من الْمَغَازِي إِلَى آخر بدر اسْم امْرَأَة أُميَّة بن خلف أم صَفْوَان صَفِيَّة كَمَا تقدم حَدِيث أنس أَنطلق بن مَسْعُود فَوجدَ أَبَا جهل قد ضربه أَبنَاء عفراء حَتَّى بردهما معَاذ ومعوذ كَمَا تقدم فِي الصَّحِيح وَفِي الْمَغَازِي أَنَّهُمَا معَاذ بن عفراء ومعاذ بن عَمْرو بن الجموح وَفِيه نظر حَدِيث عَليّ فِينَا نزلت هَذِه الْآيَة هَذَانِ خصمان وَفِيه حَدِيث أبي ذَر نزلت فِي هَؤُلَاءِ الرَّهْط السِّتَّة قد سماهم المُصَنّف فِي رِوَايَة وَوَقع تعْيين المبارزة فِي سنَن أبي دَاوُد وَالْحَاكِم والغيلانيات وَكَذَا هُوَ فِي السِّيرَة لَكِن اتَّفقُوا على أَن عليا للوليد وَاخْتلفُوا هَل عُبَيْدَة لشيبة أَو لعتبة حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي قَتْلِ أُميَّة بن خلف وَفِيه قتل ابْنه اسْمه عَليّ وَتقدم ذكر من قتل فِي الْوكَالَة حَدِيث بن مَسْعُود غير أَن شَيخنَا أَخذ كفا من تُرَاب تقدم أَنه الْوَلِيد بن الْمُغيرَة قَول هِشَام بن عُرْوَة فَأخذ بَعْضنَا هُوَ أَخُوهُ عُثْمَان حَدِيث أبي طَلْحَة أَمر يَوْم بدر بأَرْبعَة وَعشْرين رجلا من قُرَيْش فقذفوا فِي طوي سماهم بن إِسْحَاق فِي الْمَغَازِي وَلَكِن لم يسْتَوْف الْعدة حَدِيث أنس أُصِيب حَارِثَة وَهُوَ غُلَام فَجَاءَت أمه هِيَ الرّبيع بنت النَّضر عمَّة أنس وَابْنهَا حَارِثَة بن سراقَة حَدِيث عَليّ فِي الظعينة هِيَ سارة كَمَا تقدم وللحاكم فِي الإكليل أَنَّهَا كنُود أم سارة حَدِيث الْبَراء أَصَابُوا منا يَعْنِي يَوْم أحد سبعين وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أصَاب مِنْهُم يَوْمَ بَدْرٍ أَرْبَعِينَ وَمِائَةً سَبْعِينَ أَسِيرًا وَسَبْعِينَ قَتِيلا قد سرد بن إِسْحَاق فِي الْمَغَازِي أَسمَاء الْجَمِيع لَكِن لم يسْتَوْف الْعدة حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عَوْف فِي ابْني عفراء تقدم قَرِيبا حَدِيث أبي هُرَيْرَة بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عشرَة عينا تقدم فِي الْجِهَاد جَمِيع مَا فِيهِ من المبهمات حَدِيث أنس مَاتَ أَبُو زَيْدٍ وَلَمْ يَتْرُكْ عَقِبًا وَكَانَ بَدْرِيًّا هُوَ قيس بن السكن وَقيل غَيره حَدِيث عَائِشَة أَن سالما مولى أبي حُذَيْفَة كَانَ مولى امْرَأَة من الْأَنْصَار هِيَ بثينة بنت معَاذ وَقيل غير ذَلِك حَدِيث الرّبيع بنت معوذ دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاة بنى بِي الحَدِيث اسْم زَوجهَا إِيَاس بن البكير اللَّيْثِيّ وَقتل من آبائها يَوْم بدر أَبوهَا معوذ وعمها عَوْف قَتلهمَا عِكْرِمَة بن أبي جهل حَدِيث عَليّ فِي الشارفين تقدم أَن الصواغ لم يسم والقينة الَّتِي غنت أَيْضا لم تسم وَذكر المرزباني فِي مُعْجم الشُّعَرَاء أَن قَائِل الشّعْر الْمَذْكُور هُوَ عبد الله بن السَّائِب المَخْزُومِي حَدِيث صَالح بن خَوات عَمَّن شهد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ سهل بن أبي حثْمَة أَو وَالِده خَوات بن جُبَير كَمَا رَوَاهُ بن مَنْدَه حَدِيث بن مُغفل أَن عليا كبر على سهل بن حنيف فِي الْمُسْتَخْرج للإسماعيلي أَنه كبر عَلَيْهِ سِتا حَدِيث رَافع بن خديج أَن عميه شَهدا بَدْرًا هما ظهير ومظهر كَمَا تقدم فِي الْبيُوع ... من قتل كَعْب بن الْأَشْرَف إِلَى الْحُدَيْبِيَة حَدِيث جَابر فِي قتل كَعْب بن الْأَشْرَف لم تسم امْرَأَة كَعْب الْمَذْكُور حَدِيث الْبَراء فِي قتل أبي رَافع هُوَ سَلام بن أبي الْحقيق تقدم فِي الْجِهَاد حَدِيث الْبَراء لَقينَا الْمُشْركين يَوْمئِذٍ يَعْنِي يَوْم أحد وَأمر عَلَيْهِم عبد الله هُوَ بن جُبَير حَدِيث جَابر قَالَ رجل يَوْم أحد إِن قتلت أَيْن أَنا قَالَ بن بشكوال هُوَ عُمَيْر بن الْحمام الَّذِي فِي السّير وَفِي مُسلم من حَدِيث أنس أَن عُمَيْرًا قَالَ ذَلِك ببدر وَلَا بعد فِي تعدد الْقِصَّة فعلى هَذَا فَهُوَ غير عُمَيْر وَالله أعلم حَدِيث أنس أَن عَمه غَابَ عَن قتال بدر هُوَ أنس بن النَّضر وَفِيه حَتَّى عَرفته أُخْته هِيَ الرّبيع بنت النَّضر حَدِيث زيد بن ثَابت رَجَعَ نَاس مِمَّن خرج إِلَى أحد هم عبد الله بن أبي بن سلول وَمن تبعه كَمَا فِي السِّيرَة حَدِيث جَابر تقدم اسْم امْرَأَته وَأما أخواته فَلم أَقف على أسمائهن وَلَا على أَسمَاء غُرَمَائه حَدِيث سعد رَأَيْت رجلَيْنِ يَوْم أحد يقاتلان مَعَ رَسُولِ اللَّهِ(1/304)
صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هما جِبْرِيل وَمِيكَائِيل كَمَا وَقع عِنْد المُصَنّف فِي الْفَضَائِل حَدِيث عَائِشَة فِي قتل الْيَمَان وَالِد حُذَيْفَة بَين عبد بن حميد فِي تَفْسِيره أَن الَّذِي بَاشر قتل الْيَمَان خطأ هُوَ عتبَة بن مَسْعُود أَخُو عبد الله قَوْله فِي حَدِيث أنس وَقَالَ غَيره تنقلان تقدم أَنه عني بذلك جَعْفَر بن مهْرَان السباك حَدِيث عُثْمَان بن موهب جَاءَ رجل حج الْبَيْت فَرَأى قوما جُلُوسًا فَقَالَ من هَؤُلَاءِ الْقعُود قَالُوا قُرَيْش قَالَ من الشَّيْخ قَالُوا بن عمر تقدم أَن الرجل مصري وَأَن اسْمه يزِيد بن بشر السكْسكِي فِيمَا قيل حَدِيث وَحشِي فِي مقتل حَمْزَة ووثب إِلَيْهِ رجل من الْأَنْصَار يَعْنِي إِلَى مُسَيْلمَة هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِني رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وَنقل السُّهيْلي فِي الرَّوْض أَن عدي بن سهل شَاركهُ فِي قَتله وَكَذَا قيل فِي أبي دُجَانَة سماك بن خَرشَة حَدِيث أبي هُرَيْرَة بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً عينا تقدم فِي الْجِهَاد أَنهم عشرَة وَتقدم فِيهِ أَسمَاء من عرفت مِمَّن أبهم فِيهِ حَدثنَا عبد الْوَارِث هُوَ بن سعيد حَدثنَا عبد الْعَزِيز هُوَ بن صُهَيْب قَوْله سَأَلَ رجل أنس بن مَالك عَنِ الْقُنُوتِ بَعْدَ الرُّكُوعِ أَوْ عِنْدَ الْفَرَاغِ من الْقِرَاءَة السَّائِل هُوَ عَاصِم الْأَحول رَوَاهُ المُصَنّف أَيْضا حَدِيث أنس بعث خَاله هُوَ حرَام والأعرج كَعْب بن زيد وَهُوَ من بني أُميَّة بن زيد وَالرجل الآخر لم يسم وَكَأَنَّهُ عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي حَدِيث هِشَام بن عُرْوَة أَخْبرنِي أبي قَالَ لما قتل أهل بِئْر مَعُونَة قَالَ عَامر بن الطُّفَيْل لعَمْرو بن أُميَّة من هَذَا الْقَتِيل فَقَالُوا لَهُ عَامر بن فهَيْرَة يُقَال إِن الَّذِي قتل عَامر بن فهَيْرَة هُوَ عَامر بن الطُّفَيْل وَقيل جَبَّار بن سلمى حَدِيث عَاصِم قلت لأنس إِن فلَانا حَدثنِي عَنْك تقدم فِي الْقُنُوت حَدِيث جَابر قَالَ لامْرَأَته تقدم اسْمهَا قَرِيبا حَدِيث بن عمر دخلت على حَفْصَة هِيَ أُخْته بنت عمر قَوْلُهُ قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ مَا تَرين هَذَا فِي قصَّة الْحكمَيْنِ بصفين وَقد بَين ذَلِك مُحَمَّد بن قدامَة الْجَوْهَرِي فِي تصنيفه وَفِيه قَالَ حبيب حفظت هُوَ حبيب بن مسلمة الفِهري حَدِيث أنس فَجَاءَت أم أَيمن هِيَ بركَة حاضنة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهِي وَالِدَة أُسَامَة بن زيد حَدِيث جَابر فَجِئْنَا فَإِذا أَعْرَابِي قَاعد بَين يَدَيْهِ هُوَ غورث بن الْحَارِث كَمَا عِنْد المُصَنّف وَفِي مغازي الْوَاقِدِيّ أَنه دعثور حَدِيث عَائِشَة فِي قصَّة الْإِفْك بِطُولِهِ فِيهِ فَدخلت عَليّ امْرَأَة من الْأَنْصَار لم تسم هَذِه الْمَرْأَة وَفِي رِوَايَة أم رُومَان إِذْ ولجت امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَتْ فَعَلَ اللَّهُ بِفُلَانٍ وَفعل فَقَالَت أم رُومَان وَمَا ذَاك قَالَت ابْني مِمَّن حدث الحَدِيث قَالَت وَمَا ذَاك قَالَت كَذَا وَكَذَا يَعْنِي مَا قيل فِي عَائِشَة من الْإِفْك قلت وَهَذِه الْمَرْأَة أَيْضا لم تسم وَهِي غير الأولى وَالَّذين تكلمُوا فِي الْإِفْك من الْأَنْصَار مِمَّن عرفت أَسْمَاءَهُم عبد الله بن أبي بن سلول وَحسان بن ثَابت وَلم تكن أم وَاحِد مِنْهُمَا مَوْجُودَة إِلَّا أَن تكون أما لأَحَدهمَا من الرَّضَاع أَو غَيره أَو يكون الْمَذْكُور مِمَّن لم يسم مِنْهُم كَمَا فِي حَدِيث عُرْوَة أَن فيهم من لم يسم لكِنهمْ عصبَة كَمَا قَالَ الله تَعَالَى وَفِي حَدِيث الْإِفْك فَكَانَت أم حسان من رَهْط ذَلِك الرجل وَأم حسان اسْمهَا الفريعة بنت خَالِد وَالله أعلم ... من الْحُدَيْبِيَة إِلَى غَزْوَة الْفَتْح قَالَ أَبُو دَاوُد حَدثنَا قُرَّة هُوَ بن خَالِد حَدثنَا الْأَعْمَش سمع سالما هُوَ بن أبي الْجَعْد حَدِيث زيد بن أسلم عَن أَبِيه خرجت مَعَ عمر إِلَى السُّوق فلحقت عمر امْرَأَة شَابة فَقَالَت هلك زَوجي وَترك صبية صغَارًا هِيَ بنت خفاف بن أيماء الْغِفَارِيّ كَمَا عِنْده لَكِن لم أعرف اسْم زَوجهَا وَلَا أَوْلَادهَا وَفِيه فَقَالَ رجل أكثرت لَهَا لم أعرف اسْمه وَفِيه أَنِّي لأرى أَبَا هَذِه وأخاها حاصرا حصنا لم أعرف اسْم أَخِيهَا إِلَّا أَنه يحْتَمل أَن يُفَسر بِالْحَارِثِ الَّذِي أخرج لَهُ مُسلم(1/305)
مِنْ رِوَايَةِ خَالِدِ بن عبد الله بن حَرْمَلَة عَنهُ عَن أَبِيه خفاف فِي الصَّلَاة وَيُعَكر على ذَلِك أَن بن حبَان ذكر الْحَارِث فِي التَّابِعين وَمُقْتَضى حَدِيث الْبَاب أَن يكون صحابيا ولخفاف بن آخر اسْمه مخلد تَابِعِيّ حَدِيث زَاهِر الْأَسْلَمِيّ نَادَى مُنَادِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ أَبُو طَلْحَةَ كَمَا تقدم حَدِيث عمر فَسمِعت صَارِخًا يصْرخ بِي لم أعرف اسْمه حَدِيث الْمسور بن مخرمَة ومروان فِي قصَّة الْحُدَيْبِيَة فِيهِ وَبعث عينا لَهُ من خُزَاعَة هُوَ بسر بن سُفْيَان وَهُوَ بِالْمُوَحَّدَةِ المضمومة وَالسِّين الْمُهْملَة ذكره بن عبد الْبر وَفِيه وَكَانَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ مِمَّنْ خَرَجَ فجَاء أَهلهَا يسْأَلُون أَن ترجع إِلَيْهِم حضر فِي ذَلِك أَخُوهَا عمَارَة بن عقبَة كَمَا فِي السِّيرَة حَدِيث نَافِع أَن بعض بني عبد الله يَعْنِي بن عمر قَالَ لَهُ لَو أَقمت الْعَام هُوَ عبد الله بن عبد الله وَأَخُوهُ سَالم بن عبد الله كَمَا جَاءَ من حَدِيثهمَا حَدِيث نَافِع أرسل عبد الله يَعْنِي بن عمر إِلَى فرس عِنْد رجل من الْأَنْصَار لم يسم هَذَا الرجل وَيصْلح أَن يكون هُوَ أَوْس بن خولي حَدِيث أنس فِي قصَّة العرنيين تقدم فِي الطَّهَارَة أَنهم كَانُوا ثَمَانِيَة وَأَن الرَّاعِي يسَار وَغير ذَلِك من الْفَوَائِد وَأَن أَمِير الْبَعْث الَّذين خَرجُوا فِي طَلَبهمْ سعيد بن زيد أَو كرز بن جَابر وَوهم من قَالَ إِنَّه جرير البَجلِيّ حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع فلقيني غُلَام لعبد الرَّحْمَن بن عَوْف تقدم أَنه لم يسم حَدِيث سَلمَة أَيْضا فَقَالَ رجل من الْقَوْم لعامر هُوَ بن الْأَكْوَع عَم سَلمَة هُوَ بن عَمْرو بن الْأَكْوَع وَفِيه من السَّائِق قَالُوا عَامر بن الْأَكْوَع قَالَ يرحمه الله قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ هُوَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ كَمَا فِي صَحِيح مُسلم وَالَّذِي سَأَلَ عَامِرًا أَولا هُوَ أسيد بن حضير وَهُوَ مِمَّن قَالَ أَن عَامِرًا حَبط عمله كَمَا صرح بِهِ المُصَنّف فِي الْأَدَب وَفِيه فَتَنَاول بِهِ سَاق يَهُودِيّ هُوَ مرحب كَمَا فِي مُسلم أَيْضا وَفِيه فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله أَو نهريقها لم يسم هَذَا الرجل وَيحْتَمل أَن يكون هُوَ عمر حَدِيث أنس جَاءَهُ جَاءَ فَقَالَ أكلت الْحمر لم يسم قَوْله فَأمر مناديا هُوَ أَبُو طَلْحَة كَمَا تقدم حَدِيث سهل بن سعد وَفِي أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رجل لَا يدع لَهُم شَاذَّة وَلَا فاذة تقدم أَنه قزمان وَالَّذِي قَالَ أَنا صَاحبه حَتَّى عرف مَا آل إِلَيْهِ أمره هُوَ أكتم بن أبي الجون وَقد تقدم ذَلِك حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي هَذِه الْقِصَّة فَقَالَ قُم يَا فلَان فَأذن أَنه لَا يدْخل الْجنَّة إِلَّا مُؤمن هُوَ بِلَال سَمَّاهُ الْمُؤلف فِي بَاب الْعَمَل بالخواتيم وروى مُسلم أَن الْمُؤَذّن فِي قصَّة خَيْبَر هُوَ عمر بن الْخطاب وروى الطَّبَرَانِيّ وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيث الْعِرْبَاض بن سَارِيَة أَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أذن أَن الْجنَّة لَا تحل إِلَّا لمُؤْمِن وَكَأن هَذَا فِي قصَّة أُخْرَى أَو الْمُؤَذّن أَكثر من وَاحِد حَدِيث أنس قدمنَا خَيْبَر فَذكر لَهُ جَمَالُ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُيَيٍّ وَقَدْ قُتِلَ زَوجهَا وَكَانَ عروسا الحَدِيث اسْم زَوجهَا كنَانَة بن الرّبيع وَكَانَت صَفِيَّة قد صَارَت فِي سهم دحْيَة الْكَلْبِيّ فَعوضهُ عَنْهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أُخْت كنَانَة بن الرّبيع زَوجهَا ذكر ذَلِك الشَّافِعِي فِي الْأُم وَهُوَ فِي مغازي أبي الْأسود عَن عُرْوَة من رِوَايَة بن لَهِيعَة حَدِيثَ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فِي قِصَّةِ عَلِيٍّ يَوْم خَيْبَر فِيهِ فأرسلوا إِلَيْهِ كَانَ الرَّسُول إِلَيْهِ سَلمَة بن الْأَكْوَع كَمَا فِي مُسلم من حَدِيثه حَدِيث عبد الله بن الْمُغَفَّل فَرمى إِنْسَان بجراب فِيهِ شَحم تقدم فِي الْجِهَاد حَدِيث بن أبي أوفى فجَاء مُنَادِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا تَأْكُلُوا من لُحُوم الْحمر الْأَهْلِيَّة هُوَ أَبُو طَلْحَة زيد بن سهل كَمَا تقدم حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَمَعَهُ عبد لَهُ يُقَال لَهُ مدعم هداه لَهُ أحد بني الضباب هُوَ رِفَاعَة بن زيد كَمَا عِنْد المُصَنّف فِي مَوضِع آخر وَفِيه فجَاء رجل حِين سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشِرَاك لم يسم هَذَا الرجل إِلَّا أَن فِي رِوَايَة مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَغَيره أَنه أَنْصَارِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَقَالَ لَهُ بعض بني سعيد بن الْعَاصِ هُوَ أبان وَفِيه هَذَا قَاتل بن قوقل هُوَ النُّعْمَان بن قوقل الْأنْصَارِيّ وَكَانَ قَتله بِأحد وَيُقَال إِن قَاتله صَفْوَان بن أُميَّة الجُمَحِي حَدِيث أبي سعيد وَأبي هُرَيْرَة اسْتعْمل رجلا على خَيْبَر هُوَ سَوَادَ بْنَ غَزِيَّةَ وَهُوَ مِنْ بَنِي عَدِيِّ بن النجار رَوَاهُ الْخَطِيب قَالَ وَيُقَال هُوَ مَالك بن صعصعة(1/306)
وَالْأول أقوى لِأَن فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة بعث أَخا بني عدي وَأما مَالك بن صعصعة فَهُوَ من بني مَازِن بن النجار حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي الشَّاة المسمومة تقدم أَن الْيَهُودِيَّة الَّتِي أَهْدَت الشَّاة اسْمهَا زَيْنَب بنت الْحَارِث بن سَلام وَفِي جَامع معمر عَن الزُّهْرِيّ أَنَّهَا أسلمت فَتَركهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيث الْبَراء فِي عمْرَة الْقَضَاء فتبعتهم ابْنة حَمْزَة اسْمهَا أُمَامَة على الْمَشْهُور قَوْله مُغيرَة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سعيد هُوَ بن أبي هِنْد وَلم يخرج البُخَارِيّ لعبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري شَيْئا وَهُوَ من هَذِه الطَّبَقَة وَوَقع فِي بعض الرِّوَايَات هُنَا عبد الله بن سعد بِإِسْكَان الْعين وَهُوَ تَصْحِيف حَدِيث عَائِشَة فَأَتَاهُ رجل فَقَالَ إِن نسَاء جَعْفَر يَعْنِي بن أبي طَالب فَذكر بكاءهن لم يسم الرجل وَكَانَ الَّذِي أَتَى بِخَبَر أهل مُؤْتَة يعلى بن أُميَّة ذكره مُوسَى بن عقبَة فِي مغازيه قَوْله مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن حُصَيْن هُوَ بن عبد الرَّحْمَن عَن عَامر هُوَ الشّعبِيّ حَدِيث أُسَامَة بن زيد بَعَثَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الحرقة فصبحنا الْقَوْم وَلَحِقت أَنا وَرجل من الْأَنْصَار رجلا مِنْهُم لم أعرف اسْم الْأنْصَارِيّ وَيحْتَمل أَن يكون أَبَا الدَّرْدَاء فَفِي تَفْسِير عبد الرَّحْمَن بن زيد مَا يرشد إِلَيْهِ وَأما الْمَقْتُول فَهُوَ مرداس بن عَمْرو وَيُقَال بن نهيك الفدكي وَكَانَ أَمِير هَذِه السّريَّة غَالب بن عبد الله اللَّيْثِيّ حَدِيث يزِيد بن أبي عبيد عَن سَلمَة غزوت سبع غزوات فَذكر مِنْهَا أَرْبعا قَالَ يزِيد ونسيت الْبَاقِي قلت هِيَ الْفَتْح والطائف وتبوك ... من غَزْوَة الْفَتْح إِلَى حج أبي بكر الصّديق سنة تسع حَدِيث عَليّ فِي الظعينة تقدم أَنَّهَا سارة أَو كنُود قَوْله فِي غَزْوَة الْفَتْح فَرَآهُمْ نَاسٌ مِنْ حَرَسِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم سمي مِنْهُم فِي السِّيرَة عمر بن الْخطاب حَدِيث أنس جَاءَهُ رجل فَقَالَ بن خطل تقدم أَن اسْم بن خطل عبد الْعُزَّى وَالرجل لم يسم حَدِيث بن عَبَّاس كَانَ عمر قد أدخلني مَعَ أَشْيَاخ بدر فَقَالَ بَعضهم هُوَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف حَدِيث سعد فِي بن وليدة زَمعَة تقدم أَن اسْم الابْن عبد الرَّحْمَن وَأَن الوليدة لم تسم حَدِيث عُرْوَة بن الزبير أَن امْرَأَة سرقت تقدم أَنَّهَا فَاطِمَة المخزومية حَدِيث الْمسور فِي وَفد هوَازن ذكر بن سعد بِإِسْنَادِهِ أَنهم كَانُوا أَرْبَعَة عشر رجلا قدمُوا بِإِسْلَام قَومهمْ وَفِيهِمْ أَبُو ثروان عَمُّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَأَبُو صرد زُهَيْر بن صرد حَدِيث بن عَبَّاس لم يدْخل الْكَعْبَة حَتَّى أخرجت الْأَصْنَام الَّذِي بَاشر إخْرَاجهَا هُوَ عمر بن الْخطاب روى أَبُو دَاوُد من حَدِيث جَابر مَعْنَاهُ حَدِيث أبي قَتَادَة فِي غَزْوَة حنين تقدم أَن الرجل الَّذِي رَآهُ يخْتل الرجل الْمُسلم لم يسميا وَأَن الَّذِي أَخذ السَّلب لم يسم أَيْضا إِلَّا أَنه قرشي وَعند الْوَاقِدِيّ أَنه أسود بن خزاعي الْأَسْلَمِيّ وَأَن الَّذِي شهد لأبي قَتَادَة بالسلب أسود بن خزاعي الْأَسْلَمِيّ حَدِيث أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فِي قصَّة أَوْطَاس فِيهِ وَرمى أَبُو عَامر عَم أبي مُوسَى فِي ركبته رَمَاه جشمي مِنْهُم قَالَ بن إِسْحَاق فِي الْمَغَازِي يَزْعمُونَ أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ دُرَيْدِ بْنِ الصِّمَّةِ هُوَ الَّذِي رمى أَبَا عَامر وَقَالَ بن هِشَام حَدثنِي من أَثِق بِهِ أَن الرَّامِي لَهُ الْعَلَاء بن الْحَارِث الْجُشَمِي وَأَخُوهُ أوفى وَقيل وافي فَأصَاب أَحدهمَا قلبه وَالْآخر رُكْبَتَيْهِ فقتلاه فَقَتَلَهُمَا أَبُو مُوسَى فرثاهما بَعضهم بِأَبْيَات مِنْهَا هما القاتلان أَبَا عَامر حَدِيث أم سَلمَة فِي قَول المخنث إِن فتح الله عَلَيْكُم الطَّائِف قَالَ بن جريج اسْمه هيت كَذَا هُوَ فِي البُخَارِيّ من قَول بن جريج وَوَقع مَوْصُولا من حَدِيث عَائِشَة فِي صَحِيح بن حبَان وَابْنَة غيلَان اسْمهَا بادية وَقد تزَوجهَا عبد الرَّحْمَن بن عَوْف بعد ذَلِك وَهِي بِالْبَاء الْمُوَحدَة وَالدَّال الْمُهْملَة بعْدهَا يَاء اخيرة وَقيل بعد الدَّال نون وَالْأول أرجح قَوْله شُعْبَة عَن عَاصِم هُوَ بن إِسْمَاعِيل سَمِعت أَبَا عُثْمَان هُوَ النَّهْدِيّ سَمِعت سَعْدا هُوَ بن أبي وَقاص وَأَبا بكرَة هُوَ الثَّقَفِيّ(1/307)
وَكَانَ تسور حصن الطَّائِف فِي أنَاس ذكر بن إِسْحَاق فِي الْمَغَازِي أَن عدتهمْ ثَلَاثَة وَعِشْرُونَ نفسا حَدِيث أبي مُوسَى قَالَ أَعْرَابِي أَلا تنجز لي مَا وَعَدتنِي لم يسم هَذَا الْأَعرَابِي حَدِيث أنس فِي قصَّة حنين فَلم يُعْط الْأَنْصَار شَيْئا فَقَالُوا لم يذكر الْمقَالة مَا هِيَ فِي هَذِه الرِّوَايَة وَهِي مَذْكُورَة عِنْده فِي آخر الْبَاب من حَدِيث أنس أَيْضا حَدِيث يعلى بن أُميَّة فِي الْأَعرَابِي المتضمخ بالطيب السَّائِل عَن الْعمرَة تقدم فِي الْحَج قَول من زعم أَن اسْمه عَطاء حَدِيث بن مَسْعُود لَمَّا قَسَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَنَائِمَ حنين قَالَ رجل من الْأَنْصَار هُوَ معتب بن قُشَيْر كَمَا تقدم قَوْله قسْمَة غَنَائِم حنين وَأعْطى أُنَاسًا قد سماهم بن إِسْحَاق فِي الْمَغَازِي فَينْظر مِنْهُ حَدِيث عَليّ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً وَاسْتعْمل رجلا من الْأَنْصَار كَذَا فِي هَذِه الرِّوَايَة وَهِي سَرِيَّة عَلْقَمَة بن مجزز المدلجي وَالَّذِي وَقع لَهُ ذَلِك هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ كَمَا رَوَاهُ أَحْمد وبن ماجة من حَدِيث أبي سعيد فَلَعَلَّ من أطلق عَلَيْهِ أَنْصَارِيًّا أطلقهُ بِاعْتِبَار حلف أَو غير ذَلِك من أَنْوَاع الْمجَاز حَدِيث أبي مُوسَى ومعاذ فِي بعثهما إِلَى إليمن فِيهِ وَإِذا رجل عِنْده قد جمعت يَدَاهُ إِلَى عُنُقه لم يسم هَذَا الرجل الَّذِي ارْتَدَّ حَدِيث أبي مُوسَى فِي حجَّته حَتَّى مشطتني امْرَأَة من نسَاء بني قيس تقدم أَنَّهَا لم تسم وأظن أَن المُرَاد بقيس وَالِده فَكَأَنَّهَا كَانَت من نسَاء أحد إخْوَته حَدِيث معَاذ لما قَرَأَ وَاتخذ الله إِبْرَاهِيم خَلِيلًا فَقَالَ رجل خَلفه قرت عين أم إِبْرَاهِيم لم أَقف على اسْم هَذَا الْقَائِل حَدِيث أبي سعيد بعث عَليّ بذهيبة وَفِيه فَقَالَ رجل من الصَّحَابَة كُنَّا نَحن أَحَق بِهَذَا لم أعرف اسْم هَذَا الْقَائِل وَكَأَنَّهُ أبهم سترا عَلَيْهِ وَفِيه رجل غائر الْعَينَيْنِ تقدم أَنه ذُو الْخوَيْصِرَة وَقيل عبد الله بن ذِي الْخوَيْصِرَة وَكِلَاهُمَا عِنْد المُصَنّف وَقيل فِيهِ حرقوص وَجزم بذلك بن سعد حَدِيث جرير فِي كسر ذِي الخلصة فِيهِ فَقَالَ رَسُول جرير تقدم أَنه أَبُو أَرْطَاة حُصَيْن بن ربيعَة وَقد ذكره المُصَنّف بكنيته من طَرِيق أُخْرَى هُنَا وَوَقع مُسَمّى عِنْد مُسلم قَوْله وَقَالَ بن إِسْحَاق عَن يزِيد هُوَ بن رُومَان عَن عُرْوَة هُوَ بن الزبير حَدِيث جرير كنت بِالْيمن فَلَمَّا كُنَّا فِي بعض الطّرق رفع لنا ركب لم يسم مِنْهُم أحد حَدِيث جَابر فِي قصَّة بعث السَّاحِل فِيهِ وَكَانَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ نَحَرَ ثَلَاثَ جَزَائِرَ هُوَ قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ كَمَا عِنْد المُصَنّف وَهُوَ الَّذِي مر على بعيره رَاكِبًا تَحت ضلع الْحُوت حَدِيث أبي هُرَيْرَة فَكَانَت مِنْهُم أَي من بني تَمِيم سبية عِنْد عَائِشَة تقدم أَنَّهَا أم سَمُرَة فِي الْعتْق ... من حج أبي بكر إِلَى التَّفْسِير حَدِيث بن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ فِي قدوم وَفد عبد الْقَيْس تقدم فِي أول الْكتاب حَدِيث أم سَلمَة فَأرْسلت إِلَيْهِ الْخَادِم لم تسم حَدِيث أبي هُرَيْرَة بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْلًا قبل نجد فَجَاءَت بِرَجُل من بني حنيفَة يُقَال لَهُ ثُمَامَة فِي الْفتُوح لسيف أَن الَّذِي أسر ثُمَامَة هُوَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَفِيهِ نَظَرٌ حَدِيث بن عَبَّاس قدم مُسَيْلمَة الْكذَّاب وَفِيه أَحدهمَا الْعَنسِي اسْمه عيهلة بياء أخيرة سَاكِنة ولقبه الْأسود تنبأ بِالْيمن فَقتل بِصَنْعَاء وَصَاحب الْيَمَامَة هُوَ مُسَيْلمَة قَوْله عَن صَالح هُوَ بن كيسَان عَن أبي عُبَيْدَة هُوَ عبد الله أَنَّ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ قَالَ بلغنَا أَن مُسَيْلمَة الْكذَّاب قدم الْمَدِينَة فَنزل فِي دَار رَملَة بنت الْحَارِث بن كريز وَكَانَ تَحْتَهُ ابْنَةُ الْحَارِثِ بْنِ كُرَيْزٍ وَهِيَ أم عبد الله بن عَامر مُقْتَضى هَذَا السِّيَاق أَن الَّتِي نزل مُسَيْلمَة عَلَيْهَا هِيَ زَوجته وَلَيْسَ كَذَلِك بل الَّتِي نزل عَلَيْهَا هِيَ رَملَة بنت الْحَدث بدال مُهْملَة بعد الْحَاء الْمُهْملَة لَا برَاء قبلهَا ألف كَذَا هُوَ عِنْد بن سعد وَغَيره وَالْحَدَث هُوَ بن(1/308)
ثَعْلَبَة بن الْحَارِث بن زيد الْأنْصَارِيّ وَكَانَت دارها دَار الْوُفُود وَلَعَلَّ الْحَدث صحف بِالْحَارِثِ إِذْ الْحَارِث يكْتب بِلَا ألف وَأما زَوْجَة مُسَيْلمَة فَهِيَ كيسة بعد الْكَاف يَاء مثناة تَحْتَانِيَّة مُشَدّدَة ابْنة الْحَارِث بن كريز بِضَم الْكَاف بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ حَبِيبِ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ تزَوجهَا مُسَيْلمَة ثمَّ قتل عَنْهَا فخلف عَلَيْهَا بن عَمها عبد الله بن عَامر بن كريز فَولدت لَهُ عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَعبد الْملك ذكر ذَلِك الدَّارَقُطْنِيّ فِي المؤتلف والمختلف وَتَبعهُ بن مَاكُولَا فعلى هَذَا فَالصَّوَاب أَن يُقَال وَهِي أُمُّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامر ولعلها كَانَت كَذَلِك فَسقط عبد الله الثَّانِي على بعض الروَاة وَيُمكن أَن يُقَال إِن أَصْحَاب مُسَيْلمَة نزلُوا دَار الْوُفُود وَهِي دَار بنت الْحَدث وَنزل هُوَ دَار زَوجته بنت الْحَارِث فيرتفع التَّصْحِيف وَلَيْسَ مَقْصُود البُخَارِيّ مِنْهُ إِلَّا أَن يَسُوق حَدِيث عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَن بن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ فِي رُؤْيَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَاقِي الْقِصَّة أوردهُ ضمنا وتبعا وَالله الْمُوفق حَدِيث حُذَيْفَة جَاءَ أهل نَجْرَان تقدم أَن رَأْسهمْ السَّيِّد وَالْعَاقِب حَدِيث أبي مُوسَى قدمت أَنا وَأخي من الْيمن تقدم أَنه أَبُو رهم وَأم عبد الله بن مَسْعُود هِيَ أم عبد حَدِيث زَهْدَم هُوَ بن مضرب الْجرْمِي لما قدم أَبُو مُوسَى يَعْنِي الْكُوفَة أكْرم هَذَا الْحَيّ من جرم وَإِنَّا لجُلُوس عِنْده وَهُوَ يتغدى دجاجا وَفِي الْقَوْم رجل جَالس لم يسم هَذَا الرجل وَوَقع فِي التِّرْمِذِيّ وَغَيره مَا يُوهم أَنه زَهْدَم الْمَذْكُور شُعْبَة عَن سُلَيْمَان هُوَ الْأَعْمَش عَن ذكْوَان هُوَ أَبُو صَالح السمان حَدِيث أبي هُرَيْرَة وأبق غُلَام لي لم أعرف اسْمه وَيحْتَمل أَن يكون هُوَ سعد الدوسي حَدِيث إِن امْرَأَة من خثعم استفتت لم أعرف اسْمهَا وَلَا اسْم أَبِيهَا أَيُّوب هُوَ السّخْتِيَانِيّ عَن مُحَمَّد هُوَ بن سِيرِين عَن أبي بكرَة هُوَ عبد الرَّحْمَن حَدِيث طَارق بن شهَاب أَن نَاسا من يهود قَالُوا لَو نزلت هَذِه الْآيَة فِينَا يَعْنِي قَوْله تَعَالَى الْيَوْم أكملت لكم دينكُمْ تقدم أَن الْمُخَاطب بذلك عمر بن الْخطاب وَأَن الْمُتَكَلّم بِهِ مِنْهُم كَعْب الْأَحْبَار حَدِيث بن عمر حلق النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ تقدم أَن اسْم الَّذِي حلق رَأس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ مَعْمَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نَضْلَةَ حَدِيث سعد بن أبي وَقاص وَلَا يَرِثنِي إِلَّا ابْنة لي تقدم أَنَّهَا أم الحكم الْكُبْرَى حَدِيث عُرْوَة بن الزبير سُئِلَ أُسَامَة بن زيد وَأَنا شَاهد لم أعرف اسْم السَّائِل عَن ذَلِك حَدِيث يعلى بن أُميَّة كَانَ لي أجِير فقاتل إنْسَانا تقدم أَن الْأَجِير لم يسم وَأَن يعلى هُوَ الَّذِي عض يَد أجيره حَدِيثِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ فِي قِصَّةِ تَوْبَتِهِ عَن تخلفه فِي غَزْوَة تَبُوك فِيهِ فَقَالَ مَا فعل كَعْب فَقَالَ رجل من بني سَلمَة فِي مغازي الْوَاقِدِيّ أَن اسْمه عبد الله بن أنيس وَفِيه إِذا نبطي من الشَّام لم يسم هَذَا النبطي وَملك غَسَّان هُوَ الْحَارِث بن أبي شمر وَامْرَأَة كَعْب بن مَالك اسْمهَا خيرة وَامْرَأَة هِلَال بن أُميَّة اسْمهَا خَوْلَة بنت عَاصِم وَالَّذِي بشر كَعْبًا بتوبته وسعى إِلَيْهِ بذلك حَمْزَة بن عَمْرو الْأَسْلَمِيّ وَالَّذِي ركض الْفرس لم أعرف اسْمه وَفِي مغازي الْوَاقِدِيّ أَن الَّذِي اسْتعَار كَعْب مِنْهُ الثَّوْبَيْنِ هُوَ أَبُو قَتَادَة فَيحْتَمل أَن يكون هُوَ صَاحب الْفرس لِأَنَّهُ كَانَ فَارس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَدِيث بن عَبَّاس إِلَى عَظِيمِ الْبَحْرَيْنِ هُوَ الْمُنْذِرُ بْنُ سَاوَى وكسرى هُوَ بن هُرْمُز حَدِيث أبي بكرَة أَن أهل فَارس ملكوا عَلَيْهِم بنت كسْرَى هِيَ بوران رَوَاهُ بن قُتَيْبَة وَغَيره مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ قَوْلُهُ وَسَكَتَ عَنِ الثَّالِثَةِ أَوْ قَالَ فَنَسِيتُهَا الْقَائِل بن عُيَيْنَة والساكت شَيْخه سُلَيْمَان الْأَحول قَول عَائِشَة دخل عَليّ عبد الرَّحْمَن تَعْنِي أخاها وَكَانَ السِّوَاك جَرِيدَة رطبَة كَمَا عِنْد الْمُؤلف أَيْضا قَول الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ فِي رِجَالِ من أهل الْعلم سمي مِنْهُم عُرْوَة وَهُوَ عِنْد المُصَنّف وَأَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن قَوْله فَقَالَ بَعضهم قد غَلبه الوجع الْقَائِل هُوَ عمر صرح بِهِ المُصَنّف فِي كتاب الطِّبّ قَول الصنَابحِي عبد الرَّحْمَن بن عسيلة فَأقبل رَاكب لم أعرف اسْمه(1/309)
من أول التَّفْسِير إِلَى آخر الْبَقَرَة قَوْله وَقَالَ غَيره يسومونكم يولونكم هَذَا قَول أبي عُبَيْدَة معمر بن الْمثنى فِي الْمجَاز قَوْلُهُ وَقَالَ بَعْضُهُمُ الْحُبُوبُ الَّتِي تُؤْكَلُ كُلُّهَا فوم هَذَا يَحْكِي عَن عَطاء وَقَتَادَة قَوْله وَقَالَ غَيره يستفتحون يستنصرون هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة حَدثنِي عَمْرو بن عَليّ هُوَ الفلاس حَدثنَا يحيى هُوَ بن سعيد الْقطَّان حَدثنَا سُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ عَن حبيب هُوَ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أبي حُسَيْن نسب إِلَى جده وَهُوَ عبد الله بن عبد الرَّحْمَن قَول عمر بَلغنِي مُعَاتَبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ نِسَائِهِ هِيَ عَائِشَة وَحَفْصَة وَقَوله فَدخلت عَلَيْهِنَّ فَقَالَت لي إِحْدَاهُنَّ هِيَ زَيْنَب بنت جحش كَمَا روينَاهُ فِي جُزْء حَاجِب الطوسي من الْوَجْه الَّذِي أخرجه مِنْهُ البُخَارِيّ وَمن طَرِيقه رَوَاهُ الْخَطِيب ولأم سَلمَة مَعَ عمر كَلَام آخر أخرجه البُخَارِيّ بعد ذَلِك من حَدِيث بن عَبَّاس عَن عمر حَدِيث الْبَراء فِي تَحْويل الْقبْلَة فَخرج رجل مِمَّن كَانَ صلى مَعَه هُوَ عباد بن بشر كَمَا مضى وَالْمَسْجِد مَسْجِد بني عبد الْأَشْهَل وَالرِّجَال الَّذين مَاتُوا قبل التَّحْوِيل سمينا مِنْهُم أسعد بن زُرَارَة والبراء بن معْرور كَمَا تقدم وَفِيه حَدِيث بن عمر إِذْ جَاءَ جَاءَ لم يسم وَمن فسره بِالَّذِي قبله فقد أَخطَأ لِأَن الصَّلَاة فِي حَدِيث الْبَراء كَانَت صَلَاة الْعَصْر وَهَذِه الصُّبْح وَذَاكَ مَسْجِد بني حَارِثَة وَذَا مَسْجِد قبَاء قَول أنس لم يبْق مِمَّن صلى للقبلتين غَيْرِي يَعْنِي قبْلَة بَيت الْمُقَدّس والكعبة حَدِيث أنس أَن الرّبيع عمته كسرت ثنية جَارِيَة لم أعرف اسْم الْمَكْسُورَة قَوْله قِرَاءَة الْعَامَّة يطيقُونَهُ وَهُوَ أَكثر يُشِير إِلَى قِرَاءَة بن عَبَّاس وَعَائِشَة وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بن جُبَير وَمُجاهد وعَلى الَّذين يطيقُونَهُ أَي يعجزون عَنهُ وَالْمرَاد بالعامة هُنَا الْقِرَاءَة الْمَشْهُورَة الْمُوَافقَة لرسم الْمُصحف قَوْله عَن الشّعبِيّ عَن عدي يَعْنِي بن حَاتِم الطَّائِي قَالَ أَخذ عدي الْقَائِل هُوَ الشّعبِيّ أَو عدي قَالَ ذَلِك على سَبِيل التَّجْرِيد قَول سهل بن سعد وَكَانَ رجال إِذا أَرَادوا الصَّوْم هم من الْأَنْصَار وَقد سمي مِنْهُم صرمة بن قيس حَدِيث نَافِع عَن بن عمر أَتَاهُ رجلَانِ فِي فتْنَة بن الزبير هما نَافِع بن الْأَزْرَق كَمَا تقدم وَالثَّانِي يحْتَمل أَن يُفَسر بِالْعَلَاءِ بن عرار وَسَيَأْتِي قَول بن وهب أَخْبرنِي فلَان هُوَ بن لَهِيعَة وَالرجل الَّذِي أَتَى بن عمر هُوَ الْعَلَاء بن عرار بمهملات بَينه النَّسَائِيّ فِي كتاب الخصائص وَفِي أمالي النجاد أَنه بن عرار أَو الْهَيْثَم بن حَنش قَوْله قَالَ رَجُلٌ بِرَأْيِهِ مَا شَاءَ هُوَ عُمَرُ كَمَا فِي مُسلم وَفِي بعض نسخ البُخَارِيّ كَذَلِك النَّضر هُوَ بن شُمَيْل عَن شُعْبَة عَن سُلَيْمَان هُوَ الْأَعْمَش قَوْله وَقَالَ عبد الله هُوَ بن الْوَلِيد الْعَدنِي قَوْله تَدْرِي فيمَ أُنْزِلَتْ قُلْتُ لَا قَالَ أُنْزِلَتْ فِي كَذَا وَكَذَا للطبري فِي التَّفْسِير قَالَ نزلت فِي إتْيَان النِّسَاء يَعْنِي مدبرات قَوْله عباد بن رَاشد حَدثنَا الْحسن هُوَ الْبَصْرِيّ حَدثنَا معقل بن يسَار هُوَ الْمُزنِيّ قَالَ كَانَت لي أُخْت اسْمهَا جميلَة بِضَم الْجِيم سَمَّاهَا بن الْكَلْبِيّ وَحكى السُّهيْلي فِي اسْمهَا ليلى وَقَالَ إِبْرَاهِيم هُوَ بن طهْمَان عَن يُونُس هُوَ بن عبيد قَوْله طَلقهَا زَوجهَا هُوَ أَبُو البداح بن عَاصِم بن عدي كَذَا قَالَه بعض النَّاس وَهُوَ غلط فَإِن أَبَا البداح تَابِعِيّ والصحبة لِأَبِيهِ فَلَعَلَّهُ هُوَ الزَّوْج وَوَقع فِي كتاب الْمجَاز لِابْنِ عبد السَّلَام أَنه عبد الله بن رَوَاحَة يزِيد بن زُرَيْع عَن حبيب هُوَ بن الشَّهِيد حَدثنِي إِسْحَاق حَدثنَا روح هُوَ بن عبَادَة حَدثنَا شبْل هُوَ بن عباد حَدثنَا عبد الله بن مُحَمَّد حَدثنَا يزِيد هُوَ بن هَارُون أخبرنَا هِشَام هُوَ الدستوَائي عَن مُحَمَّد هُوَ بن سِيرِين عَن عُبَيْدَة هُوَ بِفَتْح الْعين وَهُوَ بن عَمْرو السَّلمَانِي الْأَعْمَش(1/310)
حَدثنَا مُسلم هُوَ بن صبيح أَبُو الضُّحَى وَفِي طبقته مُسلم الْملَائي الْأَعْوَر وَلم يخرج لَهُ البُخَارِيّ النُّفَيْلِي حَدثنَا مِسْكين هُوَ بن بكير ... آل عمرَان وَالنِّسَاء حَدِيث الْأَشْعَث وغريمه هُوَ جفشيش كَمَا تقدم حَدِيث عبد الله بن أبي أوفى أَن رجلا أَقَامَ سلْعَة لم أعرف اسْمه عَن بن أبي مليكَة أَن امْرَأتَيْنِ كَانَتَا تخرزان فِي بَيت أَو فِي الْحُجْرَة فجرحت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى باشفى فِي كفها لم أعرف اسْمهَا حَدِيث بن عَبَّاس عَن أَبِي سُفْيَانَ بْنِ حَرْبٍ فِي قِصَّةِ هِرَقْلَ فِيهِ عَظِيم بَصرِي وَهُوَ الْحَارِث بن أبي شمر الغساني قَوْله فَدفعهُ عَظِيم بَصرِي إِلَى هِرقل فِيهِ مجَاز وَذَلِكَ أَنه أرسل بِهِ إِلَيْهِ صُحْبَة عدي بن حَاتِم كَمَا فِي رِوَايَة بن السكن فِي الصَّحَابَة وَقد أوردنا بَقِيَّة مَا فِيهِ فِي أول الْكتاب قَوْله فَقَسمهَا أَبُو طَلْحَة فِي أَقَاربه وَبني عَمه سمي مِنْهُم المُصَنّف فِي كتاب الْوَقْف أبي بن كَعْب وَحسان بن ثَابت حَدِيث بن عمر فِي الْيَهُودِيين الزَّانِيَيْنِ تقدم أَن الرجل لم يسم وَأَن الْمَرْأَة بسرة وَأَن الَّذِي وضع يَده على آيَة الرَّجْم عبد الله بن صوريا قَوْله الْعَن فلَانا وَفُلَانًا سماهم الْمُؤلف الْحَارِث بن هِشَام وَصَفوَان بن أُميَّة وَسُهيْل بن عَمْرو وَقد أسلم الثَّلَاثَة وَسمي التِّرْمِذِيّ فِي رِوَايَته أَبَا سُفْيَان بن حَرْب وَفِي كتاب بن أبي شيبَة مِنْهُم العَاصِي بن هِشَام وَهُوَ وهم فَإِن العَاصِي قتل قبل ذَلِك ببدر وَنقل السُّهيْلي عَن رِوَايَة التِّرْمِذِيّ فيهم عَمْرو بن الْعَاصِ فَوَهم فِي نَقله قَوْله الْعَن فلَانا وَفُلَانًا لأحياء من الْعَرَب هم الَّذين قدمنَا قبل وَلم يرد بقوله أَحيَاء قبائل وَإِنَّمَا أَرَادَ ضد أموات وَعند الْإِسْمَاعِيلِيّ الْعَن فلَانا وَفُلَانًا وأناسا من الْعَرَب ثمَّ رَأَيْته عِنْد مُسلم عصية ورعل وذكوان فَتعين أَن المُرَاد أَحيَاء أَي قبائل حَدِيث الْبَراء بن عَازِب فِي أحد وَلم يبْق مَعَه غير اثْنَي عشر رجلا قيل هم الْعشْرَة وعمار وبن مَسْعُود وَجَابِر وَهَذَا غلط من قَائِله إِنَّمَا ذَلِك فِي حَال الانفضاض يَوْم الْجُمُعَة وَقد ثَبت فِي الصَّحِيح أَن عُثْمَان بن عَفَّان رَضِي الله عَنهُ لم يبْق مَعَه وَحكى بن التِّين أَن الإثني عشر كَانُوا من الْأَنْصَار وَأَنَّهُمْ مِمَّن قتل وَلحق النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالْجَبَلِ وَلَيْسَ مَعَه إِلَّا طَلْحَة بن عبيد الله وَقد ذكر الْوَاقِدِيّ والبلاذري أَسمَاء من ثَبت مَعَه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِأحد فَمن الْمُهَاجِرين أَبُو بكر وَعمر وَعلي وَسعد بن أبي وَقاص وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَأَبُو عُبَيْدَة وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَمن الْأَنْصَار أسيد بن حضير والحباب بن الْمُنْذر والْحَارث بن الصمَّة وَسعد بن معَاذ وَأَبُو دُجَانَة وَعَاصِم بن ثَابت بن أبي الْأَفْلَح وَسَهل بن حنيف قَالُوا وَبَايَعَهُ يَوْمئِذٍ مِنْهُم على الْمَوْت من الْمُهَاجِرين عَليّ وَطَلْحَة وَالزُّبَيْر وَمن الْأَنْصَار الْحَارِث والحباب وَعَاصِم وَسَهل وَأَبُو دُجَانَة وَالله أعلم حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ أُرَاهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو بكر يَعْنِي بن عَيَّاش رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَيَّاشٍ من غير تردد قَوْله فِي حَدِيث بن عَبَّاس دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودًا فَسَأَلَهُمْ عَن شَيْء فَكَتَمُوهُ إِيَّاه كَانَ السُّؤَال عَن صفته عِنْدهم بإيضاح فأخبروه بِأَمْر مُجمل حَدِيث عَائِشَة أَن رجلا كَانَت لَهُ يتيمة فنكحها وَكَانَ لَهَا عذق لم أر من سَمَّاهَا الْأَشْجَعِيّ عَن سُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ عَن الشَّيْبَانِيّ هُوَ أَبُو إِسْحَاق سُلَيْمَان أَبُو أُسَامَة عَن إِدْرِيس هُوَ بن يزِيد الأودي حَدِيث عَائِشَة هَلَكت قلادة لأسماء فَبعثت رجَالًا فِي طلبَهَا الْمَبْعُوث أسيد بن حضير وَمن تبعه حَدِيث عُرْوَة هُوَ بن الزبير خَاصم الزبير رجلا من الْأَنْصَار هُوَ ثَابت بن قيس بن شماس وَقيل ثَعْلَبَة بن حَاطِب وَقيل حميد سُفْيَان عَن عبيد الله هُوَ بن أبي يزِيد الْمَكِّيّ سَمِعت بن عَبَّاس قَالَ(1/311)
كنت أَنا وَأمي هِيَ لبَابَة بنت الْحَارِث أم الْفضل قَوْله وَقَالَ غَيره المراغم المُهَاجر هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز قَالَ المراغم وَالْمُهَاجِر وَاحِد قَوْله غنْدر وَعبد الرَّحْمَن هُوَ بن مهْدي قَالَا حَدثنَا شُعْبَة عَن عدي هُوَ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَزِيدَ وَهُوَ الخطمي وَقَوله رَجَعَ نَاس هم عبد الله بن أبي وَأَصْحَابه وَكَانُوا ثلث النَّاس والفريق الَّذين قَالُوا اقتلهم الْمُهَاجِرُونَ حَدِيث بن عَبَّاس كَانَ رجل فِي غنيمَة لَهُ فَلحقه الْمُسلمُونَ فَقَالَ السَّلَام عَلَيْكُم فَقَتَلُوهُ وَأخذُوا سلبه الْقَاتِل محلم بن جثامة والمقتول عَامر بن الأضبط رَوَاهُ الْبَغَوِيّ فِي مُعْجم الصَّحَابَة من طَرِيق عبد الله بن أبي حَدْرَد وَكَانَ أَمِير السّريَّة أَبُو قَتَادَة الْأنْصَارِيّ حَدِيث الْبَراء لما نزلت لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ قَالَ ادعوا فلَانا هُوَ زيد بن ثَابت كَمَا بَينه فِي رِوَايَة أُخْرَى قَوْله حَدثنَا عبد الله بن يزِيد حَدثنَا حَيْوَة هُوَ بن شُرَيْح وَغَيره هوعبد الله بن لَهِيعَة كَمَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي المعجم الْأَوْسَط حَدِيث أبي الْأسود عَن عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَنَّ نَاسًا مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا مَعَ الْمُشْرِكِينَ يكثرون سَواد الْمُشْركين يَأْتِي السهْم يَرْمِي بِهِ فَيُصِيب أحدهم الحَدِيث سمي بن أبي حَاتِم فِي تَفْسِيره من طَرِيق بن جريج عَن عِكْرِمَة وَمن طَرِيق بن عُيَيْنَة عَن بن إِسْحَاق النَّاس الْمَذْكُورين وهم عَليّ بن أُميَّة بن خلف وَأَبُو الْعَاصِ بن مُنَبّه بن الْحجَّاج وَزَمعَة بن الْأسود والْحَارث بن زَمعَة وَأَبُو قيس بن الْفَاكِه وَعند بن جريج أَبُو قيس بن الْوَلِيد بن الْمُغيرَة فليح هُوَ بن سليم حَدثنَا هِلَال هُوَ بن أبي مَيْمُون ... الْمَائِدَة والأنعام قَوْله وَقَالَ غَيره الإغراء التسليط هُوَ قَول صَاحب الْعين حَدِيث طَارق بن شهَاب قَالَت الْيَهُود لعمر تقدم أَن قَائِلهمْ لهَذِهِ الْمقَالة هُوَ كَعْب الْأَحْبَار حَدِيث أنس فِي العرنيين تقدم وَقَول عَنْبَسَة يَا أهل كَذَا فِي رِوَايَة أُخْرَى يَا أهل الشَّام وَفِي رِوَايَة أُخْرَى يَا أهل هَذَا الْجند حَدِيث أنس فِي الَّتِي كسرت ثنيتها لم تسم سُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ وخَالِد هُوَ بن عبد الله الطَّحَّان كِلَاهُمَا عَن إِسْمَاعِيل هُوَ بن أبي خَالِد قَوْله وَقَالَ غَيره الزلم هُوَ الْقدح لَا ريش لَهُ الخ هُوَ تَفْسِير السّديّ رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَغَيره وروى مَعْنَاهُ عَن مُجَاهِد وَغَيره حَدِيث أنس إِنِّي لَقَائِمٌ أَسْقِي أَبَا طَلْحَةَ وَفُلَانًا وَفُلَانًا إِذْ جَاءَ رجل تقدم من تَسْمِيَة من كَانَ مَعَ أبي طَلْحَة أبي بن كَعْب وَسُهيْل بن بَيْضَاء وَغَيرهمَا وَأما الرجل الَّذِي جَاءَ فَلم يسم عِيسَى هُوَ بن يُونُس وبن إِدْرِيس عبد الله كِلَاهُمَا عَن أبي حِيَال التَّيْمِيّ حَدِيث أنس فَقَالَ رَجُلٌ مَنْ أَبِي قَالَ أَبُوكَ فُلَانٌ تقدم أَنه عبد الله بن حذافة قَوْلُهُ يُقَالُ عَلَى اللَّهِ حُسْبَانُهُ أَيْ حِسَابُهُ قَوْله عَن الْعَوام هُوَ بن حَوْشَب عَن مُجَاهِد شُعْبَة عَن عَمْرو هُوَ بن مرّة ... من أول الْأَعْرَاف إِلَى آخر هود عَن أبي سعيد قَالَ جَاءَ رجل من الْيَهُود فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِن رجلا من أَصْحَابك من الْأَنْصَار قد لطمني الْيَهُودِيّ اسْمه فنحَاص وَجَاء فِي الَّذِي لطمه أَنه أَبُو بكر وَفِي رِوَايَة أَنه عمر لَكِن فِيهِ نظر لقَوْله هُنَا من الْأَنْصَار فَيحْتَمل تعدد الْقِصَّة لَكِن فنحَاص ملطوم أبي بكر قَول بن عَبَّاس الصم الْبكم نفر من بني عبد الدَّار هم الَّذين كَانُوا يحملون اللِّوَاء يَوْم أحد حَتَّى قتلوا واسماؤهم فِي السِّيرَة حَدِيث بن عمر أَن رجلا جَاءَهُ فَقَالَ يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن تقدم فِي الْبَقَرَة قَوْله بَيَان هُوَ بن بشر أَن وبرة هُوَ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَوْلُهُ فَقَالَ رَجُلٌ كَيْفَ تَرَى فِي قتال الْفِتْنَة(1/312)
هَذَا الرجل اسْمه حَكِيم سَمَّاهُ الْبَيْهَقِيّ فِي رِوَايَته لهَذَا الحَدِيث من الطَّرِيق الَّتِي أخرجهَا البُخَارِيّ حَدثنَا يحيى بن عبد الله السّلمِيّ أخبرنَا عبد الله هُوَ بن الْمُبَارك قَوْله لأواه شفقا وفرقا الخ هُوَ كَلَام أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز وَلم يسم الشَّاعِر وَهُوَ المنقب الْعَبْدي واسْمه عَائِذ بن محسن بن ثَعْلَبَة وَهَذَا الْبَيْت فِي قصيدة لَهُ أَولهَا أفاطم قبل بَيْنك متعيني حَدِيث بَعَثَنِي أَبُو بكر فِي تِلْكَ الْحجَّة يَعْنِي حجَّة أبي بكر الصّديق سنة تسع فِي مؤذنين لم يسموا حَدِيث حُذَيْفَةَ مَا بَقِيَ مِنْ أَصْحَابِ هَذِهِ الْآيَةِ إِلَّا ثَلَاثَة فِي رِوَايَة الْإِسْمَاعِيلِيّ تعْيين الْآيَة وَهِي قَوْله تَعَالَى لَا تَتَّخِذُوا عدوي وَعَدُوكُمْ أَوْلِيَاء وَفِيه فَقَالَ أَعْرَابِي لم يسم وَالْأَرْبَعَة من الْمُنَافِقين الَّذين أَشَارَ إِلَيْهِم حُذَيْفَة يُمكن معرفَة تعيينهم من الإثني عشر أَصْحَاب الْعقبَة بتبوك فَينْظر فِيمَن تَأَخَّرت وَفَاته مِنْهُم ويطبق على ذَلِك قَوْله قَالَ بن أبي مليكَة وَكَانَ بَينهمَا شَيْء أَي بَين بن عَبَّاس وبن الزبير وَكَانَ الِاخْتِلَاف بَينهمَا فِي أَمر الْبيعَة بالخلافة لِابْنِ الزبير فَأبى بن عَبَّاس حَتَّى يجْتَمع النَّاس عَلَيْهِ فَأمره بن الزبير بِالْخرُوجِ من مَكَّة فآل الْأَمر إِلَى أَن خرج إِلَى الطَّائِف فَأَقَامَ بِهِ حَتَّى مَاتَ وَقد سَاق مُسلم طرفا من ذَلِك قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى لِأَن يربنِي بَنو عمي يَعْنِي بني أُميَّة حَدِيث أبي سعيد فَقَالَ رجل مَا عدلت تقدم أَنه ذُو الْخوَيْصِرَة حَدِيث بن مَسْعُود فجَاء أَبُو عقيل بِصَاع تقدم فِي الزَّكَاة قَول كَعْب بن مَالك فِي حَدِيثه عَن كَلَامي وَكَلَام صَاحِبي هما مرَارَة بن الرّبيع وهلال بن أُميَّة قَوْله فِي تَفْسِير الحسني وَزِيَادَة وَقَالَ غَيره النّظر إِلَى وَجهه هَذَا رَوَاهُ مُسلم من حَدِيث ثَابِتٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ صُهَيْب مَرْفُوعا وَقيل الصَّوَاب أَنه مَوْقُوف على عبد الرَّحْمَن وَرَوَاهُ الطَّبَرِيّ من قَول أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ وَحُذَيْفَة بن الْيَمَان وَغَيرهمَا وَأخرجه بن خُزَيْمَة من قَول جرير بن عبد الله البَجلِيّ وَغَيره قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ وَحَاقَ نَزَلَ يَحِيقُ يَنْزِلُ يئوس فعول من يئست هَذَا كَلَام أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز حَدثنَا الْحسن بن مُحَمَّد حَدثنَا حجاج هُوَ بن مُحَمَّد قَوْله وَقَالَ غَيره عَن بن عَبَّاس يستغشون يغطون رؤوسهم وَهَذِه رِوَايَة عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ بْنِ عَبَّاسٍ أخرجهَا الطَّبَرِيّ وَغَيره من طَرِيقه وَعَن بن عَبَّاس فِيهَا قَول ثَالِث قَوْلُهُ إِجْرَامِيٌّ مَصْدَرُ أَجْرَمَتْ وَبَعْضُهُمْ يَقُولُ جَرَمْتُ هَكَذَا ذكره أَبُو عُبَيْدَة فِي الْمجَاز يزِيد بن زُرَيْع حَدثنَا سعيد هُوَ بن أبي عرُوبَة وَهِشَام هُوَ الدستوَائي وَالرجل الَّذِي عرض لِابْنِ عمر لم يسم حَدِيث بن مَسْعُود أَن رجلا أصَاب من امْرَأَة قبْلَة قيل هُوَ أَبُو الْيُسْر كَعْب بن عَمْرو وَقيل نَبهَان التمار وَقيل فلَان بن معتب رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وَقيل عَمْرو بن غزيَّة وَقد ذكر بعض ذَلِك فِي كتاب الصَّلَاة فِي أَوَائِل الْمَوَاقِيت ... من أول يُوسُف إِلَى آخر الْحجر قَالَ بن عُيَيْنَة عَن رجل عَن مُجَاهِد الرجل هُوَ مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر قَوْله وَقَالَ بَعضهم وأحدها شدّ فِي الأشد هُوَ قَول الْكسَائي قَوْله وأبطل الَّذِي قَالَ الأترج قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي الْمجَاز زعم قَوْمٌ أَنَّهُ التُّرُنْجُ وَهَذَا أَبْطَلُ بَاطِلٍ فِي الأَرْض وَلَكِن عَسى أَن يكون مَعَ المتكاترنج قَوْله وَقَالَ غَيره متجاورات متدانيات هُوَ كَلَام أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز وَكَذَا قَوْله الْأَمْثَال وَاحِدهَا مثلَة وَهِي الْأَمْثَال وَلَفظ أبي عُبَيْدَة مجازها مجَاز الْأَمْثَال قَوْله وَقَالَ عَليّ قَالَ غَيره على صَفْوَان ينفذهم ذَلِك وَقَوله قَالَ عَليّ قلت لِسُفْيَان إِن إنْسَانا روى عَنْك فزع يَعْنِي بالزاي وَالْعين الْمُهْملَة قَالَ هَكَذَا قَرَأَ عَمْرو الْإِنْسَان الْمَذْكُور هُوَ الْحميدِي وَأَشَارَ عَليّ بذلك إِلَى الرِّوَايَة الشاذة(1/313)
الَّتِي قَرَأَهَا الْحسن فِي هَذَا الْحَرْف إِذا فرغ بالراء والغين الْمُعْجَمَة وَأما الْغَيْر الْمُبْهم فِي الأول فَمَا عرفت من هُوَ ... من أول النَّحْل إِلَى آخر العنكبوت قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ هَذَا مُقَدَّمٌ وَمُؤَخَّرٌ وَذَلِكَ أَنَّ الِاسْتِعَاذَةَ قَبْلَ الْقِرَاءَة أَشَارَ إِلَى هَذَا الْمَعْنى أَبُو عُبَيْدَة فِي الْمجَاز وَنَقله بن جريج عَن بعض أهل الْعَرَبيَّة مُبْهما ورده على قَائِله قَوْله وَقَالَ بن عُيَيْنَة عَن صَدَقَة أنكاثا هِيَ خرقاء قَالَ مقَاتل هِيَ ريطة بِنْتُ عَمْرِو بْنِ كَعْبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيمٍ كَانَت إِذا أبرمت غزلها نقضته ذكره السُّهيْلي قلت وَذكر ذَلِك البلاذري وَغَيره أَيْضا وَزَاد أَن لقبها الحظياء قَالُوا وَهِي وَالِدَةُ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيِّ وَفِي تَفْسِير بن مرْدَوَيْه أَنَّهَا الْمَجْنُونَة الَّتِي كَانَت تصرع فَدَعَا لَهَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِالصبرِ وَاسْمهَا سعيرة الأَسدِية أخرجه من طَرِيق بن عَبَّاس بِسَنَد ضَعِيف وَسَيَأْتِي فِي الطِّبّ أَنَّهَا أم زفر هَارُون الْأَعْوَر عَن شُعَيْب هُوَ بن الحبحاب قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ نَغَضَتْ سِنَّكَ أَيْ تَحَرَّكَتْ هَذَا قَول أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز قَوْله وَقَالَ مُجَاهِد وَكَانَ لَهُ ثَمَر ذهب وَفِضة وَقَالَ غَيره جمَاعَة الثَّمر هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز وَكَذَا قَوْله باخع مهلك وَقَوله وَلم تظلم لم تنقص وَكَذَا قَوْله أسفا ندما قَوْله يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَى صَاحِبَ الْخَضِرِ لَيْسَ هُوَ مُوسَى صَاحب بني اسرائيل قلت وَهُوَ قَول غير وَاحِد مِمَّن أسلم من أهل الْكتاب كَمَا نَقله وثيمة عَنْهُم يَزْعمُونَ أَنه مُوسَى بن مِيشَا بن افراثيم بن يُوسُف بن يَعْقُوب وَهُوَ بن عَم يُوشَع لِأَنَّهُ يُوشَع بن نون بن افراثيم بن يُوسُف وَالْحق أَنه مُوسَى بن عمرَان قَوْلُهُ يَزْعُمُونَ عَنْ غَيْرِ سَعِيدٍ أَنَّهُ هُدَدُ بن بدد لم أَقف على اسْم هَذَا الْمُبْهم قَوْله وَفِي حَدِيث غير عَمْرٍو وَفِي أَصْلِ الصَّخْرَةِ عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا الْحَيَاة هَذَا كَلَام سُفْيَان يُشِير إِلَى أَن ذَلِك لم يَقع فِي حَدِيث عَمْرو وَقد رَوَاهُ بن مرْدَوَيْه من وَجه آخر عَن سُفْيَان فأدرجه فِي حَدِيث عَمْرو قَوْله وَقَالَ غَيره جمَاعَة باك هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز شُعْبَة عَن سُلَيْمَان هُوَ الْأَعْمَش فِي قصَّة خباب قَوْله فِي الْأَنْبِيَاء وَقَالَ غَيره أحسوا توقعوا من أحسست الخ ذكره أَبُو عُبَيْدَة فِي الْمجَاز بِمَعْنَاهُ وَقَالَ فِيهِ مجَاز خامد مجَاز هامد قَوْله فِي الْحَج وَقَالَ غَيره يسطون يفرطون هَذَا قَول أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز قَالَ البُخَارِيّ وَيُقَال يسطون يبطشون وَهَذَا قَول بن عَبَّاس فِي رِوَايَة عَليّ بن أبي طَلْحَة عَنهُ أخرجه الطَّبَرِيّ وَغَيره قَوْله فِي الْمُؤْمِنُونَ وَقَالَ غَيره من سلالة الْوَلَد الخ هُوَ كَلَام أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز قَوْله فِي النُّور وَقَالَ غَيره سمي الْقُرْآن لجَماعَة السُّور وَسميت السُّورَة لِأَنَّهَا مَقْطُوعَة الخ هُوَ كَلَام أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز أَيْضا وَاسم امْرَأَة عُوَيْمِر الَّتِي لاعنها خَوْلَة بنت قيس ذكره مقَاتل وَفِي رِوَايَة لسهل أبهم الرجل وَالْمَرْأَة وَقد عين الرجل قبل وَكَذَا فِي رِوَايَة بن عمر أبهمها وهما هَذَانِ وَأما مَا فِي رِوَايَة بن عَبَّاسٍ أَنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ فاسمها خَوْلَة بنت عَاصِم والمرمي بهَا هُوَ شريك بن سَحْمَاء بِخِلَاف الأول فَوَهم من زعم أَنه المرمي بهَا حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير حَدثنَا سُلَيْمَان هُوَ بن كثير أَخُوهُ عَن حُصَيْن بِالضَّمِّ هُوَ بن عبد الرَّحْمَن قَوْله فِي حَدِيث الْإِفْك فَقَامَ رجل من الْخَزْرَج هُوَ سعد بن عبَادَة وَفِيه فَسَأَلَ عني خادمي هِيَ بَرِيرَة كَمَا فِي رِوَايَة الزُّهْرِيّ وَفِيه وَقد جَاءَت امْرَأَة من الْأَنْصَار لم تسم هَذِه الْمَرْأَة وَلَا الْغُلَام الَّذِي أرسل مَعهَا قَوْلهَا فِيهِ الَّذين يرحلون هودجي وَقع عِنْدَ الْوَاقِدِيِّ مِنْ طَرِيقِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَة فِي حَدِيث الْإِفْك أَن الَّذِي كَانَ يرحل هودجها ويقود بَعِيرهَا أَبُو مَوْهُوبَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ رجلا صَالحا وَذكره البلاذري فَقَالَ أَبُو(1/314)
مويهبة حَدِيث عَائِشَة لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبهنَّ أخذن أزرهن فِي تَفْسِير بن مرْدَوَيْه وَغَيره أَنَّهُنَّ نسَاء الْأَنْصَار قَوْله وَقَالَ غَيره السعير مُذَكّر الخ هُوَ كَلَام أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز وَكَذَا قَوْله فِي الشُّعَرَاء وَقَالَ غَيره لشرذمة طَائِفَة قَليلَة الخ حَدِيث بن عَبَّاس فِي نزُول وأنذر عشيرتك الْأَقْرَبين ذكر الْوَاقِدِيّ أَنهم كَانُوا يَوْم جمعهم لذَلِك خَمْسَة وَأَرْبَعين رجلا من بني هَاشم وَمن بني عبد الْمطلب فَقَط قَوْله سُفْيَان الْعُصْفُرِي هُوَ بن زِيَاد قَوْله فِي العنكبوت وَقَالَ غَيره الْحَيَوَان والحي وَاحِد هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة وَلَفظه مجَاز الْحَيَوَان والحياة وَاحِد ... من أول الرّوم إِلَى آخر سبأ حَدِيث مَسْرُوق بَيْنَمَا رجل يحدث فِي كِنْدَة لم أَقف على اسْمه حَدِيث أنس فِي الْأَحْزَاب وَقعد فِي الْبَيْت ثَلَاثَة رجال الحَدِيث فِي قصَّة الْحجاب وَفِي رِوَايَة رجلَانِ لم يسموا حَدِيثُ عَائِشَةَ كُنْتُ أَغَارُ عَلَى اللَّاتِي وَهَبْنَ أَنْفسهنَّ لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ذكرُوا من الواهبات أم شريك وَقد تقدم أَن اسْمهَا غزيَّة وَقيل غزيلة روى هَذَا النَّسَائِيّ وَخَوْلَة بنت حَكِيم صرح بِهِ الْمُؤلف فِي النِّكَاح وليلى بنت الْحطيم ذكره بن أبي خَيْثَمَة عَن أبي عُبَيْدَة معمر بن الْمثنى وَكَذَا ذكر فَاطِمَة بنت شُرَيْح وَلم يدْخل بهؤلاء وروى عَن قَتَادَة وَغَيره أَن مَيْمُونَة بنت الْحَارِث مِمَّن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَزَوجهَا وَكَذَا قيل فِي زَيْنَب بنت خُزَيْمَة أم الْمَسَاكِين وَقَالَ بن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ لم يكن عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أحد مِمَّن وهبت نَفسهَا لَهُ قَوْله يُقَال أناه إِدْرَاكه الخ وَفِيه الْكَلَام على قَوْله لَعَلَّ السَّاعَة تكون قَرِيبا هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز قَوْلهَا أرضعتني امْرَأَة أبي القعيس لم تسم بن أبي حَازِم والدراوردي عَن يزِيد هُوَ بن عبد الله بن الْهَاد قَوْله فِي سبأ وَقَالَ غَيره العرم الْوَادي هُوَ قَول قَتَادَة رَوَاهُ بن جرير بِإِسْنَاد صَحِيح حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن عفريتا تفلت عَليّ يُمكن أَن يُفَسر بإبليس كَمَا رَوَاهُ مُسلم من حَدِيث أبي الدَّرْدَاء ... من أول الزمر إِلَى آخر الْأَحْقَاف قَوْله وَقَالَ غَيره متشاكسون الرجل الشكس هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز بن جريج قَالَ قَالَ يعلى هُوَ بن مُسلم حَدِيث بن عَبَّاسٍ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الشِّرْكِ كَانُوا قد قتلوا وَأَكْثرُوا الحَدِيث فِي نزُول قَوْله تَعَالَى قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ سمي الْوَاقِدِيّ مِنْهُم وَحشِي بن حَرْب حَدِيث بن مَسْعُود جَاءَ حبر إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ الله يمسك السَّمَاوَات على أصْبع لم يسم هَذَا الحبر حَدثنَا إِسْمَاعِيل بن خَلِيل حَدثنَا عبد الرَّحِيم هُوَ بن سُلَيْمَان وَفِيه عَن عَامر وَهُوَ الشّعبِيّ قَوْله فِي أول غَافِر وَيُقَالُ حم مَجَازُهَا مَجَازُ أَوَائِلِ السُّوَرِ وَيُقَالُ هُوَ اسْم الخ هَذَا كَلَام أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز وَلَفظه قَالَ أَبُو عُبَيْدَة فِي قَول الله عز وَجل حم مجازها مجَاز أَوَائِل السُّور وَقَالَ بعض الْعَرَب بل هُوَ اسْم وَاحْتج بقول شُرَيْح بن أبي أوفى الْعَنسِي وَذكر الْبَيْت ثمَّ سَاق بَاقِي الْكَلَام على ذَلِك قَوْله فِي فصلت وَقَالَ رجل لِابْنِ عَبَّاس قيل هُوَ نَافِع بن الْأَزْرَق وَقيل عَطِيَّة بن الْأسود قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ سَوَاءٌ لِلسَّائِلِينَ قَدَّرَهَا سَوَاءً الخ هُوَ كَلَام أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز أَيْضا قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ وَيُقَالُ لِلْعِنَبِ إِذَا خَرَجَ أَيْضا كافور وكفري قَالَه الْأَصْمَعِي حَدِيث بن مَسْعُود جَاءَ رَجُلَانِ مِنْ قُرَيْشٍ وَخَتَنٌ لَهُمَا مِنْ ثَقِيفٍ الثَّقَفِيّ هُوَ عبد ياليل بن عَمْرو بن عُمَيْر وَرَوَاهُ الْبَغَوِيّ فِي تَفْسِيره وَقيل حبيب بن عَمْرو حَكَاهُ بن الْجَوْزِيّ وَقيل(1/315)
الْأَخْنَس بن شريق حَكَاهُ بن بشكوال والقرشيان صَفْوَان بن أُميَّة وَرَبِيعَة رَوَاهُ الْبَغَوِيّ وَقيل الْأسود بن عبد يَغُوث حَكَاهُ بن بشكوال قَول سُفْيَان حَدثنَا مَنْصُور وبن أبي نجيح أَو حميد يَعْنِي بن قيس الْأَعْرَج قَوْله وقيله يَا رب الخ لم يعين قَائِله وَكنت أَظُنهُ من جملَة قَول مُجَاهِد فَلم أَجِدهُ مَنْقُولًا عَن مُجَاهِد ثمَّ وجدت فِي كَلَام أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز نَحوه وَهُوَ كثير النَّقْل مِنْهُ كَمَا علمت قَالَ أَبُو عُبَيْدَة وقيله يَا رب نَصبه فِي قَوْلِ أَبِي عَمْرِو بْنِ الْعَلَاءِ عَلَى يسمع سرهم ونجواهم وقيله وَقَالَ غَيره هِيَ فِي مَوضِع الْفِعْل وَيَقُول قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ الْعَرَب تَقول نَحن مِنْك الْبَراء الخ هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز بِمَعْنَاهُ قَوْله فِي الدُّخان الْأَعْمَش عَن مُسلم هُوَ أَبُو الضُّحَى قَوْله قَالَ عبد الله يَعْنِي بن مَسْعُود إِنَّمَا كَانَ هَذَا أَي قَوْله فَارْتَقِبْ يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين وَأَشَارَ بذلك إِلَى مَا أخرجه مُسلم فِي أول هَذَا الحَدِيث قَالَ جَاءَ إِلَى عبد الله رجل فَقَالَ تركت رجلا فِي الْمَسْجِد يُفَسر هَذِه الْآيَة يَوْم تَأتي السَّمَاء بِدُخَان مُبين قَالَ يَأْتِي النَّاس يَوْم الْقِيَامَة دُخان فَيَأْخُذ بِأَنْفَاسِهِمْ حَتَّى يَأْخُذهُمْ مِنْهُ كَهَيئَةِ الزُّكَام فَقَالَ عبد الله إِنَّمَا كَانَ هَذَا فَذكر الحَدِيث وَالرجل الْمَذْكُور يحْتَمل أَن يُفَسر بِأبي مَالك الْأَشْعَرِيّ فَإِن الطَّبَرَانِيّ أخرج فِي تَرْجَمته من طَرِيق شُرَيْح بن عبيد عَنهُ فِي أثْنَاء حَدِيث قَالَ الدُّخان يَأْخُذ الْمُؤمن كالزكمة وَقَالَ غَيره تبع مُلُوك الْيمن الخ هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة أَيْضا حَدِيث بن مَسْعُود قيل يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَسْقِ اللَّهَ لِمُضَرَ فَإِنَّهَا قد هَلَكت قَالَ لمضر إِنَّك لجريء وَفِي رِوَايَة للمؤلف فَأَتَاهُ أَبُو سُفْيَان يَعْنِي بن حَرْب فَقَالَ أَي مُحَمَّد إِن قَوْمك هَلَكُوا وَفِي تَرْجَمَة كَعْب بن مرّة فِي الْمعرفَة لِابْنِ مَنْدَه بِإِسْنَادِهِ إِلَيْهِ قَالَ دَعَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مُضَرَ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ الله قد نصرك الله وأعطاك واستجاب لَك وَإِن قَوْمك قوم هَلَكُوا فَادع الله لَهُم فَذكر الحَدِيث فَهَذَا أولى أَن يُفَسر بِهِ الْقَائِل لقَوْله يَا رَسُول الله بِخِلَاف أبي سُفْيَان فَإِنَّهُ وَإِن كَانَ جَاءَ أَيْضا مستشفعا لكنه لم يكن أسلم إِذْ ذَاك قَوْله فِي الْأَحْقَاف وَقَالَ بَعضهم أَثَرَة وأثرة وأثارة بَقِيَّة من علم هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز قَوْلُهُ فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بكر شيئاأبهم القَوْل وَكَانَ الَّذِي دَار بَين مَرْوَان وَعبد الرَّحْمَن فِي ذَلِك أَن مَرْوَان لما تكلم فِي الْبيعَة ليزِيد بن مُعَاوِيَة قَالَ سنة أبي بكر وَعمر فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ بل سنة هِرقل بَينه الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه ... من أول الْقِتَال إِلَى آخر الْوَاقِعَة حَدِيث إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة حَدثنَا حَاتِم هُوَ بن إِسْمَاعِيل عَن مُعَاوِيَة هُوَ بن أبي المزرد حَدِيث الْبَراء بَيْنَمَا رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقْرَأ هُوَ أسيد بن حضير كَمَا تقدم حَدثنَا أَحْمد بن إِسْحَاق السّلمِيّ حَدثنَا يعلى هُوَ بن عبيد قَوْله فِيهِ فَقَالَ رَجُلٌ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُدْعَوْنَ إِلَى كتاب الله فَقَالَ عَليّ نعم الرجل هُوَ الْأَشْعَث بن قيس حَدِيث بن أبي مليكَة وَأَشَارَ الآخر بِرَجُل آخر تقدم عِنْده وَيَأْتِي أَن عمر أَشَارَ بالأقرع بن حَابِس وَأَشَارَ أَبُو بكر بالقعقاع بن معبد بن زُرَارَة قَوْلُهُ وَلَمْ يَذْكُرْ ذَلِكَ عَنْ أَبِيهِ يَعْنِي أَبَا بكر الصّديق لِأَنَّهُ جد عبد الله بن الزبير لأمه وَقد روى بن مرْدَوَيْه من طَرِيق مُخَارق عَن طَارق عَن أبي بكر أَنه قَالَ ذَلِك أَيْضا حَدِيثِ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ افْتقدَ ثَابت بن قيس بن شماس فَقَالَ رجل أَنا أعلم لَك علمه هُوَ سعد بن معَاذ وَقيل أَبُو مَسْعُود وَقَوله وَقَالَ غَيره نضيد الكفري الخ هُوَ قَول أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز بِمَعْنَاهُ قَوْله وَقَالَ غَيره تَذْرُوهُ تفرقه لم(1/316)
أعرف قَائِله قَوْله وَقَالَ بَعضهم فِي قَوْله وَمَا خلقت الْجِنّ وَالْإِنْس إِلَّا ليعبدون خلقهمْ ليفعلوا فَفعل بعض وَترك بعض رَوَاهُ بن خُزَيْمَة مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ بن عَبَّاس بِمَعْنَاهُ قَوْله وَقَالَ غَيره تمور تَدور وَهُوَ قَول مُجَاهِد قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ يَتَنَازَعُونَ يَتَعَاطَوْنَ هُوَ قَوْلُ أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز قَوْله وَمن قَرَأَ أفتمرونه أفتجحدونه قلت هِيَ قِرَاءَة حَمْزَة وَالْكسَائِيّ وَمن السّلف بن عَبَّاس وبن مَسْعُود ومسروق وَيحيى بن ثَوْبَان وَالْأَعْمَش وَإِبْرَاهِيم وفسرها كَذَلِك رَوَاهُ أَبُو عُبَيْدَة فِي كتاب القراآت عَن هِشَام عَن مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم قِرَاءَة وتفسيرا قَوْله فِي حَدِيث عبد الله هُوَ بن مَسْعُود فسجدوا إِلَّا رجلا وَاحِدًا قيل هُوَ الْوَلِيد بن الْمُغيرَة كَمَا تقدم فِي الصَّلَاة قَوْله فتعاطى فعاطي الخ هُوَ كَلَام أبي عُبَيْدَة حَدثنَا يحيى بن بكير حَدثنَا بكر هُوَ بن مُضر عَن جَعْفَر هُوَ بن ربيعَة قَوْله عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا سَأَلَ الْأسود يَعْنِي بن يزِيد لم أعرف اسْم هَذَا الرجل وللمصنف فِي رِوَايَة أَن الْأسود هُوَ الَّذِي سَأَلَ عبد الله بن مَسْعُود عَن ذَلِك قَوْله فِي الرَّحْمَن وَقَالَ غَيْرُهُ وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ يُرِيدُ لِسَانَ الْمِيزَانِ هَذَا قَول بن عَبَّاس رَوَاهُ بن جرير فِي التَّفْسِير من طَرِيق الْمُغيرَة بن مُسلم قَالَ رأى بن عَبَّاسٍ رَجُلًا يَزِنُ قَدْ أَرْجَحَ فَقَالَ أَقِمِ اللِّسَان أقِم اللِّسَان أَلَيْسَ قد قَالَ الله تَعَالَى وَأقِيمُوا الْوَزْن بِالْقِسْطِ قَوْله وَقَالَ بَعضهم العصف يُرِيد الْمَأْكُول الخ هُوَ كَلَام أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز وَيحيى بن زِيَاد الْفراء فِي كتاب مَعَاني الْقُرْآن قَوْله وَقَالَ غَيره العصف ورق الْحِنْطَة هَذَا قَول بن عَبَّاس وَقَتَادَة رَوَاهُ بن جرير وَغَيره قَوْلُهُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ عَنْ مُجَاهِدٍ رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ الخ رَوَاهُ بن جرير وَغَيره من طَرِيق بن أبي نجيح عَنهُ قَوْله وَقَالَ بَعضهم لَيْسَ الرُّمَّان وَالنَّخْل بالفاكهة الخ هُوَ كَلَام الْفراء بِنَحْوِهِ قَوْله وَقَالَ غَيره مارج خَالص هُوَ قَول بن عَبَّاسٍ مِنْ رِوَايَةِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنهُ قَوْله يُقَال مرج الْأَمِير رَعيته الخ هُوَ كَلَام أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ تَفَكَّهُونَ تَعْجَبُونَ هُوَ قَوْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أسلم رَوَاهُ بن جرير فِي التَّفْسِير عَنهُ قَوْله وَيُقَال بمساقط النُّجُوم إِذا سقطن هُوَ قَول قَتَادَة رَوَاهُ بن جرير عَنهُ بِإِسْنَاد صَحِيح ... من أول الْحَدِيد إِلَى آخر الْجُمُعَة حَدثنَا قُتَيْبَة حَدثنَا لَيْث هُوَ بن سعد وَلم يرو قُتَيْبَة عَن لَيْث بن أبي سليم وَلم يُدْرِكهُ حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَتَى رَجُلٌ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَنِّي مجهود تقدم أَنه قيل فِيهِ أَنه أَبُو هُرَيْرَة وَالَّذِي نزلت فِيهِ الْآيَة هُوَ أَبُو طَلْحَة كَمَا فِي مُسلم حَدِيث عَليّ فِي قصَّة الظعينة الَّتِي أرسلها حَاطِب تقدم أَنَّهَا سارة حَدِيث أم عَطِيَّة فِي الْبيعَة فقبضت امْرَأَة يَدهَا الْمَرْأَة هِيَ أم عَطِيَّة بِدَلِيل الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَقلت أسعدتني فُلَانَة لَكِن فُلَانَة لم تسم حَدِيث بن عَبَّاس فَقَالَت امْرَأَة وَاحِدَة لم يجبهُ غَيرهَا هَذِه الْمَرْأَة يُقَال أَنَّهَا أَسمَاء بنت يزِيد بن السكن قَوْله وَقَالَ يحيى بالرصاص هُوَ يحيى بن زِيَاد الْفراء أَبُو زَكَرِيَّا قَالَ هَذَا فِي كتاب مَعَاني الْقُرْآن حَدِيث جَابر فانفض النَّاس إِلَّا اثْنَي عشر رجلا تقدم فِي الصَّلَاة أَنهم الْعشْرَة المبشرة وبن مَسْعُود وعمار بن يَاسر وَجَابِر رَاوِي الحَدِيث فَكَأَنَّهُ لم يعد نَفسه فِي الإثني عشر ... من أول الْمُنَافِقين إِلَى آخر الْقِيَامَة حَدِيث زيد بن أَرقم فِي قِصَّةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فِي قَوْله لَا تنفقوا قَالَ فَذكرت ذَلِك لِعَمِّي قيل اسْم عَمه ثَابت بن(1/317)
بن زيد بن قيس بن زيد وَفِيه نظر لِأَنَّهُ يكون بن عَمه لَكِن لَعَلَّه سَمَّاهُ عَمَّا تَعْظِيمًا وَفِي تَفْسِير بن مرْدَوَيْه أَنه قَالَ ذَلِك لسعد بن عبَادَة وَعِنْده أَن الضَّمِير فِي يَنْفضوا يعود إِلَى الْإِعْرَاب وَكَونه سمي سعد بن عبَادَة عَمه يسوغ لِأَنَّهُ كَبِير قومه وَقَالَ بَعضهم يجوز أَن يكون أَرَادَ عَمه لأمه عبد الله بن رَوَاحَة حَدِيث جَابر كُنَّا فِي غزَاة فَكَسَعَ رجل من الْمُهَاجِرين رجلا من الْأَنْصَار اسْم الْأنْصَارِيّ سِنَان وَهُوَ جهني من حلفاء الْأَنْصَار والمهاجري جَهْجَاه الْغِفَارِيّ وَكَانَ يخْدم عمر بن الْخطاب وَفِي تَفْسِير بن مرْدَوَيْه أَن ملاحاتهما كَانَت بِسَبَب حَوْض شربت مِنْهُ نَاقَة الْأنْصَارِيّ حَدِيث أنس حزنت على من أُصِيب بِالْحرَّةِ يَعْنِي الْوَقْعَة الَّتِي كَانَت بحرة الْمَدِينَة سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فِي إمرة يزِيد بن مُعَاوِيَة وَفِي هَذَا الحَدِيث فَسَأَلَ أنسا بعض من كَانَ عِنْده السَّائِل يحْتَمل أَنْ يَكُونَ النَّضْرَ بْنَ أَنَسٍ فَإِنَّهُ رَوَى حَدِيث الْبَاب عَن أَبِيه حَدِيث بن عمر أَنه طلق امْرَأَته وَهِي حَائِض هِيَ آمِنَة بنت غفار روينَاهُ فِي الْجُزْء التَّاسِع من حَدِيث قُتَيْبَة جمع سعيد الْعيار وَكَذَا ضبط بن نقطة أَبَاهَا بغين مُعْجمَة وَفَاء وَعَزاهُ لِابْنِ سعد وَذكر أَنه وجده كَذَلِك بِخَط أبي الْفضل بن نَاصِر الْحَافِظ حَدِيث أم سَلمَة قتل زوج سبيعة هُوَ سعد بن خَوْلَة وَأَبُو السنابل اخْتلف فِي اسْمه فَقيل فِيهِ حَبَّة وَقيل لبيدرية وَقيل غير ذَلِك وَمِمَّنْ خطبهَا أَيْضا أَبُو الْبشر بن الْحَارِث ذكره بن وضاح وَنَقله بن الدّباغ وَقَيده بِكَسْر الْمُوَحدَة وَسُكُون الْمُعْجَمَة حَدِيث عمر إِذْ قَالَت لي امْرَأَتي هِيَ زَيْنَب بنت مَظْعُون قَوْله وَكَانَ لي صَاحب من الْأَنْصَار نقل بن بشكوال أَنه أَوْس بن خولي وَقيل هُوَ عتْبَان بن مَالك قَوْله نتخوف ملكا من مُلُوك غَسَّان هُوَ جبلة بن الْأَيْهَم رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَقَوله وَغُلَامٍ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْم هَذَا الْغُلَام رَبَاح حَدِيث بن عَبَّاس عتل بعد ذَلِك زنيم رجل من قُرَيْش لَهُ زنمة قيل هُوَ الْوَلِيد بن الْمُغيرَة رَوَاهُ مقَاتل وَقيل الْأسود بن عبد يَغُوث رَوَاهُ مُجَاهِد وَعَطَاء وَقيل الْأَخْنَس بن شريق رَوَاهُ السّديّ وَيحْتَمل الْجَمِيع قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ دَيَّارًا أَحَدًا هُوَ قَوْلُ أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَغَيْرُهُ هُوَ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ بَينه أَبُو نعيم فِي مستخرجه ... من أول الْإِنْسَان إِلَى آخر الْقُرْآن قَوْله هَل أَتَى على الْإِنْسَان يُقَال مَعْنَاهُ أَتَى على الْإِنْسَان إِلَى آخر كَلَامه هُوَ كَلَام يحيى بن زِيَاد الْفراء فِي مَعَاني الْقُرْآن قَوْله وَيُقَال سلاسلا وأغلالا وَلم يجز بَعضهم هُوَ أَيْضا كَلَام الْفراء وعني ببعضهم حَمْزَة الزيات فَإِنَّهُ قَرَأَ الْجَمِيع بِلَا ألف قَوْله وَسُئِلَ بن عَبَّاس تقدم فِي فصلت حَدِيث بن مَسْعُود بَينا نَحن فِي غَار كَانَ ذَلِك بالخفيف من مني قَوْله وَقَالَ غَيره غساقا غسقت عينه هُوَ أَبُو عُبَيْدَة فِي الْمجَاز وَكَذَا قَوْله وَقَالَ بَعضهم النخرة البالية وَقَوله وَقَالَ غَيره أَيَّانَ مرْسَاها مَتى مُنْتَهَاهَا وَأما قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ سُجِّرَتْ أَفْضَى بَعْضُهَا إِلَى بعض فَصَارَت بحرا وَاحِدًا فَهُوَ كَلَام يحيى بن زِيَاد الْفراء قَوْله وَقَرَأَ أهل الْحجاز فعدلك بِالتَّشْدِيدِ هم بن كثير وَنَافِع وَأَبُو جَعْفَر وَشَيْبَة قَوْلُهُ وَقَالَ غَيْرُهُ الْمُطَفِّفُ لَا يُوَفِّي غَيْرَهُ هَذَا قَول أبي عُبَيْدَة قَوْلُهُ وَيُقَالُ الضَّرِيعُ نَبْتٌ يُقَالُ لَهُ الشِّبْرِقُ الخ هُوَ كَلَام الْفراء وَنقل مِنْهُ أَبُو عُبَيْدَة مَا هُنَا فَقَط قَوْله وَقَالَ غَيره سَوط عَذَاب الخ هُوَ كَلَام يحيى بن زِيَاد الْفراء فِي كتاب مَعَاني الْقُرْآن قَوْله وَقَالَ غَيره جابوا نقبوا هُوَ كَلَام أبي عُبَيْدَة وَبَاقِيه من نقل المُصَنّف حَدِيث عبد الله بن زَمعَة إِذْ انْبَعَثَ أشقاها انْبَعَثَ لَهَا رجل عَزِيز عَارِم هُوَ قدار بن سالف عَن إِبْرَاهِيم هُوَ بن(1/318)
يزِيد النَّخعِيّ قدم أَصْحَاب عبد الله هم عَلْقَمَة بن قيس وَعبد الرَّحْمَن وَالْأسود ابْنا يزِيد النَّخعِيّ حَدِيث عَليّ كُنَّا فِي جَنَازَة لم يسم صَاحبهَا فِيمَا وقفت عَلَيْهِ وَأخرج بن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِيره من طَرِيق جَابر أَن السَّائِل عَن ذَلِك سراقَة بن جعْشم وَسَيَأْتِي بَقِيَّة الْكَلَام عَلَيْهِ فِي الْقدر قَوْله سجا أظلم وَسكن هَذَا كَلَام الْفراء حَدِيث جُنْدُب بن سُفْيَان جَاءَت امْرَأَة فَقَالَتْ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ شَيْطَانُكَ قَدْ تَركك فَنزلت وَالضُّحَى هِيَ العوراء بنت حَرْب أُخْت أبي سُفْيَان وَهِي حمالَة الْحَطب زوج أبي لَهب رَوَاهُ الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيث زيد بن أَرقم وَالَّتِي قَالَت لَهُ مَا أرى صَاحبك إِلَّا أَبْطَأَ عَنْك هِيَ زَوجته خَدِيجَة رَضِي الله عَنْهَا كَمَا فِي الْمُسْتَدْرك أَيْضا وأعلام النُّبُوَّة لأبي دَاوُد وَأَحْكَام الْقُرْآن للْقَاضِي إِسْمَاعِيل وَتَفْسِير بن مرْدَوَيْه من حَدِيث خَدِيجَة نَفسهَا فخاطبته كل وَاحِدَة مِنْهُمَا بِمَا يَلِيق بهَا وروى سنيد فِي تَفْسِيره أَن قَائِل ذَلِك عَائِشَة وَهُوَ بَاطِل لِأَن عَائِشَة لم تكن إِذْ ذَاك زَوجته قَوْله فَمَا يكذبك بعد فَمَا الَّذِي يكذبك كَأَنَّهُ قَالَ فَمن الَّذِي يقدر على تكذيبك الخ هَذَا كَلَام الْفراء فِي مَعَاني الْقُرْآن قَوْله قَالَ قَتَادَةُ فَأُنْبِئْتُ أَنَّهُ قَرَأَ عَلَيْهِ لَمْ يكن هَذَا رَوَاهُ بن مرْدَوَيْه من حَدِيث أبي بن كَعْب حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَسُئِلَ عَن الْحمر السَّائِل صعصعة بن نَاجِية جد الفرزدق الشَّاعِر وَفِي رِوَايَة لِابْنِ مرْدَوَيْه صعصعة بن مُعَاوِيَة عَم الْأَحْنَف قَوْله فأثرن بِهِ نقعا غبارا هُوَ قَول الْفراء إِلَى آخر كَلَامه قَوْله قَالَ بعض الْعَرَب الماعون المَاء نَقله الْفراء عَن بعض الْعَرَب فَقَالَ سَمِعْتُ بَعْضَ الْعَرَبِ يَقُولُ الْمَاعُونُ هُوَ الْمَاءُ وأنشدني فِيهِ يمج صبيرة الماعون صبا قَوْله يُقَال لكم دينكُمْ الْكفْر الخ إِلَى قَوْله ويشفين هُوَ كَلَام الْفراء فِي مَعَاني الْقُرْآن وَمن قَوْله لَا أعبد مَا تَعْبدُونَ الْآن كَلَام أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز حَدِيث بن عَبَّاسٍ كَانَ عُمَرُ يُدْخِلُنِي مَعَ أَشْيَاخِ بَدْرٍ فَكَأَن بَعضهم وجد فِي نَفسه هُوَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف قَوْله حمالَة الْحَطب تقدم أَنَّهَا العوراء بنت حَرْب بن أُميَّة قَوْلُهُ يُقَالُ لَا يُنَوَّنُ أَحَدٌ أَيْ وَاحِدٌ هَذَا كَلَام أبي عُبَيْدَة فِي الْمجَاز قَوْله يُقَال فلق أبين من فرق هُوَ كَلَام الْفراء قَوْله سُفْيَان عَن عَاصِم هُوَ بن أبي النجُود وَعَبدَة هُوَ بن أبي لبَابَة عَن زر هُوَ بن حُبَيْش ... فَضَائِل الْقُرْآن حَدِيث جُنْدُب تقدم أَن الْمَرْأَة العوراء بنت حَرْب حَدِيث يعلى بن أُميَّة فِي المتضمخ قيل اسْمه عَطاء كَمَا تقدم فِي الْحَج حَدِيث يُوسُف بن مَاهك قَالَ أَنِّي عِنْد عَائِشَة أم الْمُؤمنِينَ إِذْ جاءها عراقي فَقَالَ أَي الْكَفَن خير الحَدِيث لم أعرف اسْم هَذَا الْعِرَاقِيّ حَدِيث شَقِيق هُوَ بن سَلمَة أَبُو وَائِل قَالَ عبد الله هُوَ بن مَسْعُود قد علمت النَّظَائِر وَفِيه عشرُون سُورَة من أول الْمفصل على تأليف بن مَسْعُود آخِرهنَّ من الحواميم حم الدُّخان وَعم يتساءلون قلت وَقع سر ذَلِك فِي رِوَايَةِ أَبِي دَاوُدَ مِنْ طَرِيقِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَلْقَمَة وَالْأسود عَنهُ قَالَ الرَّحْمَنَ وَالنَّجْمَ فِي رَكْعَةٍ وَاقْتَرَبَتْ وَالْحَاقَّةَ فِي رَكْعَة وَالطور والذاريات فِي رَكْعَةٍ وَسَأَلَ وَالنَّازِعَاتِ فِي رَكْعَةٍ وَوَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ وَعَبَسَ فِي رَكْعَةٍ وَالْمُدَّثِّرَ وَالْمُزَّمِّلَ فِي رَكْعَةٍ وَهَلْ أَتَى وَلَا أُقْسِمُ فِي رَكْعَةٍ وَعم يتساءلون والمرسلات فِي رَكْعَة وَالدُّخَان وَإِذا الشَّمْس كورت فِي رَكْعَة وَالرِّوَايَة الَّتِي فِي آخرهَا حم الدُّخان وَإِذا الشَّمْس كورت رَوَاهَا مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي(1/319)
فِي قيام اللَّيْل مُفَسرًا للسور أَيْضا وَقد تقدم أَيْضا فِي أَبْوَاب صفة الصَّلَاة أَن بن خُزَيْمَة أخرجه مُفَسرًا مِنْ طَرِيقِ أَبِي خَالِدٍ الْأَحْمَرِ عَنِ الْأَعْمَشِ حَدثنَا خَالِد بن يزِيد حَدثنَا أَبُو بكر هُوَ بن عَيَّاش حَدِيث خُذُوا الْقُرْآن من أَرْبَعَة من عبد الله بن مَسْعُود وَسَالم هُوَ مولى أبي حُذَيْفَة ومعاذ هُوَ بن جبل حَدِيث عَلْقَمَة كُنَّا بحمص فَقَرَأَ بن مَسْعُود سُورَة يُوسُف فَقَالَ رجل هُوَ نهيك بن سِنَان قَوْله تَابعه الْفضل هُوَ بن مُوسَى قَوْله فَجَاءَت جَارِيَة فَقَالَت إِن سيد الْحَيّ سليم وَإِن نفرنا غيب فَقَامَ مَعهَا رجل قد تقدم أَنه أَبُو سعيد وَقيل غَيره وَلم تسم الْجَارِيَة وَلَا سيد الْحَيّ وَلَا الْحَيّ حَدِيث الْبَراء كَانَ رجل يقْرَأ سُورَة الْكَهْف هُوَ أسيد بن حضير كَمَا تقدم حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ إِنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هُوَ الله أحد الحَدِيث اسْم الْقَارئ قَتَادَة بن النُّعْمَان رَوَاهُ بن وهب عَن بن لَهِيعَة عَن الْحَارِث بن يزِيد عَن أبي الْهَيْثَم عَن أبي سعيد وَأما السَّامع فَلم يسم حَدِيثَ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فِي قِصَّةِ الْوَاهِبَةِ فَقَالَ معي سُورَة كَذَا وَسورَة كَذَا يُقَال أَن الْمَرْأَة خَوْلَة بنت حَكِيم وَقيل أم شريك وَلَا يثبت شَيْء من ذَلِك وَالرجل لم يسم والسور فِي النَّسَائِيّ وَأبي دَاوُد من حَدِيث عَطاء عَن أبي هُرَيْرَة الْبَقَرَة أَو الَّتِي تَلِيهَا وَفِي الدَّارَقُطْنِيّ عَن بن مَسْعُود الْبَقَرَة وَسورَة من الْمفصل ولتمام الرَّاوِي عَن أبي أُمَامَة قَالَ زَوَّجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ على سبع سور وَفِي فَوَائِد أبي عَمْرو بن حيشوبة عَن بن عَبَّاس فَقَالَ معي أَربع سور أَو خمس سور حَدِيث عَائِشَة سمع رجلا يقْرَأ فِي الْمَسْجِد هُوَ عبد الله بن يزِيد الْأنْصَارِيّ كَمَا تقدم حَدِيث أبي وَائِل غدونا على عبد الله فَقَالَ رجل قَرَأت الْمفصل البارحة هُوَ نهيك بن سِنَان كَمَا مضى فِي الصَّلَاة حَدِيث عبد الله بن عَمْرو أنكحني أبي امْرَأَة ذَات حسب الحَدِيث هَذِه الْمَرْأَة هِيَ أم مُحَمَّد بنت محمية بن جُزْء الزبيدِيّ ذكرهَا بن سعد قَوْله وَعَن أَبِيه عَن أبي الضُّحَى الضَّمِير يعود على سُفْيَان وَهُوَ الثَّوْريّ لِأَنَّهُ روى هَذَا الحَدِيث عَن الْأَعْمَش بإسنادي الْأَعْمَشِ وَرَوَاهُ أَيْضًا عَنْ أَبِيهِ وَهُوَ سَعِيدُ بن مَسْرُوق بِإِسْنَاد آخر حَدِيث بن مَسْعُود سَمِعت رجلا يقْرَأ آيَة تقدم أَنه لم يسم كتاب النِّكَاح حَدِيث أنس جَاءَ ثَلَاثَة رَهْط هم بن مَسْعُود وَأَبُو هُرَيْرَة وَعُثْمَان بن مَظْعُون وَسَيَأْتِي مفرقا مَا يُشِير إِلَى ذَلِك وَقيل هم سعد بن أبي وَقاص وَعُثْمَان بن مَظْعُون وَعلي بن أبي طَالب وَفِي مُصَنف عَبْدُ الرَّزَّاقِ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَن مِنْهُم عليا وَعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ حَدِيث بن عَبَّاس كَانَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسع كَانَ يقسم لثمان وَلَا يقسم لوَاحِدَة هِيَ سَوْدَة بنت زَمعَة كَانَت وهبت يَوْمهَا لعَائِشَة وَوهم من قَالَ هِيَ صَفِيَّة بنت حييّ وَاسم الْبَاقِيَات تقدم فِي الطَّهَارَة وَكَذَا حَدِيث أنس رَقَبَة هُوَ بن مصقلة عَن طَلْحَة هُوَ بن مصرف حَدِيث أَنَسٍ آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَسَعْدِ بْنِ الرّبيع الْأنْصَارِيّ وَعند الْأنْصَارِيّ امْرَأَتَانِ هما عمْرَة بنت حزم بن زيد أُخْت عمَارَة وَعَمْرو وَالْأُخْرَى لم أعرف اسْمهَا والأنصارية الَّتِي تزَوجهَا عبد الرَّحْمَن بن عَوْف تقدم أَنَّهَا بنت أبي الحيسر بن رَافع الْأنْصَارِيّ ذكره الزبير بن بكار وَقَالَ بن سعد فِي تَسْمِيَة أَوْلَاد عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَعبد الله بن عبد الرَّحْمَن قتل بأفريقية وَأمه بنت أبي الحسحاس بن رَافع بن امْرِئ الْقَيْس من الْأَوْس وَلم يسمهَا أَيْضا وَفِي زَوْجَات عبد الرَّحْمَن بن عَوْف من الْأَنْصَار أَيْضا سهلة بنت عَاصِم بن عدي بن العجلان حَدِيث جَابر أبكرا(1/320)
أم ثَيِّبًا قلت ثَيِّبًا هِيَ سهيلة بنت مَسْعُود بن أَوْس بن مَالك الأوسيه وَهِي وَالِدَة ابْنه عبد الرَّحْمَن ذكرهَا بن سعد قَوْله وَقَالَ أَبُو بكر هُوَ بن عَيَّاش حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي الْجَبَّار الَّذِي مر بِهِ إِبْرَاهِيم وَسَارة تقدم أَنه صادوق وَقيل غير ذَلِك حَدِيث أنس أعتق صَفِيَّة هِيَ بنت حييّ حَدِيث سهل جَاءَت امْرَأَة تقدم فِي فَضَائِل الْقُرْآن اسْمهَا وَلم أعرف اسْم الزَّوْج قَوْله أَن أَبَا حُذَيْفَة بن عتبَة اسْمه مهشم وَقيل هشيم وَقيل قَاسم وَقيل غير ذَلِك قَوْله وَهُوَ أَي سَالم مولى امْرَأَة من الْأَنْصَار هِيَ سلمى بنت تعار بِالْمُثَنَّاةِ من فَوق بعْدهَا مُهْملَة قَالَه مُوسَى بن عقبَة عَن بن شهَاب وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر هِيَ بنت يعار بِالْمُثَنَّاةِ من تَحت وَحكى الْخَطِيب عَن مُصعب أَن اسْمهَا ثبيتة بثاء مُثَلّثَة مَضْمُومَة بعْدهَا مُوَحدَة مَفْتُوحَة ثمَّ يَاء أخيرة سَاكِنة ثمَّ مثناة من فَوق مَفْتُوحَة وَعَن أبي طوالة اسْمهَا عمْرَة بنت يعار وَالله أعلم قَوْله فِي آخر حَدِيث أبي الْيَمَان عَن شُعَيْب فِي قصَّة سَالم مولى أبي حُذَيْفَة الْمَذْكُور فَذكر الحَدِيث لم يسق بَقِيَّته فِي مَوضِع آخر وَقد سَاقه بِتَمَامِهِ للبرقاني فِي الْمُسْتَخْرج ورويناه من طَرِيق الطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين حَدِيث سهل بن سعد مر رجل فَقَالَ مَا تَقولُونَ فِي هَذَا قَالُوا حري إِن خطب أَن ينْكح وَفِيه فَمر رجل من فُقَرَاء الْمُسلمين فَقَالَ مَا تَقولُونَ فِي هَذَا قَالُوا حري إِن خطب أَن لَا ينْكح لم أعرف اسْم وَاحِد من المارين وَأما الْمُجيب عَن القَوْل فقد روى بن حبَان فِي صَحِيحه أَنه أَبُو ذَر أخرجه من حَدِيثه عمر بن مُحَمَّد الْعَسْقَلَانِي عَنْ أَبِيهِ هُوَ مُحَمَّدَ بْنَ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عمر حَدِيث عَائِشَة سَمِعت رجلا يسْتَأْذن فِي بَيت حَفْصَة تقدم أَنه لم يسم وَفِيه فَقلت لَوْ كَانَ فُلَانٌ حَيًّا لِعَمِّهَا مِنْ الرَّضَاعَةِ لم يسم أَيْضا وَلَيْسَ هُوَ أَفْلح أَخا أبي القعيس فَإِن ذَاك قد أذن لَهَا فِي دُخُوله عَلَيْهَا وَلِهَذَا ذكرت أَنه مَاتَ حَدِيث بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قيل للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَلا تزوج ابْنة حَمْزَة الْقَائِلُ لَهُ ذَلِكَ هُوَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالب كَمَا ثَبت من حَدِيثه فِي مُسلم وَابْنَة حَمْزَة اسْمهَا أُمَامَة وَقيل عمَارَة وَقيل فَاطِمَة حَدِيث أم حَبِيبَة أنكح أُخْتِي ابْنة أبي سُفْيَان اسْمهَا حمْنَة وَهِي فِي مُسلم وَقيل درة رَوَاهُ أَبُو مُوسَى فِي الذيل وَهُوَ وهم وَقيل عزة صَححهُ بن الْأَثِير وَفِي هَذَا الحَدِيث إِنَّك تُرِيدُ أَن تنْكح بنت أبي سَلمَة هِيَ درة كَمَا عِنْد المُصَنّف وَغَيره وَسَيَأْتِي مَا فِي الْبَيْهَقِيّ أَنَّهَا زَيْنَب وَفِي هَذَا الحَدِيث فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهب أريه بعض أَهله ذكر السُّهيْلي أَن الَّذِي رَآهُ الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب أَخُوهُ حَدِيثَ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدهَا رجل فَكَأَنَّهُ تغير لم أعرف اسْم هَذَا الْأَخ وَيحْتَمل أَن يكون ابْنا لأبي القعيس لِأَن أَبَا القعيس كَانَ مَاتَ وَجَاء أَخُوهُ يسْتَأْذن على عَائِشَة كَمَا فِي الصَّحِيح وأبطل من زعم أَنه عبد الله بن يزِيد رَضِيع عَائِشَة لِأَنَّهُ تَابِعِيّ بِاتِّفَاق الْأَئِمَّة وَلم يذكرهُ أحد فِي الصَّحَابَة وَيحْتَمل أَنه إِنَّمَا كَانَ أَخا عَائِشَة من الرضَاعَة لِأَن أَبَاهُ وَأمه كَانَا عاشا بعد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فولداه بعد فَهُوَ رَضِيع عَائِشَة بِاعْتِبَار شربهَا من لبن أَبَوَيْهِ وَالله أعلم حَدِيث عقبَة بن الْحَارِث تزوجت فُلَانَة بنت فلَان تقدم أَنَّهَا أم يحيى بنت أبي إهَاب بن عَزِيز الدارمية وَأَن الْأمة السَّوْدَاء لم تسم قَوْلُهُ وَجَمَعَ الْحَسَنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ بَين ابْنَتي عَم لَهُ فِي لَيْلَة هما أم الْفضل بنت مُحَمَّد بن عَليّ وَأم مُوسَى بنت عَمْرو بن عَليّ قَوْله وَجمع عبد الله بن جَعْفَر بَين بنت عَليّ وَامْرَأَته أما امْرَأَة عَليّ فَهِيَ ليلى بنت مَسْعُود وَأما بنته فَهِيَ زَيْنَب قَوْلُهُ وَدَفَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ربيبة لَهُ إِلَى من يكفلها هِيَ زَيْنَب بنت أم سَلمَة كَمَا فِي مُسْند أَحْمد والمستدرك والمدفوعة إِلَيْهِ هُوَ عمار بن يَاسر وَكَانَ أَخا أم سَلمَة من الرَّضَاع ثمَّ ظهر لي أَن الصَّوَاب أَنه نَوْفَل بن مُعَاوِيَة الدئلي كَمَا أخرجه الْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك وبينته فِي تغليق التَّعْلِيق قَوْلُهُ وَسَمَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بن ابْنَته ابْنا هوالحسن بن عَليّ حَدِيث أم حَبِيبَة بَلغنِي إِنَّك تخْطب قَالَ بنت أم سَلمَة رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ من هَذَا الْوَجْه فَقَالَ زَيْنَب(1/321)
بنت أم سَلمَة وَالْمَعْرُوف فِي هَذِه الْقِصَّة درة كَمَا تقدم حَدِيث عَائِشَة يَجِيء بك الْملك فِي سَرقَة حَرِير هُوَ جِبْرِيل سَمَّاهُ التِّرْمِذِيّ فِي رِوَايَته قَوْله وَقَالَ دَاوُد هُوَ بن أبي هِنْد وبن عون عَن الشّعبِيّ عَن أبي هُرَيْرَة وَسَاقه قبل من رِوَايَة عَاصِم وَهُوَ بن سُلَيْمَان عَن الشّعبِيّ عَن جَابر قَوْله فترى خَالَة أَبِيهَا بِتِلْكَ الْمنزلَة قَائِل ذَلِك الزُّهْرِيّ قَوْله فِي حَدِيث بن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ فَقَالَ لَهُ مولى لَهُ إِنَّمَا ذَلِك فِي الْحَال الشَّديد هُوَ عِكْرِمَة قَوْله كُنَّا فِي جَيش فَأَتَانَا رَسُولُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّه قد أذن لكم أَن تستمتعوا لم أعرف اسْم هَذَا الرَّسُول حَدِيث أنس جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تعرض نَفسهَا هِيَ أم شريك أَو خَوْلَة بنت حَكِيم أَو ليلى بنت قيس بن الْحطيم وَهَذَا الثَّالِث أشبه وَقد تقدم فِي التَّفْسِير تزوج امْرَأتَيْنِ من الواهبات وَفِي هَذَا الحَدِيث فَقَالَت ابْنة أنس مَا أقل حياءها اسْم هَذِه الِابْنَة أمينة حَدِيث سهل بن سعد تقدم قَرِيبا حَدِيث عَائِشَة أريتك فِي الْمَنَام يَجِيء بك الْملك تقدم قَرِيبا حَدِيث معقل بن يسَار تقدم فِي تَفْسِير سُورَة الْبَقَرَة قَوْلُهُ وَخَطَبَ الْمُغِيرَةُ بْنُ شُعْبَةَ امْرَأَةً هُوَ أولى النَّاس بهَا فَأمر رجلا فَزَوجهُ هُوَ عُثْمَان بن أبي الْعَاصِ بَينه سعيد بن مَنْصُور وَأما الْمَرْأَة فَلم تسم قَوْله فِي بَاب تَزْوِيج الرجل ابْنَته بِالْإِمَامِ فِي قَول هِشَام بن عُرْوَة وَابْنَته الخ لم يسم من أنبأه وَيُشْبِهُ أَنْ يَكُونَ حَمَلَهُ عَنِ امْرَأَتِهِ فَاطِمَةَ بنت الْمُنْذر عَن جدتهما أَسمَاء حَدِيث خنساء بنت خذام أَن أَبَاهَا زَوجهَا اسْم زَوجهَا أنيس بن قَتَادَة ذكره بن عبد الْبر مُخْتَصرا وَهُوَ وهم فَإِن أنيس بن قَتَادَة هُوَ زَوجهَا الأول وَقتل عَنْهَا يَوْم أحد كَذَا رَوَاهُ الْوَاقِدِيّ من طَرِيق خنساء نَفسهَا أَنَّهَا كَانَت تَحت أنيس بن قَتَادَة وَقد قتل عَنْهَا يَوْم أحد فَزَوجهَا أَبوهَا رجلا من مزينة فَكَرِهته فَرد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم نِكَاحه فَتَزَوجهَا أَبُو لبَابَة بن عبد الْمُنْذر وَبِنَحْوِ ذَلِك رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه من وَجه آخر مُرْسل لكنه لم يقل من مزينة وَقَالَ فَقَالَت يَا رَسُول الله بن عَم وَلَدي أحب أَلِي وَلم يذكر اسْمه فِي هَذِه الرِّوَايَة بل رَوَاهُ من طَرِيق أُخْرَى فَقَالَ إِنَّه أَبُو لبَابَة بن عبد الْمُنْذر كَمَا فِي رِوَايَة الْوَاقِدِيّ وَكَذَا أخرجه الدَّارمِيّ عَن يزِيد بن هَارُون بِسَنَد حَدِيث الْبَاب وروى بن إِسْحَاق عَن حجاج بن السَّائِب عَن أَبِيه هُوَ السَّائِب بن أبي لبَابَة بن عبد الْمُنْذر عَن جدته خنساء بنت خذام أَنَّهَا كَانَت أَيّمَا من رجل فَزَوجهَا أَبوهَا رجلا من بني عَوْف فحنت إِلَى أبي لبَابَة فارتفع شَأْنهمَا إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأمر أَبَاهَا أَن يلْحقهَا بهواها قلت فلاح من هَذَا أَن الزَّوْج الَّذِي أبهم فِي البُخَارِيّ لم يسم بل قيل فِيهِ من مزينة وَقيل فِيهِ من بني عَوْف وَالله أعلم حَدِيث بن عمر جَاءَ رجلَانِ من أهل الْمشرق هما عَمْرو بن الأهيم والزبرقان بن بدر رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْأَوْسَطِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي بكرَة حَدِيث الرّبيع بنت معوذ جَاءَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين بني بِي اسْم زَوجهَا إِيَاس بن البكير اللَّيْثِيّ كَمَا تقدم فِي الْمَغَازِي حَدِيثُ أَنَسٍ فِي تَزْوِيجِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف تقدم حَدِيث الْمسور ذكر صهرا لَهُ هُوَ أَبُو الْعَاصِ بن الرّبيع حَدِيث أنس فِي الرجلَيْن اللَّذين تأخرا فِي بَيت زَيْنَب بنت جحش تقدم فِي الْأَحْزَاب حَدِيث عَائِشَة تزَوجنِي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأتتني أُمِّي هِيَ أم رُومَان وَفِيه فَإِذا نسْوَة من الْأَنْصَار مِنْهُنَّ أَسمَاء بنت يزِيد بن السكن وَأَسْمَاء مقينة عَائِشَة وَقيل هِيَ بنت يزِيد الْمَذْكُورَة حَدِيث أبي هُرَيْرَة غزا نَبِي من الْأَنْبِيَاء قيل هُوَ يُوشَع حَدِيث عَائِشَة إِنَّهَا زَفَّتِ امْرَأَةً إِلَى رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ الرجل هُوَ نبيط بن جَابر وَالزَّوْجَة هِيَ الفارعة أَو الفريعة بنت أسعد بن زُرَارَة ذكر ذَلِك بن سعد وَغَيره وَكَانَ أسعد أوصى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَانَ أَوْلَاده فِي حجره فَهَذَا وَجه مدْخل عَائِشَة فِي الْقِصَّة وَقَالَ(1/322)
إِبْرَاهِيم هُوَ بن طهْمَان عَن أبي عُثْمَان هُوَ الْجَعْد حَدِيث عَائِشَة فِي القلادة فَبعث أُنَاسًا فِي طلبَهَا تقدم أَن رَأْسهمْ أسيد بن حضير ... أَبْوَاب الْوَلِيمَة وَعشرَة النِّسَاء حَدِيث أنس فِي الرَّهْط الَّذين تَأَخَّرُوا فِي بَيت زَيْنَب بنت جحش تقدم وَحَدِيثه فِي تَزْوِيج عبد الرَّحْمَن بن عَوْف تقدم أَن امْرَأَته بنت أبي الحسحاس الْأنْصَارِيّ وَاسم إِحْدَى امْرَأَتي سعد بن الرّبيع تقدم قَوْله عَن بَيَان هُوَ بن بشر سَمِعت أنسا يَقُول بنى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِامْرَأَة هِيَ زَيْنَب بنت جحش حَدِيث صَفِيَّة بنت شيبَة أَوْلَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ بمدين من شعير هِيَ أم سَلمَة أَبُو الْأَحْوَص هُوَ سَلام بن سليم عَن الْأَشْعَث هُوَ بن أبي الشعْثَاء حَدِيث دَعَا أَبُو أسيد رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي عرسه وَكَانَت امْرَأَته خادمتهم هِيَ أم أسيد سَلامَة بنت وهب بن سَلامَة بن أُميَّة حَدِيث أم زرع سمي الزبير بن بكار فِي رِوَايَته عَن مُحَمَّد بن الضَّحَّاك عَن الدَّرَاورْدِي عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ مِنْهُنَّ عمْرَة بنت عَمْرو حييّ بنت كَعْب ومهدد بنت أبي هزومة وكبشة وَهِنْد وحيي بنت عَلْقَمَة وكبشة بنت الأرقم وَبنت أَوْس بن عبد وَأم زرع وأغفل اسْم اثْنَتَيْنِ مِنْهُنَّ رَوَاهُ الْخَطِيب فِي المبهمات وَقَالَ هُوَ غَرِيب جدا وَحكى بن دُرَيْد أَن اسْم أم زرع عَاتِكَة وَلم يسم أَبُو زرع وَلَا بنته وَلَا ابْنه وَلَا جَارِيَته وَلَا الْمَرْأَة الَّتِي تزَوجهَا وَلَا الْولدَان وَلَا الرجل الَّذِي تزوجته أم زرع بعد أبي زرع قَوْله وَقَالَ بَعضهم فاتقمح هُوَ فِي رِوَايَة أَحْمد بن حباب عَن عِيسَى بن يُونُس وَفِي رِوَايَة سعيد بن سَلمَة بن أبي الحسام عَن هَاشم بن عُرْوَة حَدِيث عمر فِي قصَّة المتظاهرين تقدم فِي الْعلم أَن اسْم جَاره فِيمَا زعم بن القسطاني عتْبَان أَو أَوْس وتلقاه عَن بن بشكوال كعادته فَإِنَّهُ ذكر فِيمَن آخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَين عمر أَوْس بن خولي أَو عتْبَان بن مَالك قلت واليه أجنح أَنه أَوْس بن خولي روى بن سعد فِي طَبَقَات النِّسَاء من حَدِيث عَائِشَة كَانَ عمر مؤاخيا لأوس بْنَ خَوْلِيٍّ لَا يَسْمَعُ شَيْئًا إِلَّا حَدَّثَهُ وَلَا يسمع عمر شَيْئا إِلَّا حَدثهُ فَلَقِيَهُ عمر يَوْمًا فَقَالَ هَل كَانَ من خبر قَالَ أَوْس نعم عَظِيم قَالَ عُمَرُ لَعَلَّ الْحَارِثَ بْنَ أَبِي شِمْرٍ سَارَ إِلَيْنَا قَالَ أَوْس أعظم من ذَلِك الحَدِيث وَتقدم أَن اسْم امْرَأَة عمر زَيْنَب بنت مَظْعُون وَملك غَسَّان هُوَ جبلة بن الْأَيْهَم رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث بن عَبَّاس وَقد ذكرنَا من رِوَايَة عَائِشَة أَنه الْحَارِث بن أبي شمر وَيجمع بَينهمَا بِأَن الْحَارِث هُوَ ملك غَسَّان وَهُوَ الَّذِي أَرَادَ أَن يُجهز إِلَيْهِم جبلة بن الْأَيْهَم والغلام الْأسود اسْمه رَبَاح قَوْلُهُ وَرَوَاهُ أَبُو الزِّنَادِ أَيْضًا عَنْ مُوسَى عَن أَبِيه هُوَ مُوسَى بن أبي عُثْمَان التبَّان حَدثنَا خَالِد بن مخلد حَدثنَا سُلَيْمَان هُوَ بن بِلَال وَفِيه قيل يَا رَسُول الله إِنَّك آلَيْت الْقَائِل لَهُ ذَلِك عَائِشَة وَهَكَذَا فِي حَدِيث أم سَلمَة حَدِيث عَائِشَة أَن امْرَأَة من الْأَنْصَار زوجت ابْنَتهَا يَأْتِي فِي الْعدة حَدِيث أَسمَاء هِيَ بنت أبي بكر أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لي ضرَّة هِيَ أَسمَاء كنت فِي هَذَا الرِّوَايَة عَن نَفسهَا وَزوجهَا الزبير وضرتها أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ حَدِيث أَسمَاء الْمَذْكُورَة وَفِيه حَتَّى أرسل إِلَيّ أَبُو بكر بخادم لم أعرف اسْم الْخَادِم حَدِيث أنس أرْسلت إِحْدَى أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ بصحفة تقدم فِي الْمَظَالِم ذكر الْخلاف فِي الْمُرْسلَة وَأما الضاربة فعائشة بِلَا تردد حَدِيث الْمسور أَن بني هِشَام بن الْمُغيرَة اسْتَأْذنُوا فِي أَنْ يُنْكِحُوا ابْنَتَهُمْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالب هِيَ العوراء بنت أبي جهل بن هِشَام كَمَا تقدم وَالَّذِي اسْتَأْذن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ عَمها الْحَارِث بن هِشَام روى بن أبي شيبَة فِي مَنَاقِب فَاطِمَة فِي(1/323)
مصنفة مَا يرشد إِلَيْهِ حَدِيث عقبَة بن عَامر فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار أَرَأَيْت الحمو لم أعرف اسْمه حَدِيث بن عَبَّاس فَقَامَ رجل فَقَالَ أَن امْرَأَتي خرجت حَاجَة تقدم فِي الْحَج حَدِيث أنس جَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم أعرفهَا حَدِيث أم سَلمَة كَانَ عندنَا فِي الْبَيْت مخنث هُوَ هيت حَدِيث عَائِشَة جَاءَ عمي من الرضَاعَة هُوَ أَفْلح أَخُو أبي القعيس حَدِيث جَابر تزوجت بكرا أم ثَيِّبًا تقدم قَرِيبا حَدِيث بن عَبَّاس وَسَأَلَهُ رجل هَل شهِدت الْعِيد تقدم كتاب الطَّلَاق إِلَى الظِّهَار وَاللّعان حَدِيث بن عمر طلق امْرَأَته هِيَ آمِنَة بنت غفار كَمَا تقدم حَدِيث عَائِشَة أَن ابْنة الجون استعاذت هِيَ أُمَيْمَة بنت النُّعْمَان بن شرَاحِيل كَمَا عِنْد المُصَنّف من حَدِيث أبي أسيد وَفِي رِوَايَة لَهُ أُمَيْمَة بنت شرَاحِيل وَلابْن ماجة عمْرَة وَلابْن إِسْحَاق أَسمَاء بنت كَعْب وَقَالَ بن الْكَلْبِيّ أَسمَاء بنت النُّعْمَان بن الْحَارِث بن شرَاحِيل بن الجون بن حجر بن مُعَاوِيَة بن عَمْرو وَمَا فِي الصَّحِيح أولى أَن يتبع وَذكر فِي رِوَايَة أبي أسيد وَمَعَهَا دايتها حاضنة لَهَا وَلم تسم فَلَعَلَّ اسْمهَا أحد مَا قيل عِنْد هَؤُلَاءِ فَاشْتَبَهَ حَدِيث سهل بن سعد فِي قصَّة عُوَيْمِر الْعجْلَاني تقدم فِي تَفْسِير النُّور حَدِيث عَائِشَة أَن رجلا طلق امْرَأَته ثَلَاثًا فَتزوّجت وطلق وَأَعَادَهُ بعد بَابَيْنِ بِلَفْظ آخر الزَّوْج الأول هُوَ رِفَاعَة الْقرظِيّ وَالثَّانِي عبد الرَّحْمَن بن الزبير كَمَا فِي الصَّحِيح أَيْضا وَالْمَرْأَة اسْمهَا تَمِيمَة بنت وهب وَقيل سهيمة بِالسِّين وَقيل أُمَيْمَة بنت الْحَارِث وَقيل عَائِشَة بنت عبد الرَّحْمَن بن عتِيك وَوَقع فِي السِّيرَة لِابْنِ إِسْحَاق والمعرفة لِابْنِ مَنْدَه مقلوبا أَن الأول عبد الرَّحْمَن وَالثَّانِي رِفَاعَة وَيحْتَمل أَن يكون من أبهم فِي حَدِيث عَائِشَة هَذَا غير هَذِه الْقِصَّة فقد روى النَّسَائِيّ من طَرِيق عَائِشَة أَيْضا أَن عَمْرو بن حزم طلق الرميصاء فنكحها رجل فَطلقهَا قبل أَن يَمَسهَا وَأَشَارَ التِّرْمِذِيّ فِي الْبَاب إِلَى رِوَايَة الرميصاء هَذِه وَالله أعلم حَدِيث عبيد بن عُمَيْر عَن عَائِشَة فِي قصَّة المغافير فِيهِ فَدخل على إِحْدَاهمَا هِيَ حَفْصَة حَدِيث عَائِشَة فَدخل على حَفْصَة فَأَهْدَتْ لَهَا امْرَأَةٌ مِنْ قَوْمِهَا عُكَّةَ عَسَلٍ لَمْ أعرف اسْمهَا حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن رجلا من أسلم زنى هُوَ مَاعِز بن مَالك وَالْمَرْأَة فَاطِمَة فتاة هزال قَوْله قَالَ الزُّهْرِيّ فَأَخْبَرَنِي مَنْ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قيل هُوَ أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن حَدِيث بن عَبَّاس أَن امْرَأَة ثَابت بن قيس هِيَ جميلَة الْآتِي ذكرهَا وَقيل هِيَ حَبِيبَة بنت سُهَيْل رَوَاهُ الشَّافِعِي وَأَبُو دَاوُد حَدِيث عِكْرِمَة أَن أُخْت عبد الله بن أبي هِيَ جميلَة رَوَاهُ النَّسَائِيّ من هَذَا الْوَجْه فَقَالَ جميلَة بنت أبي بن سلول وللنسائي أَيْضا وَالطَّبَرَانِيّ من وَجه آخر من حَدِيث الرّبيع بنت معوذ جَمِيلَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَيٍّ فَأَتَى أَخُوهَا يشتكي وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب وَجزم بِهِ الْخَطِيب وَقَالَ الدمياطي من قَالَ أَنَّهَا أُخْت عبد الله فقد وهم كَذَا قَالَ وَجرى على عَادَته فِي توهيم مَا فِي الصَّحِيح اعْتِمَادًا على مَا فِي غَيره وَقد روى الدَّارَقُطْنِيّ وَالْبَيْهَقِيّ من وَجه آخر أَن زَيْنَب بنت عبد الله كَانَت عِنْد ثَابت فعلى هَذَا يحْتَمل أَنه كَانَت عِنْده زَيْنَب بنت عبد الله وَأُخْتهَا أَو عَمَّتهَا جميلَة وَاحِدَة بعد أُخْرَى أَو كَانَت زَيْنَب تلقب جميلَة وتجتمع الرِّوَايَات وَلَا بعد فِي أَن يَقع لَهما جَمِيعًا الاختلاع مِنْهُ وَالله أعلم قَوْله مثل حَدِيث مُجَاهِد أَشَارَ إِلَى حَدِيثه الْمُرْسل وَهُوَ فِي مُصَنف عبد الرَّزَّاق وَغَيره من طَرِيقه قَوْله وَاشْترى بن مَسْعُود جَارِيَة فالتمس صَاحبهَا(1/324)
لم أر من سماهما حَدثنَا أَبُو عَامر هُوَ الْعَقدي حَدثنَا إِبْرَاهِيم هُوَ بن طهْمَان عَن خَالِد هُوَ الْحذاء حَدِيث أنس فِي الْيَهُودِيّ الَّذِي قتل الْجَارِيَة على أوضاح لم أر من سماهما وَلَا من ذكرهمَا حَدِيث بن أبي أوفى قَالَ لرجل أجدح لي هُوَ بِلَال حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ ولد لي غُلَام أسود فَقَالَ هَل لَك من إبل هُوَ ضَمْضَم بن قَتَادَة رَوَاهُ عبد الْغَنِيّ بن سعيد فِي المبهمات وبن فتحون من طَرِيقه وَأَبُو مُوسَى فِي الذيل وَلم أعرف اسْم امْرَأَته لَكِن فِي الرِّوَايَة أَنَّهَا امْرَأَة من بني عجل وَفِي الحَدِيث فَقدم نسْوَة من بني عجل فأخبرن أَنه كَانَ لَهُ جدة سَوْدَاء حَدِيث بن عمر أَن رجلا من الْأَنْصَار قذف امْرَأَته هُوَ عُوَيْمِر الْعجْلَاني كَمَا سَيَأْتِي من رِوَايَته فرق بَين أخوي بني العجلان كَمَا تقدم وَيَأْتِي من حَدِيث سهل بن سعد قَرِيبا حَدِيث بن عَبَّاسٍ أَنَّ هِلَالَ بْنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ هِيَ خَوْلَة بنت عَاصِم حَدِيث بن عَبَّاس ذكر التلاعن فَقَالَ عَاصِم بن عدي قولا فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِهِ هُوَ عُوَيْمِرٌ كَمَا فِي حَدِيث سهل بن سعد وَالْمَرْأَة وَالَّذِي رميت بِهِ ذكر ذَلِك فِي تَفْسِير سُورَة النُّور وَفِيه فَقَالَ رجل لِابْنِ عَبَّاس فِي الْمجْلس هِيَ الَّتِي قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَو رجمت أحدا بِغَيْر بَيِّنَة لرجمت هَذِه قَالَ لَا تِلْكَ امْرَأَةٌ كَانَتْ تُظْهِرُ فِي الْإِسْلَامِ السُّوءَ السَّائِل هُوَ عبد الله بن شَدَّاد وَالْمَرْأَة لم أعرفهَا لَكِن فِي سنَن النَّسَائِيّ فِي الْفَرَائِض مِنْ رِوَايَةِ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مَا يدل على أَنَّهَا هِيَ هَذِه الْمُلَاعنَة ... أَبْوَاب الْعدة حَدِيث طلق رِفَاعَة امْرَأَته تقدم الْخلاف فِي اسْمهَا حَدِيث أم سَلمَة أَن سبيعة توفّي زَوجهَا هُوَ سعد بن خَوْلَة حَدِيث إِن يحيى بن سعيد بن الْعَاصِ طَلَّقَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَكَمِ هِيَ عمْرَة فِيمَا أَظن أُخْت معقل بن يسَار تقدم أَنَّهَا جميلَة بِضَم الْجِيم امْرَأَة بن عمر تقدم أَنَّهَا آمِنَة بنت غفار قَوْله زَاد غَيره عَن اللَّيْث هُوَ أَبُو الجهم الْعَلَاء بن مُوسَى حَدِيث أم حَبِيبَة فدعَتْ بِطيب فدهنت مِنْهُ جَارِيَة لم أعرف اسْم هَذِه الْجَارِيَة وأخو زَيْنَب بنت جحش هُوَ أَبُو أَحْمد وَفِيه حَدِيث أم سَلمَة جَاءَت امْرَأَة فَقَالَت يَا رَسُول الله إِن بِنْتي توفّي عَنْهَا زَوجهَا وَقد اشتكت عينهَا فالزوج هُوَ الْمُغيرَة المَخْزُومِي رَوَاهُ إِسْمَاعِيل القَاضِي فِي الْأَحْكَام وَالْمَرْأَة السائلة هِيَ عَاتِكَة بنت نعيم بن عبد الله بن النحام رَوَاهُ أَبُو نعيم فِي معرفَة الصَّحَابَة وروى الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مُسْند يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ تأليفه من طَرِيق يحيى الْمَذْكُور عَن حُمَيْدُ بْنُ نَافِعٍ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَت جَاءَت امْرَأَة من قُرَيْش قَالَ يحيى لَا أَدْرِي ابْنة النحام أَو أمهَا بنت سعد وَرَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ من طرق كَثِيرَة فِيهَا التَّصْرِيح بِأَن الْبِنْت هِيَ عَاتِكَة فعلى هَذَا فأمها لم تسم حَدِيث بن عمر فِي المتلاعنين تقدم قَرِيبا النَّفَقَات حَدِيث عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَلِيٍّ أَن فَاطِمَةُ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسأله خَادِمًا وَفِيه قيل وَلَا لَيْلَة صفّين عين مُسلم فِي رِوَايَته أَن الْقَائِل عبد الرَّحْمَن راوية وَقد سَأَلَ عليا عَن ذَلِك أَيْضا عبد الله بن الْكواء رَوَاهُ بن أبي شيبَة من وَجه آخر حَدِيث هَلَكَ أَبِي وَتَرَكَ سَبْعَ بَنَاتٍ أَوْ تِسْعَ بَنَات تقدم ... أَنِّي لم أعرف أسماءهن حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي الَّذِي أفطر فِي رَمَضَان بِالْجِمَاعِ تقدم فِي الصَّوْم حَدِيث أم سَلمَة هَلْ لِي مِنْ أَجْرٍ فِي بَنِي أَبِي سَلمَة هم عَمْرو وَسَلَمَة وَزَيْنَب ودرة وَقيل فيهم مُحَمَّد وَالله أعلم حَدِيثَ أُمِّ حَبِيبَةَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أنكح بنت أبي سُفْيَان تقدم فِي أَوَائِل النِّكَاح(1/325)
الْأَطْعِمَة حَدِيث أنس أَن خياطا دَعَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِطَعَامٍ صنعه تقدم فِي الْبيُوع قَوْلُهُ وَكَانَ قَالَ بِوَاسِطَ قَبْلَ هَذَا فِي شَأْنه كُله قَالَه فِي آخر حَدِيث عبد الله هُوَ بن الْمُبَارك عَن شُعْبَة عَن أَشْعَث هُوَ بن أبي الشعْثَاء وَالضَّمِير فِي كَانَ لشعبة وَقَائِل ذَلِك عبد الله بن الْمُبَارك حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر تقدم فِي الْبيُوع حَدِيث قَتَادَة كُنَّا عِنْدَ أَنَسٍ وَعِنْدَهُ خَبَّازٌ لَهُ لَمْ يسم يُونُس الإسكاف هُوَ يُونُس بن أبي الْفُرَات الْبَصْرِيّ حَدِيث بن عَبَّاس عَن خَالِد بن الْوَلِيد أَنه دخل على مَيْمُونَة فَوجدَ عِنْدهَا ضبا محنوذا فَأَهوى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الضَّب فَقَالَت امْرَأَة هِيَ مَيْمُونَة كَمَا فِي رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ فِي تَرْجَمَة مطلب بن شُعَيْب من الْأَوْسَط وَفِي مُسلم من حَدِيث يزِيد بن الْأَصَم عَن بن عَبَّاس مَا يُؤَيّدهُ وَالَّذِي أهْدى الضَّب هِيَ أم حفيد كَمَا تقدم عِنْد المُصَنّف وَاسْمهَا هزيلة بنت الْحَارِث حَدِيث نَافِع كَانَ بن عمر لَا يَأْكُل حَتَّى يُؤْتى بمسكين يَأْكُل مَعَه فأدخلت رجلا هُوَ أَبُو نهيك كَمَا أخرجه المُصَنّف من وَجه آخر حَدِيث أبي هُرَيْرَة إنَّ رَجُلًا كَانَ يَأْكُلُ أَكَلَا كَثِيرًا فَأَسْلَمَ وَكَانَ يَأْكُل أكلا قَلِيلا قَالَ بن بشكوال الْأَكْثَر على أَن هَذَا الرجل هُوَ جَهْجَاه الْغِفَارِيّ رَوَاهُ بن أبي شيبَة وَالْبَزَّار فِي مُسْنده وَغَيرهمَا وَقيل هُوَ نَضْلَة بن عَمْرو رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنَدِهِ وَأَبُو مُسْلِمٍ الْكَجِّيُّ فِي سُنَنِهِ وثابت بن قَاسم فِي الدَّلَائِل وَقيل أَبُو نَضرة الْغِفَارِيّ ذكره أَبُو عبيد فِي الْغَرِيب وَعبد الْغَنِيّ بن سعيد فِي المبهمات وَقيل ثُمَامَة بن آثال ذكره بن إِسْحَاق وَحَكَاهُ بن بطال حَدِيثِ عِتْبَانَ بْنِ مَالِكٍ فِي صَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيته فِيهِ فَقَالَ قَائِل مِنْهُم أَيْن مَالك بن الدخشن تقدم فِي الصَّلَاة أَن بَعضهم قَالَ أَن الْقَائِل هُوَ عتْبَان بن مَالك حَدِيث سهل بن سعد كَانَت لنا عَجُوز تَأْخُذ أصُول السلق تقدم فِي الْجُمُعَة فليح وَمُحَمّد بن جَعْفَر هُوَ بن أبي كثير عَنْ أَبِي حَازِمٍ هُوَ سَلَمَةُ بْنُ دِينَارٍ الْمدنِي حَدِيث أنس دَعَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خياط تقدم فِي الْبيُوع حَدِيث سعد رَأَيْتنِي سَابِع سَبْعَة مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ أَرَ من سماهم وَعند المُصَنّف فِي مَنَاقِب سعد أَن ذَلِك كَانَ فِي بعض الْمَغَازِي حَدِيث حُذَيْفَة فَسَقَاهُ مَجُوسِيّ لم يسم وَلَكِن عِنْد المُصَنّف أَنه دهقان حَدِيث عَائِشَة فِي بَرِيرَة اسْم زَوجهَا مغيث كَمَا عِنْد المُصَنّف حَدِيث أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ كَانَ مِنَ الْأَنْصَارِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو شُعَيْب وَكَانَ لَهُ غُلَام لحام فَقَالَ اصْنَعْ لِي طَعَامًا أَدْعُو رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم خَامِس خَمْسَة فَتَبِعهُمْ رجل لم أر من سماهم جَمِيعًا وَلَا بَعضهم حَدِيث أبي عُثْمَان هُوَ النَّهْدِيّ تضيفت أَبَا هُرَيْرَة سبعا فَكَانَ هُوَ وَامْرَأَته وخادمه يعتقبون اللَّيْل أَثلَاثًا امْرَأَته اسْمهَا بسرة بنت غَزوَان وَهِي بِضَم الْمُوَحدَة وَسُكُون الْمُهْملَة وخادمه لم أعرف اسْمهَا حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ حَدثنَا أَبُو حَازِم هُوَ سَلمَة بن دِينَار وَفِيه كَانَ يَهُودِيّ يسلفني إِلَى الْجذاذ لم أعرف اسْمه وَيحْتَمل أَن يكون هُوَ أَبُو الشَّحْم الْعَقِيقَة حَدِيث عَائِشَة أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَبِيٍّ تقدم فِي الطَّهَارَة حَدِيث أنس كَانَ بن لأبي طَلْحَة يشتكي هُوَ أَبُو عُمَيْر وَفِيه فَولدت غُلَاما هُوَ عبد الله قَوْله بعده عَن بن عون عَن مُحَمَّد هُوَ بن سِيرِين عَن أنس وسَاق الحَدِيث يُوهم أَن الْمَتْن مسَاوٍ للَّذي قبله وَلَيْسَ كَذَلِك نبه عَلَيْهِ الْإِسْمَاعِيلِيّ وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى شَيْخِ الْبُخَارِيِّ كَمَا ذكره الْإِسْمَاعِيلِيّ قَوْله وَقَالَ حجاج بن منهال حَدثنَا حَمَّاد هُوَ بن سَلمَة حَدثنَا أَيُّوب وَقَتَادَة وَهِشَام هُوَ بن حسان وحبِيب هُوَ بن الشَّهِيد وَقد أوضحنا ذَلِك فِي تغليق التَّعْلِيق قَوْله وَقَالَ غير وَاحِد ذكرت مِنْهُم فِي تغليق التَّعْلِيق سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَعبد الرَّزَّاق وَحَفْص بن غياث وَعبد الله بن نمير وَعبد الله بن بكر السَّهْمِي وَغَيرهم(1/326)
الذَّبَائِح وَالصَّيْد قَالَ الْأَعْمَش عَن زيد هُوَ بن وهب استعصى على آل عبد الله هُوَ بن مَسْعُود حَدِيث عبد الله بن مُغفل أَنه رأى رجلا يخذف وَفِيه لَا أُكَلِّمك كَذَا وَكَذَا حَدِيث جَابر فِي قصَّة العنبر فَلَمَّا أَشْتَدّ الْجُوع نحر ثَلَاث جزائر هُوَ قيس بن سعد بن عبَادَة حَدِيث رَافع بن خديج فَأَهوى إِلَيْهِ رجل بِسَهْم فحبسه الله لم أعرف اسْم هَذَا الرجل حَدِيث نَافِع سَمِعت بن كَعْب يخبر بن عمر أَن أَبَاهُ أخبرهُ أَن جَارِيَة لَهُم كَانَت ترعى غنما وَفِي رِوَايَة عَنهُ رجل من بني سَلمَة وَفِي رِوَايَة أَنه سمع رجلا من الْأَنْصَار يَأْتِي فِي فصل الْأَحَادِيث المعللة وَاسم الْجَارِيَة لَا يعرف الرجل الَّذِي سَأَلَ عَنِ الضَّبِّ فَقَالَ لَا آكُلُهُ وَلَا أُحَرِّمُهُ هُوَ خُزَيْمَة بن جُزْء السّلمِيّ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ وَغَيره حَدِيث عبد الله بن مُغفل فَرمى إِنْسَان بجراب فِيهِ شَحم لم أعرفهُ حَدِيث هِشَام بن زيد دَخَلْتُ مَعَ أَنَسٍ عَلَى الْحَكَمِ بْنِ أَيُّوبَ هُوَ أَمِير الْبَصْرَة نِيَابَة عَن بن عَمه الْحجَّاج بن يُوسُف الثَّقَفِيّ حَدِيث بن عمر أَنه دخل على يحيى بن سعيد هُوَ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ وَكَانَ أَبُوهُ أَمِير الْمَدِينَة وَكَذَا أَخُوهُ عمر والأشدق وَهُوَ وَالِد سعيد الَّذِي روى عَن بن عمر هَذَا الحَدِيث قَوْله فِي حَدِيث خَالِد بن الْوَلِيد فِي قصَّة الضَّب فَقَالَ بعض النسْوَة اللَّاتِي فِي بَيت مَيْمُونَة تقدم قَرِيبا أَنَّهَا مَيْمُونَة وَبَقِيَّة النسْوَة لم يسمين قَوْله وَقَالَ غُلَام من بني يحيى اسْم الْغُلَام سعيد أَيُّوب عَن الْقَاسِم هُوَ بن عَاصِم عَن زَهْدَم هُوَ الْجرْمِي قَالَ كُنَّا عِنْد أبي مُوسَى وَعِنْده رجل أَحْمَر لم أعرف اسْمه عَن أنس دَخَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَخ لي هُوَ عبد الله بن أبي طَلْحَة وَهُوَ أَخُوهُ من أمه حَدِيث رَافع بن خديج فِي قصَّة الْبَعِير الَّذِي ند فَرَمَاهُ رجل لم أعرف اسْمه حَدِيث بن عَبَّاس مر بِشَاة ميتَة فَقَالَ مَا على أَهلهَا كَانَت الشَّاة لمولاة مَيْمُونَة كَمَا فِي مُسلم كتاب الْأَضَاحِي قَالَ مطرف هُوَ بن طريف عَن عَامر هُوَ الشّعبِيّ هِشَام عَن يحيى هُوَ بن أبي كثير عَن بعجة هُوَ بن عبد الله بن بدر الْجُهَنِيّ حَدِيث أنس مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ الصَّلَاةِ فَلْيُعِدْ فَقَامَ رَجُلٌ هُوَ أَبُو بُرْدَةَ بْنُ نِيَارٍ خَال الْبَراء بن عَازِب وَقد ذكره المُصَنّف من حَدِيث الْبَراء تَابعه عُبَيْدَة هُوَ بِضَم الْعين وَهُوَ بن معتب عَن الشّعبِيّ وَإِبْرَاهِيم هُوَ النَّخعِيّ وحريث هُوَ بن أبي مطر عَن مَسْرُوق أَنه أَتَى عَائِشَة فَقَالَ إِن رجلا يبْعَث بِالْهَدْي إِلَى الْكَعْبَة هُوَ زِيَاد بن أَبِيه وَذكر أَنه أَخذ ذَلِك عَن بن عَبَّاس حَدِيث أبي سعيد فَخَرَجْتُ حَتَّى آتِي أَخِي أَبَا قَتَادَةَ وَكَانَ أَخَاهُ لأمه وَكَانَ بَدْرِيًّا كَذَا أوردهُ هُنَا وَإِنَّمَا هُوَ قَتَادَة بن النُّعْمَان أَخُو أبي سعيد لأمه وَقد ذكره الْمُؤلف فِي الْمَغَازِي على الصَّوَاب كتاب الْأَشْرِبَة قَوْله تَابعه معمر وبن الْهَاد والزبيدي وَعُثْمَان بن عمر هُوَ بن مُوسَى بن عبيد الله بن معمر التَّيْمِيّ وَوهم من قَالَ هُوَ عُثْمَان بن عمر بن فَارس حَدِيث عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ أَنْ أَبَا بكر يَعْنِي أَبَاهُ حَدِيث أنس كنت أَسْقِي فَأَتَاهُم آتٍ لم يسم هَذَا الْآتِي حَدِيث سهل بن سعد أَتَى أَبُو أسيد وَكَانَت(1/327)
امْرَأَته خادمهم تقدم أَن اسْمهَا سَلامَة الْأَعْمَش سَمِعت أَبَا صَالح يذكر أراءه عَن جَابر هَكَذَا أوردهُ من حَدِيث حَفْص بن غياث عَنهُ وَرَوَاهُ مُسلم من حَدِيث أَبِي مُعَاوِيَةِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَن جَابر بِغَيْر تردد وَإِنَّمَا قدم المُصَنّف رِوَايَة حَفْص لقَوْل الْأَعْمَش فِيهِ سَمِعت أَبَا صَالح حَدِيث الْبَراء عَن أبي بكر مَرَرْت براع تقدم حَدِيث جَابر دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رجل من الْأَنْصَار وَمَعَهُ صَاحب لَهُ الْأنْصَارِيّ هُوَ أَبُو الْهَيْثَم بن التيهَان والصاحب الْمَذْكُور هُوَ أَبُو بكر الصّديق حَدِيث سهل بن سعد أَتَى بشراب فَشرب مِنْهُ وَعَن يَمِينه غُلَام وَعَن يسَاره الْأَشْيَاخ تقدم أَن الْغُلَام عبد الله بن عَبَّاس وَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ الْأنْصَارِيّ شَيْء يدل على أَنه هُوَ عبد الله بن أبي حَبِيبَة الْمَذْكُور حَدِيث كنت قَائِما على الْحَيّ أسقيهم عمومتي تقدم من تسميتهم أَبُو طَلْحَة وَأبي بن كَعْب وَسُهيْل بن بَيْضَاء وَفِي هَذِه الرِّوَايَة قَالَ وحَدثني بعض أَصْحَابِي أَنه سمع أنسا هُوَ قَتَادَة قَوْله قَالَ عبد الله هُوَ بن الْمُبَارك قَالَ مَعْمَرٌ أَوْ غَيْرُهُ هُوَ الشُّرْبُ مِنْ أفواهها لم أعرف اسْم الْغَيْر الْمَذْكُور حَدِيث حُذَيْفَة أَنه استسقى فَأَتَاهُ دهقان لم أعرف اسْمه حَدِيث سهل ذُكِرَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةً من الْعَرَب تقدم أَنَّهَا الْجَوْنِية وَذكر هُنَاكَ الِاخْتِلَاف فِي اسْمهَا كتاب المرضى والطب سُفْيَان هُوَ الثَّوْريّ عَن سعد هُوَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ يحيى هُوَ بن سعيد الْقطَّان عَن عمرَان أبي بكر هُوَ بن مُسلم الْقصير حَدِيث بن عَبَّاس أَلا أريك امْرَأَة من أهل الْجنَّة ذكر فِي الحَدِيث أَنَّهَا أم زفر وسماها أَبُو مُوسَى فِي الدَّلَائِل سعيرة بالمهملات وَهُوَ فِي تَفْسِير بن مرْدَوَيْه وَذكر بن طَاهِر أَنَّهَا الْمَرْأَة الَّتِي كَانَت تَأتي النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فيكرمها لأجل خَدِيجَة وَهُوَ من رِوَايَة الزبير بن بكار عَن شيخ من أهل مَكَّة قَالَ أم زفر ماشطة خَدِيجَة حَدِيث بن عَبَّاس دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَعْرَابِي يعودهُ وَقع فِي رَبِيعِ الْأَبْرَارِ أَنَّ اسْمَ هَذَا الْأَعْرَابِيِّ قيس بن أبي حَازِم فَإِن صَحَّ فَهُوَ مُتَّفق مَعَ التَّابِعِيّ الْكَبِير المخضرم وَإِلَّا فَهُوَ وهم حَدِيث الجعيد هُوَ بن عبد الرَّحْمَن عَن عَائِشَة بنت سعد هُوَ بن أبي وَقاص أَن أَبَاهَا قَالَ شكيت بِمَكَّة شكوى شَدِيدَة وَفِيه أَنِّي لَا أترك إِلَّا ابْنة وَاحِدَة هِيَ أم الحكم الْكُبْرَى كَمَا تقدم فِي الْوَصَايَا موضحا حَدِيث السَّائِب بن يزِيد دخلت بِي خَالَتِي لم تسم حَدِيث أنس فِي العرنيين تقدم فِي الطَّهَارَة قَوْله وَقَرَأَ عبد الله قشطت عبد الله هَذَا هُوَ بن مَسْعُود وَقد بَينته فِي تغليق التَّعْلِيق حَدِيث بن عَبَّاس فِي قصَّة عكاشة فَقَامَ آخر فَقَالَ أَمنهم أَنا هُوَ سعد بن عبَادَة فِيمَا قيل رَوَاهُ الْخَطِيب فِي مبهماته بِإِسْنَاد مُرْسل فِيهِ أَبُو حُذَيْفَة البُخَارِيّ وَهُوَ ضَعِيف وَسَيَأْتِي فِي اللبَاس عِنْد المُصَنّف فَقَامَ رجل من الْأَنْصَار حَدِيث أم سَلمَة أَن امْرَأَة توفّي عَنْهَا زَوجهَا فاشتكت عينهَا تقدم فِي النِّكَاح حَدِيث أم قيس بنت مُحصن دخلت بِابْن لي لم أعرف اسْمه حَدِيث أبي سعيد جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ أخي اسْتطْلقَ بَطْنه لم أَعْرفهُمَا حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي لَا عدوى فَقَالَ أَعْرَابِي لم أعرف اسْمه حَدِيث أنس أذن لِأَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنْ يُرْقُوا مِنَ الْحمة هم آل عَمْرو بن حزم رَوَاهُ مُسلم من حَدِيث جَابر وَفِي موطأ بن وهب التَّصْرِيح بعمارة بن حزم مِنْهُم حَدِيث العرنيين تقدم حَدِيث بن عَبَّاس أَن عمر خرج إِلَى الشَّام فَلَقِيَهُ أُمَرَاءُ الْأَجْنَادِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ(1/328)
وَأَصْحَابه قلت بَقِيَّتهمْ يزِيد بن أبي سُفْيَان وخَالِد بن الْوَلِيد وشرحبيل بن حَسَنَة وَعَمْرو بن الْعَاصِ حَدِيث حَفْصَة بنت سِيرِين قَالَ لي أنس يحيى بِمَ مَاتَ هُوَ يحيى بن سِيرِين أَخُوهَا حَدِيث أبي سعيد أَن نَاسا من الصَّحَابَة أَتَوا على حَيّ من الْعَرَب فلدغ سيدهم وَفِيه الرّقية بِأم الْقُرْآن وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ عَنِ الْحَمَوِيِّ وَالْمُسْتَمْلِي بِالْقُرْآنِ وَقد عينه بَاقِي الرِّوَايَات وَتقدم هَذَا الحَدِيث وَأَن الصَّحَابَة كَانُوا فِي سَرِيَّة وَكَانُوا ثَلَاثِينَ رجلا وَأَن الْغنم الَّتِي كَانَت أجر الراقي ثَلَاثِينَ رَأْسا وَأَن الْحَيّ لم يعين وَأَن سيدهم لم يسم وَأَن الراقي هُوَ أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ رَاوِي الحَدِيث لكنه أبهم نَفسه فِي هَذِه الرِّوَايَة حَدِيث بن عَبَّاس فِي الْمَعْنى كَانَ الراقي فِيهِ عَم خَارِجَة بن الصَّلْت حَدِيث أم سَلمَة رأى فِي بَيتهَا جَارِيَة فِي وَجههَا سفعة لم تسم سُفْيَان حَدثنِي سُلَيْمَان هُوَ الْأَعْمَش عَن مُسلم هُوَ بن صبيح أَبُو الضُّحَى حَدِيث أبي سعيد فِي الرّقية تقدم قَرِيبا حَدِيث بن عَبَّاس فِي قصَّة عكاشة تقدم أَيْضا حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن امْرَأتَيْنِ من هُذَيْل اقتتلنا فرمت إِحْدَاهمَا الْأُخْرَى بِحجر فقتلت وَلَدهَا فَقَالَ ولي الْمَرْأَة الحَدِيث الضاربة هِيَ أم عفيف بنت مسروح والمضروبة مليكَة بنت عُوَيْمِر رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَفِي رِوَايَة الْبَيْهَقِيّ وَأبي نعيم فِي الْمعرفَة عَن بن عَبَّاس أَن اسْم الْمَرْأَة الْأُخْرَى أم غطيف وَولي الْمَرْأَة هُوَ مسروح ابْنهَا رَوَاهُ عبد الْغَنِيّ بن سعيد فِي المبهمات وَالْأَكْثَر على أَن الْقَائِل هُوَ زَوجهَا حمل بن النَّابِغَة وَفِي مُعْجم الطَّبَرَانِيّ أَن الْقَائِل هُوَ عمرَان بن عُوَيْمِر أَخُو مليكَة وَيحْتَمل تعدد الْقَائِلين فَإِن إِسْنَاد هَذِه صَحِيح وَالله أعلم حَدِيث عَائِشَة سحر رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ من زُرَيْق يُقَال لَهُ لبيد بن الأعصم ذكر بن سعد فِي الطَّبَقَات أَن مُتَوَلِّي السحر أَخَوَات لبيد وَكن أَسحر مِنْهُ وَأَنه هُوَ الَّذِي دَفنه وَفِيه أَتَانِي رجلَانِ فِي رِوَايَة الطَّبَرَانِيّ من طَرِيق مرجا بن رَجَاء عَن هِشَام بن عُرْوَة بِسَنَدِهِ بِلَفْظ أَتَانِي ملكان وَيحْتَمل أَن يَكُونَا جِبْرِيل ومكائيل عَلَيْهِمَا الصَّلَاة وَالسَّلَام كَمَا فِي حَدِيثِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ الَّذِي سَيَأْتِي وَفِيه فَأَتَاهَا النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نَاسٍ مِنْ أَصْحَابه سمي بن سعد مِنْهُم عمار بن يَاسر وَعلي بن أبي طَالب والْحَارث بن قيس الزرقي وَفِي رِوَايَة للمؤلف أُخْرَى فاستخرج ذكر بن سعد أَيْضا أَن الَّذِي استخرجه قيس بن محسن الزرقي حَدِيث بن عمر قدم رجلَانِ من الْمشرق تقدم أَنَّهُمَا الزبْرِقَان بن بدر وَعمر بن الأهيم حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي لَا عدوى فَقَالَ أَعْرَابِي لم يسم حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي جمع الْيَهُود لما أهدوا شَاة فِيهَا سم فَقَالَ من أبوكم قَالُوا فلَان فَقَالَ كَذبْتُمْ بل أبوكم فلَان الَّذِي أبهموه هم لم أعرفهُ والمبهم فِي الْجَواب هُوَ إِسْرَائِيل يَعْقُوب بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام كتاب اللبَاس حَدِيث أبي هُرَيْرَة وبن عمر بِمَعْنَاهُ بَيْنَمَا رجل يمشي فِي حلَّة تعجبه نَفسه إِذْ خسف بِهِ ذكر السُّهيْلي عَنِ الطَّبَرِيِّ أَنَّ اسْمَ الرَّجُلِ الْمَذْكُورِ الْهَيْزَنُ وَأَنه من اعراب فَارس ذكر ذَلِك فِي مبهمات الْقُرْآن فِي سُورَة الصافات وَوَقع فِي كتاب مَعَاني الْأَخْبَار لأبي بكر الكلاباذي الْجَزْم بِأَنَّهُ قَارُونُ وَكَذَا ذَكَرَ الْجَوْهَرِيُّ فِي الصِّحَاحِ وَفِي تَارِيخ الطَّبَرِيّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ ذَكَرَ لَنَا أَنَّهُ يُخْسَفُ بِقَارُونَ كُلَّ يَوْمٍ قامة وَأَنه يجلجل فِيهَا لَا يَبْلُغُ قَعْرَهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَوْلُهُ وَيُذْكَرُ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّد هُوَ بن عَمْرو بن حزم حَدِيث عَائِشَة جَاءَت امْرَأَة رِفَاعَة تقدم ذكرهَا فِي النِّكَاح وخَالِد بن سعيد الْمَذْكُور هَا هُنَا هُوَ بن الْعَاصِ بن أُميَّة حَدِيث بن عمر أَن رجلا سَأَلَ عَمَّا(1/329)
يلبس الْمحرم تقدم فِي الْحَج قَوْلُهُ تَابَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ عَنِ اللَّيْث وَقَالَ غَيره فروج حَرِير يَعْنِي بِالْإِضَافَة هُوَ أَبُو صَالح كَاتب اللَّيْث وَكَذَا رَوَاهُ يُونُس بن مُحَمَّد بن الْمُؤَدب عَن اللَّيْث حَدِيث عَائِشَة فِي قصَّة الْهِجْرَة فِيهِ قَول أبي بكر خُذ إِحْدَى رَاحِلَتي قَالَ بِالثّمن لم يذكر قدر الثّمن وَقد ذكر الْوَاقِدِيّ أَنه كَانَ أَرْبَعمِائَة دِرْهَم حَدِيث أنس كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم فأدركه أَعْرَابِي لم يسم حَدِيث سهل بن سعد فِي الْمَرْأَة الَّتِي أَهْدَت الْجُبَّة تقدم فِي الْجَنَائِز حَدِيث بن عَبَّاس فِي قصَّة عكاشة تقدم فِي الطِّبّ حَدثنَا أَبُو نعيم حَدثنَا إِسْحَاق بن سعيد عَن أَبِيه سعيد بن فلَان بن سعيد بن الْعَاصِ هُوَ سعيد بن عَمْرو الْأَشْدَق وَقد صرح بِهِ الْمُؤلف بعد فِي رِوَايَته عَن أبي الْوَلِيد عَن إِسْحَاق بن سعيد حَدِيث أنس فِي ولد أم سليم هُوَ عبد الله بن أبي طَلْحَة كَمَا تقدم حَدِيث امْرَأَة رِفَاعَة تقدم تَسْمِيَتهَا فِي النِّكَاح وَفِي هَذَا فجَاء وَمَعَهُ ابْنَانِ لَهُ من غَيرهَا لم أعرف اسمهما وَلَا اسْم أمهما حَدِيث سعد رَأَيْت بشمال النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وبيمينه رجلَيْنِ وَفِي رِوَايَة مُسلم جِبْرِيل وَمِيكَائِيل عَلَيْهِمَا السَّلَام حَدِيث حُذَيْفَة فِي الدهْقَان لم يسم قَوْله وَقَالَ جرير عَن يزِيد جرير هُوَ بن عبد الحميد وَيزِيد هُوَ بن أبي زِيَاد وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ غَيْرُ هَذَا الْمَوْضِعِ حَدِيث عمر فِي المتظاهرين تقدم فِي الطَّلَاق قَوْله قَالَ إِسْحَاق حَدَّثتنِي امْرَأَة من أَهلِي أَنَّهَا رَأَتْهُ على أم خَالِد قَوْله وَقَالَ عَمْرو أخبرنَا شُعْبَة عَمْرو هَذَا هُوَ بن مَرْزُوق وروى عَن شُعْبَة عَمْرو بن حكام لَكِن لم يخرج عَنهُ المُصَنّف شَيْئا حَدِيث سهل بن سعد فِي الواهبة تقدم فِي النِّكَاح حَدِيث عَائِشَة هَلَكت قلادة لأسماء فَبعث فِي طلبَهَا رجَالًا الحَدِيث تقدم أَن رَأْسهمْ أسيد بن حضير حَدِيث بن عَبَّاس فِي المخنثين من الرِّجَال والمترجلات من النِّسَاء فَأَخْرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُلَانًا وَأخرج عمر فلَانا تقدم عِنْد الْمُؤلف أَن المخنث الَّذِي أخرجه النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هُوَ هيت وَقيل مَانع وَقيل إِنَّه بنُون مُشَدّدَة بعْدهَا هَاء تَأْنِيث وَأما الَّذِي أخرجه عمر فَهُوَ ماتع وَهُوَ بتاء مثناة فَوق وَقيل هدم وَوَقع فِي رِوَايَة أبي ذَر الْهَرَوِيّ فَأخْرج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فُلَانَة فَإِن كَانَ مَحْفُوظًا فَيكْشف عَن اسْمهَا وَفِي الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث وَاثِلَة نَحْو حَدِيث بن عَبَّاس وَفِيه أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخرج أَنْجَشَة وَهُوَ فِي فَوَائِد تَمام أَيْضا حَدِيث أم سَلمَة فَقَالَ مخنث لعبد الله أخي أم سَلمَة إِن فتح عَلَيْكُم الطَّائِف فَإِنِّي أدلك على بنت غيلَان تقدم أَن المخنث هيت وَأما الْمَرْأَة فَهِيَ بادنة بنت غيلَان وَعبد الله الْمَذْكُور هُوَ بن أبي أُميَّة قَوْلُهُ حَدَّثَنَا الْمَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ حَنْظَلَةَ عَن نَافِع قَالَ أَصْحَابنَا عَن مكي عَن بن عمر قلت تقدم التَّنْبِيه عَلَيْهِ فِي فصل التَّعْلِيق قَوْله قَالَ بعض أَصْحَابِي عَن مَالك يَعْنِي بن إِسْمَاعِيل وَقد بيّنت فِي فصل التَّعْلِيق من المُرَاد بقوله بعض أَصْحَابِي قَوْله حَدثنَا مُسلم هُوَ بن إِبْرَاهِيم حَدثنَا جرير هُوَ بن حَازِم لَا بن عبد الحميد فَإِنَّهُ لم يدْرك قَتَادَة قَوْله معَاذ بن هَانِئ حَدثنَا قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ أَوْ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ضخم الْقَدَمَيْنِ هَذَا الرجل يحْتَمل أَن يكون سعيد بن الْمسيب فقد رَوَاهُ بن سعد من حَدِيثه عَن أبي هُرَيْرَة وَقَتَادَة مكثر عَنهُ حَدِيث سهل بن سعد أَن رجلا اطلع من جُحر فِي دَار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تقدم أَنه الحكم بن أبي الْعَاصِ وَفِي السّنَن لأبي دَاوُد فِي بَاب كَيْفيَّة الاسْتِئْذَان من طَرِيق هزيل هُوَ بْنِ شُرَحْبِيلَ قَالَ جَاءَ سَعْدٌ فَوَقَفَ عَلَى بَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليستأذن فَقَامَ على الْبَاب مُسْتَقْبل الْبَاب فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَكَذَا(1/330)
عَنْك وَإِنَّمَا الاسْتِئْذَان من النّظر وَسعد هَذَا لم ينْسب عِنْد أبي دَاوُد وَنسب عِنْد الطَّبَرَانِيّ فَوَقع فِي رِوَايَته جَاءَ سعد بن عبَادَة وَأورد بن عَسَاكِر هَذَا الحَدِيث فِي الْأَطْرَاف فِي تَرْجَمَة سعد بن أبي وَقاص وَالله أعلم وهيب هُوَ بن خَالِد حَدثنَا هِشَام هُوَ بن عُرْوَة بن الزبير حَدِيث عَائِشَة أَن جَارِيَة من الْأَنْصَار تزوجت وَأَنَّهَا مَرضت فتمعط شعرهَا فأرادوا أَن يصلوها وَحَدِيث أَسمَاء بنت أبي بكر أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إِنِّي أنكحت ابْنَتي ثمَّ أَصَابَهَا شكوى فتمزق رَأسهَا وَزوجهَا يستحثني لم أعرف أَسمَاء الثَّلَاثَة وَفِي حَدِيث أَسمَاء مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن عَن أمه وَهِي صَفِيَّة بنت شيبَة وَأعَاد حَدِيث أَسمَاء وَهِي بنت أبي بكر من رِوَايَة بنت ابْنهَا فَاطِمَة بنت الْمُنْذر عَنْهَا بِلَفْظ أصابتها الحصبة حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَنه دخل دَارا بِالْمَدِينَةِ فَرَأى أَعْلَاهَا مصورا يصور الدَّار لمروان بن الحكم والمصور مَا عرفت اسْمه حَدِيث بن عَبَّاس فَحمل وَاحِدًا بَين يَدَيْهِ وَآخر خَلفه هما قثم وَالْفضل ابْنا الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب كَمَا عِنْد الْمُؤلف وَحصل عِنْده تردد فِي أَنَّهُمَا قدامه قَوْله وَقَالَ بَعضهم صَاحب الدَّابَّة أَحَق بصدرها قد ذكرت فِي فصل التَّعْلِيق أَنه مَرْفُوع من حَدِيث النُّعْمَان بن بشير وَغَيره حَدِيث أنس أَقبلنَا من خَيْبَر وَبَعْضُ نِسَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رديفه هِيَ صَفِيَّة بنت حييّ بن شهَاب عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ عَنْ عَمِّهِ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِنِيُّ كتاب الْأَدَب حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مِنْ أَحَقُّ النَّاسِ بِحُسْنِ صَحَابَتِي هُوَ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَيْدَةَ جَدِّ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ حَدِيث عبد الله بن عَمْرو قَالَ رجل أجاهد قَالَ لَك أَبَوَانِ قَالَ نعم قَالَ ففيهما فَجَاهد لم أعرف أَسْمَاءَهُم وَيحْتَمل أَن يُفَسر بجاهمة بن الْعَبَّاس حَدِيث بن عمر بَيْنَمَا ثَلَاثَة الحَدِيث فِي قصَّة الْغَار لم يسموا مَنْصُور هُوَ بن الْمُعْتَمِر عَن الْمسيب هُوَ بن رَافع حَدِيثَ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَتَتْنِي أُمِّي وَهِي راغبة اسْمهَا قيلة كَمَا تقدم حَدِيث بن عمر رأى عمر حلَّة سيراء فَأرْسل عمر بهَا إِلَى أَخٍ لَهُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ قَبْلَ أَن يسلم هُوَ أَخُوهُ لأمه عُثْمَان بن حَكِيم بن أُميَّة وَثَبت فِي رِوَايَة النَّسَائِيّ فكساها عمر أَخا لَهُ من أمه مُشْركًا والسياق الأول مَفْهُومه أَنه أسلم وَلم يذكروه فِي الصَّحَابَة ويوضح مَا قُلْنَاهُ أَن بن إِسْحَاق ذكر أَن حَكِيم بن أُميَّة أسلم قَدِيما بِمَكَّة وَقد قيل إِن فِي قَوْله أَخا لَهُ مجَازًا لِأَنَّهُ إِنَّمَا هُوَ أَخُو أَخِيه زيد بن الْخطاب أمهما أَسمَاء بنت وهب وَيحْتَمل أَن يكون أَخا عمر من الرضَاعَة حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ أَلا إِن آل أبي فلَان لَيْسُوا لي بأولياء إِنَّمَا وليي الله وَصَالح الْمُؤمنِينَ قَالَ أَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ المُرَاد آل أبي طَالب وَمعنى الحَدِيث أَنِّي لَا أخص قَرَابَتي وَلَا فصيلتي الأدنين دون الْمُؤمنِينَ وَقَالَ غَيره المُرَاد آل أبي الْعَاصِ بن أُميَّة قَوْله وَيُقَال أَيْضا عَن أبي الْيَمَان بيّنت قَائِله فِي فصل التَّعْلِيق حَدِيث أَنَسٍ أَخَذَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِبْرَاهِيم هُوَ ابْنه من مَارِيَة الْقبْطِيَّة حَدِيث بن عمر سَأَلَهُ رجل عَن دم البعوض لم أعرفهُ وَفِيه وَقد قتلوا بن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي الْحُسَيْنَ بن عَليّ حَدِيث عَائِشَة جَاءَتْنِي امْرَأَة وَمَعَهَا ابنتان لَهَا تَسْأَلنِي لم أعرف أسماءهن حَدِيث عَائِشَة جَاءَ أَعْرَابِي فَقَالَ أتقبلون الصّبيان يحْتَمل أَن يكون هُوَ الْأَقْرَع بن حَابِس سَمَّاهُ المُصَنّف فِي قصَّة قبل هَذِه وَوَقع مثل هَذِه لعيينة بن حصن وَفِي كتاب أبي الْفرج الْأَصْفَهَانِي بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ قَيْسَ بْنَ عَاصِمٍ دخل(1/331)
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ قِصَّةَ وفيهَا فَهَلْ إِلَّا أَنْ تُنْزَعَ الرَّحْمَةَ مِنْكَ فَهَذَا أشبه بِلَفْظ حَدِيث عَائِشَة وَيحْتَمل التَّعَدُّد حَدِيث عمر فَإِذا امْرَأَة من السَّبي تحلب ثدييها لم أعرف اسْمهَا وَلَا اسْم الصَّبِي حَدِيثَ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وضع صَبيا فِي حجره يحنكه فَبَال عَلَيْهِ تقدم فِي الطَّهَارَة احْتِمَال أَن يكون الْحُسَيْن بن عَليّ أَو بن الزبير رَضِي الله عَنْهُمَا حَدِيث أبي هُرَيْرَة بَيْنَمَا رجل يمشي بطرِيق فَاشْتَدَّ عَلَيْهِ الْعَطش تقدم حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاة وقمنا مَعَه فَقَالَ أَعْرَابِي اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي ومحمدا هُوَ الَّذِي بَال فِي الْمَسْجِد كَمَا تقدم وَتَقَدَّمَ فِي الطَّهَارَةِ أَنَّهُ ذُو الْخُوَيْصِرَةِ الْيَمَانِيُّ حَدِيث عَائِشَة أَن لي جارين لم يعينا حَدِيث أنس أَن أَعْرَابِيًا بَال فِي الْمَسْجِد تقدم حَدِيث دَخَلنَا على عبد الله بن عمر وَحين قدم مُعَاوِيَة الْكُوفَة كَانَ ذَلِك سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين حَدِيث أنس اسْتَأْذن رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بئس أَخُو الْعَشِيرَة قَالَ عبد الْغَنِيّ بن سعيد فِي المبهمات هُوَ مخرمَة بن نَوْفَل وَالِد الْمسور قلت وَكَذَا روينَاهُ فِي أمالي الْهَاشِمِي من طَرِيق أبي زيد الْمدنِي عَن عَائِشَة قَالَت جَاءَ مخرجة بن نَوْفَل وَالِد الْمسور فَذكره وَقيل عُيَيْنَة بن حصن الْفَزارِيّ قَوْله وَقَالَ أَبُو ذَر لِأَخِيهِ اسْمه أنيس حَدِيث سهل فِي الْبردَة المنسوجة تقدم فِي الْجَنَائِز مُوسَى بن عقبَة عَن نَافِع هُوَ مولى بن عمر حَدِيث سُلَيْمَان بن صرد استب رجلَانِ وَفِيه فَانْطَلق إِلَيْهِ الرجل فِيهِ ثَلَاثَة أبهموا لم أعرف أَسْمَاءَهُم حَدِيث عبَادَة بن الصَّامِت فِي لَيْلَة الْقدر فتلاحى فلَان وَفُلَان تقدم فِي الصّيام أَن بن دحْيَة زعم أَنَّهُمَا كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي حَدْرَد حَدِيث أبي ذَر كَانَ على غُلَامه برد فَقَالَ كَانَ بيني وَبَين رجل كَلَام وَكَانَت أمه أَعْجَمِيَّة الرجل هُوَ بِلَال الْمُؤَذّن وَأمه حمامة وَكَانَت نوبية وَغُلَام أبي ذَر لم أعرف اسْمه حَدِيث بن عَبَّاس فِي القبرين تقدم فِي الطَّهَارَة حَدِيث عَائِشَة اسْتَأْذن رجل فَقَالَ بئس أَخُو الْعَشِيرَة تقدم قَرِيبا قَوْله حَدثنَا أَحْمد بن يُونُس حَدثنَا بن أبي ذِئْب وَقَالَ فِي آخِرِهِ قَالَ أَحْمَدُ أَفْهَمَنِي رَجُلٌ إِسْنَادَهُ هَذَا الرجل هُوَ بن أخي بن أبي ذِئْب كَذَلِك ذكره أَبُو دَاوُد عَن أَحْمد بن يُونُس وَكَذَا أَخْرَجَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ عَنْ إِبْرَاهِيمُ بْنُ شَرِيكٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ يُونُسَ حَدِيث بن مَسْعُود قَسَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قسْمَة فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار تقدم أَنه معتب بن قُشَيْر حَدِيثَ أَبِي مُوسَى سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يثني على رجل وَحَدِيث أبي بكرَة فِي ذَلِك لم أَعْرفهُمَا حَدِيث عَائِشَة أَتَانِي رجلَانِ تقدم فِي الطِّبّ حَدِيث عَائِشَة مَا أَظن فلَانا وَفُلَانًا يعرفان من ديننَا شَيْئا لم أَعْرفهُمَا وَقد صرح اللَّيْث بِأَنَّهُمَا كَانَا من الْمُنَافِقين حَدِيث صَفْوَان بن مُحرز أَن رجلا سَأَلَ بن عمر لم يسم عَوْف بن الطُّفَيْل هُوَ بن عبد الله بن سَخْبَرَة حَدِيث بن عمر رأى عمر على رجل حلَّة من إستبرق هُوَ عُطَارِد بن حَاجِب التَّمِيمِي حَدِيث عَائِشَة فِي امْرَأَة رِفَاعَة تقدم فِي النِّكَاح وَفِي هَذِه الرِّوَايَة وبن سعيد بن الْعَاصِ هُوَ خَالِد كَمَا تقدم حَدِيث مُحَمَّد بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ وَهُوَ سَعْدُ بْنُ أبي وَقاص قَالَ اسْتَأْذَنَ عُمَرُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعِنْدَهُ نِسْوَةٌ مِنْ قُرَيْشٍ هُنَّ من أَزوَاجه كَمَا تقدم حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَتَى رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ هَلَكت تقدم فِي الصّيام حَدِيثَ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زار أهل بَيت من الْأَنْصَار هم آل أبي طَلْحَة فِي بَيت أم سليم كَمَا فِي رِوَايَةِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ وَيحْتَمل أَن يكون عتْبَان بن مَالك وَهُوَ الرَّاجِح قَوْله قَالَ إِبْرَاهِيم الْعرق المكتل هُوَ إِبْرَاهِيم بن سعد حَدِيث أنس فأدركه أَعْرَابِي فجبذه بردائه تقدم حَدِيث أنس أَن رجلا جَاءَ يَوْم الْجُمُعَة فَقَالَ قحط الْمَطَر تقدم فِي الاسْتِسْقَاء حَدِيث سَمُرَة أَتَانِي رجلَانِ تقدم فِي آخر الْجَنَائِز حَدِيث بن مَسْعُود فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار وَالله أَنَّهَا الْقِسْمَة الحَدِيث تقدم قَرِيبا حَدِيث عَائِشَة صَنَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَرخص فِيهِ فتنزه عَنهُ قوم ينظر فِيهِ عبد الله مولى أنس هُوَ(1/332)
بن عتبَة الْبَصْرِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن عبَادَة الوَاسِطِيّ حَدثنَا يزِيد هُوَ بن هَارُون وَفِيه فَتجوز رجل فصلى صَلَاة خَفِيفَة تقدم أَنه حزم بن أبي كَعْب حَدِيث أبي مَسْعُود أَتَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي أتأخر عَن الصَّلَاة تقدم فِي الصَّلَاة حَدِيث زيد بن خَالِد فِي السُّؤَال عَن اللّقطَة تقدم فِي الْبيُوع حَدِيث سُلَيْمَان بن صرد تقدم قَرِيبا حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم أوصني قَالَ لَا تغْضب هُوَ جَارِيَة بن قدامَة رَوَاهُ بن أبي شيبَة وَالْحَاكِم فِي الْمُسْتَدْرك من حَدِيثه وَوَقع مثل هَذَا السُّؤَال لأبي الدَّرْدَاء وَهُوَ فِي فَوَائِد بن خيرون وَالطَّبَرَانِيّ وَعبد الله بن عمر وَفِي فَوَائِد بن صَخْر وَكَذَا سُفْيَان بن عبد الله الثَّقَفِيّ عِنْد الطَّبَرَانِيّ وَكَذَا وَقع مثله لعُثْمَان بن أبي الْعَاصِ وَالله أعلم حَدِيث بن عمر مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يُعَاتب فِي الْحيَاء تقدم فِي الْإِيمَان حَدِيث أنس جَاءَت امْرَأَة تعرض نَفسهَا وَفِيه فَقَالَت ابْنَته هِيَ أمينة بنت أنس وَتقدم فِي النِّكَاح حَدِيث الْأَزْرَق بن قيس وَفينَا رجل لَهُ رأى تقدم فِي الصَّلَاة أَنه من الْخَوَارِج حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن أَعْرَابِيًا بَال فِي الْمَسْجِد هُوَ ذُو الْخوَيْصِرَة الْيَمَانِيّ حَدِيث عَائِشَة اسْتَأْذن رجل تقدم حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ فِي قصَّة أضياف أبي بكر تقدم فِي عَلَامَات النُّبُوَّة حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعَ فِي قِصَّةِ عَامِرِ بن الْأَكْوَع فِيهِ فَقَالَ رجل من الْقَوْم لعامر بن الْأَكْوَع هُوَ أسيد بن حضير وَفِيه فَقَالَ رجل من الْقَوْم وَجَبت هُوَ عمر بن الْخطاب كَمَا فِي مُسلم وَفِيه فَقَالَ رجل أَو تهريقها ونغسلها يحْتَمل أَن يكون هُوَ عمر أَيْضا وَفِيه من قَالَه قَالَ فلَان وَفُلَان وَفُلَان وَأسيد بن حضير لم أَقف على تَسْمِيَة البَاقِينَ حَدِيث أَنَسٍ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بَعْضِ نِسَائِهِ ومعهن أم سليم فَقَالَ وَيحك يَا أَنْجَشَة هُوَ الْحَادِي وَكَانَ عبدا أسود والمبهمة فِيهِ عَائِشَة وَحَفْصَة فِيمَا قيل حَدِيث إِن أَخا لكم لَا يَقُول الرَّفَث يَعْنِي بذلك بن رَوَاحَة هُوَ عبد الله حَدِيثَ عَائِشَةَ فِي قِصَّةِ أَفْلَحَ أَخِي أَبِي القعيس لم أعرف اسْم الْمَرْأَة كَمَا تقدم حَدِيث أم هَانِئ فِي الَّذِي أجارته فلَان بن هُبَيْرَة تقدم مَا فِيهِ فِي أَوَائِل الصَّلَاة حَدِيث أنس وَأبي هُرَيْرَة فِي الَّذِي يَسُوق الْبَدنَة لم يسم حَدِيث أبي هُرَيْرَة أثنى رجل على رجل لم أَعْرفهُمَا حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي الَّذِي جَامع فِي رَمَضَان تقدم فِي الصَّوْم حَدِيث أبي سعيد فِي الْخَوَارِج آيَتهم رجل تقدم ذكر المجدح واسْمه نَافِع أَن أَعْرَابِيًا قَالَ أَخْبرنِي عَن الْهِجْرَة تقدم فِي الْإِيمَان حَدِيث أنس أَن رجلا من أهل الْبَادِيَة قَالَ مَتى السَّاعَة لم أعرف اسْمه لَكِن تقدم أَن فِي الدَّارَقُطْنِيّ مَا يدل على أَنه ذُو الْخوَيْصِرَة الْيَمَانِيّ وَفِي الحَدِيث فَمن غُلَام للْمُغِيرَة هُوَ بن شُعْبَة وَكَانَ من أقراني هَذَا الْغُلَام اسْمه سعد وَهُوَ دوسي كَذَا فِي النَّسَائِيّ وَلمُسلم فَمر غُلَام من الْأَنْصَار اسْمه مُحَمَّد فَيحمل على التَّعَدُّد حَدِيث بن مَسْعُود جَاءَ رجل فَقَالَ يَا رَسُول الله كَيفَ تَقول فِي رجل أحب قوما الحَدِيث هُوَ أَبُو ذَر رَوَاهُ أَحْمد بن حَنْبَل من حَدِيثه وَأَبُو مُوسَى كَمَا تقدم فِي مَنَاقِب عمر حَدِيثُ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَتَى السَّاعَة قيل هُوَ أَبُو مُوسَى أَو أَبُو ذَر وَفِيه نظر لمجيئه من الطَّرِيق السَّابِقَة بِلَفْظ أَن رجلا من أهل الْبَادِيَة وَقد تقدم قَرِيبا أَنه ذُو الْخوَيْصِرَة وَيحْتَمل أَن يكون الَّذِي من الْبَادِيَة سَأَلَ أَولا ثمَّ سَأَلَ أَبُو ذَر أَو أَبُو مُوسَى حَدِيث بن عَبَّاس قدم وَفد عبد الْقَيْس تقدم فِي الْإِيمَان حَدِيث جَابر ولد لرجل منا غُلَام لم أعرف الرجل حَدِيث سهل بن سعد أَتَى بالمنذر بن أبي أسيد حِين ولد فَقَالَ مَا اسْمه قَالَ فلَان قَالَ بل هُوَ الْمُنْذر ينظر فِيهِ حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن زَيْنَب كَانَ اسْمهَا برة فسماها النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم زَيْنَب هِيَ زَيْنَب بنت أم سَلمَة رَوَاهُ بن مرْدَوَيْه فِي تَفْسِير الحجرات من طريقها(1/333)
وَقيل إِن ذَلِك وَقع أَيْضا لِزَيْنَب بنت جحش ولميمونة بنت الْحَارِث ولجويرية بنت الْحَارِث أُمَّهَات الْمُؤمنِينَ سعيد بن الْمسيب عَن أَبِيه عَن جده هُوَ حزن بن أبي وهب المَخْزُومِي حَدِيث صَفِيَّة فِي قصَّة الِاعْتِكَاف مر بهما رجلَانِ من الْأَنْصَار لم يسميا حَدِيث أنس عطس عِنْد النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلَانِ الحَدِيث الَّذِي لم يحمد فَلم يشمته هُوَ عَامر بن الطُّفَيْل وَالَّذِي حمد فشمته بن أَخِيه كَذَا أخرج الطَّبَرَانِيّ من حَدِيث سهل بن سعد كتاب الاسْتِئْذَان حَدِيث بن عَبَّاس وَأَقْبَلت امْرَأَة من خثعم تستفتي فَقَالَت أَن فَرِيضَة الله فِي الْحَج أدْركْت أبي شَيخا كَبِيرا تقدم فِي الْحَج بن جريج أخبرنَا زِيَاد هُوَ بن سعد أَنه سمع ثَابتا مولى بن زيد هُوَ بن عِيَاض الْأَعْرَج مولى عمر بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ حَدِيث عبد الله بن عَمْرو أَن رجلا سَأَلَ أَي الْإِسْلَام خير تقدم فِي الْإِيمَان أَنه الحكم بن أبي الْعَاصِ حَدِيث أنس فِي الْبناء بِزَيْنَب بنت جحش وَبَقِي مِنْهُم رَهْط تقدم فِي النِّكَاح وَفِي تَفْسِير الْأَحْزَاب حَدِيث سهل بن سعد وَحَدِيث أنس بِمَعْنَاهُ اطلع رجل من جُحر تقدم أَنه الحكم بن أبي الْعَاصِ حَدِيث سهل بن سعد كَانَت لنا عَجُوز تقدم فِي الْجُمُعَة حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي قِصَّةِ الْمُسِيءِ صَلَاتَهُ هُوَ خَلاد كَمَا تقدم حَدِيث عَليّ رَضِي الله عَنهُ فِي رَوْضَة خَاخ فَإِن بهَا امْرَأَة من الْمُشْركين تقدم فِي الْمَغَازِي وَأَن اسْمهَا سارة حَدِيث أبي سُفْيَان فِي قصَّة هِرقل تقدم فِي بَدْء الْوَحْي حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي قِصَّةِ الرَّجُلِ الَّذِي أسلف تقدم فِي الْبيُوع قَوْله أفهمني بعض أَصْحَابِي عَن أبي الْوَلِيد بَينته فِي فصل التَّعْلِيق حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود فَقَالَ رجل من الْأَنْصَار أَن هَذِه لقسيمة تقدم فِي الْجِهَاد حَدِيثَ أَنَسٍ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ وَرَجُلٌ يُنَاجِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقَدَّمَ فِي صَلَاة الْجَمَاعَة حَدِيث سُفْيَان عَن عَمْرو هُوَ بن دِينَار قَالَ قَالَ بن عمر فَذكر الحَدِيث قَالَ سُفْيَان فَذَكرته لبَعض أَهله فَقَالَ وَالله لقد بني بَيْتا ينظر فِيهِ حَدثنَا أَبُو نعيم حَدثنَا إِسْحَاق عَن سعيد هوإسحق بْنُ سَعِيدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بن أُميَّة وَسَعِيد شَيْخه أَبوهُ الْمَذْكُور كتاب الدَّعْوَات عبد الْوَارِث حَدثنَا الْحُسَيْن هُوَ الْمعلم حَدِيث الْحَارِث بن سُوَيْد حَدثنَا عبد الله هُوَ بن مَسْعُود حَدِيثَيْنِ أَحَدَهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَالْآخر عَن نَفسه قد فسر مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وبن الْمُبَارك فِي الزّهْد أَن الحَدِيث الأول هُوَ الْمَوْقُوف وَالثَّانِي الْمَرْفُوع حَدِيثَ الْبَرَاءِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْصَى رجلا هُوَ الْبَراء رَاوِي الحَدِيث كَمَا عِنْد الْمُؤلف من طَرِيق أُخْرَى فِي الْبَاب الَّذِي قبله وَوَقع ذَلِك لأسيد بن حضير رَوَاهُ الْخَطِيب من حَدِيثه قَوْله الْعَلَاء بن الْمسيب حَدثنِي أبي هُوَ بن رَافع حَدِيث كريب عَن بن عَبَّاسٍ فِي دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِاللَّيْلِ قَالَ كريب وَسبع فِي التابوت فَلَقِيت رجلا من ولد الْعَبَّاس فَحَدثني بِهن هُوَ دَاوُدَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَغَيره من جِهَته وَالْقَائِل فَلَقِيت هُوَ سَلمَة بن كهيل الرَّاوِي لَهُ عَن كريب لَا كريب وَقيل هُوَ كريب وَالَّذِي لقِيه هُوَ عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس قَوْلُهُ وَعَنْ شُعْبَةَ عَنْ خَالِدٍ هُوَ الْحَذَّاءُ قَوْله وَقَالَ يحيى وَبشر عَن عبيد الله يحيى هُوَ بن(1/334)
سعيد الْقطَّان وَبشر هُوَ بن الْمفضل وشيخهما عبيد الله هُوَ بن عمر بن حَفْص بن عَاصِم حَدِيث يزِيد بن زُرَيْع حَدثنَا حُسَيْن هُوَ الْمعلم كَمَا تقدم اللَّيْث وَعَمْرو بن الْحَارِث عَن يزِيد هُوَ بن أبي حبيب حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالُوا يَا رَسُول الله ذهب أهل الدُّثُور بِالْأُجُورِ تقدم فِي أَوَاخِر صفة الصَّلَاة أَن قَائِل ذَلِك فُقَرَاء الْمُهَاجِرين وَسمي مِنْهُم فِي رِوَايَة النَّسَائِيّ فِي الْيَوْم وَاللَّيْلَة أَبُو الدَّرْدَاء أخرجه من طَرِيق أبي عمر الضَّبِّيّ وَأبي صَالح كِلَاهُمَا عَن أبي الدَّرْدَاء قَالَ قلت يَا رَسُول الله وَسمي مِنْهُم أَيْضا أَبُو ذَر أخرجه أَبُو دَاوُد وَالطَّبَرَانِيِّ فِي الْأَوْسَطِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أبي هُرَيْرَة وَأخرجه أَحْمد وبن خُزَيْمَة وبن ماجة من حَدِيث أبي ذَر نَفسه حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعَ فِي قِصَّةِ عَامِرِ بن الْأَكْوَع تقدم فِي الْمَغَازِي أَن الرجل الْمُبْهم هُوَ عمر حَدِيثُ عَائِشَةَ سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا يقْرَأ فِي الْمَسْجِد تقدم أَنه عبد الله بن زيد الْأنْصَارِيّ حَدِيث عبد الله قَسَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَسْمًا فَقَالَ رجل تقدم أَنه معتب بن قُشَيْر قَوْله وَقَالَ أَبُو مُوسَى ولد لي غُلَام هُوَ إِبْرَاهِيم كَمَا عِنْد المُصَنّف فِي الْأَدَب هَارُون الْمُقْرِئ هُوَ بن مُوسَى النَّحْوِيّ حَدِيث أنس فِي الاسْتِسْقَاء فَقَامَ رجل تقدم فِي الصَّلَاة حَدِيث أنس قَالَت أُمِّي هِيَ أم سليم بنت ملْحَان حَدِيث السَّائِب بن يزِيد ذهبت بِي خَالَتِي تقدم أَنَّهَا لم تسم حَدِيث عَائِشَة فَأتى بصبي قبال تقدم الدَّرَاورْدِي وبن أبي حَازِم عَن يزِيد هُوَ بْنِ أُسَامَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادِ بْنِ الْهَاد اللَّيْثِيّ حَدِيث أنس فَإِذا رجل يدعى لغير أَبِيه فَقَالَ من أبي قَالَ حذافة هُوَ عبد الله السَّهْمِي حَدِيث عَائِشَة دخلت على عجوزان من عجز يهود لم تسميا حَدِيث سعد هُوَ بن أبي وَقاص وَلَا يَرِثنِي إِلَّا ابْنة لي هِيَ أم الحكم الْكُبْرَى كَمَا تقدم حَدِيث هِشَام هُوَ بن عُرْوَة عَن أَبِيه عَن خَالَته هِيَ عَائِشَة حَدِيث أنس تزوج عبد الرَّحْمَن بن عَوْف امْرَأَة تقدم تَسْمِيَتهَا فِي الْبيُوع حَدِيث جَابر فِي بَنَاته وأخواته تقدم أَنَّهُنَّ لم يسمين وَزَوجته تقدم أَنَّهَا سهيلة بنت مَسْعُود حَدِيث عَائِشَة جَاءَنِي رجلَانِ تقدم أَنَّهُمَا ملكان حَدِيث أبي إِسْحَاق هُوَ السبيعِي عَن بن أبي مُوسَى هُوَ أَبُو بردة وهيب هُوَ بن خَالِد عَن دَاوُد هُوَ بن أبي هِنْد عَن عَامر هُوَ الشّعبِيّ وَالربيع هُوَ بن خثيم وَإِسْمَاعِيل هُوَ بن أبي خَالِد وهلال هُوَ بن يسَاف حَدِيث أبي مُوسَى فَلَمَّا علا رجل نَادَى لم يسم الرجل وأظن أَنه أَبُو مُوسَى الرَّاوِي حَدِيث شَقِيق هُوَ أَبُو وَائِل كُنَّا نَنْتَظِر عبد الله يَعْنِي بن مَسْعُود إِذْ جَاءَ يزِيد بن مُعَاوِيَة فَقُلْنَا أَلا تجْلِس هُوَ يزِيد بن مُعَاوِيَة الْعَبْسِي بِالْبَاء الْمُوَحدَة أَو النَّخعِيّ الْكُوفِي وَلم يدْرك يزِيد بن مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان عبد الله بن مَسْعُود كتاب الرقَاق حَدِيث عَمْرُو بْنُ عَوْفٍ حَلِيفُ بَنِي عَامِرِ بْنِ لؤَي البدري وَلَيْسَ هُوَ الْمُزنِيّ فَقدم أَبُو عُبَيْدَة بِمَال من الْبَحْرين تقدم أَن المَال كَانَ مائَة ألف حَدِيث أبي سعيد أَن أَكثر مَا أَخَاف عَلَيْكُم مَا يخرج لكم من زهرَة الدُّنْيَا فَقَالَ رجل هَل يَأْتِي الْخَيْر بِالشَّرِّ تقدم فِي الزَّكَاة حَدِيث بن سعد مَرَّ رَجُلٌ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِرَجُلٍ عِنْدَهُ جَالِسٌ مَا رَأْيُكَ فِي هَذَا وَفِيه ثمَّ مر رجل آخر فَقَالَ مَا رَأْيك فِي هَذَا فِيهِ ثَلَاثَة الْمَسْئُول والماران أما الْمَسْئُول فَهُوَ أَبُو ذَر الْغِفَارِيّ رَوَاهُ بن حبَان فِي صَحِيحه من طَرِيقه والماران لم يسميا لَكِن فِي مُسْند الرَّوْيَانِيّ مَا يشْعر بِأَن الْفَقِير الْمَار هُوَ جعيل الضَّبِّيّ(1/335)
حَدِيث مُجَاهِد عَن أبي هُرَيْرَة أَنه كَانَ يَقُول الله الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِنْ كُنْتُ لَأَعْتَمِدُ بكبدي على الأَرْض من الْجُوع وَفِيه من أَيْن هَذَا اللَّبن قَالُوا أهداه لَك فلَان أَو فُلَانَة لم يسم وَفِيه الْحق أهل الصّفة فادعهم تقدم أَنهم سَبْعُونَ نفسا وَأَن الْحَاكِم فِي الإكليل والسلمي وبن أَعْرَابِي وَأَبا نعيم فِي الْحِلْية عنوا بسرد أسمائهم حَدِيث قَتَادَة كُنَّا نأتي أنسا وخبازة قَائِم لم يسم قَوْله حَدثنَا عَليّ بن مُسلم حَدثنَا هشيم أخبرنَا غير وَاحِد مِنْهُم مُغيرَة وَفُلَان وَرجل ثَالِث قلت المُرَاد بفلان مجَالد بن سعيد أخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ من طَرِيقه وَالثَّالِث زَكَرِيَّا بْنَ أَبِي زَائِدَةَ أَوْ إِسْمَاعِيلَ بْنَ أبي خَالِد وَقد أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بن رَاشد عَن هشيم عَن الْأَرْبَعَة عَن الشّعبِيّ بِهِ حَدِيث حُذَيْفَة وَأبي سعيد كَانَ رجل مِمَّن كَانَ قبلكُمْ يسيء الظَّن بِعَمَلِهِ فَقَالَ لأَهله إِذا مت فأحرقوني قيل إِن هَذَا الرجل اسْمه جُهَيْنَة وَذَلِكَ أَن فِي صَحِيح أبي عوَانَة عَن أبي بكر أَن هَذَا الرجل هُوَ آخر أهل النَّار خُرُوجًا مِنْهَا وَفِي الرِّوَايَة عَن مَالك للخطيب من رِوَايَة بن عمر آخِرَ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ مِنْ جُهَيْنَةَ يَقُول أهل الْجنَّة عِنْد جُهَيْنَة الْخَبَر الْيَقِين حَدِيث أبي هُرَيْرَة أصدق بَيت قَالَه الشَّاعِر هُوَ لبيد بن ربيعَة كَمَا عِنْده فِي مَوضِع آخر مهْدي هُوَ بن مَيْمُون عَن غيلَان هُوَ بن جرير حَدِيث سهل بن سعد نظر إِلَى رجل يُقَاتل فِي الْمُشْركين هُوَ قزمان كَمَا تقدم فِي الْجِهَاد حَدِيث أبي سعيد جَاءَ أَعْرَابِي فَقَالَ أَي النَّاس خير لم يسم حَدِيث أنس كَانَت العضباء لَا تسبق فجَاء أَعْرَابِي على قعُود لم يسم حَدِيث قَتَادَة عَن زُرَارَة هُوَ بن أبي أوفى عَن سعيد هُوَ بن هِشَام بن عَامر الْأنْصَارِيّ حَدِيث أبي هُرَيْرَة استب رجلَانِ رجل من الْيَهُود وَرجل من الْمُسلمين تقدم أَن الْيَهُودِيّ فنحَاص فِيمَا قيل وَأَن الْمُسلم أَبُو بكر أَو عمر وَفِي رِوَايَة فِي الصَّحِيح أَنه من الْأَنْصَار فَيحمل على التَّعَدُّد حَدِيث أبي سعيد أَتَى رجل من الْيَهُود فَقَالَ أَلا خبرك بِنزل أهل الْجنَّة لم يسم حَدِيث أنس أَن رجلا قَالَ يَا نَبِي الله كَيفَ يحْشر الْكَافِر على وَجهه لم يسم قَوْلُهُ قَالَ سَهْلٌ أَوْ غَيْرُهُ لَيْسَ فِيهَا معلم لأحد مَا أَدْرِي من عني أَبُو حَازِم بقوله أَو غَيره حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ الْأُوَيْسِيُّ حَدثنِي سُلَيْمَان هُوَ بن بِلَال حَدِيث بن عَبَّاس فِي قصَّة عكاشة ثمَّ قَامَ رجل آخر تقدم حَدِيث أنس أُصِيب حَارِثَة يَوْم بدر هُوَ حَارِثَة بن سراقَة وَأمه الرّبيع بنت النَّضر عمَّة أنس حَدثنَا إِبْرَاهِيم هُوَ النَّخعِيّ عَن عُبَيْدَة بِفَتْح الْعين هُوَ بن عَمْرو السَّلمَانِي عَن عبد الله هُوَ بن مَسْعُود إِنِّي لأعْلم آخر أهل النَّار تقدم أَن اسْمه جُهَيْنَة حَدِيث معيد بن خَالِد عَن حَارِثَة هُوَ بن وهب الْخُزَاعِيّ وَفِيه فَقَالَ الْمُسْتَوْرد بن شَدَّاد الفِهري كتاب الْقدر حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُعْرَفُ أَهْلُ الْجنَّة من أهل النَّار قلت هُوَ عمرَان الرَّاوِي بَينه مُسَدّد فِي مُسْنده وَهُوَ عِنْد المُصَنّف فِي مَوضِع آخر فِي التَّفْسِير حَدِيث أُسَامَة هُوَ بن زيد كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَسُول إِحْدَى بَنَاته أَن ابْنهَا يجود بِنَفسِهِ تقدم الْكَلَام على تَسْمِيَة الابْن وَالْبِنْت فِي الْجَنَائِز وَأما الرَّسُول فَلم يسم حَدِيث أبي سعيد جَاءَ رجل من الْأَنْصَار فَقَالَ إِنَّا نصيب سبيا الحَدِيث فِي الْعَزْل هُوَ أَبُو صرمة بن قيس وَفِي الْمَغَازِي للْمُصَنف عَن أبي سعيد قَالَ سَأَلنَا وَلابْن مَنْدَه فِي الْمعرفَة من طَرِيق مجدي بن عَمْرو الضمرِي أَنه قَالَ غَزَوْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَزْوَةُ الْمُريْسِيع فأصبنا سبيا حَدِيث عَليّ مَا مِنْكُم من أحد إِلَّا قد كتب مَقْعَده فَقَالَ رجل تقدم فِي التَّفْسِير أَن سراقَة سَأَلَ عَن ذَلِك وَصَاحب الْجِنَازَة مَا عَرفته وَقيل إِن السَّائِل عَن ذَلِك هُوَ عَليّ الرَّاوِي وَفِي مُسْند أبي(1/336)
بكر من مُسْند أَحْمد أَن أَبَا بكر سَأَلَ عَن ذَلِك وَفِي مُسْند عمر لأبي بكر الْمروزِي وَالْبَزَّار أَن عمر أَيْضا سَأَلَ عَن ذَلِك وَوَقع مثل ذَلِك لذِي اللِّحْيَة الْكلابِي واسْمه شُرَيْح بن عَامر أخرجه عبيد الله بن أَحْمد فِي زيادات الْمسند وَالْحسن بن سُفْيَان وبن أبي خَيْثَمَة وَالطَّبَرَانِيّ كلهم من حَدِيثه حَدِيث أبي هُرَيْرَة شَهِدنَا خَيْبَر فَقَالَ رجل مِمَّن يَدعِي الْإِسْلَام هَذَا من أهل النَّار وَحَدِيث سهل بن سعد نَحوه هُوَ قزمان كَمَا تقدم وَالَّذِي تبعه أكتم بن أبي الجون الْخُزَاعِيّ قَوْله وَقَالَ بن جريج أَخْبرنِي عَبدة هُوَ بن أبي لبَابَة كتاب الْأَيْمَان وَالنُّذُور وَالْكَفَّارَات حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ فِي قصَّة المتخاصمين والعسيف الَّذِي زنى بِالْمَرْأَةِ لم يسم وَاحِد مِنْهُم حَدِيث أبي حميد السَّاعِدِيّ اسْتعْمل عَاملا هُوَ عبد الله بن اللتبية حَدِيث أبي سعيد إِنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هُوَ الله أحد السَّامع هُوَ أَبُو سعيد نَفسه والقارئ هُوَ قَتَادَة بن النُّعْمَان كَمَا تقدم فِي فَضَائِل الْقُرْآن حَدِيث أبي مُوسَى فِي أكل الدَّجَاج لم أعرف اسْم الرجل الْأَحْمَر الَّذِي من تيم الله وَقد قيل إِنَّه زَهْدَم رَاوِي الحَدِيث حَدِيث أُسَامَة فِي قصَّة موت بن بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَقَدَّمَ قَرِيبا وَفِيه فَقَالَ سعد هُوَ بن عبَادَة حَدِيث عبد الله سُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ النَّاسِ خير فَقَالَ قَرْني لم يسم السَّائِل حَدِيث عبد الله بن عَمْرو فِي قصَّة السَّائِل عَن التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير فِي الْحَج وَأبْهم الْمَسْئُول عَنهُ هُنَا تقدم فِي الْعلم وَحَدِيث بن عَبَّاس فِي ذَلِك كَذَلِك حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي المسىء صلَاته تقدم أَنه خَلاد حَدِيث الْأَشْعَث نزلت فِي صَاحب لي هُوَ الجفشيش كَمَا تقدم لَهُم حَدِيث الْبَراء بن عَازِب وَكَانَ عِنْدهم ضيف فَأمر أَهله أَن يذبحوا الحَدِيث كَذَا وَقع هُنَا وَالصَّوَاب أَن الْبَراء روى ذَلِك عَن أبي بردة بن نيار خَاله والضيف لم يسم حَدِيث سهل بن سعد فِي عرس أبي أسيد زَوجته هِيَ أم أسيد حَدِيث سعد بن عبَادَة أَنه استفتى فِي نذر كَانَ على أمه تقدم أَنَّهَا عمْرَة بنت مَسْعُود حَدِيث بن عَبَّاس قَالَ أَتَى رجل فَقَالَ إِن أُخْتِي نذرت هُوَ عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ وَاسم أُخْته أم حبال كَمَا تقدم حَدِيث أنس إِن الله لَغَنِيّ عَن تَعْذِيب هَذَا نَفسه تقدم أَنه أَبُو إِسْرَائِيل فِيمَا قيل حَدِيث بن عَبَّاس مر بِإِنْسَان يَقُود إنْسَانا لم يسميا وَتقدم فِي الْحَج أَنه يحْتَمل أَن يكون هُوَ بشر وَالِد خَليفَة حَدِيث بن عمر سَأَلَهُ رجل فَقَالَ أَنِّي نذرت أَن أَصوم لم يسم وَفِي الْأَوْسَط للطبراني أَن كَرِيمَة بنت سِيرِين سَأَلت بن عمر عَن ذَلِك حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي الَّذِي وَقَعَ عَلَى امْرَأَتِهِ فِي رَمَضَانَ تقدم أَنه قيل أَنه سَلمَة بن صَخْر البياضي حَدِيث جَابر دبر رجل من الْأَنْصَار غُلَاما تقدم أَن السَّيِّد أَبُو مَذْكُور والغلام يَعْقُوب القبطي حَدِيث زَهْدَم فِي قصَّة رجل أَحْمَر شَبيه بِالْمَوَالِي تقدم قَرِيبا قَوْله وَهِشَام وَالربيع هُوَ بن صبيح وَالله أعلم كتاب الْفَرَائِض حَدِيث سعد بن أبي وَقاص وَلَيْسَ يَرِثنِي إِلَّا ابْنة لي هِيَ أم الحكم الْكُبْرَى حَدِيث هزيل بن شُرَحْبِيل سُئِلَ أَبُو مُوسَى لم يسم السَّائِل حَدِيث أبي هُرَيْرَة قضي فِي جَنِين امْرَأَة من بني لحيان فِيهِ عدَّة مِمَّن أبهم وَقد تقدم تَسْمِيَة بَعضهم فِي المرضى والطب وللبيهقي من حَدِيث أبي الْمليح عَن أَبِيه أَن الْمَرْأَة الْأُخْرَى من بني مُعَاوِيَة أَخَوَات جَابر تقدم أَنَّهُنَّ لم يسمين وَزيد الْمَذْكُور فِي هَذِه الْأَبْوَاب هُوَ بن ثَابت الْأنْصَارِيّ قَوْله قلت لأبي أُسَامَة حَدثكُمْ ادريس هُوَ بن يزِيد الأودي عَن طَلْحَة هُوَ بن مصرف حَدِيث بن عمر فِي اللّعان تقدم فِي التَّفْسِير حَدِيث بن وليدة زَمعَة(1/337)
تقدم أَنه عبد الرَّحْمَن وَأَن الوليدة لم تسم قَول بَرِيرَة لَوْ أُعْطِيتُ كَذَا وَكَذَا مَا كُنْتُ مَعَهُ وَفِي رِوَايَة أُخْرَى فَخَيرهَا من زَوجهَا اسْم زَوجهَا مغيث حَدِيث أنس بن أُخْت الْقَوْم مِنْهُم هُوَ النُّعْمَان بن مقرن رَوَاهُ أَحْمد بن منيع وَهَذَا قَالَه فِي حَقه للْأَنْصَار وَوَقع مثل ذَلِك لقريش فِي حق عتبَة بن غَزوَان رَوَاهُ الْحَاكِم وَقَالَهُ أَيْضا لوفد عبد الْقَيْس فِي حق مشمرخ الْعَبْدي رَوَاهُ بن السكن فِي الصَّحَابَة لَهُ وَقَالَهُ لبني عبد الْمطلب فِي حق جُبَير بن مطعم أخرجه بن عَسَاكِر فِي تَرْجَمته وَقَوله مولى الْقَوْم مِنْهُم عني بِهِ رشيد الْفَارِسِي رَوَاهُ بن سعد حَدِيث أبي هُرَيْرَة كَانَت امْرَأَتَانِ ومعهما إبناهما لم يسموا كتاب الْحُدُود حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُل قد شرب فَقَالَ اضْرِبُوهُ هُوَ النعيمان وَقَوله وَقَالَ بعض الْقَوْم أخزاك الله هُوَ عمر بن الْخطاب رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ ويفسر بِهِ الْقَائِل فِي حَدِيث عمر فِي قصَّة عبد الله الملقب حمارا حَدِيث عَائِشَة رَضِي الله عَنْهَا أَن أُسَامَة كَلَّمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي امْرَأَة هِيَ فَاطِمَة بنت أبي الْأسد وَهِي الْمَذْكُورَة بعد فِي حَدِيث عَائِشَة أَن قُريْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْن الْمَرْأَة المخزومية الَّتِي سرقت وَهِي المُرَاد بقول عَائِشَة بعد أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَطَعَ يَد امْرَأَة فَكَانَت تَأتي بعد ذَلِك حَدِيث أنس فِي العرنيين تقدم فِي الطَّهَارَة حَدِيث عَليّ حِين رجم الْمَرْأَة هِيَ شراحة الهمدانية حَدِيث جَابر أَن رجلا من أسلم هُوَ مَاعِز حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَتَى رجل فَقَالَ إِنِّي زَنَيْت فَأَعْرض عَنهُ هُوَ مَاعِز وَالْمَرْأَة فَاطِمَة فتاة هزال وَقيل منيرة وَفِي طَبَقَات بن سعد مهيرة وَالَّذِي رجمه لما هرب فَقتله عبد الله بن أنيس وَحكى الْحَاكِم عَن بن جريج أَنه عَمْرو كَانَ أَبُو بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ رَأس الَّذين رَجَمُوهُ ذكره بن سعد وَقَول الزُّهْرِيّ أَخْبرنِي من سمع جَابِرا هُوَ أَبُو سَلمَة بن عبد الرَّحْمَن حَدِيث بن عمر فِي قصَّة الْيَهُودِيين الزَّانِيَيْنِ تقدم أَن الْيَهُودِيَّة بسرة ذكر ذَلِك بن الْعَرَبِيّ فِي أَحْكَام الْقُرْآن واليهودي لم يسم وَقد كرر فِي هَذَا الْفَصْل وَقَوله فَوضع أحدهم هُوَ عبد الله بن صوريا قَوْله وَلم يُعَاقب الَّذِي جَامع فِي رَمَضَان هُوَ سَلمَة بن صَخْر إِن ثَبت ذَلِك كَمَا تقدم فِي الصّيام قَوْله وَلم يُعَاقب عمر صَاحب الظبي هُوَ قبيصَة بن جَابر رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق فِي مُصَنفه حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَعَائِشَة فِي قصَّة الَّذِي جَامع فِي رَمَضَان تقدم قَرِيبا حَدِيث أنس فجَاء رجل فَقَالَ أَنِّي أصبت حدا تقدم فِي الصَّلَاة أَنه أَبُو الْيُسْر بن عَمْرو واسْمه كَعْب حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ فِي قصَّة العسيف تقدم أَن من أبهم فِيهِ لم يسم وَقد كرر فِي هَذَا الْفَصْل حَدِيث بن عَبَّاس عَن عمر فِي قصَّة السَّقِيفَة فِيهِ فَقَالَ عبد الرَّحْمَن بن عَوْف لَو رَأَيْت رجلا أَتَى أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَ يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ هَل لَك فِي فلَان يَقُول لَو قد مَاتَ عمر لقد بَايَعت فلَانا فِي مُسْند الْبَزَّار والجعديات بِإِسْنَاد ضَعِيف أَن المُرَاد بِالَّذِي يُبَايع لَهُ طَلْحَة بن عبيد الله وَلم يسم الْقَائِل وَلَا النَّاقِل ثمَّ وجدته فِي الْأَنْسَاب للبلاذري بِإِسْنَاد قوي مِنْ رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيّ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُور فِي الأَصْل وَلَفظه قَالَ عمر بَلغنِي أَن الزبير قَالَ لَو قد مَاتَ عمر بَايعنَا عليا الحَدِيث فَهَذَا أصح وَفِيه فَلَمَّا دنونا مِنْهُم لَقينَا رجلَانِ صالحان هما عويم بن سَاعِدَة ومعن بن عدي سماهما المُصَنّف فِي غَزْوَة بدر وَكَذَا رَوَاهُ الْبَزَّار فِي مُسْند عمر وَفِيه رد على من زعم أَن عويم بن سَاعِدَة مَاتَ فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِيه تشهد خطيبهم قيل هُوَ ثَابت بن قيس بن شماس وَفِيه فَقَالَ قَائِل الْأَنْصَار هُوَ الْحباب بن الْمُنْذر رَوَاهُ مَالك وَغَيره وَأما الْقَائِل قتلتم سَعْدا فَلم أعرفهُ حَدِيث(1/338)
بن عَبَّاس وَأخرج فلَانا وَأخرج عمر فلَانا تقدم فِي اللبَاس حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَزَيْدِ بْنِ خَالِدٍ فِي قصَّة العسيف تقدم قَرِيبا حَدِيث أبي هُرَيْرَة جَاءَ أَعْرَابِي فَقَالَ إِن امْرَأَتي ولدت غُلَاما أسود تقدم فِي اللّعان حَدِيث عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جَابِرٍ عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ أَبُو بردة بن نيار حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي النَّهْيِ عَنِ الْوِصَالِ فَقَالَ إِنَّك تواصل لم يسم حَدِيث سهل بن سعد وبن عَبَّاس فِي المتلاعنين تقدم فِي النِّكَاح كتاب الدِّيات حَدِيث عبد الله هُوَ بن مَسْعُود قَالَ رجل يَا رَسُول الله أَي الذَّنب أعظم هُوَ بن مَسْعُود رَاوِي الحَدِيث كَمَا وَقع عِنْد المُصَنّف من وَجه آخر حَدِيث الْمِقْدَاد إِنِّي لَقِيتُ كَافِرًا فَاقْتَتَلْنَا فَضَرَبَ يَدِي فَقَطَعَهَا ثمَّ لَاذَ مني بشجرة لم أعرف اسْم الْمَقْتُول وأظن الْمَسْأَلَة حصلت فرضا وتقديرا لَا وقوعا فَإِن الْمِقْدَاد لم يكن مَقْطُوع الْيَد حَدِيث عبد الله هُوَ بن مَسْعُودٍ لَا تُقْتَلُ نَفْسٌ ظُلْمًا إِلَّا كَانَ على بن آدم الأول كفل مِنْهَا هُوَ قابيل بن آدم فِي قَتله لِأَخِيهِ هابيل فَكَانَ أول من سنّ الْقَتْل ظلما فسن سنة سَيِّئَة يبقي عَلَيْهِ وزرها حَدِيث أُسَامَة بن زيد بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الحرقة من جُهَيْنَة وَلَحِقت أَنا وَرجل من الْأَنْصَار رجلا الْأنْصَارِيّ لم يسم والمقتول مرداس كَمَا تقدم فِي الْجِهَاد حَدِيث الْأَحْنَف ذهبت لأنصر هَذَا الرجل هُوَ عَليّ حَدِيث أنس أَن يَهُودِيّا رض رَأس جَارِيَة لم يسميا حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَتَلَتْ خُزَاعَةُ رَجُلًا مِنْ بَنِي لَيْثٍ بِقَتِيلٍ لَهُم فِي الْجَاهِلِيَّة تقدم فِي الْعلم وَفِيه فَقَامَ رجل من قُرَيْش هُوَ الْعَبَّاس كَمَا فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى وَفِي مُصَنف بن أبي شيبَة فَقَامَ رجل من قُرَيْش يُقَال لَهُ شاه قَوْله وَقَالَ بَعضهم عَن أبي نعيم الْقَائِل هُوَ مُحَمَّد بن يحيى الذهلي رَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْعلم عَن أبي نعيم بِالشَّكِّ حَدِيث جرحت أُخْت الرّبيع إنْسَانا هَذِه رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ سَلِمَةَ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ وَالْمَحْفُوظ قصَّة الرّبيع لَكِن الْخَبَر يحْتَمل التَّعَدُّد لِأَن هَذِه جرحت وَتلك كسرت حَدِيث أنس أَن رجلا اطلع فِي بَيْتِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تقدم أَنه الحكم بن أبي الْعَاصِ حَدِيثُ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعَ فِي قِصَّةِ عَامِرِ بن الْأَكْوَع فَقَالَ رجل مِنْهُم أسمعنا يَا عَامر تقدم أَنه أسيد بن حضير حَدِيث عمرَان بن حُصَيْن أَن رجلا عض يَد رجل تقدم أَن العاض يعلى بن أُميَّة والمعضوض أجيره وَهُوَ مُصَرح بِهِ عِنْد النَّسَائِيّ من رِوَايَة يعلى بن أُميَّة نَفسه بِخِلَاف مَا وَقع فِي شرح مُسلم للنووي وَلم يسم الْأَجِير حَدِيث أنس أَن ابْنة النَّضر لطمت جَارِيَة ابْنة النَّضر هِيَ الرّبيع بنت النَّضر عمَّة أنس والملطومة مَا عرفت اسْمهَا حَدِيث الشّعبِيّ أَن رجلَيْنِ شَهدا عِنْد عَليّ على رجل أَنه سرق لم أعرف أَسْمَاءَهُم حَدِيث بن عمر أَن غُلَاما قتل غيلَة الْمَقْتُول اسْمه أصيل رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَالْقَاتِل وَقع عِنْد الْمُؤلف أَنهم أَرْبَعَة الْمَرْأَة أم الصَّبِي وصديقها وخادمها وَرجل ساعدهم وَلم يسموا وَقد شرح الطَّحَاوِيّ ثمَّ الْبَيْهَقِيّ الْقِصَّة بينتها فِي تغليق التَّعْلِيق قَوْلُهُ وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فِي قَتِيل لم أعرف اسْمه حَدِيث سهل بن أبي حثْمَة أَن نَفرا من قومه هم محيصة وحويصة ابْنا سعود وَعبد الله وَعبد الرَّحْمَن ابْنا سهل حَدِيث أبي قلَابَة فِي ذكر العرنيين فَقَالَ الْقَوْم أَو لَيْسَ قد حدث أنس الْمُخَاطب بذلك لأبي قلَابَة هُوَ عَنْبَسَة بن سعيد بن الْعَاصِ وَأَسْمَاء العرنيين تقدّمت فِي الطَّهَارَة وَفِيه دخل نفر من الْأَنْصَار فتحدثوا فَخرج رجل مِنْهُم فَقيل(1/339)
هَذِه الْقِصَّة هِيَ قصَّة حويصة ومحيصة الَّتِي رَوَاهَا سهل بن أبي حثْمَة فِيهِ وَقد كَانَت هُذَيْل خلعوا حليفا لَهُم فِي الْجَاهِلِيَّة لم أَقف على أَسمَاء هَؤُلَاءِ وَفِيه وَكَانَ عبد الْملك بن مَرْوَان أقاد رجلا بالقسامة ثمَّ نَدم لم أَقف على أسمائهم أَيْضا حَدِيث أنس وَسَهل فِي الَّذِي اطلع من الْحجر تقدم قَرِيبا حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن امْرَأتَيْنِ من هُذَيْل اقتتلتا تقدم أَنَّهُمَا أم غطيف ومليكة وَبينا بَقِيَّة مَا فِيهِ قبله حَدثنَا عبد الْوَاحِد هُوَ بن زِيَاد حَدثنَا الْحُسَيْن هُوَ بن عَمْرو الْفُقيْمِي حَدِيث أبي سعيد أَن يَهُودِيّا قَالَ إِن رجلا من الْأَنْصَار لطمني لم يسم الْأنْصَارِيّ وَوَقع مثل هَذِه الْقِصَّة لأبي بكر ولعمر رَضِي الله عَنْهُمَا كَمَا تقدم بَيَانه كتاب الْمُرْتَدين حَدِيث عبد الله بن عَمْرو جَاءَ رجل فَقَالَ مَا الْكَبَائِر ينظر حَدِيث بن مَسْعُود قَالَ رجل يَا رَسُول الله أنؤاخذ بِمَا عَملنَا فِي الْجَاهِلِيَّة ينظر حَدِيث عِكْرِمَة أَتَى عَليّ بزنادقة فأحرقهم قد قدمنَا أَنهم الَّذين ادعوا فِيهِ الإلهية حَدِيث أبي مُوسَى أَقبلت وَمَعِي رجلَانِ من الْأَشْعَرِيين لم أَعْرفهُمَا وَفِيه قصَّة الْيَهُودِيّ الَّذِي ارْتَدَّ بعد أَن أسلم وَلم أعرف اسْمه حَدِيث أنس مر يَهُودِيّ فَقَالَ السام عَلَيْكُم لم أعرفهُ حَدِيث أبي سعيد جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذِي الْخُوَيْصِرَةِ التَّمِيمِيُّ فَقَالَ أعدل يَا رَسُول الله تقدم عِنْد المُصَنّف من رِوَايَة أبي سعيد أَيْضا جَاءَ ذُو الْخوَيْصِرَة وَهُوَ أصوب وَفِي هَذَا الحَدِيث آيَتهم رجل إِحْدَى ثدييه مثل ثدي الْمَرْأَة وَاسم هَذَا الْمَذْكُور الْمَقْتُول فِي وقْعَة النَّهر نَافِع كَمَا تقدم وقاتله اسْمه الْأَشْهب البَجلِيّ حَدِيث عمر سَمِعت هِشَام بن حَكِيم يقْرَأ سُورَة الْفرْقَان على حُرُوف كَثِيرَة لم يقرئنيها رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بَينهَا أَبُو عمر بن عبد الْبر فِي التَّمْهِيد فِي كَلَامه على هَذَا الحَدِيث قَوْله كَمَا قَالَ لُقْمَان لِابْنِهِ اسْم ابْنه ثاريان ذكره بن قُتَيْبَة فِي المعارف حَدِيث عتْبَان فَقَالَ رجل أَيْن مَالك فَقَالَ رجل ذَاك مُنَافِق تقدم أَن عتْبَان رَاوِي الحَدِيث أحد هذَيْن وَلم يسم الآخر قَوْله عَن حُصَيْن عَن فلَان هُوَ سعد بن عُبَيْدَة كَمَا تقدم وَتقدم تَسْمِيَة الْمَرْأَة كتاب الْإِكْرَاه وَترك الْحِيَل حَدثنَا سعيد بن سُلَيْمَان هُوَ الوَاسِطِيّ الملقب سَعْدَوَيْه حَدثنَا عباد هُوَ بن الْعَوام عَن إِسْمَاعِيل هُوَ بن أبي خَالِد عَن قيس هُوَ بن أبي حَازِم حَدِيث خنساء بنت خذام تقدم فِي النِّكَاح حَدِيث جَابر فِي الْمُدبر تقدم فِي الْعتْق حَدِيث صَفِيَّة بنت أبي عبيد أَن عبدا من رَقِيق الأمارة وَقع على وليدة من الْخمس لم أَعْرفهُمَا حَدِيث أبي هُرَيْرَة هَاجر إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام بسارة فَدخل بهَا قَرْيَة فِيهَا ملك تقدم أَنه صادوق حَدِيث أنس انصر أَخَاك فَقَالَ رجل يَا رَسُول الله أنصره مَظْلُوما ينظر حَدِيث طَلْحَة أَن أَعْرَابِيًا ثَائِر الرَّأْس تقدم فِي الْإِيمَان حَدِيث استفتى سعد بن عبَادَة فِي نذر على أمه هِيَ عمْرَة بنت مَسْعُود كَمَا تقدم حَدِيث بن عمر ذكر للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجل يخدع فِي الْبيُوع هُوَ حبَان بن منقذ كَمَا تقدم حَدِيث الْقَاسِم هُوَ بن مُحَمَّد أَن امْرَأَة من ولد جَعْفَر هُوَ بن أبي طَالب تخوفت أَن يُزَوّجهَا وَليهَا وَهِي كارهة هِيَ أم كُلْثُوم بنت عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ووليها أَبوهَا(1/340)
