المذكِّرَات النَّحْوِيَّهْ
شَرْح الأَلفيَّهْ
بقلم
الدّكتور/ عبدالرَّحمن بن عبدالرَّحمن شُمَيْلَة الأَهدل
المدرِّس بمعهد الحرم المكِّي الشَّريف
على ألفيَّة
الإمام / أبي عبد الله محمَّد بن عبد الله جمال الدّين بن مالك الطَّائي الْجَيَّاني
( المتوفى سنة (672) هجرية )
الجزء الأَول
…حمدا لمن رفع منزلة العلماء ، ونصب الأدلة على وحدانيّته فتنزه عن الشركاء ، وخفض أهل الكفروالضلال واتصف بالعظمة والكبرياء ، وأشهد أن لا إله إلا هو شهادةَ جَزْمٍ مُبَرَّأَةً عن وصمة التردد والرياء ، وصلاةً وسلامًاعلى من أُعْطِيَ جوامع الكلم ، وعلى آله وصحبه والتابعين ، ومن نحا نحوهم إلى يوم الدين .
أَمَّا بعد /
…فإنّ شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك يعتبر واسطة عِقْدِ شروحها ، إذْ تَمَيَّزَ بإشراق عباراته ، ووفرة فوائده ، وكثرة عوائده ، ودعمه الأحكام النحوية بدلائل من الآيات القرآنية والشواهد العربية .
…ومنذ كُلِّفْتُ من قبل معهد الحرم المكي الشريف بتدريسه ،كان رَغْمَ مميزاته السابقة تصادفنا مباحث ترتفع عن مدارك بعض الطلاب ، فتصطدم أفكارهم بغوامض إشارته ، وتحار البابهم في هَضْم مباحثه ، لا سيّما وهم لم تسبق لهم ممارسة تامة لعبارات الأقدمين ، ولم يناجوا أساليبهم طويلاً ، لذلك كنت أنحو بهم جهة ما ألفوه من الألفاظ ، وما اعتادوا عليه من الأساليب المقربة لما نأَى من المعاني ، فأَجِدُ منهم الأُنس بما ألفوه ، والفهم السريع لما تصعب عليهم .(1/1)
وفي إحدى جلساتي مع مديرنا الموفق الشيخ/ صالح بن محمد المقوشي رعاه الله اقترح عَلَيَّ ما كان يتردد على خاطري بين الْفَيْنَةِ والْفَيْنَهْ ، إذْ قال : لو كتبتَ لطلابك مذكرات تسهِّل عليهم مطالب الكتاب ، وتيُسِّر لهم ما تعسَّر على أفهامهم هضمه ، لكان أنجح وأنفع ، على أن تكون مذكراتك مستوعبة لما تضمنه الأصل ، محتوية على مفردات المنهج ، لا ترتفع عليه ولا تقصر عنه ، مشترطاً في اقتراحه أن تبدوَ في ثوب شفَّاف يتجلى باطنه من ظاهره ، ويتميز بإماطة اللثام عن مكامن الخفاء ، فترفع اللبس وتكشف بالبيان مواقع الغموض فَتُبَدِّد ظلمات الحيرة .
…بل إنا تداولنا معا إخراج المقرر على شكل أسئلة وأجوبة على النحو الذي انتهجناه في "النحو المستطاب" ثم عَنَّ لنا غير ذلك .
…وفي الحقيقة علمت أن المهمة شاقة ، والمسؤولية كبيرة ، بَيْدَ أنّ من استنفد الْجُهْد فقد قام بما يجب ، فشمّرتُ عن ساعد الجِد وبدأت الكتابة مستعينا بالمولى تقدست أسماؤه ، وهو أهل الثناء والمجد .
…وأستطيع بلورة عملي الجديد فيما يلي :
أولاً :…إيثار اللفظ المتداول كثيراً على غيره كتوطئة لفهم المعنى .
ثانياً :…جمع الموضوع الواحد في مكان واحد وإن تفرق في الأصل .
ثالثاً : طرح الخلافات التي لاتخدم مصلحة الطالب ولا تتلاءم مع مستواه العلمي وأشير إليها في الهامش .
رابعاً :… القيام بإضافة ما أهمله النظم ، أو الشرح من الأحكام النحوية إن كانت من أصول الباب .
خامساً: إعراب الأمثلة والأبيات التي أَسْتَشْهِدُ بها .
سادساً: إثبات عناوينَ عدة لمسائل الباب الواحد ، إذِ التقسيم المنظَّم من وسائل الإفهام .
سابعاً : أَبْدَأُ أَوّلاً بإيضاح المسائل والتدليل عليها استشهاداً ، وبعد أن تتجلى ملامحها ويتضح رسمها أذكر الأبيات المشيرة إليها من الألفية لتكون بعد الشرح واضحة المبنى ، جَلِيّة المعنى ، فتعلق بالذهن وتلتحم بالذاكرة .(1/2)
…والله تعالى أرجو أن يكون هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم ، وأن تكون هذه المذكرة وافية بالغرض ، صافية المنهل ، دانية القطاف ، تفتح مغاليق الإشكالات ، وتدفع الطالب قُدُمًا وتفوز برضى الجميع من الدارسين ، والباحثين ، إنه سميع مجيب .
…………… …
د/ عبدالرحمن بن عبد الرحمن شُمَيْلَة الأهدل
مكة المكرمة
5/ 5 / 1418 هـ
…قال الشيخ الإمام العالم العلامة أبوعبد الله محمد بن عبد الله بن عبد الله بن مالك جمال الدين الطائي الجياني رحمه الله(1)
قَالَ مُحَمَّدٌ هُوَ ابْنُ مَالِكِ مُصَلِياً عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى وَأَسْتَعِيْنُ اللهَ فِي أَلْفِيَّهْ(3) تُقَرِّبُ الأَقْصَى (6) بِلَفْظٍ مُوْجَزِ(7) وَتَقْتَضِي (10)رِضَاً بِغَيْرِ سُخْطِ .
أَحْمَدُ رَبِّى اللهَ خَيْرَ مَاِلِكِ وَآلِهِ الْمُسْتَكْمِلِيْنَ الشَّرَفاَ(2) مَقَاصِدُ النَّحْوِ(4) بِهَا مَحْوِيَّهْ(5) وَتَبْسُطُ الْبَذْلَ(8) بِوَعْدٍ مُنْجَزِ(9) فَائِقَةً(11) أَلْفِيَّةَ ابْنِ مُعْطِ( 12) .
___________________________
( 1 )…لابن مالك رحمه الله مؤلفات كثيرة في شتى العلوم ، ومنها هذه الأرجوزة المسمى بالألفية ، فقد كثر إقبال العلمآء على شرحها ، فمنهم من أطال ، ومنهم من اختصر ، توفي ابن مالك رحمه الله سنة اثنين وسبعين وستمائة هجرية .
( 2 ) الشرفا : بفتح الشين أي العلو ، مفعول به للمستكملين ، وبضمها نعت ثان لآل ، إذ هو مقصور من ممدود " أصله " الشرفاء .
( 3 ) عدتها ألف بيت .
( 4 ) مقاصدالنحو : أغراضه و مهماته .
( 5 ) محويّة : مجموعة ، وسكِّن الهاء لأجل النظم .
( 6 ) الأقصى : الأبعد من غوامض المسائل فيصير واضحا .
( 7 ) ألموجز : بفتح الجيم وكسرها، ما قل لفظه وكثر معناه .
( 8 ) تبسط البذل : توسع العطاء .
( 9 ) منجز : سريع الوفاء .
(10) تقتضي : تطلب .(1/3)
(11) فائقة : من فاق الرجل أصحابه علاهم بالشرف وهذه الألفية فاقت على مثيلاتها ، و يجوز في فائقة النصب على الحال من فاعل تقتضى والرفع على أنه خبر لمبتدأ محذوف والجر نعتا لألفية .
(12) ابن معط : هو الشيخ أبوالحسين يحي بن عبد المعطي بن عبد النور الزواوي الملقب زين الدين ، له ألفية في النحو ، توفي سنة ثمان وعشرين وستمائة هجرية .
وَ هْوَ بِسَبْقٍ حَاِئزٌ(1)تَفْضِيلاَ وَالله يَقْضِى بِهِبَاتٍ وَافِرَهْ(2) .
مُسْتَوْجِبٌ ثَنَائِيَ الْجَمِيلاَ لِي وَلَهُ فِي دَرَجَاتِ الآخِرَهْ(3) .
*******
___________________________
( 1 ) حائز : جامع ، وكل من ضم شيئاً إلى نفسه فقد حازه .
( 2 ) وافرهْ : زائدة ، وقد وصف " هبات " وهو جمع ، بوافرة ، وهومفرد لتأوله بجماعة والأفصح وافرات لأن هبات جمع قلة والأفصح في جمع القلة مما لا يعقل وفي جمع العاقل مطلقا المطابقة نحو : الأجذاع انكسرت ، ومنكسرات ، والهندات والهنود انطلققن ، ومنطلقات ، والأفصح في جمع الكثرة ممالايعقل الإفراد نحو : الجذوع انكسرت ، ومنكسرة .
( 3 ) …قال بعض العلماء كان الأولى أن يقول ابن مالك رحمه الله
والله يقضي بهباتٍ جَمّهْ .
لي وله ولجميع الأُمّهْ .
ليعم الدعاء جميع المسلمين فيكون ذلك أقرب إلى الإجابة .…
@ الْكَلاَمُ وَمَا يَتأَلَّفُ مِنْهُ @
…الكلام لغة(1) اسم لكل ما يتكلم به مفيدا كان أو غير مفيد(2) وفي اصطلاح النحاة ما جمع قيودا أربعة هي اللفظ(3)، المركب(4)، المفيد(5)، الوضع العربي(6) مثال المستوفي للشروط نحو "زيد قام أبوه"(7) ونحو : "استقم"(8).
…فالمثال الأول مركب من مبتدأ وفعل وفاعل والثاني مركب من فعل أمر وفاعله المستتر فيه وجوبا وقد حصلت الفائدة بكل منهما لأنهما ألفاظ وضعتها العرب دليلاً على المعنى .
@ الكَلِمُ @
…الكلم اسم جنس(9)واحده كلمة وهوما تركب من ثلاث كلمات فأكثر أفاد أو لم يفد
___________________________(1/4)
( 1 )…لغةً : منصوب على التمييز لا على نزع الخافض لأنه سماعي إلا أن يقال إنّ المؤلفين أجروه مجرى القياسي لكثرته في كلامهم .
( 2 )…ويقال فيه الكلام لغة ما أفاد من كتابة وإشارة وعُقَدٍ ونُصُبٍ ولسان حال .
( 3 )… اللفظ : لغة الطرح والرمي يقال أكلت التمرة ولفظت النواة ، واصطلاحا الصوت المشتمل على بعض الحروف الهجائية التي أولها الألف وآخرها الياء .
