإنك إذا فعلت ذلك فقد وفيت الأمر حقه لأنك إنما عاملت الصفة التي ظهر لك فيها والإنسان إنما يعامل الناس لصفاتهم لا لأعيانهم، ألا تراه لو كان صادقاً مخادعاً فعامله بما ظهر منه وهو يسعد بصدقه ويشقى بخداعه فلا تفضحه بخداعه وتجاهل وتصنع له باللون الذي أراه منك وادع له وارحمه عسى اللّه أن يرحمه بك فإذا فعلت ذلك كنت مؤمناً حقاً فالمؤمن غر كريم لأن خلق الإيمان يعطى المعاملة بالظاهر والمنافق خب لئيم أي على نفسه حيث لم يسلك بها طريق نجاتها وسعادتها.
6654 المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا ( صحيح )
( ق ت ن ) عن أبي موسى
الشرح:(1/376)
(المؤمن للمؤمن) اللام فيه للجنس والمراد بعض المؤمنين لبعض (كالبنيان) أي الحائط لا يتقوى في أمر دينه ودنياه إلا بمعرفة أخيه كما أن بعض البنيان يقوى ببعضه (يشد بعضه بعضاً) بيان لوجه التشبيه وبعضاً منصوب بنزع الخافض أو مفعول يشد وتتمته كما في البخاري ثم شبك بين أصابعه أي يشد بعضهم بعضاً مثل هذا الشد فوقع التشبيك تشبيهاً لتعاضد المؤمنين بعضهم ببعض كما أن البنيان الممسك بعضه ببعض يشد بعضه بعضاً وذلك لأن أقواهم لهم ركن وضعيفهم مستند لذلك الركن القوي فإذا والاه قوي بما بباطنه ويعاتبه ذكره الحرالي، وفيه تفضيل الاجتماع على الانفراد ومدح الاتصال على الانفصال فإن البنيان إذا تفاصل بطل وإذا اتصل ثبت الانتفاع به بكل ما يراد منه000
6655 المؤمن مرآة المؤمن ( صحيح ) ( طس الضياء ) عن أنس
الشرح:
أي يبصر من نفسه بما لا يراه بدونه ولا ينظر الإنسان في المرآة إلا وجهه ونفسه ولو أنه جهد كل الجهد أن يرى جرم المرآة لا يراه لأن صورة نفسه حاجبة له، وقال الطيبي: إن المؤمن في إراءة عيب أخيه إليه كالمرأة المجلوة التي تحكي كل ما ارتسم فيها من الصور ولو كان أدنى شيء فالمؤمن إذا نظر إلى أخيه يستشف من وراء حاله تعريفات وتلويحات فإذا ظهر له منه عيب قادح كافحه فإن رجع صادقه، وقال العامري: معناه كن لأخيك كالمرآة تريه محاسن أحواله وتبعثه على الشكر وتمنعه من الكبر وتريه قبائح أموره بلين في خفية تنصحه ولا تفضحه هذا في العامة أما الخواص فمن اجتمع فيه خلائق الإيمان وتكاملت عنده آداب الإسلام ثم تجوهر باطنه عن أخلاق النفس ترقى قلبه إلى ذروة الإحسان فيصير لصفائه كالمرآة إذا نظر إليه المؤمنون رأوا قبائح أحوالهم في صفاء حاله وسوء آدابهم في حسن شمائله.
6656 المؤمن مرآة المؤمن و المؤمن أخو المؤمن يكف عليه ضيعته و يحوطه من ورائه ( حسن ) ( خد د ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/377)
(المؤمن مرآة المؤمن) فأنت مرآة لأخيك يبصر حاله فيك وهو مرآة لك تبصر حالك فيه فإن شهدت في أخيك خيراً فهو لك وإن شهدت غيره فهو لك وكل إنسان مشهده عائد عليه ومن ثم قالوا: من مشهدك يأتيك روح مددك (والمؤمن أخو المؤمن) أي بينه وبينه أخوه ثابتة بسبب الإيمان {إنما المؤمنون إخوة} (يكف عليه ضيعته) أي يجمع عليه معيشته ويضمها له وضيعة الرجل ما منه معاشه (ويحوطه من ورائه) أي يحفظه ويصونه ويذب عنه ويدفع عنه من يغتابه أو يلحق به ضرراً ويعامله بالإحسان بقدر الطاقة والشفقة والنصيحة وغير ذلك قال بعض العارفين: كن رداءاً وقميصاً لأخيك المؤمن وحطه من ورائه واحفظه في نفسه وعرضه وأهله فإنك أخوه بالنص القرآني فاجعله مرآة ترى فيها نفسك فكما يزبل عنك كل أذى تكشفه لك المرآة فأزل عنه كل أذى به عن نفسه.
6657 المؤمن مكفر ( صحيح ) ( ك ) عن سعد
الشرح:
أي مرزء في نفسه وماله ليكفر خطاياه فيلقى اللّه سبحانه وقد خلصت سبيكة إيمانه من خبثها وقيل معناه يصطنع المعروف فلا يشكر.
6658 المؤمن من أمنه الناس على أموالهم و أنفسهم و المهاجر من هجر الخطايا و الذنوب ( صحيح ) ( ه ) عن فضالة بن عبيد
الشرح:
(المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم) يعني المؤمن من حقه أن يكون موصوفاً بذلك (والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب) قالوا: وذا من جوامع الكلم (فائدة) خرج الحكيم الترمذي عن أبي سعيد مرفوعاً: المؤمن في الدنيا على ثلاثة أجزاء {الذين آمنوا باللّه ورسوله لم يرتابوا} والذي يأمنه الناس على أنفسهم وأموالهم والذي إذا أشرف على طمع تركه قال: فالجزء الأول هم الظالمون لأنفسهم ضيعوا العبودية واستوفوا الرزق واكتالوا النعم بالمكيال الأوفى وكالوا الطاعات بكيل الخسر فهم من المطففين والثاني هو المقتصد المقتفي والثالث تركوا الهوى وشهوة النفس فهم المقربون.(1/378)
6659 المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس ( حسن ) ( حم ) عن سهل بن سعد
الشرح:
إشارة إلى أن المؤمن الكامل في نعوت الإيمان الجامع لمكارمه من علم وعمل وتوكل وطمأنينة إلى ربه ومحبة المؤمنين فيه وإقبالهم عليه في أهل الإيمان المتحققين بأخلاق الإيمان بمنزلة الرأس في الجسد (يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس) هذا بيان لوجه الشبه فمن آذى مؤمناً واحداً فكأنما آذى جميع المؤمنين ومن قتل واحداً فكأنما أتلف من الجسد عضواً وآلم جميع أعضاء ذلك الجسد ففرض على أهل الإيمان تعظيمه ورفع محله وحمل مؤونته وحفظ جانبه والتألم لألمه والسرور بسلامته والاستضاءة بنوره إلى غير ذلك وأعضاؤه مع الرأس كالجسد، ونقل العارف الشعراوي عن الخواص أن من ادعى مشاركة المسلمين في همومهم وأمراضهم ورجح ألم بدنه من البلاء النازل عليه على البلاء النازل على غيره فدعواه كمال الإيمان غير صحيحة0000
6660 المؤمن يأكل في معى واحد و الكافر يأكل في سبعة أمعاء (صحيح)
( حم ق ت ه ) عن ابن عمر ( حم م ) عن جابر ( حم ق ) عن أبي هريرة
( م ه ) عن أبي موسى
الشرح:(1/379)
(المؤمن يأكل في معي) بكسر الميم مقصور مصران (واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء) قيل ذا خاص بمعاء رجل قيل هو نضلة الغفاري وقيل غيره فاللام عهدية وقيل عام وهو تمثيل لكون المؤمن يأكل بقدر ما يمسك رمقه ويقوى به على الطاعة فكأنه يأكل في معاء واحد والكافر لشدة حرصه كأنه يأكل في أمعاء كثيرة فالسبعة للتكثير قال القرطبي: وهذا أرجح أو المؤمن يأكل للضرورة والكافر يأكل للشهوة أو المؤمن يقل حرصه وشرهه على الطعام ويبارك له في مأكله ومشربه فيشبع من قليل والكافر شديد الحرص لا يطمح بصره إلا للمطاعم والمشارب كالأنعام فمثل ما بينهما من التفاوت كما بين من يأكل في وعاء ومن يأكل في سبعة وهذا باعتبار الأعم الأغلب ولعلك إن وجدت مسلماً أكولاً ولو فحصت وجدت من الكفار من تفضل نهمته أضعافاً مضاعفة وقيل أراد بالسبعة صفات سبع الحرص والشره وبعد الأمل والطمع وسوء الطبع والحسد وحب السمن وقيل شهوات الطعام سبع شهوة النفس وشهوة العين وشهوة الفم وشهوة الأذن وشهوة الأنف وشهوة الجوع وهي الضرورة وهي التي يأكل بها المؤمن قال بعض الصحابة: وددت لو جعل رزقي في حصاة ألوكها حتى أموت أو المراد المؤمن الكامل الإيمان لأن شدة خوفه وكثرة تفكره تمنعه من استيفاء شهوته أو المؤمن يسمى فلا يشركه الشيطان فيكفيه القليل بخلاف الكافر وقال ابن العربي: السبعة كناية عن الحواس الخمس والشهوة والحاجة وفيه حث على التقلل من الدنيا والزهد والقناعة بما تيسر وقد كان العقلاء في الجاهلية والإسلام يمتدحون بقلة الأكل ويذمون كثرته وقال الغزالي: المعاء كناية عن الشهوة فشهوته سبعة أمثال شهوة المؤمن.
6661 المؤمن يألف و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف ( صحيح )
( حم ) عن سهل بن سعد
الشرح:(1/380)
(المؤمن يألف) لحسن أخلاقه وسهولة طباعه ولين جانبه وفي رواية ألف مألوف والألف اللازم للشيء فالمؤمن يألف الخير وأهله ويألفونه بمناسبة الإيمان قال الطيبي: وقوله المؤمن ألف يحتمل كونه مصدراً على سبيل المبالغة كرجل عدل أو اسم كان أي يكون مكان الألفة ومنتهاها ومنه إنشاؤها وإليه مرجعها (ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف) لضعف إيمانه وعسر أخلاقه وسوء طباعه والألفة سبب للاعتصام باللّه وبحبله وبه يحصل الإجماع بين المسلمين وبضده تحصل النفرة بينهم وإنما تحصل الألفة بتوفيق إلهي لقوله سبحانه {واعتصموا بحبل اللّه جميعاً} إلى قوله {فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً} ومن التآلف ترك المداعاة والاعتذار عند توهم شيء في النفس وترك الجدال والمراء وكثرة المزاح.
6662 المؤمن يألف و يؤلف و لا خير فيمن لا يألف و لا يؤلف و خير الناس أنفعهم للناس ( حسن ) ( قط في الأفراد الضياء ) عن جابر
الشرح:
قال الماوردي: بين به أن الإنسان لا يصلح حاله إلا الألفة الجامعة فإنه مقصود بالأذية محسود بالنعمة فإذا لم يكن ألفاً مألوفاً تختطفه أيدي حاسديه وتحكم فيه أهواء أعاديه فلم تسلم له نعمة ولم تصف له مدة وإذا كان ألفاً مألوفاً انتصر بالألف على أعاديه وامتنع بهم من حساده فسلمت نعمته منهم وصفت مودته بينهم وإن كان صفو الزمان كدراً ويسره عسراً وسلمه خطر والعرب تقول من قل ذل اهـ.
6663 المؤمن يشرب في معى واحد و الكافر يشرب في سبعة أمعاء
( صحيح ) ( حم م ت ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/381)
(المؤمن) وفي رواية المسلم (يشرب في معي واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء) قال أبو حاتم السجستاني: المعاء مذكر ولم أسمع من أثق به يؤنثه، وهذا الحديث يأتي فيه من التوجيه ما ذكر فيما قبله، قال ابن عبد البر: ولا سبيل إلى حمله على ظاهره لأن المشاهدة تدفعه فكم من كافر يكون أقل أكلاً وشرباً من مسلم وعكسه وكم من كافر أسلم فلم يتغير مقدار أكله وشربه، وقيل ليست حقيقة العدد مرادة بل المراد التكثير وأن من شأن المؤمن التقلل من الأكل والشرب لشغله بأسباب العبادة وعلمه بأن مقصود الشرع من الأكل والشرب ما يمسك الرمق ويعين على التعبد والكافر لا يقف مع مقصود الشرع بل هو تابع لشهوته مسترسل في لذته غير خائف من تبعات الحرام فلذلك صار أكل المؤمن إذا نسب إلى أكل الكافر وشربه بقدر السبع منه ولا يلزم منه الاطراد فقد يوجد مؤمن يأكل ويشرب كثيراً لعارض مرض أو نحوه ويكون في الكفار من يأكل قليلاً لمراعاة الصحة على رأي الأطباء أو الرياضة على رأي الرهبان أو لعارض كضعف معدة.
6664 المؤمن يغار و الله أشد غيرا ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
الشرح:
(المؤمن يغار واللّه أشد غيراً) بفتح الغين وسكون الياء وأشرف الناس وأعلاهم همة أشدهم غيرة فالمؤمن الذي يغار في محل الغيرة قد وافق ربه في صفة من صفاته ومن وافقه في صفة منها قادته تلك الصفة بزمامه وأدخلته عليه وأدنته منه وقربته من رحمته ومن الغيرة غيره العلماء لمقام الوراثة وهو مقام العلم وعليه يحمل ما وقع لكثير من العظماء فمن ذلك ما رواه أحمد أن علياً كرم اللّه وجهه دعا على رجل فعمي فوراً ومطرف بن الشخير دعا على من كذب عليه فخر مكانه ميتاً.
6665 المؤمن يموت بعرق الجبين ( صحيح ) ( حم ت ن ه ك ) عن بريدة
الشرح:(1/382)
أي عرق جبينه حال موته علامة إيمانه، لأنه إذا جاءته البشرى مع قبيح ما جاء به خجل واستحيى فعرق جبينه لأن أسافله ماتت وقوة الحياة فيما علا والحياء في العينين وذلك وقت البشرى وانكشاف الغطاء والكافر في عمى عن ذلك وقال ابن العربي: معناه أن المؤمن الذي يهون عليه الموت لا يجد من شدته إلا بقدر ما يفيض جبينه ويتفصد اهـ ويؤيد الأول ما أخرج الحكيم عن سلمان أنه قال عند موته سمعت النبي صلى اللّه عليه وسلم يقول أرقب الميت عند موته ثلاثاً فإن رشح جبينه وذرفت عيناه فهو رحمة نزلت به وإن غط غطيط البكر المخنوق وخمد لونه وأزبد شدقه فهو عذاب.
6666 المؤمنون تكافأ دماؤهم و هم يد على من سواهم و يسعى بذمتهم أدناهم ألا لا يقتل مؤمن بكافر و لا ذو عهد في عهده من أحدث حدثا فعلى نفسه و من أحدث حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ( صحيح ) ( د ن ك ) عن علي
6667 المؤمنون كرجل واحد إن اشتكى رأسه تداعى له سائر الجسد بالحمى و السهر ( صحيح ) ( حم م ) عن النعمان بن بشير
6668 المؤمنون كرجل واحد إن اشتكى رأسه اشتكى كله و إن اشتكى عينه اشتكى كله ( صحيح ) ( حم م ) عن النعمان بن بشير
الشرح:
أفاد تعظيم حقوق المسلمين بعضهم على بعض وحثهم على التراحم والتعاضد في غير إثم ولا مكروه ونصرتهم والذب عنهم وإفشاء السلام عليهم وعيادة مرضاهم وشهود جنائزهم وغير ذلك، وفيه مراعاة حق الأصحاب والخدم والجيران والرفقاء في السفر وكل ما تعلق بهم بسبب حتى الهرة والدجاجة ذكره الزمخشري 000
6669 المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف إن قيد انقاد و إذا أنيخ على صخرة استناخ (حسن) (ابن المبارك)عن مكحول مرسلا(هب)عن ابن عمر
الشرح:(1/383)
(المؤمنون هينون لينون) قال ابن الأعرابي: تخفيفهما للمدح وتثقيلهما للذم، وقال غيره: هما سواء والأصل التثقيل كميت وميت والمراد بالهين سهولته في أمر دنياه ومهمات نفسه أما في أمر دينه فكما قال عمر فصرت في الدين أصلب من الحجر، وقال بعض السلف: الجبل يمكن أن ينحت منه ولا ينحت من دين المؤمن شيء، واللين لين الجانب وسهولة الانقياد إلى الخير والمسامحة في المعاملة (كالجمل) أي كل واحد منهم. قال الزمخشري: ويجوز جعله صفة لمصدر محذوف أي لينون ليناً مثل لين الجمل (الأنف) بفتح الهمزة وكسر النون من أنف البعير إذا اشتكى أنفه من البرة فقد أنف على القصر وروي آنف بالمد. قال الزمخشري: والصحيح الأول اهـ. وبالغ في شرح المصابيح فقال المد خطأ قال ابن الكمال: مدحهم بالسهولة واللين لأنهما من الأخلاق الحسنة على ما نطق به الكتاب المبين {فيما رحمة من اللّه لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك} فإن قلت: من أمثالهم لا تكن رطباً فتعصر ولا يابساً فتكسر، ولهذا قال لقمان لابنه: يا بني لا تكن حلواً فتبلع ولا مراً فتلفظ، ففيه نهي عن اللين فما وجه كونه مدح؟ قلت: لا شبهة في أن خير الأمور أوساطها وقد أطبق العقل والنقل على أن طرفي الإفراط والتفريط في الأفعال والأحوال والأقوال مذموم إنما الممدوح ما في الطبيعة من حالة جبلية مقابلة لغلظ القلب وقساوته وإنما يعبر عنها باللين تسمية لها باسم أثرها وذلك سائغ (إن قيد انقاد وإذا أنيخ على صخرة استناخ) فإن البعير إذا كان أنفاً للوجع الذي به ذلول منقاد إلى طريق سلك به فيه أطاع، والمراد أن المؤمن سهل يقضي حوائج الناس ويخدمهم وشديد الإنقياد للشارع في أوامره ونواهيه وخص ضرب المثل بالجمل لأن الإبل أكثر أموالهم وآخرها. قال في الفائق: والمحذوف من يائي هين لين الأولى وقيل الثانية والكاف مرفوعة المحل على أنها خبر ثالث.(1/384)
6670 الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة و الذي يقرؤه و يتعتع فيه و هو عليه شاق له أجران ( صحيح ) ( ق د ه ) عن عائشة
الشرح:
(الماهر بالقرآن) أي الحاذق به الذي لا يتوقف ولا يشق عليه قراءته لجودة حفظه وإتقانه ورعاية مخارجه بسهولة من المهارة وهي الحذق (مع السفرة) الكتبة جمع سافر من السفر وأصله من الكشف فإن الكاتب يبين ما يكتبه ويوضحه ومنه قيل للكتاب سفر بكسر السين لأنه يكشف الحقائق ويسفر عنها والمراد الملائكة الذين هم حملة اللوح المحفوظ سموا بذلك لأنهم ينقلون الكتب الإلهية المنزلة إلى الأنبياء منه كأنهم يستنسخونها وقيل لأنهم يسافرون إلى الناس برسالات اللّه (الكرام) جمع كريم (البررة) أي المطيعون جمع بار بمعنى محسن ومعنى كونه رفيقاً لهم أنه أحل مقامهم وأنزل منازلهم الرفيعة وأسكن مقاماتهم العالية من جوار الحق تعالى {إن المتقين في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر} على قوة هذه الحالة تقول {إنا للّه وإنا إليه راجعون} وقيل معناه كونه عاملاً بعملهم بل أفضل فقد جاء في بعض الطرق أن الملائكة لم يعطوا فضيلة حفظ القرآن وأنهم حريصون على استماعه من بني آدم فأعظم بها من صفة شريفة وأي شيء أعظم من كلام رب العالمين الذي منه بدأ وإليه يعود؟ وقال القاضي: الماهر بالقرآن حافظ له أمين عليه يؤديه إلى المؤمنين يكشف لهم ما يلتبس عليهم معدود من عداد السفرة فإنهم الحاملون لأصله الحافظون له ينزلون به على أنبياء اللّه ورسله ويؤدون إليهم ألفاظه ويكشفون معانيه (والذي يقرؤه ويتعتع) أي يتوقف في تلاوته والتعتعة في الكلام التردد فيه لحصر أو عي أو ضعف حفظ (وهو عليه) أي والحال أن القرآن على ذلك القارئ (شاق له أجران) أي أجر بقراءته وأجر بمشقته ولا يلزم من ذلك أفضلية المتتعتع على الماهر لأن كون الماهر مع السفرة أفضل من حصول أجرين بل الآجر الواحد قد يفضل أجوراً كثيرة.(1/385)
6671 المتباريان لا يجابان و لا يؤكل طعامهما (صحيح) (هب)أبي هريرة
الشرح:
(المتباريان) أي المتعارضان بفعلهما في الطعام ليميز أيهما يغلب (لا يجابان ولا يؤكل طعامهما) تنزيهاً فتكره إجابتهما وأكله لما فيه من المباهاة والرياء ولهذا دعي بعض العلماء لوليمة فلم يجب فقيل له: كان السلف يجيبون قال: كانوا يدعون للمؤاخاة والمؤاساة وأنتم تدعون للمباهاة والمكافأة.
6672 المتبايعان بالخيار ما لم يتفرقا إلا أن تكون صفقة خيار و لا يحل له أن يفارق صاحبه خشية أن يستقيله ( صحيح ) ( د ن ) عن ابن عمرو
6673 المتبايعان بالخيار ما لم يتفرقا إلا أن يكون البيع كان عن خيار فإن كان البيع عن خيار فقد وجب البيع ( صحيح ) ( ن ) عن ابن عمر
6674 المتبايعان كل واحد منهما بالخيار على صاحبه ما لم يتفرقا إلا بيع الخيار ( صحيح ) ( ق د ن ) عن ابن عمر
6675 المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور ( صحيح )
( حم ق د ) عن أسماء بنت أبي بكر ( م ) عن عائشة
الشرح:(1/386)
(المتشبع بما لم يعط) بالبناء للمجهول وفي رواية للعسكري بما لم ينل وأصل المتشبع الذي يظهر أنه شبعان وليس بشبعان ومعناه هنا كما قاله النووي وغيره أنه يظهر أنه حصل له فضيلة وليست بحاصلة (كلابس ثوبي زور) أي ذي زور وهو من يزور على الناس فيلبس لباس ذوي التقشف ويتزيى بزي أهل الزهد والصلاح والعلم وليس هو بتلك الصفة، وأضاف الثوبين إلى الزور لأنهما لبسا لأجله وثنى باعتبار الرداء والإزار يعني أن المتحلي بما ليس له كمن لبس ثوبين من الزور فارتدى بأحدهما وتأزر بالآخرة ذكره القاضي تلخيصاً من قول الزمخشري المتشبع بموحدة على معنيين أحدهما المتكلف إسرافاً في الأكل وزيادة على الشبع، الثاني المشبعة بالشبعان وليس به وبهذا المعنى استعير للمتحلي بفضيلة وليس من أهلها ومشبه بلابس ثوبي زور أي ذي زور وهو من يزور على الناس بأن تزيى بزي أهل الزهد رياء وأضاف الثوبين إلى الزور لكونهما ملبوسين لأجله فقد اختصا به اختصاصاً يسوغ إضافتهما إليه وأراد أن المتحلي كمن لبس ثوبين من الزور ارتدى بأحدهما وائتزر بالآخر اهـ. وهو بمعنى قول بعضهم هو الذي يلبس ثياب الزهاد وباطنه مملوء بالفساد وكل منهما زور أي مخالف بالنسبة للآخر أو من يصل بكمية كمين ليرى أنه لابس قميصين أو من يلبس ثوبين لغيره موهماً أنهما له قال القرطبي: وكيف كان يتحصل منه أن تشبع المرأة على ضرتها بما لم يعطها زوجها حرام لأنه تشبه بمحرم قال في المطامح: وذا من بديع التشبيه وبليغه ومنه أخذ أنه ينبغي للعالم أن لا ينتصب للتدريس والإفادة حتى يتمكن من الأهلية ولا يذكر الدرس من علم لا يعرفه سواء شرط الواقف أم لا فإنه لعب في الدين وإزراء به قال الشبلي: من تصدر قبل أوانه فقد تصدى لهوانه.
6676 المتمسك بسنتي عند اختلاف أمتي كالقابض على الجمر ( حسن )
( الحكيم ) عن ابن مسعود
الشرح:(1/387)
(المتمسك بسنتي) التي هي شقيقة القرآن والوحي الثاني (عند اختلاف أمّتي كالقابض على الجمر) لأنه إذا عارض من تمكن من الرياسة ونفاذ قولهم عند الخلق فقد بارزهم بالمحاربة لسعيه في هتك سترهم وكشف عوراتهم وإبانة كذبهم وحط رئاستهم وذلك أعظم من القبض على النار إذ هو أعظم من محاربة الكفار فإن الكافر قد تعاون القلب والأركان على هلاكه وأولئك الفساق حرمة الإيمان معهم فيحتاج إلى التأني في أمورهم وملاطفتهم وأخذهم بالأخف فالأخف ومقاساة ذلك أشق من قبض الجمر لأن الجمر يحرق اليد وهذا يحرق القلب والكبد، وقد وقع للسبكي أنه دخل على بعض الأمراء وعليه خلعة من حرير فأخذ يلاطفه ويداعبه إلى أن قال له في أثناء المباسطة يا أمير لبس الصوف الغالي العالي أحسن منظراً عندي من هذا وأكثر رونقاً وطلاوة ومع ذلك يحل وذا يحرم فاستحسن الأمير كلامه وخلع الخلعة بطيب نفس فلما خرج وجد أعداؤه من طائفته فرصة فانتهزوها وقالوا: يا أمير ما قصد إلا الطعن عليك والتعريض بأنك تفعل المحرم فأدّى ذلك إلى عزله من منصبه وأوذي كثيراً، وبين بهذا الخبر أن المؤمن في آخر الزمان لا بد أنه يصيبه من الأذى على إيمانه ما أصاب الصدر الأول فإذا وجد في أهل هذا الزمن الأخير هذه الخصال التي كانت في أوائلهم جاز أن يساويهم في الخيرية فيكونوا فيها كهم ويكون المراد بخبر خير الناس قرني الخصوص في قوم منهم لا جميعهم ومعلوم أن قرنه كان منهم أبو جهل ومسيلمة وأضرابهما، ذكره في بحر الفوائد.
6677 المتوفى عنها زوجها لا تلبس المعصفر من الثياب و لا الممشقة و لا الحلي و لا تختضب و لا تكتحل ( صحيح ) ( م ن ) عن أم سلمة
6678 المجالس بالأمانة ( حسن ) ( خط ) عن علي
الشرح:(1/388)
أي لا يشيع حديث جليسه إلا فيما يحرم ستره من الإضرار بالمسلمين ولا يبطن غير ما يظهر، ذكره جمال الإسلام أبو بكر محمد العامري الواعظ البغدادي في شرح الشهاب، قال: وفيه إشارة إلى مجالسة أهل الأمانة وتجنب أهل الخيانة اهـ. وقال العسكري: أراد المصطفى صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم أن الرجل يجلس إلى القوم فيخوضون في حديث وربما كان فيه ما يكرهون فيأمنونه على سرهم فذلك الحديث كالأمانة عنده فمن أظهره فهو قتات وقال ابن الأثير: هذا ندب إلى ترك إعادة ما يجري في المجلس من قول أو فعل فكان ذلك أمانة عند من سمعه أو رآه والأمانة تقع على الطاعة والعبادة والوديعة والثقة والأمان وقد جاء في كل منها حديث.
6679 المجاهد من جاهد نفسه في الله ( صحيح )
( ت حب ) عن فضالة بن عبيد
الشرح:
زاد في رواية في اللّه أي فهو نفسه الأمارة بالسوء على ما فيه رضا اللّه من فعل الطاعات وتجنب المخالفات وجهادها أصل جهاد العدو الخارج فإنه ما لم يجاهد نفسه لتفعل ما أمرت به وتترك ما نهيت عنه لم يمكنه جهاد العدو الخارج وكيف يمكنه جهاد عدوه وعدوه الذي بين جنبيه قاهر له متسلط عليه؟ وما لم يجاهد نفسه على الخروج لعدوه لا يمكنه الخروج000 6680 المحرمة لا تنتقب و لا تلبس القفازين ( صحيح )( د ) عن ابن عمر
الشرح:
(المحرمة لا تنتقب) بنقاب بكسر النون فلها ستر رأسها وسائر بدنها إلا الوجه فيحرم ستر شيء منه بنقاب أو غيره عند الشافعية (و لا تلبس القفازين) بقاف مضمومة ففاء مشددة ثوب على اليدين يحشى بنحو قطن وأفاد تحريم لبسهما وهو مذهب الجمهور.
6681 المختلعات هن المنافقات ( صحيح ) ( ت ) عن ثوبان
الشرح:(1/389)
(المختلعات) زاد في رواية أحمد والنسائي والمنتزعات والمراد كما قال الطيبي: ينزعن أنفسهن من أزواجهن وينشزن عليهم (هن المنافقات) أي اللاتي يطلبن الخلع والطلاق من أزواجهن لغير عذر هنّ منافقات نفاقاً عملياً. قال ابن العربي: الغالب من النساء قلة الرضا والصبر فهن ينشزن على الرجال ويكفون العشير فلذلك سماهن منافقات والنفاق كفران العشير قال في الفردوس: وقيل إنهن اللاتي يخالعن أزواجهن من غير مضارة منهم. (تتمة) نقل ابن عبد البر عن مالك أن المختلعة هي التي اختلعت من جميع مالها، والمفتدية من افتدت ببعضه والمبارية من بارت زوجها قبل الدخول قال: وقد يستعمل بعض ذلك موضع بعض.
6682 المدعى عليه أولى باليمين إلا أن تقوم عليه البينة ( صحيح )
( هق ) عن ابن عمرو
الشرح:
(المدعى عليه) إذا أنكر (أولى باليمين إلا أن تقوم عليه بينة) فإنه يعمل بها والبينة على المدعي واليمين على من أنكر وهذا في غير القسامة فأما فيها فإنها في جانب المدعي على ما مر.
6683 المدينة حرام ما بين عير إلى ثور فمن أحدث فيها حدثا أو آوى فيها محدثا فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا و لا عدلا و ذمة المسلمين واحدة يسعى بها أدناهم فمن أخفر مسلما فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا و لا عدلا و من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا و لا عدلا
( صحيح ) ( حم ق د ت ) عن علي ( م ) عن أبي هريرة
6684 المدينة حرام ما بين عير إلى ثور لا يختلى خلاها و لا ينفر صيدها و لا تلتقط لقطتها إلا لمن أشاد بها و لا يصلح لرجل أن يحمل فيها سلاحا لقتال و لا يصلح أن يقطع منها شجرة إلا أن يعلف رجل بعيره ( صحيح )
( د ) عن علي(1/390)
6685 المدينة حرام من كذا إلى كذا لا يقطع شجرها و لا يحدث فيها حدث من أحدث فيها حدثا أو آوى محدثا فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا و لا عدلا ( صحيح )
( حم ق ) عن أنس
6686 المدينة حرم آمن ( صحيح ) ( أبو عوانة ) عن سهل بن حنيف
الشرح:
قال القرطبي: روي بمدة بعد الهمزة وكسر الميم على النعت لحرم أي من أن يعزوه قريش أو من الدجال أو الطاعون أو يأمن صيدها وشجرها وروي بغير مد وسكون مصدر أي ذات أمن فهي ثانية الحرمين المشاركة لمكة في التفضيل والتكريم 0000
6687 المراء في القرآن كفر ( صحيح ) ( د ك ) عن أبي هريرة
الشرح:
(المراء) أي الشك في كونه كلام اللّه (كفر) أو المراد الخوض فيه بأنه محدث أو قديم والمجادلة في الآي المتشابهة المؤدي ذلك إلى الجحود والفتن وإراقة الدماء فسماه باسم ما يخاف عاقبته وهو قريب من قول القاضي: أراد بالمراء التدارؤ وهو أن يروم تكذيب القرآن بالقرآن ليدفع بعضه ببعض فيتطرق إليه قدح وطعن ومن حق الناظر في القرآن أن يجتهد في التوفيق بين الآيات والجمع بين المختلفات ما أمكنه فإن القرآن يصدق بعضه بعضاً فإن أشكل عليه شيء من ذلك ولم يتيسر له التوفيق فليعتقد أنه من سوء فهمه وليكله إلى عالمه وهو اللّه ورسوله {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى اللّه والرسول} اهـ. وقال بعضهم: المراء في القرآن إن أدى إلى اعتقاد تناقض حقيقي فيه أو اختلال في نظمه فهو كفر حقيقي وقيل: أراد إنكار قراءة من السبع فإذا قال هذه ليست من القرآن فقد أنكر القرآن وهو كفر قال الحرالي: والامتراء مجادلة تستخرج السوء من خبيئة المجادل.
6688 المرء في صلاة ما انتظرها ( صحيح ) ( عبد بن حميد ) عن جابر
الشرح:
(المرء) مثلث الميم الرجل أو الإنسان كما في القاموس (في صلاة ما انتظرها) أي مدة انتظاره وإقامتها في المسجد فحكمه حكم ما هو داخل الصلاة في حصول الثواب على ذلك.(1/391)
6689 المرء مع من أحب (صحيح) (حم ق 3)عن أنس(ق)عن ابن مسعود
الشرح:
طبعاً وعقلاً وجزاءاً ومحلاً فكل مهتم بشيء فهو منجذب إليه وإلى أهله بطبعه شاء أم أبى وكل امرئ يصبو إلى مناسبه رضي أم سخط، فالنفوس العلوية تنجذب بذواتها وهممها وعملها إلى أعلى والنفوس الدنية تنجذب بذواتها إلى أسفل ومن أراد أن يعلم هل هو مع الرفيق الأعلى أو الأسفل فلينظر أين هو؟ ومع من هو في هذا العالم؟ فإن الروح إذا فارقت البدن تكون مع الرفيق الذي كانت تنجذب إليه في الدنيا فهو أولى بها فمن أحب اللّه فهو معه في الدنيا والآخرة إن تكلم فباللّه وإن نطق فمن اللّه وإن تحرك فبأمر اللّه وإن سكت فمع اللّه فهو باللّه وللّه ومع اللّه واتفقوا على أن المحبة لا تصح إلا بتوحد المحبوب وأن من ادعى محبته ثم لم يحفظ حدوده فليس بصادق وقيل المراد هنا من أحب قوماً بإخلاص فهو في زمرتهم وإن لم يعمل عملهم لثبوت التقارب مع قلوبهم قال أنس: ما فرح المسلمون بشيء فرحهم بهذا الحديث. وفي ضمنه حث على حب الأخيار رجاء اللحاق بهم في دار القرار والخلاص من النار والقرب من الجبار والترغيب في الحب في اللّه والترهيب من التباغض بين المسلمين لأن من لازمها فوات هذه المعية وفيه رمز إلى أن التحابب بين الكفار ينتج لهم المعية في النار وبئس القرار {قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار}.
6690 المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان ( صحيح )
( ت ) عن ابن مسعود
الشرح:(1/392)
(المرأة عورة) أي هي موصوفة بهذه الصفة ومن هذه صفته فحقه أن يستر والمعنى أنه يستقبح تبرزها وظهورها للرجل والعورة سوأة الإنسان وكل ما يستحي منه؟ كنى بها عن وجوب الاستتار في حقها قال ابن الكمال: فلا حاجة إلى أن يقال هو خبر بمعنى الأمر قال في الصحاح: والعورة كل خلل يتخوف منه وقال القاضي: العورة كل ما يستحى من إظهاره وأصلها من العار وهو المذمة (فإذا خرجت) من خدرها (استشرفها الشيطان) يعني رفع البصر إليها ليغويها أو يغوي بها فيوقع أحدهما أو كلاهما في الفتنة أو المراد شيطان الإنس سماه به على التشبيه بمعنى أن أهل الفسق إذا رأوها بارزة طمحوا بأبصارهم نحوها والاستشراف فعلهم لكن أسند إلى الشيطان لما أشرب في قلوبهم من الفجور ففعلوا ما فعلوا بإغوائه وتسويله وكونه الباعث عليه ذكره القاضي، وقال الطيبي: هذا كله خارج عن المقصود والمعنى المتبادر أنها ما دامت في خدرها لم يطمع الشيطان فيها وفي إغواء الناس فإذا خرجت طمع وأطمع لأنها حبائله وأعظم فخوخه وأصل الاستشراف وضع الكف فوق الحاجب ورفع الرأس للنظر.
6691المرأة لآخر أزواجها(صحيح)(طب)عن أبي الدرداء(خط)عن عائشة
الشرح:
(المرأة) في الجنة تكون (لآخر أزواجها) في الدنيا قال البيهقي: فلذا حرم على أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة اهـ قال بعضهم : وإنما كانت لآخرهم لأنها تركت الزوج ولم يتركها هو ولا يعارضه خبر أنه سئل عن المرأة يموت زوجها فتتزوج آخر ثم يموت فلمن هي؟ قال : لأحسنهما خلقاً كان معها لأن المراد به من فرق بينهما الطلاق لا الموت لأنه إذا وقع على غير بأس فهو لسوء الخلق 00
6692 المزدلفة كلها موقف ( صحيح ) ( ن ) عن جابر
6693 المزر كله حرام (أبيضه و أحمره و أسوده و أخضره) ( صحيح ) ( طب ) عن ابن عباس
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 5929(1/393)
6694 المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك و الاستغفار أن تشير بأصبع واحدة و الابتهال تمد يديك جميعا ( صحيح ) ( د ) عن ابن عباس
6695 المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه فمن شاء أبقى على وجهه و من شاء ترك إلا أن يسأل الرجل ذا سلطان أو في أمر لا يجد منه بدا
( صحيح ) ( حم د حب ) عن سمرة
6696 المستبان شيطانان يتهاتران و يتكاذبان ( صحيح )
( حم خد ) عن عياض بن حمار
الشرح:
أي كل منهما يتسقط صاحبه وينتقصه من الهتر وهو الباطل من القول ذكره الزمخشري. وقال ابن الأثير: أي يتقاولان ويتقابحان في القول من الهتر بالكسر الباطل والسقط من الكلام وفيه كما قال الغزالي: أنه لا يجوز مقابلة السب بالسب وكذا سائر المعاصي وإنما القصاص والغرامة على ما ورد به الشرع قال: وقال قوم تجوز المقابلة فيما لا كذب فيه ونهيه عن التعيير بمثله نهي تنزيه والأفضل تركه لكنه لا يعصى.
6697 المستبان ما قالا فعلى البادئ منهما حتى يعتدي المظلوم ( صحيح )
( حم م د ت ) عن أبي هريرة
الشرح:
(المستبان) أي الذي يسب كل منهما الآخر (ما قالا) أي إثم ما قالاه من السب والشتم (فعلى البادئ منهما) لأنه السبب لتلك المخاصمة فللمسبوب أن ينتصر ويسبه بما ليس بقذف ولا كذب كيا ظالم ولا يأثم {ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل} والعفو أفضل فإن قيل: إذا لم يسكت المسبوب ويرى البادئ من ظلمه بوقوع التقاص فكيف صح أن يقدر فيه إثم ما قالا قلنا: إضافته بمعنى في والمعنى إثم كائن فيما قالاه وإثم الابتداء على البادئ ويستمر هذا الحكم (حتى يعتدي المظلوم) أي يتعدى الحد في السب فلا يكون الإثم على البادئ فقط بل عليهما، وقيل المراد أنه يحصل إثم ما قالا وللبادئ أكثر من المظلوم ما لم يتعد فيربو إثم المظلوم وقيل: المعنى أنه إذا سبه فرد عليه كان كفافاً، فإن زاد بالغضب والتعصب لنفسه كان ظالماً وكان كل منهما فاسقاً.(1/394)
6698 المستحاضة تدع الصلاة أيام أقرائها ثم تغتسل و تصلي و الوضوء عند كل صلاة ( صحيح ) ( 4 ) عن دينار
6699 المستحاضة تغتسل من قرء إلى قرء (صحيح)(طس)عن ابن عمرو
الشرح:
(المستحاضة) وهي التي حدثها دائم (تغتسل من قرء إلى قرء) لكن يلزمها تجديد الوضوء لكل فرض وغسل الفرج وتعصيبه.
6700 المستشار مؤتمن ( صحيح )
( 4 ) عن أبي هريرة ( ت ) عن أم سلمة ( ه ) عن ابن مسعود
الشرح:
أي أمين على ما استشير فيه فمن أفضى إلى أخيه بسره وأمنه على نفسه فقد جعله بمحلها فيجب عليه أن لا يشير عليه إلا بما يراه صواباً فإنه كالإمامة للرجل الذي لا يأمن على إيداع ماله إلا ثقة والسر قد يكون في إذاعته تلف النفس أولى بأن لا يجعل إلا عند موثوق به وفيه حث على ما يحصل به معظم الدين وهو النصح للّه ورسوله وعامة المسلمين وبه يحصل التحابب والإئتلاف وبضده يكون التباغض والاختلاف (تنبيه) قال بعض الكاملين: يحتاج الناصح والمشير إلى علم كبير كثير فإنه يحتاج أولاً إلى علم الشريعة وهو العلم العام المتضمن لأحوال الناس وعلم الزمان وعلم المكان وعلم الترجيح إذا تقابلت هذه الأمور فيكون ما يصلح الزمان يفسد الحال أو المكان وهكذا فينظر في الترجيح فيفعل بحسب الأرجح عنده، مثاله أن يضيق الزمن عن فعل أمرين اقتضاهما الحال فيشير بأهمهما وإذا عرف من حال إنسان بالمخالفة وأنه إذا أرشده لشيء فعل ضده يشير عليه بما لا ينبغي ليفعل ما ينبغي وهذا يسمى علم السياسة فإنه يسوس بذلك النفوس الجموحة الشاردة عن طريق مصالحها فلذلك قالوا يحتاج المشير والناصح إلى علم وعقل وفكر صحيح ورؤية حسنة واعتدال مزاج وتؤدة وتأنّ فإن لم تجمع هذه الخصال فخطأه أسرع من إصابته فلا يشير ولا ينصح قالوا: وما في مكارم الأخلاق أدق ولا أخفى ولا أعظم من النصيحة.
6701 المسجد الذي أسس على التقوى مسجدي هذا ( صحيح )
( م ت ) عن أبي سعيد ( حم ك ) عن أبي
الشرح:(1/395)
(المسجد الذي أسس على التقوى) المذكور في قوله تعالى {لمسجد أسس على التقوى من أول يوم} الآية هو (مسجدي هذا) مسجد المدينة، وبهذا أخذ مالك كما في العتبية عنه، وفي خبر آخر أنه مسجد قباء، ومال ابن كثير إلى ترجيح الأخذ به لكثرة أحاديثه قال: ولا ينافيه هذا الخبر لأنه إذا كان مسجد قباء أسس على التقوى فمسجده أولى وقال زين الحفاظ العراقي في شرح الترمذي: الأصح أنه مسجد المدينة خلافاً لابن العربي قال: وقد صح القول به عن جمع لا يحصون فهم أولى من العمل بحديث قباء، وأطال في تقرير ذلك قال: ويمكن أن يقال إن المسجد الموصوف لكونه أسس على التقوى يصدق على كل منهما وعين المصطفى صلى اللّه عليه وسلم مسجد المدينة لفضله على مسجد قباء.
6702 المسجد بيت كل مؤمن ( حسن ) ( حل ) عن سلمان
6703 المسك أطيب الطيب ( صحيح ) ( م ت ) عن أبي سعيد
الشرح:
(المسك) بالكسر معروف (أطيب الطيب) قال في المطامح: يجوز كونه حكماً شرعياً وكونه إخبارياً عادياً.
6704 المسلم أخو المسلم ( صحيح ) ( د ) عن سويد بن حنظلة
الشرح:
(المسلم) حراً كان أو قناً بالغاً أو صبياً (أخو المسلم) أي يجمعهما دين واحد {إنما المؤمنون إخوة} فهم كالأخوة الحقيقية وهي أن يجمع الشخصين ولادة من صلب أو رحم أو منهما بل الأخوة الدينية أعظم من الحقيقة لأن ثمرة هذه دنيوية وتلك أخروية.
6705 المسلم أخو المسلم و لا يحل لمسلم باع من أخيه بيعا فيه عيب إلا بينه له ( صحيح ) ( حم ه ك ) عن عقبة بن عامر
6706 المسلم أخو المسلم لا يخونه و لا يكذبه و لا يخذله كل المسلم على المسلم حرام عرضه و ماله و دمه التقوى هاهنا - و أشار إلى القلب - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم (صحيح) (ت)عن أبي هريرة(1/396)
6707 المسلم أخو المسلم لا يظلمه و لا يسلمه و من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته و من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة و من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة ( صحيح )
( حم ق 3 ) عن ابن عمر
6708 المسلم إذا سئل في القبر يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله فذلك قوله تعالى: ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة ) ( صحيح ) ( حم ق 4 ) عن البراء
6709 المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده ( صحيح ) ( م ) عن جابر
الشرح:
(المسلم) الكامل في الإسلام، قال ابن الكمال: ولا يلزم منه أن من اتصف بما يأتي فقط يكون كاملاً لأن المراد بذلك مع رعاية بقية الأركان (من) أي إنسان أتى بأركان الدين و (سلم المسلمون) وغيرهم من أهل الذمة فالتقييد غالبي كالتعبير بجمع المذكر (من لسانه ويده) خصا بالذكر لأن الأذى بهما أغلب وقدم اللسان لأكثرية الأذى به ولكونه المعبر عما في الضمير وعبر به دون القول ليشمل من أخرج لسانه استهزاء وباليد دون بقية الجوارح ليدخل اليد المعنوية كالاستيلاء على حق الغير ظلماً وأما إقامة الحد والتعزير فبالنظر إلى المقصود الشرعي إصلاح ولو مآلاً لا أبداً00000
6710 المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده و المؤمن من أمنه الناس على دمائهم و أموالهم ( صحيح )
( حم ت ن ك حب ) عن أبي هريرة ( طب ) عن واثلة
الشرح:(1/397)
(المسلم) الكامل قال الكمال: نحو زيد الرجل أي الكامل في الرجولية، وقال الطيبي: التعريف في المسلم والمؤمن للجنس (من سلم المسلمون من لسانه ويده) بأن لا يتعرض لهم بما حرم من دمائهم وأموالهم وأعراضهم قدم اللسان لأن التعرض به أسرع وقوعاً وأكثر وخص اليد لأن معظم مزاولة الأفعال بها لا يقال إذا سلم المسلمون منه يلزم أن يكون مسلماً كاملاً وإن لم يأت بأركان الإسلام المبني عليها لأنا نقول هذا ورد على سبيل المبالغة تعظيماً لترك الإيذاء كأن ترك الإيذاء هو نفس الإسلام الكامل وهو محصور فيه على سبيل الإدعاء للمبالغة (والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم) يعني ائتمنوه وجعلوه أميناً عليها لكونه مجرباً مختبراً في حفظها وعدم الخيانة فيها قال الطيبي: وذكر المسلم والمؤمن بمعنى واحد تأكيداً وتقريراً لكنه لم يذكر في الثانية ما يدل على ما يثمر اللسان من البذاء أو البهتان لأن آفة اللسان ظاهرة وآفة اليد مفتقرة إلى البيان قال القاضي: فمن لم يراع حكم اللّه في ذمام المسلمين والكف عنهم لم يكمل إسلامه ومن لم يكن له جاذبة نفسانية إلى رعاية حق الحق وملازمة العدل بينه وبينهم فلعله لا يراعى ما بينه وبين ربه فيخل بإيمانه.
6711 المسلم من سلم المسلمون من لسانه و يده و المهاجر من هجر ما نهى الله عنه ( صحيح ) ( خ د ن ) عن ابن عمرو
الشرح:(1/398)
(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) فإيذاء المسلم من نقصان الإسلام والإيذاء ضربان ضرب ظاهر بالجوارح كأخذ المال بنحو سرقة أو نهب وضرب باطن كالحسد والغل والبغض والحقد والكبر وسوء الظن والقسوة ونحو ذلك فكله مضر بالمسلم مؤذ له، وقد أمر الشرع بكف النوعين من الإيذاء وهلك بذلك خلق كثير (والمهاجر) أي هجرة تامة فاضلة (من هجر) أي ترك (ما نهى اللّه عنه) أي ليس المهاجر حقيقة من هاجر من بلاد الكفر بل من هجر نفسه وأكرهها على الطاعة وحملها تجنب المنهي لأن النفس أشد عداوة من الكافر لقربها وملازمتها وحرصها على منع الخير فالمجاهد الحقيقي من جاهد نفسه واتبع سنة نبيه واقتفى طريقه في أقواله وأفعاله على اختلاف أحواله بحيث لا يكون له حركة ولا سكون إلا على السنة وهذه الهجرة العليا لثبوت فضلها على الدوام قال الخطابي: أراد به أن أفضل المسلمين من جمع إلى أداء حق المسلمين وإثبات اسم الشيء على معنى إثبات الكمال له مستفيض في كلامهم وقيل: أراد بيان علامة المسلم التي يستدل بها على إسلامه وهي سلامة المسلمين من لسانه ويده كما ذكر مثله في علامة المنافق أو أراد الإشارة إلى حسن معاملة العبد مع ربه لأنه إذا أحسن معاملة إخوانه فأولى أن يحسن معاملة ربه فهو تنبيه بالأولى على الأولى فكأنه يقول للمهاجرين لا تتكلموا على مجرد التحول من داركم فإن الشأن إنما هو في امتثال أوامر الشرع ونواهيه فاشتملت هاتان الجملتان على جوامع من معاني الحكم والأحكام.
6712 المسلمون تتكافأ دماؤهم يسعى بذمتهم أدناهم و يجير عليهم أقصاهم و هم يد على من سواهم يرد مشدهم على مضعفهم و مسرعهم على قاعدهم لا يقتل مؤمن بكافر و لا ذو عهد في عهده ( حسن ) ( د ه ) عن ابن عمرو
6713 المسلمون شركاء في ثلاثة: في الكلأ و الماء و النار ( صحيح )
( حم د ) عن رجل
الشرح:(1/399)
(المسلمون شركاء في ثلاث) من الخصال قال البيضاوي: لما كان الأسماء الثلاثة في معنى الجمع انتهى بهذا الاعتبار فقال في ثلاث (في الكلأ) الذي ينبت في الموات فلا يختص به أحد (والماء) أي ماء السماء والعيون والأنهار التي لا مالك لها (والنار) يعني الحطب الذي يحتطبه الناس من الشجر المباح فيوقدونه أو الحجارة التي توري النار ويقدح بها إذا كانت في موات أو هو على ظاهره، قال البيضاوي: المراد من الاشتراك في النار أنه لا يمنع من الإستصباح منها والإستضاءة بضوئها لكن للموقد أن يمنع أخذ جذوة منها لأنه ينتقصها ويؤدي إلى إطفائها.
6714 المسلمون على شروطهم ( صحيح ) ( د ك ) عن أبي هريرة
الشرح:
الجائزة شرعاً أي ثابتون عليها واقفون عندها وفي التعبير بعلى إشارة إلى علو مرتبتهم وفي وصفهم بالإسلام ما يقتضي الوفاء بالشرط ويحث عليه.
6715 المسلمون عند شروطهم فيما أحل(صحيح)(طب)عن رافع بن خديج
الشرح:
بخلاف ما حرم فلا يجب بل لا يجوز الوفاء به.
6716 المسلمون عند شروطهم ما وافق الحق من ذلك ( صحيح )
( ك ) عن أنس وعن عائشة
الشرح:
(المسلمون) ووقع في الرافعي المؤمنون قال ابن حجر: والذي في جميع الروايات المسلمون (عند شروطهم ما وافق الحق من ذلك) يعني ما وافق منها كتاب اللّه لخبر كل شرط ليس في كتاب اللّه فهو باطل، أي كشرط نصر نحو ظالم وباغ وشن غارة على المسلمين ونحوها من الشروط الباطلة.
6717 المصائب و الأمراض و الأحزان في الدنيا جزاء ( صحيح )
( ص حل ) عن مسروق مرسلا
الشرح:
لما اقترفه الإنسان في دار الهوان {وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم}.
6718 المطلقة ثلاثا ليس لها سكنى و لا نفقة ( صحيح )
( ن ) عن فاطمة بنت قيس
الشرح:(1/400)
(ثلاثاً ليس لها) على المطلق (سكنى ولا نفقة) في مدة العدة وعلله في بعض طرق الحديث بأنهما إنما يجبان عليه ما كانت له عليها رجعة وإليه ذهب الجمهور وأجابوا عن قول عمر لا ندع كتاب اللّه وسنة نبيه لقول امرأة لا ندري أحفظت أم نسيت بأن قول الشارع مقدم على قول الصحابي.
6719 المعتدي في الصدقة كمانعها ( صحيح ) ( حم د ت ه ) عن أنس
الشرح:
(المعتدي) وفي رواية للقضاعي المتعدي ولعله تصحيف (في الصدقة) بأن يعطيها غير مستحقها أو لكون الآخذ يتواضع له أو يخدمه أو يثني عليه (كمانعها) في بقائها في ذمته أو في أنه لا ثواب له لأنه لم يخرجها مخلصاً للّه أو معناه أن العامل المتعدي في الصدقة يأخذ أكثر مما يجب والمانع الذي يمنع أداء الواجب كلاهما في الوزر سواء وقيل أراد أن الساعي إذا أخذ خيار المال ربما منعه في العام القابل فيكون سببه فهما في الإثم سيان وقال البغوي: معناه على المعتدي في الصدقة من الإثم ما على مانعها فلا يحل للمالك كتم شيء من المال وإن تعدى الساعي قال الطيبي: يريد أن المشبه به في الحديث ليس بمطلق بل مقيد بقيد استمرار المنع فإذا فقد القيد فقد التشبيه.
6720 المغرب وتر النهار فأوتروا صلاة الليل(صحيح)(طب)عن ابن عمر
الشرح:
أطلق كونها وتراً لقربها منه وإلا فصلاة المغرب ليلية جهرية، وفيه إشارة إلى أن أول وقتها يقع أول ما تغرب الشمس (فأوتروا صلاة الليل) أي ندباً لا وجوباً بدليل خبر هل عليّ غيرها قال: لا إلا أن تطوع.
6721 المقام المحمود الشفاعة ( صحيح ) ( حل هب ) عن أبي هريرة
الشرح:
(المقام المحمود) الموعود به النبي صلى اللّه عليه وسلم هو (الشفاعة) في فصل القضاء يوم القيامة ووراء ذلك أقوال هذا الحديث يردها.
6722 المكاتب عبد ما بقي عليه من كتابته درهم (حسن) (د هق)ابن عمرو
الشرح:(1/401)
(المكاتب عبد) أي في أكثر الأحكام كشهادته وإرثه وحده وجناية له أو لغيره فلا يحملها قرابته ولا عاقلة سيده وليس كالعبد في أن سيده يبيعه ويأخذ كسبه ذكره الرافعي (ما بقي) بكسر القاف لغة القرآن (من كتابته) أي من نجومها (درهم) فلا يعتق منه بقدر ما أدى وهو قول الجمهور قاطبة ويؤيده قصة بريرة ومخالفة بعض السلف مؤولة وفيه جواز بيع المكاتب لأنه مملوك والمملوك يباع ومنع المالكية والحنفية بيعه.
6723 المكاتب يعتق بقدر ما أدى و يقام عليه الحد بقدر ما عتق منه و يرث بقدر ما عتق منه ( صحيح ) ( ن ) عن ابن عباس
6724 المكثرون هم الأسفلون يوم القيامة (صحيح) (الطيالسي)عن أبي ذر
الشرح:
(المكثرون) من المال (هم الأسفلون يوم القيامة) لطول حسابهم وتوقع عقابهم وفي رواية المكثرون هم المقلون إلا من قال بالمال هكذا وهكذا أي ضرب يديه بالعطاء فيه من سائر جهاته قالوا ولفظ القول يستعمل في غير النطق كقوله: قال له الطير تقدم راشدا * إنك لا ترجع إلا حامدا 000
6725 المكر و الخديعة في النار ( صحيح ) ( هب ) عن قيس بن سعد
الشرح:
يعني صاحب المكر والخداع لا يكون تقياً ولا خائفاً للّه لأنه إذا مكر غدر وإذا غدر خدع وذا لا يكون في تقى وكل خلة جانبت التقى فهي في النار.
6726 المكر و الخديعة و الخيانة في النار ( حسن )
( د في مراسيله ) عن الحسن مرسلا
الشرح:(1/402)
أي تدخل أصحابها في النار قال الراغب: والمكر والخديعة متقاربان وهما اسمان لكل فعل يقصد فاعله في باطنه خلاف ما يقتضيه ظاهره وذلك ضربان: أحدهما مذموم وهو الأشهر عند الناس والأكثر وذلك أن يقصد فاعله إنزال مكروه بالمخدوع وإياه قصد المصطفى صلى اللّه عليه وسلم بهذا الحديث ومعناه يؤديان بقاصدهما إلى النار والثاني بعكسه وهو أن يقصد فاعلهما إلى استجرار المخدوع والممكور به إلى مصلحة بهما كما يفعل بالصبي إذا امتنع من فعل خير، وقال الحكماء: المكر والخديعة يحتاج إليهما في هذا العالم لأن السفيه يميل إلى الباطل ولا يقبل الحق لمنافاته لطبعه فيحتاج أن يخدع عن باطله بزخارف مموهة كخديعة الصبي عن الثدي عند الفطام، ولهذا قيل مخرق فإن الدنيا مخاريق وسفسط فإن الدنيا سفسطة وليس ذا حثاً على تعاطي الخبث بل على جذب الناس إلى الخير بالاحتيال ولكون المكر والخديعة ضربان سيئاً وحسناً قال تعالى {والذين يمكرون السيئات لهم عذاب شديد ومكر أولئك هو يبور}، {ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله} ووصف نفسه بالمكر الحسن فقال {واللّه خير الماكرين}.
6727 الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث أو يقم: اللهم اغفر له اللهم ارحمه (صحيح) (حم د ن)عن أبي هريرة
6728 الملائكة شهداء الله في السماء و أنتم شهداء الله في الأرض
( صحيح ) ( ن ) عن أبي هريرة
الشرح:
(الملائكة شهداء اللّه في السماء وأنتم) أيها الأمة (شهداء اللّه في الأرض) قاله لما مر بجنازة فأثنوا عليها شراً فقال: وجبت ثم ذكره وقد مر غير مرة.
6729 الملك في قريش و القضاء في الأنصار و الأذان في الحبشة و الأمانة في الأزد ( صحيح ) ( حم ت ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/403)
(الملك في قريش) القبيلة المشهورة (والقضاء في الأنصار) خصهم به لأنهم أكثر فقهاً، فمنهم معاذ بن جبل وأبيِّ بن كعب وزيد بن ثابت وغيرهم (والأذان في الحبشة) الذين منهم بلال زاد أحمد في روايته هنا والشرعة في اليمن هكذا هو ثابت في جميع الأصول (والأمانة في الأزد) بسكون الزاي قال النووي في التهذيب: يعني اليمن هكذا جزم به الزين العراقي في القرب، ويقال الأسد أيضاً بسكون السين يجتمع نسبهم مع المصطفى صلى اللّه عليه وسلم في عامر بن شالخ وروى الترمذي وحسنه عن أنس مرفوعاً: ألا إن الأزد أسد اللّه في الأرض، يريد الناس أن يضعوهم ويأبى اللّه إلا أن يرفعهم، وليأتين على الناس زمان يقول الرجل يا ليت أبي كان أزدياً ويا ليت أمي كانت أزدية.
6730 المنتعل بمنزلة الراكب ( صحيح ) ( سمويه ) عن جابر
الشرح:
(المنتعل بمنزلة الراكب) في رفع الأذى عن الرجل.
6731 المنتعل راكب ( صحيح ) ( ابن عساكر ) عن أنس
الشرح:
(المنتعل راكب) أي الذي في رجليه نعل في حكم الراكب وإن كان ماشياً.
6732 المنحة مردودة و الناس على شروطهم ما وافق الحق ( صحيح )
( البزار ) عن أنس
الشرح:
(المنحة مردودة) سبق أنها ناقة أو شاة يعطيها الرجل لصاحبه يشرب لبنها
6733 المنفق على الخيل في سبيل الله كباسط يديه بالصدقة لا يقبضها
( صحيح ) ( حم د ك ) عن ابن الحنظلية
6734 المهدي من عترتي من ولد فاطمة ( صحيح ) ( د ه ك )عن أم سلمة
6735 المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة (صحيح) (حم ه)عن علي
6736 المهدي مني أجلى الجبهة أقنى الأنف يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما يملك سبع سنين ( حسن ) ( د ك ) عن أبي سعيد
الشرح:
(المهدي مني أجلى الجبهة) بالجيم أي منحسر الشعر من مقدم رأسه(1/404)
(أقنى الأنف) أي طويله (يملأ الأرض قسطاً وعدلاً) القسط بكسر القاف والجور والعدل وليس المراد هنا إلا العدل فالجمع للإطناب والعطف تفسيري (كما ملئت جوراً وظلماً) فسروا الجور بأنه الظلم والظلم وضع الشيء في غير موضعه فهو من عطف الرديف كما بينه ما قبله (يملك سبع سنين) زاد في رواية أو ثمان أو تسع وفي رواية أخرى يمده اللّه بثلاثة آلاف من الملائكة يضربون وجوه من خالفه وأدبارهم يبعثه ما بين الثلاثين إلى الأربعين قال البسطامي: ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون وما أقل مدته وأحقرها بين الستين يتممها تميم الذي هو من البؤس سليم عزيز على القلوب مليح الشروق والغروب شيخ فإن يعرفه أهل العرفان ظهر الحق خمس عشرة سنة وثمانية أشهر وثمانية أيام فالإمام المهدي أبو الحق والدجال أبو الباطل والمهدي أبو الأخيار والدجال أبو الأشرار والمهدي سيف إدريس والدجال سيف إبليس والمهدي حبيب العشاق والدجال حبيب الفساق والمهدي سيف الكتاب والدجال سيف الخراب والمهدي لباسه أخضر والدجال لباسه أصفر والدجال قد حال عند أرباب الحال والمسيح قد شاخ عند أرباب القال والمهدي قد سل السيف فافهم بالوصف وحسن الصف.
6737 الميزان بيد الرحمن يرفع أقواما و يضع آخرين ( صحيح )
( البزار ) عن نعيم بن همار
الشرح:
(الميزان) وفي رواية الموازين (بيد الرحمن) وفي رواية بيد الحق
(يرفع أقواماً ويضع آخرين) يعني أن جميع ما كان وما يكون بتقدير خبير بصير يعرف ما يؤول إليه أحوال عبادة فيقدر ما هو أصلح لهم وأقرب إلى جمع شملهم فيفقر ويغنى ويمنع ويعطي ويقبض ويبسط كما توحيه الحكمة الربانية ولو أغناهم جميعاً لبغوا ولو أفقرهم جميعاً لهلكوا.
6738 الميت من ذات الجنب شهيد (صحيح) (حم طب)عن عقبة بن عامر
الشرح:
أي من شهداء الآخرة وهم كثيرون. قال في الفردوس: ذات الجنب الدبيلة وهي قرحة قبيحة تثقب البطن.
6739 الميتُ يُبعثُ في ثيابه التي يموت فيها (صحيح)(د حب ك) أبي سعيد(1/405)
الشرح:
قال ابن حبان: أراد بثيابه أعماله من خير وشر من قبيل {وثيابك فطهر} لتصريح الأخبار ببعث الناس عراة اهـ وأخذ بظاهره الخطابي وقال: لا يعارضه بعث الناس عراة لأن البعض يحشر عارياً والبعض كاسياً أو يخرجون من قبورهم بثيابهم ثم تتناثر عنهم 00 وقد رأى بعضهم الجمع بين الحديثين فقال: البعث غير الحشر فالبعث بثياب والحشر بدونها قال: ولم ينصع هذا القائل شيئاً فإنه ظن أنه نصر السنة وقد ضيع أكثر مما حفظ فإنه سعى في تحريف سنن كثيرة ليسوي كلام أبي سعيد وقد روينا عن أفضل الصحب أنه أوصى أن يكفن في ثوبيه وقال: إنما هما للمهل والتراب ثم إنهم ليس لهم أن يحملوا قول المصطفى صلى اللّه عليه وسلم يبعث في ثيابه على الأكفان لأنها بعد الموت تبلى اهـ. وتعقبه القاضي فقال: العقل لا يأبى حمله على ظاهره حسبما فهم منه الرازي إذ لا يبعد إعادة ثيابه البالية كما لا يبعد إعادة عظامه النخرة فإن الدليل الدال على جواز إعادة المعدوم لا تخصيص له بشيء دون شيء غير أن عموم قوله عليه الصلاة والسلام يحشر الناس حفاة عراة حمله جمهور أهل المعاني وبعثهم على أنهم أوَّلوا الثياب بالأعمال التي يموت عليها من الصالحات والسيئات والعرب تطلق الثياب وتستعير بها للأعمال فإن الرجل يلابسها ويخالطها كما يلابس الملابس، قال الراجز:
لكل دهر قد لبست أثوبا * حتى اكتسى الرأس قناعا أشيبا اهـ0000
6740 الميت يعذب ببكاء الحي إذا قالوا: وا عضداه ! وا كاسياه ! وا ناصراه ! وا جبلاه ! و نحو هذا يتعتع و يقال أنت كذلك ؟ ! أنت كذلك ؟ !
( حسن ) ( حم ه ) عن أبي موسى
6741 الميت يعذب في قبره بما نيح عليه ( صحيح ) (حم ق ن ه)عن عمر
الشرح:
روي بإثبات الباء الجارَّة وحذفها وذا إذا أوصاهم بفعله كما مر، فلا ندافع بينه وبين آية {ولا تزر وازرة وزر أخرى}.(1/406)
(فائدة) قال الحسن البصري: شر الناس للميت أهله، يبالغون في البكاء عليه والإحداد مع كونه يضره ولا يهوّن عليهم قضاء دينه ليبردوا مضجعه ويخلصوه من الحبس فاعتقال اللسان بين عسكر الموتى.
حرف النون
6742 ناركم هذه التي توقد بنو آدم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم قيل: يا رسول الله ! إن كانت لكافية ؟ قال: فإنها فضلت عليها بتسعة و ستين جزءا كلهن مثل حرها ( صحيح ) ( حم ق ت ) عن أبي هريرة
6743 ناركم هذه جزء من سبعين جزءا من نار جهنم لكل جزء منها حرها
( صحيح ) ( ت ) عن أبي سعيد
الشرح:
(ناركم هذه) أي التي توقدونها في جميع الدنيا وتنتفعون بها فيها (جزء) واحد (من سبعين جزءاً) وفي رواية لأحمد من مائة جزء وجمع بأن المراد المبالغة في الكثرة لا العدد الخاص أو الحكم للزائد (من نار جهنم، لكل جزء منها حرُّها) أي حرارة كل جزء من السبعين جزءاً من نار جهنم مثل حرارة ناركم. قال القاضي: معناه أن النار التي نجدها في الدنيا بالنسبة إلى نار جهنم في حرها ونكايتها وسرعة اشتعالها واحد في سبعين وكأنها فضلت على ما عندها بتسعة وستين جزءاً من الشدة والحرارة، ولذلك تتقد فيها نيران الدنيا كالناس والحجارة، وقضية صنيع المؤلف أن هذا مما لم يخرجه أحد الشيخين والأمر بخلافه بل خرجه البخاري في الصحيح ولفظه: ناركم جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم قيل: يا رسول اللّه إن كانت لكافية؟ قال: فضلت عليهن بتسعة وتسعين جزءاً كلهن مثل حرها انتهى بنصه. فأعاد عليه السلام حكاية تفضيل نار جهنم ليتميز عذاب اللّه عن عذاب الخلق، وقال حجة الإسلام: نار الدنيا لا تناسب جهنم لكن لما كان أشد عذاب في الدنيا عذاب النار عرَّف عذاب جهنم بها وهيهات لو وجد أهل الجحيم مثل هذه النار لخاضوها هرباً مما هم فيه، وفي رواية لأحمد: جزء من مائة جزء والحكم للزائد.(1/407)
6744 ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ثبج هذا البحر ملوكا على الأسرة(صحيح)(ق ت ن)عن أنس(حم م ن ه)عن أم حرام
6745 نبدأ بما بدأ الله به ( صحيح ) ( حم 3 ) عن جابر
الشرح:
فنبدأ بالصفا قبل المروة. وهذا وإن ورد على سبب، لكن العبرة بعموم اللفظ، فيقدم على مقدم كالوجه في الوضوء.
6746 نجَا أوَّلُ هذه الأمةِ باليقين و الزهدِ و يَهلكُ آخرُها بالبُخل و الأمل
( حسن ) ( ابن أبي الدنيا ) عن ابن عمرو
الشرح:
(نجا أول هذه الأمة) وهم الصحب والتابعون بإحسان (ومن داناهم) من السلف (باليقين والزهد) الذي هو من صفات العلم القطعي الذي فوق المعرفة، فعلى قدر قربهم من التقوى أدركوا من اليقين، والمصطفى صلى اللّه عليه وسلم في هذا المقام أرفع العالمين قدراً (ويهلك) أي يكاد يهلك (آخرها بالبخل والأمل) أي بالاسترسال فيهما. والمراد أن الصدر الأول قد تحلوا باليقين والزهد وتخلوا من البخل والأمل، وذلك من أسباب النجاة من العقاب، وفي آخر الزمان ينعكس الحال، وذا من الأسباب المؤدية للهلاك، ومع ذلك تكون طائفة مقامة على أمر اللّه، ظاهرين على الحق إلى قرب قيام الساعة. فلا تعارض بين هذا الخبر وخبر: أمتي مثل المطر: لا يدرى أوله خير أم آخره؟ لأن المراد بعض الأمة. وفيه ذم البخل والآمل، لكن إنما يذم من الأمل: الاسترسال ـ كما تقرر ـ أما أصله فلا بد منه لقيام هذا العالم. قال الحسن: السهو والأمل نعمتان عظيمتان، ولولاهما ما مشى الناس في الطريق. وقال الثوري: خلق الإنسان أحمق، ولولا ذلك لما تهنأ بالعيش، وإنما عمرت الدنيا بقلة عقول أهلها ومرّ عيسى بشيخ يثير الأرض بمسحاته، فقال: اللّهم انزع أمله، فوضع مسحاته واضطجع، فدعا عيسى برد أمله، فعمل، فسأله، فقال: بينا أعمل قالت نفسي أنت شيخ كبير، فإلى متى تعمل؟ فتركت، ثم قالت لا بد من عيش ما بقيت، فعملت.
6747 نح الأذى عن طريق المسلمين ( صحيح )( ع حب ) عن أبي برزة
الشرح:(1/408)
(نح الأذى) من نحو شوك وحجر (عن طريق المسلمين) فإنه لك صدقة، والأمر للندب ويظهر أن المراد الطريق المسلوك، لا المهجور.
6748 نحرت هاهنا و منى كلها منحر فانحروا في رحالكم و وقفت هاهنا و عرفة كلها موقف و وقفت هاهنا و جمع كلها موقف(صحيح)(م د)عن جابر
6749 نحن آخر الأمم و أول من يحاسب يقال: أين الأمة الأمية و نبيها ؟ فنحن الآخرون الأولون ( صحيح ) ( ه ) عن ابن عباس
6750 نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال: ( رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن؟ قال بلى ولكن ليطمئن قلبي) و يرحم الله لوطا لقد كان يأوي إلى ركن شديد و لو لبثت في السجن طول ما لبث يوسف لأجبت الداعي
( صحيح ) ( حم ق ه ) عن أبي هريرة
6751 نحن أحق و أولى بموسى منكم (صحيح) (حم ق د ه)عن ابن عباس
6752 نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا و أوتيناه من بعدهم ثم هذا يومهم الذي فرض الله عليهم فاختلفوا فيه فهدانا الله له فالناس لنا فيه تبع اليهود غدا و النصارى بعد غد ( صحيح )
( حم ق ن ) عن أبي هريرة
6753 نحن بنو النضر بن كنانة لا نقفو أمنا و لا ننتفي من أبينا ( صحيح )
( حم ه ) عن الأشعث بن قيس
6754 نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة حيث قاسمت قريش على الكفر
( صحيح ) ( ه ) عن أسامة بن زيد
6755 نزع رجل لم يعمل خيرا قط غصن شوك عن الطريق إما كان في شجرة مقطعة فألقاه و إما كان موضوعا فأماطه فشكر الله له بها فأدخله الجنة ( حسن ) ( د حب ) عن أبي هريرة
6756 نزل الحجر الأسود من الجنة و هو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم ( صحيح ) ( ت ) عن ابن عباس
الشرح:(1/409)
زاد الآزرقي: مع آدم: أي حقيقة واتساعاً: بمعنى أنه بما فيه من اليمن والبركة يشارك جواهر الجنة، فكأنه نزل منها، وذلك لأن الجنة وما فيها خلق غير قابل للزوال مباين لما خلق في دار الدنيا وقد كسر الحجر، وذلك من أقوى أسباب الزوال فاضطر الحال إلى تأويله بأنه لما فيه من السر والكرامة يشارك جواهر دار البقاء (وهو أشد بياضاً من اللبن فسوّدته خطايا بني آدم) وإنما لم يبيضه توحيد أهل الإيمان لأنه طمس نوره لتستر زينته عن الظلمة، فالسواد كالحجاب المانع من الرؤية، أو لأن اسوداده للاعتبار ليعرف أن الخطايا إذا أثرت في الحجر ففي القلوب أولى 000 وقال القاضي: لعل هذا الحديث جار مجرى التمثيل والمبالغة في تعظيم أمر الخطايا والذنوب والمعنى أن الحجر لما له من الشرف والكرامة ولما فيه من الأمن والبركة يشارك جواهر الجنة فكأنه نزل منها وأن خطايا بني آدم تكاد تؤثر في الجماد فتجعل المبيض مسوداً فكيف بقلوبهم؟ لأنه من حيث إنه مكفر للخطايا محاء الذنوب كأنه من الجنة من كثرة تحمله أوزار بني آدم صار كأنه ذا بياض شديد فسودته خطاياهم، هذا واحتمال إرادة الظاهر غير مدفوع عقلاً وسمعاً.
6757 نزل جبريل فأمني فصليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم صليت معه ثم قال: بهذا أمرت ( صحيح )
( ق د ن ه ) عن أبي مسعود
6758 نزل ملك من السماء فكذبه بما قال لك فلما انتصرت وقع الشيطان فلم أكن لأجلس إذا وقع الشيطان ( حسن ) ( د ) عن أبي هريرة
6759 نزل نبي من الأنبياء تحت شجرة فلدغته نملة فأمر بجهازه فأخرج من تحتها ثم أمر ببيتها فأحرق بالنار فأوحى الله إليه: فهلا نملة واحدة
( صحيح ) ( حم خ د ن ) عن أبي هريرة
6760 نزلت هذه الآية في أهل قباء: ( فيه رجال يحبون أن يتطهروا و الله يحب المطهرين ) ( صحيح ) ( ت ) عن أبي هريرة
6761 نصبر و لا نعاقب ( صحيح ) ( عم ) عن أبي
الشرح:(1/410)
قال ذلك يوم أحد لما مثل بحمزة فأنزل اللّه يوم الفتح {وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به} الآية.
6762نصرت بالصبا و أهلكت عاد بالدبور(صحيح)(حم ق)عن ابن عباس
الشرح:
(نصرت) يوم الأحزاب وكانوا اثني عشر ألفاً حين حاصروا المدينة (بالصبا) بفتح الصاد مقصوراً: الريح التي تجيء من ظهرك إذا استقبلت القبلة وتسمى القبول ـ بفتح القاف ـ لأنها تقابل باب الكعبة وفي التفسير: إنها التي حملت ريح يوسف إلى يعقوب قبل السير إليه فإليها يستريح كل محزون، فأرسلت عليهم الصبا في ليلة شاتية فسفت التراب عليهم وأخمدت نارهم وقلعت خيامهم فانهزموا (وأهلكت) بضم الهمزة وكسر اللام (عاد) قوم هود (بالدبور) بفتح الدال تجيء من قبل الوجه إذا استقبلت القبلة فأتت تقلع الشجر وتهدم البيوت وترفع الظعينة بين السماء والأرض حتى ترى كأنها جرادة وترميهم بالحجارة فتدق أعناقهم. ومن لطيف المناسبة أن القبول نصرت أهل القبول، والدبور أهلكت أهل الإدبار، وفيه تفضيل بعض المخلوقات على بعض، وإخبار المرء عن نفسه بما فضله اللّه به على جهة التحديث بالنعمة والشكر ـ لا الفخر ـ والإخبار عن الأمم الماضية وأهلها.
6763 نضر الله امرءا سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره فرب حامل فقه إلى من هو أفقه و رب حامل فقه ليس بفقيه ( صحيح )
( ت الضياء ) عن زيد بن ثابت
الشرح:
(نضر اللّه امرأ) بفتح النون وضاد معجمة، قال التوربشتي: الحسن والرونق يتعدى ولا يتعدى، قال الحافظ العراقي: روي مشدداً ومخففاً، ومعناه ألبسه النضرة وخلوص اللون: يعني جمله اللّه وزينه، أو معناه: أوصله اللّه إلى نضرة الجنة وهي نعيمها، قال تعالى {تعرف في وجوههم نضرة النعيم}، {وجوه يومئذ ناضرة}، {ولقاهم نضرة وسروراً} وقال جرير: طرب الحمام بذكركن فشاقني * لا زلت في فنن الرياض الناضر(1/411)
"أي مورف غض" وقيل: معناه حسن اللّه وجهه في الناس أي جاهه وقدره، ثم إن قوله نضر يحتمل الخبر والدعاء، وعلى كل فيحتمل كونه في الدنيا، وكونه في الآخرة، وكونه فيهما (سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) قال الخطابي: فيه دلالة على كراهة اختصار الحديث لمن ليس بمتناه في الفقه، لأن فعله يقطع طريق الاستنباط على من بعده ممن هو أفقه منه (ورب حامل فقه ليس بفقيه) بين به أن راوي الحديث ليس الفقه من شرطه، إنما شرطه الحفظ، أما الفهم والتدبر فعلى الفقيه، وهذا أقوى دليل على رد قبول من شرط لقبول الرواية كون الراوي فقيهاً عالماً، وقسم التحمل إلى شيئين: لأن حامل الحديث لا يخلو إما أن يكون فقيهاً، أو غير فقيه، والفقيه إما أن يكون غيره أفقه أو لا، فانقسم بذلك إليهما. وفيه كالذي قبله، على أن أساس كل خير حسن الاستماع {ولو علم اللّه فيهم خيراً لأسمعهم} 0000
6764 نضر الله امرءا سمع منا شيئا فبلغه كما سمعه فرب مبلغ أوعى من سامع ( صحيح ) ( حم ت حب ) عن ابن مسعود
الشرح:(1/412)
(نضر اللّه) بضاد معجمة مشدّدة، وتخفف، قال في البحر: وهو أفصح، وقال الصدر المناوي: أكثر الشيوخ يشددون، وأكثر أهل الأدب يخففون، من النضارة: الحسن والرونق (امرءاً) أي رجلاً، ومؤنثه: امرأة، وفيه لغات: مرءاً: بفتح الميم وكسرها وضمها، وامرءاً: بزيادة همزة الوصل مع ضمها ومع فتحها ومع كسرها في سائر الأحوال، ومع تغيره باعتبار إعرابها، فتضم الراء مع الرفع، وتفتح مع النصب، وتكسر مع الجر والمعنى: خصه اللّه بالبهجة والسرور، أو حسن وجهه عند الناس وحاله بينهم وأصله: {نضرة النعيم} (سمع منا شيئاً) من الأحاديث بما رزق من العلم والمعرفة، والمراد بقوله شيئاً: عموم الأقوال والأفعال الصادرة من المصطفى صلى اللّه عليه وسلم وأصحابه رضوان اللّه عليهم أجمعين، بدليل صيغة منا ـ بلفظ الجمع ـ ولهذا أوقع امرءاً موقع عبداً، وهو أعم من العبد، لما في العبد من معنى الإستكانة والمضي لأمر اللّه ورسوله بلا امتناع وعدم الإستنكاف مع أداء ما سمع إلى من هو أعلم منه، فإن حقيقة العبودية مشعرة بذلك (فبلغه) أي أداه إلى من يبلغه (كما سمعه) أي من غير زيادة ولا نقص، فمن زاد أو نقص فهو مغير، لا مبلغ، فيكون الدعاء مصروفاً عنه، قال الطيبي: كما سمعه: إما حال من فاعل بلغه، وإما مفعول مطلق، وإما موصولة، أو مصدرية، قال التوربشتي: ورب: موضوعة للتقليل، فاستعيرت في الحديث للتكثير (فرب مبلغ) بفتح اللام (أوعى) أي أعظم تذكراً. قال المظهر: وعى يعي وعياً : إذا حفظ كلاماً بقلبه ودام على حفظه ولم ينسه. وقال الطيبي: الوعي: إدامة الحفظ وعدم النسيان (من سامع) لما رزق من جودة الفهم وكمال العلم والمعرفة. وخص مبلغ سنته بالدعاء لكونه سعى في نضارة العلم وتجديد السنة فجوزي بما يليق بحاله، وقد رأى بعض العلماء المصطفى صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم في النوم، فقال له: أنت قلت نضر اللّه امرءاً ـ إلخ ـ؟ قال: نعم ـ ووجهه يتهلل ـ أنا قلته، وكرره ثلاثاً،(1/413)
قالوا: ولذلك لا يزال في وجوه المحدثين نضارة ببركة دعائه، وفيه وجوب تبليغ العلم، وهو الميثاق المأخوذ على العلماء، وأنه يكون في آخر الزمان من له الفهم والعلم ما ليس لمن تقدمه، لكنه قليل، بدلالة رب، ذكره بعضهم، ومنعه ابن جماعة بمنع دلالته على المدعي، فإن حامل السنة يجوز أن يؤخذ عنه وإن كان جاهلاً بمعناها، فهو مأجور على نقلها وإن لم يفهمها، وأن اختصار الحديث لغير المبحر ممنوع، وأن النقل بالمعنى مدفوع إلا على المتأهل ففيه خلف وجه المنع أنه سدّ لطريق الاستنباط على من بعده.
6765 نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها ثم بلغها عني فرب حامل فقه غير فقيه و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ( صحيح )( حم ه ) عن أنس
6766 نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها و حفظها ثم أداها إلى من لم يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه و رب حامل فقه إلى من هو أفقه منه ثلاث لا يغل عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمل لله و النصح لأئمة المسلمين و لزوم جماعتهم فإن دعوتهم تحوط من وراءهم ( صحيح ) ( حم ه ك ) عن جبير بن مطعم ( د ه ) عن زيد بن ثابت ( ت ه ) عن ابن مسعود
6767 نطفة الرجل بيضاء غليظة و نطفة المرأة صفراء رقيقة فأيهما غلبت صاحبتها فالشبه له (و إن اجتمعا جميعا كان منها و منه)
( صحيح ) ( أبو الشيخ في العظمة ) عن ابن عباس وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 5958
الشرح:
أي إن غلبت نطفة الرجل نطفة المرأة جاء الولد يشبهه، وعكسه جاء الولد يشبه المرأة (وإن اجتمعا جميعاً كان الولد منها ومنه) أي بين الشبهين. والنطفة: القليل من الماء، سمى به ماء الآدمي لقلته.
6768 نِعمَ الإِدامُ الخَلُّ ( صحيح )(حم م 4)عن جابر ( م ت ) عن عائشة
الشرح:(1/414)
(نعم) كلمة مدح (الإدام) بكسر الهمزة ما يؤتدم به (الخل) لأنه سهل الحصول، قامع للصفراء، نافع لأكثر الأبدان. واللام فيه للجنس، فالخبر حجة في أن ما خلل من الخمر حلال طاهر: أي بشرطه المعروف في الفروع، وقد كان المصطفى صلى اللّه عليه وسلم يحبه ويشربه ممزوجاً بالعسل، وذلك من أنفع المطعومات. قال ابن العربي: ولذلك جمعهما الأطباء وجعلوهما أصل المشروبات، ولم يكن في صناعة الطب شراب سواه، ثم حدث عند المتأخرين تركيب آخر ولم يكن عند من تقدم، قال: ولم يكن عند الأطباء إلا السكنجبين، فلما كان زمان الخلفاء دبروا الأشربة وحركوها عنه، والأول أقوى000 واستفيد من الاقتصار عليه في الأدم: مدح الاقتصاد ومنع الاسترسال مع النفس في حلاوة الأطعمة. قال ابن القيم: هذا ثناء عليه بحسب الوقت، لا لتفضيله على غيره، لأن سببه أن أهله قدموا له خبزاً، فقال: ما من أدم؟ قالوا: ما عندنا إلا خلاً، فقال ذلك جبراً لقلب من قدمه وتطييباً لنفسه، لا تفضيلاً له على غيره، إذ لو حصل نحو لحم أو عسل أو لبن كان أحق بالمدح.
6769 نِعمَ الجهادُ الحجُّ ( صحيح ) ( خ ) عن عائشة
الشرح:
(نعم) بكسر النون وسكون العين المهملة (الجهاد: الحج) قاله حين سأله نساؤه عن الجهاد، وقال ابن بطال: وفيه أن النساء لا يلزمهن الجهاد، لأنهن لسن من أهل القتال للعدو، والمطلوب الستر ومجانبة الرجال، فلهذا كان الحج أفضل لهن. نعم لهن التطوع بالجهاد، وللإمام الاستعانة بالأنثى لنحو سقي الماء ومداواة الجرحى.
6770 نعم الرجل أبو بكر نعم الرجل عمر نعم الرجل أبو عبيدة بن الجراح نعم الرجل أسيد بن حضير نعم الرجل ثابت بن قيس بن شماس نعم الرجل معاذ بن جبل نعم الرجل معاذ بن عمرو بن الجموح نعم الرجل سهيل بن بيضاء ( صحيح ) ( تخ ت ك ) عن أبي هريرة
6771 نعم الرجل عبد الله لو كان يصلي من الليل ( صحيح )
( حم ق ) عن حفصة
6772 نعم السحور التمر ( صحيح ) ( حل ) عن جابر
الشرح:(1/415)
أي فإن في التسحر به ثواباً كبيراً قال الطيبي: إنما مدحه في هذا الوقت لأن في نفس السحور بركة، فيكون المبدوء به والمنتهى إليه بركة.
6773 نعم السورتان هما يقرآن في الركعتين قبل الفجر: ( قل يا أيها الكافرون و ( قل هو الله أحد ) ) ( صحيح ) ( حب هب ) عن عائشة
6774 نعم الصدقة اللقحة الصفي منحة و الشاة الصفية منحة يغدو بإناء و يروح بإناء ( صحيح ) ( مالك خ ) عن أبي هريرة
6775 نعم الميتة أن يموت الرجل دون حقه ( صحيح ) ( حم ) عن سعد
الشرح:
(الميتة) بكسر الميم (أن يموت الرجل دون حقه) فإنه يموت شهيداً لما مر.
6776 نعم عبد الله خالد بن الوليد سيف من سيوف الله ( صحيح )
( حم ت ) عن أبي هريرة
6777 نعما لمملوك أن يتوفى يحسن عبادة ربه و ينصح لسيده نعما له
( صحيح ) ( ق ت ) عن أبي هريرة
6778 نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة و الفراغ ( صحيح ) ( خ ت ه ) عن ابن عباس
الشرح:(1/416)
(نعمتان) تثنية نعمة، وهي الحالة الحسنة، أو النفع المفعول على وجه الإحسان للغير. وزاد في رواية "من نعم اللّه" (مغبون فيهما) بالسكون والتحريك قال الجوهري: في البيع بالسكون وفي الراوي بالتحريك، فيصح كل في الخبر. إذ من لا يستعملهما فيما ينبغي فقد غبن ولم يحمد رأيه (كثير من الناس: الصحة والفراغ) من الشواغل الدنيوية المانعة للعبد عن الاشتغال بالأمور الآخروية000شبه المكلف بالتاجر، والصحة والفراغ برأس المال لكونهما من أسباب الأرباح ومقدمات النجاح فمن عامل اللّه بامتثال أوامره ربح، ومن عامل الشيطان باتباعه ضيع رأس ماله. والفراغ نعمة غبن فيها كثير من الناس. ونبه بكثير على أن الموفق لذلك قليل. وقال حكيم: الدنيا بحذافيرها في الأمن والسلامة. وفي منشور الحكم: من الفراغ تكون الصبوة، ومن أمضى يومه في حق قضاه، أو فرض أدَّاه، أو مجد أثله، أو حمد حصله، أو خير أسسه، أو علم اقتبسه فقد عتق يومه وظلم نفسه. قال: لقد هاج الفراغ عليك شغلا * وأسباب البلاء من الفراغ
6779 نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يقضى عنه ( صحيح )
( حم ت ه ك ) عن أبي هريرة
الشرح:
(نفس المؤمن) أي روحه (معلقة) بعد موته (بدينه) أي محبوسة عن مقامها الكريم الذي أعدَّ لها، أو عن دخولها الجنة في زمرة الصالحين. وينصره ما في خبر آخر: تشكو إلى ربها الوحدة (حتى يقضى عنه) بالبناء للمفعول، أو الفاعل، وحينئذ فيحتمل أن يراد: يقضي المديون يوم الحساب دينه. ذكره الطيبي، أو المراد أن سره معلق بدينه: أي مشغول لا يتفرغ بما أمر به حتى يقضيه، أو المراد بالدين: ديناً أدَّانه في فضول أو لمحرم، وإنما يؤدي اللّه عمن ادَّان لجائز ونوى وفاءه. وفيه حث الإنسان على وفاء دينه قبل موته ليسلم من هذا الوعيد الشديد.
6780 نفقة الرجل على أهله صدقة ( صحيح ) ( خ ت ) عن ابن مسعود
الشرح:(1/417)
(نفقة الرجل على أهله) من نحو زوجة وولد وخادم: يريد بها وجه اللّه (صدقة) في الثواب، وفي رواية: نفقته على نفسه وأهله صدقة، وذلك لأنه يكف به عن السؤال ويكف من ينفق عليه، وهذا إن قصد الامتثال والقربة كما دل عليه قوله في رواية: وهو يحتسبها، فدل على أن شرط الثواب: الاحتساب. وأخذ منه تقييد إطلاق الثواب في جماع الحليلة بما إذا قصد نحو ولد أو إعفاف قال في الإتحاف: وأهله هنا: زوجته وخدمه ونحو ذلك ممن هو في مؤونته عادة أو شرعاً.
6781 نفي بعهدهم و نستعين الله عليهم ( صحيح ) ( م ) عن حذيفة
الشرح:
قاله لحذيفة لما خرج هو وأبوه ليشهدا بدراً، فأخذهما كفار قريش فأخذوا منهما عهداً أن لا يقاتلا معه، فأتياه، فأخبراه، فقال انصرفا ـ ثم ذكره ـ.
6782 نهران من الجنة: النيل والفرات(صحيح)(الشيرازي)عن أبي هريرة
الشرح:
لا تعارض بينه وبين عدَّها أربعة في الحديث المار لاحتمال أنه أعلم أولاً بالاثنين.
6783 نهيت أن أمشي عريانا ( صحيح ) ( طب ) عن ابن عباس
الشرح:
أي نهاني اللّه تعالى عن المشي حال كوني عرياناً من لباس يواري عورتي، وهذا قبل أن ينزل عليه الوحي، كما يصرح به السبب الآتي وصرح به الديلمي عن ابن عباس، فنهى قبل النبوة عن المشي عرياناً ثم نهى بعدها عن التعري مطلقاً.
6784 نهيت عن التعري ( صحيح ) ( الطيالسي ) عن ابن عباس
الشرح:
أي عن كشف العورة بلا حاجة. وفي معجم الطبراني عن ابن عباس بإسناد ضعيف أن ذلك أول ما أوحي إليه، فما رؤيت عورته بعد اهـ.
6785 نهيت عن المصلين ( صحيح ) ( طب ) عن أنس
الشرح:
قاله مرتين، وفي رواية البزار: عن ضرب المصلين، وفي رواية: عن قتل المصلين.
6786 نهيتكم عن الظروف و إن الظروف لا تحل شيئا و لا تحرمه و كل مسكر حرام ( صحيح ) ( م ) عن بريدة
6787 نهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الأسقية كلها و لا تشربوا مسكرا ( صحيح ) ( م ) عن بريدة(1/418)
6788 نهيتكم عن ثلاث و أنا آمركم بهن نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن في زيارتها تذكرة و نهيتكم عن الأشربة أن لا تشربوا إلا في ظروف الأدم فاشربوا في كل وعاء غير أن لا تشربوا مسكرا و نهيتكم عن لحوم الأضاحي أن تأكلوها بعد ثلاث فكلوا و استمتعوا بها في أسفاركم (صحيح)
( د ) عن بريدة
6789 نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإن لكم فيها عبرة ( صحيح )
( طب ) عن أم سلمة
الشرح:
الخطاب فيه ـ وفيما قبله ـ للرجال، فيكره للنساء زيارتها، وهي كراهة تحريم إن اشتملت زيارتهن على التعديد والبكاء والنوح على عادتهن. وإلا فكراهة تنزيه000
6790 نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكركم الموت ( صحيح )
( ك ) عن أنس
الشرح:
(نهيتكم) آنفاً (عن زيارة القبور) وأما الآن (فزوروها فإنها تذكركم الموت) فيه ندب زيارة القبور بعد نهيهم عنها. ففيه الجمع بين الناسخ والمنسوخ. والمخاطب به الرجال.
