أي : قافمة جاحظة ، كما جاء في بعض ألفاظ الحديث . وقد روى أبوداود من حديث عبادة بن الصامت عن النبي ت أنه قال : ؟ "إني قد حذثتكم عن الذخال حف خشيت ألآ تغفلوا أن المسيح الدخال رجل فصيز أفحج جغذ أعور مطموس العين ، ليست بناتنة ، ولا جحراء"(1). وهذا الحديث يقتضي : أن عينه ليست بالفاحشة ال!نتوء ، والجحوظ ، ولا غانرة حق كانها في جحر ؟ بل : متوسطة بحيث يصدق عليها : أنها تانمة وجاحظة ، والله تعالى أعلم. وقد زاد عبادة في هذا الحديث من أرصافه أنه تصيز أفحج ، والنحج : تباعد ما بين الساقين . وقوله : ا انه خارخ حئة بين الشام والعراق ") رويته وقئدته بفتح الحاء المهملة ، وتشديد اللام ، وهي رواية السخزي ، وقيل معنى ذلك : تبالة وسمت . وفي كتاب العين ، والحثة : موضع حزن وضور ، وسقطت هذه الكلمة من رواية العترئ . وروي عن ابن الحذاء : حله بضم اللام وهاء الضمير ، أي : نزوله وحلوله ، وكذا في كتاب التميمت ، وهكذا ذكره الحمنن دئ ، ورواه الهروئ في غريبه : خئة : بالخاء المعجمة مفتوحة ، وتشديد اللام ، وفشره بانه ما بين البلدتين ، قال غيره : هو الطريق في الرمل ، وبجمع : خل . قلت : وقد روى الترمذي من حديث أبي بكر الصديق -رضي الله عنه - قال : حدثنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال : "الذخال يخرج من أرض بالمشرق يقال لها : خراسان ينبعه أفواج إ2) كان وجوههم المجان المظرقة"(3). قال : وفي الباب عن
---(10/139)
أبي هريرة ، وعائثة - رضي الله عنهما -. وهذا حديث حسن غريب ، ووجه الجمع بين هذا وبين الذي قبله : أن مبتدأ خروج الدخال من خراسان ، ثم يخرج إلى الحجاز فيما بين العراق رالشام ، والله تعالى أعلم . وقوله : "عاث يمينا وعاث شمالا") رويناه بالعين المهملة والثاء المثلثة مفتوحة غير منؤلة على أنه فعل ماضي ، وبكسرها وتنوينها على أنه اسم فاعل . وهو بمعنى الفساد. يقال : عثا في الأرض يعثو : أفسد ، وكذلك عثي -بالكسر- يعثي . قال الله تعالى : ا ولاننثزأف ألأ ايخن متحريئ ، أ البقرة : 160 . وقوله : "يا عباد الله اثبتوا") هذا من قول النبي لكلغ يامر من لقي الذخال أن من يثبت وبصبر ؟ فإنَّ لنثه في الأرض قليل على ما يأتي ، وأما من سمع به ولم يلقه ، الل! فليبعذ عنه ، وليفز بنفسه ، كما خزجه أبوداود من حديث عمران بن حصيق و" - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ئ : "من سمع بالذنجال فلينا عنه ، فوالثه إن الزجل ليأتيه ، وهو يحسب أنه مؤمن فيئبعه مما يبعث به من الشبهات ، أو لما يبعث به من الشبهات "(1) . و(ترله : يا رسول الله ا وما لنثه في الأرض ؟ قال : "أربعون يوما ، يونم مذأ كسنز ، ويونم كشهر ، ويوم كجمعذ ، وسائر ؟ئامه كلإئامكم ") ظاهر هذا : أن الله تعالى الدا يخرق العادة في تلك الأتام ، فيبطىء بالشمس عن حركتها المعتادة في أول يوبم من تلك الأيام ، حف يكون أزل يوم كمقدار سنذ معتادة" ويبطىء بالشمس حتى يكون كمقدار شهر ، والثالث حتى يكون كمقدار جمعة ، وهذا ممكن ، لا سيما وذلك
---(10/140)
الزمان تنخرق فيه العوائد كثيرا ، لا ستما على يدي الدتجالى . وقد تاؤله أبو الحسين ابن المنادي على ما حكاه أبو الفرج الجوزي فقال : المعنى : يهجم عليكم غثم عظيم لشدة البلاء ، وأيام البلاء طواذ ، ثم يتناقص ذلك الغتم في اليوم الثاني ، ثم يتناقص في الثالث ، ثم يعتاد البلاء ، كما يقول الرجل : اليوم عندي سنة ، كما قال : وليل المحب بلا آخر قال أبو الفرج : وهذا التأويل يرذه قولهم : أتكفينا فيه صلاة يوم وليلتن ؟ قال : "لا ، اتدروا له تذره " والمعنى : قذروا الأوتات للصلاة ، غير أن أبا الحسين بن المنادي قد طعن في صحة هذه اللفظات . أعني قولهم : أتكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : "لا ، اتدروا له قذره " فقال هذا عندنا من الدسائس التي كادنا بها ذوو الخلاف علينا قديما ، ولو كان ذلك صحيحا لاشتهر على ألسنة الرواة ، كحديث الدخال ؟ فإنَّه قد رواه ابن عباس ، وابن عمر ، وجابر بن عبد الله ، وحذيفة ، وعبادة بن الصامت ، وأبي بن كعب ، وسمرة بن جندب ، وأبو هريرة ، وأبو الدرداء ، وأبو مسعود البدرقي ، وأنى بن مالك ، وعمران بن حصيق ، ومعاذ بن جبل ، ومجمع بن جارية - رضي الله عنهم - في اخرين ، ولو كان ذلك لقوي اشتهاره ، ولكان أعظم وأقطع من طلوع الشمس من مغربها . قلت : هذه الألفاظ التي أنكرها هذا الرجل صحيحة في حديث النواس خزجها الترمذي من حديث النؤاس ، وذكر الحديث بطوله نحوا مِمَّا خزجه مسلم ، وقال في الحديث : حديث حسن صحيح غريب . لا نعرفه إلا من حديث عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، وقد خزجه أبوداود ، وأيضًا من حديث عبد الرحمن بن يزيد المذكور ، وذكر طرفا من الحديث ولم يذكزه بطوله ، فصخ الحديث عند هؤلاء الأئمة ، وانفراد الثقة بالحديث لا يخرم الثقة به ؛ لأنَّه قد يسمع ما لا تسمعه الجماعة في وقت لا يحضر غيره ، وكم يوجد من ذلك في الأحاديث ، وقد رواه قاسم بن أضبغ (1) من حديث جابر بن عبد الله على ما يأتي . وتطريق إدخال(10/141)
المخالفين الدسائس
---
على أهل العلم والتحزز والثقة ، بعيذ لا يلتفت إليه ؛ لأنَّه يؤذي إلى القدح في أخبار الاحاد ، وإلى خرم الثقة بها ، مع أن ما تضئنته هذه الألفاظ أموز ممكنة الوتوع في زمان خرق العادات ، كسائر ما جاء مما قد صخ وثبت من خوارق العادات التي تظهر على يدي الدخال . مما تضمنه هذا الحديث وغيره ، فلا معنى لتخصيص هذه الألفاظ بالإنكار ، والكل ظنون مستندة إلى أخبار العدول ، والله أعلم بحقائق الأمور . قال القاضي في قوله : "اتدروا له " هذا حكم مخصوص بذلك اليوم شرعه لنا صاحب الشرع ، ولو وكننا فيه لاجتهادنا لكانت الصلاة فيه عند الأوقات المعروفة في غيره من الأيام . وقوله : "فتغدو عليهم سارحتهم أطول ما كانت ذرا ، وأسبنه ضروعا") تغدو : تبكر . والسارحة : المواش التي تخرج للسرح ، وهو الرعي ، كالإبل والبقر والغنم . والذرا : جمع ذروة ، وهي الأسنمة ، وأسبغه : أطوله ضروعا لكثرة اللبن . وأمذه خواصر : لكثرة كلها ، وخضب مرعاها . وقوله : "فيصبحون منحلين ") وفي بعفر الروايات : "ازلين ) ، والمخل والأزل ، والقحط ، والجذب ، ككها راحد ، والله تعالى أعلم . ويعاسيب النحل :
(1 ) تاسم بن أصبغ : هو محدث الأندلس ، سكن ترطبة ومات فيها سنة ( 340 د) .
---(10/142)
ثوبين مصبوغين بالضفرة ، وكانه الذي صبغ بالهردى . وقد اجترأ القتبئ ، وخطا النقلة في هذا اللفظ ، وقال : هو عندي خطا من الئقلة ، وأراه قهروتين ، يقال : هريت العمامة ؟ إذا لبستها صفراء ، وكان فعلت منه : هروت ، وأنشدوا عليه : رم نجتك هزنجت العمامة بندما أراك زمانا حاسرا لنم تغصب قال : إنما أراد أئك لبست العمامة صفراء كما يلبسها الشادة ، وكان الشيد يع!تئم بعمامة صنراء ، ولا يكون ذلك لنيره . نلت : لقد صدق من قال في ابن فتيبة : هجوم ولأخ على ما لا يحسن . وقد خلا ابن قتيبة نيما خطىء فيه الثتات وأهل التقييد والشثت والعلم من وجهين : أحدهما : حكمه بالخطا رجرأته (ا ، به على الأئمة الحغاظ الثقات العلماء ، فكان حفه أن يتوئف ؟ إذ لم يجد محملا لتلك اللفظة على النحو المروي . وثانيهما : إن ما استدذ به لا حجَّة فيه ، لوجهين قد أشار إليهما أبو بكر فيما حكاه الامام أبو عبد الله عنه . فقال : ما قاله خطا ؛ لأنَّ العرب لا تقول : هروت الثوب ، لكن هريت ، ولا يقال أيضًا هريت إلا في العمامة خاضة ، فليس له أن يتيس على العمامة ؛ لأنَّ اللغة رواية . فلت : والاصخ : قول اكثر ، وبشهد له ما قد وقع في بعفر الروايات بدل "مهرودتين " : "ممضرتين " والممضرة من الثياب ير المصبوغة بالصفرة - والله تعالى أعلم - . وقوله : "إذا طاطا رأسه تطر") أى : إذا خفض رأسه سال منه ما يعني به العرق . رهذا نحو مما قال في الحديث الذى تنذم : "يقطر رأسه ماء ، كالما خرج من ديماس ، (2) يعت : الحئام . (1 ) في (م 4) : وجزمه .
---(10/143)
وقوله : "إذا رفعه تحذر منه جمان كاللؤلؤ") الجمان : ما استدار من اللؤلؤ والار ، ويستعار لكل ما استدار من الحلئ ، قاله أبو الفرج الجوزي . شثه قطرات العرق بمستدير الجوهر ، رهو تثبيه واقع . وقوله : "فلا يحل لكافر يجد ريح نمسه إلا مات ") الرواية لا يحل بكسر الحاء ، معنا. : يحق ويجب ، وهو من نحو توله تعالى : ا وخ!مك فزية أنلنهتفآ ائهنم لايخص ت ، (الأنبياء : 195 أي : واجب ذلك ولازم ، وقيل معناه : لا يمكن ، وفي بعض الروايات عن ابن الحثاء : فلا يحذ لكافر يجد نمس ريحه ، ووجهه بئين ، رأما من رواه يحل - بضم الحاء - فليس بثي " إلا أن يكون بعده : بكافر ، بالباء ، فيكون له وجه . وقوله : "رنمسه ينتهي ، حيث ينتهي طزفه ") نمسه - بفتح الفاء - ، وطزفه -بسكون الراء- : وهو عينه ، وفي بذلك أن الله تعالى قومى نمس عيسى -عليه السلام - حتى يصل إلى المحل الذي يصل إليه إدراك بصره ، نمعناه : أن الكفار لا ؟ يتربونه ، وإنَّما يهلكون عند رؤيته ، روصول نمسه إليهم ، تاييذ من الله له وعصمة ، ) وإظهار كرامة ونعمة . وقوله : "فيمسح عن وجوههم ") بعف التي بالنون ، لا التي باللام ؟ أي : ثريل عن وجوههم بمسحه ما أصابها من غبار سفر الغزو ، ووعثائه ، مبالغة في إكرامهم ، رفي الكطف بهم ، والتحفي بهم . وقيل : معناه يكشف ما نزل بهم من ا لخوف ، والمشفات ، وا لأزلى : ا لحقيقة ، رهذا توشع .
---(10/144)
وقوله : "إني قد أخرجت عبادأ لي لا يدان لأحد بققالهم ") أي : لا قدرة لاحد على قتال ياجوج وماجوج . يقال : لا يد لفلان بهذا الأمر ؟ أي : لا قوة . وقوله : "فحرز عبادي إلى الطور") هذه الرواية الصحيحة بالزاي : أي ارتحل بهم إلى جبل يحرزون فيه أنفسهم ، والطور : الجبل بالسريانية . ويحتمل أن يكون ذلك هو طور سيناء ، وقد رواه بعضهم : حوز بالواو ، ولم تقع لنا هذه ا لرراية ، ومعناها واضح ، وهو بمعنى ا لأولى . وقوله : "ويبعث الله ياجوج وماجوج ، وهم من كل حدب ينسلون ") قد تتذم القول في ياجوج وماجوج في أول كتاب الفتن . رالحدب : النشز من الأرض ، وهي الآكام والكداء . وينسلون : من الئسلان ، وهي مقاربة الخطو مع الاسراع ، كمشي الذنب إذا بادر ، قاله القتف . وقال الزخاج : ينسلون : يسرعون . والننف -جمع نغقة - ، وهو بفتح النرن والغين المعجمة ، وهي دود يكون في أنوف الابل والننم ، وهي وإن كانت محتقرة ، فاتلافها شديد ، ويقال للرجل الحقير : ما أنت إلا ننفة . وقوله : "فيصبحون فزسى") أي هلكى قتلى ؟ من فرس الذنب الثاة إذا قتلها . والفريسة منه . والزهم - بفتح الهاء - : النتن والرائحة الكريهة . وأصله : ما يعلق باليد من ربح اللحم . والبخت : إبل غلاظ الأعناق ، عظام الأسنام .
---(10/145)
وقوله : "لا يكن منه بيت مدر ، ولا وبر") أي : لا يستر من ذلك المطر لكثرته بيت مبنن بالطين ، ولا بيت شعر ولا وبر. وقوله : "حتى يتركها كالزلفة") الروابة بفتح الزاي واللام ، وقئدته بالفاء والقاف معا ، وكذلك روي عن الاسدئ ، وزاد فتح اللام وسكونها ، فبالقاف : هي الأرض الملساء التي لا شيء فيها ، ومنه قوله : ا ننضبع صعيدا زلفا " أ الكهف : 140 وبالفاء : هي المضنعة الممتلنة ، والجمع برلف ، ومنه قول الراجز : من بعد ما كانمت ملاء كالزلغت وهي المصانع ، والمعروف فيها فتح اللام . غير أن أبا زبد الأنصاري قال : يقال للمزاة : زلمفة وزكقة بالقاف : الجماعة . والقحف : أعلى الجمجمة ، وهي المحتوية على الذماغ . هذا أصله ، واستعارة هنا للزقانة للشبه الذي بينهما. والئغحة -بفتح اللام - : التي تحتلب من النوق . هذا أصلها ، رقد قيلت فا على التي تحتلب من البقر والغنم . والفئام : الجماعة من الناس ، وهو بكسر الفاء. والفخذ : درن القبيلة ، وفوق البطن . قال الزبيربن بثهار : العرب على ست طبقات : شغمت ، وقبيلة ، وعمارة ، وبظن ، وفخذ ، وفصيلة ، وما بينهما من الاباء ، فإنَّها يعرفها أهلها ، رسئيت بالشعوب ؛ لأنَّ القبائل تتشغبت منها رسئيت القبائل بذلك ؛ لأنَّ العمائر تقابلت عليها ، فالشعب يجمع القبائل ، والقبيلة تجمع العمائر ، والعمارة تجمع البطون ، والبطون تجمع الأفخاذ . قال ابن فارس : لا يقال في فخذ النسب إلا بسكون الخاء ، بخلاف الجارحة ، تلك يقال بكسر الخاء وسكونها ، وبكسر الفاء أيضًا. وجبل الخمر ، بفتح الميم ، وهو جبل بيت المقدس . والخمر :
---(10/146)
الشجر الملتف ، وأنقاب المدينة : طرتها وفجاجها. وفي كتاب العين : الئفب والنقب : الطريق في رأس الجبل ، والنفب في الحائط وغيره : ثقب يخلص به إلى ما وراءه . وقوله : "يأتي الدخال رهو محزنم عليه أن يدخل المدينة ومئهة") أي : هو ج ممنوع من دخول المدينة ومكة بالملائكة التي تحرسها على ما يأتي في حديث أنس ا المذكور بعد هذا . "و (تر-ل الدخال : أرأيتم إن تتلت ثم أخييته أتشكون في الأمر") أي : في دعراه الإلهية والربوبية ، كما روى تاسم بن أصبغ عن جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ط : "يخرج الدخال في خققة من الدين وإدبار من العلم أربعون ليلة يسيحها في الأرض ، يرم منها كالسنة ، واليوم منها كالشهر ، واليوم منها كالجمعة ، ثم سائر أتامه كائامكم هذه ، وله حماز يركبه ، عرض ما بين أذننه أربعون ذراعا ، فيقول للناس أنا ربمم ، وهو أعور ، وإن ربر ليس باعور ، ومكتوبئ بين عينيه كافر ، يقرؤه كل مزمن كاتب وغير كاتب ، يرد كل ماء ومتهل اجال إلا مكة والمدينة ، وقامت الملائكة بابوابها"(1). فهذا نص ن في أن الدخال إنما يذعي الربوبتة لا النبوة ، ولو اذعاها لما صذقه الله بابداء خارق للعادة على يديخه ، لاستحالة تصديق الكاذب على الله ؛ لأنَّه يلزم منه تكذيب الباري تعالى ، والكذب محال على الله تعالى تطعا ، عقلأ ونقلا ، فإنَّ قيل : فيلزم مثل هذا في دعوى الربوبتة ، ووقوع الخارق مقرونا بدعوى المذعي للالهتة ، فيكون قد صذقه بذلك سية كما صذق النئ إذا جاء بمثل ذلك . فالجواب : أن اقتران الخارق بدعوة الزبوبيه 9 محال أن بشهد بتصديقه في دعوى الإلهية لفيام الأدلة العقلية القطعية على استحالة ا *لهية عليه ، ا لتي هي : حدثه ، وانتقا ره ، ونقصه ، فهذه ا لأدلة ا لعقلية دلت على كذبه في دعوى الإلهية ، فلم يبق معها دلالة للأدلة الاقترانية ؛ لأنَّ اقتران المعجزة بالتحذى في حق النبي إنما دذ على صدقه من حيث تنزلت(10/147)
منزلة التصديق بالقول ، (
---
1 ) رراه أحمد (3 لم 367) ، را لحاكم ( 4 / 0 53 ) . أو منزلة ترانن الأحوال على اختلاف العلماء في ذلك . وذلك لا يحصل إلا إذا سلمت عما يشهد بنقيضها ، ولم يسلنم في حق الذخال إذ المكذب لدعواه ملازم له عقلأ ، فلا دلالة لذلك الاتتران على مدته ؟ إذ لا يمكن مع وجود ما يدلثما على كذبه تطعا أن نتول : إن تلك الخوارق الي ظهرت على يديخه تنزلت منزلة قول الله له : مدتت ، كما أمكن ذلك في حق النبي الذي يسلم عئا يكذبه ، وحاصل هذا البحث : أن ما يد ، بذاته لا يعارضه ما يد ، بنير عينه . ولتفصيل هذا علم الكلام . وب ذكرنا. يعلم قطعا : أن إظهار هذ. الخوارق على يدي الذخال لم يقصد بها تصديته ، وإنما تصد بها أمر اخر ، وهذا ما أخبرنا به الصادق ط أنها فتن ومحن امتحن الله بها عباده ليمخص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين . وذلك على ما سبق به علمه وننذبه حكمه ، لا يسال عما يفعل . وقوله : "فيامر به الذخال فيشئح ") أى : يمذ ، ومنه تولهم : الحزباء تشثح على الأعواد أي : تمتد . ومشهور الرواية هكذا ، وقد روى السمرقندئ ، رابن ماهان : فشخوه في رأسه بشجاج ، وليس هذا بشيء ؛ لأنَّه قد جاء بعده ما يبعد. ، ربب!ئين أن المراد خلاف ذلك . و(نوله : "فيزمر به فيوسع ظهره ويطنه ضربا") أي : يعمم جميعه حتى لا يرسرك منه موضغ إلا يضربه ، وهو ماخوذ من السعة والاتساع . وقوله : "فيزمر به فيؤشر بالمئشار ، ) والرواية يؤشر بالياء ، والمنشار بالهمز ، وهو الصحيح المعروف ، ويقال بالنون فيهما ، وهذا يدلّ على : أن هذا الرجل المكذب للدخال نثره الذخال بالمنشار ، وقد تقدَّم في حديث النؤاس : أنه تطعه بالشيف جزلتين كرمية النرض ، فيحتمل أن يكون كل واحد منهما غير
---(10/148)
الاخر ، وشتمل أن يكون جمعهما عليه ، والأول أمكن وأظهر . والترتوة : بفتح التاء وضم القاف وتخفيف الواو : هي العظم الذي بين ثغرة النحر والعاتق ، وتجمع تراقي . وبقذفه : يرميه . روقع في الأم : المسالح ؟ وهم القوم الحاملون للشلاح ، المستعذون للقتال ، سئوا بذلك لحملهم إئاها ، قال القاضي : في آخر هذا الحديث من رواية الشمرقندقي ، قال أبو إسحاق - يعني ابن سفيان - : يقال : إن هذا الرجل هو الخضر - عليه السلام - ، وكذلك قال سر في جامعه باثر هذا الحديث . قلت : وقد تقدَّم القول في الخضر ، وفي الخلاف في طول حياته في كتاب الأنبياء . وقوله : اما بين خلق آدم إلى قيام الساعة خنق أكبر من الدخال ") ظاهر هذا كبر الخنقة والجسم ، وقد تقدَّم أنَّه يركب حمارا عزض ما بين أذنيه أربعون ذراعا ، وهذا يقتضي : أن يكون هذا الحمار ممبر حمار في الدنيا ، فراكبه ينبغي أن يكون ممبر إنسان في الدنيا ، وكذا قال تمينم -رضي الله عنه - في خبر الجشاسة : فاذا أعظم إنسان رأيناه ، وسيأتي ، غير أنه قد تقدَّم من حديث أبي داود في وصف الدجال : "أنه قصير أفحج "(1) وإنما يكون قصيرا بالنسبة إلى نوع الانسان ، فمقتض ذلك : ان يكون فيهم من هر أطول منه ، ولهذا قيل : إن وصفه باسبرية انما يعت بذلك عظم فتنته ، وكبر محنته ؟ إذ ليس بين يدى الشاعة أعظم ولا أكبر منها ، ويحتمل أن يريد به : أنه ينتفخ أحيانا حتى يكون في عين الناظر إليه أكبر من كل نوع الانسان ، كما تقدَّم في شان ابن صئاد أنه انتفخ عن غضبه حتى ملأ الطريق ، والله أعلم بحقيقة ذلك .
---(10/149)
وقوله : "إنهم يقولون إن معه الطعام والأنهار ، هو أهون على الله من ذلك ") اي : الد!ال على الله أهون أن يجعل ما يخلقه على بدنه من الخوارق مضلأ للمؤمنين ومشمئهكا لهم ، بل : ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم ، وليرتاب الذين في قلوبهم مرض والكافرون ، كما قال له الذي قتله ثم أحياه ، ما كغت فيك قظ أشد بصيرة ى مض الان ، وقد تضئنت تلك الأحاديث المتقذمة أن عيسى -عليه السلام - ينزذ ) وبقتل الدخال ، وهو مذهب أهل السنة ، والذي دذ عليه فوله تعالى : ! بل زفمه اشه إفي " أ النساء : 158 ، ، والأحاديث الكثيرة الصحيحة المنتشرة . وليس في العقل ما يحيل ذلك ولا يرذه فيجب الايمان به والتصديق بكل ذلك ، ولا يبالى بمن خالف في ذلك من المبتدعة ، ولا حجَّة لهم في اعتمادهم في نفي ذلك على التمسك بقوله : ا وفاتص أبب! ن ، أالأحزاب : 40! وبما ورد في الشنة من أنه : لا نبف بعده ، ولا رسول ، ولا باجماع المسلمين على ذلك ، ولا على أن شرعنا لا ينسخ . وهذا ثابت إلى يوم القيامة ؛ لأنَّا نقول بموجب ذلك كئه ؛ لأنَّ عيسى -عليه السلام - إنما يزل لقتل الد!ال ، ولاحياء شريعة محمدلي وليعمل باحكامها ، وليقيم العدل على مقتضاها ، وليقهر الكفار ، وليظهر للنصارى ضلالتهم ، ربتبزأ من إفكهم ، فيقتل الخنزير ، ويكسر الضليب ، ويضع الجزية ، وياتتم بامام هذه الأفة ، كما تقدم في كتاب الايمان .
---(10/150)
والحاصل : أنه لم يات برسالة مستانفة ، ولا شريعة مبتدأة ، وإنما يأتي ت عاضدا لهذه الشريعة ، رملتزما أحكامها ، غير مغير لشء منها ، والمنفئ بالأدلة * السابقة : إنما هو رسوذ يزعم أنه قد جاء بشرع مبتدأ ، أو برسالة مستانفة ، فمن 11 اذعى ذلك كان كاذبا ، كافرا تطعا. با وقوله : "يتبع الدخال من يهود أصبهان سبعون ألفا عليهم الي لسة") ير جمع طيلسان بفتح اللام ، ولا تكسره العرب في المشهور ، وحكاه البكرقي بكسر اللام ، وهو الكساء . وهو أعجمئ معزب ، والهاء في جمعه للعجمة . ويدلّ هذا على أن اليهود أكثر أتباع الدخال ، ومن يعتقد التجسيم . والرواية المشهورة سبعون ألفا. 11 وعندابن ماهان : تسعون ألفا.
تالت : نكحت ابن المغيرة ، وهو من خيار شباب قريش يومئذ ، فاصيب في
(16 ) ومن باب : حديث الجساسة حديث فاطمة هذا في هذ. الرواية مخالف للمشهور من حديثها في مواضع ، فمنها : تولها فنكحت ابن المغير" فاصيب في أؤل الجهاد مع رسول الله ت فلما تائمت خطبت عبد الرحمن بن عوف . وظاهر. أنها تاثمت عنه بقتله في الجهاد ، وهو خلاف ما تقدَّم في كتاب الطلاق أنها بانت منه بتطليقة كانت بقيت لها من طلاتها ، وكذلك تالت في الرواية الاخرى المذكورة في هذا الباب . قالت : طلقني بعلي ثلاثا ، فاذن لي النث ت أن أعتذ في أهلي ، رهذا هو المشهور عند العلماء على ما قاله القاض أبو الوليد الكنائ وغيره ، وقد رام القاضي أبو الفضل تأويل هذا ، فتال : لعل تولها : أصيب في أول الجهاد مع النبي ط إنما أرادت به عذ فضانله رذكر مناتبه كما ابتدأت بالثناء عليه ، وهو ترلها : من خير شباب قريش . قال : وإذا كان هذا لم يكن فيه معارضة .
