[2628] بحذيك بِالْحَاء الْمُهْملَة والذال الْمُعْجَمَة أَي يعطيك(5/546)
[2629] بن بهْرَام بِفَتْح الْبَاء وَكسرهَا من ابْتُلِيَ من الْبَنَات بِشَيْء قَالَ النَّوَوِيّ إِنَّمَا سَمَّاهُ ابتلاء لِأَن النَّاس يكرهونهن فِي الْعَادة
[2631] من عَال جاريتين أَي قَامَ عَلَيْهِمَا بالمؤنة والتربية(5/547)
[2632] إِلَّا تَحِلَّة الْقسم أَي مَا تنْحَل بِهِ الْقسم وَهُوَ قَوْله تَعَالَى وَإِن مِنْكُم إِلَّا واردها مَرْيَم71 قَالَ النَّوَوِيّ وَالْمرَاد بِهِ الْمُرُور على الصِّرَاط وَهُوَ جسر مَنْصُوب عَلَيْهَا وَقيل الْوُقُوف عِنْدهَا قَالَ أَو اثْنَيْنِ جَاءَ فِي غير مُسلم أَو وَاحِد
[2634] لم يبلغُوا الْحِنْث أَي لم يبلغُوا سنّ التَّكْلِيف الَّذِي يكْتب فِيهِ الْحِنْث وَهُوَ الْإِثْم(5/548)
[2635] صغارهم دعاميص الْجنَّة بإهمال الدَّال وَالْعين وَالصَّاد الْوَاحِد دعموص بِضَم الدَّال أَي صغَار أَهلهَا وأصل الدعموص دويبة تكون فِي المَاء لَا تُفَارِقهُ أَي هَذَا الصَّغِير فِي الْجنَّة لَا يفارقها قَالَه النَّوَوِيّ فِي شرح مُسلم وَقَالَ فِي شرح الْمُهَذّب الدعموص الدخال فِي الْأُمُور وَمعنى الحَدِيث أَنهم سياحون فِي الْجنَّة دخالون فِي منازلها لَا يمْنَعُونَ من مَوضِع مِنْهَا كَمَا أَن الصّبيان فِي الدُّنْيَا لَا يمْنَعُونَ الدُّخُول على الْحرم قَالَ فِي شرح مُسلم وَفِي هَذِه الْأَحَادِيث دَلِيل على كَون أَطْفَال الْمُسلمين فِي الْجنَّة وَقد نقل جمَاعَة فِيهِ إِجْمَاع الْمُسلمين قَالَ الْمَازرِيّ أما أَوْلَاد الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام فالإجماع مُتَحَقق على أَنهم فِي الْجنَّة وَأما أَطْفَال من سواهُم من الْمُسلمين فجماهير الْعلمَاء على الْقطع لَهُم بِالْجنَّةِ وَنقل جمَاعَة الْإِجْمَاع على كَونهم من أهل الْجنَّة قطعا لقَوْله تَعَالَى وَالَّذين آمنُوا وَاتَّبَعتهمْ ذُرِّيتهمْ بِإِيمَان ألحقنا بهم ذُرِّيتهمْ الطّور 21 وَتوقف بعض الْمُتَكَلِّمين وَأَشَارَ إِلَى أَنه لَا يقطع لَهُم كالمكلفين بصنفة ثَوْبك بِفَتْح الصَّاد وَكسر النُّون وَهِي طرفه فَلَا يتناهي أَي لَا يتْركهُ(5/549)
[2636] احتظرت بحظار شَدِيد من النَّار أَي امْتنعت بمانع وثيق وأصل الْحَظْر الْمَنْع وأصل الحظار بِفَتْح الْحَاء وَكسرهَا مَا يَجْعَل حول الْبُسْتَان وَغَيره من قضبان وَغَيرهَا كالحائط(5/550)
[2637] إِن الله إِذا أحب عبدا دَعَا جِبْرِيل الحَدِيث قَالَ الْعلمَاء محبَّة الله لعَبْدِهِ هِيَ إِرَادَته الْخَيْر لَهُ وهدايته وإنعامه عَلَيْهِ وَرَحمته وبغضه إِرَادَته عِقَابه وشقاوته وَنَحْوه وَحب جِبْرِيل وملائكة يحْتَمل وَجْهَيْن أَحدهمَا استغفارهم لَهُ وثناؤهم عَلَيْهِ ودعاؤهم وَالثَّانِي انه على ظَاهره الْمَعْرُوف من الْخلق وَهُوَ ميل الْقلب إِلَيْهِ واشتياقه إِلَى لِقَائِه وَسبب ذَلِك كَونه مُطيعًا لله محبوبا لَهُ وَمعنى يوضع لَهُ الْقبُول فِي الأَرْض الْحبّ فِي قُلُوب النَّاس ورضاهم عَنهُ وَهُوَ على الْمَوْسِم أَي أَمِير الحجيج(5/552)
[2638] الْأَرْوَاح جنود مجندة أَي جموع مجتمعة وأنواع مُخْتَلفَة فَمَا تعارف مِنْهَا ائتلف وَمَا تناكر مِنْهَا اخْتلف قَالَ النَّوَوِيّ تعارفها لأمر جعلهَا الله تَعَالَى عَلَيْهِ وَقيل مُوَافقَة صفاتها الَّتِي خلقهَا الله تَعَالَى وتناسبها فِي شيمها وَقيل لِأَنَّهَا خلقت مجتمعة ثمَّ فرقت فِي اجسادها فَمن وَافق قسيمه أَلفه وَمن نَاب نافره وَخَالفهُ وَقَالَ الْخطابِيّ وَغَيره تآلفها هُوَ مَا خلقهَا الله عَلَيْهِ من السَّعَادَة والشقاوة فِي الْمُبْتَدَأ وَكَانَت الْأَرْوَاح على قسمَيْنِ مُتَقَابلين فَإِذا تلاقت الأجساد فِي الدُّنْيَا ائتلفت وَاخْتلفت بِحَسب مَا خلقت عَلَيْهِ فيميل الأخيار إِلَى الأخيار والأشرار إِلَى الأشرار(5/553)
[2639] فَلم يذكر كَبِيرا ضبط بِالْمُوَحَّدَةِ وبالمثلثة وَكَذَا مَا بعده عِنْد سدة الْمَسْجِد هِيَ الظلال المسقفة عِنْد بَاب الْمَسْجِد
[2641] الْمَرْء مَعَ من أحب قَالَ النَّوَوِيّ لَا يلْزم من كَونه مَعَهم أَن تكون مَنْزِلَته وجزاؤه مثلهم من كل وَجه(5/555)
[2642] أَرَأَيْت الرجل يعْمل الْعَمَل من الْخَيْر وَيَحْمَدهُ النَّاس عَلَيْهِ قَالَ تِلْكَ عَاجل بشرى الْمُؤمن أَي هَذِه الْبُشْرَى المعجلة دَلِيل للبشرى المؤخرة إِلَى الْآخِرَة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا إِذا حَمده النَّاس من غير تعرض مِنْهُ لحمدهم وَإِلَّا فالتعرض مَذْمُوم(5/556)
[2643] وَهُوَ الصَّادِق المصدوق أَي فِيمَا يَأْتِيهِ من الْوَحْي الْكَرِيم إِن أحدكُم بِكَسْر الْهمزَة على حكايته لَفظه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ثمَّ يُرْسل إِلَيْهِ الْملك قَالَ القَاضِي المُرَاد بإرساله فِي هَذِه الْأَشْيَاء أمره بهَا وبالتصرف فِيهَا بِهَذِهِ وبالأفعال وَإِلَّا فقد صرح فِي الحَدِيث بِأَنَّهُ مُوكل بالرحم وَأَنه يَقُول يَا رب نُطْفَة يَا رب علقَة قَالَ النَّوَوِيّ وَظَاهر هَذَا الحَدِيث إرْسَاله بعد مائَة وَعشْرين يَوْمًا وَفِي الرِّوَايَات بعده أَنه بعد أَرْبَعِينَ أَو بضع وَأَرْبَعين لَيْلَة وَهِي مؤولة بِمَا يشار إِلَيْهِ لِاتِّفَاق الْعلمَاء على أَن نفخ الرّوح لَا يكون إِلَّا بعد أَرْبَعَة أشهر بكتب رزقه هُوَ بباء الْجَرّ فِي أَوله بدل من أَربع وشقي أَو سعيد بِالرَّفْع خبر هُوَ مُقَدرا مَا يكون بَينه وَبَينهَا إِلَّا ذِرَاع قَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد بالذراع التَّمْثِيل للقرب من مَوته ودخوله عقبه إِلَى تِلْكَ الدَّار أَي مَا بَقِي بَينه وَبَين أَن يصلها إِلَّا كمن بَقِي بَينه وَبَين مَوضِع من الأَرْض ذِرَاع قَالَ ثمَّ إِن من لطف الله تَعَالَى وسعة رَحمته أَن انقلاب النَّاس من الشَّرّ إِلَى الْخَيْر فِيهِ كَثْرَة وَأما انقلابهم من الْخَيْر إِلَى الشَّرّ فَفِي غَايَة الندور وَنِهَايَة الْقلَّة وَهُوَ نَحْو قَوْله إِن رَحْمَتي غلبت غَضَبي(6/6)
[2644] حُذَيْفَة بن أسيد بِفَتْح الْهمزَة فيكتبان بِضَم أَوله قَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد بكتب جَمِيع مَا ذكر من الرزق وَالْأَجَل والسعادة والشقاوة وَالْعَمَل والذكورة وَالْأُنُوثَة أَن ذَلِك يظْهر للْملك ويأمره بإنفاذه وكتابته وَإِلَّا فقضاء الله سَابق على ذَلِك وَعَمله وإرادته لكل ذَلِك مَوْجُود فِي الْأَزَل(6/7)
[2645] إِذا مر بالنطفة ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَة بعث الله إِلَيْهَا ملكا فصورها إِلَى آخِره قَالَ القَاضِي وَغَيره لَيْسَ هُوَ على ظَاهره وَلَا يَصح حمله على ظَاهره بل المُرَاد بتصويرها إِلَخ أَنه يكْتب ذَلِك ثمَّ يَفْعَله فِي وَقت آخر لِأَن التَّصْوِير عقب الْأَرْبَعين الأولى غير مَوْجُود فِي الْعَادة وَإِنَّمَا يَقع فِي الْأَرْبَعين الثَّالِثَة وَهِي مُدَّة المضغة على أبي سريحَة بِفَتْح السِّين والحاء الْمُهْمَلَتَيْنِ وَكسر الرَّاء ثمَّ يتَصَوَّر عَلَيْهَا الْملك فِي نُسْخَة يتسور بِالسِّين أَي ينزل وَالصَّاد بدل من السِّين(6/9)
[2647] مخصرة بِكَسْر الْمِيم مَا أَخذه الْإِنْسَان بِيَدِهِ وَاخْتَصَرَهُ من عَصا لَطِيفَة وعكازة وَنَحْوهَا فَنَكس بتَخْفِيف الْكَاف وتشديدها أَي خفض رَأسه وطأطأه إِلَى الأَرْض على هَيْئَة المهموم ينكت بِفَتْح أَوله وَضم الْكَاف وَآخره مثناة فَوق أَي يخط بهَا خطا يَسِيرا مرّة بعد مرّة وَهَذَا فعل المهموم المفكر(6/11)
[2648] جَفتْ بِهِ الأقلام أَي الَّتِي كتبته فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ أَي تمت كِتَابَته وامتنعت فِي الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان قَالَ الْعلمَاء وَكتاب الله ولوحه وقلمه والصحف الْمَذْكُورَة فِي الْأَحَادِيث كل ذَلِك مِمَّا يجب الْإِيمَان بِهِ وَأما كَيْفيَّة ذَلِك وصفتها فعلمها إِلَى الله تَعَالَى وَجَرت بِهِ الْمَقَادِير قَالَ أَبُو المظفر السَّمْعَانِيّ سَبِيل معرفَة هَذَا الْبَاب التَّوْقِيف من الْكتاب وَالسّنة دون مَحْض الْقيَاس وَمُجَرَّد الْعُقُول فَمن عدل عَن التَّوْقِيف فِيهِ ض وتاه فِي بحار الْحيرَة وَلم يبلغ شِفَاء النَّفس وَلم يصل إِلَى مَا يطمئن إِلَيْهِ الْقلب لِأَن الْقدر سر من أسرار الله تَعَالَى ضربت دونه الأستار اخْتصَّ الله تَعَالَى بِهِ وحجبه عَن عقول الْخلق ومعارفهم لما علمه من الْحِكْمَة وَأوجب لنا أَن نقف حَيْثُ حد لنا وَلَا نتجاوزه وَقد طوى الله علم الْقدر عَن الْعَالم فَلم يُعلمهُ نَبِي مُرْسل وَلَا ملك مقرب وَقيل إِن سر الْقدر ينْكَشف لَهُم إِذا دخلُوا الْجنَّة وَلَا ينْكَشف قبل دُخُولهَا(6/13)
[2650] ويكدحون أَي يسعون(6/14)
[2652] احْتج آدم ومُوسَى قَالَ الْقَابِسِيّ الْتَقت أرواحهما فِي السَّمَاء فَوَقع الْحجَّاج بَينهمَا قَالَ القَاضِي وَيحْتَمل أَنه على ظَاهره وأنهما اجْتمعَا بأشخاصهما قَالَ وَيحْتَمل ان ذَلِك جرى فِي حَيَاة مُوسَى سَأَلَ الله أَن يرِيه آدم فحاجه خيبتنا أَي كنت سَبَب خيبتنا وإغوائنا بالخطيئة الَّتِي ترَتّب عَلَيْهَا إخراجك من الْجنَّة ثمَّ تعرضنا لإغواء الشَّيَاطِين اصطفاك أَي اختصك وآثرك وَخط لَك بِيَدِهِ فِيهَا المذهبان الْإِيمَان بهَا وَعدم الخو فِي تَأْوِيلهَا مَعَ أَن ظَاهرهَا غير مُرَاد وتأويلها على الْقُدْرَة قدره الله عَليّ أَي كتبه فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ قَالَ النَّوَوِيّ وَلَا يجوز أيراد بِهِ حَقِيقَة الْقدر لِأَنَّهُ أزلي لَا يتَقَدَّر بِأَرْبَعِينَ سنة فحج آدم بِالرَّفْع مُوسَى أَي غَلبه بِالْحجَّةِ قَالَ النَّوَوِيّ فَإِن قيل فالعاصي منا لَو قَالَ هَذِه الْمعْصِيَة قدرهَا الله عَليّ لم يسْقط عَنهُ اللوم بذلك فَالْجَوَاب أَنه بَاقٍ فِي دَار التَّكْلِيف مُحْتَاج إِلَى الزّجر مَا لم يمت وآدَم مَاتَ وَأخرج عَن دَار التَّكْلِيف وَعَن الْحَاجة إِلَى الزّجر فَلم يبْق فِي القَوْل الْمَذْكُور لَهُ فَائِدَة(6/17)
[2653] كتب الله مقادير الْخَلَائق إِلَى آخِره قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْعلمَاء المُرَاد تَحْدِيد وَقت الْكِتَابَة فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ أَو غَيره لَا أصل التَّقْدِير فَإِن ذَلِك أزلي لَا أول لَهُ وعرشه على المَاء أَي قبل خلق السَّمَاوَات وَالْأَرْض
[2654] إِن قُلُوب بني آدم كلهَا بَين إِصْبَعَيْنِ الحَدِيث قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ المذهبان التَّفْوِيض أَو التَّأْوِيل على الْمجَاز التمثيلي كَمَا يُقَال فلَان فِي قبضتي لَا يُرَاد بِهِ أَنه حَال فِي كَفه بل المُرَاد تَحت قدرتي فَالْمَعْنى أَنه سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى يتَصَرَّف فِي قُلُوب عباده وَغَيرهَا كَيفَ يَشَاء لَا يمْتَنع عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْء وَلَا يفوتهُ مَا أَرَادَهُ كَمَا لَا يمْتَنع على الْإِنْسَان مَا كَانَ بَين أصبعيه فخاطب الْعَرَب بِمَا يفهمونه وَمثله بالمعاني الحسية تَأْكِيدًا لَهُ فِي نُفُوسهم(6/18)
[2656] كل شَيْء بِقدر حَتَّى الْعَجز والكيس رُوِيَ برفعهما عطفا على كل وبجرهما عطفا على شَيْء قَالَ القَاضِي يحْتَمل أَن الْعَجز هُنَا على ظَاهره وَهُوَ عدم الْقُدْرَة وَقيل هُوَ ترك مَا يجب فعله والتسويف بِهِ وتأخيره عَن وقته قَالَ وَيحْتَمل أَن المُرَاد الْعَجز عَن الطَّاعَات والحذق بالأمور وَمَعْنَاهُ أَن الْعَاجِز قد قدر عَجزه والكيس قد قدر كيسه(6/19)
[2657] إِن الله سُبْحَانَهُ تَعَالَى كتب على بن آدم حَظه من الزِّنَى الحَدِيث مَعْنَاهُ أَن بن آدم قدر عَلَيْهِ نصيب من الزِّنَى فَمنهمْ من يكون زِنَاهُ حَقِيقِيًّا بِإِدْخَال الْفرج فِي الْفرج الْحَرَام وَمِنْهُم من يكون زِنَاهُ مجَازًا بِالنّظرِ الْحَرَام وَنَحْوه من الْمَذْكُورَات فَكلهَا أَنْوَاع من الزِّنَى الْمجَازِي والفرج يصدق ذَلِك أَو يكذبهُ أَي إِمَّا أَن يُحَقّق الزِّنَى بالفرج أَو لَا يحققه بِأَن لَا يولج وَإِن قَارب ذَلِك وَجعل بن عَبَّاس هَذِه الْأُمُور وَهِي الصَّغَائِر تَفْسِيرا للمم فِي قَوْله تَعَالَى الَّذين يجتنبون كَبَائِر الْإِثْم وَالْفَوَاحِش إِلَّا اللمم النَّجْم32 فتغفر باجتناب الْكَبَائِر(6/21)
[2658] وَلم يذكر جَمْعَاء مَا من مَوْلُود إِلَّا يُولد على الْفطْرَة هِيَ مَا أَخذ عَلَيْهِم وهم فِي أصلاب آبَائِهِم فَتَقَع الْولادَة عَلَيْهَا حَتَّى يحصل التَّغْيِير من الْأَبَوَيْنِ كَمَا تنْتج بِضَم أَوله وَفتح ثالثه الْبَهِيمَة بِالرَّفْع بَهِيمَة بِالنّصب جَمْعَاء بِالْمدِّ أَي كَامِلَة الْأَعْضَاء هَل تُحِسُّونَ فِيهَا أَي ترَوْنَ من جَدْعَاء بِالْمدِّ أَي مَقْطُوعَة أذن أَو غَيرهَا من الْأَعْضَاء الْمَعْنى كَمَا تَلد الْبَهِيمَة بَهِيمَة كَامِلَة لَا نقص فِيهَا وَإِنَّمَا يحدث النَّقْص فِيهَا والجدع بعد وِلَادَتهَا إِلَّا يلد كَذَا فِي الْأُصُول بِضَم الْيَاء الْمُثَنَّاة تَحت وَكسر اللَّام على أَنه مَاض أبدلت وَاو ولد فِيهِ يَاء لانضمامها وَهِي لُغَة منقولة الله أعلم بِمَا كَانُوا عاملين احْتج بِهِ من قَالَ بالتوقف فِي أَطْفَال الْمُشْركين وَقَالَ النَّوَوِيّ الصَّحِيح الَّذِي ذهب إِلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ أَنهم من أهل الْجنَّة لقَوْله تَعَالَى وَمَا كُنَّا معذبين حَتَّى نبعث رَسُولا الْإِسْرَاء15 فَلَا يتَوَجَّه على الْمَوْلُود التَّكْلِيف وَيلْزمهُ قَول الرَّسُول حَتَّى يبلغ قَالَ وَالْجَوَاب على هَذَا الحَدِيث أَنه لَيْسَ فِيهِ تَصْرِيح بِأَنَّهُم فِي النَّار وَحَقِيقَة لَفظه وَالله أعلم بِمَا كَانُوا يعْملُونَ لَو بلغُوا وَلم يبلغُوا والتكليف لَا يكون إِلَّا بِالْبُلُوغِ فِي حضنيه بحاء مُهْملَة مَكْسُورَة ثمَّ ضاد مُعْجمَة ثمَّ نون ثمَّ يَاء تَثْنِيَة حضن وَهِي الْجنب وَقيل الخاصرة وَرَوَاهُ بن ماهان بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَالصَّاد الْمُهْملَة وهما الأنثيان قَالَ القَاضِي وَأَظنهُ وهما(6/24)