6791 نهينا عن الكلام في الصلاة إلا بالقرآن و الذكر ( صحيح )
( طب ) عن ابن مسعود
الشرح:
والدعاء، فمن تكلم بغير ذلك بطلت صلاته، وعورض ذلك بما جاز في الأخبار الصحيحة من ندب الإتيان بالأذكار المعروفة المشهورة في الركوع والسجود بأنها قرآناً، وقد نهى عن القرآن فيهما، وأجيب بأن خصوصية لا أنه أمر أمته بذلك أو دعاء.
6792 النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة و عليها سربال من قطران و درع من جرب ( صحيح ) ( حم م ) عن أبي مالك الأشعري الشرح:(1/419)
(النائحة إذا لم تتب قبل موتها) أي قبل حضور موتها، قيد به إيذاناً بأن شرط التوبة أن يتوب وهو يؤمل البقاء ويتمكن من العمل ذكره التوربشتي (تقام) يعني تحشر ويحتمل أنها تقام حقيقة على تلك الحال بين أهل النار والموقف جزاء على قيامها في النياحة (يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب) أي يصير جلدها أجرب حتى يكون جلدها كقميص على أعضائها والدرع قميص النساء والقطران دهن يدهن به الجمل الأجرب فيحترق لحدته وحرارته فيشتمل على لذع القطران وحرقته وإسراع النار في الجلد واللون الوحش ونتن الريح جزاءاً وفاقاً فخصت بذلك الدرع لأنها كانت تجرح بكلماتها المؤنقة قلب المصاب وبلون القطران لكونها كانت تلبس السواد في المآتم قال ابن العربي: وهذا الخبر ونحوه من الأخبار الوعيدية مجرية على الإطلاق في موضع ومقيدة بالمشيئة في آخر فيحمل المطلق على المقيد ضرورة إذ لو حمل على إطلاقه بطل التقييد ولم يكن له فائدة.
6793 النار جبار ( صحيح ) ( د ه ) عن أبي هريرة
الشرح:
المراد بالنار الحريق فمن أوقدها بملكه لغرض فطيرتها الريح فشعلتها في مال غيره ولا يملك ردَّها فلا يضمنه وقال قوم: النار تصحيف البئر ورده الخطابي.
6794 النار عدو فاحذروها ( صحيح ) ( حم م ) عن ابن عمر
الشرح:
(النار عدو لكم) قال ابن العربي: معناه أنها تنافي أموالكم وأبدانكم على الإطلاق منافاة العدو لكن تتصل منفعتها بكم بوسائط، فذكر العداوة مجاز لوجود معناها فيها (فاحذروها) أي خذوا حذركم وأطفئوا السرج قبل نومكم، وهذا التقرير بناء على أن المراد نار الدنيا ويجوز أن المراد نار الآخرة فيكون المعنى احذروا ما يقربكم إلى جهنم.
6795 الناس تبع لقريش في الخير و الشر ( صحيح ) ( حم م ) عن جابر
الشرح:(1/420)
(الناس تبع لقريش) خبر بمعنى الأمر كما يدل عليه خبر قدموا قريشاً وقيل خبر على ظاهره والمراد الناس بعضهم وهو سائر العرب من غير قريش ذكره ابن حجر (في الخير والشر) أي في الإسلام والجاهلية كما في رواية لأنهم كانوا في الجاهلية متبوعين في كفرهم لكون أمر الكعبة في يدهم فكذا هم متبوعون في الإسلام أو أن السابق بالإسلام كان من قريش فكذا في الكفر لأنهم أول من رد دعوته وكفر به وأعرض عن الآيات والنذر فكانوا قدوة في الحالين وقال القاضي: معناه أن مسلمي قريش قدوة غيرهم من المسلمين لأنهم المتقدمون في التصديق والسابقون في الإيمان وكافرهم قدوة غيرهم من الكفار فإنهم أول من ردّ الدعوة وكفر بالرسول صلى اللّه عليه وسلم
6796 الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم و كافرهم تبع لكافرهم تجدون من خير الناس أشد الناس كراهية لهذا الشأن حتى يقع فيه (صحيح) ( ق ) عن أبي هريرة
6797 الناس معادن كمعادن الذهب و الفضة خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا و الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف و ما تناكر منها اختلف ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
6798 الناس ولد آدم و آدم من تراب ( حسن ) ( ابن سعد ) عن أبي هريرة
الشرح:
فهم من تراب وتمسك به من فضل الملك على البشر لأن التفضيل إن كان باعتبار أصل الخلقة فمن خلق من نور أفضل ممن خلق من تراب وإن كان باعتبار ما يقوم بالمخلوق من صفات الكمال فالملائكة محض عبادة وليس من اتبع هواه وشغلته شهوته عن عبادة مولاه بأفضل من هذا 00
6799 النبي لا يورث ( صحيح ) ( ع ) عن حذيفة
الشرح:(1/421)
لأنه لو ورث لظن أن له رغبة في الدنيا لوارثه ولاحتمال أن يتمنى مورثه موته فيهلك وزعم أن خوف زكريا من مواليه يوهم أن خوفه منهم كان من ماله إذ نبوته بعده لا يخاف عليها لأنها من فضله تعالى يعطيها من يشاء فيلزم كونه موروثاً مدفوعاً بأن خوفه منهم لاحتمال شرتهم من جهة تغييرهم أحكام شرعه فطلب ولداً يرث نبوته ليحفظها.
6800 النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد و أنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون و أصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون ( صحيح ) ( حم م ) عن أبي موسى
الشرح:(1/422)
(النجوم) أي الكواكب سميت بها لأنها تنجم أي تطلع من مطالعها في أفلاكها (أمنة للسماء) الأمنة بفتحات وقيل بضم ففتح مصدر بمعنى الأمن فوصفها بالأمنة من قبيل قولهم رجل عدل يعني أنها سبب أمن السماء فما دامت النجوم باقية لا تنفطر ولا تتشقق ولا يموت أهلها (فإذا ذهبت النجوم) أي تناثرت (أتى السماء ما توعد) من الانفطار والطيّ كالسجل قيل ويمكن كون أمنة جمع أمن وعليه فقوله (وأنا أمنة لأصحابي) من قبيل {إن إبراهيم كان أمة قانتاً للّه} (فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون) من الفتن والحروب واختلاف القلوب وقد وقع (وأصحابي أمنة لأمتي) أمة الإجابة (فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون) من ظهور البدع وغلبة الأهواء واختلاف العقائد وطلوع قرن الشيطان وظهور الروم وانتهاك الحرمين وكل هذه معجزات وقعت قال ابن الأثير: فالإشارة في الجملة إلى مجيء الشر عند ذهاب أهل الخير فإنه لما كان بين أظهرهم كان يبين لهم ما يختلفون فيه وبموته جالت الآراء واختلفت الأهواء وقلت الأنوار وقويت الظلم وكذا حال السماء عند ذهاب النجوم وقال بعضهم: الأمنة الوافر الأمانة الذي يؤتمن على كل شيء سمى المصطفى صلى اللّه عليه وسلم به لأنه ائتمنه على وحيه ودينه ثم هذا لا تعارض بينه وبين الحديث المار إن اللّه إذا أراد رحمة أمة قبض نبيها قبلها لاحتمال كون المراد برحمتهم أمنهم من المسخ والقذف والخسف ونحو ذلك من أنواع العذاب وبإتيان ما يوعدون من الفتن بينهم بعد أن كان بابها منسداً عنهم بوجوده قال العامري: عنى هنا أئمة أصحابه الذين لازموا دوام صحبته سفراً وحضراً فتفقهوا في الدين وعلوم القرآن وساروا بهديه ظاهراً باطناً وهم القليل عدداً من أصحابه يقتدي بهم كل من وقع في عمياء الجهل وقال الترمذي الحكيم: في حديث أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم ليس كل من لقيه وتابعه أو رآه رؤية واحدة دخل فيه إنما هم من لازمه غدواً وعشياً فكان يتلقى الوحي منه طوياً ويأخذ عنه(1/423)
الشريعة التي جعلت منهاجاً للأمة وينظر منه إلى أدب الإسلام وشمائله فصاروا من بعده أئمة أدلة فيهم الاقتداء وعلى سيرتهم الاحتذاء وبهم الأمان والإيمان.
6801النخاعة في المسجد خطيئة و كفارتها دفنها(صحيح)(حم ق)عن أنس
6802 الندم توبة (صحيح)( حم تخ ه ك ) عن ابن مسعود(ك هب)عن أنس
الشرح:
أي هو معظم أركانها لأن الندم وحده كاف فيها من قبيل الحج عرفة وإنما كان أعظم أركانها لأن الندم شيء متعلق بالقلب والجوارح تبع له فإذا ندم القلب انقطع عن المعاصي فرجعت برجوعه الجوارح.
(تتمة) قال في الحكم: من علامة موت القلب عدم الحزن على ما فاتك من المرافقات وترك الندم على ما فعلته من الزلات.
6803 الندم توبة و التائب من الذنب كمن لا ذنب له ( حسن )
( طب حل ) عن أبي سعيد الأنصاري
الشرح:
قال الغزالي: إنما نص على أن الندم توبة ولم يذكر جميع شروطها ومقدماتها لأن الندم غير مقدور للعبد فإنه قد يندم على أمر وهو يريد أن لا يكون والتوبة مقدورة له مأمور بها فعلم أن في هذا الخبر معنى لا يفهم من ظاهره وهو أن الندم لتعظيم اللّه وخوف عقابه مما يبعث على التوبة النصوح فإذا ذكر مقدمات التوبة الثلاث وهي ذكر غاية قبح الذنوب وذكر شدة عقوبة اللّه وأليم غضبه وذكر ضعف العبد وقلة حيلته يندم ويحمله الندم على ترك اختيار الذنب وتبقى ندامته بقلبه في المستقبل فتحمله على الابتهال والتضرع ويجزم بعدم العود إليه وبذلك تتم شروط التوبة الأربعة فلما كان الندم من أسباب التوبة سماه باسمها.
6804 النذر نذران فما كان من نذر في طاعة الله فذلك لله و فيه الوفاء و ما كان من نذر في معصية الله فذلك للشيطان و لا وفاء فيه و يكفره ما يكفر اليمين ( صحيح ) ( ن ) عن عمران بن حصين
6805 النذر(يمين و) كفارته كفارة يمين (صحيح)(طب)عن عقبة بن عامر
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 5989
6806 النصر مع الصبر و الفرج مع الكرب: و إن مع العسر يسرا(1/424)
( صحيح ) ( خط ) عن أنس
الشرح:
(النصر) من اللّه للعبد على أعداء دينه ودنياه إنما يكون (مع الصبر) على الطاعة وعن المعصية فهما أخوان شقيقان متلازمان والثاني بسبب الأول وقد أخبر اللّه أنه مع الصابرين أي بهدايته ونصره المبين قال {ولئن صبرتم لهو خير للصابرين} ومن خيريته لهم كونه سبباً لنصرهم على أعدائهم وأنفسهم ولهذا لا يحصل الظفر لمن انتصر لنفسه غالباً قال بعض العارفين: الصبر أنصر لصاحبه من الرجال ومحله من الظفر محل الرأس من الجسد (والفرج) يحصل سريعاً (مع الكرب) فلا يدوم معه الكرب فعلى من نزل به أن يكون صابراً محتسباً راجياً سرعة الفرج حسن الظن بربه فإنه أرحم من كل راحم (وإن مع العسر يسرا) كما نطق به القرآن مرتين ولن يغلب عسر يسرين لأن النكرة إذا أعيدت تكون غير الأولى 000
6807 النكاح سنتي فمن لم يعمل بسنتي فليس مني و تزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة و من كان ذا طول فلينكح و من لم يجد فعليه بالصيام فإن الصوم له وجاء ( صحيح ) ( ه ) عن عائشة
6808 النوم أخو الموت و لا يموت أهل الجنة ( صحيح )( هب )عن جابر
الشرح:
(النوم أخو الموت) لانقطاع العمل فيه (ولا يموت أهل الجنة) فلا ينامون، قاله لمن سأل أينام أهل الجنة ؟ وفيه إشارة إلى ذمّ كثرة النوم لكثرة مفاسده..
6809 النياحة على الميت من أمر الجاهلية و إن النائحة إذا لم تتب قبل أن تموت فإنها تبعث يوم القيامة عليها سرابيل من قطران ثم يغلى عليها بدروع من لهب النار ( صحيح ) ( ه ) عن ابن عباس
باب المناهي
6810 نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تتبع جنازة معها رانة
( حسن ) ( ه ) عن ابن عمر
6811 نهى أن تستتر الجدر ( حسن ) ( هق ) عن علي بن الحسين مرسلا
الشرح:(1/425)
(الجدر) أي جدر البيوت تحريماً إن كان بحرير وتنزيهاً إن كان بغيره قال ابن حجر: وقد جاء النهي عن ستر الجدر بالثياب عند أبي داود وغيره من حديث ابن عباس بلفظ لا تستروا الجدر بالثياب وفي إسناده ضعف وفي سنن سعيد بن منصور عن سلمان موقوفاً أنه أنكر ستره البيت وقال: أمحموم بيوتكم أو تحولت الكعبة عندكم ثم قال: لا أدخله حتى يهتك، وأخرج الحاكم والبيهقي عن عبد اللّه بن يزيد الخطمي أنه رأى بيتاً مستوراً فقعد وبكى وذكر حديثاً عن النبي صلى اللّه عليه وسلم فيه كيف بكم إذا سترتم بيوتكم وأصله في النسائي.
6812 نهى أن تصبر البهائم ( صحيح ) ( ق د ن ه ) عن أنس
الشرح:
(تصبر البهائم) بضم أوله أي أن يمسك شيء منها ثم ترمى بشيء إلى أن تموت من الصبر وهو الإمساك في ضيق يقال صبرت الدابة إذا حبستها بلا علف ومنه قتل الصبر للممسك حتى يقتل والنهي للتحريم للعن فاعله في خبر مسلم واللعن فيه دلائل التحريم وفي خبر أحمد عن ابن عمر رفعه من مثل بذي روح ثم لم يتب مثل اللّه به يوم القيامة قال في الفتح: رجاله ثقات.
6813 نهى أن تكلم النساء إلا بإذن أزواجهن ( صحيح )( طب )عن عمرو
الشرح:
لأنه مظنة الوقوع في الفاحشة بتسويل الشيطان ومفهومه الجواز بإذنه وحمله الولي العراقي على ما إذا انتفت مع ذلك الخلوة المحرمة والكلام في رجال غير محارم.
6813 / 1 نهى أن يُبالَ بأبوابِ المساجدِ ( صحيح )
( د في مراسيله ) عن مكحول مرسلا )
الشرح:
أي إن سرى البول إلى جدر المسجد أو شيء من أجزائه فالكراهة حينئذ للتحريم ويحتمل أنها للتنزيه وأن المراد البول بقرب باب المسجد لئلا يستقذره الداخلون أو يعود ريحه عليهم أو على من بالمسجد.
6814 نهى أن يبال في الماء الراكد ( صحيح ) ( م ن ه ) عن جابر
الشرح:(1/426)
وفي رواية الدائم أي الساكن وزاد في رواية الذي لا يجري وهو للتأكيد قال الزمخشري: هو الساكن، دام الماء يدوم وأدمته أنا ومنه تدويم الطائر وهو أن يترك الخفقان بجناحيه في الهواء ودوام الشيء مكثه وسكونه اهـ، فيكره البول في الماء الراكد ما لم يستبحر بحيث لا يعاف البتة والنهي للتنزيه وهو في القليل أشد لتنجيسه بل قيل يحرم فيه وأطلق المالكية الكراهة فإن تغير به فنجس إجماعاً واتفق العلماء على أن الغائط ملحق بالبول وأنه لا فرق بين البول في نفس الماء أو في إناء يصبه فيه أو يبول بقربه فيجري إليه وأنه لا فرق في نجاسة الماءين البائل وغيره وزعم الظاهرية أن كل من بال بماء راكد وإن كثر امتنع عليه دون غيره استعماله في الطهارة وغيرها وأعظم الناس الشناعة عليهم.
6815 نهى أن يبول الرجل في مستحمه (صحيح) (ت)عن عبدالله بن مغفل
الشرح:
المحل الذي يغتسل فيه بالحميم وهو في الأصل الماء الحار ثم قيل الاغتسال بأي ماء كان استحمام وذلك لجلبه الوسواس ولأنه قد يصيبه شيء من الجن لأن المغتسل محل حضور الشياطين لما فيه من كشف العورة فهو في معنى البول في الجحر ذكره الولي العراقي وحمل جمع هذا الحديث على ما إذا كان المستحم ليناً ولا منفذ فيه بحيث لو نزل فيه البول شربته الأرض واستقر فيها فإن كان صلباً كنحو بلاط بحيث يجري عليه البول أو كان فيه منفذ كبالوعة فلا نهي، وقال النووي: محل النهي عن الاغتسال فيه إذا كان صلباً يخاف إصابة رشاشه فإن كان له نحو منفذ فلا كراهة قال الولي العراقي: وهذا عكس ما ذكره أولئك الجماعة فإنهم حملوا النهي على الأرض اللينة وحملها على الصلبة لأنها فيها معنى آخر وهو أنه في الصلب يخاف عود الرشاش بخلاف الرخوة وهم نظروا إلى أنه في الرخوة يستقر محله وفي الصلبة لا فإذا صب عليه الماء ذهب أثره.
6816 نهى أن يتباهى الناس في المساجد ( صحيح ) ( حب ) عن أنس
الشرح:(1/427)
أي يتفاخروا بها بأن يقول الرجل مسجدي أحسن فيقول الآخر مسجدي أو المراد المباهاة في إنشائها وعمارتها أو غير ذلك، وذلك لأن المباهاة بها من دأب أهل الكتاب.
6817 نهى أن يتخذ شيء فيه الروح غرضا ( صحيح )
( حم ت ن ) عن ابن عباس
الشرح:
(غرضاً) بغين وضاد معجمتين بينهما راء محركاً ما ينصب ليرمى إليه لما فيه من الجرأة والاستهانة بخلق اللّه والتعذيب عبثاً.
6818 نهى أن يتزعفر الرجل ( صحيح ) ( ق 3 ) عن أنس
الشرح:
أي يفعل الزعفران في ثوبه أو بدنه لأنه شأن النساء. قال الزمخشري: التزعفر التطلي بالزعفران والتطيب به ولبس المصبوغ به وزعفر ثوبه، ومنه قيل للأسد المزعفر لضرب وردته إلى الصفرة، وفيه تحريم لبس المزعفر، ومثله المعصفر لما فيهما من الزينة والخيلاء وقضية الحديث حرمة استعمال الزعفران في البدن وبه صرح جمع شافعية00وخرج بالرجل وألحق به الخنثى المرأة فيحل لها ذلك مطلقاً.
6819 نهى أن يتعاطى السيف مسلولا ( صحيح ) ( حم د ت ك ) عن جابر
الشرح:
(نهى أن يتعاطى) أي يتناول (السيف مسلولاً) فيكره تنزيهاً مناولته كذلك لأنه قد يخطئ في تناوله فينجرح شيء من بدنه أو يسقط منه على أحد فيؤذي وفي معناه السكين ونحوها فلا يرميها له ولا يناولها والحد من جهته.
6820 نهى أن يتنفس في الإناء أو ينفخ فيه ( صحيح )
( حم د ت ه ) عن ابن عباس
الشرح:
(نهى أن يتنفس في الإناء) عند الشرب (أو ينفخ فيه) لأن التنفس فيه يورث ريحاً كريهاً في الإناء فيعاف والنفخ في الطعام الحار يدل على العجلة الدالة على الشره وعدم الصبر وقلة المروءة.
6821 نهى أن يجلس الرجل بين الرجلين إلا بإذنهما ( حسن )
( هق ) عن ابن عمرو
الشرح:
فيكره بدونه تنزيهاً وتشتد الكراهة بين نحو والد وولده وأخ وأخيه وصديق وصديقه.
6822 نهى أن يجلس الرجل في الصلاة و هو معتمد على يده اليسرى و قال : إنها صلاة اليهود ( صحيح ) ( ك هق ) عن ابن عمر
الشرح:(1/428)
أي وقد أمرنا بمخالفتهم في هديهم قال ابن تيمية: وفيه تنبيه على أن كل ما يفعله المشركون من العبادات ونحوها مما يكون معصية بالنية نهى المؤمنون عن ظاهره وإن لم يقصدوا به قصد الكافرين حسماً للباب.
6823 نهى أن يجلس بين الضح و الظل و قال: مجلس الشيطان (صحيح)
( حم ) عن رجل
الشرح:
(نهى أن يجلس بين الضح) هو ضوء الشمس إذا استمكن من الأرض (والظل) أي أن يكون نصفه في الشمس ونصفه في الظل (وقال) إنه (مجلس الشيطان) أي هو مقعده أضاف المجلس إليه لأنه الباعث على القعود فيه، والقعود فيه إذ ذاك مضر لأن الإنسان إذا قصد ذلك المقعد فسد مزاجه لاختلاف حال البدن من المؤثرين المتضادين.
6824 نهى أن يجمع أحد بين اسمه و كنيته ( صحيح ) (ت)عن أبي هريرة
الشرح:
بأن يسمى محمداً ويكنى بأبي القاسم فيحرم ذلك حتى بعد وفاته.
6825نهى أن يسافر بالقرآن إلى أرض العدو(صحيح)(ق د ه)عن ابن عمر
الشرح:
(نهى أن يسافر بالقرآن) أي بالمصحف أو بما فيه قرآن وإن قل لا في ضمن غيره فلا ينافي كتابته إلى هرقل {يا أهل الكتاب} (إلى أرض) أي بلاد (العدو) أي الكفار خوفاً من الاستهانة به والباء في بالقرآن زائدة والقرآن أقيم مقام الفاعل وليست كما في خبر لا تسافروا بالقرآن فإنها حال فيكره عند الشافعي ويحرم عند مالك حمل ذلك إلى بلاد الكفر كما يشير إليه تعليله في خبر ابن ماجه بقوله مخافة أن يناله العدو فإن أمنت العلة زال المنع قال المظهر: كان جميع القرآن محفوظاً للصحابة فلو مشى بعض القراء إلى أرض العدو ومات ضاع ذلك القدر قال الطيبي: وذهب في هذا الكتابة لأن المصحف لم يكن في عهد النبي صلى اللّه عليه وسلم فنقول لم لا يجوز أن يراد بالقرآن بعض ما كتب في عهده أو يكون إخباراً عن الغيب اهـ. قيل وفيه منع بيع المصحف من كافر لوجود العلة.
6826 نهى أن يستنجي أحد بعظم أو روثة أو حممة ( صحيح )
( د قط هق ) عن ابن مسعود
الشرح:(1/429)
(حممة) بضم المهملة وفتح الميمين الفحم وما احترق من نحو خشب وعظم قال الخطابي: نهيه عن الاستنجاء بها يدل على أن أعيان الحجارة غير مختصة بهذا المعنى فما عدا الثلاثة من كل جامد طاهر يدخل في الإباحة وقال غيره: ملحق بها كل مطعوم للآدمي قياساً أولوياً وكذا المحترم كورق كتب العلم ومن قال علة النهي عن الروث كونه نجساً ألحق به كل نجس ومتنجس وعن العظم كونه لزجاً فلا يزيل إزالة تامة وألحق به ما في معناه كزجاج أملس ويؤيده رواية الدارقطني عن أبي هريرة نهى أن يستنجى بروث أو عظم وقال إنهما لا يطهران وفيه رد على زاعم إجزاء الاستنجاء بهما وإن كان منهياً عنهما.
6827 نهى أن يستنجي ببعرة أو عظم ( صحيح ) ( حم م د ) عن جابر
الشرح:
نبه بالبعرة على جنس النجس وبالعظم على كل مطعوم فأفاد منع الاستنجاء بكل نجس ومطعوم خلافاً لأبي حنيفة حيث جوّزه بنجس جامد وعظم ولا يجزئ بحجر نجس خلافاً لابن حزم، وجاء في بعض الروايات تعليل المنع من العظم بأنه طعام إخواننا من الجن ومعناه أنه تعالى جعلن لهم فيه رزقاً فإنا نشاهد جوهر العظم وما يحمله من اللحم لا ينقص منه شيء 0000
6828 نهى أن يسمى أربعة أسماء: أفلح و يسارا و نافعا و رباحا (صحيح)
( د ه ) عن سمرة
الشرح:
(نهى أن يسمى أربعة) أي بأربعة (أسماء أفلح ويساراً) هو اليسر والغنى وسعة الحال (ونافعاً ورباحاً) هو الريح فيكره التسمية بذلك لأنه قد يقال أفلح هنا فيقال لا فيتطير بذلك وكذا البقية.
6829 نهى أن يشرب الرجل قائما ( صحيح ) ( م د ت ) عن أنس
الشرح:(1/430)
(يشرب الرجل) ذكر الرجل وصف طردي والمراد الإنسان رجلاً أو امرأة أو خنثى أو صبياً أو صبية وفي رواية لمسلم زجر عن الشرب (قائماً) أي حال كونه قائماً قال القاضي: هذا النهي من قبيل التأديب والإرشاد إلى ما هو الأخلق والأولى وليس نهي تحريم حتى يعارضه أنه فعل ذلك مرة أو مرتين وفي حديث أنه أمر في خبر من شرب قائماً أن يستقثه وشربه قائماً مؤول بأنه لم يجد محلاً للقعود لازدحام الناس على زمزم أو ليري الناس أنه غير صائم أو لابتلال المحل أو لبيان الجواز وقال الطيبي: وزعم النسخ أو الضعف غلط فاحش وكيف يصار إليه مع إمكان الجمع وبفرض عدمه يحتاج لثبوت التاريخ وأنى به أو إلى الضعف مع صحة الكل.
6830 نهى أن يصلي الرجل في لحاف لا يتوشح به و نهى أن يصلي الرجل في سراويل و ليس عليه رداء ( حسن ) ( د ك ) عن بريدة
الشرح:
(نهى أن يصلي) بفتح اللام المشددة (في لحاف) هو كل ثوب يتغطى به
(لا يتوشح به) التوشيح أن يأخذ الطرف الأيسر من تحت يده اليسرى فيلقيه على منكبه الأيمن ويلقي الطرف الأيمن من تحت اليمنى على منكبه الأيسر (ونهى أن يصلي الرجل في سراويل) أعجمي أو عربي لا ينصرف
(وليس عليه رداء) لأن السراويل بمفرده يصف الأعضاء ولا يتجافى عن البدن والنهي للتنزيه عند الشافعية.
6831 نهى أن يصلي الرجل و رأسه معقوص(صحيح)(طب)عن أم سلمة
الشرح:
لأن شعره إذا نثر سقط على الأرض عند السجود فيعطى صاحبه ثواب السجود به قال الزين العراقي: فيه كراهة صلاة الرجل وهو معقوص الشعر أو مكفوفه تحت عمامته أو كف شيء من ثيابه كالكم وهي كراهة تنزيه وسواء فعله للصلاة أو لغيرها خلافاً لمالك قال: والنهي خاص بالرجل دون المرأة لأن شعرها عورة يجب ستره في الصلاة فإذا نقضته لا يستر ويتعذر ستره فتبطل صلاتها.
6832 نهى أن يصلي الرجل و هو حاقن ( صحيح ) ( ه ) عن أبي أمامة
الشرح:
وفي رواية وهو حقن حتى يتخفف والحاقن من حبس بوله كالحاقب بموحدة للغائط.(1/431)
6833 نهى أن يصلي خلف المتحدث و النائم ( حسن ) ( ه ) عن ابن عباس
الشرح:
أي أن يصلي وواحد منهما بين يديه لأن المتحدث يلهى بحديثه والنائم قد يبدو منه ما يلهى وقد يراد بالنائم المضطجع ولا فرق بين الليل والنهار لوجود المعنى والنهي كما أشار إليه الذهبي وغيره للتنزيه جمعاً بينه وبين خبر أنه كان يصلي وعائشة معترضة بينه وبين القبلة فسقط ما لابن هنا من زعم التعارض أو لأنه كان هناك نجاسة رطبة تناله إذا قعد لا إذا قام أو لأنه كان بين الناس ولم يمكنه غير ذلك أو لكونه كان أيسر من القعود في تلك الحالة وقال ابن حجر: أحاديث النهي محمولة إن ثبتت على ما إذا حصل شغل الفكر به فإن أمن من ذلك فلا كراهة.
6834 نهى أن يصلي على الجنائز بين القبور (صحيح) ( طس ) عن أنس
الشرح:
فإنها صلاة شرعية والصلاة في المقابر مكروهة أي تنزيهاً.
6835 نهى أن يضع الرجل إحدى رجليه على الأخرى و هو مستلق على ظهره ( صحيح ) ( حم ) عن أبي سعيد
الشرح:
(نهى أن يضع) في رواية يرفع (الرجل إحدى رجليه على الأخرى وهو مستلق على ظهره) تحريماً إن لم يأمن انكشاف عورته وإلا فتنزيهاً وفعل النبي صلى اللّه عليه وسلم لذلك في المسجد لضرورة أو لبيان الجواز وإلا فحاله في المجامع كان على خلاف ذلك من الوقار التام ومزيد الاحتشام والقول بأن هذا النهي منسوخ بفعله رده ابن حجر بأن النسخ لا يثبت بالاحتمال على أن هذا النهي عام لأنه قول يتناول الجميع واستلقاؤه في المسجد فعل قد يدعي قصره عليه.
6836 نهى أن يطرق الرجل أهله ليلا ( صحيح ) ( ق ) عن جابر
الشرح:(1/432)
(نهى أن يطرق الرجل أهله) بضم الراء من الطروق وهو المجيء ليلاً فقوله (ليلاً) تأكيد وإيضاح قال ابن جرير: الطريق أصله الطرق ثم استعمل ما في معناه كالضارب بالحصى ومنه مطرقة الحداد لأنه يطرق بها أي يضرب ومنه هذا الحديث فمعناه نهى أن يقدم عليهم ليلاً لأن من شأن القارع ليلاً قرع الباب وذلك كراهة أن يهجم من حليلته على ما يقبح عند إطلاعه عليه فيكون سبباً لبغضها وفراقها فنبه المصطفى صلى اللّه عليه وسلم على ما تدوم به الألفة ويتأكد به المحبة فينبغي أن يجتنب مباشرة أهله في حال البذاذة وعدم النظافة وأن لا يتعرض لرؤية عورة منها وكلمة أن في قوله أن يطرق مصدرية وليلاً ينصب على الظرفية.
6837 نهى أن يفرد يوم الجمعة بصوم ( صحيح ) ( حم ) عن أبي هريرة
الشرح:
زاد في رواية إلا أن يصوم يوماً قبله أو بعده وعلته الضعف به عما تميز به من العبادات الكثيرة الفاضلة مع كونه يوم عيد فإن ضم إليه غيره لم يكره وكذا إذا وافق عادة أو نذراً أو قضاءً كما ورد في خبر.
6838 نهى أن يقام الرجل من مقعده و يجلس فيه آخر ( صحيح )
( خ ) عن ابن عمر
الشرح:(1/433)
(نهى أن يقام الرجل) يعني الإنسان المسلم (من مقعده) بفتح الميم محل قعوده (ويجلس) عطف على يقام أو حال وتقديره وهو يجلس فعلى الأول كل من الإقامة والجلوس منهي عنه وعلى الثاني المنهي عنه الجمع حتى لو أقام ولم يجلس (فيه آخر) لم يرتكب النهي ذكره الطيبي والأول أصوب فقد قال القرطبي: يستوي هنا أن يجلس فيه بعد إقامته أولاً غير أن الحديث خرج على أغلب ما يفعل فإنه إنما يقيم غيره من مجلسه ليجلس فيه غالباً قال النووي: والنهي للتحريم فمن سبق إلى مباح من مسجد أو غيره يوم جمعة أو غيره لصلاة أو غيرها تحرم إقامته منه لكن يستثنى ما لو ألف موضعاً من مسجد لنحو إفتاء أو إقراء أو قراءة فهو أحق به فإن قعد فيه غيره فله أن يقيمه وقال ابن أبي جمرة: هذا اللفظ عام مخصوص بالمجالس المباحة إما عموماً كالمساجد ومجالس الحكام والعلم أو خصوصاً كمن يدعو قوماً بأعيانهم إلى منزله لنحو وليمة أما مجالس لا ملك لشخص فيها ولا إذن فيقام ويخرج ثم هو في المجالس العامة ليس عاماً بل خاص بغير نحو مجانين ومن يحصل منه أذى كأكل ثوم إذا دخل مسجداً وسفيه دخل مجلس حكم أو علم وحكمة النهي انتقاص حق المسلم الموجب للضغائن والحث على التواضع الموجب للمودة وأيضاً الناس في المباح سواء فمن سبق استحق فإزعاجه غصب والغصب حرام اهـ وقال النووي: هذا في حق من مجلس بمحل من نحو مسجد ثم فارقه ليعود.
6839 نهى أن يقتل شيء من الدواب صبرا ( صحيح )( حم م ه )عن جابر
6840 نهى أن يقعد الرجل بين الظل و الشمس ( صحيح )
( ك ) عن أبي هريرة ( ه ) عن بريدة
الشرح:
لأنه ظلم للبدن حيث فاضل بين أبعاضه وهذا من كمال محبة اللّه ورسوله عليه الصلاة والسلام للعدل أن أمر به حتى في حق الإنسان مع نفسه قال ابن القيم: وفيه تنبيه على منع النوم بينهما فإنه رديء.
6841 نهى أن يقعد على القبر و أن يجصص أو يبنى عليه ( صحيح )
( حم د ن ) عن جابر
الشرح:(1/434)
(نهى أن يقعد على القبر) أي يجلس عليه لأن في القعود عليه تهاوناً بالميت والموت وقيل أراد للإحداد والحزن، وقول مالك المراد القعود للحدث قالوا ضعيف (وأن يجصص) 00 أي يبيض بالجص وهو الجبس وقيل الجير والمراد بهما لأنه نوع زينة ولا يليق بمن صار إلى البلى قال الزمخشري: القصة الجصة وليس أحد الحرفين بدلاً من صاحبه لاستواء التصريف لكن الفصحاء على القاف اهـ. (وأن يبني عليه) قبة أو غيرها فيكره كل من الثلاثة تنزيهاً فإن كان في مسبلة أو موقوفة حرم بناؤه والبناء عليه ووجب هدمه قال ابن القيم: والمساجد المبنية على القبور يجب هدمها حتى تسوى الأرض إذ هي أولى بالهدم من مسجد الضرار الذي هدمه النبي صلى اللّه عليه وسلم وكذا القباب والأبنية التي على القبور وهي أولى بالهدم من بناء الغاصب اهـ. وأفتى جمع شافعيون بوجوب هدم كل بناء بالقرافة حتى قبة إمامنا الشافعي رضي اللّه عنه التي بناها بعض الملوك، والقول بكراهة التنزيه في القعود على القبور هو ما عليه الشيخان حتى قال في المجموع: إن الشافعي وجمهور أصحابه عليه لكنه في شرح مسلم قال: إنها للتحريم واحتج بهذا الحديث.
6842 نهى أن يقوم الإمام فوق شيء و الناس خلفه (صحيح) (د ك) حذيفة
الشرح:
(نهى أن يقوم الإمام فوق شيء) أي عال كمصطبة (والناس) أي المأمومون (خلفه) يعني أسفل كما فسر في رواية فيكره أي تنزيهاً ارتفاع الإمام على المقتدين أي بلا حاجة.
6843 نهى أن يكتب على القبر شيء ( صحيح ) ( ه ك ) عن جابر
الشرح:
فتكره الكتابة عليه ولو اسم صاحبه في لوح أو غيره عند الثلاثة خلافاً للحنفية وقول الحاكم العمل على خلافه فالأئمة من الشرق إلى الغرب مكتوب على قبورهم وهو عمل أخذه الخلف عن السلف: رده الذهبي بأنه لا طائل تحته ولا نعلم صحابياً فعله بل شيء أحدثه التابعون ولم يبلغهم النهي.(1/435)
6844 نهى أن يمس الرجل ذكره بيمينه و أن يمشي في نعل واحدة و أن يشتمل الصماء و أن يحتبي في ثوب ليس على فرجه منه شيء ( صحيح )
( ن ) عن جابر
الشرح:
(نهى أن يمس الرجل ذكره بيمينه) أي بيده اليمنى فيكره تنزيهاً عند الشافعية وتحريماً عند الظاهرية وعلة النهي إظهار شرفها ومرتبتها على اليسار وهي في أدب الشرع مرصدة للأكل والشرب والأخذ بخلاف اليسار فإنها للقذر وأسافل البدن والمرأة كالرجل والدبر كالذكر كما مر وفيه شمول لحالة البول وغيرها لكن قيده في رواية لمسلم بقوله وهو يبول والأصح عند الشافعية الأخذ بالإطلاق وأجيب عما أورد عليه من لزوم ترك حمل العامّ على الخاص بأنه لا محذور فيه هنا إذ ذاك محله فيما إذا لم يخرج القيد مخرج الغالب ولم يكن العام أولى بالحكم من الخاص وما هنا بخلافه إذ الغالب أن مس الذكر إنما يكون حال البول ولأنه إذا نهى عن المس باليمين حال الاستنجاء مع مظنة الحاجة إليه فعنه في غيرها أولى مع أن كراهة مس الذكر لا تختص باليمين بل اليسار مثلها في غير حالة البول والاستنجاء. (تنبيه) قال الغزالي: على العبد شكر النعمة في جميع أفعاله فمن استنجى بيمينه أو مس بها فرجه فقد كفر نعمة اليدين لأن اللّه تعالى خلقهما وجعل إحداهما أقوى من الأخرى فاستحقت الأقوى بمزيد رجحانها للتشريف والتفضيل وتفضيل الناقص عدول به عن العدل واللّه لا يأمر إلا بالعدل، والأعمال بعضها شريف كأخذ المصحف وبعضها خسيس كإزالة الخبث فإذا أخذت المصحف باليسار وأزلت الخبث أو مسست الفرج باليمين فقد خصصت الشريف بالخسيس فنقصته حقه وظلمته وعدلت عن العدل (وأن يمشي في نعل واحدة وأن يشتمل الصماء) افتعال من الشملة وهو كساء يغطى به الرأس ويلتف به قال الزركشي: وهو في قول الفقهاء أن يجلل بدنه بثوب ثم يرفع طرفيه على عاتقه الأيسر فربما تبدو منه عورته، وعند اللغويين أن يتجلل به فلا يرفع منه جانباً فتكون الكراهة لعدم قدرته على الاستعمال(1/436)
ببدنه مما يعرض له في الصلاة (وأن يحتبى في ثوب ليس على فرجه منه شيء) فإنه إذا كان كذلك بدت عورته والستر مأمور به وجوباً. قال الزركشي: والاحتباء بالثوب أن يتحزم به على حقويه وركبتيه، وكانت العرب تفعله لترتفق به في الجلوس وكذا فسره البخاري في باب اللباس، وقال الخطابي: أن يجمع ظهره ورجليه بثوب.
6845 نهى أن يمشي الرجل في نعل واحدة أو خف واحدة ( صحيح )
( حم ) عن أبي سعيد
الشرح:
(نهى أن يمشي الرجل) ذكره وصف طردي والمراد الإنسان والنهي للتنزيه (في نعل واحدة أو خف واحدة) لما تقدم، قال الغزالي: إذا لبس الإنسان خفه فابتدأ باليسرى فقد ظلم وكفر النعمة لأن الخف وقاية للرجل، وللرجل فيه حظ وبالبداءة بالحظوظ ينبغي أن يكون الأشرف فهو العدل والوفاء بالحكمة ونقيضه ظلم وكفران نعمة الرجل والخف 00000
6846 نهى أن يمنع نقع البئر ( صحيح ) ( حم ) عن عائشة
الشرح:
أي فضل مائها لأنه ينتقع به العطش أي يروى وشرب حتى نقع أي روى وقيل النقع الماء الناقع أي المجتمع.
6847 نهى أن ينام الرجل على سطح ليس بمحجور عليه ( صحيح )
( ت ) عن جابر
الشرح:
أي ليس عليه حاجز يمنع من وقوع النائم من نحو جدار والحجر المنع.
6848 نهى أن ينتعل الرجل و هو قائم ( صحيح ) ( ت الضياء ) عن أنس
الشرح:
في رواية قائماً والأمر للإرشاد لأن لبسها قاعداً أسهل وأمكن ومنه أخذ الطيبي وغيره تخصيص النهي بما في لبسه قائماً تعب كالتاسومة والخف لا كقباقاب وسرموزة.
6849 نهى أن ينفخ في الشراب و أن يشرب من ثلمة القدح أو أذنه
( حسن ) ( طب ) عن سهل بن سعد
قال الالبانى :ليس فى الحديث (أو أذنه) على ما فى المجمع وإنما هو من رواية ابن عباس وابن عمر قالا: يكره ان يشرب من ثلمة القدح وأذن القدح وقال رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح
6850 نهى أن ينفخ في الطعام و الشراب ( و الثمرة ) ( حسن )
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6028 .(1/437)
6851 نهى عن اختناث الأسقية ( صحيح ) ( حم ق د ت ه ) عن أبي سعيد
الشرح:
أي أن تكسر أفواه القرب ويشرب منها لأنه ينتنها بما يصيبه من نفسه وبخار معدته وقد لا تطيب نفس أحد للشرب منه بعده أو لأنه ينصب بقوة فيشرق به فتقطع العروق الضعيفة التي بإزاء القلب أو لغير ذلك فكره تنزيهاً لا تحريماً اتفاقاً ولأحاديث الرخصة في ذلك وإباحته ذكره النووي، والاختناث الإمالة والتكسر ومنه المخنث من الرجال وهو الذي يتكسر في مشيه وكلامه كما مر، وفعل النبي صلى اللّه عليه وسلم للاختناث يوم أحد إنما كان للضرورة لكونها حالة حرب قال في المفهم: وأصل هذه اللفظة التكسر والتثني ومنه المخنث وهو من يتكسر في كلامه تكسر النساء ويتثنى في مشيه مثلهن ولا ينافيه نهيه هنا أنه قام إلى قربة فخنثها وشرب منها على أنه علم أنه لم يكن فيها شيء يضر وأنه لم يستقذر منه شيء.
6852 نهى عن أكل البصل ( صحيح ) ( طب ) عن أبي الدرداء
الشرح:
أي النيء كما بينه البخاري وجاء عن ابن عمر أنه كان يأكله مطبوخاً، وظاهر الأخبار أن أكله غير حرام على الإطلاق بل في خبر أبي داود عن عائشة أن آخر طعام أكله النبي صلى اللّه عليه وسلم فيه البصل زاد البيهقي كان مستوياً في قدر وأبو داود يعني غير النضيج.
6853 نهى عن أكل البصل و الكُرَّاث و الثوم ( صحيح )
( الطيالسي ) عن أبي سعيد
الشرح:
(الكراث) بضم الكاف وشد الراء آخره مثلثة (والثوم) أي النيء سواء كان أكله من الجوع أو غيره كما في البخاري كالأكل للتشهي والتأدّم بالخبز.
6854 نهى عن أكل الثوم ( صحيح ) ( خ ) عن ابن عمر
الشرح:
بضم المثلثة لنتن ريحه فالنهي للتنزيه قال ابن حجر: هذا النهي كان يوم خيبر وهو محمول على مريد حضور المسجد.
6855 نهى عن أكل الجلالة و ألبانها ( صحيح )( د ت ه ك ) عن ابن عمر
الشرح:(1/438)
(نهى عن أكل لحم الجلالة) بالفتح والتشديد التي تأكل الجلة بالكسر وهي البعر وزعم ابن حزم اختصاصها بذوات الأربع والمعروف التعميم فالجلة البعر فوضع موضع العذرة يقال جلت الدابة الجلة ومضت الإماء يجتللن أي يلتقطن الجلة والنهي للتنزيه عند جمهور الشافعية فيكره أكلها إذا تغير لحمها بأكل النجاسة وللتحريم عند بعضهم وهو مذهب الحنابلة وألبانها أي شرب ألبانها قال القاضي: ولعله أراد بها البقرة اللبون فإنها تعتاد أكل الأرواث وتحرص عليها دون سائر الدواب وسائر الأحوال فسماها بوصفها الخاص بها غالباً وألحق بلحمها ولبنها بيضها وتزول الكراهة أو الحرمة بزوال ريح النجاسة بعد علفها بطاهر وجاء في خبر تقديره بأربعين يوماً.
6856 نهى عن أكل الضب ( حسن )
( ابن عساكر ) عن عائشة ( د ) عن عبدالرحمن بن شبل
الشرح:
(نهى عن أكل) في رواية أبي داود لحم (الضب) دويبة تشبه الحرذون لكن أكبر منه وذكر ابن خالويه أنه يعيش سبعمائة سنة وأخذ بهذا قوم فحرموا أكل الضب وعزي لعليّ قال ابن حجر: وهذا الحديث يعارضه ما في الحديث المتفق عليه أن خالداً سأل المصطفى صلى اللّه عليه وسلم: أحرام هو؟ فقال: لا، لكني أعافه، فأكله خالد وهو ينظره اهـ وأجمع الجمهور على حله لكن بالكراهة التحريمية عند الحنفية وبدونها عند غيرهم.
6857 نهى عن أكل المجثمة - و هي التي تصبر بالنبل - ( صحيح )
( ت ) عن أبي الدرداء
الشرح:
(نهى عن أكل) البهيمة (المجثمة) بالجيم والمثلثة المفتوحة (وهي التي تصبر بالنبل) أي تحبس يعني تربط ويرمي إليها حتى تموت من جثم بالمكان توقف فيه فإذا ماتت بالرمي لم يحل أكلها لأنها موقوفة بخلاف ما لو أخذت فذبحت00000
6858 نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع (صحيح) (ق 4)عن أبي ثعلبة
الشرح:(1/439)
أي ما يعدو بنابه منها كأسد وذئب ونمر ويفسر هذا النهي ويبين أنه تحريم الخبر المار أكل كل ذي ناب من السباع حرام وإلى ذلك ذهب الأئمة الثلاث وعن مالك قولان كما مر.
6859 نهى عن أكل كل ذي ناب من السباع و عن أكل ذي مخلب من الطير ( صحيح ) ( حم م د ن ) عن ابن عباس
الشرح:
( ذي مخلب) بكسر الميم وفتح اللام (من الطير) كصقر وعقاب وغراب قال الطيبي: وقوله وكل معطوف على قوله نهى عن أكل إلخ فيلزم منه تحريم كل ذي مخلب منه لأن الواو تشرك بين المعطوف والمعطوف عليه في العامل ومعناه وقد صار إلى تحريم كل ذي مخلب الأئمة الثلاثة ومشهور مذهب مالك اباحته اهـ قال الحرالي: وحكمة النهي عن أكل السباع وما في معناها لحماية سورة غضبها لشدة المعرة في ظهور الغضب في العبيد لأنه لا يصلح إلا لسيدهم وفيه رد على مالك في قوله لا يحرم كل ذي ناب ومخلب لآية {قل لا أجد فيما أوحى اليّ محرماً على طاعم يطعمه} وقضية التقييد بذي المخلب منع أكل سباع الطير العادية كعقاب وغراب.
6860 نهى عن أكل لحوم الحمر الأهلية ( صحيح )
( ق ) عن البراء وجابر وعلي وابن عمر وأبي ثعلبة
الشرح:
(نهى) نهي تحريم (عن أكل لحوم الحمر الأهلية) التي تألف البيوت ولها أصحاب ترجع إليهم وهي كالأنسية ضد الوحشية وقال بعضهم: سميت الأهلية بمعنى أنها مملوكة ولها أهل ترجع إليهم ويرجعون إليها بخلاف الوحشية فإنها لا أهل لها قال الحرالي: وحكمته الحماية من بلادتها اهـ وذهب إلى تحريمها الأئمة الثلاثة وعن مالك روايتان أشهرهما يكره تنزيهاً وأحلها ابن عباس وعزي لعطاء تمسكاً بخبر أبي داود أطعم أهلك من سمين حمرك وأجيب من جانب الجمهور بأنه حديث مضطرب وبأن في مساقه ما يشير إلى اضطرارهم وليس الكلام فيه قال النووي: مال إلى تحريم الحمر الأهلية أكثر العلماء فمن الصحب فمن بعدهم ولم نجد عن أحد من الصحابة فيه خلافاً إلا عن ابن عباس وعند المالكية ثلاث روايات ثالثها الكراهة.(1/440)
6861 نهى عن الاختصار في الصلاة ( صحيح )(حم د ت)عن أبي هريرة
الشرح:
وهو وضع اليد على الخصر وهو المستدق فوق الورك وأعلى الخاصرة وهو ما فوق الطفطفة والشراسيف وتسمى شاكلة أيضاً والطفطفة أطراف الخاصرة والشراسيف أطراف الضلع الذي يشرف على البطن أو هو من المخصرة وهي العصا بأن يتوكأ عليها أو من الاختصار ضد التطويل بأن يختصر السورة أو بعضها أو يخفف الصلاة بترك الطمأنينة يسرع بالصلاة بأن لا يمد قيامها وركوعها وسجودها وتشهدها أو يترك الطمأنينة في محالها الأربع أو بعضها قال الغزالي: والأول هو الصحيح لأن الاختصار فعل المتكبرين أو اليهود أو راحة أهل النار أو غير ذلك 0000
6862 نهى عن الإخصاء ( صحيح ) ( ابن عساكر ) عن ابن عمر
الشرح:
تحريماً للآدمي لتفويته النسل المطلوب لحفظ النوع وعمارة الأرض وتكثير الأمة ولما فيه من تعذيب النفس والتشويه مع إدخال الضرر الذي ربما أفضى إلى الهلاك وتغيير خلق اللّه وكفر نعمة الرجولية لأن خلق الإنسان رجلاً من النعم العظيمة فإذا زال ذلك فقد تشبه بالمرأة وفي غير الآدمي خلاف والأصح كما قاله النووي تحريم خصاء غير المأكول مطلقاً وأما المأكول فيجوز في صغيره لا كبيره ونظمه ابن الوردي فقال:
ولأجل طيب اللحم يخصى * جائز الأكل صغيرا
قال ابن حجر في الفتح: اتفقوا يعني الشافعية على منع الجب والاختصاء فيلحق به ما في معناه من التداوي لقطع شهوة النكاح فما في شرح السنة للبغوي من جوازه محمول على دواء يسكن الشهوة ولا يقطعها أصالة.
6863 نهى عن الإقران إلا أن يستأذن الرجل أخاه ( صحيح )
( حم ق د ) عن ابن عمر
الشرح:(1/441)
(نهى عن الإقران) بهمزة مكسورة بين لام وقاف عند جمع وهي رواية مسلم كما ذكره عياض قال: وكذا هو في أكثر الروايات وقال القرطبي: كذا وقعت اللفظة لجميع رواة مسلم وليست معروفة فإنها وقعت رباعية من أقرن وصوابه القران لأنه من قرن يقرن ثلاثياً كما في رواية أخرى قال الفراء: يقال قرن بين الحج ولا يقال أقرن قال القرطبي: غير أنه جاء في الصحاح أقرن الدم في العرق واستقرن كثر فيحتمل حمل الإقران المذكور عليه فيكون معناه نهى عن الإكثار من أكل التمر إذا أكل مع غيره ويرجع معناه إلى القران المذكور في الرواية الأخرى وقال ابن حجر: الرواية الفصحى أنسب وهكذا جاء عند أحمد والطيالسي وهو أن يقرن تمرة بتمرة فيأكلها معاً لأن فيه إجحافاً برفيقه مع ما فيه من الشره والنهي للتنزيه إن كان الآكل مالكاً مطلق التصرف وإلا فللتحريم وقال ابن بطال: هو للندب مطلقاً عند الجمهور لأن الذي يوضع للأكل سبيله سبيل المكارمة لا التشاح لاختلاف الناس في الأكل والأرجح الأول ومثل التمرتين اللقمتان كما صرح به ابن العربي (إلا أن يستأذن الرجل أخاه) أي رفيقه المشارك له في ذلك فيأذن له فيجوز لأنه حقه فله إسقاطه ويقوم مقام صريح إذنه قرينة يغلب على الظن رضاه فإن كان شريكه أكثر من واحد شرط إذن الكل قال ابن حجر: وهذا يقوي مذهب من يصحح هبة المجهول.
6864 نهى عن الإقعاء في الصلاة ( صحيح ) ( ك هق ) عن سمرة
الشرح:
بأن يقعد على وركيه ناصباً فخذيه، قال البيهقي: والإقعاء نوعان أحدهما هذا وهو المنهي عنه كما تقرر والثاني صح فعله عن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم أن يضع أطراف أصابع رجليه وركبتيه على الأرض وأليه على عقبيه وهو سنة في الجلوس بين السجدتين.
6865 نهى عن الإقعاء و التورك في الصلاة ( صحيح ) (حم هق)عن أنس
الشرح:(1/442)
(نهى عن الإقعاء) وهو نصب قدميه ووضع ألييه على عقبيه (والتورك) بأن يجلس على كعب يسراه بعد أن يضجعها بحيث يلي ظاهر الأرض ويخرجها من جهة يمينه ويلصق وركه بالأرض (في الصلاة).
6866 نهى عن الأكل و الشرب في إناء الذهب و الفضة ( صحيح )
( ن ) عن أنس
الشرح:
النهي للتحريم فيحرم على الرجال والنساء الأكل في إناء ذهب أو فضة إلا إن عجز عن غيره.
6867 نهى عن التبتل ( صحيح ) (حم ق د)عن سعد(حم ت ن ه)عن سمرة
الشرح:
أي الانقطاع عن النكاح لأن القصد من هذا الدين بالذات تكثير أهله على سائر الأديان والتبتل في حق عيسى ويحيى فضيلة عظيمة كما دل عليه القرآن وتركه في حق نبينا أعظم لأن فضيلة القوة على النكاح والإكثار منه مع تقلله من الغذاء والملاذ المحرك له من أعظم المعجزات ومحل النهي فيمن اتخذ ذلك سنة يستن بها، أما من تبتل لفقد القدرة على التزوج لفقد أو عدم موافقة فلا يدخل في النهي.
6868 نهى عن التبقر في المال ( حسن ) ( حم ) عن ابن مسعود
الشرح:
أي الكثرة والسعة، والبقر الشق والتوسعة كذا قرره بعضهم وقال الزمخشري: التبقر تفعل من بقر بطنه شقه وفتحه فوضع موضع التفرق والتبدد، والمعنى النهي عن أن يكون في أهله وماله تفرق في بلاد شتى فيؤدي إلى توزع قلبه.
6869 نهى عن التختم بالذهب ( صحيح ) ( ت ) عن عمران بن حصين
الشرح:
وفي رواية عن خاتم الذهب وهذا في حق الرجال وأما في حق النساء
فيجوز.
6870 نهى عن الترجل إلا غبا ( صحيح ) ( حم 3 ) عن عبدالله بن مغفل
الشرح:(1/443)
(نهى عن الترجل) أي التمشط أي تسريح الشعر فيكره لأنه من زي العجم (إلا غباً) أي يوماً بعد يوم فلا يكره بل يسن فالمراد النهي عن المواظبة عليه والاهتمام به لأنه مبالغة في التزيين وتهالك به وأما خبر النسائي عن أبي قتادة أنه كانت له جمة فأمره أن يحسن إليها وأن يترجل كل يوم فحمل على أنه كان محتاجاً لذلك لغزارة شعره أو هو لبيان الجواز قال الولي العراقي: ولا فرق في النهي عن التسريح كل يوم بين الرأس واللحية وأما حديث أنه كان يسرح لحيته كل يوم مرّتين فلم أقف عليه بإسناده، ولم أره إلا في الإحياء ولا يخفى ما فيها من الأحاديث التي لا أصل لها ولا فرق بين الرجل والمرأة لكن الكراهة فيها أخف لأن التزيين في حقهن أوسع منه في حق الرجال ومع هذا فترك الترفه والتنعم لهن أولى.
6871 نهى عن التكلف للضيف ( صحيح ) ( ك ) عن سلمان
الشرح:
أي أن يتكلف المضيف له ضيافة فوق ما يليق بالحال لما فيه من الإضرار بل لا يمسك موجوداً ولا يتكلف مفقوداً ولا يزيد على عادته قال الحرالي: والتكلف أن يحمل المرء على أن يكلف بالأمر كلفة بالأشياء التي يدعو إليها طبعه.
6872 نهى عن الجداد بالليل و الحصاد بالليل ( صحيح )(هق)عن الحسين
الشرح:
(نهى عن الجذاذ بالليل) بالفتح والكسر صرام النخل وهو قطع ثمرها (والحصاد بالليل) قطع الزرع كانوا يجذون ويحصدون ليلاً فراراً من الفقراء فنهوا عنه لقوله تعالى {وآتوا حقه يوم حصاده} ذكره الزمخشري وخفي ذلك على من علله بأنه لأجل الهوام لئلا تصيب الناس.
6873 نهى عن الجدال في القرآن ( حسن ) ( السجزي ) عن أبي سعيد
الشرح:(1/444)
قال الزمخشري: يعني الجدال في آيات اللّه بالكفر والمراد الجدال بالباطل من الطعن فيها والقصد إلى إدحاض الحق وإخفاء نور اللّه فقد دل على ذلك في قوله تعالى {وجادلوا بالباطل ليدحضوا به الحق} أما الجدال فيها لإيضاح ملتبسها وحل مشكلها ومقادحة أهل العلم في استنباط معانيها ورد أهل الزيع بها وعنها فأعظم جهاد في سبيل اللّه.
6874 نهى عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر و أن يأكل الرجل و هو منبطح على بطنه ( حسن ) ( د ه ك ) عن ابن عمر
الشرح:
(نهى عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر) لأنه إقرار على معصية (وأن يأكل الرجل) ذكر الرجل وصف طردي والمراد الإنسان ولو أنثى (وهو) أي والحال أنه (منبطح على وجهه) في رواية على بطنه فيكره ذلك لأنه مع ما فيه من قبح الهيئة يضر بالمعدة وأمعاء الجنب ويمنع من حسن الاستمراء لعدم بقاء المعدة على وضعها الطبيعي.
6875 نهى عن الجلالة أن يركب عليها أو يشرب من ألبانها ( صحيح )
( د ك ) عن ابن عمر
الشرح:
(الجلالة) التي تأكل الجلة أي العذرة من الأنعام (أن يركب عليها) حتى يتيقن ذهاب النجاسة منها وزوال اسم الجلالة عنها ولفظ أبي داود نهى عن الجلالة في الإبل أن يركب عليها فلعل المؤلف سقط من قلمه في الإبل سهواً (أو يشرب من ألبانها) أو يؤكل من لحمها بالأولى، وأخذ بظاهره جمع من السلف فمنعوا ركوبها قال عمر لرجل له إبل جلالة:لا تحج عليها ولا تعتمر وقال ابنه: لا أصاحب أحداً ركبها، وحمل ذلك في المطامح على التغليظ قال: وليس في ركوبها معنى يوجب التحريم اهـ ومن زعم أن ذلك لنجاسة عرقها فينجسه فقد وهم إذ الرواية مقيدة في الصحيح بالإبل وعرقها طاهر.
6876 نهى عن الحبوة يوم الجمعة و الإمام يخطب ( حسن )
( حم د ت ك ) عن معاذ بن أنس
الشرح:(1/445)
(نهى عن الحبوة) بكسر الحاء وضمها من الاحتباء وهو ضم ساقيه لبطنه بشيء مع ظهره وقد يكون الاحتباء باليدين عوض الثوب قال الزمخشري: وهي للعرب خاصة كان يقال حبي العرب حيطانها وعمائمها تيجانها وجاء في خبر إن الاحتباء حيطان أي ليس في البراري حيطان فإذا أرادوا الاستناد احتبوا لأن الاحتباء يمنعهم من السقوط ويصير لهم كالجدر
(يوم الجمعة والإمام يخطب) لأنه مجلبة للنوم وتعرض الطهر للنقض لعدم التمكن معها وجاء في رواية النهي عن الاحتباء مطلقاً غير مقيد بيوم الجمعة فالظاهر أن ذكرها هنا لاختصاص الكراهة بل لكونه أشد كراهة قال ابن الأثير: وإنما نهى عنه مطلقاً لأنه إذا لم يكن عليه إلا ثوب واحد ربما تحرك أو زال الثوب فتبدو عورته.
6877 نهى عن الخذف و قال: إنها لا تقتل الصيد و لا تنكي العدو و لكنها تفقأ العين و تكسر السن ( صحيح ) ( حم ق د ه ) عن عبدالله بن مغفل
الشرح:
(نهى عن الخذف) بخاء وذال معجمتين وفاء: الرمي بحصاة أو نواة بين سبابتيه أو غيرهما لأنه يفقأ العين ولا ينكا العدو ولا يقتل الصيد قال المهلب: أباح اللّه الصيد على صفة فقال {تناله أيديكم ورماحكم} وليس الرمي بالبندقة ونحوها من ذلك إنما هو قيد وأطلق الشارع أن الخذف لا يصاد به لكونه ليس مجهزاً، وقد اتفق العلماء إلا من شذ على تحريم أكل ما قتله البندقة أو الحجر لأنه يقتل الصيد بقوة رامية لا بحده وفيه تحريم الرمي بنحو البندق إن خيف ادخال الضرر منه على حيوان محترم فإن أمن ذلك كأن كان بنحو فلاة جاز كما قال النووي وغيره، وقال القرطبي: وبنكأ عند أكثر الرواة بالهمز وروي بدونه وهو أشبه وأوجه.
6878 نهى عن الدواء الخبيث (صحيح) (حم د ت ه ك)عن أبي هريرة
الشرح:
أي السم أو النجس أو الخمر ولحم غير المأكول وروثه وبوله 00 وقيل أراد الخبيث المذاق لمشقته على الطباع والأدوية وإن كانت كلها كريهة لكن بعضها أقل كراهة.(1/446)
6879 نهى عن الديباج و الحرير و الإستبرق ( صحيح ) ( ه ) عن البراء
الشرح:
(نهى عن الديباج) أي الثياب المتخذة من الإبريسم (والحرير والإستبرق) غليظ الديباج أو رقيقه وذكر الحرير بعد الديباج من ذكر العام بعد الخاص وذكر الإستبرق بعد الحرير من ذكر الخاص بعد العام دفعاً لتوهم أن اختصاصها باسم لا يخرجها عن حكم العام.
6880 نهى عن الرقى و التمائم و التولة ( صحيح ) ( ك ) عن ابن مسعود
الشرح:
(نهى عن الرقى) بوزن العلى جميع رقية بالضم يقال رقاه أي عوذه والنهي عن الرقية بغير القرآن وأسماء اللّه وصفاته (والتمائم) جمع نميمة ومر أنها خرزت تعلقها العرب على الطفل لدفع العين ثم اتسع فيها فسموا بها كل عوذة (والتولة) بكسر ففتح ما يحبب المرأة للرجل من سحر وغيره كذا جزم ابن الأثير ونقله غيره عن الأصمعي وأقروه لكن الزمخشري اقتصر على أنه التفريق بين الأم وولدها فإنه لما ذكر أن معنى قول المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لا توله والدة على ولدها أي لا تعذر عنه قال: ومنه نهى عن التولة هذا كلامه والمعنى الأول أنسب بالسياق وأما الرقية بالقرآن أو بالأسماء أو بالصفات فجائز كما مر قال ابن التين: الرقى بذلك هو الطب الروحاني إذا كان على لسان الأبرار حصل الشفاء بإذن اللّه تعالى فلما عز هذا النوع فزع الناس إلى الطب الجسماني وتلك الرقى المنهى عنها التي يستعملها المعزم ممن يزعم تسخير الجن تأتي مركبة من حق وباطل يجمع إلى ذكر أسماء اللّه وصفاته ما يشوبه من ذكر الشياطين والاستعانة بهم والتعوذ من مردتهم فلذلك نهى عن الرقى بما جهل معناه ليكون بريئاً من شوب الشرك 000
6881 نهى عن الركوب على جلود النمار ( صحيح ) ( د ن ) عن معاوية
الشرح:
لما فيه من الخيلاء والزينة أو لأنه زي العجم أو غير ذلك.
6882 نهى عن الزور ( صحيح ) ( ن ) عن معاوية
الشرح:
قال قتادة: يعني ما يكثر به النساء أشعارهن من الخرق.(1/447)
6883 نهى عن السدل في الصلاة و أن يغطي الرجل فاه ( حسن )
( حم 4 ك ) عن أبي هريرة
الشرح:
أي إرسال الثوب حتى يصيب الأرض وخص الصلاة مع أنه منهي عنه مطلقاً لأنه من الخيلاء وهي في الصلاة أقبح فالسدل مكروه مطلقاً وفي الصلاة أشد والمراد سدل اليد وهو إرسالها أو أن يلتحف بثوبه فيدخل يديه من داخله فيركع ويسجد وهو كذلك كما هو شأن اليهود أو أراد سدل الشعر فإنه ربما ستر الجبهة وغطى الوجه قال العراقي: ويدل عليه قوله (وأن يغطى الرجل فاه) لأنه من فعل الجاهلية كانوا يتلثمون بالعمائم فيغطون أفواههم فنهوا عنه لأنه ربما منع من إتمام القراءة أو إكمال السجود قال البغوي: فإن عرض له ثتاؤب غطى فمه بثوب أو بيد لخبر فيه.
6884 نهى (عن السموم قبل طلوع الشمس و) عن ذبح ذوات الدر
( صحيح ) ( ه ك ) عن علي
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6041 .
الشرح:
(عن ذبح ذوات الدر) أي ذوات اللبن وهو مصدر در اللبن إذا جرى.
6885 نهى عن الشراء و البيع في المسجد و أن تنشد فيه ضالة و أن ينشد فيه شعر و نهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة ( حسن )
( حم 4 ) عن ابن عمرو
الشرح:
(نهى عن الشراء والبيع في المسجد) ومثلهما ما في معناهما من العقود فيكره كراهة تنزيه لأن المساجد لم تبن لذلك كما في حديث مسلم (وأن ينشد فيه ضالة وأن ينشد فيه شعر) وورد في غير ما خبر الترخيص فيه وجمع بحمل النهي على التنزيه والرخصة على بيان الجواز وبأن المرخص فيه الشعر المحمود كالذي في الزهد ومكارم الأخلاق والمنهي عنه خلافه. مر رجل بالمسجد يبيع فقال له عطاء: عليك بسوق الدنيا فإنما هذا سوق الآخرة (ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة) لأنه ربما قطع الصفوف مع كونهم مأمورين يوم الجمعة بالتبكير والتراص في الصفوف الأول فالأول.(1/448)
6886 نهى عن الشرب في آنية الذهب و الفضة و نهى عن لبس الذهب و الحرير و نهى عن جلود النمور أن يركب عليها (صحيح)(طب)عن معاوية
الشرح:
(نهى عن الشرب في آنية الذهب والفضة) والنهي للتحريم لثبوت الوعيد عليه بالنار في عدة أخبار ونقل ابن المنذر الإجماع عليه لكن نوزع بأن معاوية بن قرة أحد التابعين حمله على التنزيه ونقل عن نص الشافعي في القديم وأخذ منه منع الأكل بالأولى وجاء التصريح به في رواية لأحمد وألحق بالشرب والأكل ما في معناها من نحو تطيب وتكحل وسائر وجوه الاستعمال العرفي والرجال والنساء في ذلك سواء عند الشافعية والمالكية والكلام فيما كله ذهب أو فضة أما نحو مخلوط منهما أو مضبب أو مموه فورد فيه خبر الدارقطني والبيهقي من شرب في آنية الذهب والفضة أو في إناء فيه شيء من ذلك فإنما يجرجر في جوفه نار جهنم قال البيهقي: المشهور وقفه (ونهى عن لبس الذهب والحرير) ولو ديباجاً وهو ما غلظ منه أو رق (ونهى عن تشييد البناء) أي رفعه وأعلاه فوق الحاجة.
6887 نهى عن الشرب قائما (والأكل قائما)
( صحيح ) ( الضياء ) عن أنس
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6043
الشرح:(1/449)
فيكره تنزيهاً لما فيه من الآفات العديدة التي منها عدم استقراره في المعدة حتى يقسمه الكبد على الأعضاء وينزل بسرعة وحده فيخاف منه أن يبرد حرارة المعدة ويسرع النفوذ إلى الأسافل بغير تدريج وكل ذلك مضر ولا ينافيه أنه فعله لأنه فعله نادراً أو لحاجة أو ليرى الناس أنه غير صائم ولا يعترض بالعوائد لأنها بمنزلة الخارج عن القياس إذ هي تهدم أصولاً وتبني أصولاً قال ابن العربي: وللمرء ثمانية أحوال قائم ماش مستند راكع ساجد متكئ قاعد مضطجع كلها يمكن الشرب فيها وأمناها وأكثرها استعمالاً القعود والقيام فنهى الشرع عنه لما فيه من الاستعمال المؤذي للبدن قال في المفهم: لم يصرح أحد إلى أن النهي في الحديث للتحريم ولا التفات لابن حزم وإنما حمل على الكراهة والجمهور على عدم الكراهة فمن السلف الشيخان والمرتضى ثم مالك تمسك بشربه من زمزم قائماً وكأنهم رأوه متأخراً عن النهي فإنه في حجة الوداع فهو ناسخ وحقق ذلك حكم الخلفاء الثلاثة بخلافه ويبعد أن يخفى عليهم النهي مع شدة ملازمتهم له وتشديدهم في الدين وهذا وإن لم يصلح للنسخ يصلح لترجيح أحد الحديثين ومن قال بالكراهة جمع بأن فعله بين الجواز ونهيه يقتضي التنزيه 000
6888 نهى عن الشرب من ثلمة القدح و أن ينفخ في الشراب ( صحيح )
( حم د ك ) عن أبي سعيد
الشرح:
(نهى عن الشرب) ألحق به الأكل (من ثلمة القدح) بضم المثلثة محل الكسر منه لأن الوسخ والقذى والزهومة يجتمع في الثلمة ولا يصل إليه الغسل ومن ثم جاء في رواية أنه مقعد الشيطان وأنه لا يتماسك عليه الفم فربما انصب على الشارب (وأن ينفخ في الشراب) أي المشروب بنحو تنفسه فيه ثم يفصل القدح عن فيه ثم يتنفس فقد يسقط من ريقه فيه ما يقذره والنفخ في الطعام كهو في الشراب والنفخ أشد كراهة من التنفس فيه.
6889 نهى عن الشرب من في السقاء ( صحيح ) ( د ت ه ) عن ابن عباس
الشرح:(1/450)
أي فم القربة لأن انصباب الماء دفعة واحدة في المعدة ضار جداً وقد يكون فيه ما لا يراه الشارب فيدخل جوفه فيؤذيه ولأنه قد ينتنه بتردد أنفاسه فيعاف ولأن الشرب كذلك يملأ الجوف من الهواء فيضيق عن أخذ حظه من الماء ويزاحمه أو يؤذيه قال ابن القيم: أما الكرع بالفم فتكاد الأطباء تحرمه ويقولون مضر بالمعدة جداً ثم إن ما تقرر لا ينافيه ما في الشمائل أن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم قام إلى قربة معلقة فشرب من فمها فقطعت ميمونة أو أم سليم موضع فمه فاتخذته عندها تبركاً لأن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم ليس كغيره تبركاً وطهارة وعطرية وأمناً من الغوائل والحوادث.
6890 نهى عن الشرب من في السقاء و عن ركوب الجلالة و المجثمة
( صحيح ) ( حم 3 ك ) عن ابن عباس
الشرح:
(نهى عن الشرب من في السقاء) لا يعارضه ما قبله وخبر الترمذي أنه دعى بأداوة يوم أحد فاختنث فمها ثم شرب منها لأن التعارض إنما يكون بين خبرين صحيحين وخبر الباب صالح للاحتجاج به وأما خبر الترمذي فقال فيه الترمذي نفسه: ليس إسناده بصحيح وبفرض صحته فهو لبيان الجواز أو لكونه في حال الضرورة عند الحرب أو لفقد الإناء أو لكونه لم يتمكن من التفريغ فيه لشغله بأمر العدو أو كان لعذر آخر اقتضاه المقام (وعن ركوب الجلالة) لأنها تعرق فيتلوّث الراكب بعرقها كما مرّ (والمجثمة) هي كل حيوان يربط ويرمى ليقتل سميت به لأنها إذا رميت تجثم بالأرض أي تلزمها وتلصق بها وجثم الطائر جثوماً.
6891 نهى عن الشغار ( صحيح ) ( حم ق 4 ) عن ابن عمر
الشرح:
(نهى عن الشغار) بالكسر أي نكاح الشغار وهو أن يزوجه موليته على أن يزوجه موليته معاوضة من شغر الكلب رفع رجله ليبول وشغر البلد من السلطان خلا والنهي للتحريم إجماعاً على ما حكاه ابن عبد البر والنووي ونوزعا ويبطل العقد عند الثلاثة للتشريك في البضع أو للشرط أو للخلو عن المهر أو التعليق وقال الحنفية: يصح ويلزم مهر المثل.(1/451)
6892 نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس و بعد العصر حتى تغرب ( صحيح ) ( ق ن ) عن عمر
الشرح:
(نهى) نهي تحريم وقيل تنزيه (عن الصلاة) في غير حرم مكة سوى الجمعة بحديثين فيها (بعد) فعل صلاة (الصبح حتى تطلع) وفي رواية تشرق (الشمس) أي وترتفع كرمح كما تقيده رواية حتى ترتفع فالمراد طلوع مخصوص (و) نهى عن الصلاة (بعد) فعل (العصر حتى تغرب) الشمس وفي رواية تغيب فلو أحرم بما لا سبب له أو بما له سبب متأخر أثم ولم تنعقد كصوم العيد بخلاف ما له سبب متقدم أو مقارن فلا يكره عند الشافعية. وقال أبو حنيفة: يحرم فعل كل صلاة في الأوقات الثلاثة مطلقاً إلا عصر يومه عند الاصفرار، وقال مالك: يحرم النفل لا الفرض ووافقه أحمد لكنه جوّز ركعتي الطواف وكما تكره الصلاة بعد هاتين تكره من الطلوع إلى الارتفاع كرمح ومن الاستواء إلى الزوال في غير يوم الجمعة ومن الاصفرار إلى الغروب قال ابن حجر: ومحصل ما ورد من الأخبار في تعيين الأوقات التي يكره فيها الصلاة خمسة عند طلوع الشمس وعند غروبها وبعد الصبح والعصر وعند الاستواء، وترجع بالتحقيق إلى ثلاثة من بعد صلاة الصبح إلى ارتفاع الشمس فشمل الصلاة عند الطلوع، وكذا من صلاة العصر إلى الغروب ولا يعكر عليه أن من لم يصل الصبح مثلاً حتى تغرب يكره له التنفل حينئذ لأن الكلام أجري على الغالب المعتاد وهذه صورة نادرة لا مقصودة.
(فائدة) فرق ابن جرير وابن سيرين في الصلاة بعد الصبح والعصر والصلاة عند الطلوع والغروب فقالا تكره في الأوليين وتحرم في الأخريين وقال ابن حزم تبعاً لابن عمر تحرم الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس وتباح بعد العصر حتى تصفر تمسكاً بما رواه أبو داود قال ابن حجر بإسناد قوي إنه نهى عن الصلاة بعد العصر إلا والشمس مرتفعة.(1/452)
(تنبيه) أخذ بعمومه الجمهور وخصه الشافعي بخبر الحاكم وابن حبان عن جبير بن مطعم لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار. قال بعضهم: وبين الحديثين عموم وخصوص فالأول عام في المكان خاص بالزمان والثاني بالعكس فليس عموم أحدهما على خصوص الآخر بأولى من عكسه.
6893 نهى عن الصلاة إلى القبور ( صحيح ) ( حب ) عن أنس
الشرح:
تحذيراً لأمته أن يعظموا قبره أو قبر غيره من الأولياء فربما تغالوا فعبدوه فنهى أمته عنه غيرة عليهم من ركونهم إلى غير اللّه فيتأكد الحذر لما فيه من المفاسد التي منها إيذاء أصحابها فإنهم يتأذون بالفعل عند قبورهم من اتخاذها مساجد وإيقاد السرج فيها ويكرهونه غاية الكراهة كما كان المسيح يكره ما يفعله النصارى معه.
6894 نهى عن الصماء و الاحتباء في ثوب واحد ( صحيح )( د)عن جابر
الشرح:
(نهى عن الصماء) بالمد أي اشتمالها بأن يخلل نفسه بثوبه ولا يرفعه شيئاً من جوانبه ولا يمكنه إخراج يديه إلا من سفله فيخاف ظهور عورته سمى صماء لسد المنافذ كلها كالصخرة الصماء (والاحتباء في ثوب واحد) بأن يقعد على ألييه وينصب ساقيه ويلف عليهما ثوباً أو نحوه وهذه القعدة تسمى الحبوة بضم الحاء وكسرها وكان ذلك عادة العرب وحكمة النهي خوف كشف العورة.
6895 نهى عن الصورة ( صحيح ) ( ت ) عن جابر
الشرح:
أي عن نقش صورة حيوان تام الخلقة على نحو سقف وجدار أو ممتهن كبساط لأنه تشبه بخلق اللّه وعلى هذا التقرير فالنهي عن نفس التصوير فهو الحرام بالاتفاق وقد عد من الكبائر وأما كون الصورة في البيت فاختلف في تحريمه والجمهور على التحريم0000
6896 نهى عن الضحك من الضرطة ( صحيح ) ( طس ) عن جابر
الشرح:
لفظ رواية الطبراني الضراط أي نهاهم عن الضحك إذا سمعوا صوت الريح وقال: لم يضحك أحدكم مما يفعل؟ أي أن كل إنسان لا يخلو من ذلك.
6897 نهى عن الكي (صحيح) (طب)عن سعد الظفري(ت ك)عن عمران
الشرح:(1/453)
نهي تنزيه حيث أمكن الاستغناء عنه بغيره لأنه يشبه التعذيب بعذاب اللّه الذي نهى عنه ولما فيه من الألم الذي ربما زاد على ألم المرض أما عند تعيينه طريقاً فلا يكره فقد كوى النبي صلى اللّه عليه وسلم سعد بن معاذ الذي اهتز لموته عرش الرحمن وأبيِّ بن كعب المخصوص بأنه أقرأ الأمة وأما قوله في وصف السبعين ألفاً لا يكتوون محمول على ما إذا لم يضطر إليه ومن اعتقد أن مثل سعد بن معاذ وأبيِّ بن كعب لا يصلح أن يكون منهم فقد أخطأ كما ذكره القرطبي، وأخرج مسلم عن ابن سعد إن الملائكة كانت تسلم على عمران بن حصين فلما اكتوى انقطع التسليم فلما تركه عاد إليه، وقضية صنيع المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه بل بقيته فاكتوينا فما أفلحنا ولا نجحنا.
6898 نهى عن المتعة ( صحيح ) ( حم ) عن جابر ( خ ) عن علي
قال الالبانى:و(م) عن سبرة بن معبد وزاد (الا أنها حرام إلى يوم القيامة)
الشرح:
أي عن نكاح المتعة كما هو لفظ رواية أحمد وهو النكاح المؤقت بمدة معلومة أو مجهولة سمى به لأن الغرض منه مجرد التمتع دون النسل وغيره قال بعض الأئمة: هذا من غريب الشريعة فإنه تداوله النسخ مرتين أبيح ثم حرم ثم أبيح ثم حرم فإنه كان جائزاً في صدر الدين ثم نسخ في خيبر أو عمرة القضاء أو الفتح أو أوطاس أو تبوك أو حجة الوداع والأصح عند جمع الفتح والنووي الصواب أن تحريمها وإباحتها وقعا مرتين فكانت مباحة قبل خيبر ثم حرمت فيها ثم أبيحت عام الفتح وهو عام أوطاس ثم حرمت مؤبداً قال عياض كابن المنذر وقد جاء عن الأوائل الرخصة ثم فيها وقع الإجماع على تحريمها إلا من لا يلتفت إليه من الروافض وأجمعوا على أنه متى وقع الآن أبطل، هبه قبل الدخول أو بعده 0000
6899نهى عن المثلة(صحيح)(ك)عن عمران(طب)عن ابن عمر والمغيرة
الشرح:(1/454)
(نهى عن المثلة) بضم فسكون قطع أطراف الحيوان أو بعضها وهو حي للتشويه به وحديث تحريم المثلة خاص بغير من مثل وإن تمثيل المصطفى صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم بالعرنيين كان أول الإسلام ثم نسخ أو أنهم مثلوا بالرعاة.
6900 نهى عن المحاقلة و المخاصرة و الملامسة و المنابذة و المزابنة
( صحيح ) ( خ ) عن أنس
الشرح:
(نهى) النبي صلى اللّه عليه وسلم (عن المحاقلة) بيع الحنطة في سنبلها بالبر صافياً لعدم التماثل (و) نهى عن بيع (المخاضرة) بخاءفضاد معجمتين مفاعلة من الخضرة لأن البيع وقع على شيء أخضر وهو الثمار والحبوب قبل بدوّ صلاحها (والملامسة) بأن يلمس ثوباً مطوياً أو في ظلمة ثم يشتريه على أنه لا خيار له إذا رآه أو يقول إذا لمسته فقد بعتكه (والمنابذة) بأن يجعلا النبذ بيعاً (والمزابنة) مفاعلة من الزبن الدفع الشديد لأن كلاً من المتبايعين يزين الآخر أي يدفعه عن حقه بما يزداد منه فإذا وقف أحدهما على ما يكره تدافعا فيحرص أحدهما على فسخ البيع والآخر على إمضائه ومنه الزبانية لأنهم يزينون الكفرة في النار وهي بيع تمر يابس برطب وبيع زبيب بعنب كيلاً.
6901 نهى عن المخابرة ( صحيح ) ( حم ) عن زيد بن ثابت
الشرح:
هي المزارعة على المخبرة أي النصيب ذكره الزمخشري وقال القاضي: هي المزارعة بالنصيب بأن يستأجر الأرض بجزء من ريعها وفساد هذا العقد لجهالة الأجرة وقدرها واشتقافها من الخبر بالضم وهو النصيب ومن الخبر وهو الزراعة ومنه الخبر للنبات والأكار والخبر الأرض اللينة اهـ والمراد النهي عن العمل في الأرض ببعض ما يخرج منها والبدن من العامل وفي رواية نهى عن المخاضرة قال ابن الأثير: وهو بيع الثمار خضراً لم يبد صلاحها.
6902 نهى عن المزابنة ( صحيح ) ( ق ن ه ) عن ابن عمر
الشرح:(1/455)
مفاعلة من الزبن وهو الدفع لأن كلاً من المتبايعين يزبن صاحبه عن حقه أو لأن أحدهما إذا وقف على ما فيه من الغبن أراد دفع البيع عن نفسه وأراد صاحبه دفعه عن هذه الإرادة بإمضاء البيع فيتزابنان000
6903 نهى عن المزابنة و المحاقلة ( صحيح ) ( ق ) عن أبي سعيد
الشرح:
(والمحاقلة) بضم الميم وفتح المهملة من الحقل وهو الزرع إذا تشعب ورقه ولم يغلظ ساقه وأصله الساحة الطيبة التربة الصالحة للزرع ومنه حقل إذا زرع والمحقلة المزرعة وعرفاً بيع البر في سنبله بكيل معلوم من بر خالص والمانع فيه عدم العلم بالمماثلة.
6904 نهى عن المزارعة ( صحيح ) ( حم م ) عن ثابت بن الضحاك
الشرح:
العمل في الأرض ببعض ما يخرج منها والبزر من المالك قال الجمهور: لا تصح المزارعة والمخابرة وحملوا الآثار الواردة بخلافه على المساقاة.
6905 نهى عن المُفدَّم ( صحيح ) ( ه ) عن ابن عمر
الشرح:
(نهى عن المفدم) بفاء ودال مهملة الثوب المشبع حمرة بالعصفر كأنه الذي لا يقدر على الزيادة عليه لتناهي حمرته فهو كالممتنع من قبول الصبغ، وفيه حجة لمن ذهب إلى تحريم لبس المعصفر على الرجل وعليه الحليمي والبيهقي من أصحابنا وحمل الشافعي النهي على الكراهة وكرهه مالك للرجال والنساء.
6906نهى عن المنابذة وعن الملامسة(صحيح)(حم ق د ن ه)عن أبي سعيد
الشرح:
(نهى عن المنابذة) وهو أن يجعل نبذ المبيع بيعاً أو قاطعاً للخيار (وعن الملامسة) وهو أن يكتفي باللمس عن النظر ولا خيار بعده ويجعلا اللمس بيعاً أو قاطعاً للخيار.
6907 نهى عن المياثر الحمر و القسي ( صحيح ) ( خ ت ) عن البراء
الشرح:(1/456)
(نهى) نهي تحريم أو تنزيه (عن المياثر الحمر) جمع ميثرة بالكسر مفعلة من الوثارة بالمثلثة وهي لبدة الفرس تتخذ من حرير أحمر وهي وسادة السرج يعني نهى عن الركوب على دابة على سرجها وسادة حمراء لأنها من مراكب الأعاجم المتكبرين (والقسى) بفتح القاف وكسر السين المشددة أي ونهى عن لبس القسى نوع من الثياب فيه خطوط من حرير منسوبة إلى قس قرية بمصر على ساحل البحر قال الحافظ العراقي: فإن كان حريره أكثر فالنهي للتحريم وإلا للتنزيه.
6908 نهى عن الميثرة الأرجوان ( صحيح ) ( ت ) عن عمران
الشرح:
(نهى) قال ابن حجر: هكذا عندهم على البناء للمجهول وهو محمول على الرفع اهـ (عن المِيثرَةِ الأرجوان) بضم الهمزة وسكون الراء وضم الجيم: صبغ أحمر أو صوف أحمر يتخذ كالفرش الصغير ويحشى بنحو قطن أو صوف يجعله الراكب تحته فوق الرحل أو السرج فإن كان من حرير فالنهي للتحريم أو من غيره فللتنزيه لما فيه من الترفه والتشبه بعظماء الفرس فإنه كان شعارهم في ذلك الوقت فلما لم يصر شعارهم زال ذلك المعنى فزالت الكراهة ذكره الزين العراقي وليس علة النهي كونه أحمر لما تبين في عدة أخبار من حل لبسه وقد لبسه المصطفى صلى اللّه عليه وسلم.
6909 نهى عن النجش ( صحيح ) ( ق ن ه ) عن ابن عمر
الشرح:
(نهى عن النجش) بنون مفتوحة وجيم ساكنة وشين معجمة وضبطه المطرزي بتحريك الجيم وجعل السكون رواية وهو الزيادة في الثمن لا لرغبة بل ليخدع غيره من نجشت الصيد إذا أثرته كأن الناجش يثير كثرة الثمن بنجشه وحرم إجماعاً على العالم بالنهي وإن لم يواطئ البائع لأنه خداع وغش والنهي للبطلان عند قوم وللتحريم فقط عند الشافعي وفسر النجش بأعم من ذلك وهو المكر والخداع والاحتيال للأذى.
6910 نهى عن النذر ( صحيح ) ( ق د ن ه ) عن ابن عمر
الشرح:(1/457)
لأن من لا ينقاد إلى الخير إلا بقائد من نحو نذر أو يمين فليس بصادق في التقرب إلى ربه وعلله في خبر آخر بأنه لا يغني من اللّه شيئاً وإنما يستخرج به من مال البخيل، وهو يفهم أن النذر المنهي عنه ما قصد به تحصيل غرض ودفع مكروه على ظن أن النذر يرد عنه القدر وليس مطلق النذر منهياً عنه إذ لو كان كذا لما لزم الوفاء به.
6911 نهى عن النعي ( حسن ) ( حم ت ه ) عن حذيفة
الشرح:
أي نعي الجاهلية أي إذاعة موت الميت والنداء به وندبه وتعديد شمائله، كانت العرب إذا مات منهم شريف أو قتل بعثوا راكباً إلى القبائل ينعاه يقول نعاه فلاناً أي أنع فلاناً وفيه تحريم النعي وهو النداء بموت الشخص وذكر مآثره ومفاخره كما تقرر أما الإعلام بموته والثناء عليه فلا ضير فيه لما في الصحيحين أن المصطفى صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه وخرج بهم إلى المصلى فصف بهم وكبرعليه أربعاً.
6912 نهى عن النفخ في الشراب ( صحيح ) ( ت ) عن أبي سعيد
الشرح:
لأنه يغير رائحة الماء وقد يقع فيه شيء من الريق فيعافه الشارب ويستقذره والنهي للتنزيه قال ابن العربي: لكن إن علم أنه يناوله لغيره بعده حرم لأنه إضرار به وقال الحافظ العراقي: فيه كراهة النفخ في الإناء الذي يشرب فيه سواء فيه الماء واللبن والنهي للتنزيه لا للتحريم، ولا فرق بين كون النفخ فيه لحاجة أو لا كما دلَّ عليه حديث يا رسول اللّه القذاة أراها في الإناء فلم يرخص له في النفخ.
6913 نهى عن النفخ في الطعام و الشراب (صحيح)( حم ) عن ابن عباس
الشرح:
(نهى عن النفخ في الطعام) لأنه يؤذن بالعجلة وشدة الشره وقلة الصبر قال المهلب: ومحل ذلك إذا أكل مع غيره فإن أكل وحده أو مع من لا يتقذر منه شيئاً كزوجته وولده وخادمه وتلميذه فلا بأس أو نحو ذلك (و) في (الشراب) لما ذكر لاشتراكهما في العلة المذكورة.(1/458)
6914 نهى عن النَّوْح (و الشعر) و التصاوير و جلود السباع و التبرج و الغِناءِ و الذهب و الخز و الحرير ( صحيح ) ( حم ) عن معاوية
و وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6058
الشرح:
(نهى عن النوح) على الميت (والتصاوير) التي للحيوان التام الخلقة بخلاف نحو الشجر والقمرين وحيوان مقطوع الرأس أو اليدين (وجلود السباع) أن تفرش لأنه دأب الجبابرة وحلية المترفين (والتبرج) إظهار المرأة زينتها ومحاسنها لأجنبي (والغناء) أي فعله أو استماعه (والذهب) أي التحلي به للرجال (والخز والحرير) أي لبسه للرجال بلا عذر.
6915 نهى عن النوم قبل العشاء و عن الحديث بعدها ( صحيح )
( طب ) عن ابن عباس
الشرح:
(العشاء) أي قبل صلاة العشاء لتعريضها للفوات باستغراق النوم أو تفويت جماعتها كسلاً أو تأخيرها عن وقتها المختار أو عن قيام الليل وكان عمر يضرب الناس على ذلك ويقول اسهروا أول الليل فيكره تنزيهاً لا تحريماً لا يقال إذا كانت العلة ما ذكر فينبغي أن يفرق بين الليل الطويل والقصير لأنا نقول الأولى إطلاق الكراهة لأن الشيء إذا شرع لكونه مظنة قد يستمر فيصير هيئة (وعن حديث بعدها) أي بعد صلاتها فيما لا مصلحة فيه.
6916 نهى عن النياحة ( صحيح ) ( د ) عن أم عطية
الشرح:
وهي قول واويلاه، واحسرتاه، والندبة على عد شمائل الميت فيحرم.
6917 نهى عن النهبى و المثلة ( صحيح ) ( حم خ ) عن عبدالله بن زيد
الشرح:(1/459)
(نهى عن النهبى) بضم النون وسكون الهاء مقصوراً أي أخذ ما ليس له قهراً جهراً فنهب مال الغير غير جائز ويجوز بالإذن في الموهوب المشاع كالطعام يقدم للقوم فلكل أن يأكل مما يليه ولا يجذب من غيره إلا برضاه وبنحو ذلك فسره النخعي وغيره إلا أنه ليس على ما ينبغي فإن أصل الحديث كما في شروح الصحيحين وغيرهما أنه كان من شأن الجاهلية انتهاب ما يحصل من الغارات فوقعت البيعة على الزجر عن ذلك وتشديد النهي (والمثلة) بضم فسكون مصدر مثل بالمقتول أي جدعه أو قطع عضوه والمثلة المروية في قصة العرنيين منسوخة أو مؤولة كما سبق.
6918 نهى عن النهبة و الخلسة ( صحيح ) ( حم ) عن زيد بن خالد
الشرح:
(نهى عن النهبة) أي أخذ المال بالغارة يعني أن يأخذ كل واحد من الجيش ما وجد من الغنيمة من الكفار بل يلزمهم جمع الغنيمة عند الإمام ليقسم بينهم بحكم الشرع (والخلسة) بفتح الخاء المعجمة وكسر اللام وفتح السين ما يستلخص من السبع فيموت قبل ذكاته فعيلة بمعنى مفعولة.
6919 نهى عن الوحدة: أن يبيت الرجل وحده (صحيح) (حم)عن ابن عمر
الشرح:
(نهى عن الوحدة) وهي (أن يبيت الرجل) ومثله المرأة (وحده) أي في دار ليس فيها أحد.
6920 نهى عن الوسم في الوجه و الضرب في الوجه ( صحيح )
( حم م ت ) عن جابر
الشرح:(1/460)
(نهى عن الوسم) بسين مهملة وقد رواه بعضهم بمعجمة وهو وهم (في الوجه) أي الكي فيه بنار من السمة وهي العلامة بنحو كي فيحرم وسم الآدمي لكرامته وكذا غيره على الأصح عند الشافعية أما وسم غير الآدمي في غير وجهه فسائغ اتفاقاً بل يسن في نعم الجزية والزكاة وهو مستثنى من تعذيب الحيوان بالنار للمصلحة الراجحة لكن ينبغي كما قال القرطبي أن يقتصر فيه على خفيف يحصل به المقصود ولا يبالغ في التعذيب ولا التشويه (والضرب في الوجه) من كل حيوان محترم ولو غير آدمي لكنه فيه أشد لأنه مجمع المجاسن ولطيف يظهر فيه أثر الضرب فربما شانه وربما أعدم بعض الحواس قال جدنا للأم الزين العراقي: وفيه دليل على تحريم ما اعتاده الحبشة من الكيّ والشروط في الوجه بل يحرم الكي في جميع بدن الآدمي كما في شرح مسلم للنووي.
