حَدِيْث بقية بن الوليد، عن يونس بن يزيد الأيلي ، عن الزهري، عن سالم (1)، عن ابن عمر مرفوعاً (2) : (( من أدرك ركعة من صلاة الجمعة أو غيرها ، فَقَدْ أدرك الصلاة )) (3).
قَالَ أبو بكر بن أبي داود (4) : ((
__________
(1) هُوَ سالم بن عَبْد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي ، أبو عمر أَوْ عَبْد الله المدني ، أحد الفقهاء السبعة ، وَكَانَ ثبتاً ، عابداً ، فاضلاً ، كَانَ يُشَبَّه بأبيه في الهدي والسمت ، مات سنة ( 106 ه) . تهذيب الكمال 3/95 ( 2133 )، وسير أعلام النبلاء 4/457 ، والكاشف 1/422 ( 1773 ) .
(2) المرفوع : هُوَ ما أضيف إلى النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قولاً أَوْ فعلاً أو تقريراً . انظر : الكفاية ( 58 ت ، 21 ه) ، والتمهيد 1/25 ، ومعرفة أنواع علم الْحَدِيْث : 54 وفي طبعتنا : 116 ، وإرشاد طلاب الحقائق 1/157 ، والتقريب: 50 وطبعتنا: 94 ، والاقتراح : 195 ، والمنهل الروي : 40 ، والخلاصة : 46 ، والموقظة : 41 ، واختصار علوم الْحَدِيْث : 45 ، ونكت الزركشي 1/411 ، والشذا الفياح 1/139 ، والمقنع 1/73 ، وشرح التبصرة والتذكرة 1/116 ، وفي طبعتنا 1/180 ، ونزهة النظر : 140 ، ونكت ابن حجر 1/511 ، والمختصر : 119 ، وفتح المغيث 1/98 ، وألفية السيوطي : 21 ، وشرح السيوطي عَلَى ألفية العراقي : 143 ، وفتح الباقي 1/171 بتحقيقنا ، وتوضيح الأفكار 1/254 ، وظفر الأماني : 227 ، وقواعد التحديث : 123 .
(3) أخرجه ابن ماجه ( 1123 ) ، والنسائي 1/274 ، وفي الكبرى ( 1540 ) ، وابن عدي في الكامل 2/267 ، والدارقطني 2/12 .
(4) هُوَ الإمام العلامة الحافظ شيخ بغداد عَبْد الله بن سليمان بن الأشعث ، أبو بكر السجستاني ، لَهُ مصنفات مِنْهَا : " المصاحف " و " النَّاسِخ والمنسوخ " و " البعث " ، مات سنة ( 316 ه) .
طبقات الحنابلة 2/44 و 47 ، وسير أعلام النبلاء 13/221-222 و 231 ، ومرآة الجنان 2/202 .(1/1)
لَمْ يروه عن يونس إلا بقية )) (1) .
أقول : بقية مدلس ممن اشتهر بتدليس التسوية (2) ، وَقَدْ أخطأ في هَذَا الْحَدِيْث من وجهين :
الأول :
إنه جعل الْحَدِيْث من رِوَايَة الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر ، ورواه الجمع الغفير من أصحاب الزهري عَنْهُ ، عن أبي سلمة بن عَبْد الرحمان (3) ، عن أبي هُرَيْرَة ، مرفوعاً ، وهم :
1. مالك بن أنس ، وَقَدْ رَوَاهُ عَنْهُ :
? يحيى بن يحيى الليثي (4) .
? أبو مصعب الزهري (5) .
? سويد بن سعيد (6) .
__________
(1) سنن الدَّارَقُطْنِيّ 2/12 عقيب ( 12 ) .
(2) انظر: جامع التحصيل: 150 (64) ، والتبيين في أسماء المدلسين: 47 (5) ، وطبقات المدلسين (117).
(3) هُوَ أبو سلمة بن عَبْد الرحمان بن عوف الزهري المدني ، قِيْلَ : اسمه عَبْد الله ، وَقِيْلَ : إسماعيل : ثقة مكثر، مات سنة ( 94 ه) ، وَقِيْلَ سنة : ( 104 ه) . سير أعلام النبلاء 4/287 و 290 ، والتقريب (8142) ، وطبقات الحفاظ : 30 .
(4) هُوَ الإمام يحيى بن يحيى ، أَبُو مُحَمَّد الليثي ، فقيه الأندلس ، راوي الموطأ ، ولد سنة ( 152 ه) ، وتوفي سنة ( 234 ه) .
وفيات الأعيان 6/143 و 146 ، والعبر 1/419 ، وسير أعلام النبلاء 10/519 .
وروايته في موطئه ( 15 ) .
