شرح
حصن المسلم
من أذكار الكتاب والسنة
للشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني
شرحه
مجدي بن عبد الوهاب الأحمد
صححه وعلق عليه مؤلف حصن المسلم
(
مقدمة المصحح مؤلف الأصل
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:
فهذا شرح مختصر لحصن المسلم من أذكار الكتاب والسنة، شرحه الأخ في الله، مجدي بن عبدالوهاب الأحمد من بلاد الشام، من الأردن، وقد بذل فيه جهداً جيداً جزاه الله خيراً، إلا أن العصمة لمن عصم الله تعالى، وقد طبعه ونشره عن طريق المكتبة الإسلامية بالأردن – عمان – ومؤسسة الريان للطباعة والنشر والتوزيع، ببيروت- لبنان - وبعد أن بلغني أن الكتاب قد طُبِعَ اتصلت بصاحب المكتبة الإسلامية، وبمؤسسة الريان وطلبت منهما إرسال نسخة من الكتاب إليَّ، ثم قرأت الكتاب بعد أن أُرسل لي فوجدت ملاحظات وأخطاء لا بد من بيانها وإصلاحها, وهي على النحو الآتي:(1/1)
1 – أخطاء نقلها الشارح في تأويل بعض صفات الله تعالى في مواضع من الكتاب(1)، فبينت مذهب أهل السنة فيها وعلقت عليها في متن الكتاب.
__________
(1) ومن أمثلة ذلك: ما نقله في تفسير لقاء الله تعالى في الصفحة (67)، من الطبعة الأولى عنده، وهو= =في هذه الطبعة في (ص 97)، وتفسيره لرحمة الله تعالى بالإحسان في (ص 82)، وفي هذه الطبعة في (ص 120) و(ص245)، وهو في هذه الطبعة في (ص 349)، وقصوره في بيان علو الله تعالى في (ص 103)، وفي هذه الطبعة (ص 151)، وغضب الله تعالى في (ص136)، وهو في هذه الطبعة في (ص 200)، وقصوره في تعريف الشرك الأكبر والأصغر في (ص202)، وفي هذه الطبعة في (ص 289)، وقصوره في بيان معنى لا إله إلا الله في (ص 204)، وهو في هذه الطبعة في (ص 292)، فقد ذكر معنى الربوبية ولم يذكر المعنى الأعظم وهو معنى الألوهية (لا معبود بحق إلا الله) وقد بينت الحق في هذه المواضع ولله الحمد والمنة.(1/2)
2 – أخطاء ذكرها الشارح في بعض المسائل الفقهية، فقد ذكر بعض الأقوال المرجوحة، أو الضعيفة، ورجح بنفسه بعض الترجيحات، فذكرت القول الذي أراه صواباً موافقاً للأدلة(1).
3 – حذف مقدمة حصن المسلم التي بينت فيها منهجي، فأثبُّتها.
4 – حذف الأرقام الفرعية تحت العناوين فأثبتها.
5 – أضفت شرح بعض الكلمات وصححت بعض الأوهام والسقط في بعض الآيات والأحاديث والكلمات والجمل، والهوامش.
6 - أضفت بعض الفوائد في الشرح.
7 – الأخطاء المطبعية الكثيرة في الكتاب، فصححت ما ظهر لي منها.
وقد جعلت كلامي بين معقوفين، سواء كان ذلك في المتن أو الحاشية، وقلت في أول كل تصحيح لي: [قال المصحح...] وفي الهامش رمزت لما أضفته في الحاشية بقولي: (المصحح)، وبعد إصلاح هذه الأخطاء فقد أصبح الكتاب مفيداً جداً ولله الحمد؛ لأن الشارح بذل فيه جهداً طيباً مباركاً جزاه الله خيراً.
__________
(1) كقوله: بأن المأموم يجمع بين التسميع والتحميد، في (ص 72)، وفي هذه الطبعة (ص 104)، وقوله: بأن في القرآن أربع عشرة سجدة فقط في (ص 79)، وفي هذه الطبعة في (ص 114)، وقوله: باشتراط شروط الصلاة لسجود التلاوة في (ص80)، وفي هذه الطبعة في (ص 116)، وقوله: بأن سجود التلاوة لا يفعل في أوقات النهي في (ص 80)، وفي هذه الطبعة في (ص 116)، وترجيحه لاشتراط شروط الصلاة في سجود الشكر (ص 232)، وهو في هذه الطبعة في (ص 332)، وقوله: بأن وجه المرأة وكفيها ليسا بعورة والأفضل تغطيتهما في (ص 115)، وهو في هذه الطبعة (ص 169)، وهذا غلط منه، وأخطأ في مسألة رد السلام على الكفار (ص 219)، وفي هذه الطبعة في (ص 313)، وترك ظاهر الحديث =وعليكم+ وغير ذلك، فأوضحت الحق بدليله ولله الحمد في هذه المواضع كلها.
... ويرجى ممن عنده طبعة الشارح أن يصححها ويعدلها على هذه الطبعة، وخاصة الأمور الاعتقادية والفقهية.(1/3)
والله أسألُ أن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي، وأن ينفع به الشارح، ومن انتهى إليه؛ فإنه خير مسؤول، وأكرم مأمول، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
المصحح مؤلف الأصل
سعيد بن علي بن وهف القحطاني
حرر عشية الأربعاء الموافق
15/11/1426هـ
( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - ( - - - ( صدق الله العظيم (- عليه السلام - - ( قرآن كريم { - - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( مقدمة { - - - -
[مقدمة الشارح]
... إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضلَّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله. { - { - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم (- جل جلاله -- رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( } - قرآن كريم ( { } - - - { - - - } - - مقدمة (( مقدمة ( - - - { ( - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } ((( قرآن كريم (( - - - صدق الله العظيم ( { المحتويات ( - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - ( - ( - - تم بحمد الله } (1).
__________
(1) سورة آل عمران، الآية: 102.(1/4)
... { - { - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - ( } - } - - - - } - قرآن كريم ( { } - - - ( المحتويات ( - ( - - عليه السلام - - - ( - { - - - - ( - - { فهرس - - } صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - { ((( الله أكبر - - - رضي الله عنهم - - ( فهرس } - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - - فهرس - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - { - ( { ( تم بحمد الله - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنهم - - (- صلى الله عليه وسلم -- رضي الله عنهم - - - { - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام - - ( - ( { ( تم بحمد الله - صدق الله العظيم - - رضي الله عنهم - صدق الله العظيم ( - - } - - ( الله - - } ( - - - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( { } - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - { - - - - ( - { - - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - - عليه السلام -( - - - - - - (( مقدمة ( - - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم - - رضي الله عنه - فهرس ( - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } تمت ( { { - - - - رضي الله عنه - تمت - - - ( المحتويات ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - - جل جلاله - تمهيد - ( - - عليه السلام - - } (1).
__________
(1) سورة النساء، الآية: 2.(1/5)
... { - { - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( } - قرآن كريم ( { } - - - { - - - } - قرآن كريم ( - قرآن كريم ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( قرآن كريم - - - - جل جلاله - - - ( - - رضي الله عنهم - - (((( ( - ( - ((( - ( المحتويات ( - - - ( - ( - فهرس - (- رضي الله عنهم - - ((- صلى الله عليه وسلم - - ( - ((((- رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - - - ( المحتويات ( - - رضي الله عنه - - قرآن كريم ( الله أكبر ( - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ((((( - { - - - (( - - - قرآن كريم ( - - عليه السلام - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - { - ( - رضي الله عنهم - - - - ( - ( - ( قرآن كريم - ( - ( - - ((- رضي الله عنه -( } (1).
... أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله – تعالى – وخير الهدي هديُ محمد ^، وشرَّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالة في النار.
... وبعد: قال رسول الله^: =إن الله – تعالى – أمر يحيى بن زكريا – عليه الصلاة والسلام – بخمس كلمات أن يعمل بها، ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها..., - وذكر منها -: =وآمركم أن تذكروا الله – تعالى -؛ فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في أثره سِرَاعاً، حتى إذا أتى على حصنٍ حصينٍ فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله – تعالى -...+(2).
__________
(1) سورة الأحزاب، الآيتان: 70، 71.
(2) رواه أحمد (4/202)، والترمذي برقم (2872).(1/6)
=فلو لم يكن في الذكر إلا هذه الخصلة الواحدة؛ لكان حقيقاً بالعبد ألا يفتر لسانه من ذكر الله – تعالى – وألاّ يزال لهجاً بذكره؛ فإنه لا يحرز نفسه من عدوه إلا بالذكر، ولا يدخل عليه العدو إلا من باب الغفلة، فهو يرصده؛ فإذا غفل وثب عليه وافترسه+(1).
وقال مطرف بن عبدالله – رحمه الله تعالى -: =نظرت في هذا الأمر من أين هو؟ فإذا هو من عند الله – سبحانه -، ثم نظرت على مَن تَمامه، فإذا هو على الله – تعالى – ثم نظرت ما مَلاَكه؟! فإذا هو الدعاء، ثم نظرت في ابن آدم, فإذا هو ملقى بين ربه وبين الشيطان, فإذا أراد الله – تعالى – به خيراً اجتره إليه بعصمته، وإلا خلّى بينه وبين الشيطان+.
إذن ذكر ودعاء الله – سبحانه وتعالى – هو حصن المسلم، وحياة قلبه، وقوت بدنه، وسعادة روحه، هو منجاته من كل شر وسوء...
وإن من أشمل وأسهل وأصح، ما يرشده إلى ذكر الله – تعالى – ويعين على دعائه سبحانه، هو كتاب =حصن المسلم+ للشيخ الفاضل سعيد بن علي بن وهف القحطاني – فحظه الله تعالى -.
ولقد لاقى هذا الكتاب – على صغر حجمه – قَبولاً واسعاً كبيراً...؛ فلا تكاد تجد بيتاً إلا وفيه هذا الكتاب، بل لا تكادَ تجد مسلماً ليست له نسخة منه خاصة به...
بل ومن شدة إقبال الناس عليه؛ تُرجم إلى عدة لغات عالمية...
حقًّا إن مثل هذا الكتاب يجب أن يُعتنى به، ويُخدم خدمة علمية.
ولقد سُئِلْتُ أن أضع عليه شرحاً يعين على فهمه، ويرشد إلى معرفة معانيه..., فوجد هذا السؤال في قلبي مكاناً رَحباً...، فسارعت مستعيناً بالله العظيم الكريم إلى الإجابة، مستفيداً في ذلك من شروح الكتب الستة وغيرها من شروح كتب السنة، وأيضاً من شرحي على كتاب =الكلم الطيب+(2) لشيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى - .
__________
(1) انظر: =الوابل الصيب+ لابن القيم – رحمه الله – (ص 50).
(2) سيطبع قريباً – إن شاءالله – بـ(مكتبة المعارف) في الرياض.(1/7)
... ولم أعزُ ذلك – على الغالب – لكثرة الاستفادة منها، وخشية إثقال الحواشي، وأيضاً لما فعلته من تصرف في بعض ألفاظها أحياناً.
... ولقد أبقيت كتاب =حصن المسلم+ على ما هو عليه، وأبقيت التخريجات والتعليقات التي في الحاشية كما هي، إلا أن المصنف – حفظه الله – لم يذكر أرقام الأحاديث في تخريجه في الغالب؛ فرأيت أن أضع بين معكوفتين عزو الحديث إلى رقمه، وأن أنقل بعض التعليقات إلى المتن أو الشرح.
... وأيضاً لقد كانت مني تخريجات للأحاديث التي وردت في الشرح؛ فرأيت تمييز الحواشي؛ فرمزت إلى تخريجاته وتعليقاته بـ (ق)، وإلى تخريجاتي وتعليقاتي بـ (م).
... ولقد حاولت جاهداً أن أجعل شرحي هذا سهلاً واضحاً، خالياً من التعقيدات... (1)، وأرجو أن أكون قد وُفِّقتُ إلى السداد والصواب، وجُنِّبْتُ الخطأ والزلل والخلل.
... والله العظيم أرجو أن يجزي المصنف خير الجزاء، وأن يرزقني وإياه والمسلمين جميعاً الإخلاص في القول والعمل، ويهدينا سواء السبيل، ويقينا شر أنفسنا، ويحفظنا من كيد الشيطان وشره، ويجعلنا من الذاكرين له سبحانه [كثيراً]، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
مجدي بن عبدالوهاب الأحمد/ أبو مسلم
- غفر الله له، وعفا عنه –
ليلة الخميس 27 صفر 1426هـ.
الموافق 6 نيسان 2005م
في بلاد الشام – الأردن – الزرقاء
الرمز البريدي: (13111)، ص.ب: (5827)
مسائل تتعلق بالذكر والدعاء
[أولاً فوائد الذكر]
... وأستهلها بالفوائد التي ذكرها العلامة الإمام ابن القيم – رحمه الله – في كتابه =الوابل الصيب+(2).
... الأولى: أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره.
__________
(1) ومما يجب التنبيه عليه؛ أن الأدعية والأذكار يوجد بينها اشتراك في الألفاظ، وتكرار؛ فرأيت الاقتصار على شرح اللفظ مرة واحدة دون تكرار ذلك إلا نادراً، والله الموفق.
(2) بتصرف.(1/8)
... الثانية: أنه يُرْضِي الرحمن – عز وجل -.
... الثالثة: أنه يزيل الهم والغم عن القلب، وأنه يجلب للقلب الفرح والسرور والنشاط.
... الرابعة: أنه يقوي القلب والبدن.
... الخامسة: أنه ينور الوجه والقلب.
... السادسة: أنه يجلب الرزق.
... السابعة: أنه يكسو الذاكر المهابة والحلاوة والنضرة.
... الثامنة: أنه يورث المحبة التي هي روح الإسلام، وقطب رحى الدين، ومدار السعادة والنجاة.
... التاسعة: أنه يورث المراقبة حتى يدخل في باب الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه، ولا سبيل للغافل عن الذكر إلى مقام الإحسان.
... العاشرة: أنه يورث الإنابة والرجوع إلى الله – تعالى -.
... الحادية عشرة: أنه يورث القرب من الله – تعالى -، فعلى قدر ذكر الله – تعالى – يكون القرب منه، وعلى قدر غفلته يكون بعده عنه.
... الثانية عشرة: أنه يفتح له باباً عظيماً من أبواب المعرفة، وكلما أكثر من الذكر ازداد من المعرفة.
... الثالثة عشرة: أنه يورث الهيبة لربه وإجلاله، لشدة استيلائه على قلبه, وحضوره مع الله – تعالى – بخلاف الغافل، فإن حجاب الهيبة دقيق في قلبه.
... الرابعة عشرة: أنه يورثه ذكر الله – تعالى – قال الله – تعالى-: { ( - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - - - ( ( المحتويات ( - ( - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - } ولو لم يكن في الذكر إلا هذه وحدها لكفى به فضلاً وشرفاً.
... الخامسة عشرة: أنه يورث حياة القلب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -: =الذكر للقبل مثل الماء للسمكة، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء؟!!+.
... السادسة عشرة: أنه قوت القلب والروح.
... السابعة عشرة: أنه يورث جلاء القلب من صداه.
... ولا ريب أن القلب يصدأ كما يصدأ النحاس والفضة وغيرهما، وجلاؤه بالذكر؛ فإنه يجلوه حتى يدعه كالمرآة البيضاء، فإذا ترك الذكر صدأ، فإذا ذكر جلاه.(1/9)
... وصدأ القلب بأمرين: بالغفلة والذنب، وجلاؤه بشيئين: بالاستغفار والذكر.
... فمن كانت الغفلة أغلب أوقاته كان الصدأ متراكباً على قلبه، وصداه بحسب غفلته، وإذا صدأ القلب لم ينطبع فيه صور المعلومات على ما هي فيه، فيرى الباطل في صورة الحق، والحق في صورة الباطل؛ لأنه لما تراكم عليه الصدأ أظلم، فلم تظهر فيه صور الحقائق كما هي عليه، فإذا تراكم عليه الصدأ واسود، وركبه الرَّان؛ فسد تصوره وإدراكه، فلا يقبل حقاً، ولا ينكر باطلاً، وهذا أعظم عقوبات القلب.
... الثامنة عشرة: أنه يحط الخطايا، ويذهبها؛ فإنه من أعظم الحسنات؛ والحسنات يذهبن السيئات.
... التاسعة عشرة: أنه يزيل الوحشة بين العبد وبين ربه؛ فإن الغافل بينه وبين الله – تعالى – وحشة، لا تزول إلا بالذكر.
... العشرون: أن ما يذكر به العبد ربه من جلاله وتسبيحه وتحميده، تذكر لصاحبه عند الشدة.
... الحادية والعشرون: أن العبد إذا تقرب إلى الله – تعالى – بذكره في الرخاء، عرفه في الشدة.
... الثانية والعشرون: أنه منجاة من عذاب الله – تعالى -.
... الثالثة والعشرون: أنه سبب تنزل السكينة، وغشيان الرحمة، وحفوف الملائكة بالذكر، كما أخبر النبي ^(1).
... الرابعة والعشرون: أنه سبب انشغال اللسان عن الغيبة، والنميمة، والكذب، والفحش، والباطل.
... الخامسة والعشرون: مجالس الذكر مجالس الملائكة، ومجالس اللغو والغفلة مجالس الشيطان.
... السادسة والعشرون: أنه يسعد الذاكر بذكره، ويسعد به جليسه، وهذا هو المبارك أينما كان، والغافل يشقى بلغوه وغفلته، ويشقى به مُجالسه.
... السابعة والعشرون: أنه يؤمِّن العبد من الحسرة يوم القيامة، وإن كل مجلس لا يذكر العبد فيه ربه – تعالى – كان عليه حسرة وترة يوم القيامة.
__________
(1) وهو قوله ^: =لا يقعد قوم يذكرون الله – تعالى – إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده+ رواه مسلم برقم (2700). (م).(1/10)
... الثامنة والعشرون: أنه مع البكاء في الخلوة سبب لإظلال الله – تعالى – العبد يوم الحشر الأكبر في ظل عرشه، والناس في حر الشمس؛ قد صهرتهم في الموقف، وهذا الذاكر مستظل بظل عرش الرحمن – عز وجل - .
... التاسعة والعشرون: أن الاشتغال به سبب إعطاء الله – تعالى – الذاكر أفضل ما يعطي السائلين.
... الثلاثون: أنه أيسر العبادات، وهو من أحلاها وأفضلها؛ فإن حركة اللسان أخف حركات الجوارح وأيسرها، ولو تحرك عضو من أعضاء الإنسان في اليوم والليلة مقدار حركة اللسان، لشق عليه غاية المشقة بل لا يمكن ذلك.
... الحادية والثلاثون: أنه غرس الجنة؛ قال ^: =من قال سبحان الله العظيم وبحمده، غرست له نخلة في الجنة+(1).
... الثانية والثلاثون: أن العطاء والفضل الذي رتب عليه لم يرتب على غيره من الأعمال.
... الثالثة والثلاثون: أن دوام ذكر الله – تعالى – يوجب الأمان من لسانه، الذي هو سبب شقاء العبد في معاشه ومعاده، فإن نسيان الرب، يوجب نسيان نفسه ومصالحها، كما قال تعالى: { - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( الله أكبر قرآن كريم ( - - - - رضي الله عنه -((( - { - - - - - } - قرآن كريم ( - فهرس - { - - - ( المحتويات ( - - - - - - صلى الله عليه وسلم - - - ( ( المحتويات ( - - } (( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( المحتويات ( - - - قرآن كريم ( { ( - ( - (( - - - } (2).
... الرابعة والثلاثون: أن الذكر يُسيِّر العبد وهو على فراشه، وفي سوقه، وفي حال صحته وسقمه، وفي حال نعيمه ولذته، ومعاشه، وقيامه، وقعوده، واضطجاعه، وسفره، وإقامته، فليس في الأوقات شيء يعم الأوقات والأحوال مثله.
__________
(1) رواه الترمذي برقم (3464)، وصححه الألباني، انظر: صحيح الترمذي. (م).
(2) سورة الحشر، الآية: 19.(1/11)
... الخامسة والثلاثون: أن الذكر نور للذاكر في الدنيا، ونور له في قبره، ونور له في معاده، يسعى بين يديه على الصراط؛ ولأجل ذلك كان ^ يبالغ في سؤاله ربه في النور، حتى سأله أن يجعله في لحمه وعظامه، وعصبه وشعره، وسمعه وبصره، ومن فوقه ومن تحته، وعن يمينه وعن شماله، وخلفه وأمامه، حتى يقول: =واجعلني نوراً+ فسأل ربه أن يجعل النور في ذاته الظاهرة والباطنة، وأن يجعله محيطاً به من جهاته، فدين الله نور، وكتابه نور، ورسوله نور، وداره التي أعدها لأوليائه نور يتلألأ، والله – تعالى – نور السماوات والأرض، ومن أسمائه =النور+ - سبحانه وتعالى -.
... السادسة والثلاثون: أن الذكر رأس الأصول، وطريق عامة الطائفة، ومنشود الولاية، فمن فُتح له فيه فقد فَتح باب الدخول على الله – عز وجل – فليتطهر وليدخل على ربه، يجد عنده كل ما يريد، فإن وجد ربه – تعالى – يجد كل شيء، وإن فاته ربه – تعالى – فاته كل شيء.
... السابعة والثلاثون: أن الذكر يجمع المُفرَّق، ويفُرِّق المجتمع، ويُقرب البعيد، ويُبعد القريب؛ فيجمع ما تفرَّق على العبد من قلبه وإرادته، ويُفرِّق ما اجتمع عليه من الهموم والغموم، والأحزان والحسرات، ويفرق أيضاً ما اجتمع عنده من جند الشيطان؛ فإن إبليس – عليه اللعنة – لا يزال يبعث له سرية بعد سرية، والذكر يُقرِّب الآخرة ويُعظِّمها في قلبه، ويُصَغِّر الدنيا في عينيه، ويُبعدها عن قلبه ولسانه.
... الثامنة والثلاثون: أن الذِّكر يُنَبِّهُ القلب من نومه، ويوقظه من سِنته, والقلب إذا كان نائماً فاتته الأرباح والمتاجر، وكان الغالب عليه الخسران.
... التاسعة والثلاثون: أن الذكر شجرة تثمر المعارف.(1/12)
... الأربعون: أن الذاكر قريب من مذكوره، ومذكوره معه، وهذه المعية معية الولاية والمحبة، والنصرة والتوفيق, لقوله تعالى: { } تمت ( { { - - - - رضي الله عنهم -(- رضي الله عنه - تم بحمد الله - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم - { } - - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - صلى الله عليه وسلم - المحتويات ( - - - قرآن كريم ( - ( - (- رضي الله عنه - - - } (1)، { } تمت ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - { - - - - رضي الله عنهم -(- رضي الله عنهم - - - - - رضي الله عنه -((( - ( - ( - ( - ( - - - } (2)،
{ - صدق الله العظيم ( تمت - عليه السلام - - (- رضي الله عنه -- صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله - - ( { { - - - - - - جل جلاله -- رضي الله عنهم -(- رضي الله عنه - تم بحمد الله } (3) وللذاكر من هذه المعية نصيب وافر, كما في الحديث القدسي: =أنا مع عبدي ما ذكرني، وتحركت بي شفتاه+(4).
... الحادية والأربعون: أن الذكر يعدل الضرب بالسيف في سبيل الله – تعالى – بعد نفقة الأموال، والحمل على الخيل في سبيل الله – تعالى -.
... الثانية والأربعون: أن الذكر رأس الشكر؛ فما شكر الله – تعالى – من لم يذكره.
... الثالثة والأربعون: أن أكرم الخلق على الله – تعالى – من المؤمنين من لا يزال لسانه رطباً من ذكره؛ فإنه أبقاه في أمره ونهيه، وجعل ذكره شعاره، والتقوى أوجبت له دخول الجنة, والنجاة من النار.
... الرابعة والأربعون: أن في القلب قسوة لا يذهبها إلا ذكر الله – تعالى – قال رجل للحسن البصري – رحمه الله -: يا أبا سعيد, أشكو إليك قوسة قلبي؟! قال: =أذِبْهُ بالذكر+.
__________
(1) سورة النحل, الآية: 128.
(2) سورة العنكبوت، الآية: 69.
(3) سورة التوبة, الآية: 40.
(4) رواه أحمد (2/540) وغيره، وصححه الألباني, انظر: =صحيح الجامع+ برقم (1906). (م).(1/13)
... الخامسة والأربعون: أن الذكر شفاء للقلب ودواؤه, والغفلة مرضه, والقلوب مريضة, وشفاؤها ودواؤها في ذكر الله – تعالى -.
... السادسة والأربعون: أن الذكر أصل موالاة الله – عز وجل – والغفلة أصل معاداته، وأن العبد لا يزال يذكر ربه حتى يحبه فيواليه، ولا يزال يغفل عنه حتى يبغضه فيعاديه.
... السابعة والأربعون: أنه ما استجلبت نعم الله – تعالى – واستدفعت نقمهُ بمثل ذكره، فالذكر جلاَّب للنعم، دفَّاع للنقم؛ قال بعض السلف: =ما أقبح الغفلة عن ذكر من لا يغفل عن بِرّك+.
... الثامنة والأربعون: الذكر يوجب صلاة الله – عز وجل – وملائكته على الذاكر, ومن صلى عليه الله وملائكته فقد أفلح، وفاز كل الفوز؛ { - { - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( } - - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - - { - - - - - - ( - ( - - } - - ( - - - (((( ( فهرس قرآن كريم ( - ( مقدمة - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - عليه السلام - - ( - ( - ( - - ((- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (((( - عليه السلام - قرآن كريم ( - - ( - { - - - - ( - - - (( - ( المحتويات ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( (( مقدمة ( - - - (((( فهرس - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } (1).
... التاسعة والأربعون: أن من شاء أن يسكن رياض الجنة؛ فليستوطن مجالس الذكر؛ فإنها رياض الجنة.
... الخمسون: أن مجالس الذكر مجالس الملائكة, فليس من مجالس الدنيا لهم مجلس, إلا مجلس يذكر الله فيه، كما ورد في قوله ^: =إن لله ملائكة يطوفون في الطُّرق، يلتمسون أهل الذكر+. الحديث(2).
__________
(1) سورة الأحزاب, الآيتات: 41 – 43.
(2) رواه البخاري برقم (6408)، ومسلم برقم (2789). (م).(1/14)
... الحادية والخمسون: أن الله – عز وجل – يباهي ملائكته بالذاكرين؛ كما جاء عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: =خرج معاوية على حلقة في المسجد، فقال: ما أجلسكم؟ قالوا: جلسنا نذكر الله – تعالى – قال: آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟ قالوا: آلله ما أجلسنا إلا ذلك، قال: أمَا إني لم أستحلفكم تهمة لكم، قال: وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله ^ أقل عنه حديثاً مني, وإن رسول الله ^ خرج على حلقة من أصحابه، فقال: =ما أجلسكم ها هنا؟+ قالوا: جلسنا نذكر الله – تعالى – ونحمده على ما هدانا للإسلام، ومَنَّ به علينا بك، قال: =آلله ما أجلسكم إلا ذلك؟+ قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذلك، قال: =ألا إني لم أستحلفكم تهمة لكم، ولكنه أتاني جبريل – عليه السلام – وأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة+(1)؛ فهذه المباهاة من الرب – سبحانه وتعالى – دليل على شرف الذكر عنده، ومحبته له، وأن له مزية على غيره من الأعمال.
... الثانية والخمسون: أن جميع الأعمال إنما شرعت إقامة لذكر الله – عز وجل – فالمقصود بها تحصيل ذكر الله – عز وجل – قال الله تعالى: { ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - فهرس - - قرآن كريم فهرس - - ( - - - ( - ( - ( - ( - ( - } (2)، وذُكر عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أنه سئل: أي العمل أفضل؟ قال: =ذكر الله أكبر+.
... الثالثة والخمسون: أن أفضل أهل كل عمل أكثرهم فيه ذكراً لله – تعالى – فأفضل الصوم أكثرهم ذكراً لله – سبحانه – في صومهم، وأفضل الحجاج أكثرهم ذكراً لله، وأكثر المتصدقين أكثرهم ذكراً لله – عز وجل -... وهكذا سائر الأعمال.
__________
(1) رواه مسلم برقم (2701). (م).
(2) سورة طه، الآية: 14.(1/15)
... الرابعة والخمسون: أن إدامة الذكر تنوب عن التطوعات، وتقوم مقامها، سواء كانت بدنية، أو مالية، أو بدنية ومالية كحج التطوع، وقد جاء ذلك صريحاً في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه - : أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله ^ فقالوا: يا رسول الله ذهب أهل الدُّثُور بالدرجات العلى، والنعيم المقيم؛ يصلون كما نصلي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل أموال يحجون بها، ويعتمرون، ويجاهدون؟! فقال: =ألا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم إلا من صنع ما صنعتم؟+ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: =تسبحون، وتحمدون، وتكبرون خلف كل صلاة...+ الحديث(1).
... فجعل الذكر عوضاً عما فاتهم من الحج والعمرة والجهاد، وأخبر أنهم يسبقونهم بهذا الذكر.
... الخامسة والخمسون: أن ذكر الله – تعالى – من أكبر العون على طاعته؛ فإنه يحببها إلى العبد، ويسهلها عليه، ويلذذها له، ويجعل قرة عينه فيها.
... السادسة والخمسون: أن ذكر الله – تعالى – يُسَهِّل الصعب، ويُيسِّر العسير، ويخفف المشاق.
... السابعة والخمسون: أن ذكر الله عز وجل يذهب عن القلب مخاوفه كلها، وله تأثير عجيب في حصول الأمن، فليس للخائف الذي قد اشتد خوفه أنفع من ذكر الله – تعالى -.
... الثامنة والخمسون: أن الذكر يعطي الذاكر قوة، حتى إنه ليفعل مع الذكر ما لم يطق فعله بدونه؛ ألا ترى كيف علّم رسول الله ^ ابنته فاطمة وعلياً – رضي الله عنهما – أن يسبحا كل ليلة، إذا أخذا مضاجعهما ثلاثاً وثلاثين، ويحمدا ثلاثاً وثلاثين، ويكبرا أربعاً وثلاثين، لما سألته الخادمَ، وشكت إليه ما تقاسيه من الطحن والسقي والخدمة، وعلمها ذلك، وقال: =إنه خير لكما من خادم+(2).
... فقيل: إن من داوم على ذلك وجد قوة في يومه مغنية عن خادم.
__________
(1) رواه البخاري برقم (843)، ومسلم برقم (595). (م).
(2) رواه البخاري برقم (3705)، ومسلم برقم (2727). (م).(1/16)
... التاسعة والخمسون: أن أعمال الآخرة كلها في مضمار السباق، والذاكرون هم أسبقهم في ذلك المضمار.
... الستون: كثرة ذكر الله – عز وجل – أمان من النفاق؛ فإن المنافق قليل الذكر لله - عز وجل - قال الله تعالى في المنافقين: { - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - رضي الله عنه - - { - - - - صدق الله العظيم ( { الله - - ( - - - } (1). وقال كعب: =من أكثر ذكر الله برئ من النفاق+.
[ثانياً] آداب الذكر والدعاء(2)
... إن للذكر والدعاء آداباً مشروعة، وشروطاً مفروضة، فمن وُفِّي له، ومن لزم تلك السيرة على شروط الآداب أوشك نيل ما سأل، ومن أخل بالآداب استحق ثلاث خلال: المقت، والبعد, والحرمان – عياذاً بالله تعالى -.
... وها أنا أذكر آداب الذكر والدعاء وشروطهما.
... [1] - فمن آدابه: أن تعلم أن سيرة الأنبياء والمرسلين والأولياء الصالحين، إن أرادوا استقضاء حاجة عند مولاهم، أن يبادروا قبل السؤال فيقوموا بين يدي ربهم، فَيَصُفُّوا أقدامهم، ويبسطوا أكفهم، ويرسلوا دموعهم على خدودهم، فيبدؤوا بالتوبة من معاصيهم، والتنصل من مخالفتهم، ويستبطنوا الخشوع في قلوبهم، ويتمسكنوا، ويتذللوا...
... فيبدؤون بالثناء على معبودهم، وتقديسه، وتنزيهه، وتعظيمه، والثناء عليه بما هو أهله، ثم يرغبون في الدعاء.
__________
(1) سورة النساء، الآية: 142.
(2) جُل هذه الآداب مأخوذة من كتاب =الدعاء المأثور وآدابه+ لأبي بكر الطرطوشي – رحمه الله – وكتاب =الأذكار+ للنووي رحمه الله، وكتاب =الصحيح المسند من أذكار اليوم والليلة+ لمصطفى العدوي – حفظه الله – بتصرف.(1/17)
... هذا إبراهيم خليل الله – عليه السلام – لما أراد مناجاة مولاه في استقضاء حوائجه، واستدرار ما في خزائنه، بدأ بالثناء على ربه قبل سؤاله، فبدأ بقوله: { - ( - { - - - (( - - { فهرس - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام - قرآن كريم ( - - ( (((( - ( - - عليه السلام - - (((( - ( - { - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - عليه السلام - قرآن كريم ( - (( - ( - ((((( - (((( { ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (((( - - - ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( تمهيد ((( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام - قرآن كريم ( - - ( ((((((( - - (((( - ( - { - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( - ( - - ( - ( - - بسم الله الرحمن الرحيم ( بسم الله الرحمن الرحيم (((( - (- رضي الله عنه -( - (((( ( - ( - { - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ((- رضي الله عنهم - - ((- صلى الله عليه وسلم - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام - - ((((- رضي الله عنه - - - ( - (( - - رضي الله عنه -(( - ((- رضي الله عنهم - - - عليه السلام - الله ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - ((((- صلى الله عليه وسلم - - - - - } (1).
... فأثنى على الله سبحانه بخمسة أثنية؛ أنه الخالق الهادي، المطعم المسقي، الشافي من الأوصاب، والمحيي والمميت، والغافر.
__________
(1) سورة الشعراء, الآيات: 78 – 82.(1/18)
... ثم سأل خمس حوائج؛ فقال: { ( تمت - - عليه السلام - - ( - - رضي الله عنهم - - - ( - - - - ( تمهيد ( مقدمة (( - ( { ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ((( - ( - ( - ( - - - ( - (((( - - رضي الله عنهم -(( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( - - - رضي الله عنه - تمت - - - ( - - - ( - (( - (( - رضي الله عنه -((( - ( - - - رضي الله عنهم - - - (((( (( - ( - - رضي الله عنهم -(( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( { - صلى الله عليه وسلم - بسم الله الرحمن الرحيم - عليه السلام - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( { } - جل جلاله -- رضي الله عنهم - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - (( } - - - - (((( ( - (((( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - } (( مقدمة ( الله أكبر ( { - رضي الله عنه - تمت - - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - رضي الله عنه -( - ( - - - - - ( - - - (((( - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( الله أكبر ( - ( - ( تم بحمد الله - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( الله - رضي الله عنهم -(( - ( - } (1).
... فقضى الله – سبحانه – حوائجه إلا واحدة فقال في الأولى:
{ ( - - { - ( - - - - جل جلاله -( - - - - - عليه السلام -( - رضي الله عنه - - - - عليه السلام -( - رضي الله عنه - - (( - } - عليه السلام - - ( - ( { - - (- رضي الله عنه - - ( - ( - - - - { - رضي الله عنهم - - ( - (- رضي الله عنه -( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } (2)، وقال في قوله تعالى:
__________
(1) سورة الشعراء, الآيات: 83 – 87.
(2) سورة النساء, الآية: 54.(1/19)
{ (( - ( { ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه -((( - ( - ( - ( - - - ( - } (1)، { (( مقدمة ( الله أكبر ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (( ( - - عليه السلام - - ( - - - رضي الله عنهم - - - - صدق الله العظيم ( - - - - رضي الله عنه -((( - ( - ( - ( - - - } (2).
... وفي قوله في سؤاله الثناء في الأمم: { - - - جل جلاله -( - - عليه السلام - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( مقدمة ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - (( - رضي الله عنه -((( - ( - - - رضي الله عنهم - - - } (3).
... وقال في قوله: { (( - ( - - رضي الله عنهم -(( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( { - صلى الله عليه وسلم - بسم الله الرحمن الرحيم - عليه السلام - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( { } - جل جلاله -- رضي الله عنهم - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - (( } - - - - } (4)، { ( تمهيد - عليه السلام - - ( قرآن كريم - عليه السلام - - ( - - - (( مقدمة ( - ( - - - عليه السلام - - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - - ( - - صلى الله عليه وسلم - - ( تمهيد ( - - رضي الله عنه - - ( - - - } (5).
__________
(1) سورة يوسف, الآية: 101.
(2) سورة البقرة, الآية: 130.
(3) سورة الصافات, الآية: 108.
(4) سورة الشعراء, الآية: 85.
(5) سورة هود, الآية: 73.(1/20)
... واعتذر إليه في سؤال المغفرة لأبيه بقوله: { - - - فهرس - - ( - رضي الله عنه -( } (- رضي الله عنه - - - - ((( - - - (( مقدمة ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه -( ( - - صلى الله عليه وسلم - - { - - رضي الله عنهم - - - - ( مقدمة ( - ( تم بحمد الله } (1).
... وقد شرف الله – عز وجل – هذه الأمة بمثلها، فأنزل عليهم فاتحة الكتاب، أولها ثناء وتمجيد إلى قوله: { - - - { - ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (((((- رضي الله عنه - - ( - فهرس - } وسائرها دعاء.
... وهذا موسى – عليه السلام – قدم الثناء على الله تعالى؛ فقال: { - تمهيد الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - - - جل جلاله - - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - (((( - - - ( - - عليه السلام - - - - - - عليه السلام - - ( - - قرآن كريم ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } (2).
... وروى البخاري في حديث الشفاعة عن النبي ^: =أن الخلائق تسأل الأنبياء – عليهم السلام – الشفاعة إلى ربها في عرصات القيامة، فكل واحد يذكر ذنبه ويقول: اذهبوا إلى غيري، قال: فأقوال: =أنا لها فأستأذن على ربي، فإذا رأيته وقعت ساجداً فيدعني ما يشاء، ثم يقال: ارفع رأسك، وسل تعطه، وقل تسمع، واشفع تشفع، فيلهمني محامد أحمده بها، فأحمده بتلك المحامد+(3).
... وفي لفظ آخر: =فأحمد ربي بتحميد يعلمني+.
... فقدم بين يدي الشفاعة تحميداً وتمجيداً.
__________
(1) سورة التوبة, الآية: 114.
(2) سورة الأعراف, الآية: 155.
(3) رواه البخاري برقم (7510)، ومسلم برقم (193). (م).(1/21)
... عن فضالة بن عبيد – رضي الله عنه – قال: سمع النبي ^ رجلاً يدعو في صلاته، لم يمجد الله، ولم يصلِّ على النبي ^ فقال: =عجَّل هذا+، ثم دعاه، فقال له أو لغيره: =إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد ربه، والثناء عليه، ثم يصلي على النبي ^، ثم يدعو بعدُ بما شاء+(1).
... [2] ومن آدابه: أن يكون مخلصاً راغباً، راهباً، متذللاً، خاشعاً؛ قال الله سبحانه: { ( المحتويات ( - ( الله أكبر ( { } - قرآن كريم ( الله أكبر - - - - - قرآن كريم ((( - ( - - ( - - (( ( المحتويات } - عليه السلام - - ( - - رضي الله عنهم - - ( - - - - - - جل جلاله -- رضي الله عنه - الله أكبر قرآن كريم ((( - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - جل جلاله - تمهيد - (- عليه السلام - - - - جل جلاله - تمهيد - رضي الله عنهم - - - عليه السلام - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( الله أكبر - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام - - - - - (((((((- رضي الله عنهم - - } (2).
... أي: رغبة فيما عندنا ورهبة.
... [3] ومن آدابه: أن تسأل بعزم وجد وحزم، ولا تقل: إن شئت أعطني.
... قال النبي ^: =لا يقل الداعي في دعائه: اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة؛ فإنه لا مكره له+(3).
... قال رسول الله ^: =إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة، ولا يقولن: اللهم إن شئت فأعطني؛ فإنه لا مُستكره له+(4).
... وفي رواية: =فإن الله لا يتعاظمه شيء أعطاه+(5)؛ والمعنى واحد.
... يعني أن الله تعالى لا يُكرَه على الإعطاء، فإن شاء أعطى، وإن شاء منع.
__________
(1) رواه أبو داود برقم (1481)، والترمذي برقم (3475)، صححه الألباني (م).
(2) سورة الأنبياء, الآية: 90.
(3) رواه البخاري برقم (6339)، ومسلم برقم (2679). (م).
(4) رواه البخاري برقم (6338)، ومسلم برقم (2678). (م).
(5) رواه مسلم برقم (2679) (8). (م).(1/22)
... [4] ومن آدابه: أن يقوي رجاءه في مولاه، ولا يقنط من رحمة الله تعالى، وإن تأخرت الإجابة، فلا يستبطئ ما سأل، فإن لكل شيء أجلاً.
... قال النبي ^: =يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل؛ فيقول: قد دعوت فلم يستجب لي+(1).
... [5] ومن آدابه: أن تسأل للمؤمنين مع نفسك؛ قال الله سبحانه:
{ ( - ((((- رضي الله عنه - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنهم - - ( - - الله أكبر - - ( - - رضي الله عنه -((( - ( تم بحمد الله ( - ( - ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( تمهيد ( - - جل جلاله -( تم بحمد الله ( - ( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } (2).
... [6] ومن آدابه: أن تبدأ بتوحيده، كما فعل ذو النون: { - - - رضي الله عنهم - - - - - جل جلاله - - ( - (( ( تمهيد (- رضي الله عنهم - - ( - - ( - - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - مقدمة ( - - ( { - صدق الله العظيم ( { - تمهيد الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - - - جل جلاله -(- رضي الله عنهم - - ( تمهيد ( - - ( - الله أكبر ( { ( تمهيد - ( - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - ((( - ( - ( { ( - - - } (3).
... ناداه بالتوحيد، ثم نزهه عن النقائص والظلم بالتسبيح، ثم باء على نفسه بالظلم، اعترافاً واستحقاقاً، قال الله سبحانه:
{ - - عليه السلام - - ( تمهيد - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - - ( - - - - ( (( مقدمة - - ( مقدمة ( - - جل جلاله -( - ( - صدق الله العظيم - عز وجل -- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - بسم الله الرحمن الرحيم - رضي الله عنه -(( - - - } (4).
__________
(1) رواه البخاري برقم (6340)، ومسلم برقم (2735). (م).
(2) سورة محمد, الآية: 19.
(3) سورة الأنبياء, الآية: 87.
(4) سورة الأنبياء, الآية: 88.(1/23)
... [7] ومن آدابه: إخفاؤه سراً، فلا يسمعه غير من يناجيه، قال الله سبحانه: { } - قرآن كريم ((( - - - ( المحتويات ( - ( - - عليه السلام - - - - جل جلاله -( - - - ( فهرس - ( { - عليه السلام - - ((( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } (1).
... قال الحسن رحمه الله: =كان المسلمون يجتهدون في الدعاء، ولا يُسمع لهم صوت، إن كان إلا همساً فيما بينهم وبين ربهم+.
... [8 ]ومن آدابه: إذا سألت الله تعالى في شيء فالزم التضرع والاستكانة، واعزل نفسك عن القدرة والتعاظم، ألا ترى إلى قول يعقوب عليه السلام: { ( تمت ( { ( المحتويات ( - (- رضي الله عنه -( - - - - صدق الله العظيم ( { ( - ( مقدمة ( - فهرس - - رضي الله عنه -( ( تمهيد ( - ( - - عليه السلام - قرآن كريم - - ( مقدمة ( - فهرس - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - - عليه السلام - قرآن كريم - رضي الله عنه - - - عليه السلام - - ( - - ( - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - (- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام - قرآن كريم - رضي الله عنه - - ( - ( - - - } (2) فتم له ما أراد، وقال يوسف عليه السلام: { - رضي الله عنه - - - - - ( تمت - - عليه السلام - - ( صدق الله العظيم ( - ( تمت - - - - - - - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - { - فهرس - ( { - - - ( تم بحمد الله ((( - - رضي الله عنه - الله أكبر قرآن كريم ((( - - رضي الله عنه - - ( مقدمة ( - - - ( { - صدق الله العظيم ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - (( - - (( } - - رضي الله عنه -( - صدق الله العظيم ( - - رضي الله عنهم - - ( - - - ( - ((- صلى الله عليه وسلم - - - صدق الله العظيم ( - ( - - - ( { صدق الله العظيم ( - - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم (
__________
(1) سورة الأعراف, الآية: 55.
(2) سورة يوسف, الآية: 67.(1/24)
} تم بحمد الله - رضي الله عنه -((( - ( - ( { - ( - - - (((( - - - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - - ( - - - - ( (( مقدمة - - (( مقدمة - - - عليه السلام - - - رضي الله عنه - - - عليه السلام - - - ( - ( ( مقدمة ( - - رضي الله عنه -( - صدق الله العظيم ( - - رضي الله عنهم - - ( - - - (( مقدمة ( الله أكبر ( { - عليه السلام - قرآن كريم ( - (( - ( - - - - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( - - رضي الله عنهم -(( - - - } (1)، أي: سميع الدعاء؛ فتم له أمره حين اعترف بالافتقار، وأخرج نفسه من الحول والقوة، وفوض الأمر إلى ربه سبحانه وتعالى.
__________
(1) سورة يوسف, الآيتان: 33, 34.(1/25)
... [9] ومن آدابه: أن يكون الذاكر على أكمل الصفات، فإن كان جالساً في موضع استقبل القبلة وجلس متذللاً متخشعاً بسكينة ووقار مطرقاً رأسه، ولو ذكر على غير هذه الأحوال جاز ولا كراهة في حقه، لكن إن كان بغير عذر كان تاركاً للأفضل؛ والدليل على عدم الكراهة قول الله تعالى: { - - ( { - (( ( - ( - - رضي الله عنهم - - ( المحتويات } - عليه السلام - قرآن كريم (- رضي الله عنهم - - - - - - - ((( - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( فهرس - ( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - { - - - ( - - { - } { - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - تمهيد (- رضي الله عنه - - - عز وجل -- رضي الله عنهم - - ( - - - صلى الله عليه وسلم - الله أكبر } } ( - (- رضي الله عنه - تمهيد ( - - } - - ((((( - رضي الله عنه -((( - { - - - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - رضي الله عنه - - { - - - - - - (- عليه السلام - - ( - - - جل جلاله - - قرآن كريم ((( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - فهرس - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - ( - قرآن كريم ( - ( - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - } تمهيد - (- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (( ( - ( - - رضي الله عنهم - - ( المحتويات } - عليه السلام - قرآن كريم (- عليه السلام - - - - - - - ((( - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } (1).
__________
(1) سورة آل عمران, الآيتان: 190, 191.(1/26)
... [10] ومن آدابه: الإلحاح في الدعاء: عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي ^ كان يصلي عند البيت، وأبو جهل وأصحاب له جلوس؛ إذ قال بعضهم لبعض: أيكم يجيء بسلى جزور بني فلان، فيضعه على ظهر محمد إذا سجد، فانبعث أشقى القوم، فجاء به فنظر حتى إذا سجد النبي ^ وضعه على ظهره بين كتفيه، وأنا أنظر لا أغني شيئاً، لو كانت لي منعة، قال: فجعلوا يضحكون، ويميل بعضهم على بعض، ورسول الله ^ ساجد لا يرفع رأسه، حتى جاءته فاطمة فطرحت عن ظهره، فرفع رأسه، ثم قال: =اللهم عليك بقريش+ ثلاث مرات، فشق عليهم إذ دعا عليهم، قال: وكانوا يرون أن الدعوة في ذلك البلد مستجابة، ثم سمى: =اللهم عليك بأبي جهل، وعليك بعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة, وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط+ وعد السابع فلم نحفظه، قال: فوالذي نفسي بيده لقد رأيت الذين عدّ رسول الله ^ صرعى في القليب قليب بدر(1).
__________
(1) رواه البخاري برقم (240)، ومسلم برقم (1794). (م).(1/27)
... وعن أنس بن مالك رضي الله عنه يذكر أن رجلاً دخل يوم الجمعة من باب كان وجاه المنبر ورسول الله ^ قائماً، فقال: يا رسول الله هلكت المواشي، وانقطعت السبل؛ فادع الله أن يغيثنا، قال: فرفع رسول الله ^ يديه، فقال: =اللهم اسقنا، اللهم اسقنا، اللهم اسقنا+، قال أنس: ولا والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة ولا شيئاً وما بيننا وبين سلع من بيت ولا دار، قال: فطلعت من ورائه سحابة مثل الترس فلما توسطت السماء انتشرت ثم أمطرت، قال: والله ما رأينا الشمس سبتاً، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة - ورسول الله ^ قائم يخطب – فاستقبله قائماً، فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها، قال: فرفع رسول الله ^ يديه، ثم قال: =اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب والأودية ومنابت الشجر+، قال: فانقطعت وخرجنا نمشي في الشمس(1).
... [11] ومن آدابه: رفع اليدين واستقبال القبلة: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: دعا النبي ^ بماء فتوضأ به، ثم رفع يديه فقال: =اللهم اغفر لعبيد أبي عامر+ - ورأيت بياض إبطيه – فقال: =اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس+(2).
__________
(1) رواه البخاري برقم (1013)، ومسلم برقم (897). (م).
(2) رواه البخاري برقم (4323)، ومسلم برقم (2498). (م).(1/28)
... وعن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه قال: لما كان يوم بدر نظر رسول الله ^ إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاث مئة وتسعة عشر رجلاً، فاستقبل نبي الله ^ القبلة، ثم مد يديه، فجعل يهتف بربه: =اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني، اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض+، فما زال يهتف بربه، مادًّا يديه، مستقبل القبلة، حتى سقط رداؤه عن منكبيه، فأتاه أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ثم التزمه من ورائه، وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك، فإنه سينجز لك ما وعدك، فأنزل الله عز وجل: { ( - ( { - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( الله - ((- رضي الله عنه - - ( - فهرس - ( المحتويات ( - ( - - عليه السلام - - - - - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - - ( - - - - ( ( المحتويات ( تمهيد - - - ( - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - المحتويات ( - - - ( - ( تم بحمد الله - - ( - - صلى الله عليه وسلم - - ( - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( { - - (((( فهرس - - رضي الله عنهم - - ( - - - - ((((( - ( - ( - } (1) فأمده الله بالملائكة.
... عن أنس - رضي الله عنه - =أن رسول الله ^ كان لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء، فإنه كان يرفع يديه حتى يُرى بياض إبطيه+(2).
... وقال رسول الله ^: =إن الله حيي كريم، يستحي إذا رفع الرجل إليه يديه، أن يردهما صفراً خائبتين+(3).
... [12] ومن آدابه: أن يكون الموضع الذي يذكر الله تعالى فيه خالياً عما يشغل نظيفاً؛ فإنه أعظم في احترام الذكر والمذكور، ولهذا مُدِح الذكر في المساجد والمواضع الشريفة.
... وجاء عن أبي ميسرة رحمه الله قال: =لا يُذْكَر الله تعالى إلا في مكان طيب+.
__________
(1) سورة الأنفال, الآية: 9.
(2) رواه مسلم برقم (896). (م).
(3) رواه أحمد (5/438)، وأبو داود برقم (1488)، والترمذي برقم (3551)، وصححه الألباني. (م).(1/29)
... [13] ومن آدابه: أن يكون فمه نظيفاً، فإن كان فيه تغيّر أزاله بالسواك، وبالغسل بالماء.
... [14] ومن آدابه: أن الذكر مَحْبوبٌ في جميع الأحوال إلا في أحوال ورد الشرع باستثنائها نذكر منها طرفاً، إشارة إلى ما سواها؛ فمن ذلك أنه يكره الذكر حالة الجلوس على قضاء الحاجة، وفي حالة الجماع، وفي حالة الخطبة لمن يسمع صوت الخطيب، وفي القيام في الصلاة، بل يشتغل بالقراءة.
... [15] ومن آدابه: إذا سُلّم عليه ردَّ السلام ثم عاد إلى الذكر، وكذا إذا عطس عنده عاطس شَمَّتَهُ ثم عاد إلى الذكر، وكذا إذا سمع الخطيب، وكذا إذا سمع المؤذِّن أجابه في كلمات الأذان ثم عاد إلى الذكر، وكذا إذا رأى منكراً أزاله، أو معروفاً أرشد إليه، أو مسترشداً أجابه ثم عاد إلى الذكر؛ وكذا إذا غلبه النعاس أو نحوه... وما أشبه هذا كله.
[ثالثاً] أوقات الإجابة [وأحوالها]
... [1] الثلث الأخير من الليل: قال الله سبحانه عن آل يعقوب:
{ } - قرآن كريم ( - - - - - - رضي الله عنه - الله أكبر - - رضي الله عنه - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - ( - ((((- رضي الله عنه - - ( - - - - - عليه السلام - - - - - - - عليه السلام - - - رضي الله عنه - - قرآن كريم ( الله أكبر ( - - ( الله أكبر ( { - } - ( - - رضي الله عنه -(((((((- رضي الله عنهم - - (((( - رضي الله عنه - - - - - - رضي الله عنه - - ( قرآن كريم - رضي الله عنهم - - ( - ((((- رضي الله عنه - - ( - - صلى الله عليه وسلم - - ( المحتويات ( - - - ( - ( فهرس - - عليه السلام - - (( مقدمة ( الله أكبر ( { - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( - قرآن كريم ((- رضي الله عنه -(( - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( مقدمة { - - - - } (1).
... قيل: إنه أخَّر طلب الاستغفار إلى الثلث الأخير من الليل.
__________
(1) سورة يوسف, الآيتان: 97, 98.(1/30)
... وقال رسول الله ^: =ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا، حين يبقى الثلث الأخير من الليل؛ فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟+ (1).
... [2] في السجود: قال رسول الله ^: =نُهيت أن أقرأ القرآن راكعاً، أو ساجداً؛ فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا فيه بالدعاء؛ فإنه قمن أن يستجاب لكم+(2).
... وقال الله تعالى: { ( - ((( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( - - رضي الله عنهم -- سبحانه وتعالى -( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } (3).
... وقال ^: =أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد؛ فأكثروا الدعاء+(4).
... [3] في ساعة يوم الجمعة: قال رسول الله ^: =خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خُلق آدم، وفيه أدخل الجنة، وفيه تيب عليه، وفيه أهبط إلى الأرض، وفيه تقوم الساعة+(5).
... وقال ^: =في يوم الجمعة ساعة لا يوافقها مسلم وهو قائم يصلي، يسأل الله خيراً إلا أعطاه+، وقال بيده، قلنا يقللها يزهدها(6).
... وقد اختلف العلماء في هذه الساعة؛ فقال قوم: إنها عند طلوع الشمس، وقال بعضهم: عند الزوال، وقال آخرون: مع الأذان، وقيل: إذا صعد الخطيب المنبر، فأخذ في الخطبة، وقيل: إذا قام الناس إلى الصلاة.
... وقال معظم العلماء: إنها بعد العصر.
... ثم اختلف هؤلاء، فقال بعضهم: هي وقت الأصيل، وقال بعضهم: آخر ساعات النهار، وهذا القول هو الراجح.
__________
(1) رواه البخاري برقم (1145)، ومسلم برقم (758). (م).
(2) رواه مسلم برقم (479). (م).
(3) سورة العلق, الآية: 19.
(4) رواه مسلم برقم (482). (م).
(5) رواه مسلم برقم (854). (م).
(6) رواه البخاري برقم (935)، ومسلم برقم (852). (م).(1/31)
... والدليل هو قول النبي ^: =يوم الجمعة ثنتا عشرة – يريد ساعة – لا يوجد مسلم يسأل الله - تعالى - شيئاً إلا آتاه الله عز وجل؛ فالتمسوها آخر ساعة بعد العصر+(1).
... [4] دبر الصلوات المكتوبات: عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قيل لرسول الله ^: أيُّ الدعاءُ أسْمَعُ؟ قال: =جوف الليل الآخر، ودُبر الصلوات المكتوبات+(2).
... [5] بين الأذان والأقامة: قال رسول الله ^: =لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة+(3).
... وقال ^: =ثنتان لا تُردان أو قلَّ ما تردان: الدعاء عند النداء+(4).
... [6] عند لقاء العدو: قال رسول الله ^: =ثنتان لا تردان أو قَلَّ ما تردان:...، وعند البأس حين يُلْحَمُ بعضه بعضاً+(5).
... [7] ليلة القدر: فإنها مظنة الخيرات، وإجابة الدعوات، ومضاعفة الأعمال، وحط الأحمال الثقال، والعمل فيها خير من ألف من مثله في سائرها، قال الله تعالى: { ( - - - ( - - - ( - ( - - { ( - - - ( - ( - - رضي الله عنهم - - ( صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - - ( - - رضي الله عنهم -( } (6).
... يعني: ليس فيها ليلة القدر، وقيل فيها: إنها ليلة سبع وعشرين، وكان ابن عباس، وهو حبر الأمة، وترجمان القرآن يختار هذا القول، ويستدل عليه بأن السورة ثلاثون كلمة، والكلمة السابعة والعشرون قوله سبحانه: (هي).
... ولكن الأظهر والأقوى، أنها لم تحدد، والله أعلم.
__________
(1) رواه أبو داود برقم (1048)، والنسائي (3/99 – 100)، وصححه الألباني، انظر: =صحيح الترغيب والترهيب+ برقم (702). (م).
(2) رواه أبو داود برقم (3499)، وحسنه الألباني. (م).
(3) رواه أبو داود برقم (521)، والترمذي برقم (212)، وصححه الألباني. (م).
(4) رواه أبو داود برقم (2540)، وصححه الألباني. (م).
(5) رواه أبو داود برقم (2540) وصححه الألباني (م).
(6) سورة القدر, الآية: 3.(1/32)
... [8] دعاء الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم: قال رسول الله ^: =ثلاثة لا ترد دعوتهم؛ الإمام العادل، والصائم حتى يفطر، ودعوة المظلوم؛ يرفعها الله دون الغمام يوم القيامة، وتُفتح لها أبواب السماء، ويقول: بعزتي لأنصرنك ولو بعد حين+(1).
... قال رسول الله ^ لمعاذ – رضي الله عنه – حين بعثه إلى اليمن: =اتقِ دعوة المظلوم؛ فإنها ليس بينها وبين الله حجاب+(2).
... [9] الدعاء بظهر الغيب: قال رسول الله ^: =دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة؛ عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير، قال الملك الموكل به: آمين ولك بمثل+(3).
[رابعاً] إجابة الدعاء
... قال رسول الله ^: =ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها إثم ولا قطيعة رحم إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن تعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها+ قالوا: إذاً نكثر، قال: =الله أكثر+(4).
[خامساً] من لا يجاب له دعاء
__________
(1) رواه ابن ماجة برقم (1752)، وصححه الألباني، انظر: السلسلة برقم (1211). (م)
(2) رواه البخاري برقم (1496) (م).
(3) رواه مسلم برقم (2733). (م).
(4) رواه أحمد (3/18)، والحديث حسن. (م).(1/33)
... قال رسول الله ^: =أيها الناس إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: { - { - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - ( - ( - - - - - - } - قرآن كريم ( - ( - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( تمهيد (- رضي الله عنه - تمهيد ( - - { ( - - - } - قرآن كريم ( - - عليه السلام - - (( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( - ( - ( - ( - ( - الله أكبر ( { - - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم - - (( - - ( - (( - - رضي الله عنه -( } وقال: { - - رضي الله عنهم - - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - - ((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( } - قرآن كريم ( - ( - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( تمهيد (- رضي الله عنه - تمهيد ( - - - ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( - - جل جلاله -( - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام - - } ، - ثم ذكر – الرجل يطيف السفر، أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء: يا رب يا رب...، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وغذي بالحرام؛ فأنَّى يُستجاب لذلك+(1).
[سادساً] ما يُنهى عنه] في الدعاء
... [1] النهي عن تعجيل العقوبة في الدنيا: عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله ^ عاد رجلاً من المسلمين، قد خَفَتَ فصار مثل الفرخ؛ فقال له رسول الله ^: =هل كنت تدعو بشيء أو تسأله إياه؟+ قال: نعم، كنت أقول: اللهم ما كنت معاقبي به في الآخرة، فعجله لي في الدنيا، فقال رسول الله ^: =سبحان الله لا تطيقه أو لا تستطيعه!! أفلا قلت: اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار+ فدعا الله له فشفاه(2).
__________
(1) رواه مسلم برقم (1015). (م).
(2) رواه مسلم برقم (2688). (م).(1/34)
... [2] النهي عن الاعتداء في الدعاء: عن عبدالله بن مغفل رضي الله عنه أنه سمع ابنه يقول: اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة، إذا دخلتها، فقال: يا بني، سل الله تبارك وتعالى الجنة، وعُذْ به من النار، فإني سمعت رسول الله ^ يقول: =يكون قوم يعتدون في الدعاء والطهور+(1).
... [3] النهي عن الدعاء بالإثم وقطيعة الرحم: قال رسول الله ^: =لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل+، قيل يا رسول الله: ما الاستعجال؟ قال: =يقول قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجيب لي؛ فيستحسر عند ذلك، ويدع الدعاء+(2).
... [4] النهي عن الدعاء على النفس والأولاد والخدم والمال: قال رسول الله ^: =لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم،ولا تدعوا على خدمكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله تبارك وتعالى ساعة نيل فيها عطاء فيستجيب لكم+(3).
... [5] النهي عن تمني الموت: قال رسول الله ^: =لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به؛ فإن كان لا بد متمنياً للموت؛ فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي+(4).
[سابعاً] الحث على الدعاء
__________
(1) رواه أحمد (5/55)، وأبو داود برقم (96)، وصححه الألباني. (م).
(2) رواه مسلم برقم (2735) (92). (م).
(3) رواه أبو داود برقم (1532)، ومسلم برقم (920). (م).
(4) رواه البخاري برقم (6351)، ومسلم برقم (2680). (م).(1/35)
... قال تعالى: { - رضي الله عنه - - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( تمهيد - - - عليه السلام - - ( - ( الله أكبر قرآن كريم ((( - - - ( - ( - - رضي الله عنه - - ( - - صلى الله عليه وسلم - - ( المحتويات ( - - - } تمت ( { - ((( - { - - - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - رضي الله عنه - - ( - - - ( صدق الله العظيم - رضي الله عنه -( - ( - - رضي الله عنهم - - - - رضي الله عنه - تمهيد (( - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - ( - ( - - عليه السلام - - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - - { (- رضي الله عنهم - - - رضي الله عنهم - - - ((( - ( - - - رضي الله عنهم - - } (1).
... قال تعالى: { - - - ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنهم - - - - - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - - ( - - - رضي الله عنه - تمهيد (( (( } - - رضي الله عنه -( - ( - الله أكبر ( - - ( ( - - ( - - - ( - - ( - ( - فهرس - - عليه السلام - قرآن كريم ((- رضي الله عنهم - - (( - } - - - - - - - ( { ( تمت - - رضي الله عنه -(- رضي الله عنهم - - } - قرآن كريم ( تمهيد - ( - - رضي الله عنه - - ( - - عليه السلام - - ( - - ( - ( - } - قرآن كريم ( - ( تم بحمد الله ( - ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( - ( المحتويات ( - ( - - رضي الله عنهم -( - - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( { ( - - رضي الله عنه - - } (2).
__________
(1) سورة غافر, الآية: 60.
(2) سورة البقرة, الآية: 186.(1/36)
... قال الله تعالى: { } - قرآن كريم ((( - - - ( المحتويات ( - ( - - عليه السلام - - - - جل جلاله -( - - - ( فهرس - ( { - عليه السلام - - ((( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( مقدمة ( الله أكبر ( { - صدق الله العظيم - - (- رضي الله عنه -( - - ((( - - رضي الله عنه - - ((( - ( - - - (((( - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ((( - - (( ((( - - } - - - رضي الله عنهم - - ((- رضي الله عنه - - - - رضي الله عنهم - - ( - ( فهرس - ((( { ( فهرس قرآن كريم ((( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - { (( قرآن كريم - رضي الله عنهم - - - ((- رضي الله عنهم - - - (- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } تمت ( { - تمهيد - عليه السلام - - ( قرآن كريم - عليه السلام - - ( - - - ( - - ( - - - - (( } تم بحمد الله - رضي الله عنه -((( - ( - ( - ( - ( - - - } (1).
... قال العلامة ابن القيم رحمه الله: =هاتان الآيتان مشتملتان على آداب نوعي الدعاء: دعاء العبادة، ودعاء المسألة؛ فإن الدعاء في القرآن يراد به هذا تارة وهذا تارة، ويراد به مجموعهما وهما متلازمان.
... فإن دعاء المسألة هو طلب ما ينفع الداعي، وطلب كشف ما يضره أو دفعه، ومن يملك الضر والنفع فإنه هو المعبود حقاً، والمعبود لا بد أن يكون مالكاً للنفع والضر+.
... [قال المصحح: قد ذكرت في كتابي =شروط الدعاء وموانع الإجابة+ أن شروط الدعاء خمسة شروط, هي: الإخلاص، والمتابعة للنبي ^، والثقة بالله مع اليقين بالإجابة، وحضور القلب مع الرغبة والخشوع لله، والعزم مع الجدِّ في الدعاء.
__________
(1) سورة الأعراف, الآيتان: 55, 56.(1/37)
وذكرت أن موانع الدعاء ستة، وهي: التوسع في الحرام: أكلاً وشرباً وتغذيةً، والاستعجال وترك الدعاء، وارتكاب المعاصي والمحرمات، والدعاء بإثم أو قطيعة رحم, والحكمة الربانية؛ فيعطي السائل أكثر مما سأل.
وذكرت واحداً وعشرين أدباً للدعاء هي: أن يبدأ الداعي والذاكر بحمد الله تعالى والصلاة على النبي ^ ويختم بذلك، والدعاء في الرخاء والشدة، ولا يدعو على أهله أو ماله أو نفسه أو ولده، ويخفض الصوت بين المخافة والجهر، ويتضرع إلى الله في الدعاء، ويلح على ربه في الدعاء، ويتوسل إلى الله تعالى باسم من أسمائه أو صفة من صفاته، أو بعمل صالح قام به الداعي نفسه لله تعالى، أو يطلب الدعاء له من مسلم صالح حي حاضر قادر، والاعتراف بالذنب والنعمة حال الدعاء، وعدم تكلف السجع في الدعاء، والدعاء ثلاثاً، واستقبال القبلة، ورفع الأيدي في الدعاء، والوضوء قبل الدعاء إن تسير، والبكاء سراً في الدعاء من خشية الله، وإظهار الافتقار إلى الله والشكوى إليه، ولا يعتدي في الدعاء، والتوبة مع رد المظالم، ويدعو لوالديه مع نفسه، ويدعو للمؤمنين والمؤمنات مع نفسه، ويبدأ بنفسه إذا دعا لغيره، ولا يسأل إلا الله وحده.(1/38)
وذكرت أربعة وثلاثين من الأوقات والأحوال والأوضاع التي يجاب فيها الدعاء، هي: ليلة القدر، ودبر الصلوات المكتوبات، وجوف الليل الآخر، وبين الأذان والإقامة، وعند النداء للصلوات المكتوبات، وعند إقامة الصلاة، وعند نزول الغيث، وعند زحف الصفوف في سبيل الله، وساعة من الليل، وساعة من يوم الجمعة، وعند شرب ماء زمزم مع النية الصالحة، وفي السحر، وعند الاستيقاظ ليلاً والدعاء بالمأثور، وعند الدعاء بلا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، وعند الدعاء في المصيبة: بإنا لله وإنا إليه راجعون، وعند الدعاء بعد وفاة الميت بالمأثور، وعند الدعاء في استفتاح الصلاة بألله أكبر كبيراً، وعند الدعاء في استفتاح الصلاة بالحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، وعند قراءة الفاتحة في الصلاة واستحضار ما يقول فيها، وعند رفع الرأس من الركوع والدعاء بالمأثور، وعند التأمين في الصلاة إذا وافق قوله قول الملائكة، وعند قول: ربنا ولك الحمد في الرفع من الركوع، وبعد الصلاة على النبي ^ في التشهد الأخير، وعند قولك قبل السلام: اللهم إني أسألك يا الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد، وعند قولك: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد... وعند قولك: اللهم إني أسألك بأني أشهد أنك أنت الله لا إله إلا أنت، وعند دعاء المسلم عقب الوضوء بالمأثور، وعند دعاء الحاج يوم عرفة في عرفة، والدعاء بعد زوال الشمس قبل الظهر، وفي شهر رمضان، وعند اجتماع المسلمين في مجالس الذكر، وعند صياح الديك، والدعاء حالة إقبال القلب على الله، والدعاء في عشر ذي الحجة.(1/39)
وذكرت أمكان تُجاب فيها الدعوات، وهي ستة: الدعاء على الصفا والمروة للحاج أو المعتمر، والدعاء داخل الكعبة، ومن دعا أو صلى داخل الحجر فهو من البيت، وعند الدعاء عند رمي الجمرة الصغرى والوسطى أيام التشريق للحاج، والدعاء عند المشعر الحرام يوم النحر للحاج، والدعاء في عرفة يوم عرفة للحاج.
وذكرت الدعوات المستجابات واحدة وعشرين دعوة هي: دعوة المسلم لأخيه المسلم بظهر الغيب، ودعوة المظلوم, ودعوة الوالد لولده، ودعوة المسافر، ودعوة الصائم، ودعوة الصائم حين يفطر، ودعوة الإمام العادل، ودعوة الولد الصالح لوالديه، ودعوة المستيقظ من النوم إذا دعا بالمأثور، ودعوة المضطر، ودعوة من بات طاهراً على ذكر الله إذا استيقظ، ودعوة من دعا بدعوة ذي النون، ودعوة من أصيب بمصيبة إذا دعا بالمأثور، ودعوة من دعا بالاسم الأعظم، ودعوة الولد البار بوالديه، ودعوة الحاج، ودعوة المعتمر، ودعوة الغازي في سبيل الله، ودعوة الذاكر لله كثيراً، ودعوة من أحبه الله ورضي عنه.
وذكرت أهم ما يسأل العبد ربه وهي تسعة أمور: سؤال الله الهداية، وسؤال الله مغفرة الذنوب، وسؤال الله الجنة والاستعاذة به من النار، وسؤال الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة، وسؤال الله الثبات على دينه، وسؤال الله حسن العاقبة في الأمور كلها، وسؤال الله صلاح الدين والدنيا والآخرة، وسؤال الله دوام النعمة والاستعاذة به من زوالها، والاستعاذة بالله من جهد البلاء ودرك الشقاء وسوء القضاء وشماتة الأعداء.
وقد ذكرت الأدلة على هذه المسائل كلها مع تخريجها، ومن أراد الرجوع إليها فليرجع إليها هناك, وبالله التوفيق](1).
بسم الله الرحمن الرحيم
حصن المسلم
المقدمة
__________
(1) انظر: شروط الدعاء وموانع الإجابة في ضوء الكتاب والسنة (ص 5 – 149)، وكتابي: الذكر والدعاء والعلاج بالرقي من الكتاب والسنة (3/863 – 1117) وقد ذكرت الأدلة كلها في هذه المواضع ولله الحمد [المصحح].(1/40)
... إن الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونَسْتَعينهُ، ونَستَغْفرُهُ، ونَعُوذُ بالله مِنْ شُرُورِ أنفُسِنَا، وسَيِّئَاتِ أعمَالِنا، مَنْ يَهْدِهِ الله فلا مُضِلَّ لَهُ، ومَنْ يُضلِلْ فلا هَادِيَ لهُ، وأشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ صَلَّى الله عَلَيْهِ وعَلَى آلِهِ وأصْحَابِهِ ومَن تَبِعَهُمْ بإحْسانٍ إلى يَومِ الدِّينِ, وسَلَّم تسْليماً كَثيراً، أمَّا بَعْدُ.
... فهَذا مُخْتصرٌ اخْتَصَرتُهُ منْ كِتَابي: =الذِّكْرُ والدُّعاءُ والعِلاجُ بالرُّقَى مِنَ الكِتَابِ والسُّنَّة+(1) اخًتصَرْتُ فيهِ قِسْمَ الأذْكَار؛ ليَكُونَ خَفيفَ الحَمْلِ في الأسْفَارِ.
... وقَدِ اقْتَصَرْتُ عَلَى مَتْنِ الذِّكْرِ، واكْتَفَيْتُ في تَخْريجِهِ بذِكْرِ مَصْدَرٍ أو مَصْدَرَيْنِ مِمَّا وُجِدَ في الأصْلِ، ومَنْ أرَادَ مَعْرِفَةَ الصَّحابِيِّ أوْ زِيَادَةً في التَّخْرِيجِ فَعَلَيْهِ بالرُّجُوعِ إلَى الأصْلِ. وأسْألُ الله عَزَّ وجَلَّ بأسْمَائِهِ الحُسْنَى، وصِفَاتِهِ العُلَى أنْ يَجْعَلَهُ خَالِصاً لوجههِ الكَريمِ، وأنْ يَنْفعَنِي بهِ في حَيَاتي وبَعْدَ ممَاتِي، وأنْ يَنْفَعَ بهِ مَنْ قَرَأهُ، أوْ طَبَعَهُ، أوْ كَانَ سَبَباً في نَشْرِهِ؛ إنَّهُ سُبْحَانَهُ وَليُّ ذلِكَ والقَادِرُ عَلَيْهِ. وصَلَّى الله وسَلَّمَ عَلَى نَبيِّنَا مُحَمَّدٍ وعَلَى آلِهِ وأصْحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ.
المؤلف
سعيد بن علي بن وهف القحطاني
حرر في شهر صفر 1409هـ
فضل الذكر
__________
(1) وقد طبع الكتاب ولله الحمد مرات وخرجت أحاديثه في الطبعة الثالثة في أربعة مجلدات [المصحح].(1/41)
... =قال الله تَعَالى: { ( - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - - - ( ( المحتويات ( - ( - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - ( تمهيد ( { - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ((( - - - } (1)+
... يعني: اذكروني بالطاعة أذكركم بالمغفرة؛ فحق على الله أن يذكر من ذكره؛ فمن ذكره في طاعة ذكره الله بخير، ومن ذكره في معصية ذكره الله باللعنة وسوء الدار.
... وقيل: اذكروني في الرخاء أذكركم في البلاء.
... = { - { - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( } - - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - - { - - - - - - ( - ( - - } - - ( - - - } (2)+.
... يعني: اذكروا الله باللسان، واذكروه في الأحوال كلها؛ لأن الإنسان لا يخلو إما أن يكون في الطاعة، أو في المعصية، أو في النعمة أو في الشدة؛ فإذا كان في الطاعة ينبغي أن يذكر الله – تعالى – ويقر بالإخلاص، ويسأله القبول والتوفيق؛ وإذا كان في المعصية، ينبغي أن يذكر الله – تعالى – ويسأله التوبة والمغفرة؛ وإذا كان في النعمة، يذكره بالشكر؛ وإذا كان في الشدة يذكره بالصبر.
... وقيل: =اذكروا الله+، أثنوا عليه بضروب الثناء، من التقديس والتمجيد والتهليل والتكبير، وما هو أهله، وأكثروا ذلك.
... ويجوز أن يريد بالذكر وإكثاره: تكثير الإقبال على العبادة؛ فإن كل طاعة، وكل خير من جملة الذكر.
__________
(1) سورة البقرة, الآية: 152
(2) سورة الأحزاب، الآية: 41.(1/42)
... = { - ((( - ( - } { - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - { - - - - } - - ( - - - ( المحتويات } - عليه السلام - - ( - } { - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنه -(- صلى الله عليه وسلم - - ( - - - تمهيد ( - مقدمة - - - - عليه السلام - - (((( } تم بحمد الله - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - - ((- رضي الله عنه -( } (1)+.
... يعني: الذين يذكرون الله – تعالى – باللسان من الرجال والنساء؛ وهذا في مقام المدح للذاكرين والذاكرات.
... والذاكر الله كثيراً من لا يكاد يخلو من ذكر الله بقلبه، أو لسانه، أو بهما.
... وقراءة القرآن، والاشتغال بالعلم من الذكر.
... قال النبي ×: =من استيقظ من نومه وأيقظ امرأته، وصليا جميعاً ركعتين، كتبا من الذاكرين الله كثيراً والذاكرات+(2).
... وإذا واظب الإنسان على الأذكار المأثورة صباحاً ومساءً، وفي الأوقات والأحوال المختلفة ليلاً ونهاراً، كان من الذاكرين الله كثيراً.
__________
(1) سورة الأحزاب، الآية: 35.
(2) رواه أبو داود برقم (1309)، وغيره، وصححه الألباني انظر =صحيح أبي داود+. (م)(1/43)
... = { - ( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنهم - - ( - { - - (( - رضي الله عنهم - - ( - ((- رضي الله عنه - الله أكبر - - جل جلاله -( - - - ( فهرس - - { - ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - - رضي الله عنهم - - ( - - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - ( قرآن كريم - { ( - - - ( } - صلى الله عليه وسلم -( - ((( - - - ( - ( - - - ( - - رضي الله عنهم - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( - - - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - رضي الله عنه -( - ( - (((- رضي الله عنه -(( - - - } (1)+.