---(10/151)
ومنها : أن ظاهر تولها : أنه تتل مع رسول الله لكض في الجهاد في أؤله . وقد اختلف في وقت وفاته ، فقيل : مع عل! بن أبي طالب - رضي الله عنه - باليمن إثر طلاتها ، ذكر ذلك أبو عمر بن عبد البز. وقيل : بل عاش إلى أيام عمر ، وذكرت له معه تصة في شان خالد بن الوليد ، ذكر ذلك البخاري في التاريخ ، وقد تقدَّم قول القاضي أبي الفضل ، ولعل قولها : أصيب مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بغير القتال ، إفا بجرح ، أو بشء اخر ، والله تعالى أعلم . ومنها : أنها تالت : فلما كئمني رسول الله ت قلت : أمري بيدك ، فانكخني من شئت ، فقال : ا انتقلي إلى أم شريك " فظاهر هذا أنَّه أمرها بالانتقال إلى ائم شريك ، ثم إلى ابن أئم مكتوم ، إنما كان بعد انقضاء عدتها ، وبعد أن خطبت ، وفؤضت أمرها للنبئ ئ وليس الأمر كذلك ، وإنما كان ذلك في حال عذتها لقا خافت عورة منزلها ، على المشهور ، أو لأنها كانت تؤذي أحماءها ، على ما قاله سعيد بن المسيب كما تقدَّم . ومنها : أنها نسبت أئم شريك إلى الأنصار ، وليس بصحيح ، لانما ير قرشية من بني عامر بن لؤقي ، واسمها غزية ، كذا وجدته مقيدأ في أصل يعتمد عليه ، وكنيت بابنها شريك ، وقيل اسمها : غزيخلة ، حكى هذا كله أبو عمر . ومنها : قوله : "ولكن انتقلي إلى ابن عمك عبد الهه بن عمرو بن أم مكتوم وهو رجل من فهر ، فهر تريش ، وهو من البطن الذي ير منه ، . قال القاضي ابو الفضل : والمعروف خلاف هذا ، وليس بابن عمها ، بل : هي من محارب بن فهر ، وهو من بني عامر بن لؤقي ، وليسا من بطن واحد ، واختلف في اسم ابن أئم مكتوم ، والصحيح : عبد الله . وقولها : فلما تلإت خطبني عبد الرحمن بن عوف في نفر) أي : فلما انقضت عذتصا ، . حئت ومنها : أن ظاهر تولها : أنه تتل مع رسول الله لكض في الجهاد في أؤله . وقد اختلف في وقت وفاته ، فقيل : مع عل! بن أبي طالب - رضي الله عنه - باليمن إثر طلاتها ، ذكر ذلك أبو عمر بن عبد(10/152)
البز. وقيل : بل عاش إلى أيام عمر ، وذكرت له معه
---
تصة في شان خالد بن الوليد ، ذكر ذلك البخاري في التاريخ ، وقد تقدَّم قول القاضي أبي الفضل ، ولعل قولها : أصيب مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بغير القتال ، إفا بجرح ، أو بشء اخر ، والله تعالى أعلم . ومنها : أنها تالت : فلما كئمني رسول الله ت قلت : أمري بيدك ، فانكخني من شئت ، فقال : ا انتقلي إلى أم شريك " فظاهر هذا أنَّه أمرها بالانتقال إلى ائم شريك ، ثم إلى ابن أئم مكتوم ، إنما كان بعد انقضاء عدتها ، وبعد أن خطبت ، وفؤضت أمرها للنبئ ئ وليس الأمر كذلك ، وإنما كان ذلك في حال عذتها لقا خافت عورة منزلها ، على المشهور ، أو لأنها كانت تؤذي أحماءها ، على ما قاله سعيد بن المسيب كما تقدَّم . ومنها : أنها نسبت أئم شريك إلى الأنصار ، وليس بصحيح ، لانما ير قرشية من بني عامر بن لؤقي ، واسمها غزية ، كذا وجدته مقيدأ في أصل يعتمد عليه ، وكنيت بابنها شريك ، وقيل اسمها : غزيخلة ، حكى هذا كله أبو عمر . ومنها : قوله : "ولكن انتقلي إلى ابن عمك عبد الهه بن عمرو بن أم مكتوم وهو رجل من فهر ، فهر تريش ، وهو من البطن الذي ير منه ، . قال القاضي ابو الفضل : والمعروف خلاف هذا ، وليس بابن عمها ، بل : هي من محارب بن فهر ، وهو من بني عامر بن لؤقي ، وليسا من بطن واحد ، واختلف في اسم ابن أئم مكتوم ، والصحيح : عبد الله . وقولها : فلما تلإت خطبني عبد الرحمن بن عوف في نفر) أي : فلما انقضت عذتصا ، لة وقوله : أمرى بيدك فانكحني من شئت ) دليل على صحة الوكالة في النكاح . وقوله : ا إني ممره أن يسقط عنك خمارك ، أو ينكشف الثوب عن ساقك ") دليذ على ؟ أن أطراف شعر الحزة ، وساتيها عورة ، فيجب عليها سترها في الصلاة ، وقد تقدَّم ذلك .
--س ة س . ب - . --
---(10/153)
وقوله : إثم أرفؤوا إلى جزيرة في البحر") أي : لجؤوا إليها ، ومرفا السفينة : حيث ترسي . يقال : أرفات السفينة : إذا تزبتها من ال!ظ ، وذلك الموضع مرفا . وأرفات إليه : لجات إليه . وقوله : "نجلسوا في أفرب الشفينة") كذا الرواية المشهورة . قال الإمام : هي القوارب الصنار يتصرف بها رئهاب السفينة ، والواحد قارب ، جاء ها هنا على غير تياس . وأنكر غيره هذا ، وقال : لا يجمع فاعل على أفعل . قال : وإنما يقال : الأثرب فيها : أنربات الشفينة وأدانيها ؟ كاثه ما ترب ، منها النزول ، أو كاته من القرب الذي هو الخاصرة ، ويؤ%ده أن ابن ماهان روى هذا الحرف فقال : في أخريات السفينة ، وفي بعضها : في اخر السفينة . قلت : ويشهد لما قاله الامام ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه : "فقعدوا في توارب السفينة"(ا) وهذا الجمع هو تياس قارب ، ويقال بفتح الراء وكسرها . (ا) رواه ابن أبي ثيبة في مص!ننه (19366).
وقوله : "فلقيتهم دائة أفلب ")أي : غليظة الشعر ، والهلب : ما غلظ من الشعر ، ومنه المهلبة ، وهو شعر الخنزير الذي يخرز به . وذكر أهلب حملا على المعنى ، وكانه قال : حيوان أهلب أو شخص ، ولو راعى اللفظ لقال هلباء ، لأن قياس أهلب هلباء كاحمر وحمراء. وقوله : ة ما أنت ؟") اعتقدوا فيها أنها مما لا يعقل ، فاستفهموا ب "ما" ثم إنها بعد ذلك كئمتهم كلام من يعقل ، وعند ذلك رهبوا أن تكون شيطانة ؟ أي : خافوا من ذلك . وقوله : "أنا الجشاسة") بفتح الجيم وتشديد السين الأولى . قيل : سئت نفسها بذلك لتجشسها أخبار الدخال . من التجشس بالجيم ، وهو الفحص عن الأخبار ، والبحث عنها ، ومنه الجاسوس . وقد روي عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما - أن هذه الدائة : هي دائة الأرض الت تخرج للناس في آخر الزمان فتكئنهم .
ر قوله : "تد تدر 3 على خبرى") أي : الملعتم عليه ، وقدزتم على الوصول
---(10/154)
وقوله : "صادتنا البحر قد اغتلم ") أى : قد هاج ، رجاوز حذه ومنه الغنمة ، وهي شدة شهتر النكاح . وبيسان : بنتح الباء ، ولا تقال بالكسر . وزغر : بالزاي المضومة ، رالغين المعجمة على وزن ننر ، وهما معروفان بالشام . ونبي الأمئين ؟ هو محتدكل والأقئون العرب ؛ لأنَّ النالب منهم لا يكتب ولا يحسب ، كما قال * : "إئا أنا ؟ أمياكبم لا نكتب ، ولا نخسب "(ا). نكاثهم باتون على أصل ولادة الأئم لهم ، فنسب الأفث اليها. هذا أولى ما قيل فيه . وقد تقدَّم القول في تسمية المدينة طيبة ، وطابة ، وأن كل ذلك ماخوذ من الطيب . وقوله : 5استتبلي مل! بيد. السيف صنتا") أي : مجردا عن غنده . قال ابن الشكيت : فيه لنتان ، نتح الصاد وضمها . والمخصرة ؟ بكسر الميم : عصا ، أو تضيب كانت تكون مع الملك إذا تكئم ، وقد تقدَّم ذكرها .
---(10/155)
وقوله : "ألا أنَّه في بحر الشام ، أو بحر اليمن ، لا! بل من تبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ") ما هو هذا كئه كلانم ابتدىء على الفن ، ثم عرض الشك ، أو قصد الإبهام ، ثم في ذلك ككه ، وأضرب عنه بالتحقيق ، فقال : لا! بل من قبل المشرق ، ثم فد ذلك بما الزائدة ، وبالتكرار الثفظي ، فما فيه زائدة ، لا نافية ، رهذا لا بند فيه ؛ لأنَّ النبي ف بثمز يظن ويشد ، كما يسهو وينسى إلا أنه لا يتمادى ، ولا يقز على ثي فى من ذلك ؟ بل : يرشد إلى التحقيق ، ويسلك به سواء الطريق . والحاصل من هذا : أنهء ظن أن الد!ال المذكور في بحر الشام ؛ لأنَّ تميما إنما ركب في بحر الشام ، ثم عرض له أنَّه في بحر اليمن ؛ لأنَّه يتصل ببحر متصل ببحر اليمن ، فيجوز ذلك . ثم أطلعه العليم الخبير على تحقيق ذلك فحفق ، وفد. وتاهت السفينة : صارت على غير اهتداء . والتيه : الحيرة . والزواق : سقف في مقذم البيت ، وبجمع في القئة : أروتة ، وفي الكثرة : روتا. (17 ) ومن باب : كيف يكون انقراض هذا الخلق (قوله : لقد هممت ألا اخذث أحدا شيئا أبدام إنما قال ذلك ؛ لأنَّهم نسبوا إليه ما لم يقل ، فشن ذلك عليه ، ثم أنَّه لما علم أنه لا يجوز له ذلك ، ذكر ما عنده من علم ذلك . وقوله : يحزق البيت ) فد كان ذلك في عهد ابن الزبير ، وذلك أن يزيد بن معاوية وخه من الشام مسلم بن عقبة المدني في جيش عظيم لقتال ابن الزبير ، فنزل بالمدينة ، وتاتل أهلها ، وهزمهم ، وأباحها ثلاثة أتام ، وهي وفعة الحزة ، وقد تدمنا ذكرها ثم سار يريد مئهة ، فمات بقديخد ، وولي الجيش الحصين بن نمير ، وسار إلى قيافرهم بعبادة الاوتاد ، وهم ير دلت داز ررمهم ، حسن عيسهم ، لم يمعح في الضور فلا يسمعه أحذ إلا أصغى ليتا ، ورفع ليتا" . قال : "وأول من
---(10/156)
مئهة فحاصر ابن الزبير ، وأحرقت الكعبة حتى انهدم جدارها ، وسقط سقفها ، وجاء الخبر بموت يزيد فرجعوا . وقوله : "فيمكث أربعين " لا أدري أربعين يوما ، أو شهرا ، أو سنة) هذا الشد من عبد الله بن عمرو ، وقد ارتفع بالأخبار السابقة أنه أربعون يوما على التفصيل المتقذم . وقوله : "لو أن أحدكم دخل في كبد ، جبل ") كذا صحيح الرواية ، ووقع في بعغى النسخ : "كبد رجل " ، وهو مثل قصد به الإغياء ، وكبد الشيء : داخله . وقوله : "ويبقى شرار الناس ، في خفة الطير ، وأحلام السباع ") أي : هم في مسارعتهم ، وخفتهم إلى الشرور ، وقضاء الشهوات ، وغلبة الأهواء ، كالطير لخفة طيرانه ، وهم في الإفساد والعدوان كالشباع العادية . والصور : تزن ينفخ فيه ، كما جاء في الحديث . وأصغى : أمال ، والئيت : صفحة العنق ، وهو جانبه .
وقوله : "كانه اللل ، أو الفل ") هذا شك ، والأصح أنه الطل بالطاء المهملة ، لقوله في حديث أبي هريرة -رضي الله عنه - : "ثم ينزلى من السماء ماة ، ، وفي حديث اخر : "كمنف الرجال " . رهلتوا ؟ أي : تعالوا وأقبلوا ، وقد تقدَّم أن فيها لغتين ، وقد روي هنا بالوجهين : هلثوا ، وهلثم . وقوله : "ثم يقال أخرجوا بعث الئار") قد تقدَّم في الإيمان : أن الذي يقال له ذلك : آدم - عليه السلام - ، والجمع بينهما بأن المامور أولا : آدم ، وهو يامر الملائكة بالإخراج ، ومعنى الاخراج هنا بتمييز بعضهم من بعض ، لى الحاق كل طانفة بما اغذ لها من الجئة أو النار. وقوله : "فذلك يونم يجعل الرلدان شيبا") الولدان : جمع وليد ، وهو الصنير. يقال عليه : من حين الولادة إلى أن يرجع جقرا. وشيبا : جمع أشيب ؟ أي : يصير الصنير أشيب لشذة أهوال ذلك اليوم . وقيل : هذا على التهويل والتمثيل ، كما قال أبو تمام : خطوبئ تعنعيب (1 ) رم س الوبيد وقوله : "وذلك يوم يكشف عن ساق ") معناه ومعى ما في كتاب الله تعالى (1)في (ع ) : شيبعت .
---(10/157)
من ذلك واحد ، وهو عبارة عن شدة الحال وصعوبة الأمر. ثاله ابن عئاس في الآية . يقال : كشفت الحرب عن ساقها . قال الشاعر : قد حئت الحزب بكنم فجذوا وكشفث عن ساقها فشذوا وقال آخر : كثمفث لكنم عن ساتها وبدا من ال! ز الضراح وأصله : أن المجذ في الأمر يشذ إزاره ، وبرفعه عن ساته . قال قتادة : يقال للواتع في أمر عظيم يحتاج إلى الجذ : قد كش!عف ساقه . قال الشاعر : في سنتن قذكشفت عن ساقها حنراء تنري اللخم عن عراقها فلت : وهذا المعنى ص بين في هذا الحديث فتافل مساته ، وعليه تحمل الاية ، رلا يلتفت إلى غير ذلك مما قيل فيها. وقوله : "إن يصثن هذا لم يذرئ الهرم ، تامث عليكم ساعتكم )) هذه الرواية : رواية واضحة حسنة ، وهي المفسرة لكل ما يرد في هذا المعن من الألفاظ المشكلة ، كقوله في حديث أنس - رضي الله عنه - : "حى تقوم الساعة" ، وفي لفظ آخر : "القيامة" ، فإنَّه يعني به : ساعة المخاطبين وتيامتهم ، كما تقدم في تفسير الراوى ، لقوله : يعف بذلك : أن ينخرم ذلك القزن .
وقوله : "بعث!ت أنا والشاعة كهاتين " وضثم بين الشبابة والوسطى) رريته : ة "أنا والشاعة" بالضم والفتح ، فالضئم على العطف ، والفتح على المفعول معه ، أ والعامل بعثت . وكهاتين : حال ، أي : مقترنين ، نعلى النصب يقع التشبيه بالضم ، وعلى الرفع يحتمل هذا وبحتمل أن يقع بالتفاوت الذي بين الشبابة والوسطى فتافنه . ويدل عليه قول تتادة في بعض رراياته : "كفضل إحداهما على الأخرى" ، وحاصله تقريب أمر الساعة التي هي القيامة ، وسرعة مجيئها ، وهذا كما قال : ا فقذط. أشزطها ، أمحمد : 118 قال الحسن : أزل أشراطها : محمد ظ . وقوله : "تقوم الساعة والرجل يخلب اللقحة فما يصل الإناء إلى فيه حتى تقوم . . . الحديث ") وقد تقدَّم أن الئقحة : الناتة ذات اللبن . ويلوط حوضه ،
---(10/158)
وقوله : "كل ابن آدم تاكله الارض ") أي : تبليه ، وتصئره إلى أصله الذي هو التراب ، هذا عموم مخضص بقوله ت : "حزم الهه تعالى على الأرض أن تاكل أجساد الأنبياء"(ا) . ويقوك ئ : "المزذن المحتسب كالمتشحط في دمه ، وإن مات لم يدوذ في قبره "(2 ، . وظاهر هذا : أن الأرض لا تاكل أجساد الشهداء ، والمؤذنين المحتسبين ، وقد شوهد هذا فيمن الملع عليه من الشهداء ، فوجدوا كما دفنوا بعد آماد طويلة ، كما ذكر في السير وغيرها . وعخب الذنب : يقال بالباء والميم ، وهو جزة لطيف في أسفل الضنب ، وقيل : هو رأس العضص ، كما رواه ابن أبي الدنيا في كتاب البعث من حديث أبي سعيد الخدري ، وذكر الحديث : قيل : يا رسول الله ا وما هو ؟ قال : "مثل حعاير خزدل ، ومنه تنتشرون "(3) . وقوله : منه خلق وفيه يرئهب ) أي : أول ما خلق من الإنسان هو ، ثم إن الله تعالى يبقيه إلى أن يركب الخلق منه تارة أخرى . (18 و19 و25) ومن باب : المبادرة بالعمل الصالح الموانع والفتن ( 1 ) قوله : ابادروا ، ) أى : سابقرا بالاعمال الصالحة ، راغتنموا الئمكن منها قبل أن يحال بينهم وبينها بداهية من هذه الدواهي المذكورة ، فيفوت العمل للمانع ، أو تعدم منفعته لعدم التبول ، وقد تتذم القول على أكثر هذه الست . ر قوله : "رخاضة أحدكم ") يعت به : الموانع التي تخمثه مما يمنعه العمل ، كالمرض ، والكبر ، والفتر المتسي ، والغنى المظني ، والعيال والأولاد ، والهموم ، والأنكاد ، والنتن ، والمحن إلى غير ذلك مما لا يتمئهن الانسان مع شيء منه من عمل صالح ، ولا يسلم له ، رهذا المعنى هو الذي فضله في حديث آخر حيث قال : "اغتنم خمسا قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصختك قبل سفمك ، وفراغك نبل شغلك ، وغناك تبل فثرك ، وحياتك فبل مؤبك "(2) .
---(10/159)
وقوله : "وأمر العاضة") يعني : الالهثتغال بهم فيما لا يتوخه على الإنسان بعة فرضه ؟ فإنَّهم يفسدون من يقصد إصلاحهم ، ويهلكون من يريد حياتهم ، لا سيما الط في مثل هذه الأزمان اقى قد مرجمث فيها عهودهم وخانت أماناتهم ، وغلبت عليهم الجهالات والأهواء ، وأعانهم الفلمة رالسفهاء ، وعلى هذا فعلى العامل بخويصة نفسه ، والاعراض عن أبناء جنسه إلى حلول رمسه ، أعاننا الله على ذلك بفضله ، وكرمه . وقد جاءت هذه الستة في إحدى الررايتين ، معطوفة ب (أو) فيجوز أن تكون للتنويع ، أي : اتقوا أن يصيبكم أحد هذه الأنواع ، ويصخ أن تكون بمعنى الواو ، كما جاء في الرواية الأخرى . وقوله : "العبادة في الهزج كهجثر إلف ") قد تقدَّم : أن الهرج : الاختلاط نة والارتباك ، ويراد به هنا النتن والغتل ، واختلاط ابناس بعضهم في بعض ، في فالمتمسك بالعبادة في ذلك الوقت ، والمنقطع إليها المعتزل عن الناس أجره كاجر المهاجر إلى النبى ؛ لأنَّه يناسبه من حيث أن المهاجر قد فز بدينه عمن يصذه عنه إلى الاعتصام بالنتء وكذلك هو المنقطع للعبادة فز من الناس بدينه إلى الاعتصام بعبادة رئه " فهو على التحتيق قد هاجر إلى رئه ، وفز من جميع خلقه . طان وقوله : ا إن الشيطان قد ينس من أن يعبده المصتون في جزيرة العرب ") ل في يعني -والنه أعلم - : أن المسلمين في جزيرة العرب ما أتاموا الصلاة فيها ، نجا وأظهروها ، لم يظهز فيها طانفة يرتاون عن الإسلام إلى عبادة الطواغيت والأوثان ، فاذا تركوا الضلاة وذهب عنهم اسم المصئين ، فاذ ذلك يكونون شرار الخنق ، وهذا إنما يتثم إذا قبض الله تعالى المؤمنين بالريح الباردة المذكورة في حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - : "وحينئذ يتمثر لهم الشيطان فيقول لهم : ألا تسنحيون ؟ نيقولون : فماذا تامرنا ؟ فيامرهم بعبادة الأوثان وحينئذ تضطرب برئيات دزس حول ذي الخلصة ، وتعبد اللأت رالعزى" . والله أعلم ، وقد تقدَّم القول في(10/160)
جزيرة
---
العرب . وقوله : "ولكن في التحريش بينهم ") أى : في الخلاف ، رالشرور ، رالعداوة ، والبغضاء بينهم حتى تكون من ذلك أمثال تلك الفتن العظيمة والخطوب الجسيمة . وقوله : "إن عرش إبليس على البحر") أي سريره ، يفعل ذلك تكثرا على جنوده وأحزابه ، وهذا هو العرش الذي راه ابن صئاد ، كما تقدَّم . وأصل العرش : 28461 ، عن أبي سعيد الخذرئ ، قال : قال رسول الله في جمبز : "لتتبعن سنن الذين من قبلكم شنرا بشبر ، وذراعا بذراع ؟ حتى لو دخلوا جحر ضب
الرفع . ومنه قوله : ا رئو أكذئ افنث!ا!نض فض ثنمض وقير مض وشنتي ، أالأنعام : 41 ام أي : منها ما هو مرفوع على ساق وهي الشجر ، ومنها ما ليس كذلك ، وهو النجم . وقوله : "فيدنيه ، ويلتزمه ، وبقول : نعم أنت ، ) كذا وجدته مقين دأ في أصل الشيخ أبي الصبر ؟ أي : يقربه منه ، ويعانقه ، ويمدحه ب (نعم ) التي للمحمدة ، وقد أضمر فاعلها للعلم به من غير شرط ، تتديره : نعم الحبيب ، أو الولف أنت . وهذا الاضمار شا ؟ ؛ لأنَّه لا يجوز إلا إذا فسر بنكرة منصوبة على التمييز ، كما هو المعروف في النحو ، ومن قال : إن (نعم ) هنا حرف جواب ، فليس على صواب إذ ليس في الكلام سؤال يقتضيه ، ولا معنى يناسبه . وقوله : "لتئبعن سنن الذين من قبلكم ") يروى سنن بضم السين وبفتحها ، وقوله : "ناتقوا النار ، وائقوا النساء") أي : احذروا الأعمال المقزبة من اك النار ، واحذروا فتنة النساء ، فإنَّهن أزل فتنة بني إسرائيل ، وفتنتهن على الرجال اك أشذ كل فتنة ، والمحنة بهن : أعظم كل محنة ؛ لأنَّ النفوس مجبولة على الميل اك إليهن ، وعلى اتباع أهوائهن مع نقص عقولهن ، رفساد ارائهن ، ومن مئك قياده سفية ناقمن فجذه ناكمن .
---(10/161)
هه . لم!هكتاب التفسير وهو مصدر فسر يفسر : إذا كشف المراد وبثنه ، وأصله من الفسر ، وهو البيان . يقال : فسرت الشيء أفسره - بالكسر - فسرا . والتأويل : صزف الكلام إلى ما يؤول إليه من المعنى ، من ال إلى كذا : إذا رجع إليه . وقد حذه الفقهاء فقالوا : هو إبداء احتمالط في اللفظ معضود بدليل خارج عنه . فالتفسير بيان اللفظ ، كقوله : ا لاس لهيئ يخه ، أالبقرة : 2 ، أى : لا ش! فيه ، والتأويل : بيان المعنى ، كقولهم : لا ث! فيه عند المؤمنين ؟ أو لأنه حن في نفسه ، فلا تقبل ذاته الشك ، وإنما الشد رصف الشاك ، ونحو ذلك . أ(1 )
ومن باب : من فاتحة الكتاب (1)1 رقد تقدم القرل على قوله : اتسمت الصلاة" ، وفي الملائكة . ( 1 ) هذا العنوان لم يرذ في نسخ المنهم ، واستدركناه من التلخيص .
(2) ومن باب : ومن سورة البقرة قوله : "خلقت الملانكة من نور") أي : من جواهر مضيئة منيرة ، فكانوا خيرأ محضا . ر قوله : "وخلق الجان من مارج من نار") أى : من شواظ ذي لهب ، واتقاد ، ردخان ، فكانوا شزأ محضا ، والخير فيهم تليل . وقوله : اوخلق آدم مما تعلمون ، (1 ، ) أى : مما أعلمكم به ، أي : من تراب صير طينا ، ثم فخارا ، كما أخبرنا به تعالى في غير موضع من كتابه . والفخار : الطين اليابس ، وفي الخبر : "إن الله تعالى لما خلق آدم أمر من قبض قبضة من جميع أجزاء تراب الأرض ، فاخذ من حزنها وسهلها ، وأحمرها وأسودها ، فجاء ولد. كذلك "(2 ، . وقوله : "ادخلوا الباب مسجدأ ، وتولوا حظة") هذا الباب : هو الباب الثامن من بيت المقدس . قاله مجاهد. وقيل : باب القرية ، وقال أبو علي : باب ترية فيها موسى - عليه السلام -. وسبن دأ : قال ابن عباس : منحنين ركوعا. وقال (ا) في مسلم والتلخيص : مما رصف لكم . ( 2 ) روا. أحمد ( 4 / 0 0 4 ) ، رأبو داود (693 4 ) ، والترمذي ( 5 5 9 2 ) .
---(10/162)
غيره : خضوعا وشكرأ لتيسير الدخول. وحطة : بمعنى حظ ، عثا ذنوبنا ، قاله الحسن . وقال ابن جبير : معناه الاستغفار. ثعلب : التوبة . قال الشاعر : فاز بالحلة التي جعل الد ط بها ذتب عنل! مغفورا الكلت : تعتدوا بقولها كفارة. وهو مرفوغ على أنه خبر ابتداء محذوف ؟ أي : مسالت!نا وأمرنا حظة . ر قوله : "فدخلوها يزحفون على استاههم ") أي : ينجزون على ألياتهم فنل المفعد الذي يمشي على أليته. يقال : زحف الصبي : إذا مشى كذلك ، وزحف البعير : إذا أعيا . وقالوا -مستهزئين - : "حبة في شعثر" ، وفي غير كتاب مسلم : "حنطة في شعر" ، فعصوا ، وتمردوا ، واستهزؤوا ، فعاقبهم بالرجز ، وهو العذاب بالهلاك . قال ابن زيد : كان طاعونا أهلك منهم سبعين ألفا. ء وقوله : "نحن أحق بالشك من إبراهيم إذ قال : إرتي أرق صيف تش ا حق انتؤفى ، أ البقرة : 260أ") اختلف العلماء قديما وحديثا في هذا السؤال ، هل صدر عن ش! وقع ، أم لا ؟ فهم فرقتان : المثبتة للشك ، والنافية له . فالمثبتون : اختلفوا فيمن وقع له هذا الشد ، فمنهم من قال : انما وقع الشد لأفة إبراهيم ، بدليل أول القضة ، وهو قوله : ا ألنم تر إلى ألذى صاخ 1 برئم فى رتكلاش . . . " الاية أالبقرة : 258أ ، فسال إبراهيم رئه تعالى أن يريه وأفته كيفية إحياش الموتى ليطمنن قنبه بظهور حخته عليهم ، وبازالة ال!ك عنهم . قاله الضمخاك ، وابن إسحاق . وم!نهم من قالى : الثك من إبراهيم ، للأكن فيمادا اختلموا قيه ، فمنهم من لهالى : مي الاحياء. حكي عن ابن عباس أنه قال : دخل تلبه بعض ما يدخل على القلوب ، وهذا لا يصخ نقله ، ولا معناه ؛ لأنَّ الله تعالى قد أخبر عنه في أرل القصة بانه قال للمحتبئ عليهم : ش رى الذي يحيي وسيت ، وكيف يجوز على الأنبياء مثل هذا الشك ، وهو كتز ؟ فإنَّ الأنبياء متمتون على الايمان بالبعث . ومنهم من قال : وقع له الشد في كونه خليلا ، أو في كونه مجاب الدعوة ، فسال الله تعالى(10/163)
ودعاه بأن يريه
---
إحياء الموتى حف يطمئن تلبه بذلك . ومنهم من قال : وقع له شد في كيفية الاحياء ، لا في أصل الإحياء. قال الحسن : رأى جيفة نصفها في البر توزعها السباع ، ونصفها في البحر توزعها دوابء الماء ، فلما رأى تفزتها أحمبئ أن يرى انضامها ، فسال لبطمئن تلبه برزبة كيفية الجمع ، كما رأى كيفية التفريق . وبتنزل قول نبيناء : "نحن أحق بالشك من إبراهيم " على هذه الأقوال واحدأ واحدا ، بحسب ما يليق به . وأما النافون للشك فاختلفوا ؟ فمنهم من قال : أرى من نفسه الشك ، وما شك ، ولكن ليجاب فيزداد قزبه . قال القاض : وهذا تككفأ في اللفظ والمعنى . ومنهم من قال : لم يش! ابراهيم ، وقول نبئنا محمد رز : "نحن أحق بالشك من إبراهيم " ش للش! عنه ، لا إثبات له ، فكانه قال : نحن موقنون بالبعث ط حياء الموتى ، فلو ش! إبراهيم لكنا نحن أولى بذلك منه ، على طريق الأدب ، وإكبار حال إبراهيم - عليه السلام - ، لا على جهة أنه وقع شلث لواحد منهما. ومنهم من قال : إنما جارب نبتنا س بقوله : "نحن أحق بالشك " من سمعه يقول : شك إبراهيم ، ولم يثك نبئنا ، فقال ذلك . فلت : هذه جملة ما سمعناه من شيوخنا ، ووققنا عليه في كتب أئمتنا ، وككها محتمل يرتفع به الإشكال ، إلا ما حكي عن ابن عباس ؟ فإنَّه قوذ فاسد ، وليس في الآية ما يدلّ على أن إبراهيم ش! ؟ بل : الذي تضئنته أن إبراهيم -عليه السلام - سال أن يشاهد كيفية جنع أجزاء الموتى بعد تفريقها ، واتصال الأعصاب والجلود بعد تمزيقها ، فاراد أن يترئى من علم اليقين إلى عيق اليقين ، بتوله : "أرني كيف " طلب مشاهدة الكيفية . وقوله نعالى : ا أولنم ؤمن " أالبقرة : 1260) استفهام تقرير ، كقوله تعالى : ش أولمزنمقم بهم قا تذتحرفيه من بهز" أفاطر : 137 أى : قد عمرناكم . وقوله : ا نيطمهن !ى ، أالبقرة : 260 ، ) أى : بحصول الفرق بين المعلوم برهانا ، والمعلوم عيانا. فاذأ لم يكن في الاية ما يدلّ(10/164)
على!نم! وقع لإبراهيم ، ولا لنبثعا* إنَّما
---
صدر ذلك من نبثماء على الفرض الثمني ، والتقدير الشرطي ، فكانه قال : لو ش! ابراهيم في إحياء الموتى لكنا نحن أحق بالشك منه ، ولم نشك نحن ، فهو أولى وأحق بالا يشك ، وهذا هو البرهان المسئى عند أنمتنا النظار : البرهان الشرطي المتصل ، وأهل المنطق يسئونه بالقياس الاسشاني الذي ينتج منه استشاء عين التالي ، رنقيض المتذم . على ما هو معروف في موضه . ص رقوله : "ولو لبثت في السجن طول لبث يوسف لأجبت الداعي ")يعني به : ت م الداعي الذي دعاه إلى الخروج من السجن المذكور في قوله تعالى : إفلضا جا بر ى ألزسول ظ ل أفى جغ إي نى بئ شننه . . . " الآية أيوسف : 50م يصف يوسف - عليه السلام - بالتعئت والصبر على المحنة ، وأنه أقام في السجن والتضييق عليه مذة طويلة ، والنفوس متشزتة إلى الخررج من الضيق ، والحبس الطويل ، لا سيما إذا ب! ر بالتخلص ، ودعي إليه . فمقتض الطبع : المبادرة إلى أول دعثر ، والانفلات بمزة ، لكنه لئا جاءه الداعي لم يبادز لإجابته ، ولا استخفه الفرح بالتخكص من محنته ، لكنه سكن وثبت إلى أن ظهرت براءته وعلمت منزلته (ا) . ثم إن نب!ئنا كل تاذب معه غاية الأدب ، واعترف له بانه من التعبت والضبر في أعلى الزتب ، وحمده على ذلك ، وتذر أنه : لو افتحن بذلك لبادر إلى التخكص من ذلك (1 ) انظر. في تفسير القرطبي (1/ 411) .