وَكَانَ الْخَاطِب لَهَا يزِيد بن مُعَاوِيَة فَتَزَوجهَا بن عَمها الْقَاسِم بن مُحَمَّد بن جَعْفَر قَوْله فَأَهْدَتْ لحفصة امْرَأَة من قَومهَا لم تسم كتاب التَّعْبِير حَدِيث بن عَبَّاس أَن رجلا قَالَ أَنِّي رَأَيْت اللَّيْلَة فِي الْمَنَام تقدم وَأَنه لم يسم حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ فِيهِ وَعرض عَليّ عمر بن الْخطاب وَعَلِيهِ قَمِيص يجره قَالُوا فَمَا أولته السَّائِل عَن ذَلِك هُوَ أَبُو بكر الصّديق ذكره الْحَكِيم التِّرْمِذِيّ فِي نوادره فِي هَذَا الحَدِيث حَدِيث عَائِشَة رَأَيْتُ الْمَلَكَ يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةٍ مِنْ حَرِيرٍ هُوَ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام كَمَا فِي رِوَايَة التِّرْمِذِيّ قَوْله فِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة إِذا اقْترب الزَّمَان وأدرجه بَعضهم كُله فِي الحَدِيث الرِّوَايَة المدرجة رِوَايَة قَتَادَة وَيُونُس وَهِشَام والمفصلة رِوَايَة عَوْف كتاب الْفِتَن نَعُوذ بِاللَّه الْعَظِيم مِنْهَا حَدِيث أسيد بن حضير أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُول الله اسْتعْملت فلَانا تقدم أَن الْقَائِل أسيد الرَّاوِي وَالْمرَاد بفلان عَمْرو بن الْعَاصِ حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ بَنِي فُلَانٍ وَبَنِي فلَان يَعْنِي بني مَرْوَان وَبني مُعَاوِيَة حَدِيث جَابر مر رجل بسهام فِي الْمَسْجِد وَحَدِيث أبي مُوسَى نَحوه تقدما فِي الصَّلَاة حَدِيث بْنِ سِيرِينَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بكر وَرجل آخر أفضل فِي نَفسِي من عبد الرَّحْمَن هُوَ حميد بن عبد الرَّحْمَن الْحِمْيَرِي سَمَّاهُ المُصَنّف فِي الْحَج وَفِيه فَلَمَّا كَانَ يَوْم حرق بن الْحَضْرَمِيّ هُوَ عبد الله بن عمر والحضرمي قَوْله فِيهِ فحدثتني أُمِّي عَن أبي اسْم أمه هَالة العجلية ذكره خَليفَة بن خياط وسماها بن سعد هولة قَوْلُهُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ هُوَ الحَجبي حَدثنَا حَمَّاد هُوَ بن زيد عَنْ رَجُلٍ لَمْ يُسَمِّهِ هُوَ عَمْرُو بْنُ عبيد رَأس الاعتزال وَإِنَّمَا سَاق الحَدِيث من طَرِيقه ليبين غلطه فِيهِ حَدثنَا عبد الله بن يزِيد الْمُقْرِئ حَدثنَا حَيْوَة هُوَ بن شُرَيْح وَغَيره هُوَ بن لَهِيعَة كَمَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ حَدِيث سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَى الْحَجَّاجِ هُوَ بن يُوسُف وَكَانَ ذَلِك لما كَانَ أَمِيرا على الْمَدِينَة حَدِيث أنس فِي قصَّة السَّائِل عَن أَبِيه هُوَ عبد الله بن حذافة حَدِيث سعيد بن جُبَير خرج علينا عبد الله بن عمر فبادرنا إِلَيْهِ رجل هُوَ يزِيد بن بشر السكْسكِي حَدِيث أُسَامَة أَلا تكلم هَذَا هُوَ عُثْمَان بن عَفَّان حَدِيث أبي بكرَة أَن فَارِسًا ملكوا ابْنة كسْرَى هِيَ بوران بنت أبرويز كَمَا تقدم قَوْله وَجَاء إِلَى بن شبْرمَة فَقَالَ أدخلني على عِيسَى يَعْنِي بن مُوسَى بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ وَكَانَ أَمِير الْكُوفَة يَوْمئِذٍ أَخْبرنِي مُحَمَّد بن عَليّ هُوَ أَبُو جَعْفَر الباقر أَن حَرْمَلَة هُوَ مولى أُسَامَة بن زيد كتاب الْأَحْكَام حَدِيث عَليّ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً وَأمر عَلَيْهِم رجلا من الْأَنْصَار تقدم أَن فِيهِ مجَازًا وَأَن الْأَمِير فِي هَذِه الْقِصَّة هُوَ عبد الله بن حذافة السَّهْمِي وَهُوَ مُهَاجِرِي وَفِي بن ماجة ومسند أَحْمد تعْيين عبد الله بن حذافة وَأَن أَبَا سعيد كَانَ(1/341)
من جملَة المأمورين حَدِيث أبي مُوسَى دخلت أَنا ورجلان من قومِي تقدم وأنهما لم يسميا إِلَّا أَن فِي الْأَوْسَط للطبراني أَن أَحدهمَا بن عَمه حَدِيث أبي تَمِيمَة طريف بن مجَالد شهِدت صَفْوَان هُوَ بن مُحرز وجندبا هُوَ بن عبد الله البَجلِيّ حَدِيث أنس فِي الرجل الَّذِي سَأَلَ مَتى السَّاعَة تقدم فِي الْأَدَب حَدِيث ثَابت سَمِعت أنسا يَقُول لامْرَأَة من أَهله تعرفين فُلَانَة لم أَعْرفهُمَا حَدِيث أبي مُوسَى أَن رجلا أسلم ثمَّ تهود تقدم قَرِيبا قَوْله كتب أَبُو بكرَة إِلَى ابْنه هُوَ عبيد الله حَدِيث أبي مَسْعُود جَاءَ رجل فَقَالَ أَنِّي لأتأخر عَن صَلَاة الْغَدَاة من أجل فلَان تقدم فِي صَلَاة الْجَمَاعَة وَأَن الَّذِي جَاءَ سليم بن الْحَارِث وَالْإِمَام أبي بن كَعْب كَمَا فِي مُسْند أبي يعلى وَقيل هُوَ معَاذ بن جبل حَدِيث بن عمر أَنه طلق امْرَأَته هِيَ آمِنَة كَمَا تقدم قَوْله وَكتب عمر إِلَى عَامله فِي الْحُدُود هُوَ يعلى بن أُميَّة عَامله على الْيمن كتب إِلَيْهِ فِي قصَّة رجل زنى بِامْرَأَة مضيفه إِن كَانَ عَالما بِالتَّحْرِيمِ فحده حَدِيث سهل بن سعد فِي المتلاعنين تقدم فِي اللّعان حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَتَى رجل فَقَالَ إِنِّي زَنَيْت هُوَ مَاعِز كَمَا تقدم حَدِيث أم سَلمَة إِنَّكُم تختصمون إِلَيّ فِي مُصَنف عبد الرَّزَّاق أَن المختصم فِيهِ كَانَ أَرضًا هلك أَهلهَا وَذهب من يعلمهَا لكنه لم يسم المختصمين قَوْله وَقَالَ شُرَيْح وَسَأَلَهُ إِنْسَان الشَّهَادَة وَقَالَ ائْتِ الْأَمِير لم يسم حَدِيث أبي قَتَادَة فِي السَّلب تقدم فِي الْجِهَاد وَلم يسم الْقرشِي الَّذِي أَخذ السَّلب حَدِيث مر رجلَانِ من الْأَنْصَار فِي قصَّة صَفِيَّة بنت حييّ لم يسميا قَوْلُهُ وَقَدْ أَجَابَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ عَبْدًا للْمُغِيرَة بن شُعْبَة لم أعرف اسْمه قَوْلُهُ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو سَلَمَةَ هُوَ بن عبد الْأسد وَزيد هُوَ بن حَارِثَة حَدِيث بن عمر قَالَ لَهُ أنَاس إِنَّا ندخل على سلطاننا هُوَ الْحجَّاج بن يُوسُف كَمَا فسر فِي الغيلانيات والسائل هُوَ أَبُو إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ كَمَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وروينا فِي جُزْء أبي مَسْعُود بن الْفُرَات أَن عُرْوَة بن الزبير سَأَلَ عَن ذَلِك بن عمر أَيْضا وَأَن أَبَا الشعْثَاء سَأَلَ بن عمر عَن ذَلِك أَيْضا فَهَؤُلَاءِ ثَلَاثَة يحْتَمل أَن يَكُونُوا المُرَاد بقول الرَّاوِي أنَاس حَدِيث سعد فِي بن وليدة زَمعَة هُوَ عبد الرَّحْمَن وَالْأمة لم تسم حَدِيث الْأَشْعَث نزلت فِي وَفِي رجل تقدم أَنه الجفشيش حَدِيث جَابر دبر رجل تقدم قَرِيبا حَدِيث زيد بن خَالِد وَأبي هُرَيْرَة فِي قصَّة العسيف تقدم أَنهم لم يسموا حَدِيث الْمسور بن مخرمَة أَن الرَّهْط الَّذين ولاهم عمر اجْتَمعُوا هم عَليّ وَعُثْمَان وَسعد بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ وَطَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ وَالزُّبَيْر بن الْعَوام وَعبد الرَّحْمَن بن عَوْف رَضِي الله عَنْهُم حَدِيث جَابر أَن أَعْرَابِيًا بَايع ثمَّ أَصَابَهُ وعك هُوَ قيس بن ثَابت كَمَا تقدم حَدِيث أم عَطِيَّة فقبضت امْرَأَة يَدهَا فَقَالَت فُلَانَة أسعدتني تقدم فِي الْجَنَائِز حَدِيث جُبَير بن مطعم أَتَت امْرَأَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تكَلمه فِي شَيْء لم تسم قَوْلُهُ وَقَدْ أَخْرَجَ عُمَرُ أُخْتَ أَبِي بَكْرٍ حِينَ ناحت هِيَ أم فَرْوَة بنت أبي قُحَافَة كتاب التَّمَنِّي وإجازة خبر الْوَاحِد حَدِيث عَائِشَة لَيْت رجلا صَالحا من أَصْحَابِي يَحْرُسنِي قَالَ من هَذَا قيل سعد هُوَ بن معَاذ حَدِيث بن عَبَّاس فِي المتلاعنين تقدم فِي اللّعان حَدِيث بن عمر وَحَدِيث الْبَراء فِي تَحْويل الْقبْلَة تقدما فِي أَوَائِل الْكتاب حَدِيث أنس كنت أَسْقِي أَبَا طَلْحَة فَجَاءَهُمْ آتٍ فَقَالَ إِنَّ الْخَمْرَ قَدْ حُرِّمَتْ تقدم فِي الْبيُوع وَغَيره حَدِيث عمر كَانَ رجل من الْأَنْصَار إِذا غَابَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وشهدته أَتَيْته بِمَا يكون هُوَ أَوْس بن خولي كَمَا تقدم حَدِيثِ عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعث(1/342)
جَيْشًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُذَافَةَ السَّهْمِيُّ كَمَا تقدم حَدِيث عمر جِئْت فَإِذا غُلَام أسود على الدرجَة هُوَ رَبَاح كَمَا تقدم حَدِيث بن عَبَّاس بَعَثَ بِكِتَابِهِ إِلَى كِسْرَى فَأَمَرَهُ أَنْ يَدْفَعَهُ إِلَى عَظِيم الْبَحْرين الْمَبْعُوث بِالْكتاب هُوَ عبد الله بن حذافة وعظيم الْبَحْرين هُوَ الْمُنْذر بن ساوي وكسرى هُوَ بن هُرْمُز وَقد تقدم جَمِيع ذَلِك حَدِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَسْلَمَ أَذِّنْ فِي قَوْمِكَ هُوَ أَسمَاء بن حَارِثَة رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده فِي تَرْجَمَة هِنْد بن أَسمَاء وَقد تقدم فِي الصَّوْم حَدِيث بن عمر فِي ذكر لحم الضَّب فنادتهم امْرَأَة هِيَ مَيْمُونَة بِنْتُ الْحَارِثِ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم كتاب الِاعْتِصَام حَدِيث طَارق بن شهَاب قَالَ رجل من الْيَهُود لعمر هُوَ كَعْب الْأَحْبَار كَمَا تقدم فِي الْإِيمَان عَن أبي وَائِل قَالَ جَلَست إِلَى شيبَة هُوَ بن عُثْمَان الحَجبي حَدِيث جَابر جَاءَت مَلَائِكَة سمي مِنْهُم جِبْرِيل وَمِيكَائِيل رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ والإسماعيلي حَدِيث أبي مُوسَى سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَشْيَاء فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أبي قَالَ أَبوك حذافة هُوَ عبد الله ثمَّ قَامَ آخر فَقَالَ من أبي قَالَ أَبوك سَالم مولى شيبَة هُوَ سَعْدُ بْنُ سَالِمٍ مَوْلَى شَيْبَةَ بْنِ ربيعَة بن عبد شمس وَقد أوضحته فِي كتاب الْإِيمَان حَدِيث أنس فِي نَحْو هَذِه الْقِصَّة فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ أَيْنَ مُدْخَلِي يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ النَّار لم يسم هَذَا الرجل قَوْله وَأَشَارَ الآخر بِغَيْرِهِ هُوَ الْقَعْقَاع بن معبد بن زُرَارَة التَّمِيمِي حَدِيث سهل فِي المتلاعنين تقدم فِي اللّعان حَدثنِي بن وهب حَدثنِي عبد الرَّحْمَن بن شُرَيْح وَغَيره هُوَ بن لَهِيعَة حَدِيث أبي سعيد جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَت ذهب الرِّجَال بحديثك هِيَ أَسمَاء بنت يزِيد بن السكن وَفِيه فَقَالَت امْرَأَة أَو اثْنَتَيْنِ هِيَ أم مُبشر أَو أم سليم أَو أم هَانِئ وَتقدم فِي الْجَنَائِز حَدِيث أبي هُرَيْرَة أَن أَعْرَابِيًا قَالَ إِن امْرَأَتي ولدت غُلَاما أسود تقدم أَن الْأَعرَابِي هُوَ ضَمْضَم بن قَتَادَة حَدِيث بن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ أَن امْرَأَة قَالَت إِن أُمِّي نذرت أَن تحج تقدم أَنَّهَا عمَّة سِنَان بن عبد الله الْجُهَنِيّ وَقيل اسْمهَا عَائِشَة حَدِيث جَابر أَن أَعْرَابِيًا بَايع تقدم أَن اسْمه قيس حَدِيث عبد الله إِلَّا كَانَ على بن آدم الأول تقدم أَنه قابيل حَدِيث بن عَبَّاس عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف لَو شهِدت أَمِير الْمُؤمنِينَ أَتَاهُ رجل تقدم فِي الْحُدُود حَدِيث عبد الرَّحْمَن بن عَابس سُئِلَ بن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ أشهدت الْعِيد السَّائِل عَطاء بن أبي رَبَاح حَدِيث بن عمر فِي الْيَهُودِيين اللَّذين زَنَيَا تقدم مرَارًا أَن الرجل لم يسم وَأَن اسْم الْمَرْأَة بسرة حَدِيث بن عمر فِي الدُّعَاء فِي قنوت الْفجْر اللَّهُمَّ الْعَن فلَانا وَفُلَانًا تقدم أَن مِنْهُم صَفْوَان بن أُميَّة والْحَارث بن هِشَام وَغَيرهمَا حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَأبي سَعِيدٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَخا بني عدي الْأنْصَارِيّ هُوَ سَواد بن غزيَّة كَمَا تقدم حَدِيث جَابر فِي أكل الثوم والبصل قربوها إِلَى بعض أَصْحَابه هُوَ أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ حَدثنَا عبد الله بن سعد بن إِبْرَاهِيم حَدثنِي أبي وَعمي هُوَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف وَفِيه أَتَتْهُ امْرَأَة لم أعرف اسْمهَا حَدِيث عَائِشَة أَتَت امْرَأَة تسْأَل عَن دم الْحيض هِيَ أَسمَاء بنت شكل كَمَا فِي مُسلم وَقد تقدم مَا فِيهِ قَوْله فِي حَدِيث الْإِفْك مِنْ طَرِيقِ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ وَقَالَ رجل من الْأَنْصَار لما بلغه ذَلِك سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ هَذَا بهتان عَظِيم قَائِل ذَلِك من الْأَنْصَار أَبُو أَيُّوب رَوَاهُ الْحَاكِم(1/343)
فِي الإكليل وَغَيره من طَرِيق بن إِسْحَاق والواقدي وَغَيرهمَا وَالطَّبَرَانِيّ فِي مُسْند الشاميين والآجري فِي طرق حَدِيث الْإِفْك كِلَاهُمَا من طَرِيق عَطاء الخرساني عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة وروى أَيْضا عَن أبي بن كَعْب أَنه قَالَ ذَلِك لامْرَأَته أم الطُّفَيْل رَوَاهُ الْحَاكِم أَيْضا من طَرِيق الْوَاقِدِيّ وروى عَن قَتَادَة بن النُّعْمَان أَيْضا نقل عَن بن بشكوال وَلم أره فِي كِتَابه كتاب التَّوْحِيد حَدِيث أبي سعيد إِنَّ رَجُلًا سَمِعَ رَجُلًا يَقْرَأُ قُلْ هُوَ الله أحد تقدم فِي فَضَائِل الْقُرْآن حَدِيث عَائِشَة بعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رجلا على سَرِيَّة وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلَاتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِقُلْ هُوَ الله أحد قيل هُوَ كُلْثُوم بن الْهدم وَفِيه نظر لأَنهم ذكرُوا أَنه مَاتَ فِي أول الْهِجْرَة قبل نزُول الْقِتَال وَرَأَيْت بِخَط الرشيد الْعَطَّار كُلْثُوم بن زَهْدَم وَعَزاهُ لصفة التصوف لِابْنِ طَاهِر وَيُقَال قَتَادَة بن النُّعْمَان وَهُوَ غلط وانتقال من الَّذِي قبله إِلَى هَذَا حَدِيث أُسَامَة بن زيد جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَسُول إِحْدَى بَنَاته تقدم فِي الْجَنَائِز قَوْلُهُ قَالَ يَحْيَى الظَّاهِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ علما هُوَ يحيى بن زِيَاد أَبُو زَكَرِيَّا الْفراء قَوْله وَقَالَ الْأَعْمَش عَن تَمِيم هُوَ بن سَلمَة وَوهم من زعم أَنه تَمِيم بن طرفَة حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ فِي قصَّة قتل خبيب بن عدي تقدم فِي الْمَغَازِي قَوْله رَوَاهُ سعيد عَن مَالك هُوَ سعيد بن دَاوُد بن أبي زنبر الزنبري حَدِيث عبد الله جَاءَ رجل من أهل الْكتاب إِلَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا أَبَا الْقَاسِم إِن الله يمسك السَّمَاوَات على إِصْبَع تقدم وَأَنه لم يسم وَفِي بعض طرقه أَنه حبر من أَحْبَارهم أَبُو عوَانَة وَعبيد الله بن عَمْرو عَن عبد الْملك هُوَ بن عُمَيْر الْكُوفِي حَدِيث عمرَان ثمَّ أَتَانِي رجل فَقَالَ يَا عمرَان أدْرك نَاقَتك لم يسم هَذَا الرجل حَدِيث أنس جَاءَ زيد بن حَارِثَة يشكو يَعْنِي زَيْنَب بنت جحش امْرَأَته حَدِيث بن عَبَّاس قَالَ أَبُو ذَر لِأَخِيهِ هُوَ أنيس حَدِيث أبي سعيد فَأقبل رجل غائر الْعَينَيْنِ هُوَ ذُو الْخوَيْصِرَة التَّمِيمِي حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد فِي الشَّفَاعَة وَفِيه ذكر آخر أهل النَّار خُرُوجًا مِنْهَا تقدم أَنه جُهَيْنَة حَدثنَا عبد الله بن سعد حَدثنَا عَمِّي هُوَ يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ أَيُّوب عَن مُحَمَّد بن أبي بكرَة هُوَ عبد الرَّحْمَن حَدِيث أُسَامَة كَانَ بن لبَعض بَنَات النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يقْضِي تقدم فِي الْجَنَائِز حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي قِصَّةِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُد تقدم أَن الْمَرْأَة الَّتِي جَاءَت بشق إِنْسَان لم تسم وَقيل إِنَّه الْجَسَد الَّذِي ألْقى على كرسيه حَدِيث بن عَبَّاس دخل على أَعْرَابِي يعودهُ تقدم أَن اسْمه قيس حَدِيث أبي هُرَيْرَة اسْتَبَّ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَرَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ تقدم أَن الْيَهُودِيّ لم يسم وَأَن الْمُسلم أَبُو بكر أَو عمر حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم يَا فلَان تقدم أَن الْبَراء هُوَ الْمُخَاطب بذلك حَدِيث أبي هُرَيْرَة قَالَ رجل لم يعْمل خيرا قطّ تقدم أَنه آخر أهل النَّار خُرُوجًا مِنْهَا وَأَن اسْمه جُهَيْنَة حَدِيث أبي مُوسَى جَاءَ رجل فَقَالَ يَا رَسُول الله الرجل يُقَاتل حمية الحَدِيث تقدم أَن اسْمه لَاحق بن ضميرَة حَدِيث صَفْوَان بن مُحرز أَن رجلا سَأَلَ بن عمر كَيْفَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول فِي النَّجْوَى تقدم أَنه لم يسم حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يحدث وَعِنْده رجل من أهل الْبَادِيَة فَقَالَ أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ فِي الزَّرْع الحَدِيث لم أَقف على اسْم الْأَعرَابِي الْمَذْكُور وَيحْتَمل أَن يكون هُوَ المُرَاد فَإِنَّهُ سَأَلَ عَن ذَلِك حَدِيث عبد الله هُوَ بن مَسْعُود اجْتمع عِنْد الْبَيْت(1/344)
ثقفيان وقرشي أَو قرشيان وثقفي تقدم فِي تَفْسِير فصلت حَدِيث أبي هُرَيْرَة من طَرِيق بن جريج عَن بن شهَاب لَيْسَ منا من لم يَتَغَنَّ بِالْقُرْآنِ زَاد غَيره يجْهر بِهِ الْغَيْر الْمَذْكُور هُوَ سُفْيَان بن عُيَيْنَة رَوَاهُ المُصَنّف من طَرِيقه أَيْضا كَذَا رَوَاهُ بعد مِنْ طَرِيقِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيث عبد الله بن مَسْعُود قَالَ رجل يَا رَسُول الله أَي الذَّنب أكبر الرجل الْمَذْكُور هُوَ عبد الله بن مَسْعُود الرَّاوِي بَين ذَلِك المُصَنّف قبل فِي بَاب قَول الله تَعَالَى فَلَا تجْعَلُوا لله أندادا حَدِيث بن مَسْعُود أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم أَي الْعَمَل أفضل السَّائِل هُوَ بن مَسْعُود الرَّاوِي كَمَا ثَبت عِنْد المُصَنّف فِي الصَّلَاة وَغَيرهَا حَدِيث بن عُمَرَ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ وَامْرَأَة من الْيَهُود زَنَيَا تقدم مرَارًا أَن الرجل لم يسم وَأَن الْمَرْأَة اسْمهَا بسرة وَفِيه فَقَالُوا لِرَجُلٍ مِمَّنْ يَرْضَوْنَ يَا أَعْوَرُ اقْرَأْ هُوَ عبد الله بن صوريا وَفِيه فَقَالَ أرفع يدك الَّذِي قَالَ لَهُ أرفع يدك هُوَ عبد الله بن سَلام صرح بِهِ الْمُؤلف فِي بَاب الرَّجْم فِي البلاط حَدِيث عَائِشَة فِي الْإِفْك تقدم مرَارًا أَن أَصْحَاب الْإِفْك عبد الله بن أبي بن سلول وَحسان بْنَ ثَابِتٍ وَمِسْطَحَ بْنَ أُثَاثَةَ وَحَمْنَةَ بِنْتِ جحش حَدِيثِ عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي جِنَازَةٍ فَقَالَ مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا كتب مقْعد من النَّار أَو من الْجنَّة فَقَالُوا أَلا نَتَّكِل الحَدِيث صَاحب الْجِنَازَة لم يسم والسائل عَن ذَلِك جمَاعَة سمي مِنْهُم عمرَان بن حُصَيْن وَأَبُو بكر وَعمر وسراقة بن جعْشم وَقد تقدم قَرِيبا فِي الْقدر حَدثنَا مُحَمَّد بن أبي غَالب هُوَ القومسي وَهُوَ أَصْغَر من البُخَارِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل هُوَ بن أبي سميَّة الْبَصْرِيّ حَدِيث زَهْدَم هُوَ الْجرْمِي كَانَ بَيْنَ هَذَا الْحَيِّ مِنْ جَرْمٍ وَبَيْنَ الْأَشْعَرِيين ود وإخاء فَكُنَّا عِنْد أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فَقرب إِلَيْهِ طَعَام فِيهِ لحم دَجَاج وَعِنْده رجل من بني تيم الله كَأَنَّهُ من الموَالِي لم يسم هَذَا الرجل وَفِي سِيَاق التِّرْمِذِيّ أَنه هُوَ زَهْدَم وَكَذَا عِنْد أبي عوَانَة فِي صَحِيحه وَيحْتَمل أَن يكون كل من زَهْدَم والأحمر امتنعا من الْأكل حَدِيث عَائِشَة سَأَلَ أنَاس النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَن الكهانة وهم ربيعَة بن كَعْب الْأَسْلَمِيّ وَقَومه كَمَا ثَبت ذَلِك فِي صَحِيح مُسلم وَإِلَى هُنَا انْتهى الْكَلَام على تعْيين المهمل وَتَسْمِيَة الْمُبْهم لما حصل الْوُقُوف عَلَيْهِ مِمَّا فِي الْجَامِع الصَّحِيح نفع الله بِجَمِيعِ ذَلِك بمنه وَكَرمه آمين(1/345)
(
الْفَصْل الثَّامِن فِي سِيَاق الْأَحَادِيث الَّتِي انتقدها عَلَيْهِ حَافظ عصره أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره من النقاد وإيرادها حَدِيثا حَدِيثا)
على سِيَاق الْكتاب وَسِيَاق مَا حضر من الْجَواب عَن ذَلِك وَقيل الْخَوْض فِيهِ يَنْبَغِي لكل منصف أَن يعلم أَن هَذِه الْأَحَادِيث وَإِن كَانَ أَكْثَرهَا لَا يقْدَح فِي أصل مَوْضُوع الْكتاب فَإِن جَمِيعهَا وَارِد من جِهَة أُخْرَى وَهِي مَا ادَّعَاهُ الإِمَام أَبُو عَمْرو بن الصّلاح وَغَيره من الْإِجْمَاع على تلقي هَذَا الْكتاب بِالْقبُولِ وَالتَّسْلِيم لصِحَّة جَمِيع مَا فِيهِ فَإِن هَذِه الْمَوَاضِع متنازع فِي صِحَّتهَا فَلم يحصل لَهَا من التلقي مَا حصل لمعظم الْكتاب وَقد تعرض لذَلِك بن الصّلاح فِي قَوْله إِلَّا مَوَاضِع يسيرَة انتقدها عَلَيْهِ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره وَقَالَ فِي مُقَدّمَة شرح مُسلم لَهُ مَا أَخذ عَلَيْهِمَا يَعْنِي على البُخَارِيّ وَمُسلم وقدح فِيهِ مُعْتَمد من الْحفاظ فَهُوَ مُسْتَثْنى مِمَّا ذَكرْنَاهُ لعدم الْإِجْمَاع على تلقيه بِالْقبُولِ انْتهى وَهُوَ احْتِرَاز حسن وَاخْتلف كَلَام الشَّيْخ مُحي الدّين فِي هَذِه الْمَوَاضِع فَقَالَ فِي مُقَدّمَة شرح مُسلم مَا نَصه فصل قد استدرك جمَاعَة على البُخَارِيّ وَمُسلم أَحَادِيث أخلا فِيهَا بشرطهما وَنزلت عَن دَرَجَة مَا التزماه وَقد ألف الدَّارَقُطْنِيّ فِي ذَلِك وَلأبي مَسْعُود الدِّمَشْقِي أَيْضا عَلَيْهِمَا اسْتِدْرَاك وَلأبي عَليّ الغساني فِي جز الْعِلَل من التَّقْيِيد اسْتِدْرَاك عَلَيْهِمَا وَقد أُجِيب عَن ذَلِك أَو أَكْثَره أه وَقَالَ فِي مُقَدّمَة شرح البُخَارِيّ فصل قد استدرك الدَّارَقُطْنِيّ على البُخَارِيّ وَمُسلم أَحَادِيث فطعن فِي بَعْضهَا وَذَلِكَ الطعْن مَبْنِيّ على قَوَاعِد لبَعض الْمُحدثين ضَعِيفَة جدا مُخَالفَة لما عَلَيْهِ الْجُمْهُور من أهل الْفِقْه وَالْأُصُول وَغَيرهم فَلَا تغتر بذلك هـ كَلَامه وسيظهر من سياقها والبحث فِيهَا على التَّفْصِيل أَنَّهَا لَيست كلهَا كَذَلِك وَقَوله فِي شرح مُسلم وَقد أُجِيب عَن ذَلِك أَو أَكْثَره هُوَ الصَّوَاب فَإِن مِنْهَا مَا الْجَواب عَنهُ غير منتهض كَمَا سَيَأْتِي وَلَو لم يكن فِي ذَلِك إِلَّا الْأَحَادِيث الْمُعَلقَة الَّتِي لم تتصل فِي كتاب البُخَارِيّ من وَجه آخر وَلَا سِيمَا إِن كَانَ فِي بعض الرِّجَال الَّذين أبرزهم فِيهِ من فِيهِ مقَال كَمَا تقدم تَفْصِيله فقد قَالَ بن الصّلاح إِن حَدِيث بهز بن حَكِيم الْمَذْكُور وَأَمْثَاله لَيْسَ من شَرطه قطعا وَكَذَا مَا فِي مُسلم من ذَلِك إِلَّا أَن الْجَواب عَمَّا يتَعَلَّق بالمعلق سهل لِأَن مَوْضُوع الْكِتَابَيْنِ إِنَّمَا هُوَ للمسندات وَالْمُعَلّق لَيْسَ بِمُسْنَد وَلِهَذَا لم يتَعَرَّض الدَّارَقُطْنِيّ فِيمَا تتبعه على الصَّحِيحَيْنِ إِلَى الْأَحَادِيث الْمُعَلقَة الَّتِي لم توصل فِي مَوضِع آخر لعلمه بِأَنَّهَا لَيست من مَوْضُوع الْكتاب وَإِنَّمَا ذكرت استئناسا واستشهادا وَالله أعلم وَقد ذكرنَا الْأَسْبَاب الحاملة للْمُصَنف على تَخْرِيج ذَلِك التَّعْلِيق وَأَن مُرَاده بذلك أَن يكون الْكتاب جَامعا لأكْثر الْأَحَادِيث الَّتِي يحْتَج بهَا إِلَّا أَن مِنْهَا مَا هُوَ على شَرطه فساقه سِيَاق أصل الْكتاب وَمِنْهَا مَا هُوَ على غير شَرطه فغاير السِّيَاق فِي إِيرَاده ليمتاز فَانْتفى إِيرَاد المعلقات وَبَقِي الْكَلَام فِيمَا علل من الْأَحَادِيث المسندات وعدة مَا اجْتمع لنا من ذَلِك مِمَّا فِي كتاب البُخَارِيّ وَإِن شَاركهُ مُسلم فِي بعضه مائَة وَعشرَة أَحَادِيث مِنْهَا مَا وَافقه مُسلم على تَخْرِيجه وَهُوَ اثْنَان وَثَلَاثُونَ حَدِيثا وَمِنْهَا مَا انْفَرد بتخريجه وَهُوَ ثَمَانِيَة وَسَبْعُونَ حَدِيثا وَالْجَوَاب عَنهُ على سَبِيل الْإِجْمَال أَن نقُول لَا ريب فِي تَقْدِيم البُخَارِيّ ثمَّ مُسلم على أهل عصرهما وَمن بعده(1/346)
من أَئِمَّة هَذَا الْفَنّ فِي معرفَة الصَّحِيح والمعلل فَإِنَّهُم لَا يَخْتَلِفُونَ فِي أَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ كَانَ أعلم أقرانه بعلل الحَدِيث وَعنهُ أَخذ البُخَارِيّ ذَلِك حَتَّى كَانَ يَقُول مَا استصغرت نَفسِي عِنْد أحد إِلَّا عِنْد عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَمَعَ ذَلِك فَكَانَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ إِذا بلغه ذَلِك عَن البُخَارِيّ يَقُول دعوا قَوْله فَإِنَّهُ مَا رأى مثل نَفسه وَكَانَ مُحَمَّد بن يحيى الذهلي أعلم أهل عصره بعلل حَدِيث الزُّهْرِيّ وَقد اسْتَفَادَ مِنْهُ ذَلِك الشَّيْخَانِ جَمِيعًا وروى الْفربرِي عَن البُخَارِيّ قَالَ مَا أدخلت فِي الصَّحِيح حَدِيثا إِلَّا بعد أَن استخرت الله تَعَالَى وتيقنت صِحَّته وَقَالَ مكي بن عبد الله سَمِعت مُسلم بن الْحجَّاج يَقُول عرضت كتابي هَذَا على أبي زرْعَة الرَّازِيّ فَكل مَا أَشَارَ أَن لَهُ عِلّة تركته فَإِذا عرف وتقرر أَنَّهُمَا لَا يخرجَانِ من الحَدِيث إِلَّا مَا لَا عِلّة لَهُ أَو لَهُ عِلّة إِلَّا أَنَّهَا غير مُؤثرَة عِنْدهمَا فبتقدير تَوْجِيه كَلَام من انتقد عَلَيْهِمَا يكون قَوْله مُعَارضا لتصحيحهما وَلَا ريب فِي تقديمهما فِي ذَلِك على غَيرهمَا فيندفع الِاعْتِرَاض من حَيْثُ الْجُمْلَة وَأما من حَيْثُ التَّفْصِيل فالأحاديث الَّتِي انتقدت عَلَيْهِمَا تَنْقَسِم أقساما الْقسم الأول مِنْهَا مَا تخْتَلف الروَاة فِيهِ بِالزِّيَادَةِ وَالنَّقْص من رجال الْإِسْنَاد فَإِن أخرج صَاحب الصَّحِيح الطَّرِيق المزيدة وَعلله النَّاقِد بِالطَّرِيقِ النَّاقِصَة فَهُوَ تَعْلِيل مَرْدُود كَمَا صرح بِهِ الدَّارَقُطْنِيّ فِيمَا سيحكيه عَنهُ فِي الحَدِيث الْخَامِس وَالْأَرْبَعِينَ لِأَن الرَّاوِي إِن كَانَ سَمعه فَالزِّيَادَة لَا تضر لِأَنَّهُ قد يكون سَمعه بِوَاسِطَة عَن شَيْخه ثمَّ لقِيه فَسَمعهُ مِنْهُ وَإِن كَانَ لم يسمعهُ فِي الطَّرِيق النَّاقِصَة فَهُوَ مُنْقَطع والمنقطع من قسم الضَّعِيف والضعيف لَا يعل الصَّحِيح وَسَتَأْتِي أمثله ذَلِك فِي الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّامِن وَغَيرهمَا وَإِن أخرج صَاحب الصَّحِيح الطَّرِيق النَّاقِصَة وَعلله النَّاقِد بِالطَّرِيقِ المزيدة تضمن اعتراضه دَعْوَى انْقِطَاع فِيمَا صَححهُ المُصَنّف فَينْظر إِن كَانَ ذَلِك الرَّاوِي صحابيا أَو ثِقَة غير مُدَلّس قد أدْرك من روى عَنهُ إدراكا بَينا أَو صرح بِالسَّمَاعِ إِن كَانَ مدلسا من طَرِيق أُخْرَى فَإِن وجد ذَلِك انْدفع الِاعْتِرَاض بذلك وَإِن لم يُوجد وَكَانَ الِانْقِطَاع فِيهِ ظَاهرا فمحصل الْجَواب عَن صَاحب الصَّحِيح أَنه إِنَّمَا أخرج مثل ذَلِك فِي بَاب مَاله متابع وعاضد أَو مَا حَفَّتْهُ قرينَة فِي الْجُمْلَة تقويه وَيكون التَّصْحِيح وَقع من حَيْثُ الْمَجْمُوع كَمَا سنوضح ذَلِك فِي الْكَلَام على الحَدِيث الرَّابِع وَالْعِشْرين من هَذِه الْأَحَادِيث وَغَيره وَرُبمَا علل بعض النقاد أَحَادِيث أدعى فِيهَا الِانْقِطَاع لكَونهَا غير مسموعة كَمَا فِي الْأَحَادِيث المروية بالمكاتبة وَالْإِجَازَة وَهَذَا لَا يلْزم مِنْهُ الِانْقِطَاع عِنْد من يسوغ الرِّوَايَة بِالْإِجَازَةِ بل فِي تَخْرِيج صَاحب الصَّحِيح لمثل ذَلِك دَلِيل على صِحَة الرِّوَايَة بِالْإِجَازَةِ عِنْده وَقد أَشَرنَا إِلَى ذَلِك فِي الحَدِيث السَّادِس وَالثَّلَاثِينَ وَغَيره الْقسم الثَّانِي مِنْهَا مَا تخْتَلف الروَاة فِيهِ بتغيير رجال بعض الْإِسْنَاد فَالْجَوَاب عَنهُ إِن أمكن الْجمع بِأَن يكون الحَدِيث عِنْد ذَلِك الرَّاوِي على الْوَجْهَيْنِ جَمِيعًا فأخرجهما المُصَنّف وَلم يقْتَصر على أَحدهمَا حَيْثُ يكون المختلفون فِي ذَلِك متعادلين فِي الْحِفْظ وَالْعدَد كَمَا فِي الحَدِيث الثَّامِن وَالْأَرْبَعِينَ وَغَيره وَإِن أمتنع بِأَن يكون المختلفون غير متعادلين بل متقاربين فِي الْحِفْظ وَالْعدَد فَيخرج المُصَنّف الطَّرِيق الراجحة ويعرض عَن الطَّرِيق المرجوحة أَو يُشِير إِلَيْهَا كَمَا فِي الحَدِيث السَّابِع عشر فالتعليل بِجَمِيعِ ذَلِك من أجل مُجَرّد الِاخْتِلَاف غير قَادِح إِذْ لَا يلْزم من مُجَرّد الِاخْتِلَاف اضْطِرَاب يُوجب الضعْف فَيَنْبَغِي الْإِعْرَاض أَيْضا عَمَّا هَذَا سَبيله وَالله أعلم الْقسم الثَّالِث مِنْهَا مَا تفرد بعض الروَاة بِزِيَادَة فِيهِ دون من هُوَ أَكثر عددا أَو أضبط مِمَّن لم يذكرهَا فَهَذَا لَا يُؤثر التَّعْلِيل بِهِ إِلَّا إِن كَانَت الزِّيَادَة مُنَافِيَة بِحَيْثُ يتَعَذَّر الْجمع إِمَّا إِن كَانَت الزِّيَادَة لَا مُنَافَاة فِيهَا بِحَيْثُ تكون كالحديث المستقل فَلَا اللَّهُمَّ إِلَّا إِن وضح بالدلائل القوية أَن تِلْكَ الزِّيَادَة مدرجة فِي الْمَتْن من كَلَام بعض رُوَاته فَمَا كَانَ من هَذَا الْقسم فَهُوَ مُؤثر كَمَا فِي الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّلَاثِينَ الْقسم الرَّابِع مِنْهَا مَا تفرد بِهِ بعض الروَاة مِمَّن(1/347)
ضعف من الروَاة وَلَيْسَ فِي هَذَا الصَّحِيح من هَذَا الْقَبِيل غير حديثين وهما السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ وَالثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ كَمَا سَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِمَا وتبيين أَن كلا مِنْهُمَا قد توبع الْقسم الْخَامِس مِنْهَا مَا حكم فِيهِ بالوهم على بعض رِجَاله فَمِنْهُ مَا يُؤثر ذَلِك الْوَهم قدحا وَمِنْه مَا لَا يُؤثر كَمَا سَيَأْتِي تَفْصِيله الْقسم السَّادِس مِنْهَا مَا اخْتلف فِيهِ بتغيير بعض أَلْفَاظ الْمَتْن فَهَذَا أَكْثَره لَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ قدح لِإِمْكَان الْجمع فِي الْمُخْتَلف من ذَلِك أَو التَّرْجِيح على أَن الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره من أَئِمَّة النَّقْد لم يتَعَرَّضُوا لِاسْتِيفَاء ذَلِك من الْكِتَابَيْنِ كَمَا تعرضوا لذَلِك فِي الْإِسْنَاد فَمَا لم يتَعَرَّضُوا لَهُ من ذَلِك حَدِيث جَابر فِي قصَّة الْجمل وَحَدِيثه فِي وَفَاء دين أَبِيه وَحَدِيث رَافع بن خديج فِي المخابرة وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي قصَّة ذِي الْيَدَيْنِ وَحَدِيث سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فِي قِصَّةِ الْوَاهِبَةِ نَفْسَهَا وَحَدِيث أنس فِي افْتِتَاح الْقِرَاءَة بِالْحَمْد لله رب الْعَالمين وَحَدِيث بن عَبَّاس فِي قصَّة السائلة عَن نذر أمهَا وَأُخْتهَا وَغير ذَلِك مِمَّا سنأتي إِن شَاءَ الله تَعَالَى على بَيَانه عِنْد شَرحه فِي أماكنه فَهَذِهِ جملَة أَقسَام مَا انتقده الْأَئِمَّة على الصَّحِيح وَقد حررتها وحققتها وقسمتها وفصلتها لَا يظْهر مِنْهَا مَا يُؤثر فِي أصل مَوْضُوع الْكتاب بِحَمْد الله إِلَّا النَّادِر وَهَذَا حِين الشُّرُوع فِي إيرادها على تَرْتِيب مَا وَقع فِي الأَصْل لتسهل مراجعتها إِن شَاءَ الله تَعَالَى من كتاب الطَّهَارَة الحَدِيث الأول قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ عَن أبي نعيم عَن زُهَيْر عَن أبي إِسْحَاق قَالَ لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَةَ ذَكَرَهُ وَلَكِنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عبد الله قَالَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بحجرين وروثة الحَدِيث فِي الِاسْتِجْمَار قَالَ فَقَالَ إِبْرَاهِيم بن يُوسُف عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَن بن الْأسود عَن أَبِيه بِهَذَا انْتهى ثمَّ سَاق الدَّارَقُطْنِيّ وُجُوه الِاخْتِلَاف فِيهِ على أبي إِسْحَاق فَمِنْهَا رِوَايَة إِسْرَائِيل عَنهُ عَن أبي عُبَيْدَة عَن أَبِيه وَمِنْهَا رِوَايَة مَالك بن مغول وَغَيره عَنهُ عَن الْأسود عَن عبد الله من غير ذكر عبد الرَّحْمَن وَمِنْهَا رِوَايَة زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة عَنهُ عَن عبد الله بن يزِيد عَن الْأسود وَمِنْهَا رِوَايَة معمر عَنهُ عَن عَلْقَمَة عَن عبد الله وَمِنْهَا رِوَايَة يُونُس بن أبي إِسْحَاق عَن أَبِيه عَن أبي الْأَحْوَص عَن عبد الله قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وأحسنها سياقا الطَّرِيق الأولى الَّتِي أخرجهَا البُخَارِيّ وَلَكِن فِي النَّفس مِنْهَا شَيْء لِكَثْرَة الِاخْتِلَاف فِيهِ على أبي إِسْحَاق انْتهى وَأخرج التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه حَدِيث إِسْرَائِيل الْمَذْكُور وَحكى بعض الْخلاف فِيهِ ثمَّ قَالَ هَذَا حَدِيث فِيهِ اضْطِرَاب وَسَأَلت عبد الله بن عبد الرَّحْمَن يَعْنِي الدَّارمِيّ عَنهُ فَلم يقْض فِيهِ بِشَيْء وَسَأَلت مُحَمَّدًا يَعْنِي البُخَارِيّ عَنهُ فَلم يقْض فِيهِ بِشَيْء وَكَأَنَّهُ رأى حَدِيث زُهَيْر أشبه وَوَضعه فِي الْجَامِع قَالَ التِّرْمِذِيّ وَالأَصَح عِنْدِي حَدِيث إِسْرَائِيل وَقد تَابعه قيس بن الرّبيع قَالَ التِّرْمِذِيّ وَزُهَيْر إِنَّمَا سمع من أبي إِسْحَاق بآخرة انْتهى وَحكى بن أبي حَاتِم عَن أَبِيه وَأبي زرْعَة أَنَّهُمَا رجحا رِوَايَة إِسْرَائِيل وَكَأن التِّرْمِذِيّ تبعهما فِي ذَلِك وَالَّذِي يظْهر أَن الَّذِي رَجحه البُخَارِيّ هُوَ الْأَرْجَح وَبَيَان ذَلِك أَن مَجْمُوع كَلَام الْأَئِمَّة مشْعر بِأَن الرَّاجِح على الرِّوَايَات كلهَا إِمَّا طَرِيق إِسْرَائِيل وَهِي عَن أبي عُبَيْدَة عَن أَبِيه وَأَبُو عُبَيْدَة لم يسمع من أَبِيه فَيكون الْإِسْنَاد مُنْقَطِعًا أَو رِوَايَة زُهَيْر وَهِي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ عَن بن مَسْعُود فَيكون مُتَّصِلا وَهُوَ تصرف صَحِيح لِأَن الْأَسَانِيد فِيهِ إِلَى زُهَيْر وَإِلَى إِسْرَائِيل أثبت من بَقِيَّة الْأَسَانِيد وَإِذا تقرر ذَلِك كَانَت دَعْوَى الِاضْطِرَاب فِي هَذَا الحَدِيث منتفية لِأَن الِاخْتِلَاف على الْحفاظ فِي الحَدِيث لَا يُوجب أَن يكون مضطربا إِلَّا بِشَرْطَيْنِ أَحدهمَا اسْتِوَاء وُجُوه الِاخْتِلَاف(1/348)
فَمَتَى رجح أحد الْأَقْوَال قدم وَلَا يعل الصَّحِيح بالمرجوح ثَانِيهمَا مَعَ الاسْتوَاء أَن يتَعَذَّر الْجمع على قَوَاعِد الْمُحدثين ويغلب على الظَّن أَن ذَلِك الْحَافِظ لم يضْبط ذَلِك الحَدِيث بِعَيْنِه فَحِينَئِذٍ يحكم على تِلْكَ الرِّوَايَة وَحدهَا بِالِاضْطِرَابِ ويتوقف عَن الحكم بِصِحَّة ذَلِك الحَدِيث لذَلِك وَهنا يظْهر عدم اسْتِوَاء وُجُوه الِاخْتِلَاف على أبي إِسْحَاق فِيهِ لِأَن الرِّوَايَات الْمُخْتَلفَة عَنهُ لَا يَخْلُو إِسْنَاد مِنْهَا من مقَال غير الطَّرِيقَيْنِ الْمُقدم ذكرهمَا عَن زُهَيْر وَعَن إِسْرَائِيل مَعَ أَنه يُمكن رد أَكثر الطّرق إِلَى رِوَايَة زُهَيْر وَالَّذِي يظْهر بعد ذَلِك تَقْدِيم رِوَايَة زُهَيْر لِأَن يُوسُف بن إِسْحَاق بن أبي إِسْحَاق قد تَابع زهيرا وَقد رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ فِي المعجم الْكَبِير من رِوَايَة يَحْيَى بْنُ أَبِي زَائِدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أبي إِسْحَاق كَرِوَايَة زُهَيْر وَرَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُصَنَّفِهِ مِنْ طَرِيقِ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ عَن بن مَسْعُود كَرِوَايَة زُهَيْر عَن أبي إِسْحَاق وَلَيْث وَإِن كَانَ ضَعِيف الْحِفْظ فَإِنَّهُ يعْتَبر بِهِ وَيسْتَشْهد فَيعرف أَن لَهُ من رِوَايَة عبد الرَّحْمَن بن الْأسود عَن أَبِيه أصلا ثمَّ إِن ظَاهر سِيَاق زُهَيْر يشْعر بِأَن أَبَا إِسْحَاق كَانَ يرويهِ أَولا عَن أبي عُبَيْدَة عَن أَبِيه ثمَّ رَجَعَ عَن ذَلِك وصيره عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْأَسْوَدِ عَنْ أَبِيهِ فَهَذَا صَرِيح فِي أَن أَبَا إِسْحَاق كَانَ مستحضرا للسندين جَمِيعًا عِنْد إِرَادَة التحديث ثمَّ إختار طَرِيق عبد الرَّحْمَن وأضرب عَن طَرِيق أبي عُبَيْدَة فإمَّا أَن يكون تذكر أَنه لم يسمعهُ من أبي عُبَيْدَة أَو كَانَ سَمعه مِنْهُ وَحدث بِهِ عَنهُ ثمَّ عرف أَن أَبَا عُبَيْدَة لم يسمع من أَبِيه فَيكون الْإِسْنَاد مُنْقَطِعًا فأعلمهم أَن عِنْده فِيهِ إِسْنَادًا مُتَّصِلا أَو كَانَ حدث بِهِ عَن أبي عُبَيْدَة مدلسا لَهُ وَلم يكن سَمعه مِنْهُ فَإِن قيل إِذا كَانَ أَبُو إِسْحَاق مدلسا عنْدكُمْ فَلم تحكمون لطريق عبد الرَّحْمَن بن الْأسود بالاتصال مَعَ إِمْكَان أَن يكون دلسه عَنهُ أَيْضا وَقد صرح بذلك أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بن دَاوُد الشادكوني فِيمَا حَكَاهُ الْحَاكِم فِي عُلُوم الحَدِيث عَنهُ قَالَ فِي قَول أبي إِسْحَاق لَيْسَ أَبُو عُبَيْدَةَ ذَكَرَهُ وَلَكِنْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ عَن أَبِيه وَلم يقل حَدثنِي عبد الرَّحْمَن وأوهم أَنه سَمعه مِنْهُ تَدْلِيس وَمَا سَمِعت بتدليس أعجب من هَذَا انْتهى كَلَامه فَالْجَوَاب أَن هَذَا هُوَ السَّبَب الْحَامِل لسياق البُخَارِيّ للطريق الثَّانِيَة عَن إِبْرَاهِيم بن يُوسُف بن إِسْحَاق بن أبي إِسْحَاق الَّتِي قَالَ فِيهَا أَبُو إِسْحَاق حَدثنِي عبد الرَّحْمَن فانتفت رِيبَة التَّدْلِيس عَن أبي إِسْحَاق فِي هَذَا الحَدِيث وَبَين حفيده عَنهُ أَنه صرح عَن عبد الرَّحْمَن بِالتَّحْدِيثِ ويتأيد ذَلِك بِأَن الْإِسْمَاعِيلِيّ لما أخرج هَذَا الحَدِيث فِي مستخرجه على الصَّحِيح مِنْ طَرِيقِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ عَنْ زُهَيْر اسْتدلَّ بذلك على أَن هَذَا مِمَّا لم يُدَلس فِيهِ أَبُو إِسْحَاق قَالَ لِأَن يحيى بن سعيد لَا يَرْضَى أَنْ يَأْخُذَ عَنْ زُهَيْرٍ مَا لَيْسَ بِسَمَاع لشيخه وَكَأَنَّهُ عرف هَذَا بالاستقراء من حَال يحيى وَالله أعلم وَإِذا تقرر ذَلِك لم يبْق لدعوى التَّعْلِيل عَلَيْهِ مجَال لِأَن روايتي إِسْرَائِيل وَزُهَيْر لَا تعَارض بَينهمَا إِلَّا أَن رِوَايَة زُهَيْر أرجح لِأَنَّهَا اقْتَضَت الِاضْطِرَاب عَن رِوَايَة إِسْرَائِيل وَلم تقتض ذَلِك رِوَايَة إِسْرَائِيل فترجحت رِوَايَة زُهَيْر وَأما مُتَابعَة قيس بن الرّبيع لرِوَايَة إِسْرَائِيل فَإِن شَرِيكا القَاضِي تَابع زُهَيْر أَو شريك أوثق من قيس على أَن الَّذِي حررناه لَا يرد شَيْئا من الطَّرِيقَيْنِ إِلَّا أَنه يُوضح قُوَّة طَرِيق زُهَيْر واتصالها وتمكنها من الصِّحَّة وَبعد إعلالها وَبِه يظْهر نُفُوذ رَأْي البُخَارِيّ وثقوب ذهنه وَالله أعلم وَقد أخرج البُخَارِيّ من حَدِيث أبي هُرَيْرَة مَا يشْهد لصِحَّة حَدِيث بن مَسْعُود فازداد قُوَّة بذلك فَأنْظر إِلَى هَذَا الحَدِيث كَيفَ حكم عَلَيْهِ بالمرجوحية مثل أبي حَاتِم وَأبي زرْعَة وهما إِمَامًا التَّعْلِيل وتبعهما التِّرْمِذِيّ وَتوقف الدَّارمِيّ وَحكم عَلَيْهِ بالتدليس الْمُوجب للانقطاع أَبُو أَيُّوب الشادكوني وَمَعَ ذَلِك فَتبين بالتنقيب والتتبع التَّام أَن الصَّوَاب فِي الحكم لَهُ بالراجحية فَمَا ظَنك بِمَا يَدعِيهِ من هُوَ دون هَؤُلَاءِ الْحفاظ النقاد من الْعِلَل هَل يسوغ أَن يقبل مِنْهُم(1/349)
فِي حق مثل هَذَا الإِمَام مُسلما كلا وَالله وَالله الْمُوفق الحَدِيث الثَّانِي قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَخْرَجَا جَمِيعًا يَعْنِي البُخَارِيّ وَمُسلمًا حَدِيث الْأَعْمَش عَن مُجَاهِد عَن طَاوس عَن بن عَبَّاس يَعْنِي فِي قصَّة القبرين وَأَن أَحدهمَا كَانَ لَا يستبرئ من بَوْله قَالَ وَقد خَالفه مَنْصُور فَقَالَ عَن مُجَاهِد عَن بن عَبَّاس وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث مَنْصُور على إِسْقَاطه طاوسا انْتهى وَهَذَا الحَدِيث أخرجه البُخَارِيّ فِي الطَّهَارَة عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ عَنْ جَرِيرٍ وَفِي الْأَدَب عَن مُحَمَّد بن سَلام عَن عُبَيْدَة بن حميد كِلَاهُمَا عَن مَنْصُور بِهِ وَرَوَاهُ من طَرِيق أُخْرَى من حَدِيث الْأَعْمَش وَأخرجه بَاقِي الْأَئِمَّة السِّتَّة من حَدِيث الْأَعْمَش أَيْضا وَأخرجه أَبُو دَاوُد أَيْضا وَالنَّسَائِيّ وبن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه من حَدِيث مَنْصُور أَيْضا وَقَالَ التِّرْمِذِيّ بعد أَن أخرجه رَوَاهُ مَنْصُور عَن مُجَاهِد عَن بن عَبَّاس وَحَدِيث الْأَعْمَش أصح يَعْنِي المتضمن للزِّيَادَة قلت وَهَذَا فِي التَّحْقِيق لَيْسَ بعلة لِأَن مُجَاهدًا لم يُوصف بالتدليس وسماعه من بن عَبَّاس صَحِيح فِي جملَة من الْأَحَادِيث وَمَنْصُور عِنْدهم أتقن من الْأَعْمَش مَعَ أَن الْأَعْمَش أَيْضا من الْحفاظ فَالْحَدِيث كَيْفَمَا دَار دَار على ثِقَة والإسناد كَيْفَمَا دَار كَانَ مُتَّصِلا فَمثل هَذَا لَا يقْدَح فِي صِحَة الحَدِيث إِذا لم يكن رَاوِيه مدلسا وَقد أَكثر الشَّيْخَانِ من تَخْرِيج مثل هَذَا وَلم يستوعب الدَّارَقُطْنِيّ انتقاده وَالله الْمُوفق الحَدِيث الثَّالِث قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِيمَا قَرَأت بِخَطِّهِ وَأخرج البُخَارِيّ عَن أبي معمر عَن عبد الْوَارِث عَن الْحُسَيْن الْمعلم عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ أَنه سَأَلَ عُثْمَان بن عَفَّان عَن الرجل يُجَامع أَهله وَلَا يمني فَقَالَ عُثْمَان يتَوَضَّأ وَيغسل ذكره سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَسَأَلت عَن ذَلِك عليا وَالزُّبَيْر وَطَلْحَة وَأبي بن كَعْب فأمروه بذلك قَالَ يحيى بن أبي كثير وَأَخْبرنِي أَبُو سَلمَة أَيْضا أَن عُرْوَة أخبرهُ أَن أَبَا أَيُّوب أخبرهُ أَنَّهُ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ رَحمَه الله وَهَذَا وهم وَهُوَ قَوْله إِن أَبَا أَيُّوب أخبرهُ أَنَّهُ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّ أَبَا أَيُّوب لم يسمعهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا سَمعه من أبي بن كَعْب كَذَلِك رَوَاهُ هِشَام بن عُرْوَة عَن أَبِيه وَقد أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث هِشَام على الصَّوَاب انْتهى وَقد وَافق البُخَارِيّ مُسلم على تَخْرِيجه على الْوَجْهَيْنِ وَقَالَ الْخَطِيب قَوْله إِن أَبَا أَيُّوب سَمِعَ ذَلِكَ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خطأ فَإِن جمَاعَة من الْحفاظ رَوَوْهُ عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن أبي أَيُّوب عَن أبي بن كَعْب قلت وَغَايَة مَا فِي هَذَا أَن أَبَا سَلمَة وهشاما اخْتلفَا فَزَاد هِشَام فِيهِ ذكر أبي بن كَعْب وَلَا يمْنَع ذَلِك أَن يكون أَبُو أَيُّوب سَمِعَهُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسَمعه أَيْضا من أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَعَ أَنَّ أَبَا سَلمَة أجل وأسن وأتقن من هِشَام بل هُوَ من أَقْرَان عُرْوَة وَالِد هِشَام فَكيف يقْضِي لهشام عَلَيْهِ بل الصَّوَاب أَن الطَّرِيقَيْنِ صَحِيحَانِ وَيحْتَمل أَن يكون اللَّفْظ الَّذِي سَمعه أَبُو أَيُّوب من أبي بن كَعْب غير اللَّفْظ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَن سِيَاق حَدِيث أبي بن كَعْب عِنْد البُخَارِيّ يَقْتَضِي أَنه هُوَ الَّذِي سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ هَذِهِ الْمَسْأَلَة فتضمن زِيَادَة فَائِدَة وَحَدِيث أبي أَيُّوب عِنْده لَمْ يَسُقْ لَفْظَهُ بَلِ أَحَالَ بِهِ عَلَى حَدِيث عُثْمَان كَمَا ترى وعَلى تَقْدِير أَن يكون أَبُو أَيُّوب فِي نفس الْأَمر لم يسمعهُ إِلَّا من أبي بن كَعْب فَهُوَ مُرْسل صَحَابِيّ وَقد اتّفق المحدثون على أَنه فِي حكم الْمَوْصُول وَقد أخرج مُسلم فِي صَحِيحه شَبِيها بِهِ وَلم يتعقبه الدَّارَقُطْنِيّ وَهُوَ حَدِيث بن عَبَّاس فِي قصَّة إرْسَال معَاذ بن جبل إِلَى الْيمن فَإِن فِي بعض الرِّوَايَات عَن بن عَبَّاس عَن معَاذ وَفِي بَعْضهَا عَن بن عَبَّاس قَالَ أَرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ معَاذًا وَتعقب القَاضِي أَبُو بكر بن الْعَرَبِيّ حَدِيث زيد بن خَالِد وَزعم أَن فِيهِ ثَلَاث علل فَقَالَ(1/350)
الأولى أَن مَدَاره على حُسَيْن بن ذكْوَان الْمعلم وَلم يُصَرح بِسَمَاعِهِ لَهُ من يحيى بن أبي كثير وَإِنَّمَا جَاءَ عَن حُسَيْن قَالَ قَالَ يحيى بن أبي كثير الثَّانِيَة أَنه خُولِفَ فِيهِ فَرَوَاهُ غَيره عَن يحيى بن أبي كثير مَوْقُوفا غير مَرْفُوع الثَّالِثَة أَن أَبَا سَلمَة أَيْضا قد خُولِفَ فِيهِ فَرَوَاهُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَن زيد بن خَالِد مَوْقُوفا عَن جمَاعَة من الصَّحَابَة قلت وَالْجَوَاب عَن الأولى أَن بن خُزَيْمَة والسراج والإسماعيلي وَغَيرهم رووا الحَدِيث من طَرِيق حُسَيْن الْمعلم وصرحوا فِيهِ بالإخبار وَلَفظ السراج بِسَنَدِهِ إِلَى حُسَيْن أخبرنَا يحيى بن أبي كثير أَن أَبَا سَلمَة حَدثهُ الخ وَأما الْجَواب عَن الثَّانِيَة وَالثَّالِثَة فالتعليل الْمَذْكُور بهما غير قَادِح لِأَن رِوَايَة حُسَيْن مُشْتَمِلَة على الرّفْع وَالْوَقْف مَعًا فَإِذا اشْتَمَل غَيرهمَا على الْمَوْقُوف فَقَط كَانَت هِيَ مُشْتَمِلَة على زِيَادَة لَا تنَافِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى فَتقبل من الْحفاظ وَهُوَ كَذَلِك فَتبين أَن التَّعْلِيل بذلك لَيْسَ بقادح وَالله أعلم من كتاب الصَّلَاة الحَدِيث الرَّابِع قَالَ البُخَارِيّ بَاب الخوخة الْمَمَر فِي الْمَسْجِد حَدثنَا مُحَمَّد بن سِنَان حَدثنَا فليح هُوَ بن سُلَيْمَان حَدثنَا أَبُو النَّضر عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ سعيد عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ خَطَبَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ خير عبدا بَيْنَ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْده الحَدِيث قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ هَذَا السِّيَاق غير مَحْفُوظ وَاخْتلف فِيهِ على فليح فَرَوَاهُ مُحَمَّد بن سِنَان هَكَذَا وَتَابعه الْمعَافى بن سُلَيْمَان الْحَرَّانِي وَرَوَاهُ سعيد بن مَنْصُور وَيُونُس بن مُحَمَّد الْمُؤَذّن وَأَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ عَنْ فُلَيْحٍ عَنْ أَبِي النَّضْرِ عَنْ عُبَيْدٍ بن حنين وَبسر بن سعيد جَمِيعًا عَن أبي سعيد قلت أخرجه مُسلم عَن سعيد وَأَبُو بكر بن أبي شيبَة عَن يُونُس وبن حبَان فِي صَحِيحه من حَدِيث الطَّيَالِسِيّ وَرَوَاهُ أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ عَنْ فُلَيْحٍ عَنْ أبي النَّضر عَن بسر بن سعيد عَن أبي سعيد وَلم يذكر عبيد بن حنين أخرجهُمَا البُخَارِيّ فِي مَنَاقِب أبي بكر فَهَذِهِ ثَلَاثَة أوجه مُخْتَلفَة فَأَما رِوَايَة أبي عَامر فَيمكن ردهَا إِلَى رِوَايَة سعيد بن مَنْصُور بِأَن يكون اقْتصر فِيهَا على أحد شَيْخي أبي النَّضر دون الآخر وَقد رَوَاهُ مَالك عَن أبي النَّضر عَنْهُمَا جَمِيعًا حدث بِهِ القعْنبِي فِي الْمُوَطَّأ عَنهُ وَتَابعه جمَاعَة من مَالك خَارج الْمُوَطَّأ وَأخرجه البُخَارِيّ أَيْضا عَن بن أبي أويس عَن مَالك فِي الْهِجْرَة لكنه اقْتصر فِيهِ على عبيد بن حنين حسب وَأما رِوَايَة مُحَمَّد بن سِنَان فَوَهم لِأَنَّهُ صير بسر بن سعيد شَيخا لِعبيد بن حنين وَإِنَّمَا هُوَ رَفِيقه فِي رِوَايَة هَذَا الحَدِيث وَيُمكن أَن تكون الْوَاو سَقَطت قبل قَوْله عَن بسر وَقد صرح بذلك البُخَارِيّ فِيمَا رَوَاهُ أَبُو عَليّ بن السكن الْحَافِظ فِي زوائده فِي الصَّحِيح قَالَ أَنبأَنَا الْفربرِي قَالَ قَالَ البُخَارِيّ هَكَذَا رَوَاهُ مُحَمَّد بن سِنَان عَن فليح وَإِنَّمَا هُوَ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ حُنَيْنٍ وَعَنْ بسر بن سعيد يَعْنِي بواو الْعَطف فقد أفْصح البُخَارِيّ بِأَن شَيْخه سَقَطت عَلَيْهِ الْوَاو من هَذَا السِّيَاق وَإِن من إِسْقَاطهَا نَشأ هَذَا الْوَهم وَإِذا رَجعْنَا إِلَى الْإِنْصَاف لم تكن هَذِه عِلّة قادحة مَعَ هَذَا الْإِيضَاح وَالله أعلم الحَدِيث الْخَامِس قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرجَا جَمِيعًا حَدِيث مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس قَالَ كُنَّا نصلي الْعَصْر ثمَّ يذهب الذَّاهِب منا إِلَى قبَاء فيأتيهم وَالشَّمْس مُرْتَفعَة وَهَذَا مِمَّا ينْتَقد بِهِ على مَالك لِأَنَّهُ رَفعه وَقَالَ فِيهِ إِلَى قبَاء وَخَالفهُ عدد كثير مِنْهُم شُعَيْب بن أبي حَمْزَة وَصَالح بن كيسَان وَعَمْرو بن الْحَارِث وَيُونُس بن يزِيد وَمعمر وَاللَّيْث(1/351)
بن سعد وبن أبي ذِئْب وَآخَرُونَ انْتهى وَقد تعقب النَّسَائِيّ أَيْضا على مَالك وَمَوْضِع التعقب مِنْهُ قَوْله إِلَى قبَاء وَالْجَمَاعَة كلهم قَالُوا إِلَى العوالي وَمثل هَذَا الْوَهم الْيَسِير لَا يلْزم مِنْهُ الْقدح فِي صِحَة الحَدِيث لَا سِيمَا وَقد أخرجَا الرِّوَايَة المحفوظة وَالله أعلم الحَدِيث السَّادِس روى البُخَارِيّ من طَرِيق شُعْبَة قَالَ أَخْبرنِي سعد بن إِبْرَاهِيم سَمِعت حَفْص بن عَاصِم قَالَ سَمِعت رجلا من الأزد يُقَال لَهُ مَالك بن بُحَيْنَة أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى رجلا وَقد أُقِيمَت الصَّلَاة يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ فَلَمَّا انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاث بِهِ النَّاس فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آلصبح أَرْبعا آلصبح أَرْبعا وَقَالَ حَمَّاد عَن سعد عَن حَفْص عَن مَالك وَقَالَ بن إِسْحَاق عَن سعد عَن حَفْص عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَالِكِ بْنِ بُحَيْنَةَ وَرَوَاهُ قبل ذَلِك عَن عبد الْعَزِيز عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ حَفْص عَن عبد الله بن مَالك بِهِ قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي أهل الْعرَاق مِنْهُم شُعْبَة وَحَمَّاد وَأَبُو عوَانَة يَقُولُونَ مَالك بن بُحَيْنَة وَأهل الْحجاز يَقُولُونَ عبد الله بن مَالك بن بُحَيْنَة وَهُوَ الصَّوَاب وَذكر البُخَارِيّ فِي تَارِيخه تَرْجَمَة عبد الله بن مَالك بن بُحَيْنَة ثمَّ قَالَ وَقَالَ بَعضهم مَالك بن بُحَيْنَة وَالْأول أصح قلت وَهَذَا لَا يعل هَذَا الْخَبَر لِأَن أهل النَّقْد اتَّفقُوا على أَن رِوَايَة أهل الْعرَاق لَهُ عَن سعد فِيهَا وهم وَالظَّاهِر أَن ذَلِك من سعد بن إِبْرَاهِيم إِذْ حدث بِهِ بالعراق وَقد اغْترَّ بن عبد الْبر بِظَاهِر هَذَا الْإِسْنَاد فَقَالَ لعبد الله بن بُحَيْنَة ولأبيه مَالك صُحْبَة وَالله أعلم الحَدِيث السَّابِع قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ أَحَادِيث لِلْحسنِ عَن أبي بكرَة مِنْهَا حَدِيث زادك الله حرصا وَلَا تعد وَالْحسن إِنَّمَا يروي عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ يَعْنِي فَيكون الحَدِيث مُنْقَطِعًا وَسَيَأْتِي الْكَلَام على ذَلِك قَرِيبا فِي الْكُسُوف إِن شَاءَ الله تَعَالَى الحَدِيث الثَّامِن قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَخْرَجَا جَمِيعًا حَدِيث يحيى بن سعيد الْقَطَّانِ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ فِي قصَّة الْمُسِيء صلَاته وَقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ ارْجع فصل فَإنَّك لم تصل وَقد خَالَفَ يَحْيَى الْقَطَّانُ أَصْحَابَ عُبَيْدِ اللَّهِ كُلَّهُمْ مِنْهُم أَبُو أُسَامَة وَعبد الله بن نمير وَعِيسَى بن يُونُس وَغَيرهم فَرَوَوْه عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة لم يذكرُوا أَبَاهُ وَيحيى حَافظ وَيُشبه أَنْ يَكُونَ عُبَيْدُ اللَّهِ حَدَّثَ بِهِ عَلَى الْوَجْهَيْنِ وَالله أعلم قلت وَرجح التِّرْمِذِيّ رِوَايَة يحيى الْقطَّان وَهَذَا من قبيل الحَدِيث الثَّانِي وَقد أوضحنا الْجَواب عَن مثل ذَلِك هُنَاكَ الحَدِيث التَّاسِع قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ عَن آدم عَن بن أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَن بن وَدِيعَة عَن سَلْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غسل الْجُمُعَة وَقد اخْتلف فِيهِ على المَقْبُري فَقَالَ بن عجلَان عَنهُ عَن أَبِيه عَن بن وَدِيعَة عَن أبي ذَر وأرسله أَبُو معشر عَنهُ فَلم يذكر أَبَا ذَر وَلَا سلمَان وَرَوَاهُ الدَّرَاوَرْدِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يذكر بَينهمَا أحدا وَقَالَ عبد الله بن رَجَاء عَن عبيد الله بن عمر عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة انْتهى وَرَوَاهُ البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث بن الْمُبَارك عَن بن أبي ذِئْب بِهِ وَقد اخْتلف فِيهِ على بن أبي ذِئْب أَيْضا فَقَالَ أَبُو عَليّ الْحَنَفِيّ فِيمَا روينَاهُ فِي مُسْند الدَّارمِيّ عَنهُ مثل رِوَايَة آدم وَكَذَا روينَاهُ فِي صَحِيح بن حبَان من طَرِيق عُثْمَان بن عمر عَن بن أبي ذِئْب وَرَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده عَن أبي النَّضر وحجاج بن مُحَمَّد جَمِيعًا(1/352)
عَن بن أبي ذِئْب كَذَلِك وَقَالَ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ فِي مُسْنده عَن بن أبي ذِئْب عَن سعيد عَن أَبِيه عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَدِّيِ بْنِ الْخِيَارِ عَن سلمَان وَهَذِه رِوَايَة شَاذَّة لِأَن الْجَمَاعَة خالفوه وَلِأَن الحَدِيث مَحْفُوظ لعبد الله بن وَدِيعَة لَا لِعبيد الله بن عدي وَأما بن عجلَان فَلَا يُقَارب بن أبي ذِئْب فِي الْحِفْظ وَلَا تعلل رِوَايَة بن أبي ذِئْب مَعَ إتقانه فِي الْحِفْظ بِرِوَايَة بن عجلَان مَعَ سوء حفظه وَلَو كَانَ بن عجلَان حَافِظًا لأمكن أَن يكون بن وَدِيعَة سَمعه من سلمَان وَمن أبي ذَر فَحدث بِهِ مرّة عَن هَذَا وَمرَّة عَن هَذَا وَقد إختار بن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه هَذَا الْجمع وَأخرج الطَّرِيقَيْنِ مَعًا طَرِيق بن أبي ذِئْب من مُسْند سلمَان وَطَرِيق بن عجلَان من مُسْند أبي ذَر رَضِي الله عَنْهُمَا وَأما أَبُو معشر فضعيف لَا معنى للتَّعْلِيل بروايته وَأما رِوَايَة عبيد الله بن عمر فَهُوَ من الْحفاظ إِلَّا أَنه اخْتلف عَلَيْهِ كَمَا ترى فرواية الدَّرَاورْدِي لَا تنَافِي رِوَايَة بن أبي ذِئْب لِأَنَّهَا قصرت عَنْهَا فَدلَّ على أَنه لم يضْبط إِسْنَاده فَأرْسلهُ وَرِوَايَة عبد الله بن رَجَاء إِن كَانَت مَحْفُوظَة فقد سلك الجادة فِي أَحَادِيث المَقْبُري فَقَالَ عَن أبي هُرَيْرَة فَيجوز أَن يكون للمقبري فِيهِ إِسْنَاد آخر وَقد وجدته فِي صَحِيح بن خُزَيْمَة من رِوَايَة صَالح بن كيسَان عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَإِذا تقرر ذَلِك عرف أَن الرِّوَايَة الَّتِي صححها البُخَارِيّ أتقن الرِّوَايَات وَالله أعلم الحَدِيث الْعَاشِر قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم عَن سعيد بن سُلَيْمَان عَن هشيم عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ لَا يَغْدُو يَوْم الْفطر حَتَّى يَأْكُل تمرات قَالَ وَقد أنكر أَحْمد بن حَنْبَل هَذَا من حَدِيث هشيم عَن عبيد الله بن أبي بكر وَقَالَ إِنَّمَا رَوَاهُ هُشَيْمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَنَسٍ وَقيل إِن هشيما كَانَ يدلسه عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ وَقَدْ رَوَاهُ مسعر ومرجأ بن رَجَاء وَعلي بن عَاصِم عَن عبيد الله وَلَا يثبت مِنْهَا شَيْء انْتهى كَلَامه وَأحمد بن حَنْبَل إِنَّمَا استنكره لِأَنَّهُ لم يعرفهُ من حَدِيث هشيم لِأَن هشيما كَانَ يحدث بِهِ قَدِيما هَكَذَا ثمَّ صَار بعد لَا يحدث بِهِ إِلَّا عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَلِهَذَا لم يسمعهُ مِنْهُ إِلَّا كبار أَصْحَابه وَأما قَوْله إِن هشيما كَانَ يُدَلس فِيهِ فمردود فرواية البُخَارِيّ نَفسهَا عَن هشيم قَالَ أخبرنَا عبيد الله بن أبي بكر فَذكرهَا وَالْعجب من الْإِسْمَاعِيلِيّ أَيْضا فَإِنَّهُ أخرجه من رِوَايَة أبي الرّبيع الزهْرَانِي عَن هشيم عَن عبيد الله ثمَّ قَالَ هشيم يُدَلس وَكَأَنَّهُ لما رَوَاهُ عَنهُ مُعَنْعنًا ظن أَن هشيما دلسه وَمن هُنَا يظْهر شفوف نظر البُخَارِيّ على غَيره وَأما رِوَايَة مرجأ بن رَجَاء فعلقها البُخَارِيّ فِي الْبَاب وَوَصلهَا أَحْمد بن حَنْبَل وبن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه والإسماعيلي وَلَا أَدْرِي مَا معنى قَول الدَّارَقُطْنِيّ لَا يثبت مِنْهَا شَيْء وَقد رَوَاهُ غير من ذكر أخرجه بن حبَان فِي صَحِيحه والإسماعيلي فِي مُسْتَخْرَجِهِ وَالْحَاكِمُ فِي مُسْتَدْرَكِهِ مِنْ طَرِيقِ عُتْبَةَ بْنِ حُمَيْدٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أبي بكر نَحوه نعم رِوَايَة مسعر لَا يَصح إسنادها عَنهُ وَعلي بن عَاصِم ضَعِيف وَأما الطَّرِيق الَّتِي ذكرهَا عَن هشيم عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق فرواها أَحْمد بن منيع فِي مُسْنده وَالتِّرْمِذِيّ فِي جَامعه والإسماعيلي فِي مستخرجه من طَرِيق هشيم وَقد ظهر بِمَا قَرَّرْنَاهُ أَن إِحْدَى الطَّرِيقَيْنِ لَا تعل الْأُخْرَى وَالله أعلم الحَدِيث الْحَادِي عشر قَالَ البُخَارِيّ حَدثنَا مُحَمَّد حَدثنَا أَبُو تُمَيْلة يحيى بن وَاضح عَن فليح بن سُلَيْمَان عَن سعيد بن الْحَارِث عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ يَوْم عيد خَالف الطَّرِيق تَابَعَهُ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ فُلَيْحٍ وَحَدِيثُ جَابر أصح هَكَذَا فِي جَمِيع الرِّوَايَات الَّتِي وَقعت لنا عَن البُخَارِيّ إِلَّا أَنَّ فِي رِوَايَةِ أَبِي عَلِيِّ(1/353)
بن السَّكَنِ تَابَعَهُ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ فُلَيْحٍ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَحَدِيثُ جَابِرٍ أصح كَذَا وَقع عِنْده قَالَ أَبُو عَليّ الجياني وَالظَّاهِر أَن هَذَا الْإِصْلَاح من قبله قلت والتخليط فِيهِ مِمَّن دون البُخَارِيّ وَقد ذكره أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فِي الْأَطْرَاف محررا فَذكر حَدِيث أبي تُمَيْلة وَبعده تَابَعَهُ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ فُلَيْحٍ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ عَنْ فُلَيْحٍ عَنْ سَعِيدٍ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ البُخَارِيّ وَحَدِيث جَابر أصح وَكَذَا حَكَاهُ أَبُو نعيم فِي مستخرجه وَحكى البرقاني نَحوه ثمَّ قَالَ أَبُو مَسْعُود متعقبا عَلَيْهِ إِنَّمَا رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ فُلَيْحٍ عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة لَا عَن جَابر قَالَ وَكَذَا رَوَاهُ الْهَيْثَم بن جميل عَن فليح قلت وَلم يصب أَبُو مَسْعُود فِي دَعْوَاهُ أَن رِوَايَة يُونُس بن مُحَمَّد إِنَّمَا هِيَ من مُسْند أبي هُرَيْرَة فقد رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ يُونُس بن مُحَمَّد من مُسْند جَابر كَمَا قَالَ البُخَارِيّ وَمن طَرِيقه أخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ فِي مُصَنفه من حَدِيث يُونُس وَكَذَا قَالَ التِّرْمِذِيّ إِن أَبَا تُمَيْلة وَيُونُس بن مُحَمَّد روياه عَن فليح عَن سعيد عَن جَابر نعيم روينَاهُ من طَرِيق مُحَمَّد بن عبيد الله بن المنادى وَأحمد بن الْأَزْهَر وَعلي بن معبد ثَلَاثَتهمْ عَن يُونُسُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ فُلَيْحٍ عَنْ سَعِيدٍ عَن أبي هُرَيْرَة كَمَا قَالَ أَبُو مَسْعُود وقوى بِهَذَا أَن لسَعِيد بن الْحَارِث فِيهِ شيخين وَقد ذكر أَبُو مَسْعُود أَيْضا أَن مُحَمَّد بن حميد رَوَاهُ عَن أبي تُمَيْلة فصيره من مُسْند أبي هُرَيْرَة وَلَكِن مُحَمَّد بن حميد لَا يحْتَج بِهِ وَرِوَايَة مُحَمَّد بن الصَّلْت قد ذكرت من وَصلهَا فِي فصل التَّعْلِيق وَللَّه الْحَمد الحَدِيث الثَّانِي عشر قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ أَحَادِيث لِلْحسنِ عَن أبي بكرَة مِنْهَا حَدِيث الْكُسُوف وَالْحسن إِنَّمَا يروي عَن الْأَحْنَف عَن أبي بكرَة قلت البُخَارِيّ مَعْرُوف أَنه كَانَ مِمَّن يشدد فِي مثل هَذَا وَقد أخرج البُخَارِيّ حَدِيث الْكُسُوف من طرق عَن الْحسن علق بَعْضهَا وَمن جملَة مَا علقه فِيهِ رِوَايَة مُوسَى بن إِسْمَاعِيل عَن مبارك بن فضَالة عَن الْحسن قَالَ أَخْبرنِي أَبُو بكرَة فَهَذَا معتمده فِي إِخْرَاج حَدِيث الْحسن ورده على من نفى أَنه سمع من أبي بكرَة باعتماده على إِثْبَات من أثْبته وَسَيَأْتِي مزِيد بذلك فِي فضل الْحسن بن عَليّ بن أبي طَالب إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى الْحَدِيثُ الثَّالِثَ عَشَرَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرجَا جَمِيعًا حَدِيث بن أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يحل لامْرَأَة تُسَافِر وَلَيْسَ مَعهَا محرم قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَقد رَوَاهُ مَالك وَيحيى بن أبي كثير وَسُهيْل عَن سعيد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَعْنِي لَمْ يَقُولُوا عَنْ أَبِيه قلت لم يهمل البُخَارِيّ حِكَايَة هَذَا الِاخْتِلَاف بل ذكره عقب حَدِيث بن أبي ذِئْب وَالْجَوَاب عَن هَذَا الِاخْتِلَاف كالجواب فِي الحَدِيث الثَّانِي فَإِن سعيدا المَقْبُري سمع من أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة وَسمع من أبي هُرَيْرَة فَلَا يكون هَذَا الِاخْتِلَاف قادحا وَقد اخْتلف فِيهِ على مَالك فَرَوَاهُ بن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه من حَدِيث بشر بن عمر عَنهُ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَقَالَ بعده لم يقل أحد من أَصْحَاب مَالك فِي هَذَا الحَدِيث عَن سعيد عَن أَبِيه غير بشر بن عمر أه وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَبُو عَوَانَةَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيث بشر بن عمر أَيْضا وَصحح بن حبَان الطَّرِيقَيْنِ مَعًا وَالله أعلم الحَدِيث الرَّابِع عشر قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث الْأَوْزَاعِيّ عَن يحيى عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تكن مثل فلَان كَانَ يقوم اللَّيْل فَترك قيام اللَّيْل وَقد اخْتلف فِيهِ على(1/354)
الْأَوْزَاعِيّ فَقَالَ عَمْرو بن أبي سَلمَة والوليد بن مُسلم وَغَيرهمَا عَنهُ عَن يحيى عَن عمر بن الحكم بن ثَوْبَان عَن أبي سَلمَة زادوا رجلا أه وَهَذَا القَوْل فِيهِ كالقول فِي الَّذِي قبله بل صرح الْأَوْزَاعِيّ هُنَا بِالتَّحْدِيثِ عَن يحيى وَصرح يحيى بِالتَّحْدِيثِ عَن أبي سَلمَة فانتفت تُهْمَة التَّدْلِيس والراوي لَهُ هَكَذَا عِنْده عَن الْأَوْزَاعِيّ عبد الله بن الْمُبَارك وَهُوَ من الْحفاظ المتقنين وَمَعَ ذَلِك فَالْبُخَارِي لم يهمل حِكَايَة الْخلاف فِي ذَلِك بل ذكره تَعْلِيقا وَأخرج مُسلم طَرِيق عَمْرو بن أبي سَلمَة كَمَا أوضحته فِي تغليق التَّعْلِيق الحَدِيث الْخَامِس عشر قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَخْرَجَا جَمِيعًا حَدِيث شُعْبَة عَن عَمْرو عَن جَابر إِذا جَاءَ أحدكُم وَالْإِمَام يخْطب فَليصل رَكْعَتَيْنِ وَقد رَوَاهُ بن جريج وبن عُيَيْنَة وَحَمَّاد بن زيد وَأَيوب وورقاء وحبِيب بن يحيى كلهم عَن عَمْرو أَن رجلا دخل الْمَسْجِد فَقَالَ لَهُ صليت قلت هَذَا يُوهم أَن هَؤُلَاءِ أَرْسلُوهُ وَلَيْسَ كَذَلِك فقد أخرجه الشَّيْخَانِ من رِوَايَة حَمَّاد بن زيد وسُفْيَان بن عُيَيْنَة وَمُسلم من حَدِيث أَيُّوب وبن جريج كلهم عَن عَمْرو بن دِينَار مَوْصُولا وَإِنَّمَا أَرَادَ الدَّارَقُطْنِيّ أَن شُعْبَة خَالف هَؤُلَاءِ الْجَمَاعَة فِي سِيَاق الْمَتْن وَاخْتَصَرَهُ وهم إِنَّمَا أوردوه على حِكَايَة قصَّة الدَّاخِل وَأمر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَهُ بِصَلَاة رَكْعَتَيْنِ وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يخْطب وَهِي قصَّة مُحْتَملَة للخصوص وَسِيَاق شُعْبَة يَقْتَضِي الْعُمُوم فِي حق كل دَاخل فَهِيَ مَعَ اختصارها أَزِيد من روايتهم وَلَيْسَت بشاذة فقد تَابعه على ذَلِك روح بن الْقَاسِم عَن عَمْرو بن دِينَار أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي السّنَن فَهَذَا يدل على أَن عَمْرو بن دِينَار حدث بِهِ على الْوَجْهَيْنِ وَالله أعلم وَوَقع فِي هَذَا الْموضع للمزي فِي الْأَطْرَاف شَيْء يَنْبَغِي التَّنْبِيه عَلَيْهِ وَذَلِكَ أَنه قَالَ فِي أول تَرْجَمَة شُعْبَة عَن عَمْرو بن دِينَار عَن جَابر حَدِيث أَن رجلا جَاءَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ فَقَالَ أصليت قَالَ لَا الحَدِيث خَ فِي الصَّلَاة عَن آدم وم فِيهِ عَن بنْدَار عَن غنْدر يَعْنِي كِلَاهُمَا عَن شُعْبَة بِهِ وَهَذَا اللَّفْظ الَّذِي صدر بِهِ الحَدِيث لَيْسَ هُوَ لفظ شُعْبَة كَمَا ترى من كتاب الْجَنَائِز الحَدِيث السَّادِس عشر قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث بن أبي ذِئْب عَن سعيد عَن أَبِيه أَنه سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَة فَقَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ من صلى على الْجِنَازَة فَلهُ قِيرَاط الحَدِيث قَالَ وَقد رَوَاهُ عبيد الله بن عمر عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ لَمْ يَقُلْ عَن أَبِيه قلت وَهَذَا نَظِير الحَدِيث الثَّالِث عشر لَكِن رِوَايَة عبيد الله بن عمر فِي هَذَا غير مَشْهُورَة فرواية بن أبي ذِئْب هِيَ الْمُعْتَمدَة وَهِي من إِفْرَاد الصَّحِيح وَإِنَّمَا أوردهَا المُصَنّف مقرونة بِرِوَايَة الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة الحَدِيث السَّابِع عشر قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث اللَّيْثُ عَنْ الزُّهْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ جَابِرٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يجمع بَين قَتْلَى أحد وَيقدم أقرأهم وَقد رَوَاهُ بن الْمُبَارك عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ مُرْسلا عَن جَابر وَرَوَاهُ معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن بن أبي صَغِيرَة عَن جَابر وَرَوَاهُ سُلَيْمَان بن كثير عَن الزُّهْرِيّ حَدثنِي من سمع جَابِرا وَهُوَ حَدِيث مُضْطَرب انْتهى أطلق الدَّارَقُطْنِيّ القَوْل فِي هَذَا الحَدِيث بِأَنَّهُ مُضْطَرب مَعَ إِمْكَان نفي الِاضْطِرَاب عَنهُ بِأَن يُفَسر الْمُبْهم الَّذِي فِي رِوَايَة سُلَيْمَان بِالْمُسَمّى الَّذِي فِي رِوَايَة اللَّيْث وَتحمل رِوَايَة(1/355)
معمر على أَن الزُّهْرِيّ سَمعه من شيخين وَأما رِوَايَة الْأَوْزَاعِيّ الْمُرْسلَة فقصر فِيهَا بِحَذْف الْوَاسِطَة فَهَذِهِ طَريقَة من يَنْفِي الِاضْطِرَاب عَنهُ وَقد سَاق البُخَارِيّ ذكر الْخلاف فِيهِ وَإِنَّمَا أخرج رِوَايَة الْأَوْزَاعِيّ مَعَ انقطاعها لِأَن الحَدِيث عِنْده عَن عبد الله بن الْمُبَارك عَن اللَّيْث وَالْأَوْزَاعِيّ جَمِيعًا عَن الزُّهْرِيّ فأسقط الْأَوْزَاعِيّ عبد الرَّحْمَن بن كَعْب وأثبته اللَّيْث وهما فِي الزُّهْرِيّ سَوَاء وَقد صرحا جَمِيعًا بسماعهما لَهُ مِنْهُ فَقبلت زِيَادَة اللَّيْث لِثِقَتِهِ ثمَّ قَالَ بعد ذَلِك وَرَوَاهُ سُلَيْمَان بن كثير عَن الزُّهْرِيّ عَمَّن سمع جَابِرا وَأَرَادَ بذلك إِثْبَات الْوَاسِطَة بَين الزُّهْرِيّ وَبَين جَابر فِيهِ فِي الْجُمْلَة وتأكيد رِوَايَة اللَّيْث بذلك وَلم يرهَا عِلّة توجب اضطرابا وَأما رِوَايَة معمر فقد وَافقه عَلَيْهَا سُفْيَان بن عُيَيْنَة فَرَوَاهُ عَن الزُّهْرِيّ عَن بن أبي صَغِيرَة وَقَالَ ثبتني فِيهِ معمر فَرَجَعت رِوَايَته إِلَى رِوَايَة معمر وَعَن الزُّهْرِيّ فِيهِ اخْتِلَاف لم يذكرهُ الدَّارَقُطْنِيّ فَقيل عَن أُسَامَة بن زيد عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس وَمن هَذَا الْوَجْه أخرجه أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَنقل فِي الْعِلَل عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ حَدِيث أُسَامَة خطأ غلط فِيهِ يَعْنِي أَن الصَّوَاب حَدِيث اللَّيْث وَوهم الْحَاكِم فَأخْرج حَدِيث أُسَامَة هَذَا فِي مُسْتَدْركه وَعَن الزُّهْرِيّ فِيهِ اخْتِلَاف آخر رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيز الْأنْصَارِيّ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَن أَبِيه وَهُوَ خطأ أَيْضا وَعبد الرَّحْمَن هَذَا ضَعِيف وَلَا يخفى على الحاذق أَن رِوَايَة اللَّيْث أرجح هَذِه الرِّوَايَات كَمَا قَرَّرْنَاهُ وَأَن البُخَارِيّ لَا يعل الحَدِيث بِمُجَرَّد الِاخْتِلَاف حَدِيث بن عَبَّاس مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَبْرَيْنِ تقدم فِي الثَّانِي الحَدِيث الثَّامِن عشر قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث دَاوُد بن أبي الْفُرَات عَن أبي بُرَيْدَة عَن أبي الْأسود عَن عمر مر بِجنَازَة فَقَالَ وَجَبت الحَدِيث وَقد قَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ أَن بن بُرَيْدَةَ إِنَّمَا يَرْوِي عَنْ يَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ وَلَمْ يَقُلْ فِي هَذَا الحَدِيث سَمِعت أَبَا الْأسود قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَقلت أَنا وَقد رَوَاهُ وَكِيع عَن عمر بن الْوَلِيد الشني عَن بن بُرَيْدَة عَن عمر وَلم يذكر بَينهمَا أحد انْتهى وَلم أره إِلَى الْآن من حَدِيث عبد الله بن بُرَيْدَة إِلَّا بالعنعنة فعلته بَاقِيَة إِلَّا أَن يعْتَذر للْبُخَارِيّ عَن تَخْرِيجه بِأَن اعْتِمَاده فِي الْبَاب إِنَّمَا هُوَ على حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ بِهَذِهِ الْقِصَّة سَوَاء وَقد وَافقه مُسلم على تَخْرِيجه وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث أبي الْأسود كالمتابعة لحَدِيث عبد الْعَزِيز بن صُهَيْب فَلم يسْتَوْف فَفِي الْعلَّة عَنهُ كَمَا يستوفيها فِيمَا يُخرجهُ فِي الْأُصُول وَالله أعلم من الزَّكَاة الحَدِيث التَّاسِع عشر قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَخْرَجَا جَمِيعًا حَدِيث عَفَّان عَن وهيب عَنْ أَبِي حَيَّانَ عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أبي هُرَيْرَة أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم دلَّنِي على عمل إِذا أَنا عملته دخلت الْجنَّة الحَدِيث وَقد رَوَاهُ يحيى الْقطَّان عَن أبي حَيَّان فَخَالف وهيبا فَأرْسلهُ وَلم يذكر أَبَا هُرَيْرَة انْتهى وَقد أخرج البُخَارِيّ حَدِيث يحيى الْقطَّان عقيب حَدِيث وهيب فأشعر بِأَن الْعلَّة لَيست بقادحة لِأَن وهيبا حَافظ فَقدم رِوَايَته لِأَن مَعَه زِيَادَة وَفِي معنى رِوَايَته حَدِيث آخر اتفقَا عَلَيْهِ من هَذَا الْوَجْه فِي كتاب الْإِيمَان من طَرِيق جرير وَإِسْمَاعِيل بن علية عَن أبي حَيَّان وَهُوَ مِمَّا يُقَوي رِوَايَة وهيب وَالله أعلم الحَدِيث الْعشْرُونَ قَالَ أَبُو مَسْعُود أخرج البُخَارِيّ حَدِيث شُعَيْب بن إِسْحَاق عَن الْأَوْزَاعِيّ قَالَ أَخْبرنِي يحيى بن أبي كثير أَن عَمْرو بن يحيى بن عمَارَة أخبرهُ عَن أَبِيه أَنه سمع أَبَا سعيد يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ فِيمَا دون خَمْسَة أوسق صَدَقَة الحَدِيث وَقد رَوَاهُ دَاوُد بن رشيد وَهِشَام بن خَالِد عَن شُعَيْب عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن يحيى غير(1/356)
مَنْسُوب وَرَوَاهُ الْوَلِيد بن مُسلم عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن عبد الرَّحْمَن بن أبي الْيَمَان عَن يحيى بن سعيد وَرَوَاهُ عبد الْوَهَّاب بن نجدة عَن شُعَيْب عَن الْأَوْزَاعِيّ قَالَ حَدثنِي يحيى بن سعيد انْتهى كَلَامه وَاقْتضى أَمريْن أَحدهمَا أَن شيخ البُخَارِيّ وَهُوَ إِسْحَاق بن يزِيد وهم فِي نِسْبَة يحيى فَقَالَ بن أبي كثير وَإِنَّمَا هُوَ يحيى بن سعيد بِدَلِيل رِوَايَة عبد الْوَهَّاب وَأَن دَاوُد وهشاما لم ينسباه ثَانِيهمَا أَنه اخْتلف فِيهِ على الْأَوْزَاعِيّ مَعَ ذَلِك بِزِيَادَة رجل فِيهِ بَينه وَبَين يحيى بن سعيد من رِوَايَة الْوَلِيد بن مُسلم وَإِذا تَأَمَّلت مَا ذكره لم تَجِد مَا اخْتَارَهُ مُسْتَقِيمًا بل رِوَايَة الْوَلِيد بن مُسلم تدل على أَنه لم يكن عِنْد الْأَوْزَاعِيّ عَن يحيى بن سعيد إِلَّا بِوَاسِطَة وَقد صرح شُعَيْب عَنهُ بِأَن يحيى أخبرهُ فَاقْتضى ذَلِك أَن رِوَايَة عبد الْوَهَّاب بن نجدة إِمَّا موهومة وَإِمَّا مدلسة وَرِوَايَة إِسْحَاق عَن شُعَيْب صَحِيحه صَرِيحَة وَقد وجدت لإسحق فِيهِ مُتَابعًا عَن شُعَيْب وَذَلِكَ فِيمَا أخرجه أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه قَالَ حَدثنَا أَبُو إِبْرَاهِيم الزُّهْرِيّ وَكَانَ من الْإِبْدَال حَدثنَا أَبُو أَيُّوب سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن حَدثنَا شُعَيْب بن إِسْحَاق حَدثنَا الْأَوْزَاعِيّ قَالَ أَخْبرنِي يحيى بن أبي كثير فَذكره سَوَاء وَهَكَذَا أخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه من طَرِيق سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن ثمَّ قَالَ الحَدِيث الْمَشْهُور عَن يحيى بن سعيد رَوَاهُ الْخلق عَنهُ وَقَدْ رَوَاهُ دَاوُدُ بْنُ رَشِيدٍ عَنْ شُعَيْبٍ عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن يحيى بن سعيد قلت وَهُوَ يدل لما قُلْنَاهُ أَن رِوَايَة الْأَوْزَاعِيّ لَهُ عَن يحيى بن سعيد مدلسة وَعَن يحيى بن أبي كثير مسموعة وَكَأَنَّهُ كَانَ عِنْد شُعَيْب بن إِسْحَاق عَن الْأَوْزَاعِيّ على الْوَجْهَيْنِ وَالله أعلم الحَدِيث الْحَادِي وَالْعشْرُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث الْأنْصَارِيّ عَن أَبِيه عَن ثُمَامَة عَن أنس عَن أبي بكر حَدِيث الصَّدقَات وَهَذَا لم يسمعهُ ثُمَامَة من أنس وَلَا عبد الله بن الْمثنى من ثُمَامَة قَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ حَدثنِي عبد الصَّمد حَدثنِي عبد الله بن الْمثنى قَالَ دفع إِلَى ثُمَامَة هَذَا الْكتاب قَالَ وَحدثنَا عَفَّان حَدثنَا حَمَّاد قَالَ أخذت من ثُمَامَة كتابا عَن أنس نَحْو هَذَا وَكَذَا قَالَ حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب أَعْطَانِي ثُمَامَة كتابا فَذكر هَذَا قلت لَيْسَ فِيمَا ذكر مَا يَقْتَضِي أَن ثُمَامَة لم يسمعهُ من أنس كَمَا صدر بِهِ كَلَامه فإمَّا كَون عبد الله بن الْمثنى لم يسمعهُ من ثُمَامَة فَلَا يدل على قدح فِي هَذَا الْإِسْنَاد بل فِيهِ دَلِيل على صِحَة الرِّوَايَة بالمناولة إِن ثَبت أَنه لم يسمعهُ مَعَ أَن فِي سِيَاق البُخَارِيّ عَن عبد الله بن الْمثنى حَدثنِي ثُمَامَة أَن أنسا حَدثهُ وَلَيْسَ عبد الصَّمد فَوق مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ فِي الثِّقَة وَلَا أعرف بِحَدِيث أَبِيه مِنْهُ وَالله أعلم حَدِيث أنس فِي النَّهْي عَن بيع الثَّمَرَة يَأْتِي فِي الْبيُوع إِن شَاءَ الله تَعَالَى من كتاب الْحَج الحَدِيث الثَّانِي وَالْعشْرُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ اتفقَا على حَدِيث عَطَاءٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى عَنْ أَبِيهِ حَدِيث الْجُبَّة فِي الْإِحْرَام وَفِيه واصنع فِي عمرتك مَا تصنع فِي حجك من حَدِيث بن جريج وَهَمَّام وَغَيرهمَا عَن عَطاء وَرَوَاهُ الثَّوْريّ عَن بن جريج وبن أبي ليلى جَمِيعًا عَن عَطاء عَن يعلى بن أُميَّة مُرْسلا وَكَذَا قَالَ قَتَادَة ومطر الْوراق وَمَنْصُور بن زَاذَان وَعبد الْملك بن سُلَيْمَان وَغير وَاحِد عَن عَطاء لَيْسَ فِيهِ صَفْوَان قلت فِي رِوَايَة بن جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ يَعْلَى أخبرهُ عَن يعلى بِهِ وَرِوَايَة جَمِيع من ذكره عَن عَطاء عَن يعلى معنعنة فَدلَّ على أَنه لم يروه عَن يعلى إِلَّا بِوَاسِطَة ابْنه وبن جريج من أعلم النَّاس بِحَدِيث عَطاء وَقد صرح بِسَمَاعِهِ مِنْهُ فالتعليل بِمثل هَذَا غير مُتَّجه كَمَا قدمنَا غير مرّة(1/357)
الحَدِيث الثَّالِث وَالْعشْرُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش عَن عمَارَة عَن أبي عَطِيَّة عَن عَائِشَة فِي التَّلْبِيَة وَتَابعه أَبُو مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش وَقَالَ شُعْبَة عَن الْأَعْمَش عَن خَيْثَمَة عَن أبي عَطِيَّة بِهِ قَالَ وروى عَن يحيى الْقطَّان عَن الْأَعْمَش عَن خَيْثَمَة أَيْضا وَرَوَاهُ إِسْرَائِيل وَأَبُو الْأَحْوَص وَزُهَيْر بن مُعَاوِيَة وَمُحَمّد بن فُضَيْل وَأَبُو خَالِد وَغير وَاحِد عَن الْأَعْمَش كَمَا قَالَ الثَّوْريّ وَرَوَاهُ عبد الله بن دَاوُد الْخُرَيْبِي عَن الْأَعْمَش فأوضحه وَبَين علته قَالَ حَدثنَا الْأَعْمَش عَن عمَارَة عَن أبي عَطِيَّة عَن عَائِشَة فَذكره قَالَ الْأَعْمَش وَذكر خَيْثَمَة عَن الْأسود أَنه كَانَ يزِيد وَالْملك لَا شريك لَك قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فَيُشبه أَن يكون دخل الْوَهم على شُعْبَة من ذكر الْأَعْمَش لخيثمة فِي آخِره قلت وَهُوَ تَحْقِيق حسن وَمُقْتَضَاهُ صِحَة مَا اخْتَارَهُ البُخَارِيّ وَاعْتَمدهُ من رِوَايَة الْأَعْمَش على أَن البُخَارِيّ لم يهمل حِكَايَة الْخلاف بل حَكَاهَا عقب حَدِيث الثَّوْريّ وَالله أعلم الحَدِيث الرَّابِع وَالْعشْرُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث أبي مَرْوَان عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أُمِّ سَلِمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهَا إِذا صليت الصُّبْح فطوفي على بعيرك وَالنَّاس يصلونَ الحَدِيث وَهَذَا مُنْقَطع وَقد وَصله حَفْص بن غياث عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زَيْنَبَ عَنْ أُمِّ سَلمَة وَوَصله مَالك عَن أبي الْأسود عَن عُرْوَة كَذَلِك فِي الْمُوَطَّأ قلت حَدِيث مَالك عِنْد البُخَارِيّ فِي هَذَا الْمَكَان مقرون بِحَدِيث أبي مَرْوَان وَقد وَقع فِي بعض النّسخ وَهِي رِوَايَة الْأصيلِيّ فِي هَذَا عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ زَيْنَبَ عَنْ أُمِّ سَلمَة مَوْصُولا وعَلى هَذَا اعْتمد الْمزي فِي الْأَطْرَاف وَلَكِن مُعظم الرِّوَايَات على إِسْقَاط زَيْنَب قَالَ أَبُو عَليّ الجياني وَهُوَ الصَّحِيح ثمَّ سَاقه من طَرِيق أبي عَلِيِّ بْنُ السَّكَنِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُبَشِّرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ شيخ البُخَارِيّ فِيهِ على الْمُوَافقَة وَلَيْسَ فِيهِ زَيْنَب وَكَذَا أخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ من حَدِيث عَبدة بن سُلَيْمَان ومحاضر وَحسان بن إِبْرَاهِيم كلهم عَن هِشَام لَيْسَ فِيهِ زَيْنَب وَهُوَ الْمَحْفُوظ من حَدِيث هِشَام وَإِنَّمَا اعْتمد البُخَارِيّ فِيهِ رِوَايَة مَالك الَّتِي أثبت فِيهَا ذكر زَيْنَب ثمَّ سَاق مَعهَا رِوَايَة هِشَام الَّتِي سَقَطت مِنْهَا حاكيا للْخلاف فِيهِ على عُرْوَة كعادته مَعَ أَن سَماع عُرْوَة من أم سَلمَة لَيْسَ بمستبعد وَالله أعلم الحَدِيث الْخَامِس وَالْعشْرُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَخْرَجَا حَدِيث بن جريج عَن الزُّهْرِيّ عَن سُلَيْمَان بن يسَار عَن بن عَبَّاس عَن الْفضل فِي قصَّة الخثعمية قَالَ وَقَالَ حجاج فِي هَذَا الحَدِيث عَن بن جريج حدثت عَن الزُّهْرِيّ قلت الحَدِيث مخرج عِنْدهمَا من رِوَايَة مَالك وَغَيره عَن الزُّهْرِيّ فَلَيْسَ الِاعْتِمَاد فِيهِ على بن جريج وَحده مَعَ أَن حجاجا لم يُتَابع على هَذَا السِّيَاق إِلَّا أَنه حَافظ وبن جريج مُدَلّس فتعتمد رِوَايَة حجاج إِلَى أَن يُوجد من رِوَايَة غَيره عَن بن جريج مُصَرحًا فِيهِ بِالسَّمَاعِ من الزُّهْرِيّ فَإِنِّي لم أره من حَدِيثه إِلَّا مُعَنْعنًا وَالله أعلم الحَدِيث السَّادِس وَالْعشْرُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث اللَّيْث عَن خَالِد عَن سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلَالٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ عمر اللَّهُمَّ ارزقني شَهَادَة فِي سَبِيلك وَاجعَل موتِي فِي بلد رَسُولك قَالَ وَقَالَ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ حَفْصَة عَن عمر وَقَالَ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَن أمه عَن حَفْصَة عَن عمر قلت الظَّاهِر أَنه كَانَ عِنْد زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عُمَرَ وَعَن أمه عَن حَفْصَة عَن عمر لِأَن اللَّيْث وروح بن الْقَاسِم حَافِظَانِ وَأسلم مولى عمر من الملازمين لَهُ العارفين بحَديثه وَفِي سِيَاق حَدِيث زيد بن أسلم عَن أمه عَن حَفْصَة(1/358)
زِيَادَة على حَدِيثه عَن أَبِيه عَن عمر كَمَا بَينته فِي كتاب تغليق التَّعْلِيق فَدلَّ على أَنَّهُمَا طَرِيقَانِ محفوظان وَأما رِوَايَة هِشَام بن سعد فَإِنَّهَا غير مَحْفُوظَة لِأَنَّهُ غير ضَابِط وَالله أعلم وَقد رَوَاهُ مَالك عَن زيد بن أسلم عَن عمر لم يذكر بَينهمَا أحدا وَمَالك كَانَ يصنع ذَلِك كثيرا من كتاب الصّيام الحَدِيث السَّابِع وَالْعشْرُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج مُسلم حَدِيث الْأَشَج عَن أبي خَالِد عَن الْأَعْمَش عَن الحكم وَمُسلم البطين وَسَلَمَة بن كهيل عَن سعيد وَعَطَاء وَمُجاهد عَن بن عَبَّاس أَن امْرَأَة زعمت أَن أُخْتهَا مَاتَت وَعَلَيْهَا صَوْم الحَدِيث قَالَ وَقَالَ البُخَارِيّ وَيذكر عَن أبي خَالِد فَذكره قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَخَالفهُ جمَاعَة مِنْهُم شُعْبَة وزائدة وبن نمير وَأَبُو مُعَاوِيَة وَجَرِير وَغير وَاحِد عَن الْأَعْمَش عَن مُسلم عَن سعيد بن جُبَير عَن بن عَبَّاس وَبَين زَائِدَة فِي رِوَايَته من أَيْن دخل الْوَهم على أبي خَالِد فَقَالَ فِي آخر الحَدِيث فَقَالَ الحكم وَسَلَمَة بن كهيل وَكَانَا عِنْد مُسلم حِين حدث بِهَذَا الحَدِيث وَنحن سمعناه من مُجَاهِد عَن بن عَبَّاس قلت قد أوضحت هَذِه الطّرق فِي كتابي تغليق التَّعْلِيق وبينت أَنه لَا يلْحق الشَّيْخَيْنِ فِي ذكرهمَا لطريق أبي خَالِد لوم لِأَن البُخَارِيّ علقه بِصِيغَة بشير إِلَى وهمه فِيهِ وَأما مُسلم فَأخْرجهُ مُقْتَصرا على إِسْنَاده دون سِيَاق مَتنه لَكِن للْحَدِيث عِلّة أُخْرَى لم يتَعَرَّض لَهَا الدَّارَقُطْنِيّ وَهِي اخْتلَافهمْ فِي سِيَاق مَتنه وسنوضح ذَلِك إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَوْضِعه إِذا يسر الله علينا الْوُصُول بمنه وقوته من كتاب الْبيُوع الحَدِيث الثَّامِن وَالْعشْرُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ من حَدِيث اللَّيْث عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنه سَمعه يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا زنت الْأمة فَتبين زنَاهَا فليجلدها الْحَد وَلَا يثرب الحَدِيث وَقد اخْتلف على سعيد فَرَوَاهُ عبيد الله بن عمر من رِوَايَة مُحَمَّد بن عبيد وَيحيى بن سعيد الْأمَوِي عَنهُ عَن سعيد عَن أَبِيه وَرَوَاهُ عَبدة بن سُلَيْمَان عَن بن إِسْحَاق عَن سعيد هَكَذَا وَخَالف بن الْمُبَارك ومعتمر بن سُلَيْمَان وَعقبَة بن خَالِد وَأَبُو أُسَامَة وَغَيرهم فَرَوَوْه عَن عبيد الله بن عمر عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة لم يَقُولُوا عَن أَبِيه وَكَذَا قَالَ غير وَاحِد عَن بن إِسْحَاق وَكَذَا رَوَاهُ أَيُّوب بن مُوسَى وَإِسْمَاعِيل بن أُميَّة وَأُسَامَة بن زيد وَغَيرهم عَن سعيد لَيْسَ فِيهِ عَن أَبِيه وأخرجها مُسلم على اختلافها وَاقْتصر البُخَارِيّ على حَدِيث اللَّيْث قلت اللَّيْث إِمَام وَقد زَاد فِيهِ عَن أَبِيه فَلَا يضرّهُ من نَقصه على أَنه فِي مثل هَذَا لَا يبعد أَن يكون الحَدِيث عِنْد سعيد على الْوَجْهَيْنِ لِكَثْرَة من رَوَاهُ عَنهُ دون ذكر أَبِيه وَإِذا صَحَّ أَنه عِنْده على الْوَجْهَيْنِ فَلَا يضرّهُ الِاخْتِلَاف مَعَ أَن الحَدِيث عِنْد الشَّيْخَيْنِ من غير طَرِيق المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة أَيْضا وَالله أعلم الحَدِيث التَّاسِع وَالْعشْرُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَخْرَجَا جَمِيعًا حَدِيث مَالك عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَن بيع الثِّمَار حَتَّى تزهى فَقيل وَمَا تزهى قَالَ حَتَّى تحمر قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَأَيْت إِذا منع الله الثَّمَرَة بِمَ يَأْخُذ أحدكُم مَال أَخِيه قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ خَالف مَالِكًا جمَاعَة مِنْهُم إِسْمَاعِيل بن جَعْفَر وبن الْمُبَارك وهشيم ومروان بن مُعَاوِيَة وَيزِيد بن هَارُون وَغَيرهم قَالُوا فِيهِ قَالَ أَنَسٌ أَرَأَيْتَ إِنْ مَنَعَ اللَّهُ الثَّمَرَةَ قَالَ وَقد أخرجَا جَمِيعًا حَدِيث إِسْمَاعِيل بن(1/359)
جَعْفَر وَقد فصل كَلَام أنس مِنْ كَلَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قلت سبق الدَّارَقُطْنِيّ إِلَى دَعْوَى الإدراج فِي هَذَا الحَدِيث أَبُو حَاتِم وَأَبُو زرْعَة الرازيان وبن خُزَيْمَة وَغير وَاحِد من أَئِمَّة الحَدِيث كَمَا أوضحته فِي كتابي تقريب الْمنْهَج بترتيب المدرج وحكيت فِيهِ عَن بن خُزَيْمَة أَنه قَالَ رَأَيْت أنس بن مَالك فِي الْمَنَام فَأَخْبرنِي أَنه مَرْفُوع وَأَن مُعْتَمر بن سُلَيْمَان رَوَاهُ عَن حميد مدرجا لَكِن قَالَ فِي آخِره لَا أَدْرِي أَنَسٌ قَالَ بِمَ يَسْتَحِلُّ أَوْ حَدَّثَ بِهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْأَمر فِي مثل هَذَا قريب الحَدِيث الثَّلَاثُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَخْرَجَا جَمِيعًا حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن طَاوس عَن بن عَبَّاس قَالَ بلغ عمر بن الْخطاب أَنَّ سَمُرَةَ بَاعَ خَمْرًا فَقَالَ قَاتَلَ اللَّهُ سَمُرَة الحَدِيث وَقد رَوَاهُ حَمَّاد بن زيد عَن عَمْرو عَن طَاوس أَن عمر قَالَ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ الْوَلِيد بن مُسلم عَن حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان عَن طَاوس أَن عمر قَالَ قلت صرح بن عُيَيْنَة عَن عَمْرو بِسَمَاع طَاوس لَهُ من بن عَبَّاس وَهُوَ أحفظ النَّاس لحَدِيث عَمْرو فروايته الراجحة وَقد تَابعه روح بن الْقَاسِم أخرجه مُسلم من طَرِيقه من الشُّفْعَة الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الشَّرِيدِ عَن أبي رَافع الْجَار أَحَق بسقبه من رِوَايَة بن جريج وَالثَّوْري وبن عُيَيْنَة عَن إِبْرَاهِيم وَخَالفهُم مُحَمَّد بن مُسلم عَن إِبْرَاهِيم بن ميسرَة وَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ يَعْنِي لِأَنَّهُ ضَعِيف فَلَا تعلل رِوَايَته الرِّوَايَات الثَّابِتَة حَدِيث كَعْب بن مَالك يَأْتِي فِي الذَّبَائِح إِن شَاءَ الله تَعَالَى من الشّرْب الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِيمَا نقلت من خطه من جُزْء مُفْرد وَلَيْسَ هُوَ فِي كتاب التتبع أخرج البُخَارِيّ عَن التنيسِي عَن اللَّيْث عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن الزبير أَن رجلا خَاصم الزبير فِي شراج الْحرَّة الحَدِيث بِطُولِهِ وَهُوَ إِسْنَاد مُتَّصِل لم يصله هَكَذَا غير اللَّيْث وَرَوَاهُ غير اللَّيْث عَن الزُّهْرِيّ فَلم يذكرُوا فِيهِ عبد الله بن الزبير وَأخرج البُخَارِيّ أَيْضا من حَدِيث معمر وَمن حَدِيث بن جريج وَمن حَدِيث شُعَيْب كلهم عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة وَلم يذكرُوا فِي حَدِيثهمْ عبد الله بن الزبير كَمَا ذكره اللَّيْث انْتهى وَإِنَّمَا أخرجه البُخَارِيّ بِالْوَجْهَيْنِ على الِاحْتِمَال لِأَن عُرْوَة صَحَّ سَمَاعه من أَبِيه فَيجوز أَن يكون سَمعه من أَبِيه وثبته فِيهِ أَخُوهُ والْحَدِيث مُشْتَمل على أَمر مُتَعَلق بالزبير فدواعي أَوْلَاده متوفرة على ضَبطه فاعتمد تَصْحِيحه لهَذِهِ الْقَرِينَة القوية وَقد وَافق البُخَارِيّ على تَصْحِيح حَدِيث اللَّيْث هَذَا مُسلم وبن خُزَيْمَة وبن الْجَارُود وبن حبَان وَغَيرهم مَعَ أَن فِي سِيَاق بن الْجَارُود لَهُ التَّصْرِيح بِأَن عبد الله بن الزبير رَوَاهُ عَن أَبِيه الزبير وَهِي رِوَايَة يُونُس عَن الزُّهْرِيّ وَالله أعلم الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرجَا جَمِيعًا حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ بَاعَ عبدا وَله مَال وَقد خَالفه نَافِع عَن بن عمر عَن عمر وَقَالَ النَّسَائِيّ سَالم أجل فِي الْقلب وَالْقَوْل قَول نَافِع قلت الحَدِيث عِنْد البُخَارِيّ بِهَذَا السِّيَاق عَن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ حَدَّثَنِي بن شهَاب عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول من ابْتَاعَ نخلا بعد أَن تؤبر الحَدِيث وَفِيه وَمن ابْتَاعَ عَبْدًا وَلَهُ مَالٌ فَمَالُهُ لِلَّذِي بَاعَهُ إِلَّا(1/360)
أَن يشْتَرط الْمُبْتَاع وَعَن مَالك عَن نَافِع عَن بن عمر عَن عمر فِي العَبْد وَهُوَ مَعْطُوف على حَدثنَا اللَّيْث فقد أخرجه على الْوَجْهَيْنِ ومقصوده مِنْهُ الِاحْتِجَاج بِقصَّة النّخل المؤبرة وَهِي مَرْفُوعَة بِلَا خلاف بِدَلِيل أَنه أخرجهَا فِي أَبْوَاب الْمُزَارعَة وَأما قصَّة العَبْد فأخرجها على سَبِيل التتبع وَبَين مَا فِيهَا من الِاخْتِلَاف فَلَا اعْتِرَاض عَلَيْهِ وَالله أعلم حَدِيث جَابر فِي الْجمع بَين الْقَتْلَى يَوْم أحد تقدم فِي الْجَنَائِز حَدِيث أبي هُرَيْرَة من أعتق شركا يَأْتِي فِي الْعتْق حَدِيث أنس عَن أبي بكر فِي الصَّدقَات مضى فِي الزَّكَاة من الْعتْق الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَخْرَجَا جَمِيعًا حَدِيث قَتَادَةَ عَنْ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ بَشِيرِ بن نهيك عَن أبي هُرَيْرَة من أعتق شقيصا وذكرا فِيهِ الِاسْتِسْعَاء من حَدِيث بن أبي عرُوبَة وَجَرِير بن حَازِم وَقد روى هَذَا الحَدِيث شُعْبَة وَهِشَام وهما أثبت النَّاس فِي قَتَادَة فَلم يذكرَا فِي الحَدِيث الِاسْتِسْعَاء وَوَافَقَهُمَا همام وَفصل الِاسْتِسْعَاء من الحَدِيث فَجعله من رأى قَتَادَة لَا من رِوَايَة أبي هُرَيْرَة قَالَه المَقْبُري عَن همام وَقَالَ أَبُو مَسْعُود حَدِيث همام عِنْدِي حسن وَعِنْدِي أَنه لم يَقع لِلشَّيْخَيْنِ وَلَو وَقع لَهما لحكما بقوله وَتَابعه مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ قَتَادَةَ وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عَامر عَن هِشَام قَالَه الدَّارَقُطْنِيّ قَالَ وَهَذَا أولى بِالصَّوَابِ من حَدِيث بن أبي عرُوبَة وَجَرِير بن حَازِم قلت وَقد اخْتلف فِيهِ على همام وعَلى هِشَام وأشبعت الْكَلَام عَلَيْهِ فِي تقريب الْمنْهَج بترتيب المدرج وَللَّه الْحَمد من الْهِبَة الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث عِيسَى بن يُونُس عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يقبل الْهَدِيَّة ويثيب عَلَيْهَا قَالَ وَرَوَاهُ وَكِيع ومحاضر وَلم يذكرَا عَن عَائِشَة قلت رجح البُخَارِيّ الرِّوَايَة الموصولة بِحِفْظ رواتها حَدِيث عمر فِي الطَّاعُون تقدم فِي الْجَنَائِز حَدِيثُ أَبِي بَكْرَةَ إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ يَأْتِي فِي المناقب من كتاب الْجِهَاد الحَدِيث السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَخْرَجَا جَمِيعًا حَدِيثَ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ أَبِي النَّضْرِ مَوْلَى عُمَرَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ كَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي أَوْفَى فَقَرَأْتُهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا تمنوا لِقَاء الْعَدو وَإِذا لقيتموهم فَاصْبِرُوا الحَدِيث قَالَ وَأَبُو النَّضر لم يسمع من بن أبي أوفى وَإِنَّمَا رَوَاهُ عَن كِتَابه فَهُوَ حجَّة فِي رِوَايَة الْمُكَاتبَة قلت فَلَا عِلّة فِيهِ لكنه يَنْبَنِي عَن أَن شَرط الْمُكَاتبَة هَل هُوَ من الْمكَاتب إِلَى الْمَكْتُوب إِلَيْهِ فَقَط أم كل من عرف الْخط روى بِهِ وَإِن لم يكن مَقْصُودا بِالْكِتَابَةِ إِلَيْهِ الأول هُوَ الْمُتَبَادر إِلَى الْفَهم من المصطلح وَأما الثَّانِي فَهُوَ عِنْدهم من صور الوجادة لَكِن يُمكن أَن يُقَال هُنَا أَن رِوَايَة أبي النَّضر هُنَا تكون عَن مَوْلَاهُ عمر بن عبيد الله عَن كتاب بن أبي أوفى إِلَيْهِ وَيكون أَخذه لذَلِك عَن مَوْلَاهُ عرضا لِأَنَّهُ قَرَأَهُ عَلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ كَاتبه فَتَصِير وَالْحَالة هَذِه من الرِّوَايَة بالمكاتبة كَمَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَالله أعلم(1/361)
الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث أبي بن عَبَّاس بن سهل بن سعد عَن أَبِيه عَن جده قَالَ كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فرس يُقَال لَهُ اللحيف قَالَ وَأبي هَذَا ضَعِيف قلت سَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ فِي الْفَصْل الْآتِي الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ قَالَ أَبُو مَسْعُود فِي حَدِيث أبي إِسْحَاق الْفَزَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأنْصَارِيّ هُوَ أَبُو طوالة سَمِعت أنسا يَقُول دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى بِنْتِ مِلْحَانَ فاتكأ عِنْدهَا ثمَّ ضحك الحَدِيث وَفِيه نَاس من أمتِي يركبون الْبَحْر الْأَخْضَر قَالَ أَبُو مَسْعُود هَكَذَا فِي كتاب البُخَارِيّ أَبُو إِسْحَاق عَن أبي طوالة وَسقط عَلَيْهِ بَينهمَا زَائِدَة بن قدامَة كَذَا قَالَ أَبُو مَسْعُود واستند فِي ذَلِك إِلَى رِوَايَة الْمسيب بن وَاضح عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ عَنْ زَائِدَةَ عَنْ أبي طوالة وَهُوَ مُسْتَند فِي غَايَة الوهاء فَإِن الْمسيب ضَعِيف والْحَدِيث فِي كتاب السّير لأبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ من رِوَايَة عبد الْملك بن حبيب المصِّيصِي عَنهُ لَيْسَ فِيهِ زَائِدَة وَهَكَذَا رَوَاهُ الْإِمَامُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرو عَن أبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ عَن أبي طوالة لَيْسَ فِيهِ زَائِدَة كَمَا رَوَاهُ البُخَارِيّ عَن عبد الله بن مُحَمَّد عَن مُعَاوِيَة بن عَمْرو سَوَاء حَتَّى قَالَ أَبُو عَليّ الجياني تتبعت طرق هَذَا الحَدِيث عَن أبي إِسْحَاق فَلم أجد فِيهَا زَائِدَة انْتهى نعم الحَدِيث مَحْفُوظ لزائدة عَن أبي طوالة أَيْضا بمتابعة أبي إِسْحَاق عَن أبي طواله لَا من رِوَايَة أبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ عَن زَائِدَة وَرَوَاهُ عَن زَائِدَة حُسَيْن بن عَليّ الْجعْفِيّ وَمُعَاوِيَة بن عَمْرو أَيْضا وَمن طريقهما أخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه وَأَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه لَا ذكر لأبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ فِيهِ وَقد رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ عَمْرٍو عَن أبي إِسْحَاق وَعَن مُعَاوِيَة بن عَمْرو عَن زَائِدَة كِلَاهُمَا عَن أبي طوالة فَذكر هَذَا الحَدِيث وَأخرج بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن مُعَاوِيَة بن عَمْرو عَنْهُمَا حَدِيثا آخر وَهُوَ حَدِيث أنس فِي فضل عَائِشَة على النِّسَاء فأظن الْمسيب بن وَاضح إِن كَانَت رِوَايَته مَحْفُوظَة يكون قد رَوَاهُ عَن أبي إِسْحَاق الْفَزارِيّ وزائدة جَمِيعًا عَن أبي طوالة فَوضع مَوضِع وَاو الْعَطف عَن وَالله أعلم الحَدِيث التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رِبَاطُ يَوْمٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا الحَدِيث وَلم يقل هَذَا غير عبد الرَّحْمَن وَغَيره أثبت مِنْهُ وَبَاقِي الحَدِيث صَحِيح قلت عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ يَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ فِي الْفَصْل بعد هَذَا وَقد تفرد بِهَذِهِ الزِّيَادَة الحَدِيث الْأَرْبَعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث مُحَمَّد بن طَلْحَة عَن أَبِيه عَن مُصعب بن سعد قَالَ رأى سعد أَن لَهُ فضلا على من دونه فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَل تنْصرُونَ وترزقون إِلَّا بضعفائكم قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَهَذَا مُرْسل قلت صورته صُورَة الْمُرْسل إِلَّا أَنه مَوْصُول فِي الأَصْل مَعْرُوف مِنْ رِوَايَةِ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ وَقد اعْتمد البُخَارِيّ كثيرا من أَمْثَال هَذَا السِّيَاق فَأخْرجهُ على أَنه مَوْصُول إِذا كَانَ الرَّاوِي مَعْرُوفا بالرواية عَمَّن ذكره وَقد روينَاهُ فِي سنَن النَّسَائِيّ وَفِي مستخرجي الْإِسْمَاعِيلِيّ وَأبي نعيم وَفِي الْحِلْية لأبي نعيم وَفِي الْجُزْء السَّادِس من حَدِيث أبي مُحَمَّد بن صاعد من حَدِيث مُصعب بن سعد عَن أَبِيه أَنه رأى فَذكره وَقد ترك الدَّارَقُطْنِيّ أَحَادِيث فِي الْكتاب من هَذَا الْجِنْس لم يتتبعها(1/362)
الحَدِيث الْحَادِي وَالْأَرْبَعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث تَوْبَة كَعْب بن مَالك من طرق صَحِيحَة عَن عقيل وَغَيره عَن الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ بن مَالك عَن أَبِيه عَن كَعْب وَهُوَ الصَّوَاب وَأخرجه يَعْنِي فِي الْجِهَاد مُخْتَصرا عَن أَحْمد بن مُحَمَّد عَن بن الْمُبَارك عَن يُونُس عَن الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ عَن كَعْب قَالَ وَهُوَ مُرْسل فقد رَوَاهُ سُوَيْد بن نصر عَن بن الْمُبَارك فَقَالَ عَن أَبِيه عَن كَعْب كَمَا قَالَ الْجَمَاعَة قلت وَقع فِي رِوَايَة البُخَارِيّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ سَمِعت كَعْبًا فَأخْرجهُ على الِاحْتِمَال لِأَن من الْجَائِز أَن يكون عبد الرَّحْمَن سَمعه من جده وثبته فِيهِ أَبوهُ فَكَانَ فِي أَكثر الْأَحْوَال يرويهِ عَن أَبِيه عَن جده وَرُبمَا رَوَاهُ عَن جده لَكِن رِوَايَة سُوَيْد بن نصر الَّتِي أَشَارَ إِلَيْهَا الدَّارَقُطْنِيّ توجب أَن يكون الْخلاف فِيهَا على عبد الله بن الْمُبَارك وَحِينَئِذٍ فَتكون رِوَايَة أَحْمد بن مُحَمَّد شَاذَّة فَلَا يَتَرَتَّب على تخريجها كَبِير تَعْلِيل فَإِن الِاعْتِمَاد إِنَّمَا هُوَ على الرِّوَايَة الْمُتَّصِلَة وَالله أعلم ثمَّ وجدت الحَدِيث فِي سنَن أبي دَاوُد عَن معمرعن الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ عَن أَبِيه قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذكره وَقَالَ مُحَمَّد بن يحيى الذهلي فِي علل حَدِيث الزُّهْرِيّ مَا أَظن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ سمع من جده شَيْئا وَإِنَّمَا يروي عَنْ أَبِيهِ وَعَمِّهِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ ثمَّ سَاق حَدِيث معمر كَمَا ذكره أَبُو دَاوُد سَوَاء الحَدِيث الثَّانِي وَالْأَرْبَعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث الْعَوام بن حَوْشَب عَن إِبْرَاهِيم السكْسكِي عَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ مثل مَا كَانَ يعْمل صَحِيحا مُقيما وَهَذَا لم يسْندهُ غير الْعَوام وَخَالفهُ مسعر فَقَالَ عَن إِبْرَاهِيم السكْسكِي عَن أبي بردة قَوْله لم يذكر أَبَا مُوسَى وَلَا النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قلت مسعر أحفظ من الْعَوام بِلَا شكّ إِلَّا أَن مثل هَذَا لَا يُقَال من قبل الرَّأْي فَهُوَ فِي حكم الْمَرْفُوع وَفِي السِّيَاق قصَّة تدل على أَن الْعَوام حفظه فَإِن فِيهِ اصطحب يزِيد بن أبي كَبْشَة وَأَبُو بردة فِي سفر فَكَانَ يزِيد يَصُوم فِي السّفر فَقَالَ لَهُ أَبُو بردة أفطر فَإِنِّي سَمِعت أَبَا مُوسَى مرَارًا يَقُول فَذكره وَقد قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل إِذا كَانَ فِي الحَدِيث قصَّة دلّ على أَن راوية حفظه وَالله أعلم الحَدِيث الثَّالِث وَالْأَرْبَعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِيمَا وجدت بِخَطِّهِ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ عمر اسْتعْمل مولى لَهُ يدعى هنيا على الْخمس الحَدِيث بِطُولِهِ قَالَ وَإِسْمَاعِيل ضَعِيف قلت سَيَأْتِي الْكَلَام عَلَيْهِ وأظن أَن الدَّارَقُطْنِيّ إِنَّمَا ذكر هَذَا الْموضع من حَدِيث إِسْمَاعِيل خَاصَّة وَأعْرض عَن الْكثير من حَدِيثه عِنْد البُخَارِيّ لكَون غَيره شَاركهُ فِي تِلْكَ الْأَحَادِيث وَتفرد بِهَذَا فَإِن كَانَ كَذَلِك فَلم يتفرد بِهِ بل تَابعه عَلَيْهِ معن بن عِيسَى فَرَوَاهُ عَن مَالك كَرِوَايَة إِسْمَاعِيل سَوَاء وَالله أعلم الحَدِيث الرَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن عبد الله بن عمر وَقَالَ كَانَ عَلَى ثَقُلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم رجل يُقَال لَهُ كركرة الحَدِيث وَلَيْسَ فِيهِ سَماع سَالم من عبد الله بن عَمْرو وَقد روى سَالم عَن أَخِيه عَن عبد الله بن عَمْرو غير هَذَا قلت وَهَذَا التَّعْلِيل لَا يرد على البُخَارِيّ مَعَ اشْتِرَاطه ثُبُوت اللِّقَاء وَلَا يلْزم من كَون سَالم روى عَن عبد الله بن عَمْرو حَدِيثا بِوَاسِطَة أَن لَا يروي عَنهُ بِلَا وَاسِطَة بعد أَن ثَبت لقِيه لَهُ وَالله أعلم(1/363)
الحَدِيث الْخَامِس وَالْأَرْبَعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَخْرَجَا جَمِيعًا حَدِيث بن جريج عَن الزُّهْرِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَن أَبِيه وَعَمه وَعبيد الله بن كَعْب عَنْ كَعْبٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذا قدم من سفر ضحى بَدَأَ بِالْمَسْجِدِ الحَدِيث وَقد خَالفه معمر فَقَالَ عَنْ الزُّهْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبٍ عَنْ أَبِيهِ وَقَالَ عقيل عَن الزُّهْرِيّ عَن بن كَعْب عَن أَبِيه وَهُوَ يشبه رِوَايَة معمر قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَرِوَايَة بن جريج أصح وَلَا يضرّهُ من خَالفه قلت قَول معمر وَغَيره عَن عبد الرَّحْمَن بن كَعْب يحمل على أَنه نسبه إِلَى جده فَتكون روايتهم مُنْقَطِعَة وَهَذَا الْجَواب صَحِيح من الدَّارَقُطْنِيّ فِي أَن الِاخْتِلَاف فِي مثل هَذَا لَا يضر كَمَا قَرَّرْنَاهُ أَولا وَالله أعلم من الْخمس والجزية الحَدِيث السَّادِس وَالْأَرْبَعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ نَافِعٍ أَن عمر أصَاب جاريتين من سبي حنين وَفِي أَوله أَن عمر قَالَ نذرت نذرا هَكَذَا أخرجه مُرْسلا وَوصل حَدِيث النّذر حَمَّاد بن سَلمَة وَجَرِير بن حَازِم وَجَمَاعَة عَن أَيُّوب عَن نَافِع عَن بن عمر وَهُوَ صَحِيح وَوصل حَدِيث الجاريتين جرير بن حَازِم عَن أَيُّوب وَقَول حَمَّاد أصح قلت إِذا صَحَّ أصل الحَدِيث صَحَّ قَول من وَصله وَقد بَين البُخَارِيّ الْخلاف فِيهِ وَقد قدمْنَاهُ أَنه فِي مثل هَذَا يعْتَمد عَن الْقَرَائِن وَالله الْمُوفق الحَدِيث السَّابِع وَالْأَرْبَعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث عبد الْوَاحِد بن زِيَاد عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قتل معاهدا لم يرح رَائِحَة الْجنَّة الحَدِيث وَقد خَالفه مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فَرَوَاهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُجَاهِدٍ عَنْ جُنَادَةَ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرو وَهُوَ الصَّوَاب قلت مَرْوَان أثبت من عبد الْوَاحِد وَقد زَاد فِي الْإِسْنَاد رجلا وَلَكِن قد تَابع عبد الْوَاحِد أَبُو مُعَاوِيَة أخرجه بن ماجة من طَرِيقه وَعَمْرو بن عبد الْغفار الْفُقيْمِي وَمن طَرِيقه أخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ وَالظَّاهِر أَن رِوَايَة عبد الْوَاحِد أرجح لمن تَابعه وَأما رِوَايَة مَرْوَان بن مُعَاوِيَة الَّتِي زَاد فِيهَا جُنَادَة فأخرجها النَّسَائِيّ وَغَيره وَوهم الْحَاكِم فاستدركه وَيحْتَمل أَن يكون مُجَاهِد سَمعه من عبد الله بن عَمْرو بعد أَن سَمعه من جُنَادَة عَنهُ وَالله أعلم من بَدْء الْخلق الحَدِيث الثَّامِن وَالْأَرْبَعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ من حَدِيث إِسْرَائِيل عَن الْأَعْمَش وَمَنْصُور جَمِيعًا عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَنْ عَلْقَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَار فَنزلت والمرسلات الحَدِيث وَلم يُتَابع إِسْرَائِيل عَن الْأَعْمَش على عَلْقَمَة أما عَن مَنْصُور فتابعه شَيبَان عَنهُ وَكَذَا رَوَاهُ مُغيرَة عَن إِبْرَاهِيم انْتهى وَقد حكى البُخَارِيّ الْخلاف فِيهِ وَهُوَ تَعْلِيل لَا يضر وَالله أعلم من أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام الحَدِيث التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث بن أبي أويس عَن أَخِيه عَن بن أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ يلقى إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام أَبَاهُ آزر يَوْم الْقِيَامَة وعَلى وَجه آزر قترة الحَدِيث قَالَ وَهَذَا رَوَاهُ إِبْرَاهِيم بن طهْمَان عَن بن أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قلت(1/364)
قد علق البُخَارِيّ حَدِيث إِبْرَاهِيم بن طهْمَان فِي التَّفْسِير فَلم يهمل حِكَايَة الْخلاف فِيهِ وَلَكِن أعله الْإِسْمَاعِيلِيّ من وَجه آخر فَقَالَ بعد أَن أوردهُ هَذَا خَبَرٌ فِي صِحَّتِهِ نَظَرٌ مِنْ جِهَةِ أَن إِبْرَاهِيم عَالم بِأَن اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ فَكَيْفَ يَجْعَلُ مَا بِأَبِيهِ خزيا لَهُ مَعَ خَبره بِأَن الله قد وعده أَن لَا يخزيه يَوْم يبعثون وَعلمه بِأَنَّهُ لَا خلف لوعده انْتهى وَسَيَأْتِي جَوَاب ذَلِك إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي مَوْضِعه الحَدِيث الْخَمْسُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث يحيى الْقطَّان عَن عبيد الله بن سعيد عَن أَبِيه عَن أَبِي هُرَيْرَةَ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أكْرم النَّاس قَالَ أَتْقَاهُم الحَدِيث وَوَافَقَهُ مُسلم على إِخْرَاجه وَقد خَالفه فِيهِ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو أُسَامَة وَعبد الله بن نمير ومعتمر بن سُلَيْمَان وَآخَرُونَ قَالُوا عَن عبيد الله بن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة لم يَقُولُوا عَن أَبِيه قلت قد أخرج البُخَارِيّ حَدِيث مُعْتَمر وَأبي أُسَامَة وَغَيرهمَا فَهُوَ عِنْده على الِاحْتِمَال وَلم يهمل حِكَايَة الْخلاف فِيهِ الحَدِيث الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ قَالَ أَبُو عَليّ الجياني أخرج البُخَارِيّ عَن أَحْمد بن سعيد الدَّارمِيّ حَدثنَا وهب بن جرير عَن أَبِيه عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَن أَبِيه عَن بن عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قصَّة زَمْزَم قَالَ وَقد تعقبه أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي بِأَن قَالَ اخْتلفُوا فِي هَذَا الْإِسْنَاد على وهب بن جرير كَأَنَّهُ يغمز البُخَارِيّ إِذْ أخرجه فِي الصَّحِيح قَالَ أَبُو عَليّ رَوَاهُ حَجَّاجِ بْنِ الشَّاعِرِ عَنْ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ مثله سَوَاء لَكِن قَالَ عَن بن عَبَّاس عَن أبي بن كَعْب زَاد فِيهِ أَبَيَا وأسنده من رِوَايَة أبي عَليّ بن السكن عَن الْبَغَوِيّ عَن حجاج بِهِ وَعَن مُحَمَّد بن بدر الْبَاهِلِيّ عَن مُحَمَّد بن أَحْمد بن نيزك عَن وهب بن جرير مثله لَكِن قَالَ عَن أَيُّوب عَن سعيد بن جُبَير فأسقط عبد الله بن سعيد وَكَذَا رَوَاهُ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ عَنْ وَهْبِ بْنِ جَرِيرٍ وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي السّنَن من طَرِيقه عَن أَحْمد بن سعيد شيخ البُخَارِيّ مثل ذَلِك وَقَالَ فِي آخر حَدِيث بن الْمَدِينِيّ قَالَ وَهْبٌ وَحَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ عَن أَبِيه نَحوه وَلم يذكر أَبَيَا فَتبين بِهَذَا أَنَّ وَهْبَ بْنَ جَرِيرٍ كَانَ إِذَا رَوَاهُ عَن أَبِيه أسقط عبد الله بن سعيد بن جُبَير وَأثبت أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ وَإِذَا رَوَاهُ عَنْ حَمَّادِ بن زيد أسقط أبي بن كَعْب وَأثبت عبد الله بن سعيد بن جُبَير فَبَان أَن رِوَايَة البُخَارِيّ فِيهَا إدراج يسير وَفِي الْإِسْنَاد اخْتِلَاف آخر فَإِن فِي آخِره عِنْد النَّسَائِيّ أَيْضا قَالَ وهب بن جرير فَأتيت سَلَامَ بْنَ أَبِي مُطِيعٍ فَحَدَّثْتُهُ بِهَذَا عَنْ حَمَّاد فَأَنْكَرَهُ إِنْكَارًا شَدِيدًا ثُمَّ قَالَ لِي فَأَبُوكَ مَا يَقُولُ قُلْتُ يَقُولُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ فَقَالَ قَدْ غَلِطَ إِنَّمَا هُوَ أَيُّوبُ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ انْتَهَى وَرَوَاهُ إِسْمَاعِيل بن علية عَنْ أَيُّوبَ قَالَ نُبِّئْتُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَير عَن بن عَبَّاس وَلم يذكر أبي بن كَعْب قَالَ أَبُو عَليّ الجياني هَذَا الِاخْتِلَاف إِذا تَأمله المتبحر فِي الصَّنْعَة علم أَنه يعود إِلَى وفَاق وَأَنه لَا يدْفع بعضه بَعْضًا وَحكم بِصِحَّتِهِ ثمَّ بَين طَرِيق الْجمع بَين هَذِه الرِّوَايَات وَالله الْمُوفق الحَدِيث الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ قَالَ أَبُو عَليّ الجياني قَالَ البُخَارِيّ حَدثنَا مُحَمَّد بن كثير أخبرنَا إِسْرَائِيل حَدثنَا عُثْمَان بن الْمُغيرَة عَن مُجَاهِد عَن بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْت مُوسَى وَعِيسَى وَإِبْرَاهِيم عَلَيْهِم السَّلَام الحَدِيث قَالَ وَالْمَحْفُوظ فِيهِ عَن مُجَاهِد عَن بن عَبَّاس قَالَ أَبُو مَسْعُود أَخطَأ البُخَارِيّ فِي قَوْله عَن بن عمر وَإِنَّمَا رَوَاهُ مُحَمَّد بن كثير عَن إِسْرَائِيل بِهَذَا الْإِسْنَاد عَن بن عَبَّاس وَكَذَلِكَ رَوَاهُ إِسْحَاق بن مَنْصُور السَّلُولي وَيحيى بن آدم وبن(1/365)
أبي زَائِدَة وَغَيرهم عَن إِسْرَائِيل وَكَذَا نبه على هَذَا الْوَهم أَبُو ذَر الْهَرَوِيّ فِي نسخته فساق الحَدِيث من طَرِيق حَنْبَل بن إِسْحَاق عَن مُحَمَّد بن كثير فَقَالَ عَن بن عَبَّاس كَذَا قَالَ أَبُو ذَر وَكَذَا رَوَاهُ عُثْمَان الدَّارمِيّ عَن مُحَمَّد بن كثير وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو أَحْمد الزبيرِي عَن إِسْرَائِيل قلت وَكَذَا رَوَاهُ أَحْمد فِي مُسْنده عَن أسود بن عَامر شَاذان عَن إِسْرَائِيل وَكَذَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيّ عَن أَحْمد بن مُحَمَّد الْخُزَاعِيّ عَن مُحَمَّد بن كثير وَكَذَا رَوَاهُ سمويه فِي فَوَائده عَن الْحُسَيْن بن حَفْص عَن إِسْرَائِيل وَيُؤَيّد أَنه من سبق الْقَلَم أَن البُخَارِيّ قد أخرجه فِي مَوضِع آخر من رِوَايَة بن عون عَن مُجَاهِد عَن بن عَبَّاس وَهُوَ الصَّوَاب وَقد تعقبه أَبُو عبد الله بن مَنْدَه أَيْضا على البُخَارِيّ فَأخْرجهُ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ أَيُّوب بن النضريس ومُوسَى بن سعيد الطرسوسي كِلَاهُمَا عَن مُحَمَّد بن كثير بِهِ وَقَالَ فِي آخِره قَالَ البُخَارِيّ عَن بن عمر وَالصَّوَاب بن عَبَّاس وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي مُسْتَخْرَجِهِ عَنِ الطَّبَرَانِيِّ عَنْ أَحْمد بن مُحَمَّد بن عَليّ الْخُزَاعِيّ عَن مُحَمَّد بن كثير وَقَالَ بن عَبَّاس كَمَا تقدم وَقَالَ بعده رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ فَقَالَ بن عمر ثمَّ سَاقه من طَرِيق أبي أَحْمد الزبيرِي فَقَالَ بن عَبَّاس أَيْضا ثمَّ رَأَيْته فِي مستخرج الْإِسْمَاعِيلِيّ مِنْ طَرِيقِ أَبِي أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيِّ عَنْ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ فِيهِ عَن بن عَبَّاس وَلم يتعقبه كعادته واستدللت بذلك على أَن الْوَهم فِيهِ من غير البُخَارِيّ وَالله أعلم من ذكر بني إِسْرَائِيل الحَدِيث الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ عَن يحيى بن قزعة وَعَن الأويسي عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي الْأُمَم نَاس محدثون قَالَ وتابعهما سُلَيْمَان بن دَاوُد الْهَاشِمِي وَأَبُو مَرْوَان العثماني وَخَالفهُم بن وهب فَرَوَاهُ عَن إِبْرَاهِيم بن سعد فَقَالَ عَن عَائِشَة بدل أبي هُرَيْرَة وَقد رَوَاهُ زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَن أبي هُرَيْرَة وَرَوَاهُ يَعْقُوب وَسعد ابْنا إِبْرَاهِيم بن سعد وَأَبُو صَالح كَاتب اللَّيْث وَيزِيد بن الْهَاد عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي سَلمَة قَالَ بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَذكره قلت تقوى رِوَايَة الأويسي وَمن تَابعه مُتَابعَة زَكَرِيَّا وَأما رِوَايَة بن الْهَاد وَمن تَابعه فَلَا تنافيها لِأَنَّهَا مُبْهمَة وَتلك مفسرة فَبَقيت رِوَايَة بن وهب وَحده وَقد قَالَ أَبُو مَسْعُود فِي الْأَطْرَاف لَا أعلم أحدا تَابع بن وهب فِي قَوْله عَن إِبْرَاهِيم بن سعد عَن عَائِشَة وَالْمَشْهُور من رِوَايَة إِبْرَاهِيم بن سعد عَن أبي هُرَيْرَة لَكِن أخرجه مُسلم من حَدِيث بن عجلَان عَن سعد بن إِبْرَاهِيم بن سعد كَمَا قَالَ بن وهب فَيحْتَمل أَن يُقَال لَعَلَّ أَبَا سَلمَة كَانَ يرويهِ عَن أبي هُرَيْرَة وَعَن عَائِشَة جَمِيعًا وَالله أعلم من المناقب الحَدِيث الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ قَالَ البُخَارِيّ حَدثنَا أَبُو نعيم حَدثنَا سُفْيَان ح قَالَ وَقَالَ يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم هُوَ بن سعد حَدثنَا أبي عَن أَبِيه حَدثنِي الْأَعْرَج عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم قُرَيْش وَالْأَنْصَار وجهينة وَمُزَيْنَة وَأسلم وَأَشْجَع وغفار موَالِي لَيْسَ لَهُم مولى دون الله وَرَسُوله وَتعقبه أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي بِأَن رِوَايَة يَعْقُوب تخَالف رِوَايَة سُفْيَان لِأَن يَعْقُوب إِنَّمَا يرويهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة بِلَفْظ(1/366)
غِفَارٌ وَأَسْلَمُ وَمُزَيْنَةُ وَمَنْ كَانَ مِنْ جُهَيْنَةَ خير عِنْد الله من أَسد وغَطَفَان وَكَذَا أخرجه مُسلم قلت وَهُوَ تعقب غير جيد لِأَن يَعْقُوب يحْتَمل أَن يكون روى الْحَدِيثين جَمِيعًا عَن أَبِيه فَالْأول الَّذِي أخرجه البُخَارِيّ شَاركهُ سُفْيَان الثَّوْريّ فِي رِوَايَته فَرَوَاهُ عَن سعد بن إِبْرَاهِيم وَالِد إِبْرَاهِيم بن سعد وَالثَّانِي الَّذِي أخرجه مُسلم رَوَاهُ عَن أَبِيه عَن صَالح مُنْفَردا بِهِ وَالله أعلم الحَدِيث الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث بن علية عَن أَيُّوب عَن بن أبي مليكَة عَن الْمسور بن مخرمَة لما طعن عمر قَالَ لَهُ بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا صَحِبت النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأحسنت صحبته الحَدِيث وَرَوَاهُ حَمَّاد عَن أَيُّوب عَن بن أبي مليكَة عَن بن عَبَّاس لَيْسَ فِيهِ الْمسور قلت طَرِيق حَمَّاد أسندها الْإِسْمَاعِيلِيّ وَغَيره وَقد أَشَارَ إِلَيْهِ البُخَارِيّ وبن أبي مليكَة قد صَحَّ سَمَاعه من بن عَبَّاس وَمن الْمسور جَمِيعًا والمسور قد حضر الْقِصَّة فَالظَّاهِر أَن بن أبي مليكَة رَوَاهُ عَن كل مِنْهُمَا وَالله أعلم الحَدِيث السَّادِس وَالْخَمْسُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث مَرْوَان عَن عُثْمَان فِي فَضِيلَة الزبير وَقد اخْتلف فِي لَفظه عَليّ بن مسْهر وَأَبُو أُسَامَة قلت البُخَارِيّ أخرجه من حَدِيث عَليّ بن مسْهر وَأبي أُسَامَة جَمِيعًا وَلَيْسَ بَينهمَا تبَاين يُوجب تعليلا كَمَا سَيَأْتِي فِي مَنَاقِب الزبير إِن شَاءَ الله تَعَالَى الحَدِيث السَّابِع وَالْخَمْسُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ عَن مكي بن إِبْرَاهِيم عَن هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا ثُلُثُ الْإِسْلَام وَقد خَالفه بن أبي زَائِدَة وَيحيى بن سعيد الْأمَوِي وَأَبُو أُسَامَة رَوَوْهُ عَن هَاشم بن هَاشم عَن سعيد بن الْمسيب عَن سعد قلت قد أخرج البُخَارِيّ حَدِيث بن أبي زَائِدَة أثر حَدِيث مكي وعلق حَدِيث أبي أُسَامَة وَطَرِيق الْأمَوِي أخرجهَا الْإِسْمَاعِيلِيّ وَالظَّاهِر أَن البُخَارِيّ أخرجه على الِاحْتِمَال لقَرِينَة معرفَة عَامر بن سعد بِحَدِيث أَبِيه وَصِحَّة سَماع هَاشم مِنْهُ وَمن سعد جَمِيعًا الحَدِيث الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرجَا جَمِيعًا حَدِيث شُعْبَة عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ صِلَةَ عَنْ حُذَيْفَةَ قصَّة مَجِيء أهل نَجْرَان وَفِيه لَأَبْعَثَن أَمينا حق أَمِين فَبعث أَبَا عُبَيْدَة بن الْجراح قَالَ وَأخرجه مُسلم للثوري عَن أبي إِسْحَاق مثله وَخَالَفَهُمَا إِسْرَائِيل فَرَوَاهُ عَن أبي إِسْحَاق عَن صلَة عَن عبد الله بن مَسْعُود وَلَا يثبت قَول إِسْرَائِيل قلت فقد وافقهما على تَصْحِيحه عَن حُذَيْفَة الحَدِيث التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ أَحَادِيث لِلْحسنِ عَن أبي بكرَة مِنْهَا حَدِيث إِن ابْني هَذَا سيد الحَدِيث وَالْحسن إِنَّمَا يروي عَن الْأَحْنَف عَن أبي بكرَة يَعْنِي فَيكون مَا أخرجه البُخَارِيّ مُنْقَطِعًا قلت الحَدِيث مخرج عَن الْحسن من طرق عَنهُ وَالْبُخَارِيّ إِنَّمَا اعْتمد رِوَايَة أبي مُوسَى عَن الْحسن أَنه سمع أَبَا بكرَة وَقد أخرجه مطولا فِي كتاب الصُّلْح وَقَالَ فِي آخِره قَالَ لي عَليّ بن عبد الله إِنَّمَا ثَبت عندنَا سَماع الْحسن من أبي بكرَة بِهَذَا الحَدِيث وَأعْرض الدَّارَقُطْنِيّ عَن تَعْلِيله بالاختلاف على الْحسن فَقيل عَنهُ هَكَذَا وَقيل عَنهُ عَن أم سَلمَة وَقيل عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُرْسَلًا لِأَن الْأَسَانِيد بذلك لَا تقوى وَلَا زلت مُتَعَجِّبا من جزم الدَّارَقُطْنِيّ بِأَن الْحسن لم يسمع من أبي بكرَة مَعَ أَن فِي هَذَا الحَدِيث فِي البُخَارِيّ قَالَ الْحسن سَمِعت أَبَا بكرَة يَقُول إِلَى أَن رَأَيْت فِي رِجَالِ الْبُخَارِيِّ لِأَبِي الْوَلِيدِ الْبَاجِيِّ فِي أول حرف الْحَاء لِلْحسنِ بن عَليّ بن أبي طَالب تَرْجَمَة وَقَالَ فِيهَا أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ قَوْلَ(1/367)
الْحسن سَمِعت أَبَا بكرَة فتأول أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيُّ وَغَيْرُهُ عَلَى أَنَّهُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ لِأَن الْحسن عِنْدَهُمْ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ أَبِي بَكْرَةَ وَحَمَلَهُ البُخَارِيّ وبن الْمَدِينِيّ على أَنه الْحسن الْبَصْرِيّ وَبِهَذَا صَحَّ عِنْدهم سَمَاعه مِنْهُ قَالَ الْبَاجِيّ وَعِنْدِي أَن الْحسن الَّذِي سَمعه مِنْ أَبِي بَكْرَةَ إِنَّمَا هُوَ الْحَسَنُ بْنُ عَليّ بن أبي طَالب قلت أوردت هَذَا مُتَعَجِّبا مِنْهُ لِأَنِّي لم أره لغير الْبَاجِيّ وَهُوَ حمل مُخَالف للظَّاهِر بِلَا مُسْتَند ثمَّ إِن رَاوِي هَذَا الحَدِيث عِنْد البُخَارِيّ عَن الْحسن لم يدْرك الْحسن بن عَليّ فَيلْزم الِانْقِطَاع فِيهِ فَمَا فر مِنْهُ الْبَاجِيّ من الِانْقِطَاع بَين الْحسن الْبَصْرِيّ وَأبي بكرَة وَقع فِيهِ بَين الْحسن بن عَليّ والراوي عَنهُ وَمن تَأمل سِيَاقه عِنْد البُخَارِيّ تحقق ضعف هَذَا الْحمل وَالله أعلم وَأما احتجاجه بِأَن البُخَارِيّ أخرج هَذَا الحَدِيث من طَرِيق أُخْرَى فَقَالَ فِيهَا عَنِ الْحَسَنِ عَنِ الْأَحْنَفِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ فَلَيْسَ بَين الإسنادين تناف لِأَن فِي رِوَايَته لَهُ عَن الْأَحْنَف عَن أبي بكرَة زِيَادَة بَينه لم يشْتَمل عَلَيْهَا حَدِيثه عَن أبي بكرَة وَهَذَا بَين من السياقين وَالله الْمُوفق من السِّيرَة النَّبَوِيَّة والمغازي الحَدِيث السِّتُّونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ حَدثنِي عُرْوَة بن الزبير قَالَ سَأَلت بن عَمْرو بن الْعَاصِ أَخْبرنِي بأشد شَيْء صنعه الْمُشْركُونَ بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحَدِيث وَتَابعه بن إِسْحَاق عَن يحيى بن عُرْوَة عَن عُرْوَة قلت لعبد الله بن عَمْرو وَقَالَ هِشَام عَن أَبِيه قيل لعَمْرو بن الْعَاصِ وَكَذَا قَالَ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ عُرْوَة قلت ذكر البُخَارِيّ الِاخْتِلَاف فِيهِ كَمَا ترى وَاقْتضى صَنِيعه تَرْجِيح رِوَايَة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ لِأَن يحيى وهشاما ابْني عُرْوَة اخْتلفَا على أَبِيهِمَا فَوَافَقَ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم يحيى بن عُرْوَة على قَوْله عَن عبد الله بن عَمْرو وأكد ذَلِك أَن لِقَاء عُرْوَة لعبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ أثبت من لِقَائِه لعَمْرو بن الْعَاصِ وَقد صرح فِي حَدِيث مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ بِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي سَأَلَ وَأما رِوَايَة هِشَام فَلَيْسَ فِيهَا أَنه سَأَلَ عَمْرو بن الْعَاصِ فَيحْتَمل أَنه كَانَ بلغه ذَلِك عَن عَمْرو بن الْعَاصِ لِأَن رِوَايَة أبي سَلمَة تدل على أَن عَمْرو بن الْعَاصِ حدث بذلك فَكَأَنَّهُ بلغ عُرْوَة عَنهُ فَأرْسلهُ عَنهُ ثمَّ لَقِي عبد الله بن عَمْرو فَسَأَلَهُ فَحدث بذلك عَنهُ وَمُقْتَضى ذَلِك تصويب صَنِيع البُخَارِيّ وَتبين بِهَذَا وَأَمْثَاله أَن الِاخْتِلَاف عِنْد النقاد لَا يضر إِذا قَامَت الْقَرَائِن على تَرْجِيح إِحْدَى الرِّوَايَات أَو أمكن الْجمع على قواعدهم وَالله أعلم الحَدِيث الْحَادِي وَالسِّتُّونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث بن وهب عَن عمر بن مُحَمَّد قَالَ أَخْبرنِي جدي زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ أَبِيهِ قَالَ بَيْنَمَا هُوَ فِي الدَّار خَائفًا يَعْنِي عمر بعد أَن أسلم إِذْ جَاءَهُ الْعَاصِ بن وَائِل السَّهْمِي أَبُو عَمْرو فَقَالَ مَا بالك قَالَ زعم قَوْمك أَنهم سيقتلونني الحَدِيث قَالَ وَخَالفهُ الْوَلِيد بن مُسلم فَرَوَاهُ عَن عمر بن مُحَمَّد حَدثنِي أبي عَن جدي عَن بن عمر زَاد فِيهِ رجلا قلت قد صرح فِي رِوَايَة البُخَارِيّ بِسَمَاعِهِ من جده فَالظَّاهِر أَنه سَمعه مِنْهُمَا أَن كَانَ الْوَلِيد حفظه الحَدِيث الثَّانِي وَالسِّتُّونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث بن جريج عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ أَنَّ عمر فرض للمهاجرين الْأَوَّلين أَرْبَعَة آلَاف وَهَذَا مُرْسل يَعْنِي أَن نَافِعًا لم يدْرك عمر بن الْخطاب قلت(1/368)
لَكِن فِي سِيَاق الْخَبَر مَا يدل على أَن نَافِعًا حمله عَن عبد الله بن عمر فقد قدمنَا مرَارًا أَن البُخَارِيّ يعْتَمد مثل ذَلِك إِذا ترجح بالقرائن أَن الرَّاوِي أَخذه عَن الشَّيْخ الْمَذْكُور فِي السِّيَاق وَالله أعلم وَقد أوردهُ أَبُو نعيم من طَرِيق أُخْرَى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ بن عمر فَذكر نَحوه وَأتم مِنْهُ الحَدِيث الثَّالِث وَالسِّتُّونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث جرير عَن يحيى بن سعيد عَن معَاذ بن رِفَاعَة عَن أَبِيه وَكَانَ أَبوهُ من أهل بدر حَدِيث مَا تَعدونَ من شهد بَدْرًا فِيكُم وَأخرجه من حَدِيث حَمَّاد وَيزِيد بن هَارُون مَعًا عَن يحيى بن سعيد عَن معَاذ مُرْسلا وَلم يسْندهُ غير جرير وَقد خَالفه الثَّوْريّ فَقَالَ عَن يحيى عَن عَبَايَة بن رِفَاعَة عَن رَافع بن خديج قلت سِيَاق البُخَارِيّ يُعْطي أَن طَرِيق حَمَّاد مُتَّصِلَة فَإِنَّهُ قَالَ حَدثنَا سُلَيْمَان يَعْنِي بن حَرْب حَدثنَا حَمَّاد يَعْنِي بن زيد عَن يحيى هُوَ بن سعيد عَنْ مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ وَكَانَ رِفَاعَة من أهل بدر وَكَانَ رَافع من أهل الْعقبَة وَكَانَ يَقُول لِابْنِهِ يَعْنِي لِرفَاعَة مَا يسرني أَنِّي شهِدت بَدْرًا بِالْعقبَةِ قَالَ سَأَلَ جِبْرِيلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وروى بن مَنْدَه فِي الْمعرفَة من طَرِيق عمَارَة بن غزيَّة عَن يحيى بن سعيد عَن رِفَاعَة بن رَافع كَذَا عِنْده وَلَعَلَّه عَن بن رِفَاعَة بن رَافع قَالَ سَمِعت أبي يَقُول إِن جِبْرِيل قَالَ وَهَذَا يُقَوي رِوَايَة جرير فِي الْجُمْلَة وَالله أعلم وَأما حَدِيث الثَّوْريّ الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ فَرَوَاهُ بن ماجة وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأحمد بن حَنْبَل وَالطَّبَرَانِيّ وبن حبَان من طَرِيقه وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو يعلى من حَدِيث عَليّ بن مسْهر عَن يحيى بن سعيد بِهِ وَهُوَ حَدِيث آخر غير حَدِيث رِفَاعَة بن رَافع وَالله أعلم الحَدِيث الرَّابِع وَالسِّتُّونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَخْرَجَا حَدِيث مَالك عَن يزِيد بن رُومَان عَن صَالح بن خَوات عَمَّن صَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاة الْخَوْف وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث شُعْبَة عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ خَوَّاتٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ أبي حثْمَة وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث يحيى بن سعيد عَن الْقَاسِم عَن صَالح عَن سهل مَوْقُوفا قلت وَاخْتلف فِيهِ على صَالح اخْتِلَافا آخر فَقيل عَنهُ عَن أَبِيه وَهَذِه رِوَايَة أبي أويس عَن يزِيد بن رُومَان أخرجهَا بن مَنْدَه فِي الْمعرفَة فَيحْتَمل أَن يُفَسر بِهِ الْمُبْهم فِي رِوَايَة مَالك وَأما تعَارض الرّفْع وَالْوَقْف فِي حَدِيث سهل فالرفع مَشْهُور عَنهُ وَالله أعلم الحَدِيث الْخَامِس وَالسِّتُّونَ قَالَ أَبُو عَليّ الجياني أخرج البُخَارِيّ حَدِيث شُعَيْبٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَة قَالَ شَهِدنَا خَيْبَرَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لرجل مِمَّن يَدعِي الْإِسْلَام هَذَا من أهل النَّار الحَدِيث قَالَ وَتَابعه معمر وَقَالَ شُعَيْب عَن يُونُس عَن الزُّهْرِيّ أَخْبرنِي بن الْمسيب وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن كَعْب أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ وَقَالَ بن الْمُبَارك عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي مُرْسلا وَتَابعه صَالح عَن الزُّهْرِيّ وَقَالَ الزُّبَيْدِيُّ أَخْبَرَنِي الزُّهْرِيُّ أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بن كَعْب أخبرهُ عَن عبد الله بن كَعْب قَالَ حَدثنِي مَنْ شَهِدَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْبَرَ قَالَ الزُّهْرِيُّ وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَسَعِيدٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَى قَالَ وَكَلَامه فِيهِ اخْتِصَار وَحذف لَا يفهم المُرَاد مِنْهُ وَفِيه وهم فِي قَوْله قَالَ الزُّهْرِيُّ وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَسَعِيدٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّ عَبْدَ الله بن عبد الله لَا يعرف وَالصَّوَاب إِن شَاءَ الله عبد الرَّحْمَن بن عبد الله وَهُوَ بن كَعْب قَالَ وَكنت أَظن أَن الْوَهم فِيهِ مِمَّن دون البُخَارِيّ إِلَى أَن رَأَيْته فِي التَّارِيخ قد سَاقه كَمَا سَاقه فِي الصَّحِيح سَوَاء قلت الْخطب فِيهِ يسير من سبق(1/369)
الْقَلَم من عبد الرَّحْمَن إِلَى عبد الله على أَن يَعْقُوب بن سُفْيَان وَافق البُخَارِيّ على سِيَاقه لَهُ فَرَوَاهُ عَن شَيْخه الَّذِي أخرجه عَنهُ فِي التَّارِيخ وَهُوَ إِسْحَاق بن الْعَلَاء بن زُرَيْق فَلَعَلَّ الْوَهم فِيهِ مِنْهُ وَالله أعلم ثمَّ سَاق من حَدِيث الزُّهْرِيّ لمُحَمد بن يحيى الذهلي طرق حَدِيث شُعَيْب وَمعمر وَصَالح كَمَا قَالَ البُخَارِيّ ثمَّ سَاق حَدِيث الزبيدِيّ عَن الزُّهْرِيّ أَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ أخبرهُ أَن عَمه عُبَيْدَ اللَّهِ بْنَ كَعْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي مَنْ شهد فَذكر الحَدِيث إِلَى قَوْله قد صدق الله حَدِيثك قد انتحر فلَان فَقتل نَفسه قَالَ الزُّهْرِيُّ وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ الله وَسَعِيد بن الْمسيب قَالَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَا بِلَالُ قُمْ فَأَذِّنْ إِنَّهُ لَا يدْخل الْجنَّة إِلَّا مُؤمن الحَدِيث قَالَ الذهلي فمعمر وَشُعَيْب ساقا الحَدِيث كُله وميزه الزبيدِيّ قَالَ الجياني لَا تخَالف بَين هَذِه الطّرق لِأَن الحَدِيث جَمِيعه عِنْدَ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ كَمَا أسْندهُ معمر وَشُعَيْب وَلَكِن الزُّهْرِيّ لما رَوَاهُ للزبيدي عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ وَلم يكن أخبرهُ عَنهُ عبد الرَّحْمَن مَوْصُولا بَين ذَلِك وقرنهما وأرسله عَن بن الْمسيب وَلَكِن رِوَايَة شُعَيْب عَن يُونُس غير مَحْفُوظَة حَيْثُ جعله كُله مَوْصُولا عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبٍ وَسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ جَمِيعًا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فَوَهم قَالَه الذهلي قَالَ وَيدل على ذَلِك أَن مُوسَى بن عقبَة وبن أخي الزُّهْرِيّ رويا عَن الزُّهْرِيّ عَن سعيد بن الْمسيب وَعبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن كَعْب الْقِصَّة الْأَخِيرَة مُرْسلَة لم يذكرَا أَبَا هُرَيْرَة قلت فَهَذَا يُقَوي أَن فِي رِوَايَة شُعَيْب وَمعمر إدراجا أَيْضا فِي آخِره وَحكى مُسلم فِي التَّمْيِيز أَن الْحلْوانِي حَدثهمْ بِهَذَا الحَدِيث عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ بن شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يَا بِلَال قُم فَأذن فِي النَّاس إِنَّه لَا يدْخل الْجنَّة إِلَّا مُؤمن الحَدِيث قَالَ الْحلْوانِي قُلْنَا ليعقوب من عبد الرَّحْمَن بن الْمسيب قَالَ كَانَ لسَعِيد بن الْمسيب أَخ يُقَال لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَكَانَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي كِنَانَةَ يُقَال لَهُ عبد الرَّحْمَن بن الْمسيب أَيْضا فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا هُوَ الْكِنَانِيُّ قَالَ مُسْلِمٌ وَهَذَا الَّذِي قَالَه يَعْقُوب لَيْسَ بِشَيْء وَإِنَّمَا هَذَا إِسْنَاد سَقَطت مِنْهُ لَفْظَة وَاحِدَة وَهِي الْوَاو ففحش خَطؤُهُ وَالصَّوَاب عَن الزُّهْرِيّ أَخْبرنِي عبد الرَّحْمَن وبن الْمسيب فعبد الرَّحْمَن هُوَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ وبن الْمسيب هُوَ سعيد قَالَ وَكَذَلِكَ رَوَاهُ مُوسَى بن عقبَة وبن أخي الزُّهْرِيّ عَن الزُّهْرِيّ وَالوهم فِيهِ مِمَّن دون صَالح بن كيسَان انْتهى فاستفدنا من هَذَا أَن صَالحا وَافق مُوسَى بن عقبَة وبن أخي الزُّهْرِيّ على إرْسَاله وَكَذَا وافقهم يُونُس من رِوَايَة بن الْمُبَارك عَنهُ وَهُوَ الصَّوَاب وَالله أعلم ثمَّ أَن فِي الحَدِيث موضعا آخر يتَعَلَّق بوهم فِي الْمَتْن وَهُوَ قَوْله عَن أبي هُرَيْرَة شَهِدنَا خَيْبَر وَسَيَأْتِي شَرحه فِي الحَدِيث الَّذِي بعد هَذَا وَقد صرح بالوهم فِيهِ مُوسَى بن هَارُون وَغَيره لِأَن أَبَا هُرَيْرَة لم يشهدها وَإِنَّمَا حضر عقب الْفَتْح وَالْجَوَاب عَن ذَلِك أَن المُرَاد من الحَدِيث أصل الْقِصَّة وَقَوله شَهِدنَا فِيهِ مجَاز لِأَنَّهُ شهد قسم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لغنائم خَيْبَر بهَا بِلَا خلاف وَالله أعلم وَوَقع فِي رِوَايَة شبيب بن سعد عَن يُونُس الَّتِي تقدّمت فِي هَذَا الْموضع شَهِدنَا حنينا وَهُوَ شذوذ مِنْهُ وَالصَّوَاب مَا فِي رِوَايَة الْجَمَاعَة الحَدِيث السَّادِس وَالسِّتُّونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِيمَا تتبعه على كتاب مُسلم أخرج عَن قُتَيْبَة عَن الدَّرَاورْدِي عَن ثَوْر عَن أبي الْغَيْث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَر فَلم نغنم ذَهَبا وَلَا وَرقا فَذكر الحَدِيث فِي قصَّة مدعم وَقد أخرج هَذَا الحَدِيث البُخَارِيّ وَمُسلم من حَدِيث مَالك عَن ثَوْر بِهِ وَهُوَ وهم قَالَ أَبُو مَسْعُود(1/370)
إِنَّمَا أَرَادَا مِنْهُ قصَّة مدعم فِي غلُول الشملة وَأما حُضُور أبي هُرَيْرَة عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَيْبَر فَصَحِيح من طرق أخرج فَإِن كَانَ ثَوْر وهم فِي قَوْله خرجنَا فَإِن الْقِصَّة المرادة من نفس الحَدِيث صَحِيحَة قلت قد اعْترف أَبُو مَسْعُود بِأَن فِيهِ وهما وَنسبه إِلَى ثَوْر وَفِيه نظر لِأَن إِمَام أهل الْمَغَازِي مُحَمَّد بن إِسْحَاق رَوَاهُ عَن ثَوْر بن يزِيد بِهَذَا الْإِسْنَاد وَلَفظه انْصَرَفَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى وَادي الْقرى عَشِيَّة فَنزل غُلَام يحط رَحْله فَذكر الحَدِيث فَدلَّ على أَن الْوَهم فِيهِ مِمَّن دون ثَوْر أَو من ثَوْر لما حدث بِهِ عَن مُحَمَّد بن إِسْحَاق وَحَدِيث أَبُو إِسْحَاق هَذَا قد أخرجه أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه وَأَبُو عبد الله بن مَنْدَه فِي كتاب الْإِيمَان لَهُ على شَرط الصِّحَّة وَهُوَ حجَّة فِي الْمَغَازِي وَرِوَايَته هُنَا راجحة على رِوَايَة غَيره وَالله أعلم الحَدِيث السَّابِع وَالسِّتُّونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث معمر عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَان عَام الْفَتْح وَأَصْحَابه بَين صَائِم ومفطر الحَدِيث وَقد أرْسلهُ حَمَّاد بن زيد والثقفي عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة قلت قد ذكر البُخَارِيّ حَدِيث حَمَّاد تَعْلِيقا وَاخْتلفت الرِّوَايَات عَنهُ فِي وَصله وإرساله وَلكنه اعْتمد الْمَوْصُول لروايته لَهُ مَوْصُولا من حَدِيث خَالِد عَن عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاس أَيْضا على أَنه لم يذكر حَدِيث معمر إِلَّا تَعْلِيقا الحَدِيث الثَّامِن وَالسِّتُّونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ عَن مُوسَى عَن أَبِي عَوَانَةَ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ أَبِي بُرْدَةَ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا مُوسَى ومعاذ بن جبل إِلَى الْيمن قَالَ وَبعث كل وَاحِد مِنْهُمَا على مخلاف الحَدِيث وَفِيه قصَّة قتل الْمُرْتَد وقصة كَيفَ تقْرَأ الْقُرْآن وَقد خَالفه الْهَيْثَم بن جميل فَرَوَاهُ عَن أبي عوَانَة عَن عبد الْملك عَن أبي برده عَن أَبِيه قلت هَذَا يُقَوي حَدِيث مُوسَى وَذَلِكَ أَنَّ الْبُخَارِيَّ أَخْرَجَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ طرق مِنْهَا عَن أبي برده عَن أبي مُوسَى فاعتمد أَن أَبَا برده حمله عَن أَبِيه وترجح ذَلِك عِنْده بقرينه كَونهَا تخْتَص بِأَبِيهِ فدواعيه متوفرة على حملهَا عَنهُ كَمَا تقدّمت نَظَائِره فِي حَدِيث عُرْوَة عَن عَائِشَة وَفِي حَدِيث نَافِع عَن بن عمر فِي غير مَوضِع وَحَدِيث الْهَيْثَم الْمشَار إِلَيْهِ وَصله الْإِسْمَاعِيلِيّ عَنهُ فَقَالَ حَدثنَا الْقَاسِم بن زَكَرِيَّا حَدثنَا فضل بن يَعْقُوب حَدثنَا الْهَيْثَم بِهِ مَوْصُولا وَقد أخرج البُخَارِيّ لعراك عَن عُرْوَةُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا فِي صلَاته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَعَائِشَة مُعْتَرضَة ثمَّ أخرجه مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ فَلم يعد حَدِيث عرَاك مُرْسلا لما قَرَّرْنَاهُ وَلِهَذَا لم يتعقبه الدَّارَقُطْنِيّ فِيمَا تعقب وَالله أعلم طَرِيق أُخْرَى فِي هَذَا الحَدِيث قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ عَن مُسلم عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ بَعَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا مُوسَى وَمعَاذًا إِلَى الْيمن فَذكر الحَدِيث وَفِيه سُؤال أبي مُوسَى لَهُ عَن الشَّرَاب الْمُتَّخذ من الشّعير وقصة قتل الْيَهُودِيّ الْمُرْتَد وسؤال معَاذ أَبَا مُوسَى كَيفَ تقْرَأ وَغير ذَلِك قَالَ وَتَابعه الْعَقدي ووهب عَن شُعْبَة وَرَوَاهُ النَّضر ووكيع وَأَبُو دَاوُد عَنْ شُعْبَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ مَوْصُولا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَقد رَوَاهُ مُسلم من حَدِيث وَكِيع مَوْصُولا لكنه عِنْده مُخْتَصر فأحسب أَن شُعْبَة كَانَ إِذا حدث بِهِ بِطُولِهِ أرْسلهُ وَإِذا اخْتَصَرَهُ وَصله قلت قد رَوَاهُ عَليّ بن الْجَعْد وَغَيره عَن شُعْبَة مَوْصُولا وبتمامه أخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي صَحِيحه عَن إِبْرَاهِيم بن هَاشم وَغَيره عَن على بن الْجَعْد الحَدِيث التَّاسِع وَالسِّتُّونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ أَحَادِيث لِلْحسنِ عَن أبي بكرَة مِنْهَا حَدِيث لن(1/371)
يفلح قوم ولوا أَمرهم امْرَأَة وَالْحسن إِنَّمَا يروي عَنِ الْأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ قلت قد تقدم الْجَواب عَن ذَلِك فِي الحَدِيث التَّاسِع وَالْخمسين الحَدِيث السبعون قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث أَيُّوب وَنَافِع بن عمر كِلَاهُمَا عَن بن أبي مليكَة عَن عَائِشَة أَنَّهَا قَالَتْ تُوُفِّيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَيْتِي وَفِي يَوْمِي وَبَيْنَ سَحْرِي وَنَحْرِي الحَدِيث قَالَ وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث عمر بن سعيد عَن بن أبي مليكَة أَن ذكْوَان مولى عَائِشَة أخبرهُ أَن عَائِشَة كَانَت تَقول فَذكره قلت أخرج البُخَارِيّ الطَّرِيقَيْنِ على الِاحْتِمَال لصِحَّة سَماع بن أبي مليكَة من عَائِشَة كَمَا تقدم فِي نَظَائِره وَيُؤَيّد ذَلِك أَن قُتَيْبَة بن سعيد روى هَذَا الحَدِيث عَن حَفْص بن ميسرَة عَن بن أبي مليكَة قَالَ سَمِعت عَائِشَة تَقول فَذكره من كتاب التَّفْسِير الحَدِيث الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث هِشَام بن يُوسُف عَن بن جريج عَن بن أبي مليكَة أَن عَلْقَمَة بن وَقاص أخبرهُ إِنَّ مَرْوَانَ قَالَ لِبَوَّابِهِ اذْهَبْ يَا رَافِعُ إِلَى بن عَبَّاس فَقل إِن كَانَ كل امْرِئ فَرح بِمَا أُوتِيَ وَأحب أَن يحمد بِمَا لم يفعل معذبا لتعذبن أَجْمَعُونَ فَقَالَ بن عَبَّاس مالكم ولهذه إِنَّمَا دَعَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يهودا فَسَأَلَهُمْ عَن شَيْء الحَدِيث قَالَ وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث حجاج عَن بن جريج عَن بن أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنه أخبرهُ أَن مَرْوَان بِهَذَا قَالَ وَأخرج مُسلم حَدِيث حجاج وَحده قلت وسياقه عِنْد مُسلم أَن مَرْوَان قَالَ أذهب يَا رَافع لِبَوَّابِهِ إِلَى بن عَبَّاس فَذكر مثله إِلَى أَن قَالَ إِنَّمَا أنزلت هَذِه الْآيَة فِي أهل الْكتاب فَذكره بِنَحْوِهِ وَقد اخْتلف هِشَام بن يُوسُف وحجاج بن مُحَمَّد فِي شيخ بن أبي مليكَة هِشَام يَجعله عَلْقَمَة بن وَقاص وحجاج يَجعله حميد بن عبد الرَّحْمَن وَقد تَابع عبد الرَّزَّاق هِشَام بن يُوسُف وتابع حجاجا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِيه قَالَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي مُسْنده حَدثنَا روح بن عبَادَة حَدثنَا مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جُرَيْجٍ عَنْ أَبِيه عَن بن أبي مليكَة أَن حميد بن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف أخبرهُ أَن مَرْوَان بعث إِلَى بن عَبَّاس فَذكره وَالظَّاهِر أَن هَذَا الِاخْتِلَاف غير قَادِح لاحْتِمَال أَن يكون بن أبي مليكَة سَمعه مِنْهُمَا جَمِيعًا وَالله أعلم وَسَيَأْتِي بسط الْكَلَام إِن شَاءَ الله تَعَالَى على هَذَا الحَدِيث فِي آخر تَفْسِير سُورَة آل عمرَان من هَذَا الشَّرْح بعون الله تَعَالَى الحَدِيث الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَخْرَجَا حَدِيث الثَّوْريّ وهشيم عَنْ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ قيس بن عباد عَن أبي ذَر أَنه كَانَ يقسم قسما أَن قَوْله تَعَالَى هَذَانِ خصمان نزلت فِي السِّتَّة المبارزين يَوْم بدر وَأَخْرَجَاهُ أَيْضا من حَدِيث سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ عَنْ قَيْسٍ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ أَنَا أَوَّلُ مَنْ يَجْثُو للخصومة قَالَ قيس وَفِيهِمْ نزلت هَذَانِ خصمان قَالَ البُخَارِيّ وَقَالَ عُثْمَان عَن جرير عَن مَنْصُور عَنْ أَبِي هَاشِمٍ عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ قَوْلُهُ قَالَ فاضطرب الحَدِيث قلت لَا اضْطِرَاب فِيهِ بل رِوَايَة مَنْصُور قصر فِيهَا مَنْصُور وَقد وَصلهَا الطَّبَرَانِيّ عَن بن(1/372)
حميد عَن جرير أَن كَانَ بن حميد حفظ وَوَصلهَا أَيْضا الثَّوْريّ وهشيم وَأما حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ عَن أبي مجلز فَلَا مُخَالفَة بَينه وَبَين حَدِيث أبي هَاشم عَنهُ لِأَن رِوَايَة التَّيْمِيّ لحَدِيث على غير رِوَايَة أبي هَاشم لحَدِيث أبي ذَر فهما حديثان مُخْتَلِفَانِ وَبِهَذَا يجمع بَينهمَا وينتفي الِاضْطِرَاب وَالله أعلم تَنْبِيه قَوْله وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث سُلَيْمَان التَّيْمِيّ وهم وَإِنَّمَا هُوَ من أَفْرَاد البُخَارِيّ الحَدِيث الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ قَالَ الْخَطِيب أخرج البُخَارِيّ عَن مَسْرُوق عَن أم رُومَان رَضِي الله عَنْهَا وَهِي أم عَائِشَة طرفا من حَدِيث الْإِفْك وَهُوَ وهم لم يسمع مَسْرُوق من أم رُومَان رَضِي الله عَنْهَا لِأَنَّهَا توفيت فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ لمسروق حِين توفيت سِتّ سِنِين قَالَ وخفيت هَذِه الْعلَّة على البُخَارِيّ وأظن مُسلما فطن لهَذِهِ الْعلَّة فَلم يُخرجهُ لَهُ وَلَو صَحَّ هَذَا لَكَانَ مَسْرُوق صحابيا لَا مَانع لَهُ من السَّمَاعُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالظَّاهِر أَنه مُرْسل قَالَ ورأيته فِي تَفْسِير سُورَة يُوسُف من الصَّحِيح عَن مَسْرُوق قَالَ سَأَلت أم رُومَان فَذكره قَالَ وَهُوَ من رِوَايَة حُصَيْن عَن شَقِيق عَن مَسْرُوق وحصين اخْتَلَط فَلَعَلَّهُ حدث بِهِ بعد اخْتِلَاطه وَقد رَأَيْته من رِوَايَة أُخْرَى عَنهُ عَن شَقِيق عَن مَسْرُوق قَالَ سُئِلت أم رُومَان فَلَعَلَّ قَوْله فِي رِوَايَة البُخَارِيّ سَأَلت تَصْحِيف من سُئِلت وَقَالَ بن عبد الْبر رِوَايَة مَسْرُوق عَن أم رُومَان مُرْسلَة وَتَبعهُ القَاضِي عِيَاض وتبعهما جمَاعَة من الْمُتَأَخِّرين المقلدين للخطيب وَغَيره وَعِنْدِي أَن الَّذِي وَقع فِي الصَّحِيح هُوَ الصَّوَاب وَالرَّاجِح وَذَلِكَ أَن مُسْتَند هَؤُلَاءِ فِي انْقِطَاع هَذَا الحَدِيث إِنَّمَا هُوَ مَا رُوِيَ عَن عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ وَهُوَ ضَعِيفٌ أَن أم رُومَان مَاتَت سنة سِتّ وَأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حضر دَفنهَا وَقد نبه البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الْأَوْسَط وَالصَّغِير على أَنَّهَا رِوَايَة ضَعِيفَة فَقَالَ فِي فَصْلِ مَنْ مَاتَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ قَالَ عَليّ بن زيد عَن الْقَاسِم مَاتَتْ أُمُّ رُومَانَ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَنَةَ سِتٍّ قَالَ الْبُخَارِيُّ وَفِيه نظر وَحَدِيث مَسْرُوق أسْند أَي أصح إِسْنَادًا وَهُوَ كَمَا قَالَ وَقد جزم إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ الْحَافِظ بِأَن مسروقا إِنَّمَا سمع من أم رُومَان فِي خلَافَة عمر وَقَالَ أَبُو نعيم الْأَصْفَهَانِي عَاشَتْ أُمُّ رُومَانَ بَعْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم دهرا قلت وَمِمَّا يدل على ضعف رِوَايَة عَليّ بن زيد بن جدعَان مَا ثَبت فِي الصَّحِيح من رِوَايَة أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِي الله عَنْهُمَا أَن أَصْحَاب الصّفة كَانُوا نَاسا فُقَرَاء فَذكر الحَدِيث فِي قصَّة أضياف أبي بكر وَفِيه قَالَ قَالَ عبد الرَّحْمَن إِنَّمَا هُوَ أَنه وَأمي وامرأتي وخادم بيتنا الحَدِيث وَأم عبد الرَّحْمَن هِيَ أم رُومَان لِأَنَّهُ شَقِيق عَائِشَة وَعبد الرَّحْمَن إِنَّمَا أسلم بعد سنة سِتّ وَقد ذكر الزبير بن بكار من طَرِيق بن عُيَيْنَة عَن عَليّ بن زيد أَن إِسْلَام عبد الرَّحْمَن كَانَ قبل الْفَتْح وَكَانَ الْفَتْح فِي رَمَضَان سنة ثَمَان فَبَان ضعف مَا قَالَ عَليّ بن زيد فِي تَقْيِيد وَفَاة أم رُومَان مَعَ مَا اشْتهر من سوء حفظه فِي غير ذَلِك فَكيف تعل بِهِ الرِّوَايَات الصَّحِيحَة الْمُعْتَمدَة وَالله أعلم الحَدِيث الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ عَن القعْنبِي وَعبد الله بن يُوسُف وَغَيرهمَا عَنْ مَالِكٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يسير وَعمر مَعَه الحَدِيث فِي نزُول سُورَة الْفَتْح مُرْسلا وَقد وَصله قراد وَغَيره عَن مَالك قلت بل ظَاهر رِوَايَة البُخَارِيّ الْوَصْل فَإِن أَوله وَإِن كَانَ صورته صُورَة الْمُرْسل فَإِن بعده مَا يُصَرح بِأَن الحَدِيث لأسلم عَن عمر فَفِيهِ بعد قَوْله فَسَأَلَهُ عمر عَن شَيْء فَلم يجبهُ فَقَالَ عمر نزرت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلَاثَ مَرَّات كل ذَلِك لَا يجيبك قَالَ عمر فحركت بَعِيري ثمَّ تقدّمت إِمَام النَّاس وخشيت أَن ينزل فِي قُرْآن وسَاق(1/373)
الحَدِيث على هَذِه الصُّورَة حاكيا لمعظم الْقِصَّة عَن عمر فَكيف يكون مُرْسلا هَذَا من الْعجب وَالله أعلم الحَدِيث الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ قَالَ أَبُو عَليّ الغساني أخرج البُخَارِيّ فِي تَفْسِير سُورَة نوح حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُوسَى حَدثنَا هِشَام عَن بن جريج قَالَ قَالَ عَطاء عَن بن عَبَّاس صَارَتِ الْأَوْثَانُ الَّتِي كَانَتْ فِي قَوْمِ نُوحٍ فِي الْعَرَب بعد الحَدِيث وَهَذَا الحَدِيث قَالَ أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي هَذَا الحَدِيث ثَبت فِي تَفْسِير بن جريج عَن عَطاء الخرساني عَن بن عَبَّاس وَعَطَاء لم يسمع من بن عَبَّاس وبن جريج لم يسمع من عَطاء إِنَّمَا أَخذ الْكتاب من أَبِيه وَنظر فِيهِ ثمَّ تكلم على ذَلِك بِمَا سَيَأْتِي فِي الطَّلَاق إِن شَاءَ الله تَعَالَى الحَدِيث السَّادِس وَالسَّبْعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَخْرَجَا جَمِيعًا حَدِيث أَيُّوب وَعُثْمَان بن الْأسود عَن بن أبي مليكَة عَن عَائِشَة من حُوسِبَ عذب وَأخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث نَافِع بن عمر عَن بن أبي مليكَة كَذَلِك وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث حَاتِم بن أبي صَغِيرَة عَن بن أبي مليكَة عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة على الِاخْتِلَاف قلت فِي رِوَايَة البُخَارِيّ من حَدِيث عُثْمَان بن الْأسود عَن بن أبي مليكَة سَمِعت عَائِشَة فَالظَّاهِر أَنه أخرجه على الِاحْتِمَال بِأَن يكون بن أبي مليكَة سَمعه مِنَ الْقَاسِمِ عَنْ عَائِشَةَ ثُمَّ سَمِعَهُ مِنْ عَائِشَة فَحدث بِهِ على الْوَجْهَيْنِ كَمَا فِي نَظَائِره من فَضَائِل الْقُرْآن الحَدِيث السَّابِع وَالسَّبْعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِيمَا نقلت من خطه أخرج البُخَارِيّ حَدِيث الثَّوْريّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَن السّلمِيّ عَنْ عُثْمَانَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ خَيركُمْ من تعلم الْقُرْآن وَعلمه وَأخرجه أَيْضا من حَدِيث شُعْبَةَ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عُثْمَان وَقَالَ فِيهِ وأقرأ أَبُو عبد الرَّحْمَن فِي امْرَأَة عُثْمَان حَتَّى كَانَ الْحجَّاج قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فقد اخْتلف شُعْبَة وَالثَّوْري فِي إِسْنَاده فَأدْخل شُعْبَة بَين عَلْقَمَة وَبَين أبي عبد الرَّحْمَن سعد بن عُبَيْدَة وَقد تَابع شُعْبَة على زِيَادَته من لَا يحْتَج بِهِ وتابع الثَّوْريّ جمَاعَة ثِقَات قلت قد قدمنَا أَن مثل هَذَا يُخرجهُ البُخَارِيّ على الِاحْتِمَال لِأَن رِوَايَة الثَّوْريّ عِنْد جمَاعَة من الْحفاظ هِيَ المحفوظة وَشعْبَة زَاد رجلا فَأمكن أَن يكون عَلْقَمَة سَمعه من سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ثمَّ لَقِي أَبَا عبد الرَّحْمَن فَسَمعهُ مِنْهُ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ حجاج بن مُحَمَّد عَن شُعْبَة لم يسمع أَبُو عبد الرَّحْمَن من عُثْمَان شَيْئا قَالَ وَقد أخرج البُخَارِيّ حَدِيثا من طَرِيق أبي إِسْحَاق عَن أبي عبد الرَّحْمَن عَن عُثْمَان قلت الحَدِيث الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ ذكره البُخَارِيّ فِي كتاب الْوَقْف تَعْلِيقا وَهُوَ مناشدة عُثْمَان للصحابة عِنْد حصاره فِي ذكر حفر بِئْر رومة وَغير ذَلِك من مناقبه والْحَدِيث عِنْد البُخَارِيّ من طرق غير هَذَا مَوْصُولَة فَلهَذَا لم أفرده بِالذكر لِأَنَّهُ إِنَّمَا أوردهُ اعْتِبَارا وَأخرج أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه حَدِيث أبي عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ فِي الْقُرْآن من طَرِيق حجاج عَن شُعْبَة وَقَالَ فِي أَثَره قَالَ شُعْبَة وَلم يسمع أَبُو عبد الرَّحْمَن من عُثْمَان ثمَّ أخرج أَبُو عوَانَة حَدِيث الثَّوْريّ ومتابعة عَمْرو بن قيس الْملَائي وَمُحَمّد بن أبان وَغَيرهمَا لَهُ على إِسْقَاط سعد بن عُبَيْدَة والْحَدِيث مخرج فِي الْكتب الْأَرْبَعَة من السّنَن من هَذَا الْوَجْه فَرَوَاهُ أَبُو دَاوُد من حَدِيث شُعْبَة فَقَط وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وبن ماجة من حَدِيث شُعْبَة وسُفْيَان مَعًا وَنقل التِّرْمِذِيّ عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ(1/374)
بن الْمَدِينِيّ تَرْجِيح حَدِيث سُفْيَان على حَدِيث شُعْبَة وَأما كَون أبي عبد الرَّحْمَن لم يسمع من عُثْمَان فِيمَا زعم شُعْبَة فقد أثبت غَيره سَمَاعه مِنْهُ وَقَالَ البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الْكَبِير سمع من عُثْمَان وَالله أعلم من كتاب النِّكَاح الحَدِيث الثَّامِن وَالسَّبْعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث يزِيد هُوَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عِرَاكٍ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ عَائِشَة إِلَى أبي بكر قَالَ وَهَذَا مُرْسل قلت هُوَ مَحْمُول عِنْد البُخَارِيّ على أَن عُرْوَة حمله عَن عَائِشَة كَمَا تقدم نَظِيره الحَدِيث التَّاسِع وَالسَّبْعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث خنساء بنت خذام الْأَنْصَارِيَّة إِنَّ أَبَاهَا زَوَّجَهَا وَهِيَ ثَيِّبٌ فَكَرِهَتْ ذَلِكَ الحَدِيث من رِوَايَة مَالِكٌ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُجَمِّعٍ ابْنَيْ يَزِيدَ بْنِ جَارِيَة عَن خنساء بِهِ وَمن رِوَايَة يَزِيدَ بْنِ هَارُونَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَن الْقَاسِم عَن عبد الرَّحْمَن وَمجمع ابْني يزِيد أَنَّهُمَا حَدَّثَاهُ أَن رجلا يدعى خذاما أنكح ابْنة لَهُ نَحوه قلت عبد الرَّحْمَن بن الْقَاسِم أعرف بِحَدِيث أَبِيه من غَيره وَقد وَصله وَمَالك أتقن الحَدِيث أهل الْمَدِينَة من غَيره وَمَعَ ذَلِك فَأخْرج البُخَارِيّ الطَّرِيقَيْنِ فأفهم أَنه رأى أَن الْمَوْصُول أرجح وَهُوَ الْمُعْتَمد وَالله أعلم من كتاب الطَّلَاق الحَدِيث الثَّمَانُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ عَن أَزْهَر بن جميل عَن الثَّقَفِيّ عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاس أَن امْرَأَة ثَابت بن قيس بن شماس اخْتلعت مِنْهُ وَمن حَدِيث جرير بن حَازِم عَن أَيُّوب كَذَلِك قَالَ وَأَصْحَاب الثَّقَفِيّ غير أَزْهَر يرسلونه وَكَذَا حَمَّاد بن سَلمَة عَن أَيُّوب وَكَذَا أرْسلهُ أَصْحَاب خَالِد الْحذاء عَن عِكْرِمَة قلت قد حكى البُخَارِيّ الِاخْتِلَاف فِيهِ وعلقه لإِبْرَاهِيم بْنِ طَهْمَانَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ مُرْسَلًا وَعَنْ أَيُّوب مَوْصُولا وَذَلِكَ لما يُقَوي رِوَايَة جرير بن حَازِم وَفِي رِوَايَة أبي ذَر عَن الْمُسْتَمْلِي من الزِّيَادَة قَالَ البُخَارِيّ عقب حَدِيث أَزْهَر لَا يُتَابع فِيهِ عَن بن عَبَّاس وَهَذَا معنى قَول الدَّارَقُطْنِيّ أَن أَصْحَاب الثَّقَفِيّ يرسلونه وَقد ذكرت من وصل حَدِيث إِبْرَاهِيم بن طهْمَان فِي تغليق التَّعْلِيق الحَدِيث الْحَادِي وَالثَّمَانُونَ قَالَ أَبُو عَليّ الغساني قَالَ البُخَارِيّ حَدثنَا إِبْرَاهِيم بن مُوسَى حَدثنَا هِشَام هُوَ بن يُوسُف عَن بن جريج قَالَ قَالَ عَطاء عَن بن عَبَّاس كَانَ الْمُشْركُونَ على منزلتين من النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ قصَّة تطليق عمر بن الْخطاب قريبَة بنت أبي أُميَّة وَغير ذَلِك تعقبه أَبُو مَسْعُود الدِّمَشْقِي فَقَالَ ثَبت هَذَا الحَدِيث وَالَّذِي قبله يَعْنِي بِهَذَا الْإِسْنَاد سوى الحَدِيث الْمُتَقَدّم فِي التَّفْسِير من تَفْسِير بن جريج عَن عَطاء الخرساني عَن بن عَبَّاس وبن جريج لم يسمع التَّفْسِير من عَطاء الخرساني وَإِنَّمَا أَخذ الْكتاب من ابْنه عُثْمَان وَنظر فِيهِ قَالَ أَبُو عَليّ وَهَذَا تَنْبِيه بديع من أبي مَسْعُود رَحمَه الله فقد روينَا عَن صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ قَالَ سَمِعت(1/375)
هِشَام بن يُوسُف يَقُول قَالَ لي بن جريج سَأَلت عَطاء يَعْنِي بن أبي رَبَاح عَنِ التَّفْسِيرِ مِنَ الْبَقَرَةِ وَآلِ عِمْرَانَ ثُمَّ قَالَ أعفني من هَذَا قَالَ هِشَام فَكَانَ بعد إِذا قَالَ عَطاء عَن بن عَبَّاس قَالَ الخرساني قَالَ هِشَام فكتبنا مَا كتبنَا ثمَّ مللنا يَعْنِي كتبنَا أَنه عَطاء الخرساني قَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ كتبت أَنا هَذِه الْقِصَّة لِأَن مُحَمَّد بن ثَوْر كَانَ يَجْعَلهَا عَطاء عَن بن عَبَّاس فَظن الَّذين حملوها عَنهُ أَنه عَطاء بن أبي رَبَاح قَالَ عَليّ وَسَأَلت يحيى الْقطَّان عَن حَدِيث بن جريج عَن عَطاء الخرساني فَقَالَ ضَعِيف فَقلت ليحيى إِنَّه يَقُول أخبرنَا قَالَ لَا شَيْء كُله ضَعِيف إِنَّمَا هُوَ من كتاب دَفعه إِلَيْهِ قلت فَفِيهِ نوع اتِّصَال وَلذَلِك استجاز بن جريج أَن يَقُول فِيهِ أخبرنَا لَكِن البُخَارِيّ مَا أخرجه إِلَّا على أَنه من رِوَايَة عَطاء بن أبي رَبَاح وَأما الخرساني فَلَيْسَ من شَرطه لِأَنَّهُ لم يسمع من بن عَبَّاس لَكِن لقَائِل أَن يَقُول هَذَا لَيْسَ بقاطع فِي أَن عَطاء الْمَذْكُور هُوَ الخرساني فَإِن ثبوتهما فِي تَفْسِيره لَا يمْنَع أَن يَكُونَا عِنْد عَطاء بن أبي رَبَاح أَيْضا فَيحْتَمل أَن يكون هَذَانِ الحديثان عَن عَطاء بن أبي رَبَاح وَعَطَاء الخرساني جَمِيعًا وَالله أعلم فَهَذَا جَوَاب إقناعي وَهَذَا عِنْدِي من الْمَوَاضِع العقيمة عَن الْجَواب السديد وَلَا بُد للجواد من كبوة وَالله الْمُسْتَعَان وَمَا ذكره أَبُو مَسْعُود من التعقب قد سبقه إِلَيْهِ الْإِسْمَاعِيلِيّ ذكر ذَلِك الْحميدِي فِي الْجمع عَن البرقاني عَنهُ قَالَ وَحَكَاهُ عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ يُشِير إِلَى الْقِصَّة الَّتِي سَاقهَا الجياني وَالله الْمُوفق من كتاب الْأَطْعِمَة الحَدِيث الثَّانِي وَالثَّمَانُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج الْبُخَارِيُّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ عَنْ مَالِكٍ عَن وهب بن كيسَان قَالَ أَتَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَعَام وَمَعَهُ ربيبه عمر بن أبي سَلمَة فَقَالَ سم الله وكل مِمَّا يليك وَهَذَا الحَدِيث أرْسلهُ مَالك فِي الْمُوَطَّأ وَوَصله عَنهُ خَالِد بن مخلد وَيحيى بن صَالح وَهُوَ صَحِيح مُتَّصِل وَقد رَوَاهُ مُحَمَّد بن عَمْرو بن حلحلة وَغَيره عَن وهب بن كيسَان عَن عمر مُتَّصِلا وَأخرجه البُخَارِيّ إِلَّا أَنه لم يخرج حَدِيث من وَصله عَن مَالك قلت إِنَّمَا أخرج البُخَارِيّ حَدِيث مَالك إِثْر حَدِيث مُحَمَّد بن عَمْرو بن حلحلة ليبين مَوضِع الْخلاف فِيهِ وَقد أخرجه النَّسَائِيّ مَوْصُولا عَن خَالِد بن مخلد ومرسلا عَن قُتَيْبَة كِلَاهُمَا عَن مَالك وَالْمَشْهُور عَن مَالك إرْسَاله كعادته من الذَّبَائِح الحَدِيث الثَّالِث وَالثَّمَانُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيثِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ جَارِيَة لكعب بن مَالك وَعَن مَالِكٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ سَعْدٍ أَوْ سَعْدِ بْنِ معَاذ أَن جَارِيَة لكعب وَعَن جُوَيْرِيَةُ عَنْ نَافِعٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ أَخْبَرَ عَبْدَ اللَّهِ أَنَّ جَارِيَةً لِكَعْبِ بن مَالك الحَدِيث فِي الذّبْح بالمروة قَالَ وَرَوَاهُ اللَّيْث عَن نَافِع سمع رجلا من الْأَنْصَار يخبر عبد الله وَهَذَا اخْتِلَاف بَين وَقد أخرجه قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَهَذَا قد اخْتلف فِيهِ على نَافِع وعَلى أَصْحَابه اخْتلف فِيهِ على عبيد الله وعَلى يحيى بن سعيد وعَلى أَيُّوب وعَلى إِسْمَاعِيل بن أُميَّة وعَلى مُوسَى بن عقبَة وعَلى غَيرهم وَقيل فِيهِ عَن نَافِع عَن بن عمر وَلَا يَصح وَالِاخْتِلَاف فِيهِ كثير قلت هُوَ كَمَا قَالَ وعلته ظَاهِرَة وَالْجَوَاب عَنهُ فِيهِ تكلّف وتعسف(1/376)
الحَدِيث الرَّابِع وَالثَّمَانُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَخْرَجَا حَدِيث أَبِي بِشْرٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ بن عمر لَعَنَ مَنِ اتَّخَذَ شَيْئًا فِيهِ الرُّوحُ غَرَضًا وَرَوَاهُ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَن بن عَبَّاس وَلم يُتَابع عَلَيْهِ عدي وتابع أَبَا بشر الْمنْهَال بن عَمْرو وَغَيره وَحَدِيث عدي وهم قلت قد ذكر البُخَارِيّ حَدِيث عدي تَعْلِيقا وَوَصله مُسلم وَعِنْدِي أَنه حَدِيث آخر غير حَدِيث أبي بشر لاخْتِلَاف المتنين لفظا وَمعنى الحَدِيث الْخَامِس وَالثَّمَانُونَ قَالَ عبد الْغَنِيّ بن سعيد الْحَافِظ روى البُخَارِيّ عَن مُسَدّد عَن أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ عَنْ عبابة بن رِفَاعَة عَن أَبِيه عَن جده رَافع بن خديج قَالَ قلت للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِنَّا نلقى الْعَدو غَدا وَلَيْسَ مَعنا مدى أفنذبح بالقصب الحَدِيث قَالَ وَأَخْطَأ أَبُو الْأَحْوَص فِي هَذَا حَيْثُ قَالَ عَن أَبِيه عَن جده وَقد حذف البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح قَوْله عَن أَبِيه فَصَارَ عَن عَبَايَة عَن جده رَافع وَهُوَ الصَّوَاب قَالَ وَهَذَا أصل يعْمل عَلَيْهِ من بعد البُخَارِيّ إِذا وَقع لَهُ خطأ فِي حَدِيث أَن يسْقطهُ وَهَذَا إِنَّمَا يصلح فِي النُّقْصَان لَا فِي الزِّيَادَة قَالَ أَبُو عَليّ الغساني إِنَّمَا تكلم عبد الْغَنِيّ على مَا وَقع لَهُ من رِوَايَة أبي عَليّ بن السكن فَظن أَنه من عمل البُخَارِيّ وَإِنَّمَا هُوَ من عمل بن السكن فَإِنَّهُ فِي رِوَايَة أبي ذَر عَن شُيُوخه وَفِي رِوَايَة الْأصيلِيّ عَن شيخيه بِإِثْبَات قَوْله عَن أَبِيه وَكَذَا هُوَ فِي رِوَايَةِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَعْقِلٍ النَّسَفِيِّ عَنِ الْبُخَارِيِّ وَقد رَوَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ أبي الْأَحْوَص قَالَ وَلم يقل أحد عَن أَبِيه عَن أبي الْأَحْوَص وَرَوَاهُ الثَّوْريّ وَشعْبَة وزائدة وَغَيرهم عَن سعيد بن مَسْرُوق فَلم يَقُولُوا عَن أَبِيه قلت قد أخرج البُخَارِيّ الْوَجْهَيْنِ وَلَا بعد فِي أَن يكون عَبَايَة سَمعه من جده مَعَ أَبِيه فَذكر أَبَاهُ فِيهِ وَالَّذِي يجْرِي على قَوَاعِد النقاد أَن حَدِيث أبي الْأَحْوَص من الْمَزِيد فِي مُتَّصِل الْأَسَانِيد وَالله أعلم من كتاب الطِّبّ الحَدِيث السَّادِس وَالثَّمَانُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَخْرَجَا جَمِيعًا حَدِيث الزبيدِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أُمِّ سَلِمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى فِي بَيتهَا جَارِيَة بهَا سفعة فَقَالَ استرقوا لَهَا وَقد رَوَاهُ عقيل عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة مُرْسلا وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَن عُرْوَة مُرْسلا وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سعيد وَلم يصنع شَيْئا قلت وَهُوَ ضَعِيف وَأما رِوَايَة عقيل فقد أَشَارَ إِلَيْهَا البُخَارِيّ إِلَّا أَن راويها عَنهُ لَيْسَ بحافظ وَحَدِيث الزبيدِيّ رَوَاهُ عَنهُ ثقتان فَكَانَ هُوَ الْمُعْتَمد من كتاب اللبَاس حَدِيث نقش الْخَاتم هُوَ طرف من حَدِيث أنس فِي الزَّكَاة الحَدِيث السَّابِع وَالثَّمَانُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث الثَّقَفِيّ عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة فِي قصَّة امْرَأَة رِفَاعَة الْقرظِيّ وَفِيه ذكر عَائِشَة وَلكنه مُرْسل وَكَذَا رَوَاهُ حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب قلت سِيَاقه يَقْتَضِي أَنه من رِوَايَة عِكْرِمَة عَن عَائِشَة فَإِن لَفظه عَنْ عِكْرِمَةَ أَنَّ رِفَاعَةَ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ فَتَزَوَّجَهَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن الزبير(1/377)
الْقرظِيّ قَالَت عَائِشَة وَعَلَيْهَا خمار أَخْضَر فَذكره فَهَذَا ظَاهر فِي ذَلِك إِلَّا أَن أَكثر السِّيَاق صورته الْإِرْسَال وَإِنَّمَا قصد البُخَارِيّ مِنْهُ ذكر الثِّيَاب الْخضر لِأَنَّهُ أوردهُ فِي بَاب الثِّيَاب الْخضر وَأما أصل قصَّة رِفَاعَة وَامْرَأَته فمخرجة عِنْده فِي النِّكَاح فِي مَكَانهَا مِنْ طَرِيقِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ وَالله أعلم الحَدِيث الثَّامِن وَالثَّمَانُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ اتفقَا على إِخْرَاج حَدِيث أبي عُثْمَان قَالَ كتب إِلَيْنَا عمر فِي الْحَرِير إِلَّا مَوضِع إِصْبَع وَهَذَا لم يسمعهُ أَبُو عُثْمَان من عمر لكنه حجَّة فِي قبُول الْإِجَازَة قلت قد تقدم نَظِير هَذَا الْكَلَام فِي حَدِيث أبي النَّضر عَن بن أبي أوفى الحَدِيث التَّاسِع وَالثَّمَانُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث ثَابت عَن بن الزبير قَالَ قَالَ مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَنْ لَبِسَ الْحَرِيرَ فِي الدُّنْيَا لَمْ يَلْبَسْهُ فِي الْآخِرَة وَهَذَا لم يسمعهُ بْنِ الزُّبَيْرِ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم إِنَّمَا سَمعه من عمر قلت هَذَا تعقب ضَعِيف فَإِن بن الزبير صَحَابِيّ فهبه أرسل فَكَأَن مَاذَا وَكم فِي الصَّحِيح من مُرْسل صَحَابِيّ وَقد اتّفق الْأَئِمَّة قاطبة على قبُول ذَلِك إِلَّا من شَذَّ مِمَّن تَأَخّر عصره عَنْهُم فَلَا يعْتد بمخالفته وَالله أعلم وَقد أخرج البُخَارِيّ حَدِيث بن الزبير عَن عمر تلو حَدِيث ثَابت عَن بن الزبير فَمَا بَقِي عَلَيْهِ للاعتراض وَجه من كتاب الْأَدَب الحَدِيث التِّسْعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ عَن سعد بن حَفْص عَن شَيبَان عَن مَنْصُور عَن الْمسيب بن رَافع عَن وراد عَن الْمُغيرَة عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِن الله حرم عَلَيْكُم عقوق الْأُمَّهَات الحَدِيث وَهَذَا غير مَحْفُوظ عَن الْمسيب وَإِنَّمَا رَوَاهُ شَيبَان عَن مَنْصُور عَن الشّعبِيّ عَن وراد كَذَا قَالَ عبيد الله بن مُوسَى وحسين بن مُحَمَّد الْمروزِي وَغَيرهمَا وَكَذَا قَالَ جرير عَن مَنْصُور عَن الشّعبِيّ وَالَّذِي عِنْد مَنْصُور عَن الْمسيب عَن وراد حَدِيث كَانَ يَقُول فِي دبر الصَّلَاة وَالدُّعَاء لَا إِلَه إِلَّا الله الحَدِيث فَلَعَلَّهُ اشْتبهَ على سعد بن حَفْص قلت أما حَدِيث جرير عَن مَنْصُور فَهُوَ كَمَا قَالَ الشّعبِيّ وَأما حَدِيث عبيد الله بن مُوسَى عَن شَيبَان فَاخْتلف عَلَيْهِ فِيهِ فَرَوَاهُ مُسلم فِي صَحِيحه من حَدِيثه كَمَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَكَذَا رَوَاهُ أَبُو عوَانَة فِي صَحِيحه عَن أبي أُميَّة عَن عبيد الله بن مُوسَى لَكِن قد رَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ فِي مستخرجه من طَرِيقين عَن عبيد الله بن مُوسَى عَن شَيبَان عَن مَنْصُور عَن الْمسيب كَمَا قَالَ البُخَارِيّ عَن سعد بن حَفْص فعلى هَذَا يُقَوي الظَّن بِأَنَّهُ كَانَ عِنْد شَيبَان عَن مَنْصُور عَن الشّعبِيّ وَالْمُسَيب مَعًا وَلَا ينْسب سعد بن حَفْص إِلَى الْوَهم مَعَ مُتَابعَة إِسْحَاق بن يسَار النصيبي لَهُ عَن عبيد الله بن مُوسَى عَن شَيبَان وَالله أعلم الحَدِيث الْحَادِي وَالتِّسْعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث عَاصِم بن عَليّ عَن بن أبي ذِئْب عَن المَقْبُري عَن أبي شُرَيْح وَالله لَا يُؤمن الَّذِي لَا يَأْمَن جَاره بوائقه قَالَ وَتَابعه شَبابَة وَأسد بن مُوسَى وَقَالَ عُثْمَان بن عمر وَحميد بن الْأسود وَغير وَاحِد عَن بن أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ وَرَوَاهُ يزِيد بن هَارُون وحجاج بن مُحَمَّد وَأَبُو النَّضر عَن بن أبي ذِئْب كَمَا قَالَ عَاصِم بن عَليّ قلت ترجح عِنْد البُخَارِيّ أَنه عِنْد بن أبي ذِئْب على الْوَجْهَيْنِ فَذكر(1/378)