يعني: اقرأ يا محمد إذا كنت إماماً في نفسك { - - جل جلاله -( - - - ( فهرس - } أي: مستكيناً، { - { - ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } أي: خوفاً من عذابه.
وقال الضحاك: =معناه: اجهر بالقراءة في صلاة الغداة والمغرب والعشاء+.
... { - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( - - - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - رضي الله عنه -( - ( - (((- رضي الله عنه -(( - - - } يعني: لا تغفل عن القراءة في الظهر والعصر؛ فإنك تخفي القراءة فيهما.
__________
(1) سورة الأعراف، الآية: 205.(1/44)
قال الزمخشري رحمه الله: =قوله تعالى: { - ( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنهم - - ( - { - - (( - رضي الله عنهم - - ( - ((- رضي الله عنه - الله أكبر - - جل جلاله -( - - - ( فهرس - } عامٌّ في الأذكار من قراءة القرآن، والدعاء، والتسبيح، والتهليل، وغير ذلك. { - - جل جلاله -( - - - ( فهرس - - { - ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } متضرعاً وخائفاً. { - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - - رضي الله عنهم - - ( - - - } ومتكلماً كلاماً دون الجهر؛ لأن الإخفاء أدخل في الإخلاص، وأقرب إلى حسن التفكر { ( } - صلى الله عليه وسلم -( - ((( - - - ( - ( - - - ( - - رضي الله عنهم - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } لشغل هذين الوقتين، أو أراد الدوام، ومعنى { ( } - صلى الله عليه وسلم -( - ((( - - - ( - } بأوقات الغدو؛ وهي الغدوات { - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( - - - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - رضي الله عنه -( - ( - (((- رضي الله عنه -(( - - - } من الذين يغفلون عن ذكر الله، ويلهون عنه+.
... قوله: { ( } - صلى الله عليه وسلم -( - ((( - - - ( - } أي: أول النهار.
... قوله: { ( - - - ( - - رضي الله عنهم - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } جمع أصيل؛ وهو ما بين العصر إلى المغرب.
وقال ^: =مَثَلُ الَّذِي يَذْكُرُ رَبَّهُ، وَالَّذِي لا يَذْكُرُ رَبَّهُ؛ مَثَلُ الحَيِّ وَالْمَيِّتِ+(1).
صحابي الحديث هو أبو موسى الأشعري عبدالله بن قيس رضي الله عنه.
__________
(1) البخاري مع الفتح (11/208) [وهو عنده برقم (6407)]، ومسلم بلفظ: =مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت+ (1/539) [برقم (779)]. (ق).(1/45)
... قوله: =مثل الذي+ أي: مثل الرجل الذي =يذكر ربه+ بنوع من أنواع الذكر.
ووجه التشبيه بين الميت والغافل عدم النفع والانتفاع من كل واحد منهما؛ ويمكن أن يراد من قوله: =الحي والميت+ الموجود والمعدوم؛ بأن يكون شبه الذاكر بالموجود، والغافل بالمعدوم، فكما أن الموجود له ثمرات، فكذلك الذاكر له ثمرات في الدنيا والآخرة، وكما أن المعدوم ليس له شيء، فكذلك الغافل ليس له شيء لا في الدنيا ولا في الآخرة.
... والمثل في أصل كلامهم بمعنى: المِثل وهو النظير.
... وقال ^: =أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أعْمَالِكُمْ، وأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ، وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ إنْفَاقِ الذَّهَبِ وَالْوَرِقِ, وَخَيْرٍ لَكُمْ مِنْ أنْ تَلْقَوْا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أعْنَاقَكُمْ؟+ قَالوُا: بَلَى. قَالَ: =ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى+(1).
صحابي الحديث هو أبو الدرداء عويمر بن عامر رضي الله عنه.
إن ذكر الله - عز وجل - أفضل من جميع الأعمال، بل وأزكى الأعمال، وأرفعها للدرجات، وإنه أفضل من الصدقة؛ حيث قال: =وخير لكم من إنفاق الذهب والوَرِقِ+، وإنه أفضل من الجهاد، حيث قال: =وخير لكم من أن تلقوا عدوكم، فتضربوا أعناقهم+، وضرب أعناق الأعداء جهاد، وأفضل من الشهادة؛ حيث قال: =ويضربوا أعناقكم+؛ لأن الشهادة الفاضلة أن تضرب الأعناق في أيدي الأعداء، في سبيل الله تعالى.
... قوله: =ألا+ كلمة تنبيه؛ كأن المتكلم ينبه المخاطب على أمر عظيم الشأن، ظاهر البرهان.
... قوله: =أنبِّئكم+ من النبأ وهو الخبر، ومنه النبي؛ لأنه مُخْبَر من الله تعالى.
... قوله: =وخير+ هنا بمعنى أخْيَر؛ لأن لفظة =خير وشر+ يستعملان في موضع أفعل للتفضيل على صيغتهما هكذا.
__________
(1) الترمذي (5/459) [برقم (3377)]، وابن ماجة (2/1246) [برقم (3790)]، وانظر صحيح ابن ماجة (2/316)، وصحيح الترمذي (3/139). (ق).(1/46)
... قوله: =وأزكى+ أي: أطهر من الزكاة؛ وهي الطهارة، قال الله تعالى: { ( - - - - رضي الله عنهم - - فهرس - ((- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - ( - - عليه السلام - - - - } أي: تطهر، أو من النماء، يقال: زكى الزرع إذا نمى.
قوله: =المليك+ اسم من أسماء الله تعالى، والمليك والملك والمالك كلها من الملك.
... قوله: =الوَرِق+ أي: الفضة.
... قوله: =بلى+ أي: بلى أخبرنا؛ لأن =بلى+ مختصة بإيجاب النفي، استفهاماً كان ذلك النفي أو خبراً، تقول في جواب من يقول: لم يقم زيد أو: ألم يقم زيد؟ بلى؛ أي: بلى قد قام، ومنه قوله تعالى: { ( تمهيد ( - - - - صلى الله عليه وسلم - - ( المحتويات ( - ( فهرس - - عليه السلام - - ( - } - قرآن كريم ( - - - - - - فهرس - - رضي الله عنه - - } أي: بلى أنت ربنا، ولو قالوا: =نعم+، لكان كفراً؛ لأن =نعم+ مقررة لما قبلها، نفياً كان أو إيجاباً، إلا أن يحمل على العرف.
... وقال ^: =يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأنَا مَعَهُ إذَا ذَكَرَنِي؛ فَإنْ ذَكَرَنِي فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلأٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ، وَإنْ تَقَرَّبَ إِليَّ شِبْراً تَقَرَّبْتُ إِليْهِ ذِرَاعَاً، وإنْ تَقَرَّبَ إلَيَّ ذِرَاعاً تَقَرَّبْتُ إلَيْهِ بَاعاً، وإنْ أتَانِي يَمْشِي أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً+(1).
- صحابي الحديث هو أبو هريرة؛ مختلف في اسمه على أقوال كثيرة، وأرجحها كما يقول البعض: عبدالرحمن بن صخر رضي الله عنه.
... قوله: =يقول الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي+ أي: إن الله تعالى عند ظن عبده به؛ إن ظن خيراً فله، وإن ظن به سوى ذلك فله.
__________
(1) البخاري (8/171) [برقم (7405)]، ومسلم (4/2061) [برقم (2675)] واللفظ للبخاري. (ق).(1/47)
... وفي رواية: =إن الله تعالى يقول: أنا عند ظن عبدي بي؛ إن خيراً فخيرٌ، وإن شرًّا فشرٌّ+(1).
و=معنى: =ظن عبدي بي+؛ ظن الإجابة عند الدعاء، وظن القَبول عند التوبة، وظن المغفرة عند الاستغفار، وظن المجازاة عند فعل العبادة بشروطها تمسكاً بصادق وعده، ويؤيده قوله ^: =ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة+(2)..، ولذلك ينبغي للمرء أن يجتهد في القيام بما عليه موقناً بأن الله يقبله ويغفر له؛ لأنه وعد بذلك، وهو لا يخلف الميعاد؛ فإن اعتقد أو ظن أن الله لا يقبلها، وأنها لا تنفعه، فهذا هو اليأس من رحمة الله، وهو من الكبائر، ومن مات على ذلك وُكِّلَ إلى ما ظن، وأما ظن المغفرة مع الإصرار؛ فذلك محض الجهل والغِرَّة+(3).
قوله: =وأنا معه إذا ذكرني+ كقوله تعالى: { } تمت ( { { - - - - رضي الله عنهم -(- رضي الله عنه - تم بحمد الله - رضي الله عنه -((( - { - - - } - قرآن كريم - { } - - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - صلى الله عليه وسلم - المحتويات ( - - - قرآن كريم ( - ( - (- رضي الله عنه - - - } (4).
__________
(1) انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم (1663). (م).
(2) رواه الترمذي برقم (3479)، وانظر: صحيح الجامع برقم (243). (م).
(3) انظر: فتح الباري (13/387). (م).
(4) سورة النحل، الآية: 128.(1/48)
... وهذه المعية خاصة بالمؤمنين، وهي تقتضي الحفظ والرعاية والتوفيق والتأييد...، وهي غير المعية العامة التي تشمل الخلق جميعاً، وتكون بالعلم؛ كقوله تعالى: { - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( - قرآن كريم ( تمهيد - رضي الله عنه - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - - - عليه السلام - قرآن كريم ( - (- عز وجل - - { - الله ( فهرس - - صلى الله عليه وسلم - بسم الله الرحمن الرحيم - صدق الله العظيم ( { - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ((( - - - عليه السلام - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - { - - ( - - - - صدق الله العظيم ( { - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( المحتويات ( - ( - ( - - - رضي الله عنهم - - - سبحانه وتعالى - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - الله أكبر ( - - صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - رضي الله عنهم - - ( - } - - - سبحانه وتعالى - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - عليه السلام - - فهرس - جل جلاله -( - - صلى الله عليه وسلم - - - صدق الله العظيم ( { - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - رضي الله عنهم -(- رضي الله عنه - تم بحمد الله - رضي الله عنه -(((- صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله } - قرآن كريم ( الله أكبر - - - } (1).
... قوله: =فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي+ أي: إن ذكرني بالتنزيه والتقديس والتعظيم سراً، وبالخوف والوجل حال الخلوة، ذكرته في نفسي ذكراً يقتضي الإثابة والإنعام والحفظ والرعاية.
... قوله: =وإن ذكرني في ملأ+ أي: جماعة =ذكرته في ملأ خير منهم+ أي: في جماعة من الملائكة خير من جماعته التي ذكرني عندهم.
__________
(1) سورة المجادلة، الآية: 7.(1/49)
قوله: =وإن تقرب إليَّ شبراً تقربت إليه ذراعاً...إلخ+ ومعنى ذلك: أن العبد إذا تقرب إلى الله تعالى بالطاعة، وأداء ما أمر به وحث عليه، بقدر معين قليلاً كان أو كثيراً، كان تقرب الله تعالى إليه بالإثابة والإنعام والرحمة أعظم وأسرع.
... قوله: =باعاً+ والباع هو قدر مَدّ اليدين.
... قوله: =الهرولة+ هي ضرب من المشي السريع.
... وعن عَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ – رضي الله عنه – أنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إنَّ شَرَائِعَ الإسْلامِ قَدْ كَثُرَتْ عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ؛ قَالَ: =لا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْباً مِنْ ذِكْرِ اللهِ+(1).
قوله: =إن شرائع الإيمان+ هي: جمع شريعة؛ وهي: الطريقة المرضية؛ أي: أن أمور الإسلام كثُرتْ عليَّ؛ مثل: الصلاة، والزكاة، والحج، والصوم، والجهاد...، وغير ذلك من الأعمال البدنية والمالية، والكف عن المحظورات، والامتناع عما فيه من العقوبات والكفارات...، ونحو ذلك.
... وقوله: =فأخبرني بشيء أتشبث به+ أي: لَمَّا لم أقدر أن أخرج عن عهدة أمور الشريعة كما هو حقها، ولا أقدر على مواظبتها ومداومتها دائماً، فأخبرني بشيء أتشبث به، لعلي أفوز بذلك، ويكون ذلك شيئاً كثيراً في الميزان، يسيراً في الإتيان.
... و=التشبُّث+ التعلُّق؛ أي: التمسك به، وأتعلق به؛ فقال له رسول الله ^: =لا يزال لسانك رطباً من ذكر الله عز وجل+؛ يعني: لا تزال رطوبة لسانك مستمرة من الذكر، وإنما قلت هكذا لأنَّ رطوبة اللسان كناية عن اشتغاله بالذكر.
__________
(1) الترمذي (5/458) [برقم (3375)]، وابن ماجة (2/1246) [برقم (3793)]، وانظر صحيح الترمذي (3/139)، وصحيح ابن ماجة (2/317). (ق).(1/50)
وَقَالَ ^: =مَنْ قَرَأَ حَرْفاً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، والحَسَنَةُ بِعَشْرِ أمْثَالِهَا، لا أَقُولُ: { - بسم الله الرحمن الرحيم - - - } حَرْفٌ؛ وَلَكِنْ: أَلِفٌ حَرْفٌ، وَلاَمٌ حَرْفٌ، وَمِيمٌ حَرْفٌ+(1).
- صحابي الحديث هو عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
قوله: =من قرأ حرفاً+ أي: أي حرف =من كتاب الله عز وجل فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها+ أي: تضاعف إلى عشرة أضعاف.
قوله: =لا أقول: { - بسم الله الرحمن الرحيم - - - } حرف+، وهذا تأكيد وتوضيح على أن كل حرف من كتاب الله تعالى على قراءته أجر، بل ولا يظن الظان أن { - بسم الله الرحمن الرحيم - - - } حرف واحد، بل =ألف حرف+ وعلى قراءته عشر حسنات، و=لام حرف+ وعلى قراءته عشر حسنات، و=ميم حرف+ وعلى قراءته عشر حسنات.
وفيه حَثٌّ على الإكثار من تلاوة القرآن، الذكر العظيم، الذي يحمل الأجور المضاعفة الكثيرة.
وعَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ – رضي الله عنه قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ الله ^ وَنَحْنُ فِي الصُّفَّةِ فَقالَ: =أيُّكُمْ يُحِبُّ أنْ يَغْدُوَ كُلَّ يَوْمِ إلَى بُطْحَانَ أوْ إلى الْعَقِيقِ فَيَأْتِي مِنْهُ بِنَاقَتَيْنِ كَوْمَاوَيْنِ فِي غَيْر إثْمٍ وَلا قَطِيْعَةِ رَحِمٍ؟+ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ نُحِبُّ ذَلِكَ. قَالَ: =أَفَلا يَغْدُو أَحَدُكُمْ إلَى الْمَسْجِدِ فَيعْلَمَ، أوْ يَقْرَأَ آيَتَيْنِ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ، وثَلاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلاَثٍ، وَأرْبَعٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أرْبَعٍ، ومِنْ أعْدَادِهِنَّ مِنَ الإبِلِ+(2).
قوله: =ونحن في الصُّفَّة+ والصفة مكان في مؤخر المسجد، أعد لنزول من لا مأوى له ولا أهل.
__________
(1) الترمذي (5/175) [برقم (2910)]، وانظر صحيح الترمذي (3/9)، وصحيح الجامع الصغير (5/340) [برقم (6469)]. (ق).
(2) مسلم (1/553) [برقم (803)]. (ق).(1/51)
قوله: =يغدو+ أي: يذهب في أول النهار.
قوله: =إلى بُطحان+ اسم وادٍ في المدينة؛ وسمي بذلك لسعته وانبساطه؛ من البطح وهو البسط.
... قوله: =أو إلى العقيق+ قيل: أراد العقيق الأصغر؛ وهو على ثلاثة أميال أو ميلين من المدينة.
... وقوله: =أو+ إما شك من الراوي، وإما للتنويع؛ لأنهما أي: بطحان والعقيق – أقرب المواضع التي يقام فيها أسواق الإبل في المدينة.
قوله: =كوماوين+ تثنية كوماء – قلبت الهمزة واواً -؛ وهي الناقة العظيمة السنام؛ وهي من خيار أموال العرب.
قوله: =في غير إثم+ أي: كالسرقة والغصب.
قوله: =ولا قطيعة رحم+ أي: ولا يوجب قطيعة رحم.
قوله: =ومن أعدادهن+ أي: أن الآيتين خير من ناقتين ومن أعدادهما من الإبل، وثلاث خير من ثلاث ومن أعدادهن من الإبل، وكذا أربع...
والحاصل أن النبي ^ أراد ترغيبهم في قراءة القرآن، وتزهيدهم في الدنيا ومتاعها.
وقال ^: =مَنْ قَعَدَ مَقْعَداً لَمْ يَذْكُرِ اللهَ فِيْهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ تِرَةٌ، ومَنِ اضْطَجَعَ مَضْجَعاً لَمْ يَذْكُرِ اللهَ فِيهِ كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ اللهِ تِرَةٌ+(1).
صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
يعني: من جلس مجلساً لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة؛ أي: نقص؛ أصله من وَتَرَ يَتِرُ تِرَةٌ، ومنه قوله تعالى: { صدق الله العظيم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - عليه السلام - - (- سبحانه وتعالى -- رضي الله عنه - - } .
__________
(1) أبو داود (4/264) [برقم (4856)]، وغيره، وانظر صحيح الجامع (5/342) [برقم (6477)]. (ق).(1/52)
قال الزمخشري – رحمه الله -: =من وَتَرْتَ الرجل إذا قَتَلْتَ له قَتيلاً من ولد أو أخ أو حميم، وحقيقته أفردته من قريبه أو ماله؛ من الوتر: وهو الفرد؛ فشبه إضاعة عمل العامل، وتعطيل ثوابه بوتر الواتر، وهو من فصيح الكلام، ومنه قوله ^: =من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتِر أهله وماله+(1)؛ أي: أفرد عنهما قتلاً ونهباً+.
وأشار ^ بذلك إلى أنه على العبد أن يستغرق جميع أوقاته، في جميع أحواله بذكر الله تعالى ولا يفتُرُ عنه؛ فإن تركهُ حسرة وندامة.
... قوله: =مضجعاً+ المضجع: موضع النوم، من الاضطجاع وهو النوم.
وقَالَ ^: =مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِساً لَمْ يَذْكُرُوا اللهَ فيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إلاَّ كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةٌ؛ فَإنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وإنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ+(2).
- صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
قوله: =ترة+ أي: نقص وحسرة وندامة.
قوله: =فإن شاء عذبهم+ أي: على تقصيرهم بعدم ذكر الله تعالى أو الصلاة على النبي ^ في مجالسهم التي جلسوا فيها.
قوله: =وإن شاء غفر لهم+ أي: فضلاً منه ورحمة.
وفيه إشارة إلى أنهم إذا ذكروا الله تعالى لم يعذبهم حتماً، بل يغفر لهم جزماً.
وقَالَ ^: =مَا مِنْ قَوْمٍ يَقُومُونَ مِنْ مَجْلِسٍ لَا يَذْكُرُونَ اللهَ فِيهِ، إلاَّ قَامُوا عَنْ مِثْلِ جِيْفَةِ حِمَارٍ؛ وكَانَ لَهُمْ حَسْرَةً+(3).
- صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
__________
(1) رواه البخاري برقم (522)، ومسلم برقم (626). (م).
(2) الترمذي [برقم (3380)]، وانظر صحيح الترمذي (3/140). (ق).
(3) أبو داود (4/264) [برقم (4855)]، وأحمد (2/389)، وانظر صحيح الجامع (5/176) [برقم (5750)]. (ق).(1/53)
قوله: =عن مثل جيفة حمار+ أي: أن الذين يقومون عن مجلس فيه جيفة حمار، لا يحصل لهم إلا روائح منتنة كريهة مضرة، ولا يقومون إلا وهم بندامة وحسرة من ذلك، فكذلك القوم الذين يقومون عن مجلس بغير ذكر الله تعالى، لا يحصل لهم إلا ذنوب الأباطيل، واللغط من الكلام، وأشياء تضر الآخرة، ولم يزالوا في ندامة وحسرة.
1 – أَذْكارُ الاسْتِيْقاظِ مِنَ النَّوْمِ
1 – (1)=الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَحْيَانَا بَعْدَ مَا أمَاتَنَا وإِلَيْهِ النُّشُورُ+(1).
- صحابي الحديث هو حذيفة بن اليمان، والبراء بن عازب رضي الله عنهما.
قوله: =بعدما أماتنا+ المراد من هذه الإماتة النوم.
قوله: =وإليه النشور+ أي: الإحياء للبعث يوم القيامة.
فنبه ^ بإعادة اليقظة بعد النوم – الذي هو موت – على إثبات البعث بعد الموت.
2 – (2)=لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، سُبْحَانَ اللّهِ، والْحَمْدُ للَّهِ، وَلَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلا قُوَّة إِلاَّ بِاللَّهِ العَلِيِّ العَظِيمِ، رَبِّ اغْفِر لِي+(2).
- صحابي الحديث هو عبادة بن الصامت رضي الله عنه.
وجاء فيه: =من قال ذلك غُفِرَ له، فإن دعا استجيب له، فإن قام فتوضأ ثم صلى قبلت صلاته+.
قوله: =لا إله إلا الله+ اعلم أن هذه كلمة التوحيد بالإجماع، وهي مشتملة على النفي والإثبات؛ فقوله: =لا إله+ نفي للألوهية عن غير الله، وقوله: =إلا الله+ إثبات للألوهية لله تعالى، وبهاتين الصفتين صارت كلمة الشهادة والتوحيد.
وخبر =لا+ التي لنفي الجنس محذوف تقديره: لا إله حَقٌّ – أو بحقٍّ – إلا الله تعالى.
__________
(1) البخاري مع الفتح (11/113) [برقم (6312)]، ومسلم (4/2083) [برقم (2711)]. (ق).
(2) البخاري مع الفتح (3/39) [برقم (1154) وغيره، واللفظ لابن ماجة [برقم (3878)]، وانظر صحيح ابن ماجة (2/335). (ق).(1/54)
قوله: =لا شريك له+ تأكيد لقوله: =وحده+؛ لأنَّ الواحد لا يكون له شريك.
قوله: =له الملك+ المُلك بضم الميم يعم، والمِلك بكسر الميم يخص.
قوله: =وله الحمد+ أي: جميع حمد وثناء أهل السماوات والأرض، وجميع المحامد.
قوله: =سبحان الله+ سبحان: عَلَمٌ للتسبيح كعثمان علم للرجل، وانتصابه بفعل مضمر متروك إظهاره، تقديره: أُسَبِّح الله سبحانه، بمعنى تسبيحاً، ثم نزل =سبحان+ منزلة الفعل فَسَدَّ مسده، ومعنى التسبيح التنزيه عما لا يليق به سبحانه وتعالى؛ من الشريك والولد والصاحبة والنقائص مطلقاً.
قوله: =الله أكبر+ أي: هو سبحانه أكبر وأعظم من كل شيء.
قوله: =ولا حول ولا قوة إلا بالله+ أي: لا يتوصل إلى تدبير أمر وتغيير حال إلا بمشيئته ومعونته سبحانه.
قوله: =رب اغفر لي+ أي: يا رب استر ذنوبي.
3 – (3)=الحَمْدُ للهِ الَّذِي عَافَانِي في جَسَدِي، وَرَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وَأَذِنَ لِي بذِكْرِهِ+(1).
- صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
قوله: =عافاني في جسدي+ من المعافاة؛ وهي دفاع الله – تعالى – عن العبد الأسقاط والبلايا؛ بأن يحفظه من الهوام والحشرات القتالة، وطوارق الليل... ونحو ذلك.
... ... وحَمدَه حيث أقامه من نومه على عافية.
... ... قوله: =ردَّ عليَّ روحي+ وصف الله – تعالى – بذلك؛ لأن هذا المقام يقتضي ذكر هذه الصفة المناسبة.
... ... قوله: =أَذِنَ لي بِذكره+ أي: يسر وسهل لي ذكره.
__________
(1) الترمذي (5/473) [برقم (3401)]، وانظر صحيح الترمذي (3/144). (ق).(1/55)
4 – (4) = { - - ( { - (( ( - ( - - رضي الله عنهم - - ( المحتويات } - عليه السلام - قرآن كريم (- رضي الله عنهم - - - - - - - ((( - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( فهرس - ( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - { - - - ( - - { - } { - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - تمهيد (- رضي الله عنه - - - عز وجل -- رضي الله عنهم - - ( - - - صلى الله عليه وسلم - الله أكبر } } ( - (- رضي الله عنه - تمهيد ( - - } - - ((((( - رضي الله عنه -((( - { - - - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - رضي الله عنه - - { - - - - - - (- عليه السلام - - ( - - - جل جلاله - - قرآن كريم ((( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - فهرس - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - ( - قرآن كريم ( - ( - - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - } تمهيد - (- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (( ( - ( - - رضي الله عنهم - - ( المحتويات } - عليه السلام - قرآن كريم (- عليه السلام - - - - - - - ((( - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام - - ( - - عليه السلام - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - تمهيد ( { فهرس - - رضي الله عنهم - - - - - (- رضي الله عنهم - - الله - (((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنهم - - - - جل جلاله -(- رضي الله عنهم - - ( تمهيد ( - - - - جل جلاله -( { - ( - - - - - - رضي الله عنه -( ( - - } - - - - ((((( - - - - جل جلاله -( - - عليه السلام - - - رضي الله عنهم - - ( الله أكبر ( { صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( - ( - ( - ( - - عليه السلام - - - } - - - - ( - - { - ( (( مقدمة - رضي الله عنه - - ( - - عليه السلام(1/56)
- - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه -((( - ( - ( { ( - ( - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - - - - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - ((((( - - - - جل جلاله -( - { - - - - جل جلاله -( الله أكبر ( { - - - جل جلاله -((( - - رضي الله عنهم - - - - - ( - - - - جل جلاله -( تم بحمد الله - ( - - - - جل جلاله -( - ( صدق الله العظيم (- رضي الله عنهم - - - تمهيد - ( - ( تمت - صلى الله عليه وسلم - - } - قرآن كريم (- جل جلاله -( تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( المحتويات ( - ( فهرس - - عليه السلام - - ( - - } - جل جلاله -- رضي الله عنه - تم بحمد الله - - رضي الله عنه -( - ( - - - جل جلاله -( - - عليه السلام - - ( - (((( - - - ( - - عليه السلام - - - - - - - جل جلاله -- رضي الله عنه - - قرآن كريم ( الله أكبر ( - ( - (- صلى الله عليه وسلم -( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - } - جل جلاله -- رضي الله عنه -( - - - جل جلاله -( - - - رضي الله عنه -(( - - - رضي الله عنهم - - - - - جل جلاله - { (- عليه السلام - قرآن كريم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنهم -(- رضي الله عنه - تم بحمد الله ( - - - عليه السلام - - ( - - } - - ((((( - - - جل جلاله -( - - عليه السلام - - - - - جل جلاله -( - - - عليه السلام -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - - جل جلاله - } - - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - فهرس - - رضي الله عنه -( - رضي الله عنهم - - ( - ( - ( - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - الله أكبر ( - ( - ( تم بحمد الله - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله(1/57)
عنه - - ( { - رضي الله عنهم - - (- عليه السلام - - ( { ( - - - - رضي الله عنهم - - ( الله أكبر ( { - صدق الله العظيم ( - ( - ( - ( تم بحمد الله - رضي الله عنهم - - - - رضي الله عنهم -( - ( الله أكبر ( الله - - ((((( - - - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - - ( - - - - ( ( المحتويات ( - - - ( المحتويات ( - - - - عليه السلام - - - ( - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - سبحانه وتعالى - صدق الله العظيم (( - ((( - - - - عليه السلام - - - ( - - ( - (- رضي الله عنه -( المحتويات ( - - جل جلاله -( } تم بحمد الله صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - - - - - - (- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - - ( - - الله أكبر ( - المحتويات ( - ((((- رضي الله عنه - - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - (((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه -((( - { - - - - ( } - - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنهم - - - - رضي الله عنهم - - } - قرآن كريم ( - ( - ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( - (- رضي الله عنه - - ( - } - - صلى الله عليه وسلم -( - - صلى الله عليه وسلم -( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (( - ( - - ( تمهيد - رضي الله عنهم - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - - ( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( - ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } تمت - عليه السلام - - (- صلى الله عليه وسلم -( - - - } ( المحتويات ( - ( { - رضي الله عنه -( ( المحتويات ( - ( الله - - رضي الله عنه -(( - - - رضي الله عنهم - - ( المحتويات ( - } - جل جلاله - فهرس - ( } ( - - } - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - تمهيد ( } - - رضي الله عنهم - - - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله صدق الله العظيم(1/58)
( تم بحمد الله - { - ( - (- رضي الله عنه -- صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله ( - (- رضي الله عنهم - - ( الله أكبر - } - - - - - - - عليه السلام - قرآن كريم - صلى الله عليه وسلم - بسم الله الرحمن الرحيم ( صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( - - جل جلاله -(( ( - - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( فهرس - رضي الله عنهم - - - جل جلاله -(( ( صدق الله العظيم ( - ( مقدمة ( - - - عليه السلام - قرآن كريم } الله - - - ((((( - صدق الله العظيم - رضي الله عنهم - - ( الله أكبر { - ((- رضي الله عنه - - ( - - - - { - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - - ( - - - (( ( - ( فهرس - ( تمهيد ( - - - ((((( (((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( - - ( - - - - بسم الله الرحمن الرحيم ( بسم الله الرحمن الرحيم ( المحتويات ( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( تمهيد } - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنهم - - { { ( } ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - رضي الله عنهم - - ( الله أكبر ( الله - - ((((( ( صدق الله العظيم ( ( - - - رضي الله عنه -((( - { - - - - ( قرآن كريم - { } - - - ( المحتويات ( - ( - - عليه السلام - - ( المحتويات ( - مقدمة - ( تمهيد ( } - جل جلاله -- رضي الله عنهم - - - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - - عليه السلام - - ( - (- رضي الله عنه -- صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله ( - (- رضي الله عنهم - - ( الله أكبر - } - - - ((( - ( - (- رضي الله عنهم - - - { - - (( - صدق الله العظيم ( - ( الله أكبر ( صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( - - جل جلاله -(( ( - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي(1/59)
الله عنهم - - - جل جلاله -(( ( - - - ( - ( - - رضي الله عنهم - - ( - - - عليه السلام - - ( - - - ( - - ((((( } تمت ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - ( - (- رضي الله عنه - - ( تمهيد ( - - - صدق الله العظيم - رضي الله عنهم - - - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - ( - ( - - - ( - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - - ( - الله أكبر ( - ( المحتويات ( ( - - - ( { - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - - ( - الله أكبر ( - ( المحتويات ( - ( - - - ( { - رضي الله عنه -(((((((- رضي الله عنهم - - ( - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تمت - صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنهم -- سبحانه وتعالى -(( - - ( تمهيد (- رضي الله عنه - - - - رضي الله عنه -(( - ( - - - - - جل جلاله -- جل جلاله -- رضي الله عنهم - - - صلى الله عليه وسلم - بسم الله الرحمن الرحيم ( - - ( - - - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( المحتويات ( - - - ( المحتويات ( - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - - جل جلاله -(( ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( فهرس - - عليه السلام - - - - ( { { - - - (( - ( - - - ( - - - - ( - ( - - - ((((( - - رضي الله عنهم - - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - - ((( - { - - - - قرآن كريم (- جل جلاله -- رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( - - صلى الله عليه وسلم -( - ( - (( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ( - - - (- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - قرآن كريم ((( - - - عليه السلام - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - قرآن كريم ( { } - - - -(1/60)
عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - { - - - ( المحتويات ( ( - - رضي الله عنهم -( - - - - قرآن كريم ( - ( - ((( - ((1) (2)+.
هذه الآيات ذُكِرَتْ في حديث عبدالله بن عباس – رضي الله عنهما -، وهو بتمامه: أنه – رضي الله عنه – بات عند ميمونة زوج النبي × - وهي خالته -، قال: فاضطجعتُ في عَرض الوسادة، واضطجع رسول الله × وأهله في طولها، فنام رسول الله ×، حتى إذا انتصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل، استيقظ رسول الله ×، فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شَنٍّ معلقةٍ، فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يُصلي، فقمتُ فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه، فوضع رسول الله × يده اليمنى على رأسي، وأخذ بأذني اليمنى يفتلها، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذن، فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح.
قوله: =شَن+ أي: القربة الخَلَق الصغيرة.
2 – دُعَاءُ لُبْسِ الثَّوْبِ
5 – =الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي كَسَانِي هَذَا (الثَّوْبَ)، ورَزَقَنيهِ مِنْ غيْرِ حَولٍ منِّي ولا قُوَّةٍ...+(3).
- صحابي الحديث هو معاذ بن أنس الأنصاري – رضي الله عنه-.
قوله: =ورزقنيه من غير حول مني+ أي: من غير حركة وحيلة مني.
3 – دُعَاءُ لُبْسِ الثَّوْبِ الجَدِيدِ
__________
(1) البخاري مع =الفتح+ (8/237) [برقم (4572)]، ومسلم (1/530) [برقم (763)] (ق).
(2) سورة آل عمران، الآيات: 190 – 200.
(3) أخرجه أهل السنن إلا النسائي [أبو داود برقم (4023) واللفظ له، والترمذي برقم (2458)، وابن ماجة برقم (3285)]، وانظر =إرواء الغليل+ (7/47). (ق).(1/61)
6 – =اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ أنْتَ كَسَوْتَنِيهِ، أسْألُكَ مِنْ خَيرهِ وخَيْرِ مَا صُنِعَ لَهُ، وأعوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ وشَرِّ ما صُنِعَ لَهُ+(1).
- صحابي الحديث هو أبو سعيد الخدري؛ سعد بن مالك – رضي الله عنه -.
قوله: =أسألك من خيره وخير ما صنع له...+ أي: خير الثوب؛ وهو بقاؤه ونقاؤه, وكونه ملبوساً للضرورة والحاجة، وخير ما صنع له هو الضرورات التي من أجلها يصنع اللباس من الحر والبرد وستر العورة.
والمراد سؤال الخير في هذه الأمور، وأن يكون مبلغاً إلى المطلوب الذي صنع لأجله الثوب من العون على العبادة والطاعة لمولانا.
وفي الشر عكس هذه المذكورات؛ وهو كونه حراماً ونجساً ولا يبقى زماناً طويلاً، أو يكون سبباً للمعاصي والشرور والافتخار والعجب والغرور وعدم القناعة.
4 – الدُّعَاءُ لِمَنْ لَبِسَ ثَوْباً جَدِيداً
7 – (1) =تُبْلِي وَيُخْلِفُ الله تَعَالَى+(2).
- صحابي الحديث هو أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه -.
قوله: =تبلي+ من الإبلاء؛ أي: الإخلاق؛ والمراد أن يعمر ويلبس ذلك الثوب حتى يبلى ويصير خَلَقاً.
قوله: =ويخلف الله – تعالى -+ أي: يعوضه عنه، ويبدله خيراً منه.
8 – (2) =الْبَسْ جَدِيداً، وعِشْ حَمِيداً، وَمُتْ شَهِيداً+(3).
- صحابي الحديث هو عبدالله بن عمر بن الخطاب – رضي الله عنهما- .
قوله: =البس جديداً+ صيغة أمر أُريد بها الدعاء؛ بأن يرزقه الله ثوباً جديداً؛ لأن النبي ^ قال هذا الدعاء حين رأى عُمَر عليه قميصاً أبيضَ، فقال له ^: =ثوبك هذا غسيل أم جديد؟+ فقال: لا، بل غسيل، قال ^: =البس جديداً...+.
__________
(1) أبو داود [برقم (4020)]، والترمذي [برقم (1767)]، والبغوي، وانظر =مختصر شمائل الترمذي+ للألباني (ص 47). (ق).
(2) أخرجه أبو داود (4/41) [تحت رقم (4020)]، وانظر =صحيح أبي داود+ (2/760) (ق).
(3) ابن ماجة (2/1178) [برقم (3558)]، والبغوي (12/41)، وانظر =صحيح ابن ماجة+ (2/275). (ق).(1/62)
قوله: =وعش حميداً+ كذلك صيغة أمر أُريد بها الدعاء؛ بأن تطل حياته على طاعة الله تعالى؛ فتكون حامداً لربك ومحموداً عنده وعند الناس.
قوله: =ومت شهيداً+ كذلك صيغة أمر أُريد بها الدعاء؛ بأن يرزقك الله تعالى المِيْتةَ الحسنة، وأحسنها الشهادة في سبيل الله تعالى.
5 – مَا يَقُولُ إذَا وَضَعَ ثَوْبَهُ
9 - =بِسْمِ اللهِ+(1).
- صحابي الحديث هو علي بن أبي طالب، وأنس بن مالك رضي الله عنهما.
والحديث بتمامه؛ هو قوله ^: =ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذا وَضَعَ أحدهم ثوبه؛ أن يقول: بسم الله+.
قوله: =ستر ما بين أعين+ الستر؛ أي: الحجاب.
قوله: =أن يقول: بسم الله+ لأن اسم الله تعالى كالطابع على بني آدم، فلا يستطيع الجن فكه.
وقال بعض العلماء: =لا يُزَاد عليها: =الرحمن الرحيم+ وقوفاً مع ظاهر الخبر+.
6 – دُعَاءُ دُخُولِ الْخَلاَءِ
... قوله: =الخلاء+ أي: موضع قضاء الحاجة؛ وأصله المكان الخالي، واستعمل في المكان المُعَدِّ لقضاء الحاجة.
10 - =[بِسْمِ اللهِ] اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الخُبْثِ والخَبَائِثِ+(2).
- صحابي الحديث هو أنس بن مالك رضي الله عنه.
وفي إحدى رواية البخاري: =إذا أراد أن يدخل+ ومعناه أنه كان يقول هذا الدعاء قبل أن يدخل لا بعده.
قوله: =اللهم+ أصلها يا الله، والميم المشددة في آخره عوض من الياء.
قوله: =إني أعوذ بك+ أي: ألوذ وألتجىء.
قوله: =من الخبث – بإسكان الباء أو ضمها – والخبائث+ الخبث جمع خبيث والخبائث جمع خبيثة؛ يريد ذكران الشياطين وإناثهم.
وقيل: أراد المكروه.
7 – دعاء الخُرُوج مِنَ الْخَلاَءِ
__________
(1) الترمذي (2/505) [برقم (606)]، وغيره، وانظر الإرواء برقم (50)، وصحيح الجامع (3/203) [برقم (3610)]. (ق).
(2) أخرجه البخاري (1/45) [برقم (142)]، ومسلم (1/283) [برقم (375)]، وزيادة: =بسم الله في أوله+، أخرجها سعيد بن منصور، انظر: فتح الباري (1/244). (ق).(1/63)
أي: الدعاء الذي يكون بعد الخروج من الخلاء.
11 - =غُفْرَانَكَ+(1).
- صحابية الحديث هي عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها وعنه.
قوله: =غفرانك+ أي: أسألك وأطلب منك المغفرة.
وقيل: في تعقيبه ^ الخروج بهذا الدعاء: أن القوة البشرية قاصرة عن الوفاء بشكر ما أنعم الله تعالى عليه من تسويغ الطعام والشراب، وترتيب الغذاء على الوجه المناسب لمصلحة البدن إلى أوان الخروج؛ فلجأ إلى الاستغفار اعترافاً بالقصور عن بلوغ حق تلك النعم، والله أعلم.
8 – الذِّكْرُ قَبْلَ الْوُضُوءِ
12 - =بِسْمِ اللهِ+(2).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة وغيره رضي الله عنهم.
والحديث بتمامه؛ هو قوله ^: =لا صلاة لمن لا وضوء له، ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه+.
قال ولي الله الدهلوي رحمه الله في =الحجة+: =هو نص على أن التسمية ركن أو شرط، ويحتمل أن يكون المعنى لا يكمل الوضوء، لكن لا أرتضي بمثل هذا التأويل؛ فإنه من التأويل البعيد، الذي يعود بالمخالفة على اللفظ+. انتهى.
9 – الذِّكْرُ بَعْدَ الفَرَاغِ مِنَ الوُضُوءِ
13 – (1) =أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، وأشْهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ ورَسُولُهُ...+ (3).
- صحابي الحديث هو عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه.
قوله: =أشهد+ أي: أقر بقلبي ناطقاً بلساني؛ لأن الشهادة نطق وإخبار عما في القلب.
وأصلها – أي: الشهادة – من شهود الشيء؛ أي: حضوره ورؤيته؛ فكأن هذا المخبر عما في قلبه الناطق بلسانه، كأنه يشاهد الأمر بعينه.
__________
(1) أخرجه أصحاب السنن [الترمذي برقم (7)، وأبو داود برقم (30)، وابن ماجة برقم (300)]، إلا النسائي أخرجه في =عمل اليوم والليلة+ [برقم (79]، وانظر تخريج زاد المعاد (2/386). (ق).
(2) أبو داود [برقم (101)]، وابن ماجة [برقم (399)]، وأحمد [(2/418)]، وانظر إرواء الغليل (1/122). (ق).
(3) مسلم (1/209) [برقم (234)]. (ق).(1/64)
قوله: =لا إله إلا الله+ أي: لا معبود حقٌّ – أو بحق – إلا الله تعالى.
قوله: =وحده+ توكيد للإثبات.
قوله: =لا شريك له+ توكيد للنفي.
قوله: =عبده+ وصفه بالعبد لأنه أعبد الناس، وأشدهم تحقيقاً لعبادة الله تعالى.
قوله: =ورسوله+ وصفه بالرسول؛ لأنه حمل الرسالة العظيمة – وهي الإسلام – إلى الناس كافة.
وجاء في نهاية الحديث قوله ^، في جزاء من قال هذا الذكر: =إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء+.
14 – (2) =اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنَ التَّوَّابينَ, واجْعَلْنِي مِنَ الْمُتَطَهِّرِينَ+(1).
- صحابي الحديث هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
قوله: =التَّوَّابين+ جمع توَّاب، وهي صفة مبالغة، والتوبة هي الرجوع من معصية الله تعالى إلى طاعة الله تعالى.
قال العلماء: التوبة واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق آدمي، فلها ثلاثة شروط: أحدها: أن يقلع عن المعصية، والثاني: أن يندم على فعلها، والثالث: أن يعزم ألا يعود إليها أبداً؛ فإن فُقِدَ أحدُ الثلاثة لم تصح التوبة.
وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة: هذه الثلاثة، وأن يبرأ من صاحبها؛ فإن كانت مالاً أو نحوه رده إليه، وإن كانت حدَّ قذف ونحوه مَكَّنَه منه أو طلب عفوه، وإن كانت غيبة استحلَّهُ منها.
ويجب أن يتوب من جميع الذنوب، فإن تاب من بعضها، صحت توبته عند أهل الحق من ذلك الذنب، وبقي عليه الباقي.
واعلم أن التوبة لابد أن تكون في زمن تقبل فيه؛ فإن تاب في زمن لا تقبل فيه لم تنفعه التوبة.
__________
(1) الترمذي (1/78) [برقم (55)]، وانظر صحيح الترمذي (1/18). (ق).(1/65)
والزمن الذي لا تقبل فيه التوبة هو حين الغرغرة؛ لقوله ^: =إن الله عز وجل يقبل توبة العبد ما لم يغرغر+(1)؛ والغرغرة هي: وصول الروح الحلقوم, وحين طلوع الشمس من مغربها؛ لقوله ^: =من تاب قبل أن تطع الشمس من مغربها تاب الله تعالى عليه+(2).
قوله: =المتطهرين+ جمع متطهر؛ صفة مبالغة، والطهارة هي النظافة ورفع الحدث أو إزالة النجس.
ولما كانت التوبة طهارة الباطن عن أدران الذنوب، والوضوء طهارة الظاهر عن الأحداث المانعة عن التقرب إلى الله تعالى، ناسب الجمع بين هذا الحديث وقوله تعالى: { } تمت ( { { - - - - - (- رضي الله عنه -( - - رضي الله عنه -((( - } { قرآن كريم ( - - - - - - (- رضي الله عنه -( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ((( - ( - - - (- رضي الله عنه - - ( - ( - - - } (3).
15 – (3) =سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ, أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إلاَّ أَنْتَ, أَسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إلَيْكَ+(4).
- صحابي الحديث هو أبو سعيد الخدري؛ سعد بن مالك رضي الله عنه.
قوله: =سبحانك اللهم وبحمدك+ سبحان اسم أقيم مقام المصدر وهو التسبيح، منصوب بفعل مضمر تقديره أسبحك تسبيحاً؛ أي: أنزهك تنزيهاً من كل السوء والنقائص، وقيل: تقديره أسبحك تسبيحاً مقترناً بحمدك.
قوله: =أستغفرك+ أي: أطلب مغفرتك+.
قوله: =أتوب إليك+ أي: أرجع إليك.
وجاء في نهاية الحديث؛ قوله ^ في جزاء مَن قال هذا الذكر: =كتب في رق ثم طبع بطابع، فلم يكسر إلى يوم القيامة+.
10 – الذِّكْرُ عِنْدَ الخُرُوجِ مِنَ المَنْزِلِ
__________
(1) رواه الترمذي برقم (3537)، وابن ماجة برقم (4253)، وصححه الألباني، انظر صحيح الجامع برقم (1903). (م).
(2) رواه مسلم برقم (2703). (م).
(3) سورة البقرة, الآية: 222.
(4) النسائي في عمل اليوم والليلة (ص 173) [برقم (81)]، وانظر إرواء الغليل (1/135) و(3/94). (ق).(1/66)
16 – (3) =بِسْمِ اللهِ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللهِ، وَلاَ حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ باللَّهِ+(1).
- صحابي الحديث هو أنس بن مالك رضي الله عنه.
وجاء في نهاية الحديث؛ قوله ^: =يُقال له: كُفِيتَ وَوُقِيتَ وهُدِيتَ، وتنحَّى عنه الشيطان، فيقول لشيطان آخر: كيف لك برجلٍ قد هُدي وكفي ووقي؟+.
قوله: =بسم الله+ أي: بسم الله أخرج.
قوله: =توكلت على الله+ أي: فوضت جميع أموري إليه سبحانه وتعالى.
قوله: =يقال له+ يجوز أن يكون القائل هو الله تعالى، ويجوز أن يكون ملك من الملائكة.
قوله: =كفيت+ أي: صرف عنك الشر.
قوله: =ووقيت+ أي: حفظت عن الأشياء الخفية عنك من الأذى والسوء.
قوله: =وهديت+ إلى طريق الحق والصواب، حيث وفقت على تقديم ذكر الله تعالى، ولم تزل مهدياً في جميع أفعالك، وأقوالك، وأحوالك.
قوله: =وتنحى عنه+ أي: بعد عنه الشيطان، +فيقول لشيطان آخر+ يَقْصِدُ أذاه، وإخلاله: =كيف لك برجل+ يعني: ما بقي لك يد في رجل قد هُدي بذكر الله، وكُفي شرك، وَوقي من مكرك وكيدك.
17 – (2) =اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أَضِلَّ, أوْ أُضَلَّ، أوْ أَزِلَّ, أوْ أُزَلَّ, أوْ أَظْلِمَ, أوْ أُظْلَمَ, أوْ أجْهَلَ, أوْ يُجْهَلَ عَلَيَّ+(2).
- صحابية الحديث هي أم سلمة؛ هند بنت أبي أمية المخزومية – زوج النبي ^ - رضي الله عنها.
قوله: =أنْ أَضِلَّ+ أي: أن أضل في نفسي، والضلال الذي هو نقيض الهدى، وفي الأصل ضل الشيء إذا ضاع، وضل عن الطريق إذا حار.
قوله: =أو أُضَل+ أو أن يضلني غيري.
__________
(1) أبو داود (4/325) [برقم (5094)]، والترمذي (5/490) [برقم (3427)]، وانظر صحيح الترمذي (3/151). (ق).
(2) أهل السنن [أبو داود برقم (5094)، والترمذي برقم (3427)، والنسائي (8/268)، وابن ماجة برقم (3884)]، وانظر صحيح الترمذي (3/152)، وصحيح ابن ماجة (2/336). (ق).(1/67)
قوله: =أو أَزِلَّ أو أُزَلَّ+ كلاهما من الزلة؛ أي: الخطأ؛ ومعنى الأول: أن أخطئ من نفسي أو أوقع غيري به، ومعنى الثاني: أن يوقعني غيري فيه.
قوله: =أو أَظلِم، أو أُظلَم+ من الظلم, وهو وضع الشيء في غير محله؛ معنى الأول: أن أظلم غيري، أو نفسي، ومعنى الثاني: أن يظلمني غيري.
قوله: =أو أَجهل, أو يُجهل عليَّ+ معنى الأول: أن أفعل فعل الجهلاء، أو أشتغل في شيء لا يعنيني، ومعنى الثاني: أن يجهل غيري علي؛ بأن يقابلني مقابلة الجهلاء بالسفاهة، والمجادلة...، ونحوهما.
وفي هذا تعليم لأمته ^، وبيان الطريقة في كيفية استعاذتهم عند خروجهم من منازلهم.
11 – الذِّكْرُ عِنْدَ دُخُولِ المَنْزِلِ
18 - =بِسْمِ اللهِ وَلَجْنَا، وبِسْمِ اللهِ خَرَجْنَا، وعَلَى اللَّهِ رَبِّنا تَوَكَّلْنَا، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ عَلَى أهْلِهِ+(1).
- صحابي الحديث هو أبو مالك الأشعري؛ مختلف في اسمه؛ قيل: عبيد، وقيل: عبدالله، وقيل: عمرو، وقيل: كعب بن كعب، وقيل: عامر بن الحارث رضي الله عنه.
قوله: =بسم الله ولجنا+ أي: دخلنا.
قوله: =بسم الله خرجنا+ أي: كان خروجنا أيضاً على ذكر الله تعالى.
قوله: =وعلى الله ربنا توكلنا+ أي: معتمدين في دخولنا وخروجنا، وفي كل أمرنا على الله ربنا عز وجل.
__________
(1) أخرجه أبو داود (4/325) [برقم (5096)]، وحسن إسناده العلامة ابن باز في =تحفة الأخيار+ (ص 28)، وفي =الصحيح+: =إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء+ مسلم برقم (2018). (ق).
... وقال الشيخ الألباني رحمه الله في تعليقه على =الكلم الطيب+، على هذا الحديث برقم (62): =إسناده صحيح؛ ثم بدا لي أنه منقطع؛ كنت ذكرته في بعض الأحاديث التي استشهدت بها، ثم بينت ذلك في حديث آخر بهذا السند في الضعيفة (5606)، وذكرت هناك أن الحافظ ابن حجر استغرب هذا الحديث وضعفه لعلة أخرى غير قادحة، وأنه تنبه للانقطاع في حديث آخر!!+ (م).(1/68)
قوله: =ثم يسلم على أهله+ أي: أهل بيته؛ يقول لهم: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
12 – دُعَاءُ الذَّهَابِ إلَى المَسْجِدِ
19 - =اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُوراً، وَفِي لِسَانِي نُوراً، وَفِي سَمْعِي نُوراً، وَفِي بَصَرِي نُوراً، ومِنْ فَوْقِي نُوراً، وَمِنْ تَحْتِي نُوراً، وَعَنْ يَمِينِي نُوراً، وَعَنْ شِمَالِي نُوراً، وَمِنْ أمَامِي نُوراً، وَمِنْ خَلْفِي نُوراً، واجْعَلْ في نَفْسِي نُوراً، وأعْظِمْ لِي نُوراً، وَعَظِّمْ لِي نُوراً، واجْعَلْ لِي نُوراً، وَاجْعَلْنِي نُوراً، اللَّهُمَّ أعْطِنِي نُوراً، واجْعَلْ فِي عَصَبِي نُوراً، وَفِي لَحْمِي نُوراً، وَفِي دَمِي نُوراً، وفِي شَعْرِي نُوراً، وفِي بَشَرِي نُوراً+(1).
[=اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي نُوراً فِي قَبْرِي... ونُوراً فِي عِظَامِي]+(2) [=وَزِدْنِي نُوراً، وَزِدْنِي نُوراً، وَزِدْنِي نُوراً]+ (3) [=وَهَبْ لِي نُوراً عَلَى نُورٍ]+ (4).
صحابي الحديث هو عبدالله بن عباس رضي الله عنه.
قال القرطبي رحمه الله تعالى: =هذه الأنوار التي دعا بها رسول الله ^ يمكن حملها على ظاهرها؛ فيكون سأل الله تعالى أن يجعل له في كل عضو من أعضائه نوراً، يستضيء به يوم القيامة في تلك الظلم، هو ومن تبعه أو مَن شاء الله منهم.
والأولى أن يقال: هي مستعارة للعلم والهداية؛ كما قال تعالى:
__________
(1) جميع هذه الخصال في البخاري (11/116) برقم (6316)، ومسلم (1/526، 529، 530) برقم (763). (ق).
(2) الترمذي برقم (3419)، (5/483). (ق).
(3) أخرجه البخاري في =الأدب المفرد+ برقم (695)، (ص 258)، وصحح إسناده الألباني في =صحيح الأدب المفرد+ برقم (536). (ق).
(4) ذكره ابن حجر في فتح الباري وعزاه إلى ابن أبي عاصم في كتاب الدعاء، وانظر الفتح (11/118)، وقال: فاجتمع من اختلاف الروايات خمس وعشرون خصلة. (ق).(1/69)
{ - عليه السلام - قرآن كريم ( - - ( - - فهرس - - رضي الله عنه -( - - قرآن كريم ( الله أكبر صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله (( مقدمة ( فهرس - { - } (1)، وقوله تعالى: { - - - جل جلاله -( - - رضي الله عنهم -(- رضي الله عنهم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( مقدمة - - - - جل جلاله - - قرآن كريم ( الله أكبر (((( - - رضي الله عنه - - (( مقدمة ( - - (( ( } - } - جل جلاله - - - - } (2).
والتحقيق في معناه أن النور مُظهِرٌ ما نسب إليه، وهو يختلف بحسبه، فنور السمع مظهر للمسموعات، ونور البصر كاشف للمبصرات، ونور القلب كاشف عن المعلومات، ونور الجوارح ما يبدو عليها من أعمال الطاعات+.
قال الطيبي رحمه الله: =معنى طلب النور للأعضاء عضواً عضواً؛ أن يتحلى بأنوار المعرفة والطاعات ويتعرى عما عداهما؛ فإن الشياطين تحيط بالجهات الست بالوساوس، فكان التخلص منها بالأنوار السادَّة لتلك الجهات.
وكل هذه الأمور راجعة إلى الهداية والبيان وضياء الحق، وإلى ذلك يرشد قوله تعالى: { ( - - - ( - قرآن كريم ( الله أكبر ( المحتويات } - عليه السلام - قرآن كريم (- رضي الله عنهم - - - - - - - ((( - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } إلى قوله تعالى:
{ ( - قرآن كريم - الله أكبر - - فهرس - - رضي الله عنه -( - - قرآن كريم ( الله أكبر - ( - ( - - عليه السلام - - ( - - - (( فهرس ( - قرآن كريم ( - ( - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله (( - - - رضي الله عنه -( - - } (3).
13 – دُعَاءُ دُخُولِ المَسْجِدِ
2 - =أعُوذُ باللهِ العَظِيمِ، وَبِوَجْهِهِ الكَرِيمِ، وسُلْطَانِهِ القَدِيمِ، مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ+(4).
__________
(1) سورة الزمر، الآية: 22.
(2) سورة الأنعام، الآية: 122.
(3) سورة النور، الآية: 35.
(4) أبو داود [برقم (466)]، وانظر صحيح الجامع برقم (4591). (ق).(1/70)
- صحابي الحديث هو عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
وجاء في نهاية الحديث قوله ^: =فإذا قال ذلك، قال الشيطان: حُفظ مني سائر اليوم+.
قوله: =بوجهه الكريم+ العرب تطلق الكريم على الشيء النافع الذي يدوم نفعه، ويسهل تناوله، وكل شيء يشرف في بابه؛ فإنهم يصفونه بالكرم، ولا يستعمل الكرم في وصف أحد إلا في المحاسن الكثيرة، والعرب تقول: كرَّم الله وجهك؛ أي: أكرمك، ويستعمل الوجه في أشرف ما يقصد، وأعظم ما يُبتغى، ووجه الله الكريم أشرف ما يتوجه إليه، وأكرم ما يتوسل به.
[قال المصحح: ووجه الله الكريم يليق بجلاله وهو صفة من صفاته الذاتية لا يشبهه في ذلك أحداً من خلقه، { { { ( - - - (( مقدمة ( - ( الله ( - - - (((( - ( - عليه السلام - قرآن كريم ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( - ( - - - - - - ( - - ((- رضي الله عنه - - ( - - - } ] (1).
قوله: =وسلطانه القديم+ السلطان في الأصل الحجة، والمراد به هاهنا قهره وقدرته الباهرة القديمة.
ومعنى اختصاص وجه الله الكريم، وسلطانه القديم بالذكر عند الاستعاذة؛ أن التعوذ إنما يصح بمن انتهى كرمه، وعلا شأنه، وكملت قدرته، فلا يَخْذِلُ المستعيذ به، ولا يُسْلِمُهُ, ولا يُخيبُ رجاءه، ولا يعجز عن أمره، ولا يحيل إلى غيره، وذلك بما لا يوجد إلا عند الله، ولا ينال إلا منه سبحانه وتعالى.
قوله: =الرجيم+ أي: المطرود من رحمة الله تعالى.
قوله: =سائر اليوم+ أي: جميع اليوم.
__________
(1) المصحح].(1/71)
=بسم اللهِ، وَالصَّلاةُ+(1). =[وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ الله](2)+، =اللُّهُمَّ افْتَحْ لِي أبْوَابَ رَحْمَتِكَ+(3).
[قال المصحح: البسملة والصلاة من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، والسلام وطلب فتح أبواب الرحمة من حديث أبي هريرة رضي الله عنه] (4).
قوله: =الصلاة والسلام على رسول الله+ ومعنى الصلاة على النبي ^ في جميع المواضع، ذكره في الملأ الأعلى، وقيل: تعظيمه في الدنيا بإعلاء كلمته، وإحياء شريعته، وفي الآخرة برفع درجته، وتشفيعه لأمته.
قوله: =أبواب رحمتك+ أي: أنواع رحمتك.
14 – دُعَاءُ الخُرُوجِ مِنَ المَسْجِدِ
21 - +بِسْمِ اللَّهِ وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ، اللَّهُمَّ اعْصِمْنِي مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيم+(5).
- البسملة والصلاة من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، والسلام وطلب الفضل من حديث أبي حميد وأبي أسيد، وطلب العصمة من حديث أبي هريرة رضي الله عنهم جميعاً.
__________
(1) رواه ابن السني برقم (88)، وحسنه الألباني. (ق).
(2) أبو داود (1/126) [برقم (465)]، وانظر صحيح الجامع (1/528) [برقم (514)]. (ق).
(3) مسلم (1/494) [برقم (713)]، وفي سنن ابن ماجة من حديث فاطمة رضي الله عنها: =اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك+، وصححه الألباني لشواهده، انظر: صحيح ابن ماجة (1/128 – 129). (ق).
(4) المصحح].
(5) انظر تخريج روايات الحديث السابق رقم (20)، وزيادة: =اللهم اعصمني من الشيطان =
= الرجيم+ لابن ماجة [برقم (773)]، وانظر صحيح ابن ماجة (1/129). (ق).(1/72)
قال الطيبي رحمه الله تعالى: =لعل السر في تخصيص الرحمة بالدخول والفضل بالخروج؛ أن من دخل اشتغل بما يزلفه إلى ثوابه وجنته، فيناسب ذكر الرحمة، وإذا خرج اشتغل بابتغاء الرزق الحلال فناسب ذكر الفضل؛ كما قال تعالى: { } - - صلى الله عليه وسلم -( - ((- رضي الله عنه - - الله أكبر - - - ( - (( ((( - - } - - } - قرآن كريم ((- رضي الله عنه - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - (( - ( ( - - - } (1).
قوله: =اعصمني+ أي: احفظني وقني.
15 – أذْكَارُ الأَذَانِ
22 – (1) يَقُولُ مِثْلَ مَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ إلاَّ فِي =حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ وَحَيَّ عَلَى الفَلاَحِ+ فَيَقُولُ: =لاَ حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ+(2).
فالحديث المتفق عليه الذي أشار إليه المصنف؛ هو قوله ^: =إذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ؛ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ+.
وهو من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
وأما الحديث الذي ذُكر فيه الحيعلة والتفصيل؛ فهو من رواية مسلم(3)، وهو قوله ^: =إذا قال: الله أكبر الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمداً رسول الله، قال: أشهد أن محمداً رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حي على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله، قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة+.
من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
قوله: =إذا سمعتم النداء+ أي: الأذان.
قوله: =ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله+ أي: ثم قال المؤذن.
__________
(1) سورة الجمعة, الآية: 10.
(2) البخاري (1/152) [برقم (611)]، ومسلم (1/288) [برقم (383)]. (ق).
(3) رواه مسلم برقم (385). (م).(1/73)
قوله: =قال: أشهد أن لا إله إلا الله+ أي: قال أحدكم... إلى آخره.
قوله: =حي على الصلاة+ أي: هلموا إليها.
قوله: =حي على الفلاح+ أي: أسرعوا إلى الفوز والنجاح والنجاة.
قوله: =من قلبه+ أي: خالصاً مخلصاً من قلبه، ودل هذا على أن الأعمال يشترط لها الإخلاص، ولا عمل بدون الإخلاص؛ لأن الأصل في القول والفعل الإخلاص، قال تعالى: { - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - (- صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - صدق الله العظيم ( { } - - صلى الله عليه وسلم -( - ( تمهيد ((- عليه السلام - - ( - { - - - - رضي الله عنه -((((( - ( - ( - ( - - - - رضي الله عنه -(((- صلى الله عليه وسلم - - - - - } (1).
فالحديث الأول عام مخصوص بحديث عمر – رضي الله عنه -.
والمراد منه أن نقول مثل ما قاله غير الحيعلتين؛ فإنه يقول بعد قوله: حي على الصلاة وحي على الفلاح: لا حول ولا قوة إلا بالله.
وأما قول المؤذن: الصلاة خير من النوم فلم يرد شيء في القول بمثل ما يقول أو غير ذلك، فتبقى على العموم، أو على عدم ذكر شيء عند سماعها، وهو الأرجح؛ لأنها مما زيد على ألفاظ الأذان في أذان الفجر فقط؛ فيحتاج القول بمثل ما يقول المؤذن عند سماعها إلى دليل، ولا دليل على ذلك.
[قال المصحح: والصواب أن المستمع للأذان إذا سمع المؤذن يقول: الصلاة خير من النوم في أذان الفجر يقول مثل ما يقول المؤذن: =الصلاة خير من النوم+؛ لأن النبي × قال: =إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن+](2).
__________
(1) سورة البينة, الآية: 5.
(2) البخاري برقم 611، ومسلم، برقم 383، وانظر الشرح الممتع على زاد المستقنع لابن عثيمين 2/84]. [المصحح].(1/74)
واعلم أن إجابة المؤذن اختلف فيها؛ هل هي واجبة بالحديثين المتقدمين، أم هي سنة لحديث عائشة – رضي الله عنها -: أن رسول الله × كان إذا سمع المؤذن يتشهد، قال: =وَأنَا وأنَا+(1)؟! والأظهر القول بسنِّيَّتها، والله أعلم.
23 – (2) يقولُ: =وأنَا أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلا اللهُ وحْدَهُ لا شَرِيْكَ لهُ، وأنَّ مُحمَّداً عبدُهُ ورَسُولُهُ، رَضِيتُ بالله رَبًّا، وبمُحَمَدٍ رَسُولاً، وبالإسْلامِ دِيناً+(2) =يَقُولَ ذَلِكَ عَقِبَ تَشَهُّدِ المُؤَذِّنِ+(3).
- صحابي الحديث هو سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه - .
قوله: =رضيت بالله ربًّا+ أي: ملكاً ومالكاً ومتصرفاً ومدبراً... [وإلهاً حقاً] (4).
قوله: =وبمحمدٍ رسولاً+ أي: رسولاً من عند الله – تعالى -؛ فأتابعه بكل ما جاء به؛ أأتمر بأمره وأنتهي عما نهى.
قوله: =وبالإسلام ديناً+ أي: بأحكامه وشرائعه.
قوله: =يقول ذلك عقب تشهد المؤذن+ أي: بعد قوله: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله+.
ليس هذا اللفظ لفظ رواية ابن خزيمة – رحمه الله – إنما لفظه هو, قوله ×: =من سمع المؤذن يتشهد...+.
24 – (3) =يُصَلِّي عَلَى النَّبِي ^ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ إجَابَةِ المُؤَذِّنِ+(5).
هذا من حديث عبدالله بن عمرو – رضي الله عنهما – أنه سمع النبي × يقول: =إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاة، صلى الله عليه بها عشراً، ثم سلوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلة في الجنة، لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة، حلت له الشفاعة+.
__________
(1) رواه أبو داود برقم (526)، وصححه الألباني، انظر: =صحيح الجامع+ برقم (4742). (م).
(2) مسلم (1/290) [برقم (386)]. (ق).
(3) ابن خزيمة (1/220) [برقم (422)]. (ق).
(4) المصحح].
(5) مسلم (1/288) [برقم (384)]. (ق).(1/75)
قوله: =ثم صلوا عليَّ+ أي: بعد الفراغ من إجابة المؤذن صلوا علي؛ وإنما أمر بالصلاة عليه عقب الإجابة؛ لأن الإجابة دعاء وثناء، ولا يقبل الدعاء إلا بالصلاة عليه، لقوله ×: =كل دعاء محجوب حتى يُصَلِّي على النبي ×+(1).
قوله: =فإنه+ أي: فإن الشأن أن =من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشراً+، كما جاء عنه × أنه قال: =من صلى علي صلاة صلى الله عليه عشراً، وحطت عنه عشر خطيئات، ورفعت له عشر درجات+(2).
قوله:=ثم سلوا الله لي الوسيلة+ والوسيلة ما يتقرب به إلى الغير؛ يقال: وَسَلَ فلان إلى ربه وسيلة، وتوسل إليه بوسيلة، إذا تقرب إليه بعمل، والمراد بها في الحديث منزلة في الجنة، حيث فسرها ^ بقوله: =فإنها منزلة في الجنة+.
قوله: =لا تنبغي+ أي: هذه الوسيلة =إلا لعبد+ واحد، =من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو+.
قوله: =حلت له+ أي: وجبت له =الشفاعة+؛ أي: شفاعتي.
25 – (4) يَقُولُ: =اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلاةِ القَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّداً الوَسِيْلَةَ والفَضِيْلَةَ، وابْعَثْهُ مَقَاماً مَحْمُوداً الَّذِي وَعَدْتَهُ، [إنَّكَ لا تُخْلِفُ المِيْعَادِ]+ (3).
- صحابي الحديث هو جابر بن عبدالله رضي الله عنهما.
__________
(1) الحديث حسنه الألباني، انظر =الصحيحة+ برقم (2035). (م).
(2) رواه النسائي في =عمل اليوم والليلة+ برقم (362 – 363)، وصححه الألباني، انظر =صحيح الجامع+ برقم (6359). (م)
(3) البخاري (1/152) [برقم (614)]، وما بين المعكوفتين للبيهقي (1/410)، وحسن إسناده العلامة عبدالعزيز بن باز في تحفة الأخيار (ص 38). (ق).
... وقال الشيخ الألباني رحمه الله عن هذه الزيادة التي للبيهقي رحمه الله: =هي شاذة؛ لأنها لم ترد في جميع طرق الحديث عن علي بن عياش، اللهم إلا في رواية الكشميني لصحيح البخاري خلافاً لغيره، فهي شاذة أيضاً لمخالفتها لروايات الآخرين للصحيح..+ انظر: الإرواء (1/261). (م).(1/76)
قوله: =رب هذه الدعوة التامة+ والمراد دعوة التوحيد؛ وقيل لدعوة التوحيد تامة لأن الشرك نقص، أو التامة التي لا يدخلها تغيير ولا تبديل، بل هي باقية إلى يوم النشور، أو لأنها هي التي تستحق صفة التمام وما سواها فمعرض للنقص.
قوله: =الصلاة القائمة+ أي: الدائمة.
قوله: =الوسيلة+ هي منزلة في الجنة.
قوله: =الفضيلة+ أي: المرتبة الزائدة على سائر الخلق.
قوله: =وابعثه مقاماً محموداً+ أي: ابعثه يوم القيامة فأقمه مقاماً يحمد القائم فيه.
قوله: =الذي وعدته؛ إنك لا تخلف الميعاد+ قال الطيبي رحمه الله: =المراد بذلك قوله: { - ( - } - رضي الله عنه -( تمت - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - - الله - رضي الله عنهم -(( - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنهم - - - - - عليه السلام - - - - جل جلاله - تم بحمد الله - - { - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - جل جلاله - - قرآن كريم ( - (- رضي الله عنه - } - } (1)، وأطلق عليه الوعد؛ لأن عسى من الله تعالى واقع+.
وجاء في نهاية الحديث؛ قوله ^ في جزاء من قالها: =حلت له شفاعتي+ أي: استحقت ووجبت أو نزلت عليه.
قال المهلب رحمه الله: =في الحديث الحض على الدعاء في أوقات الصلوات؛ لأنه حال رجال الإجابة+.
26 – (5) =يَدْعُو لِنَفْسِهِ بَيْنَ الأَذَانِ والإقَامَةِ؛ فَإنَّ الدُّعَاءَ حِيْنَئذٍ لا يُرَدُّ+(2).
... وهذا جاء في قوله ^: =لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة+.
... - صحابي الحديث هو أبو سعيد الخدري رضي الله عنه.
ولفظ الدعاء بإطلاقه شامل لكل دعاء، ولكن لابد من تقييده بما في الأحاديث الأخرى من أنه ما لم يكن دعاء بإثم أو قطيعة رحم أو اعتداء.
16 – دُعَاءُ الاسْتِفْتَاحِ
قوله: =الاستفتاح+ أي: افتتاح الصلاة.
__________
(1) سورة الإسراء, الآية: 79.
(2) الترمذي [برقم (212)]، وأبو داود [برقم (521)]، وأحمد [(3/119)]، وانظر: إرواء الغليل (1/262). (ق).(1/77)
27 – (1) =اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وبَيْنَ خَطَايَايَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ المَشْرِقِ والمَغْرِبِ، اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَايَ، كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَايَ، بالثَّلْجِ والمَاءِ والبَرَدِ+(1).
- صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
قوله: =خطاياي+ جمع خطيئة؛ وهي الذنب.
وإنما شبه بعدها ببعد المشرق والمغرب مبالغة في البعد؛ لأنه ما في المشاهدات أبعد مما بين المشرق والمغرب، فيكون المراد من المباعدة محو الذنوب، وترك المؤاخذة بها، أو المنع من وقوعها، والعصمة منها.
قوله: =اللهم نقني+ أي: نظفني =من خطاياي+ كما تنظف =الثوب الأبيض من الدنس+؛ شبه نظافة ذاته من الذنوب بنظافة الثوب الأبيض من الدنس؛ لأن زوال الدنس في الثوب الأبيض أظهر، بخلاف سائر الألوان؛ فإنه ربما يبقى فيه أثر الدنس بعد الغسل، ولم يظهر ذلك لمانع فيه بخلاف الأبيض، فإنه يظهر كل أثر فيه؛ والقصد من هذا التشبيه أن يقلع من الذنوب بالكلية، كقلع الدنس من الثوب الأبيض، بحيث لم يبق فيه أثر ما.
قوله: =اللهم اغسلني من خطاياي...+ إلى آخره، ذَكَرَ أنواع المطهرات المنزلة من السماء، التي لا يمكن حصول الطهارة الكاملة إلا بأحدها، تبياناً لأنواع المغفرة، التي لا يخلص من الذنوب إلا بها؛ أي: طهرني من الخطايا بأنواع مغفرتك، التي هي في تمحيص الذنوب نهاية هذه الأنواع الثلاثة في إزالة الأرجاس، ورفع الجنابة والأحداث.
والمعنى: كما جعلتها سبباً لحصول الطهارة، فاجعلها سبباً لحصول المغفرة؛ وبيان ذلك في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي ^: =إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن، فغسل وجهه، خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء+(2).
__________
(1) البخاري (1/181) [برقم (744)]، ومسلم (1/419) [برقم (598)]. (ق).
(2) رواه مسلم برقم (244). (م).(1/78)
28 – (2) =سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وتَبَارَكَ اسْمُكَ، وتَعَالَى جَدُّكَ، ولاَ إلَهَ غَيْرُكَ+(1).
- صحابي الحديث هو أبو سعيد الخدري رضي الله عنه، وعائشة رضي الله عنها.
قوله: =وبحمدك+ أي: أحمد بحمدك، أو تقديره: وبحمدك سبَّحتك، ووفِّقْتُ لذلك.
قوله: =وتبارك+ من البركة، وهي الكثرة والاتساع، وتبارك؛ أي: تعالى وتعظم، وكثرت بركاته في السماوات والأرض، إذ به تقوم، وبه تستنزل الخيرات.
قوله: =وتعالى+ أي: علا وارتفع.
قوله: =جدك+ أي: عظمتك.
29 – (3) =وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَوَاتِ والأرْضَ حَنِيفاً ومَا أنَا مِنَ المُشْرِكينَ، إنَّ صَلاتِي، وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ، ومَمَاتِي للَّهِ رَبِّ العَالَمينَ، لا شَرِيْكَ لَهُ، وبِذَلِكَ أُمِرْتُ، وأَنَا مِنَ المُسْلِمينَ. اللَّهُمَّ أنْتَ الْمَلِكُ لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ، أنْتَ رَبِّي، وأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، واعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي فَاغْفِر لِي ذُنُوبِي جَمِيعاً إنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أنْتَ، وَاهْدِنِي لأحْسَنِ الأخْلاَقِ لاَ يَهْدِي لأحْسَنِهَا إلاَّ أنْتَ، واصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا لا يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إلاَّ أنْتَ، لَبَّيْكَ وسَعْدَيْكَ، والْخَيْرُ كُلُّهُ بِيَدَيْكَ، والشَّرُّ لَيْسَ إليْكَ، أنَا بِكَ وإلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وتَعَالَيْتَ، أسْتَغْفِرُكَ وأتُوْبُ إلَيْكَ+(2).
- صحابي الحديث هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
قوله: =وجهت وجهي+ أي: أخلصت ديني وعملي، وقيل: قصدت بعبادتي =الذي فطر السماوات والأرض+ أي: خلق السماوات والأرض.
__________
(1) أخرجه أصحاب السنن الأربعة [أبو داود برقم (775 و776), والترمذي برقم (242 =
= و432)، والنسائي (2/133)، وابن ماجة برقم (804 و806)]، وانظر: صحيح الترمذي (1/77)، وصحيح ابن ماجة (1/135). (ق).
(2) أخرجه مسلم (1/534) [برقم (771)]. (ق).(1/79)
قوله: =حنيفاً+ أي: مستقيماً مخلصاً؛ معناه: مائلاً إلى الدين الحق، وهو الإسلام؛ وأصل الحنف الميل، ويكون من الخير والشر، وينصرف إلى ما تقتضيه القرينة.
وقال أبو عبيد – رحمه الله -: =الحنيفي عند العرب من كان على دين إبراهيم+.
قوله: =وما أنا من المشركين+ بيان الحنيف، وإيضاح معناه.
و=المشرك+ يطلق على كل كافر من عابد وثن وصنم ويهودي، ونصراني، ومجوسي، ومرتدٍّ، وزنديق... وغيرهم.
قوله: =إن صلاتي+ أي: عبادتي.
قوله: =نسكي+ أي: تقربي كله، وقيل: ذبحي.
وجمع بين الصلاة والذبح، كما في قوله تعالى: { (- صلى الله عليه وسلم - - - ( - ( - رضي الله عنهم - - ( فهرس - - عليه السلام - - ( - ( - - عليه السلام -- رضي الله عنه -(- عز وجل - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } (1)، وقيل: صلاتي وحجي.
قوله: =ومحياي ومماتي+ أي: وما أتيه في حياتي، وأموت عليه من الإيمان والعمل الصالح =لله رب العالمين+ خالصة لوجهة =لا شريك له، وبذلك+ من الإخلاص =أمرت+ من الله تعالى، =وأنا من المسلمين+.
قوله: =ظلمت نفسي+ بأن أوردتها موارد المعاصي.
قوله: =واعترفت بذنبي+ والاعتراف بالذنب بمنزلة الرجوع منه، قدمه على سؤال المغفرة أدباً، كما قال آدم وحواء – صلوات الله عليهما وسلامه: { - صدق الله العظيم - - - - - عليه السلام - - ( - - عليه السلام - - - - - - جل جلاله -( - - - - ( - - عليه السلام - - - - (( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - تمت ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( بسم الله الرحمن الرحيم { - ( - (((( - - - - عليه السلام - - - - - - - جل جلاله -( - - مقدمة ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } ( - ( قرآن كريم ( - - عليه السلام - - - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - صدق الله العظيم - ( - ( - (- رضي الله عنهم - - ( - - - } (2).