---(10/165)
لأؤل داع . هذا مع أن النبي ئ قد أعطي من الععبت في الأمور ، والضبر على المكاره الحظ الأوفر ، والنصيب اسبر ، لكنه تواضع لله ، وتاذب مع أخيه نبئ الله . وقوله : اريرحم الله لوطا ، لقد كان ياوي إلى ركن شديد" ، وفي الرواية ط الأخرى : "ينفر الله للوط "(1)) هذا تنبية على قول لوط لضيفه : ا لزأن لى بثهتم !أزء 5ارىإفى بهزشدير ، أهود : 80 ، وهذا من النبى ف إشارة إلى أن لوطا لم يرض منه بذلك القول في ذلك الموطن ؟ فإنَّه قد كان انتهى من كمال المعرفة بالله تعالى إلى حال لا يليق به فبها أن يلتنت إلى غير الله تعالى في كفاية المحن ، ردقع الشدائد ، فلما ضعف عثا كان ينبغي له عويب على ذلك ، وفسب إلى التفصير. والذي أصدر ذلك القول من لوط ضيق صدره بما لقي من تومه من التكذيب والأذى . وحياؤه من أضيافه عند هئم تومه بالفاحشة ، وأنه لم تكن له عشيرة ، ولا أصحابئ آمنوا به حف ينتصر بهم على تومه ؟ فإنَّه لم يؤمن به أحذ ممن أرسل إليه غير ابنتيه ، ولما أهلك تومه لم يتج منهم إلا هو وابنتاه ، ومع هذه الأعذار كلها لم يزض منه بأن يصدر منه ذلك في حال تمتهنه وتمكينه . ركان النبف ف أراد من لوط أن يكون على مثل حال إبراهيم -عليه السلام - في شدائده ، فإنَّه قال حين رير بالمنجنيق ، وهو في الهواء ، وقال له جبريل - عليه السلام - : ألك حاجة ؟ فقال : أفا إليك فلا. ونحو ذلك صدر عن نبئنا ت حين كان في النار ، والكفار عند فم الغار ، فقال لأبي بكر - رضي الله عنه - وقد رأى جزعه : "لا تحزن إن الله معنا"(2) . ( 1 ) هذه الرواية عند البخارى (3375) . ( 2 ) رراه البخاري ( 2 5 36) ، ومسلم (9 0 0 2 ) .
---(10/166)
والحاصل أن لأهل المعرفة بالله تعالى من الأنبياء ، والأولياء حالين : حال حضور رمراتبة ، فتتوجه عليهم بحسبها المناتشة والمعاتبة ، وحال غيبة وبشرية ، فيجرون فيها على الأمور العادية ، فتارة يناتشرن ، وأخرى يسامحون ، فقكلا من الله ونعمة ، ورفقا بهم ورحمة ، وقد تقدَّم بسط هذا المعنى . ر (قوله : "ولو لبثت في السجن لبث (ا) يوسف ، ) أي : لو مكثت وأقمت . يقال : لبث يلبث بالكسر في الماض!ي والنتح في المضارع لنثا بضم اللام ، وسكون الباء ، ولبانا ، وكلاهما على غير تياس ؛ لأنَّ المصدر من فعل بالكسر قياسه التحريك إذا لم يعذ ، مثل : تعب تعبا ، وقد جاء في الشعر على القياس . قال جرير : وقد كون على الحاجات ذا لبث وأخوذتا إذا اتضئم الذعاليب فهو لابث ، ولبمث أيضًا ، وترىء : ش ببغين بهما أفتابم " أالنبا : 23 ، . رقوله : "كانت الأنصار إذا حخوا فرجعوا لم يدخلوا البيوت إلا من ظهورها") إنما كان يفعلرن ذلك ؛ لأنَّهم كانوا إذا أحرموا يكرهون أن يحول بينهم وبين السماء ستفت إلى أن ينتض إحرامهم ، ويصلوا إلى منازلهم ، فاذا دخلوا منازلهم دخلوها من ظهورها . قاله الزهري . يعتقدون أن ذلك من البر رالقرب ،
---(10/167)
فنفى الله ذلك بقوله : ا وليس ألبر بأن تالؤ) البئوت من ظهرريرها ، أ البقرة : 1189 ثم بئين ما يكون فيه البز بقوله : ا وكبهن ألزمن ائف ، أ البقرة : 1189 أي : بز من اتقى الله ، وعمل بما أمره الله به من طاعته . ويستفاد منها : أن الطاعات والقرب قي إنما يثوضل إليها بالتوقيف ال!رعي ، والتعريف ، لا بالعقل والتخريف . فالبيوت ئال! على هذا محمولة على حقائقها ، وقد قال بعض العلماء : إن المراد بها إتيان الأمور اك من وجوهها ، وهو بعيذ ، وأبعد من قول من قال : إن المراد بها إتيان النساء في فروجهن ، لا في أدبارهن ، والصحيح الأول . وأما القولان الاخران فيؤخذان من موضع اخر ، لا من الآية . وقوله : ا لايتهف الله نفسا إس ونممها ، أالبقرة : 286 م ) التكليف هو الأمر لا بما يشق عليه (ا) ، وتكلفت الشيء : تجشمته . حكاه الجوهري ، والوسع : الطاقة آن والجدة . وهذا خبز من الله تعالى أنه لا يامرنا إلا بما نطيقه ويمكننا إيقاعه عادة ، وهو الذي لم يقغ في الشريعة غيره ، ويدلّ على ذلك تصفحها ، وقد حكي الإجماع على ذلك . وإنما الخلات في جواز التكليف بما لا يمكننا إيقاعه عقلا ، كالجمع بين الضدين ، أو عادة كالطيران في الهواء ، والمشي على الماء ، فمن مجؤز ، ومن مانع ، وقد بثنا ذلك في الأصول ، راستيفاء الكلام عليها في عنم الكلام . تنبيه : الله تعالى بلطفه بنا وإنعامه علينا ، وإن كان قد كئغنا بما يشق علينا ،
(1)ليست في (م 4).
---(10/168)
ويثقل ، كثبوت الواحد للعشرة ، وهجرة الإنسان ، وخروجه عن وطنه ، ومفارقة أهله وولده وعادته ، لكنه لم يكئفنا بالمشقات المثقلة ، ولا بالأمور المؤلمة كما كئف من قبلنا ؟ إذ كتفهم بقتل أنفسهم ، وقرض موضع البول من أبدانهم ، بل سقل ، ورفق بنا ، ووضع عنا الإصر والأغلال التي وضعها على من كان قبلنا ، فله الحمد والمنة ، والفضل والنعمة . وقوله : لها ماكسبت وعليها ما اكتسبت " البقرة : 286 م دليل على صحة إطلاق أئمتنا على أفعال العباد : كسبا ، واكتسابا ؟ ولذلك لم يطلقوا على ذلك : لا خلق ، ولا خالق ، خلافا لمن أطلق ذلك من مجترئة المبتدعة ، ومن أطلق من أئمتنا على العبد فاعل : فالمجاز المحض كما يعرف في الكلام . وقوله : لا تؤاخذنآإن نسينا أو أخطأنا ، البقرة : 286 م ) أي : اعف عن إثم ما يقع منا على هذين الوجهين أو أحدهما ، كقوله : "رفع عن أمتي الخطا ، والنسيان ، وما استكرهوا عليه "(1) أي : إثم ذلك ، وهذا لم يختلف فيه : أن الإثم مرفوع ، لى انما اختلف فيما يتعلق على ذلك من الأحكام ؟ هل ذلك مرفوع لا يلزم
منه شي : ، أو يلزم أحكام ذلك كته ؟ اختلف فيه . والصحيح أن ذلك يختلف أذ بحسب الوتانع ؟ فقسم : لا يسقط بالخطا والنسيان باتفاق ، كالغرامات والديات والأ والضلوات ، وقسم : يسقط باتناق ، كالتصاص ، والنطق بكلمة الكفر ونحو ذلك . وتسم ثالث : يختلف فيه ، رصوره لا تنحصر ، ريعرف تفصيل ذلك في الفروع . وا*صر : الثقل والمشقة النادحة . وقول ابن عباس في هذا الحديث حكاية عن الله تعالى : "تد فعلت ". وقول أبي هريرة في حديثه الذي تقدم في كتاب الإيمان ؟ قال : "نعم " دليل على أنهم كانوا ينتلون الحديث بالمعنى ، وقد تزرنا في الأصول : "كا أن ذلك جانز من العالم بمواقع الألناظ ، وأن ذلك لا يجوز لمن بعد الصدر الأول الص ساد لتنثر اللغات ، وتباين الكلمات . والمولى : الولي . والناصر : المعين على العدو . . والكا فر : ا لجاحد .(10/169)
---
(3) ومن سورة أل عمران قوله : تخلفوا عنه ، وفرحوا بمقعدهم ) تخلفوا : تاخروا . والمقعد : القعود . وحديث أبي سعيد هذا يدلّ على : أن توله تعالى : الا تحسبن . 00 ، الاية نزلمث في المنافقين ، وحديث ابن عباس الذي بعده يدم على أنها نزلث في أهل الكتاب ، ولا بغد في ذلك ؟ لإمكان نزولها على السببين ؟ لاجتماعهما في زمان واحد ، فكانت جوابا للفريقين . والله تعالى أعلم . والمفازة : الموضع الذي يفاز فيه من للص المكروه . توقوله : اولا تحسبن ، ) أي : لا تظنن . أي : لتعلموا أنهم غير فائزين من عذاب الله ؛ لأنَّهم كتموا الحق ، وأحثوا أن يحمدرا به ؟ أي : تمنى عليهم باثهم عليه . رالذين فاعل لتحسبن ، ومنعولاها محذوفان ؟ لدلالة "تحسبنهم " عليه ، رهذا نحو قول الشاعر(ا) : باي كتالب أنم بلإنة شة ترى حثهنم عارأعلث وتخسب ؟ا اكتفى بذكر منعولي الفعل الواحد عن ذكر مفعولي الثاني ، وهذا أحسن ما قيل فيه . وقوله : واستحمدوا بذلك عند. ) أي : طلبوا أن يحمدرا . و(قول مروان لابن عباس - رضي الله عنهما - : لئن كان كل امرىء منا فرح بما أتى ، وأحمبئ أن يحمد بما لم يفعل معذبا" ئنعذبن أجمعون ) دليل على صحة القول بأن للعموم صيغا مخصوصة ، وأن (الذين ) منها ، وهذا مقطوغ به من بعضهم ، ذلك من القران والسنة .
(4 ) ومن سورة النساء (قوله : ا لان فننم 2 لأ نقسكوا فيء لمينفن ظ نكرأ ما طالي صم قن ألنسذ ، أالنساء : 3 م ) خفتم : فزعتم وفرقتم ، وهو ضه الأمن ، ثم قد يكون الخوف منه معلوم الوقوع
---(10/170)
وقد يكون مظنونا ، فلذلك اختلف العلماء في تفسير هذا الحديث . هل هو بمعنى العلم ، أو بمعنى الظن ، فقال بعضهم : خفتم : علمتم ، وقال آخررن : خفتم : ظننتم ، وحقيقة الخوف ما ذكرناه أولا . وتقسطوا : تعدلوا . وقد تقدَّم : أن أقسط بمعنى عدل ، وقسط : بمعنى جار. وقد ققدم أن اليتم في بني آدم من قبل ففد الأب ، وفب غيرهم من تبل فقد الأم ، وأن اليتيم إنما أصله أن يقال على من لم يبلغ ، وقد أطلق في هذه الآية على المحجور عليها -صنيرة كانت أو كبيرة- استصحابا لإطلاق اسم اليتيم لبقاء الحخر عليها ، وإنما تلنا : إن اليتيمة الكبيرة قد دخلعث في الاية ؛ لأنَّها قد أبيح العقد عليها في الاية ، ولا تنكح اليتيمة الصغيرة إذ لا إذن لها ، فاذا بلنث جاز نكاحها لكن باذنها ، كما قال النبي رز فيما خزج الدارقطي ، وغيره في بنت عثمان بن مظعون ، وأنها يتيمة ، ولا تنكح إلا باذنها(1) ، وهذا مذهب الجمهور خلافا لأمي حنيفة ، فإنَّه قال : إذا بلنت لم تحتج إلى ولف ، بناء على أصله في عدم اشتراط الولي في صحة النكاح -كما قدمناه في كتاب النكاح -. وقوله : ا ظ نك!وأماطامم تن ألنسذ ، أالنساء : 3أ) قد تقدَّم أن (ما) أصلها لما لا يعقل ، وقد تجيء بمعنى الذي ، فتطلق على من يعقل كما جاءت في هذه الاية ؟ فإنَّها فيها للنساء ، وهن ممن يعقل ، ولا يلتفت لقول من قال : إن المراب بها - هنا - العقد ؟ لقوله تعالى بعد ذلك (من النساء) مبينا لمبهم (ما) . وقوله : اتثف وكبهث ررنع ، ) قد فهم من هذا من بعد فهمه للكتاب
( 1 ) رواه الدارتطني (3/ 9 2 2 - 0 23 ) . الله فيها : ! وإن ففتنم ألآنقسطوأفى اتيئفف فانكوأ" أ النساء : 3 ، ، قالت : وقول الله في الاية الأخرى : وتزغبون أن تنكحوهن ، رغبة أحدكم عن يتيمته التي
---(10/171)
والسنة ، وأعرض عتا كان عليه سلف هذه الأمة ، وقل علمه باللسان واللغة ؟ أنه يجوز لنا أن ننكح تسعا ، ونجمع بينهن في عصمة واحدة من هذه الآية ، وزعم أن الوار جامعة ، وعضمد ذلك بأن النبي ت نكح تسعا ، وجمع بينهن في عصمة . والذي صار إلى هذه الجهالة : الرافضة ، وطائفة من أهل الظاهر. فجعلوا مثنى وثلاث ورباع مثل اثنين ، وثلاث ، وأربع ، وبينهما من الفرقان ما بين الجماد والانسان ، فإنَّ أهل اللنة مظبقون على الفرق بينهما ، ولا نعلم بينهم خلافا في ذلك ، وبيان الفرق : أن العرب إذا قالت : جاءت الخيل مثنى مثنى إنما تعني بذلك : اثنين ، اثنين . أي ة جاءت مزدوجة . قال الجوهري : وكذلك جميع معدول العدد .
قلت : وعلى هذا جاء توله تعالى في وصف الملائكة : إأش لى أتجنصة تثف وننثء بئ " أفاطر : 11 ويعلم على القطع والبتات : أنه لم يرذ هنا توزيع هذه الاعداد على الملائكة حتى يكونوا هم : أولي تسعة أجنحة يشتركون فيها ، ولا أنه جمع كل واحد من احاد الملائكة تسعة أجنحة . وتلزم هذه الفضائح من قال بالجمع في آية النكاح ، إذ لا فرق بين هاتين الايتين في هذا اللفظ في العدل (1) ،
---(10/172)
(ا) في (م 4) : العدول . وانظر في هذا بحثا تيما للقرطبي في تفسيره . الجامع لأحكام القرآن (5/ 15 ) . والعطف بالواو الجامعة ، وإنما المراد : أن الله تعالى خلق الملائكة أصنافا ، فمنهم صنفث جعل لكل واحد معنهم جناحين ، ومنهم صنف جعل لكل واحد منهم ثلاثة ، ومنهم صنف جعل لكل واحل! منهم أربعة ، وكذلك آية النكاح معناها : أن الله تعالى أباح لكل واحل! منهم من الزوجات ما يقدر على العدول فيه ، فس يقدر على العدل في اثنتين أبيح له ذلك ، ومن يقدر على العدل في أكثر أبيح له ذلك ، فإنَّ خاف ألا باحة يعدل فواحدة كما قال تعالى ، وغاية الاباحة أربع ؛ لأنَّه انتهى إليهن في العدد ، أرع ولقول النبي ط لنيلان بن أمية : "أمسك أربعا ، ونارق سانرهن ، (ا) ولأنه لم يشمغ عن أحد من الصحابة ، ولا التابعين : أنه جمع في عصمته بين أكثر من أربع ، وما أبيح للنبض * من ذلك ، فذلك من خصوصياته ، بدليل : أن أصحابه قد علموا أدع ذلك ، وتحفقوه ، فلو علموا أن ذلك مسؤغ لهم لاقتدوا به في ذلك ، فكانوا إ يجمعون بين تسع ، فإنَّهم كانوا لا يعدلون عن الاقتداء به في جميع أفعاله ، وأحواله ، وببادرون إلى ذلك مبادرة من علم : أن التوفيق والفلاح ، والحصول على خير الدنيا رالاخرة في الاقتداء به ، فلولا أنهم علموا خصوصيته بذلك لما امتنعوا منه ، وما يروي الرافضة في ذلك عن علي ، أو غيره من الشلف ، فنير معروف عند أهل الشئة ، ولا ماخوذ عن أحد من علماء الأمة ، وكيف لا ؟ وقوله لنيلان قد بتيئ القدر المباح غاية البيان ، وهو من الأحاديث المعرونة المشهورة عند كل أحد ، بحيث لا يحتاج فيه إلى إقامة سند. وقد ذهب بعفر أهل الظاهر إلى إباحة الجمع بين ثماني عشرة ، تمسُّكًا بأن العدل في تلك الضيغ يفيد التكرار لما لم يمكنه لذلك إنكار ، لكنه لما حمل الواو على الجمع جمع بين هذه الأعداد ، وتصر كل صيغة ( 1 ) رواه ابن حبان (4157 ر 4158 ) ، والبيهقي (7/ 181 ) . من(10/173)
العدد المعدود
---
على أقله ، فجعل : مثنى بمعنى : اثنين واثنين ، وثلاث : بمعنى ثلاث وثلاث ، ورباع : بمعنى أربع وأربع . وهذا القائل أعور باي عينيه شاء ، فإنَّ كل ما ذكرناه يبطل دعواه ، ونزيد هنا نكتة تضئنها الكلام المتقدِّم ، وهي أن قصره كل صينز على أقل ما تقتضيه بزعمه ، تحتهم بما لا يوافقه أهل اللسان عليه ، ولا يرشد معنى الاثنين إليه ؛ لأنَّ مقصود الآية إباحة نكاح اثنتين لمن أراد ، ونكاح ثلاث لمن أراد ، رنكاح أربع لمن أراد ، وكل واحد من احاد كل نوع من هذه ازرثة لا ينحصر ، فكل اثنين ، وثلاث ، وأربع لا ينحصر ، فقصره على بعض أعداد ما تضمنه ذلك مخالف لمتصود الآية ، فتففنم ذلك ؟ فإنَّه من لطيف الفهم ، وللكلام في هذه الاية شممع ، وفيما ذكرناه تنبية رمقنع . وبعد أن فهمت أفراد تلك الكلمات ، فاعلنم أن العلماء اختلفوا في سبب نزرل هذ. الآية ، وفي معناها ، فذهبت عانشة - رضي الله عنها - إلى ما ذكر في الأصل عنها ، وحاصل الروايات المذكورة عنها : أنها نزلث في رلي اليتيمة التي لها مال ، فاراد رلثها أن يتزؤجها ، فامر بأن يوفيها صداق أمثالها ، أو يكون لها ماذ عنده بمشارقي أر غيرها ، وهو لا حاجة له لتزويجها لنفسه ، ويكره أن يزوجها غيره مخافة أخذ مالها من عنده ، فامر الله الأولياء بالقسط ، وهو العدل ، بحيث : إن تزؤجها بذل لها مفر مثلها ، وإن لم تكن له رغبة فيها زؤجها من غيره ، وأوصلها إلى مالها على الوجه المشروع ، وتكميل معنى الآية : أن الله تعالى قال للأولياء : إن خفتم ألأ تقوموا بالعدل ، فتزؤجوا غيرهن ، ممن طاب لكم من النساء اثنتين اثنتين إن شئتم ، رثلاثا ثلاثا لمن شاء ، وأربعا أربعا لمن شاء . هذا قول عائشة في الاية . وقال ابن عباس في معنى الآية : إنه قصر الرجال على أربع ؟ لأجل أموال اليتامى . فنزلت جوابا لتحزجهم عن القيام باصلاح أموال اليتامى. وفسر عكرمة قول ابن عباس هذا بالآ تكثروا من(10/174)
النساء ، فتحتاجوا إلى أخذ أموال
---
اليتامى . وقال السدئ وقتادة : معنى الاية : إن خفتم الجؤر في أموال اليتامى فخافوا مثله في النساء ، فإنَّهن كاليتامى في الضف ، فلا تنكحوا أكثر مما يمكنكم إمساكهن بالمعروف . قلت : وأقرب هذه الأقوال وأصخها : قول عائشة -إن شاء الله تعالى -. وقد اتفق كل من يعاني العلوم على : أن قوله تعالى : ش وإن خفتم ألأ تقسطوا في اليتامى" ليس له مفهوم ؟ إذ قد أجمع المسلمون على : أن من لم يخف القسط في اليتامى له أن ينكح أكثر من واحدة : اثنتين ، أو ثلاثا ، أو أربعا ، كس خاف . فدذ ذلك على : أن الاية نزلث جوابا لمن خاف ، وأن حنهمها أعتم من ذلك ، وفي الآية مباحث تمنمكت الناتث (ا). والمعدولة عن أسماء العدد صفات ، وقيل : للعدل والتانيث ؛ لأنَّ أسماء العدد مؤنثة ، وقيل : لتكرار العدد في اللفظ ، والمعنى : لأنه عدل عن لفظ اثنين إلى لفظ مثغى ، وإلى معنى : اثنين اثنين ، ومبدأ العدل آحاد ، ومنتهاه رباع ، ولم يمنممغ فيما فوق ذلك إلا في عشار في قول الكميت : ولنم يمنمتريثوك حتى رفي ط فؤق الزجال خصالآ عشارا
---(10/175)
(1 ) "الناتث " : نقث حديثه : إذا خلطه كخلط الطعام . رنقث العظم : استخرج مخه . رنقث عن اثيء : إذا حنر عنه . وقختلف صيغ المعدول عن العدد ، فيقال : موحد وآحاد وأحد ، ومثنى ، وثنا ، وثناي ، ومثلث وثلالث وثلمث ، ومزبغ ورهـ باغ ورتجغ . وقرأ النخعي : (ثلث ) و(ربع ). و(قول عانشة في توله تعالى : ا ومن كان غنثافكيستتغفف ومن كان فقيرا ظيأش " شون ، أ النساء : 6 ، : أنزلت في والي اليتيم ) فعلى هذا : المراد بها أولياء ا( الأيتام ، وهو قول الجمهور . وقال بعضهم : المراد به اليتيم إن كان غنيا وسع عليه ا! وأعف من ماله ، وإن كان نقيرا أنفق عليه بقدره ، وهذا في غاية البغد ؛ لأنَّ اليتيم لا يخاطب بالتصزف في ماله لصغره ، ولسفهه ؟ ولأنه إنما ياكل من ماله بالمعروف على الحالين ، فيضيع التثويع والتقسيم المذكور في الاية ، وعلى قول الجمهور فالولي النني لا ياخذ من مال يتيمه شيئا ، ولا يستحق على قيامه عليه أجرا دنيويا ؟ بل : ثوابا أخروبا ، وأما الفقير ، ناختلف فيه ، هل ياخذ من مال يتيمه شيئًا ؟ أم لا ؟ فذهب زيد بن أسلم إلى أنه : لا ياخذ منه شيئًا وإن كان فقيرا ، وحكي ذلك عن ابن عباس بناة على أن هذه الأية منسوخة بقوله تعالى : اإن أكذين ياصئه ن أئؤل أكيتنف ظنما . . . الاية" أ النساء : . ا ، وقيل : بقوله : ا رلاتاكلؤا أنزمم تجينكم بكبظل ، أالبقرة : 1188 . قلت : وهذا لا يصح النسخ فيه لعدم شرطه ؟ إذ الجمع ممكن ؟ إذ الأخذ الذي أباحه الله تعالى ليس ظلما ، ولا اش مالي بالباطل ، فلم تتناوله الايتان . وهذا هو القول بالموجب . وذهب جمهور المجؤزبن إلى إباحة الأخذ ، لكنهم اختلفوا في القدر الماخوذ ، وفي قضاء الماخوذ ، وفي ونجه الأخذ ، فروي عن عمر -رضي الله عنه - أنه قال : إن مملت قضيت ، وبه قال عبيدة السلمماني ، وأبو العالية ، وهو أحد قولي ابن عباس وعكرمة ، وقال من عدا هؤلاء : إن له الأخذ ولا قضاء عليه ، لكنهم(10/176)
اختلفوا في ونجه الأخذ ، فذهب
---
عطاء إلى أنه ياخذ بقذر الحاجة(ا) ، وقال الضخاك : يضارب بماله ، وياكل من ربحه . اسسن : يسد الجؤعة ، رششر العورة . الشعبي : من التمر واللبن . وقد روي هذا عن ابن عباس - رضي الله عنهما - فقال : ياكل ، ويشرب ، ويركب الظهر غير مضز بنشل ولا ناهك في الحلب . قال القاضي أبر بكر بن العربي : رعليه مذهب مالك . قلت : والصحيح من هذه الأقوال - إن شاء الله - أن مال اليتيم إن كان كثيرأ يحتاج إلى كثير قيام عليه ، بحيث يشغل الولي عن حاجاته ومهماته ، فرض له فيه أجرة عمله ، له ان كان قليلا مما لا يشغله عن حاجاته فلا ياكل منه شيئا ، غير أنه يستحعت له شرب قليل اللبن ، وممل القليل من الطعام والتمر ، غير مضز به ، ولا مستكثر له ؟ بل : ما جرت به العادة بالمسامحة فيه . وما ذكرته من الأجرة ، ونيل القليل من الثمر واللبن كل واحد منهما معروف ، فصلح حفل الآية على ذلك ، والنه أعلم . وقوله : ا فما لش فى المتفقين فثتين " أ النساء : 188) أي : فريقين مختلفين في تتلهم ، ويخي بالمنانقين : عبد الله بن ابريئ وأصحابه الذين خذلوا رسول الة ف يوم أحد ، ورجعوا بعسكرهم ، بعد أن خرجوا معه إلى أحد ، فلم يامر الله بقتلهم ؟ لما علم من المفسدة الناشئة عن ذلك ، وير الش نمق عليها النثء حيث قال : "لنلا يتحذث الناس أن محمدا يقتل أصحابه "(ا). ثم قال بعد هذا : ش رأقه أبهسهم بما كسبم يم ، أ النساء : 188 أي : بكسبهم ، عن الزخاج . ابن عباس : أى : ردهم إلى كنرهم . قتادة : أهلكهم . السدئ : أضتهم . وكلها تريب بعضه من بعض . وتيى بن عباد : هو بضم العين وفتح الباء الموحدة وتخفيفها. و(قول عئار : ما عهد إلينا رسول الله ط شيئا لم يعهده إلى الناس كافة) تكذيمت من عتار للشيعة فيما يذعونه ، ويكذبون به على رسول الة لمحض وعلى علف -رضي الله عنه - في يوم غدير ختم وغيره . وقد تقدَّم هذا المعنى . والذبيلة : الداهية .(10/177)
يقال : دتجلتهم الابيلة ؟ أى : أصابتهم الداهية .