[2662] توفّي صبي فَقلت طُوبَى لَهُ الحَدِيث قَالَ النَّوَوِيّ أجمع من يعْتد بِهِ على أَن من مَاتَ من أَطْفَال الْمُسلمين فَهُوَ فِي أهل الْجنَّة لِأَنَّهُ لَيْسَ مُكَلّفا وَتوقف فِيهِ بعض من لَا يعْتد بِهِ لهَذَا الحَدِيث وَأجَاب الْعلمَاء عَنهُ بِأَنَّهُ لَعَلَّه نهاها عَن المسارعة إِلَى الْقطع من غير أَن يكون عِنْدهَا دَلِيل قَاطع كَمَا أنكر على سعد فِي قَوْله إِنِّي لأراه مُؤمنا قَالَ أَو مُسلما وَيحْتَمل أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ هَذَا قبل أَن يعلم أَن أَطْفَال الْمُسلمين فِي الْجنَّة فَلَمَّا علم قَالَ ذَلِك(6/25)
[2663] قبل حلّه بِكَسْر الْحَاء وَفتحهَا لُغَتَانِ أَي قبل وُجُوبه وحينه وَلَو كنت سَأَلت الله أَن يعيذك إِلَى آخِره قَالَ النَّوَوِيّ فَإِن قيل الْجَمِيع مفروغ مِنْهُ كالأجل فَالْجَوَاب إِن الدُّعَاء بالإعاذة من النَّار وَنَحْوهَا عبَادَة وَقد أَمر الله بالعبادات وَعدم الاتكال فِيهَا على الْقدر بِخِلَاف الدُّعَاء بطول الْأَجَل فَلَيْسَ عبَادَة(6/27)
[2664] الْمُؤمن الْقوي خير قَالَ النَّوَوِيّ المُرَاد بِالْقُوَّةِ هُنَا عَزِيمَة النَّفس والقريحة فِي أُمُور الْآخِرَة كالجهاد وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر وَالصَّبْر على الْأَذَى وَاحْتِمَال المشاق فِي ذَات الله تَعَالَى وَفِي الصَّلَاة وَالصَّوْم وَسَائِر الْعِبَادَات وَفِي كل خير أَي الْقوي والضعيف لاشْتِرَاكهمَا فِي الْإِيمَان مَعَ مَا يَأْتِي من الْعِبَادَات احرص بِكَسْر الرَّاء على مَا ينفعك قَالَ النَّوَوِيّ من طَاعَة الله وَالرَّغْبَة فِيمَا عِنْده وَلَا تعجز بِكَسْر الْجِيم فَلَا تقل لَو أَنِّي فعلت كَذَا إِلَى آخِره قَالَ بَعضهم هَذَا فِيمَن قَالَ ذَلِك مُعْتَقدًا لَهُ حتما وانه لَو فعل ذَلِك لم يصبهُ قطعا فَأَما من رد ذَلِك إِلَى مَشِيئَة الله تَعَالَى وَأَنه لَا يُصِيبهُ إِلَّا مَا شَاءَ الله فَلَيْسَ من هَذَا وَقَالَ القَاضِي الَّذِي عِنْدِي أَن النَّهْي على ظَاهره وعمومه لكنه نهي تَنْزِيه
[2665] التسترِي بِضَم التَّاء الأولى وَفتح الثَّانِيَة وَحكي ضمهَا أَيْضا(6/31)
[2667] اخْتلفَا فِي آيَة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَحْمُول على اخْتِلَاف لَا يجوز كالاختلاف فِي نفس الْقُرْآن وَفِي معنى مِنْهُ لَا يسوغ فِيهِ الِاجْتِهَاد أَو اخْتِلَاف يُوقع فِي شكّ أَو شُبْهَة أَو خُصُومَة(6/32)
[2668] إِن أبْغض الرِّجَال إِلَى الله الألد هُوَ الشَّديد الْخُصُومَة الْخصم بِفَتْح الْخَاء وَكسر الصَّاد وَهُوَ الحاذق بِالْخُصُومَةِ قَالَ النَّوَوِيّ والمذموم هُوَ الْخُصُومَة بِالْبَاطِلِ فِي دفع حق وَإِثْبَات بَاطِل(6/33)
[2669] لتتبعن سنَن الَّذين من قبلكُمْ بِفَتْح السِّين وَالنُّون أَي طريقهم فِي الْمعاصِي والمخالفات لَا فِي الْكفْر
[2670] المتنطعون المتعمقون المغالون المجاوزون الْحُدُود فِي أَقْوَالهم وأفعالهم(6/34)
[2672] من أَشْرَاط السَّاعَة أَي علاماتها وَيثبت الْجَهْل فِي نُسْخَة ويبث أَي ينشر ويشيع وَيشْرب الْخمر أَي شربا فاشيا(6/36)
[157] يتقارب الزَّمَان أَي يقرب من الْقِيَامَة ويلقى الشُّح بِسُكُون اللَّام وَتَخْفِيف الْقَاف أَي يوضع فِي الْقُلُوب(6/38)
[2673] رُؤَسَاء ضبط بِضَم الْهمزَة وبالتنوين جمع رَأس وبالمد جمع رَئِيس(6/43)
[2675] أَنا عِنْد ظن عَبدِي بِي قيل مَعْنَاهُ بالغفران لَهُ إِذا اسْتغْفر وَالْقَبُول إِذا تَابَ والإجابة إِذا دَعَا والكفاية إِذا طلب الْكِفَايَة وَقيل المُرَاد بِهِ الرَّجَاء وتأميل الْعَفو وَأَنا مَعَه حِين يذكرنِي أَي مَعَه بِالرَّحْمَةِ والتوفيق وَالْهِدَايَة وَالرِّعَايَة والإعانة ذكرته فِي نَفسِي أَي فِي ذاتي وَيجوز أَن يكون المُرَاد فِي غيبي إِذا ذَكرنِي خَالِيا أثْبته بِمَا لَا يطلع عَلَيْهِ أحد وَإِن تقرب مني شبْرًا أَي بِالطَّاعَةِ تقربت إِلَيْهِ ذِرَاعا أَي بِالرَّحْمَةِ والتوفيق وَإِن أَتَانِي يمشي أسْرع فِي طَاعَتي أَتَيْته هرولة أَي صببت عَلَيْهِ الرَّحْمَة وسبقته بهَا جِئْته أَتَيْته كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول وَالْجمع بَينهمَا للتَّأْكِيد وَفِي بَعْضهَا جِئْته فَقَط وَفِي بَعْضهَا أَتَيْته فَقَط(6/44)
[2676] جمدان بِضَم الْجِيم وَسُكُون الْمِيم المفردون بِفَتْح الْفَاء وَكسر الرَّاء الْمُشَدّدَة وَرُوِيَ بِالتَّخْفِيفِ من فَرد بِالتَّشْدِيدِ وأفرد وأصل المفردون الَّذين هلك أقرانهم وانفردوا عَنْهُم(6/45)
[2677] إِن لله تِسْعَة وَتِسْعين اسْما قَالَ النَّوَوِيّ اتّفق الْعلمَاء على أَن هَذَا الحَدِيث لَيْسَ فِيهِ حصر لأسمائه تَعَالَى فَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنه لَيْسَ لَهُ أَسمَاء غير هَذِه بل المُرَاد الْإِخْبَار عَن دُخُول الْجنَّة بإحصائها لَا الْإِخْبَار بحصر الْأَسْمَاء وَقد جَاءَ عد هَذِه الْأَسْمَاء فِي التِّرْمِذِيّ وَغَيره وَقيل هِيَ مخفية التَّعْيِين كالاسم الْأَعْظَم وَلَيْلَة الْقدر وَنَحْو ذَلِك من أحصاها أَي من حفظهَا كَمَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا أصح الْأَقْوَال فِي تَفْسِيرهَا إِنَّه وتر أَي فَرد يحب الْوتر أَي يفضله فِي كثير من الطَّاعَات والمخلوقات كالطواف وَالسَّعْي والجمار وَالطَّهَارَة وكالسماوات وَالْأَرضين والبحار وَأَيَّام الْأُسْبُوع(6/47)
[2679] إِذا دَعَا أحدكُم فليعزم فِي الدُّعَاء أَي يجْزم وَلَا يقل اللَّهُمَّ إِن شِئْت إِلَى آخِره قَالَ الْعلمَاء سَبَب كَرَاهَته أَنه لَا يتَحَقَّق اسْتِعْمَال الْمَشِيئَة إِلَّا فِي حق من يتَوَجَّه عَلَيْهِ الْإِكْرَاه وَالله تَعَالَى منزع عَن ذَلِك وَهُوَ معنى قَوْله فَإِن الله لَا مستكره لَهُ وَقيل سَببهَا أَن فِي هَذِه اللَّفْظَة صُورَة الِاسْتِغْنَاء عَن الْمَطْلُوب مِنْهُ
[2682] إِنَّه إِذا مَاتَ أحدكُم انْقَطع عمله فِي نُسْخَة أمله(6/48)
[2685] إِذا شخص الْبَصَر بِفَتْح الشين وَالْخَاء وَهُوَ ارْتِفَاع الأجفان إِلَى فَوق وتحديد النّظر وحشرج الصَّدْر أَي تردد النَّفس فِيهِ واقشعر الْجلد أَي قَامَ شعره وتشنجت الْأَصَابِع أَي تقبضت(6/49)
[2675] باعا أَو بوعا بِضَم الْبَاء وَفتحهَا وَالثَّلَاثَة بِمَعْنى وَهُوَ طول ذراعي الْإِنْسَان وعضديه وَعرض صَدره(6/50)
[2687] بقراب الأَرْض بِضَم الْقَاف وَحكي كسرهَا وَهُوَ مَا يُقَارب ملأها(6/51)
[2688] خفت أَي ضعف(6/52)
[2689] سيارة أَي سياحين فِي الأَرْض فضلا بِفَتْح الْفَاء وَالضَّاد وَبِضَمِّهَا وبسكون الضَّاد مَعَ ضم الْفَاء وَفتحهَا وبضم الْفَاء وَفتح الضَّاد وَالْمدّ جمع فَاضل قَالَ الْعلمَاء مَعْنَاهُ على جَمِيع الرِّوَايَات أَنهم زائدون على الْحفظَة وَغَيرهم من المرتبين مَعَ الْخَلَائق لَا وَظِيفَة لَهُم إِلَّا حُضُور حلق الذّكر يتبعُون ضبط بِالْعينِ الْمُهْملَة من الِاتِّبَاع وبالمعجمة من الابتغاء وَهُوَ الطّلب وحف بَعضهم بَعْضًا أَي حدقوا واستداروا رُوِيَ وحض أَي حث على الْحُضُور وَالِاسْتِمَاع وَرُوِيَ وَحط بِالطَّاءِ الْمُهْملَة أَي أَشَارَ بَعضهم إِلَى بعض بالنزول خطاء أَي كثير الْخَطَايَا(6/53)
[2691] فِي يَوْم مائَة مرّة قَالَ النَّوَوِيّ إِطْلَاقه يَقْتَضِي حُصُول هذاالأجر سَوَاء قَالَهَا مُتَوَالِيَة أَو مُتَفَرِّقَة لَكِن الْأَفْضَل أَن يَأْتِي بهَا مُتَوَالِيَة فِي أول النَّهَار فَتكون حرْزا لَهُ فِي جَمِيع نَهَاره إِلَّا أحد عمل أَكثر من ذَلِك قَالَ النَّوَوِيّ فِيهِ دَلِيل على أَن هَذَا الْعدَد لَيْسَ من الْحُدُود الَّتِي ينْهَى عَن مجاوزتها فَإِن الزِّيَادَة على الْمِائَة لَا تبطل ثَوَابهَا قَالَ وَيحْتَمل أَن يكون المُرَاد بِالزِّيَادَةِ من أَعمال الْخَيْر لَا من نفس التهليل وَيحْتَمل أَن يكون المُرَاد مُطلق الزِّيَادَة سَوَاء كَانَت من التهليل أَو من غَيره أَو مِنْهُ وَمن غَيره قَالَ وَهَذَا الِاحْتِمَال أظهر وَمن قَالَ سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ فِي يَوْم مائَة مرّة حطت خطاياه وَلَو كَانَت مثل زبد الْبَحْر قيل ظَاهره أَن التَّسْبِيح أفضل لِأَن فِي التهليل ومحيت عَنهُ مائَة سَيِّئَة وَقد قَالَ فِي التهليل وَلم يَأْتِ أحد بِأَفْضَل مِمَّا جَاءَ بِهِ وَأجَاب القَاضِي بِأَن التهليل أفضل وَيكون مَا فِيهِ من زِيَادَة الْحَسَنَات ومحو السَّيِّئَات وَمَا فِيهِ من فضل عتق الرّقاب وَكَونه حرْزا من الشَّيْطَان زَائِدا على مَا فِي التَّسْبِيح من تَكْفِير الْخَطَايَا(6/54)
[2696] الله أكبر كَبِيرا مَنْصُوب بِفعل مَحْذُوف أَي كَبرت
[2698] فَيكْتب لَهُ ألف حَسَنَة أَو يحط فِي غير مُسلم ويحط بِالْوَاو(6/55)
[2700] وَنزلت عَلَيْهِم السكينَة قيل المُرَاد الرَّحْمَة وَقيل الطُّمَأْنِينَة وَالْوَقار وَمن بطأ بِهِ عمله لم يسْرع بِهِ نسبه أَي من كَانَ عمله نَاقِصا لم يلْحقهُ نسبه بمرتبة أَصْحَاب الْأَعْمَال فَيَنْبَغِي أَن لَا يتكل على شرف النّسَب وَيقصر فِي عمله(6/57)
[2701] تُهْمَة بِفَتْح الْهَاء وسكونها يباهي بكم الْمَلَائِكَة أَي يظْهر فَضلكُمْ لَهُم وَيُرِيهمْ حسن عَمَلكُمْ ويثني عَلَيْكُم عِنْدهم وأصل الْبَهَاء الْحسن وَالْجمال والمباهاة الافتخار وَإِظْهَار حسن المفتخر بِهِ
[2702] إِنَّه ليغان على قلبِي الْمُخْتَار أَن هَذَا من الْمُتَشَابه الَّذِي لَا يخاض فِي مَعْنَاهُ وَقد سُئِلَ عَنهُ الْأَصْمَعِي فَقَالَ لَو كَانَ قلب غير النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لتكلمت عَلَيْهِ وَلَكِن الْعَرَب تزْعم أَن الْغَيْن الْغَيْم الرَّقِيق(6/58)
[2704] اربعوا بِهَمْزَة وصل وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة أَي ارفقوا بِأَنْفُسِكُمْ واخفضوا أَصْوَاتكُم كنز من كنوز الْجنَّة أَي ثَوَاب نَفِيس مدخر فِيهَا(6/61)
[589] وَمن شَرّ فتْنَة الْغنى هُوَ الأشر والبطر وَالْبخل بحقوقه وإنفاقه فِي غير وجوهه وَمن شَرّ فتْنَة الْفقر هِيَ التسخط وَقلة الصَّبْر والوقوع فِي حرَام أَو شُبْهَة للْحَاجة من الكسل هُوَ عدم انبعاث النَّفس بِالْخَيرِ وَقلة الرَّغْبَة فِيهِ مَعَ إِمْكَانه والهرم هُوَ الرَّد إِلَى أرذل الْعُمر لما فِيهِ من اختلال الْعقل والحواس والضبط والفهم وتشويه بعض المنظر وَالْعجز عَن كثير من الطَّاعَات والتساهل فِي بَعْضهَا والمغرم هُوَ الدّين(6/62)
[2706] من الْعَجز هُوَ عدم الْقُدْرَة على الْخَيْر وَقيل هُوَ ترك مَا يجب فعله والتسويف بِهِ
[2707] من سوء الْقَضَاء هُوَ شَامِل لَهُ فِي الدّين وَالدُّنْيَا وَالْبدن وَالْمَال والأهل وَقد يكون فِي الخاتمة نسْأَل الله السَّلامَة وَمن دَرك الشَّقَاء بِفَتْح الرَّاء وَرُوِيَ بسكونها وَهِي لُغَة أَي من أَن يدْرك الْإِنْسَان شقاء فِي دُنْيَاهُ وآخرته وَمن شماتة الْأَعْدَاء هِيَ فَرح الْعَدو ببلية تنزل بعدوه وَمن جهد الْبلَاء هِيَ الْحَالة الشاقة وعد بن عمر مِنْهَا قلَّة المَال وَكَثْرَة الْعِيَال(6/63)
[2708] أعوذ بِكَلِمَات الله التامات الكاملات الَّتِي لَا يدخلهَا نقص وَقيل النافعة الشافية وَقيل المُرَاد بالكلمات هُنَا الْقُرْآن(6/64)
[2710] مضجعك بِفَتْح الْجِيم أسلمت وَجْهي إِلَيْك أَي ذاتي كلهَا وألجأت ظَهْري إِلَيْك أَي توكلت عَلَيْك واعتمدت بك فِي أَمْرِي كُله كَمَا يعْتَمد الْإِنْسَان بظهره إِلَى مَا يسْندهُ رَغْبَة أَي طَمَعا فِي ثوابك وَرَهْبَة أَي خوفًا من عذابك على الْفطْرَة أَي الْإِسْلَام قل آمَنت بنبيك الَّذِي أرْسلت قَالَ الْمَازرِيّ وَغَيره سَببه أَن الْأَذْكَار تعبدية يقْتَصر فِيهَا على اللَّفْظ الْوَارِد بِحُرُوفِهِ وَبهَا يتَعَلَّق الْجَزَاء وَلَعَلَّه أُوحِي إِلَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِهَذِهِ الْكَلِمَات فَتعين أَدَاؤُهَا كَمَا هِيَ وَاسْتَحْسنهُ النَّوَوِيّ أصَاب خيرا أَي ثَوابًا(6/65)
[2712] كَانَ إِذا أَخذ مضجعه الحَدِيث قَالَ الْعلمَاء حِكْمَة الدُّعَاء وَالذكر عِنْد النّوم أَن يكون خَاتِمَة أَعماله وَعند الْقيام مِنْهُ ان يكون أول عمله بِذكر التَّوْحِيد والكلم الطّيب وَإِلَيْهِ النشور وَهُوَ الْإِحْيَاء للبعث يَوْم الْقِيَامَة(6/66)
[2713] وَأَنت الآخر أَي الْبَاقِي بصفاته الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فِي الْأَزَل بعد موت الْخلق وَذَهَاب صفاتهم وَأَنت الظَّاهِر أَي القاهر الْغَالِب وَقيل الظَّاهِر بالأدلة القطعية وَأَنت الْبَاطِن أَي المحتجب عَن الْخلق وَقيل الْعَالم بالخفيات(6/67)
[2714] دَاخِلَة إزَاره هِيَ طرفه فَإِنَّهُ لَا يعلم مَا خَلفه أَي من حَيَّة أَو عقرب بهَا أَو نَحْوهَا(6/68)
[2718] وأسحر أَي دخل فِي السحر سمع سامع رُوِيَ بِفَتْح الْمِيم الْمُشَدّدَة أَي بلغ قولي هَذَا بِغَيْرِهِ وبكسرها مُخَفّفَة أَي شَاهد وَهُوَ أَمر بِلَفْظ الْخَبَر أَي لَو سمع السَّامع وَشهد الشَّاهِد على حمدنا الله تَعَالَى صاحبنا احفظنا وَأفضل علينا بجزيل نعمك
[2719] وكل ذَلِك عِنْدِي قَالَه تواضعا(6/69)