الحَدِيث الثَّانِي وَالتِّسْعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث عَلِيِّ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذا قَالَ الرجل لِأَخِيهِ كَافِر فقد بَاء بهَا أَحدهمَا وَقَالَ عِكْرِمَة بن عمار عَن يحيى عَن عبد الله بن يزِيد سمع أَبَا سَلمَة سمع أَبَا هُرَيْرَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يحيى بن أبي كثير مُدَلّس يشبه أَن يكون وَقَول عِكْرِمَة أولى لِأَنَّهُ زَاد رجلا وَهُوَ ثِقَة قلت قد أخرج البُخَارِيّ طَرِيق عِكْرِمَة تَعْلِيقا فَهُوَ عِنْده على الِاحْتِمَال وَالله أعلم الحَدِيث الثَّالِث وَالتِّسْعُونَ قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيّ أخرج البُخَارِيّ عَن إِسْحَاق عَن أبي الْمُغيرَة قَالَ حَدثنَا الْأَوْزَاعِيّ قَالَ حَدثنَا الزُّهْرِيّ عَن حميد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم من حلف مِنْكُم فَقَالَ فِي حلفه بِاللَّاتِ وَالْعُزَّى فَلْيَقُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ تَعَالَ أُقَامِرُكَ فَلْيَتَصَدَّقْ قَالَ وَلم يقل فِيهِ أحد عَن الْأَوْزَاعِيّ حَدثنِي الزُّهْرِيّ إِلَّا أَبُو الْمُغيرَة وَقد رَوَاهُ الْوَلِيد وَعمر بن عبد الْوَاحِد عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ مُعَنْعنًا وَرَوَاهُ بشر بن بكر عَن الْأَوْزَاعِيّ قَالَ بَلغنِي عَن الزُّهْرِيّ قَالَ وَأَبُو الْمُغيرَة وَبشر بن بكر صدوقان إِلَّا أَن بشرا كَانَ يعرض عَن مثل هَذَا قلت وَرَوَاهُ عقبَة بن عَلْقَمَة الْبَيْرُوتِي عَن الْأَوْزَاعِيّ كَمَا قَالَ بشر بن بكر سَوَاء ورويناه فِي الْجُزْء الثَّالِث من حَدِيث أبي الْعَبَّاس الْأَصَم قَالَ حَدثنَا الْعَبَّاس بن الْوَلِيد بن مرْثَد عَن عقبَة بِهِ وَهَذَا من الْمَوَاضِع الدقيقة وَلَكِن الحَدِيث فِي الأَصْل صَحِيح عَن الزُّهْرِيّ وَقد أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث معمر وَعقيل عَنهُ وَالله أعلم الحَدِيث الرَّابِع وَالتِّسْعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مَا ملخصه أَن الشَّيْخَيْنِ أخرجَا حَدِيث الْأَعْمَش عَن أبي وَائِل عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ الْمَرْء مَعَ من أحب وَأَخْرَجَاهُ من حَدِيث الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ أَيْضا والطريقان محفوظان عَن الْأَعْمَش قلت فَلَا معنى لاستدراكه الحَدِيث الْخَامِس وَالتِّسْعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن بن الْمسيب عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ مَا اسْمك قَالَ حزن وَأخرجه من حَدِيث هِشَام بن يُوسُف عَن بن جريج عَن عبد الحميد بن جُبَير عَن سعيد بن الْمسيب أَن جده حزنا وَهَذَا مُرْسل وَكَذَا قَالَ قَتَادَة وَعلي بن زيد وبن سعيد بن الْمسيب قلت هَذَا على مَا قَرَّرْنَاهُ فِيمَا قبل أَن البُخَارِيّ يعْتَمد هَذِه الصِّيغَة إِذا حفت بهَا قرينَة تَقْتَضِي الِاتِّصَال وَلَا سِيمَا وَقد وَصله الزُّهْرِيّ صَرِيحًا فَأخْرج الْوَجْهَيْنِ على الِاحْتِمَال وَالله أعلم وَقد رَوَاهُ عبد الرَّزَّاق عَن بن جريج فَقَالَ فِيهِ عَن أَبِيه عَن جده أَيْضا أخرجه الْإِسْمَاعِيلِيّ من طَرِيقه من كتاب الدَّعْوَات الحَدِيث السَّادِس وَالتِّسْعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَخْرَجَا حَدِيث عبيد الله بن عمر عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ إِذا أَوَى أحدكُم إِلَى فرَاشه فلينفضه وَقد اخْتلف فِيهِ على عبيد الله فَرَوَاهُ جمَاعَة من أَصْحَابه هَكَذَا وَرَوَاهُ يحيى الْقطَّان وبن الْمُبَارك وَغير وَاحِد عَن عبيد الله لم يَقُولُوا عَن أَبِيه وَكَذَا رَوَاهُ مَالك وبن عجلَان عَن(1/379)
سعيد عَن أبي هُرَيْرَة قلت جَوَاب مثل هَذَا التَّعْلِيل تقدم فِي الحَدِيث الثَّانِي وَقد أَشَارَ البُخَارِيّ إِلَى الِاخْتِلَاف فِيهِ على عبيد الله وعَلى سعيد فَلَا اسْتِدْرَاك عَلَيْهِ من كتاب الرقَاق الحَدِيث السَّابِع وَالتِّسْعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث أبي غَسَّان عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ نظر النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَجُلٍ يُقَاتل الْمُشْركين فَقَالَ هُوَ من أهل النَّار الحَدِيث وَفِيه إِن العَبْد ليعْمَل فِيمَا يرى النَّاس عمل أهل الْجنَّة وَإنَّهُ لمن أهل النَّار وَيعْمل فِيمَا يرى النَّاس عمل أهل النَّار وَهُوَ من أهل الْجنَّة وَإِنَّمَا الْأَعْمَال بالخواتيم قَالَ وَقد رَوَاهُ بْنِ أَبِي حَازِمٍ وَيَعْقُوبَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَسَعِيد الجُمَحِي عَن أبي حَازِم فَلم يَقُولُوا فِي آخِره وَإِنَّمَا الْأَعْمَال بالخواتيم قلت زَادهَا أَبُو غَسَّان وَهُوَ ثِقَة حَافظ فاعتمده البُخَارِيّ الحَدِيث الثَّامِن وَالتِّسْعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث أَحْمَدَ بْنِ شَبِيبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يرد على الْحَوْض رَهْط من أَصْحَابِي الحَدِيث وَعَن أَحْمد بن صَالح عَن بن وهب عَن يُونُس مثله لَكِن قَالَ عَنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَقُلْ عَن أبي هُرَيْرَة وَقَالَ شُعَيْب وَعقيل عَن الزُّهْرِيّ كَانَ أَبُو هُرَيْرَة يحدث وَقَالَ الزبيدِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن أبي جَعْفَر مُحَمَّد بن عَليّ عَن عبيد الله بن أبي رَافع عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَرَوَاهُ معمر عَن الزُّهْرِيّ عَن رجل عَن أبي هُرَيْرَة وَلَو كَانَ عَن سعيد بن الْمسيب لم يكن عَنهُ الزُّهْرِيّ ولصرح بِهِ قلت يحْتَمل أَن يكون النسْيَان طَرَأَ فِيهِ على معمر وَأما رِوَايَة الزبيدِيّ فَإِنَّهُ إِسْنَاد آخر للْحَدِيث وَقد بَين البُخَارِيّ وُجُوه الِاخْتِلَاف فِيهِ إِلَّا طَرِيق معمر فَلم يعْتد بهما من النذور الحَدِيث التَّاسِع وَالتِّسْعُونَ قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث وهيب عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاس بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ إِذْ قَامَ أَبُو إِسْرَائِيل الحَدِيث وَقد رَوَاهُ الثَّقَفِيّ وبن علية عَن أَيُّوب مُرْسلا قلت قد أَشَارَ البُخَارِيّ إِلَى الْخلاف فِيهِ وَاعْتمد حَدِيث وهيب لحفظه من الْحُدُود الحَدِيث الْمِائَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرجَا حَدِيث بن وهب عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَنْ بُكَيْرٍ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ بن جَابر عَن أَبِيه عَن أبي بردة بن نيار لَا يُجْلَدَ فَوْقَ عَشَرَةِ أَسْوَاطٍ إِلَّا فِي حَدٍّ وَقد خَالفه اللَّيْث بن سعد وَسَعِيد بن أبي أَيُّوب فروياه عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ بُكَيْرٍ فَلم يَقُولَا عَن أَبِيه وَقَالَ مُسلم بن أبي مَرْيَم عَن بْنُ جَابِرٍ عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ وَقَول عَمْرو بن الْحَارِث صَحِيح لِأَنَّهُ ثِقَة وَزَاد رجلا وَقد تَابعه أُسَامَة بن زيد عَن بكير قلت أخرج البُخَارِيّ الْأَوْجه كلهَا إِلَّا رِوَايَة أُسَامَة وَاقْتصر مُسلم على حَدِيث عَمْرو بن الْحَارِث عَن بكير فَلم يَقُولَا عَن أَبِيه(1/380)
من التَّعْبِير الحَدِيث الأول بعد الْمِائَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاس من صور صُورَة وَرَوَاهُ خَالِد وَهِشَام عَن عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاس مَوْقُوفا وَقَالَ قَتَادَة عَن عِكْرِمَة عَن أبي هُرَيْرَة مَوْقُوفا وَاخْتلف عَلَيْهِم فِيهِ قلت تعَارض الْوَقْف وَالرَّفْع فِيهِ لَا أثر لَهُ لِأَن حكمه الرّفْع وَقد أَشَارَ البُخَارِيّ إِلَى الْخلاف فِيهِ على عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاس أَو عَن أبي هُرَيْرَة وَالرَّاجِح عِنْده أَنه عَن بن عَبَّاس وَالله أعلم من الْفِتَن الحَدِيث الثَّانِي بعد الْمِائَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَخْرَجَا حَدِيث عبد الْأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ يتقارب الزَّمَان ويلقى الشُّح الحَدِيث وَقد تَابع حَمَّاد بن زيد عبد الْأَعْلَى وَخَالَفَهُمَا عبد الرَّزَّاق عَن معمر فَأرْسلهُ وَلم يذكر أَبَا هُرَيْرَة وَيُقَال إِن معمرا حدث بِالْبَصْرَةِ من حفظه بِأَحَادِيث وهم فِي بَعْضهَا وَقد خَالفه فِيهِ شُعَيْب وَيُونُس وَاللَّيْث بن سعد وبن أخي الزُّهْرِيّ رَوَوْهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَقد أخرجَا حَدِيث حميد أَيْضا قلت الزُّهْرِيّ صَاحب حَدِيث فَلَا استبعاد أَن يكون عِنْده عَن حميد وَسَعِيد جَمِيعًا وَالظَّاهِر أَن البُخَارِيّ أخرجه على الِاحْتِمَال كَمَا تقدم فِي نَظَائِره من كتاب الْأَحْكَام الحَدِيث الثَّالِث بعد الْمِائَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أخرج البُخَارِيّ حَدِيث بن أبي ذِئْب عَن سعيد عَن أبي هُرَيْرَة إِنَّكُم ستحرصون على الْإِمَارَة وستكون حزنا وندامة الحَدِيث وَقد رَوَاهُ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفا قلت قد أخرجه البُخَارِيّ على أثر حَدِيث بن أبي ذِئْب فَهُوَ عِنْده على الِاحْتِمَال لِأَن بن أبي ذِئْب زَاد على عبد الحميد فِي الرّفْع وَعبد الحميد زَاد على بن أبي ذِئْب فِي الْإِسْنَاد رجلا لَكِن صَنِيعه يشْعر بترجيح رِوَايَة بن أبي ذِئْب لحفظه الحَدِيث الرَّابِع بعد الْمِائَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ عَن سهل بن سعد وَفرق بَين المتلاعنين وَهَذَا مِمَّا وهم فِيهِ بن عُيَيْنَة لِأَن أَصْحَاب الزُّهْرِيّ قَالُوا فَطلقهَا قَبْلَ أَنْ يَأْمُرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ فِرَاقه إِيَّاهَا سنة لم يقل أحد مِنْهُم إِن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فرق بَينهمَا قلت لم أره عِنْد البُخَارِيّ بِتَمَامِهِ وَإِنَّمَا ذكر بِهَذَا الْإِسْنَاد طرفا مِنْهُ وَكَأَنَّهُ اخْتَصَرَهُ لهَذِهِ الْعلَّة فَبَطل الِاعْتِرَاض عَلَيْهِ الحَدِيث الْخَامِس بعد الْمِائَة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأخرج البُخَارِيّ حَدِيث يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا بَعَثَ اللَّهُ مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا كَانَ لَهُ بطانتان وَتَابعه يحيى وبن أبي عَتيق وَكَذَا قَالَ بن أَبِي حُسَيْنٍ وَسَعِيدُ بْنُ زِيَادٍ عَنْ أَبِي سَلمَة وَقَالَ شُعَيْب عَن الزُّهْرِيّ مثله إِلَّا أَنه وَقفه وَقَالَ الْأَوْزَاعِيّ وَمُعَاوِيَة بن سَلام عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَقَالَ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أبي أَيُّوب قلت حكى البُخَارِيّ هَذِه الْأَوْجه كلهَا وَكَأَنَّهُ ترجح عِنْده طَرِيق أبي سَلمَة عَن أبي سعيد فَإِن أَكثر أَصْحَاب الزُّهْرِيّ رَوَوْهُ كَذَلِك وَلِأَن الزُّهْرِيّ أحفظ من صَفْوَان بن سليم وَالله أعلم(1/381)
من كتاب التَّمَنِّي الحَدِيث السَّادِس بعد الْمِائَة قَالَ البُخَارِيّ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا شُعَيْبٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ ح وَقَالُ اللَّيْثُ حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدٍ عَنِ بن شهَاب عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ أخبرهُ قَالَ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْوِصَال الحَدِيث قَالَ أَبُو مَسْعُود هَكَذَا فِي صَحِيح البُخَارِيّ لم يذكر كَيفَ يروي شُعَيْب هَذَا الحَدِيث عَن الزُّهْرِيّ وإردافه لَهُ بِحَدِيث اللَّيْث يُوهم أَنَّهُمَا سَوَاء وَلَيْسَ كَذَلِك بل شُعَيْب يرويهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَقد أخرجه البُخَارِيّ فِي الصّيام على الصَّوَاب قَالَ أَبُو عَليّ الغساني هَذَا تَنْبِيه حسن جدا وَيُمكن أَن يكون البُخَارِيّ اكْتفى بِمَا ذكره فِي الصّيام لَكِن هَذَا النّظم فِيهِ التباس قلت صدق أَبُو عَليّ وَالَّذِي عِنْدِي أَن الْإِسْنَاد الأول سَقَطت مِنْهُ كلمة وَاحِدَة وَهِي قَوْله عَن أبي سَلمَة ثمَّ حوله بِرِوَايَة اللَّيْث وَبِهَذَا يرْتَفع اللّبْس وَالله أعلم من كتاب التَّوْحِيد الحَدِيث السَّابِع بعد الْمِائَة قَالَ البُخَارِيّ وَقَالَ الْمَاجِشُونِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي حَدِيث أَوله لَا تفاضلوا بَين الْأَنْبِيَاء فَإِنَّ النَّاسَ يُصْعَقُونَ فَأَكُونُ أَوَّلَ مَنْ يُفِيقُ فَإِذا مُوسَى آخذ بالعرش اخْتَصَرَهُ وَتعقبه أَبُو مَسْعُود بِأَن الْمَعْرُوف رِوَايَة الْمَاجِشُونِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ الْأَعْرَجِ عَن أبي هُرَيْرَة وَقد تكلمنا عَلَيْهِ فِي الْفَصْل الَّذِي مضى فِي أَحْكَام التَّعْلِيق بِمَا يُغني عَن الْإِعَادَة الحَدِيث الثَّامِن بعد الْمِائَة قَالَ البُخَارِيّ حَدثنَا بسرة بن صَفْوَان حَدثنَا إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُنِي عَلَى قَلِيبٍ فَنَزَعْتُ مَا شَاءَ الله الحَدِيث قَالَ أَبُو مَسْعُود سقط مِنْهُ رجل بَين إِبْرَاهِيم بن سعد وَالزهْرِيّ وَقد رَوَاهُ مُسلم على الصَّوَاب عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ النَّاقِدِ وَغَيْرِهِ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ الزُّهْرِيّ وَالله أعلم الحَدِيث التَّاسِع بعد الْمِائَة حَدِيث عَمْرو بن دِينَار عَن أبي الْعَبَّاس الشَّاعِر عَن عبد الله فِي قصَّة حِصَار الطَّائِف اخْتلف فِيهِ على بن عُيَيْنَة فِي اسْم وَالِد عبد الله هَل هُوَ عمر بن الْخطاب أَو عَمْرو بن الْعَاصِ فَوَقع فِي أَكثر النّسخ من صَحِيح البُخَارِيّ عبد الله بن عمر يَعْنِي بن الْخطاب وَفِي بَعْضهَا بن عَمْرو وَقَالَ أَبُو نعيم الْأَصْبَهَانِيّ أخرجه الْحميدِي وَأَبُو خَيْثَمَة فِي مسنديهما فِي مُسْند بن عمر بن الْخطاب وَقَالَ أَبُو عوَانَة الأسفرايني رَوَاهُ جمَاعَة مِمَّن يفهم ويضبط عَن بن عُيَيْنَة كَذَلِك وَكَذَلِكَ كَانَ يَقُول قدماء أَصْحَاب بن عُيَيْنَة عَنهُ والمتأخرون مِنْهُم يَقُولُونَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ وَمِنْهُم من لَا ينْسبهُ كَذَا وَقع عِنْد النَّسَائِيّ والإضطراب فِيهِ من سُفْيَان وَقَالَ أَبُو عَليّ الجياني حدث بِهِ عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن سُفْيَان فَقَالَ عبد الله بن عَمْرو فَرد ذَلِك عَلَيْهِ حَامِد بن يحيى الْبَلْخِي فَرجع إِلَيْهِ وَصوب الدَّارَقُطْنِيّ فِي الْعِلَل قَول من قَالَ بن عمر قلت لَيْسَ فِي التَّعْلِيل بذلك كَبِير تَأْثِير وَالله أعلم(1/382)
الحَدِيث الْعَاشِر بعد الْمِائَة أخرج البُخَارِيّ فِي أَوَاخِر الْكتاب حَدِيث شريك بن أبي نمر عَن أنس فِي الْإِسْرَاء بِطُولِهِ وَقد خَالف فِيهِ شريك أَصْحَاب أنس فِي إِسْنَاده وَمَتنه أما الْإِسْنَاد فَإِن قَتَادَة يَجعله عَن أنس عَن مَالك بن صعصعة وَالزهْرِيّ يَجعله عَن أنس عَن أبي ذَر وثابت يَجعله عَن أنس من غير وَاسِطَة لَكِن سِيَاق ثَابت لَا مُخَالفَة بَينه وَبَين سِيَاق قَتَادَة وَالزهْرِيّ وَسِيَاق شريك يخالفهم فِي التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير وَالزِّيَادَة الْمُنكرَة وَقد أخرج مُسلم إِسْنَاده فَقَط تلو حَدِيث ثَابت وَقَالَ فِي آخِره فَزَاد وَنقص وَقدم وَأخر وَتكلم بن حزم وَالْقَاضِي عِيَاض وَغَيرهمَا على حَدِيث شريك وانتصر لَهُ جمَاعَة مِنْهُم أَبُو الْفضل بن طَاهِر فصنف فِيهِ جزأ وَسَنذكر مَا يتَعَلَّق بِهِ مُسْتَوفى عِنْد الْكَلَامُ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي مَوْضِعه هَذَا جَمِيع مَا تعقبه الْحفاظ النقاد العارفون بعلل الْأَسَانِيد المطلعون على خفايا الطّرق وَلَيْسَت كلهَا من أَفْرَاد البُخَارِيّ بل شَاركهُ مُسلم فِي كثير مِنْهَا كَمَا ترَاهُ وَاضحا ومرقوما عَلَيْهِ رقم مُسلم وَهُوَ صُورَة م وعدة ذَلِك اثْنَان وَثَلَاثُونَ حَدِيثا فأفراده مِنْهَا ثَمَانِيَة وَسَبْعُونَ فَقَط وَلَيْسَت كلهَا قادحة بل أَكْثَرهَا الْجَواب عَنهُ ظَاهر والقدح فِيهِ مندفع وَبَعضهَا الْجَواب عَنهُ مُحْتَمل واليسير مِنْهُ فِي الْجَواب عَنهُ تعسف كَمَا شرحته مُجملا فِي أول الْفَصْل وأوضحته مُبينًا أثر كل حَدِيث مِنْهَا فَإِذا تَأمل المُصَنّف مَا حررته من ذَلِك عظم مِقْدَار هَذَا المُصَنّف فِي نَفسه وَجل تصنيفه فِي عينه وَعذر الْأَئِمَّة من أهل الْعلم فِي تلقيه بِالْقبُولِ وَالتَّسْلِيم وتقديمهم لَهُ على كل مُصَنف فِي الحَدِيث وَالْقَدِيم وليسا سَوَاء من يدْفع بالصدر فَلَا يَأْمَن دَعْوَى العصبية وَمن يدْفع بيد الْإِنْصَاف علىالقواعد المرضية والضوابط المرعية فَللَّه الْحَمد الَّذِي هدَانَا لهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ وَالله الْمُسْتَعَان وَعَلِيهِ التكلان وَأما سِيَاق الْأَحَادِيث الَّتِي لم يتتبعها الدَّارَقُطْنِيّ وَهِي على شَرطه فِي تتبعه من هَذَا الْكتاب فقد اوردتها فِي أماكنها من الشَّرْح لتكمل الْفَائِدَة مَعَ التَّنْبِيه على مواقع الْأَجْوِبَة المستقيمة كَمَا تقدم لِئَلَّا يستدركها من لَا يفهم وَإِنَّمَا اقتصرت على مَا ذكرته عَن الدَّارَقُطْنِيّ عَن الِاسْتِيعَاب فَإِنِّي أردْت أَن يكون عنوانا لغيره لِأَنَّهُ الإِمَام الْمُقدم فِي هَذَا الْفَنّ وَكتابه فِي هَذَا النَّوْع أوسع وأوعب وَقد ذكرت فِي أثْنَاء مَا ذكره عَن غَيره قَلِيلا على سَبِيل الْأَمْثِلَة وَالله أعلم(1/383)
(
الْفَصْل التَّاسِع فِي سِيَاق أَسمَاء من طعن فِيهِ من رجال هَذَا الْكتاب مُرَتبا لَهُم على حُرُوف المعجم)
وَالْجَوَاب عَن الاعتراضات موضعا موضعا وتمييز من إخرج لَهُ مِنْهُم فِي الْأُصُول أَو فِي المتابعات والاستشهادات مفصلا لذَلِك جَمِيعه وَقبل الْخَوْض فِيهِ يَنْبَغِي لكل منصف أَن يعلم أَن تَخْرِيج صَاحب الصَّحِيح لأي راو كَانَ مُقْتَض لعدالته عِنْده وَصِحَّة ضَبطه وَعدم غفلته وَلَا سِيمَا مَا انضاف إِلَى ذَلِك من إطباق جُمْهُور الْأَئِمَّة على تَسْمِيَة الْكِتَابَيْنِ بالصحيحين وَهَذَا معنى لم يحصل لغير من خرج عَنهُ فِي الصَّحِيح فَهُوَ بِمَثَابَة إطباق الْجُمْهُور على تَعْدِيل من ذكر فيهمَا هَذَا إِذا خرج لَهُ فِي الْأُصُول فإمَّا إِن خرج لَهُ فِي المتابعات والشواهد والتعاليق فَهَذَا يتَفَاوَت دَرَجَات من أخرج لَهُ مِنْهُم فِي الضَّبْط وَغَيره مَعَ حُصُول اسْم الصدْق لَهُم وَحِينَئِذٍ إِذا وجدنَا لغيره فِي أحد مِنْهُم طَعنا فَذَلِك الطعْن مُقَابل لتعديل هَذَا الإِمَام فَلَا يقبل إِلَّا مُبين السَّبَب مُفَسرًا بقادح يقْدَح فِي عَدَالَة هَذَا الرَّاوِي وَفِي ضَبطه مُطلقًا أَو فِي ضَبطه لخَبر بِعَيْنِه لِأَن الْأَسْبَاب الحاملة للأئمة على الْجرْح مُتَفَاوِتَة عَنْهَا مَا يقْدَح وَمِنْهَا مَا لَا يقْدَح وَقد كَانَ الشَّيْخ أَبُو الْحسن الْمَقْدِسِي يَقُول فِي الرجل الَّذِي يخرج عَنهُ فِي الصَّحِيح هَذَا جَازَ القنطرة يَعْنِي بذلك أَنه لَا يلْتَفت إِلَى مَا قيل فِيهِ قَالَ الشَّيْخ أَبُو الْفَتْح الْقشيرِي فِي مُخْتَصره وَهَكَذَا نعتقد وَبِه نقُول وَلَا نخرج عَنهُ إِلَّا بِحجَّة ظَاهِرَة وَبَيَان شاف يزِيد فِي غَلَبَة الظَّن على الْمَعْنى الَّذِي قدمْنَاهُ من اتِّفَاق النَّاس بعد الشَّيْخَيْنِ على تَسْمِيَة كِتَابَيْهِمَا بالصحيحين وَمن لَوَازِم ذَلِك تَعْدِيل رواتهما قلت فَلَا يقبل الطعْن فِي أحد مِنْهُم إِلَّا بقادح وَاضح لِأَن أَسبَاب الْجرْح مُخْتَلفَة ومدارها على خَمْسَة أَشْيَاء الْبِدْعَة أَو الْمُخَالفَة أَو الْغَلَط أَو جَهَالَة الْحَال أَو دَعْوَى الِانْقِطَاع فِي السَّنَد بِأَن يَدعِي فِي الرَّاوِي أَنه كَانَ يُدَلس أَو يُرْسل فَأَما جَهَالَة الْحَال فمندفعة عَن جَمِيع من أخرج لَهُم فِي الصَّحِيح لِأَن شَرط الصَّحِيح أَن يكون رَاوِيه مَعْرُوفا بِالْعَدَالَةِ فَمن زعم أَن أحدا مِنْهُم مَجْهُول فَكَأَنَّهُ نَازع المُصَنّف فِي دَعْوَاهُ أَنه مَعْرُوف وَلَا شكّ أَن الْمُدَّعِي لمعرفته مقدم على من يَدعِي عدم مَعْرفَته لما مَعَ الْمُثبت من زِيَادَة الْعلم وَمَعَ ذَلِك فَلَا تَجِد فِي رجال الصَّحِيح أحدا مِمَّن يسوغ إِطْلَاق اسْم الْجَهَالَة عَلَيْهِ أصلا كَمَا سنبينه وَأما الْغَلَط فَتَارَة يكثر من الرَّاوِي وَتارَة يقل فَحَيْثُ يُوصف بِكَوْنِهِ كثير الْغَلَط ينظر فِيمَا أخرج لَهُ إِن وجد مرويا عِنْده أَو عِنْد غَيره من رِوَايَة غير هَذَا الْمَوْصُوف بالغلط علم أَن الْمُعْتَمد أصل الحَدِيث لَا خُصُوص هَذِه الطَّرِيق وَأَن لم يُوجد إِلَّا من طَرِيقه فَهَذَا قَادِح يُوجب التَّوَقُّف عَن الحكم بِصِحَّة مَا هَذَا سَبيله وَلَيْسَ فِي الصَّحِيح بِحَمْد الله من ذَلِك شَيْء وَحَيْثُ يُوصف بقلة الْغَلَط كَمَا يُقَال سيء الْحِفْظ أَوله أَو اهام أَوله مَنَاكِير وَغير ذَلِك من الْعبارَات فَالْحكم فِيهِ كَالْحكمِ فِي الَّذِي قبله إِلَّا أَن الرِّوَايَة عَن هَؤُلَاءِ فِي المتابعات أَكثر مِنْهَا عِنْد المُصَنّف من الرِّوَايَة عَن أُولَئِكَ وَأما الْمُخَالفَة وينشأ عَنْهَا الشذوذ والنكارة فَإِذا روى الضَّابِط والصدوق شَيْئا فَرَوَاهُ من هُوَ أحفظ مِنْهُ أَو أَكثر عددا بِخِلَاف مَا روى بِحَيْثُ يتَعَذَّر الْجمع على قَوَاعِد الْمُحدثين(1/384)
فَهَذَا شَاذ وَقد تشتد الْمُخَالفَة أَو يضعف الْحِفْظ فَيحكم على مَا يُخَالف فِيهِ بِكَوْنِهِ مُنْكرا وَهَذَا لَيْسَ فِي الصَّحِيح مِنْهُ الا نزر يسير قد بَين فِي الْفَصْل الَّذِي قبله بِحَمْد الله تَعَالَى وَأما دَعْوَى الِانْقِطَاع فمدفوعة عَمَّن أخرج لَهُم البُخَارِيّ لما علم من شَرطه وَمَعَ ذَلِك فَحكم من ذكر من رِجَاله بتدليس أَو إرْسَال أَن تسبر أَحَادِيثهم الْمَوْجُودَة عِنْده بالعنعنة فَإِن وجد التَّصْرِيح بِالسَّمَاعِ فِيهَا انْدفع الِاعْتِرَاض وَإِلَّا فَلَا وَأما الْبِدْعَة فالموصوف بهَا أما أَن يكون مِمَّن يكفر بهَا أَو يفسق فالمكفر بهَا لَا بُد أَن يكون ذَلِك التَّكْفِير مُتَّفقا عَلَيْهِ من قَوَاعِد جَمِيع الْأَئِمَّة كَمَا فِي غلاة الروافض من دَعْوَى بَعضهم حُلُول الإلهية فِي عَليّ أَو غَيره أَو الْإِيمَان بِرُجُوعِهِ إِلَى الدُّنْيَا قبل يَوْم الْقِيَامَة أَو غير ذَلِك وَلَيْسَ فِي الصَّحِيح من حَدِيث هَؤُلَاءِ شَيْء الْبَتَّةَ والمفسق بهَا كبدع الْخَوَارِج وَالرَّوَافِض الَّذين لَا يغلون ذَلِك الغلو وَغير هَؤُلَاءِ من الطوائف الْمُخَالفين لأصول السّنة خلافًا ظَاهرا لكنه مُسْتَند إِلَى تَأْوِيل ظَاهِرَة سَائِغ فقد اخْتلف أهل السّنة فِي قبُول حَدِيث من هَذَا سَبيله إِذا كَانَ مَعْرُوفا بالتحرز من الْكَذِب مَشْهُورا بالسلامه من خوارم المروأة مَوْصُوفا بالديانة وَالْعِبَادَة فَقيل يقبل مُطلقًا وَقيل يرد مُطلقًا وَالثَّالِث التَّفْصِيل بَين أَن يكون دَاعِيَة أَو غير دَاعِيَة فَيقبل غير الداعيه وَيرد حَدِيث الداعيه وَهَذَا الْمَذْهَب هُوَ الأعدل وَصَارَت إِلَيْهِ طوائف من الْأَئِمَّة وَادّعى بن حبَان إِجْمَاع أهل النَّقْل عَلَيْهِ لَكِن فِي دَعْوَى ذَلِك نظر ثمَّ اخْتلف الْقَائِلين بِهَذَا التَّفْصِيل فبعضهم أطلق ذَلِك وَبَعْضهمْ زَاده تَفْصِيلًا فَقَالَ ان اشْتَمَلت رِوَايَة غير الداعيه على مَا يشيد بدعته ويزينه ويحسنه ظَاهرا فَلَا تقبل وَأَن لم تشْتَمل فَتقبل وطرد بَعضهم هَذَا التَّفْصِيل بِعَيْنِه فِي عَكسه فِي حق الداعيه فَقَالَ أَن اشْتَمَلت رِوَايَته على مَا يرد بدعته قبل وَإِلَّا فَلَا وعَلى هَذَا إِذا اشْتَمَلت رِوَايَة المبتدع سَوَاء كَانَ دَاعِيَة أم لم يكن على مَا لَا تعلق لَهُ ببدعته أصلا هَل ترد مُطلقًا أَو تقبل مُطلقًا مَال أَبُو الْفَتْح الْقشيرِي إِلَى تَفْصِيل آخر فِيهِ فَقَالَ إِن وَافقه غَيره فَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ هُوَ اخماد لبدعته واطفاء لناره وَأَن لم يُوَافقهُ أحد وَلم يُوجد ذَلِك الحَدِيث الا عِنْده مَعَ مَا وَصفنَا من صدقه وتحرزه عَن الْكَذِب واشتهاره بِالدّينِ وَعدم تعلق ذَلِك الحَدِيث ببدعته فَيَنْبَغِي أَن تقدم مصلحَة تَحْصِيل ذَلِك الحَدِيث وَنشر تِلْكَ السّنة على مصلحَة اهانته وإطفاء بدعته وَالله أعلم وَأعلم أَنه قد وَقع من جمَاعَة الطعْن فِي جمَاعَة بِسَبَب اخْتلَافهمْ فِي العقائد فَيَنْبَغِي التنبه لذَلِك وَعدم الِاعْتِدَاد بِهِ إِلَّا بِحَق وَكَذَا عَابَ جمَاعَة من الورعين جمَاعَة دخلُوا فِي أَمر الدُّنْيَا فضعفوهم لذَلِك وَلَا أثر لذَلِك التَّضْعِيف مَعَ الصدْق والضبط وَالله الْمُوفق وَأبْعد ذَلِك كُله من الِاعْتِبَار تَضْعِيف من ضعف بعض الروَاة بِأَمْر يكون الْحمل فِيهِ على غَيره أَو للتجامل بَين الأقران وَأَشد من ذَلِك تَضْعِيف من ضعف من هُوَ أوثق مِنْهُ أَو أَعلَى قدرا أَو أعرف بِالْحَدِيثِ فَكل هَذَا لَا يعْتَبر بِهِ وَقد عقدت فصلا مُسْتقِلّا سردت فِيهِ أَسْمَاءَهُم فِي آخر هَذَا الْفَصْل بعون الله وَإِذ تقرر جَمِيع ذَلِك فنعود إِلَى سرد أَسمَاء من طعن فِيهِ من رجال البُخَارِيّ مَعَ حِكَايَة ذَلِك الطعْن والتنقيب عَن سَببه وَالْقِيَام بجوابه والتنبيه على وَجه رده على النَّعْت الَّذِي أسلفناه فِي الْأَحَادِيث المعللة بعون الله تَعَالَى وتوفيقه حرف الْألف خَ ت ق أَحْمد بن بشير الْكُوفِي أَبُو بكر مولى عَمْرو بن حُرَيْث المَخْزُومِي قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بذلك الْقوي وَقَالَ عُثْمَان الدَّارمِيّ مَتْرُوك وَقواهُ بن معِين وَأَبُو زرْعَة وَغَيرهمَا أخرج لَهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا تَابعه(1/385)
عَلَيْهِ مَرْوَان بن مُعَاوِيَة وَأَبُو أُسَامَة وَهُوَ فِي كتاب الطِّبّ فَأَما تَضْعِيف النَّسَائِيّ لَهُ فمشعر بِأَنَّهُ غير حَافظ وَأما كَلَام عُثْمَان الدَّارمِيّ فقد رده الْخَطِيب بِأَنَّهُ اشْتبهَ عَلَيْهِ بواو آخر اتّفق اسْمه وَاسم أَبِيه وَهُوَ كَمَا قَالَ الْخَطِيب رَحمَه الله تَعَالَى وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وبن ماجة خَ س أَحْمد بن شبيب بن سعيد الحبطي روى عَنهُ البُخَارِيّ أَحَادِيث بَعْضهَا قَالَ فِيهِ حَدثنَا وَبَعضهَا قَالَ فِيهِ قَالَ أَحْمد بن شبيب وَوَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَقَالَ بن عدي وثقة أهل الْعرَاق وَكتب عَنهُ عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ مُنكر الحَدِيث غير مرضِي وَلَا عِبْرَة بقول الْأَزْدِيّ لِأَنَّهُ هُوَ ضَعِيف فَكيف يعْتَمد فِي تَضْعِيف الثِّقَات وَسَيَأْتِي فِي تَرْجَمَة أَبِيه ثَنَاء بن عدي على أَحَادِيثه وَقد روى لَهُ النَّسَائِيّ وَأَبُو دَاوُد فِي كتاب النَّاسِخ والمنسوخ خَ د أَحْمد بن صَالح الْمصْرِيّ أَبُو جَعْفَر بن الطَّبَرِيّ أحد أَئِمَّة الحَدِيث الْحفاظ المتقنين الجامعين بَين الْفِقْه والْحَدِيث أَكثر عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَاعْتَمدهُ الذهلي فِي كثير من أَحَادِيث أهل الْحجاز وَوَثَّقَهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين فِيمَا نَقله عَنهُ البُخَارِيّ وَعلي بن الْمَدِينِيّ وبن نمير وَالْعجلِي وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَآخَرُونَ وَأما النَّسَائِيّ فَكَانَ سيء الرَّأْي فِيهِ ذكره مرّة فَقَالَ لَيْسَ بِثِقَة وَلَا مَأْمُون أَخْبرنِي مُعَاوِيَة بن صَالح قَالَ سَأَلت يحيى بن معِين عَن أَحْمد بن صَالح فَقَالَ كَذَّاب يتفلسف رَأَيْته يُخطئ فِي الْجَامِع بِمصْر أه فاستند النَّسَائِيّ فِي تَضْعِيفه إِلَى مَا حَكَاهُ عَن يحيى بن معِين وَهُوَ وهم مِنْهُ حمله على اعْتِقَاده سوء رَأْيه فِي أَحْمد بن صَالح فَنَذْكُر أَولا السَّبَب الْحَامِل لَهُ على سوء راية فِيهِ ثمَّ نذْكر وَجه وهمه فِي نَقله ذَلِك عَن يحيى بن معِين قَالَ أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ كَانَ أَحْمد بن صَالح لَا يحدث أحدا حَتَّى يسْأَل عَنهُ فَلَمَّا أَن قدم النَّسَائِيّ مصر جَاءَ إِلَيْهِ وَقد صحب قوما من أهل الحَدِيث لَا يرضاهم أَحْمد فَأبى أَن يحدثه فَذهب النَّسَائِيّ فَجمع الْأَحَادِيث الَّتِي وهم فِيهَا أَحْمد وَشرع يشنع عَلَيْهِ وَمَا ضره ذَلِك شَيْئا وَأحمد بن صَالح إِمَام ثِقَة وَقَالَ بن عدي كَانَ النَّسَائِيّ يُنكر عَلَيْهِ أَحَادِيث وَهُوَ من الْحفاظ الْمَشْهُورين بِمَعْرِِفَة الحَدِيث ثمَّ ذكر بن عدي الْأَحَادِيث الَّتِي أنكرها النَّسَائِيّ وَأجَاب عَنْهَا وَلَيْسَ فِي البُخَارِيّ مَعَ ذَلِك مِنْهَا شَيْء وَقَالَ صَالح جزرة لم يكن بِمصْر أحد يحفظ الحَدِيث غير أَحْمد بن صَالح وَكَانَ يذاكر بِحَدِيث الزُّهْرِيّ ويحفظه وَقَالَ بن حبَان مَا رَوَاهُ النَّسَائِيّ عَن يحيى بن معِين فِي حق أَحْمد بن صَالح فَهُوَ وهم وَذَلِكَ أَن أَحْمد بن صَالح الَّذِي تكلم فِيهِ بن معِين هُوَ رجل آخر غير بن الطَّبَرِيّ وَكَانَ يُقَال لَهُ الأشمومي وَكَانَ مَشْهُورا بِوَضْع الحَدِيث وَأما بن الطَّبَرِيّ فَكَانَ يُقَارب بن معِين فِي الضَّبْط والإتقان انْتهى وَهُوَ فِي غَايَة التَّحْرِير وَيُؤَيّد مَا نَقَلْنَاهُ أَولا عَن البُخَارِيّ أَن يحيى بن معِين وثق أَحْمد بن صَالح بن الطَّبَرِيّ فَتبين أَن النَّسَائِيّ انْفَرد بِتَضْعِيف أَحْمد بن صَالح بِمَا لَا يقبل حَتَّى قَالَ الخليلي اتّفق الْحفاظ على أَن كَلَامه فِيهِ تحامل وَهُوَ كَمَا قَالَه وروى البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح أَيْضا عَن رجل عَنهُ وَكَذَا التِّرْمِذِيّ خَ ت أَحْمد بن أبي الطّيب الْبَغْدَادِيّ أَبُو سُلَيْمَان الْمَعْرُوف بالمروزي قَالَ أَبُو زرْعَة كَانَ حَافِظًا وَقَالَ أَبُو حَاتِم ضَعِيف الحَدِيث قلت روى البُخَارِيّ فِي فضل أبي بكر عَنهُ عَن إِسْمَاعِيل بن مجَالد حَدِيث عمار وَقد أخرجه فِي مَوضِع آخر من رِوَايَة يحيى بن معِين عَن إِسْمَاعِيل فَتبين أَنه عَنهُ البُخَارِيّ غير مُحْتَج بِهِ وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ خَ أَحْمد بن عَاصِم الْبَلْخِي مَعْرُوف بالزهد وَالْعِبَادَة لَهُ تَرْجَمَة فِي حلية الْأَوْلِيَاء وَقد ذكره بن حبَان فِي الثِّقَات فَقَالَ روى عَنهُ أهل بَلَده وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ مَجْهُول قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا فِي كتاب الرقَاق وَهُوَ فِي رِوَايَة الْمُسْتَمْلِي وَحده خَ س ف أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنُ وَاقِدٍ الْحَرَّانِيُّ وَقد ينْسب إِلَى جده قَالَ بن نمير تركت حَدِيثه لقَوْل أهل بَلَده وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ قلت لِأَحْمَد إِن أهل حران(1/386)
يسيئون الثَّنَاء عَلَيْهِ فَقَالَ أهل حران قل أَن يرْضوا عَن إِنْسَان هُوَ يغشى السُّلْطَان بِسَبَب ضَيْعَة لَهُ قلت فأفصح أَحْمد بِالسَّبَبِ الَّذِي طعن فِيهِ أهل حران من أَجله وَهُوَ غير قَادِح وَقد قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ من أهل الصدْق والإتقان روى عَنهُ أَحْمد فِي مُسْنده وَالْبُخَارِيّ فِي الصَّلَاة وَالْجهَاد والمناقب أَحَادِيث شُورِكَ فِيهَا عَن حَمَّاد بن زيد وروى لَهُ النَّسَائِيّ وبن ماجة خَ م س أَحْمد بن عِيسَى التسترِي الْمصْرِيّ عَابَ أَبُو زرْعَة على مُسلم تَخْرِيج حَدِيثه وَلم يبين سَبَب ذَلِك وَقد احْتج بِهِ النَّسَائِيّ مَعَ تعنته وَقَالَ الْخَطِيب لم أر لمن تكلم فِيهِ حجَّة توجب ترك الِاحْتِجَاج بحَديثه قلت وَقع التَّصْرِيح بِهِ فِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي رِوَايَة أبي ذَر الْهَرَوِيّ وَذَلِكَ فِي ثَلَاثَة مَوَاضِع أَحدهَا حَدِيثه عَن بن وهب عَن عَمْرو بن الْحَارِث عَن أبي الْأسود عَن عُرْوَة عَن عَائِشَةَ أَنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ بَدَأَ بِهِ النَّبِيُّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الطّواف وَقد تَابعه عَلَيْهِ عِنْده أصبغ عَن بن وهب ثَانِيهَا حَدِيثه عَن بن وهب عَن يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه فِي الْمَوَاقِيت مَقْرُونا بسفيان بن عُيَيْنَة عَن الزُّهْرِيّ وَثَالِثهَا هَذَا الْإِسْنَاد فِي الإهلال من ذِي الحليفة بمتابعة بن الْمُبَارك عَن يُونُس وَقد أخرج مُسلم الْحَدِيثين الْأَخيرينِ عَن حَرْمَلَة عَن بن وهب فَمَا أخرج لَهُ البُخَارِيّ شَيْئا تفرد بِهِ وَوَقع فِي البُخَارِيّ عدَّة مَوَاضِع غير هَذِه يَقُول فِيهَا حَدثنَا أَحْمد عَن بن وهب وَلَا ينْسبهُ وَقد ذكرنَا ذَلِك مشروحا فِي الْفَصْل التَّاسِع خَ ت س ق أَحْمد بن الْمِقْدَام بن سُلَيْمَان الْعجلِيّ أَبُو الْأَشْعَث مَشْهُور بكنيته وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَصَالح جزرة وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ أَبُو دَاوُد لَا أحدث عَنهُ لِأَنَّهُ كَانَ يعلم المجان المجون كَانَ مجان بِالْبَصْرَةِ يصرون صرر دَرَاهِم فيطرحونها على الطَّرِيق ويجلسون نَاحيَة فَإِذا مر مار بصرة وَأَرَادَ أَن يَأْخُذهَا صاحوا ضعها ضعها ليخجل الرجل فَعلم أَبُو الْأَشْعَث الْمَارَّة فَقَالَ لَهُم هيؤا صرر زجاج كصرر الدَّرَاهِم فَإِذا مررتم بصررهم فأردتم أَخذهَا فصاحوا بكم فاطرحوا صرر الزّجاج وخذوا صرر الدَّرَاهِم الَّتِي لَهُم فَفَعَلُوا ذَلِك وَتعقب بن عدي كَلَام أبي دَاوُد هَذَا فَقَالَ لَا يُؤثر ذَلِك فِيهِ لِأَنَّهُ من أهل الصدْق قلت وَوجه عدم تَأْثِيره فِيهِ أَنه لم يعلم المجان كَمَا قَالَ أَبُو دَاوُد وَإِنَّمَا علم الْمَارَّة الَّذين كَانَ قصد المجان أَن يخجلوهم وَكَأَنَّهُ كَانَ يذهب مَذْهَب من يُؤَدب بِالْمَالِ فَلهَذَا جوز للمارة أَن يَأْخُذُوا الدَّرَاهِم تأديبا للمجان حَتَّى لَا يعودوا لتخجيل النَّاس مَعَ احْتِمَال أَن يَكُونُوا بعد ذَلِك أعادوا لَهُم دراهمهم وَالله أعلم وَقد احْتج بِهِ البُخَارِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وبن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَغَيرهم خَ أَحْمد بن يزِيد بن إِبْرَاهِيم الْحَرَّانِي أَبُو الْحسن الْمَعْرُوف بالورتنيس قَالَ أَبُو حَاتِم ضَعِيف الحَدِيث أَدْرَكته وَلم أكتب عَنهُ قلت روى لَهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا فِي عَلَامَات النُّبُوَّة مُتَابعَة وَهُوَ حَدِيث أبي بكر فِي قصَّة الْهِجْرَة رَوَاهُ البُخَارِيّ عَن مُحَمَّد بن يُوسُف البيكندي عَنهُ عَن زُهَيْر بن مُعَاوِيَة وَقد تَابعه عَلَيْهِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ زُهَيْرٍ وَأخرجه البُخَارِيّ فِي فضل أبي بكر وَفِي اللّقطَة من حَدِيث إِسْرَائِيل وَفِي الْهِجْرَة من حَدِيث إِسْحَاق بن أبي إِسْحَاق السبيعِي كلهم عَن أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء عَن أبي بكر فَتبين أَن تَخْرِيجه لهَذَا فِي الْمُتَابَعَة لَا فِي الْأُصُول على أَن البُخَارِيّ قد لَقِي أَحْمد هَذَا وَحدث عَنهُ فِي التَّارِيخ فَهُوَ عَارِف بحَديثه وَالله أعلم خَ م د ت س أبان بن يزِيد الْعَطَّار قَالَ أَحْمد ثَبت فِي كل الْمَشَايِخ وَقَالَ بن معِين ثِقَة كَانَ الْقطَّان يروي عَنهُ وَنقل بن الْجَوْزِيّ من طَرِيق الْكُدَيْمِي عَن بن الْمَدِينِيّ عَن الْقطَّان أَنه قَالَ أَنا لَا أروي عَنهُ وَهَذَا مَرْدُود لِأَن الْكُدَيْمِي ضَعِيف قلت وَإِنَّمَا أخرج لَهُ البُخَارِيّ قَلِيلا فِي المتابعات مَعَ ذَلِك وَلم أر لَهُ مَوْصُولا سوى مَوضِع قَالَ فِي الْمُزَارعَة قَالَ أخبرنَا مُسلم قَالَ حَدثنَا أبان فَذكر حَدِيثا وَهَذِه الصِّيغَة قد وَقعت لَهُ فِي حَدِيث لحماد بن سَلمَة وَلم يعلم الْمزي مَعَ ذَلِك لَهُ سوى عَلامَة التَّعْلِيق فتناقض وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد(1/387)
وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ ع إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْف الزُّهْرِيّ ثِقَة حجَّة قَالَه بن معِين وَقَالَ أَحْمد وَالْعجلِي وَأَبُو حَاتِم ثِقَة وَقَالَ صَالح جزرة كَانَ صَغِيرا حِين سمع من الزُّهْرِيّ وَقَالَ بن عدي هُوَ ثِقَة من ثِقَات الْمُسلمين ثمَّ روى عَن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيه قَالَ ذكر عِنْد يحيى بن سعيد إِبْرَاهِيم بن سعد وَعقيل بن خَالِد فَجعل يَقُول عقيل وَإِبْرَاهِيم بن سعد كَأَنَّهُ يضعفهما قَالَ أَحْمد وأيش ينفع هَذَا هَذَانِ ثقتان لم يخبرهما يحيى قَالَ بن عدي كَلَام من تكلم فِيهِ فِيهِ تحامل وَأَحَادِيثه عَن الزُّهْرِيّ مُسْتَقِيمَة أخرج لَهُ الْجَمَاعَة خَ د إِبْرَاهِيم بن سُوَيْد بن حَيَّان الْمَدِينِيّ روى لَهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا فِي الْحَج من رِوَايَته عَن عَمْرو بن أبي عَمْرو عَن سعيد بن جُبَير عَن بن عَبَّاس فِي الْأَمر بِالسَّكِينَةِ عِنْد الدّفع من عَرَفَة وَلِهَذَا الْمَتْن شَوَاهِد وَوَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو زرْعَة وَقَالَ بن حبَان فِي الثِّقَات وَرُبمَا أَتَى بمناكير قلت أوضحنا أَن الَّذِي أخرج لَهُ البُخَارِيّ غير مُنكر وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالله أعلم ع إِبْرَاهِيم بن طهْمَان الخرساني أحد الْأَئِمَّة وَثَّقَهُ بن الْمُبَارك وبن معِين وَالْعجلِي وبن رَاهَوَيْه وَالْجُمْهُور وَقَالَ بن عمار ضَعِيف وَقَالَ صَالح جزرة لما ذكر لَهُ قَول بن عمار فِيهِ إِنَّمَا وَقع لِابْنِ عمار حَدِيث من رِوَايَة الْمعَافى بن عمرَان عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي الله عَنهُ فِي أول جُمُعَة جمعت قَالَ صَالح وَهَذَا غلط فِيهِ من دون إِبْرَاهِيم لِأَن جمَاعَة رَوَوْهُ عَنهُ عَن أبي جَمْرَة عَن بن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ وَهُوَ الصَّوَاب وَكَذَا هُوَ فِي تصنيفه وبن عمار لَا يعرف حَدِيث إِبْرَاهِيم قلت وَكَذَا أخرجه البُخَارِيّ فِي أَوَاخِر الْمَغَازِي من حَدِيث أبي عَامر الْعَقدي عَن بن طهْمَان عَن أبي جَمْرَة عَن بن عَبَّاس وَقَالَ صَالح جزرة كَانَ إِبْرَاهِيم يمِيل إِلَى الإرجاء وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة إِنَّمَا تكلمُوا فِيهِ للإرجاء وَذكر الْحَاكِم أَنه رَجَعَ عَن الإرجاء وأفرط بن حزم فَأطلق أَنه ضَعِيف وَهُوَ مَرْدُود عَلَيْهِ وَأكْثر مَا خرج لَهُ البُخَارِيّ فِي الشواهد وَأخرج لَهُ الْبَاقُونَ خَ د س إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن السكْسكِي أَبُو إِسْمَاعِيل الْكُوفِي قَالَ أَحْمد ضَعِيف وَقَالَ النَّسَائِيّ يكْتب حَدِيثه وَلَيْسَ بذلك الْقوي وَقَالَ بن عدي لم أجد لَهُ حَدِيثا مُنكر الْمَتْن وَهُوَ إِلَى الصدْق أقرب وَقَالَ الْحَاكِم قلت للدارقطني لم ترك مُسلم حَدِيثه فَقَالَ تكلم فِيهِ يحيى بن سعيد قلت بِحجَّة قَالَ هُوَ ضَعِيف قلت لَهُ فِي الصَّحِيح حديثان أَحدهمَا عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى فِي نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانهمْ ثمنا قَلِيلا الْآيَة أخرجه فِي التَّفْسِير وَغَيره وَهَذَا أصل من لَهُ حَدِيث بن مَسْعُود فَهُوَ شَاهد لَهُ وَالثَّانِي من حَدِيثه عَن أبي بردة عَن أَبِيه إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ صَالح مَا كَانَ يعْمل الحَدِيث وَقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي الْفَصْل الَّذِي قبل هَذَا فِي الحَدِيث الثَّانِي وَالْأَرْبَعِينَ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ خَ س ق إِبْرَاهِيمُ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ الْمَخْزُومِيَّ الْمدنِي قَالَ بن الْقطَّان الفاسي لَا يعرف حَاله قلت وروى عَنهُ جمَاعَة وَوَثَّقَهُ بن حبَان وَله فِي الصَّحِيح حَدِيث وَاحِد فِي كتاب الْأَطْعِمَة فِي دُعَائِهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي تمر جَابر بِالْبركَةِ حَتَّى أوفى دينه وَهُوَ حَدِيث مَشْهُور لَهُ طرق كَثِيرَة عَن جَابر وروى لَهُ النَّسَائِيّ وبن ماجة خَ ت س ق إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر الْحزَامِي أحد الْأَئِمَّة وَثَّقَهُ بن معِين وبن وضاح وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو حَاتِم وَالدَّارَقُطْنِيّ وَتكلم فِيهِ أَحْمد من أجل كوبه دخل إِلَى بن أبي دَاوُد وَقَالَ السَّاجِي عِنْده مَنَاكِير وَتعقب ذَلِك الْخَطِيب قلت اعْتَمدهُ البُخَارِيّ وانتقى من حَدِيثه وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ خَ ت س إِبْرَاهِيم بن يُوسُفَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيَّ قَالَ أَبُو حَاتِم حسن الحَدِيث يكْتب حَدِيثه وَقَالَ بن عدي لَيْسَ هُوَ بمنكر الحَدِيث وَقَالَ بن الْمَدِينِيّ لَيْسَ هُوَ كأقوى مَا يكون قلت هَذَا تَضْعِيف نسبي وَقَالَ الْجوزجَاني ضَعِيف قلت وَهُوَ إِطْلَاق(1/388)
مَرْدُود وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ احْتج بِهِ الشَّيْخَانِ فِي أَحَادِيث يسيرَة وروى لَهُ الْبَاقُونَ سوى بن ماجة خَ ت ق أبي بن عَبَّاس بن سهل بن سعد السَّاعِدِيّ الْأنْصَارِيّ الْمدنِي ضعفه أَحْمد وبن معِين وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ قلت لَهُ عِنْد البُخَارِيّ حَدِيث وَاحِد فِي ذكر خيل النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَمَا قدمْنَاهُ فِي الْفَصْل الَّذِي قبله فِي الحَدِيث السَّابِع وَالثَّلَاثِينَ وَقد تَابعه عَلَيْهِ أَخُوهُ عبد الْمُهَيْمِن بن الْعَبَّاس وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وبن ماجة خَ م د ت س أَزْهَر بن سعد السمان الْبَصْرِيّ صَاحب بن عون أحد الْأَثْبَات وَثَّقَهُ بن معِين وبن سعد وَأحمد بن حَنْبَل وَأوردهُ الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء بِسَبَب حَدِيث وَاحِد خُولِفَ فِيهِ وَحكى عَن أَحْمد أَنه قَالَ بن أبي عدي أحب إِلَيّ من أَزْهَر قلت وَهَذَا لَا يُوجب قدحا فِيهِ وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ سوى بن ماجة خَ أُسَامَة بن حَفْص الْمدنِي ضعفه الْأَزْدِيّ وَقَالَ أَبُو الْقَاسِم اللالكائي مَجْهُول قلت لَهُ فِي الصَّحِيح حَدِيث وَاحِد فِي الذَّبَائِح بمتابعة أبي خَالِد الْأَحْمَر والطفاوي وقرأت بِخَط الذَّهَبِيّ فِي مِيزَانه لَيْسَ بِمَجْهُول فقد روى عَنهُ أَرْبَعَة خَ أَسْبَاط بن مُحَمَّد الْقرشِي وَثَّقَهُ بن معِين وَقَالَ هُوَ عِنْدِي ثَبت والكوفيون يضعفونه وَقَالَ الْعقيلِيّ رُبمَا يهم فِي الشَّيْء وَقَالَ بن سعد كَانَ ثِقَة صَدُوقًا إِلَّا أَن فِيهِ بعض الضعْف قلت لَهُ فِي الصَّحِيح حَدِيث وَاحِد فِي تَفْسِير قَوْلِهِ تَعَالَى لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا أخرجه فِي تَفْسِير سُورَة النِّسَاء وَفِي الْإِكْرَاه من حَدِيثه وروى لَهُ الْبَاقُونَ خَ أَسْبَاط أَبُو اليسع قَالَ بن حبَان روى عَن شُعْبَة أَشْيَاء لم يُتَابع عَلَيْهَا قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا فِي الْبيُوع من رِوَايَته عَن هِشَام الدستوَائي مَقْرُونا وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَجْهُول قلت قد عرفه البُخَارِيّ خَ د س إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم بن يزِيد أَبُو النَّضر الفراديسي وَقد ينْسب إِلَى جده وَثَّقَهُ أَبُو مسْهر وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالنَّسَائِيّ وَذكر لَهُ الْأَزْدِيّ حَدِيثا خَالفه فِيهِ من هُوَ أَضْعَف مِنْهُ وَكَذَا قَالَ بن حبَان رُبمَا خَالف وَأورد لَهُ بن عدي أَحَادِيث الْحمل فِيهَا على شَيْخه وروى عَنهُ أَبُو دَاوُد وَاحْتج بِهِ النَّسَائِيّ خء اإسحاق بن رَاشد الْجَزرِي وثقة النَّسَائِيّ فِي رِوَايَة وَقَالَ مرّة لَيْسَ بِقَوي وَقَالَ بن معِين فِي رِوَايَة ثِقَة وَفِي رِوَايَة لَيْسَ هُوَ فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ بِذَاكَ وَقَالَ الذهلي هُوَ مُضْطَرب فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ وروى عَنهُ بن الْمَدِينِيّ عَن الطَّيَالِسِيّ عَن أَشْرَس رجل من أهل الرّيّ مَا يدل على أَنه لم يلق الزُّهْرِيّ وروى بن أبي خَيْثَمَة بِإِسْنَاد جيد عَن إِسْحَاق أَنه لَقِي الزُّهْرِيّ وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل إِسْحَاق بن رَاشد أحب أَلِي من النُّعْمَان بن رَاشد قلت غَالب مَا أخرج لَهُ البُخَارِيّ مَا شَاركهُ فِيهِ غَيره عَن الزُّهْرِيّ وَهِي مَوَاضِع يسيرَة سنذكر بَعْضهَا فِي تَرْجَمَة عتاب بن رَاشد الرَّاوِي عَنهُ وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن خَ م د س إِسْحَاق بن سُوَيْد بن هُبَيْرَة الْعَدوي وَثَّقَهُ بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَالْعجلِي وَقَالَ كَانَ يحمل على عَليّ بن أبي طَالب وَذكره أَبُو الْعَرَب فِي الضُّعَفَاء فَقَالَ من لم يحب الصَّحَابَة فَلَيْسَ بِثِقَة وَلَا كَرَامَة قلت لَهُ عِنْد البُخَارِيّ حَدِيث وَاحِد فِي الصّيام مَقْرُونا بِخَالِد الحداء وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ خَ ت ق إِسْحَاق بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن عبد الله بن أبي فَرْوَة الْفَروِي قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ صَدُوقًا وَلَكِن ذهب بَصَره فَرُبمَا لقن وَكتبه صَحِيحَة ووهاه أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالْمُعْتَمد فِيهِ مَا قَالَه أَبُو حَاتِم وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَالْحَاكِم عيب على البُخَارِيّ إِخْرَاج حَدِيثه قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ فِي كتاب الْجِهَاد حَدِيثا وَفِي فرض الْخمس آخر كِلَاهُمَا عَن مَالك وَأخرج لَهُ فِي الصُّلْح حَدِيثا آخر مَقْرُونا بالأويسي وَكَأَنَّهَا مِمَّا أَخذه عَنهُ من كِتَابه قبل ذهَاب بَصَره وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وبن ماجة خَ د ت س إِسْرَائِيل بن مُوسَى الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو(1/389)
حَاتِم وَالنَّسَائِيّ وَغَيرهم وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ فِيهِ لين والأزدي لَا يعْتَمد إِذا انْفَرد فَكيف إِذا خَالف روى لَهُ البُخَارِيّ وَأَصْحَاب السّنَن إِلَّا بن ماجة ع إِسْرَائِيل بن يُونُس بن أبي إِسْحَاق السبيعِي أحد الْأَثْبَات قَالَ أَحْمد ثِقَة وتعجب من حفظه وَقَالَ مرّة هُوَ وبن معِين وَأَبُو دَاوُد كَانَ أثبت من شريك وَقَالَ أَيْضا كَانَ الْقطَّان يحمل عَلَيْهِ فِي حَال أبي يحيى القَتَّات قَالَ روى عَنهُ مَنَاكِير وَقَالَ بن معِين هُوَ أثبت فِي أبي إِسْحَاق من شَيبَان وَقدمه أَبُو نعيم فِيهِ على أبي عوَانَة وَقدمه أَحْمد فِي حَدِيث أبي إِسْحَاق على أَبِيه يُونُس بن أبي إِسْحَاق وَكَذَا قدمه أَبوهُ على نَفسه وَقَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة صَدُوق من أتقن أَصْحَاب أبي إِسْحَاق وَقَالَ بن سعد كَانَ ثِقَة وَحدث عَنهُ النَّاس حَدِيثا كثيرا وَمِنْهُم من يستضعفه وَقدم بن معِين وَأحمد شُعْبَة وَالثَّوْري عَلَيْهِ فِي حَدِيث أبي إِسْحَاق وَقدمه بن مهْدي عَلَيْهِمَا وَقَالَ حجاج الْأَعْوَر قُلْنَا لشعبة حَدثنَا عَن أبي إِسْحَاق فَقَالَ سلوا إِسْرَائِيل فَإِنَّهُ أثبت فِيهَا مني وَقَالَ عِيسَى بن يُونُس سَمِعت إِسْرَائِيل بن يُونُس يَقُول كُنْتُ أَحْفَظُ حَدِيثَ أَبِي إِسْحَاقَ كَمَا أَحْفَظُ السُّورَة من الْقُرْآن وَقَالَ الْعجلِيّ ثِقَة صَدُوق متوسط فَهَذَا مَا قيل فِيهِ من الثَّنَاء وَبعد ثُبُوت ذَلِك واحتجاج الشَّيْخَيْنِ بِهِ لَا يحمل من مُتَأَخّر لَا خبْرَة لَهُ بِحَقِيقَة حَال من تقدمه أَن يُطلق على إِسْرَائِيل الضعْف وَيرد الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة الَّتِي يَرْوِيهَا دَائِما لاستناده إِلَى كَون الْقطَّان كَانَ يحمل عَلَيْهِ من غير أَن يعرف وَجه ذَلِك الْحمل وَقد بحثت عَن ذَلِك فَوجدت الإِمَام أَبَا بكر بن أبي خَيْثَمَة قد كشف عِلّة ذَلِك وأبانها بِمَا فِيهِ الشِّفَاء لمن أنصف قَالَ بن أبي خَيْثَمَة فِي تَارِيخه قيل ليحيى بن معِين إِن إِسْرَائِيل روى عَن أبي يحيى القَتَّات ثَلَاثمِائَة وَعَن إِبْرَاهِيم بن مهَاجر ثَلَاثمِائَة يَعْنِي مَنَاكِير فَقَالَ لم يُؤْت مِنْهُ أَتَى مِنْهُمَا قلت وَهُوَ كَمَا قَالَ بن معِين فَتوجه أَن كَلَام يحيى الْقطَّان مَحْمُول على أَنه أنكر الْأَحَادِيث الَّتِي حَدثهُ بهَا إِسْرَائِيل عَن أبي يحيى فَظن أَن النكارة من قبله وَإِنَّمَا هِيَ من قبل أبي يحيى كَمَا قَالَ بن معِين وَأَبُو يحيى ضعفه الْأَئِمَّة النقاد فالحمل عَلَيْهِ أولى من الْحمل على من وثقوه وَالله أعلم احْتج بِهِ الْأَئِمَّة كلهم خَ د ت إِسْمَاعِيل بن أبان الْوراق الْكُوفِي أحد شُيُوخ البُخَارِيّ وَلم يكثر عَنهُ وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ ومطين وبن معِين وَالْحَاكِم أَبُو أَحْمد وجعفر الصَّائِغ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ فِي رِوَايَة الْحَاكِم عَنهُ أثنى عَلَيْهِ أَحْمد وَلَيْسَ بِقَوي وَقَالَ الْجوزجَاني كَانَ مائلا عَن الْحق وَلم يكن يكذب فِي الحَدِيث قَالَ بن عدي يَعْنِي مَا عَلَيْهِ الْكُوفِيُّونَ من التَّشَيُّع قلت الْجوزجَاني كَانَ ناصبيا منحرفا عَن عَليّ فَهُوَ ضد الشيعي المنحرف عَن عُثْمَان وَالصَّوَاب موالاتهما جَمِيعًا وَلَا يَنْبَغِي أَن يسمع قَول مُبْتَدع فِي مُبْتَدع وَأما قَول الدَّارَقُطْنِيّ فِيهِ فقد اخْتلف وَلَهُم شيخ يُقَال لَهُ إِسْمَاعِيل بن أبان الغنوي أَجمعُوا على تَركه فَلَعَلَّهُ اشْتبهَ بِهِ خَ س إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عقبَة وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَيحيى بن معِين وَأَبُو حَاتِم وَغَيرهم وَتكلم فِيهِ السَّاجِي وَتَبعهُ الْأَزْدِيّ بِكَلَام لَا يسْتَلْزم قدحا وَقد احْتج بِهِ البُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ لَكِن لم يكثرا عَنهُ خَ م د س إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن معمر أَبُو معمر الْقطيعِي روى عَنهُ الشَّيْخَانِ وَأَبُو دَاوُد وغمزه أَحْمد بن حَنْبَل لِأَنَّهُ أجَاب فِي المحنة وَوَثَّقَهُ بن سعد وبن قَانِع وَأَبُو يعلى وَقَالَ بن معِين ثِقَة مَأْمُون وَجَاء عَن جَعْفَر الطَّيَالِسِيّ عَن يحيى بن معِين أَنه أَخطَأ فِي حَدِيث كثير واستنكر الْخَطِيب صِحَة ذَلِك عَن يحيى وَلَا يَصح عَنهُ إِن شَاءَ الله تَعَالَى وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ ع إِسْمَاعِيل بن زَكَرِيَّا الخلقاني أَبُو زِيَاد لقبه شقوصا اخْتلف فِيهِ قَول أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين وَقَالَ النَّسَائِيّ أَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ وَوَثَّقَهُ أَبُو دَاوُد وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَالح وَقَالَ بن عدي هُوَ حسن الحَدِيث يكْتب حَدِيثه قلت روى لَهُ الْجَمَاعَة لَكِن لَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى أَرْبَعَة أَحَادِيث ثَلَاثَة مِنْهَا أخرجهَا من رِوَايَة غَيره بمتابعته وَالرَّابِع أخرجه عَن مُحَمَّد بن الصَّباح عَنهُ عَن أبي بردة عَنْ جَدِّهِ أَبِي بُرْدَةَ(1/390)
عَن أبي مُوسَى فِي قصَّة الرجل الَّذِي أثنى عَلَيْهِ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قطعْتُمْ ظهر الرجل وَلِهَذَا شَاهد من حَدِيث أبي بكرَة وَغَيره وَالله أعلم ع خَ م ي س إِسْمَاعِيل بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أويس بن مَالك بن أبي عَامر الأصبحي بن أُخْت مَالك بن أنس احْتج بِهِ الشَّيْخَانِ إِلَّا أَنَّهُمَا لم يكثرا من تَخْرِيج حَدِيثه وَلَا أخرج لَهُ البُخَارِيّ مِمَّا تفرد بِهِ سوى حديثين وَأما مُسلم فَأخْرج لَهُ أقل مِمَّا أخرج لَهُ البُخَارِيّ وروى لَهُ الْبَاقُونَ سوى النَّسَائِيّ فَإِنَّهُ أطلق القَوْل بضعفه وروى عَن سَلمَة بن شبيب مَا يُوجب طرح رِوَايَته وَاخْتلف فِيهِ قَول بن معِين فَقَالَ مرّة لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ مرّة ضَعِيف وَقَالَ مرّة كَانَ يسرق الحَدِيث هُوَ وَأَبوهُ وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق وَكَانَ مغفلا وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَا أختاره فِي الصَّحِيح قلت وروينا فِي مَنَاقِب البُخَارِيّ بِسَنَد صَحِيح أَن إِسْمَاعِيل أخرج لَهُ أُصُوله وَأذن لَهُ أَن ينتقي مِنْهَا وَأَن يعلم لَهُ على مَا يحدث بِهِ ليحدث بِهِ ويعرض عَمَّا سواهُ وَهُوَ مشْعر بِأَن مَا أخرجه البُخَارِيّ عَنهُ هُوَ من صَحِيح حَدِيثه لِأَنَّهُ كتب من أُصُوله وعَلى هَذَا لَا يحْتَج بِشَيْء من حَدِيثه غير مَا فِي الصَّحِيح من أجل مَا قدح فِيهِ النَّسَائِيّ وَغَيره إِلَّا أَن شَاركهُ فِيهِ غَيره فَيعْتَبر فِيهِ خَ ت إِسْمَاعِيل بن مجَالد بن سعيد الْهَمدَانِي أَبُو عَمْرو الْكُوفِي قَالَ أَبُو دَاوُد هُوَ أثبت من أَبِيه وَقَالَ أَبُو زرْعَة هُوَ وسط وَقَالَ أَحْمد مَا أرَاهُ إِلَّا صَدُوقًا وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ضَعِيف وَقَالَ البُخَارِيّ صَدُوق وَأخرج لَهُ فِي الصَّحِيح حَدِيثا وَاحِدًا فِي فضل أبي بكر قد نبهت عَلَيْهِ فِي تَرْجَمَة أَحْمد بن أبي الطّيب خَ أسيد بن زيد الْجمال قَالَ النَّسَائِيّ مَتْرُوك وَقَالَ بن معِين حدث بِأَحَادِيث كذب وَضَعفه الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ بن عدي لَا يُتَابع على رِوَايَته وَقَالَ بن حبَان يروي عَن الثِّقَات الْمَنَاكِير وَيسْرق الحَدِيث وَقَالَ الْبَزَّار احْتمل حَدِيثه مَعَ شِيعِيَّة شَدِيدَة فِيهِ وَقَالَ أَبُو حَاتِم رَأَيْتهمْ يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ قلت لم أر لأحد فِيهِ توثيقا وَقد روى عَنهُ البُخَارِيّ فِي كتاب الرقَاق حَدِيثا وَاحِدًا مَقْرُونا بِغَيْرِهِ فَإِنَّهُ قَالَ حَدثنَا عمرَان بن ميسرَة حَدثنَا مُحَمَّد بن فُضَيْل أخبرنَا حُصَيْن ح وحَدثني أسيد بن زيد حَدثنَا هِشَام عَن حُصَيْن قَالَ كنت عِنْد سعيد بن جُبَير فَذكر عَن بن عَبَّاس حَدِيث عرضت على الْأُمَم فَذكره وَقَالَ بن عدي وَإِنَّمَا أخرج لَهُ البُخَارِيّ حَدِيث هشيم لِأَن هشيما كَانَ أثبت النَّاس فِي حُصَيْن انْتهى وَهُوَ عِنْد البُخَارِيّ من طرق أُخْرَى غير هَذِه وَقد أخرجه مُسلم فِي الْإِيمَان من صَحِيحه عَن سعيد بن مَنْصُور عَن هشيم بِهِ خَ ت أشهل بن حَاتِم الجُمَحِي مَوْلَاهُم الْبَصْرِيّ قَالَ أَبُو دَاوُد أرَاهُ كَانَ صَدُوقًا وَقَالَ أَبُو زرْعَة لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ بن حبَان كَانَ يُخطئ قلت لَهُ عِنْد البُخَارِيّ حديثان أَحدهمَا فِي الْأَطْعِمَة أخرجه عَن عبد الله بن مُنِير عَنهُ عَن بن عون عَن ثُمَامَة عَن أنس ثمَّ رَوَاهُ عَن عبد الله بن مُنِير أَيْضا عَن النَّصْر بن شُمَيْل عَن بن عون بِهِ وَثَانِيهمَا علقه لَهُ عَن بن عون عَنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ مُتَابعَة خَ م د س ق أَفْلح بن حميد الْأنْصَارِيّ مَوْلَاهُم الْمدنِي أحد الْأَثْبَات وَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ وبن سعد وَذكره بن عدي فَقَالَ وَقَالَ بن صاعد كَانَ أَحْمد يُنكر على أَفْلح حَدِيث ذَات عرق وَقَالَ بن عدي لم يُنكر عَلَيْهِ أَحْمد غير هَذَا وَقد انْفَرد بِهِ عَن أَفْلح الْمعَافى بن عمرَان وأفلح صَالح وَأَحَادِيثه مُسْتَقِيمَة قلت قَالَ أَبُو دَاوُد سَمِعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول لم يحدث يحيى الْقطَّان عَن أَفْلح وروى أَفْلح حديثين منكرين أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أشعر وَحَدِيث وَقت لأهل الْعرَاق ذَات عرق قلت لم يخرج لَهُ البُخَارِيّ شَيْئا من هَذَا وَللَّه الْحَمد بل لَهُ عِنْده حَدِيث وَاحِد فِي الطَّهَارَة وَثَلَاثَة فِي الْحَج ورابع فِي الْحَج أَيْضا علقه وَوَافَقَهُ مُسلم على تَخْرِيج الْخَمْسَة وَكلهَا عِنْدهمَا عَنهُ عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة ع أَوْس بن عبد الله الربعِي أَبُو الجوزاء ذكره بن عدي فِي الْكَامِل وَحكى عَن(1/391)
البُخَارِيّ أَنه قَالَ فِي إِسْنَاده نظر ويختلفون فِيهِ ثمَّ شرح بن عدي مُرَاد البُخَارِيّ فَقَالَ يُرِيد أَنه لم يسمع من مثل بن مَسْعُود وَعَائِشَة وَغَيرهمَا لَا أَنه ضَعِيف عِنْده قلت أخرج البُخَارِيّ لَهُ حَدِيثا وَاحِدًا من رِوَايَته عَن بن عَبَّاس قَالَ كَانَ اللات رجلا يلت السويق وروى لَهُ الْبَاقُونَ خَ ت ق س أَيمن بن نابل الحبشي الْمَكِّيّ نزيل عسقلان وَأَبوهُ بنُون ثمَّ ألف ثمَّ بَاء مُوَحدَة مَكْسُورَة ثمَّ لَام وَثَّقَهُ الثَّوْريّ وبن معِين وبن عمار وَالنَّسَائِيّ وَالْعجلِي قَالَ يَعْقُوب بن شيبَة صَدُوق وَإِلَى الضعْف مَا هُوَ وَأنكر عَلَيْهِ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَغَيرهمَا زِيَادَته فِي أول التَّشَهُّد الَّذِي رَوَاهُ عَن أبي الزبير عَن طَاوس عَن بن عَبَّاس بِسم الله وَبِاللَّهِ وَقد رَوَاهُ اللَّيْث وَعَمْرو بن الْحَارِث وَغَيرهمَا عَن أبي الزبير بِدُونِهَا وَكَذَلِكَ هُوَ بِدُونِهَا فِي صِحَاح الْأَحَادِيث المروية فِي التَّشَهُّد قلت لَهُ عِنْد البُخَارِيّ حَدِيث وَاحِد عَن الْقَاسِم بن مُحَمَّد عَن عَائِشَة فِي اعتمارها من التَّنْعِيم أخرجه مُتَابعَة وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن غير أبي دَاوُد خَ د ت س أَيُّوب بن سُلَيْمَان بن بِلَال الْمدنِي أَبُو يحيى وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُد فِيمَا رَوَاهُ الْآجُرِيّ عَنهُ وَالدَّارَقُطْنِيّ وبن حبَان وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ لَهُ أَحَادِيث لَا يُتَابع عَلَيْهَا ثمَّ سَاق لَهُ أَحَادِيث صَحِيحَة أفرادا والأزدي لَا يعرج على قَوْله وأفرط بن عبد الْبر فَقَالَ فِي التَّمْهِيد إِنَّه ضَعِيف وَلم يسْبقهُ أحد من الْأَئِمَّة إِلَى ذَلِك قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ حديثين أَحدهمَا فِي الصَّلَاة وَالْآخر فِي الِاعْتِصَام وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن إِلَّا بن ماجة خَ م ت أَيُّوب بن عَائِذ بن مُدْلِج الطَّائِي وَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ وَالْعجلِي وَأَبُو دَاوُد وَزَاد كَانَ مرجئا وَكَذَا ضعفه بِسَبَب الإرجاء أَبُو زرْعَة وَقَالَ البُخَارِيّ كَانَ يرى الإرجاء إِلَّا أَنه صَدُوق قلت لَهُ فِي صَحِيح البُخَارِيّ حَدِيث وَاحِد فِي الْمَغَازِي فِي قصَّة أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ أخرجه لَهُ بمتابعة شُعْبَة وروى لَهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ ع أَيُّوب بن مُوسَى بن عَمْرو الْأَشْدَق بن سعيد بن الْعَاصِ الْأمَوِي اتَّفقُوا على توثيقه وشذ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ فَقَالَ لَا يقوم إِسْنَاد حَدِيثه روى لَهُ الْجَمَاعَة خَ م س أَيُّوب بن النجار اليمامي وَاسم النجار يحيى قَالَه بن صاعد وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو دَاوُد وَغَيرهم وَنقل أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ فِي رجال البُخَارِيّ عَن الْعجلِيّ وبن البرقي أَنَّهُمَا ضعفَاهُ وَكَانَ يَقُول لم أسمع من يحيى بن أبي كثير سوى حَدِيث التقي آدم ومُوسَى قلت مَا أخرج لَهُ الشَّيْخَانِ غَيره وَهُوَ عِنْدهمَا مُتَابعَة ... حرف الْبَاء ءا بدل بن المحبر التَّمِيمِي الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَغَيرهمَا وَضَعفه الدَّارَقُطْنِيّ فِي رِوَايَته عَن زَائِدَة قَالَه الْحَاكِم وَذَلِكَ بِسَبَب حَدِيث وَاحِد خَالف فِيهِ حُسَيْن بن عَليّ الْجعْفِيّ صَاحب زَائِدَة وَهُوَ فِي مُسْند بن عمر من مُسْند الْبَزَّار قلت هُوَ تعنت وَلم يخرج عَنهُ البُخَارِيّ سوى موضِعين عَن شُعْبَة أَحدهمَا فِي الصَّلَاة وَالْآخر فِي الْفِتَن وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن ع بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَثَّقَهُ بن معِين وَالْعجلِي وَالتِّرْمِذِيّ وَأَبُو دَاوُد وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ مرّة لَيْسَ بذلك الْقوي وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بالمتين يكْتب حَدِيثه وَقَالَ بن عدي صَدُوق وَأَحَادِيثه مُسْتَقِيمَة وَأنكر مَا روى حَدِيث إِذا أَرَادَ الله بِأمة خيرا قبض نبيها قبلهَا وَمَعَ ذَلِك فقد أدخلهُ قوم فِي صحاحهم وَقَالَ أَحْمد روى مَنَاكِير قلت احْتج بِهِ الْأَئِمَّة كلهم وَأحمد وَغَيره يطلقون الْمَنَاكِير على الْأَفْرَاد الْمُطلقَة خَ ق بسر بن آدم الضَّرِير الْبَغْدَادِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَقَالَ بن سعد(1/392)
رَأَيْت أَصْحَاب الحَدِيث يَتَّقُونَ كِتَابه وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ فِي سُجُود الْقُرْآن حَدِيثا وَاحِدًا من مُسْند بن عمر وَأخرجه من وَجْهَيْن آخَرين وروى لَهُ بن ماجة بشر بن السّري أَبُو عَمْرو الْبَصْرِيّ الأفوه سكن مَكَّة قَالَ البُخَارِيّ كَانَ صَاحب مواعظ فلقب الأفوه وَقَالَ أَحْمد كَانَ متقنا للْحَدِيث عجبا ثمَّ تكلم فِي الرُّؤْيَة فِي الْآخِرَة فَوَثَبَ بِهِ الْحميدِي فَاعْتَذر فَلم يقبل مِنْهُ وَقَالَ بن معِين رَأَيْته بِمَكَّة يسْتَقْبل الْبَيْت وَيَدْعُو على قوم يرمونه بِرَأْي جهم وَوَثَّقَهُ هُوَ وَعبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَالْعجلِي وَعَمْرو بن عَليّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ إِنَّمَا وجدوا عَلَيْهِ فِي أَمر الْمَذْهَب فَحلف وَاعْتذر من ذَلِك وَقَالَ بن عدي لَهُ أَفْرَاد وغرائب عَن الثَّوْريّ وَهُوَ ثِقَة فِي نَفسه لَا بَأْس بِهِ قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ حَدِيث وَاحِد مُتَابعَة وَهُوَ أول شَيْء فِي كتاب الْفِتَن قَالَ حَدثنَا عَليّ بن عبد الله حَدثنَا بشر بن السّري حَدثنَا نَافِع بن عمر عَن بن أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ فِي ذكر الْحَوْض وَرَوَاهُ البُخَارِيّ أَيْضا فِي مَوضِع آخر عَن سعيد بن أبي مَرْيَم عَن نَافِع عَن بن عمر عَالِيا وروى لَهُ الْبَاقُونَ خَ ت س بشر بن شُعَيْب بن أبي حَمْزَة الْحِمصِي شهد لَهُ أَبُو الْيَمَان أَنه سمع الْكتب من أَبِيه وروى عَن أَحْمد أَنه سَأَلَهُ فَقَالَ أجازني أبي وَقَالَ بن حبَان فِي كتاب الثِّقَات كَانَ متقنا ثمَّ غفل غَفلَة شَدِيدَة فَذكره فِي الضُّعَفَاء وروى عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ تَرَكْنَاهُ وَهَذَا خطأ من بن حبَان نَشأ عَن حذف وَذَلِكَ أَن البُخَارِيّ إِنَّمَا قَالَ فِي تَارِيخه تَرَكْنَاهُ حَيا سنة اثْنَتَيْ عشرَة فَسقط من نُسْخَة بن حبَان لَفْظَة حَيا فَتغير الْمَعْنى وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ فِي آخر التَّرْجَمَة النَّبَوِيَّة رَوَاهُ عَن إِسْحَاق عَنهُ عَن أَبِيه عَن الزُّهْرِيّ عَن بن كَعْب بن مَالك عَن بن عَبَّاس عَن عَليّ وَالْعَبَّاس فِي مراجعتهما فِي سُؤال الْإِمَارَة وَقَول الْعَبَّاس إِنِّي لَأَعْرِفُ وُجُوهَ بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عِنْدَ الْمَوْت الحَدِيث وَذكر لَهُ مَوَاضِع يسيره تَعْلِيقا وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ ع بشير بن نهيك السدُوسِي الْبَصْرِيّ من كبار التَّابِعين وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَالنَّسَائِيّ وبن سعد وَأحمد بن حَنْبَل وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا يحْتَج بِهِ قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ حديثان عَن أبي هُرَيْرَة أَحدهمَا حَدِيث من أعتق عبدا وَله مَال وَقد ذكرنَا الْخلاف فِيهِ فِي الْفَصْل الْمَاضِي وَالْآخر حَدِيث الْعمريّ جَائِزَة وَله أصل من حَدِيث أبي هُرَيْرَة وَجَابِر وَغَيرهمَا خَ م د ت س بكر بن عَمْرو الْمعَافِرِي الْمصْرِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم شيخ وَقَالَ أَحْمد يروي لَهُ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يعْتَبر بِهِ قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ حَدِيث وَاحِد فِي التَّفْسِير وَهُوَ حَدِيثه عَنْ بُكَيْرِ بْنِ الْأَشَجِّ عَنْ نَافِعٍ عَنِ بن عمر فِي ذكر عَليّ وَعُثْمَان وَهُوَ مُتَابعَة وَقد أخرجه البُخَارِيّ من طَرِيق أُخْرَى وروى لَهُ الْبَاقُونَ سوى بن ماجة ع بكر بن عَمْرو أَبُو الصّديق الْبَصْرِيّ النَّاجِي مَشْهُور بكنيته وَثَّقَهُ جمَاعَة وَقَالَ بن سعد يَتَكَلَّمُونَ فِي أَحَادِيثه ويستنكرونها قلت لَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حَدِيث وَاحِد عَن أبي سعيد فِي قصَّة الَّذِي قتل تِسْعَة وَتِسْعين نفسا من بني إِسْرَائِيل ثمَّ تَابَ وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ ع بهز بن أَسد الْعمي أَبُو الْأسود الْبَصْرِيّ أحد الْأَثْبَات فِي الرِّوَايَة قَالَ أَحْمد إِلَيْهِ الْمُنْتَهى فِي التثبت وَوَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو حَاتِم وبن سعد وَالْعجلِي وَقَالَ يحيى الْقطَّان لعبد الرَّحْمَن بن بشر عَلَيْك ببهز بن أَسد فِي حَدِيث شُعْبَة فَإِنَّهُ صَدُوق ثِقَة وشذ الْأَزْدِيّ فَذكره فِي الضُّعَفَاء وَقَالَ إِنَّه كَانَ يتحامل على عَليّ قلت اعْتَمدهُ الْأَئِمَّة وَلَا يعْتَمد على الْأَزْدِيّ خَ بَيَان بن عَمْرو البُخَارِيّ العابد شيخ البُخَارِيّ أثنى عَلَيْهِ بن الْمَدِينِيّ وَوَثَّقَهُ بن حبَان وبن عدي وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَجْهُول والْحَدِيث الَّذِي رَوَاهُ عَن سَالم بن نوح بَاطِل قلت لَيْسَ بِمَجْهُول من روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو زرْعَة وَعبيد الله بن وَاصل وَوَثَّقَهُ من ذكرنَا وَأما الحَدِيث فالعهدة فِيهِ على غَيره لِأَنَّهُ لم ينْفَرد بِهِ كَمَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ فِي المؤتلف والمختلف(1/393)
حرف التَّاء الْمُثَنَّاة خَ م د س تَوْبَة بن أبي الْأسد الْعَنْبَري أَبُو الْمُوَرِّع الْبَصْرِيّ من صغَار التَّابِعين وَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ وشذ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ فَقَالَ مُنكر الحَدِيث قلت لَهُ فِي الصَّحِيح حديثان أَو ثَلَاثَة من رِوَايَة شُعْبَة عَنهُ وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ ... حرف الثَّاء الْمُثَلَّثَة خَ م د س ق ثَابت بن عجلَان الْأنْصَارِيّ الْحِمصِي من صغَار التَّابِعين وَثَّقَهُ بن معِين ودحيم وَقَالَ أَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد سَأَلت أبي فَقلت أهوَ ثِقَة فَسكت وَكَأَنَّهُ مرض أمره وَفِي الْمِيزَان قَالَ أَحْمد أَنا مُتَوَقف فِيهِ واستغرب بن عدي من حَدِيثه ثَلَاثَة أَحَادِيث وَقَالَ الْعقيلِيّ لَا يُتَابع فِي حَدِيثه وَتعقب ذَلِك أَبُو الْحسن بن الْقطَّان بِأَن ذَلِك لَا يضرّهُ إِلَّا إِذا كثر مِنْهُ رِوَايَة الْمَنَاكِير وَمُخَالفَة الثِّقَات وَهُوَ كَمَا قَالَ لَهُ فِي البُخَارِيّ حَدِيث وَاحِد فِي الذَّبَائِح وَآخر فِي التَّارِيخ سَيَأْتِي ذكره فِي تَرْجَمَة الرَّاوِي عَنهُ مُحَمَّد بن حمير وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وبن ماجة خَ ت ثَابت بن مُحَمَّد العابد وَثَّقَهُ مطين وَصدقه أَبُو حَاتِم وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ بن عدي هُوَ عِنْدِي مِمَّن لَا يعْتَمد الْكَذِب وَلَعَلَّه يُخطئ قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح حديثين فِي الْهِبَة والتوحيد لم ينْفَرد بهما ع ثُمَامَة بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ الْأنْصَارِيّ روى عَن جده وَثَّقَهُ أَحْمد وَالنَّسَائِيّ وَالْعجلِي وَقَالَ بن عدي أَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ وروى عَن أبي يعلى أَن بن معِين أَشَارَ إِلَى لينه قلت قد بَين غَيره السَّبَب فِي ذَلِك وَهُوَ من أجل حَدِيث أنس فِي الصَّدقَات الَّذِي قدمْنَاهُ فِي الْفَصْل الَّذِي قبل هَذَا لكَون ثُمَامَة قيل إِنَّه لم يَأْخُذهُ عَن أنس سَمَاعا وَقد بَينا أَن ذَلِك لَا يقْدَح فِي صِحَّته احْتج بِهِ الْجَمَاعَة ع ثَوْر بن زيد الديلِي مَوْلَاهُم الْمدنِي شيخ مَالك وَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو زرْعَة وَالنَّسَائِيّ وَغَيرهم وَقَالَ بن عبد الْبر صَدُوق لم يتهمه أحد وَكَانَ ينْسب إِلَى رَأْي الْخَوَارِج وَالْقَوْل بِالْقدرِ وَلم يكن يَدْعُو إِلَى شَيْء من ذَلِك وَفِي الْمِيزَان للذهبي أَتَّهِمهُ بن البرقي بِالْقدرِ وَلَعَلَّه شبه عَلَيْهِ بثور بن يزِيد يَعْنِي الَّذِي بعده قلت لم يتهمه بن البرقي وَلم يشْتَبه عَلَيْهِ وَإِنَّمَا حكى عَن مَالك أَنه سُئِلَ كَيفَ رويت عَن دَاوُد بن الْحصين وثور بن زيد وَذكر غَيرهمَا وَكَانُوا يرَوْنَ الْقدر فَقَالَ كَانُوا لِأَن يخروا من السَّمَاء إِلَى الأَرْض أسهل عَلَيْهِم من أَن يكذبوا احْتج بِهِ الْجَمَاعَة ع ثَوْر بن يزِيد الْحِمصِي أَبُو خَالِد اتَّفقُوا على تثبته فِي الحَدِيث مَعَ قَوْله بِالْقدرِ قَالَ دُحَيْم مَا رَأَيْت أحدا يشك أَنه قدري وَقَالَ يحيى الْقطَّان مَا رَأَيْت شاميا أثبت مِنْهُ وَكَانَ الْأَوْزَاعِيّ وبن الْمُبَارك وَغَيرهمَا ينهون عَن الْكِتَابَة عَنهُ وَكَانَ الثَّوْريّ يَقُول خُذُوا عَنهُ وَاتَّقوا لَا ينطحكم بقرنيه يُحَذرهُمْ من رَأْيه وَقدم الْمَدِينَة فَنهى مَالك عَن مُجَالَسَته وَكَانَ يَرْمِي بِالنّصب أَيْضا وَقَالَ يحيى بن معِين كَانَ يُجَالس قوما ينالون من عَليّ لكنه هُوَ كَانَ لَا يسب قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة ... حرف الْجِيم ع جرير بن حَازِم أَبُو النَّضر الْأَزْدِيّ الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ بن معِين وَقدمه على أبي الْأَشْهب وَضَعفه فِي قَتَادَة(1/394)
خَاصَّة وَقَالَ بن مهْدي هُوَ أثبت من قُرَّة بن خَالِد وَوَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق صَالح وَقَالَ مهنأ بن يحيى قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كثير الْغَلَط وَقَالَ الْأَثْرَم عَن أَحْمد حدث بِمصْر أَحَادِيث وهم فِيهَا وَلم يكن يحفظ وَقَالَ بن سعد ثِقَة إِلَّا أَنه اخْتَلَط فِي آخر عمره قلت لكنه مَا ضره اخْتِلَاطه لِأَن أَحْمد بن سِنَان قَالَ سَمِعت بن مهْدي يَقُول كَانَ لجرير أَوْلَاد فَلَمَّا أحسوا باختلاطه حجبوه فَلم يسمع أحد مِنْهُ فِي حَال اخْتِلَاطه شَيْئا وَاحْتج بِهِ الْجَمَاعَة وَمَا أخرج لَهُ البُخَارِيّ من رِوَايَته عَن قَتَادَة إِلَّا أَحَادِيث يسيرَة توبع عَلَيْهَا ع جرير بن عبد الحميد بن قرط الضَّبِّيّ أَبُو عبد الله الرَّازِيّ وَكَانَ منشؤه بِالْكُوفَةِ قَالَ اللالكائي أَجمعُوا على ثقته وَكَذَا قَالَ الخليلي وَقَالَ أَبُو خَيْثَمَة لم يكن يُدَلس وروى الشَّاذكُونِي عَنهُ مَا يدل علىالتدليس لَكِن الشَّاذكُونِي فِيهِ مقَال وَقَالَ بن سعد كَانَ ثِقَة يرحل إِلَيْهِ وَقَالَ بن معِين وَأحمد هُوَ أثبت من شريك وَوَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو حَاتِم وَقَالَ يحْتَج بحَديثه وَنسبه قُتَيْبَة إِلَى التَّشَيُّع المفرط وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل لم يكن بالذكى وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ نُسِبَ فِي آخِرِ عُمُرِهِ إِلَى سُوءِ الْحِفْظِ وَلم أر ذَلِك لغيره بل احْتج بِهِ الْجَمَاعَة خَ م ت س د الْجَعْد بن عبد الرَّحْمَن وَيُقَال لَهُ الجعيد مدنِي من صغَار التَّابِعين وثقة بن معِين وَغَيره وَاحْتج بِهِ الْخَمْسَة وشذ الْأَزْدِيّ فَقَالَ فِيهِ نظر وَتبع فِي ذَلِك السَّاجِي لِأَنَّهُ ذكره فِي الضُّعَفَاء وَقَالَ لم يرو عَنهُ مَالك وَهَذَا تَضْعِيف مَرْدُود ع جَعْفَر بن إِيَاس أَبُو بشر بن أبي وحشية مَشْهُور بكنيته من صغَار التَّابِعين وَثَّقَهُ بن معِين وَالْعجلِي وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ وَكَانَ شُعْبَة يَقُول إِنَّهُ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ مُجَاهِدٍ وَلَا مِنْ حبيب بن سَالم وَقَالَ أَحْمد كَانَ شُعْبَة يضعف أَحَادِيثه عَن حبيب بن سَالم وَقَالَ البرديجي هُوَ من أثبت النَّاس فِي سعيد بن جُبَير وَقَالَ بن عدي أَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة لَكِن لم يخرج لَهُ الشَّيْخَانِ من حَدِيثه عَن مُجَاهِد وَلَا عَن حبيب بن سَالم ... حرف الْحَاء الْمُهْملَة ع حَاتِم بن إِسْمَاعِيل الْمدنِي أَبُو إِسْمَاعِيل الحرثي مَوْلَاهُم وَثَّقَهُ بن معِين وَالْعجلِي وبن سعد وَقَالَ أَحْمد زَعَمُوا أَنه كَانَ فِيهِ غَفلَة إِلَّا أَن كِتَابه صَالح وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ مرّة لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَتكلم على بن الْمَدِينِيّ فِي أَحَادِيثه عَن جَعْفَر بن مُحَمَّد قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة وَلَكِن لم يكثر لَهُ البُخَارِيّ وَلَا أخرج لَهُ من رِوَايَته عَن جَعْفَر شَيْئا بل أخرج مَا توبع عَلَيْهِ من رِوَايَته عَن غير جَعْفَر ع حبيب بن أبي ثَابت الْأَسدي الْكُوفِي مُتَّفق على الِاحْتِجَاج بِهِ إِنَّمَا عابوا عَلَيْهِ التَّدْلِيس وَقَالَ يحيى الْقطَّان لَهُ أَحَادِيث عَن عَطاء لَا يُتَابع عَلَيْهَا وَقَالَ بن أبي مَرْيَم عَن بن معِين ثِقَة حجَّة قيل لَهُ ثَبت قَالَ نعم إِنَّمَا روى حديثين يَعْنِي منكرين حَدِيث الِاسْتِحَاضَة وَحَدِيث الْقبْلَة قلت روى هذَيْن الْحَدِيثين عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أخرجهُمَا أَبُو دَاوُد وبن ماجة فَقيل إِنَّه لم يسمع من عُرْوَة بن الزبير وَقيل بل عُرْوَة شَيْخه فيهمَا عُرْوَة الْمُزنِيّ لَا بن الزبير وَالله أعلم ع حبيب الْمعلم أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَأَبُو زرْعَة وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ قلت لَهُ عِنْد البُخَارِيّ فِي الْحَج حَدِيث وَاحِد عَن عَطاء عَن بن عَبَّاس وَآخر عَن عَطاء عَن جَابر وعلق لَهُ فِي بَدْء الْخلق آخر عَن عَطاء عَن جَابر وَالْأَحَادِيث الثَّلَاثَة بمتابعة بن جريج لَهُ عَن عَطاء هَذَا جَمِيع مَا لَهُ عِنْده وروى لَهُ الْجَمَاعَة ع حجاج بن مُحَمَّد الْأَعْوَر المصِّيصِي(1/395)
أحد الْأَثْبَات أَجمعُوا على توثيقه وَذكره أَبُو الْعَرَب الصّقليّ فِي الضُّعَفَاء بِسَبَب أَنه تغير فِي آخر عمره وَاخْتَلَطَ لَكِن مَا ضره الِاخْتِلَاط فَإِن إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ حكى أَن يحيى بن معِين منع ابْنه أَن يدْخل عَلَيْهِ بعد اخْتِلَاطه أحدا روى لَهُ الْجَمَاعَة خَ م د س ق حرمي بن عمَارَة بن أبي حَفْصَة أَبُو روح الْبَصْرِيّ قَالَ أَحْمد وبن معِين صَدُوق زَاد أَحْمد كَانَ فِيهِ غَفلَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ هُوَ فِي عداد الْقطَّان وغندر هُوَ مَعَ وهب بن جرير وَعبد الصَّمد وَذكره الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء وَحكى عَن الْأَثْرَم عَن أَحْمد أَنه أنكر من حَدِيثه عَن شُعْبَة حديثين أَحدهمَا عَن قَتَادَة عَن أنس من كذب عَليّ وَالْآخر عَن معبد بن خَالِد عَن حَارِثَة بن وهب فِي الْحَوْض قَالَ الْعقيلِيّ الحديثان معروفان من حَدِيث النَّاس وَإِنَّمَا أنكرهما أَحْمد من حَدِيث شُعْبَة قلت حَدِيث الْحَوْض هَذَا أخرجه الشَّيْخَانِ فِي صَحِيحَيْهِمَا من حَدِيثه وَلِلْحَدِيثِ شَوَاهِد وروى لَهُ الْجَمَاعَة سوى التِّرْمِذِيّ خء احريز بن عُثْمَان الْحِمصِي مَشْهُور من صغَار التَّابِعين وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَالْأَئِمَّة لَكِن قَالَ الفلاس وَغَيره أَنه كَانَ ينتقص عليا وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا أعلم بِالشَّام أثبت مِنْهُ وَلم يَصح عِنْدِي مَا يُقَال عَنهُ من النصب قلت جَاءَ عَنهُ ذَلِك من غير وَجه وَجَاء عَنهُ خلاف ذَلِك وَقَالَ البُخَارِيّ قَالَ أَبُو الْيَمَان كَانَ حريز يتَنَاوَل من رجل ثمَّ ترك قلت فَهَذَا أعدل الْأَقْوَال فَلَعَلَّهُ تَابَ وَقَالَ بن عدي كَانَ من ثِقَات الشاميين وَإِنَّمَا وضع مِنْهُ بغضه لعَلي وَقَالَ بن حبَان كَانَ دَاعِيَة إِلَى مذْهبه يجْتَنب حَدِيثه قلت لَيْسَ لَهُ عِنْد البُخَارِيّ سوى حديثين أَحدهمَا فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من رِوَايَته عَن عبد الله بن بسر وَهُوَ من ثلاثياته وَالْآخر حَدِيثه عَن عبد الْوَاحِد الْبَصْرِيّ عَن وَاثِلَة بن الْأَسْقَع حَدِيث من أفرى الفري أَن يرى الرجل عينه مَا لم تَرَ الحَدِيث وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن خَ م د حسان بن إِبْرَاهِيم الْكرْمَانِي وَثَّقَهُ بن معِين وَعلي بن الْمَدِينِيّ وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ بن عدي حدث بإفراد كَثِيرَة وَهُوَ عِنْدِي من أهل الصدْق إِلَّا أَنه يغلط فِي الشَّيْء وَلَا يتَعَمَّد وَأنكر عَلَيْهِ أَحْمد بن حَنْبَل أَحَادِيث مِنْهَا حَدِيثه عَن عَاصِم الْأَحول عَن عبد الله بن الْحسن عَن أمه عَن أمهَا فِي دُخُول الْمَسْجِد وَالدُّعَاء وَقَالَ لَيْسَ هَذَا من حَدِيث عَاصِم هَذَا من حَدِيث لَيْث بن أبي سليم وَقَالَ بن عدي سمع من أبي سُفْيَان طَرِيق عَن أبي نَضرة عَن أبي سعيد حَدِيثا ثمَّ ظن أَن أَبَا سُفْيَان هَذَا هُوَ أَبُو سُفْيَان وَالِد سُفْيَان الثَّوْريّ فَقَالَ حَدثنِي سعيد بن مَسْرُوق كَذَا قَالَ بن عدي أَن الْوَهم فِيهِ من حسان وَقَالَ غَيره الْوَهم فِيهِ من الرَّاوِي عَنهُ وَهُوَ الظَّاهِر قلت لَهُ فِي الصَّحِيح أَحَادِيث يسيرَة توبع عَلَيْهَا روى لَهُ الشَّيْخَانِ وَأَبُو دَاوُد خَ حسان بن حسان وَهُوَ حسان بن أبي عباد الْبَصْرِيّ نزيل مَكَّة قَالَ البُخَارِيّ كَانَ الْمُقْرِئ يثني عَلَيْهِ وَقَالَ أَبُو حَاتِم مُنكر الحَدِيث قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ حديثين فَقَط أَحدهمَا فِي الْمَغَازِي عَن مُحَمَّد بن طَلْحَة عَن حميد عَن أنس أَن عَمه غَابَ عَن قتال بدر وَلِهَذَا الحَدِيث طرق أُخْرَى عَن حميد وَالْآخر عَن همام عَن قَتَادَة عَن أنس فِي اعتمار النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أخرجه عَنهُ فِي كتاب الْحَج وَأخرجه أَيْضا عَن هدبة وَأبي الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ بمتابعته عَن همام خَ حسان بن عَطِيَّة الْمحَاربي مَشْهُور وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَالْعجلِي وَغَيرهم وَقَالَ الْأَوْزَاعِيّ مَا رَأَيْت أَشد اجْتِهَادًا مِنْهُ وَتكلم فِيهِ سعيد بن عبد الْعَزِيز من أجل القَوْل بِالْقدرِ وَأنكر ذَلِك الْأَوْزَاعِيّ وروى لَهُ الْجَمَاعَة خَ ت س الْحسن بن بشر بن سلم البَجلِيّ الْكُوفِي قَالَ أَحْمد مَا أرى كَانَ بِهِ بَأْس فِي نَفسه وروى عَن زُهَيْر أَشْيَاء مَنَاكِير وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ بن عدي لَيْسَ هُوَ بمنكر الحَدِيث قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ موضِعين لَا غير أَحدهمَا فِي الصَّلَاة وَالْآخر فِي المناقب فَأَما الَّذِي فِي الصَّلَاة فَحَدِيثه عَن معافى بن عمرَان عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن(1/396)
إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ فِي الاسْتِسْقَاء وَهُوَ عِنْده من غير وَجه عَن إِسْحَاق بن أبي طَلْحَة وَالْآخر حَدِيثه عَن معافى أَيْضا عَن عُثْمَان بن الْأسود عَن بن أبي مليكَة عَن مُعَاوِيَة أَنه أوتر بِرَكْعَة فصوبه بن عَبَّاس وَهُوَ عِنْده فِي الْبَاب من حَدِيث نَافِع بن عمر عَن بن أبي مليكَة نَحوه فَلم يخرج عَنهُ من أَفْرَاده شَيْئا وَلَا من أَحَادِيثه عَن زُهَيْر الَّتِي استنكرها أَحْمد وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ خَ د ت ق الْحسن بن ذكْوَان أَبُو سَلمَة الْبَصْرِيّ ضعفه أَحْمد وبن معِين وَأَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ وبن الْمَدِينِيّ وَقَالَ بن عدي أَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ وَأورد لَهُ حديثين عَن حبيب بن أبي ثَابت عَن عَاصِم بن ضَمرَة عَن عَليّ وَقَالَ إِنَّه دلسها وَإِنَّمَا سَمعهَا من عَمْرو بن خَالِد الوَاسِطِيّ وَهُوَ مَتْرُوك قلت فَهَذَا أحد أَسبَاب تَضْعِيفه وَقَالَ الْآجُرِيّ عَن أبي دَاوُد أَنه كَانَ قدريا فَهَذَا سَبَب آخر روى لَهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا فِي كتاب الرقَاق من رِوَايَة يحيى بن سعيد الْقطَّان عَنهُ عَن أبي رَجَاء العطاردي عَن عمرَان بن حُصَيْن يخرج قوم من النَّار بشفاعة مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الحَدِيث مُخْتَصر وَلِهَذَا الحَدِيث شَوَاهِد كَثِيرَة وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن إِلَّا النَّسَائِيّ خَ ت د س الْحسن بن الصَّباح الْبَزَّار أَبُو عَليّ الوَاسِطِيّ وَثَّقَهُ أَحْمد وَأَبُو حَاتِم وَقَالَ النَّسَائِيّ صَالح وَقَالَ فِي الكنى لَيْسَ بِالْقَوِيّ قلت هَذَا تليين هَين وَقد روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَصْحَاب السّنَن إِلَّا بن ماجة وَلم يكثر عَنهُ البُخَارِيّ خَ ت ق الْحسن بن عمَارَة الْكُوفِي مَشْهُور رَمَاه شُعْبَة بِالْكَذِبِ وأطبقوا على تَركه وَلَيْسَ لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ رِوَايَة إِلَّا أَن الْمزي علم على تَرْجَمته عَلامَة تَعْلِيق البُخَارِيّ وَلم يعلق لَهُ البُخَارِيّ شَيْئا أصلا إِلَّا أَنه قَالَ فِي كتاب المناقب حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا شبيب بن غرقدة قَالَ سَمِعت الْحَيّ يذكرُونَ عَن عُرْوَة يَعْنِي الْبَارِقي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَاهُ دِينَارا ليَشْتَرِي لَهُ بِهِ شَاة فَذكر الحَدِيث قَالَ سُفْيَان كَأَن الْحسن بن عمَارَة جَاءَنَا بِهَذَا الحَدِيث عَنهُ يَعْنِي عَن شبيب قَالَ سمعته من عُرْوَة قَالَ فَأتيت شبيبا فَقَالَ لي أَنِّي لم أسمعهُ من عُرْوَة إِنَّمَا سَمِعت الْحَيّ يخبرون عَنهُ وَلَكِنِّي سمعته يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَيْلُ مَعْقُودٌ بنواصيها الْخَيْر فَهَذَا كَمَا ترى لم يقْصد البُخَارِيّ الرِّوَايَة عَن الْحسن بن عمَارَة ولاالاستشهاد بِهِ بل أَرَادَ بسياقه ذَلِك أَن يبين أَنه لم يحفظ الْإِسْنَاد الَّذِي حَدثهُ بِهِ عُرْوَة وَمِمَّا يدل على أَن البُخَارِيّ لم يقْصد تَخْرِيج الحَدِيث الأول أَنه أخرج هَذَا فِي أثْنَاء أَحَادِيث عدَّة فِي فضل الْخَيل وَقد بَالغ أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْقَطَّانِ فِي كِتَابِ بَيَانِ الْوَهم فِي الْإِنْكَار عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْبُخَارِيَّ أَخْرَجَ حَدِيثَ شِرَاء الشَّاة قَالَ وَإِنَّمَا أخرج حَدِيث الْخَيل فانجر بِهِ سِيَاق الْقِصَّة إِلَى تَخْرِيج حَدِيث الشَّاة وَهَذَا كَمَا قُلْنَاهُ وَهُوَ لائح لَا خَفَاء بِهِ وَالله الْمُوفق خَ س ق الْحسن بن مدرك السدُوسِي أَبُو عَليّ الطَّحَّان قَالَ النَّسَائِيّ فِي أَسمَاء شُيُوخه لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ بن عدي كَانَ من حفاظ أهل الْبَصْرَة وَقَالَ أَبُو عُبَيْدٍ الْآجُرِّيُّ عَنْ أَبِي دَاوُدَ كَانَ كذابا يَأْخُذ أَحَادِيث فَهد بن عَوْف فيقلبها على يحيى بن حَمَّاد قلت إِن كَانَ مُسْتَند أبي دَاوُد فِي تَكْذِيبه هَذَا الْفِعْل فَهُوَ لَا يُوجب كذبا لِأَن يحيى بن حَمَّاد وفهد بن عَوْف جَمِيعًا من أَصْحَاب أبي عوَانَة فَإِذا سَأَلَ الطَّالِب شَيْخه عَن حَدِيث رَفِيقه ليعرف إِن كَانَ من جملَة مسموعه فحدثه بِهِ أَو لَا فَكيف يكون بذلك كذابا وَقد كتب عَنهُ أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَلم يذكرَا فِيهِ جرحا وهما مَا هما فِي النَّقْد وَقد أخرج عَنهُ البُخَارِيّ أَحَادِيث يسيرَة من رِوَايَته عَن يحيى بن حَمَّاد مَعَ أَنه شَاركهُ فِي الْحمل عَن يحيى بن حَمَّاد وَفِي غَيره من شُيُوخه وروى عَنهُ النَّسَائِيّ وبن ماجة ع الْحسن بن مُوسَى الأشيب أحد الْأَثْبَات اتَّفقُوا على توثيقه والاحتجاج بِهِ وروى عبد الله بن عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن أَبِيه قَالَ كَانَ بِبَغْدَاد وَكَأَنَّهُ ضعفه قلت هَذَا ظن لَا تقوم بِهِ حجَّة وَقد كَانَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ يَقُول سَمِعت عَليّ بن الْمَدِينِيّ يَقُول الْحسن بن(1/397)
مُوسَى الأشيب ثِقَة فَهَذَا التَّصْرِيح الْمُوَافق لأقوال الْجَمَاعَة أولى أَن يعْمل بِهِ من ذَلِك الظَّن وَمَعَ ذَلِك فَلم يخرج البُخَارِيّ لَهُ فِي الصَّحِيح سوى مَوضِع وَاحِد فِي الصَّلَاة توبع عَلَيْهِ ع الْحُسَيْن بن ذكْوَان الْمعلم الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو حَاتِم وَأَبُو زرْعَة وَالْعجلِي وبن سعد وَالْبَزَّار وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ يحيى الْقطَّان فِيهِ اضْطِرَاب قلت لَعَلَّ الِاضْطِرَاب من الروَاة عَنهُ فقد احْتج بِهِ الْأَئِمَّة خَ م س الْحُسَيْن بن الْحسن بن يسَار صَاحب بن عون قَالَ أَبُو حَاتِم مَجْهُول وَقَالَ السَّاجِي تكلم فِيهِ أَزْهَر بن سعد فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ من الثِّقَات قلت احْتج بِهِ مُسلم وَالنَّسَائِيّ وروى لَهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا فِي الاسْتِسْقَاء توبع عَلَيْهِ ع حُصَيْن بن عبد الرَّحْمَن السّلمِيّ أَبُو الْهُذيْل الْكُوفِي مُتَّفق على الِاحْتِجَاج بِهِ إِلَّا أَنه تغير فِي آخر عمره وَأخرج لَهُ البُخَارِيّ من حَدِيث شُعْبَة وَالثَّوْري وزائدة وَأبي عوَانَة وَأبي بكر بن عَيَّاش وَأبي كُدَيْنَة وحصين بن نمير وهشيم وخَالِد الوَاسِطِيّ وَسليمَان بن كثير الْعَبْدي وَأبي زبيد عَبْثَر بن الْقَاسِم وَعبد الْعَزِيز الْعمي وَعبد الْعَزِيز بن مُسلم وَمُحَمّد بن فُضَيْل عَنهُ فَأَما شُعْبَة وَالثَّوْري وزائدة وهشيم وخَالِد فَسَمِعُوا مِنْهُ قبل تغيره وَأما حُصَيْن بن نمير فَلم يخرج لَهُ البُخَارِيّ من حَدِيثه عَنهُ سوى حَدِيث وَاحِد كَمَا سنبينه بعد وَأما مُحَمَّد بن فُضَيْل وَمن ذكر مَعَه فَأخْرج من حَدِيثهمْ مَا توبعوا عَلَيْهِ خَ د ت س حُصَيْن بن نمير الوَاسِطِيّ أَبُو مُحصن الضَّرِير وَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة وَغَيره وَقَالَ عَبَّاس عَن بن معِين لَيْسَ بِشَيْء قَالَ أَبُو أَحْمد الْحَاكِم فِي الكنى وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ عِنْدهم وَقَالَ أَبُو خيمة كَانَ يحمل على عَليّ فَلم أعد إِلَيْهِ قلت أخرج لَهُ البُخَارِيّ فِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء وَفِي الطِّبّ حَدِيثا وَاحِدًا تَابعه عَلَيْهِ عِنْده هشيم وَمُحَمّد بن فُضَيْل وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن إِلَّا بن ماجة خَ م س ق حَفْص بن غياث بن طلق بن مُعَاوِيَة النَّخعِيّ أَبُو عَمْرو القَاضِي الْكُوفِي من الْأَئِمَّة الْأَثْبَات أَجمعُوا على توثيقه والاحتجاج بِهِ إِلَّا أَنه فِي الآخر سَاءَ حفظه فَمن سمع من كِتَابه أصح مِمَّن سمع من حفظه قَالَ أَبُو زرْعَة وَقَالَ بن الْمَدِينِيّ كَانَ يحيى بن سعيد الْقطَّان يَقُول حَفْص أوثق أَصْحَاب الْأَعْمَش قَالَ فَكنت أنكر ذَلِك فَلَمَّا قدمت الْكُوفَة بآخرة أخرج إِلَيّ ابْنه عمر كتاب أَبِيه عَن الْأَعْمَش فَجعلت أترحم على الْقطَّان قلت اعْتمد البُخَارِيّ على حَفْص هَذَا فِي حَدِيث الْأَعْمَش لِأَنَّهُ كَانَ يُمَيّز بَين مَا صرح بِهِ الْأَعْمَش بِالسَّمَاعِ وَبَين مَا دلسه نبه على ذَلِك أَبُو الْفضل بن طَاهِر وَهُوَ كَمَا قَالَ روى لَهُ الْجَمَاعَة خَ م س ق حَفْص بن ميسرَة الْعقيلِيّ أَبُو عَمْرو الصَّنْعَانِيّ نزيل عسقلان قَالَ بن معِين ثِقَة إِنَّمَا يطعن عَلَيْهِ أَنه عرض يَعْنِي أَن سَمَاعه من شُيُوخه كَانَ بقرَاءَته عَلَيْهِم وَعَن بن معِين أَيْضا أَنه قَالَ مَا أحسن حَاله إِن كَانَ سَمَاعه كُله عرضا كَأَنَّهُ يَقُول إِن بعضه مناولة وَوَثَّقَهُ أَحْمد وَغَيره وَقَالَ أَبُو حَاتِم فِي حَدِيثه بعض الْوَهم قلت وشذ الْأَزْدِيّ فَقَالَ روى عَن الْعَلَاء بن عبد الرَّحْمَن مَنَاكِير وَقَالَ السَّاجِي فِي حَدِيثه ضعف قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ حَدِيث فِي الْحَج عَن هِشَام بن عُرْوَة بمتابعه عَمْرو بن الْحَارِث وَحَدِيث فِي زَكَاة الْفطر عَن مُوسَى بن عقبَة بمتابعة زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عِنْد مُسلم وَحَدِيث فِي الِاعْتِصَام عَن زيد بن أسلم بمتابعة أبي غَسَّان مُحَمَّد بن مطرف عِنْده وَفِي التَّفْسِير عَنهُ بمتابعة سعيد بن هِلَال عِنْده وروى لَهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ وبن ماجة خَ م ت س الحكم بن عبد الله أَبُو النُّعْمَان الْبَصْرِيّ قَالَ الذهلي كَانَ ثبتا فِي شُعْبَة عاجله الْمَوْت وَقَالَ بن عدي لَهُ مَنَاكِير لَا يُتَابع عَلَيْهَا وَقَالَ بن أبي حَاتِم عَن أَبِيه مَجْهُول قلت لَيْسَ بِمَجْهُول من روى عَنهُ أَرْبَعَة ثِقَات وَوَثَّقَهُ الذهلي وَمَعَ ذَلِك فَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ فِي الزَّكَاة أخرجه عَن أبي قدامَة عَنهُ عَن شُعْبَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ فِي نزُول قَوْلِهِ تَعَالَى الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ الْآيَة وَأخرجه فِي(1/398)
التَّفْسِير من حَدِيث غنْدر عَن شُعْبَة ع الحكم بن نَافِع أَبُو الْيَمَان الْحِمصِي مجمع على ثقته اعْتَمدهُ البُخَارِيّ وروى عَنهُ الْكثير وروى لَهُ الْبَاقُونَ بِوَاسِطَة تكلم بَعضهم فِي سَمَاعه من شُعَيْب فَقيل إِنَّه مناولة وَقيل إِنَّه إِذن مُجَرّد وَقد قَالَ الْفضل بن غَسَّان سَمِعت يحيى بن معِين يَقُول سَأَلت أَبَا الْيَمَان عَن حَدِيث شُعَيْب فَقَالَ لَيْسَ هُوَ مناولة المناولة لم أخرجهَا لأحد وَبَالغ أَبُو زرْعَة الرَّازِيّ فَقَالَ لم يسمع أَبُو الْيَمَان من شُعَيْب إِلَّا حَدِيثا وَاحِدًا قلت إِن صَحَّ ذَلِك فَهُوَ حجَّة فِي صِحَة الرِّوَايَة بِالْإِجَازَةِ إِلَّا أَنه كَانَ يَقُول فِي جَمِيع ذَلِك أخبرنَا وَلَا مشاححة فِي ذَلِك أَن كَانَ اصْطِلَاحا لَهُ ع حَمَّاد بن أُسَامَة أَبُو أُسَامَة الْكُوفِي أحد الْأَئِمَّة الْأَثْبَات اتَّفقُوا على توثيقه وشذ الْأَزْدِيّ فَذكره فِي الضُّعَفَاء وَحكى عَن سُفْيَان بن وَكِيع قَالَ كَانَ أَبُو أُسَامَة يتتبع كتب الروَاة فيأخذها وينسخها فَقَالَ لي بن نمير إِن المحسن لأبي أُسَامَة يَقُول إِنَّه دفن كتبه ثمَّ إِنَّه تتبع الْأَحَادِيث بعد من النَّاس فنسخها قَالَ سُفْيَان بن وَكِيع أَنِّي لأعجب كَيفَ جَازَ حَدِيثه كَانَ أمره بَينا وَكَانَ من أسرق النَّاس لحَدِيث حميد انْتهى وسُفْيَان بن وَكِيع هَذَا ضَعِيف لَا يعْتد بِهِ كَمَا لَا يعْتد بالناقل عَنهُ وَهُوَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ مَعَ أَنه ذكر هَذَا عَن بن وَكِيع بِالْإِسْنَادِ وَسقط من النُّسْخَة الَّتِي وقف عَلَيْهَا الذَّهَبِيّ من كتاب الْأَزْدِيّ بن وَكِيع فَظن أَنه حَكَاهُ عَن سُفْيَان الثَّوْريّ فَصَارَ يتعجب من ذَلِك ثمَّ قَالَ إِنَّه قَول بَاطِل وَأَبُو أُسَامَة قد قَالَ أَحْمد فِيهِ كَانَ ثبتا مَا كَانَ أثْبته لَا يكَاد يُخطئ وروى لَهُ الْجَمَاعَة م د ت حَمَّاد بن سَلمَة بن دِينَار الْبَصْرِيّ أحد الْأَئِمَّة الْأَثْبَات إِلَّا أَنه سَاءَ حفظه فِي الآخر اسْتشْهد بِهِ البُخَارِيّ تَعْلِيقا وَلم يخرج لَهُ احتجاجا وَلَا مَقْرُونا وَلَا مُتَابعَة إِلَّا فِي مَوضِع وَاحِد قَالَ فِيهِ قَالَ لَنَا أَبُو الْوَلِيدِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلمَة فَذكره وَهُوَ فِي كتاب الرقَاق وَهَذِه الصِّيغَة يستعملها البُخَارِيّ فِي الْأَحَادِيث الْمَوْقُوفَة وَفِي المرفوعة أَيْضا إِذا كَانَ فِي إسنادها من لَا يحْتَج بِهِ عِنْده وَاحْتج بِهِ مُسلم وَالْأَرْبَعَة لَكِن قَالَ الْحَاكِم لم يحْتَج بِهِ مُسلم إِلَّا فِي حَدِيث ثَابت عَن أنس وَأما بَاقِي مَا أخرج لَهُ فمتابعة زَاد الْبَيْهَقِيّ أَن مَا عدا حَدِيث ثَابت لَا يبلغ عِنْد مُسلم اثْنَي عشر حَدِيثا وَالله أعلم خَ ع حميد بن الْأسود أَبُو الْأسود الْبَصْرِيّ وثقة أَبُو حَاتِم وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل مَا أنكر مَا يَجِيء بِهِ وَقَالَ الْعقيلِيّ كَانَ عَفَّان يحمل عَلَيْهِ لِأَنَّهُ روى حَدِيثا مُنْكرا وَقَالَ السَّاجِي صَدُوق عِنْده مَنَاكِير قلت روى لَهُ البُخَارِيّ حديثين مَقْرُونا بِيَزِيد بن زُرَيْع فيهمَا أَحدهمَا فِي تَفْسِير سُورَة الْبَقَرَة وَالْآخر فِي الْجِهَاد وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن ع حميد بن أبي حميد الطَّوِيل الْبَصْرِيّ مَشْهُور من الثِّقَات الْمُتَّفق على الِاحْتِجَاج بهم إِلَّا أَنه كَانَ يُدَلس حَدِيث أنس وَكَانَ سمع أَكْثَره من ثَابت وَغَيره من أَصْحَابه عَنهُ فروى مُؤَمل بن إِسْمَاعِيل عَن حَمَّاد بن سَلمَة قَالَ عَامَّة مَا يروي حميد عَن أنس سَمعه من ثَابت وَقَالَ أَبُو عبيد الْحداد عَن شُعْبَة لم يسمع حميد من أنس إِلَّا أَرْبَعَة وَعشْرين حَدِيثا وَالْبَاقِي سَمعهَا من ثَابت أَو ثبته فِيهَا ثَابت فَهَذَا قَول صَحِيح وَأما مَا روى عَن أبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ عَن شُعْبَة قَالَ كل شَيْء سمع حميد من أنس خَمْسَة أَحَادِيث فالراوي لذَلِك عَن أبي دَاوُد غير مُعْتَمد وَقَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن يحيى بن سعيد كَانَ حميد الطَّوِيل إِذا ذهبت توقفه على بعض حَدِيث أنس يشك فِيهِ وَقَالَ بن سعد كَانَ ثِقَة كثير الحَدِيث إِلَّا أَنه رُبمَا دلّس عَن أنس وَقَالَ يحيى بن يعلى الْمحَاربي طرح زَائِدَة حَدِيث حميد الطَّوِيل قلت إِنَّمَا تَركه زَائِدَة لدُخُوله فِي شَيْء من أَمر الْخُلَفَاء وَقد بَين ذَلِك مكي بن إِبْرَاهِيم وَقد اعتنى البُخَارِيّ فِي تَخْرِيجه لأحاديث حميد بالطرق الَّتِي فِيهَا تصريحه بِالسَّمَاعِ فَذكرهَا مُتَابعَة وتعليقا وروى لَهُ الْبَاقُونَ ع حميد بن قيس الْأَعْرَج الْمَكِّيّ أَبُو صَفْوَان قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيه لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَوَثَّقَهُ أَحْمد فِي رِوَايَة أبي طَالب عَنهُ وَكَذَا بن معِين وبن سعد وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو(1/399)
حَاتِم الرازيان وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وبن خرَاش وَالْعجلِي وَيَعْقُوب بن سُفْيَان وَقَالَ التِّرْمِذِيّ فِي الْعِلَل سَمِعت مُحَمَّدًا يَقُول هُوَ ثِقَة وَقَالَ أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي هُوَ من الثِّقَات وَقَالَ بن عدي إِنَّمَا يَجِيء الْإِنْكَار من جِهَة من يروي عَنهُ احْتج بِهِ الْجَمَاعَة ع حميد بن هِلَال الْعَدوي أَبُو نصر من كبار التَّابِعين وَثَّقَهُ بن معِين وَالْعجلِي وَالنَّسَائِيّ وَآخَرُونَ وَقَالَ يحيى الْقطَّان كَانَ بن سِيرِين لَا يرضاه قلت بَين أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ أَن ذَلِك بِسَبَب أَنه دخل فِي شَيْء من عمل السُّلْطَان وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة ع حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان الجُمَحِي أحد الْأَثْبَات قَالَ يَعْقُوب بن شيبَة ثِقَة وَلكنه دون المثبتين وَوَثَّقَهُ بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو دَاوُد وَآخَرُونَ وَأورد لَهُ بن عدي فِي الْكَامِل حَدِيثا من رِوَايَته عَن نَافِع عَن بن عمر استنكره وَلَعَلَّ الْعلَّة فِيهِ من غَيره قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة وَلم يخرج لَهُ البُخَارِيّ شَيْئا من حَدِيثه عَن نَافِع حرف الْخَاء الْمُعْجَمَة خَ س ق خَالِد بن سعد الْكُوفِي مولى أبي مَسْعُود الْأنْصَارِيّ وَثَّقَهُ بن معِين وَقَالَ بن أبي عَاصِم فِي كتاب الْأَشْرِبَة بعد حَدِيث أخرجه من طَرِيقه عَن أبي مَسْعُود مَرْفُوعا فِي النَّبِيذ هَذَا خبر لَا يَصح وخَالِد مَجْهُول وَمَا أَظُنهُ سمع من أبي مَسْعُود لِأَنَّهُ لم يقل سَمِعت وَذكره بن عدي فِي الْكَامِل وَأورد لَهُ هَذَا الحَدِيث بِعَيْنِه واستنكره وَقَالَ لَعَلَّ الْعلَّة فِيهِ من يحيى بن يمَان وَأورد لَهُ آخر واستنكره وَقَالَ لَعَلَّ الْبلَاء فِيهِ من مُحَمَّد بن إِسْحَاق الْبَلْخِي قلت أخرج لَهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا فِي الطِّبّ من رِوَايَته عَن بن أبي عَتيق عَن عَائِشَة فِي الْحبَّة السَّوْدَاء وَله عِنْده شَوَاهِد خَ ت س خَالِد بن عبد الرَّحْمَن بن بكير السّلمِيّ أَبُو أُميَّة الْبَصْرِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ بن حبَان فِي الثِّقَات يُخطئ وَقَالَ الْعقيلِيّ يُخَالف فِي حَدِيثه قلت أخرج لَهُ البُخَارِيّ فِي الصَّلَاة حَدِيثا وَاحِدًا من رِوَايَته عَن غَالب الْقطَّان عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ عَنْ أنس بمتابعة بشر بن الْمفضل لَهُ عَن غَالب بِنَحْوِهِ خَ م ت س ق خَالِد بن مخلد الْقَطوَانِي الْكُوفِي أَبُو الْهَيْثَم من كبار شُيُوخ البُخَارِيّ روى عَنهُ وروى عَن وَاحِد عَنهُ قَالَ الْعجلِيّ ثِقَة فِيهِ تشيع وَقَالَ بن سعد كَانَ متشيعا مفرطا وَقَالَ صَالح جزرة ثِقَة إِلَّا أَنه كَانَ مُتَّهمًا بالغلو فِي التَّشَيُّع وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل لَهُ مَنَاكِير وَقَالَ أَبُو دَاوُد صَدُوق إِلَّا أَنه يتشيع وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ قلت أما التَّشَيُّع فقد قدمنَا أَنه إِذا كَانَ ثَبت الْأَخْذ وَالْأَدَاء لَا يضرّهُ لَا سِيمَا وَلم يكن دَاعِيَة إِلَى رَأْيه وَأما الْمَنَاكِير فقد تتبعها أَبُو أَحْمد بن عدي من حَدِيثه وأوردها فِي كَامِله وَلَيْسَ فِيهَا شَيْء مِمَّا أخرجه لَهُ البُخَارِيّ بل لم أر لَهُ عِنْده من أَفْرَاده سوى حَدِيث وَاحِد وَهُوَ حَدِيث أبي هُرَيْرَة من عادى لي وليا الحَدِيث وروى لَهُ الْبَاقُونَ سوى أبي دَاوُد ع خَالِد بن مهْرَان الْحذاء أَبُو الْمنَازل الْبَصْرِيّ أحد الْأَثْبَات وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَالنَّسَائِيّ وبن سعد وَتكلم فِيهِ شُعْبَة وبن علية إِمَّا لكَونه دخل فِي شَيْء من عمل السُّلْطَان أَو لما قَالَ حَمَّاد بن زيد قدم علينا خَالِد قدمة من الشَّام فكأنا أَنْكَرْنَا حفظَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ روى لَهُ الْجَمَاعَة خَ م س خثيم بن عرَاك بن مَالك الْغِفَارِيّ وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وبن حبَان والعقيلي وشذ الْأَزْدِيّ فَقَالَ مُنكر الحَدِيث وغفل أَبُو مُحَمَّد بن حزم فَاتبع الْأَزْدِيّ وأفرط فَقَالَ لَا تجوز الرِّوَايَة عَنهُ وَمَا درى أَن الْأَزْدِيّ ضَعِيف فَكيف يقبل مِنْهُ تَضْعِيف الثِّقَات وَمَعَ ذَلِك فَمَا روى(1/400)
لَهُ البُخَارِيّ سوى حَدِيث وَاحِد عَن أَبِيه عَن أبي هُرَيْرَة لَيْسَ على الْمُسلم فِي فرسه وَلَا مَمْلُوكه صَدَقَة أخرجه فِي الزَّكَاة بمتابعة سُلَيْمَان بن يسَار لَهُ عَن عرَاك وروى لَهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ خَ د ت خَلاد بن يحيى بن صَفْوَان السّلمِيّ الْكُوفِي أَبُو مُحَمَّد من قدماء شُيُوخ البُخَارِيّ حَدِيثه عَن بعض التَّابِعين وَثَّقَهُ أَحْمد وَالْعجلِي والخليلي وَقَالَ بن نمير صَدُوق إِلَّا أَن فِي حَدِيثه غَلطا قَلِيلا وَقَالَ الْحَاكِم عَن الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة إِنَّمَا أَخطَأ فِي حَدِيث وَاحِد حَدِيث عَمْرو بن حُرَيْث عَن عمر فِي الشّعْر رَفعه هُوَ وَوَقفه النَّسَائِيّ قلت وَإِنَّمَا أخرج لَهُ البُخَارِيّ أَحَادِيث يسيرَة غير هَذَا وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بذلك الْمَعْرُوف مَحَله الصدْق وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ ع خلاس بن عَمْرو الهجري وَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو دَاوُد وَالْعجلِي وَقَالَ أَبُو حَاتِم يُقَال وَقعت عِنْده صحف عَن عَليّ وَلَيْسَ بِقَوي وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ الْقطَّان يتوقى حَدِيثه عَن عَليّ خَاصَّة وَاتَّفَقُوا على أَن رِوَايَته عَن عَليّ بن أبي طَالب وَذَوِيهِ مُرْسلَة وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ عَنْ أَحْمَدَ لَمْ يَسْمَعْ من أبي هُرَيْرَة قلت رِوَايَته عَنهُ عِنْد البُخَارِيّ أخرج لَهُ حديثين قرنه فيهمَا مَعًا بِمُحَمد بن سِيرِين وَلَيْسَ لَهُ عِنْده غَيرهمَا خَ خَليفَة بن خياط بن خَليفَة الْعُصْفُرِي أَبُو عَمْرو الْبَصْرِيّ لقبه شباب أحد الْحفاظ المصنفين من شُيُوخ البُخَارِيّ قَالَ بن عدي لَهُ حَدِيث كثير وتصانيف وَهُوَ مُسْتَقِيم الحَدِيث صَدُوق من المتيقظين وَقَالَ بن حبَان كَانَ متقنا عَالما بأيام النَّاس وَقَالَ الْعقيلِيّ غمزه بن الْمَدِينِيّ وَتعقب ذَلِك بن عدي بِأَنَّهُ من رِوَايَة الْكُدَيْمِي عَن بن الْمَدِينِيّ والكديمي ضَعِيف لَكِن روى الْحسن بن يحيى عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ نَحْو ذَلِك وَقَالَ بن أبي حَاتِم مَا رَضِي أَبُو زرْعَة يقْرَأ علينا حَدِيثه وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا أحدث عَنهُ هُوَ غير قوي كتبت من مُسْنده ثَلَاثَة أَحَادِيث عَن أبي الْوَلِيد ثمَّ أتيت أَبَا الْوَلِيد فَسَأَلته عَنْهَا فأنكرها وَقَالَ مَا هَذِه من حَدِيثي فَقلت كتبتها من كتاب شباب الْعُصْفُرِي فَعرفهُ وَسكن غَضَبه قلت هَذِه الْحِكَايَة مُحْتَملَة وَجَمِيع مَا أخرجه لَهُ البُخَارِيّ أَن قرنه بِغَيْرِهِ قَالَ حَدثنَا خَليفَة وَذَلِكَ فِي ثَلَاثَة أَحَادِيث وَإِن أفرده علق ذَلِك فَقَالَ قَالَ خَليفَة قَالَه أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ وَمَعَ ذَلِك فَلَيْسَ فِيهَا شَيْء من أَفْرَاده وَالله أعلم ... حرف الدَّال ع دَاوُد بن الْحصين الْمدنِي وَثَّقَهُ بن معِين وبن سعد وَالْعجلِي وبن إِسْحَاق وَأحمد بن صَالح الْمصْرِيّ وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِقَوي لَوْلَا أَن مَالِكًا روى عَنهُ لترك حَدِيثه وَقَالَ الْجوزجَاني لَا يحْمَدُونَ حَدِيثه وَقَالَ السَّاجِي مُنكر الحَدِيث مُتَّهم بِرَأْي الْخَوَارِج وَقَالَ بن حبَان لم يكن دَاعِيَة وَقَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ مَا روى عَن عِكْرِمَة فمنكر وَكَذَا قَالَ أَبُو دَاوُد وَزَاد وَحَدِيثه عَن شُيُوخه مُسْتَقِيم وَقَالَ بن عدي هُوَ عِنْدِي صَالح الحَدِيث قلت روى لَهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا من رِوَايَة مَالك عَنهُ عَن أبي سُفْيَان مولى بن أبي أَحْمد عَن أبي هُرَيْرَة فِي الْعَرَايَا وَله شَوَاهِد خَ م د س ق دَاوُد بن رشيد أَبُو الْفضل الْخَوَارِزْمِيّ نزيل بَغْدَاد أحد الثِّقَات وَثَّقَهُ بن معِين وَغَيره وروى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وبن ماجة وروى لَهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا بِوَاسِطَة وَكَذَا النَّسَائِيّ وغفل بن حزم فَقَالَ فِي الِاتِّصَال وَفِي الْمحلي فِي كتاب الْحُدُود مِنْهُ أَنه ضَعِيف فَكَأَنَّهُ اشْتبهَ عَلَيْهِ ع دَاوُد بن عبد الرَّحْمَن الْعَطَّار أَبُو سُلَيْمَان الْمَكِّيّ وَثَّقَهُ بن معِين وَغَيره فِيمَا رَوَاهُ إِسْحَاق بن مَنْصُور عَنهُ وَأَبُو حَاتِم وَأَبُو دَاوُد وَالْعجلِي وَالْبَزَّار وَنقل(1/401)
الْحَاكِم أَن بن معِين ضعفه وَقَالَ الْأَزْدِيّ يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ قلت لم يَصح عَن بن معِين تَضْعِيفه والأزدي قد قَررنَا أَنه لَا يعْتد بِهِ وَلم يخرج لَهُ البُخَارِيّ سوى حَدِيث وَاحِد فِي الصَّلَاة مُتَابعَة وروى لَهُ الْبَاقُونَ ... حرف الذَّال الْمُعْجَمَة ع ذَر بن عبد الله المرهبي أَبُو عَمْرو الْكُوفِي أحد الثِّقَات الْأَثْبَات وَثَّقَهُ بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو حَاتِم وبن نمير وَقَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ مرجئا وهجره إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ وَسَعِيد بن جُبَير لذَلِك وروى لَهُ الْجَمَاعَة ... حرف الرَّاء الرّبيع بن يحيى بن مقسم الْأُشْنَانِي أَبُو الْفضل الْبَصْرِيّ من شُيُوخ البُخَارِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ ثِقَة ثَبت وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يُخطئ فِي حَدِيثه عَن الثَّوْريّ وَشعْبَة قلت مَا أخرج عَنهُ البُخَارِيّ إِلَّا من حَدِيثه عَن زَائِدَة فَقَط ع رفيع أَبُو الْعَالِيَة الريَاحي من كبار التَّابِعين مَشْهُور بكنيته وَثَّقَهُ بن معِين وَغَيره حَتَّى قَالَ أَبُو الْقَاسِم اللالكائي مجمع على ثقته إِلَّا أَنه كثير الْإِرْسَال عَمَّن أدْركهُ وَذكره بن عدي فِي الْكَامِل وَنقل عَن حَرْمَلَة عَن الشَّافِعِي أَنه قَالَ حَدِيث أبي الْعَالِيَة الريَاحي ريَاح قَالَ بن عدي وعني الشَّافِعِي بذلك حَدِيثه فِي الضحك فِي الصَّلَاة قَالَ وكل من رَوَاهُ غَيره فَإِنَّمَا مدارهم ورجوعهم على أبي الْعَالِيَة والْحَدِيث لَهُ وَبِه يعرف وَمن أَجله تكلمُوا فِي أبي الْعَالِيَة وَسَائِر أَحَادِيثه مُسْتَقِيمَة قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة لَكِن لَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى ثَلَاثَة أَحَادِيث من رِوَايَته عَن بن عَبَّاس خَاصَّة ع روح بن عبَادَة الْقَيْسِي أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ أدْركهُ البُخَارِيّ بِالسِّنِّ وَلم يلقه وَكَانَ أحد الْأَئِمَّة وَثَّقَهُ عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَيحيى بن معِين وَيَعْقُوب بن شيبَة وَأَبُو عَاصِم وبن سعد وَالْبَزَّار وَأثْنى عَلَيْهِ أَحْمد وَغَيره وَقَالَ يَعْقُوب بن شيبَة قلت لِابْنِ معِين زَعَمُوا أَن يحيى الْقطَّان كَانَ يتَكَلَّم فِيهِ فَقَالَ بَاطِل مَا تكلم فِيهِ وَقَالَ بن الْمَدِينِيّ كَانَ بن مهْدي يطعن عَلَيْهِ فِي أَحَادِيث لِابْنِ أبي ذِئْب ومسائل عَن الزُّهْرِيّ كَانَت عِنْده فَلَمَّا قدمت الْمَدِينَة أخرجهَا إِلَيّ معن بن عِيسَى وَقَالَ هِيَ عِنْد بَصرِي لكم يُقَال لَهُ روح سَمعهَا مَعنا قَالَ فَأتيت بن مهْدي فَأَخْبَرته فَقَالَ استحله لي وَكَانَ عَفَّان يطعن عَلَيْهِ فَرد ذَلِك عَلَيْهِ أَبُو خَيْثَمَة فَسكت عَنهُ وَقَالَ أَبُو خَيْثَمَة أَشد مَا رَأَيْت عَنهُ أَنه حدث مرّة فَرد عَلَيْهِ بن الْمَدِينِيّ اسْما فمحاه من كِتَابه وَأثبت مَا قَالَ لَهُ عَليّ قلت هَذَا يدل على إنصافه وَقَالَ أَبُو مَسْعُود طعن عَلَيْهِ اثْنَا عشر رجلا فَلم ينفذ قَوْلهم فِيهِ قلت احْتج بِهِ الْأَئِمَّة كلهم ... حرف الزَّاي خَ م د ت ق الزبير بن خريت الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو حَاتِم وَغَيرهم وَحكى الْبَاجِيّ فِي رجال البُخَارِيّ عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ أَنه قَالَ تَركه شُعْبَة قلت وَالَّذِي رَأَيْته عَن عَليّ أَنه قَالَ لم يرو عَنهُ شُعْبَة وَبَين اللَّفْظَيْنِ فرقان وَقد روى لَهُ الْجَمَاعَة سوى النَّسَائِيّ ع زَكَرِيَّا بن إِسْحَاق الْمَكِّيّ وَثَّقَهُ بن معِين وَأحمد وَأَبُو(1/402)
زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو دَاوُد وبن البرقي وبن سعد وَقَالَ يحيى بن معِين كَانَ يرى الْقدر أخبرنَا روح بن عبَادَة قَالَ رَأَيْت مناديا يُنَادي بِمَكَّة أَن الْأَمِير نهى عَن مجالسة زَكَرِيَّا لأجل الْقدر قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة وَله فِي البُخَارِيّ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ حَدِيث وَاحِد وَأَحَادِيث يسيرَة عَن عَمْرو بن دِينَار ع زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة أَبُو يحيى الْكُوفِي وَثَّقَهُ أَحْمد وَيَعْقُوب بن سُفْيَان وبن سعد وَالْبَزَّار وَقَالَ أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَأَبُو دَاوُد صَدُوق إِلَّا أَنه كَانَ يُدَلس عَن الشّعبِيّ وَقَالَ الْعجلِيّ ثِقَة إِلَّا أَن سَمَاعه من أبي إِسْحَاق بآخرة وَقَالَ أَبُو حَاتِم لين الحَدِيث وَأَبُو إِسْرَائِيل أحب إِلَيّ مِنْهُ وَقَالَ صَالح بن أَحْمد عَن أَبِيه هُوَ أحب إِلَيّ من إِسْرَائِيل ثمَّ قَالَ مَا أقرّ بهما وحديثهما عَن أبي إِسْحَاق لين احْتج بِهِ الْجَمَاعَة خَ زَكَرِيَّا بن يحيى بن عمر بن حُصَيْن بن حميد بن مهب الطَّائِي أَبُو السكين من شُيُوخ البُخَارِيّ تكلم فِيهِ الدَّارَقُطْنِيّ فَقَالَ مرّة لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ مرّة مَتْرُوك وَقَالَ الْحَاكِم يُخطئ فِي أَحَادِيث وَقَالَ الْخَطِيب ثِقَة قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح حَدِيثا وَاحِدًا وَهُوَ فِي الْعِيدَيْنِ عَنهُ عَن الْمحَاربي عَن مُحَمَّد بن سوقة وَعَن أَحْمَدَ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ سَعِيدٍ كِلَاهُمَا عَن سعيد بن جُبَير عَن بن عمر فِي قصَّته مَعَ الْحجَّاج حِين أَصَابَهُ سِنَان الرمْح قَالَ فِيهِ البُخَارِيّ حَدثنَا زَكَرِيَّا بن يحيى أَبُو السكين وَأخرج ثَلَاثَة أَحَادِيث أُخْرَى فِي الصَّحِيح عَن زَكَرِيَّا بن يحيى غير مكني وَلَا مَنْسُوب اثْنَان مِنْهَا عَنهُ عَن عبد الله بن نمير وَالْآخر عَنهُ عَن أبي أُسَامَة وزَكَرِيا بن يحيى فِي هَذِه الْمَوَاضِع الثَّلَاثَة هُوَ الْبَلْخِي وَلَيْسَ لأبي السكين عِنْده سوى الأول وَقد أخرج شَاهده بجانبه وَالله أعلم ع زُهَيْر بن مُحَمَّد النميمي أَبُو الْمُنْذر الخرساني نزيل مَكَّة مُخْتَلف فِيهِ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَأَن زُهَيْر الَّذِي روى عَنهُ أهل الشَّام آخر فَإِن رِوَايَة أَصْحَابنَا عَنهُ مُسْتَقِيمَة عِنْد عبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَأبي عَامر الْعَقدي وَأما رِوَايَة عَمْرو بن أبي سَلمَة التنيسِي فبواطيل وَقَالَ أَبُو حَاتِم فِي حفظه سوء وَحَدِيثه بِالشَّام أنكر من حَدِيثه بالعراق وَقَالَ الْعجلِيّ وَالْبُخَارِيّ وَالنَّسَائِيّ نَحْو ذَلِك وَقَالَ بن عدي لَعَلَّ أهل الشَّام أخطؤا عَلَيْهِ فَإِن رِوَايَات أهل الْعرَاق عَنهُ تشبه المستقيمة وَأَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ وَاخْتلفت فِيهِ الرِّوَايَة عَن يحيى بن معِين وَهُوَ بِحَسب أَحَادِيث من روى عَنهُ وأفرط بن عبد الْبر فَقَالَ إِنَّه ضَعِيف عِنْد الْجَمِيع وَتعقبه صَاحب الْمِيزَان بِأَن الْجَمَاعَة احْتَجُّوا بِهِ وَهُوَ كَمَا قَالَ قد أخرج لَهُ الْجَمَاعَة لَكِن لَهُ عِنْد البُخَارِيّ حَدِيث وَاحِد فِي كتاب المرضى قَالَ فِيهِ حَدثنِي عبد الله بن مُحَمَّد حَدثنَا عبد الْملك بن عَمْرو وَهُوَ أَبُو عَامر الْعَقدي حَدثنَا زُهَيْر بن مُحَمَّد عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حلحلة عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَعَن أبي هُرَيْرَة حَدِيث مَا يُصِيب الْمُسلم من نصب الحَدِيث وَقد تَابعه الْوَلِيد بن كثير عِنْد مُسلم وَأخرج البُخَارِيّ فِي الاسْتِئْذَان بِهَذَا الْإِسْنَاد إِلَى زُهَيْر عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ حَدِيث إيَّاكُمْ وَالْجُلُوس فِي الطرقات الحَدِيث وَلم ينْسب زهيرا عِنْده فَذكر الْمزي وَغَيره أَنه زُهَيْر بن مُحَمَّد وَقد تَابعه عَلَيْهِ حَفْص بن ميسرَة عِنْدهمَا والدراوردي عِنْد مُسلم وَأبي دَاوُد كِلَاهُمَا عَن زيد بن أسلم بِهِ وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ غَيْرُ هَذَا خَ ت ق زِيَاد بن الرّبيع اليحمدي الْبَصْرِيّ يكنى أَبَا خِدَاش وَثَّقَهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَأَبُو دَاوُد وبن حبَان وَذكره بن عدي فِي الْكَامِل وَنقل عَن الدولابي عَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ فِي إِسْنَاده نظر قلت قد روى لَهُ البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح حَدِيثا وَاحِدًا فِي الْمَغَازِي من رِوَايَته عَن أبي عمرَان الْجونِي عَن أنس أَنه نظر إِلَى النَّاس وَعَلَيْهِم الطيالسة الحَدِيث مَا لَهُ عِنْده غَيره وَقَالَ بن عدي بعد أَن أورد لَهُ هَذَا الحَدِيث وَغَيره مَا أرى بِرِوَايَاتِهِ بَأْسا خَ م ت ق زِيَاد بن عبد الله بن الطُّفَيْل البكائي العامري الْكُوفِي رَاوِي الْمَغَازِي عَن بن إِسْحَاق قَالَ يحيى بن آدم عَن عبد الله بن إِدْرِيس مَا(1/403)
أجد أثبت فِي بن إِسْحَاق مِنْهُ لِأَنَّهُ أمْلى عَلَيْهِ إملاء مرَّتَيْنِ وَقَالَ صَالح جزرة زِيَاد فِي نَفسه ضَعِيف وَلكنه أثبت النَّاس فِي كتاب الْمَغَازِي وَكَذَا قَالَ عُثْمَان الدَّارمِيّ وَغَيره عَن بن معِين قَالَ وَكِيع هُوَ مَعَ شرفه لَا يكذب وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل وَأَبُو دَاوُد حَدِيثه حَدِيث أهل الصدْق وَضَعفه عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَالنَّسَائِيّ وبن سعد وأفرط بن حبَان فَقَالَ لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ إِذا انْفَرد قلت لَيْسَ لَهُ عِنْد البُخَارِيّ سوى حَدِيثه عَن حميد عَن أنس أَن عَمه غَابَ عَن قتال بدر الحَدِيث أوردهُ فِي الْجِهَاد عَن عَمْرو بن زُرَارَة عَنهُ مَقْرُونا بِحَدِيث عبد الْأَعْلَى عَن حميد وروى لَهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وبن ماجة ع زيد بن أبي أنيسَة الْجَزرِي أَبُو أُسَامَة أَصله من الْكُوفَة ثمَّ سكن الرهاء مُتَّفق على الِاحْتِجَاج بِهِ وتوثيقه لَكِن قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل فِيمَا حَكَاهُ الْعقيلِيّ حَدِيثه حسن مقارب وَأَن فِيهِ لبَعض النكرَة وَقَالَ الْمروزِي سَأَلت أَحْمد عَنهُ فحرك يَده وَقَالَ صَالح وَلَيْسَ هُوَ بِذَاكَ قلت فِي صَحِيح البُخَارِيّ حَدِيثه عَن الْمنْهَال بن عَمْرو ع زيد بن وهب الْجُهَنِيّ أَبُو سُلَيْمَان الْكُوفِي من كبار التَّابِعين رَحل إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقبض وَهُوَ فِي الطَّرِيق قَالَ زُهَيْر بن مُعَاوِيَة عَن الْأَعْمَش إِذا حَدثَك زيد بن وهب عَن أحد فكأنك سمعته من الَّذِي حَدثَك عَنهُ وَثَّقَهُ بن معِين وبن خرَاش وبن سعد وَالْعجلِي وَجُمْهُور الْأَئِمَّة وشذ يَعْقُوب بن سُفْيَان الْفَسَوِي فَقَالَ فِي حَدِيثه خلل كثير ثمَّ سَاق من رِوَايَته قَول عمر فِي حَدِيثه يَا حُذَيْفَة بِاللَّه أَنا من الْمُنَافِقين قَالَ الْفَسَوِي وَهَذَا محَال قلت هَذَا تعنت زَائِد وَمَا بِمثل هَذَا تضعف الْإِثْبَات وَلَا ترد الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة فَهَذَا صدر من عمر عِنْد غَلَبَة الْخَوْف وَعدم أَمن الْمَكْر فَلَا يلْتَفت إِلَى هَذِه الوساوس الْفَاسِدَة فِي تَضْعِيف الثِّقَات وَالله أعلم ... حرف السِّين خَ د س ق سَالم بن عجلَان الْأَفْطَس الْجَزرِي مولى بني أُميَّة وَثَّقَهُ أَحْمد وَالْعجلِي وبن سعد وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَغَيرهم قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق نقي الحَدِيث وَكَانَ مرجئا وَقَالَ الْجوزجَاني كَانَ يُخَاصم فِي الإرجاء دَاعِيَة وَهُوَ فِي الحَدِيث متماسك وأفرط بن حبَان فَقَالَ كَانَ مرجئا يقلب الْأَخْبَار وينفرد بالمعضلات عَن الثِّقَات أتهم بِأَمْر سوء فَقتل صبرا قلت قد ذكر بن سعد أَن عبد الله بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَتله لما غلب على الشَّام وَذكر الْعجلِيّ أَنه كَانَ مَعَ بني أُميَّة فَلَمَّا قدم بَنو الْعَبَّاس حران قَتَلُوهُ وَقَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ إِبْرَاهِيم الإِمَام عِنْد سَالم الْأَفْطَس مَحْبُوسًا يَعْنِي فَمَاتَ فِي زمن مَرْوَان الْحمار فَلَمَّا قدم عبد الله بْنِ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ حران دَعَا بِهِ فَضرب عُنُقه انْتهى فَهَذَا هُوَ الْأَمر السوء الَّذِي زعم بن حبَان أَنه اتهمَ بِهِ وَهُوَ كَونه مالأ على قتل إِبْرَاهِيم وَأما مَا وَصفه بِهِ من قلب الْأَخْبَار وَغير ذَلِك فمردود بتوثيق الْأَئِمَّة لَهُ وَلم يسْتَطع بن حبَان أَن يُورد لَهُ حَدِيثا وَاحِدًا وَلَيْسَ لَهُ عِنْد البُخَارِيّ سوى حديثين أَحدهمَا حَدِيثه عَن سعيد بن جُبَير عَن بن عَبَّاس الشِّفَاء فِي ثَلَاث الحَدِيث وَالْآخر بِهَذَا الْإِسْنَاد أَي الْأَجَليْنِ قضى مُوسَى وَلكُل مِنْهُمَا مَا يشْهد لَهُ وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن إِلَّا التِّرْمِذِيّ خَ م ع سُرَيج بن النُّعْمَان الْجَوْهَرِي من كبار شُيُوخ البُخَارِيّ وَثَّقَهُ بن معِين وَالْعجلِي وبن سعد وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ أَبُو دَاوُد ثِقَة غلط فِي أَحَادِيث قلت لم يكثر عَنهُ البُخَارِيّ بل أخرج عَنهُ فِي الْجُمُعَة عَن فليح عَن عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي يَوْم الْجُمُعَة حِين تَزُول الشَّمْس وَهَذَا الحَدِيث قد تَابعه عَلَيْهِ عِنْد أَحْمد أَبُو عَامر(1/404)
الْعَقدي وَيُونُس بن مُحَمَّد الْمُؤَدب وَغير وَاحِد عِنْد غَيره هَذَا مَا لَهُ عَنهُ بِلَا وَاسِطَة وَله عَنهُ بِوَاسِطَة ثَلَاثَة أَحَادِيث أَحدهَا فِي الْمَغَازِي وَفِي بَاب عمْرَة الْقَضَاء وَالْآخر فِي بَاب حجَّة الْوَدَاع وَالثَّالِث فِي بَاب الرمل فِي الْحَج وَالْعمْرَة وَالْأَحَادِيث الثَّلَاثَة بِسَنَد وَاحِد عَنهُ عَن فليح عَن نَافِع عَن بن عمر وَهَذَا جَمِيع مَا لَهُ عِنْده وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة خَ ت ق سَعْدَان بن بشر الْجُهَنِيّ يُقَال اسْمه سعيد قَالَ بن الْمَدِينِيّ لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَالح وَقَالَ الْحَاكِم عَن الدَّارَقُطْنِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ قلت لَهُ عِنْد البُخَارِيّ حَدِيث وَاحِد فِي عَلَامَات النُّبُوَّة بمتابعة إِسْرَائِيل كِلَاهُمَا عَن سعد بن مُجَاهِد الطَّائِي عَن مُحِلِّ بْنِ خَلِيفَةَ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ ع سعيد بن إِيَاس الْجريرِي الْبَصْرِيّ أحد الْأَثْبَات قَالَ أَبُو طَالب عَن أَحْمد كَانَ مُحدث أهل الْبَصْرَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم تغير قبل مَوته فَمن كتب عَنهُ قَدِيما فسماعه صَالح وَقَالَ بن أبي عدي سمعنَا مِنْهُ بعد مَا تغير وَقَالَ يحيى بن سعيد الْقطَّان عَن كهمس أَنْكَرْنَا الْجريرِي أَيَّام الطَّاعُون وَقَالَ بن حبَان اخْتَلَط قبل مَوته بِثَلَاث سِنِين وَلم يفحش اخْتِلَاطه قلت اتَّفقُوا على ثقته حَتَّى قَالَ النَّسَائِيّ هُوَ أثبت من خَالِد الْحذاء وَقَالَ الْعجلِيّ عبد الْأَعْلَى من أصحهم عَنهُ حَدِيثا سمع مِنْهُ قبل أَن يخْتَلط بثمان سِنِين انْتهى وَمَا أخرج البُخَارِيّ من حَدِيثه إِلَّا عَن عبد الْأَعْلَى وَعبد الْوَارِث وَبشر بن الْمفضل وَهَؤُلَاء سمعُوا مِنْهُ قبل الِاخْتِلَاط نعم وَأخرج لَهُ البُخَارِيّ أَيْضا من رِوَايَة خَالِد الوَاسِطِيّ عَنهُ وَلم يتحرر لي أمره إِلَى الْآن هَل سمع مِنْهُ قبل الِاخْتِلَاط أَو بعده لَكِن حَدِيثه عَنهُ بمتابعة بشر بن الْمفضل كِلَاهُمَا عَنهُ عَن أبي بكرَة عَن أَبِيه وروى لَهُ الْبَاقُونَ ع سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري أَبُو سعيد الْمدنِي صَاحب أبي هُرَيْرَة مجمع على ثقته لَكِن كَانَ شُعْبَة يَقُول حَدثنَا سعيد المَقْبُري بعد أَن كبر وَزعم الْوَاقِدِيّ أَنه اخْتَلَط قبل مَوته بِأَرْبَع سِنِين وَتَبعهُ بن سعد وَيَعْقُوب بن شيبَة وبن حبَان وَأنكر ذَلِك غَيرهم وَقَالَ السَّاجِي عَن يحيى بن معِين أثبت النَّاس فِيهِ بن أبي ذِئْب وَقَالَ بن خرَاش أثبت النَّاس فِيهِ اللَّيْث بن سعد قلت أَكثر مَا أخرج لَهُ البُخَارِيّ من حَدِيث هذَيْن عَنهُ وَأخرج أَيْضا من حَدِيث مَالك وَإِسْمَاعِيل بن أُميَّة وَعبيد الله بن عمر الْعمريّ وَغَيرهم من الْكِبَار وروى لَهُ الْبَاقُونَ لَكِن لم يخرجُوا من حَدِيث شُعْبَة عَنهُ شَيْئا ع سعيد بن سُلَيْمَان الوَاسِطِيّ الْمَعْرُوف بسعدويه نزيل بَغْدَاد من شُيُوخ البُخَارِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة مَأْمُون وَلَعَلَّه أوثق من عَفَّان وَقَالَ الدوري عَن بن معِين كَانَ أَكيس من عَمْرو بن عون وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد عَن أَبِيه كَانَ صَاحب تَصْحِيف مَا يثبت وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ قلت هَذَا تليين مُبْهَم لَا يقبل وَلم يكثر عَنهُ البُخَارِيّ نعم روى هُوَ وَالْبَاقُونَ أَيْضا عَن رجل عَنهُ وَجَمِيع مَا لَهُ فِي البُخَارِيّ خَمْسَة أَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا شَيْء تفرد بِهِ خَ ت س ق سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّة الثَّقَفِيّ الجبيري الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَأَبُو زرْعَة وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ الْحَاكِم عَن الدَّارَقُطْنِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ يحدث بِأَحَادِيث يسندها وَغَيره يوقفها واستنكر البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ حَدِيثا من رِوَايَته عَن عبد الله بن بُرَيْدَة وروى لَهُ فِي الصَّحِيح حديثين أَحدهمَا من رِوَايَته عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ عَنْ أنس فِي الْأَشْرِبَة وَله شَوَاهِد وَالْآخر من رِوَايَته عَن عَمه زِيَاد بن جُبَير بن حَيَّة عَن أَبِيه عَن الْمُغيرَة بن شُعْبَة وَهُوَ حَدِيث طَوِيل فِي قصَّة فتح الْمَدَائِن أوردهُ فِي الْجِزْيَة مطولا وَفِي التَّوْحِيد مُخْتَصرا وَله شَاهد من حَدِيث معقل بن يسَار وَأوردهُ بن أبي شيبَة بِسَنَد قوي وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن غير أبي دَاوُد ع سعيد بن أبي عرُوبَة واسْمه مهْرَان الْعَدوي أَبُو النَّضر الْبَصْرِيّ من كبار الْأَئِمَّة وَثَّقَهُ الْأَئِمَّة كلهم إِلَّا أَنه رمى بِالْقدرِ وَقَالَ الْعجلِيّ كَانَ لَا يَدْعُو إِلَيْهِ وَكَانَ قد كبر وَاخْتَلَطَ وَقَالَ بن أبي خَيْثَمَة عَن بن معِين أثبت النَّاس(1/405)
فِي قَتَادَة هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة سعيد بن أبي عرُوبَة وَشعْبَة وَهِشَام الدستوَائي وَقَالَ أَبُو عوَانَة مَا كَانَ عندنَا فِي ذَلِك الْوَقْت أحفظ مِنْهُ وَقَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ أعلم النَّاس بِحَدِيث قَتَادَة وَقَالَ أَبُو دَاوُد الطَّيَالِسِيّ كَانَ أحفظ أَصْحَاب قَتَادَة وَقَالَ أَبُو زرْعَة أحفظ أَصْحَاب قَتَادَة سعيد وَهِشَام وَقَالَ دُحَيْم اخْتَلَط سعيد مخرج إِبْرَاهِيم بن عبد الله بن الْحسن وَقَالَ أَبُو نعيم سَمِعت مِنْهُ بعد مَا اخْتَلَط وَقَالَ النَّسَائِيّ حدث سعيد عَن جمَاعَة لم يسمع مِنْهُم شَيْئا وهم هِشَام بن عُرْوَة وَعَمْرو بن دِينَار وَسمي جمَاعَة من هَذَا الضَّرْب من أهل الْكُوفَة وَأهل الْحجاز قلت لم يخرج لَهُ البُخَارِيّ عَن غير قَتَادَة سوى حَدِيث وَاحِد أوردهُ فِي كتاب اللبَاس من طَرِيق عبد الْأَعْلَى عَنهُ قَالَ سَمِعت النَّضر بن أنس يحدث عَن قَتَادَة عَن بن عَبَّاس فَذكر حَدِيث من صور صُورَة وَقد وَافقه على إِخْرَاجه مُسلم وَرَوَاهُ أَيْضا من حَدِيث هِشَام عَن قَتَادَة عَن النَّضر وَأما مَا أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيثه عَن قَتَادَة فأكثره مِنْ رِوَايَةِ مَنْ سَمِعَ مِنْهُ قَبْلَ الِاخْتِلَاطِ وَأخرج عَمَّن سمع مِنْهُ بعد الِاخْتِلَاط قَلِيلا كمحمد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ وروح بن عبَادَة وبن أبي عدي فَإِذا أخرج من حَدِيث هَؤُلَاءِ انتقى مِنْهُ مَا توافقوا عَلَيْهِ كَمَا سنبينه فِي موَاضعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ خَ م ت سعيد بن عَمْرو بن أَشوع الْكُوفِي من الْفُقَهَاء وَثَّقَهُ بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَالْعجلِي وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأما أَبُو إِسْحَاق الْجوزجَاني فَقَالَ كَانَ زائغا غاليا يَعْنِي فِي التَّشَيُّع قلت والجوزجاني غال فِي النصب فتعارضا وَقد احْتج بِهِ الشَّيْخَانِ وَالتِّرْمِذِيّ لَهُ عِنْده حديثان أَحدهمَا مُتَابعَة ع سعيد بن فَيْرُوز أَبُو البخْترِي الطَّائِي مَشْهُور فِي التَّابِعين وَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو زرْعَة وَالْعجلِي وَقَالَ كَانَ يتشيع وَقَالَ أَبُو دَاوُد لم يسمع من أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَقَالَ بن معِين لم يسمع من عَليّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم رِوَايَته عَن أبي ذَر وَعمر وَعَائِشَة وَزيد بن ثَابت رَضِي الله عَنْهُم مُرْسلَة وَلم يسمع من رَافع بن خديج وَقَالَ بن سعد كَانَ كثير الحَدِيث وَيُرْسل كثيرا فَمَا كَانَ من حَدِيثه سَمَاعا فَهُوَ حسن وَمَا كَانَ عَن غَيره فَهُوَ ضَعِيف قلت أخرج لَهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا عَن بن عمر وَعَن بن عَبَّاس جَمِيعًا صرح عِنْده بِسَمَاعِهِ فِيهِ وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ خَ م س سعيد بن كثير بن عفير أَبُو عُثْمَان الْبَصْرِيّ وَقد ينْسب إِلَى جده مَشْهُور من شُيُوخ البُخَارِيّ قَالَ بن معِين وثقة وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق إِلَّا أَنه كَانَ يقرئ من كتب النَّاس وَقَالَ النَّسَائِيّ صَالح وبن أبي مَرْيَم أحب إِلَيّ مِنْهُ وَأوردهُ بن عدي فِي الْكَامِل وَنقل عَن الدولابي عَن السَّعْدِيّ قَالَ سعيد بن عفير فِيهِ غير لون من الْبدع وَكَانَ مخلطا غير ثِقَة ثمَّ تعقب ذَلِك بن عدي فَقَالَ هَذَا الَّذِي قَالَه السَّعْدِيّ لَا معنى لَهُ وَلَا بَلغنِي عَن أحد فِي سعيد كَلَام وَهُوَ عِنْد النَّاس ثِقَة وَلم ينْسب إِلَى بدع وَلَا كذب وَلم أجد لَهُ بعد استقصائي على حَدِيثه شَيْئا يُنكر عَلَيْهِ سوى حديثين رَوَاهُمَا عَن مَالك فذكرهما وَقَالَ لَعَلَّ الْبلَاء فيهمَا من ابْنه عبيد الله لِأَن سعيد بن غفير مُسْتَقِيم الحَدِيث قلت لم يكثر عَنهُ البُخَارِيّ وروى لَهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ ع سعيد بن أبي هِلَال اللَّيْثِيّ أَبُو الْعَلَاء الْمصْرِيّ أَصله من الْمَدِينَة وَنَشَأ بهَا ثمَّ سكن مصر وَثَّقَهُ بن سعد وَالْعجلِي وَأَبُو حَاتِم وبن خُزَيْمَة وَالدَّارَقُطْنِيّ وبن حبَان وَآخَرُونَ وشذ السَّاجِي فَذكره فِي الضُّعَفَاء وَنقل عَن أَحْمد بن حَنْبَل أَنه قَالَ مَا أَدْرِي أَي شَيْء حَدِيثه يخلط فِي الْأَحَادِيث وَتبع أَبُو مُحَمَّد بن حزم السَّاجِي فضعف سعيد بن أبي هِلَال مُطلقًا وَلم يصب فِي ذَلِك وَالله أعلم احْتج بِهِ الْجَمَاعَة خَ م س ق سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ اللَّخْمِيُّ أَبُو يحيى الْمَعْرُوف بسعدان نزيل دمشق وَأَصله من الْكُوفَة قَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق وَقَالَ دُحَيْم مَا هُوَ عِنْدِي مِمَّن يتهم بِالْكَذِبِ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَيْسَ بِذَاكَ وَقَالَ بن حبَان مُسْتَقِيم الحَدِيث قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ حَدِيث وَاحِد من رِوَايَته عَن مُحَمَّد بن أبي حَفْصَة عَن(1/406)
الزُّهْرِيّ توبع عَلَيْهِ عِنْده روى لَهُ النَّسَائِيّ وبن ماجة خَ ت سعيد بن يحيى بن مهْدي الْحِمْيَرِي أَبُو سُفْيَان الوَاسِطِيّ مَشْهُور بكنيته وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُد وَقَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة كَانَ صَدُوقًا وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ متوسط الْحَال لَيْسَ بِالْقَوِيّ قلت لَهُ فِي الصَّحِيح حَدِيث وَاحِد فِي تَفْسِير سُورَة ق من رِوَايَته عَن عَوْف عَن مُحَمَّد بن سِيرِين وَله شَاهد وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ حَدِيثا وَاحِدًا أَيْضا خَ م س سلم بن زرير أَبُو يُونُس الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَأَبُو زرْعَة وَالْعجلِي وَقَالَ بن معِين كَانَ الْقطَّان يستضعفه وَقَالَ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ بن حبَان لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ إِذا انْفَرد وَقَالَ الْحَاكِم أخرج لَهُ البُخَارِيّ فِي الْأُصُول قلت جَمِيع مَا لَهُ عِنْده ثَلَاثَة أَحَادِيث أَحدهَا حَدِيثه عَن أبي رَجَاء عَن عمرَان بن حُصَيْن فِي قصَّة نومهم عَن الصَّلَاة فِي الْوَادي وَهُوَ عِنْده بمتابعة عَوْف عَن أبي رَجَاء وَوَافَقَهُ مُسلم وَلم يخرج لَهُ غَيره وَالثَّانِي بِهَذَا الْإِسْنَاد والمتابعة حَدِيث اطَّلَعْتُ فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا الْفُقَرَاءَ الحَدِيث وَالثَّالِث حَدِيثه عَن أبي رَجَاء عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِابْنِ صياد خبأت لَك خبيئا وَلم يخرج لَهُ فِي الْأُصُول غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد مَعَ أَن لهَذَا الحَدِيث شَوَاهِد كَثِيرَة وَالله الْمُوفق وروى لَهُ النَّسَائِيّ خَ ع سلم بن قُتَيْبَة الشعيري أَبُو قُتَيْبَة وَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو دَاوُد وَأَبُو زرْعَة وَالدَّارَقُطْنِيّ وَغَيرهم وَقَالَ يحيى بن سعيد لَيْسَ هُوَ من جمال المحامل وَقَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ كثير الْوَهم قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ ثَلَاثَة أَحَادِيث أَو أَرْبَعَة وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن خَ ت ق سَلمَة بن رَجَاء التَّمِيمِي أَبُو عبد الرَّحْمَن الْكُوفِي قَالَ أَبُو حَاتِم مَا بِهِ بَأْس وَقَالَ أَبُو زرْعَة صَدُوق وَقَالَ بن معِين لَيْسَ بِشَيْء وَضَعفه النَّسَائِيّ قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ حَدِيث وَاحِد فِي الْفَضَائِل رَوَاهُ عَن إِسْمَاعِيل بن الْخَلِيل عَنْهُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ فِي ذكر يَوْم أحد وَأورد فِي الْمَغَازِي من طَرِيق أبي أُسَامَة عَن هِشَام نَحوه وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وبن ماجة ع سُلَيْمَان بن بِلَال الْكُوفِي الْمدنِي أحد الثِّقَات الْمَشَاهِير وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وبن سعد والخليلي وَآخَرُونَ قَالَ عبد الرَّحْمَن بن مهْدي نَدِمت أَن لَا أكون أكثرت عَنهُ وَنقل بن شاهين فِي كتاب الثِّقَات عَن عُثْمَان بن أبي شيبَة أَنه قَالَ فِيهِ لَا بَأْس بِهِ لَكِن لَيْسَ مِمَّن يعْتَمد على حَدِيثه قلت وَهُوَ تليين غير مَقْبُول فقد اعْتَمدهُ الْجَمَاعَة ع سُلَيْمَان بن حَيَّان أَبُو خَالِد الْأَحْمَر الْكُوفِي مَشْهُور قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَوَثَّقَهُ بن سعد وَالْعجلِي وبن الْمَدِينِيّ وَغَيرهم وَقَالَ بن معِين صَدُوق وَلَيْسَ بِحجَّة وَقَالَ بن عدي إِنَّمَا أَتَى من سوء حفظه فيغلط ويخطىء وَقَالَ أَبُو بكر الْبَزَّار اتّفق أهل الْعلم بِالنَّقْلِ أَنه لم يكن حَافِظًا وَأَنه روى عَن الْأَعْمَش وَغَيره أَحَادِيث لم يُتَابع عَلَيْهَا قلت لَهُ عِنْد البُخَارِيّ نَحْو ثَلَاثَة أَحَادِيث من رِوَايَته عَن حميد وَهِشَام بن عُرْوَة وَعبيد الله بن عبد الله بن عمر كلهَا مِمَّا توبع عَلَيْهِ وعلق لَهُ عَن الْأَعْمَش حَدِيثا وَاحِدًا فِي الصّيام وروى لَهُ الْبَاقُونَ خَ م د س سُلَيْمَان بن دَاوُد الْعَتكِي أَبُو الرّبيع الزهْرَانِي الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَآخَرُونَ وشذ عبد الرَّحْمَن بن يُوسُف بن خرَاش فَقَالَ تكلم فِيهِ النَّاس وَهُوَ صَدُوق انْتهى وَلم نجد فِيهِ لأحد كلَاما إِلَّا بالتوثيق روى عَنهُ البُخَارِيّ وَمُسلم وَأَبُو دَاوُد وروى لَهُ النَّسَائِيّ بِوَاسِطَة خَ ع سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن الدِّمَشْقِي الْمَعْرُوف بِابْن بنت شُرَحْبِيل قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ صَدُوقًا مُسْتَقِيم الحَدِيث وَلكنه كَانَ يروي عَن الضُّعَفَاء والمجاهيل وَكَانَ فِي حد لَو أَن رجلا وضع لَهُ حَدِيثا لم يفهم وَقَالَ الْآجُرِيّ عَن أبي دَاوُد هُوَ ثِقَة يُخطئ النَّاس قلت فَهُوَ حجَّة قَالَه الْحجَّة أَحْمد بن حَنْبَل وَقَالَ يَعْقُوب بن سُفْيَان كَانَ صَحِيح الْكتاب إِلَّا أَنه كَانَ يحول يَعْنِي ينْسَخ من أَصله فَإِن وَقع مِنْهُ شَيْء فَمن النَّقْل وَهُوَ ثِقَة وَقَالَ الْحَاكِم قلت للدارقطني أَلَيْسَ عِنْده مَنَاكِير قَالَ بلَى حدث(1/407)
بهَا عَن قوم ضعفاء وَأما هُوَ فَثِقَة قلت وروى عَنهُ البُخَارِيّ أَحَادِيث يسيرَة من رِوَايَته عَن الْوَلِيد بن مُسلم فَقَط وروى لَهُ مَقْرُونا بمُوسَى بن هَارُون البردي حَدِيثا من رِوَايَته عَن الْوَلِيد أَيْضا وروى لَهُ الْبَاقُونَ سوى مُسلم ع سُلَيْمَان بن كثير الْعَبْدي قَالَ النَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ إِلَّا فِي الزُّهْرِيّ فَإِنَّهُ يُخطئ عَلَيْهِ وَقَالَ بن معِين ضَعِيف وَقَالَ الذهلي والعقيلي مُضْطَرب الحَدِيث عَن الزُّهْرِيّ وَفِي غَيره أثبت وَقَالَ بن عدي لم أسمع أحدا قَالَ فِي رِوَايَته عَن غير الزُّهْرِيّ شَيْئا وَله عَن الزُّهْرِيّ أَحَادِيث صَالِحَة وَلَا بَأْس بِهِ قلت روى لَهُ البُخَارِيّ من حَدِيثه عَن حُصَيْن وعلق لَهُ عَن الزُّهْرِيّ مُتَابعَة وروى لَهُ مُسلم وَالْبَاقُونَ خَ د ت ق سِنَان بن ربيعَة الْبَصْرِيّ الْبَاهِلِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم شيخ مُضْطَرب الحَدِيث وَقَالَ يحيى بن معِين لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ بن عدي أَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ قلت لَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ فِي كتاب الْأَطْعِمَة مَقْرُونا بالجعد بن عُثْمَان وَمُحَمّد بن سِيرِين ثَلَاثَتهمْ عَن أنس وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن سوى النَّسَائِيّ خَ د سنيد بن دَاوُد المصِّيصِي صَاحب التَّفْسِير حكى عَن أَحْمد بن حَنْبَل أَنه حضر مَعَه عِنْد حجاج فِي سَماع الْجَامِع لِابْنِ جريج وَكَانَ يحمل حجاجا على أَن يُدَلس تَدْلِيس التَّسْوِيَة وَضَعفه أَبُو دَاوُد وَأَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ قلت لم يثبت لي أَن البُخَارِيّ روى عَنهُ بل وَقع فِي كتاب التَّفْسِير عِنْده حَدثنَا صَدَقَة بن الْفضل حَدثنَا حجاج بن مُحَمَّد فَذكر حَدِيثا فِي تَفْسِير سُورَة النِّسَاء فَوَقع فِي رِوَايَة أبي عَليّ بن السكن وَحده فِي هَذَا الْموضع حَدثنَا سنيد بن دَاوُد حَدثنَا حجاج فَذكره وَلم يذكر صَدَقَة وَقَول بن السكن شَاذ إِلَّا أَنه مُحْتَمل وَالَّذِي أَظُنهُ أَنه كَانَ فِي الأَصْل عَن صَدَقَة وسنيد جَمِيعًا عَن حجاج فاقتصر الْجَمَاعَة على صَدَقَة لِثِقَتِهِ وَاقْتصر بن السكن على سنيد بقرينه التَّفْسِير وَالله أعلم خَ د س سهل بن بكار أَبُو بشر الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ بن حبَان رُبمَا وهم وَأَخْطَأ قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح حديثين كِلَاهُمَا عَن وهيب بن خَالِد أَحدهمَا فِي الْحَج بمتابعة مُوسَى بن إِسْمَاعِيل وَالْآخر فِي الزَّكَاة بِتَمَامِهِ وَفِي الْجِزْيَة مُخْتَصرا بمتابعة سُلَيْمَان بن بِلَال لوهيب وروى عَنهُ أَبُو دَاوُد وروى لَهُ النَّسَائِيّ ع سُهَيْل بن أبي صَالح السمان أحد الْأَئِمَّة الْمَشْهُورين المكثرين وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَغَيرهمَا وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ بن معِين صُوَيْلِح وَقَالَ البُخَارِيّ كَانَ لَهُ أَخ فَمَاتَ فَوجدَ عَلَيْهِ فسَاء حفظه قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ حَدِيث وَاحِد فِي الْجِهَاد بقرون بِيَحْيَى بن سعيد الْأنْصَارِيّ كِلَاهُمَا عَن النُّعْمَانِ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ وَذكر لَهُ حديثين آخَرين مُتَابعَة فِي الدَّعْوَات وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ خَ م د س ق سَلام بن مِسْكين الْأَزْدِيّ أَبُو روح الْبَصْرِيّ أحد الْأَثْبَات وَثَّقَهُ الْأَئِمَّة وَقَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ يذهب إِلَى الْقدر وَاحْتج بِهِ الْجَمَاعَة سوى التِّرْمِذِيّ وَلَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حديثين أَحدهمَا فِي الطِّبّ وَالْآخر فِي الْأَدَب خَ م د س ق سَلام بن أبي مُطِيع الْخُزَاعِيّ أَبُو سعيد الْبَصْرِيّ مَشْهُور وَقَالَ أَحْمد ثِقَة صَاحب سنة وَقَالَ بن عدي لَيْسَ بِمُسْتَقِيم الحَدِيث عَن قَتَادَة خَاصَّة وَلم أر أحدا من الْمُتَقَدِّمين نسبه إِلَى الضعْف وَقَالَ بن حبَان كَانَ سيء الْأَخْذ لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ إِذا انْفَرد وَقَالَ الْحَاكِم نسب إِلَى الْغَفْلَة وَسُوء الْحِفْظ قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ حديثان أَحدهمَا فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَفِي الِاعْتِصَام بمتابعة حَمَّاد بن زيد وَغَيره لَهُ عَن أبي عمرَان الْجونِي عَن جُنْدُب وَالْآخر فِي الدَّعْوَات بمتابعة أبي مُعَاوِيَة وَغَيره عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ خَ م د س ق سيف بن سُلَيْمَان المَخْزُومِي الْمَكِّيّ أحد الْأَثْبَات قَالَ بن الْمَدِينِيّ عَن يحيى الْقطَّان كَانَ عندنَا ثبتا وَقَالَ أَبُو دَاوُد ثِقَة يَرْمِي بِالْقدرِ وَقَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة ثَبت وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِي أَجمعُوا على أَنه صَدُوق ثِقَة غير أَنه اتهمَ بِالْقدرِ قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ أَحَادِيث أَحدهَا(1/408)
فِي الْأَطْعِمَة حَدِيث حُذَيْفَة فِي آنِية الذَّهَب بمتابعة الحكم وبن عون وَغَيرهمَا عَن مُجَاهِد عَن بن أبي ليلى عَنهُ ثَانِيهَا فِي الْحَج حَدِيث فِي الْقيام على الْبدن بمتابعة بن أبي نجيح وَغَيره عَن مُجَاهِد عَن بن أبي ليلى عَنهُ ثَالِثهَا فِي الْحَج أَيْضا حَدِيث كَعْب بن عجْرَة فِي الْفِدْيَة بمتابعة حميد بن قيس وَغير وَاحِد عَن مُجَاهِد عَن بن أبي ليلى عَنهُ رَابِعهَا فِي الصَّلَاة وَفِي التَّهَجُّد حَدِيث بن عُمَرَ عَنْ بِلَالٍ فِي صَلَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخرجه من حَدِيثه عَن مُجَاهِد عَنهُ وَله متابع عِنْده عَن نَافِع وَعَن سَالم مَعًا وَهَذِه الْأَحَادِيث وَقعت للْبُخَارِيّ عالية من حَدِيث مُجَاهِد فَإِنَّهُ رَوَاهَا عَن أبي نعيم عَن سيف هَذَا عَن مُجَاهِد وَلم أر لَهُ عِنْده من أَفْرَاده عَن مُجَاهِد غير الرَّابِع وَقد ذكرت أَنه أخرج شَاهده وَالله أعلم وروى لَهُ الْبَاقُونَ إِلَّا التِّرْمِذِيّ ... حرف الشين الْمُعْجَمَة ع شَبابَة بن سوار أَبُو عَمْرو الْمَدَائِنِي وَثَّقَهُ بن معِين وبن الْمَدِينِيّ وبن سعد وَأَبُو زرْعَة وَعُثْمَان بن أبي شيبَة وَغَيرهم وَقَالَ أَحْمد كتبت عَنهُ شَيْئا يَسِيرا قبل أَن أعلم أَنه يَقُول بالإرجاء وَقَالَ بن خرَاش كَانَ أَحْمد لَا يرضاه وَهُوَ صَدُوق وَقَالَ السَّاجِي نَحْو ذَلِك وَزَاد أَنه كَانَ دَاعِيَة وَقَالَ أَحْمد بن أبي يحيى عَن أَحْمد بن حَنْبَل تركته للإرجاء فَقيل لَهُ فَأَبُو مُعَاوِيَة كَانَ مرجئا فَقَالَ كَانَ شَبابَة دَاعِيَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ بن عدي إِنَّمَا ذمه النَّاس للإرجاء وَأما فِي الحَدِيث فَلَا بَأْس بِهِ قلت قد حكى سعيد بن عَمْرو البردعي عَن أبي زرْعَة أَن شَبابَة رَجَعَ عَن الإرجاء وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة خَ د س شبْل بن عباد الْمَكِّيّ من صغَار التَّابِعين وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَالدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو دَاوُد وَزَاد كَانَ يرى الْقدر قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ حديثان عَن بن أبي نجيح عَن مُجَاهِد بمتابعة وَرْقَاء بن عمر وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ خَ س شبيب بن سعيد الحبطي أَبُو سعيد الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ بن الْمَدِينِيّ وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ والذهلي وَقَالَ بن عدي عِنْده نُسْخَة عَن يُونُس عَن الزُّهْرِيّ مُسْتَقِيمَة وروى عَنهُ بن وهب أَحَادِيث مَنَاكِير فَكَأَنَّهُ لما قدم مصر حدث من حفظه فغلط وَإِذا حدث عَنهُ ابْنه أَحْمد فَكَأَنَّهُ شبيب آخر لِأَنَّهُ يجود عَنهُ قلت أخرج البُخَارِيّ من رِوَايَة ابْنه عَن يُونُس أَحَادِيث وَلم يخرج من رِوَايَته عَن غير يُونُس وَلَا من رِوَايَة بن وهب عَنهُ شَيْئا وروى لَهُ النَّسَائِيّ وَأَبُو دَاوُد فِي كتاب النَّاسِخ والمنسوخ ع شُجَاع بن الْوَلِيد بن قيس الكوني أَبُو بدر الْكُوفِي قَالَ أَحْمد كَانَ شَيخا صَدُوقًا صَالحا قَالَ ولقيته يَوْمًا مَعَ يحيى بن معِين فَقَالَ لَهُ يحيى يَا كَذَّاب فَقَالَ إِن كنت كذابا وَإِلَّا فهتكك الله قَالَ أَبُو عبد الله فأظن دَعْوَة الشَّيْخ أَدْرَكته وَقَالَ أَبُو بكر بن أبي خَيْثَمَة عَن بن معِين ثِقَة انْتهى فَكَأَنَّهُ كَانَ مازحه فَمَا احْتمل المزاح وَقَالَ بن أبي حَاتِم قلت لأبي شُجَاع بن الْوَلِيد أحب إِلَيْك أَو عبد الله بن بكر السَّهْمِي قَالَ عبد الله لِأَن شجاعا روى حَدِيث قَابُوس فِي الْعَرَب وَهُوَ مُنكر قلت فَمَا قَوْلك فِي شُجَاع قَالَ لين الحَدِيث شيخ لَيْسَ بالمتقن فَلَا يحْتَج بحَديثه إِلَّا أَن لَهُ عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة أَحَادِيث صحاحا وَسُئِلَ أَبُو زرْعَة عَنهُ فَقَالَ لَا بَأْس بِهِ وَكَانَ مَوْصُوفا بِالْعبَادَة وَوَثَّقَهُ أَيْضا الْعجلِيّ وبن نمير قلت لَيْسَ لَهُ عِنْد البُخَارِيّ سوى حَدِيث وَاحِد فِي الْمحصر وَقد توبع شَيْخه فِيهِ وَهُوَ عمر بن مُحَمَّد بن زيد الْعمريّ عَن نَافِع عَن بن عمر وروى لَهُ الْبَاقُونَ ع شريك بن(1/409)
عبد الله بن أبي نمر أَبُو عبد الْمدنِي وَثَّقَهُ بن سعد وَأَبُو دَاوُد وَقَالَ بن معِين وَالنَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ النَّسَائِيّ أَيْضا وبن الْجَارُودِ لَيْسَ بِالْقَوِيِّ وَكَانَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقطَّان لَا يحدث عَنهُ وَقَالَ السَّاجِي كَانَ يَرْمِي بِالْقدرِ وَقَالَ بن عدي إِذا روى عَنهُ ثِقَة فَلَا بَأْس بروايته قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة إِلَّا أَن فِي رِوَايَته عَن أنس لحَدِيث الْإِسْرَاء مَوَاضِع شَاذَّة كَمَا ذكرنَا ذَلِك فِي آخر الْفَصْل الْمَاضِي ع شَيبَان بن عبد الرَّحْمَن النَّحْوِيّ أحد الْأَثْبَات قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ثَبت فِي كل الْمَشَايِخ وَقَالَ بن معِين هُوَ أحب إِلَيّ فِي قَتَادَة من معمر وَقَالَ أَيْضا هُوَ ثِقَة صَاحب كتاب وَقَالَ أَيْضا ثِقَة فِي كل شَيْء وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَالْعجلِي وبن سعد وَالتِّرْمِذِيّ وَالْبَزَّار وَقَالَ السَّاجِي صَدُوق عِنْده مَنَاكِير وَأَحَادِيث عَن الْأَعْمَش تفرد بهَا وقرأت بِخَط الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان قَالَ أَبُو حَاتِم صَالح الحَدِيث لَا يحْتَج بِهِ قلت وَهُوَ وهم فِي النَّقْل فَالَّذِي فِي كتاب بن أبي حَاتِم عَن أَبِيه كُوفِي حسن الحَدِيث صَالح يكْتب حَدِيثه وَكَذَا نقل الْبَاجِيّ عَنهُ وَكَذَا هُوَ فِي تَهْذِيب الْكَمَال وَهُوَ الصَّوَاب وَأما قَول السَّاجِي فَهُوَ معَارض بقول أَحْمد بن حَنْبَل أَنه ثَبت فِي كل الْمَشَايِخ وَمَعَ ذَلِك فَلم أر فِي البُخَارِيّ من حَدِيثه عَن الْأَعْمَش شَيْئا لَا أصلا وَلَا اسْتِشْهَادًا نعم أخرج لَهُ أَحَادِيث من رِوَايَته عَن يحيى بن أبي كثير وَمَنْصُور بن الْمُعْتَمِر وَقَتَادَة وفراس بن يحيى وَزِيَاد بن علاقَة وهلال الْوزان وَاعْتَمدهُ الْجَمَاعَة كلهم وَالله أعلم ... حرف الصَّاد ع صَالح بن حَيّ وَاسم حَيّ حَيَّان وَحي لقب لَهُ وَقيل هُوَ صَالِحُ بْنُ صَالِحِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ حَيَّان وَقد ينْسب إِلَى جده فَيُقَال صَالح بن حَيّ أَو صَالح بن حَيَّان وَهُوَ وَالِد الْحسن بن حَيّ الْفَقِيه الْمَشْهُور وأخيه عَليّ قَالَ بن عُيَيْنَة كَانَ خيرا من ابنيه وَوَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَالنَّسَائِيّ وَالْعجلِي وَقَالَ روى عَن الشّعبِيّ أَحَادِيث يسيرَة وَقَالَ فِي مَوضِع آخر يكْتب حَدِيثه وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ قلت هَكَذَا وَقع فِي تَهْذِيب الْكَمَال أَن الْعجلِيّ ذكره فِي موضِعين وَلَيْسَ كَذَلِك بل كَلَامه الأول فِي صَاحب التَّرْجَمَة وَلم أر لأحد قطّ فِيهِ كلَاما بل قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل أَنه ثِقَة ثِقَة وَهَذَا من أرفع صِيغ التَّعْدِيل وَأما كَلَام الْعجلِيّ الْأَخير فقاله فِي صَالح بن حَيَّان الْقرشِي وَهَذَانِ رجلَانِ يشتبهان كثيرا حَتَّى يظنّ أَنَّهُمَا رجل وَاحِد لِأَنَّهُمَا متعاصران من بَلْدَة وَاحِدَة وَإِذ نسب بن حَيّ إِلَى جده باسمه صَار صَالح بن حَيَّان فأشكل بِصَالح بن حَيَّان الْقرشِي وَقد وَقع فِي صَحِيح البُخَارِيّ فِي كتاب الْعلم من طَرِيق الْمحَاربي عَن صَالح بن حَيَّان عَن الشّعبِيّ حَدِيث فَظن غير وَاحِد من الْكِبَار مِنْهُم الدَّارَقُطْنِيّ أَنه الْقرشِي وَلَيْسَ بِهِ بل هُوَ صَاحب التَّرْجَمَة لِأَنَّهُ مَعْرُوف بالرواية عَن الشّعبِيّ دون الْقرشِي وَأَيْضًا فَالْحَدِيث الْمَذْكُور قد أخرجه البُخَارِيّ فِي أَرْبَعَة مَوَاضِع أُخْرَى من رِوَايَة صَالح بن حَيّ عَن الشّعبِيّ بِهِ وَقد احْتج الْجَمَاعَة بِابْن حَيّ خَ م د ت س صَخْر بن جوَيْرِية أَبُو نَافِع وَثَّقَهُ أَحْمد بن حَنْبَل والذهلي وبن سعد وَقَالَ أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ أَبُو دَاوُد تكلم فِيهِ وَقَالَ بن أبي خَيْثَمَة عَن بن معِين لَيْسَ بالمتروك وَإِنَّمَا يتَكَلَّم فِيهِ لِأَنَّهُ يُقَال إِن كِتَابه سقط قَالَ وَرَأَيْت فِي كتاب عَليّ يَعْنِي بن الْمَدِينِيّ عَن يحيى بن سعيد ذهب كتاب صَخْر فَبعث إِلَيْهِ من الْمَدِينَة قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ سَبْعَة أَحَادِيث وَحَدِيث مُعَلّق وَحَدِيث آخر مُتَابعَة وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ إِلَّا بن ماجة(1/410)
حرف الطَّاء ع طَارق بن عبد الرَّحْمَن البَجلِيّ الأحمسي الْكُوفِي قَالَ يحيى بن سعيد يجْرِي مَعَ إِبْرَاهِيم بن مهَاجر مجْرى وَاحِدًا وَلَيْسَ عِنْدِي بأقوى من بن حَرْمَلَة وَقَالَ أَحْمد لَيْسَ حَدِيثه بِذَاكَ هُوَ دون مُخَارق وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ يكْتب حَدِيثه يشبه حَدِيثه حَدِيث مُخَارق وَوَثَّقَهُ بن معِين وَالْعجلِي وَالنَّسَائِيّ قلت مَا لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ رَوَاهُ عَن سعيد بن الْمسيب عَن أَبِيه فِي ذكر السَّحَرَة وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ ع طَلْحَة بن نَافِع أَبُو سُفْيَان الوَاسِطِيّ وَيُقَال الْمَكِّيّ صَاحب جَابر قَالَ أَحْمد وَالنَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ بن أبي خَيْثَمَة عَن بن معِين لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ أَبُو حَاتِم أَبُو الزبير أحب إِلَيّ مِنْهُ وَقَالَ بن عدي أَحَادِيث الْأَعْمَش عَنهُ مُسْتَقِيمَة وَقَالَ بن عُيَيْنَة حَدِيثه عَن جَابر صحيفَة وَقَالَ شُعْبَة لم يسمع من جَابر إِلَّا أَرْبَعَة أَحَادِيث وَكَذَا قَالَ بن الْمَدِينِيّ فِي الْعِلَل عَن مُعلى بن مَنْصُور عَن بن أبي زَائِدَة مثله قلت مَا أخرج لَهُ البُخَارِيّ عَن جَابر غير أَرْبَعَة أَحَادِيث وَهُوَ مقرون فِيهَا عِنْده بِغَيْرِهِ مِنْهَا حديثان فِي الْأَشْرِبَة وثالث فِي الْفَضَائِل قرنه فِيهَا بِأبي صَالح وَمِنْهَا حَدِيث فِي تَفْسِير سُورَة الْجُمُعَة قرنه فِيهِ بسالم بن أبي الْجَعْد وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ خَ م د س ق طَلْحَة بن يحيى بن النُّعْمَان بن أبي عَيَّاش الْأنْصَارِيّ الزرقي وَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَعُثْمَان بن أبي شيبَة وَأَبُو دَاوُد وَقَالَ أَحْمَدُ مُقَارِبُ الْحَدِيثِ وَقَالَ أَبُو حَاتِمٍ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ يَعْقُوب بن شيبَة ضَعِيف جدا قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ حَدِيث وَاحِد فِي الْحَج بمتابعة سُلَيْمَان بن بِلَال كِلَاهُمَا عَن يُونُس بن يزِيد خَ ع م طلق بن غَنَّام الْكُوفِي من كبار شُيُوخ البُخَارِيّ وَثَّقَهُ بن سعد وَالْعجلِي وَعُثْمَان بن أبي شيبَة وبن نمير وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ أَبُو دَاوُد صَالح وشذ بن حزم فضعفه فِي الْمحلي بِلَا مُسْتَند وَاحْتج بِهِ أَصْحَاب السّنَن ... حرف الْعين ع عَاصِم بن أبي النجُود الْمُقْرِئ أَبُو بكر وَاسم أبي النجُود بَهْدَلَة فِي قَول الْجُمْهُور وَقَالَ عَمْرو بن عَليّ بَهْدَلَة اسْم أمه قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ رجلا صَالحا وَأَنا أخْتَار قِرَاءَته وَالْأَعْمَش أحفظ مِنْهُ وَقَالَ يَعْقُوب بن سُفْيَان فِي حَدِيثه اضْطِرَاب وَهُوَ ثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله والصدق وَلَيْسَ مَحَله أَن يُقَال هُوَ ثِقَة وَلم يكن بِالْحَافِظِ وَقد تكلم فِيهِ بن علية وَقَالَ الْعقيلِيّ لم يكن فِيهِ إِلَّا سوء الْحِفْظ وَقَالَ الْبَزَّار لَا نعلم أحدا ترك حَدِيثه مَعَ أَنه لم يكن بِالْحَافِظِ قلت مَا لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ سوى حديثين كِلَاهُمَا من رِوَايَته عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قرنه فِي كل من هما بِغَيْرِهِ فَحَدِيث البُخَارِيّ فِي تَفْسِير سُورَة المعوذتين وَله فِي البُخَارِيّ مَوضِع آخر مُعَلّق فِي الْفِتَن وروى لَهُ الْبَاقُونَ ع عَاصِم بن سُلَيْمَان الْأَحول أَبُو عبد الرَّحْمَن الْبَصْرِيّ من صغَار التَّابِعين قدمه شُعْبَة فِي أبي عُثْمَان النَّهْدِيّ على قَتَادَة وعده سُفْيَان الثَّوْريّ رَابِع أَرْبَعَة من الْحفاظ أدركهم وَوَصفه بالثقة وَالْحِفْظ أَحْمد بن حَنْبَل فَقيل لَهُ إِن يحيى الْقطَّان يتَكَلَّم فِيهِ فَعجب وَوَثَّقَهُ بن معِين وَالْعجلِي وبن الْمَدِينِيّ وبن عمار وَالْبَزَّار وَقَالَ أَبُو الشَّيْخ سَمِعت عَبْدَانِ يَقُول لَيْسَ فِي العواصم أثبت مِنْهُ وَقَالَ بن إِدْرِيس رَأَيْته أَتَى السُّوق فَقَالَ اضربوا هَذَا أقِيمُوا هَذَا فَلَا أروي عَنهُ شَيْئا وَتَركه وهيب لِأَنَّهُ أنكر بعض سيرته قلت كَانَ يَلِي الْحِسْبَة بِالْكُوفَةِ قَالَه بن سعد وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة خَ س ق(1/411)
عَاصِم بن عَليّ بن عَاصِم بن صُهَيْب الوَاسِطِيّ قَالَ أَحْمد مَا كَانَ أصح حَدِيثه عَن شُعْبَة والمسعودي وَقَالَ أَيْضا مَا أقل خطأه وَقَالَ الْمَرْوَزِيُّ قُلْتُ لِأَحْمَدَ إِنَّ يَحْيَى بْنَ معِين يَقُول كل عَاصِم فِي الدُّنْيَا ضَعِيف قَالَ مَا أعلم فِي عَاصِم بن عَليّ إِلَّا خيرا كَانَ حَدِيثه صَحِيحا وَضَعفه بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَأورد لَهُ بن عدي أَحَادِيث قَليلَة عَن شُعْبَة فَقَالَ لَا أعلم شَيْئا مُنْكرا إِلَّا هَذِه الْأَحَادِيث وَلم أر بحَديثه بَأْسا وَقَالَ الْعجلِيّ شهِدت مجْلِس عَاصِم بن عَليّ فحزر من شهده فَكَانُوا مائَة ألف وَسِتِّينَ ألفا وَكَانَ ثِقَة وَوَثَّقَهُ بن سعد قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ قَلِيلا عَن عَاصِم بن مُحَمَّد بن زيد وروى فِي كتاب الْحُدُود عَن رجل عَنهُ عَن بن أبي ذِئْب حَدِيثا وَاحِدًا وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وبن ماجة ع عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة بن النُّعْمَان الْأنْصَارِيّ الْمدنِي من صغَار التَّابِعين وَثَّقَهُ بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو زرْعَة وبن سعد وَالْبَزَّار وَآخَرُونَ وشذ عبد الْحق فَقَالَ فِي الْأَحْكَام هُوَ ثِقَة عِنْد بن معِين وَأبي زرْعَة وَضَعفه غَيرهمَا وَأنكر ذَلِك عَلَيْهِ بن الْقطَّان فَقَالَ بل هُوَ ثِقَة مُطلقًا وَلَا أَعْرِفُ أَحَدًا ضَعَّفَهُ وَلَا ذَكَرَهُ فِي الضُّعَفَاءِ قلت وَهُوَ كَمَا قَالَ وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة ع عَامر بن وَاثِلَة أَبُو الطُّفَيْل اللَّيْثِيّ الْمَكِّيّ أثبت مُسلم وَغَيره لَهُ الصُّحْبَة وَقَالَ أَبُو عَليّ بن السكن روى عَنهُ رُؤْيَته لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ وُجُوه ثَابِتَة وَلم يرو عَنهُ من وَجه ثَابت سَمَاعه وروى البُخَارِيّ فِي التَّارِيخ الْأَوْسَط عَنهُ أَنه قَالَ أدْركْت ثَمَان سِنِين مِنْ حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ بن عدي لَهُ صُحْبَة وَكَانَ الْخَوَارِج يرمونه باتصاله بعلي وَقَوله بفضله وَفضل أهل بَيته وَلَيْسَ بحَديثه بَأْس وَقَالَ بن الْمَدِينِيّ قلت لجرير أَكَانَ مُغيرَة يكره الرِّوَايَة عَن أبي الطُّفَيْل قَالَ نعم وَقَالَ صَالح بن أَحْمد بن حَنْبَل عَن أَبِيه مكي ثِقَة وَكَذَا قَالَ بن سعد وَزَاد كَانَ متشيعا قلت أَسَاءَ أَبُو مُحَمَّد بن حزم فضعف أَحَادِيث أبي الطُّفَيْل وَقَالَ كَانَ صَاحب راية الْمُخْتَار الْكذَّاب وَأَبُو الطُّفَيْل صَحَابِيّ لَا شكّ فِيهِ وَلَا يُؤثر فِيهِ قَول أحد وَلَا سِيمَا بالعصبية والهوى وَلم أر لَهُ فِي صَحِيح البُخَارِيّ سوى مَوضِع وَاحِد فِي الْعلم رَوَاهُ عَن عَليّ وَعنهُ مَعْرُوف بن خَرَّبُوذ وروى لَهُ الْبَاقُونَ خَ د س ق عباد بن رَاشد التَّمِيمِي الحبطي الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَأحمد بن حَنْبَل وَضَعفه يحيى الْقطَّان وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَالح وَأنكر على البُخَارِيّ إِدْخَاله إِيَّاه فِي الضُّعَفَاء قلت لَهُ فِي الصَّحِيح حَدِيث وَاحِد فِي تَفْسِير سُورَة الْبَقَرَة بمتابعة يُونُس لَهُ عَن الْحسن الْبَصْرِيّ عَن معقل بن يسَار وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن إِلَّا التِّرْمِذِيّ ع عباد بن عباد بن حبيب بن الْمُهلب بن أبي صفرَة أَبُو مُعَاوِيَة وَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالْعجلِي وَغَيرهم وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا يحْتَج بحَديثه وَقَالَ بن سعد كَانَ ثِقَة وَرُبمَا غلط وَقَالَ مرّة لَيْسَ بِالْقَوِيّ قلت لَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حديثين أَحدهمَا فِي الصَّلَاة عَن أبي جَمْرَة عَن بن عَبَّاس حَدِيث وَفد عبد الْقَيْس بمتابعة شُعْبَة وَغَيره وَالثَّانِي فِي الِاعْتِصَام عَن عَاصِم الْأَحول بمتابعة إِسْمَاعِيل بن زَكَرِيَّا وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ ع عباد بن الْعَوام بن عمر أَبُو سهل الوَاسِطِيّ قَالَ بن معِين وَأَبُو حَاتِم وَالْعجلِي وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ ثِقَة وَقَالَ بن سعد ثِقَة وَكَانَ يتشيع وَقَالَ الْأَثْرَم عَن أَحْمد مُضْطَرب الحَدِيث عَن سعيد بن أبي عرُوبَة قلت لم يخرج لَهُ البُخَارِيّ من رِوَايَته عَن سعيد شَيْئا وَاحْتج بِهِ هُوَ وَالْبَاقُونَ خَ ت ق عباد بن يَعْقُوب الروَاجِنِي الْكُوفِي أَبُو سعيد رَافِضِي مَشْهُور إِلَّا أَنه كَانَ صَدُوقًا وثقة أَبُو حَاتِم وَقَالَ الْحَاكِم كَانَ بن خُزَيْمَة إِذا حدث عَنهُ يَقُول حَدثنَا الثِّقَة فِي رِوَايَته الْمُتَّهم فِي رَأْيه عباد بن يَعْقُوب وَقَالَ بن حبَان كَانَ رَافِضِيًّا دَاعِيَة وَقَالَ صَالح بن مُحَمَّد كَانَ يشْتم عُثْمَان رَضِي الله عَنهُ قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ فِي كتاب التَّوْحِيد حَدِيثا وَاحِد مَقْرُونا وَهُوَ حَدِيث بن مَسْعُود أَي الْعَمَل أفضل وَله عِنْد البُخَارِيّ طرق أُخْرَى من رِوَايَة غَيره خَ عَبَّاس بن الْحُسَيْن(1/412)
الْقَنْطَرِي قَالَ بن أبي حَاتِم عَن أَبِيه مَجْهُول قلت إِن أَرَادَ الْعين فقد روى عَنهُ البُخَارِيّ ومُوسَى بن هَارُون الْحمال وَالْحسن بن عَليّ المعمري وَغَيرهم وَإِن أَرَادَ الْحَال فقد وَثَّقَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ سَأَلت أبي عَنهُ فَذكره بِخَير وَله فِي الصَّحِيح حديثان قرنه فِي أَحدهمَا وتوبع فِي الآخر خَ م س عَبَّاس بن الْوَلِيد النَّرْسِي أَبُو الْفضل الْبَصْرِيّ بن عَم عبد الْأَعْلَى بن حَمَّاد وَثَّقَهُ بن معِين وَرجحه على عبد الْأَعْلَى وَقَالَ أَبُو حَاتِم شيخ يكْتب حَدِيثه وَكَانَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ يتَكَلَّم فِيهِ وَوَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ وَلم يكثر عَنهُ وَمُسلم وروى لَهُ النَّسَائِيّ ع عبد الله بن بُرَيْدَة بن الْحصيب الْأَسْلَمِيّ أَبُو سهل الْمروزِي مَشْهُور فِي التَّابِعين وَثَّقَهُ بن معِين وَالْعجلِي وَأَبُو حَاتِم وَقَالَ الْأَثْرَم عَن أَحْمد أما سُلَيْمَان بن بُرَيْدَة فَلَيْسَ فِي نَفسِي مِنْهُ شَيْء وَأما عبد الله ثمَّ سكت وَقَالَ الْبَغَوِيّ عَن مُحَمَّد بن عَليّ الْجوزجَاني عَن أَحْمد أَنه ضَعِيف فِيمَا يرْوى عَنهُ أَبِيه وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ عبد الله أشهر من سُلَيْمَان وَلم يسمعا من أَبِيهِمَا وَفِيمَا روى عبد الله عَن أَبِيه أَحَادِيث مُنكرَة وَسليمَان أصح حَدِيثا قلت لَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ من رِوَايَته عَن أَبِيه سوى حَدِيث وَاحِد وَوَافَقَهُ مُسلم على إِخْرَاجه ع عبد الله بن جَعْفَر بن غيلَان الرقي أَبُو عبد الرَّحْمَن أدْركهُ البُخَارِيّ بعد مَا تغير فروى عَن الْفضل بن يَعْقُوب الرخامي عَنهُ حَدِيثا وَاحِدًا وروى لَهُ الْبَاقُونَ وَقَالَ أَبُو حَاتِم وبن معِين وَالْعجلِي ثِقَة وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس قبل أَن يتَغَيَّر وَقَالَ هِلَال بن الْعَلَاء ذهب بَصَره سنة سِتّ عشرَة وَتغَير سنة ثَمَان عشرَة وَمَات سنة عشْرين وَمِائَتَيْنِ ع عبد الله بن ذكْوَان أَبُو الزِّنَاد الْمدنِي أحد الْأَئِمَّة الْأَثْبَات الْفُقَهَاء وَثَّقَهُ النَّاس وَيُقَال إِن مَالِكًا كرهه لِأَنَّهُ كَانَ يعْمل للسُّلْطَان وَقَالَ ربيعَة الرَّأْي أَنه لَيْسَ بِثِقَة قلت لم يلْتَفت النَّاس إِلَى ربيعَة فِي ذَلِك للعداوة الَّتِي كَانَت بَينهمَا بل وثقوه وَكَانَ سُفْيَان الثَّوْريّ يُسَمِّيه أَمِير الْمُؤمنِينَ وَاحْتج بِهِ الْجَمَاعَة خَ س ق عبد الله بن رَجَاء الغداني الْبَصْرِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ ثِقَة رَضِيا وَقَالَ بن معِين لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ عَمْرو بن عَليّ الفلاس كَانَ كثير الْغَلَط والتصحيف لَيْسَ بِحجَّة قلت قد لقِيه البُخَارِيّ وَحدث عَنهُ بِأَحَادِيث يسيرَة وروى أَيْضا عَن مُحَمَّد عَنهُ أَحَادِيث أُخْرَى وروى لَهُ النَّسَائِيّ وبن ماجة خَ د س عبد الله بن سَالم الْأَشْعَرِيّ الْحِمصِي وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وذمه أَبُو دَاوُد من جِهَة النصب روى لَهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا فِي الْمُزَارعَة وعلق لَهُ غَيره وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ ع عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ الْمدنِي أَبُو بكر وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَأَبُو دَاوُد وَالْعجلِي وَيَعْقُوب بن سُفْيَان وَعلي بن الْمَدِينِيّ وَآخَرُونَ وَقَالَ أَبُو حَاتِم ضَعِيف الحَدِيث وَقَالَ أَبُو بكر بن خَلاد سَأَلت يحيى الْقطَّان عَنهُ فَقَالَ كَانَ صَالحا يعرف وينكر قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة خَ د ت ق عبد الله بن صَالح الْجُهَنِيّ أَبُو صَالح كَاتب اللَّيْث لقِيه البُخَارِيّ وَأكْثر عَنهُ وَلَيْسَ هُوَ من شَرطه فِي الصَّحِيح وَإِن كَانَ حَدِيثه عِنْده صَالحا فَإِنَّهُ لم يُورد لَهُ فِي كِتَابه إِلَّا حَدِيثا وَاحِدًا وعلق عَنهُ غير ذَلِك على مَا ذكر الْحَافِظ الْمزي وَغَيره وَكَلَامهم فِي ذَلِك متعقب بِمَا سَيَأْتِي وعلق عَن اللَّيْث بن سعد شَيْئا كثيرا كُله من حَدِيث أبي صَالح عَن اللَّيْث وَقد وَثَّقَهُ عبد الْملك بن شُعَيْب بن اللَّيْث فِيمَا حَكَاهُ أَبُو حَاتِم قَالَ سمعته يَقُول أَبُو صَالح ثِقَة مَأْمُون وَقد سمع من جدي حَدِيثه وَكَانَ أبي يحضه على التحديث قَالَ وَسمعت أَبَا الْأسود النَّضر بن عبد الْجَبَّار وَسَعِيد بن عفير يثنيان عَلَيْهِ وَقَالَ سعد بن عَمْرو البردعي قلت لأبي زرْعَة أَبُو صَالح كَاتب اللَّيْث فَضَحِك وَقَالَ حسن الحَدِيث قلت فَإِن أَحْمد يحمل عَلَيْهِ قَالَ وَشَيْء آخر وَقَالَ بن عبد الحكم سَمِعت أبي وَقيل لَهُ إِن يحيى بن بكير يَقُول فِي أبي صَالح فَقَالَ قل لَهُ هَل جِئْنَا اللَّيْث قطّ إِلَّا وَأَبُو صَالح عِنْده رجل كَانَ يخرج مَعَه إِلَى الْأَسْفَار وَإِلَى الرِّيف وَهُوَ كَاتبه فينكر على هَذَا أَن يكون(1/413)
عِنْده مَا لَيْسَ عِنْد غَيره وَقَالَ الذهلي شغلني حسن حَدِيثه عَن الاستكثار من سعيد بن عفير وَقَالَ يَعْقُوب بن سُفْيَان حَدثنِي أَبُو صَالح الرجل الصَّالح وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد سَأَلت أبي عَنهُ فَقَالَ كَانَ فِي أول أمره متماسكا ثمَّ فسد بِآخِرهِ وَقَالَ أَيْضا ذكرته لأبي فكرهه وَقَالَ إِنَّه روى عَن اللَّيْث عَن بن أبي ذِئْب وَأنكر أَن يكون اللَّيْث سمع من بن أبي ذِئْب وَقَالَ أَبُو حَاتِم سَمِعت بن معِين يَقُول أقل أَحْوَال أبي صَالح أَنه قَرَأَ هَذِه الْكتب على اللَّيْث وَيُمكن أَن يكون بن أبي ذِئْب كتب إِلَى اللَّيْث بِهَذَا الدرج وَقَالَ صَالح جزرة كَانَ بن معِين يوثقه وَعِنْدِي أَنه يكذب فِي الحَدِيث وَقَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ ضربت على حَدِيثه وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم الْأَحَادِيث الَّتِي أخرجهَا أَبُو صَالح فِي آخر عمره فأنكروها عَلَيْهِ أرى أَن هَذَا مِمَّا افتعل خَالِد بن نجيح وَكَانَ أَبُو صَالح يَصْحَبهُ وَكَانَ أَبُو صَالح سليم النَّاحِيَة وَكَانَ خَالِد يضع الحَدِيث فِي كتب النَّاس وَلم يكن أَبُو صَالح يروي الْكَذِب بل كَانَ رجلا صَالحا وَقَالَ بن حبَان كَانَ صَدُوقًا فِي نَفسه وروى مَنَاكِير وَقعت فِي حَدِيثه من قبل جَار لَهُ كَانَ يضع الحَدِيث ويكتبه بِخَط يشبه خطّ عبد الله ويرميه فِي دَاره فيتوهم عبد الله أَنه خطه فَيحدث بِهِ وَقَالَ بن عدي كَانَ مُسْتَقِيم الحَدِيث إِلَّا أَنه يَقع فِي أسانيده ومتونه غلط وَلَا يتَعَمَّد الْكَذِب قلت ظَاهر كَلَام هَؤُلَاءِ الْأَئِمَّة أَن حَدِيثه فِي الأول كَانَ مُسْتَقِيمًا ثمَّ طَرَأَ عَلَيْهِ فِيهِ تَخْلِيط فَمُقْتَضى ذَلِك أَن مَا يَجِيء من رِوَايَته عَن أهل الحذق كيحيى بن معِين وَالْبُخَارِيّ وَأبي زرْعَة وَأبي حَاتِم فَهُوَ من صَحِيح حَدِيثه وَمَا يَجِيء من رِوَايَة الشُّيُوخ عَنهُ فَيتَوَقَّف فِيهِ وَالْأَحَادِيث الَّتِي رَوَاهَا البُخَارِيّ عَنهُ فِي الصَّحِيح بِصِيغَة حَدثنَا أَو قَالَ لي أَو قَالَ الْمُجَرَّدَة قَليلَة أَحدهَا فِي كتاب التَّفْسِير فِي تَفْسِير سُورَة الْفَتْح قَالَ حَدثنَا عبد الله حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة فَذكر حَدِيث عبد الله بن عَمْرو فِي تَفْسِير قَوْله تَعَالَى إِنَّا أَرْسَلْنَاك شَاهدا الْآيَة وَعبد الله هَذَا هُوَ أَبُو صَالح لِأَن البُخَارِيّ رَوَاهُ فِي كتاب الْأَدَب الْمُفْرد فَقَالَ حَدثنَا عبد الله بن صَالح وَهُوَ كَاتب اللَّيْث فِيمَا جزم بِهِ أَبُو عَليّ الغساني ثَانِيهَا فِي الْجِهَاد قَالَ حَدثنَا عبد الله حَدثنَا عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة فَذكر حَدِيث بن عمر فِي القَوْل عِنْد القفول من الْحَج وَعبد الله هُوَ أَبُو صَالح كَمَا جزم بِهِ أَبُو عَليّ الغساني ثَالِثهَا فِي الْبيُوع قَالَ البُخَارِيّ وَقَالَ اللَّيْث حَدثنَا جَعْفَرُ بْنُ رَبِيعَةَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هُرْمُز عَن أبي هُرَيْرَة فِي قصَّة الرجل الَّذِي أسلف الْألف دِينَار وَقَالَ بعده حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بِهَذَا هَكَذَا وَقع فِي روايتنا من طَرِيق أبي الْوَقْت وَفِي غَيرهَا من الرِّوَايَات رَابِعهَا فِي الْأَحْكَام قَالَ البُخَارِيّ عقب حَدِيث قُتَيْبَة عَن اللَّيْث عَن يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فِي حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ فِي الْقَتِيل يَوْم حنين قَالَ البُخَارِيّ وَقَالَ لي عبد الله عَن اللَّيْث يَعْنِي بِهَذَا الْإِسْنَاد وَفِي هَذَا الحَدِيث فَقَامَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فأداه هَكَذَا هُوَ فِي روايتنا من طَرِيق أبي ذَر عَن الْكشميهني خَامِسهَا فِي كتاب الزَّكَاة عقب حَدِيث بن عمر فِي الْمَسْأَلَة قَالَ فِي آخِره وَزَادَنِي عبد الله بن صَالح عَن اللَّيْث يَعْنِي بِسَنَدِهِ فَيشفع ليقضي بَين الْخلق وَعِنْده سادس فِي تَفْسِير سُورَة الْأَحْزَاب حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ حَدثنِي بن الْهَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ فِي الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ فِي آخِره وَقَالَ أَبُو صَالح عَن اللَّيْث على مُحَمَّد وعَلى آل مُحَمَّد وَعِنْده سَابِع فِي الِاعْتِصَام قَالَ حَدثنَا قُتَيْبَة حَدثنَا اللَّيْث عَن عقيل عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكفر من كفر من الْعَرَب الحَدِيث وَفِيه قَالَ أَبُو بكر لَو مَنَعُونِي عقَالًا الحَدِيث قَالَ فِي آخِره قَالَ لي بن بكير وَعبد الله عَن اللَّيْث عنَاقًا وَهُوَ أصح وَفِي الْكتاب عَن أبي صَالح مَوضِع ثامن وَهُوَ قَوْله فِي صفة الصَّلَاة حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ عقيل عَن بن شِهَابٍ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنه سمع أَبَا هُرَيْرَة يَقُولُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا قَامَ(1/414)