( 4 )… المركب : لغة تركيب شئ على شئ كوضع متاع على آخر ، واصطلاحا ما تركب من كلمتين فأكثر نحو قام زيد ، وزيد قام أبوه .
( 5 )… المفيد : لغة ما أفاد أي فائدة كانت ، واصطلاحاً ما أفاد فائدة تامة يحسن سكوت المتكلم والسامع عليها حيث لا يكون السامع منتظراً لشئ آخر .
( 6 )… الوضع : لغة الحط والولادة ، واصطلاحاً جَعْل اللفظ دليلاً على المعنى .
( 7 )… زيد قام أبوه : [زيد] مبتدأ [قام] فعل ماض [أبو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة [أبو] مضاف و [الها] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
( 8 )… استقم : فعل أمر ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت .
( 9 )… اسم الجنس نوعان : اسم جنس ، جمعي واسم جنس افرادي ، فاسم الجنس الجمعي ما دل =……
……
فالمفيد نحو : زيد قام أبوه(1)، وغير المفيد نحو : إن قام زيد .
@ الْكَلِمَةُ(2) @
…تطلق الكلمة على الجمل المفيدة كقولهم في لا إله الا الله كلمة الإخلاص(3).
…وفي اصطلاح النحاة اللفظ الموضوع لمعنى مفرد ، وأقسام الكلمة ثلاثة اسم وفعل وحرف جاء لمعنى(4) فاتضح مما سبق أن بين الكلام والكلم عموماً وخصوصا من وجه فنحو
قام زيد كلام فقط(5) ونحو ..............................................................
___________________________(1/5)
= على الماهية بقيد الجمع فإنه يقع على القليل والكثير ولا يقع على أقل من ثلاثة على الأصح وهو ثلاثة أنواع الأول ما يمتاز عنه واحده بتاء التأنيث وهو الأكثر نحو تمر وتمرة ونخل ونخلة وكَلِم وكلمة ، الثاني ما يمتاز عن واحده بالتاء عكس ما قبله وهو نادر نحوكمأة بالتاء واحدها كمء بدون تاء ، والثالث ما يمتاز واحده عنه بياء النسب وهو كثير نحو عرب وعربي وعجم وعجمي .
…واسم الجنس الافرادي مادل على الماهية بلا قيد أي من غير دلالة على قلة أو كثرة نحو لبن ، وماء ، وتراب ، وثَمَّ نوع رابع هو اسم الجمع وهو ما يدل على الآحاد المجتمعة الغير المتعاطفة باعتبار الكمية وهو نوعان : الأول مالا واحد له من لفظه نحو: قوم ، ونساء ، ورهط ، والثاني ماله واحد من لفظه نحو: صحب ، وركب ، وطير، في جمع صاحب ، وراكب ، وطائر .
( 1 ) زيد قام أبوه : تقدم إعرابه صفحة ( 8 ) .
( 2 ) الكلمة : بفتح الكاف وكسر اللام هذا هو الأفصح ، ويجوز فيها فتح الكاف وكسرها مع سكون اللام "كَتَمْرَة" و "سِدْرَة" .
( 3 ) ومنه قوله تعالى { كلا انها كلمة هو قائلها } إشارة إلى قوله { رب ارجعون لعلي اعمل صالحا فيما تركت } .
( 4 )…قوله جاء لمعنى قيد به الحرف لإخراج حروف التهجي فليس كل واحد منها كلمة لعدم دلالته على معنى .
( 5 )…لأنه أقل من ثلاث كلمات .
إن قام زيد كَلِمٌ فقط(1) ونحو : زيد قام أبوه كلام وكَلِمٌ(2) والقول يعم الجميع إذ يقال للكلام قول ، وللكلمة قول ، وللكَلِمِ قول ، وقد تقدم أ نّ الكلمة أيضاً تطلق على الجمل المفيدة .
يقول الناظم
كَلاَمُنَا لَفْظٌ مُفِيدٌ كَاسْتَقِمْ وَاحِدُهُ كَلِمَةٌ وَالْقُوْلُ(3) عَمْ(4) .
وَاسْمٌ وَفِعْلٌ ثُمَّ حَرْفٌ الْكَلِمْ وَ كِلْمَةٌ بِهَا كَلاَمٌ قَدْ يُؤَمْ(5) .
…قول الناظم كلامنا ليعلم أن التعريف إنما هو للكلام في اصطلاح النحويين .(1/6)
…وقد استغنى الناظم بقوله "استقم" عن التركيب ، والوضع لأنه مركب من فعل أمر وفاعله المستتر فيه وجوباً وقد وضعته العرب دليلاً على المعنى وهو الأمر بالاستقامة .
@ الاسْمُ(6) وَعَلامَاتُهُ @
…الاسم لغة مادل على مسماه ، واصطلاحاً كلمة دلت على معنى في نفسها ولم تقترن
بزمن .
…يميز الاسم عن الفعل والحرف بعلامات كثيرة منها الجر سواء كان بالحرف ...........
___________________________
( 1 ) لأنه غير مفيد .
( 2 ) لأنه مركب من ثلاث كلمات ومفيد .
( 3 ) القول : لفظ دال على معنى على الصحيح .
( 4 ) عم : يجوز أن يكون فعلاً ماضياً بمعنى شمل ، ويجوز أن يكون اسم تفضيل أصله "أعم" بمعنى أشمل حذفت همزته كما حذفت من خير وشر لكثرة استعمالهما وأصلهما أخير، وأشر ، بدليل مجيئهما على الأصل في قول الراجز
بلال خير الناس وابن الأَخْيَرِ .
( 5 ) يؤم : يقصد
( 6 ) الاسم : مشتق من السمو وهو العلو في رأي بَصْرِي ، سمي بذلك لعلوه على أخويه الفعل والحرف لاستغنائه عنهما وافتقارهما إليه ، وقيل مشتق من السمة وهي العلامة في رأي كوفي ، سمي بذلك لأنه علامة على مسماه .
أو الإضافة ، أو التبعية ، نحو : مررت بغلام زيد الفاضل(1) فالغلام مجرور بالحرف وزيد مجرور بالإضافة ، والفاضل مجرور بالتبعية .
…ومنها دخول حرف من حروف النداء(2) نحو : يازيد(3)ودخول "أل" نحو : الرجل والإسناد(4) نحو : زيد قائم(5) ، والتنوين(6) ، وهو عشرة أقسام :
…الأول : تنوين التمكين(7) ويسمى تنوين الصرف وهو اللاحق للأسمآء المعربة المنصرفة نحو : زيد ورجل .
… الثاني : تنوين التنكير وهو اللاحق لبعض الأسمآء المبنية للفرق بين معرفتها ونكرتها نحو : مررت بسيبويه(8) فإن كسرت الهاء من غير تنوين كان معرفة علما على الامام المشهور في النحو(9)
___________________________(1/7)
( 1 ) مررت بغلام زيد الفاضل : [مررت] فعل وفاعل [بغلام] جار ومجرور [الباء] حرف جر[غلام] مجرور [بالباء] [غلام] مضاف و[زيد] مضاف إليه مجرور [الفاضل] نعت لزيد تبعه في جره .
( 2 )…ولا يرد ياليت قومي ، لأن المنادى محذوف أي "يا هؤلاء ليت قومي"
( 3 )… يازيد : [يا]حرف نداء [زيد] منادى مفرد علم مبنى على الضم في محل نصب .
( 4 )…الإسناد : ضم كلمة إلى أخرى على وجه مفيد ، وهو أنفع علاماته إذ به تعرف اسمية التاء من ضربت .
( 5 )… زيد قائم : [زيد] مبتدأ مرفوع و[قائم] خبره .
( 6 ) التنوين : لغة التصويت يقال نون الطائر إذا صوت ، واصطلاحاً نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم لفظاً وتفارقه خطا ً.
( 7 )…سمي بذلك لأنه يدل على مكانة الاسم ورسوخ قدمه في الأسمية والاعراب ، فلم يشبه الحرف فيبنى ولا الفعل فيمنع من الصرف .
( 8 ) مررت بسيبويه : [مررت] فعل وفاعل [بسيبويه] جار ومجرور [الباء] حرف جر [سيبويه] بغير تنوين مبنى على الكسر في محل جر بالباء ، وإن كان منونا فتقول "ونُوِّن للتكثير".
( 9 )…سيبويه : هو أبوبشرعمرو بن عثمان بن قنبر الحارثي توفي سنة ثمانين ومائة هجرية و"السِّيْب" لفظ فارسي معناه "رائحة التفاح" قال : البطليوسي- أبو محمد عبد الله بن محمد - في شرح الفصيح ، والإضافة في لغة العجم مقلوبة ، والسيب "التفاح" و"ويه" الرائحة ، والتقدير رائحة التفاح .
وان نونته كان نكرة(1) .
… الثالث : تنوين المقابلة وهو اللاحق لجمع المؤنث السالم في مقابلة جمع المذكر السالم .
…الرابع : تنوين الزيادة ويسمى تنوين المناسبة وهو اللاحق لغير المنصرف كقراءة نافع(2) { سَلاسِلاً وأَغْلالاً } بتنوين سلاسلاً (3) لمصاحبته للمنصرف الذي هو أغلالا.
…الخامس : تنوين العوض وهو اللاحق لآخر الاسم المضاف عوضا عن المضاف إليه وهو ثلاثة أقسام :(1/8)
…قسم يكون عوضا عن جملة وهو الذي يلحق إذْ عوضا عن جملة تكون بعدها نحو قوله تعالى { وَأَنْتُمْ حِيْنَئِذٍ تَنْظُرُوْنَ(4)} أي حين إذْ بلغت الروح الحلقوم ، فحذف بلغت الروح الحلقوم وأتي بالتنوين عوضا عنه .
… وقسم يكون عوضا عن اسم وهو اللاحق لكلٍّ عوضا عما تضاف إليه نحو : كلٌ قائمٌ(5) أي كل إنسان فحذف إنسان وأتي بالتنوين عوضا عنه .
… وقسم يكون عوضا عن حرف وهو اللاحق لجوار وغواش ونحوهما رفعا وجراً نحو ..
___________________________
( 1 )…وكان المراد حينئذ شخصاً ممن يسمى بهذا الاسم ، وكذلك نحو: صه ، وغاق غاق ، ونحوهما من أسماء الأفعال والأصوات فإنها تنون للفرق بين المبهم منها والمعين ، فصه مثلا إذا نويت به سكوتا تاما نَوّنْتَه وَحَكَمْتَ عليه بأنه نكرة ، أو السكوت المعين ، تركت تنوينه وحكمت عليه بأنه معرفة ويقال صاح الغراب غاق غاق بالتنوين إذا أردت صوتا ما ، وبغير تنوين إذا أردت صوتا خاصا .
( 2 )…نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم المدني من القراء السبعة توفي سنة تسع وستين ومائة هجرية .