[2721] والعفاف هُوَ التَّنَزُّه عَمَّا لَا يُبَاح والكف عَنهُ الْغنى أَي الِاسْتِغْنَاء عَمَّا فِي أَيدي النَّاس والعفة هِيَ بِمَعْنى العفاف(6/70)
[2722] وزكها أَي طهرهَا وَمن نفس لَا تشبع هُوَ استعاذة من الْحِرْص والطمع والشره وَتعلق النَّفس بالآمال الْبَعِيدَة(6/71)
[2723] وَسُوء الْكبر ضبط بِسُكُون الْبَاء أَي التعظم على النَّاس وَبِفَتْحِهَا أَي الْهَرم وَبِه جزم الْهَرَوِيّ وَصَوَّبَهُ الْخطابِيّ وَرجحه القَاضِي قَالَ النَّوَوِيّ وَيُؤَيِّدهُ رِوَايَة النَّسَائِيّ وَسُوء الْعُمر
[2724] فَلَا شَيْء بعده أَي سواهُ(6/72)
[2725] اهدني أَي أَرْشدنِي وسددني أَي وقفني وَاذْكُر بِالْهدى إِلَى آخِره أَي تذكر فِي حَال دعائك هذَيْن اللَّفْظَيْنِ لِأَن هادي الطَّرِيق لَا يزِيغ عَنهُ ومسدد السهْم يحرص على تقويمه فَكَذَا الدَّاعِي يَنْبَغِي أَن يحرص على تسديد عمله وتقويمه ولزومه السّنة وَقيل ليتذكر بهذااللفظ السداد وَالْهدى لِئَلَّا ينساه والسداد بِفَتْح السِّين وسداد السهْم تقويمه(6/73)
[2726] عدد خلقه أَي قدره فَهُوَ وَمَا بعده مَنْصُوب على الظّرْف ومداد كَلِمَاته بِكَسْر الْمِيم قيل مَعْنَاهُ مثلهَا فِي الْعدَد وَقيل فِي أَنَّهَا لَا تتقدر وَقيل فِي الْكَثْرَة والمداد مصدر بِمَعْنى المدد وَهُوَ مَا كثرت بِهِ الشَّيْء واستعماله هُنَا مجَاز لِأَن كَلِمَات الله لَا تحصر بعد وَلَا غَيره(6/74)
[2727] صفّين هُوَ مَوضِع بِقرب الْفُرَات كَانَت فِيهِ حَرْب عَظِيمَة بَين عَليّ وَأهل الشَّام(6/75)
[2729] فاسألوا الله من فَضله قَالَ القَاضِي سَببه رَجَاء تَأْمِين الْمَلَائِكَة على الدُّعَاء واستغفارهم وشهادتهم بالتضرع وَالْإِخْلَاص(6/76)
[2730] كَانَ يَدْعُو بِهن أقيم الذّكر مقَام الدُّعَاء كَمَا قَالَ إِذا أثنى عَلَيْك الْمَرْء يَوْمًا كَفاهُ من تعرضه الثَّنَاء وَقيل كَانَ يستفتح الدُّعَاء بِهَذَا الذّكر ثمَّ يَدْعُو بِمَا شَاءَ حزبه أَمر بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَالزَّاي وَالْمُوَحَّدَة أَي نابه وألم بِهِ أَمر شَدِيد(6/77)
[2731] الجسري بِفَتْح الْجِيم وَكسرهَا وإهمال السِّين أَي الْكَلَام أفضل قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَحْمُول على كَلَام الْآدَمِيّ وَإِلَّا فالقرآن أفضل(6/78)
[2732] بن كريز بِفَتْح الْكَاف مُوسَى بن سروان كَذَا للْأَكْثَر بسين مُهْملَة لِابْنِ ماهان ثروان بِالْمُثَلثَةِ قَالَ الْحَاكِم يقالان جَمِيعًا فِيهِ حَدثنِي سَيِّدي يَعْنِي زَوجهَا أَبَا الدَّرْدَاء
[2734] أَن يَأْكُل الْأكلَة بِفَتْح الْهمزَة وَهِي الْمرة الْوَاحِدَة من الْأكل
[2735] فيستحسر أَي يَنْقَطِع عَن الدُّعَاء(6/79)
[2736] أَصْحَاب الْجد بِفَتْح الْجِيم قيل المُرَاد أَصْحَاب الْغنى والحظ فِي الدُّنْيَا وَقيل المُرَاد أَصْحَاب الولايات محبوسون أَي لِلْحسابِ أَو ليسبقهم الْفُقَرَاء بِخَمْسِمِائَة عَام(6/83)
[2739] حَدثنِي عبيد الله بن عبد الْكَرِيم أَبُو زرْعَة قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ الرَّازِيّ أحد حفاظ الْإِسْلَام وَأَكْثَره حفظا وَلم يرو عَنهُ مُسلم فِي صَحِيحه غير هَذَا الحَدِيث توفّي بعد مُسلم بِثَلَاث سِنِين سنة أَربع وَسِتِّينَ وَمِائَتَيْنِ
[2742] إِن الدُّنْيَا حلوة خضرَة يحْتَمل أَن المُرَاد لذتها ونضارتها كالفاكهة الحلوة الخضراء أَو سرعَة فنائها فَإِن الْفَاكِهَة الخضراء سريعة الذّهاب مستخلفكم فِيهَا أَي يجعلكم خلفا من الْقرن الَّذِي قبلكُمْ فَينْظر كَيفَ تَعْمَلُونَ أَي بِطَاعَتِهِ أم مَعْصِيَته وشهواتكم فَاتَّقُوا الدُّنْيَا أَي اجتنبوا الافتتان بهَا وبالنساء(6/84)
[2743] فَإِذا أرحت أَي رددت الْمَاشِيَة من المرعى إِلَى المراح نأى فِي نُسْخَة ناء بِتَقْدِيم الْألف على الْهمزَة لُغَتَانِ بِمَعْنى بعد بالحلاب بِكَسْر الْحَاء وَهُوَ الْإِنَاء الَّذِي يحلب فِيهِ يسع حلب نَاقَة وَقد يُرِيد بِهِ هُنَا اللَّبن المحلوب يتضاغون أَي يصيحون ويستغيثون من الْجُوع دأبي أَي حَالي اللَّازِمَة لَا أغبق بِفَتْح الْهمزَة وَضم الْبَاء من الغبوق وَهُوَ شراب الْعشي أَي لَا أَسْقِي عشيا فثمرت أَي نميت فارتجعت بجيم وَعين مُهْملَة أَي تحركت لكثرتها
[2675] لله أَشد فَرحا هُوَ كِنَايَة عَن رِضَاهُ(6/91)
[2744] دوية بِفَتْح الدَّال وَتَشْديد الْوَاو وَالْيَاء جَمِيعًا منسوبة إِلَى الدو بتَشْديد الْوَاو وَهِي الْبَريَّة الَّتِي لَا نَبَات فِيهَا مهلكة بِفَتْح الْمِيم وبفتح اللَّام وكس وَهِي الْمَفَازَة بداوية هِيَ دوية أبدل إِحْدَى الواوين ألفا كَمَا قيل فِي النِّسْبَة إِلَى طَيء طائي
[2745] ومزاده قَالَ القَاضِي كَأَنَّهُ اسْم جنس ل المزادة فسعى شرفا أَي طلقا أَو علوا من الأَرْض(6/93)
[2746] بجذل بِكَسْر الْجِيم وَفتحهَا وذال مُعْجمَة وَهُوَ أصل الشّجر الْقَائِم قُلْنَا شَدِيدا أَي فَرحا شَدِيدا إِذا اسْتَيْقَظَ على بعيره كَذَا فِي الْأُصُول قيل وَهُوَ وهم وَصَوَابه إِذا سقط كَمَا فِي البُخَارِيّ أَي وَقع عَلَيْهِ وصادفه من غير قصد بِأَرْض فلاة أَي قفر
[2748] قاص عمر فِي نُسْخَة قَاضِي عمر وهما صَحِيحَانِ وَمِمَّنْ ذكرهمَا البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ(6/95)
[2750] الأسيدي بِضَم الْهمزَة وَفتح السِّين وَكسر الْيَاء الْمُشَدّدَة وسكونها كأنا رَأْي عين بِالرَّفْع أَي كأنا بِحَال من يراهما بِعَيْنِه وَيصِح النصب على الْمصدر أَي نراهما عافسنا بِالْفَاءِ وَالسِّين الْمُهْملَة أَي مارسنا وعالجنا والضيعات جمع ضَيْعَة بالضاد الْمُعْجَمَة وَهُوَ معاش الرجل من مَال أَو حِرْفَة أَو صناعَة فَقَالَ مَه هِيَ كلمة اسْتِفْهَام وَالْهَاء للسكت أَي مَا تَقول وَيحْتَمل أَنَّهَا اسْم فعل بِمَعْنى كف
[2751] إِن رَحْمَتي تغلب غَضَبي المُرَاد بالغلبة وبالسبق فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى كَثْرَة الرَّحْمَة وشمولها(6/97)
[2754] فَإِذا امْرَأَة من السَّبي تبتغي قَالَ القَاضِي كَذَا فِي الْأُصُول وَهُوَ وهم وَصَوَابه تسْعَى كَمَا فِي البُخَارِيّ(6/98)
[2756] لَئِن قدر الله عَلَيْهِ قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ بِالتَّخْفِيفِ بِمَعْنى قدر بِالتَّشْدِيدِ أَي قضى أَو هُوَ بِمَعْنى ضيق وَلَيْسَ شكا فِي الْقُدْرَة وَقيل قَالَه فِي حَالَة غلب عَلَيْهِ فِيهَا الدهش وَالْخَوْف وَشدَّة الوجع فَلم يضْبط مَا يَقُوله فَصَارَ فِي معنى الغافل وَهَذِه الْحَالة لَا يُؤَاخذ فِيهَا وَقيل كَانَ فِي زمن فَتْرَة حِين ينفع مُجَرّد التَّوْحِيد وَلَا تَكْلِيف قبل وُرُود الشَّرْع على الصَّحِيح لقَوْله تَعَالَى وَمَا كُنَّا معذبين حَتَّى نبعث رَسُولا أسرف رجل على نَفسه أَي بَالغ فِي الْمعاصِي قَالَ الزُّهْرِيّ ذَلِك لِئَلَّا يتكل رجل وَلَا يتأسى أَي أَنه جمع بَين الحَدِيث الأول وَحَدِيث الْهِرَّة ليمزج الْخَوْف بالرجاء(6/100)
[2757] راشه الله بِأَلف سَاكِنة غير مَهْمُوز وشين مُعْجمَة أَي أعطَاهُ وَرُوِيَ بِهَمْزَة مَفْتُوحَة وسين مُهْملَة قَالَ القَاضِي وَغَيره وَلَا وَجه لَهُ هُنَا لم أبتئر بِهَمْزَة بعد التَّاء وَفِي نسخةلم أبتهر بهاء مبدلة من الْهمزَة أَي لم أدخر وَأَن الله يقدر عَليّ يُعَذِّبنِي كَذَا فِي نُسْخَة مُعْتَمدَة بِأَن شَرْطِيَّة ويعذبني جَوَاب الشَّرْط وَفِي أَكثر الْأُصُول زِيَادَة أَن قبل يُعَذِّبنِي فعلى هَذَا أَن الأولى مُشَدّدَة وَهنا مَحْذُوف أَي إِن دفنتموني فَإِن حرقتموني فَلَا تستجمع الرِّوَايَات وربي كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول على الْقسم وَفِي نُسْخَة وذري وصوبها القَاضِي فَمَا تلافاه أَي تَدَارُكه رغسه الله بغين مُعْجمَة مُخَفّفَة وسين مُهْملَة أَي أعطَاهُ وَبَارك لَهُ(6/101)
[2758] اعْمَلْ مَا شِئْت فقد غفرت لَك أَي مَا دمت تذنب ثمَّ تتوب(6/102)
[2759] إِن الله يبسط يَده بِاللَّيْلِ ليتوب قَالَ الْمَازرِيّ المُرَاد قبُول التَّوْبَة وَإِنَّمَا ورد لفظ بسط الْيَد لِأَن الْعَرَب إِذا رَضِي أحدهم الشَّيْء بسط يَده لقبوله وَإِذا كرهه قبضهَا فَخُوطِبُوا بِأَمْر حسي يفهمونه(6/103)
[2760] لَيْسَ أحد أحب إِلَيْهِ الْمَدْح من الله قَالَ النَّوَوِيّ حَقِيقَة هَذَا مصلحَة للعباد لأَنهم يثنون عَلَيْهِ فيثيبهم فينتفعون بِهِ وَهُوَ سُبْحَانَهُ غَنِي عَن الْعَالمين لَا يَنْفَعهُ مدحهم وَلَا يضرّهُ تَركهم ذَلِك وَلَيْسَ أحد أحب إِلَيْهِ الْعذر من الله قَالَ القَاضِي يحْتَمل ان المُرَاد بِهِ الْأَعْذَار وَالْحجّة وَلِهَذَا قَالَ من أجل ذَلِك أنزل الْكتاب وَأرْسل الرُّسُل وَيحْتَمل ان المُرَاد الِاعْتِذَار أَي اعتذار الْعباد إِلَيْهِ من تقصيرهم وتوبتهم من معاصيهم
[2761] أَشد غيرا بِفَتْح الْغَيْن وَسُكُون الْيَاء بِمَعْنى غيرَة عَالَجت أَي تناولت(6/104)
[2764] أصبت حدا مَعْصِيّة(6/105)
[2766] نصف الطَّرِيق بتَخْفِيف الصَّاد أَي بلغ نصفهَا نأى بصدره أَي نَهَضَ(6/107)
[2767] دفع الله عز وَجل إِلَى كل مُسلم يَهُودِيّا قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ بِمَعْنى حَدِيث لكل أحد منزل فِي الْجنَّة ومنزل فِي النَّار فَإِذا دخل الْمُؤمن الْجنَّة خَلفه الْكَافِر فِي النَّار لكفره هَذَا فكاكك بِفَتْح الْفَاء وَكسرهَا قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ إِن كَانَ معرضًا لدُخُول النَّار فَإِذا نجي مِنْهَا ودخلها الْكفَّار بكفرهم صَارُوا فِي معنى الفكاك للْمُسلمين ويضعها على الْيَهُود قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ مجَاز وَلَا بُد من تَأْوِيله لقَوْله تَعَالَى وَلَا تزر وَازِرَة وزر أُخْرَى وَالْمرَاد يضع عَلَيْهِم مثلهَا بِذُنُوبِهِمْ أَو المُرَاد آثام كَانَ الْكفَّار سَببا فِيهَا بِأَن سنوها فَتسقط عَن الْمُسلمين بِعَفْو الله وتوضع على الْكفَّار لكَوْنهم سنوها وَقد جَاءَ عَن عمر بن عبد الْعَزِيز وَالشَّافِعِيّ أَنَّهُمَا قَالَا هَذَا الحَدِيث أَرْجَى حَدِيث للْمُسلمين(6/108)
[2768] يدنى الْمُؤمن هُوَ دنو كَرَامَة وإحسان لَا دنو مَسَافَة كنفه بِفَتْح النُّون أَي ستره وعفوه(6/109)
[2769] لَيْلَة الْعقبَة هِيَ اللَّيْلَة الَّتِي بَايع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الْأَنْصَار فِيهَا على الْإِسْلَام وَأَن يؤوه وينصروه وَهِي الْعقبَة الَّتِي فِي طَرِيق منى الَّتِي يُضَاف إِلَيْهَا جَمْرَة الْعقبَة وَكَانَت بيعَة الْعقبَة مرَّتَيْنِ فِي سنتَيْن فِي السّنة الأولى كَانُوا اثْنَي عشر وَفِي السّنة الثَّانِيَة سبعين كلهم من الْأَنْصَار وَإِن كَانَت بدر أذكر أَي أشهر عِنْد النَّاس بالفضيلة وَمَفَازًا أَي بَريَّة طَوِيلَة قَليلَة المَاء يخَاف مِنْهَا الْهَلَاك فَجلى بتَخْفِيف اللَّام أَي كشف وأوضح وَلم يور لِيَتَأَهَّبُوا أَي ليستعدوا أهبة بِضَم الْهَمْز وَإِسْكَان الْهَاء بوجههم أَي بقصدهم الدِّيوَان بِكَسْر الدَّال وَحكي فتحهَا فَارسي مُعرب وَقيل عَرَبِيّ فَقل رجل يُرِيد أَن يتغيب يظنّ قَالَ القَاضِي كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول وَصَوَابه إِلَّا يظنّ بِزِيَادَة إِلَّا كَمَا فِي رِوَايَة البُخَارِيّ أصعر أَي أميل الْجد بِكَسْر الْجِيم جهازي بِفَتْح الْجِيم وَكسرهَا أَي أهبة سَفَرِي وتفارط الْغَزْو أَي تقدم الْغُزَاة وسبقوا وفاتوا مغموصا بالغين الْمُعْجَمَة وَالصَّاد الْمُهْملَة أَي مُتَّهمًا وَالنَّظَر فِي عطفيه جانبيه إِشَارَة إِلَى إعجابه بِنَفسِهِ ولباسه مبيضا بِكَسْر الْبَاء أَي لابس أَبيض يَزُول أَي يَتَحَرَّك السراب هُوَ مَا يظْهر للْإنْسَان فِي الهواجر فِي البراري كَأَنَّهُ مَاء كن أَبَا خَيْثَمَة أَي اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ أَبَا خَيْثَمَة واسْمه عبد الله بن خَيْثَمَة وَقيل مَالك بن قيس وَلَيْسَ فِي الصَّحَابَة من يكنى أَبَا خَيْثَمَة إِلَّا هَذَا وَأَبُو خَيْثَمَة عبد الرَّحْمَن بن أبي سُبْرَة الْجعْفِيّ لمزه أَي عابه بثي هُوَ أَشد الْحزن أظل بالظاء الْمُعْجَمَة أَي أقبل أَو دنا قدومه فأجمعت صَدَقَة أَي عزمت عَلَيْهِ الْمُغْضب بِفَتْح الضَّاد أَي الغضبان جدلا أَي فصاحة وَقُوَّة فِي الْكَلَام وبراعة ليوشكن قَالَ النَّوَوِيّ بِفَتْح الشين أَي ليسرعن تَجِد بِكَسْر الْجِيم أَي تغْضب لأرجو فِيهِ عُقبى الله أَي يعقبني خيرا يؤنبونني بِهَمْزَة بعد الْيَاء ثمَّ نون ثمَّ مُوَحدَة أَي يلومونني أَشد اللوم مرَارَة بِضَم الْمِيم وَتَخْفِيف الرَّاء المكررة بن ربيعَة فِي البُخَارِيّ بن ربيع قَالَ بن عبد الْبر يُقَال بِالْوَجْهَيْنِ العامري قَالَ القَاضِي كَذَا فِي جَمِيع الْأُصُول وَأنْكرهُ الْعلمَاء وَقَالُوا هُوَ غلط وَصَوَابه الْعمريّ بِفَتْح الْعين وَسُكُون الْمِيم من بني عَمْرو بن عَوْف أَيهَا الثَّلَاثَة قَالَ القَاضِي هُوَ بِالرَّفْع وموضعه نصب على الِاخْتِصَاص تنكرت لي فِي نَفسِي الأَرْض هِيَ حَالَة تعتري المهموم فاستكانا أَي خضعا أشب الْقَوْم أَي أَصْغَرهم سنا وأجلدهم أَي أقواهم تسورت أَي عَلَوْت وَلَا مضيعة ضبط بِكَسْر الضَّاد وَالْيَاء وَسُكُون الضَّاد وَفتح الْيَاء لُغَتَانِ أَي فِي مَوضِع وَحَال يضاع فِيهِ حَقك نواسك أَي نشاركك فِيمَا عندنَا فتياممت هُوَ لُغَة فِي تيممت أَي قصدت فسجرتها أَي أحرقتها وأنث على إِرَادَة الصَّحِيفَة واستلبث أَي أَبْطَأَ أوفى أَي ارْتَفع على سلع بِفَتْح الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام جبل بِالْمَدِينَةِ وآذن أَي أعلم أبشر بِخَير يَوْم مر عَلَيْك مُنْذُ وَلدتك أمك قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ سوى يَوْم إسلامك قَالَ وَإِنَّمَا لم يستثنه لِأَنَّهُ مَعْلُوم وَلَا بُد مِنْهُ أَن أَنْخَلِع من مَالِي أَي أخرج عَنهُ وَالْمرَاد أرضه وعقاره أبلاه الله أَي أنعم عَلَيْهِ أَن لَا أكون لَا زَائِدَة فَأهْلك بِكَسْر اللَّام وَحكي فتحهَا وإرجاؤه أَي تَأْخِيره ورى بغَيْرهَا أَي أوهم غَيرهَا غير غزوتين أَي بدر وتبوك يزِيدُونَ على عشرَة آلَاف قَالَ بن إِسْحَاق كَانُوا ثَلَاثِينَ ألفا وَقَالَ أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ كَانُوا سبعين ألفا وَجمع بَينهمَا بَعضهم بِأَن بن إِسْحَاق عد الْمَتْبُوع وَأَبُو زرْعَة عد التَّابِع والمتبوع(6/120)
