التفريغ الصوتي للشريط الاول
بسم الله الرحمن الرحيم
الطالب : بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا قال الإمام النووي رحمه الله تعالي في مقدمته لكتابه الأربعين الحمد لله رب العالمين قيوم السماوات والأرضيين مدبر الخلائق أجمعين باعث الرسل صلاوته وسلامه عليهم إلي المكلفين بهدايتهم وشرائع الدين بالدلائل القطعية وواضحات البراهين أحمده على جميع نعمه وأساله المزيد من كرمه واشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله وحبيبه وخليله أفضل المخلوقين المكرم بالقرآن الكريم المعجزة المستمرة على تعاقب السنين وبالسنن المستنيرة للمسترشدين المخصوص بجوامع الكلمة وسماحه الدين صلوات الله وسلامه وعليه وعلى سائر النبيين والمرسلين وآل كل وسائل الصالحين أما بعد فقد روينا عن على بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وأبي الدرداء وابن عمر وابن عباس وانس بن مالك وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم
الشيخ: أبي سعيد الخدري نعم(1/1)
الطالب: وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم من طرق كثيرة روايات متنوعات أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال من حفظ على أمتي أربعين حديثاً من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة في زمرة الفقهاء والعلماء وفي رواية بعثه الله فقهيا عالما وفي رواية أبي الدرداء وكنت له يوم القيامة شافعاً وشهيدا وفي رواية ابن مسعود قيل له أدخل من أي أبواب الجنة شئت وفي رواية ابن عمر كتب في زمرة العلماء وحشر في الشهداء وأتفق الحفاظ على أنه حديث ضعيف وإن كثرة طرقه وقد صنف العلماء رضي الله عنهم في هذا الباب ما لا يحصي من المصنفات فأول من علمته صنف فيه عبد الله بن المبارك ثم محمد بن أسلم الطوسي العالم الرباني ثم الحسن بن سفيان النسائي وأبو بكر الآجري وأبو بكر محمد إبراهيم الصفهاني والدار قطني والحاكم وأبو نعيم وأبو عبد الرحمن السلمي وأبو سعيد المالني وأبو عثمان الصابوني وعبد الله بن محمد الأنصاري وأبو بكر البيهقي وخلائق لا يحصون من المتقدمين والمتأخرين وقد استخرت الله سبحانه وتعالي جمع أربعين حديثاً إقتداء بهؤلاء الأئمة الأعلام وحفاظ الإسلام وقد أتفق العلماء على جواز العمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال ومع هذا فليس اعتمادي على هذا الحديث بل قوله صلي الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة يبلغ الشاهد منكم الغائب وقوله صلي الله عليه وسلم وقوله صلي الله عليه وسلم نظر الله أمراءً سمع مقالتي فوعها فأداها كما سمها ثم من العلماء من جمع الأربعين في أصول الدين وبعضهم في الفروع وبعضهم في الجهاد وبعضهم في الزهد وبعضهم في الآداب وبعضهم في الخطب وكلها مقاصد صالحة رضي الله عنه قاصديها وقد رأيت جمع أربعين أهم من هذا كله وهي أربعون حديثاً مشتملة على جميع ذلك وكل حديث منها قاعدة عظيمة من قواعد الدين قد وصف العلماء بأنه مدار الإسلام عليه أو نصف الإسلام أو ثلثه أو نحو ذلك ثم ألتزم في هذه الأربعين أن تكون صحيحة ومعظمها في صحيح(1/2)
البخاري ومسلم واذكرها محذوفة الأسانيد ليسهل حفظها ويعم الانتفاع بها إن شاء الله تعالي ثم أتبعها بباب في زبط خفي ألفاظها في زبط خفي ألفاظها وينبغي لك راغب في الآخرة أن يعرف هذه الأحاديث لما اشتملت عليه من المهمات واحتوت عليه من التنبيه على جميع الطاعات وذلك ظاهر لمن تدبره وعلى الله اعتمادي وإليه تفويضي واستنادي وله الحمد والنعمة وبه التوفيق والعثمان.
الشيخ:
الطالب: قال رحمه الله تعالي عن أمير المؤمنين أبى حفص عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول إنما الأعمال بالنيات وإن لكل امرئ ما نوي فمن هجرته إلي الله ورسوله فهجرته إلي الله ورسوله ومن كانت هجرته إلي دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلي ما هاجر إليه رواه إمام المحدثين أبو عبد الله محمد بن إسماعيل ابن إبراهيم بن المغيرة بن البخاري
الشيخ: ابن يردذبه
الطالب: ابن بردذبه البخاري وأبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري النيساوري في صحيحهما الذين هما اصح الكتب المصنفة .
الشيخ: أحسنت(1/3)
الطالب: الحديث الثاني عن عمر رضي الله عنه قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يري عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلي النبي صلي الله عليه وسلم فاسند ركبتيه علي ركبتيه ووضع كفيه على فخديه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قالت صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان قال أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال فأخبرني عن الساعة قال ما لمسئول عنها بأعلم من السائل قال فأخبرني عن أماراتها قال أن تلد الآمة ربتها وأن تري الحفاة العراة العالة رعاء أشياء يتطاولون في البنيان ثم أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم رواه مسلم.(1/4)
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه والتابعين أما بعد فهذا كتاب الأربعين النووية كما سمعنا وكما هو معلوم وقد ذكر المصنف رحمه الله تعالي مقدمة في الأربعين وذكر أن كثير من العلماء ألفوا في الأربعين وندعي لهم إلي تأليف ذلك هو ما جاء على الحث على رواية أربعين حديثاً وحفظ أربعين حديثاً من سنه رسول الله صلي الله عليه وسلم ولكن الأحاديث التي جاءت لا يصح منها شي بل هي باتفاق أهل الحديث ضعيفة كما نقل ذلك الاتفاق النووي كما سمعنا ذلك قبل قليل وذكر أن أول من ألف في ذلك عبد الله بن المبارك ومحمد بن اسلم الطوسي والحسن بن سفيان النسائي وأبو بكر الآجري وغيرهم ممن ألف في الأربعين ثم هذه المؤلفات في الأربعين هي تنقسم إلي قسمين إما أن يكون قصد المصنف هو إما أن يكون قصد المصنف أحاديث معينة في باب معين كالبيهقي رحمه الله ألف في في الأربعين التي تتعلق بصفات الله سبحانه وتعالي المسميات الأربعين الصغرى وإما أن تكون هذه الأحاديث المقصودة منها أن تكون ذات معاني شاملة وذات معاني كاملة كما هو قصد النووي في هذه الأربعين وقصد سبق ابن الصلاح رحمه الله فاملي سنة وعشرين حديثاً من الأحاديث التي سماها بالكليات التي تشمل كثير من المعاني وكثير من الأحكام فزاد النووي على الستة وعشرين حديث زاد عليها إلي بلغت أثنين وأربعين حديثاً ثم زادها ابن رجب إلي أن بلغت خمسين حديثا فأقول أن المصفين ان المصنفين في الأربعين تنوعت أغراضهم ما بين المتن والإسناد فأما ما يتعلق بالمتن كما ذكرت بعضهم أراد أن يجمع أحاديث في باب معين كباب الاعتقاد أو باب الاجتهاد أو في باب الزهد والعبادة وما شابه ذلك وإما أن يكون قصدهم أن يجمعوا أحاديث ذات معاني كليه ومعاني شاملة كما هو قصد النووي في هذه الأربعين هذا في ما يتعلق بالقسم الأول وأما ما يتعلق بالقسم الثاني الذي يرجع في(1/5)