( 3 )…سلاسلا على صيغة منتهى الجموع فهو ممنوع من الصرف لكنه نون للمناسبة كما ذكر فهو في حال تنوينه على صورة المنصرف وليس بمنصرف حقيقة لأنه باق على منع صرفه .
( 4 )…{ وأنتم حينئذ تنظرون } : [الواو] حالية [أنتم] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [حين] ظرف زمان منصوب متعلق بتنظرون [حين] مضاف و[إذ] ظرف لما مضى من الزمان في محل جر بالإضافة [تنظرون] فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبات النون لأنه من الأمثلة الخمسة ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
( 5 )… كل قائم : [كل] مبتدأ مرفوع [قائم] خبره .
هؤلاء جوار(1) ، ومررت بغواش(2)، أصله جواري ، وغواشي ، فحذفت الياء وأُتي بالتنوين عوضا عنها(3) .(1/9)
…السادس : تنوين التكثير(4) وهو اللاحق لبعض الأسمآء المبنية لقصد التكثير نحو : هؤلاءٍ قومك(5) بتنوين همزة آخره .
… السابع : تنوين الحكاية كما إذا سميت رجلا بعاقلة فإنك تبقيه في حال العلمية على ماكان عليه منونا فهو محكي(6).
الثامن : تنوين الضرورة وهو تنوين مالا ينصرف نحو قول امرئ القيس :
1ـ وَيَوْمَ دَخَلْتُ الْخِدْرَ خِدْرَ عُنَيْزَةٍ .
بتنوين عنيزة لضرورة الشعر وإلا فهي ممنوعة من الصرف للعلمية والتأنيث .
___________________________
( 1 )…هؤلاءِ جوار : [الهاء] للتنبيه [أولاء]ِ اسم إشارة مبنى على الكسر في محل رفع مبتدأ [جوار] خبره مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء المحذوفة المعوض عنها التنوين .
( 2 )…مررت بغواش : [مررت] فعل وفاعل [بغواش] جار ومجرور [الباء] حرف جر [غواش] مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة على الياء المحذوفة المعوض عنها التنوين .
( 3 )…وأما في حالة النصب فتظهر الفتحة على الياء لخفتها نحو: رأيت جواريَ .
( 4 )…ويسمى تنوين الهمز، والتنوين الشاذ .
( 5 )…هؤلاءٍ قومك : [الهاء] للتنبيه [أُولاء]ٍ اسم إشارة مبنى على الكسر في محل رفع مبتدأ ونون للتكثير [قوم] خبر مرفوع [وقوم] مضاف و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
( 6 )…وكان حقه أن لا ينون لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث .
1ـ اللغة : [الخدر] بكسر الخاء وسكون الدال الهودج وهو أعواد تنصب فوق قتب البعير ثم ترخى فوقها الستور لتكون النسآء بداخله و[عنيزة] بضم العين وفتح النون لقب فاطمة ابنة عمه
الإعراب : [الواو] حرف عطف [يوم] ظرف زمان معطوف على ما قبله تبعه في نصبه [دخلت] فعل وفاعل [الخدر]َ مفعول به منصوب [خدر] بدل من الخدر تبعه في نصبه و[خدر] مضاف و[عنيزة] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف للعلمية والتأنيث اللفظي ونون لضرورة الشعر، وجملة الفعل والفاعل في محل جر بإضافة يوم إليها(1/10)
الشاهد فيه : قوله ( عنيزة حيث صرفه حين اضطر إلى ذلك مع كونه ممنوعاً من الصرف للعلمية والتأنيث اللفظي ) .
…التاسع : تنوين الترنم(1) وهو اللاحق للقوافي المطلقة (2) بدلاً عن حرف كقول جرير :
2- أَقِلِّي اللَّوْمَ عَاذِلَُ وَالْعِتَابَنْ .
وَقُوْلِي إِنْ أَصَبْتُِ لَقَدْ أَصَابَنْ .
أصله العتابا ، وأصابا فجِئَ بالتنوين بدلاً من الألف لأجل الترنم(3).
…العاشر : التنوين الغالي(4) وهو الذي يلحق القوافي المقيدة(5)
___________________________
( 1 )…الترنم : مد الصوت بمدة تجانس الروي . …
( 2 )…القافية التي في آخرها حرف علة تسمى مطلقة .
2ـ اللغة : [أقلى] اتركي و [اللوم] العذل والتعنف [عاذل] أصله عاذلة من العذول وهو اللوم في سخط و[العتاب] التقريع على فعل شئ أو تركه .
… الإعراب : [أقلي] فعل أمر مبني على حذف النون ، و[الياء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [اللوم] مفعول به منصوب [عاذلَُ] منادى مرخم حذف منه حرف النداء وأصله- ياعاذلة- مبنى على الضم على لغة من لاينتظر وعلى الفتح على لغة من ينتظر في محل نصب [و العتاب] [الواو] حرف عطف [العتابا] معطوف على [اللوم] تبعه في نصبه [وقولي] [الواو] حرف عطف [قول]ي فعل أمر مبني على حذف النون و[الياء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [إن أصبت] [إن] حرف شرط جازم تجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه [أصبت] فعل وفاعل [أصاب] فعل ماض في محل جزم فعل الشرط و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [لقد أصاب] [اللام] موطئة للقسم [قد] حرف تحقيق [أصاب] فعل ماض وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو و[النون] للترنم حرف لامحل له من الإعراب وجملة لقد أصاب في محل نصب مقول القول ، وجواب الشرط محذوف يدل عليه ماقبله والتقدير" إن اصبت فقولي لقد أصاب
الشاهد فيه : قوله ( والعتابن ، وأصابن ، حيث دخلهما نون الترنم وآخرها حرف علة وهو ألف الإطلاق ) .(1/11)
( 3 )…وقد دخل حرف الترنم على الحرف وهو "قد" كقول النابغة -أبو أمامة زياد بن معاوية الذبياني
أَزِفَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أَنَّ رِكَابَنَا .
لَمَّا تَزُلْ بِرِحَالِنَا وَكَأَنْ قَدٍ .
وهذا يدل على أن تنوين الترنم لا يختص بالاسم .
( 4 )…التنوين الغالي : هو الزائد على وزن الشعر .
( 5 )…إذا كان في آخر الكلمة التي في آخر البيت حرفاً صحيحاً ساكنا تسمى القافية مقيدة .
كقول العجاج بن رؤبة :
3 - وَقَاتِمِ الأَعْمَاقِ خَاوِي الْمُخْتَرَقْنْ .
الأصل المخترقْ .…
…ثم اعلم أن تنوين الترنم والغلو سميا تنوينا من باب المجاز كما جزم به الفاكهي(1) تبعا لجمع من المحققين لعدم اختصاصهما بالاسم ولثبوتهما خطا(2) وأَما الثمانية الباقية فاختصاصها بالاسم ظاهر لما أن واحدا منها لا يكون في الفعل .
يقول الناظم
بِالْجَرِّوَالتَّنْوِيْنِ وَالنِّدَا وَأَلْ .
وَمُسْنَدٍ لِلاسْمِ تَمْيِيزٌ حَصَلْ .
…ذكر الناظم علامات الاسم في هذا البيت واستعمل "مسند" مكان الإسناد له .
@ الْفِعْلُ(3) وَالْحَرْفُ وَعَلامَتُهُمَا @
…الفعل لغة الحدث ، واصطلاحاً كلمة دلت على معنى في نفسها واقترنت بأحد
___________________________
3 ـ اللغة : [القاتم] المظلم [الأعماق] جمع عمق بفتح العين وتضم وهو مابعد من أطراف الصحراء و[الخاوي] الخالي والمخترق مهب الريح و[المخترق] الممر الواسع لأن المار يخترقه .
الاعراب : [وقاتم الاعماق] [الواو] واو رب [قاتم] مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الشبيه بالزائد و[قاتم] مضاف و[الاعماق] مضاف إليه مجرور[خاوي] نعت لقاتم تبعه في جره وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل لأنه اسم منقوص [خاوي] مضاف و[المخترقن] مضاف إليه مجرور وسكن لأجل الوقف .(1/12)
الشاهد فيه : قوله ( المخترقن حيث أدخل عليه التنوين مع اقترانه بأل ولو كان هذا التنوين مختصاً بالاسم لم يلحق الاسم المقترن بأل ) .
( 1 )…الفاكهي : هو عبد الله بن أحمد بن علي جمال الدين المكي المتوفى سنة إثنتين وسبعين وتسعمائة .
( 2 )…بخلاف التنوين فإنه يلحق آخر الاسم لفظا لاخطا نحو : رجلٌ قائمٌ .
( 3 ) المراد بالفعل الماضي والمضارع والأمر لأنه مصدر في قوة التثنية والجمع قال تعالى { ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم } فالسمع مصدر أراد به الجمع .
الأزمنة الثلاثة ، وهي الماضي ، والمضارع ، والأمر .
@ الْفِعْلُ الْمَاضِي وَعَلامَتُهُ @
…الفعل الماضي مادل علىحدث وقع في زمن مضي وانقضى نحو: قام وقعد وله علامتان :
…الأولى : دخول تاء الفاعل عليه نحو : فعلت وصنعت(1) بضم التاء وفتحها وكسرها .
…الثانية : تاء التأنيث الساكنة(2) لدلالتها على تأنيث الفاعل وهي أنفع علاماته لأنها تلحق المتصرف منه نحو : أتت هند(3) وقامت دعد(4) وتلحق الجامد نحو : نعمت المرأة هند(5) وبئست المرأة دعد(6)
@ الْفِعْلُ الْمُضارِعُ وَعَلامَتُهُ @
…الفعل المضارع مادل على حدث وقع في زمن يقبل الحال والاستقبال(7) نحو ..........
___________________________
( 1 ) صنعت : فعل وفاعل [صنع] فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل .
( 2 )…احترز بالساكنة عن المتحركة بحركة الإعراب اللاحقة للأسمآء نحو: هذه مسلمةٌ ، ورأيت مسلمةً ، ومررت بمسلمةٍ ، وعن اللاحقة للحرف نحو: لاتَ، ورُبَّتَ، وَثُمَّتَ بفتح التاء ، وأما تسكينها مع رُبّ وثم فقليل نحو: رُبّتْ وثُمّتْ .
( 3 )…أتتْ هند : [أتى] فعل ماض و[التاء] علامة التأنيث حرف مبنى على السكون لا محل له من الاعراب [هند] فاعل مرفوع .
( 4 )…قامت دعد : إعرابه كسابقه .(1/13)
( 5 )…نعمت المرأة هند : [نعم] فعل ماض من أفعال المدح و[التاء] علامة التأنيث [المرأة] فاعل مرفوع وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم [هند] مبتدأ مؤخر مرفوع ولك أن تعرب هند خبر مبتدأ محذوف وجوبا تقديره هي هند .