[2770] حَدثنَا حبَان بن مُوسَى قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ بِكَسْر الْحَاء وَلَيْسَ لَهُ فِي صَحِيح مُسلم ذكر إِلَّا فِي هَذَا الْموضع وَقد أَكثر عَنهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه وَأثبت إقتصاصا أَي أحسن إيرادا وسردا للْحَدِيث عقدي هُوَ القلادة من جزع بِكَسْر الْجِيم وَسُكُون الزَّاي خرز ظفار بِفَتْح الظَّاء الْمُعْجَمَة وَكسر الرَّاء بِلَا تَنْوِين قَرْيَة بِالْيمن يرحلون بِفَتْح الْيَاء وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْحَاء المخففة أَي يجْعَلُونَ الرحل على الْبَعِير هودجي بِفَتْح الْهَاء مركب من مراكب النِّسَاء فرحلوه بتَخْفِيف الْحَاء لم يهبلن ضبط بِضَم الْيَاء وَسُكُون الْهَاء وَالْبَاء الْمُشَدّدَة أَي يثقلن بِاللَّحْمِ والشحم وبفتح الْيَاء وَالْبَاء وَسُكُون الْهَاء وَضم الْبَاء بِمَعْنَاهُ الْعلقَة الْقَلِيل بن الْمُعَطل بِفَتْح الطَّاء بِلَا خلاف فأدلج بتَشْديد الدَّال وَهُوَ سير آخر اللَّيْل سَواد إِنْسَان أَي شخصه باسترجاعه أَي بقوله إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون فخمرت أَي غطيت موغرين بالغين الْمُعْجَمَة أَي نازلين فِي وَقت الوغرة بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْغَيْن وَهِي شدَّة الْحر فِي نحر الظهيرة أَي وَقت القائلة وَشدَّة الْحر كبره أَي معظمه يريبني بِفَتْح أَوله وضمه أَي يوهمني ويشككني اللطف بِضَم اللَّام وَسُكُون الطَّاء يُقَال بفتحهما مَعًا وَهُوَ الْبر والرفق تيكم إِشَارَة إِلَى الْمُؤَنَّث كذلكم فِي الْمُذكر نقهت بِفَتْح الْقَاف وَكسرهَا والناقه الَّذِي أَفَاق من الْمَرَض وبرأ مِنْهُ وَهُوَ قريب عهد بِهِ لم يتراجع إِلَيْهِ كَمَال صِحَّته أم مسطح بِكَسْر الْمِيم اسْمهَا سلمى ومسطح لقب واسْمه عَامر وَقيل عَوْف المناصع بِفَتْح الْمِيم مَوَاضِع خَارج الْمَدِينَة كَانُوا يتبرزون فِيهَا الْعَرَب الأول ضبط بِفَتْح الْهمزَة وَالْوَاو الْمُشَدّدَة وبضم الْهمزَة وَتَخْفِيف الْوَاو فِي التَّنَزُّه أَي طلب النزاهة بِالْخرُوجِ إِلَى الصَّحرَاء رهم بِضَم الرَّاء وَسُكُون الْهَاء أَثَاثَة بِضَم الْهمزَة ومثلثة مكررة فَعَثَرَتْ بِفَتْح الثَّاء تعس بِكَسْر الْعين وَفتحهَا أَي هلك وَقيل عثر وَقيل لزمَه الشَّرّ وَقيل سقط بِوَجْهِهِ خَاصَّة أَي هنتاه بِسُكُون النُّون أشهر من فتحهَا وَالْمعْنَى يَا هَذِه وَقيل يَا امْرَأَة وَقيل يَا بلهاء وضيئة بِالْهَمْز وَالْمدّ أَي جميلَة حَسَنَة وَلابْن ماهان حظية من الحظوة وَهِي الوجاهة وارتفاع الْمنزلَة كثرن بِالْمُثَلثَةِ الْمُشَدّدَة أَي أكثرن القَوْل فِي عيبها ونقصها لَا يرقأ بِالْهَمْز أَي لَا يَنْقَطِع وَلَا أكتحل بنوم أَي لَا أَنَام أغمصه بِفَتْح الْهمزَة وَكسر الْمِيم وبالصاد الْمُهْملَة أَي أعيبها بِهِ الدَّاجِن هِيَ الشَّاة الَّتِي تألف الْبَيْت وَلَا تخرج المرعى فَقَامَ سعد بن معَاذ اسْتدلَّ بِهِ القَاضِي على أَن غَزْوَة الْمُريْسِيع الَّتِي كَانَت فِيهَا قصَّة الْإِفْك كَانَت سنة أَربع قبل قصَّة الخَنْدَق فَإِن سعد بن معَاذ مَاتَ فِي أثر غزَاة الخَنْدَق من الرَّمية الَّتِي أَصَابَته قَالَ النَّوَوِيّ وَهُوَ صَحِيح اجتهلته الحمية كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول بِالْجِيم وَالْهَاء أَي حَملته على الْجَهْل وَلابْن ماهان احتملته بِالْحَاء وَالْمِيم قلص بِفَتْح الْقَاف وَاللَّام أَي ارْتَفع البرحاء بِضَم الْمُوَحدَة وَفتح الرَّاء وحاء مُهْملَة وَمد وَهِي الشدَّة الجمان بِضَم الْجِيم وَتَخْفِيف الْمِيم وَهُوَ الدّرّ سري أَي كشف وأزيل أحمي سَمْعِي وبصري أَي أصونهما من أَن أَقُول سَمِعت وَلم أسمع وأبصرت وَلم أبْصر تساميني أَي تفاخرني وتضاهيني بجمالها ومكانها عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وطفقت بِكَسْر الْفَاء تحارب لَهَا أَي تتعصب فتحكي مَا يَقُوله أهل الْإِفْك مَا كشفت عَن كنف أُنْثَى بِفَتْح الْكَاف وَالنُّون أَي ثوبها الَّذِي يَسْتُرهَا وَهُوَ كِنَايَة عَن عدم جماع النِّسَاء وَفِي حَدِيث يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم موعرين يَعْنِي بِالْعينِ الْمُهْملَة الوغرة بِسُكُون الْغَيْن أبنوا أَهلِي بِفَتْح الْهمزَة وَالْمُوَحَّدَة مُخَفّفَة ومشددة أَي اتهموا ورموا بِسوء فانتهرها بعض أَصْحَابه هُوَ عَليّ بن أبي طَالب حَتَّى أسقطوا لَهَا بِهِ صَرَّحُوا لبريرة بِالْأَمر وَلابْن ماهان أسقطوا لهاتها بِالْمُثَنَّاةِ فَوق قَالُوا وَهُوَ تَصْحِيف يستوشيه أَي يَسْتَخْرِجهُ بالبحث وَالْمَسْأَلَة ثمَّ يفشيه ويشيعه ويحركه وَلَا يَدعه يخمد(6/132)
[2771] ركي هُوَ الْبِئْر(6/137)
[2779] سم الْخياط بِتَثْلِيث السِّين أَي ثقب الإبرة الدُّبَيْلَة بِضَم الدَّال الْمُهْملَة وَفتح الْمُوَحدَة ينجم بِضَم الْجِيم أَي يظْهر ويعلو بَين رجل من أهل الْعقبَة هِيَ عقبَة على طَرِيق تَبُوك اجْتمع المُنَافِقُونَ فِيهَا للغدر برَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فعصمه الله مِنْهُم(6/138)
[2880] ثنية المرار بِضَم الْمِيم وَتَخْفِيف الرَّاء وَهُوَ شجر مر وَهِي مهبط الْحُدَيْبِيَة وَكَانَ رجلا ينشد ضَالَّة بِفَتْح الْيَاء وَضم الشين أَي يسْأَل عَنْهَا قَالَ القَاضِي قيل هَذَا الرجل هُوَ الْجد بن قيس الْمُنَافِق ثنية المرار أَو المرار الأول بِضَم الْمِيم وَالثَّانِي بِفَتْحِهَا وَقيل بِكَسْرِهَا
[2781] قَصم الله عُنُقه أَي أهلكه نَبَذته أَي طرحته(6/140)
[2782] تكَاد أَن تدفن الرَّاكِب أَي تغيبه عَن النَّاس وَتذهب بِهِ لشدتها لمَوْت مُنَافِق أَي عُقُوبَة وعلامة
[2783] المقفيين أَي الموليين أقفيتهما منصرفين(6/141)
[2784] العائرة أَي المترددة الْمُتَحَيِّرَة الَّتِي لَا تَدْرِي لأيهما تتبع تعير أَي تردد وَتذهب
[2785] لَا يزن أَي لَا يعدل فِي الْقدر والمنزلة(6/145)
[2786] حبر بِفَتْح الْحَاء أفْصح من كسرهَا وَهُوَ الْعَالم على إِصْبَع هُوَ من أَحَادِيث الصِّفَات الَّتِي تفوض أَو تَأَول على الاقتدار أَي يمْسِكهَا مَعَ عظمها بِلَا تَعب وَلَا ملل وَالنَّاس يذكرُونَ الإصبع فِي مثل هَذَا للْمُبَالَغَة فَيَقُول أحدهم أقتل زيدا بأصبعي أَي لَا كلفة عَليّ فِي قَتله وَقيل يحْتَمل أَن المُرَاد أَصَابِع بعض مخلوقاته قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا غير مُمْتَنع وَالْمَقْصُود أَن يَد الْجَارِحَة مستحيلة فَضَحِك رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَعَجبا مِمَّا قَالَه الحبر تَصْدِيقًا لَهُ قَالَ النَّوَوِيّ ظَاهر هَذَا الحَدِيث أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم صدق الحبر فِي قَوْله إِن الله يقبض السَّمَاوَات وَالْأَرْض والمخلوقات بالأصابع ثمَّ قَرَأَ الْآيَة الَّتِي فِيهَا الْإِشَارَة إِلَى نَحْو مَا يَقُول وَقَالَ بعض الْمُتَكَلِّمين لَيْسَ ضحكه وتعجبه وتلاوته الْآيَة تَصْدِيقًا للحبر بل هُوَ رد لقَوْله وإنكار وتعجب من سوء اعْتِقَاده فَإِن مَذْهَب الْيَهُود التجسيم ففهم مِنْهُ ذَلِك وَقَوله تَصْدِيقًا لَهُ إِنَّمَا هُوَ من كَلَام الرَّاوِي على مَا فهم قَالَ وَالْأول أظهر وَقَالَ القَاضِي فِي هَذَا الحَدِيث وَمَا بعده الله أعلم بِمُرَاد نبيه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِيمَا ورد فِي هَذِه الْأَحَادِيث من مُشكل وَنحن نؤمن بِاللَّه وَصِفَاته وَلَا نشبه شَيْئا بِهِ وَلَا نُشبههُ بِشَيْء لَيْسَ كمثله شَيْء وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير الشورى11 وَمَا قَالَه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَثَبت عَنهُ فَهُوَ حق وَصدق فَمَا أدركنا علمه فبفضل الله وَمَا خَفِي عَنَّا آمنا بِهِ ووكلنا علمه إِلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى حَتَّى نظرت إِلَى الْمِنْبَر يَتَحَرَّك قَالَ القَاضِي يحْتَمل أَن تحركه بحركة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيحْتَمل أَن يكون بِنَفسِهِ هَيْبَة لما سَمعه كَمَا حن الْجذع(6/148)
[2790] عفراء بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالْمدّ أَي بَيْضَاء إِلَى حمرَة النقي بِفَتْح النُّون وَكسر الْقَاف وَتَشْديد الْيَاء وَهُوَ الدَّقِيق الْحوَاري لَيْسَ فِيهَا علم بِفَتْح الْعين الْمُهْملَة وَاللَّام أَي عَلامَة من بِنَاء أَو أثر(6/149)
[2792] تكون الأَرْض يَوْم الْقِيَامَة خبْزَة بِضَم الْخَاء وَهِي الطلمة الَّتِي تُوضَع فِي الْملَّة يكفأها بِالْهَمْز أَي يميلها من يَد إِلَى يَد حَتَّى تَجْتَمِع وتستوي لِأَنَّهَا لَيست منبسطة كالرقاقة وَنَحْوهَا نزلا بِضَم النُّون وَيجوز سكونها أَي ضِيَافَة قَالَ النَّوَوِيّ وَمعنى الحَدِيث أَن الله تَعَالَى يَجْعَل الأَرْض كالطلمة والرغيف الْعَظِيم وَيكون ذَلِك طَعَاما لأهل الْجنَّة وَالله على كل شَيْء قدير إدَامهمْ بِالْأُمِّ وَنون قَالَ النَّوَوِيّ أما النُّون فَهُوَ الْحُوت بِاتِّفَاق الْعلمَاء وَأما بِالْأُمِّ فبباء مُوَحدَة مَفْتُوحَة وَتَخْفِيف اللَّام وَمِيم مَرْفُوعَة غير منونة وَالصَّحِيح فِي مَعْنَاهَا أَنَّهَا لَفْظَة عبرانية مَعْنَاهَا ثَوْر وَلِهَذَا سَأَلُوا الْيَهُود عَن تَفْسِيرهَا ففسروها بِهِ وَلَو كَانَت عَرَبِيَّة لعرفها الصَّحَابَة وَلم يسْأَلُوا عَنْهَا زَائِدَة كبدهما هِيَ اطيب الكبد سَبْعُونَ ألفا قَالَ القَاضِي يحْتَمل أَنهم الَّذين يدْخلُونَ الْجنَّة بِغَيْر حِسَاب فخصوا بأطيب النزل وَيحْتَمل أَنه عبر بالسبعين ألفا عَن الْعدَد الْكثير وَلم يرد الْحصْر فِي ذَلِك الْقدر وَهَذَا مَعْرُوف فِي كَلَام الْعَرَب(6/150)
[2793] لَو تابعني عشرَة من الْيَهُود قَالَ صَاحب التَّحْرِير المُرَاد عشرَة من أَحْبَارهم(6/151)
[2794] فِي حرث بِالْمُثَلثَةِ بِاتِّفَاق رُوَاة مُسلم وَهُوَ مَوضِع الزَّرْع مَا رابكم إِلَيْهِ أَي مَا دعَاكُمْ إِلَى سُؤَاله فأسكت بِمَعْنى سكت وَقيل أطرق وَقيل أعرض عَنهُ(6/152)
[2797] يعفر أَي يسْجد فَجِئَهُمْ بِكَسْر الْجِيم أَي بغتهم يَنْكص بِكَسْر الْكَاف أَي يرجع يمشي إِلَى وَرَائه وَأَجْنِحَة هِيَ أَجْنِحَة الْمَلَائِكَة(6/153)
[2798] حصت بحاء وصاد مُشَدّدَة مهملتين أَي استأصلت اللزام هِيَ وقْعَة بدر اسْتغْفر الله لمضر فِي البُخَارِيّ استسق قيل هُوَ الصَّوَاب اللَّائِق بِالْحَال(6/156)
[2803] انْشَقَّ الْقَمَر قَالَ القَاضِي انْشِقَاق الْقَمَر من أُمَّهَات معجزات نَبينَا صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد أنكرهُ بعض المبتدعة المضاهين المخالفي الْملَّة وَذَلِكَ لما أعمى الله قلبه وَلَا إِنْكَار لِلْعَقْلِ فِيهَا لِأَن الْقَمَر مَخْلُوق لله تَعَالَى يفعل فِيهِ مَا يَشَاء كَمَا يغيبه ويكوره فِي آخر أمره(6/158)
[2804] لَا أحد أَصْبِر على أَذَى يسمعهُ من الله تَعَالَى مَعْنَاهُ أَن الله تَعَالَى وَاسع الْحلم حَتَّى على الْكَافِر الَّذِي ينْسب إِلَيْهِ الْوَلَد والند وَحَقِيقَة الصَّبْر منع النَّفس من الانتقام أَو غَيره فالصبر نتيجة الِامْتِنَاع فَأطلق اسْم الصَّبْر على الِامْتِنَاع فِي حق الله لذَلِك قَالَ القَاضِي والصبور اسْم من أَسمَاء الله تَعَالَى وَهُوَ الَّذِي لَا يعاجل العصاة بالانتقام
[2805] قد أردْت مِنْك أَهْون من هَذَا أَي طلبت مِنْك وأمرتك(6/159)
[2807] فيصبغ أَي يغمس صبغة بِفَتْح الصَّاد أَي غمسة بؤسا بِالْهَمْز أَي شدَّة(6/161)
[2809] شَجَرَة الْأرز بِفَتْح الْهمزَة ثمَّ رَاء سَاكِنة ثمَّ زَاي وَهُوَ الصنوبر تستحصد بِالْبِنَاءِ للْفَاعِل وللمفعول(6/162)
[2810] الخامة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الْمِيم وَهِي الطَّاقَة اللينة من الزَّرْع يفيئها الرّيح أَي يميلها يَمِينا وَشمَالًا تصرعها أَي تخفضها وتعدلها بِفَتْح التَّاء وَكسر الدَّال أَي ترفعها تهيج أَي تيبس الأرزة بِسُكُون الرَّاء وَحكي فتحهَا المجذية بِضَم الْمِيم وَسُكُون الْجِيم وَكسر الذَّال الْمُعْجَمَة وَهِي الثَّابِتَة انجعافها أَي انقلاعها(6/163)
[2811] وَإِنَّهَا مثل الْمُسلم أَي فِي كَثْرَة خَيرهَا ودوام ظلها وَطيب ثَمَرهَا ووجوده على الدَّوَام وَكَثْرَة الِانْتِفَاع بأجزائها حَتَّى النَّوَى كَمَا أَن الْمُسلم خير كُله فَوَقع النَّاس أَي ذهبت أفكارهم إِلَى أَشجَار الْبَوَادِي فَكَانَ كل إِنْسَان يُفَسر بِنَوْع من أَنْوَاعهَا لِأَن تكون بِفَتْح اللَّام روعي بِضَم الرَّاء أَي قلبِي وخلدي أَسْنَان الْقَوْم أَي كبارهم وشيوخهم بجمار بِضَم الْجِيم وَتَشْديد الْمِيم وَهُوَ الَّذِي يُؤْكَل من قلب النّخل يكون لينًا قَالَ إِبْرَاهِيم لَعَلَّ مُسلما قَالَ وتؤتي قَالَ القَاضِي وَغَيره لَيْسَ كَمَا توهمه إِبْرَاهِيم بل الَّذِي فِي صَحِيح مُسلم بِإِثْبَات لَا وَوَجهه أَن لَا لَيست مُتَعَلقَة بتؤتي بل بِمَحْذُوف تَقْدِيره وَلَا يتحات وَرقهَا وَلَا وَلَا مكررا أَي وَلَا يُصِيبهَا كَذَا وَلَا كَذَا وَلَكِن لم يذكر الرَّاوِي تِلْكَ الْأَشْيَاء المعطوفة ثمَّ ابْتَدَأَ فَقَالَ تؤتي أكلهَا كل حِين(6/165)