(5) هُوَ الإمام الثقة ، أَبُو مصعب أحمد بن أبي بكر القاسم بن الحارث الزهري المدني ، لازم الإمام مالك بن أنس ، وتفقه بِهِ ، وسمع مِنْهُ الموطأ ، ولد سنة (150 ه)، وتوفي سنة ( 241 ه) .
العبر 1/436 ، وسير أعلام النبلاء 11/436 ، وتهذيب التهذيب 1/20 .
وحديثه في موطئه ( 16 ) .
(6) هُوَ سويد بن سعيد بن سهل الهروي الأصل الحدثاني المنْزل : صدوق في نفسه ، إلا أنه عمي فصار يتلقن ما ليس من حديثه ، توفي سنة ( 240 ه) .
سير أعلام النبلاء 11/410 ، وميزان الاعتدال 2/248 و 251 ، والتقريب ( 2690 ) .
وحديثه في موطئه ( 10 ) .(1/2)
? عَبْد الله بن مسلمة القعنبي (1) .
? عَبْد الرحمان بن القاسم (2) .
? مُحَمَّد بن الحسن الشيباني (3) .
? يحيى بن يحيى النيسابوري (4) .
? عَبْد الله بن يوسف التنيسي (5) .
__________
(1) هُوَ الإمام الثبت القدوة ، أبو عَبْد الرحمن عَبْد الله بن مسلمة بن قعنب الحارثي المدني ، ولد بَعْدَ سنة ( 130 ه) بيسير ، وتوفي سنة ( 221 ه) .
التاريخ الكبير 5/212 ، ووفيات الأعيان 3/40 ، وسير أعلام النبلاء 10/257 .
وحديثه في موطئه ( 36 ) ، ومن طريقه أخرجه أبو داود ( 1121 ) ، ومن طريق أبي داود البيهقي 3/202 ، وابن حبان ( 1480 ) ، وطبعة الرسالة ( 1483 ) .
(2) هُوَ عالم الديار المصرية ومفتيها ، أَبُو عَبْد الله : عَبْد الرحمان بن القاسم العتقي ، مولاهم المصري ، صاحب الإمام مالك ، ولد سنة ( 132 ه) ، وتوفي سنة ( 191 ه) .
وفيات الأعيان 3/129 ، وسير أعلام النبلاء 9/120 و 125 ، والعبر 1/307 .
وحديثه في موطئه ( 23 ) .
(3) هُوَ العلامة الفقيه صاحب أبي حَنِيْفَة ، أبو عَبْد الله مُحَمَّد بن الحسن الشيباني الكوفي ، ولد سنة
( 132 ه) ، وتوفي سنة ( 189 ه) .
الجرح والتعديل 7/227 ، ووفيات الأعيان 4/184 ، وسير أعلام النبلاء 9/134-136 .
وحديثه في موطئه ( 131 ) .
(4) هُوَ الإمام الثبت الثقة ، أبو زكريا يحيى بن يحيى بن بكر بن عَبْد الرحمان التميمي المنقري النيسابوري ، ولد سنة (142ه)، وتوفي سنة (226ه). سير أعلام النبلاء 10/512، والعبر 1/397 ، والتقريب (7668).
وحديثه عِنْدَ مُسْلِم 2/102 ( 607 ) ( 161 ) .
(5) هُوَ الإمام الحافظ المتقن ، أبو مُحَمَّد عَبْد الله بن يوسف الكلاعي الدمشقي ، ثُمَّ التنيسي ، أثبت الناس في الموطأ ، توفي سنة ( 218 ه) .
الجرح والتعديل 5/205 ، وسير أعلام النبلاء 10/357 ، والتقريب ( 3721 ) .
وحديثه عِنْدَ البخاري 1/151 ( 580 ) ، وفي القراءة خلف الإمام ( 206 ) و ( 225 ) .(1/3)
? يحيى بن قزعة (1) .
? قتيبة بن سعيد (2) .
? عَبْد الله بن المبارك (3) .
? عَبْد الله بن وهب (4) .
2. الأوزاعي (5) .
3. ابن جريج (6) .
__________
(1) هُوَ يَحْيَى بن قزعة القرشي المكي : مقبول ، من العاشرة ، وذكره ابن حبان في ثقاته .
الثقات 9/257 ، وتهذيب الكمال 8/78 ( 7497 ) ، والتقريب ( 7626 ) .
وحديثه أخرجه البخاري في جزء القراءة خلف الإمام ( 205 ) .
(2) هُوَ الإمام الثقة الثبت، أبو رجاء قتيبة بن سعيد بن جميل الثقفي ، مولاهم البلخي ، ولد سنة ( 149 ه)، وتوفي سنة ( 240 ه) .