اختياره لهذه الأربعين إلي نواحي إسناديه وليس إلي نواحي متنيه فبعض ألف في الأربعين واختار أربعين حديثاً من الناحية الإسنادية وذلك إما أن تكون هذه الأربعين عن أربعين شيخ يعني يروي كل حديث عن شيخ ولا يروي عن شيخ حديثين أو ثلاثة أو تكون هذه الأربعين على حسب البلدان يعني يروي عن كل شيخ من بلد معين حديث ثم من بلد آخر من مكة أو من المدينة أو من الكوفة أو البصرة أو دمشق وهكذا فأقول أن المصنفين اختلفت أغراضهم ما بين أن يكون قصدهم المتن وما بين أن يكون قصدهم الإسناد نعم ابتداء المصنف رحمه الله بحديث الأعمال بالنيات وتقدم لنا البارحة الكلام علي هذا الحديث وبقي في الكلام على هذا الحديث بقية ولعلها نرجئها بمشيئة الله إلي درس الليلة لعلنا نرجئها إلي درس الليلة بمشيئة الله ثم ذكر المصنف رحمه الله حديث أيضاً عمر بن الخطاب رضي الله عنه المسمي بحديث جبريل وقبل أن أتكلم على هذا الحديث أتكلم أولاً على ما يتعلق به من حيث الإسناد فأقول قصة مجيء جبريل عليه السلام إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم على صورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يري عليه أثر السفر ولا يعرف منا أحد ثم جلس إلي الرسول عليه الصلاة والسلام واسند ركبتيه إلي ركبتيه ووضع كفيه على فخديه إلي آخره عندما سأل عن الإيمان والإسلام والإحسان أقول هذا الحديث قد جاء من طرق متعددة فجاء عن جمع من الصحابة رضي الله تعالي عنهم جاء عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وجاء عن أبي هريرة رضي الله تعالي عنه وجاء عن ابن عباس وجاء أيضاً عن أبي مالك أو أبي عامر الأشعري وجاء أيضاً عن أنس وعن غيرهم ممن جاء عنهم الحديث ولكن لا يصح شي من هذا الأحاديث إلا ما جاء عن عمر وجاء عن أبي هريرة رضي الله تعالي عنهما وأما حديث عباس فإنه لا يصح جاء من طريق عن ابن عباس وقد أختلف على فرواه عن أبي مالك عن أبي عامر أو أبى عامر وجاء عن جرير بن عبد الله(1/6)
البجري فأقول لا يصح شي إلا ما جاء عن عمر وأبى هريرة رضي الله تعالي عنهما فحديث عمر قد خرجه مسلم وأصحاب السنن والمسانيد ولم يخرجه البخاري وإما حديث أبى هريرة فقد خرجه الشيخان وأصحاب السنن والمسانيد وغيرهم وحديث عمر جاء من طرق كل هذه الطرق تلتقي يحيي بن يعمر عن عمر وفي بعضها يحيي بن يعمر وحميد ابن عبد الرحمن كلاهما عفواً يحيي بن يعمر عن عبد الله بن عمر عن عمر يحيي بن يعمر عن عبد الله عن أبيه عمر رضي الله تعالي عنه وفي بعضها عن يحيي بن يعمر عن حميد بن عبد الرحمن عنهما كلاهما لكن الصواب أنه إنما هو مسند عن يحيي بن يعمر عن ابن عمر عن عمر رضي الله تعالي عنه وإن كان حميد بن عبد الرحمن مع يحيي بن يعمر عندما قدما إلي البصرة عفواً عندما قدم من البصرة إلي الدينة وسأل عبد الله بن عمر رضي الله تعالي عنهما لكن الذي رواه أنه يحيي بن يعمر ثم عن يحيي بن يعمر جاء عنه من رواية عبد الله بن بريده وهذه أشهر الروايات وجاء أيضاً عن سليما بن طلخان التيمي عن يحيي بن يعمر ورواية وكلا الروايتين في صحيح مسلم وفي غيرها من كتب الحديث ثم رواه عن عبد الله بن بريده طبعاً جاء أيضاً عن سليمان بن بريده جاء عن عبد الله بن بريده وسليمان بن بريده وعثمان وسليمان التيمي لكن الروايات المشهورة هي رواية ابن بريده ورواية أيضاً سليمان التيمي التي أيضاً ذكرها مسلم ولم يصغ لفظها وإنما صاغ لفظها ابن منده في كتاب الإيمان وكذلك أيضاً ابن حبان وغيرهم ممن صاغ لفظ رواية سليمان بن طلخان التيمي أقول ثم رواه عن عبد الله بن بريده ورواية ابن بريده أشهر من رواية سليمان بن طلخان التيمي رواه عن عبد الله بن بريده جمع منهم كهمس بن حسن التميمي وروايته من أشهر الروايات وهي في مسلم وفي غير مسلم وكذلك أيضاً مطر بن الوراق وروايته أيضاً في مسلم وعثمان بن قياث البصري وروايته أيضاً في مسلم وأيضاً روي عبد الله بن عطاء وغيرهم ممن رواه عن عبد الله(1/7)
بن بريده ثم رواه عن كهمس بن الحسن التميمي جمع من الثقات والحفاظ فاسند أسانيد هذا الخبر هو كهمس بن الحسن التميمي عن عبد الله بن بريده عن يحيي بن يعمر هذا اشهر أسانيد خبر عمر رضي الله تعالي عنه وأما بالنسبة إلي حديث أبي هريرة رضي الله تعالي عنه فخرجه الشيخان من طريق أبي حيان يحيي بن سعيد ابن حبان التيمي عن أبي ذرعة ابن عمرو بن جرير عن أبي هريرة رضي الله تعالي عنه وهذا في الصحيين وجاء أيضاً من طريق عمران بن القعقاء عن أبي ذرعة عن أبي هريرة وهذا تفرد به مسلم عن البخاري نعم بالنسبة إلي حديث عمر طبعاً وقع خلاف في بعض ألفاظه وقع خلاف في بعض ألفاظه وأصح هذه الألفاظ الرواية التي صاغها النووي وهي التي جاءت في مسلم من طريق كهمس بن الحسن التميمي ومن الألفاظ التي جاءت في رواية كهمس بن الحسن التميمي هو أن الرسول عليه الصلاة والسلام عندما ذكر الإسلام قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه عقواً قال عندما ذكر الإسلام قال أنت تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وتقيم الصلاة وأن تؤتي الزكاة وأن تصوم رمضان وأن تحج البيت فجاء في بعض الروايات وأن تعتمر تغتسل من الجنابة وأن تعتمر وتغتسل من الجنابة طبعاً أما ذكر العمرة فهي شاذة طريق العمرة شاذة صاغ الإمام مسلم إسنادها لكن لم يصغ لفظها لكن صاغ اللفظ ابن خزيمه وابن حبان لكن زيادة الاغتسال من الجنابة وزيادة العمرة فيها شذوذ فيها شذوذ وروايته الصحيحة لم يأتي فيها ذكر ذلك المقصود حصل بعد الاختلاف تقديماً وتأخيرا نعم هذا الحديث طبعاً هناك بعض الاختلافات لكن لعلي أختصر على ما تقدم من حيث الاختلاف هذا الحديث من الأحاديث العظيمة ذات المعاني الكثيرة بين فيه الرسول صلي الله عليه وسلم أركان الإسلام وأركان الإيمان وركن الإحسان وفي الحقيقة أن هذا هو الدين ولذلك في نهاية هذا الحديث قال هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم فجعل كل هذا من الدين فالدين هو الإسلام(1/8)