إِلَى الصَّلَاة يكبر حِين يقوم ثمَّ يكبر حِين يرْكَع ثمَّ يَقُول سمع الله لمن حَمده حِين يرفع صلبه من الرُّكُوع ثمَّ يَقُول وَهُوَ قَائِم رَبنَا لَك الْحَمد قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ وَلَك الْحَمد ثمَّ يكبر حِين يسْجد وَفِيه مَوضِع تَاسِع فِي صفة الصَّلَاة أَيْضا قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ عَنْ خَالِد عَن سعيد هُوَ بن أبي هِلَال عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن حلحلة عَن مُحَمَّد بن عَمْرو بن عَطاء أَنه كَانَ جَالِسا مَعَ نَفَرٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذكرُوا صَلَاة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم فَقَالَ أَبُو حميد السَّاعِدِيّ أَنا كنت أحفظكم لصلاته رَأَيْته إِذا كبر جعل يَدَيْهِ حذاء مَنْكِبَيْه وَإِذا ركع أمكن يَدَيْهِ من رُكْبَتَيْهِ ثمَّ هصر ظَهره فَإِذا رفع رَأسه اسْتَوَى حَتَّى يعود كل فقار فِي مَكَانَهُ الحَدِيث وَقَالَ بعده قَالَ أَبُو صَالح عَن اللَّيْث كل فقار وَأما التَّعْلِيق عَن اللَّيْث مِنْ رِوَايَةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنْهُ فكثير جدا وَقد عَابَ ذَلِك الْإِسْمَاعِيلِيّ على البُخَارِيّ وتعجب مِنْهُ كَيفَ يحْتَج بأحاديثه حَيْثُ يعلقها فَقَالَ هَذَا عَجِيب يحْتَج بِهِ إِذا كَانَ مُنْقَطِعًا وَلَا يحْتَج بِهِ إِذا كَانَ مُتَّصِلا وَجَوَاب ذَلِك أَن البُخَارِيّ إِنَّمَا صنع ذَلِك لما قَرَّرْنَاهُ أَن الَّذِي يُورِدهُ من أَحَادِيثه صَحِيح عِنْده قد انتقاه من حَدِيثه لكنه لَا يكون على شَرطه الَّذِي هُوَ أَعلَى شُرُوط الصِّحَّة فَلهَذَا لَا يَسُوقهُ مساق أصل الْكتاب وَهَذَا اصْطِلَاح لَهُ قد عرف بالاستقراء من صَنِيعه فَلَا مشاحة فِيهِ وَالله أعلم ع عبد الله بن عُبَيْدَة الربذي قَالَ يَعْقُوب بن شيبَة وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَغَيرهم ثِقَة وَقَالَ بن أبي خَيْثَمَة سَأَلت بن معِين عَنهُ فَقَالَ هُوَ أَخُو مُوسَى وَلم يرو عَنهُ غير أَخِيه مُوسَى وحديثهما ضَعِيف قلت بل أخرج البُخَارِيّ حَدِيثه من طَرِيق صَالح بن كيسَان عَنْهُ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَن بن عَبَّاس فِي قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْته أَنه وضع فِي يَدي سواران من ذهب الحَدِيث قَالَ البُخَارِيّ فِي الْمَغَازِي حَدثنَا سعيد بن مُحَمَّد الْجرْمِي حَدثنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد حَدثنَا أبي عَن صَالح بِهِ وَرَوَاهُ النَّسَائِيّ فِي الرُّؤْيَا قَالَ حَدثنَا أَبُو دَاوُد الْحَرَّانِي حَدثنَا يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم عَن صَالح مثله لكنه قَالَ عَن صَالح عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ وَأسْقط عبد الله بن عُبَيْدَة وَرَوَاهُ البُخَارِيّ فِي الْمَغَازِي أَيْضا من طَرِيق أُخْرَى عَن بن عَبَّاس عَن أبي هُرَيْرَة مطولا ع عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ أَبِي الْحَجَّاجِ أَبُو معمر المقعد الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ بن معِين وَعلي بن الْمَدِينِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالْعجلِي وَأَبُو حَاتِم وَأَبُو زرْعَة وَالْأَئِمَّة كلهم لَكِن قَالَ الْعجلِيّ وبن خرَاش وَغير وَاحِد أَنه كَانَ يرى الْقدر زَاد أَبُو دَاوُد لكنه كَانَ لَا يتَكَلَّم فِيهِ وَقد روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وروى لَهُ الْبَاقُونَ بِوَاسِطَة خَ ع م عبد الله بن الْعَلَاء بن زبر الربعِي الدِّمَشْقِي وَثَّقَهُ بن معِين ودحيم وَأَبُو دَاوُد وبن سعد وَيَعْقُوب بن شيبَة وَالْفَلَّاس وَالدَّارَقُطْنِيّ وَجُمْهُور الْأَئِمَّة وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل مقارب الحَدِيث وشذ أَبُو مُحَمَّد بن حزم فَقَالَ ضَعِيف قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ حديثان أَحدهمَا فِي تَفْسِير سُورَة الْأَعْرَاف بمتابعة زيد بن وَاقد كِلَاهُمَا عَن بسر بن عبيد الله وَالْآخر فِي الْجِزْيَة وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن ع عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي ليلى الْأنْصَارِيّ أَبُو مُحَمَّد الْكُوفِي كَانَ أكبر من عَمه مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن قَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة ثَبت وَقَالَ بن خرَاش وَالْحَاكِم هُوَ أوثق آل بَيته وَقَالَ الْعجلِيّ وبن معِين ثِقَة وَزَاد بن معِين وَكَانَ يتشيع وَقَالَ بن الْمَدِينِيّ هُوَ عِنْدِي مُنكر وَقَالَ إِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ لم يسمع من جده قلت حَدِيثه عَنهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ فَفِي البُخَارِيّ فِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء من طَرِيق أبي فروه الْهَمدَانِي حَدثنِي عبد الله بن عِيسَى سمع عبد الرَّحْمَن بن أبي ليلى قَالَ لَقِيَنِي كَعْب بن عجْرَة فَذكر الحَدِيث فِي الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأوردهُ فِي الصَّلَاة أَيْضا وَتَابعه عَلَيْهِ عِنْده الحكم بن عتيبة عَن عبد الرَّحْمَن وَله عِنْده حَدِيث آخر فِي الصّيام بمتابعة مَالك وَإِبْرَاهِيم بن سعد كلهم عَن الزُّهْرِيّ فِي صَوْم أَيَّام التَّشْرِيق للمتمتع وَلَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ(1/415)
غير هذَيْن الْحَدِيثين خَ م د س ق عبد الله بن أبي لبيد الْمدنِي أَبُو الْمُغيرَة وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَأَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ وَالْعجلِي وَقَالَ الدَّرَاورْدِي كَانَ يَرْمِي بِالْقدرِ فَلم يصل عَلَيْهِ صَفْوَان بن سليم لما أَن مَاتَ وَقَالَ بن سعد كَانَ من الْعباد وَكَانَ يَقُول بِالْقدرِ وَقَالَ الْعقيلِيّ يُخَالف فِي بعض حَدِيثه قلت لَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ فِي الصّيام بمتابعة مُحَمَّد بن عَمْرو وَسليمَان الْأَحول ثَلَاثَتهمْ عَن أبي سَلمَة عَن أبي سعيد فِي الِاعْتِكَاف وروى لَهُ الْبَاقُونَ سوى التِّرْمِذِيّ خَ ت ق عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أنس بن مَالك الْأنْصَارِيّ وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَاخْتلف فِيهِ قَول الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ بن معِين وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم صَالح وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ السَّاجِي فِيهِ ضعف وَلم يكن من أهل الحَدِيث وروى مَنَاكِيرَ وَقَالَ الْعُقَيْلِيُّ لَا يُتَابَعُ عَلَى أَكْثَرِ حَدِيثه قلت لم أر البُخَارِيّ احْتج بِهِ إِلَّا فِي رِوَايَته عَن عَمه ثُمَامَة فَعنده عَنهُ أَحَادِيث وَأخرج لَهُ من رِوَايَته عَن ثَابت عَن أنس حَدِيثا توبع فِيهِ عِنْده وَهُوَ فِي فَضَائِل الْقُرْآن وَأخرج لَهُ أَيْضا فِي اللبَاس عَن مُسلم بن إِبْرَاهِيم عَنهُ عَن عبد الله بن دِينَار عَن بن عمر فِي النَّهْي عَن الْفَزع بمتابعة نَافِع وَغَيره عَن بن عمر وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وبن ماجة خَ د ق عبد الله بن مُحَمَّد بن أبي الْأسود حميد بن الْأسود الْبَصْرِيّ أَبُو بكر وَقد ينْسب إِلَى جده فَيُقَال أَبُو بكر بن أبي الْأسود قَالَ يحيى بن معِين مَا أرى بِهِ بَأْسا وَلكنه سمع من أبي عوَانَة وَهُوَ صَغِير وَقَالَ بن أبي خَيْثَمَة كَانَ يحيى بن معِين سيء الرَّأْي فِيهِ قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وروى التِّرْمِذِيّ عَن البُخَارِيّ عَنهُ لَكِن مَا أخرج لَهُ عَن أبي عوَانَة أحد مِنْهُم وَهُوَ بن أُخْت عبد الرَّحْمَن بن مهْدي وَقَالَ الْخَطِيب كَانَ حَافِظًا متقنا ع عبد الله بن أبي نجيح الْمَكِّيّ وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو زرْعَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم إِنَّمَا يُقَال فِيهِ من أجل الْقدر وَهُوَ صَالح الحَدِيث وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل هُوَ وَأَصْحَابه قدرية وَقَالَ الْعجلِيّ ثِقَة كَانَ يرى الْقدر وَذكره النَّسَائِيّ فِيمَن كَانَ يُدَلس قلت احْتج الْجَمَاعَة بِهِ ع عبد الْأَعْلَى بن عبد الْأَعْلَى الْبَصْرِيّ السَّامِي وَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو زرْعَة وَالنَّسَائِيّ وَالْعجلِي وبن نمير وَغَيرهم وَكَانَ مِمَّنْ سَمِعَ مِنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ قبل اخْتِلَاطه وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ يرْمى بِالْقدرِ وَقَالَ بن حبَان فِي الثِّقَات كَانَ متقنا وَكَانَ لَا يَدْعُو إِلَى الْقدر وَقَالَ مُحَمَّد بن سعد لم يكن بِالْقَوِيّ قلت هَذَا جرح مَرْدُود غير مُبين وَلَعَلَّه بِسَبَب الْقدر وَقد احْتج بِهِ الْأَئِمَّة كلهم خَ م د س ت عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أويس الأصبحي أَبُو بكر الْأَعْشَى أَخُو إِسْمَاعِيل وَكَانَ الْأَكْبَر وَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو دَاوُد وبن حبَان وَالدَّارَقُطْنِيّ وَضَعفه النَّسَائِيّ وَقَالَ الْأَزْدِيّ فِي ضُعَفَائِهِ أَبُو بكر الْأَعْشَى يضع الحَدِيث فَكَأَنَّهُ ظن أَنه آخر غير هَذَا وَقد بَالغ أَبُو عمر بن عبد الْبر فِي الرَّد على الْأَزْدِيّ فَقَالَ هَذَا رجم بِالظَّنِّ الْفَاسِد وَكذب مَحْض إِلَى آخر كَلَامه قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة إِلَّا بن ماجة خَ م د ت ق عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن أَبُو يحيى الْحمانِي الْكُوفِي لقبه بشميز قَالَ بن معِين كَانَ ثِقَة وَلكنه ضَعِيف الْعقل وَقَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة وَقَالَ مرّة لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ دَاعِيَة إِلَى الإرجاء وَضَعفه بن سعد وَالْعجلِي قلت إِنَّمَا روى لَهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا فِي فَضَائِل الْقُرْآن من رِوَايَته عَن بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أبي بردة عَن أبي مُوسَى فِي قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ أُوتِيتَ مِزْمَارًا مِنْ مَزَامِيرِ آلِ دَاوُدَ وَهَذَا الحَدِيث قد رَوَاهُ مُسلم من طَرِيق أُخْرَى عَن أبي بردة عَن أبي مُوسَى فَلم يخرج لَهُ إِلَّا مَا لَهُ أصل وَالله أعلم وروى لَهُ الْبَاقُونَ سوى النَّسَائِيّ خَ م د س ق عبد ربه بن نَافِع الْكِنَانِي أَبُو شهَاب الْخياط الْكُوفِي نزيل الْمَدَائِن قَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن يحيى بن سعيد لم يكن بِالْحَافِظِ قَالَ وَلم يرضى يحيى أمره وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد عَن(1/416)
أَبِيه مَا بحَديثه بَأْس وَقَالَ بن معِين وَالْعجلِي وبن سعد وَالْبَزَّار وبن نمير وَغَيرهم ثِقَة وَقَالَ يَعْقُوب بن شيبَة تكلمُوا فِي حفظه وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ السَّاجِي صَدُوق يهم فِي بعض حَدِيثه قلت احْتج الْجَمَاعَة بِهِ سوى التِّرْمِذِيّ وَالظَّاهِر إِن تَضْعِيف من ضعفه إِنَّمَا هُوَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى غَيره من أقرانه كَأبي عوَانَة وأنظاره خَ ع عبد الرَّحْمَن بن ثروان أَبُو قيس الأودي مَشْهُور بكنيته وَثَّقَهُ بن معِين وَالْعجلِي وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ أَحْمد يُخَالف فِي أَحَادِيث وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِقَوي وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس قلت لَهُ فِي الْفَرَائِض من صَحِيح البُخَارِيّ حديثان كِلَاهُمَا من رِوَايَته عَن هزيل بن شُرَحْبِيل عَن بن مَسْعُود أَحدهمَا أَن أهل الْإِسْلَام لَا يسيبون الحَدِيث مَوْقُوف وَالْآخر سُئِلَ أَبُو مُوسَى عَن ابْنة وَبنت بن وَأُخْت الحَدِيث وروى لَهُ الْأَرْبَعَة ع عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأنْصَارِيّ وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَالنَّسَائِيّ وَغَيرهمَا وَقَالَ بن سعد فِي رِوَايَته وَرِوَايَة أَخِيه ضعف وَلَيْسَ يحْتَج بهما قلت لَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حَدِيث وَاحِد وَقد تقدم الْكَلَام عَلَيْهِ فِي الْفَصْل الَّذِي قبله فِي الحَدِيث الْمِائَة وروى لَهُ الْبَاقُونَ خَ ت عبد الرَّحْمَن بن حَمَّاد بن شُعَيْب الشعيثي بالثاء الْمُثَلَّثَة أَبُو سَلمَة الْبَصْرِيّ من كبار شُيُوخ البُخَارِيّ قَالَ أَبُو زرْعَة لَا بَأْس بِهِ وَوَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِالْقَوِيّ قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا فِي الْجَنَائِز عَن بن عون عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ أمرنَا أَن نخرج الْحيض الحَدِيث وَقد تَابعه عَلَيْهِ يزِيد بن هَارُون عِنْد النَّسَائِيّ وَهُوَ مَشْهُور عَن مُحَمَّد بن سِيرِين من طرق أُخْرَى عِنْد البُخَارِيّ أَيْضا وَغَيره وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ خَ م س ق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَالِدِ بْنِ مُسَافِرٍ الْفَهْمِيُّ صَاحب الزُّهْرِيّ وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَالنَّسَائِيّ والذهلي وَالدَّارَقُطْنِيّ وقرنه النَّسَائِيّ بِابْن أبي ذِئْب من أَصْحَاب الزُّهْرِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَالح وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِي صَدُوق عِنْدهم وَله مَنَاكِير قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة إِلَّا التِّرْمِذِيّ خَ م د ت ق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَنْظَلَةَ بْنِ أَبِي عَامِرٍ الْأنْصَارِيّ الْمَعْرُوف بِابْن الغسيل والغسيل هُوَ حَنْظَلَة قتل يَوْم أحد شَهِيدا وَهُوَ جنب فغسلته الْمَلَائِكَة وَعبد الرَّحْمَن من صغَار التَّابِعين وَثَّقَهُ بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو زرْعَة وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ النَّسَائِيّ مرّة لَيْسَ بِهِ بَأْس وَمرَّة لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ بن حبَان كَانَ يُخطئ ويهم كثيرا مرض القَوْل فِيهِ أَحْمد وَيحيى وَقَالا صَالح وَقَالَ الْأَزْدِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ عِنْدهم وَقَالَ بن عدي هُوَ مِمَّن يعْتَبر حَدِيثه وَيكْتب قلت تضعيفهم لَهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى غَيره مِمَّن هُوَ أثبت مِنْهُ من أقرانه وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة سوى النَّسَائِيّ ع عبد الرَّحْمَن بن شُرَيْح بن عبد الله بن مَحْمُود الْمعَافِرِي أَبُو شُرَيْح الإسْكَنْدراني وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو حَاتِم وَالْعجلِي وَيَعْقُوب بن سُفْيَان وشذ بن سعد فَقَالَ مُنكر الحَدِيث قلت وَلم يلْتَفت أحد إِلَى بن سعد فِي هَذَا فَإِن مادته من الْوَاقِدِيّ فِي الْغَالِب والواقدي لَيْسَ بمعتمد وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة خَ ت د س عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ الْمدنِي قَالَ الدوري عَن بن معِين فِي حَدِيثه عِنْدِي ضعف وَقد حدث عَنهُ يحيى الْقطَّان ويكفيه رِوَايَة يحيى عَنهُ وَقَالَ عَمْرو بن عَليّ لم أسمع عبد الرَّحْمَن بن مهْدي يحدث عَنهُ قطّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ بن الْمَدِينِيّ صَدُوق وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ خَالَفَ فِيهِ الْبُخَارِيُّ النَّاسَ وَلَيْسَ هُوَ بمتروك وَذكره بن عدي فِي الْكَامِل وَأورد لَهُ أَحَادِيث وَقَالَ بعض مَا يرويهِ مُنكر مِمَّا لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَهُوَ فِي جملَة من يكْتب حَدِيثه من الضُّعَفَاء قلت احْتج بِهِ البُخَارِيّ كَمَا قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ وَقد تقدم ذكر الحَدِيث الَّذِي استنكر مِنْهُ مِمَّا خرج عَنهُ البُخَارِيّ وَهُوَ التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ من الْفَصْل الَّذِي قبل هَذَا خَ د س ق عبد الرَّحْمَن بن عبد الله الْبَصْرِيّ أَبُو سعيد مولى بن هَاشم الْبَصْرِيّ(1/417)
نزيل مَكَّة مَشْهُور بكنيته وثقة بن معِين وَقَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ أَحْمد يرضاه وَمَا كَانَ بِهِ بَأْس وَقَالَ الْعقيلِيّ عَن أَحْمد كَانَ كثير الْخَطَأ وَقَالَ السَّاجِي كَانَ يهم فِي الحَدِيث قلت أخرج لَهُ البُخَارِيّ فِي الْوَصَايَا حَدِيثا وَاحِدًا من رِوَايَته عَن صَخْر بن جوَيْرِية عَن نَافِع عَن بن عمر فِي صَدَقَة عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ وَقد أخرجه من رِوَايَة بن عون وَغَيره عَن نَافِع فَتبين أَنه مَا أخرج لَهُ الا فِي الْمُتَابَعَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد فِي فَضَائِل الْأَنْصَار وَالنَّسَائِيّ وبن ماجة ع اعبد الرَّحْمَن بن عبد الله بن عتبَة بن عبد الله بن مَسْعُود الْكُوفِي المَسْعُودِيّ مَشْهُور من كبار الْمُحدثين الا أَنه اخْتَلَط فِي آخر عمره وَقَالَ أَحْمد وَغَيره من سمع مِنْهُ بِالْكُوفَةِ قبل أَن يخرج إِلَى بَغْدَاد فسماعه صَحِيح قلت علم الْمزي عَلَيْهِ عَلامَة تَعْلِيق البُخَارِيّ وَلم أر لَهُ عِنْده شَيْئا مُعَلّقا نعم لَهُ ذكر فِي زِيَادَة فِي حَدِيث الاسْتِسْقَاء قَالَ البُخَارِيّ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ سمع عباد بن تَمِيم عَن عَمه قَالَ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يستسقى وَيسْتَقْبل الْقبْلَة فصلى رَكْعَتَيْنِ وقلب رِدَاءَهُ قَالَ سُفْيَان وَأَخْبرنِي المَسْعُودِيّ عَن أبي بكر قَالَ جعل الْيَمين على الشمَال انْتهى فَهَذِهِ زِيَادَة مَوْصُولَة فِي الْخَبَر وَإِنَّمَا أَرَادَ البُخَارِيّ أصل الحَدِيث على عَادَته فِي ذَلِك وروى لَهُ الْبَاقُونَ سوى مُسلم خَ س عبد الرَّحْمَن بن عبد الْملك بن شيبَة أَبُو بكر الْحزَامِي وَقد ينْسب إِلَى جده قواه أَبُو حَاتِم وَضَعفه أَبُو بكر بن أبي دَاوُد وَقَالَ بن حبَان فِي الثِّقَات رُبمَا خَالف وَقَالَ الْحَاكِم أَبُو أَحْمد فِي الكنى لَيْسَ بالمتين عِنْدهم قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ حديثين أَحدهمَا فِي أَوَاخِر صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَهُوَ حَدِيث مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ فِي رُؤْيَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي بَكْرٍ وَقد نزع ذنوبا أَو ذنوبين الحَدِيث وَقد رَوَاهُ فِي التَّعْبِير مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَثَانِيهمَا فِي الْأَطْعِمَة قَالَ حَدثنَا عبد الرَّحْمَن بن شيبَة أَخْبرنِي بن أبي الفديك عَن بن أَبِي ذِئْبٍ عَنِ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ كنت ألزم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على شبع بَطْني الحَدِيث وَفِيه ذكر جَعْفَر بن أبي طَالب وَقد أخرجه فِي فضل جَعْفَر عَن أبي مُصعب أَحْمد بن أبي بكر عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ دِينَارٍ عَنِ بن أبي ذِئْب بِهِ فَتبين أَنه مَا احْتج بِهِ وروى لَهُ النَّسَائِيّ خَ د س ت عبد الرَّحْمَن بن غَزوَان أَبُو نوح الْمَعْرُوف بقراد وَثَّقَهُ بن الْمَدِينِيّ وبن نمير وَيَعْقُوب بن شيبَة وبن سعد وَقَالَ بن معِين صَالح لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة وَله إِفْرَاد وَقَالَ بن حبَان فِي الثِّقَات كَانَ يُخطئ ويتخالج فِي الْقلب مِنْهُ لروايته عَن اللَّيْث عَنْ مَالِكٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قصَّة المماليك قلت أَخطَأ فِي سَنَده وَإِنَّمَا رَوَاهُ اللَّيْث عَن زِيَاد بن عجلَان عَن زِيَاد مولى بن عَبَّاس مُرْسلا بَينه الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك وَالْحَاكِم أَبُو أَحْمد فِي الكنى وَغير وَاحِد وَقَالَ الخليلي أَبُو غَزوَان قديم ينْفَرد عَن اللَّيْث بِحَدِيث لَا يُتَابع عَلَيْهِ يَعْنِي هَذَا قلت لَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حَدِيث وَاحِد أخرجه فِي الْخلْع عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ عَنهُ عَن جرير بن حَازِم بمتابعة إِبْرَاهِيم بن طهْمَان كِلَاهُمَا عَن أَيُّوب عَن عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاس فِي قصَّة امْرَأَة ثَابت بن قيس بن شماس وَرَوَاهُ حَمَّاد بن زيد عَن أَيُّوب مُرْسلا وَكَذَا خَالِد الوَاسِطِيّ وَإِبْرَاهِيم بن طهْمَان عَن خَالِد الْحذاء وَقد تقدم هَذَا الحَدِيث فِي الْفَصْل الَّذِي قبله وَهُوَ الحَدِيث الثَّمَانُونَ وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَله عِنْد التِّرْمِذِيّ حَدِيث من رِوَايَة أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فِيهِ أَلْفَاظ مُنكرَة وَالله أعلم ع عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن زِيَاد الْمحَاربي أَبُو مُحَمَّد الْكُوفِي وَثَّقَهُ بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَالْبَزَّار وَالدَّارَقُطْنِيّ(1/418)
وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق إِذا حدث عَن الثِّقَات ويروي عَن المجهولين أَحَادِيث مُنكرَة فتفسد حَدِيثه وَقَالَ عُثْمَان الدَّارمِيّ لَيْسَ بِذَاكَ وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد عَن أَبِيه بلغنَا أَنه كَانَ يُدَلس وَلَا نعلمهُ سمع من معمر وَقَالَ الْبَاجِيّ صَدُوق يهم قلت لَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حديثين مُتَابعَة قد نبهنا على أَحدهمَا فِي تَرْجَمَة زَكَرِيَّا بن يحيى أبي السكين وعَلى الثَّانِي فِي تَرْجَمَة صَالح بن حَيَّان وروى لَهُ الْجَمَاعَة خَ ع اعبد الرَّحْمَن بن أبي الموَالِي الْمدنِي أَبُو مُحَمَّد وَثَّقَهُ بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو زرْعَة وَقَالَ أَحْمد وَأَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ بن خرَاش صَدُوق وَقَالَ بن عدي مُسْتَقِيم الحَدِيث وَأنكر أَحْمد حَدِيثه عَن مُحَمَّد بن الْمُنْكَدر عَن جَابر فِي الاستخارة قلت هُوَ من أَفْرَاده وَقد أخرجه البُخَارِيّ والخطب فِيهِ سهل قَالَ بن عدي بعد أَن أوردهُ قد روى حَدِيث الاستخارة غير وَاحِد من الصَّحَابَة انْتهى وَقد احْتج بِهِ البُخَارِيّ وَأَصْحَاب السّنَن ع عبد الرَّحْمَن بن أبي نعم البَجلِيّ أَبُو الحكم الْكُوفِي العابد وَثَّقَهُ بن سعد وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ بن أبي خَيْثَمَة عَن بن معِين ضَعِيف قلت اعْتَمدهُ الشَّيْخَانِ وَله عِنْد البُخَارِيّ ثَلَاثَة أَحَادِيث عَن أبي هُرَيْرَة وَأبي سعيد وبن عمر عَن كل وَاحِد حَدِيث وَاحِد وروى لَهُ الْبَاقُونَ خَ م د س عبد الرَّحْمَن بن نمر الْيحصبِي من أَصْحَاب الزُّهْرِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم ودحيم والذهلي مَا روى عَنهُ غير الْوَلِيد بن مُسلم وَوَثَّقَهُ الذهلي وبن البرقي وَأَبُو دَاوُد وَقَالَ بن معِين ضَعِيف وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِالْقَوِيّ قلت لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ حَدِيث وَاحِد عَن الزُّهْرِيّ مُتَابعَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ ع عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر الدِّمَشْقِي أحد الثِّقَات الْأَثْبَات وَثَّقَهُ الْجُمْهُور وَقَالَ الفلاس وَحده ضَعِيف الحَدِيث حدث عَن مَكْحُول أَحَادِيث مَنَاكِير رَوَاهَا عَنهُ أهل الْكُوفَة وَتعقب ذَلِك الْحَافِظ أَبُو بكر الْخَطِيب بِأَن الَّذِي روى عَنهُ أهل الْكُوفَة أَبُو أُسَامَة وَغَيره هُوَ عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن تَمِيم وَكَانُوا يغلطون فَيَقُولُونَ بن جَابر قَالَ فالحمل فِي تِلْكَ الْأَحَادِيث على أهل الْكُوفَة الَّذين وهموا فِي اسْم جده وَعبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر ثِقَة قلت وَقد بَين مَا وَقع لأبي أُسَامَة وَغَيره من ذَلِك بن أبي حَاتِم عَن بعض شُيُوخه وَأَبُو بكر بن أبي دَاوُد وَأَبوهُ وَأَبُو بكر الْبَزَّار وَغَيرهم وبن جَابر وَاحْتج بِهِ الْجَمَاعَة خَ عبد الرَّحْمَن بن يُونُس أَبُو مُسلم الْمُسْتَمْلِي قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَقَالَ بن حبَان فِي الثِّقَات كَانَ صَاعِقَة لَا يحمد أمره وَقَالَ بن سعد استملي على بن عُيَيْنَة وَيزِيد بن هَارُون ورحل فِي طلب الحَدِيث قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا فِي الْوضُوء فِي مُسْند السَّائِب بن يزِيد بمتابعة إِبْرَاهِيم بن حَمْزَة وَغَيره عَن حَاتِم بن إِسْمَاعِيل بخ عبد الرَّزَّاق بن همام بن نَافِع الْحِمْيَرِي الصَّنْعَانِيّ أحد الْحفاظ الْأَثْبَات صَاحب التصانيف وَثَّقَهُ الْأَئِمَّة كلهم إِلَّا الْعَبَّاس بن عبد الْعَظِيم الْعَنْبَري وَحده فَتكلم بِكَلَام أفرط فِيهِ وَلم يُوَافقهُ عَلَيْهِ أحد وَقد قَالَ أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي قيل لِأَحْمَد من أثبت فِي بن جريج عبد الرَّزَّاق أَو مُحَمَّد بن بكر البرْسَانِي فَقَالَ عبد الرَّزَّاق وَقَالَ عَبَّاس الدوري عَن بن معِين كَانَ عبد الرَّزَّاق أثبت فِي حَدِيث معمر من هِشَام بن يُوسُف وَقَالَ يَعْقُوبُ بْنُ شَيْبَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ قَالَ لي هِشَام بن يُوسُف كَانَ عبد الرَّزَّاق أعلمنَا وأحفظنا قَالَ يَعْقُوب كِلَاهُمَا ثِقَة ثَبت وَقَالَ الذهلي كَانَ أيقظهم فِي الحَدِيث وَكَانَ يحفظ وَقَالَ بن عدي رَحل إِلَيْهِ ثِقَات الْمُسلمين وَكَتَبُوا عَنهُ إِلَّا اسْم نسبوه إِلَى التَّشَيُّع وَهُوَ أعظم مَا ذموه بِهِ وَأما الصدْق فأرجو أَنه لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ النَّسَائِيّ فِيهِ نظر لمن كتب عَنهُ بآخرة كتبُوا عَنهُ أَحَادِيث مَنَاكِير وَقَالَ الْأَثْرَم عَن أَحْمد من سمع مِنْهُ بعد مَا عمي فَلَيْسَ بِشَيْء وَمَا كَانَ فِي كتبه فَهُوَ صَحِيح وَمَا لَيْسَ فِي كتبه فَإِنَّهُ كَانَ يلقن فيتلقن قلت احْتج بِهِ الشَّيْخَانِ فِي جملَة من حَدِيث من سمع مِنْهُ قبل الِاخْتِلَاط وَضَابِط ذَلِك من سمع مِنْهُ قبل الْمِائَتَيْنِ فَأَما(1/419)
بعْدهَا فَكَانَ قد تغير وفيهَا سمع مِنْهُ أَحْمد بن شبويه فِيمَا حكى الْأَثْرَم عَن أَحْمد وَإِسْحَاق الديري وَطَائِفَة من شُيُوخ أبي عوَانَة وَالطَّبَرَانِيّ مِمَّن تَأَخّر إِلَى قرب الثَّمَانِينَ وَمِائَتَيْنِ وروى لَهُ الْبَاقُونَ ع عبد السَّلَام بن حَرْب الْملَائي الْكُوفِي أَبُو بكر وَثَّقَهُ أَبُو حَاتِم وَالتِّرْمِذِيّ وَيَعْقُوب بن شيبَة وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْعجلِي وَزَاد كَانَ البغداديون يستنكرون بعض حَدِيثه والكوفيون أعلم بِهِ وَقَالَ بن سعد كَانَ فِيهِ ضعف وَقَالَ يحيى بن معِين لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كُنَّا ننكر مِنْهُ شَيْئا كَانَ لَا يَقُول حَدثنَا إِلَّا فِي حَدِيث أَو حديثين وَقيل لِابْنِ الْمُبَارك فِيهِ فَقَالَ مَا تحملنِي رجْلي إِلَيْهِ قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ حديثان أَحدهمَا فِي الطَّلَاق بمتابعة الْأنْصَارِيّ لَهُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ فِي الْإِحْدَاد وَالثَّانِي فِي الْمَغَازِي فِي بَاب قدوم أبي مُوسَى والأشعريين بمتابعة حَمَّاد بن زيد وَغير وَاحِد كلهم عَن أَيُّوب عَن أبي قلَابَة عَن زَهْدَم الْجرْمِي عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ فَتبين أَنه لم يحْتَج بِهِ وروى لَهُ الْبَاقُونَ ع عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم سَلمَة بن دِينَار أَبُو تَمام الْمدنِي وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وبن معِين وَالْعجلِي وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل لم يكن يعرف بِطَلَب الحَدِيث إِلَّا كتب أَبِيه فَإِنَّهُم يَقُولُونَ إِنَّه سَمعهَا وَيُقَال أَن كتب سُلَيْمَان بن بِلَال وَقعت إِلَيْهِ وَلم يسْمعهَا وَقَالَ بن أبي خَيْثَمَة عَن مُصعب الزبيرِي كَانَ قد سمع من سُلَيْمَان فَلَمَّا مَاتَ سُلَيْمَان أوصى إِلَيْهِ بكتبه وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَالح الحَدِيث وَيُقَال لم يكن بِالْمَدِينَةِ بعد مَالك أفقه مِنْهُ قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة خَ د ت ق عبد الْعَزِيز بن عبد الله بن يحيى بن عَمْرو بن أويس بن سعد بن أبي سرح العامري الأويسي الْمدنِي من كبار شُيُوخ البُخَارِيّ قدمه أَبُو حَاتِم على يحيى بن أبي بكير فِي الْمُوَطَّأ وَقَالَ هُوَ صَدُوق وَوَثَّقَهُ يَعْقُوب بن شيبَة وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ حجَّة وَقَالَ الخليلي اتَّفقُوا على توثيقه لَكِن وَقع فِي سُؤَالَات أبي عبيد الْآجُرِيّ عَن أبي دَاوُد قَالَ عبد الْعَزِيز الأويسي ضَعِيف فَإِن كَانَ عني هَذَا فَفِيهِ نظر لِأَنَّهُ قد وَثَّقَهُ فِي مَوضِع آخر وروى عَن هَارُون الْحمال عَنهُ وَلَعَلَّه ضعف رِوَايَة مُعينَة لَهُ وهم فِيهَا أَو ضعف آخر اتّفق مَعَه فِي اسْمه وَفِي الْجُمْلَة فَهُوَ جرح مَرْدُود ع عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن مَرْوَان الْأمَوِي نزيل الْمَدِينَة وَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو زرْعَة وبن عمار وَزَاد لَيْسَ بَين النَّاس فِيهِ اخْتِلَاف وَحكى الْخطابِيّ عَن أَحْمد أَنه قَالَ لَيْسَ هُوَ من أهل الْحِفْظ يَعْنِي بذلك سَعَة الْمَحْفُوظ وَإِلَّا فقد قَالَ يحيى بن معِين هُوَ ثَبت روى شَيْئا يَسِيرا وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَقَالَ مَيْمُون بن الْأَصْبَغ عَن أبي مسْهر ضَعِيف الحَدِيث وَقَالَ يَعْقُوب بن سُفْيَان حَدثنَا أَبُو نعيم حَدثنَا عبد الْعَزِيز وَهُوَ ثِقَة قلت لَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ فِي تَفْسِير سُورَة الْمَائِدَة من رِوَايَة مُحَمَّد بن بشر عَنهُ عَن نَافِع عَن بن عمر قَالَ نزل تَحْرِيم الْخمر وَلَيْسَ فِي الْمَدِينَة سوى خَمْسَة أشربة الحَدِيث وَلِهَذَا شَاهد من حَدِيث عمر بن الْخطاب وروى لَهُ الْبَاقُونَ ع عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد بن أبي عبيد الدَّرَاورْدِي أَبُو مُحَمَّد الْمدنِي أحد مشاهير الْمُحدثين وَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَعلي بن الْمَدِينِيّ وَقَالَ أَحْمد كَانَ مَعْرُوفا بِالطَّلَبِ وَإِذا حدث من كِتَابه فَهُوَ صَحِيح وَإِذا حدث من كتب النَّاس وهم وَكَانَ يقْرَأ من كتبهمْ فيخطئ وَرُبمَا قلب حَدِيث عبد الله بن عمر يَرْوِيهَا عَن عبيد الله بن عَمْرو قَالَ أَبُو زرْعَة كَانَ سيء الْحِفْظ وَرُبمَا حدث من حفظا السيء فيخطئ وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَحَدِيثه عَن عبيد الله بن عمر مُنكر وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ السَّاجِي كَانَ من أهل الصدْق وَالْأَمَانَة إِلَّا أَنه كثير الْوَهم وَقَالَ بن سعد كَانَ ثِقَة كثير الحَدِيث يغلط قلت روى لَهُ البُخَارِيّ حديثين قرنه فيهمَا بِعَبْد الْعَزِيز بن أبي حَازِم وَغَيره وَأَحَادِيث يسيرَة أفرده لكنه أوردهَا بِصِيغَة التَّعْلِيق فِي المتابعات وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ ع عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ بن معِين فِي رِوَايَة بن الْجُنَيْد وَغَيره وَقَالَ(1/420)
فِي رِوَايَة بن أبي خَيْثَمَة عَنهُ لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ أَبُو حَاتِم مستوى الحَدِيث ثِقَة وَوَثَّقَهُ الْعجلِيّ وبن البرقي وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ بن حبَان فِي الثِّقَات يُخطئ قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة وَذكر بن الْقطَّان الفاسي أَن مُرَاد بن معِين بقوله فِي بعض الرِّوَايَات لَيْسَ بِشَيْء يَعْنِي أَن أَحَادِيثه قَليلَة جدا ع عبد الْكَرِيم بن مَالك الْجَزرِي أَبُو سعيد الْحَرَّانِي أحد الْأَثْبَات وَثَّقَهُ الْأَئِمَّة وَقَالَ بن الْمَدِينِيّ ثَبت وَقَالَ بن معِين ثِقَة ثَبت وَذكره بن عدي فِي الْكَامِل لأجل حِكَايَة الدوري عَن بن معِين أَنه قَالَ حَدِيث عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَن عَطاء رَدِيء وَقَالَ بن عدي عني بذلك حَدِيثِ عَائِشَةَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقبلهَا وَلَا يحدث وضُوءًا قَالَ وَإِذا روى الثِّقَات عَن عبد الْكَرِيم فأحاديثه مُسْتَقِيمَة وَأنكر يحيى الْقطَّان حَدِيثه عَن عَطاء فِي لحم الْبَغْل قلت لم يخرج البُخَارِيّ من رِوَايَته عَن عَطاء إِلَّا موضعا وَاحِدًا مُعَلّقا وَاحْتج بِهِ الْجَمَاعَة ت س ق عبد الْكَرِيم بن أبي الْمخَارِق أَبُو أُميَّة الْبَصْرِيّ نزيل مَكَّة شَارك الَّذِي قبله فِي كثير من شُيُوخه وَفِي الرِّوَايَة عَنهُ فَاشْتَبَهَ الْأَمر فيهمَا وَأَبُو أُميَّة مَتْرُوك عِنْد أَئِمَّة الحَدِيث وَقد ذكره أَبُو الْوَلِيد الْبَاجِيّ فِي رجال البُخَارِيّ من أجل زِيَادَة وَقعت فِي حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن سُلَيْمَان عَن طَاوس عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا قَامَ من اللَّيْل يتهجد قَالَ اللَّهُمَّ لَك الْحَمد أَنْت قيم السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَمن فِيهِنَّ وَلَك الْحَمد الحَدِيث أوردهُ البُخَارِيّ فِي كتاب التَّهَجُّد وَقَالَ فِي آخِره قَالَ سُفْيَانُ وَزَادَ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ يَعْنِي عَن طَاوس وَلَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بِاللَّه وَلم يقْصد البُخَارِيّ الِاحْتِجَاج بِهِ وَإِنَّمَا أوردهُ كَمَا حصل عِنْده واحتجاجه إِنَّمَا هُوَ بِأَصْل الحَدِيث عَن سُلَيْمَان كعادته فِي ذَلِك وَقد مضى لَهُ شَبيه بِهَذَا الْعَمَل فِي تَرْجَمَة عبد الرَّحْمَن المَسْعُودِيّ وَعلم الْمزي فِي التَّهْذِيب على تَرْجَمته عَلامَة تَعْلِيق البُخَارِيّ وَلَيْسَ ذَلِك بجيد مِنْهُ وَالله الْمُوفق وَفِي أَوَائِل الْمَغَازِي من طَرِيق هِشَام عَن بن جريج أَخْبرنِي عبد الْكَرِيم أَنه سمع مقسمًا فَزعم بَعضهم أَن عبد الْكَرِيم هَذَا هُوَ بن أبي الْمخَارِق وَلَيْسَ كَذَلِك بل هُوَ الْجَزرِي كَمَا جَاءَ مُصَرحًا بِهِ فِي مستخرج أبي نعيم من طَرِيق سعيد بن يحيى الْأمَوِي عَن أَبِيه عَن بن جريج وروى مُسلم حَدِيثا من رِوَايَة بن عُيَيْنَة عَن عبد الْكَرِيم عَن مُجَاهِد فِي المتابعات فَقيل هُوَ الْجَزرِي وَقيل هَذَا وروى لَهُ النَّسَائِيّ حَدِيثا وَضَعفه وَأخرج لَهُ التِّرْمِذِيّ وبن ماجة خَ عبد المتعال بن طَالب شيخ بغدادي وَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة وَيَعْقُوب بن شيبَة وَغَيرهمَا وَأوردهُ بن عدي فِي الْكَامِل وَنقل عَن عُثْمَانُ الدَّارِمِيُّ أَنَّهُ سَأَلَ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ عَن حَدِيث هَذَا عَن بن وهب فَقَالَ لَيْسَ هَذَا بِشَيْء قلت وَهَذَا لَيْسَ بِصَرِيح فِي تَضْعِيفه لاحْتِمَال أَن يكون أَرَادَ الحَدِيث نَفسه وَيُقَوِّي هَذَا أَن عُثْمَان هَذَا سَأَلَ بن معِين عَن عبد المتعال فَقَالَ ثِقَة وَكَذَا قَالَ عبد الْخَالِق بن مَنْصُور عَن بن معِين انْتهى وَإِنَّمَا روى عَنهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا فِي أَوَاخِر الْحَج قبل أَبْوَاب الْعمرَة بِخَمْسَة أَبْوَاب وَقد روى ذَلِك الحَدِيث بِعَيْنِه فِي الْحَج أَيْضا عَن أصبغ بن الْفرج بمتابعة عبد المتعال وَالله أعلم ع عبد الْملك بن أعين الْكُوفِي وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم شيعي مَحَله الصدْق وَقَالَ بن معِين لَيْسَ بِشَيْء وَكَانَ بن مهْدي يحدث عَنهُ ثمَّ تَركه قلت لَيْسَ لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ سوى حَدِيث سُفْيَان بن عُيَيْنَة عَن جَامِعِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ وَعَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أعين سمعا شقيقا يَقُول سَمِعت بن مَسْعُود فَذكر حَدِيث من حلف على مَال امْرِئ مُسلم هُوَ فِي التَّوْحِيد من صَحِيح البُخَارِيّ وروى لَهُ الْبَاقُونَ خَ م س ق عبد الْملك بن الصَّباح المسمعي الْبَصْرِيّ أَبُو مُحَمَّد من أَصْحَاب شُعْبَة قَالَ أَبُو حَاتِم صَالح وَذكره صَاحب الْمِيزَان فَنقل عَن الخليلي أَنه قَالَ فِيهِ كَانَ مُتَّهمًا بِسَرِقَة الحَدِيث وَهَذَا جرح مُبْهَم وَلم أر لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حَدِيث وَاحِد أوردهُ فِي الدَّعْوَات مَقْرُونا بمعاذ بن معَاذ(1/421)
عَنْ شُعْبَةَ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ بن أبي مُوسَى عَن أَبِيه فِي قَوْله اللَّهُمَّ اغْفِر لي خطاياي وعمدي وَأوردهُ أَيْضا من حَدِيث إِسْرَائِيل عَن أبي إِسْحَاق وروى لَهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ وبن ماجة ع عبد الْملك بن عُمَيْر الْكُوفِي مَشْهُور من كبار الْمُحدثين لَقِي جمَاعَة من الصَّحَابَة وَعمر وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وبن معِين وَالنَّسَائِيّ وبن نمير وَقَالَ بن مهْدي كَانَ الثَّوْريّ يعجب من حفظ عبد الْملك وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بحافظ تغير حفظه قبل مَوته وَإِنَّمَا عني بن مهْدي عبد الْملك بن أبي سُلَيْمَان وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل مُضْطَرب الحَدِيث تخْتَلف عَلَيْهِ الْحفاظ وَقَالَ بن البرقي عَن بن معِين ثِقَة إِلَّا أَنه أَخطَأ فِي حَدِيث أَو حديثين قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة وَأخرج لَهُ الشَّيْخَانِ من رِوَايَة القدماء عَنهُ فِي الِاحْتِجَاج وَمن رِوَايَة بعض الْمُتَأَخِّرين عَنهُ فِي المتابعات وَإِنَّمَا عيب عَلَيْهِ أَنه تغير حفظه لكبر سنه لِأَنَّهُ عَاشَ مائَة وَثَلَاث سِنِين وَلم يذكرهُ بن عدي فِي الْكَامِل وَلَا بن حبَان خَ عبد الْوَاحِد بن زِيَاد الْعَبْدي الْبَصْرِيّ قَالَ بن معِين أثبت أَصْحَاب الْأَعْمَش شُعْبَة وسُفْيَان ثمَّ أَبُو مُعَاوِيَة ثمَّ عبد الْوَاحِد بن زِيَاد وَعبد الْوَاحِد ثِقَة وَأَبُو عوَانَة أحب إِلَيّ مِنْهُ وَوَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وبن سعد وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالْعجلِي وَالدَّارَقُطْنِيّ حَتَّى قَالَ بن عبد الْبر لَا خلاف بَينهم أَنه ثِقَة ثَبت كَذَا قَالَ وَقد أَشَارَ يحيى بن الْقطَّان إِلَى لينه فروى بن الْمَدِينِيّ عَنهُ أَنه قَالَ مَا رَأَيْته طلب حَدِيثا قطّ وَكنت أذاكره بِحَدِيث الْأَعْمَش فَلَا يعرف مِنْهُ حرفا قلت وَهَذَا غير قَادِح لِأَنَّهُ كَانَ صَاحب كتاب وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة خَ ع م عبد الْوَاحِد بن عبد الله الْبَصْرِيّ كَانَ أَمِير الْمَدِينَة فِي خلَافَة يزِيد بن عبد الْملك قَالَ أَفْلح بن حميد كَانَ مَحْمُود الْولَايَة وَوَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَغَيرهمَا وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا يحْتَج بِهِ قلت لَهُ فِي الصَّحِيح حَدِيث وَاحِد عَن وَاثِلَة فِي التَّغْلِيظ فِي الْكَذِبَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وروى لَهُ الْأَرْبَعَة خَ د ت س عبد الْوَاحِد بن وَاصل أَبُو عُبَيْدَة الْحداد مَشْهُور بكنيته قَالَ بن معِين كَانَ من المثبتين مَا أعلم أَنا أَخذنَا عَلَيْهِ خطأ الْبَتَّةَ وَقَالَ أَحْمد أخْشَى أَن يكون ضَعِيفا وَقَالَ أَيْضا لم يكن صَاحب حفظ لَكِن كَانَ كِتَابه صَحِيحا وَوَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَيَعْقُوب بن شيبَة وَيَعْقُوب بن سُفْيَان وَأَبُو دَاوُد وَغَيرهم قلت لَهُ فِي الصَّحِيح حَدِيث وَاحِد فِي الصَّلَاة من رِوَايَته عَن عُثْمَان بن أبي رواد عَن الزُّهْرِيّ عَن أنس تَابعه فِيهِ مُحَمَّد بن بكر البرْسَانِي عَن عُثْمَان وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ خَ عبد الْوَارِث بن سعيد التنوري أَبُو عُبَيْدَة الْبَصْرِيّ من مشاهير الْمُحدثين ونبلائهم أثنى شُعْبَة على حفظه وَكَانَ يحيى بن سعيد الْقطَّان يرجع إِلَى حفظه وَقيل لِابْنِ معِين من أثبت شُيُوخ الْبَصرِيين فعده مِنْهُم وَقدمه مرّة على بن علية فِي أَيُّوب وَوَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة وَالنَّسَائِيّ وبن سعد وبن نمير وَالْعجلِي وَأَبُو حَاتِم وَزَاد هُوَ أثبت من حَمَّاد بن سَلمَة وَذكر أَبُو دَاوُد عَن أبي عَليّ الْموصِلِي أَن حَمَّاد بن زيد كَانَ ينهاهم عَنهُ لأجل القَوْل بِالْقدرِ قَالَ البُخَارِيّ قَالَ عبد الصَّمد بن عبد الْوَارِث مَكْذُوب على أبي وَمَا سَمِعت مِنْهُ يَقُول فِي الْقدر قطّ شَيْئا وَقَالَ السَّاجِي حَدثنَا عَليّ بن أَحْمد سَمِعت هدبة بن خَالِد يَقُول سَمِعت عبد الْوَارِث يَقُول مَا رَأَيْت الاعتزال قطّ قَالَ السَّاجِي مَا وضع مِنْهُ إِلَّا الْقدر قلت يحْتَمل أَنه رَجَعَ عَنهُ بل الَّذِي اتَّضَح لي أَنهم اتَّهَمُوهُ بِهِ لأجل ثنائه على عَمْرو بن عبيد فَإِنَّهُ كَانَ يَقُول لَوْلَا أنني أعلم أَنه صَدُوق مَا حدثت عَنهُ وأئمة الحَدِيث كَانُوا يكذبُون عَمْرو بن عبيد وَينْهَوْنَ عَن مُجَالَسَته فَمن هُنَا اتهمَ عبد الْوَارِث وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة ع عبد الْوَهَّاب بن عبد الْمجِيد الثَّقَفِيّ أَبُو مُحَمَّد الْبَصْرِيّ أحد الْأَثْبَات قَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا كتاب عَن يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ أصح من كتاب عبد الْوَهَّاب وَوَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَيحيى بن معِين وَآخَرُونَ وَقَالَ بن سعد ثِقَة وَفِيه ضعف قلت عني بذلك مَا نقم عَلَيْهِ من الِاخْتِلَاط قَالَ عَبَّاس الدوري عَن بن معِين اخْتَلَط بآخرة وَقَالَ عقبَة بن مكرم(1/422)
وَاخْتَلَطَ قبل مَوته بِثَلَاث سِنِين وَقَالَ عَمْرو بن عَليّ اخْتَلَط حَتَّى كَانَ لَا يعقل قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة وَلم يكثر البُخَارِيّ عَنهُ وَالظَّاهِر أَنه إِنَّمَا أخرج لَهُ عَمَّن سمع مِنْهُ قبل اخْتِلَاطه كعمرو بن عَليّ وَغَيره بل نقل الْعقيلِيّ أَنه لما اخْتَلَط حجبه أَهله فَلم يرو فِي الِاخْتِلَاط شَيْئا وَالله أعلم ع عبيد الله بن أبي جَعْفَر الْمصْرِيّ الْفَقِيه يكنى أَبَا بكر وَثَّقَهُ أَحْمد فِي رِوَايَة عبد الله ابْنه عَنهُ وَأَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ وبن سعد وَقَالَ بن يُونُس كَانَ عَالما عابدا وَنقل صَاحب الْمِيزَان عَن أَحْمد أَنه قَالَ لَيْسَ بِقَوي قلت إِن صَحَّ ذَلِك عَن أَحْمد فَلَعَلَّهُ فِي شَيْء مَخْصُوص وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة ع عبيد الله بن عبد الْمجِيد الْحَنَفِيّ أَبُو عَليّ مَشْهُور بكنيته وَهُوَ من نبلاء الْمُحدثين قَالَ بن معِين وَأَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ وَوَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَغير وَاحِد وَأخرجه الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء وَأورد لَهُ حَدِيثا تفرد بِهِ لَيْسَ بمنكر وَاحْتج بِهِ الْجَمَاعَة ع عبيد الله بن مُوسَى بن أبي الْمُخْتَار الْعَبْسِي مَوْلَاهُم أَبُو مُحَمَّد الْكُوفِي من كبار شُيُوخ البُخَارِيّ سمع من جمَاعَة من التَّابِعين وَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو حَاتِم وَالْعجلِي وَعُثْمَان بن أبي شيبَة وَآخَرُونَ وَقَالَ بن سعد كَانَ ثِقَة صَدُوقًا حسن الْهَيْئَة وَكَانَ يتشيع ويروي أَحَادِيث فِي التَّشَيُّع مُنكرَة وَضعف بذلك عِنْد كثير من النَّاس وَعَابَ عَلَيْهِ أَحْمد غلوه فِي التَّشَيُّع مَعَ تقشفه وعبادته وَقَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ أثبتهم فِي إِسْرَائِيل وَقَالَ بن معِين كَانَ عِنْده جَامع سُفْيَان الثَّوْريّ وَكَانَ يستضعف فِيهِ قلت لم يخرج لَهُ البُخَارِيّ من رِوَايَته عَن الثَّوْريّ شَيْئا وَاحْتج بِهِ هُوَ وَالْبَاقُونَ عُبَيْدَة بن حميد بن صُهَيْب أَبُو عبد الرَّحْمَن الْكُوفِي وَثَّقَهُ أَحْمد وَقَالَ مَا أصح حَدِيثه وَمَا أَدْرِي مَا للنَّاس وَله وَقَالَ بن معِين مَا بِهِ بَأْس وَلَيْسَ لَهُ بخت وَقَالَ بن الْمَدِينِيّ مرّة مَا أصح حَدِيثه وَمرَّة ضعفه وَقَالَ يَعْقُوب بن شيبَة لم يكن من الْحفاظ وَقَالَ السَّاجِي لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَوَثَّقَهُ آخَرُونَ قلت لَهُ فِي الصَّحِيح ثَلَاثَة أَحَادِيث أَحدهَا فِي الْأَدَب حَدِيثه عَن مَنْصُور عَن مُجَاهِد عَن بن عَبَّاس فِي قصَّة القبرين اللَّذين يعذب من فيهمَا وَهُوَ عِنْده فِي الطَّهَارَة من رِوَايَة جرير عَن مَنْصُور ثَانِيهَا فِي الدُّعَاء حَدِيثه عَن عبد الْملك بن عُمَيْر عَن مُصعب بن سعد عَن أَبِيه فِي قَوْله اللَّهُمَّ أَنِّي أعوذ من الْبُخْل والجبن الحَدِيث وَهُوَ عِنْده فِي الدُّعَاء أَيْضا من رِوَايَة شُعْبَة وزائدة عَن عبد الْملك ثَالِثهَا فِي الْحَج حَدِيثه عَن عبد الْعَزِيز بن رفيع عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ عَائِشَةَ فِي الصَّلَاة بعد الْعَصْر وَهَذَا حَدِيث فَرد عِنْده إِلَّا أَن الرِّوَايَة عَن عَائِشَة فِي ذَلِك مروية عِنْده من طرق وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن الْأَرْبَعَة خَ د س ت عتاب بن بشير الْجَزرِي ضعفه أَحْمد بن حَنْبَل فِي خصيف وَوَثَّقَهُ بن معِين وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ النَّسَائِيُّ لَيْسَ بِقَوِيٍّ وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ عَن أَحْمد تَركه بن مهْدي بآخرة وَقَالَ بن الْمَدِينِيّ ضربنا على حَدِيثه قلت لَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حديثين أَحدهمَا فِي الطِّبّ حَدِيث أم قيس بنت مُحصن فِي الأعلاق من الْعذرَة أخرجه بمتابعة بن عُيَيْنَة وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة لشيخه إِسْحَاق بن رَاشد ثَلَاثَتهمْ عَن الزُّهْرِيّ ثَانِيهمَا فِي الِاعْتِصَام حَدِيث عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طرقه وَفَاطِمَة فَقَالَ أَلا تصلونَ قَالَ عَليّ فَقلت يَا رَسُول الله إِنَّمَا أَنْفُسنَا بيد الله الحَدِيث أخرجه مَقْرُونا بشعيب هَذَا جَمِيع مَاله عِنْده وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالتِّرْمِذِيّ خَ س ق عُثْمَان بن صَالح السَّهْمِي أَبُو يحيى الْمصْرِيّ من شُيُوخ البُخَارِيّ وَثَّقَهُ بن معِين وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم شيخ وَقَالَ أَبُو زرْعَة كَانَ يكْتب مَعَ خَالِد بن نجيح وَكَانَ خَالِد يملي عَلَيْهِم مَا لم يسمعوا من الشَّيْخ قبلوا بِهِ قلت هَذَا بِعَيْنِه جرى لعبد الله بن صَالح كَاتب اللَّيْث وخَالِد بن نجيح هَذَا كَانَ كذابا وَكَانَ يحفظ بِسُرْعَة وَكَانَ هَؤُلَاءِ إِذا اجْتَمعُوا عِنْد شيخ فَسَمِعُوا مِنْهُ وَأَرَادُوا كِتَابَة مَا سَمِعُوهُ اعتمدوا فِي ذَلِك على إملاء خَالِد عَلَيْهِم أما من حفظه أَو من الأَصْل فَكَانَ يزِيد فِيهِ مَا لَيْسَ فِيهِ فَدخلت فيهم(1/423)
الْأَحَادِيث الْبَاطِلَة من هَذِه الْجِهَة وَقد ذكر الْحَاكِم أَن مثل هَذَا بِعَيْنِه وَقع لقتيبة بن سعيد مَعَه مَعَ جلالة قُتَيْبَة وَأما مَا رَوَاهُ أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْحجَّاج بن رشدين عَن أَحْمد بن صَالح أَنه ترك عُثْمَان بن صَالح فَلَا يقْدَح فِيهِ أما أَولا فَابْن رشدين ضَعِيف لَا يوثق بِهِ فِي هَذَا وَأما ثَانِيًا فَأَحْمَد بن صَالح من أَقْرَان عُثْمَان فَلَا يقبل قَوْله فِيهِ إِلَّا بِبَيَان وَاضح وَالْحكم فِي أَمْثَال هَؤُلَاءِ الشُّيُوخ الَّذين لَقِيَهُمْ البُخَارِيّ وميز صَحِيح حَدِيثهمْ من سقيمه وَتكلم فيهم غَيره أَنه لَا يَدعِي أَن جَمِيع أَحَادِيثهم من شَرطه فَإِنَّهُ لَا يخرج لَهُم إِلَّا مَا تبين لَهُ صِحَّته وَالدَّلِيل على ذَلِك أَنه مَا أخرج لعُثْمَان هَذَا فِي صَحِيحه سوى ثَلَاثَة أَحَادِيث أَحدهَا مُتَابعَة فِي تَفْسِير سُورَة الْبَقَرَة وروى لَهُ النَّسَائِيّ وبن ماجة ع عُثْمَان بن عمر بن فَارس الْعَبْدي الْبَصْرِيّ أحد الْأَثْبَات وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَالْعجلِي وبن سعد وَآخَرُونَ وَقَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ يحيى بن سعيد لَا يرضاه قلت قد نقل البُخَارِيّ عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ أَن يحيى بن سعيد احْتج بِهِ وَيحيى بن سعيد شَدِيد التعنت فِي الرِّجَال لَا سِيمَا من كَانَ من أقرانه وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة خَ م د س عُثْمَان بن غياث الرَّاسِبِي الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وبن معِين وَأحمد وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ أَبُو دَاوُد وَأحمد كَانَ مرجئا وَقَالَ بن معِين وبن الْمَدِينِيّ كَانَ يحيى بن سعيد يضعف حَدِيثه فِي التَّفْسِير عَن عِكْرِمَة قلت لم يخرج لَهُ البُخَارِيّ عَن عِكْرِمَة سوى مَوضِع وَاحِد مُعَلّقا وروى لَهُ حَدِيثا آخر أخرجه فِي الْأَدَب من رِوَايَة يحيى بن سعيد عَنهُ عَن أبي عُثْمَان عَن أبي مُوسَى حَدِيث القف وَرَوَاهُ فِي فضل عمر أَيْضا من رِوَايَة أبي أُسَامَة عَنهُ وَتَابعه عِنْده أَيُّوب وَعَاصِم وَعلي بن الحكم عَن أبي عُثْمَان وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ خَ ت عُثْمَان بن فرقد الْعَطَّار الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ بن حبَان وَقَالَ مُسْتَقِيم الحَدِيث وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ روى حَدِيثا مُنْكرا وَهُوَ حَدِيث شقران وَقَالَ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ يَتَكَلَّمُونَ فِيهِ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يُخَالف الثِّقَات قلت لَيْسَ لَهُ عِنْد البُخَارِيّ سوى حَدِيث وَاحِد أخرجه مَقْرُونا بِعَبْد الله بن نمير كِلَاهُمَا عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ فِي أَوَاخِر الْبيُوع فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَمَنْ كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَذكر لَهُ آخر فِي حَدِيث الْإِفْك قَالَ فِيهِ قَالَ مُحَمَّد عَن عُثْمَان بن فرقد عَن هِشَام عَن أَبِيه سببت حسانا عِنْد عَائِشَة الحَدِيث وَوَصله من حَدِيث عَبدة عَن هِشَام وَأخرج لَهُ التِّرْمِذِيّ حَدِيث شقران وَاسْتَغْرَبَهُ خَ م د س عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أبي شيبَة الْكُوفِي أحد الْحفاظ الْكِبَار وَثَّقَهُ يحيى بن معِين وبن نمير وَالْعجلِي وَجَمَاعَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ أكبر من أَخِيه أبي بكر إِلَّا أَن أَبَا بكر ضَعِيف وَعُثْمَان صَدُوق وَقَالَ الْأَثْرَم عَن أَحْمد مَا علمت إِلَّا خيرا وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد عرضت على أبي أَحَادِيث لعُثْمَان فأنكرها وَقَالَ مَا كَانَ أَخُوهُ يَعْنِي أَبَا بكر تطِيق نَفسه لشَيْء من هَذِه الْأَحَادِيث وتتبع الْخَطِيب الْأَحَادِيث الَّتِي أنكرها أَحْمد على عُثْمَان وَبَين عذره فِيهَا وَذكر لَهُ الدَّارَقُطْنِيّ فِي كتاب التَّصْحِيف أَشْيَاء كَثِيرَة صحفها من الْقُرْآن فِي تَفْسِيره كَأَنَّهُ مَا كَانَ يحفظ الْقُرْآن روى لَهُ الْجَمَاعَة سوى التِّرْمِذِيّ خَ س عُثْمَان بن الْهَيْثَم بن الجهم الْمُؤَذّن أَبُو عَمْرو الْبَصْرِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ صَدُوقًا غير أَنه كَانَ يَتَلَقَّن بآخرة قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ صَدُوقًا كثير الْخَطَأ وَقَالَ السَّاجِي ذكر عِنْد أَحْمد فَأَوْمأ إِلَيْهِ أَنه لَيْسَ بثبت وَلم يحدث عَنهُ قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ حَدِيث أبي هُرَيْرَة فِي فضل آيَة الْكُرْسِيّ ذكره فِي مَوَاضِع عَنهُ مطولا ومختصرا وروى لَهُ حَدِيثا آخر عَن مُحَمَّد وَهُوَ الذهلي عَنهُ عَن بن جريج وَآخر فِي الْعلم صرح بِسَمَاعِهِ مِنْهُ وَهُوَ مُتَابعَة ع عدي بن ثَابت الْأنْصَارِيّ الْكُوفِي التَّابِعِيّ الْمَشْهُور وَثَّقَهُ أَحْمد وَالنَّسَائِيّ وَالْعجلِي وَالدَّارَقُطْنِيّ إِلَّا أَنه قَالَ كَانَ يغلو فِي التَّشَيُّع وَكَذَا قَالَ بن معِين وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَكَانَ إِمَام مَسْجِد الشِّيعَة وقاضيهم وَقَالَ الْجوزجَاني مائل عَن الْقَصْد وَقَالَ عَفَّان عَن شُعْبَة كَانَ من الرفاعين قلت احْتج بِهِ(1/424)
الْجَمَاعَة وَمَا أخرج لَهُ فِي الصَّحِيح شَيْء مِمَّا يُقَوي بدعته خَ ع عَطاء بن السَّائِب بن مَالك الثَّقَفِيّ الْكُوفِي وَقيل اسْم جده يزِيد من مشاهير الروَاة الثِّقَات إِلَّا أَنه اخْتَلَط فضعفوه بِسَبَب ذَلِك وَتحصل لي من مَجْمُوع كَلَام الْأَئِمَّة أَن رِوَايَة شُعْبَة وسُفْيَان الثَّوْريّ وَزُهَيْر بن مُعَاوِيَة وزائدة وَأَيوب وَحَمَّاد بن زيد عَنهُ قبل الِاخْتِلَاط وَأَن جَمِيع من روى عَنهُ غير هَؤُلَاءِ فَحَدِيثه ضَعِيف لِأَنَّهُ بعد اخْتِلَاطه إِلَّا حَمَّاد بن سَلمَة فَاخْتلف قَوْلهم فِيهِ لَهُ فِي البُخَارِيّ حَدِيث عَن سعيد بن جُبَير عَن بن عَبَّاس فِي ذكر الْحَوْض مقرون بِأبي بشر جَعْفَر بن أبي وحشية أحد الْأَثْبَات وَهُوَ فِي تَفْسِير سُورَة الْكَوْثَر م ع اعطاء بن أبي مُسلم الخرساني مَشْهُور مُخْتَلف فِيهِ مَا علمت من ذكره فِي رجال البُخَارِيّ سوى الْمزي فَإِنَّهُ ذكره فِي التَّهْذِيب وَتعلق بالقصة الَّتِي ذَكرنَاهَا فِي الحَدِيث الْحَادِي والثمانين فِي الْفَصْل الَّذِي قبل هَذَا وَلَيْسَ فِيهَا مَا يقطع بِمَا زَعمه وَالله أعلم خَ م س ق عَطاء بن أبي مَيْمُونَة الْبَصْرِيّ أَبُو معَاذ مولى أنس وَثَّقَهُ بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو زرْعَة وَقَالَ بن عدي فِي أَحَادِيثه بعض مَا يُنكر وَقَالَ البُخَارِيّ وَغير وَاحِد كَانَ يرى الْقدر قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة سوى التِّرْمِذِيّ وَلَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حَدِيثه عَن أنس فِي الِاسْتِنْجَاء ع عَفَّان بن مُسلم الصغار من كبار الثِّقَات الْأَثْبَات لقِيه البُخَارِيّ وروى عَنهُ شَيْئا يَسِيرا وَحدث عَن جمَاعَة من أَصْحَابه عَنهُ اتَّفقُوا على توثيقه حَتَّى قَالَ يحيى الْقطَّان إِذا وَافقنِي عَفَّان لَا أُبَالِي من خالفني وَقَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة متقن متين وَسُئِلَ أَحْمد بن حَنْبَل من تَابع عَفَّان على كَذَا فَقَالَ وَعَفَّان يحْتَاج إِلَى متابع وَذكره بن عدي فِي الْكَامِل لقَوْل سُلَيْمَان بن حَرْب مَا كَانَ عَفَّان يضْبط عَن شُعْبَة وَقد قَالَ أَبُو عَمْرو الحوضي رَأَيْت شُعْبَة أَقَامَ عَفَّان من مَجْلِسه مرَارًا من كَثْرَة مَا يُكَرر عَلَيْهِ قلت فَهَذَا يدل على تثبته فِي تحمله وَكَأن قَول سُلَيْمَان أَنه كَانَ لَا يضْبط عَن شُعْبَة بِالنِّسْبَةِ إِلَى أقرانه الَّذين يحفظون بِسُرْعَة وَقد قَالَ يحيى بن معِين بن مهْدي وَإِن كَانَ أحفظ من عَفَّان فَمَا هُوَ من رجال عَفَّان فِي الْكتاب وَقَالَ بن الْمَدِينِيّ مَا أَقُول فِي رجل كَانَ يشك فِي حرف فَيضْرب على خَمْسَة أسطر وَقيل لِابْنِ معِين إِذا اخْتلف عَفَّان وَأَبُو الْوَلِيد فِي حَدِيث فَالْقَوْل قَول من قَالَ القَوْل قَول عَفَّان وَالْكَلَام فِي إتقانه كثير جدا احْتج بِهِ الْجَمَاعَة ع عقيل بن خَالِد الْأَيْلِي أحد الثِّقَات الْأَثْبَات من أَصْحَاب الزُّهْرِيّ اعْتَمدهُ الْجَمَاعَة وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة إِبْرَاهِيم بن سعد حِكَايَة أَحْمد بن حَنْبَل فِي إِنْكَاره على يحيى بن سعيد الْقطَّان تليين عقيل وَإِبْرَاهِيم ع عِكْرِمَة أَبُو عبد الله مولى بن عَبَّاس احْتج بِهِ البُخَارِيّ وَأَصْحَاب السّنَن وَتَركه مُسلم فَلم يخرج لَهُ سوى حَدِيث وَاحِد فِي الْحَج مَقْرُونا بِسَعِيد بن جُبَير وَإِنَّمَا تَركه مُسلم لكَلَام مَالك فِيهِ وَقد تعقب جمَاعَة من الْأَئِمَّة ذَلِك وصنفوا فِي الذب عَن عِكْرِمَة مِنْهُم أَبُو جَعْفَر بن جرير الطَّبَرِيّ وَمُحَمّد بن نصر الْمروزِي وَأَبُو عبد الله بن مَنْدَه وَأَبُو حَاتِم بن حبَان وَأَبُو عمر بن عبد الْبر وَغَيرهم وَقد رَأَيْت أَن الخص مَا قيل فِيهِ هُنَا وَإِن كنت قد استوفيت ذَلِك فِي تَرْجَمته من مختصري لتهذيب الْكَمَال فَأَما أَقْوَال من وهاه فمدارها على ثَلَاثَة أَشْيَاء على رميه بِالْكَذِبِ وعَلى الطعْن فِيهِ بِأَنَّهُ كَانَ يرى رَأْي الْخَوَارِج وعَلى الْقدح فِيهِ بِأَنَّهُ كَانَ يقبل جوائز الْأُمَرَاء فَهَذِهِ الْأَوْجه الثَّلَاثَة يَدُور عَلَيْهَا جَمِيع مَا طعن بِهِ فِيهِ فَأَما الْبِدْعَة فَإِن ثبتَتْ عَلَيْهِ فَلَا تضر حَدِيثه لِأَنَّهُ لم يكن دَاعِيَة مَعَ أَنَّهَا لم تثبت عَلَيْهِ وَأما قبُول الجوائز فَلَا يقْدَح أَيْضا إِلَّا عِنْد أهل التَّشْدِيد وَجُمْهُور أهل الْعلم على الْجَوَاز كَمَا صنف فِي ذَلِك بن عبد الْبر وَأما التَّكْذِيب فسنبين وُجُوه رده بعد حِكَايَة أَقْوَالهم وَأَنه لَا يلْزم من شَيْء مِنْهُ قدح فِي رِوَايَته فَالْوَجْه الأول فِيهِ أَقْوَال فأشدها مَا روى عَن بن عمر أَنه قَالَ لنافع لَا تكذب عَليّ كَمَا كذب عِكْرِمَة على بن عَبَّاس وَكَذَا مَا رُوِيَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ قَالَ ذَلِك لبرد مَوْلَاهُ فقد روى ذَلِك عَن(1/425)
إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَن سعيد بن الْمسيب وَقَالَ إِسْحَاق بن عِيسَى بن الطباع سَأَلت مَالِكًا أبلغك أَن بن عمر قَالَ لنافع لَا تكذب عَليّ كَمَا كذب عِكْرِمَة على بن عَبَّاس قَالَ لَا وَلَكِن بَلغنِي أَن سعيد بن الْمسيب قَالَ ذَلِك لبرد مَوْلَاهُ وَقَالَ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أبي زِيَاد دخلت على عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس وَعِكْرِمَة مُقَيّد عِنْده فَقلت مَا لهَذَا قَالَ إِنَّه يكذب على أبي وروى هَذَا أَيْضا عَن عبد الله بن الْحَارِث أَنه دخل على عَليّ وَسُئِلَ بن سِيرِين عَنهُ فَقَالَ مَا يسوءني أَن يدْخل الْجنَّة وَلكنه كَذَّاب وَقَالَ عَطاء الخرساني قلت لسَعِيد بن الْمسيب إِن عِكْرِمَة يزْعم أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تزوج مَيْمُونَة وَهُوَ محرم فَقَالَ كذب مخبثان وَقَالَ فطر بن خَليفَة قلت لعطاء إِن عِكْرِمَة يَقُول سبق الْكتاب الْخُفَّيْنِ فَقَالَ كذب سَمِعت بن عَبَّاس يَقُول أَمسَح على الْخُفَّيْنِ وَإِن خرجت من الْخَلَاء وَقَالَ عبد الْكَرِيم الجرزي قلت لسَعِيد بن الْمسيب إِن عِكْرِمَة كره كرى الأَرْض فَقَالَ كذب سَمِعت بن عَبَّاس يَقُول إِن أمثل مَا أَنْتُم صانعون اسْتِئْجَار الأَرْض الْبَيْضَاء وَقَالَ وهب بن خَالِد كَانَ يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ يكذبهُ وَقَالَ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ مَعْنِ بْنِ عِيسَى وَغَيره كَانَ مَالك لَا يرى عِكْرِمَة ثِقَة وَيَأْمُر أَن لَا يُؤْخَذ عَنهُ وَقَالَ الرّبيع قَالَ الشَّافِعِي وَهُوَ يَعْنِي مَالِكًا سيء الرَّأْي فِي عِكْرِمَة قَالَ لَا أرى لأحد أَن يقبل حَدِيث عِكْرِمَة وَقَالَ عُثْمَان بن مرّة قلت للقاسم إِن عِكْرِمَة قَالَ كَذَا فَقَالَ يَا بن أخي إِن عِكْرِمَة كَذَّاب يحدث غدْوَة بِحَدِيث يُخَالِفهُ عَشِيَّة وَقَالَ الْأَعْمَش عَن إِبْرَاهِيم لقِيت عِكْرِمَة فَسَأَلته عَن البطشة الْكُبْرَى فَقَالَ يَوْم الْقِيَامَة فَقلت إِن عبد الله يَعْنِي بن مَسْعُود كَانَ يَقُول البطشة الْكُبْرَى يَوْم بدر فبلغني بعد ذَلِك أَنه سُئِلَ عَن ذَلِك فَقَالَ يَوْم بدر وَقَالَ الْقَاسِم بن معن بن عبد الرَّحْمَن حَدثنِي أبي حَدثنِي عبد الرَّحْمَن قَالَ حدث عِكْرِمَة بِحَدِيث فَقَالَ سَمِعت بن عَبَّاس يَقُول كَذَا وَكَذَا قَالَ فَقلت يَا غُلَام هَات الدواة قَالَ أعْجبك فَقلت نعم قَالَ تُرِيدُ أَن تكتبه قلت نعم قَالَ إِنَّمَا قلته برأيي وَقَالَ بن سعد قَالَ كَانَ عِكْرِمَة بحرا من البحور وَتكلم النَّاس فِيهِ وَلَيْسَ يحْتَج بحَديثه فَهَذَا جَمِيع مَا نقل عَن الْأَئِمَّة فِي تَكْذِيبه على الْإِبْهَام وَسَنذكر إِن شَاءَ الله تَعَالَى بَيَان ذَلِك ونصرف وجوهه وَأَنه لَا يلْزم عِكْرِمَة من شَيْء مِنْهُ قدح فِي حَدِيثه فَأَما الْوَجْه الثَّانِي وَهُوَ الطعْن فِيهِ بِرَأْي الْخَوَارِج فَقَالَ بن لَهِيعَة عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَتِيم عُرْوَة كَانَ عِكْرِمَة وَفد على نجدة الحروري فَأَقَامَ عِنْده تِسْعَة أشهر ثمَّ رَجَعَ إِلَى بن عَبَّاس فَسلم عَلَيْهِ فَقَالَ قد جَاءَ الْخَبيث قَالَ فَكَانَ يحدث بِرَأْي نجدة قَالَ وَكَانَ يَعْنِي نجدة أول من أحدث رَأْي الصفرية وَقَالَ الْجوزجَاني قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل أَكَانَ عِكْرِمَة إباضيا فَقَالَ يُقَال إِنَّه كَانَ صفريا وَقَالَ أَبُو طَالب عَن أَحْمد كَانَ يرى رَأْي الْخَوَارِج الصفرية وَعنهُ أَخذ ذَلِك أهل إفريقية وَقَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ يُقَال إِنَّه كَانَ يرى رَأْي نجدة وَقَالَ يحيى بن معِين كَانَ ينتحل مَذْهَب الصفرية وَلأَجل هَذَا تَركه مَالك وَقَالَ مُصعب الزبيرِي كَانَ يرى رَأْي الْخَوَارِج وَزعم أَن عَليّ بن عبد الله بن عَبَّاس كَانَ هُوَ على هَذَا الْمَذْهَب قَالَ مُصعب وَطَلَبه بعض الْوُلَاة بِسَبَب ذَلِك فتغيب عِنْد دَاوُد بن الْحصين إِلَى أَن مَاتَ وَقَالَ خَالِد بن أبي عمرَان الْمصْرِيّ دخل علينا عِكْرِمَة إفريقية وَقت الْمَوْسِم فَقَالَ وددت أَنِّي الْيَوْم بِالْمَوْسِمِ بيَدي حَرْبَة أضْرب بهَا يَمِينا وَشمَالًا وَقَالَ أَبُو سعيد بن يُونُس فِي تَارِيخ الغرباء وبالمغرب إِلَى وقتنا هَذَا قوم على مَذْهَب الإباضية يعْرفُونَ بالصفرية يَزْعمُونَ أَنهم أخذُوا ذَلِك عَن عِكْرِمَة وَقَالَ يحيى بن بكير قدم عِكْرِمَة مصر فَنزل بهَا دَارا وَخرج مِنْهَا إِلَى الْمغرب فالخوارج الَّذين بالمغرب عَنهُ أخذُوا وروى الْحَاكِم فِي تَارِيخ نيسابور عَن يزِيد النَّحْوِيّ قَالَ كنت قَاعِدا عِنْد عِكْرِمَة فَأقبل مقَاتل بن حَيَّان وَأَخُوهُ فَقَالَ لَهُ مقَاتل يَا أَبَا عبد الله مَا تَقول فِي نَبِيذ الْجَرّ فَقَالَ عِكْرِمَة هُوَ حرَام قَالَ فَمَا تَقول فِيمَن يشربه قَالَ أَقُول إِن من شربه كفر قَالَ(1/426)
يزِيد فَقلت وَالله لَا أَدَعهُ أبدا قَالَ فَوَثَبَ مغضبا قَالَ فَلَقِيته بعد ذَلِك فِي مفازة فَرد فَسلمت عَلَيْهِ وَقلت لَهُ كَيفَ أَنْت فَقَالَ بِخَير مَا لم أرك وَقَالَ الدَّرَاورْدِي توفّي عِكْرِمَة وَكثير عزة فِي يَوْم وَاحِد فَعجب النَّاس لموتهما وَاخْتِلَاف رأيهما عِكْرِمَة يظنّ بِهِ رَأْي الْخَوَارِج يكفر بالذنب وَكثير شيعي مُؤمن بالرجعة إِلَى الدُّنْيَا وَأما الْوَجْه الثَّالِث فَقَالَ أَبُو طَالب قلت لِأَحْمَد مَا كَانَ شَأْن عِكْرِمَة قَالَ كَانَ بن سِيرِين لَا يرضاه قَالَ كَانَ يرى رَأْي الْخَوَارِج وَكَانَ يَأْتِي الْأُمَرَاء يطْلب جوائزهم وَلم يتْرك موضعا إِلَّا خرج إِلَيْهِ وَقَالَ عبد الْعَزِيز بن أبي رواد رَأَيْت عِكْرِمَة بنيسابور فَقلت لَهُ تركت الْحَرَمَيْنِ وَجئْت إِلَى خُرَاسَان قَالَ جِئْت أسعى على عيالي وَقَالَ أَبُو نعيم قدم علىالوالي بأصبهان فَأَجَازَهُ بِثَلَاثَة آلَاف دِرْهَم هَذَا جَمِيع مَا قيل فِيهِ من الْقدح فإمَّا الْوَجْه الأول فَقَوْل بن عمر لم يثبت عَنهُ لِأَنَّهُ من رِوَايَة أبي خلف الجزار عَن يحيى الْبكاء أَنه سمع بن عمر يَقُول ذَلِك وَيحيى الْبكاء مَتْرُوك الحَدِيث قَالَ بن حبَان وَمن الْمحَال أَن يجرح الْعدْل بِكَلَام الْمَجْرُوح وَقَالَ بن جرير أَن ثَبت هَذَا عَن بن عمر فَهُوَ مُحْتَمل لأوجه كَثِيرَة لَا يتَعَيَّن مِنْهُ الْقدح فِي جَمِيع رِوَايَته فقد يُمكن أَن يكون أنكر عَلَيْهِ مَسْأَلَة من الْمسَائِل كذبه فِيهَا قلت وَهُوَ احْتِمَال صَحِيح لِأَنَّهُ روى عَن بن عمر أَنه أنكر عَلَيْهِ الرِّوَايَة عَن بن عَبَّاس فِي الصّرْف ثمَّ اسْتدلَّ بن جرير على أَن ذَلِك لَا يُوجب قدحا فِيهِ بِمَا رَوَاهُ الثِّقَات عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنه قَالَ إِذْ قيل لَهُ إِن نَافِعًا مولى بن عمر حدث عَن بن عمر فِي مَسْأَلَة الْإِتْيَان فِي الْمحل الْمَكْرُوه كذب العَبْد على أبي قَالَ بن جرير وَلم يرَوا ذَلِك من قَول سَالم فِي نَافِع جرحا فَيَنْبَغِي أَن لَا يرَوا ذَلِك من بن عمر فِي عِكْرِمَة جرحا وَقَالَ بن حبَان أهل الْحجاز يطلقون كذب فِي مَوضِع أَخطَأ ذكر هَذَا فِي تَرْجَمَة برد من كتاب الثِّقَات وَيُؤَيّد ذَلِك إِطْلَاق عبَادَة بن الصَّامِت قَوْله كذب أَبُو مُحَمَّد لما أخبر أَنه يَقُول الْوتر وَاجِب فَإِن أَبَا مُحَمَّد لم يقلهُ رِوَايَة وَإِنَّمَا قَالَه اجْتِهَادًا والمجتهد لَا يُقَال إِنَّه كذب إِنَّمَا يُقَال إِنَّه أَخطَأ وَذكر بن عبد الْبر لذَلِك أَمْثِلَة كَثِيرَة وَأما قَول سعيد بن الْمسيب فَقَالَ بن جرير لَيْسَ بِبَعِيد أَن يكون الَّذِي حكى عَنهُ نَظِير الَّذِي حكى عَن بن عمر قلت وَهُوَ كَمَا قَالَ فقد تبين ذَلِك من حِكَايَة عَطاء الخرساني عَنهُ فِي تَزْوِيجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بميمونة وَلَقَد ظلم عِكْرِمَة فِي ذَلِك فَإِن هَذَا مَرْوِيّ عَن بن عَبَّاس من طرق كَثِيرَة أَنه كَانَ يَقُولُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَهَا وَهُوَ محرم وَنَظِير ذَلِك مَا تقدم عَن عَطاء وَسَعِيد بن جُبَير وَيُقَوِّي صِحَة مَا حَكَاهُ بن حبَان أَنهم يطلقون الْكَذِب فِي مَوضِع الْخَطَأ مَا سَيَأْتِي عَن هَؤُلَاءِ من الثَّنَاء عَلَيْهِ والتعظيم لَهُ فَإِنَّهُ دَال على أَن طعنهم عَلَيْهِ إِنَّمَا هُوَ فِي هَذِه الْمَوَاضِع الْمَخْصُوصَة وَكَذَلِكَ قَول بن سِيرِين الظَّاهِر أَنه طعن عَلَيْهِ من حَيْثُ الرَّأْي وَإِلَّا فقد قَالَ خَالِد الْحذاء كل مَا قَالَ مُحَمَّد بن سِيرِين ثَبت عَن بن عَبَّاس فَإِنَّمَا أَخذه عَن عِكْرِمَة وَكَانَ لَا يُسَمِّيه لِأَنَّهُ لم يكن يرضاه وَأما رِوَايَة يزِيد بن أبي زِيَاد عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ فِي تَكْذِيبه فقد ردهَا أَبُو حَاتِم بن حبَان بِضعْف يزِيد وَقَالَ إِن يزِيد لَا يحْتَج بنقله وَهُوَ كَمَا قَالَ وَأما مَا روى عَن يحيى بن سعيد فِي ذَلِك فَالظَّاهِر أَنه قلد فِيهِ سعيد بن الْمسيب وَأما قصَّة الْقَاسِم بن مُحَمَّد فقد بَين سَببهَا وَلَيْسَ بقادح لِأَنَّهُ لَا مَانع أَن يكون عِنْد المتبحر فِي الْعلم فِي الْمَسْأَلَة الْقَوْلَانِ وَالثَّلَاثَة فيخبر بِمَا يستحضر مِنْهَا وَيُؤَيّد ذَلِك مَا رَوَاهُ بن هُبَيْرَة قَالَ قدم علينا عِكْرِمَة مصر فَجعل يحدثنا بِالْحَدِيثِ عَن الرجل من الصَّحَابَة ثمَّ يحدثنا بذلك الحَدِيث عَن غَيره فأتينا إِسْمَاعِيل بن عبيد الْأنْصَارِيّ وَكَانَ قد سمع من بن عَبَّاس فَذَكرنَا ذَلِك لَهُ فَقَالَ أَنا أخبرهُ لكم فَأَتَاهُ فَسَأَلَهُ عَن أَشْيَاء كَانَ سَمعهَا من بن عَبَّاس فَأخْبرهُ بهَا على مثل مَا سمع قَالَ ثمَّ أتيناه فَسَأَلْنَاهُ فَقَالَ الرجل صَدُوق وَلكنه سمع من الْعلم فَأكْثر فَكلما سنح لَهُ طَرِيق سلكه وَقَالَ أَبُو الْأسود كَانَ عِكْرِمَة قَلِيل الْعقل وَكَانَ قد سمع الحَدِيث من(1/427)
رجلَيْنِ فَكَانَ إِذا سُئِلَ حدث بِهِ عَن رجل ثمَّ يسْأَل عَنهُ بعد حِين فَيحدث بِهِ عَن الآخر فَيَقُولُونَ مَا اكذبه وَهُوَ صَادِق وَقَالَ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ أَيُّوب قَالَ عِكْرِمَة أَرَأَيْت هَؤُلَاءِ الَّذين يكذبوني من خَلْفي أَفلا يكذبوني فِي وَجْهي يَعْنِي أَنهم إِذا واجهوه بذلك أمكنه الْجَواب عَنهُ والمخرج مِنْهُ وَقَالَ سُلَيْمَان بن حَرْب وَجه هَذَا أَنهم إِذا رَمَوْهُ بِالْكَذِبِ لم يَجدوا عَلَيْهِ حجَّة وَأما طعن إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ بِسَبَب رُجُوعه عَن قَوْله فِي تَفْسِير البطشة الْكُبْرَى إِلَى مَا أخبرهُ بِهِ عَن بن مَسْعُود فَالظَّاهِر أَن هَذَا يُوجب الثَّنَاء على عِكْرِمَة لَا الْقدح إِذْ كَانَ يظنّ شَيْئا فَبَلغهُ عَمَّن هُوَ أولى مِنْهُ خِلَافه فَترك قَوْله لأجل قَوْله وَأما قصَّة الْقَاسِم بن معن فَفِيهَا دلَالَة على تحريه فَإِنَّهُ حَدثهُ فِي المذاكرة بِشَيْء يُرِيد أَن يَكْتُبهُ عَنهُ شكّ فِيهِ فَأخْبرهُ أَنه إِنَّمَا قَالَه بِرَأْيهِ فَهَذَا أولى أَن يحمل عَلَيْهِ من أَن يظنّ بِهِ أَنه تعمد الْكَذِب على بن عَبَّاس رَضِي الله عَنهُ وَأما ذمّ مَالك فقد بَين سَببه وَأَنه لأجل مَا رمي بِهِ من القَوْل ببدعة الْخَوَارِج وَقد جزم بذلك أَبُو حَاتِم قَالَ بن أبي حَاتِم سَأَلت أبي عَن عِكْرِمَة فَقَالَ ثِقَة قلت يحْتَج بحَديثه قَالَ نعم إِذا روى عَنهُ الثِّقَات وَالَّذِي أنكر عَلَيْهِ مَالك إِنَّمَا هُوَ بِسَبَب رَأْيه على أَنه لم يثبت عَنهُ من وَجه قَاطع أَنه كَانَ يرى ذَلِك وَإِنَّمَا كَانَ يُوَافق فِي بعض الْمسَائِل فنسبوه إِلَيْهِم وَقد برأه أَحْمد وَالْعجلِي من ذَلِك فَقَالَ فِي كتاب الثِّقَات لَهُ عِكْرِمَة مولى بن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا مكي تَابِعِيّ ثِقَة بَرِيء مِمَّا يرميه النَّاس بِهِ من الحرورية وَقَالَ بن جرير لَو كَانَ كل من ادّعى عَلَيْهِ مَذْهَب من الْمذَاهب الرَّديئَة ثَبت عَلَيْهِ مَا ادّعى بِهِ وَسَقَطت عَدَالَته وَبَطلَت شَهَادَته بذلك للَزِمَ ترك أَكثر محدثي الْأَمْصَار لِأَنَّهُ مَا مِنْهُم إِلَّا وَقد نسبه قوم إِلَى مَا يرغب بِهِ عَنهُ وَأما قبُوله لجوائز الْأُمَرَاء فَلَيْسَ ذَلِك بمانع من قبُول رِوَايَته وَهَذَا الزُّهْرِيّ قد كَانَ فِي ذَلِك أشهر من عِكْرِمَة وَمَعَ ذَلِك فَلم يتْرك أحد الرِّوَايَة عَنهُ بِسَبَب ذَلِك وَإِذ فَرغْنَا من الْجَواب عَمَّا طعن عَلَيْهِ بِهِ فلنذكر ثَنَاء النَّاس عَلَيْهِ من أهل عصره وهلم جرا قَالَ مُحَمَّد بن فُضَيْل عَن عُثْمَان بن حَكِيم كنت جَالِسا مَعَ أبي أُمَامَة بن سهل بن حنيف إِذْ جَاءَ عِكْرِمَة فَقَالَ يَا أَبَا أُمَامَة أذكرك الله هَل سَمِعت بن عَبَّاس يَقُول مَا حَدثكُمْ عني عِكْرِمَة فصدقوه فَإِنَّهُ لم يكذب عَليّ فَقَالَ أَبُو أُمَامَة نعم وَهَذَا إِسْنَاد صَحِيح وَقَالَ يزِيد النَّحْوِيّ عَن عِكْرِمَة قَالَ لي بن عَبَّاس انْطلق فافت النَّاس وَحكى البُخَارِيّ عَن عَمْرو بن دِينَار قَالَ أَعْطَانِي جَابر بن زيد صحيفَة فِيهَا مسَائِل عَن عِكْرِمَة فَجعلت كَأَنِّي أتباطأ فانتزعها من يَدي وَقَالَ هَذَا عِكْرِمَة مولى بن عَبَّاس هَذَا أعلم النَّاس وَقَالَ الشّعبِيّ مَا بَقِي أحد أعلم بِكِتَاب الله من عِكْرِمَة وَقَالَ حبيب بن أبي ثَابت مر عِكْرِمَة بعطاء وَسَعِيد بن جُبَير قَالَ فَحَدثهُمْ فَلَمَّا قَامَ قلت لَهما تنكران مِمَّا حدث شَيْئا قَالَا لَا وَقَالَ أَيُّوب حَدثنِي فلَان قَالَ كنت جَالِسا إِلَى عِكْرِمَة وَسَعِيد بن جُبَير وَطَاوُس وَأَظنهُ قَالَ وَعَطَاء فِي نفر فَكَانَ عِكْرِمَة صَاحب الحَدِيث يَوْمئِذٍ وَكَأن على رؤوسهم الطير فَمَا خَالفه أحد مِنْهُم أَلا أَن سعيدا خَالفه فِي مَسْأَلَة وَاحِدَة قَالَ أَيُّوب أرى بن عَبَّاس كَانَ يَقُول الْقَوْلَيْنِ جَمِيعًا وَقَالَ حبيب أَيْضا اجْتمع عِنْدِي خَمْسَة طَاوس وَمُجاهد وَسَعِيد بن جُبَير وَعِكْرِمَة وَعَطَاء فَأقبل مُجَاهِد وَسَعِيد يلقيان على عِكْرِمَة الْمسَائِل فَلم يسألاه عَن آيَة إِلَّا فَسرهَا لَهما فَلَمَّا نفد مَا عِنْدهمَا جعل يَقُول نزلت آيَة كَذَا فِي كَذَا وَنزلت آيَة كَذَا فِي كَذَا وَقَالَ بن عُيَيْنَة كَانَ عِكْرِمَة إِذا تكلم فِي الْمَغَازِي فَسَمعهُ إِنْسَان قَالَ كَأَنَّهُ مشرف عَلَيْهِم يراهم قَالَ وَسمعت أَيُّوب يَقُول لَو قلت لَك إِن الْحسن ترك كثيرا من التَّفْسِير حِين دخل عِكْرِمَة الْبَصْرَة حَتَّى خرج مِنْهَا لصدقت وَقَالَ عبد الصَّمد بن معقل لما قدم عِكْرِمَة الْجند أهْدى لَهُ طَاوس نجيبا بستين دِينَارا فَقيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ أَلا أَشْتَرِي علم بن عَبَّاس لعبد الله بن طَاوس بستين دِينَارا وَقَالَ الفرزدق بن خرَاش قدم علينا عِكْرِمَة مرو فَقَالَ لنا شهر بن حَوْشَب أئتوه فَإِنَّهُ لم تكن(1/428)
أمةإلا كَانَ لَهَا حبر وَإِن مولى هَذَا كَانَ حبر هَذِه الْأمة وَقَالَ جرير عَن مُغيرَة قيل لسَعِيد بن جُبَير تعلم أحدا أعلم مِنْك قَالَ نعم عِكْرِمَة وَقَالَ قَتَادَة كَانَ أعلم التَّابِعين أَرْبَعَة فَذكره فيهم قَالَ وَكَانَ أعلمهم بالتفسير وَقَالَ معمر عَن أَيُّوب كنت أُرِيد أَن أرحل إِلَى عِكْرِمَة فَإِنِّي لفي سوق الْبَصْرَة إِذْ قيل لي هَذَا عِكْرِمَة فَقُمْت إِلَى جنب حِمَاره فَجعل النَّاس يسألونه وَأَنا أحفظ وَقَالَ حَمَّاد بن زيد قَالَ لي أَيُّوب لَو لم يكن عِنْدِي ثِقَة لم أكتب عَنهُ وَقَالَ يحيى بن أَيُّوب سَأَلَني بن جريج هَل كتبتم عَن عِكْرِمَة قلت لَا قَالَ فاتكم ثلث الْعلم وَقَالَ حبيب بن الشهبد كنت عِنْد عَمْرو بن دِينَار فَقَالَ وَالله مَا رَأَيْت مثل عِكْرِمَة قطّ وَقَالَ سَلام بن مِسْكين كَانَ عِكْرِمَة من أعلم النَّاس بالتفسير وَقَالَ سُفْيَان الثَّوْريّ خُذُوا التَّفْسِير من أَرْبَعَة فَبَدَأَ بِهِ وَقَالَ البُخَارِيّ لَيْسَ أحد من أَصْحَابنَا إِلَّا احْتج بِعِكْرِمَةَ وَقَالَ جَعْفَر الطَّيَالِسِيّ عَن بن معِين إِذا رَأَيْت إنْسَانا يَقع فِي عِكْرِمَة فاتهمه على الْإِسْلَام وَقَالَ عُثْمَان الدَّارمِيّ قلت لِابْنِ معِين أَيّمَا أحب إِلَيْك عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاس أَو عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ عَنهُ قَالَ كِلَاهُمَا وَلم يخْتَر فَقلت فعكرمة أَو سعيد بن جُبَير قَالَ ثِقَة وثقة وَلم يخْتَر وَقَالَ النَّسَائِيّ فِي التَّمْيِيز وَغَيره ثِقَة وَتقدم تَوْثِيق أبي حَاتِم وَالْعجلِي وَقَالَ الْمروزِي قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل يحْتَج بحَديثه قَالَ نعم وَقَالَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي أجمع عَامَّة أهل الْعلم على الِاحْتِجَاج بِحَدِيث عِكْرِمَة وَاتفقَ على ذَلِك رُؤَسَاء أهل الْعلم بِالْحَدِيثِ من أهل عصرنا مِنْهُم أَحْمد بن حَنْبَل وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَأَبُو ثَوْر وَيحيى بن معِين وَلَقَد سَأَلت إِسْحَاق عَن الِاحْتِجَاج بحَديثه فَقَالَ عِكْرِمَة عندنَا إِمَام أهل الدُّنْيَا وتعجب من سُؤَالِي إِيَّاه قَالَ وَحدثنَا غير وَاحِد أَنهم شهدُوا يحيى بن معِين وَسَأَلَهُ بعض النَّاس عَن الِاحْتِجَاج بِعِكْرِمَةَ فأظهر التَّعَجُّب وَقَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ كَانَ عِكْرِمَة من أهل الْعلم وَلم يكن فِي موَالِي بن عَبَّاس أغزر علما عَنهُ وَقَالَ بن مَنْدَه قَالَ أَبُو حَاتِم أَصْحَاب بن عَبَّاس عِيَال على عِكْرِمَة وَقَالَ الْبَزَّار روى عَن عِكْرِمَة مائَة وَثَلَاثُونَ رجلا من وُجُوه الْبلدَانِ كلهم رَضوا بِهِ وَقَالَ الْعَبَّاس بن مُصعب الْمروزِي كَانَ عِكْرِمَة أعلم موَالِي بن عَبَّاس وَأَتْبَاعه بالتفسير وَقَالَ أَبُو بكر بن أبي خَيْثَمَة كَانَ عِكْرِمَة من أثبت النَّاس فِيمَا يروي وَلم يحدث عَمَّن هُوَ دونه أَو مثله أَكثر حَدِيثه عَن الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم وَقَالَ أَبُو جَعْفَر بن جرير وَلم يكن أحد يدْفع عِكْرِمَة عَن التَّقَدُّم فِي الْعلم بالفقه وَالْقُرْآن وتأويله وَكَثْرَة الرِّوَايَة للآثار وَأَنه كَانَ عَالما بمولاه وَفِي تقريظ جلة أَصْحَاب بن عَبَّاس إِيَّاه ووصفهم لَهُ بالتقدم فِي الْعلم وَأمرهمْ النَّاس بِالْأَخْذِ عَنهُ مَا بِشَهَادَة بَعضهم تثبت عَدَالَة الْإِنْسَان وَيسْتَحق جَوَاز الشَّهَادَة وَمن ثبتَتْ عَدَالَته لم يقبل فِيهِ الْجرْح وَمَا تسْقط الْعَدَالَة بِالظَّنِّ وَبقول فلَان لمَوْلَاهُ لَا تكذب عَليّ وَمَا أشبهه من القَوْل الَّذِي لَهُ وُجُوه وتصاريف وَمَعَان غير الَّذِي وَجهه إِلَيْهِ أهل الغباوة وَمن لَا علم لَهُ بتصاريف كَلَام الْعَرَب وَقَالَ بن حبَان كَانَ من عُلَمَاء زَمَانه بالفقه وَالْقُرْآن وَلَا أعلم أحدا ذمه بِشَيْء يَعْنِي يجب قبُوله وَالْقطع بِهِ وَقَالَ بن عدي فِي الْكَامِل وَمن عَادَته فِيهِ أَن يخرج الْأَحَادِيث الَّتِي أنْكرت على الثِّقَة أَو على غير الثِّقَة فَقَالَ فِيهِ بعد أَن ذكر كَلَامهم فِي عِكْرِمَة وَلم أخرج هُنَا من حَدِيثه شَيْئا لِأَن الثِّقَات إِذا رووا عَنهُ فَهُوَ مُسْتَقِيم وَلم يمْتَنع الْأَئِمَّة وَأَصْحَاب الصِّحَاح من تَخْرِيج حَدِيثه وَهُوَ أشهر من أَن أحتاج إِلَى أَن أخرج لَهُ شَيْئا من حَدِيثه وَقَالَ الْحَاكِم أَبُو أَحْمد فِي الكنى احْتج بحَديثه الْأَئِمَّة القدماء لَكِن بعض الْمُتَأَخِّرين أخرج حَدِيثه من حيّز الصِّحَاح احتجاجا بِمَا سَنذكرُهُ ثمَّ ذكر حِكَايَة نَافِع وَقَالَ بن مَنْدَه أما حَال عِكْرِمَة فِي نَفسه فقد عدله أمة من التَّابِعين مِنْهُم زِيَادَة على سبعين رجلا من خِيَار التَّابِعين ورفعائهم وَهَذِه منزلَة لَا تكَاد تُوجد مِنْهُم لكبير أحد من التَّابِعين على أَن من جرحه من الْأَئِمَّة لم يمسك عَن الرِّوَايَة عَنهُ وَلم يسْتَغْن عَن(1/429)
حَدِيثه وَكَانَ حَدِيثه متلقى بِالْقبُولِ قرنا بعد قرن إِلَى زمن الْأَئِمَّة الَّذين أخرجُوا الصَّحِيح على أَن مُسلما كَانَ أسوأهم رَأيا فِيهِ وَقد أخرج لَهُ مَعَ ذَلِك مَقْرُونا وَقَالَ أَبُو عمر بن عبد الْبر كَانَ عِكْرِمَة من جلة الْعلمَاء وَلَا يقْدَح فِيهِ كَلَام من تكلم فِيهِ لِأَنَّهُ لَا حجَّة مَعَ أحد تكلم فِيهِ وَكَلَام بن سِيرِين فِيهِ لَا خلاف بَين أهل الْعلم أَنه كَانَ أعلم بِكِتَاب الله من بن سِيرِين وَقد يظنّ الْإِنْسَان ظنا يغْضب لَهُ وَلَا يملك نَفسه قَالَ وَزَعَمُوا أَن مَالِكًا أسقط ذكر عِكْرِمَة من الْمُوَطَّأ وَلَا أَدْرِي مَا صِحَّته لِأَنَّهُ قد ذكره فِي الْحَج وَصرح باسمه وَمَال إِلَى رِوَايَته عَن بن عَبَّاس وَترك عَطاء فِي تِلْكَ الْمَسْأَلَة مَعَ كَون عَطاء أجل التَّابِعين فِي علم الْمَنَاسِك وَالله أعلم وَقد أطلنا القَوْل فِي هَذِه التَّرْجَمَة وَإِنَّمَا أردنَا بذلك جمع مَا تفرق من كَلَام الْأَئِمَّة فِي شَأْنه وَالْجَوَاب عَمَّا قيل فِيهِ والاعتذار للْبُخَارِيّ فِي الِاحْتِجَاج بحَديثه وَقد وضح صِحَة تصرفه فِي ذَلِك وَالله أعلم خَ د عَليّ بن الْجَعْد بن عبيد الْجَوْهَرِي أَبُو الْحسن الْبَغْدَادِيّ أحد الْحفاظ قَالَ يحيى بن معِين مَا روى عَن شُعْبَة من البغداديين أثبت مِنْهُ فَقَالَ لَهُ رجل وَلَا أَبُو النَّضر فَقَالَ وَلَا أَبُو النَّضر فَقَالَ وَلَا شَبابَة قَالَ وَلَا شَبابَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم لم أر من الْمُحدثين من يحدث بِالْحَدِيثِ على لفظ وَاحِد لَا يُغَيِّرهُ سوى عَليّ بن الْجَعْد وَذكره غَيره وَوَثَّقَهُ آخَرُونَ وَتكلم فِيهِ أَحْمد من أجل التَّشَيُّع وَمن أجل وُقُوفه فِي الْقُرْآن قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ من حَدِيثه عَن شُعْبَة فَقَط أَحَادِيث يسيره وروى عَنهُ أَبُو دَاوُد أَيْضا خَ ع اعلي بن الحكم الْبنانِيّ من صغَار التَّابِعين وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَالْعجلِي وَغَيرهم وَتكلم فِيهِ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ فَقَالَ فِيهِ لين قلت لَيْسَ لَهُ عِنْد البُخَارِيّ سوى حَدِيثه عَن نَافِع عَن بن عمر فِي النَّهْي عَن عسب الْفَحْل وَقد وَافقه غَيره وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن ع عَليّ بن الْمُبَارك الْهنائِي الْبَصْرِيّ صَاحب يحيى بن أبي كثير ذكره بن عدي فِي الْكَامِل وَقَالَ يحيى بن سعيد الْقطَّان كَانَ لَهُ كِتَابَانِ أَحدهمَا لم يسمعهُ فروينا عَنهُ مَا سمع وَأما الْكُوفِيُّونَ فرووا عَنهُ الْكتاب الَّذِي لم يسمعهُ قَالَ عَبَّاس الْعَنْبَري الَّذِي عِنْد وَكِيع عَنهُ من الْكتاب الَّذِي لم يسمعهُ وَقَالَ يَعْقُوب بن شيبَة فِي رِوَايَته عَن يحيى بن أبي كثير وهاء وَقَالَ بن الْمَدِينِيّ هُوَ أحب إِلَيّ من أبان وَوَثَّقَهُ الْعجلِيّ وبن معِين وَأحمد وبن نمير وَآخَرُونَ قلت أخرج لَهُ البُخَارِيّ من رِوَايَة الْبَصرِيين عَنهُ خَاصَّة وَأخرج من رِوَايَة وَكِيع عَنهُ حَدِيثا وَاحِدًا توبع عَلَيْهِ وروى لَهُ الْبَاقُونَ خَ عَليّ بن أبي هَاشم بن طيراخ الْبَغْدَادِيّ من شُيُوخ البُخَارِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق تَركه النَّاس للْوَقْف فِي الْقُرْآن وَقَالَ الْأَزْدِيّ ضَعِيف جدا قلت قدمت غير مرّة أَن الْأَزْدِيّ لَا يعْتَبر تجريحه لضَعْفه هُوَ وَقد بَين أَبُو حَاتِم السَّبَب فِي توقف من توقف عَنهُ وَلَيْسَ ذَلِك بمانع من قبُول رِوَايَته خَ د س ت عمر بن ذَر الْهَمدَانِي الْكُوفِي أحد الزهاد الْكِبَار قَالَ يحيى الْقطَّان كَانَ ثِقَة فِي الحَدِيث لَيْسَ يَنْبَغِي أَن يتْرك حَدِيثه لرأي أَخطَأ فِيهِ وَقَالَ الْعجلِيّ كَانَ ثِقَة وَكَانَ يرى الإرجاء وَقَالَ يَعْقُوب بن سُفْيَان ثِقَة مرجئ وَقَالَ بن خرَاش كَانَ صَدُوقًا من خِيَار النَّاس وَكَانَ مرجئا وَقَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ صَدُوقًا مرجئا لَا يحْتَج بحَديثه وَقَالَ بن سعد مَاتَ فَلم يشهده الثَّوْريّ لِأَنَّهُ كَانَ مرجئا وَقَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ رَأْسا فِي الإرجاء وَوَثَّقَهُ بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَآخَرُونَ وروى لَهُ أَيْضا أَصْحَاب السّنَن الثَّلَاثَة خَ م س عمر بن أبي زَائِدَة الوادعي الْكُوفِي أَخُو زَكَرِيَّا وَكَانَ الْأَكْبَر(1/430)
وَثَّقَهُ بن معِين وَغَيره وَذكره الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء وَقَالَ كَانَ يرى الْقدر وَهُوَ فِي الحَدِيث مُسْتَقِيم قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ حديثان أَحدهمَا حَدِيثه عَنْ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ لَقِيتُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي قبَّة حَمْرَاء من أَدَم فَرَأَيْت بِلَالًا الحَدِيث أخرجه فِي الصَّلَاة وَفِي اللبَاس بمتابعة أبي عُمَيْس وسُفْيَان الثَّوْريّ وَغَيرهمَا وَالثَّانِي حَدِيثه عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ حَدِيث أبي أَيُّوب الْأنْصَارِيّ فِيمَن قَالَ لَا إِلَه إِلَّا الله عشرا فَذكر الِاخْتِلَاف فِيهِ على عَمْرو بن مَيْمُون من طرق وروى لَهُ مُسلم وَالنَّسَائِيّ ع عمر بن عَليّ بن عَطاء بن مقدم الْمقدمِي الْبَصْرِيّ أثنى عَلَيْهِ أَحْمد وبن معِين وَغَيرهمَا وعابوه بِكَثْرَة التَّدْلِيس وَأما أَبُو حَاتِم فَقَالَ لَا يحْتَج بِهِ وَأوردهُ بن عدي فِي الْكَامِل وَلم أر لَهُ فِي الصَّحِيح إِلَّا مَا توبع عَلَيْهِ وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ خَ س عمر بن مُحَمَّد بن الْحسن بن الزبير الْأَسدي الْمَعْرُوف بِابْن التل قَالَ النَّسَائِيّ وَأَبُو حَاتِم صَدُوق وَوَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَغَيره وَقَالَ بن حبَان فِي حَدِيثه إذاحدث من حفظه بعض الْمَنَاكِير قلت وَسَيَأْتِي ذكر مَا أخرج لَهُ البُخَارِيّ فِي تَرْجَمَة أَبِيه مُحَمَّد بن الْحسن وروى عَنهُ النَّسَائِيّ أَيْضا خَ م د س ق عمر بن نَافِع مولى بن عمر قَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِهِ بَأْس وَكَذَا قَالَ عَبَّاس الدوري عَن بن معِين وَقَالَ بن عدي فِي تَرْجَمته حَدثنِي بن حَمَّاد عَن عَبَّاس الدوري عَن بن معِين قَالَ عمر بن نَافِع لَيْسَ حَدِيثه بِشَيْء فَوَهم بن عدي فِي ذَلِك وَإِنَّمَا قَالَ بن معِين ذَلِك فِي عمر بن نَافِع الثَّقَفِيّ وَقَوله فِي هَذَا وَفِي هَذَا بَين فِي تَارِيخ عَبَّاس وَأما مولى بن عمر فَقَالَ أَحْمد هُوَ من أوثق ولد نَافِع وَوَثَّقَهُ النَّسَائِيّ أَيْضا وَغَيره وَقَالَ بن سعد كَانَ ثبتا قَلِيل الحَدِيث وَلَا يحتجون بحَديثه كَذَا قَالَ وَهُوَ كَلَام متهافت كَيفَ لَا يحتجون بِهِ وَهُوَ ثَبت قلت لَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حديثين أَحدهمَا عَن أَبِيه عَن بن عمر فِي زَكَاة الْفطر بمتابعة مَالك وَالْآخر بِهَذَا الْإِسْنَاد فِي النَّهْي عَن القزع وَله طرق وروى لَهُ الْبَاقُونَ سوى التِّرْمِذِيّ ع عَمْرو بن أبي سلمةالتنيسي الدِّمَشْقِي صَاحب الْأَوْزَاعِيّ وَثَّقَهُ بن سعد وَيُونُس وَأثْنى عَلَيْهِ أَحْمد وَقَالَ إِلَّا أَنه روى عَن زُهَيْر بن مُحَمَّد أَحَادِيث بَوَاطِيلُ وَضَعفه يحيى بن معِين والساجي وَقَالَ الْعقيلِيّ فِي حَدِيثه وهم وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ قلت لَيْسَ لَهُ فِي صَحِيح البُخَارِيّ سوى حديثين أَحدهمَا فِي التَّوْحِيد حَدِيثه عَن الْأَوْزَاعِيِّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ بن عَبَّاسٍ عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ فِي قِصَّةِ الْخضر ومُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام وَهُوَ عِنْده فِي الْعلم من حَدِيث مُحَمَّد بن حَرْب عَن الْأَوْزَاعِيّ وَالثَّانِي فِي الْجَنَائِز حَدِيثه عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الزُّهْرِيّ عَن بن الْمسيب عَن أبي هُرَيْرَة حَدِيث حق الْمُسلم على الْمُسلم خمس الحَدِيث وَقَالَ بعده تَابعه معمر عَن الزُّهْرِيّ قلت وَلَيْسَ هُوَ من إِفْرَاد عَمْرو بن أبي سَلمَة فقد رَوَاهُ الْوَلِيد بن مُسلم قَالَ حَدثنَا الْأَوْزَاعِيّ أخرجه بن حبَان فِي صَحِيحه من طَرِيقه وَحَدِيث معمر أخرجه مُسلم وَأخرج لعمر وَبَاقِي الْجَمَاعَة ع عَمْرو بن سليم الزرقي الْأنْصَارِيّ من ثِقَات التَّابِعين وأئمتهم وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَالْعجلِي وبن سعد وبن حبَان وَآخَرُونَ وَقَالَ بن خرَاش ثِقَة فِي حَدِيثه اخْتِلَاط قلت بن خرَاش مَذْكُور بالرفض والبدعة فَلَا يلْتَفت إِلَيْهِ ع عَمْرو بن عَاصِم الْكلابِي الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ أَبُو دَاوُد لَا أنشط لحديثه وَقدم عَلَيْهِ الحوضي قلت قد احْتج بِهِ أَبُو دَاوُد فِي السّنَن وَالْبَاقُونَ ع عَمْرو بن عبد الله بن أبي إِسْحَاق السبيعِي أحد الْأَعْلَام الْأَثْبَات قبل اخْتِلَاطه وَلم أر فِي البُخَارِيّ من الرِّوَايَة عَنهُ إِلَّا عَن القدماء من أَصْحَابه كالثوري وَشعْبَة لَا عَن الْمُتَأَخِّرين كَابْن عُيَيْنَة وَغَيره وَاحْتج بِهِ الْجَمَاعَة ع عَمْرو بن عَليّ الفلاس أحد الْأَعْلَام الْحفاظ وروى عَنهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة طعن عَليّ بن الْمَدِينِيّ فِي رِوَايَته عَن يزِيد بن زُرَيْع لِأَنَّهُ استصغره فِيهِ فَلم يخرج البُخَارِيّ(1/431)
عَنهُ من رِوَايَته عَن يزِيد بن زُرَيْع شَيْئا ع عَمْرو بن أَبِي عَمْرٍو مَوْلَى الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَنْطَبٍ أَبُو عُثْمَان الْمدنِي من صغَار التَّابِعين وَثَّقَهُ أَحْمد وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وَالْعجلِي وَضَعفه بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَعُثْمَان الدَّارمِيّ لروايته عَن عِكْرِمَة حَدِيث الْبَهِيمَة وَقَالَ الْعجلِيّ أَنْكَرُوا حَدِيث الْبَهِيمَة يَعْنِي حَدِيثه عَن عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاس من أَتَى بَهِيمَة فَاقْتُلُوهُ واقتلوا الْبَهِيمَة وَقَالَ البُخَارِيّ لَا أَدْرِي سَمعه من عِكْرِمَة أم لَا وَقَالَ أَبُو دَاوُد لَيْسَ هُوَ بِذَاكَ حدث بِحَدِيث الْبَهِيمَة وَقد روى عَاصِم عَن أبي رزين عَن بن عَبَّاس لَيْسَ على من أَتَى بَهِيمَة حد وَقَالَ السَّاجِي صَدُوق إِلَّا أَنه يهم قلت لم يخرج لَهُ البُخَارِيّ من رِوَايَته عَن عِكْرِمَة شَيْئا بل أخرج لَهُ من رِوَايَته عَن أنس أَرْبَعَة أَحَادِيث وَمن رِوَايَته عَن سعيد بن جُبَير عَن بن عَبَّاس حَدِيثا وَاحِدًا وَمن رِوَايَته عَن سعيد المَقْبُري عَن أبي هُرَيْرَة حَدِيثا وَاحِدًا وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ خَ د م س عَمْرو بن مُحَمَّد بن بكير النَّاقِد أَبُو عُثْمَان الْبَغْدَادِيّ وَثَّقَهُ أَحْمد وَأَبُو حَاتِم وَأَبُو دَاوُد وَالْحُسَيْن بن فهم وَجَمَاعَة وَقَالَ عبد الْخَالِق بن مَنْصُور عَن يحيى بن معِين وَسَأَلته عَنهُ فَقَالَ صَدُوق فَقيل لَهُ أَن خلفا يَقع فِيهِ فَقَالَ مَا هُوَ من أهل الْكَذِب وَأنكر عَلَيْهِ عَليّ بن الْمَدِينِيّ حَدِيثا أَخطَأ فِيهِ عَن بن عُيَيْنَة قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ ثَلَاثَة أَحَادِيث من رِوَايَته عَن هشيم وَيَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم بن سعد حسب وَمَا أخرج عَنهُ عَن بن عُيَيْنَة شَيْئا وروى عَنهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ خَ د عَمْرو بن مَرْزُوق الْبَاهِلِيّ أَبُو عُثْمَان الْبَصْرِيّ أثنى عَلَيْهِ سُلَيْمَان بن حَرْب وَأحمد بن حَنْبَل وَقَالَ يحيى بن معِين ثِقَة مَأْمُون وَوَثَّقَهُ بن سعد وَأما عَليّ بن الْمَدِينِيّ فَكَانَ يَقُول اتْرُكُوا حَدِيثه وَقَالَ القواريري كَانَ يحيى بن سعيد لَا يرضى عَمْرو بن مَرْزُوق وَقَالَ السَّاجِي كَانَ أَبُو الْوَلِيد يتَكَلَّم فِيهِ وَقَالَ بن عمار وَالْعجلِي لَيْسَ بِشَيْء وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كثير الْوَهم قلت لم يخرج عَنهُ البُخَارِيّ فِي الصَّحِيح سوى حديثين أَحدهمَا حَدِيثه عَنْ شُعْبَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ عَنْ عُرْوَة عَن أبي مُوسَى فِي فضل عَائِشَة وَهُوَ عِنْده بمتابعة آدم بن أبي إِيَاس وغندر وَغَيرهمَا عَن شُعْبَة وَالثَّانِي حَدِيثه عَن شُعْبَة عَن بن أبي بكر عَن أنس فِي ذكر الْكَبَائِر مَقْرُونا عِنْده بِعَبْد الصَّمد عَن شُعْبَة فوضح أَنه لم يخرج لَهُ احتجاجا وَالله أعلم ع عَمْرو بن أبي مرّة الْجملِي الْكُوفِي أحد الْأَثْبَات من صغَار التَّابِعين مُتَّفق على توثيقه إِلَّا أَن بَعضهم تكلم فِيهِ لِأَنَّهُ كَانَ يرى الإرجاء وَقَالَ شُعْبَة كَانَ لَا يُدَلس وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة ع عَمْرو بن يحيى بن عمَارَة الْمَازِني الْأنْصَارِيّ الْمدنِي وَثَّقَهُ الْجُمْهُور وَقَالَ عُثْمَان الدَّارمِيّ عَن يحيى بن معِين صُوَيْلِح وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ قلت قد بَين مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ سَبَب تَضْعِيفه لَهُ فَإِنَّهُ قَالَ قَالَ بن معِين ثِقَة إِلَّا أَنه اخْتلف عَلَيْهِ فِي حديثين حَدِيث الأَرْض كلهَا مَسْجِد وَحَدِيث كَانَ يسلم عَن يَمِينه قلت لم يخرج البُخَارِيّ لَهُ وَاحِدًا مِنْهُمَا وَقد قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ فِيهِ ثِقَة صَالح وَاحْتج بِهِ الْجَمَاعَة خَ د عَمْرُو بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو الْأَشْدَق بن سعيد بن الْعَاصِ الْأمَوِي السعيدي أَبُو أُميَّة قَالَ الدَّوْرِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ لَا بَأْسَ بِهِ وَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَذكره بن عدي فِي الْكَامِل إِلَّا أَنه لم يقل فِيهِ شَيْئا يَقْتَضِي ضعفه بل أورد لَهُ حَدِيثا ذكر أَنه تفرد بِهِ وَهَذَا لَا يُوجب فِيهِ قدحا بعد أَن ثَبت توثيقه خَ د س عمرَان بن حطَّان السدُوسِي الشَّاعِر الْمَشْهُور كَانَ يرى رَأْي الْخَوَارِج قَالَ أَبُو الْعَبَّاس الْمبرد كَانَ عمرَان رَأس القعدية من الصفرية وخطيبهم وشاعرهم انْتهى والقعدية قوم من الْخَوَارِج كَانُوا يَقُولُونَ بقَوْلهمْ وَلَا يرَوْنَ الْخُرُوج بل يزينونه وَكَانَ عمرَان دَاعِيَة إِلَى مذْهبه وَهُوَ الَّذِي رثى عبد الرَّحْمَن بن ملجم قَاتل عَليّ عَلَيْهِ السَّلَام بِتِلْكَ الأبيات السائرة وَقد وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَقَالَ قَتَادَة كَانَ لَا يتهم فِي الحَدِيث وَقَالَ أَبُو دَاوُد لَيْسَ فِي أهل الْأَهْوَاء أصح حَدِيثا من(1/432)
الْخَوَارِج ثمَّ ذكر عمرَان هَذَا وَغَيره وَقَالَ يَعْقُوب بن شيبَة أدْرك جمَاعَة من الصَّحَابَة وَصَارَ فِي آخر أمره إِلَى أَن رأى رَأْي الْخَوَارِج وَقَالَ الْعقيلِيّ حدث عَن عَائِشَة وَلم يتَبَيَّن سَمَاعه مِنْهَا قلت لم يخرج لَهُ البُخَارِيّ سوى حَدِيث وَاحِد من رِوَايَة يحيى بن أبي كثير عَنهُ قَالَ سَأَلت عَائِشَة عَن الْحَرِير فَقَالَت ائْتِ بن عَبَّاس فَسَأَلَهُ فَقَالَ ائْتِ بن عمر فَسَأَلَهُ فَقَالَ حَدثنِي أَبُو حَفْص أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّمَا يلبس الْحَرِير فِي الدُّنْيَا من لَا خلاق لَهُ فِي الْآخِرَة انْتهى وَهَذَا الحَدِيث إِنَّمَا أخرجه البُخَارِيّ فِي المتابعات فللحديث عِنْده طرق غير هَذِه من رِوَايَة عمر وَغَيره وَقد رَوَاهُ مُسلم من طَرِيق أُخْرَى عَن بن عَمْرو وَغَيره وَقد رَوَاهُ مُسلم من طَرِيق أُخْرَى عَن بن عمر نَحوه وَرَأَيْت بعض الْأَئِمَّة يزْعم أَن البُخَارِيّ إِنَّمَا أخرج لَهُ مَا حمل عَنهُ قبل أَن يرى رَأْي الْخَوَارِج وَلَيْسَ ذَلِك الإعتذار بِقَوي لِأَن يحيى بن أبي كثير إِنَّمَا سمع مِنْهُ بِالْيَمَامَةِ فِي حَال هروبه من الْحجَّاج وَكَانَ الْحجَّاج يَطْلُبهُ ليَقْتُلهُ لرأيه رَأْي الْخَوَارِج وقصته فِي ذَلِك مَشْهُورَة مبسوطة فِي الْكَامِل للمبرد وَفِي غَيره على أَن أَبَا زَكَرِيَّا الْموصِلِي حكى فِي تَارِيخ الْموصل عَن غَيره أَن عمرَان هَذَا رَجَعَ فِي آخر عمره عَن رَأْي الْخَوَارِج فَإِن صَحَّ ذَلِك كَانَ عذرا جيدا وَإِلَّا فَلَا يضر التَّخْرِيج عَمَّن هَذَا سَبيله فِي المتابعات وَالله أعلم خَ م د ت عمرَان بن مُسلم الْقصير الْبَصْرِيّ من صغَار التَّابِعين وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَغَيرهمَا وَذكره الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء وَحكى عَن يحيى الْقطَّان أَنه قَالَ كَانَ يرى الْقدر وَهُوَ مُسْتَقِيم الحَدِيث وَأورد لَهُ بن عدي فِي الْكَامِل أَحَادِيث تفرد بهَا قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ حديثان أَحدهمَا عَن عَطاء عَن بن عَبَّاس فِي قصَّة الْمَرْأَة السَّوْدَاء وَتَابعه عَلَيْهِ عِنْده بن جريج وَالثَّانِي عَن أبي رَجَاء العطاردي عَن عمرَان بن حُصَيْن فِي التَّمَتُّع بِالْحَجِّ إِلَى الْعمرَة وَهُوَ عِنْده أَيْضا مِنْ طَرِيقِ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ عمرَان وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ سوى بن ماجة ع عُمَيْر بن هَانِئ الْعَبْسِي أَبُو الْوَلِيد الدِّمَشْقِي الدَّارَانِي من كبار التَّابِعين وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَغَيره وَقَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ قدريا وَقَتله مَرْوَان الْحمار لكَونه كَانَ قَائِما فِي بيعَة يزِيد بن الْوَلِيد قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة وَلَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى ثَلَاث أَحَادِيث خَ د عَنْبَسَة بن خَالِد الْأَيْلِي عظمه أَبُو دَاوُد وَأحمد بن صَالح الْمصْرِيّ وَمُحَمّد بن مُسلم بن فَزَارَة وَأما يحيى بن بكير فَكَانَ يَقع فِيهِ وَقَالَ السَّاجِي انْفَرد بِأَحَادِيث عَن يُونُس بن يزِيد وَكَانَ أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول مَا روى عَنهُ غير أَحْمد بن صَالح قلت بل روى عَنهُ بن وهب شَيْئا قَلِيلا وَهُوَ من أقرانه ورجلان مقلان وهما مُحَمَّد بن مهْدي الأخميمي وهَاشِم بن مُحَمَّد الربعِي وَله عِنْد البُخَارِيّ أَرْبَعَة أَحَادِيث قرنه فِيهَا بِعَبْد الله بن وهب عَن يُونُس خَ ت عَوْف بن أبي جميلَة الْأَعرَابِي الْبَصْرِيّ أَبُو سهل الهجري من صغَار التَّابِعين وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَقَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة ثَبت وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ كَانَ من أثبتهم جَمِيعًا وَلكنه كَانَ قدريا وَقَالَ بن الْمُبَارك كَانَ قدريا وَكَانَ شِيعِيًّا قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة وَقَالَ مُسلم فِي مُقَدّمَة صَحِيحه وَإِذا قارنت بَين الأقران كَابْن عون وَأَيوب مَعَ عَوْف بن أبي جميلَة وَأَشْعَث الحمراني وهما صاحبا الْحسن وبن سِيرِين كَمَا أَن بن عون وَأَيوب صاحباهما كَانَ البون بَينهمَا وَبَين هذَيْن بَعيدا فِي كَمَال الْفضل وَصِحَّة النَّقْل وَإِن كَانَ عَوْف وَأَشْعَث غير مدفوعين عَن صدق وَأَمَانَة انْتهى خَ م د الْعَلَاء بن الْمسيب بن رَافع الْأَسدي الْكُوفِي وَثَّقَهُ بن معِين فَقَالَ ثِقَة مَأْمُون وبن عمار وَأَبُو حَاتِم وَغَيرهم وَقَالَ الْحَاكِم لَهُ أَوْهَام وَقَالَ الْأَزْدِيّ فِي حَدِيثه بعض نظر قلت لَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حديثين عَن أَبِيه عَن الْبَراء أَحدهمَا فِي القَوْل عِنْد النّوم اللَّهُمَّ أسلمت نَفسِي إِلَيْك الحَدِيث وَقد أخرجه من طَرِيق أُخْرَى وَالْآخر قلت للبراء صَحِبْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(1/433)
وبايعته تَحت الشَّجَرَة فَقَالَ يَا بن أخي إِنَّك لَا تَدْرِي مَا أحدثنا بعده وَإِنَّمَا أَرَادَ البُخَارِيّ مِنْهُ إِثْبَات كَون الْبَراء بَايع تَحت الشَّجَرَة وَقد أخرج من حَدِيث أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمٌ الْحُدَيْبِيَة ألفا وَأَرْبَعمِائَة أَو أَكثر الحَدِيث وبيعة الشَّجَرَة كَانَت فِي الْحُدَيْبِيَة فصح أَنه مَا أخرج لَهُ إِلَّا مَا توبع عَلَيْهِ خَ د س عِيسَى بن طهْمَان الْجُشَمِي أَبُو بكر الْبَصْرِيّ من صغَار التَّابِعين وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو حَاتِم وَيَعْقُوب بن سُفْيَان وَالدَّارَقُطْنِيّ وَغَيرهم وَقَالَ الْعقيلِيّ لَا يُتَابع وَلَعَلَّه أَتَى من خَالِد بن عبد الرَّحْمَن يَعْنِي الرَّاوِي عَنهُ وَهُوَ كَمَا ظن الْعقيلِيّ وَأما بن حبَان فأفحش القَوْل فِيهِ فِي كتاب الضُّعَفَاء فَقَالَ ينْفَرد بِالْمَنَاكِيرِ عَن أنس كَأَنَّهُ كَانَ يُدَلس عَن أبان بن أبي عَيَّاش وَيزِيد الرقاشِي عَنهُ وَلَا يجوز الِاحْتِجَاج بِخَبَرِهِ ثمَّ لم يسق لَهُ إِلَّا حَدِيثا وَاحِدًا والآفة فِيهِ مِمَّن دونه قلت وَلَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حديثين أَحدهمَا فِي التَّوْحِيد عَن خَلاد بن يحيى عَنهُ عَن أنس فِي تَزْوِيج زَيْنَب بنت جحش وَله عِنْده طرف من حَدِيث ثَابت وَغَيره وَالْآخر أوردهُ فِي اللبَاس وَفِي الْخمس من طَرِيقين عَنهُ عَن أنس أَنه أخرج لَهُم نَعْلَيْنِ جرداوين قَالَ عِيسَى فحدثنا ثَابت بعد أَنَّهُمَا نَعْلَا النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ... حرف الْغَيْن ع غَالب الْقطَّان أَبُو سُلَيْمَان الْبَصْرِيّ قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل ثِقَة ثِقَة وَوَثَّقَهُ بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو حَاتِم وبن سعد وَغَيرهم وَأما بن عدي فَذكره فِي الضُّعَفَاء وَأورد لَهُ أَحَادِيث الْحمل فِيهَا على الرَّاوِي عَنهُ عمر بن مُخْتَار الْبَصْرِيّ وَهُوَ من عَجِيب مَا وَقع لِابْنِ عدي والكمال لله وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة وَلَيْسَ لَهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ سوى حَدِيثه عَن بكير بن عبد الله الْمُزنِيّ عَن أنس فِي السُّجُود على الثَّوْب وَله عِنْد البُخَارِيّ مَوضِع آخر مُعَلّق عَن بن سِيرِين ... حرف الْفَاء ع فراس بن يحيى الْهَمدَانِي الْكُوفِي صَاحب الشّعبِيّ مَشْهُور وَثَّقَهُ أَحْمد وَيحيى بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَالْعجلِي وبن عمار وَآخَرُونَ وَقَالَ يَعْقُوب بن شيبَة ثِقَة فِي حَدِيثه لين وَقَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن يحيى بن سعيد الْقطَّان مَا أنْكرت من حَدِيثه إِلَّا حَدِيث الِاسْتِبْرَاء قلت كفى بهَا شَهَادَة من مثل بن الْقطَّان وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة وَحَدِيثه فِي الِاسْتِبْرَاء لم يُخرجهُ الشَّيْخَانِ ع الْفضل بن دُكَيْن أَبُو نعيم الْكُوفِي أحد الْأَثْبَات قرنه أَحْمد بن حَنْبَل فِي التثبت بِعَبْد الرَّحْمَن بن مهْدي وَقَالَ إِنَّه كَانَ أعلم بالشيوخ من وَكِيع وَقَالَ مرّة كَانَ أقل خطأ من وَكِيع وَالثنَاء عَلَيْهِ فِي الْحِفْظ والتثبت يكثر إِلَّا أَن بعض النَّاس تكلم فِيهِ بِسَبَب التَّشَيُّع وَمَعَ ذَلِك فصح أَنه قَالَ مَا كتبت عَليّ الْحفظَة أَنِّي سببت مُعَاوِيَة احْتج بِهِ الْجَمَاعَة ع الْفضل بن مُوسَى السينَانِي الْمروزِي أحد الثِّقَات وَثَّقَهُ وَكِيع وبن الْمُبَارك وبن معِين وبن سعد وَجَمَاعَة وَقَالَ بن الْمَدِينِيّ فِي حَدِيثه مَنَاكِير وَقدم أَبَا تُمَيْلة عَلَيْهِ قلت لَيْسَ فِي البُخَارِيّ سوى ثَلَاثَة أَحَادِيث أَحدهَا فِي كتاب الْغسْل بمتابعة أبي حَمْزَة وَغَيره عَن الْأَعْمَش عَن سَالم عَن كريب عَن بن عَبَّاس عَن مَيْمُونَة وَالْآخر فِي الرقَاق عَن معَاذ بن أَسد عَنهُ عَن فُضَيْل بن غَزوَان عَن أبي حَازِم عَن أبي هُرَيْرَة حَدِيث مَا بَين مَنْكِبي الْكَافِر مسيرَة ثَلَاثَة أَيَّام للراكب المسرع وَقد رَوَاهُ مُسلم من حَدِيث مُحَمَّد(1/434)
بن فُضَيْل عَن أَبِيه وَالثَّالِث فِي صِفَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم عَنهُ بمتابعة حَاتِم بن إِسْمَاعِيل كِلَاهُمَا عَن الجعيد بن عبد الرَّحْمَن عَن السَّائِب بن يزِيد ع فُضَيْل بن سُلَيْمَان النميري أَبُو سُلَيْمَان الْبَصْرِيّ قَالَ السَّاجِي كَانَ صَدُوقًا وَعِنْده مَنَاكِير وَقَالَ عَبَّاس الدوري عَن بن معِين لَيْسَ بِثِقَة وَقَالَ أَبُو زرْعَة لين الحَدِيث روى عَنهُ عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَكَانَ من المتشددين وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ قلت روى لَهُ الْجَمَاعَة وَلَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى أَحَادِيث توبع عَلَيْهَا مِنْهَا فِي الْخمس حَدِيثه عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عمر فِي إجلاء الْيَهُود تَابعه عَلَيْهِ بن جريج وَمِنْهَا فِي المناقب حَدِيثه بِهَذَا الْإِسْنَاد فِي قِصَّةِ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ تَابعه عَلَيْهِ عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار عِنْد أبي يعلى وَمِنْهَا حَدِيثه عَنْ مُسْلِمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرٍ عَمَّنْ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسلم وَتَابعه عَلَيْهِ عِنْده سُلَيْمَان بن يسَار عَن عبد الرَّحْمَن بن جَابر وَسمي الْمُبْهم الْمَذْكُور أَبَا بردة بن نيار وَمِنْهَا فِي الطَّهَارَة حَدِيثه عَن مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن عَن صَفِيَّة عَن عَائِشَةَ أَنَّ امْرَأَةَ سَأَلَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ غسلهَا من الْحيض الحَدِيث تَابعه عَلَيْهِ بن عُيَيْنَة ووهب وَغَيرهمَا وَمِنْهَا فِي الرقَاق عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ فِي حفر الخَنْدَق تَابعه عَلَيْهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ وَمِنْهَا بِهَذَا الْإِسْنَاد حَدِيث ليدخلن الْجنَّة من أمتِي سَبْعُونَ ألفا الحَدِيث تَابعه عَلَيْهِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِيهِ أَيْضا خَ ع فطر بن خَليفَة المَخْزُومِي مَوْلَاهُم كُوفِي من صغَار التَّابِعين وَثَّقَهُ أَحْمد وَالْقطَّان وَالدَّارَقُطْنِيّ وبن معِين وَالْعجلِي وَالنَّسَائِيّ وَآخَرُونَ وَقَالَ بن سعد كَانَ ثِقَة إِن شَاءَ الله وَمن النَّاس من قد يستضعفه وَقَالَ السَّاجِي كَانَ ثِقَة وَلَيْسَ بمتقن فَهَذَا قَول الْأَئِمَّة فِيهِ وَأما الْجوزجَاني فَقَالَ كَانَ غير ثِقَة وَقَالَ بن أبي خَيْثَمَة عَن قُطْبَة بن الْعَلَاء تركت حَدِيثه لِأَنَّهُ روى أَحَادِيث فِيهَا إزراء على عُثْمَان انْتهى فَهَذَا هُوَ ذَنبه عِنْد الْجوزجَاني وَقد قَالَ الْعجلِيّ أَنه كَانَ فِيهِ تشيع قَلِيل وَقَالَ أَبُو بكر بن عَيَّاش تركت الرِّوَايَة عَنهُ لسوء مذْهبه وَقَالَ أَحْمد بن يُونُس كُنَّا نمر بِهِ وَهُوَ مطروح لَا نكتب عَنهُ روى لَهُ البُخَارِيّ وَأَصْحَاب السّنَن لَكِن لَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حَدِيث وَاحِد رَوَاهُ عَن مُجَاهِد عَن عبد الله بن عَمْرو حَدِيث لَيْسَ الْوَاصِل كالمكافىء الحَدِيث أخرجه من طَرِيق الثَّوْريّ عَن الْأَعْمَش وَالْحسن بن عَمْرو وَفطر ثَلَاثَتهمْ عَن مُجَاهِد قَالَ البُخَارِيّ لم يرفعهُ الْأَعْمَش ع فليح بن سُلَيْمَان الْخُزَاعِيّ أَو الْأَسْلَمِيّ أَبُو يحيى الْمدنِي وَيُقَال كَانَ اسْمه عبد الْملك وفليح لقب مَشْهُور من طبقَة مَالك احْتج بِهِ البُخَارِيّ وَأَصْحَاب السّنَن وروى لَهُ مُسلم حَدِيثا وَاحِدًا وَهُوَ حَدِيث الْإِفْك وَضَعفه يحيى بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَأَبُو دَاوُد وَقَالَ السَّاجِي هُوَ من أهل الصدْق وَكَانَ يهم وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ مُخْتَلف فِيهِ وَلَا بَأْس بِهِ وَقَالَ بن عدي لَهُ أَحَادِيث صَالِحَة مُسْتَقِيمَة وغرائب وَهُوَ عِنْدِي لَا بَأْس بِهِ قلت لم يعْتَمد عَلَيْهِ البُخَارِيّ اعْتِمَاده على مَالك وبن عُيَيْنَة وأضرابهما وَإِنَّمَا أخرج لَهُ أَحَادِيث أَكْثَرهَا فِي المناقب وَبَعضهَا فِي الرقَاق ... حرف الْقَاف خَ م ت س ق الْقَاسِم بن مَالك الْمُزنِيّ أَبُو جَعْفَر الْكُوفِي وَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَالْعجلِي وَأحمد وَأَبُو دَاوُد وَجَمَاعَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَالح لَيْسَ بالمتين وَقَالَ السَّاجِي ضَعِيف وَقد روى عَنهُ عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَالنَّاس قلت لَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حَدِيث وَاحِد أخرجه مفرقا فِي الْحَج والاعتصام وَالْكَفَّارَات من رِوَايَته عَن(1/435)
الجعيد بن عبد الرَّحْمَن عَن السَّائِب بن يزِيد قَالَ كَانَ صَاع النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُدًّا وَثُلُثًا بمدكم الْيَوْم قَالَ وَكَانَ السَّائِبُ قَدْ حُجَّ بِهِ فِي ثَقَلِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأخرج مَا يُتَابِعه فِي الْحَج أَيْضا من طَرِيق أُخْرَى عَن السَّائِب ع قبيصَة بن عقبَة بن مُحَمَّد بن سُفْيَان السوَائِي الْكُوفِي أَبُو عَامر من كبار شُيُوخ البُخَارِيّ أخرج عَنهُ أَحَادِيث عَن سُفْيَان الثَّوْريّ وَافقه عَلَيْهَا غَيره وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل كَانَ كثير الْغَلَط وَكَانَ ثِقَة لَا بَأْس بِهِ وَهُوَ أثبت من أبي حُذَيْفَة وَأَبُو نعيم أثبت مِنْهُ قلت هَذِه الْأُمُور نسبية وَإِلَّا فقد قَالَ أَبُو حَاتِم لم أر من الْمُحدثين من يحفظ وَيَأْتِي بِالْحَدِيثِ على لفظ وَاحِد لَا يُغَيِّرهُ سوى قبيصَة وَأبي نعيم فِي حَدِيث الثَّوْريّ وَذكر الْقِصَّة وَقَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ قبيصَة لَا يحفظ ثمَّ حفظ بعد وَقَالَ الْفضل بن سهل وَكَانَ قبيصَة يحدث بِحَدِيث سُفْيَان على الْوَلَاء درسا درسا حفظا وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الله بن نمير لما قيل لَهُ إِن قبيصَة كَانَ صَغِيرا حِين سمع من سُفْيَان لَو حَدثنَا قبيصَة عَن النَّخعِيّ لقبلنا مِنْهُ وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وروى لَهُ الْبَاقُونَ بِوَاسِطَة ع قَتَادَة بن دعامة الْبَصْرِيّ التَّابِعِيّ الخليلي أحد الْأَثْبَات الْمَشْهُورين كَانَ يضْرب بِهِ الْمثل فِي الْحِفْظ إِلَّا أَنه كَانَ رُبمَا دلّس وَقَالَ بن معِين رمى بِالْقدرِ وَذكر ذَلِك عَنهُ جمَاعَة وَأما أَبُو دَاوُد فَقَالَ لم يثبت عندنَا عَن قَتَادَة القَوْل بِالْقدرِ وَالله أعلم احْتج بِهِ الْجَمَاعَة خَ م د ت س قُرَيْش بن أنس الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ بن الْمَدِينِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ إِلَّا أَنه تغير وَقَالَ البُخَارِيّ اخْتَلَط سِتّ سِنِين قلت روى لَهُ الشَّيْخَانِ وَأَصْحَاب السّنَن الثَّلَاثَة لَكِن لم يخرج لَهُ البُخَارِيّ سوى حَدِيثه عَن حبيب بن الشَّهِيد عَن الْحسن عَن سَمُرَة فِي الْعَقِيقَة أخرجه عَن عبد الله بن أبي الْأسود عَنهُ وَعبد الله سمع مِنْهُ قبل اخْتِلَاطه وَقد حدث بِهِ البُخَارِيّ خَارج الصَّحِيح عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن قُرَيْش بن أنس وَرَوَاهُ عَنهُ التِّرْمِذِيّ فِي جَامعه ع قيس بن أبي حَازِم البَجلِيّ مخضرم أدْرك الْجَاهِلِيَّة وَهَاجَر إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمْ يلقه فلقى أَبَا بكر وَمن بعده وَاحْتج بِهِ الْجَمَاعَة وَيُقَال إِنَّه كبر إِلَى أَن خرف وَقد بَالغ بن معِين فَقَالَ هُوَ أوثق من الزُّهْرِيّ وَقَالَ يَعْقُوب بن شيبَة تكلم أَصْحَابنَا فِيهِ فَمِنْهُمْ مَنْ رَفَعَ قَدْرَهُ وَعَظَّمَهُ وَجَعَلَ الْحَدِيثَ عَنهُ من أصح الْأَسَانِيد وَمِنْهُمْ مَنْ حَمَلَ عَلَيْهِ وَقَالَ لَهُ أَحَادِيثُ مَنَاكِير وَمِنْهُم من حمل عَلَيْهِ فِي مذْهبه وَأَنه كَانَ يحمل على عَليّ وَالْمَعْرُوف عَنهُ أَنه كَانَ يقدم عُثْمَان وَلذَلِك كَانَ يجْتَنب كثير من قدماء الْكُوفِيّين الرِّوَايَة عَنهُ قلت فَهَذَا قَول مُبين مفصل وَالله أعلم ... حرف الْكَاف خَ م د س كثير بن شنظير أَبُو قُرَّة الْبَصْرِيّ قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَوَثَّقَهُ بن سعد وَقَالَ السَّاجِي صَدُوق فِيهِ بعض الضعْف وَقَالَ أَبُو زرْعَة لين قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة سوى النَّسَائِيّ وَجَمِيع مَا لَهُ عِنْدهم ثَلَاثَة أَحَادِيث أَحدهَا عَن عَطاء عَن جَابر فِي السَّلَام على الْمُصَلِّي رَوَاهُ الشَّيْخَانِ من حَدِيث عبد الْوَارِث عَنهُ وَتَابعه اللَّيْث عَن أبي الزبير عَن جَابر عِنْد مُسلم وَثَانِيها حَدِيثه بِهَذَا الْإِسْنَاد فِي الْأَمر بتخمير الْآنِية وكف الصّبيان عِنْد الْمسَاء أخرجه البُخَارِيّ وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ من حَدِيث حَمَّاد بن زيد عَنهُ وَتَابعه بن جريج وَثَالِثهَا انْفَرد بن ماجة بِإِخْرَاجِهِ والراوي عَنهُ ضَعِيف خَ د ت كُلَيْب بن وَائِل الْبكْرِيّ صَاحب بن عمر وَثَّقَهُ بن معِين وَالدَّارَقُطْنِيّ وَيَعْقُوب بن سُفْيَان وَقَالَ أَبُو دَاوُد لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ أَبُو زرْعَة ضَعِيف روى لَهُ البُخَارِيّ حَدِيثه عَن ربيبة(1/436)
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّهْيِ عَن الدُّبَّاء والحنتم فَقَط وَله شَوَاهِد من حَدِيث أنس وَغَيره ع كهمس بن الْحسن التَّمِيمِي الْبَصْرِيّ من صغَار التَّابِعين قَالَ أَحْمد ثِقَة وَزِيَادَة وَقَالَ أَبُو دَاوُد ثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ بن أبي خَيْثَمَة عَن بن معِين ثِقَة وَقَالَ السَّاجِي صَدُوق يهم وَنقل أَن بن أبي معِين ضعفه قلت أخرج لَهُ البُخَارِيّ أَحَادِيث يسيرَة من رِوَايَته عَن عبد الله بن بُرَيْدَة فَقَط وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ وَالله الْمُوفق خَ كهمس بن الْمنْهَال السدُوسِي الْبَصْرِيّ مُتَأَخّر عَن الَّذِي قبله أخرج لَهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا مَقْرُونا بِمُحَمد بن سَوَاء كِلَاهُمَا عَن سعيد بن أبي عرُوبَة فِي مَنَاقِب عمر وَتكلم فِيهِ مَعَ ذَلِك فَقَالَ كَانَ يُقَال فِيهِ الْقدر وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق يكْتب حَدِيثه ... حرف الْمِيم ع مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن الْحَارِث التَّيْمِيّ من صغَار التَّابِعين مدنِي مَشْهُور وَثَّقَهُ بن معِين وَالْجُمْهُور وَذكره الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء وروى عَن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ قَالَ سَمِعت أبي يَقُول وَذكره فِي حَدِيثه شَيْء يروي أَحَادِيث مَنَاكِير قلت الْمُنكر أطلقهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَجَمَاعَة على الحَدِيث الْفَرد الَّذِي لَا متابع لَهُ فَيحمل هَذَا على ذَلِك وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي فديك الْمدنِي صَدُوق مَشْهُور وَثَّقَهُ بن معِين قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ بن سعد كَانَ كثير الحَدِيث وَلَيْسَ بِحجَّة كَذَا قَالَ بن سعد وَلم يُوَافقهُ على ذَلِك أَئِمَّة الْجرْح وَالتَّعْدِيل وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة وَلَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى أَرْبَعَة أَحَادِيث ع مُحَمَّد بن بشار الْبَصْرِيّ الْمَعْرُوف ببندار أحد الثِّقَات الْمَشْهُورين روى عَنهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَالنَّسَائِيّ وبن خُزَيْمَة وَسَماهُ إِمَام أهل زَمَانه والفرهياني والذهلي ومسلمة وَأَبُو حَاتِم الرَّازِيّ وَآخَرُونَ وَضَعفه عَمْرو بن عَليّ الفلاس وَلم يذكر سَبَب ذَلِك فَمَا عرجوا على تجريحه وَقَالَ القواريري كَانَ يحيى بن معِين يستضعفه وَقَالَ أَبُو دَاوُد لَوْلَا سَلامَة فِيهِ لترك حَدِيثه يَعْنِي أَنه كَانَت فِيهِ سَلامَة فَكَانَ إِذا سَهَا أَو غلط يحمل ذَلِك على أَنه لم يتَعَمَّد وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة وَلم يكثر البُخَارِيّ من تَخْرِيج حَدِيثه لِأَنَّهُ من صغَار شُيُوخه وَكَانَ بنْدَار يفتخر بِأخذ البُخَارِيّ عَنهُ كَمَا حكينا ذَلِك فِي تَرْجَمَة البُخَارِيّ ع مُحَمَّد بن بكر البرْسَانِي وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُد وَالْعجلِي وَقَالَ عُثْمَان الدَّارمِيّ عَن يحيى بن معِين ثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم شيخ مَحَله الصدْق وَقَالَ النَّسَائِيّ فِي كتاب الْمُحَاربَة من سنَنه لَيْسَ بِالْقَوِيّ قلت لَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ فِي كتاب الْمَغَازِي وَهُوَ حَدِيثه عَن بن جريج عَن عَطاء عَن جَابر ذكره فِي موضِعين وَقَالَ فِي الصَّلَاة قَالَ بكر بن خلف حَدثنَا مُحَمَّد بن بكر عَن عُثْمَان بن أبي رواد فَذكر حَدِيثا تَابعه عَلَيْهِ عِنْده أَبُو عُبَيْدَة الْحداد عَن عُثْمَان وعلق لَهُ آخر فِي الْحَج قَالَ فِيهِ وَقَالَ مُحَمَّد بن بكر عَن بن جريج فَذكر حَدِيثا كَانَ أخرجه عَن مكي بن إِبْرَاهِيم عَن بن جريج وروى لَهُ الْبَاقُونَ ع مُحَمَّد بن جحادة الْكُوفِي من صغَار التَّابِعين وَثَّقَهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَجَمَاعَة وَتكلم فِيهِ بَعضهم من أجل قَول أبي عوَانَة كَانَ يتشيع قلت روى لَهُ الْجَمَاعَة وَمَا لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حديثين لَا تعلق لَهما بِالْمذهبِ ع مُحَمَّد بن جَعْفَر الْمَعْرُوف بغندر أحد الْأَثْبَات المتقنين من أَصْحَاب شُعْبَة اعْتَمدهُ الْأَئِمَّة كلهم حَتَّى قَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ هُوَ أحب إِلَيّ من عبد الرَّحْمَن بن مهْدي فِي شُعْبَة وَقَالَ بن الْمُبَارك إِذا اخْتلف النَّاس فِي شُعْبَة فكتاب غنْدر حكم بَينهم لَكِن قَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه عَن غير شُعْبَة وَلَا يحْتَج بِهِ(1/437)
قلت أخرج لَهُ البُخَارِيّ عَن شُعْبَة كثيرا وَأخرج لَهُ حَدِيثا عَن معمر وَآخر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ توبع فيهمَا كَمَا سَيَأْتِي وروى لَهُ الْبَاقُونَ خَ د س ت مُحَمَّد بن الْحسن بن التل الْأَسدي الْكُوفِي وَثَّقَهُ بن نمير قَالَ أَبُو حَاتِم شيخ وَقَالَ أَبُو دَاوُد يكْتب حَدِيثه وَضَعفه يَعْقُوب الْفَسَوِي وَقَالَ الْعقيلِيّ لَا يُتَابع وَقَالَ بن عدي لم أر بحَديثه بَأْسا قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ عَن ابْنه عمر بن مُحَمَّد بن الْحسن عَنهُ حديثان أَحدهمَا فِي الزَّكَاة عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ طَهْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ أَخَذَ تَمْرَة من تمر الصَّدَقَة الحَدِيث وَهُوَ عِنْده بمتابعة شُعْبَة عَن مُحَمَّد بن زِيَاد وَالْآخر فِي المناقب عَن حَفْص بن غياث عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ مَا غِرْتُ عَلَى امْرَأَةٍ مَا غِرْتُ على خَدِيجَة وَهُوَ عِنْده بمتابعة حميد بن عبد الرَّحْمَن وَاللَّيْث وَغَيرهمَا عَن هِشَام وروى لَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ خَ ت مُحَمَّد بن الْحسن الْمُزنِيّ الوَاسِطِيّ القَاضِي وَثَّقَهُ بن معِين وَغَيره وَذكره بن حبَان فِي الضُّعَفَاء وَأَعَادَهُ فِي الثِّقَات قلت مَا لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى أثر وَاحِد ذكره فِي كتاب الْعلم مَوْقُوفا على الْحسن الْبَصْرِيّ خَ م س مُحَمَّد بن أبي حَفْصَة الْبَصْرِيّ أَبُو سَلمَة وَثَّقَهُ بن معِين وَقَالَ مرّة ضَعِيف وَقَالَ مرّة صَالح الحَدِيث وَضَعفه النَّسَائِيّ قَالَ بن الْمَدِينِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ أَبُو دَاوُد ثِقَة غير أَن يحيى بن سعيد كَانَ يتَكَلَّم فِيهِ قلت هُوَ من أَصْحَاب الزُّهْرِيّ الْمَشْهُورين أخرج لَهُ البُخَارِيّ حديثين من رِوَايَته عَن الزُّهْرِيّ توبع فيهمَا وعلق لَهُ غَيرهمَا خَ مُحَمَّد بن الحكم الْمروزِي من شُيُوخ البُخَارِيّ لم يعرفهُ أَبُو حَاتِم فَقَالَ إِنَّه مَجْهُول قلت قد عرفه البُخَارِيّ وروى عَنهُ فِي صَحِيحه فِي موضِعين وعرفه بن حبَان فَذكره فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة من الثِّقَات خَ م د س ق مُحَمَّد بن حمير السليحي الْحِمصِي وَثَّقَهُ بن معِين ودحيم وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ يَعْقُوب بن سُفْيَان لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ وَبَقِيَّة وَمُحَمّد بن حَرْب أحب إِلَيّ مِنْهُ قلت لَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حديثين أَحدهمَا عَن إِبْرَاهِيم بن أبي عبلة عَن عقبَة بن وساج عَن أنس فِي خضاب أبي بكر وَذكر لَهُ مُتَابعًا وَالْآخر عَن ثَابت بن عجلَان عَن سعيد بن جُبَير عَن بن عَبَّاسٍ قَالَ مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعنز ميتَة فَقَالَ مَا على أَهلهَا لَو انتفعوا بإهابها أوردهُ فِي الذَّبَائِح وَله أصل من حَدِيث بن عَبَّاس عِنْده فِي الطَّهَارَة وروى لَهُ أَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل وَالنَّسَائِيّ ع مُحَمَّد بن حَازِم أَبُو مُعَاوِيَة الضَّرِير مَشْهُور بكنيته قَالَ يحيى بن معِين كَانَ أثبت أَصْحَاب الْأَعْمَش بعد شُعْبَة وسُفْيَان وَقَالَ أَبُو حَاتِم أثبت النَّاس فِي الْأَعْمَش سُفْيَان ثمَّ أَبُو مُعَاوِيَة وَتكلم فِيهِ بَعضهم من أجل الإرجاء وَقَالَ يَعْقُوب بن شيبَة وبن سعد كَانَ ثِقَة رُبمَا دلّس وَكَانَ يَرْمِي بالإرجاء وَقَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ مرجئا وَقَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة كَذَا قَالَ بن خرَاش وَزَاد فِي حَدِيثه عَن غير الْأَعْمَش اضْطِرَاب وَكَذَا قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل وَغَيره زَاد أَحْمد أَحَادِيثه عَن هِشَام بن عُرْوَة فِيهَا اضْطِرَاب قلت لم يحْتَج بِهِ البُخَارِيّ إِلَّا فِي الْأَعْمَش وَله عِنْده عَن هِشَام بن عُرْوَة عدَّة أَحَادِيث توبع عَلَيْهَا وَله عِنْده عَن بريد بن أبي بردة حَدِيث وَاحِد تَابعه عَلَيْهِ أَبُو أُسَامَة عِنْد التِّرْمِذِيّ وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ مُحَمَّد بن الزبْرِقَان أَبُو همام الْبَصْرِيّ لَهُ فِي الرقَاق حَدِيث وَاحِد توبع عَلَيْهِ وَقد وَثَّقَهُ عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ بن حبَان فِي الثِّقَات رُبمَا أَخطَأ خَ د مُحَمَّد بن زِيَاد بن عبيد الله بن زِيَاد بن الرّبيع الزيَادي أَو عبد الله الْبَصْرِيّ من صغَار شُيُوخ البُخَارِيّ روى عَنهُ حَدِيثا وَاحِدًا فِي الْأَدَب عَن غنْدر عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ بمتابعة مكي بن إِبْرَاهِيم عَن عبد الله بن سعيد عَن سَالم أبي النَّضر عَن بسر بن سعيد عَن زيد بن ثَابت قَالَ أحتجر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حجرَة الحَدِيث وروى عَنهُ بن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَذكره بن حبَان(1/438)
فِي ثقاته وَقَالَ رُبمَا أَخطَأ وَضَعفه أَبُو عبد الله بن مَنْدَه فِي مُسْنده خَ م ت ق س مُحَمَّد بن سَابق أَبُو جَعْفَر الْبَزَّار من شُيُوخ البُخَارِيّ وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَقواهُ أَحْمد بن حَنْبَل وَقَالَ يَعْقُوب بن شيبَة كَانَ ثِقَة وَلَيْسَ مِمَّن يُوصف بالضبط وَقَالَ النَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ بن أبي خَيْثَمَة عَن بن معِين ضَعِيف قلت لَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ فِي الْوَصَايَا قَالَ فِيهِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ أَوِ الْفَضْلُ بْنُ يَعْقُوب عَنهُ حَدثنَا شَيبَان عَن فراس عَن الشّعبِيّ عَن جَابر أَن أَبَاهُ اسْتشْهد يَوْم أحد الحَدِيث وَقد تَابعه عَلَيْهِ عِنْده عبيد الله بن مُوسَى عَن شَيبَان وَهُوَ فِي الْمَغَازِي وروى لَهُ الْبَاقُونَ خَ م س ق مُحَمَّد بن سَوَاء السدُوسِي الْبَصْرِيّ قواه يزِيد بن زُرَيْع وَغَيره وَذكره الْأَزْدِيّ فِي الضُّعَفَاء فَقَالَ كَانَ يغلو فِي الْقدر قلت جَمِيع مَا لَهُ فِي البُخَارِيّ ثَلَاثَة أَحَادِيث أَحدهَا قرنه فِيهِ بِيَزِيد بن زُرَيْع كِلَاهُمَا عَن سعيد بن أبي عرُوبَة وَالْآخر أخرجه فِي الْأَدَب عَن عَمْرو بن عِيسَى عَنهُ عَن روح بن الْقَاسِم عَن بن الْمُنْكَدر عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة أَن رجلا اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بئس أَخُو الْعَشِيرَة وَهُوَ عِنْده فِي الْأَدَب أَيْضا من رِوَايَة بن عُيَيْنَة عَن بن الْمُنْكَدر وَالثَّالِث ذَكرْنَاهُ فِي تَرْجَمَة كهمس بن الْمنْهَال وروى لَهُ الْبَاقُونَ لَكِن أَبُو دَاوُد فِي كتاب النَّاسِخ والمنسوخ ت س ق مُحَمَّد بن الصَّلْت الْأَسدي أَبُو جَعْفَر من قدماء شُيُوخ البُخَارِيّ وَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وبن نمير لَكِن قَالَ أَبُو غَسَّان أحب إِلَيّ مِنْهُ وَذكر صَاحب الْمِيزَان أَن بَعضهم قَالَ فِيهِ لين قلت أخرج عَنهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا عَن بن الْمُبَارك عَن يُونُس عَن الزُّهْرِيّ عَن حَمْزَة عَنْ أَبِيهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ بَينا أَنا نَائِم شربت اللَّبن حَتَّى أنظر إِلَى الرّيّ الحَدِيث فِي مَنَاقِب عمر وَقد تَابعه عَلَيْهِ عِنْده عَبْدَانِ عَن بن الْمُبَارك وروى أَصْحَاب السّنَن غير أبي دَاوُد خَ س مُحَمَّد بن الصَّلْت أَبُو يعلى التوزي من شُيُوخ البُخَارِيّ أَيْضا قَالَ أَبُو حَاتِم وَأَبُو زرْعَة صَدُوق كَانَ يملي التَّفْسِير علينا من حفظه وَرُبمَا وهم وَوَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ قلت أخرج عَنهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا فِي كتاب الرِّدَّة قَالَ حَدثنَا الْوَلِيد عَنِ الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ أَبِي قلَابَة عَن أنس فَذكر حَدِيث العرنيين مُخْتَصرا وَتَابعه عَلَيْهِ عِنْده عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن الْوَلِيد بن مُسلم وروى لَهُ النَّسَائِيّ ع مُحَمَّد بن طَلْحَة بن مصرف الْكُوفِي قَالَ الْعجلِيّ ثِقَة إِلَّا أَنه سمع من أَبِيه وَهُوَ صَغِير وَقَالَ بن سعد كَانَت لَهُ أَحَادِيث مُنكرَة قَالَ وَقَالَ عَفَّان كَانَ يروي عَن أَبِيه وَأَبوهُ قديم الْمَوْت وَكَانَ النَّاس كَأَنَّهُمْ يكذبونه وَقَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ يُخطئ وَوَثَّقَهُ أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ إِلَّا أَنه لَا يكَاد يَقُول حَدثنَا فِي شَيْء من حَدِيثه وَقَالَ أَبُو كَامِل مظفر بن مدرك كَانَ يُقَال ثَلَاثَة يَتَّقِي حَدِيثهمْ مُحَمَّد بن طَلْحَة وفليح بن سُلَيْمَان وَأَيوب بن عتبَة وَقَالَ بن معِين صَالح وَقَالَ مرّة ضَعِيف وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ ثَلَاثَة أَحَادِيث أَحدهَا فِي الْمَغَازِي عَنهُ عَن حميد عَن أنس قَالَ غَابَ عمي عَن قتال بدر الحَدِيث وَهُوَ عِنْده بمتابعة عبد الْأَعْلَى السَّامِي وَغير وَاحِد عَن حميد ثَانِيهَا فِي الْعِيدَيْنِ عَنهُ عَن زبيد عَن الشّعبِيّ عَن الْبَراء فِي الذّبْح قبل الصَّلَاة وَهُوَ عِنْده بمتابعة شُعْبَة عَن زبيد ثَالِثهَا فِي الْجِهَاد عَنهُ عَن أَبِيه عَن مُصعب بن سعد عَن أَبِيه فِي الِانْتِصَار بالضعفاء وَهُوَ فَرد إِلَّا أَنه فِي فَضَائِل الْأَعْمَال وروى لَهُ الْبَاقُونَ ع مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الزُّبَيْرِيُّ نِسْبَة إِلَى جده وَهُوَ مولى بني أَسد يكنى أَبَا أَحْمد الْكُوفِي أحد الْأَثْبَات الثِّقَات الْمَشْهُورين من شُيُوخ أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ حَنْبَل عَن أَحْمد كَانَ كثير الْخَطَأ فِي حَدِيث سُفْيَان وَقَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ حَافِظًا لَهُ أَوْهَام وَوَثَّقَهُ بن نمير وبن معِين وَالْعجلِي وَزَاد كَانَ يتشيع وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ أَبُو زرْعَة وَغير وَاحِد صَدُوق وَقَالَ بنْدَار مَا رَأَيْت أحفظ مِنْهُ قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة(1/439)
وَمَا أَظن البُخَارِيّ أخرج لَهُ شَيْئا من أَفْرَاده عَن سُفْيَان وَالله أعلم ع مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن أنس بن مَالك الْأنْصَارِيّ القَاضِي الْبَصْرِيّ أَبُو عبد الله من قدماء شُيُوخ البُخَارِيّ ثِقَة وَثَّقَهُ بن معِين وَغَيره وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل مَا يُضعفهُ عِنْد أهل الحَدِيث إِلَّا النّظر فِي الرَّأْي أما السماع فقد سمع وَقَالَ أَبُو حَاتِم لم أر من الْأَئِمَّة إِلَّا ثَلَاثَة أَحْمد بن حَنْبَل وَسليمَان بن دَاوُد الْهَاشِمِي والأنصاري وَقَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِي كَانَ عَالما وَلم يكن من فرسَان الحَدِيث قلت أنكر عَلَيْهِ يحيى الْقطَّان وَغَيره حَدِيثه عَن حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ احْتجم وَهُوَ صَائِم قَالَ بن الْمَدِينِيّ صَوَابه عَن مَيْمُون عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْأَصَمِّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم تزوج مَيْمُونَة وَهُوَ محرم وَقَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ قد تغير تغيرا شَدِيدا وَقَالَ أَحْمد ذهبت لَهُ كتب فَكَانَ يحدث من كتاب غُلَامه يَعْنِي فَكَأَنَّهُ دخل عَلَيْهِ حَدِيث فِي حَدِيث وروى لَهُ الْبَاقُونَ ع مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الله بن شهَاب بن أخي الزُّهْرِيّ ذكره مُحَمَّد بن يحيى الذهلي فِي الطَّبَقَة الثَّانِيَة من أَصْحَاب الزُّهْرِيّ مَعَ مُحَمَّد بن إِسْحَاق وفليح وَقَالَ إِنَّه وجد لَهُ ثَلَاثَة أَحَادِيث لَا أصل لَهَا أَحدهَا حَدِيثه عَن عَمه عَن سَالم عَن أبي هُرَيْرَة مَرْفُوعا كل أمتِي معافى إِلَّا المجاهرين ثَانِيهَا بِهَذَا الْإِسْنَاد كَانَ إِذا خطب قَالَ كل مَا هُوَ آتٍ قريب مَوْقُوف ثَالِثهَا عَن امْرَأَته أم الْحجَّاج بنت الزُّهْرِيّ عَن أَبِيهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْكُل بكفه كلهَا مُرْسل وَقَالَ السَّاجِي تفرد عَن عَمه بِأَحَادِيث لم يُتَابع عَلَيْهَا كَأَنَّهُ يَعْنِي هَذِه أه وَقَالَ أَبُو دَاوُد ثِقَة سَمِعت أَحْمد يثني عَلَيْهِ وَأَخْبرنِي عَبَّاس عَن يحيى بالثناء عَلَيْهِ وَقَالَ يحيى بن معِين هُوَ أمثل من أبي أويس وَقَالَ مرّة لَيْسَ بذلك الْقوي وَمرَّة ضَعِيف وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِقَوي يكْتب حَدِيثه قلت الذهلي أعرف بِحَدِيث الزُّهْرِيّ وَقد بَين مَا أنكر عَلَيْهِ فَالظَّاهِر أَن تَضْعِيف من ضعفه بِسَبَب تِلْكَ الْأَحَادِيث الَّتِي أَخطَأ فِيهَا وَلم أجد لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى أَحَادِيث قَليلَة أَحدهَا فِي الْأَضَاحِي عَن عَمه عَن سَالم عَن أَبِيه فِي النَّهْي عَن أكل لُحُوم الْأَضَاحِي بعد ثَلَاث وَهَذَا قد تَابعه عَلَيْهِ معمر عِنْد مُسلم وَغَيره وَالثَّانِي فِي وُفُود الْأَنْصَار عَن عَمه عَن أبي إِدْرِيس عَن عبَادَة بن الصَّامِت فِي الْمُتَابَعَة وَهُوَ عِنْده بمتابعة شُعَيْب وَغَيره عَن الزُّهْرِيّ الثَّالِث فِي الْمَغَازِي فِي قصَّة الْحُدَيْبِيَة عَن عَمه عَن عُرْوَة عَن الْمسور ومروان بمتابعة سُفْيَان بن عُيَيْنَة وَمعمر وَغَيرهمَا وَله عِنْده غير هَذِه مِمَّا توبع عَلَيْهِ مَوْصُولا ومعلقا وروى لَهُ الْبَاقُونَ ع مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ذِئْب أحد الْأَئِمَّة الأكابر الْعلمَاء الثِّقَات لَكِن قَالَ بن الْمَدِينِيّ كَانُوا يوهنونه فِي الزُّهْرِيّ وَكَذَا وَثَّقَهُ أَحْمد وَلم يرضه فِي الزُّهْرِيّ وَرمي بِالْقدرِ وَلم يثبت عَنهُ بل نفى ذَلِك عَنهُ مُصعب الزبيرِي وَغَيره وَكَانَ أَحْمد يعظمه جدا حَتَّى قدمه فِي الْوَرع على مَالك وَإِنَّمَا تكلمُوا فِي سَمَاعه من الزُّهْرِيّ لِأَنَّهُ كَانَ وَقع بَينه وَبَين الزُّهْرِيّ شَيْء فَحلف الزُّهْرِيّ أَن لَا يحدثه ثمَّ نَدم فَسَأَلَهُ بن أبي ذِئْب أَن يكْتب لَهُ أَحَادِيث أرادها فكتبها لَهُ فلأجل هَذَا لم يكن فِي الزُّهْرِيّ بِذَاكَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى غَيره وَقد قَالَ عَمْرو بن عَليّ الفلاس هُوَ أحب إِلَيّ فِي الزُّهْرِيّ من كل شَامي انْتهى احْتج بِهِ الْجَمَاعَة وَحَدِيثه عَن الزُّهْرِيّ فِي البُخَارِيّ فِي المتابعات خَ د ت س مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الطفَاوِي من شُيُوخ أَحْمد بن حَنْبَل وَثَّقَهُ بن الْمَدِينِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق إِلَّا أَنه يهم أَحْيَانًا وَقَالَ بن معِين لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ أَبُو زرْعَة مُنكر الحَدِيث وَأورد لَهُ بن عدي عدَّة أَحَادِيث وَقَالَ إِنَّه لَا بَأْس بِهِ قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ ثَلَاثَة أَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا شَيْء مِمَّا استنكره بن عدي أَحدهمَا فِي الْبيُوع عَن أبي الْأَشْعَث عَنْهُ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالُوا إِن قوما يأتوننا بِاللَّحْمِ لَا نَدْرِي أذكروا اسْم الله عَلَيْهِ أم لَا قَالَ سموا الله عَلَيْهِ وكلوه وَتَابعه عِنْده أَبُو خَالِد الْأَحْمَر(1/440)
وَأُسَامَة بن حَفْص وَغَيرهمَا ثَانِيهَا فِي الْبيُوع أَيْضا عَن عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَنهُ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ حَدِيث أَعْطَيْت جَوَامِع الْكَلم ثَالِثهَا فِي الرقَاق عَن عَليّ عَنهُ عَن الْأَعْمَش عَن مُجَاهِد عَن بن عمر حَدِيث كن فِي الدُّنْيَا كَأَنَّك غَرِيب الحَدِيث فَهَذَا الحَدِيث قد تفرد بِهِ الطفَاوِي وَهُوَ من غرائب الصَّحِيح وَكَأن البُخَارِيّ لم يشدد فِيهِ لكَونه من أَحَادِيث التَّرْغِيب والترهيب وَالله أعلم ثمَّ وجدت لَهُ فِيهِ مُتَابعًا فِي نَوَادِر الْأُصُول للحكيم التِّرْمِذِيّ من طَرِيق مَالك بن سعير عَن الْأَعْمَش وَالله أعلم وعلق لَهُ غير هَذِه وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن الثَّلَاثَة خَ ت س مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز الرَّمْلِيّ الوَاسِطِيّ من شُيُوخ البُخَارِيّ وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَقَالَ يَعْقُوب بن سُفْيَان كَانَ حَافِظًا وَقَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ إِلَى الضعْف مَا هُوَ وَقَالَ أَبُو زرْعَة لَيْسَ بِقَوي وَقَالَ بن حبَان فِي الثِّقَات رُبمَا خَالف قلت روى لَهُ البُخَارِيّ حديثين أَحدهمَا فِي تَفْسِير سُورَة النِّسَاء عَنهُ عَنْ حَفْصِ بْنِ مَيْسَرَةَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ حَدِيث الشَّفَاعَة وَأخرجه فِي التَّوْحِيد مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَثَانِيهمَا فِي الِاعْتِصَام بِهَذَا الْإِسْنَاد لتتبعن سنَن من كَانَ قبلكُمْ الحَدِيث وَأخرجه فِي أَحَادِيثِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ وَقد تقدّمت الْإِشَارَة إِلَيْهِمَا فِي تَرْجَمَة حَفْص بن ميسرَة وَالله أعلم وَأخرج مُسلم الْحَدِيثين مَعًا من حَدِيث حَفْص بن ميسرَة أَيْضا ع مُحَمَّد بن عبيد الطنافسي من شُيُوخ أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ إِنَّه كَانَ صَدُوقًا وَلَكِن يعلى أَخُوهُ أثبت مِنْهُ وَقَالَ فِي رِوَايَة أُخْرَى كَانَ يُخطئ ويصيب وَهَذَا على مَا يخْتَار أَحْمد يكون سَاقِط الحَدِيث لَكِن وَثَّقَهُ فِي رِوَايَة الْأَثْرَم وَكَذَا وَثَّقَهُ بن معِين وَالْعجلِي وَالنَّسَائِيّ وبن سعد وبن عمار وَزَاد كَانَ أبْصر أخوته بِالْحَدِيثِ وَكَانَ يعلى أحفظهم قلت احْتج بِمُحَمد الْأَئِمَّة كلهم وَلَعَلَّ مَا أَشَارَ إِلَيْهِ أَحْمد كَانَ فِي حَدِيث وَاحِد ع مُحَمَّد بن أبي عدي الْبَصْرِيّ من شُيُوخ أَحْمد قَالَ عَمْرو بن عَليّ أحسن عبد الرَّحْمَن بن مهْدي الثَّنَاء عَلَيْهِ وَقَالَ أَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ وبن سعد ثِقَة وَفِي الْمِيزَان أَن أَبَا حَاتِم قَالَ لَا يحْتَج بِهِ فينتظر فِي ذَلِك وَأَبُو حَاتِم عِنْده عنت وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة ع حمد بن عَمْرو بن عَلْقَمَة بن وَقاص اللَّيْثِيّ الْمدنِي مَشْهُور من شُيُوخ مَالك صَدُوق تكلم فِيهِ بَعضهم من قبل حفظه وَأخرج لَهُ الشَّيْخَانِ أما البُخَارِيّ فمقرونا بِغَيْرِهِ وتعليقا وَأما مُسلم فمتابعة وروى لَهُ الْبَاقُونَ ع مُحَمَّد بن الْفضل السدُوسِي أَبُو النُّعْمَان ولقبه عَارِم من شُيُوخ البُخَارِيّ كَانَ سُلَيْمَان بن حَرْب يقدمهُ على نَفسه وَقَالَ أَبُو حَاتِم إِذا حَدثَك عَارِم فاختم عَلَيْهِ عَارِم لَا يتَأَخَّر عَن عَفَّان وَقَالَ أَبُو حَاتِم أَيْضا وَالْبُخَارِيّ اخْتَلَط عَارِم فِي آخر عمره زَاد أَبُو حَاتِم من سمع مِنْهُ قبل الْعشْرين وَمِائَتَيْنِ فسماعه جيد ولقيه أَبُو زرْعَة سنة اثْنَتَيْنِ وَعشْرين وَمِائَتَيْنِ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ تغير بآخرة وَمَا ظهر لَهُ بعد اخْتِلَاطه حَدِيث مُنكر وَهُوَ ثِقَة قلت إِنَّمَا سمع مِنْهُ البُخَارِيّ سنة ثَلَاث عشرَة قبل اخْتِلَاطه بِمدَّة وَقد اعْتَمدهُ فِي عدَّة أَحَادِيث وروى أَيْضا فِي جَامعه عَن عبد الله بن مُحَمَّد المسندي عَنهُ وروى لَهُ الْبَاقُونَ ع مُحَمَّد بن فُضَيْل بن غَزوَان الْكُوفِي أَبُو عبد الرَّحْمَن الضَّبِّيّ من شُيُوخ أَحْمد وَله تصانيف وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وبن معِين وَقَالَ أَحْمد كَانَ شِيعِيًّا حسن الحَدِيث وَقَالَ أَبُو زرْعَة صَدُوق من أهل الْعلم وَقَالَ النَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ بن سعد كَانَ ثِقَة صَدُوقًا كثير الحَدِيث شِيعِيًّا وَبَعْضهمْ لَا يحْتَج بِهِ قلت إِنَّمَا توقف فِيهِ من توقف لتشيعه وَقد قَالَ أَحْمد بن عَليّ الْأَبَّار حَدثنَا أَبُو هَاشم سَمِعت بن فُضَيْل يَقُول رحم الله عُثْمَان وَلَا رحم الله من لَا يترحم عَلَيْهِ قَالَ وَرَأَيْت عَلَيْهِ آثَار أهل السّنة وَالْجَمَاعَة رَحمَه الله احْتج بِهِ الْجَمَاعَة خَ س ق مُحَمَّد بن فليح بن سُلَيْمَان تقدم ذكر أَبِيه قَالَ بن أبي حَاتِم عَن أَبِيه كَانَ بن معِين يحمل على مُحَمَّد قلت فَمَا قَوْلك فِيهِ قَالَ مَا بِهِ بَأْس(1/441)
لَيْسَ بِذَاكَ الْقوي وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة قلت أخرج لَهُ البُخَارِيّ نُسْخَة من رِوَايَته عَن أَبِيه عَنْ هِلَالِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَبَعضهَا عَن هِلَال عَن أنس بن مَالك توبع على أَكْثَرهَا عِنْده وَله نُسْخَة أُخْرَى عِنْده بِهَذَا الْإِسْنَاد لَكِن عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ بَدَلَ عَطاء بن يسَار وَقد توبع فِيهَا أَيْضا وَهِي ثَمَانِيَة أَحَادِيث وَالله أعلم خَ د ق مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم الطَّوِيل الْكُوفِي وَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو حَاتِم وَقَالَ بن الْمَدِينِيّ لَا أعرفهُ قلت روى عَنهُ ثَلَاثَة وَلَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حَدِيث بن عَبَّاس فِي قصَّة تَمِيم الدَّارِيّ وعدي بن بداء ع مُحَمَّد بن كثير الْعَبْدي الْبَصْرِيّ من شُيُوخ البُخَارِيّ قَالَ بن معِين لم يكن بالثقة وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَوَثَّقَهُ أَحْمد بن حَنْبَل قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ ثَلَاثَة أَحَادِيث فِي الْعلم والبيوع وَالتَّفْسِير قد توبع عَلَيْهَا ع مُحَمَّد بن مُسلم بن تدرس أَبُو الزبير الْمَكِّيّ أحد التَّابِعين مَشْهُور وَثَّقَهُ الْجُمْهُور وَضَعفه بَعضهم لِكَثْرَة التَّدْلِيس وَغَيره وَلم يرو لَهُ البُخَارِيّ سوى حَدِيث وَاحِد فِي الْبيُوع قرنه بعطاء عَن جَابر وعلق لَهُ عدَّة أَحَادِيث وَاحْتج بِهِ مُسلم وَالْبَاقُونَ ع مُحَمَّد بن مطرف أَبُو غَسَّان اللَّيْثِيّ الْمدنِي من أَقْرَان مَالك قَالَ بن الْمَدِينِيّ كَانَ شَيخا وسطا وَوَثَّقَهُ أَحْمد وَأَبُو حَاتِم والجوزجاني وَيَعْقُوب بن شيبَة وَآخَرُونَ وَاحْتج بِهِ الْأَئِمَّة ع مُحَمَّد بن مَيْمُون أَبُو حَمْزَة السكرِي الْمروزِي أحد الْأَئِمَّة كَانَ مجاب الدعْوَة عظمه بن الْمُبَارك وَوَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَأحمد بن حَنْبَل وَالنَّسَائِيّ وَآخَرُونَ وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ النَّسَائِيّ أَيْضا فِي كتاب السّنَن لَهُ عقب حَدِيث أورد لَهُ عَن عَاصِم عَن ذَر عَن عبد الله كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ مِنْ غُرَّةَ كُلِّ شَهْرٍ وقلما يفْطر يَوْم الْجُمُعَة لَا بَأْس بِأبي حَمْزَة إِلَّا أَنه كَانَ قد ذهب بَصَره فِي آخر عمره فَمن كتب عَنهُ قبل ذَلِك فَحَدِيثه جيد وَأغْرب بن عبد الْبر فَقَالَ فِي تَرْجَمَة سمي من التَّمْهِيد أَبُو حَمْزَة الْمروزِي لَيْسَ بِقَوي قلت بل احْتج بِهِ الْأَئِمَّة كلهم وَالْمُعْتَمد فِيهِ مَا قَالَ النَّسَائِيّ وَلم يخرج لَهُ البُخَارِيّ إِلَّا أَحَادِيث يسيرَة من رِوَايَة عَبْدَانِ عَنهُ وَهُوَ من قدماء أَصْحَابه وَالله أعلم خَ مُحَمَّد بن يزِيد الْكُوفِي روى لَهُ البُخَارِيّ فِي فَضَائِل أبي بكر عَنهُ عَن الْوَلِيدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْأَوْزَاعِيُّ عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بن إِبْرَاهِيم عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنه سَأَلَهُ عَن أَشد شَيْء صنعه الْمُشْركُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدِيثَ فَسئلَ عَنهُ أَبُو حَاتِم فَقَالَ مَجْهُول وَقَالَ بن عدي هُوَ الرِّفَاعِي وَرجح السَّاجِي أَنه الرِّفَاعِي لِأَنَّهُ روى هَذَا الحَدِيث بِعَيْنِه عَن الْوَلِيد بن مُسلم لَكِن ضعفه البُخَارِيّ وَغَيره وَقواهُ آخَرُونَ فَلَا يبعد أَن يخرج لَهُ فِي صَحِيحه مَا يُتَابع عَلَيْهِ فقد تَابعه عَلَيْهِ عِنْده عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَغَيره عَن الْوَلِيد بن مُسلم وَالله أعلم ع مُحَمَّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ نزيل قيسارية من سواحل الشَّام من كبار شُيُوخ البُخَارِيّ وَثَّقَهُ الْجُمْهُور وَذكره بن عدي فِي الْكَامِل فَقَالَ لَهُ إِفْرَاد وَقَالَ الْعجلِيّ ثِقَة وَقد أَخطَأ فِي مائَة وَخمسين حَدِيثا وَذكر لَهُ بن معِين حَدِيثا أَخطَأ فِيهِ فَقَالَ هَذَا بَاطِل قلت اعْتَمدهُ البُخَارِيّ لِأَنَّهُ انتقى أَحَادِيثه وميزها وروى لَهُ الْبَاقُونَ بِوَاسِطَة ع مَالك بن إِسْمَاعِيل أَبُو غَسَّان النَّهْدِيّ من كبار شُيُوخ البُخَارِيّ مجمع على ثقته ذكره بن عدي فِي الْكَامِل من أجل قَول الْجوزجَاني أَنه كَانَ خشبيا يَعْنِي شِيعِيًّا وَقد احْتج بِهِ الْأَئِمَّة خَ د س ق مَالك بن بن سعير بن الْخمس الْكُوفِي قَالَ أَبُو حَاتِم وَغَيره صَدُوق وَضَعفه أَبُو دَاوُد قلت روى لَهُ البُخَارِيّ حديثين من رِوَايَته عَن هِشَام عَن أَبِيه عَن عَائِشَة أَحدهمَا فِي تَفْسِير سُورَة الْمَائِدَة فِي لَغْو الْيَمين وَالْآخر فِي الدَّعْوَات فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بهَا نزلت فِي الدُّعَاء وَكِلَاهُمَا قد توبع عَلَيْهِ عِنْده وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن ع مُبشر بن إِسْمَاعِيل الْحلَبِي من طبقَة وَكِيع قَالَ بن سعد كَانَ ثِقَة مَأْمُونا وَقَالَ النَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ ذكره صَاحب(1/442)
الْمِيزَان فَقَالَ تكلم فِيهِ بِلَا حجَّة كَذَا قَالَ وَلم يذكر من تكلم فِيهِ وَلم أر فِيهِ كلَاما لأحد من أَئِمَّة الْجرْح وَالتَّعْدِيل لَكِن قَالَ بن قَانِع فِي الوفيات أَنه ضَعِيف وبن قَانِع لَيْسَ بمعتمد وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ عَن الْأَوْزَاعِيّ فِي كتاب التَّهَجُّد بمتابعة عبد الله بن الْمُبَارك وروى لَهُ الْبَاقُونَ ع محَارب بن دثار أحد الْأَئِمَّة الْأَثْبَات تَابِعِيّ جليل وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَأَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ وَالْعجلِي وَآخَرُونَ وَقَالَ بن سعد لَا يحتجون بِهِ قلت بل احْتج بِهِ الْأَئِمَّة كلهم وَقَالَ أَبُو زرْعَة مَأْمُون وَلَكِن بن سعد يُقَلّد الْوَاقِدِيّ والواقدي على طَريقَة أهل الْمَدِينَة فِي الانحراف على أهل الْعرَاق فَاعْلَم ذَلِك ترشد إِن شَاءَ الله خَ م د س محَاضِر بن الْمُوَرِّع الْكُوفِي من مَشَايِخ أَحْمد قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ أَحْمد كَانَ مغفلا وَلم يكن من أَصْحَاب الحَدِيث وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بالمتين فَيكْتب حَدِيثه وَقَالَ أَبُو زرْعَة صَدُوق قلت أخرج لَهُ البُخَارِيّ حديثين بِصُورَة التَّعْلِيق الْمَوْصُول عَن بعض شُيُوخه عَنهُ أَحدهمَا فِي الْحَج وَالْآخر فِي الْبيُوع وعلق لَهُ غَيرهمَا وروى لَهُ مُسلم حَدِيثا وَاحِدًا وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ خَ ت مَحْبُوب بن الْحسن الْبَصْرِيّ أَبُو جَعْفَر يُقَال اسْمه مُحَمَّد وَفِي المحمديين ذكره الْمزي قَالَ بن معِين لَيْسَ بِهِ بَأْس وَضَعفه النَّسَائِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِقَوي وَقَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ يرى شَيْئا من الْقدر قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ حَدِيث وَاحِد فِي كتاب الْأَحْكَام عَن خَالِد الْحذاء مَقْرُونا بِغَيْرِهِ وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ خَ س ت مخلد بن يزِيد الْحَرَّانِي من شُيُوخ أَحْمد وَثَّقَهُ بن معِين وَغَيره وَقَالَ أَحْمد لَا بَأْس بِهِ وَكَانَ يهم وَكَذَا قَالَ السَّاجِي وَزَاد قدم أَحْمد عَلَيْهِ مِسْكين بن بكير وَأنكر لَهُ أَبُو دَاوُد حَدِيثا وَصله قلت أخرج لَهُ البُخَارِيّ أَحَادِيث قَليلَة من رِوَايَته عَن بن جريج توبع عَلَيْهَا وروى لَهُ مُسلم وَالْبَاقُونَ سوى التِّرْمِذِيّ خَ ع مَرْوَان بن الحكم بن أبي الْعَاصِ بن أُميَّة بن عَم عُثْمَان بن عَفَّان يُقَال لَهُ رُؤْيَة فَإِن ثبتَتْ فَلَا يعرج على من تكلم فِيهِ وَقَالَ عُرْوَة بن الزبير كَانَ مَرْوَان لَا يتهم فِي الحَدِيث وَقد روى عَنهُ سهل بن سعد السَّاعِدِيّ الصَّحَابِيّ اعْتِمَادًا على صدقه وَإِنَّمَا نقموا عَلَيْهِ أَنه رمى طَلْحَة يَوْم الْجمل بِسَهْم فَقتله ثمَّ شهر السَّيْف فِي طلب الْخلَافَة حَتَّى جرى مَا جرى فَأَما قتل طَلْحَة فَكَانَ متأولا فِيهِ كَمَا قَرَّرَهُ الْإِسْمَاعِيلِيّ وَغَيره وَأما مَا بعد ذَلِك فَإِنَّمَا حمل عَنهُ سهل بن سعد وَعُرْوَة وَعلي بن الْحُسَيْن وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ وَهَؤُلَاء أخرج البُخَارِيّ أَحَادِيثهم عَنهُ فِي صَحِيحه لما كَانَ أَمِيرا عِنْدهم بِالْمَدِينَةِ قبل أَن يَبْدُو مِنْهُ فِي الْخلاف على بن الزبير مَا بدا وَالله أعلم وقداعتمد مَالك على حَدِيثه ورأيه وَالْبَاقُونَ سوى مُسلم ع مَرْوَان بن مُعَاوِيَة الْفَزارِيّ من شُيُوخ أَحْمد ثِقَة مَشْهُور تكلم فِيهِ بَعضهم لِكَثْرَة رِوَايَته عَن الضُّعَفَاء والمجهولين فَقَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ كَانَ ثِقَة فِيمَا يروي عَن المعروفين وَقَالَ أَحْمد كَانَ ثِقَة حَافِظًا يحفظ حَدِيثه كُله نصب عَيْنَيْهِ رَحمَه الله احْتج بِهِ الْأَئِمَّة وَأخرج البُخَارِيّ من حَدِيثه عَن خَمْسَة من شُيُوخه المعروفين وهم حميد وَعَاصِم الْأَحول وَإِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَأَبُو يَعْقُوب الْعَبْدي وهَاشِم بن هَاشم خَ د م س مِسْكين بن بكير الْحَرَّانِي أَبُو عبد الرَّحْمَن من شُيُوخ أَحْمد وَثَّقَهُ بن عمار وَقَالَ أَحْمد وبن معِين وَأَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ زَاد أَحْمد فِي حَدِيثه خطا وَزَاد أَبُو حَاتِم كَانَ يحفظ الحَدِيث وَقَالَ أَبُو أَحْمد الْحَاكِم فِي الكنى كَانَ كثير الْوَهم وَالْخَطَأ قلت لَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حَدِيث وَاحِد عَن شُعْبَة عَن خَالِد الْحذاء عَن مَرْوَان الْأَصْفَر عَن بن عمر فِي قَوْلِهِ تَعَالَى وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ وَتَابعه عَلَيْهِ عِنْده روح بن عبَادَة عَن شُعْبَة وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ خَ ت ق مطرف بن عبد الله النَّيْسَابُورِي الأطروش صَاحب مَالك لقِيه البُخَارِيّ قَالَ بن أبي حَاتِم عَن أَبِيه صَدُوق وَلكنه مُضْطَرب الحَدِيث وَقدمه على(1/443)
إِسْمَاعِيل بن أبي أويس وَقَالَ بن سعد وَالدَّارَقُطْنِيّ ثِقَة وَذكره بن عدي فِي الْكَامِل وسَاق لَهُ أَحَادِيث مُنكرَة والذنب فِيهَا من الرَّاوِي عَنهُ أَحْمد بن دَاوُد الْحَرَّانِي فقد كذبه الدَّارَقُطْنِيّ قلت لَيْسَ لمطرف فِي البُخَارِيّ سوى حديثين أَحدهمَا حَدِيث الاستخارة وَتَابعه عَلَيْهِ قُتَيْبَة وَغَيره عِنْده وَالْآخر أخرجه فِي الصَّلَاة بمتابعة وروى لَهُ التِّرْمِذِيّ وبن ماجة ع معَاذ بن هِشَام الدستوَائي الْبَصْرِيّ من أَصْحَاب الحَدِيث الحذاق وَثَّقَهُ يحيى بن معِين فِي رِوَايَة عُثْمَان الدَّارمِيّ وَاعْتَمدهُ عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَقَالَ الدوري عَن بن معِين صَدُوق وَلَيْسَ بِحجَّة وَقَالَ بن أبي خَيْثَمَة عَن بن معِين لَيْسَ بِذَاكَ الْقوي وَقَالَ بن عدي رُبمَا يغلط فِي الشَّيْء وَأَرْجُو أَنه صَدُوق وَتكلم فِيهِ الْحميدِي من أجل الْقدر قلت لم يكثر لَهُ البُخَارِيّ وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ خَ س ت مُعَاوِيَة بن إِسْحَاق بن طَلْحَة بن عبيد الله التَّمِيمِي وَثَّقَهُ أَحْمد وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ أَبُو زرْعَة شيخ واه قلت مَاله فِي البُخَارِيّ سوى حَدِيث وَاحِد فِي الْجِهَاد عَن عمته عَائِشَة بنت طَلْحَة عَن عَائِشَة حَدِيث جهادكن الْحَج وَقد تَابعه عَلَيْهِ عِنْده حبيب بن أبي عمْرَة وروى لَهُ النَّسَائِيّ وبن ماجة خَ م د س معبد بن سِيرِين الْأنْصَارِيّ مَوْلَاهُم أَخُو مُحَمَّد وَأنس وَحَفْصَة كَانَ أكبر الْأُخوة وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وبن سعد وَقَالَ يحيى بن معِين يعرف وينكر قلت احْتج بِهِ الشَّيْخَانِ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَلَيْسَ هُوَ بالمكثر مَاله فِي البُخَارِيّ غير حديثين ع مُعْتَمر بن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ وَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو حَاتِم وبن سعد وَالْعجلِي وَقَالَ يحيى الْقطَّان كَانَ سيء الْحِفْظ وَقَالَ بن خرَاش كَانَ يُخطئ إِذا حدث من حفظه وَإِذا حدث من كِتَابه فَهُوَ ثِقَة قلت أَكثر مَا أخرجه لَهُ البُخَارِيّ مِمَّا توبع عَلَيْهِ وَاحْتج بِهِ الْجَمَاعَة خَ م د ق مَعْرُوف بن خَرَّبُوذ الْمَكِّيّ من صغَار التَّابِعين ضعفه يحيى بن معِين وَقَالَ أَحْمد مَا أَدْرِي كَيفَ هُوَ وَقَالَ السَّاجِي صَدُوق وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه قلت مَا لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى مَوضِع فِي الْعلم وَهُوَ حَدِيثه عَن أبي الطُّفَيْل عَن عَليّ حدثوا النَّاس بِمَا يعْرفُونَ الحَدِيث وروى لَهُ مُسلم وَأَبُو دَاوُد وبن ماجة حَدِيثه عَن أبي الطُّفَيْل أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْحَج ع مُعلى بن مَنْصُور الرَّازِيّ نزيل بَغْدَاد لقِيه البُخَارِيّ قَالَ أَحْمد مَا كتبت عَنهُ وَكَانَ يحدث بِمَا يُوَافق الرَّأْي وَكَانَ يُخطئ حَكَاهُ أَبُو طَالب عَن أَحْمد وَقَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ قيل لِأَحْمَد لم لم تكْتب عَنهُ فَقَالَ كَانَ يكْتب الشُّرُوط وَمن كتبهَا لم يخل من أَن يكذب وَوَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَالْعجلِي وَيَعْقُوب بن شيبَة وبن سعد لَكِن قَالَ اخْتلف فِيهِ أَصْحَاب الحَدِيث وَقَالَ بن عدي أَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ لِأَنِّي لم أجد لَهُ حَدِيثا مُنْكرا قلت روى لَهُ البُخَارِيّ حديثين أَحدهمَا فِي تَفْسِير سُورَة الْأَحْزَاب عَن عَليّ بن الْهَيْثَم عَنهُ عَنْ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ فِي شَأْن زَيْنَب بنت جحش مُخْتَصرا بمتابعة سُلَيْمَان بن حَرْب ومسدد كِلَاهُمَا عَن حَمَّاد بن زيد أتم مِنْهُ وَالثَّانِي فِي الْبيُوع عَن مُحَمَّد بن عبد الرَّحِيم عَنهُ عَن هشيم وروى لَهُ الْبَاقُونَ ع معمر بن رَاشد صَاحب الزُّهْرِيّ كَانَ من أثبت النَّاس فِيهِ قَالَ بن معِين وَغَيره ثِقَة إِلَّا أَنه حدث من حفظه بِالْبَصْرَةِ بِأَحَادِيث غلط فِيهَا قَالَه أَبُو حَاتِم وَغَيره وَقَالَ العلائي عَن يحيى بن معِين حَدِيث معمر عَن ثَابت الْبنانِيّ ضَعِيف وَقَالَ بن أبي خَيْثَمَة عَن بن معِين إِذا حَدثَك معمر عَن الزُّهْرِيّ وبن طَاوس فَحَدِيثه مُسْتَقِيم وَمَا عمل فِي حَدِيث الْأَعْمَش شَيْئا وَإِذا حدث عَن الْعِرَاقِيّين خَالفه أهل الْكُوفَة وَأهل الْبَصْرَة وَقَالَ عَمْرو بن عَليّ كَانَ معمر من أصدق النَّاس وَقَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة مَأْمُون قلت أخرج لَهُ البُخَارِيّ من رِوَايَته عَن الزُّهْرِيّ وبن طَاوس وَهَمَّام بن مُنَبّه وَيحيى بن أبي كثير وَهِشَام بن عُرْوَة وَأَيوب وثمامة بن أنس وَعبد الْكَرِيم الْجَزرِي وَغَيرهم وَلم يخرج لَهُ من رِوَايَته عَن قَتَادَة وَلَا ثَابت الْبنانِيّ إِلَّا تَعْلِيقا وَلَا من رِوَايَته عَن الْأَعْمَش شَيْئا وَلم(1/444)
يخرج لَهُ من رِوَايَة أهل الْبَصْرَة عَنهُ إِلَّا مَا توبعوا عَلَيْهِ عَنهُ وَاحْتج بِهِ الْأَئِمَّة كلهم خَ د س ق مُغيرَة بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عَيَّاش بن أبي ربيعَة المَخْزُومِي وَثَّقَهُ يَعْقُوب بن شيبَة وَقَالَ عَبَّاس الدوري عَن بن معِين ثِقَة وَقَالَ الْآجُرِيّ قلت لأبي دَاوُد إِن عباسا حكى عَن بن معِين أَنه ضعف مُغيرَة بن عبد الرَّحْمَن الْحزَامِي ووثق المَخْزُومِي فَقَالَ غلط عَبَّاس قَالَ أَبُو دَاوُد المَخْزُومِي ضَعِيف قلت وَأخرج لَهُ مَعَ ذَلِك فِي سنَنه وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ فِي غَزْوَة مُؤْتَة من رِوَايَته عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَن نَافِع عَن بن عمر وَتَابعه عِنْده سعيد بن أبي هِلَال عَن نَافِع ع مُغيرَة بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِد بن حزَام بن خويلد بن أَسد الْأَسدي الْحزَامِي قَالَ أَحْمد وَأَبُو دَاوُد لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ أَبُو زرْعَة هُوَ أحب إِلَيّ من عبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد وَشُعَيْب بن أبي حَمْزَة فِي أبي الزِّنَاد وَقد تقدم فِي تَرْجَمَة الَّذِي قبله أَن بن معِين ضعفه وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ بن عدي تفرد بِأَحَادِيث وعامتها مُسْتَقِيمَة وَقد اعْتَمدهُ الْجَمَاعَة ع مُغيرَة بن مقسم الضَّبِّيّ الْكُوفِي أحد الْأَئِمَّة مُتَّفق على توثيقه لَكِن ضعف أَحْمد بن حَنْبَل رِوَايَته عَن إِبْرَاهِيم النَّخعِيّ خَاصَّة قَالَ كَانَ يدلسها وَإِنَّمَا سَمعهَا من حَمَّاد قلت مَا أخرج لَهُ البُخَارِيّ عَن إِبْرَاهِيم إِلَّا مَا توبع عَلَيْهِ وَاحْتج بِهِ الْأَئِمَّة ع الْمفضل بن فضَالة الْقِتْبَانِي الْمصْرِيّ وَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَأَبُو زرْعَة وَالنَّسَائِيّ وَآخَرُونَ وَقَالَ أَبُو حَاتِم وبن خرَاش صَدُوق وَقَالَ بن سعد مُنكر الحَدِيث قلت اتّفق الْأَئِمَّة على الِاحْتِجَاج بِهِ وَجَمِيع مَاله فِي البُخَارِيّ حديثان أَحدهمَا فِي فَضَائِل الْقُرْآن عَن عقيل عَن الزُّهْرِيّ عَن عُرْوَة عَن عَائِشَة فِي التَّعَوُّذ بالمعوذات وَتَابعه عَلَيْهِ عِنْده اللَّيْث وَثَانِيهمَا فِي الصَّلَاة عَن عقيل عَن بن شهَاب عَن أنس فِي قصر الصَّلَاة فِي السّفر وَتَابعه اللَّيْث عَلَيْهِ أَيْضا وَهُوَ فِي مُسلم خَ مقدم بن مُحَمَّد بن يحيى بن عَطاء الْمقدمِي الوَاسِطِيّ من شُيُوخ البُخَارِيّ روى عَنهُ عَن عَمه الْقَاسِم بن يحيى عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنِ بن عمر حديثين أَحدهمَا فِي تَفْسِير سُورَة النُّور فِي اللّعان وَالْآخر فِي التَّوْحِيد أَن الله يقبض السَّمَاوَات وَهَذَانِ الحديثان لَهما عِنْده طرق وَقد وَثَّقَهُ أَبُو بكر الْبَزَّار وَالدَّارَقُطْنِيّ وبن حبَان لَكِن لما ذكره فِي الثِّقَات قَالَ يغرب وَيُخَالف فَهَذَا إِن كَانَ كثر مِنْهُ حكم على حَدِيثه بالشذوذ وَقد بَينا أَن الْحَدِيثين اللَّذين أخرجهُمَا لَهُ البُخَارِيّ مِمَّا وَافق عَلَيْهِ لَا مِمَّا خَالف فِيهِ وَالله أعلم خَ ع امقسم مولى بن عَبَّاس اشْتهر بذلك للزومه لَهُ وَهُوَ مولى عبد الله بن الْحَارِث بن نَوْفَل وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَيَعْقُوب بن سُفْيَان وَالدَّارَقُطْنِيّ وَأحمد بن صَالح الْمصْرِيّ فِيمَا نقل بن شاهين عَنهُ وَقَالَ مهنأ قلت لِأَحْمَد بن حَنْبَل من أثبت أَصْحَاب بن عَبَّاس فَقَالَ سِتَّة فَذكرهمْ قلت لَهُ فقسم قَالَ دون هَؤُلَاءِ وَقَالَ بن سعد كَانَ ضَعِيفا وَقَالَ السَّاجِي تكلم النَّاس فِي بعض رِوَايَته قلت لم يخرج لَهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه إِلَّا حَدِيثا وَاحِدًا ذكره فِي الْمَغَازِي من طَرِيق هِشَام بن يُوسُف وَفِي التَّفْسِير من طَرِيق عبد الرَّزَّاق كِلَاهُمَا عَن بن جريج عَن عبد الْكَرِيم الْجَزرِي عَنهُ عَن بن عَبَّاس لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ من الْمُؤمنِينَ عَنْ بَدْرٍ وَالْخَارِجُونَ إِلَى بَدْرٍ كَذَا أَوْرَدَهُ مُخْتَصرا وَأخرجه التِّرْمِذِيّ من طَرِيق حجاج عَن بن جريج بِتَمَامِهِ وَهُوَ من غرائب الصَّحِيح خَ م د س ق مَنْصُورُ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ طَلْحَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ طَلْحَةَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ الْعزي بن عُثْمَان بن عبد الدَّار الْعَبدَرِي الحَجبي الْمَكِّيّ وَأمه صَفِيَّة بنت شيبَة قَالَ الْأَثْرَم أحسن أَحْمد الثَّنَاء عَلَيْهِ وَقَالَ النَّسَائِيّ وبن سعد ثِقَة وَقَالَ بن حبَان كَانَ ثبتا تقيا وشذ بن حزم فَقَالَ لَيْسَ بِالْقَوِيّ قلت بل احْتج بِهِ الْجَمَاعَة كلهم لَكِن لم يخرج لَهُ التِّرْمِذِيّ خَ ع الْمنْهَال بن عَمْرو الْأَسدي مَوْلَاهُم الْكُوفِي قَالَ بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَالْعجلِي وَغَيرهم ثِقَة وَقَالَ بن أبي حَاتِم(1/445)
سَمِعت عبد الله بن أَحْمد يَقُول سَمِعت أبي يَقُول ترك شُعْبَة الْمنْهَال بن عَمْرو على عمد قَالَ بن أبي حَاتِم لِأَنَّهُ سمع من دَاره صَوت قِرَاءَة بالتطريب كَذَا قَالَ بن أبي حَاتِم وَالَّذِي رَوَاهُ وهب بن جرير عَن شُعْبَة أَنه قَالَ أتيت منزل الْمنْهَال فَسمِعت مِنْهُ صَوت الطنبور فَرَجَعت وَلم أسأله قلت فَهَلا سَأَلته عَسى كَانَ لَا يعلم قلت وَهَذَا اعْتِرَاض صَحِيح فَإِن هَذَا لَا يُوجب قدحا فِي الْمنْهَال وروى بن أبي خَيْثَمَة بِسَنَد لَهُ عَن الْمُغيرَة بن مقسم أَنه كَانَ ينْهَى الْأَعْمَش عَن الرِّوَايَة عَن الْمنْهَال وَأَنه قَالَ ليزِيد بن أبي زِيَاد نشدتك بِاللَّه هَل كَانَت تجوز شَهَادَة الْمنْهَال على دِرْهَمَيْنِ قَالَ اللَّهُمَّ لَا قلت وَهَذِه الْحِكَايَة لَا تصح لِأَن راويها مُحَمَّد بن عمر الْحَنَفِيّ لَا يعرف وَلَو صحت فَإِنَّمَا كره مِنْهُ مُغيرَة مَا كره شُعْبَة من الْقِرَاءَة بالتطريب لِأَن جَرِيرًا حكى عَن مُغيرَة أَنه قَالَ كَانَ الْمنْهَال حسن الصَّوْت وَكَانَ لَهُ لحن يُقَال لَهُ وزن سَبْعَة وَبِهَذَا لَا يجرح الثِّقَة وَذكر الْحَاكِم أَن يحيى الْقطَّان غمزه وَحكى الْمفضل العلائي أَن بن معِين كَانَ يضع من شَأْنه وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد بن حَنْبَل سَمِعت أبي يَقُول أَبُو بشر أحب إِلَيّ من الْمنْهَال بن عمر وَأَبُو بشر أوثق وَقَالَ الْجوزجَاني كَانَ سيء الْمَذْهَب وَقد جرى حَدِيثه قلت فَأَما حِكَايَة العلائي فَلَعَلَّ بن معِين كَانَ يضع مِنْهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى غَيره كالحكاية عَن أَحْمد وَيدل على ذَلِك أَن أَبَا حَاتِم حكى عَن بن معِين أَنه وَثَّقَهُ وَأما الْجوزجَاني فقد قُلْنَا غير مرّة إِن جرحه لَا يقبل فِي أهل الْكُوفَة لشدَّة انحرافه ونصبه وحكاية الْحَاكِم عَن الْقطَّان غير مفسرة وَمَعَ ذَلِك فَمَا لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حَدِيث عَن سعيد بن جُبَير عَن بن عَبَّاس فِي تعويذ الْحسن وَالْحُسَيْن من رِوَايَة زيد بن أبي أنيسَة عَنهُ وَحَدِيث آخر فِي تَفْسِير حم فصلت اخْتلف فِيهِ الروَاة هَل هُوَ مَوْصُول أَو مُعَلّق ع مُوسَى بن إِسْمَاعِيل التَّبُوذَكِي أَبُو سَلمَة أحد الْأَثْبَات الثِّقَات اعْتَمدهُ البُخَارِيّ فروى عَنهُ كثيرا وَوَثَّقَهُ الْجُمْهُور وشذ بن خرَاش فَقَالَ تكلم النَّاس فِيهِ وَهُوَ صَدُوق كَذَا قَالَ وَلم يُفَسر ذَلِك الْكَلَام وَقد قَالَ بن معِين ثِقَة مَأْمُون ع مُوسَى بن عقبَة الْمدنِي مَشْهُور من صغَار التَّابِعين صنف الْمَغَازِي وَهُوَ من أصح المصنفات فِي ذَلِك وَوَثَّقَهُ الْجُمْهُور وَقَالَ بن معِين كتاب مُوسَى بن عقبَة عَن الزُّهْرِيّ من أصح الْكتب وَقَالَ مرّة فِي رِوَايَته عَن نَافِع شَيْء لَيْسَ هُوَ فِيهِ كَمَا لَك وَعبيد الله بن عمر قلت فَظهر أَن تلبين بن معِين لَهُ إِنَّمَا هُوَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى رِوَايَة مَالك وَغَيره لَا فِيمَا تفرد بِهِ وَقد اعْتَمدهُ الْأَئِمَّة كلهم وَقد وَثَّقَهُ مُطلقًا فِي رِوَايَة عَبَّاس الدوري وَغير وَاحِد عَنهُ وَالله أعلم خَ د ت ق مُوسَى بن مَسْعُود أَبُو حُذَيْفَة النَّهْدِيّ من شُيُوخ البُخَارِيّ صَدُوق فِي حفظه شَيْء قَالَه أَحْمد وَقَالَ بن معِين لم يكن من أهل الْكَذِب وَقَالَ الْعجلِيّ ثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَلكنه كَانَ يصحف وروى عَن الثَّوْريّ بضعَة عشر ألف حَدِيث وَفِي بَعْضهَا شَيْء وَهُوَ أقل خطأ من مُؤَمل بن إِسْمَاعِيل وَقَالَ بن خُزَيْمَة لَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ السَّاجِي كَانَ يصحف وَهُوَ لين وَقَالَ التِّرْمِذِيّ يضعف فِي الحَدِيث قلت روى عَنهُ البُخَارِيّ أَحَادِيث أَحدهَا فِي الْعتْق بمتابعة الرّبيع بن يحيى كِلَاهُمَا عَن زَائِدَة بمتابعة عثام بن عَليّ كِلَاهُمَا عَن هِشَام بن عُرْوَة عَن امْرَأَته فَاطِمَة بنت الْمُنْذر عَن أَسمَاء بنت أبي بكر فِي الْأَمر بالعتاقة فِي الْكُسُوف وَثَانِيها فِي الرقَاق حَدِيث بن مَسْعُود الْجَنَّةُ أَقْرَبُ إِلَى أَحَدِكُمْ مِنْ شِرَاكِ نَعْلِهِ وَالنَّار مثل ذَلِك وَقد تَابعه عَلَيْهِ وَكِيع وَغَيره عَن سُفْيَان ثَالِثهَا فِي الْقدر حَدِيث حُذَيْفَة لقد خَطَبنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً مَا ترك فِيهَا شَيْئا إِلَى قيام السَّاعَة إِلَّا ذكره الحَدِيث وَقد تَابعه أَبُو مُعَاوِيَة ووكيع عِنْد مُسلم وَهَذَا جَمِيع مَاله فِي البُخَارِيّ وعلق عَنهُ موضعا آخر فِي آخر الْجِهَاد وَهُوَ حَدِيث أبي إِسْحَاق عَن الْبَراء فِي صلح الْحُدَيْبِيَة وَهُوَ عِنْده من طرق أُخْرَى عَن أبي إِسْحَاق وروى لَهُ أَصْحَاب السّنَن إِلَّا النَّسَائِيّ خَ م د مُوسَى بن نَافِع أَبُو شهَاب الحناط أثنى عَلَيْهِ أَبُو نعيم وَقَالَ(1/446)
إِسْحَاق بن مَنْصُور عَن بن معِين ثِقَة وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل مُوسَى بن نَافِع مُنكر الحَدِيث وَقَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن يحيى الْقطَّان أفسدوه علينا قلت مَاله فِي الصَّحِيحَيْنِ سوى حَدِيثه عَن عَطاء عَن جَابر فِي مُتْعَة الْحَج بمتابعة بن جريج وَغَيره عَن عَطاء وروى لَهُ النَّسَائِيّ حَدِيثا آخر ويتعجب من قَول صَاحب الْكَمَال مجمع على ثقته مَعَ كَون بن عدي ذكره فِي الْكَامِل وَقَالَ لَيْسَ بِالْمَعْرُوفِ خَ س مَيْمُون بن سياه الْبَصْرِيّ تَابِعِيّ ضعفه يحيى بن معِين وَقَالَ أَبُو دَاوُد لَيْسَ بِذَاكَ وَقَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة قلت مَاله فِي البُخَارِيّ سوى حَدِيثه عَن أنس من صلى صَلَاتنَا الحَدِيث بمتابعة حميد الطَّوِيل وروى لَهُ النَّسَائِيّ ... حرف النُّون ع نَافِع بن عمر الجُمَحِي الْمَكِّيّ أحد الْأَثْبَات قَالَ بن مهْدي كَانَ من أثبت النَّاس وَقَالَ أَحْمد ثَبت ثَبت وَوَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَأَبُو حَاتِم وَغير وَاحِد وَقَالَ بن سعد كَانَ ثِقَة قَلِيل الحَدِيث فِيهِ شَيْء قلت احْتج بِهِ الْأَئِمَّة وَقد قدمنَا أَن تَضْعِيف بن سعد فِيهِ نظر لاعتماده على الْوَاقِدِيّ خَ م د ت ق نعيم بن حَمَّاد الْخُزَاعِيّ الْمروزِي نزيل مصر مَشْهُور من الْحفاظ الْكِبَار لقِيه البُخَارِيّ وَلكنه لم يخرج عَنهُ فِي الصَّحِيح سوى مَوضِع أَو موضِعين وعلق لَهُ أَشْيَاء أخر وروى لَهُ مُسلم فِي الْمُقدمَة موضعا وَاحِدًا وَأَصْحَاب السّنَن إِلَّا النَّسَائِيّ وَكَانَ أَحْمد يوثقه وَقَالَ معِين كَانَ من أهل الصدْق إِلَّا أَنه يتَوَهَّم الشَّيْء فيخطئ فِيهِ وَقَالَ الْعجلِيّ ثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَقَالَ النَّسَائِيّ ضَعِيف وَنسبه أَبُو بشر الدولابي إِلَى الْوَضع وَتعقب ذَلِك بن عدي بِأَن الدولابي كَانَ متعصبا عَلَيْهِ لِأَنَّهُ كَانَ شَدِيدا على أهل الرَّأْي وَهَذَا هُوَ الصَّوَاب وَالله أعلم ... حرف الْهَاء خَ م د ت س هَارُون بن مُوسَى الْأَعْوَر النَّحْوِيّ الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ بن معِين وَغَيره وَقَالَ سُلَيْمَان بن حَرْب كَانَ قدريا قلت أخرج لَهُ الْأَئِمَّة الْخَمْسَة وَمَا لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حديثين أَحدهمَا فِي تَفْسِير سُورَة النَّحْل من رِوَايَته عَن شُعَيْب بن الحبحاب عَن أنس فِي الِاسْتِعَاذَة من الْبُخْل والكسل وأرذل الْعَمَل وَثَانِيهمَا فِي الدَّعْوَات من رِوَايَته عَن الزبير بن الخريت عَن عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاس أنظر السجع من الدُّعَاء فاجتنبه الحَدِيث خَ م د هدبة بن خَالِد الْقَيْسِي الْبَصْرِيّ وَيُقَال لَهُ هداب لقِيه الشَّيْخَانِ وَأَبُو دَاوُد وَرووا عَنهُ وَوَثَّقَهُ بن الْجُنَيْد وَقَالَ النَّسَائِيّ ضَعِيف وَذكره بن عدي فِي الْكَامِل وَحكى قَول النَّسَائِيّ ثمَّ قَالَ لم أر لَهُ حَدِيثا مُنْكرا وَهُوَ كثير الحَدِيث صَدُوق وَقد وَثَّقَهُ النَّاس وقرأت بِخَط الذَّهَبِيّ قواه النَّسَائِيّ مرّة وَضَعفه أُخْرَى قلت لَعَلَّه ضعفه فِي شَيْء خَاص وَقد أَكثر عَنهُ مُسلم وَلم يخرج عَنهُ البُخَارِيّ سوى أَحَادِيث يسيرَة من رِوَايَته عَن همام خَ م س هِشَام بن حُجَيْر الْمَكِّيّ وَثَّقَهُ الْعجلِيّ(1/447)