---
حكاها أبو عبيد ، وصيغتها صينة التصنير ؟ يراد به التكثر ، كما يقال : . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . دويخهئة تضفز متها الأنامل (2)
---
والأظهر : أنه اسنم سمي به مصنرأ كما قالوا : كميت . وأراد به هنا الورم المهلك الذي يخرج بين الكتفين ، والظاهر : أن المراد بالحديث : أن الله تعالى يهلك هؤلاء الثمانية من المنافقين بهدا الداء في الدنيا ، ولذلك قال : "تكفيكهم الذبيلة" أي : يميتهم الله بها. وقوله : "حتى ينجم من صدورهم ") أي : تبلغ إلى تلوبهم ، وتنفذ في صدورهم . رالهه أعلم . رستم الخياط : ثقب الإبرة . والسنم : الثقب في كل شي ير ، يقال : في فتح السين وضمها ، وكذلك السثم القاتل ، ريجمعان على سموم وسمام . ومساتم الجسد : ثقبه . والجمل : واحد الجمال ، ودخول الجمل في ثقب الإبرة محال ، والمعلق على المحال محال ، فدخول المنافقين الجنة محال ، وهذا من نحو قول العرب : إذا شاب النراب رجعت أد طي وصار القار كاللبن الحليب أي : شيب الغراب وبياض القار لا يكونان ، فرجوعه إلى أهله لا يكون . وقوله : ا ط لظ أض أبر فافت من تجضسما لن!ثوزا أز إغي اضا ، (النساء : 1128) البعل : الزوج . رالنشوز : البغض . والإعراض : الميل عنها إلى غيرها . والجناح : الإثم والحرج . ربضالحا - بتثديد الصاد - أي : يتصالحا ؟ أي : يعقدان بينهما صلحا على ما يجوز كاسقاط مفر ، أو قعنمم ، أو غير ذلك . وعن على - رضي الله عنه - : يعطيها مالا ؟ ليحومل تمنممها . وقرأه الكوفيون : اأن يضطحا تينتما صنكفا " من أصلح ، ربكون صلحا مفعولآ ، لا مصدرأ. ويكون المعنى : أن يعقدا بينهما عقد صلح ، أو يفعلا صلحا. وقوله : اوألضلح ! ، أ النساء : 1128) أي : من النشوز ، قاله الزتجاج . من الفزقة : ابن عباس . وقول سعيد بن جبير لابن عباص : ألمن تير مؤمنا متعمدأ من توبة ؟ قال : في لا. . . الحديث . هذا(10/178)
هو المشهور -عن ابن عباس - وقد روي عنه : أن توبته القا! تقبل ، وهذا هو قول أهل الشنة ، والذي دذ عليه الكتاب والسنة ، كقوله تعالى : ا ان ألته لا يغفرأن يعثرك لهاش ولغنر ما ئق ذثد لمن يشلإ" أ النساء : 48 م ، وكقوله :
---
اوألذصن لايذش تء أظه ابهاء افر ولايفته ن النقس الف حغ الله إلابانجق ولايزلزت ومن يثعل ؟للى ينق أثا ، 5يفنمف له اتمذالي يوم أنقنمر س نحلذ فيمه ئهانا " إلأ من تالي وامت وعمل ص عملاضلخا فازلحهف يذل أظه مم!اتهتم صسثعض وكان الله غفرر زحيئا" أالفرتان : 68 - 70 ، ، وكقوله : ا ومن تغمل سؤا أز يظلنم نفسل! ثض لمن! تغفرألته يجد أشه غفومارخيئا ، أ النساء : 1110 . وأما السنة فكثيرة ، كحديث عبادة بن الضامت الذي قال فيه : (تبايعوني على ألا تشركوا بالله شيئا ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، فمن أصاب شيئًا من ذلك فعوقب به ، فهو كفارة له ، ومن أصاب شيئًا من ذلك فستره الله عليه ، فهو إلى الله ، إن شاء عفا عنه ، وإن شاء عذبه "(ا). وكحديث(10/179)
( 1 ) روا5 1 لبخاري (3 1 72) ، ومسلم ( 9 0 7 1 ) ، وا لترمذي ( 39 4 1 ) ، وا لنسائي ( 7/ أبي هريرة - رضي الله عنه - في الذي تتل مئة نفس ، وكحديث جابر في الذي قتل نفسه بقطعه براجمه ، وقد تقدَّم كل ذلك . و(قول ابن عباس - رض الله عنهما - : هذه اية مكية نسختها آية مدنية) قوذ لا يليق بعلم ابن عباس ، ولا بفهمه ؛ لأنَّه إن أراد به حقيقة النسخ كان غير صحيح ؟ خل لأن الاية خبز عن وقوع العذاب بمن فعل تلك الأمور المذكورة في الآية ، والنسخ لا يدخل الأخبار ، كما تزرناه في الأصول ، سئمنا أنه يدخلها النسخ ، لكن الجمع بين الايتين ممكن بحيث لا يبقى بينهما تعارض ، وذلك بأن يحمل مطلق آية النساء على مقتد اية الفرقان ، فيكون معناها : فجزازه جهثم إلا من تاب ، لا سيما وقد ائحد الموجب ، وهو القتل ، والموجب ؟ وهو المتوعد بالعقاب ، وقد قلنا في أصول الفقه : إن مثل هذه الصورة متمق عليها . وقد تاول جمهور العلماء آية سورة النساء تارللات :
---
إحداها : أن المتعمد : المعنى فيها هو المستحل لقتل المسلم ، ومن كان كذلك كان كافرأ. وثانيها : أن توله : ش فجزاؤ. جهنم ، لا يلزم منه دخوله في جهنم ولا بذ ؛ لأنَّ معناه : إن جازاه ، وقد رخ هذا التقييد إلى النبي ت . قلت : وتحري هذا القول ؟ أن قوله : افجزاؤ. جهنم " هو خبز عن استحقاته لذلك ، لا عن وقوع ذلك ، ويجوز العفو عن المستحق ، وحاصله راجغ إلى القول بموجب الآية ، فلا دلالة فيها . وثالثعها : أن الخلود ليس نضا في التابيد الذي لا انقطاع له ، بل مقتضاه : تطويل الآماد ، وتكرير الأزمان ، ما لم يرذ معه من القرائن ما يقتضي التابيد ، كما ورد في وعيد الكفار ، فيجوز أن يدخل القاتل في جهنم ، ويعذب فيها ما شاء الله من الأزمان ، ثم يلحقه ما يلحق الموخدين من الشفاعة والغفران ، والله تعالى أعلم .(10/180)
وقوله : ش ولا نقولوا لمق أنض إءلخم ألشبم لمغت مزمنا" أ النساء : 194) هذه قراءة ابن عباس وجماعة من القراء ، السلام بالف ، يعنون به التحية ، وقرأه جماعة أخرى : الشلم بنيرألف ، يعنون بذلك : الصلح ، والقراءتان في الشبع ، وترأ ابن رثاب : السنم - بكسر السين وسكون اللام - : وهي لغة في السلم ، الذي هو الصلح . وقوله : ا تنتغوت عرف ألحيؤو ألايرتي " أ النساء : 194) أي : تريدون المال ، وما يعرض من الأعراض الدنيوية .
---
وقوله : ا شندألتو منانص صث!" أ النساء : 94 ، ) أي : إن اتقيتم الله ، وكففتم عئا ينهاكم عنه سئمكم وغئمكم . وقوله : ا كذلف صنتم قن تتل ، أ النساء : 94 ، ) أي : قبل الهجرة حين كنتم تخفون الشهادة . وقيل : من قبل أن تعرفوا الشهادة . افمن الله عليكم " أي : بالاسلام ، وباعزازكم بمحمد ئ . افتبيثوا ، : من البيان ، وتثثموا : من التمتت . مند والقراءتان في السبع ، وتفيدان : وجوب التوقف والتبين عند إرادة الأفعال إلى أن ال يئضح الحق ، ويرتفع الإشكال . وقوله : "مثل المنافق كمثل الشاة العانرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة ، رالى هذه مزة") العائرة : المترددة ، وتعير : ترجع وتكز ، وإنما ثثى الغنم ، وإن كانت اسم جنس ؛ لأنَّه أراد تطعتين منها. وهذا الحديث مناسب لقوله تعالى : ا فذنجذبين -بين ذلك لا إفى ئؤلبم رلا ابر هس لاء " 11 لنساء : 1143 .
---(10/181)
ل!ه لم!ه "(5 ) ومن سورة العقودلم \ ، (قوله تعالى : ا أنجؤم أنهمنتء لكتم دبنكنم وأتمنت عليبهنم نغمف ورشيت لكم الإنملم ديخم " ا المائدة : 3أ) يعني باليوم : يوم عرفة في حجة الوداع التي نزلت فيها هذه الاية ، كما جاء في هذا الحديث من قول عمر - رض الله عنه - وهذا أولى من قول مجاهد : هو يوم فتح مكة . ردينكم ؟ أي : شرائع دينكم ؟ فإنَّها نزلث نجوما ، واخر ما نزل فيها هذه الاية ، ولم ينزل بعدها حنهم . قاله ابن عباس . وقال القتبي : يعني ث برفع النسخ . تتادة : يعني أمر حخكم ؟ إذ لم يحخ في تلك السنة مشرك ، ولا طاف نز بالبيت عزيان ، ووتف الناس ككهم بعرفة . وقوله : ش ر؟ممضث طيبهئم نتمق ، ) أى : باكمال الشرائع والأحكام ، واظهار دنجن الاسلام . ورضيت لكم الاسلام دينا ؟ أي : أعلمتكم برضاي به لكم ديخنا ، فإنَّه لأ تعالى لم يزذ راضيا بالإصلام لنا دينا ، فلا يكون لاختصاص الرضا بذلك اليوم وفاندة إن حملناه على ظاهره ، ويحتمل أن يريد : ررضيت الإسلام لكم دينا ؟ تائما ر بكماله لا أنسخ منه شيئًا ، رالله تعالى أعلم . ( 1 ) ير سورة الماندة . و(قول عمر - رض الهه عنه - : ألا رإن الخمر نزل تحريمها يوم نزل ، وهي من خمسة أشياء. . . الحديث ) دليل واضخ يقارب القطع بأن النبيذ يسئى خمرا ، وأن اسم الخمر ليس مقصورا على ما يعتصر من العنب ، وأن الخمر كل ما خامر ما العقل ؟ فإنَّ عمر - رضي الله عنه - قال بذلك ، ونمن عليه في معدن الفصاحة ، وبين ئ خيار أهل البلاغة ، وهم من هم علما وفضلا ، وتوبر وعدلا ، لا يخافون في الله لومة لائم ، ولا يبالون في الحق باقتحام العظائم ، فلو لم يكن ما قاله لسانهم ، رمعرفة ذلك شانهم لبادروا بالإنكار ، ولما وجد منهم صحيح ذلك الإقرار. وقد تقدَّم القول على هذا الحديث في الأشربة ، وفي الصلاة . وتقذم القول أيضًا في البحيرة ، والسائبة في الكسوف . وقوله ت : "لو تابعني من اليهود عشرة لم يبق على(10/182)
ظهرها يهودي إلا
---
أسلم ") يعني - والله تعالى أعلم - عشرة معئنين ، وكأنهم كانوا رؤساء اليهود وزعماءهنم ، وذوي رأيهم في ذلك الوتت ، فلو أسلموا لتابعهم من دونهم من أتباعهم ، ولو كان ذلك لأضففت (ا) يهود المدينة وجهاتها على الدخول في الإسلام ، وعليها إعادة الضمير في توله : لم يبق على ظهرها . (6 ) ومن سورة الأنعام (قول أبي هريرة - رضي الله عنه - : أخذ رسول الله رز بيدي نقال : "خلق الله التربة يوم الشبت . . . الحديث ") ذكر هذا الحديث هنا ؛ لأنَّه مفضل لما أجمله قوله تعالى : الخغذ لمتو أنذى فلق ألشنؤت رألأزض ثعل الظنمت وألثور ، أ الأنعام : ا ، ، والتربة : التراب ؟ أي : الأرض ، وكانه خلق التراب يوم السبت غير متعقد ، ولا متجمد ، ثم يوم الأحد جئده ، رجعل منه الجبال أرسى بها الأرض ، وكمل خنق الأرض بجبالها في يرمين . وقوله : "رخلق الأشجار يوم الاثنين ، وخلق المكروه يوم الثلاثاء") أي : ما يكره مما يفلك ، أو يرلولم كالشموم ، والخشاش (ا) ، والحيوانات المضزة ، وقد ذكر هذا الحديت ثابمث في كتابه ، وقال فيه : "وخلق التقن يوم الثلاثاء" بدل "المكروه " قال : والتفن : ما يقوم به المعاش ، ويصلح به التدبير كالحديد وغيره من
---(10/183)
( 1 ) "الخشاض " : حشرات الأرض وهوافها . الواحدة : خشاشة . جواهر ا لأرض ، وكل شي فى يحصل به صلاخ : فهوتفن ، ومنه : إتقا ن ا لشيء لاحكامه . وقوله : "والنور يوم الأربعاء") كذا الرواية الضحيحة المشهورة ، وقد وقع في بعغى نسخ مسلم : النون -بالنرن -يعت به الحوت . وكذا جاء في كتاب ثابت في ا لأم ، وفي رواية أخرى : "البحور" مكان "ا لنور" . فلت : وهذه الرواية ليست بثي ج ؛ لأنَّ الأرض خلقت بعد الماء ، وعلى الماء ، كما قال تعالى : ا وهوأتنى فلق ألشنزت وألأزض فى ستة ا!ابر وط ت عرشلم ط لمم! ، أهود : 17 أى : تبل خلق السموات والأرض . إلا إن أراد بالبحور الأنهار التي خلق الله تعالى في الأرض ، فله ونجة ، والصحيح رواية النور ، ولمجني به الأجسام النيرة كالشمس ، والقمر ، والكواكب ، ريتضئن هذا أنه تعالى خلق الشموات يوم الأربعاء ؛ لأنَّ هذه الكواكب في السموات ، ونورها : ضوؤها ت الذي بين السماء والأرض ، والله تعالى أعلم . وتحقيق هذا أنه لم يذكز في هذا الحديث نصا على خنق الشموات ، مع أنه ذكر فيه أيام الأسبوع كتها ، وذكر ما خلق الله تعالى فيها ، فلو خلق السموات في يوم زائد على أيام الأسبوع ، لكان خنق السموات والأرض في ثمانية أيام ، وذلك خلاف المنصوص عليه في القرآن ، ولا صائر إليه . وقد روي هذا الحديث في غير كتاب مسلم بروايات مختلفة مضطربة ، وفي بعضها : أنه خلق الأرض يوم الأحد رالاثنين ، والجبال يوم الثلاثاء ، والشجر والأنهار والعمران يوم الأربعاء ، والشموات والشمس والقمر والنجوم والملائكة يوم الخميس ، و%م يوم الجمعة . فهذه أخبازآحاذ مضطربة فيما لا يقتضي عملأ ، فلا يعتمد على ما تضئنته من ترتيب المخلوقات في تلك الأيام ، والذي يعتمد عليه في ذلك قوله تعالى : 51تل ثمبهنم لعكقروق ، لذى فلق الأزش
---(10/184)
تزمين " الآيات أنصلت : 19 فلينظر فيها من أراد تحقيق ذلك ، وفيها أبحاث طويلة ليس هذا مرضع ذكرها . وقوله : "إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها") قد كثرت أقوال الناس في معنى مستقر الشمس ، وأشبه ما يقال فيه : إنه عبارة عن انتهائها إلى أن تسامث جزءأ من العرش معلوما بحيث تخضع عنده وتذل ، وهو المعثر عنه بسجودها ، وتستاذن في سيرها المعتاد لها من ذلك المحل متوقعة ألآ يؤذن لها في ذلك ، وأن تؤمر بالرجوع من حيث جاءت ، وبان تطلع من مغربها ، فإنَّ كانت الشمس ممن تعقل نسب ذلك كئه إليها ؛ لأنَّه صدر عنها ، وإن كانت مما لا يعقل فعل ذلك الملائكة الموئهلرن بها ، والله تعالى أعلم . وكل ذلك منكن ، وهذا القول موافن لمعنى هذا الحديث ، فتاضله .
وقوله يقول الله : "من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ، وأزيد") مفتوح الهمزة مكسور الزاي مضموم الدال على أنه فعل مضارع ، وكذا رويته ، وقد روي هذا الحرف بالواو الجامعة ، وباو التي معناها أحد ال!يئين ، وهو إشارب إلى معنى قوله تعالى : اوألنه يضعف لمن يسثاء ، أ البقرة : 261أ. والحسنة تعتم الحسنات كلها ، فائ حسنة عملها المسلم ضوعف ثوابها كذلك ، ولا معنى قول من قصرها على بعض الحسنات دون بعغى ؟ فإنَّه تحئهئم مخالفت للفظ العام ، والكرم التام ، وقد تقدَّم الكلام على قوله : "من أتاني يممثي أتيته هررلة" وأن ذلك تمثيل . وقوله : "ومن لقيي بقراب الأرض خطيئة لقيته بمثلها مغفرة") قراب الأرض : تدر ملنها ، وهو بكسر القاف ، وأصله الوعاء ، ومنه قراب السيف ، وهو في هذا الحديث مثل .
---(10/185)
. (7) ومن سورة الأعراف (قوله : كانت المرأة تطوف بالبيت وهي عزيانة ، فتقول : من يعيرني تطوافا ، -تجعله على فرجها-") الئظواف : بكسر التاء : ثوب تطوف به ، وقد تقدَّم أن قريشا ، كانت ابتدعت في الحبئ أمورأ ، منها : أنه كان لا يطوف أحذ بالبيت إلا عزيانا إلا أن يكون أحمسيا ، وهم من ولد كنانة ، أو من أعاره تطوافا أحمسي ؟ فإنَّ طاف من لم يكن كذلك في ثيابه ألقاها ، فلا ينتفع بها هو ، ولا غيره ، وتسثى تلك الثياب بالثقى ، حتى قال شاعر العرب : كفى حزناكزي (ا) عليه كه له لقى بين أيخدي الطائفين حريم وكان هذا الحكم منهم عاقا في الرجال والنساء ، ولذلك طافت هذه المرأة عزيانة ، وأنشدت الشعر المذكور في الأصل . قال القاضي : وهذه المرأة ير : ضباعة بنت عامر بن قرط ، فلما جاء الاسلام ستر الله تعالى هذه العورات ، ورفع هذه الاثام ، فانزل الله تعالى : ايخبق آدم فذوأ زينيئ عند ش معن!بل! ، أ الأعراف : 31أ ، وأذن مؤذن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ألأ يطوف بالبيت عزيان . وفهم من (ا) كذا في (ع ) و(م ) وتفسير القرطبي (89/7 ا). وفي (ز) : كوفي . هذا الأمر وجوب ستر العورة للصلاة على خلاف فيه تقدَّم ذكره ، وحاصله : أن الجمهور على أنها فرض ، واختلف فيها عن مالك على ثلاثة أتوال : الوجرب م!لقا ، والسنة مطلقا ، رالفرق ، فتجب مع العمد ، ولا تجب مع النسيان والعذر . (8) ومن سورة الأنفال وبراءة (قول أبي جهل : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فامطز علينا حجارة من السماء أو اتمنا بعذاب أليم ) غلب على أى جهل جفله فساء توله وفغله . انظر نهاة كيف غلبعث عليه جهالته وشقرته ، فاستجيبعث منه دعوته ، فجدل صريعا ، وسحب على وجهه إلى جهنم سحبا تصيفا. حكي أن ابن عباس لقيه رجل من اليهود ، فقال اليهودي : ممن أنت ؟ قال : من تريش . قال : أنت من القوم الذين قالوا : اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فامطر علينا حجارة من السماء أو(10/186)
ائتنا بعذاب أليم ؟ فهلأ عليهم أن يقولوا : إن
---
كان هذا هو الحق من عندك فافدنا له ، إن هؤلاء قوم يجهلون . قال ابن عئاس : وأنت يا إسرائيلي من القوم الذين لم تجف أرجلهم نن بلل البحر الذي أغرق فيه نرعون وتومه ، رأنجي موسى وتومه ، حتى قالوا : اجعل لنا إلها كما لهم الهة ، فقال لهم موسى : إنكم توتم تجهلون ، فاطرق اليهودقي مفحما. ر قوله : ا وما صات ألمنة ليغذبهئم وأنت ف! هتم ، أ الأنفا ل : 33 ، )( أي : إكرا ما لك ، واحتراما لوجودك بينهم ؟ فانك رحمة عافة للعالمين ، ونعمة خاضة للمؤمنين ، فلما نقله الله عنهم أوتع عذابه بهم . وقوله : ا وما كات الله ممذبهنم وهنم يشتغفؤن " أالأنفال : 33 م ) أي : رما كان الله مهلك جميعهم ، ومنهم من يستغفره . وقد اختلف في هذا الاستغفار ، فتال ابن عباس : كانوا يقولون في الظواف : غنرانك . مجاهد : هو الإسلام . تتادة : لو استغفروا. السدى : في أصلابهم من يستنفره . الضحاك : فيهم من يصلي ، ولم يهاجز بغد . وأرلاها : قرل ابن عباس ؛ لأنَّ الاستغفار - وإن وقع من . الفجار - يذفع به ضروبئ من الشررر رالأضرار . وقوله : اوما لهض ألأ يعشتهم ألمنه رئنم يصاوت عئ ألمسبرر أسراء ، أ الأنفال : 34 ، ) أى : مستحفون العذاب لما ارتكبوا من القبائح والأسباب ، لكن أخره عنهم حنم الحليم ، وإن لكل أجل (ا) كتاب .
و(قول عائشة : يا رسول الله ا ا هوألون ئ أزسل رشوللم ، لهدئ ورين ألش محلى يئ كل كل ألذين صذ ، أالتوبة : 33 ، أ إن كنت لأظن أ(2) أن ذلك تاثم إلى يوم ا ، . القيامة) كان عائشة فهمت من هذا أن الأصنام لا تغبد أبدا ، وأن دين الإسلام
---(10/187)
( 1 ) ضي (ز) : أمة . (2) ما بين حاصرتين ورد في التلخيص رفي صحيح مسلم مقذما على الاية الكريمة . لا يزال ظاهرأ غالبًا على الأديان كئها إلى أن نقوم الساعة ، وهو على ذلك ، فاجابها النث كل بما يتتضي أن ذلك يكون في أغلب البلدان ، وفي أكثر الأزمان ، لا أن عبادة الأوثان تنقطع من الأرض ، رلا أن جميع الأديان تذهب بالكلئة ، حتى لا يبقى إلا دين الاسلام ، لأنه تعالى لم يقل : يمحو به الأديان كلها لى انما قال : ش ليظهر. على الدين كله " وقد أظهره على كل الأديان ، وأبقاه مع تجذدش ا) الأزمان ، كيف لا ، وقد امتذ الإسلام في سور الأرض من مشرقها إلى أقص مغربها حتى غلب أهله اساسرة ، والقياصرة ، والهراتلة ، والتتابعة ، والبلاد اليمنية ، وكثيرأ من البلاد الهندية ، فغلبوا على متعبداتهم ومواضع قرباتهم وصلواتهم . فلقد صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، فلا شيء بعده .
(9 ) ومن سورة ابراهبم (قوله : ايحشر الناس يوم القيامة على أرضي بيضاء عفراء") أي : تضرب إلى الحنرة . والعقرة : بياضق ليس ناصعا ، بل يضرب إلى الحمرة ، وكانها تغترث من لهب النار .
---(10/188)
( 1 ) في (ز) : اتحاد . وقوله : "كقزصة الئق!") القزصة : الخبزة . الثقي : - بفتج النون وكسر القاف - : هو الحؤارى ، وهو الذرمك ، سثي بذلك ؛ لأنَّه ينقى ويصفى من نخالته ، ومما يغتره . وقوله : "ليس فيها علم لأحد") الرواية المشهورة بفتح العين المهملة واللام ؟ أي : ليس فيها علامة لأحد ، ولا أثز ، أي : لم يكن فيها أحد فيكون له أثر. قال ابن عباس : لم يننذ عليها خطيئة ، وقد وجدته في أصل الشيخ أبي الصبر أيوب : ليس بها عنم لأحد : بالباء الموحدة وبكسر العين ، وسكون اللام ؟ أي : لم يتقذنم بها لأحد من الخلق علم . وهذا الحديث والذي بعده يدل على : أن المراد بتبديل الأرض المذكورة في توله تعالى : ! يؤم تبذل الأزض غيز الأزض ، مم أ إبراهيم : 148 إنه تبديل ذات بذات ، فيذهب بهذه الأرض ويؤتى بارض أخرى ، ا أ وهو قول جمهور العلماء ، وقال الحسن : تبذل صورتها ، ويطفر دنسها . وقال وابن عباس : تبذل اكام الأرض ، ونجوم السماء . وروي عن النبي في : "تمذ الأرض مذ الأديم "(ا) ، وأما تبديل السموات ، فرري عن علف - رضي الله عنه - : تبدل الأرض فضة والسماء ذهبه 2). كعب : الأرض نارأ والسماء جنة(3) ؟ أي : يزاد فيها. القاسم بن محمد : تطوى السماء كطئ السجل . ابن الشجرئ (4) : تنشق ، فلا تظل . ابن الأنباري : تختلف أحوالها كالمهل ، والدهان .
وقوله رز في جواب عائثة - رضي الله عنها - : "على الصراط ") ظاهره : الصراط الذي هو جسز ممدوذ على متن جهنم ، كما قد قال في الحديث المتقدِّم : "هم في الظلمة دون الجسر"(1) أي : على الجسر. قلت : وهذا كله ممكن ، والقدرة صالحة ، ومن الممكن أن يعدم الله الأرض التي يخرجون منها ، ويوجد أرضا أخرى ، وهم عليها ، ولا يشعرون بذلك .
---(10/189)
وقوله : "تكون الارض يوم القيامة خبزة واحدة") يعني : الأرض التي يخرجون منها يقلبها الله تعالى بقدرته ، كما يقلب أحدنا خبزته ، وهو تمثيل لسرعة الانقلاب ، وسهولته . ويكفؤها : مهموز ، من كفات الإناء : إذا قلبته ، ووبع في بعغر النسخ : "يتكفزها كما يتكفؤ" بزيادة تاء . والمعنى واحد : وظاهره : أن هذه الأرض تقلب ، فيعاد ما كان أسفلها أعلاها. كما يفعل باشبزة ، وهو تبديل صحيح ؛ لأنَّ الوجه الذى كان أسفل هو أرضق أخرى غير الوجه الذي كان أعلى ، فهو تبديذ محفق ، فيجوز أن يكون هذا هو التبديل الذي أراد الله تعالى في الآية المتقدِّمة ، رالله تعالى أعلم . وعلى هذا فيكون توله : ة نزلا لأهل الجنة" أمفعولا بفعل مضر تقديره : يعا نزلآ لأهل الجنة ، (2 ، . رالثزل : هو ما يعذ للضيف من طعام رشراب وكرامة ، وهو بضم النون والزاي . وقد يقال : النزل : على المنزل
( 1 ) رواه مسلم (315) . (2) ما بين حاصرتين ساتط من (ز).
أيضًا ، وعلى الإنزال . والنواجذ : يراد بها الضواحك ، وقد تقدَّم استيعاب الكلام
ر قوله : ألا أخبرك بادامهم ؟) هذا قول اليهودي ، لا قول النبي ف . والنبي ت هو القائل : "بلى" يستخرج بذلك ما عند اليهودي من ذلك ؟ ليظهر للحاضرين موافقة اليهودي للنف * فيما كان يخبرهم عنه من إدام أهل الجنة ، فقد جاء في حديث اخر أن النبيء كان أخبر أصحابه بذلك ، وأن اليهود سالوا النبي ط عن ذلك ، كما تقدم في الطهارة من حديث ثوبان (1). وقوله : إدامهم بالام ونون ) هكذا الرواية الضحيحة التي لا يروى غيرها . اداه فافا بالام فيعني به اليهودي : الثور الذي كان ياكل من أطراف الجئة ، كما في حديث ثوبان ، فكانت هذه كلمة عبرانية تكثم بها اليهودي على لسانه ، وقد قال
---(10/190)
( 1 ) رواه مسلم (315) . بعض أئمتنا : إن هذه الكلمة صخفها بعض الرواة ، لى الما هي اللأى على وزن الثعا : وهو الثور الوحشي ، وهذا لا يلتفت إليه ؟ لأ ، له يخرم الثفة بالعدول العلماء ؟ رلأثه لو كان كذلك لما أشكلت على أصحاب النب! قي محشه ولا سالوه عنها ، فإلهم يعرفون : أن اللأى : الثور ، والته أعلم . وأفا النون : فهو الحوت ، وقد قذمنا في اسحاح : أن النون : الحوت ، وجمع أنوانأ ونينانا . وذو النون : يونس - عليه السلام -. وزيادة الكبد : هي القطعة المتعلقة به المنفردة عنه . ( 10 ) ومن سورة الحجر الماز (قوله : "لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم إلا أن تكونوا باكين ، حذرا المبن أن يصيبكم مثل ما أصابهم ") أي : خوفا من أن تعاقبوا كما عوقبوا ، لأن أكثر المخاطبين رالموجودين في ذلك الوتت كانوا ظالمين لأنفسهم ؟ إما بالكفر ، وإقا بالمعاصي ، وإذا كان سبب العقوبة موجودأ تعين الخوف من وجود العقوبة . فحق المار بموضع المعاتبين أن يحدد النظر والاعتبار ، ويكثر من الاستغفار ، ويخاف من نقمة العزيز القهار ، وألآ يطيل اللبث في تلك الدار. ر قوله : ثم زجر فاسرع ) أي : زجر ناتته فاسرع بها في المشي . ويستفاد منه كراهة دخول أمثال تلك المواضع والمقابر ؟ فإنَّ كان ولا بذ من دخولها فعلى الصفة الي أرشد إليها النبض ئ من الاعتبار ، والخوف ، والإسراع ، وقد قال في : "لا تدخلوا أرض بابل فإنَّها ملعونة ، (ا). وأضره لكض باراقة ما استقوا من بئر ثمود ، حي وعلف العجين الذي عجن به للدواب حنهنم على ذلك الماء بالنجاسة ؟ إذ ذاك هو ارز حكم ما خالطته نجاسة ، أو كان نجسا ، ولولا نجاسته لما إنلف الطعام المحترم شرعا من حيث إنه مالية ، وانه غذاء الأبدان وقوامها . وأمره لهم أن يستقوا من بئر الناقة دليل على التبزك بماثار الأنبياء والضالحين ، وإن تقادمت أعصارهم ، وخفيت اثارهم ، كما أن في الأرل دليلآ على بغض أهل الفساد ، وذتم ديارهم(10/191)
وآثارهم . هذا ؟ وإن كان
---
التحقيق أن الجمادات غير مؤاخذات ، لكن المقرون بالمحبوب محبوب ، والمقرون بالمكروه المبنوض مبنوض ، كما قال كثئر : أحمث بحبها الشودان حثى اخمث لحئها سود الكلاب وقال آخر : أمز على الذيار ديار ليلى(2) أفبل ذا الجدار وذا الجدارا وماتنك الديارشغقن قنبي ونكن حمت من سكن الديارا وفي أمره بعلف الإبل العجين دليل على جواز حفل الرجل النجاسة إلى كلابه لياكلوها ، خلافا لمن منع ذلك من أصحابنا ، وقال : تطلق الكلاب عليها ولا يحملهالهم . (1 ) رواه أبو داود ( 490) من حديث علي أنه قال : "نهاني ت أن أصلي في أرضى بابل فإنَّها ملعرنة". (2) في (ز) : سلمى .