__________
(1) سورة التكوير, الآية: 1.
(2) سورة الأعراف, الآية: 23.(1/80)
قوله: =واهدني+ أي: ارشدني ووفقني =لأحسن الأخلاق+ أي: لصوابها.
قوله: =واصرف عني سيئها+ أي: سيء الأخلاق؛ أي: قبيحها.
قوله: =لبيك+ من اللب بالمكان إذا أقام به ولزمه؛ ومعناها: أنا مقيم على طاعتك.
قوله: =وسعديك+ أي: إسعاداً بعد إسعاد.
قوله: =والشر ليس إليك+ اعلم أن مذهب أهل الحق أن جميع الكائنات خيرها وشرها، نفعها وضرها، كلها من الله سبحانه وتعالى، وبإرادته وتقديره هو – سبحانه وتعالى – وقد اختلف العلماء في تفسيره، على عدة أقوال:
الأول: أن معناه: والشر لا يُتقرَّب به إليك – هو الأشهر -.
والثاني: لا يصعد إليك، إنما يصعد الكلم الطيب.
والثالث: لا يضاف إليك أدباً؛ فلا يقال: يا خالق الشر، وإن كان خالقه، كما لا يقال: يا خالق الخنازير، وإن كان خالقها.
والرابع: ليس شرًّا بالنسبة إلى حكمتك؛ فإنك لا تخلق شيئاً عبثاً – وهذا قوي – والله أعلم.
قوله: =أنا بك وإليك+ أي: بك أستجير، وإليك ألتجئ، وبك أحيا وأموت، وإليك المرجع والمصير، أو أنا قائم بك؛ لأن جميع الموجودات الممكنة قائمة بك، وراغب إليك...، ونحو ذلك من التقديرات.
قوله: =تباركت+: استحققت الثناء العظيم المتزايد.
قوله: =وتعاليت+ أي: تعظمت عن مُتَوهم الأوهام، ومتصور الأفهام، وعن كل النقائص.
30 – (4) =اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرَائيلَ, ومِيكَائيْلَ, وإسْرَافيْلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ، عَالِمَ الغَيْبِ والشَّهَادَةِ، أنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الحَقِّ بإذْنِكَ، إنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ+(1).
- صحابية الحديث هي عائشة رضي الله عنها.
__________
(1) أخرجه مسلم (1/534) [برقم (770)]. (ق).(1/81)
قوله: =رب جبريل وميكائيل وإسرافيل+ إنما خصص هؤلاء بالذكر من بين سائر المخلوقات، كما جاء في القرآن والسنة من نظائره؛ من الإضافة إلى كل عظيم المرتبة، وكبير الشأن، ودون ما يستحقر ويستصغر؛ فيقال له: سبحانه رب السماوات والأرض، ورب العرش الكريم، ورب الملائكة والروح، ورب المشرقين والمغربين، ورب الناس ورب كل شيء، فاطر السماوات والأرض، خالق السماوات والأرض، وكل ذلك وشبهه وصف له سبحانه وتعالى بدلائله العظيمة، وعظيم القدرة والملك.
ومعنى =جبريل+ عبدالله؛ لأن =جبر+ معرب =كبر+ وهو العبد، و=ائيل+ هو الله تعالى، وهو: أي: جبرائيل – ملك متوسط بين الله ورسله، وهو أمين الوحي، وكذلك =ميكائيل وإسرافيل+ معناهما عبدالله، قيل: إنما خص هذه الملائكة تشريفاً لهم.
قوله: =عالم الغيب والشهادة+ أي: ما غاب عن العباد وما شاهدوه.
قوله: =اهدني لما اختلف فيه من الحق+ أي: وفقني إلى الحق الذي اختُلف فيه وثبتني عليه.
قوله: =بإذنك+ أي: بتيسيرك وفضلك.
قوله: =إلى صراط مستقيم+ أي: طريق الحق والصواب.
31 – (5) =اللهُ أكْبَرُ كَبيراً، اللهُ أكْبَرُ كَبيراً، اللهُ أكْبَرُ كَبيراً، والحَمْدُ للَّهِ كَثيراً، والحَمْدُ للَّهِ كَثِيراً، وَالحَمْدُ للَّهِ كَثِيراً، وَسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وأصِيلاً (ثَلاثاً) أعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ: مِنْ نَفْحِهِ وَنَفْثِهِ، وهَمْزِهِ+(1).
- صحابي الحديث هو جبير بن مطعم رضي الله عنه.
قوله: =الله أكبر كبيراً+ أي: كبرت كبيراً، ويجوز أن يكون حالاً مؤكدة، أو مصدراً بتقدير تكبيراً كبيراً.
قوله: =كثيراً+ أي: حمداً كثيراً.
قوله: =بكرة وأصيلاً+ أي: أول النهار وآخره.
__________
(1) أخرج أبو داود برقم (1/203) [برقم (764)]، وابن ماجه (1/265) [برقم (807)]، وأحمد (4/85)، وأخرجه مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما بنحوه، وفيه قصة (1/420) [برقم (601)]. (ق).(1/82)
قوله: =نفخه+ فسرها الراوي بالكبر؛ وإنما فسر النفخ بالكبر؛ لأن المتكبر يتعاظم لا سيما إذا مدح.
قوله: =نفثه+ فسرها الراوي بالشعر؛ وإنما كان الشعر من نفثة الشيطان؛ لأنه يدعو الشعراء المداحين الهجائين المعظمين المحقرين...، وقيل: المراد شياطين الإنس؛ وهم الشعراء الذين يختلقون كلاماً لا حقيقة له.
والنفث في اللغة: قذف الريق وهو أقل من التفل.
قوله: =همزه+ فسرها الراوي بالموتة؛ والمراد بها هنا الجنون.
والهمز في اللغة: العصر، يقال: همزت الشيء في كفي؛ أي: عصرته.
32 – (6) =اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ(1) أنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ ومَنْ فِيهنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّماواتِ والأرْضِ ومَنْ فيهنَّ، [وَلَكَ الحَمْدُ أنْتَ رَبُّ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ ومَنْ فِيهنّ]، [وَلَكَ الحَمْدُ لَكَ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ ومَنْ فِيهنّ] [وَلَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ] [وَلَكَ الحَمْدُ] [أنْتَ الحَقُّ، وَوَعْدُكَ الحَقُّ, وقَوْلُكَ الحَقُّ, ولِقَاؤُكَ الحَقُّ, والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ ^ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ] [اللَّهُمَّ لَكَ أسْلَمْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وبِكَ آَمَنْتُ, وإلَيْكَ أنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وإليْكَ حَاكَمْتُ. فاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، ومَا أخَّرْتُ، ومَا أسْرَرْتُ، ومَا أعْلَنْتُ] [أنْتَ المُقَدِّمُ، وأنْتَ المُؤَخِّرُ لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ] [أنْتَ إلَهِي لَا إِلَهَ إلاَّ أنْتَ]+ (2).
- صحابي الحديث هو عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
__________
(1) كان النبي ^ يقول إذا قام من الليل يتهجد. (ق).
(2) البخاري مع الفتح (3/3) و(11/116) و(13/371، 423، 465) [برقم (1120)]، ومسلم مختصراً بنحوه (1/532) [برقم (769)]. (ق).(1/83)
قوله: =أنت نور السماوات والأرض+ أي: إن كل شيء استنار منها واستضاء فبقدرتك، وأضاف النور إلى السماوات والأرض للدلالة على سعة إشراقه، وفشوا ضياءه، وعلى هذا فسر قوله تعالى: { ( - - - ( - قرآن كريم ( الله أكبر ( المحتويات } - عليه السلام - قرآن كريم (- رضي الله عنهم - - - - - - - ((( - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } (1).
وقد ثبت أن الله تعالى سمى نفسه: =النور+ بالكتاب والسنة، وقد ورد في الكتاب على صيغة الإضافة، وفي الحديث الصحيح(2) الذي جاء عن أبي ذر رضي الله عنه من غير إضافة، وذلك قوله ^: =نور أنى أراه+ حين سأله أبو ذر رضي الله عنه: =هل رأيت ربك؟+.
[قال المصحح: قوله ^: =نور أنَّى أراه+ معناه: حجابه نور فكيف أراه، وقد فسر ذلك الحديث الآخر الذي قال فيه النبي ^: =إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القسط ويرفعه، يُرفع إليه عمل الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل،حجابه النور+ وفي رواية: =النار، لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه+(3). فاسم النور بدون إضافة يحتاج إلى دليل، أما القرآن فقد جاء مضافاً نور السموات والأرض](4).
وقد أحصى أهل الإسلام =النور+ في جملة الأسماء الحسنى، وقد عرفنا من أصول الدين أن حقيقة ذلك ومعناه يختص بالله سبحانه، ولا يجوز أن يفسر بالمعاني المشتركة، وصح لنا إطلاقه على الله بالتوقيف.
[قال المصحح: سألت شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى: هل من أسماء الله النور؟ فقال: نور السموات والأرض] (5).
__________
(1) سورة النور, الآية: 35.
(2) رواه مسلم برقم (178). (م).
(3) رواه مسلم، برقم 179، المصحح].
(4) المصحح].
(5) المصحح].(1/84)
ونقول في بيان ما أشكل: إن الله تعالى سمى القمر نوراً، وسمى النبي نوراً، وهما مخلوقات، وبينهما مباينة ظاهرة في المعنى، فتسمية القمر بالنور للضوء المنتشر منه في الأبصار، وتسمية النبي ^ به للدلالات الواضحة، التي لاحَت منه للبصائر، وسمى القرآن نوراً لمعانيه التي تُخرج الناس عن ظلمات الكفر والجهالة، وسمى نفسه نوراً لما اختص به من إشراق الجلال، [وسبحات] العظمة، التي تضمحل الأنوار دونها.
وهذا الاسم على هذا المعنى لا استحقاق فيه لغيره سبحانه، بل هو المستحق له المدعو به: { ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( - - - (( - - } - - - ( - - ( - (- رضي الله عنه -( - - - ( فهرس قرآن كريم ((( - - - - ( - { - ( - } (1).
قوله: =أنت قيم السماوات+ أي: الذي يقوم بحفظها ومراعاتها، وحفظ من أحاطت به، واشتملت عليه، يؤتي كل شيء ما به قوامه، ويقوم على كل شيء من خلقه مما يراه من تدبيره.
قوله: =أنت رب السماوات والأرض+ أي: أنت مالك السماوات والأرض =ومن فيهن+ والرب يأتي بمعنى المالك والسيد والمطاع والمصلح.
قوله: =أنت الحق+ الحق اسم من أسماء الله – تعالى -؛ ومعناه: الموجود حقيقة، المتحقق وجوده وإلاهيته.
قوله: =ووعدك الحق+ أي: الثابت غير الباطل؛ قال الله تعالى: { - - - - جل جلاله -( - - عليه السلام - - - رضي الله عنهم - - ( الله أكبر ( { ((( تم بحمد الله - - رضي الله عنهم - - ( } - } - جل جلاله - - - - - الله ( قرآن كريم - عليه السلام - - ( - - صدق الله العظيم - - ( - - عليه السلام - - ( مقدمة - (( - - ( { { - - - - صدق الله العظيم ( - ( - ( - ( - - رضي الله عنهم - - - - رضي الله عنهم -( - ( - ( - - - } (2).
قوله: =وقولك الحق+ أي: غير كذب، بل هو صدق حقاً وجزماً.
قوله: =ولقاؤك الحق+ أي: واقع كائن لا محالة.
__________
(1) سورة الأعراف, الآية: 180.
(2) سورة آل عمران, الآية: 9.(1/85)
[قال المصحح: لقاء الله تعالى حق لا شك فيه، لكن على الوجه اللائق بالله تعالى، من غير تعطيل، ولا تحريف، ولا تكييف، ولا تمثيل، { { { ( - - - (( مقدمة ( - ( الله ( - - - (((( - ( - عليه السلام - قرآن كريم ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( - ( - - - - - - ( - - ((- رضي الله عنه - - ( - - - } (1). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: =أما اللقاء فقد فسره طائفة من السلف والخلف بما يتضمن المعاينة والمشاهدة بعد السلوك والمسير، وقال: إن لقاء الله يتضمن رؤيته سبحانه وتعالى... كما قال تعالى: { - - رضي الله عنهم - - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - ( صدق الله العظيم ( - - الله أكبر تمهيد { - - - رضي الله عنهم - - ( الله أكبر ( { (- رضي الله عنهم -( - - - - - - فهرس - ( { - رضي الله عنهم - - ( فهرس - - عليه السلام - - - } فهرس ( - - - ( مقدمة - ( { ( فهرس - ( - - ( } فذكر أنه يكدح إلى الله فيلاقيه، والكدح إليه: يتضمن السلوك والسير إليه، واللقاء يعقبهما...+](2).
قوله: =والجنة حق+ أي: موجودة مُعدَّة للمؤمنين.
قوله: =والنار حق+ موجودة مُعدَّة للكافرين.
قوله: =والنبيون حق+ أي: حق في أنهم من عند الله – تعالى – وأنهم أنبياء الله تعالى وعبيده.
قوله: =ومحمد حق+ أي: حق نبوته ورسالته، وأنه عبدالله ورسوله إلى العرب والعجم [والإنس والجن، ولا نبي بعده](3)، وإنما أفرد نفسه بالذكر، وإن كان داخلاً في النبيين، تنبيهاً على شرفه وفضله.
قوله: =والساعة حق+ أي: واقعة كائنة لا محالة، والمراد من الساعة هو الحشر والنشر.
قوله: =اللهم لك أسلمت+ أي: انقدتُ وأطعت.
قوله: =وبك آمنت+ أي: صدقت بك وبكل ما أخبرت وأمرت ونهيت.
فيه إشارة إلى الفرق بين الإيمان والإسلام.
__________
(1) سورة الشورى, الآية: 11.
(2) مجموع الفتاوى (6/461 – 475) (المصحح).
(3) المصحح].(1/86)
قوله: =وعليك توكلت+ أي: فوَّضت أمري إليك، واعتمدتُ في كل شأني عليك.
قوله: =وإليك أنبت+ أي: رجعت وأقبلت بهمتي وطاعتي إليك، وأعرضت عما سواك.
قوله: =وبك خاصمت+ أي: بك أحتج وأدافع، وأقاتل من عاند فيك، وكفر بك، وأقمعه بالحجة وبالسيف.
قوله: =وإليك حاكمت+ أي: رفعت محاكمتي إليك في كل من جحد الحق، وجعلتك الحكم بيني وبينه، لا غيرك مما كانت تحاكم إليه الجاهلية وغيرهم، من صنم وكاهن ونار وشيطان.. وغيرها، فلا أرضى إلا بحكمك، ولا أعتمد على غيرك.
قوله: =فاغفر لي ما قدمت وما أخرت+ أي: من الذنوب.
قوله: =وما أسررت+ بها، =وما أعلنت+ منها؛ أي: من المعاصي والذنوب.
معلوم أن النبي × مغفور له ومعصوم عن الذنوب؛ فيكون هذا تواضعاً منه وهضماً لنفسه، ويجوز أن يكون تعليماً لأمته، وإرشاداً إلى طريق الدعاء؛ لأنهم غير معصومين ومبتلون بالذنوب، والتقصير في الطاعة.
17 – دُعَاءُ الرُّكُوعِ
33 – (1) =سُبْحَانَ رَبِّي العَظِيمِ+ ثَلاثَ مَرَّاتٍ(1).
... - صحابي الحديث هو حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.
... قوله: =سبحان ربي العظيم+ أي: أنزهه وأقدسه عن كل النقائص.
... قوله: =ثلاث مرات+ أي: يقولها ثلاث مرات.
... ويستحب أهل العلم ألا ينقص الإنسان في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات.
34 – (2) =سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي+(2).
... - صحابية الحديث هي عائشة رضي الله عنها.
... بَوَّب البخاري رحمه الله على هذا الحديث: باب الدعاء في الركوع.
__________
(1) أخرجه أهل السنن [أبو داود برقم (871)، والترمذي برقم (262)، والنسائي (1/190)، وابن ماجة برقم (888)]، وأحمد (5/382، 394)، وانظر =صحيح الترمذي+ (1/83). (ق).
(2) البخاري (1/99) [برقم (794)]، ومسلم (1/350) [برقم (484)]. (ق).(1/87)
... قال الحافظ ابن حجر رحمه الله معلقاً على تبويب البخاري: =فقيل: الحكمة في تخصيص الركوع بالدعاء دون التسبيح – مع أن الحديث واحد – أنه قصد الإشارة إلى الرد على مَن كره الدعاء في الركوع كمالك رحمه الله، وأما التسبيح فلا خلاف فيه، فاهتم هنا بذكر الدعاء لذلك.
... وحجة المخالف؛ الحديث الذي أخرجه مسلم(1) من رواية ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً، وفيه: =فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فَقَمِنٌ أن يُستجاب لكم+؛ لكنه لا مفهوم له؛ فلا يمتنع الدعاء في الركوع كما لا يمتنع التعظيم في السجود+.
35 – (3) =سُبُّوحٌ، قُدُّوسٌ، رَبُّ المَلائِكَةِ وَالرُّوحِ+(2).
... - صحابية الحديث هي عائشة رضي الله عنها.
... قوله: =سُبُّوح+ أي: المنزه عن كل عيب، من سبحت الله تعالى؛ أي: نزهته.
... قوله: =القُدوس+ الطاهر من كل عيب، العظيم في النزاهة عن كل ما يستقبح.
__________
(1) برقم (479). (م).
(2) مسلم (1/353) [برقم (487)]، وأبو داود (1/230) [برقم (872)]. (ق).(1/88)
... قوله: =والروح+ قيل: جبريل عليه السلام، خص بالذكر تفضيلاً على سائر الملائكة؛ كما في قوله تعالى: { ( - } - - رضي الله عنه - - - - ( { - - (((( فهرس - - رضي الله عنهم - - ( - - - (- رضي الله عنهم -- صلى الله عليه وسلم - - - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } (1)، وقيل: الروح صنف من الملائكة، كما في قوله تعالى: { - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - ( بسم الله الرحمن الرحيم قرآن كريم ( { - رضي الله عنه - - (- رضي الله عنهم -- صلى الله عليه وسلم - - - - - - ( { - - (((( فهرس - - رضي الله عنهم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم -( - ( } (2)، ويحتمل أن يراد به الروح الذي به قوام كل حي؛ أي: رب الملائكة، ورب الروح، والله أعلم.
36 – (4) =اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، ولَكَ أسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي، وَبَصَرِي، وَمُخِّي، وَعَظْمِي، وعَصَبِي، [وَمَا اسْتَقَلَّت بهِ قَدَمي]+ (3).
... - صحابي الحديث هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
... قوله: =لك ركعت+ تأخير الفعل للاختصاص؛ والركوع؛ هو الميلان والخرور، وقد يُذكر ويُراد به الصلاة.
... قوله: =خشع لك سمعي..+ والمراد بالخشوع من هذه الأشياء هو الانقياد والطاعة؛ فيكون هذا من قبيل ذكر اللازم وإرادة الملزوم.
__________
(1) سورة القدر, الآية: 4.
(2) سورة النبأ، الآية: 38.
(3) مسلم (1/534) [برقم (771)]، والأربعة إلا ابن ماجة [أبو داود برقم (760)، والترمذي برقم (266)، والنسائي (2/130)] وأما لفظة: =وما استقلت به قدمي+ فلم يروها مسلم ولا الأربعة، وهي عند ابن حبان بلفظها، انظر: صحيح ابن حبان برقم (1901) وصحيح ابن خزيمة, برقم (607). (ق).(1/89)
... أما تخصيص السمع والبصر من بين الحواس؛ فلأنهما أعظم الحواس، وأكثرها فعلاً، وأقواها عملاً، وأمسها حاجة؛ ولأن أكثر الآفات بهما، فإذا خشعتا قَلَّت الوساوس.
... وأما تخصيص المخ والعظم والعصب من بين سائر أجزاء البدن؛ فلأن ما في أقصى قعر البدن المخ، ثم العظم، ثم العصب؛ لأن المخ يمسكه العظم، والعظم يمسكه العصب، وسائر أجزاء البدن مركبة عليها، فإذا حصل الانقياد والطاعة، فهذه عمدة بنية الحيوان، وأيضاً العصب خزانة الأرواح النفسانية، واللحم والشحم غادٍ ورائح، فإذا حصل الانقياد والطاعة من هذه فمن الذي يتركب عليهما بطريق الأولى.
... ومعنى انقياد السمع: قبول سماع الحق، والإعراض عن سماع الباطل، وأما انقياد البصر: النظر إلى كل ما ليس فيه حرمة، وأما انقياد المخ والعظم والعصب: انقياد باطنه كانقياد ظاهره؛ لأن الباطن إذا لم يوافق الظاهر لا يكون انقياد الظاهر مفيداً معتبراً، وانقياد الباطن عبارة عن تصفيته عن دنس الشرك والنفاق، وتزيينه بالإخلاص والعلم والحكمة.
... قوله: =وما استقلت به قدمي+ أي: جميع بدنه؛ فهو من عطف العام على الخاص.
37 – (5) =سُبْحَانَ ذِي الجَبَرُوتِ، والمَلَكُوتِ، والكِبْرِيَاءِ، والعَظَمَةِ+(1).
... - صحابي الحديث هو عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه.
... قوله: =ذي الجبروت+ الجبروت: من الجبر، وهو القهر، وهو من صفات الله تعالى ومنه الجابر؛ ومعناه: الذي يقهر العباد على ما أراد من أمر ونهي.
... قوله: =الملكوت+ من الملك؛ ومعنى ذي الملكوت: صاحب ملاك كل شيء.
... وصيغة الفعلوت للمبالغة.
... قوله: =والكبرياء+ أي: سبحان ذي الكبرياء؛ أي: العظمة والملك، وقيل: هي عبارة عن كمال الذات، وكمال الوجود، ولا يوصف بها إلا الله سبحانه وتعالى.
18 – دُعَاءُ الرَّفْع مِنَ الرُّكُوعِ
__________
(1) أبو داود (1/230) [برقم (873)]، والنسائي [(2/191)]، وأحمد (6/24) وإسناده حسن. (ق).(1/90)
38 – (1) =سَمِعَ اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ+(1).
- صحابي الحديث هو أبو هريرة – رضي الله عنه -.
39 – (2) =رَبَّنا وَلَكَ الحَمْدُ، حَمْداً كَثيراً طَيِّباً مُبَاركاً فيهِ+(2).
- صحابي الحديث هو رِفَاعة بن رافع الزُّرقي رضي الله عنه.
وقد استدل بعض العلماء بهذا الحديث، على أن التسميع والتحميد يجمع بينهما الإمام والمأموم على السواء.
وأما قوله ×: =إذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربنا لك الحمد+؛ فإنه لم يُسق لبيان ما يقول الإمام والمأموم في هذا الركن، بل لبيان أن تحميد المأموم إنما يكون بعد تسميع الإمام.
وقال النووي في =شرح مسلم+: =وأنَّه يُستحب لكل مصلٍّ من إمام ومأموم ومنفرد؛ أن يقول: سمع الله لمن حمده، ربنا لك الحمد، ويجمع بينهما فيكون قوله: سمع الله لمن حمده في حال ارتفاعه، وقوله: ربنا ولك الحمد في حال اعتداله؛ لقوله ×: =صلوا كما رأيتموني أصلي+(3).
[قال المصحح: والصواب أن المأموم لا يجمع بين التسميع والتحميد، فإذا قال الإمام سمع الله لمن حمده؛ فإن المأموم يقول: =ربنا ولك الحمد+ قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في ترجيحه، لعدم قول المأموم سمع الله لمن حمده: =... فإذا قال قائل: ما الجواب عن قوله ×: =صلوا كما رأيتموني أصلي+ وقد كان × يقول: =سمع الله لمن حمده+ فالجواب على هذا سهل، وهو: أن قوله ×: =صلوا كما رأيتموني أصلي+ عام، وأما قوله: =وإذا قال الإمام: سمع الله لمن حمده فقولوا: ربنا ولك الحمد+(4).
__________
(1) البخاري مع =الفتح+ (2/282) [برقم (795)] (ق).
(2) البخاري مع =الفتح+ (2/284) [برقم (799)] (ق).
(3) رواه البخاري برقم (628) (م).
(4) البخاري برقم (732)، ومسلم برقم (411)، (المصحح).(1/91)
فهذا خاص، والخاص يقضي على العام، فيكون المأموم مستثنى من هذا العموم؛ بالنسبة لقوله: =سمع الله لمن حمده+؛ فإنه يقول: =ربنا ولك الحمد+ فقط] (1).
قوله: =سمع الله لمن حمده+ أي: تقبل الله منه حمده. [واستحباب له](2).
وَضَع السمعَ موضع القَبولِ والإجابة للاشتراك بين القبول والسمع، والغرض من الدعاء القبول والإجابة.
قوله: =ربنا ولك الحمد+ وفي رواية بلا =واو+, والأكثر على أنه بـ=واو+ وكلاهما حسن، ثم قيل: هذه =الواو+ زائدة، وقيل: عاطفة؛ تقديره: ربنا حمدناك ولك الحمد.
[قال المصحح: قد ثبت عن النبي × في الذكر بعد الرفع من الركوع أربعة أنواع على النحو الآتي:
النوع الأول: =ربنا لك الحمد+(3).
النوع الثاني: =ربنا ولك الحمد+(4).
النوع الثالث: =اللهم ربنا لك الحمد+(5).
النوع الرابع: =اللهم ربنا ولك الحمد+(6).
والأفضل أن يقول كل نوع، فينوِّع: يقول: هذا تارة، وهذا تارة، وهذا تارة، وهذا تارة(7).
قوله: =ربنا ولك الحمد+ الحمد: وصف المحمود بالكمال مع المحبة والتعظيم+(8)].
قوله: =طيباً+ أي: خالصاً.
قوله: =مباركاً+ أي: متزايداً.
__________
(1) الشرح الممتع على زاد المستقنع (3/144) (المصحح).
(2) توضيح الأحكام للبسام (2/64) (المصحح).
(3) البخاري، برقم (789)، ومسلم برقم (392) (المصحح).
(4) البخاري، برقم (732)، ومسلم، برقم (411) (المصحح).
(5) البخاري، برقم (796)، ومسلم، برقم (409) (المصحح).
(6) البخاري، برقم (95). (المصحح).
(7) المصحح).
(8) بدائع الفوائد، لابن القيم (2/92، 94، و=الشرح الممتع+ لابن عثيمين (3/139) (المصحح).(1/92)
40 – (3) =مِلْءَ السَّماوات ومِلءَ الأرضِ ومَا بَيْنَهُما, ومِلْء ما شِئْتَ مِنْ شَيءٍ بَعْدُ, أهْلَ الثَّناءِ والمَجْدِ، أحَقُّ ما قَالَ العَبْدُ, وكُلُّنا لَكَ عَبْدٌ, اللهُمَّ لا مَانِعَ لِمَا أعْطَيتَ, ولا مُعْطِي لِمَا مَنَعْتَ, ولا يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ+(1).
- صحابي الحديث هو أبو سعيد الخدري – رضي الله عنه - .
قوله: =ملء السماوات وملء الأرض وما بينهما+ إشارة إلى الاعتراف بالعجز عن أداء حق الحمد بعد استفراغ المجهود فيه.
قال الخطابي – رحمه الله -: =هذا الكلام تمثيل وتقريب، والكلام لا يقدر بالمكاييل، ولا تسعه الأوعية، وإنما المراد منه تكثير العدد، حتى لو يقدر أن تكون تلك الكلمات أجساماً تملأ الأماكن، لبلغت من كثرتها ما يملأ السماوات والأرض+.
قوله: =وملء ما شئت من شيء بعد+ هذه إشارة إلى أن حمد الله أعز من أن يعتوره الحسبان، أو يكتنفه الزمان والمكان؛ فأحال الأمر فيه على المشيئة، وليس وراء ذلك للحمد منتهى, ولم ينته أحد من خلق الله في الحمد مبلغه ومنتهاه، وبهذه الرتبة استحق نبينا × أن يسمى أحمد؛ لأنه كان أحمد ممن سواه.
قوله: =أهل الثناء+ والثناء: هو الوصف الجميل والمدح.
قوله: =والمجد+ أي: العظمة، ونهاية الشرف، يقال: رجلٌ ماجدٌ، منضال كثيرُ الخيرِ شريفٌ، والمجيد: فعيل، للمبالغة، ومنه سُمي الله مجيداً.
وقوله: =وكلنا لك عبد+ اعتراف بالعبودية لله تعالى وأنه المالك لنا.
وكون هذا أحق ما يقوله العبد؛ لأن فيه التفويض إلى الله تعالى، والإذعان له، والاعتراف بوحدانيته.
... قوله: =ولا ينفع ذا الجَد منك الجد+ أي: لا ينفع الغنى صاحبَ الغنى منك غناه، وإنما ينفعه العمل بطاعتك.
والجد في اللغة الحظ، والسعادة، والغنى، ومنه =تعالى جدك+؛ أي: علت عظمتك، ويجيء بمعنى أب الأب.
19 – دُعَاءُ السُّجُودِ
__________
(1) مسلم (1/346) [برقم (477)] (ق).(1/93)
41 – (1) =سُبْحَانَ رَبِّيَ الأعْلَى+ (ثَلاثَ مَرَّاتٍ) (1).
- صحابي الحديث هو حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.
قوله: =سبحان ربي الأعلى+ أي: أنزهه وأقدسه عن كل النقائص.
قوله: =ثلاث مرات+ أي: يقولها ثلاث مرات.
ويستحب أهل العلم ألا ينقص الإنسان في الركوع والسجود من ثلاث تسبيحات، بل يزيد على ذلك.
والحكمة في تخصيص الركوع بالعظيم والسجود بالأعلى؛ أن السجود لمَّا كان فيه غاية التواضع، لما فيه من وضع الجبهة التي هي أشرف الأعضاء على مواطئ الأقدام كان أفضل من الركوع، فحسن تخصيصه بما فيه صيغة أفعل التفضيل، وهو الأعلى بخلاف العظيم.
42– (2)=سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي+(2).
تقدم شرحه؛ انظر حديث رقم (34).
43 – (3) =سُبُّوحٌ, قُدُّوسٌ، رَبُّ المَلائِكَةِ والرُّوحِ+(3).
تقدم شرحه؛ انظر حديث رقم (35).
44 – (4) =اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ, وَبِكَ آمَنْتُ, وَلَكَ أسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ، وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللهُ أحْسَنُ الخَالِقينَ+(4).
- صحابي الحديث هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
قوله: =وشق سمعه وبصره+ من الشَّق – بفتح الشين – أي: فلق وفتح، والشِّق – بكسر الشين – نصف الشيء.
قوله: =أحسن الخالقين+ أي: المقدرين والمصورين.
45 – (5) =سُبْحَانَ ذِي الجَبَرُوتِ، والمَلَكُوتِ، والكِبْرِيَاءِ، والعَظَمَةِ+(5).
__________
(1) أخرجه أهل السنن [أبو داود برقم (871)، والترمذي برقم (262)، والنسائي (1/190)، وابن ماجة برقم (888)]، وأحمد (5/382، 394)، وانظر: صحيح الترمذي (1/83). (ق).
(2) البخاري ومسلم، وتقدم تخريجه برقم (34). (ق).
(3) مسلم (1/533)، وتقدم برقم (35). (ق).
(4) مسلم (1/534) [برقم (771)] وغيره. (ق).
(5) أبو داود (1/230) [برقم (873)]، وأحمد [(6/24)]،والنسائي [(2/191)]، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1/166). (ق).(1/94)
تقدم شرحه؛ انظر حديث رقم (37).
46 – (6) =اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ، دِقَّهُ وَجِلّهُ، وَأوَّلَهُ وآخِرَهُ، وعَلاَنِيَتَهُ وَسِرَّهُ+(1).
- صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
قوله: =دِقه+ أي: قليله.
قوله: =جِلّه+ أي: كثيره.
قوله: =دقه وجله...+ إلى آخره، تفصيل بعد إجمال؛ لأنه لما قال: =اغفر لي ذنبي كله+ تناول جميع ذنوبه مجملاً، ثم فصله بقوله: دقه وجله...، وهذا أعظم بالاعتراف والإقرار بما اقْتُرِفَ.
47 – (7) =اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوْذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ، لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أنْتَ كَمَا أثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ+(2).
- صحابية الحديث هي عائشة رضي الله عنها.
قال الخطابي – رحمه الله -: =استعاذ رسول الله ^، وسأله أن يجيره برضاه من سخطه، وبمعافاته من عقوبته، والرضا والسخط ضدان متقابلان، وكذلك المعافاة والمؤاخذة بالعقوبة، فلما صار إلى ذكر ما لا ضد له استعاذ به منه لا غير.
ومعنى ذلك: الاستغفار من التقصير في بلوغ الواجب في حق عبادته، والثناء عليه+.
قوله: =أعوذ بك منك+ أي: أعوذ بك من سخطك، أو من عذابك.
قوله: =لا أحصي ثناء عليك+ أي: لا أطيقه ولا أبلغه.
قوله: =أنت كما أثنيت على نفسك+ اعتراف بالعجز عن الثناء، وأنه لا يقدر على بلوغ حقيقته، فكما أنه لا نهاية لصفاته فكذلك لا نهاية للثناء عليه؛ لأن الثناء تابع للمثنى عليه.
فكل ثناء أثنى به عليه – وإن كثر، وطال، وبالغ فيه – فقدر الله أعظم، وسلطانه أعز، وصفاته أكثر وأكبر، وفضله وإحسانه أوسع وأسبغ.
20 – دُعَاءُ الجَلسَةِ بَيْنَ السَّجْدَتَينِ
48 – (1) =رَبِّ اغْفِرْ لِي رَبِّ اغْفِرْ لِي+(3).
__________
(1) مسلم (1/350) [برقم (483)]. (ق).
(2) مسلم (1/352) [برقم (486)]. (ق).
(3) أبو داود (1/231) [برقم (874)]، وانظر صحيح ابن ماجه (1/148). (ق).(1/95)
- صحابي الحديث هو حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.
جاء في صلاة النبي ^ في الليل، وقيامه الطويل بالبقرة، والنساء، وآل عمران، وركوعه الذي هو نحو قيامه، وسجوده نحو ذلك..، وأنه كان يقول بين السجدتين: رب اغفر لي، رب اغفر لي...، ويجلس بقدر سجوده.
وهذا يدل على أنه كان يقول: =رب اغفر لي+ أكثر من المرتين المذكورتين في الحديث، بل كان يكرر ويلح في طلب المغفرة.
49 – (2) =اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَاجْبُرنِي، وَعَافِنِي، وَارْزُقْنِي، وارْفَعْنِي+(1).
- صحابي الحديث هو عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
قوله: =اللهم اغفر لي+ أي: ذنوبي أو تقصيري في طاعتك.
قوله: =وارحمني+ أي: من عندك لا بعملي، أو ارحمني بقبول عبادتي.
قوله: =واهدني+ أي: وفقني لصالح الأعمال.
قوله: =واجبرني+ من جبر العظم المكسور، لا من الجبر الذي هو القهر؛ والمعنى: أن تسدّ مفاقري، وتغنني.
قوله: =وعافني+ أي: من البلاء في الدارين، أو من الأمراض الظاهرة والباطنة.
قوله: =وارزقني+ أي: بفضلك وَمَنّك.
قوله: =وارفعني+ أي: في الدارين بالعلم النافع والعمل الصالح.
21 – دُعَاءُ سُجُوْدِ التِّلاوَةِ
50 – (1) =سَجَدَ وَجْهِيَ للَّذِي خَلَقَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وبَصَرَهُ، بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ، { - - - عليه السلام - - - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - - ( ( - - - ( صدق الله العظيم - - ( مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه -((( { ( - ( - - ( - - - } (2).
... - صحابية الحديث هي عائشة رضي الله عنها.
__________
(1) أخرجه أصحاب السنن إلا النسائي [أبو داود برقم (850)، والترمذي برقم (284)، وابن ماجة برقم (898)]، وانظر صحيح الترمذي (1/90)، وصحيح ابن ماجة (1/148). (ق).
(2) الترمذي (2/474) [برقم (580)]، وأحمد (6/30)، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (1/220)، والزيادة له. [والآية رقم 14 من سورة المؤمنين]. (ق).(1/96)
... قوله: =للذي خلقه وشق سمعه وبصره+ تخصيص بعد تعميم؛ أي: فتحهما وأعطاهما الإدراك.
... قوله: =بحوله+ أي: بتحويله وصرفه الآفات عنهما.
... قوله: =وقوته+ أي: قدرته بالثبات والإعانة عليهما.
51 – (2) =اللَّهُمَّ اكْتُبْ لِي بِهَا عِنْدَكَ أجْراً، وَضَعْ عَنِّي بِهَا وِزْرَاً، واْجعَلْهَا لِي عِنْدِكَ ذُخْراً، وتَقَبَّلَهَا مِنِّي كَمَا تَقَبَّلْتَهَا مِنْ عَبْدِكَ دَاوُدَ+(1).
- صحابي الحديث هو عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
قوله: =اللهم اكتب لي+ أي: أثبت لي بها – أي: السجدة - =أجراً+.
قوله: =وضع+ أي: حُطَّ.
قوله: =وزراً+ أي: ذنباً.
قوله: =ذخراً+ أي: كنزاً، وقيل: أجراً؛ وكرر لأن مقام الدعاء يناسب الإطناب، وقيل: الأول طلب كتابة الأجر، وهذا طلب بقائه سالماً من محبط أو مبطل.
قوله: =كما تقبلتها من عبدك داود+ حين { { - - رضي الله عنهم - - - - جل جلاله -(( - - - عليه السلام - - - - - - رضي الله عنه - الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } (2)؛ وهو طلب القبول المطلق.
قال ابن حزم – رحمه الله – في =المحلى+: =في القرآن أربع عشرة سجدة؛ أولها في آخر ختمة سورة الأعراف، ثم في الرعد، ثم في النحل، ثم في سبحان [أي: الإسراء]، ثم في كهيعص [أي: مَريم]، ثم في الحج في الأولى، وليس قرب آخرها سجدة، ثم في الفرقان، ثم في النمل، ثم في ألم تنزيل [أي: السجدة]، ثم في ص، ثم في حم فصلت، ثم في والنجم في آخرها، ثم في إذا السماء انشقت عند قوله تعالى =لا يسجدون+، ثم في اقرأ باسم ربك في آخرها+.
__________
(1) الترمذي (2/473) [برقم (579)]، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (1/219). (ق).
(2) سورة ص, الآية: 24.(1/97)
[قال المصحح: والصواب: أن السجدات في القرآن خمس عشرة سجدة؛ لأن سورة الحج فيها سجدتان؛ لحديث عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، فُضِّلت سورة الحج بسجدتين؟ قال: =نعم ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما+(1)].
قال ابن قدامة في =المغني+: =يشترط للسجود ما يشترط لصلاة النافلة؛ من الطهارتين من الحدث والنجس، وستر العورة، واستقبال القبلة، والنية، ولا نعلم فيه خلافاً، إلا ما رُوي عن عثمان بن عفان – رضي الله عنه – في الحائض تسمع السجدة تومئ برأسها، وبه قال سعيد ابن المسيب، قال: ويقول: اللهم لك سَجَدتُ...، وعن الشعبي فيمن سمع السجدة على غير وضوء: يسجد حيث كان وجهه، ولنا قول النبي ×: =لا يقبل الله صلاة بغير طهور+؛ فيدخل في عمومه السجود، ولأنه صلاة فيشترط له ذلك كذات الركوع+. أ.هـ.
وقال الشوكاني – رحمه الله – في =النيل+: =ليس في أحاديث سجود التلاوة ما يدل على اعتبار أن يكون الساجد متوضئاً، وهكذا ليس في الأحاديث ما يدل على اعتبار طهارة الثياب والمكان، وأما ستر العورة، واستقبال القبلة مع الإمكان؛ فقيل: إنه معتبر اتفاقاً، قال ابن حجر في =الفتح+: لم يوافق ابن عمر – رضي الله عنه – أحد على جواز السجود بلا وضوء إلا الشعبي، أخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح، وأخرج أيضاً عن أبي عبدالرحمن السلمي أنه كان يقرأ السجدة ثم يسجد وهو على غير وضوء إلى غير القبلة، وهو يمشي يومئ إيماءاً+ انتهى بتصرف.
قلت: والأقرب إلى الصواب فيما يظهر لي؛ الأخذ بما قاله ابن قدامة – رحمه الله -، والله أعلم.
وأزيد أيضاً على ما ذكره من الشروط أمراً، وهو عدم فعلها في الأوقات المنهي عن الصلاة فيها.
__________
(1) أبو داود، برقم (1402)، والترمذي برقم (578)، وحسَّنه العلامة الألباني رحمه الله في =
= صحيح سنن أبي داود (1/388)، وفي صحيح سنن الترمذي (1/319) (المصحح).(1/98)
[قال المصحح: والصواب: أن سجود التلاوة لا يشترط له ما يشترط لصلاة النفل: من الطهارة عن الحدث والنجس، وستر العورة، واستقبال القبلة، ولكن يُستحب ذلك وهو الأفضل، كما رجحه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وتلميذه ابن القيم، والشيخ ابن باز، وابن عثيمين رحمهم الله تعالى، أما الجنب فلا يقرأ شيئاً من القرآن حتى يتطهر(1)؛ ولهذا كان ابن عمر رضي الله عنهما، مع شدة اتباعه للسنة =ينزل عن راحلته فيهريق الماء ثم يركب فيقرأ السجدة فيسجد+(2)].
2 – التَّشَهُّدُ
هو قوله: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله؛ ولأن هذا الجزء هو الأشرف من هذا الذكر سمي به.
52 - =التَّحيَّاتُ لِلَّهِ, والصَّلواتُ, والطِّيِّباتُ، السَّلامُ عَليْكَ أيُّها النَّبيُّ ورَحمةُ اللهِ وبَركاتُهُ، السَّلامُ عَلَيْنَا وعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالحينَ، أشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلا الله، وأشْهَدُ أنَّ مُحمداً عَبْدُهُ ورَسُولُه+(3).
- صحابي الحديث هو عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه -.
قوله: =التحيات+ جمع تحية؛ ومعناها السلام، وقيل: البقاء، وقيل: العظمة، وقيل: الملك.
قال المحب الطبري – رحمه الله -: =يحتمل أن يكون لفظ التحية مشتركاً بين هذه المعاني+.
وقال الخطابي والبغوي – رحمهما الله -: =المراد بالتحيات لله أنواع التعظيم له+.
__________
(1) انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام (23/165 – 170)، وتهذيب السنن لابن القيم (14/53 – 56)، ومجموع فتاوى ابن باز، (11/406 – 415)، والشرح الممتع على زاد المستقنع لابن عثيمين (4/126)، وتمام المنة في التعليق على فقه السنة للألباني (ص 270)] (المصحح).
(2) البخاري بصيغة الجزم، في كتاب سجود القرآن، باب سجود المسلمين مع المشركين. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (2/645): =وأخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح+]. (المصحح).
(3) البخاري مع =الفتح+ (2/311) [برقم (831)،] ومسلم (1/301) [برقم (402)].(ق).(1/99)
قوله: =الصلوات+ قيل: المراد الخمس، أو ما هو أعم من ذلك من الفرائض والنوافل، وقيل: العبادات كلها.
قوله: =الطيبات+ أي: ما طاب من الكلام، وحسن أن يثنى به على الله – تعالى – دون ما لا يليق بصفاته، وقيل: الأقوال الصالحة كالدعاء والثناء، وقيل: الأعمال الصالحة، وهو أعم.
قوله: =السلام عليك أيها النبي+ السلام بمعنى السلامة، والسلام من أسماء الله تعالى؛ والمعنى أنه سالم من كل عيب وآفة ونقص وفساد؛ ومعنى قولنا: السلام عليك... الدعاء؛ أي: سلمت من المكاره، وقيل: معناه اسم الله عليك.
وقد ورد في بعض طرق حديث ابن مسعود هذا ما يقتضي المغايرة بين زمان حياته ^، وزمان وفاته ^.
وهو قوله رضي الله عنه: =وهو بين ظهرانينا، فلما قُبض قلنا: السلام على النبي+.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: =هذه الزيادة ظاهرها أنهم كانوا يقولون: =السلام عليك أيها النبي+ بكاف الخطاب في حياة النبي ^، فلما مات النبي ^ تركوا الخطاب، وذكروه بلفظ الغيبة؛ فصاروا يقولون: =السلام على النبي ^+.
وقال العلامة الألباني – رحمه الله – في =الصفة+: =وقول ابن مسعود: =قلنا: السلام على النبي+؛ يعني: أن الصحابة – رضي الله عنهم – كانوا يقولون =السلام عليك أيها النبي+ في التشهد والنبي ^ حي، فلما مات عدلوا عن ذلك، وقالوا: =السلام على النبي+ ولا بد أن يكون ذلك بتوقيف منه ^، ويؤيده أن عائشة رضي الله عنها كذلك كانت تعلمهم التشهد في الصلاة: =السلام على النبي+.
قلت: في ظاهر ما نقلته عن العالمين الفاضلين ما يدل على اتفاق الصحابة على ما ذكروه... ولكن فيما يظهر لي في هذه المسألة: أن أقل ما يقال فيها: أنها مسألة مختلف فيها، وأما الراجح:(1/100)
فالراجح الأخذ بصفة التشهد الذي كان ينطق به النبي ^ في حياته ^ وفعله كثير من الصحابة بعد وفاته ^؛ كمثل ما ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه(1) أنه كان يخطب على المنبر يعلم الناس التشهد، يقول: قولوا: … السلام عليك أيها النبي، وكلهم يسمع الخطبة ويتعلم من عمر – رضي الله عنه – صفة التشهد ولا ينكر عليه أحد، والصحابة متوافرون في زمنه – رضي الله عنه – وأيضاً ما جاء عن عائشة رضي الله عنها، وعن عبدالله بن عباس وعبدالله بن عمر، وأبي موسى الأشعري – رضي الله عنهم أجمعين -
وقال الطيبي – رحمه الله -: =نحن نتبع لفظ الرسول الذي كان علَّمه الصحابة+، والله أعلم.
[قال المصحح: وهذا هو الصواب وهو أن المصلي يقول في التشهد: السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته+ بلفظ المخاطب الحاضر: =السلام عليك أيها النبي+ قال العلامة البسام رحمه الله: =لم يقصد بهذه الكاف =عليك+ المخاطب الحاضر، وإنما قصد بها مجرد السلام: سواء كان حاضراً أو غائباً، بعيداً أو قريباً، حياً أو ميتاً؛ ولذا فإنها تُقال سراً، وإنما اختص النبي × بهذا الخطاب، لقوة استحضار المرء هذا السلام الذي كأن صاحبه حاضراً، واختص × بكاف الخطاب بالصلاة، وكل هذا من علو شأنه، ومن رفع ذكره واسمه+(2)].
قوله: =ورحمة الله+ إحسانه ورأفته.
[قال المصحح: وهذا تأويل فاسد، والصواب أن الرحمة هنا: صفةٌ لله تعالى تليق بجلاله يرحم بها عباده، وينعم عليهم] (3).
قوله: =وبركاته+ أي: زيادته من كل خير.
قوله: =السلام علينا+ استدل به على استحباب البداءة بالنفس في الدعاء.
__________
(1) انظر الموطأ برقم (202). (م).
(2) توضح الأحكام للبسام (2/97) (المصحح).
(3) انظر العقيدة الواسطية مع شرحها لابن عثيمنين (ص 205)، والعقيدة الواسطية مع شرحها لمحمد خليل الهراس (ص 106)، وتوضح الأحكام من بلوغ المرام، للبسام (2/97)] (المصحح).(1/101)
قوله: =وعلى عباد الله الصالحين+ الأشهر في تفسير الصالح؛ أنه القائم بما يجب عليه من حقوق الله وحقوق عباده, وتتفاوت درجاته.
قال الحكيم الترمذي – رحمه الله - : =من أراد أن يحظى بهذا السلام الذي يسلمه الخلق في الصلاة فليكن عبداً صالحاً، وإلا حُرِمَ هذا الفضل العظيم+.
23 – الصَّلاةُ عَلَى النَّبيِّ × بَعْدَ التَّشهُّدِ
53 – (1) =اللهُمَّ صَلِّ عَلى مُحمَّدٍ وعلَى آلِ مُحمَّدٍ، كَمَا صَلَّيتَ عَلَى إبْرَاهِيْمَ وعَلَى آلِ إبراهِيْمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلى آلِ مُحمَّدٍ، كمَا بَارَكْتَ عَلَى إبراهِيْمَ وعَلَى آلِ إبْراهيمَ، إنَّك حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ+(1).
- صحابي الحديث هو كعب بن عُجرة – رضي الله عنه -.
54 -(2) =اللهمَّ صَلِّ عَلَى مُحمَّدٍ وعَلَى أزواجِهِ وذُرِّيتهِ، كمَا صَلَّيْتَ علَى آلِ إبْراهيمَ، وبَارِكْ عَلى مُحمَّدٍ، وَعَلَى أزْوَاجِهِ وذُرِّيَّتِهِ، كمَا بَاركْتَ عَلَى آلِ إبْرَاهِيْمَ، إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ+(2).
- صحابي الحديث هو أبو حميد الساعدي المنذر بن سعد بن المنذر – رضي الله عنه -.
قوله: =اللهم صلِّ على محمد+ قال ابن الأثير – رحمه الله – في =النهاية+: =معناه: عظمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دعوته وإبقاء شريعته، وفي الآخرة بتشفيعه في أمته وتضعيف أجره ومثوبته+، وقيل: المعنى لما أمر الله – تعالى – بالصلاة عليه، ولم نبلغ قدر الواجب من ذلك أحلناه على الله، وقلنا: اللهم صل أنت على محمد لأنك أعلم بما يليق به.
وقيل: صلاة الله – سبحانه – على محمد رسوله وعبده؛ هي ذكره في الملأ الأعلى.
__________
(1) البخاري مع =الفتح+ (6/408) [برقم (3370)]. (ق).
(2) البخاري مع =الفتح+ (6/407) [برقم (3369)]، ومسلم (1/306) [برقم (407)]، واللفظ له. (ق).(1/102)
قال الخطابي – رحمه الله -: =الصلاة التي بمعنى التعظيم والتكريم لا تقال لغيره، والتي بمعنى الدعاء والتبرك تقال لغيره؛ ومنه الحديث: =اللهم صلِّ على آل أبي أوفى+(1) أي: ترحم وبرك+.
قوله: =على آل محمد+ قال ابن الأثير – رحمه الله – في =النهاية+: =اختلف في آل النبي × فالأكثر على أنهم أهل بيته، قال الشافعي: دل هذا الحديث – يعني حديث: لا تحل الصدقة لمحمد وآل محمد(2)، أن آل محمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة، وعُوِّضوا منها الخمس، وهم صليبة بني هاشم وبني المطلب، [و] قيل: آله أصحابه ومن آمن به، وفي اللغة يقع على الجميع+.
[قال المصحح: والصواب: أن =آله صلى الله عليه وسلم+ إذا ذكرت وحدها أو مع أصحابه، فإنها تكون بمعنى أتباعه على دينه منذ بُعث إلى يوم القيامة، أما إذا قرنت بالأتباع، فقيل: =آله وأتباعه+ فالآل: هم المؤمنون من آل بيت النبي ×+(3)].
... قوله: =وعلى أزواجه وذريته+ أي: نسله؛ وهم هنا أولاد فاطمة رضي الله عنها، وكذا غيرها من البنات، ولكن بعضهن لم يعقب وبعضهن انقطع عقبه.
... قوله: =كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم+ اشتهر الخلاف والتساؤل بين العلماء عن وجه التشبيه في قوله: =كما صليت+؛ لأن المقرر أن المشبه دون المشبه به, والواقع هنا عكسه؛ إذ أن محمداً ^ أفضل من إبراهيم ^، وقضية كونه أفضل؛ أن تكون الصلاة المطلوبة أفضل من كل صلاة حصلت أو تحصل.
__________
(1) رواه البخاري برقم (1497)، ومسلم برقم (1078). (م).
(2) رواه أبو داود برقم (1650)، والترمذي برقم (657). (م).
(3) انظر: العقيدة الواسطة لابن عثيمين (ص 34)، وتوضيح الأحكام للبسام (2/105)] (المصحح).(1/103)
... واستحسن كثير من العلماء قول من قال: =إن آل إبراهيم فيهم الأنبياء الذين ليس في آل محمد مثلهم، فإذا طُلب للنبي ^ ولآله من الصلاة عليه مثل ما لإبراهيم وآله وفيهم الأنبياء؛ حصل لآل محمد من ذلك ما يليق بهم؛ فإنهم لا يبلغون مراتب الأنبياء، وتبقى الزيادة التي للأنبياء – وفيهم إبراهيم – لمحمد ^، فيحصل له من المزية ما لا يحصل لغيره+.
... قال العلامة ابن القيم – رحمه الله – معلقاً على هذا القول: =وهذا أحسن ما قيل، وأحسن منه أن يقال: محمد ^ هو من آل إبراهيم، بل هو خير آل إبراهيم، كما روى علي بن طلحة عن ابن عباس رضي الله عنه في قوله تعالى: { } تمت ( { { - - - - - - - - ((( - - - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم - رضي الله عنهم - - - - عليه السلام -( - } فهرس قرآن كريم ( الله أكبر - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - - - - عليه السلام -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - بسم الله الرحمن الرحيم - ( - } - عليه السلام - - ( - ( { - رضي الله عنه - - - - عليه السلام -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت } - عليه السلام - - ( - (( - فهرس - - رضي الله عنه -( - رضي الله عنه -((( - فهرس - (- رضي الله عنهم -(( - - - } (1)؛ قال ابن عباس: =محمد من آل إبراهيم+، وهذا نص [فإنه] إذا دخل(2) غيره من الأنبياء الذين هم من ذرية إبراهيم في آله؛ فدخول رسول الله ^ أولى؛ فيكون قولنا: =كما صليت على آل إبراهيم+ متناولاً للصلاة عليه وعلى سائر النبيين من ذرية إبراهيم، ثم قد أمرنا الله تعالى أن نصلي عليه وعلى آله خصوصاً؛ بقدر ما صلينا عليه مع سائر آل إبراهيم عموماً وهو فيهم، ويحصل لآله من ذلك ما يليق بهم، ويبقى الباقي كله له ^.
__________
(1) سورة آل عمران, الآية: 33.
(2) انظر: جلاء الأفهام، لابن القيم (ص 290) (المصحح)].(1/104)
... قال: ولا ريب أن الصلاة الحاصلة لآل إبراهيم ورسول الله ^ معهم أكمل من الصلاة الحاصلة له دونهم، فيطلب له من الصلاة هذا الأمر العظيم الذي هو أفضل مما لإبراهيم قطعاً، ويظهر حينئذ فائدة التشبيه وجريه على أصله، وأن المطلوب له من الصلاة بهذا اللفظ أعظم من المطلوب له بغيره؛ فإنه إذا كان المطلوب بالدعاء إنما هو مثل المشبه به، وله أوفر نصيب منه؛ صار له من المشبه المطلوب أكثر مما لإبراهيم وغيره، وانضاف إلى ذلك مما له من المشبه به من الحصة التي لم تحصل لغيره، فظهر بهذا من فضله وشرفه على إبراهيم، وعلى كلٍّ من آله – وفيهم النبيون – ما هو اللائق به، وصارت هذه الصلاة دالة على هذا التفضيل وتابعة له، وهي من موجباته ومقتضياته+.
... قوله: =بارك+ من البركة؛ وهي الزيادة والثبوت والدوام؛ أي: أدم شرفه وكرامته وتعظيمه وزد له في ذلك.
... قوله: =إنك حميد+ أي: محمود الأفعال والصفات، مستحق لجميع المحامد، =مجيد+ أي: عظيم كريم.
24 – الدُّعَاءُ بَعْدَ التَّشَهُّدِ الأَخِيْرِ قَبْلَ السَّلامِ
55 – (1) =اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، ومِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ، وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحيَا والمَمَاتِ, وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ المَسيحِ الدَّجَّالِ+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
__________
(1) البخاري (2/102)، لعله يقصد حديث برقم (832) وهو عن عائشة رضي الله عنها، وسيأتي بعد هذا الحديث، وأما هذا الحديث فقد تفرد به مسلم، [قال المصحح: لقد وهم الشارح، والصواب أن الحديث أخرجه البخاري، برقم 1377]، ومسلم (1/412) [برقم (588)] واللفظ لمسلم. (المصحح).(1/105)
... قوله: =المحيا+ بمعنى الحياة، و=الممات+ بمعنى الموت، وفتنة الحياة التي تعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا، والشهوات، والجهالات، وأشدها وأعظمها – والعياذ بالله – أمر الخاتمة عند الموت، واختلفوا في فتنة الممات، قيل: فتنة القبر، وقيل: يحتمل أن يراد به الفتنة عند الاحتضار؛ أضاف الفتنة إلى الموت لقربها منه.
... وإذا كان المراد من قوله: =وفتنة الممات+ فتنة القبر فيفهم منه التكرار؛ لأن قوله: من عذاب القبر يدل على هذا.
... والظاهر أن ليس فيه تكرار؛ لأن العذاب يزيد على الفتنة، والفتنة سبب له.
... قوله: =المسيح الدجال+ أما تسميته بالمسيح؛ فلأن الخير مُسِحَ منه، فهو مسيح الضلالة، وقيل: سمي به؛ لأن عينه الواحدة ممسوحة، ويقال: رجل ممسوح الوجه ومسيح، وهو أن لا يبقى على أحد شِقَّي وَجْهِهِ عينٌ، ولا حاجب إلا استوى، وقيل: لأنه يمسح الأرض؛ أي: يقطعها.
... وقيل: إنه الذي مُسح خَلْقهُ؛ أي: شُوهَ، فكأنه هرب من الالتباس بالمسيح ابن مريم – عليهما السلام – ولا التباس؛ لأن عيسى – عليه السلام – إنما سمي مسيحاً؛ لأنه كان لا يمسح بيده المباركة ذا عاهة إلا برأ، وقيل: لأنه خرج من بطن أمه ممسوحاً بدهن، وقيل: المسيح الصديق.
... وأما تسميته بالدجال؛ فلأنه خدَّاع، ملبِّس.
... والدجل: الخلط، ويقال: الطلي والتغطية، ودجلة نهر بغداد، سميت بذلك؛ لأنها تغطي الأرض بمائها، وهذا المعنى – أيضاً – في الدجال؛ لأنه يغطي الأرض بكثرة أتباعه، وقيل: لأنه مطموس العين من قولهم: دجل الأثر، إذا عفى ودرس، وقيل: من دجل؛ أي: كذب؛ والدجال: الكذاب.(1/106)
... وفائدة التعوذ من شر الدجال في ذلك الوقت، مع علمه ^ بأن الدجال متأخر عن ذلك الزمان بكثير؛ أن ينتشر الخبر، ويشيع بين الأمة من جيل إلى جيل، وجماعة إلى جماعة بأنه كذاب، مبطل، مفتري، ساعٍ على وجه الأرض بالفساد، ومموه ساحر، حتى لا يلتبس على المؤمنين أمره عند خروجه، ويتحقق أمره، ويعرفوا أنه على الباطل، كما أخبر رسول الله ^.
56 – (2) =اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَسيحِ الدَّجَّالِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ المَحْيَا والمَمَاتِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ المَأثَمِ والمَغْرَمِ+(1).
... - صحابية الحديث هي عائشة رضي الله عنها.
... وجاء فيه؛ أنه قال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم يا رسول الله، فقال: =إن الرجل إذا غرم، حدث فكذب، ووعد فأخلف+.
... قوله: =المأثم+ معناه: الإثم.
... وقوله: =المغرم+ هو الغُرم، وهو الدَّين، وقيل: الغرم والمغرم ما ينوب الإنسان في ماله من ضرر لغير جناية منه.
... قوله: =قال له قائل...+ وإنما سأل هذا عن وجه الحكمة في كثرة استعاذته ^ من المغرم؛ فأجاب رسول الله بأن الرجل إذا غرم، أي: إذا لحقه دين حدَّث فكذب، بأن يتعلل لصاحب الدَّين بعلل شتَّى، وهو كاذب فيها، وغرضه الدفع، ووعد فأخلف، بأن يقول: أوفي حقك اليوم الفلاني، والساعة الفلانية، ولم يوفه، فيقترف من أجل الدين الكذب، والخلف في الوعد، وهذا من صفات المنافقين – نعوذ بالله من ذلك -.
... وكلمة =ما+ في قوله: =ما أكثر ما تستعيذ+ للتعجب؛ أي: ما أكثر استعاذتك من المغرم.
__________
(1) البخاري (2/102) [برقم (832)]، ومسلم واللفظ له، (1/412) [برقم (589)]. (ق).(1/107)
57 – (3) =اللَّهُمَّ إنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي ظُلْماً كَثيراً، وَلَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أنْتَ، فاغْفِرْ لِي مَغْفِرَةً مِنْ عِنْدِكَ، وارْحَمْنِي إنَّك أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ+(1).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عمرو – رضي الله عنهما.
... أقول: =ظلماً كثيراً+ بالثاء المثلثة في معظم الروايات، وفي بعض روايات مسلم =كبيراً+ بالباء الموحدة، وكلاهما حسن، وقال النووي – رحمه الله – في =الأذكار+: =ينبغي أن يجمع بينهما، فيقال: ظلماً كثيراً كبيراً+.
... أو يأتي بهذه أحياناً وبالأخرى أحياناً.
... وفي هذا دليل على أن الإنسان لا يعرى من ذنب وتقصير؛ كما قال ^: =استقيموا ولن تحصوا+(2)، وفي الحديث: =كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون+(3).
__________
(1) البخاري (8/168) [برقم (7387)]، ومسلم (4/2078) [برقم (2705)]. (ق).
(2) رواه أحمد (5/277، 282)، وابن ماجة برقم (277)، وصححه الألباني، انظر =الإرواء+ برقم (412). (م).
(3) رواه أحمد (3/198)، والترمذي برقم (2499)، وابن ماجه برقم (4251)، وحسنه الألباني، انظر صحيح الجامع برقم (4515). (م).(1/108)
... قوله: =لا يغفر الذنوب إلا أنت+ إقرار بوحدانية الله تعالى، واستجلاب لمغفرته بهذا الإقرار، كما قال تعالى في الحديث القدسي: =عَلِمَ أنَّ له ربًّا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب+(1). وفي هذا امتثال لما أثنى الله عليه في قوله: { - ((( - { - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - ( { } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم -( - ( ( { - رضي الله عنه -(( - ( - ( (- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - } - ( قرآن كريم ( - فهرس - - ( ( المحتويات ( - - - (( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - - - - - { - - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - - (((- رضي الله عنه - - ( - - - - ( ( المحتويات ( - ( - قرآن كريم ( الله أكبر ( - ( - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ((((- رضي الله عنه - - - - عز وجل - قرآن كريم ( الله أكبر - - - - - - صدق الله العظيم ( { ( - - - } .(2).
... فقوله ^: =ولا يغفر الذنوب إلا أنت+؛ كقوله تعالى: { صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ((((- رضي الله عنه - - - - عز وجل - قرآن كريم ( الله أكبر - - - - - - صدق الله العظيم ( { ( - - - } .
... قوله: =فاغفر لي مغفرة+ إشارة إلى طلب مغفرة متفضل بها من عند الله تعالى، لا يقتضيها سبب من العبد من عمل حسن ولا غيره، فهي رحمة من عنده سبحانه.
... قوله: =إنك أنت الغفور الرحيم+ من باب المقابلة، والختم للكلام، فالغفور مقابل لقوله: =اغفر لي+، والرحيم مقابل لقوله: =ارحمني+.
__________
(1) رواه البخاري برقم (7507)، ومسلم برقم (2758). (م).
(2) سورة آل عمران, الآية: 135.(1/109)
58 – (4) =اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، ومَا أخَّرْتُ، ومَا أسْرَرْتُ، ومَا أعْلَنْتُ، ومَا أسْرَفْتُ، ومَا أنْتَ أعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأنْتَ المُؤَخِّرُ لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ+(1).
... - صحابي الحديث هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
... أقول: هذا أيضاً لتعليم الأمة، ولتعظيم الله سبحانه وتعالى، حيث لم يقطع سؤاله منه.
... قوله: =ما قدمت+ أي: من الذنوب.
... قوله: =وما أخرت+، أي: من الطاعات، [وقيل: إن وقع مني ذنب فاغفره لي] (2).
... قوله: =وما أسرفت+ أي: وما أكثرت من الذنوب والخطايا، والأوزار والآثام.
... قوله: =أنت المقدِّم وأنت المؤخر+ معنى التقديم والتأخير فيهما هو تنزل الأشياء منازلها، وترتيبها في التكوين والتفضيل، وغير ذلك على ما تقتضيه الحكمة.
59 – (5) =اللَّهُمَّ أعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسْنِ عِبَادَتِكَ+(3).
... - صحابي الحديث هو معاذ بن جبل رضي الله عنه.
... قوله: =ذكرك+ يشتمل جميع أنواع الثناء حتى قراءة القرآن، والاشتغال بالعلم الديني.
... وإنما قدم الذكر على الشكر؛ لأن العبد إذا لم يكن ذاكراً لم يكن شاكراً، كما قدم في قوله تعالى: { ( - ( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - - - ( ( المحتويات ( - ( - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - ( تمهيد ( { - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( - } (4).
... قوله: =وحسن عبادتك+ قيد بالحسن؛ لأن العبادة الحسنة هي العبادة الخالصة، فالعبادة إذا لم تكن خالصة [صواباً على السنة] لا تقبل، ولا تنفع صاحبها.
__________
(1) مسلم (1/534) [برقم (771)]. (ق).
(2) مرقاة المفاتيح (2/534)]. [المصحح].
(3) أبو داود (2/86) [برقم (1522)]،والنسائي (3/53)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1/284). (ق).
(4) سورة البقرة, الآية: 152.(1/110)
60 – (6) =اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ البُخْلِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنَ الجُبْنِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَلِ العُمْرِ، وأعُوْذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الدُّنْيَا, وَأعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ+(1).
... - صحابي الحديث هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
... قوله: =البخل+ أي: منع إنفاق المال، بعد الحصول عليه، وحبه وإمساكه.
... قوله: =الجبن+ أي: تَهَيُّب الإقدام على ما لا ينبغي أن يُخاف.
... قوله: =أن أردَّ إلى أرذلِ العمر+ هو البلوغ إلى حد في الهرم، يعود معه كالطفل؛ في سخف العقل، وقلة الفهم، وضعف القوة.
... والأرذل: هو الرَّديء من كل شيء.
... قوله: =فتنة الدنيا+ ومعنى الفتنة الاختبار، قال شعبة رحمه الله: =يعني: فتنة الدَّجَّال+، وفي إطلاق الدنيا على الدجال، إشارة إلى أن فتنته أعظم الفتن الكائنة في الدنيا، وقد ورد ذلك صريحاً في قوله ^: =إنه لم تكن فتنة في الأرض منذ ذرأ الله ذرية آدم، أعظم من فتنة الدجال+(2).
... ومعنى =ذرأ+ خلق.
__________
(1) البخاري مع الفتح (6/35) [برقم (2822)]. (ق).
(2) رواه ابن ماجه برقم (4077)، وصححه الألباني، انظر قصة المسيح الدجال له (ص 49). (م).(1/111)
... قوله: =عذاب القبر+ فيه إثبات لعذاب القبر؛ فأهل السنة والجماعة يؤمنون بفتنة القبر وعذابه ونعيمه؛ فأما الفتنة: فإن الناس يفتنون في قبورهم، فيقال للرجل: من ربك؟ ومَا دينك؟ ومَن نبيك؟ { ( تمهيد ( مقدمة تمهيد - - ( - ( - - - - ((( - { - - - } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( - ( قرآن كريم - { ( - - - ( - ( تمهيد ( - - } - - - - - (( ( - - قرآن كريم - عليه السلام - - - عليه السلام -- رضي الله عنه -( - - - - - عليه السلام - - ( الله أكبر - - - - - - ((- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - عليه السلام - - ( - - - رضي الله عنهم - - - } (1)؛ فيقول المؤمن: ربي الله، والإسلام ديني، ومحمد نبيي، وأما المرتاب فيقول: هاه هاه لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته، فيضرب بمرزبةٍ من حديد، فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين – الإنس والجن – ولو سمعوا لصعقوا(2)، ثم بعد هذه الفتنة إما نعيم وإما عذاب!!
61 - =اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ الجَنَّةَ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ+(3).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... أي: اللهم إني أطلب منك الفوز بالجنة، وأن تجيرني من عذاب النار.
... ويتضمن هذا الدعاء طلب التوفيق والهداية إلى الأعمال الصالحة المبتغى بها وجه الله تعالى، التي هي سبب للفوز بالجنة، وطلب البعد عن الأعمال السيئة، التي هي سبب لعذاب النار.
__________
(1) سورة إبراهيم، الآية: 27.
(2) هذا معنى حديث رواه البخاري برقم (1338)، ومسلم برقم (2870). (م).
(3) أبو داور [برقم (792)]، وابن ماجه، وانظر صحيح ابن ماجة (2/328). (ق).(1/112)
62 – (8) =اللَّهُمَّ بعِلْمِكَ الغَيْبَ وَقُدْرَتِكَ عَلَى الخَلْقِ؛ أحْيِني مَا عَلِمْتَ الحَيَاةَ خَيْراً لِي، وتَوَفَّنِي إذَا عَلِمْتَ الوَفَاةَ خَيْراً لي، اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ خَشْيَتَكَ فِي الغَيْبِ والشَّهَادَةِ، وأسْألُكَ كَلِمَةَ الحَقِّ فِي الرِّضَا والغَضَبِ، وأسْألُكَ القَصْدَ فِي الغِنَى والفَقْرِ، وأسْألُكَ نَعِيماً لا يَنْفَدُ، وأسْألُكَ قُرَّةَ عَيْنٍ لا تَنْقَطِعُ، وأسْأَلُكَ الرِّضَا بَعْدَ القَضَاءِ، وأسْألُكَ بَرْدَ العَيْشِ بَعْدَ المَوْتِ، وأسْألُكَ لَذَّةَ النَّظَرِ إلَى وَجْهِكَ، وَالشَّوْقَ إلَى لِقَائِكَ، فِي غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، ولاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، اللَّهُمَّ زَيِّنَّا بِزِيْنَةِ الإيْمَانِ، واجْعَلْنَا هُدَاةً مُهْتَدِينَ+(1).
... - صحابي الحديث هو عمار بن ياسر رضي الله عنه.
... قوله: =ما علمت الحياة خيراً لي+ أي: إذا كانت الحياة خيراً لي في علمك للغيب، وكذلك التقدير في قوله: =وتوفني إذا علمت الوفاة خيراً لي+ أي: إذا كانت الوفاة خيراً لي في علمك.
... قوله: =خشيتك في الغيب والشهادة+ أي: فيما غاب عني وفيما أشاهده، والمراد منه: الخشية في جميع الأحوال.
... قوله: =كلمة الحق+ أي: التكلم بالحق؛ والمراد: العون والتوفيق على التكلم بالحق.
... قوله: =في الرضا والغضب+ أي: في حالة الرضا وحالة الغضب، أو المعنى: عند رضاء الراضي، وعند غضب الغاضب.
__________
(1) النسائي (4/54، 55)، وأحمد (4/364)، وصححه الألباني في صحيح النسائي (1/281). (ق).(1/113)
... قوله: =القصد+ القصد من الأمور؛ أي: المعتدل الذي لا يميل على أحد طرفي التفريط والإفراط؛ يعني: أسألك الاعتدال والوسط في الفقر والغنى، لا فقراً بالتفريط، ولا غنىً بالإفراط؛ لأن الفقر جداً يستدعي ترك الصبر، المؤدي إلى ارتكاب الطعن في التقدير، والتكلم بأنواع البشاعة، والغنى جداً يؤدي إلى الطغيان والفساد، وخير الأمور أوساطها.
... قوله: =نعيماً لا ينفد+ أي: لا يفرغ، وهو نعيم الجنة.
... قوله: =قرة عين لا تنقطع+ كناية عن السرور والفرح، يقال: قرَّتْ عيناه؛ أي: سر بذلك وفرح، وقيل معناه: بلوغ الأمنية حتى ترضى النفس، وتسكن العين، ولا تستشرف إلى غيره.
... قوله: =وأسألك الرضا بعد القضاء+ أي: بعد قضائك عليَّ بشيء من الخير والشر؛ أما في الخير فيرضى به ويقنع به، ولا يتكلف في طلب الزيادة، ويشكر على ما أوتي به، وأما في الشر فيصبر عليه ولا يكفر.
... قوله: =وأسألك برد العيش بعد الموت+ كناية عن الراحة بعد الموت.
... قوله: =وأسألك لذة النظر إلى وجهك+ إنما سأل هنا لذة النظر ولم يكتف بسؤال النظر، مبالغة في الرؤية وكثرتها؛ لأنه فرق بين رؤية ورؤية.
... قوله: =والشوق+ أي: أسألك لذة الشوق إلى لقائك؛ والشوق هو تعلق النفس بالشيء.
... قوله: =في غير ضراء+ متعلق بقوله: =أحيني إذا علمت الحياة خيراً لي+ أي: أحيني إذا أردت حياتي في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة، وتوفني إذا أردت وفاتي في غير ضراء مضرة، ولا فتنة مضلة عند الموت.
... والضراء: الحالة التي تضر، وهي نقيض السراء.
... ووصف الضراء بالمضرة، والفتنة بالمضلة للتأكيد والمبالغة.
... قوله: =اللهم زينا بزينة الإيمان+ أي: بشرائعه؛ لأن الشرائع زينة الإيمان؛ يعني: وفقنا لأداء طاعتك وإقامة شرائعك، حتى تكون لنا زينة في الدنيا والآخرة.
... قوله: =هداة+ جمع هادي؛ أي: اجمع لنا فينا بين الهدى والاهتداء.(1/114)
63 – (9) =اللَّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ يَا أللهُ بأنَّكَ الوَاحِدُ الأحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ، ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ, أنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إنَّكَ أنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ+(1).
... - صحابي الحديث هو مِحْجَن بن الأرْدَع رضي الله عنه.
... قوله: =بأنك+ الباء سببية؛ أي: بسبب أنك الواحد.
... قوله: =الواحد الأحد+ لا فرق بين الواحد والأحد؛ أي: الفرد الذي لا نظير له، ولا يطلق هذا اللفظ على أحد في الإثبات إلا على الله تعالى؛ لأنه الكامل في جميع صفاته وأفعاله.
... قوله: =الصمد+ هو الذي يُصمد إليه في الحاجات؛ أي: يقصد لكونه قادراً على قضائها، قال الزجاج رحمه الله: =الصمد السيد الذي انتهى إليه السؤدد، فلا سيد فوقه+، وقيل: هو المستغني عن كل أحد، والمحتاج إليه كل أحد، وقيل: هو الذي لا جوف له؛ قال الشعبي رحمه الله: =هو الذي لا يأكل الطعام، ولا يشرب الشراب+.
... قوله: =الذي لم يلد ولم يولد+ أي: ليس له ولد ولا والد ولا صاحبة.
... قوله: =كفواً+ أي: مثلاً ونداً ونظيراً.
64 – (10) =اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ بأنَّ لَكَ الحَمْدَ، لَا إلَهَ إلاَّ أنْتَ، وَحْدَكَ لا شَرِيْكَ لَكَ، المَنَّانُ، يَا بَدِيْعَ السَّمَاواتِ والأرْضِ، يَا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ، يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ، إنِّي أسْألُكَ الجَنَّةَ، وأعُوذُ بِكَ مِنَ النَّارِ+(2).
... - صحابي الحديث هو أنس بن مالك رضي الله عنه.
__________
(1) أخرجه النسائي بلفظه (3/52)، وأحمد (4/238)، وصححه الألباني ففي =صحيح النسائي+ (1/280). (ق).
(2) رواه أهل السنن [أبو داود برقم (1495)، والنسائي (3/52)، وابن ماجة برقم (3858)، أما الترمذي فلم أقف عليه عنده]، [قال المصحح: هو عند الترمذي، برقم (3544)]، وانظر: =صحيح ابن ماجه+ (2/329). (ق).(1/115)
... قوله: =المنان+ أي: كثير العطاء، من المنة بمعنى النعمة، والمنة مذمومة من الخلق؛ لأنهم لا يملكون شيئاً، قال صاحب =الصحاح+: =مَن عليه هنا؛ أي: أنعم، والمنان من أسماء الله تعالى+.
... قوله: =يا بديع السماوات والأرض+ أي: مبدعها ومخترعها لا على مثال سبق.
... قوله: =يا ذا الجلال والإكرام+ أي: صاحب العظمة والسلطان والإنعام والإحسان.
... وجاء في نهاية الحديث؛ قوله ^: =لقد دعا الله باسمه الأعظم، الذي إذا دُعي به أجاب، وإذا سُئل به أعْطَى+.