6921 نهى عن الوشم ( صحيح ) ( حم ) عن أبي هريرة
الشرح:
بالشين المعجمة فيحرم في الوجه بل وفي جميع البدن لما فيه من النجاسة المجتمعة وقد جاء في عدة طرق لعن فاعله كما سبق.
6922 نهى عن الوصال (صحيح) ( ق )عن ابن عمر وأبي هريرة وعائشة
الشرح:(1/461)
(نهى عن الوصال) تتابع الصوم فرضاً أو نفلاً من غير فطر ليلاً ودخول الليل وقت فطر وليس بفطر وخبر إذا أقبل الليل من ههنا محمول على وقته وإلا لم يتصور الوصال فلم يحرم وقيل صوم السنة من غير أن يفطر الأيام المنهية وموجب النهي إيراث الضعف والملل والعجز عن المواظبة على بقية العبادات والنهي للتحريم على الأصح عند الشافعية وللتنزيه عند مالك والحنابلة وقضية صنيع المصنف أن هذا هو الحديث بكماله وليس كذلك بل بقيته فقال له رجل من المسلمين: إنك تواصل قال: وأيكم مثلي؟ إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوماً ثم رأوا الهلال فقال: لو تأخر لزدتكم، كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا اهـ. واللفظ للبخاري، قال البيضاوي: يريد بقوله أيكم مثلي: الفرق بينه وبين غيره لأنه تعالى يفيض عليه ما يسد مسد طعامه وشرابه من حيث إنه يشغله عن احتباس الجوع والعطش ويقوم على الطاعة ويحرسه عن تحليل يفضي إلى هلاك القوى وضعف الأعضاء.
6923 نهى عن بيع الثمار حتى تنجو من العاهة ( صحيح )
( طب ) عن زيد بن ثابت
الشرح:
وفسره في رواية مسلم بظهور الصلاح وذلك مناسب فإن الصلاح ضد الفساد والعاهة نوع من الفساد فإذا هبت عاهة الثمر وأمن فساده لم يعرض له ما يمنعه من النضج.
6924 نهى عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها و تأمن العاهة ( صحيح )
( حم ) عن عائشة
الشرح:
(حتى يبدو) أي يظهر وهو بلا همزة وأخطأ من همزه: صلاحها. وفي رواية حتى تزهو وهو بمعناه ويكفي بدو صلاح بعض ثمر البستان.
6925 نهى عن بيع الثمر بالتمر ( صحيح ) (ق د)عن سهل بن أبي حثمة
الشرح:(1/462)
(الثمر) بتثليث المثلثة وفتح الميم (بالتمر) بالمثناة وسكون الميم أي بيع الرطب بالتمر زاد في رواية ورخص في بيع العرايا أن تباع بخرصها قال النووي:فيحرم بيع رطب بتمر وهو المزابنة من الزبن وهو الدفع والتخاصم كأن كلا من المتبايعين بالوقوع في الغبن يدفع الآخر عن حقه وحاصلها عند الشافعي بيع مجهول بمجهول أو بمعلوم من جنس يحرم الربا في نقده وخالفه مالك في القيد الأخير فقال سواء كان ربوياً أم غيره أما العرايا وهي بيع رطب على النخل بتمر على الأرض فأجازه الشافعي فيما دون خمسة أوسق على العموم، ومالك على الخصوص من المهري دون غيره.
6926 نهى عن بيع الثمر بالتمر كيلا و عن بيع العنب بالزبيب كيلا و عن بيع الزرع بالحنطة كيلا ( صحيح ) ( د ) عن ابن عمر
الشرح:
(نهى عن بيع الثمر بالتمر) الأول بالمثلثة والثاني بالمثناة أي الرطب بالتمر
6927 نهى عن بيع الثمر حتى يطيب ( صحيح ) ( حم ق ) عن جابر
الشرح:
يفسره رواية نهى عن بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها.
6928 نهى عن بيع الثمرة حتى يبدو صلاحها و عن النخل حتى تزهو
( صحيح ) ( خ ) عن أنس
الشرح:
(نهى عن بيع الثمرة حتى يبدو) أي يظهر (صلاحها) بأن تصير على الصفة المطلوبة منه وبيعه قبل ذلك لا يصح إلا بشرط القطع (وعن بيع النخل حتى تزهو) بفتح التاء وبالواو وفي رواية تزهى أي تحمر، وصوب الخطابي تزهى دون تزهو قال ابن الأثير: منهم من أنكر نزهى كما أن منهم من أنكر تزهو والصواب الروايات على اللغتين زهت تزهو وأزهت تزهى أي تحمر، وأفهم قوله حتى يبدو صلاحها أنه لا يكتفي بوقت بدو الصلاح بل لا بد من حصوله بالفعل في الكل أو البعض.
6929 نهى عن بيع الحصاة و عن بيع الغرر(صحيح)(م 4)عن أبي هريرة
الشرح:(1/463)
(نهى عن بيع الحصاة) بأن يقول البائع للمشتري في العقد إذا نبذت إليك الحصاة فقد أوجب البيع والخلل فيه إثبات الخيار وشرطه إلى أجل مجهول أو بأن يرمي حصاة في قطيع غنم فأي شاة أصابتها فهي المبيعة والخلل فيه جهالة المعقود عليه أو أنه يجعل الرمي بيعاً والخلل في نفس العقد (وعن بيع الغرر) وهو ما خفي عليك أمره من الغرور وبيع الغرر كل بيع كان المعقود عليه فيه مجهولاً أو معجوز عنه وقيل هو ما احتمل أمرين أغلبهما أخوفها أو ما انطوت عنا عاقبته وذا يشمل جميع البيوع الباطلة وإنما نص عليها ولم يكتف به لأنها من بيوع الجاهلية.
6930 نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة ( صحيح )
( حم 4 الضياء ) عن سمرة
الشرح:
من الطرفين فيكون من بيع الكالئ بالكالئ لأن الربا يجري في الحيوان هكذا قرره الشافعي توفيقاً بين هذا الحديث وخبر البخاري أن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم اقترض بكراً ورده رباعياً وقال: خياركم أحسنكم قضاءاً، وتعلق الحنفية والحنابلة بظاهر الخبر فمنعوا بيع الحيوان بالحيوان وجعلوه ناسخاً لحديث البخاري مع أن النسخ لا يثبت بالاحتمال، وفصل مالك فقال: يجوز إن اختلف الجنس ويحرم إن اتحد ونزل الخبرين على هذين.
6931 نهى عن بيع الذهب بالورق دينا ( صحيح ) ( حم ق ن ) عن البراء وزيد بن أرقم
الشرح:
(نهى عن بيع الذهب بالورق) بكسر الراء الفضة (ديناً) أي غير حال حاضر بالمجلس قال النووي: أجمعوا على تحريم بيع ذهب بذهب أو فضة مؤجلاً وكذا بر ببر أو بشعير وكذا كل شيئين اشتركا في علة الربا.
6932 نهى عن بيع السنين ( صحيح ) ( حم م د ن ه ) عن جابر
الشرح:
أي يبيع ما تثمره نخله سنتين أو ثلاثاً أو أربعاً وأكثر لأنه غرر.
6933 نهى عن بيع الشاة باللحم ( حسن ) ( ك هق ) عن سمرة
الشرح:
فيه أنه لا يباع حيوان أي ولو سمكاً وجراداً بلحم ولو من سمك وجراد فيستوي فيه الجنس وغيره والمأكولات وغيرها.(1/464)
6934 نهى عن بيع الصبرة من التمر لا يعلم مكيلها بالكيل المسمى من التمر ( صحيح ) ( حم م ن ) عن جابر
الشرح:
تصريح بتحريم بيع تمر بتمر حتى تعلم المماثلة لأن الجهل بالمماثلة هنا كحقيقة المفاضلة.
6935 نهى عن بيع الطعام حتى يجري فيه الصاعان فيكون لصاحبه الزيادة و عليه النقصان ( حسن ) ( البزار ) عن أبي هريرة
الشرح:
(نهى عن بيع الطعام حتى يجري فيه الصاعان) صاع البائع وصاع المشتري (فيكون لصاحبه الزيادة وعليه النقصان) أفاد أنه لا يصح بيع المكيل قبل قبضه وهو مذهب الشافعي، وقال أبو حنيفة: إلا العقار وخص مالك المنع بالطعام أخذاً بمفهوم هذا الخبر.
6936 نهى عن بيع اللحم بالحيوان ( حسن )
( مالك الشافعي ك ) عن سعيد بن المسيب مرسلا ( البزار ) عن ابن عمر
الشرح:
ولو من سمك وجراد فيستوي فيه الجنس وغيره وسواء كان لحم الحيوان مأكولاً أولاً للربا قال سعيد بن المسيب: كان من ميسر أهل الجاهلية.
6937 نهى عن بيع المضامين و الملاقح و حبل الحبلة ( صحيح )
( طب ) عن ابن عباس
الشرح:
(نهى عن بيع المضامين) وهي ما في البطون من الأجنة (والملاقيح وحبل الحبلة) بفتح الباء فيهما لكن الأولى مصدر حبلت المرأة بكسر الباء والثاني اسم جمع حابل كظالم وظلمة، وقال الأخفش: وهو جمع حابلة قال ابن الانباري: الهاء في الحبلة للمبالغة.
6938 نهى عن بيع النخل حتى يزهو و عن السنبل حتى يبيض و يأمن العاهة ( صحيح ) ( م د ت ) عن ابن عمر
الشرح:(1/465)
(نهى عن بيع النخل) أي ثمره (حتى يزهو) أي يتموه ويحمر أو يصفر لما حذف المضاف أسند الفعل إلى المضاف إليه فأنث وحتى غاية النهي المخصوص ذكره الطيبي، وقال الزمخشري: يقال زهى الثمر وأزهى إذا احمر واصفر وأبى الأصمعي الإزهاء ولم يعرف أزهى وفي كتاب العين يزهو خطأ إنما هو يزهى اهـ. (وعن السنبل) أي بيعه (حتى يبيض) أي يشتد حبه (ويأمن العاهة) أي الآفة التي تصيب الزرع قال الحرالي: السنبل مجتمع الحب في أكمامه لأنه أية استحقاق اجتماع أهل ذلك الرزق في تعاونهم في أمرهم وفسر ابن راهويه أمن العاهة بطلوع الثريا قيل: وفيه نظر لأن طلوعها وإن كانت في وقت واحد من العام لكن البلاد مختلف حكم نضج ثمارها بسبب الحر والبرد وإنما اكتفى به في الثمار بأول الطيب ولم يجز في الزرع حتى يتم طيبه لأن الثمر يؤكل غالباً أول الطيب والزرع لا يؤكل غالباً إلا بعده ذكره الأبي.
6939 نهى عن بيع الولاء و عن هبته (صحيح) ( حم ق 4 ) عن ابن عمر
الشرح:
(نهى عن بيع الولاء) أي ولاء العتق وهو إذا مات المعتق ورثه معتقه كانت العرب تبيعه فنهوا عنه (وعن هبته) لأنه حق كالنسب فكما لا يجوز نقل النسب لا يجوز نقله إلى غير المعتق والنهي للتحريم فيبطلان لما ذكر.
6940 نهى عن بيع حبل الحبلة ( صحيح ) ( حم ق 4 ) عن ابن عمر
الشرح:(1/466)
(حبل الحبلة) بفتح الباء فيهما قال ابن حجر: وغلط من سكنها قال القاضي: وقرنه بأل إشعاراً بمعنى الأنوثة إذا المراد ببيع ما في البطون وأدخلت فيه الهاء للمبالغة اهـ، وذهب ابن كيسان إلى أن المراد به بيع العنب قبل أن يطيب والحبلة بالتحريك الكرمة من الحبل لأنها تحبل بالعنب كما جاء في حديث آخر نهى عن بيع الثمر قبل أن يبدو صلاحه قال السهيلي: وهو غريب لم يسبقه إليه أحد في تأويل الحديث وقيل دخلت التاء للجماعة وقيل للمبالغة وهذا كله ينعكس عليهم بأنه لم تدخل إلا في أحد اللفظين دون الآخر وإنما النكتة فيه أن الحبل ما دام حبلاً لا يدرى أذكر أم أنثى فيعبر عنه بالمصدر من حبلت المرأة حبلاً إذا حملت فإذا ولد الحبل وعلم أذكر أم أنثى لم يسم حبلاً فإذا كانت أنثى وبلغت حد الحمل فحبلت فذلك الحبل هو المنهي عنه من بيعه والأول علمت أنوثته بعد الولادة فعبر عنه الحبلة وصار المعنى نهى عن بيع حبل الجنينة التي كانت حبلاً لا يعرف ما هي ثم عرف بعد الوضع وكذا في الآدميين فإذن لا يقال لها حبلة إلا بعد المعرفة بأنها أنثى وعند ذكر الحبل الثاني لأن الأنثى قبل أن تحبل تسمى حائلاً فإذا حبلت وذكر حبلها وازدوج ذكره مع الحالة الأولى التي كانت فيها حبلى فرق بين اللفظين بتاء التأنيث قال وهذا كلام فصيح بليغ لا يقدر قدره في البلاغة.
6941 نهى عن بيع ضراب الجمل و عن بيع الماء و الأرض لتحرث
( صحيح ) ( حم م ن ) عن جابر
الشرح:(1/467)
(نهى عن بيع ضراب الجمل) بالجيم بخطه أي أجرة ضرابه وهو عسب الفحل فاستئجاره لذلك باطل عند الشافعي وأبي حنيفة للضرر والجهالة وأجازه مالك للحاجة (وعن بيع الماء) من نحو بئر بفلاة أي بشرط أن لا يكون ثم ما يستقى منه وأن تدعو الحاجة له لسقي ماشية لا زرع وأن لا يحتاجه مالكه (والأرض لتحرث) يعني عن إجارتها للزرع والنهي للتنزيه ليعتادوا إعارتها وإرفاق بعضهم بعضاً وتصح إجارتها بغير ما يخرج منها اتفاقاً ومما يخرج منها منعه مالك وأجازه الشافعي.
6942 نهى عن بيع فضل الماء ( صحيح )
( م ن ه ) عن جابر ( حم 4 ) عن إياس بن عبيد
الشرح:
أي عن بيع ما فضل عن حاجته من ذي حاجة لا ثمن له فالأولى إعطاؤه بلا ثمن فالنهي في الأول للتحريم وفي الثاني للتنزيه ذكره الشافعية،وقال بعض المالكية: ليس له منعه وله طلب القيمة كإطعام المضطر وردّ بأن الطعام منقطع المادة غير مستخلف والماء مستخلف ما دام في منبعه حتى لو جمعه في نحو حوض أو إناء فله منعه كالطعام وتأويل بعضهم الخبر بأن المراد ماء الفحل في النزو غير قويم لعطفه عليه في رواية أخرى فيكون تكراراً.
6943 نهى عن بيعتين في بيعة ( صحيح ) ( ت ن ) عن أبي هريرة
الشرح:
(نهى عن بيعتين) بكسر الباء نظراً للهيئة وبفتحها نظراً للمرة وقال الزركشي: الأحسن ضبطه بالكسر (في بيعة) بأن يبيعه شيئاً على أن يشتري منه شيئاً آخر وأن يقول بعتكه بعشرة نقداً وبعشرين نسيئة فخذ بأيهما شئت قال العراقي: هذا لا يقتضي اختصاص النهي بالمذكور حتى يدل انتفاء النهي عن بيعة ثالثة فإن هذا مفهوم بعت وقد اختلف الأصول في أن مفهوم العدد حجة وأما هذا فسماه السبكي مفهوم المعدود وليس بحجة اتفاقاً ويجيء مثله في النهي عن لبستين فلا يقتضي النهي عن لبسة ثالثة.
6944 نهى عن تلقي البيوع ( صحيح ) ( ت ) عن ابن مسعود
الشرح:(1/468)
(تلقى البيوع) بضم التاء وفتح اللام وقاف مشددة مبنياً للمفعول والبيوع بالرفع نائب الفاعل وأصله تتلقى فحذفت إحدى التاءين والمعنى تستقبل أصحاب البيوع وهو أن تتلقى السلعة الواردة لمحل بيعها قبل وصولها له والنهي معقول وهو منع الضرر ولا يعارضه النهي عن بيع الحاضر للبادي لأنه اقتضى عدم الاستقصاء للجالب وحديث التلقي يقتضي الاستقصاء له لأنا نقول الأحكام مبنية على المصالح ومنها تقديم مصلحة الجماعة على الواحد فكما روعي هنا مصلحة الجالب روعي ثم مصلحة أهل الحضر على مصلحة الواحد وهو الجالب فالحديثان متماثلان لا متعارضان.
6945 نهى عن تلقي الجلب ( صحيح ) ( ه ) عن ابن عمر
الشرح:
(نهى عن تلقي الجلب) محركاً بمعنى مفعول ما يجلب من بلد لبلد وهو المعبر عنه بتلقي الركبان فيحرم عند الشافعي ومالك وجوًّزه الحنفية إن لم يضر بالناس وشرط التحريم علم النهي.
6946 نهى عن ثمن الكلب إلا كلب الصيد ( حسن ) ( ت ) عن أبي هريرة
الشرح:
فإن لا يحل أخذ ثمنه عند الحنفية لصحة بيعه عندهم للحاجة إليه وفيه لمالك قولان.
6947 نهى عن ثمن الكلب إلا الكلب المعلم ( حسن ) ( حم ن ) عن جابر
الشرح:
(نهى عن ثمن الكلب) لنجاسته عند الشافعية والنهي عن اتخاذه عند المالكية وهل النهي عندهم للتنزيه أو للتحريم قولان قال ابن العربي: والصحيح دليلاً جواز البيع (إلا الكلب المعلم) فإنه يجوز بيعه عند الحنفية للضرورة.
6948 نهى عن ثمن الكلب و ثمن الخنزير و ثمن الخمر و عن مهر البغي و عن عسب الفحل ( صحيح ) ( طس ) عن ابن عمرو
الشرح:(1/469)
(نهى عن ثمن الكلب وثمن الخنزير وثمن الخمر وعن مهر البغيّ) أي ما تأخذه على زناها سماه مهراً مجازاً (وعن عسب الفحل) أي عن ثمن عسبه قال القاضي: العسب الكراء المأخوذ على النزو يقال عسبت الرجل عسباً إذا أعطيته الكراء على ذلك والموجب للنهي ما فيه من الغرر لأن مقصود المكتري منه هو الإلقاح والفحل قد يضرب وقد لا وقد يلقح الأنثى وقد لا.
6949 نهى عن ثمن الكلب و ثمن الدم و كسب البغي ( صحيح )
( خ ) عن أبي جحيفة
الشرح:
(نهى عن ثمن الكلب) نهي تحريم (وثمن الدم) هو على ظاهره فيحرم بيع الدم وأخذ ثمنه والمراد أجرة الحجامة (وكسب البغي) بفتح الموحدة وكسر المعجمة وشد الياء الزانية أي كسبها بالزنى أي ما تأخذه عليه.
6950 نهى عن ثمن الكلب و عن ثمن السنور(صحيح)(حم 4 ك)عن جابر
الشرح:
(نهى عن ثمن الكلب) نهي تحريم (وعن ثمن السنور) الذي لا نفع فيه أو المتوحش الذي لا يمكن تسليمه أو النهي للتنزيه ولا بعد في جمع الكلام الواحد نهياً تحريمياً وآخر تنزيهياً.
6951 نهى عن ثمن الكلب و مهر البغي و حلوان الكاهن ( صحيح )
( ق 4 ) عن أبي مسعود
الشرح:
أي ما يأخذه على كهانته عن إخباره عن الكائنة المستقبلة بزعمه وهو بضم الحاء وسكون اللام من حلوت الرجل حبوته بشيء أعطيته إياه أو من الحلاوة شبه ما يعطى الكاهن بشيء حلو لأخذه إياه سهلاً بلا كلفة يقال حلوته أطعمته الحلو والنهي يشمل الآخذ والمعطي وفي الأحكام السلطانية ينهى المحتسب من يتكسب بالكهانة واللهو ويؤدَّب عليه الآخذ والمعطي.
6952 نهى عن جلد الحد في المساجد ( صحيح ) ( ه ) عن ابن عمرو
الشرح:
فيكره تنزيهاً وقيل تحريماً احتراماً للمسجد.
6953 نهى عن جلود السباع ( صحيح ) ( ك ) عن والد أبي مليح
الشرح:(1/470)
أن تفرش كما صرح به في رواية الترمذي يعني ويجلس عليها والنهي للسرف والخيلاء أو لأن افتراشها دأب الجبابرة وسجية المترفين أو لنجاسة ما عليها من الشعر والشعر ينجس بالموت ولا يطهر بالدباغ عند الشافعية وخبث الملبس يكسب القلب هيئة خبيثة كما أن خبث المطعم يكسبه ذلك فإن الملابسة الظاهرة تسري إلى الباطن ومن ثم حرم على الذكر لبس الحرير والذهب لما يكسب القلب من الهيئة التي تكون لمن ذلك لبسه من نساء وأهل الفخر والخيلاء وفيه أنه يحرم الجلوس على جلد كسبع ونمر وفهد أي به شعر وإن جعل على الأرض على الأوجه لكونه من شأن المتكبرين 00
6954 نهى عن خاتم الذهب ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
6955نهى عن خاتم الذهب وعن خاتم الحديد(صحيح)(هب)عن ابن عمرو
الشرح:
(نهى عن خاتم الذهب) أي لبسه واتخاذه للرجال بدليل خبر هذان حرام على ذكور أمتي حلٌّ لإناثهم (وعن خاتم الحديد) لأنه حلية أهل النار أي زي الكفار وهم أهل النار أو لنهوكة ريحه والنهي عن خاتم الذهب للتحريم وعن الحديد للتنزيه عند الجمهور وذهب شرذمة في أن النهي أيضاً في الذهب للتنزيه وقضيته إثبات خلاف في التحريم وهو يناقض القول بالإجماع على التحريم للرجل ولا بد من اعتبار وصف كونه خاتماً قال ابن حجر: والتوفيق أن يقال إن القائل بالتنزيه انقرض واستقر الإجماع بعده على التحريم وهذا الحديث قد عورض بالحديث المار التمس ولو خاتماً من حديد وأجيب بأنه لا يلزم من جواز الالتماس والاتخاذ جواز اللبس فيحتمل أنه أراد تحصيله لتنتفع بقيمته المرأة على أن بعضهم حمل النهي على الحديد الصرف لما خرجه ابن سعد وغيره أن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم كان خاتمه من حديد ملوي عليه فضة قال النقاشي في كتاب الأحجار: خاتم الفولاذ مطردة للشيطان إذا لوى عليه فضة فهذا يؤيد المغايرة في الحكم.
6956 نهى عن خصاء الخيل و البهائم ( صحيح ) ( حم ) عن ابن عمر
الشرح:(1/471)
عطف عام على خاص والنهي للتحريم إلا في صغير المأكول فيجوز قال ابن الوردي: ولأجل طيب اللحم يخصي جائز الأكل صغيراً.
6957 نهى عن ركوب النمور ( صحيح ) ( ه ) عن أبي ريحانة
الشرح:
أي الركوب على ظهورها كما تركب الخيل ونحوها أو الركوب على جلودها لما مر أن استعمالها يكسب القلب هيئة مشابهة لتلك الحيوانات.
6958 نهى عن سب الأموات ( صحيح ) ( ك ) عن زيد بن أرقم
الشرح:
لما فيه من المفاسد التي منها يؤذي الأحياء ومحله في غير كافر ومتظاهر بفسق أو بدعة فلا يحرم سب هؤلاء ولا ذكرهم بشر بقصد التحذير من طريقتهم والاقتداء بآثارهم كما يدل عليه عدة أحاديث مرت.
6959 نهى عن سلف و بيع و شرطين في بيع و بيع ما ليس عندك و ربح ما لم تضمن ( صحيح ) ( طب ) عن حكيم بن حزام
الشرح:
(نهى عن سلف وبيع) كأن يقول بعتك ذا بألف على أن تقرضني ألفاً لأنه إنما يقرضه ليحابيه في الثمن فيدخل في الجهالة (وشرطين في بيع) كبعتك نقداً بدينار ونسيئة بدينارين (وبيع ما ليس عندك) قال الخطابي: يريد العين لا الصفة (وربح ما لم يضمن) بأن يبيعه لو اشتراه ولم يقبضه.
6960 نهى عن صبر الروح و خصاء البهائم (صحيح)(هق)عن ابن عباس
الشرح:
(نهى عن صبر الروح) هو كما في النهاية الخصي والخصي صبر شديد (وخصاء البهائم) بالمد فعيل بمعنى مفعول.
6961 نهى عن صوم ستة أيام من السنة: ثلاثة أيام التشريق و يوم الفطر و يوم الأضحى و يوم الجمعة مختصة من الأيام (صحيح)(الطيالسي)عن أنس
الشرح:(1/472)
فيحرم صوم التشريق بالعيدين ولا ينعقد ويكره إفراد يوم الجمعة بالصوم، واختلف في علة النهي فقال المظهر: ترك موافقة اليهود في يوم من الأسبوع حين عظموا السبت فلا نعظم الجمعة بصيام وقيام ورده الطيبي بأنه لو كانت العلة مخالفتهم كان الصوم أولى لأنهم يستريحون فيه ويتنعمون بالأكل والشرب بل العلة ورود النص وتخصيص كل يوم بعبادة ليس ليوم آخر فإنه تعالى استأثر الجمعة بفضائل لم يستأثر بها غيرها فجعل الاجتماع فيه للصلاة فرضاً فلم ير أن يخصه بشيء من الأعمال سوى ما خصه به ثم خص بعض الأيام بعمل دون ما خص به غيره ليخص كلاً منها بعمل ليظهر فضيلة كل بما يختص به.
(تنبيه) قسم الشارع الأيام باعتبار الصوم ثلاثة أقسام قسم شرع تخصيصه بالصيام إما إيجاباً كرمضان أو استحباباً كعرفة وعاشوراء وقسم نهى عن صومه مطلقاً كالعيدين وقسم إنما في عن تخصيصه كيوم الجمعة وبعد النصف من شعبان فهذا النوع لو صيم مع غيره لم يكره فإن خص بالفعل نهى عنه سواء قصد الصائم التخصيص أم لا اعتقد الرجحان أم لا.
6962 نهى عن صوم يوم الفطر و النحر(صحيح)(ق)عن عمر وأبي سعيد
الشرح:
(يوم الفطر والنحر) والأضحى قال الطيبي: عدل عن قوله نهى عن صوم العيدين إلى الفطر والنحر إشعاراً بأن علة الحرمة هي الوصف بكونه يوم فطر ويوم نحر والصوم ينافيهما فيحرم صومهما ولا ينعقد نذره ولا يجب قضاؤهما عند الشافعية وأوجبته الحنفية وقضية صنيع المؤلف أن هذا هو الحديث بكماله والأمر بخلافه بل بقيته وعن الصماء وأن يحتبى الرجل في ثوب واحد وعن صلاة بعد الصبح والعصر هذا نص البخاري.
6963 نهى عن صيام يوم الجمعة ( صحيح ) ( حم ق ه ) عن جابر
الشرح:(1/473)
أي إفراده بالصوم فيكره تنزيهاً لأنه عيد والعيد لا يصام أو لئلا يضعف عن وظائف العبادة التي فيه أو خوف اعتقاد وجوبه أو المبالغة في تعظيمه فيعتني به ولا يعارضه خبر الترمذي عن ابن مسعود قلما كان يفطر يوم الجمعة لأنه كان لا يقصد إفراده لوقوعه خلال الأيام التي كان يصومها.
6964 نهى عن صيام يوم قبل رمضان و الأضحى و الفطر و أيام التشريق ( صحيح ) ( هق ) عن أبي هريرة
الشرح:
(نهى عن صيام يوم قبل رمضان) ليتقوى بالفظر له فيدخله بقوة ونشاط أو لأن الحكم علق بالرؤية فتقدمه بيوم أو بيومين محاولة للطعن في ذلك الحكم أو لغير ذلك (والأضحى والفطر وأيام التشريق) فلا يصح صومهما وبه قال الشافعي وأبو حنيفة وجوزه أحمد ومالك وجمع لمتمتع فقد الهدي.
6965 نهى عن طعام المتباريين أن يؤكل (صحيح) (د ك)عن ابن عباس
الشرح:
(المتباريين) أي المتعارضين بالضيافة فخراً ورياءً والمباراة المفاخرة (أن يؤكل) أي الفاعل كل منهما فوق فعل صاحبه ليكون طعامه أكبر وآنق ورياء ومباهاة ليغلب ويريد أحدهما تعجيز الآخر لأنه للرياء لا للّه وفي رواية للعقيلي في الضعفاء عن ابن عباس أيضاً نهى عن طعام المتباهيين.
6966 نهى عن عسب الفحل ( صحيح ) ( حم خ 3 ) عن ابن عمر
الشرح:
أي عن بذله ثمناً أو أجرة وهو ضرابه وماؤه فتحرم المعاوضة عليه ولا تصح عند الشافعية وجوزه مالك والحديث حجة عليه.
6967 نهى عن عسب الفحل و قفيز الطحان ( صحيح ) (قط)عن أبي سعيد
الشرح:
(نهى عن عسب الفحل) بالمعنى المقرر فيما قبله (و) عن (قفيز الطحان) هو أن يقول للطحان اطحنه بكذا وقفيز منه أو اطحن هذه الصبرة المجهولة بقفيز منها والقفيز مكيال معروف.
6968 نهى عن قتل أربع من الدواب: النملة و النحلة الهدهد و الصرد
( صحيح ) ( حم د ه ) عن ابن عباس
الشرح:(1/474)
(نهى عن قتل أربع من الدواب: النملة) بالجر والرفع وكذا ما عطف عليه قال الخطابي: أراد النمل السليماني الكبار ذوات الأرجل الطوال فإنها قليلة الأذى (والنحلة) لكثرة منافعها فيخرج منها العسل وهو شفاء والشمع وهو ضياء (والهدهد) لأنه لا يضر ولا يحل أكله (والصرد) بصاد مهملة مضمومة وراء مفتوحة طائر فوق العصفور نصفه أبيض ونصفه أسود لتحريم أكله ولا منفعة في قتله وقيل: كانت العرب تتشاءم به فنهى عن قتله لينخلع عن قلوبهم ما ثبت فيها له من اعتقادهم الشؤم به والنهي في الأربعة للتحريم لكن مقيد في النمل بالكبار كما تقرر أما الصغير فلا يحرم قتله كما عليه البغوي وغيره من الشافعية.
6969 نهى عن قتل الصبر ( صحيح ) ( د ) عن أبي أيوب
الشرح:
وهو أن يمسك الحيوان ويرمي بشيء حتى يموت أو هو كل من قتل بغير معركة ولا حرب ولا خطأ، وللحديث قصة أخرجها ابن المقرى في فوائد حرملة عن ابن وهب قال: غزونا مع عبد الرحمن بن خالد فأتى بأربعة أعلاج من العدو فأمر بهم فقتلوا صبراً بالنبل فبلغ ذلك أبا أيوب فقال: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نهى عن قتل الصبر ولو كانت لجاجة ما صبرتها فبلغ ذلك عبد الرحمن فأعتق أربع رقاب.
6970 نهى عن قتل: الصرد و الضفدع و النملة و الهدهد ( صحيح )
( ه ) عن أبي هريرة
الشرح:
(نهى عن قتل الصرد) طائر فوق العصفور أبقع ضخم الرأس قال ابن العربي: إنما نهى عنه لأن العرب تتشاءم به فنهى عن قتله لينخلع عما ثبت فيها من اعتقاد الشؤم لا أنه حرام اهـ والأصح عند الشافعي حرمته (والضفدع والنملة والهدهد) قال الحكيم: إنما نهى عن قتلها لأن لكل واحد منها سالف عمل مرضي وفي خلقته جوهر يتقدم الجواهر.
6971 نهى عن قتل الضفدع للدواء ( صحيح )
( حم د ن ك ) عن عبدالرحمن بن عثمان التيمي
الشرح:(1/475)
(نهى عن قتل الضفدع) بكسر الضاد والدال على وزان خنصر قال البيضاوي: والعامة تفتح الدال وقال: فتحها غير جيد (للدواء) لا لحرمتها بل لنجاستها أو لقذارتها ونفرة الطبع منها أو أنه عرف منها من المضرة فوق ما عرفه الطبيب من المنفعة وأما تعليله بأنها تسبح فغير صواب لأن الحيوانات المأمور بقتلها تسبح أيضاً {وإن من شيء إلا يسبح بحمده} 00
6972 نهى عن قتل النساء و الصبيان ( صحيح ) ( ق ) عن ابن عمر
الشرح:
أي نساء أهل الحرب وصبيانهم إن لم يقاتلوا فإن قاتلوا قتلوا وفي إفهامه أن الشيوخ والرهبان يقتلون وإن لم يقاتلوا وهو مذهب الشافعي ومنعه أبو حنيفة ومالك. (تنبيه) هذا الحديث مع حديث البخاري السابق من بدَّل دينه فاقتلوه كل منهما عام من وجه خاص من وجه فهذا الحديث خاص بالنساء عام في الحربيات والمرتدات وذاك عام في الرجال والنساء خاص بأهل الردة ومذهب أصحابنا في مثله وجوب الترجيح من خارج لتعادلهما تقارناً أو تأخر أحدهما وقال الحنفية: المتأخر ناسخ وهو هذا الحديث.
6973 نهى عن قتل كل ذي روح ( إلا أن يؤذي ) ( صحيح )
( طب ) عن ابن عباس
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6075
6974 نهى عن كسب الإماء ( صحيح ) ( خ د ) عن أبي هريرة
الشرح:
أي أجر البغايا كانوا في الجاهلية يأمرونهنّ بالزنا ويأخذون أجرهن فأنزل اللّه {ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء}.
6975 نهى عن كسب الأمة حتى يعلم من أين هو ( حسن )
( د ك ) عن رافع بن خديج
الشرح:(1/476)
(نهى عن كسب الأمة) هكذا جاء مطلقاً في رواية البخاري وقيده في رواية أبي داود بقوله(حتى يعلم من أين هو) وفي رواية البيهقي حتى يعرف وجهه وفي رواية الطبراني إلا أن يكون لها عمل واجب يعرف وفي رواية لأبي داود إلا ما عملت بيدها وقال بأصابعه هكذا نحو المغزل والنفش يعني نفش الصوف وذلك لأنهن إذا كان عليهن ضرائب لم يؤمن أن يكون فيهن فجور أو المراد كسب البغي منهن أو المراد التنزيه خوفاً من مواقعة الحرام000
6976 نهى عن كسب الحجام ( صحيح ) ( ه ) عن أبي مسعود
الشرح:
(نهى عن كسب الحجام) تنزيهاً لا تحريماً فإنه احتجم وأعطى الحجام أجرته فلولا حله ما فعله (فائدة) أخرج ابن منده في المعرفة من حديث حرام بن سعد بن محيصة عن أبيه عن جده محيصة بن مسعود أنه كان له غلام حجام يقال له أبو طيبة فكسب كسباً كثيراً فلما نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم عن كسب الحجام استشار رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيه فأبى عليه فلم يزل يكلمه ويذكر له الحاجة حتى قال ليكن كسبه في بطن بهيمته
6977 نهى عن كل مسْكِر (و مفتر) ( صحيح ) ( حم د ) عن أم سلمة
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6077
6978 نهى عن لبن الجلالة ( صحيح ) ( د ك ) عن ابن عباس
الشرح:
لتولده من النجاسة ومثله البيض والنهي للتنزيه عند الشافعي.
6979 نهى عن لقطة الحاج ( صحيح )
( حم م د ) عن عبدالرحمن بن عثمان التيمي
الشرح:
قال القاضي: يحتمل أن المراد النهي عن أخذ لقطتهم في الحرم وفي آخبر آخر ما يدل عليه ويحتمل أن المراد النهي عن أخذها مطلقاً لتترك مكانها وتعرف بالندى عليها لأنه أقرب طريقاً إلى ظهور صاحبها لأن الحاج لا يلبثون مجتمعين إلا أياماً معدودة ثم يتفرقون ويصدرون مصادر شتى فلا يكون للتعريف بعد تفرقهم جدوى.
6980 نهى عن محاش النساء ( صحيح ) ( طس ) عن جابر
الشرح:(1/477)
أي عن إتيانهن في أدبارهّن وهو بحاء مهملة وشين معجمة، ويقال بمهملة كنى به عن أدبارهنّ كما كنى بالحش عن محل الغائط والنهي للتحريم بل هو كبيرة، ووهم من نقل عن مالك جوازه ومالك إنما جوّز الوطء من الدبر لا في الدبر، ولعل من نقله عنه أخذه من قياس قوله فغلط فإن المجتهد قد يذكر مسألة ولا يطرد حكمها فيما يشبهها ولو سئل لأبدى فارقاً.
6981 نهى عن نتف الشيب ( صحيح ) ( ت ن ه ) عن ابن عمرو
الشرح:
من نحو لحية أو رأس لأنه نور ووقار والرغبة عنه رغبة عن النور ولأنه في معنى الخضاب بالسواد كذا ذكره حجة الإسلام وقضيته أن النهي للتحريم واختاره النووي لثبوت الزجر في عدة أخبار وأطلق بعضهم الكراهة وقضية صنيع المصنف أن هذا هو الحديث بكماله والأمر بخلافه بل بقيته وقال إنه نور المسلم هكذا حكاه أئمة كثيرون منهم المنذري وهكذا هو في الأصول.
6982 نهى عن نقرة الغراب و افتراش السبع و أن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير (حسن) (حم د ن ه ك)عن عبدالرحمن بن شبل
الشرح:
(نهى عن نقرة الغراب) أي تخفيف السجود وعدم المكث فيه بقدر وضع الغراب منقاره للأكل (وافتراش السبع) بأن يبسط ذراعيه في سجوده ولا يرفعهما عن الأرض (وأن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير) أي يألف محلاً منه يلازم الصلاة فيه لا يصلي في غيره كالبعير لا يلوي عن عطنه إلا لمبرك قد اتخذه مناخاً لا يبرك إلا فيه.
(تنبيه) قال ابن القيم: نهى المصطفى صلى اللّه عليه وسلم في الصلاة عن التشبه بالحيوانات فنهى عن بروك كبروك البعير والتفات كالتفات الثعلب وافتراش كافتراش السبع وإقعاء كإقعاء الكلب ونقر كنقر الغراب ورفع الأيدي وقت السلام كأذناب الخيل فهدي المصلي مخالف لهدي الحيوانات.
حرف الهاء
6983 هذا ابن آدم و هذا أجله و ثم أمله و ثم أمله و ثم أمله ( صحيح )
( حم ت ن ه حب ) عن أنس
6984 هذا الأمل و هذا أجله فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب(1/478)
( صحيح ) ( خ ت ) عن أنس
6985 هذا الإنسان و هذا أجله محيط به و هذا الذي هو خارج أمله و هذه الخطوط الصغار الأعراض فإن أخطأ هذا نهشه هذا و إن أخطأ هذا نهشه هذا ( صحيح ) ( حم خ ت ه ) عن ابن مسعود
6986 هذا القرع نكثر به طعامنا ( صحيح )( حم ن ه )عن جابر بن طارق
الشرح:
أي نصيره بطبخه معه كثيراً ليكفي العيال والأضياف.
6987 هذا الذي تحرك له العرش و فتحت له أبواب السماء و شهده سبعون ألفا من الملائكة لقد ضم ضمة ثم فرج عنه ( صحيح ) ( ن ) عن ابن عمر
6988 هذا الموقف و عرفة كلها موقف ( صحيح ) ( ه ) عن علي
6989 هذا الوضوء فمن زاد على هذا فقد أساء أو تعدى و ظلم ( حسن )
( حم ه ) عن ابن عمرو
6990 هذا أوان يختلس العلم من الناس حتى لا يقدروا منه على شيء ثكلتك أمك يا زياد ! إن كنت لأعدك من فقهاء أهل المدينة هذه التوراة و الإنجيل عند اليهود و النصارى فماذا يغني عنهم ؟ ! ( صحيح )
( ت ك ) عن أبي الدرداء ( حم ه ك ) عن زياد بن لبيد
6991 هذا جبريل آخذ برأس فرسه عليه أداة الحرب ( صحيح )
( خ ) عن ابن عباس
6992 هذا جبل يحبنا و نحبه ( صحيح ) ( ق ت ) عن أنس
6993 هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا فلهو يهوي في النار الآن حين انتهى إلى قعرها ( صحيح ) ( حم م ) عن أبي هريرة
6994 هذا خالي فليرني امرؤ خاله ( صحيح ) ( ت ك ) عن جابر
6995 هذا شهر رمضان قد جاءكم تفتح به أبواب الجنة و تغلق فيه أبواب النار و تسلسل فيه الشياطين ( صحيح ) ( حم ن ) عن أنس
6996 هذا قزح و هو الموقف و جمع كلها موقف و نحرت هاهنا و منى كلها منحر فانحروا في رحالكم ( صحيح ) ( د ) عن علي
6997 هذا قزح و هو الموقف جمع كلها موقف هذا المنحر و منى كلها منحر ( صحيح ) ( ت ) عن علي
6998 هذا ممن قضى نحبه - يعني طلحة - ( صحيح ) ( ت ) عن طلحة
6999 هذا مني - يعني الحسن - و حسين من علي ( صحيح )
( د ) عن المقدام بن معد يكرب(1/479)
7000 هذا موْضعُ الإزار فإنْ أبيت فأسفل فإن أبيت فلا حق للإزار فيما دُون الكعبين ( صحيح ) ( حم ت ن ه ) عن حذيفة
7001 هذا و الذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه: ظل بارد و رطب طيب و ماء بارد ( صحيح ) ( ت ) عن أبي هريرة
7002 هذا يوم عاشوراء و لم يكتب الله عليكم صيامه و أنا صائم فمن شاء فليصم و من شاء فليفطر ( صحيح ) ( ق ) عن معاوية
7003 هذان ابناى و ابنا بنتي اللهم إني أحبهما فأحبهما و أحب من يحبهما
( حسن ) ( ت حب ) عن أسامة بن زيد
7004 هذان السمع و البصر - يعني أبا بكر و عمر - ( صحيح )
( ت ك ) عن عبدالله بن حنطب
7005 هذان سيدا كهول أهل الجنة من الأولين و الآخرين إلا النبيين و المرسلين لا تخبرهما يا علي - يعني أبا بكر و عمر - ( صحيح )
( ت ) عن أنس وعلي
7006 هذه النار جزء من مائة جزء من جهنم(صحيح)(حم)عن أبي هريرة
الشرح:
(من مائة جزء من) نار (جهنم) وورد أقل وأكثر والقصد من الكل الإعلام بعظيم نار جهنم وأنه لا نسبة بين نار الدنيا ونار الآخرة في شدة الإحراق.
7007 هذه بتلك السبقة ( صحيح ) ( حم د ) عن عائشة
7008 هذه ثم ظهور الحصر - قاله صلى الله عليه وسلم لأزواجه في حجة الوداع - ( صحيح ) ( خ د ) عن أبي واقد
7009 هذه رحمة يجعلها الله في قلوب من يشاء من عباده و إنما يرحم الله من عباده الرحماء ( صحيح ) ( حم ق د ن ه ) عن أسامة بن زيد
7010 هذه صلاة البيوت - يعني السبحة بعد المغرب - ( صحيح )
( د ) عن كعب بن عجرة
7011 هذه طابة و هذا أحد و هو جبل يحبنا و نحبه ( صحيح )
( حم ق ) عن أبي حميد
7012 هذه عرفة و هو الموقف و عرفة كلها موقف (صحيح)(ت)عن علي
7013 هذه عمرة استمتعنا بها فمن لم يكن عنده الهدي فليحل الحل كله فإن العمرة قد دخلت في الحج إلى يوم القيامة ( صحيح )( حم م )عن ابن عباس
7014 هذه و هذه سواء - يعني الخنصر و الإبهام - ( صحيح )
( حم خ ت ن ه ) عن ابن عباس(1/480)
7015 هكذا الوضوء فمن زاد على هذا (أو نقص) فقد أساء و ظلم
( حسن ) ( حم د ن ه ) عن ابن عمرو
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6088
7016 هكذا فإنما الاستئذان من النظر ( صحيح ) ( د ) عن سعد
7017 هاهنا أحد من بني فلان ؟ إن صاحبكم مأسور بدينه ( صحيح )
( حم د ) عن سمرة
7018 هاهنا أرض الفتن حيث يطلع قرن الشيطان ( صحيح )
( ت ) عن ابن عمر
7019 هجاهم حسان فشفى و اشتفى ( صحيح ) ( م ) عن عائشة
الشرح:
(هجاهم حسان) أي هجا كفار قريش (فشفى واشتفى) هما إما بمعنى واحد والجمع للتاكيد أي شفى عنه من الغيظ بما أمكنه من الميسور من القول والمعسور أو هما متغايران أي شفى غيره وأشفى نفسه أي وجد الشفاء بهجاء المشركين وأفاد جواز هجو الكفار وإيذائهم ما لم يكن لهم أمان وأنه لا غيبة لهم.
7020 هجر المسلم أخاه كسفك دمه ( صحيح ) ( ابن قانع ) عن أبي حدرد
الشرح:
(هجر المسلم أخاه) في الإسلام (كسفك دمه) أي مهاجرة الأخ المسلم خطيئة توجب العقوبة كما أن سفك دمه يوجبها فهي شبيهة بالسفك من حيث حصول العقوبة بسببها لا أنه مثلها في العقوبة لأن القتل من العظائم وليس بعد الشرك أعظم منه فشبه الهجر به تأكيداً للمنع منه والمشابهة في بعض الصفات كافية إذ التشبيه إنما يصار إليه للمبالغة ولا يقصد به المساواة ولا بد.
7021 هدايا العمال غلول ( صحيح ) ( حم هق ) عن أبي حميد الساعدي
الشرح:
(هدايا العمال) وفي رواية بدله الأمراء (غلول) بضم اللام والغين، أصله الخيانة لكنه شاع في الغلول في الغي فالمراد أنه إذا أهدى العامل للإمام أو نائبه فقبله فهو خيانة منه للمسلمين فلا يختص به دونهم.
7022 هدم المتعة النكاح و الطلاق و العدة و الميراث ( حسن )
( حب ) عن أبي هريرة
7023 هل أنت إلا إصبع دميت و في سبيل الله ما لقيت ( صحيح )
( حم ق ت ن ) عن جندب البجلي
7024 هل أنتم تاركوا لي أمرائي ؟ لكم صفوة أمرهم و عليهم كدره(1/481)
( صحيح ) ( د ) عن عوف بن مالك
7025 هل أنتم تاركوا لي أمرائي ؟ إنما مثلكم و مثلهم كمثل رجل استرعى إبلا أو غنما فرعاها ثم تحين سقيها فأوردها حوضا فشرعت فيه فشربت صفوه و تركت كدره فصفوه لكم و كدره عليهم ( صحيح )
( م ) عن عوف بن مالك
7026 هل تدرون أين تغرب هذه ؟ تغرب في عين حامية ( صحيح )
( د ) عن أبي ذر
7027 هل تدرون ما الكوثر ؟ هو نهر أعطانيه ربي في الجنة عليه خير كثير ترد عليه أمتي يوم القيامة آنيته عدد الكواكب يختلج العبد منهم فأقول: يا رب أنه من أمتي فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ( صحيح )
( حم م د ن ) عن أنس
7028 هل تدرون ماذا قال ربكم الليلة ؟ قال الله: أصبح من عبادي مؤمن بي و كافر فأما من قال: مطرنا بفضل الله و رحمته فذلك مؤمن بي كافر بالكواكب و أما من قال: مطرنا بنوء كذا و كذا فذلك كافر بي و مؤمن بالكواكب ( صحيح ) ( حم ق د ن ه ) عن زيد بن خالد
7029 هل ترون قبلتي هاهنا ؟ فوالله ما يخفي على خشوعكم و لا ركوعكم إني لأراكم من وراء ظهري ( صحيح ) ( مالك ق ) عن أبي هريرة
7030 هل ترون ما أرى ؟ إني لأرى مواقع الفتن خلال بيوتكم كمواقع القطر ( صحيح ) ( حم ق ) عن أسامة
الشرح:
(هل ترون ما أرى) قيل الرؤية هنا علمية وقيل بصرية بأن مثلت له الفتن حتى نظر إليها كما مثلت له الجنة والنار في الجدار (إني لأرى مواقع الفتن) أي مواضع سقوطها (خلال) جمع خلل وهو الفرجة بين شيئين (بيوتكم) أي نواحيها (كمواقع القطر) أي المطر شبه سقوط الفتن وكثرتها بالمدينة بسقوط القطر في الكثرة والعموم وهذا من آيات نبوته فقد ظهر مصداقه من قتل عثمان وهلم جرا.(1/482)
7031 هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحوا ليس معها سحاب ؟ و هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحوا ليس فيها سحاب ؟ ما تضارون في رؤية الله يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما إذا كان يوم القيامة أذن مؤذن: ليتبع كل أمة ما كانت تعبد فلا يبقى أحد كان يعبد غير الله من الأصنام و الأنصاب إلا يتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر و فاجر و غير أهل الكتاب فيدعى اليهود فيقال لهم: ما كنتم تعبدون ؟ قالوا: كنا نعبد عزيرا ابن الله ! فيقال: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة و لا ولد فماذا تبغون ؟ قالوا: عطشنا يا ربنا فاسقنا فيشار إليهم: ألا تردون ؟ فيحشرون إلى النار كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار ; ثم يدعى النصارى فيقال لهم: ما كنتم تعبدون ؟ قالوا: كنا نعبد المسيح ابن الله ! فيقال لهم: كذبتم ما اتخذ الله من صاحبة و لا ولد فيقال لهم: ماذا تبغون ؟ فيقولون: عطشنا يا ربنا فاسقنا فيشار إليهم: ألا تردون ؟ فيحشرون إلى جهنم كأنها سراب يحطم بعضها بعضا فيتساقطون في النار حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر و فاجر أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها قال: فما تنتظرون ؟ تتبع كل أمة ما كانت تعبد قالوا: يا ربنا فارقنا الناس في الدنيا أفقر ما كنا إليهم و لم نصاحبهم فيقول: أنا ربكم قيقولون: نعوذ بالله منك لا نشرك بالله شيئا مرتين أو ثلاثا حتى إن بعضهم ليكاد أن ينقلب فيقول: هل بينكم و بينه آية فتعرفونه بها ؟ فيقولون: نعم الساق فيكشف عن ساق فلا يبقي من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلا أذن الله له بالسجود و لا يبقى من كان يسجد اتقاء و رياء إلا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خر على قفاه ثم يرفعون رءوسهم و قد تحول في الصورة التي رأوه فيها أول مرة فيقول: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا ; ثم يضرب الجسر على جهنم و تحل الشفاعة و يقولون: اللهم سلم سلم(1/483)
قيل: يا رسول الله و ما الجسر ؟ قال: دحض مزلة فيه خطاطيف و كلاليب و حسكة تكون بنجد فيها شويكة يقال لها: السعدان فيمر المؤمنون كطرف العين و كالبرق و كالريح و كالطير و كأجاويد الخيل و الركاب فناج مسلم و مخدوش مرسل و مكدوس في نار جهنم حتى إذا خلص المؤمنون من النار فوالذي نفسي بيده ما من أحد منكم بأشد مناشدة لله في استيفاء الحق من المؤمنين لله يوم القيامة لإخوانهم الذين في النار يقولون: ربنا كانوا يصومون معنا و يصلون و يحجون فيقال لهم: أخرجوا من عرفتم فتحرم صورهم على النار فيخرجون خلقا كثيرا قد أخذت النار إلى نصف ساقه و إلى ركبتيه قيقولون: ربنا ما بقي فيها أحد ممن أمرتنا به ; فيقول الله عز و جل: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون ربنا لم نذر فيها أحدا ممن أمرتنا به ; ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال نصف دينار من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثيرا ثم يقولون: ربنا لم نذر فيها ممن أمرتنا أحدا ثم يقول: ارجعوا فمن وجدتم في قلبه مثقال ذرة من خير فأخرجوه فيخرجون خلقا كثير ثم يقولون: ربنا ! لم نذر فيها خيرا فيقول الله: شفعت الملائكة و شفع النبيون و شفع المؤمنون و لم يبق إلا أرحم الراحمين فيقبض قبضة من النار فيخرج منها قوما لم يعملوا خير قط قد عادوا حمما فيلقيهم في نهر في أفواه الجنة يقال له: نهر الحياة فيخرجون كما تخرج الحبة في حميل السيل ألا ترونها تكون إلى الحجر أو الشجر ما يكون إلى الشمس أصيفر و أخيضر و ما يكون منها إلى الظل يكون أبيض فيخرجون كاللؤلؤ في رقابهم الخواتيم يعرفهم أهل الجنة: هؤلاء عتقاء الله من النار الذين أدخلهم الجنة بغير عمل عملوه و لا خير قدموه ثم يقول: أدخلوا الجنة فما رأيتموه فهو لكم فيقولون: ربنا أعطيتنا ما لم تعط أحدا من العالمين فيقول: لكم عندي أفضل من هذا ؟ فيقولون: يا ربنا أي شيء أفضل من هذا ؟ فيقول: رضاي فلا(1/484)
أسخط عليكم بعده أبدا ( صحيح )
( حم ق ) عن أبي سعيد
7032 هل تضارون في رؤية الشمس في الظهيرة ليست في سحابة ؟ هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحابة ؟ فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم عز و جل إلا كما تضارون في رؤية أحدهما فيلقى العبد فيقول: أي فل ألم أكرمك و أسودك و أزوجك و أسخر لك الخيل و الإبل و أذرك ترأس و تربع ؟ فيقول: بلى أي رب فيقول: أفظننت أنك ملاقي ؟ فيقول: لا فيقول: إني أنساك كما نسيتني ; ثم يلقى الثاني فيقول له: أي فل ؟ ألم أكرمك و أسودك و أزوجك و أسخر لك الخيل و الإبل و أذرك ترأس و تربع ؟ فيقول: بلى أي رب ! فيقول: أفظننت أنك ملاقي ؟ فيقول: لا فيقول: إني أنساك كما نسيتني ; ثم يلقى الثالث فيقول له مثل ذلك فيقول: رب آمنت بك و بكتابك و برسلك و صليت و صمت و تصدقت و يثني بخير ما استطاع فيقول: هاهنا إذن ثم يقال: الآن نبعث شاهدا عليك و يتفكر في نفسه: من ذا الذي يشهد علي ؟ فيختم على فيه و يقال لفخذه: انطقي فتنطق فخذه و لحمه و عظامه بعمله و ذلك ليعذر من نفسه و ذلك المنافق الذي يسخط الله عليه ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة(1/485)
7033 هل تمارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب ؟ هل تمارون في رؤية الشمس ليس دونها سحاب ؟ فإنكم ترونه كذلك يحشر الله الناس يوم القيامة فيقول: من كان يعبد شيئا فليتبعه فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس و يتبع من كان يعبد القمر القمر و يتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت و تبقى هذه الأمة فيها منافقوها ; فيأتيهم الله في صورة غير صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم فيقولون: نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا جاءنا عرفناه فيأتيهم الله في صورته التي يعرفون فيقول: أنا ربكم فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه ; و يضرب الصراط بين ظهراني جهنم فأكون أول من يجوز من الرسل بأمته و لا يتكلم يومئذ أحد إلا الرسل و كلام الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم و في جهنم كلاليب مثل شوك السعدان غير أنه لا يعلم ما قدر عظمها إلا الله تخطف الناس بأعمالهم فمنهم من يوبق بعمله و منهم من يخردل ثم ينجو حتى إذا فرغ الله من القضاء بين العباد و أراد أن يخرج برحمته من أراد من أهل النار أمر الملائكة أن يخرجوا من النار من كان لا يشرك بالله شيئا ممن يقول لا إله إلا الله فيخرجونهم و يعرفونهم بآثار السجود و حرم الله على النار أن تأكل آثار السجود فيخرجون من النار و قد امتحشوا فيصب عليهم ماء الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ثم يفرغ الله من القضاء بين العباد و يبقى رجل بين الجنة و النار و هو آخر أهل النار دخولا الجنة مقبلا بوجهه قبل النار فيقول: يا رب اصرف وجهي عن النار فقد قشبني ريحها و أحرقني ذكاؤها فيقول: هل عسيت إن فعل ذلك بك أن تسأل غير ذلك فيقول: لا و عزتك فيعطي الله ما يشاء من عهد و ميثاق فيصرف الله وجهه عن النار فإذا أقبل به على الجنة و رأى بهجتها سكت ما شاء الله أن يسكت ثم قال: يا رب ! قدمني عند باب الجنة فيقول الله: أليس قد أعطيت العهد و الميثاق أن لا تسأل غير الذي كنت سألت ؟ فيقول: يا رب لا أكون أشقى خلقك(1/486)
فيقول: فما عسيت إن أعطيتك ذلك أن لا تسأل غيره ؟ فيقول لا و عزتك لا أسألك غير ذلك فيعطى ربه ما شاء من عهد و ميثاق فيقدمه إلى باب الجنة فإذا بلغ بابها فرأى زهرتها و ما فيها من النضرة و السرور ; فيسكت ما شاء الله أن يسكت فيقول: يا رب أدخلني الجنة فيقول الله: ويحك يا ابن آدم ! ما أغدرك ! أليس قد أعطيت العهد و الميثاق أن لا تسأل غير الذي أعطيت ؟ فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك فيضحك الله منه ثم يأذن له في دخول الجنة فيقول: تمن فيتمني حتى إذا انقطعت أمنيته قال الله تعالى: زد من كذا و كذا أقبل يذكره ربه حتى إذا انتهت به الأماني قال الله عز و جل: لك ذلك و مثله معه (صحيح) ( حم ق ) عن أبي هريرة وأبي سعيد لكنه قال: وعشرة أمثاله
7034 هل تنصرون إلا بضعفائكم ؟ بدعوتهم و إخلاصهم ( صحيح )
( حل ) عن سعد
الشرح:
لفظ رواية البخاري هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم أي بدعوتهم وإخلاصهم لأن عبادة الضعفاء أشد إخلاصاً لخلاء قلوبهم عن التعلق بالدنيا وصفاء ضمائرهم مما يقطعهم عن اللّه فجعلوا همهم واحداً فزكت أعمالهم وأجيب دعاؤهم وبين بقوله بدعوتهم أنه لا يلزم من الضعف والصعلكة عدم القوة في البدن ولا عدم القوة في القيام بالأوامر الإلهية فلا يعارض الأحاديث التي مدح فيها الأقوياء ولا خبر إن المؤمن القوي أحب إلى اللّه من المؤمن الضعيف ثم إن المراد أن ذلك من أعظم أسباب الرزق والنصر وقد يكون لذلك أسباب أخر فإن الكفار والفجار يرزقون وقد ينصرون استدراجاً وقد يخذل المؤمنون ليتوبوا ويخلصوا فيجمع لهم بين غفر الذنب وتفريج الكرب وليس كل إنعام كرامة ولا كل امتحان عقوبة.
7035 هل تنصرون و ترزقون إلا بضعفائكم ؟ ( صحيح ) ( خ ) عن سعد
الشرح:(1/487)
الاستفهام للتقرير أي ليس النصر وإدرار الرزق إلا ببركتهم فأبرزه في صورة الاستفهام ليدل على مزيد التقرير والتوبيخ وذلك لأنهم أشد إخلاصاً في الدعاءوأكثر خضوعاً في العبادة لجلاء قلوبهم عن التعلق بزخرف الدنيا واستدل به الشافعية على ندب إخراج الشيوخ والصبيان في الاستسقاء.
7036 هل قرأ معي أحد منكم آنفا ؟ إني أقول: مالي أنازع القرآن (صحيح)
( حم ت ن ه حب ) عن أبي هريرة
7037 هل منكم رجل إذ أتى أهله فأغلق عليه بابه و ألقى عليه ستره و استتر بستر الله ؟ قالوا: نعم قال: ثم يجلس بعد ذلك فيقول: فعلت كذا فعلت كذا فسكتوا ثم أقبل على النساء فقال: هل منكن من تحدث ؟ فسكتن فجثت فتاة كعاب على إحدى ركبتيها و تطاولت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ليراها و يسمع كلامها فقالت: يا رسول الله ! إنهم ليحدثون و إنهن ليحدثن فقال: هل تدرون ما مثل ذلك ؟ إنما مثل ذلك مثل شيطانة لقيت شيطانا في السكة فقضى حاجته و الناس ينظرون إليه ! ألا إن طيب الرجال ما ظهر ريحه و لم يظهر لونه ألا إن طيب النساء ما ظهر لونه و لم يظهر ريحه ألا لا يفضين رجل إلى رجل و لا امرأة إلى امرأة إلا إلى ولد أو والد (صحيح)
( د ) عن أبي هريرة
7038 هلاك أمتي على يدي غلمة من قريش (صحيح) (حم خ) أبي هريرة
الشرح:(1/488)
(هلاك أمتي) الموجودين إذ ذاك أو من قاربهم لا كل الأمة إلى يوم القيامة (على يدي) بالتثنية وروي بلفظ الجمع (غلمة) كفتية جمع غلام وهو الطار الشارب أي صبيان وفي رواية أغيلمة تصغير أغلمة قياساً ولم يجز ولم يستعمل كذا ذكره الزمخشري قال: والغلام هو الصغير إلى حد الالتحاء فإن قيل له بعد الالتحاء غلام فهو مجاز اهـ. وهذا محتمل لتحقير شأن الحاصل منه هذا الهلاك من حيث إنه حدث ناقص العقل ويحتمل التعظيم باعتبار الحاصل منهم من الهلاك وكيفما كان ليس المراد هنا الحقيقة اللغوية فإن الغلام فيها ذكر غير بالغ ووردوه للبالغ على لسان الشارع غير عزيز كما في خبر الإسراء وغيره (من قريش) قال جمع منهم القرطبي منهم يزيد بن معاوية وأضرابه من أحداث ملوك بني أمية فقد كان منهم ما كان من قتل أهل البيت وخيار المهاجرين والأنصار بمكة والمدينة 000 وقال ابن حجر وتبعه القسطلاني: وفي كلام ابن بطال إشارة إلى أن أول الأغيلمة يزيد كان في سنة ستين قال: وهو كذلك فإن يزيد بن معاوية استخلف فيها وبقي إلى سنة أربع وستين فمات، ثم ولى ولده معاوية ومات بعد أشهر 000
7039 هلك المتنطعون ( صحيح ) ( حم م د ) عن ابن مسعود
الشرح:
(هلك المتنطعون) أي المتعمقون المتقعرون في الكلام الذين يرومون بجودة سبكه سبي قلوب الناس يقال تنطع الرجل في علمه إذا تنطس فيه
قال أوس: وحشو جفير من فروع غرائب * تنطع فيها صانع وتأملا(1/489)
ذكره الزمخشري قال: وأراد النهي عن التماري والتلاحي في القراءات المختلفة وأن مرجعها إلى وجه واحد من الحسن والصواب اهـ. وقال النووي: فيه كراهة التقعر في الكلام بالتشدق وتكلف الفصاحة واستعمال وحشي اللغة ودقائق الإعراب في مخاطبة العوام ونحوهم اهـ. وقال غيره: المراد بالحديث الغالون في خوضهم فيما لا يعنيهم وقيل: المتعنتون في السؤال عن عويص المسائل الذي يندر وقوعها، وقيل: الغالون في عبادتهم بحيث تخرج عن قوانين الشريعة ويسترسل مع الشيطان في الوسوسة.(1/490)
(تنبيه) قال ابن حجر: قال بعض الأئمة التحقيق أن البحث عما لا يوجد فيه نص قسمان: أحدهما أن يبحث عن دخوله في دلالة النص على اختلاف وجوهها فهذا مطلوب لا مكروه بل ربما كان فرضاً على من تعين عليه، الثاني أن يدقق النظر في وجوه الفروق فيفرق بين متماثلين بفرق لا أثر له في الشرع مع وجود وصف الجمع أو بالعكس بأن يجمع بين مفترقين بوصف طردي مثلاً بهذا الذي ذمه السلف وعليه ينطبق خبر هلك المتنطعون فرأوا أن فيه تضييع الزمان بما لا طائل تحته ومثله الإكثار من التفريع على مسألة لا أصل لها في كتاب ولا سنة ولا إجماع وهي نادرة الوقوع فيصرف فيها زمناً كان يصرفه في غيرها أولى سيما إن لزم منه إغفال التوسع في بيان ما يكثر وقوعه، وأشد منه البحث عن أمور معينة ورد الشرع بالإيمان بها مع ترك كيفيتها ومنها ما لا يكون له شاهد في عالم الحس كالسؤال عن الساعة والروح ومدة هذه الأمة إلى أمثال ذلك مما لا يعرف إلا بالنقل الصرف وأكثر ذلك لم يثبت فيه شيء فيجب الإيمان به بغير بحث وقال بعضهم: مثال التنطع إكثار السؤال حتى يفضي بالمسؤول إلى الجواب بالمنع بعد أن يفتي بالإذن كأن يسأل عن السلع التي في الأسواق هل يكره شراؤها ممن بيده قبل البحث عن مصيرها إليه فيجاب بالجواز فإن عاد فقال: أخشى أن يكون من نهب أو غصب ويكون ذلك الزمن وقع فيه شيء من ذلك في الجملة فيجاب بأنه إن ثبت شيء من ذلك حرم وإن تردد كره أو كان خلاف الأولى ولو سكت السائل عن هذا التنطع لم يزد المفتي على جوابه بالجواز قال ابن حجر: فمن سد باب المسائل حتى فاته معرفة كثير من الأحكام التي يكثر وقوعها قل فهمه وعلمه ومن توسع في تفريع المسائل وتوليدها سيما فيما يقل وقوعها أو يندر فإنه يذم فعله.
7040 هلك كسرى ثم لا يكون كسرى بعده و قيصر ليهلكن ثم لا يكون قيصر بعده و ليقسمن كنوزهما في سبيل الله ( صحيح )( م )عن أبي هريرة(1/491)
7041 هلا أخذتم إهابها فدبغتموه فانتفعتم به ؟ إنما حرم أكلها ( صحيح )
( حم م 4 ) عن ابن عباس
7042 هلا تركتموه لعله أن يتوب فيتوب الله عليه ؟ - يعني ماعزا –
( صحيح ) ( د ك ) عن نعيم بن هذال
7043 هلم إلى الغداء المبارك - يعني السحور - ( صحيح )
( حم د ن حب ) عن العرباض
7044 هلم إلى جهاد لا شوكة فيه: الحج ( صحيح ) ( طب ) عن الحسين
الشرح:
(هلم) قال الرضى مما جاء متعدياً ولازماً بمعنى أقبل فيتعدى بإلى وبمعنى أحضر في نحو قوله تعالى {هلم شهداءكم} وهو عند الخليل هاء التنبيه ركب معها لم أمر من قولك لم اللّه شعثه أي جمع نفسه إلينا فلما ركب غير معناه عند التركيب لأنه صار بمعنى أقبل أو أحضر بعدما كان بمعنى أجمع صار اسما كجميع أسماء الأفعال المنقولة عن أصلها (إلى جهاد لا شوكة فيه الحج) أي لا قتال فيه وشوكة القتال شدته وحدته ومنه حديث أنس قال لعمر حين قدم عليه الهرمز أن لقد تركت بعدي عدداً كثيراً وشركة شديدة أي قتالاً شديداً وقوة ظاهرة.
7045 هما ريحانتاي من الدنيا - يعني الحسن و الحسين - ( صحيح )
( حم خ ) عن ابن عمر
7046 هم الأخسرون و رب الكعبة هم الأخسرون و رب الكعبة يوم القيامة الأكثرون إلا من قال في عباد الله هكذا و هكذا و قليل ما هم و الذي نفسي بيده ما من رجل يموت يترك غنما أو إبلا أو بقرا لم يؤد زكاتها إلا جاءته يوم القيامة أعظم ما يكون و أسمنه حتى تطأه بأظلافها و تنطحه بقرونها حتى يقضي بين الناس كلما تقدمت أخراها عادت أولاها ( صحيح )
( حم ق ت ن ه ) عن أبي ذر
7047 هو اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد - يعني الالتفات -
( صحيح ) ( حم خ د ن ) عن عائشة
7048 هو الطهور ماؤه الحل ميتته ( صحيح ) ( حم 4 حب ك ) عن أبي هريرة ( حم ه حب ك ) عن جابر ( ه ) عن ابن الفراسي
7049 هو حر كله ليس لله شريك ( صحيح )( حم د ن )عن والد أبي المليح
7050 هو عليها صدقة و هو منها لنا هدية ( صحيح )(1/492)
( حم ق د ن ) عن أنس ( ق ) عن عائشة
7051 هو في ضحضاح من نار و لولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار - يعني أبا طالب - ( صحيح ) ( ق ) عن العباس
7052 هون عليك فإني لست بملك إنما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد ( صحيح ) ( ه ك ) عن أبي مسعود البدري ( ك ) عن جرير
7053 الهجرة هجرتان: هجرة الحاضر و هجرة البادي فأما البادي فيجيب إذا دعي و يطيع إذا أمر و أما الحاضر فهو أعظمهما بلية و أعظمهما أجرا
( صحيح ) ( ن ) عن ابن عمرو
7054 الهدية إلى الإمام غلول ( صحيح ) ( طب ) عن ابن عباس
الشرح:
(الإمام) أي الأعظم ومثله نوابه (غلول) أي خيانة، نقل أن عمر رضي اللّه تعالى عنه أهدى إليه رجل فخذ جزور ثم أتاه بعد مدة ومعه خصمه فقال: يا أمير المؤمنين افض لي قضاء فصلاً كما يفصل الفخذ من الجزور فضرب بيده على فخذه وقال: اللّه أكبر اكتبوا إلى الآفاق هدايا العمال غلول.
حرف الواو
7055 و الشاة إن رحمتها يرحمك الله ( صحيح )
( طب ) عن قرة بن إياس ومعقل بن يسار
الشرح:
قاله لقرة والد معاوية المزني لما قال له يا رسول اللّه إني لآخذ الشاة لأذبحها فأرحمها ولهذا ورد النهي عن ذبح حيوان بحضرة آخر 000
7056 و الذي نفس محمد بيده إن على الأرض من مؤمن إلا و أنا أولى الناس به فأيكم ما ترك دينا أو ضياعا فأنا مولاه و أيكم ما ترك مالا فإلى العصبة من كان ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
7057 و الذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة و ذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة و ما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر ( صحيح ) ( ق ) عن ابن مسعود
7058 و الذي نفس محمد بيده لغفار و أسلم و مزينة و جهينة و من كان من مزينة خير عند الله يوم القيامة من أسد و طيئ و غطفان ( صحيح )
( ت ) عن أبي هريرة(1/493)
7059 و الذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا ( صحيح ) ( حم ق ) عن أنس ( حم ق ت ن ) عن البراء
7060 و الذي نفس محمد بيده ليأتين على أحدكم يوم و لأن يراني ثم لأن يراني أحب إليه من أهله و ماله معهم ( صحيح ) ( حم م ) عن أبي هريرة
7061 و الذي نفس محمد بيده ما أصبح عند آل محمد صاع حب و لا صاع تمر ( صحيح ) ( ه ) عن أنس
7062 و الذي نفس محمد بيده ما من عبد يؤمن ثم يسدد إلا سلك به في الجنة و أرجو أن لا يدخلها أحد حتى تبوءوا أنتم و من صلح من ذرياتكم مساكن في الجنة و لقد وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بغير حساب ( صحيح ) ( ه ) عن رفاعة الجهني
7063 و الذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودي و لا نصراني ثم يموت و لم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار
( صحيح ) ( حم م ) عن أبي هريرة
7064 و الذي نفسي بيده إن السقط ليجر أمه بسرره إلى الجنة إذا احتسبته
( حسن ) ( ه ) عن معاذ
7065 و الذي نفسي بيده إن الشملة التي أصابها يوم خيبر من المغانم لم تصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا ( صحيح ) ( ق د ن ) عن أبي هريرة
7066 و الذي نفسي بيده لآنيته - يعني الحوض - أكثر من عدد نجوم السماء و كواكبها في الليلة المظلمة المصحية آنية الجنة من شرب منها ليس يظمأ آخر ما عليه يشخب فيه ميزابان من الجنة من شرب منه لم يظمأ عرضه مثل طوله ما بين عمان إلى أيلة ماؤه أشد بياضا من اللبن و أحلى من العسل ( صحيح ) ( حم م ت ) عن أبي ذر
7067 و الذي نفسي بيده لأذودن رجالا عن حوضي كما تذاد الغريبة من الإبل عن الحوض ( صحيح ) ( خ ) عن أبي هريرة
7068 و الذي نفسي بيده لأقضين بينكما بكتاب الله الوليدة و الغنم رد عليك و على ابنك جلد مائة و تغريب عام و على امرأة هذا الرجم و اغد يا أنيس على امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها ( صحيح )
( حم ق 4 ) عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهني(1/494)
7069 و الذي نفسي بيده لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب على ظهره خير له من أن يأتي رجلا فيسأله أعطاه أومنعه(صحيح)(مالك خ ن)عن أبي هريرة
7070 و الذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف و لتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم
( حسن ) ( حم ت ) عن حذيفة
7071 و الذي نفسي بيده لتسألن عن هذا النعيم يوم القيامة أخرجكم من بيوتكم الجوع ثم لم ترجعوا حتى أصابكم هذا النعيم ( صحيح )
( م ) عن أبي هريرة
7072 و الذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بحطب فيحطب ثم آمر بالصلاة ليؤذن لها ثم آمر رجلا فيؤم الناس ثم أخالف إلى رجال فأحرق عليهم بيوتهم و الذي نفسي بيده لو يعلم أحدهم أنه يجد عرقا سمينا أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء ( صحيح ) ( مالك خ ن ) عن أبي هريرة
7073 و الذي نفسي بيده لو كنتم تكونون في بيوتكم على الحالة التي تكونون عليها عندي لصافحتكم الملائكة و لأظلتكم بأجنحتها و لكن يا حنظلة ! ساعة و ساعة ( صحيح ) ( حم م ت ه ) عن حنظلة الأسدي
7074 و الذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم و لجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ( صحيح ) ( حم م ) عن أبي هريرة
7075 و الذي نفسي بيده لولا أن رجالا من المؤمنين لا تطيب أنفسهم أن يتخلفوا عني و لا أجد ما أحملهم عليه ما تخلفت عن سرية تغزو في سبيل الله و الذي نفسي بيده لوددت أني أقتل في سبيل الله ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ثم أحيا ثم أقتل ( صحيح ) ( حم ق ن ) عن أبي هريرة
7076 و الذي نفسي بيده ليأتين على الناس زمان لا يدري القاتل في أي شيء قتل و لا يدري المقتول في أي شيء قتل (صحيح)(م)عن أبي هريرة
7077 و الذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا و إماما عدلا فيكسر الصليب و يقتل الخنزير و يضع الجزية و يفيض المال حتى لا يقبله أحد و حتى تكون السجدة الواحدة خيرا من الدنيا و ما فيها(1/495)
( صحيح ) ( حم ق ت ه ) عن أبي هريرة
7078 و الذي نفسي بيده ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجا أو معتمرا أو ليثنينهما ( صحيح ) ( حم م ) عن أبي هريرة
7079 و الذي نفسي بيده ما أنزل في التوراة و لا في الإنجيل و لا في الزبور و لا في الفرقان مثلها - يعني أم القرآن - و إنها لسبع من المثاني و القرآن العظيم الذي أعطيته ( صحيح ) ( حم ت ) عن أبي هريرة
7080 و الذي نفسي بيده ما من رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلا كان الذي في السماء ساخطا عليها حتى يرضى عنها ( صحيح )
( م ) عن أبي هريرة
7081 و الذي نفسي بيده لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا و لا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم
( صحيح ) ( حم م د ت ه ) عن أبي هريرة
7082 و الذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يمر الرجل على القبر فيتمرغ عليه و يقول: يا ليتني كنت مكان صاحب هذا القبر و ليس به الدين إلا البلاء ( صحيح ) ( م ه ) عن أبي هريرة
7083 و الذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تكلم السباع الإنس و حتى يكلم الرجل عذبة سوطه و شراك نعله و يخبره فخذه بما يحدث أهله بعده
( صحيح ) ( حم ت حب ك ) عن أبي سعيد
7084 و الذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده و ولده ( صحيح ) ( حم خ ن ) عن أبي هريرة
7085 و الذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير ( صحيح ) ( حم ن ) عن أنس
7086 و الذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه
( صحيح ) ( م ) عن أنس
7087 (والذي نفسي بيدهِ لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله و رسوله ) يا أيها الناس من آذى عمي فقد آذاني فإنما عمُّ الرجل صِنو أبيه
( صحيح ) ( حم ت ك ) عن عبدالمطلب بن ربيعة ( ك ) عن العباس )
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6112(1/496)
7088 و الذي نفسي بيده لا يكلم أحد في سبيل الله و الله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة و جرحه يشخب اللون لون الدم و الريح ريح المسك ( صحيح ) ( حم ق ) عن أبي هريرة
7089 و الله إنك لخير أرض الله و أحب أرض الله إلي و لولا أني أخرجت منك ما خرجت(صحيح) (حم ت ه حب ك) عن عبدالله بن عدي بن الحمراء
7090 و الله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله و أعلمكم بما أتقي ( صحيح )
( م د ) عن عائشة
7091 و الله إني لأستغفر الله و أتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة
( صحيح ) ( خ ) عن أبي هريرة
الشرح:
(واللّه إني لأستغفر اللّه) أي أطلب منه المغفرة (وأتوب إليه) طاهره أنه يطلب ويعزم على التوبة والمراد أنه يقول هذا (في اليوم أكثر من سبعين مرة) تصفية للقلب وإزالة للغاشية وهو وإن لم يكن له ذنب لكنه يجب أن يكون دائم الحضور فإذا التفتت نفسه إلى ما هو صورة حظ بشرى كأكل وشرب ونحو ذلك مما قد يخل بكمال الحضور عده ذنباً واستغفر اللّه منه، والمراد بالسبعين التكثير لا التحديد كما مر غير مرة وفيه كالذي قبله وبعده جواز القسم باللّه وإن نجح السعي المتطوع به أن يجمع المرء فيه بين الحقيقة وأدب الشريعة فإذا فعل ذلك نجح لأنه الصادق بغير يمين فكيف باليمين.
7092 و الله إني لأسمع بكاء الصبي و أنا في الصلاة فأخفف مخافة أن تفتن أمه ( صحيح ) ( ت ) عن أنس
7093 و الله لأن يلج أحدكم بيمينه في أهله آثم له عند الله من أن يعطي كفارته التي افترض الله عليه ( صحيح ) ( حم ق ) عن أبي هريرة
7094 و الله لأن يهدى بهداك واحد خير لك من حمر النعم ( صحيح )
( د ) عن سهل بن سعد
الشرح:(1/497)
(واللّه لأن) بفتح اللام وفتح همزة أن المصدرية الناصبة للمضارع (يهدي) بضم أوله مبني للمفعول (بهداك) أي لأن ينتفع بك (رجل واحد) يا عليّ بشيء من أمر الدين بما يسمعه منك إذ يراك تعلمه فيقتدي بك (خير لك من حمر) بسكون الميم جمع أحمر (النعم) بفتح النون أي الإبل وخص حمرها لأنها أكرمها وأعلاها وبها يضرب المثل في النفاسة وتشبيه أمور الآخرة في أعراض الدنيا إنما هو تقريب للفهم وإلا قذرة من الآخرة لا يعدلها ملك الدنيا.
7095 و الله لا يلقي الله حبيبه في النار ( صحيح ) ( ك ) عن أنس
الشرح:
قال ذلك لما مر في نفر من أصحابه وصبي في الطريق فلما رأت أمه القوم خشيت على ولدها أن يوطأ فأقبلت تسعى وتقول ابني ابني فأخذته فقالوا يا رسول اللّه ما كانت هذه لتلقي ولدها في النار فذكره.
7096 و الله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم (صحيح)(حم م د)عن جابر
7097 و الله لله أشد فرحا بتوبة عبده من رجل كان في سفر في فلاة من الأرض فأوى إلى ظل شجرة فنام تحتها و استيقظ فلم يجد راحلته فأتى شرفا فصعد عليه فلم ير شيئا ثم أتى آخر فأشرف فلم ير شيئا فقال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأكون فيه حتى أموت فذهب فإذ براحلته تجر خطامها فالله أشد فرحا بتوبة عبده من هذا براحلته ( صحيح )
( حم م ) عن النعمان بن بشير
7098 و الله ليبعثنه الله يوم القيامة - يعني الحجر - له عينان يبصر بهما و لسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق ( صحيح ) ( ت ) عن ابن عباس
7099 و الله لينزلن ابن مريم حكما عادلا فليكسرن الصليب و ليقتلن الخنزير و ليضعن الجزية و لتتركن القلاص فلا يسعى عليها و لتذهبن الشحناء و التباغض و التحاسد و ليدعون إلى المال فلا يقبله أحد (صحيح)
( م ) عن أبي هريرة
7100 و الله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه هذه في اليم فلينظر بم يرجع ( صحيح ) ( حم م ه ) عن المستورد
الشرح:(1/498)
(واللّه) أقسم تقوية للحكم وتأكيداً له (ما الدنيا في الآخرة) أي في جنب الآخرة (إلا مثل ما يجعل أحدكم أصبعه) زاد في مسلم السبابة (هذه) وأشار بالسبابة وقيل بالإبهام ويحتمل أنه أشار بكل منهما مرة (في اليم) البحر (فلينظر) نظر اعتبار وتأمل (بم يرجع) وضعه موضع قوله فلا يرجع بشيء استحضاراً لتلك الحالة بأن يستحضر مشاهدة السامع ثم يأمره بالتأمل والتفكر هل يرجع بشيء أم لا، وهذا تمثيل تقريبي وإلا فأين المناسبة بين المتناهي وغيره، والمراد أن نعيم الدنيا بالنسبة لنعيم الآخرة في المقدار كذلك أو ما الدنيا في قصر مدتها وفناء لذتها بالنسبة للآخرة في دوام نعيمها إلا كنسبة الماء الذي يعلق بالأصابع إلى باقي البحر.
7101 و الله لا تجدون بعدي أعدل عليكم مني ( صحيح )
( طب ك ) عن أبي برزة ( حم ) عن أبي سعيد
الشرح:
(واللّه لا تجدون بعدي) أي بعد وفاتي (أعدل عليكم مني) قاله ثلاثاً وقد جاء إليه مال فقسمه فقال رجل: ما عدلت منذ اليوم في القسمة فغضب ثم ذكره.
7102 و الله لا يؤمن و الله لا يؤمن و الله لا يؤمن الذي لا يأمن جاره بوائقه ( صحيح ) ( حم خ ) عن أبي شريح
7103 و ايم الله لا أقبل بعد يومي هذا من أحد هدية إلا أن يكون مهاجرا قرشيا أو أنصاريا أو دوسيا أو ثقفيا ( صحيح ) ( د ) عن أبي هريرة
7104 و أي داء أدوى من البخل ؟ ( صحيح )
( حم ق ) عن جابر ( ك ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/499)
(وأي داء أدوى) أي أقبح قال عياض: كذا روي غير مهموز من دوي إذا كان به مرض في جوفه والصواب أدوأ بالهمز من الداء لكنهم سهلوا الهمزة (من البخل) أي عيب أقبح منه وأي مرض أعظم منه لا شيء أعظم منه لأن من ترك الإنفاق خشية الإملاق لم يصدق الشارع فهو داء مؤلم لصاحبه في العقبى وإن لم يكن مؤلماً في الدنيا فتشبيهه بالدواء من حيث كونه مفسداً للدين مورثاً له سوء الثناء كما أن الداء يؤول إلى طول الضنى وشدة العناء، ومن ثم عد بعضهم هذا الحديث من جوامع الكلم والبخل بفتح الباء والخاء وبضم الباء وسكون الخاء كذا في التنقيح.
7105 وجب الخروج على كل ذات نطاق في العيدين ( صحيح )
( حم ) عن عمرة بنت رواحة
الشرح:
قال في الفردوس: النطاق أن تلبس المرأة ثوباً ثم يشد وسطها بحبل ثم يرسل الأعلى على الأسفل والمراد بقوله وجب أنه متأكد يقرب من الوجوب فلا يجب الخروج حقيقة.
7106 وجبت أنتم شهداء في الأرض ( صحيح )
( ت ه حب ) عن أنس ( حم ه حب ) عن أبي هريرة
7107 وجبت صدقتك ورجعت إليك حديقتك(صحيح)(حم ه)عن ابن عمرو
7108 وددت أني لقيت إخواني الذين آمنوا و لم يروني ( صحيح )
( حم ) عن أنس
الشرح:
(وددت أني لقيت إخواني) قالوا: يا رسول اللّه ألسنا إخوانك قال: بلى أنتم أصحابي وإخواني (الذين آمنوا بي ولم يروني) لعله أراد أن ينقل أصحابه من علم اليقين إلى عين اليقين فيراهم هو وهم معه000 وهم الغرباء الذين أشار إليهم بخبر بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء وهم الخلفاء الذين أشار إليهم بقوله رحم اللّه خلفائي وهم القابضون على دينهم عند الفتن كالقابض على الجمر وهم النزاع من القبائل وهم المؤمنون بالغيب إلى غير ذلك مما لا يعسر على الفطن استخراجه من الأحاديث.
7109 وصب المؤمن كفارة لخطاياه ( صحيح ) ( ك هب ) عن أبي هريرة
الشرح:(1/500)
(وصب المؤمن) أي دوام تعبه أو وجعه (كفارة لخطاياه) وهذا إذا صبر واحتسب قال في الفردوس: الوصب الوجع اللازم وجمعه أوصاب.
7110 وضع عن أمتي الخطأ و النسيان و ما استكرهوا عليه ( صحيح )
( هق ) عن ابن عمر
الشرح:
(وضع) ببنائه للمفعول والواضع اللّه كما صرح به في الرواية المارّة (عن أمّتي) أمة الإجابة (الخطأ) بفتحتين مهموز ضد الصواب (والنسيان) وهو ترك الشيء على ذهول وغفلة (وما استكرهوا عليه) من قول أو فعل قالوا وهذا حديث عظيم الشأن يحسن أنه يعد ربع الإسلام.
7111 وعدني ربي أن يدخل الجنة من أمتي سبعين ألفا بلا حساب عليهم و لا عذاب مع كل ألف سبعون ألفا و ثلاث حثيات من حثيات ربي ( صحيح )
( حم ت حب ) عن أبي أمامة
7112 وفد الله ثلاثة: الغازي و الحاج و المعتمر ( صحيح )
( ن حب ك ) عن أبي هريرة
الشرح:
زاد البيهقي في روايته "أولئك الذين يسألون اللّه فيعطيهم سؤلهم" ثم أخرج عن ابن عباس لو يعلم المقيمون ما للحاج عليهم من الحق لأتوهم حين يقدمون حتى يقبلوا رواحلهم لأنهم وفد اللّه من جميع الناس.
7113 وفروا اللحى و خذوا من الشوارب(و انتفوا الإبط وقصوا الأظافير) ( صحيح ) ( طس ) عن أبي هريرة
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6124
الشرح:
(وفروا اللحى) أي لا تأخذوا منها شيئاً (وخذوا من الشوارب) حتى تبين الشوارب بياناً ظاهراً 00
7114 وفروا عثانينكم و قصوا سبالكم ( حسن ) ( هب ) عن أمامة
الشرح:
(عثانينكم) بعين مهملة فمثلثة جمع عثنون وهو اللحية (وقصوا سبالكم) ندباً لما في توفيرها من التشبه بالأعاجم بل المجوس وأهل الكتاب، وفي خبر ابن حبان ما يصرح بذلك. قال الزين العراقي: هذا أولى بالصواب فلا اتجاه لقول الإحياء وغيرها لا بأس بترك سباله اهـ. وذكر نحوه الزركشي.(2/1)
7115 وقت صلاة الظهر إذا زالت الشمس و كان ظل الرجل كطوله ما لم يحضر العصر و وقت صلاة العصر ما لم تصفر الشمس و وقت صلاة المغرب ما لم يغب الشفق و وقت صلاة العشاء إلى نصف الليل الأوسط و وقت صلاة الصبح من طلوع الفجر ما لم تطلع الشمس فإذا طلعت الشمس فأمسك عن الصلاة فإنها تطلع بين قرني الشيطان ( صحيح )
( حم م د ن ) عن ابن عمرو
7116 وقيت شركم و وقيتم شرها ( صحيح ) ( ق ن ) عن ابن مسعود
7117 وكاء السه العينان فمن نام فليتوضأ ( صحيح ) ( د ) عن علي
7118 ولد آدم كلهم تحت لوائي يوم القيامة و أنا أول من يفتح له باب الجنة
( صحيح ) ( ابن عساكر ) عن حذيفة
7119 ولد الرجل من كسبه من أطيب كسبه فكلوا من أموالهم ( صحيح )
( د ك ) عن عائشة
الشرح:
(من كسبه من أطيب كسبه) إيضاح بعد إبهام للتأكيد على وزان {كل أمة جاثية كل أمة} بنصب كل الثانية أبدلت الثانية من الأولى لأن في الثانية زيادة ذكر الجثو ولم يذكر ولد في المرة الثانية إذ لو ظهر فقيل ولد الرجل أطيب كسبه انقطع الثاني عن الأول بالكلية (فكلوا من أموالهم) أي فكلوا أيها الأصول من أموال فروعكم إذا كنتم فقراء لوجوب نفقتكم عليهم حينئذ.
7120 ولد الزنا شر الثلاثة ( صحيح ) ( حم د ك هق ) عن أبي هريرة
الشرح:
أي هو وأبواه لأن الحد قد يقام عليهما فيمحص ذنبهما وهذا لا يدرى ما يفعل به وقيل إنما ورد في معين موسوم بالشر أو النفاق أو فيمن قالت له أمه لست لأبيك فقتلها إذا عمل بعمل أبويه أو أنه شر الثلاثة أصلاً وعنصراً ونسباً لأنه خلق من ماء الزنا وهو خبيث والعرق دساس وقد قضى بفساد الاصل على فساد الفرع في آية {وما كانت أمك بغياً}.
7121 ولد لي الليلة غلام فسميته باسم أبي إبراهيم ( صحيح )
( حم ق د ) عن أنس
الشرح:(2/2)
(ولد لي الليلة) في ذي الحجة سنة ثمان (غلام) من مارية القبطية (سريته فسميته باسم أبي إبراهيم) قال أبو زرعة: إن ذلك عقب ولادته اهـ وأخذ منه بعض المالكية أنه يسن أن يسمى ساعة ولادته وذهب الجمهور إلى أن السنة تأخيرها إلى يوم السابع تعلقاً بخبر يوم سابعه 00
7122 و لم يفعل ذلك أحدكم ؟ فإنه ليست نفس مخلوقة إلا الله خالقها
( صحيح ) ( م د ) عن أبي سعيد
7123 و ما أنا و الدنيا و ما أنا و الرقم ( صحيح ) ( د ) عن ابن عمر
7124 و ما تعدون الشهادة إلا من قتل في سبيل الله ؟ إن شهداءكم إذا لقليل القتل في سبيل الله شهادة و البطن شهادة و الحرق شهادة و الغرق شهادة و المغموم - يعني الهدم - شهادة و المجنوب شهادة و المرأة تموت بجمع
( صحيح ) ( ن ) عن جابر بن عتيك
7125 و ما يدريك أنها رقية ؟ قد أصبتم اقسموا و اضربوا لي معكم سهما
( صحيح ) ( حم ق 4 ) عن أبي سعيد
7126 و ما يدريك ؟ لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ( صحيح ) ( حم ق د ت ) عن علي ( د ) عن أبي هريرة ( حم ) عن ابن عباس وعن جابر
7127 و هل ترك لنا عقيل من رباع (صحيح)(حم ق د ن ه) أسامة بن زيد
7128 و هل تلد الإبل إلا النوق ( صحيح ) ( حم د ت ) عن أنس
7129 ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة و يدعونه إلى النار
( صحيح ) ( حم خ ) عن أبي سعيد
الشرح:(2/3)
(ويح عمار) بالجر على الإضافة وهو ابن ياسر (تقتله الفئة الباغية) قال القاضي في شرح المصابيح: يريد به معاوية وقومه اهـ وهذا صريح في بغي طائفة معاوية الذين قتلوا عماراً في وقعة صفين وأن الحق مع علي وهو من الإخبار بالمغيبات (يدعوهم) أي عمار يدعو الفئة وهم أصحاب معاوية الذين قتلوه بوقعة صفين في الزمان المستقبل (إلى الجنة) أي إلى سببها وهو طاعة الإمام الحق (ويدعونه إلى) سبب (النار) وهو عصيانه ومقاتلته قالوا وقد وقع ذلك في يوم صفين دعاهم فيه إلى الإمام الحق ودعوه إلى النار وقتلوه فهو معجز للمصطفى وعلم من أعلام نبوته وإن قول بعضهم المراد أهل مكة الذين عذبوه أول الإسلام فقد تعقبوه بالرد قال القرطبي: وهذا الحديث من أثبت الأحاديث وأصحها ولما لم يقدر معاوية على إنكاره قال: إنما قتله من أخرجه فأجابه علي بأن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذن قتل حمزة حين أخرجه قال ابن دحية: وهذا من علي إلزام مفحم لا جواب عنه وحجة لا اعتراض عليها وقال الإمام عبد القاهر الجرجاني في كتاب الإمامة: أجمع فقهاء الحجاز والعراق من فريقي الحديث والرأي منهم مالك والشافعي وأبو حنيفة والأوزاعي والجمهور الأعظم من المتكلمين والمسلمين أن علياً مصيب في قتاله لأهل صفين كما هو مصيب في أهل الجمل وأن الذين قاتلوه بغاة ظالمون له لكن لا يكفرون ببغيهم وقال الإمام أبو منصور في كتاب الفرق في بيان عقيدة أهل السنة: أجمعوا أن علياً مصيب في قتاله أهل الجمل طلحة والزبير وعائشة بالبصرة وأهل صفين معاوية وعسكره اهـ0000
7130 ويحك ! إن شأن الهجرة لشديد فهل لك من إبل تؤدي صدقتها ؟ فاعمل من وراء البحار فإن الله لن يترك من عملك شيئا ( صحيح )
( حم ق د ن ) عن أبي سعيد
7131 ويحكم ! لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض
( صحيح ) ( ق ) عن ابن عمر
7132 ويل للأعقاب من النار ( صحيح )
( ق د ن ه ) عن ابن عمرو ( حم ق ت ه ) عن أبي هريرة
الشرح:(2/4)
(ويل) أي تحسر وهلك وهو في الأصل مصدر لا فعل له وإنما ساغ الابتداء به نكرة لأنه دعاء ذكره القاضي والخبر قوله (للأعقاب) أي التي لا ينالها ماء الطهر فاللام للعهد كما عليه البيضاوي كالباحي واحتمال إرادة الجنس بعيد لأنه يخرجه عن كونه وعيداً على الإخلال ببعض الوضوء وعلى هذا التقرير فالعقاب مخصوص بالأعقاب التي وقع التقصير في غسلها وقيل بل التقدير ويل لأصحاب الأعقاب المقصرين في غسلها (من النار) في محل رفع صفة لويل ذكره الزركشي وغيره ومنع أبو البقاء تعلقه بويل من أجل الفصل بينهما وقال ابن فرحون: هو متعلق بمتعلق الخبر ومثل الأعقاب ما يشاركها في ذلك من بقية الأعضاء وهذا الحديث ورد على سبب وهو أنه رأى قوماً يمسحون على أرجلهم فنادى بأعلى صوته وبل إلخ مرتين أو ثلاثاً ولو كان الماسح مؤدياً للفرض لما توعد بالنار فبطل مذهب الشيعة الموجبين للمسح.