---(10/192)
( 11 ) ومن سورة الاسراء قد تقدم الكلام في الاسراء ، وفي أحاديثه في كتاب الايمان ، وتقدم الكلام في الروح في كتاب الصلاة ، وقد اختلف الناس في الروح التي سالت اليهود عنها النبي ئ فقيل : هو عيسى -عليه السلام - ، وقيل : هو جبريل -عليه السلام - ، وقيل : هو روح الانسان ، وهذا الأخير هو الأولى ؛ لأنَّ اليهود لا تقز بأن عيسى - عليه السلام - وبد بغير أب ، وجبريل عندها ملك معروف ، فتعين الثالث ، وهو الذي يناسب الإبهام في قوله حيث أجابهم بقوله : اتل ألروح من أفر رى" أ الإسراء : 85 ، أي : هو أمز عظيم ، وشان كبيز من أمر الله تعالى ، منهما له ، وتاركا تفصيله ليعرف الإنسان على القطع عجزه عن علم حقيقة نفسه مع العلم بوجودها ، لى إذا كان الإنسان في معرفة نفسه هكذا ، كان بعجزه عن إدراك حقيقة الحن أرلى . رقوله : فاسكت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ) بمعنى : سكت. يقال : سكت ، وأسكت لنتان ، وقيل معن أسكت : أطرق ساكتا. وقوله : ا اثككلك الذيئ تذعوت تنغوت إك رتجهرألوسيلة" أ الإسراء : 157) هي : نحو مما قال الخضر لموسى -عليه السلام - : ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا كما نقص هذا العصفور من هذا البحر. وقد تقدَّم معناه . و(قول ابن عباس -رض المه عنهما - : كان نفز من الإنس يعبدون نفرا من الجن ، فاستمسك الإنس بعبادتهم فنزل : ا أبلك الذيئ يذعوت تبنغوت إك رتفص ألوسية ، أ الاسراء : 57أ) هذا هو المشهور عن ابن عباس ، وروي عنه أنها نزلت فيمن كان يعبد العزير ، وعيسى وأمه . قلت : والاية بحكم عمومها متناولة للفريقين ؛ لأنَّ (أولئك ) إشارة إلى الذين زعمتم من دونه ، رالمخاطب ب : افل ادموا" كل من كان كذلك . والنفر من الانس قيل : إنهم كانوا من خزاعة . وزعمتم : اذعيتم ، ومعمولها محذوف تقديره : زعمتم أثهم آلهة غير الله ، فلا يملكون : أي : لا يستطيعون . والضر : هو قحط سبع سنين ، والأحسن حمله على جنس الضر ؟ فإنَّهم(10/193)
لا يملكون كشف شيء منه كائنا ما كان ،
---
ولا تحويلآ. ولا يملكون تحويل شيء من أحوالهم ، ولا تبديله بغيره .
ويبتنون : يقصدون ويطلبون . وهذه الجملة هي خبر أولئك ، والذين يدعون : نعت لأولئك . والوسيلة : القربة إلى الله تعالى. وأتهم أقرب ؟ أي : كل واحد منهم يجتهد في التقرب إلى الله تعالى بعبادته ، يريد بذلك أن يكون أترب إليه من كل أحد . وهذا المعنى : أمكن في حق العزير وعيسى وأمه . وبهذا يتايد القول الثاني لابن عباس - رضي الله عنهما -. وقوله : الي لزص ن جمتص سظ ؤت عناله " أالاسراء : 57أ) هكذا حال العارف بالله تعالى بين الرجاء والخوف ، ولا با منهما للمؤمن ، ولذلك قال بعض السلف : لو وزن رجاء المؤمن وخوفه لاعتدلا ؟ إلا أن الخوف أولى بالمسيء ، لكن بحيث لا يقنط من رحمة الله ، والرجاء أولى بالمحسن ؟ لكن بحيث لا يغتر ، فيكسل عن الاجتهاد في عبادة الله . وقوله : ا إن عذا لرنلى كان تحذلؤ" أ الاسراء : 157) أي : شيئا عظيما يجب أن يحذره المؤمن ، فهو محذوز للمؤمن العارف ، ومروك للجاهل الامن . ر (تبرله : اولا نخهز ط بك رلاظ فث بها" أ الاسراء : 110 ، ) قد ذكر في الأصل اختلاف عانشة وابن عباس في سبب نزولها ، وأيهما كان فمقصود الآية التوسط في القراءة والدعاء ، فلا يقرط في الجهر ، رلا يفرط في الإسراء ، ولكن بين المخافتة والجهر ، وخير الأمور أوساطها .
---(10/194)
(12 ) ومن سورة الكهف (قوله : اليأتي الرجل العظيم الشمين يوم القيامة لا يزن عند الله جناح بعوضة") أى : لا تيمة له ولا قدر. إذ لا عمل له يوزن ، فإنَّ الأعمال ير التي توزن ، أي : صحتها لا أشخاص العاملين ، وقد قال ف في عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه - : "أتعجبون من حموشة ساتيه ؟أ لهي أثقل في الميزان من أحد"(1) ، أو كما قال . أي : الاعمال التي عمل بها أثقل في الميزان ، لا أن ساقيه توضعان في الميزان ، ولا شخصه ، كما قد ذهب إليه بعض المتكلمين على هذه الآية فقال : إن الأشخاص توزن . ويفهم من هذا الحديث أن السمن المكتسب 11 للرجال مذموئم ، وقد قال ف : ا إن أبغض الرجال إلى الله الحبر الشمين ، (2) . وقال ئا! في حديث عمران : "ويظهر فيهم الشس "(3). وسبب ذلك : أن السمن المكتسب
---(10/195)
(إنما هو من كثرة اس ، والشرب ، والذعة ، والراحة ، والأمن ، والاسترسال مع النفس على شهواتها . وحاصل هذا الحديث يرجع إلى قوله في الحديث الاخر : "إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم "(1). وقد تقدَّم القول في حديث الخضر في كتاب الأنبياء ، وعلى تراءة عشر آيات من أول سورة الكهف في كتاب الصلاة . القول . وفردآ : وحيدا مسلوبا ، لا نصير له ولا مجير . ( 14 ) ومن سورة الأنبياء (قوله : ايقبض الله تبارك وتعالى") في هذه الرواية ، وفي الرواية الأخرى : "يطوي " ، وفي الثالثة : "ياخذ ، . هذا الاختلاف يدلّ على أنَّه نفل بالمعنى ، وأن اللفظ الذي قاله النبف ت لم يتعئيى . وحاصل مدلول هذه الألفاظ : أنه تعالى يفعل في الشموات والأرض فغلآ ؟ وهو أنه يقبض مبسوطهما ، ويطمس أنوارهما ، فعئر عن ذلك بعباراتي مختلفة كالطي والتكوير ، وغير ذلك مما في معناه مما جاء في الكتاب . وقد تقدَّم : أن اليد تطلق في اللسان على القدرة والنعمة ، والمراد بها هنا : القدرة ، وكذلك الإصبع ، وسيأتي تكميل هذا المعنى في الزمر . وقوله تعالى : اكطض ألشبذ لنحتعلأ " أ الأنبياء : 1104) اختلف المفسرون في السجل ، فقال يزيد : هو اسم كاتب النبي في . وقال ابن عباس : السجل بلنة الحبش : الرجل . وقد روى ذلك أبو داود من حديث أبي الجوزاء عن ابن عباس قال : كان للنبئ ت كاتمت يسئى السجل (ا). وهو قوله : ايزم نظوى اشمم! كطت الشبذ شحتب ، أالأنبياء : 1104 . ( 1 ) رواه أبو داود ( 2935 ) . (13 ) ومن سورة مريم (قول خباب : كنت قينا في الجاهلية) أي : حذادا ؟ وهذا أصل هذا اللفظ ، وقد يقال : على كل صانع ، وقد تقدَّم ذلك . وقوله تعالى : ا ظلع آليت اء انتذعند الرفق عفدا" أمريم : 178) أي : آنظر في اللوح المحفوظ فرأى أمنيته ، أم أعطاه الله موثقم أ بذلك ، وهذا توبيخ له على جهله وتحتهمه ، ثم إثه تعالى نفى ذلك ، وزجره عنه ، وتوغده(10/196)
عليه بقوله : كلا!
---
سنكتب ما يقول ؟ أي : نكتب في ديوان أعماله ، أو نريه ذلك مكتوبا عليه في القيامة . ونمذ له من العذاب مذا ؟ أي : نزيده منه أضعافا من قولهم : مد النهر ، ومذه نهر اخر. ونرثه ما يقول ؟ أي : نسلبه ما يقول بالموت . ويقول : بمعنى قال ، يعني به : ماله أو ولده . وعئر عن الحال بالماضي لقربه ، أو لتماديه على ذلك القول . وفردأ : وحيدأ مسلوبا ، لا نصير له ولا مجير . ( 14 ) ومن سورة الأنبياء قوله : "يقبض الله تبارك وتعالى") في هذه الرواية ، وفي الرراية الأخرى : "يطوي " ، وفي الثالثة : "ياخذ" . هذا الاختلاف يدلّ على أله نفل بالمعنى ، وأن اللفظ الذي قاله النبي ت لم يتعئين . وحاصل مدلول هذه الألفاظ : أنه تعالى يفعل في الشموات والأرض فغلا ؟ وهو أنه يقبض مبسوطهما ، ويطمس أنوارهما ، فعئر عن ذلك بعبارات مختلفة كالطث والتكوير ، وغير ذلك مما في معناه مِمَّا جاء في الكتاب . وقد تقدَّم : أن اليد تطلق في اللسان على القدرة والنعمة ، والمراد بها هنا : القدرة ، وكذلك الإصبع ، وسيأتي تكميل هذا المعنى في الزمر . وقوله تعالى : اكطت المتبين شتملأ " أ الأنبياء : 1104) اختلف المفسرون في السجل ، فقال يزيد : هو اسم كاتب النبف لكلغ . وقال ابن عباس : السجل بلغة الحبش : الرجل . وقد ررى ذلك أبو داود من حديث أبي الجوزاء عن ابن عباس قال : كان للنبي ف كاتمت يسثى السجل (ا). وهو قوله : إيؤم نظوى أشممآءكطي آلشبلى شتملأ" أالأنبياء : 104 ، . ( 1 ) رراه أبو دارد ( 2935 ) .
---(10/197)
(قول خباب : كنت قينا في الجاهلية) أي : حدادا ؟ وهذا أصل هذا اللفظ ، وقد يقال : على كل صانع ، وقد تقدَّم ذلك . وقوله تعالى : ا ظلع المنتب اء اتخذغد الزقق عقدا" أمريم : 178) أي : آنظر في اللوح المحفوظ فرأى أمنيته ، أم أعطاه الله موثقم أ بذلك ، وهذا توبيخ له على جهله وتحتهمه ، ثم إثه تعالى ش ذلك ، وزجره عنه ، وتوغده عليه بقوله : كلا! سنكتب ما يقول ؟ أي : نكتب في ديوان أعماله ، أو نريه ذلك مكتوبا عليه في القيامة . ونمذ له من العذاب مذا ؟ أي : نزيده منه أضعافا من تولهم : مذ النهر ، ومذه نهر آخر . ونرثه ما يقول ؟ أي : نسلبه ما يقول بالموت . ويقول : بمعنى قال ، يعني به : ماله أو ولده . وعئر عن الحال بالماضي لقربه ، أو لتماديه على ذلك
---(10/198)
بدينهم ، وانتسبوا إلى شركهم ، وافتخر المسلمون بالإسلام ، وانتسبوا إلى التوحيد. ولما خرج المشركون ، ودعوا إلى البراز ، خرج إليهم عوف ومعؤذ ابنا عفراء ، وعبد الله بن رواحة الأنصاري ، فلما انتسبوا لهم قالوا : أكفاء كرام ، ولكنا نريد تومنا ، فخرج إليهم حمزة بن عبد المطلب ، وعبيدة بن الحارث ، وعلئ - رضي الله عنهم - ، فافا حمزة رعل! فلم ينهلا صاحبيهما ، فقتلاهما ، واختلفت بين عبيدة وشيبة ضربتان ، كلاهما أثبت (ا) صاحبه ، وكز حمزة وعلي على شيبة ، فقتلاه ، واحتملا صاحبيهما ، فمات من جرحه ذلك بالصفراء عند رجوعه . وقال قتادة : هم : أهل الكتاب افتخروا بسبق دينهم وكتابهم ، فقال المسلمون : كتابنا مهيمن على الكتب ، ونبينا خاتم الأنبياء . وقال مقاتل : أهل الملل في دعوى الحق . وقوله : ا ئظعث لهئم ثيابئ فن نابى ، أالحج : 119) أي : أعذت كما يقطع من الثوب القميص والسراويل ، كما قال تعالى : ! سرابيسر من قطم إلون ر!ف ؤجوههم الثاز ، أإبراهيم : 50 ، فانبسوا والله ثيابا . العري خيز منها . كما أظعموا طعاما ، وسقوا شرابآ ، الجوع والظما خيز منهما . وقوله : ايضحهرط ش ما فى ئلريخم ولشؤ"(2) أالحج : 120) أي : يقطع به ، وشضج ، ولذاب .
---(10/199)
( 1 ) "أثبت " : أثبت الرمح فيه : أننذه . (2) هذه الاية لم ترد في التلخيص . (16 ) ومن سورة النور (قولها : كان رسول الله في إذا أراد أن يخرج سفرا أقرع بين نسائه ، فايتهن العه خرج سهمها خرج بها معه ) دليل على : أن للقرعة مدخلا شرعيا في الحقوق المشتركة ، وهو قول الكافة . قال أبو عبيدة وقد عمل بها ثلاثة من الأنبياء : يونس وزكريا ومحمد -صذ الله عليهم أجمعين -. قال ابن المنذر : واستعمالها كالإجماع بين أهل العلم فيما يقسم بين الشركاء ، ولا معنى لقول من رذها ، وحكي عن أبي حنيفة إجازتها . قال : ولا تقسيم في القياس ، ولكنا تركنا القياس للاثار. قلت : ومقتض هذا : أنه قصرها على المواضع التي وردث في الأحاديث دون تعديتها إلى غيرها ، وهو قول مالك أيضًا والمغيرة وبعض أصحابنا . وحكى ابن المنذر عن أبي حنيفة ترك القول بها ، وأنكرها بعغى الكوفيين ، وقال : ير كالأزلام . وباجازتها في المشكلات قال الشافعي . قال القاضي : وهو مشهور مذهب مالك . وأما القرعة بين النساء إذا أراد سفرا ، فقد اختلف العلماء في ذلك ، فذهب الض مالك في أحد قوليه ، والشافعي ، وأبو حنيفة إلى : أنه لا يخرثغ منهن إلا من ألمنمض خرجث عليها القرعة ؟ تمسُّكًا بظاهر هذا الحديث ؟ نانه كالنص في ذلك ، وقال مالك أيضًا : إن له أن يسافر بمن شاء منهن بنير قرعة ، وإن القسمة هنا سقطث للضرورة ؟ إذ قد تكون إحداهن أخفث محملا ، وأقل مؤونة ، وأصلح للسفر ، والأخرى أصلح للمقام في بيته لسذ ضيعته ، وللقيام بولده ، وقد تكون أثقل جسما ، وأكثر مؤونة . قلمث : والذي يقع لي : أن هذا ليس بخلاف في أصل القرعة في هذا ، وإنما هذا لاختلاف أحوال النساء ، فاذا كان فيهن من تصلح للسفر ومن لا تصلح تعثيى من تصلح . رلا يمكن أن يقال : يجب أن يسافر بمن لا تصلح ؛ لأنَّ ذلك ضرز ومشقة عليه ، ولا ضرر ولا ضرار ، وإنما تدخل القرعة إذا كن كلهن صالحات للسفر ، فحينئل! تتعئيى القرعة(10/200)
؛ لأنَّه لو أخرج واحدة
---
منهن بغير قرعة لخيف أن يكون ذلك ميلا إليها ، ولكان للأخرى مطالبته بحقها ؟ فاذا خرج بمن وتعت عليها القرعة انقطععث حجَّة الأخرى ، وارتفعت التهمة عنه ، وطاب قلب من بقي منهن ، والله تعالى أعلم . وقوله : اذن ليلة بالرحيل ) هو بالمذ ، وفتح الذال بمعنى أغلم . والهودج : القتة التي تكون فيها المرأة على ظهر البعير ، وهو الخدر ، ويجمع : هوادج . وقولها : فاذا عقدي من جزغ ظفار قد انقطع ) قال ابن السكيت : الجزغ - بفتح الجيم ، وإسكان الزاي - : الخرز اليماني . وظفار - بفتح الظاء - : قرية باليمن .
فلت : هكذا صحيح الرواية . ظفار كما قاله ابن السكيت ، وفي الصحاح ظفار : مثل تطام : مدينة في اليمن . يقال : من دخل ظفار حقر ، وجزع ظفاري :
---(10/201)
منسوب إليها ، وكذلك عود ظفارقي ، وهو العود الذي يمبخر به ، وعلى هذا فمن تين ده جزع أظفار بالف ، فقد أخطا ، وبالوجه الصحيح رويته . وقولها : وكانت النساء إذ ذاك خفافا لم يهئلن ، ولم يغشهن اللحم ، إنما ياكلن العلق ) اختلف الرواة في تقييد هذا الحرف ، فرواه العذرقي بضم الياء وفتح الهاء وتشديد الباء على ما لبم يسئم فاعله : يهثنبن ، ومن طريق الطبري : بفتح الياء وسكون الهاء وفتح الباء : يفبلن ، رالصواب : بضمها ؛ لأنَّ ماضيه فعل ، وفي بعض الروايات عن ابن الحذاء : لم يهئنن : بضم الياء ، وفتح الهاء ، وكسر الباء مشذدة ، وهذه الرواية هي المعرونة في اللغة . قال في الضحاح : هتله اللحم : إذا أكثر عليه ، وركب بعضه على بعض . وأهبله أيضًا ، يقال : رجل مهبل . قال أبو كبير : . . .. .. .. . .. .. .. . . . . . . . .. . . . . . . . . فشعث غيرمهتل (1) قال : وقالت عائشة في حديث الافك : والنساء يومئذ لم يهبلهن اللحم . والعلق : جمع علقة ، وهو القليل من الطعام ، وكاثه الذي يمسك الزمق ، ويعلق النفس للازدياد منه . أي : يشوقها إليه . وقولها : فتيئمت منزلي الذي كنت فيه ) أي : قصدته . وقد تقدم أن التيقم (ا) هذا جزء من عجز بيت ، والبيت بتمامه : مئن حمنن به وهن عواتذ حبك النطاق فشمبئ غير مهئل في الأصل هو القصد. والتعريس : النزول من آخر الليل . وقال أبو زيد : هو النزول في أقي وقت كان ، رأدلج : سار من أول الليل ، واذلج - مشذدا - سار من آخره . وقيل : هما لغتان ، والأول المعروف . وقولها : فخئرت وجهي بجلبابي ) أي : غظيته بثوبي . وقولها : بعدما نزلوا موغبرين في نحر الظهيرة) الرواية الصحيحة بالغين المعجمة ، والراء المهملة من الوغرة ، بسكون الغين ، وهي : شدة الحز ، ومنه قيل : في صدره على وغر : بالتسكين ، أي : ضغن وعداوة ، تقول : وغر صدره على ، يوغر ، وغرأ ، فهو واغر الصدر عليه ، وقد أوغرت صدره على نلان . وقد رواه(10/202)
مسلم من حديث يعقوب
---
بن إبراهيم : موعزين ، بالعين المهملة والزاي ، ويمكن أن يقال فيه : هو من وعزت إليه ، أي : تقذمت . يقال . : وعزت إليه وعزأ ، مخففا ، ويقال : وغزت إليه توعيزا ، بالتشديد ، والرواية ا لأولى أصخ وأولى ، والظهيرة : شدة الحز ، وهي الهاجرة . ونخرها : صدرها ؟ أي : أؤلها . وقد صحفه بعضهم فقال : موعرين بالعين المهملة ، والراء ، ولا يلتفت إليه . وقولها : فهلك من هلك في شاني ) أي : بقول البهتان والقذف . وكبر الشيء : معظمه . والناس يفيضون : أي : يخوضون فيه ، ويكثرون القول . ويريبني : من الزيبة ، رهي اسئم للتهمة والشك . تقول : رابني فلان : إذا رأيت منه ما يريبك ، رهذيل تقول : أرابني فلان . قال الهذلي : يا قؤ!ا أ ما لي وأبا ذؤيخب كم ئني أزبته بريخب وأراب الرجل : صار ذا ريبة ، فهو مريب ، حكاه الجوهرقي ، وقال غيره : يقال : أرابئ الامر : يريبي : إذا توئمته ، وشككت فيه ، فاذا استيقنته قلت : رابني منه كذا ، يريبني ، رتال النراء : هما بمعنى واحد في ال!ك . ر قولها : بعدما نقهت من مرضي ) هو بفتح القاف ؟ أي : أفقت ، فأمَّا بكسر القاف فهو بمعن فهمت الحديث . رالمناصع : مواضع معروفة . والمتبزز : بفتح الراء : هو موضع التبزز ، وهو الخررج إلى البراز ، وهو الفضاء من الأرض التي من خرج اليها فقد برز ، أى : ظهر ، وكني به - هنا - عن الخروج للحدث . والكنف : جمع كنيف ، وهو المرضع المتخذ للتخلي ، رأصل الكنيف : الساتر ، والمرط : الكس اء.
يحبي ، ولها صراتز إلا حتزن عليها. قالمت : قلت : سبحان الله ! وقد
---(10/203)
وقولها : تعس مسطح ) هو بكسر العين ، معناه : انتكس ، وسقط على وجهه ، دعث عليه لما قال . والمسطح : عوذ من أعواد الحثاء ، وهو - هنا - لقب لهذا الرجل ، واسمه : عوت بن أثاثة بن عبد المطلب بن عبد مناف . وقولها : يا هتتماه (1)) أي : يا امرأة . ويقال للرجل : يا هناه ، ولا يستعملان إلا في النداء ، وهما في الأصل عبارة عن كل نكرة ، وقد تقدم الكلام عليها ، ونونها مخففة ، وحكى الهروفي عن بعضهم تشديد النون ، فانكره الأزهري . وقولها : فوالثه لقلما كانت امرأة وضينة قظ عند رجل يحثها ، ولها ضرائر إلا كثزن عليها) وضيئة : فعيلة من الوضاءة ، وهي الحعنمن والثظافة. أي : جميلة ، وكانت عانشة - رضي الله عنها - كذلك . والضرانر : الضمرات . وكثزن ؟ أي : بالقول والأذى ، تهؤن عليها ما سمعت .
(ا) في التلخيص ومسلم : أي هنتاه . وقولها : لا يرقا لي دمع ) أي : لا ينقطع ، وهو مهموز. يقال : رقا الدم يرقا : إذا انقطع ، ومنه تولهم : "لا تسبوا الإبل ، فإنَّ فيها رتوء الدم "(ا) بفتح الراء ، والهمز . واستلبث الوحي ؟ أي : استبطاه ، فيكون الوحي منصوبا على المفعول ، ويصخ رفعه على أن يكون استلبث بمعنى لبث ، كما قال : استجاب بمعنى أجاب ، وهو كثير . وقولها : أفلك ، ولا نعلم إلا خيرام منصوب على أنه مفعول بفعل مضمر ؟ أي : أمسك أهلك ، أو الزنم . هكذا وقع في نسخة بالنصب ، وفي رواية : هم أهلك ، على الابتداء والخبر ؟ أي : العفائف واللائقات بك . وأغمصه : أعيبه ، من الغنص ، وهو العيب . والذاجن : الشاة المقيمة في البيت . ويقال على الحمام أيضًا. ودجن : إذا أقاس .
---(10/204)
(1 ) ذكره ابن الأثير في النهاية (2/ 248) . وقولها : فاستعذر من عبد الة بن أبف ) أي : طلب من يقبل عذره ، كما قال : "من يعذرلي من رجل قد بلغ أذاه في أهلي " أي : من يقبل عذري في حقه وعقوبته . فقال سعد : أنا أعذرك منه ، أي : أقبل عذرئ فيه . وقولها : ولكن اجتهلته الحمية) كذا رواية الجلودي ، وعند ابن ماهان احتملته ، أي : حملته ، والمعنى واحد. وهو أن الحمثة حملته على الغضب حتى صدر عنه خلق الجاهلية . وبين السعدين ما بين الكلمتين ، والله يؤتي فضله من يثاء . وثار الحتان : تواثب القبيلان ؟ الأوس والخزرج .
وقوله : "فإنَّه قد بلغني كذا وكذا") هو كناية عما رميت به من الإفك ، وهذا يدلّ على أن : كذا وكذا يكنى بها عن الأحوال ، كما يكنى بها عن الأعداد ، وقد تقذها .
وقوله : ا إن كنت ألممت بذنب فاستنفري الله وتوبي إليه ") من الإلمام ، وهو النزول النادر غير المتكرر ، كما قال : متى تاتنا تنمم بنا في ديارنا(1) . . . .. . . . . . . . .... .. . . . أي : متى يقع منك هذا النادر ؟ وهو أصل اللمم . وقوله : افان العبد إذا اعترف بذنبه (2) ثم تاب تاب الله عليه ") دليل على : أن مجزد الاعتراف لا يش عن التوبة ، بل إذا اعترت به متصلا نادما ، وقد تقدَّم مج القول في التوبة في كتابها. لألاية
---(10/205)
(ر(نولها : فلما تض رسول المه ف مقالته قلمر دمعي حتى ما أحمعن منه تطرة) أممط : انقبض وارنفع ، إنَّما كان ذلك ؛ لأنَّ الحزن والموجدة ، قد انتهت نهاينها ، رللنت غايتها ، ومهما انتهى الامر إلى ذلك جفث الدمع لفرط حرارة المصيبة ، كما قال الشاعر : عينث سخا ولاتشخا جل مصابيم عن الذواش ان الأسى والبكا جمب عاضذان كالذاء والذواء ل وقولها : ولشاني كان في نفسي أحقرمن أن يتكلم الله فث بامريملى)دليل على : أن الذين يتعئين على أهل الفضل ، والعلم ، والعبادة ، والمنزلة : احتقار أشسهم ، وترك الالتفات إلى أعمالهم ، ولا إلى أحوالهم ، وتجريد النظر إلى لطف الله ، ومئته ، وعفوه ، ورحمته ، وكرمه ، ومغفرته . وقد اغتر كثير من الجقال بالأعمال فلاحظوا أنفسهم بعين اشحقاق الكرامات ، ط جابة الذعوات ، وزعموا أئهم ممن يرنجرك بلقائهم ، وبغتنم صالح دعانهم ، وأنهم يجب احترامهم وشظيمهم ، فثعمشح باثوابهم ، وتقثل أيديهم ، ريرون أن لهم من المكانة عند الله بحيث ينتقم لهم ممن تنفصهم في الحال ، وأن يؤخذ من أساء الأدب عليهم من غير إمهال ، وهذه كتها نتائج الجهل العميم ، والعقل غير المستقيم ؟ فإنَّ ذلك إنما يصدر من جاهل منجب بنفسه ، غافل عن جزمه وذنبه ، منتز بامهال الله -عز وجل - له عن أخذه ، ولقد غلب أمثال هؤلاء الأنذال في هذه الأزمان فاستتبعوا العواتم ، وعظمت بسببهم على أهل الدين المصائب والطواتم ، فانا لثه له انا إليه راجعون . وهذه نفثات مصدور ، ط لى الله عاقبة الأمور . وقولها : فما رايم رسول الله شر مجلسه ) أي : ما برحه ، ولا قام عنه . يقال : رامه يريمه ريما ؟ أي : برحه ولازمه ، ويقال : رمت فلانا ، ورمت من عند فلان . ضال الأعشى : أبانا فلا رفت من عتدنا فإثا بخيرإذا لنم ترنم وأما رام : بمعنى : طلب . فيقال منه : رام يروم روما. والبرحاء على فعلاء : شدة الحمى وغيرها ، وهو البرح أيضًا. يقال : لقيت منه برحا بارحا ، ولقيت(10/206)
منه البرحين
---
والبرحين - بضم الباء وكسرها - أي : الشدائد ، والدواير . وسزي عن رسول الله ئ أي : انكشف ما كان به ، وزال عنه ، وهو بالتشديد مبني لما لم يستم فاعله . وقوله تعالى : ا ولا ياتل أزلوأ انفضل منكز رالشعة . . . " الآية أالنور : 122) أي : لا يحلف . يقال : إلى يؤلي ، وائتلى ياتلي : بمعنى واحد ، والفضل هنا : المال والشعة في العيش والرزق . وقولها : تساميني ) أي : تعاندني ، وتضاهيني في الجمال والمكانة عند رسول الله لض ، من السمو ، وهو الارتفاع .
و (قول زينب : أحمي سمعي وبصري ) أي : أمنعهما من عقوبة الله تعالى بالكفت عن قول : سمعت ، أو رأيت . أي : لم أر ولم أسمع ، وما علمت إلا خيرا ، فعصمها الله من الهلاك بما رزلها من التعتت ، والدين ، والورع ، مع أنها كانت تناصبها ، وتنافسها في المرتبة ، فكان كما قال من لا يجوز عليه الخطا ولا الكذب : ا ومن يتق أك يخمل لا هـ فى ، 5رتزقه مق حفث لايحتمسط " أالطلاق : 2 - 13 .