والإيمان والإحسان نعم هذا الحديث يستفاد منه فوائد كثيرة لعل أختصر على أهم هذه الفوائد فأقول أولاً أن هذا الحديث ذكر مراتبه بالدين فأول هذه المراتب مرتبة الإسلام ثم أعلى منها الإيمان ثم أعلى منها مرتبة الإحسان فأهل الإسلام هم على هذه الدرجات الثلاثة أما أن يكون مسلم ولا يكون مؤمن وأعني بذلك أن لا يكون مؤمن هو الإيمان الذي هو أعلي درجة من الإسلام طبعاً لا يخفي وسوف يأتي أن الإسلام والإيمان أحياناً يكون معناهما واحد وأحياناً يفترقان كما سوف يأتي بمشيئة الله فأقول أن الإيمان أعلى من الإسلام جزاءك الله خير والإسلام أعلى من الإيمان وذكر الله عز وجل ذلك في كتابه فذكر أن عباده ينقسمون إلي ثلاثة أقسام ممن يكون الشخص سابق بالخيرات وهذا هو المحسن وإما أن يكون مقتصد وهذا هو المؤمن وإما أن يكون ظالم لنفسه وهذا هو المسلم فهذه هي الفائدة الأولي والفائدة الثانية هو أنه ينبغي أن ينبه للمسلم إلي الصبر والتقسيم وهذه مسألة يحتاج إليها طالب العلم وذلك أن على الإنسان أن يجمع الأدلة عندما يريد أن يبحث مسألة من المسائل عليه أن يجمع الأدلة التي جاءت في ذلك المسألة ثم بعد ذلك يقسم هذه المسألة إن أمكن هذا التقسيم وقد علمنا ذلك ربنا سبحانه وتعالي في كتابه ثم نبيه محمد صلي الله عليه وسلم فكما تقدم الله عز وجل ذكر الناس وجعلهم ثلاثة أقسام وكذلك أيضاً الرسول عليه الصلاة والسلام جعلهم ثلاثة أقسام في ما يتعلق بهذا الأمر فينبغي لطالب العلم أن ينتبه إلي مسألة الصبر والتقسيم وهو أن الإنسان يجمع الأدلة في هذه المسألة ثم إن أكن تقسيم هذه المسألةإلي أقسام فعليها أن يقسمها إلي أقسام حتى يكون هذا عملاً بالأدلة وكذلك أيضاً يكون أدعي إلي الحفظ وإلي الفهم فمثلاً لو جئنا إلي الصلاة فإذا أراد الإنسان أن يبحث قضايا الصلاة عليه أن يقسم الصلاة من حيث هي فعندما يرجع الإنسان إلي ما جاء من النصوص في ما يتعلق بالصلاة سوف يجد(1/9)
أن هناك من الصلوات ما هو فرض وهنا من الصلوات ما هو واجب وهناك من الصلوات ما هو مستحب ونافلة ثم ما يتعلق بالواجب فسوف يجد أنه على قسمين إما فرض عين وإما فرض كفاية فرض العين كصلاة العيدين على القول الراجح والكسوف والخسوف هذه فرض على الأعيان وإما أن تكون فرض كفاية كصلاة الجنازة نعم وعندما يأتي أيضاً إلي النوافل سوف يجد أنها ليست على درجة واحدة وأهم النوافل صلاة الليل وراتبه الفجر ثم بعد ذلك تأتي بقية رواتب الصلوات المفروضة ثم بعد ذلك الصلوات التي لها سبب وهكذا كذلك أيضاً عندما يأتي إلي القسم الأول وهي الصلوات المفروضة يجد أنها بعضها آكد من بعض وأفضل من بعض على فرضيتها وأنها كلها مفروضة لكن صلاة العصر في ما يبدو أفضل من بقية الصلوات وذلك لأنه على القول الراجح هي الصلاة الوسطي وجاء في ابن حبان وغيره أن صلاة العصر ما حافظ عليها له أجرين له أجران فهذا لم يأتي في باقي الصلوات فالعصر هي آكد من بقية الصلوات الخمسة ثم يلي ذلك صلاة الفجر التي من صلها كتب له قيام ليلة ثم بعد ذلك صلاة العشاء ثم بعد ذلك صلاة المغرب والظهر فأقول أن قضية الصبر والتقسيم والجمع هذه قضية مهمة وينبغي لطالب العلم أن ينتبه إلى هذا وأن يكون ماشياً وسائراً على هذه القاعدة التي نبهنا عليها ربنا عز وجل ثم نبيه الكريم صلي الله عليه وسلم نعم الفائدة الثالثة التي نستفيدها من الحديث هو أن الإسلام له خمسة أركان كما جاء في هذا الحديث ويؤيد هذا ما جاء في الصحيين من حديث عكرمة عن ابن عمر أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال بني الإسلام على خمسة فذكر هذه الخمسة وأن الإيمان مبني على ستة أركان كما جاء في هذا الحديث وأن الإحسان مبني على ركن واحد ألا وهو عبادة الله ألا وهو أن الإنسان يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإنه يراه يعبد الله كأنه يراه فإن لم يكن يراه فإن الله عز وجل يراه إذن الإسلام مبني على الأركان الخمس والإيمان على(1/10)
ستة والإحسان على ركن واحد الفائدة الرابعة هو في أهمية بناء الإسلام والإيمان والإحسان بعضها أو في أهمية بناء هذه الأشياء الثلاثة على مل تقدم من الأركان فعندما نعرف أن الإسلام مبني على هذه الأركان الخمسة هذا يدعون إلي الاهتمام بهذه الأركان الخمسة أكثر من غيرها وعندما نعرف أن الإيمان مبني على الأركان الستة يدعون غلي الاهتمام بها أكثر من غيرها أو هكذا ولا يخفي أن الركن هو جانب الشي الأقوى الركن هو جانب الشي الأقوى الذي عليه الاعتماد بالنسبة إلي الإسلام جوانبه القوية هي الأركان الخمسة فالإسلام يقوم على هذه الأركان الخمسة والدين كله راجع إلي هذه الأركان الخمسة فأقول فائدة ذلك أن نهتم بهذه الأركان الخمسة أكثر من غيرها وقد دلنا ربنا عز وجل على ذلك ولذلك سبحانه وتعالي يعني بين في كتابه عز وجل في ما يتعلق بالاعتقاد به والإيمان به الذي هو الركن الأول والإيمان برسوله عليه الصلاة والسلام وأنه لا يمكن أن يكون المسلم إلا بذلك ثم بين أهمية الصلاة من خلال بيان حكمها وبيان وحكم من تركه وأيضاً سواء من حافظ عليها وهكذا فأقول فائدة ذلك أن يدعو الإنسان أن يهتم بهذه الأركان الخمسة اكثر من غيرها ويهتم بالأركان الستة في ما يتعلق بالإيمان أكثر من غيرها وبالإحسان كعبادة اله وكأنه يراءك وهكذا فائدة ذلك هو أنه يدعوننا غلي الاهتمام في هذه الأشياء أكثر من غيرها الفائدة الخامسة هو أن بعض هذه الأركان أكثر أهمية من البعض الآخر فالإيمان بالله هذا هو أول شي شهادة أن لا إله إلا الله هذا هو أول أمر أول واجب على العباد ثم الشهادة للرسول عليه الصلاة والسلام بنبوته ورسالته هذا الأمر الثاني ثم الإيمان بالملائكة والكتب والرسل وهكذا الفائدة الخامسة السادسة عفواً هو أنه ينبغي على المسلم أن يتعلم هذه الأركان من ثلاثة جهات أولاً يتعلمها في ما يتعلق بأحكامها ومسائلها ثم الأمر الثاني في ما يتعلق بالعمل فيها وتطبيقاها ثم(1/11)