7133 ويل للأعقاب و بطون الأقدام من النار ( صحيح )
( حم ك ) عن عبدالله بن الحارث
الشرح:
(ويل) قيل أصله وي فوصلوه باللام وقدّروا أنها منه فأعربوه يقال وي لفلان أي حزن له وقيل ويلك وهو قبيح على المخاطب فعله (للأعقاب وبطون الأقدام) جمع قدم وهو ما يقوم عليه الشيء ويعتمد (من النار) فمن توضأ كما توضأ المبتدعة فلم يغسل باطن قدميه ولا عقبه بل يمسح ظهرهما فالويل لعقبه وباطن قدميه من النار أو الويل لفاعل ذلك على ما تقرر فعلم منه أن فرض الرجلين الغسل لا المسح وأن الجسد يعذب خلافاً لبعض الفرق الزائغة. قيل نظر أبو هريرة إلى شاب وضيء فقال أرى لك قدمين نظيفين فابتغ بينهما موقفاً صالحاً يوم القيامة، وإنما خص الأعقاب وبطون الأقدام لغلبة التساهل فيها والتهاون بها.
7134 ويل للعراقيب من النار ( صحيح )
( م ) عن أبي هريرة ( حم ق ) عن عائشة ( ه ) عن جابر
7135 ويل للعرب من شر قد اقترب أفلح من كف يده ( صحيح )
( د ك ) عن أبي هريرة
الشرح:(2/5)
(ويل) كلمة تقال لمن وقع في هلكة ولا يترحم عليه بخلاف ويح كذا في التنقيح (للعرب) يعني المسلمين (من شر قد اقترب) وهو الفتن التي حدثت بينهم من قتل عثمان وخروج معاوية على عليّ قال ابن حجر: ثم توالت الفتن حتى صارت العرب بين الأمم كالقصعة بين الأكلة كما وقع في حديث آخر: يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قضعتها، والخطاب للعرب (أفلح من كف يده) عن القتال ولسانه عن الكلام في الفتن لكثرة الخطر أو أراد ما يقع من مفسدة يأجوج ومأجوج أو من التتار من المفاسد الهائلة التي قالوا إنه لم يسمع وقوع مثلها في العالم من بدء الدنيا إلى الآن، وقال القرطبي: أخبر بما يكون بعده بين العرب، وقد وجد ذلك بما استؤثر عليهم من الملك والدولة وصار ذلك في غيرهم من الترك والعجم وتشتتوا في البوادي بعد أن كان العز والملك والدنيا لهم ببركته عليه الصلاة والسلام وما جاءهم به من الإسلام فلما كفروا النعمة فقتل بعضهم بعضاً وسلب بعضهم أموال بعض سلبها اللّه منهم ونقلها لغيرهم {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم}.
7136 ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له ( حسن )
( حم د ت ك ) عن معاوية بن حيدة
الشرح:
(ويل للذي يحدث فيكذب) في حديثه (ليضحك به القوم ويل له ويل له) كرره إيذاناً بشدة هلكته وذلك لأن الكذب وحده رأس كل مذموم وجماع كل فضيحة فإذا انضم إليه استجلاب الضحك الذي يميت القلب ويجلب النسيان ويورث الرعونة كان أقبح القبائح، ومن ثم قال الحكماء: إيراد المضحكات على سبيل السخف نهاية القباحة.
7137 ويل للمكثرين إلا من قال بالمال هكذا و هكذا ( صحيح )
( ه ) عن أبي سعيد
الشرح:
أي فرقه على من عن يمينه وشماله من الفقراء وأهل الحاجة والمسكنة وهذا من أدلة من فضل الفقر على الغنى.
7138 ويل للنساء من الأحمرين: الذهب و المعصفر ( حسن )
( هب ) عن أبي هريرة
الشرح:(2/6)
قال في مسند الفردوس: يعني يتحلين بحلي الذهب ويلبسن الثياب المزعفرة وبتبرجن متعطرات متبخترات كأكثر نساء زمننا فيفتن بهن اهـ.
7139 ويلك ! أولست أحق أهل الأرض أن يتقي الله ؟ ( صحيح )
( ق ) عن أبي سعيد
7140 ويلك ! قطعت عنق صاحبك من كان منكم مادحا أخاه لا محالة فليقل: أحسب فلانا و الله حسيبه و لا أزكي على الله أحدا أحسبه كذا و كذا إن كان يعلم ذلك منه ( صحيح ) ( حم ق د ه ) عن أبي بكرة
7141 ويلك ! و من يعدل إذا لم أعدل ! قد خبت و خسرت إن لم أكن أعدل
( صحيح ) ( ق ) عن أبي سعيد
7142 الوائدة و الموءودة في النار ( صحيح ) ( د ) عن ابن مسعود
الشرح:
(الوائدة) بهمزة مكسورة قبل الدال والوأد دفن الولد حياً والوائدة فاعلة ذلك، كان من ديدنهم أن المرأة إذا أخذها الطلق حفر لها حفرة عميقة فجلست عليها والقابلة تحتها ترقب الولد فإن انفصل ذكراً أمسكته أو أنثى ألقتها في الحفرة وأهالت عليها التراب وكانت الجاهلية تفعله خوف إملاق أو عار (والموءودة) قيل أراد بها هنا المفعولة لها ذلك وهي أم الطفل لقوله (في النار) ولو أريد البنت المدفونة لما اتضح ذلك وهذا أولى من ادعاء أنه وارد على سبب خاص وواقعة معينة لا يجوز إجراؤه في غيره لأنه وإن ورد على ذلك لا ينجع في التخلص عن الإشكال كما لا يخفى على أهل الكمال، على أن الطيبي رده بأن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب عند قيام الشواهد.
7143 الوائدة و الموءودة في النار إلا أن تدرك الوائدة الإسلام فتسلم
( صحيح ) ( حم ن ) عن سلمة بن يزيد الجعفي
7144 الواحد شيطان و الاثنان شيطانان و الثلاثة ركب ( صحيح )
( ك ) عن أبي هريرة
الشرح:
يعني أن الانفراد والذهاب في الأرض على سبيل الوحدة من فعل الشيطان أي شيء يحمله عليه الشيطان وكذا الركبان وهو حث على اجتماع الرفقة في السفر ذكره ابن الأثير.
7145 الوالد أوسط أبواب الجنة ( صحيح ) ( حم ت ه ك ) عن أبي الدرداء
الشرح:(2/7)
أي طاعته وعدم عقوقه مؤد إلى دخول الجنة من أوسط أبوابها ذكره العراقي. وقال البيضاوي: أي خير الأبواب وأعلاها والمعنى أن أحسن ما يتوسل به إلى دخول الجنة ويتوصل به إلى الوصول إليها مطاوعة الوالد ورعاية جانبه وقال بعضهم: خيرها وأفضلها وأعلاها يقال هو من أوسط قومه أي من خيارهم وعليه فالمراد بكونه أوسط أبوابها من التوسط بين شيئين فالباب الأيمن أولها وهو الذي يدخل منه من لا حساب عليه ثم ثلاثة أبواب باب الصلاة وباب الصيام وباب الجهاد هذا إن كان المراد أوسط أبواب الجنة ويحتمل أن المراد أن برّ الوالدين أوسط الأعمال المؤدية إلى الجنة لأن من الأعمال ما هو أفضل منه ومنها ما هو دون البر والبر متوسط بين تلك الأعمال وظاهر صنيع المصنف أن ذا هو الحديث بتمامه وليس كذلك بل أغفل منه قطعة وهي قوله فإن شئت فحافظ على الباب أو ضيع اهـ بنصه لأحمد وللترمذي الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فاحفظ وإن شئت فضيع وفيه أن العقوق كبيرة وفي لفظ له الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب وإن شئت فاحفظ.
7146 الوتر بليل ( صحيح ) ( حم ع ) عن أبي سعيد
الشرح:
قال البغوي: وذهب مالك وأحمد إلى أنه لا وتر بعد الصبح وأظهر قولي الشافعي أنه يقضى لخبر من نام عن وتره فليصله إذا أصبح.
(فائدة) قال ابن التين وغيره: اختلف في الوتر على أشياء في وجوبه وعدده واشتراط النية فيه واختصاصه بقراءة وفي اشتراط شفع قبله وفي آخر وقته وصلاته في السفر على الدابة وفي قضائه والقنوت فيه وفي محل القنوت منه وفيما يقال فيه وفي فصله ووصله وهل تسن ركعتان بعده وفي كونه أفضل النفل.
7147 الوتر حق على كل مسلم فمن شاء أوتر بسبع و من شاء أوتر بخمس و من شاء بثلاث و من شاء أوتر بواحدة فمن غلب فليومئ إيماء
( صحيح ) ( د ن ه حب ك ) عن أبي أيوب
7148 الوتر ركعة من آخر الليل ( صحيح )
( م د ن ) عن ابن عمر ( حم طب ) عن ابن عباس
الشرح:(2/8)
قال الطيبي: من آخر الليل خير موصوف أي ركعة منشأة من آخر الليل أي آخر وقتها آخر الليل وفيه حجة للشافعي في صحة الإيتار بركعة وندبه آخر الليل أي لمن وثق باستيقاظه وادعى الحنفية نسخه.
7149 الوزغ فويسق ( صحيح ) ( ن حب ) عن عائشة
الشرح:
(الوزغ) بفتح الواو وسكون الزاي آخره معجمة (فويسق) تصغير ذمّ وتحقير قال القرطبي: سمي به لخروجه عن جنس الحيوان للضرر أو لخروجه عن حكم الحيوان المحترم الذي يمتنع قتله قال النووي: والفسق الخروج عن الطريق المستقيم وهذا كالفواسق الخمس خرجت عن خلق معظم الحشرات بزيادة الضرر والأذى اهـ، وقضية تسميته فويسقاً حل قتله واتفقوا على أنه من الحشرات المؤذيات. وفي الصحيحين الأمر بقتله ولا ينافيه كون عائشة لم تسمعه فقد سمعه غيرها بل جاء عنها من وجه آخر عند أحمد وابن ماجه أنه كان في بيتها رمح فسئلت عنه فقالت: نقتل به الوزغ فإن النبي صلى اللّه عليه وسلم أخبرنا أن إبراهيم لما ألقي في النار لم يكن في الأرض دابة إلا أطفأت عنه إلا الوزغ فإنها كانت تنفخ عليه لكن قال ابن حجر: الذي في الصحيح أصح.
7150 الوزن وزن أهل مكة و المكيال مكيال أهل المدينة ( صحيح )
( د ن ) عن ابن عمر
الشرح:(2/9)
(الوزن وزن أهل مكة) أي الوزن المعتبر في أداء الحقوق الشرعية إنما يكون بميزان أهل مكة لأنهم أهل تجارات فعهدهم للموازين وخبرتهم للأوزان أكثر (والمكيال مكيال أهل المدينة) أي والمكيال المعتبر فيما ذكر إنما هو مكيال أهل المدينة لأنهم أصحاب زراعات فهم أعرف بأحوال المكاييل قال القاضي: وهذا الحديث فيما يتعلق بالكيل والوزن من حقوق اللّه تعالى كالزكاة والكفارة حتى لا تجب الزكاة في الدراهم حتى تبلغ مائتي درهم بوزن مكة والصاع في صدقة الفطر صاع أهل المدينة كل صاع خمسة أرطال وثلث وقال إمام الحرمين في معنى هذا الحديث: لعل اتخاذ المكاييل كان يعم في المدينة واتخاذ الموازين كان يعم بمكة فخرج الكلام على العادة وإلا فلا خلاف أن أعيان مكاييل المدينة وموازين مكة لا ترعى ويجوز أن يقال ما تعلق بالوزن من النصب وأقدار الديات وغيرها فالاعتبار فيه بوزن مكة وما تعلق بالكيل في نحو زكاة وكفارة يعتبر ما كان يغلب بالمدينة اهـ قال العلائي: والثاني أقوى والأول جوابه أنه ليس القصد عين الموازين بل الصنجة التي يوزن بها فهو من التعبير بأحد المتلازمين عن الآخر.
7151 الوسيلة درجة عند الله ليس فوقها درجة فسلوا الله أن يؤتيني الوسيلة
( صحيح ) ( حم ) عن أبي سعيد
الشرح:
(درجة) في الجنة (ليس فوقها) في الشرف والرفعة (درجة فسلوا اللّه أن يؤتيني الوسيلة) فإنه من طلب له ذلك حلت له شفاعته كما جاء في خبر.
7152 الوضوء شطر الإيمان (و السواك شطر الوضوء)
( صحيح ) ( ش ) عن حسان بن عطية مرسلا )
و وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6158
الشرح:
(الوضوء شطر الإيمان) لأن الإيمان يطهر نجاسة الباطن والطهور يطهر الظاهر (والسواك شطر الوضوء) لأنه ينظف الباطن.
7153 الوضوء مما أنضجت النار ( صحيح ) ( د ) عن أبي هريرة
7154 الوضوء مما مست النار ( صحيح ) ( م ) عن زيد بن ثابت
الشرح:(2/10)
بنحو قلي أو شي أو طبخ أو نحوها قال ابن الأثير: يريد غسل اليد والفم منه وقيل هو على ظاهره لكنه منسوخ.
7155 الوضوء مما مست النار و لو من ثورأقط(حسن)(ت)عن أبي هريرة
الشرح:
(ثور أقط) أي قطعة من الأقط وهو لبن جامد.
7156 الوضوء يكفر ما قبله ثم تصير الصلاة نافلة ( حسن )
( حم ) عن أبي أمامة
الشرح:
(الوضوء يكفر ما قبله) من الذنوب يعني الصغائر على ما مر تقريره غير مرة (ثم تصير الصلاة) التي بعده (نافلة) وفي رواية الطيالسي الوضوء يكفر ما قبله من ذنب مع توبة وتصير الصلاة نافلة اهـ.
7157 الولاء لحمة كلحمة النسب لا يباع و لا يوهب ( صحيح )
( طب ) عن عبدالله ابن أبي أوفى ( ك هق ) عن ابن عمر
الشرح:
(الولاء لحمة) بضم اللام (كلحمة النسب) أي اشتراك واشتباك كالسدي مع اللحمة في النسج (لا يباع ولا يوهب) أي بمنزلة القرابة فكما لا يمكن الانفصال منها لا يمكن الانفصال عنه قال ابن بطال: أجمعوا على أنه لا يجوز تحويل النسب وإذا كان حكم الولاء حكم النسب لا ينقل وكانوا في الجاهلية ينقلونه في البيع فجاء الشرع بإبطاله وقال ابن العربي: معنى أن كلحمة النسب أنه تعالى أخرجه بالحرية إلى النسب حكماً كما أن الأب أخرجه بالنطفة إلى الوجود حساً لأن العبد كالمعدوم في حق الأحكام ولا يشهد ولا يقضي ولا يلي فأخرجه السيد بالحرية إلى وجود هذه الأحكام من عدمها فلما أشبه حكم النسب أنيط بالمعتق فجعل الولاء له وألحق برتبة النسب في منع البيع وغير ذلك.
7158 الولاء لمن أعتق ( صحيح ) ( حم طب ) عن ابن عباس
الشرح:
فيه حجة للشافعي على نفي ولاء الموالاة بجعل لام الولاء للجنس: وقال الحنفية: هي للعهد فلا ينفيه وفيه دليل على أن الولاء إنما يكون بمتقدم فعل من المعتق كما يكون النسب بمتقدم ولادة من الأب.
7159 الولاء لمن أعطى الورق و ولي النعمة ( صحيح )(ق 3)عن عائشة
الشرح:(2/11)
(الولاء) بالفتح والمد حق ميراث المعتق من المعتق بالفتح (لمن أعطى الورق) بكسر الراء الفضة والمراد الثمن وعبر بالورق لأنه الغالب في الأثمان وقد جاء ذلك مصرحاً في رواية الترمذي ولفظه إنما الولاء لمن أعطى الثمن (وولي النعمة) أي أعتق ومطابقته لقوله الولاء لمن أعتق أن صحة العتق تستدعي سبق ملك والملك يستدعي ثبوت العوض قال ابن بطال وغيره: اقتضى الحديث أن الولاء لكل معتق ذكراً أو أنثى وهو إجماع وأما جر الولاء فليس للنساء إلا ما أعتقن أو جر إليهن من أعتقن بولادة أو عتق آخر قال ابن العربي: وقوله ولي النعمة إشارة إلى مقدار الحرية وهي من أعظم النعم على العبد أن خلقه حراً فإذا طرأ عليه الرق فأجل نعمه خروجه عنه ولذلك كان أعظم جزاء من الولد للوالد.
7160 الولد ( ثمرة القلب) و إنه مجبنة و مبخلة محزنة
( صحيح ) ( ع ) عن أبي سعيد )
و وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6165
الشرح:
(وإنه مجبنة مبخة محزنة) أي يجبن أباه عن الجهاد خشية ضيعته وعن الإنفاق في الطاعة خوف فقره فكأنه أشار إلى التحذير من النكول عن الجهاد والنفقة بسبب الأولاد بل يكتفى بحسن خلافة اللّه فيقدم ولا يحجم فمن طلب الولد للهوى عصى مولاه ودخل في قوله تعالى {إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم} فالكامل لا يطلب الولد إلا للّه فيربيه على طاعته ويمتثل فيه أمر ربه {ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين} وسئل حكيم عن ولده فقال: ما أصنع بمن إن عاش كدّني وإن مات هدّني.
7161 الولد للفراش و للعاهر الحجر ( صحيح )
( ق د ن ه ) عن عائشة ( حم ق ت ن ه ) عن أبي هريرة ( د ) عن عثمان ( ن ) عن ابن مسعود وابن الزبير ( ه ) عن عمر وأبي أمامة
الشرح:(2/12)
(الولد) يقع على الذكر والأنثى والمفرد والجمع (للفراش) أي هو تابع للفراش أو محكوم به للفراش أي لصاحبه زوجاً كان أو سيداً لأنهما يفترشان المرأة بالاستحقاق سواء كانت المفترشة حرة أو أمة عند الشافعي وخصه الحنفية بالحرة وقالوا ولد الأمة لا يلحق سيدها ما لم يقر به اهـ. ومحل كونه تابعاً للفراش إذا لم ينفه بما شرع له كاللعان وإلا انتفى ومثل الزوج أو السيد هنا واطئ بشبهة وليس لزان في نسبه حظ إنما حظه منه استحقاق الحد كما قال (وللعاهر) الزاني يقال عهر إلى المرأة إذا أتاها ليلاً للفجور بها والعهر بفتحتين الزنا (الحجر) أي حظه ذلك ولا شيء له في الولد فهو كناية عن الخيبة والحرمان فيما ادعاه من النسب لعدم اعتبار دعواه مع وجود الفراش للآخر قال الطيبي تبعاً للنووي: وأخطأ من زعم أن المراد الرجم بالحجر لأن الرجم خاص بالمحصن ولأنه لا يلزم من الرجم نفي الولد الذي الكلام فيه، وقال السبكي: التعويل على الأول لتعم الخيبة كل زان ودليل الرجم مأخوذ من موضع آخر فلا حاجة للتخصيص بغير دليل ثم الفراش المترتب عليه الأحكام إنما يثبت في حق الزوجة بعقد صحيح ومع تمكن وطئها وفي الأمة بوطئها فلا يثبت نسب بوطء زنا قال المازري: وأول من استلحق في الإسلام ولد الزنا معاوية في استلحاقه زياداً قال: وذلك خلاف الإجماع من المسلمين ثم إن هذا الحديث قد مثل به أصحابنا في الأصول إلى أن المقام الوارد على سبب خاص يعتبر عمومه وصورة السبب قطعية الدخول فلا يخص منها باجتهاد كما فعله الحنفية فإنه وارد في ابن أمة زمعة المختصم فيه ابن زمعة وسعد بن أبي وقاص فقال المصطفى صلى اللّه عليه وآله وسلم هو لك يا بن زمعة ثم ذكره.
7162 الولد من كسب الوالد ( صحيح ) ( طس ) عن ابن عمر
الشرح:
لحصوله بواسطة تزوجه وإحباله فيجوز له أن يأكل من كسبه.
حرف "لا"
7163 لا آكل و أنا متكئ ( صحيح ) ( حم خ د ه ) عن أبي جحيفة
الشرح:(2/13)
يحتمل لا آكل مائلاً إلى أحد الشقين معتمداً عليه وحده أو لا آكل وأنا متمكن من القعود أو لا آكل وأنا مسند ظهري إلى شيء ورجح العصام الثاني بأنه أقرب إلى الاستعمال العربي لقول ابن الأثير عن الخطابي: المتكىء في العربية المستوي قاعداً على وطاء متكئاً والعامّة لا تعرف المتكئ إلا من مال في قعوده معتمداً على أحد شقيه اهـ وما اعتمد عليه لا يعول عليه فقد تعقبه المحقق أبو زرعة بالرد فقال: ظاهر كلامه أنه لا معنى للاتكاء إلا ما ذكره وهو مردود إلا أن يريد تفسير المتكئ في الحديث الذي ذكره دون غيره ومع ذلك فهو ممنوع فلم أجد في الكتب المشهورة في اللغة تفسير الاتكاء بالمعنى الذي ذكره أصلاً وإنما فسروه بالميل إلى أحد الشفين كما في هذا الحديث اهـ فاستبان بذلك أن الاتكاء المكروه عند الأكل إنما هو الميل إلى أحد الشقين والاعتماد عليه لا الاتكاء على وطاء تحته مع الاستواء فقول الشهاب الهيثمي: الاتكاء هنا لا ينحصر في المائل يشمل الأمرين فيكره كل منهما غير معمول به لأنه إنما اعتمد فيه على ابن الأثير غافلاً عن كونه متعقباً بالرد من هذا الإمام المحدث الفقيه المرجوع إليه في هذا الشأن والكراهة حكم شرعي لا يصار إلى إثباتها في مذهب الشافعي بكلام مثل ابن الأثير فتدبر وحكمة كراهة الأكل متكئاً أنه فعل المتكبرين المكثرين من الأكل بنهمة وشره المشغوفين من الاستكثار من الطعام فالسنة في الأكل كما قال القسطلاني: أن يقعد مائلاً إلى الطعام منحنياً عليه وقال الحافظ ابن حجر: يجلس على ركبتيه وظهور قدميه أو ينصب الرجل اليمنى ويجلس على اليسرى اهـ والكراهة مع الاضطجاع أشد منها مع الاتكاء نعم لا بأس بأكل ما يتنفل به مضطجعاً لما ورد عن علي كرم اللّه وجهه أنه أكل كعكاً على برش وهو مضطجع على بطنه قال حجة الإسلام: والعرب قد تفعله وقاعداً أفضل ولا يكره قائماً بلا حاجة، واعلم أن الاتكاء أربعة أنواع: الأول أن يضع يده على الأرض(2/14)
مثلاً، الثاني أن يتربع، الثالث أن يضع يده على الأرض ويعتمدها، الرابع أن يسند ظهره، وكلها مذمومة حال الأكل لكن الثاني لا ينتهي إلى الكراهة وكذا الرابع فيما يظهر بل هما خلاف الأولى.
7164 لا أجر لمن لا حسبة له ( حسن ) ( ابن المبارك ) عن القاسم مرسلا
الشرح:
أي لمن لم يتقصد بعمله امتثال أمره تعالى والتقرب به إليه.
7165 لا أحد أغير من الله و لذلك حرم الفواحش ما ظهر منها و ما بطن و لا أحد أحب إليه المدح من الله و لذلك مدح نفسه و لا أحد أحب إليه العذر من الله من أجل ذلك أنزل الكتاب و أرسل الرسل ( صحيح )
( حم ق ت ) عن ابن مسعود
7166لا إخصاء في الإسلام(ولا بنيان كنيسة)(صحيح)(هق)عن ابن عباس وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6171
الشرح:
قال القاضي: عموم اللفظ يمنع الخصاء مطلقاً لكن الفقهاء رخصوا في خصاء البهائم للحاجة اهـ وقال النووي: يحرم خصاء غير المأكول مطلقاً ويجوز في صغير المأكول دون كبيره 000
7167 لا أركب الأرجوان و لا ألبس المعصفر و لا ألبس القميص المكفف بالحرير ألا و طيب الرجال ريح لا لون له ألا و طيب النساء لون لا ريح له
( صحيح ) ( حم د ك ) عن عمران بن حصين
7168 لا إسعاد في الإسلام و لا عقر و لا شغار في الإسلام و لا جلب في الإسلام و لا جنب و من انتهب فليس منا ( صحيح )( حم ن حب ) عن أنس
7169 لا إسلال و لا غلول ( حسن ) ( طب ) عن عمرو بن عوف
الشرح:
(لا إسلال) أي لا سرقة من سل البعير وغيره في جوف الليل إذا انتزعه من الإبل (ولا غلول) لا خيانة في غنيمة ولا غيرها نهى بمعنى الأمر أي لا يأخذ بعضكم مال بعض سراً ولا علناً وقيل الاسلال سل السيف والاغلال لبس الدرع أي لا يحارب بعضكم بعضاً.
7170 لا أعده كاذبا: الرجل يصلح بين الناس يقول القول لا يريد به إلا الإصلاح و الرجل يقول في الحرب و الرجل يحدث امرأته و المرأة تحدث زوجها ( صحيح ) ( د ) عن أم كلثوم بنت عقبة(2/15)
7171 لا أعرفن ما مات منكم ميت ما كنت بين أظهركم إلا آذنتموني به فإن صلاتي عليه له رحمة ( صحيح ) ( ه ) عن زيد بن ثابت
7172 لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه ( صحيح )
( حم د ت ه حب ك ) عن أبي رافع
7173 لا ألفينَّ أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته بعير له رغاء يقول: يا رسول الله أغثني فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك ; لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته فرس له حمحمة فيقول: يا رسول الله أغثني فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك ; لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته شاة لها ثغاء يقول: يا رسول الله أغثني فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك ; لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته نفس لها صياح فيقول: يا رسول الله أغثني فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك ; لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته رقاع تخفق فيقول: يا رسول الله أغثني فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك ; لا ألفين أحدكم يجيء يوم القيامة على رقبته صامت فيقول: يا رسول الله أغثني فأقول: لا أملك لك شيئا قد أبلغتك ( صحيح )
( حم ق ) عن أبي هريرة
7174 لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا أما إنهم إخوانكم و من جلدتكم و يأخذون من الليل كما تأخذون و لكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ( صحيح )
( ه ) عن ثوبان
7175 لا إله إلا الله إن للموت سكرات ( صحيح ) ( حم خ ) عن عائشة
7176 لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب فتح اليوم من ردم يأجوج مثل هذه - و حلق بإصبعيه الإبهام و التي تليها - قيل: أنهلك و فينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا كثر الخبث(صحيح)(ق ن ه)عن زينب بنت جحش
7177 لا أمس أيدي النساء ( صحيح ) ( طس ) عن عقيلة بنت عبيد(2/16)
7178 لا أيم الله لا تصاحبنا راحلة عليها لعنة ( صحيح ) (م)عن أبي بردة
7179 لا إيمان لمن لا أمانة له و لا دين لمن لا عهد له ( صحيح )
( حم حب ) عن أنس
الشرح:
(لا إيمان لمن لا أمانة له) قال الكمال بن أبي شريف: أراد نفي الكمال لا نفي حقيقة الإيمان (ولا دين) الدين الخضوع لأوامر اللّه ونواهيه وأمانيه والعهد الذي وضعه اللّه بينه وبين عباده يوم إقرارهم بالربوبية في حمل أعباء الوفاء في جميع جوارحه فمن استكمل الدين استوفى الجزاء {ومن أوفى بعهده من اللّه} (لمن لا عهد له) لأن اللّه إنما جعل المؤمن مؤمناً ليأمن الخلق جوره واللّه عدل لا يجوره وإنما عهد إليه ليخضع له بذلك العهد فيأتمر بأموره. ذكره الحكيم. وقال القاضي: هذا وأمثاله وعيد لا يراد به الوقوع وإنما يقصد به الزجر والردع ونفي الفضيلة والكمال دون الحقيقة في رفع الإيمان وإبطاله وقال المظهر: معنى لا دين لمن لا عهد له أن من جرى بينه وبين أحد عهد ثم عذر لغير عذر شرعي فدينه ناقص أما لعذر كنقض الإمام المعاهدة مع الحربي لمصلحة فجائز قال الطيبي: وفي الحديث إشكال لأن الدين والإيمان والإسلام أسماء مترادفة موضوعة لمفهوم واحد في عرف الشرع فلم يفرق بينها وخص كل واحد بمعنى وجوابه أيهما وإن اختلفا لفظاً فقد اتفقا هنا معنى فإن الإمانة ومراعاتها: أما مع اللّه فهي ما كلف به من الطاعة وتسمى أمانة لأنه لازم الوجود كما أن الأمانة لازمة الأداء وأما مع الخلق فظاهر وإن العهد توثيقه وأما مع اللّه فاثنان الأول ما أخذه على ذرية آدم في الأزل وهو الإقرار بربوبيته قبل خلق الأجساد الثاني ما أخذه عند هبوط آدم إلى الدنيا من متابعة هدى اللّه من الاعتصام بكتاب ينزله ورسول يرسله وأما مع الخلق فظاهر فحينئذ ترجع الأمانة والعهد إلى طاعته تعالى في أداء حقوقه وحقوق عباده كأنه لا إيمان ولا دين لمن لا يفي بعهد اللّه بعد ميثاقه ولا يؤدي أمانته بعد حملها وهي التكاليف من أمر(2/17)
ونهي.
7180 لا تأتوا الكهان ( صحيح ) ( طب ) عن معاوية بن الحكم
7181 لا بأس بالحيوان واحد باثنين يدا بيد ( صحيح ) ( حم ه ) عن جابر
الشرح:
(لا بأس بالحيوان) أي ببيع الحيوان (واحد باثنين) إذا كان (يداً بيد) أي مقابضة وإذا كان نسيئة لم يجزه أصحاب الرأي وأحمد وجوزه مالك إن اختلف الجنس والشافعي مطلقاً.
7182 لا بأس بالغنى لمن اتقى و الصحة لمن اتقى خير من الغنى و طيب النفس من النعيم ( صحيح ) ( حم ه ك ) عن يسار بن عبيد
الشرح:
(لا بأس بالغنى لمن اتقى) فالغنى بغير تقوى هلكة، يجمعه من غير حقه ويمنعه ويضعه في غير حقه فإذا كان مع صاحبه تقوى فقد ذهب البأس وجاء الخير قال محمد بن كعب: الغني إذا اتقى آتاه اللّه أجره مرتين لأنه امتحنه فوجده صادقاً وليس من امتحن كمن لا يمتحن (والصحة لمن اتقى خير من الغنى) فإن صحة البدن عون على العبادة فالصحة مال ممدود والسقيم عاجز والعمر الذي أعطى به يقوم العبادة والصحة مع الفقر خير من الغنى مع العجز والعاجز كالميت (وطيب النفس من النعيم) لأن طيبها من روح اليقين وهو النور الوارد الذي أشرق على الصدر فإذا استنار القلب ارتاحت النفس من الظلمة والضيق والضنك فإنها لشهواتها في ظلمة والقلب مرتبك فيها فالسائر إلى مطلوبه في ظلمة يشتد عليه السير ويضيق صدره ويتنكد عيشه ويتعب جسمه فإذا أضاء له الصبح ووضح له الطريق وذهبت المخاوف وزالت العسرة ارتاح القلب واطمأنت النفس وصارت في نعيم.
7183 لا بأس بالقمح بالشعير اثنين بواحد يدا بيد (صحيح)(طب)عن عبادة
الشرح:
(بالقمح بالشعير) أي ببيعه فيه (اثنين بواحد) إذا كان (يداً بيد) أي مقابضة.
7184 لا بأس و لينصر الرجل أخاه ظالما أو مظلوما إن كان ظالما فلينهه فإنه له نصر و إن كان مظلوما فلينصره ( صحيح ) ( م ) عن جابر
7185 لا بد من العريف و العريف في النار ( حسن )
( أبو نعيم في المعرفة ) عن جعونة بن زياد
الشرح:(2/18)
(لا بُد) للناس (من العريف) أي من يلي أمر سياستهم وحفظ شأنهم وتعرف أمورهم ليعرفها من فوقه عند الحاجة لأن الإمام لا يمكنه مباشرة جميع الأمور بنفسه فيحتاج إليه (والعريف في النار) زاد أبو يعلى في روايته يؤتى بالعريف يوم القيامة فيقال ضع سوطك وادخل النار، وذلك لأن الغالب على العرفاء الاستطالة ومجاوزة الحد وترك الإنصاف المفضي إلى التورط في المعاصي وقول الطيبي: قوله العرفاء في النار ظاهر أقيم مقام المضمر يشعر بأن العرافة على خطر ومن باشرها غير آمن من الوقوع في المحذور المفضي إلى العذاب فهو كقوله سبحانه {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً} الآية فينبغي للعاقل كونه على حذر منها لئلا يتورط فيما بؤديه إلى النار قال ابن حجر: ويؤيد هذا التأويل ما في حديث آخر حيث توعد الأمر بما توعد به العرفاء فدل على أن المراد الإشارة إلى أن كل من يدخل في ذلك لا يسلم وأن الكل على خطر قال في الفردوس: العريف الذي يتعرف أمور القوم ويجسس أحوالهم.
7186 لا بر أن يصام في السفر ( صحيح ) ( طب ) عن ابن عمرو
الشرح:
(لا بر) بالكسر الخير والفضل (أن يصام في السفر) أي فالفطر فيه أفضل بشرطه كما مرّ موضحاً.
7187 لا تأتي مائة سنة و على الأرض نفس منفوسة اليوم ( صحيح )
( م ) عن أبي سعيد
الشرح:(2/19)
(وعلى الأرض نفس منفوسة) أي مولودة فخرج الملائكة وإبليس فلا حاجة لتكلف جمع منهم المصنف إلى الجواب على الماء والهواء لا في الأرض (اليوم) فلا يعيش أحد ممن كان موجوداً حال تلك المقالة وكانت عند رجوعه من تبوك أكثر من مائة وكان آخر الصحب موتاً أبو الطفيل مات سنة عشر ومائة وهي رأس مائة سنة من مقاله ولا يدخل في الخبر الخضر فإن المراد ممن تعرفونه أو ترونه أو أل في الأرض للعهد أي أرضي التي نشأت فيها وبعثت منها وزعم أنه كان إذ ذاك في البحر ضعف بأن الأرض تتناول البر والبحر والمقابل للبحر البر لا الأرض وقيد بالأرض ليخرج عيسى فإنه في السماء وفيه وعظ أمته بقصر أعمارهم قال ابن جماعة: وأن أعمارهم يسيرة وأجورهم غزيرة وفيه ما فيه.
7188 لا تأذن امرأة في بيت زوجها إلا بإذنه (ولا تقوم من فراشها فتصلي تطوعا إلا بإذنه) ( صحيح ) ( طب ) عن ابن عباس )
و وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6183
الشرح:
(لا تأذن امرأة في بيت زوجها) أي في دخوله أو في الأكل منه والمراد ببيته مسكنه بملك أم بغيره (إلا بإذنه) بالصريح أو ما ينزل منزلته من القرائن القوية قال النووي: أشار به إلى أنها لا تفتات على الزوج بالإذن في بيته إلا بإذنه وهو محمول على ما إذا لم تعلم رضاه به فإن علمته جاز نعم إن جرت عادته بادخال الضيفان موضعاً معداً لهم حضر أو غاب لم يحتج لإذن خاص به وحاصله أنه لا بد من اعتبار الإذن تفصيلاً أو إجمالاً وهذا كله إذا سهل استئذانه فلو تعذر أو تعسر لنحو غيبة أو حبس ودعت ضرورة إلى الدخول عليها جاز بشرطه وفيه حجة على المالكية في إباحة دخول نحو الأب بيت المرأة بغير إذن زوجها لا يقال يعارضه حديث صلة الرحم لأنا نقول الصلة إنما تندب بما يملكه الواصل والتصرف في بيت الزوج لا تملكه إلا بإذنه 000
7189 لا تؤذن حتى يستبين لك الفجر هكذا ( حسن ) ( د ) عن بلال(2/20)
7190 لا تأذنوا لمن لم يبدأ بالسلام ( صحيح ) ( هب الضياء ) عن جابر
الشرح:
(لا تأذنوا) إرشاداً أو ندباً (لمن) أي لإنسان استأذن في الدخول أو الجلوس أو الأكل أو نحو ذلك (لم يبدأ بالسلام) عقوبة له بإهماله لتحية أهل الإسلام.
7191 لا تؤذوا مسلما بشتم كافر ( صحيح ) ( ك هق ) عن سعيد بن زيد
الشرح:
قاله لما شكا إليه عكرمة بن أبي جهل أنه إذا مر بالمدينة قيل له هذا ابن عدو اللّه فقام خطيباً فذكره.
7192 لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه قاتلك الله فإنما هو عندك دخيل يوشك أن يفارقك إلينا ( صحيح )
( حم ت ) عن معاذ
7193 لا تأكلوا البصل ( النيء ) ( صحيح ) ( ه ) عن عقبة بن عامر
ما بين قوسين ضعيف عند الألباني
الشرح:
فيكره لأن الملائكة تتأذى بريحه أما المطبوخ فلا كراهة فيه كما مر.
7194 لا تأكلوا بالشمال فإن الشيطان يأكل بالشمال (صحيح)(ه)عن جابر
الشرح:
قال في بحر الفوائد: الشيطان جسم يمكن أن يكون له يمين لكن لا يأكل بها لأنه معكوس مقلوب الخلقة فنهى النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يفعل كفعله وقد يقال شمال الإنسان مشؤوم فإن الكافر يعطى يوم القيامة كتابه بشماله والإنسان جعل يمينه لما فوق الإزار من الأكل والطهارة وقال ابن جرير: النهي عن الأكل بالشمال لا يناقضه ما رويناه عن علي أنه أخذ رغيفاً بيد وكبداً مشوياً بالأخرى فأكل ذا بذا لأن النهي عن استعمال اليسرى إنما هو عند عدم شغل اليمين فهو كما لو كان بيمناه علة فلا كراهة اهـ.
7195 لا تبادروا الإمام إذا كبر فكبروا و إذا قال ( و لا الضالين: فقولوا: آمين و إذا ركع فاركعوا و إذا قال سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا و لك الحمد و لا ترفعوا قبله ) ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة(2/21)
7196 لا تبادروني بركوع و لا بسجود فإنه مهما أسبقكم به إذا ركعت تدركوني إذا رفعت و مهما أسبقكم به إذا سجدت تدركوني به إذا رفعت إني قد بدنت ( صحيح ) ( حم د ه ) عن معاوية
7197 لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها ( حسن )
( حم خ د ت ) عن ابن مسعود
الشرح:
(لا تباشر) خبر بمعنى النهي (المرأة المرأة) زاد النسائي في الثوب الواحد أي لا تمس امرأة بشرة أخرى ولا تنظر إليها فالمباشرة كناية عن النظر إذ أصلها التقاء البشرتين فاستعير إلى النظر إلى البشرة يعني لا تنظر إلى بشرتها (فتنعتها) أي تصف ما رأت من حسن بشرتها وهو عطف على تباشر (لزوجها كأنه ينظر إليها) فيتعلق قلبه بها فيقع بذلك فتنة والنهي منصب على المباشرة والنعت معاً فتجوز المباشرة بغير توصيف قال القابسي: هذا الحديث أصل لمالك في سد الذرائع فإن حكمة النهي خوف أن يعجب الزوج الوصف فيفضي إلى تطليق الواصفة أو الافتتان بالموصوفة.
7198 لا تباع الصبرة من الطعام بالصبرة من الطعام و لا الصبرة من الطعام بالكيل المسمى من الطعام ( صحيح ) ( ن ) عن جابر
7199 لا تباغضوا و لا تدابروا و لا تنافسوا و كونوا عباد الله إخوانا
( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
الشرح:
(لا تباغضوا) أي لا تختلفوا في الأهواء والمذاهب والنحل المخالفة لما عليه السواد الأعظم لأن البدعة في الدين والضلال عن الصراط المستبين يوجب التباغض بين المؤمنين (ولا تنافسوا) أي لا ترغبوا في الدنيا ولا تفتتنوا بها لأن المنافسة فيها تؤدي إلى قسوة القلب (ولا تدابروا) أي لا تقاطعوا ولا تغتابوا أو لا يعطى كل منكم أخاه دبره ويلقاه فيعرض عنه ويهجره
(وكونوا عباد اللّه إخواناً) أي لا يعلو بعضكم بعضاً فإنكم جميعاً عباد اللّه فنهى عن التدابر ليقبل كل بوجهه إلى وجه أخيه لأن المدابرة ردّ كل واحد دبره إلى أخيه وهو التولي المنهي عنه المؤدي إلى القطيعة.(2/22)
7200 لا تباغضوا و لا تقاطعوا و لا تدابروا و لا تحاسدوا و كونوا عباد الله إخوانا كما أمركم الله و لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام
( صحيح ) ( حم ق د ) عن أنس
7201 لا تبتاعوا التمر حتى يبدوا صلاحه و لا تبتاعوا التمر بالتمر
( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة ( ق ن ) عن ابن عمر
7202 لا تبتاعوا الثمرة حتى يبدو صلاحها و تذهب عنها الآفة ( صحيح )
( م ) عن ابن عمر
7203 لا تبتاعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل و لا زيادة بينهما و لا نظرة
( صحيح ) ( ه ) عن عبادة بن الصامت
7204 لا تبدءوا اليهود و لا النصارى بالسلام و إذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه ( صحيح ) ( حم م د ت ) عن أبي هريرة
الشرح:
(لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام) لأن السلام إعزاز وإكرام ولا يجوز إعزازهم ولا إكرامهم بل اللائق بهم الإعراض عنهم وترك الالتفات إليهم تصغيراً لهم وتحقيراً لشأنهم فيحرم ابتداؤهم به على الأصح عند الشافعية وأوجبوا الردّ عليهم بعليكم فقط ولا يعارضه آية {سلام عليك سأستغفر لك ربي} وآية {فاصفح عنهم وقل سلام فسوف يعملون} لأن هذا سلام متاركة ومنابذة لا سلام تحية وأمان (وإذا لقيتم أحدهم في طريق) فيه زحمة (فاضطروه إلى أضيقه) بحيث لا يقع في وهدة ولا يصدمه نحو جدار أي لا تتركوا له صدر الطريق إكراماً واحتراماً فهذه الجملة مناسبة للأولى في المعنى والعطف، وليس معناه كما قال القرطبي: إنا لو لقيناهم في طريق واحد نلجئهم إلى حرفة حتى يضيق عليهم لأنه إيذاء بلا سبب، وقد نهينا عن إيذائهم، ونبه بهذا على ضيق مسلك الكفر وأنه يلجيء إلى النار.
7205 لا تبع طعاما حتى تشتريه و تستوفيه ( صحيح )
( حم ن ) عن حكيم بن حزام
7206 لا تبع ما ليس عندك ( صحيح ) ( حم 4 ) عن حكيم بن حزام
7207 لا تبقين في رقبة بعير قلادة من وتر إلا قطعت ( صحيح )
( ق د ) عن أبي بشير
7208 لا تبكيه ما زالت الملائكة تحفه بأجنحتها حتى رفعتموه ( صحيح )(2/23)
( ن ) عن جابر
7209 لا تبيعوا الدينار بالدينارين و لا الدرهم بالدرهمين ( صحيح )
( م ) عن عثمان
7210 لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا سواء بسواء و الفضة بالفضة إلا سواء بسواء و بيعوا الذهب بالفضة و الفضة بالذهب كيف شئتم ( صحيح )
( خ ) عن أبي بكرة
7211 لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل و لا تشفوا بعضها على بعض و لا تبيعوا الورق بالورق إلا مثلا بمثل و لا تشفوا بعضها على بعض و لا تبيعوا منها غائبا بناجز ( صحيح ) ( حم ق ت ن ) عن أبي سعيد
7212 لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا وزنا بوزن ( صحيح )
( م د ) عن فضالة بن عبيد
7213 لا تبيعوا الذهب بالذهب و لا الورق بالورق إلا وزنا بوزن مثلا بمثل سواء بسواء ( صحيح ) ( حم م ) عن أبي سعيد
7214 لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا(صحيح)(حم ت ك) ابن مسعود
الشرح:(2/24)
(لا تتخذوا الضيعة) يعني القرية التي تزرع وتستغل وهذا وإن كان نهياً عن اتخاذ الضياع لكنه مجمل فسره بقوله (فترغبوا في الدنيا) يعني لا يتخذ الضياع من خاف على نفسه التوغل في الدنيا فيلهو عن ذكر اللّه، فمن لم يخف ذلك لكونه يثق من نفسه بالقيام بالواجب عليه فيها فله الاتخاذ كما اتخذ النبي صلى اللّه عليه وسلم الأراضي واحتبس الضياع {رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر اللّه} ومن وهم أن فعله ناسخ لقوله هنا فقد وهم كما بينه ابن جرير قال بعض الحكماء: الضياع مدارج الهموم وكتب الوكلاء مفاتيح العموم وقال: الضيعة إن تعهدتها صفت وإن لم تتعهدها ضاعت ووهب هشام للأبرش ضيعة فسأله عنها فقال: لا عهد لي بها فقال: لولا أن الراجع في هبته كالراجع في قيئه لأخذتها منك أما علمت أنها إنما سميت ضيعة لأنها تضيع إذا تركت، وقال الغزالي: اتخاذ الضياع يلهي عن ذكر اللّه الذي هو السعادة الأخروية إذ يزدحم على القلب عصوبة الفلاحين ومحاسبة الشركاء والتفكر في تدبير الحذر منه وتدبير استنماء المال وكيفية تحصيله أولاً وحفظه ثانياً وإخراجه ثالثاً وكل ذلك مما يسوّد القلب ويزيل صفاءه ويلهي عن الذكر كما قال تعالى {ألهاكم التكاثر} فمن انتفى في حقه ذلك ساغ له الاتخاذ.
7215 لا تتخذوا المساجد طرقا إلا لذكر أو صلاة ( حسن )
( طب ) عن ابن عمر
الشرح:
(لا تتخذوا المساجد طرقاً إلا لذكر أو صلاة) أو اعتكاف أو نحو ذلك.
7216 لا تتخذوا بيوتكم قبورا ( صحيح ) ( ه ) عن ابن عمر
7217 لا تتخذوا بيوتكم قبورا صلوا فيها ( صحيح )( حم )عن زيد بن خالد
الشرح:(2/25)
(لا تتخذوا بيوتكم قبوراً) أي لا تجعلوها كالقبور في خلوها عن الذكر والعبادة بل صلوا فيها قال ابن الكمال: كنى بهذا النهي عن الأمر بأن يجعلوا لبيوتهم حظاً من الصلاة، ولا يخفى ما في هذه الكناية من الدقة والغرابة فإن مبناها على كون الصلاة منهية عند المقابر على ما نص عليه في خبر: لا تجلسوا على القبور، ولا تصلوا إليها.
7218 لا تتخذوا شيئا فيه الروح غرضا (صحيح) ( م ن ه ) عن ابن عباس
الشرح:
أي هدفاً يرمى بالسهام ونحوها لما فيه من العبث والتعذيب قاله لما رأى ناساً يرمون دجاجة محبوسة للرمي، والنهي للتحريم لأنه لعن فاعل ذلك في خبر ولأنه تعذيب وتضييع مال بلا فائدة.
7219 لا تترك هذه الأمة شيئا من سنن الأولين حتى تأتيه ( صحيح )
( طس ) عن المستورد
الشرح:
(سنن الأولين) بفتح السين أي طريق الأمم (حتى تأتيه) زاد في رواية شبراً شبراً وذراعاً ذراعاً.
7220 لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون ( صحيح )
( حم ق د ت ه ) عن ابن عمر
الشرح:
أراد بالنار ناراً بخصوصها وهي ما يخاف منه الانتشار قال النووي: هذا عام يشمل السراح وغيره وأما القنديل المعلق فإن خيف منه شمله الأمر بالإطفاء وإلا فلا لانتفاء العلة.
7221 لا تتمنوا الموت ( صحيح ) ( ه ) عن خباب
الشرح:(2/26)
فيكره ذلك وقيل يحرم لما فيه من طلب إزالة نعمة الحياة وما يترتب عليها من جزيل الفوائد وجليل العوائد كيف وفي زيادة الأجور بزيادة الأعمار ولو لم يكن إلا استمرار الإيمان لكفى فأي عمل أعظم منه؟ ثم إنه أطلق النهي هنا وقيده في غير ما حديث بكون تمنيه لضر نزل به والمراد الدنيوي لا الديني بدليل خبر لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل إلخ الحديث الآتي ومن المجموع عرف أن المنهي تمنيه لضرر دنيوي ولضرر ديني لا بأس فإن تجرد عنهما فمفهوم التقييد بالضرر أنه منهي، غير أن أرجح الأنظار كما قاله الحافظ العراقي أن التقييد غالبي إذ الناس لا يتمنون إلا لضر، فالمفهوم غير معمول به نعم قد استفاض عن جماهير من السلف تمنيه شوقاً إلى الحضرة المتعالية الأقدسية ولا شك في حسنه بالنسبة لمقام الخواص. هذا وليس لك أن تقول إذا كانت الآجال مقدرة لا تزيد ولا تنقص فتمني الموت لا أثر له فالنهي عنه لا معنى له لأنا نقول هذا هو حكمة النهي لأنه عبث لا فائدة له وفيه مراغمة المقدور وعدم الرضا به ولا يشكل على كون تمنيه عبثاً لا يؤثر في العمر لتقديره قول النبي صلى اللّه عليه وسلم في اليهود لو تمنوه لماتوا جميعاً لأن ذاك بوحي في خصوص أولئك فرتبت آجالهم على وصف إن وجد ماتوا وإلا فلا والأسباب مقدرة كما أن المسببات مقدرة.
7222 لا تتمنوا لقاء العدو و إذا لقيتموهم فاصبروا(صحيح)(ق)أبي هريرة
الشرح:(2/27)
(لا تتمنوا لقاء العدو) لما فيه من صورة الإعجاب والوثوق بالقوة وقلة الاهتمام به وهو مخالف للاحتياط ولأنهم قد ينصرون استدراجاً ولأن لقاء العدوّ أشد الأشياء على النفس والأمور الغائبة ليست كالمحققة فلا يؤمن أن يكون عند الوقوع على خلاف المطلوب وتمني الشهادة لا تستلزم تمني اللقاء وأخذ منه النهي عن طلب المبارزة، ومن ثم قال علي كرم اللّه وجهه لابنه: لا تدع أحداً إلى المبارزة ومن دعاك لها اخرج إليه لأنه باغ وقد ضمن اللّه نصر من بغي عليه ولطلب المبارزة شروط مبينة في الفروع إذا جمعت أمن معها المحذور في لقاء العدو (وإذا لقيتموهم) أي العدو ويستوي فيهم الواحد والجمع قال تعالى {فإنهم عدو لي} (فاصبروا) اثبتوا ولا تظهروا التألم إن مسكم قرح فالصبر في القتال كظم ما يؤلم من غير إظهار شكوى ولا جزع وهو الصبر الجميل {إن اللّه مع الصابرين} قال الحرالي: فيه إشعار لهذه الأمة بأن لا تطلب الحرب ابتداء وإنما تدافع من منعها من إقامة دينها كما قال تعالى {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا} فحق المؤمن أن يأتي الحرب ولا يطلبه فإنه إن طلبه فأوتيه عجز كما عجز من طلبه من الأمم السابقة وتمسك به من منع طلب المبارزة وقد يمنع ونبه بهذا الخبر على آفة التمني وشؤم الاختيار لأنهما ليسا من أوصاف العبودية إذ التمني اعتراض نفاه اللّه عن العباد بقوله {ما كان لهم الخيرة} {لا تتمنوا ما فضل اللّه به بعضكم على بعض} فما ظهر من آفات التمني ما قصه اللّه عن آدم في تمني الخلود في جوار المعبود فعدمه وتعب فأتعب وموسى تمنى الرؤية فخر صعقاً وداود سأل درجة آبائه إبراهيم وإسحاق فأوحى إليه إني ابتليتهم فصبروا فقال: أصبر فأصابه ما أصابه وجرى ما جرى وتمنى سليمان ألف ولد فعوقب بشق إنسان وتمنى نبينا هداية عمه فعاتبه اللّه بقوله {إنك لا تهدي من أحببت}.(2/28)
(تنبيه) قضية تصرف المؤلف أن هذا هو الحديث بكماله والأمر بخلافه بل له بقية مقيدة كان ينبغي للمؤلف أن لا يحذفها ونص البخاري أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم في بعض أيامه التي لقى فيها العدو وانتظر حتى مالت الشمس ثم قام في الناس أي خطيباً فقال أيها الناس لا تمنوا لقاء العدو فإذا لقيتموهم فاصبروا واعلموا أن الجنة تحت ظلال السيوف ثم قال اللّهم يا منزل الكتاب ومجري السحاب وهازم الأحزاب اهزمهم وانصرنا عليهم اهـ بنصه.
7223 لا تجادلوا في القرآن فإن جدالا فيه كفر ( صحيح )
( الطيالسي هب ) عن ابن عمرو
الشرح:
قال الحليمي: هو أن يسمع قراءة آية أو كلمة لم تكن عنده فيعجل عليه ويخطئه وينسب ما يقرؤه إلى أنه غير قرآن أو يجادله في تأويل ما يذهب إليه ولم يكن عنده ويضلله والجدال ربما أزاغه عن الحق وإن ظهر له وجهه فلذلك حرم وسمي كفراً لأنه يشرف بصاحبه على الكفر وقال ابن الأثير: الجدل مقابلة الحجة بالحجة والمجادلة المناظرة والمخاصمة والمراد هنا الجدل على الباطل وطلب المغالبة لإظهار الحق فإنه محمود لآية {وجادلهم بالتي هي أحسن}.
7224 لا تجزئ صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع و السجود
( صحيح ) ( د ت ) عن أبي مسعود
الشرح:
أي لا تصح صلاة من لا يسوي ظهره فيها والمراد منه الطمأنينة وهي واجبة فيهما عند الشافعي وأحمد دون أبي حنيفة ذكره المظهر قال الطيبي: وفيه بحث لأن الطمأنينة أمر والاعتدال أمر اهـ.
7225 لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع و السجود
( صحيح ) ( حم ن ه ) عن أبي مسعود
7226 لا تجعلوا بيوتكم قبورا و لا تجعلوا قبري عيدا و صلوا علي فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم ( صحيح ) ( د ) عن أبي هريرة
7227 لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة ( صحيح ) ( حم م ت ) عن أبي هريرة
7228 لا تجلسوا بين رجلين إلا بإذنهما ( حسن ) ( د ) عن ابن عمر
الشرح:(2/29)
(لا تجلس) بفتح المثناة الفوقية أوله بخط المصنف فعل أمر (بين رجلين) يعني إنسانين (إلا بإذنهما) لأنه بغير إذن يوقع في النفس أضغاناً ويورث أحقاداً لإيذانه باحتقارهما مع ما فيه من التفاؤل بحصول الفرقة بينهما واختصاص النهي بأول الإسلام لا دليل عليه.
7229 لا تجلسوا على القبور و لا تصلوا إليها (صحيح)(حم م 3)أبي مرثد
الشرح:
(لا تجلسوا على القبور) ندباً لأنه استخفاف بالميت واستصحاب حرمته بعد موته من الدين ومن أقبح القبيح الاستهانة بأعظم قد أحياها رب العالمين دهراً وشرفها بعبادته ووجهها لجواره في جنته (ولا تصلوا إليها) أي مستقبلين إليها لما فيه من التعظيم البالغ لأنه من مرتبة المعبود فجمع بين النهي عن الاستخفاف بالتعظيم والتعظيم البليغ قال ابن حجر: وذلك يتناول الصلاة على القبر أو إليه أو بين قبرين وفي البخاري عن عمر ما يدلّ على أن النهي عن ذلك لا يقتضي فساد الصلاة.
7230 لا تجمعن كذبا و جوعا ( حسن ) ( حم ه ) عن أسماء بنت عميس
7231 لا تجمعوا بين اسمي و كنيتي ( صحيح )
( حم ) عن عم عبدالرحمن بن أبي عمرة
الشرح:
مقتضاه جواز التسمي بأحدهما منفرداً فيجوز التسمي بمحمد ولا كلام فيه بل قال المؤلف إنه أفضل الأسماء أما التكني بكنيته وهي أبو القاسم فلا يجوز لمن اسمه محمد وأما غيره ففيه خلاف وقد مر ذلك.
7232 لا تجمعوا بين الرطب و البسر و بين الزبيب و التمر نبيذا (صحيح)
( حم ق ) عن جابر
7233 لا تجني أم على ولد ( صحيح ) ( ن ه ) عن طارق المحاربي
الشرح:(2/30)
نهي أبرز في صورة النفي للتأكيد أي جنايتها لا تلحق ولدها مع ما بينهما من شدة القرب وكمال المشابهة فكل من الأصل والفرع يؤاخذه بجنايته غير مطالب بجناية الآخر وقد أخرج هذا المعنى بقوله لا تجني إلخ مخرجاً بديعاً لأن الولد إذا طولب بجناية أصله كأنه جنى تلك الجناية عليه فنفي الحكم من الأصل وجعل وقوع الجناية من أحدهما على الآخر منتفية كأنها لم تقع وذلك أبلغ فإن السبب إذا نفي من الأصل كان نفي المسبب آكد وأبلغ.
7234 لا تجني نفس على أخرى ( صحيح ) ( ن ه ) عن أسامة بن شريك
الشرح:
أي لا يؤاخذ أحد بجناية أحد {ولا ترز وازرة وزر أخرى} قال القاضي: خبر في معنى النهي وفيه مزيد تأكيد لأنه كان نهاه فقصد أن ينتهي فأخبر عنه وهو الداعي إلى العدول عن صيغة النهي إلى صيغة الخبر ونظيره إطلاق لفظ الماضي في الدعاء ولمزيد التأكيد والحث على الانتهاء أضاف الجناية إلى نفسه والمراد به الجناية على الغير لأنها لما كانت سبباً للجناية عليه قصاصاً ومجازاة كالجناية على نفسه أبرزها على ذلك ليكون أدعى إلى الكف وأمكن في النفس لتضمنه ما يدل على المعنى الموجب للنهي وقد كانوا في الجاهلية يقودون بالجناية من يجدونه من الجاني وأقاربه الأقرب فالأقرب وعليه الآن ديدن أهل الجفاء من سكان البوادي والجبال.
7235 لا تجوز شهادة بدوي على صاحب قرية ( صحيح )
( د ه ك ) عن أبي هريرة
الشرح:
وعكسه لحصول التهمة لبعد ما بينهما، وأخذ به مالك وتأوله الشافعية كالجمهور على ما يعتبر فيه كون الشاهد من أهل الخبرة الباطنة كالإعسار وأما تأويل القاضي له بأن معنى لا تجوز لا تحسن إما لعدم ضبطه وتفطنه لما تختل به الشهادة عن وجهها وإما لأن شهادته قلما تنفع فإنه يعسر طلبه عند الحاجة إلى إقامة الشهادة فغير جيد.
7236 لا تجوز شهادة خائن و لا خائنة و لا زان و لا زانية و لا ذي غمر على أخيه في الإسلام ( حسن ) ( د ه ) عن ابن عمرو(2/31)
7237 لا تجوز شهادة ذي الظنة و لا ذي الحنة ( حسن )
( ك هق ) عن أبي هريرة
الشرح:
(ذي الظنة) أي شهادة ظنين أي متهم في دينه لعدم الوثوق به فعيل بمعنى مفعول من الظنة التهمة وقيل أراد به الذي أضاف نفسه إلى مواليه أو انتسب إلى غير أصوله وأقاربه لا نفي الوثوق به عن نفسه وقيل أراد المتهم بسبب ولاء أو قرابة وبه أخذ مالك (ولا ذي الحنة) بالتخفيف أي المداوة وهي لغة قليلة ضعيفة كما في الغرب إلا في الإحنة على قلتها جاءت في عدة أخبار وأما الذهاب إلى أنه الجنة بالجيم والنون فقال المطرزي: تصحيف، وفيه رد على الحنفية في تجويزهم شهادة العدو على عدوه.
7238 لا تجوز لامرأة هبة في مالها إلا بإذن زوجها إذا ملك زوجها عصمتها ( صحيح ) ( حم ن ه ) عن ابن عمرو ( ه ) عن كعب بن مالك
7239 لا تحدوا النظر إلى المجذومين (صحيح) (الطيالسي هق)ابن عباس
الشرح:
لأنه أحرى أن لا تعافوهم فتزدروهم أو تحتقروهم.
7240 لا تحرم الإملاجة و لا الإملاجتان(صحيح)(حم م ن ه)عن أم الفضل
7241 لا تحرم المصة و لا المصتان ( صحيح )
( حم م 4 ) عن عائشة ( ن حب ) عن الزبير
الشرح:(2/32)
(لا تحرم) في الرضاع (المصة) الواحدة من المص (ولا المصتان) في رواية بدله الرضعة ولا الرضعتان وفي رواية الإملاجة ولا الإملاجتان والكل لمسلم قال الشافعي: دلّ الحديث على أن التحريم لا يكفي فيه أقل من اسم الرضاع واكتفى به الحنفية والمالكية فحرموا برضعة واحدة تمسكاً بإطلاق آية {وأمهاتكم اللاتي أرضعنكم} قال القاضي: ويجاب عن الآية بأن الحرمة فيها مرتبة على الأمومة والأخوة من جهة الرضاع وليس فيها دلالة على أنهما يحصلان برضعة واحدة اهـ. وروى عبد الرزاق بإسناد قال ابن حجر: صحيح عن عائشة لا يحرم دون خمس رضعات معلومات وبه أخذ الشافعي وهو أحد روايتين عن أحمد والحديث المنسوخ ورد مثالاً لما دون الخمس وإلا فالتحريم بالثلاث الذي ذهب إليه داود إنما يؤخذ منه بالمفهوم ومفهوم العدد ضعيف على أنه قد عارضه مفهوم حديث الخمس فيرجع إلى الترجيح بين المفهومين وحديث الخمس جاء من طرق صحيحة وحديث المصتان جاء أيضاً من طرق صحيحة قال بعضهم: إنه مضطرب ذكره ابن حجر.
7242 لا تحاسدوا و لا تناجشوا و لا تباغضوا و لا تدابروا و لا يبع بعضكم على بيع بعض و كونوا عباد الله إخوانا المسلم أخو المسلم و لا يخذله و لا يحقره التقوى هاهنا - و أشار إلى صدره - بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم كل المسلم على المسلم حرام دمه و ماله و عرضه ( صحيح ) ( حم م ) عن أبي هريرة
7243 لا تحروا بصلاتكم طلوع الشمس و لا غروبها فإنها تطلع بقرني شيطان ( صحيح ) ( ق ) عن ابن عمر ( ن ) عن عائشة
7244 لا تحسبن أنا ذبحنا الشاة من أجلك لنا غنم مائة لا نريد أن نزيد عليها فإذا ولد الراعي بهمة ذبحنا مكانها شاة ( صحيح )
( د حب ) عن لقيط بن صبرة
7245 لا تحقرن من المعروف شيئا و لو أن تلقى أخاك بوجه طلق
( صحيح ) ( حم م ت ) عن أبي ذر
7246 لا تحلفوا بآبائكم ( صحيح ) ( خ ن ) عن ابن عمر(2/33)
7247 لا تحلفوا بآبائكم من حلف بالله فليصدق و من حلف له بالله فليرض و من لم يرض بالله فليس من الله ( صحيح ) ( ه ) عن ابن عمر
7248 لا تحلفوا بآبائكم و لا بالطواغيت ( صحيح )
( حم ن ه ) عن عبدالرحمن بن سمرة
7249 لا تحلفوا بآبائكم و لا بأمهاتكم و لا بالأنداد و لا تحلفوا إلا بالله و لا تحلفوا إلا و أنتم صادقون ( صحيح ) ( د ن ) عن أبي هريرة
7250 لا تحل الصدقة لغني إلا لخمسة: لغاز في سبيل الله أو لعامل عليها أو لغارم أو لرجل اشتراها بماله أو لرجل كان له جار مسكين فتصدق على المسكين فأهداها المسكين للغني ( صحيح ) ( حم د ه ك ) عن أبي سعيد
7251 لا تحل الصدقة لغني و لا لذي مرة سوي ( صحيح )
( حم د ت ك ) عن ابن عمر ( حم ن ه ) عن أبي هريرة
7252 لا تحل النهبى و لا كل ذي ناب من السباع و لا تحل المجثمة
( صحيح ) ( حم ن ) عن أبي ثعلبة
7253 لا تحل للأول حتى يجامعها الآخر ( صحيح ) ( ن ) عن ابن عمر
7254 لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي و لا تختصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم (صحيح)
( م ) عن أبي هريرة
7255 لا تختلفوا فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا(صحيح) (خ)ابن مسعود
7256 لا تختلفوا فتختلف قلوبكم ( صحيح ) ( حم د ) عن البراء
7257 لا تخيروا بين الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من تنشق عنه الأرض فإذا موسى آخذ بقائمة من قوائم العرش فلا أدري كان فيمن صعق أم حوسب بصعقته الأولى ؟(صحيح)(حم ق)عن أبي سعيد
7258 لا تخيروني على موسى فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأصعق معهم فأكون أول من يفيق فإذا موسى باطش بجانب العرش فلا أدري أكان فيمن صعق فأفاق قبلي أو كان ممن استثنى الله ؟ ( صحيح )
( حم ق د ه ) عن أبي هريرة
7259 لا تخيفوا أنفسكم بالدين ( حسن ) ( هق ) عن عقبة بن عامر
الشرح:(2/34)
لفظ رواية الطبراني لا تخيفوا أنفسكم بعد أمنها قالوا وماذا يا رسول اللّه قال الدين وفي رواية لأحمد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأصحابه لا تخيفوا أنفسكم وقال الأنفس فقيل يا رسول اللّه وبما نخيف أنفسنا قال الدين.
7260 لا تدخل الملائكة بيتا فيه تماثيل أو تصاوير ( صحيح )
( م ) عن أبي هريرة
7261 لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة إلا رقم في ثوب ( صحيح )
( حم ق د ن ) عن أبي طلحة
7262 لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب و لا صورة ( صحيح )
( حم ق ت ن ه ) عن أبي طلحة
الشرح:(2/35)
(لا تدخل الملائكة) ملائكة الرحمة والبركة أو الطائفون على العباد للزيارة واستماع الذكر لا الكتبة فإنهم لا يفارقون المكلف فهو عام أريد به الخصوص وادعاء التعميم وأنهم يطلعون على عمل العبد وهم خارج الدار تكلف كزاعم التخصيص بملائكة الوحي وأن ذلك خاص بالمصطفى صلى اللّه عليه وآله وسلم (بيتاً) أي مكاناً (فيه كلب) ولو لنحو زرع أو حرث كما رجحه النووي خلافاً لما جزم به القاضي تمسكاً بأن كلب وصورة نكرتان في سياق النفي والقلب بيت وهو منزل الملائكة ومهبط آثارهم ومحل استقرارهم والصفات الرديئة من نحو غضب وحقد وحسد وكبر وعجب كلاب نابحة فلا تدخله الملائكة وهو مشحون بالكلاب وهذا من قبيل التنبيه على البواطن بذكر الظواهر مع إرادتها ففارق الباطنية كما مر عن حجة الإسلام موضحاً (ولا صورة) أي لحيوان بخلاف صورة غير ذي روح كشجر وسبق أن النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم توعد المصور بما أفاد أن التصوير كبيرة فالملائكة لا تدخله هجراناً له وغضباً عليه لعظم الإثم بمضاهاة الحق في خلقه لأنه الخالق المصور ولأنه ليس من جنس الصور ما هو مباح والأفعال أعراض لا بقاء لها والصور تبقى فهي أشد من المعاصي التي لا تبقى آثارها وأكثر المعاصي شهوات والتصوير أشد منها وأما الكلب فلنجاسته ولقذارته وخبث رائحته هو في ذلك أشد من سائر السباع فشدد فيه وأمر المصطفى صلى اللّه عليه وسلم بقتله قال الكمال ابن أبي شريف: قوله فيه صورة إلخ الجملة في محل نصب صفة قوله بيتاً.
7263 لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين فإن لم تكونوا باكين فلا تدخلوا عليهم لا يصيبكم ما أصابهم (صحيح)(حم ق)عن ابن عمر
7264 لا تدع تمثالا إلا طمسته و لا قبرا مشرفا إلا سويته ( صحيح )
( م ن ) عن علي
7265 لا تدعوا بالموت و لا تتمنوه فمن كان داعيا لا بد فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي و توفني إذا كانت الوفاة خيرا لي ( صحيح )
( ن ) عن أنس(2/36)
7266 لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون
( صحيح ) ( حم م د ) عن أم سلمة
7267 لا تدعوا على أنفسكم و لا تدعوا على أولادكم و لا تدعوا على خدمكم و لا تدعوا على أموالكم لا توافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء فيستجاب لكم ( صحيح ) ( د ) عن جابر
7268 لا تدفنوا موتاكم بالليل إلا أن تضطروا ( صحيح ) ( ه ) عن جابر
الشرح:
إلى الدفن ليلاً كخوف انفجار الميت أو تغيره أو نحو فتنة وأخذ بظاهره الحسن فكره الدفن ليلاً وتأوله الجمهور على أن النهي كان أولاً ثم رخص أو أنه مقصور على دفنه قبل الصلاة كما يرشد إليه ما رواه مسلم في قصة فزجر النبي صلى اللّه عليه وسلم أن يقبر الرجل بالليل حتى يصلى عليه إلا أن يضطر رجل إلى ذلك.
7269 لا تديموا النظر إلى المجذومين ( صحيح ) ( حم ه ) عن ابن عباس
الشرح:
بدون واو بخط المصنف لأنكم إذا أدمتم النظر إليهم حقرتموهم ورأيتم لأنفسكم عليهم فضلاً فيتأذى به المنظور أو لأن من به الداء يكره أن يطلع عليه ومرّ أن الأمر بتجنب المجذوم والفرار منه لا ينافي النهي عن العدوي والطيرة لتوجيهات مرت ونزيد هنا أن صاحب المطامح قال: أمر بتجنبه والفرار منه استقذاراً أو تأنفاً.
7270 لا تذبحن ذات در ( صحيح ) ( ت ) عن أبي هريرة
الشرح:
(لا تذبحن) شاة (ذات در) أي لبن ندباً أو إرشاداً وهذا قاله لأبي الهيثم وقد أضاف النبي صلى اللّه عليه وسلم وصحبه فذهب ليصنع لهم طعاماً وفي الحديث قصة طويلة في الشمائل وغيرها.
7271 لا تذكروا هلكاكم إلا بخير ( صحيح ) ( ن ) عن عائشة
الشرح:(2/37)
(لا تذكروا هلكاكم) في رواية موتاكم (إلا بخير) إلا أن تمس لذكره حاجة كجرحه في شهادته وروايته أو تحذير من بدعته وفساد طويته ذكره ابن عبد السلام في الشجرة وقضية صنيع المصنف أن ذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه بل بقيته عند مخرجه النسائي إن يكونوا من أهل الجنة تأثموا وإن يكونوا من أهل النار فحسبهم ما هم فيه اهـ بنصه000
7272 لا تذهب الدنيا حتى تصير للكع بن لكع(صحيح)(حم)عن أبي هريرة
الشرح:
(تصير) يعني حتى يصير نعيمها وملاذها والوجاهة فيها (للكع بن لكع) أي لئيم ابن لئيم أحمق واللكع عند العرب الأحمق ثم استعمل في الذم وقال أبو البقاء: هو مصروف لأنه نكرة وإن كان معدولاً عن لاكع ولذلك دخلت عليه الألف واللام في قول المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لكع بن لكع.
7273 لا تذهب الأيام و الليالي حتى تشرب طائفة من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها ( صحيح ) ( ه ) عن أبي أمامة
7274 لا تذهب الأيام و الليالي حتى يملك رجل يقال له الجهجاه (صحيح )
( م ) عن أبي هريرة
7275 لا تذهب الدنيا و لا تنقضي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي ( صحيح ) ( حم د ت ) عن ابن مسعود
7276 لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض ( صحيح )
( حم ق ن ه ) عن جرير ( حم خ د ن ه ) عن ابن عمر
( خ ن ) عن أبي بكرة ( خ ت ) عن ابن عباس
الشرح:
(لا ترجعوا بعدي) لا تصيروا بعد موقفي هذا قاله في حجة الوداع أو بعد موتي (كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض) بالرفع استثناف جواب لمن سأل عن تلك الحالة الأولى أو بالجزم بدل من ترجعوا أو جواب شرط مقدر أي فإن ترجعوا يضرب نحو لا تكفر فتدخل النار قال عياض: والرواية بالرفع والمراد أن ذلك كفر لمستحله أو كفر للنعمة أو يقرب من الكفر أو يشبه فعل الكفار أو الكفار المتلبسون بالسلاح أو أراد به الزجر والتهويل.(2/38)
7277 لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض و لا يؤخذ الرجل بجريرة أبيه و لا بجريرة أخيه ( صحيح ) ( ن ) عن ابن عمر
7278 لا ترسلوا فواشيكم و صبيانكم إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء فإن الشياطين تبعث إذا غابت الشمس حتى تذهب فحمة العشاء
( صحيح ) ( حم م د ) عن جابر
7279 لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر ( صحيح )
( ق ) عن أبي هريرة
7280 لا ترفعوا أبصاركم إلى السماء في الصلاة أن تلتمع ( صحيح )
( ه طب ) عن ابن عمر
7281 لا ترقبوا أموالكم فمن أرقب شيئا فهو لمن أرقبه ( صحيح )
( ن ) عن ابن عباس
7282 لا ترقبوا و لا تعمروا فمن أعمر شيئا أو أرقبه فهو للوارث إذا مات
( صحيح ) ( د ن حب ) عن جابر
7283 لا تركبوا الخز و لا النمار ( صحيح ) ( د ) عن معاوية
الشرح:
(لا تركبوا الخز) بفتح المعجمة وزاي أي لا تركبوا على الخز لحرمه استعماله لكونه كله من إبريسم (ولا النمار) أي ولا تركبوا على النمار أو على جلودها لأنه شأن المتكبرين، وقال الهيثمي: كأنه كره زي العجم في مراكبهم واستحب القصد في اللباس والمركب وقيل جمع نمرة وهو الكساء المخطط ولو أنه المراد منه فلعل ذلك لما فيه من الزينة ذكره القاضي، قال الراغب: اتخذ المهدي لجاماً مفضضاً فلامه المنصور وقال: أما يعلم الناس أن لك فضة؟ ارجع إلى حالك.
7284 لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الإفطار (وأخروا السحور)
( صحيح ) ( حم ) عن أبي ذر )
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6212
الشرح:(2/39)
00 (الإفطار) عقب تحقق الغروب بإخبار عدلين أو عدل على الأصح بأن تناولوا عقبه مفطراً امتثالاً للسنة ووقوفاً عند حدودها ومخالفة لأهل الكتاب حيث يؤخرون الفطر إلى ظهور النجوم فالتأخير لهذا القصد مكروه تنزيهاً وفيه إيماء إلى أن فساد الأمور تتعلق بتغير هذه السنة وأن تأخير الفطر علم على فساد الأمور قال القسطلاني: وأما ما يفعله الفلكيون من التمكين بعد الغروب بدرجة فمخالف للسنة فلذا قل الخير 000
7285 لا تزال أمتي على الفطرة ما لم يؤخروا المغرب إلى اشتباك النجوم ( صحيح ) ( حم د ك ) عن أبي أيوب وعقبة بن عامر ( ه ) عن العباس
الشرح:
(لا تزال أمتي على الفطرة) أي السنة وفي رواية بخير (ما لم يؤخروا المغرب) أي صلاتها (إلى اشتباك النجوم) أي انضمام بعضها إلى بعض وظهورها كلها بحيث يختلط إنارة بعضها ببعض ويظهر صغارها من كبارها حتى لا يخفى منها شيء وفيه رد على الشيعة في تأخيرهم إلى ظهور النجوم وأن الوصال يحرم علينا شرعاً لأن تأخير الفطر إذا كان ممنوعاً فتركه بالكلية أشد منعاً.
7286 لا تزال جهنم يلقى فيها و تقول: ( هل من مزيد حتى يضع فيها رب العزة قدمه فينزوي بعضها إلى بعض و تقول: قط قط و عزتك و كرمك و لا يزال في الجنة فضل حتى ينشئ الله لها خلقا آخر فيسكنهم في فضول الجنة ) ( صحيح ) ( حم ق ت ) عن أنس
7287 لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة
( صحيح ) ( ك ) عن عمر
الشرح:
أي معاونين أي غالبين أو قاهرين لأعداء الدين زاد في رواية لا يضرهم من خذلهم قال النووي: يجوز أن تكون الطائفة جماعة متعددة من أنواع الأمة ما بين شجاع وبصير بالحرب وفقيه ومفسر ومحدث وقائم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وزاهد وعابد ولا يلزم اجتماعهم ببلد واحد ويجوز إخلاء الأرض كلها من بعضهم أولاً فأولاً إلى أن لا يبقى إلا فرقة واحدة ببلد واحد فإذا انقرضوا جاء أمر اللّه بقيام الساعة كما قال(2/40)
(حتى تقوم الساعة) أي إلى قرب قيامها لأن الساعة لا تقوم حتى لا يقال في الأرض اللّه اللّه كما تقرر أو المراد حتى تقوم ساعتهم. وفيه كالذي قبله أن اللّه يحمي إجماع هذه الأمة من الخطأ حتى يأتي أمره وبيان قسم من معجزات نبينا صلى اللّه عليه وسلم وهو الإخبار بالغيب فقد وقع ما أخبر به فلم تزل هذه الطائفة من زمنه إلى الآن منصورة ولا تزال كذلك قال الحرالي: ففي طيه إشعار بما وقع وهو واقع وسيقع من قتال طائفة الحق لطائفة البغي سائر اليوم المحمدي مما يخلص من الفتنة ويخلص الدين للّه توحيداً ورضاً وثباتاً على حال السلف الصالح وفيه أن هذه الأمة خير الأمم وأن عليها تقوم الساعة وإن ظهرت أشراطها وضعف الدين فلا بد أن يبقى من أمته من يقوم به.
7288 لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتيهم أمر الله و هم ظاهرون
( صحيح ) ( ق ) عن المغيرة
الشرح:
(لا تزال) بالمثناة أوله (طائفة من أمتي) أي أمة الإجابة (ظاهرين) على الناس أي غالبين منصورين وهم جيوش الإسلام أو العلماء الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر فالمقاتلة معنوية (حتى يأتيهم أمر اللّه) أي القيامة (وهم) أي والحال أنهم (ظاهرون) على من خالفهم واحتمال أنه أراد بالظهور الشهرة وعدم الاستتار بعيد وزاد مسلم إلى يوم القيامة أي إلى قربه وهو حيت تأتي الريح فتقبض روح كل مؤمن وهو المراد بأمر اللّه هنا فلا تدافع بينه وبين خبر لا تقوم الساعة إلا على شرار الخلق وفيه معجزة بينة فإن أهل السنة لم يزالوا ظاهرين في كل عصر إلى الآن فمن حين ظهرت البدع على اختلاف صنوفها من الخوارج والمعتزلة والرافضة وغيرهم لم يقم لأحد منهم دولة ولم تستمر لهم شوكة بل {كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها اللّه} بنور الكتاب والسنة فللّه الحمد والمنة00 قال بعضهم: ويحتمل أن هذه الطائفة مؤلفة من أنواع المؤمنين منهم شجعان ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد وغير ذلك ولا يلزم كونهم من قطر واحد.(2/41)
7289 لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله و هم كذلك ( صحيح ) ( م ت ه ) عن ثوبان
7290 لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم و لا من خالفهم حتى يأتي أمر الله و هم ظاهرون على الناس ( صحيح )
( حم ق ) عن معاوية
7291 لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها
( صحيح ) ( ه ) عن أبي هريرة
الشرح:
(لا تزال طائفة من أمتي) قال البخاري في الصحيح وهم أهل العلم (قوامة على أمر اللّه) أي على الدين الحق لتأمن بهم القرون وتتجلى بهم ظلم البدع والفتون (لا يضرها من خالفها) لئلا تخلو الأرض من قائم للّه بالحجة قال ابن عطاء: ففساد الوقت لا يكون إلا بنقص أعدادهم لا بذهاب إمدادهم لكن إذا فسد الوقت أخفاهم اللّه قال البيضاوي: أراد بالأمة أمة الإجابة وبالأمر الشريعة والدين وقيل الجهاد وبالقيام به المحافظة والمواظبة عليه والطائفة هم المجتهدون في الأحكام الشرعية والعقائد الدينية أو المرابطون في الثغور والمجاهدون لإعلاء الدين اهـ وقال النووي في التهذيب: حمله العلماء أو جمهورهم على حملة العلم وقد دعا لهم المصطفى صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم بقوله نضر اللّه امرءاً سمع مقالتي فوعاها فأداها كما سمعها وقد جعله عدولاً ففي حديث يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وهذا إخبار منه بصيانة العلم وحفظه وعدالة ناقليه وأنه تعالى يوفق له في كل عصر خلقاً من العدول يحملونه وينفون عنه التحريف وهذا تصريح بعدالة حامليه في كل عصر وهذا من أعلام نبوته ولا يضر معه كون بعض الفساق يعرف شيئاً من العلم بأن الحديث إنما هو إخبار بأن العدول يحملونه لا أن غيرهم لا يعرف منه شيئاً. وفيه فضل العلماء على الناس وفضل الفقه على جميع العلوم وفيه أن هذه الأمة آخر الأمم وأنه لا بد أن يبقى منها من يقوم بأوامر اللّه حتى يأتي أمر اللّه(2/42)
وطائفة الشيء بعضه من الناس أو المال قال الرافعي: وجاء عن الحبر أنها لواحد فما فوقه وقيل إنها اثنان وقيل ثلاثة وقيل أربعة.
7292 لا تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم خذلان من خذلهم حتى تقوم الساعة ( صحيح ) ( ه حب ) عن قرة بن أياس
7293 لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم: تعال صل لنا فيقول: لا إن بعضكم على بعض أمير تكرمة الله لهذه الأمة ( صحيح ) ( حم م ) عن جابر
7294 لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين على من ناوأهم حتى يقاتل آخرهم المسيح الدجال (صحيح)(حم د ك)عن عمران بن حصين
7295 لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة و هم على ذلك ( صحيح ) ( م ) عن عقبة بن عامر
7296 لا تزال عصابة من أمتي يقاتلون على أمر الله قاهرين لعدوهم لا يضرهم من خالفهم حتى تأتيهم الساعة و هم على ذلك ( صحيح )
( م ) عن عقبة بن عامر
7297 لا تزكوا أنفسكم الله أعلم بأهل البر منكم سموها زينب ( صحيح )
( م د ) عن زينب بنت أبي سلمة
7298 لا تزوج المرأة المرأة و لا تزوج المرأة نفسها (فإن الزانية هي التي تزوج نفسها) ( صحيح ) ( ه ) عن أبي هريرة
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6214
7299 لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يسأل عن خمس: عن عمره فيم أفناه ؟ و عن شبابه فيم أبلاه ؟ و عن ماله من أين اكتسبه ؟ و فيم أنفقه ؟ و ماذا عمل فيما علم ؟ ( حسن ) ( ت ) عن ابن مسعود
7300 لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه و عن علمه ما فعل فيه و عن ماله من أين اكتسبه و فيم أنفقه و عن جسمه فيم أبلاه ( صحيح ) ( ت ) عن أبي برزة
7301 لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم و لا يدخل عليها رجل إلا و معها محرم ( صحيح ) ( حم ق ) عن ابن عباس
الشرح:(2/43)
(لا تسافر) مجزوم بلا الناهية وكسرت الراء لالتقاء الساكنين (المرأة) سفراً مباحاً أو لحج فرض (إلا مع ذي محرم) أي محرمية وفي معناه الزوج (ولا يدخل عليها رجل إلا ومعها محرم) والمحرم من حرم نكاحه على التأييد بسبب مباح لحرمتها وفيه وفيما قبله أنه يحرم سفرها بغير نحو محرم أو زوج أي وما ألحق بهما كعبد لها ثقة أو أجنبي ممسوح أو نسوه ثقات فلا يلزمها الحج إن وجدت ذلك لخوف استمالتها وخديعتها.
7302 لا تسافر المرأة بريدا إلا و معها محرم يحرم عليها ( صحيح )
( د ك ) عن أبي هريرة
الشرح:
(لا تسافر امرأة بريداً) أي أربعة فراسخ والفرسخ ثلاثة أميال والميل منتهى مد البصر (إلا ومعها محرم محرم عليها) بضم الميم وشد الراء مفتوحة زاده تأكيداً وإيضاحاً وليس في البريد تصريح بتحريم ما فوقه من يوم أو ليلة أو ثلاثاً لأن مفهوم الظرف غير حجة عند كثيرين.
7303 لا تسافر المرأة ثلاثة أيام إلا مع ذي محرم ( صحيح )
( حم ق د ) عن ابن عمر
الشرح:
(لا تسافر المرأة) مجزوم بلا الناهية وكسر الراء لالتقاء الساكنين (ثلاثة أيام) بلياليها ولمسلم ثلاث ليال أي بأيامها وللأصيل ثلاثاً وفي رواية فوق ثلاثة أيام وفي أخرى يوم وليلة وأخرى يوم وليس القصد بها التحديد بل المدار على ما يسمى سفراً عرفاً والاختلاف إنما وقع لاختلاف للسائل أو المواطن وليس هو من المطلق والمقيد بل من العام الذي ذكرت بعض أفراده وذا لا يخصص على الأصح (إلا مع ذي محرم) بفتح فسكون بنسب أو رضاع أو مصاهرة وفي رواية إلا معها ذو محرم أي من يحرم عليه نكاحها من الأقارب كأخ وعم وخال ومن يجري مجراهم كزوج 0000
7304 لا تسافر المرأة مسيرة يومين إلا و معها زوجها أو ذو محرم منها و لا صوم في يومين: الفطر و الأضحى ( صحيح ) ( خ ) عن أبي سعيد
7305 لا تسافروا بالقرآن فإني لا آمن أن يناله العدو ( صحيح )
( م ) عن ابن عمر(2/44)
7306 لا تسأل المرأة طلاق أختها لتستفرغ صحفتها و لتنكح فإن لها ما قدر لها ( صحيح ) ( خ د ) عن أبي هريرة
7307 لا تسأل الناس شيئا و لا سوطك و إن سقط منك حتى تنزل إليه فتأخذه ( صحيح ) ( حم ) عن أبي ذر
الشرح:
(لا تسأل الناس شيئاً) إرشاداً إلى درجة التوكل والتفويض إليه سبحانه (ولا سوطك) أي مناولته (وإن سقط منك حتى تنزل إليه) عن الدابة (فتأخذه) تتميم ومبالغة في الأمر بالكف عن السؤال، قال ابن الجوزي: احتاجت رابعة فقيل لها: لو أرسلت إلى قريبك فلاناً فبكت وقالت: اللّه أعلم أني استحي أن أطلب منه الدنيا وهو يملكها فكيف أسألها من لا يملكها000
7308 لا تسألوني عن شيء إلى يوم القيامة إلا حدثتكم ( صحيح )
( حم ق ) عن أنس
7309 لا تسبن أحدا و لا تحقرن من المعروف شيئا و لو أن تكلم أخاك و أنت منبسط إليه وجهك إن ذلك من المعروف و ارفع إزارك إلى نصف الساق فإن أبيت فإلى الكعبين و إياك و إسبال الإزار فإنه من المخيلة و إن الله لا يحب المخيلة و إن امرؤ شتمك و عيرك بما يعلم فيك فلا تعيره بما تعلم فيه فإنما وبال ذلك عليه ( صحيح ) ( د ) عن جابر بن سليم
7310 لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم و لا نصيفه ( صحيح )
( حم ق د ت ) عن أبي سعيد ( م ه ) عن أبي هريرة
7311 لا تسبوا الأموات فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا ( صحيح )
( حم خ ن ) عن عائشة
الشرح:
(الأموات) أي المسلمين كما دل عليه بلام العهد فالكفار سبهم قربة (فإنهم قد أفضوا) بفتح الهمزة والضاد وصلوا (إلى ما قدموا) عملوا من خير وشر واللّه هو المجازي إن شاء عفا وإن شاء عذب فلا فائدة في سبهم فيحرم كما قال النووي: سب الأموات بغير حق ومصلحة شرعية كسبِّ أهل البدع والفسقة للتحذير من الاقتداء بهم وكجرح الرواة لابتناء أحكام الشرع على بيان حالاتهم وقد أجمعوا على جواز جرح المجروح من الرواة حياً وميتاً.(2/45)
7312 لا تسبوا الأموات فتؤذوا الأحياء ( صحيح ) ( حم ت ) عن المغيرة
الشرح:
(لا تسبوا الأموات) الذين ليسوا بكفار ولا فجار بعد موتهم (فتوذوا الأحياء) من بنيه وأقاربه أخذ منه جمع حرمة ذكر أبوي النبي صلى اللّه عليه وسلم بما فيه نقص فإن ذلك يؤذيه وإيذاؤه كفر واللّه أعلم بهما وقد أطنب المصنف في الاستدلال لعدم الحكم عليهما بكفر.7313 لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
الشرح:
أي فإن اللّه هو الآتي بالحوادث لا الدهر وسببه أنهم كان يضيفون كل حادثة تحدث إلى الدهر والزمان وترى أشعارهم ناطقة بشكوى الزمان كذا في الكشاف، وقال المنذري: معنى الحديث إن العرب كانت إذا نزل بأحدهم مكروه بسبب الدهر اعتقدوا أن الذي أصابه فعل الدهر فكان هذا كاللعن للفاعل ولا فاعل لكل شيء إلا اللّه فنهاهم عن ذلك.
7314 لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة ( صحيح ) ( د ) عن زيد بن خالد
الشرح:
أي قيام الليل بصياحه فيه ومن أعان على طاعة يستحق المدح لا الذم وفي رواية للطيالسي لا تسبوا الديك فإنه يدل على مواقيت الصلاة قال الحليمي: فيه دليل على أن كل من استفيد منه خير لا ينبغي أن يسب ولا يستهان به بل حقه الإكرام والشكر ويتلقى بالإحسان وليس في معنى دعاء الديك إلى الصلاة أنه يقول بصراحة صلوا أو حانت الصلاة بل معناه أن العادة جرت بأنه يصرخ صرخات متتابعة عند طلوع الفجر وعند الزوال فطرة فطره اللّه عليها فيذكر الناس بصراخه الصلاة ولا تجوز الصلاة بصراخه من غير دلالة سواه إلا ممن جرب منه ما لا يخلف فيصير ذلك له إشارة.