... قال الطيبي رحمه الله: =فيه دلالة على أن لله تعالى اسماً أعظم إذا دعي به أجاب+.
... قال الشوكاني رحمه الله: =قد اختلف في تعيين الاسم الأعظم على نحو أربعين قولاً+.
... قال ابن حجر رحمه الله: =وأرجحها من حيث السند: الله لا إله إلا هو الأحد الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد+.
... وقال الجزري رحمه الله: =وعندي أن الاسم الأعظم: لا إله إلا هو الحي القيوم+.
... ورجح ذلك ابن القيم وغيره، والله أعلم.
65 – (11) =اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ بأَنِّي أشْهَدُ أنَّكَ أنْتَ اللهُ لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ، الأحَدُ الصَّمَدُ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُوْلَدْ، ولَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أحَدٌ+(1).
... - صحابي الحديث هو بريدة بن الحُصَيْب الأسلمي رضي الله عنه.
... قد تقدم شرحه قريباً؛ انظر شرح حديث رقم (63).
25 – الأذْكَارُ بَعْدَ السَّلاَمِ مِنَ الصَّلاَةِ
66 – (1) =أسْتَغْفِرُ اللهَ – ثَلاثاً – اللَّهُمَّ أنْتَ السَّلاَمُ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الجَلالِ والإكْرَامِ+(2).
__________
(1) أبو داود (2/62) [برقم (1493)]، والترمذي (5/515) [برقم (3475)]، وابن ماجة (2/1267) [برقم (3857]، وأحمد (5/360)، وانظر =صحيح ابن ماجة+ (2/329)، و=صحيح الترمذي+ (3/163). (ق).
(2) مسلم (1/414) [برقم (591)]. (ق).(1/116)
... - صحابي الحديث هو ثَوبان الهاشمي رضي الله عنه.
... قوله: =أستغفر الله ثلاثاً+ أي: ثلاث مرات؛ قيل للأوزاعي – وهو أحد رواة الحديث -: كيف الاستغفار؟ قال: يقول: أستغفر الله، أستغفر الله.
... قوله: =أنت السلام+ أي: السالم من المعايب والحوادث، والتغير والآفات، وهو اسم من أسماء الله تعالى؛ فالله هو السلام، وصف به نفسه في كونه سليماً من النقائص، أو في إعطائه السلامة.
... قوله: =ومنك السلام+ أي: السلامة، والمعنى: أنه منك يرجى ويستوهب ويستفاد.
... قوله: =تباركت+ أي: تعاليت وتعاظمت، وأصل المعنى: كثرت خيراتك واتسعت، وقيل معناه: البقاء والدوام.
... قوله: =يا ذا الجلال والإكرام+ أي: المستحق لأن يهاب لسلطانه وجلاله، ويثنى عليه بما يليق بعلو شأنه، والجلال مصدر الجليل، يقال: جليل بيِّنُ الجلالة؛ والجلال: عِظَم القدر؛ فالمعنى: أن الله تعالى مستحق أن يُجَلَّ ويكرم، فلا يجحد، ولا يكفر به، وهو الرب الذي يستحق على عباده الإجلال والإكرام.
67 – (2) =لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أعْطَيْتَ، ولا مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، ولاَ يَنْفَعُ ذَا الجَدِّ مِنْكَ الجَدُّ+(1).
... - صحابي الحديث هو المغيرة بن شعبة رضي الله عنه.
... قوله: =لا مانع لما أعطيت+ أي: لا أحد يقدر على منع ما أعطيت أحداً من عبادك، فإذا أراد الله تعالى أن يعطي أحداً شيئاً، واجتمع الإنس والجن على منعه، لعجزوا عن ذلك.
... قوله: =ولا معطي لما منعت+ أي: ولا أحد يقدر على إعطاء ما منعت.
... قوله: =ولا ينفع ذا الجد منك الجد+ أي: لا يمنع ذا الغنى غناؤه من عذابك.
__________
(1) البخاري (1/255) [برقم (844)]، ومسلم (1/414) [برقم (593)]. (ق).(1/117)
68 – (3) =لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ, وَلَهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ باللَّهِ، لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ، وَلا نَعْبُدُ إلاَّ إيَّاهُ، لَهُ النِّعْمَةُ ولَهُ الفَضْلُ ولَهُ الثَّنَاءُ الحَسَنُ، لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ مُخلِصِينَ لَهُ الدِّيْنَ ولَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ+(1).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن الزبير رضي الله عنه.
... قوله: =ولا نعبد إلا إياه+ أي: عبادتنا مقصورة على الله تعالى، غير متجاوز عنه.
... قوله: =له النعمة+ أي: النعمة الظاهرة والباطنة، وهي بكسر النون، ما أنعم به من رزق ومال وغيره، وأما بفتحها: فهي المسَرَّة والفرح وطيب العيش.
... قوله: =وله الفضل+ أي: في كل شيء، { ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صلى الله عليه وسلم -( - ( - (( - (( - - -
( بسم الله الرحمن الرحيم - ((- رضي الله عنهم -(( - - - } (2).
... قوله: =وله الثناء الحسن+ والثناء يشمل أنواع الحمد والمدح والشكر.
... والثناء على الله تعالى كله حسن، وإن لم يوصف بالحسن.
... والمراد بـ =الدين+: التوحيد.
... قوله: =ولو كره الكافرون+ أي: وإن كره الكافرون كوننا مخلصين الدين لله، وكوننا عابدين.
69 – (4) =سُبْحَانَ اللهِ، والحَمْدُ للهِ، واللهُ أكْبَرُ (ثَلاثاً وثَلاثِينَ) لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ+(3).
__________
(1) مسلم (1/415) [برقم (594)]. (ق).
(2) سورة البقرة, الآية: 105.
(3) مسلم (1/418) [برقم (597)]، =من قال ذلك دبر كل صلاة غفرت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر+. (ق).
... وقوله: زبد البحر أي: كرغوة البحر، وهذا خارج مخرج المبالغة؛ أي: لو فرض أن لذنوبه أجساماً، وكانت مثل زبد البحر يغفرها الله بهذا القول. (م).(1/118)
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... وجاء فيه: =فتلك تسعة وتسعون، وتمام المئة: لا إله إلا الله...+.
... وجاء عن أبي هريرة رضي الله عنه في فضل هذا الذكر وصفته: أن فقراء المهاجرين أتوا رسول الله ^، فقالوا: ذهب أهل الدثور بالدرجات العلا، والنعيم المقيم؛ يصلّون كما نصلّي، ويصومون كما نصوم، ولهم فضل من أموال يحجون بها، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون؟ فقال ^: =ألا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم، وتسبقون به من بعدكم، ولا يكون أحد أفضل منكم؛ إلا من صنع مثل ما صنعتم؟+، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: =تسبحون، وتحمدون، وتكبرون، خلف كلِّ صلاة ثلاثاً وثلاثين+.
... قال أبو صالح: يقول: =سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، حتى يكون منهن كلهن ثلاثاً وثلاثين+(1).
... قوله: =الدثور+ جمع دثر؛ وهو المال الكثير، ويقع على: الواحد، والإثنين، والجمع.
... قوله: =بالدرجات العلا+ أي: إنهم حصَّلُوا الدرجات العلا، والنعيم المقيم وهو الجنة، بسبب حجهم وعمرتهم وجهادهم وصدقاتهم، وذلك كله بسبب قدرتهم على الدنيا، ونحن ما لنا دنيا!! فكيف نعمل حتى ندركهم؟ فقال لهم رسول الله ^: =ألا أعلمكم...+ إلى آخره؛ يعني: متى قلتم هذا القول تدركونهم وتشاركونهم فيما أوتوا به، وتسبقون به من بعدكم.
... قوله: =كما نصلي+ أي: كصلاتنا بشرائطها مع الجماعة؛ والمعنى: إنهم شاركونا فيما نعمل من الصلاة والصوم، ولهم مزية علينا بأموالهم، حيث يحجون، ويعتمرون، ويجاهدون، ويتصدقون بفضول أموالهم.
... قوله: =ألا أعلمكم+ ألا كلمة تنبيه، تنبه المخاطب على أن الأمر عظيم الشأن.
قوله: =تدركون+ أي: بذلك الشيء وبسببه.
قوله: =من سبقكم+ والمراد السبق المعنوي؛ وهو السبق في الفضيلة.
قوله: =من بعدكم+ أي: من بعدكم في الفضيلة ممن لا يعمل هذا العمل.
__________
(1) رواه البخاري برقم (843), ومسلم برقم (595). (م).(1/119)
قوله: =ولا يكون أحد أفضل منكم+ يدل على ترجيح هذه الأذكار على غيرها من الأعمال.
قوله: =قال أبو صالح+ يعني: لما سُئل أبو صالح ذكوان السمان الزيات الراوي عن أبي هريرة رضي الله عنه عن كيفية ذكرها؟ قال: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر، حتى يكون منهن كلهن ثلاثاً وثلاثين؛ وهذا يقتضي أن يكون العدد في الجميع ثلاثاً وثلاثين مرة، بأن يقول: =سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر+، هذه مرة، وهكذا حتى يصل إلى ثلاثٍ وثلاثين مرة.
وذكر في حديث أبي هريرة رضي الله عنه من طريق آخر غير طريق أبي صالح: =يسبح ثلاثاً وثلاثين – مستقلة – ويكبر ثلاثاً وثلاثين – مستقلة – ويحمد ثلاثاً وثلاثين – مستقلة -+، وهذا يقتضي أن يكون الجميع تسعة وتسعين.
وحديث أبي صالح محمول على هذا؛ ولأجل هذا قال القاضي عياض رحمه الله: =هذا أولى من تأويل أبي صالح+.
وجاء في رواية: =تسبحون في دبر كل صلاة عشراً، وتحمدون عشراً، وتكبرون عشراً+(1)، وهذه الرواية لا تنافي رواية الأكثر.
وفي رواية أن تمام المئة: =لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير+(2).
وفي رواية: أن التكبيرات أربع وثلاثون(3).
وكلها صحيحة ويجب قبولها، فينبغي على الإنسان أن يجمع بين الروايات من حيث العمل؛ فيعمل بهذه تارة وبهذه تارة وهكذا...
[قال المصحح: التسبيح، والتحميد، والتكبير أدبار الصلوات جاء على أنواع ستة على النحو الآتي:
النوع الأول: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر (ثلاثاً وثلاثين) ويختم بلا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير(4).
__________
(1) رواه البخاري برقم (6329). (م).
(2) رواه مسلم برقم (597). (م).
(3) رواه مسلم برقم (596). (م).
(4) مسلم، برقم (597). (المصحح).(1/120)
النوع الثاني: سبحان الله (ثلاثاً وثلاثين) الحمد لله (ثلاثاً وثلاثين) الله أكبر (أربعاً وثلاثين) (1).
النوع الثالث: سبحان الله، والحمد لله، والله أكبر (ثلاثاً وثلاثين) (2).
النوع الرابع: سبحان الله (عشراً) والحمد لله (عشراً) والله أكبر (عشراً) (3).
النوع الخامس: سبحان الله (إحدى عشرة)، والحمد لله (إحدى عشرة) والله أكبر (إحدى عشرة) (4).
النوع السادس: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر (خمساً وعشرين) (5). والأفضل أن يقول هذا تارة، وهذا تارة، فينوِّع بين هذه التسبيحات] (6).
وجاء عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أنه قال: لقد رأيت رسول الله ^ يعقدها بيمينه – وفي رواية: يعقد التسبيح بيمينه -(7).
وفيه صفة التسبيح؛ وهو أن يكون باليد اليمنى فقط، وبطريقة العقد؛ أي: شد الإصبع إلى باطن الكف.
__________
(1) مسلم، برقم (596). (المصحح).
(2) البخاري برقم (843)، ومسلم برقم (595) (المصحح).
(3) البخاري برقم (6329) (المصحح).
(4) مسلم، برقم (43 – 595) (المصحح).
(5) النسائي برقم (1350 و1351)، والترمذي برقم (3413)، وصححه الألباني في صحيح النسائي (1/191) (المصحح).
(6) المصحح).
(7) رواه أبو داود برقم (5065)، والترمذي برقم (3410)، والنسائي (3/74). (م).(1/121)
70 – (5) =( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - ( - - - ( صدق الله العظيم (- عليه السلام - - ( قرآن كريم { - - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( مقدمة { - - - - : { ( - ( - - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( - - - ( - - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - ((( ( - - - ( - - رضي الله عنهم - - - ( - - - ((( ( المحتويات - - ( - ( - - رضي الله عنه - - ( المحتويات - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - قرآن كريم ( - ((( ( المحتويات - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( - - رضي الله عنه - - (( - { - - ( قرآن كريم ((( - - - - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - } ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - ( - - - ( صدق الله العظيم (- عليه السلام - - ( قرآن كريم { - - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( مقدمة { - - - - : { ( - ( - ( - قرآن كريم ((- صلى الله عليه وسلم - - ( تمت - - عليه السلام - - ( - ( - فهرس - - (( - - - ((( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - - - ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - رضي الله عنه - - فهرس - - رضي الله عنهم - - ((( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - ( - - ( - - - رضي الله عنهم -( - - - ( { - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ((( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - { ( تمهيد ( - - ( } ( } - - - - - (( ( - - { ((( - - - ((( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - { - - ( - - - رضي الله عنه - فهرس - - - ( { - رضي الله عنهم - - - - - مقدمة } ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - ( - - - ( صدق الله العظيم (- عليه السلام - - ( قرآن كريم { - - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( مقدمة { - - - - : { ( - ( - ( - قرآن كريم ((- صلى الله(1/122)
عليه وسلم - - ( تمت - - عليه السلام - - ( - ( } - } - جل جلاله - - - - ((( ( - ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( } - } - جل جلاله - - - - ((( ( مقدمة ( - - ( { ( } - } - جل جلاله - - - - ((( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - - - { ( } - - عليه السلام - قرآن كريم ( - - عليه السلام - قرآن كريم ( - - - ( } - } - جل جلاله - - - ( - - - ((( - ( - { - - - { } ( قرآن كريم ( - - عليه السلام - قرآن كريم ( - - (( ( - - صلى الله عليه وسلم -( - (( ( } - } - جل جلاله - - - - ((( - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( { } - جل جلاله -( - ( - - -
( } - } - جل جلاله - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } بَعْدَ كُلِّ صَلاةٍ(1)+.
... - صحابي الحديث هو عقبة بن عامر رضي الله عنه.
... والحديث بلفظ: أمرني رسول الله ^ أن أقرأ بالمعوذات دُبُرَ كل صلاة.
... وقوله: =المعوذات+ قد فسرها المصنف بذكر السور الثلاث كاملة.
... والحكمة في هذا أن الشيطان لم يزل يوسوس به وهو في الصلاة، ويسعى لقطعه عن الصلاة، ثم عندما يفرغ منها يقبل إليه إقبالاً كليًّا؛ فأمر ^ عند ذلك أن يستعيذ بالمعوذات من الشيطان حتى لا يظفر عليه، ولا يتمكن منه.
... وقد مر توضيح كلمات سورة الإخلاص؛ انظر شرح حديث
رقم (63).
... وهي سورة مشتملة على توحيد الله عز وجل.
... قوله: { ( - ( - } أمر؛ أي: آمرك أن تقول:....
... قوله: { ( - قرآن كريم ((- صلى الله عليه وسلم - - } أي: ألجأ وأعتصم وألوذ.
... قوله: { صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - - - ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - رضي الله عنه - - فهرس - - رضي الله عنهم - - } وهذا يشمل جميع ما خلق الله عز وجل، من إنس وجن وحيوانات.
__________
(1) أبو داود (2/86) [برقم (1523)]، والنسائي (3/68)، وانظر صحيح الترمذي (2/8)؛ والسور الثلاث يقال لها المعوذات، وانظر فتح الباري (9/62). (ق).(1/123)
... قوله: { صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - ( - - ( - - - رضي الله عنهم -( - - - ( { - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } وهذا تخصيص بعد تعميم؛ أي: من شر ما يكون في الليل، حين يغشى الناس النعاس، وتنتشر فيه الأرواح الشريرة، والحيوانات المؤذية.
... و=الغاسق+ الليل إذا أقبل بظلمته.
... و=الوقب+ الدخول؛ وهو دخول الليل بغروب الشمس.
... قوله: { صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - { ( تمهيد ( - - ( } ( } - - - - - (( ( - - { ((( - - - } أي: من شر السواحر اللاتي يستعن على سحرهن بالنفث في عقد الخيط، التي يعقدنها على السحر.
... قوله: { صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - { - - ( - - - رضي الله عنه - فهرس - - - ( { - رضي الله عنهم - - - - - مقدمة } والحاسد هو الذي يحب زوال النعمة عن المحسود، فيسعى في زوالها، بما يقدر عليه من الأسباب.
... وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: =الحسد كراهة نعمة الله على الغير+.
... إذاً فالحسد يشمل التمني لزوال النعمة، أو السعي في إزالتها، أو الكراهة لها على الغير.
... أما لو تمنى أن يرزقه الله تعالى مثل ما أنعم على الآخرين، فهذا ليس من الحسد بل هو من الغبطة.
... ويدخل في الحاسد العائن؛ [لأن العين] لا تصدر إلا من حاسد شرير الطبع، خبيث النفس.
... وقوله: { صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - - - { ( } - - عليه السلام - قرآن كريم ( - - عليه السلام - قرآن كريم ( - - - ( } - } - جل جلاله - - - ( - - - } قال الزجاج رحمه الله: =يعني: الشيطان ذا الوسواس، الخناس الرجاع؛ وهو الشيطان جاثم على قلب الإنسان، فإذا ذكر الله تعالى خنس، وإذا غفل وسوس+.(1/124)
... قوله: { - ( - { - - - ( } ( قرآن كريم ( - - عليه السلام - قرآن كريم ( - - (( ( - - صلى الله عليه وسلم -( - (( ( } - } - جل جلاله - - - - } ظاهر قوله: =الناس+ أنه يختص ببني آدم، ولكن قوله: =من الجنة والناس+ يرجح دخول الجنة فيهم.
... ووسوسة الشيطان تكون بكلام خفي يصل مفهومه إلى القلب من غير سماع.
71 – (6) = { ( - - - - سبحانه وتعالى - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - مقدمة ( - - ( { - صدق الله العظيم ( { - عليه السلام - قرآن كريم ( - - - - رضي الله عنهم - - ( - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم قرآن كريم - - - { ( - - - - صدق الله العظيم (( فهرس ( - ( } ( - - - ( { - عليه السلام - - ( -(1/125)
- صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - الله أكبر (( مقدمة { - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - (( ( المحتويات } - عليه السلام - قرآن كريم (- رضي الله عنهم - - - - - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (( ((( - - } - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - - - ( - { - - - (( - ((( - - ((( فهرس - رضي الله عنهم - - - جل جلاله -(( - صدق الله العظيم ( { (( مقدمة ( الله أكبر ( - ( - ( - ( المحتويات فهرس - ((- رضي الله عنه - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - (((- رضي الله عنه - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - - (( - - رضي الله عنهم - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم (( - ( - ( - - (((- رضي الله عنهم -(( - ( صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ((( مقدمة ( - ( - (( - صدق الله العظيم ( { - - رضي الله عنهم - - ( - - عليه السلام -( - - - { - رضي الله عنهم -(( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( مقدمة - - ( - ( - ( - ( المحتويات } - عليه السلام - قرآن كريم (- رضي الله عنهم - - - - - - - - عليه السلام -(( - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( فهرس ( - قرآن كريم ((- رضي الله عنه - - - - عليه السلام - - ( - ((((( مقدمة - عليه السلام - قرآن كريم ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - ( - - رضي الله عنهم -(( - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ((- رضي الله عنهم -(( - - - } (1) عَقِبَ كُلِّ
__________
(1) سورة البقرة, الآية: 255.(1/126)
صَلاةٍ(1)+.
... - صحابي الحديث هو أبو أمامة الباهلي، صُدَيُّ بن عجلان رضي الله عنه.
... والحديث هو قوله ^: =من قرأ آية الكرسي دُبُر كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت+.
... وهذه الآية هي أعظم آية في كتاب الله تعالى؛ فقد قال رسول الله ^: =يا أبا المنذر – أُي: أبي بن كعب – أيُّ آية في كتاب الله أعظم؟+ قال: قال أُبي: { ( - - - - سبحانه وتعالى - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - مقدمة ( - - ( { - صدق الله العظيم ( { - عليه السلام - قرآن كريم ( - - - - رضي الله عنهم - - ( - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم قرآن كريم - - - { ( - - - } قال أبي: فضرب في صدري، ثم قال: =ليهنك العلم+، ثم قال: =والذي نفس محمد بيده، إن لهذه الآية لساناً وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش+(2).
وقوله: =ليهنك+ أي: ليكن العلم هنيئاً لك؛ فتُسرّ به وتَسعد.
قوله: { ( { - عليه السلام - - ( - } أي: النعاس؛ وهو النوم الخفيف.
قوله: { ( المحتويات فهرس - ((- رضي الله عنه - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - (((- رضي الله عنه - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - } أي: ما مضى، { - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - - (( - - رضي الله عنهم - - } ما يكون بعدهم.
__________
(1) =من قرأها دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت+. النسائي في عمل اليوم والليلة برقم (100)، وابن السني برقم (121)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5/339) [برقم (6464)]، و=سلسلة الأحاديث الصحيحة+ (2/697)، برقم (972). (ق).
(2) رواه مسلم برقم (810). (م).(1/127)
قوله: { - رضي الله عنهم -(( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( مقدمة - - ( - ( - ( - ( المحتويات } - عليه السلام - قرآن كريم (- رضي الله عنهم - - - - - - - - عليه السلام -(( - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } أي: سعته مثل سعة السموات والأرض.
قوله: { - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( فهرس ( - قرآن كريم ((- رضي الله عنه - - } أي: لا يثقله ولا يشق عليه، { - - عليه السلام - - ( - ((((( مقدمة } أي: السماوات والأرض.
قوله: { - - ( - - رضي الله عنهم -(( - - - } أي: الرفيع فوق خلقه، والمتعالي عن الأشباه والأنداد.
[قال المصحح: والعلو وصف من صفات الله تعالى الذاتية، فله العلو المطلق: علو الذات، وأنه تعالى مستوٍ على عرشه استواء يليق بجلاله، وله علو القدر، وله علو القهر+(1)].
قوله: { ( بسم الله الرحمن الرحيم - ((- رضي الله عنهم -(( - - - } أي: الكبير الذي لا شيء أكبر منه.
72 – (7) =لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ، يُحيي ويُميتُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قديرٌ (عَشْرَ مرَّاتٍ بَعْدَ صلاةِ المَغْربِ والصُّبْحِ)+ (2).
- صحابي الحديث هو أبو ذر الغفاري، جُندب بن جُنادة وغيره – رضي الله عنهم أجمعين -.
وجاء فيه: قوله ×: =من قال في دبر صلاة الصبح، وهو ثانٍ رجليه قبل أن يتكلم:...، عشر مرات كتب له عشر حسنات، ومحي عنه عشر سيئات، ورُفع له عشر درجات، وكان يومه ذلك في حرز من كل مكروه، وحُرس من الشيطان، ولم ينبغ لذنب أن يدركه في ذلك اليوم إلا الشرك بالله تعالى+.
__________
(1) انظر: العقيدة الواسطية مع شرحها للهراس، (ص 142)، والعقيدة الواسطية مع شرحها لابن عثيمين رحمه الله، (ص 327]. (المصحح).
(2) رواه الترمذي (5/515) [برقم (3474)]، وأحمد (4/227)، وانظر تخريجه في =زاد المعاد+ (1/300). (ق).(1/128)
قوله: =حرز+ الحرز هو المكان الذي يحفظ فيه؛ والمراد أنه في وقاية وحفظ.
وقوله: =بعد صلاة المغرب+ قد جاءت في طرق أخرى للحديث.
73 – (8) =اللَّهمُّ إنِّي أسأَلُكَ عِلماً نَافِعاً، ورِزْقاً طَيِّباً، وعَمَلاً مُتَقَبَّلاً (بعد السَّلامِ مِنْ صَلاةِ الفَجْرِ)+(1).
- صحابية الحديث هي أم سلمة – رضي الله عنها –
قوله: =علماً نافعاً+ أي: أنتفع به وأنفع غيري.
قوله: =ورزقاً طيباً+ أي: حلالاً.
قوله: =وعملاً متقبلاً+ أي: عندك؛ فتُثيبني وتأجرني عليه أجراً حسناً.
26 – دُعاءُ صَلاةِ الاستِخَارَةِ
74 – =قالَ جَابِرُ بنُ عبدِ الله – رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - : كانَ رَسولُ الله ^ يُعَلِّمُنا الاسْتِخَارَةَ في الأمُورِ كُلِّهَا كَمَا يُعَلِّمُنا السُّورَةَ مِنَ القُرْآنِ، يَقُولُ: =إذا هَمَّ أحَدُكُمْ بالأمْرِ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَينِ مِنْ غَيْر الفَريْضَةِ، ثُمَّ لِيَقُلْ: اللهُمَّ إنِّي أسْتَخيرُكَ بعِلْمِكَ، وأسْتَقْدِرُكَ بقُدْرَتِكَ، وأسْألُكَ مِنْ فضلِكَ العَظِيم، فإنَّكَ تَقْدِرُ ولا أقْدِرُ، وتَعْلَمُ ولا أعْلَمُ، وأنْتَ عَلاَّمُ الغُيوبِ، اللهُمَّ إنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أن هذَا الأمرَ – ويُسمِّي حَاجَتَه – خَيرٌ لي في دِيني ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمْري – أو قالَ: عَاجِلهِ وآجِلِهِ – فاقْدُرْهُ لي ويَسِّرْهُ لي، ثمَّ بَارِكْ لي فيهِ، وإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أنَّ هذا الأمْرَ شَرٌّ لي في دِينِي ومَعَاشي وعَاقِبَةِ أمري – أوْ قالَ: عَاجِلِهِ وآجِلِهِ – فَاصْرِفْهُ عَنِّي، وَاصْرِفْنِي عَنْهُ، واقْدُرْ لِيَ الخَيْرَ حَيْثُ كَانَ، ثُمَّ أرْضِنِي بِهِ+(2).
__________
(1) ابن ماجة [برقم (925)]، وغيره، انظر =صحيح ابن ماجة+ (1/152)، و=مجمع الزوائد+ (10/111) وسيأتي برقم (95). (ق).
(2) البخاري (7/162) [برقم (1162)]. (ق).(1/129)
ومَا نَدِمَ مَنْ اسْتَخَارَ الخَالِقَ، وَشَاوَرَ المَخْلُوْقينَ المُؤمِنينَ، وتَثَبَّتَ في أمْرِهِ، فَقَدْ قَالَ سُبْحَانَهُ:
{ ( المحتويات ( - ( - (- صلى الله عليه وسلم - - - { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (( ( - ( - - } - - - - - ( - - ( - تمهيد ( تم بحمد الله - - - رضي الله عنه -( ( - ( - - عليه السلام - قرآن كريم - رضي الله عنه - - - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( ( - - - } (1).
... قوله: =في الأمور كلها+ أي: أمور الدنيا؛ لأن أمور الآخرة لا يحتاج فيها إلى الاستخارة؛ لأن الرجل إذا أراد أن يصلي، أو يصوم، أو يتصدق، لا حاجة [له] إلى الاستخارة، ولكن يحتاج إلى الاستخارة في أمور الدنيا، مثل: السفر، والنكاح، وشراء المركب، وبيعه، وبناء الدار، والانتقال إلى وطن آخر...، ونحو ذلك.
... قوله: =كما يعلمنا السورة من القرآن+ يدل على شدة اعتنائه ^ بتعليم الاستخارة.
... قوله: =إذا هم بالأمر+ أي: إذا عزم على القيام بعمل ولم يفعله.
... قوله: =فليركع ركعتين+ أي: ليصلي ركعتين، وقد يُذكر الركوع ويُراد به الصلاة، كما يُذكر السجود ويُراد به الصلاة، من قبيل ذكر الجزء وإرادة الكل.
... قوله: =من غير الفريضة+ أي: الصلوات الخمس المكتوبة؛ والمراد النوافل؛ بأن تكون تلك الركعتان من النافلة؛ قال النووي – رحمه الله -: =الظاهر أنها تحصل بركعتين من السنن الرواتب، وتحية المسجد...، وغيرها من النوافل+.
... قوله: =أستخيرك+ أي: أطلب الخير أن تختار لي أصلح الأمرين؛ لأنك عالم به وأنا جاهل.
... قوله: =وأستقدرك+ أي: أطلب أن تُقْدِرَني على أصلح الأمرين، إذ أطلب منك القدرة على ما نويته، فإنك قادر على إقداري عليه، أو أن تقدرَ لي الخير بسبب قدرتك عليه.
__________
(1) سورة آل عمران، الآية: 159.(1/130)
... قوله: =ويسمي حاجته+ أي: يسمي أمره الذي قصده؛ مثلاً يقول: =اللهم إن كنت تعلم أن هذا السفر خير لي...، أو هذا النكاح...، أو هذا البيع...، ونحو ذلك.
... قوله: =في ديني...+ أي: إن كان فيه خير يرجع لديني، ولمعاشي، وعاقبة أمري، وإنما ذكر عاقبة الأمر؛ لأنه رُبَّ شيء يقصد فعله الإنسان يكون فيه خير في ذلك الحال، ولكن لا يكون خيراً في آخر الأمر، بل ينقلب إلى عكسه.
... قوله: =معاشي+ أي: العيش والحياة.
... قوله: =فاقدُرْهُ+ أي: اقضِ لي به وهيئه.
... قوله: =فاصرفه عني+ أي: لا تقضِ لي به، ولا ترزقني إياه.
... قوله: =واصرفني عنه+ أي: لا تيسر لي أن أفعله، وأقلعه من خاطري.
... قوله: =حيث كان+ أي: الخير؛ والمعنى: اقضِ لي بالخير حيث كان الخير.
... قوله: =ثم أرضني به+ أي: اجعلني راضياً بخيرك المقدور، أو بِشرِّك المصروف.
... قوله: =نَدِمَ+ أي: فعل الشيء ثم كرهه.
... والاستخارة تكون مع الله تعالى بطلب الخير منه، والمشاورة تكون مع أهل الرأي والفطنة والصلاح والأمانة بطلب آرائهم في أمره، وليست مع جميع المخلوقين.
... والتثبت في الأمر يكون ببذل الجهد، في تحري الأمر الذي يهم بفعله، من حيث صلاحه أو عدم صلاحه.
... قوله: { ( المحتويات ( - ( - (- صلى الله عليه وسلم - - - { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (( ( - ( - - } - - } الآية؛ أمرٌ من الله تعالى لمحمد رسول الله ^ أن يستعرض آراء أصحابه؛ فيُشرك الجميع في الأمر الذي يَهِم بفعله، ثم يختار ما أشار إليه أكثرهم وأعقلهم، متوكلاً على الله تعالى بهمةٍ عالية.
27 - أذْكَارُ الصَّبَاحِ والمَسَاءِ
=الحمدُ للهِ وَحْدَهُ، والصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى مَنْ لا نبيَّ بَعْدهُ+.
أراد المصنف من هذا القول؛ الاشتغال بذكر الله تعالى – والصلاة على رسوله × في تلك الأوقات.(1/131)
[قال المصحح: أردتُ أن يبدأ المسلم بالحمد لله تعالى والثناء عليه، والصلاة والسلام على رسوله × ثم يذكر الله تعالى](1).
قال رسول الله ×: =لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إليَّ من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس، أحبُّ إليَّ من أن أعتق أربعة+(2).
قوله: =من أن أعتق أربعة من ولد إسماعيل+ أي: أحررها وأخلصها إذ هي من أنفس وأغلى الأنفس.
__________
(1) المصحح].
(2) أبو داود برقم (3667)، وحسنه الألباني، =صحيح أبي داود+ (2/698). (ق).(1/132)
75 – (1)=أعوذ بالله مِنَ الشَّيْطانِ الَّرجيمِ: { ( - - - - سبحانه وتعالى - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - مقدمة ( - - ( { - صدق الله العظيم ( { - عليه السلام - قرآن كريم ( - - - - رضي الله عنهم - - ( - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم قرآن كريم - - - { ( - - - - صدق الله العظيم (( فهرس ( - ( } ( - - - ( { - عليه السلام - - ( - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - الله أكبر (( مقدمة { - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - (( ( المحتويات } - عليه السلام - قرآن كريم (- رضي الله عنهم - - - - - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (( ((( - - } - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - - - ( - { - - - (( - ((( - - ((( فهرس - رضي الله عنهم - - - جل جلاله -(( - صدق الله العظيم ( { (( مقدمة ( الله أكبر ( - ( - ( - ( المحتويات فهرس - ((- رضي الله عنه - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - (((- رضي الله عنه - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - - (( - - رضي الله عنهم - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم (( - ( - ( - - (((- رضي الله عنهم -(( - ( صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ((( مقدمة ( - ( - (( - صدق الله العظيم ( { - - رضي الله عنهم - - ( - - عليه السلام -( - - - { - رضي الله عنهم -(( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( مقدمة - - ( - ( - ( - ( المحتويات } - عليه السلام - قرآن كريم (- رضي الله عنهم - - - - - - - - عليه السلام -(( - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله(1/133)
العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( فهرس ( - قرآن كريم ((- رضي الله عنه - - - - عليه السلام - - ( - ((((( مقدمة - عليه السلام - قرآن كريم ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - ( - - رضي الله عنهم -(( - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ((- رضي الله عنهم -(( - - - } (1) (2)+.
- صحابي الحديث هو أبي بن كعب – رضي الله عنه -.
والحديث بتمامه؛ هو أن أُبي بن كعب – رضي الله عنه – كان له جُرْنٌ من تمر، فكان ينقص، فحرسه ذات ليلة، فإذا هو بدابة شبه الغلام المحتلم، فسلم عليه، فرد عليه السلام، فقال: ما أنت؟ جنيٌّ أم إنسيٌّ؟ قال: جني، قال: فناولني يدك، فناوله يده، فإذا يدُه يدُ كلبٍ، وشعرُه شعرُ كلب، قال: هذا خَلْقُ الجِنِّ؟!
قال: قد علمتِ الجنُّ أن ما فيهم رجلاً أشد مني، قال: فما جاء بك؟ قال: بلغنا أنك تحبُّ الصدقة، فجئنا نُصيبُ من طعامك، قال: فما ينجينا منكم؟ قال: هذه الآية التي في سورة البقرة: { ( - - - - سبحانه وتعالى - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - مقدمة ( - - ( { - صدق الله العظيم ( { - عليه السلام - قرآن كريم ( - - - - رضي الله عنهم - - ( - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم قرآن كريم - - - { ( - - - ... } من قالها حين يُمسي أجير منا حتى يصبح، ومن قالها حين يُصْبِحُ أُجيرَ منا حتى يُمسي.
فلما أصبح أتى رسول الله ×، فذكر ذلك له؟! فقال ×: =صدق الخبيث+.
قوله: =جُرن+ الجرن هو موضع تجفيف التمر.
قوله: =بدابة شبه الغلام المحتلم+ أي: البالغ؛ والمعنى: أنه رأى مخلوقاً حجمه كحجم الغلام البالغ.
قوله: =أُجير+ أي: حُفِظَ ووُقي.
__________
(1) سورة البقرة, الآية: 255.
(2) أخرجه الحاكم (1/562)، وصححه الألباني في =صحيح الترغيب والترهيب+ (1/273)=
= [برقم (655)]، وعزاه إلى النسائي [في =عمل اليوم والليلة+ برقم (960)]، والطبراني [في =الكبير+ برقم (541)]، وقال: إسناد الطبراني جيد. (ق).(1/134)
وقد تقدم شرح الآية؛ انظر شرح حديث رقم (71).
76 – (2)=( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - ( - - - ( صدق الله العظيم (- عليه السلام - - ( قرآن كريم { - - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( مقدمة { - - - - : { ( - ( - - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( - - - ( - - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - ((( ( - - - ( - - رضي الله عنهم - - - ( - - - ((( ( المحتويات - - ( - ( - - رضي الله عنه - - ( المحتويات - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - قرآن كريم ( - ((( ( المحتويات - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( - - رضي الله عنه - - (( - { - - ( قرآن كريم ((( - - - - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - } . ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - ( - - - ( صدق الله العظيم (- عليه السلام - - ( قرآن كريم { - - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( مقدمة { - - - - : { ( - ( - ( - قرآن كريم ((- صلى الله عليه وسلم - - ( تمت - - عليه السلام - - ( - ( - فهرس - - (( - - - ((( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - - - ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - رضي الله عنه - - فهرس - - رضي الله عنهم - - ((( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - ( - - ( - - - رضي الله عنهم -( - - - ( { - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ((( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - { ( تمهيد ( - - ( } ( } - - - - - (( ( - - { ((( - - - ((( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - { - - ( - - - رضي الله عنه - فهرس - - - ( { - رضي الله عنهم - - - - - مقدمة } . ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - ( - - - ( صدق الله العظيم (- عليه السلام - - ( قرآن كريم { - - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( مقدمة { - -(1/135)
- - : { ( - ( - ( - قرآن كريم ((- صلى الله عليه وسلم - - ( تمت - - عليه السلام - - ( - ( } - } - جل جلاله - - - - ((( ( - ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( } - } - جل جلاله - - - - ((( ( مقدمة ( - - ( { ( } - } - جل جلاله - - - - ((( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - - - { ( } - - عليه السلام - قرآن كريم ( - - عليه السلام - قرآن كريم ( - - - ( } - } - جل جلاله - - - ( - - - ((( - ( - { - - - ( } ( قرآن كريم ( - - عليه السلام - قرآن كريم ( - - (( ( - - صلى الله عليه وسلم -( - (( ( } - } - جل جلاله - - - - ((( - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( { } - جل جلاله -( - ( - - - ( } - } - جل جلاله - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( ثلاث مرات+(1).
- صحابي الحديث هو عبدالله بن خُبَيب – رضي الله عنه -.
وجاء في الحديث: من قالها ثلاث مرات حين يصبح وحين يمسي؛ كَفَتْهُ من كل شيء.
وقد تقدم شرح الآيات؛ انظر شرح حديث رقم (70).
77 – (3) =أصْبَحْنَا وَأصْبَحَ المُلْكُ للهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحَمْدُ, وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أسْألُكَ خَيْرَ مَا في هَذَا اليَوْمِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهُ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذَا اليَوْمِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ، رَبِّ أعُوذُ بِكَ مِنَ الكَسَلِ، وسُوءِ الكِبَرِ، رَبِّ أعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابٍ فِي النَّارِ وعَذَابٍ فِي القَبْرِ+(2).
وإذَا أمْسَى قَالَ: أمْسَيْنَا وأمْسَى المُلْكُ لِلَّهِ.
__________
(1) أخرجه أبو داود (4/322) [برقم (5082)]، والترمذي (5/567) [برقم (3575)]، وانظر =صحيح الترمذي+ (3/182). (ق).
(2) مسلم (4/2088) [برقم (2723)]. (ق).(1/136)
وإذَا أمْسَى قَالَ: رَبِّ أسْألُكَ خَيْرَ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وَخَيْرَ مَا بَعْدَهَا، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِي هَذِهِ اللَّيْلَةِ وشَرِّ مَا بَعْدَهَا.
- صحابي الحديث هو عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
قوله: =أصبحنا+ أو =أمسينا+ أي: دخلنا في الصباح، أو دخلنا في المساء متلبسين بنعمةٍ وحفظٍ من الله تعالى.
... قوله: =إذا أمسى+ أي: إذا دخل في [المساء]، وفي لفظ =إذا أصبح+ أي: إذا دخل [في الصباح].
قوله: =وأصبح الملك لله+، وأيضاً قوله: =وأمسى الملك لله+ أي: استمر دوام الملك والتصرف لله تعالى.
قوله: =رب+ أي: يا رب.
قوله: =خير ما في هذا اليوم – أو هذه الليلة -+ أي: الخيرات التي تحصل في هذا اليوم – أو هذه الليلة – من خيرات الدنيا والآخرة؛ أما خيرات الدنيا فهي حصول النعم والأمن والسلامة من طوارق الليل وحوادثه... ونحوها، وأما خيرات الآخرة فهي حصول التوفيق لإحياء اليوم والليلة بالصلاة والتسبيح، وقراءة القرآن... ونحو ذلك.
قوله: =وخير ما بعده – أو ما بعدها -+ أي: أسألك الخيرات التي تعقب هذا اليوم أو هذه الليلة.
قوله: =من الكسل+ وهو عدم انبعاث النفس للخير مع ظهور الاستطاعة، فلا يكون معذوراً، بخلاف العاجز؛ فإنه معذور لعدم القوة وفقدان الاستطاعة.
قوله: =وسوء الكِبَر+ أراد به ما يورثه كبر السن من ذهاب العقل، والتخبط في الرأي، وغير ذلك مما يسوء به الحال.
قوله: =رب أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر+ وإنما خصَّ عذابي النار والقبر، من بين سائر أعذبة يوم القيامة؛ لشدتهما، وعظم شأنهما؛ أما القبر: فلأنه أول منزل من منازل الآخرة؛ فإن من سلم فيه سلم في الجميع؛ وأما النار: فإن عذابها شديد، نعوذ بالله من ذلك، يا ربّ سلِّم سلِّم.(1/137)
78 – (4) =اللَّهُمَّ بِكَ أصْبَحْنَا، وبِكَ أمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وإلَيْكَ النُّشُورُ+(1).
... =وإذَا أمْسَى قَالَ: اللَّهُمَّ بِكَ أمْسَيْنَا، وَبِكَ أصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوْتُ، وَإليْكَ المَصِيْرُ+.
صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
قوله: =بك أصبحنا+ متعلق بمحذوف؛ فكأنه يريد: بنعمتك أصبحنا، أو بحفظك... أو بذكرك...، وكذلك التقدير في قوله: =وبك أمسينا+.
قوله: =وبك نحيا+ يكون في معنى الحال؛ أي: مستجيرين ومستعيذين بك في جميع الأوقات، وسائر الأحوال، في الإصباح والإمساء، والمحيا والممات.
قوله: =وإليك النشور+ أي: الإحياء للبعث يوم القيامة.
قوله: =وإليك المصير+ أي: المرجع.
وإنما قال في الإصباح: =وإليك النشور+، وفي الإمساء: =وإليك المصير+؛ لأن الإصباح يشبه النشر بعد الموت، والإمساء يشبه الموت بعد الحياة؛ فلذلك قال فيما يشبه الحياة: =وإليك النشور+، وفيما يشبه الممات: =وإليك المصير+ رعاية للتناسب والتشاكل، والله أعلم.
79 – (5) =اللَّهُمَّ أنْتَ رَبِّي لا إلَهَ إلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وأنَا عَبْدُكَ، وأَ نَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أ بُوْءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأبُوْءُ بِذَنْبِي فَاغْفِر لِي فَإنَّه لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أَنْتَ+(2).
- صحابي الحديث هو شدَّاد بن أوس رضي الله عنه.
وجاء في الحديث: أن من قالها موقناً بها حين يمسي، فمات من ليلته دخل الجنة، وكذلك إذا أصبح.
قوله: =لا إله إلا أنت خلقتني+ اعتراف بالوحدانية والخالقية.
قوله: =وأنا عبدك+ اعتراف بالعبودية.
__________
(1) الترمذي (5/466) [برقم (3391)]، وانظر =صحيح الترمذي+ (3/142). (ق).
(2) أخرجه البخاري (7/150) [برقم (6306)]. (ق).(1/138)
قوله: =وأنا على عهدك ووعدك+ أي: عهدك إليَّ بأن أوحدك، وأعترف بألوهيتك ووحدانيتك، ووعدك الجنة لي على هذا؛ يعني: أنا مقيم على توحيدك، وعلى حقيقة وعدك لي.
قوله: =ما استطعت+ أي: قدر استطاعتي؛ لأن العبد لا يقدر على الشيء إلا قدر استطاعته.
قوله: =أبوء لك بنعمتك علي+ أي: أعترف وأقر لك بما أنعمت به علي.
قوله: =وأبوء بذنبي+ أي: أُقِرُّ وأعترف بما اجترحت من الذنب.
قوله: =فإنه+ أي: فإن الشأن أنه =لا يغفر الذنوب إلا أنت+؛ لأن غفران الذنوب مخصوص لله تعالى.
80 – (6) =اللَّهُمَّ إنِّي أصْبَحْتُ أُشْهِدُكَ، وأُشْهِدُ حَمَلَةَ عَرْشِكَ، ومَلائِكَتِكَ، وجَميْعَ خَلْقِكَ، أنَّكَ أنْتَ اللهُ لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ وَحْدَكَ لا شَرِيْكَ لَكَ، وأنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ ورَسُولُكَ+ (أرْبَعَ مَرَّاتٍ) (1).
- صحابي الحديث هو أنس بن مالك رضي الله عنه.
وجاء في الحديث: أن مَن قالها حين يصبح أو يمسي أربع مرات، أعتقه الله من النار.
قوله: =وأُشْهد حملة عرشك+؛ قال تعالى: { ( - ( - (- رضي الله عنه - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (( - - رضي الله عنه -( - رضي الله عنهم - - ( فهرس - - عليه السلام - - ( المحتويات ( - - - ( قرآن كريم - ( - - ((- رضي الله عنه - تم بحمد الله ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - ( { - عليه السلام - - ( - ( - ( - - } (2).
__________
(1) أخرجه أبو داود (4/317) [برقم (5069)]، والبخاري في الأدب المفرد برقم (1201)، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم (9)، وابن السني برقم (70)، وحسَّن سماحة الشيخ ابن باز إسناد النسائي وأبي داود في تحفة الأخيار (ص 23). (ق).
وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله، انظر: =الكلم الطيب+ برقم (25) (م).
(2) سورة الحاقة, الآية: 17.(1/139)
قال ابن عباس رضي الله عنهما: = { ( المحتويات ( - - - ( قرآن كريم - ( - - ((- رضي الله عنه - تم بحمد الله ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - ( { - عليه السلام - - ( - ( - ( - - } أي: ثمانية صفوف من الملائكة لا يعلم عدَّتهم إلا الله+.
وكذا قال الضحَّاك رحمه الله.
وقال الحسن البصري رحمه الله: =الله أعلم كم هم؟ أثمانية أم ثمانية آلاف؟+.
قوله: =وملائكتك+؛ الملائكة خلق عظيم، خلقهم الله تعالى من نور؛ فعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ^ قال: =خُلِقَت الملائكةُ من نورٍ، وخُلِقَ الجانُّ من مارج من نارٍ، وخُلِقَ آدمُ مِمَّا وُصِفَ لَكُم+(1).
وعطفه =جميع خلقك+ على =ملائكتك+؛ من باب عطف العام على الخاص؛ لأن جميع الخلق تتناول الملائكة وغيرهم.
والمراد هنا من تخصيص الملائكة من بين سائر المخلوقات: هو الدلالة على أن الملائكة أفضل من البشر، أو أن المقام مقام الإشهاد، والملائكة أولى بذلك من غيرهم؛ إما لأنهم عرفوا أن الله لا إله إلا هو، وأن محمداً عبده ورسوله، قبل سائر المخلوقات، وإما لأن الأصل في الشهود العدالة، وهي أتمّ فيهم.
قوله: =أعتق الله+ الإعتاق هنا هو التخلُّص عن ذل النار.
81 – (7) =اللَّهُمَّ مَا أصْبَحَ بِي مِنْ نِعْمَةٍ، أوْ بِأحَدٍ مِنْ خَلقِكَ، فَمِنْكَ وَحْدَكَ لا شَرِيْكَ لَكَ، فَلَكَ الحَمْدُ ولَكَ الشُّكْرُ+(2).
وإذَا أمْسَى قَالَ: اللَّهُمَّ مَا أمْسَى بِي...
صحابي الحديث هو عبدالله بن غنَّام رضي الله عنه.
__________
(1) رواه مسلم برقم (2996). (م).
(2) أخرجه أبو داود (4/318) [برقم (5073)]، والنسائي في =عمل اليوم والليلة+ برقم (7)،=
= وابن السني برقم (41)، وابن حبان =موارد+ رقم (2361)، وحسن ابن باز إسناده في =تحفة الأخيار+، (ص 24). (ق).
... وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله، انظر: الكلم الطيب برقم (26). (م).(1/140)
وجاء في الحديث: أن من قالها: فقد أدَّى شكر يومه، ومن قال مثل ذلك حين يمسي؛ فقد أدى شكر ليلته.
قوله: =ما أصبح بي+ أي: ما صار مصاحباً بي من نعمة.
قوله: =فمنك+ أي: فمن عندك ومن فضلك.
قوله: =وحدك+ توكيد لقوله: =فمنك+؛ وأيضاً: =لا شريك لك+ توكيد لـ =وحدك+؛ بمعنى كل ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك، لا يشاركك في إعطائها غيرك.
قوله: =لك الحمد ولك الشكر+ أي: لك الحمد بلساني على ما أعطيت، ولك الشكر بجوارحي على ما أوليت، وإنما جمع بين الحمد والشكر؛ لأن الحمد رأس للشكر، والشكر سبب للزيادة، قال الله تعالى: { ((( - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - - تمهيد - { ( المحتويات ( - ( الله أكبر - رضي الله عنهم - - - ( - } } (1)، وشكر المنعم واجب؛ قال تعالى: { } - - صلى الله عليه وسلم -( - ( تمهيد ( { - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( تمت - صلى الله عليه وسلم -( - ((( - - - } (2).
82 – (8) =اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لَا إلَهَ إلاَّ أنْتَ، اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الكُفْرِ وَالفَقْرِ، وأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ، لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ+ (ثَلاثَ مَرَّاتٍ) (3).
- صحابي الحديث هو أبو بكرة، نُفَيْع بن الحارث بن كَلَدَة رضي الله عنه.
قوله: =اللهم عافني في بدني+ أي: سلِّمْني من الآفاتِ والأمراض في بدني.
__________
(1) سورة إبراهيم، الآية: 7.
(2) سورة البقرة, الآية: 152.
(3) أبو داود (4/324) [برقم (5090)]، وأحمد (5/42)، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم (22)، وابن السني برقم (69)، والبخاري في الأدب المفرد، وحسَّن العلامة ابن باز إسناده في تحفة الأخيار (ص 26). (ق).
... وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله، انظر: =ضعيف الجامع+ برقم (1210). (م).(1/141)
قوله: =عافني في سمعي... وفي بصري+ خاص بعد عام؛ فقوله بدني شامل لكل الجسم، ولكن خصص هاتين الحاستين؛ لأنهما الطريق إلى القلب؛ الذي بصلاحه يصلح الجسد كله، وبفساده يفسد الجسد كله.
83 – (9) =حَسْبِيَ اللهُ لاَ إلَهَ إلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ، وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ+ (سَبْعَ مَرَّاتٍ) (1).
- صحابي الحديث هو أبو الدرداء رضي الله عنه.
وجاء في الحديث: أن من قالها حين يصبح وحين يمسي سبع مرات، كفاه الله ما أهمه من أمر الدنيا والآخرة.
قوله: =حسبي الله+ أي: كفاني الله تعالى في كل شيء.
قوله: =عليه توكلت+ أي: اعتمدت.
84 – (10) =اللهُمَّ إنِّي أسْألُكَ العَفْوَ والعَافيةَ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، اللهُمَّ إنِّي أسْألُكَ العَفْوَ والعَافيةَ في دِيْني ودُنْيَاي، وأهْلِي، ومَالي، اللهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتي، وآمِنْ رَوْعَاتي، اللهُمَّ احْفَظْني مِنْ بيْنِ يَدَيَّ، ومِنْ خَلْفِي، وعَنْ يَميني، وعَنْ شِمَالي، ومِنْ فَوْقِي، وأعُوذُ بِعَظَمَتكَ أنْ أُغْتالَ مِنْ تَحْتي+(2).
- صحابي الحديث هو عبدالله بن عمر – رضي الله عنهما.
قوله: =العافية+ من عافاه الله وأعفاه، والاسم عافية؛ وهي: دفاع الله عن العبد الأسقام والبلايا.
__________
(1) أخرجه ابن السني برقم (71) مرفوعاً، وأبو داود موقوفاً (4/321) [برقم (5081)]، وصحح إسناده شعيب وعبدالقادر الأرناؤوط، وانظر: =زاد المعاد+ (2/376). (ق).
... وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله، انظر: =ضعيف أبي داود+. (م).
(2) أبو داود [برقم (5074)]، وابن ماجة [برقم (3871)]، وانظر =صحيح ابن ماجة+ (2/332). (ق).(1/142)
أما سؤال العافية في الدين؛ فهي: دفاع الله كل ما يشين الدين ويضره، وأما في الدنيا؛ فهي: دفاع الله كل ما يضر دنياه، وأما في الأهل؛ فهي: دفاع الله كل ما يلحق أهله من البلايا والأسقام... وغير ذلك، وأما في المال؛ فهي: دفاع الله كل ما يضر ماله من الغرق والحرق والسرقة... وغير ذلك من أنواع العوارض المؤذية.
قوله: =عوراتي+ وهي: كل ما يستحي منه إذا ظهر؛ والعورة من الرجل ما بين سرته إلى ركبته، ومن الحرة جميع بدنها إلا الوجه والكفين والأفضل تغطيتهما، وفي القدمين قولان، وقيل: جميع بدنها دون استثناء، ومن الأمة مثل الرجل مع بطنها وظهرها.(1/143)
[قال المصحح: والقول الحق: أن المرأة كلها عورة حتى وجهها وكفيها؛ لقوله تعالى: { - { - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - - (( - } - - - - - ( - - رضي الله عنهم - - ( - } - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم -( - - } - رضي الله عنهم - - ( - - - عليه السلام - - - رضي الله عنه - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( - - - - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه -((( - ( تم بحمد الله ( - ( - ( - - - - ((( الله أكبر ( - ( - - صدق الله العظيم ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - صدق الله العظيم ( - ( تمهيد - ( تمهيد ( فهرس - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنهم - - ( - } - - - - - الله أكبر ( - - صلى الله عليه وسلم - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - - صدق الله العظيم ((- عليه السلام - - ((( - - - - ( - رضي الله عنه -((( - - ( - ( - - - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - - - جل جلاله - - قرآن كريم (( - ( - - - - ( مقدمة { - } (1)، قال ابن عباس رضي الله عنهما: أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب ويبدين عيناً واحدة+(2). وقال عز وجل: { - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ((( - ( - ( - - صدق الله العظيم ( - - رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - - - ( - - صدق الله العظيم ( { - (( - ( - - - قرآن كريم ((( - ( - } (3). وأعظم جمال المرأة وزينتها في وجهها وكفيها. وقال سبحانه وتعالى: { - - - ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( - قرآن كريم ( - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - - - جل
__________
(1) سورة الأحزاب, الآية: 59.
(2) تفسير ابن كثير لآية 59 من سورة الأحزاب. (المصحح).
(3) سورة النور, الآية: 31.(1/144)
جلاله -((- رضي الله عنه - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - (( - قرآن كريم ( - - رضي الله عنه -(( - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله (( - - - عليه السلام - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - { - ( - ( المحتويات ( تمهيد ( - } - - ( - - رضي الله عنهم - - ((- صلى الله عليه وسلم - - ( المحتويات ( - ( - قرآن كريم ( - ( { ( - - صدق الله العظيم ( - ( - قرآن كريم ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } (1). وقالت عائشة رضي الله عنها في شأن صفوان بن المعطل في قصة الإفك: =...فرأى سواد إنسان نائم فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجاب، فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فَخَمَّرتُ وجهي بجلبابي والله ما كلمني كلمة ولا سمعت منه كلمة غير استرجاعه...+(2) وهذه القصة تدل دلالة صريحة على تغطية الوجه، وكذلك في قصة زواج النبي × بصفية أثناء عودته من خيبر في الطريق إلى المدينة، وأنه أردفها خلفه على راحلته فاحتجبت حجاباً كاملاً، ومما يدل دلالة صريحة على أن جميع بدن المرأة عورة قول النبي ×: =المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان+(3). وهذه الأدلة الصريحة تدل على وجوب تغطية المرأة لوجهها وكفيها عند حضرة الرجال الأجانب، أما في الصلاة، فإنها لا تغطي وجهها إلا إذا كان عندها رجال ليسوا من محارمها.
وأما عورة الأمة المملوكة فالأقرب أن عورتها مثل عورة الحرة، وفي الصلاة مثل الحرة؛ لأنها قد تكون أجمل من الحرة فتفتن الناس، وقد سمعت شيخنا ابن باز رحمه الله يقول ذلك(4)].
والمراد منها هاهنا: كل عيب وخلل في شيء؛ فهو عورة.
قوله: =وآمن+ من قولك: أمن يؤمن من الأمن.
__________
(1) سورة الأحزاب، الآية: 53.
(2) البخاري برقم (4750). (المصحح).
(3) الترمذي برقم (1173) وقال: =هذا حديث حسن صحيح+. وصححه الألباني في إرواء الغليل (1/303). (المصحح).
(4) المصحح].(1/145)
قوله: =روعاتي+ جمع روعة؛ وهي: المرة الواحدة من الروع؛ وهو الفزع والخوف.
قوله: =اللهم احفظني من بين يدي...+ إلى آخره، طلب من الله أن يحفظه من المهالك، التي تعرض لابن آدم على وجه الغفلة، من الجهات الست بقوله: =من بين يدي، ومن خلفي، وعن يميني، وعن شمالي، ومن فوقي+ ولاسيما من الشيطان، وهو المزعج لعباد الله بدعواه في قوله:
{ { المحتويات ( بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الرحمن الرحيم ( - } - جل جلاله -- عليه السلام - - ( - - عز وجل -- رضي الله عنهم - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ((((- رضي الله عنه - - ( المحتويات ( - - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - ((( - - رضي الله عنهم - - ( صدق الله العظيم - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - ( { (- رضي الله عنهم - - ( - - صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - ( - (( - - - ( صدق الله العظيم ( } (1).
وأما من جهة الفوق؛ فإن منها ينزل البلاء والصواعق والعذاب.
وإنما أفرد الجهة السادسة بقوله: =وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتي+ إشارة إلى أنه ما ثم مهلكة من المهالك، أشد وأفظع من التي تعرض لابن آدم من جهة التحت، وذلك مثل الخسف؛ لأن الخسف يكون من التحت.
وأما قوله: =أغتال+ والاغتيال أن يؤتى الأمر من حيث لا يشعر، وأن يدهى بمكروه لم يرتقبه.
__________
(1) سورة الأعراف, الآية: 17.(1/146)
قال الله تعالى: { ( - ( - - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( - ( - - - { ( - - - - - فهرس - - رضي الله عنه -( تمت - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - { - رضي الله عنهم -(( - - رضي الله عنه - - ( المحتويات ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - - - - - - - رضي الله عنه -( صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( - ( قرآن كريم - ( (- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( تمهيد (- رضي الله عنه -- صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - } (1).
85 – (11) =اللَّهُمَّ عَالِمَ الغَيْبِ والشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّماوَاتِ والأرْضِ، رَبَّ كُلِّ شُيءٍ ومَلِيْكَهُ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وأنْ أقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً، أوْ أجُرَّهُ إلَى مُسْلِمٍ+(2).
- صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
قوله: =عالم الغيب+ منصوب على النداء، وحرف النداء محذوف، تقديره: يا عالم الغيب، ويجوز أن يكون مرفوعاً على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي: أنت عالم الغيب والشهادة.
والغيب: المعدوم، والشهادة: الموجود المدرك كأنه يشاهده.
وقيل: الغيب ما غاب عن العباد، والشهادة ما شاهدوه، وقيل: الغيب السر، والشهادة العلانية، وقيل: الغيب الآخرة، والشهادة الدنيا، وقيل: عالم الغيب والشهادة؛ أي: عالم ما كان وما يكون.
قوله: =فاطر السماوات والأرض+ أي: خالق السماوات والأرض، يقال: فطر الشيء إذا بدأ وخلق.
والكلام فيها، وفي قوله: =رب كل شيء+ مثل الكلام في =عالم الغيب+؛ من حيث التقدير.
قوله: =ومليكه+ أي: مالكه.
__________
(1) سورة الأنعام، الآية: 65.
(2) الترمذي [برقم (3392)]، وأبو داود [برقم (5067)]، وانظر: صحيح الترمذي (3/142). (ق).(1/147)
قوله: =من شر نفسي+ إنما استعاذ بربه من شر النفس؛ لأن النفس أمارة بالسوء، ميالة إلى الشهوات واللذات الفانية.
والنفس لها معانٍ، والمراد هاهنا المعنى الجامع لقوة الغضب والشهوة في الإنسان، ولهذا قال ^: =ومن شر نفسي+.
وأما نفس النبي ^ فمجبولة على الخير، وهي نفس مطمئنة، فكيف يتصور منها الشر حتى استعاذ من شرها؟ يجوز أن يكون المراد منه الدوام والثبات على ما هي عليه، أو المراد تعليم الأمة وإرشادهم إلى طريق الدعاء، وهو الأظهر.
قوله: =وشر الشيطان+ الشيطان اسم لإبليس من شطن إذا بعد؛ سمي به؛ لأنه بَعُد من الرحمة.
وقيل: من شاط؛ أي: بطل؛ سمي به لأنه مبطل، والألف والنون فيه للمبالغة.
قوله: =وشركه+ أي: شرك الشيطان، يروى هذا على وجهين؛ أحدهما: شِرْكه بكسر الشين وسكون الراء؛ ومعناه ما يدعو له الشيطان، ويوسوس له من الإشراك بالله سبحانه، والثاني: وشَرَكه بفتح الشين والراء، يريد حبائل الشيطان ومصايده.
قوله: =أن أقترف+ أي: أكتسب.
قوله: =أو أجُرَّه+ أي: أو أجر السوء.
قوله: =وإذا أخذت مضجعك+ أي: عند النوم.
86 – (12) =بِسْمِ اللهِ الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيءٌ في الأرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وهُوَ السَّمِيعُ العَلِيْمُ+ (ثَلاثَ مَرَّاتٍ) (1).
- صحابي الحديث هو عثمان بن عفان رضي الله عنه.
وجاء في الحديث: أن من قالها ثلاثاً إذا أصبح، وثلاثاً إذا أمسى؛ لم يضره شيء.
قوله: =بسم الله+ أي: بسم الله أستعيذ.
قوله: =مع اسمه+ أي: مع مصاحبة اسمه.
__________
(1) أخرجه أبو داود (4/323) [برقم (5088، 5089)]، والترمذي (5/465) [برقم (3388)]، وابن ماجه [برقم (3869)]، وأحمد (1/72)، وانظر: صحيح ابن ماجة (2/332)، وحسن إسناده العلامة ابن باز في تحفة الأخيار (ص 39). (ق).(1/148)
قوله: =ولا في السماء+ أي: ولا يضر مع اسمه شيء في السماء؛ يعني: كما أن أهل الأرض في الأمن والسلامة ببركة اسم الله تعالى ومصاحبته، كذلك أهل السماء، والذي يصحب اسم الله ويلازمه، لا يضره شيء؛ أو معناه: الذي لا يضر مع اسمه شيء من جهة الأرض ولا من جهة السماء.
قوله: =وهو السميع العليم+ أي: السميع بكل المسموعات، والعليم بكل شيء.
87 – (13) =رَضِيْتُ باللهِ رَبًّا، وبالإسْلامِ دِيْناً، وبِمُحَمَّدٍ ^ نَبيًّا+ (ثَلاثَ مَرَّاتٍ) (1).
- صحابي الحديث هو ثوبان بن بُجْدُد رضي الله عنه.
وجاء في الحديث: أن من قالها ثلاثاً حين يصبح، وثلاثاً حين يُمسي، كان حقًّا على الله أن يرضيه يوم القيامة.
قوله: =رضيت بالله ربًّا+ أي: قنعت به، واكتفيت به، ولم أطلب معه غيره.
[قال المصحح: فلا إله غيره ورب سواه فهو ربي ومعبودي] (2).
قوله: =وبالإسلام ديناً+ أي: رضيت بالإسلام ديناً؛ بمعنى لم أسْعَ في غير طريق الإسلام، ولم أسلك إلا ما يوافق شريعة محمد ^.
قوله: =وبمحمد+ أي: رضيت بمحمد نبياً.
قوله: =كان حقاً على الله أن يرضيه+ أي: كان واجباً أوجب الله على نفسه أن يرضيه.
88 – (14) =يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ أسْتَغِيثُ، أصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، وَلاَ تَكِلْنِي إلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ+(3).
- صحابي الحديث هو أنس بن مالك رضي الله عنه.
قوله: =يا حي+ أي: الدائم البقاء.
قوله: =يا قيوم+ أي: المبالغ في القيام على شؤون خلقه.
__________
(1) أحمد (4/337)، والنسائي في =عمل اليوم والليلة+ برقم (4)، وابن السني برقم (68)، وأبو داود (4/318)، [برقم (5072)]، والترمذي (5/465) [برقم (3389)]، وحسنه ابن باز في =تحفة الأخيار+ (39). (ق).
... وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله، انظر: =الكلم الطيب+ برقم (24). (م).
(2) المصحح).
(3) الحاكم وصححه ووافقه الذهبي (1/545)، وانظر: صحيح الترغيب والترهيب (1/273) [برقم (654)]. (ق).(1/149)
قوله: =أصلح لي شأني كله+ أي: حالي وأمري.
قوله: =ولا تكلني+ أي: لا تتركني.
قوله: =إلى نفسي طرفة عين+ أي: لحظة ولمحة.
89 – (15) =أصْبَحْنَا وأصْبَحَ المُلْكُ للهِ رَبِّ العَالَمِيْنَ، اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ خَيْرَ هَذَا اليَوْمِ: فَتْحَهُ، ونَصْرَهُ, وَنُورَهُ، وبَرَكَتَهُ، وهُدَاهُ، وأعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فِيْهِ وَشَرِّ مَا بَعْدَهُ+(1).
وإذَا أمْسَى قَالَ: أمْسَيْنَا وأمْسَى المُلْكُ للهِ رَبِّ العَالَمينَ.
وإذَا أمْسَى قَالَ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ خَيْرَ هَذِهِ اللَّيْلَةِ، فَتْحَهَا، ونَصْرَهَا ونُوْرَهَا، وبَرَكَتهَا، وَهُدَاهَا، وأعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا فيْهَا وَشَرِّ مَا بَعْدَهَا+.
صحابي الحديث هو أبو مالك الأشعري رضي الله عنه.
قوله: =فتحه+ أو =فتحها+ أي: الظفر على المقصود.
قوله: =نصره+ أو =نصرها+ أي: النصرة على العدو.
قوله: =نوره+ أو =نورها+ أي: بالتوفيق إلى العلم والعمل.
قوله: =بركته+ أو =بركتها+ أي: بتيسير الرزق الحلال الطيب.
قوله: =هداه+ أو =هداها+ أي: الثبات على متابعة الهدى ومخالفة الهوى.
قال الطيبي رحمه الله: =قوله: فتحه... وما بعده بيان لقوله: خير هذا اليوم+.
قوله: =من شر ما فيه – أو ما فيها -+ أي: في هذا اليوم أو هذه الليلة.
قوله: =شر ما بعده – أو ما بعدها -+ واكتفى به عن سؤال خير ما بعده – أو ما بعدها -؛ إشارة بأن درء المفاسد أهم من جلب المنافع.
__________
(1) أبو داود (4/322) [برقم (5084)]، وحسَّن إسناده شعيب وعبدالقادر الأرناؤوط في تحقيق =زاد المعاد+ (2/273). (ق).
... وقد ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله، انظر: =ضعيف أبي داود+. (م).(1/150)
90 – (16) =أصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإسْلامِ، وعَلَى كَلِمَةِ الإخْلاصِ، وعَلَى دِيْنِ نَبيِّنَا مُحَمَّدٍ ^، وعَلَى مِلَّةِ أبِينَا إبْرَاهيمَ، حَنيفاً مُسْلِماً ومَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ+(1).
وإذَا أمْسَى قَالَ: أمْسَيْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإسْلامِ.
- صحابي الحديث هو عبدالرحمن بن أبي أبزى رضي الله عنه.
قوله: =على فطرة الإسلام+ أي: دينه الحق، وقد تَرِد الفطرة بمعنى السنة.
قوله: =كلمة الإخلاص+ وهي كلمة الشهادة: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله.
قوله: =ودين نبينا محمد ^+ الظاهر أنه قالها تعليماً لغيره، قال النووي رحمه الله في =الأذكار+: =لعله ^ قال ذلك جهراً ليسمعه غيره، ليتعلم غيره+.
قوله: =حنيفاً+ أي: مائلاً إلى الدين المستقيم.
91 – (17) =سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ+ (مِئَةَ مَرَّةٍ) (2).
- صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
وجاء في الحديث: =من قالها مئة مرة حين يصبح وحين يمسي، لم يأتِ أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به، إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه+.
قوله: =مئة مرة+ تعيين المئة لحكمة يعلمها الشارع، وخفي وجهها علينا.
قوله: =بأفضل+ أي: بشيء أفضل مما جاء به هذا القائل.
قوله: =أو زاد عليه+ يدل على أن الزيادة لا تضر في تعيين العدد، بخلاف النقصان.
92 – (18) =لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ+.
__________
(1) أحمد (3/406 و407)، وابن السني في عمل اليوم والليلة برقم (34)، وانظر صحيح الجامع (4/209) [برقم (4674)]. (ق.).
(2) مسلم (4/2071) [برقم (2723)]. (ق).(1/151)
[عشر مرات](1) أو =مرة واحدة+(2).
- صحابي الحديث هو أبو عيَّاش؛ قيل: اسمه زيد بن الصامت، وقيل: زيد بن النعمان، وقيل: غير ذلك – رضي الله عنه -(3).
... وجاء في الحديث: =أن مَن قالها حين يصبح وحين يمسي؛ كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل، وكُتِب له عشر حسنات، وحُطّ عنه عشر سيئات، ورفع له عشر درجات، وكان في حرز من الشيطان حتى يُمسي+(4).
... قوله: =عدل رقبة+ أي: ما يساوي إعتاق رقبة.
93 – (19) =لَا إلَهَ إلاَّ اللهُ، وَحْدَهُ لا شريكَ لهُ، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ, وهُوَ علَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ+ (مئةَ مَرَّةٍ إذَا أصْبَحَ)(5).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة – رضي الله عنه -.
__________
(1) النسائي في =عمل اليوم والليلة+ برق (24) من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، ولفظه: (من قال غدوة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير عشر مرات كتب الله له عشر حسنات، ومحا عنه عشر سيئات، وكن له بقدر عشر رقاب، وأجاره الله من الشيطان، ومن قالها عشية كان له مثل ذلك)، وانظر: صحيح الترغيب والترهيب (1/272) برقم (650)، وتحفة الأخيار لابن باز (ص 55) (ق).
(2) أبو داود (4/319) [برقم (5077)]، وابن ماجة [برقم (3867)]، وأحمد (4/60)، وانظر: =صحيح الترغيب والترهيب+ (1/270)، و=صحيح أبي داود+ (3/957)، و=صحيح ابن ماجة+ (2/331)، و=زاد المعاد+ (2/377) [وعنده بلفظ: =عشر مرات+.
(3) هذا صحابي الحديث الثاني الذي فيه فضل من قالها مرة واحدة. (المصحح).
(4) هذا فضل من قالها مرة واحدة من حديث أبي عياش] (المصحح).
(5) البخاري مع =الفتح+ (4/95) [برقم (3293)]، ومسلم (4/2071) [برقم (2691)]. (ق).(1/152)
... وجاء في الحديث: أن مَن قالها مئة مرة في يوم كانت له عدل عشر رقاب، وكُتِبَ له مئة حسنة، ومُحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به، إلا أحد عمل أكثر من ذلك.
94 – (20) =سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ، ورِضَا نَفْسِهِ، وَزِنَةَ عَرْشِهِ ومِدَادَ كَلِمَاتهِ+ (ثلاثَ مَرَّاتٍ إذَا أصْبَحَ) (1).
... - صحابية الحديث هي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار الخزاعية، زوج النبي × - رضي الله عنها.
... والحديث بتمامه: أن النبي × خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن أضحى، وهي حالسة، فقال: =ما زالت على الحال التي فارقتك عليها؟!+ قالت: نعم، قال النبي ×: =لقد قُلتُ بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات لو وُزِنَتْ بما قلتِ منذ اليوم لوزنتهن...+
... قوله: =في مسجدها+ أي: موضع صلاتها.
... قوله: =سبحان الله وبحمده... مداد كلماته+ أي: مثلها في العدد، وقيل: مثلها في أنها لا تنفد، وقيل: في الثواب؛ والمداد هنا مصدر بمعنى المدد؛ وهو ما كثرت به الأشياء.
... والمراد هنا المبالغة به في الكثرة؛ لأنه ذكر أولاً ما يحصره العد الكثير من عدد الخلق، ثم زنة العرش؛ ثم ارتقى إلى ما هو أعظم من ذلك، وعبر عنه بهذا؛ أي: ما لا يحصيه عدٌّ كما لا تحصى كلمات الله – تعالى -.
95 – (21) =اللهُمَّ إنِّي أَسْألُكَ عِلْماً نافِعاً، ورِزْقاً طَيِّباً، وعَملاً مُتقَبَّلاً+ (إذا أصْبَحَ) (2).
... - صحابية الحديث هي أم سلمة – رضي الله عنها -.
... قد تقدم شرحه؛ انظر حديث رقم (73).
__________
(1) مسلم (4/2090) [برقم (2726)]. (ق).
(2) أخرجه ابن السني في =عمل اليوم والليلة+ برقم (54)، وابن ماجة برقم (925)، وحسن إسناده عبدالقادر وشعيب الأرناؤوط، في تحقيق =زاد المعاد+ (2/375). (ق).(1/153)
96– (22)=أستَغْفِرُ اللهَ وأتُوبُ إليهِ+ (مِئَةَ مَرَّةٍ في اليَوْمِ) (1).
... - صحابي الحديث هو الأغر بن يسار المزني – رضي الله عنه -.
... قوله: =أستغفر الله وأتوب إليه+ ظاهر[هُ] أنه يطلب المغفرة، ويعزم على التوبة.
... وقد استُشْكِل وقوع الاستغفار من النبي ^ وهو المعصوم، والاستغفار يستدعي وقوع معصية؟ وأجيب بعدة أجوبة؛ منها قول ابن بطال رحمه الله: الأنبياء أشد الناس اجتهاداً في العبادة، لما أعطاهم الله تعالى من المعرفة، فهم دائبون في شكره، معترفون له بالتقصير؛ أي: أن الاستغفار من التقصير في أداء الحق الذي يجب لله تعالى، ويحتمل أن يكون لاشتغاله بالأمور المباحة من أكل أو شرب أو جماع... وغير ذلك مما يحجبه عن الاشتغال بذكره ومنها أن استغفاره تشريع لأمته، والله أعلم.
97 – (23) =أَعُوْذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ+ (ثَلاثَ مَرَّاتٍ إذَا أمْسَى)(2).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... وجاء في الحديث: أن من قالها حين يمسي ثلاث مرات لم تضره حُمَةٌ تلك الليلة.
... قوله: =بكلمات الله+ أي: أسماء الله تعالى وكتبه.
... قوله: =التامات+ أي: الخالية من النقص.
... قوله: =حُمَةٌ+ أي: سُمٌّ؛ والمعنى: أنه لا يضرك سمٌّ في تلك الليلة التي قلت فيها هذا الدعاء.
__________
(1) البخاري مع =الفتح+ (11/101) [برقم (6307)]، ومسلم (4/2075) [برقم (2702)]. (ق).
... فهذا الحديث مما تفرد به كل واحد منهما عن الآخر؛ فحدث البخاري من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – وبلفظ: =والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه، في اليوم أكثر من سبعين مرة+، والله أعلم. (م).
(2) أخرجه أحمد (2/290)، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم (590)، وابن السني برقم (68)، وانظر: صحيح الترمذي (3/187)، وصحيح ابن ماجة (2/266)، وتحفة الأخيار (ص 45). (ق).(1/154)
98 - =اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبيِّنَا مُحَمَّدٍ+ (عَشْرَ مَرَّاتٍ)(1).
... - صحابي الحديث هو أبو الدرداء رضي الله عنه.
... والحديث بتمامه: قوله ^: =من صلى علي حين يصبح عشراً، وحين يمسي عشراً، أدركته شفاعتي يوم القيامة+.
... وقد تقدم شرح الصلاة على النبي ^؛ انظر شرح الحديث رقم (53 – 54).