[3813] إِن عرش إِبْلِيس أَي سَرِيره نعم أَنْت بِكَسْر النُّون وَسُكُون الْعين وَهِي نعم الْمَوْضُوعَة للمدح أُخْت بئس(6/166)
[2814] أعانني عَلَيْهِ فَأسلم رُوِيَ بِفَتْح الْمِيم فعل مَاض من الْإِسْلَام وضميره القرين وبرفعها مضارع من السَّلامَة أَي أسلم أَنا من شَره وفتنته وَالْأولَى أرجح عِنْد القَاضِي وَالنَّوَوِيّ(6/167)
[2816] يتغمدني الله مِنْهُ برحمة أَي يلبسنيها ويغمرني بهَا(6/169)
[2817] مَا من أحد يدْخلهُ عمله الْجنَّة قَالَ النَّوَوِيّ يُعَارضهُ قَوْله ادخُلُوا الْجنَّة بِمَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ وَنَحْوهَا لِأَن معنى الْآيَة أَن دُخُول الْجنَّة بِسَبَب الْأَعْمَال ثمَّ التَّوْفِيق لَهَا وَالْهِدَايَة وَالْإِخْلَاص فِيهَا وقبولها برحمة الله تَعَالَى وفضله فَيصح أَنه لم يدْخل بِمُجَرَّد الْعَمَل وَهُوَ مُرَاد الحَدِيث وَيصِح أَنه بِالْأَعْمَالِ أَي بِسَبَبِهَا وَهِي من الرَّحْمَة(6/170)
[2818] سددوا وقاربوا أَي اطْلُبُوا السداد وَاعْمَلُوا بِهِ فَإِن عجزتم عَنهُ فقاربوا أَي اقربوا مِنْهُ والسداد الصَّوَاب وَهُوَ بَين الإفراط والتفريط فَلَا تغلوا وَلَا تقصرُوا
[2820] تفطر رِجْلَاهُ أَي تشققت(6/171)
[2821] كَرَاهِيَة بتَخْفِيف الْيَاء يَتَخَوَّلنَا بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَي يتعاهدنا السَّآمَة بِالْمدِّ
[2823] حفت الْجنَّة بالمكاره قَالَ الْعلمَاء هَذَا من بديع الْكَلَام وفصيحه وجوامعه الَّتِي أوتيها صلى الله عَلَيْهِ وَسلم من التَّمْثِيل الْحسن وَمَعْنَاهُ لَا يُوصل إِلَى الْجنَّة إِلَّا بارتكاب المكاره من الِاجْتِهَاد فِي الْعِبَادَات والمواظبة عَلَيْهَا وَالصَّبْر على مشاقها وكظم الغيظ وَالْعَفو والحلم وَالصَّدَََقَة وَالْإِحْسَان إِلَى الْمُسِيء وَالصَّبْر عَن الشَّهَوَات وَنَحْو ذَلِك وحفت النَّار بالشهوات قَالَ النَّوَوِيّ الظَّاهِر أَن المُرَاد الشَّهَوَات الْمُحرمَة دون الْمُبَاحَة(6/175)
[2824] ذكرا بله وَفِي نُسْخَة ذخْرا بله وبله بِفَتْح الْمُوَحدَة وَسُكُون اللَّام قَالَ النَّوَوِيّ 17166 وَمَعْنَاهَا دع عَنْك مَا أطْلعكُم فَالَّذِي لم يطلعكم عَلَيْهِ أعظم فَكَأَنَّهُ أعرض عَنهُ اسْتِقْلَالا لَهُ فِي جنب مَا لم يطلع عَلَيْهِ
[2827] فِي ظلها أَي مَا يستر أَغْصَانهَا(6/176)
[2828] الْمُضمر بِفَتْح الضَّاد وَالْمِيم الْمُشَدّدَة وبسكون الضَّاد وَفتح الْمِيم وَهُوَ الَّذِي ضمر ليشتد جريه(6/177)
[2829] أحل عَلَيْكُم أَي أنزل رِضْوَانِي بِكَسْر الرَّاء وَضمّهَا(6/178)
[2831] الْكَوْكَب الدُّرِّي بِضَم الدَّال وَتَشْديد الْيَاء بِلَا همز وبضم الدَّال مَهْمُوز مَمْدُود وبكسر الدَّال مَهْمُوز مَمْدُود وَهُوَ الْعَظِيم وَسمي دريا لبياضه كالدر وَقيل لإضاءته وَقيل لشبهه بالدر فِي كَونه أرفع من سَائِر النُّجُوم كالدر أرفع الْجَوَاهِر الغابر أَي الذَّاهِب الْمَاضِي الَّذِي تدلى للغروب وَبعد عَن الْعُيُون وَرُوِيَ فِي غير مُسلم الغارب بِتَقْدِيم الرَّاء وَهُوَ بِمَعْنَاهُ من الْأُفق فِي رِوَايَة البُخَارِيّ فِي الْأُفق قيل وَهُوَ الصَّوَاب(6/179)
[2833] إِن فِي الْجنَّة لسوقا أَي مجمعا لَهُم يَجْتَمعُونَ فِيهِ كَمَا يجْتَمع النَّاس فِي الدُّنْيَا فِي السُّوق كل جُمُعَة أَي مقدارها من الدُّنْيَا إِذْ لَيْسَ هُنَاكَ حَقِيقَة أُسْبُوع لفقد الشَّمْس وَاللَّيْل ريح الشمَال بِفَتْح الشين وَالْمِيم بِغَيْر همز وَهُوَ الَّتِي تَأتي من دبر الْقبْلَة قَالَ القَاضِي وخصت ريح الْجنَّة بهَا لِأَنَّهَا ريح الْمَطَر عِنْد الْعَرَب(6/180)
[2834] زمرة أَي جمَاعَة أعزب هِيَ لُغَة وَالْمَشْهُور عزب بِلَا ألف وَهُوَ من لَا زَوْجَة لَهُ اخْتصم الرِّجَال وَالنِّسَاء أَيهمْ فِي الْجنَّة أَكثر قَالَ القَاضِي خرج من هَذَا الحَدِيث وَمن الحَدِيث الْأُخَر أَن النِّسَاء أَكثر أهل النَّار فَيخرج من مَجْمُوع هَذَا أَن النِّسَاء أَكثر ولد آدم ورشحهم أَي عرقهم قَالَ بن أبي شيبَة على خلق رجل بِضَم الْخَاء وَاللَّام وَقَالَ أَبُو كريب على خلق رجل بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون اللَّام يسبحون الله بكرَة وَعَشِيَّة أَي قدرهما(6/183)
[2837] لَا يبأس أَي لَا يُصِيبهُ بَأْس وَهُوَ شدَّة الْحَال(6/184)
[2838] مجوفة فِي نُسْخَة مجوبة بموحدة بدل الْفَاء أَي مثقوبة زَاوِيَة أَي نَاحيَة(6/185)
[2839] سيحان قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ نهر المصيصة وَهُوَ غير سيحون وجيحان قَالَ هُوَ نهر إذنة وَهُوَ غير جيحون فَإِن ذَاك نهر وَرَاء خُرَاسَان عِنْد بَلخ وَذكر القَاضِي أَن سيحان هُوَ سيحون وجيحان هُوَ جيحون وأنهما بِبِلَاد خُرَاسَان وَأنْكرهُ النَّوَوِيّ وَقَالَ إِن النَّاس اتَّفقُوا على الْمُغَايرَة قلت وَفِيه نظر والفرات هُوَ نهر فاصل بَين الشَّام والجزيرة والنيل هُوَ نهر مصر كل من أَنهَار الْجنَّة هُوَ على ظَاهره وَلها مَادَّة من الْجنَّة وَقيل مَعْنَاهُ أَن الْإِيمَان عَم بلادها وَأَن الْأَجْسَام المتغذية بِمَائِهَا صائرة إِلَى الْجنَّة قَالَ النَّوَوِيّ وَالْأول أصح
[2840] يدْخل الْجنَّة أَقوام أفئدتهم مثل أَفْئِدَة الطير قيل فِي الرقة والضعف وَقيل فِي الْخَوْف والهيبة لله فَإِن الطير أَكثر الْحَيَوَان خوفًا وفزعا قَالَ النَّوَوِيّ وَكَانَ المُرَاد قوم غلب عَلَيْهِم الْخَوْف كَمَا جَاءَ عَن جماعات من السّلف فِي شدَّة خوفهم وَقيل المُرَاد متوكلون(6/186)
[2841] خلق الله آدم على صورته قَالَ النَّوَوِيّ هَذِه الرِّوَايَة ظَاهِرَة فِي أَن الضَّمِير لآدَم وَأَن المُرَاد أَنه خلق فِي أول نشأته على صورته الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا فِي الأَرْض وَتُوفِّي عَلَيْهَا وَهِي طوله سِتُّونَ ذِرَاعا وَلم ينْتَقل أطوارا كذريته وَكَانَت صورته فِي الْجنَّة هِيَ صورته فِي الأَرْض لم يتَغَيَّر(6/187)
[2844] وجبة بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْجِيم أَي سقطة هَذَا وَقع أَي حجر وَقع حجزته بِضَم الْحَاء وَسُكُون الْجِيم وَهِي معقد الْإِزَار والسراويل ترقوته بِفَتْح التَّاء وَضم الْقَاف وَهِي الْعظم الَّذِي بَين ثغرة النَّحْر والعاتق حقْوَيْهِ بِفَتْح الْحَاء وَكسرهَا وهما معقد الْإِزَار والمارد هُنَا مَا يُحَاذِي ذَلِك الْموضع من جَنْبَيْهِ(6/189)
[2846] احتجت النَّار وَالْجنَّة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا على ظَاهره وَأَن الله جعل فيهمَا تمييزا يدركان بِهِ وَلَا يلْزم دَوَامه وَسَقَطهمْ بِفَتْح السِّين وَالْقَاف أَي ضُعَفَاؤُهُمْ والمحتقرون مِنْهُم وعجزهم بِفَتْح الْعين وَالْجِيم جمع عَاجز أَي العاجزون عَن طلب الدُّنْيَا والتمكن فِيهَا والثروة والشوكة فَيَضَع قدمه هُوَ من أَحَادِيث الصِّفَات الَّتِي تفوض أَو تَأَول على أَن المُرَاد بالقدم من قدمه لَهَا من أهل الْعَذَاب أَو مخلوقا يُسمى بذلك قطّ قطّ بِسُكُون الطَّاء وبكسرها منونا وَغير منون أَي حسبي
[2847] وغرتهم رُوِيَ بِفَتْح الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَالرَّاء ومثلثة أَي أهل الْجُوع والفاقة مِنْهُم وبكسر الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَتَشْديد الرَّاء ومثناة أَي أهل البله والغفلة فِي أُمُور الدُّنْيَا وَرُوِيَ وعجزتهم جمع عَاجز رجله أول بِالْجَمَاعَة من النَّاس كَمَا يُقَال رجل من جَراد أَي قِطْعَة مِنْهُ وَالْمرَاد قوم استحقوها وخلقوا لَهَا(6/191)
[2849] كَأَنَّهُ كَبْش قد ورد أَن الله خلق الْمَوْت فِي صُورَة كَبْش لَهُ أَرْبَعَة أَجْنِحَة لَا يمر علىأحد فيراه إِلَّا مَاتَ وَقد أوردته فِي كتاب البرزخ فاستغنى هَذَا الحَدِيث عَن التَّأْوِيل فَيَشْرَئِبُّونَ بِالْهَمْز أَي يرفعون صوتهم إِلَى الْمُنَادِي(6/192)
[2853] متضعف رُوِيَ بِكَسْر الْعين أَي متواضع متذلل خامل وَبِفَتْحِهَا أَي يستضعفه النَّاس وَيَحْتَقِرُونَهُ ويجيرون عَلَيْهِ لضعف حَاله فِي الدُّنْيَا عتل بِضَم الْعين وَالتَّاء وَهُوَ الجافي الشَّديد الْخُصُومَة بِالْبَاطِلِ جواظ بِفَتْح الحيم وَتَشْديد الْوَاو وإعجام الظَّاء وَهُوَ الجموع المنوع زنيم هُوَ الدعي فِي النّسَب(6/193)
[2855] عَارِم بِالْعينِ الْمُهْملَة وَالرَّاء وَهُوَ الشرير الْمُفْسد الْخَبيث(6/194)
[2856] لحي بِضَم اللَّام وَفتح الْحَاء وَتَشْديد الْيَاء قمعة ضبط بِكَسْر الْقَاف وَفتح الْمِيم الْمُشَدّدَة وبفتح الْقَاف مَعَ فتح الْمِيم المخففة وسكونها خندف بِكَسْر الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالدَّال وَحكي فتح الدَّال وَفَاء وَهِي أم الْقَبِيلَة فَلَا تَنْصَرِف وَاسْمهَا ليلى بنت عمرَان بن الْحَارِث بن قضاعة أَخا بني كَعْب فِي نُسْخَة أَبَا بني كَعْب قَالَ القَاضِي وَهُوَ الصَّوَاب لِأَن كَعْبًا هَذَا هُوَ أحد بطُون خُزَاعَة وَابْنه قصبه بِضَم الْقَاف وَسُكُون الصَّاد أَي أمعاءه ثَنَا أَفْلح بن سعيد ثَنَا عبد الله بن رَافع مولى أم سَلمَة سَمِعت أَبَا هُرَيْرَة يَقُول سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول إِن طَالَتْ بك مُدَّة أوشكت أَن ترى قوما يَغْدُونَ فِي سخط الله وَيَرُوحُونَ فِي لعنته فِي أَيْديهم مثل أَذْنَاب الْبَقر هَذَا الحَدِيث أوردهُ بن الْجَوْزِيّ فِي الموضوعات وَقَالَ إِنَّه بَاطِل قَالَ وأفلح يروي الموضوعات عَن الثِّقَات وَتعقبه الْحَافِظ بن حجر فِي كتاب القَوْل المسدد ص37 وَقَالَ هَذِه غَفلَة شَدِيدَة من بن الْجَوْزِيّ حَيْثُ حكم على هَذَا الحَدِيث بِالْوَضْعِ وَهُوَ فِي أحد الصَّحِيحَيْنِ وأساء بذلك وَهُوَ من عجائبه قَالَ وأفلح ثِقَة مَشْهُور وَثَّقَهُ بن معِين وَابْن سعد وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو حَاتِم وَتَابعه سُهَيْل عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة أخرجه بن حبَان فِي صَحِيحه وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل(6/196)
[2858] اليم هُوَ الْبَحْر بِمَ يرجع ضبط بالفوقية عودا على الإصبع وبالتحتية عودا على أحدكُم وَمَعْنَاهُ لَا يعلق بهَا كَبِير شَيْء من المَاء
[2859] غرلًا بِضَم الْغَيْن الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء أَي غير مختونين جمع أغرل والغرلة القلفة(6/197)
[2861] يحْشر النَّاس على ثَلَاث طرائق الحَدِيث قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْعلمَاء هَذَا الْحَشْر فِي آخر الدُّنْيَا قبيل الْقِيَامَة وقبيل النفخ فِي الصُّور وَهُوَ آخر أَشْرَاط السَّاعَة تَحْشُرهُمْ نَار تخرج من قَعْر عدن(6/198)
[2862] يقوم أحدهم فِي رشحه قَالَ القَاضِي يحْتَمل أَن المُرَاد عرق نَفسه وَغَيره وَيحْتَمل أَن المُرَاد عرق نَفسه خَاصَّة(6/199)
[2856] كل مَال نحلته قبله قَالَ الله مُقَدرا حنفَاء أَي مُسلمين فَاجْتَالَتْهُمْ بِالْجِيم وَرُوِيَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَي أزالتهم وأذهبتهم لأبتليك أَي بتبليغ الرسَالَة وأبتلي بك أَي من أرسلك إِلَيْهِم كتابا لَا يغسلهُ المَاء أَي مَحْفُوظًا فِي الصُّدُور لَا يتَطَرَّق إِلَيْهِ الذّهاب بل يبْقى على ممر الزَّمَان تقرؤه نَائِما ويقظان أَي يكون مَحْفُوظًا لَك فِي حالتي النّوم واليقظة وَقيل تقرؤه فِي يسر وسهولة يثلغوا بمثلثة وغين مُعْجمَة أَي يشدخوا ويشجوا كَمَا يشدخ الْخبز أَي يكسر واغزهم نغزك أَي نعنك وَمُسلم بِالْجَرِّ عطفا على ذِي قربى لَا زبر لَهُ لَا عقل لَهُ يزبره ويمنعه مِمَّا لَا يَنْبَغِي لَهُ لَا يخفى لَهُ طمع أَي لَا يظْهر والشنظير بِكَسْر الشين والظاء المعجمتين وَسُكُون النُّون الفحاش أَي السيء الْخلق(6/202)
[2867] حادت بِهِ أَي مَالَتْ عَن الطَّرِيق وَعدلت عَن الطَّرِيق ونفرت(6/203)
[2870] قرع نعَالهمْ أَي صَوتهَا فِي الأَرْض وَهُوَ خفقها مَا كنت تَقول فِي هَذَا الرجل قَالَ النَّوَوِيّ يَعْنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ وَإِنَّمَا يَقُوله بِهَذِهِ الْعبارَة الَّتِي لَيْسَ فِيهَا تَعْظِيم امتحانا للمسؤول لِئَلَّا يَتَلَقَّن تَعْظِيمه من عبارَة السَّائِل ثمَّ يثبت الله الَّذين آمنُوا يفسح لَهُ فِي قَبره قَالَ القَاضِي وَالنَّوَوِيّ هُوَ على ظَاهره وَأَنه يرفع عَن بَصَره وَمَا يجاوره من الْحجب الكثيفة بِحَيْثُ لَا يَنَالهُ ظلمَة الْقَبْر وَلَا ضيقه إِذا ردَّتْ إِلَيْهِ روحه خضرًا ضبط بِفَتْح الْخَاء وَكسر الضَّاد وبضم الْخَاء وَفتح الضَّاد أَي نعما غضة ناعمة(6/204)
[2872] انْطَلقُوا بِهِ إِلَى آخر الْأَجَل قَالَ القَاضِي مُنْتَهى الْأَجَل هُوَ سِدْرَة الْمُنْتَهى فِي روح الْمُؤمن وسجين فِي روح الْكَافِر قَالَ وَيحْتَمل أَن المُرَاد إِلَى انْقِضَاء أجل الدُّنْيَا ريطة بِفَتْح الرَّاء وَسُكُون الْيَاء وَهِي ثوب رَقِيق وَقيل الملاءة على أَنفه أَي كَرَاهَة لنتن ريح الْكَافِر
[2873] حَدِيد الْبَصَر بِالْحَاء أَي نافذه(6/205)
[2874] جيفوا أَي أنتنوا وصاروا جيفا
[2875] طوي هِيَ الْبِئْر المطوية بِالْحِجَارَةِ(6/206)
[2876] من نُوقِشَ أَي استقصى عَلَيْهِ عذب أَي أفْضى بِهِ إِلَى الْعَذَاب بالنَّار لِأَن التَّقْصِير غَالب فِي الْعباد(6/207)