7315 لا تسبوا الريح فإذا رأيتم ما تكرهون فقولوا: اللهم إنا نسألك من خير هذا الريح و خير ما فيها و خير ما أمرت به و نعوذ بك من شر هذا الريح و شر ما فيها و شر ما أمرت به ( صحيح ) ( ت ) عن أبي(2/46)
7316 لا تسبوا الريح فإنها من روح الله تعالى تأتي بالرحمة و العذاب و لكن سلوا الله من خيرها و تعوذوا بالله من شرها ( صحيح )
( حم ه ) عن أبي هريرة
الشرح:
(لا تسبوا الريح) أي لا تشتموها (فإنها من روح اللّه) أي رحمة لعباده (تأتي بالرحمة) أي بالغيث والراحة والنسيم (والعذاب) باتلاف النبات والشجر وهلاك الماشية وهدم البناء فلا تسبوها لأنها مأمورة فلا ذنب لها (ولكن سلوا اللّه من خيرها) الذي تأتي به (وتعوذوا باللّه من شرها) المقدر في هبوبها أي اطلبوا المعاذ والملاذ منه إليه قال الشافعي رحمه اللّه: لا ينبغي شتم الريح فإنها خلق مطيع للّه وجند من جنوده يجعلها رحمة إذا شاء ونقمة إذا شاء000
7317 لا تسبوا الريح فإنها من روح الله و سلوا الله خيرها و خير ما فيها و خير ما أرسلت به وتعوذوا بالله من شرها و شر ما فيها و شر ما أرسلت به
( صحيح ) ( ن ك ) عن أبي
7318 لا تسبوا الشيطان و تعوذوا بالله من شره ( صحيح )
( المخلص ) عن أبي هريرة
الشرح:
(لا تسبوا الشيطان) فإن السب لا يدفع عنكم ضرره ولا يغني عنكم من عداوته شيئاً (و) لكن (تعوذوا باللّه من شره) فإنه المالك لأمره الدافع لكيده عمن شاء من عباده.
7319 لا تسبوا تبعا فإنه كان قد أسلم ( صحيح ) ( حم ) عن سهل بن سعد
الشرح:
(لا تسبوا) زاد في رواية لا تلعنوا (تبعاً فإنه كان قد أسلم) قال الزمخشري: هو تبع الحميري كان مؤمناً وقومه كافرين ولذلك ذم اللّه قومه ولم يذمه وهو الذي سار بالجيوش وحير الحيرة وبني سمرقند وقيل هدمها وقيل هو الذي كسا البيت وقيل لملوك اليمن التتابعة لأنهم يتبعونه وسمي الظل تبعاً لأنه يتبع الشمس اهـ. قال ابن الأثير: اسمه أسعد وقال السهيلي لا ندري أي التتابعة أراد غير أن في حديث معمر عن هشام بن منبه عن أبي هريرة رفعه لا تسبوا أسعد الحميري فإنه أول من كسا الكعبة فإن صح فهو الذي أراد وقيل إنه كان يؤمن بالبعث ومما ينسب له قوله:(2/47)
ويأتي بعدهم رجل عظيم * نبي لا يرخص في الحرام
يسمى أحمد يا ليت أني * أعمر بعد مبعثه بعام
7320 لا تسبوا ورقة بن نوفل فإني قد رأيت له جنة أو جنتين ( صحيح )
( ك ) عن عائشة
الشرح:
قال الحافظ العراقي: هذا شاهد لما ذهب إليه جمع من أن ورقة أسلم عند ابتداء الوحي ويؤيده خبر البزار وغيره عن جابر أن النبي صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم سئل عنه فقال: أبصرته في بطنان الجنة على سندس قال: والظاهر أنه لم يكن متمسكاً بالمبدل من النصرانية بل بالصحيح منها الذي هو الحق.
7321 لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد ( صحيح ) ( م ) عن جابر
الشرح:
(لا تسبي) خطاباً لأمّ السائب (الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم) أي المؤمنين (كما يذهب الكير) بالكسر كير الحداد المبني من طين وقيل زقه الذي ينفخ به كما مرّ (خبث الحديد) لما كانت الحمى يتبعها حمية عن الأغذية الرديئة وتناول الأغذية والأدوية النافعة وفي ذلك إعانة على تنقية البدن ونفي أخباثه وفضوله وتصفيته من مواده الرديئة وتفعل به كما تفعل النار بالحديد من نفي خبثه وتصفية جوهره وأشبهت نار الكير التي تصفي الحديد وهذا القدر هو المعلوم عند علماء الأبدان وأما تصفيتها القلب من وسخه ودرنه وإخراج خبثه فأمر يعلمه أطباء القلوب كما أخبر به نبيهم عليه الصلاة والسلام لكن إذا أيس من برء المرض لم ينجح فيه هذا العلاج ذكره ابن القيم.
7322 لا تسبي الحمى فإنها تنفي الذنوب كما تنفي النار خبث الحديد
( صحيح ) ( ه ) عن أبي هريرة
7323 لا تستبطئوا الرزق فإنه لم يكن عبد ليموت حتى يبلغه آخر رزق هو له فاتقوا الله و أجملوا في الطلب أخذ الحلال و ترك الحرام ( صحيح )
( ك هق ) عن جابر
الشرح:(2/48)
(لا تستبطئوا الرزق) أي حصوله (فإنه لم يكن عبد) من عباد اللّه (ليموت حتى يبلغه) أي يصل إليه (آخر رزق هو له) في الدنيا (فاتقوا اللّه وأجملوا في الطلب أخذ الحلال وترك الحرام) بدل مما قبله أو خبر مبتدأ محذوف.
7324 لا تستقبلوا السوق و لا تحفلوا و لا ينفق بعضكم لبعض ( حسن )
( حم ت ) عن ابن عباس
7325 لا تستنجوا بالروث و لا بالعظام فإنه زاد إخوانكم من الجن
( صحيح ) ( ت ) عن ابن مسعود
7326 لا تسكن الكفور فإن ساكن الكفور كساكن القبور ( حسن )
( خد هب ) عن ثوبان
الشرح:(2/49)
(لا تسكن) يا ثوبان (الكفور) أي القرى البعيدة عن الناس التي لا يمر بها أحد إلا نادراً واحده كفر كفلس قال الزمخشري: وأكثر من يتكلم به أهل الشام (فإن ساكن الكفور كساكن القبور) اي هو بمنزلة الميت لا يشاهد الأمصار والجمع، سميت كفوراً لأنها خاملة مغمورة الاسم ليست في شهرة المدن ونباهة الأمصار قاله الزمخشري ولم يطلع عليه الإمام ابن الكمال فعزى للمطرزي أن الكفر القرية لسترها الناس واقتصر على ذلك وفي التفسير الموسوم بالتيسير معناه أن أهل القرى لبعدهم عن العلم كالموتى أي لجهلهم وقلة تعاهدهم لأمر دينهم ومن ثم قيل الجاهل ميت وإن لم يدفن، بيته قبر، وثوبه كفن وفيه النهي عن سكنى البادية ونحو ذلك فإنه مذموم لما ذكر وقد دل على ذلك النص القرآني قال تعالى حكاية عن يوسف {وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو} فجعل مجيء إخوته من البدو من جملة إحسان الحق إليه وإليهم بحكم التبعية فهو ثناء على الحق بما فعل مع إخوته ومعه ومن ثم عد بعضهم النقل من الريف إلى مصر من النعم وحمده عليها حيث قال الحمد للّه الذي نقلني من بلاد الجفاء والجهل إلى بلاد العطف والعلم ثم قضية صنيع المصنف أن هذا هو الحديث بكماله والأمر بخلافه بل بقيته كما في الميزان: ولا تأمرن على عشرة فإن من تأمر على عشرة جاء مغلولة يده إلى عنقه فكه الحق أو أوثقه الظلم قال ابن تيمية: وقد جعل اللّه سكنى القرى يقتضي من كمال الإنسان في العلم والدين ورقة القلب ما لا يقتضيه سكنى البادية كما أن البادية توجب من صلابة البدن والخلق ومتانة الكلام ما لا يكون في القرى، هذا هو الأصل وإن جاز تخلف المقتضي لمانع فقد يكون سكنى البادية أنفع من القرى.
7327 لا تسلموا تسليم اليهود و النصارى فإن تسليمهم إشارة بالكفوف
(و الحواجب) ( حسن ) ( هب ) عن جابر
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6230
الشرح:(2/50)
000 فلا يكفي لإقامة السنة أن يأتي بالتحية بغير لفظ كالإشارة بشيء مما ذكر أو بالانحناء ولا بلفظ غير السلام ومن فعل ذلك لم يجب جوابه ومن سلم لا يجزئ في جوابه إلا السلام ولا يكفي الرد بالإشارة بل ورد الزجر عنه في عدة أخبار هذا منها قال بعضهم: ولهذا لم يكن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم يرد على المسلم بيده ولا رأسه ولا أصبعه إلا في الصلاة قال النووي: ولا يرد عليه خبر أسماء مر النبي صلى اللّه عليه وسلم في المسجد وعصبة من النساء قعود فألوى يده بالتسليم فإنه محمول على أنه جمع بين اللفظ والإشارة وخص بمن قدر على اللفظ حساً وشرعاً وإلا فهي مشروعة لمن في شغل منعه من اللفظ بجواب السلام كالمصلي والأخرس وكذا السلام على الأصم. قالوا تحية النصارى وضع اليد على الفم، واليهود الإشارة الأصبع، والمجوس الانحناء، والعرب حياك اللّه، والملوك أنعم صباحاً والمسلمين السلام عليكم وهي أشرف التحيات وأكرمها.
7328 لا تسم غلامك رباحا و لا أفلح و لا يسارا و لا نجيحا يقال: أثم هو فيقال لا ( صحيح ) ( د ت ) عن سمرة
7329 لا تسم غلامك رباحا و لا يسارا و لا أفلح و لا نافعا ( صحيح )
( د م ) عن سمرة
الشرح:(2/51)
(لا تسمي غلامك) أي عبدك خصه بالذكر لأن الأرقاء أكثر تسمية بها وإلا فالحر كذلك ولولا تفسير الراوي له بالقن في رواية لكان حمله على الصبيّ عبداً أو حراً أفيد لمجيئه في التنزيل كذلك {رب أنى يكون لي غلام} (رباحاً) من الربح (و لا يساراً) من اليسر ضد العسر (ولا أفلح) من الفلاح (ولا نافعاً) من النفع والنهي للتنزيه لا للتحريم بدليل خبر مسلم أراد النبي صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم أن ينهي أن يسمى بمقبل وببركة وبأفلح وبيسار وبنافع ثم سكت أي أراد أن ينهى عنه نهي تحريم وإلا فقد صدر النهي عنه على وجه الكراهة وأما تسمية النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم مواليه بتلك الأسماء فلبيان الجواز لا تختص الكراهة بها بل يلحق بها ما في معناها كمبارك وسرور ونعمة وخير لأنه يؤدي إلى أن يسمع كلاماً يكرهه كما نص عليه بقوله (فانك تقوم أثم هو) أي لا يوجد ذلك الرد في ذلك المحل (فتقول لا) يعني إذا سألت أنت عن واحد مسمى بأحد هذه الأسماء فقلت: هل هو في مكان كذا أو لم يكن فيه يقول في الجواب لا فيتطير به ويدخل في باب النطق المكروه وقد يكون أفلح غير أفلح ومبارك غير مبارك فيكون من تزكية النفس بما ليس فيها وفي ابن ماجه أن زينب كان اسمها برة فقيل تزكي نفسها فقلب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم اسمها زينب وإنما كره هذه الأسماء ونحوها لما مر وتكره لمعان أخر كقبح المعنى المشتق منه.
7330 لا تسموا العنب الكرم و لا تقولوا خيبة الدهر فإن الله هو الدهر
( صحيح ) ( ق ) عن أبي هريرة
الشرح:(2/52)
(لا تسموا العنب الكرم) زاد في رواية فإن الكرم قلب المؤمن وذلك لأن هذه اللفظة تدل على كثرة الخير والمنافع في المسمى بها وقلب المؤمن هو المستحق لذلك دون شجرة العنب وهل المراد النهي عن تخصيص شجر العنب بهذا الاسم وأن قلب المؤمن أولى به منه فلا يمنع من تسميته بالكرم كما قال في المسكين والرقوب والمفلس إذ المراد أن تسميته بها مع اتخاذ الخمر المحرم منه وصف بالكرم والخير لأصل هذا الشراب الخبيث المحرم وذلك ذريعة إلى مدح المحرم وتهيج النفوس إليه محتمل (ولا تقولوا خيبة الدهر) نهى عنه لأن عادة الجاهلية نسبة الحوادث إلى الزمان فيقولون {وما يهلكنا إلا الدهر} فيسبونه (فإن اللّه هو الدهر) أي مقلبه والمنصرف فيه على حذف مضاف أو الدهر بمعنى الداهر قال بعض الكاملين: ذهب المحققون إلى أن الدهر من أسماء اللّه معناه الأزلي الأبدي ولم يكونوا عالمين بتسمية اللّه به فأعلمهم النبي صلى اللّه عليه وسلم فوجه المنع من سبه بين وفيه الأمر بالمحافظة على الأوضاع وأن لا يتعدى في ذلك قانون السماع وقال ابن العربي: إنما نهى عنه لأن الناس لغفلهم إذا رأوا فعلاً عقب فعل نسبوه إليه وخصوه به وإنما هي أفعال اللّه يترتب بعضها على بعض ولا ينسب لغيره فعلها إلا مجازاً فالسب والهجر شيء يكره.
7331 لا تشتره و لا تعد في صدقتك و إن أعطاكه بدرهم فإن العائد في صدقته كالعائد في قيئه ( صحيح ) ( حم ق د ن ) عن عمر
7332 لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام و مسجدي هذا و المسجد الأقصى ( صحيح ) ( حم ق د ن ه ) عن أبي هريرة
(حم ق ت ه) عن أبي سعيد ( ه ) عن ابن عمرو
الشرح:(2/53)
(لا تشد) بصيغة المجهول نفي بمعنى النهي لكنه أبلغ منه لأنه كالواقع بالامتثال لا محالة (الرحال) جمع رحل بفتح الراء وحاء مهملة وهو للبعير بقدر سنامه أصغر من القتب كنى بشدها عن السفر إذ لا فرق بين كونه براحلة أو فرس أو بغل أو حمار أو ماشياً كما دل عليه قوله في بعض طرقه في الصحيح إنما يسافر فذكره شدها غالبي (إلا إلى ثلاثة مساجد) الاستثناء مفرغ والمراد لا تسافر لمسجد للصلاة فيه إلا لهذه الثلاثة لا أنه لا يسافر أصلاً إلا لها والنهي للتنزيه عند الشافعية كالجمهور وقول عياض والجويني والقاضي حسين للتحريم فيحرم شده الرحل لغيرها كقبور الصالحين والمواضع الفاضلة. قال النووي: غلط فإن قوله لا تشد معناه لا فضيلة في شدها. قال الطيبي: وهو أبلغ مما لو قيل لا تسافر لأنه صورة حالة المسافر وتهيئة أسبابها وأخرج النهي مخرج الإخبار أي لا ينبغي ولا يستقيم أن تقصد الزيارة بالراحلة إلا إلى هذه الثلاثة (المسجد الحرام) بالجر بدل من ثلاثة وبالرفع خبر مبتدأ محذوف وتالياه معطوفان عليه والمراد به هنا نفس المسجد لا الكعبة ولا مكة ولا الحرم كله وإن كان يطلق على الكل الحرام بمعنى المحرم (ومسجدي هذا) في رواية مسجد الرسول صلى اللّه عليه وسلم، وقيل لعله من تصرف الرواة (والمسجد الأقصى) وهو بيت المقدسي سمي به لبعده عن مسجد مكة مسافة أو زمناً أو لكونه لا مسجد وراءه أو لأنه أقصى موضع من الأرض ارتفاعاً وقرباً إلى السماء خص الثلاثة لأن الأول إليه الحج والقبلة، والثاني أسس على التقوى، والثالث قبلة الأمم الماضية، ومن ثم لو نذر إتيانها لزمه عند مالك وأحمد وكذا عن بعض الشافعية لكن الصحيح عندهم قصره على الأول لتعلق النسك به، وقال الحنفية يلزمه إذا نذر المشي لا الإتيان وشدها لغير الثلاثة لنحو علم أو زيارة ليس للمكان بل لمن فيه قال البيضاوي: ينبغي أن لا يشتغل إلا بما فيه صلاح دنيوي وفلاح أخروي ولما كان ما عدا الثلاثة من(2/54)
المساجد متساوية الأقدار في الشرف والفضل وكان التنقل والارتحال لأجلها عبثاً ضائعاً نهى الشارع عنه والمتقضي لشرفها أنها أبنية الأنبياء ومتعبداتهم.
7333لا تشرب مسكرا فإني حرمت كل مسكر(صحيح)(ن)عن أبي موسى
7334 لا تشربوا الخمر فإنها مفتاح كل شر ( صحيح ) (ه)عن أبي الدرداء
الشرح:
أي أصله ومنبعه ومن ثم كان شربها من أفجر الفجور وأكبر الكبائر بل ذهب بعض الصحابة إلى أنها أكبرها بعد الشرك وذهب جمع من المجتهدين وتبعه المؤلف إلى أن شاربها يقتل في الرابعة وزعموا صحة الحديث بذلك من غير معارض.
7335 لا تشربوا في آنية الذهب و الفضة و لا تأكلوا في صحافها و لا تلبسوا الحرير و لا الديباج فإنه لهم في الدنيا و هو لكم في الآخرة (صحيح)
( حم ق 4 ) عن حذيفة
7336 لا تشربوا في الدباء و لا في المزفت و لا في النقير و انتبذوا في الأسقية فإن اشتد في الأسقية فصبوا عليه الماء إن الله حرم الخمر و الميسر و الكوبة و كل مسكر حرام ( صحيح ) ( حم ) عن ابن عباس
7337 لا تشربوا في النقير و لا في الدباء و لا في الحنتمة و عليكم بالموكأ
( صحيح ) ( م ) عن أبي سعيد
7338 لا تشربوا في نقير و لا مزفت و لا دباء و لا حنتم و اشربوا في الجلد الموكأ عليه فإن اشتد فاكسروه بالماء فإن أعياكم فأهريقوه ( صحيح )
( د ) عن رجل من وفد عبدالقيس
7339 لا تشرك بالله شيئا و إن قطعت و حرقت و لا تترك صلاة مكتوبة متعمدا فمن تركها متعمدا فقد برئت منه الذمة و لا تشرب الخمر فإنها مفتاح كل شر ( صحيح ) ( ه ) عن أبي الدرداء
7340 لا تشمن و لا تستوشمن ( صحيح ) ( خ ن ) عن أبي هريرة
الشرح:
أي لا تفعلن الوشم ولا تطلبن من غيركن أن يفعلن بكن ذلك لما فيه من التعذيب وتغيير خلق اللّه وذلك حرام شديد التحريم بل ادّعى بعضهم أنه مجمع عليه.
7341 لا تصاحب إلا مؤمنا و لا يأكل طعامك إلا تقي ( حسن )
( حم د ت حب ك ) عن أبي سعيد
الشرح:(2/55)
(لا تصاحب إلا مؤمناً) وكامل الإيمان أولى لأن الطباع سراقة، ومن ثم قيل صحبة الأخيار تورث الخير وصحبة الأشرار تورث الشر كالريح إذا مرت على النتن حملت نتناً، وإذا مرت على الطيب حملت طيباً، وقال الشافعي: ليس أحد إلا له محب ومبغض فإذن لا بد من ذلك فليكن المرجع إلى أهل طاعة اللّه، ومن ثم قيل:
ولا يصحب الإنسان إلا نظيره * وإن لم يكونوا من قبيل ولا بلد
وصحبة من لا يخاف اللّه لا يؤمن غائلتها لتغيره بتغير الأعراض قال تعالى {ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا} والطبع يسرق من الطبع من حيث لا يدري قال حجة الإسلام: والإخوان ثلاثة: أخ لآخرتك فلا نزاع فيه إلا الدين، وأخ لدنياك فلا نزاع فيه إلا الخلق، وأخ لتسأنس به فلا نزاع فيه إلا السلامة من شره وخبثه وفتنته00 وقال التستري: احذر صحبة ثلاثة: الجبابرة الغافلين، والقرّاء المداهنين والصوفية الجاهلين، أي الذين قنعوا بظاهر النسبة وتحلوا للناس بالزهد والتعبد وهؤلاء على العوام فتنة وبلاء. قال عليّ كرم اللّه وجهه: قطع ظهري رجلان: عالم متهتك، وجاهل متنسك، فالعالم يغر الناس بتهتكه، والجاهل يفتنهم بتنسكه، فعليك بامتحان من أردت صحبته لا لكشف عورة بل لمعرفة الحق (ولا يأكل طعامك إلا تقي) لأن المطاعمة توجب الألفة وتؤدي إلى الخلطة بل هي أوثق عرى المداخلة ومخالطة غير التقي يخل بالدين ويوقع في الشبه والمحظورات فكأنه ينهى عن مخالطة الفجار إذ لا تخلو عن فساد إما بمتابعة في فعل أو مسامحة في إغضاء عن منكر فإن سلم من ذلك ولا يكاد فلا تخطئه فتنة الغير به وليس المراد حرمان غير التقي من الإحسان لأن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم أطعم المشركين وأعطى المؤلفة المئين بل يطعمه ولا يخالطه، والحاصل أن مقصود الحديث كما أشار إليه الطيبي النهي عن كسب الحرام وتعاطي ما ينفر منه المتقي، فالمعنى لا تصاحب إلا مطيعاً ولا تخالل إلا تقياً.(2/56)
7342 لا تصحب الملائكة رفقة فيها جرس ( صحيح )(حم د)عن أم حبيبة
7343 لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلجل ( صحيح ) ( ن ) عن ابن عمر
7344 لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب و لا جرس ( صحيح )
( حم م د ت ) عن أبي هريرة
الشرح:
(لا تصحب الملائكة) وفي رواية لا تقرب، وفي أخرى لا تتبع وهو يبين أن المراد بنفي الصحبة نفي مجرد اللقاء لا في الملازمة والمراد ملائكة الرحمة والاستغفار لا الحفظة ونحوهم (رفقة) بضمن الراء وكسرها جماعة مترافقة في سفر (فيها كلب) ولو لحراسة الأمتعة سفراً كما اقتضاه ظاهر الخبر قال القرطبي وهو قول أصحاب مالك قال: لكن الظاهر أن المراد غير المأذون في اتخاذه لأن المسافر يحتاجه (ولا جرس) بفتح الراء الجلجل وبسكونها صوته وذلك لأنه من مزامير الشيطان والملائكة ضده ولأنه يشبه الناقوس فيكره تنزيهاً عند الشافعية جرس الدواب، وقال ابن العربي المالكي: لا يجوز بحال لأنها أصوات الباطل وشعار الكفار اهـ. وزعم أن ذلك شعار الكفار ممنوع، ومما فيه من المضارّ أنه يدل على أصحابه بصوته وكأنه عليه السلام يحب أن لا يعلم العدو به حتى يأتيهم فجأة، وعطف ولا جرس على فيها كلب وإن كان مثبتاً لأنه في سياق النفي، وذكر الرفقة في الحديث غالبي فلو سافر وحده كره له صحبة الجرس والكلب لوجود المعنى ولا يختص الحكم بجرس الإبل والخيل والبغال والحمر كذلك بل وعنق الرجل كما ذكره الزين العراقي.
7345 لا تصحب الملائكة رفقة فيها جلد نمر ( حسن )( د )عن أبي هريرة
7346 لا تصدقوا أهل الكتاب و لا تكذبوهم و ( قولوا آمنا بالله و ما أنزل إلينا الآية ) ( صحيح ) ( خ ) عن أبي هريرة
7347 لا تصروا الإبل و الغنم فمن ابتاعها بعد فإنه بخير النظرين بعد أن يحلبها إن شاء أمسك و إن شاء ردها و صاع تمر ( صحيح )
( خ ) عن أبي هريرة
7348 لا تصلوا إلى قبر ولا تصلوا على قبر(صحيح)(طب)عن ابن عباس
الشرح:(2/57)
00 فإن قصد إنسان التبرك بالصلاة في تلك البقعة فقد ابتدع في الدين ما لم يأذن به اللّه والمراد كراهة التنزيه قال النووي: كذا قال أصحابنا ولو قيل بتحريمه لظاهر الحديث لم يبعد ويؤخذ من الحديث النهي عن الصلاة في المقبرة فهي مكروهة كراهة تحريم ثم إن تحقق نبش المقبرة فلا تصح الصلاة فيها بلا حائل طاهر لاختلاطها بصديد الموتى وكراهة تنزيه إن تحقق عدم نبشها أو شك فيه فتصح الصلاة فيها ولو بلا حائل قطعاً في الأولى على الأصح في الثانية مع الكراهة فيها لأن الأصل عدم النجاسة وإنما كرهت فيها لأن المقبرة مظنة النجاسة ولاحتمال نبشها في الثانية.
7349 لا تصلوا خلف النائم و لا المتحدث ( حسن ) (د هق)عن ابن عباس
الشرح:
يعارضه ما صح أنه صلى وعائشة نائمة معترضة بينه وبين القبلة قال الخطابي: وقد يقال لم تكن عائشة نائمة بل مضطجعة، ولذا قالت فكان إذا سجد غمزني قبضت رجلي فإذا قام بسطتها إلا أن يقال كان ذلك الغمز المتكرر مراراً إيقاظاً، لكن ما في الصحيحين عن عائشة أيضاً كان يصلي صلاة الليل كلها وأنا معترضة بينه وبين القبلة فإذا أراد أن يوتر أيقظني فأوترت يقتضي أنها كانت نائمة لا مضطجعة قال الكمال: ويجاب بأن محل النهي إذا كانت لهم أصوات يخاف منها التغليط أو الشغل وخلافه على خلافه.
7350 لا تصلوا صلاة في يوم مرتين ( صحيح ) ( حم د ) عن ابن عمر
الشرح:
(لا تصلوا صلاة) لفظ رواية أحمد لا تصلي صلاة وفي رواية لا تعاد الصلاة (في يوم مرتين) أي لا تفعلوها ترون وجوب ذلك ولا تقضوا الفرائض لمجرد مخافة الخلل في المؤدى، أما إعادة المنفرد الصلاة في جماعة فجائز بل سنة في جميع الصلوات عند الشافعي حتى المغرب خلافاً لأحمد لأن فرضه الأولى وقد أمر النبي صلى اللّه عليه وسلم بذلك في خبر الشيخين ففي الحمل على المنفرد جمع بين الأخبار.(2/58)
7351 لا تصلوا في مبارك الإبل فإنها من الشياطين و صلوا في مرابض الغنم فإنها بركة ( صحيح ) ( حم د ) عن البراء
7352 لا تصم المرأة و بعلها شاهد إلا بإذنه غير رمضان و لا تأذن في بيته و هو شاهد إلا بإذنه و ما أنفقت من كسبه من غير أمره فإن نصف أجره له ( صحيح ) ( حم ق د ت ه ) عن أبي هريرة
7353 لا تصوموا حتى تروا الهلال و لا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاقدروا له ( صحيح ) ( ق ن ) عن ابن عمر
7354 لا تصوموا قبل رمضان و صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته فإن حالت دونه غيامة فأكملوا ثلاثين يوما ( صحيح )(ت ن حب)عن ابن عباس
7355 لا تصوموا هذه الأيام أيام التشريق فإنها أيام أكل و شرب (صحيح)
( حم ن ) عن حمزة بن عمرو الأسلمي ( حم ك ) عن بديل بن ورقاء
7356 لا تصوموا يوم الجمعة إلا و قبله يوم أو بعده يوم ( صحيح )
( حم ) عن أبي هريرة
الشرح:
لأنه يوم عبادة وتبكير وذكر غسل فيسن فطره معاونة عليها ذكره النووي ولا يقدح فيه زوال الكراهة بصوم يوم قبله أو بعده لأن ما يحصل بسببه من الفتور في تلك الأعمال يجبره الصوم قبله أو بعده وفي خبر رواه أحمد تعليل منع صومه بأنه يوم عيد ولا يقدح فيه أن يوم العيد لا يصام مع ما قبله وبعده لأن يوم الجمعة لما أشبه العيد أخذ من شبهه النهي عن تحريمه صومه وبصومه مع ما قبله أو بعده ينتفي التحري.
(تنبيه) قال ابن تيمية: علل الفقهاء الحديث بأنه يخاف أن يزاد في الصوم المفروض ما ليس منه كما زاده أهل الكتاب فإنهم زادوا في صومهم وجعلوه ما بين الشتاء والصيف وجعلوا له طريقة بالحساب يعرفونه بها.
7357 لا تصوموا يوم الجمعة مفردا(صحيح)(حم ن ك)عن جنادة الأزدي
الشرح:(2/59)
وفي رواية بدل مفرداً وحده وذلك لأنه سبحانه استأثر يومها لعباده فلم ير أن يخصه العبد بشيء من العمل سوى ما يخصه به ذكره الطيبي وأما التوجيه بأن هذا اليوم له فضل على الأيام فلما قوي الداعي لصومه نهى الشارع عنه حذراً من أن يلحقه العامة بالواجبات بمتابعتهم عليه فمنقوض بيوم عرفة فإنهم أطبقوا على ندب صومه غير مبالين بهذا الاحتمال ثم إن هذا الخبر لا يعارضه ما في السنن عن ابن مسعود قلما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يفطر في يوم الجمعة لأن ذاك غريب كما قال الترمذي وذا صحيح وبفرض تساويهما يتعين حمله على صومه مع ما قبله أو بعده جمعاً بين الأدلة.
7358 لا تصوموا يوم السبت إلا في فريضة و إن لم يجد أحدكم إلا عود كرم أو لحاء شجرة فليفطر عليه (صحيح)(حم د ه ك)عن الصماء بنت بسر
الشرح:(2/60)
(لا تصوموا يوم السبت إلا في فريضة) لفظ رواية الترمذي والحاكم إلا فيما افترض عليكم أي لا تقصدوا صومه بعينه إلا في الفرض فإن قصد صومه بعينه بحيث لم يجب عليه إلا يوم السبت كمن أسلم ولم يبق من الشهر إلا يوم السبت فإنه يصومه وحده (وإن لم يجد أحدكم إلا عود كرم أو لحاء) بكسر اللام وحاء مهملة وبالمد (شجرة) أي قشرها وفي رواية عتبة (فليفطر عليه) وفي رواية فليمضغه وفي آخر فليمصه قال الحافظ العراقي: هذا من المبالغة في النهي عن صومه لأن قشر شجر العنب جاف لا رطوبة فيه ألبتة بخلاف غيره من الأشجار وهذا النهي للتنزيه لا للتحريم والمعنى فيه إفراده كما في الجمعة بدليل حديث صيام يوم السبت لا لك ولا عليك وهذا شأن المباح والدليل على أن المراد إفراده بالصوم حديث عائشة أنه كان يصوم شعبان كله وقوله إلا في فريضة يحتمل أن يراد ما فرض بأصل الشرع كرمضان لا بالتزام كنذر ويحتمل العموم وقد اختلف في صوم السبت فقال الشافعية: يكره إفراده بصوم ما لم يوافق عادته أو نذره ونقل نحوه عن الحنفية وقال مالك: لا يكره وقال أحمد: هذا الحديث على ما فيه يعارضه حديث أم سلمة حين سئلت أي الأيام كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أكثر صياماً لها قالت السبت والأحد وحديث نهى عن صوم الجمعة إلا بيوم قبله أو يوم بعده فالذي بعده السبت وأمر بصوم المحرم وفيه السبت ولا يقال يحمل النهي على إفراده لأن الاستثبناه هنا دليل التناول وهذا يقتضي أن الحديث عم صومه كل وجه وإلا لما دخل الصوم المفروض يستثنى فإنه لا إفراد فيه والأكثر على عدم الكراهة ذكره الأثرم وقيل قصده بعينه في الفرض لا يكره وفي النفل يكره ولا تزول الكراهة إلا بضم غيره له أو موافقته عادة وقد يقال الاستثناء أخرج بعض صور الرخصة وأخرج الباقي بالدليل ثم اختلف هؤلاء في تعليل الكراهة فقيل هو يوم يمسك فيه اليهود ويخصونه بالصوم وترك العمل ففي صومه تشبه بهم وهذه العلة منتفية في الأحد(2/61)
وقيل هو يوم عيد لأهل الكتاب يعظمونه ونقض بالأحد وقد يقال إذا كان يوم عيد فمخالفتهم فيه بالصوم لا الفطر.
7359 لا تصومن امرأة إلا بإذن زوجها ( صحيح )
( حم د حب ك ) عن أبي سعيد
الشرح:
(لا تصومن امرأة) وزوجها حاضر صوم تطوع (إلا أن يأذن زوجها) فيكره لها ذلك تنزيهاً عند بعض الأئمة وتحريماً عند بعضهم لأن له حق التمتع بها في كل وقت والصوم يمنعه وحقه فوري فلا يفوت بتطوع ولا بواجب على التراخي وصوم النفل وإن ساغ قطعه لكنه يهاب الإقدام على إفساده فلو صامت بغير إذنه صح وأثمت لاختلاف الجهة ذكره العمراني قال النووي: ومقتضى المذهب عدم الثواب ويؤكد التحريم ثبوت الخبر بلفظ النهي هذا كله في ابتداء الصوم فلو نكحها صائمة فلا حق له في تفطيرها كما جزم به المروزي من عظماء الشافعية وأعظم بها فائدة قل من تعرض لها أما وهو غائب عن البلد فلا يكره بل يسن قال أبو زرعة: وفي معنى غيبته كونه لا يمكنه التمتع بها لنحو مرض وأما الفرض فلا يحتاج لإذنه نعم إن كان موسعاً فهو كالنفل وأما لو أذن فلا حرج.
7360 لا تضربوا إماء الله ( صحيح )
( د ن ه ك ) عن إياس بن عبدالله بن أبي ذئاب
الشرح:
جمع أمة وهي الجارية لكن المراد هنا المرأة ولو حرة لأن الكل إماء اللّه كما أن الرجال عبيده أي لا تضربوهن لأنكم أنتم وهن سواء في كونكم خلق اللّه ولكم فضل عليهن أن جعلكم اللّه قوامين عليهم فإن وافقوكم فأحسنوا إليهم وإلا فاتركوهم إلى غيركم ولما قال المصطفى صلى اللّه عليه وسلم ذلك جاءه عمر فقال ذأرن بذال معجمة فهمزة أي اجترأن النساء على أزواجهن فأمر بضربهن فطاف بآل النبي صلى اللّه عليه وسلم في ليلة سبعون امرأة كل امرأة تشتكي زوجها فقال: ليس أولئك لخياركم قالوا كان النهي مقدماً على نزول الآية المبيحة لضربهن ثم لما احتيج لتأديبهن لنحو نشوز نزلت ثم اختار لهم الصبر والتحمل وأن لا يضربوا وللضرب شروط مبينة في الفروع.(2/62)
7361 لا تطبخوا في قدور المشركين فإن لم تجدوا غيرها فارحضوها رحضا حسنا ثم اطبخوا و كلوا ( صحيح ) ( ه ) عن أبي ثعلبة الخشني
7362 لا تطرقوا النساء ليلا ( صحيح ) ( طب ) عن ابن عباس
الشرح:
(لا تطرقوا النساء) بضم الراء ولا يكون إلا (ليلاً) عند الجمهور فالإتيان به للتأكيد أو على لغة من قال إنه يستعمل في النهار أيضاً وهذا في البخاري بلفظ لا تطرقوا النساء بعد صلاة العتمة هذا لفظه وأخذ من هذا الحديث ونحوه أنه لو تزوج امرأة وطالبها بالتسليم فطلبت هي أو وليها التأخير لتنظف وتزيل نحو وسخ أمهلت قالوا لأنه إذا منع الزوج الغائب أن يطرقها معافصة فهذا أولى.
7363 لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبد فقولوا: عبد الله و رسوله ( صحيح ) ( خ ) عن عمر
7364 لا تطعموا المساكين مما لا تأكلون ( حسن ) ( حم ) عن عائشة
الشرح:
فإن اللّه طيب لا يقبل إلا طيباً و {أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الأرض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون} فينبغي إطعام نحو الفقير من كل متصدق عليه من أجود ما عنده وأحبه إليه وإذا لم يكن من الجيد فذلك من سوء الأدب فإنه إذا أمسك الجيد لنفسه وأهله فقد آثر على اللّه غيره ولو فعل هذا بضيفه لأوغر به صدره مع أنه مخلوق، أخرج ابن سعد أن الربيع بن خيثم كان يحب السكر فإذا جاء السائل ناوله فيقال له: ما يصنع بالسكر الخبز خير له، فيقول: سمعت اللّه يقول {ويطعمون الطعام على حبه}، وكان ابن عمر يتصدق في السنة بألف قنطار من السكر فقيل له في ذلك فقال: واللّه أنا أحب السكر وقد سمعت اللّه يقول {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}.
7365 لا تعاد الصلاة في يوم مرتين ( صحيح ) ( ن ) عن ابن عمر
7366 لا تعجبوا بعمل عامل حتى تنظروا بم يختم له ( صحيح )
( طب ) عن أبي أمامة
الشرح:(2/63)
(لا تعجبوا بعمل عامل) أي لا تعجبوا عجباً يفضي إلى القطع بنجاته والحكم على اللّه عز وجل بمغيب (حتى تنظروا بما يختم له) لأن الخاتمة بالخير والشر تفيد قوة الرجاء والخوف لا القطع بحاله الذي لا يعلمه إلا اللّه فإن العمل على الخاتمة وهي غيب عنا ومن ثم منعوا لعن الكافر المعين لأنا لا ندري بما يختم له وتمام الحديث عند أحمد في المسند فإن العامل يعمل زماناً من عمره أو برهة من دهره بعمل صالح لو مات عليه دخل الجنة ثم يتحول فيعمل عملاً سيئاً وإن العبد ليعمل البرهة من دهره بعمل سيء لو مات عليه دخل النار ثم يتحول فيعمل عملاً صالحاً اهـ بنصه 0000
7367 لا تعذبوا بعذاب الله ( صحيح ) ( د ت ك ) عن ابن عباس
الشرح:
(لا تعذبوا) من استحق التعذيب (بعذاب اللّه) يعني النار لأنها أشد العذاب ولذلك كانت عذاب الكفار في دار القرار ولأنها جعلت في الدنيا للإرفاق فلا تستعمل في غيره فمن استحق القتل فاقتلوه بالسيف أو بمثل ما قتل به هذا حيث أمكن ولا يجوز قتله بالتحريق هذا عند أكثر السلف والخلف، هبه بسبب كفر أو قصاص وقصة العرنيين منسوخة أو كانت قصاصاً بالمماثلة وذهب علي كرم اللّه وجهه إلى حل تحريق الكفار مبالغة في النكاية والنكال لأعداء ذي الجلال لكن في شرح السنة للبغوي أنه لما بلغه قول ابن عباس الآتي رجع أما لو تعذر قتل من وجب قتله إلا بإحراقه فيجوز فقد روى الحكيم عن ابن مسعود كنا مع النبي صلى اللّه عليه وسلم بمنى فمرت حية فقال اقتلوها فسبقتنا إلى جحر فدخلت فقال هاتوا سعفة وناراً فأضرمها ناراً اهـ، فلما فاته هذا العدو أوصل إليه الهلاك من حيث قدر.
7368 لا تعذبوا صبيانكم بالغمز من العذرة و عليكم بالقسط ( صحيح )
( خ ) عن أنس
الشرح:(2/64)
(العُذرة) بضم العين المهملة وسكون الذال المعجمة قال الزمخشري: هو أن تأخذ الصبي العذرة وهي وجع بحلقه فتدغر المرأة ذلك الموضع أي تدفعه بأصبعها (وعليكم بالقسط) بالضم من العقاقير معروف في الأدوية.
7369 لا تعزروا فوق عشرة أسواط ( صحيح ) ( ه ) عن أبي هريرة
الشرح:
(لا تعزروا) في رواية لا تعزير (فوق عشرة أسواط) وفي رواية بدل أسواط جلدات وفي رواية ضربات وزاد في رواية إلا في حد من حدود اللّه تعالى قال ابن حجر: وظاهره أن المراد بالحد ما ورد فيه من الشارع عدد من جلد أو ضرب اهـ. أخذ به أحمد فمنع الزيادة عليها أناطه الجمهور برأي الإمام وعليه الشافعي لكنه شرط أن لا يبلغ تعزير كل إنسان حده وقال الحديث منسوخ أو مؤول قال ابن حجر تبعاً للنووي: ولا يعرف القول به عن أحد من الصحابة وقول القرطبي: قال به الجمهور: ممنوع والتعزير مصدر عزر مأخوذ من العزر وهو الرد والمنع واستعمل في الدفع عن الإنسان كدفع أعدائه عنه وكدفعه عن إتيانه القبيح ومنه عزره القاضي أي أدبه لئلا يعود إلى القبيح ويكون بالقول وبالفعل بحسب اللائق وجاء عطفه على التأديب في رواية للبخاري وفرق بأن التعزير يكون سبب المعصية والتأديب أعم منه ومنه تأديب الوالد والمعلم.
7370 لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء أو تماروا به السفهاء و لا لتجترئوا به المجالس فمن فعل ذلك فالنار النار ( صحيح ) ( ه حب ك ) عن جابر
7370 / 1 ( لا تعلموا العلم لتباهوا به العلماء أو لتماروا به السفهاء أو لتصرفوا به وجوه الناس إليكم فمن فعل ذلك فهو في النار ) ( حسن )
( ه ) عن حذيفة وهذا حديث مستدرك من الطبعة الأولى
قال الألباني في صحيح ابن ماجه رقم: 208 حسن
7371 لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد: إلى المسجد الحرام و إلى مسجدي هذا و إلى مسجد بيت المقدس ( صحيح )
( مالك 3 حب ) عن بصرة بن أبي بصرة ( د ن ) عن أبي بصرة
7372 لا تغزى مكة بعد اليوم إلى يوم القيامة ( صحيح )(2/65)
( حم ت حب ك ) عن الحارث بن مالك الليثي
7373 لا تغضب ( صحيح )
( حم خ ت ) عن أبي هريرة ( حم ك ) عن جارية بن قدامة
الشرح:
أي لا تفعل ما يحملك على الغضب أو لا تفعل بمقتضاه بل جاهد النفس على ترك تنفيذه والعمل بما يأمر به فإذا ملك الإنسان كان في أسره وتحت أمره ومن ثم قال سبحانه {ولما سكت عن موسى الغضب} فمن لم يمتثل ما يأمره به غضبه وجاهد نفسه اندفع عنه شر غضبه وربما سكن عاجلاً وإليه الإشارة بقوله {وإذا ما غضبوا هم يغفرون} ومن غضب فإن في الحقيقة إنما يغضب على ربه فقال بعض الصوفية: الغضب نسيان العبودية لأن صفة العبد الذلة والانكسار والصغار والاضطرار ومن هذا حاله كيف يليق به الغضب وكفى المغضوب عقوبة في الدنيا الاحتراق بنار نفسه وفي الأخرى إبطال حسناته.
7374 لا تغضب و لك الجنة (صحيح)(ابن أبي الدنيا طب)عن أبي الدرداء
الشرح:(2/66)
فإنه يترتب على التحرز من الغضب حصول الخير الدنيوي والأخروي وهذه الأخبار الثلاثة من جوامع الكلم وبدائع الحكم فقد حوت هذه اللفظة وهي لا تغضب من استجلال المصالح ودرء المفاسد مما لا يمكن عده ولا ينتهي حده و{اللّه أعلم حيث يجعل رسالاته} وقد تضمنت أيضاً دفع أكثر الشرور من الإنسان فإنه في مدة حياته بين لذة وألم فاللذة سببها ثوران الشهوة بنحو أكل أو جماع والألم سببه ثوران الغضب ثم كل من اللذة والغضب قد يباح تناوله أو دفعه كنكاح الزوجة ودفع قاطع الطريق وقد يحرم كالزنا والقتل فالشر إما عن شهوة كالزنا أو عن غضب كالقتل فهما أصل الشرور ومبدؤها فبتجنب الغضب بندفع نصف الشر بهذا الاعتبار وأكثره في الحقيقة فإن الغضب يتولد عنه القذف والهجر والطلاق والحقد والحسد والحلف الموجب للحنث أو الندم بل والقتل بل والكفر كما كفر جبلة حين غضب من لطمة أخذت منه قصاصاً. وبهذا التقرير فحديث الغضب هذا ربع الإسلام لأن الأعمال خير وشر والشر ينشأ عن شهوة أو غضب والخبر يتضمن نفي الغضب فتضمن نفي نصف الشر وهو ربع المجموع.
7375 لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم العشاء فإنها في كتاب الله: العشاء و هم يعتمون بحلاب الإبل ( صحيح ) (حم م د ن ه ن)عن ابن عمر
7376 لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم فإنما هي: العشاء و إنما يقولون: العتمة لإعتامهم بالإبل ( صحيح ) ( ه ) عن أبي هريرة
7377 لا تفضلوا بين أنبياء الله فإنه ينفخ في الصور فيصعق من في السموات و من في الأرض إلا ما شاء الله ثم ينفخ فيه أخرى فأكون أول من بعث فإذا موسى آخذ بالعرش فلا أدري أحوسب بصعقته يوم الطور أم بعث قبلي ولا أقول إن أحدا أفضل من يونس بن متى(صحيح)(ق)عن أبي هريرة
7378 لا تفعل بع الجميع بالدراهم ثم ابتع بالدراهم جنيبا ( صحيح )
( ق ن ) عن أبي سعيد وأبي هريرة(2/67)
7379 لا تفعل فإن مقام أحدكم في سبيل الله أفضل من صلاته في بيته سبعين عاما ألا تحبون أن يغفر الله لكم و يدخلكم الجنة ؟ اغزوا في سبيل الله من قاتل في سبيل الله فواق ناقة وجبت له الجنة ( حسن )
( ت ك ) عن أبي هريرة
7380 لا تفعلوا كما تفعل أهل فارس بعظمائها (صحيح) (ه)عن أبي أمامة
7381 لا تقام الحدود في المساجد و لا يقتل الوالد بالولد ( حسن )
( حم ت ك ) عن ابن عباس
الشرح:
(في المساجد) صيانة لها وحفظ لحرمتها فيكره ذلك تنزيهاً نعم لو التجأ إليه من عليه قود جاز استيفاؤه فيه حتى المسجد الحرام فيبسط النطع ويستوفى فيه تعجيلاً لاستيفاء الحق عند الشافعي وقال أبو حنيفة لا يقتل في الحرم بل يلجأ إلى الخروج (ولا يقتل الوالد بالولد) أي لا يقاد والد بقتل ولده لأنه السبب في إيجاده فلا يكون هو السبب في إعدامه أو معناه لا يقتل الابن بقود وجب عليه لأبيه قال الطيبي: والأول أقرب وسائر الأصول كالأب.
7382 لا تقبل صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ ( صحيح )
( م ) عن أبي هريرة
7383 لا تقبل صلاة الحائض إلا بخمار( صحيح ) ( حم ت ه ) عن عائشة
7384 لا تقبل صلاة بغير طهور و لا صدقة من غلول ( صحيح )
( م ت ه ) عن ابن عمر
الشرح:(2/68)
(لا تقبل) بالضم على البناء لما لم يسم فاعله وفي رواية لأحمد وغيره لا يقبل اللّه (صلاة بغير طهور) بضم الطاء على الأشهر لأن المراد به المصدر أي تطهير والمراد ما هو أعم من الوضوء والغسل وبالقبول هنا ما يرادف الصحة وهو الإجزاء ولهذا قال بعض المحققين: القبول حصول الثواب على الفعل الصحيح والصحة وقوع الفعل مطابقاً للأمر وكل مقبول صحيح ولا عكس فالقبول مستلزم للصحة لا العكس ونفي الأخص وإن كان لا يستلزم نفي الأعم لكن المراد بعدم القبول هنا ما يشمل عدم الصحة وذكر الطهور في سياق النفي ليعم كل صلاة ولو نفلاً وجنازة وسجدة تلاوة وشكر وفيه أن طهارة الحدث والنجس شرط لكل ذلك لكن محله في القادر عليها فالعاجز عنها يصلي محدثاً وبالنجس ويعيد وقول الخطابي فيه اشتراط الطهر للطواف لأن المصطفى صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم سماه صلاة تعقبه اليعمري بأن المشبه لا يقوى قوة المشبه به من كل وجه (ولا صدقة من غلول) بضم المعجمة مما أخذ من جهة غلول أي خيانة في غنيمة أو نحو سرقة أو غصب فالغلول مصدر أطلق على اسم المفعول فالمعنى لا تقبل صدقة من مال مغلول نظير {هذا خلق اللّه} أي مخلوقه ومن على هذا للتبعيض أو لبيان الجنس أو بمعنى الباء كما في {ينظرون من طرف خفي} ويحتمل كون الغلول مصدراً على بابه ويكون من لابتداء الغاية أي لا يقبل صدقة مبدؤها ومنشؤها غلول والأول أقرب ذكره الولي العراقي وذكر الصدقة في سياق النفي ليعم الواجبة والمندوبة فلو سرق مالاً وأخرجه عن زكاته أو عبداً فأعتقه عن كفارته لم يجزئه وإن أرضى صاحب المال والقن بعد لفقد شرط الصحة وهو حل المال فالصدقة بحرام في عدم القبول واستحقاق العقاب كالصلاة بغير طهور ذكره ابن العربي قال العراقي: وقضيته أنه لا يقبل لا عن المتصدق ولا عن صاحبه وإن نواه عنه لكن ذكروا أنه إذا مات المغصوب منه بلا وارث وتعذر دفعه لقاض أمين يتصدق به الغاصب على الفقراء بنية الغرامة إن وجده(2/69)
فتستثنى هذه الصورة ووجه الجمع بين هاتين الجملتين في الحديث أن الصلاة والصدقة قرينتان في القرآن والطهارة شرط الصلاة وانتفاء الحرام شرط المال المتصدق به ذكره جمع وقال الطيبي: قرن عدم قبول الصدقة من حرام بعد قبول الصلاة بدون وضوء إيذاناً بأن التصدق تزكية النفس من الأوضار وطهارة لها كما أن الوضوء كذلك ومن ثم صرح بلفظ الطهور وهو المبالغة في الطهر وهذا الحديث رواه أيضاً الشيرازي في الألقاب عن طلحة بزيادة قرينة ثالثة ولفظه "لا يقبل اللّه صلاة إمام حكم بغير ما أنزل اللّه ولا صلاة عبد بغير طهور ولا صدقة من غلول"0000
7385 لا تقبل صلاة لامرأة تتطيب لهذا المسجد حتى ترجع فتغتسل غسلها من الجنابة ( صحيح ) ( د ) عن أبي هريرة
7386 لا تقتسم ذريتي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي و مؤنة عاملي فهو صدقة ( صحيح ) ( حم ق د ) عن أبي هريرة
7387 لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه أول من سن القتل ( صحيح ) ( حم ق ت ن ه ) عن ابن مسعود
7388لا تقتلوا الجراد فإنه من جند الله الأعظم (حسن)(طب هب)أبي زهير
الشرح:
(لا تقتلوا الجراد) أي لغير الأكل فيحرم (فإنه من جند اللّه الأعظم) يعني إذا لم يتعرض لإفساد نحو زرع وحينئذ يندفع بقتل أو غيره.
7389 لا تقتلوا الجنان إلا كل أبتر ذي طفيتين فإنه يسقط الولد و يذهب البصر فاقتلوه ( صحيح ) ( خ ) عن أبي لبابة
7390 لا تقتلوا الضفادع (فإن نقيقهن تسبيح) (صحيح) (ن)عن ابن عمر
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6252
الشرح:
(لا تقتلوا الضفادع) فيحرم
7391 لا تقتلوا أولادكم سرا فوالذي نفسي بيده إن الغيل ليدرك الفارس فيدعثره عن فرسه ( حسن ) ( حم د ه ) عن أسماء بنت يزيد(2/70)
7392 لا تقدموا الشهر بصيام يوم و لا يومين إلا أن يكون شيء يصومه أحدكم لا تصوموا حتى تروه ثم صوموا حتى تروه فإن حال دونه غمام فأتموا العدة ثلاثين ثم أفطروا و الشهر تسع و عشرون ( صحيح )
( د ) عن ابن عباس
7393 لا تقدموا الشهر بيوم و لا يومين إلا أن يوافق ذلك صوما كان يصومه أحدكم صوموا لرؤيته و أفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فعدوا ثلاثين ثم أفطروا ( صحيح ) ( ت ) عن أبي هريرة
7394 لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة قبله ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة قبله ( صحيح ) ( د ن حب ) عن حذيفة
7395 لا تقدموا شهر رمضان بصوم قبله بيوم أو يومين إلا أن يكون رجل كان يصوم صوما فليصمه ( صحيح ) ( حم م 4 ) عن أبي هريرة
7396 لا تقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح (صحيح)(ت)عن أبي هريرة
7397 لا تقطع الأيدى في السفر ( صحيح )
( حم 3 الضياء ) عن بسر بن أبي أرطاة
الشرح:
أي سفر الغزو بدليل الرواية الأخرى في الغزو بدل السفر يعني لا تقطع إذا سرق من الغنيمة لأنه شريك بسهمه فيه وكذا لو زنى لا يحد وحمله بعضهم على العموم لأنه قال مخافة أن يلحق المتطوع بالعدو فإذا رجعوا قطع وبه أخذ الأوزاعي وأجراه في كل حد قال ابن العربي: وهذا لا أعلم له أصلاً في الشرع وحدوده تقام على أهلها وإن كان ما كان وتبعه الحافظ ابن حجر فقال: هذا يعارضه خبر البيهقي أقيموا الحدود في السفر والحضر على القريب والبعيد ولا تبالوا في اللّه لومة لائم اهـ.
7398 لا تقطع اليد في تمر معلق فإن ضمه الجرين قطعت في ثمن المجن و لا تقطع في حريسة الجبل فإذا آوى المراح قطعت في ثمن المجن (حسن)
( ن ) عن ابن عمرو
7399 لا تقطع يد السارق إلا في ربع دينار فصاعدا ( صحيح )
( م ن ه ) عن عائشة
الشرح:(2/71)
أو ما قيمته ربع دينار فصاعداً فلا تقطع في أقل وهو مذهب الشافعي، وقال مالك وأحمد: ربع دينار أو ثلاثة دراهم أو ما قيمته ذلك، وقال أبو حنيفة: عشرة دراهم أو ما قيمته ذلك والحديث عليهم حجة.
7400 لا تقعدوا على القبور ( صحيح ) ( حم ن ) عن عمرو بن حزم
7401 لا تقل تعس الشيطان فإنه يعظم حتى يصير مثل البيت و يقول: بقوتي صرعته و لكن قل: باسم الله فإنك إذا قلت ذلك تصاغر حتى يصير مثل الذباب ( صحيح ) ( حم د ن ك ) عن والد أبي المليح
7402 لا تقل عليك السلام فإن عليك السلام تحية الموتى و لكن قل: السلام عليك ( صحيح ) ( 3 ك ) عن جابر بن سليم
7403 لا تقولوا السلام على الله فإن الله هو السلام و لكن قولوا: التحيات لله و الصلوات و الطيبات السلام عليك أيها النبي و رحمة الله و بركاته السلام علينا و على عباد الله الصالحين فإنكم إذا قلتم ذلك أصاب كل عبد في السماء و الأرض أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ثم يتخيرمن الدعاء أعجبه إليه فيدعو به(صحيح)(حم ق د ن ه)عن ابن مسعود
7404 لا تقولوا: الكرم و لكن قولوا: العنب و الحبلة (صحيح)(م)عن وائل
الشرح:
(لا تقولوا الكرم) أي للعنب (ولكن قولوا العنب والحبلة) بفتح الباء وقد تسكن هي أصل شجرة العنب والعنبة يطلق على الثمر والشجر والمراد هنا الشجر ولذلك سمته العرب كرماً ذهاباً إلى أن الخمر تكسب شاربها كرماً ويلتفت عليه قول القائل، فيابنة الكرم، بل يا ابنة الكرم، فلما حرم الخمر نهاهم عن ذلك تحقيراً لها وتذكيراً لتحريمها وبين لهم في خبر أن الكرم هو قلب المؤمن لأنه معدن التقوى لا الخمر المؤدي إلى اختلال العقل وفساد الرأي وإتلاف المال.
7405 لا تقولوا للمنافق: سيدنا فإنه إن يكن سيدكم فقد أسخطتم ربكم
( صحيح ) ( حم د ن ) عن بريدة
7406 لا تقولوا: ما شاء الله و شاء فلان و لكن قولوا: ما شاء الله ثم شاء فلان ( صحيح ) ( حم د ن ) عن حذيفة(2/72)
7407 لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس (صحيح)(حم م)عن ابن مسعود
الشرح:
وذلك أنه تعالى يبعث الريح الطيبة فتقبض روح كل مؤمن فلم يبق إلا شرار الناس وذلك إنما يقع بعد طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة وسائر الآيات العظام وقد أورد مسلم في حديث آخر أن اللّه يبعث ريحاً طيبة فتوفي كل من في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم وفي حديث له آخر يرسل اللّه ريحاً باردة من قبل الشام فلا تبقي على وجه الأرض أحداً في قلبه مثقال ذرة من خير إلا قبضته وفيه فيبقى شرار الناس في خفة الطير وأحلام السباع لا يعرفون معروفاً ولا ينكرون منكراً فيتمثل لهم الشيطان فيأمرهم بعبادة الأوثان ثم ينفخ في الصور.
7408 لا تقوم الساعة حتى تأخذ أمتي أخذ القرون قبلها شبرا بشبر و ذراعا بذراع قيل يا رسول الله ! كفارس و الروم ؟ قال: و من الناس إلا أولئك ؟ ( صحيح ) ( خ ) عن أبي هريرة
7409 لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز تضيء أعناق الإبل ببصرى ( صحيح ) ( ق ) عن أبي هريرة
7410 لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات دوس حول ذي الخلصة
( صحيح ) ( حم ق ) عن أبي هريرة
7411 لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا و لتقومن الساعة و قد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه و لا يطويانه و لتقومن الساعة و قد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه و لتقومن الساعة و هو يليط حوضه فلا يسقي فيه و لتقومن الساعة و قد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها ( صحيح ) (ق ه)عن أبي هريرة
7412 لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت من مغربها و رآها الناس آمنوا أجمعون فذلك حين لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل ( صحيح ) ( حم ق د ه ) عن أبي هريرة(2/73)
7413 لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا الترك صغار الأعين حمر الوجوه زلف الأنوف كأن وجوههم المجان المطرقة و لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما نعالهم الشعر و ليأتين على أحدكم زمان لأن يراني أحب إليه من أن يكون له مثل أهله و ماله ( صحيح ) ( ق د ت ه ) عن أبي هريرة
7414 لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا اليهود حتى يقول الحجر وراءه اليهودي: يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله ( صحيح )( ق ) عن أبي هريرة
7415 لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا خوزا و كرمان من الأعاجم حمر الوجوه فطس الأنوف صغار الأعين كأن وجوههم المجان المطرقة نعالهم الشعر ( صحيح ) ( حم خ ) عن أبي هريرة
7416 لا تقوم الساعة حتى تقاتلوا قوما صغار الأعين عراض الوجوه كأن أعينهم حدق الجراد كأن وجوههم المجان المطرقة ينتعلون الشعر و يتخذون الدرق حتى يرتبطوا خيولهم بالنخل ( صحيح )
( حم ه حب ) عن أبي سعيد
7417 لا تقوم الساعة حتى تقتل فئتان عظيمتان دعواهما واحدة و لا تقوم الساعة حتى يبعث دجالون كذابون قريبا من ثلاثين كلهم يزعم أنه رسول الله ( صحيح ) ( حم ق د ت ) عن أبي هريرة
7418 لا تقوم الساعة حتى تلحق قبائل من أمتي بالمشركين و حتى تعبد الأوثان و إنه سيكون في أمتي ثلاثون كذابا كلهم يزعم أنه نبي و أنا خاتم النبيين لا نبي بعدي ( صحيح ) ( ت ك ) عن ثوبان
7419 لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت ( صحيح )( ع ك )عن أبي سعيد
الشرح:
(لا تقوم الساعة حتى لا يحج) بضم المثناة التحتية وفتح الحاء مبنياً للمفعول (البيت) أي الكعبة وأشار البخاري إلى أن هذا يعارضه الخبر المار ليحجنّ البيت بعد يأجوج ومأجوج لأن مفهومه أن البيت يحج بعد أشراط الساعة ومفهوم هذا أنه لا يحج بعدها لكن جمع بأنه لا يلزم من حج البيت بعد خروجها امتناع الحج في وقت ما عند قرب ظهور الساعة قاله ابن حجر وقوله ليحجنّ البيت أي محله لأن الحبشة إذا خربوه لا يعمر بعد.(2/74)
7420 لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض: الله الله ( صحيح )
( حم م ت ) عن أنس
الشرح:
(لا تقوم الساعة حتى لا يقال) وفي رواية لمسلم لا تقوم الساعة على أحد يقول (في الأرض اللّه اللّه) بتكرار الجلالة ورفعها على الابتداء وحذف الخبر ذكره النووي وقد قال: يغلط بعض الناس فلا يرفعه اهـ. ورجح القرطبي النصب بفعل مضمر وليس المراد أن لا يتلفظ بهذه الكلمة بل أنه لا يذكر اللّه ذكراً حقيقياً فكأنه لا تقوم الساعة وفي الأرض إنسان كامل أو التكرار كناية عن أن لا يقع إنكار قلبي على منكر لأن من أنكر منكراً يقول عادة متعجباً من قبحه اللّه اللّه فالمعنى لا تقوم الساعة حتى لا يبقى من ينكر المنكر.
7421 لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد ( صحيح )
( حم حب ) عن أنس
الشرح:
(لا تقوم الساعة) اسم علم ليوم القيامة (حتى يتباهى) أي يتفاخر (الناس في المساجد) أي في عمارتها ونقشها وتزويقها كفعل أهل الكتاب بكنائسهم وبيعهم وقيل المراد عمارتها بالصلاة فيها وذكر اللّه لا بنيانها.
7422 لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر و الشهر كالجمعة و تكون الجمعة كاليوم و يكون اليوم كالساعة و تكون الساعة كالضرمة بالنار ( صحيح ) ( حم ت ) عن أنس
7423 لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل الناس عليه فيقتل من كل مائة تسعة و تسعون و يقول كل رجل منهم: لعلي أكون أنا الذي أنجو ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
7424 لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب يقتتل عليه الناس فيقتل تسعة أعشارهم ( صحيح )( ه ) عن أبي هريرة (طب)عن أبي
7425 لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه
( صحيح ) ( ق ) عن أبي هريرة
7426 لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون الترك قوما وجوههم كالمجان المطرقة يلبسون الشعر و يمشون في الشعر(صحيح)(م د ن)عن أبي هريرة(2/75)
7427 لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر و الشجر فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم ! يا عبد الله ! هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
7428 لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم و تكثر الزلازل و يتقارب الزمان و تظهر الفتن و يكثر الهرج: و هو القتل (صحيح)(حم خ ه)عن أبي هريرة
7429 لا تقوم الساعة حتى يكثر المال و يفيض حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه و حتى تعود أرض العرب مروجا و أنهارا
( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
7430 لا تقوم الساعة حتى يكثر المال فيكم فيفيض حتى يهم رب المال من يقبل صدقته و حتى يعرضه فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي فيه
( صحيح ) ( ق ) عن أبي هريرة
7431 لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس بالدنيا لكع ابن لكع (صحيح)
( حم ت الضياء ) عن حذيفة
الشرح:
(لا تقوم الساعة حتى يكون أسعد الناس) أي أحظاهم أي بطيباتها (بالدنيا لكع ابن لكع)قال الطيبي:هوغير منصرف للعدل والصفة وقال الزمخشري: هو بالرفع اسم يكون معدول عن اللكع يقال لكع الوسخ عليه لكعاً فهو لكع إذا ألصق به إلى الرجل اللئيم كما عدلت لكاع للمرأة اللئيمة ثم استعمل للأحمق والعبد واللئيم وأريد به من لا يعرف له أصل ولا يحمد له خلق من الأسافل والرعاع. إذا التحق الأسافل بالأعالي * فقد طابت منادمة المنايا
7432 لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه
( صحيح ) ( حم ق ) عن أبي هريرة
الشرح:
(لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل) ذكر الرجل وصف طردي فلا مفهوم له فالمرأة مثله لكن لما كان الغالب أن الرجال هم المبتلون بالشدائد والنساء محجبات لا يصلين نار الفتنة خصهم.
كتب القتل والقتال علينا * وعلى الغانيات جر الذيول(2/76)
(فيقول يا ليتني مكانه) أي ميتاً حتى أنجو من الكرب ولا أرى من المحن والفتن وتبديل وتغيير رسوم الشريعة ما أرى فيكون أعظم المصائب الأماني وهذا إن لم يكن وقع فهو واقع لا محالة وقد قال ابن مسعود: سيأتي عليكم زمان لو وجد أحدكم الموت يباع لاشتراه وعليه قوله:
وهذا العيش ما لا خير فيه * ألا موت يباع فأشتريه
قال الحافظ العراقي: ولا يلزم كونه في كل بلد ولا كل زمن ولا في جميع الناس بل يصدق على اتفاقه للبعض في بعض الأقطار في بعض الأزمان وفي تعليق تمنيه بالمرور وإشعار بشدة ما نزل بالناس من فساد الحال حالتئذ إذ المرء قد يتمنى الموت من غير استحضار لهيئته فإذا شاهد الموتى ورأى القبور نشز بطبعه ونفر بشجيته من تمنيه فلقوة الشدة لم يصرفه عنه ما شاهده من وحشة القبور ولا يناقض هذا النهي عن تمني الموت لأن مقتضى هذا الحديث الإخبار عما يكون وليس فيه تعرض لحكم شرعي.
7433 لا تقوم الساعة حتى ينزل الروم بالأعماق أو بدابق فيخرج إليهم جيش من المدينة من خيار أهل الأرض يومئذ فإذا تصافوا قالت الروم: خلوا بيننا و بين الذين سبوا منا نقاتلهم فيقول المسلمون: لا و الله لا نخلي بينكم و بين إخواننا فيقاتلونهم فينهزم ثلث لا يتوب الله عليهم أبدا و يقتل ثلث هم أفضل الشهداء عند الله و يفتتح الثلث لا يفتنون أبدا ; فيفتتحون القسطنطينية فبينما هم يقتسمون الغنائم قد علقوا سيوفهم بالزيتون إذ صاح فيهم الشيطان: إن المسيح قد خلفكم في أهليكم فيخرجون و ذلك باطل فإذا جاءوا الشام خرج فبينما هم يعدون للقتال يسوون الصفوف إذ أقيمت الصلاة فينزل عيسى بن مريم فأمهم فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء فلو تركه لا نذاب حتى يهلك و لكن يقتله الله بيده فيريهم دمه في حربته ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
7434 لا تكتبوا عني شيئا إلا القرآن فمن كتب عني غير القرآن فليمحه و حدثوا عني و لا حرج و من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار(2/77)
( صحيح ) ( حم م ) عن أبي سعيد
7435 لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب ( صحيح )
( ه ) عن أبي هريرة
7436 لا تكذبوا علي فإن الكذب يولج النار ( صحيح ) ( ه ) عن علي
7437 لا تكذبوا علي فإنه من يكذب علي فليلج النار ( صحيح )
( حم ق ت ) عن علي
7438 لا تكروا الأرض (بشيء) ( صحيح ) ( ن ) عن رافع بن خديج
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6267
7439 لا تكرهوا مرضاكم على الطعام و الشراب فإن الله يطعمهم و يسقيهم ( حسن ) ( ت ه ك ) عن عقبة بن عامر
الشرح:
(لا تكرهوا مرضاكم على الطعام والشراب) أي على تناول ذلك لأن المريض إذا عافه فذلك لاشتغال طبيعته لمجاهدة مادة المرض أو سقوط شهوته لموت الحار الغريزي وكيفما كان إعطاء الغذاء في هذه الحالة غير لائق (فإن اللّه يطعمهم ويسقيهم) أي يحفظ قواهم ويمدهم بما يقع موقع الطعام والشراب في حفظ الروح وتقويم البدن ذكره البيضاوي وأما تفسيره بأنه يطهرهم في رين الذنوب وإذا طهروا منه قذف نور اليقين في قلوبهم فاغتذوا به بدليل أن المريض يمكث مدة لا يذوق شيئاً وقوته باقية ولو كان صحيحاً لعجز فغير صواب لأن قائله إن أراد أن ذلك يخص المؤمن فالوجدان قاض بأن الكافر كالمؤمن في صبر تلك المدة بلا فرق وإن أراد الشمول فهو ذهول لأن الكافر خبيث مخبث لا يطهر المرض شيئاً من ذنوبه ولو قذف في قلبه أدنى ذرة من يقين لاهتدى في طرفة عين فما هذه المقالة إلا مزلقة زلق فيها ذلك العلامة.
7440 لا تكشف فخذك و لا تنظر إلى فخذ حي و لا ميت ( صحيح )
( د ) عن علي
7441 لا تكلفوا للضيف ( صحيح ) ( ابن عساكر ) عن سلمان
الشرح:
(لا تكلفوا) بحذف إحدى التاءين (للمضيف) لئلا تملوا الضيافة وترغبوا عنها بل أحضروا له ما سهل.
7442 لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم ( صحيح )( خ )عن أبي هريرة
7443 لا تلاعنوا بلعنة الله و لا بغضبه و لا بالنار ( حسن )
( د ت ك ) عن سمرة
الشرح:(2/78)
(لا تلاعنوا) بفتح التاء والعين وحذف إحدى التاءين تخفيفاً (بلعنة اللّه) فإن اللعنة الإبعاد من الرحمة والمؤمنون رحماه بينهم (ولا بغضبه) أي لا يدعو بعضكم بعضاً بغضب اللّه كأن يقال عليه غضب اللّه (ولا بالنار) في رواية ولا بجهنم أي لا يقول أحدكم اللّهم اجعله من أهل النار ولا احرقه بنار جهنم قال الطيبي: قوله لا تلاعنوا إلخ من عموم المجاز لأنه في بعض أفراده حقيقة وفي بعضها مجاز وهذا مختص بمعين لجواز اللعن بالوصف الأعم والأخص كالمصورين.
7444 لا تلبسوا الحرير فإنه من لبسه في الدنيا لم يلبسه في الآخرة
( صحيح ) ( م ) عن ابن الزبير
7445 لا تلبسوا القميص و لا العمائم و لا السراويلات و لا البرانس و لا الخفاف إلا أحد لا يجد النعلين فليلبس الخفين و ليقطعهما أسفل من الكعبين و لا تلبسوا من الثياب شيئا مسه زعفران أو ورس و لا تنتقب المرأة المحرمة و لا تلبس القفازين ( صحيح ) ( خ ت ن ) عن ابن عمر
7446 لا تلحفوا في المسألة فوالله لا يسألني أحد منكم شيئا فتخرج له مسألته مني شيئا و أنا له كاره فيبارك له فيما أعطيته ( صحيح )
( حم م ن ) عن معاوية
7447 لا تلعن الريح فإنها مأمورة و إنه من لعن شيئا ليس له بأهل رجعت اللعنة عليه ( صحيح ) ( د ت ) عن ابن عباس
7448 لا تلقوا الجلب فمن تلقى فاشترى منه شيئا فصاحبه بالخيار إذا أتى السوق ( صحيح ) ( حم م ت ن ه ) عن أبي هريرة
7449 لا تلقوا الركبان للبيع و لا يبع بعضكم على بيع بعض و لا تناجشوا و لا يبع حاضر لباد و لا تصروا الغنم و من ابتاعها فهو بخير النظرين بعد أن يحلبها إن رضيها أمسكها و إن سخطها ردها و صاعا من تمر (صحيح)
( خ د ن ) عن أبي هريرة
7450 لا تلقوا الركبان و لا يبع حاضر لباد ( صحيح )( ق )عن ابن عباس
7451 لا تمثلوا بالبهائم ( صحيح ) ( ن ) عن عبدالله بن جعفر
7452 لا تمسح و أنت تصلي فإن كنت لا بد فاعلا فواحدة تسوية الحصى
( حسن ) ( د ) عن معيقيب(2/79)
7453 لا تمش في نعل واحدة و لا تحتب في ثوب واحد و لا تأكل بشمالك و لا تشتمل الصماء و لا تضع إحدى رجليك على الأخرى إذا استلقيت
( صحيح ) ( م ) عن جابر
7454 لا تمنعوا النساء حظوظهن من المساجد إذا استأذنكم ( صحيح )
( م ) عن ابن عمر
7455 لا تمنعوا إماء الله أن يصلين في المسجد ( صحيح )(ه)عن ابن عمر
7456 لا تمنعوا إماء الله مساجد الله ( صحيح ) ( حم م ) عن ابن عمر
الشرح:
(لا تمنعوا إماء اللّه) بكسر الهمزة والمد جمع أمة وذكر الإماء دون النساء إيماء إلى علة نهي المنع عن خروجهن للعبادة يعرف بالذوق (مساجد اللّه) قال الشافعي: أراد المسجد الحرام عبر عنه بالجمع للتعظيم فلا يمنعن من إقامة فرض الحج اهـ. وأيده غيره بخبر لا تمنعوا إماء اللّه مسجد اللّه واعترض باحتمال أن يراد مسجد النبي صلى اللّه عليه وسلم لا الحرم فلا تأييد فيه فإن كان المراد مطلق المساجد فالنهي للتنزيه إذا كانت المرأة ذات حليل بشرط أن لا تكون متطيبة ولا متزينة ولا ذات جلاجل يسمع صوتها ولا ثياب فاخرة ولا مختلطة بالرجال ولا نحو شابة ممن يفتتن بها فإن كانت خلية حرم المنع إذا وجدت الشروط ذكره النووي.
7457 لا تمنعوا إماء الله مساجد الله و لكن ليخرجن و هن تفلات (صحيح)
( حم د ) عن أبي هريرة
7458 لا تمنعوا نساءكم المساجد و بيوتهن خير لهن ( صحيح )
( حم د ك ) عن ابن عمر
7459 لا تنبذوا التمر و البسر جميعا و انبذوا كل واحد منهما على حدته
( صحيح ) ( ه ) عن أبي هريرة
7460 لا تنبذوا في الدباء و لا المزفت ( صحيح ) ( ق ) عن أنس
7461 لا تنتبذوا الزهو و الرطب جميعا و لا تنتبذوا التمر و الزبيب جميعا و انتبذوا كل واحد منهما على حدته ( صحيح ) ( ن ه ) عن أبي قتادة
7462 لا تنتبذوا في الدباء و لا المزفت و لا النقير و كل مسكر حرام
( صحيح ) ( ن ) عن عائشة(2/80)
7463 لا تنتفوا الشيب ما من مسلم يشيب شيبة في الإسلام إلا كانت له نورا يوم القيامة ( صحيح ) ( د ) عن ابن عمر
7464 لا تنتهي البعوث عن غزو هذا البيت حتى يخسف بجيش منهم
( صحيح ) ( ن ك ) عن أبي هريرة
7465 لا تنتهي الناس عن غزو هذا البيت حتى يغزو جيش حتى إذا كانوا بالبيداء أو ببيداء من الأرض خسف بأولهم و آخرهم و لم ينج أوسطهم قيل: فإن كان فيهم من يكره ؟ قال: يبعثهم الله على ما في أنفسهم ( صحيح )
( حم ت ن ه ) عن صفية
7466 لا تنذروا فإن النذر لا يغني من القدر شيئا و إنما يستخرج به من البخيل ( صحيح ) ( م ت ن ) عن أبي هريرة
7467لا تنزع الرحمة إلا من شقي(حسن)(حم د ت حب ك)عن أبي هريرة
الشرح:(2/81)
لأن الرحمة في الخلق رقة القلب ورقته علامة الإيمان ومن لا رقة له لا إيمان له ومن لا إيمان له شقي فمن لا يرزق الرقة شقي ذكره الطيبي، قال ابن العربي: حقيقة الرحمة إرادة المنفعة وإذا ذهبت إرادتها من قلب شقي بإرادة المكروه لغيره ذهب عنه الإيمان والإسلام. قال عليه الصلاة والسلام "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمؤمن من أمن جاره بوائقه" وكما يلزم أن يسلم هن لسانه ويده يلزم أن يسلم من قلبه وعقيدته المكروهة فيه فإن اليد واللسان خادمان للقلب اهـ وقال الزين العراقي: هل المراد فيه تنزع الرحمة من قلبه بعد أن كان في قلبه رحمة لأن حقيقة النزع إخراج شيء من مكان كان فيه أو المراد لم يجعل في قلبه رحمة أصلاً فيكون كقوله رفع القلم عن ثلاث والمراد شقاء الآخرة أو الدنيا أو هما وبالرحمة العامة كما في رواية الطبراني قال القرطبي: الرحمة رقة وحنو يجده الإنسان في نفسه عند رؤية مبتلى أو صغيراً أو ضعيف يحمله على الإحسان له واللطف والرفق به والسعي في كشف ما به وقد جعل اللّه هذه الرحمة في الحيوان كله يعطف الحيوان على نوعه وولده ويحسن عليه حال ضعفه وصغره وحكمتها تسخير القوى للضعيف كما مر وهذه الرحمة التي جعلها اللّه في القلوب في هذه الدار التي ثمرتها هذه المصلحة العظيمة التي هي حفظ النوع رحمة واحدة من مائة ادخرها اللّه يوم القيامة يرحم بها عباده فمن خلق اللّه في قلبه هذه الرحمة الحاملة على الرفق وكشف ضرر المبتلى فقد رحمه اللّه بذلك في الجنان وجعل ذلك على رحمته إياه في المآل فمن سلبه ذلك المعنى وابتلاه بتقيضه من القسوة والغلظة ولم يلطف بضعيف ولا أشفق على مبتلى فقد أشقاه حالاً وجعل ذلك علماً على شقوته مآلاً نعوذ باللّه من ذلك.
7468 لا تنزلوا على جواد الطريق و لا تقضوا عليها الحاجات ( صحيح )
( ه ) عن جابر(2/82)
7469 لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة و لا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها ( صحيح ) ( حم د ) عن معاوية
7470 لا تنكح الأيم حتى تستأمر و لا تنكح البكر حتى تستأذن قيل: و كيف إذنها ؟ قال: أن تسكت ( صحيح ) ( ق د ن ) عن أبي هريرة
7471 لا تنكح الثيب حتى تستأمر و لا تنكح البكر حتى تستأذن و إذنها الصموت ( صحيح ) ( ت ه ) عن أبي هريرة
7472 لا تنكح العمة على ابنة الأخ و لا ابنة الأخت على الخالة ( صحيح )
( م ) عن أبي هريرة
7473 لا تنكح المرأة على عمتها و لا العمة على ابنة أخيها و لا المرأة على خالتها و لا الخالة على بنت أختها لا الكبرى على الصغرى و لا الصغرى على الكبرى ( صحيح ) ( د ) عن أبي هريرة
7474 لا تنكح المرأة على عمتها و لا على خالتها ( صحيح )
( ن ه ) عن أبي هريرة ( ن ه ) عن جابر ( ه ) عن أبي موسى وأبي سعيد
7475 لا تنهكي فإن ذلك أحظى للمرأة و أحب إلى البعل ( صحيح )
( د ) عن أم عطية
7476 لا تواصلوا إني لست كأحد منكم إني أطعم و أسقى ( صحيح )
( خ ت ) عن أنس
7477 لا تواصلوا فأيكم أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر إني لست كهيئتكم إني أبيت لي مطعم يطعمني و ساق يسقيني ( صحيح )
( حم خ د ) عن أبي سعيد
7478 لا توصل صلاة بصلاة حتى تتكلم أو تخرج ( صحيح )
( حم د ) عن معاوية
الشرح:
(تخرج) من المسجد فيسن الفصل بينهما بالانتقال من محل الفرض والخروج لغيره فإن لم يفعل فصل بنحو كلام.
7479 لا توطأ حامل حتى تضع و لا غير ذات حمل حتى تحيض
( صحيح ) ( حم د ك ) عن أبي سعيد
7480 لا توعي فيوعي الله عليك ارضخي ما استطعت ( صحيح )
( خ ) عن أسماء بنت أبي بكر
7481 لا توكئ فيوكأ عليك ( صحيح ) ( خ ت ) عن أسماء بنت أبي بكر
7482 لا تهاجروا و لا تدابروا و لا تجسسوا و لا يبع بعضكم على بيع بعض و كونوا عباد الله إخوانا ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
7483 لا جلب و لا جنب في الرهان ( صحيح )( د)عن عمران بن حصين(2/83)
7484 لا جلب و لا جنب و لا تؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم ( صحيح )
( د ) عن ابن عمرو
7485 لا جلب و لا جنب و لا شغار في الإسلام ( صحيح )
( ن الضياء ) عن أنس
الشرح:
(لا جلب) بجيم محركاً أي لا ينزل الساعي موضعاً ويجلب أرباب الأموال إليه ليأخذ زكاتهم أو لا يبيع الرجل فرسه من يحثه على الجري بنحو صياح على ما مر (ولا جنب) بجيم ونون مفتوحتين أن يجلس العامل بأقصى محل ويأمر بالزكاة أن تجنب أي تحضر إليه فنهى عن ذلك وأرشد إلى أن زكاتهم إنما تؤخذ في دورهم وأخرج النهي بصورة الخبر تأكيداً أو هو أن تجنب فرساً إلى فرس يسابق عليه فإذا أفتر المركوب تحول للجنوب ولعل المراد هنا الأول بقرينة زيادة أبي داود في روايته الآتية عن شعيب ولا تؤخذ صدقاتهم إلا في دورهم وفي القاموس لا جلب ولا جنب هو أن يرسل في الجلبة فيجتمع له جماعة يصيحون به ليرد عن وجهه أو هو أن لا يجلب الصدقة إلى المياه والأمصار بل يتصدق بها في مراعيها وأن ينزل العامل موضعاً ثم يرسل من يجلب المال إليه ليأخذ صدقته وأن يتبع الرجل فرسه فيركض خلفه ويزجره (ولا شغار) بكسر الشين وفتح الغين المعجمتين (في الإسلام) قال القاضي: الشغار أن يشاغر الرجل الرجل وهو أن تزوجه أختك على أن يزوجك أخته ولا مهر. وهذا من شغر البلد إذا خلا من الناس أو السلطان لأنه عقد خال عن المهر أو من شغرت بني فلان من البلاد إذا أخرجتهم وفرقتهم وقولهم تفرقوا شغر بغر لأنهما إذا تبادلا بأختيهما فقد أخرج كل منهما أخته إلى صاحبها وفارق بها إليه والحديث دليل على فساد هذا العقد لأنه لو صح لكان في الإسلام وهو قول أكثر العلماء والمقتضي لفساده الاشتراك في البضع الذي جعله صداقاً وقال أبو حنيفة: يصح العقد ولكل منهما مهر المثل.
7486 لا جلب و لا جنب و لا شغار في الإسلام و من انتهب نهبة فليس منا ( صحيح ) ( حم ت ن ) عن عمران بن حصين(2/84)
7487 لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل و آناء النهار و رجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل و آناء النهار ( صحيح )
( حم ق ت ه ) عن ابن عمر
7488 لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق و رجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها ( صحيح )
( حم ق ه ) عن ابن مسعود
7489 لا حسد إلا في اثنتين: رجل علمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل و آناء النهار فسمعه جار له فقال: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل و رجل آتاه الله مالا فهو يهلكه في الحق فقال رجل: ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل ( صحيح )( حم خ ) عن أبي هريرة
7490 لا حلف في الإسلام و أيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الإسلام إلا شدة ( صحيح ) ( حم م د ن ) عن جبير بن مطعم
7491 لا حمى إلا لله و لرسوله (صحيح)(حم خ د)عن الصعب بن جثامة
الشرح:
(لا حمى) أي ليس لأحد منع الرعي في أرض مباحة والاختصاص به كما كانت الجاهلية تفعله. قال الشافعي: كان الشريف منهم إذا نزل بعشيرته بلداً استعوى كلباً فحمى لخاصته مدى عواه فلم يرعه معه أحد فنهى الشارع عن ذلك لما فيه من التضييق على الناس وتقديم القوي على الضعيف (إلا للّه ورسوله) أي إلا ما يحمى لخيل المسلمين وركابهم المرصدة للجهاد والحمل وتفصيل المذهب أن للنبي صلى اللّه عليه وسلم الحمى لنفسه ولغيره ولأئمة المسلمين لا لهم كما حمى عمر البقيع لنعم الصدقة وخيل الغزاة وأما الآحاد فلا لهم ولا لغيرهم هذا هو المصحح عند الشافعية وعليه أبو حنيفة ومالك وتمسك البعض بظاهر الخبر فمنعه لغير النبي صلى اللّه عليه وسلم مطلقاً وأجيب بأن المعنى إلا على مثل ما حمى عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من مصالح المسلمين.
7492 لا خير فيمن لا يضيف ( صحيح ) ( حم هب ) عن عقبة بن عامر
الشرح:(2/85)
أي فيمن لا يطعم الضيف الذي ينزل به أي إذا كان قادراً على ضيافته ولم يعارضه ما هو أعم من ذلك كنفقة من تلزمه مؤونته.
7493 لا دعوة في الإسلام ذهب أمر الجاهلية الولد للفراش و للعاهر الحجر ( صحيح ) ( حم د ) عن ابن عمرو
7494 لا ربا فيما كان يدا بيد ( صحيح ) ( حم ق ن ه ) عن أسامة بن زيد
7495 لا رضاع إلا ما فتق الأمعاء ( صحيح ) ( ه ) عن الزبير
الشرح:
(لا رضاع إلا ما فتق) أي وسع (الأمعاء) يعني إنما يحرم من الرضاع ما كان في الصغر ووقع منه موقع الغذاء بحيث ينمو منه بدنه فلا أثر للقليل وإنما يؤثر الكثير الذي يوسع الأمعاء ولا لقليل ولا كثير في كبير.
7496 لا رقية إلا من عين أو حمة أو دم ( صحيح )
( م ه ) عن بريدة ( حم د ت ) عن عمران
الشرح:
(حمة) بضم الحاء المهملة وفتح الميم مخففة أي سم أي لا رقية أولى وأنفع من رقية العيون أي المصاب بالعين ومن رقية من لدغة ذي حمة والحمة سم العقرب وشبهها وقيل فوعة السم وقيل حدته وحرارته وزاد في رواية أو دم أو رعاف يعني لا رقية أولى وأنفع من الرقية لمعيون أو ملسوع أو راعف لزيادة ضررها فالحصر بمعنى الأفضل فهو من قبيل لا فتى إلا عليٌّ فلا تعارض بينه وبين الأخبار الآمرة بالرقية بكلمات اللّه التامات وآياته المنزلات لأمراض كثيرة وعوارض غزيرة وقال بعضهم: معنى الحصر هنا أنهما أصل كل ما يحتاج إلى الرقية فيلحق بالعين نحو خبل ومس لاشتراكهما في كونهما تنشآن عن أحوال شيطانية من إنسي أو جني وبالسم كل عارض للبدن من المواد السمية.
7497 لا زكاة في مال حتى يحول عليه الحول ( صحيح ) ( ه ) عن عائشة
الشرح:(2/86)
زاد في رواية عبد ربه أي يمر عليه العام من أوله إلى آخره وهو في ملكه ويجوز كون الحول فعلاً مستقبلاً مبنياً من لفظ الحول الذي هو السنة وأن يكون من قولهم حال إلى محل كذا أي تحول أو من حال الشخص إذا تحول من حال عن العهد إذا انقلب والكل متقارب ثم هذا فيما يرصد للزيادة والنماء أما ما هونماء في نفسه كحب وتمر فلا يعتبرفيه حول عند الشافعي.
7498لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل(صحيح)(حم 4)عن أبي هريرة
الشرح:
(لا سبق) بفتح الباء ما يجعل من المال للسابق على سبقه وبالسكون مصدر سبقت أي لا تجوز المسابقة بعوض (إلا في) هذه الأجناس الثلاثة قال الخطابي: والرواية الصحيحة بالفتح (خف) أي ذي خف (أو حافر) أي ذي حافر يعني الإبل والفرس (أو نصل) أي سهم فلا يستحق سبق إلا في هذه الأشياء وما في معناها والخف للإبل والحافر للخيل فكنى ببعض أعضائها عنها وهذا على حذف أي ذو خف وذو وذو، وقوله لا سبق بالنفي العام الذي بمعنى النهي يدل على حصر السبق في هذه الأشياء لكن يلحق بها ما في معناها كما تقرر ولا خلاف في جواز الرهان على المسابقة بغير عوض وكذا به لكن بشروط مبينة وفيه جواز المسابقة على الفيل لأنه ذو خف وهو الأصح عند الشافعية خلافاً لأبي حنيفة وأحمد.
7499 لا سمر إلا لمصل أو مسافر ( صحيح ) ( حم ) عن ابن مسعود
الشرح:
(لا سمر) بفتح الميم من المسامرة الحديث بالليل، وقيل بسكونها مصدر وأصل السمر ضوء القمر لأنهم كانوا يتحدثون فيه (إلا لمصل أو مسافر).
7500 لا شؤم و قد يكون اليمن في: الدار و المرأة و الفرس ( صحيح )
( ت ه ) عن حكيم بن معاوية
7501 لا شغار في الإسلام (صحيح) (حم ه حب)عن أنس (م)عن ابن عمر
7502 لا شيء أغير من الله تعالى(صحيح)(حم ق)عن أسماء بنت أبي بكر
الشرح:(2/87)
(لا شيء أغير) بالرفع خبر لا أفعل تفضيل من الغيرة (من اللّه تعالى) أي لا شيء أزجر منه على ما لا يرضاه 000000 وبقية الحديث ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن" غيرة على عبده أن يقع فيما يضره وشرع عليها أعظم العقوبات وذلك أشرف الغيرة 000
7503 (لا شيء في البهائم و) العين حق و أصدق الطيرة الفأل
( صحيح ) (حم ت ) عن حابس
و وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6295
7504لا صَاعي تمر بصاع و لا صاعَيْ حنطة بصاع و لا درهمين بدرهم
( صحيح ) ( ن حب) عن أبي سعيد
7505لا صاعين بصاع و لا درهمين بدرهم (صحيح)(ق ن)عن أبي سعيد
7506 لا صام من صام الأبد ( صحيح ) ( ق ن ه ) عن ابن عمرو
7507 لا صام من صام الدهر صوم ثلاثة أيام صوم الدهر كله ( صحيح )
( خ ) عن ابن عمرو
7508 لا صوم فوق صوم داود شطر الدهر صم يوما و أفطر يوما
( صحيح ) ( خ ن ) عن ابن عمرو
7509 لا صلاة بحضرة طعام و لا و هو يدافعه الأخبثان ( صحيح )
( م د ) عن عائشة
الشرح:(2/88)
(لا صلاة بحضرة طعام) نفي بمعنى النهي أي لا يصلي أحد بحضرة طعام وورد بهذا اللفظ في صحيح ابن حبان (ولا وهو يدافعه الأخبثان) بمثلثة البول والغائط فتكره الصلاة تنزيهاً بحضرة طعام يتوق إليه وبمدافعة الأخبثين أي أو أحدهما لما في ذلك من اشتغال القلب به وذهاب كمال الخشوع فيؤخر ليأكل ويفرغ نفسه وفيه تقديم فضيلة حضور القلب على فضيلة أول الوقت وأما خبر لا تؤخر الصلاة لطعام ولا لغيره فمعلول وبفرض صحته يحمل على من لم يشغل قلبه بذلك جمعاً بين الدليلين وألحق بحضور الطعام قرب حضوره والنفس تتوق إليه وبمدافعة الأخبثين ما في معناهما من كل ما يشغل القلب ويذهب كمال الخشوع كما ألحق بالغضب في خبر لا يقضى القاضي وهو غضبان ما في معناه من نحو جوع وعطش شديد وغم وفرح ومحل الكراهة إذا اتسع الوقت وإلا وجبت الصلاة بحاله ومتى صلى مع الكراهة صحت صلاته عند الجمهور لكن يندب إعادتها وقال أهل الظاهر بوجوبها لظاهر الحديث والجمهور قالوا معنى لا صلاة أي كاملة000
7510 لا صلاة بعد الصبح حتى ترتفع الشمس و لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس ( صحيح ) ( ق ن ه ) عن أبي سعيد ( حم د ه ) عن عمر
الشرح:(2/89)
(لا صلاة) أي صحيحة لأن صيغة النفي إذا دخلت على فعل في لفظ الشارع إنما تحمل على نفي الفعل الشرعي لا الوجودي (بعد) فعل (الصبح) أي صلاته (حتى ترتفع) وفي رواية حتى تشرق (الشمس) كرمح كما في أخبار أخر (ولا صلاة) صحيحة (بعد) فعل العصر أي صلاتها (حتى تغرب) أي يسقط جميع القرص ولفظ الشمس ساقط وفي بعض الروايات فعلم مما قررته أن الكراهة بعدهما متعلقة بالفعل في وقتيهما فلو صلاهما قضاء في وقت آخر لم تكره الصلاة بعدهما قال النووي: أجمعت الأمة على كراهة صلاة لا سبب لها في الأوقات المنهية أي وهي كراهة تحريم لا تنزيه على الأصح واتفقوا على جواز الفرائض المؤدّاة فيها واختلفوا في نفل له سبب كتحية وعيد وكسوف وجنازة وقضاء فائتة فذهب الشافعي إلى الجواز بلا كراهة وأدخله أبو حنيفة في عموم النهي اهـ ونوزع في دعوى الإجماع وقال البيضاوي: اختلف في جواز الصلاة بعد الصبح والعصر وعند الطلوع والغرب والاستواء فذهب داود إلى الجواز مطلقاً حملاً للنهي على التنزيه وجوز الشافعي الفرض وما له سبب وحرم أبو حنيفة الكل إلا عصر يومه وحرم مالك النفل دون الفرض ووافقه أحمد إلا ركعتي الطواف اهـ وهذا الحديث صريح أو كالصريح في تعميم الكراهة في وقت العصر من فعلها إلى الغروب وهو ما عليه الجمهور واستشكل بما في البخاري عن معاوية وأبي داود عن علي بإسناد صحيح لا تصلوا بعد العصر إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة وأجيب بأن الحديث الأول أصح بل متواتر كما يأتي وتقدم.