28 – أذْكَارُ النَّوْمِ
99 – (1) =يَجْمَعُ كَفَّيْهِ ثُمَّ يَنْفُثُ فيهمَا فيَقْرأ فِيْهمَا: ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - ( - - - ( صدق الله العظيم (- عليه السلام - - ( قرآن كريم { - - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( مقدمة { - - - - : { ( - ( - - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( - - - ( - - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - ((( ( - - - ( - - رضي الله عنهم - - - ( - - - ((( ( المحتويات - - ( - ( - - رضي الله عنه - - ( المحتويات - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - قرآن كريم ( - ((( ( المحتويات - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( - - رضي الله عنه - - (( - { - - ( قرآن كريم ((( - - - - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - } ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - ( - - - ( صدق الله العظيم (- عليه السلام - - ( قرآن كريم { - - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( مقدمة { - - - -
__________
(1) أخرجه الطبراني بإسنادين أحدهما جيد، انظر: مجمع الزوائد (10/120)، وصحيح الترغيب والترهيب (1/273) [برقم (656)]. (ق).(1/155)
{ ( - ( - ( - قرآن كريم ((- صلى الله عليه وسلم - - ( تمت - - عليه السلام - - ( - ( - فهرس - - (( - - - ((( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - - - ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - رضي الله عنه - - فهرس - - رضي الله عنهم - - ((( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - ( - - ( - - - رضي الله عنهم -( - - - ( { - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ((( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - { ( تمهيد ( - - ( } ( } - - - - - (( ( - - { ((( - - - ((( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - - { - - ( - - - رضي الله عنه - فهرس - - - ( {(1/156)
- رضي الله عنهم - - - - - مقدمة } ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - ( - - - ( صدق الله العظيم (- عليه السلام - - ( قرآن كريم { - - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ( مقدمة { - - - - { ( - ( - ( - قرآن كريم ((- صلى الله عليه وسلم - - ( تمت - - عليه السلام - - ( - ( } - } - جل جلاله - - - - ((( ( - ( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( } - } - جل جلاله - - - - ((( ( مقدمة ( - - ( { ( } - } - جل جلاله - - - - ((( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - - - { ( } - - عليه السلام - قرآن كريم ( - - عليه السلام - قرآن كريم ( - - - ( } - } - جل جلاله - - - ( - - - ((( - ( - { - - - { } ( قرآن كريم ( - - عليه السلام - قرآن كريم ( - - (( ( - - صلى الله عليه وسلم -( - (( ( } - } - جل جلاله - - - - ((( - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( { } - جل جلاله -( - ( - - - ( } - } - جل جلاله - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } ثُمَّ يَمْسَحُ بهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ؛ يَبْدأُ بِهِمَا عَلَى رَأسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ+ (يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاثَ مَرَّاتٍ) (1).
... - صحابية الحديث عائشة رضي الله عنها.
... قوله: =ثم ينفث+ النفث بالفم شبيه بالنفخ، وهو أقل من التفل؛ لأن التفل لا يكون إلا ومعه شيء من الريق، أما النفث قد يكون معه قليل من الريق وقد لا يكون.
... قوله: =فيهما+ أي: في يديه.
... والحكمة في هذا الدعاء: أنه استعاذة بالله تعالى مما يحدث من المهالك، ولاسيما من الهوام، والحشرات القتالة، وهو نائم في فراشه، غافل عما يجيء إليه، وعما يحدث له، فإذا انشغل العبد بهذه الآيات عند دخوله في الفراش، كان في حفظ الله تعالى ليلته تلك أجمع.
... وقد تقدم شرح الآيات؛ انظر حديث رقم (70).
__________
(1) البخاري مع الفتح (9/62) [برقم (5017)]، ومسلم (4/1723) [برقم (2192)]. (ق).(1/157)
100 – (2) = { ( - - - - سبحانه وتعالى - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - مقدمة ( - - ( { - صدق الله العظيم ( { - عليه السلام - قرآن كريم ( - - - - رضي الله عنهم - - ( - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم قرآن كريم - - - { ( - - - - صدق الله العظيم (( فهرس ( - ( } ( - - - ( { - عليه السلام - - ( - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - الله أكبر (( مقدمة { - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - (( ( المحتويات } - عليه السلام - قرآن كريم (- رضي الله عنهم - - - - - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (( ((( - - } - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - - - ( - { - - - (( - ((( - - ((( فهرس - رضي الله عنهم - - - جل جلاله -(( - صدق الله العظيم ( { (( مقدمة ( الله أكبر ( - ( - ( - ( المحتويات فهرس - ((- رضي الله عنه - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - (((- رضي الله عنه - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - - (( - - رضي الله عنهم - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم (( - ( - ( - - (((- رضي الله عنهم -(( - ( صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ((( مقدمة ( - ( - (( - صدق الله العظيم ( { - - رضي الله عنهم - - ( - - عليه السلام -( - - - { - رضي الله عنهم -(( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( مقدمة - - ( - ( - ( - ( المحتويات } - عليه السلام - قرآن كريم (- رضي الله عنهم - - - - - - - - عليه السلام -(( - - } - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه(1/158)
وسلم - (( فهرس ( - قرآن كريم ((- رضي الله عنه - - - - عليه السلام - - ( - ((((( مقدمة - عليه السلام - قرآن كريم ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - ( - - رضي الله عنهم -(( - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم - ((- رضي الله عنهم -(( - - - } (1)+ (2).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... والحديث بتمامه؛ هو قول أبي هريرة رضي الله عنه: وكلني رسول الله ^ بحفظ زكاة رمضان، فأتاني آت، فجعل يحثو من الطعام، فأخذته، وقلت: لأرفعنك إلى رسول الله، فقال: إني محتاج، وعليَّ عيال، ولي حاجة شديدة، قال: فخليت عنه، فأصبحت، فقال النبي ^: =يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة؟!+ قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة فرحمته، فخليت سبيله، فقال: =أما إنه سيعود+، فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله، قال: دعني فإني محتاج، وعليَّ عيال، ولي حاجة شديدة، قال: فخليت سبيله، فأصبحت، فقال لي ^: =يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك البارحة؟!+ قلت: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة، وعيالاً، فرحمته، فخليت سبيله، فقال: =أما إنه كذبك وسيعود+، فرصدته، فجاء يحثو من الطعام، فأخذته، فقلت: لأرفعنك إلى رسول الله، وهذا آخر ثلاث مرات، إنك تزعم لا تعود، ثم تعود، قال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها، إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي: { ( - - - - سبحانه وتعالى - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - مقدمة ( - - ( { - صدق الله العظيم ( { - عليه السلام - قرآن كريم ( - - - - رضي الله عنهم - - ( - - - ( بسم الله الرحمن الرحيم قرآن كريم - - - { ( - - - } حتى تختم الآية، فإنك لن يزال عليك من الله حافظ، ولا يقربك شيطان حتى تصبح، فخليت سبيله، فأصبحت، فقال لي رسول الله: =ما فعل أسيرك؟+، قلت: زعم أنه يعلمني كلمات ينفعني الله بها،
__________
(1) سورة البقرة, الآية: 255.
(2) البخاري مع الفتح (4/487) [برقم (2311)]. (ق).(1/159)
قال: =أما إنه صدقك وهو كذوب، تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال؟ ذلك شيطان+.
... قوله: =يحثو+ من حثا يحثو، يقال: حثوت له إذا أعطيته شيئاً يسيراً؛ والمراد هنا أنه كان يأخذ من الصدقة.
... قوله: =فرصدته+ أي: ترقبته.
... قوله: =صدقك وهو كذوب+ أي: صدقك في هذا القول، والحال أنه كذوب.
... وقد تقدم شرح الآية؛ انظر حديث رقم (71).
101 – (3) = { - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( - قرآن كريم ( - { - - - - - - - رضي الله عنهم - - ( - - رضي الله عنه - - ( - الله أكبر ( - ( مقدمة ( - - - ( { صدق الله العظيم ( تم بحمد الله (( مقدمة ( فهرس - { - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - ( تم بحمد الله ( - ( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - ( - - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - عليه السلام -( ( - - - ( - (( مقدمة ( - - - (((( فهرس - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( مقدمة ( - ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( - ( - ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( - ( - - - (( الله أكبر - (((- رضي الله عنه - - - - - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله (( - ( - ( - - - } - قرآن كريم ( - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام - - ((( - - رضي الله عنهم - - - - - جل جلاله -(( - (- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - الله أكبر - - عليه السلام - - (((( - - - جل جلاله -( - - عليه السلام - - - رضي الله عنهم - - ( - - - ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - ((- رضي الله عنهم - - ( - - - ((((( - صدق الله العظيم ( - ( - - - - ( - ( - - - - ( - ((- رضي الله(1/160)
عنه - الله أكبر - صدق الله العظيم ( { - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنهم -(( - (- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( تمهيد - رضي الله عنه - تمهيد - - - - - { - ( - فهرس - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله ( تمهيد - رضي الله عنه - تمهيد - - - رضي الله عنه - - ( - - - - - - جل جلاله -( - - عليه السلام - - - صدق الله العظيم - - - رضي الله عنه - الله أكبر ( - ( } - - - ( - تمت ( { - - - عليه السلام - - - ( - ( - (- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - - - رضي الله عنه - الله أكبر ( - - (( - - صلى الله عليه وسلم - - - - - جل جلاله -( - - عليه السلام - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - ( - - - - - - عليه السلام - - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - - - ((( { - - رضي الله عنهم - - - - (( مقدمة - رضي الله عنه - - ( - - رضي الله عنهم - - - مقدمة - فهرس - - رضي الله عنه -( - ((( - { - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - - عليه السلام - - ( - ( تمهيد - - - - عليه السلام - - ( - - عليه السلام - - - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - جل جلاله -( - ( - - - رضي الله عنهم - - ( - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - صدق الله العظيم - { - - - - ( - - - جل جلاله - - - (( مقدمة ( - ( - (( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - } - جل جلاله -- رضي الله عنه -( ( - (((( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - جل جلاله - - - - - - عليه السلام - - ( - - مقدمة ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - تمهيد الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - - - عليه السلام - - - - - ( قرآن كريم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - رضي(1/161)
الله عنه - الله أكبر ( - (( الله أكبر - - - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( ( الله ( قرآن كريم - { ( - - - - ((( - ((( - تمهيد ( - - - } (1)(2)+.
... - صحابي الحديث هو أبو مسعود الأنصاري؛ عقبة بن عمرو ابن ثعلبة رضي الله عنه.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله ^: =من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلة؛ كفتاه+.
... قوله: =كفتاه+ أي: كفتاه من الآفات في ليلته.
102 – (4) =باسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبِي، وَبِكَ أرْفَعُهُ، فَإنْ أمْسَكْتُ نَفْسِي فَارْحَمْهَا، وإنْ أرْسَلْتَهَا فاحْفَظْهَا، بِمَا تَحْفَظُ بِهِ عِبَادَكَ الصَّالِحينَ+(3).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... وجاء في بداية الحديث؛ قوله ^: =إذا قام أحدكم عن فراشه، ثم رجع إليه، فلينفضه بصنفة إزاره ثلاث مرات؛ فإنه لا يدري ما خلفه عليه بعده، وإذا اضطجع؛ فليقل:...+.
... قوله: =بِصَنفَةِ إزَارِهِ+: الصَّنفَةُ: طرف الإزار مما يلي طرته، وقيل: حاشيته؛ أي جانب كان، والمراد هاهنا الطرف مطلقاً، وأما في الرواية التي جاءت فيها: =بداخلة إزاره+؛ فقد قيل: لم يأمره بداخلة الإزار دون خارجته؛ لأن ذلك أبلغ وأجدى؛ لأن المؤتزر إذا ائتزر يأخذ أحد طرفي إزاره بيمينه، والآخر بشماله، فيرد ما أمسكه بشماله على جسده، وذلك داخلة إزاره، ويرد ما أمسكه بيمينه على ما يلي جسده من الإزار، فإذا صار إلى فراشه فحل إزاره، فإنما يحل بيمينه خارجة الإزار، ويبقى الداخلة بعلقه، وبها يقع النفض.
... قوله: =مما خَلَفَهُ عليه+ أي: ما جاءه من بعد؛ يعني: لعل هامة دنت فصارت فيه بعده.
__________
(1) البخاري مع الفتح (9/94) [برقم (4008)]، ومسلم (1/554) [برقم (808)]. (ق).
(2) سورة البقرة, الآيتان: 285, 286.
(3) البخاري (11/126) [برقم (6320)]، ومسلم (4/2084) [برقم (2714)]. (ق).(1/162)
... قوله: =فإن أمسكت نفسي+ أي: روحي؛ والمراد من النفس هاهنا الروح، لقيام القرينة على ذلك؛ أي: إن حبستها عندك بأن أمتها فارحمها، وإن أرسلتها إلى بدني فاحفظها من شر الشيطان، ومهالك الدنيا بما تحفظ به عبادك الصالحين.
103 – (5) =اللَّهُمَّ إنَّكَ خَلَقْتَ نَفْسِي وأَنْتَ تَوَفَّاهَا، لَكَ مَمَاتُهَا وَمَحْيَاهَا، إنْ أحْيَيْتَها فَاحْفَظْها، وَإنْ أمَتَّهَا فَاغْفِرْ لَهَا، اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ العَافِيةَ+(1).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.
... قوله: =نفسي+ أي: روحي.
... قوله: =لك مماتها ومحياها+ أي: بيدك قدرة إماتتها وإحيائها، ولا يقدر على ذلك غيرك، أنت المحيي، وأنت المميت، وأنت على كل شيء قدير.
... قوله: =إن أحييتها+ أي: إن أبقيتها على حياتها =فاحفظها+ من كل ما يضر ويشين.
... قوله: =وإن أمتها+ أي: فارقتها عن بدني؛ لأن إمَاتة الروح عبارة عن مفارقته البدن.
... قوله: =أسألك العافية+ العافية هي دفاعُ الله عن العبد الأسقامَ والبلايا.
104 – (6) =اللَّهُمَّ قِنِي عَذَابَكَ، يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ+(2).
... - صحابية الحديث هي أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها.
... وجاء في بداية الحديث؛ قولها رضي الله عنها: أن النبي ^ كان إذا أراد أن يرقد، وضع يده اليمنى تحت خده، ثم يقول:...
... قوله: =أن يرقد+ أي: ينام.
... قوله: =قني+ أي: احفظني.
... قوله: =يوم تبعث عبادك+ أي: يوم القيامة.
105 – (7) =بِاسْمِكَ اللَّهُمَّ أمُوتُ وَأحْيَا+(3).
... - صحابي الحديث هو حذيفة بن اليمان رضي الله عنه.
__________
(1) أخرجه مسلم (4/2083) [برقم (2712)]، وأحمد بلفظه (2/79). (ق).
(2) أبو دود بلفظه (4/311) [برقم (5045)]، وانظر: صحيح الترمذي (3/143). (ق).
(3) البخاري مع الفتح (11/113) [برقم (6312)]، ومسلم (4/2083) [برقم (2711) من حديث البراء رضي الله عنه]. (ق).(1/163)
... قوله: =باسمك اللهم أموت+ أي: على ذكر اسمك أموت.
... قوله: =وأحيا+ أي: باسمك اللهم وبذكرك أحيا، وقيل: معناه: أنت تميتني وأنت تحييني.
106 – (8) =سُبْحَانَ اللهِ (ثَلاثاً وثَلاثِينَ) وَالحَمْدُ للهِ (ثَلاثاً وَثَلاثينَ) وَاللهُ أكْبَرُ (أرْبَعاً وَثَلاثينَ) (1)+.
... - صحابي الحديث هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
... والحديث بتمامه؛ هو قول علي رضي الله عنه: أن فاطمة رضي الله عنها أتت النبي ^ تسأله خادماً، فلم تجده ووجدت عائشة فأخبرتها.
... قال علي: فجاءنا النبي ^، وقد أخذنا مضاجعنا، فقال: =ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟! إذا أويتما إلى فراشكما، فسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، وكبِّرا أربعاً وثلاثين؛ فإنه خير لكما من خادم+.
... قوله: =تسأله خادماً+ من شدة التعب، وكثرة الطحن بالرحى، ونقل الماء بالقربة، والخادم يطلق على الذكر والأنثى.
... قوله: =وقد أخذنا مضاجعنا+ أي: دخلنا في فراشنا للنوم.
... قوله: =فسبحا ثلاثاً وثلاثين...+ أي: قولوا: سبحان الله ثلاثاً وثلاثين مرة، والحمد لله ثلاثاً وثلاثين مرة، والله أكبر أربعاً وثلاثين مرة، فصارت مئة.
... قوله: =فإنه+ أي: هذا القول: =خير لكما من خادم+ معناه: أنكما تتقويان بالذكر، وتستغنيان عن الخادم.
__________
(1) البخاري مع الفتح (7/71) [برقم (3705)]، ومسلم (4/2091) [برقم (2727)]. (ق).(1/164)
107 – (9) =اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ، ورَبَّ الأرْضِ، ورَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا ورَبَّ كُلِّ شُيءٍ، فالِقَ الحَبِّ والنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ والإنْجِيلِ والفُرْقَانِ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ شَيءٍ أنْتَ آخِذٌ بِنَاصِيتهِ، اللَّهُمَّ أنْتَ الأوَّلُ فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيءٌ، وأنْتَ الآخِرُ فَلَيْسَ بَعْدَكَ شَيءٌ، وأنْتَ الظَّاهِرُ فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيءٌ، وأنْتَ البَاطِنُ فَلَيْسَ دُونَكَ شَيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... قوله: =فالق الحب+ صفة لقوله: =ربَّ+، وكذلك =منزل+؛ و=الفالق+ من الفلق، وهو الشق؛ ومعنى قوله: =فالق الحب والنوى+ الذي يشق حبة الطعام، ونوى التمر للإنبات.
... قوله: =منزل التوراة والإنجيل+ وهما اسمان أعجميان، واشتقاق التوراة من =ورى الزند+؛ وهو ما يظهر منه من النور والضياء؛ فسمي التوراة بذلك؛ لأنه قد ظهر به النور والضياء لبني إسرائيل ومن تابعهم، والإنجيل من =النجل+؛ سمي بالإنجيل؛ لأنه أظهر الدين بعدما درس.
... قوله: =والقرآن+ اسم للمنزل على نبينا محمد ^؛ من =قرأ+ إذا جمع؛ سمي القرآن بذلك؛ لأنه يجمع الحروف والكلمات.
... قوله: =أنت آخذ بناصيته+ كناية عن تمكنه من المخلوقات، وأنهم تحت قدرته، وقهره، وسلطته.
... قوله: =أنت الأول فليس قبلك شيء+ والأول هو الذي لا شيء قبله ولا معه؛ فكأن قوله ^: =فليس قبلك شيء+ تفسيراً للأول.
... قوله: =أنت الآخر فليس بعدك شيء+ الآخر: الباقي بعد فناء الخلق، المتعالي في أوليته عن الابتداء، كما هو المتعالي في آخريته عن الانتهاء.
__________
(1) مسلم (4/2084) [برقم (2713)]. (ق).(1/165)
... قوله: =وأنت الظاهر فليس فوقك شيء+ معنى الظهور: القهر، والغلبة، وكمال القدرة، وكأن قوله ^: =فليس فوقك شيء+ تفسيراً لها، وقيل: الظاهر بآياته الباهرة الدالة على وحدانيته وربوبيته.
... قوله: =وأنت الباطن فليس دونك شيء+ أي: المحتجب عن خلقك، الذي ليس ورائك شيء يكون أبطن منك، حتى لا يقدر أحد على إدراك ذاتك مع كمال ظهورك، وقيل: العالم بالخفيات.
... قوله: =اقض عنا الدين+ المراد بالدين هاهنا؛ حقوق الله، وحقوق العباد كلها من جميع الأنواع.
... قوله: =واغننا من الفقر+ أي: من السؤال الذي يؤدي إلى الذل الناشئ عن الفقر والاحتياج.
108 – (10) =الحَمْدُ للهِ الَّذِي أطْعَمَنَا وسَقَانَا، وكَفَانَا، وآوَانا؛ فَكَمْ مِمَّنْ لا كَافِيَ لَهُ وَلا مُؤْوِيَ+(1).
... - صحابي الحديث هو أنس بن مالك رضي الله عنه.
... قوله: =كفانا+ أي: أغنانا وقَنَّعنا.
... قوله: =آوانا+ أي: ردنا إلى مأوى لنا، ولم يجعلنا منتشرين كالبهائم؛ والمأوى: المنزل؛ قال النووي رحمه الله: =آوانا، قيل معناه: رحمنا+.
... قوله: =فكم ممن لا كافي له+ أي: لا كافي له شأنه.
... قوله: =ولا مؤوي+ أي: لا راحم له، ولا عاطف عليه، قيل معناه: لا وطن له، ولا سكن يأوي إليه.
109 – (11) =اللَّهُمَّ عَالِمَ الغَيْبِ والشَّهَادَةِ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ، رَبَّ كُلِّ شَيءٍ ومَلَيْكَهُ، أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلاَّ أنْتَ، أعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، ومِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ، وأنْ أقْتَرِفَ عَلَى نَفْسِي سُوءاً، أوْ أَجُرَّهُ إلَى مُسْلِمٍ+(2).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
... قوله: =فاطر+ أي: خالق.
__________
(1) مسلم (4/2085) [برقم (2715)]. (ق).
(2) أبو داود (4/317) [برقم (5083)]، وانظر: صحيح الترمذي (3/142). (ق).(1/166)
... قوله: =وشركه+ أي: ما يدعو إليه من الإشراك بالله، وقيل: أنها بفتحتين – شَرَكه – أي: حبائله ومصائده.
... قوله: =وأن أقترف+ أي: أكتسب وأعمل.
... قوله: =أو أجره+ من الجر؛ أي: الجذب، والضمير عائد إلى السوء.
110 – (12) =يَقْرَاُ { - بسم الله الرحمن الرحيم - - - } تَنْزِيلَ السَّجْدَةِ، وتَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكَ+(1).
... - صحابي الحديث هو جابر بن عبدالله رضي الله عنهما.
... قوله: =يقرأ { - بسم الله الرحمن الرحيم - - - } تنزيل السجدة+ أي: سورة السجدة.
... قوله: =وتبارك...+ أي: سورة الملك.
... والمعنى: لم يكن من عادته ^ النوم قبل القراءة لهاتين السورتين.
111 – (13) =اللَّهُمَّ أسْلَمْتُ نَفْسِي إلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أمْرِي إلَيْكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إلَيْكَ، وألْجَأتُ ظَهْرِي إلَيْكَ، رَغْبَةً ورَهْبَةً إلَيْكَ، لاَ مَلْجَأ وَلا مَنْجَا مِنْكَ إلاَّ إلَيْكَ، آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أنْزَلْتَ، وَبِنَبيِّكَ الَّذِي أرْسَلْتَ+(2).
... - صحابي الحديث هو البراء بن عازب رضي الله عنه.
... وجاء في بداية الحديث قوله ^: =إذا أتيت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شِقِّكَ الأيمن، وقل:...+.
... قوله: =إذا أتيت مضجعك+ أي: فراشك للنوم.
... قوله: =فتوضأ وضوءك للصلاة+ أي: الوضوء الكامل بأركانه وشرائطه.
... وفي هذا الحديث ثلاث سنن مستحبة ليست واجبة؛ إحداها: الوضوء عند إرادة النوم؛ فإن كان متوضئاً كفاه ذلك الوضوء، والحكمة فيه أن يكون على طهارة مخافة أن يموت من ليلته، وأن يكون أصدق لرؤياه، وأبعد من تلاعب الشيطان به في منامه، وترويعه إياه.
__________
(1) الترمذي [برقم (3404)]، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم (707)، وانظر: صحيح الجامع (4/255) [برقم (4873)]. (ق).
(2) البخاري مع الفتح (11/113) [برقم (6313، 6315، 7488]، ومسلم (4/2081) [برقم (2710)]. (ق).(1/167)
... الثانية: النوم على الشق الأيمن؛ لأنه ^ كان يحب التيامن؛ ولأنه أسرع إلى الانتباه.
... الثالثة: ذِكْرُ الله تعالى ليكون خاتمة عملهِ.
... قوله: =اللهم أسلمت نفسي إليك+، أي: استسلمت، وجعلت نفسي منقادة لك، وطائعة بحكمك.
... قوله: =وألجأت ظهري إليك+ يقال: ألجأت إلى الشيء؛ أي: اضطررت إليه، ويستعمل في مثل هذا الموضع بمعنى الإسناد، يقال: ألجأت أمري إلى الله؛ أي: أسندته، وقال النووي رحمه الله: =أي: توكلت عليك، واعتمدتك في أمري كله، كما يعتمد الإنسان بظهره إلى ما يسنده إليه+.
... قوله: =رغبة ورهبة إليك+ الرغبة: الحرص والطمع مع الحب، والرهبة: المخافة مع تحرز واضطراب، ومعنى =إليك+: صرفت رغبتي فيما أريده إليك، وحاصل المعنى: طمعاً في ثوابك، وخوفاً من عذابك.
... قوله: =لا ملجأ+ أي: لا حصن.
... قوله: =ولا منجا+ أي: لا خلاص.
... قوله: =منك إلا إليك+ أي: لا حصن أعتصم به، ولا خلاص من عذابك، وأخذك إلا إليك.
... قوله: =آمنت بكتابك الذي أنزلت+ أي: صدقت بكتابك الذي أنزلته على نبيك.
... قوله: =ونبيك الذي أرسلت+، وفي بعض طرق هذا الحديث، عن البراء رضي الله عنه أنه قال: قلت: وبرسولك الذي أرسلت؟ قال: =ونبيك+.
... قيل: إنما ردَّ ^ قوله؛ لأن البيان صار مكرراً من غير إفادة زيادة في المعنى، وذلك مما يأباه البليغ؛ لأنه كان نبيًّا قبل أن كان رسولاً.
... وقيل أيضاً: إن هذا ذكر ودعاء، فينبغي الاقتصار على اللفظ الوارد، ويتعيَّن أداؤها بحروفها من غير تغيير.
... واحتجَّ بعض العلماء بهذا الحديث لمنع الرواية بالمعنى، والجمهور على الجواز من العارف العالم.
... وجاء في نهاية الحديث قوله ^: =فإن مت من ليلتك مت على الفطرة، واجعلهن آخر ما تقول+.(1/168)
... قوله: =فإن مُت من ليلتك مُت على الفطرة+ أي: على الإسلام؛ فإن قيل: إذا مات الإنسان على إسلامه، ولم يكن ذكر من هذه الكلمات شيئاً فقد مات على الفطرة لا محالة، فما فائدة ذكر هذه الكلمات؟ أُجيبَ بتنويع الفطرة؛ ففطرة القائلين فطرة المقربين والصالحين، وفطرة الآخرين فطرة عامة المؤمنين, والله أعلم.
29 – الدُّعَاءُ إذَا تَقَلَّبَ لَيْلاً
... أي: إذا تقلَّب وتلوَّى من جنب إلى جنب [على فراشه].
112 – =لاَ إلَهَ إلاَّ اللهُ الوَاحِدُ القَهَّارُ، ربُّ السَّمَاوَاتِ والأرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا العَزِيْزُ الغَفَّارُ+(1).
... - صحابية الحديث هي عائشة رضي الله عنها.
... قوله: =القهار+ هو الذي قهر وغلب كل المخلوقات وذلت له كيف شاء.
... قوله: =العزيز+ هو الذي له العزة الكاملة؛ التي بها يعز من يشاء ويذل من يشاء.
... قوله: =الغفار+ هو الذي له المغفرة والتجاوز الكامل، الذي وسع جميع ذنوب عباده التائبين.
... ويتضمن هذا الذكر؛ سؤال الله تعالى أن يصرف عنه ما يجده من أرق وقلق وانزعاج.
30 – دُعَاءُ الفَزَعِ فِي النَّوْمِ، ومَنْ بُلِيَ بالوَحْشَةِ
... قوله: =بالوَحشة+ قيل: الهَمُّ، وقيل: الخَلوة، وقيل: الخوف.
113 - =أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ، مِنْ غَضَبِهِ وَعِقَابِهِ، وشَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ، وأنْ يَحْضُرُونِ+(2).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
__________
(1) أخرجه الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي (1/540)، والنسائي في عمل اليوم والليلة [برقم (864)]، وابن السني في عمل اليوم والليلة (757)، وانظر: صحيح الجامع (4/213) [برقم (4693)]. (ق).
(2) أبو داود (4/12) [برقم (3893)]، وانظر: صحيح الترمذي (3/171). (ق).(1/169)
... قوله: =أعوذ بكلمات الله+ والمراد بكلمات الله أسماؤه الحسنى، وكتبه المنزلة، وإنما وصفها بالتامات لكونها خالية عن النقص والعوارض، أو بمعنى المحكمات؛ لأن أسماء الله محكمة لا يجري فيها النسخ، والتغيير، والتبديل... ونحو ذلك.
... قوله: =من غضبه+ والغضب نفسه؛ شدة غليان الدم عند حصول أمر مكروه، وذلك بحق المخلوق، وهذا المعنى محال على الله – تعالى – ولكن نَصِفه بما وصفَ به نفسه من غير تكييف ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تعطيل.
... [قال المصحح: الصواب الحق: أن غضب الله تعالى من صفاته الفعلية التي يفعلها إذا شاء على الوجه اللائق به سبحانه وتعالى، فهو يغضب إذا شاء على من يشاء، ولا يشبه غضبه غضب أحد من خلقه، ونصفه تعالى بما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله × من غير تعطيل، ولا تحريف، ولا تكييف ولا تمثيل] (1).
... قوله: =ومن همزات الشياطين+ والهمزات جمع همزة، والهمزة النخس؛ والمعنى أن الشياطين يحثون الناس على المعاصي، ويغرونهم عليها، فاستعاذ من نخساتهم، ومن أن يحضروه أصلاً، ويحوموا حوله.
... قوله: =وأن يحضرون+ أصله يحضروني، سقطت الياء للتخفيف؛ أي: وأن يحضر الشياطين عندي في جميع الأحوال.
31 – مَا يَفْعَلُ مَنْ رَأَى الرُّؤْيا أوِ الحُلْمَ
114 – (1) =يَنْفُثُ عَن يَسارِهِ+ (ثَلاثاً).
(2) =يستعيذُ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ، ومِنْ شَرِّ مَا رَأَى+ (ثَلاثَ مَرَّاتٍ).
(3) =لَا يُحَدِّثُ بِهَا أحَداً+(2).
... - صحابي الحديث هو أبو قتادة بن رِبْعي، قيل: اسمه الحارث، وقيل:عمرو – رضي الله عنه -.
__________
(1) انظر: شرح العقيدة الواسطية للهراس (ص 103)، والعثيمين (ص 217) (المصحح).
(2) هذه الفقرات ضمن حديث أخرجه] مسلم (4/1772) [برقم (2261)، والبخاري برقم (7044)]. (ق).(1/170)
... والحديث بتمامه؛ هو قوله ×: =الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان؛ فإذا رأى أحدكم شيئاً يكرهه؛ فلينفث عن يساره ثلاث مرات إذا استيقظ، وليتعوذ بالله من شرها، فإنها لن تضره+.
... وفي رواية أخرى: =الرؤيا الصالحة من الله، فإذا رأى أحدكم ما يحب، فلا يحدث به إلا من يحب، وإن رأى ما يكره فلا يحدث به، وليتفل عن يساره ثلاثاً، وليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، من شر ما رأى؛ فإنها لن تضره+.
(4) =يتحَوَّلُ عَنْ جَنْبِهِ الذي كَانَ عَلَيْهِ+(1).
... - صحابي الحديث هو جابر بن عبدالله – رضي الله عنهما -.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله ×: =إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها، فليبصق عن يساره ثلاثاً، وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه+.
115 – (5) =يَقومُ يُصَلِّي إنْ أرَادَ ذَلِكَ+(2).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه -.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله ×: =إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً، ورؤيا المسلم جزء من خمس وأربعين جزءاً من النبوة، والرؤيا ثلاث: [فالرؤْيا] الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يُحدِّثُ المرء نفسه؛ فإن رأى أحدكم ما يكره، فليقم فليصل، ولا يُحدِّثُ بها الناس+.
__________
(1) مسلم (4/1773) [برقم (2262)]. (ق).
(2) مسلم (4/1773) [برقم (2263)]. (ق).(1/171)
... قوله: =الرؤيا من الله+ الرؤيا كالرؤية، جعل ألف التأنيث فيها مكان تاء التأنيث، للتفريق بين ما يراه في المنام، وبين ما يراه في اليقظة، والحُلم عند العرب يستعمل استعمال الرؤيا؛ ولكن النبي × فرق بينهما، فجعل الرؤيا من الله – تعالى – والحُلم من الشيطان، كأنه كره أن يسمي ما كان من الله – تعالى – وما كان من الشيطان باسم واحد، فجعل الرؤيا عبارة عن القسم الصالح، لِمَا في صيغة لفظها من الدلالة على مشاهدة الشيء بالبصر، أو البصيرة، وجعل الحُلم عبارة عما كان من الشيطان؛ لأن أصل الكلمة لم تستعمل إلا فيما يخيل إلى الحالم في منامه، ولهذا خص الاحتلام بما يخيل إلى المحتلم في منامه من قضاء الشهوة، وذلك بما لا حقيقة له.
... هذا إن أتت الرؤيا غير مقيدة، أما إذا جاءت مقيدة، كقوله: =الرؤيا يكرهها+ أو قوله: =الرؤيا ثلاثة...+، فهذا يرجع إلى استعمال العرب ولا كراهة فيه، والله أعلم.
... قوله: =فإذا رأى أحدكم الرؤيا...+ إلى آخره؛ تفسير للحلم؛ لأن الحلم هو المكروه، والرؤيا هي المحبوبة.
... قوله: =فلينفث عن يساره+ النفث نفخ لطيف قد يصاحبه شيء قليل من الريق. وإنما أمر أن ينفث عن اليسار؛ لأن الشيطان يأتي ابن آدم من قبل اليسار ليوسوس له في قلبه، والقلب قريب من جهة اليسار، فيأتي الشيطان من جهته القريبة.
... قوله: =من شرها+ الضمير راجع إلى الرؤيا المكروهة.
... وفيها ثلاثة أوامر:
... الأول: البصق عن اليسار؛ وذلك ترغيماً للشيطان، وزجراً له.
... والثاني: الاستعاذة بالله ليأمن من شره، ووسواسه.
... والثالث: التحول عن جنبه الذي كان عليه حين رأى الرؤيا المكروهة، تفاؤلاً بالقلب من جنب إلى جنب للتحول من هذه الحالة المسيئة إلى الحالة المسرة، كتقليب الرداء في صلاة الاستسقاء، والله أعلم.(1/172)
... قوله: =لا يحدث بها الناس+ قيل: إنه إذا حدث بها رُبَّما تُفسر تفسيراً مكروهاً على ظاهر صورتها، ويكون محتملاً لوقوعها كذلك بتقدير الله تعالى.
... واستثنى من ذلك الرؤيا المحبوبة؛ فإنه يحدث بها من يحب؛ لعله يجد تفسيراً يزيده اطمئناناً وتفاؤلاً وسعادة.
... وأما قوله: =إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب+ قيل: المراد إذا قارب الزمان أن يعتدل ليله ونهاره، وقيل: إذا قارب وقت القيامة.
... قوله: =وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثاً+ ظاهره على إطلاقه في كل زمان؛ لأن غير الصادق في حديثه يتطرق الخلل إلى رؤياه وحكايته إياها، وقيل: إن هذا يكون في آخر الزمان عند انقطاع العلم وموت العلماء والصالحين.
... والأول أظهر وأقوى.
... قوله: =ورؤيا المسلم جزء من خمسة وأربعين جزءاً من النبوة+ وهذا الجزء من النبوة؛ وهو الإخبار بالغيب إذا وقع لا يكون إلا صدقاً.
... قال الخطابي – رحمه الله -: =هذا الحديث توكيد لأمر الرؤيا وتحقيق منزلتها+.
... وقال بعض العلماء: =معنى الحديث أن الرؤيا تأتي على موافقة النبوة؛ لأنها جزء باق من النبوة+، والله أعلم.
32 – دُعَاءُ قُنُوتِ الوِتْرِ
... أي: دعاء القيام في صلاة الوتر. ومعنى الوتر الفرد.(1/173)
116 – (1) =اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيْمَنْ هَدَيْتَ، وعَافِنِي فِيْمَنْ عَافَيْتَ، وتَولَّنِي فِيْمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيْمَا أعْطَيْتَ، وقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ؛ فَإنَّكَ تَقْضِي وَلا يُقْضَى عَلَيْكَ، إنَّهُ لا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ، [وَلا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ]، تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ+(1).
... - صحابي الحديث هو الحسن بن علي رضي الله عنه.
... قوله: =اللهم اهدني+ أي: ثبتني على الهداية، أو زدني من أسباب الهداية إلى الوصول بأعلى المراتب.
... قوله: =فيمن هديت+ أي: في جملة من هديتهم، أو هديته من الأنبياء والأولياء.
... قوله: =وعافني فيمن عافيت+ أي: بَرِّئني وادفع عني أسوأ الأدواء والأخلاق والأهواء.
... قوله: =وتولني فيمن توليت+ أي: تَوَلَّ أمري ولا تكلني إلى نفسي في جملة من تفضلت عليهم.
... قوله: =وبارك لي+ أي: أكثر الخير لمنفعتي.
... قوله: =فيما أعطيت+ أي: فيما أعطيتني من العز والمال والعلوم والأعمال الصالحة.
... قوله: =وقني+ أي: احفظني.
... قوله: =شر ما قضيت+ أي: ما قدَّرت لي.
... قوله: =فإنك تقضي+ أي: تقدر أو تحكم بكل ما أردت.
... قوله: =ولا يقضى عليك+ فإنه لا معقب لحكمك، ولا يجب عليك شيء.
... قوله: =وإنه لا يذل+ أي:لا يصير ذليلاً.
__________
(1) أخرجه أصحاب السنن الأربعة [أبو داود برقم (1425)، والترمذي برقم (464)، والنسائي (1/252)، وابن ماجة برقم (1178)]، وأحمد [(1/200)]، والدارمي [(1/373)]، والحاكم [(3/172)]، والبيهقي (2/209 و497 و498)]، وما بين المعكوفتين للبيهقي، وانظر =صحيح الترمذي+ (1/144)، و=صحيح ابن ماجة+ (1/194)، و=إرواء الغليل+ للألباني (2/172). (ق).(1/174)
... قوله: =من واليت+ من الموالاة ضد المعاداة، قال ابن حجر رحمه الله: =أي: لا يذل من واليت من عبادك في الآخرة أو مطلقاً؛ وإن ابتلي بما ابتلي به، وسلط عليه مَن أهانه، وأذله باعتبار الظاهر؛ لأن ذلك غاية الرفعة والعزة عند الله تعالى، وعند أوليائه، ولا عبرة إلا بهم، ومن ثم وقع للأنبياء عليهم الصلاة والسلام من الامتحانات العجيبة ما هو مشهور+.
... قوله: =لا يعز من عاديت+ أي لا يعز في الآخرة أو مطلقاً، وإن أعطي من نعيم الدنيا وملكها ما أعطي؛ لكونه لم يمتثل أوامر الله تعالى ولم يجتنب نواهيه.
... قوله: =تباركت+ أي: تكاثر خيرك في الدارين.
... قوله: =ربنا [وَ] تعاليت+ أي: يا ربنا ارتفعت عظمتك، وظهر قهرك وقدرتك على من في الكون، وارتفعت عن مشابهة كل شيء.
117 – (2) =اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوْذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ، وَأعُوْذُ بِكَ مِنْكَ، لا أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ، أنْتَ كَمَا أثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ+(1).
... - صحابي الحديث هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
... قد تقدم شرحه؛ انظر حديث رقم (47).
__________
(1) أخرجه أصحاب السنن الأربعة [أبو داود برقم (1427)، والترمذي برقم (3561)، والنسائي (1/252)، وابن ماجة برقم (1179)]، وأحمد [(1/96 و118، و150)]، وانظر =صحيح الترمذي+ (3/180)، و=صحيح ابن ماجة+ (1/194)، و=الإرواء+ (2/175). (ق).(1/175)
118 – (3) =اللَّهُمَّ إيَّاكَ نَعْبُدُ، ولَكَ نُصَلِّي وَنَسْجُدُ، وَإلَيْكَ نَسْعَى وَنَحْفِدُ، نَرْجُو رَحْمَتَكَ، ونَخْشَى عَذَابَكَ، إنَّ عَذَابَكَ بالكَافِريْنَ مُلْحَقٌ، اللَّهُمَّ إنَّا نَسْتَعِينُكَ، ونَسْتَغْفِرُكَ، وَنُثْنِي عَلَيْكَ الخَيْرَ، وَلا نَكْفُرُكَ، وَنُؤْمِنُ بِكَ، وَنخْضَعُ لَكَ، وَنخْلَعُ مَنْ يَكْفُرُكَ+(1).
... هذا أثر من قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
... قوله: =نَحْفِد+ أي: نسارع.
... قوله: =ملحق+ بكسر الحاء أو فتحها والأول أشهر: أي: واقع لا محالة بهم.
... قوله: =نخلع+ أي: نترك.
33 – الذِّكْرُ عَقِبَ السَّلاَمِ مِنَ الوِتْرِ
119 - =سُبْحَانَ المَلِكِ القُدُّوسِ+ (ثَلاثَ مَرَّاتٍ، والثَّالِثَةُ يَجْهَرُ بِهَا ويَمُدُّ بِهَا صَوْتَهُ يَقُولُ: [رَبِّ المَلائِكَةِ والرُّوحِ])+ (2).
... - صحابي الحديث هو عبدالرحمن بن أبزى رضي الله عنه.
... وقد تقدم شرح معانيه؛ انظر حديث رقم (35).
34 – دُعَاءُ الهَمِّ والحُزْنِ
... وسيأتي بعده باب دعاء الكرب: والفرق بين الكرب والحزن؛ أن الكرب حزن مع شدة، وبين الهم والحزن، قيل: هما واحد، وليس كذلك؛ فإن الهم إنما يكون في الأمر المتوقع، والحزن فيما قد وقع، والهم: هو الحزن الذي يذيب الإنسان، يقول: همني الشيء؛ أي: أذابني.
__________
(1) أخرجه البيهقي في السنن الكبرى وصحح إسناده (2/211)، وقال الشيخ الألباني في إرواء الغليل: وهذا إسناد صحيح (2/170)، وهو موقوف على عمر رضي الله عنه. (ق).
(2) رواه النسائي (3/244)، والدارقطني وغيرهما، وما بين المعكوفتين زيادة للدارقطني (2/31)، وإسناده صحيح، انظر: زاد المعاد بتحقيق شعيب الأرناؤوط وعبدالقادر الأرناؤوط (1/337). (ق).(1/176)
120 – (1) =اللَّهُمَّ إنِّي عَبْدُكَ، ابْنُ عَبدِكَ، ابْنُ أمَتِكَ، نَاصِيَتي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ، سَمَّيْتَ بهِ نَفْسَكَ، أوْ أنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أوْ عَلَّمْتَهُ أحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أوِ اسْتأثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ، أنْ تَجْعَلَ القُرْآنَ رَبِيْعَ قَلبِي، وَنُورَ صَدْرِي، وجَلاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي+(1).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
... قوله: =إني عبدك، ابن عبدك، ابن أمتك+ إظهار التذلل والخضوع، والاعتراف بالعبودية؛ وإنما لم يكتف بقوله: =إني عبدك+ بل زاد فيه: =ابن عبدك، ابن أمتك...+؛ لأن هذا أبلغ وآكد في إظهار التذلل والعبودية؛ لأن من ملك رجلاً ليس مثل من ملكه مع أبويه.
... قوله: =ناصيتي بيدك+ كناية عن نفوذ حكمه فيه، وأنه تحت قدرته وقهره.
... قوله: =ماضٍ فيَّ حكمك+ أي: نافذ فيَّ حكمك.
... قوله: =عدل فيَّ قضاؤك+ أي: كلما تحكم فيَّ فهو عدل؛ لأن العدل صفتك، والظلم محال عليك؛ والعدل: وضع الشيء في محله، والظلم خلافه.
... قوله: =أسألك+ إلى آخره، شروع في الدعاء بعد إظهار التذلل والخضوع، وهذا من آداب السائلين، وهذه الحالة أقرب إلى أجابة السؤال، لا سيما إذا كان المسؤول منه كريماً، والله تعالى أكرم الأكرمين، إذا تضرع إليه عبده، وتذلَّلَ له، وأظهر الخضوع والخشوع، ثم سأل حاجة ينفذها في ساعته، على ما هو اللائق بكرمه وجوده.
... قوله: =بكل اسم+ أي: بحق كل اسم.
... قوله: =هو لك+ احترز به عن غير اسم الله؛ لأنه لما أقسم بكل اسم، وهو عام لجميع الأسماء، أخرج عنه ما هو اسم لغيره بقوله: =هو لك+؛ لأن القسم بغير اسم الله لا يجوز.
__________
(1) أحمد (1/391)، وصححه الألباني [في الكلم الطيب برقم (124)]. (ق).(1/177)
... قوله: =سميت به نفسك+ فكأن هذا تفسير لما [قبله]؛ لأن كون الاسم له أن يكون اسماً لنفسه.
... قوله: =أو أنزلته في كتابك+ أي أنزلته على أحد من أنبيائك في كتابك الكريم.
... قوله: =أو علمته أحداً من خلقك+ أي: من الأنبياء والملائكة.
... قوله: =أو استأثرت به+ أي: أو خصصت به نفسك في علم الغيب؛ بحيث أنه لا يعرفه إلا أنت، ولا يطلع عليه غيرك، وهذا كله تقسيم لقوله: =بكل اسم هو لك+.
... وقد استفيد من هذا أن لله أسماء خلاف ما ذكر في القرآن، وعلى لسان الرسول ^، ولم يكن قوله ^: =إن لله تسعة وتسعين اسماً، مائة إلا واحدة+(1) للحصر.
... قوله: =أن تجعل القرآن ربيع قلبي+ أي: فرح قلبي وسروره، وجعله ربيعاً له؛ لأن الإنسان يرتاح قلبه في الربيع من الأزمان، ويميل إليه، ويخرج من الهم والغم، ويحصل له النشاط والابتهاج والسرور.
... قوله: =ونور صدري+ أي: انشراح صدري؛ لأن الصدر إذا كان منشرحاً يكون منوراً.
... قوله: =وجلاء حزني+ أي: انكشاف حزني.
... قوله: =وذهاب همي+ أي: زواله عني.
... وجاء في نهاية الحديث قوله ^: =إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرجاً+.
121 – (2) =اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ والجُبْنِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ وغَلَبَةِ الرِّجَالِ+(2).
... - صحابي الحديث هو أنس بن مالك رضي الله عنه.
... وجاء في بداية الحديث؛ قول أنس رضي الله عنه: فكنت أخدم رسول الله ^ كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر أن يقول:...
... قوله: =الهم والحزن+ قال الطيبي رحمه الله: =الهم في المتوقع، والحزن فيما فات+.
__________
(1) رواه البخاري برقم (2736)، ومسلم برقم (2677). (م).
(2) البخاري (7/158) [برقم (6363)]، انظر البخاري مع الفتح (11/173). (ق).(1/178)
... قوله: =وضَلَع الدَّيْن+ أصل الضَلَع الاعوجاج، يقال: ضَلَعَ يَضْلَع؛ أي: مال؛ والمراد به هنا ثقل الدين وشدته؛ وذلك حيث لا يجد مَن عليه الدين وفاء، ولا سيما مع المطالبة.
... وقال بعض السلف: =ما دخل هَمُّ الدَّين قلباً, إلا أذهب من العقل ما لا يعود إليه+.
... قوله: =وغلبة الرجال+ أي: قهرهم وشدة تسلطهم عليه؛ والمراد بالرجال الظلمة أو الدائنون،واستعاذ ^ من أن يغلبه الرجال لما في ذلك من الوهن في النفس.
... قال الكرماني رحمه الله: =هذا الدعاء من جوامع الكلم؛ لأن أنواع الرذائل ثلاثة: نفسانية وبدنية وخارجية؛ فالأولى بحسب القوى التي للإنسان؛ وهي ثلاثة: العقلية والغضبية والشهوانية؛ فالهم والحزن يتعلق بالعقلية، والجبن بالغضبية، والبخل بالشهوانية، والعجز والكسل بالبدنية، والضَلع والغلبة بالخارجية؛ والدعاء مشتمل على جميع ذلك+ بتصرف.
35 – دُعَاءُ الكَرْبِ
122 – (1) =لَا إلَهَ إِلاَّ اللهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إِلَهَ إلاَّ اللهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمُ، لَا إلَهَ إلا اللهُ رَبُّ السَّمَاوَاتِ، وَرَبُّ الأرْضِ وَرَبُّ العَرْشِ الكَريْمِ+(1).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
... وفي رواية لمسلم: أن النبي ^ إذا حزبه أمر؛ أي: نزل به أمر مهم، أو أصابه غم.
... قوله: =العظيم+ صفة الرب سبحانه، ومعناه: الذي جل عن حدود العقول، حتى لا تتصور الإحاطة بكنهه وحقيقته.
... قوله: =الحليم+ وهو الذي لا يسخفه شيء من عصيان العباد، ولا يستفزه الغضب عليهم، ولكنه جعل لكل شيء مقداراً، فهو منته إليه.
... قوله: =رب العرش الكريم+ الكريم صفة للرب سبحانه وتعالى؛ ومعناه: الجواد المعطي، الذي لا ينفذ عطاؤه، وهو الكريم المطلق؛ والكريم: الجامع أنواع الخير والشرف والفضائل.
__________
(1) البخاري (7/154) [برقم (6346)]، ومسلم (4/2092) [برقم (2730)]. (ق).(1/179)
123 – (2) =اللَّهُمَّ رَحْمَتَكَ أرْجُو، فَلا تَكِلني إلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ، وَأَصْلِحْ لِي شَأْنِي كُلَّهُ، لَا إِلَهَ إلاَّ أنْتَ+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو بكرة، نفيع بن الحارث الثقفي رضي الله عنه.
... قوله: =رحمتك أرجو+ تأخير الفعل للاختصاص؛ أي: نخصك برجاء الرحمة، فغيرك لا يرحم.
... قوله: =فلا تكلني إلى نفسي+ أي: لا تسلمني ولا تتركني إلى نفسي، فأنصرف عن طاعتك باتباعها.
... قوله: =طرفة عين+ خارج مخرج المبالغة؛ يعني: لا تكلني إلى نفسي أصلاً في أي حالة من الأحوال.
... قوله: =شأني+ أي: أمري وحالي.
124 – (3) =لَا إِلَه إِلاَّ أنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ+(2).
... - صحابي الحديث هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
... والحديث بتمامه، هو قوله ^: =دعوة ذي النون إذ دعا بها، وهو في بطن الحوت: =لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين+ لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط؛ إلا استُجيب له+.
... قوله: =دعوة ذي النون+ أي: دعاؤه، وذو النون اسم النبي يونس عليه السلام، ومن الأنبياء جماعة لهم اسمان، مثل عيسى والمسيح، وذي الكفل واليسع، وإبراهيم والخليل، ومحمد وأحمد...، والنون اسم الحوت، ومعنى ذي النون: صاحب النون.
... قوله: =إذ دعا بها+ أي: حين دعا بها ربه، =وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين+ بمعنى: سبحانك إني تبت إليك، إني كنت من الظالمين لنفسي.
... قوله: =في شيء قط+ أي: في شيء من الأشياء، وكلمة =قط+ للماضي المنفي، ويجوز فيه تسكين الطاء بالتشديد، والتخفيف، وضمها بهما.
__________
(1) أبو داود (4/324) [برقم (5090)]، وأحمد (5/42)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3/959). (ق).
(2) الترمذي (5/529) [برقم (3505)]، والحكم وصححه ووافقه الذهبي (1/505)، وانظر صحيح الترمذي (3/168). (ق).(1/180)
125 – (4) =اللهُ اللهُ رَبِّي لَا أُشْرِكُ بهِ شَيْئاً+(1).
... - صحابية الحديث هي أسماء بنت عميس رضي الله عنها.
... وجاء في بداية الحديث؛ قوله ^: =ألا أعلمك كلمات تقولينهن عند الكرب...+.
... قوله: =الله الله+ تأكيد لفظي؛ وهو مناداة حذف منه حرف النداء (يا) في اللفظين، وتقدير الكلام: يا الله، يا الله.
... ولا دليل في هذا الحديث على جواز إفراد اسم الله تعالى في الذكر؛ كقولهم: الله الله الله الله... وهكذا، بدون طلب من المنادى.
... وأما الحديث فإن سياقه يدلُّ على أنَّ الذي يدعو مصاب بكرب؛ فيكون تقديره: يا الله يا الله فرج عني ما بي من الكرب، فأنت ربي ولا أشرك بك شيئاً.
36 – دُعَاءُ لِقَاءِ العَدُوِّ وذِي السُّلْطَانِ
... قوله: =ذي السلطان+ أي: ذي قوة وقدرة؛ وهو كل مَن له يد قاهرة على الناس.
126 – (1) =اللَّهُمَّ إنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُوْرِهِمْ، ونَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ+(2).
... - صحابي الحديث هو أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.
... وجاء في بدايته: أن النبي ^ كان إذا خاف قوماً، قال:...
... قوله: =نجعلك في نحورهم+ يقال: جعلت فلاناً في نحر العدو؛ أي: قبالته وحذاءه، وتخصيص النحر بالذكر؛ لأن العدو يستقبل بنحره عند المناهضة للقتال؛ والمعنى: نسألك أن تتولانا في الجهة التي يريدون أن يأتونا منها، ونتوقى بك عما يواجهوننا به، فأنت الذي تدفع شرورهم، وتكفينا أمرهم، وتحول بيننا وبينهم، ولعله اختار هذا اللفظ تفاؤلاً بقتل العدو، والله أعلم.
__________
(1) أخرجه أبو داود (2/87) [برقم (1525)]، وانظر صحيح ابن ماجة (2/335). (ق).
(2) أبو داود (2/89) [برقم (1537)]، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي (2/142). (ق).(1/181)
127 – (2) =اللَّهُمَّ أنْتَ عَضُدِي، وأنْتَ نَصِيري، بِكَ أحُولُ، وَبِكَ أصُولُ، وَبِكَ أقَاتِلُ+(1).
... - صحابي الحديث هو أنس بن مالك رضي الله عنه.
... وجاء في بدايته: أن النبي ^ كان يقول عند لقاء العدو:...
... قوله: =أنت عضدي+ أي: عوني.
... قوله: =أحول+ بالحاء المهملة؛ أي: أتحرك.
... قوله: =وبك أصول+ أي: بك أحمل على العدو، من الصولة وهي الحملة.
... قوله: =وبك أقاتل+ أي: بعونك وتأييدك أقاتل.
128 – (3) =حَسْبُنَا اللهُ، ونِعْمَ الوَكِيلُ+(2).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
... وجاء فيه: =قالها إبراهيم حين ألقي في النار، وقاله محمد ^ حين قال له الناس: { } تمت ( { { } - } - - - - ( - - - } - قرآن كريم ((- عليه السلام - - - رضي الله عنهم - - ( المحتويات ( - - - } (3).
... قوله: =قالها إبراهيم+ أي: قال هذه الكلمة =حين أُلقي في النار+، عقاباً له من قومه، لما فعل من تحطيم أصنامهم التي يعبدونها من دون الله تعالى.
__________
(1) أبو داود (3/42) [برقم (2632)]، والترمذي (5/572) [برقم (3584)]، وانظر صحيح الترمذي (3/183). (ق).
(2) البخاري (5/172) [برقم (4563)]. (ق).
(3) سورة آل عمران، الآية: 173.(1/182)
... قوله: =وقالها محمد+ أي: قال هذه الكلمة نبينا محمد ^ حين قال نعيم بن مسعود: إن الناس قد جمعوا لكم؛ يعني: أبا سفيان وأصحابه، فاخشوهم ولا تخرجوا إليهم، ولم تسمع الصحابة منه، فخرجوا، وقالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل، وأيقنوا أن الله لا يخذل محمداً، فلا جرم رجعوا غانمين سالمين، وذلك قوله تعالى: { } - قرآن كريم ( - فهرس - - { الله أكبر - - - ( - { - رضي الله عنهم - - ((( - ( - - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( - - - - - (( - (- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات { - ( المحتويات ( - ( - - - ( - - رضي الله عنه - - ((( قرآن كريم ( - } - قرآن كريم ((- رضي الله عنه - - } - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت } - عليه السلام - قرآن كريم ((( - ( - - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صلى الله عليه وسلم -( - - - (( - ( - بسم الله الرحمن الرحيم - ((- رضي الله عنه -( } (1).
... قوله: =حسبنا الله+ أي: يكفينا الله تعالى في كل شيء، و=نعم الوكيل+ يعني: نعم الثقة، وهو اسم من أسماء الله تعالى، ومعناه: القيم الكفيل بأرزاق العباد.
... وكلمة =نعم+ للمدح، كما أن كلمة =بئس+ للذم.
37 – دُعَاءُ مَنْ خَافَ ظُلْمَ السُّلْطَانِ
129 – (1) =اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاواتِ السَّبْعِ، ورَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، كُنْ لِي جَاراً مِنْ فُلاَنِ بْنِ فُلانٍ، وأحْزَابِهِ مِنْ خَلائِقِكَ؛ أنْ يَفْرُطَ عَلَيَّ أَحدٌ مِنْهُمْ أوْ يَطْغَى، عَزَّ جَارُكَ، وَجَلَّ ثَنُاؤُكَ، ولا إِلَهَ إلاَّ أنْتَ+(2).
... هذا أثر من قول عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
... قوله: =كُن لي جاراً+ أي: مجيراً ومعيناً.
__________
(1) سورة آل عمران، الآية: 174.
(2) البخاري في =الأدب المفرد+ برقم (707)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد برقم (545). (ق).(1/183)
... قوله: =أن يفرط علي أحد منهم أو يطغى+ كقوله تعالى فيما حكاه عن موسى وهارون: { تمت - صلى الله عليه وسلم - - - (( - ((- رضي الله عنه - - - - - - جل جلاله -( - فهرس - - رضي الله عنه -( (- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - - ( - (((- رضي الله عنه - - } (1).
... أي: يعجل علينا بالقتل والعقوبة، ويقال: فرط عليه فلان إذا عجل.
... =أو يطغى+ أي: يتجاوز الحد في الإساءة.
... قوله: =عز جارك+ أي: قوي من استجار بك.
... قوله: =جل ثناؤك+ أي: عظم الثناء عليك.
130 – (2) =اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أعَزُّ مِنْ خَلْقِهِ جَمِيعاً، اللهُ أعَزُّ مِمَّا أخَافُ وأحْذَرُ، أعُوذُ باللهِ الذِي لَا إِلَهَ إلاَّ هُوَ، المُمْسِكِ السَّمَاواتِ السَّبْعِ أنْ يَقَعْنَ عَلَى الأرْضِ إِلاَّ بإذْنِهِ، مِنْ شَرِّ عَبْدِكَ فُلانٍ، وُجُنُودِهِ وَأتْبَاعِهِ وأشْيَاعِهِ، مِنَ الجِنِّ والإنْسِ، اللَّهُمَّ كُنْ لِي جَاراً مِنْ شَرِّهِمْ، جَلَّ ثَنَاؤُكَ, وَعَزَّ جَارُكَ، وتَبَارَكَ اسْمُكَ: وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ+. (ثَلاثَ مَرَّاتٍ)(2).
... هذا أثر من قول عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
... قوله: =الله أكبر، الله أعز من خلقه جميعاً+ أي: مهما كَبُر مقام السلطان وَعظُمَتْ قُوَّتُهُ، فالله عز وجل أكبر وأعز وأعظم منه ومن جميع الخلق.
... قوله: =الله أعز مما أخاف وأحذر+ أي: الله تعالى أقوى وأعظم من هذا المخلوق الذي في قلبي خوف وحذر منه.
... قوله: =أعوذ+ أي: أستجير.
... قوله: =من شر عبدك فلان+ أي: يذكر اسم الذي يأتيه من الشر.
... قوله: =أشياعه+ الأشياع جمع شيعة؛ والمراد: الأتباع والأنصار والأعوان.
... قوله: =كن لي جاراً+ أي: حامياً وحافظاً.
__________
(1) سورة طه، الآية: 45.
(2) البخاري في الأدب المفرد برقم (708)، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد برقم (546). (ق).(1/184)
... قوله: =تبارك اسمك+ أي: كثرت بركة اسمك، إذا وُجِد كل خير من ذكر اسمك.
38 – الدُّعَاءُ عَلَى العَدُوِّ
131 - =اللَّهُمَّ مُنْزِلَ الكِتَابِ، سَرِيْعَ الحِسَابِ، اهْزِمِ الأحْزَابَ، اللَّهُمَّ اهْزِمْهُمْ وزَلْزِلْهُمْ+(1).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه.
... قوله: =منزل الكتاب+ أي: القرآن.
... قوله: =وهازم الأحزاب+ أي: أصناف الكفار.
... قوله: =اهزمهم وزلزلهم+ أي: اكسر شوكتهم وازعجهم، وحركهم بالشدائد؛ قال أهل اللغة: الزلزال والزلزلة الشدائد التي تحرك الناس.
39 – مَا يَقُولُ مَنْ خَافَ قَوْماً
132 - =اللَّهُمَّ اكْفِنِيْهِمْ بِمَا شِئْتَ+(2).
... - صحابي الحديث هو صهيب بن سنان، أبو يحيى الرومي رضي الله عنه.
... وهذا الدعاء جاء في قصة الغلام والراهب المشهورة.
... قوله: =اكفينهم+ أي: احفظني واحمني منهم.
... قوله: =بما شئت+ أي: بالذي تشاء من أسباب الوقاية والحماية.
40 – دُعَاءُ مَنْ أصَابَهُ شَكٌّ في الإيْمَانِ
133 – (1) =يَسْتَعِيْذُ بِاللَّهِ+.
... (2) =يَنْتَهِي عَمَّا شَكَّ فِيهِ+(3).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
134 – (3) يَقُولُ: =آمَنْتُ باللهِ وَرُسُلِهِ+(4).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله ^: =يأتي الشيطان أحدكم، فيقول: من خلق كذا؟ من خلق كذا؟...، حتى يقول: من خلق ربك؟ فإذا بلغهُ فليستعذ بالله ولينتهِ+.
__________
(1) مسلم (3/1362) [برقم (1742) (21)]. (ق).
(2) مسلم (4/2300) [برقم (3005)]. (ق).
(3) هاتان الفقرتان في حديث واحد أخرجه] البخاري مع الفتح (6/336) [برقم (3276)]، ومسلم (1/120) [برقم (134) (214)]. (ق).
(4) مسلم (1/119 – 120) [برقم (134) (212)]. (ق).(1/185)
... والحديث الآخر؛ هو قوله ^: =لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خَلَقَ الله الخَلْقَ، فمن خَلَقَ الله؟ فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل: =آمنت بالله+، وفي رواية: =ورسله+.
... ومعناها: الإعراض عن هذا الخاطر الباطل، والالتجاء إلى الله تعالى في إذهابه، وليبادر إلى قطعها بالاشتغال بغيرها.
... قال المازري رحمه الله: =والذي يقال في هذا المعنى أن الخواطر على قسمين؛ فأما التي ليست بمستقرة ولا اجتلبتها شبهة طرأت، فهي التي تُدْفع بالإعراض عنها، وعلى هذا يحمل الحديث، وعلى مثلها ينطلق اسم الوسوسة، فكأنه لما كان أمراً طائراً بغير أصل دفع بغير نظر في دليل؛ إذ لا أصل له ينظر فيه؛ وأما الخواطر المستقرة التي أوجبتها الشبهة؛ فإنها لا تدفع إلا بالاستدلال والنظر في إبطالها والله أعلم+.
135 – (4) =يَقْرَأُ قَوْلَهُ تَعالَى: { - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( - } - صلى الله عليه وسلم - - } - - ( - ( - - - رضي الله عنهم - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ( - ( { ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( صدق الله العظيم (( - - رضي الله عنه - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - عليه السلام - قرآن كريم ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (- صلى الله عليه وسلم - - ( - ( - - ((( - ( ( - (( - - رضي الله عنه -( } (1)(2)+.
... هذا أثر عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
... وجاء في بدايته؛ قال أبو زميل وهو سماك بن الوليد – أحد التابعين – قلت لابن عباس رضي الله عنهما: ما شيء أجده في نفسي – يعني شيئاً من شك -؟ فقال لي: إذا وجدت في نفسك شيئاً فقل:...
... قوله: =ما شيء أجده+ أي: أي شيء أجده.
__________
(1) أبو داود (4/329) [برقم (5110)]، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (3/962). (ق).
(2) سورة الحديد, الآية: 3.(1/186)
... وقد فسر النبي ^ الأسماء الأربعة التي وردت في الآية بقوله ^: =اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء+(1).
... وهذه الأسماء متضمنة معنى الإحاطة المطلقة؛ سواء الزمنية في الأول والآخر، أم المكانية في الظاهر والباطن.
... وقد تقدم شرحه؛ انظر حديث رقم (107).
41 – دُعَاءُ قَضَاءِ الدَّيْنِ
136 – (1) =اللَّهُمَّ اكْفِنِي بِحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وأَغْنِني بِفَضْلِكَ عَمَّنْ سِوَاكَ+(2).
... - صحابي الحديث هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
... وجاء في بدايته: أن مكاتباً جاء علياً فقال: إني عجزت عن كتابتي فأعني، قال علي رضي الله عنه: ألا أعلمك كلمات علمنيهن رسول الله ^، لو كان عليك مثل جبل صِيْرٍ ديناً أداه الله عنك، قال: قل:....
... قوله: =مكاتباً+ المكاتب: العبد الذي قال له مولاه: إن أديت إلي ألفاً مثلاً، كل شهر مئة فأنت حر؛ فقبله؛ فهذا عقد الكتابة، فإذا أدى المال المشروط عتق، والولاء له، فإذا عجز رُدَّ إلى الرق.
... قوله: =لو كان عليك مثل جبل صير ديناً+ فرض وتقدير خارج مخرج المبالغة، و=صير+: جبل في +أجإ+ بوزن =فَعَلٍ+ في ديار طيء، فيه كهوف شبه البيوت، كما قال ياقوت.
... قوله: =اكفني+ من كف؛ أي: اصرفني وابعدني.
... قوله: =بحلالك عن حرامك+ برزقك الحلال عن الوقوع في الحرام، واجعلني مستغنياً به عمن سواك.
137 – (2) =اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والبُخْلِ والجُبْنِ، وضَلعِ الدَّيْنِ وغَلَبَةِ الرِّجَال+(3).
... قد تقدم شرحه؛ انظر حديث رقم (121).
42 – دُعَاءُ الوَسْوَسَةِ في الصَّلاةِ والقِرَاءَةِ
__________
(1) رواه مسلم برقم (2713). (م).
(2) الترمذي (5/650) [برقم (3563)]، وانظر =صحيح الترمذي+ (3/180). (ق).
(3) البخاري (7/158) [برقم (6363)]. (ق).(1/187)
... أي: ماذا تقول وتفعل عند وسوسة الشيطان في الصلاة، وقراءة القرآن.
138 - =أعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، واتْفُلْ عَلَى يَسَارِكَ+ (ثَلاثاً)(1).
... - صحابي الحديث هو عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه.
... والحديث بتمامه؛ هو قول عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه: يا رسول الله، إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي، يلبسها عليَّ؟ فقال رسول الله ^: =ذلك شيطان يقال له: خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثاً+، قال رضي الله عنه: ففعلت ذلك فأذهبه الله عنِّي.
... قوله: =حال بيني وبين صلاتي+ أي: صار حائلاً، والحائل: الحاجز بين الشيئين والمعنى: أنه صرفه وألْهَاه عن أداء عبادته بشكل حسن.
... قوله: =يلبسها+ أي: يخلطها عليَّ، من اللَّبس وهو الخلط.
... قوله: =خِنْزَبٌ+ واختلفوا في ضبط الخاء، فمنهم من فتحها، ومنهم من كسرها، ويعدان مشهوران، ومنهم من ضمها؛ حكاه ابن الأثير في =النهاية+، والمعروف الفتح والكسر.
... خنزب هو لقب لذاك الشيطان، وهو في اللغة قطعة لحم منتنة.
... قوله: =واتفل على يسارك+ إنما أمر باليسار؛ لأن الشيطان يأتي من قبل اليسار؛ لأن القلب أقرب إلى اليسار، ولا يقصد الشيطان إلا القلب.
... قال النووي رحمه الله: =في هذا الحديث استحباب التعوذ من الشيطان عند وسوسته مع تفل على اليسار ثلاثاً+.
43 – دُعَاءُ مَنِ اسْتَصْعَبَ عَلَيْهِ أمْرٌ
139 - =اللَّهُمَّ لَا سَهْلَ إلاَّ مَا جَعَلْتَهُ سَهْلاً، وأنْتَ تَجْعَلُ الحَزْنَ إذَا شِئْتَ سَهْلاً+(2).
... - صحابي الحديث هو أنس بن مالك رضي الله عنه.
__________
(1) مسلم (4/1729) [برقم (2203)]. (ق).
(2) رواه ابن حبان في صحيحه برقم (2427) موارد، وابن السني برقم (351)، وقال الحافظ: هذا حديث صحيح، وصححه عبدالقادر الأرناؤوط في تخريج الأذكار للنووي (ص 106). (ق).(1/188)
... قوله: =لا سهل+ أي: لا شيء لين ولا هين إلا ما جعلته ليناً وهيناً.
... قوله: =الحزن+ أي: ما غلظ وصعب.
44 – مَا يَقُولُ وَيَفعَلُ مَنْ أذْنَبَ ذَنْباً
140 - =مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْباً فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللهَ إلاَّ غَفَرَ اللهُ لَهُ+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
... قوله: =ما من عبدٍ+ سواء كان ذكراً أم أنثى.
... قوله: =يذنب ذنباً+ أي: أي ذنب كان.
... قوله: =فيحسن الطَّهور+ أي: الوضوء أو الاغتسال.
... قوله: =ثم يستغفر الله+ أي: لذلك الذنب؛ والمراد بالاستغفار التوبة: بالندامة, والإقلاع, والعزم على أن لا يعود إليه أبداً، وأن يتدارك الحقوق، إن كانت هناك.
__________
(1) أبو داود (2/86) [برقم (1521)]، والترمذي (2/257) [برقم (406 و3006)]، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (1/283). (ق).(1/189)
... وجاء في نهاية الحديث: ثم قرأ ^، أو أبو بكر رضي الله عنه، قوله تعالى: { - ((( - { - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - ( { } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم -( - ( ( { - رضي الله عنه -(( - ( - ( (- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - } - ( قرآن كريم ( - فهرس - - ( ( المحتويات ( - - - (( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - - - - - { - - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - - (((- رضي الله عنه - - ( - - - - ( ( المحتويات ( - ( - قرآن كريم ( الله أكبر ( - ( - صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - ((((- رضي الله عنه - - - - عز وجل - قرآن كريم ( الله أكبر - - - - - - صدق الله العظيم ( { ( - - - ( المحتويات - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - - صلى الله عليه وسلم - - - ((( - - - فهرس - - رضي الله عنه -( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله } - قرآن كريم ( - - رضي الله عنهم -( - ( ( المحتويات ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - قرآن كريم ( - فهرس - ((- رضي الله عنه - - ((((( - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - المحتويات ( - (- رضي الله عنه - - - - عليه السلام - - - رضي الله عنهم - - ( - - عليه السلام - - (((( } تم بحمد الله صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله ( المحتويات ( - ( فهرس - { - ( تمهيد ( } - جل جلاله -- رضي الله عنهم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - ( - ( - - صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - - رضي الله عنهم - - ( - (- رضي الله عنه -- صلى الله عليه وسلم - تم بحمد الله ( - ( { - ( - - } - - - ((( - ( - (- رضي الله عنهم - - - { - - (( - المحتويات ((( الله أكبر - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ((1/190)
- ( - - صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه -( - ( - ( - (- رضي الله عنهم -(( - - - } (1).
45 – دُعَاءُ طَرْدِ الشَّيْطَانِ وَوَسَاوِسِهِ
141 – (1) =الاسْتِعَاذَةُ باللهِ مِنْهُ+(2).
... والمراد أن تقول: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم.
... قال الله تعالى: { - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( تمت - { - ( - قرآن كريم ((- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنهم - - ( - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( المحتويات } - عليه السلام - - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنهم - - ((((((- عليه السلام - - } ( - - - (((( ( - قرآن كريم ((- صلى الله عليه وسلم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنهم - - ( - ( تمت - - عليه السلام - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - ( تمت - صلى الله عليه وسلم -( - (((- رضي الله عنه - - - } (3).
142 – (2) =الأَذَانُ+.
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... ومما يطرد الشيطان الأذان؛ فقد قال رسول الله ^: =إذا نودي بالصلاة أدبر الشيطان وله ضراط حتى لا يسمع التأذين، فإذا قضى التأذين، أقبل، فإذا ثوِّب بالصلاة، أدبر فإذا قضى التثويب، أقبل، حتى يخطر بين المرء ونفسه، فيقول: اذكر كذا، اذكر كذا، لما لم يكن يذكر، حتى يظل الرجل لا يدري كم صلى+(4).
... قوله: =إذا نودي للصلاة+ أي: إذا أذن.
__________
(1) سورة آل عمران, الآيتان: 135, 136.
(2) أبو داود (1/206)، والترمذي، وانظر صحيح الترمذي (1/77). (ق).
(3) سورة المؤمنون, الآيتان: 97, 98.
(4) البخاري (1/151) [برقم (608)]، ومسلم (1/291) [برقم (389)]. (ق).(1/191)
... قوله: =أدبر الشيطان+ هذا تمثيل لحال الشيطان عند هروبه من سماع الأذان بحال من خرقه أمر عظيم، واعتراه خطب جسيم، حتى يحصل له الضراط من شدة ما هو به؛ لأن الواقع في الشدة العظيمة من خوف وغيره؛ تسترخي مفاصله، ولا يقدر على أن يحفظ نفسه فينفتح مخرج البول والغائط، ولما كان الشيطان – عليه اللعنة – يعتريه شدة عظيمة، وداهية جسيمة عند النداء إلى الصلاة، حتى يتوجه إلى الهروب، حتى لا يسمع الأذان، شبه حاله بحال ذلك الرجل.
... فإن قيل: ما الحكمة من أن الشيطان يهرب من الأذان، ولا يهرب من قراءة القرآن، وهي أفضل من الأذان؟ قيل له: إنما يفر من الأذان، وله ضراط لئلا يسمعه، فيحتاج أن يشهد بما يسمع إذا استشهد يوم القيامة؛ لأنه جاء في الحديث: =لا يسمع مدى صوت المؤذن جن، ولا إنسان ولا شيء إلا شهد يوم القيامة+ والشيطان أيضاً شيء.
... والأحسن فيه أن يقال: إنما يدبر الشيطان لعظم أمر الأذان؛ لما اشتمل عليه من قواعد التوحيد، وإظهار شعار الإسلام، وإعلانه، وقيل: إنما يدبر ليأسه من وسوسة الإنسان عند الإعلان بالتوحيد.
... قوله: =فإذا قضى التأذين أقبل+ أي: فإذا فرغ من الأذان أقبل الشيطان، لزوال ما يلحقه من الشدة والداهية.
143 – (3) =الأذْكَارُ وَقِراءَةُ القُرْآنِ+.
... قال رسول الله ^: =لا تجعلوا بيوتكم مقابر، إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة(1)+.
... ومما يطرد الشيطان أذكار الصباح والمساء، والنوم والاستيقاظ، وأذكار دخول المنزل والخروج منه، وأذكار دخول المسجد والخروج منه، وغير ذلك من الأذكار المشروعة مثل قراءة آية الكرسي عند النوم، والآيتين الأخيرتين من سورة البقرة، ومن قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مئة مرة، كانت له حرزاً من الشيطان يومه كله.
__________
(1) رواه مسلم (1/539) [برقم (780)]. (ق).(1/192)
46 – الدُّعَاءُ حيْنَمَا يَقَعُ مَا لا يَرْضَاهُ أوْ غُلِبَ عَلَى أمْرِهِ
144 - =قَدَرُ اللَّهِ ومَا شَاءَ فَعَلَ+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله ^: =المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله عز وجل، ولا تعجز وإن أصابك شيء؛ فلا تقل: لو أني فعلت، كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإن لو تفتح عمل الشيطان+.
... قوله: =المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف+ أي: المؤمن الذي له عزيمة النفس والقريحة في أمور الآخرة، ويكون له كثرة الإقدام على العدو في الجهاد، وسرعة الخروج والذهاب في طلبه، وشدة العزيمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والصبر على الأذى في كل ذلك، واحتمال المشاق في ذات الله تعالى، وشدة الرغبة في الصلاة والصوم والأذكار وسائر العبادات، والنشاط في طلبها، والمحافظة عليها... ونحو ذلك.
... قوله: =وفي كلِّ خير+ أي: في كل واحد من القوي والضعيف خير؛ لاشتراكهما في الإيمان.
... قوله: =احرِص+ أي: احرص على طاعة الله تعالى، والرغبة فيما عنده.
... قوله: =واستعن بالله+ أي: اطلب العون من الله تعالى.
... قوله: =ولا تعجز+ بكسر الجيم، وحكي فتحها؛ أي: لا تعجز [عن] الطاعات، ولا تكسل عنها، ويحتمل العموم في أمور الدنيا والآخرة؛ والمراد منه أن لا يترك النشاط.
... قوله: =وإن أصابك شيء+ أي: شيء مما تكرهه.