( 6 )…بئست المرأة دعد : إعرابه كسابقه إلا أن بئس من أفعال الذم .
( 7 )…ولا يتعين لأحدهما إلا بقرينة فعند التجرد عنها يكون محتملاً للحال والاستقبال ، فيتعين للاستقبال إذا دخلت عليه السين ، أو سوف ، أو لا النافية ، أو أدوات الشرط أو النصب ، أو الترجي ، أو لوالمصدرية ، ويتعين للحال إذا اقترن بنحو : الآن ، أو الساعة أو آنفاً أو بلام =
يقوم ، ويقعد ، وله ثلاث علامات لم ، والسين ، وسوف نحو لم يقم زيد(1) وسيقوم زيد(2) وسوف يقوم زيد(3)
@ فِعْلُ الأَمْرِ وَعَلامَتُهُ @
… فعل الأمر مادل على الطلب بحصول ما لم يحصل نحو قم واقعد(4) وله علامة واحدة هي قبوله ياء المؤنثة المخاطبة مع الطلب بصيغة الأمر(5) نحو : قومي(6)
@ الْعَلامَاتُ الْمُشْترَكَة @
…الأولى نون التوكيد ثقيلة كانت أو خفيفة فإنها تدخل على المضارع نحو { لَنُخْرِجَنَّكَ يَاشُعَيْبُ(7)} ونحو : { لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ(8)}
___________________________
= الابتداء ، أو بالنفي ليس أو ما .
( 1 ) لم يقم زيد : [لم] حرف نفي وجزم وقلب - أي تقلب معنى المضارع إلى المضي - [يقم] فعل مضارع مجزوم بلم [زيد] فاعل مرفوع .
( 2 )…سيقوم زيد : [السين] للتنفيس وهو الزمن القريب [يقوم] فعل مضارع مرفوع [زيد] فاعله .
( 3 )…سوف يقوم زيد : [سوف] للتسويف وهو الزمن البعيد [يقوم] فعل مضارع [زيد] فاعله .
( 4 )…قم واقعد : [قم] فعل أمر مبني على السكون وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره هو و[اقعد] مثله .
( 5 )…بخلاف الطلب باللام فإنها تختص بالمضارع نحو : "لينفق ذو سعة من سعته" .(1/14)
( 6 )…قومي : فعل أمر مبني على حذف النون و[ياء] المؤنثة المخاطبة ضمير متصل في محل رفع فاعل .
( 7 ) { لنخرجنك ياشعيب } : [اللام] موطئة للقسم [نخرجن] فعل مضارع مبنى على الفتح لاتصاله
بنون التوكيد الثقيلة والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره نحن و[نون] التوكيد حرف لا محل له من الإعراب و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [ياشعيب] [يا]حرف نداء [شعيب] منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب .
( 8 )…{ لنسفعا بالناصية } : [اللام] موطئة للقسم [نسفعا] فعل مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره نحن و[نون] التوكيد حرف لامحل له من الإعراب [بالناصية] جار ومجرور متعلق بنسفعا .
وتدخل على الأمر نحو أقبلنَّ(1) واقبلَنْ(2)
…الثانية : قد ، فإنها تدخل على الماضي والمضارع(3) نحو : { قَدْ سَمِعَ اللهُ(4)} و { قَدْ يَعْلَمُ اللهُ(5)}
…الثالثة : هل فإنها تدخل على الماضي نحو : هل قام زيد(6) والمضارع نحو : هل يقوم زيد(7) وتدخل على الأسمآء نحو : هل زيد قائم(8) ، وكل كلمة دلت على معنى الفعل ولم تقبل علامته فهي اسم فعل نحو : صه(9) اسم فعل أمر بمعنى اسكت ، وحَيَّهَل(10) اسم فعل أمر بمعنى أقبل وهيهات العقيق(11) اسم فعل ماض بمعنى بعد ، وأف(12)اسم فعل مضارع بمعنى اتضجر ، فهذه ليست أفعالاً لعدم قبولها علامات الأفعال(13)
___________________________
( 1 )…اقبلنَّ : فعل أمر مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت و[نون] التوكيد حرف لامحل له من الاعراب .
( 2 ) …اقبَلنْ : اعرابه كسابقه إلا أن نون التوكيد خفيفة .
( 3 ) قد : تدخل على الماضي وتفيده التقريب نحو : قد قامت الصلاة ، أو التحقيق نحو : { قد سمع الله } وتدخل على المضارع وتفيده التحقيق نحو : { قد يعلم الله } أو التكثير نحو : قد يجود الكريم أو التقليل نحو : قد يجود البخيل .(1/15)
( 4 )…{ قد سمع الله } : [قد] حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الاعراب [سمع] فعل ماض [الله] فاعل مرفوع .
( 5 )…{ قد يعلم الله } : [قد] حرق تحقيق [يعلم] فعل مضارع مرفوع [الله] فاعل .
( 6 )…هل قام زيد : [هل] حرف استفهام [قام] فعل ماض [زيد] فاعل .
( 7 )…هل يقوم زيد : [هل] حرف استفهام [يقوم] فعل مضارع [زيد] فاعل .
( 8 )…هل زيدقائم : [هل] حرف استفهام [زيد] مبتدأ [قائم] خبر .
( 9 ) صه : اسم فعل أمر بمعنى اسكت ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت .
(10)…حَيَّهل : اسم فعل أمر بمعنى أقبل ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت .
(11) هيهات العقيق : [هيهات] اسم فعل ماض بمعنى بعد [العقيق] فاعل مرفوع .
(12) أف : اسم فعل مضارع بمعنى اتضجر ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا .
(13) فصهْ مثلاً في معنى الأمر ولكن إذا اعرضت عليه علاماته وهي ياء المؤنثة المخاطبة أو نون =
@ الْحَرْفُ وَعَلامَتُهُ @
الحرف لغة الطرف(1) واصطلاحا كلمة دلت على معنى في غيرها ولم تقترن بزمن ، وعلامته
عدمية وهي أنْ لا يقبل شيئاً من علامات الاسم ولاعلامات الفعل ، فترك العلامة علامة له .
يقول الناظم
بِتَا فَعَلْتَ وَأَتَتْ وَيَاافْعَلِى سِوَاهُمَا الْحَرْفُ كَهَلْ وَفِي وَلَمْ وَمَاضِيَ الأَفْعَالِ بِالتَّامِزْ (4)وَسِمْ (5) وَالأَمْرُ إِنْ لَمْ يَكُ لِلنُّونِ مَحَلْ .
وَنُوْنِ أَقْبِلَنَّ ِفعْلٌ يَنْجَلِي(2) فِعْلٌ مُضَارِعٌ يَلِي لَمْ كَيَشَمْ(3) بِالنُّونِ فِعْلَ الأَمْرِ إِنْ أَمْرٌ فُهِمْ فِيهِ هُوَ اسْمٌ نَحْوَُصَهْ (6)وَحيَّهَلْ(7) .
قول الناظم "وياافعلي" المراد بها ياء الفاعلة في نحو : قومي كما تقدم(8) وقوله "فعل مضارع
يلي لم كيشم مثال للمضارع فهو متأخر من تقديم والتقدير فعل مضارع كيشم يلي لم(9) .
*******
_________________________(1/16)
= التوكيد رأيت أنه لا يقبلها فتقول في الأمر"أقبلن" ولا يجوز ذلك في"صه" فلذا سمي اسم فعل أمر وسيأتي بيانه .
( 1 ) حرف كل شئ طرفه وشفيره وحَدُّهُ ومنه حرف الجبل وهو أعلاه المحدد .
( 2 ) ينجلى : ينكشف .
( 3 ) يشم : يتنشق من قولك شممتُ الطيب إذا نشقته .
( 4 )…مز : أمر من ماز الشئ إذا ميزه عن غيره .
( 5 ) سمْ : أمر من وسمَ الشئ إذا جعل له علامة يعرف بها .
( 6 ) صه : اسم فعل أمر بمعنى اسكت .
( 7 ) حيهل : اسم فعل أمر بمعنى أقبل .
( 8 )…ولم يقل الناظم ياء الضمير لأن هذه تدخل فيها ياء المتكلم وهي لا تختص بالفعل بل تكون فيه نحو أكرمني ، وفي الاسم نحو : غلامي ، وفي الحرف نحو : إني ، بخلاف افعلي فإن المراد بها ياء الفاعلة وهي لا تكون إلا في الفعل .
( 9 ) أي أن الناظم لم يُرِد أن يمثل للمضارع المقترن بلم إذ لو كان كذلك لقال " كلم يشم " .
@ الْمُعْرَبُ وَالْمَبْنِيُّ @
الاسم ضربان : معرب وهو الأصل ويسمى متمكنا(1) ومبنى وهو الفرع ويسمى غير متمكن .
@ الْمُعْرَبُ مِنَ الأَسْمآء @
الإعراب لغة : يطلق على معان كثيرة منها الإبانة ، والتحسين ، والتغيير ، يقال : أعرب فلان عما في نفسه إذ أبان ، وأعربت الشئ أي حسنته ، وأعرب الله المعدة أي غيرها(2).
واصطلاحاً : هو أثر ظاهر أو مقدر يجلبه العامل(3) في آخر الكلمة نحو جاء زيدٌ ، ورأيت زيداً ، ومررت بزيدٍ(4) .
وينقسم الاسم إلى صحيح وهو ماليس آخره حرف علة كأرض ، وإلى معتل وهو ما آخره حرف علة كسُما(5) .
@ الْمَبْنِيُّ مِنَ الأَسْمآء @
…البناء لغة : وضع شئ على شئ على صفة يراد بها الثبوت واصطلاحاً : لزوم آخر الكلمة حركة أوسكونا نحو : "هؤلاءِ" ، و"كمْ" فالأول ملازم للكسر ، والثاني للسكون وقد يكون البناء على الفتح كأينَ ، أو على الضم كحيث .
___________________________(1/17)
( 1 ) وهو قسمان : الأول : متمكن أمكن وهو المنصرف نحو : زيد وعمرو سمي بذلك لأنه يدل على مكانة الاسم ورسوخ قدمه في الاسمية والاعراب فلم يشبه الحرف فيبنى ولا الفعل فيمنع من الصرف ، والثاني : متمكن غير أمكن وهو غير المنصرف نحو : مساجد ، واحمد .
( 2 )…المناسب منها للمعنى الاصطلاحي الأول إذ القصد إبانة المعاني المختلفة .
( 3 ) العامل هو ما أوجب كون الكلمة على وجه مخصوص .
( 4 ) فزيّد معرب لأن الحركة في آخره تتغير بسبب العوامل الداخلة عليه ، فهو في المثال الأول مرفوع على الفاعلية ، وفي الثاني منصوب على المفعولية ، وفي الثالث مجرور بحرف الجر ، وسواء كان الاعراب ظاهرا كالأمثلة الثلاثة ، أو مقدراً نحو :جاء الفتى ، ورأيت الفتى ، ومررت بالفتى .