7511 لا صلاة بعد الفجر إلا سجدتين ( صحيح ) ( ت ) عن ابن عمر
7512 لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن فصاعدا ( صحيح )
( م د ن ) عن عبادة بن الصامت
7513 لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ( صحيح ) (حم ق 4)عن عبادة
الشرح:(2/90)
(لا صلاة لمن لم يقرأ) فيها (بفاتحة الكتاب) أي لا صلاة كائنة لمن لم يقرأ فيها وعدم الوجود شرعاً هو عدم الصحة هذا هو الأصل بخلاف لا صلاة لجار المسجد ولا صلاة لآبق ونحو ذلك فإن قيام الدليل على الصحة أوجب كون المراد كوناً خاصاً أي كاملة فعلية يكون من حذف الخبر لا من وقوع الجار والمجرور خبراً والشافعية يثبتون ركنية الفاتحة وعلى معنى الوجوب عند الحنفية فإنهم لا يقولون بوجوبها قطعاً بل ظناً لكنهم لا يخصون الفرضية والركنية بالقطعي فيتعين قراءتها عندهم فتبطل الصلاة بتركها ولا يقوم غيرها مقامها، وعند الحنفية أنها مع الوجوب ليست شرطاً للصحة بل الفرض قراءة ما تيسر من القرآن لآية {فاقرؤوا ما تيسر منه} وقوله لا صلاة إلا بالفاتحة أو غيره {وإنه لفي زبر الأولين} وأجيب عن الأول بأن المراد الفاتحة أو من لا يعرفها جمعاً وإلا لزم النسخ والمجاز والتعبد أولى منه وعن الثاني بأن راويه مطعون فيه وأن قوله أو غيرها أدناه وعن الثالث بأنه مجاز والمأمور به القراءة حقاً اهـ وإذا قلنا بوجوبها فعجز عنها أتى بسبع آيات فإن عجز فذكر بعدد حروفها خلافاً لمالك قياساً على الصوم وتمسكاً بأن من كان معه شيء من القرآن فليقرأ وإلا فليسم اللّه ورد الأول بالفرق والثاني بأنه لبيان إثبات ما قدر ثم هذا الحديث ليس فيه إلا وجوب قراءتها وأما تعينها في كل ركعة فعلم من دليل آخر.
(تنبيه) قال ابن القيم في البدائع: قولهم قرأت الكتاب يتعدى بنفسه وأما قرأت بأم القرآن وحديث لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب ففيه نكتة بديعة قلَّ من يفطن لها هي أن الفعل إذا عدى بنفسه فقلت قراءة سورة كذا اقتضى اقتصارك عليها تخصيصاً بالذكر إذا عدى بالباء فمعناه لا صلاة لمن لم يأت بهذه السورة في قراءته أو في صلاة في جملة ما يقرأ به وهذا لا يعطى الاقتصار عليها بل يشعر بقراءة غيرها معها0000
7514 لا صلاة لمن لا وضوء له و لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه(2/91)
( صحيح ) ( حم د ه ك ) عن أبي هريرة ( ه ) عن سعيد بن زيد
الشرح:
(لا صلاة) صحيحة (لمن لا وضوء له) وفي لفظ لا صلاة إلا بوضوء (ولا وضوء لمن لم يذكر اسم اللّه عليه) أي لا وضوء كاملاً لمن لم يسم اللّه أوله فالتسمية أوله مستحبة عند الشافعية والحنفية وأوجبها أحمد في رواية تمسكاً بظاهر هذا الحديث قال القاضي البيضاوي: هذه الصيغة حقيقة في نفي الشيء وتطلق مجازاً على نفي الاعتداد به لعدم صحته نحو لا صلاة إلا بطهور أو كماله نحو لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد والأول أشيع وأقرب إلى الحقيقة فيجب المصير إليه ما لم يمنع مانع وهنا محمول على نفي الكلام خلافاً لأهل الظاهر لخبر من توضأ فذكر اسم اللّه كان طهوراً لجميع بدنه ومن توضأ ولم يذكر اسم اللّه كان طهوراً لأعضاء وضوئه أو لم يرد به الطهور عن الحدث فإنه لا يتجزأ بل الطهور عن الذنوب اهـ وقال ابن حجر: يعارض هذا الخبر خبر المسيء صلاته إذا قمت فتوضأ كما أمرك اللّه الحديث لم يذكر التسمية وخبر أبي داود وغيره أنه لم يرد السلام على من سلم عليه وهو يتوضأ فلما فرغ قال: لم يمنعني إلا أني كنت على غير وضوء فإذا امتنع من ذكر اللّه قبل الوضوء فكيف يوجب التسمية حينئذ وهو من ذكر اللّه اهـ وهذا الحديث رواه أيضاً الدارقطني باللفظ المزبور وزاد فيه ولا يؤمن باللّه من لم يؤمن بي ولا يؤمن بي من لم يحب الأنصار اهـ بنصه ورواه الطبراني بلفظه وزاد ولا صلاة لمن لم يصل على النبي صلى اللّه عليه وسلم ولا صلاة لمن لا يحب الأنصار.
7515 لا صلاة لمن لا وضوء له و لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه (ولا صلاة لمن لم يصل على النبي و لا صلاة لمن لم يحب الأنصار)
( صحيح ) ( ه ك ) عن سهل بن سعد
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6300
7516 لا صيام لمن لم يفرضه من الليل ( صحيح ) ( ه ) عن حفصة
7517 لا ضرر و لا ضرار ( صحيح ) (حم ه)عن ابن عباس(ه)عن عبادة
الشرح:(2/92)
(لا ضرر) أي لا يضر الرجل أخاه فينقصه شيئاً من حقه (ولا ضرار) فعال بكسر أوله أي لا يجازي من ضره بإدخال الضرر عليه بل يعفو فالضرر فعل واحد والضرار فعل اثنين أو الضرر ابتداء الفعل والضرار الجزاء عليه والأول إلحاق مفسدة بالغير مطلقاً والثاني إلحاقها به على وجه المقابلة أي كل منهما يقصد ضرر صاحبه بغير جهة الاعتداء بالمثل وقال الحرالي: الضر بالفتح والضم ما يؤلم الظاهر من الجسم وما يتصل بمحسوسه في مقابلة الأذى وهو إيلام النفس وما يتصل بأحوالها وتشعر الضمة في الضر بأنه عن قهر وعلو والفتحة بأنه ما يكون من مماثل أو نحوه اهـ. وفيه تحريم سائر أنواع الضرر إلا بدليل لأن النكرة في سياق النفي تعم وفيه حذف أصله لا لحوق أو إلحاق أو لا فعل ضرر أو ضرار بأحد في ديننا أي لا يجوز شرعاً إلا لموجب خاص وقيد النفي بالشرع لأنه بحكم القدر الإلهي لا ينبغي وأخذ منه الشافعية أن للجار منع جاره من وضع جذعه على جداره وإن احتاج وخالف أحمد تمسكاً بخبر لا يمنع أحد جاره أن يضع خشبته على جداره ومنعه الشافعية بأن فيه جابر الجعفي ضعفوه وبفرض صحته فقد قال ابن جرير: هو وإن كان ظاهره الأمر لكن معناه الإباحة والإطلاق بدليل هذا الخبر وخبر إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام.
7518 لا ضمان على مؤتمن ( حسن ) ( هق ) عن ابن عمرو
الشرح:
تمسك به الشافعية والحنابلة على أنه لا ضمان على الأجير كقصار وصباغ إذا لم يقصر وضمنه مالك.
7519 لا طاعة لأحد في معصية الله إنما الطاعة في المعروف ( صحيح )
( ق ن ) عن علي
الشرح:
(لا طاعة لأحد) من المخلوقين كائناً من كان ولو أباً أو أماً أو زوجاً
(في معصية اللّه) بل كل حق وإن عظم ساقط إذا جاء حق اللّه (إنما الطاعة في المعروف) أي فيما رضيه الشارع واستحسنه وهذا صريح في أنه لا طاعة في محرم فهو مقيد للأخبار المطلقة.
7520 لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ( صحيح )
( حم ك ) عن عمران والحكم بن عمرو الغفاري(2/93)
الشرح:
(لا طاعة لمخلوق) صلة طاعة (في معصية الخالق) خبر لا وفيه معنى النهي يعني لا ينبغي ولا يستقيم ذلك وتخصيص ذكر المخلوق والخالق يشعر بغلبة هذا الحكم قال الزمخشري: قال مسلمة بن عبد الملك لأبي حازم: ألستم أمرتم بطاعتنا بقوله تعالى {وأولى الأمر منكم} قال: أليس قد نزعت عنكم إذا خالفتم الحق بقوله تعالى {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى اللّه والرسول} قال ابن الأثير: يريد طاعة ولاة الأمر إذا أمروا بما فيه إثم كقتل ونحوه وقيل معناه أن الطاعة لا تسلم لصاحبها ولا تخلص إذا كانت مشوبة بمعصية والأول أشبه بمعنى الحديث.
7521 لا طاعة لمن لم يطع الله ( صحيح ) ( حم ) عن أنس
الشرح:
في أوامره ونواهيه وفي رواية لأحمد أيضاً لا طاعة لمن عصى اللّه فإذا أمر الإمام بمعصية فلا سمع ولا طاعة كما هو نص حديث البخاري أنه لا يجب ذلك بل يحرم على من قدر على الامتناع.
7522 لا طلاق إلا فيما يملك و لا عتق إلا فيما يملك و لا بيع إلا فيما يملك و لا و فاء نذر إلا فيما يملك و لا نذر إلا فيما ابتغي به وجه الله و من حلف على معصية فلا يمين له و من حلف على قطيعة رحم فلا يمين له ( حسن )
( د ك ) عن ابن عمرو
7523 لا طلاق قبل النكاح ( صحيح ) ( ه ) عن علي ( ك ) عن جابر
7524 لا طلاق قبل النكاح و لا عتاق قبل ملك ( صحيح )( ه )عن المسور
الشرح:(2/94)
(لا طلاق قبل النكاح) في رواية نكاح منكراً وهو أنسب بقوله (ولا عتاق قبل ملك) الطلاق رفع قيد النكاح باختيار الزوج فحيث لا نكاح فلا طلاق فيكون الطلاق لغواً كالعتاق قبل الملك وبه قال الشافعية واعتبر الحنفية الطلاق قبل النكاح إذا أضيف إليه أعم أو أخص نحو كل امرأة أتزوجها فهي طالق وإن تزوجت هنداً فهي طالق وأوّلوا الحديث بما لو خاطب أجنبية بطلاق ولم يضفه إلى النكاح، قال القاضي: وهو تقييد وتخصيص للنص بما ينبو عنه ومخالفة للقياس لغير موجب قال الطيبي: والنفي وإن ورد على لفظ الطلاق والعتاق لكن المنفي محذوف أي لا وقوع طلاق قبل نكاح ولا تقرر عتاق قبل شراء وكذا يقال فيما يجيء على هذا النحو.
7525 لا طلاق و لا عتاق في إغلاق ( حسن ) ( حم د ه ك ) عن عائشة
الشرح:
(إغلاق) أي إكراه لأن المكره يغلق عليه الباب ويضيق عليه غالباً حتى يأتي بما أكره عليه فلا يقع طلاقه بشرطه عند الأئمة الثلاثة وقال أبو حنيفة يصح طلاقه دون إقراره لوجود اللفظ المعتبر من أهله في محله لكن لم يوجد الرضا بثبوت حكمه وهو غير معتبر كما في طلاق الهازل وعتقه وضعفه القاضي بأن القصد إلى اللفظ معتبر بدليل عدم اعتبار طلاق من سبق لسانه وهنا القصد إلى اللفظ من نتيجة الإكراه فيكون كالعدم بالنسبة للمكره وتفسير الإغلاق بالغضب ردّ بما صح عن الحبر وعائشة أنه يقع طلاقه وأفتى به جمع من الصحابة وزعم أن المعنى لا تعلق التطليقات كلها دفعة حتى لا يبقى منها شيء لكن مطلق طلاق السنة يأباه قوله ولا عتاق إذ المعنى المذكور لا يجيء في العتاق.
7526 لا طيرة و خيرها الفأل: الكلمة الصالحة يسمعها أحدكم ( صحيح )
( حم م ) عن أبي هريرة
7527 لا عدوى و لا صفر و لا هامة ( صحيح )
( حم ق ) عن أبي هريرة ( حم م ) عن السائب بن يزيد
الشرح:(2/95)
(لا عدوى) أي لا سراية لعلة من صاحبها لغيره يعني أن ما يعتقده الطبائعيون من أن العلل المعدية مؤثرة لا محالة باطل بل هو متعلق بالمشيئة الربانية والنهي عن مداناة المجذوم من قبيل اتقاء الجدار المائل والسفينة المعيبة (ولا صفر) بفتحتين وهو تأخير المحرم إلى صفر في النسيء أو دابة بالبطن تعدى عند العرب. قال البيضاوي: ويحتمل أن يكون نفياً لما يتوهم أن شهر صفر تكثر فيه الدواهي والفتن (ولا هامة) بتخفيف الميم على الصحيح، وحكى أبو زيد تشديدها دابة تخرج من رأس القتيل أو تتولد من دمه فلا تزال تصيح حتى يؤخذ بثأره كذا تزعم العرب فأكذبهم الشارع قال القرطبي: ولا ينافيه خبر: لا يورد ممرض على مصح لأنه إنما نهى عنه خوف الوقوع في اعتقاد ذلك أو تشويش النفس وتأثير الوهم فينبغي تجنب طرق الأوهام فإنها قد تجلب الآلام وبهذا الجمع سقط التعارض بين الحديثين وعلم أنه لا دخل للنسخ هنا فإنهما خبران عن أمرين مختلفين لا متعارضين قال ابن رجب: المشروع عند وجود الأسباب المكروهة الاشتغال بما يرجى به دفع العذاب من أعمال الطاعة والدعاء وتحقيق التوكل والثقة باللّه قال بعض الحكماء: صحيح الأصوات في هياكل العبادات بأفنان اللغات محلل ما عقدته الأفلاك الدائرات أي على زعمهم00
7528 لا عدوى و لا طيرة و إنما الشؤم في ثلاث: في الفرس و المرأة و الدار ( صحيح ) ( حم ق ) عن ابن عمر
قال الالبانى : وفى رواية ل (خ) (إن كان الشؤم فى شئ ففى 0000) وهى الراجحة عندى كما بينته فى المصدر المذكور (صحيح الجامع ص 1251)
7529 لا عدوى و لا طيرة و لا هامة (ذلكم القدر) فمن أجرب الأول
( صحيح ) (حم ه ) عن ابن عمر ما بين قوسين ضعيف عند الألباني
7530 لا عدوى و لا طيرة و لا هامة و لا صفر و فر من المجذوم كما تفر من الأسد ( صحيح ) ( حم خ ) عن أبي هريرة
7531 لا عدوى و لا طيرة و لا هامة و لا صفر و لا غول ( صحيح )
( حم م ) عن جابر
الشرح:(2/96)
(لا عدوى ولا طيرة) بكسر ففتح من التطير التشاؤم بالطيور (ولا هامة ولا صفر ولا غول) هو بالفتح مصدر معناه البعد والهلاك وبالضم الاسم وهو من السعالى وجمعه أغوال وغيلان كانوا يزعمون أن الغيلان في الفلاة وهر من جنس الشياطين تتراءى للناس وتتغول أي تتلون فتضلهم عن الطريق فتهلكهم فأبطل ذلك وقيل إنما أبطل ما زعموه من تلونه لا وجوده ومعنى لا غول أي لا يستطيع أحد إضلال أحد قال القاضي: والمراد بقوله لا عدوى إلخ أن مصاحبة المعلول ومؤاكلته لا توجب حصول تلك العلة ولا تؤثر فيها لتخلفه عن ذلك طرداً وعكساً لكنها تكون من الأسباب المقدرة التي تعلقت المشيئة بترتب العلة عليها بالنسبة إلى بعض الأبدان إحداث اللّه تعالى فعلى العاقل التحرز عنها ما أمكن بتحرزه عن الأطعمة الضارة والأشياء المخوفة والطيرة التفاؤل بالطير وكانوا يتفاءلون بأسمائها وأصواتها والهامة الصداء وهو طائر كبير يضعف بصره بالنهار ويطير بالليل ويصوت فيه ويقال له يوم والناس يتشاءمون بصوته ومن زعمات العرب أن روح القتيل الذي لا يدرك ثاره تصير هامة فتبدوا وتقول اسقوني فإذا أدرك ثأره طارت وقوله لا غول يحتمل أن المراد به نفيه رأساً وأن المراد نفيه على الوجه الذي يزعمونه فإنهم يقولون هو ضرب من الجن يتشخصون لمن يمشي وحده في ملاة أو في الليلة الليلاء ويمشي قدامه فيظن الماشي خلفه أنه إنسان فيتبعه فيوقعه في الهلاك اهـ. وقال الطيبي: لا التي لنفي الجنس دخلت على المذكورات ونفت ذواتها وهي غير منفية فيوجه النفي إلى أوصافها وأحوالها التي هي مخالفة الشرع فإن العدوى وصفر والهامة موجودة والمنفي هو ما زعمت الجاهلية لا إثباتها فإن نفي الذات لإرادة نفي الصفات أبلغ في باب الكناية.
7532 لا عدوى و لا طيرة و يعجبني الفأل الصالح و الفأل الصالح: الكلمة الحسنة ( صحيح ) ( حم ق د ت ه ) عن أنس
7533 لا عدوى و لا هامة و لا طيرة و أحب الفأل الحسن ( صحيح )(2/97)
( م ) عن أبي هريرة
7534 لا عدوى و لا هامة و لا نوء و لا صفر (صحيح)(د)عن أبي هريرة
7535 لا عقر في الإسلام ( صحيح ) ( د ) عن أنس
الشرح:
قال ابن الأثير: هذا نفي للعادة الجاهلية وتحذير منها كانوا في الجاهلية يعقرون الإبل أي ينحرونها على قبور الموتى ويقولون صاحب القبر كان يعقرها للأضياف في حياته فيكافأ بصنيعه بعد موته. قال المجد ابن تيمية: وكره الإمام أحمد أكل لحمه قال: قال أصحابنا وفي معناه ما يفعله كثير من التصدق عند القبر بنحو خبز اهـ، وأصل العقر ضرب قوائم البعير والشاة بالسيف وهو قائم.
7536 لا عقوبة فوق عشر ضربات إلا في حد من حدود الله ( صحيح )
( خ ) عن رجل
7537 لا عليكم أن لا تفعلوا فإن الله تعالى كتب من هو خالق إلى يوم القيامة ( صحيح ) ( حم م ) عن أبي سعيد
7538 لا عليكم أن لا تفعلوا ما كتب الله خلق نسمة هي كائنة إلى يوم القيامة إلا ستكون ( صحيح ) ( م د ) عن أبي سعيد
7539 لا عمرى فمن أعمر شيئا فهو له (صحيح) (حم ن ه)عن أبي هريرة
7540 لا عمرى و لا رقبى فمن أعمر شيئا أو أرقبه فهو له في حياته و مماته ( صحيح ) ( حم ن ه ) عن ابن عمر
7541 لا غرار في صلاة و لا تسليم ( صحيح )( حم د ك ) عن أبي هريرة
الشرح:
(لا غرار) بغين معجمة وراءين (في صلاة ولا تسليم) قال الزمخشري: الغرار النقصان من غارت الناقة نقص لبنها ورجل مغار الكف إذا كان بخيلاً وللسوق درة وغرار أي نفاق وكساد وغرار الصلاة أن لا تقيم أركانها معدلة كاملة وفي التسليم أن يقول السلام عليك إذا سلم وأن يقتصر في رد السلام عليّ وعليك ومن روى ولا تسليم فعطفه عن لا غرار فمعناه لا نوم فيها ولا سلام إلى هنا كلامه.
7542 لا غصب و لا نهبة ( صحيح ) ( طب ) عن عمرو بن عوف
الشرح:
(ل غصب) بصاد مهملة بضبط المصنف (ولا نهبة) أي لا يجوز ذلك في الإسلام.
7543 لا غول ( صحيح ) ( د ) عن أبي هريرة
الشرح:(2/98)
(لا غول) بضم الغين المعجمة أي لا وجود له أو لا يضر تلونه.
7544 لا فرع و لا عتيرة ( صحيح ) ( حم ق 4 ) عن أبي هريرة
الشرح:
(لا فرع) بغاء وراء وعين مهملتين مفتوحات وهو أول نتاج ينتج كانت الجاهلية تذبحه لطواغيتها فقال ابن حجر: أي لا فرع واجب (ولا عتيرة) واجبة قاله الشافعي، فلا ينافي الأمر بالعتيرة في أخبار كثيرة وقال غيره: هي النسيكة التي تعتر أي تذبح في رجب تعظيماً له لكونه أول الأشهر الحرم، ثم إن النهي مخصوص بما يذبح لذلك مراداً به الأصنام أما ما تجرد عن ذلك فمباح بل مندوب عند الشافعي بل إن سهل كل شهر فأفضل.
7545 لا قطع في ثمر و لا كثر ( صحيح ) (حم 4 حب)عن رافع بن خديج
الشرح:
(لا قطع في ثمر) بفتح المثلثة والميم أي ما كان معلقاً في النخل قبل أن يجز ويحرز (ولا كثر) محركاً جمار النخل وهو شحمه الذي يخرج منه الكافور وهو وعاء الطلع من جوفه سمي جماراً وكثراً لأنه أصل الكوافير وحيث تجتمع وتكثر ذكره الزمخشري وقال ابن الأثير: الثمر الرطب ما دام في النخلة فإذا قطع فهو رطب فإذا كثر فهو تمر والكثر الجمار اهـ. لكن يناقضه أنه فسره في رواية النسائي بالحمام فقال: والكثر الحمام وقضية تصرف المؤلف أن هذا هو الحديث بكماله والأمر بخلافه بل بقيته إلا ما أواه الجرين هكذا هو ثابت في الترمذي وغيره فبين بالحديث الحالة التي يجب فيها القطع وهي حالة كون المال في حرز فلا قطع على من سرق من غير حرز قال القرطبي بالإجماع إلا ما شذ به الحسن وأهل الظاهر. وقال ابن العربي: قد اتفقت الأمة على أن شرط القطع أن يكون المسروق محرزاً يحرز مثله ممنوعاً من الوصول إليه بمانع اهـ. لكن أخذ بعمومه فلم يقطعوا في فاكهة رطبة ولو محرزة وقاسوا عليه الأطعمة الرطبة التي لا تدخر قال ابن العربي: وليس مقصود الحديث ما ذهبوا إليه بدليل قوله إلا ما أواه الجرين فبين أن العلة كونه في غير حرز له غير المحرزة.(2/99)
7545 / 1لا قود في المأمومة و لا الجائفة ولا المنقلة(حسن)(ه)عن العباس
هذا حديث مستدرك من الطبعة الأولى
قال الألباني في صحيح ابن ماجه رقم: 2132 حسن
الشرح:
لعدم انضباطها ففي المأمومة ثلث الدية والجائفة نصف عشر دية صاحبها والمنقلة عشر فإن أوضحت فخمسة عشر.
7546 لا نذر في معصية الله و لا فيما لا يملك ابن آدم ( صحيح )
( ن ه ) عن عمران بن حصين
7547 لا نذر في معصية و كفارته كفارة يمين ( صحيح )
( حم 4 ) عن عائشة ( ن ) عن عمران بن حصين
الشرح:
(لا نذر في معصية) أي لا وفاء في نذر معصية ولا صحة له ولا عبرة به ولا العقاد له فإن نذر أحد فيها لم يجز له فعلها وعليه الكفارة (وكفارته كفارة يمين) أي مثل كفارته وبه أخذ أبو حنيفة وأحمد وقال الشافعي ومالك لا ينعقد نذره ولا كفارة عليه.
7548 لا نذر لابن آدم فيما لا يملك و لا يمين له فيما لا يملك و لا طلاق له فيما لا يملك ( حسن ) ( ت ) عن ابن عمرو
7549 لا نذر و لا يمين فيما لا يملك ابن آدم و لا في معصية الله و لا في قطيعة رحم (و من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها فليدعها و ليأت الذي هو خير فإن تركها كفارتها) ( صحيح ) ( د ك ) عن ابن عمرو
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6312
7550 لا نفقة لك إلا أن تكوني حاملا ( صحيح )( د ) عن فاطمة بنت قيس
7551 لا نفقة لك و لا سكنى ( صحيح ) ( م ) عن فاطمة بنت قيس
7552 لا نفل إلا بعد الخمس ( صحيح ) ( حم د ) عن معن بن يزيد
7553 لا نقطع الأبطح إلا شدا ( صحيح ) ( حم ه ) عن أم ولد شيبة
7554 لا نقطع الوادي إلا شدا ( صحيح ) ( ن ) عن امرأة صحابية
7555 لا نكاح إلا بولي (صحيح) (حم 4 ك)عن أبي موسى ( ه )ابن عباس
الشرح:(2/100)
(لا نكاح إلا بولي) أي لا صحة له إلا بعقد ولي فلا تزوج امرأة نفسها فإن فعلت فهو باطل وإن أذن وليها عند الشافعي كالجمهور خلافاً للحنفية وتخصيصهم الخبر بنكاح الصغيرة والمجنونة والأمة خلاف الظاهر ذكره البيضاوي والجمهور على أن الحديث لا إجمال فيه وقول الباقلاني: هو مجمل إذ لا يصح النفي لنكاح بدون ولي مع وجوده حساً فلا بد من تقدير شيء وهو متردد بين الصحة والكمال ولا مرجح فكان مجملاً منع بأن المرجح لنفي الصحة موجود وهو قربه من نفي الذات إذا ما انتفت صحته لا يعتد به فيكون كالعدم بخلاف ما انتفى كماله.
7556 لا نكاح إلا بولي و السلطان ولي من لا ولي له ( صحيح )
( حم ه ) عن عائشة
7557 لا نكاح إلا بولي و شاهدي عدل (صحيح)(هق)عن عمران وعائشة
الشرح:
من إضافة الموصوف إلى صفته لأن القول من صفة الشاهد وشاهدان عدلان وشهود عدول ثم يضيفه إليها اتساعاً ولما استعمل الإضافة أفرد المضاف إليه.
7558 لا نكاح إلا بولي و شاهدين ( صحيح ) ( طب ) عن أبي موسى
الشرح:
(لا نكاح) صحيح وحمله على نفي كماله لكونه على صدد فسخ الأولياء لعدم الكفاءة عدول عن الظاهر من غير دليل وحمل الكلام على ما بعد اللفظ بالنسبة إليه كاللغز ذكره القاضي (إلا بولي وشاهدين) وفي رواية للدارقطني وشهود ومهر إلا ما كان من النبي عليه الصلاة والسلام وأخرج الطبراني في الأوسط بسند قال ابن حجر: حسن عن ابن عباس لا نكاح إلا بولي مرشد أو سلطان.
7559لا نورث ما تركنا صدقة (صحيح)(حم ق 3)عن عمر وعثمان وسعد وطلحة والزبيروعبدالرحمن بن عوف(حم ق)عن عائشة(م ت) أبي هريرة
7560 لا نورث ما تركنا صدقة و إنما يأكل آل محمد في هذا المال
( صحيح ) ( حم ق د ن ) عن أبي بكر
7561 لا نورث ما تركنا فهو صدقة و إنما هذا المال لآل محمد لنائبتهم و لضيفهم فإذا مت فهو إلى ولي الأمر من بعدي ( صحيح ) ( د ) عن عائشة(2/101)
7562 لا هامة و لا عدوى و لا طيرة و إن تكن الطيرة في شيء ففي: الفرس و المرأة و الدار ( صحيح ) ( حم ) عن سعد بن مالك
7563 لا هجرة بعد الفتح و لكن جهاد و نية وإذا استنفرتم فانفروا(صحيح) ( م ) عن عائشة ( حم ن ) عن صفوان بن أمية ( حم ت ن ) عن ابن عباس
7564 لا هجرة بعد ثلاث ( صحيح ) ( حم م ) عن أبي هريرة
الشرح:
قال ابن الأثير: يريد الهجر ضد الوصل يعني فيما يكون بين المسلمين من عتب وموجدة أو تقصير يقع في حقوق العشرة والصحبة لا ما كان منه في جانب الدين كهجر أهل الأهواء والبدع فإنه مطلوب أبداً اهـ. فيحرم هجر المسلم فوق ثلاث ويجوز ما دونها، لأن الآدمي جبل على الغضب فعفي عن الثلاث ليذهب ذلك العارض، وذهب مالك والشافعي إلى أن السلام يقطع الهجر ويرفع الإثم ولو بنحو مكاتبة أو مراسلة كما أن تركه يزيد الوحشة.
7565 لا هجرة بعد فتح مكة ( صحيح ) ( خ ) عن مجاشع بن مسعود
الشرح:(2/102)
أي لأنها صارت دار إسلام وإنما تكون الهجرة من دار الحرب فهذا معجرة له فإنه إخبار بأنها تبقى دار إسلام ولا يتصور منها هجرة أو لا هجرة واجبة من مكة إلى المدينة بعد الفتح كما كانت قبله لمصيرها دار إسلام واستغناء المسلمين عن ذلك إذ كان معظم الخوف من أهله فالمراد لا هجرة بعد الفتح لمن لم يكن هاجر قبله أما الهجرة من بلاد الكفر فباقية إلى يوم القيامة وأما الهجرة المندوبة وهي الهجرة من أرض يهجر فيها المعروف ويشيع فيها المنكر أو من أرض أصاب فيها ذنباً فهي باقية وفي رواية للبخاري أيضاً لا هجرة بعد الفتح قال ابن حجر: أي فتح مكة إذا عم إشارة إلى أن حكم غير مكة في ذلك حكمها فلا تجب من بلدة فتحها المسلمون أما قبل فتح البلد فمن به من المسلمين إما قادر على الهجرة لا يمكنه إظهار دينه وأداء واجباته فالهجرة منه واجبة وإما قادر لكنه يمكنه إظهار ذلك وأداؤه فيندب لتكثر المسلمين ومعرفتهم والراحة من رؤية المنكر وإما عاجز لنحو مرض فله الإقامة وتكلف الخروج0000
7566 لا هجرة و لكن جهاد و نية و إذا استنفرتم فانفروا فإن هذا بلد حرمه الله يوم خلق السموات و الأرض و هو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة و إنه لم يحل القتال فيه لأحد قبلي و لا يحل لي إلا ساعة من نهار فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة لا يعضد شوكه و لا ينفر صيده و لا يلتقط لقطته إلا من عرفها و لا يختلى خلاها إلا الإذخر ( صحيح )
( حم ق د ت ) عن ابن عباس
7567 لا وتران في ليلة ( صحيح ) ( حم 3 الضياء ) عن طلق بن علي
الشرح:(2/103)
(لا وتران) هذا على لغة من ينصب المثنى بالألف فإنه لا يبنى الاسم معها على ما ينصب به فهو كقراءة من قرأ {إن هذا لساحران} (في ليلة) أي من أوتر ثم تهجد لا يعيد الوتر إذا نام ثم قام وبهذا أخذ الشافعي وهو حجة على أبي حنيفة حيث قال: يشفع بركعة واستشكاله بأن المغرب وتر وهاذ وتر فيلزم وقوع وترين في ليلة رد بأن المغرب وتر النهار وهذا وتر الليل وبأنها وتر الفروض وهذا وتر النفل.
7568 لا وجدته لا وجدته لا وجدته إنما بنيت هذه المساجد لما بنيت له
( صحيح ) ( حم م ن ه ) عن بريدة
7569 لا وصال في الصوم ( صحيح ) ( الطيالسي ) عن جابر
الشرح:
أي لا جواز له ولا حل بالنسبة إلى الأمة فيحرم عند الشافعي وزعم أن مقصود النهي الرخصة للضعيف لا العزم على الصائم خلاف الظاهر.
7570 لا وصية لوارث ( صحيح ) ( قط ) عن جابر
الشرح:
لأن الغرض بذلها وزاد البيهقي وغيره إلا أن تجيز الورثة وليس المعنى نفي صحة الوصية للوارث بل نفي لزومها أي ولا صية لازمة لوارث خاص إلا بإجازة بقية الورثة إن كانوا مطلقي التصرف هب الموصى به زاد على الثلث أم لا.
(تنبيه) هذا الحديث احتج به من ذهب إلى جواز نسخ القرآن بالسنة ولو آحاد فإنه ناسخ لقوله سبحانه {كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيراً الوصية للوالدين والأقربين} ومن ذهب إلى أنه لم يقع قط نسخ القرآن إلا بالمتواتر قال: لا نسلم عدم تواتر ذلك للمجتهدين الحاكمين بالنسخ.
7571لا وضوء إلا من ريح أو سماع(صحيح)(حم ه)عن السائب بن خباب
7572 لا وضوء إلا من صوت أو ريح ( صحيح ) ( ت ه )عن أبي هريرة
الشرح:(2/104)
قال الطيبي: نفى جنس أسباب التوضئ واستثنى منه الصوت والريح والنواقض كثيرة فلعل ذلك في صورة مخصوصة فالمراد نفي جنس الشك وإثبات اليقين أي لا يتوضأ من شك مع سبق ظن الطهر إلا بيقين صوت أو ريح وقال اليعمري: هذا الحديث ونحوه أصل في إعمال الأصل وطرح الشك والعلماء متفقون على العمل بهذه القاعدة في كل صورة لكنه اختلف في صورة المشكوك فيه ما هو والمتحقق ما هو وهو ما لو شك في الحدث بعد سبق الطهر، فالشافعي أعمل الأصل المذكور وهو الطهارة وطرح الشك الحادث وهو الحدث وأجاز الصلاة، ومالك منع من الصلاة مع الشك في بقاء التطهير إعمالاً للأصل الأول وهو ترتب الصلاة في الذمّة وقال: لا يبطل إلا بطهر متيقن وهذا الحديث طاهر في إعمال الطهارة الأولى وطرح الشك وقوله إلا من صوت أو ريح لا ينفي وجوبه من غائط وبول لأن الشريعة كما قال ابن العربي لم تأت جملة بل آحاداً وفصولاً يتوالى واحداً بعد آخر حتى أكمل اللّه الدين ولأن المصطفى صلى اللّه تعالى عليه وعلى آله وسلم قال: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث" ثم قتل العلماء بنحو عشرة أسباب بزيادة أدلة فكذا هنا ولأن قوله إلا من صوت أو ريح أي ضراط وفساء يحمل عليه البول والغائط فإنه خارج معتاد فينقض بهما كهما، وقال الكمال ابن أبي شريف: المعنى لا يبطل الوضوء إلا بيقين لا أن مبطله ينحصر فيما ذكر.
7573 لا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ( صحيح ) ( ت ) عن سعيد بن زيد ( ت في العلل )عن أبي هريرة ( حم ت في العلل ه ك ) عن أبي سعيد
7574 لا وفاء لنذر في معصية الله ( صحيح ) ( حم ) عن جابر
7575 لا يأتي رجل مولاه فيسأله من فضل هو عنده فيمنعه إياه إلا دعي له يوم القيامة شجاع أقرع يتلمظ فضله الذي منع منه ( حسن )
( ن ) عن معاوية بن حيدة
7576 لا يأتي عليكم عام و لا يوم إلا و الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم
( صحيح ) ( حم خ ه ) عن أنس
الشرح:(2/105)
(لا يأتي عليكم عام ولا يوم إلا والذي بعده شر) بحذف الألف عند الجمهور ولأبي ذر بإثباتها بوزن أفعل وعليها شرح ابن التين، وقال في الصحاح: لا يقال أشر إلا في لغة رديئة (منه) فيما يتعلق بالدين أو غالباً وحمله الحسن على التعميم فأورد عليه ابن عبد العزيز بعد الحجاج فقال: لا بد للناس من تنفيس أي أن اللّه ينفس عن عباده وقتاً مّا ويكشف البلاء عنهم حيناً مّا، وأجاب غيره بأن المراد بالتفضيل مجموع العصر على مجموع العصر فإن عصر الحجاج كان فيه كثير من الصحب أحياءاً وفي زمن عمر انقرضوا وزمن الصحب خير مما بعده لخبر خير القرون قرني (حتى تلقوا ربكم) أي حتى تموتوا وهذا علم من أعلام نبوته لإخباره به وقد وقع واستشكل أيضاً بزمان عيسى فإنه بعد الدجال وأجيب بأن المراد الزمان الذي بعد عيسى أو جنس الزمان الذي فيه الأمر وأن المراد بالأزمنة ما قبل وجود العلامات العظام كالدجال وما بعده ويكون المراد بالأزمنة المتفاضلة في الشر في زمن الحجاج فما بعده إلى الدجال وأما زمن عيسى فله حكم مستأنف وبأن المراد بالأزمنة أزمنة الصحابة بناء على أنهم المخاطبون به فيختص بهم فأما من بعدهم فلم يقصدوا بالخير لكن الصحابي فهم التعميم.
7577 لا يأخذ أحد شبرا من الأرض بغير حقه إلا طوقه الله إلى سبع أرضين يوم القيامة ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
7578 لا يأخذن أحدكم متاع صاحبه لاعبا و لا جادا و إن أخذ عصا صاحبه فليردها عليه ( حسن ) ( حم د ت ك ) عن السائب بن يزيد
7579 لا يأكل أحدكم بشماله و لا يشرب بشماله فإن الشيطان يأكل بشماله و يشرب بشماله ( صحيح ) ( م ت ) عن ابن عمر
7580 لا يأكل أحدكم من لحم أضحيته فوق ثلاثة أيام ( صحيح )
( حم م ت ) عن ابن عمر
7581 لا يؤم الرجل في سلطانه و لا يجلس على تكرمته في بيته إلا بإذنه
( صحيح ) ( ت ) عن ابن مسعود(2/106)
7582 لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده و والده و الناس أجمعين ( صحيح ) ( حم ق ن ه ) عن أنس
الشرح:
(لا يؤمن أحدكم) لفظ رواية ابن ماجه أحد أي إيماناً كاملاً ونفي اسم الشيء بمعنى الكمال عنه مستفيض في كلامهم وخصوا بالخطاب لأنهم الموجودون إذ ذاك والحكم عام (حتى أكون أحب إليه) غاية لنفي كمال الإيمان ومن كمل إيمانه علم أن حقيقة الإيمان لا تتم إلا بترجيح حبه على حب كل (من ولده ووالده) أي أصله وفرعه وإن علا أو نزل، والمراد من له ولادة وقدم الولد على الوالد لمزيد الشفقة وفي رواية للبخاري تقديم الوالد ووجهه أن كل أحد له والد ولا عكس وذكر الولد والوالد أدخل في المعنى لأنهما أعز على العاقل من الأهل والمال بل عند البعض من نفسه ولذلك لم يذكر النفس وشمل لفظ الوالد الأم إن أريد من له ولادة أو ذات ولد، ويحتمل أنه اكتفى بذكر أحدهما كما يكتفى من أحد الضدين بالآخر وعطف عليه من عطف العام على الخاص قوله (والناس أجمعين) حباً اختيارياً إيثاراً له عليه الصلاة والسلام على ما يقتضي العقل رجحانه من حبه احتراماً وإكراماً وإجلالاً وإن كان حب غيره لنفسه وولده مركوزاً في غريزته فسقط استشكاله بأن المحبة أمر طبيعي غريزي لا يدخل الاختيار فكيف تكلف به إذ المراد حب الاختيار المستند إلى الإيمان كما تقرر فمعناه لا يؤمن أحدكم حتى يؤثر رضاي على هوى والديه وأولاده، قال الكرماني: ومحبة الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم إرادة طاعته وترك مخالفته وهو من واجبات الإسلام والحديث من جوامع الكلم لأنه جمع فيه أصناف المحبة الثلاث محبة الإجلال وهي محبة الأصل ومحبة الشفقة وهي محبة الوالد ومحبة المجانسة وهي محبة الناس أجمعين وشاهد صدق ذلك بذل النفس في رضا المحبوب وإيثاره على كل مصحوب قال الإمام النووي: وفي الحديث تلميح إلى قضية النفس الأمارة والمطمئنة فمن رجح جانب المطمئنة كان حبه لنبيه راجحاً ومن رجح الأمّارة كان بالعكس000(2/107)
7583 لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ( صحيح )
( حم ق ت ن ه ) عن أنس
الشرح:
(لا يؤمن أحدكم) إيماناً كاملاً فالمراد بنفيه هنا نفي بلوغ حقيقته ونهايته من قبيل خبر لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن (حتى يحب) بالنصب لأن حتى جارة وأن بعدها مضمرة ولا يجوز الرفع فتكون حتى عاطفة لفساد المعنى إذ عدم الإيمان ليس سبباً للمحبة ذكره الكرماني (لأخيه) في الإسلام من الخير كما في رواية النسائي والقضاعي وابن منده والإسماعيلي وغيرهم فمن قصره على كف الأذى فقد قصر ولا حاجة لقول البعض هو عام مخصوص إذ المرء يحب لنفسه وطء حليلته لا لغيره والخير كلمة جامعة تعم الطاعات والمباحات الدينية والدنيوية وتخرج المنهيات لأن اسم الخير لا يتناولها والمحبة إرادة ما تعتقده خيراً قال النووي: المحبة الميل إلى ما يوافق المحب وقد يكون بحواسه كحسن الصورة أو بعلته أو بعقله إما لذاته كالفضل والكمال أو لإحسانه كجلب نفع أو دفع ضرر والمراد هنا الميل الاختياري دون القهري (ما يحب لنفسه) من ذلك وأن يبغض لأخيه ما يبغض لنفسه من السوء ولم يذكره لأن حب الشيء مستلزم بغض نقيضه وذلك ليكون المؤمنون كنفس واحدة ومن زعم كابن الصلاح أن هذا من الصعب الممتنع غفل عن المعنى والمراد وهو أن يحب له حصول مثل ذلك من جهة لا يزاحمه فيها كما تقرر وبه دفع ما قيل هذه محبة عقلية لا تكليفية طبيعية لأن الإنسان جبل على حب الاستئثار فتكليفه بأن يحب له ما يحب لنفسه مفض إلى أن لا يكمل إيمان أحد إلا نادراً وذكر الأخر غالبي فالمسلم ينبغي أن يحب للكافر الإسلام وما يترتب عليه من الخير والأجر ومقصود الحديث انتظام أحوال المعاش والمعاد والجري على قانون السداد {واعتصموا بحبل اللّه جميعاً ولا تفرقوا} وعماد ذلك وأساسه السلامة من الأدواء القلبية كالحاسد يكره أن يفوته أحد أو يساويه في شيء والإيمان يقتضي المشاركة في كل خير من غير أن ينقص على أحد من نصيب أحد شيء(2/108)
نعم من كمال الإيمان تمني مثل فضائله الأخروية الذي فات فيها غيره وآية {لا تتمنوا ما فضل اللّه به بعضكم على بعض} نهي عن الحسد المذموم فإذا فاقه أحد في فضل دين اللّه اجتهد في لحاقه وحزن على تقصيره لا حسداً بل منافسة في الخير وغبطة.
7584 لا يؤمن عبد حتى يؤمن بأربع: يشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله بعثني بالحق و يؤمن بالموت و يؤمن بالبعث بعد الموت و يؤمن بالقدر خيره و شره ( صحيح ) ( حم ت ه ك ) عن علي
7585 لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره و شره حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه و ما أخطأه لم يكن ليصيبه ( صحيح ) ( ت ) عن جابر
7586 لا يباع فضل الماء ليباع به الكلأ ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
7587 لا يبع أحدكم على بيع أخيه ( صحيح ) ( خ ن ه ) عن ابن عمر
7588 لا يبع الرجل على بيع أخيه حتى يبتاع أو يذر ( صحيح )
( ن ) عن ابن عمر
7589 لا يبع بعضكم على بيع بعض و لا تلقوا السلع حتى يهبط بها إلى السوق ( صحيح ) ( حم ق د ) عن ابن عمر
7590 لا يبع بعضكم على بيع بعض و لا يخطب بعضكم على خطبة بعض ( صحيح ) ( ت ) عن ابن عمر
7591 لا يبع حاضر لباد و لا تناجشوا و لا يبع الرجل على بيع أخيه و لا يخطب على خطبة أخيه و لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ ما في إنائها و لتنكح فإنما لها ما كتب الله لها ( صحيح ) ( خ ت ن ه ) عن أبي هريرة
7592 لا يبغض الأنصار رجل يؤمن بالله و اليوم الآخر ( صحيح )
( م ) عن أبي هريرة ( حم ت ن ) عن ابن عباس ( حم حب ) عن أبي سعيد
7593 لا يبولن أحدكم في الماء الدائم الذي لا يجري ثم يغتسل فيه
( صحيح ) ( ق د ن ) عن أبي هريرة
7594 لا يبولن أحدكم في الماء الدائم ثم يتوضأ منه ( صحيح )
( حم ت ن ) عن أبي هريرة
7595 لا يبولن أحدكم في الماء الدائم و لا يغتسل فيه من الجنابة (صحيح)
( د حب ) عن أبي هريرة
7596 لا يبولن أحدكم في الماء الراكد ( صحيح ) ( ه ) عن أبي هريرة(2/109)
7597 لا يبولن أحدكم في مستحمه (ثم يتوضأ فيه فإن عامة الوسواس منه)
( صحيح ) ( حم 4 ك حب ) عن عبدالله بن مغفل
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6325
7598 لا يبولن أحدكم مستقبل القبلة ( صحيح )
( ه ) عن عبدالله بن الحارث بن جزء
7599 لا يبيتن رجل عند امرأة في بيت إلا أن يكون ناكحا أو ذا محرم
( صحيح ) ( م ) عن جابر
7600 لا يبيع الرجل على بيع أخيه و لا يخطب على خطبة أخيه إلا أن يأذن له ( صحيح ) ( حم م د ن ) عن ابن عمر
7601 لا يبيع الرجل على بيع أخيه و لا يسوم على سوم أخيه ( صحيح )
( ه ) عن أبي هريرة
7602 لا يبيع حاضر لباد (و إن كان أخاه أو أباه) (صحيح)(د ن)عن أنس
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6326
7603 لا يبيعن حاضر لباد دعوا الناس يرزق بعضهم من بعض
( صحيح ) ( حم م 4 ) عن جابر
7604 لا يتجالس قوم إلا بالأمانة (حسن)(المخلص)عن مروان بن الحكم
الشرح:
أي لا ينبغي إلا ذلك فلا يحل لأحد أن يفشي سر غيره وهو خبر بمعنى النهي.
7605 لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه ( صحيح ) ( خ ) عن جابر
7606 لا يتحر أحدكم فيصلي عند طلوع الشمس و لا عند غروبها
( صحيح ) ( ق ) عن ابن عمر
7607 لا يتفرقن عن بيع إلا عن تراض ( حسن ) ( ت ) عن أبي هريرة
7608 لا يتكلفن أحد لضيفه ما لا يقدر عليه ( حسن ) ( هب ) عن سلمان
الشرح:
(لا يتكلفن) بنون التوكيد (أحد لضيفه) لفظ رواية البيهقي للضيف
(ما لا يقدر عليه) لما مر بيانه غير مرة.
7609 لا يتم بعد احتلام و لا صمات يوم إلى الليل ( صحيح ) (د)عن علي
الشرح:(2/110)
(لا يُتْمَ بعد احتلام) وفي رواية للبزار بعد حلم أي لا يجري على البالغ حكم اليتيم. والحلم بالضم ما يراه النائم مطلقاً لكن غلب استعماله فيما يرى من أمارة البلوغ كذا في النهاية وفي المغرب حلم الغلام احتلم والحالم المحتلم في الأصل ثم عم فقيل لمن بلغ مبلغ الرجال حالم أشار إلى أن حكم اليتيم جار عليه قبل بلوغه من الحجر في ماله والنظر في مهماته وكفالته وإيوائه فإذا احتلم وكانت حالة البلوغ استقل ولا يسمى باليتيم (ولا صمات) بالضم أي سكون (يوم إلى الليل) أي لا عبرة به ولا فضيلة له وليس مشروعاً عندنا كما شرع للأمم قبلنا فنهى عنه لما فيه من التشبه بالنصرانية قال الطيبي: والنفي وإن جرى على اللفظ لكن المنفي محذوف أي لا استحقاق يُتْم بعد احتلام، ولا حل صمت يوم إلى الليل.
7610 لا يتمنى أحدكم الموت إما محسنا فلعله يزداد و إما مسيئا فلعله يستعتب ( صحيح ) ( حم خ ن ) عن أبي هريرة
الشرح:(2/111)
(لا يتمنى) نهي أخرج بصورة النفي للتأكيد ذكره القاضي وهو كما في الكشاف أبلغ وآكد لأنه قدر أن المنهي حال ورود النهي عليه انتهى عن المنهي عنه وهو يخبر عن انتهائه كأنه يقول لا ينبغي للمؤمن المتزود للآخرة والساعي في ازدياد ما يثاب عليه من العمل الصالح أن يتمنى ما يمنعه عن البر والسلوك لطريق اللّه وعليه الخبر السالف خياركم من طال عمره وحسن عمله لأن من شأن الازدياد والترقي من حال إلى حال ومن مقام إلى مقام حتى ينتهي إلى مقام القرب كيف يطلب القطع عن مطلوبه (أحدكم الموت) لدلالته على عدم الرضا بما نزل اللّه به من المشاق ولأن ضرر المرض مطهر للإنسان من الذنوب والموت قاطع له ولأن الحياة نعمة وطلب إزالة النعمة قبيح (إما محسناً فلعله يزداد) من فعل الخيرات (وإما مسيئاً) بكسر همزة إما فيهما ونصب محسناً ومسيئاً. قال القاضي: وهو الرواية المعتد بها تقديره إن كان محسناً فحذف الفعل بما استكن فيه من الضمير وعوض عنه ما وأدغم في ميمها النون ويحتمل أن يكون إما حرف القسم ومحسناً منصوب بأنه خبر كان والتقدير إما أن يكون محسناً أو حال والعامل فيه ما دل عليه الفعل السابق أي إما أن يتمناه محسناً اهـ، وروي بفتحها ورفع محسن بجعله صفة لمبتدأ محذوف ما بعده خبره يستعتب وقال ابن مالك: تقديره إما أن يكون محسناً وإما أن يكون مسيئاً فحذف يكون مع اسمها وأنفي الخبر قال: ولعل هنا شاهد على مجيء لعل للرجاء عن التعليل وأكثر مجيئها في الرجاء إذا كان معه تعليل وتعقبه الدماميني فقال: اشتمل كلامه على أمرين ضعيفين قابلين للنزاع أما الأول فجزمه بأن محسناً ومسيئاً خبر ليكون محذوفاً مع احتمال أن يكونا حالين من فاعل يتمنى وهو أحدكم وعطف أحد الحالين على الآخر وأتى بعد كل حال بما ينبه على علة النهي عن تمني الموت والأصل لا يتمنى أحدكم الموت إما محسناً وإما مسيئاً أي سواء كان على حالة الإحسان أو الإساءة أما إذا كان محسناً فلا يتمناه(2/112)
لعله يزداد إحساناً على إحسانه فيضاعف ثوابه وإما أن يكون مسيئاً فلا يتمناه فلعله يندم على إساءته ويطلب الرضا فيكون سبباً لمحو ذنوبه وأما الثاني فادّعاؤه أن أكثر مجيء لعل للترجي وهذا قيد ممنوع وكتب أكابر النحاة طافحة بالإعراض عنه (فلعله يستعتب) أي يطلب العتبى أي الرضا للّه بأن يحاول إزالة غضبه بالتوبة ورد المظالم وتدارك الفائت وإصلاح العمل ذكره القاضي، قال التوربشتي: والنهي وإن أطلق لكن المراد منه التقييد بما وجه به من تلك الدلالة وقد تمناه كثير من الصديقين شوقاً إلى لقاء اللّه تعالى وتنعماً بالوصول لحضرته وذلك غير داخل تحت نهي التقييد والمطلق راجع للمقيد اهـ. هذا وليس لك أن تقول لم تنحصر القسمة في هذين الوصفين فلعله يكون مسيئاً فيزداد إساءة فتكون زيادة العمر زيادة له في الشقاء كما في خبر: شر الناس من طال عمره وساء عمله، أو لعله يكون محسناً فتنقلب حاله إلى الإساءة لأنا نقول ترجى المصطفى صلى اللّه تعالى عليه وآله وسلم له زيادة الإحسان أو الانكفاف عن السوء بتقدير أن يدوم على حاله فإذا كان معه أصل الإيمان فهو خير له بكل حال وبتقدير أن يخف إحسانه فذلك الإحسان الخفيف الذي داوم عليه مضاعف له مع أصل الإيمان وإن زادت إساءته فالإساءة كثير منها مكفر وما لا يكفر يرجى العفو عنه فما دام معه الإيمان فالحياة خير له كما بينه المحقق أبو زرعة.
7611 لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به فإن كان لا بد متمنيا فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي و توفني إذا كانت الوفاة خيرا لي
( صحيح ) ( حم ق 4 ) عن أنس
7612 لا يتمنين أحدكم الموت و لا يدع به من قبل أن يأتيه إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله و إنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيرا ( صحيح )
( حم م ) عن أبي هريرة
7613 لا يتوارث أهل ملتين ( صحيح ) ( ت ) عن جابر (ن ك)عن أسامة
7614 لا يتوارث أهل ملتين شتى ( حسن ) ( حم د ه ) عن ابن عمرو(2/113)
7615 لا يتوضأ رجل فيحسن وضوءه ثم يصلي الصلاة إلا غفر له ما بينه و بين الصلاة التي تليها ( صحيح ) ( ق ) عن عثمان
7616 لا يجتمع غبار في سبيل الله و دخان جهنم في جوف عبد أبدا و لا يجتمع الشح و الإيمان في قلب عبد أبدا ( صحيح ) ( ن ك ) عن أبي هريرة
7617 لا يجتمع غبار في سبيل الله و دخان جهنم في منخري مسلم أبدا
( صحيح ) ( ن ه حب ) عن أبي هريرة
7618 لا يجتمع كافر و قاتله في النار أبدا ( صحيح ) (م د)عن أبي هريرة
الشرح:
(وقاتله) أي المسلم الثابت على الإسلام كما في المطامح (في النار) نار جهنم (أبداً) قال القاضي: يحتمل أن يختص بمن قتل كافراً في الجهاد فيكون ذلك مكفراً لذنوبه حتى لا يعاقب عليها وأن يكون عقابه بغير النار أو يعاقب في غير محل عقاب الكفار ولا يجتمعان في إدراكها اهقال الطيبي: والوجه الأول وهو من الكناية التلويحية نفي الاجتماع بينهما فيلزم نفي المساواة فيلزم أن لا يدخل المجاهد النار أبداً إذ لو دخلها لساواه وقوله أبداً بمعنى قط في الماضي وعوض في المستقبل تنزيلاً للمستقبل منزلة الماضي.
7619 لا يجتمعان في النار اجتماعا يضر أحدهما الآخر: مؤمن قتل كافرا ثم سدد ( صحيح ) ( حم م ) عن أبي هريرة
7620 لا يجتمعان في النار مسلم قتل كافرا ثم سدد و قارب و لا يجتمعان في جوف مؤمن غبار في سبيل الله و فيح جهنم و لا يجتمعان في قلب عبد الإيمان و الحسد ( صحيح ) ( حم ن ك ) عن أبي هريرة
7621 لا يجمع بين المرأة و عمتها و لا بين المرأة و خالتها ( صحيح )
( ق ن ) عن أبي هريرة
7622 لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه ( صحيح )
( خد م ت ه ) عن أبي هريرة
الشرح:(2/114)
(لا يجزي) بفتح أوله وزاي معجمة (ولد والداً) وفي رواية والده أي لا يكافئه بإحسانه وقضاء حقه والأم مثله بطريق أولى ومثلهما الأجداد والجدات من النسب (إلا أن) أي بأن (يجده مملوكاً فيشتريه فيعتقه) أي يخلصه من الرق بسبب شرائه أو نحوه يعني يتسبب في دخوله في ملكه بأي سبب كان في شراء أو هبة بلا ثواب أو بغير ذلك فالشراء خرج مخرج الغالب لأن الرقيق كالمعدوم لاستحقاق غيره منافعه ونقصه عن المناصب الشريفة فتسببه في عتقه المخلص له من حيز ذلك كأنه أوجده كما أن الأب سبب في إيجاده فهو تسبب في إيجاد معنوي في مقابلة الإيجاد الصوري كذا قرره بعض الأعاظم وهو في ذلك مستمد من قول ابن العربي المعنى فيه أن الأبوين أخرجا الولد من حيز العجز إلى حيز القدرة فإنه تعالى أخرج الخلق من بطون أمهاتهم لا يقدرون على شيء كما لا يعلمون شيئاً فيكفله الوالدان حتى خلق اللّه له القدرة والمعرفة واستقل بنفسه بعد العجز فكنفاه بفضل اللّه وقوته لا بصورة الأمر وحقيقته أن يجد والده في عجز الملك فيخرجه إلى قدرة الحرية اهـ لكن جعل الطيبي الحديث من قبيل التعليق بمحال للمبالغة يعني لا يجزي ولد والده إلا أن يملكه فيعتقه وهو محال فالمجازاة محال اهـ وتبعه عليه بعضهم فقال: القصد بالخبر الإيذان بأن قضاء حقه محال لأنه خص قضاء حقه في هذه الصورة وهي مستحيلة إذ العتق يقارن الشراء فقضاء حقه مستحيل.
7623 لا يجلد فوق عشرة أسواط إلا في حد من حدود الله ( صحيح )
( حم ق 4 ) عن أبي بردة بن نيار
الشرح:(2/115)
(لا يجلد) لفظ رواية مسلم لا يجلد أحد (فوق عشرة أسواط) في رواية بدله جلدات قال في الكشاف: والجلد ضرب الجلد (إلا في حدود اللّه تعالى) يعني لا يزاد على عشرة أسواط بل بالأيدي والنعال أو الأولى ذلك فتجوز الزيادة إلى ما دون الحد بقدر الجرم عند الشافعي وأبي حنيفة وأخذ أحمد بظاهر الخبر فمنع بلوغ التعزير فوقها واختاره كثير من الشافعية وقالوا لو بلغ الشافعي لقال به لكن يرده نقل إمامهم الرافعي إنه منسوخ محتجاً بما منه عمل الصحابة بخلافه مع إقرار الباقين ونوزع بما لا يجدي ونقل المؤلف عن المالكية أن الحديث مختص بزمن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم لأنه كان يكفي الجاني منهم هذا القدر اهـ. قال القرطبي في شرح مسلم: ومشهور مذهب مالك أن ذلك موكول إلى رأي الإمام بحسب ما يراه أليق بالجاني وإن زاد على أقصى الحدود قال: والحديث خرج على أغلب ما يحتاج إليه في ذلك الزمان قال في الكشاف: وفي جلد الجلد إشارة إلى أنه لا ينبغي أن يتجاوز الألم إلى اللحم.
7624 لا يجلس قوم مجلسا لا يصلون فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا كان عليهم حسرة و إن دخلوا الجنة لما يرون من الثواب (صحيح)
( ن ) عن أبي سعيد
7625 لا يجوز لامرأة أمر في مالها إذا ملك زوجها عصمتها ( صحيح )
( د ك ) عن ابن عمرو
7626 لا يجوز لامرأة عطية إلا أن يأذن زوجها(صحيح)(د)عن ابن عمرو
7627 لا يجوع أهل بيت عندهم التمر ( صحيح ) ( م ) عن عائشة
الشرح:
هذا وارد في بلاد ليس من عادتهم الشبع بغيره وفيه حث على القنع وتنبيه على حل ادخار قوت العيال فإنه أسكن للنفس وأحصن عن الملال.
7628 لا يحافظ على صلاة الضحى إلا أواب و هي صلاة الأوابين
( حسن ) ( ك ) عن أبي هريرة
الشرح:
فيه الرد على من كرهها وقال إن إدامتها تورث العمى، والأواب الرجاع إلى اللّه بالتوبة يقال آب إلى اللّه رجع عن ذنبه فهو أواب مبالغة.(2/116)
7629 لا يحب الأنصار إلا مؤمن و لا يبغضهم إلا منافق من أحبهم أحبه الله و من أبغضهم أبغضه الله ( صحيح ) ( حم ق ت ن ) عن البراء
7630 لا يحب الله العقوق و من ولد له ولد فأحب أن ينسك عنه فلينسك عن الغلام شاتان مكافأتان و عن الجارية شاة ( صحيح ) ( د ن ) عن ابن عمر
7631 لا يحتكر إلا خاطئ ( صحيح ) ( حم م د ن ه ) عن معمر بن عبدالله
الشرح:
(لا يحتكر) القوت (إلا خاطئ) بالهمز أي عاص أو آثم اسم فاعل من أخطأ يخطئ إذا أثم ومنه قوله تعالى {إن قتلهم كان خطئاً كبيراً} والاسم منه الخطيئة والاحتكار جمع الطعام وحبسه تربصاً به الغلاء والخاطئ من تعهد ما لا ينبغي والمخطئ من أراد الصواب فصار إلى غيره كذا قرره قوم، وقال ابن العربي: قوله خاطئ لفظة مشكلة اختلف ورودها في لسان العرب فيقال خطئ في دينه خطأ إذا أثم ومنه {إنه كان خطأ كبيراً} وقد يكون الخطأ فيما لا إثم فيه ومنه {إن نسينا أو أخطأنا} وإذا اشترك ورودها لم يفصلها إلا القرائن فقوله لا يحتكر إلا خاطئ أي إلا آثم فاحتكار القوت أي اشتراؤه في الرخاء ليبيعه إذا غلا السعر حرام عند الشافعي وأبي حنيفة ومالك وحكمته دفع الضرر من عامة الناس كما يجبر من عنده طعام احتاجه الناس دونه على بيعه حينئذ وقال أحمد احتكار الطعام وحده بمكة والمدينة والثغور لا في الأمصار.
7632 لا يحج بعد العام مشرك و لا يطوف بالبيت عريان ( صحيح )
( خ ) عن أبي هريرة
7633 لا يحرم من الرضاع إلا ما فتق الأمعاء في الثدي و كان قبل الفطام
( صحيح ) ( ت ) عن أم سلمة
7634 لا يحقرن أحدكم شيئا من المعروف فإن لم يجد فليلق أخاه بوجه طلق و إذا اشتريت لحما أو طبخت قدرا فأكثر مرقته و اغرف منه لجارك
( صحيح ) ( ت ) عن أبي ذر
7635 لا يحكم أحدكم بين اثنين و هو غضبان (صحيح) (م ت ن)أبي بكرة(2/117)
7636 لا يحلبن أحد ماشية امرئ بغير إذنه أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته فتكسر خزانته فينتقل طعامه ؟ ! فإنما تخزن لهم ضروع مواشيهم أطعماتهم فلا يحلبن أحد ماشية أحد إلا بإذنه ( صحيح ) ( ق د ه ) عن ابن عمر
7637 لا يحلف أحد عند منبري على يمين آثمة و لو على سواك رطب إلا وجبت له النار ( صحيح ) ( ه ك ) عن أبي هريرة
7638 لا يحلف أحد عند منبري هذا على يمين آثمة و لو على سواك أخضر إلا تبوأ مقعده من النار ( صحيح ) ( حم د ن حب ك ) عن جابر
7639 لا يحل أن يتولى مولى رجل مسلم بغير إذنه ( صحيح )
( حم م ) عن جابر
7640 لا يحل ثمن الكلب و لا حلوان الكاهن و لا مهر البغي ( صحيح )
( د ن ) عن أبي هريرة
7641 لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: رجل زنى بعد إحصان أو ارتد بعد إسلام أو قتل نفسا بغير حق فيقتل به ( صحيح )
( حم ت ن ه ك ) عن عثمان ( حم ن ) عن عائشة
7642 لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله إلا بإحدى ثلاث: رجل زنى بعد إحصان فإنه يرجم و رجل خرج محاربا لله و رسوله فإنه يقتل أو يصلب أو ينفى من الأرض أو يقتل نفسا فيقتل بها
( صحيح ) ( د ن ) عن عائشة
7643 لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني و النفس بالنفس و التارك لدينه المفارق للجماعة ( صحيح ) ( حم ق 4 ) عن ابن مسعود
7644 لا يحل سلف و بيع و لا شرطان في بيع و لا ربح ما لم يضمن و لا بيع ما ليس عندك ( صحيح ) ( حم 4 ك ) عن ابن عمرو
7645 لا يحل لأحدكم أن يحمل بمكة السلاح ( صحيح ) ( م ) عن جابر
7646 لا يحل لامرأة أن تسافر إلا و معها ذو محرم منها ( صحيح )
( م ) عن أبي هريرة
7647 لا يحل لامرأة أن تصوم و زوجها شاهد إلا بإذنه أو تأذن في بيته إلا بإذنه و ما أنفقت من نفقة من غير أمره فإنه يؤدي إليه شطره ( صحيح )
( خ ) عن أبي هريرة(2/118)
7648 لا يحل لامرأة تؤمن بالله و اليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث ليال إلا زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر و عشرا (صحيح) ( حم ق 3 )عن أم حبيبة وزينب بنت جحش(حم م ت ه)عن حفصة وعائشة (ن)عن أم سلمة
7649 لا يحل لامرأة تؤمن بالله و اليوم الآخر أن تحد فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر و عشرا فإنها لا تكتحل و لا تلبس ثوبا مصبوغا إلا ثوب عصب و لا تمس طيبا إلا إذا طهرت من محيضها نبذة من قسط أظفار
( صحيح ) ( حم ق د ن ه ) عن أم عطية
7650 لا يحل لامرأة تؤمن بالله و اليوم الآخر أن تسافر سفرا يكون ثلاثة أيام فصاعدا إلا و معها أبوها أو ابنها أو زوجها أو أخوها أو ذو محرم منها
( صحيح ) ( حم م د ت ه ) عن أبي سعيد
7651 لا يحل لامرأة تؤمن بالله و اليوم الآخر أن تسافر مسيرة ثلاث إلا و معها ذو محرم ( صحيح ) ( م ) عن ابن عمر
7652 لا يحل لامرأة تؤمن بالله و اليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم إلا مع ذي محرم ( صحيح ) ( حم م د ه ) عن أبي هريرة
7653 لا يحل لامرأة تؤمن بالله و اليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم و ليلة إلا مع ذي محرم ( صحيح ) ( حم ق د ت ) عن أبي هريرة
7654 لا يحل لامرئ يؤمن بالله و اليوم الآخر أن يسقي ماءه زرع غيره و لا أن يبتاع مغنما حتى يقسم و لا أن يلبس ثوبا من فيء المسلمين حتى إذا أخلقه رده فيه و لا يركب دابة من فيء المسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه
( حسن ) (حم د حب)عن رويفع بن ثابت الأنصاري وروى ( ت ) صدره
7655 لا يحل لرجل أن يعطي عطية أو يهب هبة فيرجع فيها إلا الوالد فيما يعطي ولده و مثل الذي يعطي العطية ثم يرجع فيها كمثل الكلب يأكل فإذا شبع قاء ثم عاد في قيئه ( صحيح )(حم 4 ك)عن ابن عمر وابن عباس
7656 لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين إلا بإذنهما ( صحيح )
( حم د ت ) عن ابن عمرو
الشرح:
(لا يحل لرجل أن يفرق بين اثنين) في المجلس (إلا بإذنهما) يعني يكره له ذلك وأراد نفي الحل المستوي الطرفين.(2/119)
7657 لا يحل لمؤمن أن يهجر أخاه فوق ثلاثة أيام ( صحيح )
( م ) عن ابن عمر
7658 لا يحل لمسلم أن يروع مسلما ( صحيح ) ( حم د ) عن رجال
الشرح:
(لا يحل لمسلم أن يروع) بالتشديد أي يفزع (مسلماً) وإن كان هازلاً كإشارته بسيف أو حديدة أو أفعى أو أخذ متاعه فيفزع لفقده لما فيه من إدخال الأذى والضرر عليه والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده.
7659 لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث فمن هجر فوق ثلاث فمات دخل النار ( صحيح ) ( د ) عن أبي هريرة
7660 لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيصد هذا و يصد هذا و خيرهما الذي يبدأ بالسلام (صحيح) (حم ق د ت)عن أبي أيوب
7661 لا يحل لي من غنائمكم مثل هذا إلا الخمس و الخمس مردود فيكم
( صحيح ) ( د ) عن عمرو بن عبسة
7662 لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيب نفس منه ( صحيح )
( د ) عن حنيفة الرقاشي
7663 لا يختلجن في صدرك شيء ضارعت فيه النصرانية ( حسن )
( حم د ت ) عن هُلب
7664 لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه ( صحيح )
( ن ه ) عن أبي هريرة وابن عمر
7665 لا يخطب أحدكم على خطبة أخيه حتى ينكح أو يترك ( صحيح )
( ن ) عن أبي هريرة
7666 لا يخطب الرجل على خطبة أخيه و لا يسوم على سوم أخيه و لا تنكح المرأة على عمتها و لا على خالتها و لا تسأل المرأة طلاق أختها لتكفأ صحفتها و لتنكح فإنما لها ما كتب الله لها (صحيح) (م)عن أبي هريرة
7667 لا يدخل أحدا منكم عمله الجنة و لا يجير من النار و لا أنا إلا برحمة الله ( صحيح ) ( م ) عن جابر
7668 لا يدخل الجنة أحد إلا أري مقعده من النار لو أساء ليزداد شكرا و لا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن ليكون عليه حسرة
( صحيح ) ( خ ) عن أبي هريرة
7669 لا يدخل الجنة الجواظ و لا الجعظري ( صحيح )
( د ) عن حارثة بن وهب(2/120)
7670 لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة و لا يطوف بالبيت عريان و لا يجتمع المسلمون و المشركون في المسجد الحرام بعد عامهم هذا و من كان بينه و بين النبي عهد فعهده إلى مدته و من لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر
( صحيح ) ( حم ت ك ) عن علي
7671 لا يدخل الجنة قاطع ( صحيح ) ( حم ق د ت ) عن جبير بن مطعم
الشرح:
(لا يدخل الجنة قاطع) أي قاطع رحم كما جاء مبيناً هكذا في مسلم عن سفيان بل وردت هذه اللفظة في الأدب المفرد للبخاري فقول الشيخ شهاب الدين ابن حجر الهيثمي أن لفظ رحم لم ترد وإنما هو حكاية لاختلاف العلماء في معنى قاطع قصور عجيب وهجوم قبيح وكان الأدب أن يقول لا أقف على ذلك والمراد لا يدخل الجنة التي أعدت لوصال الأرحام أو لا يدخلها مع اتصافه بذلك بل يصفي من خبث القطيعة إما بالتعذيب أو بالعفو وكذا يقال في نحو لا يدخل الجنة متكبر وشبهه وهو محمول على المستحل أو على سوء الخاتمة وقد ورد الحث فيما لا يحصى من الأخبار على صلة الرحم ولم يرد لها ضابط فالمعول على العرف ويختلف باختلاف الأشخاص والأحوال والأزمنة والواجب منها ما يعد به في العرف واصلاً وما زاد تفضل ومكرمة الرحم والقرابة وهو من بينك وبينه نسب وإن لم يرث ولم يكن محرماً على الأصح.
7672 لا يدخل الجنة قتات ( صحيح ) ( حم ق 3 ) عن حذيفة
7673 لا يدخل الجنة مدمن خمر ( صحيح ) ( ه ) عن أبي الدرداء
7674 لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر قيل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا و نعله حسنة قال: إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق و غمط الناس ( صحيح ) ( م ) عن ابن مسعود
7675 لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه (صحيح)(م)عن أبي هريرة
الشرح:(2/121)
(بوائقه) أي دواهيه جمع بائقة الداهية وجاء في حديث تفسيرها بالشر وهو تفسير بالأعم زاد في رواية قالوا وما بوائقه قال شره وذلك لأنه إذا كان مضراً لجاره كان كاشفاً لعورته حريصاً على إنزال البوائق به دل حاله على فساد عقيدته ونفاق طويته أو على امتهانه ما عظم اللّه حرمته وأكد وصلته فإصراره على هذه الكبيرة مظنة حلول الكفر به فإن المعاصي بريده ومن ختم له بالكفر لا يدخلها أو هو في المستحل أو المراد الجنة المعدة لمن قام بحق جاره. (تتمة) قال ابن أبي جمرة: حفظ الجار من كمال الإيمان وكان أهل الجاهلية يحافظون عليه ويحصل امتثال الوصية به بإيصال ضروب الإحسان بقدر الطاقة كهدية وسلام وطلاقة وجه وتفقد حال ومعاونة وغير ذلك وكف أسباب الأذى الحسية والمعنوية عنه وتتفاوت مراتب ذلك بالنسبة للجار الصالح وغيره.
7676 لا يدخل الجنة منان و لا عاق و لا مدمن خمر ( صحيح )
( ن ) عن ابن عمرو
7677 لا يدخل المدينة المسيح و الطاعون ( صحيح ) (خ)عن أبي هريرة
7678 لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال لها يومئذ سبعة أبواب على كل باب ملكان ( صحيح ) ( خ ) عن أبي بكرة
7679 لا يدخل النار أحد في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان و لا يدخل الجنة أحد في قلبه مثقال حبة خردل من كبرياء ( صحيح )
( م د ت ه ) عن ابن مسعود
7680 لا يدخل النار أحد ممن بايع تحت الشجرة ( صحيح )
( حم د ت ) عن جابر ( م ) عن أم مبشر
7681 لا يدخلن رجل بعد يومي هذا على مغيبة إلا و معه رجل أو اثنان
( صحيح ) ( حم م ) عن ابن عمر
7682 لا يذبحن أحدكم حتى يصلي ( صحيح ) ( ت ) عن البراء
7683 لا يذهب الليل و النهار حتى تعبد اللات و العزى ثم يبعث الله ريحا طيبة فيتوفى كل من كان في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان فيبقى من لا خير فيه فيرجعون إلى دين آبائهم ( صحيح ) ( م ) عن عائشة
7684 لا يذهب الليل و النهار حتى يملك رجل من الموالي يقال له جهجاه
( صحيح ) ( ت ) عن أبي هريرة(2/122)
7685لا يرث الكافر المسلم ولا المسلم الكافر(صحيح)(حم ق 4)عن أسامة
الشرح:
(لا يرث) نفي تضمن معنى النهي وهو أبلغ (الكافر المسلم ولا المسلم الكافر) لانقطاع الموالاة بينهما وإن أسلم قبل قسم التركة، وبه قال الخلفاء الأربعة والأئمة الأربعة خلافاً للبعض في بعض الصور والإرث عند اختلاف الدين للأبعد الموافق لا لبيت المال خلافاً للقاضي، ودخل في الكافر المرتد وهو مذهب الشافعي وأحمد، فماله لبيت المال لا لوارثه المسلم مطلقاً، وقال مالك: إلا إن قصد بردته إحرامه فله وقال أبو حنيفة: كسبه قبل ردته لوارثه وبعده لبيت المال، وهذا الحديث مخصص لقوله تعالى {يوصيكم اللّه في أولادكم} إلخ الشامل للولد الكافر، ففيه رد صريح على من منع تخصيص الكتاب بخبر الواحد.
7686 لا يرجع أحد في هبته إلا الوالد من ولده و العائد في هبته كالعائد في قيئه ( صحيح ) ( حم ن ه ) عن ابن عمرو
7687 لا يرد القضاء إلا الدعاء و لا يزيد في العمر إلا البر ( حسن )
( ت ك ) عن سلمان
الشرح:(2/123)
(لا يرد القضاء) المقدر (إلا الدعاء) أراد بالقضاء هنا الأمر المقدر لولا دعاؤه أو أراد برده تسهيله فيه حتى يصير كأنه رد وقال بعضهم: شرع اللّه الدعاء لعباده لينالوا الحظوظ التي جعلت لهم في الغيب حتى إذا وصلت إليهم فظهرت عليهم توهم الخلق أنهم نالوها بالدعاء فصار الدعاء من السلطان ما يرد القضاء (ولا يزيد من العمر إلا البر) يعني العمر الذي كان يقصر لولا بره أو أراد بزيادته البركة فيه فعلى الأول يكون الدعاء والبر سببين من أسباب السعادة والشقاوة ولا ريب أنهما مقدران أيضاً قال القاضي: مر أن القضاء قسمان جازم لا يقبل الرد والتعويق ومعلق وهو أن يقضي اللّه أمراً كان مفعولاً ما لم يرده عائق وذلك العائق لو وجد كان ذلك أيضاً قدراً مقضياً، وقيل المراد بالقضاء ما يخاف نزوله وتبدو طلائعه وأماراته من المكاره والفتن ويكون القضاء الالهي خارجاً بأن يصان عند العبد الموفق للخير فإذا أتى به حرس من حلول ذلك البلاء فيكون دعاؤه كالراد لما كان يظن حلوله ويتوقع نزوله وقيل الدعاء لا يدفع القضاء النازل بل يسهله ويهونه من حيث تضمنه الصبر عليه والتحمل فيه والرضا بالقضاء وهو معنى خبر الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل.
7688 لا يزال أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه لا يمنعه أن ينقلب إلى أهله إلا الصلاة ( صحيح ) ( حم م ه ) عن أبي هريرة
7689 لا يزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر لأن اليهود و النصارى يؤخرون ( حسن ) ( د ك ) عن أبي هريرة
7690 لا يزال العبد في صلاة ما دام في المسجد ينتظر الصلاة ما لم يحدث ( صحيح ) ( ق د ت ) عن أبي هريرة
7691 لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما
( صحيح ) ( حم خ ) عن ابن عمر
7692 لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم فيه بطاعته إلى يوم القيامة ( حسن ) ( حم ه ) عن أبي عنبة الخولاني(2/124)
7693 لا يزال المؤمن معنقا صالحا ما لم يصب دما حراما فإذا أصاب دما حراما بلح ( صحيح ) ( د ) عن أبي الدرداء وعبادة بن الصامت
7694 لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر ( صحيح )
( حم ق ت ) عن سهل بن سعد
الشرح:
أي ما داوموا على هذه السنة لأن تعجيله بعد تيقن الغروب من سنن المرسلين فمن حافظ عليه تخلق بأخلاقهم ولأن فيه مخالفة أهل الكتاب في تأخيرهم إلى اشتباك النجوم، وفي ملتنا شعار أهل البدع، فمن خالفهم واتبع السنة لم يزل بخير فإن أخر غير معتقد وجوب التأخير ولا ندبه فلا ضير فيه كماقال الطيبي أن متابعة الرسول صلى اللّه عليه وآله وسلم هي الطريق المستقيم، ومن تعوج عنها فقد ارتكب المعوج من الضلال ولو في العبادة.
7695 لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر فإن اليهود يؤخرون
( حسن ) ( ه ) عن أبي هريرة
7696 لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله الخلق فمن خلق الله ؟ فمن وجد من ذلك شيئا فليقل: آمنت بالله و رسوله ( صحيح )
( م د ) عن أبي هريرة
7697 لا يزال أهل الغرب ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة (صحيح)
( م ) عن سعد
7698 لا يزال قلب الكبير شابا في اثنتين: في حب الدنيا و طول الأمل
( صحيح ) ( خ ) عن أبي هريرة
7699 لا يزال قوم يتأخرون عن الصف الأول حتى يؤخرهم الله في النار
( صحيح ) ( د ) عن عائشة
7700 لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله ( صحيح )
( حم ت ه حب ك ) عن عبدالله بن بسر
7701 لا يزال ناس من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتيهم أمر الله و هم ظاهرون ( صحيح ) ( خ ) عن المغيرة بن شعبة
7702 لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان ( صحيح )
( حم ق ) عن ابن عمر
الشرح:(2/125)
(لا يزال هذا الأمر) أي أمر الخلافة (في قريش) يستحقونها أي لا يزال الذي يليها قرشياً وفي رواية (ما بقي من الناس اثنان) أمير ومؤمّر عليه وليس المراد حقيقة العدد بل انتفاء كون الخلافة في غيرهم مدة بقاء الناس في الدنيا فلا يصح عقد الخلافة لغيرهم وعليه انعقد الإجماع في زمن الصحابة ومن بعدهم وهو حكم مستمر إلى آخر الدنيا ومن خالف فيه من أهل البدع فهو محجوج بإجماع الصحابة، وقال ابن المنير: وجه الدلالة من الحديث ليس من تخصيص قريش بالذكر فإنه مفهوم لقب ولا حجة فيه عند المحققين بل الحجة وقوع المبتدأ معرفاً بلام الجنس لأن المبتدأ حقيقة هنا الأمر الواقع صفة لهذا وهذا لا يوصف إلا بالجنس فمقتضاه حصر جنس الأمر في قريش فكأنه قال: لا أمر إلا من قريش قال ابن حجر: يحتمل أن يكون بقاء الأمر في قريش في بعض الأقطار دون بعض فإن ببلاد اليمن طائفة من ذرّية الحسن بن علي لم تزل مملكة تلك البلاد من أواخر المائة الثالثة إلى الآن وأما من بالحجاز من ذرّية الحسن وهم أمراء مكة وينبع ومن ذرية الحسين وهم أمراء المدينة فإنهم تحت حكم غيرهم من ملوك مصر فبقي الأمر لقريش بقطر من الأقطار في الجملة، وقال الكرماني: لم يخل الزمان من وجود خليفة من قريش إذ بالمغرب خليفة منهم على ما قيل.
7703 لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة
(كلهم تجتمع عليه الأمة ) كلهم من قريش ( ثم يكون الهرج ) ( صحيح )
( حم ق د ت ) عن جابر بن سمرة )
و وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6347
7704 لا يزال هذا الدين قائما يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة ( صحيح ) ( م ) عن جابر بن سمرة
7705 لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل يقول: قد دعوت و قد دعوت فلم يستجب لي فيستحسر عند ذلك و يدع الدعاء ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة(2/126)
7706 لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن و لا يسرق السارق حين يسرق و هو مؤمن و لا يشرب الخمر حين يشربها و هو مؤمن و التوبة معروضة بعد ( صحيح ) ( م 3 ) عن أبي هريرة
7707 لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن و لا يشرب الخمر حين يشربها و هو مؤمن و لا يسرق السارق حين يسرق و هو مؤمن و لا ينهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها و هو مؤمن
( صحيح ) ( حم ق ن ه ) عن أبي هريرة
زاد ( حم م ) : ولا يغل أحدكم حين يغل وهو مؤمن فإياكم إياكم
7708 لا يزني العبد حين يزني و هو مؤمن و لا يسرق حين يسرق و هو مؤمن و لا يشرب الخمر حين يشربها و هو مؤمن و لا يقتل و هو مؤمن
( صحيح ) ( حم خ ن ) عن ابن عباس
7709 لا يسأل الرجل مولاه من فضل هو عنده فيمنعه إياه إلا دعي له يوم القيامة فضله الذي منعه شجاعا أقرع ( حسن ) ( د )عن معاوية بن حيدة
7710 لا يسب أحدكم الدهر فإن الله هو الدهر و لا يقولن أحدكم للعنب: الكرم فإن الكرم الرجل المسلم ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
7711 لا يستحي الله من الحق لا يستحي الله من الحق لا تأتوا النساء في أعجازهن ( صحيح ) ( حم ن حب ه ) عن خزيمة بن ثابت
7712 لا يستر الله على عبد في الدنيا إلا ستره يوم القيامة ( صحيح )
( م ) عن أبي هريرة
7713 لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة ( صحيح )
( م ) عن أبي هريرة
7714 لا يستلق الإنسان على قفاه و يضع إحدى رجليه على الأخرى
( صحيح ) ( م ) عن جابر
7715 لا يستنج أحدكم بدون ثلاثة أحجار ( صحيح ) ( م ن ) عن سلمان
7716 لا يشر أحدكم على أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار ( صحيح ) ( حم ق ) عن أبي هريرة
7717 لا يشرب الخمر رجل من أمتي فيقبل الله منه صلاة أربعين يوما
( صحيح ) ( ن ) عن ابن عمرو
7718 لا يشربن أحد منكم قائما (فمن نسي فليستقئ) ( صحيح )
( م ) عن أبي هريرة(2/127)
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6352
7719 لا يشكر الله من لا يشكر الناس (صحيح)(حم د حب)عن أبي هريرة
7720 لا يشهد أحد أنه لا إله إلا الله و أني رسول الله فيدخل النار أو تطعمه ( صحيح ) ( م ) عن عتبان بن مالك
7721 لا يصبر على لأواء المدينة و شدتها أحد من أمتي إلا كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة ( صحيح )
( م ت ) عن أبي هريرة وابن عمر ( حم م ) عن أبي سعيد
7722 لا يصلح الصيام في يومين: يوم الأضحى و يوم الفطر من رمضان
( صحيح ) ( م ) عن أبي سعيد
7723 لا يصلح الكذب إلا في ثلاث: يحدث الرجل امرأته ليرضيها و الكذب في الحرب و الكذب ليصلح بين الناس ( حسن )
( ت ) عن أسماء بنت يزيد
7724 لا يصلح صاع من تمر بصاعين و لا درهم بدرهمين و الدرهم بالدرهم و الدينار بالدينار لا فضل بينهما إلا وزنا(صحيح)(ه)عن أبي سعيد
7725لا يصلح لبشر أن يسجد لبشر و لو صلح أن يسجد بشر لبشر لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها من عظم حقه عليها و الذي نفسي بيده لو أن من قدمه إلى مفرق رأسه قرحة تنبجس بالقيح و الصديد ثم أقبلت تلحسه ما أدت حقه ( صحيح ) ( حم ن ) عن أنس
7726 لا يصلي أحدكم في الثوب الواحد ليس على عاتقه منه شيء
( صحيح ) ( حم ق د ن ) عن أبي هريرة
7727 لا يصلي الإمام في الموضع الذي صلى فيه المكتوبة حتى يتحول
( صحيح ) ( د ه ) عن المغيرة بن شعبة
7728 لا يصلى في أعطان الإبل و يصلى في مراح الغنم ( صحيح )
( ه ) عن سبرة بن معبد
7729 لا يصلين أحدكم و هو عاقص شعره ( صحيح ) ( ه ) عن أبي رافع
7730 لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا أن يصوم يوما قبله أو يوما بعده
( صحيح ) ( ق 4 ) عن أبي هريرة
7731 لا يصيب المؤمن شوكة فما فوقها إلا رفعه الله بها درجة و حط عنه بها خطيئة ( صحيح ) ( ت حب ) عن عائشة
7732 لا يصيب عبدا نكبة فما فوقها أو دونها إلا بذنب و ما يعفو الله عنه أكثر ( حسن ) ( ت ) عن أبي موسى(2/128)
7733 لا يعدي شيء شيئا فمن أجرب الأول ؟ لا عدوى و لا صفر خلق الله كل نفس فكتب حياتها و رزقها و مصائبها (صحيح) (حم ت)ابن مسعود
7734 لا يعضه بعضكم بعضا ( صحيح ) ( الطيالسي ) عن عبادة
الشرح:
أي لا يرميه بالعضهة وهي الكذب والبهتان والعضهة والعضيهة النميمة.
7735 لا يغتسل أحدكم في الماء الدائم و هو جنب ( صحيح )
( م ن ه ) عن أبي هريرة
7736 لا يغتسل رجل يوم الجمعة و يتطهر ما استطاع من الطهر و يدهن من دهنه أو يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه و بين الجمعة الأخرى
( صحيح ) ( حم خ ) عن سلمان
7737 لا يغرنكم في سحوركم أذان بلال و لا بياض الأفق المستطيل حتى يستطير ( صحيح ) ( حم م 3 ) عن سمرة
7738 لا يغل مؤمن ( صحيح ) ( طب ) عن ابن عباس
الشرح:
(لا يغل مؤمن) أي كامل الإيمان فالغلول دلالة على نقص الإيمان ولذلك عده الذهبي وغيره من الكبائر واستدلوا عليه بهذا الحديث وغيره كخبر ابن عمر أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأبا بكر وعمر حرقوا متاع الغال وضربوه وأنه كان على ثقل المصطفى صلى اللّه عليه وسلم رجل يقال له كركرة فمات فقال هو في النار فذهبوا ينظرون إليه فوجدوا عباءة قد غلها وخبر زيد بن خالد الجهني أن رجلاً غل في غزوة خيبر فامتنع المصطفى صلى اللّه عليه وسلم من الصلاة عليه خرجه أبو داود وغيره وخبر أحمد ما نعلم أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ترك الصلاة على أحد إلا على الغال وقاتل نفسه والأخبار فيه كثيرة.
7739 لا يغني حذر من قدر و الدعاء ينفع مما نزل و مما لم ينزل و إن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة (حسن) (ك)عن عائشة
الشرح:(2/129)
(لا يغني حذر من قدر) تمامه عند الحاكم والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة اهـ بنصه فيستعمل العبد الحذر المأمور به من الأسباب وأدوية الأمراض والاحتراز في المهمات معتقداً أنه لا يدفع القضاء المبرم وإنما يدفع الدواء والتحرز قضية معلقة بشرط غير مبرم000
7740 لا يفترقن اثنان إلا عن تراض ( صحيح ) ( د ) عن أبي هريرة
7741 لا يفركن مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها غيره
( صحيح ) ( حم م ) عن أبي هريرة
7742 لا يفطر من قاء و لا من احتلم و لا من احتجم (حسن) (د)عن رجل
7743 لا يفقه من قرأ القرآن من أقل من ثلاث ( صحيح )
( د ت ه ) عن ابن عمر
الشرح:
(لا يفقه) أي لا يفهم (من قرأ القرآن في أقل من ثلاث) أي لا يفهم ظاهر معانيه من قرأه في أقل من هذه المدة وأما إذا أعمل فكره وأمعن تدبره فلا يفهم أسراره إلا في أزمان متطاولة ويفهم منه نفي التفهيم لا نفي الثواب ثم يتفاوت هذا بتفاوت الأشخاص وأفهامهم ثم إن هذا لا حجة فيه لمن ذهب إلى تحريم قراءته في دون ثلاث كابن حزم إذ لا يلزم من عدم فهم معناه تحريم قراءته ذكره العراقي.
7744 لا يقاد الوالد بالولد ( صحيح ) ( حم ت ) عن عمر
7745 لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ ( صحيح )
( ق د ت ) عن أبي هريرة
الشرح:
(لا يقبل اللّه) المراد بالقبول هنا ما يرادف الصحة وهو الإجزاء وحقيقة القبول ثمرة وقوع الطاعة مجزئة مسقطة لما في الذمة ولما كان الإتيان بشروطها مظنة الإجزاء الذي القبول ثمرته عبر عنه بالقبول مجازاً(2/130)
(صلاة أحدكم إذا أحدث) أي وجد منه الحدث وهو الخارج المخصوص وما في معناه من جميع نواقض الوضوء أو نفس خروج ذلك الخارج وما في معناه ولا يمكن كما قال الولي العراقي إرادة المنع المترتب على ذلك لأن هذا الحديث هو الدال على المنع فلو حمل قول إذا أحدث على المنع لم يكن فيه فائدة اهـ وفيه رد على ابن سيد الناس حيث قال: الحدث يطلق ويراد به الخارج ويطلق ويراد به الخروج ويراد به المنع المترتب على الخروج وهذا هو المنوي رفعه فإن كلاً من الخارج والخروج وقع وما وقع لا يمكن رفعه وأما المنع المرتب على الخروج فإن الشارع حكم به ومد غايته إلى استعمال الطهور فباستعماله يرتفع المنع ويصح قول القائل رفع الحدث أي المنع (حتى يتوضأ) أي إلى أن يتطهر بماء أو تراب وإنما اقتصر على الوضوء لأنه الأصل الغالب وأخذ من نفي القبول ممتد إلى غاية عدم وجوب الوضوء لكل صلاة لأن ما بعد الغاية يخالف ما قبلها فيقتضي قبول الصلاة بعده مطلقاً ويرشحه أن صلاة اسم جنس وقد أضيف فيعم ولأنه قيد عدم القبول بشرط الحدث ومفهومه أنه إذا لم يحدث تقبل صلاته وإن لم يجدد وفي الكلام حذف تقديره حتى يتوضأ ويصلي لاستحالة قبول الصلاة غير مفعوله وقال أبو زرعة: صلاة أحدكم مفرد مضاف فيعم كل صلاة حتى الجنازة وهو مجمع عليه وحكى عن الشعبي وابن جرير صحتها بلا طهر قال النووي: وهو مذهب باطل فلو صلى محدثاً بلا عذر أثم ولم يكفر عند الجمهور لأن الكفر بالاعتقاد وهذا اعتقاد صحيح وكفره الحنفية كمن استهان بمصحف.