وبن سعد وَضَعفه يحيى الْقطَّان وَيحيى بن معِين وَقَالَ أَحْمد لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَذكره فِي الضُّعَفَاء أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ وَحكى عَن سُفْيَان بن عُيَيْنَة قَالَ لم نَأْخُذ عَنهُ إِلَّا مَا لم نجد عِنْد غَيره وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه قلت لَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حَدِيثه عَن طَاوس عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلَام لَأَطُوفَنَّ اللَّيْلَة على تسعين امْرَأَة الحَدِيث أوردهُ فِي كَفَّارَة الْأَيْمَان من طَرِيقه وَفِي النِّكَاح بمتابعة عبد الله بن طَاوس لَهُ عَن أَبِيه ع هِشَام بن حسان الْبَصْرِيّ أحد الثِّقَات كَانَ شُعْبَة يتَكَلَّم فِي حفظه وَقَالَ بن معِين كَانَ يَتَّقِي حَدِيثه عَن عِكْرِمَة وَعَن عَطاء وَعَن الْحسن الْبَصْرِيّ وَقَالَ جرير بن حَازِم قاعدت الْحسن سبع سِنِين مَا رَأَيْت هشاما عِنْده قطّ قَالَ وَأَحَادِيثه عِنْده نرى أَنه أَخذهَا عَن حَوْشَب وَقَالَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة عَن بن علية كُنَّا لَا نعد هشاما عَن الْحسن شَيْئا وَقَالَ يحيى الْقطَّان هِشَام فِي الْحسن دون مُحَمَّد بن عَمْرو وَهُوَ ثِقَةٌ فِي مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ وَقَالَ أَيْضًا هد بن سِيرِين أحب إِلَيّ من عَاصِم الْأَحول وخَالِد الْحذاء وَقَالَ سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ مَا كَانَ أَحَدٌ أحفظ عَن بن سِيرِين من هِشَام وَقَالَ بن الْمَدِينِيّ كَانَ الْقطَّان يضعف حَدِيثه عَن عَطاء وَكَانَ أَصْحَابنَا يثبتونه وَقَالَ أَيْضا أما حَدِيثه عَن مُحَمَّد فَصَحِيح وَحَدِيثه عَن الْحسن عامتها تَدور على حَوْشَب وَهِشَام ثَبت وَقَالَ بن عَدِيٍّ أَحَادِيثُهُ مُسْتَقِيمَةٌ وَلَمْ أَرَ فِيهَا شَيْئًا مُنْكرا قلت احْتج بِهِ الْأَئِمَّة لَكِن مَا أخرجُوا لَهُ عَن عَطاء شَيْئا وَأما حَدِيثه عَن عِكْرِمَة فَأخْرج البُخَارِيّ مِنْهُ يَسِيرا توبع فِي بعضه وَأما حَدِيثه عَن الْحسن الْبَصْرِيّ فَفِي الْكتب السِّتَّة وَقد قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِيهِ مَا يكَاد يُنكر عَلَيْهِ أحد شَيْئا إِلَّا وجدت غَيْرَهُ قَدْ حَدَّثَ بِهِ إِمَّا أَيُّوبُ وَإِمَّا عَوْف قلت فَهَذَا يُؤَيّد مَا قَرَّرْنَاهُ فِي عُلُوم الحَدِيث أَن الصَّحِيح على قسمَيْنِ وَالله أعلم ع هِشَام بن أبي عبد الله الدستوَائي أحد الْأَثْبَات مجمع على ثقته وإتقانه وَقدمه أَحْمد على الْأَوْزَاعِيّ وَأَبُو زرْعَة على أَصْحَاب يحيى بن أبي كثير وعَلى أَصْحَاب قَتَادَة وَكَانَ شُعْبَة يَقُول هُوَ أحفظ مني وَكَانَ الْقطَّان يَقُول إِذا سَمِعت الحَدِيث من هِشَام الدستوَائي لَا تبال أَن لَا تسمعه من غَيره وَمَعَ هَذِه المناقب فَقَالَ مُحَمَّد بن سعد كَانَ ثِقَة حجَّة إِلَّا أَنه كَانَ يرى الْقدر وَقَالَ الْعجلِيّ ثِقَة ثَبت فِي الحَدِيث إِلَّا أَنه كَانَ يرى الْقدر وَلَا يَدْعُو إِلَيْهِ قلت احْتج بِهِ الْأَئِمَّة ع هِشَام بن عُرْوَة بن الزبير بن الْعَوام الْقرشِي الْأَسدي من صغَار التَّابِعين مجمع على تثبته إِلَّا أَنه فِي كبره تغير حفظه فَتغير حَدِيث من سمع مِنْهُ فِي قَدمته الثَّالِثَة إِلَى الْعرَاق قَالَ يَعْقُوب بن شيبَة هِشَام ثَبت ثِقَة لم يُنكر عَلَيْهِ شَيْء إِلَّا بعد مَا صَار إِلَى الْعرَاق فَإِنَّهُ انبسط فِي الرِّوَايَة عَن أَبِيه فَأنْكر ذَلِك عَلَيْهِ أهل بَلَده وَالَّذِي نرَاهُ أَنه كَانَ لَا يحدث عَن أَبِيه إِلَّا بِمَا سمع مِنْهُ فَكَانَ تساهله أَنه أرسل عَن أَبِيه مَا كَانَ يسمعهُ من غير أَبِيه عَن أَبِيه قلت هَذَا هُوَ التَّدْلِيس وَأما قَول بن خرَاش كَانَ مَالك لَا يرضاه فقد حكى عَن مَالك فِيهِ شَيْء أَشد من هَذَا وَهُوَ مَحْمُول على مَا قَالَ يَعْقُوب وَقد احْتج بِهِشَام جَمِيع الْأَئِمَّة خَ ع اهشام بن عمار الدِّمَشْقِي من شُيُوخ البُخَارِيّ وَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَالْعجلِي وَقَالَ النَّسَائِيّ لَا بَأْس بِهِ وعظمه أَحْمد بن أبي الْحوَاري وَقَالَ أَبُو دَاوُد سُلَيْمَان بن عبد الرَّحْمَن خير مِنْهُ قد حدث هِشَام بأرجح من أَرْبَعمِائَة حَدِيث لَيْسَ لَهَا أصل وَقَالَ أَبُو حَاتِم هِشَام صَدُوق وَلما كبر تغير حفظه وكل مَا دفع إِلَيْهِ قَرَأَهُ وكل مَا لقن تلقن وَكَانَ قَدِيما أصح كَانَ يقْرَأ من كِتَابه وَأنكر عَلَيْهِ بن واره وَغَيره أَخذه الْأُجْرَة على التحديث وَقَالَ الفرهياني قلت لَهُ إِن كنت تحفظ فَحدث وَإِن كنت لَا تحفظ فَلَا تلقن مَا تلقن قَالَ أَنا أخرجت هَذِه الْأَحَادِيث صحاحا وَقَالَ الله تَعَالَى فَمن بدله بعد مَا سَمعه فَإِنَّمَا إثمه على الَّذين يبدلونه قلت لم يخرج عَنهُ البُخَارِيّ فِي صَحِيحه سوى حديثين أَحدهمَا فِي الْبيُوع عَنهُ عَن يحيى بن حَمْزَة عَن الزبيدِيّ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ(1/448)
عَن أبي هُرَيْرَة حَدِيث كَانَ تَاجر يداين النَّاس الحَدِيث وَهُوَ عِنْده من حَدِيث إِبْرَاهِيم بن سعد عَن الزُّهْرِيّ وَالثَّانِي فِي مَنَاقِب أبي بكر عَنهُ عَن صَدَقَة بن خَالِد عَنْ زَيْدِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ بُسْرِ بْنِ عبيد الله عَن أبي إِدْرِيس عَن أبي الدَّرْدَاء بمتابعة عبد الله بن الْعَلَاء بن زبر عَن بسر بن عبيد الله بِهَذَا الْإِسْنَاد وعلق عَنهُ فِي الْأَشْرِبَة حَدِيثا فِي تَحْرِيم المعازف وَهَذَا جَمِيع مَاله فِي كِتَابه مِمَّا تبين لي أَنه احْتج بِهِ وَالله أعلم ع هشيم بن بشير الوَاسِطِيّ أحد الْأَئِمَّة مُتَّفق على توثيقه إِلَّا أَنه كَانَ مَشْهُورا بالتدليس وَرِوَايَته عَن الزُّهْرِيّ خَاصَّة لينَة عِنْدهم فَأَما التَّدْلِيس فقد ذكر جمَاعَة من الْحفاظ أَن البُخَارِيّ كَانَ لَا يخرج عَنهُ إِلَّا مَا صرح فِيهِ بِالتَّحْدِيثِ واعتبرت أَنا هَذَا فِي حَدِيثه فَوَجَدته كَذَلِك إِمَّا أَن يكون قد صرح بِهِ فِي نفس الْإِسْنَاد أَو صرح بِهِ من وَجه آخر وَأما رِوَايَته عَن الزُّهْرِيّ فَلَيْسَ فِي الصَّحِيحَيْنِ مِنْهَا شَيْء وَاحْتج بِهِ الْأَئِمَّة كلهم وَالله أعلم ع همام بن يحيى الْبَصْرِيّ أحد الْأَثْبَات قَالَ أَحْمد بن حَنْبَل هُوَ أثبت من أبان الْعَطَّار فِي يحيى بن أبي كثير وَقَالَ أَيْضا همام ثَبت فِي كل الْمَشَايِخ وَقَالَ بن معِين هُوَ أحب إِلَيّ من حَمَّاد بن سَلمَة فِي قَتَادَة وَمن أبي عوَانَة وَقَالَ عَمْرو بن عَليّ الْأَثْبَات من أَصْحَاب قَتَادَة بن أبي عرُوبَة وَهِشَام وَسَعِيد وَهَمَّام وَقَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ فِي ذكر أَصْحَاب قَتَادَة كَانَ هِشَام أرواهم عَنهُ وَكَانَ سعيد أعلمهم بِهِ وَكَانَ شُعْبَة أعلمهم بِمَا سمع من قَتَادَة مِمَّا لم يسمع قَالَ وَلم يكن همام عِنْدِي بِدُونِ الْقَوْم فِي قَتَادَة وَلم يكن ليحيى الْقطَّان فِيهِ رَأْي وَكَانَ بن مهْدي حسن الرَّأْي فِيهِ وَقَالَ بن عمار كَانَ يحيى الْقطَّان لَا يعبأ بهمام وَقَالَ عمر بن شبة حَدثنَا عَفَّان قَالَ كَانَ يحيى بن سعيد يعْتَرض على همام فِي كثير من حَدِيثه فَلَمَّا قدم معَاذ نَظرنَا فِي كتبه فوجدناه يُوَافق هماما فِي كثير مِمَّا كَانَ يحيى يُنكره فَكف يحيى بعد عَنهُ وَقَالَ بن سعد كَانَ ثِقَة رُبمَا غلط فِي الحَدِيث وَقَالَ أَبُو حَاتِم ثِقَة صَدُوق فِي حفظه شَيْء وَسُئِلَ عَن أبان وَهَمَّام فَقَالَ همام أحب إِلَيّ مَا حدث من كِتَابه وَإِذا حدث من حفظه فهما متقاربان وَقَالَ بن عدي لما أَن ذكره فِي الْكَامِل همام أشهر وأصدق من أَن يذكر لَهُ حَدِيث وَأَحَادِيثه مُسْتَقِيمَة عَن قَتَادَة وَهُوَ مقدم فِي يحيى بن أبي كثير وَقَالَ الْحسن بن عَليّ الْحلْوانِي سَمِعت عَفَّان يَقُول كَانَ همام لَا يكَاد يرجع إِلَى كِتَابه وَلَا ينظر فِيهِ وَكَانَ يُخَالف فَلَا يرجع إِلَى كِتَابه ثمَّ رَجَعَ بعد فَنظر فِي كتبه فَقَالَ يَا عَفَّان كُنَّا نخطىء كثيرا فنستغفر الله قلت وَهَذَا يَقْتَضِي أَن حَدِيث همام بآخرة أصح مِمَّن سمع مِنْهُ قَدِيما وَقد نَص على ذَلِك أَحْمد بن حَنْبَل وَقد اعْتَمدهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة وَالله أعلم ... حرف الْوَاو ع وَرْقَاء بن عمر الْيَشْكُرِي الْكُوفِي نزيل الْمَدَائِن قَالَ أَحْمد ثِقَة صَاحب سنة قيل لَهُ كَانَ يرى الإرجاء قَالَ لَا أَدْرِي قَالَ وَهُوَ يصحف فِي غير حرف وَقَالَ الْعقيلِيّ تكلمُوا فِي حَدِيثه عَن مَنْصُور وَكَأَنَّهُ عني بذلك مَا قَالَ معَاذ بن معَاذ قلت ليحيى الْقطَّان سَمِعت حَدِيث مَنْصُور قَالَ مِمَّن قلت من وَرْقَاء قَالَ لَا يُسَاوِي شَيْئا وَقَالَ بن عدي لَهُ نسخ عَن أبي الزِّنَاد وَمَنْصُور وبن أبي نجيح وروى أَحَادِيث غلط فِي أسانيدها وَبَاقِي حَدِيثه لَا بَأْس بِهِ وَوَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَغير وَاحِد مُطلقًا قلت لم يخرج لَهُ الشَّيْخَانِ من رِوَايَته عَن مَنْصُور بن الْمُعْتَمِر شَيْئا وَهُوَ مُحْتَج بِهِ عِنْد الْجَمِيع وضاح بن عبد الله أَبُو عوَانَة الوَاسِطِيّ أحد الْمَشَاهِير وَثَّقَهُ الجماهير وَقَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ يغلط كثيرا إِذا حدث من حفظه وَكَذَا قَالَ أَحْمد وَقَالَ بن الْمَدِينِيّ فِي أَحَادِيثه عَن قَتَادَة لين لِأَن كِتَابه كَانَ قد(1/449)
ذهب قلت اعْتَمدهُ الْأَئِمَّة كلهم ع الْوَلِيد بن كثير المَخْزُومِي أَبُو مُحَمَّد الْمدنِي نزيل الْكُوفَة وَثَّقَهُ إِبْرَاهِيم بن سعد وبن معِين وَأَبُو دَاوُد وَقَالَ بن سعد لَيْسَ بِذَاكَ وَقَالَ السَّاجِي قد كَانَ ثِقَة ثبتا يحْتَج بحَديثه لم يُضعفهُ أحد إِنَّمَا عابوا عَلَيْهِ الرَّأْي وَقَالَ الْآجُرِيّ عَن أبي دَاوُد ثِقَة إِلَّا أَنه إباضي قلت الإباضية فرقة من الْخَوَارِج لَيست مقالتهم شَدِيدَة الْفُحْش وَلم يكن الْوَلِيد دَاعِيَة وَالله أعلم ع الْوَلِيد بن مُسلم الدِّمَشْقِي مَشْهُور مُتَّفق على توثيقه فِي نَفسه وَإِنَّمَا عابوا عَلَيْهِ كَثْرَة التَّدْلِيس والتسوية قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ الْوَلِيد يروي عَن الْأَوْزَاعِيّ أَحَادِيث عِنْده عَن شُيُوخ ضعفاء عَن شُيُوخ ثِقَات قد أدركهم الْأَوْزَاعِيّ فَيسْقط الْوَلِيد الضُّعَفَاء ويجعلها عَن الْأَوْزَاعِيّ عَن الثِّقَات وَقد قَالَ أَبُو دَاوُد فِي صَدَقَة بن خَالِد هُوَ أثبت من الْوَلِيد وَأَن الْوَلِيد روى عَن مَالك عشرَة أَحَادِيث لَيْسَ لَهَا أصل قلت مَاله عَن مَالك فِي الْكتب السِّتَّة شَيْء وَقد احْتَجُّوا بِهِ فِي حَدِيثه عَن الْأَوْزَاعِيّ بل لم يرو لَهُ البُخَارِيّ إِلَّا من رِوَايَته عَن الْأَوْزَاعِيّ وَعبد الرَّحْمَن بن نمر وثور بن يزِيد وَعبد الله بن الْعَلَاء بن زبر وَعبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر وَيزِيد بن أبي مَرْيَم أَحَادِيث يسيرَة وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ ع وهب بن جرير بن حَازِم الْبَصْرِيّ أحد الثِّقَات ذكره بن عدي فِي الْكَامِل وَأورد قَول عَفَّان فِيهِ أَنه لم يسمع من شُعْبَة وَقَالَ أَحْمد عَن بن مهْدي مَا كُنَّا نرَاهُ عِنْد شُعْبَة قَالَ أَحْمد وَكَانَ وهب صَاحب سنة وَوَثَّقَهُ بن معِين وَالْعجلِي وبن سعد وَقَالَ أَبُو دَاوُد سمع أَبوهُ من بن لَهِيعَة عَن يزِيد بن أبي حبيب نُسْخَة فاشتبهت عَلَيْهِ فَحدث بهَا عَن أَبِيه عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حبيب وَأَشَارَ بن يُونُس فِي تَرْجَمَة يحيى بن أَيُّوب إِلَى نَحْو ذَلِك قلت مَا أخرج لَهُ البُخَارِيّ من هَذِه النُّسْخَة شَيْئا وَاحْتج بِهِ الْأَئِمَّة وأوردوا لَهُ من حَدِيثه عَن شُعْبَة مَا توبع عَلَيْهِ خَ م د ت س وهب بن مُنَبّه الصَّنْعَانِيّ من التَّابِعين وَثَّقَهُ الْجُمْهُور وشذ الفلاس فَقَالَ كَانَ ضَعِيفا وَكَانَ شبهته فِي ذَلِك أَنه كَانَ يتهم بالْقَوْل بِالْقدرِ وصنف فِيهِ كتابا ثمَّ صَحَّ أَنه رَجَعَ عَنهُ قَالَ حَمَّاد بن سَلمَة عَن أبي سِنَان سَمِعت وهب بن مُنَبّه يَقُول كنت أَقُول بِالْقدرِ حَتَّى قَرَأت بضعَة وَسبعين كتابا من كتب الْأَنْبِيَاء من جعل إِلَى نَفسه شَيْئا من الْمَشِيئَة فقد كفر فَتركت قولي وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ عَن أَخِيه همام عَن أبي هُرَيْرَة فِي كِتَابَة الحَدِيث وَتَابعه عَلَيْهِ معمر عَن همام ... حرف الْيَاء يحيى بن أبي إِسْحَاق الْحَضْرَمِيّ الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ بن معِين وَالنَّسَائِيّ وبن سعد وَقَالَ الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء لما ذكره قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيه فِي حَدِيثه نَكَارَة وَعبد الْعَزِيز بن صُهَيْب أوثق مِنْهُ قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ حَدِيثه عَن أنس فِي قصر الصَّلَاة فِي السّفر وَحَدِيثه عَنهُ فِي قصَّة صَفِيَّة وَحَدِيثه عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ فِي لبس الإستبرق وَحَدِيثه عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيه فِي الرِّبَا وَقد توبع عَلَيْهَا عِنْده سوى حَدِيث أبي بكرَة فَلهُ عِنْده شَوَاهِد وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ يحيى بن أَيُّوب الْمصْرِيّ الغافقي قَالَ بن معِين صَالح وَقَالَ مرّة ثِقَة وَكَذَا قَالَ التِّرْمِذِيّ عَن البُخَارِيّ وَقَالَ يَعْقُوب بن سُفْيَان كَانَ ثِقَة حَافِظًا وَقَالَ أَحْمد بن صَالح الْمصْرِيّ لَهُ أَشْيَاء يُخَالف فِيهَا وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ مرّة لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ أَبُو حَاتِم هُوَ أحب إِلَيّ من بن أبي الموَالِي وَمحله الصدْق يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ وَقَالَ أَحْمد كَانَ سيىء الْحِفْظ وَقَالَ السَّاجِي صَدُوق يهم وَقَالَ الْحَاكِم أَبُو أَحْمد(1/450)
كَانَ إِذا حدث من حفظه يُخطئ وَمَا حدث من كِتَابه فَلَا بَأْس بِهِ قلت اسْتشْهد بِهِ البُخَارِيّ فِي عدَّة أَحَادِيث من رِوَايَته عَن حميد الطَّوِيل مَاله عِنْده غَيرهَا سوى حَدِيثه عَن يزِيد بن أبي حبيب فِي صفة الصَّلَاة بمتابعة اللَّيْث وَغَيره وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ ع يحيى بن حَمْزَة الْحَضْرَمِيّ وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَأَبُو دَاوُد ونسبوه إِلَى القَوْل بِالْقدرِ وَمَعَ ذَلِك فَكَأَنَّهُ لم يكن دَاعِيَة وَاحْتج بِهِ الْجَمَاعَة ع يحيى بن زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة الْكُوفِي قَالَ على بن الْمَدِينِيّ لم يكن بِالْكُوفَةِ بعد الثَّوْريّ أثبت مِنْهُ وَقَالَ النَّسَائِيّ ثِقَة ثَبت وَقَالَ يحيى بن معِين لَا أعلمهُ أَخطَأ إِلَّا فِي حَدِيث وَاحِد حَدِيثه عَن سُفْيَان عَن أبي إِسْحَاق عَن قبيصَة بن برمة وَإِنَّمَا هُوَ عَن وَاصل عَن قبيصَة قلت هَذِه منزلَة عَظِيمَة لهَذَا الرجل وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة إِلَّا أَن عمر بن شبة حكى عَن أبي نعيم أَنه قَالَ مَا كَانَ بِأَهْل لِأَن أحدث عَنهُ وَهَذَا الْجرْح مَرْدُود بل لَيْسَ هَذَا بِجرح ظَاهر وَالله أعلم خَ يحيى بن أبي زَكَرِيَّا الغسائي الوَاسِطِيّ أَبُو مَرْوَان ضعفه أَبُو دَاوُد وَقَالَ بن معِين لَا أعرف حَاله وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بالمشهور وَبَالغ بن حبَان فَقَالَ لَا تجوز الرِّوَايَة عَنهُ قلت أخرج لَهُ البُخَارِيّ حَدِيثا وَاحِدًا عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ فِي الْهَدِيَّة وَقد توبع عَلَيْهِ عِنْده ع يحيى بن سعيد الْأمَوِي صَاحب الْمَغَازِي وَثَّقَهُ بن سعد وَأَبُو دَاوُد وبن معِين وبن عمار وَغَيرهم وَقَالَ أَحْمد لَيْسَ بِهِ بَأْس وَكَانَ عِنْده عَن الْأَعْمَش غرائب وَلم يكن بِصَاحِب حَدِيث وَأوردهُ الْعقيلِيّ فِي الضُّعَفَاء واستنكر حَدِيثه عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ الله لَا يزَال الْمَسْرُوق يتظنى حَتَّى يكون أعظم إِثْمًا من السَّارِق قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ حَدِيثه عَن أبي بردة عَن جده عَن أبي مُوسَى فِي أَي الْمُؤمنِينَ أفضل وَقد تَابعه عَلَيْهِ أَبُو أُسَامَة عِنْد مُسلم وَحَدِيثه عَن الْأَعْمَش عَن شَقِيق عَن أبي مَسْعُود كُنَّا إِذا أمرنَا بِالصَّدَقَةِ انْطلق أَحَدنَا إِلَى السُّوق فيحامل وَهُوَ عِنْده بمتابعة زَائِدَة وَشعْبَة عَن الْأَعْمَش وَحَدِيثه عَن بن جريج عَن الزُّهْرِيّ عَن عِيسَى بن طَلْحَة عَن عبد الله بن عَمْرو فِي التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير فِي عمل الْحَج وَهُوَ عِنْده بمتابعة عُثْمَان بن الْهَيْثَم عَن بن جريج وَحَدِيثه عَن مسعر عَن الحكم عَن بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ فِي كَيْفيَّة الصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدِ تَابعه وَكِيع عِنْد مُسلم فَهَذَا جَمِيع مَاله عِنْده وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ خَ ت يحيى بن سُلَيْمَان الْجعْفِيّ الْكُوفِي نزيل مصر أَكثر عَن بن وهب لقِيه البُخَارِيّ وروى التِّرْمِذِيّ عَن رجل عَنهُ وَكَانَ النَّسَائِيّ سيء الرَّأْي فِيهِ قَالَ إِنَّه لَيْسَ بِثِقَة وَأما الدَّارَقُطْنِيّ والعقيلي فوثقاه وَذكره بن حبَان فِي الثِّقَات وَقَالَ رُبمَا أغرب قلت لم يكثر البُخَارِيّ من تَخْرِيج حَدِيثه وَإِنَّمَا أخرج لَهُ أَحَادِيث مَعْرُوفَة من حَدِيث بن وهب خَاصَّة ع يحيى بن سليم الطَّائِفِي سكن مَكَّة قَالَ أَحْمد سَمِعت مِنْهُ حَدِيثا وَاحِدًا وَوَثَّقَهُ بن معِين وَالْعجلِي وبن سعد وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق وَلم يكن بِالْحَافِظِ وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَهُوَ مُنكر الحَدِيث عَن عبيد الله بن عمر وَقَالَ السَّاجِي أَخطَأ فِي أَحَادِيث رَوَاهَا عَن عبيد الله بن عمر وَقَالَ يَعْقُوب بن سُفْيَان كَانَ رجلا صَالحا وَكتابه لَا بَأْس بِهِ فَإِذا حَدَّثَ مِنْ كِتَابِهِ فَحَدِيثُهُ حَسَنٌ وَإِذَا حَدَّثَ حفظا فتعرف وتنكر قلت لم يخرج لَهُ الشَّيْخَانِ من رِوَايَته عَن عبيد الله بن عمر شَيْئا لَيْسَ لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حَدِيث وَاحِد عَن إِسْمَاعِيل بن أُميَّة عَن سعيد المَقْبُري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول الله تَعَالَى ثَلَاثَة أَنا خصيمهم الحَدِيث وَله أصل عِنْده من غير هَذَا الْوَجْه وَاحْتج بِهِ الْبَاقُونَ خَ م د ت ق يحيى بن صَالح الوحاظي الْحِمصِي من شُيُوخ البُخَارِيّ وَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَأَبُو الْيَمَان وبن عدي وذمه أَحْمد لِأَنَّهُ نسبه إِلَى شَيْء من رأى جهم وَقَالَ إِسْحَاق بن مَنْصُور كَانَ مرجئا وَقَالَ السَّاجِي هُوَ من أهل الصدْق وَالْأَمَانَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَقَالَ أَحْمد بن صَالح حَدثنَا بِأَحَادِيث عَن مَالك مَا وجدناها عِنْد غَيره(1/451)
وَقَالَ الخليلي روى عَن مَالك عَن الزُّهْرِيّ عَن سَالم عَن أَبِيه فِي الْمَشْي أَمَام الْجِنَازَة وَلم يُتَابع عَلَيْهِ وَإِنَّمَا هَذَا حَدِيث سُفْيَان وَيُقَال إِن سُفْيَان أَخطَأ فِيهِ قلت قد توبع على حَدِيث مَالك أخرجه الدَّارَقُطْنِيّ فِي غرائب مَالك من حَدِيث عبيد الله بن عَوْف الخراز وَغَيره عَن مَالك وَقَالَ وَصله هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَة وَهُوَ فِي الْمُوَطَّأ مُرْسل انْتهى وَإِنَّمَا روى عَنهُ البُخَارِيّ حديثين أَو ثَلَاثَة وروى عَن رجل عَنهُ من رِوَايَته عَن مُعَاوِيَة بن سَلام وفليح بن سليم خَاصَّة وروى لَهُ الْبَاقُونَ سوى النَّسَائِيّ خَ م ت س يحيى بن عباد الضبعِي أَبُو عباد الْبَصْرِيّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم وَغَيره لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ بن معِين كَانَ صَدُوقًا لَكِن لم يكن بِذَاكَ وَقَالَ السَّاجِي ضَعِيف وَقَالَ الْخَطِيب لَا نعلم فِي رِوَايَته شَيْئا مُنْكرا قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ حديثان أَحدهمَا عَن شُعْبَة عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ أَنَسٍ فِي قصَّة صَفِيَّة فِي خَيْبَر وَالْآخر عَن عبد الْعَزِيز بن أبي سَلمَة عَنهُ وروى لَهُ مُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ خَ م ق يَحْيَى بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ الْمِصْرِيَّ وَقد ينْسب إِلَى جده لقِيه البُخَارِيّ وَحدث أَيْضا عَن رجل عَنهُ وروى عَن مَالك فِي الْمُوَطَّأ وَأكْثر عَن اللَّيْث قَالَ بن عدي هُوَ أثبت النَّاس فِيهِ وَقَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ يفهم هَذَا الشَّأْن يكْتب حَدِيثه وَقَالَ مُسلم تكلم فِي سَمَاعه عَن مَالك لِأَنَّهُ كَانَ بِعرْض حَدِيث وَضَعفه النَّسَائِيّ مُطلقًا وَقَالَ البُخَارِيّ فِي تَارِيخه الصَّغِير مَا روى يحيى بن بكير عَن أهل الْحجاز فِي التَّارِيخ فَإِنِّي أتقيه قلت فَهَذَا يدلك على أَنه ينتقى حَدِيث شُيُوخه وَلِهَذَا مَا أخرج عَنهُ عَن مَالك سوى خَمْسَة أَحَادِيث مَشْهُورَة مُتَابعَة ومعظم مَا أخرج عَنهُ عَن اللَّيْث وروى عَنهُ بكر بن مُضر وَيَعْقُوب بن عبد الرَّحْمَن والمغيرة بن عبد الرَّحْمَن أَحَادِيث يسيرَة وروى لَهُ مُسلم وبن ماجة ع يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَبِي غَنِيَّةَ الْكُوفِي وَثَّقَهُ أَحْمد وبن معِين وَالْعجلِي وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَذكره بن عدي فِي الْكَامِل وَأورد لَهُ أَحَادِيث وَقَالَ بعض حَدِيثه لَا يُتَابع عَلَيْهِ وَيكْتب حَدِيثه قلت لم يُضعفهُ أحد وَلم يخرج لَهُ البُخَارِيّ سوى حَدِيث وَاحِد أخرجه فِي الِاعْتِصَام عَن إِسْحَاق عَن عِيسَى بن يُونُس وبن إِدْرِيس وبن أبي غنية ثَلَاثَتهمْ عَن أبي حَيَّان عَن الشّعبِيّ عَن بن عمر عَن عمر فِي تَحْرِيم الْخمر وروى لَهُ الْبَاقُونَ وَأَبُو دَاوُد فِي الْمَرَاسِيل ع يحيى بن أبي كثير اليمامي أحد الْأَئِمَّة الْأَثْبَات الثِّقَات المكثرين عظمه أَبُو أَيُّوب السّخْتِيَانِيّ وَوَثَّقَهُ الْأَئِمَّة وَقَالَ شُعْبَة حَدِيثه أحسن من حَدِيث الزُّهْرِيّ وَقَالَ يحيى الْقطَّان مرسلاته تشبه الرّيح لِأَنَّهُ كَانَ كثير الْإِرْسَال والتدليس والتحديث من الصُّحُف قَالَ همام كَانَ يسمع الحَدِيث منا بِالْغَدَاةِ فَيحدث بِهِ بالْعَشي يَعْنِي وَلَا يذكر من حَدثهُ بِهِ وَقَالَ أَبُو حَاتِم لم يسمع من أحد من الصَّحَابَة وَرَأى أنسا وَلم يسمع مِنْهُ وَاحْتج بِهِ الْأَئِمَّة ع يحيى بن وَاضح أَبُو تُمَيْلة الْمروزِي وَثَّقَهُ بن معِين وَأحمد وَأَبُو حَاتِم وَعلي بن الْمَدِينِيّ وَصَالح جزرة وَغَيرهم وَذكر بن أبي حَاتِم أَن البُخَارِيّ أدخلهُ فِي الضُّعَفَاء وَأَن أَبَاهُ قَالَ يحول من يم وَتعقبه صَاحب الْمِيزَان بِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ ذكر فِي ضعفاء البُخَارِيّ قلت احْتج بِهِ الْجَمَاعَة ع يزِيد بن إِبْرَاهِيم التسترِي الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ بن معِين وَأَبُو زرْعَة وَالنَّسَائِيّ وَكَانَ أَبُو الْوَلِيد الطَّيَالِسِيّ يرفع أمره وَقَالَ وَكِيع ثِقَة ثِقَة وَقَالَ على بن الْمَدِينِيّ ثَبت فِي الْحسن وبن سِيرِين وَقَالَ الْقطَّان لَيْسَ فِي قَتَادَة بِذَاكَ وَقَالَ بن عدي كَانَ مُسْتَقِيم الحَدِيث وَإِنَّمَا أنْكرت عَلَيْهِ أَحَادِيث رَوَاهَا عَن قَتَادَة عَن أنس قلت أخرج لَهُ البُخَارِيّ ثَلَاثَة أَحَادِيث فَقَط اثْنَان مُتَابعَة وَالْآخر احتجاجا الأول فِي الصَّلَاة من رِوَايَته عَن قَتَادَة عَن أنس وَقد توبع عَلَيْهِ عِنْده من حَدِيث شُعْبَة عَن قَتَادَة الثَّانِي سُجُود السَّهْو عَن بن سِيرِين عَن أبي هُرَيْرَة فِي قصَّة ذِي الْيَدَيْنِ بمتابعة بن عون وَغَيره عَن بن سِيرِين وَأخرج لَهُ فِي تَفْسِير آل عمرَان عَن بن أبي مليكَة عَن الْقَاسِم عَن عَائِشَة فِي قَوْله تَعَالَى فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ(1/452)
زيغ فيتبعون مَا تشابه مِنْهُ قَالَ التِّرْمِذِيّ رَوَاهُ غير وَاحِد عَن بن أبي مليكَة عَن عَائِشَة لَيْسَ فِيهِ الْقَاسِم وَإِنَّمَا ذكر الْقَاسِم يزِيد بن إِبْرَاهِيم وَحده قلت كَذَاك رَوَاهُ أَيُّوب وَأَبُو عَامر الخزاز عَن بن أبي مليكَة لَكِن رجح البُخَارِيّ رِوَايَة يزِيد بن إِبْرَاهِيم لما تضمنته من زِيَادَة الْقَاسِم وَتَبعهُ مُسلم على ذَلِك وَلم يخرجَا رِوَايَة أَيُّوب وَالله أعلم وَوَقع لأبي مُحَمَّد بن حزم فِي الْمحلي غلط فَاحش وَاضح فَفرق بَين يزِيد بن إِبْرَاهِيم التسترِي فَقَالَ إِنَّه ثِقَة ثَبت وَبَين يزِيد بن إِبْرَاهِيم الرَّاوِي عَن قَتَادَة فَقَالَ إِنَّه ضَعِيف وَهُوَ تَفْرِيق مَرْدُود وَالله أعلم ع يزِيد بن عبد الله بن خصيفَة الْكِنْدِيّ وَقد ينْسب إِلَى جده قَالَ بن معِين ثِقَة حجَّة وَوَثَّقَهُ أَحْمد فِي رِوَايَة الْأَثْرَم وَكَذَا أَبُو حَاتِم وَالنَّسَائِيّ وبن سعد وروى أَبُو عبيد الْآجُرِيّ عَن أبي دَاوُد عَن أَحْمد أَنه قَالَ مُنكر الحَدِيث قلت هَذِه اللَّفْظَة يطلقهَا أَحْمد على من يغرب على أقرانه بِالْحَدِيثِ عرف ذَلِك بالاستقراء من حَاله وَقد احْتج بِابْن خصيفَة مَالك وَالْأَئِمَّة كلهم ع يزِيد بن عبد الله بن قسيط اللَّيْثِيّ أَبُو عبد الله الْمدنِي من شُيُوخ الَّذِي قبله وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وبن معِين وبن سعد وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بِقَوي وَذكره بن عدي فِي الْكَامِل فَمَا سَاق لَهُ سوى حَدِيث عبد الرَّزَّاق عَن بن جريج عَن سُفْيَان الثَّوْريّ عَن مَالك عَن سعيد بن الْمسيب عَن عمر فِي الْمُوَطَّأ قَالَ عبد الرَّزَّاق ثمَّ لقِيت سُفْيَان فَحَدثني بِهِ ثمَّ لقِيت مَالِكًا فَسَأَلته عَنهُ فَقَالَ صدق سُفْيَان أَنا حدثته بِهِ قلت لَهُ فَحَدثني بِهِ فَقَالَ لَيْسَ الْعَمَل عَلَيْهِ وَرجله عندنَا لَيْسَ هُنَاكَ قلت فَيحْتَمل أَن يكون هَذَا مُسْتَند أبي حَاتِم فِي تليينه وَلَيْسَ لَهُ فِي الصَّحِيح سوى حَدِيثه عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابت فِي ترك السُّجُود فِي سُورَة النَّجْم أخرجه البُخَارِيّ من حَدِيث يزِيد بن خصيفَة وبن أبي ذِئْب جَمِيعًا عَنهُ وَقد رَوَاهُ أَبُو دَاوُد من رِوَايَة أبي صَخْر عَن بن قسيط عَنْ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ أَبِيهِ فَإِن كَانَ مَحْفُوظًا فَيجوز أَن يكون لِابْنِ قسيط فِيهِ شَيْخَانِ وَالله أعلم خَ ع يزِيد بن أبي مَرْيَم الدِّمَشْقِي وَثَّقَهُ الْأَئِمَّة وبن معِين ودحيم وَأَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ لَيْسَ بِذَاكَ قلت هَذَا جرح غير مُفَسّر فَهُوَ مَرْدُود وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ أخرجه فِي الْجِهَاد وَالْجُمُعَة من رِوَايَة الْوَلِيد بن مُسلم وَيحيى بن حَمْزَة كِلَاهُمَا عَن يزِيد بن أبي مَرْيَم عَن عَبَايَة بن رِفَاعَة عَن أبي عِيسَى بن جبر فِي فضل من اغبرت قدماه فِي سَبِيل الله الحَدِيث ع يزِيد بن هَارُون الوَاسِطِيّ أحد الثِّقَات الْأَثْبَات الْمَشَاهِير أدْركهُ البُخَارِيّ بِالسِّنِّ لَكِن مَاتَ قبل أَن يرحل فَأخذ عَن كبار أَصْحَابه ذكر بن أبي خَيْثَمَة عَن أَبِيه أَنه كَانَ بعد أَن كف بَصَره إِذا سُئِلَ عَن الحَدِيث لَا يعرفهُ أَمر جَارِيَته أَن تحفظه لَهُ من كِتَابه وَكَانَ ذَلِك يعاب عَلَيْهِ قلت كَانَ المتقدمون يتحرزون عَن الشَّيْء الْيَسِير من التساهل لِأَن هَذَا يلْزم مِنْهُ اعْتِمَاده على جَارِيَته وَلَيْسَ عِنْدهَا من الإتقان مَا يُمَيّز بعض الْأَجْزَاء من بعض فَمن هُنَا عابوا عَلَيْهِ هَذَا الْفِعْل وَهَذَا فِي الْحَقِيقَة لَا يلْزم مِنْهُ الضعْف وَلَا التليين وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة كلهم ع يزِيد بن أبي يزِيد الضبعِي الْبَصْرِيّ يعرف بِيَزِيد الرشك مَشْهُور من صغَار التَّابِعين وَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم وبن سعد وَاخْتلف قَول بن معِين فِيهِ فَقَالَ بن أبي خَيْثَمَة عَنهُ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَقَالَ الدوري عَنهُ صَالح وَحكى بن شاهين عَن بن معِين أَنه ضعفه وَحكى غَيره عَنهُ أَنه قَالَ كَانَ بن علية يُضعفهُ وَقَالَ الْحَاكِم أَبُو أَحْمد لَيْسَ بِالْقَوِيّ عِنْدهم وَأنكر صَاحب الْمِيزَان هَذَا على أَحْمد فَقَالَ انْفَرد بِهَذَا فَأَخْطَأَ قلت مَوضِع خطئه تَعْمِيم النَّقْل وَإِلَّا فقد اخْتلف فِيهِ كَمَا ترى وَلَيْسَ لَهُ فِي الْبُخَارِيِّ سِوَى حَدِيثٍ وَاحِدٍ عَن مطرف عَن عمرَان فِي الْقدر خَ د يَعْقُوب بن حميد بن كاسب الْمدنِي وَقد ينْسب إِلَى جده مُخْتَلف فِي الِاحْتِجَاج بِهِ روى البُخَارِيّ فِي كتاب الصُّلْح وَفِي فضل من شهد بَدْرًا حديثين عَن يَعْقُوب غير(1/453)
مَنْسُوب عَن إِبْرَاهِيم بن سعد فَقيل هُوَ بن كاسب هَذَا وَقيل بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي وَقيل بن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ وَقيل بن إِبْرَاهِيم بن سعد وَهَذَا القَوْل الْأَخير بَاطِل فَإِن البُخَارِيّ لم يلقه وَأما الزُّهْرِيّ فضعيف وَأما الدَّوْرَقِي وبن كاسب فمحتمل وَالْأَشْبَه أَنه بن كاسب وَبِذَلِك جزم أَبُو أَحْمد الْحَاكِم وَأَبُو إِسْحَاق الحبال وَأَبُو عبد الله بن مَنْدَه وَغير وَاحِد وَقد روى البُخَارِيّ فِي خلق أَفعَال الْعباد عَن يَعْقُوب بن حميد بن كاسب حَدِيثا وَنسبه وروى فِي الصَّحِيح عَن الدَّوْرَقِي فنسبه قلت والْحَدِيث الَّذِي أخرجه لَهُ فِي الصُّلْح تَابعه عَلَيْهِ مُحَمَّد بن الصَّباح عِنْد مُسلم وَأبي دَاوُد وَالَّذِي أخرجه لَهُ فِي فضل من شهد بَدْرًا وَقع فِي رِوَايَة أبي ذَر حَدثنِي يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم قَالَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فِي قِصَّةِ قَتْلِ أبي جهل وَهُوَ عِنْده من طَرِيق صَالِحِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ عَن عبد الرَّحْمَن بن عَوْف وَيَعْقُوب هُنَا يغلب على ظَنِّي أَنه الدَّوْرَقِي وَأما بن كاسب فقد قَالَ فِيهِ البُخَارِيّ هُوَ فِي الأَصْل صَدُوق وَقَالَ بن عدي لَا بَأْس بِهِ وبروايته وَقَالَ بن حبَان كَانَ مِمَّن يحفظ ويصنف وَرُبمَا أَخطَأ وَضَعفه النَّسَائِيّ وَغَيره وَقد أوضح بن أبي خَيْثَمَة أمره فَحكى عَن يحيى بن معِين لَيْسَ بِثِقَة فَقَالَ فَقلت لَهُ من أَيْن ذَاك قَالَ لِأَنَّهُ مَحْدُود قَالَ فَقلت لَهُ فَأَنا أُعْطِيك رجلا يزْعم أَنه ثِقَة وَقد وَجب عَلَيْهِ الْحَد فَذكر لَهُ رجلا قَالَ بن أبي خَيْثَمَة قلت لمصعب الزبيرِي إِن بن معِين يَقُول فِي بن كاسب إِن حَدِيثه لَا يجوز لِأَنَّهُ مَحْدُود فَقَالَ إِنَّمَا حَده الطالبيون تحاملا عَلَيْهِ قلت فَمن هَذِه الْجِهَة لَيْسَ الْجرْح فِيهِ بقادح لَكِن ذكر الْعقيلِيّ عَن زَكَرِيَّا بن يحيى الْحلْوانِي قَالَ رَأَيْت أَبَا دَاوُد جعل أَحَادِيث بن كاسب وقايات على ظُهُور كتبه فَسَأَلته عَن ذَلِك فَقَالَ رَأَيْت فِي مُسْنده أَحَادِيث مُنكرَة فطالبناه بالأصول فدافعنا ثمَّ أخرجهَا بعد فَإِذا تِلْكَ الْأَحَادِيث مُغيرَة بِخَط طري كَانَت مَرَاسِيل فأسندها وَزَاد فِيهَا قلت فَهَذَا الْجرْح قَادِح وَلِهَذَا لم يخرج عَنهُ أَبُو دَاوُد شَيْئا وَأكْثر عَنهُ بن ماجة وَالله الْمُوفق ع يعلى بن عبيد الطنافسي أحد الثِّقَات قدمه أَحْمد على أَخِيه مُحَمَّد بن عبيد فِي الْحِفْظ وَقَالَ بن معِين ثِقَة زَاد فِي رِوَايَة عُثْمَان الدَّارمِيّ عَنهُ ضَعِيف فِي سُفْيَان الثَّوْريّ وَقَالَ أَبُو حَاتِم صَدُوق وَهُوَ أثبت أَوْلَاد أَبِيه وَوَثَّقَهُ بن سعد وَالدَّارَقُطْنِيّ وَآخَرُونَ قلت مَاله فِي الصَّحِيحَيْنِ عَن سُفْيَان الثَّوْريّ شَيْء وَاحْتج بِهِ الْجَمَاعَة ع يُوسُفَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيَّ وَقد ينْسب إِلَى جده قَالَ بن عُيَيْنَة لم يكن فِي ولد أبي إِسْحَاق أحفظ مِنْهُ وَقَالَ بن حبَان فِي الثِّقَات مُسْتَقِيم الحَدِيث قَلِيله وَوَثَّقَهُ الدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ الْعقيلِيّ لما ذكره فِي الضُّعَفَاء يُخَالف فِي حَدِيثه قلت وَهَذَا جرح مَرْدُود وَقد احْتج بِهِ الْجَمَاعَة خَ م يُوسُف بن يزِيد الْبَصْرِيّ أَبُو معشر الْبَراء كَانَ يبري النبل قَالَ عَليّ بن الْجُنَيْد عَن مُحَمَّد بن أبي بكر الْمقدمِي حَدثنَا أَبُو معشر الْبَراء وَكَانَ ثِقَة وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَقَالَ بن معِين ضَعِيف وَذكره بن حبَان فِي الثِّقَات قلت لَهُ فِي البُخَارِيّ ثَلَاثَة أَحَادِيث أَحدهَا عَن عبيد الله بن الْأَخْنَس عَن بن أبي مليكَة عَن بن عَبَّاس فِي قصَّة الرّقية بِفَاتِحَة الْكتاب وَله شَاهد من حَدِيث أبي سعيد الْخُدْرِيّ وَالْآخر عَن سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ حَيَّة وَقد تقدم ذكره فِي تَرْجَمته بشاهده وَالثَّالِث عَن عُثْمَان عَن عِكْرِمَة عَن بن عَبَّاس فِي الْحَج أوردهُ بِصِيغَة التَّعْلِيق فَقَالَ قَالَ أَبُو كَامِل حَدثنَا أَبُو معشر عَن عُثْمَان فَذكره وَهُوَ مَوْقُوف وَبَعضه مَرْفُوع ولأكثره شَوَاهِد وَلَيْسَ لَهُ عِنْد مُسلم سوى حَدِيث وَاحِد عَن خَالِد بن ذكْوَان عَن الرّبيع بنت معوذ فِي صَوْم يَوْم عَاشُورَاء وَهَذَا جَمِيع مَاله فِي الصَّحِيحَيْنِ وَمَا لَهُ فِي السّنَن الْأَرْبَعَة شَيْء خَ ت س ق يُونُس بن أبي القرات الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ بن الْجُنَيْد(1/454)
عَن بن معِين لَيْسَ بِهِ بَأْس وَهَذَا تَوْثِيق من بن معِين وَقَالَ عبد الله بن أَحْمد عَن أَبِيه أَرْجُو أَن يكون ثِقَة وَأما بن عدي فَذكره فِي تَرْجَمَة سعيد بن أبي عرُوبَة وَقَالَ لَيْسَ بالمشهور وَمَا أَدْرِي مَا أَرَادَ بالشهرة وَقد روى عَنهُ هِشَام الدستوَائي رَفِيقه وَمُحَمّد بن بكر البرْسَانِي وَمُحَمّد بن مَرْوَان الْعقيلِيّ وَوَثَّقَهُ من ذكرنَا وَقَالَ بن سعد كَانَ مَعْرُوفا وشذ بن حبَان فَقَالَ لَا يجوز أَن يحْتَج بِهِ لغَلَبَة الْمَنَاكِير فِي رِوَايَته قلت مِمَّا لَهُ فِي البُخَارِيّ وَفِي السّنَن سوى حَدِيثه عَن قَتَادَة عَن أنس قَالَ مَا أَكَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم على خوان وَقد قَالَ التِّرْمِذِيّ أَن سعيد بن أبي عرُوبَة روى عَن قَتَادَة نَحْو هَذَا الحَدِيث وَالله أعلم خَ يُونُس بن الْقَاسِم الْحَنَفِيّ أَبُو عمر اليمامي وَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَالدَّارَقُطْنِيّ وَقَالَ البرديجي مُنكر الحَدِيث قلت أوردت هَذَا لِئَلَّا يسْتَدرك وَإِلَّا فمذهب البرديجي أَن الْمُنكر هُوَ الْفَرد سَوَاء تفرد بِهِ ثِقَة أَو غير ثِقَة فَلَا يكون قَوْله مُنكر الحَدِيث جرحا بَينا كَيفَ وَقد وَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَمَا لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حَدِيثه عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ عَنْ أَنَسٍ فِي النَّهْي عَن المخابرة وَهُوَ عِنْده من طرق غير هَذِه عَن أنس ع يُونُس بن يزِيد الْأَيْلِي صَاحب الزُّهْرِيّ قَالَ بن أبي حَاتِم عَن عَبَّاس الدوري قَالَ قَالَ بن معِين أثبت النَّاس فِي الزُّهْرِيّ مَالك وَمعمر وَيُونُس وَعقيل وَشُعَيْب وَقَالَ عُثْمَان الدَّارمِيّ عَن أَحْمد بن صَالح نَحن لَا نقدم على يُونُس فِي الزُّهْرِيّ أحدا قَالَ وَسمعت أَحْمد بن حَنْبَل يَقُول سَمِعت أَحَادِيث يُونُس عَن الزُّهْرِيّ فَوجدت الحَدِيث الْوَاحِد رُبمَا سَمعه مرَارًا وَكَانَ الزُّهْرِيّ إِذا قدم أَيْلَة نزل عَلَيْهِ وَقَالَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ عَن بن مهْدي كَانَ بن الْمُبَارك يَقُول كِتَابه عَن الزُّهْرِيّ صَحِيح قَالَ بن مهْدي وَكَذَا أَقُول وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل قَالَ وَكِيع كَانَ سيء الْحِفْظ وَقَالَ الْمَيْمُونِيّ سُئِلَ أَحْمد من أثبت فِي الزُّهْرِيّ قَالَ معمر قيل فيونس قَالَ روى أَحَادِيث مُنكرَة وَقَالَ الْأَثْرَم عَن أَحْمد كَانَ يَجِيء بأَشْيَاء يَعْنِي مُنكرَة ورأيته يحمل عَلَيْهِ وَقَالَ أَبُو زرْعَة الدِّمَشْقِي سَمِعت أَحْمد يَقُول فِي حَدِيث يُونُس مُنكرَات وَقَالَ بن سعد كَانَ كثير الحَدِيث وَلَيْسَ بِحجَّة وَرُبمَا جَاءَ بالشَّيْء الْمُنكر قلت وَثَّقَهُ الْجُمْهُور مُطلقًا وَإِنَّمَا ضعفوا بعض رِوَايَته حَيْثُ يُخَالف أقرانه أَو يحدث من حفظه فَإِذا حدث من كِتَابه فَهُوَ حجَّة قَالَ بن البرقي سَمِعت بن الْمَدِينِيّ يَقُول أثبت النَّاس فِي الزُّهْرِيّ مَالك وبن عُيَيْنَة وَمعمر وَزِيَاد بن سعد وَيُونُس من كِتَابه وَقد وَثَّقَهُ أَحْمد مُطلقًا وبن معِين وَالْعجلِي وَالنَّسَائِيّ وَيَعْقُوب بن شيبَة وَالْجُمْهُور وَاحْتج بِهِ الْجَمَاعَة ع أَبُو بكر بن عَيَّاش الْأَسدي الْكُوفِي الْقَارئ مُخْتَلف فِي اسْمه وَالصَّحِيح أَنه لَا اسْم لَهُ إِلَّا كنيته قَالَ أَحْمد ثِقَة وَرُبمَا غلط وَقَالَ أَبُو نعيم لم يكن فِي شُيُوخنَا أَكثر غَلطا مِنْهُ وَسُئِلَ أَبُو حَاتِم عَنهُ وَعَن شريك فَقَالَ هما فِي الْحِفْظ سَوَاء غير أَن أَبَا بكر أصح كتابا وَذكره بن عدي فِي الْكَامِل وَقَالَ لم أجد لَهُ حَدِيثا مُنْكرا من رِوَايَة الثِّقَات عَنهُ وَقَالَ بن حبَان كَانَ يحيى الْقطَّان وَعلي بن الْمَدِينِيّ يسيئان الرَّأْي فِيهِ وَذَلِكَ أَنه لما كبر سَاءَ حفظه فَكَانَ يهم وَقَالَ بن سعد كَانَ ثِقَة صَدُوقًا عَالما بِالْحَدِيثِ إِلَّا أَنه كثير الْغَلَط وَقَالَ الْعجلِيّ كَانَ ثِقَة صَاحب سنة وَكَانَ يُخطئ بعض الْخَطَأ وَقَالَ يَعْقُوب بن شيبَة كَانَ لَهُ فقه وَعلم وَرِوَايَة وَفِي حَدِيثه اضْطِرَاب قلت لم يرو لَهُ مُسلم إِلَّا شَيْئا فِي مُقَدّمَة صَحِيحه وروى لَهُ البُخَارِيّ أَحَادِيث مِنْهَا فِي الْحَج بمتابعة الثَّوْريّ عَن عبد الْعَزِيز عَن أنس فِي صَلَاة الظّهْر وَالْعصر بمنى يَوْم التَّرويَة وَمِنْهَا فِي الصَّوْم بمتابعة بن عُيَيْنَة وَآخَرين عَن أبي إِسْحَاق الشَّيْبَانِيّ عَن بن أبي أوفى فِي الْفطر عِنْد غرُوب الشَّمْس وَمِنْهَا فِي الْفِتَن حَدِيثه عَن أبي حُصَيْن عَن أبي مَرْيَم الْأَسدي عَن عمار أَنه قَالَ فِي عَائِشَة هِيَ زَوْجَة نَبِيكُم فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَفِي الحَدِيث قصَّة وَمِنْهَا فِي التَّفْسِير بمتابعة جرير وَغَيره عَن حُصَيْن عَن عَمْرو بن مَيْمُون عَن عمر فِي قصَّة قَتله وقصة الشورى ع أَبُو(1/455)
بكر بن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ تَابِعِيّ جليل قَالَ أَبُو دَاوُد كَانَ عِنْدهم أرْضى من أبي بردة وَكَذَا قَالَ أَبُو بكر بن عَيَّاش عَن أبي إِسْحَاق وَقَالَ الْعجلِيّ كُوفِي تَابِعِيّ ثِقَة وَقَالَ بن سعد كَانَ أكبر من أَخِيه أبي بردة وَكَانَ قَلِيل الحَدِيث يستضعف قلت هَذَا جرح مَرْدُود وَقد أخرج لَهُ الشَّيْخَانِ من رِوَايَته عَن أَبِيه أَحَادِيث وَقد قَالَ عبد الله بن أَحْمد سَأَلت أبي أسمع أَبُو بكر من أَبِيه فَقَالَ لَا وَقَالَ الْآجُرِيّ عَن أبي دَاوُد أرَاهُ قد سمع مِنْهُ قلت صرح بِسَمَاعِهِ مِنْهُ فِي رِوَايَته ... فصل فِي سِيَاق من علق البُخَارِيّ شَيْئا من أَحَادِيثهم مِمَّن تكلم فِيهِ وإيراد أسمائهم مَعَ الْإِشَارَة إِلَى أَحْوَالهم فِي سِيَاق من علق البُخَارِيّ شَيْئا من أَحَادِيثهم مِمَّن تكلم فِيهِ وَمَا يعلقه البُخَارِيّ من أَحَادِيث هَؤُلَاءِ إِنَّمَا يُورِدهُ فِي مقَام الاستشهاد وتكثير الطّرق فَلَو كَانَ مَا قيل فيهم قادحا مَا ضرّ ذَلِك وَقد أوردت أَسْمَاءَهُم سردا مُقْتَصرا على الْإِشَارَة إِلَى أَحْوَالهم بِخِلَاف من أخرج أَحَادِيثهم بِصُورَة الِاتِّصَال الَّذين فَرغْنَا مِنْهُم فقد وضح من تفاصيل أَحْوَالهم مَا فِيهِ غنى للمتأمل ولاح من تَمْيِيز المقالات فيهم وَمِقْدَار مَا أخرج الْمُؤلف لكل مِنْهُم مَا يَنْفِي عَنهُ وُجُوه الطعْن للمتعنت والحول وَالْقُوَّة لله تَعَالَى خَ ت ع أبان بن صَالح وَثَّقَهُ الْجُمْهُور وَيحيى بن معِين وَأَبُو حَاتِم وَغَيرهم من النقاد وشذ بن عبد الْبر فَقَالَ ضَعِيف لَهُ مَوَاضِع مُتَابعَة خَ م د س أبان بن يزِيد الْعَطَّار علق لَهُ كثيرا وَقد تقدم ق إِبْرَاهِيم بن إِسْمَاعِيل بن مجمع الْأنْصَارِيّ ضَعِيف عِنْدهم علق لَهُ موضعا وَاحِدًا د س إِبْرَاهِيم بن مَيْمُون الصَّائِغ ثِقَة قَالَ أَبُو حَاتِم لَا يحْتَج بِهِ وَله مَوضِع فِي الطَّلَاق مُعَلّق م ع اأسامة بن زيد اللَّيْثِيّ مُخْتَلف فِيهِ وعلق لَهُ البُخَارِيّ قَلِيلا م ع اأسباط بن نصر الْهَمدَانِي ضعفه أَحْمد وَغَيره وَله مَوضِع مُعَلّق فِي الاسْتِسْقَاء ت ع اإسحاق بن يحيى الْكَلْبِيّ قَالَ الذهلي مَجْهُول وَله عِنْده مَوَاضِع يسيرَة مُتَابعَة د س أَسد بن مُوسَى الْأمَوِي الْمَعْرُوف بأسد السّنة وثقوه وَأَشَارَ النَّسَائِيّ إِلَى خطئه وَلَيْسَ لَهُ عِنْد البُخَارِيّ سوى مَوضِع وَاحِد خت ع أَشْعَث بن عبد الله بن جَابر الْحدانِي وَقد ينْسب إِلَى جده وَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَغَيره وَقَالَ الْعقيلِيّ فِي حَدِيثه وهم لَهُ مَوضِع وَاحِد عَن أنس خت ع اأشعث بن عبد الْملك الحمراني وَثَّقَهُ يحيى بن معِين أَيْضا وَذكره بن عدي فِي الضُّعَفَاء وَله مَوَاضِع يسيرَة معلقَة حب ق بشر بن ثَابت الْبَزَّار مُخْتَلف فِيهِ وَله مَوضِع وَاحِد مُعَلّق فِي الْجُمُعَة خت م ع ابقية بن الْوَلِيد مَشْهُور مُخْتَلف فِيهِ وَله مَوضِع مُعَلّق فِي الصَّلَاة د ت ق بكار بن عبد الْعَزِيز بن أبي بكرَة ضعفه بن معِين وَقَالَ بن عدي أَرْجُو أَنه لَا بَأْس بِهِ وَله مَوضِع وَاحِد مُعَلّق فِي الْفِتَن ع ام بهز بن حَكِيم الْقشيرِي وَثَّقَهُ بن معِين وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا يحْتَج بِهِ وَله مَوضِع وَاحِد مُعَلّق فِي الطَّهَارَة م د ت الْحَارِث بن عبيد أَبُو قدامَة مَشْهُور بكنيته وباسمه ضعفه بن معِين وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ لَهُ موضعان فَقَط ع االحارث بن عُمَيْر الْمَكِّيّ أَصله من الْبَصْرَة وَثَّقَهُ الْجُمْهُور وشذ الْأَزْدِيّ فضعفه وَتَبعهُ الْحَاكِم وَبَالغ بن حبَان فَقَالَ إِن أَحَادِيثه مَوْضُوعَة وَلَيْسَ لَهُ فِي الصَّحِيح سوى مَوضِع وَاحِد فِي أَوَاخِر الْحَج وَهِي زِيَادَة فِي خبر توبع عَلَيْهَا فِي الصَّحِيح أَيْضا ت ق حُرَيْث بن أبي مطر الْفَزارِيّ ضعفه النَّسَائِيّ وَآخَرُونَ وَلَيْسَ لَهُ سوى مَوضِع فِي الْأَضَاحِي مُتَابعَة م ع االحسن بن صَالح بن حَيّ أحد الْأَئِمَّة تكلم فِيهِ للتشيع وَمَا لَهُ فِي البُخَارِيّ سوى حِكَايَة معلقَة ت ق الْحسن بن عمَارَة كُوفِي مَشْهُور بالضعف علم لَهُ الْمزي عَلامَة التَّعْلِيق وَلم(1/456)
يعلق لَهُ البُخَارِيّ شَيْئا كَمَا بَيناهُ فِيمَا مضى م ع االحسين بن وَاقد الْمروزِي وَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَآخَرُونَ وَاخْتلف فِيهِ قَول أَحْمد وَله مَوضِع وَاحِد فِي فَضَائِل القرآنء احكيم بن مُعَاوِيَة وَالِد بهز وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَغَيره وشذ بن حزم فضعفه وَمَا لَهُ الا فِي موضعان فِي الطَّهَارَة وَالنِّكَاح خت حَمَّاد بن الْجَعْد الْبَصْرِيّ ضعفه أَبُو دَاوُد وَغَيره وَمَا لَهُ سوى مَوضِع وَاحِد بمتابعة شُعْبَة عَن قَتَادَة ع حَمَّاد بن سَلمَة تقدم د ق الرّبيع بن صبيح السَّعْدِيّ مُخْتَلف فِيهِ لَهُ مَوضِع وَاحِد فِي الْكَفَّارَات م ع اِسْعَدْ بن سعيد الْأنْصَارِيّ أَخُو يحيى بن سعيد وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَغَيره وَضَعفه أَحْمد وَغَيره وَقَالَ التِّرْمِذِيّ تكلمُوا فِيهِ من قبل حفظه وَقَالَ بن عدي لَا أرى بِهِ بَأْسا وَله مَوضِع وَاحِد فِي الزَّكَاة د ت سعيد بن دَاوُد الزبيرِي من الروَاة عَن مَالك ضعفه بن الْمَدِينِيّ وَغَيره وَله مَوضِع وَاحِد فِي التَّوْحِيد مُتَابعَة خت سعيد بن زِيَاد الْأنْصَارِيّ قَالَ أَبُو حَاتِم مَجْهُول لَهُ مَوضِع فِي الْأَحْكَام مُتَابعَة م د ت ق سعيد بن زيد بن دِرْهَم أَخُو حَمَّاد بن زيد لَهُ مَوضِع وَاحِد فِي الطَّهَارَة وَقَالَ أَحْمد وَغَيره لَا بَأْس بِهِ وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ مء اسفيان بن حُسَيْن الوَاسِطِيّ ضعفه أَحْمد بن حَنْبَل وَغَيره فِي الزُّهْرِيّ وقووه فِي غَيره علق لَهُ يَسِيرا م ع اسليمان بن دَاوُد الطَّيَالِسِيّ ثِقَة مَشْهُور حَافظ أَخطَأ فِي أَحَادِيثه علق لَهُ أَحَادِيث قَليلَة وَقَالَ فِي الْفِتَن حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن مهْدي وَغَيره فَذكر حَدِيثا وَهُوَ أَبُو دَاوُد كَمَا مضى د خَ ت س سُلَيْمَان بن قرم الضَّبِّيّ قَالَ أَبُو حَاتِم لَيْسَ بالمتين وَضَعفه النَّسَائِيّ لَهُ مَوضِع وَاحِد مُتَابعَة م ع اسماك بن حَرْب الْكُوفِي تَابِعِيّ مَشْهُور مُخْتَلف فِيهِ وَقد ضعفوا أَحَادِيثه عَن عِكْرِمَة وَمَا لَهُ سوى مَوضِع وَاحِد فِي الْكَفَّارَات مُتَابعَة س قسلامة بن روح بن عَم عقيل ضعفه أَبُو زرْعَة وَله موضعان فِي الْحَج والجنائز مُتَابعَة م د ع اشريك بن عبد الله النَّخعِيّ الْكُوفِي القَاضِي مُخْتَلف فِيهِ وَمَا لَهُ سوى مَوضِع فِي الْجَنَائِز م ع اصالح بن رستم أَبُو عَامر الخزاز الْبَصْرِيّ وَثَّقَهُ أَبُو دَاوُد وَضَعفه يحيى بن معِين وَله مَوَاضِع يسيرَة فِي المتابعات م ع اعاصم بن كُلَيْب الْجرْمِي وَثَّقَهُ النَّسَائِيّ وَقَالَ بن الْمَدِينِيّ لَا يحْتَج بِمَا تفرد بِهِ وَله مَوضِع وَاحِد فِي اللبَاس ع اعباد بن مَنْصُور الْبَاجِيّ فِيهِ ضعف وَكَانَ يدلى لَهُ مَوضِع مُعَلّق فِي الطِّبّ د س عبد الله بن يزِيد الْخُزَاعِيّ وَيُقَال اللَّيْثِيّ من أَصْحَاب الزُّهْرِيّ لَهُ مَوضِع مُتَابعَة م ع اعبد الله بن جَعْفَر بن عبد الرَّحْمَن بن الْمسور بن مخرمَة الْجرْمِي الْمدنِي وثقة أَحْمد وبن معِين وَغَيرهمَا وروى بن أبي خَيْثَمَة عَن بن معِين صَدُوق لَيْسَ بثبت لَهُ مَوضِع وَاحِد فِي الصُّلْح مُتَابعَة ع اعبد الله بن حُسَيْن الْأَزْدِيّ أَبُو حريز الْبَصْرِيّ قَاضِي سجستان وَثَّقَهُ أَبُو زرْعَة وَاخْتلف فِيهِ قَول يحيى بن معِين وَضَعفه النَّسَائِيّ لَهُ مَوضِع فِي الشَّهَادَات مُتَابعَة د ت ق عبد الله بن صَالح أَبُو صَالح كَاتب اللَّيْث أَكثر من التَّعْلِيق عَنهُ وَقد تقدم م ع اعبد الله بن عُثْمَان بن خثيم الْمَكِّيّ مُخْتَلف فِيهِ لَهُ مَوضِع فِي الْحَج مُتَابعَة د س عبد الله بن الْوَلِيد الْعَدنِي نزيل مَكَّة قَالَ أَبُو زرْعَة صَدُوق وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا يحْتَج بِهِ لَهُ مَوَاضِع فِي المتابعات م ع اعبد الحميد بن جَعْفَر الْأنْصَارِيّ وثقوه وَقَالَ النَّسَائِيّ مرّة لَيْسَ بِالْقَوِيّ وَقَالَ السَّاجِي إِنَّمَا ضعف من أجل الْقدر لَهُ مَوَاضِع مُتَابعَة ت ق عبد الحميد بن حبيب بن أبي الْعشْرين كَاتب الْأَوْزَاعِيّ وَثَّقَهُ الْأَكْثَر وَقَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِالْقَوِيّ لَهُ مَوَاضِع مُتَابعَة خت م ع اعبد الرَّحْمَن بن أبي الزِّنَاد الْمدنِي وَثَّقَهُ الْعجلِيّ وَيَعْقُوب بن شيبَة وَقَالَ أَبُو دَاوُد عَن بن معِين كَانَ أثبت النَّاس فِي هِشَام بن عُرْوَة وَحكى السَّاجِي عَن بن معِين أَن حَدِيثه عَن أَبِيه عَن الْأَعْرَج عَن أبي هُرَيْرَة حجَّة وَقَالَ بن الْمَدِينِيّ أفْسدهُ البغداديون وَحَدِيثه بِالْمَدِينَةِ أصح وَقَالَ أَبُو حَاتِم(1/457)
وَالنَّسَائِيّ لَا يحْتَج بِهِ قلت قد علق لَهُ البُخَارِيّ كثيرا عَن أَبِيه عَن الْأَعْرَج وَمن رِوَايَته هُوَ عَن مُوسَى بن عقبَة وَعَن هِشَام بن عُرْوَة وروى لَهُ مُسلم فِي الْمُقدمَة فَقَط ع اعبد الرَّحْمَن بن عبد الله المَسْعُودِيّ علم عَلَيْهِ الْمزي عَلامَة التَّعْلِيق وَلم يعلق لَهُ البُخَارِيّ شَيْئا كَمَا تقدم ع اعبد الْعَزِيز بن أبي رواد الْمَكِّيّ وَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَغَيره وَتكلم فِيهِ أَحْمد للإرجاء وَقَالَ بن الْجُنَيْد كَانَ ضَعِيفا وَقَالَ أَبُو حَاتِم لَا يتْرك حَدِيثه لرأي أَخطَأ فِيهِ قلت لَهُ مَوَاضِع يسيرَة مُتَابعَة م ت ق عبد الْعَزِيز بن الْمطلب الْمدنِي قَالَ أَبُو حَاتِم صَالح وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يعْتَبر بِهِ لَهُ مَوضِع مُعَلّق فِي الْأَحْكَام ت س ق عبد الْكَرِيم بن أبي الْمخَارِق علم عَلَيْهِ الْمزي عَلامَة التَّعْلِيق وَلم يعلق لَهُ البُخَارِيّ شَيْئا وَقد تقدم خَ س ق عبد الْوَاحِد بن أبي عون الْمدنِي وَثَّقَهُ بن معِين وَغَيره وَقَالَ بن حبَان يُخطئ مَاله فِي البُخَارِيّ سوى مَوضِع وَاحِد مُتَابعَة خَ د ت قعبيدة بن معقب الضَّبِّيّ أَبُو عبد الرَّحِيم الْكُوفِي ضَعِيف عِنْدهم مَاله فِي البُخَارِيّ سوى مَوضِع وَاحِد مُعَلّق فِي الْأَضَاحِي م ع اعكرمة بن عمار مَشْهُور مُخْتَلف فِيهِ لَهُ مَوضِع وَاحِد مُعَلّق مء اعمارة بن غزيَّة الْأنْصَارِيّ وَثَّقَهُ يحيى بن معِين وَغَيره وشذ بن حزم فضعفه وعلق لَهُ البُخَارِيّ قَلِيلا ت قعمرو بن عبيد المعتزلي الْمَشْهُور علم لَهُ الْمزي عَلامَة التَّعْلِيق وَلم يعلق لَهُ البُخَارِيّ شَيْئا وَقد تقدم ع اعمرو بن أبي قيس الرَّازِيّ قَالَ أَبُو دَاوُد فِي حَدِيثه خطأ لَهُ مَوضِع وَاحِد مُتَابعَة فِي الْبيُوع ع اعمران الْقطَّان الْبَصْرِيّ صَاحب قَتَادَة صَدُوق ضعفه النَّسَائِيّ وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيّ كَانَ كثير الْوَهم وعلق لَهُ البُخَارِيّ قَلِيلا قعيسى بن مُوسَى غُنْجَار البُخَارِيّ مَشْهُور تكلم فِيهِ الدَّارَقُطْنِيّ وَوَثَّقَهُ الْحَاكِم وَله مَوضِع وَاحِد فِي بَدْء الْخلق م ع اليث بن أبي سليم الْكُوفِي ضعفه أَحْمد وَغَيره علق لَهُ قَلِيلا وروى لَهُ مُسلم مَقْرُونا م ع امحمد بن إِسْحَاق بن يسَار الإِمَام فِي الْمَغَازِي مُخْتَلف فِي الِاحْتِجَاج بِهِ وَالْجُمْهُور على قبُوله فِي السّير قد استفسر من أطلق عَلَيْهِ الْجرْح فَبَان أَن سَببه غير قَادِح وَأخرج لَهُ مُسلم فِي المتابعات وَله فِي البُخَارِيّ مَوَاضِع عديدة معلقَة عَنهُ وَمَوْضِع وَاحِد قَالَ فِيهِ قَالَ إِبْرَاهِيم بن سعد عَن أَبِيه عَن بن إِسْحَاق فَذكر حَدِيثا م ع امحمد بن مُسلم الطَّائِفِي وَثَّقَهُ بن معِين وَقَالَ كَانَ إِذا حدث من حفظه يُخطئ أخرج لَهُ مُسلم مُتَابعَة وَالْبُخَارِيّ تَعْلِيقا م ع امحمد بن عجلَان الْمدنِي صَدُوق مَشْهُور فِيهِ مقَال من قبل حفظه لَهُ مَوَاضِع معلقَة د ت ق مبارك بن فضَالة مُخْتَلف فِيهِ وَكَانَ يُدَلس قَالَ بن عدي أَرْجُو أَن تكون أَحَادِيثه مُسْتَقِيمَة علق لَهُ البُخَارِيّ مَوَاضِع م د س محَاضِر بن الْمُوَرِّع القَوْل فِيهِ كالقول فِي أبان الْعَطَّار وَحَمَّاد بن سَلمَة فَإِن البُخَارِيّ أخرج فِي الْحَج لَهُ زِيَادَة قَالَ فِيهَا زادني مُحَمَّد حَدثنَا محَاضِر وَهُوَ مُخْتَلف فِيهِ وَله عِنْده مَوَاضِع فِي المتابعات خت مرجي بن رَجَاء العطاردي الضَّرِير مُخْتَلف فِيهِ وَلَيْسَ لَهُ سوى مَوضِع وَاحِد فِي الْفطر على التَّمْر فِي الْعِيدَيْنِ م ع اهشام بن سعد الْمدنِي أَبُو عباد صَاحب زيد بن أسلم قَالَ أَبُو دَاوُد أَنه أثبت النَّاس فِيهِ قَالَ أَحْمد لم يكن بِالْحَافِظِ وَقَالَ بن أبي خَيْثَمَة عَن بن معِين صَالح وَلَيْسَ بالمتروك وَقَالَ أَبُو زرْعَة مَحَله الصدْق وَقَالَ أَبُو حَاتِم يكْتب حَدِيثه وَلَا يحْتَج بِهِ وَضَعفه النَّسَائِيّ وَقَالَ الْحَاكِم اسْتشْهد بِهِ مُسلم قلت وعلق لَهُ البُخَارِيّ قَلِيلا خت هِلَال بن رداد عَن الزُّهْرِيّ لَا يعرف حَاله لَهُ مَوضِع فِي بَدْء الْوَحْي ت هِلَال أَبُو ظلال عَن أنس ضعفه بن معِين وَالنَّسَائِيّ وَقَالَ البُخَارِيّ مقارب الحَدِيث لَهُ مَوضِع مُتَابعَة عَن أنس فِي فضل الْعمي د ت يحيى بن أَيُّوب بن أبي زرْعَة بن عَمْرو بن جرير البَجلِيّ الْكُوفِي اخْتلف فِيهِ قَول يحيى بن معِين وعلق لَهُ البُخَارِيّ قَلِيلا س يحيى بن عبد الله بن الضَّحَّاك الْبَابلُتِّي صَاحب(1/458)
الْأَوْزَاعِيّ علق لَهُ قَلِيلا وَفِيه مقَال س ت يحيى بن مَيْمُون أَبُو الْمُعَلَّى الْعَطَّار مَشْهُور بكنيته قَالَ إِسْحَاق بن مَنْصُور عَن بن معِين ثِقَة وَزعم بن الْجَوْزِيّ أَن بن حبَان ضعفه وَوهم فِي ذَلِك إِنَّمَا ضعف يحيى بن مَيْمُون أَبَا أَيُّوب الْبَصْرِيّ وَأبي الْمُعَلَّى فِي البُخَارِيّ مَوضِع وَاحِد بكنيته م ع ايزيد بن أبي زِيَاد الْكُوفِي مُخْتَلف فِيهِ وَالْجُمْهُور على تَضْعِيف حَدِيثه إِلَّا أَنه لَيْسَ بمتروك علق لَهُ البُخَارِيّ موضعا وَاحِدًا فِي اللبَاس عقب حَدِيث أبي بردة عَن عَليّ فِي الْفِتْنَة ع ايعقوب بن عبد الله الْأَشْعَرِيّ القمي قَالَ النَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَلينه الدَّارَقُطْنِيّ لَهُ مَوضِع مُعَلّق فِي الطِّبّ ت يَعْقُوب بن مُحَمَّد الزُّهْرِيّ الْمدنِي قَالَ بن معِين صَدُوق وَلَكِن لَا يُبَالِي عَمَّن حدث وَقَالَ مرّة أَحَادِيثه تشبه أَحَادِيث الْوَاقِدِيّ وَضَعفه الْجُمْهُور وَقَالَ الْحَاكِم وَحده ثِقَة مَأْمُون علق لَهُ البُخَارِيّ موضعا وَاحِدًا فِي حد جَزِيرَة الْعَرَب وَهُوَ فِي الْحَج د م ت ق يُونُس بن بكير بن وَاصل الشَّيْبَانِيّ الْكُوفِي مُخْتَلف فِيهِ وَقَالَ أَبُو حَاتِم مَحَله الصدْق وعلق لَهُ قَلِيلا ... فصل فِي تَمْيِيز أَسبَاب الطعْن فِي الْمَذْكُورين وَمِنْه يَتَّضِح من يصلح مِنْهُم للاحتجاج بِهِ وَمن لَا يصلح وَهُوَ على قسيمن الأول من ضعفه بِسَبَب الِاعْتِقَاد وَقد قدمنَا حكمه وَبينا فِي تَرْجَمَة كل مِنْهُم أَنه مَا لم يكن دَاعِيَة أَو كَانَ وَتَابَ أَو اعتضدت رِوَايَته بمتابع وَهَذَا بَيَان مَا رموا بِهِ فالإرجاء بِمَعْنى التَّأْخِير وَهُوَ عِنْدهم على قسمَيْنِ مِنْهُم من أَرَادَ بِهِ تَأْخِير القَوْل فِي الحكم فِي تصويب إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ اللَّذين تقاتلوا بعد عُثْمَان وَمِنْهُم من أَرَادَ تَأْخِير القَوْل فِي الحكم على من أَتَى الْكَبَائِر وَترك الْفَرَائِض بالنَّار لِأَن الْإِيمَان عِنْدهم الْإِقْرَار والاعتقاد وَلَا يضر الْعَمَل مَعَ ذَلِك والتشيع محبَّة على وتقديمه علىالصحابة فَمن قدمه على أبي بكر وَعمر فَهُوَ غال فِي تشيعه وَيُطلق عَلَيْهِ رَافِضِي وَإِلَّا فشيعي فَإِن انضاف إِلَى ذَلِك السب أَو التَّصْرِيح بالبغض فغال فِي الرَّفْض وَإِن اعْتقد الرّجْعَة إِلَى الدُّنْيَا فأشد فِي الغلو والقدرية من يزْعم أَن الشَّرّ فعل العَبْد وَحده والجهمية من يَنْفِي صِفَات الله تَعَالَى الَّتِي أثبتها الْكتاب وَالسّنة وَيَقُول إِن الْقُرْآن مَخْلُوق وَالنّصب بغض عَليّ وَتَقْدِيم غَيره عَلَيْهِ والخوارج الَّذين أَنْكَرُوا على عَليّ التَّحْكِيم وتبرءوا مِنْهُ وَمن عُثْمَان وَذريته وقاتلوهم فَإِن أطْلقُوا تكفيرهم فهم الغلاة مِنْهُم والإباضية مِنْهُم أَتبَاع عبد الله بن أباض والقعدية الَّذين يزينون الْخُرُوج على الْأَئِمَّة وَلَا يباشرون ذَلِك والواقف فِي الْقُرْآن من لَا يَقُول مَخْلُوق وَلَا لَيْسَ بمخلوق وَهَذِه أَسمَاؤُهُم خَ م إِبْرَاهِيم بن طهْمَان رمى بالإرجاء خَ م إِسْحَاق بن سُوَيْد الْعَدوي رمى بِالنّصب خَ إِسْمَاعِيل بن أبان رمى بالتشيع خَ م أَيُّوب بن عَائِذ الطَّائِي رمى بالإرجاء خَ م بشر بن السّري رمى بِرَأْي جهم بهز بن أَسد رمى بِالنّصب خَ م ثَوْر بن زيد الديلِي الْمدنِي رمى بِالْقدرِ خَ م ثَوْر بن يزِيد الْحِمصِي رمى بِالْقدرِ خَ م جرير بن عبد الحميد رمى بالتشيع ع اجرير بن عُثْمَان الْحِمصِي رمى بِالنّصب خَ م حسان بن عَطِيَّة الْمحَاربي رمى بِالْقدرِ خَ الْحسن بن ذكْوَان رمى بِالْقدرِ خَ حُصَيْن بن نمير الوَاسِطِيّ رمى بِالنّصب خَ خَالِد بن مخلد الْقَطوَانِي رمى بالتشيع خَ م دَاوُد بن الْحصين رمى بِالْقدرِ خَ م ذَر بن عبد الله المرهبي رمى بالإرجاء زَكَرِيَّا بن إِسْحَاق رمى بِالْقدرِ سَالم بن عجلَان رمى بِالْقدرِ سعيد بن فَيْرُوز(1/459)
البخْترِي رمى بالتشيع سعيد بن عَمْرو بن أَشوع رمى بالتشيع سعيد بن كثير بن عفير رمى بالتشيع خَ م سَلام بن مِسْكين الْأَزْدِيّ أَبُو روح الْبَصْرِيّ رمى بِالْقدرِ خَ م سيف بن سُلَيْمَان الْمَكِّيّ رمى بِالْقدرِ خَ شَبابَة بن سوار رمى بالإرجاء خَ شبْل بن عباد الْمَكِّيّ رمى بِالْقدرِ خَ م شريك بن عبد الله بن أبي نمر رمى بِالْقدرِ خَ م عباد بن الْعَوام رمى بالتشيع خَ عباد بن يَعْقُوب رمى بالرفض خَ عبد الله بن سَالم الْأَشْعَرِيّ رمى بِالنّصب خَ م عبد الله بن عَمْرو أَبُو معمر رمى بِالْقدرِ خَ م عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عِيسَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي ليلى رمى بالتشيع خَ م عبد الله بن أبي لبيد الْمدنِي رمى بِالْقدرِ خَ م عبد الله بن أبي نجيح الْمَكِّيّ رمى بِالْقدرِ عبد الْأَعْلَى بن عبد الْأَعْلَى الْبَصْرِيّ رمى بِالْقدرِ عبد الحميد بن عبد الرَّحْمَن بن إِسْحَاق الْحمانِي رمى بالإرجاء عبد الرَّزَّاق بن همام الصَّنْعَانِيّ رمى بالتشيع عبد الْملك بن أعين رمى بالتشيع عبد الْوَارِث بن سعيد التنوري رمى بِالْقدرِ عبد الله بن مُوسَى الْعَبْسِي رمى بالتشيع عُثْمَان بن غياث الْبَصْرِيّ رمى بالإرجاء عدي بن ثَابت الْأنْصَارِيّ رمى بالتشيع عَطاء بن أبي مَيْمُون رمى بِالْقدرِ عِكْرِمَة مولى بن عَبَّاس رمى بِرَأْي الأباضية من الْخَوَارِج عَليّ بن الْجَعْد رمى بالتشيع عَليّ بن أبي هَاشم رمى بِالْوَقْفِ فِي الْقُرْآن عمر بن ذَر رمى بالإرجاء عمر بن أبي زَائِدَة رمى بِالْقدرِ عَمْرو بن مرّة رمى بالإرجاء عمرَان بن حطَّان رمى بِرَأْي القعدية من الْخَوَارِج عمرَان بن مُسلم الْقصير رمى بِالْقدرِ عُمَيْر بن هَانِئ الدِّمَشْقِي رمى بِالْقدرِ عَوْف الْأَعرَابِي الْبَصْرِيّ رمى بِالْقدرِ الْفضل بن دُكَيْن أَبُو نعيم رمى بالتشيع فطر بن خَليفَة الْكُوفِي رمى بالتشيع قَتَادَة بن دعامة رمى بِالْقدرِ وَقَالَ أَبُو دَاوُد لم يثبت عندنَا عَنهُ قيس بن أبي حَازِم رمى بِالنّصب كهمس بن الْمنْهَال رمى بِالْقدرِ مُحَمَّد بن جحادة الْكُوفِي رمى بالتشيع مُحَمَّد بن حَازِم أَبُو مُعَاوِيَة الضَّرِير رمى بالإرجاء مُحَمَّد بن سَوَاء الْبَصْرِيّ رمى بِالْقدرِ مُحَمَّد بن فُضَيْل بن غَزوَان رمى بالتشيع مَالك بن إِسْمَاعِيل أَبُو غَسَّان رمى بالتشيع هَارُون بن مُوسَى الْأَعْوَر النَّحْوِيّ رمى بِالْقدرِ هِشَام بن عبد الله الدستوَائي رمى بِالْقدرِ وَرْقَاء بن عَمْرو الْيَشْكُرِي رمى بالإرجاء الْوَلِيد بن كثير بن يحيى الْمدنِي رمى بِرَأْي الإباضية من الْخَوَارِج وهب بن مُنَبّه الْيَمَانِيّ رمى بِالْقدرِ وَرجع عَنهُ يحيى بن حَمْزَة الْحَضْرَمِيّ رمى بِالْقدرِ يحيى بن صَالح الوحاظي رمى بالإرجاء الْقسم الثَّانِي فِيمَن ضعف بِأَمْر مَرْدُود كالتحامل أَو التعنت أَو عدم الِاعْتِمَاد على المضعف لكَونه من غير أهل النَّقْد ولكونه قَلِيل الْخِبْرَة بِحَدِيث من تكلم فِيهِ أَو بِحَالهِ أَو لتأخر عصره وَنَحْو ذَلِك ويلتحق بِهِ من تكلم فِيهِ بِأَمْر لَا يقْدَح فِي جَمِيع حَدِيثه كمن ضعف فِي بعض شُيُوخه دون بعض وَكَذَا من اخْتَلَط أَو تغير حفظه أَو كَانَ ضابطا لكتابه دون الضَّبْط لحفظه فَإِن جَمِيع هَؤُلَاءِ لَا يجمل إِطْلَاق الضعْف عَلَيْهِم بل الصَّوَاب فِي أَمرهم التَّفْصِيل كَمَا قدمْنَاهُ مشروحا بِحَمْد الله تَعَالَى وَهَذَا سِيَاق أسمائهم أَحْمد بن شبيب الحبطي تكلم فِيهِ الْأَزْدِيّ وَهُوَ غير مرضِي أَحْمد بن صَالح الْمصْرِيّ تحامل عَلَيْهِ النَّسَائِيّ وَلم يَصح طعن يحيى بن معِين فِيهِ أَحْمد بن عَاصِم الْبَلْخِي جَهله أَبُو حَاتِم لِأَنَّهُ لم يخبر حَاله أَحْمد بن الْمِقْدَام الْعجلِيّ طعن فِيهِ أَبُو دَاوُد لمزاحه أَحْمد بن وَاقد الْحَرَّانِي تكلم فِيهِ أَحْمد لدُخُوله فِي عمل السُّلْطَان أبان بن يزِيد الْعَطَّار نقل الْكُدَيْمِي تَضْعِيفه والكديمي واه إِبْرَاهِيم بن سعد قَالَ أَحْمد لم يُخبرهُ يحيى الْقطَّان إِبْرَاهِيم بن سُوَيْد بن حَيَّان تكلم فِيهِ بن حبَان بِلَا حجَّة إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن المَخْزُومِي جَهله بن الْقطَّان الفاسي وعرفه غَيره إِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر الْحَرَّانِي تكلم فِيهِ أَحْمد لدُخُوله إِلَى بن أبي دَاوُد أَزْهَر بن سعد السمان أوردهُ الْعقيلِيّ بِلَا مُسْتَند أُسَامَة بن حَفْص الْمدنِي(1/460)
ضعفه الْأَزْدِيّ وَلَيْسَ بمرضي وجهله السَّاجِي وَقد عرفه غَيره أَسْبَاط أَبُو اليسع جَهله أَبُو حَاتِم وعرفه غَيره إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم أَبُو النَّضر الفراديسي وَقد ينْسب إِلَى جده يزِيد تكلم فِيهِ الْأَزْدِيّ وبن حبَان بِلَا حجَّة وَقَالَ بن عدي الْحمل على شَيْخه إِسْرَائِيل بن مُوسَى الْبَصْرِيّ ضعفه الْأَزْدِيّ بِلَا حجَّة إِسْرَائِيل بن أبي إِسْحَاق تحامل عَلَيْهِ الْقطَّان وَالْحمل على شَيْخه أبي يحيى إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن عقبَة تكلم فِيهِ السَّاجِي والأزدي بِلَا مُسْتَند إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن معمر أَبُو معمر غمزه أَحْمد لِأَنَّهُ أجَاب فِي المحنة أَفْلح بن حميد الْأنْصَارِيّ أنكر عَلَيْهِ أَحْمد حَدِيثا وَاحِدًا أَوْس بن عبد الله أَبُو الجوزاء تكلم فِيهِ للإرسال أَيمن بن نابل تكلمُوا فِيهِ لزِيَادَة فِي حَدِيث وَاحِد لَعَلَّهَا مدرجة أَيُّوب بن سُلَيْمَان بن بِلَال تكلم فِيهِ الْأَزْدِيّ بِلَا مُسْتَند أَيُّوب بن مُوسَى الْأَشْدَق تكلم فِيهِ الْأَزْدِيّ أَيْضا بِلَا حجَّة أَيُّوب بن النجار نقل عَن الْعجلِيّ أَنه ضعفه وَلم يثبت ذَلِك بدل بن المحبر تكلم فِيهِ بِسَبَب حَدِيث وَاحِد عَن زَائِدَة بُرَيْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ أنكر عَلَيْهِ حَدِيث وَاحِد بشر بن شُعَيْب بن أبي حَمْزَة غلط بن حبَان على البُخَارِيّ فِي تَضْعِيفه بشير بن نهيك تعنت أَبُو حَاتِم فِي قَوْله لَا يحْتَج بِهِ بكر بن عَمْرو أَبُو الصّديق النَّاجِي تكلم فِيهِ بن سعد بِلَا حجَّة بهز بن أَسد الْعمي تكلم فِيهِ الْأَزْدِيّ بِلَا مُسْتَند بَيَان بن عَمْرو جَهله أَبُو حَاتِم وعرفه غَيره تَوْبَة الْعَنْبَري ضعفه الْأَزْدِيّ بِلَا حجَّة ثَابت بن عجلَان ذكره الْعقيلِيّ بِلَا مُوجب قدح ثُمَامَة بن عبد الله بن أنس تكلم فِيهِ من أجل رِوَايَته من الْكتاب جرير بن حَازِم ضعفه بن معِين فِي قَتَادَة خَاصَّة وَضعف أَحْمد مَا حدث بِهِ بِمصْر وَضَعفه بن سعد لاختلاطه وَصَحَّ أَنه مَا حدث فِي حَال اخْتِلَاطه جَعْفَر بن إِيَاس أَبُو بشر تكلم فِيهِ للإرسال الجعيد بن عبد الرَّحْمَن ضعفه السَّاجِي والأزدي بِلَا مُسْتَند حبيب الْمعلم مُتَّفق على توثيقه لَكِن تعنت فِيهِ النَّسَائِيّ حبيب بن أبي ثَابت عابوا عَلَيْهِ التَّدْلِيس حجاج بن مُحَمَّد الْأَعْوَر ذكر فِيمَن اخْتَلَط إِلَّا أَنه لم يحدث فِي تِلْكَ الْحَالة فَمَا ضره حرمي بن عمَارَة بن أبي حَفْصَة ذكره الْعقيلِيّ بِأَمْر فِيهِ عنت الْحسن بن الصَّباح الْبَزَّار تعنت فِيهِ النَّسَائِيّ الْحسن بن عَليّ الْحلْوانِي تكلم فِيهِ أَحْمد بِسَبَب الْكَلَام الْحسن بن مدرك الطَّحَّان تكلم فِيهِ أَبُو دَاوُد بِأَمْر فِيهِ عنت الْحسن بن مُوسَى الأشيب لم يثبت عَن بن الْمَدِينِيّ تَضْعِيفه الْحُسَيْن بن الْحسن بن بشار جَهله أَبُو حَاتِم وعرفه غَيره الْحُسَيْن بن ذكْوَان الْمعلم ألانه الْقطَّان بِلَا قَادِح حُصَيْن بن عبد الرَّحْمَن ذكر فِيمَن اخْتَلَط حَفْص بن غياث تغير حفظه لما ولي الْقَضَاء الحكم بن عبد الله جَهله أَبُو حَاتِم وعرفه غَيره الحكم بن نَافِع أَبُو الْيَمَان تكلم فِيهِ بِسَبَب الرِّوَايَة بِالْإِجَازَةِ حَمَّاد بن سَلمَة ذكر فِيمَن تغير حفظه حَمَّاد بن أُسَامَة أَبُو أُسَامَة ضعفه الْأَزْدِيّ بِلَا مُسْتَند حميد الْأسود بن أبي الْأسود تكلم فِيهِ السَّاجِي بِلَا حجَّة حميد بن قيس الْأَعْرَج أختلف قَول أَحْمد فِيهِ قَالَ بن عدي الْإِنْكَار من جِهَة غَيره حميد الطَّوِيل تَركه زَائِدَة لدُخُوله فِي شَيْء من عمل السُّلْطَان حميد بن هِلَال الْعَدوي كَانَ بن سِيرِين لَا يرضاه لدُخُوله فِي الْعَمَل حَنْظَلَة بن أبي سُفْيَان ذكره بن عدي بِلَا حجَّة خَالِد بن سعيد الْكُوفِي ذكره بن عدي بِلَا مُسْتَند خَالِد بن مهْرَان الْحذاء تكلم فِيهِ شُعْبَة لدُخُوله فِي شَيْء من الْعَمَل خثيم بن عرَاك ضعفه الْأَزْدِيّ بِلَا مُسْتَند خَلاد بن يحيى قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ أَخطَأ فِي حَدِيث وَاحِد خلاس بن عَمْرو الهجري تكلم فِيهِ بِسَبَب الْإِرْسَال دَاوُد بن رشيد ضعفه أَبُو مُحَمَّد بن حزم بِلَا حجَّة دَاوُد بن عبد الرَّحْمَن الْعَطَّار تكلم فِيهِ الْأَزْدِيّ بِلَا حجَّة وَلم يَصح عَن بن معِين تَضْعِيفه الرّبيع بن يحيى قَالَ الدَّارَقُطْنِيّ يُخطئ فِي حَدِيث شُعْبَة وَالثَّوْري وَمَا لَهُ فِي البُخَارِيّ عَنْهُمَا شَيْء ربيعَة بن أبي عبد الرَّحْمَن تكلم فِيهِ بِسَبَب الْإِفْتَاء بِالرَّأْيِ روح بن عبَادَة تكلم فِيهِ بَعضهم(1/461)
بِلَا مُسْتَند الزبير بن الخريت تكلم فِيهِ لِأَن شُعْبَة لم يرو عَنهُ زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة تكلم فِيهِ للتدليس زِيَاد بن الرّبيع اليحمدي ذكره بن عدي بِلَا حجَّة زيد بن أبي أنيسَة تكلم فِيهِ أَحْمد بِكَلَام لين زيد بن وهب تكلم فِيهِ يَعْقُوب بن سُفْيَان بعنت سُرَيج بن النُّعْمَان الْجَوْهَرِي تكلم أَبُو دَاوُد فِي بعض حَدِيثه سعيد بن إِيَاس الْجريرِي ذكره فِيمَن اخْتَلَط سعيد بن أبي سعيد المَقْبُري تغير حفظه فِي الآخر سعيد بن أبي عرُوبَة ذكر فِيمَن اخْتَلَط سعيد بن سُلَيْمَان الوَاسِطِيّ تكلمُوا فِيهِ بِلَا حجَّة سعيد بن أبي هِلَال ذكره السَّاجِي بِلَا حجَّة وَلم يَصح عَن أَحْمد تَضْعِيفه سلم بن قُتَيْبَة قَالَ أَبُو حَاتِم كَانَ كثير الْوَهم سُلَيْمَان بن بِلَال تكلم فِيهِ عُثْمَان بن أبي شيبَة بِلَا حجَّة سُلَيْمَان بن دَاوُد أَبُو الرّبيع الزهْرَانِي تكلم فِيهِ بن خرَاش بِلَا حجَّة سُلَيْمَان بن مهْرَان الْأَعْمَش تكلم فِيهِ للتدليس سهل بن بكار الْبَصْرِيّ ذكره بن حبَان بِلَا مُسْتَند سُهَيْل بن أبي صَالح ذكر فِيمَن تغير سَلام بن أبي مُطِيع تكلم فِي حَدِيثه عَن قَتَادَة خَاصَّة شُجَاع بن الْوَلِيد أَبُو بدر السكونِي تكلم فِيهِ أَبُو حَاتِم بعنت شَيبَان بن عبد الرَّحْمَن النَّحْوِيّ تكلم فِيهِ السَّاجِي بِلَا حجَّة صَالح بن صَالح بن حَيَّان وَالِد الْحسن لم يَصح أَن الْعجلِيّ تكلم فِيهِ صَخْر بن جوير ضَاعَ كِتَابه فَتكلم فِيهِ لذَلِك طلق بن غَنَّام ضعفه بن حزم بِلَا مُسْتَند طَلْحَة بن نَافِع أَبُو سُفْيَان تكلم فِيهِ للتدليس عَاصِم بن سُلَيْمَان الْأَحول تكلم فِيهِ وهيب لأجل ولَايَته الْحِسْبَة عَاصِم بن عمر بن قَتَادَة الْأنْصَارِيّ لم يَصح قَول عبد الْحق أَن بَعضهم ضعفه عَامر بن وَاثِلَة أَبُو الطُّفَيْل صَحَابِيّ أَخطَأ من تكلم فِيهِ عباد بن عباد المهلبي تكلم فِيهِ أَبُو حَاتِم بعنت عَبَّاس بن الْحُسَيْن الْقَنْطَرِي جَهله أَبُو حَاتِم وعرفه غَيره عبد الله بن بُرَيْدَة لم يثبت أَن أَحْمد ضعفه وَإِنَّمَا تكلم فِيهِ للإرسال عبد الله بن جَعْفَر الرقي ذكر فِيمَن تغير حفظه عبد الله بن ذكْوَان أَبُو الزِّنَاد كرهه مَالك لدُخُوله فِي عمل السُّلْطَان عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ تكلم فِيهِ أَبُو حَاتِم بعنت عبد الله بن الْعَلَاء بن زبر ضعفه بن حزم بِلَا مُسْتَند عبد الله بن عبيد الربذي تكلم فِيهِ والعهدة على أَخِيه مُوسَى عبد الله بن مُحَمَّد أَبُو بكر بن أبي الْأسود تكلم فِي سَمَاعه من أبي عوَانَة عبد الحميد بن عبد الله أَبُو بكر بن أبي أويس تكلم فِيهِ الْأَزْدِيّ بِلَا مُسْتَند عبد الرَّحْمَن بن ثروان أَبُو قيس تكلمُوا فِي بعض حَدِيثه عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْأنْصَارِيّ تكلم فِيهِ بن سعد بِلَا حجَّة عبد الرَّحْمَن بن خَالِد بن مُسَافر تكلم فِيهِ السَّاجِي بِلَا حجَّة عبد الرَّحْمَن بن شُرَيْح أَبُو شُرَيْح تكلم فِيهِ بن سعد بِلَا مُسْتَند عبد الرَّحْمَن بن عبد الله أَبُو سعيد مولى بني هَاشم تكلم فِيهِ السَّاجِي بِلَا مُسْتَند وَلم يَصح عَن أَحْمد تَضْعِيفه عبد الرَّحْمَن بن أبي الموَالِي تكلم أَحْمد فِي بعض حَدِيثه عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد الْمحَاربي تكلم فِيهِ للتدليس عبد الرَّحْمَن بن نمر ضعف بِسَبَب تفرد الْوَلِيد بن مُسلم عَنهُ عبد الرَّحْمَن بن يزِيد بن جَابر ضعفه الفلاس بِلَا مُسْتَند عبد الرَّحْمَن بن يُونُس الْمُسْتَمْلِي كَانَ صَاعِقَة لَا يحمد أمره عبد الْعَزِيز بن أبي حَازِم تكلم فِي سَمَاعه من أَبِيه عبد الْعَزِيز بن عبد الله الأويسي لم يَصح أَن أَبَا دَاوُد ضعفه عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ لم يثبت عَن أَحْمد تَضْعِيفه عبد الْعَزِيز بن الْمُخْتَار اخْتلف قَول بن معِين فِيهِ وَلم يثبت عَنهُ تَضْعِيفه عبد الْكَرِيم بن مَالك الْجَزرِي تكلم بن معِين فِي حَدِيثه عَن عَطاء خَاصَّة عبد المتعال بن طَالب لم يثبت عَن بن معِين تَضْعِيفه عبد الْملك بن عُمَيْر ذكر فِيمَن تغير عبد الْوَاحِد بن زِيَاد الْبَصْرِيّ تكلم الْقطَّان فِي حفظه وأثنوا كلهم على كِتَابه عبد الْوَاحِد بن عبد الله الْبَصْرِيّ تكلم فِيهِ بن حَاتِم بعنت عبد الْوَهَّاب بن عبد الْمجِيد الثَّقَفِيّ ذكر فِيمَن اخْتَلَط وَقَالَ الْعقيلِيّ لم يحدث فِي تِلْكَ الْحَالة عبيد الله بن أبي جَعْفَر لم يثبت عَن أَحْمد تَضْعِيفه عبيد الله بن عبد الْمجِيد ضعفه الْعقيلِيّ بِلَا مُسْتَند(1/462)
عُثْمَان بن أبي صَالح الْمصْرِيّ تكلم فِي بعض حَدِيثه عُثْمَان بن مُحَمَّد بن أبي شيبَة تكلم فِي بعض حَدِيثه وَقد ثبته الْخَطِيب عُثْمَان بن عمر بن فَارس لم يثبت عَن الْقطَّان أَنه تَركه عَفَّان بن مُسلم تكلم فِيهِ سُلَيْمَان بن حَرْب بعنت عقيل بن خَالِد تكلم فِيهِ الْقطَّان بعنت عَليّ بن الْمُبَارك الْهنائِي تكلم فِي رِوَايَته من الْكتاب عمر بن عَليّ بن مقدم تكلم فِيهِ للتدليس عمر بن مُحَمَّد الْحسن التلي تكلم فِي بعض حَدِيثه من حفظه عَمْرو بن نَافِع تكلم فِيهِ بن سعد بِلَا مُسْتَند وَلم يثبت عَن بن معِين أَنه ضعفه عَمْرو بن سليم الزرقي تكلم فِيهِ بن خرَاش بِلَا حجَّة عَمْرو بن عَاصِم الْكلابِي غمزه أَبُو دَاوُد بِلَا مُسْتَند عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللَّهِ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبَيْعِيُّ مَذْكُور فِيمَن اخْتَلَط عَمْرو بن عَليّ الفلاس أنكر بن الْمَدِينِيّ حَدِيثه يزِيد بن زُرَيْع عَمْرو بن أبي عمر مولى الْمطلب ضعفوا رِوَايَته عَن عِكْرِمَة عَمْرو بن مُحَمَّد النَّاقِد أنكر بن الْمَدِينِيّ بعض حَدِيثه عَن بن عُيَيْنَة عَمْرو بن يحيى بن سعيد ذكره بن عدي بِلَا مُسْتَند عَمْرو بن يحيى الْمَازِني غمزه بن معِين من أجل حديثين خُولِفَ فيهمَا عَنْبَسَة بن خَالِد الْأَيْلِي وَقع فِيهِ يحيى بن بكير بِلَا حجَّة الْعَلَاء بن الْمسيب تكلم فِيهِ الْأَزْدِيّ بِلَا مُسْتَند عِيسَى بن طهْمَان ضعفه بن حبَان بِلَا مُسْتَند وَالْحمل على غَيره غَالب الْقطَّان ذكره بن عدي بِلَا مُسْند والعهدة على رَاوِيه فراس بن يحيى أنكر الْقطَّان حَدِيثه فِي الِاسْتِبْرَاء الْفضل بن مُوسَى استنكر بن الْمَدِينِيّ بعض حَدِيثه الْقَاسِم بن مَالك ضعفه السَّاجِي بِلَا مُسْتَند قَتَادَة تكلم فِيهِ للتدليس قُرَيْش بن أنس ذكر فِيمَن تغير كهمس بن الْحسن ضعفه السَّاجِي بِلَا حجَّة مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم التَّيْمِيّ استنكر أَحْمد بعض حَدِيثه مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن أبي فديك تكلم فِيهِ بن سعد بِلَا مُسْتَند مُحَمَّد بن بشار بنْدَار تكلم فِيهِ الفلاس فَلم يلْتَفت إِلَيْهِ مُحَمَّد بن بكر البرْسَانِي لينه النَّسَائِيّ بِلَا حجَّة مُحَمَّد بن جَعْفَر غنْدر تكلم أَبُو حَاتِم فِي حَدِيثه عَن غير شُعْبَة مُحَمَّد بن الْحسن الوَاسِطِيّ ذكره بن حبَان بِلَا حجَّة مُحَمَّد بن الحكم الْمروزِي جَهله أَبُو حَاتِم وعرفه غَيره مُحَمَّد بن زِيَاد الزيَادي ذكره بن مَنْدَه وبن حبَان بِلَا حجَّة مُحَمَّد بن سَابق ضعف بن معِين بعض حَدِيثه مُحَمَّد بن الصَّلْت أَبُو يعلى التوزي لين أَبُو زرْعَة بعض حَدِيثه مُحَمَّد بن الصَّلْت الْأَسدي لينه بَعضهم بِلَا مُسْتَند مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ أنكر الْقطَّان بعض حَدِيثه وَذكر فِيمَن تغير مُحَمَّد بن عبد الله أَبُو أَحْمد الزبيرِي أنكر أَحْمد بعض حَدِيثه عَن سُفْيَان مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الطفَاوِي قَالَ أَبُو حَاتِم يهم أَحْيَانًا مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن بن أبي ذِئْب وَهن أَحْمد حَدِيثه فِي الزُّهْرِيّ وَلم يثبت عَنهُ الْقدر مُحَمَّد عبيد الطنافسي أَخطَأ فِي بعض حَدِيثه فِيمَا حكى عَن أَحْمد مُحَمَّد بن أبي عدي قيل إِن أَبَا حَاتِم تكلم فِيهِ تعنتا مُحَمَّد بن الْفضل أَبُو النُّعْمَان الْمَعْرُوف بعارم مَذْكُور فِيمَن اخْتَلَط وَقيل لم يحدث فِي تِلْكَ الْحَالة مُحَمَّد بن أبي الْقَاسِم لم يعرفهُ بن الْمَدِينِيّ وعرفه غَيره مُحَمَّد بن مُسلم بن تدرس أَبُو الزبير عابوا عَلَيْهِ التَّدْلِيس مُحَمَّد بن مطرف أَبُو غَسَّان قَالَ بن الْمَدِينِيّ كَانَ وسطا مُحَمَّد بن مَيْمُون أَبُو حَمْزَة السكرِي عمي فِي آخر عمره فَتكلم فِيهِ بَعضهم تعنتا مُحَمَّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ خطأه الْعجلِيّ فِي بعض حَدِيثه مُبشر بن إِسْمَاعِيل ضعفه بن قَانِع وَهُوَ أَضْعَف مِنْهُ محَارب بن دثار تكلم فِيهِ بن سعد بِلَا مُسْتَند مخلد بن يزِيد استنكر أَبُو دَاوُد بعض حَدِيثه مَرْوَان بن الحكم الْخَلِيفَة يُقَال لَهُ رُؤْيَة تكلم فِيهِ لأجل الْولَايَة مَرْوَان بن مُعَاوِيَة الْفَزارِيّ غمز لإكثاره عَن الضُّعَفَاء مِسْكين بن بكير خطأ أَحْمد بعض حَدِيثه مطرف بن عبد الله تكلم أَبُو حَاتِم فِي بعض حَدِيثه مُعْتَمر بن سُلَيْمَان التَّيْمِيّ تكلم فِي حَدِيثه من صَدره وَاتفقَ على كِتَابه معبد بن سِيرِين تردد بن معِين فِي بعض حَدِيثه(1/463)
معمر بن رَاشد تكلم فِي حَدِيثه عَن ثَابت وَالْأَعْمَش مُعلى بن مَنْصُور تكلم أَحْمد فِيهِ لكتابته الشُّرُوط مُغيرَة بن مقسم ذكر بالتدليس فِي حَدِيث إِبْرَاهِيم مقسم مولى بن عَامر ضعفه بن سعد بِلَا حجَّة مفضل بن فضَالة الْمصْرِيّ تكلم فِيهِ بن سعد بِلَا مُسْتَند مَنْصُور بن عبد الرَّحْمَن وَهُوَ بن صَفِيَّة قَالَ بن حزم وَحده لَيْسَ بِالْقَوِيّ الْمنْهَال بن عَمْرو تكلم فِيهِ بِلَا حجَّة مُوسَى بن إِسْمَاعِيل أَبُو سَلمَة تكلم فِيهِ بن خرَاش بِلَا مُسْتَند مُوسَى بن نَافِع أَبُو شهَاب استنكر أَحْمد بعض حَدِيثه مُوسَى بن عقبَة تكلم بن معِين فِي رِوَايَته عَن نَافِع نَافِع بن عمر الجُمَحِي تكلم فِيهِ بن سعد بِلَا مُسْتَند هدبة بن خَالِد ضعفه النَّسَائِيّ بِلَا حجَّة هِشَام بن حسان تكلمُوا فِي حَدِيثه عَن بعض مشايخه هِشَام بن عُرْوَة ذكر بالتدليس أَو الْإِرْسَال هِشَام بن عمار مَذْكُور فِيمَن تغير هشيم بن بشير عابوا عَلَيْهِ التَّدْلِيس همام بن يحيى تكلم فِي بعض حَدِيثه من حفظه الوضاح أَبُو عوَانَة تكلم فِي حَدِيثه من حفظه وَكتابه مُعْتَمد الْوَلِيد بن مُسلم عابوا عَلَيْهِ التَّدْلِيس والتسوية يحيى بن أبي إِسْحَاق تكلم فِيهِ الْعقيلِيّ بِلَا حجَّة يحيى بن زَكَرِيَّا بن أبي زَائِدَة قَالَ بن معِين أَخطَأ فِي حَدِيث وَاحِد يحيى بن سعيد الْأمَوِي ذكره الْعقيلِيّ بِلَا حجَّة يحيى بن عباد الضبعِي وسط عِنْد بن معِين يحيى بن عبد الله بن بكير تكلم فِي سَمَاعه من مَالك يحيى بن أبي كثير مَذْكُور بالتدليس والإرسال يحيى بن وَاضح أَبُو تُمَيْلة لم يثبت أَن البُخَارِيّ ضعفه يزِيد بن إِبْرَاهِيم التسترِي تكلم الْقطَّان فِي حَدِيثه عَن قَتَادَة فَقَط يزِيد بن عبد الله بن حَفْص تكلم أَحْمد فِي بعض افراده يزِيد بن عبد الله بن قسيط لينه أَبُو حَاتِم بِلَا حجَّة يزِيد بن هَارُون الوَاسِطِيّ تغير لما عمي يزِيد الرشك ضعفه بَعضهم بِلَا حجَّة يعلى بن عبيد الطنافسي تكلم بن معِين فِي حَدِيثه عَن الثَّوْريّ يُوسُف بن أبي إِسْحَاق تكلم الْعقيلِيّ فِيهِ بِلَا حجَّة يُونُس بن أبي الْفُرَات تكلم فِيهِ بن حبَان بِلَا مُسْتَند يُونُس بن الْقَاسِم استنكر البرذعي حَدِيثه بِلَا حجَّة يُونُس بن يزِيد الْأَيْلِي فِي حفظه شَيْء وَكتابه مُعْتَمد أَبُو بكر بن عَيَّاش سَاءَ حفظه لما كبر وَكتابه مُعْتَمد أَبُو بكر بن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ ضعفه بن سعد بِلَا مُسْتَند فَجَمِيع من ذكر فِي هذَيْن الْفَصْلَيْنِ مِمَّن احْتج بِهِ البُخَارِيّ لَا يلْحقهُ فِي ذَلِك عَابَ لما فسرناه وَأما من عدا من ذكر فيهمَا مِمَّن وصف بِسوء الضَّبْط أَو الْوَهم أَو الْغَلَط وَنَحْو ذَلِك وَهُوَ الْقسم الثَّالِث فَلم يخرج لَهُم إِلَّا مَا توبعوا عَلَيْهِ عِنْده أَو عِنْد غَيره وَقد شرحنا من ذَلِك مَا فِيهِ كِفَايَة ومقنع وَالله الْمُوفق إِلَى سَبِيل الرشاد نفع الله بِجَمِيعِ ذَلِك بمنه وَكَرمه(1/464)
(
الْفَصْل الْعَاشِر فِي عد أَحَادِيث الْجَامِع)
قَالَ الشَّيْخ تَقِيّ الدّين بن الصّلاح فِيمَا روينَاهُ عَنهُ فِي عُلُوم الحَدِيث عدد أَحَادِيث صَحِيح البُخَارِيّ سَبْعَة آلَاف ومائتان وَخَمْسَة وَسَبْعُونَ بالأحاديث المكررة قَالَ وَقيل إِنَّهَا بِإِسْقَاط المكرر أَرْبَعَة آلَاف هَكَذَا أطلق بن الصّلاح وَتَبعهُ الشَّيْخ مُحي الدّين النَّوَوِيّ فِي مُخْتَصره وَلَكِن خَالف فِي الشَّرْح فقيدها بالمسندة وَلَفظه جملَة مَا فِي صَحِيح البُخَارِيّ من الْأَحَادِيث المسندة بالمكرر فَذكر الْعدة سَوَاء فَأخْرج بقوله المسندة الْأَحَادِيث الْمُعَلقَة وَمَا أوردهُ فِي التراجم والمتابعة وَبَيَان الِاخْتِلَاف بِغَيْر إِسْنَاد موصل فَكل ذَلِك خرج بقوله المسندة بِخِلَاف إِطْلَاق بن الصّلاح قَالَ الشَّيْخ مُحي الدّين وَقد رَأَيْت أَن أذكرها مفصلة ليَكُون كالفهرسة لأبواب الْكتاب وتسهل معرفَة مظان أَحَادِيثه على الطلاب قلت ثمَّ سَاقهَا نَاقِلا لذَلِك من كتاب جَوَاب المتعنت لأبي الْفضل بن طَاهِر بروايته من طَرِيق أبي مُحَمَّد عبد الله بن أَحْمد بن حمويه السَّرخسِيّ قَالَ عدد أَحَادِيث صَحِيح البُخَارِيّ بَدْء الْوَحْي خَمْسَة أَحَادِيث قلت بل هِيَ سَبْعَة وَكَأَنَّهُ لم يعد حَدِيث الْأَعْمَال وَلم يعد حَدِيث جَابر فِي أول مَا نزل وَبَيَان كَونهَا سَبْعَة أَن أول مَا فِي الْكتاب حَدِيث عمر الْأَعْمَال الثَّانِي حَدِيث عَائِشَة فِي سُؤال الْحَارِث بن هِشَام الثَّالِث حَدِيثهَا أول مَا بَدْء بِهِ من الْوَحْي الرَّابِع حَدِيث جَابر وَهُوَ يحدث عَن فَتْرَة الْوَحْي وَهُوَ مَعْطُوف على إِسْنَاد حَدِيث عَائِشَة وهما حديثان مُخْتَلِفَانِ لَا ريب فِي ذَلِك الْخَامِس حَدِيث بن عَبَّاس فِي نزُول لَا تحرّك بِهِ لسَانك السَّادِس حَدِيثه فِي مُعَارضَة جِبْرِيل فِي رَمَضَان السَّابِع حَدِيثه عَن أبي سُفْيَان فِي قصَّة هِرقل وَفِي أَثْنَائِهِ حَدِيث آخر مَوْقُوف وَهُوَ حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن بن الناطور فِي شَأْن هِرقل وَفِيه من التَّعْلِيق موضعان وَمن المتابعات سِتَّة مَوَاضِع وَإِنَّمَا أوردت هَذَا الْقدر ليتبين مِنْهُ أَن كثيرا من الْمُحدثين وَغَيرهم يستروحون بِنَقْل كَلَام من يتقدمهم مقلدين لَهُ وَيكون الأول مَا أتقن وَلَا حرر بل يتبعونه تحسينا للظن بِهِ والإتقان بِخِلَاف فَلَا شَيْء أظهر من غلطه فِي هَذَا الْبَاب فِي أول الْكتاب فياعجباه لشخص يتَصَدَّى لعد أَحَادِيث كتاب وَله بِهِ عناية وَرِوَايَة ثمَّ يذكر ذَلِك جملَة وتفصيلا فيقلد فِي ذَلِك لظُهُور عنايته بِهِ حَتَّى يتداوله المصنفون ويعتمده الْأَئِمَّة الناقدون ويتكلف نظمه ليستمر على استحضاره المذاكرون أنْشد أَبُو عبد الله بن عبد الْملك الأندلسي فِي فَوَائده عَن أبي الْحُسَيْن الرعيني عَن أبي عبد الله بن عبد الْحق لنَفسِهِ جَمِيع أَحَادِيث الصَّحِيح الَّذِي روى البُخَارِيّ خمس ثمَّ سَبْعُونَ للعد وَسَبْعَة آلَاف تُضَاف وَمَا مضى إِلَى مِائَتَيْنِ عد ذَاك أولو الْجد وَمَعَ هَذَا جَمِيعه فَيكون الَّذِي قلدوه فِي ذَلِك لم يتقن مَا تصدى لَهُ من ذَلِك وسيظهر لَك فِي عدَّة أَحَادِيث الصَّوْم أعجب من هَذَا الْفَصْل وَهَا أَنا أسوق مَا ذكر وأتعقبه بالتحرير إِن شَاءَ الله تَعَالَى وَإِذا انْتَهَيْت إِلَى آخِره رجعت فعددت المعلقات والمتابعات فَإِن اسْم الْأَحَادِيث يشملها وَإِطْلَاق التكرير يعمها وَفِي ضمن ذَلِك من الْفَوَائِد مَا لَا يخفى(1/465)
قَالَ رَحمَه الله الْإِيمَان خَمْسُونَ حَدِيثا قلت بل هِيَ أحد وَخَمْسُونَ وَذَلِكَ أَنه أورد حَدِيث أنس لَا يُؤمن أحدكُم حَتَّى أكون أحب إِلَيْهِ من وَلَده الحَدِيث من رِوَايَة قَتَادَة عَن أنس وَمن رِوَايَةِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسٍ إسنادين مُخْتَلفين فلكون الْمَتْن وَاحِدًا لم يعده حديثين وَلَا شكّ أَن عده حديثين أولى من عد المكرر إِسْنَادًا ومتنا انْتهى قَالَ الْعلم خَمْسَة وَسَبْعُونَ الْوضُوء مائَة وَتِسْعَة أَحَادِيث قلت بل مائَة وَخَمْسَة عشر حَدِيثا على التَّحْرِير قَالَ الْغسْل ثَلَاثَة وَأَرْبَعُونَ قلت بل سَبْعَة وَأَرْبَعُونَ الْحيض سَبْعَة وَثَلَاثُونَ التَّيَمُّم خَمْسَة عشر فرض الصَّلَاة حديثان وجوب الصَّلَاة فِي الثِّيَاب تِسْعَة وَثَلَاثُونَ قلت بل إِحْدَى وَأَرْبَعُونَ الْقبْلَة ثَلَاثَة عشر الْمَسَاجِد سِتَّة وَسَبْعُونَ ستْرَة الْمُصَلِّي ثَلَاثُونَ قلت وإثنان مَوَاقِيت الصَّلَاة خَمْسَة وَسَبْعُونَ قلت بل ثَمَانُون حَدِيثا الْأَذَان ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ قلت بل ثَلَاثَة وَثَلَاثُونَ صَلَاة الْجَمَاعَة أَرْبَعُونَ قلت وَاثْنَانِ الْإِمَامَة أَرْبَعُونَ الصُّفُوف ثَمَانِيَة عشر قلت بل أَرْبَعَة عشر فَقَط وَقد حررتها وكررت مراجعتها افْتِتَاح الصَّلَاة ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ الْقِرَاءَة ثَلَاثُونَ قلت بل سَبْعَة وَعِشْرُونَ الرُّكُوع وَالسُّجُود وَالتَّشَهُّد اثْنَان وَخَمْسُونَ انْقِضَاء الصَّلَاة سَبْعَة عشر قلت بل أَرْبَعَة عشر اجْتِنَاب أكل الثوم خَمْسَة قلت بل أَرْبَعَة فَقَط صَلَاة النِّسَاء وَالصبيان خَمْسَة عشر قلت بل فِيهِ أحد وَعِشْرُونَ حَدِيثا الْجُمُعَة خَمْسَة وَسِتُّونَ صَلَاة الْخَوْف سِتَّة صَلَاة الْعِيدَيْنِ أَرْبَعُونَ الْوتر خَمْسَة عشر الاسْتِسْقَاء خَمْسَة وَثَلَاثُونَ قلت بل أحد وَثَلَاثُونَ الْكُسُوف خَمْسَة وَعِشْرُونَ سُجُود الْقُرْآن أَرْبَعَة عشر الْقصر سِتَّة وَثَلَاثُونَ الاستخارة ثَمَانِيَة التحريض على قيام اللَّيْل أحد وَأَرْبَعُونَ قلت لم أر الاستخارة فِي هَذَا الْمَكَان بل هُنَا بَاب التَّهَجُّد ثمَّ إِن مَجْمُوع ذَلِك أَرْبَعُونَ حَدِيثا لَا غير التَّطَوُّع ثَمَانِيَة عشر قلت بل سِتَّة وَعِشْرُونَ الصَّلَاة بِمَسْجِد مَكَّة تِسْعَة الْعَمَل فِي الصَّلَاة سِتَّة وَعِشْرُونَ السَّهْو أَرْبَعَة عشر قلت بل خَمْسَة عشر بِحَدِيث أم سَلمَة الْجَنَائِز مائَة وَأَرْبَعَة وَخَمْسُونَ الزَّكَاة مائَة وَثَلَاثَة عشر صَدَقَة الْفطر عشرَة الْحَج مِائَتَان وَأَرْبَعُونَ الْعمرَة اثْنَان وَأَرْبَعُونَ الْإِحْصَار أَرْبَعُونَ قلت لَا وَالله بل سِتَّة عشر فَقَط جَزَاء الصَّيْد أَرْبَعُونَ قلت بل سِتَّة عشر أَيْضا الْإِحْرَام وتوابعه اثْنَان وَثَلَاثُونَ فضل الْمَدِينَة أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ الصَّوْم سِتَّة وَسِتُّونَ لَيْلَة الْقدر عشرَة قيام رَمَضَان سِتَّة الِاعْتِكَاف عشرُون قلت لم يحرر الصَّوْم وَلم يتقنه فَإِن جملَة مَا بعد قَوْله كتاب الصّيام إِلَى قَوْله كتاب الْحَج من الْأَحَادِيث المسندة بالمكرر مائَة وَسِتَّة وَخَمْسُونَ حَدِيثا ففاته من الْعدَد أَرْبَعَة وَسَبْعُونَ حَدِيثا وَهَذَا فِي غَايَة التَّفْرِيط الْبيُوع مائَة وَأحد وَتسْعُونَ السّلم تِسْعَة عشر الشُّفْعَة ثَلَاثَة الْإِجَارَة أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ الْحِوَالَة ثَلَاثُونَ قلت كَذَا رَأَيْت فِي غَيره مَا نسخه وَهُوَ غلط وَالصَّوَاب ثَلَاثَة أَحَادِيث الْكفَالَة ثَمَانِيَة الْوكَالَة سَبْعَة عشر الْمُزَارعَة وَالشرب تِسْعَة وَعِشْرُونَ قلت بل الْمُزَارعَة فَقَط ثَلَاثُونَ حَدِيثا وَالشرب هُوَ الَّذِي عدده تِسْعَة وَعِشْرُونَ الاستقراض وَأَدَاء الدُّيُون والأشخاص والملازمة أَرْبَعُونَ اللّقطَة خَمْسَة عشر الْمَظَالِم وَالْغَصْب أحد وَأَرْبَعُونَ قلت بل خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ الشّركَة ثَلَاثَة وَعِشْرُونَ الرَّهْن ثَمَانِيَة الْعتْق أَرْبَعَة وَثَلَاثُونَ الْمكَاتب سِتَّة قلت بل خَمْسَة الْهِبَة تِسْعَة وَسِتُّونَ الشَّهَادَات ثَمَانِيَة وَخَمْسُونَ قلت بل سِتَّة وَخَمْسُونَ الصُّلْح اثْنَان وَعِشْرُونَ قلت بل عشرُون فَقَط الشُّرُوط أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ الْوَصَايَا وَالْوَقْف أحد وَأَرْبَعُونَ الْجِهَاد وَالسير مِائَتَان وَخَمْسَة وَخَمْسُونَ بَقِيَّة الْجِهَاد اثْنَان وَأَرْبَعُونَ فرض الْخمس ثَمَانِيَة وَخَمْسُونَ قلت من قَوْله كتاب الْجِهَاد إِلَى قَوْله فرض الْخمس عدَّة أَحَادِيثه مِائَتَان وَأَرْبَعَة وَتسْعُونَ حَدِيثا فَقَط(1/466)
وَأما فرض الْخمس فَهُوَ ثَلَاثَة وَسِتُّونَ حَدِيثا الْجِزْيَة وَالْمُوَادَعَة ثَلَاثَة وَسِتُّونَ قلت بل ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ حَدِيثا فَقَط بَدْء الْخلق مِائَتَان وحديثان الْأَنْبِيَاء والمغازي أَرْبَعمِائَة وَثَمَانِية وَعِشْرُونَ حَدِيثا جُزْء آخر بعد الْمَغَازِي مائَة وَثَمَانِية قلت لم يَقع فِي هَذَا الْفَصْل تَحْرِير فَأَما بَدْء الْخلق فَإِنَّمَا عدَّة أَحَادِيثه علىالتحرير مائَة وَخَمْسَة وَأَرْبَعُونَ حَدِيثا وَأَحَادِيث الْأَنْبِيَاء وأوله بَاب قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نوحًا وَآخره مَا ذكر عَن بني إِسْرَائِيل مائَة وَأحد عشر حَدِيثا أَخْبَار بني إِسْرَائِيل وَمَا يَلِيهِ سِتَّة وَأَرْبَعُونَ حَدِيثا المناقب وَفِيه عَلَامَات النُّبُوَّة مائَة وَخَمْسُونَ حَدِيثا فَضَائِلِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مائَة وَخَمْسَة وَسِتُّونَ حَدِيثا بُنيان الْكَعْبَة وَمَا يَلِيهِ من أَخْبَار الْجَاهِلِيَّة عشرُون حَدِيثا مبعث النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَسيرَته إِلَى ابْتِدَاء الْهِجْرَة سِتَّة وَأَرْبَعُونَ حَدِيثا الْهِجْرَة إِلَى ابْتِدَاء الْمَغَازِي خَمْسُونَ حَدِيثا الْمَغَازِي إِلَى آخر الْوَفَاة أَرْبَعمِائَة حَدِيث وَاثنا عشر حَدِيثا فَانْظُر إِلَى هَذَا التَّفَاوُت الْعَظِيم بَين مَا ذكر هَذَا الرجل واتبعوه عَلَيْهِ وَبَين مَا حررته من الأَصْل التَّفْسِير خَمْسمِائَة وَأَرْبَعُونَ قلت بل هُوَ أَرْبَعمِائَة وَخَمْسَة وَسِتُّونَ حَدِيثا من غير التَّعَالِيق والموقوفات فَضَائِل الْقُرْآن أحد وَثَمَانُونَ حَدِيثا النِّكَاح وَالطَّلَاق مِائَتَان وَأَرْبَعَة وَأَرْبَعُونَ حَدِيثا قلت وَيحْتَاج هَذَا الْفَصْل أَيْضا إِلَى تَحْرِير فَأَما النِّكَاح وَحده فَهُوَ مائَة وَثَلَاثَة وَثَمَانُونَ حديبثا وَالطَّلَاق وَمَعَهُ الْخلْع وَالظِّهَار وَاللّعان وَالْعدَد ثَلَاثَة وَثَمَانُونَ حَدِيثا النَّفَقَات اثْنَان وَعِشْرُونَ حَدِيثا الْأَطْعِمَة سَبْعُونَ حَدِيثا قلت الصَّوَاب تسعون بِتَقْدِيم التَّاء الْمُثَنَّاة على السِّين الْعَقِيقَة أحد عشر حَدِيثا قلت بل تِسْعَة أَحَادِيث وَفِيه غير ذَلِك من التَّعَالِيق والمتابعة الذَّبَائِح وَالصَّيْد وَغَيره تسعون حَدِيثا قلت بل الْجَمِيع سِتَّة وَسِتُّونَ حَدِيثا الْأَضَاحِي ثَلَاثُونَ حَدِيثا الْأَشْرِبَة خَمْسَة وَسِتُّونَ حَدِيثا الطِّبّ تِسْعَة وَسَبْعُونَ حَدِيثا اللبَاس مائَة وَعِشْرُونَ المرضى أحد وَأَرْبَعُونَ اللبَاس أَيْضا مائَة قلت هَكَذَا رَأَيْته فِي عدَّة نسخ وَالَّذِي فِي أصل الصَّحِيح بعد الْأَشْرِبَة كتاب المرضى فَذكر مَا يتَعَلَّق بِثَوَاب الْمَرِيض وأحوال المرضى وعد بِهِ أَرْبَعُونَ حَدِيثا ثمَّ قَالَ كتاب الطِّبّ وعدته سَبْعَة وَتسْعُونَ حَدِيثا بِتَقْدِيم السِّين على الْبَاء فِي سَبْعَة وبتقديم التَّاء على السِّين فِي التسعين ثمَّ قَالَ كتاب اللبَاس فَذكر متعلقات اللبَاس والزينة وأحوال الْبدن فِي ذَلِك وختمه بِأَحَادِيث فِي الارتداف على الدَّوَابّ وَآخره حَدِيث الِاضْطِجَاع فِي الْمَسْجِد رَافعا إِحْدَى رجلَيْهِ على الْأُخْرَى وعدته مائَة وَاثْنَانِ وَثَمَانُونَ حَدِيثا كتاب الْأَدَب مِائَتَان وَسِتَّة وَخَمْسُونَ حَدِيثا وَقد حررتها وَهِي خَارج عَن التَّعَالِيق والمكرر كتاب الاسْتِئْذَان سَبْعَة وَسَبْعُونَ وَهُوَ بِتَقْدِيم السِّين فيهمَا الدَّعْوَات سِتَّة وَسَبْعُونَ وَمن الدَّعْوَات أَيْضا ثَلَاثُونَ قلت هُوَ مائَة وَسِتَّة أَحَادِيث كَمَا قَالَ كتاب الرقَاق مائَة حَدِيث الْحَوْض سِتَّة عشر الْجنَّة وَالنَّار سَبْعَة وَخَمْسُونَ قلت لكل من كتاب الرقَاق وَأما صفة الْجنَّة وَالنَّار فقد تقدم ذكرهمَا فِي بَدْء الْخلق وعدة الرقَاق على مَا ذكر مائَة وَثَلَاثَة وَسَبْعُونَ حَدِيثا وَقد حررته فَزَاد على ذَلِك أَرْبَعَة أَحَادِيث الْقدر ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ الْأَيْمَان وَالنُّذُور أحد وَثَلَاثُونَ قلت كَذَا هُوَ فِي عدَّة نسخ وَهُوَ خطأ وَإِنَّمَا هُوَ أحد وَثَمَانُونَ كَفَّارَة الْيَمين خَمْسَة عشر حَدِيثا قلت بل ثَمَانِيَة عشر حَدِيثا الْفَرَائِض خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ حَدِيثا قلت سِتَّة وَأَرْبَعُونَ الْحُدُود ثَلَاثُونَ قلت بل اثْنَان وَثَلَاثُونَ الْمُحَاربَة اثْنَان وَخَمْسُونَ الدِّيات أَرْبَعَة وَخَمْسُونَ استتابه الْمُرْتَدين عشرُون الْإِكْرَاه ثَلَاثَة عشر قلت بل اثْنَا عشر حَدِيثا ترك الْحِيَل ثَلَاثَة وَعِشْرُونَ قلت بل ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ التَّعْبِير سِتُّونَ حَدِيث قلت وَثَلَاثَة الْفِتَن ثَمَانُون قلت وحديثان الْأَحْكَام اثْنَان وَثَمَانُونَ حَدِيثا التَّمَنِّي اثْنَان وَعِشْرُونَ قلت بل عشرُون من غير الْمُعَلق إجَازَة خبر الْوَاحِد تِسْعَة عشر(1/467)
قلت بل اثْنَان وَعِشْرُونَ الِاعْتِصَام سِتَّة وَتسْعُونَ قلت بل ثَمَانِيَة وَتسْعُونَ حَدِيثا التَّوْحِيد إِلَى آخر الْكتاب مائَة وَتسْعُونَ حَدِيثا قلت فَجَمِيع أَحَادِيثه بالمكرر سوى المعلقات والمتابعات على مَا حررته وأتقنته سَبْعَة آلَاف وَثَلَاث مائَة وَسَبْعَة وَتسْعُونَ حَدِيثا فقد زَاد على مَا ذَكرُوهُ مائَة حَدِيث وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ حَدِيثا على أنني لَا أَدعِي الْعِصْمَة وَلَا السَّلامَة من السَّهْو وَلَكِن هَذَا جهد من لَا جهد لَهُ وَالله الْمُوفق وَهَذَا عدد مَا فِيهِ من التَّعَالِيق والمتابعات على تَرْتِيب مَا سبق بَدْء الْوَحْي فِيهِ من المعلقات حديثان وَمن المتابعات سِتَّة مَوَاضِع الْإِيمَان فِيهِ من التَّعَالِيق عشرَة وَمن المتابعات سِتَّة الْعلم فِيهِ من التَّعَالِيق عشرُون وَمن المتابعات ثَلَاثَة الْوضُوء فِيهِ من التَّعَالِيق سِتَّة وَعِشْرُونَ وَمن المتابعات تِسْعَة الْغسْل فِيهِ من التَّعَالِيق عشرَة وَمن المتابعات اثْنَان الْحيض فِيهِ من التَّعَالِيق سِتَّة وَمن المتابعات اثْنَان التَّيَمُّم فِيهِ من التَّعَالِيق ثَلَاثَة فرض الصَّلَاة فِيهِ حَدِيث مُعَلّق الصَّلَاة فِي الثِّيَاب فِيهِ من التَّعَالِيق خَمْسَة عشر حَدِيثا الْقبْلَة فِيهِ من التَّعَالِيق سِتَّة أَحَادِيث الْمَسَاجِد فِيهِ من التَّعَالِيق سِتَّة عشر ستْرَة الْمُصَلِّي فِيهِ من التَّعَالِيق اثْنَان مَوَاقِيت الصَّلَاة فِيهِ من التَّعَالِيق خَمْسَة وَثَلَاثُونَ وَمن المتابعات ثَلَاثَة أَحَادِيث الْأَذَان فِيهِ من التَّعَالِيق أَرْبَعَة صَلَاة الْجَمَاعَة فِيهِ من التَّعَالِيق عشرَة أَحَادِيث وَمن المتابعات أَرْبَعَة الْإِمَامَة فِيهِ من التَّعَالِيق تِسْعَة وَمن المتابعات أحد عشر الصُّفُوف فِيهِ من التَّعَالِيق ثَلَاثَة افْتِتَاح الصَّلَاة فِيهِ من التَّعَالِيق ثَمَانِيَة الْقِرَاءَة فِي الصَّلَاة فِيهِ من التَّعَالِيق ثَلَاثَة وَمن المتابعات اثْنَان الرُّكُوع وَالسُّجُود وَالتَّشَهُّد فِيهِ من التَّعَالِيق تِسْعَة انْقِضَاء الصَّلَاة مِنْهُ من التَّعَالِيق سَبْعَة اجْتِنَاب أكل الثوم فِيهِ من التَّعَالِيق أَرْبَعَة صَلَاة النِّسَاء وَالصبيان فِيهِ مُتَابعَة وَاحِدَة الْجُمُعَة فِيهِ من التَّعَالِيق عشرَة وَمن المتابعات خَمْسَة صَلَاة الْخَوْف فِيهِ حَدِيث مُعَلّق صَلَاة الْعِيدَيْنِ فِيهِ من التَّعَالِيق ثَلَاثَة الْوتر فِيهِ حَدِيث مُعَلّق الاسْتِسْقَاء فِيهِ من التَّعَالِيق سِتَّة وَمن المتابعات حَدِيث وَاحِد الْكُسُوف فِيهِ من التَّعَالِيق عشرَة وَمن المتابعات اثْنَان سُجُود الْقُرْآن فِيهِ من التَّعَالِيق اثْنَان الْقصر فِيهِ من التَّعَالِيق ثَمَانِيَة وَمن المتابعات سِتَّة التَّهَجُّد فِيهِ من التَّعَالِيق سِتَّة وَمن المتابعات أَرْبَعَة التَّطَوُّع فِيهِ من التَّعَالِيق سِتَّة وَمن المتابعات خَمْسَة الصَّلَاة بِمَكَّة فِيهِ تَعْلِيق وَاحِد الْعَمَل فِي الصَّلَاة فِيهِ من التَّعَالِيق خَمْسَة السَّهْو فِيهِ تَعْلِيق وَاحِد ومتابعة وَاحِدَة الْجَنَائِز فِيهِ من التَّعَالِيق ثَمَانِيَة وَأَرْبَعُونَ حَدِيثا وَمن المتابعات ثَمَانِيَة الزَّكَاة فِيهِ من التَّعَالِيق سَبْعَة وَأَرْبَعُونَ حَدِيثا وَمن المتابعات سَبْعَة الْحَج فِيهِ من التَّعَالِيق خَمْسُونَ وَمن المتابعات أَرْبَعَة عشر الْعمرَة فِيهِ من التَّعَالِيق خَمْسَة الْإِحْصَار فِيهِ من التَّعَالِيق حديثان جَزَاء الصَّيْد فِيهِ مَوضِع وَاحِد مُعَلّق الْإِحْرَام فِيهِ من التَّعَالِيق سَبْعَة وَمن المتابعات خَمْسَة فضل الْمَدِينَة فِيهِ من التَّعَالِيق حَدِيث وَمن المتابعات ثَلَاثَة الصَّوْم فِيهِ من التَّعَالِيق اثْنَان وَثَلَاثُونَ وَمن المتابعات أَرْبَعَة لَيْلَة الْقدر فِيهِ متابعتان الْبيُوع فِيهِ من التَّعَالِيق خَمْسُونَ وَمن المتابعات ثَلَاثَة السّلم فِيهِ من التَّعَالِيق ثَلَاثَة الْإِجَارَة فِيهِ من التَّعَالِيق سَبْعَة الْكفَالَة فِيهِ من التَّعَالِيق حديثان الْوكَالَة فِيهِ من التَّعَالِيق ثَلَاثَة وَمن المتابعات موضوعان الْمُزَارعَة فِيهِ من التَّعَالِيق ثَمَانِيَة الشّرْب فِيهِ من التَّعَالِيق خَمْسَة وَمن المتابعات مَوضِع وَاحِد الاستقراض وَمَا مَعَه فِيهِ من التَّعَالِيق ثَمَانِيَة اللّقطَة فِيهِ من التَّعَالِيق أَرْبَعَة الْمَظَالِم وَالْغَصْب فِيهِ من التَّعَالِيق سِتَّة الشّركَة فِيهِ من التَّعَالِيق حديثان الْعتْق فِيهِ من التَّعَالِيق أَرْبَعَة عشر وَمن المتابعات أَرْبَعَة الْمُكَاتبَة فِيهِ من التَّعَالِيق حديثان الْهِبَة فِيهِ من التَّعَالِيق أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ الشَّهَادَات فِيهِ من التَّعَالِيق سَبْعَة الصُّلْح فِيهِ من التَّعَالِيق عشرَة الشُّرُوط فِيهِ من التَّعَالِيق أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ وَمن المتابعات أَرْبَعَة الْوَصَايَا وَالْوَقْف فِيهِ من التَّعَالِيق سَبْعَة عشر وَمن المتابعات موضوعان الْجِهَاد وَفرض الْخمس فِيهِ من التَّعَالِيق سِتَّة وَسِتُّونَ(1/468)
وَمن المتابعات ثَمَانِيَة الْجِزْيَة فِيهِ من التَّعَالِيق سِتَّة بَدْء الْخلق فِيهِ من التَّعَالِيق خَمْسَة وَعِشْرُونَ وَمن المتابعات أحد عشر أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء فِيهِ من التَّعَالِيق أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ وَمن المتابعات سَبْعَة عشر المناقب وعلامات النُّبُوَّة فِيهِ من التَّعَالِيق خَمْسَة عشر وَمن المتابعات مَوضِع وَاحِد فَضَائِل الصَّحَابَة فِيهِ من التَّعَالِيق سَبْعَة وَثَلَاثُونَ حَدِيثا وَمن المتابعات سِتَّة السِّيرَة إِلَى آخر الْمَغَازِي فِيهِ من التَّعَالِيق سَبْعَة وَتسْعُونَ حَدِيثا وَمن المتابعات عشرُون التَّفْسِير فِيهِ من التَّعَالِيق تِسْعَة وَسِتُّونَ وَمن المتابعات أَرْبَعَة عشر فَضَائِل الْقُرْآن فِيهِ من التَّعَالِيق عشر أَحَادِيث وَمن المتابعات سَبْعَة النِّكَاح فِيهِ من التَّعَالِيق سَبْعَة وَثَلَاثُونَ وَمن المتابعات ثَمَانِيَة الطَّلَاق وَمَا مَعَه فِيهِ من التَّعَالِيق أَرْبَعَة وَعِشْرُونَ حَدِيثا وَمن المتابعات أَرْبَعَة النَّفَقَات فِيهِ من التَّعَالِيق ثَلَاثَة الْأَطْعِمَة فِيهِ من التَّعَالِيق خَمْسَة عشر حَدِيثا الْعَقِيقَة فِيهِ من التَّعَالِيق أَرْبَعَة الذَّبَائِح وَالصَّيْد فِيهِ من التَّعَالِيق ثَلَاثَة عشر وَمن المتابعات تِسْعَة الْأَضَاحِي فِيهِ من التَّعَالِيق عشرَة وَمن المتابعات أَرْبَعَة الْأَشْرِبَة فِيهِ من التَّعَالِيق أحد عشر وَمن المتابعات خَمْسَة كَفَّارَة الْمَرَض والطب فِيهِ من التَّعَالِيق اثْنَان وَعِشْرُونَ وَمن المتابعات ثَمَانِيَة اللبَاس فِيهِ من التَّعَالِيق ثَلَاثُونَ حَدِيثا وَمن المتابعات سِتَّة عشر حَدِيثا الْأَدَب فِيهِ من التَّعَالِيق ثَلَاثَة وَسِتُّونَ حَدِيثا وَمن المتابعات اثْنَا عشر حَدِيثا الاسْتِئْذَان فِيهِ من التَّعَالِيق سِتَّة عشر وَمن المتابعات أَرْبَعَة عشر الدَّعْوَات فِيهِ من التَّعَالِيق أَرْبَعَة وَثَلَاثُونَ وَمن المتابعات خَمْسَة الرقَاق فِيهِ من التَّعَالِيق ثَمَانِيَة وَعِشْرُونَ وَمن المتابعات أَرْبَعَة عشر الْقدر فِيهِ من التَّعَالِيق أَرْبَعَة الْأَيْمَان وَالنُّذُور وَكَفَّارَة الْيَمين فِيهِ من التَّعَالِيق أحد وَعِشْرُونَ وَمن المتابعات ثَلَاثَة عشر الْفَرَائِض فِيهِ من التَّعَالِيق حديثان الْحُدُود فِيهِ من التَّعَالِيق عشرَة وَمن المتابعات ثَلَاثَة عشر الدِّيات فِيهِ من التَّعَالِيق ثَمَانِيَة وَمن المتابعات مَوضِع وَاحِد اسْتِتَابَة الْمُرْتَدين فِيهِ من التَّعَالِيق حَدِيث وَاحِد الْإِكْرَاه فِيهِ من التَّعَالِيق ثَلَاثَة ترك الْحِيَل فِيهِ من التَّعَالِيق ثَلَاثَة التَّعْبِير فِيهِ من التَّعَالِيق خَمْسَة عشر وَمن المتابعات سِتَّة الْفِتَن فِيهِ من التَّعَالِيق سَبْعَة عشر حَدِيثا الْأَحْكَام فِيهِ من التَّعَالِيق ثَلَاثُونَ حَدِيثا وَمن المتابعات ثَلَاثَة الِاعْتِصَام فِيهِ من التَّعَالِيق خَمْسَة وَعِشْرُونَ حَدِيثا وَمن المتابعات ثَلَاثَة التَّوْحِيد فِيهِ من التَّعَالِيق خَمْسُونَ حَدِيثا وَمن المتابعات خَمْسَة أَحَادِيث فجملة مَا فِي الْكتاب من التَّعَالِيق ألف وَثَلَاث مائَة وَاحِد وَأَرْبَعُونَ حَدِيثا وأكثرها مُكَرر مخرج فِي الْكتاب أصُول متونه وَلَيْسَ فِيهِ من الْمُتُون الَّتِي لم تخرج فِي الْكتاب وَلَو من طَرِيق أُخْرَى إِلَّا مائَة وَسِتُّونَ حَدِيثا قد أفردتها فِي كتاب مُفْرد لطيف مُتَّصِلَة الْأَسَانِيد إِلَى من علق عَنهُ وَجُمْلَة مَا فِيهِ من المتابعات والتنبيه على اخْتِلَاف الرِّوَايَات ثَلَاثمِائَة وَاحِد وَأَرْبَعُونَ حَدِيثا فَجَمِيع مَا فِي الْكتاب على هَذَا بالمكرر تِسْعَة آلَاف وَاثْنَانِ وَثَمَانُونَ حَدِيثا وَهَذِه الْعدة خَارج عَن الْمَوْقُوفَات على الصَّحَابَة والمقطوعات عَن التَّابِعين فَمن بعدهمْ وَقد استوعبت وصل جَمِيع ذَلِك فِي كتاب تَعْلِيق التَّعْلِيق وَهَذَا الَّذِي حررته من عدَّة مَا فِي صَحِيح البُخَارِيّ تَحْرِير بَالغ فتح الله بِهِ لَا أعلم من تقدمني إِلَيْهِ وَأَنا مقرّ بِعَدَمِ الْعِصْمَة من السَّهْو وَالْخَطَأ وَالله الْمُسْتَعَان(1/469)
(
ذكر مُنَاسبَة التَّرْتِيب الْمَذْكُور بالأبواب الْمَذْكُورَة مُلَخصا من كَلَام شَيخنَا شيخ الْإِسْلَام أبي حَفْص عمر البُلْقِينِيّ تغمده الله برحمته)
قَالَ رَضِي الله عَنهُ بَدَأَ البُخَارِيّ بقوله كَيفَ بَدْء الْوَحْي وَلم يقل كتاب بَدْء الْوَحْي لِأَن بَدْء الْوَحْي من بعض مَا يشْتَمل عَلَيْهِ الْوَحْي قلت وَيظْهر لي أَنه إِنَّمَا عراه من بَاب لِأَن كل بَاب يَأْتِي بعده يَنْقَسِم مِنْهُ فَهُوَ أم الْأَبْوَاب فَلَا يكون قسيما لَهَا قَالَ وَقدمه لِأَنَّهُ منبع الْخيرَات وَبِه قَامَت الشَّرَائِع وَجَاءَت الرسالات وَمِنْه عرف الْإِيمَان والعلوم وَكَانَ أَوله إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا يَقْتَضِي الْإِيمَان من الْقِرَاءَة والربوبية وَخلق الْإِنْسَان فَذكر بعد كتاب الْإِيمَان والعلوم وَكَانَ الْإِيمَان أشرف الْعُلُوم فعقبه بِكِتَاب الْعلم وَبعد الْعلم يكون الْعَمَل وَأفضل الْأَعْمَال الْبَدَنِيَّة الصَّلَاة وَلَا يتَوَصَّل إِلَيْهَا إِلَّا بِالطَّهَارَةِ فَقَالَ كتاب الطَّهَارَة فَذكر أَنْوَاعهَا وأجناسها وَمَا يصنع من لم يجد مَاء وَلَا تُرَابا إِلَى غير ذَلِك مِمَّا يشْتَرك فِيهِ الرِّجَال وَالنِّسَاء وَمَا تنفرد بِهِ النِّسَاء ثمَّ كتاب الصَّلَاة وأنواعها ثمَّ كتاب الزَّكَاة على تَرْتِيب مَا جَاءَ فِي حَدِيث بني الْإِسْلَام على خمس وَاخْتلفت النّسخ فِي الصَّوْم وَالْحج أَيهمَا قبل الآخر وَكَذَا اخْتلفت الرِّوَايَة فِي الْأَحَادِيث وَترْجم عَن الْحَج بِكِتَاب الْمَنَاسِك ليعم الْحَج وَالْعمْرَة وَمَا يتَعَلَّق بهما وَكَانَ فِي الْغَالِب من يحجّ يجتاز بِالْمَدِينَةِ الشَّرِيفَة فَذكر مَا يتَعَلَّق بزيارة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا يتَعَلَّق بحرم الْمَدِينَة قلت ظهر لي أَن يُقَال فِي تعقيبه الزَّكَاة بِالْحَجِّ أَن الْأَعْمَال لما كَانَت بدنية مَحْضَة ومالية مَحْضَة وبدنية مَالِيَّة مَعًا رتبها كَذَلِك فَذكر الصَّلَاة ثمَّ الزَّكَاة ثمَّ الْحَج وَلما كَانَ الصّيام هُوَ الرُّكْن الْخَامِس الْمَذْكُور فِي حَدِيث بن عمر بني الْإِسْلَام على خمس عقب بِذكرِهِ وَإِنَّمَا أَخّرهُ لِأَنَّهُ من التروك وَالتّرْك وَإِن كَانَ عملا أَيْضا لكنه عمل النَّفس لَا عمل الْجَسَد فَلهَذَا أَخّرهُ وَإِلَّا لَو كَانَ اعْتمد على التَّرْتِيب الَّذِي فِي حَدِيث بن عمر لقدم الصّيام على الْحَج لِأَن بن عمر أنكر على من روى عَنهُ الحَدِيث بِتَقْدِيم الْحَج على الصّيام وَهُوَ وَإِن كَانَ ورد عَن بن عمر من طَرِيق أُخْرَى كَذَلِك فَذَاك مَحْمُول على أَن الرَّاوِي روى عَنهُ بِالْمَعْنَى وَلم يبلغهُ نَهْيه عَن ذَلِك وَالله أعلم وَهَذِه التراجم كلهَا مُعَاملَة العَبْد مَعَ الْخَالِق وَبعدهَا مُعَاملَة العَبْد مَعَ الْخلق فَقَالَ كتاب الْبيُوع وَذكر تراجم بُيُوع الْأَعْيَان ثمَّ بيع دين على وَجه مَخْصُوص وَهُوَ السّلم وَكَانَ البيع يَقع قهريا فَذكر الشُّفْعَة الَّتِي هِيَ بيع قهري وَلما تمّ الْكَلَام على بُيُوع الْعين وَالدّين الِاخْتِيَارِيّ والقهري وَكَانَ ذَلِك قد يَقع فِيهِ غبن من أحد الْجَانِبَيْنِ أما فِي ابْتِدَاء العقد أَو فِي مجْلِس العقد وَكَانَ فِي الْبيُوع مَا يَقع على دينين لَا يجب فيهمَا قبض فِي الْمجْلس وَلَا تعْيين أَحدهمَا وَهُوَ الْحِوَالَة فَذكرهَا وَكَانَت الْحِوَالَة فِيهَا انْتِقَال الدّين من ذمَّة إِلَى ذمَّة أردفها بِمَا يَقْتَضِي ضم ذمَّة إِلَى ذمَّة أَو ضم شَيْء يحفظ بِهِ الْعلقَة وَهُوَ الْكفَالَة وَالضَّمان وَكَانَ الضَّمَان شرع للْحِفْظ فَذكر الْوكَالَة الَّتِي هِيَ حفظ لِلْمَالِ وَكَانَت الْوكَالَة فِيهَا توكل على آدَمِيّ فأردفها بِمَا فِيهِ التَّوَكُّل على الله فَقَالَ كتاب الْحَرْث والمزارعة وَذكر فِيهَا متعلقات الأَرْض والموات وَالْغَرْس وَالشرب وتوابع ذَلِك وَكَانَ فِي كثير من ذَلِك يَقع الارتفاق فعقبه بِكِتَاب الاستقراض لما فِيهِ من الْفضل والإرفاق ثمَّ ذكر الْعَبْدُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَلَا يَعْمَلُ إِلَّا بِإِذْنِهِ للإعلام بمعاملة الأرقاء فَلَمَّا تمت الْمُعَامَلَات كَانَ لابد أَن يَقع فِيهَا من منازعات فَذكر الْأَشْخَاص والملازمة والالتقاط وَكَانَ الِالْتِقَاط وضع الْيَد بالأمانة الشَّرْعِيَّة فَذكر بعده وضع الْيَد تَعَديا وَهُوَ الظُّلم وَالْغَضَب وعقبه بِمَا قد يظنّ فِيهِ غصب ظَاهر وَهُوَ حق شَرْعِي فَذكر(1/470)
وضع الْخشب فِي جِدَار الْجَار وصب الْخمر فِي الطَّرِيق وَالْجُلُوس فِي الأفنية والآبار فِي الطَّرِيق وَذكر فِي ذَلِك الْحُقُوق الْمُشْتَركَة وَقد يَقع فِي الِاشْتِرَاك نهي فترجم النَّهْي بِغَيْر إِذن صَاحبه ثمَّ ذكر بعد الْحُقُوق الْمُشْتَركَة الْعَامَّة الِاشْتِرَاك الْخَاص فَذكر كتاب الشّركَة وتفاريعها وَلما أَن كَانَت هَذِه الْمُعَامَلَات فِي مصَالح الْخلق ذكر شَيْئا يتَعَلَّق بمصالح الْمُعَامَلَة وَهِي الرَّهْن وَكَانَ الرَّهْن يحْتَاج إِلَى فك رَقَبَة وَهُوَ جَائِز من جِهَة الْمُرْتَهن لَازم من جِهَة الرَّاهِن أردفه بِالْعِتْقِ الَّذِي هُوَ فك الرَّقَبَة وَالْملك الَّذِي يَتَرَتَّب عَلَيْهِ جَائِز من جِهَة السَّيِّد لَا من جِهَة العَبْد فَذكر متعلقات الْعتْق من التَّدْبِير وَالْوَلَاء وَأم الْوَلَد الْإِحْسَان إِلَى الرَّقِيق وأحكامهم ومكاتباتهم وَلما كَانَت الْكِتَابَة تستدعي إيتَاء لقَوْله تَعَالَى وَآتُوهُمْ من مَال الله الَّذِي آتَاكُم فأردفه بِكِتَاب الْهِبَة وَذكر مَعهَا الْعمريّ والرقبى وَلما كَانَت الْهِبَة نقل ملك الرَّقَبَة بِلَا عوض أردفه بِنَقْل الْمَنْفَعَة بِلَا عوض وَهُوَ الْعَارِية المنيحة وَلما تمت الْمُعَامَلَات وانتقال الْملك على الْوُجُوه السَّابِقَة وَكَانَ ذَلِك قد يَقع فِيهِ تنَازع فَيحْتَاج إِلَى الأشهاد فأردفه بِكِتَاب الشَّهَادَات وَلما كَانَت الْبَينَات قد يَقع فِيهَا تعَارض ترْجم الْقرعَة فِي المشكلات وَكَانَ ذَلِك التَّعَارُض قد يَقْتَضِي صلحا وَقد يَقع بِلَا تعَارض ترْجم كتاب الصُّلْح وَلما كَانَ الصُّلْح قد يَقع فِيهِ الشَّرْط عقبه بِالشُّرُوطِ فِي الْمُعَامَلَات وَلما كَانَت الشُّرُوط قد تكون فِي الْحَيَاة وَبعد الْوَفَاة ترْجم كتاب الْوَصِيَّة وَالْوَقْف فَلَمَّا انْتهى مَا يتَعَلَّق بالمعاملات مَعَ الْخَالِق ثمَّ مَا يتَعَلَّق بالمعاملات مَعَ الْخلق أردفها بمعاملة جَامِعَة بَين مُعَاملَة الْخَالِق وفيهَا نوع اكْتِسَاب فترجم كتاب الْجِهَاد إِذْ بِهِ يحصل إعلاء كلمة الله تَعَالَى وإذلال الْكفَّار بِقَتْلِهِم واسترقاقهم نِسَائِهِم وصبيانهم وعبيدهم وغنيمة أَمْوَالهم الْعقار وَالْمَنْقُول والتخيير فِي كامليهم وَبَدَأَ بِفضل الْجِهَاد ثمَّ ذكر مَا يَقْتَضِي أَن الْمُجَاهِد يَنْبَغِي أَن يعد نَفسه فِي الْقَتْلَى فترجم بَاب التحنط عِنْد الْقِتَال وَقَرِيب مِنْهُ من ذهب ليَأْتِي بِخَبَر الْعَدو وَهُوَ الطليعة وَكَانَ الطليعة يحْتَاج إِلَى ركُوب الْخَيل ثمَّ ذكر من الْحَيَوَان مَا لَهُ خُصُوصِيَّة وَهُوَ بغلة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وناقته وَكَانَ الْجِهَاد فِي الْغَالِب للرِّجَال وَقد يكون النِّسَاء مَعَهم تبعا فترجم أَحْوَال النِّسَاء فِي الْجِهَاد وَذكر بَاقِي مَا يتَعَلَّق بِالْجِهَادِ وَمِنْهَا آلَات الْحَرْب وهيئتها وَالدُّعَاء قبل الْقِتَال وكل ذَلِك من آثَار بعثته الْعَامَّة فترجم دُعَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ النَّاسَ إِلَى الْإِسْلَام وَكَانَ عزم الإِمَام على النَّاس فِي الْجِهَاد إِنَّمَا هُوَ بِحَسب الطَّاقَة فترجم عزم الإِمَام على النَّاس فِيمَا يُطِيقُونَ وتوابع ذَلِك وَكَانَت الِاسْتِعَانَة فِي الْجِهَاد تكون بِجعْل أَو بِغَيْر جعل فترجم الجعائل وَكَانَ الإِمَام يَنْبَغِي أَن يكون إِمَام الْقَوْم فترجم الْمُبَادرَة عِنْد الْفَزع وَكَانَت الْمُبَادرَة لَا تمنع من التَّوَكُّل وَلَا سِيمَا فِي حق من نصر بِالرُّعْبِ فَذكره وَذكر مبادرته على أَن تعَاطِي الْأَسْبَاب لَا يقْدَح فِي التَّوَكُّل فترجم حمل الزَّاد فِي الْغَزْو ثمَّ ذكر آدَاب السّفر وَكَانَ القادمون من الْجِهَاد قد تكون مَعَهم الْغَنِيمَة فترجم فرض الْخمس وَكَانَ مَا يُؤْخَذ من الْكَفَّارَة تَارَة يكون بِالْحَرْبِ وَمرَّة بالمصالحة فَذكر كتاب الْجِزْيَة وأحوال أهل الذِّمَّة ثمَّ ذكر تراجم تتَعَلَّق بالموادعة والعهد والحذر من الْغدر وَلما تمت الْمُعَامَلَات الثَّلَاث وَكلهَا من الْوَحْي المترجم عَلَيْهِ بَدْء الْوَحْي فَذكر بعد هَذِه الْمُعَامَلَات بَدْء الْخلق قلت وَيظْهر إِلَى أَنه إِنَّمَا ذكر بَدْء الْخلق عقب كتاب الْجهد لما أَن الْجِهَاد يشْتَمل على إزهاق النَّفس فَأَرَادَ أَن يذكر أَن هَذِه الْمَخْلُوقَات محدثات وَأَن مآلها إِلَى الفناء وَأَنه لَا خُلُود لأحد انْتهى وَمن مناسبته ذكر الْجنَّة وَالنَّار اللَّتَيْنِ مآل الْخلق إِلَيْهِمَا وناسب ذكر إِبْلِيس وَجُنُوده عقب صفة النَّار لأَنهم أَهلهَا ثمَّ ذكر الْجِنّ وَلما كَانَ خلق الدَّوَابّ قبل خلق آدم عقبَة بِخلق آدم وَترْجم الْأَنْبِيَاء نَبيا نَبيا على التَّرْتِيب الَّذِي نعتقده وَذكر فيهم ذَا القرنين لِأَنَّهُ عِنْده نَبِي وَأَنه قبل إِبْرَاهِيم وَلِهَذَا تَرْجمهُ بعد تَرْجَمَة إِبْرَاهِيم وَذكر تَرْجَمَة أَيُّوب بعد يُوسُف لما بَينهمَا من مُنَاسبَة الِابْتِلَاء وَذكر قَوْله(1/471)
وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ بعد قصَّة يُونُس لِأَن يُونُس التقمه الْحُوت فَكَانَ ذَلِك بلوى لَهُ فَصَبر فنجا وَأُولَئِكَ ابتلوا بحيتان فَمنهمْ من صَبر فنجا وَمِنْهُم من تعدى فعذب وَذكر لُقْمَان بعد سُلَيْمَان إِمَّا لِأَنَّهُ عِنْده نَبِي وَإِمَّا لِأَنَّهُ من جملَة أَتبَاع دَاوُد عَلَيْهِ السَّلَام وَذكر مَرْيَم لِأَنَّهَا عِنْده نبيه ثمَّ ذكر بعد الْأَنْبِيَاء أَشْيَاء من الْعَجَائِب الْوَاقِعَة فِي زمن بني إِسْرَائِيل ثمَّ ذكر الْفَضَائِل والمناقب الْمُتَعَلّقَة بِهَذِهِ الْأمة وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِأَنْبِيَاء مَعَ ذَلِك وَبَدَأَ بِقُرَيْش لِأَن بلسانهم أنزل الْكتاب وَلما ذكر أسلم وغفارا ذكر قَرِيبا مِنْهُ إِسْلَام أبي ذَر لِأَنَّهُ أول من أسلم من غفار ثمَّ ذكر أَسمَاء النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وشمائله وعلامات نبوته فِي الْإِسْلَام ثمَّ فَضَائِل أَصْحَابه وَلما كَانَ الْمُسلمُونَ الَّذين اتَّبعُوهُ وسبقوا إِلَى الْإِسْلَام هم الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَار والمهاجرون مقدمون فِي السَّبق ترْجم مَنَاقِب الْمُهَاجِرين ورأسهم أَبُو بكر الصّديق فَذكرهمْ ثمَّ أتبعهم بمناقب الْأَنْصَار وفضائلهم ثمَّ شرع بعد ذكر مَنَاقِب الصَّحَابَة فِي سِيَاق سيرهم فِي إعلاء كلمة الله تَعَالَى مَعَ نَبِيّهم فَذكر أَولا أَشْيَاء من أَحْوَال الْجَاهِلِيَّة قبل الْبعْثَة الَّتِي أزالت الْجَاهِلِيَّة ثمَّ ذكر أَذَى الْمُشْركين للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَأَصْحَابه ثمَّ ذكر أَحْوَال النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بِمَكَّة قبل الْهِجْرَة إِلَى الْحَبَشَة ثمَّ الْهِجْرَة إِلَى الْحَبَشَة وأحوال الْإِسْرَاء وَغير ذَلِك ثمَّ الْهِجْرَة إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة ثمَّ سَاق الْمَغَازِي على تَرْتِيب مَا صَحَّ عِنْده وَبَدَأَ بِإِسْلَام بن سَلام تفاؤلا بالسلامة فِي الْمَغَازِي ثمَّ بعد إِيرَاد الْمَغَازِي والسرايا ذكر الْوُفُود ثمَّ حجَّة الْوَدَاع ثمَّ مَرَضِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَفَاتِهِ وَمَا قبض صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَّا وشريعته كَامِلَة بَيْضَاء نقية وَكتابه قد كمل نُزُوله فأعقب ذَلِك بِكِتَاب التَّفْسِير ثمَّ ذكر عقب ذَلِك فَضَائِل الْقُرْآن ومتعلقاته وآداب تِلَاوَته وَكَانَ مَا يتَعَلَّق بِالْكتاب وَالسّنة من الْحِفْظ وَالتَّفْسِير وَتَقْرِير الْأَحْكَام يحصل بِهِ حفظ الدّين فِي الأقطار واستمرار الْأَحْكَام على الْأَعْصَار وَبِذَلِك تحصل الْحَيَاة الْمُعْتَبرَة أعقب ذَلِك بِمَا يحصل بِهِ النَّسْل والذرية الَّتِي يقوم مِنْهَا جيل بعد جيل يحفظون أَحْوَال التَّنْزِيل فَقَالَ كتاب النِّكَاح ثمَّ أعقبه بِالرّضَاعِ لما فِيهِ من متعلقات التَّحْرِيم بِهِ ثمَّ ذكر مَا يحرم من النِّسَاء وَمَا يحل ثمَّ أرْدف ذَلِك بالمصاهرة وَالنِّكَاح الْحَرَام وَالْمَكْرُوه وَالْخطْبَة وَالْعقد وَالصَّدَاق وَالْوَلِيّ وَضرب الدُّف فِي النِّكَاح والوليمة والشروط فِي النِّكَاح وَبَقِيَّة أَحْوَال الْوَلِيمَة ثمَّ عشرَة النِّسَاء ثمَّ أردفه كتاب الطَّلَاق ثمَّ ذكر أنكحه الْكفَّار وَلما كَانَ الْإِيلَاء فِي كتاب الله مَذْكُورا بعد نِكَاح الْمُشْركين ذكره البُخَارِيّ عقبه ثمَّ ذكر الظِّهَار وَهُوَ فرقة مُؤَقَّتَة ثمَّ ذكر اللّعان وَهُوَ فرقة مُؤَبّدَة ثمَّ ذكر الْعدَد والمراجعة ثمَّ ذكر حكم الْوَطْء من غير عقد لما فرغ من تَوَابِع العقد الصَّحِيح فَقَالَ مهر الْبَغي وَالنِّكَاح الْفَاسِد ثمَّ ذكر الْمُتْعَة وَلما انْتَهَت الْأَحْكَام الْمُتَعَلّقَة بِالنِّكَاحِ وَكَانَ من أَحْكَامه أَمر يتَعَلَّق بِالزَّوْجِ تعلقا مستمرا وَهُوَ النَّفَقَة ذكرهَا وَلما انْقَضتْ النَّفَقَات وَهِي من المأكولات غَالِبا أرْدف كتاب الْأَطْعِمَة وأحكامها وآدابها ثمَّ كَانَ من الْأَطْعِمَة مَا هُوَ خَاص فَذكر الْعَقِيقَة وَكَانَ ذَلِك مِمَّا يحْتَاج فِيهِ إِلَى ذبح فَذكر الذَّبَائِح وَكَانَ من الْمَذْبُوح مَا يصاد فَذكر أَحْكَام الصَّيْد وَكَانَ من الذّبْح مَا يذبح فِي الْعَام مرّة فَقَالَ كتاب الْأَضَاحِي وَكَانَت المآكل تعقبها المشارب فَقَالَ كتاب الْأَشْرِبَة وَكَانَت المأكولات والمشروبات قد يحصل مِنْهَا فِي الْبدن مَا يحْتَاج إِلَى طَبِيب فَقَالَ كتاب الطِّبّ وَذكر تعلقات الْمَرَض وثواب الْمَرَض وَمَا يجوز أَن يتداوى بِهِ وَمَا يجوز من الرقي وَمَا يكره مِنْهَا وَيحرم وَلما انْقَضى الْكَلَام على المأكولات والمشروبات وَمَا يزِيل الدَّاء الْمُتَوَلد مِنْهَا أرْدف بِكِتَاب اللبَاس والزينة وَأَحْكَام ذَلِك وَالطّيب وأنواعه وَكَانَ كثير مِنْهَا يتَعَلَّق بآداب النَّفس فأردفها بِكِتَاب الْأَدَب وَالْبر والصلة والاستئذان وَلما كَانَ السَّلَام والاستئذان سَببا لفتح الْأَبْوَاب السفلية أردفها بالدعوات الَّتِي هِيَ فتح الْأَبْوَاب العلوية وَلما كَانَ الدُّعَاء سَبَب الْمَغْفِرَة ذكر الاسْتِغْفَار وَلما(1/472)
كَانَ الإستغفار سَببا لهدم الذُّنُوب قَالَ بَاب التَّوْبَة ثمَّ ذكر الْأَذْكَار الموقتة وَغَيرهَا والاستعاذة وَلما كَانَ الذّكر وَالدُّعَاء سَببا للاتعاظ ذكر المواعظ والزهد وَكَثِيرًا من أَحْوَال يَوْم الْقِيَامَة ثمَّ ذكر مَا يبين أَن الْأُمُور كلهَا بتصريف الله تَعَالَى فَقَالَ كتاب الْقدر وَذكر أَحْوَاله وَلما كَانَ الْقدر قد تحال عَلَيْهِ الْأَشْيَاء الْمَنْذُورَة قَالَ كتاب النذور كَانَ النّذر فِيهِ كَفَّارَة فأضاف إِلَيْهِ الْأَيْمَان وَكَانَت الْأَيْمَان وَالنُّذُور تحْتَاج إِلَى الْكَفَّارَة فَقَالَ كتاب الْكَفَّارَة وَلما تمت أَحْوَال النَّاس فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا ذكر أَحْوَالهم بعد الْمَوْت فَقَالَ كتاب الْفَرَائِض فَذكر أَحْكَامه وَلما تمت الْأَحْوَال بِغَيْر جِنَايَة ذكر الْجِنَايَات الْوَاقِعَة بَين النَّاس فَقَالَ كتاب الْحُدُود وَذكر فِي آخِره أَحْوَال الْمُرْتَدين وَلما كَانَ الْمُرْتَد قد لَا يكفر إِذا كَانَ مكْرها قَالَ كتاب الْإِكْرَاه وَكَانَ الْمُكْره قد يضمر فِي نَفسه حِيلَة دافعة فَذكر الْحِيَل وَمَا يحل مِنْهَا وَمَا يحرم وَلما كَانَت الْحِيَل فِيهَا ارْتِكَاب مَا يخفى أرْدف ذَلِك بتعبير الرُّؤْيَا لِأَنَّهَا مِمَّا يخفي وَإِن ظهر للمعبر وَقَالَ الله تَعَالَى وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلَّا فِتْنَةً للنَّاس فأعقب ذَلِك بقوله كتاب الْفِتَن وَكَانَ من الْفِتَن مَا يرجع فِيهِ إِلَى الْحُكَّام فهم الَّذين يسعون فِي تسكين الْفِتْنَة غَالِبا فَقَالَ كتاب الْأَحْكَام وَذكر أَحْوَال الْأُمَرَاء والقضاة وَلما كَانَت الْإِمَامَة وَالْحكم قد يتمناها قوم أرْدف ذَلِك بِكِتَاب التَّمَنِّي وَلما كَانَ مدَار حكم الْحُكَّام فِي الْغَالِب على أَخْبَار الْآحَاد قَالَ مَا جَاءَ فِي إجَازَة خبر الْوَاحِد الصدوق وَلما كَانَت الْأَحْكَام كلهَا تحْتَاج إِلَى الْكتاب وَالسّنة قَالَ الِاعْتِصَام بِالْكتاب وَالسّنة وَذكر أَحْكَام الاستنباط من الْكتاب وَالسّنة وَالِاجْتِهَاد وكراهية الِاخْتِلَاف وَكَانَ أَصْلُ الْعِصْمَةِ أَوَّلًا وَآخِرًا هُوَ تَوْحِيدُ اللَّهِ فَخَتَمَ بِكِتَابِ التَّوْحِيدِ وَكَانَ آخِرُ الْأُمُورِ الَّتِي يَظْهَرُ بِهَا الْمُفْلِحُ مِنَ الْخَاسِرِ ثِقَلَ الْمَوَازِينِ وخفتها فَجعله آخر تراجم كِتَابه فَقَالَ بَاب قَول الله تَعَالَى وَنَضَع الموازين الْقسْط ليَوْم الْقِيَامَة وَأَن أَعمال بني آدم توزن فَبَدَأَ بِحَدِيث إِنَّمَا الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ وَختم بِأَن أَعمال بني آدم توزن وَأَشَارَ بذلك إِلَى أَنه إِنَّمَا يتَقَبَّل مِنْهَا مَا كَانَ بِالنِّيَّةِ الْخَالِصَةِ لِلَّهِ تَعَالَى وَهُوَ حَدِيث كلمتان حبيبتان إِلَى الرَّحْمَن خفيفتان على اللِّسَان ثقيلتان فِي الْمِيزَان سُبْحَانَ الله وَبِحَمْدِهِ سُبْحَانَ الله الْعَظِيم فَقَوله كلمتان فِيهِ ترغيب وَتَخْفِيف وَقَوله حبيبتان فِيهِ حث على ذكرهمَا لمحبة الرَّحْمَن إيَّاهُمَا وَقَوله خفيفتان فِيهِ حث بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا يتَعَلَّق بِالْعَمَلِ وَقَوله ثقيلتان فِيهِ إِظْهَار ثوابهما وَجَاء التَّرْتِيب بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى أُسْلُوبٍ عَظِيمٍ وَهُوَ أَنَّ حُبَّ الرَّبِّ سَابِقٌ وَذِكْرَ الْعَبْدِ وَخِفَّةَ الذِّكْرِ عَلَى لِسَانه قَالَ وَبعد ذَلِك ثَوَاب هَاتين الْكَلِمَتَيْنِ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة وَهَاتَانِ الكلمتان مَعْنَاهُمَا جَاءَ فِي ختام دُعَاء أهل الْجنَّة لقَوْله تَعَالَى دَعوَاهُم فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وتحيتهم فِيهَا سَلام وَآخر دَعوَاهُم أَن الْحَمد لله رب الْعَالمين انْتهى كَلَام الشَّيْخ مُلَخصا وَلَقَد أبدى فِيهِ لطائف وعجائب جزاه الله خير بمنه وَكَرمه(1/473)
(
ذكر عدَّة مَا لكل صَحَابِيّ فِي صَحِيح البُخَارِيّ مَوْصُولا ومعلقا على تَرْتِيب حُرُوف المعجم)
وَبِه يتَبَيَّن صِحَة عدده بِلَا تَكْرِير وَقد قدمت عَن بن الصّلاح أَنه قَالَ يُقَال أَنه أَرْبَعَة آلَاف وَبِذَلِك جزم الشَّيْخ مُحي الدّين فِي شَرحه لكنه عبر بقوله وَجُمْلَة مَا فِيهِ بِغَيْر المكرر نَحْو أَرْبَعَة آلَاف وسيظهر لَك أَنه لَا يبلغ هَذَا الْقدر وَلَا يُقَارِبه وَالله الْمُوفق أبي بن كَعْب سيد الْقُرَّاء سَبْعَة أَحَادِيث أُسَامَة بن زيد بن حَارِثَة سِتَّة عشر حَدِيثا وعده الْحميدِي سَبْعَة عشر أسيد بن حضير الْأنْصَارِيّ حَدِيث وَاحِد الْأَشْعَث بن قيس الْكِنْدِيّ حَدِيث وَاحِد أنس بن مَالك الْأنْصَارِيّ مِائَتَان وَثَمَانِية وَسِتُّونَ حَدِيثا وَنقص الْحميدِي الْعدة لِأَنَّهُ بعد الْحَدِيثين إِذا تقاربت ألفاظهما حَدِيثا وَاحِدًا كَمَا صنع فِي حَدِيث الزُّهْرِيّ عَن أنس قَالَ لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم من الْحسن بن عَليّ وَحَدِيث مُحَمَّد بن سِيرِين عَن أنس فِي الْحُسَيْن بن عَليّ كَانَ أَشْبَهَهُمْ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم فعد الْحميدِي هذَيْن الْحَدِيثين حَدِيثا وَاحِدًا مَعَ اخْتِلَافهمَا فِي اللَّفْظ وَالْمعْنَى وَيَقَع لَهُ عكس ذَلِك فَلم أقلده فِيمَا عده وَالله الْمُوفق أهبان بن أَوْس الْأَسْلَمِيّ حَدِيث وَاحِد الْبَراء بن عَازِب الْأنْصَارِيّ ثَمَانِيَة وَثَلَاثُونَ حَدِيثا بُرَيْدَة بن الْحصيب الْأَسْلَمِيّ ثَلَاثَة أَحَادِيث بِلَال بن رَبَاح الْمُؤَذّن الحبشي ثَلَاثَة أَحَادِيث ثَابت بن الضَّحَّاك الْأنْصَارِيّ حديثان ثَابت بن قيس بن شماس الْأنْصَارِيّ حَدِيث وَاحِد جَابر بن سَمُرَة بن جُنَادَة الْأنْصَارِيّ السوَائِي حديثان جَابر بن عبد الله بن عَمْرو الْأنْصَارِيّ تسعون حَدِيثا جُبَير بن مطعم النَّوْفَلِي تِسْعَة أَحَادِيث جرير بن عبد الله البَجلِيّ عشرَة أَحَادِيث جُنْدُب بن عبد الله الْقَسرِي ثَمَانِيَة أَحَادِيث حَارِثَة بن وهب الْخُزَاعِيّ أَرْبَعَة أَحَادِيث حُذَيْفَة بن الْيَمَان الْعَبْسِي اثْنَان وَعِشْرُونَ حَدِيثا حزن بن أبي وهب المَخْزُومِي حديثان حسان بن ثَابت بن الْمُنْذر الْأنْصَارِيّ الشَّاعِر حَدِيث وَاحِد حَكِيم بن حزَام بن خويلد الْأَسدي أَرْبَعَة أَحَادِيث خَالِد بن زيد أَبُو أَيُّوب الْأنْصَارِيّ سَبْعَة أَحَادِيث خَالِد بن الْوَلِيد المَخْزُومِي حديثان خباب بن الْأَرَت الْخُزَاعِيّ خَمْسَة أَحَادِيث خفاف بن إِيمَاء الْغِفَارِيّ الْخُزَاعِيّ ذَكَرَ الْمِزِّيُّ فِي الْأَطْرَافِ أَنَّ الْبُخَارِيَّ أَخْرَجَ لَهُ حَدِيثا والْحَدِيث الَّذِي أَشَارَ إِلَيْهِ إِنَّمَا هُوَ من مُسْند ابْنَته رَافع بن خديج بن رَافع الْأنْصَارِيّ سِتَّة أَحَادِيث وَوهم الْحميدِي فأسقط حَدِيثا رَافع بن مَالك الْعجْلَاني الْأنْصَارِيّ حَدِيث وَاحِد فِي الْمَغَازِي أَنه كَانَ يَقُول لِابْنِهِ رِفَاعَة وَكَانَ رِفَاعَة شهد بَدْرًا وَأَبوهُ رَافع شهد الْعقبَة وَلم يشْهد بَدْرًا مَا يسرني أَنِّي شهِدت بَدْرًا بِالْعقبَةِ وَهَذَا الحَدِيث لم يذكرهُ أَصْحَاب الْأَطْرَاف فِي كتبهمْ وَلَا أفرد من صنف فِي رجال البُخَارِيّ لرافع هَذَا تَرْجَمَة وَهُوَ على شرطهم رِفَاعَة بن رَافع بن مَالك ولد الَّذِي قبله ثَلَاثَة أَحَادِيث الزبير بن الْعَوام بن خويلد الْأَسدي تِسْعَة أَحَادِيث زيد بن أَرقم الْأنْصَارِيّ سِتَّة أَحَادِيث زيد بن ثَابت الْأنْصَارِيّ ثَمَانِيَة أَحَادِيث زيد بن خَالِد الْجُهَنِيّ خَمْسَة أَحَادِيث زيد بن الْخطاب الْعَدوي أَخُو عمر لَهُ حَدِيث وَاحِد زيد بن سهل أَبُو طَلْحَة الْأنْصَارِيّ ثَلَاثَة أَحَادِيث السَّائِب بن يزِيد الْكِنْدِيّ سِتَّة أَحَادِيث سراقَة بن مَالك بن جعْشم حَدِيث وَاحِد سعد بن أبي وَقاص الزُّهْرِيّ عشرُون حَدِيثا سعد بن مَالك أَبُو سعيد الْخُدْرِيّ سِتَّة وَسِتُّونَ حَدِيثا سَعِيدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ الْعَدوي ثَلَاثَة أَحَادِيث سُفْيَان بن(1/474)
أبي زُهَيْر الْأَزْدِيّ حديثان سلمَان بن عَامر الضَّبِّيّ حَدِيث وَاحِد سلمَان الْفَارِسِي أَرْبَعَة أَحَادِيث سَلمَة بن الْأَكْوَع الْأَسْلَمِيّ عشرُون حَدِيثا سَلمَة الْجرْمِي وَالِد عَمْرو حَدِيث وَاحِد سُلَيْمَان بن صرد الْخُزَاعِيّ حَدِيث وَاحِد سَمُرَة بن جُنَادَة السوَائِي حَدِيث وَاحِد سَمُرَة بن جُنْدُب الْفَزارِيّ ثَلَاثَة أَحَادِيث سِنِين أَبُو جميلَة السّلمِيّ حَدِيث وَاحِد سهل بن أبي حثْمَة الْأنْصَارِيّ ثَلَاثَة أَحَادِيث سهل بن حنيف الْأنْصَارِيّ أَرْبَعَة أَحَادِيث سهل بن سعد الساعد أحد وَأَرْبَعُونَ حَدِيثا سُوَيْد بن النُّعْمَان الْأنْصَارِيّ حَدِيث وَاحِد شَدَّاد بن أَوْس بن ثَابت الْأنْصَارِيّ حَدِيث وَاحِد شَيْبَةَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْعَبْدَرِيِّ حَدِيث وَاحِد صَخْر بن حَرْب أَبُو سُفْيَان الْأمَوِي حَدِيث وَاحِد عدي بن عجلَان أَبُو أُمَامَة الْبَاهِلِيّ ثَلَاثَة أَحَادِيث الصعب بن جثامة اللَّيْثِيّ ثَلَاثَة أَحَادِيث طَلْحَة بن عبيد الله التَّيْمِيّ أحد الْعشْرَة أَرْبَعَة أَحَادِيث ظهير بن رَافع الْأنْصَارِيّ حَدِيث وَاحِد عَامر بن ربيعَة الْعَنزي حديثان عَائِذ بن عَمْرو الْمُزنِيّ حَدِيث وَاحِد عبَادَة بن الصَّامِت الْأنْصَارِيّ تِسْعَة أَحَادِيث الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب بن هَاشم عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَةٌ أَحَادِيث عبد الله بن أبي أوفى خَمْسَة عشر حَدِيثا عبد الله بن بسر الْمَازِني حَدِيث وَاحِد عبد الله بن ثَعْلَبَة بن صَغِير حَدِيث وَاحِد عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ الْهَاشِمِي حديثان عبد الله بن رَوَاحَة بن ثَعْلَبَة الْأنْصَارِيّ حَدِيث وَاحِد عبد الله بن الزبير بن الْعَوام الْأَسدي عشرَة أَحَادِيث عبد الله بن زَمعَة بن الْأسود الْأَسدي حَدِيث وَاحِد عَبْدُ اللَّهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الْمَازِنِيُّ تِسْعَة أَحَادِيث عبد الله بن سَلام حديثان عبد الله بن عَبَّاس بن عبد الْمطلب الْهَاشِمِي مِائَتَا حَدِيث وَسَبْعَة عشر حَدِيثا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ بن أبي قُحَافَة اثْنَان وَعِشْرُونَ حَدِيثا عبد الله بن عمر بن الْخطاب الْعَدوي مِائَتَان وَسَبْعُونَ حَدِيثا عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ سِتَّة وَعِشْرُونَ حَدِيثا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَيْسٍ أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيُّ سَبْعَة وَخَمْسُونَ حَدِيثا عبد الله بن مَالك الْأَزْدِيّ الْمَعْرُوف بِابْن بُحَيْنَة أَرْبَعَة أَحَادِيث عبد الله بن مَسْعُود بن غافل الْهُذلِيّ أَبُو عبد الرَّحْمَن خَمْسَة وَثَمَانُونَ حَدِيثا عبد الله بن مُغفل الْمُزنِيّ ثَمَانِيَة أَحَادِيث عبد الله بن هِشَام بن زهرَة التَّيْمِيّ ثَلَاثَة أَحَادِيث عبد الله بن يزِيد الخطمي حديثان عبد الرَّحْمَن بن أَبْزي الْخُزَاعِيّ حَدِيث وَاحِد عبد الرَّحْمَن بن أبي بكر الصّديق ثَلَاثَة أَحَادِيث أَبُو عبس بن جبر الْأنْصَارِيّ واسْمه عبد الرَّحْمَن حَدِيث وَاحِد عبد الرَّحْمَن بن سَمُرَة بن حبيب العبشمي حَدِيث وَاحِد عبد الرَّحْمَن بن عَوْف بن عبد عَوْف بن عبد الْحَارِث بن زهرَة الزُّهْرِيّ أحد الْعشْرَة تِسْعَة أَحَادِيث عتْبَان بن مَالك الْأنْصَارِيّ حَدِيث وَاحِد عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ بْنِ أُميَّة الْأمَوِي تِسْعَة أَحَادِيث عدي بن حَاتِم الطَّائِي سَبْعَة أَحَادِيث عُرْوَة بن أبي الْجَعْد الْبَارِقي حديثان عقبَة بن الْحَارِث بن عَامر بن نَوْفَل النَّوْفَلِي ثَلَاثَة أَحَادِيث عقبَة بن عَامر الْجُهَنِيّ تِسْعَة أَحَادِيث عقبَة بن عَمْرو أَبُو مَسْعُود الْأنْصَارِيّ البدري أحد عشر حَدِيثا عَليّ بن أبي طَالب بن عبد الْمطلب الْهَاشِمِي تِسْعَة وَعِشْرُونَ حَدِيثا عمار بن يَاسر الْعَبْسِي أَرْبَعَة أَحَادِيث عمر بن الْخطاب بن نفَيْل الْعَدوي أَمِير الْمُؤمنِينَ سِتُّونَ حَدِيثا عمر بن أبي سَلمَة بن عبد الْأسد المَخْزُومِي حديثان عَمْرو بن أُميَّة الضمرِي حديثان عَمْرو بن تغلب النمري حديثان عَمْرو بن الْحَارِث المصطلقي حَدِيث وَاحِد عَمْرو بن الْعَاصِ السَّهْمِي ثَلَاثَة أَحَادِيث عَمْرو بن عَوْف الْأنْصَارِيّ حَدِيث وَاحِد عمرَان بن حُصَيْن الْخُزَاعِيّ اثْنَا عشر حَدِيثا عَوْف بن مَالك الْأَشْجَعِيّ حَدِيث وَاحِد عُوَيْمِر أَبُو الدَّرْدَاء الْأنْصَارِيّ أَرْبَعَة أَحَادِيث الْعَلَاء بن الْحَضْرَمِيّ حَدِيث وَاحِد الْفضل بن الْعَبَّاس بن عبد الْمطلب الْهَاشِمِي ثَلَاثَة أَحَادِيث قَتَادَة بن النُّعْمَان الْأنْصَارِيّ حَدِيث وَاحِد قيس بن سعد بن(1/475)
عبَادَة الخزرجي حديثان كَعْب بن عجْرَة البلوي حَلِيف الْأَنْصَار حديثان كَعْب بن مَالك الْأنْصَارِيّ أَرْبَعَة أَحَادِيث مَالك بن الْحُوَيْرِث اللَّيْثِيّ أَرْبَعَة أَحَادِيث مَالك بن ربيعَة أَبُو أسيد السَّاعِدِيّ أَرْبَعَة أَحَادِيث مَالك بن صعصعة الْأنْصَارِيّ حَدِيث وَاحِد مجاشع بن مَسْعُود السّلمِيّ حَدِيث وَاحِد أَخُوهُ مجَالد حَدِيث وَاحِد مُحَمَّد بن مسلمة الْأنْصَارِيّ حَدِيث وَاحِد مَحْمُود بن الرّبيع الْأنْصَارِيّ حَدِيث وَاحِد مرداس بن مَالك الْأَسْلَمِيّ حَدِيث وَاحِد مَرْوَان بن الحكم الْأمَوِي حديثان الْمسور بن مخرمَة بن نَوْفَل الزُّهْرِيّ ثَمَانِيَة أَحَادِيث الْمسيب بن حزن وَالِد سعيد المَخْزُومِي ثَلَاثَة أَحَادِيث معَاذ بن جبل الْأنْصَارِيّ سِتَّة أَحَادِيث مُعَاوِيَة بن أبي سُفْيَان الْأمَوِي ثَمَانِيَة أَحَادِيث معقل بن يسَار الْمُزنِيّ حديثان معن بن يزِيد السّلمِيّ حَدِيث وَاحِد معيقيب الدوسي حَدِيث وَاحِد الْمُغيرَة بن شُعْبَة بن أبي عَامر بن مَسْعُود الثَّقَفِيّ أحد عشر حَدِيثا الْمِقْدَاد بن الْأسود الْكِنْدِيّ حَدِيث وَاحِد الْمِقْدَام بن معد يكرب الْكِنْدِيّ حديثان نَضْلَة بن عبيد أَبُو بَرزَة الْأَسْلَمِيّ أَرْبَعَة أَحَادِيث النُّعْمَان بن بشير بن سعد الْأنْصَارِيّ سِتَّة أَحَادِيث النُّعْمَان بن مقرن الْمُزنِيّ حَدِيث وَاحِد نفيع بن الْحَارِث أَبُو بكرَة الثَّقَفِيّ أَرْبَعَة عشر حَدِيثا نَوْفَل بن مُعَاوِيَة الديلِي حَدِيث وَاحِد هَانِئ أَبُو بردة بن نيار الْأنْصَارِيّ حَدِيث وَاحِد وَاثِلَة بن الْأَسْقَع اللَّيْثِيّ حَدِيث وَاحِد وَحشِي بن حَرْب الحبشي حَدِيث وَاحِد وهب بن عبد الله أَبُو جُحَيْفَة السوَائِي سَبْعَة أَحَادِيث يعلى بن أُميَّة التَّمِيمِي ثَلَاثَة أَحَادِيث ذكر * (* من لَا يعرف اسْمه أَو اخْتلف فِيهِ *) * أَبُو بشير الْأنْصَارِيّ حَدِيث وَاحِد أَبُو ثَعْلَبَة الْخُشَنِي ثَلَاثَة أَحَادِيث أَبُو جهم بن الْحَارِث بن الصمَّة الْأنْصَارِيّ حديثان أَبُو حميد السَّاعِدِيّ أَرْبَعَة أَحَادِيث أَبُو ذَر الْغِفَارِيّ أَرْبَعَة عشر حَدِيثا أَبُو رَافع مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيث وَاحِد أَبُو سعيد بن الْمُعَلَّى الْأنْصَارِيّ حَدِيث وَاحِد أَبُو شُرَيْح الْخُزَاعِيّ ثَلَاثَة أَحَادِيث أَبُو قَتَادَة الْأنْصَارِيّ ثَلَاثَة عشر حَدِيثا أَبُو لبَابَة الْأنْصَارِيّ حَدِيث وَاحِد أَبُو هُرَيْرَة الدوسي أَرْبَعمِائَة وَسِتَّة وَأَرْبَعُونَ حَدِيثا أَبُو وَاقد اللَّيْثِيّ حَدِيث وَاحِد النِّسَاء أَسمَاء بنت أبي بكر الصّديق سِتَّة عشر حَدِيثا أَسمَاء بنت عُمَيْس حَدِيث وَاحِد أُمَيْمَة بنت خَالِد بن سعيد بن الْعَاصِ أم خَالِد حديثان حَفْصَة بنت عمر بن الْخطاب أم الْمُؤمنِينَ خَمْسَة أَحَادِيث خنساء بنت خذام حَدِيث وَاحِد خَوْلَة بنت قيس الْأَنْصَارِيَّة حَدِيث وَاحِد الرّبيع بنت معوذ الْأَنْصَارِيَّة ثَلَاثَة أَحَادِيث رَملَة بنت أبي سُفْيَان أم حَبِيبَة أم الْمُؤمنِينَ حديثان زَيْنَب بنت جحش أم الْمُؤمنِينَ حديثان زَيْنَب بنت أبي سَلمَة بن عبد الْأسد حديثان زَيْنَب الثقفية امْرَأَة بن مَسْعُود حَدِيث وَاحِد سبيعة بنت الْحَارِث الأسْلَمِيَّة حَدِيث وَاحِد سَوْدَة بنت زَمعَة العامرية أم الْمُؤمنِينَ حَدِيث وَاحِد صَفِيَّة بنت حييّ أم الْمُؤمنِينَ حَدِيث وَاحِد صَفِيَّة بنت شيبَة الْعَبْدَرِيَّة حَدِيث وَاحِد عَائِشَة بنت أبي بكر الصّديق أم الْمُؤمنِينَ مِائَتَان وَاثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ حَدِيثا فَاخِتَة أم هَانِئ بنت أبي طَالب الهاشمية حديثان فَاطِمَة بنت قيس الفهرية حَدِيث وَاحِد فَاطِمَة الزهراء بنت سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيث وَاحِد لبَابَة أم الْفضل حديثان مَيْمُونَة بنت الْحَارِث الْهِلَالِيَّة(1/476)
أم الْمُؤمنِينَ سَبْعَة أَحَادِيث نسيبة أم عَطِيَّة الْأَنْصَارِيَّة خَمْسَة أَحَادِيث هِنْد بنت أبي أُميَّة بن الْمُغيرَة المخزومية أم سَلمَة أم الْمُؤمنِينَ سِتَّة عشر حَدِيثا أم حرَام بنت ملْحَان حديثان أم رُومَان وَالِدَة عَائِشَة حديثان أم سليم الْأَنْصَارِيَّة حديثان أم شريك العامرية حَدِيث وَاحِد أم الْعَلَاء الْأَنْصَارِيَّة حَدِيث وَاحِد أم قيس بنت مُحصن الأَسدِية حديثان أُمُّ كُلْثُومٍ بِنْتُ عُقْبَةَ بْنِ أَبِي مُعَيْطٍ حَدِيث وَاحِد بنت خفاف بن أيماء حَدِيث وَاحِد فَجَمِيع مَا فِي صَحِيح البُخَارِيّ من الْمُتُون الموصولة بِلَا تَكْرِير على التَّحْرِير ألفا حَدِيث وسِتمِائَة حَدِيث وحديثان وَمن الْمُتُون الْمُعَلقَة المرفوعة الَّتِي لم يوصلها فِي مَوضِع آخر من الْجَامِع الْمَذْكُور مائَة وَتِسْعَة وَخَمْسُونَ حَدِيثا فَجَمِيع ذَلِك ألفا حَدِيث وَسَبْعمائة وَأحد وَسِتُّونَ حَدِيثا وَبَين هَذَا الْعدَد الَّذِي حررته وَالْعدَد الَّذِي ذكره بن الصّلاح وَغَيره تفَاوت كثير وَمَا عرفت من أَيْن أَتَى الْوَهم فِي ذَلِك ثمَّ تأولته على أَنه يحْتَمل أَن يكون الْعَاد الأول الَّذِي قلدوه فِي ذَلِك كَانَ إِذا رأى الحَدِيث مطولا فِي مَوضِع ومختصرا فِي مَوضِع آخر يظنّ أَن الْمُخْتَصر غير المطول إِمَّا لبعد الْعَهْد بِهِ أَو لقلَّة الْمعرفَة بالصناعة فَفِي الْكتاب من هَذَا النمط شَيْء كثير وَحِينَئِذٍ يتَبَيَّن السَّبَب فِي تفَاوت مَا بَين العددين وَالله الْمُوفق وَإِذا انْتهى مَا أردْت تحريره من فُصُول هَذِه الْمُقدمَة فلنرجع إِلَى مَا تقدم الْوَعْد بِهِ من تَحْرِير التَّرْجَمَة فَأَقُول ذكر * (* نسبه ومولده ومنشئته ومبدأ طلبه للْحَدِيث *) * هُوَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ ذكر صَاحب الصَّحِيح نسبه ومولده ومنشئه ومبدأ طلبه للْحَدِيث هوأبو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْمُغيرَة بن بردزبه الْجعْفِيّ ولد يَوْم الْجُمُعَة بعد الصَّلَاة لثلاث عشرَة لَيْلَة خلت من شَوَّال سنة أَربع وَتِسْعين وَمِائَة ببخارى قَالَ المستنير بن عَتيق أخرج لي ذَلِك مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بِخَط أَبِيه وَجَاء ذَلِك عَنهُ من طرق وجده بردزبه بِفَتْح الْبَاء الْمُوَحدَة وَسُكُون الرَّاء الْمُهْملَة وَكسر الدَّال الْمُهْملَة وَسُكُون الزَّاي الْمُعْجَمَة وَفتح الْبَاء الْمُوَحدَة بعْدهَا هَاء هَذَا هُوَ الْمَشْهُور فِي ضَبطه وَبِه جزم بن مَاكُولَا وَقد جَاءَ فِي ضَبطه غير ذَلِك وبردزبه بِالْفَارِسِيَّةِ الزراع كَذَا يَقُوله أهل بُخَارى وَكَانَ بردزبه فارسيا على دين قومه ثمَّ أسلم وَلَده الْمُغيرَة على يَد الْيَمَان الْجعْفِيّ وأتى بُخَارى فنسب إِلَيْهِ نِسْبَة وَلَاء عملا بِمذهب من يرى أَن من أسلم على يَده شخص كَانَ وَلَاؤُه لَهُ وَإِنَّمَا قيل لَهُ الْجعْفِيّ لذَلِك وَأما وَلَده إِبْرَاهِيم بن الْمُغيرَة فَلم نقف على شَيْء من أخباره وَأما وَالِد مُحَمَّد فقد ذكرت لَهُ تَرْجَمَة فِي كتاب الثِّقَات لِابْنِ حبَان فَقَالَ فِي الطَّبَقَة الرَّابِعَة إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم وَالِد البُخَارِيّ يروي عَن حَمَّاد بن زيد وَمَالك وروى عَنهُ الْعِرَاقِيُّونَ وَذكره وَلَده فِي التَّارِيخ الْكَبِير فَقَالَ إِسْمَاعِيل بن إِبْرَاهِيم بن الْمُغيرَة سمع من مَالك وَحَمَّاد بن زيد وصافح بن الْمُبَارك وَسَيَأْتِي بعد قَلِيل قَول إِسْمَاعِيل عِنْد مَوته أَنه لَا يعلم فِي مَاله حَرَامًا وَلَا شُبْهَة وَمَات إِسْمَاعِيل وَمُحَمّد صَغِير فَنَشَأَ فِي حجر أمه ثمَّ حج مَعَ أمه وأخيه أَحْمد وَكَانَ أسن مِنْهُ فَأَقَامَ(1/477)
هُوَ بِمَكَّة مجاورا يطْلب الْعلم وَرجع أَخُوهُ أَحْمد إِلَى بُخَارى فَمَاتَ بهَا فروى غُنْجَار فِي تَارِيخ بخاري واللالكائي فِي شرح السّنة فِي بَاب كرامات الْأَوْلِيَاء مِنْهُ أَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ذهبت عَيناهُ فِي صغره فرأت والدته الْخَلِيل إِبْرَاهِيم فِي الْمَنَام فَقَالَ لَهَا يَا هَذِه قد رد الله على ابْنك بَصَره بِكَثْرَة دعائك قَالَ فَأصْبح وَقد رد الله عَلَيْهِ بَصَره وَقَالَ الْفربرِي سَمِعت مُحَمَّد بن أبي حَاتِم وراق البُخَارِيّ يَقُول سَمِعت البُخَارِيّ يَقُول ألهمت حفظ الحَدِيث وَأَنا فِي الْكتاب قلت وَكم أَتَى عَلَيْك إِذْ ذَاك فَقَالَ عشر سِنِين أَو أقل ثمَّ خرجت من الْكتاب فَجعلت أختلف إِلَى الداخلي وَغَيره فَقَالَ يَوْمًا فِيمَا كَانَ يقْرَأ للنَّاس سُفْيَان عَن أبي الزبير عَن إِبْرَاهِيم فَقلت يَا أَبَا الزبير لم يرو عَن إِبْرَاهِيم فَانْتَهرنِي فَقلت لَهُ ارْجع إِلَى الأَصْل إِن كَانَ عنْدك فَدخل فَنظر فِيهِ ثمَّ رَجَعَ فَقَالَ كَيفَ هُوَ يَا غُلَام فَقلت هُوَ الزبير وَهُوَ بن عدي عَن إِبْرَاهِيم فَأخذ الْقَلَم وَأصْلح كِتَابه وَقَالَ لي صدقت قَالَ فَقَالَ لَهُ أنسيان بن كم حِين رددت عَلَيْهِ فَقَالَ بن إِحْدَى عشرَة سنة قَالَ فَلَمَّا طعنت فِي سِتّ عشرَة سنة حفظت كتب بن الْمُبَارك ووكيع وَعرفت كَلَام هَؤُلَاءِ يَعْنِي أَصْحَاب الرَّأْي قَالَ ثمَّ خرجت مَعَ أُمِّي وَأخي إِلَى الْحَج قلت فَكَانَ أول رحلته على هَذَا سنة عشر وَمِائَتَيْنِ وَلَو رَحل أول مَا طلب لأدرك مَا أَدْرَكته أقرانه من طبقَة عالية مَا أدْركهَا وَإِن كَانَ أدْرك مَا قاربها كيزيد بن هَارُون وَأبي دَاوُد الطَّيَالِسِيّ وَقد أدْرك عبد الرَّزَّاق وَأَرَادَ أَن يرحل إِلَيْهِ وَكَانَ يُمكنهُ ذَلِك فَقيل لَهُ إِنَّه مَاتَ فَتَأَخر عَن التَّوَجُّه إِلَى الْيمن ثمَّ تبين أَن عبد الرَّزَّاق كَانَ حَيا فَصَارَ يروي عَنهُ بِوَاسِطَة قَالَ فَلَمَّا طعنت فِي ثَمَانِي عشرَة وصنفت كتاب قضايا الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ ثمَّ صنفت التَّارِيخ فِي الْمَدِينَة عِنْد قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكنت أكتبه فِي اللَّيَالِي المقمرة قَالَ وَقل اسْم فِي التَّارِيخ إِلَّا وَله عِنْدِي قصَّة إِلَّا أَنِّي كرهت أَن يطول الْكتاب وَقَالَ سهل بن السّري قَالَ البُخَارِيّ دخلت إِلَى الشَّام ومصر والجزيرة مرَّتَيْنِ وَإِلَى الْبَصْرَة أَربع مَرَّات وأقمت بالحجاز سِتَّة أَعْوَام وَلَا أحصي كم دخلت إِلَى الْكُوفَة وبغداد مَعَ الْمُحدثين وَقَالَ حاشد بن إِسْمَاعِيل كَانَ البُخَارِيّ يخْتَلف مَعنا إِلَى مَشَايِخ الْبَصْرَة وَهُوَ غُلَام فَلَا يكْتب حَتَّى أَتَى على ذَلِك أَيَّام فلمناه بعد سِتَّة عشر يَوْمًا فَقَالَ قد أَكثرْتُم عَليّ فاعرضوا عَليّ مَا كتبتم فأخرجناه فَزَاد على خَمْسَة عشر ألف حَدِيث فقرأها كلهَا عَن ظهر قلب حَتَّى جعلنَا نحكم كتبنَا من حفظه وَقَالَ أَبُو بكر بن أبي عَيَّاش الْأَعْين كتبنَا عَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَهُوَ أَمْرَد على بَاب مُحَمَّد بن يُوسُف الْفرْيَابِيّ قلت كَانَ موت الْفرْيَابِيّ سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَمِائَتَيْنِ وَكَانَ سنّ البُخَارِيّ إِذْ ذَاك نَحوا من ثَمَانِيَة عشر عَاما أَو دونهَا وَقَالَ مُحَمَّد بن الْأَزْهَر السجسْتانِي كنت فِي مجْلِس سُلَيْمَان بن حَرْب وَالْبُخَارِيّ مَعنا يسمع وَلَا يكْتب فَقيل لبَعْضهِم مَاله لَا يكْتب فَقَالَ يرجع إِلَى بخاري وَيكْتب من حفظه وَقَالَ مُحَمَّد بن أبي حَاتِم عَن البُخَارِيّ كنت فِي مجْلِس الْفرْيَابِيّ فَقَالَ حَدثنَا سُفْيَان عَن أبي عُرْوَة عَن أبي الْخطاب عَن أبي حَمْزَة فَلم يعرف أحد فِي الْمجْلس من فَوق سُفْيَان فَقلت لَهُم أَبُو عُرْوَة هُوَ معمر بن رَاشد وَأَبُو الْخطاب هُوَ قَتَادَة بن دعامة وَأَبُو حَمْزَة هُوَ أنس بن مَالك قَالَ وَكَانَ الثَّوْريّ فعولًا لذَلِك يكنى الْمَشْهُورين(1/478)
(
ذكر مَرَاتِب مشايخه الَّذين كتب عَنْهُم وَحدث عَنْهُم)
قد تقدم التَّنْبِيه على كثرتهم وَعَن مُحَمَّد بن أبي حَاتِم عَنهُ قَالَ كتبت عَن ألف وَثَمَانِينَ نفسا لَيْسَ فيهم إِلَّا صَاحب حَدِيث وَقَالَ أَيْضا لم أكتب إِلَّا عَمَّن قَالَ الْإِيمَان قَول وَعمل قلت وينحصرون فِي خمس طَبَقَات الطَّبَقَة الأولى من حَدثهُ عَن التَّابِعين مثل مُحَمَّد بن عبد الله الْأنْصَارِيّ حَدثهُ عَن حميد وَمثل مكي بن إِبْرَاهِيم حَدثهُ عَن يزِيد بن أبي عبيد وَمثل أبي عَاصِم النَّبِيل حَدثهُ عَن يزِيد بن أبي عبيد أَيْضا وَمثل عبيد الله بن مُوسَى حَدثهُ عَن إِسْمَاعِيل بن أبي خَالِد وَمثل أبي نعيم حَدثهُ عَن الْأَعْمَش وَمثل خَلاد بن يحيى حَدثهُ عَن عِيسَى بن طهْمَان وَمثل على بن عَيَّاش وعصام بن خَالِد حَدَّثَاهُ عَن حريز بن عُثْمَان وشيوخ هَؤُلَاءِ كلهم من التَّابِعين الطَّبَقَة الثَّانِيَة من كَانَ فِي عصر هَؤُلَاءِ لَكِن لم يسمع من ثِقَات التَّابِعين كآدم بن أبي إِيَاس وَأبي مسْهر عبد الْأَعْلَى بن مسْهر وَسَعِيد بن أبي مَرْيَم وَأَيوب بن سُلَيْمَان بن بِلَال وأمثالهم الطَّبَقَة الثَّالِثَة هِيَ الْوُسْطَى من مشايخه وهم من لم يلق التَّابِعين بل أَخذ عَن كبار تبع الأتباع كسليمان بن حَرْب وقتيبة بن سعيد ونعيم بن حَمَّاد وَعلي بن الْمَدِينِيّ وَيحيى بن معِين وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهْوَيْةِ وَأَبِي بكر وَعُثْمَان ابْني أبي شيبَة وأمثال هَؤُلَاءِ وَهَذِه الطَّبَقَة قد شَاركهُ مُسلم فِي الْأَخْذ عَنْهُم الطَّبَقَة الرَّابِعَة رفقاؤه فِي الطّلب وَمن سمع قبله قَلِيلا كمحمد بن يحيى الذهلي وَأبي حَاتِم الرَّازِيّ وَمُحَمّد بن عبد الرَّحِيم صَاعِقَة وَعبد بن حميد وَأحمد بن النَّضر وَجَمَاعَة من نظرائهم وَإِنَّمَا يخرج عَن هَؤُلَاءِ مَا فَاتَهُ عَن مشايخه أَو مَا لم يجده عِنْد غَيرهم الطَّبَقَة الْخَامِسَة قوم فِي عداد طلبته فِي السن والإسناد سمع مِنْهُم للفائدة كَعبد الله بن حَمَّاد الآملي وَعبد الله بن أبي الْعَاصِ الْخَوَارِزْمِيّ وحسين بن مُحَمَّد القباني وَغَيرهم وَقد روى عَنْهُم أَشْيَاء يسيرَة وَعمل فِي الرِّوَايَة عَنْهُم بِمَا روى عُثْمَان بن أبي شيبَة عَن وَكِيع قَالَ لَا يكون الرجل عَالما حَتَّى يحدث عَمَّن هُوَ فَوْقه وَعَمن هُوَ مثله وَعَمن هُوَ دونه وَعَن البُخَارِيّ أَنه قَالَ لَا يكون الْمُحدث كَامِلا حَتَّى يكْتب عَمَّن هُوَ فَوْقه وَعَمن هُوَ مثله وَعَمن هُوَ دونه
(
ذكر سيرته وشمائله وزهده وفضائله)
قَالَ وراقه سَمِعت مُحَمَّد بن خرَاش يَقُول سَمِعت أحيد بن حَفْص يَقُول دخلت على إِسْمَاعِيل وَالِد أبي عبد الله عِنْد مَوته فَقَالَ لَا أعلم من مَالِي درهما من حرَام وَلَا درهما من شُبْهَة قلت وَحكى وراقه أَنه ورث من أَبِيه مَالا جَلِيلًا وَكَانَ يُعْطِيهِ مُضَارَبَة فَقطع لَهُ غَرِيم خَمْسَة وَعشْرين ألفا فَقيل لَهُ اسْتَعِنْ بِكِتَاب الْوَالِي فَقَالَ إِن أخذت مِنْهُم كتابا طمعوا وَلنْ أبيع ديني بدنياي ثمَّ صَالح غَرِيمه على أَن يُعْطِيهِ كل شهر عشرَة دَرَاهِم وَذهب ذَلِك المَال كُله وَقَالَ سمعته يَقُول مَا توليت شِرَاء شَيْء قطّ وَلَا بَيْعه كنت آمُر إنْسَانا فيشتري لي قيل لَهُ وَلم قَالَ لما فِيهِ من الزِّيَادَة وَالنُّقْصَان والتخليط وَقَالَ غُنْجَار فِي تَارِيخه حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر الْمُقْرِئ حَدثنَا أَبُو سعيد بكر بن مُنِير قَالَ كَانَ حمل إِلَى مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بضَاعَة أنفذها إِلَيْهِ أَبُو حَفْص فَاجْتمع بعض التُّجَّار إِلَيْهِ بالعشية وطلبوها مِنْهُ بِرِبْح(1/479)
خَمْسَة آلَاف دِرْهَم فَقَالَ لَهُم انصرفوا اللَّيْلَة فَجَاءَهُ من الْغَد تجار آخَرُونَ فطلبوا مِنْهُ البضاعة بِرِبْح عشرَة آلَاف دِرْهَم فردهم وَقَالَ أَنِّي نَوَيْت البارحة أَن أدفعها إِلَى الْأَوَّلين فَدَفعهَا إِلَيْهِم وَقَالَ لَا أحب أَن أنقض نيتي وَقَالَ وراق البُخَارِيّ سمعته يَقُول خرجت إِلَى آدم بن أبي إِيَاس فتأخرت نفقتي حَتَّى جعلت أتناول حشيش الأَرْض فَمَا كَانَ فِي الْيَوْم الثَّالِث أَتَانِي رجل لَا أعرفهُ فَأَعْطَانِي صرة فِيهَا دَنَانِير قَالَ وسمعته يَقُول كنت أستغل فِي كل شهر خَمْسمِائَة دِرْهَم فأنفقها فِي الطّلب وَمَا عِنْد الله خير وَأبقى وَقَالَ عبد الله بن مُحَمَّد الصيارفي كنت عِنْد مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فِي منزله فَجَاءَتْهُ جَارِيَته وأرادت دُخُول الْمنزل فَعَثَرَتْ على محبرة بَين يَدَيْهِ فَقَالَ لَهَا كَيفَ تمشين قَالَت إِذا لم يكن طَرِيق كَيفَ أَمْشِي فَبسط يَدَيْهِ وَقَالَ اذهبي فقد أَعتَقتك قيل لَهُ يَا أَبَا عبد الله أغضبتك قَالَ فقد أرضيت نَفسِي بِمَا فعلت وَقَالَ وراق البُخَارِيّ رَأَيْته اسْتلْقى وَنحن بفربر فِي تصنيف كتاب التَّفْسِير وَكَانَ أتعب نَفسه فِي ذَلِك الْيَوْم فِي التَّخْرِيج فَقلت لَهُ أَنِّي سَمِعتك تَقول مَا أتيت شَيْئا بِغَيْر علم فَمَا الْفَائِدَة فِي الاستلقاء قَالَ أَتعبت نَفسِي الْيَوْم وَهَذَا ثغر خشيت أَن يحدث حدث من أَمر الْعَدو فَأَحْبَبْت أَن أستريح وآخذ أهبة فَإِن غافصنا الْعَدو كَانَ بِنَا حراك قَالَ وَكَانَ يركب إِلَى الرَّمْي كثيرا فَمَا أعلم أَنِّي رَأَيْته فِي طول مَا صحبته أَخطَأ سَهْمه الهدف إِلَّا مرَّتَيْنِ بل كَانَ يُصِيب فِي كل ذَلِك وَلَا يسْبق قَالَ وركبنا يَوْمًا إِلَى الرَّمْي وَنحن بفربر فخرجنا إِلَى الدَّرْب الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الفرضة فَجعلنَا نرمي فَأصَاب سهم أبي عبد الله وتد القنطرة الَّتِي على النَّهر فانشق الوتد فَلَمَّا رأى ذَلِك نزل عَن دَابَّته فَأخْرج السهْم من الوتد وَترك الرَّمْي وَقَالَ لنا ارْجعُوا فرجعنا فَقَالَ لي يَا أَبَا جَعْفَر لي إِلَيْك حَاجَة وَهُوَ يتنفس الصعداء فَقلت نعم قَالَ تذْهب إِلَى صَاحب القنطرة فَتَقول إِنَّا أخللنا بالوتد فَنحب أَن تَأذن لنا فِي إِقَامَة بدله أَو تَأْخُذ ثمنه وتجعلنا فِي حل مِمَّا كَانَ منا وَكَانَ صَاحب القنطرة حميد بن الْأَخْضَر فَقَالَ لي أبلغ أَبَا عبد الله السَّلَام وَقل لَهُ أَنْت فِي حل مِمَّا كَانَ مِنْك فَإِن جَمِيع ملكي لَك الْفِدَاء فأبلغته الرسَالَة فتهلل وَجهه وَأظْهر سُرُورًا كثيرا وَقَرَأَ ذَلِك الْيَوْم للغرباء خَمْسمِائَة حَدِيث وَتصدق بثلثمائة دِرْهَم قَالَ وسمعته يَقُول لأبي معشر الضَّرِير اجْعَلنِي فِي حل يَا أَبَا معشر فَقَالَ من أَي شَيْء فَقَالَ رويت حَدِيثا يَوْمًا فَنَظَرت إِلَيْك وَقد أعجبت بِهِ وَأَنت تحرّك رَأسك ويديك فتبسمت من ذَلِك قَالَ أَنْت فِي حل يَرْحَمك الله يَا أَبَا عبد الله قَالَ وسمعته يَقُول دَعَوْت رَبِّي مرَّتَيْنِ فَاسْتَجَاب لي يَعْنِي فِي الْحَال فَلَنْ أحب أَن أَدْعُو بعد فَلَعَلَّهُ ينقص حسناتي قَالَ وسمعته يَقُول لَا يكون لي خصم فِي الْآخِرَة فَقلت إِن بعض النَّاس ينقمون عَلَيْك التَّارِيخ يَقُولُونَ فِيهِ اغتياب النَّاس فَقَالَ إِنَّمَا روينَا ذَلِك رِوَايَة وَلم نَقله من عِنْد أَنْفُسنَا وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بئس أَخُو الْعَشِيرَة قَالَ وسمعته يَقُول مَا اغتبت أحدا قطّ مُنْذُ علمت أَن الْغَيْبَة حرَام قلت وللبخاري فِي كَلَامه على الرِّجَال توق زَائِدَة وتحر بليغ يظْهر لمن تَأمل كَلَامه فِي الْجرْح وَالتَّعْدِيل فَإِن أَكثر مَا يَقُول سكتوا عَنهُ فِيهِ نظر تَرَكُوهُ وَنَحْو هَذَا وَقل أَن يَقُول كَذَّاب أَو وَضاع وَإِنَّمَا يَقُول كذبه فلَان رَمَاه فلَان يَعْنِي بِالْكَذِبِ أَخْبرنِي أَحْمد بن عمر اللؤْلُؤِي عَن الْحَافِظ أبي الْحجَّاج الْمزي أَن أَبَا الْفَتْح الشَّيْبَانِيّ أخبرهُ أخبرنَا أَبُو الْيَمَان الْكِنْدِيّ أخبرنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز أخبرنَا الْخَطِيب أَبُو بكر بن ثَابت أَخْبرنِي أَبُو الْوَلِيد الدربندي أخبرنَا مُحَمَّد بن أَحْمد بن سُلَيْمَان حَدثنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن عمر سَمِعت بكر بن مُنِير يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ يَقُول أَنِّي لأرجو أَن ألقِي الله وَلَا يحاسبني أَنِّي اغتبت أحدا وَبِه إِلَى أبي بكر بن مُنِير قَالَ كَانَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ ذَات يَوْم يُصَلِّي فلسعه الزنبور سبع عشرَة مرّة فَلَمَّا قضى صلَاته قَالَ انْظُرُوا أَي شَيْء هَذَا الَّذِي آذَانِي فِي صَلَاتي فنظروا فَإِذا الزنبور قد ورمه فِي سَبْعَة(1/480)
عشر موضعا وَلم يقطع صلَاته قلت ورويناها عَن مُحَمَّد بن أبي حَاتِم وراقه وَقَالَ فِي آخرهَا كنت فِي آيَة فَأَحْبَبْت أَن أتمهَا وَقَالَ وراقه أَيْضا كُنَّا بفربر وَكَانَ أَبُو عبد الله يَبْنِي رِبَاطًا مِمَّا يَلِي بُخَارى فَاجْتمع بشر كثير يعينونه على ذَلِك وَكَانَ ينْقل اللَّبن فَكنت أَقُول لَهُ يَا أَبَا عبد الله إِنَّك تَكْفِي ذَلِك فَيَقُول هَذَا الَّذِي يَنْفَعنِي قَالَ وَكَانَ ذبح لَهُم بقرة فَلَمَّا أدْركْت الْقُدُور دَعَا النَّاس إِلَى الطَّعَام فَكَانَ مَعَه مائَة نفس أَو أَكثر وَلم يكن علم أَنه يجْتَمع مَا اجْتمع وَكُنَّا أخرجنَا مَعَه من فربر خبْزًا بِثَلَاثَة دَرَاهِم وَكَانَ الْخبز إِذْ ذَاك خَمْسَة أمنان بدرهم فألقيناه بَين أَيْديهم فَأكل جَمِيع من حضر وفضلت أرغفة صَالِحَة وَقَالَ وَكَانَ قَلِيل الْأكل جدا كثير الْإِحْسَان إِلَى الطّلبَة مفرط الْكَرم وَحكى أَبُو الْحسن يُوسُف بن أبي ذَر البُخَارِيّ أَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل مرض فعرضوا مَاءَهُ على الْأَطِبَّاء فَقَالُوا إِن هَذَا المَاء يشبه مَاء بعض أساقفة النَّصَارَى فَإِنَّهُم لَا يأتدمون فَصَدَّقَهُمْ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَقَالَ لم آتدم مُنْذُ أَرْبَعِينَ سنة فسألوا عَن علاجه فَقَالُوا علاجه الآدم فَامْتنعَ حَتَّى ألح عَلَيْهِ الْمَشَايِخ وَأهل الْعلم فأجابهم إِلَى أَن يَأْكُل مَعَ الْخبز سكرة وَقَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله الْحَافِظ أَخْبرنِي مُحَمَّد بن خَالِد حَدثنَا مقسم بن سعد قَالَ كَانَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ يجْتَمع إِلَيْهِ أَصْحَابه فيصلى بهم وَيقْرَأ فِي كل رَكْعَة عشْرين آيَة وَكَذَلِكَ إِلَى أَن يخْتم الْقُرْآن وَكَانَ يقْرَأ فِي السحر مَا بَين النّصْف إِلَى الثُّلُث من الْقُرْآن فيختم عِنْد السحر فِي كل ثَلَاث لَيَال وَكَانَ يخْتم بِالنَّهَارِ فِي كل يَوْم ختمة وَيكون خَتمه عِنْد الْإِفْطَار كل لَيْلَة وَيَقُول عِنْد كل ختمة دَعْوَة مستجابة وَقَالَ مُحَمَّد بن أبي حَاتِم الْوراق كَانَ أَبُو عبد الله إِذا كنت مَعَه فِي سفر يجمعنا بَيت وَاحِد إِلَّا فِي القيظ فَكنت أرَاهُ يقوم فِي اللَّيْلَة الْوَاحِدَة خمس عشرَة مرّة إِلَى عشْرين مرّة فِي كل ذَلِك يَأْخُذ القداحة فيوري نَارا بِيَدِهِ ويسرج وَيخرج أَحَادِيث فَيعلم عَلَيْهَا ثمَّ يضع رَأسه فَقلت لَهُ إِنَّك تحمل على نَفسك كل هَذَا وَلَا توقظني قَالَ أَنْت شَاب فَلَا أحب أَن أفسد عَلَيْك نومك قَالَ وَكَانَ يُصَلِّي فِي وَقت السحر ثَلَاث عشرَة رَكْعَة ويوتر مِنْهَا بِوَاحِدَة قَالَ وَكَانَ مَعَه شَيْء مِنْ شَعَرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجعله فِي ملبوسه قَالَ وسمعته يَقُول وَقد سُئِلَ عَن خبر حَدِيث يَا أَبَا فلَان تراني أدلس وَقد تركت عشرَة آلَاف حَدِيث لرجل فِيهِ نظر وَتركت مثلهَا أَو أَكثر مِنْهَا لغيره لي فِيهِ نظر وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو الْفضل أَحْمد بن عَليّ السُّلَيْمَانِي سَمِعت عَليّ بن مُحَمَّد بن مَنْصُور يَقُول سَمِعت أبي يَقُول كُنَّا فِي مجْلِس أبي عبد الله البُخَارِيّ فَرفع إِنْسَان من لحيته قذاة وطرحها إِلَى الأَرْض قَالَ فَرَأَيْت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل ينظر إِلَيْهَا وَإِلَى النَّاس فَلَمَّا غفل النَّاس رَأَيْته مد يَده فَرفع القذاة من الأَرْض فَأدْخلهَا فِي كمه فَلَمَّا خرج من الْمَسْجِد رَأَيْته أخرجهَا وطرحها على الأَرْض فَكَأَنَّهُ صان الْمَسْجِد عَمَّا تصان عَنهُ لحيته وَأخرج الْحَاكِم فِي تَارِيخه من شعره قَوْله اغتنم فِي الْفَرَاغ فضل رُكُوع فَعَسَى أَن يكون موتك بغته كم صَحِيح رَأَيْت من غير سقم ذهبت نَفسه الصَّحِيحَة فلته قلت وَكَانَ من الْعَجَائِب أَنه هُوَ وَقع لَهُ ذَلِك أَو قَرِيبا مِنْهُ كَمَا سَيَأْتِي فِي ذكر وَفَاته وَلما نعي إِلَيْهِ عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الدَّارمِيّ الْحَافِظ أنْشد إِن عِشْت تفجع بالأحبة كلهم وَبَقَاء نَفسك لَا أَبَا لَك أفجع(1/481)
(
ذكر ثَنَاء النَّاس عَلَيْهِ وتعظيمهم لَهُ)
فأولهم مشايخه قَالَ سُلَيْمَان بن حَرْب وَنظر إِلَيْهِ يَوْمًا فَقَالَ هَذَا يكون لَهُ صيت وَكَذَا قَالَ أَحْمد بن حَفْص نَحوه وَقَالَ البُخَارِيّ كنت إِذا دخلت على سُلَيْمَان بن حَرْب يَقُول بَين لنا غلط شُعْبَة وَقَالَ مُحَمَّد بن أبي حَاتِم سَمِعت البُخَارِيّ يَقُول كَانَ إِسْمَاعِيل بن أبي أويس إِذا انتخبت من كِتَابه نسخ تِلْكَ الْأَحَادِيث لنَفسِهِ وَقَالَ هَذِه الْأَحَادِيث انتخبها مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل من حَدِيثي قَالَ وسمعته يَقُول اجْتمع أَصْحَاب الحَدِيث فسألوني أَن أكلم لَهُم إِسْمَاعِيل بن أبي أويس ليزيدهم فِي الْقِرَاءَة فَفعلت فَدَعَا الْجَارِيَة فَأمرهَا أَن تخرج صرة دَنَانِير وَقَالَ يَا أَبَا عبد الله فرقها عَلَيْهِم قلت إِنَّمَا أَرَادوا الحَدِيث قَالَ أَجَبْتُك إِلَى مَا طلبُوا من الزِّيَادَة غير أَنِّي أحب أَن يضم هَذَا إِلَى ذَاك قَالَ وَقَالَ لي بن أبي أويس أنظر فِي كتبي وَجَمِيع مَا أملك لَك وَأَنا شَاكر لَك أبدا مَا دمت حَيا وَقَالَ حاشد بن إِسْمَاعِيل قَالَ لي أَبُو مُصعب أَحْمد بن أبي بكر الزُّهْرِيّ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل أفقه عندنَا وَأبْصر بِالْحَدِيثِ من أَحْمد بن حَنْبَل فَقَالَ لَهُ رجل من جُلَسَائِهِ جَاوَزت الْحَد فَقَالَ لَهُ أَبُو مُصعب لَو أدْركْت مَالِكًا وَنظرت إِلَى وَجهه وَوجه مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل لَقلت كِلَاهُمَا وَاحِد فِي الحَدِيث وَالْفِقْه قلت عبر بقوله وَنظرت إِلَى وَجهه عَن التَّأَمُّل فِي معارفه وَقَالَ عَبْدَانِ بن عُثْمَان الْمروزِي مَا رَأَيْت بعيني شَابًّا أبْصر من هَذَا وَأَشَارَ إِلَى مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَقَالَ مُحَمَّد بن قُتَيْبَة البُخَارِيّ كنت عِنْد أبي عَاصِم النَّبِيل فَرَأَيْت عِنْده غُلَاما فَقلت لَهُ من أَيْن قَالَ من بُخَارى قلت بن من قَالَ بن إِسْمَاعِيل فَقلت أَنْت من قَرَابَتي فَقَالَ لي رجل بِحَضْرَة أبي عَاصِم هَذَا الْغُلَام يناطح الكباش يَعْنِي يُقَاوم الشُّيُوخ وَقَالَ قُتَيْبَة بن سعيد جالست الْفُقَهَاء والزهاد والعباد فَمَا رَأَيْت مُنْذُ عقلت مثل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَهُوَ فِي زَمَانه كعمر فِي الصَّحَابَة وَعَن قُتَيْبَة أَيْضا قَالَ لَو كَانَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فِي الصَّحَابَة لَكَانَ آيَة وَقَالَ مُحَمَّد بن يُوسُف الْهَمدَانِي كُنَّا عِنْد قُتَيْبَة فجَاء رجل شعراني يُقَال لَهُ أَبُو يَعْقُوب فَسَأَلَهُ عَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فَقَالَ يَا هَؤُلَاءِ نظرت فِي الحَدِيث وَنظرت فِي الرَّأْي وجالست الْفُقَهَاء والزهاد والعباد فَمَا رَأَيْت مُنْذُ عقلت مثل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل قَالَ وَسُئِلَ قُتَيْبَة عَن طَلَاق السَّكْرَان فَدخل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فَقَالَ قُتَيْبَة للسَّائِل هَذَا أَحْمد بن حَنْبَل وَإِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَعلي بن الْمَدِينِيّ قد ساقهم الله إِلَيْك وَأَشَارَ إِلَى البُخَارِيّ وَقَالَ أَبُو عَمْرو الْكرْمَانِي حكيت لمهيار بِالْبَصْرَةِ عَن قُتَيْبَة بن سعيد أَنه قَالَ لقد رَحل إِلَيّ من شَرق الأَرْض وَمن غربها فَمَا رَحل إِلَيّ مثل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فَقَالَ مهيار صدق قُتَيْبَة أَنا رَأَيْته مَعَ يحيى بن معِين وهما جَمِيعًا يَخْتَلِفَانِ إِلَى مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فَرَأَيْت يحيى منقادا لَهُ فِي الْمعرفَة وَقَالَ إِبْرَاهِيم بن مُحَمَّد بن سَلام كَانَ الرتوت من أَصْحَاب الحَدِيث مثل سعيد بن أبي مَرْيَم وحجاج بن منهال وَإِسْمَاعِيل بن أبي أويس والْحميدِي ونعيم بن حَمَّاد والعدني يَعْنِي مُحَمَّد بن يحيى بن أبي عمر والخلال يَعْنِي الْحُسَيْن بن عَليّ الْحلْوانِي وَمُحَمّد بن مَيْمُون هُوَ الْخياط وَإِبْرَاهِيم بن الْمُنْذر وَأبي كريب مُحَمَّد بن الْعَلَاء وَأبي سعيد عبد الله بن سعيد الْأَشَج وَإِبْرَاهِيم بن مُوسَى هُوَ الْفراء وأمثالهم يقضون لمُحَمد بن إِسْمَاعِيل على أنفسهم فِي النّظر والمعرفة قلت الرتوت بالراء الْمُهْملَة وَالتَّاء الْمُثَنَّاة من فَوق وَبعد الْوَاو مثناة أُخْرَى هم الرؤساء قَالَه بن الْأَعرَابِي وَغَيره وَقَالَ أَحْمد بن حَنْبَل مَا أخرجت خُرَاسَان مثل مُحَمَّد(1/482)
بن إِسْمَاعِيل رَوَاهَا الْخَطِيب بِسَنَد صَحِيح عَن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنْ أَبِيه وَلما سَأَلَهُ ابْنه عبد الله عَن الْحفاظ فَقَالَ شُبَّان من خُرَاسَان فعده فيهم فَبَدَأَ بِهِ وَقَالَ يَعْقُوب بن إِبْرَاهِيم الدَّوْرَقِي ونعيم بن حَمَّاد الْخُزَاعِيّ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ فَفِيهِ هَذِه الْأمة وَقَالَ بنْدَار مُحَمَّد بن بشار هُوَ أفقه خلق الله فِي زَمَاننَا وَقَالَ الْفربرِي سَمِعت مُحَمَّد بن أبي حَاتِم يَقُول سَمِعت حاشد بن إِسْمَاعِيل يَقُول كنت بِالْبَصْرَةِ فَسمِعت بقدوم مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فَلَمَّا قدم قَالَ مُحَمَّد بن بشار قدم الْيَوْم سيد الْفُقَهَاء وَقَالَ مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم البوشنجي سَمِعت بندارا سنة ثَمَان وَعشْرين يَقُول مَا قدم علينا مثل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَقَالَ بنْدَار أَنا أفتخر بِهِ مُنْذُ سِنِين وَقَالَ مُوسَى بن قُرَيْش قَالَ عبد الله بن يُوسُف التنيسِي للْبُخَارِيّ يَا أَبَا عبد الله أنظر فِي كتبي وَأَخْبرنِي بِمَا فِيهَا من السقط فَقَالَ نعم وَقَالَ البُخَارِيّ دخلت على الْحميدِي وَأَنا بن ثَمَان عشرَة سنة يَعْنِي أول سنة حج فَإِذا بَينه وَبَين آخر اخْتِلَاف فِي حَدِيث فَلَمَّا بصر بِي قَالَ جَاءَ من يفصل بَيْننَا فعرضا عَليّ الْخُصُومَة فَقضيت للحميدي وَكَانَ الْحق مَعَه وَقَالَ البُخَارِيّ قَالَ لي مُحَمَّد بن سَلام البيكندي أنظر فِي كتبي فَمَا وجدت فِيهَا من خطأ فَاضْرب عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ بعض أَصْحَابه من هَذَا الْفَتى فَقَالَ هَذَا الَّذِي لَيْسَ مثله وَكَانَ مُحَمَّد بن سَلام الْمَذْكُور يَقُول كلما دخل على مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل تحيرت وَلَا أَزَال خَائفًا مِنْهُ يَعْنِي يخْشَى أَن يُخطئ بِحَضْرَتِهِ وَقَالَ سليم بن مُجَاهِد كنت عِنْد مُحَمَّد بن سَلام فَقَالَ لي لَو جِئْت قبل لرأيت صَبيا يحفظ سبعين ألف حَدِيث وَقَالَ حاشد بن إِسْمَاعِيل رَأَيْت إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه جَالِسا على الْمِنْبَر وَالْبُخَارِيّ جَالس مَعَه وَإِسْحَاق يحدث فَمر بِحَدِيث فَأنكرهُ مُحَمَّد فَرجع إِسْحَاق إِلَى قَوْله وَقَالَ يَا معشر أَصْحَاب الحَدِيث انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّاب واكتبوا عَنهُ فَإِنَّهُ لَو كَانَ فِي زمن الْحسن بن أبي الْحسن الْبَصْرِيّ لاحتاج إِلَيْهِ لمعرفته بِالْحَدِيثِ وفقهه وَقَالَ البُخَارِيّ أَخذ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه كتاب التَّارِيخ الَّذِي صنفته فَأدْخلهُ على عبد الله بن طَاهِر الْأَمِير فَقَالَ أَيهَا الْأَمِير أَلا أريك سحرًا وَقَالَ أَبُو بكر الْمَدِينِيّ كُنَّا يَوْمًا عِنْد إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل حَاضر فَمر إِسْحَاق بِحَدِيث وَدون صحابيه عَطاء الكنجاراني فَقَالَ لَهُ إِسْحَاق يَا أَبَا عبد الله إيش هِيَ كنجاران قَالَ قَرْيَة بِالْيمن كَانَ مُعَاوِيَة بعث هَذَا الرجل الصَّحَابِيّ إِلَى الْيمن فَسمع مِنْهُ عَطاء هَذَا حديثين فَقَالَ لَهُ إِسْحَاق يَا أَبَا عبد الله كَأَنَّك شهِدت الْقَوْم وَقَالَ البُخَارِيّ كنت عِنْد إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فَسئلَ عَمَّن طلق نَاسِيا فَسكت طَويلا مفكرا فَقلت أَنا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الله تجَاوز عَن أمتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ بِهِ أَو تكلم وَإِنَّمَا يُرَاد مُبَاشرَة هَؤُلَاءِ الثَّلَاث الْعَمَل وَالْقلب أَو الْكَلَام وَالْقلب وَهَذَا لم يعْتَقد بِقَلْبِه فَقَالَ لي إِسْحَاق قويني قواك الله وأفتي بِهِ وَقَالَ أَبُو الْفضل أَحْمد بن سَلمَة النَّيْسَابُورِي حَدثنِي فتح بن نوح النَّيْسَابُورِي قَالَ أتيت عَليّ بن الْمَدِينِيّ فَرَأَيْت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل جَالِسا عَن يَمِينه وَكَانَ إِذا حدث ألتفت إِلَيْهِ مهابة لَهُ وَقَالَ البُخَارِيّ مَا استصغرت نَفسِي عِنْد أحد إِلَّا عِنْد عَليّ بن الْمَدِينِيّ وَرُبمَا كنت أغرب عَلَيْهِ قَالَ حَامِد بن أَحْمد فَذكر هَذَا الْكَلَام لعَلي بن الْمَدِينِيّ فَقَالَ لي دع قَوْله هُوَ مَا رأى مثل نَفسه وَقَالَ البُخَارِيّ أَيْضا كَانَ عَليّ بن الْمَدِينِيّ يسألني عَن شُيُوخ خُرَاسَان فَكنت أذكر لَهُ مُحَمَّد بن سَلام فَلَا يعرفهُ إِلَى أَن قَالَ لي يَوْمًا يَا أَبَا عبد الله كل من أثنيت عَلَيْهِ فَهُوَ عندنَا الرضى وَقَالَ البُخَارِيّ ذاكرني أَصْحَاب عَمْرو بن عَليّ الفلاس بِحَدِيث فَقلت لَا أعرفهُ فسروا بذلك وصاروا إِلَى عَمْرو بن عَليّ فَقَالُوا لَهُ ذاكرنا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بِحَدِيث فَلم يعرفهُ فَقَالَ عَمْرو بن عَليّ حَدِيث لَا يعرفهُ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل لَيْسَ بِحَدِيث وَقَالَ أَبُو عَمْرو الْكرْمَانِي سَمِعت عَمْرو بن عَليّ الفلاس يَقُول صديقي أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ لَيْسَ بخراسان مثله وَقَالَ رَجَاء بن رَجَاء الْحَافِظ فضل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل على الْعلمَاء كفضل الرِّجَال على النِّسَاء وَقَالَ(1/483)
أَيْضا هُوَ آيَة من آيَات الله تمشي على ظهر الأَرْض وَقَالَ الْحُسَيْن بن حُرَيْث لَا أعلم أَنِّي رَأَيْت مثل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل كَأَنَّهُ لم يخلق إِلَّا للْحَدِيث وَقَالَ أَحْمد بن الضَّوْء سَمِعت أَبَا بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله بن نمير يَقُولَانِ مَا رَأينَا مثل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَكَانَ أَبُو بكر بن أبي شيبَة يُسَمِّيه البازل يَعْنِي الْكَامِل وَقَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ كَانَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل عِنْد عبد الله بن مُنِير فَقَالَ لَهُ لما قَامَ يَا أَبَا عبد الله جعلك الله زين هَذِه الْأمة قَالَ أَبُو عِيسَى فَاسْتَجَاب الله تَعَالَى فِيهِ وَقَالَ أَبُو عبد الله الْفربرِي رَأَيْت عبد الله بن مُنِير يكْتب عَن البُخَارِيّ وسمعته يَقُول أَنا من تلامذته قلت عبد الله بن مُنِير من شُيُوخ البُخَارِيّ قد حدث عَنهُ فِي الْجَامِع الصَّحِيح وَقَالَ لم أر مثله وَكَانَت وَفَاته سنة مَاتَ أَحْمد بن حَنْبَل وَقَالَ مُحَمَّد بن أبي حَاتِم الْوراق سَمِعت يحيى بن جَعْفَر البيكندي يَقُول لَو قدرت أَن أَزِيد من عمري فِي عمر مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل لفَعَلت فَإِن موتِي يكون موت رجل وَاحِد وَمَوْت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فِيهِ ذهَاب الْعلم وَقَالَ أَيْضا سمعته يَقُول لَهُ لَوْلَا أَنْت مَا استطبت الْعَيْش ببخارى وَقَالَ عبد الله بن مُحَمَّد المسندي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل إِمَام فَمن لم يَجعله إِمَامًا فاتهمه وَقَالَ أَيْضا حفاظ زَمَاننَا ثَلَاثَة فَبَدَأَ بالبخاري وَقَالَ عَليّ بن حجر أخرجت خُرَاسَان ثَلَاثَة البُخَارِيّ فَبَدَأَ بِهِ قَالَ وَهُوَ أبصرهم وأعلمهم بِالْحَدِيثِ وأفقههم قَالَ وَلَا أعلم أحدا مثله وَقَالَ أَحْمد بن إِسْحَاق السرماري من أَرَادَ أَن ينظر إِلَى فَقِيه بِحقِّهِ وَصدقه فَلْينْظر إِلَى مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَقَالَ حاشد رَأَيْت عَمْرو بن زُرَارَة وَمُحَمّد بن رَافع عِنْد مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وهما يسألانه عَن علل الحَدِيث فَلَمَّا قاما قَالَا لمن حضر الْمجْلس لَا تخدعوا عَن أبي عبد الله فَإِنَّهُ أفقه منا وَأعلم وَأبْصر قَالَ وَكُنَّا يَوْمًا عِنْد إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَعَمْرو بن زُرَارَة وَهُوَ يستملي على أبي عبد الله وَأَصْحَاب الحَدِيث يَكْتُبُونَ عَنهُ وَإِسْحَاق يَقُول هُوَ أبْصر مني وَكَانَ أَبُو عبد الله إِذْ ذَاك شَابًّا وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو بكر الْإِسْمَاعِيلِيّ أَخْبرنِي عبد الله بن مُحَمَّد الفرهياني قَالَ حضرت مجْلِس بن أشكاب فَجَاءَهُ رجل ذكر اسْمه من الْحفاظ فَقَالَ مَا لنا بِمُحَمد بن إِسْمَاعِيل من طَاقَة فَقَامَ بن أشكاب وَترك الْمجْلس غَضبا من التَّكَلُّم فِي حق مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَقَالَ عبد الله بن مُحَمَّد بن سعيد بن جَعْفَر لما مَاتَ أَحْمد بن حَرْب النَّيْسَابُورِي ركب إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل يشيعان جنَازَته وَكنت أسمع أهل الْمعرفَة ينظرُونَ وَيَقُولُونَ مُحَمَّد أفقه من إِسْحَاق ذكر * (* طرف من ثَنَاء أقرانه وَطَائِفَة من أَتْبَاعه عَلَيْهِ تَنْبِيها بِالْبَعْضِ على الْكل *) * قَالَ أَبُو حَاتِم الرَّازِيّ لم تخرج خُرَاسَان قطّ أحفظ من مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَلَا قدم مِنْهَا إِلَى الْعرَاق أعلم مِنْهُ وَقَالَ مُحَمَّد بن حُرَيْث سَأَلت أَبَا زرْعَة عَن أبي لَهِيعَة فَقَالَ لي تَركه أَبُو عبد الله يَعْنِي البُخَارِيّ وَقَالَ الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن عبيد الْمَعْرُوف بالعجلي مَا رَأَيْت مثل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَمُسلم حَافظ وَلكنه لم يبلغ مبلغ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل قَالَ الْعجلِيّ وَرَأَيْت أَبَا زرْعَة وَأَبا حَاتِم يستمعان إِلَيْهِ وَكَانَ أمة من الْأُمَم دينا فَاضلا يحسن كل شَيْء وَكَانَ أعلم من مُحَمَّد بن يحيى الذهلي بِكَذَا وَكَذَا وَقَالَ عبد الله بن عبد الرَّحْمَن الدَّارمِيّ قد رَأَيْت الْعلمَاء بالحرمين والحجاز وَالشَّام وَالْعراق فَمَا رَأَيْت فيهم أجمع من مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَقَالَ أَيْضا هُوَ أعلمنَا وأفقهنا وأكثرنا طلبا وَسُئِلَ الدَّارمِيّ عَن حَدِيث وَقيل لَهُ إِن البُخَارِيّ صَححهُ فَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل أبْصر مني وَهُوَ أَكيس خلق الله عقل عَن الله(1/484)