... قوله: =ولكن قل: قدر الله+ أي: هذا قَدَرُ الله، أو قَدَرُ الله هكذا.
... قوله: =ما شاء فعل+ أي: ما شاء الله أن يفعل فعل، فإن المشيئة له، والذي قدره كائن لا محالة، ولا ينفع قول العبد: لو كان كذا لكان كذا.
... قوله: =فإن لو+ تعليل لقوله: =لا تقل لو+؛ أي: التلفظ بكلمة =لو+ تفتح عمل الشيطان+.
__________
(1) مسلم (4/2052) [برقم (2664)]. (ق).(1/193)
... واعلم أن المراد بقوله: =فإن لو تفتح عمل الشيطان+؛ الإتيان بها في صيغة تكون فيها منازعة القدر على ما فاته من أمور الدنيا، ولم يكن المراد به كراهة التلفظ بلكمة =لو+ في جميع الأحوال، وسائر الصور، ويبين هذا المعنى قوله تعالى: { ( قرآن كريم - - - رضي الله عنه - تمت - - - - - - جل جلاله - - - - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - ( تم بحمد الله - } - - (((( - ( - } تم بحمد الله - - عليه السلام - - ( - ( - ( - - - - جل جلاله -( - (- رضي الله عنهم - - - ( - ( قرآن كريم { - ( - ((- جل جلاله -( - - (( ( المحتويات ( - ( - قرآن كريم ( - ( - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام - - - رضي الله عنهم - - - - - رضي الله عنه -((( - { - - - - - ( - ( - ( المحتويات ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( ( - ( - - { ( - - - - - فهرس - ( { ( المحتويات ( - ((( - - - (- رضي الله عنه - تم بحمد الله } (1)؛ فأتت الآية على قسمين: ما يحمد منه وما يذم؛ وقوله ^: =ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت+(2). وما أشبهه من كلامه ^ غير داخل في هذا الباب؛ لأنه لم يرد به المنازعة في القدر، وكلمة =لو+ في قوله تعالى: { ( قرآن كريم { - } - قرآن كريم ( الله أكبر - - - - - رضي الله عنه - الله أكبر - رضي الله عنهم - - - جل جلاله -(( - - رضي الله عنه - تم بحمد الله } - قرآن كريم ( - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } - قرآن كريم ( - ( - ( - } من قبيل رد القدر، والمنازعة فيه، ولذلك ذمهم الله تعالى، وجعل ذلك حسرة في قلوبهم، فعرفنا أن التلفظ بكلمة =لو+ إنما يكون مذموماً إذا كان مفضياً بالعبد إلى التكذيب بالقدر، وعدم الرضا بصنع الله تعالى.
__________
(1) سورة آل عمران، الآية: 154.
(2) رواه البخاري برقم (2505)، ومسلم برقم (1218). (م).(1/194)
47 – تَهْنِئَةُ المَوْلُودِ لَهُ وَجَوَابُهُ
145 - =بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي المَوْهُوبِ لَكَ، وَشَكَرْتَ الوَاهِبَ, وبَلَغَ أشُدَّهُ، وَرُزِقْتَ بِرَّهُ+.
... ويَرُدُّ عَلَيْهِ المُهَنَّأُ فَيَقُولُ: =بَارَكَ اللهُ لَكَ، وبَارَكَ عَلَيْكَ، وجَزَاكَ اللهُ خَيْراً، ورَزَقَكَ اللهُ مِثْلَهُ، وأجْزَلَ ثَوَابَكَ+(1).
... هذه التهنئة تنقل عن الحسن البصري رحمه الله؛ وأما الجواب فالظاهر أنه لأحد العلماء.
... وجاء فيه: أن رجلاً جاء إلى الحسن، وعنده رجل قد ولد له غلام؛ فقال له: يهنك الفارس، فقال له الحسن: ما يدريك فارس هو أو حمار؟! قال: قل:... (2)
... قوله: =بارك الله لك في الموهوب لك+ أي: أكثر الله تعالى الخير لك في الذي رزقك.
... و=الموهوب+ أي: المرزوق؛ أي: الذي أعطي لك من الله ومَنَّ به عليك.
... قوله: =وشكرت الواهب+ الواهب هو الله سبحانه وتعالى؛ أي: جعلك الله راضياً بما رزقك، فتشكره على ذلك وتحمده.
... قوله: =وبلغ أشده+ أي: اللهم بَلِّغه الشباب والقوة، وطول العمر؛ فيكن عونك في شأنك كله، فتنتفع به.
... قوله: =ورزقت بره+ أي: جعله الله تعالى لك طائعاً.
... قوله: =أجزل+ أي: أعظم وأكثر.
48 – مَا يُعَوَّذُ بهِ الأوْلادُ
146 – كانَ رَسُولُ اللهِ ^ يَعُوِّذُ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ رضيَ اللهُ عَنهما: =أُعِيذُكُمَا بِكَلِماتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ+(3).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
... قوله: =بكلمات الله التامة+ المراد من الكلمات: أسماؤه الحسنى، وكتبه المنزلة، ووصفها بالتمام، لخلوها عن العوارض والنواقص.
__________
(1) انظر: =الأذكار للنووي+ (ص 349)، و=صحيح الأذكار للنووي+، لسليم الهلالي (2/713). (ق).
(2) انظر: =تحفة المودود+ لابن القيم (ص 29). (م).
(3) البخاري (4/119) [برقم (3371)]. (ق).(1/195)
... قوله: =هامَّة+ هي كل ذات سم يقتل؛ كالحية والعقرب... وغيرهما، والجمع: الهوام.
... قوله: =عين لامَّة+ هي التي تصيب ما نظرت إليه بسوء.
49 – الدُّعَاءُ للمَرِيضِ فِي عِيَادَتِهِ
147 – (1) =لا بَأْسَ طَهُورٌ إنْ شَاءَ اللهُ+(1).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
... قال ابن عباس رضي الله عنهما: كان النبي ^ إذا دخل على مريض يعوده، قال له:...
... قوله: =لا بأس+ أي لا شدة عليك ولا أذى.
... قوله: =طهور+ أي: هذا طهور لك من ذنوبك؛ أي: مطهرة.
... قوله: =إن شاءالله+ هذه جملة خبرية، وليست جملة دعائية؛ لأن الدعاء ينبغي للإنسان أن يجزم به، لنهي النبي ^ أن يقول الرجل: =اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت+(2).
148 – (2) =أسَألُ اللهَ العَظِيمَ، رَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، أنْ يَشْفِيَكَ+ (سَبْعَ مَرَّاتٍ) (3).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله ^: =ما من عبد مسلم يعود مريضاً، لم يحضر أجله فيقول عنده سبع مرات:....؛ إلا عافاه الله+.
... قوله: =يشفيك+ بفتح الياء؛ أي: يبرئك، ويذهب عنك ما تجد.
... والمعنى: أن الرجل إذا عاد مريضاً، وقرأ عنده هذا الدعاء سبع مرات، وكان هذا المريض في علم الله لم يحضر أجله، يعافى له بفضل الله عز وجل، وإلا إذا كان الأجل حاضراً لم ينفع الدعاء إلا في ثواب القراءة خاصة، والله أعلم.
50 – فَضْلُ عِيَادةِ المَرِيضِ
__________
(1) البخاري مع =الفتح+ (10/118) [برقم (3616)]. (ق).
(2) رواه البخاري برقم (6339)، ومسلم برقم (2679). (م).
(3) أخرجه الترمذي [برقم (2083)]، وأبو داود [برقم (3106)]، وانظر =صحيح الترمذي+ (2/210)، و=صحيح الجامع+ (5/180) [برقم (5766)]. (ق).(1/196)
149 – قال ^: =إذَا عَادَ الرَّجُلُ أخَاهُ المُسْلِمَ، مَشَى، فِي خِرَافَةِ الجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسَ، فَإذَا جَلَسَ غَمَرَتْهُ الرَّحْمَةُ، فَإِنْ كَانَ غُدْوَةً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وإنْ كَانَ مَسَاءً صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ ألْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ+(1).
... - صحابي الحديث هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
... قوله: =خِرَافَة+ بكسر الخاء، وفتحها؛ أي: في اجتناء ثمارها، وفي =القاموس+ الخُرفة، بالضم، المخترف والمجتنى، كالخرافة، وفي بعض الروايات: =في خُرفة الجنة+.
... قال الهروي رحمه الله: =هو ما يخترف من النخل حين يدرك ثمره+.
... وقال أبو بكر بن الأنباري رحمه الله: =يشبه رسول الله ^ ما يحرزه عائد المريض من الثواب، بما يحرزه المخترف من الثمر+.
... وقيل: إن المراد بذلك الطريق؛ فيكون معناه: إنه في طريق تؤديه إلى الجنة.
... قوله: =غمرته+ أي: علته وغطته وسترته.
... قوله: =غدوة+ أي: أول النهار.
... قوله: =صلى عليه+ أي: دعا له بالمغفرة والخير.
... قوله: =حتى يمسي+ أي: لا يزالون يدعون له بالمغفرة والخير، حتى يأتي وقت المساء.
... قوله: =حتى يصبح+ أي: لا يزالون يدعون له بالمغفرة والخير، حتى يأتي وقت الصباح.
51 – دُعَاءُ المَرِيْضِ الذِي يَئِسَ مِنْ حَيَاتِهِ
... قوله: =يئس+ أي: انقطع أمله في الحياة.
150 – (1) =اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وارْحَمْنِي، وأَلْحِقْنِي بالرَّفِيقِ الأعْلَى+(2).
... - صحابية الحديث هي عائشة رضي الله عنها.
__________
(1) رواه الترمذي [برقم (969)]، وابن ماجة [برقم (1442)]، وأحمد [(1/97)]، وانظر صحيح ابن ماجة (1/244)، وصحيح الترمذي (1/286)، وصححه أيضاً أحمد شاكر. (ق).
(2) البخاري (7/10) [برقم (4440)]، ومسلم (4/1893) [برقم (2444)]. (ق).(1/197)
... قوله: =الرفيق الأعلى+ المراد به ما جاء في قوله تعالى: { - رضي الله عنهم -(- رضي الله عنه - تم بحمد الله - رضي الله عنه -((( - { - - - - المحتويات - رضي الله عنهم -(( الله أكبر - صلى الله عليه وسلم - - ( - - - المحتويات ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( - صدق الله العظيم ( } تم بحمد الله - صدق الله العظيم (( - - ( - } - جل جلاله - - - - - رضي الله عنه -((( { - ( - - ( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - (( - - - رضي الله عنهم - - { - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه -((( - ( - ( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - صدق الله العظيم ( - - مقدمة - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنهم - - (((( - - - - صلى الله عليه وسلم -( - - - { - ((- عليه السلام - - } (1).
... وقيل: الرفيق الأعلى الجنة، وقيل: الله سبحانه وتعالى.
151 – (2) =جَعَلَ النَّبيُّ ^ عِندَ مَوْتِهِ يُدْخِلُ يَدَيْهِ فِي المَاءِ، فَيَمْسَحُ بِهِمَا وَجْهَهُ، ويَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ إِنَّ للمَوْتِ سَكَرَاتٍ+(2).
... - صحابية الحديث هي عائشة رضي الله عنها.
... قوله: =عند موته+ أي: قرب ساعة موته.
... قوله: =يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه+ دفعاً لحرارة الموت، أو دفعاً للغشيان وكربه.
... قوله: =إن للموت سكرات+ أي: شدائد.
__________
(1) سورة النساء، الآية: 69.
(2) البخاري مع الفتح (8/144) [برقم (4449)]. (ق). وفي الحديث ذكر السواك.(1/198)
152 – (3) لَا إلَهَ إلاَّ اللهُ واللهُ أكْبَرُ، لَا إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ، لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، لَا إلَهَ إلاَّ اللهُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلاَّ باللهِ+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو سعيد الخدري وأبو هريرة رضي الله عنهما.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله ^: =من قال: لا إله إلا الله والله أكبر، صدَّقه ربه؛ فقال: لا إله إلا أنا وأنا أكبر، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده، قال: يقول لا إله إلا أنا وحدي، وإذا قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، قال الله: لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي، وإذا قال: لا إله إلا الله له الملك وله الحمد، قال: لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد، وإذا قال: لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال الله: لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي+. وكان يقول: =من قالها في مرضه، ثم مات لم تَطْعَمْهُ النار+.
... قوله: =صدقه ربه+ أي: وقال الرب بياناً لتصديقه؛ أي: قرره بأن قال: لا إله إلا أنا وأنا أكبر.
... قوله: =من قالها+ أي: هذه الكلمات من دون الجوابات؛ أي: كما جاءت بنص المصنف حفظه الله تعالى.
... قوله: =ثم مات+ أي: من ذلك المرض.
... قوله: =لم تطعمه النار+ أي: لم تأكله وتحرقه.
52 – تَلْقِينُ المُحْتَضِرِ
153 - =مَنْ كَانَ آخِرُ كَلاَمِهِ لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، دَخَلَ الجَنَّة+(2).
... - صحابي الحديث هو معاذ بن جبل رضي الله عنه.
... قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: =والمراد بقوله:لا إله إلا الله، في هذا الحديث وغيره، كلمتا الشهادة+.
__________
(1) أخرجه الترمذي [برقم (3430)[، وابن ماجة [برقم (3794)]، وصححه الألباني، وانظر صحيح الترمذي (3/152)، وصحيح ابن ماجة (2/317). (ق).
(2) أبو داود (3/190) [برقم (3116)]، وانظر =صحيح الجامع+ (5/432) [برقم (6479)]. (ق).(1/199)
... قال الكرماني رحمه الله: =قوله: لا إله إلا الله؛ أي: هذه الكلمة، والمراد هي وضميمتها محمد رسول الله+.
53 – دُعَاءُ مَنْ أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ
154 - =إنَّا للهِ وإنَّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ، اللَّهُمَّ أجُرْنِي فِي مُصِيْبَتي، وأخْلِفْ لِي خَيْراً مِنْهَا+(1).
... - صحابية الحديث هي أم سلمة رضي الله عنها.
... جاء في الحديث قوله ^: =ما من عبد تصيبه مصيبة فيقول: =...؛ إلا أجَرَهُ الله في مصيبته، وأخلف له خيراً منها.
... قالت أم سلمة رضي الله عنها: فلما توفي أبو سلمة، قلت كما أمرني رسول الله ^، فأخلف الله لي خيراً منه؛ رسول الله ^.
... قوله: =وأخلف لي+ أي: عوض لي =خيراً منه+؛ أي: من تلك المصيبة؛ والمصيبة عام، سواء كانت في النفوس أو في الأموال.
... قوله: =فلما توفي أبو سلمة+ وهو: عبدالله بن عبد الأسد، وكانت أم سلمة تحته، فلما توفي زوجها عبدالله، قالت كما سمعت من رسول الله ^: =اللهم أجرني في مصيبتي، وأخلف لي خيراً منها+؛ فأخلف الله لها خيراً منه، وهو رسول الله ^.
54 – الدُّعَاءُ عِنْدَ إغْمَاضِ المَيِّتِ
155 - =اللَّهمَّ اغْفِرْ لِفُلانٍ (باسْمِهِ)، وارْفَعْ دَرَجَتهُ فِي المَهْدِيِّيْنَ، واخْلُفْهُ فِي عَقِبِهِ فِي الغَابِريْنَ، واغْفِرْ لَنَا ولَهُ يَا رَبَّ العَالَمِيْنَ، وافْسَحْ لَهُ فِي قَبْرِهِ وَنَوِّرْ لَهُ فِيْهِ+(2).
... - صحابية الحديث هي أم سلمة رضي الله عنها.
... وجاء في بدايته؛ قول أم سلمة رضي الله عنها: دخل رسول الله ^ على أبي سلمة، وقد شق بصره، فأغمضه، ثم قال: =إن الروح إذا قبض تبعه البصر+، فضج ناس من أهله، فقال: =لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير؛ فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون+ ثم قال: =اللهم اغفر لأبي سلمة...+.
__________
(1) مسلم (2/632) [برقم (918)]. (ق).
(2) مسلم (2/634) [برقم (920)]. (ق).(1/200)
... قوله: =وقد شُق بصره+ أي: شَخَصَ، وقال ابن السكيت: =يقال: شق بصر الميت، ولا يُقال: شقّ الميت بصره؛ وهو الذي حضره الموت، وصار ينظر إلى الشيء لا يرتد إليه طرفه+.
... قوله: =فأغمضه+ أي: أغمض رسول الله ^ بصره، ولعل الحكمة أن لا يقبح منظره إذا ترك إغماضه.
... قوله: =إن الروح إذا قبض تبعه البصر+ أي: إذا خرج الروح من الجسد، يتبعه البصر ناظراً أين يذهب.
... قوله: =تبعه+ أي: تبع الروح البصر، الروح يذكر ويؤنث، والأصل التذكير فلذلك جاء في الحديث بالتذكير، وذكر بعض العلماء أن قوله: =إذا قبض تبعه البصر+ يحتمل وجهين: أحدهما: أن الروح إذا قبض تبعه البصر في الذهاب؛ فلهذا أغمضه؛ لأن فائدة الانفتاح ذهب بذهاب البصر عند ذهاب الروح، والوجه الآخر: أن روح الإنسان إذا قبضها الملائكة نظر إليها الذي حضره الموت نظراً شزراً، لا يرتد إليه طرف، حتى تضمحل بقية القوة الباصرة الباقية بعد مفارقة الروح الإنسان، التي يقع بها الإدراك والتمييز، دون الحيواني التي به الحس والحركة، وغير مستنكر من قدرة الله سبحانه أن يكشف عنده الغطاء ساعتئذ، حتى يبصر ما لم يكن يبصر.
... قوله: =فضج ناس+ أي: صاحوا بصوت شديد؛ والضجة: الصيحة.
... قوله: =فقال: لا تَدْعُوا على أنفسكم+ إشارة إلى نهيه ^ إياهم عن الضجة؛ كأنهم قالوا: يا ويلاه علينا، ويا مصيبتاه علينا، فنهاهم عن ذلك، فقال: لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير.
... قوله: =فأن الملائكة يؤمنون على ما تقولون+ إشارة إلى أن كل داع يؤمن في دعائه الملائكة لا يرد.
... قوله: =في الغابرين+ أي: الباقين.
... قوله: =وافسح+ أي: وسع قبره.
... ينبغي أن يقال بعد إغماض الميت: =اللهم اغفر لفلان – ويسميه باسمه – وارفع درجته...+ إلى آخر ما قال ^ لأبي سلمة رضي الله عنه كما ذكر المصنف.
55 – الدُّعَاءُ للمَيِّتِ فِي الصَّلاةِ عَلَيْهِ(1/201)
156 – (1) =اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وارْحَمْهُ، وعَافِهِ، واعْفُ عَنْهُ، وأكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، واغْسِلهُ بالمَاءِ والثَّلْجِ والبَرَدِ، ونَقِّهِ مِنَ الخَطَايَا كَمَا نَقَّيْتَ الثَّوْبَ الأبْيَضَ مِنَ الدَّنَسِ، وأبْدِلْهُ دَاراً خَيْراً مِنْ دَارِهِ، وأهْلاً خَيْراً مِنْ أهْلِهِ، وزَوْجاً خَيْراً مِنْ زَوْجِهِ، وأدْخِلْهُ الجَنَّةَ، وأَعِذْهُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ [وَعَذَابِ النَّارِ]+ (1).
... - صحابي الحديث هو عوف بن مالك رضي الله عنه.
... قوله: =عافه+ من المعافاة؛ أي: خلِّصه من المكاره.
... قوله: =وأكرم نزله+ النُّزل هو ما يعد للنازل من الزاد؛ أي: أحسن نصيبه من الجنة.
... قوله: =ووسِّع مدخله+ أي: قبره.
... قوله: =واغسله بالماء والثلج والبرد+ قال الخطابي رحمه الله: =ذكر الثلج والبرد تأكيداً، أو لأنهما ماءان لم تمسهما الأيدي، ولم يمتهنهما الاستعمال+.
... وقال ابن دقيق العيد رحمه الله: =عبر بذلك عن غاية المحو؛ فإن الثوب الذي تتكرر عليه ثلاثة أشياء منقية؛ يكون في غاية النقاء.
... والمراد طهره من المعاصي والذنوب، بأنواع الرحمة التي بمنزلة الماء في إزالة الوسخ+.
... قوله: =كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس+ ولما كان الدنس في الثوب الأبيض أظهر من غيره من الألوان وقع التشبيه به.
... قوله: =وأبدله داراً+ في الجنة =خيراً من داره+ التي كانت له في الدنيا.
... قوله: =وأهلاً خيراً من أهله+ والأهل هنا تشمل أقاربه وخدمه.
... قوله: =وزوجاً خيراً من زوجه+ هذا من عطف الخاص على العام؛ فإن الأهل عام تشمل الزوج وغيرها؛ ولكن خص ذكرها لما جبل عليه الرجال من شهوة تجاهها.
... وفيه إطلاق الزوج على المرأة؛ قيل: هو أفصح من الزوجة فيها.
__________
(1) مسلم (2/663) [برقم (963)]. (ق).(1/202)
... قال بعض العلماء: =هذا اللفظ من الدعاء خاص بالرجال، ولا يقال في الصلاة على المرأة أبدلها زوجاً خيراً من زوجها؛ لجواز أن تكون لزوجها في الجنة؛ فإن المرأة لا يمكن الاشتراك فيها، والرجل يقبل ذلك؛ أي: من اشتراك النساء فيه+.
157 – (2) =اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِحَيِّنا، ومَيِّتِنَا، وشَاهِدِنَا، وَغَائِبِنَا، وصَغِيْرِنَا، وكَبيرِنَا، وذَكَرِنَا، وأُنْثَانَا، اللَّهُمَّ مَنْ أحْيَيْتَهُ مِنَّا فأَحْيِهِ عَلَى الإسْلامِ، ومَنْ تَوَفَّيْتَهُ مِنَّا فَتَوفَّهُ عَلَى الإيْمانِ، اللَّهُمَّ لَا تَحْرِمْنَا أجْرَهُ، ولا تُضِلَّنَا بَعْدَهُ+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... قوله: =وصغيرنا وكبيرنا+ قال ابن حجر المكي رحمه الله: =الدعاء في حق الصغير لرفع الدرجات+.
... قوله: =شاهدنا+ أي: حاضرنا.
... قال الطيبي رحمه الله: =المقصود من القرائن الأربع أي: قوله: لحينا وميتنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، وشاهدنا وغائبنا، الشمول والاستيعاب، فلا يحمل على التخصيص نظراً إلى مفردات التركيب؛ كأنه قال: اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات كُلهم+.
... قوله: =فأحيه على الإسلام+، وقوله: =فتوفه على الإيمان+؛ وفي رواية أخرى عكس ذلك؛ أي: أحيه على الإيمان، وتوفه على الإسلام؛ قال ملا علي القاري رحمه الله: =الانقياد والتسليم لأن الموت مقدمة:
__________
(1) ابن ماجه (1/480) [برقم (1498)]، أبو داود برقم (3201)، والترمذي برقم (1024)، والنسائي برقم (1988)]، وأحمد (2/368)، وانظر صحيح ابن ماجة (1/251). (ق).(1/203)
{ - رضي الله عنه - بسم الله الرحمن الرحيم ( قرآن كريم - رضي الله عنه - - - صدق الله العظيم (( - ( - - رضي الله عنه - - ( - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - صدق الله العظيم - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - - رضي الله عنه - - (((( - صدق الله العظيم ( { ( صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - - - - صلى الله عليه وسلم - - { - - - - - ( - - { ( - - بسم الله الرحمن الرحيم - ( - - رضي الله عنهم - - } .
... وقيل في الرواية الأولى: لأن الإسلام هو التمسك بالأركان الظاهرية، وهذا لا يتأتى إلا في حالة الحياة، وأما الإيمان فهو التصديق الباطني وهو المطلوب الذي عليه الوفاة.
... والظاهر من لفظ الحديث أن الإسلام والإيمان معناهما واحد؛ وهو الاعتقاد بالقلب والنطق باللسان والعمل بالجوارح والأركان؛ فدعا ^ أن نحيى ونموت عليه.
158 – (3) =اللَّهُمَّ إِنَّ فُلانَ بْنَ فُلانٍ فِي ذِمَّتِكَ، وحَبْلِ جِوَارِكَ، فَقِهِ مِنْ فِتْنَةِ القَبْرِ وَعَذَابِ النَّارِ، وأَنْتَ أهْلُ الوَفَاءِ والحَقِّ، فاغْفِرْ لَهُ، وارْحَمْهُ، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ+(1).
... - صحابي الحديث هو واثلة بن الأسقع رضي الله عنه.
... قوله: =في ذمتك+ أي: في أمانتك وعهدك وحفظك.
... قوله: =وحبل جوارك+ قيل: كان من عادة العرب أن يخيف بعضهم بعضاً، وكان الرجل إذا أراد سفراً أخذ عهداً من سيد كل قبيلة، فيأمن به مادام في حدودها، حتى ينتهي إلى الأخرى، فيأخذ مثل ذلك؛ فهذا حبل الجوار؛ أي: العهد والأمان مادام مجاوراً أرضه، أو هو من الإجارة والأمانة والنصرة.
__________
(1) أخرجه ابن ماجة [برقم (1499)]، وأبو داود, (3/211)، وانظر صحيح ابن ماجة (1/251). (ق).(1/204)
159 – (4) =اللَّهُمَّ عَبْدُكَ وابْنُ أمَتِكَ، احْتَاج إِلَى رَحْمَتِكَ، وأَنْتَ غَنِيٌّ عَنْ عَذَابِهِ، إِنْ كَانَ مُحْسِناً فَزِدْ فِي حَسَنَاتِهِ، وإنْ كَانَ مُسِيئاً فَتَجَاوَزْ عَنْهُ+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... والمعنى: أنه اعترف بأنه عبدٌ لله تعالى، مملوك هو وأمه، مفتقر إلى رحمته، طالب رحمته، وأن لا يعذبه، ويتجاوز عن سيئاته، ويزيده في حسناته.
56 – الدُّعَاءُ للفَرَطِ فِي الصَّلاةِ عَلَيْهِ
... الفرط هو السابق المتقدم؛ والمراد هنا مَن مات وهو طفل صغير.
160 – (1) =اللَّهُمَّ أعِذْهُ مِنْ عَذَابِ القَبْرِ+(2).
... هذا أثر من قول أبي هريرة رضي الله عنه.
... قال سعيد بن المسيب: صليت وراء أبي هريرة رضي الله عنه على صبيٍّ ليست له خطيئة قط، فسمعته يقول:...
وَإنْ قَالَ: =اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ فَرَطَاً وَذُخْراً لِوَالِدَيْهِ، وشَفِيعاً مُجَاباً، اللَّهُمَّ ثَقِّلْ بِهِ مَوَازِيْنَهُمَا، وأعْظِمْ بهِ أُجُورَهُمَا، وألْحِقْهُ بِصَالِحِ المُؤْمِنينَ، واجْعَلْهُ فِي كَفَالَةِ إِبْرَاهِيمَ، وَقِهِ بِرَحْمَتِكَ عَذَابَ الجَحِيمِ، وأبْدِلْهُ دَاراً خَيْراً مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلاً خَيْراً مِنْ أَهْلِهِ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لأسْلاَفِنَا، وَأَفْرَاطِنَا، وَمَنْ سَبَقَنا بالإيْمَانِ+. فَحَسَنٌ(3).
__________
(1) أخرجه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي (1/359)، وانظر: أحكام الجنائز للألباني (ص 125). (ق).
(2) أخرجه مالك في الموطأ (1/288)، وابن أبي شيبة في المصنف (3/217)، والبيهقي (4/9)، وصحح إسناده شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لشرح السنة للبغوي (5/357). (ق).
(3) انظر: المغني لابن قدامة (3/416)، والدروس المهمة لعامة الأمة، للشيخ عبدالعزيز ابن باز رحمه الله (ص 15). (ق).(1/205)
... قال ابن قدامة رحمه الله بعد ذكره هذا الدعاء: =ونحو ذلك، وبأي شيء دعا مما ذكرنا أو نحوه أجزأه، وليس فيه شيء موقت+.
... قوله: =اجعله فرطاً وذخراً لوالديه+ أي: أجراً متقدماً ومحتفظاً به عندك لوالديه.
... قوله: =شفيعاً مجاباً+ أي: مقبولاً في التوسط عندك، ومجاباً فيما توسط به.
... قوله: =لأسلافنا+ أي: مَن تقدمونا بالموت من آبائنا وذوي قرابتنا...
161 – (2) =اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ لَنَا فَرَطَاً, وَسَلَفاً، وَأَجْراً+(1).
... هذا أثر عن الحسن البصري رحمه الله.
... كان الحسن رحمه الله يقرأ على الطفل بفاتحة الكتاب، ويقول:...
57 – دُعَاءُ التَّعْزِيَةِ
... العزاء هو الصبر، والتعزية هي التصبير والحمل على الصبر بذكر ما يسلي المصاب، ويخفف حزنه ويهون عليه.
162 - =إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ، وَلَهُ مَا أَعْطَى، وَكُلُّ شَيءٍ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمَّىً... فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ+(2).
... - صحابي الحديث هو أسامة بن زيد رضي الله عنه.
... والحديث هو قوله رضي الله عنه: كنا عند النبي ^ فأرسلت إليه إحدى بناته تدعوه، وتخبره أن صبياً لها – أو ابناً لها – في الموت، فقال للرسول: =ارجع إليها، فأخبرها...+، فعاد الرسول فقال: إنها قد أقسمت لتأتينها، قال: فقام النبي ^، وقام معه سعد بن عبادة ومعاذ بن جبل، وانطلقت معهم، فَرُفِعَ إليه الصبي، ونفسه تَقَعْقَع كأنها في شنة، ففاضت عيناه، فقال له سعد: ما هذا يا رسول الله؟ قال: =هذه رحمة جعلها الله في قلب عباده، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء+.
... قوله: =فأرسلت إليه إحدى بناته+ هي زينب كما وقع في بعض الروايات.
__________
(1) أخرجه البغوي في شرح السنة (5/357)، وعبدالرزاق برقم (6588)، وعلقه البخاري في كتاب الجنائز (65) باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة (2/113). (ق).
(2) البخاري (2/80) [برقم (1284)]، ومسلم (2/636) [برقم (923)]. (ق).(1/206)
... قوله: =إن لله ما أخذ وله ما أعطى+؛ قدم ذكر الأخذ على الإعطاء، وإن كان متأخراً في الواقع، لما يقتضيه المقام؛ والمعنى أن الذي أراد الله تعالى أن يأخذه هو الذي كان أعطاه، فإن أخذه أخذ ما هو له.
... قوله: =وكل شيء عنده بأجل مسمى+ أي: من الأخذ والإعطاء، أو ما هو أعم من ذلك.
... و=بأجل مسمى+ أي: معلوم.
... قوله: =ولتحتسب+ أي: تنوي بصبرها طلب الثواب من ربها، ليحسب لها ذلك من عملها الصالح.
... قوله: =إنها قد أقسمت لتأتينها+؛ والظاهر أنه امتنع أولاً مبالغة في إظهار التسليم، ولكنها ألحت وأقسمت عليه أن يحضر ليدفع عنها ما هي فيه من الألم.
... قوله: =ونفسه تَقَعْقَع+ القعقعة حكاية صوت الشيء اليابس إذا حُرِّك.
... قوله: =كأنها في شنة+ والشن القربة الخلقة اليابسة؛ فشبه البدن بالجلد اليابس الخلق، وحركة الروح فيه بما يطرح في الجلد من حصاة ونحوها.
وَإنْ قَالَ: =أعْظَمَ اللهُ أجْرَكَ، وَأَحْسَنَ عَزَاءَكَ، وَغَفَرَ لِمَيِّتكَ+؛ فَحَسَنٌ(1).
... قال النووي رحمه الله في =الأذكار+ قبل ذكره هذا الدعاء: =وأما لفظة التعزية فلا حجر فيه، فبأي لفظ عزاه حصلت، واستحب أصحابنا – أي: الشافعية – أن يقول في تعزية المسلم بالمسلم:...+.
... والأحسن أن يعزي بما ورد عن النبي ^، وقد سبق ذكره.
58 – الدُّعَاءُ عِندَ إدْخَالِ المَيِّتِ القَبْرَ
163 - =بِسْمِ اللَّهِ، وَعَلَى سُنَّةِ رَسُولِ الله+(2).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.
... قوله: =وعلى سنة رسول الله+ أي: شريعته وطريقته.
... وفي رواية: =وعلى ملة..+ والمعنى واحد.
59 – الدُّعَاءُ بَعْدَ دَفْنِ المَيِّتِ
__________
(1) الأذكار، للنووي (ص 126). (ق).
(2) أبو داود (3/314) [برقم (3213)]، بسند صحيح، وأحمد [(2/40)] بلفظ: =بسم الله وعلى ملة رسول الله+، وسنده صحيح. (ق).(1/207)
164 - =اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ، اللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ+(1).
... - صحابي الحديث هو عثمان بن عفان رضي الله عنه.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله رضي الله عنه: كان النبي ^ إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه، فقال: =استغفروا لأخيكم، واسألوا له بالتثبيت؛ فإنه الآن يُسْأل+.
... قوله: =وقف عليه+ أي: على مقربة من قبر الميت.
... قوله: =بالتثبيت+ أي: أن يثبته الله في الجواب عند السؤال في القبر؛ مَن ربك؟ وما دينك؟ ومَن نبيك؟
60 – دُعَاءُ زِيَارَةِ القُبُورِ
165 - =السَّلَامُ عَلَيْكُمْ أهْلَ الدِّيَارِ، مِنَ المُؤْمِنِينَ، والمُسْلِمِينَ، وِإنَّا إنْ شَاءَ اللهُ بِكُمْ لاحِقُونَ، [وَيَرْحَمُ اللهُ المُستَقْدِمينَ مِنَّا والمُستأخِرينَ] أسألُ اللهَ لنَا وَلَكُمُ العَافِيَةَ+(2).
... - صحابي الحديث هو بُرَيدَة بن الحُصيف رضي الله عنه.
... قوله: =نسأل الله لنا ولكم العافية+ أما وجه سؤال العافية للأحياء فظاهر، وأما وجه السؤال للموتى؛ فالمراد بها أن يدفع الله عنهم العذاب، ويخفف عليهم الحساب، ومن هذا الباب ما جاء عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: كيف أقول يا رسول الله؟ يعني: في زيارة القبور، قال: =قولي: السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منكم ومنا والمستأخرين، وإنا إن شاءالله بكم لاحقون+.
__________
(1) أبو داود (3/315) [برقم (3221)]، والحاكم صححه ووافقه الذهبي (1/370). (ق).
(2) مسلم (2/671) [برقم (975)]، وابن ماجة واللفظ له (1/494) [برقم (1547)]، عن بريدة رضي الله عنه، وما بين المعكوفتين من حديث عائشة رضي الله عنها عند مسلم (2/671) [برقم (974)]. (ق).(1/208)
... ويستحب للزائر الإكثار من الدعاء لأهل تلك القبور، وسائر الموتى والمسلمين أجمعين، ويُستحب أن يمشي في المقبرةحافياً؛ لما جاء عن بشير بن معبد رضي الله عنه قال: بينما أنا أماشي النبي ^ نظر فإذا رجل يمشي بين القبور عليه نعلان، فقال: =يا صاحب السبتيتين ألق سبتيتيك+(1)؛ السبتية: النعل الذي لا شعر عليها، وهو بكسر السين المهملة، وإسكان الباء الموحدة.
61 – دُعَاءُ الرِّيْحِ
... أي: الدعاء الذي يقال عند هبوب الريح.
166 – (1) =اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَها، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا+(2).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله ^: =الريح من روح الله، تأتي بالرحمة، وتأتي بالعذاب؛ فإذا رأيتموها فلا تسبوها، واسألوا الله خيرها، واستعيذوا بالله من شرها+.
... قوله: =الريح من رَوح الله+ أي: من رحمة الله تعالى لعباده.
... قوله: =تأتي بالرحمة وتأتي بالعذاب+ أي: تارة تكون رحمة إذا أتت بمطر في الجدب، أو هبت في وقت حر،... ونحو ذلك، وتارة تكون عذاباً، بأن تهد البيوت والأبنية، وتثير الغبار، وتكسر الأشجار، وتفرق السحاب، الذي يُطمع فيه المطر...، ونحو ذلك.
__________
(1) رواه أبو داود برقم (3230)، والنسائي (4/96)، وابن ماجة برقم (1568)، وصححه الألباني، انظر: الإرواء برقم (760). (م).
(2) أخرجه أبو داود (4/326) [برقم (5097)]، وابن ماجة (2/1228) [برقم (3727)]، وانظر: صحيح ابن ماجة (2/305). (ق).(1/209)
... قوله: =فلا تسبّوها+ إنما نهاهم عن ذلك؛ لأنها آية من آيات الله تعالى، قال الله تعالى: { ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ((( مقدمة ( - (- رضي الله عنه - - - - عليه السلام -( تمت - صلى الله عليه وسلم - - - - ( - ( - ( - - رضي الله عنهم -- رضي الله عنهم - - - رضي الله عنه - - ( - - - - - - المحتويات } - عليه السلام - - (- صلى الله عليه وسلم -(- رضي الله عنه - تمهيد ( تم بحمد الله } (1)، قال الشافعي رحمه الله: =لا ينبغي لأحد أن يسبَّ الرياح؛ فإنها خلق الله مطيع، وجند من أجناده، يجعلها رحمة ونقمة إذا شاء+.
... ولكن أمرنا ^ أن نسأل الله تعالى خيرها، ونعوذ بالله تعالى من شرها.
167 – (2) =اللَّهُمَّ إِنِّي أسْألُكَ خَيْرَهَا، وخَيْرَ مَا فِيْهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيْهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ+(2).
... - صحابية الحديث هي عائشة رضي الله عنها.
... المسؤول عنه ثلاث خيرات: الأول: خير نفس الريح، والثاني: خير ما فيها، والثالث: خير ما أرسلت به.
... أما خير نفس الريح مثل تلذذ بني آدم ببرودتها في الحر، وإعطائها الطراوة، والبدارة للنباتات، وذهابها بالروائح الكريهة...، ونحو ذلك.
... وأما خير ما فيها مثل نزول المطر النافع؛ لأن المطر لا يجيء إلا ويسبقها الريح.
... وأما خير ما أرسلت به مثل السحاب؛ لأنه يجيء بالريح وله خير وشر، خيره مثل: المطر النافع وشره مثل: المطر الضار.
... وكذلك المُستَعاذ منه ثلاثة شرور؛ وهم بعكس ما سبق ذكره من الخير.
62 – دُعَاءُ الرَّعْدِ
... أي: الدعاء الذي يقال عند وقوع الرعد.
__________
(1) سورة الروم, الآية: 46.
(2) مسلم (2/616) [برقم (899)]، والبخاري (4/76) [برقم (3206)]. (ق).(1/210)
168 - =سُبْحَانَ الَّذِي يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ، والمَلائِكَةُ مِنْ خِيْفَتِهِ+(1).
... كان عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما إذا سمع الرعد ترك الحديث؛ وقال: سبحان الذي يُسَبح { ( - (( { - - - - (( فهرس ( - ( - - عليه السلام -- رضي الله عنه -( - ( { - - (((( فهرس - - رضي الله عنهم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( صدق الله العظيم ( تم بحمد الله (( مقدمة ( - - ( - ( - } (2).
... أي: إنه إذا سمع صوت الرعد ترك الكلام مع الآخرين، وتلا الآية.
... قال علي وابن عباس وأكثر المفسرين: =الرعد+ اسم ملك يسوق السحاب.
... وجاء عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: أتت يهود إلى النبي ^، فسألوه عن الرعد ما هو؟ قال: =ملك من الملائكة موكل بالسحاب، معه مخاريق من نور، يسوق بها السحاب حيث شاءالله تعالى+، قالوا: فما هذا الصوت الذي نسمع؟ قال: =زجرة السحاب، يزجره إلى حيث أمره+، قالوا: صدقت(3).
63 – مِنْ أدْعِيَةِ الاسْتِسْقَاءِ
... قوله: =الاستسقاء+ وهو طلب السقيا، أي: المطر.
169 – (1) =اللَّهُمَّ أَسْقِنَا غَيْثاً مُغِيثاً مَرِيئاً مَرِيعاً، نَافِعاً، غَيْرَ ضَارٍّ، عَاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ+(4).
... - صحابي الحديث هو جابر بن عبدالله رضي الله عنهما.
... قوله: =غيثاً+ أي: مطراً.
... قوله: =مغيثاً+ من الإغاثة+، وهي الإعانة.
... قوله: =مريئاً+ أي: هنيئاً صالحاً؛ كالطعام الذي يمرؤ، ومعناه: الخلو عن كل ما ينغصه كالهدم والغرق... ونحوهما.
__________
(1) الموطأ (2/992)، وقال الألباني: صحيح الإسناد موقوفاً. (ق).
(2) سورة الرعد, الآية: 13.
(3) رواه أحمد (1/274)، والترمذي برقم (3117)، وصححه الألباني، انظر: الصحيحة برقم (1872). (م).
(4) أبو داود (1/303) [برقم (1169)]، وصححه الألباني في صحيح أبو داود (1/216). (ق).(1/211)
... قوله: =مريعاً+ أي: مخصباً ناجعاً، من قولهم: أمرع المكان إذا أخصب، وإذا جُعل من المراعة فُتحت ميمه، وعلى هذا الوجه فسره الخطابي، ويقال: مكان مريع؛ أي: خصيب.
170 – (2) =اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا+(1).
... - صحابي الحديث هو أنس بن مالك رضي الله عنه.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله رضي الله عنه: دخل رجل المسجد يوم جمعة، ورسول الله ^ قائم يخطب، فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يغيثنا، فرفع رسول الله ^ يديه، ثم قال: =اللهم أغثنا، اللهم أغثنا+، قال أنس: والله ما نرى في السماء من سحاب ولا قزعة، وما بيننا وبين سلع من بنيان ولا دار، فطلعت من ورائه سحابة، فلما توسطت السماء، انتشرت ثم أمطرت، فلا والله ما رأينا الشمس سبتاً، ثم دخل رجل من ذلك الباب في الجمعة المقبلة، ورسول الله ^ قائم يخطب، فقال: يا رسول الله، هلكت الأموال، وانقطعت السبل، فادع الله يمسكها عنا، فرفع رسول الله ^ يديه، ثم قال: =اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب، وبطون الأودية، ومنابت الشجر+، فانقلعت وخرجنا نمشي في الشمس.
... قوله: =هلكت الأموال، وانقطعت السبل+ يعني: من عدم نزول المطر.
... قوله: =يغيثنا+ أي: يبعث لنا الغيث؛ أي: المطر.
... قوله: =ولا قزعة+ أي: قطعة من الغيم، وجمعها قُزع.
... قوله: =سَلْع+ وهو جبل بقرب المدينة.
... قوله: +سبتاً+ أي: أسبوعاً.
... قوله: =هلكت الأموال وانقطعت السبل+ يعني: من كثرة المطر.
... قوله: =يمسكها+ أي: يحبسها ويمنعها.
... قوله: =حوالينا ولا علينا+ يقال: رأيت الناس حوله وحواليه؛ أي: متصففين من جوانبه؛ يريد: اللهم أنزل الغيث في مواضع النبات، لا في مواضع الأبنية.
... قوله: =على الآكام+ جمع أكمة، وهي الرابية؛ أي: الأرض المرتفعة.
__________
(1) البخاري (1/224) [برقم (1013)]، ومسلم (2/613) [برقم (897)]. (ق).(1/212)
... قوله: =والظراب+ الجبال الصغار، وأحدها ظَرِبٌ.
... قوله: =وانقلعت+ من أقلع المطر إذا كف وانقطع.
171 – (3) =اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ، وبَهَائِمكَ، وانْشُرْ رَحْمَتَكَ، وأحْيِي بَلَدَكَ المَيِّتَ+(1).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
... قوله: =بهائمك+ أي: جميع دواب الأرض، وحشراتها.
... قوله: =وانشر+ أي: ابسط.
... قوله: =وأحيي بلدك الميت+ أي: بإنبات الأرض بعد موتها – أي: يبسها – وفيه تلميح إلى قوله تعالى: { (( - ( - ( - - ( ( مقدمة ( - - (( - - } - - - رضي الله عنهم - - ((- رضي الله عنه - - - - - رضي الله عنهم - - ( - ( قرآن كريم - رضي الله عنه - تم بحمد الله } .
64 – الدُّعَاءُ إذَا رَأَى المَطَرَ
172 - =اللَّهُمَّ صَيِّباً نَافِعَاً+(2).
... - صحابية الحديث هي عائشة رضي الله عنها.
... وجاء في بدايته: أن رسول الله ^ كان إذا رأى المطر، قال:...
... قوله: =صيباً+ وهو المطر الكثير، وقيل: المطر الذي يجري ماؤه، وهو منصوب بفعل محذوف، تقديره: أسألك أو اجعله.
... قوله: =نافعاً+ صفة للصيب؛ كأنه احترز بها عن الصيب الضار.
65 – الذِّكْرُ بَعْدَ نُزُولِ المَطَرِ
173 - =مُطِرْنَا بِفَضْلِ اللهِ ورَحْمَتِهِ+(3).
... - صحابي الحديث هو زيد بن خالد الجهني رضي الله عنه.
__________
(1) أبو داود (1/305) [برقم (1176)]، وحسنه الألباني في صحيح أبو داود (1/218). (ق).
(2) البخاري مع الفتح (2/518) [برقم (1032)]. (ق).
(3) البخاري (1/205) [برقم (846)]، ومسلم (1/83) [برقم (71)]. (ق).(1/213)
... والحديث بتمامه؛ هو قوله رضي الله عنه: صلى بنا رسول الله ^ صلاة الصبح بالحديبية في إثر سماء كانت من الليل، فلما انصرف، أقبل على الناس، فقال: =هل تدرون ماذا قال ربكم؟+، قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: =قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر؛ فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي وكافر بالكواكب؛ وأما من قال: مطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي، مؤمن بالكواكب+.
... قوله: =بالحديبية+ فيها لُغتان: تخفيف الياء وتشديدها، والتخفيف هو الصحيح المختار، والحديبية بئر قريب من مكة.
... قوله: =في إثر السماء+ إثر بكسر الهمزة وإسكان الثاء، وبفتحهما جميعاً لغتان مشهورتان، والسماء أي: المطر.
... قوله: =فلما انصرف+ أي: من صلاته أو من مكانه.
... قوله: =مُطِرنا بفضل الله ورحمته+ أي: رزقنا الله تعالى المطر بفضل منه ورحمة.
... قوله: =بنوء كذا+ قال الشيخ أبو عمرو بن الصلاح رحمه الله: =النوء في نفسه ليس هو الكوكب؛ فإنه مصدر ناء النجم ينوء نوءاً؛ أي: سقط وغاب+، وقيل: نهض وطلع.
... وبيان ذلك أنها ثمانية وعشرون نجماً معروفة المطالع في أزمنة السنة كُلها، وهي المعروفة بـ: =منازل القمر الثمانية والعشرين+، يسقط في كل ثلاث عشرة ليلة منه نجم في المغرب مع طلوع الفجر، ويطلع آخر يقابله في المشرق من ساعته، فكان أهل الجاهلية إذا كان عند ذلك مطر ينسبونه إلى الساقط الغارب منها.
... واختلف العلماء في كفر من قال: مطرنا بنوء كذا على قولين:(1/214)
... أحدهما: هو كفر بالله سالب لأصل الإيمان، مخرج من ملة الإسلام؛ وقالوا: هذا فيمن قال ذلك معتقداً أن الكوكب فاعل مدبر، منشئ للمطر، كما كان بعض أهل الجاهلية يزعم، ومن اعتقد ذلك فلا شك في كفره، وهذا القول هو الذي ذهب إليه جماهير العلماء، وهو ظاهر الحديث؛ قالوا: وعلى هذا لو قال: مطرنا بنوء كذا، معتقداً أنه بفضل الله ورحمته، وأن النوء ميقات له وعلامة، فهذا لا يكفر، واختلفوا في كراهته، والأظهر كراهيته؛ وسبب الكراهة أنها كلمة مترددة بين الكفر وغيره، فيساء الظن بصاحبها.
... والقول الثاني: أن المراد كفر نعمة الله، لاقتصاره على إضافة الغيث إلى الكوكب، وهذا فيمن لا يعتقد تدبير الكوكب، ويؤيد هذا التأويل الرواية الأخرى في =صحيح مسلم+: =أصبح من الناس شاكر وكافر+، والله أعلم.
66 – مِنْ أدْعِيَةِ الاسْتِصْحَاءِ
... قوله: =الاستصحاء+ وهو توقف المطر، وطلوع الشمس مشرقة.
174 - =اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ والظِّرَابِ، وبُطُونِ الأوْدِيَةِ، ومَنَابِتِ الشَّجَرِ+(1).
... - صحابي الحديث هو أنس بن مالك رضي الله عنه.
... قد تقدم شرحه قريباً؛ انظر حديث رقم (170).
67 – دُعَاءُ رُؤْيَةِ الهِلاَلِ
[أي الدعاء الذي يُقال عند رؤية الهلال في أول الشهر] (2).
175 - =اللهُ أَكْبَرُ، اللَّهُمَّ أَهِلَّهُ عَلَيْنَا بِالأمْنِ والِإيْمَانِ، وَالسَّلامَةِ وَالإِسْلامِ، وَالتَّوْفِيْقِ لِمَا تُحِبُّ رَبِّنَا وَتَرْضَى، رَبُّنَا ورَبُّكَ اللهُ+(3)
__________
(1) البخاري (1/224) [برقم (1013)]، ومسلم (2/614) [برقم (897)]. (ق).
(2) المصحح).
(3) الترمذي (5/405) [برقم (3451)]، والدارمي بلفظه (1/336)، وانظر: صحيح الترمذي (3/157). (ق).
... قال الشيخ الألباني رحمه الله في تعليقه على الكلم الطيب برقم (162): تنبيه: يستقبل كثير من الناس الهلال عند الدعاء، كما يستقبلون بمثله القبر، وكل ذلك لا يجوز؛ لما تقرر في الشرع أنه: (لا يستقبل بالدعاء إلا ما يستقبل بالصلاة)، وما أحسن ما روى ابن أبي شيبة (12/8/11) عن علي رضي الله عنه قال: إذا رأى الهلال فلا يرفع إليه رأسه، وإنما يكفي من أحدكم أن يقول: ربي وربك الله، وعن ابن عباس: أنه كره أن ينتصب للهلال، ولكن يعترض ويقول: (الله أكبر...). (م).(1/215)
.
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.
... قال عبدالله بن عمر رضي الله عنه: كان رسول الله ^ إذا رأى الهلال قال:...
... الهلال: يكون أول ليلة, والثانية, والثالثة، ثم هو قمر، وإنما قيل له هلال؛ لأن الناس يرفعون أصواتهم بالإخبار عنه من الإهلال، الذي هو رفع الصوت.
... قوله: =أهلَّه+ أي: أطلعه علينا، وأرنا إياه؛ والمعنى: اجعل رؤيتنا له مقترناً بالأمن والإيمان.
... قوله: =بالأمن+ أي: مقترناً بالأمن من الآفات والمصائب.
... قوله: =والإيمان+ أي: بثبات الإيمان فيه.
... قوله: =والسلامة+ أي: السلامة عن آفات الدنيا والدين.
... قوله: =وربك+ خطاب للهلال الذي استهل، وهذه إشارة إلى تنزيه الخالق أن يشاركه شيء في ما خلق.
68 – الدُّعَاءُ عِِنْدَ إفْطَارِ الصَّائِمِ
176 – (1) =ذَهَبَ الظَّمَأُ، وابْتَلَّتِ العُرُوقُ، وثَبَتَ الأَجْرُ إِنْ شَاءَاللهُ+(1).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.
... وجاء في بدايته؛ قوله رضي الله عنه: كان رسول الله ^ إذا أفطر، قال:...
... قوله: =إذا أفطر+ أي: بعد الإفطار.
... قوله: =ذهب الظمأ+ أي: العطش.
... قوله: =وابتلت العروق+ أي: بزوال اليُبوسة الحاصلة بالعطش.
... قوله: =وثبت الأجر+ أي: زال التعب وحصل الثواب؛ وهذا حث على العبادات؛ فإن التعب يسير لذهابه وزواله، والأجر كثير لثباته وبقائه.
... قال الطيبي رحمه الله: =ذكر ثبوت الأجر بعد زوال التعب، استلذاذ أي استلذاذ+.
... قوله: =إن شاءالله+ متعلق بالأجر؛ لئلا يجزم كل أحد؛ فإن ثبوت أجر الأفراد تحت المشيئة.
__________
(1) أخرجه أبو داود (2/306) [برقم (2357)]، وغيره، وانظر: صحيح الجامع (4/209) [برقم (4678)]. (ق).(1/216)
177 - =اللَّهُمَّ إنِّي أَسْألُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ، أنْ تَغْفِرَ لِي+(1).
... هذا أثر من قول عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
... قوله: =برحمتك التي وسعت كل شيء+ أي: وسعت ما في الدنيا كلها، وكلٌّ حظي برحمة منك.
69 – الدُّعَاءُ قَبْلَ الطَّعَامِ
178 – (1) =إذَا أكَلَ أحَدُكُمْ طَعَاماً؛ فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، فَإِنْ نَسِيَ فِي أوَّلِهِ، فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ أوَّلِهِ وآخِرِهِ+(2).
... - صحابية الحديث هي عائشة رضي الله عنها.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله ^: =إذا أكل أحدكم؛ فليذكر اسم الله تعالى في أوله، فإن نسي أن يذكر الله تعالى في أوله؛ فليقل: بسم الله في أوله وآخره+.
... قوله: =فإن نسي أن يذكر الله تعالى في أوله+ أي: إذا أنساه الشيطان أن يذكر اسم الله في بداية الأكل، وتذكر أثناءه أنه لم يقل: =بسم الله+، فليقل: =بسم الله أوله وآخره+؛ فإنها تجزئ.
... ولقد جاء عن النبي ^ أنه كان جالساً ورجل يأكل، فلم يسم الله تعالى حتى لم يبق من طعامه إلا لقمة، فلما رفعها إلى فمه، قال. بسم الله أوله وآخره، فضحك النبي ^، ثم قال: =ما زال الشيطان يأكل معه، فلما ذكر اسم الله استقاء ما في بطنه+(3).
__________
(1) أخرجه ابن ماجة (1/557) [برقم (1753)]، وحسنه الحافظ في تخريج الأذكار، انظر: شرح الأذكار (4/342). (ق).
(2) أخرجه أبو داود (3/347) [برقم (3767)]، والترمذي (4/288) [برقم (1858)]، وانظر صحيح الترمذي (2/167). (ق).
(3) رواه أبو داود برقم (3767)، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم (282)، وضعفه الألباني، انظر: الكلم الطيب برقم (184). (م).(1/217)
179 – (2) =مَنْ أطْعَمَهُ اللهُ الطَّعَامَ؛ فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيْهِ، وأطْعِمْنَا خَيْراً مِنْهُ, ومَنْ سَقَاهُ اللهُ لَبَناً فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِيْهِ، وَزِدْنَا مِنْهُ+(1).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله رضي الله عنه: دخلت مع رسول الله ^ أنا وخالد بن الوليد على ميمونة، فجاءتنا بإناء فيه لبن، فشرب رسول الله ^، وأنا عن يمينه وخالد عن شماله، فقال لي: =الشربة لك، فإن شئت آثرت بها خالداً+، فقلتُ: ما كنت أوثِرُ على سُؤْرِكَ أحداً، ثم قال رسول الله ^:...
... وقال ^: =ليس شيء يجزئ مكان الطعام والشراب غير اللبن+.
... قوله: =والشربة لك+ أي: أنت مستحق لها؛ لأنك على جهة يَميني.
... قوله: =فإن شئت آثرت بها خالداً+ أي: اخترت بالشربة على نفسك خالداً.
... قوله: =على سؤرك+ السؤر البقية والفضلة؛ والمعنى: ما كنت لأختار على نفسي بفضل منك أحداً.
... قوله: =من أطعمه+ أي: إذا أكل أحدكم =طعاماً+؛ أي: غير لبن.
... قوله: =بارك لنا فيه+ من البركة؛ وهي زيادة الخير ونموه ودوامه.
... قوله: =وأطعمنا خيراً منه+ أي: من طعام الجنة.
... قوله: =ليس شيء يجزئ+ أي: يكفي في دفع الجوع والعطش معاً =غير اللبن+.
70 – الدُّعَاءُ عِنْدَ الفَرَاغِ مِنَ الطَّعَامِ
180 – (1) =الحَمْدُ للهِ الَّذِي أطْعَمَنِي هَذَا، ورَزَقَنِيهِ، مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي ولا قُوَّةٍ+(2).
... - صحابي الحديث هو معاذ بن أنس رضي الله عنه.
__________
(1) الترمذي (5/506) [برقم (3455)]، وانظر: صحيح الترمذي (3/158). (ق).
(2) أخرجه أصحاب السنن إلا النسائي [أبو داود برقم (4023)، والترمذي برقم (3458)، =
= وابن ماجة برقم (3285)]، وانظر: صحيح الترمذي (3/159). (ق).(1/218)
... قوله: =من غير حول+ أي: طاقة، وهذا اعتراف بالعجز والتقصير، وعدم القدرة في تحصيل هذا الطعام، بل هذا من فضل الله، ورزق عباده، والله ذو الفضل العظيم.
181 – (2) =الحَمْدُ للهِ حَمْداً كَثِيراً طَيِّباً مُبَارَكاً فِيهِ، غَيْرَ [مَكْفِيٍّ ولا] مُوَدَّعٍ، ولا مُسْتَغْنَىً عَنْهُ رَبَّنَا+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو أمامة رضي الله عنه.
... قوله: =طيباً+ أي: خالصاً صالحاً.
... قوله: =غير مكفي+ من الكفاية؛ أي: غير منتهي.
... قوله: =ولا مودع+ أي: ولا متروك ولا مستغنى عنه.
... قوله: =ربنا+ أي: يا ربنا.
71 – دُعَاءُ الضَّيْفِ لِصَاحِبِ الطَّعَامِ
182 - =اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمْ فِيمَا رَزَقْتَهُمْ، واغْفِرْ لهُمْ، وارْحَمْهُمْ+(2).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن بُسر رضي الله عنه.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله رضي الله عنه: نزل رسول الله ^ على أبي، قال: فقربنا إليه طعاماً وَوَطبةً، فأكل منها، ثم أتي بتمر، فكان يأكله ويلقي النوى بين إصبعين، ويجمع السبابة والوسطى، ثم أُتي بشراب فشربه، ثم ناوله الذي عن يمينه، قال: فقال أبي وأخذ بلجام دابته، ادع الله لنا. فقال: =اللهم بارك لهم في ما رزقتهم، واغفر لهم وارحمهم+.
... قوله: =وَطبة+ وهي قربة لطيفة فيها السمن واللبن، وقال ابن الأثير رحمه الله: =قال النضر: =الوَطبةُ+ الحيس يُجمع بين التمر والأقط والسمن+.
... قوله: =بلجام+ واللجام هو الحديدة في فم الفرس، ثم سموها مع ما يتصل بها من سيور وآلة لجاماً.
... قال النووي رحمه الله: =وفيه استحباب طلب الدعاء من الفاضل، ودعاء الضيف بتوسعة الرزق والمغفرة والرحمة، وقد جمع ^ في هذا الدعاء خيرات الدنيا والآخرة+.
72 – التَّعْرِيضُ بِالدُّعَاءِ لِطَلَبِ الطَّعَامِ أَوِ الشَّرَابِ
__________
(1) البخاري (6/214) [برقم (5458)]، والترمذي بلفظه (5/507) [برقم (3456)]. (ق).
(2) مسلم (3/1615) [برقم (2042)]. (ق).(1/219)
183 - =اللَّهُمَّ أطْعِمْ مَنْ أطْعَمَنِي، وَاسْقِ مَنْ سَقَانِي+(1).
... - صحابي الحديث هو المقداد بن الأسود رضي الله عنه.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله رضي الله عنه: أقبلت أنا وصاحبان لي، وقد ذهبت أسماعنا وأبصارنا من الجهد، فجعلنا نَعْرِضُ أنفسنا على أصحاب رسول الله ^، فليس أحد منهم يقبلنا، فأتينا النبي ^ فانطلق بنا إلى أهله، فإذا ثلاثةُ أعنز، فقال النبي ^: =احتلبوا هذا اللبن بيننا+، قال: فكنا نحتلب فيشرب كلُ إنسان منا نصيبه، ونرفع للنبي ^ قال: فيجيء من الليل فيسلم تسليماً لا يوقظ نائماً، ويسمع اليقظان، ثم يأتي المسجد فيصلي، ثم يأتي شرابه فيشرب، فأتاني الشيطان ذات ليلة، وقد شربت نصيبي، فقال: محمدٌ يأتي الأنصار فَيُتْحِفونَهُ، ويصيب عندهم، ما به حاجة إلى هذه الجرعة، فأتيتها فشربتها، فلما أن وَغَلَتْ في بطني، وعلمتُ أنه ليس إليها سبيل، قال: ندَّمني الشيطان؛ فقال: ويحك! ما صنعت؟ أشربت شراب محمد؟! فيجئ فلا يجده، فيدعو عليك، فتهلك، فتذهب دنياك وآخرتك، وعليّ شملة إذا وضعتها على قدمي خرج رأسي، وإذا وضعتها على رأسي خرج قدماي، وجعل لا يجيئني النوم، وأما صاحباي فناما ولم يصنعا ما صنعت، قال: فجاء النبي ^ فسلم كما كان يسلم، ثم أتى المسجد فصلى، ثم أتى شرابه فكشف عنه فلم يجد فيه شيئاً، فرفع رأسه إلى السماء، فقلت: الآن يدعو عليّ فأهلك، فقال: =اللهم أطعم من أطعمني، واسقِ من أسقاني+ قال: فعمدت إلى الشملة فشددتها عليَّ، وأخذت الشفرة، فانطلقت إلى الأعنز أيها أسمن فأذبحها لرسول الله ^: فإذا هي حافلة، وإذا هُنَّ حُفَّلٌ كلهن، فعمدت إلى إناء لآل محمد ^ ما كانوا يطمعون أن يحتلبوا فيه، قال: فحلبت فيه حتى علته رغوة، فجئت إلى رسول الله ^ فقال: =أشربتم شرابكم الليلة؟+، قلت: يا رسول الله اشرب، فشرب ثم ناولني، فقلت: يا رسول الله اشرب، فشرب ثم ناولني، فلما عرفت أن
__________
(1) مسلم (3/126) [برقم (2055)]. (ق).(1/220)
النبي ^ قد رَوِي، وأصبتُ دعوته، فضحكت حتى ألقيت إلى الأرض، فقال النبي ^: =إحدى سوآتك يا مقداد+ فقلت: يا رسول الله كان من أمري كذا وكذا، وفعلت كذا، فقال النبي ^: =ما هذه إلا رحمة من الله، أفلا كنت آذنتني، فنوقظ صاحبينا فيصيبان منها+، فقلت: والذي بعثك بالحق، ما أبالي إذا أصبتها وأصبتُها معك، من أصابها من الناس.
... قوله: =الجهد+ أي: المشقة والجوع.
... قوله: =فليس أحد يقبلنا+ هذا محمول على أن الذين عرضوا أنفسهم عليهم، كانوا مقلين ليس عندهم شيء يواسون به.
... قوله: =الجرعة+ بضم الجيم وفتحها؛ وهي الحثوة من المشروب.
... قوله: =وَغَلَتْ في بطني+ أي: دخلت وتمكنت.
... قوله: =حُفَّل+ أي: مجتمع فيهن اللبن؛ وهذا من معجزات النبي ^.
... قوله: =رغوة+ أي: زبد اللبن الذي يعلوه.
... قوله: =إحدى سوآتك+ أي: إنك فعلت سوءة من الفعلات ما هي، فأخبره الخبر...
... وأما قوله: =اللهم أطعم مَن أطعمني، واسقِ من سقاني+ أي: اللهم أطعم من سيطعمني، واسق من سيسقيني؛ هذا هو الذي يظهر من سياق الحديث، إذ أن النبي ^ دعا بهذا الدعاء، ولم يكن طعم شيئاً، وأيضاً هذا الذي فهمه المقداد رضي الله عنه حين قام وفعل ما فعل، وقال: لما عرفت أن النبي ^ قد رَوِيَ وأصبت دعوته...، والله الموفق وهو سبحانه أعلم.
73 – الدُّعَاءُ إذَا أَفْطَرَ عِنْدَ أَهْلِ بَيْتٍ
184 - =أفْطَرَ عِنْدَكُمُ الصَّائِمُونَ، وَأَكَلَ طَعَامَكُمُ الأَبْرَارُ, وَصَلَّتْ عَلَيْكُمُ المَلائِكَةُ+(1).
... - صحابي الحديث هو أنس بن مالك رضي الله عنه.
... وجاء في رواية: أن النبي ^ يقوله إذا أفطر عند أهل بيت.
... اشتمل هذا الحديث على ثلاث دعوات كلها موجبة للأجر والبركة.
__________
(1) سنن أبي داود (3/367) [برقم (3854)]، وابن ماجة (1/556) [برقم (1747)]، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم (296 – 298)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2/730). (ق).(1/221)
... الأولى: أن من أفطر عنده الصائمون استحق الأجر الموعود به فيمن فطَّر صائماً.
... الثانية: أن من أكل طعامه الأبرار كان له أجر الإطعام موفوراً لكون الآكلين له من الأبرار.
... الثالثة: أن من صلت عليه الملائكة فقد فاز؛ لأن دعوتهم له بالرحمة مقبولة عند الله تعالى.
74 – دُعَاءُ الصَّائِم إذَا حَضَرَ الطَّعَامُ وَلَمْ يُفْطِر
185 - =إذَا دُعِيَ أَحَدُكْمْ فَلْيُجِبْ, فَإِنْ كَانَ صَائِماً فَلْيُصَلِّ، وَإنْ كَانَ مُفْطِراً فَلْيَطْعَمْ+(1).
... ومَعنَى فَلْيُصَلِّ؛ أيْ: فَلْيَدْعُ.
صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... قوله: =فليصلِّ+ اختلف أهل العلم في معناها؛ قال الجمهور: معناها فليدعُ لأهل الطعام بالمغفرة والبركة... ونحو ذلك، وأصل الصلاة في اللغة الدعاء، ومنه قوله تعالى: { (- صلى الله عليه وسلم - - - (- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( المحتويات ( - ( - فهرس - - رضي الله عنه -( } وهذا ما ذكره المصنف.
... وقيل: المراد الصلاة الشرعية بالركوع و السجود؛ أي: يشتغل بالصلاة ليحصل له فضلها.
... وأما المفطر فقد جاء عن النبي ^ أنه قال: =فإن شاء طعم، وإن شاء ترك+(2)؛ فهو مُخيَّر، ولكن يستحب له الأكل لما جاء عنه ^ من الحث على ذلك، والله أعلم.
... [قال المصحح: بل التفصيل في ذلك أولى: فإن كان صيامه لا يشق على من دعاه وأذن له فصيامه أفضل ويدعو، أما إن كان صيامه يشق على أخيه الداعي فإفطاره أفضل؛ لأن المطوع أمير نفسه؛ ولأنه يدخل السرور على أخيه، والأفضل أن يقضي يوماً مكانه] (3).
75 – مَا يَقُولُ الصَّائِمُ إذَا سَابَّهُ أحَدٌ
186 - =إِنِّي صَائِمٌ، إنِّي صَائِمٌ+(4).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
__________
(1) مسلم (2/1054) [برقم (1431)]. (ق).
(2) مسلم برقم (1430). (م).
(3) المصحح).
(4) البخاري مع الفتح (4/103) [برقم (1894)]، ومسلم (2/806) [برقم (1151)]. (ق).(1/222)
... والحديث بتمامه؛ هو قوله ^: =الصيام جُنَّة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه؛ فليقل: إني صائم – مرتين – والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك؛ يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها+.
... قوله: =الصيام+ هو الإمساك عن الأكل والشرب والجماع نهاراً مع النية.
... قوله: =جنة+ أي: وقاية وستر.
... قوله: =فلا يرفث+ أي: لا يتكلم بالكلام الفاحش.
... قوله: =ولا يجهل+ أي: لا يفعل شيئاً من أفعال أهل الجهل، كالصياح والسفه... ونحو ذلك.
... قوله: =قاتله أو شاتمه+ قيل: إن المفاعلة تقتضي وقوع الفعل من الجانبين، والصائم لا تصدر منه الأفعال التي رتب عليها قوله: إني صائم؛ والجواب عن ذلك: أن المراد بالمفاعلة التهيؤ لها؛ أي: إن تهيأ أحد لمقاتلته أو مشاتمته، فليقل: إني صائم؛ فإنه إذا قال ذلك أمكن أن يكف عنه.
... فالمراد من الحديث: أنه لا يعامله بمثل عمله؛ بل يقتصر على قوله: =إني صائم+.
... أما إن أصر على مقاتلته حقيقة، دفعه بالأخف فالأخف كالصائل.
76 – الدُّعَاءُ عِنْدَ رُؤْيَةِ بَاكُورَةِ الثَّمَرِ
... قوله: =باكورة الثمرة+ أي: أول الثمرة.
187 - =اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي ثَمَرِنَا، وبَارِكْ لَنَا فِي مَدِيْنَتِنَا، وبَارِكْ لَنَا فِي صَاعِنَا، وبَارِكْ لَنَا فِي مُدِّنَا+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... قوله: =صاعنا+ الصاع هو أربعة أمداد؛ والمد: حفنة بكفي الرجل المعتدل الكفين.
... فيه دليل على جواز الطواف بالباكورة على الناس، ويستحب لمن يراها أن يدعو لصاحبها، ولثمر مدينته، وصاعها ومدها.
77 – دُعَاءُ العُطَاسِ
__________
(1) مسلم (2/1000) [برقم (1373)]. (ق).(1/223)
188 – (1) =إِذَا عَطَسَ أحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ: الحَمْدُ للَّهِ، وَلْيَقُلْ لَهُ أخُوهُ أَوْ صَاحِبُهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَإِذَا قَالَ لهُ: يَرْحَمُكَ اللهُ، فَلْيَقُلْ: يَهْدِيكُمُ اللهُ، ويُصْلِحُ بَالَكُمْ+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... قوله: =وليقل له أخوه أو صاحبه+ شكٌّ من الراوي.
... قوله: =يرحمك الله+ يحتمل أن يكون دعاء بالرحمة، ويحتمل أن يكون إخباراً على البشارة؛ أي: هي رحمة لك.
... قوله: =فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم الله ويصلح بالكم+ مقتضاه أنه لا يشرع ذلك إلا لمن شُمّت، وأن هذا اللفظ هو جواب التشميت.
... وفي لفظ آخر قوله: =الحمد لله على كلِّ حال+(2)؛ وهو جواب التشميت أيضاً، وعليه أن يأتي بهذا تارة وهذا تارة.
... قوله: =بالكم+ أي: شأنكم وحالكم في الدين والدنيا بالتوفيق والتسديد والتأييد.
78 – مَا يُقَالُ لِلْكَافِرِ إِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ
189 – (2) =يَهْدِيكُمُ اللهُ، ويُصْلِحُ بَالَكُمْ+(3).
... - صحابي الحديث هو أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.
... وجاء فيه قوله رضي الله عنه: كانت اليهود تعاطس عند النبي ^ رجاء أن يقول لها: يرحمكم الله، فكان يقول:...
... قوله: =تعاطس+ بحذف إحدى التائين؛ أي: يطلبون العطسة من أنفسهم.
... قوله: =يقول لها+ أي: لجماعة اليهود.
... قوله: =يهديكم الله ويصلح بالكم+ أي: ولا يقول لهم يرحمكم الله؛ لأن الرحمة مختصة بالمؤمنين، بل يدعو لهم بما يصلح بالهم من الهداية والتوفيق للإيمان.
79 – الدُّعَاءُ للمُتَزَوِّجِ
__________
(1) البخاري (7/125) [برقم (6224)]. (ق).
(2) رواه أبو داود برقم (5033). (م).
(3) الترمذي (5/82) [برقم (2739)]، وأحمد (4/400)، وأبو داود (4/308) [برقم (5038)]، وانظر: صحيح الترمذي (2/354). (ق).(1/224)
190 - =بَارَكَ اللهُ لَكَ، وبَارَكَ عَلَيْكَ، وجَمَعَ بَيْنَكُمَا فِي خَيْرٍ+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... وجاء فيه: أن النبي ^ كان إذا رفأ الإنسان إذا تزوج، قال:...
... فيه تنبيه على أن المستحب أن يقال للزوج بعد عقد النكاح: =بارك الله لك، وبارك عليك، وجمع بينكما في خير+.
... قوله: =إذا رفأ الإنسان+ أي: إذا هنأه ودعا له، والرفاء: الالتئام والاتفاق والبركة، وكانوا يقولون للمتزوج: بالرفاء والبنين، فنهى عن ذلك رسول الله ^.
80- دُعَاءُ المُتَزوِّجِ وَشِرَاءِ الدَّابَةِ
191 - =إذَا تَزَوَّجَ أحَدُكُمُ امْرَأةً، أوْ إذَا اشْتَرَى خَادِماً؛ فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ خَيْرَهَا، وخَيْر مَا جَبَلتَها عَلَيْهِ، وأعُوْذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وشَرِّ مَا جَبَلْتَهَا عَلَيْهِ، وإذَا اشْتَرى بَعِيْراً؛ فَلْيَأخُذْ بِذِرْوَةِ سَنَامِهِ؛ وَلْيَقُلْ مِثْلَ ذَلِكَ+(2).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
... وفي هذا الحديث تنبيه على أن المستحب للزوج إذا دخل على امرأته ليلة الزفاف؛ أن يدعو بهذا الدعاء.
... قوله: =أسألك خيرها+ وهو حسن معاشرتها معه، وحفظ فراشه، والأمانة في ماله...، ونحو ذلك.
... قوله: =وخير ما جبلتها عليه+ أي: خلقتها عليه من الأخلاق الحسنة، والطباع المرضية...
__________
(1) أخرجه أصحاب السنن إلا النسائي [أبو داود برقم (2130)، والترمذي برقم (1091)، وابن ماجة برقم (1905)]، وانظر: =صحيح ابن ماجة+ (1/324). (ق).
(2) أبو داود (2/248) [برقم (2160)]، وابن ماجة (1/617) [برقم (1918)]، وانظر صحيح ابن ماجة (1/324). (ق).(1/225)
... قوله: =بذروة سنامه+ الذروة أعلى سنام البعير، وذروة كل شيء أعلاه؛ أمر أن يأخذ بذروة سنامه، ويدعو بهذا الدعاء، طرداً للشيطان؛ لأن ذروة البعير مجلس الشيطان، لقوله ^: =على ذروة كل بعير شيطان+(1).
81 – الدُّعَاءُ قَبْلَ إِتْيَانِ الزَّوْجَةِ
192 - =بِسْمِ اللَّهِ، اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ، وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا+(2).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
... والحكمة أن الشيطان له مشاركة في الأموال والأولاد؛ فيدعو الله تعالى عند الجماع، حتى يسلم من شره.
... قوله: =جنبنا الشيطان+ أي: أبعده عنا.
... قوله: =وجنب الشيطان ما رزقتنا+ أي: أبعده عما رزقتنا.
82 – دُعَاءُ الغَضَبِ
... أي: ما تقول عند الغضب.
193 - =أعُوذُ باللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ+(3).
... - صحابي الحديث هو سليمان بن صُرَدٍ رضي الله عنه.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله رضي الله عنه: كنت جالساً مع رسول الله ^، ورجلان يستبان، وأحدهما قد احمرَّ وجهه، وانتفخت أوداجه، فقال رسول الله ^: =إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد؛ لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم؛ ذهب عنه ما يجد+.
... قوله: =يستبان+ أي: يتشاتمان.
... قوله: =أوداجه+ جمع وَدَج؛ وهي: ما أحاط من العنق، من العروق التي يقطعها الذابح، والودجان: عرقان غليظان عن جانبي نقرة النحر.
... وفيه دليل على أن الذي يثير الغضب في الإنسان هو الشيطان، وبالاستعاذة بالله تعالى طرده؛ وذهاب كل ما وُجِدَ.
... والمقصود بالغضب هنا: ما كان لغير الله تعالى؛ وأما الذي لله تعالى فهو ممدوح.
__________
(1) رواه أحمد (3/494)، والحاكم (1/444)، وصححه الألباني، انظر: صحيح الجامع برقم (4030 – 4031). (م).
(2) البخاري (6/141) [برقم (3271)]، ومسلم (2/1028) [برقم (1434)]. (ق).
(3) البخاري (7/99) [برقم (6048)]، ومسلم (5/2015) [برقم (2610)]. (ق).(1/226)
83 – دُعَاءُ مَنْ رأى مُبْتَلى
194 - =الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلاكَ بِهِ، وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلاً+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... وجاء فيه قوله ^: =من رأى مبتلى فقال:...، لم يصبه ذلك البلاء+.