طبقات ابن سعد 7/379 ، والجرح والتعديل 7/140 ، والعبر 1/433 .
وحديثه عِنْدَ النسائي 1/274 ، وفي الكبرى ( 1537 ) .
(3) حديثه عِنْدَ : مُسْلِم 2/102 ( 607 ) ( 162 ) ، وأبي يعلى ( 5988 ) ، والخطيب في =
= تاريخه 3/69 ، والبيهقي 3/202 .
(4) عِنْدَ الطحاوي في شرح المشكل ( 2320 ) .
(5) كَمَا أخرجه الدارمي ( 1223 ) ، ومسلم 2/102 ( 607 ) ( 162 ) ، والنسائي 1/274 ، وفي الكبرى ( 1538 ) ، وأبو يعلى ( 5988 ) ، وابن خزيمة ( 1849 ) ، والبيهقي 3/202 ، والخطيب في تاريخه 3/39 ، وقرن في رِوَايَة مُسْلِم وأبي يعلى والبيهقي والخطيب الأوزاعي بمالك ومعمر ويونس.
ورواه ابن خزيمة ( 1850 ) ، والحاكم 1/291 وفيه ذكر الجمعة ، وسيأتي بحث هَذِهِ الرِّوَايَة وعلتها في الاختلاف بسبب الرِّوَايَة بالمعنى .
(6) هُوَ الفقيه الفاضل عَبْد الملك بن عَبْد العزيز بن جريج القرشي المكي ، صاحب التصانيف ، وأول من دوّن العلم بمكة ، ولد سنة ( 80 ه) ، وتوفي سنة ( 150 ه) .
التاريخ الكبير 5/422-423 ، والجرح والتعديل 5/356 –357 ، والتقريب ( 4193 ) .
وحديثه عِنْدَ : عَبْد الرزاق ( 3370 ) ، والبخاري في القراءة خلف الإمام ( 216 ) .(1/4)
4. سفيان بن عيينة (1) .
5. شعيب بن أبي حمزة (2) .
6. عَبْد الرحمان (3) بن إسحاق (4) .
7. عَبْد الوهاب (5) بن أبي بكر (6) .
8. عبيد الله بن عمر العمري (7) .
__________
(1) وروايته عِنْدَ : الشَّافِعِيّ في مسنده ( 150 ) بتحقيقنا ، ومن طريقه البيهقي 3/202 ، وأخرج الْحَدِيْث الحميدي ( 946 ) ، وأحمد 2/241 ، والدارمي ( 1224 ) ، ومسلم 2/102 ( 607 ) ( 162 ) ، وابن ماجه ( 1122 ) ، والترمذي (524) ، والنسائي في الكبرى ( 1741 ) ، وأبو يعلى ( 5962 ) ، وابن خزيمة ( 1848 )، والطحاوي في شرح المشكل ( 2321 ) ، والبغوي ( 401 ) .
(2) هُوَ الثقة العابد ، أبو بشر شعيب بن أَبِي حمزة الأموي ، مولاهم الحمصي ، قَالَ ابن مَعِيْنٍ : من أثبت الناس في الزهري ، توفي سنة ( 162 ه) ، وَقِيْلَ : ( 163 ه) .
طبقات ابن سعد 7/468 ، والعبر 1/242 ، وسير أعلام النبلاء 7/187 .
وحديثه عِنْدَ البُخَارِيّ في " القراءة خلف الإمام "( 210 ) ، والبيهقي 3/202 .
(3) هُوَ عَبْد الرحمان بن إسحاق بن عَبْد الله بن الحارث المدني ، ويقال لَهُ : عباد : صدوق رمي بالقدر من السادسة . الكامل 5/489 ، وتهذيب الكمال 4/369 ( 3743 ) ، والتقريب ( 3800 ) .
(4) عِنْدَ أبي يعلى ( 5966 ) .
(5) هُوَ عَبْد الوهاب بن أبي بكر المدني ، وكيل الزهري : ثقة من السابعة .
الثقات 7/132 ، تهذيب الكمال 5/15 ( 4187 ) ، التقريب ( 4255 ) .
(6) عِنْدَ الطحاوي في شرح مشكل الآثار ( 2318 ) .
(7) عِنْدَ أحمد 2/376 ، والبخاري في القراءة ( 211 ) ، ومُسْلِم 2/102 ( 607 ) ( 162 ) ، والنسائي 1/274 ، وفي الكبرى ( 1536 ) و ( 1742 ) ، وأبي يعلى ( 5967 ) ، وأبي عوانة 1/372 ، وابن حبان ( 1482 ) ، وفي طبعة الرسالة ( 1485 ) ، والبيهقي 1/378 ، وفي رِوَايَة البيهقي قَالَ : (( من أدرك من الصبح ركعة ... )) .(1/5)
9. قرة (1) بن عَبْد الرحمان (2) .