وقولها : وطفقعت أختها حمنة بنت جحش تحارب لها ، فهلكت فيمن هلك ) أي : حذت حذ القذف فيمن حذ.(10/207)
وقوله : أسقطوا لها به ) كذا عند الجلودي . أي : كتموها بسقط من القول . يقال : أسقط الرجل : إذا قال كلاما رديئم أ سقط فيه . وعلى هذا فيكون الضمير في (به ) عائدا على القول . أي : أسقظوا لها بالقول . وقيل معناه : صزحوا لها بالفحش ، ولذلك لما سمعته بريرة أعظمعث ذلك ، وأنكرته ، وقالت : سبحان الله ! والله ما علمت عليها إلا ما يعلم الصائغ على تنر الذهب الأحمر. وقد وقعث هذه الكلمة التي هي : سبحان الله ، في هذا الحديث على نحو ماجاءت في قوله : ا سنخنك فدا بهت!عظيز ، أ النور : 116 والمقصود بذكرها في هذه المواضع إعظام نسبة السوء إلى عائشة -رضي الله عنها - وتحقيق براءتها ، وكان المتكئم بها يريد أن يقول : التنزيه والبراءة لله من أن يجري ذلك على مثل عائشة ، وأن يوقعه في الوجود ، والله تعالى أعلم .
---
ر قوله : "أشيروا علض في أناس أبنوا أهلي ") أي : اتهموهم ، وقذفوهم بالفاحشة ، ربقال : رجل مابون : أي : معروف بخئتن من السوء ؟ أي : فتهم . ويقال : ؟شه - بالفتح - في الماضي ، يابنه - بالضم والكسر - في المضارع . و(قول صفوان -رضي الله عنه - : والله ما كشفت عن كنف أنثى قظ ) هو بفتح النون ، وهو الثوب هنا ، وأصله الشاتر ، وهو كناية عن الجماع . أقسم أنه ما جامع امرأة تط . ركانه لم يكن له أرفي في النساء ، والله تعالى أعلم .
---(10/208)
وقوله : وكان الذين تكئموا به : مسطح (ا) ، وحفنة ، وحسان ) ، وقد ذكرنا الخلاف في حسان في باب فضائله . هل صرح بالقذف أم لا ؟ وهل حذ أم لا ؟ والصحيح : أنه حذ بما رواه أبو داود عن عائشة - رضي الله عنها - تالت : لما نزل عتري تام النش * فذكر ذلك ، رتلا القران ، فلما نزل أمر بالرجلين والمرأة كل فضربوا حذهم رسثاهم : حسان بن ثابت ، ومسطح بن أثألة" رحننة بنت بل! جحش ، 2 ، . وفي كتاب الطحاوى : ثمانين ثمانين . وأما حمنة ومسطح ، فحذا ، ولم يشمغ بحذ لعبد الله بن أئ ، رالظاهر من الأخبار والأحاديث : أنه لم يحذ . وإنما لم يحذ عدو الله ؛ لأنَّ الله قد أعذ له في الاخرة عذابا عظيما ؟ لكان نقصا من عذابه في الأخرى ، رتخفيفا عنه ، وقد أشار الله تعالى إلى هذا بقوله : اواتني فك كنر" منهنم لص ط اث عظبئم ، أ النرر : ا اأ. مع أن الله تعالى قد شهد ببراءة عانشة في - رض الله عنها - وبكذب كل من رماها ، فقد حصلت فاندة الحد ؟ إذ مقصوده ابى إظهار كذب القاذت ربراءة المقذوف ، كما قال تعالى : ا فاذ لنم لهانوأ ، لشهداش فم زلقك غدم لمنه ئم امللبرن ، (النور : 3 اأ ، وإنما حذ هؤلاء المسلمون ليكفر عنهم إثم ما صدر عنهم من القذف ، حف لا يبقى عليهم تبعة من ذلك في الآخرة . وقد قال النبي ت في الحدود إنها كفارة لمن أتيمت عليه ، كما تقدم في حديث عبادة بن الصامت . ويحتمل أن يقال : إنما ترك حذ ابن أبئ استملافا لقومه ، واحتراما لابنه ، وإطفاة لثائرة الفتنة المتوفعة من ذلك ، وقد كانت ظهرت مباديها من سعد بن عبادة ، ومن قومه كما تقدَّم . ومعى يستوشيه : يطلبه ، ويبحث عنه ، ويشنعه . يقال : فلان يستوشي فرسه : بعقبه ؟ أي : يطلب ما عنده من الجري ، رشمتخرجه . وحديث الافك هذا فيه أحكائم كثير" لو تتئعث لطال الأمر ، وأفضى إلى الملال ومن تفقدها من أهل الفطنة وجدها .
---(10/209)
ووقصث هذه القضية في غزوة المريسيع ، وهو ما في ناحية قديد مما يلي الساحل . أغار النبي ت على بني المصطلق وهم غازون ؟ أي : غافلون ، وأنعامهم تسقى على الماء ، فقتل المقاتلة ، وأسر ، وكانت هذه الغزوة في شعبان سنة ست من الهجرة . هذا أشهر الأنوال عند أهل الشير ، وعلى هذا ينشا بحثأ يلزم منه وفم بعض النقلة ؟ فإنَّه قد تقدَّم في هذا الحديث أن سعد بن معاذ هو الذي راجع سعد ابن عبادة حتى سرى أمرهما ، ولم يختلف أحذ من الرواة في أن سعد بن معاذ -رضي الله عنه - مات في منصرف رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من بني قريظة ، بعد أن حكم بحكم الله ، وذلك سنة أربع ، ولم يدرك غزوة المريسيع . هذا قول أهل النفل . قلت : فعلى هذا يكون ذكر سعد بن معاذ في هذا الحديث وهما وغلطا ، وكذلك قال أبو عمر بن عبد البر . قال : وإنما تراجع في ذلك سعد بن عبادة وأسيد ابن حضير ، وكذلك ذكر ابن إسحاق عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الفه ، وهو الضحيح . قال القاضي أبو الفضل : قال ابن عقبة : إن غزوة المريسنيع كانت سنة أربع في سنة غزوة الخندق ، وقد ذكر البخارئ اختلاف ابن إسحاق ، وابن عقبة في ذلك . قال : وقد وجدت الطبرئ ذكر ذلك عن الواقدي : أن المريسيع سنة خمس ، قال : وكانت الخندق وتريظة بعدها. قال : ووجدت القاضي إسماعيل قال : اختلفوا في ذلك ، والأولى : أن تكون المريسغ قبلها . قلت : فعلى هذا يستقيم ما رواه مسلم والبخاري من ذكر سعد بن معاذ ، ولا يكون ذكره وهما ، والله تعالى أعلم .
---(10/210)
و(قول جابر : إن عبد الله بن أبي كانت له جاريتان : مسيكة وأميمة) ، يريدهما على الزنى . روى غيره : أنهن كن ستا . قال : معاذة ، ومسيكة ، وأروى ، وقتيلة ، وعمرة ، ونبيهة(ا) ، فكن يحملهن على الزنى ، وياخذ منهن أجورهن . والغتيات : جمع فتاة ، والفتيان : جمع فتى . وهم المماليك . والبغاء : الزنى . وقوله : ا إن أزن شهنم ، أ النور : 133) أي : عفافا ، ولا دليل خطاب لهذا الشرط ، ولا يجوز إكراههن عليه بوجه ، سواء أردن تحصنا ، أو لم (2) يرذن ، لى انما عئق النهي على احراه على إرادة التحضن ؛ لأنَّ الإس اه لا يمصؤر إلأ مع ذلك . فأمَّا إذا رغبمث في الزنى فلا إكراه يمصؤر . وقوله : ا ومن يتهرهقن فإنَّ الله من بغدبهزيه ق غفوززحيتر" أالنور : 133) أي : لمن تاب من ذلك . وكان الحسن يقول : غفوز لهن والله ، لا لمكرهن ، مستدلأ على ذلك باضافة الاكراه إليهن .
(1 ) ورد في التفسير الكبير للفخر الرازي : أميمة بدلا من نبيهة . (2) في (ز) : لا.
---(10/211)
ومن سورة الفرقان (قوله تعالى : اوألذين لايذعوتءء لنه إبهاء اخر. . . "الايتين أ الفرقان : 68- 69أ) هذه الاية معطوفة على ما تبلها من الأوصاف التي وصف بها عباد الرحمن ، وهو من باب عطف الصفات بعضها على بعض ، وكذلك ما بعد هذه الاية من الآيات معطوف بعضها على بعفى ، والكل معطوف على قوله : ا الذيئ يخشون كل الأرفى هؤنا ، إلى أن قال : اأؤلفف !ر"يئ ائغزفة بط 3 ص صبف ا .. . " إلى قوله : اومتامم " أ الفرقان : 75 - 76 ، ، وهذه الجملة هي خبر المبتدأ الذي هو : ا وجمباد الزفن " أ الفرتان : 63 ، ، وما بين المبتدأ والخبر أوصاف لهم ، وما تعثق بها ، وقد تضنت هذه الآية مدح من لم تقغ منه هذه الفواحش الثلاث ؟ التي ير : ال!رك بالهه ، والقتل : العدوان ، والزنى ، وذتم من وقعمث منه ، ومضاعفة العذاب عليه ، وهي محمولة على ظاهرها عند الجمهور ، وعليه فيكون معنى قوله : اإلا بالحق " أي : بامر موجب للقتل شرعا. وذلك الأمر هو المذكور في قوله ت : "لا يحل دم امرى ج مسلم إلا باحدى ثلاث : زنى بعد إحصان ، أو كفر بعد إيمان ، أو قتل نفس بغير نفس "(ا). وقد صرف هذه الاية عن ظاهرها بعض
( 1 ) رواه أبو داود ( 2 0 5 4 ) ، والترمذي (9 5 1 2 ) ، والنسائي (7/ 92 ) .
---(10/212)
أهل المعاني فقال : لا يليق بمن أضافهم الرحمن إليه إضافة الاختصاص ، ووصفهم بما ذكرهم من صفات المعرفة والتشريف ، وقوع هذه الأمور القبيحة منهم حتى يندحوا بنفيها ؛ لأنَّهم أعلى وأشرف . فقال : معناها : لا يدعون الهوى إلها ، ولا يذلون أنفسهم بالمعاصي فيكون تتلا لها . ومعنى : اإلا بالحق " أي : إلا بسكين الصبر ، وسيف المجاهدة ، ولا ينظرون إلى نساء(ا) ليست لهم بمحرم بشهوة ، نيكون سفاحا ، بل : بالضرورة ، نيكون كالئكاح مباحًا . قلت : وهذا كلائم رائق ، غير أنَّه عند الشبر مائق (2) ، وير نبعة باطنية ، ونزعة باطلتة ، له انما يصخ تشريف عباد الزحمن باختصاص الإضافة بعد أن تحلوا بتلك الصفات الحميدة ، وتختوا عن نقائض ذلك من الأوصاف الذميمة ، فبدأ في صذر هذه الآيات بصفات التحئي تشريفا لها ، ثم أعقبها بصفات التخئي تقعيدا لها . والة تعالى أعلم . وقد تقدَّم القول على : اإلا من تاب " وعلى قول ابن عباس في سورة النساء . وفي هذه الاية دليل على : أن الكفار مخاطبون بالفروع . وقد ا أ استوفيناذلك في الأصول ، وفي الآية مباحث تطول . بآ
---(10/213)
(18 ) ومن سورة الشعراء قوله : "فانبم لا أملك لكم من الله شيئا") أي : لا أتدر على دقع عذابه عن ا أحد ، ولا على جلب ثوالب لأحد ، أي : فلا ينفع القرب في الأنساب مع البعد في ا ا لأسباب . ا وقوله : "غير أن لكم رحماسابكها ببلالها") أي : سابكها الصلة التي تليق بها ، نصلة المؤمن : إكرامه ، ومبزته . وصلة الكافر : إرشاده ونصيحته ، وقد تقدم القول في تفصيل صلة الأرحام . وقوله : ا رأنذز عضميرتد الأتريربر " أالشعراء : 1214 "ورهطك منهم المخلصين ، ) ظاهر هذا : أن هذا كان ترانا يملى ، وأنه نسخ ؟ إذ لم يثبت نقله في المصحف ، ولا تواتر ، ويلزم على ثبوته إشكال ، وهو أثه كان يلزم عليه ألا ينذر إلا من آمن من عشيرته ؟ فإنَّ المزمنين هم الذين يوصفون بالإخلاص في ديخن الاسلام ، وفي حمبئ النبي لا المشركون ؛ لأنَّهم ليسوا على شيء من ذلك ، والنثء دعا عشيرته كئهم -مؤمنهم وكافرهم - وأنذر جميعهم ، فلم يثبث ذلك نقلآ ولا معنى ، فالحمد لله الذي رنع عنا الإشكال والعناء . وسفح الجبلإ : جانبه ، وهو بالسين . وقوله : اتتت لط آ أد لهملأ ، أالمسد : 11) أي : قد خسرت ، والتتاب :
---(10/214)
الخمنعران ، ونمنمب التباب لليد ، والمراد صاحب اليد ؛ لأنَّ اليد أصل في الأعمال . ولهب : فيها لنتان ؟ السكون في الهاء وفتحها ، واسم أبي لهب : عبد العزى ، ولقب بابي لهب لإشراق وجنتيه ؟ كانهما كانتا تلتهبان نارا . قلت : وأولى من ذلك كئه أن الله تعالى أجرى عليه هذا اللقب لعلمه بمآل أمره ، وأنه من أهل النار ، كما أجرى على أبي جفل لقب : الجهل ، وسلبه أبا الحكم ، وحكي في قول مصيب : لكل امرىء من اسمه نصيب ، ألا يقتضي العجب من قوله : ا سيضك نابم ذات لهب " أ المسد : 3أ ؟ ! . وقوله : ا رتمت " أ المسد : ا ، ) معطوف على الأؤل ، وكلاهما بمعنى الدعاء ، وقيل : الأول : دعاء ، والثاني : إخبار باجابة الدعاء فيه ، ويؤيده قراءة ابن مسعود ، وابن عباس - رضي الله عنهم - : (وقد تب ) ، وقيل : كلاهما خبر ، فالأول : خسرت يداه مراده من الرسول ت ؟ إذ كان مراده قتله ، داخفاء كلمته . وتمبئ : هو بما أصابه من العذاب ، وقيل : تمث في نفسه ، وتعبئ في ولده وكسبه ؟ إذ لم يغنيا عنه شيئًا ، ولا جزا له نفعا. وقوله : احمالة ائحطب " أالمسد : 14) الجمهور : على رفع حمالة على الصفة أو البدل ، أو على أنه خبر ابتداء محذوف ، وقرأه عاصم بالنصب على الذئم ، وبجوز أن يكون حالا ، وسئيت بذلك ؛ لأنَّها كانت تنقي الشوك في طريق النبف يز لتؤذيه ، قاله الضخاك . وقيل ؛ لأنَّها كانت نفالة للحديث نمامة ، فكانت تشعل نار العداوة ، كما تشعل النار في الحطب . قال الشاعر : إن شي إلأذرم حئالو الحطمبئ وقال قتادة : لأن مصيرها إلى النار كالحطب . يقال : فلان يحتطب على ظهره ، أي : يجني على نفسه . وقوله : ا فى جدهاخبدقن قسلإ" أ المسد : 15) الجيد : العنق ، وجمعه : أجياد. والمسد -هنا- : الليف ، وسمي الليف مسدا ؛ لأنَّه يفسد منه المسد ، وهو : الحبل ؟ أي : يقتلى . قال الشاعر : أعوذ بالله من ليل يقزبني إلى مضاجعه كالدنو بالمسد أي : الحبل المفتول ، وأصل(10/215)
المسد : الفتل . يقال :
---
دابة ممسودة ؟ أي : شديدة الأسر. أي : يخعل في عنقها حبل من نار مفتول ، ولعثه السلسلة التي قال الهه تعالى : ا ق منسترذزعهاممنغون ش را ، ، أالحاتة : 132 ، والهه تعالى أعلم .
(19 و20) ومن سورة ألم تنزيل السجدة والأحزاب (قول الله تعالى : اولذيقنهم فت انذاء آلإق درز انعذاب ألأنهبر لعتهنم يرجوت ، أ السجدة : 21أ) فشرها أى بالأربعة التي ذكر ، مصانب الدنيا : رزاياها من الأمراض والالام ، وذهاب الأموال والأهلين ، ونحو ذلك . والروم : يعني بها توله تعالى : ااتض 5بخت الررم 000 ، أالروم : ا - 2أ. والدخان يعني به قوله
---(10/216)
تعالى : ا فمازتقمت تؤم تاق ألشممء بدفالض بيب " أ الدخان : 10 ، ، وقد تقدَّم الخلاف فيه . والبطشة الكبرى : هي ما أوقع الله تعالى بقريش يوم بدر من الأسر والقتل ، وقال مجاهد : الأدنى : عذاب القبر ، واسبر : عذاب الاخرة . وقال جعفر الضادق : الأدنى غلاء الأسعار ، واسبر خروج المهدي بالسيف . وقال أبو سليمان الذاراني : الأدنى : الهوان . واسبر : الخذلان . ر قوله : العنهم برجعون ") أي : لكي يرجعوا عن غيهم . قاله الفزاء ، وعلى مذهب سيبويه : ليصلوا إلى حال يرجى لهم ذلك . وقوله : ش %عآ وكم ضن فوضكنم وبن أمتفل مبم " أ الأحزاب : 110 كان ذلك في غزوة الخندق الذى حفره الممملمون حول المدينة برأي سلمان ، وتسثى غزوة الأحزاب ؛ لأنَّ الكفار تحزبوا أحزابا وتجئعوا جموعا حف اجتمع في عددهم خمسة عشر ألفا من أهل نجد رتهامة ، ومن حولهم أو نحوهم ، وحاصروا المسلمين في المدينة شهرا ، ولم يكن بينهم قتال إلا الرمي بالئنل والحص ، ونقضث قريظة ما كان بينهم ، وبين رسول الله * من العهد ، رحينئذ جاء المسلمين عدؤهم من فوقهم ومن أسفل منهم . وزاغت الأبصار : يعني مالت عن سنن القصد فعل المرعوب . وقال قتادة : شخصت . وبلغت التلوب الحناجر ، أي : تاربت الخروج من الضيق والزؤع وشذة البلاء والجفد ، وكان وقت بلاء وتمحيص ، ولذلك نجم في كثير من الناس النفاق ، وظهر منهم الشقاق . وقوله : ا بظهؤن لهالمته الظنو ؟ ، أ الأحزاب : 10 ، ) أي : تشتهون في الوعد بالنصر ، يخبر عن المنافقين . أو يكرن معناه : أنهم خافوا من أن يخذلوا في ذلك الوقت ؟ فإنَّ وقت رتوع النصر الموعود غير معئيى . وهذا أحسن من الأول ، ويؤ%ده توله تعالى : ش هنالك ؟تل اتمة فوت لزلزلا%!لزاكل لاشديذا" أ الأحزاب : 0111 امتحنوا بالصبر على الحصار وثذة الجوع ، ويخزلوا بالخوف من أن يخذلهم المته في ذلك الوتت ، ريديل عدؤهم عليهم ، كما فعل يوم أحد. وقد تقدَّم الخلاف في غزوة الخندق(10/217)
متى كانت .
---
( 21 ) ومن سورة تنزيل (1 ) (قول اليهردئ : إن الله يمسك السموات على أصبع . . . الحديث إلى آخره ) . هذا كل قول اليهودي . لا قول الني ت ، رالنالب على اليهود أنهم يعتقدون الجسمية ، وأن الله تعالى شخص ذر جوارح ، كما تعتقده غلاة الحشويرله في هذه المئة ، رضخك النبي ط منه إنما هو تعخمت من جهله ، ألا ترى أنه ترأ عند ذلك : ا وماقدروأ ألته !ظز ؟ أالزمر : 167 أي : ما عرفوه حق معرفته ، ولا عبهموه حق تعظيمه . وهذه الرواية هي الرواية الصحبحة المحفقة ، فأمَّا رواية من زاد في هذا اللفظ تصديقم أ له فليست بشء ؛ لأنَّها من قول الراوي ، وهي باطلة ؛ لأنَّ النبف ظ " لا يصذق الكاذب ، ولا المحال ، وهذ. الأوصاف في حق الله تعالى محال ، بدليل هـ
---(10/218)
( 1 ) هي صورة الزمر . ما قذمناه غير مزة ، وحاصله أنه لو كان تعالى ذايد(ا) وأصابع وجوارح على نحو ما هو المعروف عندنا لكان كواحل! منا ، ويجب له من الافتقار والحدث والنقص والعجز ما يجب لنا ، وحينئذ تستحيل عليه الالهية ، ولو جازت الإلهتة لمن كان على هذه الأوصات لجاز أن يكون كل واحد منا إلها ، ولصخت الإلهية للدخال ، ولصدق في دعواه إياها ، وكل ذلك كذبئ ومحال ، والمفضي إليه كذبئ ومحال ، فقول اليهودقي كذبئ رمحال ، ولذلك أنزل الله تعالى في الرد عليه : ا وما تدروأ اشه !!ر. " . وإنما تعخب الن! ئ من جهله ، فوهم الراوي وظن أن ذلك التعخب تصديق ، وليس كذلك . فإنَّ قيل : فقد صخ عن رسول الة رز أنه قال : "إن قلوب بني آدم بين أصبعين من أصابع الرحمن ، (2 ، . فقد أخبر بأن له أصابع . فالجواب : أنه إذا جاءنا مثل هذا في كلام الضادق تاؤنناه ، أو توفقنا فيه إلى أن يتبيق وجهه ، مع القطع باستحالة ظاهره ، لضرورة صدق من دلت المعجزة على صدقه . فأمَّا إذا جاءنا مثل هذا على لسان من يجوز عليه الكذب ، بل : من أخبرنا الصادق عن نوعه بالكذب والتحريف كشبناه ، وقتحناه ، ثم لو سئمنا أن النبض ! صذقه ، وقال له : صدثت لما كان تصديقا له في المعنى ، بل : في النقل ، أي في نقل ذلك عن كتابه أو عن نبيه ، وحينئذ نقطع بأن ظاهره غير مراد ، ثم هل تتوفف في تعيين تأويل ونسئم ، أو نبدي تاريلآ له وجه في الئسان وصحة في العقل على الرأيين اللذين لأئمتنا وقد تقذما . وقد قلنا : إن الأصبع يصخ أن يراد به القدرة على الشيء وشعارة تقليبه ، كما يقول من استسهل شيئًا واستخفه مخاطبا لمن اسمتقله : أنا أحمله على أصبعي أو أرفعه باصبعي وأمسكه بخنصري . وكما يقول من طاع بحمل شيء : أنا
---(10/219)
(1) الأزلى أن نثبت لنه تعالى ما أنبته لنفسه في ترانه ، من غير تثمبيه رلا تجسيم ولا تعطيل رلا تأويل الير كمثله ضء رهو السميع البصير ، أ النورى : 111 . ( 2 ) رواه أحمد ( 2/ 68 1 ) ، رمسلم ( 4 5 6 2 ) . أحمله على عيني وأرفعه على رأسي . يعني به : الطواعية ، وما أشبه ذلك مما في معناه ، وهو كثير ، ولما كان ذلك معروفا عند العقلاء متداولا بينهم ، خوطبوا بذلك جريا على منهاجهم ، وتوشعا معلوما عندهم . وعلى هذا فيمكن حمل الحديث وما في معناه على نحو من هذا ، وبيان ذلك : أن السموات والأرض ، وهذه الموجودات عظعيمة أقدارها في إدراكنا ، وكبيز خلقها في حقنا ، فقد يسبق الوهم الغالب على الإنسان ، أن خلقها رامساكها على الله تعالى كبير ، وتكتفها عسيز ، فنفى النبف ف هذا الوهم بهذا الحديث ، وبينه على طريق التمثيل بما تعارفناه ، فكاثه قال : خلق بيده المذكورات العظيمة ، وإمساكها في قدرة الفه تعالى كالشيء الحقير الذي تجعلونه بين أصابعكم ، وتهزونه بين أيديكم ، وتتصرفون فيه كيف شئتم ، ولهذا أشار بقوله : "ثم يقبض أصابعه ويبسطها" . وبقوله : "ثم يهزهن " أي : هن في قدرته كالحبة مثلا في حق أحدنا ؟ أي : لا يبالي بامساكها ، ولا بهزها ، ولا تحريكها ، ولا القبض والبسط عليها ، ولا يجد في ذلك صوبة ، ولا مشفة ، ومن لا يقنعه هذا التفهيم فليس له إلا سلامة التسليم ، والله بحقائق الأمور عليم . و(قرله تعالى : "أنا الملك ، ) أي : الحقيق بالمنك والمنك ؟ إذ لو اجتمع ملوك الدنيا من أرلها إلى اخرها ، وجميع المخلوقات لما استطاعوا على إمساك مقدار ذرى من الأرضين ، ولا من السموات ، وهذا معنى قوله : أنا الملك في حديث اليهودقي . فأمَّا قوله : "أنا الملك " في حديث ابن عمر ، فمقصوده إظهار انفراده تعالى بالملك عند انقطاع دعاوى المذعين ، وانتساب المنتسبين ، إذ قد ذهب كل ملك ومنكه ، وكل جبار ومتكبر وملكه ، وانقطعت نسبهم ، ودعاويهم ،(10/220)
وهو نحو قوله تعالى
---
: ا لمن ألمنك اتش ظه الزصدألقهار" أغافر : 116 . والإمساك المذكور في حديث اليهودقي خلات اليئ والقبض الذي في حديث ابن عمر ؟ فإنَّ ذلك الإمساك هو استدامة وجود السموات والأرض إلى يوم يطويها ويقبضها ويبذلها ، كما قال تعالى : ا إن ألته يضسك الشمنزت والأزض أن تزل! ولبن زالتا إن أنسكهما من لى قن قليما افى كان لحيماغنرأ" أفاطر : 41 ! . وقد بئنا القبض والط! في ا لأنعام . وقوله في حديث ابن عمر : "ثم يطوي الأرض بشماله ") كذا جاء في هذه الرواية باطلاق لفظ الشمال على يد الة تعالى ، ولا يكاد يوجد في غير هذه الرواية ، وإنما الذي اشتهر في الأحاديث : اوبيده الأخرى" كما جاء في حديث أبي موسى الأشعري المتقدِّم ، وقد تحزز النبف ئ من إطلاق لفظ الشمال على الله تعالى فقال : "وكلتا يلإنه يين ، لنلا يثوقلأ نقمر في صفة الله تعالى ، فمان الشمال في حقنا أضف من اليمين وأنقص ، كما تقدَّم ، فنفى النف ف عن الله ذلك ، لكنه جاء في هذا الحديث كما ترى على المقابلة المتعارفة في حقوقنا ، والله تعالى أعلم . وقوله : "ويقبغر أصابعه رببسطها") ظاهره : أنه خبر عن الله تعالى ، ووجهه ما ذكرناه ، وقال بعض علمائنا : هو خبر عما فعله النبي ف فإنَّه قبض أصابعه وبمعطها ، فيضث الإشكال ، وبكون ذلك إشارة بالحواش إلى المعاني ، والله تعالى أعلم . وقوله في المنبر : أنه تحزك من أسفل شيء منه ) أي : أنه تحرك من أسفله إلى أعلاه . أو تحرك الأسفل بتحريك الأعلى . وظاهر حركة المنبر أنها : إنما كانت لحركة رسول الله ط ، ويحتمل أن تكون حركة المنبر مساعدة لحركة النبي بر كرامة وزيادة في دلالة صدته ، كحنين الجذع ، وتسبيح الحص وما أشبه ذلك .
---(10/221)
5"*(22) ومن سورة حم السجدة (قوله : تليل فقه تلوبهم ) أي : فقههم قليل ، أو معدوم ، وكثير شحم بطونهم : أي : هم سمان ، إذ ليس لهم هثم في عبادة ، ولا حظ من صوم ، ولا مجاهدب . وإنما هتهم أن ياكلوا ممل الأنعام من غير مبالاة باكتساب الاثام . وفيه ب تنبية على سبب قتة فهمهم ، فإنَّ البظنة تذهب بالفطنة . وقوله : إوما كنتض تشترلن أن يشهد بخكئم ضص ولا ائضش كنم ولاجكوبهنم " أفصلت : 122) أي : ما كنتم تتقون شهادة تلك الجوارح ، فتستتروا عنها بالامتناع عن المعاص ، قاله مجاهد . قال تتادة : وما كنتم تظنون ذلك . وقوله : ا ولبهن ظننتض أن ألمنه لا لهتلز كثير فقا شملون " أفصلت : 122) أي : شككنم في ذلك لجهلكم . ر (قوله : ! ؤم لكر نمبهر ألذى نمننئص بر!ش أزنكض ، أفصلت : 23 ، ) أي : وذلك ظنكم الواتع بكم اللازم لكم ، فهي جملة ابتدائية ، وأرداكم : خبر ثان ، قالهالزخاج ، وقال غيره : حال ؟ أي : قد أرداكم ؟ أي : أهلككم . مقاتل : أغواكم . وقيل ؟ هو خبر المبتدأ الاؤل ، رظنكم بيان ذلك . رقوله : فاصبحتم من الخاسرين ) ، أي : صرتم خاسرين في صفقتكم ، مغبونين في بيعكم .
(23 ) ومن سورة الدخان قد تقدَّم ذكر من خالف ابن مسعود في تفسيره للذخان المذكور في هذه الاية فيما تقدَّم ، وما أنكره يررى فيه حديث مرفوع من حديث أبي سعيد الخدرئ - رضي الله عنه - على نحو ما ذكر وزاد : "فيدخل الدخان جوف الكانر والمنافق حتى ينتفخ "(ا) واستعصت : بمعنى : عصت بترك إجابة النبي ث . وقوله : تصغبت عليه ) أي : أبت الدخول في الإسلام . رسبع (2) يوسف هي المذكورة في قوله تعالى : ا ثم ياق من تجد ذلك سنغ شلاذ جمن ما!متم ئن إلافليلا ققانخصنرن ، (يوسف : 148 . وقد تقدَّم أن الجدب والقحط يقال عليه : سنة ، ويجمع : سنين .