( 5 ) سُما : بضم السين لغة في الاسم وفيه ست لغات اسْم بضم الهمزة وكسرها وسم بضم السين وكسرها وسما بضم السين وكسرها .
…والمبني من الاسمآء ما أشبه الحرف وأنواع الشبه ثلاثة :
…الأول : شبهه له في الوضع ، وضابطه أن يكون الاسم موضوعا على حرف واحد ، أو حرفين نحو : "جئتنا" "فالتاء" اسم لأنه فاعل وهو مبني لأنه أشبه الحرف في الوضع في كونه على حرف واحد(1) و"نا" اسم لأنها مفعول به وهو مبنى لأنه أشبه الحرف في الوضع في كونه على حرفين(2).
…الثاني : شبه الاسم للحرف في المعنى ، وضابطه أن يتضمن الاسم معنى من معاني الحروف سواء وضع لذلك المعنى حرف أم لا ، فمثال ما أشبه حرفاً موجوداً "متى" فإنها مبنية لشبهها الحرف في المعنى فهي تستعمل للاستفهام نحو : متى تقوم(3).
…وللشرط نحو : متى تقم أقم(4)وفي الحالتين هي مشبهة لحرف موجود فإنها في الاستفهام كالهمزة(5) وفي الشرط كإن(6) ومثال ما أشبه حرفاً غير موجود "هنا" فإنها مبنية لأنها متضمنة لمعنى الإشارة والإشارة معنى من المعاني التي من حقها أن تؤدى بالحروف(7) وهذا المعنى لم(1/18)
تضع له العرب حرفا كما وضعوا للنفي "ما" وللنهي "لا"وللتمني "ليت" لذا بنيت أسمآء الإشارة ، لشبهها في المعنى حرفاً مقدرا ً.
الثالث : شبه الحرف في الاستعمال ، وضابطه أن يلزم الاسم طريقة من طرائق الحروف
___________________________
( 1 )…فهو شبيه بنحو : باء الجر ولامه ، وواو العطف وفائه .
( 2 )… فهو شبيه بنحو : قد ، وبل .
( 3 )…متى تقوم : [متى] اسم استفهام مبنى على السكون في محل رفع مبتدأ [تقوم] فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
( 4 ) متى تقمْ أقم : [متى] اسم شرط جازم تجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه [تقم] فعل الشرط مجزوم بأداة الشرط ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره "أنت" وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ [أقم] جواب الشرط مجزوم بأداة الشرط ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا .
( 5 )…في نحو قولك : "أزيد قائم" ، فالهمزة حرف استفهام .
( 6 )…في نحو قولك : "إن قام زيد قمت" ، فإن حرف شرط جازم .
( 7 )…لأنه كالخطاب ، والتنبيه ، والتمني ، والترجي .
وهو قسمان : …القسم الأول : أن ينوب الاسم عن الفعل ولا يدخل عليه عامل فيؤثر فيه كأسمآء الأفعال نحو : دراكِ زيداً(1)، وهيهاتَ العقيق(2) وَأَوَّه(3) فإنها نائبة عن أدرك ، وبعد ، وأتوجع ، ولا يصح أن يدخل عليها شئ من العوامل فتتأثر به فأشبهت الحرف في كونه يعمل ولا يعمل فيه غيره(4). …القسم الثاني : شبه الحرف في الافتقار اللازم كالاسمآء الموصولة نحو : الذي ، ومَنْ ، وغيرهما فإنها مفتقرة في سائر أحوالها إلى الصلة فأشبهت الحرف في ملازمته الافتقار فبنيت فاتضح أن البناء يكون في ستة أبواب . …المضمرات ، واسمآء الشرط ، واسمآء الاستفهام ، واسمآء الاشارة ، واسمآء الافعال ، والاسمآء الموصولة .
يقول الناظم(1/19)
وَالاسْمُ مِنْهُ مُعْرَبٌ وَمَبْنِى كَالشَّبَهِ الْوَضْعِىِّ فِي اسْمَيْ جِئْتَنَا وَكَنِيَابَةٍ عَنِ الْفِعْلِ بِلاَ وَمُعْرَبُ الأَسْمَاءِ مَاَ قَدْ سَلِمَا .
لِشَبَهٍ مِنَ الْحُرُوْفِ مُدْنِي(5) وَالْمَعْنَوِىِّ فِي مَتَى وَفِي هُنَا تَأَثُرٍ وَكَافْتِقَارٍ أُصِّلاَ مِنْ شَبَهِ الْحَرْفِ كَأَرْضٍ وَسُمَا .
___________________________
( 1 )…دراك زيدا : [دراك] اسم فعل امر بمعنى ادرك مبنى على الكسر لا محل له من الاعراب ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت [زيدا] مفعول به منصوب .
( 2 )…هيهات العقيق : [هيهات] اسم فعل ماض بمعنى بعد مبنى على الفتح لا محل له من الاعراب [العقيق] فاعل مرفوع .
( 3 ) أوهْ : اسم فعل مضارع بمعنى اتوجع مبنى على السكون لا محل له من الاعراب ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا .
( 4 )…فمثلا ليت ، ولعل ، حرفان نائبان عن التمنى ، والترجي ، ولا يدخل عليهما عامل فيتأثران به .
( 5 )…مدني : مقرب .
@ الْمَبْنِيُّ وَالْمُعْرَبُ مِنَ الأَفْعَال @
…الفعل ضربان مبني وهو الأصل ومعرب وهو الفرع(1) والمبنى نوعان :
…أحدهما : الماضي وبناؤه على الفتح(2) لفظا نحو : ضرب زيد(3) أو مقدرا نحو : رمى عمرو(4) مالم يتصل به ضمير رفع متحرك( 5) فيسكن نحو : ضربت(6) وهذا السكون عارض أوجبه كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة وكذلك ضمة "ضربوا"(7) عارضة لمناسبة الواو .
___________________________
( 1 )…مذهب البصريين أن الإعراب أصل في الأسمآءِ فرع في الأفعال فالأصل في الفعل البناء عندهم وذهب الكوفيون إلى أن الإعراب أصل في الأسمآء وفي الأفعال والأول هو الراجح ، ونقل ضياء الدين ابن العلج ، أن بعض النحويين ذهب إلى أن الإِِعراب أصل في الأفعال فرع في الأسماء .(1/20)
( 2 ) الفعل الماضي متفق على بنائه وكان حقه أن يبنى على السكون لأنه الأصل في البناء وإنما بُنِي على حركة لمشابهته الاسم في وقوعه صفة وصلة وخبرا وحالا في قولك " مررت برجل ضرب" و" جاء الذي ضرب" و" زيد ضرب" و "رأيت زيدا قد ضرب" وكانت الحركة فتحة لتعادل خفتها ثقل الفعل .
( 3 )…ضرب زيد: [ضرب] فعل ماض مبنى على الفتح [زيد] فاعل مرفوع .
( 4 )…رمى عمرو: [رمى] فعل ماض مبنى على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره التعذر لأنه فعل ماض معتل الآخر بالألف [عمرو] فاعل مرفوع .
( 5 )…المراد بضمير الرفع المتحرك ، ضمير الفاعل نحو : "ضربت" بضم التاء وفتحها وكسرها وضربنا والنسوة ضربن .
( 6 )…ضربت : فعل وفاعل [ضرب] فعل ماض مبنى على فتح مقدر على آخره منع من ظهور السكون العارض كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة ، ولك أن تقول : مبنى على السكون لاتصاله بضميررفع متحرك ، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل .
( 7 ) ضربوا : فعل وفاعل [ضرب] فعل ماض مبنى على فتح مقدر على آخره منع من ظهور اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الواو لايناسبها إلا ضم ما قبلها ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل والألف فارقة حرف مبني على السكون لامحل له من الإعراب .
…
والثاني : الأمر وبناؤه على السكون(1) نحو : قم(2) فإن اتصلت به وواو الجماعة أو ألف الاثنين أو ياء المؤنثة المخاطبة فيبنى على حذف النون نحو : قوموا(3)، قوما(4)، قومي(5) وإن كان معتلا فيبنى على حذف حرف العلة نحو : أُغْزُ(6)، إِخْشَ(7) إِرْمِ(8) وإن اتصلت به نون التوكيد خفيفة ، أو ثقيلة ، فيبنى معها على الفتح نحو : أقبلنَّ(9) وأقبلَنْ(10).
…والمعرب من الأفعال المضارع(11) سواء كان صحيح الآخر نحو ......................
___________________________(1/21)
( 1 )…فعل الأمر مبني عند البصريين وهو الراجح ومعرب عند الكوفيين فعندهم أن نحو : اضرب مجزوم بلام الأمر مقدرة وأصله لتضرب فحذفت اللام تخفيفا فصار تضرب ، ثم حذفت حرف المضارعة قصداً للفرق بينه وبين المضارع غير المجزوم عند الوقف فاحتيج بعد حذف حرف المضارعة إلى همزة الوصل للتوصل للنطق بالساكن وهو "الضاد" فصار اضرب .
( 2 )…قم : فعل أمر مبني على السكون وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت .
( 3 )…قوموا : فعل أمر مبنى على حذف النون و[واو] الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل .
( 4 )…قوما : فعل أمر مبنى على حذف النون و[ألف] التثنية ضمير متصل في محل رفع فاعل .
( 5 )…قومي : فعل أمر مبني على حذف النون و[ياء] المؤنثة المخاطبة ضمير متصل في محل رفع فاعل .
( 6 ) أُغْزُ : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره وهو الواو ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت .
( 7 )…إِخْشَ : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره وهو الألف ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت .
( 8 )…إِرْمِ : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره وهو الياء ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت .
( 9 ) …اقبلَنَّ : بتشديد النون فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت و[نون] التوكيد حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
(10) أقبلَنْ : بتخفيف النون ساكنة فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت و[نون] التوكيد حرف مبنى على السكون لا محل له من الإعراب .
(11) اُعْرِبَ الفعل المضارع لمشابهته للاسم لتوارد المعاني المختلفة عليه فاستحق الإعراب للتميز بينها وذلك نحو قولك "لاتأكل السمك وتشرب اللبن" فإنه يحتمل النهي عن الإثنين أجتماعا وانفرادا ويحتمل النهي عن المصاحبة ، ويحتمل النهي عن الأول وإباحة الثاني ، وهذه المعاني لا تتميز =(1/22)
يضرب زيد(1)، ولم يضرب عمرو(2) أو معتلا نحو : يدعو زيد(3) ولم يدع عمرو(4) مالم تتصل به نون النسوة فيبنى معها على السكون نحو : الهندات يَضْرِبْنَ(5) ، ولا نون التوكيد المباشرة(6) فيبنى معها على الفتح سواء كانت ثقيلة نحو ...........................................