مَا أَمر بِهِ وَنهى عَنهُ من كِتَابه وعَلى لِسَان نبيه إِذا قَرَأَ مُحَمَّد الْقُرْآن شغل قلبه وبصره وسَمعه وتفكر فِي أَمْثَاله وَعرف حَلَاله من حرَامه وَقَالَ أبوالطيب حَاتِم بن مَنْصُور كَانَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل آيَة من آيَات الله فِي بَصَره ونفاذه فِي الْعلم وَقَالَ أَبُو سهل مَحْمُود بن النَّضر الْفَقِيه دخلت الْبَصْرَة وَالشَّام والحجاز والكوفة وَرَأَيْت علماءها فَكلما جرى ذكر مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فضلوه على أنفسهم وَقَالَ أَبُو سهل أَيْضا سَمِعت أَكثر من ثَلَاثِينَ عَالما من عُلَمَاء مصر يَقُولُونَ حاجتنا فِي الدُّنْيَا النّظر إِلَى مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَقَالَ صَالح بن مُحَمَّد جزرة مَا رَأَيْت خراسانيا أفهم من مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَقَالَ أَيْضا كَانَ أحفظهم للْحَدِيث قَالَ وَكنت أستملي لَهُ بِبَغْدَاد فَبلغ من حضر الْمجْلس عشْرين ألفا وَسُئِلَ الْحَافِظ أَبُو الْعَبَّاس الْفضل بن الْعَبَّاس الْمَعْرُوف بِفَضْلِك الرَّازِيّ أَيّمَا أحفظ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل أَو أَبُو زرْعَة فَقَالَ لم أكن التقيت مَعَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فاستقبلني مَا بَين حلوان وبغداد قَالَ فَرَجَعت مَعَه مرحلة وجهدت كل الْجهد على أَن آتِي بِحَدِيث لَا يعرفهُ فَمَا أمكنني وَهَا أَنا ذَا أغرب على أبي زرْعَة عدد شعر رَأسه وَقَالَ مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن الدغولي كتب أهل بَغْدَاد إِلَى مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ كتابا فِيهِ الْمُسلمُونَ بِخَير مَا بقيت لَهُم وَلَيْسَ بعْدك خير حِين تفتقد وَقَالَ إِمَام الْأَئِمَّة أَبُو بكر مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة مَا تَحت أَدِيم السَّمَاء أعلم بِالْحَدِيثِ من مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَقَالَ أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ لم أر أعلم بالعلل والأسانيد من مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ وَقَالَ لَهُ مُسلم أشهد أَنه لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مثلك وَقَالَ أَحْمد بن سيار فِي تَارِيخ مر وَمُحَمّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ طلب الْعلم وجالس النَّاس ورحل فِي الحَدِيث وَمهر فِيهِ وَأبْصر وَكَانَ حسن الْمعرفَة حسن الْحِفْظ وَكَانَ يتفقه وَقَالَ أَبُو أَحْمد بن عدي كَانَ يحيى بن مُحَمَّد بن صاعد إِذا ذكر البُخَارِيّ قَالَ ذَاك الْكَبْش النطاح وَقَالَ أَبُو عَمْرو الْخفاف حَدثنَا التقي النقي الْعَالم الَّذِي لم أر مثله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل قَالَ وَهُوَ أعلم بِالْحَدِيثِ من أَحْمد وَإِسْحَاق وَغَيرهمَا بِعشْرين دَرَجَة وَمن قَالَ فِيهِ شَيْئا فَعَلَيهِ مني ألف لعنة وَقَالَ أَيْضا لَو دخل من هَذَا الْبَاب وَأَنا أحدث لملئت مِنْهُ رعْبًا وَقَالَ عبد الله بن حَمَّاد الأبلي لَوَدِدْت أَنِّي كنت شَعْرَة فِي جَسَد مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَقَالَ سليم بن مُجَاهِد مَا رَأَيْت مُنْذُ سِتِّينَ سنة أحدا أفقه وَلَا أورع من مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَقَالَ مُوسَى بن هَارُون الْحمال الْحَافِظ الْبَغْدَادِيّ عِنْدِي لَو أَن أهل الْإِسْلَام اجْتَمعُوا على أَن يُصِيبُوا آخر مثل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل لما قدرُوا عَلَيْهِ وَقَالَ عبد الله بن مُحَمَّد بن سعيد بن جَعْفَر سَمِعت الْعلمَاء بِمصْر يَقُولُونَ مَا فِي الدُّنْيَا مثل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فِي الْمعرفَة وَالصَّلَاح ثمَّ قَالَ عبد الله وَأَنا أَقُول قَوْلهم وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو الْعَبَّاس أَحْمد بن مُحَمَّد بن سعيد بن عقدَة لَو أَن رجلا كتب ثَلَاثِينَ ألف حَدِيث لما اسْتغنى عَن تَارِيخ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَقَالَ الْحَاكِم أَبُو أَحْمد فِي الكنى كَانَ أحد الْأَئِمَّة فِي معرفَة الحَدِيث وَجمعه وَلَو قلت أَنِّي لم أر تصنيف أحد يشبه تصنيفه فِي الْحسن وَالْمُبَالغَة لفَعَلت وَلَو فتحت بَاب ثَنَاء الْأَئِمَّة عَلَيْهِ مِمَّن تَأَخّر عَن عصره لفنى القرطاس ونفدت الأنفاس فَذَاك بَحر لَا سَاحل لَهُ وَإِنَّمَا ذكرت كَلَام بن عقدَة وَأبي أَحْمد عنوانا لذَلِك وَبعد مَا تقدم من ثَنَاء كبار مشايخه عَلَيْهِ لَا يحْتَاج إِلَى حِكَايَة من تَأَخّر لِأَن أُولَئِكَ إِنَّمَا أثنوا بِمَا شاهدوا ووصفوا مَا علمُوا بِخِلَاف من بعدهمْ فَإِن ثناءهم ووصفهم مَبْنِيّ على الِاعْتِمَاد على مَا نقل إِلَيْهِم وَبَين المقامين فرق ظَاهر وَلَيْسَ العيان كالخبر(1/485)
(
ذكر جمل من الْأَخْبَار الشاهدة لسعة حفظه وسيلان ذهنه واطلاعه على الْعِلَل)
سوى مَا تقدم أَخْبرنِي أَبُو الْعَبَّاس الْبَغْدَادِيّ عَن الْحَافِظ أبي الْحجَّاج الْمزي أَن أَبَا الْفَتْح الشَّيْبَانِيّ أخبرهُ أخبرنَا أَبُو الْيَمَان الْكِنْدِيّ أخبرنَا أَبُو مَنْصُور الْقَزاز أخبرنَا الْخَطِيب أَبُو بكر بن ثَابت الْحَافِظ حَدثنِي مُحَمَّد بن الْحسن الساحلي حَدثنَا أَحْمد بن الْحُسَيْن الرَّازِيّ سَمِعت أَبَا أَحْمد بن عدي الْحَافِظ يَقُول سَمِعت عدَّة من مَشَايِخ بَغْدَاد يَقُولُونَ إِن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ قدم بَغْدَاد فَسمع بِهِ أَصْحَاب الحَدِيث فَاجْتمعُوا وَأَرَادُوا امتحان حفظه فعمدوا إِلَى مائَة حَدِيث فقلبوا متونها وأسانيدها وَجعلُوا متن هَذَا الْإِسْنَاد لإسناد آخر وَإسْنَاد هَذَا الْمَتْن لمتن آخر ودفعوها إِلَى عشرَة أنفس لكل رجل عشرَة أَحَادِيث وَأمرُوهُمْ إِذا حَضَرُوا الْمجْلس أَن يلْقوا ذَلِك على البُخَارِيّ وَأخذُوا عَلَيْهِ الْموعد للمجلس فَحَضَرُوا وَحضر جمَاعَة من الغرباء من أهل خُرَاسَان وَغَيرهم وَمن البغداديين فَلَمَّا اطْمَأَن الْمجْلس بأَهْله انتدب رجل من الْعشْرَة فَسَأَلَهُ عَن حَدِيث من تِلْكَ الْأَحَادِيث فَقَالَ البُخَارِيّ لَا أعرفهُ فَمَا زَالَ يلقى عَلَيْهِ وَاحِدًا بعد وَاحِد حَتَّى فرغ البُخَارِيّ يَقُول لَا أعرفهُ وَكَانَ الْعلمَاء مِمَّن حضر الْمجْلس يلْتَفت بَعضهم إِلَى بعض وَيَقُولُونَ فهم الرجل وَمن كَانَ لم يدر الْقِصَّة يقْضِي على البُخَارِيّ بِالْعَجزِ وَالتَّقْصِير وَقلة الْحِفْظ ثمَّ انتدب رجل من الْعشْرَة أَيْضا فَسَأَلَهُ عَن حَدِيث من تِلْكَ الْأَحَادِيث المقلوبة فَقَالَ لَا أعرفهُ فَسَأَلَهُ عَن آخر فَقَالَ لَا أعرفهُ فَلم يزل يلقِي عَلَيْهِ وَاحِدًا وَاحِدًا حَتَّى فرغ من عشرته وَالْبُخَارِيّ يَقُول لَا أعرفهُ ثمَّ انتدب الثَّالِث وَالرَّابِع إِلَى تَمام الْعشْرَة حَتَّى فرغوا كلهم من إِلْقَاء تِلْكَ الْأَحَادِيث المقلوبة وَالْبُخَارِيّ لَا يزيدهم على لَا أعرفهُ فَلَمَّا علم أَنهم قد فرغوا إلتفت إِلَى الأول فَقَالَ أما حَدِيثك الأول فَقلت كَذَا وَصَوَابه كَذَا وحديثك الثَّانِي كَذَا وَصَوَابه كَذَا وَالثَّالِث وَالرَّابِع على الْوَلَاء حَتَّى أَتَى على تَمام الْعشْرَة فَرد كل متن إِلَى إِسْنَاده وكل إِسْنَاد إِلَى مَتنه وَفعل بالآخرين مثل ذَلِك فَأقر النَّاس لَهُ بِالْحِفْظِ وأذعنوا لَهُ بِالْفَضْلِ قلت هُنَا يخضع للْبُخَارِيّ فَمَا الْعجب من رده الْخَطَأ إِلَى الصَّوَاب فَإِنَّهُ كَانَ حَافِظًا بل الْعجب من حفظه للخطأ على تَرْتِيب مَا ألقوه عَلَيْهِ من مرّة وَاحِدَة وروينا عَن أبي بكر الكلوذاني قَالَ مَا رَأَيْت مثل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل كَانَ يَأْخُذ الْكتاب من الْعلم فَيطلع عَلَيْهِ اطلاعة فيحفظ عَامَّة أَطْرَاف الْأَحَادِيث من مرّة وَاحِدَة وَقد سبق مَا حَكَاهُ حاشد بن إِسْمَاعِيل فِي أَيَّام طَلَبهمْ بِالْبَصْرَةِ مَعَه وَكَونه كَانَ يحفظ مَا يسمع وَلَا يكْتب وَقَالَ أَبُو الْأَزْهَر كَانَ بسمرقند أَرْبَعمِائَة مُحدث فتجمعوا وأحبوا أَن يغالطوا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فأدخلوا إِسْنَاد الشَّام فِي إِسْنَاد الْعرَاق وَإسْنَاد الْعرَاق فِي إِسْنَاد الشَّام وَإسْنَاد الْحرم فِي إِسْنَاد الْيمن فَمَا اسْتَطَاعُوا مَعَ ذَلِك أَن يتعلقوا عَلَيْهِ بسقطة وَقَالَ غُنْجَار فِي تَارِيخه سَمِعت أَبَا الْقَاسِم مَنْصُور بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْأَسدي يَقُول سَمِعت أَبَا مُحَمَّد عبد الله بن مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم يَقُول سَمِعت يُوسُف بن مُوسَى الْمروزِي يَقُول كنت بِالْبَصْرَةِ فِي جَامعهَا إِذْ سَمِعت مناديا يُنَادي يَا أهل الْعلم لقد قدم مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ فَقَامُوا إِلَيْهِ وَكنت مَعَهم فَرَأَيْنَا رجلا شَابًّا لَيْسَ فِي لحيته بَيَاض فصلى خلف الأسطوانة فَلَمَّا فرغ أَحدقُوا بِهِ وسألوه أَن يعْقد لَهُم مَجْلِسا للإملاء فأجابهم إِلَى ذَلِك فَقَامَ الْمُنَادِي ثَانِيًا فِي جَامع الْبَصْرَة فَقَالَ يَا أهل الْعلم لقد قدم مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ فَسَأَلْنَاهُ أَن يعْقد مجْلِس الْإِمْلَاء فَأجَاب بِأَن(1/486)
يجلس غَدا فِي مَوضِع كَذَا فَلَمَّا كَانَ الْغَد حضر المحدثون والحفاظ وَالْفُقَهَاء والنظارة حَتَّى اجْتمع قريب من كَذَا كَذَا ألف نفس فَجَلَسَ أَبُو عبد الله للإملاء فَقَالَ قبل أَن يَأْخُذ فِي الْإِمْلَاء يَا أهل الْبَصْرَة أَنا شَاب وَقد سَأَلْتُمُونِي أَن أحدثكُم وَسَأُحَدِّثُكُمْ بِأَحَادِيث عَن أهل بلدكم تستفيدونها يَعْنِي لَيست عنْدكُمْ قَالَ فتعجب النَّاس من قَوْله فَأخذ فِي الْإِمْلَاء فَقَالَ حَدثنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ جَبَلَةَ بْنِ أبي رواد الْعَتكِي ببلدكم قَالَ حَدثنِي أبي عَن شُعْبَة عَن مَنْصُور وَغَيره عَن سَالم بن أبي الْجَعْد عَن أنس بن مَالك أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ الرَّجُلُ يُحِبُّ الْقَوْمَ الْحَدِيثَ ثمَّ قَالَ هَذَا لَيْسَ عنْدكُمْ عَن مَنْصُور إِنَّمَا هُوَ عنْدكُمْ عَن غير مَنْصُور قَالَ يُوسُف بن مُوسَى فأملى عَلَيْهِم مَجْلِسا من هَذَا النسق يَقُول فِي كل حَدِيث روى فلَان هَذَا الحَدِيث عنْدكُمْ كَذَا فَأَما من رِوَايَة فلَان يَعْنِي الَّتِي يَسُوقهَا فَلَيْسَتْ عنْدكُمْ وَقَالَ حَمْدَوَيْه بن الْخطاب لما قدم البُخَارِيّ قَدمته الْأَخِيرَة من الْعرَاق وتلقاه من تَلقاهُ من النَّاس وازدحموا عَلَيْهِ وبالغوا فِي بره قيل لَهُ فِي ذَلِك فَقَالَ كَيفَ لَو رَأَيْتُمْ يَوْم دخولنا الْبَصْرَة كَأَنَّهُ يُشِير إِلَى قصَّة دُخُوله الَّتِي ذكرهَا يُوسُف بن مُوسَى أنبئت عَن أبي نصر بن الشِّيرَازِيّ عَن جده أَن الْحَافِظ أَبَا الْقَاسِم بن عَسَاكِر أخْبرهُم أخبرنَا إِسْمَاعِيل بن أبي صَالح أَنبأَنَا أَبُو بكر بن خلف أخبرنَا الْحَاكِم أَبُو عبد الله ح وقرأته عَالِيا على أبي بكر الفرضي عَن الْقَاسِم بن مظفر أخبرنَا عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَليّ عَن الْحَافِظ أبي الْفضل بن نَاصِر وَأبي الْفضل الميهني قَالَا أخبرنَا أَبُو بكر بن خلف قَالَ بن نَاصِر إجَازَة أخبرنَا الْحَاكِم قَالَ حَدثنِي أَبُو سعيد احْمَد بن مُحَمَّد النسوي حَدثنِي أَبُو حسان مهيب بن سليم سَمِعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ يَقُول اعتللت بنيسابور عِلّة خَفِيفَة وَذَلِكَ فِي شهر رَمَضَان فعادني إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه فِي نفر من أَصْحَابه فَقَالَ لي أفطرت يَا أَبَا عبد الله فَقلت نعم فَقَالَ يَعْنِي تعجلت فِي قبُول الرُّخْصَة فَقلت أخبرنَا عَبْدَانِ عَن بن الْمُبَارك عَن بن جريج قَالَ قلت لعطاء من أَي الْمَرَض أفطر قَالَ من أَي مرض كَانَ كَمَا قَالَ الله عز وَجل فَمن كَانَ مِنْكُم مَرِيضا قَالَ البُخَارِيّ لم يكن هَذَا عِنْد إِسْحَاق وَقَالَ مُحَمَّد بن أبي حَاتِم الْوراق سَمِعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل يَقُول لَو نشر بعض أستاري هَؤُلَاءِ لم يفهموا كَيفَ صنفت البُخَارِيّ وَلَا عرفوه ثمَّ قَالَ صنفته ثَلَاث مَرَّات وَقَالَ أحيد بن أبي جَعْفَر وإلي بُخَارى قَالَ لي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل يَوْمًا رب حَدِيث سمعته بِالْبَصْرَةِ كتبته بِالشَّام وَرب حَدِيث سمعته بِالشَّام كتبته بِمصْر فَقلت لَهُ يَا أَبَا عبد الله بِتَمَامِهِ فَسكت وَقَالَ سليم بن مُجَاهِد قَالَ لي مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل لَا أجيء بِحَدِيث عَن الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ إِلَّا عرفت مولد أَكْثَرهم ووفاتهم ومساكنهم وَلست أروي حَدِيثا من حَدِيث الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ يَعْنِي من الْمَوْقُوفَات إِلَّا وَله أصل أحفظ ذَلِك عَن كتاب الله وَسنة رَسُوله وَقَالَ عَليّ بن الْحُسَيْن بن عَاصِم البيكندي قدم علينا مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فَقَالَ لَهُ رجل من أَصْحَابنَا سَمِعت إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه يَقُول كَأَنِّي أنظر إِلَى سبعين ألف حَدِيث من كتابي فَقَالَ لَهُ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل أَو تعجب من هَذَا القَوْل لَعَلَّ فِي هَذَا الزَّمَان من ينظر إِلَى مِائَتي ألف ألف من كِتَابه وَإِنَّمَا عني نَفسه وَقَالَ مُحَمَّد بن حَمْدَوَيْه سَمِعت البُخَارِيّ يَقُول أحفظ مائَة ألف حَدِيث صَحِيح وأحفظ مِائَتي ألف حَدِيث غير صَحِيح قَالَ وراقه سمعته يَقُول مَا نمت البارحة حَتَّى عددت كم أدخلت فِي تصانيفي من الحَدِيث فَإِذا نَحْو مِائَتي ألف حَدِيث وَقَالَ أَيْضا لَو قيل لي تمن لما قُمْت حَتَّى أروي عشرَة آلَاف حَدِيث فِي الصَّلَاة خَاصَّة وَقَالَ أَيْضا قلت لَهُ تحفظ جَمِيع مَا أدخلت فِي مصنفاتك فَقَالَ لَا يخفي عَليّ جَمِيع مَا فِيهَا وصنفت جَمِيع كتبي ثَلَاث مَرَّات قَالَ وَبَلغنِي أَنه شرب البلاذر فَقلت لَهُ مرّة فِي خلْوَة هَل من دَوَاء للْحِفْظ فَقَالَ لَا أعلم ثمَّ أقبل عَليّ فَقَالَ لَا أعلم شَيْئا أَنْفَع للْحِفْظ(1/487)
من نهمة الرجل ومداومة النّظر وَقَالَ أَقمت بِالْمَدِينَةِ بعد أَن حججْت سنة حردا أكتب الحَدِيث قَالَ وأقمت بِالْبَصْرَةِ خمس سِنِين معي كتبي أصنف وأحج وأرجع من مَكَّة إِلَى الْبَصْرَة قَالَ وَأَنا أَرْجُو أَن يُبَارك الله تَعَالَى للْمُسلمين فِي هَذِه المصنفات وَقَالَ البُخَارِيّ تذكرت يَوْمًا أَصْحَاب أنس فحضرني فِي سَاعَة ثَلَاثمِائَة نفس وَمَا قدمت على شيخ إِلَّا كَانَ انتفاعه بِي أَكثر من انتفاعي بِهِ وَقَالَ وراقه عمل كتابا فِي الْهِبَة فِيهِ نَحْو خَمْسمِائَة حَدِيث وَقَالَ لَيْسَ فِي كتاب وَكِيع فِي الْهِبَة إِلَّا حديثان مسندان أَو ثَلَاثَة وَفِي كتاب بن الْمُبَارك خَمْسَة أَو نَحْوهَا وَقَالَ أَيْضا مَا جَلَست للتحديث حَتَّى عرفت الصَّحِيح من السقيم وَحَتَّى نظرت فِي كتب أهل الرَّأْي وَمَا تركت بِالْبَصْرَةِ حَدِيثا الا كتبته قَالَ وسمعته يَقُول لَا أعلم شَيْئا يحْتَاج إِلَيْهِ إِلَّا وَهُوَ فِي الْكتاب وَالسّنة قَالَ فَقلت لَهُ يُمكن معرفَة ذَلِك قَالَ نعم وَقَالَ أَحْمد بن حمدون الْحَافِظ رَأَيْت البُخَارِيّ فِي جَنَازَة وَمُحَمّد بن يحيى الذهلي يسْأَله عَن الْأَسْمَاء والعلل وَالْبُخَارِيّ يمر فِيهِ مثل السهْم كَأَنَّهُ يقْرَأ قل هُوَ الله أحد وقرأت على عبد الله بن مُحَمَّد الْمَقْدِسِي عَن أَحْمد بن نعْمَة شفاها عَن جَعْفَر بن عَليّ مُكَاتبَة أَن السلَفِي أخْبرهُم أخبرنَا أَبُو الْفَتْح الْمَالِكِي أخبرنَا أَبُو يعلى الْخَلِيل بن عبد الله الْحَافِظ أَخْبرنِي أَبُو مُحَمَّد المخلدي فِي كِتَابه أخبرنَا أَبُو حَامِد الْأَعْمَش الْحَافِظ قَالَ كُنَّا يَوْمًا عِنْد مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ بنيسابور فجَاء مُسلم بن الْحجَّاج فَسَأَلَهُ عَن حَدِيث عبيد الله بن عمر عَن أبي الزبير عَن جَابر قَالَ بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّة ومعنا أَبُو عُبَيْدَة الحَدِيث بِطُولِهِ فَقَالَ البُخَارِيّ حَدثنَا بن أبي أويس حَدثنِي أخي عَن سُلَيْمَان بن بِلَال عَن عبيد الله فَذكر الحَدِيث بِتَمَامِهِ قَالَ فَقَرَأَ عَلَيْهِ إِنْسَان حَدِيث حجاج بن مُحَمَّد عَن بن جريج عَن مُوسَى بن عقبَة عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَفَّارَة الْمجْلس إِذا قَامَ العَبْد أَن يَقُول سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِك أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا أَنْت أستغفرك وَأَتُوب إِلَيْك فَقَالَ لَهُ مُسلم فِي الدُّنْيَا أحسن من هَذَا الحَدِيث بن جريج عَن مُوسَى بن عقبَة عَن سُهَيْل بن أبي صَالح تعرف بِهَذَا الْإِسْنَاد فِي الدُّنْيَا حَدِيثا فَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل إِلَّا أَنه مَعْلُول فَقَالَ مُسلم لَا إِلَه إِلَّا الله وارتعد أَخْبرنِي بِهِ فَقَالَ أستر مَا ستر الله هَذَا حَدِيث جليل رَوَاهُ النَّاس عَن حجاج بن مُحَمَّد عَن بن جريج فألح عَلَيْهِ وَقبل رَأسه وَكَاد أَن يبكي فَقَالَ اكْتُبْ إِن كَانَ وَلَا بُد حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا مُوسَى بن عقبَة عَن عون بن عبد الله قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم كَفَّارَة الْمجْلس فَقَالَ لَهُ مُسلم لَا يبغضك إِلَّا حَاسِد وَأشْهد أَنه لَيْسَ فِي الدُّنْيَا مثلك وَهَكَذَا روى الْحَاكِم هَذِه الْقِصَّة فِي تَارِيخ نيسابور عَن أبي مُحَمَّد المخلدي وَرَوَاهَا الْبَيْهَقِيّ فِي الْمدْخل عَن الْحَاكِم أبي عبد الله على سِيَاق آخر قَالَ سَمِعت أَبَا نصر أَحْمد بن مُحَمَّد الْوراق يَقُول سَمِعت أَحْمد بن حمدون الْقصار وَهُوَ أَبُو حَامِد الْأَعْمَش يَقُول سَمِعت مُسلم بن الْحجَّاج وَجَاء إِلَى مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فَقبل بَين عَيْنَيْهِ وَقَالَ دَعْنِي حَتَّى أقبل رجليك يَا أستاذ الأستاذين وَسيد الْمُحدثين وطبيب الحَدِيث فِي علله حَدثَك مُحَمَّد بن سَلام حَدثنَا مخلد بن يزِيد أخبرنَا بن جريج حَدثنِي مُوسَى بن عقبَة عَنْ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَفَّارَة الْمجْلس أَن يَقُول إِذا قَامَ من مَجْلِسه سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبنَا وَبِحَمْدِك فَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَحدثنَا أَحْمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين قَالَا حَدثنَا حجاج بن مُحَمَّد عَن بن جريج قَالَ حَدثنِي مُوسَى بن عقبَة عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَفَّارَة الْمجْلس أَن يَقُول إِذا قَامَ من مَجْلِسه سُبْحَانَكَ رَبنَا وَبِحَمْدِك فَقَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل هَذَا حَدِيث مليح وَلَا أعلم بِهَذَا الْإِسْنَاد فِي الدُّنْيَا حَدِيثا غير هَذَا إِلَّا أَنه مَعْلُول حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ حَدَّثَنَا سُهَيْل عَن عون بن عبد الله قَوْله قَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل هَذَا أولى وَلَا يذكر لمُوسَى بن عقبَة مُسْندًا عَن سُهَيْل وَرَوَاهَا الْحَاكِم فِي عُلُوم الحَدِيث لَهُ بِهَذَا الْإِسْنَاد أخصر(1/488)
من هَذَا السِّيَاق وَقَالَ فِي آخرهَا كلَاما موهوما فَإِنَّهُ قَالَ فِيهِ أَن البُخَارِيّ قَالَ لَا أعلم فِي الْبَاب غير هَذَا الحَدِيث الْوَاحِد وَلم يقل البُخَارِيّ ذَلِك وَإِنَّمَا قَالَ مَا تقدم وَلَا يتَصَوَّر وُقُوع هَذَا من البُخَارِيّ مَعَ مَعْرفَته بِمَا فِي الْبَاب من الْأَحَادِيث وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم بِالصَّوَابِ
(
ذكر فَضَائِل الْجَامِع الصَّحِيح سوى مَا تقدم فِي الْفُصُول الأولى وَغَيرهَا)
قَالَ أَبُو الْهَيْثَم الْكشميهني سَمِعت الْفربرِي يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ يَقُول مَا وضعت فِي كتاب الصَّحِيح حَدِيثا إِلَّا اغْتَسَلت قبل ذَلِك وَصليت رَكْعَتَيْنِ وَعَن البُخَارِيّ قَالَ صنفت الْجَامِع من سِتّمائَة ألف حَدِيث فِي سِتّ عشرَة سنة وَجَعَلته حجَّة فِيمَا بيني وَبَين الله وَقَالَ أَبُو سعيد الإدريسي أخبرنَا سُلَيْمَان بن دَاوُد الْهَرَوِيّ سَمِعت عبد الله بن مُحَمَّد بن هَاشم يَقُول قَالَ عمر بن مُحَمَّد بن بجير البجيري سَمِعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل يَقُول صنفت كتابي الْجَامِع فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَمَا أدخلت فِيهِ حَدِيثا حَتَّى استخرت الله تَعَالَى وَصليت رَكْعَتَيْنِ وتيقنت صِحَّته قلت الْجمع بَين هَذَا وَبَين مَا تقدم أَنه كَانَ يصنفه فِي الْبِلَاد أَنه ابْتَدَأَ تصنيفه وترتيبه وأبوابه فِي الْمَسْجِد الْحَرَام ثمَّ كَانَ يخرج الْأَحَادِيث بعد ذَلِك فِي بَلَده وَغَيرهَا وَيدل عَلَيْهِ قَوْله إِنَّه أَقَامَ فِيهِ سِتّ عشرَة سنة فَإِنَّهُ لم يجاور بِمَكَّة هَذِه الْمدَّة كلهَا وَقد روى بن عدي عَن جمَاعَة من الْمَشَايِخ أَن البُخَارِيّ حول تراجم جَامعه بَين قبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ومنبره وَكَانَ يُصَلِّي لكل تَرْجَمَة رَكْعَتَيْنِ قلت وَلَا يُنَافِي هَذَا أَيْضا مَا تقدم لِأَنَّهُ يحمل على أَنه فِي الأول كتبه فِي المسودة وَهنا حوله من المسودة إِلَى المبيضة وَقَالَ الْفربرِي سَمِعت مُحَمَّد بن حَاتِم وراق البُخَارِيّ يَقُول رَأَيْت البُخَارِيّ فِي الْمَنَام خلف النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَالنَّبِيّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يمشي فَكلما رفع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قدمه وضع أَبُو عبد الله قدمه فِي ذَلِك الْموضع وَقَالَ الْخَطِيب أَنبأَنَا أَبُو سعد الْمَالِينِي أخبرنَا أَبُو أَحْمد بن عدي سَمِعت الْفربرِي يَقُول سَمِعت نجم بن فُضَيْل وَكَانَ من أهل الْفَهم يَقُول رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ خرج من قَبره وَالْبُخَارِيّ يمشي خَلفه فَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَآله وَسلم إِذا خطا خطْوَة يخطو مُحَمَّد وَيَضَع قدمه على خطْوَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ الْخَطِيب وَكتب إِلَى عَليّ بن مُحَمَّد الْجِرْجَانِيّ من أَصْبَهَان أَنه سمع مُحَمَّد بن مكي يَقُول سَمِعت الْفربرِي يَقُول رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النّوم فَقَالَ لي أَيْن تُرِيدُ فَقلت أُرِيد مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فَقَالَ أقرئه مني السَّلَام وَقَالَ شيخ الْإِسْلَام أَبُو إِسْمَاعِيل الْهَرَوِيّ فِيمَا قَرَأنَا على فَاطِمَة وَعَائِشَة بِنْتي مُحَمَّد بن الْهَادِي أَن أَحْمد بن أبي طَالب أخْبرهُم عَن عبد الله بن عمر بن عَليّ أَن أَبَا الْوَقْت أخْبرهُم عَنهُ سَمَاعا أخبرنَا أَحْمد بن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الْهَرَوِيّ سَمِعت خَالِد بن عبد الله الْمروزِي يَقُول سَمِعت أَبَا سهل مُحَمَّد بن أَحْمد الْمروزِي يَقُول سَمِعت أَبَا زيد الْمروزِي يَقُول كنت نَائِما بَين الرُّكْن وَالْمقَام فَرَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ فَقَالَ لي يَا أَبَا زيد إِلَى مَتى تدرس كتاب الشَّافِعِي وَلَا تدرس كتابي فَقلت يَا رَسُول الله وَمَا كتابك قَالَ جَامع مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَقَالَ الْخَطِيب حَدثنِي مُحَمَّد بن عَليّ الصُّورِي حَدثنَا عبد الْغَنِيّ بن سعيد حَدثنَا أَبُو الْفضل جَعْفَر بن الْفضل أخبرنَا مُحَمَّد بن مُوسَى بن يَعْقُوب بن الْمَأْمُون قَالَ سُئِلَ أَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ عَن الْعَلَاء وَسُهيْل فَقَالَ هما خير من فليح وَمَعَ هَذَا فَمَا فِي هَذِه الْكتب كلهَا أَجود من كتاب مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل وَقَالَ أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ لما صنف البُخَارِيّ كتاب الصَّحِيح عرضه على بن الْمَدِينِيّ وَأحمد بن حَنْبَل وَيحيى بن معِين وَغَيرهم فاستحسنوه وشهدوا لَهُ بِالصِّحَّةِ إِلَّا أَرْبَعَة أَحَادِيث قَالَ الْعقيلِيّ وَالْقَوْل فِيهَا قَول البُخَارِيّ وَهِي صَحِيحَة وَقَالَ الْحَاكِم أَبُو أَحْمد رحم الله مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل الإِمَام فَإِنَّهُ الَّذِي ألف الْأُصُول وَبَين للنَّاس وكل من عمل بعده فَإِنَّمَا أَخذه من(1/489)
كِتَابه كمسلم فرق أَكثر كِتَابه فِي كِتَابه وتجلد فِيهِ حق الجلادة حَيْثُ لم ينْسبهُ إِلَيْهِ وَقَالَ أَبُو الْحسن الدَّارَقُطْنِيّ الْحَافِظ لَوْلَا البُخَارِيّ لما رَاح مُسلم وَلَا جَاءَ وَقَالَ أَيْضا إِنَّمَا أَخذ مُسلم كتاب البُخَارِيّ فَعمل فِيهِ مستخرجا وَزَاد فِيهِ أَحَادِيث
(
ذكر مَا وَقع بَينه وَبَين الذهلي فِي مَسْأَلَة اللَّفْظ وَمَا حصل لَهُ من المحنة بِسَبَب ذَلِك وبراءته مِمَّا نسب إِلَيْهِ من ذَلِك)
قَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله فِي تَارِيخه قدم البُخَارِيّ نيسابور سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ فَأَقَامَ بهَا مُدَّة يحدث على الدَّوَام قَالَ فَسمِعت مُحَمَّد بن حَامِد الْبَزَّار يَقُول سَمِعت الْحسن بن مُحَمَّد بن جَابر يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن يحيى الذهلي يَقُول اذْهَبُوا إِلَى هَذَا الرجل الصَّالح الْعَالم فَاسْمَعُوا مِنْهُ قَالَ فَذهب النَّاس إِلَيْهِ فَأَقْبَلُوا على السماع مِنْهُ حَتَّى ظهر الْخلَل فِي مجْلِس مُحَمَّد بن يحيى قَالَ فَتكلم فِيهِ بعد ذَلِك وَقَالَ حَاتِم بن أَحْمد بن مَحْمُود سَمِعت مُسلم بن الْحجَّاج يَقُول لما قدم مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل نيسابور مَا رَأَيْت واليا وَلَا عَالما فعل بِهِ أهل نيسابور مَا فعلوا بِهِ اسْتَقْبلُوهُ من مرحلَتَيْنِ من الْبَلَد أَو ثَلَاث وَقَالَ مُحَمَّد بن يحيى الذهلي فِي مَجْلِسه من أَرَادَ أَن يسْتَقْبل مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل غَدا فليستقبله فَإِنِّي أستقبله فَاسْتَقْبلهُ مُحَمَّد بن يحيى وَعَامة عُلَمَاء نيسابور فَدخل الْبَلَد فَنزل دَار البخاريين فَقَالَ لنا مُحَمَّد بن يحيى لَا تسألوه عَن شَيْء من الْكَلَام فَإِنَّهُ إِن أجَاب بِخِلَاف مَا نَحن عَلَيْهِ وَقع بَيْننَا وَبَينه وشمت بِنَا كل ناصبي ورافضي وجهمي ومرجىء بخراسان قَالَ فازدحم النَّاس على مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل حَتَّى امْتَلَأت الدَّار والسطوح فَلَمَّا كَانَ الْيَوْم الثَّانِي أَو الثَّالِث من يَوْم قدومه قَامَ إِلَيْهِ رجل فَسَأَلَهُ عَن اللَّفْظ بِالْقُرْآنِ فَقَالَ أفعالنا مخلوقة وألفاظنا من أفعالنا قَالَ فَوَقع بَين النَّاس اخْتِلَاف فَقَالَ بَعضهم قَالَ لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق وَقَالَ بَعضهم لم يقل فَوَقع بَينهم فِي ذَلِك اخْتِلَاف حَتَّى قَامَ بَعضهم إِلَى بعض قَالَ فَاجْتمع أهل الدَّار فأخرجوهم وَقَالَ أَبُو أَحْمد بن عدي ذكر لي جمَاعَة من الْمَشَايِخ أَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل لما ورد نيسابور وَاجْتمعَ النَّاس عِنْده حسده بعض شُيُوخ الْوَقْت فَقَالَ لأَصْحَاب الحَدِيث أَن مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل يَقُول لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَلَمَّا حضر الْمجْلس قَامَ إِلَيْهِ رجل فَقَالَ يَا أَبَا عبد الله مَا تَقول فِي اللَّفْظ بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق هُوَ أَو غير مَخْلُوق فَأَعْرض عَنهُ البُخَارِيّ وَلم يجبهُ ثَلَاثًا فألح عَلَيْهِ فَقَالَ البُخَارِيّ الْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق وأفعال الْعباد مخلوقة والامتحان بِدعَة فشغب الرجل وَقَالَ قد قَالَ لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق وَقَالَ الْحَاكِم حَدثنَا أَبُو بكر بن أبي الْهَيْثَم حَدثنَا الْفربرِي قَالَ سَمِعت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل يَقُول إِن أَفعَال الْعباد مخلوقة فقد حَدثنَا عَليّ بن عبد الله حَدثنَا مَرْوَان بن مُعَاوِيَة حَدثنَا أَبُو مَالك عَن ربعي بن حِرَاش عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم أَن الله يصنع كل صانع وصنعته قَالَ البُخَارِيّ وَسمعت عبيد الله بن سعيد يَعْنِي أَبَا قدامَة السَّرخسِيّ يَقُولُ مَا زِلْتُ أَسْمَعُ أَصْحَابَنَا يَقُولُونَ إِنَّ أَفعَال الْعباد مخلوقة قَالَ مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل حَرَكَاتُهُمْ وَأَصْوَاتُهُمْ وَأَكْسَابُهُمْ وَكِتَابَتُهُمْ مَخْلُوقَةٌ فَأَمَّا الْقُرْآنُ الْمُبين الْمُثبت فِي الْمَصَاحِف الموعى فِي الْقُلُوب فَهُوَ كَلَام الله غير مَخْلُوق قَالَ الله تَعَالَى بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذين أُوتُوا الْعلم قَالَ وَقَالَ إِسْحَاق بن رَاهَوَيْه أما الأوعية فَمن يشك أَنَّهَا مخلوقة وَقَالَ أَبُو حَامِد بن الشَّرْقِي سَمِعت مُحَمَّد بن يحيى الذهلي يَقُول الْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق وَمن زعم لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَهُوَ(1/490)
مُبْتَدع وَلَا يُجَالس وَلَا يكلم وَمن ذهب بعد هَذَا إِلَى مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فاتهموه فَإِنَّهُ لَا يحضر مَجْلِسه إِلَّا من كَانَ على مذْهبه وَقَالَ الْحَاكِم وَلما وَقع بَين البُخَارِيّ وَبَين الذهلي فِي مَسْأَلَة اللَّفْظ انْقَطع النَّاس عَن البُخَارِيّ إِلَّا مُسلم بن الْحجَّاج وَأحمد بن سَلمَة قَالَ الذهلي أَلا من قَالَ بِاللَّفْظِ فَلَا يحل لَهُ أَن يحضر مَجْلِسنَا فَأخذ مُسلم رِدَاءَهُ فَوق عمَامَته وَقَامَ على رُؤُوس النَّاس فَبعث إِلَى الذهلي جَمِيع مَا كَانَ كتبه عَنهُ على ظهر جمال قلت وَقد أنصف مُسلم فَلم يحدث فِي كِتَابه عَن هَذَا وَلَا عَن هَذَا وَقَالَ الْحَاكِم أَبُو عبد الله سَمِعت مُحَمَّد بن صَالح بن هَانِئ يَقُول سَمِعت أَحْمد بن سَلمَة النَّيْسَابُورِي يَقُول دخلت على البُخَارِيّ فَقلت يَا أَبَا عبد الله إِن هَذَا رجل مَقْبُول بخراسان خُصُوصا فِي هَذِه الْمَدِينَة وَقد لج فِي هَذَا الْأَمر حَتَّى لَا يقدر أحد منا أَن يكلمهُ فِيهِ فَمَا ترى قَالَ فَقبض على لحيته ثمَّ قَالَ وأفوض أَمْرِي إِلَى الله إِن الله بَصِير بالعباد اللَّهُمَّ إِنَّك تعلم أَنِّي لم أرد الْمقَام بنيسابور أشرا وَلَا بطرا وَلَا طلبا للرياسة وَإِنَّمَا أَبَت عَليّ نَفسِي الرُّجُوع إِلَى الوطن لغَلَبَة الْمُخَالفين وَقد قصدني هَذَا الرجل حسدا لما آتَانِي الله لَا غير ثمَّ قَالَ لي يَا أَحْمد أَنِّي خَارج غَدا لتخلصوا من حَدِيثه لأجلي وَقَالَ الْحَاكِم أَيْضا عَن الْحَافِظ أبي عبد الله بن الأخرم قَالَ لما قَامَ مُسلم بن الْحجَّاج وَأحمد بن سَلمَة من مجْلِس مُحَمَّد بن يحيى بِسَبَب البُخَارِيّ قَالَ الذهلي لَا يساكنني هَذَا الرجل فِي الْبَلَد فخشي البُخَارِيّ وسافر وَقَالَ غُنْجَار فِي تَارِيخ بخاري حَدثنَا خلف بن مُحَمَّد قَالَ سَمِعت أَبَا عَمْرو أَحْمد بن نصر النَّيْسَابُورِي الْخفاف بنيسابور يَقُول كُنَّا يَوْمًا عِنْد أبي إِسْحَاق الْقرشِي ومعنا مُحَمَّد بن نصر الْمروزِي فَجرى ذكر مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل فَقَالَ مُحَمَّد بن نصر سمعته يَقُول من زعم أَنِّي قلت لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَهُوَ كَذَّاب فَإِنِّي لم أَقَله فَقلت لَهُ يَا أَبَا عبد الله قد خَاضَ النَّاس فِي هَذَا فَأَكْثرُوا فَقَالَ لَيْسَ إِلَّا مَا أَقُول لَك قَالَ أَبُو عَمْرو فَأتيت البُخَارِيّ فذاكرته بِشَيْء من الحَدِيث حَتَّى طابت نَفسه فَقلت يَا أَبَا عبد الله هَا هُنَا من يَحْكِي عَنْك إِنَّك تَقول لَفْظِي بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَقَالَ يَا أَبَا عَمْرو احفظ عَنى من زعم من أهل نيسابور وسمى غَيرهَا من الْبلدَانِ بلادا كَثِيرَة أننى قلت لفظى بِالْقُرْآنِ مَخْلُوق فَهُوَ كَذَّاب فَإِنِّي لم أَقَله إِلَّا أَنِّي قلت أَفعَال الْعباد مخلوقة وَقَالَ الْحَاكِم سَمِعت أَبَا الْوَلِيد حسان بن مُحَمَّد الْفَقِيه يَقُول سَمِعت مُحَمَّد بن نعيم يَقُول سَأَلت مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل لما وَقع فِي شَأْنه مَا وَقع عَن الْإِيمَان فَقَالَ قَول وَعمل وَيزِيد وَينْقص وَالْقُرْآن كَلَام الله غير مَخْلُوق وَأفضل أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ ثُمَّ عُمَرَ ثُمَّ عُثْمَانَ ثُمَّ عَلِيٍّ على هَذَا حييت وَعَلِيهِ أَمُوت وَعَلِيهِ أبْعث إِن شَاءَ الله تَعَالَى ذكر
(
تصانيفه والرواة عَنهُ)
تقدم ذكر الْجَامِع الصَّحِيح وَذكر الْفربرِي أَنه سَمعه مِنْهُ تسعون ألفا وَأَنه لم يبْق من يرويهِ غَيره وَأطلق ذَلِك بِنَاء على مَا فِي علمه وَقد تَأَخّر بعده بتسع سِنِين أَبُو طَلْحَة مَنْصُور بن مُحَمَّد بن عَليّ بن قريبَة الْبَزْدَوِيّ وَكَانَت وَفَاته سنة تسع وَعشْرين وثلاثمائة ذكر ذَلِك من كَونه روى الْجَامِع الصَّحِيح عَن البُخَارِيّ أَبُو نصر بن مَاكُولَا وَغَيره وَمن رُوَاة الْجَامِع أَيْضا مِمَّن اتَّصَلت لنا رِوَايَته بِالْإِجَازَةِ إِبْرَاهِيم بن معقل النَّسَفِيّ وَفَاته مِنْهُ قِطْعَة من آخِره رَوَاهَا بِالْإِجَازَةِ وَكَذَلِكَ حَمَّاد بن شَاكر النسوي وَالرِّوَايَة الَّتِي اتَّصَلت بِالسَّمَاعِ فِي هَذِه الْأَعْصَار وَمَا قبلهَا هِيَ رِوَايَة(1/491)
مُحَمَّد بن يُوسُف بن مطر بن صَالح بن بشر الْفربرِي وَمن تصانيفه أَيْضا الْأَدَب الْمُفْرد يرويهِ عَنهُ أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْجَلِيل بِالْجِيم الْبَزَّار وَرفع الْيَدَيْنِ فِي الصَّلَاة وَالْقِرَاءَة خلف الإِمَام يرويهما عَنهُ مَحْمُود بن إِسْحَاق الْخُزَاعِيّ وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ ببخارى وبر الْوَالِدين يرويهِ عَنهُ مُحَمَّد بن دلويه الْوراق والتاريخ الْكَبِير يرويهِ عَنهُ أَبُو أَحْمد مُحَمَّد بن سُلَيْمَان بن فَارس وَأَبُو الْحسن مُحَمَّد بن سهل النسوي وَغَيره والتاريخ الْأَوْسَط يرويهِ عَنهُ عبد الله بن أَحْمد بن عبد السَّلَام الْخفاف وزنجويه بن مُحَمَّد اللباد والتاريخ الصَّغِير يرويهِ عَنهُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَشْقَر وَخلق أَفعَال الْعباد يرويهِ عَنهُ يُوسُف بن ريحَان بن عبد الصَّمد والفربري أَيْضا وَكتاب الضُّعَفَاء يرويهِ عَنهُ أَبُو بشر مُحَمَّد بن أَحْمد بن حَمَّاد الدولابي وَأَبُو جَعْفَر شيخ بن سعيد وأدم بن مُوسَى الخواري وَهَذِه التصانيف مَوْجُودَة مروية لنا بِالسَّمَاعِ أَو بِالْإِجَازَةِ وَمن تصانيفه أَيْضا الْجَامِع الْكَبِير ذكره بن طَاهِر والمسند الْكَبِير وَالتَّفْسِير الْكَبِير ذكره الْفربرِي وَكتاب الْأَشْرِبَة ذكره الدَّارَقُطْنِيّ فِي المؤتلف والمختلف فِي تَرْجَمَة كيسة وَكتاب الْهِبَة ذكره وراقه كَمَا تقدم وأسامي الصَّحَابَة ذكره أَبُو الْقَاسِم بن مَنْدَه وَأَنه يرويهِ من طَرِيق بن فَارس عَنهُ وَقد نقل مِنْهُ أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ الْكَبِير فِي مُعْجم الصَّحَابَة لَهُ وَكَذَا بن مَنْدَه فِي الْمعرفَة وَنقل أَيْضا من كتاب الوحدان لَهُ وَهُوَ من لَيْسَ لَهُ إِلَّا حَدِيث وَأحد من الصَّحَابَة وَكتاب الْمَبْسُوط ذكره الخليلي فِي الْإِرْشَاد وَأَن مهيب بن سليم رَوَاهُ عَنهُ وَكتاب الْعِلَل ذكره أَبُو الْقَاسِم بن مَنْدَه أَيْضا وَأَنه يرويهِ عَن مُحَمَّد بن عبد الله بن حمدون عَن أبي مُحَمَّد عبد الله بن الشَّرْقِي عَنهُ وَكتاب الكنى ذكره الْحَاكِم أَبُو أَحْمد وَنقل مِنْهُ وَكتاب الْفَوَائِد ذكره التِّرْمِذِيّ فِي أثْنَاء كتاب المناقب من جَامعه وَمِمَّنْ روى عَنهُ من مشايخه عبد الله بن مُحَمَّد المسندي وَعبد الله بن مُنِير واسحق بن أَحْمد السرماري وَمُحَمّد بن خلف بن قُتَيْبَة وَنَحْوهم وَمن أقرانه أَبُو زرْعَة وَأَبُو حَاتِم الرازيان وَإِبْرَاهِيم الْحَرْبِيّ وَأَبُو بكر بن أبي عَاصِم ومُوسَى بن هَارُون الْجمال وَمُحَمّد بن عبد الله بن مطين وَإِسْحَاق بن أَحْمد بن زيرك الْفَارِسِي وَمُحَمّد بن قُتَيْبَة البُخَارِيّ وَأَبُو بكر الْأَعْين وَمن الْكِبَار الآخذين عَنهُ من الْحفاظ صَالح بن مُحَمَّد الملقب جزرة وَمُسلم بن الْحجَّاج وَأَبُو الْفضل أَحْمد بن سَلمَة وَأَبُو بكر بن إِسْحَاق بن خُزَيْمَة وَمُحَمّد بن نصر الْمروزِي وَأَبُو عبد الرَّحْمَن النَّسَائِيّ وروى أَيْضا عَن رجل عَنهُ وَأَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيّ وتلمذ لَهُ وَأكْثر من الِاعْتِمَاد عَلَيْهِ وَعمر بن مُحَمَّد البحيرى وَأَبُو بكر بن أبي الدُّنْيَا وَأَبُو بكر الْبَزَّار وحسين بن مُحَمَّد القباني وَيَعْقُوب بن يُوسُف بن الأخرم وَعبد الله بن مُحَمَّد بن نَاجِية وَسَهل بن شاذويه البُخَارِيّ وَعبيد الله بن وَاصل وَالقَاسِم بن زَكَرِيَّا الْمُطَرز وَأَبُو قُرَيْش مُحَمَّد بن جمعه وَمُحَمّد بن مُحَمَّد بن سُلَيْمَان الباغندي وَإِبْرَاهِيم بن مُوسَى الجويري وَعلي بن الْعَبَّاس التَّابِعِيّ وَأَبُو حَامِد الْأَعْمَش وَأَبُو بكر أَحْمد بن مُحَمَّد بن صَدَقَة الْبَغْدَادِيّ واسحق بن دَاوُد الصَّواف وحاشد بن إِسْمَاعِيل البُخَارِيّ وَمُحَمّد بن عبد الله بن الْجُنَيْد وَمُحَمّد بن مُوسَى النهرتيري وجعفر بن مُحَمَّد النَّيْسَابُورِي وَأَبُو بكر بن أبي دَاوُد وَأَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيّ وَأَبُو مُحَمَّد بن صاعد وَمُحَمّد بن هَارُون الْحَضْرَمِيّ وَالْحُسَيْن بن إِسْمَاعِيل الْمحَامِلِي الْبَغْدَادِيّ وَهُوَ آخر من حدث عَنهُ بِبَغْدَاد(1/492)
فتح الْبَارِي شرح صَحِيح البُخَارِيّ(1/1)
قَالَ الْبُخَارِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَرَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كَيْفَ كَانَ بَدْءُ الْوَحْيِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ وَالْأَصِيلِيِّ بِغَيْرِ بَابٍ وَثَبَتَ فِي رِوَايَةِ غَيْرِهِمَا فَحَكَى عِيَاضٌ وَمَنْ تَبِعَهُ فِيهِ التَّنْوِينَ وَتَرْكَهُ وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ يَجُوزُ فِيهِ الْإِسْكَانُ عَلَى سَبِيلِ التَّعْدَادِ لِلْأَبْوَابِ فَلَا يَكُونُ لَهُ إِعْرَابٌ وَقَدِ اعْتُرِضَ عَلَى الْمُصَنِّفِ لِكَوْنِهِ لَمْ يَفْتَتِحِ الْكِتَابَ بِخُطْبَةٍ تُنْبِئُ عَنْ مَقْصُودِهِ مُفْتَتَحَةٍ بِالْحَمْدِ وَالشَّهَادَةِ امْتِثَالًا لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُبْدَأُ فِيهِ بِحَمْدِ اللَّهِ فَهُوَ أَقْطَعُ وَقَوْلِهِ كُلُّ خُطْبَةٍ لَيْسَ فِيهَا شَهَادَةٌ فَهِيَ كَالْيَدِ الْجَذْمَاءِ أَخْرَجَهُمَا أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْجَوَابُ عَنِ الْأَوَّلِ أَنَّ الْخُطْبَةَ لَا يَتَحَتَّمُ فِيهَا سِيَاقٌ وَاحِدٌ يَمْتَنِعُ الْعُدُولُ عَنْهُ بَلِ الْغَرَضُ مِنْهَا الِافْتِتَاحُ بِمَا يَدُلُّ عَلَى الْمَقْصُودِ وَقَدْ صَدَّرَ الْكِتَابَ بِتَرْجَمَةِ بَدْءِ الْوَحْيِ وَبِالْحَدِيثِ الدَّالِّ عَلَى مَقْصُودِهِ الْمُشْتَمِلِ عَلَى أَنَّ الْعَمَلَ دَائِرٌ مَعَ النِّيَّةِ فَكَأَنَّهُ يَقُولُ قَصَدْتُ جَمْعَ وَحْيِ السُّنَّةِ الْمُتَلَقَّى عَنْ خَيْرِ الْبَرِيَّةِ عَلَى وَجْهٍ سَيَظْهَرُ حُسْنُ عَمَلِي فِيهِ مِنْ قَصْدِي وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى فَاكْتَفَى بِالتَّلْوِيحِ عَنِ التَّصْرِيحِ وَقَدْ سَلَكَ هَذِهِ الطَّرِيقَةَ فِي مُعْظَمِ تَرَاجِمِ هَذَا الْكِتَابِ عَلَى مَا سَيَظْهَرُ بِالِاسْتِقْرَاءِ وَالْجَوَابُ عَنِ الثَّانِي أَنَّ الْحَدِيثَيْنِ لَيْسَا عَلَى شَرْطِهِ بَلْ فِي كُلٍّ مِنْهُمَا مَقَالٌ سَلَّمْنَا صَلَاحِيَّتَهُمَا لِلْحُجَّةِ لَكِنْ لَيْسَ فِيهِمَا أَنَّ ذَلِكَ يَتَعَيَّنُ بِالنُّطْقِ وَالْكِتَابَةِ مَعًا فَلَعَلَّهُ حَمِدَ وَتَشَهَّدَ نُطْقًا عِنْدَ وَضْعِ الْكِتَابِ وَلَمْ يَكْتُبْ ذَلِكَ اقْتِصَارًا عَلَى الْبَسْمَلَةِ لِأَنَّ الْقَدْرَ الَّذِي يَجْمَعُ الْأُمُورَ الثَّلَاثَةَ ذِكْرُ اللَّهِ وَقَدْ حَصَلَ بِهَا وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ نَزَلَ مِنَ الْقُرْآنِ أَقرَأ باسم رَبك فَطَرِيقُ التَّأَسِّي بِهِ الِافْتِتَاحُ بِالْبَسْمَلَةِ وَالِاقْتِصَارُ عَلَيْهَا لَا سِيَّمَا وَحِكَايَةُ ذَلِكَ مِنْ جُمْلَةِ مَا تَضَمَّنَهُ هَذَا الْبَابُ الْأَوَّلُ بَلْ هُوَ الْمَقْصُودُ بِالذَّاتِ مِنْ أَحَادِيثِهِ وَيُؤَيِّدُهُ أَيْضًا وُقُوعُ كُتُبِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الْمُلُوكِ وَكُتُبِهِ فِي الْقَضَايَا مُفْتَتَحَةً بِالتَّسْمِيَةِ دُونَ حَمْدَلَةٍ وَغَيْرِهَا كَمَا سَيَأْتِي فِي حَدِيثِ أَبِي سُفْيَانَ فِي قِصَّةِ هِرَقْلَ فِي هَذَا الْبَابِ وَكَمَا سَيَأْتِي فِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ فِي قِصَّةِ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو فِي صُلْحِ الْحُدَيْبِيَةِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَحَادِيثِ وَهَذَا يُشْعِرُ بِأَنَّ لَفْظَ الْحَمْدِ وَالشَّهَادَةِ إِنَّمَا يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي الْخُطَبِ دُونَ الرَّسَائِلِ وَالْوَثَائِقِ فَكَأَنَّ الْمُصَنِّفَ لَمَّا لَمْ يَفْتَتِحْ كِتَابَهُ بِخُطْبَةٍ أَجْرَاهُ مَجْرَى الرَّسَائِلِ إِلَى أَهْلِ الْعِلْمِ لِيَنْتَفِعُوا بِمَا فِيهِ تَعَلُّمًا وَتَعْلِيمًا وَقَدْ أَجَابَ مَنْ شَرَحَ هَذَا الْكِتَابَ بِأَجْوِبَةٍ أُخَرَ فِيهَا نَظَرٌ مِنْهَا أَنَّهُ تَعَارَضَ عِنْدَهُ الِابْتِدَاءُ بِالتَّسْمِيَةِ وَالْحَمْدَلَةِ فَلَوِ ابْتَدَأَ بِالْحَمْدَلَةِ لَخَالَفَ الْعَادَةَ أَوْ بِالتَّسْمِيَةِ لَمْ يُعَدَّ مُبْتَدِئًا بِالْحَمْدَلَةِ فَاكْتَفَى بِالتَّسْمِيَةِ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ لَوْ جَمَعَ بَيْنَهُمَا لَكَانَ مُبْتَدِئًا بِالْحَمْدَلَةِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا بَعْدَ التَّسْمِيَةِ وَهَذِهِ هِيَ النُّكْتَةُ فِي حَذْفِ الْعَاطِفِ فَيَكُونُ أَوْلَى لِمُوَافَقَتِهِ الْكِتَابَ الْعَزِيزَ فَإِنَّ الصَّحَابَةَ افتتحوا كِتَابَة الإِمَام الْكَبِير بالتسميه والحمدلة وَتَلَوْهَا وَتَبِعَهُمْ جَمِيعُ مَنْ كَتَبَ الْمُصْحَفَ بَعْدَهُمْ فِي جَمِيعِ الْأَمْصَارِ مَنْ يَقُولُ بِأَنَّ الْبَسْمَلَةَ آيَةٌ مِنْ أَوَّلِ الْفَاتِحَةِ وَمَنْ لَا يَقُولُ ذَلِكَ وَمِنْهَا أَنَّهُ رَاعَى قَوْلَهُ تَعَالَى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ الله وَرَسُوله فَلَمْ يُقَدِّمْ عَلَى كَلَامِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ شَيْئًا وَاكْتَفَى بِهَا عَنْ كَلَامِ نَفْسِهِ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُهُ أَنْ يَأْتِيَ بِلَفْظِ الْحَمْدِ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ تَعَالَى وَأَيْضًا فَقَدْ قَدَّمَ التَّرْجَمَةَ وَهِيَ مِنْ كَلَامِهِ عَلَى الْآيَةِ وَكَذَا سَاقَ السَّنَدَ قَبْلَ لَفْظِ الْحَدِيثِ وَالْجَوَابُ عَنْ ذَلِكَ بِأَنَّ التَّرْجَمَةَ وَالسَّنَدَ وَإِنْ كَانَا مُتَقَدِّمَيْنِ لَفْظًا لَكِنَّهُمَا مُتَأَخِّرَانِ تَقْدِيرًا فِيهِ نَظَرٌ(1/8)
وَأَبْعَدُ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ قَوْلُ مَنِ ادَّعَى أَنَّهُ ابْتَدَأَ بِخُطْبَةٍ فِيهَا حَمْدٌ وَشَهَادَةٌ فَحَذَفَهَا بَعْضُ مَنْ حَمَلَ عَنْهُ الْكِتَابَ وَكَأَنَّ قَائِلَ هَذَا مَا رَأَى تَصَانِيفَ الْأَئِمَّةِ مِنْ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ وَشُيُوخِ شُيُوخِهِ وَأَهْلِ عَصْرِهِ كَمَالِكٍ فِي الْمُوَطَّأِ وَعَبْدِ الرَّزَّاقِ فِي الْمُصَنَّفِ وَأَحْمَدَ فِي الْمُسْنَدِ وَأَبِي دَاوُدَ فِي السُّنَنِ إِلَى مَا لَا يُحْصَى مِمَّنْ لَمْ يُقَدِّمْ فِي ابْتِدَاءِ تَصْنِيفِهِ خُطْبَةً وَلَمْ يَزِدْ عَلَى التَّسْمِيَةِ وَهُمُ الْأَكْثَرُ وَالْقَلِيلُ مِنْهُمْ مَنِ افْتَتَحَ كِتَابَهُ بِخُطْبَةٍ أَفَيُقَالُ فِي كُلٍّ مِنْ هَؤُلَاءِ إِنَّ الرُّوَاةَ عَنْهُ حَذَفُوا ذَلِكَ كَلَّا بَلْ يُحْمَلُ ذَلِكَ مِنْ صَنِيعِهِمْ عَلَى أَنَّهُمْ حَمِدُوا لَفْظًا وَيُؤَيِّدُهُ مَا رَوَاهُ الْخَطِيبُ فِي الْجَامِعِ عَنْ أَحْمَدَ أَنَّهُ كَانَ يَتَلَفَّظُ بِالصَّلَاةِ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذا كتب الحَدِيث ولايكتبها وَالْحَامِلُ لَهُ عَلَى ذَلِكَ إِسْرَاعٌ أَوْ غَيْرُهُ أَوْ يُحْمَلُ عَلَى أَنَّهُمْ رَأَوْا ذَلِكَ مُخْتَصًّا بِالْخُطَبِ دُونَ الْكُتُبِ كَمَا تَقَدَّمَ وَلِهَذَا مَنِ افْتَتَحَ كِتَابَهُ مِنْهُمْ بِخُطْبَةٍ حَمِدَ وَتَشَهَّدَ كَمَا صَنَعَ مُسْلِمٌ وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَقَدِ اسْتَقَرَّ عَمَلُ الْأَئِمَّةِ الْمُصَنِّفِينَ عَلَى افْتِتَاحِ كُتُبِ الْعِلْمِ بِالْبَسْمَلَةِ وَكَذَا مُعْظَمُ كُتُبِ الرَّسَائِلِ وَاخْتَلَفَ الْقُدَمَاءُ فِيمَا إِذَا كَانَ الْكِتَابُ كُلُّهُ شِعْرًا فَجَاءَ عَنِ الشَّعْبِيِّ مَنْعُ ذَلِكَ وَعَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ مَضَتِ السُّنَّةُ أَنْ لَا يُكْتَبَ فِي الشِّعْرِ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ جَوَازُ ذَلِكَ وَتَابَعَهُ عَلَى ذَلِكَ الْجُمْهُورُ وَقَالَ الْخَطِيبُ هُوَ الْمُخْتَارُ قَوْلُهُ بَدْءُ الْوَحْيِ قَالَ عِيَاضٌ رُوِيَ بِالْهَمْزِ مَعَ سُكُونِ الدَّالِ مِنَ الِابْتِدَاءِ وَبِغَيْرِ هَمْزٍ مَعَ ضَمِّ الدَّالِ وَتَشْدِيدِ الْوَاوِ مِنَ الظُّهُورِ قُلْتُ وَلَمْ أَرَهُ مَضْبُوطًا فِي شَيْءٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ الَّتِي اتَّصَلَتْ لَنَا إِلَّا أَنَّهُ وَقَعَ فِي بَعْضِهَا كَيْفَ كَانَ ابْتِدَاءُ الْوَحْيِ فَهَذَا يُرَجِّحُ الْأَوَّلَ وَهُوَ الَّذِي سَمِعْنَاهُ مِنْ أَفْوَاهِ الْمَشَايِخِ وَقَدِ اسْتَعْمَلَ الْمُصَنِّفُ هَذِهِ الْعِبَارَةَ كَثِيرًا كَبَدْءِ الْحَيْضِ وَبَدْءِ الْأَذَانِ وَبَدْءِ الْخَلْقِ وَالْوَحْيُ لُغَةً الْإِعْلَامُ فِي خَفَاءٍ وَالْوَحْيُ أَيْضًا الْكِتَابَةُ وَالْمَكْتُوبُ وَالْبَعْثُ وَالْإِلْهَامُ وَالْأَمْرُ وَالْإِيمَاءُ وَالْإِشَارَةُ وَالتَّصْوِيتُ شَيْئًا بَعْدَ شَيْءٍ وَقِيلَ أَصْلُهُ التَّفْهِيمُ وَكُلُّ مَا دَلَّلْتَ بِهِ مِنْ كَلَامٍ أَوْ كِتَابَةٍ أَوْ رِسَالَةٍ أَوْ إِشَارَةٍ فَهُوَ وَحْيٌ وَشَرْعًا الْإِعْلَامُ بِالشَّرْعِ وَقَدْ يُطْلَقُ الْوَحْيُ وَيُرَادُ بِهِ اسْمُ الْمَفْعُولِ مِنْهُ أَيِ الْمُوحَى وَهُوَ كَلَامُ اللَّهِ الْمُنَزَّلُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدِ اعْتَرَضَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التَّيْمِيُّ عَلَى هَذِهِ التَّرْجَمَةِ فَقَالَ لَوْ قَالَ كَيْفَ كَانَ الْوَحْيُ لَكَانَ أَحْسَنَ لِأَنَّهُ تَعَرَّضَ فِيهِ لِبَيَانِ كَيْفِيَّةِ الْوَحْيِ لَا لِبَيَانِ كَيْفِيَّةِ بَدْءِ الْوَحْيِ فَقَطْ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ الْمُرَادَ مِنْ بَدْءِ الْوَحْيِ حَالُهُ مَعَ كُلِّ مَا يَتَعَلَّقُ بِشَأْنِهِ أَيَّ تَعَلُّقٍ كَانَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ وَقَوْلُ اللَّهِ هُوَ بِالرَّفْعِ عَلَى حَذْفِ الْبَابِ عَطْفًا عَلَى الْجُمْلَةِ لِأَنَّهَا فِي مَحَلِّ رَفْعٍ وَكَذَا عَلَى تَنْوِينِ بَابٍ وَبِالْجَرِّ عَطْفًا عَلَى كَيْفَ وَإِثْبَاتِ بَابٍ بِغَيْرِ تَنْوِينٍ وَالتَّقْدِيرُ بَابُ مَعْنَى قَوْلِ اللَّهِ كَذَا أَوْ الِاحْتِجَاجِ بِقَوْلِ اللَّهِ كَذَا ولايصح تَقْدِيرُ كَيْفِيَّةِ قَوْلِ اللَّهِ لِأَنَّ كَلَامَ اللَّهِ لايكيف قَالَهُ عِيَاضٌ وَيَجُوزُ رَفْعُ وَقَوْلُ اللَّهِ عَلَى الْقطع وَغَيره قَوْله إِنَّا أَوْحَينَا إِلَيْك الْآيَةَ قِيلَ قَدَّمَ ذِكْرَ نُوحٍ فِيهَا لِأَنَّهُ أَوَّلُ نَبِيٍّ أُرْسِلَ أَوْ أَوَّلُ نَبِيٍّ عُوقِبَ قَوْمُهُ فَلَا يَرِدُ كَوْنُ آدَمَ أَوَّلَ الْأَنْبِيَاءِ مُطْلَقًا كَمَا سَيَأْتِي بَسْطُ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ فِي الْكَلَامِ عَلَى حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ وَمُنَاسَبَةُ الْآيَةِ لِلتَّرْجَمَةِ وَاضِحٌ مِنْ جِهَةِ أَنَّ صِفَةَ الْوَحْيِ إِلَى نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تُوَافِقُ صِفَةَ الْوَحْيِ إِلَى مَنْ تَقَدَّمَهُ مِنَ النَّبِيِّينَ وَمِنْ جِهَةِ أَنَّ أَوَّلَ أَحْوَالِ النَّبِيِّينَ فِي الْوَحْيِ بِالرُّؤْيَا كَمَا رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الدَّلَائِلِ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ صَاحب بن مَسْعُودٍ قَالَ إِنَّ أَوَّلَ مَا يُؤْتَى بِهِ الْأَنْبِيَاءُ فِي الْمَنَامِ حَتَّى تَهْدَأَ قُلُوبُهُمْ ثُمَّ يَنْزِلُ الْوَحْيُ بَعْدُ فِي الْيَقَظَةِ(1/9)
[1] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ هُوَ أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ بْنِ عِيسَى مَنْسُوبٌ إِلَى حُمَيْدِ بْنِ أُسَامَةَ بَطْنٍ مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قُصَيٍّ رَهْطِ خَدِيجَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَجْتَمِعُ مَعَهَا فِي أَسَدٍ وَيَجْتَمِعُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قُصَيٍّ وَهُوَ إِمَامٌ كَبِيرٌ مُصَنِّفٌ رَافَقَ الشَّافِعِيَّ فِي الطَّلَبِ عَنِ بن عُيَيْنَةَ وَطَبَقَتِهِ وَأَخَذَ عَنْهُ الْفِقْهَ وَرَحَلَ مَعَهُ إِلَى مِصْرَ وَرَجَعَ بَعْدَ وَفَاتِهِ إِلَى مَكَّةَ إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا سَنَةَ تِسْعَ عَشْرَةَ وَمِائَتَيْنِ فَكَأَنَّ الْبُخَارِيَّ امْتَثَلَ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِّمُوا قُرَيْشًا فَافْتَتَحَ كِتَابَهُ بِالرِّوَايَةِ عَنِ الْحُمَيْدِيِّ لِكَوْنِهِ أَفْقَهَ قُرَشِيٍّ أَخَذَ عَنْهُ وَلَهُ مُنَاسَبَةٌ أُخْرَى لِأَنَّهُ مَكِّيٌّ كَشَيْخِهِ فَنَاسَبَ أَنْ يُذْكَرَ فِي أَوَّلِ تَرْجَمَةِ بَدْءِ الْوَحْيِ لِأَنَّ ابْتِدَاءَهُ كَانَ بِمَكَّةَ وَمِنْ ثَمَّ ثَنَّى بِالرِّوَايَةِ عَنْ مَالِكٍ لِأَنَّهُ شَيْخُ أَهْلِ الْمَدِينَةَ وَهِيَ تَالِيَةٌ لِمَكَّةَ فِي نُزُولِ الْوَحْيِ وَفِي جَمِيع الْفضل وَمَالك وبن عُيَيْنَةَ قَرِينَانِ قَالَ الشَّافِعِيُّ لَوْلَاهُمَا لَذَهَبَ الْعِلْمُ من الْحجاز قَوْله حَدثنَا سُفْيَان هُوَ بن عُيَيْنَةَ بْنِ أَبِي عِمْرَانَ الْهِلَالِيُّ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمَكِّيُّ أَصْلُهُ وَمَوْلِدُهُ الْكُوفَةُ وَقَدْ شَارَكَ مَالِكًا فِي كَثِيرٍ مِنْ شُيُوخِهِ وَعَاشَ بَعْدَهُ عِشْرِينَ سَنَةً وَكَانَ يَذْكُرُ أَنَّهُ سَمِعَ مِنْ سَبْعِينَ مِنَ التَّابِعِينَ قَوْلُهُ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ اسْمُ جَدِّهِ قَيْسُ بْنُ عَمْرٍو وَهُوَ صَحَابِيٌّ وَيَحْيَى مِنْ صِغَارِ التَّابِعِينَ وَشَيْخُهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ خَالِدٍ التَّيْمِيُّ مِنْ أَوْسَاطِ التَّابِعِينَ وَشَيْخُ مُحَمَّدٍ عَلْقَمَةُ بْنُ وَقَّاصٍ اللَّيْثِيُّ مِنْ كِبَارِهِمْ فَفِي الْإِسْنَادِ ثَلَاثَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ فِي نَسَقٍ وَفِي الْمَعْرِفَةِ لِابْنِ مَنْدَهْ مَا ظَاهِرُهُ أَنَّ عَلْقَمَةَ صَحَابِيٌّ فَلَوْ ثَبَتَ لَكَانَ فِيهِ تابعيان وصحابيان يَكُونُ قَدِ اجْتَمَعَ فِي هَذَا الْإِسْنَادِ أَكْثَرُ الصِّيَغِ الَّتِي يَسْتَعْمِلُهَا الْمُحَدِّثُونَ وَهِيَ التَّحْدِيثُ وَالْإِخْبَارُ وَالسَّمَاعُ وَالْعَنْعَنَةُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَدِ اعْتُرِضَ عَلَى الْمُصَنِّفِ فِي إِدْخَالِهِ حَدِيثَ الْأَعْمَالِ هَذَا فِي تَرْجَمَةِ بَدْءِ الْوَحْيِ وَأَنَّهُ لَا تَعَلُّقَ لَهُ بِهِ أَصْلًا بِحَيْثُ إِنَّ الْخَطَّابِيَّ فِي شَرْحِهِ وَالْإِسْمَاعِيلِيَّ فِي مُسْتَخْرَجِهِ أَخْرَجَاهُ قَبْلَ التَّرْجَمَةِ لِاعْتِقَادِهِمَا أَنَّهُ إِنَّمَا أَوْرَدَهُ لِلتَّبَرُّكِ بِهِ فَقَطْ وَاسْتَصْوَبَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مَنْدَهْ صَنِيعَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ فِي ذَلِك وَقَالَ بن رَشِيدٍ لَمْ يَقْصِدِ الْبُخَارِيُّ بِإِيرَادِهِ سِوَى بَيَانِ حُسْنِ نِيَّتِهِ فِيهِ فِي هَذَا التَّأْلِيفِ وَقَدْ تُكُلِّفَتْ مُنَاسَبَتُهُ لِلتَّرْجَمَةِ فَقَالَ كُلٌّ بِحَسَبِ مَا ظَهَرَ لَهُ انْتَهَى وَقَدْ قِيلَ إِنَّهُ أَرَادَ أَنْ يُقِيمَهُ مَقَامَ الْخُطْبَةِ لِلْكِتَابِ لِأَنَّ فِي سِيَاقِهِ أَنَّ عُمَرَ قَالَهُ عَلَى الْمِنْبَرِ بِمَحْضَرِ الصَّحَابَةِ فَإِذَا صَلَحَ أَنْ يَكُونَ فِي خُطْبَةِ الْمِنْبَر صلح أَن يكون فِي خطْبَة الْكتاب وَحَكَى الْمُهَلَّبُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ بِهِ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مُهَاجِرًا فَنَاسَبَ إِيرَادَهُ فِي بَدْءِ الْوَحْيِ لِأَنَّ الْأَحْوَالَ الَّتِي كَانَتْ قَبْلَ الْهِجْرَةِ كَانَتْ كَالْمُقَدِّمَةِ لَهَا لِأَنَّ بِالْهِجْرَةِ افْتُتِحَ الْإِذْنُ فِي قِتَالِ الْمُشْرِكِينَ وَيَعْقُبُهُ النَّصْرُ وَالظَّفَرُ وَالْفَتْحُ انْتَهَى وَهَذَا وَجْهٌ حَسَنٌ إِلَّا أَنَّنِي لَمْ أَرَ مَا ذَكَرَهُ مِنْ كَوْنِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ بِهِ أَوَّلَ مَا هَاجَرَ مَنْقُولًا وَقَدْ وَقَعَ فِي بَابِ تَرْكِ الْحِيَلِ بِلَفْظِ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ الْحَدِيثَ فَفِي هَذَا إِيمَاءٌ إِلَى أَنَّهُ كَانَ فِي حَالِ الْخُطْبَةِ أَمَّا كَوْنُهُ كَانَ فِي ابْتِدَاءِ قُدُومِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلَمْ أَرَ مَا يَدُلُّ عَلَيْهِ وَلَعَلَّ قَائِلَهُ اسْتَنَدَ إِلَى مَا رُوِيَ فِي قصَّة مهَاجر أم قيس قَالَ بن دَقِيقِ الْعِيدِ نَقَلُوا أَنَّ رَجُلًا هَاجَرَ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ لَا يُرِيدُ بِذَلِكَ فَضِيلَةَ الْهِجْرَةِ وَإِنَّمَا هَاجَرَ لِيَتَزَوَّجَ امْرَأَةً تُسَمَّى أُمَّ قَيْسٍ فَلِهَذَا خُصَّ فِي الْحَدِيثِ ذِكْرُ الْمَرْأَةِ دُونَ سَائِرِ مَا يُنْوَى بِهِ انْتَهَى وَهَذَا لَوْ صَحَّ لَمْ يَسْتَلْزِمِ الْبَدَاءَةَ بِذِكْرِهِ أَوَّلَ الْهِجْرَةِ النَّبَوِيَّةِ وَقِصَّةُ مُهَاجِرِ أُمِّ قَيْسٍ رَوَاهَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ شَقِيقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ هُوَ بن مَسْعُودٍ قَالَ مَنْ هَاجَرَ يَبْتَغِي شَيْئًا فَإِنَّمَا لَهُ ذَلِكَ هَاجَرَ رَجُلٌ لِيَتَزَوَّجَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا أُمُّ قَيْسٍ فَكَانَ يُقَالُ لَهُ مُهَاجِرُ أُمِّ قَيْسٍ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقٍ أُخْرَى عَنِ الْأَعْمَشِ بِلَفْظِ كَانَ فِينَا رَجُلٌ خَطَبَ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا أُمُّ قَيْسٍ فَأَبَتْ أَنْ تَتَزَوَّجَهُ حَتَّى يُهَاجِرَ فَهَاجَرَ فَتَزَوَّجَهَا فَكُنَّا نُسَمِّيهِ مُهَاجِرَ أُمِّ قَيْسٍ وَهَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ لَكِنْ لَيْسَ فِيهِ أَنَّ حَدِيثَ الْأَعْمَالِ سِيقَ بِسَبَبِ ذَلِكَ وَلَمْ أَرَ فِي شَيْءٍ مِنَ الطُّرُقِ مَا يَقْتَضِي التَّصْرِيحَ بِذَلِكَ وَأَيْضًا فَلَوْ أَرَادَ الْبُخَارِيُّ إِقَامَتَهُ مَقَامَ الْخُطْبَةِ فَقَط إِذْ الِابْتِدَاءَ بِهِ تَيَمُّنًا وَتَرْغِيبًا فِي الْإِخْلَاصِ لَكَانَ سِيَاقه قَبْلَ التَّرْجَمَةِ كَمَا قَالَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ وَغَيْرُهُ وَنَقَلَ بن بَطَّالٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ النَّجَّارِ قَالَ التَّبْوِيبُ يَتَعَلَّقُ بِالْآيَةِ وَالْحَدِيثِ مَعًا لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَوْحَى إِلَى الْأَنْبِيَاءِ ثُمَّ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْأَعْمَالَ بِالنِّيَّاتِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا الله مُخلصين لَهُ الدّين(1/10)
وَقَالَ أَبُو الْعَالِيَةَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ماوصى بِهِ نوحًا قَالَ وَصَّاهُمْ بِالْإِخْلَاصِ فِي عِبَادَتِهِ وَعَنْ أَبِي عَبْدِ الْمَلِكِ الْبَوْنِيِّ قَالَ مُنَاسَبَةُ الْحَدِيثِ لِلتَّرْجَمَةِ أَنَّ بَدْءَ الْوَحْيِ كَانَ بِالنِّيَّةِ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَطَرَ مُحَمَّدًا عَلَى التَّوْحِيدِ وَبَغَّضَ إِلَيْهِ الْأَوْثَانَ وَوَهَبَ لَهُ أَوَّلَ أَسْبَابِ النُّبُوَّةِ وَهِيَ الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ أَخْلَصَ إِلَى اللَّهِ فِي ذَلِكَ فَكَانَ يَتَعَبَّدُ بِغَارِ حِرَاءَ فَقَبِلَ اللَّهُ عَمَلَهُ وَأَتَمَّ لَهُ النِّعْمَةَ وَقَالَ الْمُهَلَّبُ مَا مُحَصِّلُهُ قَصَدَ الْبُخَارِيُّ الْإِخْبَارَ عَنْ حَالِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَالِ مَنْشَئِهِ وَأَنَّ اللَّهَ بَغَّضَ إِلَيْهِ الْأَوْثَانَ وَحَبَّبَ إِلَيْهِ خِلَالَ الْخَيْرِ وَلُزُومَ الْوِحْدَةِ فِرَارًا مِنْ قُرَنَاءِ السُّوءِ فَلَمَّا لَزِمَ ذَلِكَ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَلَى قَدْرِ نِيَّتِهِ وَوَهَبَ لَهُ النُّبُوَّةَ كَمَا يُقَالُ الْفَوَاتِحُ عُنْوَانُ الْخَوَاتِمِ وَلَخَّصَهُ بِنَحْوٍ مِنْ هَذَا الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ وَقَالَ بن الْمُنِيرِ فِي أَوَّلِ التَّرَاجِمِ كَانَ مُقَدِّمَةُ النُّبُوَّةِ فِي حَقِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْهِجْرَةَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى بِالْخَلْوَةِ فِي غَارِ حِرَاءَ فَنَاسَبَ الِافْتِتَاحَ بِحَدِيثِ الْهِجْرَةِ وَمِنَ الْمُنَاسَبَاتِ الْبَدِيعَةِ الْوَجِيزَةِ مَا تَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ إِلَيْهِ أَنَّ الْكِتَابَ لَمَّا كَانَ مَوْضُوعًا لِجَمْعِ وَحْيِ السُّنَّةِ صَدَّرَهُ بِبَدْءِ الْوَحْيِ وَلَمَّا كَانَ الْوَحْيُ لِبَيَانِ الْأَعْمَالِ الشَّرْعِيَّةِ صَدَّرَهُ بِحَدِيثِ الْأَعْمَالِ وَمَعَ هَذِهِ الْمُنَاسَبَاتِ لَا يَلِيقُ الْجَزْمُ بِأَنَّهُ لَا تَعَلُّقَ لَهُ بِالتَّرْجَمَةِ أَصْلًا وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ وَقَدْ تَوَاتَرَ النَّقْلُ عَنِ الْأَئِمَّةِ فِي تَعْظِيمِ قَدْرِ هَذَا الْحَدِيثِ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ لَيْسَ فِي أَخْبَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْءٌ أَجْمَعَ وَأَغْنَى وَأَكْثَرَ فَائِدَةً مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ وَاتَّفَقَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ وَالشَّافِعِيُّ فِيمَا نَقَلَهُ الْبُوَيْطِيُّ عَنْهُ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَأَبُو دَاوُدَ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ وَحَمْزَةُ الْكِنَانِيُّ عَلَى أَنَّهُ ثُلُثُ الْإِسْلَامِ وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ رُبُعُهُ وَاخْتلفُوا فِي تعْيين الْبَاقِي وَقَالَ بن مَهْدِيٍّ أَيْضًا يَدْخُلُ فِي ثَلَاثِينَ بَابًا مِنَ الْعِلْمِ وَقَالَ الشَّافِعِيُّ يَدْخُلُ فِي سَبْعِينَ بَابًا وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِهَذَا الْعَدَدِ الْمُبَالَغَةَ وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ أَيْضًا يَنْبَغِي أَنْ يُجْعَلَ هَذَا الْحَدِيثُ رَأْسَ كُلِّ بَابٍ وَوَجَّهَ الْبَيْهَقِيُّ كَوْنَهُ ثُلُثَ الْعِلْمِ بِأَنَّ كَسْبَ الْعَبْدِ يَقَعُ بِقَلْبِهِ وَلِسَانِهِ وَجَوَارِحِهِ فَالنِّيَّةُ أَحَدُ أَقْسَامِهَا الثَّلَاثَةِ وَأَرْجَحُهَا لِأَنَّهَا قَدْ تَكُونُ عِبَادَةً مُسْتَقِلَّةً وَغَيْرُهَا يَحْتَاجُ إِلَيْهَا وَمِنْ ثَمَّ وَرَدَ نِيَّةُ الْمُؤْمِنِ خَيْرٌ مِنْ عَمَلِهِ فَإِذَا نَظَرْتَ إِلَيْهَا كَانَتْ خَيْرَ الْأَمْرَيْنِ وَكَلَامُ الْإِمَامِ أَحْمَدَ يَدُلُّ على أَنه أَرَادَ بِكَوْنِهِ ثلث الْعلم أَنه أحد الْقَوَاعِد الثَّلَاث الَّتِي تُرَدُّ إِلَيْهَا جَمِيعُ الْأَحْكَامِ عِنْدَهُ وَهِيَ هَذَا وَمَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ والحلال بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ الْحَدِيثَ ثُمَّ إِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ مُتَّفَقٌ عَلَى صِحَّتِهِ أَخْرَجَهُ الْأَئِمَّةُ الْمَشْهُورُونَ إِلَّا الْمُوَطَّأَ وَوَهِمَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ فِي الْمُوَطَّأِ مُغْتَرًّا بِتَخْرِيجِ الشَّيْخَيْنِ لَهُ وَالنَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ مَالِكٍ وَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الطَّبَرِيُّ قَدْ يَكُونُ هَذَا الْحَدِيثُ عَلَى طَرِيقَةِ بَعْضِ النَّاسِ مَرْدُودًا لِكَوْنِهِ فَرْدًا لِأَنَّهُ لَا يُرْوَى عَنْ عُمَرَ إِلَّا مِنْ رِوَايَةِ عَلْقَمَةَ وَلَا عَنْ عَلْقَمَةَ إِلَّا مِنْ رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَلَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مِنْ رِوَايَةِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَهُوَ كَمَا قَالَ فَإِنَّهُ إِنَّمَا اشْتُهِرَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ وَتَفَرَّدَ بِهِ مَنْ فَوْقَهُ وَبِذَلِكَ جَزَمَ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيّ وَالْبَزَّار وبن السَّكَنِ وَحَمْزَةُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْكِنَانِيُّ وَأَطْلَقَ الْخَطَّابِيُّ نَفْيَ الْخِلَافِ بَيْنَ أَهْلِ الْحَدِيثِ فِي أَنَّهُ لَا يُعْرَفُ إِلَّا بِهَذَا الْإِسْنَادِ وَهُوَ كَمَا قَالَ لَكِنْ بِقَيْدَيْنِ أَحَدُهُمَا الصِّحَّةُ لِأَنَّهُ وَرَدَ مِنْ طُرُقٍ مَعْلُولَةٍ ذَكَرَهَا الدَّارَقُطْنِيُّ وَأَبُو الْقَاسِمِ بْنُ مَنْدَهْ وَغَيْرُهُمَا ثَانِيهُمَا السِّيَاقُ لِأَنَّهُ وَرَدَ فِي مَعْنَاهُ عِدَّةُ أَحَادِيثَ صَحَّتْ فِي مُطْلَقِ النِّيَّةِ كَحَدِيثِ عَائِشَةَ وَأُمِّ سَلَمَةَ عِنْدَ مُسْلِمٍ يبعثون على نياتهم وَحَدِيث بن عَبَّاسٍ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ وَحَدِيثِ أَبِي مُوسَى مَنْ قَاتَلَ لِتَكُونَ كَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا فَهُوَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمَا وَحَدِيثِ بن مَسْعُودٍ رُبَّ قَتِيلٍ بَيْنَ الصَّفَّيْنِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِنِيَّتِهِ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَحَدِيثِ عُبَادَةَ مَنْ غَزَا وَهُوَ لَا يَنْوِي إِلَّا عِقَالًا فَلَهُ مَا نَوَى أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَتَعَسَّرُ حَصْرُهُ وَعُرِفَ بِهَذَا التَّقْرِيرِ غَلَطُ مَنْ زَعَمَ أَنَّ حَدِيثَ عُمَرَ مُتَوَاتِرٌ إِلَّا إِنْ حُمِلَ عَلَى التَّوَاتُرِ الْمَعْنَوِيِّ فَيُحْتَمَلُ نَعَمْ قَدْ تَوَاتَرَ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ فَحَكَى مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ سَعِيدٍ النَّقَّاشُ الْحَافِظُ أَنَّهُ رَوَاهُ عَنْ يَحْيَى مِائَتَانِ وَخَمْسُونَ نَفْسًا وَسَرَدَ أَسْمَاءَهُم أَبُو الْقَاسِم بن مَنْدَه فجاوز الثلثمائة وَرَوَى أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيُّ عَنْ بَعْضِ مَشَايِخِهِ مُذَاكَرَةً عَنِ الْحَافِظِ أَبِي إِسْمَاعِيلَ الْأَنْصَارِيِّ الْهَرَوِيِّ قَالَ كَتَبْتُهُ مِنْ حَدِيثِ سَبْعِمِائَةٍ مِنْ أَصْحَابِ يَحْيَى قُلْتُ وَأَنَا أَسْتَبْعِدُ صِحَّةَ هَذَا فَقَدْ تَتَبَّعْتُ طُرُقَهُ مِنَ الرِّوَايَاتِ الْمَشْهُورَةِ وَالْأَجْزَاءِ الْمَنْثُورَةِ مُنْذُ طَلَبْتُ الْحَدِيثَ إِلَى وَقْتِي هَذَا فَمَا قَدَرْتُ عَلَى تَكْمِيلِ الْمِائَةِ وَقَدْ(1/11)
تَتَبَّعْتُ طُرُقَ غَيْرِهِ فَزَادَتْ عَلَى مَا نُقِلَ عَمَّنْ تَقَدَّمَ كَمَا سَيَأْتِي مِثَالٌ لِذَلِكَ فِي الْكَلَام على حَدِيث بن عُمَرَ فِي غُسْلِ الْجُمُعَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ عَلَى الْمِنْبَرِ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَاللَّامُ لِلْعَهْدِ أَيْ مِنْبَرِ الْمَسْجِدِ النَّبَوِيِّ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ عَنْ يَحْيَى فِي تَرْكِ الْحِيَلِ سَمِعْتُ عُمَرَ يَخْطُبُ قَوْلُهُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ كَذَا أُورِدَ هُنَا وَهُوَ مِنْ مُقَابَلَةِ الْجَمْعِ بِالْجَمْعِ أَيْ كُلُّ عَمَلٍ بِنِيَّتِهِ وَقَالَ الخوبي كَأَنَّهُ أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى أَنَّ النِّيَّةَ تَتَنَوَّعُ كَمَا تَتَنَوَّعُ الْأَعْمَالُ كَمَنْ قَصَدَ بِعَمَلِهِ وَجْهَ اللَّهِ أَوْ تَحْصِيلَ مَوْعُودِهِ أَوْ الِاتِّقَاءَ لِوَعِيدِهِ وَوَقَعَ فِي مُعْظَمِ الرِّوَايَاتِ بِإِفْرَادِ النِّيَّةِ وَوَجْهُهُ أَنَّ مَحَلَّ النِّيَّةِ الْقَلْبُ وَهُوَ مُتَّحِدٌ فَنَاسَبَ إِفْرَادَهَا بِخِلَافِ الْأَعْمَالِ فَإِنَّهَا مُتَعَلِّقَةٌ بِالظَّوَاهِرِ وَهِيَ مُتَعَدِّدَةٌ فَنَاسَبَ جَمْعَهَا وَلِأَنَّ النِّيَّةَ تَرْجِعُ إِلَى الْإِخْلَاصِ وَهُوَ وَاحِدٌ لِلْوَاحِدِ الَّذِي لَا شَرِيكَ لَهُ وَوَقع فِي صَحِيح بن حِبَّانَ بِلَفْظِ الْأَعْمَالِ بِالنِّيَّاتِ بِحَذْفِ إِنَّمَا وَجَمْعِ الْأَعْمَالِ وَالنِّيَّاتِ وَهِيَ مَا وَقَعَ فِي كِتَابِ الشهَاب للقضاعي وَوَصَلَهُ فِي مُسْنَدِهِ كَذَلِكَ وَأَنْكَرَهُ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيُّ كَمَا نَقَلَهُ النَّوَوِيُّ وَأَقَرَّهُ وَهُوَ مُتَعَقَّبٌ بِرِوَايَة بن حِبَّانَ بَلْ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ مَالِكٍ عَنْ يَحْيَى عِنْدَ الْبُخَارِيِّ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ بِلَفْظِ الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّةِ وَكَذَا فِي الْعِتْقِ مِنْ رِوَايَةِ الثَّوْرِيِّ وَفِي الْهِجْرَةِ مِنْ رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ وَوَقَعَ عِنْدَهُ فِي النِّكَاحِ بِلَفْظِ الْعَمَلُ بِالنِّيَّةِ بِإِفْرَادِ كُلٍّ مِنْهُمَا وَالنِّيَّةُ بِكَسْرِ النُّونِ وَتَشْدِيدِ التَّحْتَانِيَّةِ عَلَى الْمَشْهُورِ وَفِي بَعْضِ اللُّغَاتِ بِتَخْفِيفِهَا قَالَ الْكِرْمَانِيُّ قَوْلُهُ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ هَذَا التَّرْكِيبُ يُفِيدُ الْحَصْرَ عِنْدَ الْمُحَقِّقِينَ وَاخْتُلِفَ فِي وَجْهِ إِفَادَتِهِ فَقِيلَ لِأَنَّ الْأَعْمَالَ جَمْعٌ مُحَلًّى بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ مُفِيدٌ لِلِاسْتِغْرَاقِ وَهُوَ مُسْتَلْزِمٌ لِلْقَصْرِ لِأَنَّ مَعْنَاهُ كُلُّ عَمَلٍ بِنِيَّةٍ فَلَا عَمَلَ إِلَّا بِنِيَّةٍ وَقِيلَ لِأَنَّ إِنَّمَا لِلْحَصْرِ وَهَلْ إِفَادَتُهَا لَهُ بِالْمَنْطُوقِ أَوْ بِالْمَفْهُومِ أَوْ تُفِيدُ الْحَصْرَ بِالْوَضْعِ أَوِ الْعُرْفِ أَوْ تُفِيدُهُ بِالْحَقِيقَةِ أَوْ بِالْمَجَازِ وَمُقْتَضَى كَلَامِ الْإِمَامِ وَأَتْبَاعِهِ أَنَّهَا تُفِيدُهُ بِالْمَنْطُوقِ وَضْعًا حَقِيقِيًّا بَلْ نَقَلَهُ شَيْخُنَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ عَنْ جَمِيعِ أَهْلِ الْأُصُولِ مِنَ الْمَذَاهِبِ الْأَرْبَعَةِ إِلَّا الْيَسِيرَ كَالْآمِدِيِّ وَعَلَى الْعَكْسِ مِنْ ذَلِكَ أَهْلُ الْعَرَبِيَّةِ وَاحْتَجَّ بَعْضُهُمْ بِأَنَّهَا لَوْ كَانَتْ لِلْحَصْرِ لَمَا حَسُنَ إِنَّمَا قَامَ زَيْدٌ فِي جَوَابِ هَلْ قَامَ عَمْرٌو أُجِيبَ بِأَنَّهُ يَصِحُّ أَنَّهُ يَقَعُ فِي مِثْلِ هَذَا الْجَوَابِ مَا قَامَ إِلَّا زَيْدٌ وَهِيَ لِلْحَصْرِ اتِّفَاقًا وَقِيلَ لَوْ كَانَتْ لِلْحَصْرِ لَاسْتَوَى إِنَّمَا قَامَ زَيْدٌ مَعَ مَا قَامَ إِلَّا زَيْدٌ وَلَا تَرَدُّدَ فِي أَنَّ الثَّانِيَ أَقْوَى مِنَ الْأَوَّلِ وَأُجِيبَ بِأَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ هَذِهِ الْقُوَّةِ نَفْيُ الْحَصْرِ فَقَدْ يَكُونُ أَحَدُ اللَّفْظَيْنِ أَقْوَى مِنَ الْآخَرِ مَعَ اشْتِرَاكِهِمَا فِي أَصْلِ الْوَضْعِ كَسَوْفَ وَالسِّينِ وَقَدْ وَقَعَ اسْتِعْمَالُ إِنَّمَا مَوْضِعَ اسْتِعْمَالِ النَّفْيِ وَالِاسْتِثْنَاءِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّمَا تُجْزونَ مَا كُنْتُم تَعْمَلُونَ وَكَقَوْلِهِ وَمَا تُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَقَوله انما على رَسُولنَا الْبَلَاغ الْمُبين وَقَوله مَا على الرَّسُول الا الْبَلَاغ وَمِنْ شَوَاهِدِهِ قَوْلُ الْأَعْشَى وَلَسْتُ بِالْأَكْثَرِ مِنْهُمْ حَصًى وَإِنَّمَا الْعِزَّةُ لِلْكَاثِرِ يَعْنِي مَا ثَبُتَتِ الْعِزَّةُ إِلَّا لِمَنْ كَانَ أَكْثَرَ حَصًى وَاخْتَلَفُوا هَلْ هِيَ بَسِيطَةٌ أَوْ مُرَكَّبَةٌ فَرَجَّحُوا الْأَوَّلَ وَقَدْ يُرَجَّحُ الثَّانِي وَيُجَابُ عَمَّا أُورِدَ عَلَيْهِ من قَوْلهم إِن إِن للإثبات وَمَا لِلنَّفْيِ فَيَسْتَلْزِمُ اجْتِمَاعَ الْمُتَضَادَّيْنِ عَلَى صَدَدٍ وَاحِدٍ بِأَنْ يُقَالَ مَثَلًا أَصْلُهُمَا كَانَ لِلْإِثْبَاتِ وَالنَّفْيِ لَكِنَّهُمَا بَعْدَ التَّرْكِيبِ لَمْ يَبْقَيَا عَلَى أَصْلِهِمَا بَلْ أَفَادَا شَيْئًا آخَرَ أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ الْكِرْمَانِيُّ قَالَ وَأَمَّا قَوْلُ مَنْ قَالَ إِفَادَةُ هَذَا السِّيَاقِ لِلْحَصْرِ مِنْ جِهَةِ أَنَّ فِيهِ تَأْكِيدًا بَعْدَ تَأْكِيدٍ وَهُوَ الْمُسْتَفَادُ مِنْ إِنَّمَا وَمن الْجمع فمتعقب بِأَنَّهُ مِنْ بَابِ إِيهَامِ الْعَكْسِ لِأَنَّ قَائِلَهُ لَمَّا رَأَى أَنَّ الْحَصْرَ فِيهِ تَأْكِيدٌ عَلَى تَأْكِيدٍ ظَنَّ أَنَّ كُلَّ مَا وَقَعَ كَذَلِكَ يُفِيد الْحصْر وَقَالَ بن دَقِيقِ الْعِيدِ اسْتُدِلَّ عَلَى إِفَادَةِ إِنَّمَا لِلْحَصْرِ بِأَن بن عَبَّاسٍ اسْتَدَلَّ عَلَى أَنَّ الرِّبَا لَا يَكُونُ إِلَّا فِي النَّسِيئَةِ بِحَدِيثِ إِنَّمَا الرِّبَا فِي النَّسِيئَةِ وَعَارَضَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ الصَّحَابَةِ فِي الْحُكْمِ وَلَمْ يُخَالِفُوهُ فِي فَهْمِهِ فَكَانَ كَالِاتِّفَاقِ مِنْهُمْ عَلَى أَنَّهَا تُفِيدُ الْحَصْرَ وَتُعُقِّبَ بِاحْتِمَالِ أَنْ يَكُونُوا تَرَكُوا الْمُعَارَضَةَ بِذَلِكَ تَنَزُّلًا وَأَمَّا مَنْ قَالَ(1/12)
يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ اعْتِمَادُهُمْ عَلَى قَوْلِهِ لَا رِبَا إِلَّا فِي النَّسِيئَةِ لِوُرُودِ ذَلِكَ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْحَدِيثِ الْمَذْكُورِ فَلَا يُفِيدُ ذَلِكَ فِي رَدِّ إِفَادَةِ الْحَصْرِ بَلْ يُقَوِّيهِ وَيُشْعِرُ بِأَنَّ مُفَادَ الصِّيغَتَيْنِ عِنْدَهُمْ وَاحِدٌ وَإِلَّا لَمَا اسْتَعْمَلُوا هَذِهِ مَوْضِعَ هَذِهِ وَأَوْضَحُ مِنْ هَذَا حَدِيثُ إِنَّمَا الْمَاءُ مِنَ الْمَاءِ فَإِنَّ الصَّحَابَةَ الَّذِينَ ذَهَبُوا إِلَيْهِ لَمْ يُعَارِضُهُمُ الْجُمْهُورُ فِي فَهْمِ الْحَصْرِ مِنْهُ وَإِنَّمَا عَارَضَهُمْ فِي الْحُكْمِ مِنْ أَدِلَّةٍ أُخْرَى كَحَدِيثِ إِذَا الْتَقَى الْخِتَانَانِ وَقَالَ بن عَطِيَّةَ إِنَّمَا لَفْظُ لَا يُفَارِقُهُ الْمُبَالَغَةُ وَالتَّأْكِيدُ حَيْثُ وَقَعَ وَيَصْلُحُ مَعَ ذَلِكَ لِلْحَصْرِ إِنْ دَخَلَ فِي قِصَّةٍ سَاعَدَتْ عَلَيْهِ فَجُعِلَ وُرُودُهُ لِلْحَصْرِ مَجَازًا يَحْتَاجُ إِلَى قَرِينَةٍ وَكَلَامُ غَيْرِهِ عَلَى الْعَكْسِ مِنْ ذَلِكَ وَأَنَّ أَصْلَ وُرُودِهَا لِلْحَصْرِ لَكِنْ قَدْ يَكُونُ فِي شَيْءٍ مَخْصُوصٍ كَقَوْلِه تَعَالَى إِنَّمَا الله إِلَه وَاحِد فَإِنَّهُ سِيقَ بِاعْتِبَارِ مُنْكِرِي الْوَحْدَانِيَّةِ وَإِلَّا فَلِلَّهِ سُبْحَانَهُ صِفَاتٌ أُخْرَى كَالْعِلْمِ وَالْقُدْرَةِ وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّمَا أَنْت مُنْذر فَإِنَّهُ سِيقَ بِاعْتِبَارِ مُنْكِرِي الرِّسَالَةِ وَإِلَّا فَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صِفَاتٌ أُخْرَى كَالْبِشَارَةِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِنَ الْأَمْثِلَةِ وَهِيَ فِيمَا يُقَالُ السَّبَبُ فِي قَوْلِ مَنْ مَنَعَ إِفَادَتَهَا لِلْحَصْرِ مُطْلَقًا تَكْمِيلٌ الْأَعْمَالُ تَقْتَضِي عَامِلَيْنِ وَالتَّقْدِيرُ الْأَعْمَالُ الصَّادِرَةُ مِنَ الْمُكَلَّفِينَ وَعَلَى هَذَا هَلْ تَخْرُجُ أَعْمَالُ الْكُفَّارِ الظَّاهِرُ الْإِخْرَاجُ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالْأَعْمَالِ أَعْمَالُ الْعِبَادَةِ وَهِيَ لَا تَصِحُّ مِنَ الْكَافِرِ وَإِنْ كَانَ مُخَاطَبًا بِهَا مُعَاقَبًا عَلَى تَرْكِهَا وَلَا يَرِدُ الْعِتْقُ وَالصَّدَقَةُ لِأَنَّهُمَا بِدَلِيلٍ آخَرَ قَوْلُهُ بِالنِّيَّاتِ الْبَاءُ لِلْمُصَاحَبَةِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ لِلسَّبَبِيَّةِ بِمَعْنَى أَنَّهَا مُقَوِّمَةٌ لِلْعَمَلِ فَكَأَنَّهَا سَبَبٌ فِي إِيجَادِهِ وَعَلَى الْأَوَّلِ فَهِيَ مِنْ نَفْسِ الْعَمَلِ فَيُشْتَرَطُ أَنْ لَا تَتَخَلَّفَ عَنْ أَوَّلِهِ قَالَ النَّوَوِيُّ النِّيَّةُ الْقَصْدُ وَهِيَ عَزِيمَةُ الْقَلْبِ وَتَعَقَّبَهُ الْكِرْمَانِيُّ بِأَنَّ عَزِيمَةَ الْقَلْبِ قَدْرٌ زَائِدٌ عَلَى أَصْلِ الْقَصْدِ وَاخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ هَلْ هِيَ رُكْنٌ أَوْ شَرْطٌ وَالْمُرَجَّحُ أَنَّ إِيجَادَهَا ذِكْرًا فِي أَوَّلِ الْعَمَلِ رُكْنٌ وَاسْتِصْحَابَهَا حُكْمًا بِمَعْنَى أَنْ لَا يَأْتِيَ بِمُنَافٍ شَرْعًا شَرْطٌ وَلَا بُدَّ مِنْ مَحْذُوفٍ يَتَعَلَّقُ بِهِ الْجَارُّ وَالْمَجْرُورُ فَقِيلَ تُعْتَبَرُ وَقِيلَ تُكَمَّلُ وَقِيلَ تَصِحُّ وَقِيلَ تَحْصُلُ وَقِيلَ تَسْتَقِرُّ قَالَ الطِّيبِيُّ كَلَامُ الشَّارِعِ مَحْمُولٌ عَلَى بَيَانِ الشَّرْعِ لِأَنَّ الْمُخَاطَبِينَ بِذَلِكَ هُمْ أَهْلُ اللِّسَانِ فَكَأَنَّهُمْ خُوطِبُوا بِمَا لَيْسَ لَهُمْ بِهِ عِلْمٌ إِلَّا مِنْ قِبَلِ الشَّارِعِ فَيَتَعَيَّنُ الْحَمْلُ عَلَى مَا يُفِيدُ الْحُكْمَ الشَّرْعِيَّ وَقَالَ الْبَيْضَاوِيُّ النِّيَّةُ عِبَارَةٌ عَنِ انْبِعَاثِ الْقَلْبِ نَحْوَ مَا يَرَاهُ مُوَافِقًا لِغَرَضٍ مِنْ جَلْبِ نَفْعٍ أَوْ دَفْعِ ضُرٍّ حَالًا أَوْ مَآلًا وَالشَّرْعُ خَصَّصَهُ بِالْإِرَادَةِ الْمُتَوَجِّهَةِ نَحْوَ الْفِعْلِ لِابْتِغَاءِ رِضَاءِ اللَّهِ وَامْتِثَالِ حُكْمِهِ وَالنِّيَّةُ فِي الْحَدِيثِ مَحْمُولَةٌ عَلَى الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ لِيَحْسُنَ تَطْبِيقُهُ عَلَى مَا بَعْدَهُ وَتَقْسِيمُهُ أَحْوَالَ الْمُهَاجِرِ فَإِنَّهُ تَفْصِيلٌ لِمَا أُجْمِلَ وَالْحَدِيثُ مَتْرُوكُ الظَّاهِرِ لِأَنَّ الذَّوَاتَ غَيْرُ مُنْتَفِيَةٍ إِذِ التَّقْدِيرُ لَا عَمَلَ إِلَّا بِالنِّيَّةِ فَلَيْسَ الْمُرَادُ نَفْيَ ذَاتِ الْعَمَلِ لِأَنَّهُ قَدْ يُوجَدُ بِغَيْرِ نِيَّةٍ بَلِ الْمُرَادُ نَفْيُ أَحْكَامِهَا كَالصِّحَّةِ وَالْكَمَالِ لَكِنَّ الْحَمْلَ عَلَى نَفْيِ الصِّحَّةِ أَوْلَى لِأَنَّهُ أَشْبَهَ بِنَفْيِ الشَّيْءِ نَفْسِهِ وَلِأَنَّ اللَّفْظَ دَلَّ عَلَى نَفْيِ الذَّاتِ بِالتَّصْرِيحِ وَعَلَى نَفْيِ الصِّفَاتِ بِالتَّبَعِ فَلَمَّا مَنَعَ الدَّلِيلُ نَفْيَ الذَّاتِ بَقِيَتْ دَلَالَتُهُ عَلَى نَفْيِ الصِّفَاتِ مُسْتَمِرَّةً وَقَالَ شَيْخُنَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ الْأَحْسَنُ تَقْدِيرُ مَا يَقْتَضِي أَنَّ الْأَعْمَالَ تَتْبَعُ النِّيَّةَ لِقَوْلِهِ فِي الْحَدِيثِ فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى آخِرِهِ وَعَلَى هَذَا يُقَدَّرُ الْمَحْذُوفُ كَوْنًا مُطْلَقًا مِنِ اسْمِ فَاعِلٍ أَوْ فِعْلٍ ثُمَّ لَفْظُ الْعَمَلِ يَتَنَاوَلُ فِعْلَ الْجَوَارِحِ حَتَّى اللِّسَانِ فَتَدْخُلُ الْأَقْوَال قَالَ بن دَقِيقِ الْعِيدِ وَأَخْرَجَ بَعْضُهُمُ الْأَقْوَالَ وَهُوَ بَعِيدٌ وَلَا تَرَدُّدَ عِنْدِي فِي أَنَّ الْحَدِيثَ يَتَنَاوَلُهَا وَأَمَّا التُّرُوكُ فَهِيَ وَإِنْ كَانَتْ فِعْلَ كَفٍّ لَكِن لايطلق عَلَيْهَا لَفْظُ الْعَمَلِ وَقَدْ تُعُقِّبَ عَلَى مَنْ يُسَمِّي الْقَوْلَ عَمَلًا لِكَوْنِهِ عَمَلَ اللِّسَانِ بِأَنَّ مَنْ حَلَفَ لَا يَعْمَلُ عَمَلًا فَقَالَ قَوْلًا لَا يَحْنَثَ وَأُجِيبَ بِأَنَّ مَرْجِعَ الْيَمِينِ إِلَى الْعُرْفِ وَالْقَوْلُ لَا يُسَمَّى عَمَلًا فِي الْعُرْفِ وَلِهَذَا يُعْطَفُ عَلَيْهِ وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ الْقَوْلَ لَا يَدْخُلُ فِي الْعَمَلِ حَقِيقَةً وَيَدْخُلُ مَجَازًا وَكَذَا الْفِعْلُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ بعد قَوْله زخرف القَوْل وَأَمَّا عَمَلُ الْقَلْبِ كَالنِّيَّةِ فَلَا يَتَنَاوَلُهَا الْحَدِيثُ لِئَلَّا يَلْزَمَ التَّسَلْسُلَ وَالْمَعْرِفَةَ وَفِي تَنَاوُلِهَا نَظَرٌ قَالَ بَعْضُهُمْ هُوَ مُحَالٌ لِأَنَّ النِّيَّةَ قَصْدُ الْمَنَوِيِّ وَإِنَّمَا يَقْصِدُ الْمَرْءُ مَا يَعْرِفُ فَيَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ عَارِفًا قَبْلَ الْمَعْرِفَةِ وَتَعَقَّبَهُ شَيْخُنَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ سِرَاجُ الدِّينِ الْبُلْقِينِيُّ بِمَا حَاصِلُهُ إِنْ كَانَ الْمُرَادُ بِالْمَعْرِفَةِ مُطْلَقَ الشُّعُورِ فَمُسَلَّمٌ وَإِنْ كَانَ الْمُرَادُ النَّظَرَ فِي الدَّلِيلِ فَلَا لِأَنَّ كُلَّ ذِي عَقْلٍ يَشْعُرُ مَثَلًا بِأَنَّ لَهُ مَنْ يُدَبِّرُهُ فَإِذَا أَخَذَ فِي النَّظَرِ فِي الدَّلِيلِ عَلَيْهِ لِيَتَحَقَّقَهُ لَمْ(1/13)
تكن النِّيَّة حِينَئِذٍ محالا وَقَالَ بن دَقِيقِ الْعِيدِ الَّذِينَ اشْتَرَطُوا النِّيَّةَ قَدَّرُوا صِحَّةَ الْأَعْمَالِ وَالَّذِينَ لَمْ يَشْتَرِطُوهَا قَدَّرُوا كَمَالَ الْأَعْمَالِ وَرُجِّحَ الْأَوَّلُ بِأَنَّ الصِّحَّةَ أَكْثَرُ لُزُومًا لِلْحَقِيقَةِ مِنَ الْكَمَالِ فَالْحَمْلُ عَلَيْهَا أَوْلَى وَفِي هَذَا الْكَلَامِ إِيهَامٌ أَنَّ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ لَا يَرَى بِاشْتِرَاطِ النِّيَّةِ وَلَيْسَ الْخِلَافُ بَيْنَهُمْ فِي ذَلِكَ إِلَّا فِي الْوَسَائِلِ وَأَمَّا الْمَقَاصِدُ فَلَا اخْتِلَافَ بَيْنَهُمْ فِي اشْتِرَاطِ النِّيَّةِ لَهَا وَمِنْ ثَمَّ خَالَفَ الْحَنَفِيَّةُ فِي اشْتِرَاطِهَا لِلْوُضُوءِ وَخَالَفَ الْأَوْزَاعِيُّ فِي اشْتِرَاطِهَا فِي التَّيَمُّمِ أَيْضًا نَعَمْ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ اخْتِلَافٌ فِي اقْتِرَانِ النِّيَّةِ بِأَوَّلِ الْعَمَلِ كَمَا هُوَ مَعْرُوفٌ فِي مَبْسُوطَاتِ الْفِقْهِ تَكْمِيلٌ الظَّاهِرُ أَنَّ الْأَلِفَ وَاللَّامَ فِي النِّيَّاتِ مُعَاقِبَةٌ لِلضَّمِيرِ وَالتَّقْدِيرُ الْأَعْمَالُ بِنِيَّاتِهَا وَعَلَى هَذَا فَيَدُلُّ عَلَى اعْتِبَارِ نِيَّةِ الْعَمَلِ مِنْ كَوْنِهِ مَثَلًا صَلَاةً أَوْ غَيْرَهَا وَمِنْ كَوْنِهَا فَرْضًا أَوْ نَفْلًا ظُهْرًا مَثَلًا أَوْ عَصْرًا مَقْصُورَةً أَوْ غَيْرَ مَقْصُورَةٍ وَهَلْ يُحْتَاجُ فِي مِثْلِ هَذَا إِلَى تَعْيِينِ الْعَدَدِ فِيهِ بَحْثٌ وَالرَّاجِحُ الِاكْتِفَاءُ بِتَعْيِين الْعِبَادَة الَّتِي لاتنفك عَنِ الْعَدَدِ الْمُعَيَّنِ كَالْمُسَافِرِ مَثَلًا لَيْسَ لَهُ أَنْ يَقْصُرَ إِلَّا بِنِيَّةِ الْقَصْرِ لَكِنْ لَا يَحْتَاجُ إِلَى نِيَّةِ رَكْعَتَيْنِ لِأَنَّ ذَلِكَ هُوَ مُقْتَضَى الْقَصْرِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى قَالَ الْقُرْطُبِيُّ فِيهِ تَحْقِيقٌ لِاشْتِرَاطِ النِّيَّةِ وَالْإِخْلَاصِ فِي الْأَعْمَالِ فَجَنَحَ إِلَى أَنَّهَا مُؤَكَّدَةٌ وَقَالَ غَيْرُهُ بَلْ تُفِيدُ غَيْرَ مَا أَفَادَتْهُ الْأُولَى لِأَنَّ الْأُولَى نَبَّهَتْ عَلَى أَنَّ الْعَمَلَ يَتْبَعُ النِّيَّةَ وَيُصَاحِبُهَا فَيَتَرَتَّبُ الْحُكْمُ عَلَى ذَلِكَ وَالثَّانِيَةُ أَفَادَتْ أَنَّ الْعَامِلَ لَا يحصل لَهُ الا مَا نَوَاه وَقَالَ بن دَقِيقِ الْعِيدِ الْجُمْلَةُ الثَّانِيَةُ تَقْتَضِي أَنَّ مَنْ نَوَى شَيْئًا يَحْصُلُ لَهُ يَعْنِي إِذَا عَمِلَهُ بِشَرَائِطِهِ أَوْ حَالَ دُونَ عَمَلِهِ لَهُ مَا يُعْذَرُ شَرْعًا بِعَدَمِ عَمَلِهِ وَكُلُّ مَا لَمْ يَنْوِهِ لَمْ يَحْصُلْ لَهُ وَمُرَادُهُ بِقَوْلِهِ مَا لَمْ يَنْوِهِ أَيْ لَا خُصُوصًا وَلَا عُمُومًا أَمَّا إِذَا لَمْ يَنْوِ شَيْئًا مَخْصُوصًا لَكِنْ كَانَتْ هُنَاكَ نِيَّةٌ عَامَّةٌ تَشْمَلُهُ فَهَذَا مِمَّا اخْتَلَفَتْ فِيهِ أَنْظَارُ الْعُلَمَاءِ وَيَتَخَرَّجُ عَلَيْهِ مِنَ الْمَسَائِلِ مَا لَا يُحْصَى وَقَدْ يَحْصُلُ غَيْرُ الْمَنْوِيِّ لِمُدْرَكٍ آخَرَ كَمَنْ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى الْفَرْضَ أَوِ الرَّاتِبَةَ قَبْلَ أَنْ يَقْعُدَ فَإِنَّهُ يَحْصُلُ لَهُ تَحِيَّةُ الْمَسْجِدِ نَوَاهَا أَوْ لَمْ يَنْوِهَا لِأَنَّ الْقَصْدَ بِالتَّحِيَّةِ شَغْلُ الْبُقْعَةِ وَقَدْ حَصَلَ وَهَذَا بِخِلَافِ مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَنِ الْجَنَابَةِ فَإِنَّهُ لَا يَحْصُلُ لَهُ غُسْلُ الْجُمُعَةِ عَلَى الرَّاجِحِ لِأَنَّ غُسْلَ الْجُمُعَةِ يُنْظَرُ فِيهِ إِلَى التَّعَبُّدِ لَا إِلَى مَحْضِ التَّنْظِيفِ فَلَا بُدَّ فِيهِ مِنَ الْقَصْدِ إِلَيْهِ بِخِلَافِ تَحِيَّةِ الْمَسْجِدِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَالَ النَّوَوِيُّ أَفَادَتِ الْجُمْلَةُ الثَّانِيَةُ اشْتِرَاطَ تَعْيِينِ الْمَنْوِيِّ كَمَنْ عَلَيْهِ صَلَاةٌ فَائِتَةٌ لَا يَكْفِيهِ أَنْ يَنْوِيَ الْفَائِتَةَ فَقَطْ حَتَّى يُعَيِّنَهَا ظُهْرًا مَثَلًا أَوْ عَصْرًا وَلَا يَخْفَى أَنَّ مَحَلَّهُ مَا إِذَا لَمْ تَنْحَصِر الْفَائِتَة وَقَالَ بن السَّمْعَانِيِّ فِي أَمَالِيهِ أَفَادَتْ أَنَّ الْأَعْمَالَ الْخَارِجَةَ عَنِ الْعِبَادَةِ لَا تُفِيدُ الثَّوَابَ إِلَّا إِذَا نَوَى بِهَا فَاعِلُهَا الْقُرْبَةَ كَالْأَكْلِ إِذَا نَوَى بِهِ الْقُوَّةَ عَلَى الطَّاعَةِ وَقَالَ غَيْرُهُ أَفَادَتْ أَنَّ النِّيَابَةَ لَا تَدْخُلُ فِي النِّيَّةِ فَإِنَّ ذَلِكَ هُوَ الْأَصْلُ فَلَا يَرِدُ مِثْلُ نِيَّةِ الْوَلِيِّ عَنِ الصَّبِيِّ وَنَظَائِرِهِ فَإِنَّهَا عَلَى خِلَافِ الأَصْل وَقَالَ بن عَبْدِ السَّلَامِ الْجُمْلَةُ الْأُولَى لِبَيَانِ مَا يُعْتَبَرُ مِنَ الْأَعْمَالِ وَالثَّانِيَةُ لِبَيَانِ مَا يَتَرَتَّبُ عَلَيْهَا وَأَفَادَ أَنَّ النِّيَّةَ إِنَّمَا تُشْتَرَطُ فِي الْعِبَادَةِ الَّتِي لَا تَتَمَيَّزُ بِنَفْسِهَا وَأَمَّا مَا يَتَمَيَّزُ بِنَفْسِهِ فَإِنَّهُ يَنْصَرِفُ بِصُورَتِهِ إِلَى مَا وُضِعَ لَهُ كَالْأَذْكَارِ وَالْأَدْعِيَةِ وَالتِّلَاوَةِ لِأَنَّهَا لَا تَتَرَدَّدُ بَيْنَ الْعِبَادَةِ وَالْعَادَةِ وَلَا يَخْفَى أَنَّ ذَلِكَ إِنَّمَا هُوَ بِالنَّظَرِ إِلَى أَصْلِ الْوَضْعِ أَمَّا مَا حَدَثَ فِيهِ عُرْفٌ كَالتَّسْبِيحِ لِلتَّعَجُّبِ فَلَا وَمَعَ ذَلِكَ فَلَوْ قُصِدَ بِالذِّكْرِ الْقُرْبَةُ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى لَكَانَ أَكْثَرَ ثَوَابًا وَمِنْ ثَمَّ قَالَ الْغَزَّالِيُّ حَرَكَةُ اللِّسَانِ بِالذِّكْرِ مَعَ الْغَفْلَةِ عَنْهُ تُحَصِّلُ الثَّوَابَ لِأَنَّهُ خَيْرٌ مِنْ حَرَكَةِ اللِّسَانِ بِالْغِيبَةِ بَلْ هُوَ خَيْرٌ مِنَ السُّكُوتِ مُطْلَقًا أَيِ الْمُجَرَّدِ عَنِ التَّفَكُّرِ قَالَ وَإِنَّمَا هُوَ نَاقِصٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى عَمَلِ الْقَلْبِ انْتَهَى وَيُؤَيِّدُهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بُضْعِ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ ثُمَّ قَالَ فِي الْجَوَابِ عَنْ قَوْلِهِمْ أَيَأْتِي أَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيُؤْجَرُ أَرَأَيْتَ لَوْ وَضَعَهَا فِي حَرَامٍ وَأَوْرَدَ عَلَى إِطْلَاقِ الْغَزَّالِيِّ أَنَّهُ يَلْزَمُ مِنْهُ أَنَّ الْمَرْءَ يُثَابُ عَلَى فِعْلٍ مُبَاحٍ لِأَنَّهُ خَيْرٌ مِنْ فِعْلِ الْحَرَامِ وَلَيْسَ ذَلِكَ مُرَادَهُ وَخُصَّ مِنْ عُمُومِ الْحَدِيثِ مَا يُقْصَدُ حُصُولُهُ فِي الْجُمْلَةِ فَإِنَّهُ لَا يَحْتَاجُ إِلَى نِيَّةٍ تَخُصُّهُ كَتَحِيَّةِ الْمَسْجِدِ كَمَا تَقَدَّمَ وَكَمَنْ مَاتَ زَوْجُهَا فَلَمْ يَبْلُغْهَا الْخَبَرُ إِلَّا بَعْدَ مُدَّةِ الْعِدَّةِ فَإِنَّ عِدَّتَهَا تَنْقَضِي لِأَنَّ الْمَقْصُودَ حُصُولُ بَرَاءَةِ الرَّحِمِ وَقَدْ وُجِدَتْ وَمِنْ ثَمَّ لَمْ يَحْتَجِ الْمَتْرُوكُ إِلَى نِيَّةٍ وَنَازَعَ الْكِرْمَانِيُّ فِي إِطْلَاقِ الشَّيْخِ مُحْيِي الدِّينِ كَوْنَ الْمَتْرُوكِ لَا يَحْتَاجُ إِلَى نِيَّةٍ بِأَنَّ التَّرْكَ فِعْلٌ وَهُوَ كَفُّ النَّفْسِ وَبِأَنَّ الْتُّرُوكَ إِذَا أُرِيدَ بِهَا تَحْصِيلُ الثَّوَابِ بِامْتِثَالِ أَمْرِ الشَّارِعِ فَلَا بُدَّ فِيهَا مِنْ(1/14)
قَصْدِ التَّرْكِ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ قَوْلَهُ التَّرْكُ فِعْلٌ مُخْتَلَفٌ فِيهِ وَمِنْ حَقِّ الْمُسْتَدِلِّ عَلَى الْمَانِعِ أَنْ يَأْتِيَ بِأَمْرٍ مُتَّفَقٍ عَلَيْهِ وَأَمَّا اسْتِدْلَالُهُ الثَّانِي فَلَا يُطَابِقُ الْمَوْرِدَ لِأَنَّ الْمَبْحُوثَ فِيهِ هَلْ تَلْزَمُ النِّيَّةُ فِي التُّرُوكِ بِحَيْثُ يَقَعُ الْعِقَابُ بِتَرْكِهَا وَالَّذِي أَوْرَدَهُ هَلْ يَحْصُلُ الثَّوَابُ بِدُونِهَا وَالتَّفَاوُتُ بَيْنَ الْمَقَامَيْنِ ظَاهِرٌ وَالتَّحْقِيقُ أَنَّ التَّرْكَ الْمُجَرَّدَ لَا ثَوَابَ فِيهِ وَإِنَّمَا يَحْصُلُ الثَّوَابُ بِالْكَفِّ الَّذِي هُوَ فِعْلُ النَّفْسِ فَمَنْ لَمْ تَخْطُرِ الْمَعْصِيَةُ بِبَالِهِ أَصْلًا لَيْسَ كَمَنْ خَطَرَتْ فَكَفَّ نَفْسَهُ عَنْهَا خَوْفًا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فَرَجَعَ الْحَالُ إِلَى أَنَّ الَّذِي يَحْتَاجُ إِلَى النِّيَّةِ هُوَ الْعَمَلُ بِجَمِيعِ وُجُوهِهِ لَا التَّرْكُ الْمُجَرَّدُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ تَنْبِيهٌ قَالَ الْكِرْمَانِيُّ إِذَا قُلْنَا إِنَّ تَقْدِيمَ الْخَبَرِ عَلَى الْمُبْتَدَأِ يُفِيدُ الْقَصْرَ فَفِي قَوْلِهِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى نَوْعَانِ مِنَ الْحَصْرِ قَصْرُ الْمُسْنَدِ عَلَى الْمُسْنَدِ إِلَيْهِ إِذِ الْمُرَادُ إِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَاهُ وَالتَّقْدِيمُ الْمَذْكُورُ قَوْلُهُ فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا كَذَا وَقَعَ فِي جَمِيعِ الْأُصُولِ الَّتِي اتَّصَلَتْ لَنَا عَنِ الْبُخَارِيِّ بِحَذْفِ أَحَدِ وَجْهَيِ التَّقْسِيمِ وَهُوَ قَوْلُهُ فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَخْ قَالَ الْخَطَّابِيُّ وَقَعَ هَذَا الْحَدِيثُ فِي رِوَايَتِنَا وَجَمِيعِ نُسَخِ أَصْحَابِنَا مَخْرُومًا قَدْ ذَهَبَ شَطْرُهُ وَلَسْتُ أَدْرِي كَيْفَ وَقَعَ هَذَا الْإِغْفَالُ وَمِنْ جِهَةِ مَنْ عَرَضَ مِنْ رُوَاتِهِ فَقَدْ ذَكَرَهُ الْبُخَارِيُّ مِنْ غَيْرِ طَرِيقِ الْحُمَيْدِيِّ مُسْتَوْفًى وَقَدْ رَوَاهُ لَنَا الْأَثْبَاتُ مِنْ طَرِيقِ الْحُمَيْدِيِّ تَامًّا وَنَقَلَ بن التِّينِ كَلَامَ الْخَطَّابِيِّ مُخْتَصَرًا وَفُهِمَ مِنْ قَوْلِهِ مَخْرُومًا أَنَّهُ قَدْ يُرِيدُ أَنَّ فِي السَّنَدِ انْقِطَاعًا فَقَالَ مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ لِأَنَّ الْبُخَارِيَّ لَمْ يَلْقَ الْحُمَيْدِيَّ وَهُوَ مِمَّا يُتَعَجَّبُ مِنْ إِطْلَاقِهِ مَعَ قَوْلِ الْبُخَارِيِّ حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ وَتَكْرَارُ ذَلِكَ مِنْهُ فِي هَذَا الْكِتَابِ وَجَزَمَ كُلُّ مَنْ تَرْجَمَهُ بِأَنَّ الْحُمَيْدِيَّ مِنْ شُيُوخِهِ فِي الْفِقْه والْحَدِيث وَقَالَ بن الْعَرَبِيِّ فِي مَشْيَخَتِهِ لَا عُذْرَ لِلْبُخَارِيِّ فِي إِسْقَاطِهِ لِأَنَّ الْحُمَيْدِيَّ شَيْخُهُ فِيهِ قَدْ رَوَاهُ فِي مُسْنَدِهِ عَلَى التَّمَامِ قَالَ وَذَكَرَ قَوْمٌ أَنَّهُ لَعَلَّهُ اسْتَمْلَاهُ مِنْ حِفْظِ الْحُمَيْدِيِّ فَحَدَّثَهُ هَكَذَا فَحَدَّثَ عَنْهُ كَمَا سَمِعَ أَوْ حَدَّثَهُ بِهِ تَامًّا فَسَقَطَ مِنْ حِفْظِ الْبُخَارِيِّ قَالَ وَهُوَ أَمْرٌ مُسْتَبْعَدٌ جِدًّا عِنْدَ مَنِ اطَّلَعَ عَلَى أَحْوَالِ الْقَوْمِ وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ الشَّارِحُ الْإِسْقَاطُ فِيهِ مِنَ الْبُخَارِيِّ فَوُجُودُهُ فِي رِوَايَةِ شَيْخِهِ وَشَيْخِ شَيْخِهِ يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ انْتَهَى وَقَدْ رُوِّينَاهُ مِنْ طَرِيقِ بِشْرِ بْنِ مُوسَى وَأَبِي إِسْمَاعِيلَ التِّرْمِذِيِّ وَغَيْرِ وَاحِدٍ عَنِ الْحُمَيْدِيِّ تَامًّا وَهُوَ فِي مُصَنَّفِ قَاسِمِ بْنِ أَصْبَغَ وَمُسْتَخْرَجَيْ أبي نعيم وَصَحِيحِ أَبِي عَوَانَةَ مِنْ طَرِيقِ الْحُمَيْدِيِّ فَإِنْ كَانَ الْإِسْقَاطُ مِنْ غَيْرِ الْبُخَارِيِّ فَقَدْ يُقَالُ لِمَ اخْتَارَ الِابْتِدَاءَ بِهَذَا السِّيَاقِ النَّاقِصِ وَالْجَوَابُ قَدْ تَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ إِلَيْهِ وَأَنَّهُ اخْتَارَ الْحُمَيْدِيَّ لِكَوْنِهِ أَجَلَّ مَشَايِخِهِ الْمَكِّيِّينَ إِلَى آخِرِ مَا تَقَدَّمَ فِي ذَلِكَ مِنَ الْمُنَاسَبَةِ وَإِنْ كَانَ الْإِسْقَاطُ مِنْهُ فَالْجَوَابُ مَا قَالَهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الْحَافِظُ فِي أَجْوِبَةٍ لَهُ عَلَى الْبُخَارِيِّ إِنَّ أَحْسَنَ مَا يُجَابُ بِهِ هُنَا أَنْ يُقَالَ لَعَلَّ الْبُخَارِيَّ قَصَدَ أَنْ يَجْعَلَ لِكِتَابِهِ صَدْرًا يَسْتَفْتِحُ بِهِ عَلَى مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ مِنِ اسْتِفْتَاحِ كُتُبِهِمْ بِالْخُطَبِ الْمُتَضَمِّنَةِ لِمَعَانِي مَا ذَهَبُوا إِلَيْهِ مِنَ التَّأْلِيفِ فَكَأَنَّهُ ابْتَدَأَ كِتَابَهُ بِنِيَّةٍ رَدَّ عِلْمَهَا إِلَى اللَّهِ فَإِنْ عَلِمَ مِنْهُ أَنَّهُ أَرَادَ الدُّنْيَا أَوْ عَرَضَ إِلَى شَيْءٍ مِنْ مَعَانِيهَا فَسَيَجْزِيهِ بِنِيَّتِهِ وَنَكَبَ عَنْ أَحَدِ وَجْهَيِ التَّقْسِيمِ مُجَانَبَةً لِلتَّزْكِيَةِ الَّتِي لَا يُنَاسِبُ ذِكْرُهَا فِي ذَلِكَ الْمَقَامِ انْتَهَى مُلَخَّصًا وَحَاصِلُهُ أَنَّ الْجُمْلَةَ الْمَحْذُوفَةَ تُشْعِرُ بِالْقُرْبَةِ الْمَحْضَةِ وَالْجُمْلَةَ الْمُبْقَاةَ تَحْتَمِلُ التَّرَدُّدَ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ مَا قَصده يحصل الْقرْبَة أَولا فَلَمَّا كَانَ الْمُصَنِّفُ كَالْمُخْبِرِ عَنْ حَالِ نَفْسِهِ فِي تَصْنِيفِهِ هَذَا بِعِبَارَةِ هَذَا الْحَدِيثِ حَذَفَ الْجُمْلَةَ الْمُشْعِرَةَ بِالْقُرْبَةِ الْمَحْضَةِ فِرَارًا مِنَ التَّزْكِيَةِ وَبَقِي الْجُمْلَةُ الْمُتَرَدِّدَةُ الْمُحْتَمِلَةُ تَفْوِيضًا لِلْأَمْرِ إِلَى رَبِّهِ الْمُطَّلِعِ عَلَى سَرِيرَتِهِ الْمُجَازِي لَهُ بِمُقْتَضَى نِيَّتِهِ وَلَمَّا كَانَتْ عَادَةُ الْمُصَنِّفِينَ أَنْ يُضَمِّنُوا الْخُطَبَ اصْطِلَاحَهُمْ فِي مَذَاهِبِهِمْ وَاخْتِيَارَاتِهِمْ وَكَانَ مِنْ رَأْيِ الْمُصَنِّفِ جَوَازُ اخْتِصَارِ الْحَدِيثِ وَالرِّوَايَةِ بِالْمَعْنَى وَالتَّدْقِيقُ فِي الِاسْتِنْبَاطِ وَإِيثَارُ الْأَغْمَضِ عَلَى الْأَجْلَى وَتَرْجِيحُ الْإِسْنَادِ الْوَارِدِ بِالصِّيَغِ الْمُصَرِّحَةِ بِالسَّمَاعِ عَلَى غَيْرِهِ اسْتَعْمَلَ جَمِيعَ ذَلِكَ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بِعِبَارَةِ هَذَا الْحَدِيثِ مَتْنًا وَإِسْنَادًا وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ فِي بَابِ الْهِجْرَةِ تَأَخُّرُ قَوْلِهِ فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ عَنْ قَوْلِهِ فَمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى دُنْيَا يُصِيبُهَا فَيُحْتَمَلُ أَنْ(1/15)
تَكُونَ رِوَايَةُ الْحُمَيْدِيِّ وَقَعَتْ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ كَذَلِكَ فَتَكُونُ الْجُمْلَةُ الْمَحْذُوفَةُ هِيَ الْأَخِيرَةَ كَمَا جَرَتْ بِهِ عَادَةُ مَنْ يَقْتَصِرُ عَلَى بَعْضِ الْحَدِيثِ وَعَلَى تَقْدِيرِ أَنْ لَا يَكُونَ ذَلِكَ فَهُوَ مُصَيَّرٌ مِنَ الْبُخَارِيِّ إِلَى جَوَازِ الِاخْتِصَارِ فِي الْحَدِيثِ وَلَوْ مِنْ أَثْنَائِهِ وَهَذَا هُوَ الرَّاجِحُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ فِي غَيْرِ هَذَا الْمَوْضِعِ إِنْ كَانَ الْحَدِيثُ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ تَامًّا لِمَ خَرَمَهُ فِي صَدْرِ الْكِتَابِ مَعَ أَنَّ الْخَرْمَ مُخْتَلَفٌ فِي جَوَازِهِ قُلْتُ لَا جَزْمَ بِالْخَرْمِ لِأَنَّ الْمَقَامَاتِ مُخْتَلِفَةٌ فَلَعَلَّهُ فِي مَقَامِ بَيَانِ أَنَّ الْإِيمَانَ بِالنِّيَّةِ وَاعْتِقَادِ الْقَلْبِ سَمِعَ الْحَدِيثَ تَامًّا وَفِي مَقَامِ أَنَّ الشُّرُوعَ فِي الْأَعْمَالِ إِنَّمَا يَصِحُّ بِالنِّيَّةِ سَمِعَ ذَلِكَ الْقَدْرَ الَّذِي رُوِيَ ثُمَّ الْخَرْمُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنْ بَعْضِ شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ لَا مِنْهُ ثُمَّ إِنْ كَانَ مِنْهُ فَخَرْمُهُ ثَمَّ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ يَتِمُّ بِذَلِكَ الْمِقْدَارِ فَإِنْ قُلْتَ فَكَانَ الْمُنَاسِبَ أَنْ يَذْكُرَ عِنْدِ الْخَرْمِ الشِّقَّ الَّذِي يَتَعَلَّقُ بِمَقْصُودِهِ وَهُوَ أَنَّ النِّيَّةَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ قُلْتُ لَعَلَّهُ نَظَرَ إِلَى مَا هُوَ الْغَالِبُ الْكَثِيرُ بَيْنَ النَّاسِ انْتَهَى وَهُوَ كَلَامُ مَنْ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَى شَيْءٍ مِنْ أَقْوَالِ مَنْ قَدَّمْتُ ذِكْرَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ عَلَى هَذَا الحَدِيث وَلَا سِيمَا كَلَام بن الْعَرَبِيِّ وَقَالَ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ إِنَّ إِيرَادَ الْحَدِيثِ تَامًّا تَارَةً وَغَيْرَ تَامٍّ تَارَةً إِنَّمَا هُوَ من اخْتِلَافُ الرُّوَاةِ فَكُلٌّ مِنْهُمْ قَدْ رَوَى مَا سَمِعَهُ فَلَا خَرْمَ مِنْ أَحَدٍ وَلَكِنَّ الْبُخَارِيَّ يَذْكُرُهَا فِي الْمَوَاضِعِ الَّتِي يُنَاسِبُ كُلًّا مِنْهَا بِحَسَبِ الْبَابِ الَّذِي يَضَعُهُ تَرْجَمَةً لَهُ انْتَهَى وَكَأَنَّهُ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَى حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ مِنِ ابْتِدَائِهِ إِلَى انْتِهَائِهِ فَسَاقَهُ فِي مَوْضِعٍ تَامًّا وَفِي مَوْضِعٍ مُقْتَصِرًا عَلَى بَعْضِهِ وَهُوَ كَثِيرٌ جِدًّا فِي الْجَامِعِ الصَّحِيحِ فَلَا يَرْتَابُ مَنْ يَكُونُ الْحَدِيثُ صِنَاعَتَهُ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ تَصَرُّفِهِ لِأَنَّهُ عُرِفَ بِالِاسْتِقْرَاءِ مِنْ صَنِيعِهِ أَنَّهُ لَا يَذْكُرُ الْحَدِيثَ الْوَاحِدَ فِي موضِعين عَلَى وَجْهَيْنِ بَلْ إِنْ كَانَ لَهُ أَكْثَرَ مِنْ سَنَدٍ عَلَى شَرْطِهِ ذَكَرَهُ فِي الْمَوْضِعِ الثَّانِي بِالسَّنَدِ الثَّانِي وَهَكَذَا مَا بَعْدَهُ وَمَا لَمْ يَكُنْ عَلَى شَرْطِهِ يُعَلِّقُهُ فِي الْمَوْضِعِ الْآخَرِ تَارَةً بِالْجَزْمِ إِنْ كَانَ صَحِيحًا وَتَارَةً بِغَيْرِهِ إِنْ كَانَ فِيهِ شَيْءٌ وَمَا لَيْسَ لَهُ إِلَّا سَنَدٌ وَاحِدٌ يَتَصَرَّفُ فِي مَتْنِهِ بِالِاقْتِصَارِ عَلَى بَعْضِهِ بِحَسَبِ مَا يَتَّفِقُ وَلَا يُوجَدُ فِيهِ حَدِيثٌ وَاحِدٌ مَذْكُورٌ بِتَمَامِهِ سَنَدًا وَمَتْنًا فِي مَوْضِعَيْنِ أَوْ أَكْثَرَ إِلَّا نَادِرًا فَقَدْ عَنِيَ بَعْضُ مَنْ لَقِيتُهُ بِتَتَبُّعِ ذَلِكَ فَحَصَّلَ مِنْهُ نَحْوَ عِشْرِينَ مَوْضِعًا قَوْلُهُ هِجْرَتُهُ الْهِجْرَةُ التَّرْكُ وَالْهِجْرَةُ إِلَى الشَّيْءِ الِانْتِقَالُ إِلَيْهِ عَنْ غَيْرِهِ وَفِي الشَّرْعِ تَرْكُ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ وَقَدْ وَقَعَتْ فِي الْإِسْلَامِ عَلَى وَجْهَيْنِ الْأَوَّلُ الِانْتِقَالُ مِنْ دَارِ الْخَوْفِ إِلَى دَارِ الْأَمْنِ كَمَا فِي هِجْرَتَيِ الْحَبَشَةِ وَابْتِدَاءِ الْهِجْرَةِ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ الثَّانِي الْهِجْرَةُ مِنْ دَارِ الْكُفْرِ إِلَى دَارِ الْإِيمَانِ وَذَلِكَ بَعْدَ أَنِ اسْتَقَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ وَهَاجَرَ إِلَيْهِ مَنْ أَمْكَنَهُ ذَلِكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَكَانَتِ الْهِجْرَةُ إِذْ ذَاكَ تَخْتَصُّ بِالِانْتِقَالِ إِلَى الْمَدِينَةِ إِلَى أَنْ فُتِحَتْ مَكَّةُ فَانْقَطع الِاخْتِصَاصِ وَبَقِيَ عُمُومُ الِانْتِقَالِ مِنْ دَارِ الْكُفْرِ لِمَنْ قَدَرَ عَلَيْهِ بَاقِيًا فَإِنْ قِيلَ الْأَصْلُ تَغَايُرُ الشَّرْطِ وَالْجَزَاءِ فَلَا يُقَالُ مَثَلًا مَنْ أَطَاعَ أَطَاعَ وَإِنَّمَا يُقَالُ مَثَلًا مَنْ أَطَاعَ نَجَا وَقَدْ وَقَعَا فِي هَذَا الْحَدِيثِ مُتَّحِدَيْنِ فَالْجَوَابُ أَنَّ التَّغَايُرَ يَقَعُ تَارَةً بِاللَّفْظِ وَهُوَ الْأَكْثَرُ وَتَارَةً بِالْمَعْنَى وَيُفْهَمُ ذَلِكَ مِنَ السِّيَاقِ وَمِنْ أَمْثِلَتِهِ قَوْلُهُ تَعَالَى وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالحا فَإِنَّهُ يَتُوب إِلَى الله متابا وَهُوَ مُؤَوَّلٌ عَلَى إِرَادَةِ الْمَعْهُودِ الْمُسْتَقِرِّ فِي النَّفس كَقَوْلِهِم أَنْت أَنْت أَيِ الصَّدِيقُ الْخَالِصُ وَقَوْلُهُمْ هُمْ هُمْ أَيِ الَّذِينَ لَا يُقَدَّرُ قَدْرُهُمْ وَقَوْلُ الشَّاعِرِ أَنَا أَبُو النَّجْمِ وَشِعْرِي شِعْرِي أَوْ هُوَ مُؤَوَّلٌ عَلَى إِقَامَةِ السَّبَبِ مَقَامَ الْمُسَبَّبِ لِاشْتِهَارِ السَّبَبِ وَقَالَ بن مَالِكٍ قَدْ يُقْصَدُ بِالْخَبَرِ الْفَرْدِ بَيَانُ الشُّهْرَةِ وَعَدَمِ التَّغَيُّرِ فَيَتَّحِدُ بِالْمُبْتَدَأِ لَفْظًا كَقَوْلِ الشَّاعِرِ خَلِيلِي خَلِيلِي دُونَ رَيْبٍ وَرُبَّمَا أَلَانَ امْرُؤٌ قَوْلًا فَظُنَّ خَلِيلًا وَقَدْ يُفْعَلُ مِثْلُ هَذَا بِجَوَابِ الشَّرْطِ كَقَوْلِكَ مَنْ قَصَدَنِي فَقَدْ قَصَدَنِي أَيْ فَقَدْ قَصَدَ مَنْ عُرِفَ بِإِنْجَاحِ قَاصِدِهِ وَقَالَ غَيْرُهُ إِذَا اتَّحَدَ لَفْظُ الْمُبْتَدَأِ وَالْخَبَرِ وَالشَّرْطِ وَالْجَزَاءِ عُلِمَ مِنْهُمَا الْمُبَالَغَةُ إِمَّا فِي التَّعْظِيمِ وَإِمَّا فِي التَّحْقِيرِ قَوْلُهُ إِلَى دُنْيَا بِضَم الدَّال وَحكى بن قُتَيْبَةَ كَسْرَهَا وَهِيَ فُعْلَى مِنَ الدُّنُوِّ أَيِ الْقُرْبِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِسَبْقِهَا لِلْأُخْرَى وَقِيلَ سُمِّيَتْ دُنْيَا لِدُنُوِّهَا إِلَى الزَّوَالِ وَاخْتُلِفَ فِي حَقِيقَتِهَا فَقِيلَ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْهَوَاءِ وَالْجَوِّ وَقيل كل الْمَخْلُوقَات من الْجَوَاهِر والاعراض وَالْأول أَوْلَى لَكِنْ يُزَادُ فِيهِ مِمَّا قَبْلَ قِيَامِ السَّاعَةِ وَيُطْلَقُ عَلَى كُلِّ جُزْءٍ مِنْهَا مَجَازًا ثُمَّ إِنَّ لَفْظَهَا(1/16)
مَقْصُور غير منون وَحكى تنوينها وَعَزاهُ بن دِحْيَةَ إِلَى رِوَايَةِ أَبِي الْهَيْثَمِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَضَعَّفَهَا وَحكى عَن بن مغور أَن أَبَا ذَر الْهَرَوِيِّ فِي آخِرِ أَمْرِهِ كَانَ يَحْذِفُ كَثِيرًا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي الْهَيْثَمِ حَيْثُ يَنْفَرِدُ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ قُلْتُ وَهَذَا لَيْسَ عَلَى إِطْلَاقِهِ فَإِنَّ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْهَيْثَمِ مَوَاضِعَ كَثِيرَةً أَصْوَبَ مِنْ رِوَايَةِ غَيْرِهِ كَمَا سَيَأْتِي مُبَيَّنًا فِي مَوَاضِعِهِ وَقَالَ التَّيْمِيُّ فِي شَرْحِهِ قَوْلُهُ دُنْيَا هُوَ تَأْنِيثُ الْأَدْنَى لَيْسَ بِمَصْرُوفٍ لِاجْتِمَاعِ الْوَصْفِيَّةِ وَلُزُومِ حَرْفِ التَّأْنِيثِ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ لُزُومَ التَّأْنِيثِ لِلْأَلِفِ الْمَقْصُورَةِ كَافٍ فِي عدم الصّرْف وَأما الوصفيه فَقَالَ بن مَالِكٍ اسْتِعْمَالُ دُنْيَا مُنَكَّرًا فِيهِ إِشْكَالٌ لِأَنَّهَا أفعل التَّفْضِيلِ فَكَانَ مِنْ حَقِّهَا أَنْ تُسْتَعْمَلَ بِاللَّامِ كَالْكُبْرَى وَالْحُسْنَى قَالَ إِلَّا أَنَّهَا خُلِعَتْ عَنْهَا الوصفية وأجريت مَجْرَى مَا لَمْ يَكُنْ وَصْفًا قَطُّ وَمِثْلُهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ وَإِنْ دَعَوْتِ إِلَى جُلَّى وَمَكْرُمَةٍ يَوْمًا سَرَاةَ كِرَامِ النَّاسِ فَادْعِينَا وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ قَوْلُهُ إِلَى يَتَعَلَّقُ بِالْهِجْرَةِ إِنْ كَانَ لَفْظُ كَانَتْ تَامَّةً أَوْ هُوَ خَبَرٌ لِكَانَتْ إِنْ كَانَتْ نَاقِصَةً ثُمَّ أَوْرَدَ مَا مُحَصَّلُهُ أَنَّ لَفْظَ كَانَ إِنْ كَانَ لِلْأَمْرِ الْمَاضِي فَلَا يُعْلَمُ مَا الْحُكْمُ بَعْدَ صُدُورِ هَذَا الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ وَأَجَابَ بِأَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِلَفْظِ كَانَ الْوُجُودُ مِنْ غَيْرِ تَقْيِيدٍ بِزَمَانٍ أَوْ يُقَاسُ الْمُسْتَقْبَلُ عَلَى الْمَاضِي أَوْ مِنْ جِهَةِ أَنَّ حُكْمَ الْمُكَلَّفِينَ سَوَاءٌ قَوْلُهُ يُصِيبُهَا أَيْ يُحَصِّلُهَا لِأَنَّ تَحْصِيلَهَا كَإِصَابَةِ الْغَرَضِ بِالسَّهْمِ بِجَامِعِ حُصُولِ الْمَقْصُودِ قَوْلُهُ أَوِ امْرَأَةٍ قِيلَ التَّنْصِيصُ عَلَيْهَا مِنَ الْخَاصِّ بَعْدَ الْعَامِّ لِلِاهْتِمَامِ بِهِ وَتَعَقَّبَهُ النَّوَوِيُّ بِأَنَّ لَفْظَ دُنْيَا نَكِرَةٌ وَهِيَ لَا تَعُمُّ فِي الْإِثْبَاتِ فَلَا يَلْزَمُ دُخُولُ الْمَرْأَةِ فِيهَا وَتُعُقِّبَ بِكَوْنِهَا فِي سِيَاقِ الشَّرْطِ فَتَعُمُّ وَنُكْتَةُ الِاهْتِمَامِ الزِّيَادَةُ فِي التَّحْذِيرِ لِأَنَّ الِافْتِتَانَ بِهَا أَشَدُّ وَقَدْ تَقَدَّمَ النَّقْلُ عَمَّنْ حَكَى أَنَّ سَبَبَ هَذَا الْحَدِيثِ قِصَّةُ مُهَاجِرِ أُمِّ قَيْسٍ وَلَمْ نَقِفْ عَلَى تَسْمِيَتِهِ وَنقل بن دِحْيَةَ أَنَّ اسْمَهَا قَيْلَةُ بِقَافٍ مَفْتُوحَةٍ ثُمَّ تَحْتَانِيَّة ساكنه وَحكى بن بطال عَن بن سِرَاجٍ أَنَّ السَّبَبَ فِي تَخْصِيصِ الْمَرْأَةِ بِالذِّكْرِ أَنَّ الْعَرَبَ كَانُوا لَا يُزَوِّجُونَ الْمَوْلَى الْعَرَبِيَّةَ وَيُرَاعُونَ الْكَفَاءَةَ فِي النَّسَبِ فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ سَوَّى بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ فِي مُنَاكَحَتِهِمْ فَهَاجَرَ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ إِلَى الْمَدِينَةِ لِيَتَزَوَّجَ بِهَا مَنْ كَانَ لَا يَصِلُ إِلَيْهَا قَبْلَ ذَلِكَ انْتَهَى وَيَحْتَاجُ إِلَى نَقْلٍ ثَابِتٍ أَنَّ هَذَا الْمُهَاجِرَ كَانَ مَوْلًى وَكَانَتِ الْمَرْأَةُ عَرَبِيَّةً وَلَيْسَ مَا نَفَاهُ عَنِ الْعَرَبِ عَلَى إِطْلَاقِهِ بَلْ قَدْ زَوَّجَ خَلْقٌ كَثِيرٌ مِنْهُمْ جَمَاعَةً مِنْ مَوَالِيهِمْ وَحُلَفَائِهِمْ قَبْلَ الْإِسْلَامِ وَإِطْلَاقُهُ أَنَّ الْإِسْلَامَ أَبْطَلَ الْكَفَاءَةَ فِي مَقَامِ الْمَنْعِ قَوْلُهُ فَهِجْرَتُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ ذَكَرَهُ بِالضَّمِيرِ لِيَتَنَاوَلَ مَا ذُكِرَ مِنَ الْمَرْأَةِ وَغَيْرِهَا وَإِنَّمَا أَبْرَزَ الضَّمِيرَ فِي الْجُمْلَةِ الَّتِي قَبْلَهَا وَهِيَ الْمَحْذُوفَةُ لِقَصْدِ الِالْتِذَاذِ بِذِكْرِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَعِظَمِ شَأْنِهِمَا بِخِلَافِ الدُّنْيَا وَالْمَرْأَةِ فَإِنَّ السِّيَاقَ يُشْعِرُ بِالْحَثِّ عَلَى الْإِعْرَاضِ عَنْهُمَا وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ إِلَى مَا هَاجَرَ إِلَيْهِ مُتَعَلِّقًا بِالْهِجْرَةِ فَيَكُونُ الْخَبَرُ مَحْذُوفًا وَالتَّقْدِيرُ قَبِيحَةٌ أَوْ غَيْرُ صَحِيحَةٍ مَثَلًا وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ خَبَرَ فَهِجْرَتُهُ وَالْجُمْلَةُ خَبَرَ الْمُبْتَدَأِ الَّذِي هُوَ مَنْ كَانَتْ انْتَهَى وَهَذَا الثَّانِي هُوَ الرَّاجِحُ لِأَنَّ الْأَوَّلَ يَقْتَضِي أَنَّ تِلْكَ الْهِجْرَةَ مَذْمُومَةٌ مُطْلَقًا وَلَيْسَ كَذَلِكَ إِلَّا إِنْ حُمِلَ عَلَى تَقْدِيرِ شَيْءٍ يَقْتَضِي التَّرَدُّدَ أَوِ الْقُصُورَ عَنِ الْهِجْرَةِ الْخَالِصَةِ كَمَنْ نَوَى بِهِجْرَتِهِ مُفَارَقَةَ دَارِ الْكُفْرِ وَتَزَوُّجَ الْمَرْأَةِ مَعًا فَلَا تَكُونُ قَبِيحَةً وَلَا غَيْرَ صَحِيحَةٍ بَلْ هِيَ نَاقِصَةٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ خَالِصَةً وَإِنَّمَا أَشْعَرَ السِّيَاقُ بِذَمِّ مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَنْ طَلَبَ الْمَرْأَةَ بِصُورَةِ الْهِجْرَةِ الْخَالِصَةِ فَأَمَّا مَنْ طَلَبَهَا مَضْمُومَةً إِلَى الْهِجْرَةِ فَإِنَّهُ يُثَابُ عَلَى قَصْدِ الْهِجْرَةِ لَكِنْ دُونَ ثَوَابِ مَنْ أَخْلَصَ وَكَذَا مَنْ طَلَبَ التَّزْوِيجَ فَقَطْ لَا عَلَى صُورَةِ الْهِجْرَةِ إِلَى اللَّهِ لِأَنَّهُ مِنَ الْأَمْرِ الْمُبَاحِ الَّذِي قَدْ يُثَابُ فَاعِلُهُ إِذَا قَصَدَ بِهِ الْقُرْبَةَ كَالْإِعْفَافِ وَمِنْ أَمْثِلَةِ ذَلِكَ مَا وَقَعَ فِي قِصَّةِ إِسْلَامِ أَبِي طَلْحَةَ فِيمَا رَوَاهُ النَّسَائِيُّ عَنْ أَنَسٍ قَالَ تَزَوَّجَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ فَكَانَ صَدَاقُ مَا بَيْنَهُمَا الْإِسْلَامُ أَسْلَمَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ قَبْلَ أَبِي طَلْحَةَ فَخَطَبَهَا فَقَالَتْ إِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ فَإِنْ أَسْلَمْتَ تَزَوَّجْتُكَ فَأَسْلَمَ فَتَزَوَّجَتْهُ وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى أَنَّهُ رَغِبَ فِي الْإِسْلَامِ وَدَخَلَهُ مِنْ وَجْهِهِ وَضَمَّ إِلَى ذَلِكَ إِرَادَةَ التَّزْوِيجِ الْمُبَاحِ فَصَارَ كَمَنْ نَوَى بِصَوْمِهِ الْعِبَادَةَ وَالْحِمْيَةَ(1/17)
أَوْ بِطَوَافِهِ الْعِبَادَةَ وَمُلَازَمَةَ الْغَرِيمِ وَاخْتَارَ الْغَزَّالِيُّ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِالثَّوَابِ أَنَّهُ إِنْ كَانَ الْقَصْدُ الدُّنْيَوِيُّ هُوَ الْأَغْلَبَ لَمْ يَكُنْ فِيهِ أَجْرٌ أَوِ الدِّينِيُّ أُجِرَ بِقَدْرِهِ وَإِنْ تَسَاوَيَا فَتَرَدَّدَ الْقَصْدُ بَيْنَ الشَّيْئَيْنِ فَلَا أَجْرَ وَأَمَّا إِذَا نوى الْعِبَادَة وخالطها شَيْء مِمَّا يُغَايِرُ الْإِخْلَاصَ فَقَدْ نَقَلَ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ عَنْ جُمْهُورِ السَّلَفِ أَنَّ الِاعْتِبَارَ بِالِابْتِدَاءِ فَإِنْ كَانَ ابْتِدَاؤُهُ لِلَّهِ خَالِصًا لَمْ يَضُرَّهُ مَا عَرَضَ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ من إعجاب وَغَيره وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَاسْتُدِلَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ الْإِقْدَامُ عَلَى الْعَمَلِ قَبْلَ مَعْرِفَةِ الْحُكْمِ لِأَنَّ فِيهِ أَنَّ الْعَمَلَ يَكُونُ مُنْتَفِيًا إِذَا خَلَا عَنِ النِّيَّةِ وَلَا يَصِحُّ نِيَّةُ فعل الشَّيْء إِلَّا بعد معرفَة حكمه وَعَلَى أَنَّ الْغَافِلَ لَا تَكْلِيفَ عَلَيْهِ لِأَنَّ الْقَصْدَ يَسْتَلْزِمُ الْعِلْمَ بِالْمَقْصُودِ وَالْغَافِلُ غَيْرُ قَاصِدٍ وَعَلَى أَنَّ مَنْ صَامَ تَطَوُّعًا بِنِيَّةٍ قَبْلَ الزَّوَالِ أَنْ لَا يُحْسَبَ لَهُ إِلَّا مِنْ وَقْتِ النِّيَّةِ وَهُوَ مُقْتَضَى الْحَدِيثِ لَكِنْ تَمَسَّكَ مَنْ قَالَ بِانْعِطَافِهَا بِدَلِيلٍ آخَرَ وَنَظِيرُهُ حَدِيثُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الصَّلَاةِ رَكْعَةً فَقَدْ أَدْرَكَهَا أَيْ أَدْرَكَ فَضِيلَةَ الْجَمَاعَةِ أَوِ الْوَقْتَ وَذَلِكَ بِالِانْعِطَافِ الَّذِي اقْتَضَاهُ فَضْلُ اللَّهِ تَعَالَى وَعَلَى أَنَّ الْوَاحِدَ الثِّقَةَ إِذَا كَانَ فِي مَجْلِسِ جَمَاعَةٍ ثُمَّ ذَكَرَ عَنْ ذَلِكَ الْمَجْلِسِ شَيْئًا لَا يُمْكِنُ غَفْلَتُهُمْ عَنْهُ وَلَمْ يَذْكُرْهُ غَيْرُهُ أَنَّ ذَلِكَ لَا يَقْدَحُ فِي صِدْقِهِ خِلَافًا لِمَنْ أُعِلَّ بِذَلِكَ لِأَنَّ عَلْقَمَةَ ذَكَرَ أَنَّ عُمَرَ خَطَبَ بِهِ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ لَمْ يَصِحَّ مِنْ جِهَةِ أَحَدٍ عَنْهُ غَيْرِ عَلْقَمَةَ وَاسْتُدِلَّ بِمَفْهُومِهِ عَلَى أَنَّ مَا لَيْسَ بِعَمَلٍ لاتشترط النِّيَّةُ فِيهِ وَمِنْ أَمْثِلَةِ ذَلِكَ جَمْعُ التَّقْدِيمِ فَإِنَّ الرَّاجِحَ مِنْ حَيْثُ النَّظَرُ أَنَّهُ لَا يُشْتَرَطُ لَهُ نِيَّةٌ بِخِلَافِ مَا رَجَّحَهُ كَثِيرٌ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ وَخَالَفَهُمْ شَيْخُنَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ وَقَالَ الْجَمْعُ لَيْسَ بِعَمَلٍ وَإِنَّمَا الْعَمَلُ الصَّلَاةُ وَيُقَوِّي ذَلِكَ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ جَمَعَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَلَمْ يَذْكُرَ ذَلِكَ لِلْمَأْمُومِينَ الَّذِينَ مَعَهُ وَلَوْ كَانَ شَرْطًا لَأَعْلَمَهُمْ بِهِ وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ الْعَمَلَ إِذَا كَانَ مُضَافًا إِلَى سَبَبٍ وَيَجْمَعُ مُتَعَدِّدَهُ جِنْسٌ أَنَّ نِيَّةَ الْجِنْسِ تَكْفِي كَمَنْ أَعْتَقَ عَنْ كَفَّارَةٍ وَلَمْ يُعَيِّنْ كَوْنَهَا عَنْ ظِهَارٍ أَوْ غَيْرِهِ لِأَنَّ مَعْنَى الْحَدِيثِ أَنَّ الْأَعْمَالَ بِنِيَّاتِهَا وَالْعَمَلُ هُنَا الْقِيَامُ بِالَّذِي يَخْرَجُ عَنِ الْكَفَّارَةِ اللَّازِمَةِ وَهُوَ غَيْرُ مُحْوِجٍ إِلَى تَعْيِينِ سَبَبٍ وَعَلَى هَذَا لَوْ كَانَتْ عَلَيْهِ كَفَّارَةٌ وَشَكَّ فِي سَبَبِهَا أَجْزَأَهُ إِخْرَاجُهَا بِغَيْرِ تَعْيِينٍ وَفِيهِ زِيَادَةُ النَّصِّ عَلَى السَّبَبِ لِأَنَّ الْحَدِيثَ سِيقَ فِي قِصَّةِ المُهَاجر لتزويج الْمَرْأَة فَذكر الدُّنْيَا مَعَ الْقِصَّةِ زِيَادَةٌ فِي التَّحْذِيرِ وَالتَّنْفِيرِ وَقَالَ شَيْخُنَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ فِيهِ إِطْلَاقُ الْعَامِّ وَإِنْ كَانَ سَبَبُهُ خَاصًّا فَيُسْتَنْبَطُ مِنْهُ الْإِشَارَةُ إِلَى أَنَّ الْعِبْرَةَ بِعُمُومِ اللَّفْظِ لَا بِخُصُوصِ السَّبَبِ وَسَيَأْتِي ذِكْرُ كَثِيرٍ مِنْ فَوَائِدِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ حَيْثُ قَالَ الْمُصَنِّفُ فِي التَّرْجَمَةِ فَدَخَلَ فِيهِ الْعِبَادَاتُ وَالْأَحْكَامُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَبِاللَّهِ التَّوْفِيق
[2] الحَدِيث الثَّانِي من أَحَادِيث بَدْء الْوَحْي قَوْلُهُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ هُوَ التِّنِّيسِيُّ كَانَ نَزَلَ تِنِّيسَ مِنْ عَمَلِ مِصْرَ وَأَصْلُهُ دِمَشْقِيٌّ وَهُوَ مِنْ أَتْقَنِ النَّاسِ فِي الْمُوَطَّأِ كَذَا وَصَفَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَوْلُهُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ هُوَ مَأْخُوذٌ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى وأزواجه أمهاتهم أَيْ فِي الِاحْتِرَامِ وَتَحْرِيمِ نِكَاحِهِنَّ لَا فِي غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى الرَّاجِحِ وَإِنَّمَا قِيلَ لِلْوَاحِدَةِ مِنْهُنَّ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ لِلتَّغْلِيبِ وَإِلَّا فَلَا مَانِعَ مِنْ أَنْ يُقَالَ لَهَا أُمُّ الْمُؤْمِنَاتِ عَلَى الرَّاجِحِ قَوْلُهُ أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ هُوَ الْمَخْزُومِيُّ أَخُو أَبِي جَهْلٍ شَقِيقُهُ أَسْلَمَ يَوْمَ الْفَتْحِ وَكَانَ مِنْ فُضَلَاءِ الصَّحَابَة(1/18)
وَاسْتُشْهِدَ فِي فُتُوحِ الشَّامِ قَوْلُهُ سَأَلَ هَكَذَا رَوَاهُ أَكْثَرُ الرُّوَاةِ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ فَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ عَائِشَةُ حَضَرَتْ ذَلِكَ وَعَلَى هَذَا اعْتَمَدَ أَصْحَابُ الْأَطْرَافِ فَأَخْرَجُوهُ فِي مُسْنَدِ عَائِشَةَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْحَارِثُ أَخْبَرَهَا بِذَلِكَ بَعْدُ فَيَكُونُ مِنْ مُرْسَلِ الصَّحَابَةِ وَهُوَ مَحْكُومٌ بِوَصْلِهِ عِنْدَ الْجُمْهُورِ وَقَدْ جَاءَ مَا يُؤَيِّدُ الثَّانِيَ فَفِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ وَمُعْجَمِ الْبَغَوِيِّ وَغَيْرِهِمَا مِنْ طَرِيقِ عَامِرِ بْنِ صَالِحٍ الزُّبَيْرِيِّ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ سَأَلْتُ وَعَامِرٌ فِيهِ ضَعْفٌ لَكِن وجدت لَهُ مُتَابعًا عِنْد بن مَنْدَهْ وَالْمَشْهُورُ الْأَوَّلُ قَوْلُهُ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَسْئُولُ عَنْهُ صِفَةَ الْوَحْيِ نَفْسِهِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ صِفَةَ حَامِلِهِ أَوْ مَا هُوَ أَعَمُّ مِنْ ذَلِكَ وَعَلَى كُلِّ تَقْدِيرٍ فَإِسْنَادُ الْإِتْيَانِ إِلَى الْوَحْيِ مَجَازٌ لِأَنَّ الْإِتْيَانَ حَقِيقَةٌ مِنْ وَصْفِ حَامِلِهِ وَاعْتَرَضَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ فَقَالَ هَذَا الْحَدِيثُ لَا يَصْلُحُ لِهَذِهِ التَّرْجَمَةِ وَإِنَّمَا الْمُنَاسب لكيف بَدْءِ الْوَحْيِ الْحَدِيثُ الَّذِي بَعْدَهُ وَأَمَّا هَذَا فَهُوَ لِكَيْفِيَّةِ إِتْيَانِ الْوَحْيِ لَا لِبَدْءِ الْوَحْيِ اه قَالَ الْكِرْمَانِيُّ لَعَلَّ الْمُرَادَ مِنْهُ السُّؤَالُ عَنْ كَيْفِيَّةِ ابْتِدَاءِ الْوَحْيِ أَوْ عَنْ كَيْفِيَّةِ ظُهُورِ الْوَحْيِ فَيُوَافِقُ تَرْجَمَةَ الْبَابِ قُلْتُ سِيَاقُهُ يُشْعِرُ بِخِلَافِ ذَلِكَ لِإِتْيَانِهِ بِصِيغَةِ الْمُسْتَقْبَلِ دُونَ الْمَاضِي لَكِنْ يُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ إِنَّ الْمُنَاسَبَةَ تَظْهَرُ مِنَ الْجَوَابِ لِأَنَّ فِيهِ إِشَارَةً إِلَى انْحِصَارِ صِفَةِ الْوَحْيِ أَوْ صِفَةِ حَامِلِهِ فِي الْأَمْرَيْنِ فَيَشْمَلُ حَالَةَ الِابْتِدَاءِ وَأَيْضًا فَلَا أَثَرَ لِلتَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ هُنَا وَلَوْ لَمْ تَظْهَرِ الْمُنَاسَبَةُ فَضْلًا عَنْ أَنَّا قَدَّمْنَا أَنَّهُ أَرَادَ الْبَدَاءَةَ بِالتَّحْدِيثِ عَنْ إِمَامَيِ الْحِجَازِ فَبَدَأَ بِمَكَّةَ ثُمَّ ثَنَّى بِالْمَدِينَةِ وَأَيْضًا فَلَا يَلْزَمُ أَنْ تَتَعَلَّقَ جَمِيعُ أَحَادِيثِ الْبَابِ بِبَدْءِ الْوَحْيِ بَلْ يَكْفِي أَنْ يَتَعَلَّقَ بِذَلِكَ وَبِمَا يَتَعَلَّقُ بِهِ وَبِمَا يَتَعَلَّقُ بِالْآيَةِ أَيْضًا وَذَلِكَ أَنَّ أَحَادِيثَ الْبَابِ تَتَعَلَّقُ بِلَفْظِ التَّرْجَمَةِ وَبِمَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ وَلَمَّا كَانَ فِي الْآيَةِ أَنَّ الْوَحْيَ إِلَيْهِ نَظِيرُ الْوَحْيِ إِلَى الْأَنْبِيَاءِ قَبْلَهُ نَاسَبَ تَقْدِيمَ مَا يَتَعَلَّقُ بِهَا وَهُوَ صِفَةُ الْوَحْيِ وَصِفَةُ حَامِلِهِ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ الْوَحْيَ إِلَى الْأَنْبِيَاءِ لَا تَبَايُنَ فِيهِ فَحَسُنَ إِيرَادُ هَذَا الْحَدِيثِ عَقِبَ حَدِيثِ الْأَعْمَالِ الَّذِي تَقَدَّمَ التَّقْدِيرُ بِأَنَّ تَعَلُّقَهُ بِالْآيَةِ الْكَرِيمَةِ أَقْوَى تَعَلُّقٍ وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ قَوْلُهُ أَحْيَانًا جَمْعُ حِينٍ يُطْلَقُ عَلَى كَثِيرِ الْوَقْتِ وَقَلِيلِهِ وَالْمُرَادُ بِهِ هُنَا مُجَرَّدُ الْوَقْتِ فَكَأَنَّهُ قَالَ أَوْقَاتًا يَأْتِينِي وَانْتَصَبَ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ وَعَامِلُهُ يَأْتِينِي مُؤَخَّرٌ عَنْهُ وَلِلْمُصَنِّفِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ هِشَامٍ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ قَالَ كُلُّ ذَلِكَ يَأْتِي الْمَلَكُ أَيْ كُلُّ ذَلِك حالتان فذكرهما وروى بن سَعْدٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي سَلَمَةَ الْمَاجِشُونِ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ كَانَ الْوَحْيُ يَأْتِينِي عَلَى نَحْوَيْنِ يَأْتِينِي بِهِ جِبْرِيلُ فَيُلْقِيهِ عَلَيَّ كَمَا يُلْقِي الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ فَذَاكَ يَنْفَلِتُ مِنِّي وَيَأْتِينِي فِي بَيْتِي مِثْلَ صَوْتِ الْجَرَسِ حَتَّى يُخَالِطَ قَلْبِي فَذَاكَ الَّذِي لَا يَنْفَلِتُ مِنِّي وَهَذَا مُرْسَلٌ مَعَ ثِقَةِ رِجَالِهِ فَإِنْ صَحَّ فَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى مَا كَانَ قَبْلَ نُزُولِ قَوْلِهِ تَعَالَى لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ كَمَا سَيَأْتِي فَإِنَّ الْمَلَكَ قَدْ تَمَثَّلَ رَجُلًا فِي صُوَرٍ كَثِيرَةٍ وَلَمْ يَنْفَلِتَ مِنْهُ مَا أَتَاهُ بِهِ كَمَا فِي قِصَّةِ مَجِيئِهِ فِي صُورَةِ دِحْيَةَ وَفِي صُورَةِ أَعْرَابِيٍّ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَكُلُّهَا فِي الصَّحِيحِ وَأُورِدَ عَلَى مَا اقْتَضَاهُ الْحَدِيثُ وَهُوَ أَنَّ الْوَحْيَ مُنْحَصِرٌ فِي الْحَالَتَيْنِ حَالَاتٌ أُخْرَى إِمَّا مِنْ صِفَةِ الْوَحْيِ كَمَجِيئِهِ كَدَوِيِّ النَّحْلِ وَالنَّفْثِ فِي الرُّوْعِ وَالْإِلْهَامِ وَالرُّؤْيَا الصَّالِحَةِ وَالتَّكْلِيمِ لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ بِلَا وَاسِطَةٍ وَإِمَّا مِنْ صِفَةِ حَامِلِ الْوَحْيِ كَمَجِيئِهِ فِي صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ وَرُؤْيَتِهِ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَقَدْ سَدَّ الْأُفُقَ وَالْجَوَابُ مَنْعُ الْحَصْرِ فِي الْحَالَتَيْنِ الْمُقَدَّمِ ذِكْرُهُمَا وَحَمْلُهُمَا عَلَى الْغَالِبِ أَوْ حَمْلُ مَا يُغَايِرُهُمَا عَلَى أَنَّهُ وَقَعَ بَعْدَ السُّؤَالِ أَوْ لَمْ يَتَعَرَّضَ لِصِفَتَيِ الْمَلَكِ الْمَذْكُورَتَيْنِ لِنُدُورِهِمَا فَقَدْ ثَبَتَ عَنْ عَائِشَةَ أَنَّهُ لَمْ يَرَهُ كَذَلِكَ إِلَّا مَرَّتَيْنِ أَوْ لَمْ يَأْتِهِ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ بِوَحْيٍ أَوْ أَتَاهُ بِهِ فَكَانَ عَلَى مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ فَإِنَّهُ بَيَّنَ بِهَا صِفَةَ الْوَحْي لاصفة حَامِلِهِ وَأَمَّا فُنُونُ الْوَحْيِ فَدَوِيُّ النَّحْلِ لَا يُعَارِضُ صَلْصَلَةَ الْجَرَسِ لِأَنَّ سَمَاعَ الدَّوِيِّ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْحَاضِرِينَ كَمَا فِي حَدِيثِ عُمَرَ يُسْمَعُ عِنْدَهُ كَدَوِيِّ النَّحْلِ وَالصَّلْصَلَةِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَبَّهَهُ عُمَرُ بَدَوِيِّ النَّحْلِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى السَّامِعِينَ وَشَبَّهَهُ هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِصَلْصَلَةِ الْجَرَسِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَقَامِهِ وَأَمَّا النَّفْثُ فِي الرُّوْعِ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى إِحْدَى الْحَالَتَيْنِ فَإِذَا أَتَاهُ الْمَلَكُ فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ نَفَثَ حِينَئِذٍ فِي رُوْعِهِ وَأَمَّا الْإِلْهَامُ فَلَمْ يَقَعِ السُّؤَالُ عَنْهُ لِأَنَّ السُّؤَالَ وَقَعَ عَنْ صِفَةِ الْوَحْيِ الَّذِي يَأْتِي بِحَامِلٍ وَكَذَا التَّكْلِيمُ لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ(1/19)
وَأما الرُّؤْيَا الصَّالِحَة فَقَالَ بن بَطَّالٍ لَا تَرِدُ لِأَنَّ السُّؤَالَ وَقَعَ عَمَّا يَنْفَرِدُ بِهِ عَنِ النَّاسِ لِأَنَّ الرُّؤْيَا قَدْ يُشْرِكُهُ فِيهَا غَيْرُهُ اه وَالرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ وَإِنْ كَانَتْ جُزْءًا مِنَ النُّبُوَّةِ فَهِيَ بِاعْتِبَارِ صِدْقِهَا لَا غَيْرُ وَإِلَّا لَسَاغَ لِصَاحِبِهَا أَنْ يُسَمَّى نَبِيًّا وَلَيْسَ كَذَلِكَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ السُّؤَالُ وَقَعَ عَمَّا فِي الْيَقَظَةِ أَوْ لِكَوْنِ حَالِ الْمَنَامِ لَا يَخْفَى عَلَى السَّائِلِ فَاقْتَصَرَ عَلَى مَا يَخْفَى عَلَيْهِ أَوْ كَانَ ظُهُورُ ذَلِكَ لَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ أَيْضا على الْوَجْهَيْنِ الْمَذْكُورين لاغير قَالَهُ الْكِرْمَانِيُّ وَفِيهِ نَظَرٌ وَقَدْ ذَكَرَ الْحَلِيمِيُّ أَنَّ الْوَحْيَ كَانَ يَأْتِيهِ عَلَى سِتَّةٍ وَأَرْبَعِينَ نَوْعًا فَذَكَرَهَا وَغَالِبُهَا مِنْ صِفَاتِ حَامِلِ الْوَحْيِ وَمَجْمُوعُهَا يَدْخُلُ فِيمَا ذُكِرَ وَحَدِيثُ إِنَّ رُوحَ الْقُدس نفث فِي روعي أخرجه بن أَبِي الدُّنْيَا فِي الْقَنَاعَةِ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ مِنْ طَرِيق بن مَسْعُودٍ قَوْلُهُ مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ فِي مِثْلِ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ وَالصَّلْصَلَةُ بِمُهْمَلَتَيْنِ مَفْتُوحَتَيْنِ بَيْنَهُمَا لَامٌ سَاكِنَةٌ فِي الْأَصْلِ صَوْتُ وُقُوعِ الْحَدِيدِ بَعْضُهُ عَلَى بَعْضٍ ثُمَّ أُطْلِقَ عَلَى كُلِّ صَوْتٍ لَهُ طَنِينٌ وَقِيلَ هُوَ صَوت متدارك لايدرك فِي أَوَّلِ وَهْلَةٍ وَالْجَرَسُ الْجُلْجُلُ الَّذِي يُعَلَّقُ فِي رُؤُوس الدَّوَابِّ وَاشْتِقَاقُهُ مِنَ الْجَرْسِ بِإِسْكَانِ الرَّاءِ وَهُوَ الْحِسُّ وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ الْجَرَسُ نَاقُوسٌ صَغِيرٌ أَوْ سَطْلٌ فِي دَاخِلِهِ قِطْعَةُ نُحَاسٍ يُعَلَّقُ مَنْكُوسًا عَلَى الْبَعِيرِ فَإِذَا تَحَرَّكَ تَحَرَّكَتِ النُّحَاسَةُ فَأَصَابَتِ السَّطْلَ فَحَصَلَتِ الصَّلْصَلَةُ اه وَهُوَ تَطْوِيلٌ لِلتَّعْرِيفِ بِمَا لَا طَائِلَ تَحْتَهُ وَقَوْلُهُ قِطْعَةُ نُحَاسٍ مُعْتَرَضٌ لَا يَخْتَصُّ بِهِ وَكَذَا الْبَعِيرُ وَكَذَا قَوْلُهُ مَنْكُوسًا لِأَنَّ تَعْلِيقَهُ عَلَى تِلْكَ الصُّورَةِ هُوَ وَضْعُهُ الْمُسْتَقِيمُ لَهُ فَإِنْ قِيلَ الْمَحْمُودُ لَا يُشَبَّهُ بِالْمَذْمُومِ إِذْ حَقِيقَةُ التَّشْبِيهِ إِلْحَاقُ نَاقِصٍ بِكَامِلٍ وَالْمُشَبَّهُ الْوَحْيُ وَهُوَ مَحْمُودٌ وَالْمُشَبَّهُ بِهِ صَوْتُ الْجَرَسِ وَهُوَ مَذْمُومٌ لِصِحَّةِ النَّهْيِ عَنْهُ وَالتَّنْفِيرِ مِنْ مُرَافَقَةِ مَا هُوَ مُعَلَّقٌ فِيهِ وَالْإِعْلَامُ بِأَنَّهُ لَا تَصْحَبُهُمُ الْمَلَائِكَةُ كَمَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُمَا فَكَيْفَ يُشَبَّهُ مَا فَعَلَهُ الْمَلَكُ بِأَمْرٍ تَنْفِرُ مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ وَالْجَوَابُ أَنَّهُ لَا يَلْزَمُ فِي التَّشْبِيهِ تَسَاوِي الْمُشَبَّهِ بِالْمُشَبَّهِ بِهِ فِي الصِّفَاتِ كُلِّهَا بَلْ وَلَا فِي أَخَصِّ وَصْفٍ لَهُ بَلْ يَكْفِي اشْتِرَاكُهُمَا فِي صِفَةٍ مَا فَالْمَقْصُودُ هُنَا بَيَانُ الْجِنْسِ فَذَكَرَ مَا أَلِفَ السَّامِعُونَ سَمَاعَهُ تَقْرِيبًا لِأَفْهَامِهِمْ وَالْحَاصِلُ أَنَّ الصَّوْتَ لَهُ جِهَتَانِ جِهَةُ قُوَّةٍ وَجِهَةُ طَنِينٍ فَمِنْ حَيْثُ الْقُوَّةُ وَقَعَ التَّشْبِيهُ بِهِ وَمِنْ حَيْثُ الطَّرَبُ وَقَعَ التَّنْفِيرُ عَنْهُ وَعُلِّلَ بِكَوْنِهِ مِزْمَارُ الشَّيْطَانِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ النَّهْيُ عَنْهُ وَقَعَ بَعْدَ السُّؤَالِ الْمَذْكُورِ وَفِيهِ نَظَرٌ قِيلَ وَالصَّلْصَلَةُ الْمَذْكُورَةُ صَوْتُ الْمَلَكِ بِالْوَحْيِ قَالَ الْخَطَّابِيُّ يُرِيدُ أَنَّهُ صَوْتٌ مُتَدَارَكٌ يَسْمَعُهُ وَلَا يَتَبَيَّنُهُ أَوَّلَ مَا يَسْمَعُهُ حَتَّى يَفْهَمَهُ بَعْدُ وَقِيلَ بَلْ هُوَ صَوْتُ حَفِيفِ أَجْنِحَةِ الْمَلَكِ وَالْحِكْمَةُ فِي تَقَدُّمِهِ أَنْ يَقْرَعَ سَمْعَهُ الْوَحْيُ فَلَا يَبْقَى فِيهِ مَكَانٌ لِغَيْرِهِ وَلَمَّا كَانَ الْجَرَسُ لَا تَحْصُلُ صَلْصَلَتُهُ إِلَّا مُتَدَارِكَةً وَقَعَ التَّشْبِيهُ بِهِ دُونَ غَيْرِهِ مِنَ الْآلَات وَسَيَأْتِي كَلَام بن بَطَّالٍ فِي هَذَا الْمَقَامِ فِي الْكَلَامِ عَلَى حَدِيث بن عَبَّاسٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ الْأَمْرَ فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا الْحَدِيثَ عِنْدَ تَفْسِيرِ قَوْلِهِ حَتَّى إِذا فزع عَن قُلُوبهم فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ سَبَأٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ يُفْهَمُ مِنْهُ أَنَّ الْوَحْيَ كُلَّهُ شَدِيدٌ وَلَكِنَّ هَذِهِ الصِّفَةَ أَشَدُّهَا وَهُوَ وَاضِحٌ لِأَنَّ الْفَهْمَ مِنْ كَلَامِ مِثْلِ الصَّلْصَلَةِ أَشْكَلُ مِنَ الْفَهْمِ مِنْ كَلَامِ الرَّجُلِ بِالتَّخَاطُبِ الْمَعْهُودِ وَالْحِكْمَةُ فِيهِ أَنَّ الْعَادَةَ جَرَتْ بِالْمُنَاسَبَةِ بَيْنَ الْقَائِلِ وَالسَّامِعِ وَهِيَ هُنَا إِمَّا بِاتِّصَافِ السَّامِعِ بِوَصْفِ الْقَائِلِ بِغَلَبَةِ الرُّوحَانِيَّةِ وَهُوَ النَّوْعُ الْأَوَّلُ وَإِمَّا بِاتِّصَافِ الْقَائِلِ بِوَصْفِ السَّامِعِ وَهُوَ الْبَشَرِيَّةُ وَهُوَ النَّوْعُ الثَّانِي وَالْأَوَّلُ أَشَدُّ بِلَا شَكٍّ وَقَالَ شَيْخُنَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ الْبُلْقِينِيُّ سَبَبُ ذَلِكَ أَنَّ الْكَلَامَ الْعَظِيمَ لَهُ مُقَدِّمَاتٌ تُؤْذِنُ بِتَعْظِيمِهِ لِلِاهْتِمَامِ بِهِ كَمَا سَيَأْتِي فِي حَدِيث بن عَبَّاسٍ كَانَ يُعَالِجُ مِنَ التَّنْزِيلِ شِدَّةً قَالَ وَقَالَ بَعْضُهُمْ وَإِنَّمَا كَانَ شَدِيدًا عَلَيْهِ لِيَسْتَجْمِعَ قَلْبَهُ فَيَكُونُ أَوْعَى لِمَا سَمِعَ اه وَقِيلَ إِنَّهُ إِنَّمَا كَانَ يَنْزِلُ هَكَذَا إِذَا نَزَلَتْ آيَةُ وَعِيدٍ أَوْ تَهْدِيدٍ وَهَذَا فِيهِ نَظَرٌ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ لَا يَخْتَصُّ بِالْقُرْآنِ كَمَا سَيَأْتِي بَيَانُهُ فِي حَدِيثِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ فِي قِصَّةِ لَابِسِ الْجُبَّةِ الْمُتَضَمِّخِ بِالطِّيبِ فِي الْحَجِّ فَإِنَّ فِيهِ أَنَّهُ رَآهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَالَ نُزُولِ الْوَحْيِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَيَغِطُّ وَفَائِدَةُ هَذِهِ الشِّدَّةُ مَا يَتَرَتَّبُ عَلَى الْمَشَقَّةِ من زِيَادَة الزلفى والدرجات قَوْله فَيفْصم بِفَتْح أَوَّلِهِ وَسُكُونِ الْفَاءِ وَكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ أَيْ يُقْلِعُ وَيَتَجَلَّى مَا يَغْشَانِي وَيُرْوَى بِضَمِّ أَوَّلِهِ مِنَ الرُّبَاعِيِّ وَفِي رِوَايَةٍ لِأَبِي ذَرٍّ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَفَتْحِ الصَّاد(1/20)
عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَجْهُولِ وَأَصْلُ الْفَصْمِ الْقَطْعُ وَمِنْهُ قَوْله تَعَالَى لَا انفصام لَهَا وَقِيلَ الْفَصْمُ بِالْفَاءِ الْقَطْعُ بِلَا إِبَانَةٍ وَبِالْقَافِ الْقَطْعُ بِإِبَانَةٍ فَذَكَرَ بِالْفَصْمِ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ الْمَلَكَ فَارَقَهُ لِيَعُودَ وَالْجَامِعُ بَيْنَهُمَا بَقَاءُ الْعُلْقَةِ قَوْلُهُ وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ أَيِ الْقَوْلَ الَّذِي جَاءَ بِهِ وَفِيهِ إِسْنَادُ الْوَحْيِ إِلَى قَوْلِ الْمَلَكِ وَلَا مُعَارَضَةَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قَوْلِهِ تَعَالَى حِكَايَةً عَمَّنْ قَالَ مِنَ الْكُفَّارِ إِن هَذَا الا قَول الْبشر لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُنْكِرُونَ الْوَحْيَ وَيُنْكِرُونَ مَجِيءَ الْمَلَكِ بِهِ قَوْلُهُ يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلًا التَّمَثُّلُ مُشْتَقٌّ مِنَ الْمِثْلِ أَيْ يَتَصَوَّرُ وَاللَّامُ فِي الْمَلَكِ لِلْعَهْدِ وَهُوَ جِبْرِيلُ وَقَدْ وَقَعَ التَّصْرِيحُ بِهِ فِي رِوَايَة بن سَعْدٍ الْمُقَدَّمِ ذِكْرُهَا وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمَلَكَ يَتَشَكَّلُ بِشَكْلِ الْبَشَرِ قَالَ الْمُتَكَلِّمُونَ الْمَلَائِكَةُ أَجْسَامٌ عُلْوِيَّةٌ لَطِيفَةٌ تَتَشَكَّلُ أَيَّ شَكْلٍ أَرَادُوا وَزعم بعض الفلاسفة أَنَّهَا جَوَاهِر روحانية ورجلا مَنْصُوبٌ بِالْمَصْدَرِيَّةِ أَيْ يَتَمَثَّلُ مِثْلَ رَجُلٍ أَوْ بِالتَّمْيِيزِ أَوْ بِالْحَالِ وَالتَّقْدِيرُ هَيْئَةَ رَجُلٍ قَالَ إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ تَمَثُّلُ جِبْرِيلَ مَعْنَاهُ أَنَّ اللَّهَ أَفْنَى الزَّائِدَ مِنْ خَلْقِهِ أَوْ أَزَالَهُ عَنْهُ ثمَّ يُعِيدهُ إِلَيْهِ بعد وَجزم بن عَبْدِ السَّلَامِ بِالْإِزَالَةِ دُونَ الْفَنَاءِ وَقَرَّرَ ذَلِكَ بِأَنَّهُ لَا يَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ انْتِقَالُهَا مُوجِبًا لِمَوْتِهِ بَلْ يَجُوزُ أَنْ يَبْقَى الْجَسَدُ حَيًّا لِأَنَّ مَوْتَ الْجَسَدِ بِمُفَارَقَةِ الرُّوحِ لَيْسَ بِوَاجِبٍ عَقْلًا بَلْ بِعَادَةٍ أَجْرَاهَا اللَّهُ تَعَالَى فِي بَعْضِ خَلْقِهِ وَنَظِيرُهُ انْتِقَالُ أَرْوَاحِ الشُّهَدَاءِ إِلَى أَجْوَافِ طُيُورٍ خُضْرٍ تَسْرَحُ فِي الْجَنَّةِ وَقَالَ شَيْخُنَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ مَا ذَكَرَهُ إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ لاينحصر الْحَال فِيهِ بل يجوز أَن يكون الَّاتِي هُوَ جِبْرِيلَ بِشَكْلِهِ الْأَصْلِيِّ إِلَّا أَنَّهُ انْضَمَّ فَصَارَ عَلَى قَدْرِ هَيْئَةِ الرَّجُلِ وَإِذَا تَرَكَ ذَلِكَ عَادَ إِلَى هَيْئَتِهِ وَمِثَالُ ذَلِكَ الْقُطْنُ إِذَا جُمِعَ بَعْدَ أَنْ كَانَ مُنْتَفِشًا فَإِنَّهُ بِالنَّفْشِ يَحْصُلُ لَهُ صُورَةٌ كَبِيرَةٌ وَذَاتُهُ لَمْ تَتَغَيَّرَ وَهَذَا عَلَى سَبِيلِ التَّقْرِيبِ وَالْحَقُّ أَنَّ تَمَثُّلَ الْمَلَكِ رَجُلًا لَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّ ذَاتَهُ انْقَلَبَتْ رَجُلًا بَلْ مَعْنَاهُ أَنَّهُ ظَهَرَ بِتِلْكَ الصُّورَةِ تَأْنِيسًا لِمَنْ يُخَاطِبَهُ وَالظَّاهِرُ أَيْضًا أَنَّ الْقدر الزَّائِد لايزول وَلَا يَفْنَى بَلْ يَخْفَى عَلَى الرَّائِي فَقَطْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ فَيُكَلِّمُنِي كَذَا لِلْأَكْثَرِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ الْبَيْهَقِيِّ مِنْ طَرِيقِ الْقَعْنَبِيِّ عَنْ مَالِكٍ فَيُعَلِّمُنِي بِالْعَيْنِ بَدَلَ الْكَافِ وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ تَصْحِيفٌ فَقَدْ وَقَعَ فِي الْمُوَطَّأِ رِوَايَةُ الْقَعْنَبِيِّ بِالْكَافِ وَكَذَا لِلدَّارَقُطْنِيِّ فِي حَدِيثِ مَالِكٍ مِنْ طَرِيقِ الْقَعْنَبِيِّ وَغَيْرِهِ قَوْلُهُ فَأَعِي مَا يَقُولُ زَادَ أَبُو عَوَانَةَ فِي صَحِيحِهِ وَهُوَ أَهْوَنُهُ عَلَيَّ وَقَدْ وَقَعَ التَّغَايُرُ فِي الْحَالَتَيْنِ حَيْثُ قَالَ فِي الأول وَقَدْ وَعَيْتُ بِلَفْظِ الْمَاضِي وَهُنَا فَأَعِي بِلَفْظِ الِاسْتِقْبَالِ لِأَنَّ الْوَعْيَ حَصَلَ فِي الْأَوَّلِ قَبْلَ الْفَصْمِ وَفِي الثَّانِي حَصَلَ حَالَ الْمُكَالَمَةِ أَوْ أَنَّهُ كَانَ فِي الْأَوَّلِ قَدْ تَلَبَّسَ بِالصِّفَاتِ الْمَلَكِيَّةِ فَإِذَا عَادَ إِلَى حَالَتِهِ الْجِبِلِّيَّةِ كَانَ حَافِظًا لِمَا قِيلَ لَهُ فَعَبَّرَ عَنْهُ بِالْمَاضِي بِخِلَافِ الثَّانِي فَإِنَّهُ عَلَى حَالَتِهِ الْمَعْهُودَةِ قَوْلُهُ قَالَتْ عَائِشَةُ هُوَ بِالْإِسْنَادِ الَّذِي قَبْلَهُ وَإِنْ كَانَ بِغَيْرِ حَرْفِ الْعَطْفِ كَمَا يَسْتَعْمِلُ الْمُصَنِّفُ وَغَيْرُهُ كَثِيرًا وَحَيْثُ يُرِيدُ التَّعْلِيقُ يَأْتِي بِحَرْفِ الْعَطْفِ وَقَدْ أَخْرَجَهُ الدَّارَقُطْنِيُّ فِي حَدِيثِ مَالِكٍ مِنْ طَرِيقِ عَتِيقِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ مَالِكٍ مَفْصُولًا عَنِ الْحَدِيثِ الْأَوَّلِ وَكَذَا فَصَلَهُمَا مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ وَنُكْتَةُ هَذَا الِاقْتِطَاعِ هُنَا اخْتِلَافُ التَّحَمُّلِ لِأَنَّهَا فِي الْأَوَّلِ أَخْبَرَتْ عَنْ مَسْأَلَةِ الْحَارِثِ وَفِي الثَّانِي أَخْبَرَتْ عَمَّا شَاهَدَتْ تَأْيِيدًا لِلْخَبَرِ الْأَوَّلِ قَوْلُهُ لَيَتَفَصَّدُ بِالْفَاءِ وَتَشْدِيدِ الْمُهْمَلَةِ مَأْخُوذٌ مِنَ الْفَصْدِ وَهُوَ قَطْعُ الْعِرْقِ لِإِسَالَةِ الدَّمِ شُبِّهَ جَبِينُهُ بِالْعِرْقِ الْمَفْصُودِ مُبَالَغَةً فِي كَثْرَةِ الْعَرَقِ وَفِي قَوْلِهَا فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ دِلَالَةٌ عَلَى كَثْرَةِ مُعَانَاةِ التَّعَبِ وَالْكَرْبِ عِنْدَ نُزُولِ الْوَحْيِ لِمَا فِيهِ مِنْ مُخَالَفَةِ الْعَادَةِ وَهُوَ كَثْرَةُ الْعَرَقِ فِي شِدَّةِ الْبَرْدِ فَإِنَّهُ يُشْعِرُ بِوُجُودِ أَمْرٍ طَارِئٍ زَائِدٍ عَلَى الطِّبَاعِ الْبَشَرِيَّةِ وَقَوْلُهُ عرقا بِالنّصب على التَّمْيِيز زَاد بن أَبِي الزِّنَادِ عَنْ هِشَامٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عِنْدَ الْبَيْهَقِيِّ فِي الدَّلَائِلِ وَإِنْ كَانَ لَيُوحَى إِلَيْهِ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ فَيَضْرِبُ حِزَامَهَا مِنْ ثِقَلِ مَا يُوحَى إِلَيْهِ تَنْبِيهٌ حَكَى الْعَسْكَرِيُّ فِي التَّصْحِيفِ عَنْ بَعْضِ شُيُوخِهِ أَنَّهُ قَرَأَ لَيَتَقَصَّدُ بِالْقَافِ ثُمَّ قَالَ الْعَسْكَرِيُّ إِنْ ثَبَتَ فَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ تَقَصَّدَ الشَّيْءُ إِذَا تَكَسَّرَ وَتَقَطَّعَ وَلَا يَخْفَى بُعْدُهُ انْتَهَى وَقَدْ وَقَعَ فِي هَذَا التَّصْحِيفِ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ طَاهِرٍ فَرَدَّهُ عَلَيْهِ الْمُؤْتَمِنُ السَّاجِيُّ بِالْفَاءِ قَالَ فَأَصَرَّ عَلَى الْقَاف وَذكر الذَّهَبِيّ فِي تَرْجَمَة بن طَاهِر عَن(1/21)
بن نَاصِر أَنه رد على بن طَاهِرٍ لَمَّا قَرَأَهَا بِالْقَافِ قَالَ فَكَابَرَنِي قُلْتُ وَلَعَلَّ بن طَاهِرٍ وَجَّهَهَا بِمَا أَشَارَ إِلَيْهِ الْعَسْكَرِيُّ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَفِي حَدِيثِ الْبَابِ مِنَ الْفَوَائِدِ غَيْرِ مَا تَقَدَّمَ أَنَّ السُّؤَالَ عَنِ الْكَيْفِيَّةِ لِطَلَبِ الطُّمَأْنِينَةِ لَا يَقْدَحُ فِي الْيَقِينِ وَجَوَازُ السُّؤَالِ عَنْ أَحْوَالِ الْأَنْبِيَاءِ مِنَ الْوَحْيِ وَغَيْرِهِ وَأَنَّ الْمَسْئُولَ عَنْهُ إِذَا كَانَ ذَا أَقْسَامٍ يَذْكُرُ الْمُجِيبُ فِي أَوَّلِ جَوَابِهِ مَا يَقْتَضِي التَّفْصِيلَ وَالله أعلم
[3] الحَدِيث الثَّالِث قَوْلُهُ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ هُوَ يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُكَيْرٍ نِسْبَةً إِلَى جَدِّهِ لِشُهْرَتِهِ بِذَلِكَ وَهُوَ مِنْ كِبَارِ حُفَّاظِ الْمِصْرِيِّينَ وَأَثْبَتُ النَّاسِ فِي اللَّيْثِ بْنِ سَعْدٍ الْفَهْمِيِّ فَقِيهِ الْمِصْرِيِّينَ وَعُقَيْلٌ بِالضَّمِّ عَلَى التَّصْغِيرِ وَهُوَ من أثبت الروَاة عَن بن شِهَابٍ وَهُوَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ زُهْرَةَ الْفَقِيهُ نُسِبَ إِلَى جَدِّ جَدِّهِ لِشُهْرَتِهِ الزُّهْرِيُّ نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ الْأَعْلَى زُهْرَةَ بْنِ كِلَابٍ وَهُوَ مِنْ رَهْطِ آمِنَةَ أُمِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتَّفَقُوا عَلَى إِتْقَانِهِ وَإِمَامَتِهِ قَوْلُهُ مِنَ الْوَحْيِ يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ مِنْ تَبْعِيضِيَّةً أَيْ(1/22)
مِنْ أَقْسَامِ الْوَحْيِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ بَيَانِيَّةً وَرجحه الْقَزاز وَالرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ مَعْمَرٍ وَيُونُسَ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ فِي التَّفْسِيرِ الصَّادِقَةُ وَهِيَ الَّتِي لَيْسَ فِيهَا ضِغْثٌ وَبُدِئَ بِذَلِكَ لِيَكُونَ تَمْهِيدًا وَتَوْطِئَةً لِلْيَقَظَةِ ثُمَّ مَهَّدَ لَهُ فِي الْيَقَظَةِ أَيْضًا رُؤْيَةَ الضَّوْءِ وَسَمَاعَ الصَّوْتِ وَسَلَامَ الْحَجَرِ قَوْلُهُ فِي النَّوْمِ لِزِيَادَةِ الْإِيضَاحِ أَوْ لِيُخْرِجَ رُؤْيَا الْعَيْنِ فِي الْيَقَظَةِ لِجَوَازِ إِطْلَاقِهَا مَجَازًا قَوْلُهُ مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ بِنَصْبِ مِثْلَ عَلَى الْحَالِ أَيْ مُشْبِهَةً ضِيَاءَ الصُّبْحِ أَوْ عَلَى أَنَّهُ صِفَةٌ لِمَحْذُوفٍ أَيْ جَاءَتْ مَجِيئًا مِثْلَ فَلَقِ الصُّبْحِ وَالْمُرَادُ بِفَلَقِ الصُّبْحِ ضِيَاؤُهُ وَخُصَّ بِالتَّشْبِيهِ لِظُهُورِهِ الْوَاضِحِ الَّذِي لَا شَكَّ فِيهِ قَوْلُهُ حُبِّبَ لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ لِعَدَمِ تَحَقُّقِ الْبَاعِثِ عَلَى ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ أَوْ لِيُنَبِّهَ عَلَى أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مِنْ بَاعِثِ الْبَشَرِ أَوْ يَكُونُ ذَلِكَ مِنْ وَحْيِ الْإِلْهَامِ وَالْخَلَاءُ بِالْمَدِّ الْخَلْوَةُ وَالسِّرُّ فِيهِ أَنَّ الْخَلْوَةَ فَرَاغُ الْقَلْبِ لِمَا يَتَوَجَّهُ لَهُ وَحِرَاءُ بِالْمَدِّ وَكَسْرِ أَوَّلِهِ كَذَا فِي الرِّوَايَةِ وَهُوَ صَحِيحٌ وَفِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ بِالْفَتْحِ وَالْقَصْرِ وَقَدْ حُكِيَ أَيْضًا وَحُكِيَ فِيهِ غَيْرُ ذَلِكَ جَوَازًا لَا رِوَايَةً هُوَ جَبَلٌ مَعْرُوفٌ بِمَكَّةَ وَالْغَارُ نَقْبٌ فِي الْجَبَلِ وَجَمْعُهُ غِيرَانُ قَوْلُهُ فَيَتَحَنَّثُ هِيَ بِمَعْنَى يَتَحَنَّفُ أَيْ يَتَّبِعُ الحنيفية وَهِيَ دِينُ إِبْرَاهِيمَ وَالْفَاءُ تُبْدَلُ ثَاءً فِي كَثِيرٍ مِنْ كَلَامِهِمْ وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ بن هِشَامٍ فِي السِّيرَةِ يَتَحَنَّفُ بِالْفَاءِ أَوِ التَّحَنُّثُ إِلْقَاءُ الْحِنْثِ وَهُوَ الْإِثْمُ كَمَا قِيلَ يَتَأَثَّمُ وَيَتَحَرَّجُ وَنَحْوُهُمَا قَوْلُهُ وَهُوَ التَّعَبُّدُ هَذَا مُدْرَجٌ فِي الْخَبَرِ وَهُوَ مِنْ تَفْسِيرِ الزُّهْرِيِّ كَمَا جَزَمَ بِهِ الطِّيبِيُّ وَلَمْ يَذْكُرْ دَلِيلَهُ نَعَمْ فِي رِوَايَةِ الْمُؤَلِّفِ مِنْ طَرِيقِ يُونُسَ عَنْهُ فِي التَّفْسِيرِ مَا يَدُلُّ عَلَى الْإِدْرَاجِ قَوْلُهُ اللَّيَالِيَ ذَوَاتِ الْعَدَدِ يَتَعَلَّقُ بِقَوْلِهِ يَتَحَنَّثُ وَإِبْهَامُ الْعَدَدِ لِاخْتِلَافِهِ كَذَا قِيلَ وَهُوَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمُدَدِ الَّتِي يَتَخَلَّلُهَا مَجِيئُهُ إِلَى أَهْلِهِ وَإِلَّا فَأَصْلُ الْخَلْوَةِ قَدْ عُرِفَتْ مُدَّتُهَا وَهِيَ شَهْرٌ وَذَلِكَ الشَّهْر كَانَ رَمَضَان رَوَاهُ بن إِسْحَاقَ وَاللَّيَالِي مَنْصُوبَةٌ عَلَى الظَّرْفِ وَذَوَاتُ مَنْصُوبَةٌ أَيْضًا وَعَلَامَةُ النَّصْبِ فِيهِ كَسْرُ التَّاءِ وَيَنْزِعُ بِكَسْرِ الزَّايِ أَيْ يَرْجِعُ وَزْنًا وَمَعْنًى وَرَوَاهُ الْمُؤَلِّفُ بِلَفْظِهِ فِي التَّفْسِيرِ قَوْلُهُ لِمِثْلِهَا أَيِ اللَّيَالِي وَالتَّزَوُّدُ اسْتِصْحَابُ الزَّادِ وَيَتَزَوَّدُ مَعْطُوفٌ عَلَى يَتَحَنَّثُ وَخَدِيجَةُ هِيَ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ بِنْتُ خُوَيْلِدِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى تَأْتِي أَخْبَارُهَا فِي مَنَاقِبِهَا قَوْلُهُ حَتَّى جَاءَهُ الْحَقُّ أَيِ الْأَمْرُ الْحَقُّ وَفِي التَّفْسِيرِ حَتَّى فَجَئَهُ الْحَقُّ بِكَسْرِ الْجِيمِ أَيْ بَغَتَهُ وَإِنْ ثَبَتَ مِنْ مُرْسَلِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ أَنَّهُ أُوحِيَ إِلَيْهِ بذلك فِي الْمَنَام أَو لَا قَبْلَ الْيَقَظَةِ أَمْكَنَ أَنْ يَكُونَ مَجِيءُ الْمَلَكِ فِي الْيَقَظَةِ عَقِبَ مَا تَقَدَّمَ فِي الْمَنَامِ وَسُمِّيَ حَقًّا لِأَنَّهُ وَحْيٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوَّلُ شَأْنِهِ يَرَى فِي الْمَنَامِ وَكَانَ أَوَّلُ مَا رَأَى جِبْرِيلَ بِأَجْيَادٍ صَرَخَ جِبْرِيلُ يَا مُحَمَّدُ فَنَظَرَ يَمِينًا وَشِمَالًا فَلَمْ يَرَ شَيْئًا فَرَفَعَ بَصَرَهُ فَإِذَا هُوَ عَلَى أُفُقِ السَّمَاءِ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ جِبْرِيل جِبْرِيلُ فَهَرَبَ فَدَخَلَ فِي النَّاسِ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا ثُمَّ خَرَجَ عَنْهُمْ فَنَادَاهُ فَهَرَبَ ثُمَّ اسْتَعْلَنَ لَهُ جِبْرِيلُ مِنْ قِبَلِ حِرَاءَ فَذَكَرَ قصَّة اقرائه اقْرَأ باسم رَبك وَرَأَى حِينَئِذٍ جِبْرِيلَ لَهُ جَنَاحَانِ مِنْ يَاقُوتٍ يختطفان الْبَصَر وَهَذَا من رِوَايَة بن لَهِيعَة عَن أبي الْأسود وبن لَهِيعَةَ ضَعِيفٌ وَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا لَمْ أَرَهُ يَعْنِي جِبْرِيلَ عَلَى صُورَتِهِ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا إِلَّا مَرَّتَيْنِ وَبَيَّنَ أَحْمَدُ فِي حَدِيثِ بن مَسْعُودٍ أَنَّ الْأُولَى كَانَتْ عِنْدَ سُؤَالِهِ إِيَّاهُ أَنْ يُرِيَهُ صُورَتَهُ الَّتِي خُلِقَ عَلَيْهَا وَالثَّانِيَةَ عِنْدَ الْمِعْرَاجِ وَلِلتِّرْمِذِيِّ مِنْ طَرِيقِ مَسْرُوقٍ عَنْ عَائِشَةَ لَمْ يَرَ مُحَمَّدٌ جِبْرِيلَ فِي صُورَتِهِ إِلَّا مَرَّتَيْنِ مَرَّةً عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى وَمَرَّةً فِي أجياد وَهَذَا يُقَوي رِوَايَة بن لَهِيعَةَ وَتَكُونُ هَذِهِ الْمَرَّةُ غَيْرَ الْمَرَّتَيْنِ الْمَذْكُورَتَيْنِ وَإِنَّمَا لَمْ يَضُمَّهَا إِلَيْهِمَا لِاحْتِمَالِ أَنْ لَا يَكُونَ رَآهُ فِيهَا عَلَى تَمَامِ صُورَتِهِ وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى وَوَقَعَ فِي السِّيرَةِ الَّتِي جَمَعَهَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ فَرَوَاهَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى عَنْ وَلَدِهِ مُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِرَاءَ وَأَقْرَأَهُ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبك ثُمَّ انْصَرَفَ فَبَقِيَ مُتَرَدِّدًا فَأَتَاهُ مِنْ أَمَامِهِ فِي صُورَتِهِ فَرَأَى أَمْرًا عَظِيمًا قَوْلُهُ فَجَاءَهُ هَذِه الْفَاء(1/23)
تُسَمَّى التَّفْسِيرِيَّةَ وَلَيْسَتِ التَّعْقِيبِيَّةَ لِأَنَّ مَجِيءَ الْمَلَكِ لَيْسَ بَعْدَ مَجِيءِ الْوَحْيِ حَتَّى تُعَقَّبَ بِهِ بَلْ هُوَ نَفْسُهُ وَلَا يَلْزَمُ مِنْ هَذَا التَّقْرِيرِ أَنْ يَكُونَ مِنْ بَابِ تَفْسِيرِ الشَّيْءِ بِنَفْسِهِ بَلِ التَّفْسِيرُ عَيْنُ الْمُفَسَّرِ بِهِ مِنْ جِهَةِ الْإِجْمَالِ وَغَيْرُهُ مِنْ جِهَةِ التَّفْصِيلِ قَوْلُهُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ ثَلَاثًا مَا نَافِيَةٌ إِذْ لَوْ كَانَتِ اسْتِفْهَامِيَّةً لَمْ يَصْلُحْ دُخُولُ الْبَاءِ وَإِنْ حُكِيَ عَنِ الْأَخْفَشِ جَوَازُهُ فَهُوَ شَاذٌّ وَالْبَاءُ زَائِدَةٌ لِتَأْكِيدِ النَّفْيِ أَيْ مَا أُحْسِنُ الْقِرَاءَةَ فَلَمَّا قَالَ ذَلِكَ ثَلَاثًا قِيلَ لَهُ أَقرَأ بأسم رَبك أَيْ لَا تَقْرَؤُهُ بِقُوَّتِكَ وَلَا بِمَعْرِفَتِكَ لَكِنْ بِحَوْلِ رَبِّكَ وَإِعَانَتِهِ فَهُوَ يُعَلِّمُكَ كَمَا خَلَقَكَ وَكَمَا نَزَعَ عَنْكَ عَلَقَ الدَّمِ وَغَمْزَ الشَّيْطَانِ فِي الصِّغَرِ وَعَلَّمَ أُمَّتَكَ حَتَّى صَارَتْ تَكْتُبُ بِالْقَلَمِ بَعْدَ أَنْ كَانَتْ أُمِّيَّةً ذَكَرَهُ السُّهَيْلِيُّ وَقَالَ غَيْرُهُ إِنَّ هَذَا التَّرْكِيبَ وَهُوَ قَوْلُهُ مَا أَنَا بِقَارِئٍ يُفِيدُ الِاخْتِصَاصَ وَرَدَّهُ الطِّيبِيُّ بِأَنَّهُ إِنَّمَا يُفِيدُ التَّقْوِيَةَ وَالتَّأْكِيدَ وَالتَّقْدِيرُ لَسْتُ بِقَارِئٍ الْبَتَّةَ فَإِنْ قِيلَ لِمَ كَرَّرَ ذَلِكَ ثَلَاثًا أَجَابَ أَبُو شَامَةَ بِأَنْ يُحْمَلَ قَوْلُهُ أَو لَا مَا أَنا بقارئ علىالامتناع وَثَانِيًا عَلَى الْإِخْبَارِ بِالنَّفْيِ الْمَحْضِ وَثَالِثًا عَلَى الِاسْتِفْهَامِ وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْأَسْوَدِ فِي مَغَازِيهِ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّهُ قَالَ كَيْفَ أَقْرَأُ وَفِي رِوَايَةِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنِ بن إِسْحَاقَ مَاذَا أَقْرَأُ وَفِي مُرْسَلِ الزُّهْرِيِّ فِي دَلَائِل الْبَيْهَقِيّ كَيفَ أَقرَأ وكل ذَلِكَ يُؤَيِّدُ أَنَّهَا اسْتِفْهَامِيَّةٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ فَغَطَّنِي بِغَيْنٍ مُعْجَمَةٍ وَطَاءٍ مُهْمَلَةٍ وَفِي رِوَايَةِ الطَّبَرِيِّ بِتَاءٍ مُثَنَّاةٍ مِنْ فَوْقُ كَأَنَّهُ أَرَادَ ضَمَّنِي وَعَصَرَنِي وَالْغَطُّ حَبْسُ النَّفَسِ وَمِنْهُ غَطَّهُ فِي الْمَاءِ أَوْ أَرَادَ غَمَّنِي وَمِنْهُ الْخَنْقُ وَلِأَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ فِي مُسْنَدِهِ بِسَنَدٍ حَسَنٍ فَأَخَذَ بِحَلْقِي قَوْلُهُ حَتَّى بَلَغَ مِنِّي الْجَهْدَ رُوِيَ بِالْفَتْحِ وَالنَّصْبِ أَيْ بَلَغَ الْغَطُّ مِنِّي غَايَةَ وُسْعِي وَرُوِيَ بِالضَّمِّ وَالرَّفْعِ أَيْ بَلَغَ مِنِّي الْجُهْدُ مَبْلَغَهُ وَقَوْلُهُ أَرْسَلَنِي أَيْ أَطْلَقَنِي وَلَمْ يَذْكُرِ الْجَهْدَ هُنَا فِي الْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ وَهُوَ ثَابِتٌ عِنْدَ الْمُؤَلِّفِ فِي التَّفْسِيرِ قَوْلُهُ فَرَجَعَ بِهَا أَيْ بِالْآيَاتِ أَوْ بِالْقِصَّةِ قَوْلُهُ فَزَمَّلُوهُ أَيْ لَفُّوهُ وَالرَّوْعُ بِالْفَتْحِ الْفَزَعُ قَوْلُهُ لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي دَلَّ هَذَا مَعَ قَوْلِهِ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ عَلَى انْفِعَالٍ حَصَلَ لَهُ مِنْ مَجِيءِ الْمَلَكِ وَمِنْ ثَمَّ قَالَ زَمِّلُونِي وَالْخَشْيَةُ الْمَذْكُورَةُ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي الْمُرَادِ بِهَا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ قَوْلًا أَوَّلُهَا الْجُنُونُ وَأَنْ يَكُونَ مَا رَآهُ مِنْ جِنْسِ الْكَهَانَةِ جَاءَ مُصَرَّحًا بِهِ فِي عِدَّةِ طُرُقٍ وَأَبْطَلَهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ وَحُقَّ لَهُ أَنْ يُبْطِلَ لَكِنْ حَمَلَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ حَصَلَ لَهُ قَبْلَ حُصُولِ الْعِلْمِ الضَّرُورِيِّ لَهُ أَنَّ الَّذِي جَاءَهُ مَلَكٌ وَأَنَّهُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ تَعَالَى ثَانِيهَا الْهَاجِسُ وَهُوَ بَاطِلٌ أَيْضًا لِأَنَّهُ لَا يَسْتَقِرُّ وَهَذَا اسْتَقَرَّ وَحَصَلَتْ بَيْنَهُمَا الْمُرَاجَعَةُ ثَالِثُهَا الْمَوْتُ مِنْ شِدَّةِ الرُّعْبِ رَابِعُهَا الْمَرَضُ وَقد جزم بِهِ بن أَبِي جَمْرَةَ خَامِسُهَا دَوَامُ الْمَرَضِ سَادِسُهَا الْعَجْزُ عَنْ حَمْلِ أَعْبَاءِ النُّبُوَّةِ سَابِعُهَا الْعَجْزُ عَنِ النَّظَرِ إِلَى الْمَلَكِ مِنَ الرُّعْبِ ثَامِنُهَا عَدَمُ الصَّبْرِ عَلَى أَذَى قَوْمِهِ تَاسِعُهَا أَنْ يَقْتُلُوهُ عَاشِرُهَا مُفَارَقَةُ الْوَطَنِ حَادِيَ عَشَرِهَا تَكْذِيبُهُمْ إِيَّاهُ ثَانِيَ عَشَرِهَا تَعْيِيرُهُمْ إِيَّاهُ وَأَوْلَى هَذِهِ الْأَقْوَالِ بِالصَّوَابِ وَأَسْلَمُهَا مِنَ الِارْتِيَابِ الثَّالِثُ وَاللَّذَانِ بَعْدَهُ وَمَا عَدَاهَا فَهُوَ مُعْتَرَضٌ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ قَوْلُهُ فَقَالَتْ خَدِيجَةُ كَلَّا مَعْنَاهَا النَّفْيُ وَالْإِبْعَادُ وَيَحْزُنْكَ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالزَّايِ الْمَضْمُومَةِ وَالنُّونِ مِنَ الْحُزْنِ وَلِغَيْرِ أَبِي ذَرٍّ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَالْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالزَّايِ الْمَكْسُورَةِ ثُمَّ الْيَاءِ السَّاكِنَةِ مِنَ الْخِزْيِ ثُمَّ اسْتَدَلَّتْ عَلَى مَا أَقْسَمَتْ عَلَيْهِ مِنْ نَفْيِ ذَلِكَ أَبَدًا بِأَمْرٍ اسْتِقْرَائِيٍّ وَصَفَتْهُ بِأُصُولِ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ لِأَنَّ الْإِحْسَانَ إِمَّا إِلَى الْأَقَارِبِ أَوْ إِلَى الْأَجَانِبِ وَإِمَّا بِالْبَدَنِ أَوْ بِالْمَالِ وَإِمَّا عَلَى مَنْ يَسْتَقِلُّ بِأَمْرِهِ أَوْ مَنْ لَا يَسْتَقِلُّ وَذَلِكَ كُلُّهُ مَجْمُوعٌ فِيمَا وَصَفَتْهُ بِهِ وَالْكَلُّ بِفَتْحِ الْكَافِ هُوَ مَنْ لَا يَسْتَقِلُّ بِأَمْرِهِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى وَهُوَ كل على مَوْلَاهُ وَقَوْلُهَا وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَتُكْسِبُ بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَعَلَيْهَا قَالَ الْخَطَّابِيُّ الصَّوَابُ الْمُعْدِمُ بِلَا وَاوٍ أَيِ الْفَقِيرُ لِأَنَّ الْمَعْدُومَ لَا يَكْسِبُ قُلْتُ وَلَا يَمْتَنِعُ أَنْ يُطْلَقَ عَلَى المعدم الْمَعْدُوم لكَونه كَالْمَعْدُومِ الْمَيِّت الَّذِي لاتصرف لَهُ وَالْكَسْبُ هُوَ الِاسْتِفَادَةُ فَكَأَنَّهَا قَالَتْ إِذَا رَغِبَ غَيْرُكَ أَنْ يَسْتَفِيدَ مَالًا مَوْجُودًا رَغِبْتَ أَنْتَ أَنْ تَسْتَفِيدَ رَجُلًا عَاجِزًا فَتُعَاوِنَهُ وَقَالَ قَاسِمُ بْنُ ثَابِتٍ فِي الدَّلَائِلِ قَوْلُهُ يَكْسِبُ(1/24)
مَعْنَاهُ مَا يَعْدَمُهُ غَيْرُهُ وَيَعْجِزُ عَنْهُ يُصِيبُهُ هُوَ وَيَكْسِبُهُ قَالَ أَعْرَابِيٌّ يَمْدَحُ إِنْسَانًا كَانَ أَكْسَبَهُمْ لِمَعْدُومٍ وَأَعْطَاهُمْ لِمَحْرُومٍ وَأُنْشِدَ فِي وَصْفِ ذِئْب كسوب كَذَا الْمَعْدُومِ مِنْ كَسْبِ وَاحِدِ أَيْ مِمَّا يَكْسِبُهُ وَحْدَهُ انْتَهَى وَلِغَيْرِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَتَكْسِبُ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ قَالَ عِيَاضٌ وَهَذِهِ الرِّوَايَةُ أَصَحُّ قُلْتُ قَدْ وَجَّهْنَا الْأُولَى وَهَذِهِ الرَّاجِحَةُ وَمَعْنَاهَا تُعْطِي النَّاسَ مَا لَا يَجِدُونَهُ عِنْدَ غَيْرِكَ فَحَذَفَ أَحَدَ الْمَفْعُولَيْنِ وَيُقَالُ كَسَبْتَ الرَّجُلَ مَالًا وَأَكْسَبْتَهُ بِمَعْنًى وَقِيلَ مَعْنَاهُ تَكْسِبُ الْمَالَ الْمَعْدُومَ وَتُصِيبُ مِنْهُ مَالا يُصِيبُ غَيْرُكَ وَكَانَتِ الْعَرَبُ تَتَمَادَحُ بِكَسْبِ الْمَالِ لَا سِيَّمَا قُرَيْشٌ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ الْبَعْثَةِ مَحْظُوظًا فِي التِّجَارَةِ وَإِنَّمَا يَصِحُّ هَذَا الْمَعْنَى إِذَا ضُمَّ إِلَيْهِ مَا يَلِيقُ بِهِ مِنْ أَنَّهُ كَانَ مَعَ إِفَادَتِهِ لِلْمَالِ يَجُودُ بِهِ فِي الْوُجُوهِ الَّتِي ذُكِرَتْ فِي الْمَكْرُمَاتِ وَقَوْلُهَا وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ هِيَ كَلِمَةٌ جَامِعَةٌ لِأَفْرَادِ مَا تَقَدَّمَ وَلِمَا لَمْ يَتَقَدَّمْ وَفِي رِوَايَةِ الْمُصَنِّفِ فِي التَّفْسِيرِ مِنْ طَرِيقِ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ مِنَ الزِّيَادَةِ وَتَصْدُقُ الْحَدِيثَ وَهِيَ مِنْ أَشْرَفِ الْخِصَالِ وَفِي رِوَايَةِ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ وَتُؤَدِّي الْأَمَانَةَ وَفِي هَذِهِ الْقِصَّةِ مِنَ الْفَوَائِدِ اسْتِحْبَابُ تَأْنِيسِ مَنْ نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ بِذِكْرِ تَيْسِيرِهِ عَلَيْهِ وَتَهْوِينِهِ لَدَيْهِ وَأَنَّ مَنْ نَزَلَ بِهِ أَمْرٌ اسْتُحِبَّ لَهُ أَنْ يُطْلِعَ عَلَيْهِ مَنْ يَثِقُ بِنَصِيحَتِهِ وَصِحَّةِ رَأْيِهِ قَوْلُهُ فَانْطَلَقَتْ بِهِ أَيْ مَضَتْ مَعَهُ فالباء للمصاحبة وورقة بِفَتْح الرَّاء وَقَوله بن عَم خَدِيجَة هُوَ بِنصب بن وَيُكْتَبُ بِالْأَلِفِ وَهُوَ بَدَلٌ مِنْ وَرَقَةَ أَوْ صِفَةٌ أَوْ بَيَانٌ وَلَا يَجُوزُ جَرُّهُ فَإِنَّهُ يَصِيرُ صِفَةً لِعَبْدِ الْعُزَّى وَلَيْسَ كَذَلِكَ وَلَا كَتْبُهُ بِغَيْرِ أَلِفٍ لِأَنَّهُ لَمْ يَقَعْ بَيْنَ عَلَمَيْنِ قَوْلُهُ تَنَصَّرَ أَيْ صَارَ نَصْرَانِيًّا وَكَانَ قَدْ خَرَجَ هُوَ وَزَيْدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ نُفَيْلٍ لَمَّا كَرِهَا عِبَادَةَ الْأَوْثَانِ إِلَى الشَّامِ وَغَيْرِهَا يَسْأَلُونَ عَنِ الدِّينِ فَأَمَّا وَرَقَةُ فَأَعْجَبَهُ دِينُ النَّصْرَانِيَّةِ فَتَنَصَّرَ وَكَانَ لَقِيَ مَنْ بَقِيَ مِنَ الرُّهْبَانِ عَلَى دِينِ عِيسَى وَلَمْ يُبَدِّلْ وَلِهَذَا أَخْبَرَ بِشَأْنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْبِشَارَةِ بِهِ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا أَفْسَدَهُ أَهْلُ التَّبْدِيلِ وَأَمَّا زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو فَسَيَأْتِي خَبَرُهُ فِي الْمَنَاقِبِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ فَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ فَيَكْتُبُ مِنَ الْإِنْجِيلِ بِالْعِبْرَانِيَّةِ وَفِي رِوَايَةِ يُونُسَ وَمَعْمَرٍ وَيَكْتُبُ مِنَ الْإِنْجِيلِ بِالْعَرَبِيَّةِ وَلِمُسْلِمٍ فَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ وَالْجَمِيعُ صَحِيحٌ لِأَنَّ وَرَقَةَ تَعَلَّمَ اللِّسَانَ الْعِبْرَانِيَّ وَالْكِتَابَةَ الْعِبْرَانِيَّةَ فَكَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعِبْرَانِيَّ كَمَا كَانَ يَكْتُبُ الْكِتَابَ الْعَرَبِيَّ لِتَمَكُّنِهِ مِنَ الْكِتَابَيْنِ وَاللِّسَانَيْنِ وَوَقَعَ لِبَعْضِ الشُّرَّاحِ هُنَا خَبْطٌ فَلَا يُعْرَّجُ عَلَيْهِ وَإِنَّمَا وَصَفَتْهُ بِكِتَابَةِ الْإِنْجِيلِ دُونَ حِفْظِهِ لِأَنَّ حِفْظَ التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلَ لَمْ يَكُنْ مُتَيَسِّرًا كَتَيَسُّرِ حِفْظِ الْقُرْآنِ الَّذِي خُصَّتْ بِهِ هَذِهِ الْأُمَّةُ فَلِهَذَا جَاءَ فِي صفتهَا أناجيلها صدورها قَوْلهَا يَا بن عَمِّ هَذَا النِّدَاءُ عَلَى حَقِيقَتِهِ وَوَقَعَ فِي مُسْلِمٍ يَا عَمُّ وَهُوَ وَهْمٌ لِأَنَّهُ وَإِنْ كَانَ صَحِيحًا لِجَوَازِ إِرَادَةِ التَّوْقِيرِ لَكِنَّ الْقِصَّةَ لَمْ تَتَعَدَّدْ وَمَخْرَجُهَا مُتَّحِدٌ فَلَا يُحْمَلُ عَلَى أَنَّهَا قَالَتْ ذَلِكَ مَرَّتَيْنِ فَتَعَيَّنَ الْحَمْلُ عَلَى الْحَقِيقَةِ وَإِنَّمَا جَوَّزْنَا ذَلِكَ فِيمَا مَضَى فِي الْعِبْرَانِيِّ وَالْعَرَبِيِّ لِأَنَّهُ مِنْ كَلَامِ الرَّاوِي فِي وَصْفِ وَرَقَةَ وَاخْتَلَفَتِ الْمَخَارِجُ فَأَمْكَنَ التَّعْدَادُ وَهَذَا الْحُكْمُ يَطَّرِدُ فِي جَمِيعِ مَا أَشْبَهَهُ وَقَالَتْ فِي حَقِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أسمع من بن أَخِيكَ لِأَنَّ وَالِدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَوَرَقَةُ فِي عِدَدِ النَّسَبِ إِلَى قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ الَّذِي يَجْتَمِعَانِ فِيهِ سَوَاءً فَكَانَ مِنْ هَذِهِ الْحَيْثِيَّةِ فِي دَرَجَةِ إِخْوَتِهِ أَوْ قَالَتْهُ عَلَى سَبِيلِ التَّوْقِيرِ لِسِنِّهِ وَفِيهِ إِرْشَادٌ إِلَى أَنَّ صَاحِبَ الْحَاجَةِ يُقَدَّمُ بَيْنَ يَدَيْهِ مَنْ يُعْرَفُ بِقَدْرِهِ مِمَّنْ يَكُونُ أَقْرَبَ مِنْهُ إِلَى الْمَسْئُولِ وَذَلِكَ مُسْتَفَادٌ مِنْ قَوْلِ خَدِيجَةَ لورقة أسمع من بن أَخِيكَ أَرَادَتْ بِذَلِكَ أَنْ يَتَأَهَّبَ لِسَمَاعِ كَلَامِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَلِكَ أَبْلَغُ فِي التَّعْلِيم قَوْلُهُ مَاذَا تَرَى فِيهِ حَذْفٌ يَدُلُّ عَلَيْهِ سِيَاقُ الْكَلَامِ وَقَدْ صَرَّحَ بِهِ فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ لِأَبِي نُعَيْمٍ بِسَنَدٍ حَسَنٍ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ قَالَ فَأَتَت بِهِ ورقة بن عَمِّهَا فَأَخْبَرَتْهُ بِالَّذِي رَأَى قَوْلُهُ هَذَا النَّامُوسُ الَّذِي نَزَّلَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ أَنْزَلَ اللَّهُ وَفِي التَّفْسِيرِ أُنْزِلَ عَلَى الْبِنَاءِ لِلْمَفْعُولِ وَأَشَارَ بِقَوْلِهِ هَذَا إِلَى الْمَلَكِ الَّذِي ذَكَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي خَبَرِهِ وَنَزَّلَهُ مَنْزِلَةَ الْقَرِيبِ لِقُرْبِ ذِكْرِهِ(1/25)
وَالنَّامُوسُ صَاحِبُ السِّرِّ كَمَا جَزَمَ بِهِ الْمُؤَلِّفُ فِي أَحَادِيث الْأَنْبِيَاء وَزعم بن ظَفَرٍ أَنَّ النَّامُوسَ صَاحِبُ سِرِّ الْخَيْرِ وَالْجَاسُوسَ صَاحِبُ سِرِّ الشَّرِّ وَالْأَوَّلُ الصَّحِيحُ الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُورُ وَقَدْ سَوَّى بَيْنَهُمَا رُؤْبَةُ بْنُ الْعَجَّاجِ أَحَدُ فُصَحَاءِ الْعَرَبِ وَالْمُرَادُ بِالنَّامُوسِ هُنَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَقَوْلُهُ عَلَى مُوسَى وَلَمْ يَقُلْ عَلَى عِيسَى مَعَ كَوْنِهِ نَصْرَانِيًّا لِأَنَّ كِتَابَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ مُشْتَمِلٌ عَلَى أَكْثَرِ الْأَحْكَامِ بِخِلَافِ عِيسَى وَكَذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ لِأَنَّ مُوسَى بُعِثَ بِالنِّقْمَةِ عَلَى فِرْعَوْنَ وَمَنْ مَعَهُ بِخِلَافِ عِيسَى كَذَلِكَ وَقَعَتِ النِّقْمَةُ عَلَى يَدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِفِرْعَوْنِ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهُوَ أَبُو جَهْلِ بْنِ هِشَامٍ وَمَنْ مَعَهُ بِبَدْرٍ أَوْ قَالَهُ تَحْقِيقًا لِلرِّسَالَةِ لِأَنَّ نُزُولَ جِبْرِيلَ عَلَى مُوسَى مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ أَهْلِ الْكِتَابِ بِخِلَافِ عِيسَى فَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْيَهُودِ يُنْكِرُونَ نُبُوَّتَهُ وَأَمَّا مَا تَمَحَّلَ لَهُ السُّهَيْلِيُّ مِنْ أَنَّ وَرَقَةَ كَانَ عَلَى اعْتِقَادِ النَّصَارَى فِي عَدَمِ نُبُوَّةِ عِيسَى وَدَعْوَاهُمْ أَنَّهُ أَحَدُ الْأَقَانِيمِ فَهُوَ مُحَالٌ لَا يُعَرَّجُ عَلَيْهِ فِي حَقِّ وَرَقَةَ وَأَشْبَاهِهِ مِمَّنْ لَمْ يَدْخُلْ فِي التَّبْدِيلِ وَلَمْ يَأْخُذْ عَمَّنْ بَدَّلَ عَلَى أَنَّهُ قَدْ وَرَدَ عِنْدَ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاذٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ أَنَّ وَرَقَةَ قَالَ نَامُوسُ عِيسَى وَالْأَصَحُّ مَا تَقَدَّمَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ ضَعِيفٌ نَعَمْ فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ لِأَبِي نُعَيْمٍ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ إِلَى هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ فِي هَذِه الْقِصَّة أَن خَدِيجَة أَولا أَتَت بن عَمِّهَا وَرَقَةَ فَأَخْبَرَتْهُ الْخَبَرَ فَقَالَ لَئِنْ كُنْتِ صَدَقْتِنِي إِنَّهُ لَيَأْتِيهِ نَامُوسُ عِيسَى الَّذِي لَا يُعَلِّمُهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ أَبْنَاءَهُمْ فَعَلَى هَذَا فَكَانَ وَرَقَةُ يَقُولُ تَارَةً نَامُوسُ عِيسَى وَتَارَةً نَامُوسُ مُوسَى فَعِنْدَ إِخْبَارِ خَدِيجَةَ لَهُ بِالْقِصَّةِ قَالَ لَهَا نَامُوسُ عِيسَى بِحَسَبِ مَا هُوَ فِيهِ مِنَ النَّصْرَانِيَّةِ وَعِنْدَ إِخْبَارِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ قَالَ لَهُ نَامُوسُ مُوسَى لِلْمُنَاسَبَةِ الَّتِي قَدَّمْنَاهَا وَكُلٌّ صَحِيحٍ وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ قَوْلُهُ يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعْ كَذَا فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ وَعِنْدَ الْبَاقِينَ يَا لَيْتَنِي فِيهَا جَذَعًا بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ كَانَ الْمُقَدَّرَةِ قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ وَهُوَ مَذْهَبُ الْكُوفِيِّينَ فِي قَوْله تَعَالَى انْتَهوا خيرا لكم وَقَالَ بن بَرِّيٍّ التَّقْدِيرُ يَا لَيْتَنِي جُعِلْتُ فِيهَا جَذَعًا وَقِيلَ النَّصْبُ عَلَى الْحَالِ إِذَا جَعَلْتَ فِيهَا خَبَرَ لَيْتَ وَالْعَامِلُ فِي الْحَالِ مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ الْخَبَرُ مِنْ مَعْنَى الِاسْتِقْرَارِ قَالَهُ السُّهَيْلِيُّ وَضَمِيرُ فِيهَا يَعُودُ عَلَى أَيَّامِ الدَّعْوَةِ وَالْجَذَعُ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَالذَّالِ الْمُعْجَمَةِ هُوَ الصَّغِيرُ مِنَ الْبَهَائِمِ كَأَنَّهُ تَمَنَّى أَنْ يَكُونَ عِنْدَ ظُهُورِ الدُّعَاءِ إِلَى الْإِسْلَامِ شَابًّا لِيَكُونَ أَمْكَنَ لِنَصْرِهِ وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ سِرُّ وَصْفِهِ بِكَوْنِهِ كَانَ كَبِيرًا أعمى قَوْله إِذْ يخْرجك قَالَ بن مَالِكٍ فِيهِ اسْتِعْمَالٌ إِذْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ كَإِذَا وَهُوَ صَحِيحٌ وَغَفَلَ عَنْهُ أَكْثَرُ النُّحَاةِ وَهُوَ كَقَوْلِهِ تَعَالَى وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمر هَكَذَا ذكره بن مَالِكٍ وَأَقَرَّهُ عَلَيْهِ غَيْرُ وَاحِدٍ وَتَعَقَّبَهُ شَيْخُنَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ بِأَنَّ النُّحَاةَ لَمْ يُغْفِلُوهُ بَلْ مَنَعُوا وُرُودَهُ وَأَوَّلُوا مَا ظَاهِرُهُ ذَلِكَ وَقَالُوا فِي مِثْلِ هَذَا اسْتَعْمَلَ الصِّيغَةَ الدَّالَّةَ عَلَى الْمُضِيِّ لِتَحَقُّقِ وُقُوعِهِ فَأَنْزَلُوهُ مَنْزِلَتَهُ وَيُقَوِّي ذَلِكَ هُنَا أَنَّ فِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ فِي التَّعْبِيرِ حِينَ يُخْرِجُكَ قَوْمُكَ وَعِنْدَ التَّحْقِيقِ مَا ادَّعَاهُ بن مَالِكٍ فِيهِ ارْتِكَابُ مَجَازٍ وَمَا ذَكَرَهُ غَيْرُهُ فِيهِ ارْتِكَابُ مَجَازٍ وَمَجَازُهُمْ أَوْلَى لِمَا يَنْبَنِي عَلَيْهِ مِنْ أَنَّ إِيقَاعَ الْمُسْتَقْبَلِ فِي صُورَةِ الْمُضِيِّ تَحْقِيقًا لِوُقُوعِهِ أَوِ اسْتِحْضَارًا لِلصُّورَةِ الْآتِيَةِ فِي هَذِهِ دُونَ تِلْكَ مَعَ وُجُودِهِ فِي أَفْصَحِ الْكَلَامِ وَكَأَنَّهُ أَرَادَ بِمَنْعِ الْوُرُودِ وُرُودًا مَحْمُولًا عَلَى حَقِيقَةِ الْحَالِ لَا عَلَى تَأْوِيلِ الِاسْتِقْبَالِ وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ تَمَنِّي الْمُسْتَحِيلِ إِذَا كَانَ فِي فِعْلِ خَيْرٍ لِأَنَّ وَرَقَةَ تَمَنَّى أَنْ يَعُودَ شَابًّا وَهُوَ مُسْتَحِيلٌ عَادَةً وَيَظْهَرُ لِي أَنَّ التَّمَنِّيَ لَيْسَ مَقْصُودًا عَلَى بَابِهِ بَلِ الْمُرَادُ مِنْ هَذَا التَّنْبِيهُ عَلَى صِحَّةِ مَا أَخْبَرَهُ بِهِ وَالتَّنْوِيهُ بِقُوَّةِ تَصْدِيقِهِ فِيمَا يَجِيء بِهِ قَوْله أَو مخرجي هُمْ بِفَتْحِ الْوَاوِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ وَفَتْحِهَا جَمْعُ مُخْرِجٍ فَهُمْ مُبْتَدَأٌ مُؤَخَّرٌ وَمُخْرِجِيَّ خَبَرٌ مُقَدَّمٌ قَالَه بن مَالِكٍ وَاسْتَبْعَدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُخْرِجُوهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ فِيهِ سَبَبٌ يَقْتَضِي الْإِخْرَاجَ لِمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنْ مَكَارِمِ الْأَخْلَاقِ الَّتِي تَقَدَّمَ مِنْ خَدِيجَةَ وَصْفُهَا وَقَدِ اسْتدلَّ بن الدُّغُنَّةِ بِمِثْلِ تِلْكَ الْأَوْصَافِ عَلَى أَنَّ أَبَا بَكْرٍ لَا يُخْرَجُ قَوْلُهُ إِلَّا عُودِيَ وَفِي رِوَايَةِ يُونُسَ فِي التَّفْسِيرِ إِلَّا أُوذِيَ فَذَكَرَ وَرَقَةُ أَنَّ الْعِلَّةَ فِي ذَلِكَ مَجِيئُهُ لَهُمْ بِالِانْتِقَالِ عَنْ مَأْلُوفِهِمْ وَلِأَنَّهُ عَلِمَ مِنَ الْكُتُبِ أَنَّهُمْ لَا يُجِيبُونَهُ إِلَى ذَلِكَ وَأَنَّهُ يَلْزَمُهُ لِذَلِكَ مُنَابَذَتُهُمْ وَمُعَانَدَتُهُمْ فَتَنْشَأُ الْعَدَاوَةُ مِنْ ثَمَّ وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمُجِيبَ يُقِيمُ الدَّلِيلَ عَلَى مَا يُجِيبُ بِهِ إِذَا اقْتَضَاهُ الْمَقَامُ قَوْلُهُ إِنْ يُدْرِكْنِي يَوْمُكَ إِنْ شَرْطِيَّةٌ وَالَّذِي بعْدهَا(1/26)
مَجْزُومٌ زَادَ فِي رِوَايَةِ يُونُسَ فِي التَّفْسِيرِ حَيًّا وَلِابْنِ إِسْحَاقَ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ الْيَوْمَ يَعْنِي يَوْمَ الْإِخْرَاجِ قَوْلُهُ مُؤَزَّرًا بِهَمْزَةٍ أَيْ قَوِيًّا مَأْخُوذٌ مِنَ الْأَزْرِ وَهُوَ الْقُوَّةُ وَأَنْكَرَ الْقَزاز أَن يكون فِي اللُّغَة مؤزر مِنَ الْأَزْرِ وَقَالَ أَبُو شَامَةَ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مِنَ الْإِزَارِ أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى تَشْمِيرِهِ فِي نُصْرَتِهِ قَالَ الْأَخْطَلُ قَوْمٌ إِذَا حَارَبُوا شَدُّوا مَآزِرَهُمْ الْبَيْتَ قَوْلُهُ ثُمَّ لَمْ يَنْشَبْ بِفَتْحِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ أَيْ لَمْ يَلْبَثْ وَأَصْلُ النُّشُوبِ التَّعَلُّقُ أَيْ لَمْ يَتَعَلَّقْ بِشَيْءٍ مِنَ الْأُمُورِ حَتَّى مَاتَ وَهَذَا بِخِلَافِ مَا فِي السِّيرَةِ لِابْنِ إِسْحَاقَ أَنَّ وَرَقَةَ كَانَ يَمُرُّ بِبِلَالٍ وَهُوَ يُعَذَّبُ وَذَلِكَ يَقْتَضِي أَنَّهُ تَأَخَّرَ إِلَى زَمَنِ الدَّعْوَةِ وَإِلَى أَنْ دَخَلَ بَعْضُ النَّاسِ فِي الْإِسْلَامِ فَإِنْ تَمَسَّكْنَا بِالتَّرْجِيحِ فَمَا فِي الصَّحِيحِ أَصَحُّ وَإِنْ لَحَظْنَا الْجَمْعَ أَمْكَنَ أَنْ يُقَالَ الْوَاوُ فِي قَوْلِهِ وَفَتَرَ الْوَحْيُ لَيْسَتْ لِلتَّرْتِيبِ فَلَعَلَّ الرَّاوِيَ لَمْ يَحْفَظْ لِوَرَقَةَ ذِكْرًا بَعْدَ ذَلِكَ فِي أَمْرٍ مِنَ الْأُمُورِ فَجَعَلَ هَذِهِ الْقِصَّةَ انْتِهَاءَ أَمْرِهِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى عِلْمِهِ لَا إِلَى مَا هُوَ الْوَاقِعُ وَفُتُورُ الْوَحْيِ عِبَارَةٌ عَنْ تَأَخُّرِهِ مُدَّةً مِنَ الزَّمَانِ وَكَانَ ذَلِكَ لِيَذْهَبَ مَا كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَدَهُ مِنَ الرَّوْعِ وَلِيَحْصُلَ لَهُ التَّشَوُّفُ إِلَى الْعَوْدِ فَقَدْ رَوَى الْمُؤَلِّفُ فِي التَّعْبِيرِ مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ مَا يَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ فَائِدَةٌ وَقَعَ فِي تَارِيخِ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّ مُدَّةَ فَتْرَةِ الْوَحْيِ كَانَت ثَلَاث سِنِين وَبِه جزم بن إِسْحَاقَ وَحَكَى الْبَيْهَقِيُّ أَنَّ مُدَّةَ الرُّؤْيَا كَانَتْ سِتَّةَ أَشْهُرٍ وَعَلَى هَذَا فَابْتِدَاءُ النُّبُوَّةِ بِالرُّؤْيَا وَقَعَ مِنْ شَهْرِ مَوْلِدِهِ وَهُوَ رَبِيعٌ الْأَوَّلُ بَعْدَ إِكْمَالِهِ أَرْبَعِينَ سَنَةً وَابْتِدَاءُ وَحْيِ الْيَقَظَةِ وَقَعَ فِي رَمَضَانَ وَلَيْسَ الْمُرَادُ بِفَتْرَةِ الْوَحْيِ الْمُقَدَّرَةِ بِثَلَاثِ سِنِينَ وَهِيَ مَا بَيْنَ نُزُولِ أَقرَأ وَيَا أَيهَا المدثر عَدَمَ مَجِيءِ جِبْرِيلَ إِلَيْهِ بَلْ تَأَخُّرُ نُزُولِ الْقُرْآنَ فَقَطْ ثُمَّ رَاجَعْتُ الْمَنْقُولَ عَنِ الشَّعْبِيِّ مِنْ تَارِيخِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ وَلَفْظُهُ مِنْ طَرِيقِ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ أنزلت عَلَيْهِ النُّبُوَّة وَهُوَ بن أَرْبَعِينَ سَنَةً فَقُرِنَ بِنُبُوَّتِهِ إِسْرَافِيلُ ثَلَاثَ سِنِينَ فَكَانَ يُعَلِّمُهُ الْكَلِمَةَ وَالشَّيْءَ وَلَمْ يَنْزِلْ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانِهِ فَلَمَّا مَضَتْ ثَلَاثُ سِنِينَ قُرِنَ بِنُبُوَّتِهِ جِبْرِيلُ فَنَزَلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ عَلَى لِسَانه عشْرين سنة وَأخرجه بن أَبِي خَيْثَمَةَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ مُخْتَصَرًا عَنْ دَاوُدَ بِلَفْظِ بُعِثَ لِأَرْبَعِينَ وَوُكِّلَ بِهِ إِسْرَافِيلُ ثَلَاثَ سِنِينَ ثُمَّ وُكِّلَ بِهِ جِبْرِيلُ فَعَلَى هَذَا فَيَحْسُنُ بِهَذَا الْمُرْسَلِ إِنْ ثَبَتَ الْجَمْعُ بَيْنَ الْقَوْلَيْنِ فِي قَدْرِ إِقَامَتِهِ بِمَكَّةَ بَعْدَ الْبَعْثَةِ فَقَدْ قِيلَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَقِيلَ عَشْرٌ وَلَا يَتَعَلَّقُ ذَلِكَ بِقَدْرِ مُدَّةِ الْفَتْرَةِ وَاللَّهُ أعلم وَقد حكى بن التِّينِ هَذِهِ الْقِصَّةَ لَكِنْ وَقَعَ عِنْدَهُ مِيكَائِيلُ بَدَلَ إِسْرَافِيلَ وَأَنْكَرَ الْوَاقِدِيُّ هَذِهِ الرِّوَايَةَ الْمُرْسَلَةَ وَقَالَ لَمْ يُقْرَنْ بِهِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِلَّا جِبْرِيلُ انْتَهَى وَلَا يَخْفَى مَا فِيهِ فَإِنَّ الْمُثْبِتَ مُقَدَّمٌ عَلَى النَّافِي إِلَّا إِنْ صَحِبَ النَّافِيَ دَلِيلُ نَفْيِهِ فَيُقَدَّمُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَأَخَذَ السُّهَيْلِيُّ هَذِهِ الرِّوَايَةَ فَجَمَعَ بِهَا الْمُخْتَلِفَ فِي مُكْثِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ فَإِنَّهُ قَالَ جَاءَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ الْمُسْنَدَةِ أَنَّ مُدَّةَ الْفَتْرَةِ سَنَتَانِ وَنِصْفٌ وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرَى أَنَّ مُدَّةَ الرُّؤْيَا سِتَّةُ أَشْهُرٍ فَمَنْ قَالَ مَكَثَ عَشْرَ سِنِينَ حَذَفَ مُدَّةَ الرُّؤْيَا وَالْفَتْرَةَ وَمَنْ قَالَ ثَلَاثَ عَشْرَةَ أَضَافَهُمَا وَهَذَا الَّذِي اعْتَمَدَهُ السُّهَيْلِيُّ مِنَ الِاحْتِجَاجِ بِمُرْسَلِ الشَّعْبِيِّ لَا يثبت وَقد عَارضه مَا جَاءَ عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّ مُدَّةَ الْفَتْرَةِ الْمَذْكُورَةِ كَانَتْ أَيَّامًا وَسَيَأْتِي مَزِيدٌ لِذَلِكَ فِي كِتَابِ التَّعْبِيرِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى(1/27)