... قوله: =من رأى مبتلى+ أي مبتلى بنوع من الأمراض والأسقام، أو مبتلى بالبعد عن الله تعالى وعن دينه الحنيف.
... قوله: =وفضلني على كثير ممن خلق+ يجوز أن يكون المراد به الجماعة المبتلون، وتفضيل الله تعالى إياه عليهم، بحيث إنه سلمه من هذا البلاء، الذي ابتلاهم به.
... وينبغي أن يقول هذا الذكر سراً، بحيث يُسمع نفسه، ولا يُسمعه المبتلى؛ لئلا يتألم قلبه بذلك، إلا أن تكون بليته معصية، فلا بأس أن يُسمعه ذلك، من باب الزجر له إن لم يخف من ذلك مفسدة، والله أعلم.
84 – مَا يُقَالُ فِي المَجْلِسِ
195 – عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُما قَالَ: كَانَ يُعَدُّ لِرَسُولِ الله ^ فِي المَجْلِس الوَاحِدِ مِئَةُ مَرَّةٍ مِنْ قَبْلِ أنْ يَقُومَ: =رَبِّ اغْفِرْ لِي، وتُبْ عَلَيَّ، إِنَّكَ أنْتَ التَّوَّابُ الغَفُورُ+(2).
... قوله: =وَتُبْ عليَّ+ أي: ارجع عليّ بالرحمة، أو وفقني للتوبة أو اقبل توبتي.
... وانظر الكلام على التوبة والاستغفار حديث رقم (14) ورقم (96).
85 – كَفَّارَةُ المَجْلِسِ
196 - =سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، أشْهَدُ أنْ لَا إِلَهَ إِلاَّ أنْتَ، أسْتَغْفِرُكَ وأَتُوبُ إِلَيْكَ+(3)
__________
(1) الترمذي (5/494)، (5/493) [برقم (3432)]، وانظر: صحيح الترمذي (3/153). (ق).
(2) الترمذي [برقم (3432)]، وغيره، وانظر: صحيح الترمذي (3/153)، وصحيح ابن ماجة (2/321)، ولفظه للترمذي. (ق).
(3) أخرجه أصحاب السنن [أبو داود برقم (4859)، والترمذي برقم (3433)، والنسائي في عمل اليوم والليلة برقم (397)]، وانظر: صحيح الترمذي (3/153)، وقد ثبت أن =
= عائشة رضي الله عنها قالت: ما جلس رسول الله ^ مجلساً، ولا تلا قرآنا، ولا صلى صلاة إلا ختم ذلك بكلمات... الحديث، أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة برقم (308)، وأحمد (6/77)، وصححه الدكتور فاروق حمادة في تحقيقه لـ =عمل اليوم والليلة+ للنسائي (ص 273). (ق).(1/227)
.
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة وغيره رضي الله عنهم.
... وجاء فيه قوله ^: =من جلس في مجلس، فكثر فيه لغطه، فقال قبل أن يقوم من مجلسه ذاك:...، إلا كفر الله له ما كان في مجلسه ذلك+.
... وللحديث ألفاظ أخرى، عن صحابة آخرين.
... قوله: =لغطه+ اللَّغط: الصوت والجلبة، وأراد به الهراء من القول، وما لا طائل تحته من الكلام، في ذلك نهي عن الصوت العري عن المعنى، والجلبة الخالية عن الفائدة.
... فيه بيان كفارة المجلس؛ وأنَّ الدعاء يكون في نهاية المجلس.
... والدعاء مشتمل على تنزيه الله تعالى من العيوب والنقائص، وفيه إثبات الألوهية لله وحده لا شريك له، ثم الرجوع إلى الله تعالى معترفاً بالذنب طالباً المغفرة والتوبة.
... قوله: =ما كان في مجلسه ذلك+ أي: من الذنوب من غير مظالم العباد.
86 – الدُّعَاءُ لِمَنْ قَالَ: غَفَرَ اللهُ لَكَ
197 - =وَلَكَ+(1).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن سرجس رضي الله عنه.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله رضي الله عنه: رأيت رسول الله ^، وأكلت من طعامه، قلت: غفر الله لك يا رسول الله، قال ^: =ولك+، قال: قلت لعبدالله: استغفر لك؟ قال: نعم ولكم، ثم تلا هذه الآية:
{ ( - ((((- رضي الله عنه - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - رضي الله عنهم - - ( - - الله أكبر - - ( - - رضي الله عنه -((( - ( تم بحمد الله ( - ( - ( - ( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( تمهيد ( - - جل جلاله -( تم بحمد الله ( - ( - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } .
87 – الدُّعَاءُ لِمَنْ صَنَعَ إلَيْكَ مَعْرُوفاً
198 - =جَزَاكَ اللهُ خَيْراً+(2).
__________
(1) أحمد (5/82)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (ص 218) برقم (421)، تحقيق الدكتور فاروق حمادة. (ق).
(2) أخرجه الترمذي برقم (2035)، وانظر: صحيح الجامع (6244)، وصحيح الترمذي (2/200). (ق).(1/228)
... - صحابي الحديث هو أسامة بن زيد رضي الله عنه.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله ^: =مَنْ صُنِع إليه معروف، فقال لصاحبه: جزاك الله خيراً، فقد أبلغ في الثناء+.
... قوله: =جزاك الله خيراً+ أي: خير الجزاء، أو أعطاء خيراً من خيري الدنيا والآخرة.
... قوله: =فقد أبلغ في الثناء+ أي: بالغ في أداء شكره، وذلك أنه اعترف بالتقصير، وأنه ممن عجز عن جزائه وثنائه، ففوض جزاءه إلى الله، ليجزيه الجزاء الأوفى.
... قال بعضهم: إذا قصرت يداك بالمكافأة، فليطل لسانك بالشكر والدعاء.
88 – مَا يَعْصِمُ اللهُ بِهِ مِنَ الدَّجَّالِ
199 - =مَنْ حَفِظَ عَشْر آيَاتٍ مِنْ أوَّلِ سُورَةِ الكَهْفِ، عُصِمَ مِنَ الدَّجَّالِ+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو الدرداء رضي الله عنه.
... قوله: =عُصِمَ+ أي: وُقِي وحُفِظَ.
... قال النووي رحمه الله: =قيل: سبب ذلك ما في أولها من العجائب والآيات، فمن تدبرها لم يفتتن بالدجال، وكذا في آخرها؛ قوله تعالى:
{ - - ( - - رضي الله عنهم - - - (- صلى الله عليه وسلم - - - رضي الله عنه -((( - { - - - } - (- صلى الله عليه وسلم -( - - ( - - تمت - صلى الله عليه وسلم - - } - - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( - - رضي الله عنه - - } الآيات+.
=والاسْتِعَاذَةُ باللهِ مِنْ فِتْنَتِهِ، عَقِبَ التَّشَهُّدِ الأخيرِ، مِنْ كُلِّ صَلاةٍ+.
... هذه إشارة إلى قوله ^: =اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب جهنم، ومن فتنة المحيا والممات، ومن شر فتنة المسيح الدجال+(2).
... وقوله ^: =اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم+(3).
... وقد تقدم شرحهما؛ انظر حديث رقم (55) و(56).
__________
(1) مسلم (1/555) [برقم (809)]، وفي رواية: =من آخر الكهف+ (1/556). (ق).
(2) قد تقدم تخريجه برقم (55). (م).
(3) قد تقدم تخريجه برقم (56). (م).(1/229)
89 – الدُّعَاءُ لِمَنْ قَالَ: إنِّي أُحِبُّكَ فِي اللَّهِ
200 - =أحَبَّكَ الَّذِي أحْبَبْتَنِي لَهُ+(1).
... - صحابي الحديث هو أنس بن مالك رضي الله عنه.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله رضي الله عنه: أن رجلاً كان عند النبي ^، فمر به رجل، فقال: يا رسول الله إني لأحب هذا، فقال له النبي ^: =أعلمته؟+، قال: لا، قال: =أعلمه+، قال: فلحقه، فقال: إني أحبك في الله، فقال: أحبك الله الذي أحببتني له.
... قوله: =أعلمته+ استفهام بحذف أداة الاستفهام؛ أي: أأعلمته، أو هل أعلمته.
... قوله: =أحبك الله الذي أحببتني له+ أي: لأجله، وهذا دعاء وليس إخباراً.
... قال الخطابي رحمه الله: =معناه الحث على التودد والتآلف، وذلك أنه إذا أخبره أنه يحبه استمال بذلك قلبه، واجتلب به وُدّه+.
90 – الدُّعَاءُ لِمَنْ عَرَضَ عَلَيْكَ مَالَهُ
201 - =بَارَك اللهُ لَكَ فِي أهْلِكَ ومَالِكَ+(2).
... هذا أثر من قول عبدالرحمن بن عوف رضي الله عنه. ...
... وهو بتمامه؛ عن أنس رضي الله عنه قال: قدم عبدالرحمن بن عوف المدينة، فآخى النبي ^ بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري، وكان سعد ذا غِنى؛ فقال لعبدالرحمن: أُقاسمك مالي نصفين وأُزَوِّجك، قال: بارك الله لك في أهلك ومالك، دُلُّوني على السوق، فما رجع حتى اسْتفضَل أقطاً وسمناً، فأتى به أهل منزله، فمكثنا يسيراً – أو ما شاء الله – فجاء وعليه وضرٌ من صُفرة، فقال له النبي ^: =مَهْيَمْ؟!+، قال: يا رسول الله تزوجت امرأة من الأنصار، قال: =ما سُقْتَ إليها؟+ قال: نواة من ذهب - أو وزن نواة من ذهب – قال: =أوْلِمْ ولو بشاة+.
... قوله: =وضر+ أي: أثر =من صُفرة+ أي: طيب يصنع من زعفران وغيره.
__________
(1) أخرجه أبو داود (4/333) [برقم (5125)]، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود (3/965). (ق).
(2) البخاري مع الفتح (4/288) [برقم (2049)]. (ق).(1/230)
... قوله: =مهيم+ أي: ما شأنك أو ما هذا؟! وهي كلمة استفهام مبنية على السكون، وقال ابن مالك رحمه الله: =هي اسم فعل بمعنى أخبر+.
... قوله: =بارك الله لك في أهلك ومالك+ أي: اللهم اجعل في أهله كثرة الخير وزيادة في الفضل، واجعل ماله في زيادة وكثرة.
91 – الدُّعَاءُ لِمَنْ أقْرَضَ عِنْدَ القَضَاءِ
202 - =بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أهْلِكَ وَمَالِكَ، إنَّمَا جَزَاءُ السَّلَفِ الحَمْدُ والأدَاءُ+(1).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن أبي ربيعة رضي الله عنه.
... وجاء فيه؛ قوله رضي الله عنه: استقرض مني النبي ^ أربعين ألفاً، فجاءه مال فدفعه إليَّ، وقال:...
... قوله: =إنما جزاء السلف+ أي: القرض، =الحمد والأداء+ أي: أن تقوم بأداء ما كنت اقترضته، وتشكر الذي أقرضك على معروفه، وتدعو له بأن يكثر الله الخير في أهله وماله.
92 – دُعَاءُ الخَوْفِ مِنَ الشِّرْكِ
203 - =اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ أنْ أشْرِكَ بِكَ وأنَا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِمَا لا أعْلَمُ+(2).
... - صحابي الحديث هو أبو موسى الأشعري وغيره رضي الله عنهم.
... وجاء فيه؛ قوله ×: =يا أيها الناس اتقوا هذا الشرك؛ فإنه أخفى من دبيب النمل+، فقال له من شاء الله أن يقول: وكيف نتقيه؛ وهو أخفى من دبيب النمل يا رسول الله؟ قال: =قولوا:...+.
... قوله: =يا أيها الناس، اتقوا هذا الشرك+ الشرك نوعان: شرك أكبر، وشرك أصغر؛ الشرك الأكبر هو كل شرك أطلقه الشارع، وكان متضمناً لخروج الإنسان عن دينه؛ والشرك الأصغر هو كل عمل قولي أو فعلي أطلق عليه الشارع وصف الشرك، ولكنه لا يخرجه عن الملة.
__________
(1) أخرجه النسائي في =عمل اليوم والليلة+ (ص 300) [برقم 372)]، وابن ماجة (2/809) [برقم (2424)]، وانظر =صحيح ابن ماجة+ (2/55). (ق).
(2) أحمد (4/403)، وغيره، وانظر صحيح الجامع (3/233) [برقم (3731)]، وصحيح الترغيب والترهيب للألباني (1/122) [برقم (36)]. (ق).(1/231)
... [قال المصحح: والصواب أن الشرك الأكبر: هو صرف نوع من أنواع العبادة لغير الله تعالى. وأما الشرك الأصغر فهو كل وسيلة: قولية، أو فعلية، أو إرادية يتطرق منها إلى الشرك الأكبر، ولكن لم تبلغ رتبة العبادة] (1).
... قوله: =أخفى من دبيب النمل+ أي: حركته ومشيه على الأرض.
... قوله: =اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك...+ يحتمل أن تقال كل يوم، ويحتمل كلما سبق إلى النفس الوقوف مع الأسباب؛ وذلك لأنه لا يدفع عنك إلا من وَليَ خَلْقَك، فإذا تعوذت به أعاذك؛ لأنه لا يخيب من التجأ إليه.
... وإنما أرشد إلى هذا التعوذ؛ لئلا يتساهل الإنسان في الركون إلى الأسباب ويرتبك فيها، فلا يزال يضيع الأمر ويهمل، حتى تحل العقدة منه عقله الإيمان فيكفر، وهو لا يشعر؛ فأرشده إلى الاستعاذة بربه ليشرق نور اليقين على قلبه.
93 – الدُّعاءُ لِمَنْ قالَ: بَارَكَ اللهُ فيكَ
204 - =وَفِيكَ بَارَكَ اللهُ+(2).
... هذا أثر عن عائشة – رضي الله عنها -.
... وهو بتمامه؛ قالت – رضي الله عنها -: أهديت لرسول الله × شاة، قال: =اقسميها+، فكنت إذا رجع الخادم أقول: ما قالوا؟ قال: يقولون: بارك الله فيكم، فأقول: وفيهم بارك الله، نردّ عليهم مثل ما قالوا، ويبقى أجرنا لنا.
... قوله: =إذا رجعت الخادم+ الخادم واحد الخدم، يقع على الذكر والأنثى منهم.
... وفيه جواز الهدية وقبولها، واستحباب قسمتها بين الأقارب والأصحاب والجيران، إن كانت مما يجوز فيه القسمة.
... وفيه استحباب الدعاء بالبركة للمُهدي، وكذلك دعاء المُهْدي للمُهدَى له.
94 – دُعَاءُ كَرَاهِيةِ الطِّيَرَةِ
__________
(1) القول السديد في مقاصد التوحيد، لعبدالرحمن بن ناصر السعدي (ص 31، 32، 54) [المصحح].
(2) أخرجه ابن السني (ص 138) برقم (278)، وانظر: =الوابل الصيب+ لابن القيم (ص 304) تحقيق بشير محمد عيون. (ق).(1/232)
205 - =اللَّهُمَّ لَا طَيْرَ إِلَّا طَيْرُكَ، وَلَا خَيْرَ إِلَّا خَيْرُكَ، وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ+(1).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عمرو – رضي الله عنهما -.
... وجاء فيه؛ قوله ×: =من أرجعته الطيرة من حاجته؛ فقد أشرك+، قالوا: وما كفارة ذلك يا رسول الله؟ قال: =يقول أحدهم:...+.
... قوله: =الطيرة+ أي: التفاؤل بالطير والتشاؤم بها؛ كانوا يجعلون العبرة في ذلك الجهات... وغيرها، وكانوا يهيجونها من أماكنها لذلك.
... وهذا لاعتقادهم أن الطيرة تجلب لهم نفعاً أو تدفع عنهم ضرًّا؛ فإذا عملوا بموجبها، فكأنهم أشركوا بالله في ذلك.
... قال القاضي – رحمه الله - : =إنما سماها شركاً؛ لأنهم كانوا يرون ما يتشاءمون به سبباً مؤثراً في حصول المكروه+.
... قوله: =وما كفارة ذلك+ أي: ما الذي يستغفر به عن ذلك، وما الخصلة والفعلة التي تمحو الخطيئة وتسترها.
... قوله: =لا طير إلا طيرك+ أي: إن الطير من مخلوقاتك لا يضر ولا ينفع، وإنما الذي يضر وينفع هو أنت سبحانك.
... قوله: =ولا خير إلا خيرك+ أي: ولا خير يرجى ويسعى إليه إلا خيرك.
... قوله: =ولا إله غيرك+ أي: لا إله يدفع الضر ويجلب الخير غير الله – سبحانه وتعالى – هو المتصرف والمدبر لجميع شؤون خلقه. [قال المصحح: وهو المستحق للعبادة وحده، فلا إله حق إلا هو عز وجل] (2).
95 – دُعَاءُ الرُّكُوبِ
__________
(1) أحمد (2/220)، وابن السني برقم (292)، وصححه الألباني في =الأحاديث الصحيحة+ (3/54) رقم (1065)، أما الفأل فكان يعجب النبي ^، ولهذا سمع من رجل كلمة طيبة، فأعجبته فقال: =أخذنا فألك من فيك+، أبو داود [برقم (3917)]، وأحمد، وصححه الألباني في =الصحيحة+ (2/363) عند أبي الشيخ في =أخلاق النبي ^+ (ص 270). (ق).
(2) المصحح].(1/233)
206 - =بِسْمِ اللهِ، الحَمْدُ للهِ { - صدق الله العظيم (- رضي الله عنهم - - ( تمهيد ( - - ( - { - - - - عليه السلام - - } - - رضي الله عنهم - - - - - جل جلاله - - - - - - (- رضي الله عنهم - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - } - ( - (( مقدمة - - - رضي الله عنه -((( الله أكبر ( - ( { ( تم بحمد الله (((( - - ( الله أكبر ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - فهرس - ( { - - عليه السلام - - ( فهرس - - عليه السلام - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - ( - - { - ( - - - } الحَمْدُ لِلَّهِ، الحَمْدُ لِلَّهِِ، الحَمْدُ لِلَّهِِ، اللهُ أكبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ إِنِّي ظَلمْتُ نَفْسِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أنْتَ+(1).
... - صحابي الحديث هو علي بن أبي طالب – رضي الله عنه -.
... قوله: { - صدق الله العظيم (- رضي الله عنهم - - ( تمهيد ( - - ( - { - - - - عليه السلام - - } - - رضي الله عنهم - - - - - جل جلاله - - - - - - (- رضي الله عنهم - - } أي: أسبح الله الذي جعل هذا مسخراً مطيعاً لنا.
... قوله: { - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - } - ( - (( مقدمة - - - رضي الله عنه -((( الله أكبر ( - ( { ( تم بحمد الله } أي: مطيقين، وقيل: مالكين.
... قوله: { - - ( الله أكبر ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - فهرس - ( { - - عليه السلام - - ( فهرس - - عليه السلام - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - ( - - { - ( - - - } أي: راجعون إليه في الآخرة، والانقلاب الانصراف.
... قوله: =إني ظلمت نفسي+ اعتراف بالتقصير والذنب.
96 – دُعَاءُ السَّفَرِ
__________
(1) أبو داود (3/34) [برقم (2602)]، والترمذي (5/510) [برقم (3446)]، وانظر =صحيح الترمذي+ (3/156). (ق).(1/234)
207 - =اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، اللهُ أكْبَرُ، { - صدق الله العظيم (- رضي الله عنهم - - ( تمهيد ( - - ( - { - - - - عليه السلام - - } - - رضي الله عنهم - - - - - جل جلاله - - - - - - (- رضي الله عنهم - - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - } - ( - (( مقدمة - - - رضي الله عنه -((( الله أكبر ( - ( { ( تم بحمد الله (((( - - ( الله أكبر ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - فهرس - ( { - - عليه السلام - - ( فهرس - - عليه السلام - - - رضي الله عنه - تمت قرآن كريم ( - ( - - { - ( - - - } . اللَّهُمَّ إنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا البِرَّ والتَّقْوى، ومِنَ العَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، والخَلِيفَةُ فِي الأهْلِ، اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكآبَةِ المَنْظَرِ، وسُوءِ المُنْقَلَبِ فِي المَالِ والأهْلِ+، وإذَا رَجَعَ قَالَهُنَّ وزَادَ فِيهِنَّ: =آيبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ+(1).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.
... قوله: =أنت الصاحب+ أي: الملازم، أراد بذلك مصاحبة الله تعالى إياه بالعناية والحفظ؛ وذلك أن الإنسان أكثر ما يبغي الصحبة في السفر؛ يبغيها للاستئناس بذلك، والاستظهار به، والدفاع لما ينوبه من النوائب، فنبه بهذا القول على أحسن الاعتماد عليه، وكمال الاكتفاء به عن كل صاحب سواه.
... قوله: =والخليفة+ أي: الذي ينوب عن المستخلف فيما يستخلفه فيه؛ والمعنى: أنت الذي أرجوه، وأعتمد عليه في غيبتي عن أهلي، أن تلم شعثهم، وتداوي سقمهم، وتحفظ عليهم دينهم وأمانتهم.
__________
(1) مسلم (2/998) [برقم (1342)]. (ق).(1/235)
... قوله: =من وعثاء السفر+ أي: مشقته، أخذ من الوعث؛ وهو المكان السهل، الكثير الدهس، الذي يتعب الماشي، ويشق عليه.
... قوله: =وكآبة المنظر+ الكابة والكآبة والكأب: سوء الهيئة، والانكسار من الحزن؛ والمراد منه: الاستعاذة من كل منظر يعقب الكآبة.
... قوله: =وسوء المنقلب+ وهو الانقلاب بما يسوءه، بأن ينقلب في سفره بأمر يكتب منه مما أصابه في سفره، أو مما قدم عليه في نفسه وذويه وماله وما يصطفيه، والمنقلب هو المرجع.
... قوله: =وإذا رجع+ أي: من السفر.
... قوله: =قالهن+ أي: قال هذه الكلمات، =وزاد فيهن: آيبون+ أي: راجعون بالخير، من آب إذا رجع؛ أي: نحن آيبون، و=تائبون+ من الذنب، و=عابدون+ أي: مخلصون =لربنا+ وله =حامدون+ على ما أنعم به علينا.
97 – دُعَاءُ دُخُولِ القَرْيَةِ أوِ البَلْدَةِ
208 - =اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ ومَا أظْلَلْنَ، ورَبَّ الأرْضِينَ السَّبْعِ ومَا أقْلَلْنَ، ورَبَّ الشَّيَاطِينِ ومَا أضْلَلْنَ، ورَبَّ الرِّيَاحِ ومَا ذَرَيْنَ، أسْأَلُكَ خَيْرَ هَذِهِ القَرْيَةِ وخَيْرَ أهْلِهَا، وخَيْرَ مَا فِيهَا، وأعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وشَرِّ أهْلِهَا، وشَرِّ مَا فِيْهَا+(1).
... - صحابي الحديث هو صهيب بن سنان الرومي رضي الله عنه.
... قوله: =وما أظللن+ من الإظلال؛ والمراد منه كل شيء السماوات مكتنفة به، قال ابن الأثير رحمه الله: =أظلت السماء الأرض؛ أي: ارتفعت عليها، فهي لها كالظلة+.
... قوله: =وما أقللن+ من الإقلال، وهو الارتفاع والاستبداد؛ والمراد منه كل شيء تستبد به الأرض، ويستعمل به مما عليه من المخلوقات.
__________
(1) الحاكم وصححه ووافقه الذهبي (2/100)، وابن السني برقم (524)، وحسنه الحافظ في تخريج الأذكار (5/154)، قال ابن باز: ورواه النسائي في عمل اليوم والليلة برقم (547 – 548)] بإسناد حسن، انظر: تحفة الأخيار (ص 37). (ق).(1/236)
... قوله: =وما أضللن+ من الإضلال، وهو الحمل على الضلال، وهو ضد الهدى.
... قوله: =وما ذرين+ أي: ما أطارته.
... قوله: =خير هذه القرية+ أي: السلامة فيها.
... قوله: =وخير أهلها+ أي: الاجتماع مع العلماء والصالحين والتعرف بهم.
... قوله: =وخير ما فيها+ من العلم والحكمة، وكل الأمور الراجعة إلى المنافع الدينية والدنيوية.
... قوله: =وأعوذ بك من شرها..+ إلى آخره يفسر بعكس ما ذكر في الخير.
98 – دُعَاءُ دُخُولِ السُّوقِ
209 - =لَا إلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، يُحْيِي وَيُمِيتُ، وَهُوَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، بِيَدِهِ الخَيْرُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ+(1).
... - صحابي الحديث هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
... وجاء فيه؛ قوله ^: =من دخل السوق، فقال:...، كَتبَ الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، ورفع له ألف ألف درجة+.
... قوله: =من دخل السوق+ أي: سوقاً من الأسواق.
... قوله: =يحيي ويميت+ أي: المتصرف في ملكه كيف يشاء، تارة بالإحياء وتارة بالإماتة، وهو قادر على ذلك، ولا يعجزه معجز، ولا يمنعه مانع.
... قوله: =وهو حي لا يموت+ يعني: لا يعتريه آفة الموت، بل هو حي قيوم، أبدي سرمدي، لم يزال ولا يزال.
... قوله: =بيده الخير+ من باب الاكتفاء؛ تقديره: بيده الخير والشر؛ لأن الخير والشر كله من الله تعالى، ولكن طوى ذكر الشر تأدباً حتى لا ينسب إليه الشر، وإن كان في الحقيقة جميع الأشياء منه سبحانه وتعالى.
... قوله: =وهو على كل شيء قدير+ أي: قدير على الإحياء والإماتة، والخير والشر، وغير ذلك من جميع الأشياء.
__________
(1) الترمذي (5/291) [برقم (3429)]، والحاكم (1/538)، وابن ماجه، برقم (2235)، وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجة (2/21)، وفي صحيح الترمذي (3/152). (ق).(1/237)
... قوله: =كتب له ألف ألف حسنة+ أي: في ديوانه وصحيفته، التي بيد الكرام الكاتبين، وكذلك مُحِيَ عنه من ديوانه ألف ألف سيئة.
... قوله: =ورفع له ألف ألف درجة+ أي: في الجنة؛ ومعنى رفع الدرجة: هو إعطاؤه من المنازل التي فوق منزلته، التي حصلت له قبل هذا القول؛ لأن ارتفاع المنازل والدرجات، وزيادتها بارتفاع الأعمال وزيادتها.
... والحكمة في حصول هذا الأجر العظيم؛ كأنه لما كان أهل السوق مشتغلين بالتجارات والمكاسب، وهم في غفلة عن ذكر ربهم، بل أكثرهم مبتلون بالأيمان الفاجرة والكذبات، وكان هذا بينهم ممن ذكر الله تعالى، واشتغل بأمر الآخرة مخالفة لهم، وتعظيماً لربه عز وجل، لا جرم حصل له هذا الأجر العظيم، وما ذلك على الله بعزيز، ويختص برحمته من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، وباعتبار أن هذه الكلمات مشتملة على التهليل والتوحيد والثناء على الله تعالى بالصفات الجميلة.
99 – الدُّعَاءُ إذَا تَعِسَ المَرْكُوبُ
210 - = بِسْمِ اللَّهِ+(1).
... - صحابي الحديث هو أسامة بن عُمَير رضي الله عنه.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله رضي الله عنه: كنت رديف النبي ^ فعثرت دابته، فقلت: تعس الشيطان، فقال: =لا تقل تعس الشيطان، فإنك إذا قلت ذلك، تعاظم، حتى يكون مثل البيت، ويقول: بقوتي، ولكن قل: بسم الله؛ فإنك إذا قلت ذلك، تصاغر، حتى يكون مثل الذباب+.
... قوله: =فعثرت+ أي: زلقت.
... قوله: =تعس الشيطان+ أي: هلك، وقيل: سقط، وقيل: عثر، وقيل: لزمه الشر.
... قوله: =تَعَاظَم+ وتَعَاظُم الشيطان، وكونه مثل البيت قد يكون بالحجم أو يكون كناية عن فرحه ونخوته.
... قوله: =تصاغر+ وتصاغره كذلك؛ قد يكون بالحجم أو كناية عن ذله وقهره.
... واعلم أن ذكر =اسم الله+ يذيب الشيطان، كما يذيب الماءُ الملحَ.
100 – دُعَاءُ المُسَافِرِ للمُقِيمِ
__________
(1) أبو داود (4/296) [برقم (4982)]، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (3/941). (ق).(1/238)
211 - =أَسْتَوْدِعُكُمُ اللهَ، الَّذِي لَا تَضِيعُ وَدَائِعُهُ+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... وجاء فيه، قوله ^: =من أراد أن يسافر فليقل لمن يُخَلِّف:...+.
... قوله: =فليقل لمن يخلف+ أي: من أهله وأحبابه.
... قوله: =أستودعكم الله+ أي: أستحفظكم الله تعالى؛ أجعلكم في حفظ الله تعالى ورعايته.
... قوله: =ودائعه+ جمع وديعة، والوديعة في الأصل اسم للمال المتروك عند أحد، من الودع وهو الترك.
101 – دُعَاءُ المُقِيْمِ للمُسَافِر
212 – (1) =أَسْتَودِعُ اللهَ دِيْنَكَ، وَأَمَانَتَكَ، وَخَوَاتِيمَ عَمَلِكَ+(2).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.
... وجاء فيه؛ قال سالم بن عبدالله بن عمر: كان ابن عمر رضي الله عنهما يقول للرجل إذا أراد سفراً: ادْنُ مني أودعك كما كان رسول الله ^ يودعنا، فيقول:...
... قال الإمام الخطابي رحمه الله: =الأمانة هنا: أهله ومن يخلفه، وماله الذي عند أمينه، قال: وَذَكَر الدين هنا؛ لأن السفر مظنة المشقة، فربما كان سبباً لإهمال بعض أمور الدين+.
213 - (2) =زَوَّدَكَ اللهُ التَّقْوَى، وَغَفَرَ ذَنْبَكَ، ويَسَّرَ لَكَ الخَيْرَ حُيْثُمَا كُنْتَ+(3).
... - صحابي الحديث هو أنس بن مالك رضي الله عنه.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله رضي الله عنه: جاء رجل إلى النبي ^، فقال: يا رسول الله، إني أريد سفراً، زودني، فقال: =زودك الله التقوى+، قال: زدني، قال: =وغفر ذنبك+، قال: زدني. قال: =ويسر لك الخير حيثما كنت+.
__________
(1) أحمد (2/403)، وابن ماجة (2/943) [برقم (2825)]، وانظر =صحيح ابن ماجة+ (2/133). (ق).
(2) أحمد (2/7)، والترمذي (5/499) [برقم (3443)]، وانظر صحيح الترمذي (2/155). (ق).
(3) الترمذي [برقم (3444)]، وانظر =صحيح الترمذي+ (3/155). (ق).(1/239)
... في هذا الحديث أيضاً تنبيه على أن الذي يودع المسافر مخير بين أن يقول مثل ما ذكر في حديث ابن عمر، وبين أن يقول مثل ما ذكر في هذا الحديث، والأولى أن يجمع بينهما؛ فيقول هذا تارة وهذا تارة.
... قوله: =زودك الله التقوى+ دعاء في صورة الإخبار؛ معناه: اللَّهُمَّ زوده التقوى، وكذلك التقدير في =غفر ذنبك+، و=يسر لك الخير+.
... قوله: =حيثما كُنْتَ+ أي: في سفرك وحضرك.
... وإنما قدم التقوى في الدعاء؛ لأن التقوى أصل في جميع الأشياء، فالعبد الموفق هو المتقي؛ فكأنه ^ أشار إلى السفر لما كان مظنة المشقة، وربما يحصل من المسافر تقصيره [في] العبادة، وكلام سخيف، ومجادلة مع الرفقة، فدعا له بأن يزوده التقوى؛ أي: الحفظ والصيانة من هذه الأشياء، والصبر على إقامة فرائض الله تعالى.
102 – التَّكْبِيْرُ والتَّسْبِيحُ فِي سَيْرِ السَّفَرِ
214 – قال جابر رضي الله عنه: =كُنَّا إذَا صَعَدْنَا كَبَّرْنَا، وَإذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنَا+(1).
... قوله: =كنا إذا صعدنا كبرنا+ أي: كنا كلما صعدنا الأماكن المرتفعة من الأرض، قلنا: الله أكبر.
... قوله: =وإذا نزلنا سبحنا+ أي: كنا كلما نزلنا الأماكن المنخفضة من الأرض، قلنا: سبحان الله.
... والتكبير عند الارتفاع استشعار لكبرياء الله تعالى وعظمته، والتسبيح عند الانخفاض استشعار لتنزيه الله تعالى عن كل نقص.
103 – دُعَاءُ المُسَافِرِ إذَا أسْحَرَ
215 - =سَمَّعَ سَامِعٌ بِحَمْدِ اللَّهِ، وَحُسْنِ بَلائِهِ عَلَيْنَا، رَبَّنَا صَاحِبْنَا، وَأفْضِلْ عَلَيْنَا عَائِذاً بِاللهِ مِنَ النَّارِ+(2).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... قوله: =سمَّع سامع+ قال النووي رحمه الله: =روي بوجهين: أحدهما فتح الميم وتشديدها، والثاني كسرها مع تخفيفها+.
__________
(1) البخاري مع الفتح (6/135) [برقم (2993)]. (ق).
(2) مسلم (4/2086) [برقم (2718)]. (ق).(1/240)
... ومعنى سَمِعَ سَامِعٌ: أي: شهد شاهدٌ على حمدنا لله تعالى على نعمه وحسن بلائه.
... ومعنى سَمَّعَ سامعٌ: بلَّغ سامع قولي هذا لغيره، وقال مثله تنبيهاً على الذكر في السحر والدعاء.
... قوله: =ربنا صاحبنا وأفضل علينا+ أي: احفظنا وأفضل علينا بجزيل نعمك، واصرف عنا كل مكروه.
... [قال المصحح: معية الله تعالى معيَّتان:معية عامة لجميع المخلوقات وهي: العلم، والاطلاع، والقدرة، والإحاطة، ومعية خاصة بالمؤمنين، والمتقين، والصابرين، وهي: الحفظ، والتوفيق، والتسديد، والنُّصرة والإعانة، والله تعالى في جميع الأحوال على عرشه مستوٍ عليه استواء يليق بجلاله، ومع ذلك لا يخفى عليه شيء فطلب المصاحبة في السفر هو طلب للمعية الخاصة، والله تعالى الموفق] (1).
... قوله: =عائذاً بالله من النار+ منصوب على الحال؛ أي: أقول هذا في حال استعاذتي واستجارتي بالله من النار.
104 – الدُّعَاءُ إذَا نَزَل مَنْزِلاً فِي سَفرٍ أوْ غَيْرِهِ
216 - =أعُوْذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ+(2).
... - صحابية الحديث هي خولة بنت حكيم رضي الله عنها.
... والحديث بتمامه؛ هو قوله ^: =من نزل منزلاً، ثم قال: =أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء، حتى يرتحل من منزله ذلك+.
... والمراد: أنه إذا نزل منزلاً وقال فيه الدعاء المذكور؛ لا يزال في حفظ الله تعالى حتى يرتحل منه.
105 – ذِكْرُ الرُّجُوعِ مِنَ السَّفَرِ
__________
(1) المصحح].
(2) مسلم (4/2080) [برقم (2708)]. (ق).(1/241)
217 – يُكَبِّرُ عَلَى كُلِّ شَرَفٍ ثَلاثَ تَكْبيرَاتٍ، ثُمَّ يَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ، وهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ، آيبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وهَزَمَ الأحْزَابَ وَحْدَه+(1).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.
... وجاء فيه؛ قوله رضي الله عنه: أن رسول الله ^ كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة:...
... قوله: =قفل+ أي: رجع.
... قوله: =يكبر على كل شرف+ أي: عالي ومرتفع، =ثلاث تكبيرات+؛ قال المهلب رحمه الله: =تكبيره ^ عند الارتفاع استشعار لكبرياء الله عز وجل، أنه أكبر من كل شيء+.
... قوله: =آيبون+ أي: راجعون.
... قوله: =صدق الله وعده+ أي: في إظهار الدين، وكون العاقبة للمتقين، وغير ذلك من وعده سبحانه إنه لا يخلف الميعاد.
... قوله: =وهزم الأحزاب وحده+ أي: من غير قتال من الآدميين؛ والمراد الأحزاب الذين اجتمعوا يوم الخندق، وتحزبوا على رسول الله ^، فأرسل الله تعالى عليهم ريحاً وجنوداً لم يروها، وقيل: يحتمل أن المراد أحزاب الكفر في جميع الأيام والمواطن، والله أعلم.
106 – مَا يَقُولُ مَنْ أتَاهُ أمْرٌ يَسُرُّهُ أوْ يَكْرَهُهُ
218 – كَانَ ^ إذَا أَتَاهُ الأمْرُ يَسُرُّهُ، قَالَ: =الحَمْدُ للهِ الَّذِي بِنِعْمَتهِ تَتِمُّ الصَّالِحَاتُ+، وإذَا أتَاهُ الأمْرُ يَكْرَهُهُ، قَالَ: =الحَمْدُ للهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ+(2).
... - صحابية الحديث هي عائشة رضي الله عنها.
__________
(1) البخاري (7/163) [برقم (1797)]، ومسلم (2/980) [برقم (1344)]. (ق).
(2) أخرجه ابن السني في =عمل اليوم والليلة+ [برقم (378)]، والحاكم وصححه (1/499)، وصححه الألباني في =صحيح الجامع+ (4/201) [برقم (4640)]. (ق).(1/242)
... قوله: =بنعمته+ المراد من النعمة هاهنا النعمة الخاصة، وهي رؤية الشيء الذي يسره؛ ورؤية الشخص ما يحبه ويسره نعمة؛ فلأجل ذلك قال: =بنعمته تتم الصالحات+ أي: الأشياء الصالحات؛ وهي تتناول كل شيء صالح من الدنيا والآخرة.
... قوله: =وإذا أتاه الأمر يكرهه+ ويبغضه، قال: =الحمد لله على كل حال+ يعني: في السراء والضراء، والفرح والترح، والفقر والغنى، والصحة والمرض...، وجميع الأحوال والأفعال والأوقات.
... ففي الأول خص الحمد على شيء، وفي الثاني عممه، رعاية لمقتضى المقام والمقال.
... وفيه دليل على أن العبد ينبغي أن يحمد لله تعالى في جميع الأحوال، في حالة السراء وحالة الضراء.
107 – فَضْلُ الصَّلاةِ عَلَى النَّبيِّ ^
219 – (1) قَالَ ^: =مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْراً+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... قال سفيان الثوري، وغير واحد من أهل العلم: =صلاة الرب الرحمة، وصلاة الملائكة الاستغفار+.
... وقال البخاري في =صحيحه+: =قال أبو العالية: صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء+
... [قال المصحح: وهذا هو الصواب] (2).
... وقال ابن عباس رضي الله عنه: =يصلون؛ يبركون+؛ أي: يدعون له بالبركة.
... قال القاضي رحمه الله: معناه رحمته وتضعيف أجره؛ كقوله تعالى:
{ صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -( - - - رضي الله عنهم - صدق الله العظيم ( { - عليه السلام - - - - - عليه السلام -- رضي الله عنه -( - - - ( - (( - - - - ( ( - ((- رضي الله عنه -( - - رضي الله عنهم - - ( - - - الله ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - } قال: وقد تكون الصلاة على وجهها وظاهرها تشريفاً له بين الملائكة؛ كما جاء في الحديث: =وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم+.
__________
(1) أخرجه مسلم (1/288) [برقم (408)]. (ق).
(2) المصحح].(1/243)
220 – (2) وَقَالَ ^: =لَا تَجْعَلُوا قَبْرِي عيداً وَصَلُّوا عَلَيَّ؛ فَإِنَّ صَلاتَكُمْ تَبْلُغُنِي حَيْثُ كُنْتُمْ+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... قوله: =عيداً+ العيد ما يعاد إليه؛ أي: لا تجعلوا قبري عيداً تعودون إليه متى أردتم أن تصلوا عليَّ.
... قوله: =وصلوا علي؛ فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم+ أي: لا تتكلفوا المعاودة إليَّ، فقد استغنيتم بالصلاة علي حيث كنتم.
... وظاهره أنهم كانوا يظنون أن دعاء الغائب له ^ لا يصل إليه.
... قال ابن تيمية رحمه الله: =الحديث يشير إلى أن ما ينالني منكم من الصلاة والسلام يحصل مع قربكم من قبري وبعدكم عنه، فلا حاجة بكم إلى اتخاذه عيداً+.
... وقال أيضاً: =وفي الحديث دليل على منع شد الرحال إلى قبره ^ وإلى قبر غيره من القبور والمشاهد؛ لأن ذلك من اتخاذها أعياداً+.
221 – (3) وقَالَ ^: =البَخِيْلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ+(2).
... - صحابي الحديث هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
... قال ملا علي القاري رحمه الله: =فمن لم يصل عليه فقد بخل ومنع نفسه من أن يكتال بالمكيال الأوفى، فلا يكون أحد أبخل منه+.
... قال المناوي رحمه الله: =فلم يُصَلِّ عليّ+؛ لأنه بخل على نفسه حيث حرمها صلاة الله عليه عشراً إذا هو صلى واحدة+.
222 – (4) وقَالَ ^: =إنَّ للهِ مَلائكةً سَيَّاحِينَ فِي الأَرْضِ، يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلامَ+(3).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن مسعود رضي الله عنه.
__________
(1) أبو داود (2/218) [برقم (2042)]، وأحمد (2/367)، وصححه الألباني في صحيح أبي داود (2/383). (ق).
(2) الترمذي (5/551) [برقم (3546)] وغيره، وانظر: صحيح الجامع (3/25) [برقم (2787)]، وصحيح الترمذي (3/177). (ق).
(3) النسائي [(3/43)]، والحاكم (2/421)، وصححه الألباني في صحيح النسائي (1/274). (ق).(1/244)
... قوله: =سياحين+ صفة مبالغة للملائكة؛ يقال: ساح في الأرض إذا ذهب فيها، وأصله من السيح، وهو الماء الجاري المنبسط على الأرض.
... فيه حثٌّ على الصلاة والسلام عليه، والتعظيم له ^ والإجلال لمنزلته حيث سخر الملائكة الكرام لهذا الشأن الفخم.
223 – (5) وَقَالَ ^: =مَا مِنْ أحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ، إلاَّ رَدَّ اللهُ عَلَيَّ رُوْحِي، حَتَّى أرُدَّ عَلَيْهِ السَّلامَ+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... قال البيهقي رحمه الله: =الأنبياء بعدما قُبِضُوا رُدَّتْ إليهم أرواحهم، فهم أحياء عند ربهم+.
... وقال أيضاً: =وقوله: =رد الله عليَّ روحي+ معناه والله أعلم إلا وقد رد الله علي روحي، فأرد عليه السلام، فأحدث الله عوداً على بدء+.
... وقال العظيم آبادي رحمه الله في =عون المعبود+: =وقاعدة العربية أن جملة الحال إذا صدرت بفعل ماض قدرت فيه؛ كقوله تعالى: { (- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - ( المحتويات ( - - صلى الله عليه وسلم -(( - - - رضي الله عنهم - - ( المحتويات - عليه السلام - - (( - مقدمة ( المحتويات ( - ( - - صلى الله عليه وسلم -( - (( } أي: قد حصرت، وكذا هاهنا يقدر قد، والجملة ماضية سابقة على السلام الواقع من كل أحد، وحتى ليست للتعليل، بل لمجرد العطف، بمعنى الواو؛ فصار تقدير الحديث: ما من أحد يُسَلِّمُ عليَّ إلَّا قد رد الله علي روحي قبل ذلك وأرد عليه، والله أعلم+.
108 – إِفْشَاءُ السَّلاَمِ
224 – (1) قَالَ رَسُولُ اللهِ ^: =لاَ تَدْخُلُوا الجَنَّة حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَوَلَا أدُلُّكُمْ عَلَى شَيءٍ إذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلامَ بَيْنَكُمْ+(2).
__________
(1) أبو داود برقم (2041)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (1/283). (ق).
(2) مسلم (1/74) [برقم (54)]، وغيره. (ق).(1/245)
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... إن إفشاء السلام سببٌ لوقوع المحاببة؛ لأن السلام لا يكون إلا من صفاء القلب، والتواضع والمسكنة، فكل من عنده صفاء القلب، والتواضع والمسكنة، يحبه الناس؛ ألا ترى أن الظَلمة المتكبرين لا يسلمون على الناس إلا قليلاً، وذلك من كبرهم وافتخارهم، فلا جرم أن الناس يبغضونهم، فيكون تركهم السلام سبباً للعداوة والبغضاء.
... قوله: =أفشوا+ من الإفشاء؛ وهو الإشاعة والإكثار، وفيه الحث العظيم على إفشاء السلام، وبذله للمسلمين كُلهم، من تعرفه ومن لم تعرفه.
... والسلام أول أسباب التآلف، ومفتاح استجلاب المودة، ومن إفشائه تمكن ألفة المسلمين بعضهم لبعض، وإظهار شعارهم المميز لهم عن غيرهم من أهل الملل، مع ما فيه من رياضة النفس، ولزوم التواضع، وإعظام حرمات المسلمين.
225 – (2) =ثَلاثٌ مَنْ جَمَعَهُنَّ فَقَدْ جَمَعَ الإيْمَانَ: الإنْصَافُ مِنْ نَفْسِكَ، وبَذْلُ السَّلاَمِ للعَالَمِ، والإنْفَاقُ مِنَ الإِقْتَارِ+(1).
... هذا أثر عن عمار بن ياسر رضي الله عنه.
... قوله: =ثلاث+ أي: ثلاث خصال =من جمعهن فقد جمع الإيمان+ أي: فقد جمع فضائل الإيمان وخصائله.
... قوله: =الإنصاف من نفسك+ وهو الأول؛ فإن الإنصاف يقتضي أن يؤدي إلى الله جميع حقوقه، وما أمره به، ويجتنب ما نهاه عنه، وأن يؤدي إلى الناس حقوقهم، ولا يطلب ما ليس له، وأن ينصف أيضاً، فلا يوقعها في قبيح أصلاً.
... قوله: =بذل السلام للعالم+ وهو الثاني؛ فمعناه لجميع الناس، وهذا يتضمن أن لا يتكبر على أحد، وأن لا يكون بينه وبين أحد جفاء، يمتنع بسببه من السلام عليه.
__________
(1) البخاري مع الفتح (1/82) [قبل حديث رقم (28)]. (ق).(1/246)
... قوله: =الإنفاق من الإقتار+ وهو الثالث؛ أي: التضييق عليه في الرزق، يقال: أقتر الله رزقه؛ أي: ضيقه وقلله؛ والإنفاق من الإقتار يقتضي كمال الوثوق بالله تعالى، والتوكل عليه، والسعة على المسلمين.. وغير ذلك.
226 – (3) وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبيَّ ^ أَيُّ الإِسْلامِ خَيْرٌ؟ قَالَ: =تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ ومَنْ لَمْ تَعْرِف+(1).
... قوله: =أي الإسلام خير+ أي: أيُّ آداب الإسلام؟ وأيُّ خصال أهله خير؟ وإنما قال: =تطعم الطعام...+ ولم يقل: إطعام الطعام، وإلقاء السلام؛ ليعلم بذلك أن الناس متفاوتون في تلك الخصال على حسب أوضاعهم ومراتبهم في المعارف، وأن الخصلتين المذكورتين تناسبان حال السائل، وأنهما خير له بالنسبة إليه لا إلى سائر المسلمين، أو نقول: إنه ^ أجاب عن سؤاله بإضافة الفعل إليه ليكون أدعى إلى العمل، والخبر قد وقع موقع الأمر؛ أي: أطعم الطعام، وأقرئ السلام.
... قوله: =تقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف+ أي: تسلم على كل من لقيت، عرفته أم لم تعرفه، ولا تخص به من تعرفه كما يفعل كثير من الناس.
... ثم إن هذا العموم مخصوص بالمسلمين، فلا يسلم ابتداء على الكافر.
109 – كَيْفَ يَرُدُّ السَّلامَ عَلَى الكَافِرِ إذَا سَلَّمَ
227 - =إذَا سَلَّم عَلَيْكُمْ أهْلُ الكِتَابِ؛ فَقُولُوا: وَعَلَيْكُمْ+(2).
__________
(1) البخاري مع الفتح (1/55) [برقم (12)]، ومسلم (1/65)]. برقم (39) (ق).
(2) البخاري مع الفتح (11/42) [برقم (6258)]، ومسلم (4/1705) [برقم (2163)]. (ق).(1/247)
... ولقد جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ردوا السلام على من كان يهودياً أو نصرانياً أو مجوسياً؛ ذلك بأن الله يقول: { - - - ( { - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (( - ( - - ( مقدمة - { } - ( - - رضي الله عنه - - ( - } - قرآن كريم - - - رضي الله عنهم - - - ( - صدق الله العظيم - - ( مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - ( - - - { - ( { ( تم بحمد الله (- صلى الله عليه وسلم -- صلى الله عليه وسلم - - - - - رضي الله عنهم - - - صلى الله عليه وسلم - - - ( - } (1)(2).
... أي: إذا ألقوا عليكم السلام واضحاً بيِّناً؛ فليكن ردكم بالمثل أو أحسن منه، هذا الذي يفهم من قول ابن عباس – رضي الله عنهما – ولأنه الأصل في الآية التي استدل بها – رضي الله عنه -.
... وأما إذا سلموا سلاماً غير واضح، فأمرنا النبي × أن نقول لهم: =وعليكم+.
... قال النبي ×: =إذا سلم عليكم اليهود، فإنما يقول أحدهم: =السام عليكم، فقولوا: وعليك+(3).
... [قال المصحح: والصواب الأخذ بظاهر كلام النبي الكريم ×: =إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم+(4) سواء كان سلامهم واضحاً أو غير واضح] (5).
... وجاء عن عائشة – رضي الله عنها – أنها قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله × فقالوا: السام عليك، ففهمتُها فقلت: عليكم السامُ واللعنةُ، فقال رسول الله: =مهلاً يا عائشة؟ فإن الله يحب الرفق في الأمر كله+، فقلت: يا رسول الله أولم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله ×: =فلقد قلت: وعليكم+(6).
__________
(1) سورة النساء، الآية: 86.
(2) البخاري في =الأدب المفرد+ برقم (1107). (م).
(3) رواه البخاري برقم (6257)، ومسلم برقم (2164). (م).
(4) رواه البخاري برقم (6258)، ومسلم برقم (2163). (المصحح).
(5) المصحح).
(6) رواه البخاري برقم (7256)، ومسلم برقم (2165). (م).(1/248)
... ولقد نهانا النبي ^ أن نبدأهم بالسلام؛ فقال: =لا تبدؤا اليهود ولا النصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروه إلى أضيقه+ – وفي حديث جرير: =إذا لقيتموهم+ ولم يسمِّ أحداً من المشركين(1).
... قوله: =اضطروهم+ أي: ألجئوهم.
110 – الدعاءُ عِنْدَ سَمَاعِ صِيَاحِ الدِّيْكِ ونَهيقِ الحِمَارِ
228 - =إذَا سَمِعْتُمْ صِيَاحَ الدِّيَكَةِ فَاسْألُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ؛ فَإِنَّهَا رَأَتْ مَلَكَاً، وَإذَا سَمِعْتُمْ نَهِيقَ الحِمَارِ فَتَعوَّذُوا بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ؛ فَإِنَّهُ رَأى شَيْطَاناً+(2).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... قوله: =نهيق+ النهيق والنهاق والنهق؛ هو صوت الحمار.
... وقوله: =الديكة+ جمع ديك.
... [أما] الأمر بالاستعاذة عند نهيق الحمار؛ فلحضور الشيطان هناك، فذكر الله تعالى يطرده.
... وأما السؤال من فضل الله تعالى عند صياح الديك؛ فلحضور الملك هناك، فالدعاء أقرب إلى الإجابة في ذلك الوقت؛ لأنه ربما يُؤمِّن الملك على دعائه فيستجيب الله تعالى دعاءه.
111 – الدُّعَاءُ عِنْدَ سَمَاعِ نُبَاحِ الكِلاَبِ بِاللَّيلِ
229 - =إذَا سَمِعْتُمْ نُبَاحَ الكِلاَبِ ونَهِيقَ الحَمِيرِ بِاللَّيْلِ، فَتَعَوَّذُوا مِنْهُنَّ فإنَّهُنَّ يَرَيْنَ مَا لا تَرَوْنَ+(3).
... - صحابي الحديث هو جابر بن عبدالله رضي الله عنهما.
__________
(1) رواه مسلم برقم (2167). (م).
(2) البخاري مع الفتح (6/350) [برقم (3303)]، ومسلم (4/2092) [برقم (2729)]. (ق).
(3) أبو داود (4/327) [برقم (5103)]، وأحمد (3/306)،وصححه الألباني في صحيح أبو داود (3/961). (ق).(1/249)
... وإنما قيد التعوذ إذا سمعوا نباح الكلب ونهيق الحمار بالليل؛ لأن الليل وقت انتشار الشياطين؛ فلذلك قال: =فإنهن يرين+ من الشياطين والجن =ما لا ترون+ أنتم، وأما بالنهار فيمكن أن يكون النباح والنهيق لعلة أخرى، وإن كانت هذه العلة موجودة في الليل، ولكن الغالب في الليل رؤية الشياطين، والحكم يدور على الغالب، والله أعلم.
112 – الدُّعَاءُ لِمَنْ سَبَبْتَهُ
230 – قَالَ ^: =اللَّهُمَّ فَأَ يُّمَا مُؤْمِنٍ سَبَبْتُهُ؛ فَاجْعَلْ ذَلِكَ لَهُ قُرْبَةً إلَيْكَ يَوْمَ القِيَامَةِ+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... قال القاضي عياض رحمه الله: =يحتمل أن يكون ما ذكره من سب ودعاء غير مقصود ولا منوي، ولكن جرى على عادة العرب في دعم كلامها، وصلة خطابها عند الحرج، والتأكيد للعتب، لا على نية وقوع ذلك؛ كقوله: عَقْرَى حَلْقى، وتربت يمينك...، فأشفق من موافقة أمثالها القدر، فعاهد ربه ورغب إليه أن يجعل ذلك القول رحمة وقربة+.
113 – مَا يَقُولُ المُسْلِمُ إذَا مَدَحَ المُسْلِمَ
231 – قَالَ ^: =إذَا كَانَ أحَدُكُمْ مَادِحاً صَاحِبَهُ لاَ مَحَالَةَ؛ فَلْيَقُل: أحْسِبُ فُلاناً: واللهُ حَسِيْبُهُ، وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللهِ أحَداً: أحْسِبُهُ – إنْ كَانَ يَعْلمُ ذَاكَ – كَذَا وكَذَا+(2).
... - صحابي الحديث هو أبو بكرة رضي الله عنه.
... وجاء فيه؛ قوله رضي الله عنه: مدح رجلٌ رجلاً عند النبي ^، فقال ^: =ويحك, قطعت عنق صاحبك، قطعت عنق صاحبك – مراراً – ثم قال:...+.
__________
(1) البخاري مع =الفتح+ (11/171) [برقم (6361)]، ومسلم (4/2007) [برقم (2601)] ولفظه: =فاجعلها له زكاة ورحمة+. (ق).
(2) رواه مسلم (4/2296) [برقم (3000)، والبخاري برقم (2662)]. (ق).(1/250)
... قوله: =قطعت عنق صاحبك+ أي: أهلكته؛ وهذا استعارة من قطع العنق الذي هو القتل لاشتراكهما في الهلاك؛ لكن هلاك هذا الممدوح في دينه، وقد يكون من جهة الدنيا لما يشتبه عليه من حاله بالإعجاب.
... قوله: =ولا أزكي على الله أحداً+ أي: لا أقطع على عاقبة أحد ولا ضميره؛ لأن ذلك مغيب عنا، ولكن أحسب وأظن لوجود الظاهر المقتضي لذلك.
... قال النووي رحمه الله: =وقد جاءت أحاديث كثيرة في الصحيحين بالمدح في الوجه؛ قال العلماء: وطريق الجمع بينها؛ أن النهي محمول على المجازفة في المدح والزيادة في الأوصاف، أو على من يخاف عليه فتنة من إعجاب ونحوه، إذا سمع المدح، وأما من لا يخاف عليه ذلك، لكمال تقواه ورسوخ عقله ومعرفته، فلا نهي في مدحه في وجهه؛ إذا لم يكن فيه مجازفة، بل إن كان يحصل بذلك مصلحة كنشطه للخير، والازدياد منه، والدوام عليه، أو الاقتداء به، كان مستحباً، والله أعلم+.
114 – مَا يَقُولُ المُسْلِمُ إِذَا زُكِّيَ
232 - =اللَّهُمَّ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ، واغْفِر لِي مَا لَا يَعْلَمُونَ [واجْعَلْنِي خَيْراً مِمَّا يَظُنُّونَ]+ (1).
... - هذا أثر عن الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
... قال عدي بن أرطأة رحمه الله: =كان الرجل من أصحاب النبي ^ إذا زُكِّي, قال:...+.
... قوله: =إذا زُكِّي+ أي: وُصِف بالأوصاف الحسنة وأثني عليه.
... قوله: =لا تؤاخذني+ أي: لا تعاقبني.
... قوله: =بما يقولون+ أي: من ثناء ووصف لي بالحسن والخير.
... قوله: =واغفر لي ما لا يعلمون+ أي: مما ارتكبته من الذنوب والآثام.
__________
(1) البخاري في الأدب =المفرد+ برقم (761)، وصحح إسناده الألباني في =صحيح الأدب المفرد+ برقم (585)، وما بين المعكوفتين زيادة للبيهقي في =شعب الإيمان+ (4/228) من طريق آخر. (ق).(1/251)
... فيه دليل على عظم خُلُق الصحابة؛ وأنهم لا يغرهم ولا يضرهم مدح المادحين، ومعرفتهم لقدر أنفسهم، واعترافهم بذنوبهم وتقصيرهم، وأنهم محتاجون إلى مغفرة الله تعالى ورحمته وإحسانه.
115 – كَيْفَ يُلَبِّي المُحْرِمُ فِي الحَجِّ أَوِ العُمْرَةِ
233 - =لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لبَّيْكَ، لَبَّيْكَ لا شَرِيْكَ لَكَ لَبَّيْكَ، إنَّ الحَمْدَ، والنِّعْمَةَ، لَكَ والمُلْكَ، لا شَرِيْكَ لَكَ+(1).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عمر رضي الله عنه.
... قوله: =لبيك اللهم لبيك+ معناه: إجابة بعد إجابة ولزوماً لطاعتك، وقيل: اتجاهي وقصدي إليك، وقيل: أنا مقيم على إجابتك وطاعتك، وقيل: قرباً منك وطاعة إليك.
116 – التَّكْبيرُ إذَا أتَى الرُّكْنَ الأسْوَدَ
234 - =طَافَ النَّبيُّ ^ بالبَيْتِ عَلَى بَعِيرٍ، كُلَّمَا أتَى الرُّكْنَ أشَارَ إلَيْهِ بِشَيءٍ عِنْدَهُ وَكَبَّرَ+(2).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عباس رضي الله عنهما.
... قوله: =الركن+ أي: الذي فيه الحجر الأسود.
... قوله: =بشيء عنده+ هو المِحْجَن؛ وهو عصا محنية الرأس.
117 – الدُّعَاءُ بَيْنِ الرُّكْنِ اليَمَانِي والحَجَرِ الأسْوَدِ
__________
(1) البخاري مع =الفتح+ (3/408) [برقم (1549)]، ومسلم (2/841) [برقم (1184)]. (ق).
(2) البخاري مع الفتح (1/476) [برقم (1612)]. (ق).(1/252)
235 - = { - - - - جل جلاله -( - - عليه السلام - - - - - جل جلاله -( - - - عليه السلام -( - (( - - عليه السلام - - ( الله أكبر - - - - - - { - عليه السلام - - - - - مقدمة - ((- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - عليه السلام - - ( - - - رضي الله عنهم - - - - { - عليه السلام - - - - - مقدمة - - - جل جلاله -( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - - - - - رضي الله عنه -( ( - - } - - - - } (1)+(2).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن السائب رضي الله عنه.
... قوله: { - - - - جل جلاله -( - - عليه السلام - - - - - جل جلاله -( - - - عليه السلام -( } أي: أعطنا.
... قوله: { - (( - - عليه السلام - - ( الله أكبر - - - - - - { - عليه السلام - - - - - مقدمة } أي: العلم والعمل، أو العفو والعافية، والرزق الحسن، أو الحياة الطيبة، أو القناعة، أو ذرية صالحة.
... قوله: { - ((- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( - - عليه السلام - - ( - - - رضي الله عنهم - - - - { - عليه السلام - - - - - مقدمة } أي: المغفرة والجنة والدرجة العالية، أو مرافقة الأنبياء، أو الرضاء، أو الرؤية أو اللقاء.
... قوله: { - - - جل جلاله -( - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - } أي: احفظنا.
... قوله: { - - - - - - رضي الله عنه -( ( - - } - - - - } أي: شدائد جهنم؛ من حرها، وزمهريرها – شدة بردها -، وسموموها – ريحها الحارة – وجوعها، وعطشها، ونتنها، وضيقها...
118 – دُعَاءُ الوُقُوفِ عَلَى الصَّفَا والمَرْوَةِ
__________
(1) أبو داود (2/179) [برقم (1892)] وأحمد، (3/411)، والبغوي في شرح السنة (7/128)، وحسَّنه الألباني في =صحيح أبي داود+ (1/354). (ق).
(2) سورة البقرة, الآية: 201.(1/253)
236 - =لَمَّا دَنَا ^ مِنَ الصَّفَا قَرَأ: { } تمت ( { - - ( - ( - - - فهرس - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنهم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - (( - - - رضي الله عنهم -( - { ( - - - } =أبْدَأ بِمَا بَدَأَ اللهُ بِهِ+ فَبَدأ بالصَّفَا، فَرَقِيَ عَلَيْهِ، حَتَّى رَأَى البَيْتَ، فاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ، فَوَحَّدَ اللهَ، وَكَبَّرَهُ، وَقَالَ: =لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ ولَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ، لَا إلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ، ثُمَّ دَعَا بَيْنَ ذَلِكَ، قَالَ مِثْلَ هَذَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ...، الحَديْثُ، وَفيهِ: فَفَعَلَ عَلَى المَرْوَةِ كَمَا فَعَلَ عَلَى الصَّفَا+(1).
... - صحابي الحديث هو جابر بن عبدالله رضي الله عنهما.
__________
(1) مسلم (2/888) [برقم (1218)]. (ق).(1/254)
... ولتمام الفائدة أذكر الحديث بطوله؛ وهو قوله رضي الله عنه: قدم رسول الله ^ حاجّاً، فَقَدِمَ المدينة بَشَرٌ كثيرٌ، كلُّهم يلتمس أن يَأْتمَّ برسول الله ^، ويعمل مثل عمله، فخرجنا معه، حتى أتينا ذا الحُلَيْفَةِ، فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر، فأرسلت إلى رسول الله ^: كيف أصنع؟ قال: =اغتسلي، واسْتَثْفِري بثوب وأحرمي+، فصلى رسول الله ^ في المسجد، ثم ركب القَصْواءَ، حتى إذا استوت به ناقته على البيداء، نظرتُ إلى مَدِّ بصري بين يديه، من راكب وماشٍ وعن يمينه مثل ذلك، وعن يساره مثل ذلك، ومن خلفه مثل ذلك، ورسول الله ^ بين أظهرنا، وعليه ينزل القرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به، فَأَهَلَّ بالتوحيد: =لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد، والنعمة، لك والمُلْكَ، لا شريك لك+، وأهلَّ الناس بهذا الذي يُهِلُّونَ به، فلم يَرُدَّ رسول الله ^ عليهم شيئاً منه، ولزم رسول الله ^ تلبيته، قال جابر رضي الله عنه: لسنا ننوي إلا الحج، لسنا نعرف العمرة، حتى إذا أتينا البيت معه، استلم الركن فرَمَل ثلاثاً ومشى أربعاً، ثم تقدَّم إلى مقام إبراهيم عليه السلام، فقرأ: { } - - صلى الله عليه وسلم -( - ( - ( تم بحمد الله - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( الله - - { } تم بحمد الله - بسم الله الرحمن الرحيم (( - } - عليه السلام - - ( - ( { - - - - (( تم بحمد الله } (1) فجعل المقام بينه وبين البيت، كان يقرأ في الركعتين { ( - ( - - عليه السلام - قرآن كريم ( - ( - - - ( - - مقدمة - صلى الله عليه وسلم - - } و { ( - ( - - { - - - - صلى الله عليه وسلم - - ((- رضي الله عنه - - - - - صلى الله عليه وسلم -( - ((( - تمهيد ( - - - } ثم رجع إلى الركن فاستلمه، ثم خرج من الباب إلى الصفا، فلما دنا من الصفا قرأ: { } تمت ( { - - ( -
__________
(1) سورة البقرة, الآية: 125.(1/255)
( - - - فهرس - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم -( - - رضي الله عنهم - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - صدق الله العظيم ( تم بحمد الله ( - (( - - - رضي الله عنهم -( - { ( - - - } (1) =أبدأ بما بدأ الله به+ فبدأ بالصفا، فرقي عليه، حتى رأى البيت فاستقبل القبلة، فَوَحَّدَ الله، وَكَبَّرهُ، وقال: =لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده+، ثم دعا بين ذلك، قال مثل هذا ثلاث مرات، ثم نزل إلى المروة، حتى إذا انْصَبَّتْ قدماه في بطن الوادي سعى، حتى إذا صعدتا مشى، حتى أتى المروة، ففعل على المروة كما فعل على الصفا، حتى إذا كان آخر طوافه على المروة، فقال: =لو أني استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي، وجعلتها عمرة، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل، وليجعلها عمرة+، فقام سُراقَةَ بن مالك بن جُعْشُمٍ، فقال: يا رسول الله! أَلِعَامِنا هذا أم لأبدٍ؟ فشبك رسول الله ^ أصابعه واحدة في الأخرى، وقال: =دخلت العمرة في الحج+ مرتين =لا بل لأبد أبد+ وقدم عليٌّ من اليمن ببدن النبي ^، فوجد فاطمة رضي الله عنها ممن حل، ولبست ثياباً صبيغاً، واكتحلت، فأنكر ذلك عليها، فقالت: إن أبي أمرني بهذا، قال: فكان علي يقول بالعراق: فذهبت إلى رسول الله ^ محرشاً على فاطمة، للذي صنعت، مستفتياً لرسول الله ^ فيما ذكرت عنه، فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها، فقال: =صدقتْ صدقتْ، ماذا قلت حين فرضت الحج؟+ قال: قلت: اللهم إني أُهِلَّ بما أهل به رسولك، قال: =فإن معي الهدي فلا تحل+ قال: فكان جماعة الهدي الذي قدم به عليٌّ من اليمن، والذي أتى به النبي ^ مئة، قال: فحل الناس كلهم وقصروا، إلا النبي ^ ومن كان معه هدي، فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى، فأهلوا بالحج، وركب رسول الله ^ فصلى بها الظهر
__________
(1) سورة البقرة, الآية: 185.(1/256)
والعصر والمغرب والعشاء والفجر، ثم مكث قليلاً حتى طَلَعَتِ الشمس، وأمر بِقُبَّةٍ من شعر تُضرب له بنمرة، فسار رسول الله ^ ولا تشك قريش إلا أنه واقف عند المشعر الحرام، كما كانت قريش تصنع في الجاهلية، فأجاز رسول الله ^ حتى أتى عرفة، فوجد القبة قد ضُرِبَتْ له بِنَمِرَةَ، فنزل بها، حتى إذا زاغَتِ الشمس أمر بالقصواء، فَرُحِلتْ له، فأتى بطن الوادي، فخطب الناس، وقال: =إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع، ودماء الجاهلية موضوعة، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث، كان مُستَرْضعاً في بني سعد فقتلته هُذيل، ورِبَا الجاهلية موضوع، وأول رباً أضع ربانا ربا عباس بن عبدالمطلب، فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله، ولكم عليهن أن لا يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أحداً تكرهونه، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضرباً غير مبرح، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله، وأنتم تسألون عني، فما أنتم قائلون؟+ قالوا: نشهد أنك قد بلَّغت وأدَّيت ونصحت، فقال بإصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء وَيَنْكتُها إلى الناس: =اللهم اشهد، اللهم اشهد+ ثلاث مرات، ثم أذّن ثم أقام فصلى الظهر، ثم أقام فصلى العصر، ولم يصلِّ بينهما شيئاً، ثم ركب رسول الله ^، حتى أتى الموقف، فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات، وجعل حبل المشاة بين يديه، واستقبل القبلة، فلم يزل واقفاً حتى غربت الشمس، وذهبت الصفرة قليلاً حتى غاب القرص، وأردف أسامة خلفه، ودفع رسول الله ^ وقد شنق للقصواء الزمام، حتى إن رأسها ليصيب مَوْرِك رحله، ويقول بيده اليمنى: =أيها الناس! السَّكينَةَ السَّكِينَةَ+ كلما أتى حبلاً من الحبال أرخى لها قليلاً، حتى تصعد، حتى أتى المُزْدَلِفةَ، فصلى بها(1/257)
المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين، ولم يُسَبِّحْ بينهما شيئاً، ثم اضطجع رسول الله ^ حتى طلع الفجر، وصلى الفجر، حين تبيَّن له الصُّبح، بأذان وإقامة، ثم ركب القصواء، حتى أتى المشعر الحرام فاستقبل القبلة، فدعاه وكبره وهلله ووحده، فلم يزل واقفاً حتى أسفر جداً، فدفع قبل أن تطلع الشمس، وأردف الفضل بن عباس، وكان رجلاً حسن الشعر أبيض وسيماً، فلما دفع رسول الله ^ مرت به ظُعُنٌ يَجْرِينَ، فطفق الفضل ينظر إليهن، فوضع رسول الله ^ يده على وجه الفضل، فحول الفضل وجهه إلى الشق الآخر ينظر، فحول رسول الله ^ يده من الشق الآخر على وجه الفضل، فصرف وجهه من الشق الآخر ينظر، حتى أتى بطن مُحَسِّر، فحرك قليلاً، ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى، حتى أتى الجمرة التي عند الشجرة فرماها بسبع حصيات، يُكَبِّر مع كل حصاة منها، مثل حصى الخذف، رمى من بطن الوادي، ثم انصرف إلى المنحر، فنحر ثلاثاً وستين بيده، ثم أعطى عليّاً، فنحر ما غبر، وأشركه في هديه، ثم أمر من كل بدنة ببَضْعَةٍ، فجعلت في قِدْرٍ، فطُبخت، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها، ثم ركب رسول الله ^ فأفاض إلى البيت، فصلَّى بمكَّة الظهر، فأتى بني عبدالمطلب يسقون على زمزم، فقال: =انزعوا، بني عبدالمطلب! فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم+، فناولوه دلواً فشرب منه.
... قوله: =واستثفري+ والاستثفار هو أن تشد المرأة في وسطها شيئاً، وتأخذ خرقة عريضة تجعلها على محل الدم، وتشد طرفيها من قدامها ومن ورائها في ذلك المشدود في وسطها.
... قوله: =القصواء+ اسم لناقة النبي ^.
... قوله: =يوم التروية+ هو اليوم الثامن من ذي الحجة؛ وسمي بذلك لأنهم كانوا يرتوون فيه من الماء لما بَعْدُ.
... قوله: =نمرة+ موضع بجنب عرفات، وليست من عرفات.
... قوله: =بطن الوادي+ هو وادي عُرَنة؛ وهي قبيل عرفات وليست منها.
... قوله: =غاب القرص+ أي: قرص الشمس.(1/258)
... قوله: =مورك رحله+ أي: الموضع الذي يثني الراكب رجله عليه قدام واسطة الرحل إذا مَلَّ من الركوب.
... قوله: =ويقول بيده السكينة السكينة+ أي: الزموا السكينة...؛ وهي الرفق والطمأنينة.
... قوله: =المزدلفة+ سُمِّيَتْ بذلك من التزلف والازدلاف؛ وهو التقرب؛ لأن الحجاج إذا أفاضوا من عرفات ازدلفوا إليها؛ أي: مضوا إليها وتقربوا منها، وقيل: سميت بذلك لمجيء الناس إليها في زلف الليل؛ أي: ساعات.
... قوله: =مرت به ظُعُن يجرين+ الظعن جمع ظعينة؛ وهي البعير الذي عليه امرأة، ثم سميت به المرأة.
... قوله: =بطن مُحَسِّر+ سمي بذلك لأن فيل أصحاب الفيل حسر؛ أي: أعي وكَلَّ.
119 – الدُّعَاءُ يَوْمَ عَرَفَةَ
237 - =خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وخَيْرُ مَا قُلْتُ أنَا وَالنَّبيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، ولَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِير+(1).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما.
... قوله: =خير الدعاء دعاء يوم عرفة+ أي: لأنه أجزل إثابة وأعجل إجابة.
... والمراد أن خير الدعاء ما يكون يوم عرفة؛ أي دعاء كان.
... وقوله: =وخير ما قلت+ إشارة إلى ذكر غير الدعاء، فلا حاجة إلى جعل =ما قلت+ بمعنى ما دعوت، ويمكن أن يكون هذا الذكر توطئة لتلك الأدعية، لما يستحب من الثناء على الله قبل الدعاء، والله أعلم.
120 – الذِّكْرُ عِنْدَ المَشْعَرِ الحَرَامِ
238 - =رَكِبَ ^ القَصْوَاءَ حَتَّى أتَى المَشْعَرَ الحَرَامَ، فَاسْتَقْبَلَ القِبْلَةَ (فَدَعاهُ, وكَبَّرَهُ، وهَلَّلَهُ، ووَحَّدَهُ) فَلَمْ يَزَلْ وَاقِفاً حَتَّى أسْفَرَ جِدّاً، فَدَفَعَ قَبْلَ أنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ+(2).
__________
(1) الترمذي [برقم (3585)]، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (3/184)، وفي الأحاديث الصحيحة (4/6). (ق).
(2) مسلم (2/891) [برقم (1218)]. (ق).(1/259)
... قد تقدم قريباً؛ من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما الطويل، وانظر حديث رقم (236).
121 – التَّكْبِيرُ عِنْدَ رَمْي الجِمَارِ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ
239 - =يُكَبِّرُ كُلَّمَا رَمَى بِحَصَاةٍ عِنْدَ الجِمَارِ الثَّلاثِ، ثُمَّ يَتَقَدَّمُ، وَيَقِفُ يَدْعُوْ مُسْتَقْبِلَ القِبْلَةِ، رَافِعاً يَدَيْهِ بَعْدَ الجَمْرَةِ الأوْلَى والثَّانِيةِ، أمَّا جَمْرَةُ العَقَبَةِ فيَرْمِيهَا، ويُكَبِّرُ عِنْدَ كُلِّ حَصَاةٍ، ويَنْصَرِفُ، ولا يَقِفُ عِنْدَهَا+(1).
... - صحابي الحديث هو عبدالله بن عمر رضي الله عنهما.
... وهذا معنى ما جاء عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما؛ أنه كان يرمي الجمرة الدّنيا بسبع حصيات، ثم يُكبر على إثَر كلِّ حصاةٍ، ثم يتقدمُ فيُسهلُ، فيقومُ مُستقبل القبلة قياماً طويلاً، فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة الوسطى كذلك، فيأخذ ذات الشمال فيُسهل، ويقوم مُستقبل القبلة قياماً طويلاً، فيدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة ذات العقبةِ من بطن الوادي ولا يقفُ عندها. ويقول: هكذا رأيتُ رسولَ الله ^ يفعل.
... وجاء أيضاً: أن رسول الله ^ كان إذا رمى الجمرةَ التي تلي مسجد منىً يرميها بسبع حصياتٍ، يُكبر كُلَّما رمى بحصاة، ثم تَقَدَّمَ أمامها فوقف مُستقبل القبلة، رافعاً يديه يدعو، وكان يُطيل الوقوف، ثم يأتي الجمرةَ الثانيةَ فيرميها بسبع حصياتٍ يُكبِّر كُلَّما رمى بحصاة، ثم ينحدر ذات اليسار مما يلي الوادي فيقف مُستقبل القبلة رافعاً يديه يدعو، ثم يأتي الجمرة التي عند العقبة فيرميها بسبع حصياتٍ يُكبِّر عند كل حصاة، ثم يَنْصَرِفُ ولا يقف عندها.
122 – مَا يَقُوْلُ عِنْدَ التَّعَجُّبِ والأمْرِ السَّارِّ
__________
(1) البخاري مع الفتح (3/583 – 584) [برقم (1752 و1753)]، وانظر لفظه هناك، والبخاري مع الفتح (3/581) [برقم (1750)]، ورواه مسلم أيضاً (برقم (1296) من حديث ابن مسعود رضي الله عنه]. (ق).(1/260)
240 – (1) =سُبْحَانَ اللهِ!+ (1).