___________________________
= إلا بالإعراب فإذا أُرِيد النهي عنهما اجتماعا وانفرادا يقال "لا تَأْكُلِ السَّمَكَ وَ تَشْرَبِ اللبنَ" بجزم الفعل الأول والثاني وإن أُرِيد النهي عن المصاحبة يقال "لا تَأْكُلِ السَّمَكَ وَ تَشْرَبَ اللبنَ" بجزم الفعل الأول ونصب الثاني وإن أُرِيد النهي عن الأول وإباحة الثاني يقال "لا تَأْكُلِ السَّمَكَ وَ تَشْرَبُ اللبنَ" بجزم الفعل الاول ورفع الثاني نظم بعضهم ذلك بقوله :
نَصْبُ تَشْرَبْ نَهْيٌ عَنِ الجمعِ وإذا ما رَفَعْتَهُ فمباحٌ .
وجزمٌ نَهْيٌ عن الإثنينِ لك ثانٍ بغير شَكٍّ ومَيْنِ .
…ومثال توارد المعاني المختلفة على الاسم فنحو "ما أحسن زيد" فإنه إن كان المراد به التعجب يقال "ما أحسنَ زيداً" بفتح نون أحسن ونصب زيد على المفعولية ، وإن أُرِيد الاستفهام يقال : "ما أحسنُ زيدٍ" بضم نون أحسن وجر زيد بالإضافة والمعنى أيُّ أجزاء زيد حسن ، وإن أُرِيد النفي يقال ما أحسنَ زيدٌ " بفتح نون أحسن ورفع زيد على الفاعلية والمعنى لم يقع من زيد إحسان ، فقد تواردت المعاني على زيد ولم تتميز إلا بالاعراب .
( 1 )…يضرب زيد : [يضرب] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره [زيد] فاعل مرفوع .
( 2 )…لم يضرب عمرو : [لم] حرف نفي وجزم وقلب [يضرب] فعل مضارع مجزوم [بلم] وعلامة جزمه السكون [عمرو] فاعل مرفوع .
( 3 ) يدعو زيد : [يدعو] فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل لأنه فعل مضارع معتل الآخر بالواو [زيد] فاعل مرفوع .(1/23)
( 4 )…لم يدع عمرو : [لم] حرف نفي وجزم [يدع] فعل مضارع مجزوم [بلم] وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو الواو [عمرو] فاعل مرفوع .
( 5 )…الهندات يضربن : [الهندات] مبتدأ مرفوع [يضربن] فعل مضارع مبنى على السكون لاتصاله بنون النسوة ، و[نون] النسوة ضمير متصل في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
( 6 ) احترز بالمباشرة عن غير المباشرة لفظاً ، أو تقديراً ، فغير المباشرة لفظاً نحو : { لَتُبْلَوُنَّ } ، { وَلا تَتَّبِعَانِّ } فإن الواو في الأول ، والألف في الثاني ، فاصلة بين آخر الفعل والنون فهو معرب =
هل تَضْرِبَنَّ يازيد(1) أو خفيفة نحو : هل تضربًا يازيد(2).
@ سَبَبُ بِنَاءِ الْحُرُوْف @
…الحروف كلها مبنية لاحظ لشئ منها في الإ عراب لفظاً وتقديراً ولا محلاً لأنها لا يتوارد عليها معان مفتقرة للإ عراب نحو: أخذت من الدراهم(3) فالتبعيض مستفاد من لَفْظ مِنْ بدون إعراب .
يقول الناظم
وَفِعْلُ أَمْرٍ وَمُضِيٍّ بُنِيَا مِنْ نُونِ تَوْكِيدٍ مُبَاشِرٍ وَمِنْ وَكُلُّ حَرْفٍ مُسْتَحِقٌ لِلْبِنَا .
وَأَعْرَبُوْا مُضَارِعَاً إِنْ عَرِيَا(4) نُونٍِ إِنَاثٍٍ كَيَرُعْنَ(5) مَنْ فُتِنْ(6) وَالأَصْلُ فِي الْمَبْنِيِّ أَنْ يُسَكَّنَا .
___________________________
= لا مبني وأما غيرالمباشرة تقديراً فنحو : "هل تَضْرِبُنَّ يازيدون" فإن نون التوكيد وإن باشرت آخر الفعل الذي هو الباء لفظاً لكنها منفصلة عنه تقديراً لأن أصله تَضْرِبُونَنَّ اجتمعت ثلاث نونات فحذفت الأولى وهي نون الرفع كراهة توالي الأمثال فصار تَضْرِبُونّ فحذفت الواو لالتقاء الساكنين فصار تضربن .(1/24)
( 1 )…هل تَضْرِبَنّ يازيد : [هل] حرف استفهام [تضربن] فعل مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت و[نون] التوكيد حرف مبنى على الفتح لا محل له من الاعراب [يازيد] [يا] حرف نداء[زيد]منادى مفردعلم مبنى على الضم في محل نصب
( 2 )…هل تضربا يازيد :إعرابه كسابقه ، إلا أن نون التوكيد خفيفة مبنية على السكون .
( 3 ) أخذت من الدراهم : [أخذت] فعل وفاعل [من الدراهم] جار ومجرور متعلق بأخذت .
( 4 ) عَرِيَ : تجرد .
( 5 )…يَرُعْنَ : يُخِفْنَ .
( 6 ) النسوة يَرُعْنَ مَن فُتِن : [النسوة] مبتدأ مرفوع [يرعن] فعل مضارع مبنىعلى السكون لاتصاله بنون النسوة و[نون] النسوة ضمير متصل في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبرالمبتدأ [مَنْ] اسم موصول بمعنى الذي في محل نصب مفعول به [فتن] فعل ماض مبني للمجهول ونائب الفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل ونائبه صلة الموصول =
@ أَنْوَاعُ الْبِنَاءِ والإعْرَاب @
أنواع البناء أربعة : الضم ، والفتح ، والكسر ، والسكون .
فهذه الأربعة مختصة بالبناء نحو : حيثُ ، وأينَ ، وامسِ ، وكمْ ، فلا يقال في نحو : حيث مرفوع ، بل يقال مبني على الضم .
وأنواع الإعراب أربعة : الرفع ، والنصب ، والجر ، والجزم(1)
وهذه مختصة بالإعراب فلا يقال : في نحو : زيد قائم(2) زيد مضموم ، بل يقال : مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره .
…والرفع والنصب يشترك فيهما الاسمآء ، والأفعال ، نحو : زيد يقوم(3) وإنَّ زيدا لن يهاب(4)
وأما الجرفمختص بالاسمآء نحو : مررت بزيد(5)والجزم مختص بالأفعال(6) نحو : لم يضرب(7)
___________________________
= لا محل لها من الإعراب ، والعائد الضمير المستتر في فتن .
( 1 )…وقد جمع ذلك أحد الشعراء في قوله :
لقد فتح الرحمن أبواب فضله ومُذْ سكن القلب انتصبت لشكره .(1/25)
وَمَنَّ بضمِّ الشملِ فانجبر الكسرُ بجزمي بأنَّ الرفع قد جرَّه الشكرُ .
( 2 )…زيد قائم : [زيذ] مبتدأ و[قائم] خبره .
( 3 )…زيد يقوم : [زيد] مبتدأ و[يقوم] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقدير هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
( 4 ) إنّ زيدا لن يهاب : [إن] حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر [زيدا] اسمها منصوب بها [لن] أداة نفي ونصب [يهاب] فعل مضارع منصوب بلن ، والفاعل مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر إن .
( 5 )…مررت بزيد : [مررت] فعل وفاعل [بزيد] جار ومجرور متعلق بمر .
( 6 )…اختص الجر بالاسم والجزم بالفعل قصداً للتعادل فإن الجر ثقيل يجبر خفة الاسم والجزم خفيف يجبر ثقل الفعل .
( 7 )…لم يضرب [لم] حرف نفي وجزم وقلب [يضرب] فعل مضارع مجزوم بلم ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو .
وماعدا هذه الحركات يكون نائباعنها كما نابت الواوعن الضمة في "أخو" ، والياء عن الكسرة في "بني" من قولهم "جاء أخو بنى نمرٍ"(1)
يقول الناظم
وَمِنْهُ(2) ذُو فَتْحٍ وَذُو كَسْرٍ وَضَمْ وَالَّرفْعَ وَالَنصْبَ اجْعَلَنْ إِعْرَابَاً وَالاسْمُ قَدْ خُصِّصَ بِالْجَرَّ كَمَا فَارْفَعْ بِضَمٍّ وَانْصِبَنْ فَتْحَاً وَجُرْ وَاجْزِمْ بِتَسْكِينٍ وَغَيْرُ مَاذُكِرْ .
كَأَيْنَ أَمْسِ حَيْثُ وَالسَّاكِنُ كَمْ لاسْمٍ وَفِعْلٍ نَحْوُ : لَنْ أَهَابَا(3) قَدْ خُصِّصَ الْفِعْلُ بَأَنْ يَنْجَزِمَا كَسْراً كَذِكْرُ اللهِ عَبْدَهُ يَسُرْ(4) يَنُوبُ نَحْوُ : جَا أَخُو بَنِى نَمِرْ(5) .
قول الناظم "والاسم قد خصص بالجر" هذه العبارة فيها قلب أي والجر قد خصص بالاسم .
…وقوله : "كذكر الله عبده يسر" فَذِكْرُ مثال للرفع لأنه مبتدأ ، ولفظ الجلالة مثال للجر لأنه مضاف ، وعبده مثال للنصب لأنه مفعول به ، وأشار إلى الجزم بقوله" واجزم بتسكين "ومثاله "لم يقم(6)".(1/26)
___________________________
( 1 ) جاء أخو بنى نمر: [جاء] فعل ماض [أخو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الاسمآء الستة [أخو] مضاف و[بني] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم [بني] مضاف ونمر مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره .
( 2 )…أي المبني .
( 3 )…لن أهاب : [لن] أداة نفي ونصب [أهاب] فعل مضارع منصوب [بلن] والألف للاطلاق .
( 4 )…كذكر الله عبده يسر : [الكاف] حرف تشبيه وجر والمجرور بها محذوف تقديره "وذلك كائن كقولك" ، و[ذكر] مبتدأ مرفوع وهو مصدر يعمل عمل فعله و[ذكر] مضاف و[لفظ الجلالة] مضاف إليه مجرور من إضافة المصدر لفاعله [عبد] مفعول به منصوب و[عبد] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [يسر] فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ضم آخره ، وسكن لأجل الوقف ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبرالمبتدأ .
( 5 )…جا أخو بنى نمر تقدم إعرابه و" جا "أصله " جاء " وقصر لضرورة الشعر .
( 6 ) لم يقم :[لم] حرف نفي وجزم [يقم] فعل مضارع مجزوم [بلم] وعلامة جزمه السكون .