[4] قَوْله قَالَ بن شهَاب وَأَخْبرنِي أَبُو سَلَمَةَ إِنَّمَا أَتَى بِحَرْفِ الْعَطْفِ لِيُعْلَمَ أَنَّهُ مَعْطُوفٌ عَلَى مَا سَبَقَ كَأَنَّهُ قَالَ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بِكَذَا وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بِكَذَا وَأَبُو سَلمَة هُوَ بن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ وَأَخْطَأَ مَنْ زَعَمَ أَن هَذَا مُعَلّق وَإِنْ كَانَتْ صُورَتُهُ صُورَةَ التَّعْلِيقِ وَلَوْ لَمْ يَكُنْ فِي ذَلِكَ إِلَّا ثُبُوتُ الْوَاوِ الْعَاطِفَةِ فَإِنَّهَا دَالَّةٌ عَلَى تَقَدُّمِ شَيْءٍ عَطَفْتَهُ وَقَدْ تقدم قَوْله عَن بن شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ فَسَاقَ الْحَدِيثَ إِلَى آخِرِهِ ثمَّ قَالَ قَالَ بن شِهَابٍ أَيْ بِالسَّنَدِ الْمَذْكُورِ وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ بِخَبَرٍ آخَرَ وَهُوَ كَذَا وَدَلَّ قَوْلُهُ عَنْ فَتْرَةِ الْوَحْيِ وَقَوْلُهُ الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءَ عَلَى تَأَخُّرِ نُزُولِ سُورَةِ الْمُدَّثِّرِ عَنِ اقْرَأْ وَلَمَّا خَلَتْ رِوَايَةُ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ الْآتِيَةُ فِي التَّفْسِيرِ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ هَاتَيْنِ الْجُمْلَتَيْنِ أَشْكَلَ الْأَمْرُ فَجَزَمَ من جزم بِأَن يَا أَيهَا المدثر أَوَّلُ مَا نَزَلَ وَرِوَايَةُ الزُّهْرِيِّ هَذِهِ الصَّحِيحَةُ تَرْفَعُ هَذَا الْإِشْكَالَ وَسِيَاقُ بَسْطِ الْقَوْلِ فِي ذَلِكَ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ اقْرَأْ قَوْلُهُ فَرُعِبْتُ مِنْهُ بِضَمِّ الرَّاءِ وَكَسْرِ الْعَيْنِ وَلِلْأَصِيلِيِّ بِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّ الْعَيْنِ أَيْ فَزِعْتُ دَلَّ عَلَى بَقِيَّةٍ بَقِيَتْ مَعَهُ مِنَ الْفَزَعِ الْأَوَّلِ ثُمَّ زَالَتْ بِالتَّدْرِيجِ قَوْلُهُ فَقُلْتُ زَمِّلُونِي زَمِّلُونِي وَفِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ وَكَرِيمَةَ زَمِّلُونِي مَرَّةً وَاحِدَةً وَفِي رِوَايَةِ يُونُسَ فِي التَّفْسِيرِ فَقُلْتُ دَثِّرُونِي فَنزلت يَا أَيهَا المدثر قُم فَأَنْذر أَيْ حَذِّرْ مِنَ الْعَذَابِ مَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بك وَرَبك فَكبر أَي عظم وثيابك فطهر أَيْ مِنَ النَّجَاسَةِ وَقِيلَ الثِّيَابُ النَّفْسُ وَتَطْهِيرُهَا اجْتِنَابُ النَّقَائِصِ وَالرُّجْزُ هُنَا الْأَوْثَانُ كَمَا سَيَأْتِي مِنْ تَفْسِيرِ الرَّاوِي عِنْدَ الْمُؤَلِّفِ فِي التَّفْسِيرِ وَالرُّجْزُ فِي اللُّغَةِ الْعَذَابُ وَسَمَّى الْأَوْثَانَ هُنَا رُجْزًا لِأَنَّهَا سَبَبُهُ قَوْلُهُ فَحَمِيَ الْوَحْيُ أَيْ جَاءَ كَثِيرًا وَفِيهِ مُطَابَقَةٌ لِتَعْبِيرِهِ عَنْ تَأَخُّرِهِ بِالْفُتُورِ إِذْ لَمْ يَنْتَهِ إِلَى انْقِطَاعٍ كُلِّيٍّ فَيُوصَفُ بِالضِّدِّ وَهُوَ الْبَرَدُ قَوْلُهُ وَتَتَابَعَ تَأْكِيدُ مَعْنَوِيٌّ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ بِحَمِيَ قَوِيَ وَتَتَابَعَ تكاثر وَقد وَقع فِي رِوَايَة الْكشميهني وَأبي الْوَقْتِ وَتَوَاتَرَ وَالتَّوَاتُرُ مَجِيءُ الشَّيْءِ يَتْلُو بَعْضُهُ بَعْضًا مِنْ غَيْرِ تَخَلُّلٍ تَنْبِيهٌ خَرَّجَ الْمُصَنِّفُ بِالْإِسْنَادِ فِي التَّارِيخِ حَدِيثَ الْبَابِ عَنْ عَائِشَةَ ثُمَّ عَنْ جَابِرٍ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ هُنَا فَزَادَ فِيهِ بَعْدَ قَوْلِهِ تَتَابَعَ قَالَ عُرْوَةُ يَعْنِي بِالسَّنَدِ الْمَذْكُورِ إِلَيْهِ وَمَاتَتْ خَدِيجَةُ قَبْلَ أَنْ تُفْرَضَ الصَّلَاةُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَيْتُ لِخَدِيجَةَ بَيْتًا مِنْ قَصَبٍ لَا صَخَبَ فِيهِ وَلَا نَصَبَ قَالَ الْبُخَارِيُّ يَعْنِي قَصَبَ اللُّؤْلُؤِ قُلْتُ وَسَيَأْتِي مَزِيدٌ لِهَذَا فِي مَنَاقِبِ خَدِيجَةَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ تَابَعَهُ الضَّمِيرُ يَعُودُ عَلَى يَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ وَمُتَابَعَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ عَنِ اللَّيْثِ هَذِهِ عِنْدَ الْمُؤَلِّفِ فِي قِصَّةِ مُوسَى وَفِيهِ مِنَ اللَّطَائِفِ قَوْلُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ سَمِعْتُ عُرْوَةَ قَوْلُهُ وَأَبُو صَالِحٍ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ كَاتِبُ اللَّيْثِ وَقَدْ أَكْثَرَ الْبُخَارِيُّ عَنْهُ مِنَ الْمُعَلَّقَاتِ وَعَلَّقَ عَنِ اللَّيْثِ جُمْلَةً كَثِيرَةً مِنْ أَفْرَادِ أَبِي صَالِحٍ عَنْهُ وَرِوَايَةُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ اللَّيْثِ لِهَذَا الْحَدِيثِ أَخْرَجَهَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ فِي تَارِيخِهِ عَنْهُ مَقْرُونًا بِيَحْيَى بْنِ بُكَيْرٍ وَوَهِمَ مَنْ زَعَمَ كَالدِّمْيَاطِيِّ أَنَّهُ أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ دَاوُدَ الْحَرَّانِيُّ فَإِنَّهُ لَمْ يَذْكُرْ مَنْ أَسْنَدَهُ عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ وَقَدْ وُجِدَ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ كَاتِبِ اللَّيْثِ قَوْلُهُ وَتَابَعَهُ هِلَالُ بْنُ رَدَّادٍ بِدَالَيْنِ مُهْمَلَتَيْنِ الْأُولَى مُثَقَّلَةٌ وَحَدِيثُهُ فِي الزهريات للذهلى قَوْله وَقَالَ يُونُس يَعْنِي بن يزِيد الْأَيْلِي وَمعمر هُوَ بن رَاشِدٍ بَوَادِرُهُ يَعْنِي أَنَّ يُونُسَ وَمَعْمَرًا رَوَيَا هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ الزُّهْرِيِّ فَوَافَقَا عُقَيْلًا عَلَيْهِ إِلَّا أَنَّهُمَا قَالَا بَدَلَ قَوْلِهِ يَرْجُفُ فُؤَادُهُ تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ وَالْبَوَادِرُ جَمْعُ بَادِرَةٌ وَهِيَ اللَّحْمَةُ الَّتِي بَيْنَ الْمَنْكِبِ وَالْعُنُقِ تَضْطَرِبُ عِنْدَ فَزَعِ الْإِنْسَانِ فَالرِّوَايَتَانِ مُسْتَوِيَتَانِ فِي أَصْلِ الْمَعْنَى لِأَنَّ كُلًّا مِنْهُمَا دَالٌّ عَلَى الْفَزَعِ وَقَدْ بَيَّنَّا مَا فِي رِوَايَةِ يُونُسَ وَمَعْمَرٍ مِنَ الْمُخَالَفَةِ لِرِوَايَةِ عُقَيْلٍ غَيْرَ هَذَا فِي أَثْنَاءِ السِّيَاقِ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ وَسَيَأْتِي بَقِيَّةُ شَرْحِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي تَفْسِيرِ سُورَةِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى(1/28)
[5] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ هُوَ أَبُو سَلَمَةَ التَّبُوذَكِيُّ وَكَانَ مِنْ حُفَّاظِ الْمِصْرِيِّينَ قَوْلُهُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ هُوَ الْوَضَّاحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيُّ مَوْلَاهُمُ الْبَصْرِيُّ كَانَ كِتَابُهُ فِي غَايَةِ الْإِتْقَانِ وَمُوسَى بْنُ أَبِي عَائِشَةَ لَا يُعْرَفُ اسْمُ أَبِيهِ وَقَدْ تَابَعَهُ عَلَى بَعْضِهِ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ قَوْلُهُ كَانَ مِمَّا يُعَالِجُ الْمُعَالَجَةُ مُحَاوَلَةُ الشَّيْءِ بِمَشَقَّةٍ أَيْ كَانَ الْعِلَاجُ نَاشِئًا مِنْ تَحْرِيكِ الشَّفَتَيْنِ أَيْ مَبْدَأُ الْعِلَاجِ مِنْهُ أَوْ مَا مَوْصُولَةٌ وَأُطْلِقَتْ عَلَى مَنْ يَعْقِلُ مَجَازًا هَكَذَا قَرَّرَهُ الْكِرْمَانِيُّ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ الشِّدَّةَ حَاصِلَةٌ لَهُ قَبْلَ التَّحَرُّكِ وَالصَّوَابُ مَا قَالَهُ ثَابِتٌ السَّرَقُسْطِيُّ أَنَّ الْمُرَادَ كَانَ كَثِيرًا مَا يَفْعَلُ ذَلِكَ وَوُرُودُهُمَا فِي هَذَا كَثِيرٌ وَمِنْهُ حَدِيثُ الرُّؤْيَا كَانَ مِمَّا يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ مَنْ رَأَى مِنْكُمْ رُؤْيَا وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ وَإِنَّا لَمِمَّا نضرب الْكَبْش ضَرْبَة على وَجْهِهِ يُلْقِي اللِّسَانَ مِنَ الْفَمِ قُلْتُ وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّ رِوَايَةَ الْمُصَنِّفِ فِي التَّفْسِيرِ مِنْ طَرِيقِ جَرِيرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ وَلَفْظُهَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ جِبْرِيلُ بِالْوَحْيِ فَكَانَ مِمَّا يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ وَشَفَتَيْهِ فَأَتَى بِهَذَا اللَّفْظُ مُجَرَّدًا عَنْ تَقَدُّمِ الْعِلَاجِ الَّذِي قَدَّرَهُ الْكِرْمَانِيُّ فَظَهَرَ مَا قَالَ ثَابِتٌ وَوَجْهُ مَا قَالَ غَيْرُهُ أَنَّ مِنْ إِذَا وَقَعَ بَعْدَهَا مَا كَانَتْ بِمَعْنَى رُبَّمَا وَهِيَ تُطْلَقُ عَلَى الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ وَفِي كَلَامِ سِيبَوَيْهِ مَوَاضِعُ مِنْ هَذَا مِنْهَا قَوْلُهُ اعْلَمْ أَنَّهُمْ مِمَّا يَحْذِفُونَ كَذَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَمِنْهُ حَدِيثُ الْبَرَاءِ كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا نُحِبُّ أَنْ نَكُونَ عَنْ يَمِينِهِ الْحَدِيثَ وَمِنْ حَدِيثِ سَمُرَةَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى الصُّبْحَ مِمَّا يَقُولُ لِأَصْحَابِهِ مَنْ رَأَى مِنْكُمْ رُؤْيَا قَوْلُهُ فَقَالَ بن عَبَّاسٍ فَأَنَا أُحَرِّكُهُمَا جُمْلَةٌ مُعْتَرِضَةٌ بِالْفَاءِ وَفَائِدَةُ هَذَا زِيَادَةُ الْبَيَانِ فِي الْوَصْفِ عَلَى الْقَوْلِ وَعَبَّرَ فِي الْأَوَّلِ بِقَوْلِهِ كَانَ يُحَرِّكُهُمَا وَفِي الثَّانِي برأيت لِأَن بن عَبَّاسٍ لَمْ يَرَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ لِأَنَّ سُورَةَ الْقِيَامَةِ مَكِّيَّةٌ بِاتِّفَاقٍ بَلِ الظَّاهِرُ أَنَّ نُزُولَ هَذِهِ الْآيَاتِ كَانَ فِي أَوَّلِ الْأَمْرِ وَإِلَى هَذَا جَنَحَ الْبُخَارِيُّ فِي إِيرَادِهِ هَذَا الْحَدِيثَ فِي بَدْء الْوَحْي وَلم يكن بن عَبَّاسٍ إِذْ ذَاكَ وُلِدَ لِأَنَّهُ وُلِدَ قَبْلَ الْهِجْرَة بِثَلَاث سِنِين لَكِنْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَهُ بِذَلِكَ بَعْدُ أَوْ بَعْضُ الصَّحَابَةِ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ شَاهَدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْأَوَّلُ هُوَ الصَّوَابُ فَقَدْ ثَبَتَ ذَلِكَ صَرِيحًا فِي مُسْنَدِ أَبِي دَاوُدَ الطَّيَالِسِيِّ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ بِسَنَدِهِ وَأَمَّا سَعِيدُ بن جُبَير فَرَأى ذَلِك من بن عَبَّاسٍ بِلَا نِزَاعٍ قَوْلُهُ فَحَرَّكَ شَفَتَيْهِ وَقَوْلُهُ فَأنْزل الله لَا تحرّك بِهِ لسَانك لَا تَنَافِيَ بَيْنَهُمَا لِأَنَّ تَحْرِيكَ الشَّفَتَيْنِ بِالْكَلَامِ الْمُشْتَمِلِ عَلَى الْحُرُوفِ الَّتِي لَا يَنْطِقُ(1/29)
بِهَا إِلَّا اللِّسَانُ يَلْزَمُ مِنْهُ تَحْرِيكُ اللِّسَانِ أَوِ اكْتَفَى بِالشَّفَتَيْنِ وَحَذَفَ اللِّسَانَ لِوُضُوحِهِ لِأَنَّهُ الْأَصْلُ فِي النُّطْقِ إِذِ الْأَصْلُ حَرَكَةُ الْفَمِ وَكُلٌّ مِنَ الْحَرَكَتَيْنِ نَاشِئٌ عَنْ ذَلِكَ وَقَدْ مَضَى أَنَّ فِي رِوَايَةِ جَرِيرٍ فِي التَّفْسِيرِ يُحَرِّكُ بِهِ لِسَانَهُ وَشَفَتَيْهِ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ابْتِدَاءِ الْأَمْرِ إِذَا لُقِّنَ الْقُرْآنَ نَازَعَ جِبْرِيلَ الْقِرَاءَةَ وَلَمْ يَصْبِرْ حَتَّى يُتِمَّهَا مُسَارَعَةً إِلَى الْحِفْظِ لِئَلَّا يَنْفَلِتَ مِنْهُ شَيْءٌ قَالَهُ الْحَسَنُ وَغَيْرُهُ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةٍ لِلتِّرْمِذِيِّ يُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَهُ يُرِيدُ أَنْ يَحْفَظَهُ وَلِلنَّسَائِيِّ يَعْجَلْ بِقِرَاءَتِهِ لِيَحْفَظَهُ وَلِابْنِ أَبِي حَاتِمٍ يَتَلَقَّى أَوَّلَهُ وَيُحَرِّكْ بِهِ شَفَتَيْهِ خَشْيَةَ أَنْ يَنْسَى أَوَّلَهُ قَبْلَ أَنْ يَفْرَغَ مِنْ آخِرِهِ وَفِي رِوَايَةِ الطَّبَرِيِّ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَجَّلَ يَتَكَلَّمُ بِهِ مِنْ حُبِّهِ إِيَّاهُ وَكِلَا الْأَمْرَيْنِ مُرَادٌ وَلَا تَنَافِيَ بَيْنَ مَحَبَّتِهِ إِيَّاهُ وَالشِّدَّةِ الَّتِي تَلْحَقُهُ فِي ذَلِكَ فَأُمِرَ بِأَنْ يُنْصِتَ حَتَّى يُقْضَى إِلَيْهِ وَحْيُهُ وَوُعِدَ بِأَنَّهُ آمِنٌ مِنْ تَفَلُّتِهِ مِنْهُ بِالنِّسْيَانِ أَوْ غَيْرِهِ وَنَحْوُهُ قَوْلُهُ تَعَالَى وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْضَى إِلَيْك وحيه أَيْ بِالْقِرَاءَةِ قَوْلُهُ جَمَعَهُ لَكَ صَدْرُكَ كَذَا فِي أَكثر الرِّوَايَات وَفِيه إِسْنَادُ الْجَمْعِ إِلَى الصَّدْرِ بِالْمَجَازِ كَقَوْلِهِ أَنْبَتَ الرَّبِيعُ الْبَقْلَ أَيْ أَنْبَتَ اللَّهُ فِي الرَّبِيعِ الْبَقْلَ وَاللَّامُ فِي لَكَ لِلتَّبْيِينِ أَوْ لِلتَّعْلِيلِ وَفِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ وَالْحَمَوِيِّ جَمَعَهُ لَكَ فِي صَدْرِكَ وَهُوَ تَوْضِيحٌ لِلْأَوَّلِ وَهَذَا مِنْ تَفْسِيرِ بن عَبَّاسٍ وَقَالَ فِي تَفْسِيرِ فَاتَّبِعْ أَيْ فَاسْتَمِعْ وَأَنْصِتْ وَفِي تَفْسِيرِ بَيَانِهِ أَيْ عَلَيْنَا أَنْ تَقْرَأَهُ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ بِالْبَيَانِ بَيَانُ مُجْمَلَاتِهِ وَتَوْضِيحُ مُشْكِلَاتِهِ فَيُسْتَدَلُّ بِهِ عَلَى جَوَازِ تَأْخِيرِ الْبَيَانِ عَنْ وَقْتِ الْخِطَابِ كَمَا هُوَ الصَّحِيحُ فِي الْأُصُولِ وَالْكَلَامُ فِي تَفْسِيرِ الْآيَاتِ الْمَذْكُورَةِ أَخَّرْتُهُ إِلَى كِتَابِ التَّفْسِيرِ فَهُوَ مَوْضِعُهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
[6] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا عَبْدَانُ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُثْمَانَ الْمَرْوَزِيُّ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ هُوَ بن الْمُبَارك أخبرنَا يُونُس هُوَ بن يَزِيدَ الْأَيْلِيُّ قَوْلُهُ أَخْبَرَنَا يُونُسُ وَمَعْمَرٌ نَحْوَهُ أَيْ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُبَارَكِ حَدَّثَ بِهِ عَبْدَانَ عَنْ يُونُسَ وَحْدَهُ وَحَدَّثَ بِهِ بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ يُونُسَ وَمَعْمَرٍ مَعًا أَمَّا بِاللَّفْظِ فَعَنْ يُونُسَ وَأَمَّا بِالْمَعْنَى فَعَنْ معمر قَوْله عبيد الله هُوَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ الْآتِي فِي الْحَدِيثِ الَّذِي بَعْدَهُ قَوْلُهُ أَجْوَدَ النَّاسِ بِنَصْبِ أَجْوَدَ لِأَنَّهَا خَبَرُ كَانَ وَقَدَّمَ بن عَبَّاسٍ هَذِهِ الْجُمْلَةَ عَلَى مَا بَعْدَهَا وَإِنْ كَانَتْ لَا تَتَعَلَّقُ بِالْقُرْآنِ عَلَى سَبِيلِ الِاحْتِرَاسِ مِنْ مَفْهُومِ مَا بَعْدَهَا وَمَعْنَى أَجْوَدِ النَّاسِ أَكْثَرَ النَّاسِ جُودًا وَالْجُودُ الْكَرَمُ وَهُوَ مِنَ الصِّفَاتِ الْمَحْمُودَةِ وَقَدْ أَخْرَجَ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ سَعْدٍ رَفَعَهُ إِنَّ اللَّهَ جَوَادٌ يُحِبُّ الْجُودَ الْحَدِيثَ وَلَهُ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ رَفَعَهُ أَنَا أَجْوَدُ وَلَدِ آدَمَ وَأَجْوَدُهُمْ بَعْدِي رَجُلٌ عَلِمَ عِلْمًا فَنَشَرَ عِلْمَهُ وَرَجُلٌ جَادَ بِنَفْسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَفِي سَنَدِهِ مَقَالٌ وَسَيَأْتِي فِي الصَّحِيحِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَنَسٍ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَشْجَعَ النَّاسِ وَأَجْوَدَ النَّاسِ الْحَدِيثَ قَوْلُهُ وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ هُوَ بِرَفْعِ أَجْوَدَ هَكَذَا فِي أَكْثَرِ الرِّوَايَاتِ وَأَجْوَدُ اسْمُ كَانَ وَخَبَرُهُ مَحْذُوفٌ وَهُوَ نَحْوُ أَخْطَبُ مَا يَكُونُ الْأَمِيرُ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ أَوْ هُوَ مَرْفُوعٌ عَلَى أَنَّهُ مُبْتَدَأٌ مُضَافٌ إِلَى الْمَصْدَرِ وَهُوَ مَا يَكُونُ وَمَا مَصْدَرِيَّةٌ وَخَبَرُهُ فِي رَمَضَانَ وَالتَّقْدِيرُ(1/30)
أَجْوَدُ أَكْوَانِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ وَإِلَى هَذَا جَنَحَ الْبُخَارِيُّ فِي تَبْوِيبِهِ فِي كِتَابِ الصِّيَامِ إِذْ قَالَ بَابُ أَجْوَدَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَكُونُ فِي رَمَضَانَ وَفِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ أَجْوَدَ بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ خَبَرُ كَانَ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ يَلْزَمُ مِنْهُ أَنْ يَكُونَ خَبَرُهَا اسْمَهَا وَأُجِيبَ بِجَعْلِ اسْمِ كَانَ ضَمِيرَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَجْوَدَ خَبَرَهَا وَالتَّقْدِيرُ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُدَّةَ كَوْنِهِ فِي رَمَضَانَ أَجْوَدَ مِنْهُ فِي غَيْرِهِ قَالَ النَّوَوِيُّ الرَّفْعُ أَشْهَرُ وَالنَّصْبُ جَائِزٌ وَذكر أَنه سَأَلَ بن مَالِكٍ عَنْهُ فَخَرَّجَ الرَّفْعَ مِنْ ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ وَالنّصب من وَجْهَيْن وَذكر بن الْحَاجِبِ فِي أَمَالِيهِ لِلرَّفْعِ خَمْسَةَ أَوْجُهٍ تَوَارَدَ مَعَ بن مَالِكٍ مِنْهَا فِي وَجْهَيْنِ وَزَادَ ثَلَاثَةً وَلَمْ يُعَرِّجْ عَلَى النَّصْبِ قُلْتُ وَيُرَجِّحُ الرَّفْعَ وُرُودُهُ بِدُونِ كَانَ عِنْدَ الْمُؤَلِّفِ فِي الصَّوْمِ قَوْلُهُ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ قِيلَ الْحِكْمَةُ فِيهِ أَنَّ مُدَارَسَةَ الْقُرْآنِ تُجَدِّدُ لَهُ الْعَهْدَ بِمَزِيدِ غِنَى النَّفْسِ وَالْغِنَى سَبَبُ الْجُودِ وَالْجُودُ فِي الشَّرْعِ إِعْطَاءُ مَا يَنْبَغِي لِمَنْ يَنْبَغِي وَهُوَ أَعَمُّ مِنَ الصَّدَقَةِ وَأَيْضًا فَرَمَضَانُ مَوْسِمُ الْخَيْرَاتِ لِأَنَّ نِعَمَ اللَّهِ عَلَى عِبَادِهِ فِيهِ زَائِدَةٌ عَلَى غَيْرِهِ فَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُؤْثِرُ مُتَابَعَةَ سُنَّةِ اللَّهِ فِي عِبَادِهِ فَبِمَجْمُوعِ مَا ذُكِرَ مِنَ الْوَقْتِ وَالْمَنْزُولِ بِهِ وَالنَّازِلِ وَالْمُذَاكَرَةِ حَصَلَ الْمَزِيدُ فِي الْجُودِ وَالْعِلْمُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى قَوْلُهُ فَلَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَاءُ لِلسَّبَبِيَّةِ وَاللَّامُ لِلِابْتِدَاءِ وَزِيدَتْ عَلَى الْمُبْتَدَأِ تَأْكِيدًا أَوْ هِيَ جَوَابُ قَسَمٍ مُقَدَّرٍ وَالْمُرْسَلَةُ أَيِ الْمُطْلَقَةُ يَعْنِي أَنَّهُ فِي الْإِسْرَاعِ بِالْجُودِ أَسْرَعُ مِنَ الرِّيحِ وَعَبَّرَ بِالْمُرْسَلَةِ إِشَارَةً إِلَى دَوَامِ هُبُوبِهَا بِالرَّحْمَةِ وَإِلَى عُمُومِ النَّفْعِ بِجُودِهِ كَمَا تَعُمُّ الرِّيحُ الْمُرْسَلَةُ جَمِيعَ مَا تَهُبُّ عَلَيْهِ وَوَقَعَ عِنْدَ أَحْمَدَ فِي آخِرِ هَذَا الْحَدِيثِ لَا يُسْأَلُ شَيْئًا إِلَّا أَعْطَاهُ وَثَبَتَتْ هَذِهِ الزِّيَادَةُ فِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ مَا سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فَقَالَ لَا وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي الْحَدِيثِ فَوَائِدُ مِنْهَا الْحَثُّ عَلَى الْجُودِ فِي كُلِّ وَقْتٍ وَمِنْهَا الزِّيَادَةُ فِي رَمَضَانَ وَعِنْدَ الِاجْتِمَاعِ بِأَهْلِ الصَّلَاحِ وَفِيهِ زِيَارَةُ الصُّلَحَاءِ وَأَهْلِ الْخَيْرِ وَتَكْرَارُ ذَلِكَ إِذَا كَانَ الْمَزُورُ لايكرهه وَاسْتِحْبَابُ الْإِكْثَارِ مِنَ الْقِرَاءَةِ فِي رَمَضَانَ وَكَوْنُهَا أَفْضَلَ مِنْ سَائِرِ الْأَذْكَارِ إِذْ لَوْ كَانَ الذِّكْرُ أَفْضَلَ أَوْ مُسَاوِيًا لَفَعَلَاهُ فَإِنْ قِيلَ الْمَقْصُودُ تَجْوِيدُ الْحِفْظِ قُلْنَا الْحِفْظُ كَانَ حَاصِلًا وَالزِّيَادَةُ فِيهِ تَحْصُلُ بِبَعْضِ الْمَجَالِسِ وَأَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ رَمَضَانُ مِنْ غَيْرِ إِضَافَةٍ وَغَيْرُ ذَلِكَ مِمَّا يَظْهَرُ بِالتَّأَمُّلِ قُلْتُ وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ ابْتِدَاءَ نُزُولِ الْقُرْآنِ كَانَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لِأَنَّ نُزُولَهُ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا جُمْلَةً وَاحِدَةً كَانَ فِي رَمَضَانَ كَمَا ثَبَتَ من حَدِيث بن عَبَّاسٍ فَكَانَ جِبْرِيلُ يَتَعَاهَدُهُ فِي كُلِّ سَنَةٍ فَيُعَارِضُهُ بِمَا نَزَلَ عَلَيْهِ مِنْ رَمَضَانَ إِلَى رَمَضَانَ فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ عَارَضَهُ بِهِ مَرَّتَيْنِ كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ فَاطِمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَبِهَذَا يُجَابُ مَنْ سَأَلَ عَنْ مُنَاسَبَةِ إِيرَادِ هَذَا الْحَدِيثِ فِي هَذَا الْبَابِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ(1/31)
[7] قَوْلُهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ وَكَرِيمَةَ حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ وَهُوَ هُوَ أخبرنَا شُعَيْب هُوَ بن أَبِي حَمْزَةَ دِينَارٌ الْحِمْصِيُّ وَهُوَ مِنْ أَثْبَاتِ أَصْحَابِ الزُّهْرِيِّ قَوْلُهُ أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ هُوَ صَخْرُ بْنُ حَرْبِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ قَوْلُهُ هِرَقْلُ هُوَ مَلِكُ الرُّومِ وَهِرَقْلُ اسْمُهُ وَهُوَ بِكَسْرِ الْهَاءِ وَفَتْحِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْقَافِ وَلَقَبُهُ قَيْصَرُ كَمَا يُلَقَّبُ مَلِكُ الْفُرْسِ كِسْرَى وَنَحْوَهُ قَوْلُهُ فِي رَكْبٍ جَمْعُ رَاكِبٍ كَصَحْبٍ وَصَاحِبٍ وَهُمْ أُولُو الْإِبِلِ الْعَشْرَةِ فَمَا فَوْقَهَا وَالْمَعْنَى أَرْسَلَ إِلَى أَبِي سُفْيَانَ حَالَ كَوْنِهِ فِي جُمْلَةِ الرَّكْبِ وَذَاكَ لِأَنَّهُ كَانَ كَبِيرَهُمْ فَلِهَذَا خَصَّهُ وَكَانَ عَدَدُ الرَّكْبِ ثَلَاثِينَ رَجُلًا رَوَاهُ الْحَاكِمُ فِي الْإِكْلِيلِ وَلِابْنِ السَّكَنِ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ وَسَمَّى مِنْهُم الْمُغيرَة بن شُعْبَة فِي مُصَنف بن أَبِي شَيْبَةَ بِسَنَدٍ مُرْسَلٍ وَفِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّهُ كَانَ إِذْ ذَاكَ مُسْلِمًا وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ رَجَعَ حِينَئِذٍ إِلَى قَيْصَرَ ثُمَّ قَدِمَ الْمَدِينَةَ مُسْلِمًا وَقَدْ وَقَعَ ذِكْرُهُ أَيْضًا فِي أَثَرٍ آخَرَ فِي كِتَابِ السِّيَرِ لِأَبِي إِسْحَاقَ الْفَزَارِيِّ وَكِتَابِ الْأَمْوَالِ لِأَبِي عُبَيْدٍ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ فَلَمَّا قَرَأَ قَيْصَرُ الْكِتَابَ قَالَ هَذَا كِتَابٌ لَمْ أَسْمَعْ بِمِثْلِهِ وَدَعَا أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍ وَالْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ وَكَانَا تَاجِرَيْنِ هُنَاكَ فَسَأَلَ عَنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلُهُ وَكَانُوا تُجَّارًا بِضَمِّ التَّاءِ وَتَشْدِيدِ الْجِيمِ أَوْ كَسْرِهَا وَالتَّخْفِيفِ(1/33)
جَمْعُ تَاجِرٍ قَوْلُهُ فِي الْمُدَّةِ يَعْنِي مُدَّةَ الصُّلْحِ بِالْحُدَيْبِيَةِ وَسَيَأْتِي شَرْحُهُا فِي الْمَغَازِي وَكَانَتْ فِي سَنَةِ سِتٍّ وَكَانَتْ مُدَّتُهَا عَشْرَ سِنِينَ كَمَا فِي السِّيرَةِ وَأَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيث بن عُمَرَ وَلِأَبِي نُعَيْمٍ فِي مُسْنَدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ كَانَتْ أَرْبَعَ سِنِينَ وَكَذَا أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي الْبُيُوعِ مِنَ الْمُسْتَدْرَكِ وَالْأَوَّلُ أَشْهَرُ لَكِنَّهُمْ نَقَضُوا فَغَزَاهُمْ سَنَةَ ثَمَانٍ وَفَتَحَ مَكَّةَ وَكُفَّارَ قُرَيْشٍ بِالنَّصْبِ مَفْعُولٌ مَعَهُ قَوْلُهُ فَأَتَوْهُ تَقْدِيرُهُ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فِي طَلَبِ إِتْيَانِ الرَّكْبِ فَجَاءَ الرَّسُولُ يَطْلُبُ إِتْيَانَهُمْ فَأَتَوْهُ كَقَوْلِهِ تَعَالَى فَقُلْنَا اضْرِب بعصاك الْحجر فانفجرت أَيْ فَضَرَبَ فَانْفَجَرَتْ وَوَقَعَ عِنْدَ الْمُؤَلِّفِ فِي الْجِهَادِ أَنَّ الرَّسُولَ وَجَدَهُمْ بِبَعْضِ الشَّامِ وَفِي رِوَايَةٍ لِأَبِي نُعَيْمٍ فِي الدَّلَائِلِ تَعْيِينُ الْمَوْضِعِ وَهُوَ غَزَّةُ قَالَ وَكَانَتْ وَجْهَ مَتْجَرِهِمْ وَكَذَا رَوَاهُ بن إِسْحَاقَ فِي الْمَغَازِي عَنِ الزُّهْرِيِّ وَزَادَ فِي أَوَّلِهِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ كُنَّا قَوْمًا تُجَّارًا وَكَانَتِ الْحَرْبُ قَدْ حَصَبَتْنَا فَلَمَّا كَانَتِ الْهُدْنَةُ خَرَجْتُ تَاجِرًا إِلَى الشَّامِ مَعَ رَهْطٍ مِنْ قُرَيْشٍ فَوَاللَّهِ مَا عَلِمْتُ بِمَكَّةَ امْرَأَةً وَلَا رَجُلًا إِلَّا وَقَدْ حَمَّلَنِي بِضَاعَةً فَذَكَرَهُ وَفِيهِ فَقَالَ هِرَقْلُ لِصَاحِبِ شُرْطَتِهِ قَلِّبِ الشَّامَ ظَهْرًا لِبَطْنٍ حَتَّى تَأْتِيَ بِرَجُلٍ مِنْ قَوْمِ هَذَا أَسْأَلُهُ عَنْ شَأْنِهِ فَوَاللَّهِ إِنِّي وَأَصْحَابِي بِغَزَّةَ إِذْ هَجَمَ عَلَيْنَا فَسَاقَنَا جَمِيعًا قَوْلُهُ بِإِيلِيَاءَ بِهَمْزَةٍ مَكْسُورَةٍ بَعْدَهَا يَاءٌ أَخِيرَةٌ سَاكِنَةٌ ثُمَّ لَامٌ مَكْسُورَةٌ ثُمَّ يَاءٌ أَخِيرَةٌ ثُمَّ أَلِفٌ مَهْمُوزَةٌ وَحَكَى الْبَكْرِيُّ فِيهَا الْقَصْرَ وَيُقَالُ لَهَا أَيْضًا إِلْيَا بِحَذْفِ الْيَاءِ الْأُولَى وَسُكُونِ اللَّامِ حَكَاهُ الْبَكْرِيُّ وَحَكَى النَّوَوِيُّ مِثْلَهُ لَكِنْ بِتَقْدِيمِ الْيَاءِ عَلَى اللَّامِ وَاسْتَغْرَبَهُ قِيلَ مَعْنَاهُ بَيْتُ اللَّهِ وَفِي الْجِهَادِ عِنْدَ الْمُؤَلِّفِ أَنَّ هِرَقْلَ لَمَّا كَشَفَ اللَّهُ عَنْهُ جُنُودَ فَارِسَ مَشَى مِنْ حِمْصَ إِلَى إِيلِيَاءَ شُكْرًا لِلَّهِ زَاد بن إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ كَانَ تُبْسَطُ لَهُ الْبُسُطَ وَتُوضَعُ عَلَيْهَا الرَّيَاحِينُ فَيَمْشِي عَلَيْهَا وَنَحْوَهُ لِأَحْمَد من حَدِيث بن أَخِي الزُّهْرِيِّ عَنْ عَمِّهِ وَكَانَ سَبَبُ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الطَّبَرِيّ وبن عَبْدِ الْحَكَمِ مِنْ طُرُقٍ مُتَعَاضِدَةٍ مُلَخَّصُهَا أَنَّ كِسْرَى أَغْزَى جَيْشَهُ بِلَادَ هِرَقْلَ فَخَرَّبُوا كَثِيرًا مِنْ بِلَادِهِ ثُمَّ اسْتَبْطَأَ كِسْرَى أَمِيرَهُ فَأَرَادَ قَتْلَهُ وَتَوْلِيَةِ غَيْرِهِ فَاطَّلَعَ أَمِيرُهُ عَلَى ذَلِكَ فَبَاطَنَ هِرَقْلَ وَاصْطَلَحَ مَعَهُ عَلَى كِسْرَى وَانْهَزَمَ عَنْهُ بِجُنُودِ فَارِسَ فَمَشَى هِرَقْلُ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ شُكْرًا لِلَّهِ تَعَالَى عَلَى ذَلِكَ وَاسْمُ الْأَمِيرِ الْمَذْكُورِ شَهْرَ بَرَازَ وَاسْمُ الْغَيْرِ الَّذِي أَرَادَ كسْرَى تأميره فرحان قَوْلُهُ فَدَعَاهُمْ فِي مَجْلِسِهِ أَيْ فِي حَالِ كَوْنِهِ فِي مَجْلِسِهِ وَلِلْمُصَنِّفِ فِي الْجِهَادِ فَأَدْخَلَنَا عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي مَجْلِسِ مُلْكِهِ وَعَلَيْهِ التَّاجُ قَوْلُهُ وَحَوْلَهُ بِالنَّصْبِ لِأَنَّهُ ظَرْفُ مَكَانٍ قَوْلُهُ عُظَمَاءُ جَمْعُ عَظِيمٍ وَلِابْنِ السَّكَنِ فَأَدْخَلَنَا عَلَيْهِ وَعِنْدَهُ بَطَارِقَتُهُ وَالْقِسِّيسُونَ وَالرُّهْبَانُ وَالرُّومُ مِنْ وَلَدِ عِيصَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ عَلَى الصَّحِيحِ وَدَخَلَ فِيهِمْ طَوَائِفُ مِنَ الْعَرَبِ مِنْ تَنُّوخَ وَبَهْرَاءَ وَسُلَيْحٍ وَغَيْرُهُمْ مِنْ غَسَّانَ كَانُوا سُكَّانًا بِالشَّامِ فَلَمَّا أَجْلَاهُمُ الْمُسْلِمُونَ عَنْهَا دَخَلُوا بِلَادَ الرُّومِ فَاسْتَوْطَنُوهَا فَاخْتَلَطَتْ أَنْسَابُهُمْ قَوْلُهُ ثُمَّ دَعَاهُمْ وَدَعَا تَرْجُمَانَهُ وَلِلْمُسْتَمْلِي بِالتَّرْجُمَانِ مُقْتَضَاهُ أَنَّهُ أَمَرَ بِإِحْضَارِهِمْ فَلَمَّا حَضَرُوا اسْتَدْنَاهُمْ لِأَنَّهُ ذَكَرَ أَنَّهُ دَعَاهُمْ ثُمَّ دَعَاهُمْ فَيَنْزِلُ عَلَى هَذَا وَلَمْ يَقَعْ تَكْرَارُ ذَلِكَ إِلَّا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَالتَّرْجُمَانُ بِفَتْحِ التَّاءِ الْمُثَنَّاةِ وَضَمِّ الْجِيمِ وَرَجَّحَهُ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ وَيَجُوزُ ضَمُّ التَّاءِ إِتْبَاعًا وَيَجُوزُ فَتْحُ الْجِيمِ مَعَ فَتْحِ أَوَّلِهِ حَكَاهُ الْجَوْهَرِيُّ وَلَمْ يُصَرِّحُوا بِالرَّابِعَةِ وَهِيَ ضَمُّ أَوَّلِهِ وَفَتْحُ الْجِيمِ وَفِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ وَغَيْرِهِ بِتَرْجُمَانِهِ يَعْنِي أَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولًا أَحْضَرَهُ صُحْبَتَهُ وَالتَّرْجُمَانُ الْمُعَبِّرُ عَنْ لُغَةٍ بِلُغَةٍ وَهُوَ مُعَرَّبٌ وَقِيلَ عَرَبِيٌّ قَوْلُهُ فَقَالَ أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا أَيْ قَالَ التَّرْجُمَانُ عَلَى لِسَانِ هِرَقْلَ قَوْلُهُ بِهَذَا الرَّجُلِ زَادَ بن السَّكَنِ الَّذِي خَرَجَ بِأَرْضِ الْعَرَبِ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ قَوْلُهُ قُلْتُ أَنَا أَقْرَبُهُمْ نَسَبًا فِي رِوَايَة بن السَّكَنِ فَقَالُوا هَذَا أَقْرَبُنَا بِهِ نَسَبًا هُوَ بن عَمِّهِ أَخِي أَبِيهِ وَإِنَّمَا كَانَ أَبُو سُفْيَانَ أَقْرَبَ لِأَنَّهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ وَقَدْ أَوْضَحَ ذَلِكَ الْمُصَنِّفُ فِي الْجِهَادِ بِقَوْلِهِ قَالَ مَا قرابتك مِنْهُ قلت هُوَ بن عَمِّي قَالَ أَبُو سُفْيَانَ وَلَمْ يَكُنْ فِي الرَّكْبِ مِنْ بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ غَيْرِي اه وَعَبْدُ مَنَافٍ الْأَبُ الرَّابِعُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَا لِأَبِي سُفْيَانَ وَأَطْلَقَ(1/34)
عَلَيْهِ بن عَمٍّ لِأَنَّهُ نَزَّلَ كُلًّا مِنْهُمَا مَنْزِلَةَ جَدِّهِ فَعَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ بن عَمِّ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ وَعَلَى هَذَا فَفِيمَا أُطْلِقَ فِي رِوَايَةِ بن السَّكَنِ تَجَوُّزٌ وَإِنَّمَا خَصَّ هِرَقْلُ الْأَقْرَبَ لِأَنَّهُ أَحْرَى بِالِاطِّلَاعِ عَلَى أُمُورِهِ ظَاهِرًا وَبَاطِنًا أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ وَلِأَنَّ الْأَبْعَدَ لَا يُؤْمَنُ أَنْ يَقْدَحَ فِي نَسَبِهِ بِخِلَافِ الْأَقْرَبَ وَظَهَرَ ذَلِكَ فِي سُؤَالِهِ بَعْدَ ذَلِكَ كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ وَقَوْلُهُ بِهَذَا الرَّجُلِ ضَمَّنَ أَقْرَبَ مَعْنَى أَوْصَلَ فَعَدَّاهُ بِالْبَاءِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ وَهُوَ عَلَى الْأَصْلِ وَقَوْلُهُ الَّذِي يزْعم فِي رِوَايَة بن إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ يَدَّعِي وَزَعَمَ قَالَ الْجَوْهَرِيُّ بِمَعْنَى قَالَ وَحَكَاهُ أَيْضًا ثَعْلَبٌ وَجَمَاعَةٌ كَمَا سَيَأْتِي فِي قِصَّةِ ضِمَامٍ فِي كِتَابِ الْعِلْمِ قُلْتُ وَهُوَ كَثِيرٌ وَيَأْتِي مَوْضِعُ الشَّكِّ غَالِبًا قَوْلُهُ فَاجْعَلُوهُمْ عِنْدَ ظَهْرِهِ أَيْ لِئَلَّا يَسْتَحْيُوا أَنْ يُوَاجِهُوهُ بِالتَّكْذِيبِ إِنْ كَذَبَ وَقَدْ صَرَّحَ بِذَلِكَ الْوَاقِدِيُّ وَقَوْلُهُ إِنْ كَذَبَنِي بِتَخْفِيفِ الذَّالِ أَيْ إِنْ نَقَلَ إِلَيَّ الْكَذِبَ قَوْلُهُ قَالَ أَيْ أَبُو سُفْيَانَ وَسَقَطَ لَفْظُ قَالَ مِنْ رِوَايَةِ كَرِيمَةَ وَأَبِي الْوَقْتِ فَأَشْكَلَ ظَاهِرُهُ وَبِإِثْبَاتِهَا يَزُولُ الْإِشْكَالُ قَوْلُهُ فَوَاللَّهِ لَوْلَا الْحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا أَيْ يَنْقُلُوا عَلَيَّ الْكَذِبَ لَكَذَبْتُ عَلَيْهِ وَلِلْأَصِيلِيِّ عَنْهُ أَيْ عَنِ الْإِخْبَارِ بِحَالِهِ وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُمْ كَانُوا يَسْتَقْبِحُونَ الْكَذِبَ إِمَّا بِالْأَخْذِ عَنِ الشَّرْعِ السَّابِقِ أَوْ بِالْعُرْفِ وَفِي قَوْلِهِ يَأْثِرُوا دُونَ قَوْلِهِ يُكَذِّبُوا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ كَانَ وَاثِقًا مِنْهُمْ بِعَدَمِ التَّكْذِيبِ أَنْ لَوْ كَذَبَ لِاشْتِرَاكِهِمْ مَعَهُ فِي عَدَاوَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكِنَّهُ تَرَكَ ذَلِكَ اسْتِحْيَاءً وَأَنَفَةً مِنْ أَنْ يَتَحَدَّثُوا بِذَلِكَ بَعْدَ أَنْ يَرْجِعُوا فَيَصِيرُ عِنْدَ سَامِعِي ذَلِكَ كذابا وَفِي رِوَايَة بن إِسْحَاقَ التَّصْرِيحُ بِذَلِكَ وَلَفْظُهُ فَوَاللَّهِ لَوْ قَدْ كذبت مَا ردوا على وَلَكِنِّي كنت امْرَءًا سَيِّدًا أَتَكَرَّمُ عَنِ الْكَذِبِ وَعَلِمْتُ أَنَّ أَيْسَرَ مَا فِي ذَلِكَ إِنْ أَنَا كَذَبْتُهُ أَنْ يَحْفَظُوا ذَلِكَ عَنِّي ثُمَّ يَتَحَدَّثُوا بِهِ فَلَمْ أكذبه وَزَاد بن إِسْحَاقَ فِي رِوَايَتِهِ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِنْ رَجُلٍ قَطُّ كَانَ أَدْهَى مِنْ ذَلِكَ الْأَقْلَفِ يَعْنِي هِرَقْلَ قَوْلُهُ كَانَ أَوَّلَ هُوَ بِالنَّصْبِ عَلَى الْخَبَرِ وَبِهِ جَاءَتِ الرِّوَايَةُ وَيَجُوزُ رَفْعُهُ عَلَى الِاسْمِيَّةِ قَوْلُهُ كَيْفَ نَسَبُهُ فِيكُمْ أَيْ مَا حَالُ نَسَبِهِ فِيكُمْ أَهُوَ مِنْ أَشْرَافِكُمْ أَمْ لَا فَقَالَ هُوَ فِينَا ذُو نَسَبٍ فَالتَّنْوِينُ فِيهِ لِلتَّعْظِيمِ وَأَشْكَلَ هَذَا عَلَى بَعْضِ الشَّارِحِينَ وَهَذَا وَجْهُهُ قَوْلُهُ فَهَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلُ مِنْكُمْ أَحَدٌ قَطُّ قَبْلَهُ وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ وَالْأَصِيلِيِّ بَدَلَ قَبْلَهُ مِثْلُهُ فَقَوْلُهُ مِنْكُمْ أَيْ مِنْ قَوْمِكُمْ يَعْنِي قُرَيْشًا أَوِ الْعَرَب وَيُسْتَفَاد مِنْهُ أَن الشفاهى يَعُمُّ لِأَنَّهُ لَمْ يُرِدِ الْمُخَاطَبِينَ فَقَطْ وَكَذَا قَوْلُهُ فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ وَقَوْلُهُ بِمَاذَا يَأْمُرُكُمْ وَاسْتَعْمَلَ قَطُّ بِغَيْرِ أَدَاةِ النَّفْيِ وَهُوَ نَادِرٌ وَمِنْهُ قَوْلُ عُمَرَ صَلَّيْنَا أَكْثَرَ مَا كُنَّا قَطُّ وَآمَنَهُ رَكْعَتَيْنِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُقَالَ إِنَّ النَّفْيَ مُضَمَّنٌ فِيهِ كَأَنَّهُ قَالَ هَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ أَوْ لَمْ يَقُلْهُ أَحَدٌ قَطُّ قَوْلُهُ فَهَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ وَلِكَرِيمَةَ وَالْأَصِيلِيِّ وَأَبِي الْوَقْتِ بِزِيَادَةِ مِنْ الْجَارَّةِ وَلِابْنِ عَسَاكِرَ بِفَتْحِ مِنْ وَمَلَكَ فِعْلٌ مَاضٍ وَالْجَارَّةُ أَرْجَحُ لِسُقُوطِهَا مِنْ رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ وَالْمَعْنَى فِي الثَّلَاثَةِ وَاحِدٌ قَوْلُهُ فَأَشْرَافُ النَّاسِ اتَّبَعُوهُ فِيهِ إِسْقَاطُ هَمْزَةِ الِاسْتِفْهَامِ وَهُوَ قَلِيلٌ وَقَدْ ثَبَتَ لِلْمُصَنِّفِ فِي التَّفْسِيرِ وَلَفْظُهُ أَيَتْبَعُهُ أَشْرَافُ النَّاسِ وَالْمُرَادُ بِالْأَشْرَافِ هُنَا أَهْلُ النَّخْوَةِ وَالتَّكَبُّرِ مِنْهُمْ لَا كُلُّ شَرِيفٍ حَتَّى لَا يَرِدَ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَأَمْثَالِهِمَا مِمَّنْ أَسْلَمَ قبل هَذَا السُّؤَال وَوَقع فِي رِوَايَة بن إِسْحَاقَ تَبِعَهُ مِنَّا الضُّعَفَاءُ وَالْمَسَاكِينُ فَأَمَّا ذَوُو الْأَنْسَابِ وَالشَّرَفِ فَمَا تَبِعَهُ مِنْهُمْ أَحَدٌ وَهُوَ مَحْمُولٌ عَلَى الْأَكْثَرِ الْأَغْلَبِ قَوْلُهُ سُخْطَةً بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَفَتْحِهِ وَأَخْرَجَ بِهَذَا مَنِ ارْتَدَّ مُكْرَهًا أَولا لِسَخَطٍ لِدِينِ الْإِسْلَامِ بَلْ لِرَغْبَةٍ فِي غَيْرِهِ كَحَظٍّ نَفْسَانِيٍّ كَمَا وَقَعَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ جَحْشٍ قَوْلُهُ هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ أَيْ عَلَى النَّاسِ وَإِنَّمَا عَدَلَ إِلَى السُّؤَالِ عَنِ التُّهْمَةِ عَنِ السُّؤَالِ عَنْ نَفْسِ الْكَذِبِ تَقْرِيرًا لَهُمْ عَلَى صِدْقِهِ لِأَنَّ التُّهْمَةَ إِذَا انْتَفَتِ انْتَفَى سَبَبُهَا وَلِهَذَا عَقَّبَهُ بِالسُّؤَالِ عَنِ الْغَدْرِ قَوْلُهُ وَلَمْ تُمْكِنِّي كَلِمَةٌ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا أَيْ أَنْتَقِصُهُ بِهِ عَلَى أَنَّ التَّنْقِيصَ هُنَا أَمْرٌ نِسْبِيٌّ وَذَلِكَ أَنَّ مَنْ يَقْطَعْ بِعَدَمِ غَدْرِهِ أَرْفَعُ رُتْبَةً مِمَّنْ يُجَوِّزُ وُقُوعَ ذَلِكَ مِنْهُ فِي الْجُمْلَةِ وَقَدْ كَانَ مَعْرُوفًا عِنْدَهُمْ(1/35)
بِالِاسْتِقْرَاءِ مِنْ عَادَتِهِ أَنَّهُ لَا يَغْدِرُ وَلَمَّا كَانَ الْأَمْرُ مَغِيبًا لِأَنَّهُ مُسْتَقْبَلٌ أَمِنَ أَبُو سُفْيَانَ أَنْ يُنْسَبَ فِي ذَلِكَ إِلَى الْكَذِبِ وَلِهَذَا أَوْرَدَهُ بِالتَّرَدُّدِ وَمِنْ ثَمَّ لَمْ يُعَرِّجْ هِرَقْلُ عَلَى هَذَا الْقَدْرِ مِنْهُ وَقَدْ صَرَّحَ بن إِسْحَاقَ فِي رِوَايَتِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِذَلِكَ بِقَوْلِهِ قَالَ فَوَاللَّهِ مَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا مِنِّي وَوَقَعَ فِي رِوَايَةِ أَبِي الْأَسْوَدِ عَنْ عُرْوَةَ مُرْسَلًا خَرَجَ أَبُو سُفْيَانَ إِلَى الشَّامِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ هُوَ سَاحِرٌ كَذَّابٌ فَقَالَ هِرَقْلُ إِنِّي لَا أُرِيدُ شَتْمَهُ وَلَكِنْ كَيْفَ نَسَبُهُ إِلَى أَنْ قَالَ فَهَلْ يَغْدِرُ إِذَا عَاهَدَ قَالَ لَا إِلَّا أَنْ يَغْدِرَ فِي هُدْنَتِهِ هَذِهِ فَقَالَ وَمَا يَخَافُ مِنْ هَذِهِ فَقَالَ إِنَّ قَوْمِي أَمَدُّوا حُلَفَاءَهُمْ عَلَى حُلَفَائِهِ قَالَ إِنْ كُنْتُمْ بَدَأْتُمْ فَأَنْتُمْ أَغْدَرُ قَوْلُهُ سِجَالٌ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ أَيْ نُوَبٌ وَالسَّجْلُ الدَّلْوُ وَالْحَرْبُ اسْمُ جِنْسٍ وَلِهَذَا جُعِلَ خَبَرُهُ اسْمَ جَمْعٍ وَيَنَالُ أَيْ يُصِيبُ فَكَأَنَّهُ شبه الْمُحَاربين بالمستقيين يَسْتَقِي هَذَا دَلْوًا وَهَذَا دَلْوًا وَأَشَارَ أَبُو سُفْيَانَ بِذَلِكَ إِلَى مَا وَقَعَ بَيْنَهُمْ فِي غَزْوَةِ بَدْرٍ وَغَزْوَةِ أُحُدٍ وَقَدْ صَرَّحَ بِذَلِكَ أَبُو سُفْيَانَ يَوْمَ أُحُدٍ فِي قَوْلِهِ يَوْمٌ بِيَوْمِ بَدْرٍ وَالْحَرْبُ سِجَالٌ وَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ بَلْ نَطَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فِي حَدِيثِ أَوْسِ بْنِ حُذَيْفَةَ الثَّقَفِيِّ لَمَّا كَانَ يحدث وَفد ثَقِيف أخرجه بن مَاجَهْ وَغَيْرُهُ وَوَقَعَ فِي مُرْسَلِ عُرْوَةَ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ غُلِبْنَا مَرَّةً يَوْمَ بَدْرٍ وَأَنَا غَائِبٌ ثُمَّ غَزَوْتُهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ بِبَقْرِ الْبُطُونِ وَجَدْعِ الْآذَانِ وَأَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى يَوْمِ أُحُدٍ قَوْلُهُ بِمَاذَا يَأْمُرُكُمْ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الرَّسُولَ مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يَأْمُرَ قَوْمَهُ قَوْلُهُ يَقُولُ اعْبُدُوا اللَّهَ وَحْدَهُ فِيهِ أَنَّ لِلْأَمْرِ صِيغَةً مَعْرُوفَةً لِأَنَّهُ أَتَى بِقَوْلِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ فِي جَوَابِ مَا يَأْمُرُكُمْ وَهُوَ مِنْ أَحْسَنِ الْأَدِلَّةِ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ لِأَنَّ أَبَا سُفْيَانَ مِنْ أهل اللِّسَان وَكَذَلِكَ الرَّاوِي عَنهُ بن عَبَّاسٍ بَلْ هُوَ مِنْ أَفْصَحِهِمْ وَقَدْ رَوَاهُ عَنهُ مقرى لَهُ قَوْله وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئا وَسقط مِنْ رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي الْوَاوُ فَيَكُونُ تَأْكِيدًا لِقَوْلِهِ وَحْدَهُ قَوْلُهُ وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ هِيَ كَلِمَةٌ جَامِعَةٌ لِتَرْكِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَإِنَّمَا ذَكَرَ الْآبَاءَ تَنْبِيهًا عَلَى عُذْرِهِمْ فِي مُخَالَفَتِهِمْ لَهُ لِأَنَّ الْآبَاءَ قُدْوَةٌ عِنْدَ الْفَرِيقَيْنِ أَيْ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ وَالنَّصَارَى قَوْلُهُ وَيَأْمُرُنَا بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَلِلْمُصَنِّفِ فِي رِوَايَةٍ الصَّدَقَةِ بَدَلَ الصِّدْقِ وَرَجَّحَهَا شَيْخُنَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ وَيُقَوِّيهَا رِوَايَةُ الْمُؤَلِّفِ فِي التَّفْسِيرِ الزَّكَاةَ وَاقْتِرَانُ الصَّلَاةِ بِالزَّكَاةِ مُعْتَادٌ فِي الشَّرْعِ وَيُرَجِّحُهَا أَيْضًا مَا تَقَدَّمَ مِنْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَسْتَقْبِحُونَ الْكَذِبَ فَذِكْرُ مَا لَمْ يَأْلَفُوهُ أَوْلَى قُلْتُ وَفِي الْجُمْلَةِ لَيْسَ الْأَمْرُ بِذَلِكَ مُمْتَنِعًا كَمَا فِي أَمْرِهِمْ بِوَفَاءِ الْعَهْدِ وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ وَقَدْ كَانَا مِنْ مَأْلُوفِ عُقَلَائِهِمْ وَقَدْ ثَبَتَا عِنْدَ الْمُؤَلِّفِ فِي الْجِهَادِ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ عَنْ شَيْخِهِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَالسَّرَخْسِيِّ قَالَ بِالصَّلَاةِ وَالصِّدْقِ وَالصَّدَقَةِ وَفِي قَوْلِهِ يَأْمُرُنَا بَعْدَ قَوْلِهِ يَقُولُ اعْبُدُوا اللَّهَ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ الْمُغَايَرَةَ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ لِمَا يَتَرَتَّبُ عَلَى مُخَالِفِهِمَا إِذْ مُخَالِفُ الْأَوَّلِ كَافِرٌ وَالثَّانِي مِمَّنْ قَبِلَ الْأَوَّلُ عَاصٍ قَوْلُهُ فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي نَسَبِ قَوْمِهَا الظَّاهِرُ أَنَّ إِخْبَارَ هِرَقْلَ بِذَلِكَ بِالْجَزْمِ كَانَ عَنِ الْعِلْمِ الْمُقَرَّرِ عِنْدَهُ فِي الْكُتُبِ السَّالِفَةِ قَوْلُهُ لَقُلْتُ رَجُلٌ تَأَسَّى بِقَوْلٍ كَذَا لِلْكُشْمِيهَنِيِّ وَلِغَيْرِهِ يَتَأَسَّى بِتَقْدِيمِ الْيَاءِ الْمُثَنَّاةِ مِنْ تَحْتُ وَإِنَّمَا لَمْ يَقُلْ هِرَقْلُ فَقُلْتُ إِلَّا فِي هَذَا وَفِي قَوْلِهِ هَلْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مِنْ مَلِكٍ لِأَنَّ هَذَيْنِ الْمَقَامَيْنِ مَقَامُ فِكْرٍ وَنَظَرٍ بِخِلَافِ غَيْرِهِمَا مِنَ الْأَسْئِلَةِ فَإِنَّهَا مَقَامُ نَقْلٍ قَوْلُهُ فَذَكَرْتَ أَنَّ ضُعَفَاءَهُمُ اتَّبَعُوهُ هُوَ بِمَعْنَى قَوْلِ أَبِي سُفْيَانَ ضُعَفَاؤُهُمْ وَمِثْلُ ذَلِكَ يُتَسَامَحُ بِهِ لِاتِّحَادِ الْمَعْنَى وَقَوْلُ هِرَقْلَ وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ مَعْنَاهُ أَنَّ أَتْبَاعَ الرُّسُلِ فِي الْغَالِبِ أَهْلُ الِاسْتِكَانَةِ لَا أَهْلُ الِاسْتِكْبَارِ الَّذِينَ أَصَرُّوا عَلَى الشِّقَاقِ بَغْيًا وَحَسَدًا كَأَبِي جَهْلٍ وَأَشْيَاعِهِ إِلَى أَنْ أَهْلَكَهُمُ اللَّهُ تَعَالَى وَأَنْقَذَ بَعْدَ حِينٍ مَنْ أَرَادَ سَعَادَتَهُ مِنْهُمْ قَوْلُهُ وَكَذَلِكَ الْإِيمَانُ أَيْ أَمْرُ الْإِيمَانِ لِأَنَّهُ يُظْهِرُ نُورًا ثُمَّ لَا يَزَالُ فِي زِيَادَةٍ حَتَّى يَتِمَّ بِالْأُمُورِ الْمُعْتَبَرَةِ فِيهِ مِنْ صَلَاةٍ وَزَكَاةٍ وَصِيَامٍ وَغَيْرِهَا وَلِهَذَا نَزَلَتْ فِي آخِرِ سِنِيِّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُم نعمتي وَمِنْهُ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَكَذَا جَرَى لِأَتْبَاعِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَزَالُوا فِي زِيَادَةٍ حَتَّى كَمُلَ بِهِمْ مَا أَرَادَ اللَّهُ مِنْ إِظْهَارِ دِينِهِ وَتَمَامِ نِعْمَتِهِ فَلَهُ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ قَوْلُهُ حِينَ يُخَالِطُ بَشَاشَةَ الْقُلُوبِ كَذَا رُوِيَ بِالنَّصْبِ عَلَى الْمَفْعُولِيَّةِ وَالْقُلُوبُ مُضَافٌ إِلَيْهِ أَيْ يُخَالِطُ الْإِيمَانُ انْشِرَاحَ الصُّدُورِ وَرُوِيَ بَشَاشَةٌ الْقُلُوبَ بِالضَّمِّ وَالْقُلُوبَ(1/36)
مَفْعُولٌ أَيْ يُخَالِطُ بَشَاشَةَ الْإِيمَانِ وَهُوَ شَرْحُهُ الْقُلُوبَ الَّتِي يَدْخُلُ فِيهَا زَادَ الْمُصَنِّفُ فِي الْإِيمَانِ لَا يَسْخَطُهُ أَحَدٌ كَمَا تَقَدَّمَ وَزَادَ بن السَّكَنِ فِي رِوَايَتِهِ فِي مُعْجَمِ الصَّحَابَةِ يَزْدَادُ بِهِ عجبا وفرحا وَفِي رِوَايَة بن إِسْحَاقَ وَكَذَلِكَ حَلَاوَةُ الْإِيمَانِ لَا تَدْخُلُ قَلْبًا فَتَخْرُجُ مِنْهُ قَوْلُهُ وَكَذَلِكَ الرُّسُلُ لَا تَغْدِرُ لِأَنَّهَا لَا تَطْلُبُ حَظَّ الدُّنْيَا الَّذِي لَا يُبَالِي طَالِبُهُ بِالْغَدْرِ بِخِلَافِ مَنْ طَلَبَ الْآخِرَةَ وَلَمْ يُعَرِّجْ هِرَقْلُ عَلَى الدَّسِيسَةِ الَّتِي دَسَّهَا أَبُو سُفْيَانَ كَمَا تَقَدَّمَ وَسَقَطَ مِنْ هَذِهِ الرِّوَايَةِ إِيرَادُ تَقْرِيرِ السُّؤَالِ الْعَاشِرِ وَالَّذِي بَعْدَهُ وَجَوَابِهِ وَقَدْ ثَبَتَ الْجَمِيعُ فِي رِوَايَةِ الْمُؤَلِّفِ الَّتِي فِي الْجِهَادِ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِ ثَمَّ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فَائِدَةٌ قَالَ الْمَازِنِيُّ هَذِهِ الْأَشْيَاءُ الَّتِي سَأَلَ عَنْهَا هِرَقْلُ لَيْسَتْ قَاطِعَةً عَلَى النُّبُوَّةِ إِلَّا أَنَّهُ يُحْتَمَلُ أَنَّهَا كَانَتْ عِنْدَهُ عَلَامَاتٌ عَلَى هَذَا النَّبِيِّ بِعَيْنِهِ لِأَنَّهُ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ قَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ وَلَمْ أَكُنْ أَظُنُّ أَنَّهُ مِنْكُمْ وَمَا أوردهُ احْتِمَالا جزم بِهِ بن بَطَّالٍ وَهُوَ ظَاهِرٌ قَوْلُهُ فَذَكَرْتَ أَنَّهُ يَأْمُرُكُمْ ذَكَرَ ذَلِكَ بِالِاقْتِضَاءِ لِأَنَّهُ لَيْسَ فِي كَلَامِ أَبِي سُفْيَانَ ذِكْرُ الْأَمْرِ بَلْ صِيغَتُهُ وَقَوْلُهُ وَيَنْهَاكُمْ عَنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ مُسْتَفَادٌ مِنْ قَوْلِهِ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَاتْرُكُوا مَا يَقُولُ آبَاؤُكُمْ لِأَنَّ مَقُولَهُمُ الْأَمْرُ بِعِبَادَةِ الْأَوْثَانِ قَوْلُهُ أَخْلُصُ بِضَمِّ اللَّامِ أَيْ أَصِلُ يُقَالُ خَلُصَ إِلَى كَذَا أَيْ وَصَلَ قَوْلُهُ لَتَجَشَّمْتُ بِالْجِيمِ وَالشِّينِ الْمُعْجَمَةِ أَيْ تَكَلَّفْتُ الْوُصُولَ إِلَيْهِ وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ يَتَحَقَّقُ أَنَّهُ لَا يَسْلَمُ مِنَ الْقَتْلِ إِنْ هَاجَرَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتَفَادَ ذَلِكَ بِالتَّجْرِبَةِ كَمَا فِي قِصَّةِ ضُغَاطِرَ الَّذِي أَظْهَرَ لَهُمْ إِسْلَامه فَقَتَلُوهُ وَلِلطَّبَرَانِيِّ مِنْ طَرِيقٍ ضَعِيفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ دِحْيَةَ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ مُخْتَصَرًا فَقَالَ قَيْصَرُ أَعْرِفُ أَنَّهُ كَذَلِكَ وَلَكِنْ لَا أَسْتَطِيعُ أَنْ أَفْعَلَ إِنْ فَعَلْتُ ذَهَبَ ملكي وقتلني الرّوم وَفِي مُرْسل بن إِسْحَاقَ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ هِرَقْلَ قَالَ وَيْحَكَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ وَلَكِنِّي أَخَافُ الرُّومَ عَلَى نَفْسِي وَلَوْلَا ذَلِكَ لَاتَّبَعْتُهُ لَكِنْ لَوْ تَفَطَّنَ هِرَقْلُ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْكِتَابِ الَّذِي أَرْسَلَ إِلَيْهِ أَسْلِمْ تَسْلَمْ وَحَمَلَ الْجَزَاءَ عَلَى عُمُومِهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لَسَلِمَ لَوْ أَسْلَمَ مِنْ كُلِّ مَا يَخَافُهُ وَلَكِنَّ التَّوْفِيقَ بِيَدِ اللَّهِ تَعَالَى وَقَوْلُهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمَيْهِ مُبَالَغَةٌ فِي الْعُبُودِيَّةِ لَهُ وَالْخِدْمَةِ زَادَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ شَدَّادٍ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ لَوْ عَلِمْتُ أَنَّهُ هُوَ لَمَشَيْتُ إِلَيْهِ حَتَّى أُقَبِّلَ رَأْسَهُ وَأَغْسِلَ قَدَمَيْهِ وَهِيَ تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ بَقِيَ عِنْدَهُ بَعْضُ شَكٍّ وَزَادَ فِيهَا وَلَقَدْ رَأَيْتُ جَبْهَتَهُ تَتَحَادَرُ عَرَقًا مِنْ كَرْبِ الصَّحِيفَةِ يَعْنِي لَمَّا قُرِئَ عَلَيْهِ كِتَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي اقْتِصَارِهِ عَلَى ذِكْرِ غَسْلِ الْقَدَمَيْنِ إِشَارَةٌ مِنْهُ إِلَى أَنَّهُ لَا يَطْلُبُ مِنْهُ إِذَا وَصَلَ إِلَيْهِ سَالِمًا لَا وِلَايَةً وَلَا مَنْصِبًا وَإِنَّمَا يَطْلُبُ مَا تَحْصُلُ لَهُ بِهِ الْبَرَكَةُ وَقَوْلُهُ وَلَيَبْلُغَنَّ مُلْكُهُ مَا تَحْتَ قَدَمَيَّ أَيْ بَيْتَ الْمَقْدِسِ وَكَنَّى بِذَلِكَ لِأَنَّهُ مَوْضِعُ اسْتِقْرَارِهِ أَوْ أَرَادَ الشَّامَ كُلَّهُ لِأَنَّ دَارَ مَمْلَكَتِهِ كَانَتْ حِمْصَ وَمِمَّا يُقَوِّي أَنَّ هِرَقْلَ آثَرَ مُلْكَهُ عَلَى الْإِيمَانِ وَاسْتَمَرَّ عَلَى الضَّلَالِ أَنَّهُ حَارَبَ الْمُسْلِمِينَ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ سَنَةَ ثَمَانٍ بَعْدَ هَذِهِ الْقِصَّةِ بِدُونِ السنتين فَفِي مغازي بن إِسْحَاقَ وَبَلَغَ الْمُسْلِمِينَ لَمَّا نَزَلُوا مَعَانَ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ أَنَّ هِرَقْلَ نَزَلَ فِي مِائَةِ أَلْفٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ فَحَكَى كَيْفِيَّةَ الْوَقْعَةِ وَكَذَا روى بن حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ إِلَيْهِ أَيْضًا مِنْ تَبُوكَ يَدْعُوهُ وَأَنَّهُ قَارَبَ الْإِجَابَةَ وَلَمْ يُجِبْ فَدَلَّ ظَاهِرُ ذَلِكَ عَلَى اسْتِمْرَارِهِ عَلَى الْكُفْرِ لَكِنْ يُحْتَمَلُ مَعَ ذَلِكَ أَنَّهُ كَانَ يُضْمِرُ الْإِيمَانَ وَيَفْعَلُ هَذِهِ الْمَعَاصِيَ مُرَاعَاةً لِمُلْكِهِ وَخَوْفًا مِنْ أَنْ يَقْتُلَهُ قَوْمُهُ إِلَّا أَنَّ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ أَنَّهُ كَتَبَ مِنْ تَبُوكَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي مُسْلِمٌ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَذَبَ بَلْ هُوَ عَلَى نَصْرَانِيَّتِهِ وَفِي كِتَابِ الْأَمْوَالِ لِأَبِي عُبَيْدٍ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ مِنْ مُرْسَلِ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ نَحْوُهُ وَلَفْظُهُ فَقَالَ كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ لَيْسَ بِمُسْلِمٍ فَعَلَى هَذَا إِطْلَاقُ صَاحِبِ الِاسْتِيعَابِ أَنَّهُ آمَنَ أَيْ أَظْهَرَ التَّصْدِيقَ لَكِنَّهُ لَمْ يَسْتَمِرَّ عَلَيْهِ وَيَعْمَلْ بِمُقْتَضَاهُ بَلْ شَحَّ بِمُلْكِهِ وَآثَرَ الْفَانِيَةَ عَلَى الْبَاقِيَةِ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ قَوْلُهُ ثُمَّ دَعَا أَيْ مَنْ وَكَّلَ ذَلِكَ إِلَيْهِ وَلِهَذَا عُدِّيَ إِلَى الْكِتَابِ بِالْبَاءِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ دِحْيَةُ بِكَسْرِ الدَّالِ وَحُكِيَ فَتْحُهَا لُغَتَانِ وَيُقَالُ إِنَّهُ(1/37)
الرئيس بلغَة أهل الْيمن وَهُوَ بن خَلِيفَةَ الْكَلْبِيُّ صَحَابِيٌّ جَلِيلٌ كَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ وَجْهًا وَأَسْلَمَ قَدِيمًا وَبَعَثَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِرِ سَنَةِ سِتٍّ بَعْدَ أَنْ رَجَعَ مِنَ الْحُدَيْبِيَةِ بِكِتَابِهِ إِلَى هِرَقْلَ وَكَانَ وُصُولُهُ إِلَى هِرَقْلَ فِي الْمُحَرَّمِ سَنَةَ سَبْعٍ قَالَهُ الْوَاقِدِيُّ وَوَقَعَ فِي تَارِيخِ خَلِيفَةَ أَنَّ إِرْسَالَ الْكِتَابِ إِلَى هِرَقْلَ كَانَ سَنَةَ خَمْسٍ وَالْأَوَّلُ أَثْبَتُ بَلْ هَذَا غَلَطٌ لِتَصْرِيحِ أَبِي سُفْيَانَ بِأَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي مُدَّةِ الْهُدْنَةِ وَالْهُدْنَةُ كَانَتْ فِي آخِرِ سَنَةِ سِتٍّ اتِّفَاقًا وَمَاتَ دِحْيَةُ فِي خِلَافَةِ مُعَاوِيَةَ وَبُصْرَى بِضَمِّ أَوَّلِهِ وَالْقَصْرُ مَدِينَةٌ بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَدِمَشْقَ وَقِيلَ هِيَ حَوْرَانُ وَعَظِيمُهَا هُوَ الْحَارِثُ بْنُ أَبِي شِمْرٍ الْغَسَّانِيُّ وَفِي الصَّحَابَةِ لِابْنِ السَّكَنِ أَنَّهُ أُرْسِلَ بِكِتَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى هِرَقْلَ مَعَ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ وَكَانَ عَدِيٌّ إِذْ ذَاكَ نَصْرَانِيًّا فَوَصَلَ بِهِ هُوَ وَدِحْيَةُ مَعًا وَكَانَتْ وَفَاةُ الْحَارِثِ الْمَذْكُورِ عَامَ الْفَتْحِ قَوْلُهُ مِنْ مُحَمَّدٍ فِيهِ أَنَّ السُّنَّةَ أَنْ يَبْدَأَ الْكِتَابَ بِنَفْسِهِ وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ بَلْ حَكَى فِيهِ النَّحَّاسُ إِجْمَاعَ الصَّحَابَةِ وَالْحَقُّ إِثْبَاتُ الْخِلَافِ وَفِيهِ أَنَّ مِنْ الَّتِي لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ تَأْتِي مِنْ غَيْرِ الزَّمَانِ وَالْمَكَانِ كَذَا قَالَهُ أَبُو حَيَّانَ وَالظَّاهِرُ أَنَّهَا هُنَا أَيْضًا لَمْ تَخْرُجْ عَنْ ذَلِكَ لَكِنْ بِارْتِكَابِ مجَاز زَاد فِي حَدِيث دحْيَة وَعِنْده بن أَخٍ لَهُ أَحْمَرُ أَزْرَقُ سَبْطُ الرَّأْسِ وَفِيهِ لما قَرَأَ الْكتاب سخر فَقَالَ لاتقرأه إِنَّهُ بَدَأَ بِنَفْسِهِ فَقَالَ قَيْصَرُ لَتَقْرَأَنَّهُ فَقَرَأَهُ وَقَدْ ذَكَرَ الْبَزَّارُ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ دِحْيَةَ الْكَلْبِيِّ أَنَّهُ هُوَ نَاوَلَ الْكِتَابَ لِقَيْصَرَ وَلَفْظُهُ بَعَثَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابِهِ إِلَى قَيْصَرَ فَأَعْطَيْتُهُ الْكِتَابَ قَوْلُهُ عَظِيمِ الرُّومِ فِيهِ عُدُولٌ عَنْ ذِكْرِهِ بِالْمُلْكِ أَوِ الْإِمْرَةِ لِأَنَّهُ مَعْزُولٌ بِحُكْمِ الْإِسْلَامِ لَكِنَّهُ لَمْ يُخْلِهِ مِنْ إِكْرَامٍ لِمَصْلَحَةِ التَّأَلُّفِ وَفِي حَدِيثِ دحْيَة أَن بن أَخِي قَيْصَرَ أَنْكَرَ أَيْضًا كَوْنَهُ لَمْ يَقُلْ مَلِكُ الرُّومِ قَوْلُهُ سَلَامٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى فِي رِوَايَةِ الْمُصَنِّفِ فِي الِاسْتِئْذَانِ السَّلَامُ بِالتَّعْرِيفِ وَقَدْ ذُكِرَتْ فِي قِصَّةِ مُوسَى وَهَارُونَ مَعَ فِرْعَوْنَ وَظَاهِرُ السِّيَاقِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ مِنْ جُمْلَةِ مَا أُمِرَا بِهِ أَنْ يَقُولَاهُ فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ يُبْدَأُ الْكَافِرُ بِالسَّلَامِ فَالْجَوَابُ أَنَّ الْمُفَسِّرِينَ قَالُوا لَيْسَ الْمُرَادُ مِنْ هَذَا التَّحِيَّةَ إِنَّمَا مَعْنَاهُ سَلِمَ مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مَنْ أَسْلَمَ وَلِهَذَا جَاءَ بَعْدَهُ أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى وَكَذَا جَاءَ فِي بَقِيَّةِ هَذَا الْكِتَابِ فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْأَرِيسِيِّينَ فَمُحَصَّلُ الْجَوَابِ أَنَّهُ لَمْ يَبْدَأِ الْكَافِرَ بِالسَّلَامِ قَصْدًا وَإِنْ كَانَ اللَّفْظُ يُشْعِرُ بِهِ لَكِنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ فِي الْمُرَادِ لِأَنَّهُ لَيْسَ مِمَّنِ اتَّبَعَ الْهُدَى فَلَمْ يُسَلِّمْ عَلَيْهِ قَوْلُهُ أَمَّا بَعْدُ فِي قَوْلِهِ أَمَّا مَعْنَى الشَّرْطِ وَتُسْتَعْمَلُ لِتَفْصِيلِ مَا يُذْكَرُ بَعْدَهَا غَالِبًا وَقَدْ تَرِدُ مُسْتَأْنَفَةً لَا لِتَفْصِيلٍ كَالَّتِي هُنَا وَلِلتَّفْصِيلِ وَالتَّقْرِيرِ وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ هِيَ هُنَا لِلتَّفْصِيلِ وَتَقْدِيرُهُ أَمَّا الِابْتِدَاءُ فَهُوَ اسْمُ اللَّهِ وَأَمَّا الْمَكْتُوبُ فَهُوَ مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولُ اللَّهِ إِلَخْ كَذَا قَالَ وَلَفْظَةُ بَعْدُ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الضَّمِّ وَكَانَ الْأَصْلُ أَنْ تُفْتَحَ لَوِ اسْتَمَرَّتْ عَلَى الْإِضَافَةِ لَكِنَّهَا قُطِعَتْ عَنِ الْإِضَافَةِ فَبُنِيَتْ عَلَى الضَّمِّ وَسَيَأْتِي مَزِيدٌ فِي الْكَلَامِ عَلَيْهَا فِي كِتَابِ الْجُمُعَةِ قَوْلُهُ بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ بِكَسْرِ الدَّالِ مِنْ قَوْلِكَ دَعَا يَدْعُو دِعَايَةً نَحْوَ شَكَا يَشْكُو شِكَايَةً وَلِمُسْلِمٍ بِدَاعِيَةِ الْإِسْلَامِ أَيْ بِالْكَلِمَةِ الدَّاعِيَةِ إِلَى الْإِسْلَامِ وَهِيَ شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَالْبَاءُ مَوْضِعُ إِلَى وَقَوْلُهُ أَسْلِمْ تَسْلَمْ غَايَةٌ فِي الْبَلَاغِ وَفِيهِ نَوْعٌ مِنَ الْبَدِيعِ وَهُوَ الْجِنَاسُ الِاشْتِقَاقِيُّ قَوْلُهُ يُؤْتِكَ جَوَابٌ ثَانٍ لِلْأَمْرِ وَفِي الْجِهَادِ لِلْمُؤَلِّفِ أَسْلِمْ أَسْلِمْ يُؤْتِكَ بِتَكْرَارِ أَسْلِمْ فَيُحْتَمَلُ التَّأْكِيدُ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْأَمْرُ الْأَوَّلُ لِلدُّخُولِ فِي الْإِسْلَامِ وَالثَّانِي لِلدَّوَامِ عَلَيْهِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّه وَرَسُوله الْآيَةَ وَهُوَ مُوَافِقٌ لِقَوْلِهِ تَعَالَى أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أجرهم مرَّتَيْنِ الْآيَةَ وَإِعْطَاؤُهُ الْأَجْرَ مَرَّتَيْنِ لِكَوْنِهِ كَانَ مُؤْمِنًا بِنَبِيِّهِ ثُمَّ آمَنَ بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ تَضْعِيفُ الْأَجْرِ لَهُ مِنْ جِهَةِ إِسْلَامِهِ وَمِنْ جِهَةِ أَنَّ إِسْلَامَهُ يَكُونُ سَبَبًا لِدُخُولِ أَتْبَاعِهِ وَسَيَأْتِي التَّصْرِيحُ بِذَلِكَ فِي مَوْضِعِهِ مِنْ حَدِيثِ الشَّعْبِيِّ مِنْ كِتَابِ الْعِلْمِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَاسْتَنْبَطَ مِنْهُ شَيْخُنَا شَيْخُ الْإِسْلَامِ أَنَّ كُلَّ مَنْ دَانَ بِدِينِ أَهْلِ الْكِتَابِ كَانَ فِي حُكْمِهِمْ فِي الْمُنَاكَحَةِ وَالذَّبَائِحِ لِأَنَّ هِرَقْلَ هُوَ وَقَوْمَهُ لَيْسُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَهُمْ مِمَّنْ دَخَلَ فِي النَّصْرَانِيَّةِ بَعْدَ التَّبْدِيلِ وَقَدْ قَالَ لَهُ وَلِقَوْمِهِ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّ لَهُمْ(1/38)
حُكْمَ أَهْلِ الْكِتَابِ خِلَافًا لِمَنْ خَصَّ ذَلِكَ بِالْإِسْرَائِيلِيِّينَ أَوْ بِمَنْ عُلِمَ أَنَّ سَلَفَهُ مِمَّنْ دَخَلَ فِي الْيَهُودِيَّةِ أَوِ النَّصْرَانِيَّةِ قَبْلَ التَّبْدِيلِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ فَإِنْ تَوَلَّيْتَ أَيْ أَعْرَضْتَ عَنِ الْإِجَابَةِ إِلَى الدُّخُولِ فِي الْإِسْلَامِ وَحَقِيقَةُ التَّوَلِّي إِنَّمَا هُوَ بِالْوَجْهِ ثُمَّ اسْتُعْمِلَ مَجَازًا فِي الْإِعْرَاضِ عَنِ الشَّيْءِ وَهِيَ اسْتِعَارَةٌ تَبَعِيَّةٌ قَوْلُهُ الْأَرِيسِيِّينَ هُوَ جَمْعُ أَرِيسِيٍّ وَهُوَ مَنْسُوبٌ إِلَى أَرِيسَ بِوَزْنِ فَعِيلٍ وَقَدْ تُقْلَبُ هَمْزَتُهُ يَاءً كَمَا جَاءَتْ بِهِ رِوَايَةُ أَبِي ذَرٍّ والأصيلي وَغَيرهمَا هُنَا قَالَ بن سِيدَهْ الْأَرِيسُ الْأَكَّارُ أَيِ الْفَلَّاحُ عِنْدَ ثَعْلَبٍ وَعِنْدَ كُرَاعٍ الْأَرِيسُ هُوَ الْأَمِيرُ وَقَالَ الْجَوْهَرِيُّ هِيَ لُغَة شامية وَأنكر بن فَارِسٍ أَنْ تَكُونَ عَرَبِيَّةً وَقِيلَ فِي تَفْسِيرِهِ غَيْرُ ذَلِكَ لَكِنْ هَذَا هُوَ الصَّحِيحُ هُنَا فقد جَاءَ مُصَرحًا بِهِ فِي رِوَايَة بن إِسْحَاقَ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِلَفْظِ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْأَكَّارِينَ زَادَ الْبَرْقَانِيُّ فِي رِوَايَتِهِ يَعْنِي الْحَرَّاثِينَ وَيُؤَيِّدُهُ أَيْضًا مَا فِي رِوَايَةِ الْمَدَائِنِيِّ مِنْ طَرِيقٍ مُرْسَلَةٍ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الْفَلَّاحِينَ وَكَذَا عِنْدَ أَبِي عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ الْأَمْوَالِ مِنْ مُرْسَلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ وَإِنْ لَمْ تَدْخُلْ فِي الْإِسْلَامِ فَلَا تَحُلْ بَيْنَ الْفَلَّاحِينَ وَبَين الْإِسْلَام قَالَ أَبُو عبيد الْمُرَادُ بِالْفَلَّاحِينَ أَهْلُ مَمْلَكَتِهِ لِأَنَّ كُلَّ مَنْ كَانَ يزرع فَهُوَ عندالعرب فَلَّاحٌ سَوَاءٌ كَانَ يَلِي ذَلِكَ بِنَفْسِهِ أَوْ بِغَيْرِهِ قَالَ الْخَطَّابِيُّ أَرَادَ أَنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الضُّعَفَاءِ وَالْأَتْبَاعِ إِذَا لَمْ يُسْلِمُوا تَقْلِيدًا لَهُ لِأَنَّ الْأَصَاغِرَ أَتْبَاعُ الْأَكَابِرِ قُلْتُ وَفِي الْكَلَامِ حَذْفٌ دَلَّ الْمَعْنَى عَلَيْهِ وَهُوَ فَإِنَّ عَلَيْكَ مَعَ إِثْمِكَ إِثْمَ الْأَرِيسِيِّينَ لِأَنَّهُ إِذَا كَانَ عَلَيْهِ إِثْمُ الْأَتْبَاعِ بِسَبَبِ أَنَّهُمْ تَبِعُوهُ عَلَى اسْتِمْرَارِ الْكُفْرِ فَلَأَنْ يَكُونَ عَلَيْهِ إِثْمُ نَفْسِهِ أَوْلَى وَهَذَا يُعَدُّ مِنْ مَفْهُومِ الْمُوَافَقَةِ وَلَا يُعَارَضُ بِقَوْلِهِ تَعَالَى وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى لِأَنَّ وِزْرَ الْآثِمِ لَا يَتَحَمَّلُهُ غَيْرُهُ وَلَكِنَّ الْفَاعِلَ الْمُتَسَبِّبَ وَالْمُتَلَبِّسَ بِالسَّيِّئَاتِ يَتَحَمَّلُ مِنْ جِهَتَيْنِ جِهَةِ فِعْلِهِ وَجِهَةِ تَسَبُّبِهِ وَقَدْ وَرَدَ تَفْسِيرُ الْأَرِيسِيِّينَ بِمَعْنًى آخَرَ فَقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ يُونُسَ فِيمَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ فِي الْكَبِيرِ مِنْ طَرِيقِهِ الْأَرِيسِيُّونَ الْعَشَّارُونَ يَعْنِي أَهْلَ الْمَكْسِ وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ وَهَذَا إِنْ صَحَّ أَنَّهُ الْمُرَادُ فَالْمَعْنَى الْمُبَالَغَةُ فِي الْإِثْمِ فَفِي الصَّحِيحِ فِي الْمَرْأَة الَّتِي اعْترفت بالزنى لَقَدْ تَابَتْ تَوْبَةً لَوْ تَابَهَا صَاحِبُ مَكْسٍ لَقُبِلَتْ قَوْلُهُ وَيَا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَخْ هَكَذَا وَقَعَ بِإِثْبَاتِ الْوَاوِ فِي أَوَّلِهِ وَذَكَرَ الْقَاضِي عِيَاضٌ أَنَّ الْوَاوَ سَاقِطَةٌ مِنْ رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ وَأَبِي ذَرٍّ وَعَلَى ثُبُوتِهَا فَهِيَ دَاخِلَةٌ عَلَى مُقَدَّرٍ مَعْطُوفٍ عَلَى قَوْلِهِ أَدْعُوكَ فَالتَّقْدِيرُ أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الْإِسْلَامِ وَأَقُولُ لَكَ وَلِأَتْبَاعِكَ امْتِثَالًا لِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى يَا أَهْلَ الْكِتَابِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ مِنْ كَلَامِ أَبِي سُفْيَانَ لِأَنَّهُ لَمْ يَحْفَظْ جَمِيعَ أَلْفَاظِ الْكِتَابِ فَاسْتَحْضَرَ مِنْهَا أَوَّلَ الْكِتَابِ فَذَكَرَهُ وَكَذَا الْآيَةُ وَكَأَنَّهُ قَالَ فِيهِ كَانَ فِيهِ كَذَا وَكَانَ فِيهِ يَا أَهْلَ الْكتاب فَالْوَاوُ مِنْ كَلَامِهِ لَا مِنْ نَفْسِ الْكِتَابِ وَقِيلَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ ذَلِكَ قَبْلَ نُزُولِ الْآيَةِ فَوَافَقَ لَفْظُهُ لَفْظَهَا لَمَّا نَزَلَتْ وَالسَّبَبُ فِي هَذَا أَنَّ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ فِي قِصَّةِ وَفْدِ نَجْرَانَ وَكَانَتْ قِصَّتُهُمْ سَنَةَ الْوُفُودِ سَنَةَ تِسْعٍ وَقِصَّةُ أبي سُفْيَانَ كَانَتْ قَبْلَ ذَلِكَ سَنَةَ سِتٍّ وَسَيَأْتِي ذَلِكَ وَاضِحًا فِي الْمَغَازِي وَقِيلَ بَلْ نَزَلَتْ سَابِقَةً فِي أَوَائِلِ الْهِجْرَةِ وَإِلَيْهِ يُومِئُ كَلَامُ بن إِسْحَاقَ وَقِيلَ نَزَلَتْ فِي الْيَهُودِ وَجَوَّزَ بَعْضُهُمْ نُزُولَهَا مَرَّتَيْنِ وَهُوَ بَعِيدٌ فَائِدَةٌ قِيلَ فِي هَذَا دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ قِرَاءَةِ الْجُنُبِ لِلْآيَةِ أَوِ الْآيَتَيْنِ وَبِإِرْسَالِ بَعْضِ الْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدو وَكَذَا بِالسَّفرِ بِهِ وَأغْرب بن بَطَّالٍ فَادَّعَى أَنَّ ذَلِكَ نُسِخَ بِالنَّهْيِ عَنِ السَّفَرِ بِالْقُرْآنِ إِلَى أَرْضِ الْعَدُوِّ وَيَحْتَاجُ إِلَى اثبات التَّارِيخ بذلك وَيحْتَمل أَنْ يُقَالَ إِنَّ الْمُرَادَ بِالْقُرْآنِ فِي حَدِيثِ النَّهْيِ عَنِ السَّفَرِ بِهِ أَيِ الْمُصْحَفُ وَسَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَى ذَلِكَ فِي مَوْضِعِهِ وَأَمَّا الْجُنُبُ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يُقَالَ إِذَا لَمْ يَقْصِدِ التِّلَاوَةَ جَازَ عَلَى أَنَّ فِي الِاسْتِدْلَالِ بِذَلِكَ مِنْ هَذِهِ الْقِصَّةِ نَظَرًا فَإِنَّهَا وَاقِعَةُ عَيْنٍ لَا عُمُومَ فِيهَا فَيُقَيَّدُ الْجَوَازُ عَلَى مَا إِذَا وَقَعَ احْتِيَاجٌ إِلَى ذَلِكَ كَالْإِبْلَاغِ وَالْإِنْذَارِ كَمَا فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ وَأَمَّا الْجَوَازُ مُطْلَقًا حَيْثُ لاضرورة فَلَا يَتَّجِهُ وَسَيَأْتِي مَزِيدٌ لِذَلِكَ فِي كِتَابِ الطَّهَارَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَقَدِ اشْتَمَلَتْ هَذِهِ الْجُمَلُ الْقَلِيلَةُ الَّتِي تَضَمَّنَهَا هَذَا الْكِتَابُ عَلَى الْأَمْرِ بِقَوْلِهِ أَسْلِمْ وَالتَّرْغِيبُ بِقَوْلِهِ تَسْلَمْ وَيُؤْتِكَ وَالزَّجْرُ بِقَوْلِهِ فَإِنْ تَوَلَّيْتَ(1/39)
وَالتَّرْهِيبُ بِقَوْلِهِ فَإِنَّ عَلَيْكَ وَالدِّلَالَةُ بِقَوْلِهِ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ وَفِي ذَلِكَ مِنَ الْبَلَاغَةِ مَا لَا يَخْفَى وَكَيْفَ لَا وَهُوَ كَلَامُ مَنْ أُوتِيَ جَوَامِعَ الْكَلِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلُهُ فَلَمَّا قَالَ مَا قَالَ يُحْتَمَلُ أَنْ يُشِيرَ بِذَلِكَ إِلَى الْأَسْئِلَةِ وَالْأَجْوِبَةِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُشِير بذلك إِلَى الْقِصَّة الَّتِي ذكرهَا بن النَّاطُورِ بَعْدُ وَالضَّمَائِرُ كُلُّهَا تَعُودُ عَلَى هِرَقْلَ وَالصَّخَبُ اللَّغَطُ وَهُوَ اخْتِلَاطُ الْأَصْوَاتِ فِي الْمُخَاصَمَةِ زَادَ فِي الْجِهَادِ فَلَا أَدْرِي مَا قَالُوا قَوْلُهُ فَقُلْتُ لِأَصْحَابِي زَادَ فِي الْجِهَادِ حِينَ خَلَوْتُ بِهِمْ قَوْلُهُ أَمِرَ هُوَ بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَكَسْرِ الْمِيمِ أَيْ عَظُمَ وَسَيَأْتِي فِي تَفْسِيرِ سُبْحَانَ وبن أَبِي كَبْشَةَ أَرَادَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَنَّ أَبَا كَبْشَةَ أَحَدُ أَجْدَادِهِ وَعَادَةُ الْعَرَبِ إِذَا انْتَقَصَتْ نَسَبَتْ إِلَى جَدٍّ غَامِضٍ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ النَّسَّابَةُ الْجُرْجَانِيُّ هُوَ جَدُّ وَهْبٍ جَدُّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأُمِّهِ وَهَذَا فِيهِ نَظَرٌ لِأَنَّ وَهْبًا جَدَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْمُ أُمِّهِ عَاتِكَةُ بِنْتُ الْأَوْقَصِ بْنِ مُرَّةَ بْنِ هِلَالٍ وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ النَّسَبِ إِنَّ الْأَوْقَصَ يُكَنَّى أَبَا كَبْشَةَ وَقِيلَ هُوَ جَدُّ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لِأُمِّهِ وَفِيهِ نَظَرٌ أَيْضًا لِأَنَّ أُمَّ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ سَلْمَى بِنْتُ عَمْرِو بْنِ زَيْدٍ الْخَزْرَجِيِّ وَلَمْ يَقُلْ أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ النَّسَبِ إِنَّ عَمْرَو بْنَ زَيْدٍ يُكَنَّى أَبَا كَبْشَة وَلَكِن ذكر بن حَبِيبٍ فِي الْمُجْتَبَى جَمَاعَةً مِنْ أَجْدَادِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ قِبَلِ أَبِيهِ وَمِنْ قِبَلِ أُمِّهِ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُكَنَّى أَبَا كَبْشَةَ وَقِيلَ هُوَ أَبُوهُ مِنَ الرَّضَاعَةِ وَاسْمُهُ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ الْعُزَّى قَالَهُ أَبُو الْفَتْح الْأَزْدِيّ وبن مَاكُولَا وَذكر يُونُس بن بكير عَن بن إِسْحَاقَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ رِجَالٍ مِنْ قَوْمِهِ أَنَّهُ أَسْلَمَ وَكَانَتْ لَهُ بِنْتٌ تُسَمَّى كَبْشَةَ يكنى بهَا وَقَالَ بن قُتَيْبَةَ وَالْخَطَّابِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ هُوَ رَجُلٌ مِنْ خُزَاعَةَ خَالَفَ قُرَيْشًا فِي عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ فَعَبَدَ الشِّعْرَى فَنَسَبُوهُ إِلَيْهِ لِلِاشْتِرَاكِ فِي مُطْلَقِ الْمُخَالَفَةِ وَكَذَا قَالَهُ الزُّبَيْرُ قَالَ وَاسْمُهُ وَجْزُ بْنُ عَامِرِ بْنِ غَالِبٍ قَوْلُهُ إِنَّهُ يَخَافُهُ هُوَ بِكَسْرِ الْهَمْزَةِ اسْتِئْنَافًا تَعْلِيلِيًّا لَا بِفَتْحِهَا وَلِثُبُوتِ اللَّامِ فِي لَيَخَافُهُ فِي رِوَايَةٍ أُخْرَى قَوْلُهُ مَلِكُ بَنِي الْأَصْفَرِ هُمُ الرُّومُ وَيُقَالُ إِنَّ جَدَّهُمْ رُومَ بْنَ عِيصَ تَزَوَّجَ بِنْتَ مَلِكِ الْحَبَشَةِ فَجَاءَ لَوْنُ وَلَدِهِ بَيْنَ الْبَيَاضِ وَالسَّوَادِ فَقِيلَ لَهُ الْأَصْفَر حَكَاهُ بن الْأَنْبَارِي وَقَالَ بن هِشَامٍ فِي التِّيجَانِ إِنَّمَا لُقِّبَ الْأَصْفَرَ لِأَنَّ جَدَّتَهُ سَارَةَ زَوْجَ إِبْرَاهِيمَ حَلَّتْهُ بِالذَّهَبِ قَوْلُهُ فَمَا زِلْتُ مُوقِنًا زَادَ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ فَمَا زِلْتُ مَرْعُوبًا مِنْ مُحَمَّدٍ حَتَّى أَسْلَمْتُ أَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ قَوْلُهُ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ أَيْ فَأَظْهَرْتُ ذَلِكَ الْيَقِينَ وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّ ذَلِك الْيَقِين ارْتَفع قَوْله وَكَانَ بن النَّاطُورِ هُوَ بِالطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ وَفِي رِوَايَةِ الْحَمَوِيِّ بِالظَّاءِ الْمُعْجَمَةِ وَهُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ حَارِسُ الْبُسْتَانِ وَوَقَعَ فِي رِوَايَة اللَّيْث عَن يُونُس بن نَاطُورَا بِزِيَادَةِ أَلِفٍ فِي آخِرِهِ فَعَلَى هَذَا هُوَ اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ تَنْبِيهٌ الْوَاوُ فِي قَوْلِهِ وَكَانَ عَاطِفَةٌ وَالتَّقْدِيرُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ ثُمَّ قَالَ الزُّهْرِيُّ وَكَانَ بن النَّاطُورِ يُحَدِّثُ فَذَكَرَ هَذِهِ الْقِصَّةَ فَهِيَ مَوْصُولَةٌ إِلَى بن النَّاطُورِ لَا مُعَلَّقَةٌ كَمَا زَعَمَ بَعْضُ مَنْ لَا عِنَايَةَ لَهُ بِهَذَا الشَّأْنِ وَكَذَلِكَ أَغْرَبَ بعض المغاربة فَزعم أَن قصَّة بن النَّاطُورِ مَرْوِيَّةٌ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنهُ لِأَنَّهُ لما رَآهَا لَا تَصْرِيحَ فِيهَا بِالسَّمَاعِ حَمَلَهَا عَلَى ذَلِكَ وَقَدْ بَيَّنَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي دَلَائِلِ النُّبُوَّةِ أَنَّ الزُّهْرِيَّ قَالَ لَقِيتُهُ بِدِمَشْقَ فِي زَمَنِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ وَأَظُنُّهُ لَمْ يَتَحَمَّلْ عَنْهُ ذَلِكَ إِلَّا بَعْدَ أَنْ أَسْلَمَ وَإِنَّمَا وَصَفَهُ بِكَوْنِهِ كَانَ سُقُفًّا لِيُنَبِّهَ عَلَى أَنَّهُ كَانَ مُطَّلِعًا عَلَى أَسْرَارِهِمْ عَالِمًا بِحَقَائِقِ أَخْبَارِهِمْ وَكَأَنَّ الَّذِي جَزَمَ بِأَنَّهُ مِنْ رِوَايَةِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ اعْتَمَدَ عَلَى مَا وَقع فِي سيرة بن إِسْحَاق فَإِنَّهُ قدم قصَّة بن النَّاطُورِ هَذِهِ عَلَى حَدِيثِ أَبِي سُفْيَانَ فَعِنْدَهُ عَن عبيد الله عَن بن عَبَّاسٍ أَنَّ هِرَقْلَ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ فَذَكَرَ نَحْوَهُ وَجَزَمَ الْحُفَّاظُ بِمَا ذَكَرْتُهُ أَوَّلًا وَهَذَا مِمَّا يَنْبَغِي أَنْ يُعَدَّ فِيمَا وَقَعَ مِنَ الْإِدْرَاجِ أَوَّلَ الْخَبَرِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ صَاحِبُ إِيلِيَاءَ أَيْ أَمِيرُهَا هُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الِاخْتِصَاصِ أَوِ الْحَالِ أَوْ مَرْفُوعٌ عَلَى الصِّفَةِ وَهِيَ رِوَايَةُ أَبِي ذَرٍّ وَالْإِضَافَةُ الَّتِي فِيهِ تَقُومُ مَقَامَ التَّعْرِيفِ وَقَوْلُ مَنْ زَعَمَ أَنَّهَا فِي تَقْدِير(1/40)
الِانْفِصَالِ فِي مَقَامِ الْمَنْعِ وَهِرَقْلُ مَعْطُوفٌ عَلَى إِيلِيَاءَ وَأَطْلَقَ عَلَيْهِ الصُّحْبَةَ لَهُ إِمَّا بِمَعْنَى التَّبَعِ وَإِمَّا بِمَعْنَى الصَّدَاقَةِ وَفِيهِ اسْتِعْمَالُ صَاحِبٍ فِي مَعْنَيَيْنِ مَجَازِيٍّ وَحَقِيقِيٍّ لِأَنَّهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى إِيلِيَاءَ أَمِيرٌ وَذَاكَ مَجَازٌ وَبِالنِّسْبَةِ إِلَى هِرَقْلَ تَابِعٌ وَذَلِكَ حَقِيقَةٌ قَالَ الْكِرْمَانِيُّ وَإِرَادَةُ الْمَعْنَيَيْنِ الْحَقِيقِيِّ وَالْمَجَازِيِّ مِنْ لَفْظٍ وَاحِدٍ جَائِزٌ عِنْدَ الشَّافِعِيِّ وَعِنْدَ غَيْرِهِ مَحْمُولٌ عَلَى إِرَادَةِ مَعْنًى شَامِلٍ لَهُمَا وَهَذَا يُسَمَّى عُمُومَ الْمَجَازِ وَقَوْلُهُ سُقُفًّا بِضَمِّ السِّينِ وَالْقَافِ كَذَا فِي رِوَايَةِ غَيْرِ أَبِي ذَرٍّ وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى أَنَّهُ خبر كَانَ وَيحدث خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ سُقِّفَ بِكَسْرِ الْقَافِ عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ وَفِي رِوَايَةِ الْمُسْتَمْلِي وَالسَّرَخْسِيِّ مِثْلُهُ لَكِنْ بِزِيَادَةِ أَلِفٍ فِي أَوَّلِهِ وَالْأُسْقُفُّ وَالسُّقْفُ لَفْظٌ أَعْجَمِيٌّ وَمَعْنَاهُ رَئِيسُ دِينِ النَّصَارَى وَقِيلَ عَرَبِيٌّ وَهُوَ الطَّوِيلُ فِي انْحِنَاءٍ وَقِيلَ ذَلِكَ لِلرَّئِيسِ لِأَنَّهُ يَتَخَاشَعُ وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَا نَظِيرَ لَهُ فِي وَزْنِهِ إِلَّا الْأُسْرُبُّ وَهُوَ الرَّصَاصُ لَكِنْ حَكَى بن سِيدَهْ ثَالِثًا وَهُوَ الْأُسْكُفُّ لِلصَّانِعِ وَلَا يَرِدُ الْأُتْرُجُّ لِأَنَّهُ جَمْعٌ وَالْكَلَامُ إِنَّمَا هُوَ فِي الْمُفْرَدِ وَعَلَى رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ يَكُونُ الْخَبَرُ الْجُمْلَةَ الَّتِي هِيَ يُحَدِّثُ أَنَّ هِرَقْلَ فَالْوَاوُ فِي قَوْلِهِ وَكَانَ عَاطِفَةٌ وَالتَّقْدِيرُ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَخْبَرَنِي عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي سُفْيَانَ بِطُولِهِ ثُمَّ قَالَ الزُّهْرِيُّ وَكَانَ بن النَّاطُورِ يُحَدِّثُ وَهَذَا صُورَةُ الْإِرْسَالِ قَوْلُهُ حِينَ قَدِمَ إِيلِيَاءَ يَعْنِي فِي هَذِهِ الْأَيَّامِ وَهِيَ عِنْدَ غَلَبَةِ جُنُودِهِ عَلَى جُنُودِ فَارِسَ وَإِخْرَاجِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ فِي السَّنَةِ الَّتِي اعْتَمَرَ فِيهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُمْرَةَ الْحُدَيْبِيَةِ وَبَلَغَ الْمُسْلِمِينَ نَصْرَةُ الرُّومِ عَلَى فَارِسَ فَفَرِحُوا وَقَدْ ذَكَرَ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ الْقِصَّةَ مُسْتَوْفَاةً فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ الله وَفِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ فِي الْجِهَادِ عِنْدَ الْمُؤَلِّفِ الْإِشَارَةُ إِلَى ذَلِكَ قَوْلُهُ خَبِيثُ النَّفْسِ أَيْ رَدِيء النَّفس غَيْرُ طَيِّبِهَا أَيْ مَهْمُومًا وَقَدْ تُسْتَعْمَلُ فِي كَسَلِ النَّفْسِ وَفِي الصَّحِيحِ لَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ خَبُثَتْ نَفْسِي كَأَنَّهُ كَرِهَ اللَّفْظَ وَالْمُرَادُ بِالْخِطَابِ الْمُسْلِمُونَ وَأَمَّا فِي حَقِّ هِرَقْلَ فَغَيْرُ مُمْتَنِعٍ وَصرح فِي رِوَايَة بن إِسْحَاقَ بِقَوْلِهِمْ لَهُ لَقَدْ أَصْبَحْتَ مَهْمُومًا وَالْبَطَارِقَةُ جَمْعُ بِطْرِيقٍ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَهُمْ خَوَاصُّ دَوْلَةِ الرُّومِ قَوْلُهُ حَزَّاءً بِالْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الزَّايِ آخِرُهُ هَمْزَةٌ مُنَوَّنَةٌ أَيْ كَاهِنًا يُقَالُ حَزَا بِالتَّخْفِيفِ يَحْزُو حَزْوًا أَيْ تَكَهَّنَ وَقَوْلُهُ يَنْظُرُ فِي النُّجُومِ إِنْ جَعَلْتَهَا خَبَرًا ثَانِيًا صَحَّ لِأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ فِي الْأَمْرَيْنِ وَإِنْ جَعَلْتَهَا تَفْسِيرًا لِلْأَوَّلِ فَالْكَهَانَةُ تَارَةً تَسْتَنِدُ إِلَى إِلْقَاءِ الشَّيَاطِينِ وَتَارَةً تُسْتَفَادٌ مِنْ أَحْكَامِ النُّجُومِ وَكَانَ كُلٌّ مِنَ الْأَمْرَيْنِ فِي الْجَاهِلِيَّةِ شَائِعًا ذَائِعًا إِلَى أَنْ أَظْهَرَ اللَّهُ الْإِسْلَامَ فَانْكَسَرَتْ شَوْكَتُهُمْ وَأَنْكَرَ الشَّرْعُ الِاعْتِمَادَ عَلَيْهِمْ وَكَانَ مَا اطَّلَعَ عَلَيْهِ هِرَقْلُ مِنْ ذَلِكَ بِمُقْتَضَى حِسَابِ الْمُنَجِّمِينَ أَنَّهُمْ زَعَمُوا أَنَّ الْمَوْلِدَ النَّبَوِيَّ كَانَ بِقِرَانِ الْعُلْوِيَّيْنِ بِبُرْجِ الْعَقْرَبِ وَهُمَا يَقْتَرِنَانِ فِي كُلِّ عِشْرِينَ سنة مرّة إِلَى أَنْ تَسْتَوْفِيَ الْمُثَلَّثَةُ بُرُوجَهَا فِي سِتِّينَ سَنَةً فَكَانَ ابْتِدَاءُ الْعِشْرِينَ الْأُولَى الْمَوْلِدَ النَّبَوِيَّ فِي الْقِرَانِ الْمَذْكُورِ وَعِنْدَ تَمَامِ الْعِشْرِينَ الثَّانِيَةَ مَجِيءُ جِبْرِيلَ بِالْوَحْيِ وَعِنْدَ تَمَامِ الثَّالِثَةِ فَتْحُ خَيْبَرَ وَعُمْرَةُ الْقَضِيَّةِ الَّتِي جَرَّتْ فَتْحَ مَكَّةَ وَظُهُورَ الْإِسْلَامِ وَفِي تِلْكَ الْأَيَّامِ رَأَى هِرَقْلُ مَا رَأَى وَمِنْ جُمْلَةِ مَا ذَكَرُوهُ أَيْضًا أَنَّ بُرْجَ الْعَقْرَبِ مَائِيٌّ وَهُوَ دَلِيلُ مُلْكِ الْقَوْمِ الَّذِينَ يَخْتَتِنُونَ فَكَانَ ذَلِكَ دَلِيلًا عَلَى انْتِقَالِ الْمُلْكِ إِلَى الْعَرَبِ وَأَمَّا الْيَهُودُ فَلَيْسُوا مُرَادًا هُنَا لِأَنَّ هَذَا لِمَنْ يُنْقَلُ إِلَيْهِ الْمُلْكُ لَا لِمَنِ انْقَضَى مُلْكُهُ فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ سَاغَ لِلْبُخَارِيِّ إِيرَادُ هَذَا الْخَبَرَ الْمُشْعِرَ بِتَقْوِيَةِ أَمْرِ الْمُنَجِّمِينَ وَالِاعْتِمَادِ عَلَى مَا تَدُلُّ عَلَيْهِ أَحْكَامُهُمْ فَالْجَوَابُ أَنَّهُ لَمْ يَقْصِدْ ذَلِكَ بَلْ قَصَدَ أَنْ يُبَيِّنَ أَنَّ الْإِشَارَاتِ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَاءَتْ مِنْ كُلِّ طَرِيقٍ وَعَلَى لِسَانِ كُلِّ فَرِيقٍ مِنْ كَاهِنٍ أَوْ مُنَجِّمٍ مُحِقٍّ أَوْ مُبْطِلٍ إِنْسِيٍّ أَوْ جِنِّيٍّ وَهَذَا مِنْ أَبْدَعِ مَا يُشِيرُ إِلَيْهِ عَالِمٌ أَوْ يَجْنَحُ إِلَيْهِ مُحْتَجٌّ وَقَدْ قِيلَ إِنَّ الْحَزَّاءَ هُوَ الَّذِي يَنْظُرُ فِي الْأَعْضَاءِ وَفِي خَيَلَانِ الْوَجْهِ فَيَحْكُمُ عَلَى صَاحِبِهَا بِطَرِيقِ الْفَرَاسَةِ وَهَذَا إِنْ ثَبَتَ فَلَا يَلْزَمُ مِنْهُ حَصْرُهُ فِي ذَلِكَ بَلِ(1/41)
اللَّائِقُ بِالسِّيَاقِ فِي حَقِّ هِرَقْلَ مَا تَقَدَّمَ قَوْلُهُ مُلْكَ الْخِتَانِ بِضَمِّ الْمِيمِ وَإِسْكَانِ اللَّامِ وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ بِفَتْحِ الْمِيمِ وَكَسْرِ اللَّامِ قَوْلُهُ قَدْ ظَهَرَ أَيْ غَلَبَ يَعْنِي دَلَّهُ نَظَرُهُ فِي حُكْمِ النُّجُومِ عَلَى أَنَّ مُلْكَ الْخِتَانِ قَدْ غَلَبَ وَهُوَ كَمَا قَالَ لِأَنَّ فِي تِلْكَ الْأَيَّامِ كَانَ ابْتِدَاءُ ظُهُورِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ صَالَحَ كُفَّارَ مَكَّةَ بِالْحُدَيْبِيَةِ وَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فتحا مُبينًا إِذْ فَتْحُ مَكَّةَ كَانَ سَبَبُهُ نَقْضَ قُرَيْشٍ الْعَهْدَ الَّذِي كَانَ بَيْنَهُمْ بِالْحُدَيْبِيَةِ وَمُقَدِّمَةُ الظُّهُورِ ظُهُورٌ قَوْلُهُ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَيْ مِنْ أَهْلِ هَذَا الْعَصْرِ وَإِطْلَاقُ الْأُمَّةِ عَلَى أَهْلِ الْعَصْرِ كُلِّهِمْ فِيهِ تَجَوُّزٌ وَهَذَا بِخِلَافِ قَوْلِهِ بَعْدَ هَذَا مُلْكُ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَدْ ظَهَرَ فَإِنَّ مُرَادَهُ بِهِ الْعَرَبُ خَاصَّةً وَالْحَصْرُ فِي قَوْلِهِمْ إِلَّا الْيَهُودَ هُوَ بِمُقْتَضَى عِلْمِهِمْ لِأَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا بِإِيلِيَاءَ وَهِيَ بَيْتُ الْمَقْدِسِ كَثِيرِينَ تَحْتَ الذِّلَّةِ مَعَ الرُّومِ بِخِلَافِ الْعَرَبِ فَإِنَّهُمْ وَإِنْ كَانَ مِنْهُمْ مَنْ هُوَ تَحْتَ طَاعَةِ مَلِكِ الرُّومِ كَآلِ غَسَّانَ لَكِنَّهُمْ كَانُوا مُلُوكًا بِرَأْسِهِمْ قَوْلُهُ فَلَا يُهِمَّنَّكَ بِضَمِّ أَوَّلِهِ مِنْ أَهَمَّ أَثَارَ الْهَمَّ وَقَوْلُهُ شَأْنُهُمْ أَيْ أَمْرُهُمْ وَمَدَائِن جَمْعُ مَدِينَةٍ قَالَ أَبُو عَلِيٍّ الْفَارِسِيُّ مَنْ جَعَلَهُ فَعِيلَةً مِنْ قَوْلِكَ مَدَنَ بِالْمَكَانِ أَيْ أَقَامَ بِهِ هَمَزَهُ كَقَبَائِلَ وَمَنْ جَعَلَهُ مُفْعِلَةً مِنْ قَوْلِكَ دَيَنَ أَيْ مُلِكَ لَمْ يَهْمِزْ كَمَعَايِشَ انْتَهَى وَمَا ذَكَرَهُ فِي مَعَايِشَ هُوَ الْمَشْهُور وَقد روى خَارِجَة عَن نَافِع الْقَارئ الْهَمْزَ فِي مَعَايِشَ وَقَالَ الْقَزَّازُ مَنْ هَمَزَهَا تَوَهَّمَهَا مِنْ فَعِيلَةٍ لِشَبَهِهَا بِهَا فِي اللَّفْظِ انْتَهَى قَوْلُهُ فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى أَمْرِهِمْ أَيْ فِي هَذِهِ الْمَشُورَةِ قَوْلُهُ أُتِيَ هِرَقْلُ بِرَجُلٍ لَمْ يَذْكُرْ مَنْ أَحْضَرَهُ وَمَلِكُ غَسَّانَ هُوَ صَاحِبُ بُصْرَى الَّذِي قَدَّمْنَا ذِكْرَهُ وَأَشَرْنَا إِلَى أَن بن السَّكَنِ رَوَى أَنَّهُ أَرْسَلَ مِنْ عِنْدِهِ عَدِيَّ بْنَ حَاتِمٍ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هُوَ الْمَذْكُورَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ عَنْ خَبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسر ذَلِك بن إِسْحَاقَ فِي رِوَايَتِهِ فَقَالَ خَرَجَ مِنْ بَيْنِ أَظْهُرِنَا رَجُلٌ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ فَقَدِ اتَّبَعَهُ نَاسٌ وَخَالَفَهُ نَاسٌ فَكَانَتْ بَيْنَهُمْ مَلَاحِمُ فِي مَوَاطِن فتركتهم وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ فَبَيَّنَ مَا أُجْمِلَ فِي حَدِيثِ الْبَابِ لِأَنَّهُ يُوهِمُ أَنَّ ذَلِكَ كَانَ فِي أَوَائِلِ مَا ظَهَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي رِوَايَتِهِ أَنَّهُ قَالَ جَرِّدُوهُ فَإِذَا هُوَ مُخْتَتِنٌ فَقَالَ هَذَا وَاللَّهِ الَّذِي رَأَيْتُهُ أَعْطِهِ ثَوْبَهُ قَوْلُهُ هُمْ يَخْتَتِنُونَ فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ هُمْ مُخْتَتِنُونَ بِالْمِيمِ وَالْأَوَّلُ أَفْيَدُ وَأَشْمَلُ قَوْلُهُ هَذَا مُلْكُ هَذِهِ الْأُمَّةِ قَدْ ظَهَرَ كَذَا لِأَكْثَرِ الرُّوَاةِ بِالضَّمِّ ثُمَّ السُّكُونِ وللقابسى بِالْفَتْح ثمَّ الْكسر وَلأبي ذَر عَنِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَحْدَهُ يَمْلِكُ فِعْلٌ مُضَارِعٌ قَالَ الْقَاضِي أَظُنُّهَا ضَمَّةَ الْمِيمِ اتَّصَلَتْ بِهَا فَتَصَحَّفَتْ وَوَجَّهَهُ السُّهَيْلِيُّ فِي أَمَالِيهِ بِأَنَّهُ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ أَيْ هَذَا الْمَذْكُورُ يَمْلِكُ هَذِهِ الْأُمَّةَ وَقِيلَ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ يَمْلِكُ نَعْتًا أَيْ هَذَا رَجُلٌ يَمْلِكُ هَذِهِ الْأُمَّةَ وَقَالَ شَيْخُنَا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمَحْذُوفُ هُوَ الْمَوْصُولَ عَلَى رَأْيِ الْكُوفِيِّينَ أَيْ هَذَا الَّذِي يَمْلِكُ وَهُوَ نَظِيرُ قَوْلِهِ وَهَذَا تَحْمِلِينَ طَلِيقٌ عَلَى أَنَّ الْكُوفِيِّينَ يُجَوِّزُونَ اسْتِعْمَالَ اسْمِ الْإِشَارَةِ بِمَعْنَى الِاسْمِ الْمَوْصُولِ فَيَكُونُ التَّقْدِيرُ الَّذِي يَمْلِكُ مِنْ غَيْرِ حَذْفٍ قُلْتُ لَكِنَّ اتِّفَاقَ الرُّوَاةِ عَلَى حَذْفِ الْيَاءِ فِي أَوَّلِهِ دَالٌّ عَلَى مَا قَالَ الْقَاضِي فَيَكُونُ شَاذًّا عَلَى أَنَّنِي رَأَيْتُ فِي أَصْلٍ مُعْتَمَدٍ وَعَلَيْهِ عَلَامَةُ السَّرَخْسِيِّ بِبَاءٍ مُوَحَّدَةٍ فِي أَوَّلِهِ وَتَوْجِيهُهَا أَقْرَبُ مِنْ تَوْجِيهِ الْأَوَّلِ لِأَنَّهُ حِينَئِذٍ تَكُونُ الْإِشَارَةُ بِهَذَا إِلَى مَا ذَكَرَهُ مِنْ نَظَرِهِ فِي حُكْمِ النُّجُومِ وَالْبَاءُ مُتَعَلِّقَةٌ بِظَهَرَ أَيْ هَذَا الْحُكْمُ ظَهَرَ بِمُلْكِ هَذِهِ الْأُمَّةِ الَّتِي تَخْتَتِنُ قَوْلُهُ بِرُومِيَةَ بِالتَّخْفِيفِ وَهِيَ مَدِينَةٌ مَعْرُوفَةٌ لِلرُّومِ وَحِمْصَ مَجْرُورٌ بِالْفَتْحَةِ مُنِعَ صَرْفُهُ لِلْعَلَمِيَّةِ وَالتَّأْنِيثِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَجُوزَ صَرْفُهُ قَوْلُهُ فَلَمْ يَرِمْ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَكَسْرِ الرَّاءِ أَيْ لَمْ يَبْرَحْ مِنْ مَكَانِهِ هَذَا هُوَ الْمَعْرُوفُ وَقَالَ الدَّاوُدِيُّ لَمْ يَصِلْ إِلَى حِمْصَ وَزَيَّفُوهُ قَوْلُهُ حَتَّى أَتَاهُ كِتَابٌ مِنْ صَاحِبِهِ وَفِي حَدِيثِ دِحْيَةَ الَّذِي أَشَرْتُ إِلَيْهِ قَالَ فَلَمَّا خَرَجُوا أَدْخَلَنِي عَلَيْهِ وَأَرْسَلَ إِلَيَّ الْأُسْقُفَّ وَهُوَ صَاحِبُ أَمْرِهِمْ فَقَالَ هَذَا الَّذِي كُنَّا نَنْتَظِرُ وَبَشَّرَنَا بِهِ عِيسَى أَمَّا أَنَا فَمُصَدِّقُهُ وَمُتَّبِعُهُ فَقَالَ لَهُ قَيْصَرُ أَمَّا أَنَا إِنْ فَعَلْتُ ذَلِكَ ذَهَبَ مُلْكِي فَذَكَرَ الْقِصَّةَ وَفِي آخِرِهِ فَقَالَ لِيَ الْأُسْقُفُّ خُذْ هَذَا الْكِتَابَ وَاذْهَبْ إِلَى صَاحِبِكِ فَاقْرَأْ عَلَيْهِ السَّلَامَ وَأَخْبِرْهُ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَأَنِّي قَدْ آمَنْتُ بِهِ وَصَدَّقْتُهُ وَأَنَّهُمْ قَدْ أَنْكَرُوا عَلَيَّ ذَلِكَ(1/42)
ثمَّ خرج إِلَيْهِم فَقَتَلُوهُ وَفِي رِوَايَة بن إِسْحَاقَ أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ دِحْيَةَ إِلَى ضُغَاطِرَ الرُّومِيَّ وَقَالَ إِنَّهُ فِي الرُّومِ أَجْوَزُ قَوْلًا مِنِّي وَإِنَّ ضُغَاطِرَ الْمَذْكُورَ أَظْهَرَ إِسْلَامَهُ وَأَلْقَى ثِيَابَهُ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِ وَلَبِسَ ثِيَابًا بِيضًا وَخَرَجَ عَلَى الرُّومِ فَدَعَاهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَشَهِدَ شَهَادَةَ الْحَقِّ فَقَامُوا إِلَيْهِ فَضَرَبُوهُ حَتَّى قَتَلُوهُ قَالَ فَلَمَّا رَجَعَ دِحْيَةُ إِلَى هِرَقْلَ قَالَ لَهُ قَدْ قُلْتُ لَكَ إِنَّا نَخَافُهُمْ عَلَى أَنْفُسِنَا فَضُغَاطِرُ كَانَ أَعْظَمَ عِنْدَهُمْ مِنِّي قُلْتُ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هُوَ صَاحِبَ رُومِيَّةَ الَّذِي أُبْهِمَ هُنَا لَكِنْ يُعَكِّرُ عَلَيْهِ مَا قِيلَ إِنَّ دِحْيَةَ لَمْ يَقْدَمْ عَلَى هِرَقْلَ بِهَذَا الْكِتَابِ الْمَكْتُوبِ فِي سَنَةِ الْحُدَيْبِيَةِ وَإِنَّمَا قَدِمَ عَلَيْهِ بِالْكِتَابِ الْمَكْتُوبِ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَالرَّاجِحُ أَنَّ دِحْيَةَ قَدِمَ عَلَى هِرَقْلَ أَيْضًا فِي الْأُولَى فَعَلَى هَذَا يُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ وَقَعَتْ لِكُلٍّ مِنَ الْأُسْقُفِّ وَمِنْ ضُغَاطِرَ قِصَّةٌ قُتِلَ كُلٌّ مِنْهُمَا بِسَبَبِهَا أَوْ وَقَعَتْ لِضُغَاطِرَ قِصَّتَانِ إِحْدَاهمَا الَّتِي ذكرهَا بن النَّاطُورِ وَلَيْسَ فِيهَا أَنَّهُ أَسْلَمَ وَلَا أَنَّهُ قتل وَالثَّانيَِة الَّتِي ذكرهَا بن إِسْحَاقَ فَإِنَّ فِيهَا قِصَّتَهُ مَعَ دِحْيَةَ وَأَنَّهُ أَسْلَمَ وَقُتِلَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ وَسَارَ هِرَقْلُ إِلَى حِمْصَ لِأَنَّهَا كَانَتْ دَارَ مُلْكِهِ كَمَا قَدَّمْنَاهُ وَكَانَتْ فِي زَمَانِهِمْ أَعْظَمُ مِنْ دِمَشْقَ وَكَانَ فَتْحُهَا عَلَى يَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ سَنَةَ سِتَّ عَشْرَةَ بَعْدَ هَذِهِ الْقِصَّةِ بِعَشْرِ سِنِينَ قَوْلُهُ وَأَنَّهُ نَبِيٌّ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ هِرَقْلَ وَصَاحِبَهُ أَقَرَّا بِنُبُوَّةِ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكِنَّ هِرَقْلَ كَمَا ذَكَرْنَا لَمْ يَسْتَمِرَّ عَلَى ذَلِكَ بِخِلَافِ صَاحِبِهِ قَوْلُهُ فَأَذِنَ هِيَ بِالْقَصْرِ مِنَ الْإِذْنِ وَفِي رِوَايَةِ المستملى وَغَيره بِالْمدِّ وَمَعْنَاهُ أعلم والدسكرة بِسُكُونِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ الْقَصْرُ الَّذِي حَوْلَهُ بُيُوتٌ وَكَأَنَّهُ دَخَلَ الْقَصْرَ ثُمَّ أَغْلَقَهُ وَفَتَحَ أَبْوَابَ الْبُيُوتِ الَّتِي حَوْلَهُ وَأَذِنَ لِلرُّومِ فِي دُخُولِهَا ثُمَّ أَغْلَقَهَا ثُمَّ اطَّلَعَ عَلَيْهِمْ فَخَاطَبَهُمْ وَإِنَّمَا فَعَلَ ذَلِكَ خَشْيَةَ أَنْ يَثِبُوا بِهِ كَمَا وَثبُوا بضغاطر قَوْله والرشد بفتحتتين وَأَنْ يَثْبُتَ مُلْكُكُمْ لِأَنَّهُمْ إِنْ تَمَادَوْا عَلَى الْكُفْرِ كَانَ سَبَبًا لِذَهَابِ مُلْكِهِمْ كَمَا عَرِفَ هُوَ ذَلِكَ مِنَ الْأَخْبَارِ السَّابِقَةِ قَوْلُهُ فَتُبَايِعُوا بِمُثَنَّاةٍ ثُمَّ مُوَحَّدَةٍ وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ بِمُثَنَّاتَيْنِ وَمُوَحَّدَةٍ وَلِلْأَصِيلِيِّ فَنُبَايِعُ بِنُونٍ وَمُوَحَّدَةٍ لِهَذَا النَّبِيِّ كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ وَلِلْبَاقِينَ بِحَذْفِ اللَّامِ قَوْلُهُ فَحَاصُوا بِمُهْمَلَتَيْنِ أَيْ نَفَرُوا وَشَبَّهَهُمْ بِالْوُحُوشِ لِأَنَّ نَفْرَتَهَا أَشَدُّ مِنْ نَفْرَةِ الْبَهَائِمِ الْإِنْسِيَّةِ وَشَبَّهَهُمْ بِالْحُمْرِ دُونَ غَيْرِهَا مِنَ الْوُحُوشِ لِمُنَاسَبَةِ الْجَهْلِ وَعَدَمِ الْفِطْنَةِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ قَوْلُهُ وَأِيسَ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ وَالْأَصِيلِيِّ وَيَئِسَ بِيَائَيْنِ تَحْتَانِيَّتَيْنِ وَهُمَا بِمَعْنَى قَنَطَ وَالْأَوَّلُ مَقْلُوبٌ مِنَ الثَّانِي قَوْلُهُ مِنَ الْإِيمَانِ أَيْ مِنْ إِيمَانِهِمْ لِمَا أَظْهَرُوهُ وَمِنْ إِيمَانِهِ لِأَنَّهُ شَحَّ بِمُلْكِهِ كَمَا قَدَّمْنَا وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُطِيعُوهُ فَيَسْتَمِرَّ مُلْكُهُ وَيَسْلَمَ وَيَسْلَمُوا بِإِسْلَامِهِمْ فَمَا أِيسَ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَّا بِالشَّرْطِ الَّذِي أَرَادَهُ وَإِلَّا فَقَدْ كَانَ قَادِرًا عَلَى أَنْ يَفِرَّ عَنْهُمْ وَيَتْرُكَ مُلْكَهُ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ قَوْلُهُ آنِفًا أَيْ قَرِيبًا وَهُوَ مَنْصُوبٌ عَلَى الْحَالِ قَوْلُهُ فَقَدْ رَأَيْتُ زَادَ فِي التَّفْسِيرِ فَقَدْ رَأَيْتُ مِنْكُمُ الَّذِي أَحْبَبْتُ قَوْلُهُ فَكَانَ ذَلِكَ آخِرَ شَأْنِ هِرَقْلَ أَيْ فِيمَا يَتَعَلَّقُ بِهَذِهِ الْقِصَّةِ الْمُتَعَلِّقَةِ بدعائه إِلَى الْإِيمَان خَاصَّة لَا أَنه انْقَضَى أَمْرُهُ حِينَئِذٍ وَمَاتَ أَوْ أَنَّهُ أَطْلَقَ الْآخِرِيَّةَ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا فِي عِلْمِهِ وَهَذَا أَوْجَهُ لِأَنَّ هِرَقْلَ وَقَعَتْ لَهُ قِصَصٌ أُخْرَى بَعْدَ ذَلِكَ مِنْهَا مَا أَشَرْنَا إِلَيْهِ مِنْ تَجْهِيزِهِ الْجُيُوشَ إِلَى مُؤْتَةَ وَمِنْ تَجْهِيزِهِ الْجُيُوشَ أَيْضًا إِلَى تَبُوكَ وَمُكَاتَبَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَهُ ثَانِيًا وَإِرْسَالِهِ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَهَبٍ فَقَسَّمَهُ بَيْنَ أَصْحَابه كَمَا فِي رِوَايَة بن حِبَّانَ الَّتِي أَشَرْنَا إِلَيْهَا قَبْلُ وَأَبِي عُبَيْدٍ وَفِي الْمُسْنَدِ مِنْ طَرِيقِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ التَّنُوخِيِّ رَسُولِ هِرَقْلَ قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبُوكَ فَبَعَثَ دِحْيَةَ إِلَى هِرَقْلَ فَلَمَّا جَاءَهُ الْكِتَابُ دَعَا قِسِّيسِي الرُّومِ وَبَطَارِقَتَهَا فَذَكَرَ الْحَدِيثَ قَالَ فَتَحَيَّرُوا حَتَّى أَنَّ بَعْضَهُمْ خَرَجَ مِنْ بُرْنُسِهِ فَقَالَ اسْكُتُوا فَإِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَعْلَمَ تَمَسُّكَكُمْ بِدِينِكُمْ وروى بن إِسْحَاق عَن خَالِد بن بشار عَنْ رَجُلٍ مِنْ قُدَمَاءِ الشَّامِ أَنَّ هِرَقْلَ لَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ مِنَ الشَّامِ إِلَى الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ عَرَضَ عَلَى الرُّومِ أُمُورًا إِمَّا الْإِسْلَامَ(1/43)
وَإِمَّا الْجِزْيَةَ وَإِمَّا أَنْ يُصَالِحَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيَبْقَى لَهُمْ مَا دُونَ الدَّرْبِ فَأَبَوْا وَأَنَّهُ انْطَلَقَ حَتَّى إِذَا أَشْرَفَ عَلَى الدَّرْبِ اسْتَقْبَلَ أَرْضَ الشَّامِ ثُمَّ قَالَ السَّلَامُ عَلَيْكِ أَرْضَ سُورِيَّةَ يَعْنِي الشَّامَ تَسْلِيمَ الْمُوَدِّعِ ثُمَّ رَكَضَ حَتَّى دَخَلَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ وَاخْتَلَفَ الْإِخْبَارِيُّونَ هَلْ هُوَ الَّذِي حَارَبَهُ الْمُسْلِمُونَ فِي زَمَنِ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ أَوِ ابْنُهُ وَالْأَظْهَرُ أَنَّهُ هُوَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ تَنْبِيهٌ لَمَّا كَانَ أَمْرُ هِرَقْلَ فِي الْإِيمَانِ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ مُسْتَبْهَمًا لِأَنَّهُ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَدَمُ تَصْرِيحِهِ بِالْإِيمَانِ لِلْخَوْفِ عَلَى نَفْسِهِ مِنَ الْقَتْلِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ اسْتَمَرَّ عَلَى الشَّكِّ حَتَّى مَاتَ كَافِرًا وَقَالَ الرَّاوِي فِي آخِرِ الْقِصَّةِ فَكَانَ ذَلِكَ آخِرَ شَأْنِ هِرَقْلَ خَتَمَ بِهِ الْبُخَارِيُّ هَذَا الْبَابَ الَّذِي اسْتَفْتَحَهُ بِحَدِيثِ الْأَعْمَالِ بِالنِّيَّاتِ كَأَنَّهُ قَالَ إِنْ صَدَقَتْ نِيَّتُهُ انْتَفَعَ بِهَا فِي الْجُمْلَةِ وَإِلَّا فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ فظهرت مُنَاسبَة إِيرَاد قصَّة بن النَّاطُورِ فِي بَدْءِ الْوَحْيِ لِمُنَاسَبَتِهَا حَدِيثَ الْأَعْمَالِ الْمُصَدَّرِ الْبَابُ بِهِ وَيُؤْخَذُ لِلْمُصَنِّفِ مِنْ آخِرِ لَفْظٍ فِي الْقِصَّةِ بَرَاعَةُ الِاخْتِتَامِ وَهُوَ وَاضِحٌ مِمَّا قَرَّرْنَاهُ فَإِنْ قِيلَ مَا مُنَاسَبَةُ حَدِيثِ أَبِي سُفْيَانَ فِي قِصَّةِ هِرَقْلَ بِبَدْءِ الْوَحْيِ فَالْجَوَابُ أَنَّهَا تَضَمَّنَتْ كَيْفِيَّةَ حَالِ النَّاسِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ الِابْتِدَاءِ وَلِأَنَّ الْآيَةَ الْمَكْتُوبَةَ إِلَى هِرَقْلَ لِلدُّعَاءِ إِلَى الْإِسْلَامِ مُلْتَئِمَةٌ مَعَ الْآيَةِ الَّتِي فِي التَّرْجَمَةِ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ الْآيَةَ وَقَالَ تَعَالَى شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ ماوصى بِهِ نوحًا الْآيَةَ فَبَانَ أَنَّهُ أَوْحَى إِلَيْهِمْ كُلِّهِمْ أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى سَوَاءٍ بَيْننَا وَبَيْنكُم الْآيَةَ تَكْمِيلٌ ذَكَرَ السُّهَيْلِيُّ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ هِرَقْلَ وَضَعَ الْكِتَابَ فِي قَصَبَةٍ مِنْ ذَهَبٍ تَعْظِيمًا لَهُ وَأَنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا يَتَوَارَثُونَهُ حَتَّى كَانَ عِنْدَ مَلِكِ الْفِرِنْجِ الَّذِي تَغَلَّبَ عَلَى طُلَيْطِلَةَ ثُمَّ كَانَ عِنْدَ سَبْطِهِ فَحَدَّثَنِي بَعْضُ أَصْحَابنَا أَن عبد الْملك بن سعد أَحَدَ قُوَّادِ الْمُسْلِمِينَ اجْتَمَعَ بِذَلِكَ الْمَلِكِ فَأَخْرَجَ لَهُ الْكِتَابَ فَلَمَّا رَآهُ اسْتَعْبَرَ وَسَأَلَ أَنْ يُمَكِّنَهُ مِنْ تَقْبِيلِهِ فَامْتَنَعَ قُلْتُ وَأَنْبَأَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنِ الْقَاضِي نُورِ الدِّينِ بْنِ الصَّائِغِ الدِّمَشْقِيِّ قَالَ حَدَّثَنِي سَيْفُ الدِّينِ فُلَيْحٌ الْمَنْصُورِيُّ قَالَ أَرْسَلَنِي الْمَلِكُ الْمَنْصُورُ قَلَاوُونُ إِلَى مَلِكِ الْغَرْبِ بِهَدِيَّةٍ فَأَرْسَلَنِي مَلِكُ الْغَرْبِ إِلَى مَلِكِ الْفِرِنْجِ فِي شَفَاعَةٍ فَقَبِلَهَا وَعَرَضَ عَلَيَّ الْإِقَامَةَ عِنْدَهُ فَامْتَنَعْتُ فَقَالَ لِي لَأُتْحِفَنَّكَ بِتُحْفَةٍ سَنِيَّةٍ فَأَخْرَجَ لِي صُنْدُوقًا مُصَفَّحًا بِذَهَبٍ فَأَخْرَجَ مِنْهُ مِقْلَمَةَ ذَهَبٍ فَأَخْرَجَ مِنْهَا كِتَابًا قَدْ زَالَتْ أَكْثَرُ حُرُوفِهِ وَقَدِ الْتَصَقَتْ عَلَيْهِ خِرْقَةُ حَرِيرٍ فَقَالَ هَذَا كِتَابُ نَبِيِّكُمْ إِلَى جَدِّي قَيْصَرَ مَا زِلْنَا نَتَوَارَثُهُ إِلَى الْآنَ وَأَوْصَانَا آبَاؤُنَا أَنَّهُ مَا دَامَ هَذَا الْكِتَابُ عِنْدَنَا لَا يَزَالُ الْمُلْكُ فِينَا فَنَحْنُ نَحْفَظُهُ غَايَةَ الْحِفْظِ وَنُعَظِّمُهُ وَنَكْتُمُهُ عَنِ النَّصَارَى لِيَدُومَ الْمُلْكُ فِينَا انْتَهَى وَيُؤَيِّدُ هَذَا مَا وَقَعَ فِي حَدِيثِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي رَاشِدٍ الَّذِي أَشَرْتُ إِلَيْهِ آنِفًا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَضَ عَلَى التَّنُوخِيِّ رَسُولِ هِرَقْلَ الْإِسْلَامَ فَامْتَنَعَ فَقَالَ لَهُ يَا أَخَا تَنُوخَ إِنِّي كَتَبْتُ إِلَى مَلِكِكُمْ بِصَحِيفَةٍ فَأَمْسَكَهَا فَلَنْ يَزَالَ النَّاسُ يَجِدُونَ مِنْهُ بَأْسًا مَا دَامَ فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ وَكَذَلِكَ أَخْرَجَ أَبُو عُبَيْدٍ فِي كِتَابِ الْأَمْوَالِ مِنْ مُرْسَلِ عُمَيْرِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى كِسْرَى وَقَيْصَرَ فَأَمَّا كِسْرَى فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ مَزَّقَهُ وَأَمَّا قَيْصَرُ فَلَمَّا قَرَأَ الْكِتَابَ طَوَاهُ ثُمَّ رَفَعَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَّا هَؤُلَاءِ فَيُمَزَّقُونَ وَأَمَّا هَؤُلَاءِ فَسَتَكُونُ لَهُمْ بَقِيَّةٌ وَيُؤَيِّدُهُ مَا رُوِيَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا جَاءَهُ جَوَابُ كِسْرَى قَالَ مَزَّقَ اللَّهُ مُلْكَهُ وَلَمَّا جَاءَهُ جَوَابُ هِرَقْلَ قَالَ ثَبَّتَ اللَّهُ مُلْكَهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ رَوَاهُ صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ وَيُونُسُ وَمَعْمَرٌ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ الْكِرْمَانِيُّ يَحْتَمِلُ ذَلِكَ وَجْهَيْنِ أَنْ يَرْوِيَ الْبُخَارِيُّ عَنِ الثَّلَاثَةِ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ كَأَنَّهُ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْيَمَانِ أَخْبَرَنَا هَؤُلَاءِ الثَّلَاثَةُ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَأَنْ يَرْوِيَ عَنْهُمْ بِطَرِيقٍ آخَرَ كَمَا أَنَّ الزُّهْرِيَّ يَحْتَمِلُ أَيْضًا فِي رِوَايَةِ الثَّلَاثَةِ أَنْ يَرْوِيَ لَهُم عَن عبيد الله عَن بن عَبَّاسٍ وَأَنْ يَرْوِيَ لَهُمْ عَنْ غَيْرِهِ هَذَا مَا يَحْتَمِلُ اللَّفْظَ وَإِنْ كَانَ الظَّاهِرُ الِاتِّحَادَ قلت(1/44)
هَذَا الظَّاهِرُ كَافٍ لِمَنْ شَمَّ أَدْنَى رَائِحَةٍ مِنْ عِلْمِ الْإِسْنَادِ وَالِاحْتِمَالَاتُ الْعَقْلِيَّةُ الْمُجَرَّدَةُ لَا مَدْخَلَ لَهَا فِي هَذَا الْفَنِّ وَأَمَّا الِاحْتِمَالُ الْأَوَّلُ فَأَشَدُّ بُعْدًا لِأَنَّ أَبَا الْيَمَانِ لَمْ يَلْحَقْ صَالِحَ بْنَ كَيْسَانَ وَلَا سَمِعَ مِنْ يُونُسَ وَهَذَا أَمْرٌ يَتَعَلَّقُ بِالنَّقْلِ الْمَحْضِ فَلَا يُلْتَفَتُ إِلَى مَا عَدَاهُ وَلَوْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّقْلِ لَاطَّلَعَ عَلَى كَيْفِيَّةِ رِوَايَةِ الثَّلَاثَةِ لِهَذَا الْحَدِيثِ بِخُصُوصِهِ فَاسْتَرَاحَ مِنْ هَذَا التَّرَدُّدِ وَقَدْ أَوْضَحْتُ ذَلِكَ فِي كِتَابِي تَغْلِيقُ التَّعْلِيقِ وَأُشِيرُ هُنَا إِلَيْهِ إِشَارَةً مُفْهِمَةً فَرِوَايَةُ صَالِحٍ وَهُوَ بن كَيْسَانَ أَخْرَجَهَا الْمُؤَلِّفُ فِي كِتَابِ الْجِهَادِ بِتَمَامِهَا مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ بن عَبَّاسٍ وَفِيهَا مِنَ الْفَوَائِدِ الزَّوَائِدِ مَا أَشَرْتُ إِلَيْهِ فِي أَثْنَاءِ الْكَلَامِ عَلَى هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ قَبْلُ وَلَكِنَّهُ انْتَهَى حَدِيثُهُ عِنْدَ قَوْلِ أَبِي سُفْيَانَ حَتَّى أَدْخَلَ اللَّهُ عَلَيَّ الْإِسْلَامَ زَادَ هُنَا وَأَنَا كَارِهٌ وَلَمْ يَذْكُرْ قِصَّةَ بن النَّاطُورِ وَكَذَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ بِدُونِهَا مِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ الْمَذْكُورِ وَرِوَايَةُ يُونُسَ أَيْضًا عَنِ الزُّهْرِيِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَخْرَجَهَا الْمُؤَلِّفُ فِي الْجِهَادِ مُخْتَصَرَةً مِنْ طَرِيقِ اللَّيْثِ وَفِي الِاسْتِئْذَانِ مُخْتَصَرَةً أَيْضًا من طَرِيق بن الْمُبَارَكِ كِلَاهُمَا عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِسَنَدِهِ بِعَيْنِهِ وَلَمْ يَسُقْهُ بِتَمَامِهِ وَقَدْ سَاقَهُ بِتَمَامِهِ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ اللَّيْث وَذكر فِيهِ قصَّة بن النَّاطُورِ وَرِوَايَةُ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ كَذَلِكَ سَاقَهَا الْمُؤَلِّفُ بِتَمَامِهَا فِي التَّفْسِيرِ وَقَدْ أَشَرْنَا إِلَى بَعْضِ فَوَائِدَ زَائِدَةٍ فِيمَا مَضَى أَيْضًا وَذَكَرَ فِيهِ من قصَّة بن النَّاطُورِ قِطْعَةً مُخْتَصَرَةً عَنِ الزُّهْرِيِّ مُرْسَلَةً فَقَدْ ظَهَرَ لَكَ أَنَّ أَبَا الْيَمَانِ مَا رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ وَاحِدٍ مِنَ الثَّلَاثَةِ وَأَنَّ الزُّهْرِيَّ إِنَّمَا رَوَاهُ لِأَصْحَابِهِ بِسَنَدٍ وَاحِدٍ عَنْ شَيْخٍ وَاحِدٍ وَهُوَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَّ أَحَادِيثَ الثَّلَاثَةِ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ عَنْ غَيْرِ أَبِي الْيَمَانِ وَلَوِ احْتَمَلَ أَنْ يَرْوِيَهُ لَهُمْ أَوْ لِبَعْضِهِمْ عَنْ شَيْخٍ آخَرَ لَكَانَ ذَلِكَ اخْتِلَافًا قَدْ يُفْضِي إِلَى الِاضْطِرَابِ الْمُوجِبِ لِلضَّعْفِ فَلَاحَ فَسَادُ ذَلِكَ الِاحْتِمَالِ وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى الْمُوَفِّقُ وَالْهَادِي إِلَى الصَّوَابِ لَا إِلَهَ الا هُوَ(1/45)
(قَوْلُهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ كِتَابُ الْإِيمَانِ)
هُوَ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ تَقْدِيرُهُ هَذَا كِتَابُ الْإِيمَانِ وَكِتَابُ مَصْدَرٌ يُقَالُ كَتَبَ يَكْتُبُ كِتَابَةً وَكِتَابًا وَمَادَّةُ كَتَبَ دَالَّةٌ عَلَى الْجَمْعِ وَالضَّمِّ وَمِنْهَا الْكَتِيبَةُ وَالْكِتَابَةُ اسْتَعْمَلُوا ذَلِكَ فِيمَا يَجْمَعُ أَشْيَاءَ مِنَ الْأَبْوَابِ وَالْفُصُولِ الْجَامِعَةِ لِلْمَسَائِلِ وَالضَّمُّ فِيهِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمَكْتُوبِ مِنَ الْحُرُوفِ حَقِيقَةٌ وَبِالنِّسْبَةِ إِلَى الْمَعَانِي الْمُرَادَةِ مِنْهَا مَجَازٌ وَالْبَابُ مَوْضُوعُهُ الْمَدْخَلُ فَاسْتِعْمَالُهُ فِي الْمَعَانِي مَجَازٌ وَالْإِيمَانُ لُغَةً التَّصْدِيقُ وَشَرْعًا تَصْدِيقُ الرَّسُولِ فِيمَا جَاءَ بِهِ عَنْ رَبِّهِ وَهَذَا الْقَدْرُ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ثُمَّ وَقَعَ الِاخْتِلَافُ هَلْ يُشْتَرَطُ مَعَ ذَلِكَ مَزِيدُ أَمْرٍ مِنْ جِهَةِ إِبْدَاءِ هَذَا التَّصْدِيقِ بِاللِّسَانِ الْمُعَبِّرِ عَمَّا فِي الْقَلْبِ إِذِ التَّصْدِيقُ مِنْ أَفْعَالِ الْقُلُوبِ أَوْ مِنْ جِهَةِ الْعَمَلِ بِمَا صَدَّقَ بِهِ مِنْ ذَلِكَ كَفِعْلِ الْمَأْمُورَاتِ وَتَرْكِ الْمُنْتَهَيَاتِ كَمَا سَيَأْتِي ذِكْرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَالْإِيمَانُ فِيمَا قِيلَ مُشْتَقٌّ مِنَ الْأَمْنِ وَفِيهِ نَظَرٌ لِتَبَايُنِ مَدْلُولِي الْأَمْنِ وَالتَّصْدِيقِ إِلَّا إِنْ لُوحِظَ فِيهِ مَعْنًى مَجَازِيٌّ فَيُقَالُ أَمِنَهُ إِذَا صَدَّقَهُ أَيْ أَمِنَهُ التَّكْذِيبَ وَلَمْ يَسْتَفْتِحِ الْمُصَنِّفُ بَدْءَ الْوَحْيِ بِكِتَابٍ لِأَنَّ الْمُقَدِّمَةَ لَا تُسْتَفْتَحُ بِمَا يُسْتَفْتَحُ بِهِ غَيْرُهَا لِأَنَّهَا تَنْطَوِي عَلَى مَا يَتَعَلَّقُ بِمَا بَعْدَهَا وَاخْتَلَفَتِ الرِّوَايَاتُ فِي تَقْدِيمِ الْبَسْمَلَةِ عَلَى كِتَابٍ أَوْ تَأْخِيرِهَا وَلِكُلٍّ وَجْهٌ الْأَوَّلُ ظَاهِرٌ وَوَجْهُ الثَّانِي وَعَلَيْهِ أَكْثَرُ الرِّوَايَاتِ أَنَّهُ جَعَلَ التَّرْجَمَةَ قَائِمَةً مَقَامَ تَسْمِيَةِ السُّورَةِ وَالْأَحَادِيثُ الْمَذْكُورَةُ بَعْدَ الْبَسْمَلَةِ كَالْآيَاتِ مُسْتَفْتَحَةٌ بِالْبَسْمَلَةِ قَوْلُهُ بَابُ قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ سَقَطَ لَفْظُ بَابُ مِنْ رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ وَقَدْ وُصِلَ الْحَدِيثُ بَعْدُ تَامًّا وَاقْتِصَارُهُ عَلَى طَرَفِهِ فِيهِ تَسْمِيَةُ الشَّيْءِ بِاسْمِ بَعْضِهِ وَالْمُرَادُ بَابُ هَذَا الْحَدِيثِ قَوْلُهُ وَهُوَ أَيِ الْإِيمَانُ قَوْلٌ وَفِعْلٌ وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَفِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَهُوَ اللَّفْظُ الْوَارِدُ عَنِ السَّلَفِ الَّذين اطلقوا ذَلِك وَوهم بن التِّينِ فَظَنَّ أَنَّ قَوْلَهُ وَهُوَ إِلَى آخِرِهِ مَرْفُوعٌ لَمَّا رَآهُ مَعْطُوفًا وَلَيْسَ ذَلِكَ مُرَادَ الْمُصَنِّفِ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ وَرَدَ بِإِسْنَادٍ ضَعِيفٍ وَالْكَلَامُ هُنَا فِي مَقَامَيْنِ أَحَدُهُمَا كَوْنُهُ قَوْلًا وَعَمَلًا وَالثَّانِي كَوْنُهُ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ فَأَمَّا الْقَوْلُ فَالْمُرَادُ بِهِ النُّطْقُ بِالشَّهَادَتَيْنِ وَأَمَّا الْعَمَلُ فَالْمُرَادُ بِهِ مَا هُوَ أَعَمُّ مِنْ عَمَلِ الْقَلْبِ وَالْجَوَارِحِ لِيَدْخُلَ الِاعْتِقَادُ وَالْعِبَادَاتُ وَمُرَادُ مَنْ أَدْخَلَ ذَلِكَ فِي تَعْرِيفِ الْإِيمَانِ وَمَنْ نَفَاهُ إِنَّمَا هُوَ بِالنَّظَرِ إِلَى مَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى فَالسَّلَفُ قَالُوا هُوَ اعْتِقَادٌ بِالْقَلْبِ وَنُطْقٌ بِاللِّسَانِ وَعَمَلٌ بِالْأَرْكَانِ وَأَرَادُوا بِذَلِكَ أَنَّ الْأَعْمَالَ شَرْطٌ فِي كَمَاله وَمن هُنَا نشا لَهُم الْقَوْلُ بِالزِّيَادَةِ وَالنَّقْصِ كَمَا سَيَأْتِي وَالْمُرْجِئَةُ قَالُوا هُوَ اعْتِقَادٌ وَنُطْقٌ فَقَطْ وَالْكَرَّامِيَّةُ قَالُوا هُوَ نُطْقٌ فَقَطْ وَالْمُعْتَزِلَةُ قَالُوا هُوَ الْعَمَلُ وَالنُّطْقُ وَالِاعْتِقَادُ وَالْفَارِقُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّلَفِ أَنَّهُمْ جَعَلُوا الْأَعْمَالَ شَرْطًا فِي صِحَّتِهِ وَالسَّلَفُ جَعَلُوهَا شَرْطًا فِي كَمَالِهِ وَهَذَا كُلُّهُ كَمَا قُلْنَا بِالنَّظَرِ إِلَى مَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى أَمَّا بِالنَّظَرِ إِلَى مَا عِنْدَنَا فَالْإِيمَانُ هُوَ الْإِقْرَارُ فَقَطْ فَمَنْ أَقَرَّ أُجْرِيَتْ عَلَيْهِ الْأَحْكَامُ فِي الدُّنْيَا وَلَمْ يُحْكَمْ عَلَيْهِ بِكُفْرٍ إِلَّا إِنِ اقْتَرَنَ بِهِ فِعْلٌ يَدُلُّ عَلَى كُفْرِهِ كَالسُّجُودِ لِلصَّنَمِ فَإِنْ كَانَ الْفِعْلُ لَا يَدُلُّ عَلَى الْكُفْرِ كَالْفِسْقِ فَمَنْ أُطْلِقَ عَلَيْهِ الْإِيمَانَ فَبِالنَّظَرِ إِلَى إِقْرَارِهِ وَمَنْ نُفِيَ عَنْهُ الْإِيمَانَ فَبِالنَّظَرِ إِلَى كَمَالِهِ وَمَنْ أُطْلِقَ عَلَيْهِ الْكُفْرُ فَبِالنَّظَرِ إِلَى أَنَّهُ فَعَلَ فِعْلَ الْكَافِرِ وَمَنْ نَفَاهُ عَنْهُ فَبِالنَّظَرِ إِلَى حَقِيقَتِهِ وَأَثْبَتَتِ الْمُعْتَزِلَةُ الْوَاسِطَةَ فَقَالُوا الْفَاسِقُ لَا مُؤْمِنٌ وَلَا كَافِرٌ وَأَمَّا الْمَقَامُ الثَّانِي فَذَهَبَ السَّلَفُ إِلَى أَنَّ الْإِيمَانَ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَأَنْكَرَ ذَلِكَ أَكْثَرُ الْمُتَكَلِّمِينَ وَقَالُوا مَتَى قبل ذَلِكَ كَانَ شَكًّا قَالَ الشَّيْخُ مُحْيِي الدِّينِ وَإِلَّا ظهر الْمُخْتَارُ أَنَّ التَّصْدِيقَ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ بِكَثْرَةِ النَّظَرِ وَوُضُوحِ الْأَدِلَّةِ وَلِهَذَا كَانَ إِيمَانُ الصِّدِّيقِ أَقْوَى مِنْ إِيمَانِ غَيْرِهِ بِحَيْثُ لَا يَعْتَرِيهِ الشُّبْهَةُ وَيُؤَيِّدُهُ أَنَّ كُلَّ أَحَدٍ يَعْلَمُ أَنَّ مَا فِي قَلْبِهِ يَتَفَاضَلُ حَتَّى إِنَّهُ يَكُونُ فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ الْإِيمَانُ أَعْظَمَ يَقِينًا وَإِخْلَاصًا وَتَوَكُّلًا مِنْهُ فِي بَعْضِهَا وَكَذَلِكَ فِي التَّصْدِيقِ وَالْمَعْرِفَةِ بِحَسَبِ ظُهُورِ الْبَرَاهِينِ وَكَثْرَتِهَا وَقَدْ نَقَلَ مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرٍ الْمَرْوَزِيُّ(1/46)
فِي كِتَابِهِ تَعْظِيمُ قَدْرِ الصَّلَاةِ عَنْ جَمَاعَةٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ نَحْوَ ذَلِكَ وَمَا نُقِلَ عَنِ السَّلَفِ صَرَّحَ بِهِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي مُصَنَّفِهِ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَمَالِكِ بْنِ أَنَسٍ وَالْأَوْزَاعِيِّ وبن جُرَيْجٍ وَمَعْمَرٍ وَغَيْرِهِمْ وَهَؤُلَاءِ فُقَهَاءُ الْأَمْصَارِ فِي عَصْرِهِمْ وَكَذَا نَقَلَهُ أَبُو الْقَاسِمِ اللَّالِكَائِيُّ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ عَنِ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَإِسْحَاقَ بْنِ رَاهْوَيْةِ وَأَبِي عُبَيْدٍ وَغَيْرِهِمْ مِنَ الْأَئِمَّةِ وَرَوَى بِسَنَدِهِ الصَّحِيحِ عَنِ الْبُخَارِيِّ قَالَ لَقِيتُ أَكْثَرَ مِنَ أَلْفِ رَجُلٍ مِنَ الْعُلَمَاءِ بِالْأَمْصَارِ فَمَا رَأَيْتُ أَحَدًا مِنْهُمْ يَخْتَلِفُ فِي أَنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ وَعَمَلٌ وَيَزِيدُ وَيَنْقُصُ وَأَطْنَبَ بن أَبِي حَاتِمٍ وَاللَّالِكَائِيُّ فِي نَقْلِ ذَلِكَ بِالْأَسَانِيدِ عَنْ جَمْعٍ كَثِيرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَكُلِّ مَنْ يَدُورُ عَلَيْهِ الْإِجْمَاعُ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَحَكَاهُ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ وَوَكِيعٌ عَنْ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ وَقَالَ الْحَاكِمُ فِي مَنَاقِبِ الشَّافِعِيِّ حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْأَصَمُّ أَخْبَرَنَا الرَّبِيعُ قَالَ سَمِعت الشَّافِعِي يَقُول الْإِيمَان قَول وَعمل يزِيد وَيَنْقُصُ وَأَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي تَرْجَمَةِ الشَّافِعِيِّ مِنَ الْحِلْيَةِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الرَّبِيعِ وَزَادَ يَزِيدُ بِالطَّاعَةِ وَيَنْقُصُ بِالْمَعْصِيَةِ ثُمَّ تَلَا ويزداد الَّذين آمنُوا ايمانا الْآيَةَ ثُمَّ شَرَعَ الْمُصَنِّفُ يَسْتَدِلُّ لِذَلِكَ بِآيَاتٍ مِنَ الْقُرْآنِ مُصَرِّحَةٍ بِالزِّيَادَةِ وَبِثُبُوتِهَا يَثْبُتُ الْمُقَابِلُ فَإِنَّ كُلَّ قَابِلٍ لِلزِّيَادَةِ قَابِلٌ لِلنُّقْصَانِ ضَرُورَةً قَوْلُهُ وَالْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ مِنَ الْإِيمَانِ هُوَ لَفْظُ حَدِيثٍ أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ مِنْ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ وَلَفْظُهُ أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ وَلَفْظُ أَبِي أُمَامَةَ مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ وَأَبْغَضَ لِلَّهِ وَأَعْطَى لِلَّهِ وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ وَلِلتِّرْمِذِيِّ مِنْ حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي أُمَامَةَ وَزَادَ أَحْمَدُ فِيهِ وَنَصَحَ لِلَّهِ وَزَادَ فِي أُخْرَى وَيُعْمِلُ لِسَانَهُ فِي ذِكْرِ اللَّهِ وَلَهُ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْجَمُوحِ بِلَفْظِ لَا يَجِدُ الْعَبْدُ صَرِيحَ الْإِيمَانِ حَتَّى يُحِبَّ لِلَّهِ وَيبغض لله وَلَفظ الْبَزَّار رَفعه أوثق عرا الْإِيمَانِ الْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ وَسَيَأْتِي عِنْدَ الْمُصَنِّفِ آيَةُ الْإِيمَانِ حُبُّ الْأَنْصَارِ وَاسْتُدِلَّ بِذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ لِأَنَّ الْحُبَّ وَالْبُغْضَ يَتَفَاوَتَانِ قَوْلُهُ وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ أَي بن عُمَيْرَةَ الْكِنْدِيِّ وَهُوَ تَابِعِيٌّ مِنْ أَوْلَادِ الصَّحَابَةِ وَكَانَ عَامِلُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى الْجَزِيرَةِ فَلِذَلِكَ كَتَبَ إِلَيْهِ وَالتَّعْلِيقُ الْمَذْكُورُ وَصَلَهُ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَأَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ لَهُمَا مِنْ طَرِيقِ عِيسَى بْنِ عَاصِمٍ قَالَ حَدَّثَنِي عَدِيُّ بْنُ عَدِيٍّ قَالَ كَتَبَ إِلَيَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ لِلْإِيمَانِ فَرَائِضَ وَشَرَائِعَ إِلَخْ قَوْلُهُ إِنَّ لِلْإِيمَانِ فَرَائِضَ كَذَا ثَبَتَ فِي مُعْظَمِ الرِّوَايَاتِ بِاللَّامِ وَفَرَائِضَ بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهَا اسْم أَن وَفِي رِوَايَة بن عَسَاكِرَ فَإِنَّ الْإِيمَانَ فَرَائِضُ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ اسْمُ إِنَّ وَفَرَائِضُ خَبَرُهَا وَبِالْأَوَّلِ جَاءَ الْمَوْصُولُ الَّذِي أَشَرْنَا إِلَيْهِ قَوْلُهُ فَرَائِضَ أَيْ أَعْمَالًا مَفْرُوضَةً وَشَرَائِعَ أَيْ عَقَائِدَ دِينِيَّةً وَحُدُودًا أَيْ مَنْهِيَّاتٍ مَمْنُوعَةً وَسُنَنًا أَيْ مَنْدُوبَاتٍ قَوْلُهُ فَإِنْ أَعِشْ فَسَأُبَيِّنُهَا أَيْ أُبَيِّنُ تَفَارِيعَهَا لَا أُصُولَهَا لِأَن اصولها كَانَت مَعْلُومَة لَهُم مجمله عَلَى تَجْوِيزِ تَأْخِيرِ الْبَيَانِ عَنْ وَقْتِ الْخِطَابِ إِذِ الْحَاجَةُ هُنَا لَمْ تَتَحَقَّقْ وَالْغَرَضُ مِنْ هَذَا الْأَثَرِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ كَانَ مِمَّنْ يَقُولُ بِأَنَّ الْإِيمَانَ يَزِيدُ وَيَنْقُصُ حَيْثُ قَالَ اسْتكْمل وَلم يستكمل قَالَ الْكِرْمَانِيُّ وَهَذَا عَلَى إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ وَأَمَّا عَلَى الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى فَقَدْ يُمْنَعُ ذَلِكَ لِأَنَّهُ جَعَلَ الْإِيمَانَ غَيْرَ الْفَرَائِضِ قُلْتُ لَكِنَّ آخِرَ كَلَامِهِ يُشْعِرُ بِذَلِكَ وَهُوَ قَوْلُهُ فَمَنِ اسْتَكْمَلَهَا أَيِ الْفَرَائِضَ وَمَا مَعَهَا فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الْإِيمَانَ وَبِهَذَا تَتَّفِقُ الرِّوَايَتَانِ فَالْمُرَادُ أَنَّهَا مِنَ الْمُكَمِّلَاتِ لِأَنَّ الشَّارِعَ أَطْلَقَ عَلَى مُكَمِّلَاتِ الْإِيمَانِ إِيمَانًا قَوْلُهُ وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قلبِي أَشَارَ إِلَى تَفْسِيرِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ وَمُجَاهِدٍ وَغَيرهمَا لهَذِهِ الْآيَة فروى بن جَرِيرٍ بِسَنَدِهِ الصَّحِيحِ إِلَى سَعِيدٍ قَالَ قَوْلُهُ لِيَطمَئِن قلبِي أَيْ يَزْدَادَ يَقِينِي وَعَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ لِأَزْدَادَ إِيمَانًا إِلَى إِيمَانِي وَإِذَا ثَبَتَ ذَلِكَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ مَعَ أَنَّ نَبِيَّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُمِرَ بِاتِّبَاعِ مِلَّتِهِ كَانَ كَأَنَّهُ ثَبَتَ عَنْ نَبِيِّنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَلِكَ وَإِنَّمَا فَصَلَ الْمُصَنِّفُ بَيْنَ هَذِهِ الْآيَةِ وَبَيْنَ(1/47)
الْآيَاتِ الَّتِي قَبْلَهَا لِأَنَّ الدَّلِيلَ يُؤْخَذُ مِنْ تِلْكَ بِالنَّصِّ وَمِنْ هَذِهِ بِالْإِشَارَةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْله وَقَالَ معَاذ هُوَ بن جَبَلٍ وَصَرَّحَ بِذَلِكَ الْأَصِيلِيُّ وَالتَّعْلِيقُ الْمَذْكُورُ وَصَلَهُ أَحْمَدُ وَأَبُو بَكْرٍ أَيْضًا بِسَنَدٍ صَحِيحٍ إِلَى الْأَسْوَدِ بْنِ هِلَالٍ قَالَ قَالَ لِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً وَفِي رِوَايَةٍ لَهُمَا كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يَقُولُ لِلرَّجُلِ مِنْ إِخْوَانِهِ اجْلِسْ بِنَا نُؤْمِنْ سَاعَةً فَيَجْلِسَانِ فَيَذْكُرَانِ اللَّهَ تَعَالَى وَيَحْمَدَانِهِ وَعُرِفَ مِنَ الرِّوَايَةِ الْأُولَى أَنَّ الْأَسْوَدَ أَبْهَمَ نَفْسَهُ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ مُعَاذٌ قَالَ ذَلِكَ لَهُ وَلِغَيْرِهِ وَوَجْهُ الدَّلَالَةِ مِنْهُ ظَاهِرَةٌ لِأَنَّهُ لَا يُحْمَلُ عَلَى أَصْلِ الْإِيمَانِ لِكَوْنِهِ كَانَ مُؤْمِنًا وَأَيُّ مُؤْمِنٍ وَإِنَّمَا يُحْمَلُ عَلَى إِرَادَةِ أَنَّهُ يَزْدَادُ إِيمَانًا بِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى وَقَالَ الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ لَا تَعَلُّقَ فِيهِ لِلزِّيَادَةِ لِأَنَّ مُعَاذًا إِنَّمَا أَرَادَ تَجْدِيدَ الْإِيمَانِ لِأَنَّ الْعَبْدَ يُؤْمِنُ فِي أَوَّلِ مَرَّةٍ فَرْضًا ثُمَّ يَكُونُ أَبَدًا مُجَدِّدًا كُلَّمَا نَظَرَ أَوْ فَكَّرَ وَمَا نَفَاهُ أَوَّلًا أَثْبَتَهُ آخِرًا لِأَنَّ تَجْدِيدَ الْإِيمَان إِيمَان قَوْله وَقَالَ بن مَسْعُودٍ الْيَقِينُ الْإِيمَانُ كُلُّهُ هَذَا التَّعْلِيقُ طَرَفٌ مِنْ أَثَرٍ وَصَلَهُ الطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ وَبَقِيَّتُهُ وَالصَّبْرُ نِصْفُ الْإِيمَانِ وَأَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي الزُّهْدِ مِنْ حَدِيثِهِ مَرْفُوعًا وَلَا يَثْبُتُ رَفْعُهُ وَجَرَى الْمُصَنِّفُ عَلَى عَادَتِهِ فِي الِاقْتِصَارِ عَلَى مَا يَدُلُّ بِالْإِشَارَةِ وَحَذْفِ مَا يَدُلُّ بِالصَّرَاحَةِ إِذْ لَفْظُ النِّصْفِ صَرِيحٌ فِي التَّجْزِئَةِ وَفِي الْإِيمَانِ لِأَحْمَدَ مِنْ طَرِيقِ عبد الله بن عكيم عَن بن مَسْعُودٍ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ اللَّهُمَّ زِدْنَا إِيمَانًا وَيَقِينًا وَفِقْهًا وَإِسْنَادُهُ صَحِيحٌ وَهَذَا أَصْرَحُ فِي الْمَقْصُودِ وَلَمْ يَذْكُرْهُ الْمُصَنِّفُ لِمَا أَشَرْتُ إِلَيْهِ تَنْبِيهٌ تَعَلَّقَ بِهَذَا الْأَثَرِ مَنْ يَقُولُ إِنَّ الْإِيمَانَ هُوَ مُجَرَّدُ التَّصْدِيقِ وَأُجِيبَ بِأَنَّ مُرَادَ بن مَسْعُودٍ أَنَّ الْيَقِينَ هُوَ أَصْلُ الْإِيمَانِ فَإِذَا أَيْقَنَ الْقَلْبُ انْبَعَثَتِ الْجَوَارِحُ كُلُّهَا لِلِقَاءِ اللَّهِ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ حَتَّى قَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ لَوْ أَنَّ الْيَقِينَ وَقَعَ فِي الْقَلْبِ كَمَا يَنْبَغِي لَطَارَ اشْتِيَاقًا إِلَى الْجَنَّةِ وَهَرَبًا مِنَ النَّارِ قَوْله وَقَالَ بن عُمَرَ إِلَخْ الْمُرَادُ بِالتَّقْوَى وِقَايَةُ النَّفْسِ عَنِ الشِّرْكِ وَالْأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ وَالْمُوَاظَبَةَ عَلَى الْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ وَبِهَذَا التَّقْرِيرِ يَصِحُّ اسْتِدْلَالُ الْمُصَنِّفِ وَقَوْلُهُ حَاكَ بِالْمُهْمَلَةِ وَالْكَافِ الْخَفِيفَةِ أَيْ تَرَدَّدَ فَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ بَعْضَ الْمُؤْمِنِينَ بَلَغَ كُنْهَ الْإِيمَانِ وَحَقِيقَتَهُ وَبَعْضَهُمْ لَمْ يَبْلُغْ وَقَدْ وَرَدَ مَعْنَى قَول بن عُمَرَ عِنْدَ مُسْلِمٍ مِنْ حَدِيثِ النَّوَّاسِ مَرْفُوعًا وَعِنْدَ أَحْمَدَ مِنْ حَدِيثِ وَابِصَةَ وَحَسَّنَ التِّرْمِذِيُّ مِنْ حَدِيثِ عَطِيَّةَ السَّعْدِيِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَكُونُ الرَّجُلُ مِنَ الْمُتَّقِينَ حَتَّى يَدَعَ مَا لَا بَأْسَ بِهِ حَذَرًا لِمَا بِهِ الْبَأْسُ وَلَيْسَ فِيهَا شَيْء عَلَى شَرْطِ الْمُصَنِّفِ فَلِهَذَا اقْتَصَرَ عَلَى أَثَرِ بن عُمَرَ وَلَمْ أَرَهُ إِلَى الْآنَ مَوْصُولًا وَقَدْ أخرج بن أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ التَّقْوَى عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ تَمَامُ التَّقْوَى أَنْ تَتَّقِيَ اللَّهَ حَتَّى تَتْرُكَ مَا تَرَى أَنَّهُ حَلَالٌ خَشْيَةَ أَنْ يَكُونَ حَرَامًا قَوْلُهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ وَصَلَ هَذَا التَّعْلِيقَ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ فِي تَفْسِيرِهِ وَالْمُرَادُ أَنَّ الَّذِي تَظَاهَرَتْ عَلَيْهِ الْأَدِلَّةُ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ هُوَ شَرْعُ الْأَنْبِيَاءِ كُلِّهِمْ تَنْبِيهٌ قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ الْبُلْقِينِيُّ وَقَعَ فِي أَصْلِ الصَّحِيحِ فِي جَمِيعِ الرِّوَايَاتِ فِي أَثَرِ مُجَاهِدٍ هَذَا تَصْحِيفٌ قَلَّ مَنْ تَعَرَّضَ لِبَيَانِهِ وَذَلِكَ أَنَّ لَفْظَهُ وَقَالَ مُجَاهِدٌ شَرَعَ لَكُمْ أَوْصَيْنَاكَ يَا مُحَمَّدُ وَإِيَّاهُ دِينًا وَاحِدًا وَالصَّوَابُ أَوْصَاكَ يَا مُحَمَّدُ وَأَنْبِيَاءَهُ كَذَا أَخْرَجَهُ عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَالْفِرْيَابِيُّ وَالطَّبَرِيُّ وبن الْمُنْذِرِ فِي تَفَاسِيرِهِمْ وَبِهِ يَسْتَقِيمُ الْكَلَامُ وَكَيْفَ يُفْرِدُ مُجَاهِدٌ الضَّمِيرَ لِنُوحٍ وَحْدَهُ مَعَ أَنَّ فِي السِّيَاقِ ذِكْرَ جَمَاعَةٍ انْتَهَى وَلَا مَانِعَ مِنَ الْإِفْرَادِ فِي التَّفْسِيرِ وَإِنْ كَانَ لَفْظُ الْآيَةِ بِالْجَمْعِ عَلَى إِرَادَةِ الْمُخَاطَبِ وَالْبَاقُونَ تَبَعٌ وَإِفْرَادُ الضَّمِيرِ لَا يَمْتَنِعُ لِأَنَّ نُوحًا أُفْرِدَ فِي الْآيَةِ فَلَمْ يَتَعَيَّنِ التَّصْحِيفُ وَغَايَةُ مَا ذُكِرَ مِنْ مَجِيءِ التَّفَاسِيرِ بِخِلَافِ لَفْظِهِ أَنْ يَكُونَ مَذْكُورًا عِنْدَ الْمُصَنِّفِ بِالْمَعْنَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَدِ اسْتَدَلَّ الشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وَغَيْرُهُمَا عَلَى أَنَّ الْأَعْمَالَ تَدْخُلُ فِي الْإِيمَانِ بِهَذِهِ الْآيَةِ وَمَا أمروا الا ليعبدوا الله إِلَى قَوْله دين الْقيمَة قَالَ الشَّافِعِيُّ لَيْسَ عَلَيْهِمْ أَحَجَّ مِنْ هَذِهِ الْآيَةِ أَخْرَجَهُ الْخَلَّالُ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ قَوْلُهُ وَقَالَ بن عَبَّاسٍ وَصَلَ هَذَا التَّعْلِيقَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي تَفْسِيرِهِ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ وَالْمِنْهَاجُ السَّبِيلُ أَيِ الطَّرِيقُ الْوَاضِح والشرعة(1/48)
وَالشَّرِيعَةُ بِمَعْنًى وَقَدْ شَرَعَ أَيْ سَنَّ فَعَلَى هَذَا فِيهِ لَفٌّ وَنَشْرٌ غَيْرُ مُرَتَّبٍ فَإِنْ قِيلَ هَذَا يَدُلُّ عَلَى الِاخْتِلَافِ وَالَّذِي قَبْلَهُ عَلَى الِاتِّحَادِ أُجِيبَ بِأَنَّ ذَلِكَ فِي أُصُولِ الدِّينِ وَلَيْسَ بَيْنَ الْأَنْبِيَاءِ فِيهِ اخْتِلَافٌ وَهَذَا فِي الْفُرُوعِ وَهُوَ الَّذِي يَدْخُلُهُ النَّسْخُ
(قَوْلُهُ دُعَاؤُكُمْ إِيمَانُكُمْ)
قَالَ النَّوَوِيُّ يَقَعُ فِي كَثِيرٍ مِنَ النُّسَخِ هُنَا بَابٌ وَهُوَ غَلَطٌ فَاحِشٌ وَصَوَابُهُ بِحَذْفِهِ وَلَا يَصِحُّ إِدْخَالُ بَابِ هُنَا إِذْ لَا تَعَلُّقَ لَهُ هُنَا قُلْتُ ثَبَتَ بَابٌ فِي كَثِيرٍ مِنَ الرِّوَايَاتِ الْمُتَّصِلَةِ مِنْهَا رِوَايَةُ أَبِي ذَرٍّ وَيُمْكِنُ تَوْجِيهُهُ لَكِنْ قَالَ الْكِرْمَانِيُّ إِنَّهُ وَقَفَ عَلَى نُسْخَةٍ مَسْمُوعَةٍ عَلَى الْفَرَبْرِيِّ بِحَذْفِهِ وَعَلَى هَذَا فَقَوْلُهُ دُعَاؤُكُمْ إِيمَانُكُمْ من قَول بن عَبَّاسٍ وَعَطَفَهُ عَلَى مَا قَبْلِهِ كَعَادَتِهِ فِي حَذْفِ أَدَاةِ الْعَطْفِ حَيْثُ يُنْقَلُ التَّفْسِيرُ وَقَدْ وَصله بن جرير من قَول بن عَبَّاسٍ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى قُلْ مَا يعبأ بكم رَبِّي لَوْلَا دعاؤكم قَالَ يَقُولُ لَوْلَا إِيمَانُكُمْ أَخْبَرَ اللَّهُ الْكُفَّارَ أَنَّهُ لَا يَعْبَأُ بِهِمْ وَلَوْلَا إِيمَانُ الْمُؤْمِنِينَ لَمْ يَعْبَأْ بِهِمْ أَيْضًا وَوَجْهُ الدِّلَالَةِ لِلْمُصَنِّفِ أَنَّ الدُّعَاءَ عَمَلٌ وَقَدْ أَطْلَقَهُ عَلَى الْإِيمَانِ فَيَصِحُّ إِطْلَاقُ أَنَّ الْإِيمَانَ عَمَلٌ وَهَذَا عَلَى تَفْسِير بن عَبَّاس وَقَالَ غَيره الدُّعَاء هُنَا مَصْدَرٌ مُضَافٌ إِلَى الْمَفْعُولِ وَالْمُرَادُ دُعَاءُ الرُّسُلِ الْخَلْقَ إِلَى الْإِيمَانِ فَالْمَعْنَى لَيْسَ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ عُذْرٌ إِلَّا أَنْ يَدْعُوَكُمُ الرَّسُولُ فَيُؤْمِنُ مَنْ آمَنَ وَيَكْفُرُ مَنْ كَفَرَ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ أَنْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ الْعَذَابُ لَازِمًا لَكُمْ وَقِيلَ مَعْنَى الدُّعَاءِ هُنَا الطَّاعَةُ وَيُؤَيِّدُهُ حَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنُ بَشِيرٍ أَنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ أَخْرَجَهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ بِسَنَدٍ جَيِّدٍ
[8] قَوْلُهُ حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ هُوَ قُرَشِيٌّ مَكِّيٌّ مِنْ ذُرِّيَّةِ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ الْجُمَحِيِّ وَعِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدٍ هُوَ بن سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ وَهُوَ ثِقَةٌ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ وَفِي طَبَقَتِهِ عِكْرِمَةُ بْنُ خَالِدِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ الْمَخْزُومِيُّ وَهُوَ ضَعِيفٌ وَلَمْ يُخَرِّجْ لَهُ الْبُخَارِيُّ نَبَّهْتُ عَلَيْهِ لِشِدَّةِ الْتِبَاسِهِ وَيَفْتَرِقَانِ بشيوخهما وَلم يرو الضَّعِيف عَن بن عُمَرَ زَادَ مُسْلِمٌ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ حَنْظَلَةَ قَالَ سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ بْنَ خَالِدٍ يُحَدِّثُ طَاوُسًا أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَلَا تَغْزُو فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فَائِدَةٌ اسْمُ الرَّجُلِ السَّائِلِ حَكِيمٌ ذَكَرَهُ الْبَيْهَقِيُّ قَوْلُهُ عَلَى خَمْسٍ أَيْ دَعَائِمَ وَصَرَّحَ بِهِ عَبْدُ الرَّزَّاقِ فِي رِوَايَتِهِ وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمٍ عَلَى خَمْسَةٍ أَيْ أَرْكَانٍ فَإِنْ قِيلَ الْأَرْبَعَةُ الْمَذْكُورَةُ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الشَّهَادَةِ إِذْ لَا يَصِحُّ شَيْءٌ مِنْهَا إِلَّا بَعْدَ وُجُودِهَا فَكَيْفَ يُضَمُّ مَبْنِيٌّ إِلَى مَبْنِيٍّ عَلَيْهِ فِي مُسَمًّى وَاحِدٍ أُجِيبَ بِجَوَازِ ابْتِنَاءِ أَمْرٍ عَلَى أَمْرٍ يَنْبَنِي عَلَى الْأَمْرَيْنِ أَمْرٌ آخَرُ فَإِنْ قِيلَ الْمَبْنِيُّ لَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ غَيْرَ الْمَبْنِيِّ عَلَيْهِ أُجِيبَ بِأَنَّ الْمَجْمُوعَ غَيْرٌ مِنْ حَيْثُ الِانْفِرَادِ عَيْنٌ مِنْ حَيْثُ الْجَمْعِ وَمِثَالُهُ الْبَيْتُ مِنِ الشِّعْرِ يُجْعَلُ عَلَى خَمْسَةِ أَعْمِدَةٍ أَحَدُهَا أَوْسَطُ وَالْبَقِيَّةُ أَرْكَانٌ فَمَا دَامَ الْأَوْسَطُ قَائِمًا فَمُسَمَّى الْبَيْتِ مَوْجُودٌ وَلَوْ سَقَطَ مَهْمَا سَقَطَ مِنَ الْأَرْكَانِ فَإِذَا سَقَطَ الْأَوْسَطُ سَقَطَ مُسَمَّى الْبَيْتِ فَالْبَيْتُ بِالنَّظَرِ إِلَى مَجْمُوعِهِ شَيْءٌ وَاحِدٌ وَبِالنَّظَرِ إِلَى أَفْرَادِهِ أَشْيَاءُ وَأَيْضًا فَبِالنَّظَرِ إِلَى أُسِّهِ وَأَرْكَانِهِ الْأُسُّ أَصْلٌ وَالْأَرْكَانُ تَبَعٌ وَتَكْمِلَةٌ تَنْبِيهَاتٌ أَحَدُهَا لَمْ يُذْكَرِ الْجِهَادَ لِأَنَّهُ فَرْضُ كِفَايَةٍ وَلَا يَتَعَيَّنُ إِلَّا فِي بَعْضِ الْأَحْوَالِ(1/49)
وَلِهَذَا جعله بن عُمَرَ جَوَابَ السَّائِلِ وَزَادَ فِي رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ فِي آخِرِهِ وَإِنَّ الْجِهَادَ مِنَ الْعَمَلِ الْحسن وَأغْرب بن بَطَّالٍ فَزَعَمَ أَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ كَانَ أَوَّلَ الْإِسْلَامِ قَبْلَ فَرْضِ الْجِهَادِ وَفِيهِ نَظَرٌ بَلْ هُوَ خَطَأٌ لِأَنَّ فَرْضَ الْجِهَادِ كَانَ قَبْلَ وَقْعَةِ بَدْرٍ وَبَدْرٌ كَانَتْ فِي رَمَضَانَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ وَفِيهَا فُرِضَ الصِّيَامُ وَالزَّكَاةُ بَعْدَ ذَلِكَ وَالْحَجُّ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى الصَّحِيحِ ثَانِيهَا قَوْله شَهَادَة أَن لَا إِلَه إِلَّا الله وَمَا بَعْدَهَا مَخْفُوضٌ عَلَى الْبَدَلِ مِنْ خَمْسٍ وَيَجُوزُ الرَّفْعُ عَلَى حَذْفِ الْخَبَرِ وَالتَّقْدِيرُ مِنْهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَوْ عَلَى حَذْفِ الْمُبْتَدَأِ وَالتَّقْدِيرُ أَحَدُهَا شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِنْ قِيلَ لَمْ يَذْكُرِ الْإِيمَانَ بِالْأَنْبِيَاءِ وَالْمَلَائِكَةِ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا تَضَمَّنَهُ سُؤَالُ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أُجِيبَ بِأَنَّ الْمُرَادَ بِالشَّهَادَةِ تَصْدِيقُ الرَّسُولِ فِيمَا جَاءَ بِهِ فَيَسْتَلْزِمُ جَمِيعَ مَا ذُكِرَ مِنَ الْمُعْتَقَدَاتِ وَقَالَ الْإِسْمَاعِيلِيُّ مَا مُحَصَّلُهُ هُوَ مِنْ بَابِ تَسْمِيَةِ الشَّيْءِ بِبَعْضِهِ كَمَا تَقُولُ قَرَأْتُ الْحَمْدَ وَتُرِيدُ جَمِيعَ الْفَاتِحَةِ وَكَذَا تَقُولُ مَثَلًا شَهِدْتُ بِرِسَالَةِ مُحَمَّدٍ وَتُرِيدُ جَمِيعَ مَا ذُكِرَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ ثَالِثُهَا الْمُرَادُ بِإِقَامِ الصَّلَاةِ الْمُدَاوَمَةُ عَلَيْهَا أَوْ مُطْلَقُ الْإِتْيَانِ بِهَا وَالْمُرَادُ بِإِيتَاءِ الزَّكَاةِ إِخْرَاجُ جُزْءٍ مِنَ الْمَالِ عَلَى وَجْهٍ مَخْصُوصٍ رَابِعُهَا اشْتَرَطَ الْبَاقِلَّانِيُّ فِي صِحَّةِ الْإِسْلَامِ تَقَدُّمَ الْإِقْرَارِ بِالتَّوْحِيدِ عَلَى الرِّسَالَةِ وَلَمْ يُتَابَعْ مَعَ أَنَّهُ إِذَا دُقِّقَ فِيهِ بَانَ وَجْهُهُ وَيَزْدَادُ اتِّجَاهًا إِذَا فَرَّقَهُمَا فَلْيُتَأَمَّلْ خَامِسُهَا يُسْتَفَادُ مِنْهُ تَخْصِيصُ عُمُومِ مَفْهُومِ السُّنَّةِ بِخُصُوصِ مَنْطُوقِ الْقُرْآنِ لِأَنَّ عُمُومَ الْحَدِيثِ يَقْتَضِي صِحَّةَ إِسْلَامِ مَنْ بَاشَرَ مَا ذُكِرَ وَمَفْهُومُهُ أَنَّ مَنْ لَمْ يُبَاشِرْهُ لَا يَصِحُّ مِنْهُ وَهَذَا الْعُمُومُ مَخْصُوصٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى وَالَّذين آمنُوا وأتبعناهم ذرياتهم عَلَى مَا تَقَرَّرَ فِي مَوْضِعِهِ سَادِسُهَا وَقَعَ هُنَا تَقْدِيمُ الْحَجِّ عَلَى الصَّوْمِ وَعَلَيْهِ بَنَى الْبُخَارِيُّ تَرْتِيبَهُ لَكِنْ وَقَعَ فِي مُسْلِمٍ مِنْ رِوَايَة سعد بن عُبَيْدَة عَن بن عُمَرَ بِتَقْدِيمِ الصَّوْمِ عَلَى الْحَجِّ قَالَ فَقَالَ رجل وَالْحج وَصِيَام رَمَضَان فَقَالَ بن عُمَرَ لَا صِيَامُ رَمَضَانَ وَالْحَجُّ هَكَذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْتَهَى فَفِي هَذَا إِشْعَارٌ بِأَنَّ رِوَايَةَ حَنْظَلَةَ الَّتِي فِي الْبُخَارِيِّ مَرْوِيَّةٌ بِالْمَعْنَى إِمَّا لِأَنَّهُ لم يسمع رد بن عُمَرَ عَلَى الرَّجُلِ لِتَعَدُّدِ الْمَجْلِسِ أَوْ حَضَرَ ذَلِكَ ثُمَّ نَسِيَهُ وَيَبْعُدُ مَا جَوَّزَهُ بَعْضُهُمْ أَن يكون بن عُمَرَ سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْوَجْهَيْنِ وَنَسِيَ أَحَدَهُمَا عِنْدَ رَدِّهِ عَلَى الرَّجُلِ وَوَجْهُ بُعْدِهِ أَنَّ تَطَرُّقَ النِّسْيَانِ إِلَى الرَّاوِي عَنِ الصَّحَابِيِّ أَوْلَى مِنْ تَطَرُّقِهِ إِلَى الصَّحَابِيِّ كَيْفَ وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ حَنْظَلَةَ بِتَقْدِيمِ الصَّوْمِ عَلَى الْحَجِّ وَلِأَبِي عَوَانَةَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ حَنْظَلَةَ أَنَّهُ جَعَلَ صَوْمَ رَمَضَانَ قَبْلُ فَتَنْوِيعُهُ دَالٌّ عَلَى أَنَّهُ رُوِيَ بِالْمَعْنَى وَيُؤَيِّدُهُ مَا وَقَعَ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ فِي التَّفْسِيرِ بِتَقْدِيمِ الصِّيَامِ عَلَى الزَّكَاةِ أَفَيُقَالُ إِنَّ الصَّحَابِيَّ سَمِعَهُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ هَذَا مُسْتَبْعَدٌ وَاللَّهُ أَعْلَمُ فَائِدَةٌ اسْمُ الرَّجُلِ الْمَذْكُورِ يَزِيدُ بْنُ بِشْرٍ السَّكْسَكِيُّ ذَكَرَهُ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيّ رَحمَه الله تَعَالَى
(قَوْلُهُ بَابُ أُمُورِ الْإِيمَانِ)
وَلِلْكُشْمِيهَنِيِّ أَمْرُ الْإِيمَانِ بِالْإِفْرَادِ عَلَى إِرَادَةِ الْجِنْسِ وَالْمُرَادُ بَيَانُ الْأُمُورِ الَّتِي هِيَ الْإِيمَانُ وَالْأُمُورُ الَّتِي لِلْإِيمَانِ قَوْلُهُ وَقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى بِالْخَفْضِ وَوَجْهُ الِاسْتِدْلَالِ بِهَذِهِ الْآيَة ومناسبتها(1/50)
لِحَدِيثِ الْبَابِ تَظْهَرُ مِنَ الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَغَيْرُهُ مِنْ طَرِيقِ مُجَاهِدٍ أَنَّ أَبَا ذَرٍّ سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْإِيمَانِ فَتَلَا عَلَيْهِ لَيْسَ الْبِرَّ إِلَى آخِرِهَا وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَإِنَّمَا لَمْ يَسُقْهُ الْمُؤَلِّفُ لِأَنَّهُ لَيْسَ عَلَى شَرْطِهِ وَوَجْهُهُ أَنَّ الْآيَةَ حَصَرَتِ التَّقْوَى عَلَى أَصْحَابِ هَذِهِ الصِّفَاتِ وَالْمُرَادُ الْمُتَّقُونَ مِنَ الشِّرْكِ وَالْأَعْمَالِ السَّيِّئَةِ فَإِذَا فَعَلُوا وَتَرَكُوا فَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ الْكَامِلُونَ وَالْجَامِعُ بَيْنَ الْآيَةِ وَالْحَدِيثِ أَنَّ الْأَعْمَالَ مَعَ انْضِمَامِهَا إِلَى التَّصْدِيقِ دَاخِلَةٌ فِي مُسَمَّى الْبِرِّ كَمَا هِيَ دَاخِلَةٌ فِي مُسَمَّى الْإِيمَانِ فَإِنْ قِيلَ لَيْسَ فِي الْمَتْنِ ذِكْرُ التَّصْدِيقِ أُجِيبَ بِأَنَّهُ ثَابِتٌ فِي أَصْلِ هَذَا الْحَدِيثِ كَمَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ وَغَيْرُهُ وَالْمُصَنِّفُ يُكْثِرُ الِاسْتِدْلَالَ بِمَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ الْمَتْنُ الَّذِي يَذْكُرُ أَصْلَهُ وَلَمْ يَسُقْهُ تَامًّا قَوْله قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ ذَكَرَهُ بِلَا أَدَاةِ عَطْفٍ وَالْحَذْفُ جَائِزٌ وَالتَّقْدِير وَقَول الله قد أَفْلح الْمُؤْمِنُونَ وَثَبَتَ الْمَحْذُوفُ فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ ذَكَرَ ذَلِكَ تَفْسِيرًا لِقَوْلِهِ الْمُتَّقُونَ أَيِ الْمُتَّقُونَ هُمُ الْمَوْصُوفُونَ بِقَوْلِهِ قَدْ أَفْلَحَ إِلَى آخِرِهَا وَكَأَنَّ الْمُؤَلِّفَ أَشَارَ إِلَى إِمْكَانِ عَدِّ الشُّعَبِ مِنْ هَاتَيْنِ الْآيَتَيْنِ وَشِبْهِهِمَا وَمِنْ ثمَّ ذكر بن حِبَّانَ أَنَّهُ عَدَّ كُلَّ طَاعَةٍ عَدَّهَا اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ مِنَ الْإِيمَانِ وَكُلُّ طَاعَةٍ عَدَّهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْإِيمَانِ وَحَذَفَ الْمُكَرَّرَ فَبَلَغَتْ سَبْعًا وَسَبْعِينَ
[9] قَوْلُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا أَوَّلُ حَدِيثٍ وَقَعَ ذِكْرُهُ فِيهِ وَمَجْمُوعُ مَا أَخْرَجَهُ لَهُ الْبُخَارِيُّ مِنَ الْمُتُونِ الْمُسْتَقِلَّةِ أَرْبَعُمِائَةُ حَدِيثٍ وَسِتَّةٌ وَأَرْبَعُونَ حَدِيثًا عَلَى التَّحْرِيرِ وَقَدِ اخْتُلِفَ فِي اسْمه اخْتِلَافا كثيرا قَالَ بن عَبْدِ الْبَرِّ لَمْ يُخْتَلَفْ فِي اسْمٍ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَالْإِسْلَامِ مِثْلَ مَا اخْتُلِفَ فِي اسْمِهِ اخْتُلِفَ فِيهِ عَلَى عِشْرِينَ قَوْلًا قُلْتُ وَسَرَدَ بن الْجَوْزِيِّ فِي التَّلْقِيحِ مِنْهَا ثَمَانِيَةَ عَشَرَ وَقَالَ النَّوَوِيُّ تَبْلُغُ أَكْثَرَ مِنْ ثَلَاثِينَ قَوْلًا قُلْتُ وَقَدْ جَمَعْتُهَا فِي تَرْجَمَتِهِ فِي تَهْذِيبِ التَّهْذِيبِ فَلَمْ تَبْلُغْ ذَلِكَ وَلَكِنَّ كَلَامَ الشَّيْخِ مَحْمُولٌ عَلَى الِاخْتِلَافِ فِي اسْمِهِ وَفِي اسْمِ أَبِيهِ مَعًا قَوْلُهُ بِضْعٌ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ وَحُكِيَ الْفَتْحُ لُغَةً وَهُوَ عَدَدٌ مُبْهَمٌ مُقَيَّدٌ بِمَا بَيْنَ الثَّلَاثِ إِلَى التِّسْعِ كَمَا جَزَمَ بِهِ الْقَزَّازُ وَقَالَ بن سِيدَهْ إِلَى الْعَشْرِ وَقِيلَ مِنْ وَاحِدٍ إِلَى تِسْعَةٍ وَقِيلَ مِنِ اثْنَيْنِ إِلَى عَشَرَةٍ وَقِيلَ مِنْ أَرْبَعَةٍ إِلَى تِسْعَةٍ وَعَنِ الْخَلِيلِ الْبِضْعُ السَّبْعُ وَيُرَجِّحُ مَا قَالَهُ الْقَزَّازُ مَا اتَّفَقَ عَلَيْهِ الْمُفَسِّرُونَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى فَلَبِثَ فِي السجْن بضع سِنِين وَمَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ أَنَّ قُرَيْشًا قَالُوا ذَلِكَ لِأَبِي بَكْرٍ وَكَذَا رَوَاهُ الطَّبَرِيُّ مَرْفُوعًا وَنَقَلَ الصَّغَانِيُّ فِي الْعُبَابِ أَنَّهُ خَاصٌّ بِمَا دُونَ الْعَشَرَةِ وَبِمَا دُونَ الْعِشْرِينَ فَإِذَا جَاوَزَ الْعِشْرِينَ امْتَنَعَ قَالَ وَأَجَازَهُ أَبُو زَيْدٍ فَقَالَ يُقَالُ بِضْعَةٌ وَعِشْرُونَ رَجُلًا وَبِضْعٌ وَعِشْرُونَ امْرَأَةً وَقَالَ الْفَرَّاءُ وَهُوَ خَاصٌّ بِالْعَشَرَاتِ إِلَى التِّسْعِينَ وَلَا يُقَالُ بِضْعٌ وَمِائَةٌ وَلَا بِضْعٌ وَأَلْفٌ وَوَقَعَ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ بِضْعَةٌ بِتَاءِ التَّأْنِيثِ وَيَحْتَاجُ إِلَى تَأْوِيلٍ قَوْلُهُ وَسِتُّونَ لَمْ تَخْتَلِفِ الطُّرُقُ عَنْ أَبِي عَامِرٍ شَيْخِ شَيْخِ الْمُؤَلِّفِ فِي ذَلِكَ وَتَابَعَهُ يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ بِكَسْرِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الْمِيمِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ وَأَخْرَجَهُ أَبُو عَوَانَةَ مِنْ طَرِيقِ بِشْرِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلَالٍ فَقَالَ بِضْعٌ وَسِتُّونَ أَوْ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ وَكَذَا وَقَعَ التَّرَدُّدُ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ وَرَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الثَّلَاثَةُ(1/51)
مِنْ طَرِيقِهِ فَقَالُوا بِضْعٌ وَسَبْعُونَ مِنْ غَيْرِ شَكٍّ وَلِأَبِي عَوَانَةَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقٍ سِتٌّ وَسَبْعُونَ أَوْ سَبْعٌ وَسَبْعُونَ وَرَجَّحَ الْبَيْهَقِيُّ رِوَايَةَ الْبُخَارِيِّ لِأَنَّ سُلَيْمَانَ لَمْ يَشُكَّ وَفِيهِ نَظَرٌ لِمَا ذَكَرْنَا مِنْ رِوَايَةِ بِشْرِ بْنِ عَمْرٍو عَنْهُ فَتَرَدَّدَ أَيْضًا لَكِنْ يُرَجَّحُ بِأَنَّهُ الْمُتَيَقَّنُ وَمَا عَدَاهُ مَشْكُوكٌ فِيهِ وَأَمَّا رِوَايَةُ التِّرْمِذِيِّ بِلَفْظِ أَرْبَعٌ وَسِتُّونَ فَمَعْلُولَةٌ وَعَلَى صِحَّتِهَا لَا تُخَالِفُ رِوَايَةَ الْبُخَارِيِّ وَتَرْجِيحُ رِوَايَةِ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ لِكَوْنِهَا زِيَادَةَ ثِقَةٍ كَمَا ذَكَرَهُ الْحَلِيمِيُّ ثُمَّ عِيَاضٌ لَا يَسْتَقِيمُ إِذِ الَّذِي زَادَهَا لَمْ يَسْتَمِرَّ عَلَى الْجَزْمِ بِهَا لَا سِيَّمَا مَعَ اتِّحَادِ الْمَخْرَجِ وَبِهَذَا يَتَبَيَّنُ شُفُوفَ نَظَرِ البُخَارِيّ وَقد رجح بن الصَّلَاحِ الْأَقَلَّ لِكَوْنِهِ الْمُتَيَقَّنَ قَوْلُهُ شُعْبَةٌ بِالضَّمِّ أَيْ قِطْعَةٌ وَالْمُرَادُ الْخُصْلَةُ أَوِ الْجُزْءُ قَوْلُهُ وَالْحَيَاءُ هُوَ بِالْمَدِّ وَهُوَ فِي اللُّغَةِ تَغَيُّرٌ وَانْكِسَارٌ يَعْتَرِي الْإِنْسَانَ مِنْ خَوْفِ مَا يُعَابُ بِهِ وَقَدْ يُطْلَقُ عَلَى مُجَرَّدِ تَرْكِ الشَّيْءِ بِسَبَبٍ وَالتَّرْكُ إِنَّمَا هُوَ مِنْ لَوَازِمِهِ وَفِي الشَّرْعِ خُلُقٌ يَبْعَثُ عَلَى اجْتِنَابِ الْقَبِيحِ وَيَمْنَعُ مِنَ التَّقْصِيرِ فِي حَقِّ ذِي الْحَقِّ وَلِهَذَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ فَإِنْ قِيلَ الْحَيَاءُ مِنَ الْغَرَائِزِ فَكَيْفَ جُعِلَ شُعْبَةً مِنَ الْإِيمَانِ أُجِيبَ بِأَنَّهُ قَدْ يَكُونُ غَرِيزَةً وَقَدْ يَكُونُ تَخَلُّقًا وَلَكِنَّ اسْتِعْمَالَهُ عَلَى وَفْقِ الشَّرْعِ يَحْتَاجُ إِلَى اكْتِسَابٍ وَعِلْمٍ وَنِيَّةٍ فَهُوَ مِنَ الْإِيمَانِ لِهَذَا وَلِكَوْنِهِ بَاعِثًا عَلَى فِعْلِ الطَّاعَةِ وَحَاجِزًا عَنْ فِعْلِ الْمَعْصِيَةِ وَلَا يُقَالُ رُبَّ حَيَاءٍ يَمْنَعُ عَنْ قَوْلِ الْحَقِّ أَوْ فِعْلِ الْخَيْرِ لِأَنَّ ذَاكَ لَيْسَ شَرْعِيًّا فَإِنْ قِيلَ لِمَ أَفْرَدَهُ بِالذِّكْرِ هُنَا أُجِيبَ بِأَنَّهُ كَالدَّاعِي إِلَى بَاقِي الشُّعَبِ إِذِ الْحَيُّ يَخَافُ فَضِيحَةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَيَأْتَمِرُ وَيَنْزَجِرُ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ وَسَيَأْتِي مَزِيدٌ فِي الْكَلَامِ عَنِ الْحَيَاءِ فِي بَابِ الْحَيَاءِ مِنَ الْإِيمَانِ بَعْدَ أَحَدَ عَشَرَ بَابًا فَائِدَةٌ قَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ تَكَلَّفَ جَمَاعَةٌ حَصْرَ هَذِهِ الشُّعَبِ بِطَرِيقِ الِاجْتِهَادِ وَفِي الْحُكْمِ بِكَوْنِ ذَلِكَ هُوَ الْمُرَادَ صُعُوبَةً وَلَا يَقْدَحُ عَدَمُ مَعْرِفَةِ حَصْرِ ذَلِكَ عَلَى التَّفْصِيلِ فِي الْإِيمَانِ اه وَلَمْ يَتَّفِقْ مَنْ عَدَّ الشُّعَبَ عَلَى نَمَطٍ وَاحِدٍ وَأَقْرَبُهَا إِلَى الصَّوَابِ طَريقَة بن حِبَّانَ لَكِنْ لَمْ نَقِفْ عَلَى بَيَانِهَا مِنْ كَلَامِهِ وَقَدْ لَخَّصْتُ مِمَّا أَوْرَدُوهُ مَا أَذْكُرُهُ وَهُوَ أَنَّ هَذِهِ الشُّعَبَ تَتَفَرَّعُ عَنْ أَعْمَالِ الْقَلْبِ وَأَعْمَالِ اللِّسَانِ وَأَعْمَالِ الْبَدَنِ فَأَعْمَالُ الْقَلْبِ فِيهِ الْمُعْتَقَدَاتُ وَالنِّيَّاتُ وَتَشْتَمِلُ عَلَى أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ خَصْلَةً الْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَيَدْخُلُ فِيهِ الْإِيمَانُ بِذَاتِهِ وَصِفَاتِهِ وَتَوْحِيدِهِ بِأَنَّهُ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَاعْتِقَادُ حُدُوثِ مَا دُونَهُ وَالْإِيمَانِ بِمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ وَالْإِيمَانِ بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَدْخُلُ فِيهِ الْمَسْأَلَةُ فِي الْقَبْرِ وَالْبَعْثِ وَالنُّشُورِ وَالْحِسَابِ وَالْمِيزَانِ وَالصِّرَاطِ وَالْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَمَحَبَّةِ اللَّهِ وَالْحُبِّ وَالْبُغْضِ فِيهِ وَمَحَبَّةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاعْتِقَادِ تَعْظِيمِهِ وَيَدْخُلُ فِيهِ الصَّلَاةُ عَلَيْهِ وَاتِّبَاعُ سُنَّتِهِ وَالْإِخْلَاصُ وَيَدْخُلُ فِيهِ تَرْكُ الرِّيَاءِ وَالنِّفَاقِ وَالتَّوْبَةُ وَالْخَوْفُ وَالرَّجَاءُ وَالشُّكْرُ وَالْوَفَاءُ وَالصَّبْرُ وَالرِّضَا بِالْقَضَاءِ وَالتَّوَكُّلُ وَالرَّحْمَةُ وَالتَّوَاضُعُ وَيَدْخُلُ فِيهِ تَوْقِيرُ الْكَبِيرِ وَرَحْمَةُ الصَّغِيرِ وَتَرْكُ الْكِبْرِ وَالْعُجْبِ وَتَرْكُ الْحَسَدِ وَتَرْكُ الْحِقْدِ وَتَرْكُ الْغَضَبِ وَأَعْمَالُ اللِّسَانِ وَتَشْتَمِلُ عَلَى سَبْعِ خِصَالٍ التَّلَفُّظِ بِالتَّوْحِيدِ وَتِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَتَعَلُّمِ الْعِلْمِ وَتَعْلِيمِهِ وَالدُّعَاءِ وَالذِّكْرِ وَيَدْخُلُ فِيهِ الِاسْتِغْفَارُ وَاجْتِنَابُ اللَّغْوِ وَأَعْمَالُ الْبَدَنِ وَتَشْتَمِلُ عَلَى ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ خُصْلَةٍ مِنْهَا مَا يَخْتَصُّ بِالْأَعْيَانِ وَهِيَ خَمْسَ عَشْرَةَ خَصْلَةٍ التَّطْهِيرُ حِسًّا وَحُكْمًا وَيَدْخُلُ فِيهِ اجْتِنَابُ النَّجَاسَاتِ وَسَتْرُ الْعَوْرَةِ وَالصَّلَاةُ فَرْضًا وَنَفْلًا وَالزَّكَاةُ كَذَلِكَ وَفَكُّ الرِّقَابِ وَالْجُودُ وَيَدْخُلُ فِيهِ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَإِكْرَامُ الضَّيْفِ وَالصِّيَامُ فَرْضًا وَنَفْلًا وَالْحَجُّ وَالْعُمْرَةُ كَذَلِكَ وَالطَّوَافُ وَالِاعْتِكَافُ وَالْتِمَاسُ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَالْفِرَارُ بِالدِّينِ وَيَدْخُلُ فِيهِ الْهِجْرَةُ مِنْ دَارِ الشِّرْكِ وَالْوَفَاءُ بِالنَّذْرِ وَالتَّحَرِّي فِي الْإِيمَانِ وَأَدَاءُ الْكَفَّارَاتِ وَمِنْهَا مَا يَتَعَلَّقُ بِالِاتِّبَاعِ وَهِيَ سِتُّ خِصَالٍ التَّعَفُّفُ بِالنِّكَاحِ وَالْقِيَامُ بِحُقُوقِ الْعِيَالِ وَبِرُّ(1/52)
الْوَالِدَيْنِ وَفِيهِ اجْتِنَابُ الْعُقُوقِ وَتَرْبِيَةُ الْأَوْلَادِ وَصِلَةُ الرَّحِمِ وَطَاعَةُ السَّادَةِ أَوِ الرِّفْقُ بِالْعَبِيدِ وَمِنْهَا مَا يَتَعَلَّقُ بِالْعَامَّةِ وَهِيَ سَبْعَ عَشْرَةَ خَصْلَةً الْقِيَامُ بِالْإِمْرَةِ مَعَ الْعَدْلِ وَمُتَابَعَةُ الْجَمَاعَةِ وَطَاعَةُ أُولِي الْأَمْرِ وَالْإِصْلَاحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَدْخُلُ فِيهِ قِتَالُ الْخَوَارِجِ وَالْبُغَاةِ وَالْمُعَاوَنَةُ عَلَى الْبِرِّ وَيَدْخُلُ فِيهِ الْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ الْمُنْكَرِ وَإِقَامَةُ الْحُدُودِ وَالْجِهَادُ وَمِنْهُ الْمُرَابَطَةُ وَأَدَاءُ الْأَمَانَةِ وَمِنْهُ أَدَاءُ الْخُمُسِ وَالْقَرْضُ مَعَ وَفَائِهِ وَإِكْرَامُ الْجَارِ وَحُسْنُ الْمُعَامَلَةِ وَفِيهِ جَمْعُ الْمَالِ مِنْ حِلِّهِ وَإِنْفَاقُ الْمَالِ فِي حَقِّهِ وَمِنْهُ تَرْكُ التَّبْذِيرِ وَالْإِسْرَافِ وَرَدُّ السَّلَامِ وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ وَكَفُّ الْأَذَى عَنِ النَّاسِ وَاجْتِنَابُ اللَّهْوِ وَإِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ فَهَذِهِ تِسْعٌ وَسِتُّونَ خَصْلَةً وَيُمْكِنُ عَدُّهَا تِسْعًا وَسَبْعِينَ خَصْلَةً بِاعْتِبَارِ إِفْرَادِ مَا ضُمَّ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ مِمَّا ذُكِرَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ فَائِدَةٌ فِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ مِنَ الزِّيَادَةِ أَعْلَاهَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ وَفِي هَذَا إِشَارَةٌ إِلَى أَنَّ مَرَاتِبَهَا مُتَفَاوِتَةٌ تَنْبِيهٌ فِي الْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ رِوَايَةُ الْأَقْرَانِ وَهِيَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ دِينَارٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ لِأَنَّهُمَا تَابِعِيَّانِ فَإِنْ وُجِدَتْ رِوَايَةُ أَبِي صَالِحٍ عَنْهُ صَارَ مِنَ الْمُدَبَّجِ وَرِجَالُهُ مِنْ سُلَيْمَانَ إِلَى مُنْتَهَاهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ وَقد دَخلهَا الْبَاقُونَ
(قَوْلُهُ بَابُ)
سَقَطَ مِنْ رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ وَكَذَا أَكْثَرُ الْأَبْوَابِ وَهُوَ مُنَوَّنٌ وَيَجُوزُ فِيهِ الْإِضَافَةُ إِلَى جُمْلَةِ الْحَدِيثِ لَكِنْ لَمْ تَأْتِ بِهِ الرِّوَايَةُ قَوْلُهُ الْمُسْلِمُ اسْتُعْمِلَ لَفْظُ الْحَدِيثِ تَرْجَمَةً مِنْ غَيْرِ تَصَرُّفٍ فِيهِ
[10] قَوْلُهُ أَبِي إِيَاسٍ اسْمُهُ نَاهِيَةُ بِالنُّونِ وَبَيْنَ الْهَاءَيْنِ يَاءٌ أَخِيرَةٌ وَقِيلَ اسْمُهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَوْلُهُ أَبِي السَّفَرِ اسْمُهُ سَعِيدُ بْنُ يَحْمَدَ كَمَا تَقَدَّمَ وَإِسْمَاعِيلُ مَجْرُورٌ بِالْفَتْحَةِ عَطْفًا عَلَيْهِ وَالتَّقْدِيرُ كِلَاهُمَا عَنِ الشّعبِيّ وَعبد الله بن عَمْرو هُوَ بن الْعَاصِ صَحَابِيّ بن صَحَابِيٍّ قَوْلُهُ الْمُسْلِمُ قِيلَ الْأَلِفُ وَاللَّامُ فِيهِ لِلْكَمَالِ نَحْوَ زَيْدٌ الرَّجُلُ أَيِ الْكَامِلُ فِي الرُّجُولِيَّةِ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ يَسْتَلْزِمُ أَنَّ مَنِ اتَّصَفَ بِهَذَا خَاصَّةً كَانَ كَامِلًا وَيُجَابُ بِأَنَّ الْمُرَادَ بذلك مَعَ مُرَاعَاةُ بَاقِي الْأَرْكَانِ قَالَ الْخَطَّابِيُّ الْمُرَادُ أَفْضَلُ الْمُسْلِمِينَ مَنْ جَمَعَ إِلَى أَدَاءِ حُقُوقِ اللَّهِ تَعَالَى أَدَاءَ حُقُوقِ الْمُسْلِمِينَ انْتَهَى وَإِثْبَاتُ اسْمِ الشَّيْءِ عَلَى مَعْنَى إِثْبَاتِ الْكَمَالِ لَهُ مُسْتَفِيضٌ فِي كَلَامِهِمْ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِذَلِكَ أَنْ يُبَيِّنَ عَلَامَةَ الْمُسْلِمِ الَّتِي يُسْتَدَلُّ بِهَا عَلَى إِسْلَامِهِ وَهِيَ سَلَامَةُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ كَمَا ذُكِرَ مِثْلُهُ فِي عَلَامَةِ الْمُنَافِقِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِذَلِكَ الْإِشَارَةَ إِلَى الْحَثِّ عَلَى حُسْنِ مُعَامَلَةِ الْعَبْدِ مَعَ رَبِّهِ لِأَنَّهُ إِذَا أَحْسَنَ مُعَامَلَةَ إِخْوَانِهِ فَأَوْلَى أَنْ يُحْسِنَ مُعَامَلَةَ رَبِّهِ مِنْ بَابِ التَّنْبِيهِ بِالْأَدْنَى عَلَى الْأَعْلَى تَنْبِيهٌ ذِكْرُ الْمُسْلِمِينَ هُنَا خَرَجَ مَخْرَجَ الْغَالِبِ لِأَنَّ مُحَافَظَةَ الْمُسْلِمِ عَلَى كَفِّ الْأَذَى عَنْ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ أَشَدُّ تَأْكِيدًا وَلِأَنَّ الْكُفَّارَ بِصَدَدِ أَنْ يُقَاتِلُوا وَإِنْ كَانَ فِيهِمْ من يجب الْكَفَّ عَنْهُ وَالْإِتْيَانُ بِجَمْعِ التَّذْكِيرِ لِلتَّغْلِيبِ(1/53)
فَإِنَّ الْمُسْلِمَاتِ يَدْخُلْنَ فِي ذَلِكَ وَخَصَّ اللِّسَانَ بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُ الْمُعَبِّرُ عَمَّا فِي النَّفْسِ وَهَكَذَا الْيَدُ لِأَنَّ أَكْثَرَ الْأَفْعَالِ بِهَا وَالْحَدِيثُ عَامٌّ بِالنِّسْبَةِ إِلَى اللِّسَانِ دُونَ الْيَدِ لِأَنَّ اللِّسَانَ يُمْكِنُهُ الْقَوْلُ فِي الْمَاضِينَ وَالْمَوْجُودِينَ وَالْحَادِثِينَ بَعْدُ بِخِلَافِ الْيَدِ نَعَمْ يُمْكِنُ أَنْ تُشَارِكَ اللِّسَانَ فِي ذَلِكَ بِالْكِتَابَةِ وَإِنَّ أَثَرَهَا فِي ذَلِكَ لَعَظِيمٌ وَيُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ شَرْعًا تَعَاطِي الضَّرْبَ بِالْيَدِ فِي إِقَامَةِ الْحُدُودِ وَالتَّعَازِيرِ عَلَى الْمُسْلِمِ الْمُسْتَحِقِّ لِذَلِكَ وَفِي التَّعْبِيرِ بِاللِّسَانِ دُونَ الْقَوْلِ نُكْتَةٌ فَيَدْخُلُ فِيهِ مَنْ أَخْرَجَ لِسَانَهُ عَلَى سَبِيلِ الِاسْتِهْزَاءِ وَفِي ذِكْرِ الْيَدِ دُونَ غَيْرِهَا مِنَ الْجَوَارِحِ نُكْتَةٌ فَيَدْخُلُ فِيهَا الْيَدُ الْمَعْنَوِيَّةُ كَالِاسْتِيلَاءِ عَلَى حَقِّ الْغَيْرِ بِغَيْرِ حَقٍّ فَائِدَةٌ فِيهِ مِنْ أَنْوَاعِ الْبَدِيعِ تَجْنِيسُ الِاشْتِقَاقِ وَهُوَ كثير قَوْله وَالْمُهَاجِر هُوَ بِمَعْنى الْهَاجِرِ وَإِنْ كَانَ لَفْظُ الْمُفَاعِلِ يَقْتَضِي وُقُوعَ فِعْلٍ مِنِ اثْنَيْنِ لَكِنَّهُ هُنَا لِلْوَاحِدِ كَالْمُسَافِرِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ عَلَى بَابِهِ لِأَنَّ مِنْ لَازِمِ كَوْنِهِ هَاجِرًا وَطَنَهُ مَثَلًا أَنَّهُ مَهْجُورٌ مِنْ وَطَنِهِ وَهَذِهِ الْهِجْرَةُ ضَرْبَانِ ظَاهِرَةٌ وَبَاطِنَةٌ فَالْبَاطِنَةُ تَرْكُ مَا تَدْعُو إِلَيْهِ النَّفْسُ الْأَمَّارَةُ بِالسُّوءِ وَالشَّيْطَانُ وَالظَّاهِرَةُ الْفِرَارُ بِالدِّينِ مِنَ الْفِتَنِ وَكَأَنَّ الْمُهَاجِرِينَ خُوطِبُوا بِذَلِكَ لِئَلَّا يَتَّكِلُوا عَلَى مُجَرَّدِ التَّحَوُّلِ مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَمْتَثِلُوا أَوَامِرَ الشَّرْعِ وَنَوَاهِيَهُ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ قِيلَ بَعْدَ انْقِطَاعِ الْهِجْرَةِ لَمَّا فُتِحَتْ مَكَّةُ تَطْيِيبًا لِقُلُوبِ مَنْ لَمْ يُدْرِكْ ذَلِكَ بَلْ حَقِيقَةُ الْهِجْرَةِ تَحْصُلُ لِمَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ فَاشْتَمَلَتْ هَاتَانِ الْجُمْلَتَانِ عَلَى جَوَامِعَ مِنْ مَعَانِي الْحِكَمِ وَالْأَحْكَامِ تَنْبِيهٌ هَذَا الْحَدِيثُ مِنْ أَفْرَادِ الْبُخَارِيِّ عَنْ مُسْلِمٍ بِخِلَافِ جَمِيعِ مَا تَقَدَّمَ مِنَ الْأَحَادِيثِ الْمَرْفُوعَةِ عَلَى أَنَّ مُسْلِمًا أخرج مَعْنَاهُ من وَجه آخر وَزَاد بن حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ صَحِيحا وَالْمُؤمن مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ وَكَأَنَّهُ اخْتَصَرَهُ هُنَا لِتَضَمُّنِهِ لِمَعْنَاهُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ وَقَالَ أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدثنَا دَاوُد هُوَ بن أبي هِنْد وَكَذَا فِي رِوَايَة بن عَسَاكِرَ عَنْ عَامِرٍ وَهُوَ الشَّعْبِيِّ الْمَذْكُورِ فِي الْإِسْنَادِ الْمَوْصُولِ وَأَرَادَ بِهَذَا التَّعْلِيقِ بَيَانُ سَمَاعِهِ لَهُ مِنَ الصَّحَابِيِّ وَالنُّكْتَةُ فِيهِ رِوَايَةُ وُهَيْبِ بْنِ خَالِدٍ لَهُ عَنْ دَاوُدَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو حَكَاهُ بن مَنْدَهْ فَعَلَى هَذَا لَعَلَّ الشَّعْبِيَّ بَلَغَهُ ذَلِكَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ لَقِيَهُ فَسَمِعَهُ مِنْهُ وَنَبَّهَ بِالتَّعْلِيقِ الْآخَرِ عَلَى أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ الَّذِي أُهْمِلَ فِي رِوَايَتِهِ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الَّذِي بُيِّنَ فِي رِوَايَةِ رَفِيقِهِ وَالتَّعْلِيقُ عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ وَصَلَهُ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهَوَيْه فِي مُسْنده عَنهُ وَأخرجه بن حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ طَرِيقِهِ وَلَفْظُهُ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ وَرَبِّ هَذِهِ الْبَنِيَّةِ لَسَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ الْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ السَّيِّئَاتِ وَالْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ فَعُلِمَ أَنَّهُ مَا أَرَادَ إِلَّا أَصْلَ الْحَدِيثِ وَالْمُرَادُ بِالنَّاسِ هُنَا الْمُسْلِمُونَ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الْمَوْصُولِ فَهُمُ النَّاسُ حَقِيقَةً عِنْدَ الْإِطْلَاقِ لِأَنَّ الْإِطْلَاقَ يُحْمَلُ عَلَى الْكَامِلِ وَلَا كَمَالَ فِي غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ وَيُمْكِنُ حَمْلُهُ عَلَى عُمُومِهِ عَلَى إِرَادَةِ شَرْطٍ وَهُوَ إِلَّا بِحَقٍّ مَعَ أَنَّ إِرَادَةَ هَذَا الشَّرْطِ مُتَعَيِّنَةٌ عَلَى كُلِّ حَالٍ لِمَا قَدَّمْتُهُ مِنِ اسْتِثْنَاءِ إِقَامَةِ الْحُدُودِ عَلَى الْمُسْلِمِ وَالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أعلم(1/54)
(قَوْلُهُ بَابٌ)
هُوَ مُنَوَّنٌ وَفِيهِ مَا فِي الَّذِي قَبْلَهُ
[11] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ هُوَ بريد بِالْمُوَحَّدَةِ وَالرَّاء مُصَغرًا وَشَيْخُهُ جَدُّهُ وَافَقَهُ فِي كُنْيَتِهِ لَا فِي اسْمِهِ وَأَبُو مُوسَى هُوَ الْأَشْعَرِيُّ قَوْلُهُ قَالُوا رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَالْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ وَأَبُو يَعْلَى فِي مُسْنَدَيْهِمَا عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ بِإِسْنَادِهِ هَذَا بِلَفْظِ قُلْنَا وَرَوَاهُ بن مَنْدَهْ مِنْ طَرِيقِ حُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْغَسَّانِيِّ أَحَدُ الْحُفَّاظِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَحْيَى هَذَا بِلَفْظِ قُلْتُ فَتَعَيَّنَ أَنَّ السَّائِلَ أَبُو مُوسَى وَلَا تَخَالُفَ بَيْنَ الرِّوَايَاتِ لِأَنَّهُ فِي هَذِهِ صَرَّحَ وَفِي رِوَايَةِ مُسْلِمٍ أَرَادَ نَفْسَهُ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ إِذِ الرَّاضِي بِالسُّؤَالِ فِي حُكْمِ السَّائِلِ وَفِي رِوَايَةِ الْبُخَارِيِّ أَرَادَ أَنَّهُ وَإِيَّاهُمْ وَقَدْ سَأَلَ هَذَا السُّؤَالَ أَيْضًا أَبُو ذَر رَوَاهُ بن حِبَّانَ وَعُمَيْرُ بْنُ قَتَادَةَ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ قَوْلُهُ أَيُّ الْإِسْلَامِ إِنْ قِيلَ الْإِسْلَامُ مُفْرَدٌ وَشَرْطُ أَيِّ أَنْ تَدْخُلَ عَلَى مُتَعَدِّدٍ أُجِيبَ بِأَنَّ فِيهِ حَذْفًا تَقْدِيرُهُ أَيُّ ذَوِي الْإِسْلَامِ أَفْضَلُ وَيُؤَيِّدُهُ رِوَايَةُ مُسْلِمٍ أَيُّ الْمُسْلِمِينَ أَفْضَلُ وَالْجَامِعُ بَيْنَ اللَّفْظَيْنِ أَنَّ أَفْضَلِيَّةَ الْمُسْلِمِ حَاصِلَةٌ بِهَذِهِ الْخَصْلَةِ وَهَذَا التَّقْدِيرُ أَوْلَى مِنْ تَقْدِيرِ بَعْضِ الشُّرَّاحِ هُنَا أَيُّ خِصَالِ الْإِسْلَامِ وَإِنَّمَا قُلْتُ إِنَّهُ أَوْلَى لِأَنَّهُ يَلْزَمُ عَلَيْهِ سُؤَالٌ آخَرُ بِأَنْ يُقَالَ سُئِلَ عَنِ الْخِصَالِ فَأَجَابَ بِصَاحِبِ الْخَصْلَةِ فَمَا الْحِكْمَةُ فِي ذَلِكَ وَقَدْ يُجَابُ بِأَنَّهُ يَتَأَتَّى نَحْوَ قَوْلِهِ تَعَالَى يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ والأقربين الْآيَةَ وَالتَّقْدِيرُ بِأَيِّ ذَوِي الْإِسْلَامِ يَقَعُ الْجَوَابُ مُطَابِقًا لَهُ بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ وَإِذَا ثَبَتَ أَنَّ بَعْضَ خِصَالِ الْمُسْلِمِينَ الْمُتَعَلِّقَةِ بِالْإِسْلَامِ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ حَصَلَ مُرَادُ الْمُصَنِّفِ بِقَبُولِ الزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ فَتَظْهَرُ مُنَاسَبَةُ هَذَا الْحَدِيثِ وَالَّذِي قَبْلَهُ لِمَا قَبْلَهُمَا مِنْ تَعْدَادِ أُمُورِ الْإِيمَانِ إِذِ الْإِيمَانُ وَالْإِسْلَامُ عِنْدَهُ مُتَرَادِفَانِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ فَإِنْ قِيلَ لِمَ جَرَّدَ أَفْعَلَ هُنَا عَنِ الْعَمَلِ أُجِيبَ بِأَنَّ الْحَذْفَ عِنْدَ الْعِلْمِ بِهِ جَائِزٌ وَالتَّقْدِيرُ أَفْضَلُ مِنْ غَيْرِهِ تَنْبِيهٌ هَذَا الْإِسْنَادُ كُلُّهُ كُوفِيُّونَ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْمَذْكُورُ اسْمُ جَدِّهِ أَبَانُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ بْنِ أُمَيَّةَ الْأُمَوِيُّ وَنَسَبَهُ الْمُصَنِّفُ قُرَشِيًّا بِالنِّسْبَةِ الْأَعَمِّيَّةِ يُكَنَّى أَبَا أَيُّوبَ وَفِي طَبَقَتِهِ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ وَحَدِيثُهُ فِي هَذَا الْكِتَابِ أَكْثَرُ مِنْ حَدِيثِ الْأُمَوِيِّ وَلَيْسَ لَهُ بن يَرْوِي عَنْهُ يُسَمَّى سَعِيدًا فَافْتَرَقَا وَفِي الْكِتَابِ مِمَّنْ يُقَالُ لَهُ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ اثْنَانِ أَيْضًا لَكِنْ مِنْ طَبَقَةٍ فَوْقَ طَبَقَةِ هَذَيْنِ وَهُمَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ السَّابِقُ فِي حَدِيثِ الْأَعْمَالِ أَوَّلَ الْكِتَابِ وَيَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ التَّيْمِيُّ أَبُو حَيَّانَ وَيَمْتَازُ عَنِ الْأَنْصَارِيِّ بِالْكُنْيَةِ وَالله الْمُوفق قَوْلُهُ بَابٌ هُوَ مُنَوَّنٌ وَفِيهِ مَا فِي الَّذِي قَبْلَهُ قَوْلُهُ مِنَ الْإِسْلَامِ لِلْأَصِيلِيِّ مِنَ الْإِيمَانِ أَيْ مِنْ خِصَالِ الْإِيمَانِ وَلَمَّا اسْتَدَلَّ الْمُصَنِّفُ عَلَى زِيَادَةِ الْإِيمَانِ وَنُقْصَانِهِ بِحَدِيثِ الشُّعَبِ تَتَبَّعَ مَا وَرَدَ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَنِ الصَّحِيحَةِ مِنْ بَيَانِهَا فَأَوْرَدَهُ فِي هَذِهِ الْأَبْوَابِ تَصْرِيحًا وَتَلْوِيحًا وَتَرْجَمَ هُنَا بِقَوْلِهِ إِطْعَامُ الطَّعَامِ وَلَمْ يَقُلْ أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ كَمَا(1/55)
فِي الَّذِي قَبْلَهُ إِشْعَارًا بِاخْتِلَافِ الْمَقَامَيْنِ وَتَعَدُّدِ السُّؤَالَيْنِ كَمَا سَنُقَرِّرُهُ
[12] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ هُوَ الْحَرَّانِيُّ وَهُوَ بِفَتْحِ الْعَيْنِ وَصَحَّفَ من ضمهَا قَوْله اللَّيْث هُوَ بن سَعْدٍ فَقِيهُ أَهْلِ مِصْرَ عَنْ يَزِيدَ هُوَ بن أَبِي حَبِيبٍ الْفَقِيهُ أَيْضًا قَوْلُهُ أَنَّ رَجُلًا لَمْ أَعْرِفِ اسْمَهُ وَقِيلَ إِنَّهُ أَبُو ذَرٍّ وَفِي بن حِبَّانَ أَنَّهُ هَانِئُ بْنُ يَزِيدَ وَالِدُ شُرَيْحٍ سَأَلَ عَنْ مَعْنَى ذَلِكَ فَأُجِيبَ بِنَحْوِ ذَلِكَ قَوْلُهُ أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ فِيهِ مَا فِي الَّذِي قَبْلَهُ مِنَ السُّؤَالِ وَالتَّقْدِيرِ أَيُّ خِصَالِ الْإِسْلَامِ وَإِنَّمَا لَمْ أَخْتَرْ تَقْدِيرَ خِصَالٍ فِي الْأَوَّلِ فِرَارًا مِنْ كَثْرَةِ الْحَذْفِ وَأَيْضًا فَتَنْوِيعُ التَّقْدِيرِ يَتَضَمَّنُ جَوَابَ مَنْ سَأَلَ فَقَالَ السُّؤَالَانِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَالْجَوَابُ مُخْتَلِفٌ فَيُقَالُ لَهُ إِذَا لَاحَظْتَ هَذَيْنِ التَّقْدِيرَيْنِ بَانَ الْفَرْقُ وَيُمْكِنُ التَّوْفِيقُ بِأَنَّهُمَا مُتَلَازِمَانِ إِذِ الْإِطْعَامُ مُسْتَلْزِمٌ لِسَلَامَةِ الْيَدِ وَالسَّلَامُ لِسَلَامَةِ اللِّسَانِ قَالَهُ الْكِرْمَانِيُّ وَكَأَنَّهُ أَرَادَ فِي الْغَالِبِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْجَوَابُ اخْتَلَفَ لِاخْتِلَافِ السُّؤَالِ عَنِ الْأَفْضَلِيَّةِ إِنْ لُوحِظَ بَيْنَ لَفْظِ أَفْضَلَ وَلَفْظِ خَيْرٍ فَرْقٌ وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ الْفَضْلُ بِمَعْنَى كَثْرَةِ الثَّوَابِ فِي مُقَابَلَةِ الْقِلَّةِ وَالْخَيْرُ بِمَعْنَى النَّفْعِ فِي مُقَابَلَةِ الشَّرِّ فَالْأَوَّلُ مِنَ الْكَمِّيَّةِ وَالثَّانِي مِنَ الْكَيْفِيَّةِ فَافْتَرَقَا وَاعْتُرِضَ بِأَنَّ الْفَرْقَ لَا يَتِمُّ إِلَّا إِذَا اخْتَصَّ كُلٌّ مِنْهُمَا بِتِلْكَ الْمَقُولَةِ أَمَّا إِذَا كَانَ كُلٌّ مِنْهُمَا يُعْقَلُ تَأَتِّيهِ فِي الْأُخْرَى فَلَا وَكَأَنَّهُ بُنِيَ عَلَى أَنَّ لَفْظَ خَيْرٍ اسْمٌ لَا أَفْعَلُ تَفْضِيلٍ وَعَلَى تَقْدِيرِ اتِّحَادِ السُّؤَالَيْنِ جَوَابٌ مَشْهُورٌ وَهُوَ الْحَمْلُ عَلَى اخْتِلَافِ حَالِ السَّائِلِينَ أَوِ السَّامِعِينَ فَيُمْكِنُ أَنْ يُرَادَ فِي الْجَوَابِ الْأَوَّلِ تَحْذِيرُ مَنْ خُشِيَ مِنْهُ الْإِيذَاءُ بِيَدٍ أَوْ لِسَانٍ فَأُرْشِدَ إِلَى الْكَفِّ وَفِي الثَّانِي تَرْغِيبُ مَنْ رُجِيَ فِيهِ النَّفْعُ الْعَامُّ بِالْفِعْلِ وَالْقَوْلِ فَأُرْشِدَ إِلَى ذَلِكَ وَخَصَّ هَاتَيْنِ الْخَصْلَتَيْنِ بِالذِّكْرِ لِمَسِيسِ الْحَاجَةِ إِلَيْهِمَا فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ لِمَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الْجَهْدِ وَلِمَصْلَحَةِ التَّأْلِيفِ وَيَدُلُّ عَلَى ذَلِكَ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ حَثَّ عَلَيْهِمَا أَوَّلَ مَا دَخَلَ الْمَدِينَةَ كَمَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ مُصَحَّحًا مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ قَوْلُهُ تُطْعِمُ هُوَ فِي تَقْدِيرِ الْمَصْدَرِ أَيْ أَنْ تُطْعِمَ وَمِثْلُهُ تَسْمَعَ بِالْمُعَيْدِيِّ وَذَكَرَ الْإِطْعَامَ لِيَدْخُلَ فِيهِ الضِّيَافَةُ وَغَيْرُهَا قَوْلُهُ وَتَقْرَأُ بِلَفْظِ مُضَارِعِ الْقِرَاءَةِ بِمَعْنَى تَقُولُ قَالَ أَبُو حَاتِمٍ السِّجِسْتَانِيُّ تَقُولُ اقْرَأْ عَلَيْهِ السَّلَامَ وَلَا تَقُولُ أَقْرِئْهُ السَّلَامَ فَإِذَا كَانَ مَكْتُوبًا قُلْتُ أَقْرِئْهُ السَّلَامَ أَيِ اجْعَلْهُ يقرأه قَوْلُهُ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ أَيْ لَا تَخُصَّ بِهِ أَحَدًا تَكَبُّرًا أَوْ تَصَنُّعًا بَلْ تَعْظِيمًا لِشِعَارِ الْإِسْلَامِ وَمُرَاعَاةً لِأُخُوَّةِ الْمُسْلِمِ فَإِنْ قِيلَ اللَّفْظُ عَامٌّ فَيَدْخُلُ الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُ وَالْفَاسِقُ أُجِيبَ بِأَنَّهُ خُصَّ بِأَدِلَّةٍ أُخْرَى أَوْ أَنَّ النَّهْيَ مُتَأَخِّرٌ وَكَانَ هَذَا عَامًّا لِمَصْلَحَةِ التَّأْلِيفِ وَأَمَّا مَنْ شَكَّ فِيهِ فَالْأَصْلُ الْبَقَاءُ عَلَى الْعُمُومِ حَتَّى يَثْبُتَ الْخُصُوصُ تَنْبِيهَانِ الْأَوَّلُ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ مِنْ طَرِيقِ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ بِهَذَا الْإِسْنَادِ نَظِيرَ هَذَا السُّؤَالِ لَكِنْ جَعَلَ الْجَوَابَ كَالَّذِي فِي حَدِيثِ أبي مُوسَى فَادّعى بن مَنْدَهْ فِيهِ الِاضْطِرَابَ وَأُجِيبَ بِأَنَّهُمَا حَدِيثَانِ اتَّحَدَ إِسْنَادُهُمَا وَافَقَ أَحَدُهُمَا حَدِيثَ أَبِي مُوسَى وَلِثَانِيهِمَا شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلَامٍ كَمَا تقدم الثَّانِي هَذَا الْإِسْنَاد كُله مصريون وَالَّذِي قَبْلَهُ كَمَا ذَكَرْنَا كُوفِيُّونَ وَالَّذِي بَعْدَهُ مِنْ طَرِيقَيْهِ بَصْرِيُّونَ فَوَقَعَ لَهُ التَّسَلْسُلُ فِي الْأَبْوَابِ الثَّلَاثَةِ عَلَى الْوَلَاءِ وَهُوَ مِنَ اللَّطَائِفِ قَوْله(1/56)
! !