[2877] يحسن بِاللَّه الظَّن أَي يظنّ أَنه يرحمه وَيَعْفُو عَنهُ(6/208)
[2878] يبْعَث كل عبد على مَا مَاتَ عَلَيْهِ أَي على الْحَالة الَّتِي مَاتَ عَلَيْهَا(6/211)
[2880] عَن زَيْنَب بنت أم سَلمَة عَن أم حَبِيبَة عَن زَيْنَب بنت جحش قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا الحَدِيث اجْتمع فِيهِ أَربع صحابيات زوجتان لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وربيبتان لَهُ قَالَ وَلَا نعلم حَدِيثا اجْتمع فِيهِ أَربع صحابيات بَعضهنَّ عَن بعض غَيره وحبيبة بنت أم حَبِيبَة من عبد الله بن جحش زَوجهَا قبل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا كثر الْخبث بِفَتْح الْخَاء وَالْبَاء أَي الفسوق والفجور وَقيل المُرَاد الزِّنَى خَاصَّة
[2882] لَيست لَهُم مَنْعَة بِفَتْح النُّون وَكسرهَا أَي لَيْسَ لَهُم من يحميهم ويمنعهم بن سابط بِكَسْر الْبَاء بن مَاهك بِفَتْح الْهَاء غير مَصْرُوف(6/212)
[2884] عَبث رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي مَنَامه قيل مَعْنَاهُ اضْطربَ بجسمه وَقيل حرك أَطْرَافه كمن يَأْخُذ شَيْئا أَو يَدْفَعهُ المستبصر أَي المستبين لذَلِك القاصد لَهُ عمدا وَالْمَجْبُور أَي الْمُكْره لُغَة فِي الْمُجبر وَابْن السَّبِيل أَي سالك الطَّرِيق مَعَهم وَلَيْسَ مِنْهُم يهْلكُونَ مهْلكا وَاحِدًا أَي يَقع الْهَلَاك فِي الدُّنْيَا على جَمِيعهم وَيَصْدُرُونَ مصَادر شَتَّى أَي يبعثون مُخْتَلفين على قدر نياتهم(6/213)
[2885] كمواقع الْقطر أَي فِي الْكَثْرَة والعموم بِحَيْثُ لَا يخْتَص بهَا طَائِفَة(6/214)
[2886] من تشرف رُوِيَ بِفَتْح الْمُثَنَّاة فَوق والشين وَالرَّاء وبضم الْمُثَنَّاة تَحت وَسُكُون الشين وَكسر الرَّاء من الإشراف للشَّيْء وَهُوَ الانتصاب والتطلع إِلَيْهِ والتعرض لَهُ تستشرفه أَي تقلبه وتصرعه وَمن وجد مِنْهَا ملْجأ أَي موضعا يلجأ إِلَيْهِ فليعذ بِهِ أَي يعتزل فِيهِ(6/215)
[2887] فَيدق على حَده بِحجر قيل المُرَاد كسر السَّيْف حَقِيقَة على ظَاهره ليسد عَن نَفسه بَاب هَذَا الْقِتَال وَقيل هُوَ مجَاز عَن ترك الْقِتَال قَالَ النَّوَوِيّ وَالْأول أصح يبوء أَي يرجع بإثمه أَي فِي إكراهك وَغَيره وبإثمك أَي فِي قَتلك وَغَيره(6/216)
[2888] إِذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول فِي النَّار قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ مَحْمُول على من لَا تَأْوِيل لَهُ وَيكون قتالهما عصبية وَنَحْوهَا فِي جرف جَهَنَّم رُوِيَ بِالْجِيم وَضم الرَّاء وسكونها وَبِالْحَاءِ وهما متقاربان وَمَعْنَاهُ على طرفها قريب من السُّقُوط فِيهَا(6/218)
[2889] زوى أَي جمع وَأعْطيت الكنزين الْأَحْمَر والأبيض أَي الذَّهَب وَالْفِضَّة وَالْمرَاد كنزا كسْرَى وَقَيْصَر ملكي الْعرَاق وَالشَّام بيضتهم أَي جَمَاعَتهمْ وأصلهم بِسنة عَامَّة أَي بقحط يعمهم
[2892] علْبَاء بِكَسْر الْعين الْمُهْملَة وَسُكُون اللَّام وموحدة وَمد أَخطب بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة(6/219)
[2893] يَوْم الجرعة بِفَتْح الْجِيم وَالرَّاء وتسكن مَوضِع بِقرب الْكُوفَة على طَرِيق الْحيرَة خرج فِيهِ أهل الْكُوفَة يتلقون واليا ولاه عَلَيْهِم عُثْمَان فَردُّوهُ وسألوا عُثْمَان أَن يولي أَبَا مُوسَى فولاه أحالفك بِالْحَاء الْمُهْملَة من الْحلف وَهُوَ الْيَمين وَرُوِيَ بِالْمُعْجَمَةِ(6/220)
[2894] يحسر بِفَتْح أَوله وَسُكُون السِّين أَي يكْشف لذهاب مَائه(6/221)
[2895] مُخْتَلفَة أَعْنَاقهم أَي رؤساؤهم وكبراؤهم أجم بِالْجِيم وضمتين كأطم وزنا وَمعنى(6/222)
[2896] منعت الْعرَاق درهمها قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ أَن الْعَجم وَالروم يستولون على الْبِلَاد فِي آخر الزَّمَان فيمنعون حُصُول ذَلِك للْمُسلمين قَالَ وَهَذَا قد وجد فِي زَمَاننَا وَهُوَ الْآن مَوْجُود لما غلبت عَلَيْهِ التتار وقفيزها هُوَ مكيال مَعْرُوف لأهل الْعرَاق يسع ثَمَانِيَة مكاكيك والمكوك صَاع وَنصف مديها بِضَم الْمِيم وَسُكُون الدَّال على وزمن قفل مكيال مَعْرُوف لأهل الشَّام يسع خَمْسَة عشر مكوكا إردبها هُوَ مكيال مَعْرُوف لأهل مصر يسع أَرْبَعَة وَعشْرين صَاعا قَالَه الْأَزْهَرِي وعدتم من حَيْثُ بدأتم قَالَ النَّوَوِيّ هُوَ بِمَعْنى حَدِيث بَدَأَ الْإِسْلَام غَرِيبا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ(6/223)
[2897] بالأعماق بِفَتْح الْهمزَة وبالعين الْمُهْملَة مَوضِع بِالشَّام قرب حلب أَو بدابق بِكَسْر الْمُوَحدَة وَفتحهَا مَصْرُوف وممنوع مَوضِع بِالشَّام قرب حلب أَيْضا سبوا رُوِيَ بِفَتْح السِّين وَالْبَاء وَبِضَمِّهَا وَصَوَّبَهُ القَاضِي قسطنطينية بِضَم الْقَاف والطاء الأولى وَكسر الثَّانِيَة وَبعدهَا يَاء سَاكِنة ثمَّ نون وَفِي نُسْخَة زِيَادَة يَاء مُشَدّدَة بعد النُّون وَهِي مَدِينَة من أعظم مَدَائِن الرّوم(6/224)
[2898] وأجبر النَّاس عِنْد مُصِيبَة بِالْجِيم كَقَوْلِه وأسرعهم إفاقة وَرُوِيَ بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَي أخْبرهُم بعلاجها وَالْخُرُوج مِنْهَا وَرُوِيَ وأصبر بالصَّاد(6/225)
[2899] هجيرى بِكَسْر الْهَاء وَالْجِيم الْمُشَدّدَة مَقْصُور أَي شَأْنه ودأبه فيتشرط ضبط بمثناة تَحت ثمَّ مثناة فَوق ثمَّ شين مَفْتُوحَة وَتَشْديد الرَّاء شرطة بِضَم الشين أَي طَائِفَة من الْجَيْش تقدم لِلْقِتَالِ فيفئ هَؤُلَاءِ أَي يرجع نهد بِفَتْح النُّون وَالْهَاء أَي نَهَضَ وَتقدم الدبرة بِفَتْح الدَّال وَالْبَاء أَي الْهَزِيمَة وَرُوِيَ الدائرة بِالْألف والهمزة بعْدهَا بِمَعْنى الدبرة بجنباتهم بِفَتْح الْجِيم وَالنُّون الْمُوَحدَة أَي نواحيهم وَرُوِيَ بجثمانهم بِضَم الْجِيم وَسُكُون الْمُثَلَّثَة أَي شخوصهم فَمَا يخلفهم بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَكسر اللَّام الْمُشَدّدَة أَي يجاوزهم وَرُوِيَ فَمَا يلحقهم أَي يلْحق آخِرهم سمعُوا ببأس هُوَ أكبر بِالْمُوَحَّدَةِ فيهمَا وَرُوِيَ بناس بنُون وَأكْثر بمثلثة(6/227)
[2900] لَا يغتالونه أَي يقتلونه غيلَة وَهِي الْقَتْل فِي غَفلَة وخديعة لَعَلَّه نجي مَعَهم أَي يُنَاجِيهِمْ وَمَعْنَاهُ يُحَدِّثهُمْ سرا(6/228)
[2901] من قَعْر عدن فِي نُسْخَة من قعرة عدن بِضَم الْقَاف وهاء أَي من أقْصَى أَرض عدن ترحل النَّاس أَي تحملهم على الرحيل وتزعجهم لَهُ(6/229)
[2920] لَا تقوم السَّاعَة حَتَّى تخرج نَار من أَرض الْحجاز تضيء أَعْنَاق الْإِبِل ببصرى قَالَ أَبُو شامة وَالنَّوَوِيّ قد خرجت فِي زَمَاننَا بِالْمَدِينَةِ المنورة سنة أَربع وَخمسين وسِتمِائَة وأعناق بِالنّصب مفعول تضيء وَبصرى بِضَم الْبَاء مَدِينَة بِالشَّام
[2903] إهَاب بِكَسْر الْهمزَة أَو يهاب بمثناة مَفْتُوحَة ومكسورة وَرُوِيَ بالنُّون(6/230)
[2906] أليات بِفَتْح الْهمزَة وَاللَّام جمع ألية بِسُكُون اللَّام أَي أعجاز حول ذِي الخلصة أَي من الطّواف بِهِ كفرا ورجوعا إِلَى عبَادَة الْأَصْنَام بتبالة بِفَتْح الْمُثَنَّاة فَوق وموحدة مُخَفّفَة وَهُوَ مَوضِع بِالْيمن
[2909] ذُو السويقتين تَصْغِير ساقي الْإِنْسَان لدقتهما(6/231)
[2911] الجهجاه بِفَتْح الْجِيم وَسُكُون الْهَاء الَّتِي بعد الْألف وَفِي نُسْخَة بِحَذْف الْهَاء الْمَذْكُورَة(6/232)
[2912] المجان المطرقة بِفَتْح الْمِيم وَتَشْديد النُّون جمع مجن بِكَسْر الْمِيم وَهُوَ الترس المطرقة بِسُكُون الطَّاء وَتَخْفِيف الرَّاء وَهِي الَّتِي ألبست الْعقب وأطرقت بِهِ طَاقَة فَوق طَاقَة وَالْمَقْصُود تَشْبِيه وُجُوه التّرْك بهَا فِي عرضهَا ونتوء وجناتها ذلف الآنف بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة والمهملة المضمومة وَسُكُون اللَّام جمع أذلف وَهُوَ الْأَفْطَس وَهُوَ الْقصير المنبطح(6/233)
[2914] أسكت فِي نُسْخَة سكت يحثي المَال أَي يحفنه بيدَيْهِ لِكَثْرَة الْأَمْوَال والغنائم والفتوحات مَعَ سخاء نَفسه(6/234)
[2915] بؤس بن سميَّة بِضَم الْمُوَحدَة وهمزة وَهُوَ الشدَّة أَي يَا بؤس بن سميَّة مَا أشده وأعظمه وَيس بِفَتْح الْوَاو وَسُكُون الْمُثَنَّاة تَحت كلمة ترحم كويح
[2920] من بني إِسْحَاق قيل الْمَعْرُوف من بني إِسْمَاعِيل لِأَنَّهُ أَرَادَ الْعَرَب(6/235)
[157] يبْعَث دجالون أَي يخرج وَيظْهر(6/236)
[2924] بن صياد اسْمه صَاف قَالَ النَّوَوِيّ قَالَ الْعلمَاء قَضيته مشكلة وَأمره مشتبه فِي أَنه هَل هُوَ الْمَسِيح الدَّجَّال الْمَشْهُور أم غَيره وَلَا شكّ فِي أَنه دجال من الدجاجلة قَالَ الْعلمَاء وَظَاهر الحَدِيث أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يُوح إِلَيْهِ فِي أمره بِشَيْء وَإِنَّمَا أُوحِي إِلَيْهِ بِصِفَات الدَّجَّال وَكَانَ فِي بن صياد قَرَائِن مُحْتَملَة فَلذَلِك كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يقطع بِأَنَّهُ الدَّجَّال وَلَا غَيره وَأما احتجاجه هُوَ بِأَنَّهُ مُسلم وَقد ولد لَهُ وَقد دخل مَكَّة وَالْمَدينَة فَلَا دلَالَة فِيهِ لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا أخبر عَن صِفَاته وَقت خُرُوجه وَقَالَ الْخطابِيّ اخْتلف السّلف فِي أمره بعد كبره فَروِيَ أَنه أسلم وَتَابَ وَمَات بِالْمَدِينَةِ وصلوا عَلَيْهِ لَكِن روى أَبُو دَاوُد بِسَنَد صَحِيح عَن جَابر بن عبد الله قَالَ فَقدنَا بن صياد يَوْم الْحرَّة وَاخْتَارَ الْبَيْهَقِيّ أَنه غير الدَّجَّال لحَدِيث تَمِيم فِي قصَّة الْجَسَّاسَة قَالَ وَيجوز ان يُوَافق صفة بن صياد صفة الدَّجَّال كَمَا ثَبت فِي الصَّحِيح أَنه أشبه النَّاس بالدجال بِعَبْد الْعُزَّى بن قطن وَلَيْسَ هُوَ هُوَ قَالَ وَلَيْسَ فِي حَدِيث جَابر أَكثر من سُكُوته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على قَول عمر فَيحْتَمل أَنه كَانَ كالمتوقف فِي أمره ثمَّ جَاءَهُ الْبَيَان أَنه غَيره كَمَا صرح بِهِ فِي حَدِيث تَمِيم فَقَالَ لَا بل تشهد أَنِّي رَسُول الله قَالَ النَّوَوِيّ فَإِن قيل كَيفَ لم يقْتله النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ أَنه ادّعى بِحَضْرَتِهِ النُّبُوَّة فَالْجَوَاب أَنه كَانَ غير بَالغ وَأَنه كَانَ فِي يَوْم مهادنته الْيَهُود قَالَ الْخطابِيّ لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد قدومه الْمَدِينَة كتب بَينه وَبَين الْيَهُود كتاب صلح على أَن لَا يهاجروا ويتركوا على أَمرهم وَكَانَ بن صياد مِنْهُم أَو دخيلا فيهم خبأت لَك خبأ فِي نُسْخَة خبيئا فَقَالَ هُوَ الدخ بِضَم الدَّال قَالَ الْخطابِيّ كَأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لم يبلغهُ مَا يَدعِيهِ من الكهانة ومعاطاة الْكَلَام فِي الْغَيْب فامتحنه ليعلم حَقِيقَة حَاله وأضمر لَهُ قَوْله تَعَالَى فَارْتَقِبْ يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين [الدُّخان: 1] فَقَالَ هُوَ الدخ أَي الدُّخان وَهِي لُغَة فِيهِ اخْسَأْ أَي ابعد فَلَنْ تعدو قدرك أَي لَا تجَاوز قدر أمثالك من الْكُهَّان الَّذين يخلصون من إِلْقَاء الشَّيَاطِين كلمة من جملَة كَثِيرَة قَالَ القَاضِي لَا نعلم يهتد من الْآيَة الَّتِي أضمرها النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا بِهَذَا اللَّفْظ النَّاقِص على عَادَة الْكُهَّان إِذا ألْقى الشَّيْطَان إِلَيْهِم بِقدر مَا يخطف قبل أَن يُدْرِكهُ الشهَاب(6/239)
[2926] لبس بِضَم اللَّام وَتَخْفِيف الْبَاء أَي خلط عَلَيْهِ أمره(6/240)
[2927] فلبسني بِالتَّخْفِيفِ أَي جعلني ألتبس فِي أمره وأشك فِيهِ ذمَامَة بِفَتْح الذَّال الْمُعْجَمَة وَتَخْفِيف الْمِيم أَي حَيَاء كَاد أَن يَأْخُذ فِي قَوْله بتَشْديد فِي وَوَقع قَوْله فَاعل يَأْخُذ أَي يُؤثر فِي وأصدقه فِي دَعْوَاهُ بعس بِضَم الْعين وَهُوَ الْقدح الْكَبِير تَبًّا أَي خسرانا وهلاكا وَهُوَ مَنْصُوب بِفعل وَاجِب الْإِضْمَار
[2928] درمكة هُوَ الدَّقِيق الْحوَاري الْخَالِص الْبيَاض(6/242)
[2930] مغالة بِفَتْح الْمِيم وَتَخْفِيف الْغَيْن الْمُعْجَمَة فرفصه ضبط بالصَّاد الْمُهْملَة بِمَعْنى رفسه بِالسِّين أَي ضربه بِرجلِهِ وبالمعجمة أَي ترك سُؤَاله الْإِسْلَام ليأسه مِنْهُ حِينَئِذٍ(6/243)
[169] يخْتل بِكَسْر التَّاء أَي يخدع ويستغل كَلَامه ليستمعه زمزمة رُوِيَ بزائين وبرائين أَي صَوت خَفِي لَا يفهم تعلمُوا بِفَتْح الْعين وَاللَّام الْمُشَدّدَة بِمَعْنى اعلموا(6/244)
[2930] ناهز الْحلم أَي قَارب الْبلُوغ(6/245)
[2932] السِّكَّة بِكَسْر السِّين أَي الطَّرِيق فَلَقِيته لقية رُوِيَ بِضَم اللَّام وَفتحهَا نفرت بِفَتْح النُّون وَالْفَاء أَي ورمت ونتأت
[169] طافئة رُوِيَ بِالْهَمْز أَي ذَاهِبَة النُّور وبتركه أَي ناتئة مُرْتَفعَة(6/247)
[2933] مَكْتُوب بَين عَيْنَيْهِ ك ف ر قَالَ النَّوَوِيّ الصَّحِيح الَّذِي عَلَيْهِ الْمُحَقِّقُونَ أَن هَذِه الْكِتَابَة على ظَاهرهَا وَأَنَّهَا كِتَابَة حَقِيقِيَّة جعلهَا الله آيَة علىكفره(6/248)
[2934] جفال الشّعْر بِضَم الْجِيم وَتَخْفِيف الْفَاء أَي كَثِيره فإمَّا أدركن قَالَ القَاضِي هَذَا غَرِيب من حَيْثُ الْعَرَبيَّة لِأَن هَذِه النُّون لَا تدخل على الْفِعْل الْمَاضِي قَالَ وَلَعَلَّه يدركن فَغير بعض الروَاة وَفِي نُسْخَة فإمَّا أدْركهُ وَهُوَ ظَاهر ظفرة بِفَتْح الظَّاء الْمُعْجَمَة وَالْفَاء هِيَ جلدَة تغشي الْبَصَر وَقَالَ الْأَصْمَعِي شحمة تنْبت عِنْد المآقي(6/249)