ءة -صعز-.-جء ث -ص " -1 - أصابثهم الرفاهية ، قال : عادوا إلى ما كانوا عليه .
قال : فانزل الد"
---(10/222)
وقوله : حتى جعل الزجل ينظر إلى السماء فيرى بينها وبينه كهيئة الدخان من الجفد) لا ش! في أن تسمية هذا دخانا تجؤز ، وحقيقة الدخان ما ذكر في حديث أبي سعيد ، والذي حمل عبد الله بن مسعود على هذا الإنكار توله : ا نض با بهشمف عتا انعذابر إثا ش مؤن ، (ا لدخان : 112 ، وقوله : ! إنا كاشفوأ العذا ق! إتش ط لهذلن " أالدخان : 15 ، ، ولذلك قال : أفيكشف عذاب الاخرة ؟ وهذا لا دليل فيه ا على نفي ما قاله ذلك القانل ؛ لأنَّ حديث أبي سعيد إنما دذ على : أن ذلك الدخان امة يكون من أشراط الساعة قبل أن تقوم القيامة ، فيجوز انكشافه كما تنكشف فتن الذخال وياجوج وماجوج ، وأما الذي لا ينكشف فعذاب الكانر بعد الموت ، فلا معارضة بين الاية والحديث ، والشان في صحة الحديث . ر قوله : استغفر الة لمضر) كذا صخ في كتاب مسلم من الاستنفار ، ووقع في كتاب البخاري : استسق الله لمضر ، من الاستسقاء ، وهو مناسب للحال التي الزخاج ، وقال غيره : حال ؟ أي : قد أرداكم ؟ أي : أهلككم . مقاتل : أغواكم . وقيل : هو خبر المبتدأ الأؤل ، وظنكم بيان ذلك . رقوله : فاصبحتم من الخاسرين ) ، أي : صرتم خاسرين في صفقتكم ، منبونين في بيعكم .
(23 ) ومن سورة الدخان قد تغذم ذكر من خالف ابن مسعرد في تفسيره للذخان المذكور في هذه الاية فيما تتذم ، وما أنكره يروى فيه حديث مرفوع من حديث أبي سعيد الخدرئ - رض الله عنه - على نحو ما ذكر وزاد : "فيدخل الدخان جوف الكافر والمنافق حف ينتفخ "(ا ، راستعصت : بمعنى : عصت بترك إجابة النبي تتهحغ . وقوله : تصئبت عليه ) أي : أبت الدخول في الإسلام . وسبع (2) يوسف هي المذكورة في توله تعالى : ا ثم ياق من تجثلى ذبك سنغ شلاذ جمن ماتتمثم ئن إلاتل! قغانخصنرن ، ريوسف : 148 . وقد تقدَّم أن الجدب والقحط يقال عليه : سنة ، ويجمع : سنين .
ءة ط سعز.-. -ج ش -س - 1 - أصابثهم الرفاهية ، قال : عادوا إلى ما كانوا عليه .
قال :(10/223)
فأنزل اله 9
---
وقوله : حف جعل الزجل ينظر إلى السماء فيرى بينها وبينه كهيئة الدخان من الجفد) لا ش! في أن تسمية هذا دخانا تجؤز ، وحقيقة الدخان ما ذكر في حديث أبي سعيد ، والذي حمل عبد الله بن مسعود على هذا الإنكار قوله : ا تئم ب! بهضم! عتا انعذابر إنا ش منون " أ ا لدخان : 12 ، ، وقوله : ا إثا كاشفا! أتعذا ق! إنكز ط لهدلن ، أالدخان : 15 أ ، ولذلك قال : أفيكشف عذاب الاخرة ؟ وهذا لا دليل فيه ا على نفي ما قاله ذلك القائل ؛ لأنَّ حديث أبي سعيد إنما دذ على : أن ذلك الدخان اعة يكون من أشراط الساعة قبل أن تقوم القيامة ، فيجوز انكشافه كما تنكشف فثن الذخال وياجوج وماجوج ، وأما الذي لا ينكشف فعذاب الكافر بعد الموت ، فلا معارضة بين الآية والحديث ، والشان في صحة الحديث . وقوله : استغفر الله لمضر) كذا صخ في كتاب مسلم من الاستغفار ، ووقع في كتاب البخاري : استسق الله لمضر ، من الاستسقاء ، وهو مناسب للحال التي كانوا عليها من القحط ، غير أن الذي يبعده إنكار النبي لكض على القائل بقوله لمضر : فإنَّ طلب الشقيا لهم لا ينكر ، وإنما الذي ينكر طلب الاستغفار لهم . وقد فشر البطشة بانها يوم بدر . وأما الئزام : فهو المذكور بقوله تعالى : ! فسؤف يصون لؤفا ، ل الفرقان : 177 ، وقد اختلف فبه فقيل : هو العذاب الدائم ، وأنشدوا : فأمَّا ينجوا من خعنعف (1)أرض فقد لقيا حتوفهما لزاما وقال اخر : ولم أجزغ من الموت اللزام وقال ابف : هر القتل بالسيف يوم بدر ، وإليه نحا ابن مسعود ، وهو قول أكثر الئاس ، وعلى هذا فتكون البطشة والئزام شيئا واحدا . وقال القرطبف (2) وأبو عبيدة : هو الهلاك والموت ، وأما الروم ؟ فقد روى الترمذي من حديث نيار بن مكزم الأشلمت قال ج لما نزلت : ا اتض 5بخت الروم " الايتين أالروم : ا - 12 فكانت
(ا) في اللسان : حنف . مادة : لزم . (2) المقصرد به هنا : في بن مخلد المتونى سنة (276 د).
---(10/224)
فارس يوم نزلت هذه الاية قاهرين للروم ، وكان المسلمون يحتون ظهور الروم على نارس ؛ لأنَّهم وإتاهم أهل كتاب ، وكانت قريش يحتون ظهور فارس على الروم ؛ لأنَّهم وإياهم ليسوا باهل كتاب ولا إيمان ، ولما نزلت هذه الآية خرج أبو بكر يصيح في نواحي مكة بالاية ، فقال كبراء المحشركين : ألا نراهنك على ذلك ؟ قال : بلى . وذلك قبل تحريم الزهان ، فارتهن أبو بكر رالمشركون ، وأقبضوا الرهان ، وتالوا لأبي بكر : كم تجعل البضع ؟ البضع ثلاث سنين إلى تسع ، قشم بيننا وبينك رسطا ننتهي إليه ، فستوا بينهم ست سنين ، فمضت السمث سنين قبل أن يظهروا ، فاخذ المشركون رهن أبي بكر ، ولما دخلت السنة السابعة ظهرت الروم على فارس ، فعاب المسلمون على أبي بكر تسمية!ت سنين ، لأن الله تعالى قال : افي بضع سنين ". قال : رأسلم بعد ذلك ناس كثير. قال : هذا حديث حسن صحيح (1) ، وسيأتي القول في انشقاق القمر في سورته .
( 24 ) ومن سورة الحجرات ثابت هذا هو ثابت بن تيس بن شثاس بن مالك الخزرجف ، يكنى أبا محمد بابنه ، وقيل : أبا عبد الرحمن ، قتل له يوم الحرة ثلاثة من الولد : محمد ويحيى وعبد الله ، وكان خطيبا بلينا معروفا بذلك ، كان يقال له : خطيب رسول الله ت كما يقال لحسان : شاعر رسول اللهء . ولما قدم وفد بني تميم على رسول الله ط
( 1 ) رواه الترمذي ( 3194) . وطلبوا المفاخرة ، قام خطيبهم فافتخر في خطبته . ثم قام ثابت بن قيس فخطب خطبة بليغة جزلة فغلبهم ، وقام شاعرهم وهو الأقرع بن حابس فانثد : أثيناك كيما يعرف الناس فضلنا إذا خالفونا عند ذكر المكارم وانا رزوس الناس من كل منشر وأن ليس في أزض الحجاز كدارم
فتام حسان فتال :
بني دارم لا تقخروا ان فخركنم هبنتنم علينا تفخرون وأنتم
يعود وبالآ عتد ذكر المكارم ئنا خوذ من بنن ظئر وخادم
---(10/225)
فقالوا : خطيبهم أخطب من خطيبنا ، رشاعرهم أشعر من شاعرنا ، فارتفعت اصواتهم فانزل الله تعالى : ا ج يها ألذين . امنا!لا ترفعم ؟أضكزتكنم فؤق صحزت ألنف ولاتخهروأ للم لانقرو ، أالحجرات : 12 ولما نزلت جلس ثابمث في بيته ، فكان كما ذكر في الأصل ، وقال عطاء الخراساني : حدثتي ابنة ثابت بن قيس ، قالت : لما نزلت هذه الآية : ا ج تها ألذيئ . امنا! لا ترفج 3 أنكزتئهنم ؤق صزت ألنف . . . " ا لآية دالحجرات : 12 ، دخل أبوها بيته ، وأغلق عليه بابه ، ففقده النض لأ ، فارسل إليه يساله : ما خبره ؟ فتال : أنا رجل ضديد الصوت أخاف أن يكون حبط عملي . فقال النبي ت : ة لست منهم ، بل تعيش بخير ، وتموت بخير" . قال : ثم أنزل الله : ا إن ألمته لامجمث ش نحئاللأ فش ، ألقمان : 8 اإ ، فاغلق بابه وطفق يبكي ، ففقده النبف لكسغ فارسل إليه ما خبر. ؟ فقال : يا رسرل الله ا إني أحب الجمال وأحمت أن أسود قومي ، فقال : "لست منهم بل تعيش حميدا ، وتقتل شهيدا ، وقد خل الجنة" . قالت : فلما كان يوم اليمامة خرج مع خالد إلى مسيلمة ، فلما التقوا انكشفوا ، فقال ثابت وسالم مولى أبي حذيفة : ما هكذا كنا نقاتل مع رسول الله ت ثم حفر كل واحد منهما له حفرة ، نثبتما ، رقاتلا حتى قتلا. وعلى ثابت يومئذ درغ له نفيسة ، فمز به رجل من المسلمين فاخذها ، فبينا رجل من المسلمين نائم أتاه ثابت في منامه فقال له : أوصيك بوصية ، له ائاك أن تقول هذا حلتم فتضيعه ، إني لما قتلت أمس مز بي رجل من المسلمين فاخذ درعي ، ومنزله في أقص الناس ، وعند خبائه فرش يمنمتن في طريرله ، وقد كفا على الذرع برمة ، وفوق البرمة رخل ، فات خالدا فمزه أن يبعث إلى درعي ، فياخذها ، وإذا قدمت المدينة على خليفة رسول الله نحر يعني أبا بكر -رضي الله عنه - فقل له : إن علف من الذيخن كذا وكذا ، وفلان من رقيقي عتيق وفلان . فاتى الزجل خالدا فاخبره ، فبعث إك الدرع ، فاتي بها ، وحذث أبا بكر(10/226)
برؤباه فاجاز وصيثه .
---
قال : رلا نغلم أحدا أجيزت وصيته بعد مؤته غير ثابت . وقوله : ا ولاتجهزإلص باتقؤلط ، الحجرات : 12) أي : لا تخاطبوه يا محمد ريا أحمد! ولكن : يا نب! الة ، أو يا رسرل الله . توقيرا له -صغ . وقوله : اأن تخبد أغضلم " أ الحجرات : 12) أي : من أجل أن تحبط ؟ أي : تنطل . فأمَّا أصل الأعمال إن كان ذلك عن كفر ، واما ثوابها إن كان عن معصية . (25) ومن سورة قه
اختلف فيه ، فقال ابن عباس : هو اسم لثه عز وجل ، وقال قتادة : اسم للقرآن ، وقال الضخاك : اسم الجبل المحيط بالأرض ، وهو من زبرجدة خضراء ، وعروق الجبال منها ، وقال عطاء : هو قوة قلب نبئنا محمد لتهض وعلى تلك الأوجه : هو تسنم ، وعطف : ا وم لتران انمجيد " عليه . والقرين : فعيل بمعنى المقارن الملازم الذي لا يفارق ، وأصله من القرن : وهو الحبل الذي يجمع به بين شيئين فيتلازمان بسببه ، كما قال الشاعر :
وانجن الثبون إذا ما لز في قرن لنم يشتطغ صؤلة البزل القناعيس
وقد تقدَّم أن الشيطان وزنه فيعال ، من شطن ؟ أي : بعد عن الخير ، أو من شاط إذا احتذ واحترق ، بى انه إنما يقال على المارد من الجن ، وهو الكثير الشر الشديد الضر .
---(10/227)
وقوله : "إلا أن الله أعاتي عليه ناسلم "). جمهور الرواة يقولون فاسلم هل بفتح الميم ، ويريدون أن الشيطان صار مسلما. وكان سفيان بن عيينة يقول : فافعلم افي بضم الميم ، والمعنى ناسلم أنا من شزه ، وكان ينكر القول الأول ، ويقول : الشيطان لا يسلم . قلت : وهذا له موتع ، غير أنه يبعده قوله : "فلا يامرني إلا بخير" ، فحينئذ يزول عنه اسم الشيطان ويصير مسلما ، وبكون هذا مؤئدا لرواية الجمهور . فالذي لأجله فز سفيان من إسلام الشيطان ، يلزمه في كونه لا يامره إلا بخير . وقد روي هذا الحديث في مسند أحمد بن حنبل بلفظ آخر ، وقال : (لا يامرني إلا بخير". وأما لفظ حديث عائشة - رضي الله عنها - فهو في الوجه الأول واضح ، فإنَّها قالت فيه : "ولكن رئي أعانني عليه حتى أسلم " . والظاهر منه : أن الشيطان هو الذي أسلم مع أنه يحتمل أن يكون حق : بمعنى كي ، وبكون فيه راجع إلى النبي لكلون أي : أعانني كي أسلم منه ، والله تعالى أعلم .
ل!ي ه هبضم الميم ، والمعنى فاسلم أنا من شزه ، وكان ينكر القول الأول ، ويقول : الشيطان لا يسلم . قلت : وهذا له موتع ، غير أنه يبعده قوله : "فلا يامرني إلا بخير" ، فحينئذ يزول عنه اسم الشيطان ويصير مسلما ، وبكون هذا مؤئدا لرواية الجمهور . فالذي لأجله فز سفيان من إسلام الشيطان ، يلزمه في كونه لا يامره إلا بخير . وقد روي هذا الحديث في مسند أحمد بن حنبل بلفظ اخر ، وقال : "لا يامرني إلا بخير". وأما لفظ حديث عانشة - رضي الله عنها - فهو في الوجه الأول واضح ، فإنَّها قالت فيه : "ولكن رئي أعانني عليه حتى أسلم ". والظاهر منه : أن الشيطان هو الذي أسلم مع أنه يحتمل أن يكون حف : بمعنى كي ، ويكون فيه راجع إلى النبي ت أي : أعانني كي أسلم منه ، والله تعالى أعلم .
---(10/228)
. يي ههه(26) ومن سورة القمر (قوله : انفلق القمر) أي : انشق نصفين ، أي : وقع ذلك الانشقاق على . حقيقته ، ووجد ذلك بمكة بمنى ، بعد أن سالت تريش رسول الله ت آية ، فاراهم 11 انشتاته ، على نحو ما ذكر ، ثم إن عبد الله بن مسعود أوضح كيفية هذا الانشقاق حف لم يترذ لقائل مقالا ، فقال : وكانت ننقة وراء الجبل ، وفنقة دونه . وفي رواية : فستر الجبل فنتة ، ركانت فنقة فوق الجبل ، ونحو ذلك . قال ابن عمر - رضي الله عنهما - وقد ررى هذا الحديث جماعة كثيرة من الصحابة - رضي الله عنهم -. منهم : عبد الله بن مسعود ، وأنس ، وابن عئاس ، وابن عمر ، وحذيفة ، وعلت ، وجبير بن مطعم ، وغيرهم . وروى ذلك عن الصحابة أمثالهم من التابعين ، ثم كذلك ينقله الجئم النفير ، والعدد الكثير إلى أن انتهى ذلك إلينا ، وفاضث أنواره علينا ، وانضاف إلى ذلك ما جاء من ذلك في القرآن المتواتر عند كل إنسان ، فقد حصل بهذ. المعجزة العلم اليقين الذي لا يشد فيه أحذ من العاتلين . وقد استبعد هذا كثير من الملحد" وبعض أهل المئة من حيث إنه لو كان كذلك للزم مشاركة جميع أهل الأرض في ادراك ذلك . والجواب : إن هذا إنما كان يلزم ، لو استوى أهل الأرض في إدراك مطالعه في وقت واحد ، وليس الامر كذلك ، نانه يطلع على قوم قبل طلوعه على اخرين ، فقد يكون الكسوف عند توم ، ولا يكون عند آخرين ، وأيضًا : فانما كان يلزم ذلك لو طال زمان الانشتاق ، وتوئرت الدواعي على الاعتناء بالنظر إليه ، ولم يكن شيء من ذلك ، وإنما كان ذلك في زمن قصير شاهده من نبه له ، رذلك أن أهل مكة طلبوا من النبي ت انشقاق القمر فخرج بهم إلى ض ، فاراهم انشقاق القمر. فلما أراهم الله ذلك قال : "اشهدوا". فتالت قريش : هذا سحز. فقال بعضهم لبعض : إن كان محتذ سحرنا ، فما يبلغ سحره إلى الآفاق ، فابعثوا إلى أهل الآفاق ، فبعثوا إلى افاق مئهة ، فاخبررهم أنهم عاينوا ذلك . هكذا نقل الئقلة ، وكم من نجم(10/229)
يتقض ن وصاعتتن
---
تنزل ا وهو سمائث يختمن بمشاهدته بعض الناس دون بعض ، ثم إنها كانت اية ليلية ، وعادة الناس في الليل كونهم في بيوتهم نائمين ، ومعرضين عن الالتفات إلى السماء إلا الآحاد منهم ، وقد يكون منهم من شاهد ذلك ، فظئه سحابا حائلأ ، أو خيالا حانلا ، وعلى الجملة فالموانع من ذلك لا تنحصر ، ولا تنضبط ، والذى يحسم ماذة الخلاف بين أهل مئتنا أن نقول : لا بعد في أن يكون الله تعالى خرق العادة في ذلك الوقت ، فصرف جميع أهل الأرض عن الالتفات إلى القمر في تلك الساعة لتختمن مشاهدة تلك الاية باهل مكة كما اختضوا باكثر مشاهدة آياته ؟ كحنين الجأغ ، وتسبيح الحص ، وكلام الشجر ، إلى غير ذلك من الخوارق التي شاهدوها ، ونقلوها إلى غيرهم ، كما قد نقلنا ذلك في كتابنا المسمى : بكتاب "الاعلام بما في دين الئصارى من الفساد والأوهام " وإثبات نبوة نبينا محمد لشه ، وهذا الكلام خاص للمنكر للانشقاق من أهل الإسلام ، وأما الملاحدة فالكلالما معهم في إبطال أصولهم الفاسدة ، وقد تازل من أنكر وقوع انشقاق القمر من الإسلاميين توله تعالى : ا بم لثمق اتقمر ، أ القمر : ا ، بمعنى ينشق في القيامة ، وممن حكي عنه هذا التأويل : الحسن البصرقي . وتاول غيره ؟ انشق : تحقق الأمر ووضح ، رقال اخر : انشق الظلام عنه بطلوعه . قلت : وهذه تحريفات لا تأويلات . والحسن البصري أعلم وأفضل من أن يذهب إلى شيء من ذلك ، لا سيما مع شهرة القضية ، وكثرة الرواة لها ، واستفاضتها ، رعلمه هو بالأخبار ، وسلوكه طريق الصحابة والأخيار ، وقد أدرك منهم جملة صالحة ، وحصلت له بهم صفقة رابحة . و(تراءة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : ا فهذ من قزكير ، أ القمر : 5ا م ) بالدال وعليها الجماعة ، ومذكر : اسم فاعل من إذدكر ؟ أي : تذكر ، أدغمت الذال في الدال . وقوله : ا ولتذ لشرنا انقزان للذكر ، أا لقمر : 17 ، ) أي : للحفظ ، فليس شي بر من الكتب يحفظ كحفظ(10/230)
القران . والمدئهر : المثعظ . وقيل : المزدجر. وقيل : المتحفظ .
---
*""(27 ) ومن سورة الحديد والحشر (قوله : لم يكن بين إسلامنا ويين أن عاتبنا الهه بهذه الآية إلا أربع سنين ). قال الخليل : العتاب مخاطبة الإدلال ، رمذاكرة المؤجدة ، تقول : عاتبته معاتبة . قال الشاعر : أعاتب ذا الموذة من صديق إذا ما راشي مته انجتناب إذا ذهب العتاب فليس ر* وينقى الوذ ما تجمي العتاب وقوله : ا ألئم ية لغ لتذين . امنوم ان تخعثع قلوبهفا لذئحرأك ، أالحديد : 116) أي : ألم يحن ، قال الشاعر : ألنم يان لي يا قنب أن أترك الجهلا(1 ، رماضيه : أنى ياني ، فأمَّا ا ان " الممدود فمضارعه يئين . وأنشد ابن السكيت : ألث يان لي أن تجثى عمايعي وأتصم (2)عن ليلي بلى تدأنى ليا فجمع بين اللنتين . وأن تخشع : أي تذذ وتلين لذكر الله وتعظيمه . وقيل ( 1 ) هذا صدر بيت ، وعجزه : رأن يخدث الشيب المنير لنا عقلا (2) في تفسير القرطبي (48/17 2) : رأتصر عن ليلى . معناه : تجزع من خشية الله ، وقيل : الذكر هنا : القران ، وفيه بعد ، لأن قوله : اوما نزل من الحق " هو القران فيكون تكرارا . وقوله : ا ظال ظيم الأمذ ، أ الحديد : 116) أي : رأوا الموت بعيدا ، يعني أنهم لطول أملهم لا يررن الموت يقع بهم ، فقست قلوبهم ؟ أي : جفيت وغلظت ، فلم يفهموا دلالة ، ولا صذقوا رسالة . وكثير منهم فاسقون ؟ أي : خارجون عن متتضى العقل من التوحيد ، وعن مقتض الرسالة من التصديق . وفائدة هذه الآية : أنه لما رسخ الايمان في قلوبهم أرشدهم إلى الازدياد في أحوالهم ، والمراقبة في ت أعمالهم ، وحذرهم عن جفوة أهل الكتاب بابلغ خطاب وألطف عتاب . الا و(قول عائشة -رضي الله عنها - : أمررا أن يستغفروا لأصحاب محمد في ص فسئوهم ) أشارت عائشة - رضي الهه عنها - إلى قوله : اوألذفي جإو حمغ بغدهنم را يفولوت رتتإ أغفزفا ول!!تا ألذيت سبتوناببم ينن ، أ الحشر : 10 م . فستوهم : ذ تريد عائشة بهذا(10/231)
أن التابعين حثهم الواجب عليهم أن يحثوا أصحاب رسول الله بر وأن يعفموهم ،
---
وششغفروا لهم ، ركذلك كل من يجيء بعد التابعين إلى يوم القيامة ، ويحرم عليهم أن يستوهم ، أو يسثوا أحدا منهم ، كما قد صرح بذلك بعض بني أمية ، ط ثاهم عنت بقولها ، ولقد أحسن مالك - رحمه الله - في فهم هذه الاية ، فقال : من سبئ أصحاب رسول الله ت فلا حق له في الفيء ، واستدل بالاية . ووجهه : أنه رأى هذه الاية معطوفة على توله : ا وألذين تبؤ وألذاررافي يمن من تبلؤ" أالحشر : 19 وأن هذه الآية معطوفة على توله : ا لنفتض ! المفبزق " ل الحشر : 18 ، فظهر له : أن المهاجرين والأنصار استحقوا الفيء بانهم مهاجرين ، وأنصار ممن غير قيد زائد على ذلك ، وأن من جاء بعدهم قيدوا بقيد : إيقولوت لم بإ أغفزلنا ول!!ننا الذيت سبقونا بلاينن ، أالحشر : 110 فإنَّ لم يوجد هذا القيد لم يجز الإعطاء لعدم تمام الموجب . وقد فهم عمر - رضي الله عنه - أن قوله : إرألذفي جإر حمث بغدهنم " يعئم كل من يأتي إلى يوم القيامة ، وأنها معطوفة على ما قبلها ، فوقف الأرض المغنومة المفتتحة في زمانه على من يأتي بعد إلى يوم القيامة ، وخضص بهذه الاية الأرض من جملة الننيمة التي قال الهه فيها : 51وأظمم يم أتما غنضتم قن ثف ش ظ ن لئه فسه " أالأنفال : 41 م وقد تقدَّم الكلام على هذا في الجهاد .
---(10/232)
(28 ) ومن سورة المنافقين (قوله : "من ئعسؤز ثنية المرار") يتسور : يعلو. وتسؤزت الجدار : علوته ، وفي الرواية الأخرى : "من يصعد" وهذا واضح ، والثنية : الطريق في الجبل . والمرار -بضم الميم - : وهي ثنية معروفة وعرة المرتقى ، فحث النبي ير على صعودها ، ولعل ذلك للحراسة . وقوله : "حظ عنه ما حظ عن بني إسرائيل )) أي : غفرت خطاياه كما وعد بنو إسرائيل حين قيل لهم : إوأؤظوا ج ثها-سضذا وثولوا صظة شنرلش فظيبهئم ، أ البقرة : 58 ، يعني بذلك : أن من صعد تلك الثنية غفرت خطاياه كما كانت خطايا بني إسرائيل تحظ رتغفر لو فعلوا ما أمروا به من الدخول ، وقول الحلة ، لكنهم لم يفعلوا ما أمروا به بل تمزدوا واستهززوا فدخلوا يزحفون على أشتاههم ، وتالوازهير ة وهي قي قراءة عبدالته - ، وقال : ، لبن رجعنا ط لى اسديخه ليحرج! أنماغز من!ها الآذل " أالمنافقون : 18 ، قال : فاتيت النب! لمجيته فاخبرته بذلك ،
حنطة في شعرة ، رقد لا يبعد أن يكون بعضهم دخل على نحو ما أمر به فغفر له ، غير أنه لم ينقل ذلك إلينا. وقوله ف : اكهم منفوز له إلا صاحب الجمل ") لما صدوا كما أمروا الهجز لهم ما به وعدوا ، فإنَّ الله تعالى لا يخلف الميعاد ولا رسوله . وقيل : إن صاحب الجمل هو الجذ بن تير المنافق . وينشد ضائته : يطلبها ، ونشدت الضالة : طلبتها ، وأنشدتها : عزفتها . ر قوله : حف يتنغموا) أى : يتفزتوا . و(من حنربه ) : في قراءة عبد الله ، ولم يثبعث في شيء من المصاحف المتفق عليها ، ويمكن أن تكون زيادة بيان من جهة ابن مسعود . ر قوله : ا يخرفي لأعز مت!ها أبر 4 " أ المنافقون : 8 م ) يعني المنافقوهو جمع خشبة. يقال : خشبة وخشب بضتهما ، ويقال : خشب بفتحهما ، وقد ترىء بهما.
---(10/233)
أ(29) باب : من أخبار المنافقين أ(1) (قول أبي الطفيل : كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعفق ما يكون بين الناس ) ليست هذه العقبة عقبة بيعة الأنصار لرسول الله رز في أزل الإسلام ، ومن ظن ذلك فقد جهل ، وإنما هي عقبة بطريق تبوك ، وتف له فيها قوم من المنافقين ليقتلوه ، كما قد رواه أحمد بن حنبل من طريق أبي الظفيل هذا ، قال : لما أقبل رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ من غزوة تبوك أمر مناديا ينادي : أن رسول الله !ظ أخذ العقبة ، فلا ياختما أحذ ، فبينما رسول الله ت يقوده حذيفة ، وشموته عثار - رضي الله عنهما - إذ أتبل رفظ متلئمون على الزواحل غشوا عئارا ، وهو يسوق برسول الهه ف ، وأقبل عئار يضرب وجوه الزواحل ، فقال رسول الله لمحك!غ لحذيفة : "تد ، قد" حتى هبط رسول الله ت ، فلما هبط نزل ، ورجع عئار ، فقال : "هل عرفت القوم ؟ " فقال : قد عرفت عاثة الرواحل ، والقوم متلئمون . قال : "هل تدري ما أرادوا؟" قال : الله ورسوله أعلم . قال : أرادوا أن ينفروا برسول الله لكلصظ فيطرحوه . وذكر أبو الطفيل ، في تلك الغزاة : أن رسول الله في قال للثاس ؟ وذكر له : أن في الماء تئة فامر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مناديا ينادي : ألأ يرد الماء أحد قبل رسول اللهء ، فورده رسول اللهء ، فوجد رهطا قد وردوا قبله ، فلعنهم
( 1 ) هذا العنوان لم يرذ في نسخ المنهم ، واستدركناه من التلخيص . مالا
---(10/234)
رسول الله لكض (ا). وعنى أبو الطفيل بقوله : بعض ما يكون بين الناس : الملاحاة رالمعاتبة ؟ التي تقع غالبًا بين الناس . وقوله : أنشدك الله ) أي : أسالك بالله ، والقائل : أنشدك بالنه ؟ هو الرجل الذي لاحاه حذيفة - رض الله عنه - والقائل : كئا نخبر أنهم أربعة عشر ، فإنَّ كنت فيهم فالقوم خمسة عثر : هو حذينة ، والمخاطب بذلك القول : هو الرجل المعاتب الشائل له بانشدك الله ، وظاهر كلام حذيفة : أنه ما شك فيه ، لكنه ستر ذلك إبقاء عليه . وهؤلاء الأربعة عشر ، أو الخمسة عشر هم الذين سبقوا إلى الماء ، فلعنهم النبي ئ ؟ غير أنه قبل عتر ثلاثة منهم لما اعتذروا له بانهم ما سمعوا المنادي ، وما علموا بما أراد من كان معهم من المنافقين ؟ فإنَّهم أرادوا مخالفة رسول الله في وأن يسبقوا إلى الماء ، ويحتمل أن يريد بهم الزهط الذين عرضو ، لرسول الله لمجص بالعقبة ليقتلوه ، والة تعالى أعلم .