10. معمر بن راشد (3) .
11. يزيد (4) بن الهاد (5) .
__________
(1) قرة بن عَبْد الرحمان بن حيوئيل ، أبو مُحَمَّد ، ويقال : أبو حيوئيل المعافري المصري ، أصله من الْمَدِيْنَة سكن مصر ، توفي سنة ( 147 ه) .
انظر : الثقات 7/342 ، وتهذيب الكمال 6/117-118 ، وتاريخ الإِسْلاَم:256 وفيات ( 147 ه) .
(2) وروايته أخرجها ابن خزيمة ( 1595 ) ، والبيهقي 2/89 وزاد فِيْهَا ( قَبْلَ أن يقيم الإمام صلبه ) .
(3) عِنْدَ عَبْد الرزاق ( 3369 ) و ( 5478 ) ، وأحمد 2/271 و 280 ، والبخاري في القراءة خلف الإمام ( 216 ) ، ومسلم 2/102 ( 607 ) ( 162 ) ، وأبي يعلى ( 5988 ) ، والبيهقي 3/202 ، والخطيب في تاريخه 3/39 .
تنبيه : في رِوَايَة مُسْلِم وأبي يعلى والبيهقي والخطيب قرن معمر بمالك والأوزاعي ويونس .
وأخرجه : عَبْد الرزاق ( 2224 ) ، وأحمد 2/254 ، ومسلم 2/102 ( 608 ) عقيب ( 163 ) ، والنسائي 1/257 ، وفي الكبرى ( 1534 ) ، وابن الجارود ( 152 ) ، وابن خزيمة ( 985 ) ، وأبو عوانة 1/372 – 373 . من طرق عن معمر ، عن الزهري ، عن أبي سلمة بن عَبْد الرحمان ، عن أبي هُرَيْرَة ، أن رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : (( من أدرك من العصر ركعة قَبْلَ أن تغرب الشمس فَقَدْ أدركها ، ومن أدرك من الصبح ركعة قَبْلَ أن تطلع الشمس فَقَدْ أدركها )) .
(4) هُوَ الإمام الثقة المكثر ، أبو عَبْد الله يزيد بن عَبْد الله بن أسامة بن الهاد الليثي المدني ، عداده في صغار التَّابِعِيْنَ ، توفي سنة ( 139 ه) .
الجرح والتعديل 9/275 ( 1156 ) ، وسير أعلام النبلاء 6/188-189 ، والتقريب ( 7737 ) .
(5) أخرجه البخاري في القراءة خلف الإمام ( 212 ) ، والطحاوي في شرح مشكل الآثار ( 2319 ) .(1/6)
فهؤلاء أحد عشر نفساً من أصحاب الزهري رووه عَنْهُ ، عَلَى خلاف رِوَايَة بقية ابن الوليد ، عن يونس بن يزيد ، وكثرة الرُّوَاة من القرائن الَّتِيْ ترجح بِهَا الروايات (1) .
ثُمَّ إنّ بقية خالف الرُّوَاة عن يونس بن يزيد ، فَقَدْ رَوَاهُ عَبْد الله بن المبارك ، عن يونس بن يزيد ، عن الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هُرَيْرَة (2) ، بِهِ (3) .
وتابع ابن المبارك عَلَى هَذِهِ الرِّوَايَة ابن وهب ، عن يونس (4) .
ورواه مُسْلِم (5) عن أبي كريب (6) ، عن ابن المبارك ، عن معمر والأوزاعي ومالك ويونس ؛ أربعتهم مقرونين ، عن الزهري بنحو رِوَايَة الجمع . وتابع أبا كريب عَلَى جمع هؤلاء الأربعة : العباس بن الوليد (7)
__________
(1) انظر : التلخيص الحبير 2/26 طبعة زكي شعبان .
(2) هُوَ الصَّحَابِيّ الجليل سيد الحفاظ الأثبات ، أَبُو هُرَيْرَة الدوسي اليماني ، اختلف في اسمه عَلَى أقوال ، أرجحها : عَبْد الرحمان بن صخر ، توفي سنة ( 60 ه) ، وَقِيْلَ : ( 59 ه) ، وَقِيْلَ : ( 58 ه) .
معجم الصَّحَابَة ، لابن قانع 10/3673 ، وأسد الغابة 5/315 و 317 ، والإصابة 4/202 .
(3) رَوَاهُ البخاري في القراءة خلف الإمام ( 263 ) .
(4) صَحِيْح مُسْلِم 2/102 ( 607 ) ( 162 ) ، وأخرجه البيهقي 3/203 أَيْضاً .