241 – (2) =اللهُ أكْبَرُ+(2).
... لقد جاءت هذه الألفاظ، في عدة أحاديث، أذكر منها:
... عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: استيقظ النبي ^ ذات ليلة، فقال: =سبحان الله، ماذا أُنْزِلَ الليلة مِنَ الفِتَنِ، وماذا فُتِحَ مِنَ الخزائن، أيقظوا صواحبات الحُجر، فَرُبَّ كاسية في الدنيا عارية في الآخرة+.
... قوله: =صواحبات الحجر+ أي: منازل أزواج النبي ^، إنما خصهن بالإيقاظ لأنهن الحاضرات حينئذ.
... وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ^ لقيه في بعض طرق المدينة وهو جنب، فانخنس منه، فذهب فاغتسل ثم جاء، فقال: =أين كنت يا أبا هريرة؟+ قال: كنت جنباً، فكرهت أن أجالسك وأنا على غير طهارة، فقال: =سبحان الله، إن المسلم لا ينجس+.
... قوله: =فانخنس+ أي: مضى عنه مستخفياً.
... وعن عائشة رضي الله عنها: أن امرأة سألتِ النبيَّ ^ عن غُسلها مِنَ المحيض، فأمرها كيف تغتسل، قال: =خُذي فِرْصة من مِسْكٍ فتطهَّري بها+ قالت: كيف أتطهر؟ قال: =تطهري بها+ قالت: كيف؟ قال: =سبحان الله، تطهَّري+، فاجتبذتها إليّ فقلت: تتبعي بها أثر الدم.
... قوله: =فرصة+ أي: قطعة من صوف، أو قطن، أو جلدة عليها صوف.
... قوله: =مسك+ بفتح الميم؛ أي: قطعة جلد، وفي رواية: بالكسر؛ وهي الطيب، وهي الأرجح.
__________
(1) البخاري مع =الفتح+ (1/210) [برقم (155)]، و390 [برقم (283) ومسلم برقم (371)]، و414 [برقم (314)]، ومسلم (4/1857) [برقم (332)]. (ق).
(2) البخاري مع =الفتح+ (8/441) [برقم (4741)]، وانظر: =صحيح الترمذي+ (2/103)، و(2/235)، ومسند أحمد (5/218). (ق).(1/261)
... وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن النبي ^ قال: =يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم، يقول: لبيك ربنا وسعديك، فينادي بصوت: إن الله يأمرك أن تُخرج من ذريتك بعثاً إلى النار، قال: يا رب وما بَعْثُ النار؟ قال: من كل ألف تسع مئة وتسعة وتسعين، فحينئذ تضع الحمل حملها، ويشيب الوليد { - - عليه السلام - - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - { } - } - - - - - - - عليه السلام - - ( - - ( - - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - المحتويات ( - - - - عليه السلام - - ( - - ( - ( - - صدق الله العظيم ( - ( - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - - عز وجل - - - - - رضي الله عنه -( ( - - - ( - - ( - - { } ؛ فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم؛ فقال النبي ×: =من يأجوج ومأجوج تسع مئة وتسعة وتسعين، ومنكم واحدٌ، ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة+ فكبرنا، ثم قال: =ثلث أهل الجنة+، فكبرنا، ثم قال: =شطر أهل الجنة+، فكبرنا.
... وغير ذلك من الأحاديث والآثار التي تدل على جواز استخدام التسبيح والتكبير عند التعجب، أو استخدامهما عند الأمر السار.
123 – مَا يَفْعَلُ مَنْ أَتَاهُ أَمْرٌ يَسُرُّهُ
242 - =كَانَ النَّبِيُّ ^ إِذَا أَ تَاهُ أَمْرٌ يَسُرُّهُ أَوْ يُسَرُّ بِهِ؛ خَرَّ سَاجِداً شُكْراً لِلهِ تَبَاركَ وَتَعَالى+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو بكرة – رضي الله عنه -.
... فيه مشروعية سجود الشكر عند النعم المتجددة والنقم المندفعة.
__________
(1) رواه أهل السنن إلا النسائي [أبو داود برقم (2774) والترمذي برقم (1578)، وابن ماجة برقم (1394)]، وانظر: =صحيح ابن ماجة+ (1/233)، و=إرواء الغليل+ (2/226). (ق).(1/262)
... وقد اختلف أهل العلم؛ هل يشترط له شروط الصلاة أم لا؟! فقيل: يشترط قياساً على الصلاة، وقيل: لا يشترط، والأول أقرب، والله أعلم.
... [والصواب أن سجود الشكر كسجود التلاوة، فلا يشترط له ما يشترط للصلاة](1).
124 – مَا يَقُولُ ويَفْعَلُ مَنْ أَحَسَّ وَجَعاً في جَسَدِهِ
243 - =ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَألَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِسْمِ اللهِ (ثَلاثاً) وَقُلْ (سَبْعَ مَرَّاتٍ): أَعُوذُ باللهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أجِدُ وَأُحَاذِرُ+(2).
... - صحابي الحديث هو عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه.
... وجاء فيه؛ أنه رضي الله عنه شكا إلى رسول الله ^ وجعاً يجده في جسده منذ أسلم، فقال له رسول الله ^:...
... قوله: =بعزة الله+ العزة: الغلبة والقهر، ومنه العزيز الغالب القاهر.
... قوله: =وقُدْرَتِهِ+ مِن قَدِرَ يَقْدِرُ؛ أي: أطاق.
... قوله: =ما أجد+ أي: من الألم والوجع.
... قوله: =وأُحَاذِر+ من الحذر.
125 – دُعَاءُ مَنْ خَشِيَ أنْ يُصِيبَ شَيئاً بِعَيْنِهِ
224 - =إذَا رَأى أحَدُكُمْ مِنْ أخِيِهِ، أوْ مِنْ نَفْسِهِ، أوْ مِنْ مَالِهِ مَا يُعْجِبُهُ [فَلْيَدْعُ لَهُ بالبَرَكَةِ] فَإنَّ العَيْنَ حَقٌّ+(3).
... - صحابي الحديث هو عامر بن ربيعة، وسهل بن حنيف رضي الله عنهما.
... قوله: =فَلْيَدعُ له بالبركة+ أي: يقول له: بارك الله عليك أو اللهم بارك فيك.
__________
(1) انظر: التفصيل في ذلك =صلاة المؤمن+ للمصحح، (1/398). [المصحح].
(2) مسلم (4/1728) [برقم (2202)]. (ق.)
(3) مسند أحمد (4/447)، وابن ماجة [برقم (3509)]، ومالك [برقم (1697 – 1698)]، وصححه الألباني في صحيح الجامع (1/212) [برقم (556)]، وانظر تحقيق =زاد المعاد+ للأرناؤوط (4/170). (ق).(1/263)
... وجاء عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، قال: رأى عامرُ بنُ ربيعة سهلَ بن حنيف يغتسل، فقال: والله ما رأيت كاليوم، ولا جلد مخبأة، فَلُبط بسهل، فأتى رسول الله ^ فقيل: يا رسول الله هل لك في سهل بن حنيف؟ والله ما يرفع رأسه؛ فقال: =اتهموا له أحداً+، قالوا: نتهم له عامر بن ربيعة، قال: فدعا رسولُ الله ^ عامراً، فتغيظ عليه، وقال: =علام يقتل أحدكم أخاه؟! أَلَا بَرَّكْتَ؟! اغتسل له+؛ فغسل له عامر وجهه، ويديه، ومرفقيه، وركبتيه، وأطراف رجله، وداخل إزاره في قدح، ثم صب عليه، فراح مع الناس ليس به بأس.
... وقوله: =ولا جلد مخبأة+ المخبأة: الجارية التي لم تتزوج بعد؛ لأن صيانتها أبلغ من صيانة المتزوجة، وهو جلد سهل بن حنيف؛ لأن جلده كان لطيفاً.
... قوله: =فلُبِط بسهل+ أي: صُرع وسقط إلى الأرض من تأثير إصابة عين عامر.
... قوله: =هل لك+ أي: من خير أو مداواة.
... قوله: =فتغيظ عليه+ أي: بالكلام.
... قوله: =أَلَا بَرَّكْتَ+ أي:هلَّا دعوت له بالبركة؛ بأن تقول: بارك الله عليه، أو اللهم بارك فيه؛ حتى لا تؤثر العين فيه؟!
... قوله: =وداخل إزاره+ قيل: المذاكير، وقيل: الأفخاذ والورك، وقيل: طرف الإزار الذي يلي الجسد مما يلي الجانب الأيمن.
... قوله: =فإن العين حق+؛ فقد جاء عن النبي ^ قوله: =العين حق، ولو كان شيء سابق القدر، لسبقته العين+(1).
... و=العين حق+ أي: الإصابة بالعين من جملة ما تحقق كونه، وقيل: أثرها.
... قوله: =ولو كان شيء سابق القدر+ كالمؤكد للقول الأول؛ أي: لو كان شيء مهلكاً أو مضراً بغير قضاء الله تعالى، لكان العين؛ أي: أصابته لشدة ضررها.
__________
(1) رواه مسلم برقم (2188). (م).(1/264)
... وفيه تنبيه على سرعة نفوذها وتأثيرها في الذوات؛ ولذلك تلفظ به النبي ^ بهذا تعظيماً لشأن تأثير العين، وللمبالغة في أن يحفظ الناس أعينهم من أن يصيبوا أحداً بها، وإذا اتفق لأحد أن أعجبه شيء، وخشي أن يصيب بعينه أحداً؛ فليقل: بارك الله عليك، أو اللهم بارك فيه.
126 – مَا يُقَالُ عِنْدَ الفَزَعِ
245 - =لَا إِلَهَ إلاَّ اللهُ!+ (1).
... - صحابية الحديث هي زينب بنت جحش رضي الله عنها.
... والحديث بتمامه؛ هو قولها رضي الله عنها: أن النبي ^ دخل عليها فزعاً يقول: =لا إله إلا الله، وَيْلٌ للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه – وحلَّق بإصبعه الإبهام والتي تليها+، فقلت: يا رسول الله أنْهَلِكُ وفينا الصالحون؟ قال: =نعم، إذا كَثُرَ الخبث+.
... قوله: =فزعاً+ أي: خائفاً ذعراً.
... قوله: =وَيْلٌ للعرب من شرٍّ قَدِ اقترب+ خصَّ العربَ بذلك؛ لأنهم كانوا حينئذ معظم من أسلم؛ والمراد بالـ=شر+ ما وقع بعده من فِتَنٍ بين الصحابة، ثم تَوَالَتِ الفتن، حتى صارت العرب بين الأمم كالقَصْعَة بين الأكلة.
... قوله: =فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج+ الردم هو السد الذي بناه ذو القرنين.
... قوله: =حلَّق بإصبعيه+ أي: جعلهما مثل الحلقة.
... قوله: =الخبث+ أي: الفسق والفجور والفساد.
... فيه مشروعية قول: لا إله إلا الله عند الفزع والخوف.
127 – مَا يَقُولُ عِنْدَ الذَّبْحِ أوِ النَّحْرِ
... قوله: =الذبح+ هو فري الأوداج وقطع الحلقوم والمريء.
... قوله: =النحر+ هو الطعن في لبة الإبل؛ وهي التي فوق الترقوة وتحت الرقبة.
__________
(1) البخاري مع =الفتح+ (6/381) [برقم (3346)]، ومسلم (4/2208) [برقم (2880)]. (ق).(1/265)
246 = بِسْمِ اللَّهِ وَاللهُ أكْبرُ [اللَّهُمَّ مِنْكَ وَلَكَ] اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنِّي+(1).
... قوله: =بسم الله والله أكبر+ جاء من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، وهذا لفظه.
... قوله: =اللهم منك ولك+ جاء من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، وهو قوله رضي الله عنه: ذبح النبي ^ يوم الذبح كبشين أقرنين أملحين موجئين، فلما وجههما، قال: =إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض، على ملة إبراهيم حنيفاً، وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له، وبذلك أُمِرْتُ، وأنا من المسلمين، اللهم منك ولك عن محمد وأمته، بسم الله والله أكبر+ ثم ذبح(2).
... وقوله: =أقرنين+ أي: لهما قرنان حسنان.
... قوله: =أملحين+ أي: لونهما أبيض يخالطه السواد.
... قوله: =موجئين+ أي: خصيين.
... قوله: =فلما وجههما+ أي: نحو القبلة.
... قوله: =حنيفاً+ أي: مائلاً عن الأديان الباطلة إلى الدين الحق.
... قوله: =اللهم تَقَبَّل مني+ جاء معناه في حديث عائشة رضي الله عنها؛ وهو قوله ^: =بسم الله، اللهم تقبل من محمدٍ وآل محمد، ومن أمة محمد+.
128 – مَا يَقُولُ لِرَدِّ كَيْدِ مَرَدَةِ الشَّيَاطِينِ
__________
(1) مسلم (3/1557) [برقم (1966) (18)]، والبيهقي (9/287)، وما بين المعكوفتين للبيهقي وغيره، والجملة الأخيرة سقتها بالمعنى من رواية مسلم. (ق).
(2) رواه أبو داود برقم (2795)، وصححه الألباني، انظر: صحيح أبي داود. (م).(1/266)
247 - =أعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ، الَّتِي لا يُجَاوِزُهُنَّ بَرٌّ وَلَا فَاجِرٌ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، وبَرَأَ وذَرَأ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَعْرُجُ فِيهَا، وَمِنْ شَرِّ مَا ذَرَأَ فِي الأرْضِ، وَمِنْ شَرِّ مَا يَخْرُجُ مِنْهَا، وَمِنْ شَرِّ فِتَنِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ، ومِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إلاَّ طَارِقاً يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَارَحْمنُ+(1).
... - صحابي الحديث هو عبدالرحمن بن خنيس رضي الله عنه.
... وجاء فيه؛ أن رجلاً سأل عبدالرحمن بن خنيس رضي الله عنه فقال:كيف صنع رسول الله ^ حين كادته الشياطين؟ فقال: انحدرت الشياطين من الأودية والشعاب يريدون رسول الله ^، فهمَّ شيطان معه شعلة من نار أن يحرق بها رسول الله ^، فلما رآهم فزع، فجاء جبريل عليه السلام فقال: يا محمد، قل:...
... قوله: =لا يتجاوزهن+ أي: لا يتعداهن.
... قوله: =بَرٌّ+ أي: تقي.
... قوله: =من شر ما يَنْزِل من السماء+ أي: من العقوبات؛ كالصواعق والأمطار...
... قوله: =ومن شر ما يعرج فيها+ أي: من الأعمال السيئة التي توجب العقوبة.
... قوله: =ومن شر ما ذَرَأَ في الأرض+ أي: من شر ما خلق على ظهرها، كالوحوش والجن...
... قوله: =ومن شر ما يخرج منها+ أي: من شر ما خلق في بطنها، كالحشرات والهوام.
... قوله: =ومن شر فتن الليل والنهار+ أي: من شر ما يقع فيهما.
... قوله: =ومن شر كل طارق+ أي: من شر ما يأتي من الحوادث ليلاً.
129 – الاسْتِغْفَارُ والتَّوْبَةُ
248 - (1) قَالَ رَسُولُ اللهِ ^: =واللهِ إنِّي لأسْتَغْفِرُ اللهَ وأتُوبُ إلَيْهِ فِي اليَوْمِ أكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةٍ+(2).
__________
(1) أحمد (3/419) بإسناد صحيح، وابن السني برقم (637)، وصحح إسناده الأرناؤوط في تخريجه للطحاوية (ص 133)، وانظر: مجمع الزوائد (10/127). (ق).
(2) البخاري مع الفتح (11/101) [برقم (6307)]. (ق).(1/267)
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... قال أبو هريرة رضي الله عنه: =ما رأيت أكثر استغفاراً من رسول الله ^+.
... قال العلماء: =الاستغفار المطلوب، هو الذي يحل عَقْدَ الإصرار، ويثبت معناه في الجَنان، لا التلفظ باللسان+.
قد تقدم سابقاً الكلام على الاستغفار؛ انظر شرح حديث رقم (96).
249 - (2) وَقالَ رَسُولُ اللهِ ^: =يَا أيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إلَى اللهِ، فَإنِّي أتُوبُ إلَيْهِ مِئَةَ مَرَّةٍ+(1).
... قد تقدم الحديث برقم (96)؛ وانظر الكلام على التوبة في شرح حديث رقم (14).
250 - (3) وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ^: =مَنْ قَالَ أسْتَغْفِرُ اللهَ العَظيمَ الَّذِي لا إلَهَ إلاَّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ وأتُوبُ إلَيْهِ، غَفَرَ اللهُ لَهُ، وَإنْ كَانَ فَرَّ مِنَ الزَّحْفِ+(2).
... - صحابي الحديث هو زيد بن بَوْلا =والد يسار، مولى رسول الله ^+ رضي الله عنه.
... قوله: =فر من الزحف+ قال الطيبي رحمه الله: =الزحف الجيش الكثير الذي يُرى لكثرته كأنه يزحف+.
... وقال المظفر رحمه الله: =هو اجتماع الجيش في وجه العدو؛ أي: من حرب الكفار حيث لا يجوز الفرار+.
251 – (4) =وَقَالَ ^: =أقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ العَبْدِ، فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الآخِرِ؛ فَإنِ اسْتَطَعْتَ أنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ؛ فَكُنْ+(3).
... - صحابي الحديث هو عمرو بن عبسة رضي الله عنه.
__________
(1) مسلم (4/2076). [برقم (2702)]. (ق).
(2) أخرجه أبو داود (2/85) [برقم (1517)]، والترمذي (5/569) [برقم (3577)]، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (1/511)، وصححه الألباني، انظر: =صحيح الترمذي+ (3/182)، و=جامع الأصول لأحاديث الرسول ^+، (4/389 – 390) بتحقيق الأرناؤوط. (ق).
(3) أخرجه الترمذي [برقم (3579)]، والنسائي (1/279)، والحاكم وانظر: =صحيح الترمذي+ (3/183)، و=جامع الأصول+ بتحقيق الأرناؤوط (4/144). (ق).(1/268)
... قوله: =أقرب ما يكون الرب من العبد+ والحكمة في قرب الرب من العبد في هذا الوقت؛ أن هذا الوقت وقت نداء الرب، ألا ترى إلى حديث: =ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا, حين يبقى ثلث الليل الآخر+، فيكون الرب في هذا الوقت قريباً من عبده، ولا ينال هذا الحظ الوافر إلا من له استعداد، وترقب لتحصيل هذه الفائدة العظيمة، التي تنبني عليها المنافع الدينية والدنيوية.
252 – (5) وَقَالَ ^: =أقْرَبُ مَا يَكُونُ العَبْدُ مِنْ رَبِّهِ، وَهُوَ سَاجِدٌ فأكْثِرُوا الدُّعَاءَ+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... قوله: =أقرب+ استدل بعض العلماء بهذا الحديث على أن السجود أفضل من القيام، وقال الإمام أحمد رحمه الله: =إن كثرتهما، أفضل من طول القيام على الصحيح+، ومذهب أبي حنيفة رحمه الله أن طول القيام أفضل من كثرة الركوع والسجود، وبه قال الشافعي؛ لقوله ^: =أفضل الصلاة طول القنوت+(2) ومعناه: القيام؛ ولأن ذِكْرَ القيام هو القرآن، وذكر الركوع والسجود هو التسبيح، والقرآن أفضل؛ لأن ما طول به أفضل، وقال إسحاق رحمه الله: =أما بالنهار فكثرة الركوع والسجود، وأما بالليل فطول القيام، إلا أن يكون رجل له حزب بالليل يأتي عليه، فكثرة الركوع، والسجود في هذا أحب إلي؛ لأنه يأتي على حزبه+، قال الترمذي رحمه الله: =وإنما قال إسحاق هذا؛ لأنه وصف صلاة النبي ^ بالليل، ووصف طول القيام، وأما بالنهار فلم يوصف من صلاته من طول القيام ما وُصِفَ بالليل.
... ومعنى كون العبد أقرب إلى الله تعالى حالة السجود من بين سائر أحواله؛ لأن حاله يدل على غاية تذلل واعتراف بعبودية نفسه، وربوبية ربه، فكانت مظنة للإجابة، فلذلك أمر النبي ^ بإكثار الدعاء، والله أعلم.
__________
(1) مسلم (1/350) [برقم (482)]. (ق).
(2) رواه مسلم برقم (756). (م).(1/269)
253 – (6) وَقَالَ ^: =إنَّهُ لَيُغَانُ عَلَى قَلبِي، وَإنِّي لأسْتَغْفِرُ اللهَ فِي اليَوْمِ مِئَةَ مَرَّةٍ+(1).
... - صحابي الحديث هو الأغر المزني رضي الله عنه.
... قوله: =لَيُغان+ قال ابن الأثير: =ليُغان على قلبي؛ أي: ليُغطى ويُغشى؛ والمراد به: السهو؛ لأنه كان ^ لا يزال في مزيد من الذكر والقربة ودوام المراقبة؛ فإذا سها عن شيء منها في بعض الأوقات، أو نسي، عَدَّهُ ذنباً على نفسه، ففزع إلى الاستغفار+.
130 – فَضْلُ التَّسْبِيحِ وَالتَّحْمِيدِ، والتَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ
254 – (1) قَالَ ^: =مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِه فِي يَوْمٍ مِئَةَ مَرَّةٍ، حُطَّتْ خَطَايَاهُ, وَلَوْ كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ+(2).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... قوله: =حطت+ أي: وضعت عنه.
... قوله: =زبد البحر+ أي: كرغوة البحر، وهذا خارج مخرج المبالغة؛ أي: لو فرض أن لذنوبه أجساماً وكانت مثل زبد البحر يغفرها الله تعالى بهذا القول.
255 – (2) وَقَالَ ^: =مَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ عَشْرَ مِرَارٍ، كَانَ كَمَنْ أعْتَقَ أرْبَعَةَ أنْفُسٍ مِنْ وَلَدِ إسْمَاعِيلَ+(3).
... قد تقدم الحديث رقم (92).
256 – (2) وَقَالَ ^: =كَلِمَتَانِ خَفِيفَتانِ عَلَى اللِّسَانِ، ثَقِيلَتَانِ فِي المِيزَانِ، حَبِيْبَتَانِ إِلَى الرَّحْمَنِ: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ، سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ+(4).
__________
(1) أخرجه مسلم (4/2075) [برقم (2702)]، وانظر: جامع الأصول (4/386). (ق).
(2) البخاري (7/168) [برقم (6405)]، ومسلم (4/2071) [برقم (2691)]. (ق).
(3) البخاري (7/67)، ومسلم بلفظه (4/2017). (ق).
(4) البخاري (7/168) [برقم (3462)]، ومسلم (4/2072) [برقم (2694)]. (ق).(1/270)
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... إنما كانت هاتان الكلمتان خفيفتين على اللسان؛ باعتبار قلة كلماتها، وسهولة تعلمها.
... وكونهما ثقيلتين في الميزان؛ فلأنه جاء في الحديث: =الحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله يملأن ما بين السماوات والأرض وما بينهما+(1).
257 – (4) وَقَالَ ^: =لَأَنْ أقُولَ: سُبْحَانَ اللهِ، والْحَمْدُ للهِ، وَلا إلَهَ إلاَّ اللهُ، وَاللهُ أكْبَرُ، أحَبُّ إلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ+(2).
... - صحابي الحديث هو أبو هريرة رضي الله عنه.
... حث الرسول ^ أمته على التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، واستغراق الوقت له، وأنه سبب إلى نجاة العبد، ووصوله إلى الجنة؛ فلذلك قال ^: =لأن أقول:...+ هذا القول؛ =أحب إليَّ مما طلعت عليه الشمس+ يعني: أحب إليَّ من الدنيا؛ لأنه يفضي إلى درجات الآخرة، وكل ما كان مفضياً إلى درجات الآخرة، يكون أفضل وأحب من الدنيا؛ لأن الدنيا مفضية إلى الهلاك.
258 – (5) وَقالَ ^: =أيَعْجِزُ أحَدُكُمْ أنْ يَكْسِبَ كُلَّ يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ+ فَسَألَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أحَدُنَا ألْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ: =يُسَبِّحُ مِئَةَ تَسْبِيْحَةٍ، فَيُكْتَبُ لَهُ أَلْفُ حَسَنَةٍ، أوْ يُحَطُّ عَنْهُ ألْفُ خَطِيْئَةٍ+(3).
... - صحابي الحديث هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
... قوله: =أيعجز أحدكم+ الهمزة فيه للاستفهام على سبيل الإنكار، وهذا في قوة النهي؛ معناه: لا يعجز أحدكم عن الكسب في كل يوم ألف حسنة.
__________
(1) رواه مسلم برقم (223). (م).
(2) مسلم (4/2072) [برقم (2695)]. (ق).
(3) مسلم (4/2073) [برقم (2140)]. (ق).(1/271)
... وإنما يكتب له ألف حسنة بالتسبيح مئة مرة؛ لأن كل حسنة بعشر أمثالها، قال الله تعالى: { صدق الله العظيم - رضي الله عنه - تم بحمد الله - عليه السلام -( - - - رضي الله عنهم - صدق الله العظيم ( { - عليه السلام - - - - - عليه السلام -- رضي الله عنه -( - - - ( - (( - - - - ( ( - ((- رضي الله عنه -( - - رضي الله عنهم - - ( - - - الله ( تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - } (1).
259 – (6) =مَنْ قَالَ: سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ+(2).
... - صحابي الحديث هو جابر بن عبدالله رضي الله عنهما.
... قوله: =غرست+ يقال غرست الشجرة غرساً؛ إذا نصبتها في الأرض.
... قوله: =نخلة+ أي: غرست له بكل مرة يقول فيها هذا الذكر =نخلة في الجنة+.
... خصت النخلة لكثرة منفعتها،وطيب ثمرها، والله أعلم.
260 – (7) وَقَالَ ^: =يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ قَيْسٍ، أَلاَ أدُلُّكَ عَلَى كَنْزٍ مِنْ كُنُوزِ الجَنَّةِ؟+ فَقُلتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: =قُلْ لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إلاَّ باللهِ+(3).
... قوله: =يا عبدالله بن قيس+ هو أبو موسى الأشعري رضي الله عنه.
... قوله: =ألا+ كلمة تنبيه، ينبه المتكلم السامع على أمر عظيم الشأن.
... قوله: =على كنز+ والكنز في اللغة: ما دفن من الأموال والأمتعة، ومعناه هنا: أن هذا القول يعد لقائله، ويدخر له من الثواب، ما يقع له في الجنة موقع الكنز في الدنيا؛ لأن من شأن الحائزين أن يسعدوا به، ويستظهروا بوجدان ذلك عند الحاجة إليه.
__________
(1) سورة الأنعام، الآية: 160.
(2) أخرجه الترمذي (5/511) [برقم (3464 – 3465)]، والحاكم (1/501) وصححه ووافقه الذهبي، وانظر: صحيح الجامع (5/531) [برقم (6429)]، وصحيح الترمذي (3/160). (ق).
(3) البخاري مع الفتح (11/213) [برقم (4205)]، ومسلم (4/2076) [برقم (2704)]. (ق).(1/272)
... قال النووي رحمه الله في =شرح مسلم+: =قال العلماء: سبب ذلك أنها كلمة استسلام، وتفويض إلى الله، واعتراف بالإذعان له، وأنه لا صانع غيره، ولا راد لأمره، وأن العبد لا يملك شيئاً من الأمر+.
261 – (8) وقَالَ ^: =أحَبُّ الكَلامِ إلَى اللهِ أرْبعٌ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، وَلا إلَهَ إلاَّ اللهُ، واللهُ أكْبَرُ، لا يَضُرُّكَ بأيِّهِنَّ بَدأْتَ+(1).
... - صحابي الحديث هو سمرة بن جُندب رضي الله عنه.
... قوله: =أحب الكلام+ قال النووي رحمه الله في =شرح مسلم+: =هذا محمول على كلام الآدمي، وإلا فالقرآن أفضل من التسبيح والتهليل المطلق، فأما المأثور في وقت أو حال... أو نحو ذلك، فالاشتغال به أفضل+.
... وهذا لأنها جامعة لمعاني التنزيه والتوحيد.
262 - (9) جَاءَ أعْرَابِيٌّ إلَى رَسُولِ اللهِ ^ فَقَالَ: عَلِّمْنِي كَلاماً أقُولُهُ؟ قَالَ: =قُلْ: لا إلَهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيْكَ لَهُ، اللهُ أكْبَرُ كَبيراً، وَالحَمْدُ للَّهِ كَثِيراً، سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ العَالمِينَ، لَا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاَّ باللَّهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ+، قَالَ: فَهَؤُلاءِ لِرَبِّي فَمَا لِي؟ قَالَ: =قُلْ: اللَّهُمَّ اغْفِر لِي، وَارْحَمْنِي، وَاهْدِنِي، وَارْزُقْنِي+(2).
... - صحابي الحديث هو سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه.
... وجاء في رواية أخرى(3): لما ولَّى الأعرابي، قال النبي ^: =لقد ملأ يديه من الخير+.
__________
(1) مسلم (3/1685) [برقم (2137)]. (ق).
(2) مسلم (4/2072) [برقم (2696)]. (ق).
(3) أبو داود (1/220) [رقم (832)]. (ق).(1/273)
... قوله: =رب العالمين+ ولا يطلق الرب إلا على الله وحده، وفي غيره على التقييد بالإضافة، كقولهم =رب الدار، ورب الناقة؛ والرب: بمعنى المالك، وبمعنى السيد، وبمعنى المصلح، والعالمين: جمع عالم، وهو اسم لما سوى الله، وإنما جمع ليشمل كل الجنس، ولما كان فيه معنى الوصفية؛ وهي الدلالة على معنى العلم، جمع بالواو والنون، وإن كان لا يجمع بهما إلا صفات العقلاء، أو ما في حكمها من الأعلام.
... قوله: =العزيز الحكيم+ اسمان من أسماء الله تعالى؛ والعزيز: هو الذي له العزة الكاملة التي بها يعز من يشاء ويذل من يشاء؛ يقال: عَزّ فلان فلاناً يعزه عزًّا إذا غلبه، قال الله تعالى: { - ( الله أكبر } - - رضي الله عنه -(- عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - - (( ( - - - (( - ( - - - } (1) أي: غلبني، والحكيم: هو الذي يضع الأشياء مواضعها، وينزلها منازلها اللائقة بها في جميع أمره وخلقه.
... قوله: =قال هؤلاء+ أي: قال الأعرابي: هؤلاء الكلمات =لربي+ أي لشأن ربي؛ أي: حقه؛ لأنها: أوصافه؛ لأنها تهليل, وتوحيد، وتحميد, وتسبيح، وثناء، وتمجيد وذلك كله حقه.
... قوله: =فما لي+ أي: أي شيء يكون لي وأذكره لحقي.
... قوله: =اللهم+ أصل اللهم يا الله، والميم المشددة في آخره عوض من الياء.
... قوله: =اغفر لي+ الغَفْر معناه: الستر، ومنه: المَغْفَر هو ما يُلبس على الرأس تحت البيضة أو القلنسوة؛ والمراد هنا: ستر الذنوب.
... قوله: =وارحمني+ الرحمة معناها: العطف والحنو، وهي متضمنة إنعامه وإحسانه؛ لأن مآل العطف والحنو يفضي إلى هذا.
... [قال المصحح: ورحمة الله تعالى صفة من صفاته تليق بجلاله، يرحم بها عباده ويُنعم عليهم](2).
... قوله: =واهدني+ الهدى نقيض الضلال،وهو الدلالة الموصلة إلى البغية.
__________
(1) سورة ص, الآية: 23.
(2) انظر: شرح العقيدة الواسطية، لابن عثيمين (ص 205)، وشرحها للهراس (ص 106)، وتوضيح الأحكام للبسام (2/97). [المصحح].(1/274)
... قوله: =وعافني+ من المعافاة؛ وقد جمع رسول الله × في تعليمه هذا الدعاء بَيَّنَ ما يجلب المنافع الأخروية، وبين ما يجلب المنافع الدنيوية؛ لأن المغفرة والرحمة والهداية من المنافع الأخروية، والمعافاة والرزق من المنافع الدنيويَّة، وقَدَّمَ المنافع الأخروية لكونها هي المقصود بالأصل، وهذا التعليم من الرسول × تعليم إرشاد، ودلالة إلى طريق الخير.
263 – (10) كَانَ الرّجُلُ إذَا أَسْلَمَ عَلَّمَهُ النبيُّ ^ الصَّلاةَ، ثُمَّ أمَرَهُ أنْ يَدْعُوَ بِهَؤُلَاءِ الكَلِمَاتِ: =اللهُمَّ اغْفِر لي، وارْحَمْنِي، واهْدني، وعافِني، وارْزُقني+(1).
... - صحابي الحديث هو طارق بن أشيم الأشجعي – رضي الله عنه –
... وجاء في رواية أخرى: =فإن هؤلاء تجمع لك دنياك وآخرتك+.
264 – (11) =إِنَّ أَفْضَلَ الدُّعَاءِ: الحَمْدُ لِلَّهِ، وأفْضَلُ الذِّكْرِ: لَا إِلَهَ إِلاَّ الله+(2)
... - صحابي الحديث هو جابر بن عبدالله – رضي الله عنه -.
... قوله: =أفضل الذكر: لا إله إلا الله+ لأنها كلمة التوحيد؛ والتوحيد لا يماثله شيء، وهي الفارقة بين الكفر والإيمان؛ ولأنها أشد تزكية للنفس وتصفية للباطن، وتنقية للخاطر، من خبث النفس، وَأَطْرَد للشيطان.
... قوله: =وأفضل الدعاء: الحمد لله+ لأن الدعاء عبارة عن ذكر الله – تعالى – وأن تطلب منه الحاجة، والحمد لله يشملهما؛ فإن من حمد الله على نعمته، يتضمن حمده طلب المزيد { ((( - - ( بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - - تمهيد - { ( المحتويات ( - ( الله أكبر - رضي الله عنهم - - - ( - } } .
__________
(1) مسلم (4/2073) [برقم (2697)]. (ق).
(2) الترمذي (5/462) برقم (3383)، وابن ماجه (2/1249) برقم (3800)، والحاكم (1/503)، وصححه ووافقه الذهبي، وانظر =صحيح الجامع+ (1/362) برقم (1104). (ق).(1/275)
265 – (12) =البَاقِيَاتُ الصَّالحَاتُ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ للّهِ، وَلَاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَاللهُ أكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللّهِ+(1).
... - صحابي الحديث هو أبو سعيد الخدري رضي الله عنه.
... قوله: =الباقيات الصالحات+ أي: الأعمال الصالحة التي يُبتغى بها وجه الله تعالى، ويبقى لصاحبها أجرها أبد الآباد؛ قال تعالى: { ( تمهيد (- عليه السلام - - ( { (- رضي الله عنه - - ( - - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - ( تمهيد (- رضي الله عنهم - - ( - ( - ( - - - ( - ( - - رضي الله عنهم - - - رضي الله عنهم - - - (( - رضي الله عنهم - - ( فهرس - - عليه السلام - - - - - - - عليه السلام - قرآن كريم - صلى الله عليه وسلم - بسم الله الرحمن الرحيم ( - ( - - رضي الله عنهم - - - عليه السلام -- صلى الله عليه وسلم - الله - - رضي الله عنه - تم بحمد الله - صلى الله عليه وسلم - - } (2).
131 – كَيْفَ كَانَ النَّبيُّ ^ يُسَبِّحُ؟
266 – عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْروٍ رَضَيَ اللهُ عَنْهُما قَالَ: =رأيْتُ النَّبيَّ ^ يَعْقِدُ التَّسْبِيحَ بِيَمِينهِ+(3).
... وقد علل النبي ^ ذلك؛ بقوله: =إنهن مسؤولات مستنطقات+(4)، كما جاء في حديث آخر.
__________
(1) أحمد [(3/75)] برقم (513) بترتيب أحمد شاكر، وإسناده صحيح، وانظر: =مجمع الزوائد+ (1/297)، وعزاه ابن حجر في بلوغ المرام من رواية أبي سعيد إلى النسائي في =عمل اليوم والليلة+، برقم (848)]، وقال: صححه الحاكم [(1/512)]، وابن حبان [برقم (840)]. (ق).
(2) سورة الكهف، الآية: 46.
(3) أخرجه أبو داود بلفظه (2/81) [برقم (1502)]، والترمذي (5/521) [برقم (3486)]، وانظر: =صحيح الجامع+ (4/271) برقم (4865). (ق).
(4) رواه أبو داود برقم (1501)، والترمذي برقم (3577). (م).(1/276)
... والمعنى أنهن يشهدن يوم القيامة بذلك؛ فكان عقدهن بالتسبيح؛ أي: شدهن إلى باطن اليد، أولى من السبحة والحصى.
132 – مِنْ أنْوَاعِ الخَيْرِ والآدَابِ الجَامِعَةِ
267 - =إذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْل – أوْ أمْسَيْتُم – فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ؛ فَإِنَّ الشَّيَاطِيْنَ تَنْتَشِرُ حِيْنَئذٍ، فَإذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنَ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ، وأغْلِقُوا الأَبْوَابَ، وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَاباً مُغْلَقاً، وَأوْكُوا قِرَبَكُمْ, واذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ، وَلَوْ أنْ تَعْرِضُوا عَلَيْهَا شَيْئاً، وَأطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ+(1).
... - صحابي الحديث هو جابر بن عبدالله رضي الله عنه.
... قوله: =جنح الليل+ أي: ظلامه، ويقال: أجنح الليل؛ أي: أقبل ظلامه، وأصل الجنوح الميل.
... قوله: =فكفوا صبيانكم+ أي: امنعوهم من الخروج في ذلك الوقت.
... قوله: =فإن الشياطين تنتشر+ فيُخاف على الصبيان في ذلك الوقت من إيذائهم وشرهم.
... قوله: =وأغلقوا الأبواب+ فيه مصلحة دينية ودنيوية؛ حراسة الأنفس والأموال من أهل العبث والفساد، ولاسيما الشياطين.
... قوله: =وأوكوا قربكم+ أي: شدوا واربطوا رأس قربكم.
... قوله: =وخمروا آنيتكم+ أي: غطوا.
... قوله: =ولو أن تعرضوا عليها شيئاً+ أي: الآنية؛ وجاء في لفظ: =وخمر إناءك ولو بعود تعرضه عليه+.
... قال النووي رحمه الله في =شرح مسلم+: =هذا الحديث فيه جمل من أنواع الخير والآداب الجامعة لمصالح الآخرة والدنيا، فأمر ^ بهذه الآداب التي هي سبب للسلامة من إيذاء الشيطان، وجعل الله عز وجل هذه الأسباب أسباباً للسلامة من إيذائه، فلا يقدر على كشف إناء، ولا حلِّ سقاء، ولا فتح باب، ولا إيذاء صبي وغيره، إذا وجدت هذه الأسباب+.
__________
(1) البخاري مع =الفتح+ (10/88) [برقم (5623)]، ومسلم (3/1595) [برقم (2012)]. (ق).(1/277)
والله المُوفِّقُ وصَلَّى اللهُ وسلَّمَ وبَارَكَ عَلى نَبيِّنَا مُحمَّدٍ وعَلَى آلهِ وأصْحَابِهِ أجْمَعينَ.
وآخِرُ دَعْوَانا أن الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمينَ.
...
... [قال المصحح: تم بحمد الله تعالى التصحيح لهذا الشرح والتعليق عليه في 15/11/1426هـ وقد راجعنا الشرح مع تصحيحه والتعليق عليه مرات كان آخرها ليلة السبت الموافق 4/1/1427هـ والحمد لله على التمام، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أبو عبدالرحمن
سعيد بن علي بن وهف القحطاني
1 - فهرس الأطراف(1)
الطرف ... ... ... ... ... ... ... رقم الحديث الصفحة
1 - الله الله ربي ... (125) ... 215
2 - الله أكبر ... (241) ... 329
3 - الله أكبر الله أعز ... (130) ... 220
4 - الله أكبر الله أكبر ... (207) ... 293
5 - الله أكبر كبيراً ... (31) ... 92
6 - الله أكبر اللهم أهله علينا ... (175) ... 262
7 - (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) ... (71) ... 149
8 - (الله لا إله إلا هو الحي القيوم) ... (100) ... 185
9 - اللهم اجعل في قلبي نوراً ... (19) ... 73
10 - اللهم اجعلني من التوابين ... (14) ... 67
11 - اللهم اجعله لنا فرطاً وسلفاً ... (161) ... 249
12 - اللهم اسق عبادك ... (171) ... 259
13 - اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً ... (169) ... 257
14 - اللهم أسلمت نفسي إليك ... (111) ... 196
15 - اللهم أطعم من أطعمني ... (183) ... 269
16 - اللهم أعذه من عذاب القبر ... (160) ... 248
__________
(1) هذا الفهرس يشتمل على ما أورده المصنف – حفظه الله تعالى – من آيات وأحاديث وآثار وما ذكره بالمعنى – وجعلت أمامها رقمها ورقم الصفحة – وأيضاً ضممت إليها الأحاديث التي ذكرتها في الشرح والحاشية.
... تنبيه: أحببت أن أجعل لفظ الجلالة =الله+ في أول الفهرس، ثم يليه لفظ =اللهم+؛ تعظيماً لله تعالى، ودعاء له سبحانه، والله الموفق.(1/278)
17 - اللهم أعني على ذكرك ... (59) ... 131
الطرف ... ... ... ... ... ... ... رقم الحديث الصفحة
18 - اللهم أغثنا ... ... ... 170
19 - اللهم أغثنا ... (170) ... 257
20 - اللهم اغفر لحينا وميتنا ... (157) ... 245
21 - اللهم اغفر لعبيد أبي عامر ... ... ... 28 ...
22 - اللهم اغفر لفلان وارفع درجته ... (155) ... 241
23 - اللهم اغفر له اللهم ثبته ... (164) ... 252
24 - اللهم اغفر له وارحمه ... (156) ... 243
25 - اللهم اغفر لي إن شئت ... ... ... 253
26 - اللهم اغفر لي ذنبي كله ... (46) ... 109
27 - اللهم اغفر لي ذنبي وافتح ... حاشية ... 77
28 - اللهم اغفر لي ما قدمت ... (58) ... 130
29 - اللهم اغفر لي وارحمني ... (49) ... 112
30 - اللهم اغفر لي وارحمني وألحقني ... (150) ... 237
31 - اللهم اغفر لي وارحمني واهدني ... (263) ... 350
32 - اللهم اكتب لي بها عندك أجراً ... (51) ... 113
33 - اللهم اكفني بحلالك ... (136) ... 224
34 - اللهم اكفنيهم ... (132) ... 221
35 - اللهم إنا نجعلك في نحورهم ... (126) ... 216
36 - اللهم أنت الأول ... ... ... 192
37 - اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ... (79) ... 163
38 - اللهم أنت عضدي ... (127) ... 217
39 - اللهم أنجز لي ما وعدتني ... ... ... 29
40 - اللهم إن فلان بن فلان في ذمتك ... (158) ... 246
41 - اللهم إنك خلقت نفسي ... (103) ... 189
42 - اللهم إني أسألك بأن لك الحمد ... (64) ... 137
الطرف ... ... ... ... ... ... ... رقم الحديث الصفحة
43 - اللهم إني أسألك بأني أشهد ... (65) ... 138
44 - اللهم إني أسألك برحمتك ... (177) ... 265
45 - اللهم إني أسألك الجنة ... (61) ... 133
46 - اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها ... (167) ... 255
47 - اللهم إني أسألك خيرها وأعوذ بك ... (166) ... 254
48 - اللهم إني أسألك العفو والعافية ... (84) ... 168(1/279)
49 - اللهم إني أسألك علماً نافعاً ... (73) ... 152
50 – اللهم إني أسألك علماً نافعاً ... (95) ... 182
51 - اللهم إني أسألك يا الله ... (63) ... 136
52 - اللهم إني أصبحت أشهدك ... (80) ... 164
53 - اللهم إني ظلمت نفسي ... (57) ... 128
54 - اللهم إني أعوذ بك أن أضل ... (17) ... 71
55 - اللهم إني أعوذ بك أن أشرك بك ... (203) ... 288
56 - اللهم إني أعوذ برضاك ... (47) ... 110
57 - اللهم إني أعوذ برضاك ... (117) ... 207
58 - اللهم إني أعوذ بك من البخل ... (60) ... 131
59 - اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ... (56) ... 127
60 - اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ... (55) ... 125
61 - اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ... ... ... 258
62 - اللهم إني أعوذ بك من الهم ... (121) ... 212
63 - اللهم إني أعوذ بك من الهم ... (137) ... 225
64 - اللهم إني عبدك ابن عبدك ... (120) ... 209
65 - اللهم اهدني فيمن هديت ... (116) ... 205
66 - اللهم إياك نعبد ... (118) ... 208
67 - اللهم بارك لنا في ثمرنا ... (187) ... 275
الطرف ... ... ... ... ... ... ... رقم الحديث الصفحة
68 - اللهم بارك لهم فيما رزقتهم ... (182) ... 268
69 - اللهم باعد بيني وبين خطاياي ... (27) ... 85
70 - اللهم بعلمك الغيب ... (62) ... 133
71 - اللهم بك أصبحنا ... (78) ... 162
72 - اللهم حوالينا ولا علينا ... (174) ... 262
73 - اللهم رب جبرائيل ... (30) ... 91
74 - اللهم رب السماوات السبع ... (107) ... 192
75 - اللهم رب السماوات السبع ... (129) ... 219
76 - اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ... (208) ... 294
77 – اللهم ربنا لك الحمد ... ... ... 105
78 – اللهم ربنا ولك الحمد ... ... ... 106
79 - اللهم رحمتك أرجو ... (123) ... 214
80 - اللهم صل على آل أبي أوفى ... ... ... 122
81 - اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ... (53) ... 120(1/280)
82 - اللهم صل على محمد وعلى أزواجه ... (54) ... 121
83 - اللهم صل وسلم على نبينا ... (98) ... 183
84 - اللهم صيباً نافعاً ... (172) ... 259
85 - اللهم عافني في بدني ... (82) ... 167
86 - اللهم عالم الغيب والشهادة ... (109) ... 194
87 - اللهم عالم الغيب والشهادة ... (85) ... 172
88 - اللهم عبدك وابن أمتك ... (159) ... 247
89 - اللهم عليك بقريش ... ... ... 27
90 - اللهم فأيما مؤمن سببته ... (230) ... 315
91 - اللهم قني عذابك ... (104) ... 190
92 - اللهم لا تؤاخذني بما يقولون ... (232) ... 317
الطرف ... ... ... ... ... ... ... رقم الحديث الصفحة
93 - اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً ... (139) ... 227
94 - اللهم لا طير إلا طيرك ... (205) ... 290
95 - اللهم لك الحمد أنت كسوتنيه ... (6) ... 61
96 - اللهم لك الحمد أنت نور السماوات ... (32) ... 93
97 - اللهم لك ركعت ... (36) ... 101
98 - اللهم لك سجدت ... (44) ... 109
99 - اللهم ما أصبح بي من نعمة ... (81) ... 165
100 - اللهم منزل الكتاب ... (131) ... 221
101 - (آمن الرسول بما أنزل إليه) ... 101) ... 187
102 - اتق دعوة المظلوم ... ... ... 33
103 - أحبك الذي أحببتني له ... (200) ... 286
104 - أحبُّ الكلام إلى الله ... (261) ... 347
105 - احتلبوا هذا اللبن ... ... ... 270
106 - أخذنا فألك من فيك ... حاشية ... 291
107 - ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة ... ... ... 49
108 - إذا اقترب الزمان ... ... ... 202
109 - إذا أكل أحدكم طعاماً فليقل ... (178) ... 265
110 - إذا أكل أحدكم فليذكر اسم الله ... ... ... 265
111 - إذا تزوج أحدكم امرأة ... (191) ... 278
112 - إذا توضأ العبد المسلم ... ... ... 86
113 - إذا دخل الرجل بيته فذكر الله ... حاشية ... 72
114 - إذا دعا أحدكم فليعزم ... ... ... 24
115 - إذا دُعي أحدكم فليجب ... (185) ... 273(1/281)
116 - إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها ... ... ... 202
117 - إذا رأى أحدكم من أخيه ... (244) ... 332
الطرف ... ... ... ... ... ... ... رقم الحديث الصفحة
118 - إذا سلم عليكم أهل الكتاب ... (227) ... 312
119 - إذا سلم عليكم اليهود ... ... ... 313
120 - إذا سمعتم صياح الديكة ... (228) ... 314
121 - إذا سمعتم المؤذن ... ... ... 82
122 - إذا سمعتم نباح الكلاب ... (229) ... 315
123 – إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن ... ... ... 78
124 - إذا صلى أحدكم فليبدأ ... ... ... 24
125 - إذا عاد الرجل أخاه ... (149) ... 236
126 - إذا عطس فليقل ... (188) ... 276
127 - إذا قال الله أكبر ... ... ... 79
128 - إذا قال الإمام ... ... ... 104
129 - إذا قام أحدكم عن فراشه ... (102) ... 188
130 - إذا كان أحدكم مادحاً ... (231) ... 316
131 - إذا كان جنح الليل ... (267) ... 352
132 - إذا لقيتم أهل الكتاب ... ... ... 312
133 - إذا نودي للصلاة ... ... ... 229
134 - الأذان ... (142) ... 228
135 - الأذكار وقراءة القرآن ... (143) ... 230
136 - ارجع إليها فأخبرها ... ... ... 250
137 - أسأل الله العظيم ... (148) ... 235
138 - الاستعاذة بالله منه ... (141) ... 228
139 - أسغفر الله ثلاثاً اللهم أنت السلام ... (66) ... 139
140 - أستغفر الله وأتوب إليه ... (96) ... 182
141 - استغفروا لأخيكم ... ... ... 252
142 - استقيموا ولن تحصوا ... ... ... 129
الطرف ... ... ... ... ... ... ... رقم الحديث الصفحة
143 - استودع الله دينك ... (212) ... 299
144 - أستودعكم الله ... (211) ... 299
145 - أشهد أن لا إله إلا الله ... (13) ... 66
146 - أصبحنا على فطرة الإسلام ... (90) ... 178
147 - أصبحنا وأصبح الملك لله ... (77) ... 160
148 - أصبحنا وأصبح الملك لله ... (89) ... 176
149 - أعلمته ... ... ... 286(1/282)
150 - أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم ... (20) ... 75
151 - أعوذ بالله من الشيطان ... (193) ... 280
152 - أعوذ بالله من الشيطان ... (75) ... 157
153 - أعوذ بالله من الشيطان ... (148) ... 235
154 - أعوذ بكلمات الله التامات ... (247) ... 337
155 - أعوذ بكلمات الله التامات ... (113) ... 199
156 - أعوذ بكلمات الله التامات ... (97) ... 183
157 - أعيذكما بكلمات الله التامات ... (216) ... 303
158 - أعوذ بكلمات الله التامة ... (146) ... 234
159 - أفضل الصلاة طول القنوت ... (252) ... 341
160 - أفطر عندكم الصائمون ... (184) ... 272
161 - أقرب ما يكون الرب من العبد ... (251) ... 340
162 - أقرب ما يكون العبد من ربه ... ... ... 31
163 - أقرب ما يكون العبد من ربه ... (252) ... 341
164 - البس جديداً ... (8) ... 62
165 - ألا أدلكما على ما هو خير لكما ... ... ... 191
166 - ألا أعلمكم شيئاً تدركون به من سبقكم ... ... ... 19
167 - ألا أنبئكم بخير أعمالكم ... ... ... 46
الطرف ... ... ... ... ... ... ... رقم الحديث الصفحة
168 - أما إنه صدقك وهو كذوب ... ... ... 187
169 - أمرني رسول الله ^ أن أقرأ ... ... ... 147
170 - إن الله أمر يحيى بن زكريا ... ... ... 6
171 - إن الله حيي كريم ... ... ... 29
172 – إن الله عز وجل لا ينام ولا ينبغي له أن ينام ... ... ... 95
173 - إن الله يقبل توبة العبد ... ... ... 68
174 - إن الله يقول: أنا عند ظن عبدي بي ... ... ... 48
175 - إن أفضل الدعاء الحمد لله ... (264) ... 350
176 - إن الخلائق تسأل الأنبياء ... ... ... 23
177 - إن رسول الله ^ كان لا يرفع يديه ... ... ... 29
178 - إن الروح إذا قبض ... ... ... 241
179 - (إن في خلق السماوات والأرض) ... (4) ... 59
180 - إن لله ما أخذ ... (162) ... 249
181 - إن لله ملائكة سياحين ... ... ... 308(1/283)
182 - إن لله ملائكة يطوفون ... ... ... 17
183 - إن النبي ^ كان إذا أراد أن يرقد ... ... ... 190
184 - إنا لله وإنا إليه ... (154) ... 240 ...
185 - أنا مع عبدي ما ذكرني ... ... ... 16
186 - إنه لم تكن فتنة في الأرض ... ... ... 132
187 - إنه ليغان على قلبي ... (253) ... 342
188 - إني صائم ... (186) ... 274
189 - إني لأعلم كلمة لو قالها ... ... ... 280
190 - إني وجهت وجهي ... ... ... 336
191 - أيعجز أحدكم أن يكسب ... (258) ... 345
192 - أيكم يحب أن يغدو ... ... ... 52
الطرف ... ... ... ... ... ... ... رقم الحديث الصفحة
193 - أيها الناس إن الله طيب ... ... ... 34
194 - بارك الله لك في أهلك ... (201) ... 286
195 - بارك الله لك في أهلك ... (202) ... 287
196 - بارك الله لك في الموهوب ... (145) ... 233
197 - بارك الله لك وبارك عليك ... (190) ... 278
198 - بسم الله ... (9) ... 63
199 - بسم الله ... (12) ... 65
200 - بسم الله ... (210) ... 298
201 - بسم الله توكلت على الله ... (16) ... 69
202 - بسم الله الحمد لله ... (206) ... 292
203 - بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء ... (86) ... 174
204 - بسم الله الرحمن الرحيم: (قل هو الله أحد) ... (70) ... 146
205 - بسم الله الرحمن الرحيم: (قل هو الله أحد) ... (76) ... 159
206 - بسم الله والصلاة والسلام ... (21) ... 77
207 - بسم الله اللهم إني أعوذ بك ... (10) ... 64
208 - بسم الله اللهم جنبنا الشيطان ... (192) ... 279
209 - بسم الله والله أكبر ... (246) ... 336
210 - بسم الله وعلى سنة رسول الله ... (163) ... 251
211 - بسم الله والصلاة ... ... ... 77
212 - بسم الله ولجنا ... (18) ... 72
213 - باسمك اللهم أموت وأحيا ... (105) ... 190
214 - باسمك ربي وضعت جنبي ... (102) ... 188
215 - الباقيات الصالحات ... (265) ... 351(1/284)
216 - البخيل من ذكرت عنده ... (211) ... 298
217 - تبلي ويخلف الله ... (7) ... 62
الطرف ... ... ... ... ... ... ... رقم الحديث الصفحة
218 - التحيات لله ... (52) ... 116
219 - تسبحون في دبر كل صلاة ... ... ... 144
220 - تطعم الطعام ... (226) ... 311
221 - ثلاثة لا ترد دعوتهم ... ... ... 33
222 - ثلاث من جمعهن ... (225) ... 310
223 - ثنتان لا تردان ... ... ... 32
224 - جزاك الله خيراً ... (198) ... 284
225 - جوف الليل الآخر ... ... ... 32
226 - حسبنا الله ونعم الوكيل ... (128) ... 218
227 - حسبي الله ... (83) ... 167
228 - الحمد لله حمداً كثيراً ... (181) ... 268
229 - الحمد لله الذي أحيانا ... (1) ... 56
230 - الحمد لله الذي أطعمنا ... (108) ... 194
231 - الحمد لله الذي أطعمني ... (180) ... 267
232 - الحمد لله الذي بنعمته ... (218) ... 305
233 - الحمد لله الذي عافاني في جسدي ... (3) ... 58
234 - الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك ... (194) ... 281
235 - الحمد لله الذي كساني ... (5) ... 61
236 - الحمد لله على كل حال ... (218) ... 305
237 - الحمد لله وحده ... ... ... 156
238 - خذي فرصة من مسك ... ... ... 330
239 - خير الدعاء دعاء يوم عرفة ... (237) ... 326
240 - خير يوم طلعت عليه الشمس ... ... ... 31
241 - دعوة المرء المسلم لأخيه ... ... ... 34
242 - ذلك شيطان يقال له: خنزب ... ... ... 226
الطرف ... ... ... ... ... ... ... رقم الحديث الصفحة
243 - ذهب الظمأ ... (176) ... 264
244 - رأيت النبي ^ يعقد التسبيح ... (266) ... 351
245 - الرؤيا الصالحة ... ... ... 202
246 - الرؤيا من الله ... ... ... 201
247 - (ربنا آتنا في الدنيا حسنة) ... (235) ... 319
248 - رب اغفر لي رب اغفر لي ... (48) ... 111 ...
249 - رب اغفر لي وتب علي ... (195) ... 282
250 - ربي وربك الله ... حاشية ... 263(1/285)
251 – ربنا لك الحمد ... ... ... 104
252 - ربنا ولك الحمد ... (39) ... 103
253 - رضيت بالله رباً ... (87) ... 175
254 - ركب ^ القصواء ... (238) ... 327
255 - الريح من روح الله ... ... ... 254
256 - زودك الله التقوى ... (213) ... 300
257 - سبحان الله ... (240) ... 329
258 - سبحان الله إن المؤمن لا ينجس ... ... ... 330
259 - سبحان الله ثلاثاً وثلاثين ... (106) ... 191
260 - سبحان الله ماذا أنزل الليلة ... ... ... 329
261 - سبحان الله وبحمده عدد خلقه ... (94) ... 181
262 - سبحان الله وبحمده مئة مرة ... (91) ... 178
263 - سبحان الله والحمد لله ... (69) ... 142
264 - سبحان ذي الجبروت ... (37) ... 102
265 – سبحان ذي الجبروت ... (45) ... 109
266 - سبحان الذي يسبح الرعد بحمده ... (168) ... 256
267 - سبحان ربي الأعلى ... (41) ... 108
الطرف ... ... ... ... ... ... ... رقم الحديث الصفحة
268 - سبحان ربي العظيم ... (33) ... 99
269 - سبحانك اللهم وبحمدك ... (15) ... 69
270 – سبحانك اللهم ربنا ... (34) ... 99
271 – سبحانك اللهم ربنا وبحمدك ... (42) ... 108
272 – سبحانك اللهم وبحمدك ... (196) ... 282
273 - سبحانك اللهم وبحمدك ... (28) ... 86
274 - سبحان الملك القدوس ... (119) ... 208
275 - سبوح قدوس ... (35) ... 100
276 - سبوح قدوس ... (43) ... 109
277 - ستر ما بين أعين الجن ... ... ... 63
278 - سجد وجهي ... (50) ... 113
279 - السلام عليكم أهل الديار ... (165) ... 252
280 - سمع الله لمن حمده ... (38) ... 103
281 - سمع سامع بحمد الله ... (215) ... 302
282 - الشربة لك، فإن شئت آثرت ... ... ... 267
283 - صدق الخبيث ... ... ... 158
284 - صلوا كما رأيتموني أصلي ... ... ... 104
285 - الصيام جنة ... ... ... 274
286 - ضع يدك على الذي تألم ... (243) ... 332(1/286)
287 - طاف النبي ^ بالبيت ... (234) ... 319
288 - على ذروة كل بعير شيطان ... ... ... 279
289 - علام يقتل أحدكم أخاه ... ... ... 333
290 - علم أن له رباً ... ... ... 366
291 - العين حق ... ... ... 333
292 - غفرانك ... (11) ... 65
الطرف ... ... ... ... ... ... ... رقم الحديث الصفحة
293 - فأما الركوع فعظموا فيه الرب ... ... ... 31
294 - فإن شاء طعم ... ... ... 273
295 – فرأى سواد إنسان فأتاني فعرفني ... ... ... 170
296 - في يوم الجمعة ساعة ... ... ... 31
297 - قدر الله وما شاء فعل ... (144) ... 230
298 - قدم رسول الله ^ حاجاً ... ... ... 321
299 - قل: لا إله إلا الله ... (262) ... 347
300 – كان ابن عمر ينزل عن راحلته فيهريق الماء ... ... ... 116
301 - كان رسول الله ^ يعلمنا الاستخارة ... (74) ... 153
302 - كان النبي ^ إذا أتاه أمر يسره ... (242) ... 331
303 - كان النبي ^ إذا دخل على مريض يعوده ... ... ... 235
304 - كل ابن آدم خطاء ... ... ... 129
305 - كل دعاء محجوب ... ... ... 82
306 - كلمتان خفيفتان ... (256) ... 343
307 - كنا إذا صعدنا كبرنا ... (214) ... 301
308 - لأن أقعد مع قوم يذكرون الله ... ... ... 157
309 - لأن أقول سبحان الله ... (257) ... 344
310 - لا إله إلا الله ... (245) ... 335
311 - لا إله إلا الله إن للموت سكرات ... (151) ... 238
312 - لا إله إلا الله العظيم ... (122) ... 213
313 - لا إله إلا الله الواحد ... (112) ... 199
314 - لا إله إلا الله والله أكبر ... (152) ... 238
315 - لا إله إلا الله وحده ... (2) ... 56
316 - لا إله إلا الله وحده ... (67) ... 140
317 - لا إله إلا الله وحده ... (68) ... 141
الطرف ... ... ... ... ... ... ... رقم الحديث الصفحة
318 - لا إله إلا الله وحده ... (72) ... 151
319 - لا إله إلا الله وحده ... (93) ... 180(1/287)
320 - لا إله إلا الله وحده ... (92) ... 179
321 - لا إله إلا الله وحده ... (209) ... 296
322 - لا إله إلا الله وحده ... (255) ... 343
323 - لا إله إلا الله ويل للعرب ... ... ... 335
324 - لا إله إلا أنت سبحانك ... (124) ... 214
325 - لا بأس طهور ... (147) ... 235
326 - لا تجعلوا قبري عيداً ... (220) ... 307
327 - لا تحل الصدقة لمحمد ... ... ... 122
328 - لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ... (224) ... 309
329 - لا تدعوا على أنفسكم ... ... ... 241
330 - لا تقل تعس الشيطان ... ... ... 298
331 - لا صلاة لمن لا وضوء له ... ... ... 66
332 - لا يتمنين أحدكم الموت ... ... ... 36
333 - لا يحدث بها أحداً ... (114) ... 201
334 - لا يرد الدعاء ... ... ... 32
335 - لا يرد الدعاء ... ... ... 85
336 - لا يزال لسانك رطباً ... ... ... 50
337 - لا يزال الناس يتساءلون ... ... ... 222
338 - لا يزال يستجاب للعبد ... ... ... 35
339 - لا يقعد قوم يذكرون الله ... حاشية ... 12
340 - لا يقل الداعي ... ... ... 24
341 - لبيك اللهم لبيك ... (233) ... 318
342 - لقد رأيت رسول الله ^ يعقدها ... ... ... 146
الطرف ... ... ... ... ... ... ... رقم الحديث الصفحة
343 - لما دنا ^ من الصفا قرأ ... (236) ... 320
344 - ما أجلسكم هاهنا ... ... ... 18
345 - ما جلس قوم مجلساً ... ... ... 55
346 - مازلت على الحال التي فارقتك ... ... ... 181
347 - مازال الشيطان يأكل معه ... ... ... 266
348 - ما من أحد يسلم علي ... (223) ... 308
349 - ما من عبد تصيبه مصيبة ... ... ... 240
350 - ما من عبد مسلم ... (148) ... 235
351 - ما من عبد يذنب ذنباً ... (140) ... 227
352 - ما من قوم يقومون من مجلس ... ... ... 55
353 - ما من مسلم يدعو بدعوة ... ... ... 34
354 - المؤمن القوي خير ... ... ... 231(1/288)
355 - مثل البيت الذي يذكر الله فيه ... ... ... 45
356 - مثل الذي يذكر ربه ... ... ... 45
357 - مطرنا بفضل الله ... (173) ... 260
358 - ملء السماوات وملء الأرض ... (40) ... 106
359 - ملك من الملائكة ... ... ... 256
360 - من أراد أن يسافر ... ... ... 299
361 - من أرجعته الطيرة ... ... ... 291
362 - من استيقظ من نومه ... ... ... 44
363 - من أطعمه الله الطعام ... (179) ... 266
364 - من تاب قبل أن تطلع الشمس ... ... ... 68
365 - من جلس في مجلس ... ... ... 283
366 - من حفظ عشر آيات ... (199) ... 285
367 - من دخل السوق ... ... ... 296
الطرف ... ... ... ... ... ... ... رقم الحديث الصفحة
368 - من ربك وما دينك ... ... ... 132
369 - من صلى علي حين يصبح ... ... ... 184
370 - من صلى علي صلاة ... ... ... 306
371 - من صلى علي صلاة ... (219) ... 306
372 - من صُنع إليه معروف ... ... ... 284
373 - من فاتته صلاة العصر ... ... ... 54
374 - من قال استغفر الله ... (250) ... 339
375 - من قال سبحان الله ... ... ... 14
376 - من قال سبحان الله ... (259) ... 345
377 - من قال سبحان الله ... (254) ... 342 ...
378 - من قال في دبر كل صلاة ... ... ... 142
379 - من قال: لا إله إلا الله ... ... ... 239
380 - من قرأ الآيتين من آخر البقرة ... ... ... 188
381 - من قرأ حرفاً من كتاب الله ... ... ... 51
382 - من قعد مقعداً ... ... ... 54
383 - من كان آخر كلامه ... (153) ... 240
384 - من نزل منزلاً ... ... ... 303
385 - مهلاً يا عائشة ... ... ... 314
386 – المرأة عورة ... ... ... 170
387 - نام رسول الله ^ حتى إذا انتصف الليل ... ... ... 60
388 – نعم ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما ... ... ... 114
389 - نُهيت أن أقرأ القرآن ... ... ... 31
390 - نور أنى أراه ... ... ... 95
391 - هل تدرون ما قال ربكم ... ... ... 260(1/289)
392 - هل كنت تدعو بشيء ... ... ... 35
الطرف ... ... ... ... ... ... ... رقم الحديث الصفحة
393 - والاستعاذة بالله من فتنته ... (199) ... 285
394 - وأنا وأنا ... ... ... 80
395 - وإن قال: أعظم الله أجرك ... (162) ... 249
396 - وإن قال: اللهم اجعله فرطاً ... (160) ... 248
397 - وجهت وجهي ... (29) ... 87
398 - والسلام على رسول الله اللهم افتح ... ... ... 77
399 - وفيك بارك الله ... (204) ... 290
400 - والله إني لأستغفر الله ... حاشية ... 182
401 - والله إني لأستغفر الله ... (248) ... 339
402 - ولك ... (197) ... 283
403 - ولو أني استقبلت من أمري ... ... ... 232
404 - ويحك قطعت عنق صاحبك ... ... ... 316
405 - يا أبا المنذر أي آية ... ... ... 150
406 - يا أيها الناس توبوا إلى الله ... (249) ... 339
407 - يا حي يا قيوم ... (88) ... 176
408 - يا عبدالله بن قيس ... (260) ... 346
409 - يأتي الشيطان أحدكم ... ... ... 222
410 - يجمع كفيه ثم ينفث فيهما ... (99) ... 184
411 - يدعو لنفسه ... (26) ... 84
412 - يستجاب لأحدكم ... ... ... 25
413 - يستعذ بالله من الشيطان ... (114) ... 201
414 - يستعذ بالله، ينتهي عما يشك ... (133) ... 222
415 - يصلي على النبي ^ بعد فراغه ... (24) ... 82
416 - يقرأ (ألم) تنزيل السجدة ... (110) ... 195
417 - يقرأ قوله تعالى: (هو الأول) ... (135) ... 223
الطرف ... ... ... ... ... ... ... رقم الحديث الصفحة
418 - يقول الله: أنا عند ظن عبدي بي ... ... ... 48
419 - يقول الله يوم القيامة: يا آدم ... ... ... 330
420 - يقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة ... (25) ... 83
421 - يقول: آمنت بالله ورسوله ... (134) ... 222
422 - يقول: مثل ما يقول المؤذن ... (22) ... 78
423 - يقول وأنا أشهد ... (23) ... 81
424 - يقوم يصلي إن أراد ذلك ... (115) ... 202(1/290)
425 - يكبر على كل شرف ... (217) ... 303
426 - يكبر كلما رمى ... (239) ... 328
427 - يكون قوم يعتدون في الدعاء ... ... ... 35
428 - ينزل ربنا كل ليلة ... ... ... 31
429 - ينزل ربنا كل ليلة ... ... ... 341
430 - ينفث عن يساره ... (114) ... 201
431 - يهديكم الله ... (189) ... 277
432 - يوم الجمعة ثنتا عشرة ساعة ... ... ... 32
2 – فهرس الموضوعات
... ... ... ... ... ... ... ... الصفحة
مقدمة المصحح ... ... 3
مقدمة الشارح ... ... 6
مسائل تتعلق بالذكر والدعاء ... ... 10
[أولاً] فوائد الذكر ... ... 10
[ثانياً] آداب الذكر والدعاء ... ... 21
[ثالثاً] أوقات الإجابة [وأحوالها] ... ... 30
[رابعاً] إجابة الدعاء ... ... 34
[خامساً] من لا يجاب له الدعاء ... ... 34
[سادساً] [ما ينهى عنه] في الدعاء ... ... 35
[1] النهي عن تعجيل العقوبة في الدنيا ... ... 35
[2] النهي عن الاعتداء في الدعاء ... ... 35
[3] النهي عن الدعاء بالإثم وقطيعة الرحم ... ... 35
[4] النهي عن الدعاء على النفس والأولاد والخدم والمال ... ... 36
[5] النهي عن تمني الموت ... ... 36
[سابعاً] الحث على الدعاء ... ... 36
مقدمة حصن المسلم ... ... 41
فضل الذكر ... ... 43
أذكار الاستيقاظ من النوم ... ... 56
دعاء لبس الثوب ... ... ... 61
دعاء لبس الثوب الجديد ... ... 61
الدعاء لمن لبس ثوباً جديداً ... ... 62
ما يقول إذا وضع ثوبه ... ... 63
دعاء دخول الخلاء ... ... 64
دعاء الخروج من الخلاء ... ... 65
الذكر قبل الوضوء ... ... 65
الذكر بعد الفراغ من الوضوء ... ... 66
الذكر عند الخروج من المنزل ... ... 69
الذكر عند دخول المنزل ... ... 72
دعاء الذهاب إلى المسجد ... ... 73
دعاء دخول المسجد ... ... 75
دعاء الخروج من المسجد ... ... 77
أذكار الأذان ... ... 78 ...
دعاء الاستفتاح ... ... ... 85
دعاء الركوع ... ... 99 ...(1/291)
دعاء الرفع من الركوع ... ... 103
دعاء السجود ... ... 108
من أدعية الجلسة بين السجدتين ... ... 111
دعاء سجود التلاوة ... ... 113
التشهد ... ... 116
الصلاة على النبي ^ بعد التشهد ... ... 120
الدعاء بعد التشهد الأخير قبل السلام ... ... 125
الأذكار بعد السلام من الصلاة ... ... 139
دعاء صلاة الاستخارة ... ... 153
أذكار الصباح والمساء ... ... 156
أذكار النوم ... ... 184
الدعاء إذا تقلب ليلاً ... ... 198
دعاء الفزع في النوم ومن بلي بالوحشة ... ... 199
ما يفعل من رأى الرؤيا أو الحلم ... ... 201
دعاء قنوت الوتر ... ... 205
الذكر عقب السلام من الوتر ... ... 208
دعاء الهم والحزن ... ... 209
دعاء الكرب ... ... 213
دعاء لقاء العدو وذي السلطان ... ... 216
دعاء من خاف ظلم السلطان ... ... 219
الدعاء على العدو ... ... 221
ما يقول من خاف قوماً ... ... 221
دعاء من أصابه شك في الإيمان ... ... 222
دعاء قضاء الدين ... ... 224
دعاء الوسوسة في الصلاة والقراءة ... ... 225
دعاء من استصعب عليه أمر ... ... 227
ما يقول ويفعل من أذنب ذنباً ... ... 227
دعاء طرد الشيطان ووساوسه ... ... 228
الدعاء حينما يقع ما لا يرضاه أو غُلِبَ على أمره ... ... 230
تهنئة المولود له وجوابه ... ... 233
ما يعوذ به الأولاد ... ... 234
الدعاء للمريض في عيادته ... ... 235
فضل عيادة المريض ... ... 236
دعاء المريض الذي يئس من حياته ... ... 237
تلقين المحتضر: لا إله إلا الله ... ... 240
دعاء من أصيب بمصيبة ... ... 240
الدعاء عند إغماض الميت ... ... 241
الدعاء للميت في الصلاة عليه ... ... 243
الدعاء للفرط في الصلاة عليه ... ... 248
دعاء التعزية ... ... 249
الدعاء عند إدخال الميت القبر ... ... 251
الدعاء بعد دفن الميت ... ... 252
دعاء زيارة القبور ... ... 252
دعاء الريح ... ... 254
دعاء الرعد ... ... 256(1/292)
من أدعية الاستسقاء ... ... 257
الدعاء إذا نزل المطر ... ... 259
الذكر بعد نزول المطر ... ... 260
من أدعية الاستصحاء ... ... 262
دعاء رؤية الهلال ... ... 262
الدعاء عند إفطار الصائم ... ... 264
الدعاء قبل الطعام ... ... 265
الدعاء عند الفراغ من الطعام ... ... 267
دعاء الضيف لصاحب الطعام ... ... 268
الدعاء لمن سقاه أو إذا أراد ذلك ... ... 269
الدعاء إذا أفطر عند أهل بيت ... ... 272
دعاء الصائم إذا حضر الطعام ولم يفطر ... ... 273
ما يقول الصائم إذا سابه أحد ... ... 274
الدعاء عند رؤية باكورة الثمر ... ... 275
دعاء العطاس ... ... 276
ما يقال للكافر إذا عطس فحمد الله ... ... 277
الدعاء للمتزوج ... ... 278
دعاء المتزوج لنفسه ودعاء شراء الدابة ... ... 278
الدعاء قبل إتيان الأهل ... ... 279
دعاء الغضب ... ... 280
دعاء من رأى مبتلى ... ... 281
ما يقال في المجلس ... ... 282
كفارة المجلس ... ... 282
الدعاء لمن قال غفر الله لك ... ... 283
الدعاء لمن صنع إليك معروفاً ... ... 284
الذكر الذي يعصم الله به من الدجال ... ... 285
الدعاء لمن قال إني أحبك في الله ... ... 286
الدعاء لمن عرض عليك ماله ... ... 286
الدعاء لمن أقرض عند القضاء ... ... 287
دعاء الخوف من الشرك ... ... 288
الدعاء لمن قال بارك الله فيك ... ... 290
دعاء كراهية الطيرة ... ... 290
دعاء الركوب ... ... 292
دعاء السفر ... ... 293
دعاء دخول القرية أو البلدة ... ... 294
دعاء دخول السوق ... ... 296
الدعاء إذا تعس المركوب ... ... 298
دعاء المسافر للمقيم ... ... 299
دعاء المقيم للمسافر ... ... 299
التكبير والتسبيح في سير السفر ... ... 301
دعاء المسافر إذا أسحر ... ... 302
الدعاء إذا نزل منزلاً في سفر أو غيره ... ... 303
ذكر الرجوع من السفر ... ... 303
ما يقول من أتاه أمر يسره أو يكرهه ... ... 305
فضل الصلاة على النبي ^ ... ... 306(1/293)
إفشاء السلام ... ... 309
كيف يرد السلام على الكافر إذا سلم ... ... 312
الدعاء عند صياح الديك ونهيق الحمار ... ... 314
الدعاء عند سماع نباح الكلاب بالليل ... ... 315
الدعاء لمن سببته ... ... 315
ما يقول المسلم إذا مدح المسلم ... ... 316
ما يقول المسلم إذا زُكي ... ... 317
كيف يبلي المحرم في الحج أو العمرة ... ... 318
التكبير إذا أتى الركن الأسود ... ... 319
الدعاء بين الركن اليماني والحجر الأسود ... ... 319
دعاء الوقوف على الصفا والمروة ... ... 320
الدعاء يوم عرفة ... ... 326
الدعاء عند المشعر الحرام ... ... 327
التكبير عند رمي الجمار مع كل حصاة ... ... 328
ما يقول عند التعجب والأمر السار ... ... 329
ما يفعل من أتاه أمر يسره ... ... 331
ما يقول ويفعل من أحس وجعاً في جسده ... ... 332
دعاء من خشي أن يصيب شيئاً بعينه ... ... 332
ما يقال عند الفزع ... ... 335
ما يقول عند الذبح أو النحر ... ... 336
ما يقول لرد كيد مردة الشياطين ... ... 337
الاستغفار والتوبة ... ... 339
من فضل التسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير ... ... 342
كيف كان النبي ^ يسبح ... ... 351
من أنواع الخير والآداب الجامعة ... ... 352
- فهرس الأطراف ... ... 355
- فهرس الموضوعات ... ... 372(1/294)