الأمر الثالث في ما يتعلق بالدعوة إليها فعلي الإنسان أن يتعلم ما يتعلق بالشهادتين وما يتعلق بالصلاة والزكاة وهكذا ثم العمل يأتي بعد ذلك ثم الدعوة تأتي بعد ذلك وهكذا فهذا كله مبني أو مستفاد من كون الإسلام والإيمان والإحسان يقوم على ما ذكر من الأركان وهذه مسألة ينبغي للمسلم أن ينبه لها وهو أن كثير من الناس قد ينشغل بأشياء هي من جزئيات الإسلام وليست من أسس الإسلام وأركانه وأصوله كما هو حال المبتدعه أو المبتدعة عفواً المبتدعة يخالفون ما جاء في كتاب الله وسنه رسول الله صلي الله عليه وسلم في ما يتعلق بالعلم والعمل والدعوة في كلا هذه النواحي الثلاثة في ما يتعلق بالعلم تجد يركزون علي ما يسمي بعلم الكلام والفلسفة في ما يتعلق بقضايا الاعتقاد وأن الإنسان لا يكون صحيح الإسلام حتى يتعلم علم الكلام فالمبتدعة يخالفون ما دلت عليه كتاب الله وسنه رسوله صلي الله عليه وسلم كذلك أيضاً في ما يتعلق بالعمل تجدون أنهم لا يركزون على قضايا توحيد الله وإفراده بالعبادة بل تجد يركز على مسألة الإيمان بروبية الله عز وجل وهذا حق لكن لابد من توحيد الألوهية في إفراد الله عز وجل بالعبادة فأقول تجد أنه في العمل لا يركزون على هذا وإنما يركزون فيما يتعلق بالإيمان بالله عز وجل والتوكل عليه كذلك أيضاً في ما يتعلق بالدعوة تجد لا يركزون على ما يتعلق بتوحيد الله وإفراد بالعبادة والبراء من الشرك والمشركين والكفر بالطاغوت وإنما ينشغلون في قضايا أخري وفي مسائل ثانوية فإما تجد انهم يركزون على قضية الحكم فقط وهذا حق لكن التركيز عليها دون ما يتعلق أولاً بتوحيد الله وإفراده بالعبادة هذا باطل خلاف ما جاء في الكتاب والسنه كل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أول ما دعوا إلي توحيد الله هو إفراده بالعبادة وتحكيم شريعة الله عز وجل داخلة في ذلك لكن لا تخص من باقي ذلك أو تجدون انهم ينشغلون في قضايا الاقتصاد أو قضايا المرأة ويتركون كما(1/12)
تقدم بتوحيد الله وإفراده بالعبادة والشرك والمشركين والكفر بالطاغوت فأقول لا شك ينبغي الانتباه إلي هذا وقد بين لنا ربنا عز وجل السبيل في هذا الأمر وبين لنا طريقة الهدايا من خلال ما بينه لنا عز وجل في كتابه ثم الرسول عليه الصلاة والسلام في سنته ولذلك في الصحيحين من حديث أبي معبد نافذ عن ابن عباس أن الرسول عليه الصلاة والسلام عندما أرسل معاذ بن جبل قال إنك سوف تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكون أول ما تدعونهم هي شهادة أن لا إله إلا الله إلي آخر الحديث فينبغي الانتباه في هذا الأمر غاية الانتباه المسألة السابعة هو أو هي في تعريف الإيمان والإسلام والإحسان وحد وزوابط هذه المصطلحات فالإسلام مأخوذ من الاستسلام والانقياد عفواً الإسلام مأخوذ من الاستسلام والانقياد وه إسلام الوجه لله والانقياد له بالطاعة والبراء من الشرك وأهله فهذا هو الإسلام وهو كما تقدم مبني على الأركان الخمسة أو ما يتعلق بالإيمان فالإيمان هو من حيث المعني اللغوي هو التصديق وأما من حيث المعني الشرعي فهو الإيمان هو عفواً الاعتقاد بالقلب اعتقاد بالقلب ونطق باللسان وعمل بالأركان وانه يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية وأما ما يتعلق بالإحسان فهو كما جاء في الحديث طبعاً من حيث المعني اللغوي الإحسان هو الإتقان وأداء الشي على الوجه المطلوب وإما معناه الشرعي فهو عبادة الله كأنك تراه وهو دوام المراقبة لله عز وجل نعم بالنسبة إلي الإيمان طبعاً له تعريف وله أركان وله كذلك أيضاً شعب فتقدم الكلام على ما يتعلق بالأركان وما يتعلق أيضاً بتعريفه أما ما يتعلق بشعبه فكما جاء في الصحيحين من حديث عبد الله بن دينار بن صالح عن أبي هريرة أن الإيمان بضع وسبعون شعبة او بضع وستون شعبة طبعاً هذا لفظ مسلم أعلاها قول لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياة شعبة من الإيمان فأقول الإيمان أيضاً له شعب وجاء في الصحيح بضع وسبعون أو بضع وستون(1/13)
والصواب من هاتين الروايتين بضع وسبعون هذا هو الأرجح وذلك لما جاء بإسناد غير الإسناد الذي جاء من طريق عبد الله بن دينار جاء بإسناد آخر من حديث جعفر بن فرقان عن يزيد بن الأصم عن أبى هريرة عند الإمام أحمد أن الإيمان بضع وسبعون شعبة فأرجح اللفظين بضع وسبعون شعبة وعلى هذا سار ابن حبان والبيهقي وغيرهم من أهل العلم وغيرهم من تكلم على شعب الإيمان ولشعب الإيمان وأركانها على الوثيقة فأولاً كل أركان الإيمان من الشعب كل أركان الإيمان من الشعب كما في حديث الشعب قال أعلاها لا إله إلا الله وفي الأركان قال النبي صلي الله عليه وسلم تؤمن بالله وملائكته فكل أركان الإيمان داخلة في الشعب ثانياً أن الشعب أكثر من الأركان فالأركان ستة وأما الشعب فهي بضع وسبعون كما تقدم ثالثاً إن الأركان إذا لم يأتي بها الإنسان فإنه يكفر عافنا الله وإياكم من ذلك وأما الشعب ففي بعضها إذا لم يأتي بها يكفر وفي بعضها إذا لم يأتي بها فقد ترك واجباً ومستحق للوعيد لكنه لا يكفر وفي بعضها لم يأتي به لا يكون عليه شي لأنه يكون قد ترك مستحبا فإن الشعب على ثلاثة أقسام من حيث الحكم إما أن تكون أركان ما تقدم أن تؤمن بالله وملائكته ورسله وأيضاً داخل في هذا إقامة الصلاة من الشعب وإيتاء الزكاة من الشعب والحج والصوم كلها من الشعب فمثلاً عدم الإيمان بالله فلا شك أن هذا كفر أو عدم الإيمان بالرسول فهذا كفر أو عدم أداء الصلاة فهذا كفر أيضاً فالشعب منها لو لم يأتي بها الإنسان لكفر ومنها ما لو لم يأتي به يكون مستحقاً للعقوبة والوعيد ولكنه لا يكفر فمن الشعب الإيمان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذه الشعبة واجبة قال الرسول عليه الصلاة والسلام في حديث في صحيح مسلم من عن أبي سعيد الخدري من رأي منكم منكراً فيغيره بيده فليجب على الإنسان أن ينكر المنكر وان يأمر بالمعروف فعندما الإنسان يقصر في هذا ولا ينكر فالمنكر فهذا يكون قد ترك واجباً وليس(1/14)
معني هذا أنه يترك الإنكار مطلقا حتى ولو بقلبه لا ينكر فمن لمن ينكر ولو بقلبه فهذا ليس بمسلم هذا كافر عافانا الله وإياكم ليس بمسلم وليس بمسلم كما في حديث أبي سعيد السابق قال وليس حبة خردل من الإيمان فالإنسان عندما لا ينكر المنكر حتى ولا بقلبه فهذا دليل على أنه عنده الأشياء سواء سواء كان ذلك شرك بالله ولا كان ذلك ترك للصلاة أو ترك للزكاة أو كذا فإذا كان لا ينكر ذلك حتى بقلبه دل على أنه ليس عنده إيمان كما جاء في نفس الحديث نعم أقول ومنها ما هو المستحب مثلاً تنهيه الأذى عن الطريق كما جاء في حديث الشعب فحديث الشعب هو على الأقسام الثلاثة فعفواً الشعب هي على هذه الأقسام الثلاثة فالإيمان إذن له تعريف وله كذلك أيضاً أركان وله شعب له تعريف حد وزابط وله أركان وله شعب والفرق ما بين الأركان والشعب أن الأركان داخلة في الشعب بخلاف الشعب فإنها يعني طبعاً زائدة وأن الشعب أكثر من الأركان وأن الشعب فيه ما هو ركن وفريضة وفيه ما هو واجب وفيه ما هو مستحب وليس بواجب نعم بالنسبة الإيمان والإسلام كما تقدم أن الإيمان والإسلام أحياناً يكون معناهما واحد وأحياناً يتغيران من حيث المعني فيكون معني الإسلام هو ما يتعلق بالأمور الظاهرة من الصلاة والزكاة والحج والصيام ويكون معني الإيمان ما يتعلق بالأمور الباطنة ما يتعلق بالإيمان بالله عز وجل والإيمان بكتبه ورسله إلي آخره فأما الإيمان يتعلق بالأشياء الظاهرة وهو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله بلسانه وأداء الصلاة بعمله وجوارحه وهكذا وهذا ما جاء في هذا الحديث فالإسلام والإيمان عندما يتجمعا يفترقا من حيث المعني وعندما يفترقا يدخل أحدهما في الآخر يعني في قوله عز وجل: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْأِسْلامُ) يدخل في هذا الأعمال الباطلة والأعمال الظاهرة ويدخل في هذا الإحسان