(5) 2/102 ( 607 ) ( 162 ) .
(6) الحافظ الثقة مُحَمَّد بن العلاء بن كريب ، أبو كريب الهمداني الكوفي ، ولد سنة ( 161 ه) ، وتوفي سنة ( 248 ه) ، وَقِيْلَ : ( 247 ه) .
تهذيب الكمال 6/466 و 468 ، وسير أعلام النبلاء 11/394 و 396 ، وشذرات الذهب 2/119.
(7) الحافظ الإمام الحجة عَبَّاسٍ بن الوليد بن نصر النرسي أبو الفضل الباهلي البصري، توفي سنة ( 238 ه)، وَقِيْلَ : ( 237 ه) .
تهذيب الكمال 4/558 ، وتاريخ الإِسْلاَم 212 وفيات ( 237 ه) ، وسير أعلام النبلاء 11/27 .(1/7)
النرسي (1) ، وخالد (2)بن مرداس (3) .
ورواه ابن ثوبان (4)، عن الزهري ومكحول (5) مقرونين ، عن أبي سلمة ، عن أبي هُرَيْرَة ، بِهِ (6) . كرواية الأكثرين .
الثاني :
أنه أخطأ في متن الْحَدِيْث فرواه بلفظ : (( من أدرك ركعة من صلاة الجمعة أو غيرها ، فَقَدْ أدرك الصلاة )) .
ولفظ الْحَدِيْث في رِوَايَة الجمع: (( من أدرك ركعة من الصلاة فَقَدْ أدرك الصَّلاَة)) أو نحوه لا ذكر في شيء من ألفاظه للجمعة ، فتبين أنها من وهم بقية ، يؤيده :
1. كَانَ مذهب الزهري حمل هَذَا الْحَدِيْث المطلق عَلَى صلاة الجمعة ، فيرى أنّ من أدرك من الجمعة ركعة فَقَدْ أدركها ، ورواه عَنْهُ البخاري في القراءة خلف الإمام (7) بلفظ : ((ونرى لما بلغنا عن رَسُوْل الله - صلى الله عليه وسلم - أنه من أدرك من الجمعة ركعة واحدة فَقَدْ أدرك)).
__________
(1) عِنْدَ البيهقي 3/202 .
(2) أبو الهيثم البغدادي السراج ، خالد بن مرداس : كَانَ صدوقاً ثقة لَهُ نسخة رواها عَنْهُ أبو القاسم البغوي ، توفي سنة ( 231 ه) .
الجرح والتعديل 3/354 ، وتاريخ بغداد 8/307-308 ، وتاريخ الإِسْلاَم : 149 وفيات ( 231 ه) .
(3) عِنْدَ أبي يعلى ( 5988 ) ، والخطيب في تاريخه 3/39 .
(4) هُوَ مُحَمَّد بن عَبْد الرحمان بن ثوبان القرشي العامري مولاهم ، أبو عَبْد الله المدني : ثقة ، من الثالثة .
الثقات 5/369 ، وتهذيب الكمال 6/397 ( 5984 ) ، والتقريب ( 6068 ) .
(5) هُوَ عالم أهل الشام ، أبو عَبْد الله مكحول الشامي الدمشقي الفقيه ، وَقِيْلَ : كنيته أبو أيوب ، وَقِيْلَ : أبو مُسْلِم ، اختلف في وفاته فقيل : (112ه) ، وَقِيْلَ : (113ه) ، وَقِيْلَ غيرهما .
طبقات ابن سعد 7/453 ، وتهذيب الكمال 7/216 (6763) ، وسير أعلام النبلاء 5/155 .
(6) أخرجه ابن حبان ( 1483 ) ، وفي طبعة الرسالة ( 1486 ) .
(7) 214 ) .(1/8)
2. ومما يدل عَلَى أنّ لا ذكر للفظ الجمعة في حَدِيْث الزهري هَذَا ، أن البيهقي بَعْدَ أن رَوَى الْحَدِيْث من طريق معمر عن الزهري ، نقل قَوْل الزهري عقبه : (( والجمعة من الصلاة )) . وعقَّب عَلَيْهِ فَقَالَ : (( هَذَا هُوَ الصَّحِيْح ، وَهُوَ رِوَايَة الجماعة عن الزهري، وفي رِوَايَة معمر دلالة عَلَى أنّ لفظ الْحَدِيْث في الصلاة مطلق ، وأنها بعمومها تتناول الجمعة كَمَا تتناول غيرها من الصلوات )) (1) .