[2137] فخفض فِيهِ وَرفع بتَشْديد الْفَاء فيهمَا أَي حقر شَأْنه وَعظم فتنته وَقيل مَعْنَاهُ خفض صَوته ثمَّ رَفعه غير الدَّجَّال أخوفني عَلَيْكُم أَي أخوف مخوفاتي عَلَيْكُم ولحوق النُّون أفعل التَّفْضِيل نَادِر وَيحْتَمل أَن مَعْنَاهُ أخوف لي فأبدلت اللَّام نونا وَفِي نُسْخَة أخوفي بِحَذْف النُّون قطط بِفَتْح الْقَاف والطاء شَدِيد جعودة الشّعْر خلة بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة وَتَشْديد اللَّام المفتوحتين أَي طَرِيق بَين البلدين فعاث رُوِيَ بِفَتْح آخِره على أَنه فعل مَاض وبكسره ومنونا على أَنه اسْم فَاعل من العيث وَهُوَ أَشد الْفساد اقدروا لَهُ قَالَ القَاضِي هَذَا حكم مَخْصُوص بذلك الْيَوْم شَرعه لنا صَاحب الشَّرْع فتروح أَي ترجع آخر النَّهَار سارحتهم أَي ماشيتهم الَّتِي سرحت أول النَّهَار أَي ذهبت إِلَى المرعى ذرا بِضَم الذَّال الْمُعْجَمَة أَي أعالي الأسنمة جمع ذرْوَة بِضَم الذَّال وَكسرهَا وأسبغه بِالسِّين الْمُهْملَة والغين الْمُعْجَمَة ضروعا أَي أطوله لِكَثْرَة اللَّبن وأمده خواصر لِكَثْرَة امتلائها من الشِّبَع كيعاسيب النَّحْل هُوَ ذكورها جمع يعسوب وكنى بهَا هُنَا عَن جماعتها لاتباعها لَهُ لِأَنَّهُ أميرها جزلتين بِفَتْح الْجِيم وَحكي كسرهَا أَي قطعتين رمية الْغَرَض أَي يَجْعَل بَين الجزلتين مِقْدَار ذَلِك المنارة بِفَتْح الْمِيم دمشق بِكَسْر الدَّال وَفتح الْمِيم وَحكي كسرهَا بَين مهرودتين بإهمال الدَّال وإعجامها أَي لابس ثَوْبَيْنِ مصبوغين بورس أَو زعفران وَقيل لَهما شقتان والشقة نصف الملاءة ينحدر مِنْهُ جمان أَي عرق كَاللُّؤْلُؤِ فَلَا يحل بِكَسْر الْحَاء أَي لَا يُمكن وصحف من ضمهَا ريح نَفسه بِفَتْح الْفَاء لد بِضَم اللَّام وَتَشْديد الدَّال مَصْرُوف بلد قرب بَيت الْمُقَدّس فيمسح عَن وُجُوههم قيل هُوَ على ظَاهره تبريكا وَقيل إشاة إِلَى كشف مَا هم فِيهِ من الشدَّة وَالْخَوْف لَا يدان بِكَسْر النُّون أَي لَا قدرَة وَلَا طَاقَة فحرز أَي ضم واحفظ وَفِي نُسْخَة فحزب بالزاي وَالْبَاء أَي اجْمَعْ حدب يَنْسلونَ أَي يَمْشُونَ مُسْرِعين النغف بِفَتْح النُّون والغين الْمُعْجَمَة وَفَاء وَهُوَ دود يكون فِي أنوف الْإِبِل وَالْغنم الْوَاحِدَة نغفة فرسى بِفَتْح الْفَاء مَقْصُورا أَي قَتْلَى الْوَاحِد فريس زهمهم بِفَتْح الْهَاء أَي دسمهم وريحهم الكريهة لَا يكن أَي لَا يمْنَع بَيت مدر بِفَتْح الْمِيم وَالدَّال وَهُوَ الطين الصلب كالزلقة بِفَتْح الزَّاي وَاللَّام وَالْقَاف وَرُوِيَ بِالْفَاءِ كَذَلِك وبضم الزَّاي وَسُكُون اللَّام وَمَعْنَاهُ كَالْمَرْأَةِ فِي الصفاء والنظافة وَقيل كمصانع المَاء أَي أَن المَاء يستنقع فِيهَا وَقيل كالإجانة الخضراء وَقيل كالصفحة وَقيل كالروضة الْعِصَابَة أَي الْجَمَاعَة بقحفها بِكَسْر الْقَاف وَهُوَ مقعر قشرها تَشْبِيها بِقحْفِ الرَّأْس وَهُوَ الَّذِي فَوق الدِّمَاغ الرُّسُل بِكَسْر الرَّاء أَي اللَّبن الفئام بِكَسْر الْفَاء وَفتحهَا وهمزة ممدودة وياء بدلهَا أَي الْجَمَاعَة الْكَثِيرَة الْفَخْذ هُوَ الْجَمَاعَة من الْأَقَارِب دون الْبَطن والقبيلة قَالَ بن فَارس هُوَ هُنَا بِسُكُون الْخَاء لَا غير بِخِلَاف الْفَخْذ الَّذِي هُوَ الْعُضْو فَإِنَّهُ يسكن وَيكسر يتهارجون أَي يُجَامع الرِّجَال وَالنِّسَاء عَلَانيَة بِحَضْرَة النَّاس جبل الْخمر بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالْمِيم وَهُوَ الشّجر الملتف الَّذِي يستر فِيهِ(6/255)
[2938] المسالح هم قوم مَعَهم سلَاح يرتبون فِي المراكز فيشبح بشين مُعْجمَة ثمَّ بَاء مُوَحدَة ثمَّ حاء مُهْملَة أَي يمد على بَطْنه وَرُوِيَ فيشج بِالْجِيم ويشجوه بِالْجِيم الْمُشَدّدَة من الشج وَهُوَ الْجرْح فِي الرَّأْس وَالْوَجْه وَرُوِيَ وأشيحوه بِالْيَاءِ والحاء فيوسع بِسُكُون الْوَاو وَفتح السِّين فيؤشر بِالْهَمْز وَتَركه بالمئشار بِالْهَمْز وَتَركه وبالنون مفرقه بِكَسْر الرَّاء أَي وسط رَأسه(6/256)
[2939] وَمَا ينصبك بِضَم الْيَاء أَي مَا يتعبك من أمره هُوَ أَهْون على الله من ذَلِك أَي من أَن يَجْعَل مَا خلقه على يَدَيْهِ مضلا للْمُؤْمِنين ومشككا لقُلُوبِهِمْ بل إِنَّمَا جعله لِيَزْدَادَ الَّذين آمنُوا إِيمَانًا وَيثبت الْحجَّة على الْكفَّار(6/258)
[2904] فِي كبد جبل أَي وَسطه خفَّة الطير أَي فِي سُرْعَتهمْ إِلَى قَضَاء الشَّهَوَات وَالْفساد وأحلام السبَاع أَي فِي الْعدوان وَالظُّلم أصغى أَي أمال ليتا بِكَسْر اللَّام وَآخره مثناة فَوق وَهِي صفحة الْعُنُق يلوط حَوْض إبِله أَي يصلحه ويطينه كَأَنَّهُ الطل أَو الظل قَالَ الْعلمَاء الْأَصَح الطل بِمُهْملَة وَهُوَ كَقَوْلِه فِي الحَدِيث الآخر كمني الرِّجَال(6/260)
[2942] حَدثنِي أَنه ركب سفينة قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَعْدُود فِي مَنَاقِب تَمِيم لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم روى عَنهُ هَذِه الْقِصَّة وَهُوَ من رِوَايَة الأكابر عَن الأصاغر أرفؤا بِالْهَمْز أَي لجأوا أقرب بِضَم الرَّاء جمع قَارب بِالْكَسْرِ وَهُوَ سفينة صَغِيرَة تكون مَعَ الْكَبِيرَة كالجنيبة يتَصَرَّف فِيهَا ركاب السَّفِينَة لقَضَاء حوائجهم أهلب أَي غليظ الشّعْر كَثِيره اغتلم أَي هاج عين زغر بِضَم الزَّاي ثمَّ غين مُعْجمَة مَفْتُوحَة ثمَّ رَاء بلد فِي الْجَانِب القبلي من الشَّام صَلتا بِفَتْح الصَّاد وَضمّهَا أَي مسلولا من قبل الْمشرق مَا هُوَ قَالَ القَاضِي لَفْظَة مَا هُنَا زَائِدَة صلَة للْكَلَام لَا نَافِيَة وَالْمرَاد إِثْبَات أَنه فِي جِهَة الْمشرق
[2943] فَيضْرب رواقه أَي ينزل هُنَاكَ وَيَضَع ثقله
[2944] أَصْبَهَان بِفَتْح الْهمزَة وَكسرهَا وبالباء وَالْفَاء(6/264)
[2946] أكبر من الدَّجَّال أَي أكبر فتْنَة وَأعظم شَوْكَة(6/265)
[2947] أَو خَاصَّة أحدكُم أَي الْمَوْت أَو أَمر الْعَامَّة أَي الْقِيَامَة العيشي بالشين الْمُعْجَمَة وَقيل العائشي نِسْبَة إِلَى بني عائش من تيم الله وَوجه الأول بِأَنَّهُ علىلغة من يَقُول فِي عَائِشَة عيشة وَهِي لُغَة فصيحة زِيَاد بن ريَاح بِكَسْر الرَّاء والمثناة تَحت وَحكي فِيهِ الرَّاء وَالْمُوَحَّدَة وَخُوَيصة هُوَ تَصْغِير خَاصَّة
[2948] الْهَرج أَي الْفِتْنَة واختلاط أُمُور النَّاس(6/267)
[2951] بعثت انا والساعة رُوِيَ بنصبها ورفعها كهاتين المُرَاد أَن بَينهمَا شَيْئا يَسِيرا كَمَا بَين الأصبعين فِي الطول إِن يُؤَخر هَذَا فَلَنْ يُدْرِكهُ الْهَرم حَتَّى تقوم السَّاعَة أَي سَاعَة المخاطبين بِأَن يموتوا قَالَه القَاضِي قَالَ النَّوَوِيّ وَيحْتَمل أَنه أُوحِي إِلَيْهِ فِي ذَلِك الْغُلَام أَنه لَا يُؤَخر وَلَا يبلغ الْهَرم
[2954] يلوط فِي نُسْخَة يليط وَفِي نُسْخَة يلط بِكَسْر اللَّام وَتَخْفِيف الطَّاء وَالْكل بِمَعْنى(6/268)
[2955] قَالَ أَبيت أَي أَبيت أَن أعين أَنَّهَا أَرْبَعُونَ سنة أَو شهرا أَو يَوْمًا بل أرويها مجملة كل بن آدم يَأْكُلهُ التُّرَاب قَالَ النَّوَوِيّ هَذَا مَخْصُوص يخص مِنْهُ الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام بِالْحَدِيثِ الْوَارِد فيهم إِلَّا عجب الذَّنب بِفَتْح الْعين وَسُكُون الْجِيم وَهُوَ عظم لطيف فِي أَسْفَل الصلب وَهُوَ رَأس العصعص
[2956] الدُّنْيَا سجن الْمُؤمن وجنة الْكَافِر قَالَ النَّوَوِيّ مَعْنَاهُ أَن الْمُؤمن مسجون فِيهَا مَمْنُوع عَن الشَّهَوَات الْمُحرمَة والمكروهة ومكلف بِفعل الطَّاعَات الشاقة فَإِذا مَاتَ استراح من هَذَا أَو انْقَلب إِلَى مَا أعد الله لَهُ من النَّعيم الدَّائِم والراحة الْخَالِصَة من المنغصات وَأما الْكَافِر فَإِنَّمَا لَهُ من ذَلِك مَا حصل فِي الدُّنْيَا مَعَ قلته وتكديره بالمنغصات فَإِذا مَاتَ انْقَلب إِلَى الْعَذَاب الدَّائِم وشقاوة الْأَبَد وللطبراني من حَدِيث بن عَمْرو الدُّنْيَا سجن الْمُؤمن وسنته فَإِذا فَارق الدُّنْيَا فَارق السجْن وَالسّنة أَي الْقَحْط(6/273)
[2957] وَالنَّاس كنفته أَي جانبيه وَفِي نُسْخَة كنفه أَي جَانِبه أسك أَي صَغِير الْأُذُنَيْنِ
[2959] أَو أعْطى فاقتنى أَي ادخر لآخرته وَفِي نُسْخَة فأقنى أَي أرْضى(6/274)
[2962] نقُول كَمَا أمرنَا الله أَي من الْحَمد وَالشُّكْر وَنَحْوه تتنافسون إلىآخره قَالَ الْعلمَاء التنافس الْمُسَابقَة وَكَرَاهَة أَخذ غَيْرك إِيَّاه وَهُوَ أول دَرَجَات الْحَسَد والحسد بِمَعْنى تمني زَوَال النِّعْمَة عَن صَاحبهَا والتدابر التقاطع وَقد يبْقى مَعَه شَيْء من الْمَوَدَّة أَو لَا يكون مَوَدَّة وَلَا بغض وَأما التباغض فَهُوَ بعد هَذَا وَلِهَذَا رتبت فِي الحَدِيث ثمَّ تنطلقون فِي مَسَاكِين الْمُهَاجِرين فيجعلون بَعضهم أُمَرَاء على بعض(6/275)
[2963] انْظُرُوا إِلَى من أَسْفَل مِنْكُم قَالَ بن جرير وَغَيره هَذَا حَدِيث جَامع لأنواع من الْخَيْر لِأَن الْإِنْسَان إِذا رأى من فضل عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا طلبت نَفسه مثل ذَلِك واستصغر مَا عِنْده من نعْمَة الله تَعَالَى وحرص على الازدياد وَإِذا نظر إِلَى من هُوَ دونه فِيهَا ظَهرت لَهُ نعْمَة الله فشكرها وتواضع وَفعل فِيهِ الْخَيْر(6/277)
[2964] نَاقَة عشراء هِيَ الْحَامِل الْقَرِيبَة الْولادَة فأنتج أَي تولى الْولادَة وَولد بِالتَّشْدِيدِ مَعْنَاهُ الأول لِلْإِبِلِ وَالثَّانِي للغنم كالقابلة للنِّسَاء انْقَطَعت بِي الحبال بِالْحَاء أَي الْأَسْبَاب ورثت هَذَا المَال كَابِرًا عَن كَابر أَي ورثته عَن آبَائِي الَّذِي ورثوه عَن أجدادي الَّذين ورثوه عَن آبَائِهِم كَبِير عَن كَبِير فِي الْعِزّ والشرف والثروة لَا أجهدك الْيَوْم بِالْجِيم وَالْهَاء أَي لَا أشق عَلَيْك بِشَيْء تطلبه أَو تَأْخُذهُ من مَالِي وَلابْن ماهان لَا أحمدك بِالْحَاء وَالْمِيم أَي بترك شَيْء تحْتَاج إِلَيْهِ أَو تريده
[2965] إِن الله يحب العَبْد التقي الْغَنِيّ أَي غَنِي النَّفس الْخَفي بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَي الخامل الْمُنْقَطع إِلَى الْعِبَادَة والاشتغال بِأُمُور نَفسه وَرُوِيَ بِالْمُهْمَلَةِ أَي الْوُصُول للرحم اللَّطِيف بهم وبغيرهم(6/279)
[2966] ورق الحبلة بِضَم الْحَاء المهملةوسكون الْمُوَحدَة وَهَذَا السمر بِفَتْح السِّين وَضم الْمِيم وهما نَوْعَانِ من شجر الْبَادِيَة بَنو أَسد هم بَنو الزبير بن الْعَوام بن خويلد بن أَسد بن عبد الْعُزَّى تعزرني على الدّين أَي توقفني على الْأَحْكَام والفرائض وَقيل تقومني وتعلمني وَقيل توبخني على التَّقْصِير فِيهِ(6/280)
[2967] آذَنت بِالْمدِّ وَفتح الذَّال أَي أعلمت بِصرْم بِضَم الْمُهْملَة أَي انْقِطَاع وَذَهَاب وَوَلَّتْ حذاء بِفَتْح الْحَاء الْمُهْملَة وَتَشْديد الذَّال الْمُعْجَمَة وَألف ممدودة أَي مسرعة الِانْقِطَاع صبَابَة بِضَم الْمُهْملَة الْبَقِيَّة الْيَسِيرَة من الشَّرَاب يبْقى أَسْفَل الْإِنَاء يتصابها أَي يشْربهَا كظيظ أَي ممتلئ قرحت أشداقنا أَي صَار فِيهَا قُرُوح من خشونة الْوَرق وحرارته(6/282)
[2968] أَي فل بِضَم الْفَاء وَسُكُون اللَّام وَمَعْنَاهُ يَا فلَان وأسودك أَي اجعلك سيدا على غَيْرك وأذرك ترأس بِفَتْح التَّاء وَسُكُون الرَّاء وَفتح الْهمزَة أَي رَئِيس الْقَوْم وتربع بِفَتْح أَوله وَالْمُوَحَّدَة ثَالِثَة أَي تَأْخُذ المرباع وَهُوَ ربع الْغَنِيمَة كَانَت مُلُوك الْجَاهِلِيَّة تَأْخُذهُ وَرُوِيَ ترتع بمثناة فَوق بعد الرَّاء أَي تتنعم أنساك أَي أمنعك الرَّحْمَة هَهُنَا أَي قف هُنَا حَتَّى تشهد عَلَيْك جوارحك
[2969] لِأَرْكَانِهِ أَي جواحه(6/283)
[1055] اللَّهُمَّ اجْعَل رزق آل مُحَمَّد قوتا أَي كفايتهم من غير إِسْرَاف وَهُوَ معنى كفافا وَقيل هُوَ سد الرمق(6/284)
[2973] شطر شعير أَي نصف وسق رف بِفَتْح الرَّاء فكلته ففني قَالَ القَاضِي فِيهِ أَن الْبركَة أَكثر مَا تكون فِي المجهولات والمبهمات وَأما الحَدِيث كيلوا طَعَامكُمْ يُبَارك لكم فِيهِ فَالْمُرَاد كَيْله عِنْد إِخْرَاج النَّفَقَة مِنْهُ بِشَرْط أَن يبْقى الْبَاقِي مَجْهُولا ويكيل مَا يُخرجهُ لِئَلَّا يخرج أَكثر من الْحَاجة أَو أقل
[2972] يعيشكم بِفَتْح الْعين وَسُكُون الْيَاء الْمُشَدّدَة وَفِي نُسْخَة يغيثكم(6/285)
[2978] الدقل بِفَتْح الدَّال وَالْقَاف وَهُوَ تمر رَدِيء(6/286)
[2979] بِأَرْبَعِينَ خَرِيفًا أَي سنة(6/287)
[2980] قَالَ لأَصْحَاب الْحجر أَي فِي شَأْنهمْ أَن يُصِيبكُم بِفَتْح الْهمزَة أَي خشيَة أَن ثمَّ زجر أَي نَاقَته حَتَّى خلفهَا بتَشْديد اللَّام أَي جَاوز المساكن(6/288)
[2981] آبارها بِسُكُون الْبَاء وَبعدهَا همزَة وَيُقَال بِمد أَوله وَفتح الْبَاء بئارها بِكَسْر الْبَاء وَبعدهَا همزَة
[2982] السَّاعِي أَي الكاسب الْمُنفق المائن على الأرملة هِيَ من لازوج لَهَا(6/289)
[2983] كافل الْيَتِيم هُوَ الْقَائِم بأموره من نَفَقَة وَكِسْوَة وتأديب وتربية وَغير ذَلِك قَالَ النَّوَوِيّ وَهَذِه الْفَضِيلَة تحصل لمن كفله من مَال نَفسه أَو من مَال الْيَتِيم بِولَايَة شَرْعِيَّة لَهُ أَي قَرِيبا كَأُمِّهِ وجده وأخوته وأعمامه وأخواله أَو لغيره أَي أَجْنَبِيّا(6/290)
[533] بنى الله لَهُ مثله قَالَ النَّوَوِيّ يحْتَمل مثله فِي الْقدر والمساحة وَيحْتَمل مثله فِي مُسَمّى الْبَيْت وَإِن كَانَ أكبر مساحة(6/291)
[2984] حديقة فلَان هِيَ الْقطعَة من النّخل وَتطلق على الأَرْض ذَات الشّجر فَتنحّى أَي قصد شرجة بِفَتْح الشين الْمُعْجَمَة وَسُكُون الرَّاء وَاحِد الشراج وَهِي مسايل المَاء فِي الْحرار