@ الأَسْمَاءُ السِّتَة @
…هي أبوك ، وأخوك ، وحموكِ(1)، وهنوك(2)، وفوك ، وذومال ، وهذه الأسمآء مما تنوب فيه الحروف عن الحركات فهي ترفع بالواو نيابة عن الضمة ، وتنصب بالألف نيابة عن الفتحة ، وتجر بالياء نيابة عن الكسرة نحو : جاء أبوزيد(3) ورأيت أباه(4) ومررت بأبيه(5) هذا هوالمشهور .
والصحيح أنها معربة بحركات مقدرة ، فالرفع بضمة مقدرة على الواو منع من ظهورها الثقل ، والنصب بفتحه مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، والجر بكسرة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، وعلى هذا المذهب لم ينب شيء عن شيء مما سبق ذكره .
…ويشترط في "ذو" أن تكون بمعنى صاحب(6) نحو : جاءني ذو مال(7)...................
___________________________(1/27)
( 1 )…حموك :ِ بكسر الكاف لاغير لأن الحم قريب زوج المرأة والختن قريب المرأة والصهر يجمعهما .
( 2 )…الهن : كلمة يكنى بها عما يستقبح ذكره وقيل يكنى بها عن الفرج خاصة .
( 3 ) جاء أبوزيد : جاء فعل ماض [أبو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة [أبو] مضاف و[زيد] مضاف إليه مجرور.
( 4 ) رأيت أباه : [رأيت] فعل وفاعل [أبا] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الستة [أبا] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالأضافة .
( 5 ) مررت بأبيه : [مررت] فعل وفاعل [بأبي] جار ومجرور [الباء] حرف جر [أبي] مجرور [بالباء] وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسمآء الستة [أبي] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
( 6 ) احترز بذلك عن ذو الطائية فإنها لا تفهم صحبة بل هي اسما موصولا بمعنى الذي ، وتكون مبنية وآخرها الواو رفعا ونصبا وجرا نحو : "جاءني ذو مال ، ورأيت ذو مال ، ومررت بذو مال" ومنه قول منظور بن سحيم الفقعس :
فَإِمَّا كِرَامٌ مُوسِرُونَ لَقِيتُهُمْ .
فَحَسْبِيَ مِنْ ذُو عِنْدَهُمْ مَا كَفَانِيَا .
فذو بمعنى الذي في لغة طئ .
( 7 ) جاءني ذو مال :[جاء] فعل ماض و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به
…[ذو] اسم موصول بمعنى الذي في محل رفع فاعل و[ذو] مضاف و[مال] مضاف إليه مجرور .
ورأيت ذا مال(1) ومررت بذي مال(2) أي صاحب مال ، ويشترط في الفم أن تفارقه الميم نحو هذا فوه(3) فإن لم تفارقه أعرب بالحركات نحو : هذا فمٌ(4).
…والفصيح في الهن أن يعرب بالحركات الظاهرة على النون ولا يكون في آخره حرف علة نحو : هذا هن زيد(5) ورأيت هن زيد(6) ونظرت إلى هن زيد(7) والاتمام جائز لكنه قليل جدا نحو : هذا هنو زيد(8) ورأيت هنا زيد(9) ونظرت إلى هني زيد(10)
___________________________(1/28)
( 1 )…رأيت ذا مال : [رأيت] فعل وفاعل [ذا] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسمآء الستة [ذا] مضاف و[مال] مضاف إليه مجرور .
( 2 )…مررت بذي مال: [مررت] فعل وفاعل [بذي] جار ومجرور [الباء] حرف جر [ذي] مجرور [بالباء] وعلامة جره [الياء] نيابة عن الكسرة لانه من الأسمآء الستة [ذي] مضاف و[مال] مضاف إليه مجرور .
( 3 ) هذا فوه : [الهاء] للتنبيه [ذا] اسم إشارة في محل رفع مبتدأ [فو] خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة [فو] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالاضافة .
( 4 )…هذا فم : [الهاء] للتنبيه [ذا] اسم اشارة في محل رفع مبتدأ فم خبر مرفوع .
( 5 ) هذا هنُ زيد : [الهاء] للتنبيه [ذا] اسم اشارة في محل رفع مبتدأ [هن] خبر مرفوع [هن] مضاف و[زيد] مضاف إليه مجرور .
( 6 )…رأيت هنَ زيد : [رأيت] فعل وفاعل [هن] مفعول به منصوب [هن] مضاف و[زيد] مضاف إليه مجرور .
( 7 )…نظرت إلى هن زيد : [نظرت] فعل وفاعل [إلى] حرف جر [هن] مجرور بإلى [هن] مضاف و[زيد] مضاف إليه .
( 8 ) هذا هنو زيد : [الهاء] للتنبيه [ذا] اسم اشارة في محل رفع مبتدأ [هنو] خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة [هنو] مضاف و[زيد] مضاف إليه مجرور .
( 9 )…رأيت هنا زيد : [رأيت] فعل وفاعل [هنا] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسمآء الستة [هنا] مضاف و[زيد] مضاف إليه مجرور .
(10) نظرت إلى هني زيد : [نظرت] فعل وفاعل [إلى] هني جار ومجرور [إلى] حرف جر [هني] مجرور بإلى وعلامة جره الياء نيابة عن ا لكسرة لأنه من الأسمآء الستة [هني] مضاف و[زيد] مضاف إليه مجرور .
وأنكر الفراء(1) جواز الاتمام قال ابن عقيل(2) "وهو محجوج بحكاية سيبويه الاتمام عن العرب ومن يحفظ حجة على من لم يحفظ" وأما أب وأخ وحم ففيها ثلاث لغات :(1/29)
…الأولى : أن تكون بالواو رفعاً ، وبالألف نصباً ، وبالياء جراً ، وتسمى لغة الاتمام ، وهي اللغة المشهورة كما مر .
…الثانية : لغة النقص وهو حذف الألف ، والواو ، والياء والإعراب بالحركات الظاهرة على الباء ، والخاء ، والميم ، نحو : هذا أبُه(3) ورأيت أبه(4) ومررت بأبه(5) ومثل هذا تقول في أخ ، وحم(6) وعليه قول الشاعر :
4- بِأَبِهِ اقْتَدَى عَدِيٌّ فِي الْكَرَمْ .
وَمَنْ يُشَابِهْ أَبَهُ فَمَا ظَلَمْ .
وهذه اللغة نادرة في أب وأخ وحم .
___________________________
( 1 )…الفراء : هو يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلي أبوزكريا الفراء توفي سنة سبع ومائتين هجرية .
( 2 )…ابن عقيل : هو عبد الله بن عبد الرحمن بن محمود بن عقيل قاضي القضاة بهاء الدين القرشي صاحب شرح الألفية المعروف بشرح ابن عقيل توفي سنة تسع وستين وسبعمائة هجرية .
( 3 )…هذا أبه : [الهاء] للتنبيه [ذا] اسم اشارة في محل رفع مبتدأ [أب] خبر مرفوع وهو مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
( 4 )…رأيت أبه :[رأيت] فعل وفاعل [أب] مفعول به وهو مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
( 5 )…مررت بأبه : [مررت] فعل وفاعل [بأب] جار ومجرور [الباء] حرف جر [أب] مجرور بالباء وهو مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
( 6 )…نحو : هذا أخه وحمها ، ورأيت أخه وحمها ، ومررت بأخه وحمها .
…4- اللغة : عدي أراد به عدي بن حاتم الطائي المشهور بالكرم [اقتدى] جعله قدوة
الإعراب : [بأبِ] جار ومجرور [الباء] حرف جر [أب] مجرور [بالباء] وهو مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة والجار والمجرور متعلق باقتدى [اقتدى] فعل ماض مبنى على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره التعذر لأنه معتل الآخر بالألف [عدي] فاعل مرفوع [بالكرمْ] جار ومجرور [الباء] حرف جر [الكرم] مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة =(1/30)
…الثالثة : لغة القصر وهو أن تكون بالألف رفعا ، ونصبا ، وجرا ، نحو هذا أباه(1) ورأيت أباه(2) ومررت بأباه(3) فعلامة الرفع والنصب والجر حركة مقدرة على الألف كما تقدر في الاسم المقصور(4) وعليه قول الشاعر :
______________________________
= على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالسكون العارض لأجل الوقف والقافية ، والجار والمجرور متعلق باقتدى [ومن يشابه] [الواو] حرف عطف [منْ] اسم شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه مبني على السكون في محل رفع مبتدأ [يشابه] فعل مضارع فعل الشرط مجزوم بأداة الشرط وعلامة جزمه السكون ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ [أب] مفعول به منصوب و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [فما ظلم] [الفاء] واقعة في جواب الشرط [ما] نافية [ظلم] فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض لاجل الوقف والقافية ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل جزم جواب الشرط .
الشاهد فيه : قوله ( بأبه اقتدى ، وقوله ومن يشابه أبه ، حيث أعرب الأول بالكسرة الظاهرة ، والثاني بالفتحة الظاهرة ، وهذه تسمى لغة النقص لأ نه أراد "بأبيه اقتدى" ، ومن يشابه أباه ، إلا أنه حذف الياء والألف وأعربهما بالحركات ) .
( 1 )…هذا أباه : [الهاء] للتنبيه [ذا] اسم إشارة مبنى على السكون في محل رفع مبتدأ [أبا] خبر مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من الظهور ها التعذر لأنه اسم مقصور [أبا] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
( 2 )…رأيت أباه : [رأيت] فعل وفاعل [أبا] مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .(1/31)
( 3 ) مررت بأباه : [مررت] فعل وفاعل [بأبا] جار ومجرور [الباء] حرف جر [أبا] مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر لانه اسم مقصور وهو مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
( 4 ) كموسى والفتى .
5- إِنَّ أَبَاهَا وَأَبَا أَبَاهَا .
قَدْ بَلَغَا فِي الْمَجْدِ غَايَاتَاهَا .
ولغة القصر هذه أشهر من لغة النقص .
يقول الناظم
وَارْفَعْ بِوَاوٍ وَانْصِبَنَّ بِالأَلِفْ .
وَاجْرُرْ بِيَاءٍ مَا مِنَ الاْسمَا أَصِفْ .