ومن هَذَا يتبين وهم بقية إسناداً ومتناً ، وَقَدْ نص عَلَى هَذَا الإمام أبو حاتم الرازي ، إِذْ سأله ابنه فَقَالَ : (( سألت أبي عن حَدِيْث رَوَاهُ بقية ، عن يونس بن يزيد ، عن الزهري، عن سالم ، عن ابن عمر (2) ، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : (( من أدرك ركعة من الجمعة وغيرها فَقَدْ أدرك الصلاة . فسمعت أبي يقول : هَذَا خطأ إنما هُوَ الزهري ، عن أبي سلمة، عن أبي هُرَيْرَة ، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - )) (3) .
وَقَالَ الحافظ ابن حجر : (( إن سَلِمَ من وهم بقية ، ففيه تدليسه التسوية ؛ لأنه عنعن لشيخه )) (4) .
__________
(1) السنن الكبرى 3/203 .
(2) هُوَ الصَّحَابِيّ الجليل عَبْد الله بن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي المكي ثُمَّ المدني ، أسلم صغيراً ، وهاجر مع أبيه وَلَمْ يبلغ الحلم ، توفي سنة ( 74 ه) . معجم الصَّحَابَة ، لابن قانع 8/2992
( 521 ) ، وأسد الغابة 3/337 ، والإصابة 2/1347 .
(3) علل الْحَدِيْث 1/210 ( 607 ) .
(4) التلخيص الحبير 2/43 ، وفي الطبعة العلمية 2/107 . وانظر : التمهيد 7/64 ، ونصب الراية 1/228 .(1/9)
وَقَالَ ابن أبي حاتم أَيْضاً : (( سألت أبي عن حَدِيْث رَوَاهُ بقية ، عن يونس ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر ، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : (( من أدرك ركعة من صلاة الجمعة وغيرها فَقَدْ أدرك )). قَالَ أبي : هَذَا خطأ الْمَتْن والإسناد إنما هُوَ : الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هُرَيْرَة، عن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - : (( من أدرك من صلاةٍ ركعة فَقَدْ أدركها ))، وأما قوله : (( من صلاة الجمعة )) فليس هَذَا في الْحَدِيْث ، فوهم في كليهما )) (1) .
أثر هَذَا الْحَدِيْث في اختلاف الفقهاء ( المقدار الَّذِيْ تدرك بِهِ صلاة الجمعة ) :
اختلف الفقهاء في حكم من سبق في صلاة الجمعة عَلَى ثلاثة مذاهب :
الأول:لا تصح الجمعة لِمَنْ لَمْ يدرك شيئاً من خطبة الإمام.وبه قَالَ الهادوية من الزيدية(2).
وروي عن عمر (3) بن الخطاب (4) ، ومجاهد (5) ،
__________
(1) علل الْحَدِيْث 1/172 ( 491 ) .
(2) سبل السلام 2/47 .
(3) هُوَ أمير المؤمنين أبو حفص عمر بن الخطاب بن نفيل القرشي العدوي ، توفي سنة ( 23 ه) شهيداً - رضي الله عنه - وأرضاه . معجم الصَّحَابَة 10/3814 ، وأسد الغابة 4/52 ، والعبر 1/27 .
(4) الحاوي الكبير 3/50 ، والمجموع 4/558 .
(5) هُوَ الإمام شيخ القراء والمفسرين أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي مولى السائب بن أبي السائب ، توفي سنة ( 102 ه) وَهُوَ من كبار التَّابِعِيْنَ .
طبقات ابن سعد 5/466 ، وسير أعلام النبلاء 4/449-455 ، وتهذيب التهذيب 10/42 .
والرواية عَنْهُ في : الحاوي الكبير 3/50 ، والمغني 2/158 ، والمجموع 4/558 .(1/10)
وعطاء (1)، وطاووس(2)، ومكحول (3) . وحجتهم : أن الإجماع منعقد عَلَى أن الإمام لَوْ لَمْ يخطب بالناس لَمْ يُصلوا إلا أربعاً ، فدل ذَلِكَ عَلَى أن الخطبة جزء من الصلاة (4) . وهذا الرأي مخالف لصريح السنة كَمَا يأتي .
الثاني : من أدرك الإمام يوم الجمعة في أي جزء من صلاته صلى مَعَهُ ما أدرك وأكمل الجمعة فإنه أدركها ، حَتَّى وإن أدركه في التشهد أَوْ سجود السهو (5) . وإليه ذهب أبو حَنِيْفَة وأبو(6) يوسف (7)
__________
(1) انظر ما سبق .
(2) طاووس بن كيسان الخولاني اليماني أحد أبناء الفرس الحميري ، وَقِيْلَ : الهمداني ، أَبُو عَبْد الرحمان ، من كبار التَّابِعِيْنَ ، وَكَانَ فقيهاً جليل القدر ، نبيه الذكر ، حافظاً ثقة ، مات سنة ( 106 ه) ، وَقِيْلَ : (104 ه). الجرح والتعديل 4/500 ، وتهذيب الأسماء واللغات 1/251 ، ووفيات الأعيان 2/509 ، وانظر : الحاوي الكبير 3/50 ، والمغني 2/158 ، وحلية العلماء 2/275 .