(بَابٌ مِنَ الْإِيمَانِ)
قَالَ الْكِرْمَانِيُّ قَدَّمَ لَفْظَ الْإِيمَانِ بِخِلَافِ أَخَوَاتِهِ حَيْثُ قَالَ إِطْعَامُ الطَّعَامِ مِنَ الْإِيمَانِ إِمَّا لِلِاهْتِمَامِ بِذِكْرِهِ أَوْ لِلْحَصْرِ كَأَنَّهُ قَالَ الْمَحَبَّةُ الْمَذْكُورَةُ لَيْسَتْ إِلَّا مِنَ الْإِيمَانِ قُلْتُ وَهُوَ تَوْجِيهٌ حَسَنٌ إِلَّا أَنَّهُ يُرَدُّ عَلَيْهِ أَنَّ الَّذِي بَعْدَهُ أَلْيَقُ بِالِاهْتِمَامِ وَالْحَصْرِ مَعًا وَهُوَ قَوْلُهُ بَابُ حُبِّ الرَّسُولِ مِنَ الْإِيمَانِ فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ أَرَادَ التَّنْوِيعَ فِي الْعِبَارَةِ وَيُمْكِنُ أَنَّهُ اهْتَمَّ بِذِكْرِ حُبِّ الرَّسُولِ فقدمه وَالله أعلم
[13] قَوْله يحيى هُوَ بن سَعِيدٍ الْقَطَّانُ قَوْلُهُ وَعَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ هُوَ بن ذَكْوَانَ وَهُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى شُعْبَةَ فَالتَّقْدِيرُ عَنْ شُعْبَةَ وَحُسَيْنٍ كِلَاهُمَا عَنْ قَتَادَةَ وَإِنَّمَا لَمْ يَجْمَعْهُمَا لِأَنَّ شَيْخَهُ أَفْرَدَهُمَا فَأَوْرَدَهُ الْمُصَنِّفُ مَعْطُوفًا اخْتِصَارًا وَلِأَنَّ شُعْبَةَ قَالَ عَنْ قَتَادَةَ وَقَالَ حُسَيْنُ حَدَّثَنَا قَتَادَةُ وَأَغْرَبَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ فَزَعَمَ أَن طَرِيقُ حُسَيْنٍ مُعَلَّقَةٌ وَهُوَ غَلَطٌ فَقَدْ رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ مِنْ طَرِيقِ إِبْرَاهِيمَ الْحَرْبِيِّ عَنْ مُسَدَّدٍ شَيْخِ الْمُصَنِّفِ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ وَأَبْدَى الْكِرْمَانِيُّ كَعَادَتِهِ بِحَسَبِ التَّجْوِيزِ الْعَقْلِيِّ أَنْ يَكُونَ تَعْلِيقًا أَوْ مَعْطُوفًا عَلَى قَتَادَةَ فَيَكُونُ شُعْبَةُ رَوَاهُ عَنْ حُسَيْنٍ عَنْ قَتَادَةَ إِلَى غَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَنْفِرُ عَنْهُ مَنْ مَارَسَ شَيْئًا مِنْ عِلْمِ الْإِسْنَادِ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ تَنْبِيهٌ الْمَتْنُ الْمُسَاقُ هُنَا لَفْظُ شُعْبَةَ وَأَمَّا لَفْظُ حُسَيْنٍ مِنْ رِوَايَةِ مُسَدَّدٍ الَّتِي ذَكَرْنَاهَا فَهُوَ لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ وَلِجَارِهِ وَلِلْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ طَرِيقِ رَوْحٍ عَنْ حُسَيْنٍ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ مِنَ الْخَيْرِ فَبَيَّنَ الْمُرَادَ بِالْأُخُوَّةِ وَعَيَّنَ جِهَةَ الْحُبِّ وَزَادَ مُسْلِمٌ فِي أَوَّلِهِ عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ وَأَمَّا طَرِيقُ شُعْبَةَ فَصَرَّحَ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ فِي رِوَايَتِهِمَا بِسَمَاعِ قَتَادَةَ لَهُ من أنس فانتفت تُهْمَة تدليسه قَوْله لايؤمن أَيْ مَنْ يَدَّعِي الْإِيمَانَ وَلِلْمُسْتَمْلِي أَحَدُكُمْ وَلِلْأَصِيلِيِّ أَحَدٌ وَلِابْنِ عَسَاكِرَ عَبْدٌ وَكَذَا لِمُسْلِمٍ عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ وَالْمُرَادُ بِالنَّفْيِ كَمَالُ الْإِيمَانِ وَنَفْيُ اسْمِ الشَّيْءِ عَلَى مَعْنَى نَفْيِ الْكَمَالِ عَنْهُ مُسْتَفِيضٌ فِي كَلَامِهِمْ كَقَوْلِهِمْ فُلَانٌ لَيْسَ بِإِنْسَانٍ فَإِنْ قِيلَ فَيَلْزَمُ أَنْ يَكُونَ مَنْ حَصَلَتْ لَهُ هَذِهِ الْخَصْلَةُ مُؤْمِنًا كَامِلًا وَإِنْ لَمْ يَأْتِ بِبَقِيَّةِ الْأَرْكَانِ أُجِيبَ بِأَنَّ هَذَا وَرَدَ مَوْرِدَ الْمُبَالَغَةِ أَوْ يُسْتَفَادُ مِنْ قَوْلِهِ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ مُلَاحَظَةُ بَقِيَّةَ صِفَاتِ الْمُسْلِمِ وَقَدْ صَرَّحَ بن حبَان من رِوَايَة بن أَبِي عَدِيٍّ عَنْ حُسَيْنِ الْمُعَلِّمِ بِالْمُرَادِ وَلَفْظُهُ لَا يَبْلُغُ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الْإِيمَانِ وَمَعْنَى الْحَقِيقَةِ هُنَا الْكَمَالُ ضَرُورَةً أَنَّ مَنْ لَمْ يَتَّصِفْ بِهَذِهِ الصِّفَةِ لَا يَكُونُ كَافِرًا وَبِهَذَا يَتِمُّ اسْتِدْلَالُ الْمُصَنِّفِ عَلَى أَنَّهُ يَتَفَاوَتُ وَأَنَّ هَذِهِ الْخَصْلَةَ مِنْ شُعَبِ الْإِيمَانِ وَهِيَ دَاخِلَةٌ فِي التَّوَاضُعِ عَلَى مَا سَنُقَرِّرُهُ قَوْلُهُ حَتَّى يُحِبَّ بِالنَّصْبِ لِأَنَّ حَتَّى جَارَّةٌ وَأَنْ بَعْدَهَا مُضْمَرَةٌ وَلَا يَجُوزُ الرَّفْعُ فَتَكُونُ حَتَّى عَاطِفَةً فَلَا يَصِحُّ الْمَعْنَى إِذْ عَدَمُ الْإِيمَانِ لَيْسَ سَبَبًا لِلْمَحَبَّةِ قَوْلُهُ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ أَيْ مِنَ الْخَيْرِ كَمَا تَقَدَّمَ عَنِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ وَكَذَا هُوَ عِنْد النَّسَائِيّ وَكَذَا عِنْد بن مَنْدَهْ مِنْ رِوَايَةِ هَمَّامٍ عَنْ قَتَادَهَ أَيْضًا وَالْخَيْر كَلِمَةٌ جَامِعَةٌ تَعُمُّ الطَّاعَاتِ وَالْمُبَاحَاتِ الدُّنْيَوِيَّةَ وَالْأُخْرَوِيَّةَ وَتُخْرِجُ الْمَنْهِيَّاتِ لِأَنَّ اسْمَ الْخَيْرِ لَا يَتَنَاوَلُهَا وَالْمَحَبَّةُ إِرَادَةُ مَا يَعْتَقِدُهُ خَيْرًا قَالَ النَّوَوِيُّ الْمَحَبَّةُ الْمَيْلُ إِلَى مَا يُوَافِقُ الْمُحِبَّ وَقَدْ تَكُونُ بِحَوَاسِّهِ كَحُسْنِ الصُّورَةِ أَوْ بِفِعْلِهِ إِمَّا لِذَاتِهِ كَالْفَضْلِ وَالْكَمَالِ وَإِمَّا لِإِحْسَانِهِ كَجَلْبِ نَفْعٍ أَو دفع ضَرَر انْتهى مُلَخصا وَالْمرَاد بالميل هُنَا الِاخْتِيَارِيِّ دُونَ الطَّبِيعِيِّ وَالْقَسْرِيِّ وَالْمُرَادُ أَيْضًا أَنْ يُحِبَّ أَنْ يَحْصُلَ(1/57)
لِأَخِيهِ نَظِيرُ مَا يَحْصُلُ لَهُ لَا عَيْنَهُ سَوَاءٌ كَانَ فِي الْأُمُورِ الْمَحْسُوسَةِ أَوِ الْمَعْنَوِيَّةِ وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنْ يَحْصُلَ لِأَخِيهِ مَا حَصَلَ لَهُ لَا مَعَ سَلْبِهِ عَنْهُ وَلَا مَعَ بَقَائِهِ بِعَيْنِهِ لَهُ إِذْ قِيَامُ الْجَوْهَرِ أَوِ الْعَرَضِ بِمَحَلَّيْنِ مُحَالٌ وَقَالَ أَبُو الزِّنَادِ بْنُ سِرَاجٍ ظَاهِرُ هَذَا الْحَدِيثِ طَلَبُ الْمُسَاوَاةِ وَحَقِيقَتُهُ تَسْتَلْزِمُ التَّفْضِيلَ لِأَنَّ كُلَّ أَحَدٍ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ أَفْضَلَ مِنْ غَيْرِهِ فَإِذَا أَحَبَّ لِأَخِيهِ مِثْلَهُ فَقَدْ دَخَلَ فِي جُمْلَةِ الْمَفْضُولِينَ قُلْتُ أَقَرَّ الْقَاضِي عِيَاضٌ هَذَا وَفِيهِ نَظَرٌ إِذِ الْمُرَادُ الزَّجْرُ عَنْ هَذِهِ الْإِرَادَةِ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ الْحَثُّ عَلَى التَّوَاضُعِ فَلَا يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ أَفْضَلَ مِنْ غَيْرِهِ فَهُوَ مُسْتَلْزِمٌ لِلْمُسَاوَاةِ وَيُسْتَفَادُ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِ تَعَالَى تِلْكَ الدَّارُ الْآخِرَةُ تجعلها لِلَّذِينَ لَا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الْأَرْضِ وَلَا فَسَادًا وَلَا يَتِمُّ ذَلِكَ إِلَّا بِتَرْكِ الْحَسَدِ وَالْغِلِّ وَالْحِقْدِ وَالْغِشِّ وَكُلُّهَا خِصَالٌ مَذْمُومَةٌ فَائِدَةٌ قَالَ الْكِرْمَانِيُّ وَمِنَ الْإِيمَانِ أَيْضًا أَنْ يُبْغِضَ لِأَخِيهِ مَا يُبْغِضُ لِنَفْسِهِ مِنَ الشَّرِّ وَلَمْ يَذْكُرْهُ لِأَنَّ حُبَّ الشَّيْءِ مُسْتَلْزِمٌ لِبُغْضِ نَقِيضِهِ فَتَرَكَ التَّنْصِيص عَلَيْهِ اكْتِفَاء وَالله أعلم
(قَوْلُهُ بَابُ حُبِّ الرَّسُولِ)
اللَّامُ فِيهِ لِلْعَهْدِ وَالْمُرَادُ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَرِينَةِ قَوْلِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ وَإِنْ كَانَتْ مَحَبَّةُ جَمِيعِ الرُّسُلِ مِنَ الْإِيمَانِ لَكِنَّ الْأَحَبِّيَّةَ مُخْتَصَّةٌ بِسَيِّدِنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
[14] قَوْلُهُ شُعَيْب هُوَ بن أَبِي حَمْزَةَ الْحِمْصِيُّ وَاسْمُ أَبِي حَمْزَةَ دِينَارٌ وَقَدْ أَكْثَرَ الْمُصَنِّفُ مِنْ تَخْرِيجِ حَدِيثِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَأَبِي الزِّنَادِ وَوَقَعَ فِي غَرَائِبِ مَالِكٍ للدَّار قطني إِدْخَالُ رَجُلٍ وَهُوَ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بَيْنَ الْأَعْرَجِ وَأَبِي هُرَيْرَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَهِيَ زِيَادَةٌ شَاذَّةٌ فَقَدْ رَوَاهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ بِدُونِهَا مِنْ حَدِيثِ مَالِكٍ وَمِنْ حَدِيثِ إِبْرَاهِيمَ بن طهْمَان وروى بن مَنْدَهْ مِنْ طَرِيقِ أَبِي حَاتِمٍ الرَّازِيِّ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ هَذَا الْحَدِيثَ مُصَرَّحًا فِيهِ بِالتَّحْدِيثِ فِي جَمِيعِ الْإِسْنَادِ وَكَذَا النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ عَلِيِّ بْنِ عَيَّاشٍ عَنْ شُعَيْبٍ قَوْلُهُ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ فِيهِ جَوَازُ الْحَلِفِ عَلَى الْأَمْرِ الْمُهِمِّ تَوْكِيدًا وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مُسْتَحْلِفٌ قَوْلُهُ لَا يُؤْمِنُ أَيْ إِيمَانًا كَامِلًا قَوْلُهُ أَحَبُّ هُوَ أَفْعَلُ بِمَعْنَى الْمَفْعُولِ وَهُوَ مَعَ كَثْرَتِهِ عَلَى خِلَافِ الْقِيَاسِ وَفَصَلَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ مَعْمُولِهِ بِقَوْلِهِ إِلَيْهِ لِأَنَّ الْمُمْتَنِعَ الْفَصْلُ بِأَجْنَبِيٍّ قَوْلُهُ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ قَدَّمَ الْوَالِدَ لِلْأَكْثَرِيَّةِ لِأَنَّ كُلَّ أَحَدٍ لَهُ وَالِدٌ مِنْ غَيْرِ عَكْسٍ وَفِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ فِي حَدِيثِ أَنَسٍ تَقْدِيمُ الْوَلَدِ عَلَى الْوَالِدِ وَذَلِكَ لِمَزِيدِ الشَّفَقَةِ وَلَمْ تَخْتَلِفِ الرِّوَايَاتُ فِي ذَلِكَ فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ هَذَا وَهُوَ مِنْ أَفْرَادِ الْبُخَارِيِّ عَنْ مُسْلِمٍ
[15] قَوْلُهُ أَخْبَرَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ هُوَ الدَّوْرَقِيُّ وَالتَّفْرِيقُ بَيْنَ حَدَّثَنَا وَأخْبرنَا لَا يَقُولُ بِهِ الْمُصَنِّفُ كَمَا(1/58)
يَأْتِي فِي الْعِلْمِ وَقَدْ وَقَعَ فِي غَيْرِ رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ قَوْلُهُ وَحَدَّثَنَا آدَمُ عَطَفَ الْإِسْنَادَ الثَّانِيَ عَلَى الْأَوَّلِ قَبْلَ أَنْ يَسُوقَ الْمَتْنَ فَأَوْهَمَ اسْتِوَاءَهُمَا فَإِنَّ لَفْظَ قَتَادَةَ مِثْلُ لَفْظِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ لَكِنْ زَادَ فِيهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ وَلَفْظُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مثله الا أَنه قَالَ كَمَا رَوَاهُ بن خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ عَنْ يَعْقُوبَ شَيْخِ الْبُخَارِيِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِنْ أَهْلِهِ وَمَالِهِ بَدَلَ مِنْ وَالِده وَولده وَكَذَا لمُسلم من طَرِيق بن عُلَيَّةَ وَكَذَا لِلْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَلَفْظُهُ لَا يُؤمن الرجل وَهُوَ اشمل من جِهَة واحدكم أَشْمَلُ مِنْ جِهَةٍ وَأَشْمَلُ مِنْهُمَا رِوَايَةُ الْأَصِيلِيِّ لايؤمن أَحَدٌ فَإِنْ قِيلَ فَسِيَاقُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مُغَايِرٌ لِسِيَاقِ قَتَادَةَ وَصَنِيعُ الْبُخَارِيِّ يُوهِمُ اتِّحَادَهُمَا فِي الْمَعْنَى وَلَيْسَ كَذَلِكَ فَالْجَوَابُ أَنَّ الْبُخَارِيَّ يَصْنَعُ مِثْلَ هَذَا نَظَرًا إِلَى أَصْلِ الْحَدِيثِ لَا إِلَى خُصُوصِ أَلْفَاظِهِ وَاقْتَصَرَ عَلَى سِيَاقِ قَتَادَةَ لِمُوَافَقَتِهِ لِسِيَاقِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَرِوَايَةُ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ مَأْمُونٌ فِيهَا مِنْ تَدْلِيسِ قَتَادَةَ لِأَنَّهُ كَانَ لَا يَسْمَعُ مِنْهُ إِلَّا مَا سَمِعَهُ وَقَدْ وَقَعَ التَّصْرِيحُ بِهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فِي رِوَايَةِ النَّسَائِيِّ وَذِكْرُ الْوَلَدِ وَالْوَالِدِ أَدْخَلُ فِي الْمَعْنَى لِأَنَّهُمَا أَعَزُّ عَلَى الْعَاقِلِ مِنَ الْأَهْلِ وَالْمَالِ بَلْ رُبَّمَا يَكُونَانِ أَعَزَّ مِنْ نَفْسِهِ وَلِهَذَا لَمْ يَذْكُرِ النَّفْسَ أَيْضًا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهَلْ تَدْخُلُ الْأُمُّ فِي لَفْظِ الْوَالِدِ إِنْ أُرِيدَ بِهِ مَنْ لَهُ الْوَلَدُ فَيَعُمُّ أَوْ يُقَالُ اكْتُفِيَ بِذِكْرِ أَحَدِهِمَا كَمَا يُكْتَفَى عَنْ أَحَدِ الضِّدَّيْنِ بِالْآخَرِ وَيَكُونُ مَا ذُكِرَ عَلَى سَبِيلِ التَّمْثِيلِ وَالْمُرَادُ الْأَعِزَّةُ كَأَنَّهُ قَالَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ أَعِزَّتِهِ وَذِكْرُ النَّاسِ بَعْدَ الْوَالِدِ وَالْوَلَدِ مِنْ عَطْفِ الْعَامِّ عَلَى الْخَاصِّ وَهُوَ كَثِيرٌ وَقُدِّمَ الْوَالِدُ عَلَى الْوَلَدِ فِي رِوَايَةِ لِتَقَدُّمِهِ بِالزَّمَانِ وَالْإِجْلَالِ وَقُدِّمَ الْوَلَدُ فِي أُخْرَى لِمَزِيدِ الشَّفَقَةِ وَهَلْ تَدْخُلُ النَّفْسُ فِي عُمُومِ قَوْلِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ الظَّاهِرُ دُخُولُهُ وَقِيلَ إِضَافَةُ الْمَحَبَّةِ إِلَيْهِ تَقْتَضِي خُرُوجَهُ مِنْهُمْ وَهُوَ بَعِيدٌ وَقَدْ وَقَعَ التَّنْصِيصُ بِذِكْرِ النَّفْسِ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ كَمَا سَيَأْتِي وَالْمُرَادُ بِالْمَحَبَّةِ هُنَا حُبُّ الِاخْتِيَارِ لَا حُبُّ الطَّبْعِ قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِيهِ تَلْمِيحٌ إِلَى قَضِيَّةِ النَّفْسِ الْأَمَّارَةِ وَالْمُطْمَئِنَّةِ فَإِنَّ مَنْ رَجَّحَ جَانِبَ الْمُطْمَئِنَّةِ كَانَ حُبُّهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاجِحًا وَمَنْ رَجَّحَ جَانِبَ الْأَمَّارَةِ كَانَ حُكْمُهُ بِالْعَكْسِ وَفِي كَلَامِ الْقَاضِي عِيَاضٍ أَنَّ ذَلِكَ شَرْطٌ فِي صِحَّةِ الْإِيمَانِ لِأَنَّهُ حَمَلَ الْمَحَبَّةَ عَلَى مَعْنَى التَّعْظِيمِ وَالْإِجْلَالِ وَتَعَقَّبَهُ صَاحِبُ الْمُفْهِمِ بِأَنَّ ذَلِكَ لَيْسَ مُرَادًا هُنَا لِأَنَّ اعْتِقَادَ الْأَعْظَمِيَّةِ لَيْسَ مُسْتَلْزِمًا لِلْمَحَبَّةِ إِذْ قَدْ يَجِدُ الْإِنْسَانُ إِعْظَامَ شَيْءٍ مَعَ خُلُوِّهِ مِنْ مَحَبَّتِهِ قَالَ فَعَلَى هَذَا مَنْ لَمْ يَجِدْ مِنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ الْمَيْلَ لَمْ يَكْمُلْ إِيمَانُهُ وَإِلَى هَذَا يُومِئُ قَوْلُ عُمَرَ الَّذِي رَوَاهُ الْمُصَنِّفُ فِي الْأَيْمَانِ وَالنُّذُورِ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا مِنْ نَفْسِي فَقَالَ لَا وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ فَإِنَّكَ الْآنَ وَاللَّهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي فَقَالَ الْآنَ يَا عُمَرُ انْتَهَى فَهَذِهِ الْمَحَبَّةُ لَيْسَتْ بِاعْتِقَادِ الْأَعْظَمِيَّةِ فَقَطْ فَإِنَّهَا كَانَتْ حَاصِلَةً لِعُمَرَ قَبْلَ ذَلِكَ قَطْعًا وَمِنْ عَلَامَةِ الْحُبِّ الْمَذْكُورِ أَنْ يُعْرَضَ عَلَى الْمَرْءِ أَنْ لَوْ خُيِّرَ بَيْنَ فَقْدِ غَرَضٍ مِنْ أَغْرَاضِهِ أَوْ فَقْدِ رُؤْيَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ لَوْ كَانَتْ مُمْكِنَةً فَإِنْ كَانَ فَقْدُهَا أَنْ لَوْ كَانَتْ مُمْكِنَةً أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ فَقْدِ شَيْءٍ مِنْ أَغْرَاضِهِ فَقَدِ اتَّصَفَ بِالْأَحَبِّيَّةِ الْمَذْكُورَةِ وَمَنْ لَا فَلَا وَلَيْسَ ذَلِكَ مَحْصُورًا فِي الْوُجُودِ وَالْفَقْدِ بَلْ يَأْتِي مِثْلُهُ فِي نُصْرَةِ سُنَّتِهِ وَالذَّبِّ عَنْ شَرِيعَتِهِ وَقَمْعِ مُخَالِفِيهَا وَيَدْخُلُ فِيهِ بَابُ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ إِيمَاءٌ إِلَى فَضِيلَةِ التَّفَكُّرِ فَإِنَّ الْأَحَبِّيَّةَ الْمَذْكُورَةَ تُعْرَفُ بِهِ وَذَلِكَ أَنَّ مَحْبُوبَ الْإِنْسَانِ إِمَّا نَفْسُهُ وَإِمَّا غَيْرُهَا أَمَّا نَفْسُهُ فَهُوَ أَنْ يُرِيدَ دَوَامَ بَقَائِهَا سَالِمَةً مِنَ الْآفَاتِ هَذَا هُوَ حَقِيقَةُ الْمَطْلُوبِ وَأَمَّا غَيْرُهَا فَإِذَا حَقَّقَ الْأَمْرَ فِيهِ فَإِنَّمَا هُوَ بِسَبَبِ تَحْصِيلِ نَفْعٍ مَا عَلَى وُجُوهِهِ الْمُخْتَلِفَةِ حَالًا وَمَآلًا فَإِذَا تَأَمَّلَ النَّفْعَ الْحَاصِلَ لَهُ مِنْ جِهَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي أَخْرَجَهُ مِنْ ظُلُمَاتِ الْكُفْرِ إِلَى نُورِ الْإِيمَانِ إِمَّا بِالْمُبَاشَرَةِ وَإِمَّا بِالسَّبَبِ عَلِمَ أَنَّهُ(1/59)
سَبَبُ بَقَاءِ نَفْسِهِ الْبَقَاءَ الْأَبَدِيَّ فِي النَّعِيمِ السَّرْمَدِيِّ وَعَلِمَ أَنَّ نَفْعَهُ بِذَلِكَ أَعْظَمُ مِنْ جَمِيعِ وُجُوهِ الِانْتِفَاعَاتِ فَاسْتَحَقَّ لِذَلِكَ أَنْ يَكُونَ حَظُّهُ مِنْ مَحَبَّتِهِ أَوْفَرَ مِنْ غَيْرِهِ لِأَنَّ النَّفْعَ الَّذِي يُثِيرُ الْمَحَبَّةَ حَاصِلٌ مِنْهُ أَكْثَرَ مِنْ غَيْرِهِ وَلَكِنَّ النَّاسَ يَتَفَاوَتُونَ فِي ذَلِكَ بِحَسَبِ اسْتِحْضَارِ ذَلِكَ وَالْغَفْلَةِ عَنْهُ وَلَا شَكَّ أَنَّ حَظَّ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ مِنْ هَذَا الْمَعْنَى أَتَمُّ لِأَنَّ هَذَا ثَمَرَةُ الْمَعْرِفَةِ وَهُمْ بِهَا أَعْلَمُ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ وَقَالَ الْقُرْطُبِيُّ كُلُّ مَنْ آمَنَ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِيمَانًا صَحِيحًا لَا يَخْلُو عَنْ وِجْدَانِ شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْمَحَبَّةِ الرَّاجِحَةِ غَيْرَ أَنَّهُمْ مُتَفَاوِتُونَ فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَ مِنْ تِلْكَ الْمَرْتَبَةِ بِالْحَظِّ الْأَوْفَى وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَ مِنْهَا بِالْحَظِّ الْأَدْنَى كَمَنْ كَانَ مُسْتَغْرِقًا فِي الشَّهَوَاتِ مَحْجُوبًا فِي الْغَفَلَاتِ فِي أَكْثَرِ الْأَوْقَاتِ لَكِنَّ الْكَثِيرَ مِنْهُمْ إِذَا ذُكِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَاقَ إِلَى رُؤْيَتِهِ بِحَيْثُ يُؤْثِرُهَا عَلَى أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ وَمَالِهِ وَوَالِدِهِ وَيَبْذُلُ نَفْسَهُ فِي الْأُمُورِ الْخَطِيرَةِ وَيَجِدُ مَخْبَرَ ذَلِكَ مِنْ نَفْسِهِ وجدانا لاتردد فِيهِ وَقَدْ شُوهِدَ مِنْ هَذَا الْجِنْسِ مَنْ يُؤْثِرُ زِيَارَةَ قَبْرِهِ وَرُؤْيَةَ مَوَاضِعَ آثَارِهِ عَلَى جَمِيعِ مَا ذُكِرَ لِمَا وَقَرَ فِي قُلُوبِهِمْ مِنْ مَحَبَّتِهِ غَيْرَ أَنَّ ذَلِكَ سَرِيعُ الزَّوَالِ بتوالي الغفلات وَالله الْمُسْتَعَان انْتهى مُلَخصا
(
قَوْله بَاب حلاوة الْإِيمَان)
مَقْصُود الصِّنْف أَنَّ الْحَلَاوَةَ مِنْ ثَمَرَاتِ الْإِيمَانِ وَلَمَّا قَدَّمَ أَنَّ مَحَبَّةَ الرَّسُولِ مِنَ الْإِيمَانِ أَرْدَفَهُ بِمَا يُوجِدُ حَلَاوَةَ ذَلِكَ
[16] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى هُوَ أَبُو مُوسَى الْعَنَزِيُّ بِفَتْحِ النُّونِ بَعْدَهَا زَايٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ هُوَ بن عبد الْمجِيد حَدثنَا أَيُّوب هُوَ بن أَبِي تَمِيمَةَ السَّخْتِيَانِيُّ بِفَتْحِ السِّينِ الْمُهْمَلَةِ عَلَى الصَّحِيحِ وَحُكِيَ ضَمُّهَا وَكَسْرُهَا عَنْ أَبِي قِلَابَةَ بِكَسْرِ الْقَافِ وَبِبَاءٍ مُوَحَّدَةٍ قَوْلُهُ ثَلَاثٌ هُوَ مُبْتَدَأٌ وَالْجُمْلَةُ الْخَبَرُ وَجَازَ الِابْتِدَاءُ بِالنَّكِرَةِ لِأَنَّ التَّنْوِينَ عِوَضُ الْمُضَافِ إِلَيْهِ فَالتَّقْدِيرُ ثَلَاثُ خِصَالٍ وَيُحْتَمَلُ فِي إِعْرَابِهِ غَيْرُ ذَلِكَ قَوْلُهُ كُنَّ أَيْ حَصَلْنَ فَهِيَ تَامَّةٌ وَفِي قَوْلِهِ حَلَاوَةُ الْإِيمَانِ اسْتِعَارَةٌ تَخْيِيلِيَّةٌ شَبَّهَ رَغْبَةَ الْمُؤْمِنَ فِي الْإِيمَانِ بِشَيْءٍ حُلْوٍ وَأَثْبَتَ لَهُ لَازِمَ ذَلِكَ الشَّيْءِ وَأَضَافَهُ إِلَيْهِ وَفِيهِ تَلْمِيحٌ إِلَى قِصَّةِ الْمَرِيضِ وَالصَّحِيحِ لِأَنَّ الْمَرِيضَ الصَّفْرَاوِيَّ يَجِدُ طَعْمَ الْعَسَلِ مُرًّا وَالصَّحِيحُ يَذُوقُ حَلَاوَتَهُ عَلَى مَا هِيَ عَلَيْهِ وَكُلَّمَا نَقَصَتِ الصِّحَّةُ شَيْئًا مَا نَقَصَ ذَوْقُهُ بِقَدْرِ ذَلِكَ فَكَانَتْ هَذِهِ الِاسْتِعَارَةُ مِنْ أَوْضَحِ مَا يُقَوِّي اسْتِدْلَالَ الْمُصَنِّفِ عَلَى الزِّيَادَةِ وَالنَّقْصِ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي جَمْرَةَ إِنَّمَا عَبَّرَ بِالْحَلَاوَةِ لِأَنَّ اللَّهَ شَبَّهَ الْإِيمَانَ بِالشَّجَرَةِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى مَثَلًا كلمة طيبَة كشجرة طيبَة فَالْكَلِمَةُ هِيَ كَلِمَةُ الْإِخْلَاصِ وَالشَّجَرَةُ أَصْلُ الْإِيمَانِ وَأَغْصَانُهَا اتِّبَاعُ الْأَمْرِ وَاجْتِنَابُ النَّهْيِ وَوَرَقُهَا مَا يَهْتَمُّ بِهِ الْمُؤْمِنُ مِنَ الْخَيْرِ وَثَمَرُهَا عَمَلُ الطَّاعَاتِ وَحَلَاوَةُ الثَّمَرِ جَنْيُ الثَّمَرَةِ وَغَايَةُ كَمَالِهِ تَنَاهِي نُضْجِ الثَّمَرَةِ وَبِهِ تَظْهَرُ حَلَاوَتُهَا قَوْلُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مَنْصُوبٌ لِأَنَّهُ خَبَرُ يَكُونَ قَالَ الْبَيْضَاوِيُّ الْمُرَادُ بِالْحُبِّ هُنَا الْحُبُّ الْعَقْلِيُّ الَّذِي هُوَ إِيثَارُ مَا يَقْتَضِي الْعَقْلُ السَّلِيمُ رُجْحَانَهُ وَإِنْ كَانَ عَلَى خِلَافِ هَوَى النَّفْسِ كَالْمَرِيضِ يَعَافُ الدَّوَاءَ بِطَبْعِهِ فَيَنْفِرُ عَنْهُ وَيَمِيلُ إِلَيْهِ بِمُقْتَضَى عَقْلِهِ فَيَهْوَى تَنَاوُلَهُ فَإِذَا تَأَمَّلَ الْمَرْءُ أَنَّ الشَّارِعَ لَا يَأْمُرُ وَلَا يَنْهَى إِلَّا بِمَا فِيهِ صَلَاحٌ عَاجِلٌ أَوْ خَلَاصٌ آجِلٌ وَالْعَقْلُ يَقْتَضِي رُجْحَانَ(1/60)
جَانِبَ ذَلِكَ تَمَرَّنَ عَلَى الِائْتِمَارِ بِأَمْرِهِ بِحَيْثُ يَصِيرُ هَوَاهُ تَبَعًا لَهُ وَيَلْتَذُّ بِذَلِكَ الْتِذَاذًا عَقْلِيًّا إِذِ الِالْتِذَاذُ الْعَقْلِيُّ إِدْرَاكُ مَا هُوَ كَمَالُ وَخَيْرٌ مِنْ حَيْثُ هُوَ كَذَلِكَ وَعَبَّرَ الشَّارِعُ عَنْ هَذِهِ الْحَالَةِ بِالْحَلَاوَةِ لِأَنَّهَا أَظْهَرُ اللَّذَائِذِ الْمَحْسُوسَةِ قَالَ وَإِنَّمَا جَعَلَ هَذِهِ الْأُمُورَ الثَّلَاثَةِ عُنْوَانًا لِكَمَالِ الْإِيمَانِ لِأَنَّ الْمَرْءَ إِذَا تَأَمَّلَ أَنَّ الْمُنْعِمَ بِالذَّاتِ هُوَ اللَّهُ تَعَالَى وَأَنْ لَا مَانِحَ وَلَا مَانِعَ فِي الْحَقِيقَةِ سِوَاهُ وَأَنَّ مَا عَدَاهُ وَسَائِطُ وَأَنَّ الرَّسُولَ هُوَ الَّذِي يُبَيِّنُ لَهُ مُرَادَ رَبِّهِ اقْتَضَى ذَلِكَ أَنْ يَتَوَجَّهَ بِكُلِّيَّتِهِ نَحْوَهُ فَلَا يُحِبُّ إِلَّا مَا يُحِبُّ وَلَا يُحِبُّ مَنْ يُحِبُّ إِلَّا مِنْ أَجْلِهِ وَأَنْ يَتَيَقَّنَ أَنَّ جُمْلَةَ مَا وَعَدَ وَأَوْعَدَ حَقٌّ يَقِينًا وَيُخَيَّلُ إِلَيْهِ الْمَوْعُودُ كَالْوَاقِعِ فَيَحْسَبُ أَنَّ مَجَالِسَ الذِّكْرِ رِيَاضٌ الْجَنَّةِ وَأَنَّ الْعَوْدَ إِلَى الْكُفْرِ إِلْقَاءٌ فِي النَّارِ انْتَهَى مُلَخَّصًا وَشَاهِدُ الْحَدِيثِ مِنَ الْقُرْآنِ قَوْلُهُ تَعَالَى قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ إِلَى أَنْ قَالَ أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُوله ثُمَّ هَدَّدَ عَلَى ذَلِكَ وَتَوَعَّدَ بِقَوْلِهِ فَتَرَبَّصُوا فَائِدَةٌ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى التَّحَلِّي بِالْفَضَائِلِ وَالتَّخَلِّي عَنِ الرَّذَائِلِ فَالْأَوَّلُ مِنَ الْأَوَّلِ وَالْأَخِيرُ مِنَ الثَّانِي وَقَالَ غَيْرُهُ مَحَبَّةُ اللَّهِ عَلَى قِسْمَيْنِ فَرْضٌ وَنَدْبٌ فَالْفَرْضُ الْمَحَبَّةُ الَّتِي تَبْعَثُ عَلَى امْتِثَالِ أَوَامِرِهِ وَالِانْتِهَاءِ عَنْ مَعَاصِيهِ وَالرِّضَا بِمَا يُقَدِّرُهُ فَمَنْ وَقَعَ فِي مَعْصِيَةٍ مِنْ فِعْلِ مُحَرَّمٍ أَوْ تَرْكِ وَاجِبٍ فَلِتَقْصِيرِهِ فِي مَحَبَّةِ اللَّهِ حَيْثُ قَدَّمَ هَوَى نَفْسِهِ وَالتَّقْصِيرُ تَارَةً يَكُونُ مَعَ الِاسْتِرْسَالِ فِي الْمُبَاحَاتِ وَالِاسْتِكْثَارِ مِنْهَا فَيُورِثُ الْغَفْلَةَ الْمُقْتَضِيَةَ لِلتَّوَسُّعِ فِي الرَّجَاءِ فَيُقْدِمُ عَلَى الْمَعْصِيَةِ أَوْ تَسْتَمِرُّ الْغَفْلَةُ فَيَقَعُ وَهَذَا الثَّانِي يُسْرِعُ إِلَى الْإِقْلَاعِ مَعَ النَّدَمِ وَإِلَى الثَّانِي يُشِيرُ حَدِيثُ لَا يَزْنِي الزَّانِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ وَالنَّدْبُ أَنْ يُوَاظِبَ عَلَى النَّوَافِلِ وَيَتَجَنَّبَ الْوُقُوعَ فِي الشُّبُهَاتِ وَالْمُتَّصِفُ عُمُومًا بِذَلِكَ نَادِرٌ قَالَ وَكَذَلِكَ مَحَبَّةُ الرَّسُولِ عَلَى قِسْمَيْنِ كَمَا تَقَدَّمَ وَيُزَادُ أَنْ لَا يَتَلَقَّى شَيْئًا مِنَ الْمَأْمُورَاتِ وَالْمَنْهِيَّاتِ إِلَّا مِنْ مِشْكَاتِهِ وَلَا يَسْلُكُ إِلَّا طَرِيقَتَهُ وَيَرْضَى بِمَا شَرَعَهُ حَتَّى لَا يَجِدَ فِي نَفْسِهِ حَرَجًا مِمَّا قَضَاهُ وَيَتَخَلَّقَ بِأَخْلَاقِهِ فِي الْجُودِ وَالْإِيثَارِ وَالْحِلْمِ وَالتَّوَاضُعِ وَغَيْرِهَا فَمَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ عَلَى ذَلِكَ وَجَدَ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ وَتَتَفَاوَتُ مَرَاتِبُ الْمُؤْمِنِينَ بِحَسَبِ ذَلِكَ وَقَالَ الشَّيْخُ مُحْيِي الدِّينِ هَذَا حَدِيثٌ عَظِيمٌ أَصْلٌ مِنْ أُصُولِ الدِّينِ وَمَعْنَى حَلَاوَةِ الْإِيمَانِ اسْتِلْذَاذُ الطَّاعَاتِ وَتَحَمُّلُ الْمَشَاقِّ فِي الدِّينِ وَإِيثَارُ ذَلِكَ عَلَى أَعْرَاضِ الدُّنْيَا وَمَحَبَّةُ الْعَبْدِ لِلَّهِ تَحْصُلُ بِفِعْلِ طَاعَتِهِ وَتَرْكِ مُخَالَفَتِهِ وَكَذَلِكَ الرَّسُولُ وَإِنَّمَا قَالَ مِمَّا سِوَاهُمَا وَلَمْ يَقُلْ مِمَّنْ لِيَعُمَّ مَنْ يَعْقِلَ وَمَنْ لَا يَعْقِلَ قَالَ وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّهُ لَا بَأْسَ بِهَذِهِ التَّثْنِيَةِ وَأَمَّا قَوْلُهُ لِلَّذِي خَطَبَ فَقَالَ وَمَنْ يَعْصِهِمَا بِئْسَ الْخَطِيبُ أَنْتَ فَلَيْسَ مِنْ هَذَا لِأَنَّ الْمُرَادَ فِي الْخُطَبِ الْإِيضَاحُ وَأَمَّا هُنَا فَالْمُرَادُ الْإِيجَازُ فِي اللَّفْظِ لِيُحْفَظَ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ قَالَهُ فِي مَوْضِعٍ آخَرَ قَالَ وَمَنْ يَعْصِهِمَا فَلَا يَضُرُّ إِلَّا نَفْسَهُ وَاعْتُرِضَ بِأَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ إِنَّمَا وَرَدَ أَيْضًا فِي حَدِيثِ خُطْبَةِ النِّكَاحِ وَأُجِيبَ بِأَنَّ الْمَقْصُودَ فِي خُطْبَةِ النِّكَاحِ أَيْضًا الْإِيجَازُ فَلَا نَقْضٌ وَثَمَّ أَجْوِبَةٌ أُخْرَى مِنْهَا دَعْوَى التَّرْجِيحِ فَيَكُونُ حَيِّزُ الْمَنْعِ أَوْلَى لِأَنَّهُ عَامٌّ وَالْآخَرُ يَحْتَمِلُ الْخُصُوصِيَّةَ وَلِأَنَّهُ نَاقِلٌ وَالْآخُرُ مَبْنِيٌّ عَلَى الْأَصْلِ وَلِأَنَّهُ قَوْلٌ وَالْآخَرُ فِعْلٌ وَرُدَّ بِأَنَّ احْتِمَالَ التَّخْصِيصِ فِي الْقَوْلِ أَيْضًا حَاصِلٌ بِكُلِّ قَوْلٍ لَيْسَ فِيهِ صِيغَةُ عُمُومٍ أَصْلًا وَمِنْهَا دَعْوَى أَنَّهُ مِنَ الْخَصَائِصِ فَيَمْتَنِعُ مِنْ غَيْرِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يَمْتَنِعُ مِنْهُ لِأَنَّ غَيْرَهُ إِذَا جَمَعَ أَوْهَمَ إِطْلَاقُهُ التَّسْوِيَةَ بِخِلَافِهِ هُوَ فَإِنَّ مَنْصِبَهُ لَا يَتَطَرَّقُ إِلَيْهِ إِيهَامُ ذَلِكَ وَإِلَى هَذَا مَال بن عَبْدِ السَّلَامِ وَمِنْهَا دَعْوَى التَّفْرِقَةِ بِوَجْهٍ آخَرَ وَهُوَ أَنَّ كَلَامَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُنَا جُمْلَةٌ وَاحِدَةٌ فَلَا يَحْسُنُ إِقَامَةُ الظَّاهِرِ فِيهَا مَقَامَ الْمُضْمَرِ وَكَلَامُ الَّذِي خَطَبَ جُمْلَتَانِ لَا يُكْرَهُ إِقَامَةُ الظَّاهِرِ فِيهِمَا مَقَامَ الْمُضْمَرِ وَتُعُقِّبَ هَذَا بِأَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِهِ لَا يُكْرَهُ إِقَامَةُ الظَّاهِرِ فِيهِمَا مَقَامَ الْمُضْمَرِ أَن يكره إِقَامَة الْمُضمر فيهمَا مَقَامَ الظَّاهِرِ فَمَا وَجْهُ الرَّدِّ عَلَى الْخَطِيبِ مَعَ أَنَّهُ هُوَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ كَمَا تَقَدَّمَ وَيُجَابُ بِأَنَّ قِصَّةَ الْخَطِيبِ كَمَا قُلْنَا لَيْسَ فِيهَا صِيغَةُ عُمُومٍ بَلْ هِيَ وَاقِعَةُ عَيْنٍ(1/61)
فَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مَنْ يُخْشَى عَلَيْهِ تَوَهُّمُ التَّسْوِيَةِ كَمَا تَقَدَّمَ وَمِنْ مَحَاسِنِ الْأَجْوِبَةِ فِي الْجَمْعِ بَيْنَ حَدِيثِ الْبَابِ وَقِصَّةِ الْخَطِيبِ أَنَّ تَثْنِيَةَ الضَّمِيرِ هُنَا لِلْإِيمَاءِ إِلَى أَنَّ الْمُعْتَبَرُ هُوَ الْمَجْمُوعُ الْمُرَكَّبُ مِنَ الْمَحَبَّتَيْنِ لَا كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا فَإِنَّهَا وَحْدَهَا لَاغِيَةٌ إِذَا لَمْ تَرْتَبِطْ بِالْأُخْرَى فَمَنْ يَدَّعِي حُبَّ اللَّهِ مَثَلًا وَلَا يُحِبُّ رَسُولَهُ لَا يَنْفَعُهُ ذَلِكَ وَيُشِيرُ إِلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ فَأَوْقَعَ مُتَابَعَتَهُ مُكْتَنِفَةً بَيْنَ قُطْرَيْ مَحَبَّةِ الْعِبَادِ وَمَحَبَّةِ اللَّهِ تَعَالَى لِلْعِبَادِ وَأَمَّا أَمْرُ الْخَطِيبِ بِالْإِفْرَادِ فَلِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الْعِصْيَانَيْنِ مُسْتَقِلٌّ بِاسْتِلْزَامِ الْغَوَايَةِ إِذِ الْعَطْفُ فِي تَقْدِيرِ التَّكْرِيرِ وَالْأَصْلُ اسْتِقْلَالُ كُلٍّ مِنَ الْمَعْطُوفَيْنِ فِي الْحُكْمِ وَيُشِيرُ إِلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَأَعَادَ أَطِيعُوا فِي الرَّسُولِ وَلَمْ يُعِدْهُ فِي أُولِي الْأَمْرِ لِأَنَّهُمْ لَا اسْتِقْلَالَ لَهُمْ فِي الطَّاعَةِ كَاسْتِقْلَالِ الرَّسُولِ انْتَهَى مُلَخَّصًا مِنْ كَلَامِ الْبَيْضَاوِيِّ وَالطِّيبِيِّ وَمِنْهَا أَجْوِبَةٌ أُخْرَى فِيهَا تَكَلُّمٌ مِنْهَا أَنَّ الْمُتَكَلِّمَ لَا يَدْخُلُ فِي عُمُومِ خِطَابِهِ وَمِنْهَا أَنَّ لَهُ أَنْ يَجْمَعَ بِخِلَافِ غَيْرِهِ قَوْلُهُ وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ قَالَ يَحْيَى بْنُ مُعَاذٍ حَقِيقَةُ الْحُبِّ فِي اللَّهِ أَنْ لَا يَزِيدَ بِالْبِرِّ وَلَا يَنْقُصَ بِالْجَفَاءِ قَوْلُهُ وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ زَادَ أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ مِنْ طَرِيقِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّى شَيْخِ الْمُصَنِّفِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ وَكَذَا هُوَ فِي طَرِيقٍ أُخْرَى لِلْمُصَنِّفِ وَالْإِنْقَاذُ أَعَمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ بِالْعِصْمَةِ مِنْهُ ابْتِدَاءٌ بِأَنْ يُولَدَ عَلَى الْإِسْلَامِ وَيَسْتَمِرَّ أَوْ بِالْإِخْرَاجِ مِنْ ظُلْمَةِ الْكُفْرِ إِلَى نُورِ الْإِيمَانِ كَمَا وَقَعَ لِكَثِيرٍ مِنَ الصَّحَابَةِ وَعَلَى الْأَوَّلِ فَيُحْمَلُ قَوْلُهُ يَعُودُ عَلَى مَعْنَى الصَّيْرُورَةِ بِخِلَافِ الثَّانِي فَإِنَّ الْعود فِيهِ عَلَى ظَاهِرِهِ فَإِنْ قِيلَ فَلِمَ عَدَّى الْعَوْدَ بِفِي وَلَمْ يُعَدِّهِ بِإِلَى فَالْجَوَابُ أَنَّهُ ضَمَّنَهُ مَعْنَى الِاسْتِقْرَارِ وَكَأَنَّهُ قَالَ يَسْتَقِرُّ فِيهِ وَمثله قَوْله تَعَالَى وَمَا كَانَ لنا أَن نعود فِيهَا تَنْبِيهٌ هَذَا الْإِسْنَادُ كُلُّهُ بَصْرِيُّونَ وَأَخْرَجَهُ الْمُصَنِّفُ بَعْدَ ثَلَاثَةِ أَبْوَابٍ مِنْ طَرِيقِ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أَنَسٍ وَاسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى فَضْلِ مَنْ أُكْرِهَ عَلَى الْكُفْرِ فَتُرِكَ الْبَتَّةَ إِلَى أَنْ قُتِلَ وَأَخْرَجَهُ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ فِي الْأَدَبِ فِي فَضْلِ الْحُبِّ فِي اللَّهِ وَلَفْظُهُ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَحَتَّى أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ وَهِيَ أَبْلَغُ مِنْ لَفْظِ حَدِيثِ الْبَابِ لِأَنَّهُ سَوَّى فِيهِ بَيْنَ الْأَمْرَيْنِ وَهُنَا جُعِلَ الْوُقُوعُ فِي نَارِ الدُّنْيَا أَوْلَى مِنَ الْكُفْرِ الَّذِي أَنْقَذَهُ الله بِالْخرُوجِ مِنْهُ من نَارِ الْأُخْرَى وَكَذَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَصَرَّحَ النَّسَائِيُّ فِي رِوَايَتِهِ وَالْإِسْمَاعِيلِيُّ بِسَمَاعِ قَتَادَةَ لَهُ مِنْ أَنَسٍ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ مِنْ طَرِيقِ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ أَنَسٍ وَزَادَ فِي الْخَصْلَةِ الثَّانِيَةِ ذِكْرَ الْبُغْضِ فِي اللَّهِ وَلَفْظُهُ وَأَنْ يُحِبَّ فِي اللَّهِ وَيُبْغِضَ فِي اللَّهِ وَقَدْ تَقَدَّمَ لِلْمُصَنِّفِ فِي تَرْجَمَتِهِ وَالْحُبُّ فِي اللَّهِ وَالْبُغْضُ فِي اللَّهِ مِنَ الْإِيمَانِ وَكَأَنَّهُ أَشَارَ بِذَلِكَ إِلَى هَذِهِ الرِّوَايَة وَالله أعلم
(قَوْلُهُ بَابٌ)
هُوَ مُنَوَّنٌ وَلَمَّا ذَكَرَ فِي الحَدِيث السَّابِق أَنه لَا يُحِبهُ الا الله عَقَّبَهُ بِمَا يُشِيرُ إِلَيْهِ مِنْ أَنَّ حُبَّ الْأَنْصَارِ كَذَلِكَ لِأَنَّ مَحَبَّةَ مَنْ يُحِبُّهُمْ مِنْ حَيْثُ هَذَا الْوَصْفُ وَهُوَ النُّصْرَةُ إِنَّمَا هُوَ لِلَّهِ تَعَالَى فَهُمْ وَإِنْ دَخَلُوا فِي عُمُومِ قَوْلِهِ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ لَكِنَّ التَّنْصِيصَ بِالتَّخْصِيصِ دَلِيلُ الْعِنَايَةِ
[17] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ هُوَ الطَّيَالِسِيُّ(1/62)
قَوْلُهُ جَبْرٍ بِفَتْحِ الْجِيمِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ وَهُوَ بن عَتِيكٍ الْأَنْصَارِيُّ وَهَذَا الرَّاوِي مِمَّنْ وَافَقَ اسْمُهُ اسْمَ أَبِيهِ قَوْلُهُ آيَةُ الْإِيمَانِ هُوَ بِهَمْزَةٍ مَمْدُودَةٍ وَيَاءٍ تَحْتَانِيَّةٍ مَفْتُوحَةٍ وَهَاءِ تَأْنِيثٍ وَالْإِيمَانُ مَجْرُورٌ بِالْإِضَافَةِ هَذَا هُوَ الْمُعْتَمَدُ فِي ضَبْطِ هَذِهِ الْكَلِمَةِ فِي جَمِيعِ الرِّوَايَاتِ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَالسُّنَنِ وَالْمُسْتَخْرَجَاتِ وَالْمَسَانِيدِ وَالْآيَةُ الْعَلَامَةُ كَمَا تَرْجَمَ بِهِ الْمُصَنِّفُ وَوَقَعَ فِي إِعْرَابِ الْحَدِيثِ لِأَبِي الْبَقَاءِ الْعُكْبَرِيِّ إِنَّهُ الْإِيمَانُ بِهَمْزَةٍ مَكْسُورَةٍ وَنُونٍ مُشَدَّدَةٍ وَهَاءٍ وَالْإِيمَانُ مَرْفُوعٌ وَأَعْرَبَهُ فَقَالَ إِنَّ لِلتَّأْكِيدِ وَالْهَاءُ ضَمِيرُ الشَّأْنِ وَالْإِيمَانُ مُبْتَدَأٌ وَمَا بَعْدَهُ خَبَرٌ وَيَكُونُ التَّقْدِيرُ إِنَّ الشَّأْنَ الْإِيمَانُ حُبُّ الْأَنْصَارِ وَهَذَا تَصْحِيفٌ مِنْهُ ثُمَّ فِيهِ نَظَرٌ مِنْ جِهَةِ الْمَعْنَى لِأَنَّهُ يَقْتَضِي حَصْرَ الْإِيمَانِ فِي حُبِّ الْأَنْصَارِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ فَإِنْ قِيلَ وَاللَّفْظُ الْمَشْهُورُ أَيْضًا يَقْتَضِي الْحَصْرَ وَكَذَا مَا أَوْرَدَهُ الْمُصَنِّفُ فِي فَضَائِلِ الْأَنْصَارِ مِنْ حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ الْأَنْصَارُ لَا يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ فَالْجَوَابُ عَنِ الْأَوَّلِ أَنَّ الْعَلَامَةَ كَالْخَاصَّةِ تَطَّرِدُ وَلَا تَنْعَكِسُ فَإِنْ أُخِذَ مِنْ طَرِيقِ الْمَفْهُومِ فَهُوَ مَفْهُومُ لَقَبٍ لَا عِبْرَةَ بِهِ سَلَّمْنَا الْحَصْرَ لَكِنَّهُ لَيْسَ حَقِيقِيًّا بَلِ ادِّعَائِيًّا لِلْمُبَالَغَةِ أَوْ هُوَ حَقِيقِيٌّ لَكِنَّهُ خَاصٌّ بِمَنْ أَبْغَضَهُمْ مِنْ حَيْثُ النُّصْرَةُ وَالْجَوَابُ عَنِ الثَّانِي أَنَّ غَايَتَهُ أَنْ لَا يَقَعَ حُبُّ الْأَنْصَارِ إِلَّا لِمُؤْمِنٍ وَلَيْسَ فِيهِ نَفْيُ الْإِيمَانِ عَمَّنْ لَمْ يَقَعْ مِنْهُ ذَلِكَ بَلْ فِيهِ أَنَّ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ لَا يُحِبُّهُمْ فَإِنْ قِيلَ فَعَلَى الشِّقِّ الثَّانِي هَلْ يَكُونُ مَنْ أَبْغَضَهُمْ مُنَافِقًا وَإِنْ صَدَقَ وَأَقَرَّ فَالْجَوَابُ أَنَّ ظَاهِرَ اللَّفْظِ يَقْتَضِيهِ لَكِنَّهُ غَيْرُ مُرَادٍ فَيُحْمَلُ عَلَى تَقْيِيدِ الْبُغْضِ بِالْجِهَةِ فَمَنْ أَبْغَضَهُمْ مِنْ جِهَةِ هَذِهِ الصِّفَةِ وَهِيَ كَوْنُهُمْ نَصَرُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَثَّرَ ذَلِكَ فِي تَصْدِيقِهِ فَيَصِحُّ أَنَّهُ مُنَافِقٌ وَيُقَرِّبُ هَذَا الْحَمْلَ زِيَادَةُ أَبِي نُعَيْمٍ فِي الْمُسْتَخْرَجِ فِي حَدِيثِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ مَنْ أَحَبَّ الْأَنْصَارَ فَبُحُبِّي أَحَبَّهُمْ وَمَنْ أَبْغَضَ الْأَنْصَارَ فَبِبُغْضِي أَبْغَضَهُمْ وَيَأْتِي مثل هَذَا فِي الْحُبِّ كَمَا سَبَقَ وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ رَفَعَهُ لَا يُبْغِضُ الْأَنْصَارِ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلِأَحْمَدَ مِنْ حَدِيثِهِ حُبُّ الْأَنْصَارِ إِيمَانٌ وَبُغْضُهُمْ نِفَاقٌ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُقَالَ إِنَّ اللَّفْظَ خَرَجَ عَلَى مَعْنَى التَّحْذِيرِ فَلَا يُرَادُ ظَاهِرُهُ وَمِنْ ثَمَّ لَمْ يُقَابِلِ الْإِيمَانَ بِالْكُفْرِ الَّذِي هُوَ ضِدُّهُ بَلْ قَابَلَهُ بِالنِّفَاقِ إِشَارَةً إِلَى أَنَّ التَّرْغِيبَ وَالتَّرْهِيبَ إِنَّمَا خُوطِبَ بِهِ مَنْ يُظْهِرُ الْإِيمَانَ أَمَّا مَنْ يُظْهِرُ الْكُفْرَ فَلَا لِأَنَّهُ مُرْتَكِبٌ مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُ الْأَنْصَارُ هُوَ جَمْعُ نَاصِرٍ كَأَصْحَابٍ وَصَاحِبٍ أَوْ جَمْعُ نَصِيرٍ كَأَشْرَافٍ وَشَرِيفٍ وَاللَّامُ فِيهِ لِلْعَهْدِ أَيْ أَنْصَارُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمُرَادُ الْأَوْسُ وَالْخَزْرَجُ وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يُعْرَفُونَ بِبَنِي قَيْلَةَ بِقَافٍ مَفْتُوحَةٍ وَيَاءٍ تَحْتَانِيَّةٍ سَاكِنَةٍ وَهِيَ الْأُمُّ الَّتِي تَجْمَعُ الْقَبِيلَتَيْنِ فَسَمَّاهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْأَنْصَارَ فَصَارَ ذَلِكَ عَلَمًا عَلَيْهِمْ وَأُطْلِقَ أَيْضًا عَلَى أَوْلَادِهِمْ وَحُلَفَائِهِمْ وَمَوَالِيهِمْ وَخُصُّوا بِهَذِهِ الْمَنْقَبَةِ الْعُظْمَى لِمَا فَازُوا بِهِ دُونَ غَيْرِهِمْ مِنَ الْقَبَائِلِ مِنْ إِيوَاءِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَنْ مَعَهُ وَالْقِيَامِ بِأَمْرِهِمْ وَمُوَاسَاتِهِمْ بِأَنْفُسِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ وَإِيثَارِهِمْ إِيَّاهُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأُمُورِ عَلَى أَنْفُسِهِمْ فَكَانَ صَنِيعُهُمْ لِذَلِكَ مُوجِبًا لِمُعَادَاتِهِمْ جَمِيعَ الْفِرَقِ الْمَوْجُودِينَ مِنْ عَرَبٍ وَعَجَمٍ وَالْعَدَاوَةُ تَجُرُّ الْبُغْضَ ثُمَّ كَانَ مَا اخْتَصُّوا بِهِ مِمَّا ذُكِرَ مُوجِبًا لِلْحَسَدِ وَالْحَسَدُ يَجُرُّ الْبُغْضَ فَلِهَذَا جَاءَ التَّحْذِيرُ مِنْ بُغْضِهِمْ وَالتَّرْغِيبُ فِي حُبِّهِمْ حَتَّى جُعِلَ ذَلِكَ آيَةَ الْإِيمَانِ وَالنِّفَاقِ تَنْوِيهًا بِعَظِيمِ فَضْلِهِمْ وَتَنْبِيهًا عَلَى كَرِيمِ فِعْلِهِمْ وَإِنْ كَانَ مَنْ شَارَكَهُمْ فِي مَعْنَى ذَلِكَ مُشَارِكًا لَهُمْ فِي الْفَضْلِ الْمَذْكُورِ كُلٌّ بِقِسْطِهِ وَقَدْ ثَبَتَ فِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يُبْغِضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ وَهَذَا جَارٍ بِاطِّرَادٍ فِي أَعْيَانِ الصَّحَابَةِ لِتَحَقُّقِ مُشْتَرَكِ الْإِكْرَامِ لِمَا لَهُمْ مِنْ حُسْنِ الْغَنَاءِ فِي الدِّينِ قَالَ صَاحِبُ الْمُفْهِمِ وَأَمَّا الْحُرُوبُ الْوَاقِعَةُ بَينهم فَإِن وَقع من بَعضهم بغض فَذَاك من غير هَذِه الْجِهَة بل لِلْأَمْرِ الطاريء الَّذِي اقْتَضَى الْمُخَالَفَةَ وَلِذَلِكَ لَمْ يَحْكُمْ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ بِالنِّفَاقِ وَإِنَّمَا كَانَ حَالُهُمْ فِي ذَاكَ حَالَ الْمُجْتَهِدِينَ فِي الْأَحْكَامِ لِلْمُصِيبِ أَجْرَانِ وللمخطئ أجر وَاحِد وَالله أعلم(1/63)
(
قَوْله بَاب كَذَا)
هُوَ فِي روايتنا بِلَا تَرْجَمَةٍ وَسَقَطَ مِنْ رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ أَصْلًا فَحَدِيثه عِنْده من جملَة التَّرْجَمَة الَّتِي قبله وعَلى روايتنا فَهُوَ مُتَعَلق بهَا أَيْضا لِأَن الْبَاب إِذا لم تذكر لَهُ تَرْجَمَة خاصه يكون بِمَنْزِلَة الْفَصْل مِمَّا قبله مَعَ تعلقه بِهِ كصنيع مصنفي الْفُقَهَاء وَوجه التَّعْلِيق أَنه لما ذكر الْأَنْصَار فِي الحَدِيث الأول أَشَارَ فِي هَذَا إِلَى ابْتِدَاء السَّبَب فِي تلقيبهم بالأنصار لِأَن أول ذَلِك كَانَ لَيْلَة الْعقبَة لما توافقوا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عِنْد عقبَة مني فِي الْمَوْسِم كَمَا سَيَأْتِي شرح ذَلِك إِن شَاءَ الله تَعَالَى فِي السِّيرَة النبويه من هَذَا الْكتاب وَقد أخرج المُصَنّف حَدِيث هَذَا الْبَاب فِي مَوَاضِع أخر فِي بَاب من شهد بَدْرًا لقَوْله فِيهِ كَانَ شهد بَدْرًا وَفِي بَاب وُفُود الْأَنْصَار لقَوْله فِيهِ وَهُوَ أحد النُّقَبَاء وَأوردهُ هُنَا لتَعَلُّقه بِمَا قبله كَمَا بَيناهُ ثمَّ إِن فِي مَتنه مَا يتَعَلَّق بمباحث الْإِيمَان من وَجْهَيْن آخَرين أَحدهمَا أَن اجْتِنَاب المناهي من الْإِيمَان كامتثال الْأَوَامِر وَثَانِيهمَا أَنه تضمن الرَّد على من يَقُول أَن مرتكب الْكَبِيرَة كَافِر أَو مخلد فِي النَّار كَمَا سَيَأْتِي تَقْرِيرُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
[18] قَوْلُهُ عَائِذُ اللَّهِ هُوَ اسْمُ عَلَمٍ أَيْ ذُو عِيَاذَةٍ بِاللَّهِ وَأَبُوهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو الْخَوْلَانِيُّ صَحَابِيٌّ وَهُوَ مِنْ حَيْثُ الرِّوَايَةِ تَابِعِيٌّ كَبِيرٌ وَقَدْ ذُكِرَ فِي الصَّحَابَةِ لِأَنَّ لَهُ رُؤْيَةً وَكَانَ مَوْلِدُهُ عَامَ حُنَيْنٍ وَالْإِسْنَادُ كُلُّهُ شَامِيُّونَ قَوْلُهُ وَكَانَ شَهِدَ بَدْرًا يَعْنِي حَضَرَ الْوَقْعَةَ الْمَشْهُورَةَ الْكَائِنَةَ بِالْمَكَانِ الْمَعْرُوفِ بِبَدْرٍ وَهِيَ أَوَّلُ وَقْعَةٍ قَاتَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهَا الْمُشْرِكِينَ وَسَيَأْتِي ذِكْرُهَا فِي الْمَغَازِي وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَائِلَ ذَلِكَ أَبُو إِدْرِيسَ فَيَكُونُ مُتَّصِلًا إِذَا حُمِلَ عَلَى أَنَّهُ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ عُبَادَةَ أَوِ الزُّهْرِيِّ فَيَكُونُ مُنْقَطِعًا وَكَذَا قَوْلُهُ وَهُوَ أَحَدُ النُّقَبَاءِ قَوْلُهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَقَطَ قَبْلَهَا مِنْ أَصْلِ الرِّوَايَةِ لَفْظُ قَالَ وَهُوَ خَبَرُ أَنَّ لِأَنَّ قَوْلَهُ وَكَانَ وَمَا بَعْدَهَا مُعْتَرِضٌ وَقَدْ جَرَتْ عَادَةُ كَثِيرٍ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ بِحَذْفِ قَالَ خَطَأً لَكِنْ حَيْثُ يَتَكَرَّرُ فِي مِثْلِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا بُدَّ عِنْدَهُمْ مَعَ ذَلِكَ مِنَ النُّطْقِ بِهَا وَقَدْ ثَبَتَتْ فِي رِوَايَةِ الْمُصَنِّفِ لِهَذَا الْحَدِيثِ بِإِسْنَادِهِ هَذَا فِي بَابِ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا فَلَعَلَّهَا سَقَطَتْ هُنَا مِمَّنْ بَعْدَهُ وَلِأَحْمَدَ عَنْ أَبِي الْيَمَانِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ أَنَّ عُبَادَةَ حَدَّثَهُ قَوْلُهُ وَحَوْلَهُ بِفَتْحِ اللَّامِ عَلَى الظَّرْفِيَّةِ وَالْعِصَابَةُ بِكَسْرِ الْعَيْنِ الْجَمَاعَةُ مِنَ الْعَشَرَةِ إِلَى الْأَرْبَعِينَ وَلَا وَاحِدَ لَهَا مِنْ لَفْظِهَا وَقَدْ جُمِعَتْ عَلَى عَصَائِبَ وَعُصَبٍ قَوْلُهُ بَايِعُونِي زَادَ فِي بَابِ وُفُودِ الْأَنْصَارِ تَعَالَوْا بَايِعُونِي وَالْمُبَايَعَةُ عِبَارَةٌ عَنِ الْمُعَاهَدَةِ سُمِّيَتْ بِذَلِكَ تَشْبِيهًا بِالْمُعَاوَضَةِ الْمَالِيَّةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أنفسهم وَأَمْوَالهمْ بَان لَهُم الْجنَّة قَوْلُهُ وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ التَّيْمِيُّ وَغَيْرُهُ خُصَّ الْقَتْلُ بِالْأَوْلَادِ لِأَنَّهُ قَتْلٌ وَقَطِيعَةُ رَحِمٍ فَالْعِنَايَةُ بِالنَّهْيِ عَنْهُ آكَدُ وَلِأَنَّهُ كَانَ شَائِعًا فِيهِمْ وَهُوَ وَأْدُ الْبَنَاتِ وَقَتْلُ الْبَنِينَ خَشْيَةَ الْإِمْلَاقِ أَوْ خَصَّهُمْ بِالذِّكْرِ(1/64)
لِأَنَّهُمْ بِصَدَدِ أَنْ لَا يَدْفَعُوا عَنْ أَنْفُسِهِمْ قَوْله وَلَا تَأْتُوا بِبُهْتَان الْبُهْتَان الْكَذِب الَّذِي يَبْهَتُ سَامِعَهُ وَخَصَّ الْأَيْدِيَ وَالْأَرْجُلَ بِالِافْتِرَاءِ لِأَنَّ مُعْظَمَ الْأَفْعَالِ تَقَعُ بِهِمَا إِذْ كَانَتْ هِيَ الْعَوَامِلَ وَالْحَوَامِلَ لِلْمُبَاشَرَةِ وَالسَّعْيِ وَكَذَا يُسَمُّونَ الصَّنَائِعَ الْأَيَادِيَ وَقَدْ يُعَاقَبُ الرَّجُلُ بِجِنَايَةٍ قَوْلِيَّةٍ فَيُقَالُ هَذَا بِمَا كَسَبَتْ يَدَاكَ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ لَا تَبْهَتُوا النَّاسَ كِفَاحًا وَبَعْضُكُمْ يُشَاهِدُ بَعْضًا كَمَا يُقَالُ قُلْتُ كَذَا بَيْنَ يَدَيْ فُلَانٍ قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ وَفِيهِ نَظَرٌ لِذِكْرِ الْأَرْجُلِ وَأَجَابَ الْكِرْمَانِيُّ بِأَنَّ الْمُرَادَ الْأَيْدِي وَذَكَرَ الْأَرْجُلَ تَأْكِيدًا وَمُحَصَّلُهُ أَنَّ ذِكْرَ الْأَرْجُلِ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُقْتَضِيًا فَلَيْسَ بِمَانِعٍ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِمَا بَيْنَ الْأَيْدِي وَالْأَرْجُلِ الْقَلْبَ لِأَنَّهُ هُوَ الَّذِي يُتَرْجِمُ اللِّسَانُ عَنْهُ فَلِذَلِكَ نُسِبَ إِلَيْهِ الِافْتِرَاءُ كَأَنَّ الْمَعْنَى لَا تَرْمُوا أَحَدًا بِكَذِبٍ تُزَوِّرُونَهُ فِي أَنْفُسِكُمْ ثُمَّ تَبْهَتُونَ صَاحِبَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَقَالَ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبَى جَمْرَةَ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُهُ بَيْنَ أَيْدِيكُمْ أَيْ فِي الْحَالِ وَقَوْلُهُ وَأَرْجُلِكُمْ أَيْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ لِأَنَّ السَّعْيَ مِنْ أَفْعَالِ الْأَرْجُلِ وَقَالَ غَيْرُهُ أَصْلُ هَذَا كَانَ فِي بَيْعَةِ النِّسَاءِ وَكَنَّى بِذَلِكَ كَمَا قَالَ الْهَرَوِيُّ فِي الْغَرِيبَيْنِ عَنْ نِسْبَةِ الْمَرْأَةِ الْوَلَدَ الَّذِي تَزْنِي بِهِ أَوْ تَلْتَقِطُهُ إِلَى زَوْجِهَا ثُمَّ لَمَّا اسْتَعْمَلَ هَذَا اللَّفْظَ فِي بَيْعَةِ الرِّجَالِ احْتِيجَ إِلَى حَمْلِهِ على غير مَا ورد فِيهِ أَو لَا وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ وَلَا تَعْصُوا لِلْإِسْمَاعِيلِيِّ فِي بَابِ وُفُودِ الْأَنْصَارِ وَلَا تَعْصُونِي وَهُوَ مُطَابِقٌ لِلْآيَةِ وَالْمَعْرُوفُ مَا عُرِفَ مِنَ الشَّارِعِ حُسْنُهُ نَهْيًا وَأَمْرًا قَوْلُهُ فِي مَعْرُوفٍ قَالَ النَّوَوِيُّ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمَعْنَى وَلَا تَعْصُونِي وَلَا أَحَدَ أُولِي الْأَمْرِ عَلَيْكُمْ فِي الْمَعْرُوفِ فَيَكُونُ التَّقْيِيدُ بِالْمَعْرُوفِ مُتَعَلِّقًا بِشَيْءٍ بَعْدَهُ وَقَالَ غَيْرُهُ نَبَّهَ بِذَلِكَ عَلَى أَنَّ طَاعَةَ الْمَخْلُوقِ إِنَّمَا تَجِبُ فِيمَا كَانَ غَيْرَ مَعْصِيَةِ لِلَّهِ فَهِيَ جَدِيرَةٌ بِالتَّوَقِّي فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ قَوْلُهُ فَمَنْ وَفَى مِنْكُمْ أَيْ ثَبَتَ عَلَى الْعَهْدِ وَوَفَى بِالتَّخْفِيفِ وَفِي رِوَايَةٍ بِالتَّشْدِيدِ وَهُمَا بِمَعْنًى قَوْلُهُ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ أَطْلَقَ هَذَا عَلَى سَبِيلِ التَّفْخِيمِ لِأَنَّهُ لَمَّا أَنْ ذَكَرَ الْمُبَايَعَةَ الْمُقْتَضِيَةَ لِوُجُودِ الْعِوَضَيْنِ أَثْبَتَ ذِكْرَ الْأَجْرِ فِي مَوْضِعِ أَحَدِهِمَا وَأَفْصَحَ فِي رِوَايَةٍ الصُّنَابِحِيِّ عَنْ عِبَادَةٍ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فِي الصَّحِيحَيْنِ بِتَعْيِينِ الْعِوَضِ فَقَالَ بِالْجنَّةِ وَعَبَّرَ هُنَا بِلَفْظِ عَلَى لِلْمُبَالَغَةِ فِي تَحَقُّقِ وُقُوعِهِ كَالْوَاجِبَاتِ وَيَتَعَيَّنُ حَمْلُهُ عَلَى غَيْرِ ظَاهِرِهِ لِلْأَدِلَّةِ الْقَائِمَةِ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجِبُ عَلَى اللَّهِ شَيْءٌ وَسَيَأْتِي فِي حَدِيثِ مُعَاذٍ فِي تَفْسِيرِ حَقِّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ تَقْرِيرُ هَذَا فَإِنْ قِيلَ لِمَ اقْتَصَرَ عَلَى الْمَنْهِيَّاتِ وَلَمْ يَذْكُرِ الْمَأْمُورَاتِ فَالْجَوَابُ أَنَّهُ لَمْ يُهْمِلْهَا بَلْ ذَكَرَهَا عَلَى طَرِيقِ الْإِجْمَالِ فِي قَوْلِهِ وَلَا تَعْصُوا إِذِ الْعِصْيَانُ مُخَالَفَةُ الْأَمْرِ وَالْحِكْمَةُ فِي التَّنْصِيصِ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ الْمَنْهِيَّاتِ دُونَ الْمَأْمُورَاتِ أَن الْكَفّ أيسر من إِن شَاءَ الْفِعْلِ لِأَنَّ اجْتِنَابَ الْمَفَاسِدِ مُقَدَّمٌ عَلَى اجْتِلَابِ الْمَصَالِحِ وَالتَّخَلِّيَ عَنِ الرَّذَائِلِ قَبْلَ التَّحَلِّي بِالْفَضَائِلِ قَوْلُهُ وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا فَعُوقِبَ زَادَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَتِهِ بِهِ قَوْلُهُ فَهُوَ أَيِ الْعِقَابُ كَفَّارَةٌ زَادَ أَحْمَدُ لَهُ وَكَذَا هُوَ لِلْمُصَنِّفِ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ فِي بَابِ الْمَشِيئَةِ مِنْ كِتَابِ التَّوْحِيدِ وَزَادَ وَطَهُورٌ قَالَ النَّوَوِيُّ عُمُومُ هَذَا الْحَدِيثِ مَخْصُوصٌ بِقَوْلِهِ تَعَالَى إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ فَالْمُرْتَدُّ إِذَا قُتِلَ عَلَى ارْتِدَادِهِ لَا يَكُونُ الْقَتْلُ لَهُ كَفَّارَةً قُلْتُ وَهَذَا بِنَاءٌ عَلَى أَنَّ قَوْلَهُ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا يَتَنَاوَلُ جَمِيعَ مَا ذُكِرَ وَهُوَ ظَاهِرٌ وَقَدْ قِيلَ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مَا ذُكِرَ بَعْدَ الشِّرْكِ بِقَرِينَةِ أَنَّ الْمُخَاطَبَ بِذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ فَلَا يَدْخُلُ حَتَّى يَحْتَاجَ إِلَى إِخْرَاجِهِ وَيُؤَيِّدُهُ رِوَايَةُ مُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْأَشْعَثِ عَنْ عُبَادَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَمَنْ أَتَى مِنْكُمْ حَدًّا إِذِ الْقَتْلُ عَلَى الشِّرْكِ لَا يُسَمَّى حَدًّا لَكِنْ يُعَكِّرُ عَلَى هَذَا الْقَائِلِ أَنَّ الْفَاءَ فِي قَوْلِهِ فَمَنْ لِتَرَتُّبِ مَا بَعْدَهَا عَلَى مَا قَبْلَهَا وَخِطَابُ الْمُسْلِمِينَ بِذَلِكَ لَا يَمْنَعُ التَّحْذِيرَ مِنَ الْإِشْرَاكِ وَمَا ذُكِرَ فِي الْحَدِّ عُرْفِيٌّ حَادِثٌ فَالصَّوَابُ مَا قَالَ النَّوَوِيُّ وَقَالَ الطِّيبِيُّ الْحَقُّ أَنَّ الْمُرَادَ بِالشِّرْكِ الشِّرْكُ الْأَصْغَرُ وَهُوَ الرِّيَاءُ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ تَنْكِيرُ شَيْئًا أَيْ شِرْكًا أَيًّا مَا كَانَ وَتُعُقِّبَ بِأَنَّ عُرْفَ الشَّارِعِ إِذَا أَطْلَقَ الشِّرْكَ إِنَّمَا يُرِيدُ بِهِ مَا يُقَابِلَ التَّوْحِيدَ وَقَدْ تَكَرَّرَ هَذَا اللَّفْظُ فِي الْكِتَابِ وَالْأَحَادِيثِ حَيْثُ لَا يُرَادُ بِهِ إِلَّا ذَلِكَ وَيُجَابُ بِأَنَّ طَلَبَ الْجَمْعِ يَقْتَضِي ارْتِكَابَ الْمَجَازِ فَمَا قَالَهُ مُحْتَمَلٌ(1/65)
وَإِنْ كَانَ ضَعِيفًا وَلَكِنْ يُعَكِّرُ عَلَيْهِ أَيْضًا أَنَّهُ عَقِبَ الْإِصَابَةِ بِالْعُقُوبَةِ فِي الدُّنْيَا وَالرِّيَاءِ لَا عُقُوبَةَ فِيهِ فَوَضَحَ أَنَّ الْمُرَادَ الشِّرْكُ وَأَنَّهُ مَخْصُوصٌ وَقَالَ الْقَاضِي عِيَاضٌ ذَهَبَ أَكْثَرُ الْعُلَمَاءِ أَنَّ الْحُدُودَ كَفَّارَاتٌ وَاسْتَدَلُّوا بِهَذَا الْحَدِيثِ وَمِنْهُمْ مَنْ وَقَفَ لِحَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا أَدْرِي الْحُدُودُ كَفَّارَةٌ لِأَهْلِهَا أَمْ لَا لَكِنَّ حَدِيثَ عُبَادَةَ أَصَحُّ إِسْنَادًا وَيُمْكِنُ يَعْنِي عَلَى طَرِيقِ الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا أَنْ يَكُونَ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَرَدَ أَوَّلًا قَبْلَ أَنْ يُعْلِمَهُ اللَّهُ ثُمَّ أَعْلَمَهُ بَعْدَ ذَلِكَ قُلْتُ حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ أَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ فِي الْمُسْتَدْرَكِ وَالْبَزَّارُ مِنْ رِوَايَة معمر عَن بن أَبِي ذِئْبٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَقَدْ أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ وَذَكَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ أَنَّ عَبْدَ الرَّزَّاقِ تَفَرَّدَ بِوَصْلِهِ وَأَنَّ هِشَامَ بْنَ يُوسُفَ رَوَاهُ عَنْ مَعْمَرٍ فَأَرْسَلَهُ قُلْتُ وَقَدْ وَصَلَهُ آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاس عَن بن أَبِي ذِئْبٍ وَأَخْرَجَهُ الْحَاكِمُ أَيْضًا فَقَوِيَتْ رِوَايَةُ مَعْمَرٍ وَإِذَا كَانَ صَحِيحًا فَالْجَمْعُ الَّذِي جَمَعَ بِهِ الْقَاضِي حَسَنٌ لَكِنَّ الْقَاضِيَ وَمَنْ تَبِعَهُ جَازِمُونَ بِأَنَّ حَدِيثَ عُبَادَةَ هَذَا كَانَ بِمَكَّةَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ لَمَّا بَايَعَ الْأَنْصَارُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْبَيْعَةَ الْأُولَى بِمِنًى وَأَبُو هُرَيْرَةَ إِنَّمَا أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ بِسَبْعِ سِنِينَ عَامَ خَيْبَرَ فَكَيْفَ يَكُونُ حَدِيثُهُ مُتَقَدِّمًا وَقَالُوا فِي الْجَوَابِ عَنْهُ يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ أَبُو هُرَيْرَةَ مَا سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّمَا سَمِعَهُ مِنْ صَحَابِيٍّ آخَرَ كَانَ سَمِعَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِيمًا وَلَمْ يَسْمَعْ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّ الْحُدُودَ كَفَّارَةٌ كَمَا سَمِعَهُ عُبَادَةُ وَفِي هَذَا تَعَسُّفٌ وَيُبْطِلُهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ صَرَّحَ بِسَمَاعِهِ وَأَنَّ الْحُدُودَ لَمْ تَكُنْ نَزَلَتْ إِذْ ذَاكَ وَالْحَقُّ عِنْدِي أَنَّ حَدِيثَ أَبِي هُرَيْرَةَ صَحِيحٌ وَهُوَ مَا تَقَدَّمَ عَلَى حَدِيثِ عُبَادَةَ وَالْمُبَايَعَةُ الْمَذْكُورَةُ فِي حَدِيثِ عُبَادَةَ عَلَى الصِّفَةِ الْمَذْكُورَةِ لَمْ تَقَعْ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ وَإِنَّمَا كَانَ لَيْلَةَ الْعقبَة مَا ذكر بن إِسْحَاقَ وَغَيْرُهُ مِنْ أَهْلِ الْمَغَازِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِمَنْ حَضَرَ مِنَ الْأَنْصَارِ أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ تَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ مِنْهُ نِسَاءَكُمْ وَأَبْنَاءَكُمْ فَبَايَعُوهُ عَلَى ذَلِكَ وَعَلَى أَنْ يَرْحَلَ إِلَيْهِمْ هُوَ وَأَصْحَابُهُ وَسَيَأْتِي فِي هَذَا الْكِتَابِ فِي كِتَابِ الْفِتَنِ وَغَيْرِهِ مِنْ حَدِيثِ عُبَادَةَ أَيْضًا قَالَ بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْعُسْرِ وَالْيُسْرِ وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ الْحَدِيثَ وَأَصْرَحُ مِنْ ذَلِكَ فِي هَذَا الْمُرَادِ مَا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالطَّبَرَانِيُّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عُبَادَةَ أَنَّهُ جَرَتْ لَهُ قِصَّةٌ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ فَقَالَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ إِنَّكَ لَمْ تَكُنْ مَعَنَا إِذْ بَايَعْنَا رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ وَالْكَسَلِ وَعَلَى الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالْحَقِّ وَلَا نَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ وَعَلَى أَنْ نَنْصُرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَدِمَ عَلَيْنَا يَثْرِبَ فَنَمْنَعَهُ مِمَّا نَمْنَعُ مِنْهُ أَنْفُسَنَا وَأَزْوَاجَنَا وَأَبْنَاءَنَا وَلَنَا الْجَنَّةُ فَهَذِهِ بَيْعَةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي بَايَعْنَاهُ عَلَيْهَا فَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْحَدِيثِ وَعِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ لَهُ طَرِيقٌ أُخْرَى وَأَلْفَاظٌ قَرِيبَةٌ مِنْ هَذِهِ وَقَدْ وَضَحَ أَنَّ هَذَا هُوَ الَّذِي وَقَعَ فِي الْبَيْعَةِ الْأُولَى ثُمَّ صَدَرَتْ مُبَايَعَاتٌ أُخْرَى سَتُذْكَرُ فِي كِتَابِ الْأَحْكَامِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى مِنْهَا هَذِهِ الْبَيْعَةُ الَّتِي فِي حَدِيثِ الْبَابِ فِي الزَّجْرِ عَنِ الْفَوَاحِشِ الْمَذْكُورَةِ وَالَّذِي يُقَوِّي أَنَّهَا وَقَعَتْ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ بَعْدَ أَنْ نَزَلَتِ الْآيَةُ الَّتِي فِي الْمُمْتَحِنَةِ وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ وَنُزُولُ هَذِهِ الْآيَةِ مُتَأَخِّرٌ بَعْدَ قِصَّةِ الْحُدَيْبِيَةِ بِلَا خِلَافٍ وَالدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ مَا عِنْدَ الْبُخَارِيِّ فِي كِتَابِ الْحُدُودِ مِنْ طَرِيقِ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ فِي حَدِيثِ عُبَادَةَ هَذَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَايَعَهُمْ قَرَأَ الْآيَةَ كُلَّهَا وَعِنْدَهُ فِي تَفْسِيرِ الْمُمْتَحِنَةِ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ قَالَ قَرَأَ آيَةَ النِّسَاءِ وَلِمُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ فَتَلَا عَلَيْنَا آيَةَ النِّسَاءِ قَالَ أَنْ لَا تُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلِلنَّسَائِيِّ مِنْ طَرِيقِ الْحَارِثِ بْنِ فُضَيْلٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَلَا تُبَايِعُونَنِي عَلَى مَا بَايَعَ عَلَيْهِ النِّسَاءُ أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا الْحَدِيثَ وَلِلطَّبَرَانِيِّ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِهَذَا السَّنَدِ بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَا بَايَعَ عَلَيْهِ النِّسَاءُ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ وَلِمُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ أَبِي الْأَشْعَثِ عَنْ عُبَادَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ أَخَذَ عَلَيْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا أَخَذَ عَلَى النِّسَاءِ فَهَذِهِ أَدِلَّةٌ ظَاهِرَةٌ فِي أَنَّ هَذِهِ الْبَيْعَةَ إِنَّمَا صَدَرَتْ بَعْدَ نُزُولِ(1/66)
الْآيَةِ بَلْ بَعْدَ صُدُورِ الْبَيْعَةِ بَلْ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ وَذَلِكَ بَعْدَ إِسْلَامِ أَبِي هُرَيْرَةَ بِمدَّة وَيُؤَيّد هَذَا مَا رَوَاهُ بن أَبِي خَيْثَمَةَ فِي تَارِيخِهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيِّ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أُبَايِعُكُمْ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكُوا بِاللَّهِ شَيْئًا فَذَكَرَ نَحْوَ حَدِيثِ عُبَادَةَ وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ وَقَدْ قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ إِذَا صَحَّ الْإِسْنَادُ إِلَى عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ فَهُوَ كأيوب عَن نَافِع عَن بن عُمَرَ اه وَإِذَا كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو أَحَدَ مَنْ حَضَرَ هَذِهِ الْبَيْعَةَ وَلَيْسَ هُوَ مِنَ الْأَنْصَارِ وَلَا مِمَّنْ حَضَرَ بَيْعَتَهُمْ وَإِنَّمَا كَانَ إِسْلَامُهُ قُرْبَ إِسْلَامِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَضَحَ تَغَايُرُ الْبَيْعَتَيْنِ بَيْعَةُ الْأَنْصَارِ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ وَهِيَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ إِلَى الْمَدِينَةِ وَبَيْعَةٌ أُخْرَى وَقَعَتْ بَعْدَ فَتْحِ مَكَّةَ وَشَهِدَهَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو وَكَانَ إِسْلَامُهُ بَعْدَ الْهِجْرَةِ بِمُدَّةٍ طَوِيلَةٍ وَمِثْلُ ذَلِكَ مَا رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ جَرِيرٍ قَالَ بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مِثْلِ مَا بَايَعَ عَلَيْهِ النِّسَاءُ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَكَانَ إِسْلَامُ جَرِيرٍ مُتَأَخِّرًا عَنْ إِسْلَامِ أَبِي هُرَيْرَةَ عَلَى الصَّوَابِ وَإِنَّمَا حَصَلَ الِالْتِبَاسُ مِنْ جِهَةِ أَنَّ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ حَضَرَ الْبَيْعَتَيْنِ مَعًا وَكَانَتْ بَيْعَةُ الْعَقَبَةِ مِنْ أَجَلِّ مَا يُتَمَدَّحُ بِهِ فَكَانَ يَذْكُرُهَا إِذَا حَدَّثَ تَنْوِيهًا بِسَابِقِيَّتِهِ فَلَمَّا ذَكَرَ هَذِهِ الْبَيْعَةَ الَّتِي صَدَرَتْ عَلَى مِثْلِ بَيْعَةِ النِّسَاءِ عَقِبَ ذَلِكَ تَوَهَّمَ مَنْ لَمْ يَقِفْ عَلَى حَقِيقَةِ الْحَالِ أَنَّ الْبَيْعَةَ الْأُولَى وَقَعَتْ عَلَى ذَلِكَ وَنَظِيرُهُ مَا أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وَكَانَ أَحَدَ النُّقَبَاءِ قَالَ بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعَةَ الْحَرْبِ وَكَانَ عُبَادَةُ مِنَ الِاثْنَيْ عَشَرَ الَّذِينَ بَايَعُوا فِي الْعَقَبَةِ الْأُولَى عَلَى بَيْعَةِ النِّسَاءِ وَعَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي عُسْرِنَا وَيُسْرِنَا الْحَدِيثَ فَإِنَّهُ ظَاهِرٌ فِي اتِّحَادِ الْبَيْعَتَيْنِ وَلَكِنَّ الْحَدِيثَ فِي الصَّحِيحَيْنِ كَمَا سَيَأْتِي فِي الْأَحْكَامِ لَيْسَ فِيهِ هَذِهِ الزِّيَادَةُ وَهُوَ مِنْ طَرِيقِ مَالِكٍ عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ وَالصَّوَابُ أَنَّ بَيْعَةَ الْحَرْبِ بَعْدَ بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ لِأَنَّ الْحَرْبَ إِنَّمَا شُرِعَ بَعْدَ الْهِجْرَة وَيُمكن تَأْوِيل رِوَايَة بن إِسْحَاقَ وَرَدُّهَا إِلَى مَا تَقَدَّمَ وَقَدِ اشْتَمَلَتْ رِوَايَتُهُ عَلَى ثَلَاثِ بَيْعَاتٍ بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ وَقَدْ صرح أَنَّهَا كَانَت قبل أَن يفْرض الْحَرْبُ فِي رِوَايَةِ الصُّنَابِحِيِّ عَنْ عُبَادَةَ عِنْدَ أَحْمَدَ وَالثَّانِيَةُ بَيْعَةُ الْحَرْبِ وَسَيَأْتِي فِي الْجِهَادِ أَنَّهَا كَانَتْ عَلَى عَدَمِ الْفِرَارِ وَالثَّالِثَةُ بَيْعَةُ النِّسَاءِ أَيْ الَّتِي وَقَعَتْ عَلَى نَظِيرِ بَيْعَةِ النِّسَاء وَالرَّاجِح أَن التَّصْرِيح بذلك وَهْمٌ مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَيُعَكِّرُ على ذَلِك التَّصْرِيح فِي رِوَايَة بن إِسْحَاقَ مِنْ طَرِيقِ الصُّنَابِحِيِّ عَنْ عُبَادَةَ أَنَّ بَيْعَةَ لَيْلَةِ الْعَقَبَةِ كَانَتْ عَلَى مِثْلِ بَيْعَةِ النِّسَاءِ وَاتَّفَقَ وُقُوعُ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ تَنْزِلَ الْآيَةُ وَإِنَّمَا أُضِيفَتْ إِلَى النِّسَاءِ لِضَبْطِهَا بِالْقُرْآنِ وَنَظِيرُهُ مَا وَقَعَ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَيْضًا مِنْ طَرِيقِ الصُّنَابِحِيِّ عَنْ عُبَادَةَ قَالَ إِنِّي مِنَ النُّقَبَاءِ الَّذِينَ بَايَعُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ بَايَعْنَاهُ عَلَى أَنْ لَا نُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا الْحَدِيثَ فَظَاهِرُ هَذَا اتِّحَادُ الْبَيْعَتَيْنِ وَلَكِنَّ الْمُرَادَ مَا قَرَّرْتُهُ أَنَّ قَوْلَهُ إِنِّي مِنَ النُّقَبَاءِ الَّذِينَ بَايَعُوا أَيْ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ عَلَى الْإِيوَاءِ وَالنَّصْرِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ ثُمَّ قَالَ بَايَعْنَاهُ إِلَخْ أَيْ فِي وَقْتٍ آخَرَ وَيُشِيرُ إِلَى هَذَا الْإِتْيَانِ بِالْوَاوِ الْعَاطِفَةِ فِي قَوْلِهِ وَقَالَ بَايَعْنَاهُ وَعَلَيْكَ بِرَدِّ مَا أَتَى مِنَ الرِّوَايَاتِ مُوهِمًا بِأَنَّ هَذِهِ الْبَيْعَةَ كَانَتْ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ إِلَى هَذَا التَّأْوِيلِ الَّذِي نَهَجْتْ إِلَيْهِ فَيَرْتَفِعُ بِذَلِكَ الْإِشْكَالُ وَلَا يَبْقَى بَيْنَ حَدِيثَيْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَعُبَادَةَ تَعَارُضٌ وَلَا وَجْهَ بَعْدَ ذَلِكَ لِلتَّوَقُّفِ فِي كَوْنِ الْحُدُودِ كَفَّارَةً وَاعْلَمْ أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ لَمْ يَنْفَرِدْ بِرِوَايَةِ هَذَا الْمَعْنَى بَلْ رَوَى ذَلِكَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَهُوَ فِي التِّرْمِذِيِّ وَصَحَّحَهُ الْحَاكِمُ وَفِيهِ مَنْ أَصَابَ ذَنْبًا فَعُوقِبَ بِهِ فِي الدُّنْيَا فَاللَّهُ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ يُثَنِّيَ الْعُقُوبَةَ عَلَى عَبْدِهِ فِي الْآخِرَةِ وَهُوَ عِنْدَ الطَّبَرَانِيِّ بِإِسْنَادٍ حَسَنٍ مِنْ حَدِيثِ أَبَى تَمِيمَةَ الْهُجَيْمِيِّ وَلِأَحْمَدَ مِنْ حَدِيثِ خُزَيْمَةَ بْنِ ثَابت بِإِسْنَاد(1/67)
حَسَنٍ وَلَفْظُهُ مَنْ أَصَابَ ذَنْبًا أُقِيمَ عَلَيْهِ ذَلِكَ الذَّنْبُ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَهُ وَلِلطَّبَرَانِيِّ عَنِ بن عَمْرو مَرْفُوعًا مَا عُوقِبَ رَجُلٌ عَلَى ذَنْبٍ إِلَّا جَعَلَهُ اللَّهُ كَفَّارَةً لِمَا أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ الذَّنْبِ وَإِنَّمَا أَطَلْتُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ لِأَنَّنِي لَمْ أَرَ مَنْ أَزَالَ اللَّبْسَ فِيهِ عَلَى الْوَجْهِ الْمَرْضِيِّ وَاللَّهُ الْهَادِي قَوْلُهُ فَعُوقِبَ بِهِ قَالَ بن التِّينِ يُرِيدُ بِهِ الْقَطْعَ فِي السَّرِقَةِ وَالْجَلْدَ أَو الرَّجْم فِي الزِّنَى قَالَ وَأَمَّا قَتْلُ الْوَلَدِ فَلَيْسَ لَهُ عُقُوبَةٌ مَعْلُومَةٌ إِلَّا أَنْ يُرِيدَ قَتْلَ النَّفْسِ فَكَنَّى عَنْهُ قُلْتُ وَفِي رِوَايَةِ الصُّنَابِحِيِّ عَنْ عُبَادَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ قَوْلَهُ فِي حَدِيثِ الْبَابِ فَعُوقِبَ بِهِ أَعَمُّ مِنْ أَنْ تكون الْعقُوبَة حدا أَو تعزيرا قَالَ بن التِّينِ وَحُكِيَ عَنِ الْقَاضِي إِسْمَاعِيلَ وَغَيْرِهِ أَنَّ قَتْلَ الْقَاتِلِ إِنَّمَا هُوَ رَادِعٌ لِغَيْرِهِ وَأَمَّا فِي الْآخِرَةِ فَالطَّلَبُ لِلْمَقْتُولِ قَائِمٌ لِأَنَّهُ لَمْ يَصِلْ إِلَيْهِ حَقٌّ قُلْتُ بَلْ وَصَلَ إِلَيْهِ حق وَأي حَقٍّ فَإِنَّ الْمَقْتُولَ ظُلْمًا تُكَفَّرُ عَنْهُ ذُنُوبُهُ بِالْقَتْلِ كَمَا وَرَدَ فِي الْخَبَرِ الَّذِي صَحَّحَهُ بن حِبَّانَ وَغَيْرُهُ إِنَّ السَّيْفَ مَحَّاءٌ لِلْخَطَايَا وَعَنِ بن مَسْعُودٍ قَالَ إِذَا جَاءَ الْقَتْلُ مَحَا كُلَّ شَيْءٍ رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ وَلَهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ نَحْوُهُ وَلِلْبَزَّارِ عَنْ عَائِشَةَ مَرْفُوعًا لَا يَمُرُّ الْقَتْلُ بِذَنْبٍ إِلَّا مَحَاهُ فَلَوْلَا الْقَتْلُ مَا كُفِّرَتْ ذُنُوبُهُ وَأَيُّ حَقٍّ يَصِلُ إِلَيْهِ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا وَلَوْ كَانَ حَدُّ الْقَتْلِ إِنَّمَا شُرِعَ لِلرَّدْعِ فَقَطْ لَمْ يُشْرَعِ الْعَفْوُ عَنِ الْقَاتِلِ وَهَلْ تَدْخُلُ فِي الْعُقُوبَةِ الْمَذْكُورَةِ الْمَصَائِبُ الدُّنْيَوِيَّةُ مِنَ الْآلَامِ وَالْأَسْقَامِ وَغَيْرِهَا فِيهِ نَظَرٌ وَيَدُلُّ لِلْمَنْعِ قَوْلُهُ وَمَنْ أَصَابَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ فَإِنَّ هَذِهِ الْمَصَائِبَ لَا تُنَافِي السَّتْرَ وَلَكِنْ بَيَّنَتِ الْأَحَادِيثُ الْكَثِيرَةُ أَنَّ الْمَصَائِبَ تُكَفِّرُ الذُّنُوبَ فَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرَادَ أَنَّهَا تُكَفِّرُ مَا لَا حَدَّ فِيهِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَيُسْتَفَادُ مِنَ الْحَدِيثِ أَنَّ إِقَامَةَ الْحَدِّ كَفَّارَةٌ لِلذَّنْبِ وَلَوْ لَمْ يَتُبِ الْمَحْدُودُ وَهُوَ قَوْلُ الْجُمْهُورِ وَقِيلَ لَا بُدَّ مِنَ التَّوْبَةِ وَبِذَلِكَ جَزَمَ بَعْضُ التَّابِعِينَ وَهُوَ قَوْلٌ للمعتزلة وَوَافَقَهُمْ بن حَزْمٍ وَمِنَ الْمُفَسِّرِينَ الْبَغَوِيُّ وَطَائِفَةٌ يَسِيرَةٌ وَاسْتَدَلُّوا بِاسْتِثْنَاءِ مَنْ تَابَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ وَالْجَوَابُ فِي ذَلِكَ أَنَّهُ فِي عُقُوبَةِ الدُّنْيَا وَلِذَلِكَ قُيِّدَتْ بِالْقُدْرَةِ عَلَيْهِ قَوْلُهُ ثُمَّ سَتَرَهُ اللَّهُ زَادَ فِي رِوَايَةِ كَرِيمَةَ عَلَيْهِ قَوْلُهُ فَهُوَ إِلَى الله قَالَ الْمَازِني فِيهِ رَدٌّ عَلَى الْخَوَارِجِ الَّذِينَ يُكَفِّرُونَ بِالذُّنُوبِ وَرَدٌّ عَلَى الْمُعْتَزِلَةِ الَّذِينَ يُوجِبُونَ تَعْذِيبَ الْفَاسِقِ إِذَا مَاتَ بِلَا تَوْبَةٍ لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَ بِأَنَّهُ تَحْتَ الْمَشِيئَةِ وَلَمْ يَقُلْ لَا بُدَّ أَنْ يُعَذِّبَهُ وَقَالَ الطِّيبِيُّ فِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى الْكَفِّ عَنِ الشَّهَادَةِ بِالنَّارِ عَلَى أَحَدٍ أَوْ بِالْجَنَّةِ لِأَحَدٍ إِلَّا مَنْ وَرَدَ النَّصُّ فِيهِ بِعَيْنِهِ قُلْتُ أَمَّا الشِّقُّ الْأَوَّلُ فَوَاضِحٌ وَأَمَّا الثَّانِي فَالْإِشَارَةُ إِلَيْهِ إِنَّمَا تُسْتَفَادُ مِنَ الْحَمْلِ عَلَى غَيْرِ ظَاهِرِ الْحَدِيثِ وَهُوَ مُتَعَيَّنٌ قَوْلُهُ إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ عَفَا عَنْهُ يَشْمَلُ مَنْ تَابَ مِنْ ذَلِكَ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ وَقَالَ بِذَلِكَ طَائِفَةٌ وَذَهَبَ الْجُمْهُورُ إِلَى أَنَّ مَنْ تَابَ لَا يَبْقَى عَلَيْهِ مُؤَاخَذَةٌ وَمَعَ ذَلِكَ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ لِأَنَّهُ لَا اطِّلَاعَ لَهُ هَلْ قُبِلَتْ تَوْبَتُهُ أَوْ لَا وَقِيلَ يُفَرَّقُ بَيْنَ مَا يَجِبُ فِيهِ الْحَدُّ وَمَا لَا يَجِبُ وَاخْتُلِفَ فِيمَنْ أَتَى مَا يُوجِبُ الْحَدَّ فَقِيلَ يَجُوزُ أَنْ يَتُوبَ سِرًّا وَيَكْفِيَهُ ذَلِكَ وَقِيلَ بَلِ الْأَفْضَلُ أَنْ يَأْتِيَ الْإِمَامَ وَيَعْتَرِفَ بِهِ وَيَسْأَلَهُ أَنْ يُقِيمَ عَلَيْهِ الْحَدَّ كَمَا وَقَعَ لِمَاعِزٍ وَالْغَامِدِيَّةِ وَفَصَلَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ بَيْنَ أَنْ يَكُونَ مُعْلِنًا بِالْفُجُورِ فَيُسْتَحَبُّ أَنْ يُعْلِنَ بِتَوْبَتِهِ وَإِلَّا فَلَا تَنْبِيهٌ زَادَ فِي رِوَايَةِ الصُّنَابِحِيِّ عَنْ عُبَادَةَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَلَا يَنْتَهِبُ وَهُوَ مِمَّا يُتَمَسَّكُ بِهِ فِي أَنَّ الْبَيْعَةَ مُتَأَخِّرَةٌ لِأَنَّ الْجِهَادَ عِنْدَ بَيْعَةِ الْعَقَبَةِ لَمْ يَكُنْ فُرِضَ وَالْمُرَادُ بِالِانْتِهَابِ مَا يَقَعُ بَعْدَ الْقِتَالِ فِي الْغَنَائِمِ وَزَادَ فِي رِوَايَتِهِ أَيْضًا وَلَا يَعْصِي بِالْجَنَّةِ إِنْ فَعَلْنَا ذَلِكَ فَإِنْ غَشِينَا مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا مَا كَانَ قَضَاءُ ذَلِكَ إِلَى اللَّهِ أَخْرَجَهُ الْمُصَنِّفُ فِي بَابِ وُفُودِ الْأَنْصَارِ عَنْ قُتَيْبَةَ عَنِ اللَّيْثِ وَوَقَعَ عِنْدَهُ وَلَا يَقْضِي بِقَافٍ وَضَادٍ مُعْجَمَةٍ وَهُوَ تَصْحِيفٌ وَقَدْ تَكَلَّفَ بَعْضُ النَّاسِ فِي تَخْرِيجِهِ وَقَالَ إِنَّهُ نَهَاكُمْ(1/68)
عَنْ وِلَايَةِ الْقَضَاءِ وَيُبْطِلُهُ أَنَّ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَلِيَ قَضَاءَ فِلَسْطِينَ فِي زَمَنِ عمر رَضِي الله عَنْهُمَا وَقِيلَ إِنَّ قَوْلَهُ بِالْجَنَّةِ مُتَعَلِّقٌ بِيَقْضِي أَيْ لَا يَقْضِي بِالْجَنَّةِ لِأَحَدٍ مُعَيَّنٍ قُلْتُ لَكِنْ يَبْقَى قَوْلُهُ إِنْ فَعَلْنَا ذَلِكَ بِلَا جَوَابٍ وَيَكْفِي فِي ثُبُوتِ دَعْوَى التَّصْحِيفِ فِيهِ رِوَايَةُ مُسْلِمٍ عَنْ قُتَيْبَةَ بِالْعَيْنِ وَالصَّادِ الْمُهْمَلَتَيْنِ وَكَذَا الْإِسْمَاعِيلِيُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سُفْيَانَ وَلِأَبِي نُعَيْمٍ مِنْ طَرِيقِ مُوسَى بْنِ هَارُونَ كِلَاهُمَا عَنْ قُتَيْبَةَ وَكَذَا هُوَ عِنْدَ الْبُخَارِيِّ أَيْضًا فِي هَذَا الْحَدِيثِ فِي الدِّيَاتِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُوسُفَ عَنِ اللَّيْثِ فِي مُعْظَمِ الرِّوَايَاتِ لَكِنْ عِنْدَ الْكُشْمِيهَنِيِّ بِالْقَافِ وَالضَّادِ أَيْضًا وَهُوَ تَصْحِيفٌ كَمَا بَيَّنَّاهُ وَقَوْلُهُ بِالْجَنَّةِ إِنَّمَا هُوَ مُتَعَلق بقوله فِي أَوله بَايَعْنَاهُ وَالله أعلم
(قَوْلُهُ بَابُ مِنَ الدِّينِ الْفِرَارُ مِنَ الْفِتَنِ)
عَدَلَ الْمُصَنِّفُ عَنِ التَّرْجَمَةِ بِالْإِيمَانِ مَعَ كَوْنِهِ تَرْجَمَ لِأَبْوَابِ الْإِيمَانِ مُرَاعَاةً لِلَفْظِ الْحَدِيثِ وَلَمَّا كَانَ الْإِيمَانُ وَالْإِسْلَامُ مُتَرَادِفَيْنِ فِي عُرْفِ الشَّرْعِ وَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ صَحَّ إِطْلَاقُ الدِّينِ فِي مَوْضِعِ الْإِيمَانِ
[19] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ هُوَ الْقَعْنَبِيُّ أَحَدُ رُوَاةِ الْمُوَطَّأِ نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ قَعْنَبَ وَهُوَ بَصْرِيٌّ أَقَامَ بِالْمَدِينَةِ مُدَّةً قَوْلُهُ عَنْ أَبِيهِ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ فَسَقَطَ الْحَارِثُ مِنَ الرِّوَايَةِ وَاسْمُ أَبِي صَعْصَعَةَ عَمْرُو بْنُ زَيْدِ بْنِ عَوْفٍ الْأَنْصَارِيُّ ثُمَّ الْمَازِنِيُّ هَلَكَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَشَهِدَ ابْنُهُ الْحَارِثُ أُحُدًا وَاسْتُشْهِدَ بِالْيَمَامَةِ قَوْلُهُ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ اسْمُهُ سعد على الصَّحِيح وَقيل سِنَان بن مَالِكِ بْنِ سِنَانٍ اسْتُشْهِدَ أَبُوهُ بِأُحُدٍ وَكَانَ هُوَ مِنَ الْمُكْثِرِينَ وَهَذَا الْإِسْنَادُ كُلُّهُ مَدَنِيُّونَ وَهُوَ مِنْ أَفْرَادِ الْبُخَارِيِّ عَنْ مُسْلِمٍ نَعَمْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ فِي الْجِهَادِ وَهُوَ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ أَيْضًا مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ حَدِيثَ الْأَعْرَابِيِّ الَّذِي سَأَلَ أَيُّ النَّاسِ خَيْرٌ قَالَ مُؤْمِنٌ مُجَاهِدٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِنَفْسِهِ وَمَا لَهُ قَالَ ثُمَّ مَنْ قَالَ مُؤْمِنٌ فِي شِعْبٍ مِنَ الشِّعَابِ يَتَّقِي اللَّهَ وَيَدَعُ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ وَلَيْسَ فِيهِ ذِكْرُ الْفِتَنِ وَهِيَ زِيَادَةٌ مِنْ حَافِظٍ فَيُقَيَّدُ بِهَا الْمُطْلَقُ وَلَهَا شَاهِدٌ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ عِنْدَ الْحَاكِمِ وَمِنْ حَدِيثِ أُمِّ مَالِكٍ الْبَهْزِيَّةِ عِنْدَ التِّرْمِذِيِّ وَيُؤَيِّدُهُ مَا وَرَدَ مِنَ النَّهْيِ عَنْ سُكْنَى الْبَوَادِي وَالسِّيَاحَةِ وَالْعُزْلَةِ وَسَيَأْتِي مَزِيدٌ لِذَلِكَ فِي كِتَابِ الْفِتَنِ قَوْلُهُ يُوشِكُ بِكَسْرِ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ أَيْ يَقْرَبُ قَوْلُهُ خَيْرَ بِالنَّصْبِ عَلَى الْخَبَرِ وَغَنَمِ الِاسْمُ وَلِلْأَصِيلِيِّ بِرَفْعِ خَيْرُ وَنَصْبِ غَنَمًا عَلَى الخبرية وَيجوز رفعهما على الِابْتِدَاء وَالْخَبَر وَيقدر فِي يكون ضمير الشان قَالَه بن مَالك لَكِن لم تَجِيء بِهِ الرِّوَايَةُ قَوْلُهُ يَتَّبِعُ بِتَشْدِيدِ التَّاءِ وَيَجُوزُ إِسْكَانُهَا وَشَعَفِ بِفَتْحِ الْمُعْجَمَةِ وَالْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ جَمْعُ شعفه كأكم وأكمة وَهِي رُؤُوس الْجِبَالِ قَوْلُهُ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ بِالنَّصْبِ عَطْفًا عَلَى شَعَفِ أَيْ بُطُونَ الْأَوْدِيَةِ وَخَصَّهُمَا بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُمَا مَظَانُّ الْمَرْعَى قَوْلُهُ يَفِرُّ بِدِينِهِ أَيْ بِسَبَبِ دينه وَمن ابْتِدَائِيَّةٌ قَالَ الشَّيْخُ النَّوَوِيُّ فِي الِاسْتِدْلَالِ بِهَذَا الْحَدِيثِ لِلتَّرْجَمَةِ نَظَرٌ لِأَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ لَفْظِ الْحَدِيثِ عَدُّ الْفِرَارِ دِينًا وَإِنَّمَا هُوَ صِيَانَةٌ لِلدِّينِ قَالَ فَلَعَلَّهُ لَمَّا رَآهُ صِيَانَةً لِلدِّينِ أَطْلَقَ عَلَيْهِ اسْمَ الدِّينِ وَقَالَ غَيْرُهُ إِنْ أُرِيدَ بِمِنْ كَوْنُهَا جِنْسِيَّةً أَوْ تَبْعِيضِيَّةً فَالنَّظَرُ مُتَّجَهٌ وَإِنْ أُرِيدَ كَوْنُهَا ابْتِدَائِيَّةً(1/69)
أَيِ الْفِرَارُ مِنَ الْفِتْنَةِ مَنْشَؤُهُ الدِّينُ فَلَا يَتَّجِهُ النَّظَرُ وَهَذَا الْحَدِيثُ قَدْ سَاقَهُ الْمُصَنِّفُ أَيْضًا فِي كِتَابِ الْفِتَنِ وَهُوَ أَلْيَقُ الْمَوَاضِعِ بِهِ وَالْكَلَامُ عَلَيْهِ يُسْتَوْفَى هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى
(قَوْلُهُ بَابُ)
قَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ مُضَافٌ بِلَا تَرَدُّدٍ قَوْلُهُ أَنَا أَعْلَمُكُمْ كَذَا فِي رِوَايَةِ أَبِي ذَرٍّ وَهُوَ لَفْظُ الْحَدِيثِ الَّذِي أَوْرَدَهُ فِي جَمِيعِ طُرُقِهِ وَفِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ أَعْرَفُكُمْ وَكَأَنَّهُ مَذْكُورٌ بِالْمَعْنَى حَمْلًا عَلَى تَرَادُفِهِمَا هُنَا وَهُوَ ظَاهِرٌ هُنَا وَعَلَيْهِ عَمَلُ الْمُصَنِّفِ قَوْلُهُ وَأَنَّ الْمَعْرِفَةَ بِفَتْحِ أَنَّ وَالتَّقْدِيرُ بَابُ بَيَانِ أَنَّ الْمَعْرِفَةَ وَوَرَدَ بِكَسْرِهَا وَتَوْجِيهِهِ ظَاهِرٌ وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ هُوَ خِلَافُ الرِّوَايَةِ وَالدِّرَايَةِ قَوْلُهُ لِقَوْلِهِ تَعَالَى مُرَادُهُ الِاسْتِدْلَالُ بِهَذِهِ الْآيَةِ عَلَى أَنَّ الْإِيمَانَ بِالْقَوْلِ وَحْدَهُ لَا يَتِمُّ إِلَّا بِانْضِمَامِ الِاعْتِقَادِ إِلَيْهِ وَالِاعْتِقَادُ فعل الْقلب وَقَوله بِمَا كسبت قُلُوبكُمْ أَيْ بِمَا اسْتَقَرَّ فِيهَا وَالْآيَةُ وَإِنْ وَرَدَتْ فِي الْأَيْمَانِ بِالْفَتْحِ فَالِاسْتِدْلَالُ بِهَا فِي الْإِيمَانِ بِالْكَسْرِ وَاضِحٌ لِلِاشْتِرَاكِ فِي الْمَعْنَى إِذْ مَدَارُ الْحَقِيقَةِ فِيهِمَا عَلَى عَمَلِ الْقَلْبِ وَكَأَنَّ الْمُصَنِّفَ لمح بتفسير زيد بن أسلم فَإِنَّهُ قَالَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ قَالَ هُوَ كَقَوْلِ الرَّجُلِ إِنْ فَعَلْتُ كَذَا فَأَنَا كَافِرٌ قَالَ لَا يُؤَاخِذُهُ اللَّهُ بِذَلِكَ حَتَّى يَعْقِدَ بِهِ قَلْبُهُ فَظَهَرَتِ الْمُنَاسَبَةُ بَيْنَ الْآيَةِ وَالْحَدِيثِ وَظَهَرَ وَجْهُ دُخُولِهِمَا فِي مَبَاحِثِ الْإِيمَانِ فَإِنَّ فِيهِ دَلِيلًا عَلَى بُطْلَانِ قَوْلِ الْكَرَامِيَّةِ إِنَّ الْإِيمَانَ قَوْلٌ فَقَطْ وَدَلِيلًا عَلَى زِيَادَةِ الْإِيمَانِ وَنُقْصَانِهِ لِأَنَّ قَوْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَا أَعْلَمُكُمْ بِاللَّهِ ظَاهِرٌ فِي أَنَّ الْعِلْمَ بِاللَّهِ دَرَجَاتٌ وَأَنَّ بَعْضَ النَّاسِ فِيهِ أَفْضَلُ مِنْ بَعْضٍ وَأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهُ فِي أَعْلَى الدَّرَجَاتِ وَالْعِلْمُ بِاللَّهِ يَتَنَاوَلُ مَا بِصِفَاتِهِ وَمَا بِأَحْكَامِهِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِذَلِكَ فَهَذَا هُوَ الْإِيمَانُ حَقًّا فَائِدَةٌ قَالَ إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ أَجْمَعَ الْعُلَمَاءُ عَلَى وُجُوبِ مَعْرِفَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَاخْتَلَفُوا فِي أَوَّلِ وَاجِب فَقِيلَ الْمَعْرِفَةُ وَقِيلَ النَّظَرُ وَقَالَ الْمُقْتَرِحُ لَا اخْتِلَافَ فِي أَنَّ أَوَّلَ وَاجِبٍ خِطَابًا وَمَقْصُودًا الْمَعْرِفَةُ وَأَوَّلُ وَاجِبٍ اشْتِغَالًا وَأَدَاءً الْقَصْدُ إِلَى النَّظَرِ وَفِي نَقْلِ الْإِجْمَاعِ نَظَرٌ كَبِيرٌ وَمُنَازَعَةٌ طَوِيلَةٌ حَتَّى نَقَلَ جَمَاعَةٌ الْإِجْمَاعَ فِي نَقِيضِهِ وَاسْتَدَلُّوا بِإِطْبَاقِ أَهْلِ الْعَصْرِ الْأَوَّلِ عَلَى قَبُولِ الْإِسْلَامَ مِمَّنْ دَخَلَ فِيهِ مِنْ غَيْرِ تَنْقِيبٍ وَالْآثَارُ فِي ذَلِكَ كَثِيرَةٌ جِدًّا وَأَجَابَ الْأَوَّلُونَ عَنْ ذَلِكَ بِأَنَّ الْكُفَّارَ كَانُوا يَذُبُّونَ عَنْ دِينِهِمْ وَيُقَاتِلُونَ عَلَيْهِ فَرُجُوعُهُمْ عَنْهُ دَلِيلٌ عَلَى ظُهُورِ الْحَقِّ لَهُمْ وَمُقْتَضَى هَذَا أَنَّ الْمَعْرِفَةَ الْمَذْكُورَةَ يُكْتَفَى فِيهَا بِأَدْنَى نَظَرٍ بِخِلَافِ مَا قَرَّرُوهُ وَمَعَ ذَلِكَ فَقَوْلُ اللَّهِ تَعَالَى فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ(1/70)
النَّاسَ عَلَيْهَا وَحَدِيثُ كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفطْرَة ظَاهر أَن فِي دَفْعِ هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ مِنْ أَصْلِهَا وَسَيَأْتِي مَزِيدُ بَيَانٍ لِهَذَا فِي كِتَابِ التَّوْحِيدِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَقَدْ نَقَلَ الْقُدْوَةُ أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ أَبِي جَمْرَةَ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الْبَاجِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ السِّمْنَانِيِّ وَهُوَ مِنْ كِبَارِ الْأَشَاعِرَةِ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ إِنَّ هَذِهِ الْمَسْأَلَةَ مِنْ مَسَائِلِ الْمُعْتَزِلَةِ بَقِيَتْ فِي الْمَذْهَبِ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ وَقَالَ النَّوَوِيُّ فِي الْآيَةِ دَلِيلٌ عَلَى الْمَذْهَبِ الصَّحِيحِ أَنَّ أَفْعَالَ الْقُلُوبِ يُؤَاخَذُ بِهَا إِنِ اسْتَقَرَّتْ وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَكَلَّمْ بِهِ أَوْ تَعْمَلْ فَمَحْمُولٌ عَلَى مَا إِذَا لَمْ تَسْتَقِرَّ قُلْتُ وَيُمْكِنُ أَنْ يُسْتَدَلَّ لِذَلِكَ مِنْ عُمُومِ قَوْلِهِ أَوْ تَعْمَلْ لِأَنَّ الِاعْتِقَادَ هُوَ عَمَلُ الْقَلْبِ وَلِهَذِهِ الْمَسْأَلَةِ تَكْمِلَةٌ تُذْكَرُ فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ
[20] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ هُوَ بِتَخْفِيفِ اللَّامِ عَلَى الصَّحِيحِ وَقَالَ صَاحِبُ الْمَطَالِعِ هُوَ بِتَشْدِيدِهَا عِنْدَ الْأَكْثَرِ وَتَعَقَّبَهُ النَّوَوِيُّ بِأَنَّ أَكْثَرَ الْعُلَمَاءِ عَلَى أَنَّهُ بِالتَّخْفِيفِ وَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْهُ نَفْسِهِ وَهُوَ أَخْبَرَ بِأَبِيهِ فَلَعَلَّهُ أَرَادَ بِالْأَكْثَرِ مَشَايِخَ بَلَدِهِ وَقَدْ صَنَّفَ الْمُنْذِرِيُّ جُزْءًا فِي تَرْجِيحِ التَّشْدِيدِ وَلَكِنَّ الْمُعْتَمَدَ خِلَافه قَوْله أخبرنَا عَبدة هُوَ بن سُلَيْمَانَ الْكُوفِيُّ وَفِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ حَدَّثَنَا قَوْلُهُ عَن هِشَام هُوَ بن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ قَوْلُهُ إِذَا أَمَرَهُمْ أَمَرَهُمْ كَذَا فِي مُعْظَمِ الرِّوَايَاتِ وَوَقَعَ فِي بَعْضِهَا أَمَرَهُمْ مَرَّةً وَاحِدَةً وَعَلَيْهِ شَرْحُ الْقَاضِي أَبُو بَكْرِ بْنُ الْعَرَبِيِّ وَهُوَ الَّذِي وَقَعَ فِي طُرُقِ هَذَا الْحَدِيثِ الَّتِي وَقَفْتُ عَلَيْهَا مِنْ طَرِيقِ عَبْدَةَ وَكَذَا مِنْ طَرِيقِ بن نُمَيْرٍ وَغَيْرِهِ عَنْ هِشَامٍ عِنْدَ أَحْمَدَ وَكَذَا ذَكَرَهُ الْإِسْمَاعِيلِيُّ مِنْ رِوَايَةِ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ وَلَفْظُهُ كَانَ إِذَا أَمَرَ النَّاسَ بِالشَّيْءِ قَالُوا وَالْمَعْنَى كَانَ إِذَا أَمَرَهُمْ بِمَا يَسْهُلُ عَلَيْهِمْ دُونَ مَا يَشُقُّ خَشْيَةَ أَنْ يَعْجِزُوا عَنِ الدَّوَامِ عَلَيْهِ وَعَمِلَ هُوَ بِنَظِيرِ مَا يَأْمُرُهُمْ بِهِ مِنَ التَّخْفِيفِ طَلَبُوا مِنْهُ التَّكْلِيفَ بِمَا يَشُقَّ لِاعْتِقَادِهِمِ احْتِيَاجُهُمْ إِلَى الْمُبَالَغَةِ فِي الْعَمَلِ لِرَفْعِ الدَّرَجَاتِ دُونَهُ فَيَقُولُونَ لَسْنَا كَهَيْئَتِكَ فَيَغْضَبُ مِنْ جِهَةِ أَنَّ حُصُولَ الدَّرَجَاتِ لَا يُوجِبُ التَّقْصِيرَ فِي الْعَمَلِ بَلْ يُوجِبُ الِازْدِيَادَ شُكْرًا لِلْمُنْعِمِ الْوَهَّابِ كَمَا قَالَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا وَإِنَّمَا أَمَرَهُمْ بِمَا يسهل عَلَيْهِم ليداوموا عَلَيْهِ كَمَا قَالَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ أَحَبُّ الْعَمَلِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهُ وَعَلَى مُقْتَضَى مَا وَقَعَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ مِنْ تَكْرِيرِ أَمَرَهُمْ يَكُونُ الْمَعْنَى كَانَ إِذَا أَمَرَهُمْ بِعَمَلٍ مِنَ الْأَعْمَالِ أَمَرَهُمْ بِمَا يُطِيقُونَ الدَّوَامَ عَلَيْهِ فَأَمَرَهُمُ الثَّانِيَةُ جَوَابُ الشَّرْطِ وَقَالُوا جَوَابُ ثَانٍ قَوْلُهُ كَهَيْئَتِكَ أَيْ لَيْسَ حَالُنَا كَحَالِكَ وَعَبَّرَ بِالْهَيْئَةِ تَأْكِيدًا وَفِي هَذَا الْحَدِيثِ فَوَائِدُ الْأُولَى أَنَّ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ تُرَقِّي صَاحِبَهَا إِلَى الْمَرَاتِبِ السَّنِيَّةِ مِنْ رَفْعِ الدَّرَجَاتِ وَمَحْوِ الْخَطِيئَاتِ لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِمُ اسْتِدْلَالَهُمْ وَلَا تَعْلِيلَهُمْ مِنْ هَذِهِ الْجِهَةِ بَلْ مِنَ الْجِهَةِ الْأُخْرَى الثَّانِيَةُ أَنَّ الْعَبْدَ إِذَا بَلَغَ الْغَايَةَ فِي الْعِبَادَةِ وَثَمَرَاتِهَا كَانَ ذَلِكَ أَدْعَى لَهُ إِلَى الْمُوَاظَبَةِ عَلَيْهَا اسْتِبْقَاءً لِلنِّعْمَةِ وَاسْتِزَادَةً لَهَا بِالشُّكْرِ عَلَيْهَا الثَّالِثَةُ الْوُقُوفُ عِنْدَ مَا حَدَّ الشَّارِعُ مِنْ عَزِيمَةٍ وَرُخْصَةٍ وَاعْتِقَادُ أَنَّ الْأَخْذَ بِالْأَرْفَقِ الْمُوَافِقِ لِلشَّرْعِ أَوْلَى مِنَ الْأَشَقِّ الْمُخَالِفِ لَهُ الرَّابِعَةُ أَنَّ الْأَوْلَى فِي الْعِبَادَةِ الْقَصْدُ وَالْمُلَازَمَةُ لَا الْمُبَالَغَةُ الْمُفْضِيَةُ إِلَى التَّرْكِ كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ الْمُنْبَتُّ أَيِ الْمُجِدُّ فِي السَّيْرِ لَا أَرْضًا قَطَعَ وَلَا ظَهْرًا أَبْقَى الْخَامِسَةُ التَّنْبِيهُ عَلَى شِدَّةِ رَغْبَةِ الصَّحَابَةِ فِي الْعِبَادَةِ وَطَلَبِهِمُ الِازْدِيَادَ مِنَ الْخَيْرِ السَّادِسَةُ مَشْرُوعِيَّةُ الْغَضَبِ عِنْدَ مُخَالَفَةِ الْأَمْرِ الشَّرْعِيِّ وَالْإِنْكَارِ عَلَى الْحَاذِقِ الْمُتَأَهِّلِ لِفَهْمِ الْمَعْنَى إِذَا قَصَّرَ فِي الْفَهْمِ تَحْرِيضًا لَهُ عَلَى التَّيَقُّظِ السَّابِعَةُ جَوَازُ تَحَدُّثِ الْمَرْءِ بِمَا فِيهِ مِنْ فَضْلٍ بِحَسَبِ الْحَاجَةِ لِذَلِكَ عِنْدَ الْأَمْنِ مِنَ الْمُبَاهَاةِ وَالتَّعَاظُمِ الثَّامِنَةُ بَيَانُ أَنَّ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُتْبَةَ الْكَمَالِ الْإِنْسَانِيِّ لِأَنَّهُ مُنْحَصِرٌ فِي الْحِكْمَتَيْنِ الْعِلْمِيَّةِ وَالْعَمَلِيَّةِ وَقَدْ أَشَارَ إِلَى الْأُولَى بِقَوْلِهِ أَعْلَمُكُمْ وَإِلَى الثَّانِيَةِ بِقَوْلِهِ أَتْقَاكُمْ وَوَقَعَ عِنْدَ أَبِي نُعَيْمٍ وَأَعْلَمُكُمْ بِاللَّهِ لَأَنَا بِزِيَادَةِ(1/71)
لَامِ التَّأْكِيدِ وَفِي رِوَايَةِ أَبِي أُسَامَةَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ وَاللَّهِ إِنَّ أَبَرَّكُمْ وَأَتْقَاكُمْ أَنَا وَيُسْتَفَادُ مِنْهُ إِقَامَةُ الضَّمِيرِ الْمُنْفَصِلِ مَقَامَ الْمُتَّصِلِ وَهُوَ مَمْنُوعٌ عِنْدَ أَكْثَرِ النُّحَاةِ إِلَّا لِلضَّرُورَةِ وَأَوَّلُوا قَوْلَ الشَّاعِرِ وَإِنَّمَا يُدَافِعُ عَنْ أَحْسَابِهِمْ أَنَا أَوْ مِثْلِي بِأَنَّ الِاسْتِثْنَاءَ فِيهِ مُقَدَّرٌ أَيْ وَمَا يُدَافِعُ عَنْ أَحْسَابِهِمْ إِلَّا أَنَا قَالَ بَعْضُ الشُّرَّاحِ وَالَّذِي وَقَعَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ يَشْهَدُ لِلْجَوَازِ بِلَا ضَرُورَةٍ وَهَذَا الْحَدِيثُ مِنْ أَفْرَادِ الْبُخَارِيِّ عَنْ مُسْلِمٍ وَهُوَ مِنْ غَرَائِبِ الصَّحِيحِ لَا أَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ فَهُوَ مَشْهُورٌ عَنْ هِشَامٍ فَرْدٌ مُطْلَقٌ مِنْ حَدِيثِهِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَدْ أَشَرْتُ إِلَى مَا وَرَدَ فِي مَعْنَاهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ عَنْ عَائِشَةَ فِي بَابِ مَنْ لَمْ يُوَاجَهْ مِنْ كِتَابِ الْأَدَبِ وَذَكَرْتُ فِيهِ مَا يُؤْخَذُ مِنْهُ تَعْيِينُ الْمَأْمُورِ بِهِ وَللَّه الْحَمد
[21] قَوْلُهُ بَابُ مَنْ كَرِهَ يَجُوزُ فِيهِ التَّنْوِينُ وَالْإِضَافَة وعَلى الأول من مُبْتَدأ وَمن الْإِيمَانِ خَبَرُهُ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَى حَدِيثِ الْبَابِ وَمُطَابَقَةُ التَّرْجَمَةِ لَهُ ظَاهِرَةٌ مِمَّا تَقَدَّمَ وَإِسْنَادُهُ كُلُّهُ بَصْرِيُّونَ وَجَرَى الْمُصَنِّفُ عَلَى عَادَتِهِ فِي التَّبْوِيبِ عَلَى مَا يُسْتَفَادُ مِنَ الْمَتْنِ مَعَ أَنَّهُ غَايَرَ الْإِسْنَادَ هُنَا إِلَى أَنَسٍ وَمن فِي الْمَوَاضِعِ الثَّلَاثَةِ مَوْصُولَةٌ بِخِلَافِ الَّتِي بَعْدَ ثَلَاث فانها شَرْطِيَّة قَوْلُهُ بَابُ تَفَاضُلِ أَهْلِ الْإِيمَانِ فِي الْأَعْمَالِ فِي ظَرْفِيَّةٌ وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَكُونَ سَبَبِيَّةً أَيِ التَّفَاضُلُ الْحَاصِلُ بِسَبَبِ الْأَعْمَالِ
[22] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ هُوَ بْنِ أَبِي أُوَيْسٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأصبحي الْمدنِي بن أُخْتِ مَالِكٍ وَقَدْ وَافَقَهُ عَلَى رِوَايَةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ وَمَعْنُ بْنُ عِيسَى عَنْ مَالِكٍ وَلَيْسَ هُوَ فِي الْمُوَطَّأِ قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ هُوَ غَرِيبٌ صَحِيحٌ قَوْلُهُ يُدْخِلُ لِلدَّارَقُطْنِيِّ مِنْ طَرِيقِ إِسْمَاعِيلَ وَغَيْرِهِ يُدْخِلُ اللَّهُ وَزَادَ مِنْ طَرِيقِ مَعْنٍ يُدْخِلُ مَنْ يَشَاءُ برحمته وَكَذَا لَهُ وللاسماعيلى من طَرِيق بن وَهْبٍ قَوْلُهُ مِثْقَالُ حَبَّةٍ بِفَتْحِ الْحَاءِ هُوَ إِشَارَةٌ إِلَى مَا لَا(1/72)
أَقَلَّ مِنْهُ قَالَ الْخَطَّابِيُّ هُوَ مَثَلٌ لِيَكُونَ عِيَارًا فِي الْمَعْرِفَةِ لَا فِي الْوَزْنِ لِأَنَّ مَا يُشْكِلُ فِي الْمَعْقُولُ يُرَدُّ إِلَى الْمَحْسُوسِ لِيُفْهَمَ وَقَالَ إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ الْوَزْنُ لِلصُّحُفِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَى الْأَعْمَالِ وَيَقَعُ وَزْنُهَا عَلَى قَدْرِ أُجُورِ الْأَعْمَالِ وَقَالَ غَيْرُهُ يَجُوزُ أَنْ تُجَسَّدَ الْأَعْرَاضُ فَتُوزَنُ وَمَا ثَبَتَ مِنْ أُمُورِ الْآخِرَةِ بِالشَّرْعِ لَا دَخْلَ لِلْعَقْلِ فِيهِ وَالْمُرَادُ بِحَبَّةِ الْخَرْدَلِ هُنَا مَا زَادَ مِنَ الْأَعْمَالِ عَلَى أَصْلِ التَّوْحِيدِ لِقَوْلِهِ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى أَخْرِجُوا مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَعَمِلَ مِنَ الْخَيْرِ مَا يَزِنُ ذَرَّةً وَمَحَلُّ بَسْطِ هَذَا يَقَعُ فِي الْكَلَامِ عَلَى حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ حَيْثُ ذَكَرَهُ الْمُصَنِّفُ فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ قَوْلُهُ فِي نَهَرِ الْحَيَاءِ كَذَا فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ بِالْمَدِّ وَلِكَرِيمَةَ وَغَيْرِهَا بِالْقَصْرِ وَبِهِ جَزَمَ الْخَطَّابِيُّ وَعَلَيْهِ الْمَعْنى لِأَن المُرَاد كل مَا تحصل بِهِ الْحَيَاةُ وَالْحَيَا بِالْقَصْرِ هُوَ الْمَطَرُ وَبِهِ تَحْصُلُ حَيَاةُ النَّبَاتُ فَهُوَ أَلْيَقُ بِمَعْنَى الْحَيَاةِ مِنَ الْحَيَاءِ الْمَمْدُودِ الَّذِي هُوَ بِمَعْنَى الْخَجَلِ قَوْلُهُ الْحِبَّةُ بِكَسْرِ أَوَّلِهِ قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ الدِّينَوَرِيُّ الْحبَّة جمع بزور النَّبَاتِ وَاحِدَتُهَا حَبَّةٌ بِالْفَتْحِ وَأَمَّا الْحِبُّ فَهُوَ الْحِنْطَةُ وَالشَّعِيرُ وَاحِدَتُهَا حَبَّةٌ بِالْفَتْحِ أَيْضًا وَإِنَّمَا افْتَرَقَا فِي الْجَمْعِ وَقَالَ أَبُو الْمَعَالِي فِي الْمُنْتَهى الْحبَّة بِالْكَسْرِ بزور الصَّحْرَاءِ مِمَّا لَيْسَ بِقُوتٍ قَوْلُهُ قَالَ وُهَيْبٌ أَي بن خَالِد حَدثنَا عَمْرو أَي بن يَحْيَى الْمَازِنِيُّ الْمَذْكُورُ قَوْلُهُ الْحَيَاةِ بِالْخَفْضِ عَلَى الْحِكَايَةِ وَمُرَادُهُ أَنَّ وُهَيْبًا وَافَقَ مَالِكًا فِي رِوَايَتِهِ لِهَذَا الْحَدِيثِ عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بِسَنَدِهِ وَجَزَمَ بِقَوْلِهِ فِي نَهْرِ الْحَيَاةِ وَلَمْ يَشُكَّ كَمَا شَكَّ مَالِكٌ فَائِدَةٌ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رِوَايَةِ مَالِكٍ فَأَبْهَمَ الشَّاكَّ وَقَدْ يُفَسَّرُ هُنَا
(قَوْلُهُ وَقَالَ خَرْدَلٍ مِنْ خَيْرٍ هُوَ عَلَى الْحِكَايَةِ أَيْضًا أَيْ وَقَالَ وُهَيْبٌ فِي رِوَايَتِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ خَيْرٍ)
فَخَالَفَ مَالِكًا أَيْضًا فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ وَقَدْ سَاقَ الْمُؤَلِّفُ حَدِيثَ وُهَيْبٍ هَذَا فِي كِتَابِ الرِّقَاقِ عَنْ مُوسَى بْنِ إِسْمَاعِيلَ عَنْ وُهَيْبٍ وَسِيَاقُهُ أَتَمُّ مِنْ سِيَاقِ مَالِكٍ لَكِنَّهُ قَالَ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ كَرِوَايَةِ مَالِكٍ فَاعْتُرِضَ عَلَى الْمُصَنِّفِ بِهَذَا وَلَا اعْتِرَاضَ عَلَيْهِ فَإِنَّ أَبَا بَكْرِ بْنَ أَبِي شَيْبَةَ أَخْرَجَ هَذَا الْحَدِيثَ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ عَفَّانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ وُهَيْبٍ فَقَالَ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ خَيْرٍ كَمَا عَلَّقَهُ الْمُصَنِّفُ فَتَبَيَّنَ أَنَّهُ مُرَادُهُ لَا لَفْظُ مُوسَى وَقَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرٍ هَذَا لَكِنْ لَمْ يَسُقْ لَفْظَهُ وَوَجْهُ مُطَابَقَةِ هَذَا الْحَدِيثِ لِلتَّرْجَمَةِ ظَاهِرٌ وَأَرَادَ بِإِيرَادِهِ الرَّدَّ عَلَى الْمُرْجِئَةِ لِمَا فِيهِ مِنْ بَيَانِ ضَرَرِ الْمَعَاصِي مَعَ الْإِيمَانِ وَعَلَى الْمُعْتَزِلَةِ فِي أَنَّ الْمَعَاصِيَ مُوجِبَةٌ لِلْخُلُودِ
[23] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ هُوَ أَبُو ثَابِتٍ الْمَدَنِيُّ وَأَبُوهُ بِالتَّصْغِيرِ قَوْلُهُ عَنْ صَالِحٍ هُوَ بن كَيْسَانَ تَابِعِيٌّ جَلِيلٌ قَوْلُهُ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بن سهل هُوَ بن حُنَيْفٍ كَمَا ثَبَتَ فِي رِوَايَةِ الْأَصِيلِيِّ وَأَبُو أُمَامَةَ مُخْتَلَفٌ فِي صُحْبَتِهِ وَلَمْ يَصِحَّ لَهُ سَمَاعٌ وَإِنَّمَا ذُكِرَ فِي الصَّحَابَةِ لِشَرَفِ الرُّؤْيَةِ وَمِنْ حَيْثُ الرِّوَايَةُ يَكُونُ فِي الْإِسْنَادِ ثَلَاثَةٌ مِنَ التَّابِعِينَ أَوْ(1/73)
تَابِعِيَّانِ وَصَحَابِيَّانِ وَرِجَالُهُ كُلُّهُمْ مَدَنِيُّونَ كَالَّذِي قَبْلَهُ وَالْكَلَامُ عَلَى الْمَتْنِ يَأْتِي فِي كِتَابِ التَّعْبِيرِ وَمُطَابَقَتُهُ لِلتَّرْجَمَةِ ظَاهِرَةٌ مِنْ جِهَةِ تَأْوِيلِ الْقُمُصِ بِالدِّينِ وَقَدْ ذُكِرَ أَنَّهُمْ مُتَفَاضِلُونَ فِي لُبْسِهَا فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُمْ مُتَفَاضِلُونَ فِي الْإِيمَانِ قَوْلُهُ بَيْنَا أَنَا نَائِمٌ رَأَيْتُ النَّاسَ أَصْلُ بَيْنَا بَيْنَ ثُمَّ أُشْبِعَتِ الْفَتْحَةُ وَفِيهِ اسْتِعْمَالُ بَيْنَا بِدُونِ إِذَا وَبِدُونِ إِذْ وَهُوَ فَصِيحٌ عِنْدَ الْأَصْمَعِيِّ وَمَنْ تَبِعَهُ وَإِنْ كَانَ الْأَكْثَرُ عَلَى خِلَافِهِ فَإِنَّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ حُجَّةً وَقَوْلُهُ الثُّدِيَّ بِضَمِّ الْمُثَلَّثَةِ وَكَسْرِ الدَّالِ الْمُهْمَلَةِ وَتَشْدِيدِ الْيَاءِ التَّحْتَانِيَّةِ جَمْعُ ثَدْيٍ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَإِسْكَانِ ثَانِيهِ وَالتَّخْفِيفِ وَهُوَ مُذَكَّرٌ عِنْدَ مُعْظَمِ أَهْلِ اللُّغَةِ وَحُكِيَ أَنَّهُ مُؤَنَّثٌ وَالْمَشْهُورُ أَنَّهُ يُطْلَقُ فِي الرَّجُلِ وَالْمَرْأَةِ وَقِيلَ يَخْتَصُّ بِالْمَرْأَةِ وَهَذَا الْحَدِيثُ يَرُدُّهُ وَلَعَلَّ قَائِلَ هَذَا يَدَّعِي أَنَّهُ أطلق فِي الحَدِيث مجَازًا وَالله أعلم
(قَوْلُهُ بَابٌ)
هُوَ مُنَوَّنٌ وَوَجْهُ كَوْنِ الْحَيَاءِ مِنَ الْإِيمَانِ تَقَدَّمَ مَعَ بَقِيَّةِ مَبَاحِثِهِ فِي بَابِ أُمُورِ الْإِيمَانِ وَفَائِدَةُ إِعَادَتِهِ هُنَا أَنَّهُ ذُكِرَ هُنَاكَ بِالتَّبَعِيَّةِ وَهُنَا بِالْقَصْدِ مَعَ فَائِدَةِ مُغَايَرَةِ الطَّرِيقِ
قَوْلُهُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَ هُوَ التِّنِّيسِيُّ نَزِيلُ دِمَشْقَ وَرِجَالُ الْإِسْنَادِ سِوَاهُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ قَوْلُهُ أَخْبَرَنَا وَلِلْأَصِيلِيِّ حَدَّثَنَا مَالِكٌ وَلِكَرِيمَةَ بْنِ أَنَسٍ وَالْحَدِيثُ فِي الْمُوَطَّأِ قَوْلُهُ عَنْ أَبِيهِ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَوْلُهُ مَرَّ عَلَى رَجُلٍ لِمُسْلِمٍ مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ مَرَّ بِرَجُلٍ وَمَرَّ بِمَعْنَى اجْتَازَ يُعَدَّى بِعَلَى وَبِالْبَاءِ وَلَمْ أَعْرِفِ اسْمَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ الْوَاعِظِ وَأَخِيهِ وَقَوْلُهُ يَعِظُ أَيْ يَنْصَحُ أَوْ يُخَوِّفُ أَوْ يُذَكِّرُ كَذَا شَرَحُوهُ وَالْأَوْلَى أَنْ يُشْرَحَ بِمَا جَاءَ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ فِي الْأَدَبِ مِنْ طَرِيقِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ عَن بن شِهَابٍ وَلَفْظُهُ يُعَاتِبُ أَخَاهُ فِي الْحَيَاءِ يَقُولُ انك لتستحي حَتَّى كَأَنَّهُ يَقُول قد اضربك انْتَهَى وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ جَمَعَ لَهُ الْعِتَابَ وَالْوَعْظَ فَذَكَرَ بَعْضُ الرُّوَاةِ مَا لَمْ يَذْكُرْهُ الْآخَرُ لَكِنَّ الْمَخْرَجُ مُتَّحِدٌ فَالظَّاهِرُ أَنَّهُ مِنْ تَصَرُّفِ الرَّاوِي بِحَسَبِ مَا اعْتَقَدَ أَنَّ كُلَّ لفظ مِنْهُمَا يقوم مقَام الآخر وَفِي سَبَبِيَّةٌ فَكَأَنَّ الرَّجُلَ كَانَ كَثِيرَ الْحَيَاءِ فَكَانَ ذَلِكَ يَمْنَعُهُ مِنِ اسْتِيفَاءِ حُقُوقِهِ فَعَاتَبَهُ أَخُوهُ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُ أَيِ اتْرُكْهُ عَلَى هَذَا الْخُلُقِ السُّنِّيِّ ثُمَّ زَادَهُ فِي ذَلِكَ تَرْغِيبًا لِحُكْمِهِ بِأَنَّهُ مِنَ الْإِيمَانِ وَإِذَا كَانَ الْحَيَاءُ يَمْنَعُ صَاحِبَهُ مِنِ اسْتِيفَاءِ حَقِّ نَفْسِهِ جَرَّ لَهُ ذَلِكَ تَحْصِيلَ أَجْرِ ذَلِكَ الْحَقِّ لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَ الْمَتْرُوكُ لَهُ مُسْتَحِقًّا وَقَالَ بن قُتَيْبَةَ مَعْنَاهُ أَنَّ الْحَيَاءَ يَمْنَعُ صَاحِبَهُ مِنِ ارْتِكَابِ الْمَعَاصِي كَمَا يَمْنَعُ الْإِيمَانَ فَسُمِّيَ إِيمَانًا كَمَا يُسَمَّى الشَّيْءُ بِاسْمِ مَا قَامَ مَقَامَهُ وَحَاصِلُهُ أَنَّ إِطْلَاقَ كَوْنِهِ مِنَ الْإِيمَانِ مَجَازٌ وَالظَّاهِرُ أَنَّ النَّاهِيَ مَا كَانَ يَعْرِفُ أَنَّ الْحَيَاءَ مِنْ مُكَمِّلَاتِ الْإِيمَانِ فَلِهَذَا وَقَعَ التَّأْكِيدُ وَقَدْ يَكُونُ التَّأْكِيدُ مِنْ جِهَةِ أَنَّ الْقَضِيَّةَ فِي نَفْسِهَا مِمَّا يُهْتَمُّ بِهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مُنْكَرٌ قَالَ الرَّاغِبُ الْحَيَاءُ انْقِبَاضُ النَّفْسِ عَنِ الْقَبِيحِ وَهُوَ مِنْ خَصَائِصِ الْإِنْسَانِ لِيَرْتَدِعَ عَنِ ارْتِكَابِ كُلِّ مَا يَشْتَهِي فَلَا يَكُونُ كَالْبَهِيمَةِ وَهُوَ مُرَكَّبٌ مِنْ جُبْنٍ وَعِفَّةٍ فَلِذَلِكَ لَا يَكُونُ الْمُسْتَحِي فَاسِقًا وَقَلَّمَا يَكُونُ الشُّجَاعُ مُسْتَحِيًا وَقَدْ يَكُونُ لِمُطْلَقِ الِانْقِبَاضِ كَمَا فِي بَعْضِ الصِّبْيَانِ انْتَهَى مُلَخَّصًا وَقَالَ غَيْرُهُ هُوَ انْقِبَاضُ النَّفْسِ خَشْيَةَ ارْتِكَابِ مَا يُكْرَهُ أَعَمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ(1/74)
شَرْعِيًّا أَوْ عَقْلِيًّا أَوْ عُرْفِيًّا وَمُقَابِلُ الْأَوَّلِ فَاسِقٌ وَالثَّانِي مَجْنُونٌ وَالثَّالِثِ أَبْلَهُ قَالَ وَقَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنَ الْإِيمَانِ أَيْ أَثَرٌ مِنْ آثَارِ الْإِيمَانِ وَقَالَ الْحَلِيمِيُّ حَقِيقَةُ الْحَيَاءِ خَوْفُ الذَّمِّ بِنِسْبَةِ الشَّرِّ إِلَيْهِ وَقَالَ غَيْرُهُ إِنْ كَانَ فِي مُحَرَّمٍ فَهُوَ وَاجِبٌ وَإِنْ كَانَ فِي مَكْرُوهٍ فَهُوَ مَنْدُوبٌ وَإِنْ كَانَ فِي مُبَاحٍ فَهُوَ الْعُرْفِيُّ وَهُوَ الْمُرَادُ بِقَوْلِهِ الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ وَيَجْمَعُ كُلَّ ذَلِكَ أَنَّ الْمُبَاحَ إِنَّمَا هُوَ مَا يَقَعُ عَلَى وَفْقِ الشَّرْعِ إِثْبَاتًا وَنَفْيًا وَحُكِيَ عَنْ بَعْضِ السَّلَفِ رَأَيْتُ الْمَعَاصِيَ مذلة فتركتها مروأة فَصَارَتْ دِيَانَةً وَقَدْ يَتَوَلَّدُ الْحَيَاءُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى مِنَ التَّقَلُّبِ فِي نِعَمِهِ فَيَسْتَحِي الْعَاقِلُ أَنْ يَسْتَعِينَ بِهَا عَلَى مَعْصِيَتِهِ وَقَدْ قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ خَفِ اللَّهَ عَلَى قَدْرِ قُدْرَتِهِ عَلَيْك واستحي مِنْهُ عَلَى قَدْرِ قُرْبِهِ مِنْكَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
(قَوْلُهُ بَابٌ هُوَ مُنَوَّنٌ فِي الرِّوَايَةِ وَالتَّقْدِيرُ هَذَا بَابٌ فِي تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى فَإِنْ تَابُوا وَتَجُوزُ الْإِضَافَةِ أَيْ بَابُ تَفْسِيرِ)
قَوْلِهِ وَإِنَّمَا جُعِلَ الْحَدِيثُ تَفْسِيرًا لِلْآيَةِ لِأَنَّ الْمُرَادَ بِالتَّوْبَةِ فِي الْآيَةِ الرُّجُوعُ عَنِ الْكُفْرِ إِلَى التَّوْحِيدِ فَفَسَّرَهُ قَوْلُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَبَيْنَ الْآيَةِ وَالْحَدِيثِ مُنَاسَبَةٌ أُخْرَى لِأَنَّ التَّخْلِيَةَ فِي الْآيَةِ وَالْعِصْمَةَ فِي الْحَدِيثِ بِمَعْنًى وَاحِدٍ وَمُنَاسَبَةُ الْحَدِيثِ لِأَبْوَابِ الْإِيمَانِ مِنْ جِهَةٍ أُخْرَى وَهِيَ الرَّدُّ عَلَى الْمُرْجِئَةِ حَيْثُ زَعَمُوا أَنَّ الْإِيمَانَ لَا يَحْتَاجُ إِلَى الْأَعْمَالِ
[25] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّد زَاد بن عَسَاكِرَ الْمُسْنَدِيُّ وَهُوَ بِفَتْحِ النُّونِ كَمَا مَضَى قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو رَوْحٍ هُوَ بِفَتْحِ الرَّاءِ قَوْلُهُ الْحَرَمِيُّ هُوَ بِفَتْحِ الْمُهْمَلَتَيْنِ وَلِلْأَصِيلِيِّ حَرَمِيٌّ وَهُوَ اسْمٌ بِلَفْظِ النَّسَبِ تُثْبَتُ فِيهِ الْأَلِفُ وَاللَّامُ وَتُحْذَفُ مِثْلُ مَكِّيِّ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْآتِي بَعْدُ وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ أَبُو رَوْحٍ كُنْيَتُهُ وَاسْمُهُ ثَابِتٌ وَالْحَرَمِيُّ نِسْبَتُهُ كَذَا قَالَ وَهُوَ خَطَأٌ مِنْ وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا فِي جَعْلِهِ اسْمَهُ نِسْبَتَهُ وَالثَّانِي فِي جَعْلِهِ اسْمَ جَدِّهِ اسْمَهُ وَذَلِكَ أَنَّهُ حَرَمِيُّ بْنُ عُمَارَةَ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ وَاسم أبي حَفْصَة نابت وَكَأَنَّهُ رَأَى فِي كَلَامِ بَعْضِهِمْ وَاسْمُهُ نَابِتٌ فَظَنَّ أَنَّ الضَّمِيرَ يَعُودُ عَلَى حَرَمِيٍّ لِأَنَّهُ الْمُتَحَدَّثُ عَنْهُ وَلَيْسَ كَذَلِكَ بَلِ الضَّمِيرُ يَعُودُ عَلَى أَبِي حَفْصَةَ لِأَنَّهُ الْأَقْرَبُ وَأَكَّدَ ذَلِكَ عِنْدَهُ وُرُودُهُ فِي هَذَا السَّنَدِ الْحَرَمِيُّ بِالْأَلِفِ وَاللَّامِ وَلَيْسَ هُوَ مَنْسُوبًا إِلَى الْحَرَمِ بِحَالٍ لِأَنَّهُ بَصْرِيُّ الْأَصْلِ وَالْمَوْلِدِ وَالْمَنْشَأِ وَالْمَسْكَنِ وَالْوَفَاةِ وَلَمْ يَضْبِطْ نَابِتًا كَعَادَتِهِ وَكَأَنَّهُ ظَنَّهُ بِالْمُثَلَّثَةِ كالجادة وَالصَّحِيحُ أَنَّ أَوَّلَهُ نُونٌ قَوْلُهُ عَنْ وَاقِدِ بن مُحَمَّد زَاد الْأصيلِيّ يَعْنِي بْنَ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ فَهُوَ مِنْ رِوَايَةِ الْأَبْنَاءِ عَنِ الْآبَاءِ وَهُوَ كَثِيرٌ لَكِنَّ رِوَايَةَ الشَّخْصِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ أَقَلُّ وَوَاقِدٌ هُنَا رَوَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّ أَبِيهِ وَهَذَا الْحَدِيثُ غَرِيبُ الْإِسْنَادِ تَفَرَّدَ بروايته شُعْبَة عَن وَاقد قَالَه بن حِبَّانَ وَهُوَ عَنْ شُعْبَةَ عَزِيزٌ تَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ عَنْهُ حَرَمِيٌّ هَذَا وَعَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ الصَّبَّاحِ وَهُوَ عَزِيزٌ عَنْ حَرَمِيٍّ تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ الْمُسْنَدِيُّ وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَرْعَرَةَ وَمِنْ جِهَة إِبْرَاهِيم أخرجه أَبُو عوَانَة وبن حِبَّانَ وَالْإِسْمَاعِيلِيُّ وَغَيْرُهُمْ وَهُوَ غَرِيبٌ عَنْ عَبْدِ الْملك(1/75)
تَفَرَّدَ بِهِ عَنْهُ أَبُو غَسَّانَ مَالِكُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ شَيْخُ مُسْلِمٍ فَاتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى الْحُكْمِ بِصِحَّتِهِ مَعَ غَرَابَتِهِ وَلَيْسَ هُوَ فِي مُسْنَدِ أَحْمَدَ عَلَى سَعَتِهِ وَقَدِ اسْتَبْعَدَ قَوْمٌ صِحَّته بَان الحَدِيث لَو كَانَ عِنْد بن عُمَرَ لَمَا تَرَكَ أَبَاهُ يُنَازِعُ أَبَا بَكْرٍ فِي قِتَالِ مَانِعِي الزَّكَاةِ وَلَوْ كَانُوا يَعْرِفُونَهُ لَمَا كَانَ أَبُو بَكْرٍ يُقِرُّ عُمَرَ عَلَى الِاسْتِدْلَالِ بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَيَنْتَقِلُ عَنِ الِاسْتِدْلَالِ بِهَذَا النَّصِّ إِلَى الْقِيَاسِ إِذْ قَالَ لَأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ لِأَنَّهَا قَرِينَتُهَا فِي كِتَابِ اللَّهِ وَالْجَوَابُ أَنَّهُ لَا يَلْزَمُ مِنْ كَوْنِ الْحَدِيثِ الْمَذْكُور عِنْد بن عُمَرَ أَنْ يَكُونَ اسْتَحْضَرَهُ فِي تِلْكَ الْحَالَةِ وَلَوْ كَانَ مُسْتَحْضِرًا لَهُ فَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ لَا يَكُونَ حَضَرَ الْمُنَاظَرَةَ الْمَذْكُورَةَ وَلَا يَمْتَنِعُ أَنْ يَكُونَ ذَكَرَهُ لَهُمَا بَعْدُ وَلَمْ يَسْتَدِلَّ أَبُو بَكْرٍ فِي قِتَالِ مَانِعِي الزَّكَاةِ بِالْقِيَاسِ فَقَطْ بَلْ أَخَذَهُ أَيْضًا مِنْ قَوْلِهِ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي رَوَاهُ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ قَالَ أَبُو بَكْرٍ وَالزَّكَاةُ حَقُّ الْإِسْلَام وَلم ينْفَرد بن عُمَرَ بِالْحَدِيثِ الْمَذْكُورِ بَلْ رَوَاهُ أَبُو هُرَيْرَةَ أَيْضًا بِزِيَادَةِ الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ فِيهِ كَمَا سَيَأْتِي الْكَلَامُ عَلَيْهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى فِي كِتَابِ الزَّكَاةِ وَفِي الْقِصَّةِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ السُّنَّةَ قَدْ تَخْفَى عَلَى بَعْضِ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ وَيَطَّلِعُ عَلَيْهَا آحَادُهُمْ وَلِهَذَا لَا يُلْتَفَتُ إِلَى الْآرَاءِ وَلَوْ قَوِيَتْ مَعَ وُجُودِ سُنَّةٍ تُخَالِفُهَا وَلَا يُقَالُ كَيْفَ خَفِيَ ذَا عَلَى فُلَانٍ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ قَوْلُهُ أُمِرْتُ أَيْ أَمَرَنِي اللَّهُ لِأَنَّهُ لَا آمِرَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا اللَّهُ وَقِيَاسُهُ فِي الصَّحَابِيِّ إِذَا قَالَ أُمِرْتُ فَالْمَعْنَى أَمَرَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا يُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ أَمَرَنِي صَحَابِيٌّ آخَرُ لِأَنَّهُمْ مِنْ حَيْثُ إِنَّهُمْ مُجْتَهِدُونَ لَا يَحْتَجُّونَ بِأَمْرِ مُجْتَهِدٍ آخَرَ وَإِذَا قَالَهُ التَّابِعِيُّ احْتُمِلَ وَالْحَاصِلُ أَنَّ مَنِ اشْتَهَرَ بِطَاعَةِ رَئِيسٍ إِذَا قَالَ ذَلِكَ فُهِمَ مِنْهُ أَنَّ الْآمِرَ لَهُ هُوَ ذَلِكَ الرَّئِيسُ قَوْلُهُ أَنْ أُقَاتِلَ أَيْ بِأَنْ أُقَاتِلَ وَحَذْفُ الْجَارِّ مِنْ أَنْ كَثِيرٌ قَوْلُهُ حَتَّى يَشْهَدُوا جُعِلَتْ غَايَةُ الْمُقَاتَلَةِ وُجُودَ مَا ذُكِرَ فَمُقْتَضَاهُ أَنَّ مَنْ شَهِدَ وَأَقَامَ وَآتَى عُصِمَ دَمُهُ وَلَوْ جَحَدَ بَاقِيَ الْأَحْكَامِ وَالْجَوَابُ أَنَّ الشَّهَادَةَ بِالرِّسَالَةِ تَتَضَمَّنُ التَّصْدِيقَ بِمَا جَاءَ بِهِ مَعَ أَنَّ نَصَّ الْحَدِيثِ وَهُوَ قَوْلُهُ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ يَدْخُلُ فِيهِ جَمِيعُ ذَلِكَ فَإِنْ قِيلَ فَلِمَ لَمْ يَكْتَفِ بِهِ وَنَصَّ عَلَى الصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ فَالْجَوَابُ أَنَّ ذَلِكَ لِعِظَمِهِمَا وَالِاهْتِمَامِ بِأَمْرِهِمَا لِأَنَّهُمَا أُمَّا الْعِبَادَاتِ الْبَدَنِيَّةِ وَالْمَالِيَّةِ قَوْلُهُ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ أَيْ يُدَاوِمُوا عَلَى الْإِتْيَانِ بِهَا بِشُرُوطِهَا مِنْ قَامَتِ السُّوقُ إِذَا نَفَقَتْ وَقَامَتِ الْحَرْبُ إِذَا اشْتَدَّ الْقِتَالُ أَوِ الْمُرَادُ بِالْقِيَامِ الْأَدَاءُ تَعْبِيرًا عَنِ الْكُلِّ بِالْجُزْءِ إِذِ الْقِيَامُ بَعْضُ أَرْكَانِهَا وَالْمُرَادُ بِالصَّلَاةِ الْمَفْرُوضُ مِنْهَا لَا جِنْسُهَا فَلَا تَدْخُلْ سَجْدَةُ التِّلَاوَةِ مَثَلًا وَإِنْ صَدَقَ اسْمُ الصَّلَاةِ عَلَيْهَا وَقَالَ الشَّيْخُ مُحْيِي الدِّينِ النَّوَوِيُّ فِي هَذَا الْحَدِيثِ إِنَّ مَنْ تَرَكَ الصَّلَاةَ عَمْدًا يُقْتَلُ ثُمَّ ذَكَرَ اخْتِلَافَ الْمَذَاهِبِ فِي ذَلِكَ وَسُئِلَ الْكِرْمَانِيُّ هُنَا عَنْ حُكْمِ تَارِكِ الزَّكَاةِ وَأَجَابَ بِأَنَّ حُكْمَهُمَا وَاحِدٌ لِاشْتِرَاكِهِمَا فِي الْغَايَةِ وَكَأَنَّهُ أَرَادَ فِي الْمُقَاتَلَةِ أَمَّا فِي الْقَتْلِ فَلَا وَالْفَرْقُ أَنَّ الْمُمْتَنِعَ مِنْ إِيتَاءِ الزَّكَاةِ يُمْكِنُ أَنْ تُؤْخَذَ مِنْهُ قَهْرًا بِخِلَافِ الصَّلَاةِ فَإِنِ انْتَهَى إِلَى نَصْبِ الْقِتَالِ لِيَمْنَعَ الزَّكَاةِ قُوتِلَ وَبِهَذِهِ الصُّورَةِ قَاتَلَ الصِّدِّيقُ مَانِعِي الزَّكَاةِ وَلَمْ يُنْقَلْ أَنَّهُ قَتَلَ أَحَدًا مِنْهُمْ صَبْرًا وَعَلَى هَذَا فَفِي الِاسْتِدْلَالِ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى قَتْلِ تَارِكِ الصَّلَاةِ نَظَرٌ لِلْفَرْقِ بَيْنَ صِيغَةِ أُقَاتِلُ وَأَقْتُلُ وَاللَّهُ أَعْلَمُ وَقَدْ أطنب بن دَقِيقِ الْعِيدِ فِي شَرْحِ الْعُمْدَةِ فِي الْإِنْكَارِ عَلَى مَنِ اسْتَدَلَّ بِهَذَا الْحَدِيثِ عَلَى ذَلِكَ وَقَالَ لَا يَلْزَمُ مِنْ إِبَاحَةِ الْمُقَاتَلَةِ إِبَاحَةُ الْقَتْل لِأَن الْمُقَاتلَة مفاعله تَسْتَلْزِم وَقع الْقِتَالِ مِنَ الْجَانِبَيْنِ وَلَا كَذَلِكَ الْقَتْلُ وَحَكَى الْبَيْهَقِيُّ عَنِ الشَّافِعِيِّ أَنَّهُ قَالَ لَيْسَ الْقِتَالُ من الْقَتْل بسبيل فقد يَحِلُّ قِتَالُ الرَّجُلِ وَلَا يَحِلُّ قَتْلُهُ قَوْلُهُ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فِيهِ التَّعْبِيرُ بِالْفِعْلِ عَمَّا بَعْضُهُ قَوْلٌ إِمَّا عَلَى سَبِيلِ التَّغْلِيبِ وَإِمَّا عَلَى إِرَادَةِ الْمَعْنَى الْأَعَمِّ إِذِ الْقَوْلُ فِعْلُ اللِّسَانِ قَوْلُهُ عَصَمُوا أَيْ مَنَعُوا وَأَصْلُ الْعِصْمَةِ(1/76)
مِنَ الْعِصَامِ وَهُوَ الْخَيْطُ الَّذِي يُشَدُّ بِهِ فَمُ الْقِرْبَةِ لِيَمْنَعَ سَيَلَانَ الْمَاءِ قَوْلُهُ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ أَيْ فِي أَمْرِ سَرَائِرِهِمْ وَلَفْظَةُ عَلَى مُشْعِرَةٌ بِالْإِيجَابِ وَظَاهِرُهَا غَيْرُ مُرَادٍ فَإِمَّا أَنْ تَكُونَ بِمَعْنَى اللَّامِ أَوْ عَلَى سَبِيلِ التَّشْبِيهِ أَيْ هُوَ كَالْوَاجِبِ عَلَى اللَّهِ فِي تَحَقُّقِ الْوُقُوعِ وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى قَبُولِ الْأَعْمَالِ الظَّاهِرَةِ وَالْحُكْمِ بِمَا يَقْتَضِيهِ الظَّاهِرُ وَالِاكْتِفَاءُ فِي قَبُولِ الْإِيمَانِ بِالِاعْتِقَادِ الْجَازِمِ خِلَافًا لِمَنْ أَوْجَبَ تَعَلُّمَ الْأَدِلَّةَ وَقَدْ تَقَدَّمَ مَا فِيهِ وَيُؤْخَذُ مِنْهُ تَرْكُ تَكْفِيرِ أَهْلِ الْبِدَعِ الْمُقِرِّينَ بِالتَّوْحِيدِ الْمُلْتَزِمِينَ لِلشَّرَائِعِ وَقَبُولُ تَوْبَةِ الْكَافِرِ مِنْ كُفْرِهِ مِنْ غَيْرِ تَفْصِيلٍ بَيْنَ كُفْرٍ ظَاهِرٍ أَوْ بَاطِنٍ فَإِنْ قِيلَ مُقْتَضَى الْحَدِيثِ قِتَالُ كُلِّ مَنِ امْتَنَعَ مِنَ التَّوْحِيدِ فَكَيْفَ تُرِكَ قِتَالُ مُؤَدِّي الْجِزْيَةِ وَالْمُعَاهَدِ فَالْجَوَابُ مِنْ أَوْجُهٍ أَحَدُهَا دَعْوَى النَّسْخِ بِأَنْ يَكُونَ الْإِذْنُ بِأَخْذِ الْجِزْيَةِ وَالْمُعَاهَدَةِ مُتَأَخِّرًا عَنْ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ بِدَلِيلِ أَنَّهُ مُتَأَخِّرٌ عَنْ قَوْلِهِ تَعَالَى اقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ ثَانِيهَا أَنْ يَكُونَ مِنَ الْعَامِّ الَّذِي خُصَّ مِنْهُ الْبَعْضُ لِأَنَّ الْمَقْصُودَ مِنَ الْأَمْرِ حُصُولُ الْمَطْلُوبِ فَإِذَا تَخَلَّفَ الْبَعْضُ لِدَلِيلٍ لَمْ يَقْدَحْ فِي الْعُمُومِ ثَالِثُهَا أَنْ يَكُونَ مِنَ الْعَامِّ الَّذِي أُرِيدَ بِهِ الْخَاصُّ فَيَكُونُ الْمُرَادُ بِالنَّاسِ فِي قَوْلِهِ أُقَاتِلَ النَّاسَ أَيِ الْمُشْرِكِينَ مِنْ غَيْرِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَيَدُلُّ عَلَيْهِ رِوَايَةُ النَّسَائِيِّ بِلَفْظِ أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ الْمُشْرِكِينَ فَإِنْ قِيلَ إِذَا تَمَّ هَذَا فِي أَهْلِ الْجِزْيَةِ لَمْ يَتِمَّ فِي الْمُعَاهَدِينَ وَلَا فِيمَنْ مَنَعَ الْجِزْيَةَ أُجِيبَ بِأَنَّ الْمُمْتَنِعَ فِي تَرْكِ الْمُقَاتَلَةِ رَفْعُهَا لَا تَأْخِيرُهَا مُدَّةً كَمَا فِي الْهُدْنَةِ وَمُقَاتَلَةُ مَنِ امْتَنَعَ مِنْ أَدَاءِ الْجِزْيَةِ بِدَلِيلِ الْآيَةِ رَابِعُهَا أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِمَا ذُكِرَ مِنَ الشَّهَادَةِ وَغَيْرِهَا التَّعْبِيرَ عَنْ إِعْلَاءِ كَلِمَةِ اللَّهِ وَإِذْعَانَ الْمُخَالِفِينَ فَيَحْصُلُ فِي بَعْضٍ بِالْقَتْلِ وَفِي بَعْضٍ بِالْجِزْيَةِ وَفِي بَعْضٍ بِالْمُعَاهَدَةِ خَامِسُهَا أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالْقِتَالِ هُوَ أَوْ مَا يَقُومُ مَقَامَهُ مِنْ جِزْيَةٍ أَوْ غَيْرِهَا سَادِسُهَا أَنْ يُقَالَ الْغَرَضُ مِنْ ضَرْبِ الْجِزْيَةِ اضْطِرَارُهُمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَسَبَبُ السَّبَبِ سَبَبٌ فَكَأَنَّهُ قَالَ حَتَّى يُسْلِمُوا أَوْ يَلْتَزِمُوا مَا يُؤَدِّيهِمْ إِلَى الْإِسْلَامِ وَهَذَا أَحْسَنُ وَيَأْتِي فِيهِ مَا فِي الثَّالِثِ وَهُوَ آخر الاجوبه وَالله أعلم
(قَوْلُهُ بَابُ مَنْ قَالَ هُوَ مُضَافٌ حَتْمًا قَوْلُهُ إِنَّ الْإِيمَانَ هُوَ الْعَمَلُ مُطَابَقَةُ الْآيَاتِ وَالْحَدِيثِ لِمَا تَرْجَمَ لَهُ بِالِاسْتِدْلَالِ بِالْمَجْمُوعِ عَلَى الْمَجْمُوعِ لِأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا دَالٌّ بِمُفْرَدِهِ عَلَى بَعْضِ الدَّعْوَى فَقَوْلُهُ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ عَامٌّ فِي الْأَعْمَالِ وَقَدْ نَقَلَ جَمَاعَةٌ مِنَ الْمُفَسِّرِينَ أَنَّ قَوْلَهُ هُنَا تَعْمَلُونَ مَعْنَاهُ تُؤْمِنُونَ فَيَكُونُ خَاصًّا وَقَوْلُهُ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ خَاصٌّ بِعَمَلِ اللِّسَانِ عَلَى مَا نَقَلَ الْمُؤَلِّفُ وَقَوْلُهُ فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ عَامٌّ أَيْضًا وَقَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ إِيمَانٌ بِاللَّهِ فِي جَوَابِ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ دَالٌّ عَلَى أَنَّ الِاعْتِقَادَ وَالنُّطْقَ مِنْ جُمْلَةِ الْأَعْمَالِ فَإِنْ قِيلَ الْحَدِيثُ يَدُلُّ عَلَى أَنَّ الْجِهَادَ وَالْحَجَّ لَيْسَا مِنَ الْإِيمَانِ لِمَا تَقْتَضِيهِ ثمَّ من الْمُغَايَرَةَ وَالتَّرْتِيبَ فَالْجَوَابُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْإِيمَانِ هُنَا التَّصْدِيقُ هَذِهِ حَقِيقَتُهُ وَالْإِيمَانُ كَمَا تَقَدَّمَ يُطْلَقُ عَلَى الْأَعْمَالِ الْبَدَنِيَّةِ لِأَنَّهَا مِنْ مُكَمِّلَاتِهِ قَوْلُهُ اورثتموها)(1/77)
أَيْ صُيِّرَتْ لَكُمْ إِرْثًا وَأَطْلَقَ الْإِرْثَ مَجَازًا عَن الْإِعْطَاء لتحَقّق الِاسْتِحْقَاق وَمَا فِي قَوْلِهِ بِمَا إِمَّا مَصْدَرِيَّةٌ أَيْ بِعَمَلِكُمْ وَإِمَّا مَوْصُولَةٌ أَيْ بِالَّذِي كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ وَالْبَاءُ للملابسة أَو للمقابلة فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ الْجَمْعُ بَيْنَ هَذِهِ الْآيَةِ وَحَدِيثِ لَنْ يَدْخُلَ أَحَدُكُمُ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ فَالْجَوَابُ أَنَّ الْمَنْفِيَّ فِي الْحَدِيثِ دُخُولُهَا بِالْعَمَلِ الْمُجَرَّدِ عَنِ الْقَبُولِ وَالْمُثْبَتَ فِي الْآيَةِ دُخُولُهَا بِالْعَمَلِ الْمُتَقَبَّلِ وَالْقَبُولُ إِنَّمَا يَحْصُلُ بِرَحْمَةِ اللَّهِ فَلَمْ يَحْصُلِ الدُّخُولُ إِلَّا بِرَحْمَةِ اللَّهِ وَقِيلَ فِي الْجَوَابِ غَيْرُ ذَلِكَ كَمَا سَيَأْتِي عِنْدَ إِيرَادِ الْحَدِيثِ الْمَذْكُورِ تَنْبِيهٌ اخْتَلَفَ الْجَوَابُ عَنْ هَذَا السُّؤَالِ وَأُجِيبَ بِأَنَّ لَفْظَ مِنْ مُرَادٌ فِي كُلٍّ مِنْهُمَا وَقِيلَ وَقَعَ بِاخْتِلَافِ الْأَحْوَالِ وَالْأَشْخَاصِ فَأُجِيبَ كُلُّ سَائِلٍ بِالْحَالِ اللَّائِقِ بِهِ وَهَذَا اخْتِيَارُ الْحَلِيمِيِّ وَنَقَلَهُ عَنِ الْقَفَّالِ قَوْلُهُ وَقَالَ عِدَّةٌ أَيْ جَمَاعَةٌ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْهُمْ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَوَيْنَا حَدِيثَهُ مَرْفُوعًا فِي التِّرْمِذِيّ وَغَيره وَفِي إِسْنَاده ضعف وَمِنْهُم بن عُمَرَ رَوَيْنَا حَدِيثَهُ فِي التَّفْسِيرِ لِلطَّبَرِيِّ وَالدُّعَاءِ لِلطَّبَرَانِيِّ وَمِنْهُمْ مُجَاهِدٌ رَوَيْنَاهُ عَنْهُ فِي تَفْسِيرِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَغَيْرِهِ قَوْلُهُ لَنَسْأَلَنَّهُمْ إِلَخْ قَالَ النَّوَوِيُّ مَعْنَاهُ عَنْ أَعْمَالِهِمْ كُلِّهَا أَيِ الَّتِي يَتَعَلَّقُ بِهَا التَّكْلِيفُ وَتَخْصِيصُ ذَلِكَ بِالتَّوْحِيدِ دَعْوَى بِلَا دَلِيلٍ قُلْتُ لِتَخْصِيصِهِمْ وَجْهٌ مِنْ جِهَةِ التَّعْمِيمِ فِي قَوْلِهِ أَجْمَعِينَ بَعْدَ أَنْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ الْكُفَّارِ إِلَى قَوْلِهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ واخفض جناحك للْمُؤْمِنين فَيَدْخُلُ فِيهِ الْمُسْلِمُ وَالْكَافِرُ فَإِنَّ الْكَافِرَ مُخَاطَبٌ بِالتَّوْحِيدِ بِلَا خِلَافٍ بِخِلَافِ بَاقِي الْأَعْمَالِ فَفِيهَا الْخِلَافُ فَمَنْ قَالَ إِنَّهُمْ مُخَاطَبُونَ يَقُولُ إِنَّهُمْ مسئولون عَنِ الْأَعْمَالِ كُلِّهَا وَمَنْ قَالَ إِنَّهُمْ غَيْرُ مُخَاطَبِينَ يَقُولُ إِنَّمَا يُسْأَلُونَ عَنِ التَّوْحِيدِ فَقَطْ فَالسُّؤَالُ عَنِ التَّوْحِيدِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ فَهَذَا هُوَ دَلِيلُ التَّخْصِيصِ فَحَمْلُ الْآيَةِ عَلَيْهِ أَوْلَى بِخِلَافِ الْحَمْلِ عَلَى جَمِيعِ الْأَعْمَالِ لِمَا فِيهِ مِنَ الِاخْتِلَافِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ قَوْلُهُ وَقَالَ أَيِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لِمِثْلِ هَذَا أَيِ الْفَوْزِ الْعَظِيمِ فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ أَيْ فِي الدُّنْيَا وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُصَنِّفَ تَأَوَّلَهَا بِمَا تَأَوَّلَ بِهِ الْآيَتَيْنِ الْمُتَقَدِّمَتَيْنِ أَيْ فَلْيُؤْمِنِ الْمُؤْمِنُونَ أَوْ يُحْمَلُ الْعَمَلُ عَلَى عُمُومِهِ لِأَنَّ مَنْ آمَنَ لَا بُدَّ أَنْ يقبل وَمَنْ قَبِلَ فَمِنْ حَقِّهِ أَنْ يَعْمَلَ وَمَنْ عَمِلَ لَا بُدَّ أَنْ يَنَالَ فَإِذَا وَصَلَ قَالَ لِمِثْلِ هَذَا فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ تَنْبِيهٌ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَائِلَ ذَلِكَ الْمُؤْمِنُ الَّذِي رَأَى قَرِينَهُ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ كَلَامُهُ انْقَضَى عِنْدَ قَوْلِهِ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ وَالَّذِي بَعْدَهُ ابْتِدَاءٌ مِنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَوْ بَعْضِ الْمَلَائِكَةِ لَا حِكَايَةٌ عَنْ قَوْلِ الْمُؤْمِنِ وَالِاحْتِمَالَاتُ الثَّلَاثَةُ مَذْكُورَةٌ فِي التَّفْسِيرِ وَلَعَلَّ هَذَا هُوَ السِّرُّ فِي إِبْهَامِ الْمُصَنِّفِ الْقَائِلِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ
[26] قَوْلُهُ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ هُوَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ الْيَرْبُوعِيُّ الْكُوفِيُّ نُسِبَ إِلَى جَدِّهِ قَوْلُهُ سُئِلَ أَبْهَمَ السَّائِلَ وَهُوَ أَبُو ذَر الْغِفَارِيّ وَحَدِيثه فِي الْعتْق قَوْله قيل ثمَّ مَاذَا قَالَ الْجِهَاد وَقع فِي مُسْنَدِ الْحَارِثِ بْنِ أَبِي أُسَامَةَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ثُمَّ جِهَادٌ فَوَاخَى بَيْنَ الثَّلَاثَةِ فِي التَّنْكِيرِ بِخِلَافِ مَا عِنْدَ الْمُصَنِّفِ وَقَالَ الْكِرْمَانِيُّ الْإِيمَانُ لَا يَتَكَرَّرُ كَالْحَجِّ وَالْجِهَادُ قَدْ يَتَكَرَّرُ فَالتَّنْوِينُ لِلْإِفْرَادِ الشَّخْصِيِّ وَالتَّعْرِيفُ لِلْكَمَالِ إِذِ الْجِهَادُ لَوْ أَتَى بِهِ مَرَّةً مَعَ الِاحْتِيَاجِ إِلَى التَّكْرَارِ لَمَا كَانَ أَفْضَلَ وَتُعُقِّبَ عَلَيْهِ بِأَنَّ التَّنْكِيرَ مِنْ جُمْلَةِ وُجُوهِهِ التَّعْظِيمُ وَهُوَ يُعْطِي الْكَمَالَ وَبِأَنَّ التَّعْرِيفَ مِنْ جُمْلَةِ وُجُوهِهِ الْعَهْدُ وَهُوَ يُعْطِي الْإِفْرَادَ الشَّخْصِيِّ فَلَا يُسَلَّمُ الْفَرْقُ قُلْتُ وَقَدْ ظَهَرَ مِنْ رِوَايَةِ الْحَارِثِ الَّتِي ذَكَرْتُهَا أَنَّ التَّنْكِيرَ وَالتَّعْرِيفَ فِيهِ مِنْ تَصَرُّفِ الرُّوَاةِ لِأَنَّ مَخْرَجَهُ وَاحِدٌ فَالْإِطَالَةُ فِي طَلَبِ الْفَرْقِ فِي مِثْلِ هَذَا غَيْرُ طَائِلَةٍ وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ قَوْلُهُ حَجٌّ مَبْرُورٌ أَيْ مَقْبُولٌ وَمِنْهُ بَرَّ حَجُّكُ وَقِيلَ الْمَبْرُورُ الَّذِي لَا يُخَالِطُهُ إِثْمٌ وَقِيلَ الَّذِي(1/78)
لَا رِيَاءَ فِيهِ فَائِدَةٌ قَالَ النَّوَوِيُّ ذَكَرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ الْجِهَادَ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَفِي حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ لَمْ يَذْكُرِ الْحَجَّ وَذَكَرَ الْعتْق وَفِي حَدِيث بن مَسْعُودٍ بَدَأَ بِالصَّلَاةِ ثُمَّ الْبِرِّ ثُمَّ الْجِهَادِ وَفِي الْحَدِيثِ الْمُتَقَدِّمِ ذَكَرَ السَّلَامَةَ مِنَ الْيَدِ وَاللِّسَانِ قَالَ الْعُلَمَاءُ اخْتِلَافُ الْأَجْوِبَةِ فِي ذَلِكَ بِاخْتِلَافِ الْأَحْوَالِ وَاحْتِيَاجِ الْمُخَاطَبِينَ وَذَكَرَ مَا لَمْ يَعْلَمْهُ السَّائِلُ وَالسَّامِعُونَ وَتَرَكَ مَا عَلِمُوهُ وَيُمْكِنُ أَنْ يُقَالَ إِنَّ لَفْظَةَ مِنْ مُرَادَةٌ كَمَا يُقَالُ فُلَانٌ أَعْقَلُ النَّاسِ وَالْمُرَادُ مِنْ أَعْقَلِهِمْ وَمِنْهُ حَدِيثُ خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِأَهْلِهِ وَمِنَ الْمَعْلُومِ أَنَّهُ لَا يَصِيرُ بِذَلِكَ خَيْرَ النَّاسِ فَإِنْ قِيلَ لِمَ قَدَّمَ الْجِهَادَ وَلَيْسَ بِرُكْنٍ عَلَى الْحَجِّ وَهُوَ رُكْنٌ فَالْجَوَابُ أَنَّ نَفْعَ الْحَجِّ قَاصِرٌ غَالِبًا وَنَفْعَ الْجِهَادِ مُتَعَدٍّ غَالِبًا أَوْ كَانَ ذَلِكَ حَيْثُ كَانَ الْجِهَادُ فَرْضَ عَيْنٍ وَوُقُوعُهُ فَرْضَ عَيْنٍ إِذْ ذَاكَ مُتَكَرِّرٌ فَكَانَ أهم مِنْهُ فَقدم وَالله أعلم! !
(قَوْلُهُ بَابُ إِذَا لَمْ يَكُنِ الْإِسْلَامُ عَلَى الْحَقِيقَةِ)
حَذَفَ جَوَابَ قَوْلِهِ إِذَا لِلْعِلْمِ بِهِ كَأَنَّهُ يَقُولُ إِذَا كَانَ الْإِسْلَامُ كَذَلِكَ لَمْ يُنْتَفَعْ بِهِ فِي الْآخِرَةِ وَمُحَصَّلُ مَا ذَكَرَهُ وَاسْتَدَلَّ بِهِ أَنَّ الْإِسْلَامَ يُطْلَقُ وَيُرَادُ بِهِ الْحَقِيقَةُ الشَّرْعِيَّةُ وَهُوَ الَّذِي يُرَادِفُ الْإِيمَانَ وَيَنْفَعُ عِنْدَ اللَّهِ وَعَلَيْهِ قَوْلُهُ تَعَالَى إِنَّ الدِّينَ عِنْد الله الْإِسْلَام وَقَوْلُهُ تَعَالَى فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ من الْمُسلمين وَيُطْلَقُ وَيُرَادُ بِهِ الْحَقِيقَةُ اللُّغَوِيَّةُ وَهُوَ مُجَرَّدُ الِانْقِيَادِ وَالِاسْتِسْلَامِ فَالْحَقِيقَةُ فِي كَلَامِ الْمُصَنِّفِ هُنَا هِيَ الشَّرْعِيَّةُ وَمُنَاسَبَةُ الْحَدِيثِ لِلتَّرْجَمَةِ ظَاهِرَةٌ مِنْ حَيْثُ إِنَّ الْمُسْلِمَ يُطْلَقَ عَلَى مَنْ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ وَإِنْ لَمْ يُعْلَمْ بَاطِنُهُ فَلَا يَكُونُ مُؤْمِنًا لِأَنَّهُ مِمَّنْ لَمْ تَصْدُقْ عَلَيْهِ الْحَقِيقَةُ الشَّرْعِيَّةُ وَأَمَّا اللُّغَوِيَّةُ فَحَاصِلَةٌ
[27] قَوْلُهُ عَنْ سَعْدٍ هُوَ بن أَبِي وَقَّاصٍ كَمَا صَرَّحَ بِهِ الْإِسْمَاعِيلِيُّ فِي رِوَايَتِهِ وَهُوَ وَالِدُ عَامِرٍ الرَّاوِي عَنْهُ كَمَا وَقَعَ فِي الزَّكَاةِ عِنْدَ الْمُصَنِّفِ مِنْ رِوَايَةِ صَالِحِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ فِيهَا عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ وَاسْمُ أَبِي وَقَّاصٍ مَالِكٌ وَسَيَأْتِي تَمَامُ نَسَبِهِ فِي مَنَاقِبِ سَعْدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ أَعْطَى رَهْطًا الرَّهْطُ عَدَدٌ مِنَ الرِّجَالِ مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلَى عَشَرَةٍ قَالَ الْقَزَّازُ وَرُبَّمَا جَاوَزُوا ذَلِكَ قَلِيلًا وَلَا وَاحِدَ لَهُ مِنْ لَفْظِهِ وَرَهْطُ الرَّجُلِ بَنُو أَبِيهِ الْأَدْنَى وَقِيلَ قَبِيلَتُهُ وَلِلْإِسْمَاعِيلِيِّ مِنْ طَرِيق بن أَبِي ذِئْبٍ أَنَّهُ جَاءَهُ رَهْطٌ فَسَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ فَتَرَكَ رَجُلًا مِنْهُمْ قَوْلُهُ وَسَعْدٌ جَالِسٌ فِيهِ تَجْرِيدٌ وَقَوْلُهُ أَعْجَبَهُمْ إِلَيَّ فِيهِ الْتِفَاتٌ(1/79)
وَلَفْظُهُ فِي الزَّكَاةِ أَعْطَى رَهْطًا وَأَنَا جَالِسٌ فَسَاقَهُ بِلَا تَجْرِيدٍ وَلَا الْتِفَاتٍ وَزَادَ فِيهِ فَقُمْتُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَارَرْتُهُ وَغَفَلَ بَعْضُهُمْ فَعَزَا هَذِهِ الزِّيَادَةَ إِلَى مُسْلِمٍ فَقَطْ وَالرَّجُلُ الْمَتْرُوكُ اسْمُهُ جُعَيْلُ بْنُ سُرَاقَةَ الضَّمْرِيُّ سَمَّاهُ الْوَاقِدِيُّ فِي الْمَغَازِي قَوْلُهُ مَالَكٌ عَنْ فُلَانٍ يَعْنِي أَيُّ سَبَبٍ لِعُدُولِكَ عَنْهُ إِلَى غَيْرِهِ وَلَفْظُ فُلَانٍ كِنَايَةٌ عَنِ اسْمٍ أُبْهِمَ بَعْدَ أَنْ ذُكِرَ قَوْلُهُ فَوَاللَّهِ فِيهِ الْقَسَمُ فِي الْإِخْبَارِ عَلَى سَبِيلِ التَّأْكِيدِ قَوْلُهُ لَأُرَاهُ وَقَعَ فِي رِوَايَتِنَا مِنْ طَرِيقِ أَبِي ذَرٍّ وَغَيْرِهِ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ هُنَا وَفِي الزَّكَاةِ وَكَذَا هُوَ فِي رِوَايَةِ الْإِسْمَاعِيلِيِّ وَغَيْرِهِ وَقَالَ الشَّيْخُ مُحْيِي الدِّينِ رَحِمَهُ اللَّهُ بَلْ هُوَ بِفَتْحِهَا أَيْ أَعْلَمُهُ وَلَا يَجُوزُ ضَمُّهَا فَيَصِيرُ بِمَعْنَى أَظُنُّهُ لِأَنَّهُ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ غَلَبَنِي مَا أَعْلَمُ مِنْهُ اه وَلَا دَلَالَةَ فِيمَا ذُكِرَ عَلَى تَعَيُّنِ الْفَتْحِ لِجَوَازِ إِطْلَاقِ الْعِلْمِ عَلَى الظَّنِّ الْغَالِبِ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى فَإِن علمتموهن مؤمنات سَلَّمْنَا لَكِنْ لَا يَلْزَمُ مِنْ إِطْلَاقِ الْعِلْمِ أَنْ لَا تَكُونَ مُقَدِّمَاتُهُ ظَنِّيَّةً فَيَكُونَ نَظَرِيًّا لَا يَقِينِيًّا وَهُوَ الْمُمْكِنُ هُنَا وَبِهَذَا جَزَمَ صَاحِبُ الْمُفْهِمِ فِي شَرْحِ مُسْلِمٍ فَقَالَ الرِّوَايَةُ بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَاسْتَنْبَطَ مِنْهُ جَوَازَ الْحَلِفِ عَلَى غَلَبَة الظَّن لِأَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا نَهَاهُ عَنِ الْحَلِفِ كَذَا قَالَ وَفِيهِ نَظَرٌ لَا يَخْفَى لِأَنَّهُ أَقْسَمَ عَلَى وِجْدَانِ الظَّنِّ وَهُوَ كَذَلِكَ وَلَمْ يُقْسِمْ عَلَى الْأَمْرِ الْمَظْنُونِ كَمَا ظُنَّ قَوْلُهُ فَقَالَ أَوْ مُسْلِمًا هُوَ بِإِسْكَانِ الْوَاوِ لَا بِفَتْحِهَا فَقِيلَ هِيَ لِلتَّنْوِيعِ وَقَالَ بَعْضُهُمْ هِيَ لِلتَّشْرِيكِ وَأَنَّهُ أَمَرَهُ أَنْ يَقُولَهُمَا مَعًا لِأَنَّهُ أَحْوَطُ وَيَرُدُّ هَذَا رِوَايَة بن الْأَعْرَابِيِّ فِي مُعْجَمِهِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ فَقَالَ لَا تَقُلْ مُؤْمِنٌ بَلْ مُسْلِمٌ فَوَضَحَ أَنَّهَا لِلْإِضْرَابِ وَلَيْسَ مَعْنَاهُ الْإِنْكَارَ بَلِ الْمَعْنَى أَنَّ إِطْلَاقَ الْمُسْلِمِ عَلَى مَنْ لَمْ يُخْتَبَرْ حَالُهُ الْخِبْرَةَ الْبَاطِنَةَ أَوْلَى مِنْ إِطْلَاقِ الْمُؤْمِنِ لِأَنَّ الْإِسْلَامَ مَعْلُومٌ بِحُكْمِ الظَّاهِرِ قَالَهُ الشَّيْخُ مُحْيِي الدِّينِ مُلَخَّصًا وَتَعَقَّبَهُ الْكِرْمَانِيُّ بِأَنَّهُ يَلْزَمُ مِنْهُ أَنْ لَا يَكُونَ الْحَدِيثُ دَالًّا عَلَى مَا عُقِدَ لَهُ الْبَابُ وَلَا يَكُونَ لِرَدِّ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَعْدٍ فَائِدَةٌ وَهُوَ تَعَقُّبٌ مَرْدُودٌ وَقَدْ بَيَّنَّا وَجْهَ الْمُطَابَقَةِ بَيْنَ الْحَدِيثِ وَالتَّرْجَمَةِ قَبْلُ وَمُحَصَّلُ الْقِصَّةِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوسِعُ الْعَطَاءَ لِمَنْ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ تَأَلُّفًا فَلَمَّا أَعْطَى الرَّهْطَ وَهُمْ مِنَ الْمُؤَلَّفَةِ وَتَرَكَ جُعَيْلًا وَهُوَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مَعَ أَنَّ الْجَمِيعَ سَأَلُوهُ خَاطَبَهُ سَعْدٌ فِي أَمْرِهِ لِأَنَّهُ كَانَ يَرَى أَنَّ جُعَيْلًا أَحَقُّ مِنْهُمْ لِمَا اخْتَبَرَهُ مِنْهُ دُونَهُمْ وَلِهَذَا رَاجَعَ فِيهِ أَكْثَرَ مِنْ مَرَّةٍ فَأَرْشَدَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَمْرَيْنِ أَحَدُهُمَا إِعْلَامُهُ بِالْحِكْمَةِ فِي إِعْطَاءِ أُولَئِكَ وَحِرْمَانِ جُعَيْلٍ مَعَ كَوْنِهِ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّنْ أَعْطَى لِأَنَّهُ لَوْ تَرَكَ إِعْطَاءَ الْمُؤَلَّفِ لَمْ يُؤْمَنِ ارْتِدَادُهُ فَيَكُونُ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ثَانِيهُمَا إِرْشَادُهُ إِلَى التَّوَقُّفِ عَنِ الثَّنَاءِ بِالْأَمْرِ الْبَاطِنِ دُونَ الثَّنَاءِ بِالْأَمْرِ الظَّاهِرِ فَوَضَحَ بِهَذَا فَائِدَةُ رَدِّ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى سَعْدٍ وَأَنَّهُ لَا يَسْتَلْزِمُ مَحْضَ الْإِنْكَارِ عَلَيْهِ بَلْ كَانَ أَحَدُ الْجَوَابَيْنِ عَلَى طَرِيقِ الْمَشُورَةِ بِالْأَوْلَى وَالْآخَرُ عَلَى طَرِيقِ الِاعْتِذَارِ فَإِنْ قِيلَ كَيْفَ لَمْ تُقْبَلْ شَهَادَةُ سَعْدٍ لِجُعَيْلٍ بِالْإِيمَانِ وَلَوْ شَهِدَ لَهُ بِالْعَدَالَةِ لَقُبِلَ مِنْهُ وَهِيَ تَسْتَلْزِمُ الْإِيمَانَ فَالْجَوَابُ أَنَّ كَلَامَ سَعْدٍ لَمْ يَخْرُجْ مَخْرَجَ الشَّهَادَةِ وَإِنَّمَا خَرَجَ مَخْرَجَ الْمَدْحِ لَهُ وَالتَّوَسُّلِ فِي الطَّلَبِ لِأَجْلِهِ فَلِهَذَا نُوقِشَ فِي لَفْظِهِ حَتَّى وَلَوْ كَانَ بِلَفْظِ الشَّهَادَةِ لَمَا اسْتَلْزَمَتِ الْمَشُورَةُ عَلَيْهِ بِالْأَمْرِ الْأَوْلَى رَدَّ شَهَادَتِهِ بَلِ السِّيَاقُ يُرْشِدُ إِلَى أَنَّهُ قَبِلَ قَوْلِهِ فِيهِ بِدَلِيلِ أَنَّهُ اعْتَذَرَ إِلَيْهِ وَرَوَيْنَا فِي مُسْنَدِ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الرُّويَانِيِّ وَغَيْرِهِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ إِلَى أَبِي سَالِمٍ الْجَيْشَانِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ كَيْفَ تَرَى جُعَيْلًا قَالَ قُلْتُ كَشَكْلِهِ مِنَ النَّاسِ يَعْنِي الْمُهَاجِرِينَ قَالَ فَكَيْفَ تَرَى فُلَانًا قَالَ قُلْتُ سَيِّدٌ مِنْ سَادَاتِ النَّاسِ قَالَ فَجُعَيْلٌ خَيْرٌ مِنْ مِلْءِ الْأَرْضِ مِنْ فُلَانٍ قَالَ قُلْتُ فَفُلَانٌ هَكَذَا وَأَنْتَ تَصْنَعُ بِهِ مَا تَصْنَعُ قَالَ إِنَّهُ رَأْسُ قَوْمِهِ فَأَنَا أَتَأَلَّفُهُمْ بِهِ فَهَذِهِ مَنْزِلَةُ جُعَيْلٍ الْمَذْكُورِ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا تَرَى فَظَهَرَتْ بِهَذَا الْحِكْمَةُ فِي حِرْمَانِهِ وَإِعْطَاءِ غَيْرِهِ وَأَنَّ ذَلِكَ لِمَصْلَحَةِ التَّأْلِيفِ كَمَا قَرَّرْنَاهُ وَفِي حَدِيثِ الْبَابِ مِنَ الْفَوَائِدِ التَّفْرِقَةُ بَيْنَ حَقِيقَتَيِ الْإِيمَانِ وَالْإِسْلَامِ وَتَرْكِ الْقَطْعِ بِالْإِيمَانِ الْكَامِلِ لِمَنْ لَمْ يَنُصَّ عَلَيْهِ وَأَمَّا مَنْعُ الْقَطْعِ بِالْجَنَّةِ فَلَا يُؤْخَذُ مِنْ هَذَا صَرِيحًا وَإِنْ تَعَرَّضَ لَهُ بَعْضُ(1/80)
الشَّارِحِينَ نَعَمْ هُوَ كَذَلِكَ فِيمَنْ لَمْ يَثْبُتْ فِيهِ النَّصُّ وَفِيهِ الرَّدُّ عَلَى غُلَاةِ الْمُرْجِئَةِ فِي اكْتِفَائِهِمْ فِي الْإِيمَانِ بِنُطْقِ اللِّسَانِ وَفِيهِ جَوَازُ تَصَرُّفِ الْإِمَامِ فِي مَالِ الْمَصَالِحِ وَتَقْدِيمُ الْأَهَمِّ فَالْأَهَمِّ وَإِنْ خَفِيَ وَجْهُ ذَلِكَ عَلَى بَعْضِ الرَّعِيَّةِ وَفِيهِ جَوَازُ الشَّفَاعَةِ عِنْدَ الْإِمَامِ فِيمَا يَعْتَقِدُ الشَّافِعُ جَوَازَهُ وَتَنْبِيهُ الصَّغِيرِ لِلْكَبِيرِ عَلَى مَا يَظُنُّ أَنَّهُ ذَهِلَ عَنْهُ وَمُرَاجَعَةُ الْمَشْفُوعِ إِلَيْهِ فِي الْأَمْرِ إِذَا لَمْ يُؤَدِّ إِلَى مَفْسَدَةٍ وَأَنَّ الْإِسْرَارَ بِالنَّصِيحَةِ أَوْلَى مِنَ الْإِعْلَانِ كَمَا سَتَأْتِي الْإِشَارَةُ إِلَيْهِ فِي كِتَابِ الزَّكَاةِ فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَسَارَرْتُهُ وَقَدْ يَتَعَيَّنُ إِذَا جَرَّ الْإِعْلَانُ إِلَى مَفْسَدَةٍ وَفِيهِ أَنَّ مَنْ أُشِيرَ عَلَيْهِ بِمَا يَعْتَقِدُهُ الْمُشِيرُ مَصْلَحَةً لَا يُنْكَرُ عَلَيْهِ بَلْ يُبَيَّنُ لَهُ وَجْهُ الصَّوَابِ وَفِيهِ الِاعْتِذَارُ إِلَى الشَّافِعِ إِذَا كَانَتِ الْمَصْلَحَةُ فِي تَرْكِ إِجَابَتِهِ وَأَنْ لَا عَيْبَ عَلَى الشَّافِعِ إِذَا رُدَّتْ شَفَاعَتُهُ لِذَلِكَ وَفِيهِ اسْتِحْبَابُ تَرْكِ الْإِلْحَاحِ فِي السُّؤَالِ كَمَا اسْتَنْبَطَهُ الْمُؤَلِّفُ مِنْهُ فِي الزَّكَاةِ وَسَيَأْتِي تَقْرِيرُهُ هُنَاكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى قَوْلُهُ إِنِّي لَأُعْطِي الرَّجُلَ حُذِفَ الْمَفْعُولُ الثَّانِي لِلتَّعْمِيمِ أَيْ أَيَّ عَطَاءٍ كَانَ قَوْلُهُ أَعْجَبُ إِلَيَّ فِي رِوَايَةِ الْكُشْمِيهَنِيِّ أَحَبُّ وَكَذَا لِأَكْثَرِ الرُّوَاةِ وَوَقَعَ عِنْدَ الْإِسْمَاعِيلِيِّ بَعْدَ قَوْلِهِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُ وَمَا أُعْطِيهِ إِلَّا مَخَافَةَ أَنْ يَكُبَّهُ اللَّهُ إِلَخْ وَلِأَبِي دَاوُدَ مِنْ طَرِيقِ مَعْمَرٍ إِنِّي أُعْطِي رِجَالًا وَأَدَعُ مَنْ هُوَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْهُمْ لَا أُعْطِيهِ شَيْئًا مَخَافَةَ أَنْ يُكَبُّوا فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ قَوْلُهُ أَنْ يَكُبَّهُ هُوَ بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَضَمِّ الْكَافِ يُقَالُ أَكَبَّ الرَّجُلُ إِذَا أَطْرَقَ وَكَبَّهُ غَيْرُهُ إِذَا قَلَبَهُ وَهَذَا عَلَى خلاف الْقيَاس لِأَنَّ الْفِعْلَ اللَّازِمَ يَتَعَدَّى بِالْهَمْزَةِ وَهَذَا زِيدَتْ عَلَيْهِ الْهَمْزَةُ فَقُصِرَ وَقَدْ ذَكَرَ الْمُؤَلِّفُ هَذَا فِي كِتَابِ الزَّكَاةِ فَقَالَ يُقَالُ أَكَبَّ الرَّجُلُ إِذَا كَانَ فِعْلُهُ غَيْرَ وَاقِعٍ عَلَى أَحَدٍ فَإِذَا وَقَعَ الْفِعْلُ قُلْتُ كَبَّهُ وَكَبَبْتُهُ وَجَاءَ نَظِيرُ هَذَا فِي أَحْرُفٍ يَسِيرَةٍ مِنْهَا أَنْسَلَ رِيشُ الطَّائِرِ وَنَسْلْتُهُ وَأَنْزَفَتِ الْبِئْرُ وَنَزَفْتُهَا وَحَكَى بن الْأَعْرَابِيِّ فِي الْمُتَعَدِّي كَبَّهُ وَأَكَبَّهُ مَعًا تَنْبِيهٌ لَيْسَ فِيهِ إِعَادَةُ السُّؤَالِ ثَانِيًا وَلَا الْجَوَابُ عَنهُ وَقد روى عَن بن وَهْبٍ وَرِشْدِينَ بْنِ سَعْدٍ جَمِيعًا عَنْ يُونُسَ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِسَنَدٍ آخَرَ قَالَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِيهِ أخرجه بن أَبِي حَاتِمٍ وَنَقَلَ عَنْ أَبِيهِ أَنَّهُ خَطَأٌ مِنْ رَاوِيهِ وَهُوَ الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْهُمَا قَوْله وَرَوَاهُ يُونُس يَعْنِي بن يَزِيدَ الْأَيْلِيَّ وَحَدِيثُهُ مَوْصُولٌ فِي كِتَابِ الْإِيمَانِ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عُمَرَ الزُّهْرِيِّ الْمُلَقَّبِ رُسْتَهْ بِضَمِّ الرَّاءِ وَإِسْكَانِ السِّينِ الْمُهْمَلَتَيْنِ وَقَبْلَ الْهَاءِ مُثَنَّاةٌ مِنْ فَوْقُ مَفْتُوحَةٌ وَلَفْظُهُ قَرِيبٌ مِنْ سِيَاقِ الْكُشْمِيهَنِيِّ لَيْسَ فِيهِ إِعَادَةُ السُّؤَالِ ثَانِيًا وَلَا الْجَواب عَنهُ قَوْله وَصَالح يَعْنِي بن كَيْسَانَ وَحَدِيثُهُ مَوْصُولٌ عِنْدَ الْمُؤَلِّفِ فِي كِتَابِ الزَّكَاةِ وَفِيهِ مِنِ اللَّطَائِفِ رِوَايَةُ ثَلَاثَةٍ مِنَ التَّابِعِينَ بَعْضِهِمْ عَنْ بَعْضٍ وَهُمْ صَالِحٌ وَالزُّهْرِيُّ وعامر قَوْله وَمعمر يَعْنِي بن رَاشِدٍ وَحَدِيثُهُ عِنْدَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَالْحُمَيْدِيِّ وَغَيْرِهِمَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْهُ وَقَالَ فِيهِ إِنَّهُ أَعَادَ السُّؤَالَ ثَلَاثًا وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ أَبِي عُمَرَ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ وَوَقَعَ فِي إِسْنَادِهِ وَهْمٌ مِنْهُ أَوْ مِنْ شَيْخِهِ لِأَنَّ مُعظم الرِّوَايَات فِي الْجَوَامِع وَالْمَسَانِيد عَن بن عُيَيْنَةَ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِيِّ بِزِيَادَةِ مَعْمَرٍ بَينهمَا وَكَذَا حدث بِهِ بن أَبِي عُمَرَ شَيْخُ مُسْلِمٍ فِي مُسْنَدِهِ عَنِ بن عُيَيْنَةَ وَكَذَا أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْمٍ فِي مُسْتَخْرَجِهِ مِنْ طَرِيقِهِ وَزَعَمَ أَبُو مَسْعُودٍ فِي الْأَطْرَافِ أَن الْوَهم من بن أَبِي عُمَرَ وَهُوَ مُحْتَمِلٌ لِأَنْ يَكُونَ الْوَهْمُ صَدَرَ مِنْهُ لَمَّا حَدَّثَ بِهِ مُسْلِمًا لَكِنْ لَمْ يَتَعَيَّنِ الْوَهْمُ فِي جِهَتِهِ وَحَمَلَهُ الشَّيْخُ محيي الدّين على أَن بن عُيَيْنَةَ حَدَّثَ بِهِ مَرَّةً بِإِسْقَاطِ مَعْمَرٍ وَمَرَّةً بِإِثْبَاتِهِ وَفِيهِ بُعْدٌ لِأَنَّ الرِّوَايَاتِ قَدْ تَضَافَرَتْ عَن بن عُيَيْنَةَ بِإِثْبَاتِ مَعْمَرٍ وَلَمْ يُوجَدْ بِإِسْقَاطِهِ إِلَّا عِنْدَ مُسْلِمٍ وَالْمَوْجُودُ فِي مُسْنَدِ شَيْخِهِ بِلَا إِسْقَاطٍ كَمَا قَدَّمْنَاهُ وَقَدْ أَوْضَحْتُ ذَلِكَ بِدَلَائِلِهِ فِي كِتَابِي تَعْلِيقِ التَّعْلِيقِ وَفِي رِوَايَةِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ مِنَ الزِّيَادَةِ قَالَ الزُّهْرِيُّ فَنَرَى أَنَّ الْإِسْلَامَ الْكَلِمَةُ وَالْإِيمَانَ الْعَمَلُ وَقَدِ اسْتَشْكَلَ هَذَا بِالنَّظَرِ إِلَى حَدِيثِ سُؤَالِ جِبْرِيلَ فَإِنَّ ظَاهِرَهُ يُخَالِفُهُ وَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ مُرَادُ الزُّهْرِيِّ أَنَّ الْمَرْءَ يُحْكَمُ بِإِسْلَامِهِ(1/81)