((1/15)
1/ب) الشيخ: الباطلة والأعمال الظاهرة يدخل في هذا الإحسان ولذلك في نهاية حديث جبريل قال هذا جبريل آتاكم ليعلمكم أمر دينكم فعندما يطلق الإسلام يدخل فيه الإيمان والإحسان وعندما يدخل كذلك أيضاً الإيمان يدخل فيه كذلك أيضاً الإسلام والإحسان وعندما يطلق الإحسان فلا شك أن كل محسن فهو مسلم ومؤمن لكن عندما يجتمع الإيمان والإسلام فإنهما يفترقا ولذلك جاء في سورة الحجرات عندما ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) فأنكر الله عز وجل عليهم ادعائهم للإيمان وبين أنهم مسلمين فقط وليس بمؤمنين لأن الإيمان أعلى درجة من الإسلام نعم الفائدة السابعة الثامنة التي تستفاد من هذا الحديث هو أنه جاء في بعض النصوص نفي الإيمان على الإنسان وهذا الإيمان المنفي هو على قسمين أما أن يكون منفي كل الإيمان فهذا لا يكون مسلم وإما أن يكون المنفي هو جزء منه وليس كله فمثال على الأول هو ما جاء في حديث سعيد الخدري عندما ذكر مراتب قال وليس وراء ذلك حبة خردل من إيمان فنفي كل الإيمان فهذا كما تقدم يكون كافراُ عافنا الله وإياكم من ذلك وبالنسبة للأمر الثاني ما جاء عليه هو ما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة قال لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن وفي بعض ألفاظ الحديث قال ولا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليها يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن فهنا المنفي الإيمان الذي هو أعلى من الإسلام فيخرج من الإيمان إلي الإسلام يخرج من الإيمان إلي الإسلام فلا يكون مؤمناً وعندما يكون في هذه الحالة مسلما وليس كما تقول الخوارج عندما تفعل ذلك يكون كافرا ليس الأمر كما تقول الخوارج والمعتزلة الخوارج يقولون إن من أتركب الكبائر كفر والمعتزلة يقولون لا أنه لا يكفر لكن يكون في منزلة بين(1/16)
المنزلتين لكن يتفق مع الخوارج على تخليده في النار فكلا المقالتين فهذا يخرج من الإيمان إلي الإسلام ويدل على هذا النصوص التي جاءت وفيها أن الإنسان لا يكفر بفعله في القتل أو الزنا والسرقة وما شابه ذلك ومن ذلك ما جاء في قوله تعالي: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِك) القتل والزنا أو ترك أو عدم إتاي الزكاة أو عدم الصوم وما شابه ذلك ومن ذلك فيما يتعلق بالقتل كما في قوله تعالي نعم كما في قوله عز وجل : (وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا) فسماه المؤمنين مع وجود القتال لا هذا الإيمان ليس هو الإيمان المطلق وإنما هذا هو مطلق الإيمان الذي هو في منزلة الذي هو الإسلام فأقول ينبغي الانتباه إلي هذا الأمر حتى لا يقع الإنسان في ما وقعت فيه الخوارج والمعتزلة عافنا الله وإياكم من ذلك وكذلك أيضاً لا يقع في ما وقعت به المرجئة من أن الإنسان مهما عمل من المعاصي والسيئات يكون تام وكامل الإيمان وتفسير هذا في ما سوف يأتي فأقول المسألة التاسعة أن الإسلام والإيمان هما في الحقيقة على درجات فالإسلام في ذاته في ثلاثة درجات والإيمان أيضاً على ثلاث درجات وكذلك أيضاً الإحسان وكذلك أيضاً الإحسان فعندما يكون الإنسان طبعاً شرح هذا قد يطول والآن ما بقي كثير وقت ولعلي أقف في هذا في بيان هذه الدرجات ولعله في الدرس القادم بمشيئة الله أتكلم على هذه الدرجات .
الطالب:
الشيخ: ها ولا لعل الحديث الثاني والثالث.(1/17)
الطالب: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلي الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا أما بعد قال الإمام النووي رحمه الله تعالي في الأربعين الحديث الثاني عن عمر رضي الله عنه أيضا قال بينما نحن جلوس عند رسول الله صلي الله عليه وسلم ذات يوم اطلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يري عليه أثر السفر ولا يعرفه منا أحد حتى جلس إلي النبي صلي الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلي ركبتيه ووضع كفيه على فخديه وقال يا محمد أخبرني عن الإسلام فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصوم رمضان وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا قال صدقت فعجبنا له يسأله ويصدقه قال فأخبرني عن الإيمان قال أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره قال صدقت قال فأخبرني عن الإحسان قال أنت تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك قال فأخبرني عن الساعة قال فما المسئول عنها أعلم من السائل قال فأخبرني عن أماراتها قال أنت تلد الآمه ربتها وأن تري الحفاة العراة العالة يتطاولون في البنيان ثم انطلق ثم لبثت ملياً ثم قال يا عمر أتدري من السائل قلت الله ورسوله أعلم قال فإنه جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم رواه مسلم.الحديث الثالث عن أبي عبد الرحمن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وإقامة الصلاة وإتاي الزكاة وحج البيت وصوم رمضان رواه البخاري ومسلم.(1/18)
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد فقد تقدم الكلام بالأمس على بعض المسائل المتعلقة بحديث جبريل ووصلنا جزاءك الله خير ووصلنا إلي الكلام على المسالة وهي أن كل من الإسلام والإيمان والإحسان أن كل منها تنقسم إلي أقسام فالإسلام ينقسم إلي ثلاثة أقسام والإيمان ينقسم إلي كذلك والإحسان فبالنسبة إلي الإسلام هناك قسم لابد فيه حتى يكون المرء مسلماً وهناك ما يسمي بالإسلام الواجب الذي هو زيادة على الأول وهناك ما يسمي بالإسلام الكامل الذي هو أكثر من الثاني فأما ما يتعلق بالقسم الأول وهو الأمر الذي لا بد منه حتى يكون المرء مسلماً فهو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وأداء الصلاة فبهذا يكون المرء مسلماً ولا يكون إلا بذلك ولا يكون إلا بذلك هناك الإسلام المطلق وهناك مطلق الإسلام فالإسلام المطلق إذا أطلق ينصرف إلي الإسلام الكامل والإتيان بالأركان والواجبات وتكرير ذلك بالسنن والمستحبات وأما مطلق الإسلام فهو الشي الذي لابد منه حتى يكون المرء مسلماً من لم يصلي فهذا كما يأتي عافانا الله وإياكم فهو ليس بمسلم بل هو كافر فهذا الشي لابد فيه حتى يكون المرء مسلما وأما القسم الثاني من أقسام الإسلام هو الإسلام الواجب الذي يأتي فيه الإنسان بما لابد منه في الإسلام حتى يكون المرء مسلماً ويأتي أيضاً بالواجبات كغير ما تقدم كأداء الزكاة والصوم والحج طبعاً ما يخفي أن عدم أداء الزكاة أو عدم الصوم والحج أن هذا فسق وكبيرة من كبائر الذنوب إذا كان الإنسان مؤمناً بذلك ولكنه لم يأتي بها ولم يكن جاحداً لها فهذا مسلم فاسق نعم وأما القسم الثالث كما تقدم هو الإتيان بالواجبات الإتيان بالأركان والواجبات أو تكرير ذلك بالسنن والمستحبات ودليل هذا ما تقدم أن الله عز وجل يقسم عباده إلي ثلاثة أقسام إلي من هو ظالم لنفسه وهو الذي يأتي بما لابد فيه من الإسلام مع ترك الواجبات وهذا(1/19)