(3) انظر : الحاوي الكبير 3/50 ، والمغني 2/158 ، وحلية العلماء 2/275 .
(4) الاستذكار 2/33 .
(5) تبيين الحقائق 1/222 ، وحلية العلماء 2/273 .
(6) الاستذكار 2/33 ، واللباب 1/114 ، وحلية العلماء 2/275 ، وشرح فتح القدير 1/419 .
(7) هُوَ الإمام أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاري الكوفي قاضي القضاة ، ولد سنة (113ه)، وتوفي سنة ( 182 ه) ، وَهُوَ أجل أصحاب أبي حَنِيْفَة .
وفيات الأعيان 6/378 ، والعبر 1/284-285 ، وسير أعلام النبلاء 8/535 .(1/11)
القاضي (1) . واستدلوا : بأن صلاة الجمعة ركعتان بجماعة ، ومن أدرك الإمام قَبْلَ سلامه فَقَدْ أدرك الجماعة ، غاية ما هناك أنه مسبوق ، والمسبوق يصلي مع الإمام ما أدرك ثُمَّ يتم ما فاته ، وما فاته هنا ركعتان لا أربع ، فلا يجب عَلَيْهِ أن يصلي أكثر مِمَّا أحرم ناوياً صلاته (2) .
الثالث : ذهب أكثر أهل العلم وجمهور الفقهاء إلى أن من أدرك الركعة الثانية مع الإمام فَقَدْ أدرك الجمعة، وعليه أن يأتي بركعة أخرى بَعْدَ فراغ الإمام ، فإن لَمْ يدرك مِنْهَا ركعة، وذلك بأن أدرك الإمام بَعْدَ أن رفع رأسه من ركوع الركعة الثانية ، فإنه يأتي بَعْدَ فراغ الإمام بأربع ركعات ظهراً ؛ لأنَّهُ لَمْ يدرك الجمعة أصلاً (3) . وهذا القَوْل مروي عن : ابن مسعود (4) ، وابن عمر (5) ، وأنس(6)،
__________
(1) تبيين الحقائق 1/222 ، واللباب 1/114 .
(2) مسائل من الفقه المقارن : 137 .
(3) المغني 2/312 ، والمجموع 4/558 ، ومغني المحتاج 1/299 .
(4) هُوَ الصَّحَابِيّ الجليل البحر عَبْد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب ، الهذلي أبو عَبْد الرحمان المكي المعروف بابن أم عَبْد من السابقين الأولين للإسلام ، توفي سنة ( 32 ه) . معجم الصَّحَابَة 8/2871 ، وأسد الغابة 3/356 ، وسير أعلام النبلاء 1/461 و 462 .
والرواية عَنْهُ في : الحاوي الكبير 3/50 ، والاستذكار 2/33 ، والمغني 2/158 ، والمجموع 4/558 .
(5) الحاوي الكبير 3/50 ، والاستذكار 2/33 ، والمغني 2/158 ، والمجموع 4/558 .
(6) هو خادم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، وآخر أصحابه موتاً ، أبو حمزة أنس بن مالك بن النضر الأنصاري النجاري المدني ، ولد قَبْلَ الهجرة بعشر سنين ، وتوفي سنة (93 ه) ، وَقِيْلَ : ( 92 ه) .
معجم الصَّحَابَة 1/240، والاستيعاب 1/71-72، وسير أعلام النبلاء 3/395 .
والرواية عَنْهُ في : الحاوي الكبير 3/50 ، والاستذكار 2/33 ، والمغني 2/158، والمجموع 4/558 .(1/12)
وسعيد(1) بن المسيب(2)، والأسود(3) بن يزيد (4)، والحسن(5) البصري (6)، وعروة(7) ،
__________
(1) هُوَ الإمام الثبت أبو مُحَمَّد سعيد بن المسيب بن حزن المخزومي ، ولد لسنتين مضت من خلافة عمر بن الخطاب ، وتوفي سنة ( 94 ه) عَلَى الأصح ، واتفقوا عَلَى أن مرسلاته أصح المراسيل .
سير أعلام النبلاء 4/217 ، وتذكرة الحفاظ 1/54 ، وتقريب التهذيب ( 2396 ) . وانظر دراسة شَيْخُنَا العلامة الدكتور هاشم جميل1/13وما بعدها لفقه الإمام سعيد،فَقَدْ أجاد وأفاد ودلل عَلَى علم جم.