[2985] تركته وشركه فِي نُسْخَة وشريكه وَفِي نُسْخَة وشركته(6/292)
[2986] من سمع أَي النَّاس بِعِلْمِهِ ليكرموه سمع الله بِهِ أَي النَّاس يَوْم الْقِيَامَة وفضحه وَقيل مَعْنَاهُ من سمع بعيوب النَّاس وأذاعها أظهر الله عيوبه(6/293)
[2988] ليَتَكَلَّم بِالْكَلِمَةِ مَا يتَبَيَّن مَا فِيهَا قَالَ النَّوَوِيّ أَي لَا يتدبرها ويفكر فِي قبحها وَمَا يَتَرَتَّب عَلَيْهَا كالكلمة عِنْد السُّلْطَان وَغَيره من الْوُلَاة وكالكلمة بِقَذْف أَو مَعْنَاهُ وكالكلمة الَّتِي يَتَرَتَّب عَلَيْهَا إِضْرَار مُسلم وَنَحْو ذَلِك قَالَ وَيَنْبَغِي لمن أَرَادَ النُّطْق أَن يتدبره فِي نَفسه قبل نطقه فَإِن ظَهرت مصْلحَته تكلم وَإِلَّا أمسك(6/294)
[2989] أَتَرَوْنَ أَنِّي لَا ُأكَلِّمهُ إِلَّا سمعكم فِي نُسْخَة إِلَّا بسمعكم وَفِي نُسْخَة إِلَّا أسمعكم وَكله بِمَعْنى أَي أتظنون أَنِّي لَا ُأكَلِّمهُ إِلَّا وَأَنْتُم تَسْمَعُونَ أفْتَتح أمرا يَعْنِي المجاهرة بالإنكار على الْأُمَرَاء فتندلق بِالدَّال الْمُهْملَة أَي تخرج أقتابه أَي الأمعاء وَاحِدهَا قُتَيْبَة وَقيل قتب(6/295)
[2990] إِلَّا المجاهرين الَّذين يظهرون معاصيهم وَيَتَحَدَّثُونَ بهَا وَإِن من الإجهار لِابْنِ ماهان من الجهار من أَجْهَر وجهر قَالَ زُهَيْر وَإِن من الهجار هِيَ لُغَة من الإهجار وَهُوَ الْفُحْش وَالْكَلَام الَّذِي لَا يَنْبَغِي
[2992] فِي بَيت ابْنة الْفضل اسْمهَا أم كُلْثُوم(6/296)
[2995] التثاؤب بِالْمدِّ من الشَّيْطَان أَي من تكسله وتسببه وَقيل أضيف إِلَيْهِ لِأَنَّهُ يرضيه تثاءب رُوِيَ بِالْمدِّ وبالواو بدله فليكظم أَي يمسك
[2996] مارج هُوَ اللهب الْمُخْتَلط بسواد النَّار(6/298)
[2997] إِذا وضع لَهَا ألبان الْإِبِل لَا تشربها يَعْنِي لِأَنَّهَا كَانَت مُحرمَة على بني إِسْرَائِيل أأقرأ التَّوْرَاة اسْتِفْهَام إِنْكَار أَي مَا عِنْدِي شَيْء إِلَّا عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم(6/299)
[2998] لَا يلْدغ الْمُؤمن من جُحر وَاحِد مرَّتَيْنِ قَالَ القَاضِي رُوِيَ بِرَفْع يلْدغ على الْخَبَر وَمَعْنَاهُ الْمُؤمن الممدوح هُوَ الْكيس الحازم الَّذِي لَا يستغفل فيخدع مرّة بعد أُخْرَى وَلَا يفْطن لذَلِك وَقيل إِن المُرَاد الخداع فِي أُمُور الْآخِرَة دون الدُّنْيَا وَرُوِيَ بِالْجَزْمِ على النَّهْي عَن أَن يُؤْتى من جِهَة الْغَفْلَة قَالَ وَسبب الحَدِيث أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أسر أَبَا عزة الشَّاعِر يَوْم بدر فَمن عَلَيْهِ وعاهده أَن لَا يحرض عَلَيْهِ وَلَا يهجوه فَأَطْلقهُ فلحق بقَوْمه ثمَّ رَجَعَ إِلَى التحريض والهجاء ثمَّ أسره يَوْم أحد فَسَأَلَهُ الْمَنّ فَقَالَ لَهُ ذَلِك(6/300)
[3000] قطعت عنق صَاحبك أَي أهلكته وَلَا أزكي على الله أحدا أَي لَا أقطع لَهُ على عَاقِبَة أحد وَلَا ضَمِيره(6/301)
[3001] ويطريه أَي يُجَاوز الْحَد فِي المدحة بِكَسْر الْمِيم(6/302)
[3002] أَن نحثي فِي وُجُوه المداحين التُّرَاب حمله الْمِقْدَاد رَاوِيه وَطَائِفَة على ظَاهره وَقَالَ آخَرُونَ مَعْنَاهُ خيبوهم وَلَا تعطوهم شَيْئا لمدحهم الْأَشْجَعِيّ عبيد الله بن عبيد الرَّحْمَن بِالتَّصْغِيرِ فيهمَا وَفِي نُسْخَة بن عبد الرَّحْمَن مكبرا قَالَ النَّوَوِيّ وَالْأول هُوَ الصَّحِيح
[3004] لَا تكْتبُوا عني إِلَى آخِره هَذَا مَنْسُوخ بالأحاديث الْوَارِدَة فِي الْإِذْن فِي الْكِتَابَة وَكَانَ النَّهْي حِين خيف اخْتِلَاطه بِالْقُرْآنِ فَلَمَّا أَمن ذَلِك أذن فِيهَا وَقيل مَخْصُوص بِكِتَابَة الحَدِيث مَعَ الْقُرْآن فِي صحيفَة وَاحِدَة لِئَلَّا يخْتَلط فيشتبه على الْقَارئ(6/303)
[3005] فَرَجَفَ بالراء وَالْجِيم أَي تحرّك واضطرب وَرُوِيَ بالزاي والحاء قُرْقُور بِضَم القافين وَهِي السَّفِينَة قيل الصَّغِيرَة وَقيل الْكَبِيرَة فَانْكَفَأت أَي انقلبت صَعِيد هِيَ الأَرْض البارزة كبد الْقوس هِيَ مقبضها عِنْد الرَّمْي نزل بك حذرك أَي مَا كنت تحذر وَتخَاف بِالْأُخْدُودِ هُوَ الشق الْعَظِيم فِي الأَرْض بأفواه السكَك أَي أَبْوَاب الطّرق فأحموه بِهَمْزَة قطع وحاء سَاكِنة أَي ارموه وَفِي نُسْخَة بِالْقَافِ أَي اطرحوه كرها فَتَقَاعَسَتْ أَي توقفت ولزمت موضعهَا وكرهت الْوُقُوع فِيهَا(6/306)
[3014] أَبَا حزرة بحاء مُهْملَة مَفْتُوحَة ثمَّ زَاي ثمَّ رَاء ثمَّ هَاء أَبَا الْيُسْر بِفَتْح الْمُثَنَّاة تَحت وَالسِّين الْمُهْملَة ضمامة بِكَسْر الضَّاد الْمُعْجَمَة أَي رزمة يضم بَعْضهَا إِلَى بعض وَهِي لُغَة فِي إضمامة بردة أَي شملة مخططة ومعافري بِفَتْح الْمِيم نوع من الثِّيَاب يعْمل بقرية اسْمهَا معافر سفعة بِفَتْح السِّين الْمُهْملَة وَضمّهَا وَسُكُون الْفَاء أَي تغير الحرامي بِفَتْح الْحَاء وَالرَّاء نِسْبَة إِلَى بني حرَام وَرُوِيَ بِكَسْر الْحَاء وَالزَّاي وَرُوِيَ الجذامي بِضَم الْجِيم وذال مُعْجمَة جفر قيل هُوَ الَّذِي قَارب الْبلُوغ وَقيل الَّذِي قوي على الْأكل وَقيل بن خمس سِنِين أريكة السرير الَّذِي فِي الحجلة قلت آللَّهُ قَالَ الله الأول بِهَمْزَة ممدودة على الِاسْتِفْهَام وَالثَّانِي بِلَا مد وَالْهَاء فيهمَا مَكْسُورَة بصر عَيْني هَاتين وَسمع أُذُنِي هَاتين بِفَتْح الصَّاد وَرفع الرَّاء وَسُكُون الْمِيم وَرفع الْعين وَرُوِيَ بصر عَيْنَايَ هَاتَانِ بِضَم الصَّاد وَفتح الرَّاء وَسمع أذناي هَاتَانِ بِكَسْر الْمِيم وَفتح الْعين منَاط بِالْمِيم وَرُوِيَ نِيَاط وَهُوَ عرق مُعَلّق بِالْقَلْبِ فخشعنا بالخاءالمعجمة من الْخُشُوع وَهُوَ الخضوع والتذلل والسكون وَرُوِيَ بِالْجِيم أَي فزعنا فَإِن الله قبل وَجهه تَأْوِيله أَي الْجِهَة الَّتِي عظمها وَهِي الْقبْلَة أَو الْكَعْبَة فَإِن عجلت بِهِ بادرة أَي غلبته بصقة أَو نخامة بدرت مِنْهُ عبيرا بِفَتْح الْعين وَكسر الْمُوَحدَة هُوَ الزَّعْفَرَان يشْتَد أَي يسْعَى ويعدو عدوا شَدِيدا بواط بِضَم الْمُوَحدَة وَقيل بِفَتْحِهَا وَاو مُخَفّفَة وطاء مُهْملَة جبل من جبال جُهَيْنَة المجدي بِفَتْح الْمِيم وَسُكُون الْجِيم وَفِي نُسْخَة النجدي بالنُّون يعقبه بِفَتْح الْيَاء وَضم الْقَاف وَفِي نُسْخَة يعتقبه عقبه بِضَم الْعين وَهِي ركُوب هَذَا نوبَة قَالَ صَاحب الْعين هِيَ ركُوب مِقْدَار فرسخين فلتدن أَي تلكأ وَتوقف شأ بشين مُعْجمَة بعْدهَا همزَة عشيشية مخفف الْيَاء الْأَخِيرَة سَاكن الأولى تَصْغِير عَشِيَّة على غير قِيَاس فيمدر الْحَوْض أَي يطينه ويصلحه أفهقناه فِي نُسْخَة أصفقناه بالصَّاد ومعناهما ملأناه فأشرع نَاقَته أَي أرسل رَأسهَا فِي المَاء فشنق لَهَا أَي جذب زمامها حَتَّى قَارب رَأسهَا قادمة الرحل فشجت فتح الْفَاء وَهِي أَصْلِيَّة والشين الْمُعْجَمَة وَالْجِيم المخففة يُقَال فشج الْبَعِير إِذا فرج بَين رجلَيْهِ للبول وَرُوِيَ بشتديد الْجِيم وَالْفَاء عاطفة أَي قطعت الشّرْب وَرُوِيَ بِالْحَاء الْمُهْملَة من قَوْلهم شحافاه إِذا فَتحه فَيكون بِمَعْنى تفاجت وَرُوِيَ فثجت بِالْمُثَلثَةِ وَالْجِيم قَالَ القَاضِي وَلَا معنى لَهُ ذباذب أَي أَطْرَاف وأهداب فنكسها بتَخْفِيف الْكَاف وتشديدها تواقصت أَي أَمْسَكت عَلَيْهَا بعنقي وجنبي لِئَلَّا تسْقط يرمقني أَي ينظر إِلَى نظرا مُتَتَابِعًا نختبط أَي نضرب الشّجر ليتحات ورقه فنأكله فأقسم أَي أَحْلف أخطأها رجل أَي فَاتَتْهُ التمرة نِسْيَانا من الْقَاسِم الَّذِي يقسم التَّمْر بَينهم ننعشه أَي نرفعه ونقيمه من شدَّة الضعْف والجهد وَقَالَ القَاضِي الْأَشْبَه أَن مَعْنَاهُ نَشد جَانِبه فِي دَعْوَاهُ ونشهد لَهُ فَشَهِدْنَا لَهُ أَنه لم يُعْطهَا فِيهِ جَوَاز الشَّهَادَة على النَّفْي المحصور الَّذِي يحاط بِهِ أفيح أَي وَاسِعًا بشاطئ الْوَادي أَي جَانِبه كالبعير المخشوش بمعجمات وَهُوَ الَّذِي يَجْعَل فِي أَنفه خشَاش بِكَسْر الْخَاء وَهُوَ عود يَجْعَل فِي انفه إِذا كَانَ صعبا ويشد فِيهِ حَبل ليذل وينقاد بالمنصف بِفَتْح الْمِيم وَالصَّاد وَهُوَ نصف الْمسَافَة لأم بِهَمْزَة مَقْصُورَة وممدودة أَي جمع وَفِي نُسْخَة ألام بِالْألف من غير همزَة هُوَ تَصْحِيف أحضر بِضَم الْهمزَة وَسُكُون الْحَاء وَكسر الضَّاد الْمُعْجَمَة أَي اعدو فحانت رُوِيَ فحالت وهما بِمَعْنى فالحين وَالْحَال الْوَقْت وَقعت وَكَانَت لفتة بِفَتْح اللَّام وَهِي النظرة إِلَى جَانب وَأَشَارَ أَبُو إِسْمَاعِيل فِي نُسْخَة بن إِسْمَاعِيل وَهُوَ أَبُو إِسْمَاعِيل حَاتِم بن إِسْمَاعِيل وحسرته بحاء وسين مهملتين السِّين خَفِيفَة أَي جحدته ونحيت عَنهُ مَا يمْنَع حِدته فانذلق بِالذَّالِ الْمُعْجَمَة أَي صَار حادا يرفه أَي يُخَفف أشجاب جمع شجب بِسُكُون الْجِيم وَهُوَ السقاء الْخلق الْبَالِي حِمَاره بِكَسْر الْحَاء وَتَخْفِيف الْمِيم وَالرَّاء وَهِي أَعْوَاد يعلق عَلَيْهَا أسقية المَاء عزلاء شجب أَي فَم سقاء ويغمره أَي يعصره بِجَفْنَة بِفَتْح الْجِيم يَا جَفْنَة الرَّاكِب أَي من كَانَت عِنْده جَفْنَة فليحضرها سيف الْبَحْر بِكَسْر السِّين أَي ساحله فزخر الْبَحْر بِالْخَاءِ الْمُعْجَمَة أَي علا موجه فأورينا أَي أوقدنا حجاج عينهَا بِكَسْر الْحَاء وَفتحهَا وَهُوَ عظمها المستدير بهَا بأعظم رجل بِالْجِيم وَرُوِيَ بِالْحَاء كفل بِكَسْر الْكَاف وَسُكُون الْفَاء وَهُوَ الكساء الَّذِي يحويه رَاكب الْبَعِير على سنامه لِئَلَّا يسْقط(6/316)
[2009] ينْتَقد ثمنه أَي يَسْتَوْفِيه قَائِم الظهيرة أَي نصف النَّهَار وَهُوَ حَال اسْتِوَاء الشَّمْس سمي قَائِما لِأَن الظل لَا يظْهر فَكَأَنَّهُ وَاقِف رفعت أَي ظَهرت لأبصارنا أنفض لَك مَا حولك أَي أفتشه لِئَلَّا يكون هُنَاكَ عَدو لرجل من أهل الْمَدِينَة أَي مَكَّة أَفِي غنمك لبن بِفَتْح اللَّام وَالْبَاء وَرُوِيَ بِضَم اللَّام وَسُكُون الْبَاء أَي شِيَاه ذَوَات ألبان قَعْب هُوَ قدح من خشب كثبة بِضَم الْكَاف وَسُكُون الْمُثَلَّثَة وَهِي قدر الحلبة وَقيل الْقَلِيل مِنْهُ إداوة أَي ركوة برد بِفَتْح الرَّاء وَحكي ضمهَا فَشرب قَالَ النَّوَوِيّ يُقَال كَيفَ شرب من الْغُلَام وَلَيْسَ هُوَ الْمَالِك وَالْجَوَاب أَنه مَحْمُول على عَادَة الْعَرَب أَنهم يأذنون للرعاة إِذا مر بهم ضيف أَو عَابِر سَبِيل أَن يسقوه اللَّبن أَو كَانَ لصديق لَهُم يدلون عَلَيْهِ أَو يُقَال هَذَا مَال حَرْبِيّ لَا أَمَان لَهُ أَو كَانُوا مضطرين جلد بِفَتْح الْجِيم وَاللَّام أَي أَرض صلبة فارتطمت أَي غاصت قَوَائِمهَا فِي الأَرْض لأعمين أَي لأخفين أَمركُم نزلت لَيْلَة جمع أَي مُزْدَلِفَة وَلابْن ماهان لَيْلَة جُمُعَة أَي يَوْم جُمُعَة(6/323)
[3018] يقسط أَي يعدل سنتهن أَي عادتهن فِي مُهُور أمثالهن شركته بِكَسْر الرَّاء العذق بِفَتْح الْعين النَّخْلَة(6/325)
[3022] أمروا أَن يَسْتَغْفِرُوا لأَصْحَاب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَي فِي قَوْله تَعَالَى وَالَّذين جَاءُوا من بعدهمْ يَقُولُونَ رَبنَا اغْفِر لنا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذين سبقُونَا بِالْإِيمَان الْحَشْر1 فسبوهم قَالَ القَاضِي قَالَت هَذَا عِنْدَمَا قَالَ أهل مصر فِي عُثْمَان وَأهل الشَّام فِي عَليّ مَا قَالُوا وعقله بِفَتْح الْقَاف أَي علم أَحْكَام الْإِسْلَام وَتَحْرِيم الْقَتْل(6/326)
[3024] عَن عبد الْمجِيد بن سُهَيْل كَذَا فِي أَكثر الْأُصُول بميم ثمَّ جِيم وَلابْن ماهان عبد الحميد بحاء ثمَّ مِيم وَالْقَوْلَان فِي اسْمه(6/327)
[3028] تطوافا بِكَسْر الْمُثَنَّاة فَوق وَهُوَ ثوب تلبسه الْمَرْأَة تَطوف بِهِ مُسَيْكَة بِضَم الْمِيم من بعد إكراههن لَهُنَّ غَفُور رَحِيم قَالَه النَّوَوِيّ كَذَا وَقع فِي كل الْأُصُول وَلم يرد أَن لَفْظَة لَهُنَّ منزلَة فَإِنَّهُ لم يقْرَأ بهَا أحد وَإِنَّمَا هُوَ تَفْسِير وَبَيَان أَن الْمَغْفِرَة لَهُنَّ لكونهن مكرهات لَا لمن أكرههن قلت بل هِيَ منزلَة وَكَانَت قُرْآنًا ثمَّ نسخ رسمها نَص على ذَلِك أَبُو عبيد وَقَول الشَّيْخ لم يقْرَأ بهَا أحد مَمْنُوع فقد أخرج هَذَا الحَدِيث سعيد بن مَنْصُور فِي سنَنه وَأَبُو عبيد فِي فضائله وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم فِي تفسيرهما وَزَادُوا آخِره هَكَذَا كَانَ يقْرَأ وَأخرج بن أبي حَاتِم عَن سعيد بن جُبَير قَالَ فِي قِرَاءَة بن مَسْعُود فَإِن الله من بعد إكراههن لَهُنَّ غَفُور رَحِيم قَالَ بن جني فِي الْمُحْتَسب قِرَاءَة بن عَبَّاس وَسَعِيد بن جُبَير من بعد إكراههن لَهُنَّ غَفُور رَحِيم وَاللَّام فِي لَهُنَّ مُتَعَلقَة بغفور لِأَنَّهُ أدنى إِلَيْهَا وَيجوز تعلقهَا برحيم وَالله تَعَالَى أعلم وَجَاء فِي آخر النُّسْخَة ب آخر الديباج وَالْحَمْد لله وَحده وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وَآله وَصَحبه وَسلم وَكَانَ الْفَرَاغ من تَعْلِيقه فِي يَوْم الثُّلَاثَاء الْمُبَارك سَابِع شهر الله الْمحرم الْحَرَام سنة اثْنَي عشرَة وَألف وَالْحَمْد لله على كل حَال وَجَاء فِي آخر النُّسْخَة م نجز الْكتاب بِحَمْد الله وعونه وَحسن توفيقه فِي يَوْم الْأَرْبَعَاء الْمُبَارك تَاسِع محرم الْحَرَام سنة على يَد أفقر الْعباد إِلَى ربه الْغَنِيّ الْجواد أَحْمد بن مُحَمَّد النجاحي غفر الله لَهُ ولوالديه ولكافة الْمُسلمين أَجْمَعِينَ وَصلى الله على سيدنَا مُحَمَّد وعَلى آله وَصَحبه وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا وَإِن تَجِد عَيْبا فسد الخللا جلّ من لَا فِيهِ عيب وَعلا تمّ الْكتاب تكاملت نعم السرُور لصَاحبه وَعفى الْإِلَه بجوده وبفضله عَن كَاتبه(6/329)