هو الظالم لنفسه وإما يكون مقتصد وهو أن يأتي بالأركان والواجبات وإما أن يكون سابق بالخيرات فهذا الذي يأتي بالأركان والواجبات ويكمل ذلك بالسنن والمستحبات وفائدة هذه التقسيم هو أنه أحياناً تأتي نصوص بنفي الإيمان أو بنفي الإسلام وهذا النفي لا يكون إلا بأن يأتي الإنسان بما هو ناقض من نواقض الإسلام أو أن يترك الإنسان ما هو واجب من واجبات الإسلام يعني مثلاً لا إيمان لا إسلام لمن لا أمانة له هذا على قسمين إما أن يكون ليس عنده أمانة مطلقاً ومن الأمانة ما هو أفترضه الله عز وجل على عباده من عبادته وحده لا شريك له الله عز وجا عرض الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملها وأشفقنا منها وحملها الإنسان فالأمانة هي جميع التكاليف التي كلف الله عز وجل بها عباده فأقول من لم يأتي أصلاً بالتكاليف فهذا ليس بمسلم هذا ليس بمسلم وأما إذا كان ما يؤدي الأمانة المعروفة عندما يؤتمن على شي لا يؤديه فهذا يكون قد ترك الأمانة الواجبة التي إذا لم يؤديها الإنسان لا يخرج على الإسلام وإنما يكون قد قصر في الإسلام وانتقص منه فأقول ما يأتي من نفي الإسلام في كتاب الله وفي سنه رسول الله صلي الله عليه وسلم هو ما أنصرف إلي واحد من الأمرين السابقين أما أن يكون هذا نفي لجميع الإسلام من أساسه وأصله وبالتالي يكون صاحبه مرتداً عافنا الله وإياكم من ذلك كما ثبت عند ابن نصر في كتابه تعظيم قدر الصلاة في الحديث أنه سمع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يخطب على المنبر فقال في ما قال يا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة فقال لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة فهذا نفي لجميع الإسلام لأنه جاءت النصوص مبينة بأن ترك الصلاة يكون كفرا مخرجاً من الملة وبالتالي لا يكون عند الإنسان إسلام عندما يكون واقعاً في نفيه للصلاة وبالنسبة إلي الأمر الثاني كما تقدم ما جاء عن الرسول عليه الصلاة والسلام وهو لا إيمان عفواً لا إسلام لمن لا(1/20)
أمانة له فهذا مفسر على الأمرين السابقين وأما بالنسبة لنفي الإسلام الكامل أو الإسلام المطلق فهذا لا يكون في ما يتعلق بالأمر الثالث يعني ما يأتي في الكتاب والسنه من نفي للإسلام لا يكون هذا في من ترك بعض المستحبات أو السنن أو الأشياء المستحبة هذه لا هذا لا يكون في ذلك أبداً وإنما يكون في الأمر الأول والثاني والدليل على هذا أن الشارع لا ينفي الإسلام لمن ترك شيئاً مستحباً وإما أن يكون ترك شيئاً مستحبا وإنما ينفي الإسلام في من ترك شيئاً يكون به كافرا عافنا الله وإياكم من ذلك أو يكون قد ترك شيئاً واجبا فيكون قد انتقص من إسلامه مثلاً ما جاء في حديث زيد بن ألقم الذي رواه النسائي وغيره أن الرسول عليه الصلاة والسلام من لم يأخذ شاربه فليس منا فنفي عليه الصلاة والسلام في من لم يأخذ شاربه نفي أن يكون من المسلمين فهذا في ترك الإسلام الواجب فالأقرب من الشارب هو واجب من الواجبات بهذا الحديث وقد نقل أبو محمد بن حزم رحمه الله الإجماع على أن إعفاء اللحية فرض والأخذ من الشارب على أن إعفاء اللحية فرض والأخذ من الشارب فرض أيضاً وبهذا التقسيم السابق أو فائدة هذا التقسيم هو أننا نرد على طائفتين من الناس الطائفة الأولي طائفة الخوارج والمعتزلة والطائفة الثانية هي طائفة المرجئة والجهمية كما هو معلوم عند الطائفة الأولي أنه إذا انتفى شي من الإسلام أو الإيمان أن الإسلام والإيمان ينتفي أصلاً ومطلقاً وأساساً وهذا من الخطأ الذي وقعوا فيه وعند الطائفة الثانية وهي طائفة المرجئة والجهمية أن الإيمان والإسلام لا ينقصان وإنما إيمان الإنسان وإسلامه كاملان لكن عندهم التفاضل يكون فقط في الأعمال عندما التفاضل عندما يكون في العمل ولا يكون في أصل الإسلام أو الإيمان وهذا بطال فأقول هذا هو فائدة التقسيم وأقول أيضاً في الإيمان نفس ما تقدم في الإسلام وأقول كذلك أيضاً في الإحسان نفس ما تقدم أيضاً في الإسلام فأيضاً ما يقال(1/21)
في هذين الأمرين يقال في الإسلام وهذا في الحقيقة كل شي يمكن أن يقسم إلي هذه الأقسام الثلاثة كل شي يمكن أن يقسم إلي هذه الأقسام الثلاثة فحتى الصلاة يمكن أن تقسم إلي هذه الأقسام الثلاثة هناك الصلاة الكاملة وهي عندما يأتي الإنسان بالأركان والواجبات فيكمل ذلك بالسنن والمستحبات وهناك الصلاة التي دون ذلك أي الواجبة وهو عندما يأتي الإنسان بالأركان ويكمل ذلك بالواجبات ولا يأتي بالسنن والمستحبات والثالث هو أن يترك الإنسان بعض الواجبات التي يكون فيها نقص لصلاته ولا يؤدي إلي بطلانها يكون فيها نقص في صلاته ولكن لا يؤدي هذا إلي بطلان هذه الصلاة وحديث شعب الإيمان دال على ما تقدم حديث شعب الإيمان دال على ما تقدم فكما تقدم لنا أن شعب الإيمان التي هي بضع وسبعون أنهتا تنقسم إلي الأقسام الثلاثة منها ما هو ركن كما هو بالنسبة للإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم والآخر وبالقدر خيره وشره وهذا أوسع ويدخل فيها كذلك أيضاً أقل الصلاة منها ما يعتبر واجباً كما تقدم لنا في ما يتعلق بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومنها ما يعتبر مستحباً كما في تقدم لنا في قوله عليه الصلاة والسلام وإماطة الذي عن الطريق صدقة أو عفواً وإماطة الأذى عن الطريق جعل الإيمان إماطة الذي عن الطريق نعم الفائدة الأخرى المبنية على الفائدة السابقة هو كما تقدم أن أصل الإيمان والإسلام يتفاضلان يعني هناك أيضاً من بعض من ينتسب للسنه جعل أصل التصديق في قلب الإنسان لا يتفاضل هذا ليس بصحيح فالتفاضل في ما يتعلق بالإيمان يكون في أصله هو التصديق ويكون كذلك أيضاً في العمل يكون في أصله الذي هو التصديق في قلب المسلم ويكون كذلك أيضاً في عمله فكل ما كان الإنسان أكثر تصديقاً وأكثر عملاً كل ما كان أكثر إيمان والعكس بالعكس كل ما قل تصديقاً ويقيناً وقل عمله كل ما كان أقل إيمان فهذا هو مذهب أهل السنه والجماعة والله عز وجل أطلق الزيادة زيادة(1/22)