(2) الاستذكار 2/33، والمغني 2/158، والمجموع 4/558 . وانظر : فقه الإمام سعيد بن المسيب 2/190.
(3) هُوَ الإمام القدوة أبو عمرو الأسود بن يزيد بن قيس النخعي الكوفي ، وَهُوَ من المخضرمين ، أدرك الجاهلية والإسلام ، وَهُوَ من كبار التَّابِعِيْنَ ، توفي سنة ( 75 ه) .
سير أعلام النبلاء 4/50 و 53 ، والبداية والنهاية 9/11 ، وتقريب التهذيب ( 509 ) .
(4) المغني 2/158 ، والمجموع 4/558 .
(5) الحسن بن أبي الحسن البصري ، واسم أبيه: يسار : ثقة ، فقيه ، فاضل ، مشهور ، وَكَانَ يرسل كثيراً ويدلس ، مات سنة ( 110ه).
تهذيب الكمال 2/114(1200 ) ، وتذكرة الحفاظ 1/71،والتقريب (1227).
(6) المغني 2/158 ، والمجموع 4/558 .
(7) عروة بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي ، المدني ، أَبُو عَبْد الله ، الإمام الجليل ، عالم الْمَدِيْنَة ، وأحد الفقهاء السبعة ، ولد سنة ( 23 ه) ، وَقِيْلَ ( 29 ) ، توفي سنة ( 94 ه) عَلَى الصَّحِيْح .
طبقات ابن سعد 5/182 ، وسير أعلام النبلاء 4/421 ، والتقريب ( 4561 ) .
والرواية عَنْهُ في : المغني 2/158 ، والمجموع 4/558 .(1/13)
والنخعي– في إحدى الروايتين عَنْهُ(1) – ، والزهري (2) ، ومالك (3)، والأوزاعي (4) ، والثوري (5) ، وإسحاق (6) ، وأبي ثور(7)، وأحمد (8) ، وزفر(9) بن الهذيل (10) ، ومحمد بن الحسن (11). قَالَ أحمد : (( إذا فاته الركوع صلى أربعاً ، وإذا ترك ركعة صلى إِلَيْهَا أخرى )) (12) .
__________
(1) المغني 2/158 ، والمجموع 4/558 .
(2) المصادر السابقة . وانظر : الحاوي الكبير 3/50 .
(3) المدونة الكبرى 1/147، والاستذكار 2/33، والمغني 2/158، والمجموع 4/558 .
(4) الاستذكار 2/33 ، والمجموع 4/558 .
(5) الحاوي الكبير 3/50 ، والاستذكار 2/33 ، والمغني 2/158 ، والمجموع 4/558 .
(6) الاستذكار 2/33 ، والمغني 2/158 ، والمجموع 4/558 .
(7) إبراهيم بن خالد بن أبي اليمان الكلبي البغدادي ، أَبُو ثور ، ويكنى أَيْضاً أبا عَبْد الله، وَكَانَ إماماً فقيهاً ، وثقةً مأموناً ، صاحب الشَّافِعِيّ ، ولد سنة ( 170 ه) ، ومات سنة ( 240 ه) .
تاريخ بغداد 6/56 ، و سير أعلام النبلاء 12/72 ، والتقريب ( 72 ) .
وانظر : الاستذكار 2/33 ، والمغني 2/158 ، والمجموع 4/558 .
(8) مختصر الخرقي : 35 ، ودليل الطالب : 53 . وانظر : الحاوي الكبير 3/50 ، والاستذكار 2/33 ، والمجموع 4/558 .
(9) هُوَ الإمام الفقيه أبو الهذيل زفر بن الهذيل بن قيس بن سلم العنبري: صدوق، ولد سنة (110ه)، وتوفي سنة (158 ه). سير أعلام النبلاء 8/38 و39 ، وميزان الاعتدال (2867) ، وشذرات الذهب1/243.
(10) الحاوي الكبير 3/50 ، والاستذكار 2/33 .
(11) الهداية 1/84 ، وشرح فتح القدير 1/419–420. وانظر: الحاوي الكبير 3/50،والاستذكار 2/33.
(12) مسائل الإمام أحمد ( رِوَايَة عَبْد الله ) 2/409-410 ( 579 ) . وانظر: مسائل ابن هانئ 1/89-90، والاستذكار 2/33 .(1/14)
واستدلوا عَلَى هَذَا بما ورد في بعض طرق هَذَا الْحَدِيْث : (( من صلاة الجمعة )) ، وَقَدْ تبين عدم صحة هَذِهِ الزيادة فِيْمَا مضى ، عَلَى أن لَهُمْ أدلة تفصيلية أخرى سوى هَذَا ترجّح ما ذهبوا إِلَيْهِ .(1/15)