7746 لا يقبل الله صلاة بغير طهور و لا صدقة من غلول ( صحيح )
( م ه )عن ابن عمر ( ه ) عن أنس وأبي بكرة ( د ن ه ) عن والد أبي المليح
7747 لا يقبل الله صلاة حائض إلا بخمار ( صحيح ) ( د ك ) عن عائشة
7748 لا يقبل الله تعالى من مشرك أشرك بعد ما أسلم عملا حتى يفارق المشركين إلى المسلمين ( حسن ) ( ه ) عن معاوية بن حيدة(2/131)
7749 لا يقتل الوالد بالولد ( صحيح ) ( د ) عن عمر وابن عباس
7750 لا يقتل قرشي صبرا بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة ( صحيح )
( م ) عن مطيع
7751 لا يقتل مؤمن بكافر و لا ذو عهد في عهده (حسن)(ه)عن ابن عباس
7752 لا يقتل مسلم بكافر ( صحيح ) ( حم ت ه ) عن ابن عمرو
الشرح:
(لا يقتل) بالبناء للمفعول خبر بمعنى النهي (مسلم) في رواية بدله مؤمن (بكافر) ذمياً أو غيره وهو مذهب الشافعي وقتل أبو حنيفة المسلم بذمي، وفي سنن البيهقي عن ابن مهدي عن ابن زياد قلت لزفر: يقولون تدرأ الحدود بالشبهات وأقدمتم على أعظم الشبهات قال: وما هو قلت: قتل مسلم بكافر وقد قال النبي صلى اللّه عليه وسلم لا يقتل مسلم بكافر قال: أشهد على رجوعي عنه. (تنبيه) هذا الحديث روي بزيادة ولفظه لا يقتل مسلم بكافر ولا ذو عهد في عهده وقد مثل به أهل الأصول للأصح عندهم أن عطف الخاص على العام كعكسه لا يخصص فقوله ولا ذو عهد في عهده يعني بكافر حربي للإجماع على قتله بغير حربي فقال الحنفي يقدر الحربي في المعطوف عليه لوجوب الاشتراك بين المعطوفين في صفة الحكم فلا ينافي ما قال به من قتل المسلم بذمي.
7753 لا يقص إلا أمير أو مأمور أو مختال ( صحيح )
( د ) عن عوف بن مالك
7754 لا يقص على الناس إلا أمير أو مأمور أو مراء ( صحيح )
( حم ه ) عن ابن عمرو
الشرح:(2/132)
(لا يقص على الناس) أي لا يتكلم عليهم بالقصص والإفتاء قال الطيبي: قوله لا يقص ليس بنهي بل هو نفي وإخبار أن هذا الفعل ليس بصادر إلا من هؤلاء (إلا أمير) أي حاكم وهو الإمام قال حجة الإسلام: وكانوا هم المفتين (أو مأمور) أي مأذون له في ذلك من الحاكم (أو مرائي) وهو من عداهما سماه مرائياً لأنه طالب للرياسة متكلف ما لم يكلفه الشارع حيث لم يؤمر بذلك لأن الإمام نصب للمصالح فمن رآه لائقاً نصبه للقص أو غير لائق فلا. هذا ما قرره حجة الإسلام. وقصر الزمخشري له على أن المراد خصوص الخطبة لا ملجأ إليه فلا معول عليه.
(تنبيه) قال الراغب: لا يصلح الحكيم لوعظ العامة لا لنقص فيه بل لنقص في العامة فلن ترى الشمس أبصار الخفافيش وبين الحكيم والعامي من تنافي طبعيهما وتنافر شكليهما من التنافر كما بين الماء والنار والليل والنهار وقد قيل لسلمة بن كهيل ما لعلي رفضته العامة وله في كل خير ضرس قاطع قال: لأن وضوء عيونهم قصير عن نوره والناس إلى أشكالهم أميل، وقال جاهل لحكيم: أحبك فقال: نعيت إلى نفسي قيل: ولم قال: لأنه إن صدق فليس حبه إلا إلى نقيصة بدت من نفسي لنفسه فأنست به وعليه قال الشاعر:
لقد زادني حباً لنفسي أنني * بغيض إلى كل امرئ غير طائل(2/133)
فحق الواعظ أن يكون له مناسبة إلى الحكماء يقدر على الاقتباس عنهم والاستفادة منهم ومناسبة إلى الدهماء يقدرون على الأخذ عنه كالوزير للسلطان الذي يجب أن يكون فيه أخلاق الملوك وتواضع السوقة ليصلح كونه واسطة بينه وبينهم وكالنبيّ الذي جعله اللّه من البشر وأعطاه قوة الملك ليمكنه التلقي من الملك ويمكن البشر الأخذ عنه وإليه الإشارة بقوله {ولو جعلناه ملكاً لجعلناه رجلاً} تنيهاً على أن ليس في وسعكم التلقي عن الملك ما لم يتجسم فيصير كصورة رجل فحق الواعظ أن يكون له نسبة إلى الحكيم وإلى العامة يأخذ منهم ويعطيهم كنسبة الغضاريف إلى العظم واللحم جميعاً ولولاها لم يكن للعظم اكتساب الغذاء من اللحم فتأمله فإنه بديع جداً.
7755 لا يقض القاضي بين اثنين و هو غضبان ( صحيح )
( حم خ د ه ) عن أبي بكرة
7756 لا يقضين أحد في قضاء بقضاءين و لا يقضين أحد بين خصمين و هو غضبان ( صحيح ) ( ن ) عن أبي بكرة
7757 لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة و غشيتهم الرحمة و نزلت عليهم السكينة و ذكرهم الله فيمن عنده ( صحيح )
( حم م ) عن أبي هريرة وأبي سعيد
7758 لا يقل أحدكم: أطعم ربك وضئ ربك و اسق ربك و لا يقل أحد: ربي و ليقل: سيدي و مولاي و لا يقل أحدكم: عبدي و أمتي و ليقل: فتاي و فتاتي و غلامي ( صحيح ) ( حم ق ) عن أبي هريرة
7759 لا يقل أحدكم خبثت نفسي و لكن ليقل لقست نفسي ( صحيح )
( حم ق د ن ) عن سهل بن حنيف ( حم ق ن ) عن عائشة
7760 لا يقل أحدكم نسيت آية كيت و كيت بل هو نسي ( صحيح )
( م ) عن ابن مسعود
7761 لا يقولن أحدكم الكرم فإن الكرم الرجل المسلم و لكن قولوا: حدائق الأعناب ( صحيح ) ( د ) عن أبي هريرة
7762 لا يقم أحدكم أخاه يوم الجمعة ثم يخالف إلى مقعده فيقعد و لكن ليقل: افسحوا ( صحيح ) ( م ) عن جابر(2/134)
7763 لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت اللهم ارزقني إن شئت و ليعزم المسألة فإنه يفعل ما يشاء لا مكره له ( صحيح )
( حم ق د ن ه ) عن أبي هريرة
7764 لا يقولن أحدكم: إني خير من يونس بن متى ( صحيح )
( خ ) عن ابن مسعود
7765 لا يقولن أحدكم: عبدي و أمتي كلكم عبيد الله و كل نسائكم إماء الله و لكن ليقل: غلامي و جاريتي و فتاي و فتاتي (صحيح) (م)عن أبي هريرة
7766 لا يقولن أحدكم: عبدي أو أمتي و لا يقولن المملوك: ربي و ربتي و ليقل المالك: فتاي و فتاتي و ليقل المملوك: سيدي و سيدتي فإنكم المملوكون و الرب الله عز و جل ( صحيح ) ( د ) عن أبي هريرة
7767 لا يقولن أحدكم للعنب: الكرم فإنما الكرم: قلب المؤمن ( صحيح )
( حم م ) عن أبي هريرة
7768 لا يقولن أحدكم: يا خيبة الدهر ! فإن الله هو الدهر ( صحيح )
( م ) عن أبي هريرة
7769 لا يقوم أحدكم إلى الصلاة و به أذى ( صحيح ) ( ه )عن أبي هريرة
7770 لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه ( صحيح )
( ق ت ) عن ابن عمر
7771 لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه و لكن تفسحوا أو توسعوا ( صحيح ) ( حم م ) عن ابن عمر
7772 لا يكلم أحد في سبيل الله و الله أعلم بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة و جرحه يثعب دما اللون لون الدم و الريح ريح المسك ( صحيح )
( ت ن ) عن أبي هريرة
7773 لا يكون اللعانون شفعاء و لا شهداء يوم القيامة ( صحيح )
( حم م د ) عن أبي الدرداء
7774 لا يكون المؤمن لعانا ( صحيح ) ( ت ) عن ابن عمر
7775 لا يكون لمسلم أن يهجر مسلما فوق ثلاثة فإذا لقيه سلم عليه ثلاث مرات كل ذلك لا يرد عليه فقد باء بإثمه ( حسن ) ( د ) عن عائشة
7776 لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء (صحيح)
( خ ) عن سعد(2/135)
7777 لا يلبس المحرم القميص و لا العمامة و لا السراويل و لا البرنس و لا ثوبا مسه ورس و لا زعفران و لا الخفين إلا أن لا يجد نعلين فليلبس الخفين و ليقطعهما حتى يكونا أسفل من الكعبين ( صحيح )
( حم ق د ن ه ) عن ابن عمر
7778 لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع و لا يجتمع غبار في سبيل الله و دخان جهنم في منخري مسلم أبدا ( صحيح )
( حم ت ن ك ) عن أبي هريرة
7779 لا يلدغ المؤمن من جُحر مرتين(صحيح)(حم ق د ه)عن أبي هريرة
الشرح:(2/136)
(لا يلدغ المؤمن) بدال مهملة وغين معجمة وفي رواية العسكري لا يسع بسين وعين مهملتين (من جُحر) بضم الجيم فحاء مهملة (مرتين) روي برفع الغين نفي معناه المؤمن المتيقظ الحازم لا يؤتى من قبل الغفلة فيخدع مرة بعد أخرى وبكسرها نهي أي ليكن فطناً كيساً لئلا يقع في مكروه بعد وقوعه فيه مرة قبلها وذا من جوامع كلمه التي لم يسبق إليها أراد به تنبيه المؤمن على عدم عوده لمحل حصول مضرة سبقت له فيه وكما أن هذا مطلوب في أمر الدنيا فكذا في أمور الآخرة فالمؤمن إذا أذنب ينبغي أن يتألم قلبه كاللديغ ويضطرب ولا يعود كما فعل يوسف بعد همه بزليخا كان لا يكلم امرأة حتى يرسل على وجهه شيئاً وهذا الحديث فيه قصة وهو ما أخرجه العسكري أن هشام بن عبد الملك قضى عن الزهري سبعة آلاف دينار وقال: لا نعد لمثلها فقال الزهري: يا أمير المؤمنين حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال فذكره قال العسكري: وهذا قاله المصطفى صلى اللّه عليه وآله وسلم لأبي عزة الجمحي الشاعر وكان يهجوه ويحرض عليه الكفار وكان قد أصابه مرض فتجنبه الناس فضرب بطنه بشفرة فمارت عن جوفه وشقت جلده فخلص من البرص فأسر يوم بدر فسأل المصطفى صلى اللّه عليه وسلم أن يمنّ عليه فعاهده أن لا يحرض عليه وأطلقه ثم حضر أحداً مع الكفار فلما خرج المصطفى صلى اللّه عليه وسلم إلى حمراء الأسد أسره وسأله أن يمنّ عليه فقال: كلا لا تتحدث بالأبطح وتفتل سباليك وتقول خدعت محمداً مرتين ثم ذكر الحديث وأمر به فقتل فصار الحديث مثلاً ولم يسمع ذلك قبل المصطفى صلى اللّه عليه وسلم قال الطيبي: لما رأى المصطفى صلى اللّه عليه وسلم من نفسه الزكية الميل إلى الحلم والعفو عنه جرد منها مؤمناً كاملاً حازماً ذا شهامة ونهاه عن ذلك تأنيباً يعني ليس من شيمة المؤمن الحازم الذي يغضب للّه ويذب عن دينه أن ينخدع من مثل هذا الغادر والمتمرد مرة بعد أخرى فاتته عن حدث الحلم(2/137)
وامض لشأنك في الانتقام والانتصار من عدوّ اللّه فإن مقام الغضب للّه يأبى التحلم والعفو وأنشد النابغة في المعنى:
ولا يخر في حلم إذا لم تكن له * بوادر تحمى صفوه أن يكدرا
7780 لا يمس القرآن إلا طاهر ( صحيح ) ( طب ) عن ابن عمر
الشرح:
أي لا ينبغي أن يمسه إلا من هو على طهارة يعني مس المكتوب فيه ومن الناس من حمله على القراءة أيضاً فعن ابن عباس أنه كان لا يبيح القراءة المحدث كذا قرره الزمخشري.
7781 لا يمسكن أحدكم ذكره بيمينه و هو يبول و لا يتمسح من الخلاء بيمينه و لا يتنفس في الإناء ( صحيح ) ( م ) عن أبي قتادة
7782 لا يمش أحدكم في نعل واحدة و لا خف واحد لينعلهما جميعا أو ليخلعهما جميعا ( صحيح ) ( ق د ت ه ) عن أبي هريرة
7783 لا يمنع أحدكم فضل الماء ليمنع به الكلأ ( صحيح )
( ق د ت ه ) عن أبي هريرة
7784 لا يمنع جار جاره أن يغرز خشبة في جداره ( صحيح )
( حم ق ) عن أبي هريرة ( ه ) عن ابن عباس ( حم ه ) عن مجمع بن يزيد ورجال كثيرة من الأنصار
7785 لا يمنع فضل الماء و لا يمنع نقع البئر (صحيح) (ه ك)عن عائشة
7786 لا يمنعن أحدكم أذان بلال من سحوره فإنه يؤذن بليل ليرجع قائمكم و لينبه نائمكم و ليس الفجر أن يقول هكذا حتى يقول هكذا: يعترض في أفق السماء ( صحيح ) ( حم ق د ه ) عن ابن مسعود
7787 لا يموت أحد من المسلمين فيصلي عليه أمة من المسلمين يبلغوا أن يكونوا مائة فما فوقها فيشفعوا له إلا شفعوا فيه ( صحيح )
( حم ت ن ) عن عائشة
7788 لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه النار يهوديا أو نصرانيا
( صحيح ) ( م ) عن أبي موسى
7789 لا يموت فيكم ميت ما دمت بين أظهركم إلا آذنتموني به فإن صلاتي له رحمة ( صحيح ) ( ن ) عن يزيد بن ثابت
7790 لا يموت لإحداكن ثلاثة من الولد فتحتسبهم إلا دخلت الجنة و اثنان
( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
7791 لا يموت لمسلم ثلاثة من الولد فيلج النار إلا تحلة القسم ( صحيح )(2/138)
( ق ت ن ه ) عن أبي هريرة
7792 لا يموتن أحد منكم إلا و هو يحسن الظن بالله تعالى ( صحيح )
( حم م د ه ) عن جابر
الشرح:
(لا يموتن) بنون التوكيد (أحد منكم إلا وهو يحسن الظن باللّه) أي لا يموتن أحدكم في حال من الأحوال إلا في هذه الحالة وهي حسن الظن باللّه تعالى بأن يظن أنه يرحمه ويعفو عنه لأنه إذا حضر أجله وأتت رحلته لم يبق لخوفه معنى بل يؤدي إلى القنوط وهو تضييق لمجاري الرحمة والإفضال ومن ثم كان من الكبائر القلبية فحسن الظن وعظم الرجاء أحسن ما تزوده المؤمن لقدومه على ربه قال الطيبي: نهى أن يموتوا على غير حالة حسن الظن وذلك ليس بمقدور بل المراد الأمر بحسن الظن ليوافي الموت وهو عليه اهـ. ونظيره {ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون} وهذا قاله قبل موته بثلاث والنهي وإن وقع عن الموت لكنه غير مراد إذ هو غير مقدور بل المراد النهي عن عدم سوء الظن بل عن ترك الخشوع وأفاد الحث على العمل الصالح المفضي إلى حسن الظن والتنبيه على تأميل العفو وتحقيق الرجاء..
7793 لا يمين عليك و لا نذر في معصية الرب و لا في قطيعة الرحم و فيما لا تملك ( صحيح ) ( د ك ) عن عمران بن حصين
7794 لا ينبغي لأحد أن ينقش على نقش خاتمي هذا ( صحيح )
( ن ) عن ابن عمر
7795 لا ينبغي لصديق أن يكون لعانا ( صحيح ) ( حم م ) عن أبي هريرة
7796 لا ينبغي لعبد أن يقول: أنا خير من يونس بن متى ( صحيح )
( حم ق د ) عن ابن عباس ( حم خ ) عن أبي هريرة وابن مسعود
7797 لا ينبغي لمؤمن أن يذل نفسه: يتعرض للبلاء لما لا يطيق (صحيح)
( حم ت ه ) عن حذيفة
7798 لا ينبغي هذا للمتقين - يعني الحرير - ( صحيح )
( حم ق ن ) عن عقبة بن عامر
7799 لا ينتجي اثنان دون الثالث فإن ذلك يحزنه ( صحيح )
( د ) عن ابن مسعود وابن عمر(2/139)
7800 لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل و لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة و لا يفض الرجل إلى الرجل في ثوب واحد و لا تفض المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد ( حسن ) ( حم م د ت ) عن أبي سعيد وروى ( ه ) صدره
7801 لا ينظر الله إلى رجل أتى رجلا أو امرأة في الدبر ( صحيح )
( ت ) عن ابن عباس
7802 لا ينظر الله إلى رجل جامع امرأته في دبرها ( صحيح )
( ه ) عن أبي هريرة
7803 لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء ( صحيح )(ق ت)عن ابن عمر
7804 لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطرا ( صحيح )
( حم خ ) عن أبي هريرة
7805 لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده الطواف بالبيت ( صحيح )
( حم د ه ) عن ابن عباس ( ه ) عن ابن عمر
7806 لا ينفعه لأنه لم يقل يوما: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين (صحيح)
( م ) عن عائشة
7807 لا ينقش أحد على نقش خاتمي هذا ( صحيح ) ( م ه ) عن ابن عمر
7808 لا ينكح الزاني المجلود إلا مثله ( صحيح ) ( د ك ) عن أبي هريرة
7809 لا ينكح المحرم و لا ينكح و لا يخطب(صحيح)(م د ن ه)عن عثمان
7810 لا يوردن ممرض على مصح (صحيح) (حم ق د ن)عن أبي هريرة
حرف الياء
7811 يا آل محمد ! من حج منكم فليهل بعمرة في حجته ( صحيح )
( حب ) عن أم سلمة
7812 يا أبا بكر ! إن لكل قوم عيدا و هذا عيد نا ( صحيح )
( ق ن ه ) عن عائشة
7813 يا أبا بكر ! قل: اللهم فاطر السموات و الأرض عالم الغيب و الشهادة لا إله إلا أنت رب كل شيء و مليكه أعوذ بك من شر نفسي و من شر الشيطان و شركه و أن أقترف على نفسي سوءا أو أجره إلى مسلم
( صحيح ) ( ت ) عن ابن عمرو
7814 يا أبا بكر ! ما ظنك باثنين الله ثالثهما ( صحيح )
( حم ق ت ) عن أبي بكر
7815 يا أبا ثعلبة: كل ما ردت عليك قوسك و كلبك المعلم و يدك ذكي و غير ذكي ( صحيح ) ( د ) عن أبي ثعلبة(2/140)
7816 يا أبا ذر ! أترى أن كثرة المال هو الغنى ؟ إنما الغنى غنى القلب و الفقر فقر القلب من كان الغنى في قلبه فلا يضره ما لقي من الدنيا و من كان الفقر في قلبه فلا يغنيه ما أكثر له في الدنيا و إنما يضر نفسه شحها
( صحيح ) ( ن حب ) عن أبي ذر
7817 يا أبا ذر ! إذا صمت من الشهر ثلاثة أيام فصم ثلاث عشرة و أربع عشرة و خمس عشرة ( صحيح ) ( ت ن ) عن أبي ذر
7818 يا أبا ذر ! إذا طبخت فأكثر المرق و تعاهد جيرانك ( صحيح )
( حم خد م ت ن ) عن أبي ذر
7819 يا أبا ذر ! أرأيت إن أصاب الناس جوع شديد لا تستطيع أن تقوم من فراشك إلى مسجدك كيف تصنع ؟ تعفف ; يا أبا ذر ؟ أرأيت إن أصاب الناس موت شديد يكون البيت فيه بالعبد - يعني القبر - كيف تصنع ؟ اصبر ; يا أبا ذر: أرأيت إن قتل الناس بعضهم بعضا حتى تغرق حجارة الزيت من الدماء كيف تصنع ؟ اقعد في بيتك و أغلق عليك بابك قال: فإن لم أترك ؟ قال: فأت من كنت معه فكن فيهم قال: فآخذ سلاحي ؟ قال: إذن تشاركهم فيما هم فيه و لكن إن خشيت أن يردعك شعاع السيف فألق من طرف ردائك على وجهك كي يبوء بإثمه و إثمك و يكون من أصحاب النار
( صحيح ) ( حم د ه حب ك ) عن أبي ذر
7820 يا أبا ذر ! ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة ؟: لا حول و لا قوة إلا بالله ( صحيح ) ( حم ن ه حب ) عن أبي ذر
7821 يا أبا ذر ! ألا أعلمك كلمات تقولهن تلحق من سبقك و لا يدركك إلا من أخذ بعملك ؟ تكبر دبر كل صلاة ثلاثا و ثلاثين و تسبح ثلاثا و ثلاثين و تحمد ثلاثا و ثلاثين و تختم بلا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير من قال ذلك غفرت له ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر ( صحيح ) ( د ) عن أبي ذر
7822 يا أبا ذر ! إنك امرؤ فيك جاهلية إنهم إخوانكم فضلكم الله عليهم فمن لم يلائمكم فبيعوه و لا تعذبوا خلق الله ( صحيح ) ( د ) عن أبي ذر(2/141)
7823 يا أبا ذر ! إنك ضعيف و إنها أمانة و إنها يوم القيامة خزي و ندامة إلا من أخذها بحقها و أدى الذي عليه فيها ( صحيح ) ( م ) عن أبي ذر
7824 يا أبا ذر ! إنه سيكون بعدي أمراء يميتون الصلاة فصل الصلاة لوقتها فإن صليت لوقتها كانت لك نافلة و إلا كنت قد أحرزت صلاتك
( صحيح ) ( م ت ) عن أبي ذر
7825 يا أبا ذر إني أراك ضعيفا و إني أحب لك ما أحب لنفسي لا تتأمرن على اثنين و لا تولين مال يتيم ( صحيح ) ( م د ن ) عن أبي ذر
7826 يا أبا ذر ! ما أحب أن لي أحدا ذهبا أمسى ثالثة و عندي منه دينار إلا دينارا أرصده لدين إلا أن أقول به في عباد الله هكذا و هكذا و هكذا يا أبا ذر ! الأكثرون هم الأقلون إلا من قال هكذا و هكذا ( صحيح )
( حم ق ) عن أبي ذر
7827 يا أبا ذر ! ما أحب أن لي مثل أحد ذهبا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير
( صحيح ) ( حم ق ) عن أبي ذر
7828 يا أبا ذر ! هل تدري أين تذهب الشمس إذا غابت ؟ فإنها تذهب حتى تأتي العرش فتسجد بين يدي ربها فتستأذن في الرجوع فيأذن لها و كأنها قد قيل لها: ارجعى من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك مستقرها (صحيح)
( حم ق 3 ) عن أبي ذر
7829 يا أبا سعيد ! من رضي بالله ربا و بالإسلام دينا و بمحمد نبيا وجبت له الجنة و أخرى يرفع بها العبد مائة درجة في الجنة ما بين كل درجتين كما بين السماء و الأرض الجهاد في سبيل الله الجهاد في سبيل الله (صحيح)
( حم م ن ) عن أبي سعيد
7830 يا أبا عمير ! ما فعل النغير ؟ ( صحيح ) ( حم خ ت ن ه ) عن أنس
7831 يا أبا موسى ! لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود ( صحيح )
( (خ معلق) ت ) عن أبي موسى
7832 يا أبا هريرة ! جف القلم بما أنت لاق فاختص على ذلك أو ذر
( صحيح ) ( (خ معلق) ن ) عن أبي هريرة(2/142)
7833 يا أبا هريرة ! كن ورعا تكن من أعبد الناس و ارض بما قسم الله لك تكن من أغنى الناس و أحب للمسلمين و المؤمنين ما تحب لنفسك و أهل بيتك و اكره لهم ما تكره لنفسك و أهل بيتك تكن مؤمنا و جاور من جاورت بإحسان تكن مسلما و إياك و كثرة الضحك فإن كثرة الضحك فساد القلب
( حسن ) ( ه ) عن أبي هريرة
7834 يا ابن آدم ! إنك أن تبذل الفضل خير لك و أن تمسكه شر لك و لا تلام على كفاف و ابدأ بمن تعول و اليد العليا خير من اليد السفلى (صحيح)
( حم م ت ) عن أبي أمامة
7835 يا ابن الأكوع ! ملكت فاسجح ( صحيح ) ( خ )عن سلمة بن الأكوع
7836 يا ابن الخصاصية ! ما أصبحت تنقم على الله ؟ أصبحت تماشي رسول الله ( صحيح ) ( حم ه ) عن بشير بن الخصاصية
7837 يا ابن الخطاب ! اذهب فناد في الناس: إنه لا يدخل الجنة إلا المؤمنون ( صحيح ) ( حم م ) عن عمر
7838 يا ابن حوالة ! إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة فقد دنت الزلازل و البلابل و الأمور العظام و الساعة يومئذ أقرب من الناس من يدي هذه من رأسك ( صحيح ) ( حم د ك ) عن العرباض
7839 يا ابن عابس ! ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ به المتعوذون ؟: ( قل أعوذ برب الفلق و ( قل أعوذ برب الناس ) هاتين السورتين ) ( صحيح )
( ن ) عن ابن عابس الجهني
7840 يا ابن عوف ! اركب فرسك ثم ناد: إن الجنة لا تحل إلا لمؤمن
( صحيح ) ( د ) عن العرباض
7841 يا أبي: إن ربي تبارك و تعالى أرسل إلي أن اقرأ القرآن على حرف فرددت إليه: أن هون على أمتي فأرسل إلي الثانية أن اقرأه على حرفين فرددت إليه أن هون على أمتي فأرسل إلي الثالثة: أن اقرأه على سبعة أحرف و لك بكل ردة رددتها مسألة تسألنيها فقلت: اللهم اغفر لأمتي اللهم اغفر لأمتي و أخرت الثالثة ليوم يرغب إلي فيه الخلق كلهم حتى إبراهيم
( صحيح ) ( حم م ) عن أبي
7842 يا أبي: إنه أنزل القرآن على سبعة أحرف كلهم شاف كاف (صحيح)
( ن ) عن أبي(2/143)
7843 يا أبي: إني أقرئت القرآن فقيل لي: على حرف أو حرفين ؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين قلت: على حرفين فقيل لي: على حرفين أو ثلاثة ؟ فقال الملك الذي معي قل: على ثلاثة قلت: على ثلاثة حتى بلغ سبعة أحرف ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف إن قلت: سميعا عليما و إن قلت: عزيزا حكيما ما لم تختم آية عذاب برحمة أو آية رحمة بعذاب
( صحيح ) ( د ) عن أبي
7844 يا إخواني ! لمثل هذا اليوم فأعدوا ( حسن ) ( ه هق ) عن البراء
7845 يا أسامة ! أتشفع في حد من حدود الله ؟ ! (صحيح)(ق د)عن عائشة
7846 يا أسامة ! كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة ؟ !
( صحيح ) ( م ) عن جندب ( الطيالسي البزار ) عن أسامة بن زيد
7847 يا أسماء ! إن المرأة إذا بلغت المحيض لم يصلح أن يرى منها شيء إلا هذا و هذا - و أشار إلى وجهه و كفيه - ( حسن ) ( د ) عن عائشة
7848 يا أشج ! إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحلم و التؤدة ( صحيح )
( ه ) عن أبي سعيد
7849 يا أعرابي! إن الله غضب على سبطين من بني إسرائيل فمسخهم دواب يدبون في الأرض فلا أدري لعل هذا منها يعني الضب فلست أكلها ولا أنهى عنها ) ( صحيح ) ( م ) عن أبي سعيد
7850 ( 000 خير الرفقاء اربعة 000 وخير السرايا أربعمائة و خير الجيوش أربعة آلاف و لن يغلب إثنا عشر ألفًا من قلة ) ) ( صحيح )
( ه )عن أنس
7851 يا أم العلاء ! أبشري فإن مرض المسلم يذهب الله به خطاياه كما تذهب النار خبث الذهب و الفضة ( صحيح ) ( د ) عن أم العلاء
7852 يا أم حارثة ! إنها جنات في جنة و إن ابنك أصاب الفردوس الأعلى و الفردوس ربوة الجنة و أوسطها و أفضلها ( صحيح ) ( ت ) عن أنس
7853 يا أم حارثة ! إنها ليست بجنة واحدة و لكنها جنان كثيرة و إن حارثة لفي الفردوس الأعلى ( صحيح ) ( حم خ ) عن أنس
7854 يا أم سلمة ! إنه ليس آدمي إلا و قلبه بين إصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام و من شاء أزاغ ( صحيح ) ( ت ) عن أم سلمة(2/144)
7855 يا أم سلمة ! لا تؤذيني في عائشة فإنه و الله ما نزل علي الوحي و أنا في لحاف امرأة منكن غيرها ( صحيح ) ( خ ت ن ) عن عائشة
7856 يا أم سليم ! أما تعلمين أني اشترطت على ربي فقلت: إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر و أغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن تجعلها له طهورا و زكاة و قربة تقربه بها منك يوم القيامة ( صحيح ) ( حم م ) عن أنس
7857 يا أم فلان ! اجلسي في أي نواحي السكك شئت أجلس إليك(صحيح)
( حم م د ) عن أنس
7858 يا أنجشة ! رويدك سوقك بالقوارير ( صحيح )( حم ق ن ) عن أنس
7859 يا أنس ! إن الناس يمصرون أمصارا و إن مصرا منها يقال لها البصرة أو البصيرة فإن مررت بها أو دخلتها فإياك و سباخها و كلاءها و سوقها و باب أمرائها و عليك بضواحيها فإنه يكون بها خسف و قذف و رجف و قوم يبيتون يصبحون قردة و خنازير ( صحيح ) ( د ) عن أنس
7860 يا أهل القرآن ! أوتروا فإن الله يحب الوتر ( صحيح )
( د ن ه ك ) عن علي
7861 يا أيها الناس ! اتقوا الله و إن أمر عليكم عبد حبشي مجدع فاسمعوا له و أطيعوا ما أقام لكم كتاب الله ( صحيح ) ( حم ت ك ) عن أم الحصين
7862 يا أيها الناس ! اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله و لتنظر نفس ما قدمت لغد و اتقوا الله إن الله خبير بما تعملون تصدق رجل من ديناره من درهمه من ثوبه من صاع بره من صاع تمره و لو بشق تمرة ) ( صحيح )
( حم م ن ه ) عن جرير
7863 يا أيها الناس ! اذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه (حسن)(حم ت ك)عن أبي(2/145)
7864 يا أيها الناس ! اربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم و لا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا و هو معكم ( صحيح ) ( ق د ) عن أبي موسى
7865 يا أيها الناس ! أفشوا السلام و أطعموا الطعام و صلوا الأرحام و صلوا بالليل و الناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ( صحيح )
( حم ت ه ك ) عن عبدالله بن سلام
7866 يا أيها الناس ! إن الشمس و القمر آيتان من آيات الله و إنهما لا ينكسفان لموت أحد و لا لحياته فإذا رأيتم شيئا من ذلك فصلوا حتى تنجلي إنه ليس من شيء توعدونه إلا و قد رأيته في صلاتي هذه و لقد جيء بالنار حين رأيتموني تأخرت مخافة أن يصيبني من لفحها حتى قلت: يا رب و أنا فيهم ؟ ; و رأيت فيها صاحب المحجن يجر قصبه في النار كان يسرق الحاج بمحجنه فإن فطن به قال: إنما تعلق بمحجني ! و إن غفل عنه ذهب به حتى رأيت فيها صاحبة الهرة التي ربطتها فلم تطعمها و لم تتركها تأكل من خشاش الأرض حتى ماتت جوعا ; و جيء بالجنة فذلك حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي فمددت يدي و أنا أريد أن أتناول من ثمرها شيئا لتنظروا إليه ثم بدا لي أن لا أفعل ( صحيح ) ( حم م ) عن جابر
7867 يا أيها الناس ! إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية و تعاظمها بآبائها فالناس رجلان: رجل بر تقي كريم على الله و فاجر شقي هين على الله و الناس بنو آدم و خلق الله آدم من تراب ( حسن ) ( ت ) عن ابن عمر
7868 يا أيها الناس ! إن منكم منفرين فمن أم الناس فليتجوز فإن خلفه الضعيف و الكبير و ذا الحاجة ( صحيح ) ( حم ق ه ) عن أبي مسعود
7869 يا أيها الناس ! إن هذا من غنائمكم أدوا الخيط و المخيط فما هو فوق فإن الغلول عار على أهله يوم القيامة و شنار و نار ( صحيح )
( ه ) عن عبادة بن الصامت(2/146)
7870 يا أيها الناس ! إنكم تحشرون إلى الله حفاة عراة غرلا ( كما بدأنا أول خلق نعيده ألا و إن أول الخلائق يكسا يوم القيامة إبراهيم ألا و إنه يجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال فأقول يا رب أصحابي ! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك فأقول كما قال العبد الصالح: ( كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم ) فيقال: إن هؤلاء لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم ) ( صحيح )
( حم ق ت ن ) عن ابن عباس
7871 يا أيها الناس ! إنكم لن تطيقوا كل ما أمرتكم به و لكن سددوا و قاربوا و أبشروا ( حسن ) ( حم د ) عن الحكم بن حزن
7872 يا أيها الناس ! إنه لا يحل لي مما أفاء الله عليكم قدر هذه إلا الخمس و الخمس مردود عليكم ( صحيح ) ( ن ) عن عبادة بن الصامت
7873 يا أيها الناس ! إنه ليس لي من هذا الفيء شيء و لا هذا - و أشار إلى وبرة من سنام بعير - إلا الخمس و الخمس مردود عليكم فأدوا الخياط و المخيط ( صحيح ) ( د ن ) عن ابن عمرو
7874 يا أيها الناس إنها كانت أبينت لي ليلة القدر و إني خرجت لأخبركم بها فجاء رجلان يحتقان و معهما الشيطان فنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان التمسوها في التاسعة و السابعة و الخامسة ( صحيح )
( حم م ) عن أبي سعيد(2/147)
7875 يا أيها الناس ! إنها لم تكن فتنة على وجه الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم أعظم من فتنة الدجال و إن الله عز و جل لم يبعث نبيا إلا حذر أمته الدجال و أنا آخر الأنبياء و أنتم آخر الأمم و هو خارج فيكم لا محالة فإن يخرج و أنا بين أظهركم فأنا حجيج لكل مسلم و إن يخرج من بعدي فكل حجيج نفسه و الله خليفتي على كل مسلم و إنه يخرج من خلة بين الشام و العراق فيعيث يمينا و شمالا يا عباد الله ! أيها الناس ! فاثبتوا فإني سأصفه لكم صفة لم يصفها إياه قبلي نبي إنه يبدأ فيقول: أنا نبي و لا نبي بعدي ثم يثني ف يقول: أنا ربكم و لا ترون ربكم حتى تموتوا و إنه أعور و إن ربكم ليس بأعور و إنه مكتوب بين عينيه: كافر يقرؤه كل مؤمن كاتب أو غير كاتب ; و إن من فتنته أن معه جنة و نارا فناره جنة و جنته نار فمن ابتلي بناره فليستغث بالله و ليقرأ فواتح الكهف ( فتكون بردا و سلاما كما كانت النار على إبراهيم ) و إن من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك أباك و أمك أتشهد أني ربك ؟ فيقول: نعم فيتمثل له شيطانان في صورة أبيه و أمه فيقولان: يا بني اتبعه فإنه ربك و إن من فتنته أن يسلط على نفس واحدة فيقتلها ينشرها بالمنشار حتى تلقى شقين ثم يقول: انظروا إلى عبدي هذا فإني أبعثه ثم يزعم أن له ربا غيري فيبعثه الله و يقول له الخبيث: من ربك ؟ فيقول: ربي الله و أنت عدو الله أنت الدجال و الله ما كنت قط أشد بصيرة بك مني اليوم ; و إن من فتنته أن يأمر السماء أن تمطر فتمطر و يأمر الأرض أن تنبت فتنبت ; و إن من فتنته أن يمر بالحي فيكذبونه فلا يبقى لهم سائمة إلا هلكت ; و إن من فتنته أن يمر بالحي فيصدقونه فيأمر السماء أن تمطر فتمطر و يأمر الأرض أن تنبت فتنبت حتى تروح مواشيهم من يومهم ذلك أسمن ما كانت و أعظمه و أمده خواصر و أدره ضروعا ; و إنه لا يبقى شيء من الأرض إلا وطئه و ظهر عليه إلا مكة و المدينة لا يأتيهما من نقب من أنقابهما إلا(2/148)
لقيته الملائكة بالسيوف صلتة حتى ينزل عند الضريب الأحمر عند منقطع السبخة فترجف المدينة بأهلها ثلاث رجفات فلا يبقى فيها منافق و لا منافقة إلا خرج إليه فتنفي الخبيث منها كما ينفي الكير خبث الحديد و يدعى ذلك اليوم يوم الخلاص قيل: فأين العرب يومئذ ؟ قال: هم يومئذ قليل ( وجلهم ببيت المقدس ) ; و إمامهم رجل صالح فبينما إمامهم قد تقدم يصلي بهم الصبح إذ نزل عليهم عيسى ابن مريم الصبح فرجع ذلك الإمام ينكص يمشي القهقرى ليتقدم عيسى فيضع عيسى يده بين كتفيه ثم يقول له: تقدم فصل فإنها لك أقيمت فيصل بهم إمامهم فإذا انصرف قال عيسى: افتحوا الباب فيفتحون و وراءه الدجال معه سبعون ألف يهودي كلهم ذو سيف محلى و ساج فإذا نظر إليه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء ; و ينطلق هاربا ( و يقول عيسى: إن لي فيك ضربة لن تسبقني ) فيدركه عند باب لد الشرقي فيقتله فيهزم الله اليهود فلا يبقى شيء مما خلق الله عز و جل يتواقى به يهودي إلا أنطق الله ذلك الشيء لا حجر و لا شجر و لا حائط و لا دابة إلا الغرقدة فإنها من شجرهم لا تنطق إلا قال: يا عبد الله المسلم هذا يهودي فتعال اقتله فيكون عيسى بن مريم في أمتي حكما عدلا و إماما مقسطا يدق الصليب و يذبح الخنزير و يضع الجزية و يترك الصدقة فلا يسعى على شاة و لا بعير و ترفع الشحناء و التباغض و تنزع حمة كل ذات حمة حتى يدخل الوليد يده في في الحية فلا تضره و تضر الوليدة الأسد فلا يضرها و يكون الذئب في الغنم كأنه كلبها و تملأ الأرض من السلم كما يملأ الإناء من الماء و تكون الكلمة واحدة فلا يعبد إلا الله و تضع الحرب أوزارها و تسلب قريش ملكها و تكون الأرض كفاثور الفضة تنبت نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم يجتمع النفر على الرمانة فتشبعهم و يكون الثور بكذا و كذا من المال و يكون الفرس بالدريهمات ( قالوا: يا رسول الله و ما يرخص الفرس ؟ قال: لا تركب لحرب أبدا(2/149)
قيل: فما يغلي الثور قال: تحرث الأرض كلها ) و إن قبل خروج الدجال ثلاث سنوات شداد يصيب الناس فيها جوع شديد يأمر الله السماء السنة الأولى أن تحبس ثلث مطرها و يأمر الأرض أن تحبس ثلث نباتها ثم يأمر السماء في السنة الثانية فتحبس ثلثي مطرها و يأمر الأرض فتحبس ثلثي نباتها ثم يأمر السماء في السنة الثالثة فتحبس مطرها كله فلا تقطر قطرة و يأمر الأرض فتحبس نباتها كله فلا تنبت خضراء فلا يبقى ذات ظلف التهليل و التكبير و التحميد و يجزئ ذلك عليهم مجزأة الطعام ) ( صحيح ) ( ه ابن خزيمة ك الضياء ) عن أبي أمامة )
7876 يا أيها الناس ! إني إمامكم فلا تسبقوني بالركوع و لا بالسجود و لا بالقيام و لا بالقعود و لا بالانصراف فإني أراكم من أمامي و من خلفي و ايم الذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا و لبكيتم كثيرا ( صحيح )
( حم م ن ) عن أنس
7877 يا أيها الناس ! إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله و عترتي: أهل بيتي ( صحيح ) ( ت ) عن جابر
7878 يا أيها الناس ! إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء و إن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة فمن كان عنده منهن شيء فليخل سبيله و لا تأخذوا مما آتيتموهن شيئا ( صحيح ) ( م ه ) عن سبرة
7879 يا أيها الناس ! أيما أحد من المؤمنين أصيب بمصيبة فليتعز بمصيبته بي عن المصيبة التي تصيبه بغيري فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي ( صحيح ) ( ه ) عن عائشة(2/150)
7880 يا أيها الناس ! أي يوم أحرم ؟ أي يوم أحرم ؟ أي يوم أحرم ؟ قالوا: يوم الحج الأكبر قال: فإن دماءكم و أموالكم و أعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ألا لا يجني جان إلا على نفسه ألا و لا يجني والد على ولده و لا ولد على والده ; ألا إن الشيطان قد أيس أن يعبد في بلدكم هذا أبدا و لكن ستكون له طاعة في بعض ما تحتقرون من أعمالكم فيرضى بها ألا إن المسلم أخو المسلم فليس يحل لمسلم من أخيه شيء إلا ما أحل من نفسه ألا و إن كل ربا في الجاهلية موضوع لكم رءوس أموالكم لا تظلمون و لا تظلمون غير ربا العباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله و إن كل دم كان في الجاهلية موضوع و أول دم أضع من دم الجاهلية دم الحارث بن عبد المطلب ألا و استوصوا بالنساء خيرا فإنما هن عوان عندكم ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة فإن فعلن فاهجروهن في المضاجع و اضربوهن ضربا غير مبرح فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ألا و إن لكم على نسائكم حقا و لنسائكم عليكم حقا فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون و لا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا و إن حقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن و طعامهن ( حسن ) ( ت ن ه ) عن عمرو بن الأحوص
7881 يا أيها الناس ! توبوا إلى ربكم فوالله إني لأتوب إلى الله عز و جل في اليوم مائة مرة ( صحيح ) ( حم م ) عن الأغر المزني
7882 يا أيها الناس ! خذوا عني مناسككم فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد عامي هذا ( صحيح ) ( ن ) عن جابر
7883 يا أيها الناس ! ردوا على ردائي فوالله لو أن لي بعدد شجر تهامة نعما لقسمته عليكم ثم لا تلقوني بخيلا و لا جبانا و لا كذوبا ; يا أيها الناس ! ليس لي من هذا الفيء شيء و لا هذه الوبرة إلا الخمس و الخمس مردود فيكم فأدوا الخياط و المخيط فإن الغلول يكون على أهله عارا و نارا و شنارا يوم القيامة ( حسن ) ( حم ن ) عن ابن عمرو(2/151)
7884 يا أيها الناس ! عليكم بالسكينة فإن البر ليس بإيجاف الخيل و الإبل
( صحيح ) ( حم د ك ) عن ابن عباس
7885 يا أيها الناس ! عليكم بالسكينة و الوقار فإن البر ليس في إيضاع الإبل ( صحيح ) ( حم ن ) عن أسامة بن زيد
7886 يا أيها الناس ! عليكم بالقصد عليكم بالقصد عليكم بالقصد فإن الله تعالى لن يمل حتى تملوا ( حسن ) ( ه ) عن جابر
7887 يا أيها الناس ! عليكم من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا و إن أحب الأعمال إلى الله ما دووم عليه و إن قل ( صحيح )
( ق ) عن عائشة
7887 / 1 ( يا أيها الناس ! ما بال أحدكم يزوج عبده أمته ثم يريد أن يفرق بينهما ؟ إنما الطلاق لمن أخذ بالساق ) ( حسن ) ( ه ) عن ابن عباس
وهذا حديث مستدرك من الطبعة الأولى
قال الألباني في صحيح ابن ماجه رقم: 1692 حسن
7888 يا أيها الناس ! ما لكم حين نابكم شيء في الصلاة أخذتم في التصفيق ؟ إنما التصفيق للنساء من نابه شيء في صلاته فليقل: سبحان الله فإنه لا يسمعه أحد حين يقول: سبحان الله إلا التفت ( صحيح )
( خ ) عن سهل بن سعد(2/152)
7889 يا أيها الناس ! هل تدرون لم جمعتكم ؟ إني و الله ما جمعتكم لرغبة و لا لرهبة و لكن جمعتكم لأن تميما الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع و أسلم و حدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم عن المسيح الدجال ; حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم و جذام فلعب بهم الموج شهرا في البحر ثم ارفئوا إلى جزيرة في البحر حين غروب الشمس فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة فلقيهم دابة أهلب كثير الشعر لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقالوا: ويلك ما أنت ؟ قالت: أنا الجساسة قالوا: و ما الجساسة ؟ قالت: أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق قال: لما سمت لنا رجلا فرقنا منها أن تكون شيطانة فانطلقنا سراعا حتى دخلنا باب الدير فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا و أشده وثاقا مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد قلنا: ويلك ما أنت ؟ قال: قد قدرتم على خبري فأخبروني ما أنتم ؟ قالوا: نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية فصادفنا البحر حين اغتلم فلعب بنا الموج شهرا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه فجلسنا في أقربها فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر ما يدري ما قبله من دبره من كثرة الشعر فقلنا ويلك ما أنت ؟ قالت: أنا الجساسة قلنا و ما الجساسة ؟ قالت اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق فأقبلنا إليك سراعا و فرقنا منها و لم نأمن أن تكون شيطانة قال: أخبروني عن نخل بيسان قلنا: عن أي شأنها تستخبر ؟ قال: أسألكم عن نخلها هل يثمر ؟ قلنا له: نعم قال: أما إنها يوشك أن لا تثمر قال: أخبروني عن بحيرة طبرية ؟ قلنا: عن أي شأنها تستخبر ؟ قال: هل فيها ماء ؟ قلنا: هي كثيرة الماء قال: إن ماءها يوشك أن يذهب قال: أخبروني عن عين ذعر قلنا: عن أي شأنها تستخبر ؟ قال هل في العين ماء ؟ و هل يزرع أهلها بماء العين ؟ قلنا له: نعم هي كثيرة الماء و أهلها يزرعون(2/153)
من مائها قال: أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟ قالوا: قد خرج من مكة و نزل يثرب قال: أقاتله العرب ؟ قلنا: نعم قال: كيف صنع بهم فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب و أطاعوه قال: قد كان ذلك ! قلنا: نعم قال أما إن ذلك خير لهم أن يطيعوه و إني أخبركم عني أنا المسيح و إني أوشك أن يؤذن لي بالخروج فأخرج فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة و طيبة هما محرمتان على كلتاهما كلما أردت أن أدخل واحدة منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتا يصدني عنها و إن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها ألا أخبركم ؟ هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة ألا كنت حدثتكم ذلك ؟ فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه و عن المدينة و مكة ألا إنه في بحر الشام أو في بحر اليمن لا بل من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو ( صحيح ) ( حم م ) عن فاطمة بنت قيس
7890 يا أيها الناس ! لا يقتل بعضكم بعضا و لا يصب بعضكم بعضا و إذا رميتم الجمرة فارموا بمثل حصى الخذف ( حسن )( حم د ه ) عن أم جندب
7891 0000 لا تقوموا حتى تروني ( صحيح ) ( ت ك ) عن جابر )
7892 يا بلال ! أقم الصلاة أرحنا بها ( صحيح ) ( حم د ) عن رجل
7893 يا بلال ! قم فأذن: لا يدخل الجنة إلا مؤمن و إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر ( صحيح ) ( خ ) عن أبي هريرة
7894 يا بلال ! بم سبقتني إلى الجنة ؟ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي إني دخلت البارحة الجنة فسمعت خشخشتك أمامي فأتيت على قصر مربع مشرف من ذهب فقلت: لمن هذا القصر ؟ قالوا: لرجل من قريش فقلت: أنا قرشي لمن هذا القصر ؟ قالوا لرجل من أمة محمد فقلت: أنا محمد لمن هذا القصر ؟ قالوا: لعمر بن الخطاب ( صحيح )
( حم ت حب ك ) عن بريدة
7895 يا بنت أبي أمية ! سألت عن الركعتين بعد العصر و إنه أتاني ناس من عبد القيس فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر فهما هاتان(2/154)
( صحيح ) ( خ د ) عن أم سلمة
7896 يا بني بياضة ! أنكحوا أبا هند و انكحوا إليه ( حسن )
( د ك ) عن أبي هريرة
7897 يا بني سلمة ! ألا تحتسبون آثاركم إلى المسجد ؟ ( صحيح )
( حم خ ه ) عن أنس
7898 يا بني سلمة ! دياركم تكتب آثاركم ( صحيح ) ( حم م ) عن جابر
7899 يا بني عبد المطلب ! سقايتكم و لولا أن يغلبكم عليها الناس لنزعت
( صحيح ) ( حم ت ) عن علي
7900 يا بني عبد مناف ! لا تمنعوا أحدا طاف بهذا البيت و صلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار ( صحيح ) ( حم 4 حب ك ) عن جبير بن مطعم
7901 يا بني عبد مناف يا بني عبد مناف ! إني نذير إنما مثلي و مثلكم كمثل رجل رأى العدو فانطلق يريد أهله فخشي أن يسبقوه إلى أهله فجعل يهتف: يا صباحاه يا صباحاه ! أتيتم أتيتم ( صحيح )
( حم م ) عن قبيصة بن المخارق وزهير بن عمير
7902 يا بني فهر ! يا بني عدي ! يا بني عبد مناف ! يا بني عبد المطلب ! أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي ؟ قالوا: ما جربنا عليك إلا صدقا قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد
( صحيح ) ( ق ) عن ابن عباس
7903 يا بني كعب بن لؤي ! أنقذوا أنفسكم من النار يا بني مرة بن كعب ! أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد شمس ! أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد مناف ! أنقذوا أنفسكم من النار يا بني عبد المطلب ! أنقذوا أنفسكم من النار يا فاطمة ! أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لكم من الله شيئا غير أن لكم رحما سأبلها ببلالها ( صحيح ) ( م ن ) عن أبي هريرة
7904 يا جابر ! إذا كان واسعا فخالف بين طرفيه و إذا كان ضيقا فاشدده على حقويك ( صحيح ) ( ق د ) عن جابر(2/155)
7905 يا جابر ! ألا أبشرك بما لقي الله به أباك ! ما كلم الله أحدا قط إلا من وراء حجاب و كلم أباك كفاحا فقال: يا عبدي تمن علي أعطك قال: يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية فقال الرب تبارك و تعالى: إنه سبق مني أنهم إليها لا يرجعون قال: يا رب فأبلغ من ورائي ( صحيح ) ( ت ه ) عن جابر
7906 يا جرهد ! غط فخذك فإن الفخذ عورة ( صحيح )
( حم د ت حب ك ) عن جرهد
7907 يا حازم ! أكثر من قول لا حول و لا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة ( صحيح ) ( ه ) عن حازم بن حرملة الأسلمي
7908 يا حسان ! أجب عن رسول الله اللهم أيده بروح القدس ( صحيح )
( حم ق د ن ) عن حسان وأبي هريرة
7909 يا ذا الأذنين ! ( صحيح ) ( حم د ت ) عن أنس
7910 يا رويفع ! لعل الحياة ستطول بك بعدي فأخبر الناس أنه من عقد لحيته أو تقلد وترا أو استنجى برجيع دابة أو عظم فإن محمدا منه بريء
( صحيح ) ( حم د ن ) عن رويفع بن ثابت
7911 يا سعد ! ارم فداك أبي و أمي ( صحيح ) ( خ ) عن علي
7912 يا سعد ! إني لأعطي الرجل و غيره أحب إلى منه خشية أن يكبه الله في النار على وجهه ( صحيح ) ( ق د ) عن سعد
7912 / 1 يا سفيان ! لا تسبل إزارك فإن الله لا يحب المسبلين (حسن)
( حم ه ) عن المغيرة بن شعبة وهذا حديث مستدرك من الطبعة القديمة
قال الألباني في صحيح ابن ماجه رقم: 2876 حسن
7913 يا صاحب السبتيتين ! ويحك ! ألق سبتيتيك ( صحيح )
( حم د ن ه حب ك ) عن بشير بن الخصاصية
7914 يا صفية بنت عبد المطلب ! يا فاطمة بنت محمد ! يا بني عبد المطلب ! إني لا أملك لكم من الله شيئا سلوني من مالي ما شئتم ( صحيح )
( ت ) عن عائشة
7915 يا عائش ! هذا جبريل يقرئك السلام (صحيح)(ق ت ن ه)عن عائشة
7916 يا عائشة ! استعيذي بالله من شر هذا فإن هذا هو الغاسق إذا وقب - يعني القمر - ( صحيح ) ( حم ت ك ) عن عائشة(2/156)
7917 يا عائشة ! أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه ؟ جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي و الآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي: ما وجع الرجل ؟ قال: مطبوب قال: من طبه ؟ قال: لبيد بن الأعصم قال: في أي شيء ؟ قال: في مشط و مشاطة و جف طلعتي ذكر قال: فأين هو ؟ قال في بئر ذروان يا عائشة ! و الله لكأن ماءها نقاعة الحناء و لكأن نخلها رءوس الشياطين ( صحيح ) ( حم ق ه ) عن عائشة
7918 يا عائشة أما كان معكم لهو ؟ فإن الأنصار يعجبهم اللهو ( صحيح )
( خ ) عن عائشة
7919 يا عائشة ! إن الله خلق للجنة أهلا خلقهم لها و هم في أصلاب آبائهم و خلق للنار أهلا خلقهم لها و هم في أصلاب آبائهم ( صحيح )
( حم م د ه ) عن عائشة
7920 يا عائشة ! إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ( صحيح )
( حم ق ت ه ) عن عائشة
7921 يا عائشة ! إن الله رفيق يحب الرفق و يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف و ما لا يعطي على ما سواه ( صحيح ) ( م ) عن عائشة
7922 يا عائشة ! إن الله لا يحب الفاحش المتفحش (صحيح)(د)عن عائشة
7923 يا عائشة إن شرار الناس الذين يكرمون اتقاء شرهم ( صحيح )
( د ) عن عائشة
7924 يا عائشة إن عيني تنامان و لا ينام قلبي (صحيح) (خ ن)عن عائشة
7925 يا عائشة ! إن من شر الناس من تركه الناس اتقاء فحشه ( صحيح )
( ت ) عن عائشة
7926 يا عائشة ! حولي هذا فإني كلما دخلت فرأيته ذكرت الدنيا
( صحيح ) ( حم ن ) عن عائشة
7927 يا عائشة ! عليك بتقوى الله و الرفق فإن الرفق لم يكن في شيء قط إلا زانه و لا نزع من شيء قط إلا شانه ( صحيح ) ( حم د ) عن عائشة
7928 يا عائشة ! لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية لأمرت بالبيت فهدم فأدخلت فيه ما أخرج منه و ألزقته بالأرض و جعلت له بابين: باب شرقيا و باب غربيا فبلغت به أساس إبراهيم ( صحيح ) ( ق ن ) عن عائشة(2/157)
7929 يا عائشة ! ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم ( صحيح ) ( خ ) عن عائشة
7930 يا عائشة ! ما يؤمنني أن يكون فيه عذاب ؟ قد عذب قوم بالريح و قد رأى قوم العذاب فقالوا: ( هذا عارض ممطرنا ) (صحيح) (م)عن عائشة
7931 يا عائشة ! متى عهدتني فحاشا ؟ إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره ( صحيح ) ( حم ق ) عن عائشة
7932 يا عائشة ! لا تحصي فيحصي الله عليك (صحيح)(حم د)عن عائشة
7933 يا عائشة ! لا تكوني فاحشة ( صحيح ) ( م ) عن عائشة
7934 يا عباد الله تداووا فإن الله لم يضع داء إلا وضع له دواء غير داء واحد: الهرم ( صحيح ) ( حم 4 حب ك ) عن أسامة بن شريك
7935 يا عباد الله ! وضع الله الحرج إلا من اقترض عرض امرئ مسلم ظلما فذلك الذي حرج وهلك(صحيح) (حم خد ن ه حب ك) أسامة بن شريك
7936يا عباس ! ألا تعجب من حب مغيث بريرة ومن بغض بريرة مغيثا ؟
( صحيح ) ( خ د ن ه ) عن ابن عباس(2/158)
7937 يا عباس ! يا عماه ! ألا أعطيك ؟ ألا أمنحك ألا أحبوك ؟ ألا أفعل بك عشر خصال إذا أنت فعلت ذلك غفر الله ذنبك أوله و آخره قديمه و حديثه خطأه و عمده صغيره و كبيره سره و علانيته ؟ عشر خصال: أن تصلي أربع ركعات تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب و سورة فإذا فرغت من القراءة في أول ركعة و أنت قائم قلت: سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله أكبر خمس عشرة مرة ثم تركع فتقولها و أنت راكع عشرا ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشرا ثم تهوي ساجدا فتقولها و أنت ساجد عشرا ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشرا ثم تسجد فتقولها عشرا ثم ترفع رأسك فتقولها عشرا فذلك خمس و سبعون في كل ركعة تفعل ذلك في أربع ركعات فلو كانت ذنوبك مثل زبد البحر أو رمل عالج غفرها الله لك إن استطعت أن تصليها في كل يوم مرة فافعل فإن لم تفعل ففي كل جمعة مرة فإن لم تفعل ففي كل شهر مرة فإن لم تفعل ففي كل سنة مرة فإن لم تفعل ففي عمرك مرة ( صحيح ) ( د ن ه ابن خزيمة ك ) عن ابن عباس
7938 يا عباس ! يا عم رسول الله ! سل الله العافية في الدنيا و الآخرة
( صحيح ) ( حم ت ) عن العباس
7939 يا عبد الرحمن ! اذهب بأختك فأعمرها من التنعيم ( صحيح )
( ق ) عن عائشة
7940 يا عبد الرحمن ! أردف أختك عائشة فأعمرها من التنعيم فإذا هبطت بها من الأكمة فمرها فلتحرم فإنها عمرة متقبلة ( صحيح )
( حم د ك ) عن عبدالرحمن بن أبي بكر
7941 يا عبد الرحمن بن سمرة ! لا تسأل الإمارة فإنك إن أوتيتها عن مسألة وكلت إليها و إن أوتيتها عن غير مسألة أعنت عليها و إذا حلفت على يمين فرأيت غيرها خيرا منها فكفر عن يمينك و ائت الذي هو خير
(صحيح) ( حم ق 3 ) عن عبدالرحمن بن سمرة(2/159)
7942 يا عبد الله ! ألم أخبر أنك تصوم النهار و تقوم الليل ؟ فلا تفعل فإنك إذا فعلت ذلك هجمت عينك و تفهت نفسك فصم و أفطر و قم و نم فإن لجسدك عليك حقا و إن لعينيك عليك حقا و إن لزوجك عليك حقا و إن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها فإذن ذلك صيام الدهر كله ; قال: إني أجد قوة قال: فصم صيام نبي الله داود و لا تزد عليه نصف الدهر ( صحيح ) ( حم ق ن ) عن ابن عمرو
7943 يا عبد الله إن يدخلك الله الجنة كان لك هذا و ما اشتهت نفسك و لذت عينك ( صحيح ) ( حم ت ) عن بريدة
7944 يا عبد الله بن قيس ! ألا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة ؟: لا حول و لا قوة إلا بالله ( صحيح ) ( حم ق 4 ) عن أبي موسى
7945 يا عبد الله ! لا تكن مثل فلان كان يقوم من الليل فترك قيام الليل
( صحيح ) ( حم ق ن ه ) عن ابن عمرو
7946 يا عثمان ! أرغبت عن سنتي ؟ ! فإني أنام و أصلي و أصوم و أفطر و أنكح النساء فاتق الله يا عثمان ! فإن لأهلك عليك حقا و إن لضيفك عليك حقا و إن لنفسك عليك حقا فصم و أفطر و صل و نم ( صحيح )
( د ) عن عائشة
7947 يا عثمان ! إن الله مقمصك قميصا فإن أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه حتى تلقاني ( صحيح ) ( حم ت ه ك ) عن عائشة
7948 يا عقبة ؟ ألا أعلمك خير سورتين قرئتا ؟ ( قل أعوذ برب الفلق و
( قل أعوذ برب الناس ) يا عقبة ! اقرأ بهما كلما نمت و قمت ما سأل سائل و لا استعاذ مستعيذ بمثلهما ) ( حسن ) ( حم ن ك ) عن عقبة بن عامر
7949 يا عقبة بن عامر ! تعوذ بهما فما تعوذ متعوذ بمثلهما ( صحيح )
( د ) عن عقبة بن عامر
7950 يا عقبة ! ( قل هو الله أحد و ( قل أعوذ برب الفلق ) و ( قل أعوذ برب الناس ) ما تعوذ بمثلهن أحد ) ( صحيح ) ( ن ) عن عقبة بن عامر
7951 يا علي ! أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ؟ إلا أنه ليس بعدي نبي ( صحيح ) ( حم ق ت ه ) عن سعد(2/160)
7952 يا علي ! سل الله الهدى و السداد و اذكر بالهدى هدايتك الطريق و بالسداد تسديدك السهم ( صحيح ) ( حم ن ك ) عن علي
7953 يا علي ! لا تتبع النظرة النظرة فإن لك الأولى و ليست لك الآخرة
( حسن ) ( حم د ت ك ) عن بريدة
7954 يا علي ! لا تقع إقعاء الكلب ( حسن ) ( ه ) عن علي
7955 يا عم ! ألا أصلك ؟ ألا أحبوك ؟ ألا أنفعك ؟ تصلي يا عم ! أربع ركعات تقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب و سورة فإذا انقضت القراءة فقل: الله أكبر و الحمد لله و سبحان الله و لا إله إلا الله خمس عشرة مرة قبل أن تركع ثم اركع فقلها عشرا قبل أن ترفع رأسك ثم ارفع رأسك فقلها عشرا قبل أن تسجد ثم اسجد فقلها عشرا قبل أن ترفع رأسك ثم ارفع رأسك فقلها عشرا ثم اسجد فقلها عشرا ثم ارفع فقلها عشرا قبل أن تقوم فتلك خمس و سبعون في كل ركعة و هي ثلاث مائة في أربع ركعات فلو كانت ذنوبك مثل زبد البحر أو رمل عالج غفرها الله لك إن لم تستطع أن تصليها في كل يوم فصلها في كل جمعة فإن لم تستطع فصلها في كل شهر فإن لم تستطع فصلها في كل سنة ( صحيح ) ( ت ه ) عن أبي رافع
7956 يا عوف ! احفظ خلالا ستا بين يدي الساعة إحداهن موتي ثم فتح بيت المقدس ثم داء يظهر فيكم يستشهد الله به ذراريكم و أنفسكم و يزكي به أموالكم ثم تكون الأموال فيكم حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا و فتنة تكون بينكم لا يبقى بيت مسلم إلا دخلته ثم يكون بينكم و بين بني الأصفر هدنة فيغدرون فيسيرون إليكم في ثمانين غاية تحت كل غاية اثني عشر ألفا ( صحيح ) ( ه ك ) عن عوف بن مالك الأشجعي(2/161)
7957 يا غلام ! إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سألت فاسأل الله و إذا استعنت فاستعن بالله و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك و لو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك جفت الأقلام و رفعت الصحف ( صحيح ) ( حم ت ك ) عن ابن عباس
7958 يا غلام ! سم الله و كل بيمينك و كل مما يليك ( صحيح )
( ق ه ) عن عمر بن أبي سلمة
7959 يا غلام ! هذا أبوك و هذه أمك فخذ بيد أيهما شئت ( صحيح )
( ن ه ك ) عن أبي هريرة
7960 يا فاطمة ! احلقي رأسه و تصدقي بزنة شعره فضة ( صحيح )
( ت ك ) عن علي
7961 يا فاطمة ! ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين ( صحيح )
( ق ) عن فاطمة
7962 يا فاطمة ! أيسرك أن يقول الناس فاطمة بنت محمد في يدها سلسلة من نار ؟ ! ( صحيح ) ( حم ن ك ) عن ثوبان
7963 يا فلان ! أيما كان أحب إليك أن تمتع به عمرك ؟ أو لا تأتي غدا إلى باب من أبواب الجنة إلا وجدته قد سبقك إليه يفتحه لك ؟ ( صحيح )
( ن ) عن قرة بن إياس
7964 يا فلان ! أفلا تحسن صلاتك ! ألا ينظر المصلي إذا صلى كيف يصلي ؟ فإنما يصلي لنفسه إني و الله لأبصر من ورائي كما أبصر من بين يدي ( صحيح ) ( م ن ) عن أبي هريرة
7965 يا قبيصة ! إن المسألة لا تحل إلا لأحد ثلاثة: رجل تحمل حمالة فتحل له المسألة حتى يصيبها ثم يمسك و رجل أصابته جائحة اجتاحت ماله فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش و رجل أصابته فاقة حتى يقول ثلاثة من ذوي الحجا من قومه: لقد أصاب فلانا فاقة فحلت له المسألة حتى يصيب قواما من عيش ثم يمسك فما سواهن من المسألة فسحت يأكلها صاحبها سحتا ( صحيح ) ( حم م د ن ) عن قبيصة بن المخارق
7966 يا معاذ ! أفتان أنت ؟ فلولا صليت ب ( سبح اسم ربك الأعلى(2/162)
( و الشمس و ضحاها ) ( و الليل إذا يغشى ) فإنه يصلي وراءك الكبير و الضعيف و ذو الحاجة ) ( صحيح ) ( ق د ) عن جابر
7967 يا معاذ بن جبل ! ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله و أني رسول الله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار قال: يا رسول الله ! أفلا أخبر الناس فيستبشروا قال: إذا يتكلوا ( صحيح ) ( حم ق ) عن أنس
7968 يا معاذ بن جبل ! هل تدري ما حق الله على عباده و ما حق العباد على الله ؟ فإن حق الله على العباد أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا و حق العباد على الله أن لا يعذب من لا يشرك به شيئا ( صحيح )
( حم ق ت ه ) عن معاذ بن جبل
7969 يا معاذ ! و الله إني لأحبك أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك (صحيح)
( حم د ن حب ك ) عن معاذ بن جبل
7970 يا معشر الأنصار ! ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي و كنتم متفرقين فألفكم الله بي و كنتم عالة فأغناكم الله بي ؟ أما ترضون أن يذهب الناس بالشاة و البعير و تذهبون بالنبي إلى رحالكم ؟ لولا الهجرة لكنت امرءا من الأنصار و لو سلك الناس واديا و شعبا لسلكت وادي الأنصار و شعبها الأنصار شعار و الناس دثار إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض ( صحيح ) ( حم ق ) عن عبدالله بن زيد بن عاصم
7971 يا معشر الأنصار ! أمسكوا عليكم أموالكم لا تعمروها فإنه من أعمر شيئا حياته فهو له حياته و موته ( صحيح ) ( ن ) عن جابر
7972 يا معشر الأنصار ! ما حديث أتاني عنكم ؟ ألا ترضون أن يذهب الناس بالأموال و تذهبون برسول الله حتى تدخلوه في بيوتكم ؟ لو أخذت الناس شعبا و أخذت الأنصار شعبا أخذت شعب الأنصار ( صحيح )
( حم ق ن ) عن أنس
7973 يا معشر التجار ! إن الشيطان و الإثم يحضران البيع فشوبوا بيعكم بالصدقة ( صحيح ) ( ت ) عن قيس بن أبي غرزة(2/163)
7974 يا معشر التجار ! إن هذا البيع يحضره اللغو و الحلف فشوبوه بالصدقة ( صحيح ) ( حم د ن ه ك ) عن قيس بن أبي غرزة
7975 يا معشر الشباب ! من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر و أحصن للفرج و من لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء
( صحيح ) ( حم ق 4 ) عن ابن مسعود
7976 يا معشر الفقراء ! ألا أبشركم ؟ إن فقراء المؤمنين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم: خمسمائة عام ( صحيح ) ( ه ) عن ابن عمر
7977 يا معشر المسلمين ! لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع و السجود ( صحيح ) ( ه ) عن علي بن شيبان
7978 يا معشر المهاجرين ! خصال خمس إذا ابتليتم بهن و أعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون و الأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا و لم ينقصوا المكيال و الميزان إلا أخذوا بالسنين و شدة المؤنة و جور السلطان عليهم و لم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء و لولا البهائم لم يمطروا و لم ينقضوا عهد الله و عهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم من غيرهم فأخذوا بعض ما كان في أيديهم و ما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله عز و جل و يتحروا فيما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم ( صحيح )
( ه ك ) عن ابن عمر
7979 يا معشر المهاجرين و الأنصار ! إن من إخوانكم قوما ليس لهم مال و لا عشيرة فليضم أحدكم إليه الرجلين أو الثلاثة (صحيح) (د ك)عن جابر
7980 يا معشر النساء ! تصدقن و أكثرن الاستغفار فإني رأيتكن أكثر أهل النار إنكن تكثرن اللعن و تكفرن العشير ما رأيت من ناقصات عقل و دين أغلب لذي لب منكن أما نقصان العقل: فشهادة امرأتين تعدل شهادة رجل فهذا نقصان العقل و تمكث الليالي ما تصلي و تفطر في رمضان فهذا نقصان الدين ( صحيح )
( م ه ) عن ابن عمر ( حم م ت ) عن أبي هريرة ( حم ق ) عن أبي سعيد(2/164)
7981 يا معشر النساء ! تصدقن و لو من حليكن فإنكن أكثر أهل جهنم يوم القيامة ( صحيح ) ( حم ت ن حب ك ) عن زينب امرأة ابن مسعود
7982 يا معشر قريش ! اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئا يا بني عبد مناف ! اشتروا أنفسكم من الله لا أغني عنكم من الله شيئا يا عباس بن عبد المطلب ! لا أغني عنك من الله شيئا يا صفية عمة رسول الله ! لا أغني عنك من الله شيئا يا فاطمة بنت محمد ! سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا ( صحيح )( ق ن ) عن أبي هريرة (م)عن عائشة
7983 يا معشر قريش ! أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم من الله ضرا و لا نفعا يا معشر بني عبد مناف ! أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم من الله ضرا أو نفعا يا معشر بني عبد المطلب ! أنقذوا أنفسكم من النار فإني لا أملك لكم ضرا و لا نفعا يا فاطمة بنت محمد ! أنقذي نفسك من النار فإني لا أملك لك ضرا و لا نفعا إن لك رحما و سأبلها ببلالها (صحيح)
( حم ت ) عن أبي هريرة
7984 يا معشر من آمن بلسانه و لم يدخل الإيمان قلبه ! لا تغتابوا المسلمين و لا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته و من تتبع الله عورته يفضحه و لو في جوف بيته ( صحيح )
( حم د ) عن أبي برزة الأسلمي ( 4 ) عن البراء
7985 يا معشر من أسلم بلسانه و لم يدخل الإيمان في قلبه ! لا تؤذوا المسلمين و لا تعيروهم و لا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم يتتبع الله عورته و من تتبع الله عورته يفضحه و لو في جوف رحله
( صحيح ) ( ت ) عن ابن عمر
7986 يا معشر يهود ! أسلموا تسلموا اعلموا أن الأرض لله و رسوله و إني أريد أن أجليكم من هذه الأرض فمن وجد منكم بماله شيئا فليبعه و إلا فاعلموا أن الأرض لله و رسوله ( صحيح ) ( ق د ) عن أبي هريرة
7987 يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ( صحيح )
( ت ك ) عن أنس ( ت ) عن شهاب الجرمي ( ك ) عن جابر(2/165)
7988 يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ( صحيح )
( ه ك ) عن النواس بن سمعان
7989 يا نساء المسلمات ! لا تحقرن جارة لجارتها و لو فرسن شاة
( صحيح ) ( حم ق ) عن أبي هريرة
7990 يا هذال ! لو سترته بثوبك كان خيرا لك ( صحيح )
( حم د ك ) عن نعيم بن هذال
7991 يأتي الدجال المدينة فيجد الملائكة يحرسونها فلا يدخلها الدجال و لا الطاعون إن شاء الله تعالى ( صحيح ) ( حم خ ت ) عن أنس
7992 يأتي الدجال و هو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينزل بعض السباخ التي بالمدينة فيخرج إليه يومئذ رجل هو خير الناس أو من خير الناس فيقول له: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثه فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته ؟ هل تشكون في الأمر ؟ فيقولون: لا فيقتله ثم يحييه فيقول حين يحييه: و الله ما كنت قط أشد بصيرة مني اليوم فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه ( صحيح )
( حم ق ) عن أبي سعيد
7993 يأتي الشيطان أحدكم فيقول: من خلق كذا من خلق كذا ؟ حتى يقول: من خلق ربك ؟ فإذا بلغه فليستعذ بالله و لينته ( صحيح )
( ق ) عن أبي هريرة
7994 يأتي القرآن و أهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة و آل عمران يأتيان كأنهما غيابتان و بينهما شرق أو كأنهما غمامتان سوداوان أو كأنهما ظلتان من طير صواف يجادلان عن صاحبهما(صحيح)
( حم م ت ) عن النواس بن سمعان
7995 يأتي المسيح من قبل المشرق و همته المدينة حتى ينزل دبر أحد ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام و هنالك يهلك ( صحيح )
( حم م ) عن أبي هريرة(2/166)
7996 يؤتى بالرجل يوم القيامة من أهل الجنة فيقول له: يا ابن آدم ! كيف وجدت منزلك ؟ فيقول: أي رب ! خير منزل فيقول: سل و تمن فيقول: يا رب ما اسأل و لا أتمنى إلا أن تردني إلى الدنيا فأقتل في سبيلك عشر مرار لما يرى من فضل الشهادة و يؤتى بالرجل من أهل النار فيقول له: يا ابن آدم ! كيف وجدت منزلك ؟ فيقول: أي رب ! شر منزل فيقول له: أتفتدي منه بطلاع الأرض ذهبا ؟ فيقول: أي رب ! نعم فيقول: كذبت قد سألتك أقل من ذلك و أيسر فلم تفعل فيرد إلى النار ( صحيح ) ( حم م ن ) عن أنس
7997 يؤتى بالعبد يوم القيامة فيقال له: ألم أجعل لك سمعا و بصرا و مالا و ولدا و سخرت لك الأنعام و الحرث و تركتك ترأس و تربع فكنت تظن أنك ملاقي يومك هذا ؟ فيقول: لا فيقول له: اليوم أنساك كما نسيتني
( صحيح ) ( ت ) عن أبي هريرة وأبي سعيد
7998 يؤتى بالموت كأنه كبش أملح حتى يوقف على السور بين الجنة و النار فيقال: يا أهل الجنة ! فيشرئبون و يقال: يا أهل النار ! فيشرئبون فيقال: هل تعرفون هذا ؟ فيقولون: نعم هذا الموت فيضجع و يذبح فلولا أن الله قضى لأهل الجنة الحياة و البقاء لماتوا فرحا و لولا أن الله قضى لأهل النار الحياة فيها لماتوا ترحا ( حسن ) ( ت ) عن أبي سعيد
7999 يؤتى بالموت يوم القيامة فيوقف على الصراط فيقال: يا أهل الجنة ! فيطلعون خائفين وجلين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه ثم يقال: يا أهل النار ! فيطلعون مستبشرين فرحين أن يخرجوا من مكانهم الذي هم فيه فيقال: هل تعرفون هذا ؟ فيقولون: نعم هذا الموت فيؤمر به فيذبح على الصراط ثم يقال للفريقين كلاهما: خلود فيما تجدون لا موت فيها أبدا
( صحيح ) ( حم ه ك ) عن أبي هريرة(2/167)
8000 يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيصبغ في جهنم صبغة ثم يقال له: يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط ؟ هل مر بك نعيم قط ؟ فيقول: لا و الله يا رب و يؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا من أهل الجنة فيصبغ في الجنة صبغة فيقال له: يا ابن آدم ! هل رأيت بؤسا قط ؟ هل مر بك شدة قط ؟ فيقول: لا و الله يا رب ! ما مر بى بؤس قط و لا رأيت شدة قط ( صحيح ) ( حم م ن ه ) عن أنس
8001 يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ( صحيح ) ( م ت ) عن ابن مسعود
8002 يأتي على الناس زمان الصابر فيهم على دينه كالقابض على الجمر
( صحيح ) ( ت ) عن أنس
الشرح:
(يأتي على الناس زمان الصابر) كذا بخط المصنف وفي رواية القابض (فيهم على دينه كالقابض على الجمر) شبه المعقول بالمحسوس أي الصابر على أحكام الكتاب والسنة يقاسى بما يناله من الشدة والمشقة من أهل البدع والضلال مثل ما يقاسيه من يأخذ النار بيده ويقبض عليها بل ربما كان أشد وهذا من معجزاته فإنه إخبار عن غيب وقد وقع.
8003 يأتي على الناس زمان ما يبالي الرجل من أين أصاب المال ؟ من حلال أو حرام ( صحيح ) ( ن ) عن أبي هريرة
8004 يأتي على الناس زمان يدعو الرجل ابن عمه و قريبه: هلم إلى الرخاء هلم إلى الرخاء و المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون و الذي نفسي بيده لا يخرج منهم أحد رغبة عنها إلا أخلف الله فيها من هو خير منه ألا إن المدينة كالكير يخرج الخبث لا تقوم الساعة حتى تنفي المدينة شرارها كما ينفي الكير خبث الحديد ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة(2/168)
8005 يأتي على الناس زمان يغزو فئام من الناس فيقال: فيكم من صاحب الرسول ؟ فيقولون: نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزوا فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من صاحب أصحاب الرسول ؟ فيقولون: نعم فيفتح لهم ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال لهم: هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب الرسول ؟ فيقولون: نعم فيفتح لهم
( صحيح ) ( حم ق ) عن أبي سعيد
8006 يأتي في آخر الزمان قوم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام يقولون من خير قول البرية يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لا يجاوز إيمانهم حناجرهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم يوم القيامة(صحيح)
( خ د ت ) عن علي
8007 يؤجر الرجل في نفقته كلها إلا في التراب (صحيح) (ت)عن خباب
الشرح:
أي في نفقته في البنيان الذي لم يقصد به وجه اللّه وقد زاد على ما يحتاجه لنفسه وعياله على الوجه اللائق فإنه ليس له فيه أجر بل ربما كان عليه وزر.
8008 يؤدي المكاتب بحصته ما أدى دية حر و ما بقي دية عبد ( صحيح )
( حم ت ك ) عن ابن عباس
8009 يأخذ الجبار سمواته و أرضه بيده ثم يقول أنا الجبار أنا الملك أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ ( صحيح ) ( ه ) عن ابن عمر
8010 يأكل أهل الجنة فيها و يشربون و لا يمخطون و لا يتغوطون و لا يبولون إنما طعامهم جشاء و رشح كرشح المسك يلهمون التسبيح و الحمد كما يلهمون النفس ( صحيح ) ( حم م ) عن جابر
8011 يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا و لا يؤمن الرجل في أهله و لا في سلطانه و لا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه ( صحيح ) ( حم م 4 ) عن أبي مسعود
8012 يؤم القوم أقرؤهم للقرآن ( صحيح ) ( حم ) عن أنس
الشرح:(2/169)
خبر بمعنى الأمر فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم إسلاماً قال البغوي: لم يختلفوا في أن القراءة والفقه مقدمان على غيرهما واختلف في فقه مع قراءة فقدم أبو حنيفة القراءة وعكس الشافعي ومالك لأن الفقه يحتاج إليه في سائر الأركان والقراءة في ركن واحد وإنما نص في الخبر على الأقرأ لأنه كان أعلم لتلقي الصحب القرآن بأحكامه وقال القاضي: إنما قدم المصطفى صلى اللّه عليه وسلم الأقرأ على الأعلم لأن الأقرأ في زمنه كان أفقه أما لو تعارض فضل القراءة وفضل الفقه فيقدم الأفقه وعليه أكثر العلماء لأن احتياج المصلي إلى الفقه أكثر وأمس من حاجته للقراءة لأن ما يجب في الصلاة من القراءة محصور وما يقع فيها من الحوادث غير محصور فلو لم يكن فقيهاً فائقاً فيه كثيراً ما يعرض له في صلاته ما يقطعها عليه وهو غافل عنه.
8013 يبصر أحدكم القذى في عين أخيه و ينسى الجذع في عينه (صحيح)
( حل ) عن أبي هريرة
الشرح:
(يبصر أحدكم القذى في عين أخيه) في الإسلام جمع قذاة وهي ما يقع في العين والماء والشراب من نحو تراب وتبن ووسخ (وينسى الجذع) واحد جذوع النخل (في عينه) كأن الإنسان لنقصه وحب نفسه يتوفر على تدقيق النظر في عيب أخيه فيدركه مع خفائه فيعمى به عن عيب في نفسه ظاهر لا خفاء به مثل ضرب لمن يرى الصغير من عيوب الناس ويعيرهم به وفيه من العيوب ما نسبته إليه كنسبة الجذع إلى القذاة وذلك من أقبح القبائح وأفضح الفضائح فرحم اللّه من حفظ قلبه ولسانه ولزم شأنه وكف عن عرض أخيه وأعرض عما لا يعنيه فمن حفظ هذه الوصية دامت سلامته وقلت ندامته فتسليم الأحوال لأهلها أسلم واللّه أعلى وأعلم وللّه در القائل:
أرى كل إنسان يرى عيب غيره * ويعمى عن العيب الذي هو فيه
فلا خير فيمن لا يرى عيب نفسه * ويعمى عن العيب الذي بأخيه(2/170)
وما ذكر من أن الحديث هكذا هو ما وقفت عليه في نسخ وذكر ابن الأثير أن سياق الحديث "يبصر أحدكم القذاة في عين أخيه ولا يبصر الجذل في عينه" قالوا والجذل بالكسر والفتح أصل الشجر يقطع وقد يجعل اللّه العود جذلاً. (تنبيه) هذا الحديث مثل من أمثال العرب السائرة المتداولة وروي عنهم بألفاظ مختلفة0000
8014 يبعث الناس على نياتهم ( صحيح ) ( حم ) عن أبي هريرة
الشرح:
قال الداودي: معناه أن الأمم تعذب ومعهم من ليس منهم فيصاب جميعهم بآجالهم ثم يبعثون على أعمالهم فالطائع عند البعث يجازي بعمله والعاصي تحت المشيئة قال ابن حجر: والحاصل أنه لا يلزم من الاشتراك في الهلاك الاشتراك في الثواب أو العقاب بل يجازي كل أحد على حسب نيته.
8015 يبعث كل عبد على ما مات عليه ( صحيح ) ( م ه ) عن جابر
الشرح:
أي على الحال التي مات عليها من خير وشر قال الهروي: وليس قول من ذهب به إلى الأكفان بشيء لأن الإنسان إنما يكفن بعد الموت ثم هذا الحديث يوضحه حديث أبي داود عن ابن عمر وقيل: يا رسول اللّه أخبرني عن الجهاد والغزو قال: إن قتلت صابرا محتسباً بعثت صابراً محتسباً وإن قتلت مرائياً مكاثراً بعثت مرائياً مكاثراً على أي حال قاتلت أو قتلت بعثك اللّه بتلك الحال، وفي حديث أبي هريرة عن أنس مرفوعاً من مات سكراناً فإنه يعاين ملك الموت سكراناً ويعاين منكراً ونكيراً سكراناً ويبعث يوم القيامة سكراناً إلى خندق في وسط جهنم يسمى السكران، قال عياض: أورد مسلم هذا الحديث عقب حديث لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن باللّه مشيراً إلى أنه مفسر له ثم أعقبه بحديث ثم بعثوا على أعمالهم مشيراً إلى أنه وإن كان مفسراً لما قبله لكنه عام فيه وفي غيره.
8016 يتبع الدجال من يهود أصبهان سبعون ألف عليهم الطيالسة (صحيح)
( حم م ) عن أنس
8017 يتبع الميت ثلاثة: أهله و عمله و ماله فيرجع اثنان و يبقى واحد يرجع أهله و ماله و يبقى عمله ( صحيح ) ( حم ق ت ن ) عن أنس(2/171)
8018 يتجلى لنا ربنا ضاحكا يوم القيامة ( صحيح ) (طب)عن أبي موسى
الشرح:
(يتجلى لنا ربنا ضاحكاً) أي يظهر لنا وهو راض عنا ويتلقانا بالرحمة والرضوان والسرور والأمان (يوم القيامة) تمامه عند مخرجه الطبراني عن أبي موسى حتى ينظروا إلى وجهه فيخرون له سجداً فيقول ارفعوا رؤوسكم فليس هذا يوم عبادة اهـ. بنصه قال الخطابي: الضحك الذي يعتري البشر عند الفرح والطرب محال على الحق تقدس وإنما هذا مجاز عن رضاه عنهم وإقباله عليهم والكرام يوصفون بالبشر وحسن اللقاء عند القدوم عليهم. (تنبيه) قال المؤلف وغيره: من خصائص هذه الأمة أنه تعالى يتجلى عليهم فيرونه ويسجدون له بإجماع أهل السنة وفي الأمم السابقة احتمالان لابن أبي جمرة 000000
8019 يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل و ملائكة بالنهار و يجتمعون في صلاة الفجر و صلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم و هو أعلم بهم: كيف تركتم عبادي ؟ فيقولون: تركناهم و هم يصلون و أتيناهم و هم يصلون ( صحيح ) ( ق ن ) عن أبي هريرة
8020 يتقارب الزمان و يقبض العلم و يلقى الشح و تظهر الفتن و يكثر الهرج قيل: و ما الهرج ؟ قال: القتل ( صحيح ) ( حم ق د ) عن أبي هريرة
8021 يتنزل ربنا تبارك و تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ؟ ( صحيح ) ( ق ) عن أبي هريرة
8022 يجاء بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه فيدور بها في النار كما يدور الحمار برحاه فيطيف به أهل النار فيقولون: يا فلان ! ما أصابك ؟ ألم تكن تأمرنا بالمعروف و تنهانا عن المنكر ؟ فيقول: بلى قد كنت آمركم بالمعروف و لا آتيه و أنهاكم عن المنكر و آتيه ( صحيح )
( حم ق ) عن أسامة بن زيد
8023 يجزي عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم و يجزي عن الجلوس أن يرد أحدهم ( صحيح ) ( د ) عن علي(2/172)
8024 يجزئ من الوضوء مد و من الغسل صاع (صحيح) (ه)عن عقيل
الشرح:
قال الشافعي وأحمد: ليس معناه أنه لا يجزئ أكثر ولا أقل بل هو قدر ما يكفي إذا وجد الشرط وهو جري الماء على العضو وعمومه أجزأ قل أم كثر لكن السنة أن لا ينقص في الوضوء عن مد والغسل عن صاع.
8025 يجمع الله الناس يوم القيامة في صعيد واحد ثم يطلع عليهم رب العالمين فيقول: ألا يتبع كل إنسان ما كان يعبد ؟ فيمثل لصاحب الصليب صليبه و لصاحب التصاوير تصاويره و لصاحب النار ناره فيتبعون ما كانوا يعبدون و يبقى المسلمون فيطلع عليهم رب العالمين فيقول: ألا تتبعون الناس ؟ فيقولون: نعوذ بالله منك نعوذ بالله منك الله ربنا و هذا مكاننا حتى نرى ربنا و هو يأمرهم و يثبتهم قالوا: و هل نراه يا رسول الله ؟ قال: و هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ؟ قالوا: لا قال: فإنكم لا تضارون في رؤيته تلك الساعة ثم يتوارى ثم يطلع فيعرفهم نفسه ثم يقول: أنا ربكم فاتبعوني فيقوم المسلمون و يوضع الصراط فيمر عليه مثل جياد الخيل و الركاب و قولهم عليه: سلم سلم و يبقى أهل النار فيطرح فيها منهم فوج ثم يقال: هل امتلأت ؟ فتقول: هل من مزيد ؟ ثم يطرح فيها فوج فيقال: هل امتلأت ؟ فتقول: هل من مزيد ؟ حتى إذا أوعبوا فيها وضع الرحمن قدمه فيها و أزوى بعضها إلى بعض ثم قال: قط ؟ قالت: قط قط فإذا أدخل الله أهل الجنة الجنة و أهل النار النار أتي بالموت ملببا فيوقف على السور الذي بين أهل الجنة و أهل النار ثم يقال: يا أهل الجنة ! فيطلعون خائفين ثم يقال: يا أهل النار ! فيطلعون مستبشرين يرجون الشفاعة فيقال لأهل الجنة و أهل النار: هل تعرفون هذا ؟ فيقول هؤلاء و هؤلاء: قد عرفناه هو الموت الذي وكل بنا فيضجع فيذبح ذبحا على السور ثم يقال: يا أهل الجنة ! خلود لا موت و يا أهل النار ! خلود لا موت ( صحيح ) ( ت ) عن أبي هريرة(2/173)
8026 يجمع المؤمنون يوم القيامة فيهتمون لذلك فيقولون: لو استشفعنا على ربنا فأراحنا من مكاننا هذا فيأتون آدم فيقولون: يا آدم ! أنت أبو البشر خلقك الله بيده و أسجد لك ملائكته و علمك أسماء كل شيء فاشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا فيقول لهم آدم: لست هناكم و يذكر ذنبه الذي أصابه فيستحي ربه عز و جل من ذلك و يقول: و لكن ائتوا نوحا فإنه أول رسول بعثه الله إلى أهل الأرض فيأتون نوحا فيقول: لست هناكم و يذكر لهم خطيئة سؤاله ربه ما ليس له به علم فيستحي ربه من ذلك و لكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن فيأتونه فيقول: لست هناكم و لكن ائتوا موسى عبدا كلمه الله و أعطاه التوراة فيأتون موسى فيقول: لست هناكم و يذكر لهم النفس التي قتل بغير نفس فيستحي ربه من ذلك و لكن ائتوا عيسى عبد الله و رسوله و كلمته و روحه فيأتون عيسى فيقول لهم: لست هناكم و لكن ائتوا محمدا عبدا غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر فأقوم فأمشي بين سماطين من المؤمنين حتى استأذن على ربي فيؤذن لي فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا لربي تبارك و تعالى فيدعني ما شاء أن يدعني ثم يقول: ارفع محمد قل يسمع و سل تعطه و اشفع تشفع فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أعود إليه الثانية فإذا رأيت ربي وقعت ساجدا لربي تبارك و تعالى فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول: ارفع محمد ! قل يسمع و سل تعطه و اشفع تشفع فأرفع رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أعود الثالثة فإذا رأيت ربي تبارك و تعالى وقعت ساجدا لربي فيدعني ما شاء أن يدعني ثم يقول: ارفع محمد ! قل يسمع و سل تعطه و اشفع تشفع فإذا رفعت رأسي فأحمده بتحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحد لي حدا فأدخلهم الجنة ثم أعود الرابعة فأقول: يا رب ! ما بقي إلا من حبسه القرآن فيخرج من النار من قال: لا إله إلا الله و كان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ثم يخرج من(2/174)
النار من قال: لا إله إلا الله و كان في قلبه من الخير ما يزن برة ثم يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله و كان في قلبه من الخير ما يزن ذرة ( صحيح )
( حم ق ن ه ) عن أنس
8027 يجمع الله الناس يوم القيامة فيقوم المؤمنون حين تزلف لهم الجنة فيأتون آدم فيقولون: يا أبانا ! استفتح لنا الجنة فيقول: و هل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم آدم لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى ابني إبراهيم خليل الله فيقول إبراهيم: لست بصاحب ذلك إنما كنت خليلا من وراء وراء اعمدوا إلى موسى الذي كلمه الله تكليما فيأتون موسى فيقول: لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى عيسى كلمة الله و روحه فيقول عيسى لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى محمد فيأتون محمدا فيقوم فيؤذن له و ترسل الأمانة و الرحم فتقومان جنبتي الصراط يمينا و شمالا فيمر أولكم كالبرق ثم كمر الريح ثم كمر الطير و شد الرجال تجري بهم أعمالهم و نبيكم قائم على الصراط يقول: يا رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد و حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا و في حافتي الصراط كلاليب معلقة مأمورة تأخذ من أمرت بأخذه فمخدوش ناج و مكدوس في النار ( صحيح )
( م ) عن أبي هريرة
8028 يجيء الدجال فيطأ الأرض إلا مكة و المدينة فيأتي المدينة فيجد بكل نقب من أنقابها صفوفا من الملائكة فيأتي سبخة الجرف فيضرب رواقه فترجف المدينة ثلاث رجفات فيخرج إليه كل منافق و منافقة ( صحيح )
( حم ق ) عن أنس
8029 يجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول: يا رب ! هذا قتلني فيقول الله له: لم قتلته ؟ فيقول: قتلته لتكون العزة لك فيقول: فإنها لي و يجيء الرجل آخذا بيد الرجل فيقول: أي رب ! إن هذا قتلني فيقول الله: لم قتلته ؟ فيقول: لتكون العزة لفلان ! فيقول: إنها ليست لفلان فيبوء بإثمه ( صحيح )
( ن ) عن ابن مسعود(2/175)
8030 يجيء القرآن يوم القيامة فيقول: يا رب حله فيلبس تاج الكرامة ثم يقول: يا رب زده فيلبس حلة الكرامة ثم يقول: يا رب ارض عنه فيرضى عنه فيقول: اقرأ و ارق و يزاد بكل آية حسنة (حسن)(ت ك)عن أبي هريرة
8031 يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته و رأسه بيده و أوداجه تشخب دما فيقول: يا رب ! سل هذا فيم قتلني ؟ حتى يدنيه من العرش
( صحيح ) ( ت ن ه ) عن ابن عباس
8032 يجيء المقتول يوم القيامة متعلقا بقاتله فيقول الله: فيم قتلت هذا ؟ فيقول: في ملك فلان ( صحيح ) ( ن ) عن جندب
8033 يجيء النبي يوم القيامة و معه الرجل و النبي و معه الرجلان و النبي و معه الثلاثة و أكثر من ذلك فيقال له: هل بلغت قومك ؟ فيقول: نعم فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلغكم هذا ؟ فيقولون: لا فيقال له: من يشهد لك ؟ فيقول: محمد و أمته فيدعى محمد و أمته فيقال لهم: هل بلغ هذا قومه فيقولون: نعم فيقال: و ما علمكم بذلك ؟ فيقولون: جاءنا نبينا فأخبرنا أن الرسل قد بلغوا فصدقناه فذلك قوله: ( و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و يكون الرسول عليكم شهيدا ) ( صحيح )
( حم ن ه ) عن أبي سعيد
8034 يجيء نوح و أمته فيقول الله: هل بلغت ؟ فيقول: نعم أي رب ! فيقول لأمته: هل بلغكم ؟ فيقولون: لا ما جاء لنا من نبي فيقول لنوح من يشهد لك ؟ فيقول: محمد و أمته و هو قوله تعالى ( و كذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس و الوسط: العدل فيدعون فيشهدون له بالبلاغ ثم أشهد عليكم ) ( صحيح ) ( حم خ ت ن ه ) عن أبي سعيد
8035 يجيء يوم القيامة ناس من المسلمين بذنوب أمثال الجبال يغفرها الله لهم و يضعها على اليهود ( صحيح ) ( م ) عن أبي موسى
8036 يجير على أمتي أدناهم ( صحيح ) ( حم ك ) عن أبي هريرة
الشرح:(2/176)
(يجير على أمتي) وفي رواية بدله على الناس (أدناهم) أي إذا أجار واحد من المسلمين ولو عبداً واحداً أو جمعاً من الكفار وأمنهم جار على جميع المسلمين وفي رواية لأبي يعلى وغيره يجير على المسلمين.