الإسلام والإيمان كما أنه يفهم من النصوص الأخرى أيضاً كما أيضاً يفهم من النصوص الأخرى فيها النقصان وما زاد شي إلا ونقص وحديث أيضاً حديث أبي سعيد الخدري في إنكار المنكر قال وليس روي ذلك حبة خردل من إيمان فنفي الإيمان فهذا فهذه الزيادة تكون في أصل التصديق وفي العمل لأن كل هذا يسمي إيمان كما تقدم لنا أن الإيمان هو اعتقاد الإنسان وقوله بلسانه وعمل بأركانه فكل هذا إيمان كل هذا تدخل في الزيادة والنقصان وهذا يجده الإنسان أيضاً بالإضافة إلي ما جاء في النصوص يجده الإنسان في قلبه فيجد أحياناً أكثر تصديقاً ويقيناً وأحياناً من يجد من نفسه أن هذا التصديق واليقين قد وهكذا فأقول فائدة التقسيم السابق هو أن نفهم النصوص التي جاءت في الكتاب والسنه التي فيه نفي الإيمان و الإسلام وكذلك أيضاً نرد بالتالي على أهل البدع كالجهمية والمرجئة والخوارج والمعتزلة نعم أيضاً مسألة أخرى تتعلق بهذه المسألة وهو أن هناك من أهل العلم ممن جعل الإسلام على قسمين جعل الإسلام على قسمين غير على ما تقدم وذلك قال أن الإسلام أحياناً لا يكون على سبيل الصحة وإنما يكون على وإنما يكون هو قول في اللسان فقط قلنا ما يدخله إيمان ولا يكون هذا الإسلام على سبيل الخوف فقط ولا يكون صاحب حقيقة مسلم وكأن هذا ما ذهب إليه البخاري في صحيحه عندما ذكر وبوب هذه الآية الكريمة: )قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْأِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ) فقال إن هذا الإسلام على سبيل الخوف فقط وهذا الذي قاله البخاري يعني قد يوجد ما يدل عليه نوعاً ما وذلك أن هناك من الصحابة ممن أسلم هكذا ثم بعد ذلك دخل الإسلام والإيمان حقيقة في قلبه ثم دخل بعد ذلك الإسلام والإيمان حقيقة في قلبه نعم طبعاً جعل هذا القسم والقسم الثاني هو الإسلام الذي قسمناه في ما سبق وهو يعني كما تقدم القسم الأول الذي لا يكون(1/23)
الإنسان به الذي لابد منه حتى يكون الإنسان به مسلماً فجعل هذا قسم وما يتبعه وجعل السابق قسم آخر نعم أيضاً مما يستفاد من هذا الحديث في ما يتعلق بأول هذا الحديث وهو مجيء جبريل جبريل جاء في هذا الحديث على صورة رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يري عليه أثر السفر ولا يعرف من أحد فجبريل أحياناً يأتي على صورته التي خلقها الله عز وجل عليها كما ثبت في حديث ابن مسعود الثابت في الصحيح أن الرسول عليه الصلاة والسلام رأي جبريل على صورته مرتين فمره رآه له ستمائة جناح كل جناح قد سد الأفق فأحياناً يأتي على صورته التي خلقه الله عز وجل عليها وأحياناً يأتي على صورة رجل وصورة هذه الرجل كما في جاء في هذا الحديث أحياناً يأتي على قسمين إما أن يأتي على صورة رجل معين كما كان يأتي على صورة دحيه الكلبي وإما أن يأتي على صورة رجل غير معين كما يبدو في هذا الحديث يعني ما جاء على صورة أحد الصحابة مثلاً دحية أو فلان ولا فلان ولا فلان إنما جاء على صورة لم تعرف لهم من قبل نعم أحياناً يأتي جبريل مثل صلصة الجرس وهذا اشد ما يكون على الرسول صلي الله عليه وسلم هذا أشد ما يكون على الرسول صلي الله عليه وسلم وهذه المسألة بإذن الله سوف يأتي الكلام عليها في درس البخاري وذلك في أقسام وصور الوحي فسوف بإذن الله يأتي الكلام عليها في درس البخاري لكن أشرت إليها هنا لأنها متعلقة أو لأن لها تعلق بما جاء في هذا الحديث كذلك أيضاً عندما جاء جبريل عليه السلام جاء على صورة المتعلم جاء على صورة المتعلم فجلس جلسة المتعلم وذلك أنه جلس على ركبتيه وأسند فخديه أو اسند ركبتيه فخديه إلي ركبتي الرسول عليه الصلاة والسلام ووضع يديه على فخذيه فقالوا هذه من صورة المتأدب المتعلم الذي يريد أن يتعلم نعم أيضاً جبريل عليه السلام جاء على هذه الصورة وجلس هذه الجلسة حتى يتعلم الصحابة وينقلهم هذا العلم إلي من أتي من بعدهم فمن صورة التعليم هو(1/24)
طريقة المسائلة وهذه من أهم من أهم صورة التعلم والتعليم وهي طريقة السؤال والجواب وكان النبي صلي الله عليه وسلم يسأل أصحابه وقد بوب البخاري في صحيحه على حديث ابن عمر رضي الله تعالي عنه عندما سأل الرسول عليه الصلاة والسلام الصحابة عن شجرة تشبه المؤمن البخاري قال باب طرح المسألة من قبل الإمام حتى يستفيد ويتعلم أصحابه وليس على طريقة السؤال وإنما على طريقة التعلم ففي الحقيقة أن طريقة السؤال والجواب هي من أهم الأسباب التي تعين بعد توفيق الله على التعلم وعلى توصيل المعلومات ولا يخفي أن هذه الطريقة تتميز بأمري الأمر الأول أن طريقة السؤال فيها شد للانتباه أن طريقة السؤال فيها شد للانتباه الأمر الثاني أن طريقة السؤال تكون مختصرة طريقة السؤال تكون مختصرة وبالتالي أيضاً يكون الجواب في ما يتعلق بهذا السؤال يعني أحيناً من الكلام المسترسل أو المسترسل يأتي الإنسان بزيادات هذه الزيادات يعني بعض الناس تجعله مثلاً ما ينتبه لكن طريق السؤال والجواب في شد للانتباه وفيها أن الجواب محدد على هذا السؤال جواب على السؤال فجبريل جاء بهذه الصورة حتى يتعلم الناس فلذلك قال الرسول عليه الصلاة والسلام بعد أن انتهي من سؤال أبو لهب قال هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم فبين لهم أن الحكمة من مجيئه علي هذه الحالة وسؤاله لهذه الأسئلة إنما المقصود منه التعلم والتعليم نعم كانت جميع هذه الأجوبة يقول جبربل عليه السلام صدقت قال الصحابة فأجبنا له يسأله ويصدقه الأصل في السائل إنه ما يقول صدقت وإنما الأصل في السائل أنه يسمع الجواب ويأخذ الجواب وأما الذي يقول صدقت فهذا في الأصل ليس بسائل لكن بما أن السؤال يكون على طريقتين إما أن الإنسان يسأل ليتعلم ويستفهم وإما أن يكون الإنسان يسأل لكي يعرف المقابل هل عنده علماً أم لا أو لكي يستفيد من هو موجود يعني لا يسأل حتى يتعلم وإنما يسأل حتى يتعلم غيره فإما أن يكون سؤاله حتى يريد ان(1/25)