( 1 ) رواه أحمد ( 5 / 453 ) .
---(10/235)
وقوله : فما لبث أن تصم الله عنفه ) أى : ما طال مقامه حف أهلكه الله . ررارزه : غلؤه . ونبذثه : ألقته ، وأخرجته . ومنبوذأ : مطروحا على ونجه الأرض . وإنما أظهر الله تلك الآية في هذا المرتذ ؟ ليوضح حجَّة نبيه ت لليهودئ عيانا ، وليتيم لهم على ضلالة من خالف دينه برهانا ، وليزداد الذين آمنوا يقينا وإيمانا . وقوله : هاجعت ريخ تكاد أن تدفن الراكب ) أي : هئث ريخ شديدة تحمل معها التراب والزمل لشذتها ، حف لو عارضها راكعبئ على بعيره لدفنته بما تسفي (1) عليه من التراب والرمل . وكان هذه الريح إنما هاجث عند موت ذلك المنافق العظيم ليعذب بها ، أو جعلها الله علامة لنبئه ب! على موت ذلك المنافق ، وأنه مات على النفاق - والله تعالى أعلم -. وقوله : ا ألا أخبركم باشذ حرا منه يوم القيامة ؟ هذينك الرجلين الزاكبين المقفيين ") الرواية بخفض هذشك على البدل من أشذ ، وهو بدل المعرفة من النكرة ، وما بعد هذشك نعولث له . ومعنى المقفيين : الموليان أقفيتهما . ر (قوله لرجلين حيننذ من أصحابه ) إنما نسبهما الراوي لأصحاب النبف بإ ؛ لأنَّهما كانا في غمارهم ، ودخلا بحكم ظاهرهما في دينهم ، والعليم الخبير يعلم ما تجئه الضدور ، وما يختلج في الضمير ، فاعلم الله تعالى نبته لض بخبث بواطنهما ، وبسوء عاتبتهما ، فارتفع اسم الضحبة ، وصدق اسم العداوة والبغضاء .
---(10/236)
( 30) ومن سورة التحريم حديث ابن عباس هذا قد تقدَّم في الإيلاء ، لكن بطريتي غير هذا. وألفاظ تخالف هذا . فلذلك كزرناه في المختصر. ( توله : فاذا الناس ينكتون بالحصى) أي : يخظون بها في الأرض ، فغل المهتتم بالشيء ، المتفتهر فيه . وقولها : يا بن الخطاب عليك بعيبتك )أي : بخاضتك رأهل بيتك ، ومنه قوله لكض : "الأنصار كرشي وعيبتي "(ا) . وقد تقدَّم . والمشربة : الغرفة ، تقال : بفتح الراء وضمها ، والأسكفة بضم الهمزة والكاف : عتبة الباب الشفلى. والنقير من الخشب ، وهو الذي يتقر فيه مثل الدرج ليرتى عليه . وقوله : يا رباح ! استاذن لي عندك ) أي : بحضرتك وقربك ، أي : لا تؤخره ، وسكوت رباح ونظره لعمر احترانم لحضرة النبي ت فكاثه كان يسمعه . والقرظ : شجر يدبغ به . والأقيق : الجلد قبل الذباغ . وابتدرث عيناي ، يعني : بالذموع . أي : غلبه البكاء فلم يملنهه . وقوله : فإنَّ طتفتهن فإنَّ الله معك ) أي : بالمعونة على مرادك من الطلاق ، وعلى أن يبدلك خيرا منهن ، كما قال الله تعالى في الاية . ومعية الملانكة ير موافقتهم له على مراده ، ونصره على أضداده ، والله تعالى أعلم . وقوله : قل ما تكئمت - وأحمد الله - بكلام إلا رجوت أن يكون الله يصذق الذي أتول ) قد شهد له بهذا النبف رز حيث قال : ا إن الله جعل الحق على لسان عمر وتلبه "(1 ) . وقوله : فلم أزل اخدثه حف تحشر النضب عن وجهه ) أي : انكشف الغضب . وكشر : كشف عن أسنانه ليضحك ، فضحك ، وقد سبق القول على ما في هذا الحديث مما يحتاج إلى التنبيه عليه في النكاح والإيلاء . وقوله : ونزلت هذه الآية : ا لماذا جء هنم أنزفن الأنن أرادحش ف أبم عو) به " أالنساء : 83أ). ظاهر هذا أن هذه الآية نزلث بسبب هذه القضية لأجل استنباط عمر- رضي الله عنه - ما استنبط فيما وقع له فيها ووافقه الله تعالى على ما وقع له ، فانزل القرآن على نحو ذلك . والاستنباط : الاستخراج ، وقد تقدَّم . وأذاعوا(10/237)
به :
---
أفشوه ، يقال : ذاع الحديث يذيع ذنجعا رذيوعا ، أي : انتشر ، وأذاعه غيره إذا أفشاه ، ربقال : ذاع به بمعناه . وأولو الأمر : العلماء في قول قتادة رغيره . وفي الاية من الفقه وجوب الرجوع إلى أتوال العلماء على من لا يحسن فهم الأحكام واستنباطها. قال الحسن : ير في الضفاء أمروا أن يستخرجوا العلم من الفقهاء والعلماء. وقال قتادة : نزلت هذه الاية في المنافقين كانوا يشيعون ما يهم به رسول الله ت من أمن من أراد تامينه ، وإغزاء من أراد غزوه ؟ إرادة الإفساد .
---(10/238)
( 31) ومن سورة الجن (قول ابن عثاس -رضي المه عنهما- : ما قرأ رسول الله ت على الجن ولا راهم ) يعني : لم يقصذهم بالقراءة عليهم ، وإنما ترأ النبي ظ في الصلاةفهذه قضية أخرى ، وجن اخرون . والحاصل من الكتاب والشنة : العلم القطعئ بأن ، الجن والثياطين موجودون متعبن دون بالأحكام الشرعية على النحو الذي يليق ا بخلقتهم وأحوالهم ، وأن نبينا محمدأ ت رسوذ إلى الإنس والجن أجمعين ، فمن دخل في دينه ، وامن به ، فهو من المؤمنين ، ومعهم في الدنيا والاخرة . والجئة ؟ من مستقز المؤمنين . ومن كذبه وصذ عنه فهو الشيطان المبعد عن المؤمنين في الدنيا نمع والاخرة ، والئار مستقر الكافرين أبد الآبدين . وظاهر هذا الحديث يقتضي : أن " رجم الشياطين بالنجوم إنما صدر عند بعث النبي رز ، وكذلك روى الترمذقي عن ابن عباس -رضي الهه عنهما - قال : كان الجن يصعدون إلى السماء يستمعون الوحي ، فاذا سمعوا الكلمة زادوا فيها تسعا ، فلما بعث الرسول ت منعوا مقاعدهم ، نذكروا ذلك لإبليس ، ولم تكن النجوم يرمى بها قبل ذلك (1) ، وذكر نحو ما تقدَّم لمسلم (2). وقد تقدَّم في اخر كتاب الطب من حديث ابن عباس (3) -رضي الله عنهما - عن النبي ت أنها كانت يرمى بها في الجاهلية ، وقد اختلف الناس في ذلك لاختلاف هذين الحديثين ، نذهبت طائفة منهم الجاحظ : إلى أن الزجم لم يكن تبل مبعث النبف ت ، وقالت طائفة ، منهم الغزالي : كان يرمى بها؟ولكنه يزيد عند المبعث ، وبهذا القول يرتفع التعارض بين الحديثين . وقول عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه - أنه لم يشهذ ليلة الجن مع رسرل الله في أحذ ، هو ها أصخ من الحديث الذي يحتج به الحنفئون ، مما روي عن ابن مسعود أنه كان مع الي النبي ف وأنه خع عليه خظا وقال : الا تبرخ حتى اتيك " فذهب في سواد الليل ثم % جاءه فقال : ما في إداوبك ، فقال : نبيذ ، فقال : "تنرة طيبة وما : طهور"(ا) ، ثم أخبره خبر الجن ؛ لأنَّ إسناده مجهوذ على(10/239)
ما قاله أهل
---
الحديث . واستطير : أي استطيل ، وأصله من استطال الفجر : إذا انتشر وطال . واغتيل : إذا هجم عليه بالمكروه ، أو القتل . وحراء : جبل معروف بمئهة ، وهو ممدود مهموز . وقوله : وسالوه الزاد) أي : ما يحل لهم من الزاد ولدوابهم ، فاجابهم بقوله : "لكم كل عظم ، وكل بغرة لعلف دوابر" أي : هذان محثل لكم ، ويحتمل أن يكرنوا سالوه أن يدعو لهم بالبركة في أرزاقهم ، وفي علف دوابهم ، ويدك على هذا توله : "يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما" ، وفي كتاب مسلم ، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : "دعوت الله ألا يمزوا بعظم إلا وجدوه أوفر ما كان وأسمنه أ(2) أي ج بالنسبة إلى تغذيهم وننلهم . وهل ننلهم من ذلك شثم ، أو لحسن ؟ كل ذلك ممكن ، وقد قيل بكل واحد منهما. وقوله : "ذكر اسم الله عليه ") أي : على تذكيته ، ويحتمل على أكله ، والأول أولى ، وقد تقدَّم القول في الاستنجاء بالعظام والرزث في الطهارة . وقوله : اذنت النبي * ليلة الجن بهم شجرة) أي : أعلمته بهم ، وظاهره : أن الله تعالى خلق فيها نطقا فهمه النث ئ كما خلق في الذراع المسمومة نطقا. ( 32) ومن سورة المدثر قد تقدم القول فيما الزل من القران أؤلا ، في حديث عانشة - رضي الله عنها - رتبئن هناك أن الأخذ بحديثها أولى ؟ لأثها زادث على جابر بذكر ما سكت عنه من حديث لقاء جبريل النئ في النار ، وإلقائه إليه : اا!رنم باسنص لرنك " أ العلق : 11 على ما ذكرثه عانشة ، وقد دذ على هذا أن حديث جابر قال فيه : "فرفعت رأسي ، فاذا الملك الذي جاءني بحراء". قد تقدَّم القول على"نجنثت " في الإيمان . والمدثر : المدثر في ثيابه . والزنجز : الأوثان ، سثاها بذلك لاستحقاق عابديها الزجز ، وهو العذاب . كقوله : ا ولنا وقع عليهص الونغز " أ الأعراف : 34 اأ. واهجر : اترك . ولربك فاصبر : أي على ما تلقاه من الأذى ، والتكذيب عند الإنذار . (33( 1 ) و34) ومن سورة الأخدود آ (قول الراهب(10/240)
للغلام : ا إذا خشيت الساحر فقل : حبسني أهلي ")
---
دليل على : إجازة الكذب لمصلحة الدين ، وونجه التمسك بهذا أن نبئنا لض ذكر هذا الحديث كئه في معرض الثناء على الزاهب والغلام عل جهة الاستحسان لما صدر عنهما ، فلو كان شيء مما صدر عنهما من أفعالهما محزما ، أو غير جائز في شرعه لبتنه لأقته ، ولاستثناه من جملة ما صدر عنهما ، ولم يفعل ذلك . فكل ما أخبر به عنهما حجَّة ومسوغ الفعل . فإنَّ قيل : كيف يجوز في شرعنا ما فعل الغلام من دلالته على الراهب للقتل ، ومن إرشاده إلى كيفية تتل نفسه ؟ ! فالجواب من وجهين : أحدهما : أن النلام غير مكثف ؛ لأنَّه لم يبلغ الحلم ، ولر سلم أنه مكلف لكان العذر عن ذلك أنه لم يعلنم أن الراهب يقتل ، فلا يلزم من دلالته عليه قتله . وعن معونته على قتل نفسه : أنه لما غلب على ظنه أنه مقتوذ ولا بد ، أو علم بما جعل الله في قلبه ، أرشدهم إلى طريق يظهر الله بها كرامته ، وصحة الذين الذي كانا عليه ، ليشلم الناس ، وليدينوا دين الحق عند مشاهدة ذلك كما كان . وقد أسلم عثمان -رضي الله عنه - نفسه عند عنمه بانه يقتل -ولا بذ - بما أخبر النبي ! كما بس وهذا الحديث كته إنما ذكره النبي ت لأصحابه ليصبروا على ما يلقون من يل الأذى ، والالام ، والمشقات التي كانوا عليها ؟ ليتاسوا بمثل هذا الغلام في صبره ، وتصتبه في الحق ، وتمسكه به ، وبذله نفسه في حق إظهار دعوته ، ودخول الناس في الدين مع صغر سثه ، وعظيم صبره ، وكذلك الزاهب صبر على التمسك بالحق حتى نشر بالمئشار ، وكذلك كثير من الناس لما امنوا بالهه تعالى ، ورسخ الايمان في قلوبهم صبروا على الظرح في النار ، ولم يرجعوا عن دينهم ، وهذا كته فوق ما كان يغعل بمن امن من أصحاب النبي ئ فإنَّه لم يكن فيهم من فعل به شيء من ذلك ؟ لكفاية الله تعالى لهم ؟ ولأثه تعالى أراد إعزاز دينه ، وإظهار كلمته . على أني أقول : إن محمدا ئ أقوى الأنبياء في الله ،(10/241)
وأصحابه أقوى أصحاب الأنبياء في الله تعالى ، نقد امتحن كثير منهم
---
بالقتل ، وبالصلب ، وبالتعذيب الشديد ، ولم يلتفت إلى شيء من ذلك ، وتكفيك تضة عاصم رخبيب وأصحابهما ، رما لقي أصحابه من الحروب ، والمحن ، والأسر ، رالحرق ، وغير ذلك ، فلقد بذلوا في الله نفوسهم ، وأموالهم ، وفارتوا ديارهم وأولادهم ، حف أظهروا دين الهه ، ووفوا بما عاهدوا عليه الهه ، فجازاهم الله أفضل الجزاء ، ووفاهم من أجر من دخل في الإسلام بسببهم أفضل الاجزاء. وقد تقدَّم أن المنشار يقال بالنون وبالياء المهموزة ، وهي الأفصح ، وقد تسهل همزتها . والدا ، بة العظيمة ، كانت أسدا" كما جاء في حديث اخر. والقرقور -بضم القافين - : هو السنينة الكبيرة . قاله الهروي ، وقد لمجر هذا عليه . وقيل : إن المثنن الكبار لا تستعمل في مثله . قلت : وهذا إفكازينبغي أن ثعكر ، فلعل هذا الملك قصد إلى أعظم السفن حف يتوشط البحر بهذا الغلام ليلقوه في أبعده عنه ، أو لعته جعل معه في الشفينة من يملؤها أر ما يملؤها ، والمرجع فيه إلى أهل اللغة . وقد قال ابن دريد في "الجمهرة" ؟ الترقور : ضربئ من السنن ، عرلي معروف ، والمعروف عند الناس فيه استعماله فيما صغر منها ، وخف للتصزف في!ه . ر قوله : "فرجف بهم الجبل ") أي : تحرك ، وتزلزل بهم . وخد الأخدود ؟ أي : حفر في الأرض شقا مستطيلا عظيما ، ريجمع : أخاديد . وقوله : "فاخموه فيها ، أو قيل : اقتحم ") هذا ش! من بعض الرواة ، فاخموه فيها ؟ معناه : ألقوه فيها ، وأذخلوه إئاها . يقال : أحميت الحديد والشيء في النار : إذا أدخلته فيها. قال القاضي أبو الفضل : واتتحنم : ادخذ على كره ومشقة . وقوله : "فتقاعسث ") أي : تاخرت وامتنعث ، وقد أظهر الله لهذا الملك الجتار الظالم من الآيات والبثمات ما يدلّ على القطع والثبات أن الراهب والنلام على الذين الحق ، والمنهج الضذق ، لكن من حرم التوفيق استدبر الطريق . وفي هذا الحديث إثبات(10/242)
كرامات الأولياء ، وقد تقدَّم القول فيها . (35) ومن سورة الشمس وضحاها (قوله : اإذ
---
أنبعث أشقنها ، أي : قام ممنمرعآ. وضمير المؤنث عائد على ثمود ، وهي مؤنثة ؛ لأنَّها تصد بها قصد تبيلة ؟ ولذلك مع التعريف لم تصرف . والعزيز : القليل المثل ، ويكون بمعنى : النالب . والعارم : الجثار الضب على من يرومه ، رالممتنع بسلطانه وعشيرته . وأبو زمعة هذا يحتمل أن يكون هو الذي قال فيه أبر عمر : أنه بلوئ ، صحابي ، ممن بايع تحت ال!جرة ، وتوفي بافريقية في غزاة معاوية بن خديج الأولى ، ودفن بالبلوئة بالقيروان .
---(10/243)
قلت : فإنَّ كان هو هذا ؟ فإنَّه إنما شثهه بعاقر الناقة في أنه عزيز في قومه ، ومنغ على من يريده من أهل الكفر. ويحنمل أن يريد به غيره ممن يسئى بابي زمعة 23 - 124 ، قاله ابن إسحاق وغيره . وقوله : "إلام يخلد أحدكم امرأته جلد العبد ؟ ! )) هذا إنكار على من يجلد 11 زوجته ، وينهثر من ذلك حتى يعاملها معاملة الأمة ، ثم إنه بعد ذلك باليسير يرجع أز إلى مضاجعتها ، وإلى قضاء شهوته منها ، فلا تطاوعه ، ولا تتحشن له ، وقد تبغضه ، وقد يكون هو يحتها ، فيفسد حاله ، وبتفاقهم أمرهما ، وتزول الرحمة والموذة التي جعلها الله تعالى بين الأزواج ، وشصل نقيضها ، فنئه ت بهذا الثفظ الوجيز على ما يطرأمن ذلك من المفاسد. وقوله : ثم وعظهم في ضحكم من الضرطة) أي : نهاهم وزجرهم عن ذلك ؛ لأنَّه فغل عادئ يستوي فيه الناس كتهم ؟ لى ان كان مِمَّا يستقبح ، فحق الإنسان أن يستتر به ؟ فإنَّ غلبه بحيث يسمعه أحذ فلا يضحك منه ، فإنَّه يتاذى الفاعل بذلك ، ويخجل منه ، وأذى المسلم حرام ، فالضحك من الضرطة حرام . (36) ومن سورة واللبل إذا يغشى قراءة عبد الله بن مسعود ، وأبي الذرداء - رضي الله عنهما - (والذكر والأنثى) ليست قرانا ، هكذا باجماع الضحابة والمسلمين بغدهم واتفاق المصاحف على خلافها ، وأن القراءة المتواترة : ا رما فلق ألو زالا 4! " وبقي عبدالثه وأبو الدرداء على ما سمعاه ، وأبيا أن يقرآ على قراءة الجماعة. رعليهما في ذلك إشكال ، وعلى تراءتهما يكون الذكر : هو آدم ، والأنثى : حواء ، رهو المقسم بهما ، وعلى قراءة الجماعة : المفسم به : ما خلق ، وهو بمعنى الذي ، ويعني به الخالق . وقد قيل : يعني بذلك المصدر ، فكأنه قال : وخنق الذكر والأنثى ، وعلى هذا فيكون الذكر والأنثى يراد به النوع كله ، والله تعالى أعلم .
---(10/244)
(37) ومن سورة والضحى (قوله : أبطا جبريل - عليه السلام - عن رسول الله ت فقال المشركون : قد وغ محمد) هذا إنما كان بمكة في أول الاسلام ، وذلك أن المشركين سالوا رسول الله ت عن الخضر ، وذي القرنين ، والروح ، فوعدهم بالجواب إلى غد ، ولم يستمن ، فابطا عليه جبريل . قيل : اثنتي عشرة ليلة ، وقيل أكثر من ذلك ، حتى ضاق صذر النبن رز ، وقال المشركون ذلك القول ، فعند ذلك نزل عليه جبريل - عليه السلام - بهذه السورة ، وبجراب ما سالوا عنه ، وقال له : ا ولائقولن لشأئء إفى فاظ ذنف غدأه الأ أن ثماء أك ، أ الكهف : 23 - 124 ، قاله ابن إسحاق وغيره . و(قول جندب في الرواية الأخرى : إنها نزلت جوابا لمن قالت : تركه شيطانه ). لا يعارض بما قاله ابن إسحاق ؟ إذ يجوز أن تكون نزلث جوابا لذينك الشيئين ، وجوابا لمن قال ذلك كائنا من كان . وقد تقدَّم أن الضحى : صذر النهار . وسجى : أتبل ظلامه . وما وذعك - مشددا - : هي القراءة المتواترة . أي : ما تركك تزك موذع . وقراءة ابن أبي عبلة : ودعك -مخففا- على الأصل المرفوض كما تذمناه ، وذلك أن العرب أماتت ماضيه واسم فاعله ، وصيغة مفاضلته ، استغناء عنه ب (ترك ) ، وقد نطق بذلك تليلا. والقلى : البغض .
---(10/245)
5"*(38) ومن سورة اقرأ تغفير الوجه : تترنجبه . وينكص على عقبيه : يرجع القهقرى وراءه . وقوله تعالى : ا ا!ر 2 ، مترقى!د" أالعلق : 11) أي : اذكر اسم ربك بالتوحيد والتعظيم . والباء صلة. قاله أبوعبيدة ، وقيل عنه : الاسم صلة . أي : بعونه وترفيقه ، رأشبه منهما أن يقال : إن معناه : انجتدىء القراءة ببركة اسم رئك وعؤبه ، وخلق : أي : آدم - عليه السلام - من تراب . وخلق الانسان من علق : يعي ولده ، والعلق : الدم. جمع علقة ، وسئيت بذلك لتعكقها بما مزت عليه ، وأنشدوا : ترفناه يخزعلى يديه يمخ عليهماعلق الؤيين واترأ الثاني : توكيذ للأول لفظث ، ولذلك حسن الوف عليه . وربك اسرم ، وهو مرفوغ بالابتداء ، وخبره : عئم الإنسان ما لم ينلنم ؟ قيل : آدم -عليه السلام -عئمه الأسماء كئها. وقال تتادة : هي للجنس ، أكط : الخظ . قلت : (ما) لابهامها للعموم ؟ إذ الله تعالى عثم كل واحد من نوع الانسان ما لم يكن ينلم ، لكن الامتنان إنما يحصل بالعلوم النافعة لا غير ، في المتصودة بهذا العموم ، والله أعلم . وقد تقدَّم : أن أول ما نزل من القران من أول هذه الشورة إلى آخر هذه الاية ، ثم بعد اماير نزل قوله : الأإن آلإلنق يظ!ف " أ العلق : 16 فهذا نمظ اخر افتتح الكلام به ، ولذلك قال أبو حاتم : إن (كلأ) هنا بمعنى ألا التي للاستفتاح . وقال الفزاء : إنها تكذيعت للمشركين . وقول أبي حاتم أولى . والإنسان هنا : أبو جهل . و(ليطنى) أي : تكتر وارتفع حتى تجاوز المقداروالحذ . و(أن راه استغنى) أي : من أجل استننانه بماله ، وشذته ، وعشيرته ، وعلى هذا فالضمير عانذ إلى أبي جهل ، أعني : الضميرفي (راه ) . وقيل : هوعائذ على محمد ت ؟ أي : أن أبا جهل طنى ، وتجابى ز الحذ في حسده لمحمدف ، من أن استغنى محمدلكلغ بربه ، ربما منحه من فضله عن كل أحل! من جميع خنقه . وقوله : اان افى فى ك ألزفي " أالعلق : 18 أي : الزجوع إليه يوم القيامة ، فيجازى كلأ بفعله(10/246)
.
---
وقوله : اأرب قي ألذى ينش 5غبا إزاصل ، أ العلق : 9 - 10أ) يعني به : أبا جهل ، نهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أن يصد ، وقال ما ذكره في الحديث ، و(أرأيت ) هذه فيها معنى التعجب ، فكأنه قال : اعجب من هذا الجاهل الضيف العقل ، كيف ينهى عن عبادة الله تعالى مثل محمد*. وقوله : ا ا!يخت %كان ط )نلط 5ازأمرباتتوئ ، أ العلق : 11 - 12 م ) قيل : هو خطابئ لأبي جهل ، وهو خطاب توبيخ له ، واحتجاج عليه ، فكانه قال : أخبرني أيها المثاع لمحمد من العبادة إن كان محمد على الهدى ، أر أمر بالتقوى ، فصددته عن ذلك ، ألم تعلم أن الله يراك ، وهو تدير على أخذك ومعاقبتك ؟ ! وقيل : جوابه محذوف ، تقديره : ألست تستحق من الله النكال والعقاب ؟ ثم أخذ بعد هذا في تهديده ووعيده ، فقال : (كلا)1 أي : ويل له وهلاك. وقوله : افي رته ف!نة ، ، لبم صيو ، أ العلق : 5اأ) هذا قسئم من الله تعالى على تعذيبه ، ط هلاكه إن لم يؤمن . ومعى : النسفعا" : لناخذن ، ولنجذبن . والناصية : شعر مقدم الرأس ، وهذا الوعيد مثل توله تعالى : ايغرف أنئخرمون بسبنهنم يخوفذ بابؤض ولأظا 4 ، أ الرحمن : 41أ. ثم وصف ناصيته بانها كاذبة خاطئة ، وا لمقصود : صا حبها . وقوله : ا فيأغ ناث يه ، ا العلق : 117) أي : إذا أخذناه ، فلينتصز باهل مجلسه إن صخ له ذلك . والنادى : المجلس ، وأراد به أهل ناديه ، ويقال عليهم : ا لئدي .
ر قوله : ا مندع الزبايخة ، أ العلق : 18 ، ) أي : لتعذيبه ، وهم خزنة النار الموئهلون بتعذيب الكفار ، وهم الملائكة الذين قال الله فيهم : اطنهامكبكة غلا ؟ شداد لا يغصون ألته ما أمرهتم س بقطون ما يرلزمي ون ، أ التحريم : 16 وستوا زبانية من الزبن ، وهو الدفع ؟ لشذة دفعهم ويطشهم . قال الشاعر : .. . . . .. . . . . ... . . . . . . . . زبانية غنمت عظائم كلومها(1)
---(10/247)
(1 ) هذا عجز بيب ، وصره : مطاعيم في القضوى مطاعين في الوغى وقوله : اش لا لظغه ، أ العلق : 19 أ) تاكيد زجر لأبي جهل ، ونهي لمحمدت عن طاعته في ترك الضلاة ، وفيما يامر به ، وينهى عنه .و(اسجذ واتترب ) أي : صل لهه ، وتقزب إليه بعبادته ، وأفعال البر ، وقد تكئمنا على سجود القران في كتاب الصلاة .
---
(39) ومن سورة النصر نصر الله : عؤنه على إظهار نبئه * على تريش وغيرهم . والفتح : فتح مكة ، كما فشره النبي ت في حديت عائشة - رضي الله عنها - ولا يلتفت لما قيل في ذلك مما يخالفه . والأفواج : الزمر. يعت : زمرة بعد زمرة ، وهذا كان بعد فتح مكة ، فإنَّ أهل مكة كانوا عظماء العرب وتادتهم ، رمكة بيت الله تعالى ، فتوقفت العرب في إسلامها على أهل مكة ينظرون ما يفعلون ، فلما فتح الله تعالى مكة على نبيه لي وأسلم أهلها ، أصفقت العرب على الدخول في الإسلام ، وهجرت الأرثان ، وعللت الأزلام ، وحصل الئمام ، ركمل الإنعام ، فوجب الشنهر لهذا المنعم الكريم ، واستغفار هذا المولى الرحيم ، لا سيما وقد أفصح خطابا : افسبخ مجفد قى بئ وأنمتغفزه إنض صان تؤائإ" أ النصر : 013 أي : قل يا محمد! سبحان الهه وبحمده ، وأستنفر الله ، وأتوب إليه . فكان ث ينهثر من قول ذلك شكرا لله تعالى ، رامتسالا لما أمر به هنالك . رقد تقدَّم : أن عمر بن الخطاب ، وعبد الهه بن عباس -رضي الله عنهم - فهما من هذه الشورة : أن الله تعالى نعى لنبينا محمد تكسغ نفسه ، ركذلك فهمه أبو بكر - رضي الهه عنه -. وقال ابن عمر - رضي الة عنهما - : نزلمت هذه الشورة بمنى في حجَّة الوداع ، ثم نزلث : ا انجؤم أنهمنت لكثم ديمبهئم وأتمضت مفيهئم نممف " أ المائدة : 3 ، فعاش بعدها النبف ظ ثمانين يوما ، ثم نزلث آية الكلالة ، فعاش بعدها خمسين يوما ، ثم نزل : القذ بء ت رسوث ئن أخنم " أ التوبة : 128 ، فعاش بعدها خمسة وثلاثين يوما ، ثم نزلت : ا وأتقوأ يوفا تزجموت فيه إلى أشو ، أ(10/248)
البقرة : 281 ، فعاش بعدها أحدأ وعشرين يوما. وقال مقاتل : سبعة أيام . إنه كان توابا على الئادمين -وإن كثروا - ومخاء ذنوب الخلم ئين إذا استغفروا . نسال (1) الله العظيم الكريم أن ينهمنا الئدم الذي هو أعظم أركان التوبة ، وأن يمحو ذنوبنا ، وينهمنا الاستنفار الموجب لذلك إن شاء الله تعالى . لمه لمه " تم الجزء الرابع
---
من كتاب "المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم " وبتمامه يتتم جميع الديوان ، والله المستعان ، وذلك في شهر شوال سنة أربع وعشرين وسبعمئة على يد الفقير إلى الله تعالى محمد بن عيسى بن محمد بن رزيك الشافعى مذهبا ، الغشاني نسبا ، رحمهم الله تعالى برحمته الواسعة وسائر المسلمين (1).
---(10/249)