8037 يحب الله العامل إذا عمل أن يحسن ( حسن ) ( طب ) عن كليب بن شهاب
الشرح:
وفي رواية أن يتقن عمله فعلى الصانع الذي استعمله اللّه في الصورة والآلات والعدد مثلاً أن يعمل بما علمه عمل إتقان وإحسان بقصد نفع خلق اللّه واحتمل أن المراد يحب من العامل بالطاعة أن يحسنها بإخلاص واستيفاء للشروط والأركان والآداب.
8038 يحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب ( صحيح )
( حم ق د ن ه ) عن عائشة ( حم م ن ه ) عن ابن عباس
الشرح:
(يحرم) بالضم وشد الراء المكسورة وروي بالفتح وضم الراء
(من الرضاعة) وفي رواية من الرضاع قال جمع من العلماء: يستثنى أربع نسوة تحرمن من النسب مطلقاً وفي الرضاع قد لا يحرمن: الأولى أمّ الأخ في النسب حرام لأنها إما أم أو زوج أب، الثانية أم الحفيد حرام في النسب لأنها أمّ بنت أو زوج ابن، الثالثة جدة الولد في النسب حرام لأنها أمّ زوجة، الرابعة أخت الولد حرام في النسب لأنها بنت أو ربيبة وفي الرضاع قد يكون الأربع الأجنبيات وزاد بعضهم أم العم وأم العمة وأم الخال وأم الخالة فيحرمن من النسب لا الرضاع قال بعضهم: التحقيق أنه لا يستثنى شيء من ذلك لأنهن لم يحرمن من النسب بل من جهة المصاهرة
(ما يحرم من النسب) ويباح من الرضاع ما يباح من النسب.
8039 يحسب ما خانوك و عصوك و كذبوك و عقابك إياهم فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافا لا لك و لا عليك و إن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم كان فضلا لك و إن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم اقتص لهم منك الفضل أما تقرأ كتاب الله:(ونضع الموازين القسط ليوم القيامة الآية ؟ )
( صحيح ) ( حم ت ) عن عائشة(2/177)
8040 يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر في صور الرجال يغشاهم الذل من كل مكان يساقون إلى سجن في جهنم يسمى بولس تعلوهم نار الأنيار يسقون من عصارة أهل النار طينة الخبال ( حسن )
( حم ت ) عن ابن عمرو
8041 يحشر الناس على ثلاث طرائق: راغبين راهبين و اثنان على بعير و ثلاثة على بعير و أربعة على بعير و عشرة على بعير و يحشر بقيتهم النار لتقيل معهم حيث قالوا و تبيت معهم حيث باتوا و تصبح معهم حيث أصبحوا و تمسي معهم حيث أمسوا ( صحيح ) ( ق ن ) عن أبي هريرة
8042 يحشر الناس على نياتهم ( صحيح ) ( ه ) عن جابر
8043 يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا الأمر أشد من أن ينظر بعضهم إلى بعض ( صحيح ) ( م ن ه ) عن عائشة
8044 يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها معلم لأحد ( صحيح ) ( ق ) عن سهل بن سعد
8045 يحضر الجمعة ثلاثة نفر رجل حضرها يلغو و هو حظه منها و رجل حضرها يدعو فهو رجل دعا الله عز و جل إن شاء أعطاه و إن شاء منعه و رجل حضرها بإنصات و سكون و لم يتخط رقبة مسلم و لم يؤذ أحدا فهو كفارة إلى الجمعة التي تليها و زيادة ثلاثة أيام و ذلك بأن الله يقول: ( من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ) (حسن) (حم د)عن ابن عمرو
8046 يختصم الشهداء و المتوفون على فرشهم إلى ربنا في الذين يتوفون من الطاعون فيقول الشهداء إخواننا قتلوا كما قتلنا و يقول المتوفون على فرشهم: إخواننا ماتوا على فرشهم كما متنا فيقضي الله بينهم فيقول ربنا: انظروا إلى جراحهم فإن أشبهت جراحهم جراح المقتولين فإنهم منهم و معهم فينظرون إلى جراح المطعونين فإذا جراحهم قد أشبهت جراح الشهداء فيلحقون بهم ( حسن ) ( حم ن ) عن العرباض بن سارية(2/178)
8047 يخرج الدجال في أمتي فيمكث أربعين فيبعث الله تعالى عيسى ابن مريم كأنه عروة بن مسعود الثقفي فيطلبه فيهلكه ثم يمكث الناس سبع سنين ليس بين اثنين عداوة ثم يرسل الله ريحا باردة من قبل الشام فلا يبقى على وجه الأرض أحد في قلبه مثقال ذرة من إيمان إلا قبضته حتى لو أن أحدكم دخل في كبد جبل لدخلت عليه حتى تقبضه فيبقى شرار الناس في خفة الطير و أحلام السباع لا يعرفون معروفا و لا ينكرون منكرا فيتمثل لهم الشيطان فيقول: ألا تستجيبون ؟ فيقولون: بم تأمرنا ؟ فيأمرهم بعبادة الأوثان فيعبدونها و هم في ذلك دار رزقهم حسن عيشهم ثم ينفخ في الصور فلا يسمعه أحد إلا أصغى ليتا و رفع ليتا و أول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله فيصعق و يصعق الناس ثم يرسل الله مطرا كأنه الطل فينبت منه أجساد الناس ثم ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون ثم ؟ يقال: يا أيها الناس ! هلم إلى ربكم ( وقفوهم إنهم مسئولون ثم يقال: أخرجوا بعث النار فيقال:من كم ؟ فيقال:من كل ألف تسعمائة و تسعة و تسعون فذلك يوم يجعل الولدان شيبا و ذلك يوم يكشف عن ساق ) ( صحيح ) (حم م)عن ابن عمر(2/179)
8048 يخرج الدجال فيتوجه قبله رجل من المؤمنين فيلقاه المسالح مسالح الدجال فيقولون له: أين تعمد ؟ فيقول: أعمد إلى هذا الذي خرج فيقولون له: أو ما تؤمن بربنا ؟ فيقول: ما بربنا خفاء فيقولون: اقتلوه فيقول بعضهم لبعض: أليس قد نهاكم ربكم أن تقتلوا أحد دونه ؟ فينطلقون به إلى الدجال فإذا رآه المؤمن قال: يا أيها الناس هذا الدجال الذي ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأمر الدجال به فيشبح فيقول: خذوه و شجوه فيوسع بطنه و ظهره ضربا فيقول: أما تؤمن بي ؟ فيقول: أنت المسيح الكذاب فيؤمر به فينشر بالمنشار من مفرقه حتى يفرق بين رجليه ثم يمشي الدجال بين القطعتين ثم يقول له: قم فيستوى قائما ثم يقول له: أتؤمن بي ؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة ثم يقول: يا أيها الناس إنه لا يفعل بعدي بأحد من الناس فيأخذه الدجال فيذبحه فيجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاسا فلا يستطيع إليه سبيلا فيأخذ بيديه و رجليه فيقذف به فيحسب الناس أنما قذفه في النار و إنما ألقي في الجنة هذا أعظم الناس شهادة عند رب العالمين
( صحيح ) ( م ) عن أبي سعيد
8049 يخرج الدجال و معه نهر و نار فمن دخل نهره وجب وزره و حط أجره و من دخل ناره وجب أجره و حط وزره ثم إنما هي قيام الساعة
( صحيح ) ( حم د ك ) عن حذيفة
8050 يخرج الله قوما من النار فيدخلهم الجنة ( صحيح )(حم ق)عن جابر
8051 يخرج عنق من النار يوم القيامة له عينان يبصران و أذنان يسمعان و لسان ينطق يقول: إني وكلت بثلاثة: بكل جبار عنيد و بكل من دعا مع الله إلها آخر و بالمصورين ( صحيح ) ( حم ت ) عن أبي هريرة
8052 يخرج في آخر الزمان قوم أحداث الأسنان سفهاء الأحلام يقرءون القرآن بألسنتهم لا يجاوز تراقيهم يقولون من قول خير البرية يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فمن لقيهم فليقتلهم فإن في قتلهم أجرا عظيما عند الله لمن قتلهم ( صحيح ) ( حم ت ه ) عن ابن مسعود(2/180)
8053 يخرج فيكم قوم تحقرون صلاتكم مع صلاتهم و صيامكم مع صيامهم و عملكم مع عملهم يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ينظر الرامي في النصل فلا يرى شيئا و ينظر في القدح فلا يرى شيئا و ينظر في الريش فلا يرى شيئا و يتمارى في الفوق هل علق به من الدم شيء ( صحيح ) ( ق ه ) عن أبي سعيد
8054 يخرج قوم في آخر الزمان يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم سيماهم التحليق إذا لقيتموهم فاقتلوهم ( صحيح ) ( ه ) عن أنس
8055 يخرج قوم من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيدخلون الجنة و يسمون الجهنميين ( صحيح ) ( حم خ د ) عن عمران بن حصين
8056 يخرج قوم من أمتي يقرءون القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء و لا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء و لا صيامكم إلى صيامهم بشيء يقرءون القرآن يحسبون أنه لهم و هو عليهم لا تجاوز صلاتهم تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية لو يعلم الجيش الذين يصيبونهم ما قضى لهم على لسان نبيهم لاتكلوا عن العمل و آية ذلك أن فيهم رجلا له عضد ليس فيه ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدي عليه شعرات بيض ( صحيح ) ( م د ) عن علي
8057 يخرج من المشرق أقوام محلقة رءوسهم يقرءون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ( صحيح )
( حم ق ) عن سهل بن حنيف
8058 يخرج من النار أربعة فيعرضون على الله فيلتفت إليه أحدهم فيقول: أي رب ! إذا أخرجتني منها لا تعدني فيها فينجيه الله منها ( صحيح )
( م ) عن أنس
8059 يخرج من النار قوم بالشفاعة كأنهم الثعارير (صحيح)(ق)عن جابر
8060 يخرج من النار قوم بعد ما احترقوا فيدخلون الجنة فيسميهم أهل الجنة الجهنميين ( صحيح ) ( خ ) عن أنس(2/181)
8061 يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله و كان في قلبه من الخير ما يزن شعيرة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله و كان في قلبه من الخير ما يزن برة ثم يخرج من النار من قال لا إله إلا الله و كان في قلبه من الخير ما يزن ذرة ( صحيح ) ( حم ق ت ن ) عن أنس
8062 يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من الإيمان
( صحيح ) ( ت ) عن أبي سعيد
8063 يخرج ناس من قبل المشرق يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه سيماهم التحليق ( صحيح ) ( حم خ ) عن أبي سعيد
8064يخرب الكعبة ذوالسويقتين من الحبشة(صحيح)(ق ن)عن أبي هريرة
الشرح:
(يخرب الكعبة) بضم الياء وفتح الخاء المعجمة وشد الراء المكسورة من التخريب والجملة فعل ومفعول والفاعل قوله (ذو السويقتين) بضم السين وفتح الواو تثنية سويقة مصغراً للتحقير (من الحبشة) بالتحريك نوع معروف من السودان يقال إنهم من ولد حبش بن كوش بن حام قال ابن دريد: جمع الحبش أحبوش بضم أوله وأما قولهم الحبشة فعلى غير قياس وأصل التحبيش التجميع ومن للتبعيض أي يخربها ضعيف من هذه الطائفة إشارة إلى أن الكعبة المعظمة يهتك حرمتها حقير نضو الخلق وإنما سلط عليها ولم يحبس عنها كالفيل لأن هذا إنما هو قرب الساعة عند فناء أهل الحق فسلط على تخريبها لئلا تبقى مهانة معطلة بعد ما كانت مهابة مبجلة ومن هذا التقرير استبان أنه لا تعارض بين هنا وقوله تعالى {حرماً آمناً} الأمن إلى قرب القيامة وخراب الدنيا كما تقرر وقضية كلام المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه بل بقيته عند الشيخين فيسابها حليتها ويجردها من كسوتها كأني أنظر إليه أصيلع أفيدع يضرب عليها بمسحاته أو بمعوله هكذا عزاه لهما جمع منهم الديلمي.
8065 يد الله على الجماعة ( صحيح ) ( ت ) عن ابن عباس
الشرح:(2/182)
(يد اللّه على) وفي رواية (الجماعة) أي حفظه ووقايته وكلاءته عليهم. قال الزمخشري: يعني أن جماعة أهل الإسلام في كنف اللّه ووقايته فوقهم فأقيموا في كنف اللّه بين ظهرانيهم ولا تفارقوهم اهـ، وقال الطيبي: معنى على كمعنى فوق في آية {يد اللّه فوق أيديهم} فهو كناية عن النصرة والغلبة لأن من تابع الإمام الحق فكأنما تابع اللّه ومن تابع اللّه نصره وخذل أعداءه أي هو ناصرهم ومصيرهم غالبين على من سواهم اهـ. وقال ابن عربي: حكمة ذلك أن اللّه لا يعقل إلهاً إلا من حيث أسمائه الحسنى لا من حيث هو معرى عنها فلا بد من توحيد عينه وكثرة أسمائه وبالمجموع هو الإله فيد اللّه وهي القوة مع الجماعة. أوصى حكيم أولاده عند موته فقال: إيتوني بجماعة عصى فجمعها وقال: اكسروها مجموعة فلم يقدروا ففرقها وقال: اكسروها ففعلوا فقال: هكذا أنتم لن تغلبوا ما اجتمعتم فإذا تفرقتم تمكن منكم العدوّ وكذا القائلون بالدين إذا اجتمعوا على إقامة الدين ولم يتفرقوا فيه لم يقهرهم عدوّ وكذا الإنسان في نفسه إذا اجتمع في نفسه على إقامة دين اللّه لم يغلبه شيطان من إنس ولا جن بما يوسوس به إليه مع مساعدة الإيمان والملك تلميذ له وقضية كلام المصنف أن هذا هو الحديث بتمامه والأمر بخلافه بل بقيته عند مخرجه الترمذي ومن شذ شذ إلى النار اهـ بنصه، ورواه الطبراني بلفظ يد اللّه مع الجماعة والشيطان مع من خالف يركض ورجاله كما قال الهيثمي ثقات.
8066 يد الله ملأى لا يغيضها نفقة سحاء الليل و النهار أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات و الأرض ؟ فإنه لم يغض ما في يده و كان عرشه على الماء و بيده الميزان يخفض و يرفع ( صحيح ) ( حم ق ت ه ) عن أبي هريرة
8067 يد المعطي العليا و ابدأ بمن تعول أمك و أباك و أختك و أخاك ثم أدناك أدناك إنها لا تجني نفس على أخرى ( صحيح )
(ن)عن ثعلبة بن زهدم (حم)عن أبي رمثة (ن حب ك)عن طارق المحاربي(2/183)
8068 يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير ( صحيح )
( حم م ) عن أبي هريرة
الشرح:
(يدخل الجنة أقوام أفئدتهم) أي قلوبهم (مثل أفئدة الطير) في رقتها ولينها كما في خبر أهل اليمن أرق أفئدة أي أنها لا تحمل أشغال الدنيا فلا يسعها الشيء وضده كالدنيا والآخرة أو في التوكل كقلوب الطير تغدو خماصاً وتروح بطاناً وفي الهيبة والرهبة لأن الطير أفزع شيء وأشد الحيوان خوفاً لا يطبق حبساً ولا يحتمل إشارة هكذا أفئدة هؤلاء مما حل بها من هيبة الحق وخوف جلال اللّه وسلطانه لا يطيق حبس شيء يبدو من آثار القدرة ألا ترى أن المصطفى صلى اللّه عليه وسلم كان إذا رأى شيئاً من آثارها كغمام فزع فإذا أمطرت سرى عنه وسمع إبراهيم بن أدهم قائلاً يقول كل ذنب مغفور سوى الإعراض عنا فسقط مغمي عليه وسمي علي بن الفضيل قتيل القرآن وعليه فمعنى يدخل الجنة إلخ أي الذين هم للّه خائفون وله مجلون ولهيبته خاضعون ومن عذابه مشفقون.
8069 يدخل الجنة بشفاعة رجل من أمتي أكثر من بنى تميم ( صحيح )
( ت ك ) عن عبدالله بن أبي الجدعاء
8070 يدخل الجنة من أمتي زمرة و هم سبعون ألفا تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر ( صحيح ) ( ق ) عن أبي هريرة
8071 يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفا بغير حساب هم الذين لا يسترقون و لا يتطيرون و لا يكتوون و على ربهم يتوكلون ( صحيح )
( خ ) عن ابن عباس ( حم م ) عن عمران بن حصين ( م ) عن أبي هريرة
8072 يدخل أهل الجنة الجنة جردا مردا كأنهم مكحلون أبناء ثلاث و ثلاثين ( صحيح ) ( حم ت ) عن معاذ بن جبل
8073 يدخل أهل الجنة الجنة و أهل النار النار ثم يقول الله عز و جل: أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في جانب السيل ألم تر أنها تخرج صفراء ملتوية ( صحيح ) ( ق ) عن أبي سعيد(2/184)
8074 يدخل الله أهل الجنة الجنة و أهل النار النار ثم يقوم مؤذن بينهم فيقول: يا أهل الجنة ! لا موت و يا أهل النار ! لا موت كل خالد فيما هو فيه ( صحيح ) ( ق ) عن ابن عمر
8075 يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين ليلة فيقول: يا رب ! ماذا ؟ أشقى أم سعيد ؟ أذكر أم أنثى ؟ فيقول الله فيكتبان و يكتب عمله و أثره و مصيبته و رزقه و أجله ثم تطوى الصحيفة فلا يزاد على ما فيها و لا ينقص ( صحيح ) ( حم م ) عن حذيفة بن أسيد
8076 يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل أغنيائهم بنصف يوم و هو خمسمائة عام ( صحيح ) ( حم ت ه ) عن أبي هريرة
8077 يدرس الإسلام كما يدرس وشي الثوب حتى لا يدري ما صيام ؟ و لا صلاة و لا نسك و لا صدقة و يسرى على كتاب الله في ليلة فلا يبقى في الأرض منه آية و تبقى طوائف من الناس الشيخ الكبير و العجوز يقولون: أدركنا آباءنا على هذه الكلمة يقولون: لا إله إلا الله فنحن نقولها ( صحيح )
( ه ك هب الضياء ) عن حذيفة
8078 يذهب الصالحون الأول فالأول و يبقى حفالة كحفالة الشعير أو التمر لا يباليهم الله تعالى بالة ( صحيح ) ( حم خ ) عن مرداس الأسلمي
الشرح:(2/185)
(يذهب الصالحون) أي يموتون (الأول فالأول) أي قرن فقرن. قال أبو البقاء: يجوز رفعه على الصفة أو البدل ونصبه على الحال وجاز ذلك وإن كان فيه الألف واللام لأن الحال ما يتخلص من المكر لأن التقدير ذهبوا مترتبين اهـ. قال الزركشي: وهل الحال الأول أو الثاني أو المجموع منهما خلاف كالخلاف في هذا حلو حامض لأن الحال أصلها الخبر وقال الطيبي: الفاء للتعقيب ولا بد من تقدير أي الأول منهم فالأول من الباقين منهم وهكذا حتى ينتهي إلى الحثالة والأول بدل من الصالحون، وفي رواية يذهب الصالحون أسلافاً ويقبض الصالحون الأول فالأول، والثانية تفسير للأولى قال القرطبي: وأراد بهم من أطاع اللّه وعمل بما أمر به وانتهى عما نهى عنه (وتبقى حفالة) بضم الحاء المهملة وفاء وروي حثالة بثاء مثلثة وهما الرديء والفاء والثاء كثيراً ما يتعاقبان (كحفالة) بالفاء أو بالمثلثة على ما تقرر (الشعير أو) يحتمل الشك ويحتمل التنويع ذكره ابن حجر (التمر) أي كرديئهما والمراد سقط الناس ومن هذا أخذ ابن مسعود قوله فيما رواه أبو نعيم وغيره يذهب الصالحون أسلافاً ويبقى أهل الريب ممن لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً (لا يباليهم اللّه تعالى بالة) أي لا يرفع لهم قدراً ولا يقيم لهم وزناً والمبالاة الاكتراث ويعدى بالباء وعن وبنفسه وبالة مصدر لا يبالي وأصله بالية كمعافاة وعافية حذفت الياء تخفيفاً ذكره القاضي البيضاوي وأذن بأن موت الصالحين من الأشراط وبأن الاقتداء بأهل الخير محبوب وجوّز خلو الأرض من عالم حتى لا يبقى إلا الجهل.
8079 يرحم الله أم إسماعيل لو تركت زمزم أو قال لو لم تغرف من الماء لكانت عينا معينا ( صحيح ) ( خ ) عن أنس
8080 يرحم الله أم إسماعيل لولا أنها عجلت لكانت زمزم عينا معينا
( صحيح ) ( خ ) عن ابن عباس
8081 يرد الناس النار ثم يصدرون عنها بأعمالهم فأولهم كلمح البصر ثم كمر الريح ثم كحضر الفرس ثم كالراكب في رحله ثم كشد الرجل ثم كمشيه(2/186)
( صحيح ) ( حم ت ك ) عن ابن مسعود
8082 يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي فيجلون عن الحوض فأقول: أي رب ! أصحابي فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى ( صحيح ) ( خ ) عن أبي هريرة
8083 يرسل البكاء على أهل النار فيبكون حتى تنقطع الدموع ثم يبكون الدم حتى يصير في وجوههم كهيئة الأخدود لو أرسلت فيه السفن لجرت
( حسن ) ( ه ) عن أنس
8084 يسألوني عن الساعة و إنما علمها عند الله و أقسم بالله ما على الأرض من نفس منفوسة اليوم يأتي عليها مائة سنة ( صحيح )
( حم م ) عن جابر
8085 يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: قد دعوت فلم يستجب لي
( صحيح ) ( ق د ت ه ) عن أبي هريرة
الشرح:
(يستجاب لأحدكم) أي لكل واحد منكم في دعائه (ما لم يعجل يقول) هذا استئناف بيان لاستعجاله في الدعاء أي يقول بلفظه أو في نفسه، وفي رواية مسلم فيقول قد (دعوت) وفي رواية له أيضاً قد دعوت ربي
(فلم يستجب لي) والمراد أنه يسأم فيترك الدعاء فيكون كالمانِّ بدعائه أو أنه أتى من الدعاء بما يستحق به الإجابة فيصير كالمبخل لربه، وفيه حث على ترك استعجال الإجابة.
8086 يسروا و لا تعسروا و بشروا و لا تنفروا ( صحيح )
( ق حم ن ) عن أنس
الشرح:(2/187)
(يسروا) بفتح فتشديد أي خذوا بما فيه التيسير على الناس بذكر ما يؤلفهم لقبول الموعظة في جميع الأيام لئلا يثقل عليهم فينفروا وذلك لأن التيسير في التعليم يورث قبول الطاعة ويرغب في العبادة ويسهل به العلم والعمل (ولا تعسروا) لا تشدّدوا أردفه بنفي التعسير مع أن الأمر بشيء نهي عن ضدّه تصريحاً لما لزم ضمناً للتأكيد ذكره الكرماني وأولى منه قول جمع عقبه به إيذاناً بأن مراده نفي التعسير رأساً ولو اقتصر على يسر والصدق على كل من يسر مرة وعسر كثيراً كذا قرره أئمة هذا الشأن ومنهم النووي وغيره وبه يعرف أن لا حاجة لما تكلفه المولى ابن الكمال حيث قال: أراد بالتعسير التهيئة كخبر كل ميسر لما خلق له فلا يكون قوله ولا تعسروا تأكيداً بل تأسيساً اهـ وأنت خبير بأنه مع عدم دعاء الحاجة إليه لا يلائمه السياق بل ينافره (وبشروا) بفضل اللّه وعظيم ثوابه وجزيل عطائه وسعة رحمته وشمول عفوه ومغفرته من التبشير وهو إدخال السرور، والبشارة الإخبار بخبر سار، وقوله بشروا بعد قوله يسروا فيه جناس خطي ولم يكتف به بل أردفه بقوله (ولا تنفروا) لما مرّ وهو من التنفير أي لا تذكروا شيئاً تنهزمون منه ولا تصدروا بما فيه الشدة وقابل به بشروا مع أن ضد البشارة النذارة لأن القصد من النذارة التنفير فصرح بالمقصود منها ومن جعل معنى يسروا اصرفوا وجوه الناس إلى اللّه في الرغبة فيما عنده وردوه في طلب الحوائج إليه ودلوهم في كل أحوالهم ومعنى لا تعسروا لا تردوهم إلى الناس في طلب ما يحتاجونه فقد صرف اللفظ عن ظاهره بلا ضرورة وهذا الحديث كما قال الكرماني وغيره من جوامع الكلم لاشتماله على الدنيا والآخرة لأن الدنيا دار العمل والآخرة دار الجزاء فأمر المصطفى صلى اللّه عليه وسلم فيما يتعلق بالدنيا بالتسهيل وفيما يتعلق بالآخرة بالوعد بالجميل والإخبار بالسرور تحقيقاً لكونه رحمة للعالمين في الدارين وفيه الأمر بالتيسير بسعة الرحمة والنهي عن التنفير(2/188)
بذكر التخويف أي من غير ضمه إلى التبشير وتأليف من قرب إسلامه وترك التشديد عليه والأخذ بالأرفق وتحسين الظن باللّه لكن لا يجعل وعظه كله رجاء بل يشوبه بالخوف فيجعلها كأدنى حافر والعلم والعمل كجناحي طائر.
8087 يسروا و لا تعسروا و بشروا و لا تنفروا و تطاوعا و لا تختلفا
( صحيح ) ( حم ق ) عن أبي موسى
8088 يسلم الراكب على الماشي و الماشي على القائم و القليل على الكثير
( صحيح ) ( ت ) عن فضالة بن عبيد
8089 يسلم الراكب على الماشي و الماشي على القاعد و القليل على الكثير
( صحيح ) ( حم ق د ت ) عن أبي هريرة
8090 يسلم الصغير على الكبير و المار على القاعد و القليل على الكثير
( صحيح ) ( خ د ت ) عن أبي هريرة
8091 يشرب ناس من أمتي الخمر باسم يسمونها إياه ( صحيح )
( ه ) عن عبادة بن الصامت
8092 يشرب ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها ( صحيح )
( ن ) عن رجل
8093 يشفع الشهيد في سبعين من أهل بيته ( صحيح ) (د)عن أبي الدرداء
الشرح:
(يشفع يوم القيامة الشهيد) في سبيل اللّه (في سبعين) إنساناً (من أهل بيته) شمل الأصول والفروع والزوجات وغيرهم من الأقارب ويحتمل أن المراد بالسبعين التكثير وفيه أن الإحسان إلى الأقارب أفضل منه إلى الأجانب.
8094 يشمت العاطس ثلاثا فما زاد فهو مزكوم ( صحيح )
( ه ) عن سلمة بن الأكوع
الشرح:(2/189)
(يشمت العاطس) ندباً على الكفاية لو قاله بعض الحاضرين أجزأ عنهم قال النووي: لكن الأفضل أن يقوله كل منهم (ثلاثاً) أي ثلاث مرات في ثلاث عطسات كل واحدة عقب الحمد قال ابن حجر: فلو تتابع عطاسه فلم يحمد لغلبه العطاس فهل يشمت بعد الحمد ظاهر الخبر نعم (فما زاد) عن العطسات الثلاث فهو مزكوم من الزكام (فلا يشمت) بعد هذا لأن الذي به مرض لا يقال إذا كان مريضاً فهو أحق بالدعاء من غيره لأنا نقول يندب أن يدعى له لكن غير دعاء العاطس بل الدعاء للمريض بنحو عافية وسلامة وشفاء ونحوه مما يناسب حال المريض ولا يكون من باب التشميت.
8095 يصاح برجل من أمتي يوم القيامة على رءوس الخلائق فينشر له تسعة و تسعون سجلا كل سجل مد البصر ثم يقول الله تبارك و تعالى: هل تنكر من هذا شيئا ؟ فيقول: لا يا رب فيقول: أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول: لا يا رب ثم يقول: ألك عذر ألك حسنة ؟ فيهاب الرجل فيقول: لا فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة و إنه لا ظلم عليك اليوم فتخرج له بطاقة فيها: أشهد أن لا إله إلا الله و أن محمدا عبده و رسوله فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فيقول: إنك لا تظلم فتوضع السجلات في كفة و البطاقة في كفة فطاشت السجلات و ثقلت البطاقة ( صحيح )
( ه ك ) عن ابن عمرو
8096 يصبح على كل سلامى من ابن آدم صدقة تسليمه على من لقي صدقة و أمره بالمعروف صدقة و نهيه عن المنكر صدقة و إماطة الأذى عن الطريق صدقة و بضعه أهله صدقة و يجزي من ذلك كله ركعتان من الضحى قالوا: يا رسول الله أحدنا يقضي شهوته و تكون له صدقة ؟ قال: أرأيت لو وضعها في غير حلها ألم يكن يأثم ( صحيح ) ( د ) عن أبي ذر
8097 يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة و كل تحميدة صدقة و كل تهليلة صدقة و كل تكبيرة صدقة و أمر بالمعروف صدقة و نهي عن المنكر صدقة و يجزي من ذلك ركعتان تركعهما من الضحى ( صحيح ) ( م ن ) عن أبي ذر(2/190)
8098 يصبح على كل سلامى من أحدكم في كل يوم صدقة فله بكل صلاة صدقة و صيام صدقة و حج صدقة و تسبيح صدقة و تكبير صدقة و تحميد صدقة و يجزي أحدكم من ذلك ركعتا الضحى ( صحيح ) ( د ) عن أبي ذر
8099 يصلون لكم فإن أصابوا فلكم و إن أخطئوا فلكم و عليهم ( صحيح )
( خ ) عن أبي هريرة
8100 يضحك الله إلى رجلين يقتل أحدهما الآخر يدخلان الجنة يقاتل هذا في سبيل الله فيقتل ثم يتوب الله على القاتل فيسلم فيقاتل في سبيل الله فيستشهد ( صحيح ) ( حم ق ن ه ) عن أبي هريرة
8101 يطوي الله السموات يوم القيامة ثم يأخذهن بيده اليمنى ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ ثم يطوي الأرضين ثم يأخذهن بشماله ثم يقول: أنا الملك أين الجبارون ؟ أين المتكبرون ؟ ( صحيح )
( م د ) عن ابن عمر
8102 يعجب ربك من راعي غنم في رأس شظية بجبل يؤذن للصلاة و يصلي فيقول الله عز و جل: انظروا إلى عبدي هذا يؤذن و يقيم الصلاة يخاف مني قد غفرت لعبدي و أدخلته الجنة ( صحيح )
( حم د ن ) عن عقبة بن عامر
8103 يعذب ناس من أهل التوحيد فيطرحون في النار حتى يكونوا فيها حمما ثم تدركهم الرحمة فيخرجون و يطرحون على أبواب الجنة فيرش عليهم أهل الجنة الماء فينبتون كما ينبت الغثاء في حمالة السيل ثم يدخلون الجنة ( صحيح ) ( حم ت ) عن جابر
8104 يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعا يلجمهم حتى يبلغ آذانهم ( صحيح ) ( خ ) عن أبي هريرة
8105 يعض أحدكم أخاه كما يعض الفحل ؟ ! لا دية له ( صحيح )
(حم ق ت ن ه)عن عمران بن حصين (ن)عن يعلى بن منية وأخيه مسلمة
8106 يعطى المؤمن في الجنة قوة مائة في النساء ( صحيح )
( ت حب ) عن أنس
الشرح:
( مائة في النساء ) أي أمر النساء وهو الجماع والظاهر أن المراد بالمائة التكثير وأن قوته فيها على الجماع غير متناهية 000 فإنه لا فتور هناك.(2/191)
8107 يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب مكان كل عقدة: عليك ليل طويل فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقده كلها فأصبح نشيطا طيب النفس و إلا أصبح خبيث النفس كسلان ( صحيح ) ( حم ق د ن ه ) عن أبي هريرة
8108 يعق عن الغلام و لا يمس رأسه بدم ( صحيح )
( ه ) عن يزيد بن عبدالمزني
8109 يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده ( صحيح )
( م ) عن ابن عباس
8110 يعمد أحدكم فيبرك في صلاته كما يبرك الجمل ؟ ! ( صحيح )
( 3 ) عن أبي هريرة
8111 يعمد أحدكم فيجلد امرأته جلد العبد و لعله يضاجعها في آخر يومه
( صحيح ) ( حم ق ت ه ) عن عبدالله بن زمعة
8112 يعمد الشيطان إلى أحدكم فيتهول له ثم يغدو يخبر الناس ؟ !
( صحيح ) ( ه ) عن أبي هريرة
8113 يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه بعث فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم قيل: يا رسول الله ! فكيف بمن كان كارها ؟ قال: يخسف به معهم و لكنه يبعث يوم القيامة على نيته ( صحيح ) ( حم م ) عن أم سلمة
8114 يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بأولهم و آخرهم ثم يبعثون على نياتهم ( صحيح ) ( خ ) عن عائشة
8115 يغزو هذا البيت جيش فيخسف بهم بالبيداء ( صحيح )
( ن ) عن أبي هريرة
8116 يغسل الإناء إذا ولغ فيه الكلب سبع مرات أخراهن أو أولاهن بالتراب و إذا ولغت فيه الهرة غسل مرة ( صحيح ) ( ت ) عن أبي هريرة
8117 يغسل من بول الجارية و يرش من بول الغلام ( صحيح )
( د ن ه ك ) عن أبي عبدالسمح ( د ه ) عن علي
8118 يغضب علي أن لا أجد ما أعطيه ! من سأل منكم و له أوقية أو عدلها فقد سأل إلحافا ( صحيح ) ( د ) عن رجل
8119 يغفر للشهيد كل ذنب إلا الدين ( صحيح ) ( حم م ) عن ابن عمرو
الشرح:(2/192)
(الدَّين) بفتح الدال والمراد به جميع حقوق العباد من نحو دم ومال وعرض فإنها لا تغفر بالشهادة وذا في شهيد البر أما شهيد البحر فيغفر له حتى الدين لخبر فيه والكلام فيمن عصى باستدانته أما من استدان حيث يجوز ولم يخلف وفاء فلا يحبس عن الجنة شهيداً أو غيره.
8120 يقال لأهل الجنة: يا أهل الجنة ! خلود لا موت و لأهل النار: يا أهل النار ! خلود لا موت ( صحيح ) ( خ ) عن أبي هريرة
8121 يقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة: اقرأ و اصعد فيقرأ و يصعد لكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه ( صحيح ) ( حم ه ) عن أبي سعيد
8122 يقال لصاحب القرآن: اقرأ و ارق و رتل كما كنت ترتل في دار الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية كنت تقرؤها ( صحيح )
( حم 3 حب ك ) عن ابن عمرو
8123 يقال للرجل من أهل النار يوم القيامة: أرأيت لو كان لك ما على الأرض من شيء أكنت مفتديا به ؟ فيقول: نعم ؟ فيقول الله: كذبت قد أردت منك أهون من ذلك قد أخذت عليك في ظهر آدم أن لا تشرك بي شيئا فأبيت إلا أن تشرك ( صحيح ) ( حم ق ) عن أنس
8124 يقبض العلم و يظهر الجهل و الفتن و يكثر الهرج ( صحيح )
( خ ) عن أبي هريرة
8125 يقبض الله الأرض يوم القيامة و يطوي السموات بيمينه ثم يقول: أنا الملك أين ملوك الأرض؟ (صحيح)(ق ن ه)عن أبي هريرة(خ)عن ابن عمر
8126 يقتل ابن مريم الدجال بباب لُدٍّ ( صحيح )( ت )عن مجمع بن جارية
الشرح:
(يقتل) عيسى (بباب لد) بالضم وشد الدال جبل بالشام أو بفلسطين وفي رواية للطيالسي والديلمي يقتله دون باب لد سبعة عشر ذراعاً قال في مسند الفردوس: اللد بالرملة من أرض الشام قال ابن العربي: ورد أنه إذا رآه الدجال ذاب كما يذوب الملح في الماء فإما أن تكون صفة قتله أضيفت إلى عيسى لأنها عند لقائه وإما أن يدركه في تلك الحال فيقتله هناك قتلاً.
8127 يقتل المحرم (السبع العادي و) الكلب العقور و الفأرة و العقرب و الحدأة و الغراب ( صحيح ) ( ت ه ) عن أبي سعيد(2/193)
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6433
8128 يقطع الصلاة الحمار و المرأة و الكلب ( صحيح )
( حم ه ) عن أبي هريرة وعبدالله بن مغفل
8129 يقطع الصلاة المرأة الحائض و الكلب الأسود ( صحيح )
( د ه ) عن ابن عباس
8130 يقطع الصلاة المرأة و الحمار و الكلب و يقي من ذلك مثل مؤخرة الرحل ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
8131 يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه كمؤخرة الرحل المرأة و الحمار و الكلب الأسود الكلب الأسود شيطان ( صحيح )
( حم 4 حب ) عن أبي ذر
8132 يقول ابن آدم: مالي مالي و هل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت أو تصدقت فأمضيت ؟ ( صحيح )
( حم م ت ن ) عن عبدالله بن الشخير
8133 يقول العبد: مالي مالي و إن له من ماله ثلاثا: ما أكل فأفنى أو لبس فأبلى أو أعطى فأقنى و ما سوى ذلك فهو ذاهب و تاركه للناس ( صحيح )
( حم م ) عن أبي هريرة
8134 يقول العبد يوم القيامة: يا رب ألم تجرني من الظلم ؟ فيقول: بلى فيقول: إني لا أجيز على نفسي إلا شاهدا مني فيقول ( كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا و بالكرام الكاتبين شهودا فيختم على فيه و يقال لأركانه: انطقي فتنطق بأعماله ثم يخلى بينه و بين الكلام فيقول: بعدا لكن و سحقا فعنكن كنت أناضل ) ( صحيح ) ( حم م ن ) عن أنس
8135 يقول الله تعالى: المجاهد في سبيلي هو علي ضامن إن قبضته أورثته الجنة و إن رجعته رجعته بأجر أو غنيمة ( صحيح )( ت ) عن أنس
8136 يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي و أنا معه إذا دعاني (صحيح)
( حم ) عن أنس ( م ت ) عن أبي هريرة
8137 يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي و أنا معه إذا ذكرني فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي و إن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم و إن تقرب إلي بشبر تقربت إليه ذراعا و إن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا و إن أتاني يمشي أتيته هرولة(صحيح)(حم ق ت ه)عن أبي هريرة(2/194)
8138 يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي و أنا معه حين يذكرني و الله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة و من تقرب إلي شبرا تقربت إليه ذراعا و من تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا و إن أقبل إلي يمشي أقبلت إليه أهرول ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
8139 يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة ( صحيح ) ( حم خ ) عن أبي هريرة
8140 يقول الله تعالى: من أذهبت حبيبتيه فصبر و احتسب لم أرض له ثوابا دون الجنة ( صحيح ) ( ت ) عن أبي هريرة
8141 يقول الله تعالى: من عمل حسنة فله عشر أمثالها و أزيد و من عمل سيئة فجزاؤها مثلها أو أغفر و من عمل قراب الأرض خطيئة ثم لقيني لا يشرك بي شيئا جعلت له مثلها مغفرة و من اقترب إلي شبرا اقتربت إليه ذراعا و من اقترب إلي ذراعا اقتربت إليه باعا و من أتاني يمشي أتيته هرولة ( صحيح ) ( حم م ه ) عن أبي ذر
8142 يقول الله تعالى: يا آدم ! فيقول: لبيك و سعديك و الخير في يديك فيقول: أخرج بعث النار قال: و ما بعث النار ؟ قال من كل ألف تسعمائة و تسعة و تسعين فعندها يشيب الصغير ( و تضع كل ذات حمل حملها و ترى الناس سكارى و ما هم بسكارى و لكن عذاب الله شديد قالوا: يا رسول الله ! و أينا ذلك الواحد ؟ قال: أبشروا فإن منكم رجلا و من يأجوج و مأجوج ألف و الذي نفسي بيده أرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة أرجو أن تكونوا ثلث أهل الجنة أرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة ما أنتم في الناس إلا كالشعرة السوداء في جلد ثور أبيض أو كشعرة بيضاء في جلد ثور أسود أو كالرقمة في ذراع الحمار ) ( صحيح ) ( حم ن ) عن أبي سعيد
8143 يقول الله تعالى: يا ابن آدم ! إذا أخذت كريمتيك فصبرت و احتسبت عند الصدمة الأولى لم أرض لك ثوابا دون الجنة ( صحيح )
( حم م ) عن أبي أمامة(2/195)
8144 يقول الله تعالى: يا ابن آدم ! أنى تعجزني و قد خلقتك من مثل هذا ؟ حتى إذا سويتك و عدلتك مشيت بين بردين و للأرض منك وئيد فجمعت و منعت حتى إذا بلغت التراقي قلت: أتصدق وأنى أوان الصدقة ؟ ! (صحيح) ( حم ه ك ) عن بسر بن جحاش
8145يقولون: الكرم و إنما الكرم: قلب المؤمن(صحيح)(خ)عن أبي هريرة
8146 يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه ( صحيح )
( خ ت ه ) عن ابن عمر
8147 يقي أحدكم وجهه حر جهنم و لو بتمرة و لو بشق تمرة فإن أحدكم لاقي الله و قائل له ما أقول لأحدكم: ألم أجعل لك سمعا و بصرا ؟ فيقول: بلى فيقول: ألم أجعل لك مالا و ولدا ؟ فيقول: بلى فيقول: أين ما قدمت لنفسك ؟ فينظر قدامه و بعده و عن يمينه و عن شماله ثم لا يجد شيئا يقي به وجهه حر جهنم ليق أحدكم وجهه النار و لو بشق تمرة فإن لم يجد فبكلمة طيبة فإني لا أخاف عليكم الفاقة فإن الله ناصركم و معطيكم حتى تسير الظعينة فيما بين يثرب و الحيرة و أكثر ما يخاف على مطيتها السرق
( حسن ) ( ت ) عن عدي بن حاتم
8148 يكون عليكم أمراء من بعدي يؤخرون الصلاة فهي لكم و هي عليهم فصلوا معهم ما صلوا بكم القبلة ( صحيح ) ( د ) عن قبيصة بن وقاص
8149 يكون في آخر الزمان الخسف و القذف و المسخ ( صحيح )
( ه ) عن سهل بن سعد
8150 يكون في آخر الزمان خليفة يقسم المال و لا يعده ( صحيح )
( حم م ) عن أبي سعيد وجابر
8151 يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم و لا آباؤكم فإياكم و إياهم لا يضلونكم و لا يفتنونكم
( صحيح ) ( حم م ) عن أبي هريرة
8152(يكون في آخر الزمان قوم يحبون أسنمة الإبل و يقطعون أذناب الغنم ) ألا فما قُطع من حي فهو ميِّتٌ
( صحيح ) (ه عن تميم الداري )
وما بين قوسين ضعيف عند الألباني انظر ضعيف الجامع رقم: 6441
8153 ( يكون في آخر الزمان قوم يخضبون بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة ) ( صحيح )( د ن )عن ابن عباس(2/196)
8154 يكون في آخر أمتي خليفة يحثى المال حثيا و لا يعده عدا (صحيح ) ( حم م ) عن جابر
8155 يكون في أمتي خسف و مسخ و قذف (صحيح) (حم ه)عن ابن عمر
8156 يكون في آخر هذه الأمة خسف و مسخ و قذف قيل: يا رسول الله ! أنهلك و فينا الصالحون ؟ قال: نعم إذا ظهر الخبث (صحيح)(ت)عن عائشة
8157 يكون من بعدي اثنا عشر أميرا كلهم من قريش ( صحيح )
( ت ) عن جابر بن سمرة
8158 يلقى إبراهيم أباه آزر يوم القيامة و على وجه آزر قترة و غبرة فيقول له إبراهيم: ألم أقل لك لا تعصني ؟ فيقول أبوه: فاليوم لا أعصيك فيقول إبراهيم: يا رب ! إنك وعدتني أن لا تخزيني يوم يبعثون و أي خزي أخزى من أبي الأبعد ؟ فيقول الله: إني حرمت الجنة على الكافرين فيقال: يا إبراهيم ! انظر ما بين رجليك ! فينظر فإذا هو بذيخ ملتطخ فيؤخذ بقوائمه فيلقى في النار ( صحيح ) ( خ ) عن أبي هريرة
8159 يلقى عيسى حجته في قوله: ( و إذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني و أمي إلهين من دون الله فلقاه الله: ( سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق ) الآية كلها ) ( صحيح ) ( ت )عن أبي هريرة
8160 يلي رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي لو لم يبق من الدنيا إلا يوم لطول الله ذلك اليوم حتى يلي(حسن) (ت)عن ابن مسعود وأبي هريرة
8161 يمكث المهاجر بمكة بعد قضاء نسكه ثلاثا ( صحيح )
( حم م ت ن ) عن العلاء بن الحضرمي
8162 يمن الخيل في شقرها ( صحيح ) ( حم د ت ) عن ابن عباس
الشرح:
(يمن الخيل في شقرها) أي البركة فيما احمر من الخيل حمرة صافية جداً مع حمرة العرف والذنب قال ابن مهاجر: سألت عقيل بن شبيب لم فضل الأشقر؟ قال: لأن النبي صلى اللّه عليه وسلم بعث سرية فكان أول من جاء بالفتح صاحب أشقر وزاد الطبراني بسند فيه ضعف وأيمنها ناصية ما كان منها أغر محجلاً مطلق اليد اليمنى اهـ.
8163 يمينك على ما يصدقك عليه صاحبك ( صحيح )
( حم م د ه ) عن أبي هريرة
الشرح:(2/197)
(يمينك) مبتدأ وخبره (على ما يصدقك عليه صاحبك) أي واقع عليه لا تؤثر فيه التورية فالمعنى يمينك التي يجوز أن تحلفها هي التي لو علمها صاحبك لصدقك فيها فلا يجوز الحلف حتى تعرض الأمر على نفسك فإن رأيته في نفس الأمر كذلك وإلا فأمسك فإن التورية لا تفيد أي إن كان المستحلف القاضي فلو حلف بغير استحلافه نفعته التورية فالحاصل أن اليمين على نية الحالف إلا إذا استحلفه القاضي أو نائبه فعلى نيتهما.
8164 ينادي مناد: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا و إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا و إن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا و إن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا ( صحيح ) ( حم م ت ه ) عن أبي سعيد وأبي هريرة
8165 ينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا كل ليلة حين يمضي ثلث الليل الأول فيقول: أنا الملك أنا الملك من ذا الذي يدعوني فأستجيب له ؟ من ذا الذي يسألني فأعطيه ؟ من ذا الذي يستغفرني فأغفر له ؟ فلا يزال كذلك حتى يضيء الفجر ( صحيح ) ( م ت ) عن أبي هريرة
8166 ينزل الله تعالى في السماء الدنيا لثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له أو يسألني فأعطيه ثم يبسط يديه يقول: من يقرض غير عديم و لا ظلوم ( صحيح ) ( م ) عن أبي هريرة
8167 ينزل الله في كل ليلة إلى سماء الدنيا فيقول: هل من سائل فأعطيه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ حتى يطلع الفجر
( صحيح ) ( حم ن ) عن جبير بن مطعم
8168 ينزل ربنا تبارك و تعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له ؟ من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له ( صحيح ) ( حم ق د ت ه ) عن أبي هريرة
8169 ينزل عيسى ابن مريم عند المنارة البيضاء شرقي دمشق ( صحيح )
( طب ) عن أوس بن أوس
الشرح:(2/198)
(ينزل عيسى ابن مريم) من السماء إلى الأرض آخر الزمان وهو نبي رسول على حاله لا كما وهم البعض أنه يأتي واحداً من هذه الأمّة نعم هو كأحدهم في حكمه بشرعنا ذكره السبكي (عند المنارة البيضاء) في رواية واضعاً يديه على أجنحة ملكين إذا أدنى رأسه قطر وإذا رفع تحادر منه جمان كاللؤلؤ.(فائدة) قال في الزاهر: سميت منارة لأنها آلة ما يضيء وينير من السرج قال لبيد:
وتضيء في وجه الظلام منيرة * كجانة البحري سل نظامها
(شرقي دمشق) قال ابن كثير: هذا هو الأشهر في محل نزوله وقد وجدت منارة بزمننا سنة إحدى وأربعين وسبعمائة بحجارة بيض، ولعل هذا يكون من دلائل النبوة الظاهرة حيث قيض اللّه من بناها. قال الجرالي: وإذ أنزل عيسى وقع العموم الحقيقي في الطريق المحمدي باتباع الكل له.
(تنبيه) قال العلماء: الحكمة في نزول عيسى دون غيره من الأنبياء الرد على اليهود في زعمهم أنهم قتلوه فبين اللّه كذبهم وأنه الذي ينزل فيقتلهم أو أن نزوله لدنو أجله ليدفن في الأرض لأنه جعل له أجلاً إذا جاء أدركه الموت ولا ينبغي لمخلوق من تراب أن يموت في السماء ويوافق نزوله خروج الدجال فيقتله لا أنه ينزل له قصداً ذكر هذا الأخير الحليمي قال ابن حجر: والأول أجود 000000
8170 ينزل ناس من أمتي بغائط يسمونه البصرة عند نهر يقال له: دجلة يكون عليه جسر يكثر أهلها و تكون من أمصار المسلمين فإذا كان في آخر الزمان جاء بنو قنطوراء قوم عراض الوجوه صغار الأعين حتى ينزلوا على شط النهر فيتفرق أهلها ثلاث فرق فرقة يأخذون أذناب البقر و البرية و هلكوا و فرقة يأخذون لأنفسهم و كفروا و فرقة يجعلون ذراريهم خلف ظهورهم و يقاتلونهم و هم الشهداء ( حسن ) ( حم د ) عن أبي بكرة
8171 ينشو نشو يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم كلما خرج قرن قطع كلما خرج قرن قطع حتى يخرج في أعراضهم الدجال ( حسن )
( ه ) عن ابن عمر
8172 ينضح بول الغلام و يغسل بول الجارية ( حسن ) ( ت ك ) عن علي(2/199)
8173 يهرم ابن آدم و يبقى معه اثنتان: الحرص و الأمل ( صحيح )
( حم ق ن ) عن أنس
الشرح:
(يهرم ابن آدم) أي يكبر (ويبقى معه) خصلتان (اثنتان) استعارة يعني تستحكم الخصلتان في قلب الشيخ كاستحكام قوة الشاب في شبابه (الحرص) على المال والجاه والعمر (وطول الأمل) فالحرص فقره ولو ملك الدنيا والأمل تعبه ذكره الحرالي وإنما لم تذهب هاتان الخصلتان لأن المرء جبل على حب الشهوات كما قال تعالى {زين للناس} الآية وإنما تنال هي بالمال والعمر والنفس معدن الشهوات وأمانيها لا تنقطع فهي أبداً فقيرة لتراكم الشهوات عليها قد برح بها خوف الفوت وضيق عليها فهي مفتونة بذلك وخلصت فتنتها إلى القلب فأصمته عن اللّه وأعمته لأن الشهوة ظلمات ذات رياح هفافة والريح إذا وقع في الأذن أصمت والظلمة إذا حلت بالعين أعمت فلما وصلت هذه الشهوة إلى القلب حجبت النور فإذا أراد اللّه بعبد خيراً قذف في قلبه النور فتمزق الحجاب فذلك تقواه به يتقى مساخط اللّه ويحفظ حدوده ويؤدي فرائضه فإذا أشرق الصدر بذلك النور تأدى إلى النفس فأضاء ووجدت له النفس حلاوة وطلاوة ولذة تلهيه عن شهوات الدنيا وزخرفها فيحيى قلبه ويصير غنياً باللّه الكريم في فعاله الحي في ديموميته القيوم في ملكه والنفس حينئذ بجواره وفي غناء الجار غناء فصارت تقواه في قلبه وهو في ذلك النور وغناه في نفسه طمأنينتها ومعرفتها أين معدن الحاجات وحكم عكسه عكس حكمه أعاذنا اللّه من ذلك بمنه وكرمه.
(فائدة) ذكر في البستان عن أبي عثمان النهدي قال: بلغت نحواً من ثلاثين ومائة سنة وما من شيء إلا وقد أنكرته إلا أملي فإني أجده كما هو قال: وكان أبو عثمان عظيم القدر كبير الشأن.
8174 يهرم ابن آدم و يشب فيه اثنتان: الحرص على المال و الحرص على العمر ( صحيح ) ( م ت ه ) عن أنس
8175 يهلك الناس هذا الحي من قريش قالوا: فما تأمرنا ؟ قال: لو أن الناس اعتزلوهم ( صحيح ) ( حم ق ) عن أبي هريرة(2/200)
8176 يهل أهل المدينة من ذي الحليفة و يهل أهل الشام من الجحفة و يهل أهل نجد من قرن و يهل أهل اليمن من يلملم ( صحيح )
( حم ق ت ن ه ) عن ابن عمر
8177 يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقاريض ( حسن ) ( ت ) عن جابر
8178 يوشك أحدكم أن يصلي الفجر أربعا(صحيح)(ه)عن عبدالله بن بحينة
8179 يوشك الفرات أن يحسر عن جبل من ذهب فإذا سمع به الناس ساروا إليه فيقول من عنده: و الله لئن تركنا الناس يأخذون منه ليذهبن به كله فيقتتلون عليه حتى يقتل من كل مائة تسعة و تسعون ( صحيح )
( حم م ) عن أبي
8180 يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب فمن حضره فلا يأخذ منه شيئا ( صحيح ) ( ق د ) عن أبي هريرة
8181 يوشك المسلمون أن يحاصروا إلى المدينة حتى يكون أبعد مسالحهم سلاح ( صحيح ) ( د ك ) عن ابن عمر
8182 يوشك الناس يتساءلون حتى يقول قائلهم: هذا الله خلق الخلق فمن خلق الله ؟ فإذا قالوا ذلك فقولوا: ( الله أحد الله الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد ثم ليتفل عن يساره ثلاثا و ليستعذ من الشيطان ) ( حسن )
( د ) عن أبي هريرة
8183 يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قيل: يا رسول الله ! فمن قلة يومئذ ؟ قال: لا و لكنكم غثاء كغثاء السيل يجعل الوهن في قلوبكم و ينزع الرعب من قلوب عدوكم لحبكم الدنيا و كراهيتكم الموت ( صحيح ) ( حم د ) عن ثوبان
8184 يوشك إن طالت بك مدة أن ترى قوما في أيديهم مثل أذناب البقر يغدون في غضب الله و يروحون في سخط الله (صحيح) (م)عن أبي هريرة
8185 يوشك أن يأتي زمان يغربل فيه الناس غربلة و تبقى حثالة من الناس قد مرجت عهودهم و أماناتهم و اختلفوا فكانوا هكذا - و شبك بين أصابعه - قالوا: كيف بنا يا رسول الله ؟ قال: تأخذون ما تعرفون و تدعون ما تنكرون و تقبلون على أمر خاصتكم و تذرون أمر عامتكم ( صحيح )(2/201)
( حم د ك ) عن ابن عمر
8186 يوشك أن يقعد الرجل متكئا على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول: بيننا و بينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال استحللناه و ما وجدنا فيه من حرام حرمناه ألا و إن ما حرم رسول الله مثل ما حرم الله (صحيح)
( حم د ك ) عن المقدام
8187 يوشك أن يكون خير مال المسلم غنما يتبع بها شعف الجبال و مواقع القطر يفر بدينه من الفتن ( صحيح ) ( حم خ د ن ه ) عن أبي سعيد
8188 يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانا
( صحيح ) ( حم م ) عن معاذ بن جبل
8189 يوضع الصراط بين ظهراني جهنم عليه حسك كحسك السعدان ثم يستجيز الناس فناج مسلم و مخدوش به ثم ناج و محتبس به و منكوس فيها ( صحيح ) ( حم ه حب ك ) عن أبي سعيد
8190 يوم الجمعة ثنتا عشرة ساعة منها ساعة لا يوجد عبد مسلم يسأل الله فيها شيئا إلا آتاه الله إياه فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر ( صحيح )
( د ن ك ) عن جابر
8191 يوم الحج الأكبر يوم النحر ( صحيح ) ( ت ) عن علي
8192 يوم الفطر و يوم النحر و أيام التشريق عيدنا أهل الإسلام و هي أيام أكل و شرب ( صحيح ) ( حم 3 ك ) عن عقبة بن عامر
8193 يوم القيامة على المؤمنين كقدر ما بين الظهر و العصر ( صحيح )
( ك ) عن أبي هريرة
8194 اليتيمة تستأمر في نفسها فإن صمتت فهو إذنها و إن أبت فلا جواز عليها ( حسن ) ( ت ) عن أبي هريرة
8195 اليد العليا خير من اليد السفلى و ابدأ بمن تعول ( صحيح )
( حم طب ) عن ابن عمر
الشرح:(2/202)
(اليد العليا خير) لفظ رواية الطبراني أفضل (من اليد السفلى) يعني المنفق أفضل من الآخذ أي ما لم تشتد حاجته كما مرّ قال الحافظ العراقي: ولم يقيد الأخذ بالسؤال فاقتضى كون يده سفلى وإن لم يسأل إلا أن يحمل المطلق على المقيد ويقال أراد الأخذ مع السؤال (وابدأ) بالهمز وتركه (بمن تعول) أي بمن تلزمك نفقته يقال عال الرجل أهله أي قام بما يحتاجونه من نحو قوت وكسوة وغيرهما، وتتمة الحديث عند مخرجه الطبراني أمك وأباك وأختك وأخاك وأدناك فأدناك000
8196 اليد العليا خير من اليد السفلى و ابدأ بمن تعول و خير الصدقة ما كان عن ظهر غنى و من يستغن يغنه الله و من يستعفف يعفه الله (صحيح)
( حم خ ) عن حكيم بن حزام
8197 اليد العليا خير من اليد السفلى و اليد العليا هي: المنفقة و اليد السفلى هي: السائلة ( صحيح ) ( حم ق د ن ) عن أبي هريرة
8198 اليمين على ما يصدقك به صاحبك ( صحيح )( ت ) عن أبي هريرة
8199 اليمين على نية المستحلف ( صحيح ) ( م ه ) عن أبي هريرة
الشرح:
(اليمين على نية المستحلف) بكسر اللام أي من استحلف غيره على شيء وورّى الحالف فالعبرة بنية المستحلف لا الحالف. وبه أخذ مالك في أحد قوليه وخصه الشافعي بما إذا استحلفه القاضي أو نائبه بحق وإلا نفعته التورية ومنه ما لو حلف بطلاق أو عتق.
8200 اليوم الموعود يوم القيامة و الشاهد يوم الجمعة و المشهود يوم عرفة و يوم الجمعة ذخره الله لنا و صلاة الوسطى صلاة العصر ( حسن )
( طب ) عن أبي مالك الأشعري
الشرح:(2/203)
(اليوم الموعود) المذكور في قوله تعالى {واليوم الموعود وشاهد ومشهود} (يوم القيامة والشاهد) المذكور في قوله سبحانه {وشاهد} (يوم الجمعة) أي يشهد لمن حضر صلاته والجمعة بمعنى المجموع كالضحك بمعنى المضحوك منه ويوم الجمعة يوم الوقت الجامع سميت جمعة لأن الخلق اجتمعوا فيها وفرغ اللّه من خلقهم فيه (والمشهود) المذكور في قوله تعالى {ومشهود} (يوم عرفة) لأن الناس يشهدونه أي يحضرونه ويجتمعون فيه ذكره ابن الأثير وقال البعض: معنى كون يوم الجمعة شاهداً أنه يشهد لكل عامل بما عمل فيه وكذلك كل يوم وله فضل مخصوص باجتماع الناس في صلاة الجمعة ما لا يجتمعون في غيره من الأيام، ومعنى كون يوم عرفة مشهوداً أنه يشهد الناس فيه موسم الحج والملائكة (ويوم الجمعة ذخره اللّه لنا) فلم يظفر به أحد من الأمم السابقة فهو اليوم الذي هدانا اللّه له واختاره لنا وأنعم علينا به فالعمل فيه له مزية على غيره من الأيام 0000
8201 اليوم الموعود يوم القيامة و اليوم المشهود يوم عرفة و الشاهد يوم الجمعة و ما طلعت الشمس و لا غربت على يوم أفضل منه فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو الله بخير إلا استجاب الله له و لا يستعيذ من شر إلا أعاذه الله منه ( حسن ) ( ت هق ) عن أبي هريرة(2/204)
(اليوم الموعود يوم القيامة واليوم المشهود يوم عرفة والشاهد يوم الجمعة) لأنه تعالى عظم شأنه في سورة البروج حيث أقسم به وأوقعه واسطة العقد لقلادة اليومين العظيمين ونكره لضرب من التفخيم وأسند إليه الشهادة على سبيل المجاز لأنه مشهود فيه نحو نهاره صائم وليله قائم، وقد أخذ بهذا الحديث جماعة من العلماء واضطربت فيه أقوال آخرين فقيل الشاهد والمشهود محمد ويوم القيامة وقيل عيسى وأمته وقيل أمة محمد وسائر الأمم وقيل يوم التروية وقيل يوم عرفة ويوم الجمعة وقيل الحجر الأسود والحجيج وقيل الأيام والليالي وبنو آدم وقيل الحفظة وبنو آدم وقيل الأنبياء ومحمد كذا في الكشاف (وما طلعت الشمس ولا غربت على يوم أفضل منه فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يدعو اللّه بخير إلا استجاب اللّه له) دعاءه (ولا يستعيذ) باللّه (من شيء إلا أعاذه اللّه منه) قال بعضهم: قد ادّخر اللّه لهذه الأمة يوم الجمعة المؤذن بنهاية الوصل إذ مقام الجمعية هو مقام الوصل الذي هو أكمل المقامات وأعلاها وأغلاها وجعل لليهود السبت المؤذن بقطيعتهم وحرمانهم وللنصارى الأحد المؤذن بوحدتهم وتفردهم عن مواطن الخيرات والسعادات فكان مما خصت به كل أمة من الأيام دليل على أحوالها وما يؤول إليه أمرها وذكر ابن القيم في الهدى ليوم الجمعة اثنين وثلاثين خصوصية هيئتها وأنها يوم عيد ولا يصام مفرداً وقراءة تنزيل وهل أتى في صبحها والجمعة والمنافقين فيها والغسل لها والتطيب والسواك ولبس أحسن الثياب وتبخير المسجد والتبكير والاشتغال بالذكر حتى يخرج الخطيب والخطبة والإنصات وقراءة الكهف وعدم كراهة التنفل وقت الاستواء ومنع السفر قبلها وتضعيف أجر الذاهب إليها بكل خطوة أجر سنة ونفي سجر جهنم يومها وساعة الإجابة فيها وأنها يوم المزيد والشاهد والمدخر لهذه الأمة وخير أيام الأسبوع وخلق فيه آدم وتجتمع فيه الأرواح إن ثبت به الخبر وغير ذلك.
[خاتمة المؤلف المناوى](2/205)
وبنجاز الكلام على هذا الحديث تم شرح الكتاب، ووراء ذلك من العلم البحر العباب، وقد أتيت فيه بفوائد جمة، على قدر الوقت والهمة وراعيت جانب التوسط في تقريره، محافظة على سهولة تناوله وتيسيره أسأل اللّه أن يجعله خالصاً لوجهه الكريم، موجباً للفوز بجنات النعيم وأن يعم النفع به ببركة النبي العظيم صلى اللّه عليه وسلم والحمد للّه وحده ولا حول ولا قوة إلا باللّه العلي العظيم.
(ذكرهذه الخاتمة بعد شرح آخر حديث بفيض القديرالحديث رقم 10031 وقد أختصرت شرح الصحيح الى الحسن وحذفت شرح الأحاديث الضعيفة إلى الموضوعة واسأل الله ان يتوفنا مسلمين ويلحقنا بالصالحين (معتز) )
8202 اليهود مغضوب عليهم و النصارى ضُلالُ
( صحيح ) ( ت ) عن عدى بن حاتم
***********************
*****************
انتهى الجزء الخامس والأخير من الكتاب بفضل الله وعونه وتوفيقه
وسأذكر ترجمة مختصرة للسيوطى والمناوى والألبانى
التراجم
ترجمة السيوطي
ترجم السيوطي لنفسه في كتابه "حسن المحاضرة" فقال: وإنما ذكرت ترجمتي في هذا الكتاب اقتداء بالمحدثين قبلي، فقلّ أن ألف أحد منهم تاريخا إلا وذكر ترجمته فيه. وممن وقع له ذلك الإمام عبد الغفار الفارسي في "تاريخ نيسابور"، وياقوت الحموي في "معجم الأدباء"، ولسان الدين بن الخطيب في "تاريخ غرناطة"، والحافظ تقي الدين الفاسي في "تاريخ مكة"، والحافظ أبو الفضل بن حجر في "قضاة مصر"، وأبو شامة في الروضتين وهو أورعهم وأزهدهم.
اسمه ونسبه:
عبد الرحمن بن الكمال أبي بكر بن محمد بن سابق الدين بن الفخر عثمان بن ناظر الدين محمد بن سيف الدين خضر بن نجم الدين أبي الصلاح أيوب بن ناصر الدين محمد ابن الشيخ همام الدين الخضيري الأسيوطي.
مولده ونشأته:
قال السيوطي: "وكان مولدي بعد المغرب ليلة الأحد مستهل رجب سنة تسع وأربعين وثمانمائة00000(2/206)
ويقول العيدروس: "وأحضره والده وعمره ثلاث سنين مجلس شيخ الإسلام ابن حجر مرة واحدة، وحضر وهو صغير مجلس المحدث زين الدين رضوان العتبي، ودرس الشيخ سراج الدين عمر الوردي، ثم اشتغل بالعلم على عدة مشايخ".
وقال السيوطي: "ونشأت يتيمًا فحفظت القرءان ولي دون ثماني سنين، ثم حفظت العمدة ومنهاج الفقه، والأصول، وألفية ابن مالك".
وقال العيدروس: "وتوفي والده ليلة الاثنين خامس صفر سنة خمس وخمسين وثمانمائة، وجعل الشيخ كمال الدين بن الهمام وصيّا عليه فلحظه بنظره ورعايته".
رحلاته:
قال السيوطي: "وسافرت بحمد الله تعالى إلى بلاد الشام والحجاز واليمن والهند والمغرب 000".
وله رحلة داخل مصر أيضًا ذكرها السخاوي في الضوء اللامع فقال: "ثم سافر إلى الفيوم ودمياط والمحلة فكتب عن جماعة". ثم قال السيوطي: "ولما حججت شربت من ماء زمزم لأمور منها أن أصل في الفقه إلى رتبة الشيخ سراج الدين البلقيني وفي الحديث رتبة الحافظ ابن حجر".
شيوخه:
أكثر السيوطي عن الأخذ من الشيوخ وقد جمع أسماءهم في معجم فقال في ذلك: "وأما مشايخي في الرواية سماعًا وإجازة فكثير، أوردتهم في المعجم الذي جمعتهم فيه وعدّتهم نحو مائة وخمسين، ولم أكثر سماع الرواية لاشتغالي بما هو أهم وهو قراءة الدراية".
ثم قال: "وشرعت في الاشتغال بالعلم من مستهل سنة أربع وستين، فأخذت الفقه والنحو عن جماعة من الشيوخ، وأخذت الفرائض عن العلامة فرضي زمانه الشيخ شهاب الدين الشارمساحي الذي كان يقال: إنه بلغ السن العالية وجاوز المائة بكثير والله أعلم بذلك، قرأت عليه في شرحه على المجموع.(2/207)
وأجزت بتدريس العربية في مستهل سنة ست وستين، وألّفت في هذه السنة فكان أول شيء ألفته شرح الاستعاذة والبسملة وأوقفت عليه شيخنا شيخ الإسلام علم الدين البلقيني فكتب عليه تقريظًا، ولازمته في الفقه إلى أن مات فلازمت والده فقرأت عليه من أول التدريب لوالده إلى الوكالة، وسمعت عليه من أول الحاوي الصغير إلى العِدد، ومن أول المنهاج إلى الزكاة، ومن أول التنبيه إلى قريب من باب الزكاة، وقطعة من الروضة من باب القضاء، وقطعة من تكملة شرح المنهاج للزركشي ومن إحياء الموات إلى الوصايا أو نحوها، وأجازني بالتدريس والإفتاء من سنة ست وسبعين وحضر تصديري. فلما توفي سنة ثمان وسبعين لزمت شيخ الإسلام شرف الدين المناوي، فقرأت عليه قطعة من المنهاج وسمعته عليه في التقسيم إلا مجالس فاتتني، وسمعت دروسًا من شرح البهجة ومن حاشية عليها، ومن تفسير البيضاوي.
ولزمت في الحديث والعربية شيخنا الإمام العلامة تقي الدين الشبلي الحنفي فواظبته أربع سنين، وكتب لي تقريظًا على شرح ألفية ابن مالك وعلى جمع الجوامع في العربية تأليفي، وشهد لي غير مرة بالتقدم في العلوم بلسانه وبنانه، ورجع إلى قولي مجردًا في حديث فإنه أورد في حاشيته على الشفاء حديث أبي الحمراء في الإسراء وعزاه إلى تخريج ابن ماجه، فاحتجت إلى إيراده بسنده فكشفت ابن ماجه في مظنته فلم أجده، فمررت على الكتاب كله فلم أجده فاتهمت نظري، فمررت ثانية فلم أجده فعدت ثالثة فلم أجده، ورأيته في معجم الصحابة لابن قانع، فجئت إلى الشيخ وأخبرته فبمجرد ما سمع مني ذلك أخذ نسخته وأخذ القلم فضرب على لفظ ابن ماجه وألحق ابن قانع في الحاشية، فأعظمت ذلك وهبته لِعِظَم الشيخ في قلبي واحتقاري في نفسي فقلت: ألا تصبرون لعلكم تراجعون؟ فقال: لا، إنما قلدت في قولي: "ابن ماجه" البرهان الحلبي، ولم أنفك عن الشيخ إلى أن مات.(2/208)
ولزمت شيخنا العلامة محيي الدين الكافيجي أربع عشرة سنة، فأخذت عنه الفنون من التفسير والأصول والعربية والمعاني وغير ذلك، وكتب لي إجازة عظيمة، وحضرت عند الشيخ سيف الدين الحنفي دروسًا عديدة في الكشّاف والتوضيح وحاشيته عليه، وتلخيص المفتاح والعضد. وشرعت في التصنيف في سنة ست وستين، وبلغت مؤلفاتي إلى الآن - أي قبل وفاته باثني عشرة سنة تقريبًا - ثلاثمائة كتاب سوى ماغسلته ورجعت عنه".
ثم قال: "ورزقت التبحر في سبعة علوم: التفسير والحديث والفقه والنحو والمعاني والبيان على طريقة العرب البلغاء لا على طريقة العجم وأهل الفلسفة، ودون هذه السبعة في المعرفة: أصول الفقه والجدل والتصريف، ودونها الإنشاء والترسّل والفرائض، ودونها القراءات ولم ءاخذها عن شيخ، ودونها الطب. وأما علم الحساب فهو أعسر شيء علي وأبعده عن ذهني، وإذا نظرت في مسألة تتعلق به فكأنما أحاول جبلا أحمله، وقد كنت في مبادئ الطلب قرأت في علم المنطق ثم ألقى الله كراهته في قلبي، وسمعت أن ابن الصلاح أفتى بتحريمه فتركته لذلك، فعوضني الله عنه علم الحديث. والذي اعتقده أن الذي وصلت إليه من هذه العلوم السبعة سوى الفقه والنقول التي اطلعت عليها فيها لم يصل إليه ولا وقف عليه أحد من أشياخي فضلا عمن هو دونهم، وأما الفقه فلا أقول ذلك فيه بل شيخي فيه أوسع نظرًا وأطول باعًا"
أخلاقه وثناء العلماء عليه:
يقول نجم الدين الغزي: "ولما بلغ أربعين سنة من عمره أخذ في التجرد للعبادة والانقطاع إلى الله تعالى والاشتغال به صرفًا، والإعراض عن الدنيا وأهلها كأنه لم يعرف أحدا منهم. وشرع في تحرير مؤلفاته، وترك الإفتاء والتدريس واعتذر عن ذلك في مؤلف ألفه وسماه بالنفيس، وأقام في روضة المقياس فلم يتحول عنها إلى أن مات لم يفتح طاقات بيته التي على النيل من سكناه".
مؤلفاته:(2/209)
يقول ابن العماد: "وقد اشتهرت أكثر مصنفاته في حياته في أقطار الأرض شرقًا وغربًا، وكان ءاية كبرى في سرعة التأليف حتى قال تلميذه الداودي: عاينت الشيخ وقد كتب في يوم واحد ثلاثة كراريس تأليفًا وتحريرًا، وكان يملي مع ذلك الحديث ويجيب عن المتعارض منه بأجوبة حسنة، وكان أعلم أهل زمانه بعلم الحديث وفنونه رجالا وغريبًا ومتنًا وسندًا واستنباطًا للأحكام منه، وأخبر عن نفسه أنه يحفظ مائتي ألف حديث قال: ولو وجدت أكثر لحفظته، قال: ولعله لا يوجد على وجه الأرض الآن أكثر من ذلك"اهـ
وله أكثر من ثمانين مؤلف ذكرها في كتابه حسن المحاضرة
مرضه ووفاته:
يقول نجم الدين الغزي: "وكانت وفاته رضي الله عنه في سحر ليلة الجمعة تاسع جمادى الأولى سنة إحدى عشرة وتسعمائة في منزله بروضة المقياس بعد أن مرض سبعة أيام بورم شديد في ذراعه الأيسر، وقد استكمل من العمر إحدى وستين سنة وعشرة أشهر وثمانية عشر يومًا وكان له مشهد عظيم، ودفن في حوش قوصون خارج باب القرافة، وصلي عليه غائبة بدمشق بالجامع الأموي يوم الجمعة ثامن رجب سنة إحدى عشرة المذكورة
ترجمة عبد الرؤوف المناوي
عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن نور الدين علي بن زين العابدين الحدادي المناوي القاهري الشافعي (زين الدين) ولد سنة: 952هـ وتوفي سنة: 1031 هـ.
من كبار العلماء بالدين والفنون، له أكثر من مائة مصنف، منها الكبير والصغير والتام والناقص.
من كتبه: فيض القدير، كنوز الحقائق، شرح الشمائل للترمذي، شرح التحرير في الفقه، إعلام الحاضر والبادي، مخطوط في مكتبة الشيخ عارف حكمت بالمدينة المنورة برقم (3758)0
وهذه الترجمة مأخوذة من خلاصة الأثر 2/193، البدر الطالع 1/357.
والمناويّ علاّمة محقّق كبير فيهم، وكتابه ( فيض القدير ) من الكتب المفيدة. وقد ترجم له وأثنى عليه المحبّي ووصفه بـ«الإمام الكبير الحجّة» وهذه عبارته:(2/210)
«عبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين، الملقّب زين الدين، الحدادي ثم المناوي، القاهري، الشافعي....
الإمام الكبير الحجّة، الثبت القدوة، صاحب التصانيف السائرة، وأجلّ أَهل عصره من غير ارتياب.
وكان إماماً فاضلا، زاهداً، عابداً، قانتاً لله خاشعاً له، كثير النفع، وكان متقرّباً بحسن العمل، مثابراً على التسبيح والأَذكار، صابراً صادقاً، وكان يقتصر يومه وليلته على أكلة واحدة من الطعام.
وقد جمع من العلوم والمعارف ـ على اختلاف أنواعها وتباين أقسامها ـ ما لم يجتمع في أحد ممّن عاصره...».
خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر 2/412ـ416.
ترجمة الإمام العلامة محدث العصر
محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
نشأته :
* ولد الشيخ محمد ناصر الدين بن الحاج نوح الألباني عام 1333 هـ الموافق 1914 م في مدينة أشقودرة عاصمة دولة ألبانيا - حينئذ - عن أسرة فقيرة متدينة يغلب عليها الطابق العلمي، فكان والده مرجعاً للناس يعلمهم و يرشدهم.
* هاجر صاحب الترجمة بصحبة والده إلى دمشق الشام للإقامة الدائمة فيها بعد أن انحرف أحمد زاغو (ملك ألبانيا) ببلاده نحو الحضارة الغربية العلمانية.
* أتم العلامة الألباني دراسته الابتدائية في مدرسة الإسعاف الخيري في دمشق بتفوق.
* نظراً لرأي والده الخاص في المدارس النظامية من الناحية الدينية، فقد قرر عدم إكمال الدراسة النظامية ووضع له منهجاً علمياً مركزاً قام من خلاله بتعليمه القرآن الكريم، و التجويد، و النحو و الصرف، و فقه المذهب الحنفي، و قد ختم الألباني على يد والده حفظ القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم، كما درس على الشيخ سعيد البرهاني مراقي الفلاح في الفقه الحنفي و بعض كتب اللغة و البلاغة، هذا في الوقت الذي حرص فيه على حضور دروس و ندوات العلامة بهجة البيطار.(2/211)
* أخذ عن أبيه مهنة إصلاح الساعات فأجادها حتى صار من أصحاب الشهرة فيها، و أخذ يتكسب رزقه منها، وقد وفرت له هذه المهنة وقتاً جيداً للمطالعة و الدراسة، و هيأت له هجرته للشام معرفة باللغة العربية و الاطلاع على العلوم الشرعية من مصادرها الأصلية.
توجهه إلى علم الحديث و اهتمامه به:
على الرغم من توجيه والد الألباني المنهجي له بتقليد الذهب الحنفي و تحذيره الشديد من الاشتغال بعلم الحديث، فقد أخذ الألباني بالتوجه نحو علم الحديث و علومه، فتعلم الحديث في نحو العشرين من عمره متأثراً بأبحاث مجلة المنار التي كان يصدرها الشيخ محمد رشيد رضا (رحمه الله) و كان أول عمل حديثي قام به هو نسخ كتاب " المغني عن حمل الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار" للحافظ العراقي (رحمه الله) مع التعليق عليه.
كان ذلك العمل فاتحة خير كبير على الشيخ الألباني حيث أصبح الاهتمام بالحديث و علومه شغله الشاغل، فأصبح معروفاً بذلك في الأوساط العلمية بدمشق، حتى إن إدارة المكتبة الظاهرية بدمشق خصصت غرفة خاصة له ليقوم فيها بأبحاثه العلمية المفيدة، بالإضافة إلى منحه نسخة من مفتاح المكتبة حيث يدخلها وقت ما شاء، أما عن التأليف و التصنيف، فقد ابتدأهما في العقد الثاني من عمره، و كان أول مؤلفاته الفقهية المبنية على معرفة الدليل و الفقه المقارن كتاب " تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد " و مطبوع مراراً، و من أوائل تخاريجه الحديثية المنهجية أيضاً كتاب " الروض النضير في ترتيب و تخريج معجم الطبراني الصغير" و لا يزال مخطوطاً.
كان لإشتغال الشيخ الألباني بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أثره البالغ في التوجه السلفي للشيخ، و قد زاد تشبثه و ثباته على هذا المنهج مطالعته لكتب شيخ الإسلام ابن تيميه و تلميذه ابن القيم و غيرهما من أعلام المدرسة السلفية.(2/212)
حمل الشيخ الألباني راية الدعوة إلى التوحيد و السنة في سوريا حيث زار الكثير من مشايخ دمشق و جرت بينه و بينهم مناقشات حول مسائل التوحيد و الإتباع و التعصب المذهبي و البدع، فلقي الشيخ لذلك المعارضة الشديدة من كثير من متعصبي المذاهب و مشايخ الصوفية و الخرافيين و المبتدعة، فكانوا يثيرون عليه العامة و الغوغاء و يشيعون عنه بأنه "وهابي ضال" و يحذرون الناس منه، هذا في الوقت الذي وافقه على دعوته أفاضل العلماء المعروفين بالعلم و الدين في دمشق، و الذين حضوه على الاستمرار قدماً في دعوته و منهم، العلامة بهجت البيطار، الشيخ عبد الفتاح الإمام رئيس جمعية الشبان المسلمين في سوريا، الشيخ توفيق البزرة، و غيرهم من أهل الفضل و الصلاح (رحمهم الله).
نشاط الشيخ الألباني الدعوي:
نشط الشيخ في دعوته من خلال:
أ) دروسه العلمية التي كان يعقدها مرتين كل أسبوع حيث يحضرها طلبة العلم و بعض أساتذة الجامعات و من الكتب التي كان يدرسها في حلقات علمية:
- فتح المجيد لعبد الرحمن بي حسن بن محمد بن عبد الوهاب.
- الروضة الندية شرح الدرر البهية للشوكاني شرح صديق حسن خان.
- أصول الفقه لعبد الوهاب خلاف.
- الباعث الحثيث شرح اختصار علوم الحديث لابن كثير شرح احمد شاكر.
- منهاج الإسلام في الحكم لمحمد أسد.
- فقه السنة لسيد سابق.
ب) رحلاته الشهرية المنتظمة التي بدأت بأسبوع واحد من كل شهر ثم زادت مدتها حيث كان يقوم فيها بزيارة المحافظات السورية المختلفة، بالإضافة إلى بعض المناطق في المملكة الأردنية قبل استقراره فيها مؤخراً، هذا الأمر دفع بعض المناوئين لدعوة الألباني إلى الوشاية به عند الحاكم مما أدى إلى سجنه.
صبره على الأذى .... و هجرته(2/213)
في أوائل 1960م كان الشيخ يقع تحت مرصد الحكومة السورية، مع العلم أنه كان بعيداً عن السياسة، و قد سبب ذلك نوعاً من الإعاقة له. فقد تعرض للاعتقال مرتين، الأولى كانت قبل 67 حيث اعتقل لمدة شهر في قلعة دمشق وهي نفس القلعة التي اعتقل فيها شيخ الإسلام (ابن تيمية)، وعندما قامت حرب 67 رأت الحكومة أن تفرج عن جميع المعتقلين السياسيين.
لكن بعدما اشتدت الحرب عاد الشيخ إلى المعتقل مرة ثانية، و لكن هذه المرة ليس في سجن القلعة، بل في سجن الحسكة شمال شرق دمشق، و قد قضى فيه الشيخ ثمانية أشهر، و خلال هذه الفترة حقق مختصر صحيح مسلم للحافظ المنذري و اجتمع مع شخصيات كبيرة في المعتقل.
أعمال ... انجازات ... جوائز
لقد كان للشيخ جهود علمية و خدمات عديدة منها:
1) كان شيخنا- رحمه الله - يحضر ندوات العلامة الشيخ محمد بهجت البيطار - رحمه الله - مع بعض أساتذة المجمع العلمي بدمشق، منهم عز الدين التنوحي- رحمه الله - إذ كانوا يقرؤن "الحماسة" لأبي تمام.
2) اختارته كلية الشريعة في جامعة دمشق ليقوم بتخريج أحاديث البيوع الخاصة بموسوعة الفقه الإسلامي، التي عزمت الجامعة على إصدارها عام 1955 م.
3) اختير عضواً في لجنة الحديث، التي شكلت في عهد الوحدة بين مصر و سوريا، للإشراف على نشر كتب السنة و تحقيقها.
4) طلبت إليه الجامعة السلفية في بنارس "الهند" أن يتولى مشيخة الحديث، فاعتذر عن ذلك لصعوبة اصطحاب الأهل و الأولاد بسبب الحرب بين الهند و باكستان آنذاك.
5) طلب إليه معالي وزير المعارف في المملكة العربية السعودية الشيخ حسن بن عبد الله آل الشيخ عام 1388 هـ ، أن يتولى الإشراف على قسم الدراسات الإسلامية العليا في جامعة مكة، وقد حالت الظروف دون تحقيق ذلك.
6) اختير عضواً للمجلس الأعلى للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة من عام 1395 ه إلى 1398 هـ.(2/214)
7) لبى دعوة من اتحاد الطلبة المسلمين في أسبانيا، و ألقى محاضرة مهمة طبعة فيما بعد بعنوان " الحديث حجة بنفسه في العقائد و الأحكام"
8) زار قطر و ألقى فيها محاضرة بعنوان"منزلة السنة في الإسلام".
9) انتدب من سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله رئيس إدارة البحوث العلمية و الإفتاء للدعوة في مصر و المغرب و بريطانيا للدعوة إلى التوحيد و الاعتصام بالكتاب و السنة و المنهج الإسلامي الحق.
10) دعي إلى عدة مؤتمرات، حضر بعضها و اعتذر عن كثير بسبب أشغاله العلمية الكثيرة.
11) زار الكويت و الإمارات و ألقى فيهما محاضرات عديدة، وزار أيضا عدداً من دول أوروبا، و التقى فيها بالجاليات الإسلامية و الطلبة المسلمين، و ألقى دروساً علمية مفيدة.
12) للشيخ مؤلفات عظيمة و تحقيقات قيمة، ربت على المائة، و ترجم كثير منها إلى لغات مختلفة، و طبع أكثرها طبعات متعددة و من أبرزها، إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل، وسلسلة الأحاديث الصحيحة و شئ من فقهها و فوائدها، سلسلة الأحاديث الضعيفة و الموضوعة و أثرها السيئ في الأمة، وصفة صلاة النبي من التكبير إلى التسليم كأنك تراها.
13) و لقد كانت قررت لجنة الاختيار لجائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية من منح الجائزة عام 1419ه / 1999م ، و موضوعها " الجهود العلمية التي عنيت بالحديث النبوي تحقيقاً و تخريجاً و دراسة" لفضيلة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني السوري الجنسية، تقديراً لجهوده القيمة في خدمة الحديث النبوي تخريجاً و تحقيقاً ودراسة و ذلك في كتبه00
آخر وصية للعلامة المحدث الألباني
أوصي زوجتي و أولادي و أصدقائي وكل محب لي إذا بلغه وفاتي أن يدعو لي بالمغفرة و الرحمة - أولاً- وألا يبكون علي نياحة أو بصوت مرتفع.(2/215)
وثانياً: أن يعجلوا بدفني، و لا يخبروا من أقاربي و إخواني إلا بقدر ما يحصل نهم واجب تجهيزي، وأن يتولى غسلي (عزت خضر أبو عبد الله) جاري و صديقي المخلص، ومن يختاره - هو- لإعانته على ذلك.
وثالثاً: أختار الدفن في أقرب مكان، لكي لا يضطر من يحمل جنازتي إلى وضعها في السيارة، و بالتالي يركب المشيعون سياراتهم، وأن يكون القبر في مقبرة قديمة يغلب على الظن أنها سوف لا تنبش...
و على من كان في البلد الذي أموت فيه ألا يخبروا من كان خارجها من أولادي - فضلاً عن غيرهم- إلا بعد تشييعي، حتى لا تتغلب العواطف، و تعمل عملها، فيكون ذلك سبباً لتأخير جنازتي.
سائلاً المولى أن ألقاه و قد غفر لي ذنوبي ما قدمت و ما أخرت..
وأوصي بمكتبتي- كلها- سواء ما كان منها مطبوعاً، أو تصويراً، أو مخطوطاً- بخطي أو بخط غيري- لمكتبة الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، لأن لي فيها ذكريات حسنة في الدعوة للكتاب و السنة، و على منهج السلف الصالح -يوم كنت مدرساً فيها-.
راجياً من الله تعالى أن ينفع بها روادها، كما نفع بصاحبها يومئذ طلابها، وأن ينفعني بهم و بإخلاصهم و دعواتهم.
(رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي و على والدي و أن أعمل صالحاً ترضاه و أصلح لي في ذريتي إني تبت إليك و إني من المسلمين).
27 جمادى الأول 1410 هـ
قالوا عن الشيخ:
سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ما رأيت تحت أديم السماء عالماً بالحديث في العصر الحديث مثل العلامة محمد ناصر الدين الألباني، وسئل سماحته عن حديث رسول الله - صلى الله عليه و سلم-: "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها" فسئل من مجدد هذا القرن، فقال -رحمه الله-: الشيخ محمد ناصر الدين الألباني هو مجدد هذا العصر في ظني والله أعلم(2/216)
فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد لقد كان رحمه الله من العلماء الأفذاذ الذين أفنوا أعمارهم في خدمة السنة و التأليف فيها و الدعوة إلى الله عز و جل و نصرة العقيدة السلفية و محاربة البدعة، و الذب عن سنة الرسول- صلى الله عليه و سلم- و هو من العلماء المتميزين، و قد شهد تميزه الخاصة و العامة. و لاشك أن فقد مثل هذا العالم من المصائب الكبار التي تحل بالمسلمين. فجزاه الله خيراً على ما قدم من جهود عظيمة خير الجزاء و أسكنه فسيح جناته
العلامة محمد بن صالح العثيمين فالذي عرفته عن الشيخ من خلال اجتماعي به وهو قليل، أنه حريص جداً على العمل بالسنة، و محاربة البدعة، سواء كان في العقيدة أم في العمل، أما من خلال قراءتي لمؤلفاته فقد عرفت عنه ذلك، و أنه ذو علم جم في الحديث، رواية و دراية، و أن الله تعالى قد نفع فيما كتبه كثيراً من الناس، من حيث العلم و من حيث المنهاج و الاتجاه إلى علم الحديث، و هذه ثمرة كبيرة للمسلمين و لله الحمد، أما من حيث التحقيقات العلمية الحديثية فناهيك به.
العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي يقول الشيخ عبد العزيز الهده : "إن العلامة الشنقيطي يجل الشيخ الألباني إجلالاً غريباً، حتى إذا رآه ماراً وهو في درسه في الحرم المدني يقطع درسه قائماً ومسلماً عليه إجلالاً له"(2/217)
الشيخ عبد الله العبيلان أعزي نفسي و إخواني المسلمين في جميع أقطار الأرض بوفاة الإمام العلامة المحقق الزاهد الشيخ محمد ناصر الدين الألباني، و في الحقيقة الكلمات تعجز أن تتحدث عن الرجل، ولو لم يكن من مناقبه إلا أنه نشأ في بيئة لا تعد بيئة سلفية، و مع ذلك صار من أكبر الدعاة إلى الدعوة السلفية و العمل بالسنة و التحذير من البدع لكان كافياً، حتى أن شيخنا عبد الله الدويش و الذي يعد من الحفاظ النادرين في هذا العصر و قد توفي في سن مبكرة، يقول رحمه الله : منذ قرون ما رأينا مثل الشيخ ناصر كثرة إنتاج وجودة في التحقيق، ومن بعد السيوطي إلى وقتنا هذا لم يأت من حقق علم الحديث بهذه الكثرة و الدقة مثل الشيخ ناصر.
وله ما يزيد عن المائتين من المؤلفات ما بين تأليف وتحقيق وتخريج وتعليق ومناظرة وفتاوى منها المطبوع ومنها المخطوط
وانظر: كتاب ( محمد ناصر الدين الألباني محدث العصر وناصر السنة ) تأليف إبراهيم محمد العلي) الطبعة الأولى 1422هـ – 2001م – دار القلم – دمشق(
انتهيت منه ليلة الخميس 24جمادى الآخر1429 هـ
وأسأل الله الإخلاص فى القول والعمل
أبوأحمد معتزأحمد عبد الفتاح(2/218)