يستخبر من الذي أمامه هل عنده علم أم لا أو يكون عرف عنده علم لكن يريد من الموجدين أن يسمعون الجواب فالسؤال لا يخرج عن الأمرين السابقين إما أن يكون الإنسان قصده من السؤال أن يعرف الجواب لأنه لم يكن عنده علماً بجواب هذا السؤال وهذا هو الغالب وإما أن يكون قصد السائل هو وإما أن يكون السائل عنده جواباً لهذا السؤال الذي سأله لكن قصده من هذا السؤال أمرين الأمر الأول يريد أن يختبر المسئول كما تقدم في حديث ابن عمر عندما سأل الرسول عليه الصلاة والسلام الصحابة عن الشجرة التي تشبه المؤمن أراد أن يستخبر الناس وأراد أن يختبر الناس وأراد أن ينتبه الناس وإما أن يكون قصد السائل أن يتعلم الغير يعرف أن المسئول عنده جواب لكن يريد أن يتعلم الموجدين كما في سؤال جبريل هنا سأل الرسول عليه الصلاة والسلام حتى يعرف الناس الجواب فلذلك جبريل يقول صدقت صدقت فهذه هي الحكمة من قول صدقت وإلا الأصل السائل ما يقول صدقت لأنه ما يدري وإنما هو يريد أن يتعلم فالأصل في التصديق هو أن يكون الإنسان عنده جواب حتى إذا وافق الجواب الذي عنده يقول صدقت فبما أن جبريل عنده جواب لما سأل والرسول عليه الصلاة والسلام عنده جواب لما سأل جبريل فلذلك كان جبريل يقول صدقت لأنه عنده جواب لما سأل وإنما أراد أن يتعلم الناس الذين كانوا موجدين ليلغون هذا لغيرهم فهذه هي الحكمة من وقله صدقت ولعلي أقف عند هذا ونأتي للحديث الذي بعده وهو حديث ابن عمر إن الرسول عليه الصلاة والسلام قال بني الإسلام على خمس ثم ذكر أركان الإسلام فأقول أولاً ما يتعلق بهذا الحديث هل الحديث خرجه الشيخان أو أصحاب السنن وغيرهم من طريق حنظلة بن أبي سفيان عكرمة أبن خالد عند عبد الله بن عمر وجاء من طرق أخري عند مسلم وغيره من غير طريق عكرمة بن خالد هذا نعم هذا الحديث أيضاً من الأحاديث الجامعة الشاملة لمسائل كثيرة وذلك أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال بني الإسلام على خمس(1/26)
ثم ذكر هذه الخمس وهذه الخمس هي شاملة لكل الدين هذه الأشياء الخمسة شاملة لكل الدين نعم أولاً يستفاد من هذا الحديث أن الإسلام مبني على خمسة أركان وهي أولاً الشهادتين ثم الصلاة ثم الزكاة ثم الصوم ثم الحج فأولاً الإسلام مبني على هذه الأركان الخمسة ثانياً إذن ما عدا هذه الأركان الخمسة ليس من أركان الإسلام ما عدا هذه الأشياء الخمسة ليس من أركان الإسلام يعني مثلاً الجهاد ليس من أركان الإسلام أو مثلاً الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس من أركان الإسلام فإذن الأركان أو عفواً أركان الإسلام هي هذه الأشياء الخمسة إذن ما عداها لا يعتبر ركناً الأمر الثالث هو أن الركن هو جانب الشي الأقوى جانب الشي القوى هذا هو الركن فإذن هذه الخمسة هي جوانب الإسلام القوية هي جوانب الإسلام القوية هذه الأشياء الخمسة فنستفيد من ذلك وهي الفائدة الرابعة أن هذه الأشياء الخمسة هي جوانب الإسلام القوية إذن على الإنسان أن يعطيها أهميتها التي أمر الله عز وجل بأن تعطي إياه من حيث الأهمية الأمر الخامس هو أن الركن ينقسم إلي قسمين إما أن يكون ركناً معنوياً وإلا أن يكون هذا الركن ركناً حسيا فمثلاً هذا البناء الذي هو المسجد له أركان حسية والإسلام له أركان معنوية له أركان معنوية نعم سادساً أن هذه الأركان الواجبة على الإنسان كما تقدم أن يعطيها أهميتها فيهتم بها أكثر من غيرها وأن يهتم بها من ثلاث جهات الجهة الأولى أن يتعلمها الجهة الأولي ان يتعلمها والجهة الثانية أن يعلم بما تعلمه منها والجهة الثالثة أن يدعو الناس إليها كما جاء ذلك في سورة العصر في قوله عز وجل بسم الله الرحمن الرحيم : (وَالْعَصْرِ) (إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) فذكر العلم والعمل والدعوة نعم المسألة السابعة أن هذه الأشياء هي بالترتيب من حيث الأهمية أو شي(1/27)
شهادتين ثم بعد ذلك الصلاة ثم الزكاة ثم الصوم والحج ففائدة هذا أن الإنسان لا يهتم بالصلاة أكثر من اهتمامه بالتوحيد ولا يهتم بالزكاة أكثر من اهتمامه بالصلاة ولا يهتم بالصوم والحج أكثر من اهتمامه بالزكاة وهكذا وهذه مسألة مهمة كثير من الناس سواء كان تعلماً أو عملاً أو دعوة يقدم شي على شي آخر وهذا طريقة أهل البدع والمخالفين لكتاب الله وسنه رسول الله صلي الله عليه وسلم ولذلك في الصحيحين أو قبل ذلك أن الله عز وجل عندما أرسل الأنبياء أول ما أمرهم أن يدعون الناس إلي عبادته وحده لا شريك له فلا يبدأ الإنسان بالصلاة قبل ذلك أو بالزكاة قبل ذلك وهذه مهمة على وضوحها وبيانها وأهميتها إلا أن كثير من الناس يغفل عن ذلك ويهتم بأشياء هي دون ذلك ومن ذلك كثرة الاهتمام بالأشياء الجريئة وإعطاء هذه الأشياء أكثر من حقها ونصيبها يعني كما ضربت مثلاً في مكان آخر يعني مثلاً مسألة النزول في الصلاة هل على ركبتين أو اليدين كم من شخص ألف في ذلك وكثر الكلام على هذه المسألة في ما سبق وكان كثير من الناس لا يسأل في الغالب أو كثير ما يسأل عن هذه المسألة فالانشغال بهذه الأشياء ولا شك أنها من الدين لكن لا تنشغل بها عن ما هو أهم ولذلك ليس من طريقة أهل السنه والحديث الانشغال بهذه الجزيئات أكثر من غيرها الذي هو أهم منها طبعاً الناس طرفان ووسط هناك من يقول والعياذ بالله أن هذه وأن هذه كذا وأن هذه كذا ولا تسأل عنها ولا تتعلمها ولا كذا ولا كذا هذا باطل وهناك كما تقدم من يرفعها فوق حقها ويقدمها على ما هو أهم منها على ما هو منها فهذا فكلا هاتين الطائفتين هما في محل استنكار وإنكار وقد خالفوا المنهج الذي دل عليه كتاب الله وسنه رسوله صلي الله عليه وسلم ولذلك في الصحيحين في حديث أبي معبد نافذ عن ابن عباس أن الرسول عليه الصلاة والسلام عندما أرسل معاذ بن جبل إلي أهل اليمن قال إنك سوف تقدم على قوم من أهل الكتاب فليكن أول ما(1/28)
تدعوا إليه شهادة أن لا إله إلا الله لا تبدأ بالزكاة ولا تبدأ بالحج ولا كذا ولا تبدأ بكذا بل أن في كثير من الأحاديث بل إن كثير من الأحاديث هو تذكر الأشياء الثلاثة التوحيد والصلاة والزكاة وقد لا يذكر الصوم ولا الحج لأن هذه الأشياء الثلاثة هي الأهم واكثر أهمية من التي قبلها فأقول أن ينبغي أن ينتبه إلي هذه المسألة نعم أن هذه الأشياء الثلاثة هي في الحقيقة عفواً هذه الأركان الخمسة هي على قسمين من حيث الإسلام وعدمه فطبعاً الشهادتين والصلاة لا يكون الإنسان مسلم إلا بها لكن لو ترك الزكاة أو الصوم أو الحج ليس على سبيل الجحد فهذا يكون عاصي وفاسق ومرتكب لكبائر من كبائر الإثم لكنه لا يكفر بذلك وطبعاً أدلة تكفير تارك الصلاة هذه معروفة لكثير من الإخوان وليس هذا بيان موطن ذلك فدل الأدلة على كفر تارك الصلاة وهذا محل إجماع من الصحابة ثم حصل الخلاف بعد ذلك فلا يعتد بقول من خالف بعد أن دلت الأدلة على تكفير تارك الصلاة وعلى أن الصحابة قد اجمعوا على كفر تارك الصلاة(1/29)