___________________________(1/32)
5- اللغة : [المجد] الشرف و[الغايتان] مفردهما غاية وهي النهاية . المعنى : أن أباها هذه المرأة وجدها قد وصلا نهاية مجد الحسب ونهاية مجد النسب . الإعراب : [إن] حرف توكيد ونصب ، تنصب الاسم وترفع الخبر [أبا] اسمها منصوب بها وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور [أب] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة و[أباأباها] الواو حرف عطف [أبا] معطوف على [أبا] الأول تبعه في نصبه وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور و[أبا] مضاف ، و[أبا] الثاني مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور وهو مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالاضافة [قد] حرف تحقيق [بلغا] فعل وفاعل [بلغ] فعل ماض و[الف] التثنية ضميرمتصل في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر إن [في المجد] جار ومجرور متعلق ببلغ ، [غايتا] مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور - وهذه على لغة من يلزم المثنى الألف في جميع حالاته -[غايتا] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة الشاهد فيه : قوله ( إن أباها وأبا أباها ، حيث أتى بها ملازمة للألف المقصورة في حالة النصب والجر لأنها في الأولى اسم إن ، وفي الثانية معطوفة على اسم إن ، وفي الثالثة في موضع الجر بإضافة ماقبلها إليها ، فإن قيل لاشاهد في الأولى والثانية لصحة إجرائهما على اللغة المشهورة فيكون نصبهما بالألف نيابة عن الفتحة فالجواب "أنه وإن صح ذلك فلا ينبغي لئلا يبقى البيت ملفقا من لغتين ، ولأنه يبعد أن يجئ الشاعر بكلمة واحدة في بيت واحد على لغتين مختلفتين ) .
مِنْ ذَاكَ ذُو إِنْ صُحْبَةً أَبَانَا(1) أَبٌ أَخٌ حَمٌ كَذَاكَ وَهَنُ(3) .
وَالْفَمُ حَيْثُ الْمِيمُ مِنْهُ بَانَا(2) وَالنَّقْصُ فِىهَذَاالأَخِيرِ أَحْسَنُ .(1/33)
وَفِى أَبٍ وَتَالِيَيْهِ يَنْدُرُ(4) .
وَقَصْرُهَا مِنْ نَقْصِهِنَّ أَشْهَرُ .
@ شُرُوْطُ الأَسْمَاءِ السِّتَة @
…الأسماء الستة لاتنوب فيها الحروف عن الحركات إلا باجتماع أربعة شروط :
…الشرط الأول : أن تكون مضافة لما بعدها ، فإن أُفردت أعربت بالحركات نحو : هذا أب(5) ورأيت أبا(6) ومررت بأب(7) .
…الشرط الثاني : أن تضاف إلى غيرياء المتكلم نحو : هذا أبو زيد(8)ورأيت أبا زيد(9) ومررت بأبي زيد(10)
___________________________
( 1 )…أبانا : أي ظهر .
( 2 )…بان : أي ذهب .
( 3 )…الهن : كلمة يكنى بها عما يستقبح ذكره وقيل يكنى بها عن الفرج خاصة .
( 4 )…يندر : أي يقل النقص في الأب ، وتالييه وهما " الأخ ، والحم .
( 5 ) هذا أب : [الهاء] للتنبيه [ذا] اسم إشارة في محل رفع مبتدأ [أب] خبر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره .
( 6 )…رأيت أبا : [رأيت] فعل وفاعل [أبا] مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره .
( 7 )…مررت بأب : [مررت] فعل وفاعل [بأب] جار ومجرور [الباء] حرف جر [أب] مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره .
( 8 ) هذا أبو زيد : [الهاء] للتنيبه [ذا] اسم إشارة في محل رفع مبتدا [أبو] خبرمرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الاسمآء الستة [أبو] مضاف و[زيد] مضاف اليه مجرور .…
( 9 )…رأيت أبا زيد : [رأيت] فعل وفاعل [أبا] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسمآء الستة [أبا] مضاف و[زيد] مضاف اليه مجرور .
(10) مررت بأبي زيد : [مررت] فعل وفاعل [بأبي] جار ومجرور [الباء] حرف جر [أبي] مجرور بالباء وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسمآء الستة [أبي]مضاف و[زيد]مضاف إليه مجرور .
… فإن أضيفت إلى ياء المتكلم أعربت بحركات مقدرة على ما قبل الياء نحو : هذا أبِي(1) ورأيت أبِي(2) ومررت بأبِي(3).(1/34)
…الشرط الثالث : أن تكون مكبرة فإن صغرت أُعْربت بالحركات الظاهرة نحو هذا أُ بَيُّ زيد(4) ورأيت أُبَيَّ زيد(5) ومررت بأُبَيِّ زيدٍ(6) وهذا ذُوَيُّ مال ، ورأيت ذُوَيَّ مال ، ومررت بذُوَيِّ مال(7) .
…الشرط الرابع : أن تكون مفردة ، "فإن ثُنيت" أُعربت إعراب المثنى نحو : جاءني أبوان(8)
___________________________
( 1 )… هذا أبي : [الهاء] للتنبيه [ذا] اسم إشارة في محل رفع مبتدأ [أبي] خبر مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها الا كسر ما قبلها [أب] مضاف و[ياء] المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
( 2 )…رأيت أبي : [رأيت] فعل وفاعل [أبي] مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح مقدرة على ماقبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها إلا كسر ما قبلها و[اب] مضاف و[ياء] المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
( 3 )…مررت بأبي : [مررت] فعل وفاعل [بأبي] جار ومجرور [الباء] حرف جر و[أبي] مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها الا كسر ما قبلها [أب] مضاف و[الياء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
( 4 )…هذا أبي زيد : [الهاء] للتنبيه [ذا] اسم إشارة في محل رفع مبتدأ [أبي] خبر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره [أبي] مضاف و[زيد] مضاف إليه مجرور .
( 5 )…رأيت أبيَّ زيد : [رأيت] فعل وفاعل [أبي] مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره [أبي] مضاف و[زيد] مضاف إليه مجرور .
( 6 )…مررت بأبي زيد : [مررت] فعل وفاعل [بأبي] جار ومجرور [الباء] حرف جر و[أبي] مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره [أبي] مضاف و[زيد] مضاف إليه مجرور .
( 7 )…هذه الأمثلة الثلاثة إعرابها كسابقتها .(1/35)
( 8 ) جاءني أبوان : [جاء] فعل ماض و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [أبوان] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى و[النون] زِيْدَتْ عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
ورأيت أَبَوَيْنِ(1) ومررت بأَبَوَيْنِ(2).
…وإن جمعت أُعْرِبَتْ إعراب الجمع ، فإن كان جمع تكسير أُعربت بالحركات الظاهرة نحو : جاءني آباءُ الزيْدِيْنَ(3) ورأيت أباءَهم(4) ومررت بآبا ئِهم(5).
…وإن كان جمع مذكر سالما أُعربت بالواو رفعاً ، وبالياء نصباً ، وجراً ، نحو : هؤلاءِ أَبُوْن ، وأخُون ، وحمون(6) ولم يجمع منها هذا الجمع ، إلا الأب ، والأخ ، والحم فقط(7)
__________________________
( 1 )…رأيت أبوين : [رأيت] فعل وفاعل [أبوين] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى و[النون] زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
( 2 )…مررت بأبوين : [مررت] فعل وفاعل [بأبوين] جار ومجرور [الباء] حرف جر [أبوين] مجرور بالباء وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
( 3 )…جاءني آباءُ الزيدين : [جاء] فعل ماض و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [آباء]ُ فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره [آباءُ] مضاف و[الزيدين] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
( 4 )…رأيت آباءَهم :[رأيت] فعل وفاعل [آباءَ] مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره [آباءَ] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة و[الميم] علامة الجمع .
( 5 )…مررت بآبائهم : [مررت] فعل وفاعل [بآبائهم] جار ومجرور [الباء] حرف جر [آباءِ]ِ مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره [آباء] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة و[الميم] علامة الجمع .(1/36)
( 6 )…هؤلاء أبون وأخون وحمون : [الهاء] للتنبيه [أولاء] اسم إشارة في محل رفع مبتدأ [أبون] خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم و[النون] زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد و[أخون وحمون] معطوفان على [أبون] تبعاه في رفعه وعلامة الرفع فيهما الواو نيابة عن الضمة لأنهما جمع مذكر سالم و[النون] فيهما زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
( 7 ) وقد ورد جمع الأب في قول زياد بن واصل السلمي :
فَلَمَّا تَبَيَّنَّ أَصْوَاتَنَا .
بَكَيْنَ وَفَدَّ يْنَنَا بالأَ بِينَ .
…واعلم أن ذو لا تستعمل إلا مضافة إلى اسم جنس ظاهر غير صفة(1) نحو : جاءني ذو مال(2) ولا تضاف إلى مضمر فلا يقال : ذووه إلا شذوذا(3).
يقول الناظم
وَشَرْطُ ذَا الاِعْرَابِ أَنْ يُضَفْنَ لاَ .
لِلْيَاكَجَا أَخُو أَبِيكَ ذَا اعْتِلاَ(4) .
لم يذكرالناظم من شروط الأسمآء الستة إلا شرطين فقط وذلك في قوله "أن يضفن لا لليا".
واستغن عن بقية الشروط بقوله "جا أخو أَبِيْكَ" فأخو مفرد ومكبر ومثله أبيك .
@ الْمُثَنَّى(5) وَالْمُلْحَقُ بِه @
…المثنى مما تنوب فيه الحروف عن الحركات وهو مادل على اثنين أو اثنتين بزيادة ألف ونون في حالة الرفع ، أو ياء ونون في حالتَىْ النصب والجر ، صالح للتجريد(6)................
_________________________
( 1 )…المراد باسم الجنس ما يقابل الصفة فيدخل فيه المصدر نحو: ذو علم ، وأسماء الأعيان نحو: ذو ذهب ويخرج المشتقات فلا يقال : ذو عالم .
( 2 ) جاءني ذو مال : [جاء] فعل ماض و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [ذو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة [ذو] مضاف و[مال] مضاف إليه مجرور .
( 3 )…كقول الشاعر :
إنما يَعْرِفُ ذا الفضل .
من الناس ذَوُوهُ .(1/37)
( 4 ) كجاء أخو أبيك ذا اعتلا : [الكاف] حرف تشبيه وجر والمجرور بها محذوف تقديره وذلك كائن و[جا] أصله [جاء] فعل ماض [أخو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة [أخو] مضاف و[أبي] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسماء الستة و[أبي] مضاف و[الكاف]ضمير متصل في محل جر بالإضافة [ذا] حال منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسمآء الستة [ذا] مضاف و[اعتلا] مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره والإعتلاء ، العلو ، وهو مصدر "اعتلى يعتلى اعتلاءً" وقصر لضرورة الشعر .
( 5 ) المثنى : اسم مفعول ، من ثنيت الشئ عطفت بعضه على بعض ، سميت به الصيغة المذكورة .
( 6 )…خرج بقوله صالح للتجريد نحو : اثنان فإنه لايصلح لإسقاط الزيادة منه فلا يقال : "أثن" =
وعطف مثله عليه(1) ويشترط في كل ما يثنى ثمانية شروط يجمعها قول الشاعر :
شرط المثنى أن يكون معربا(2) موافقا فى اللفظ(6) والمعنى(7) له .
ومفردا(3) مُنَكّرا(4) ما رُكِّبا(5) مماثل(8) لم يغن عنه غيره(9) .
والمثنى يرفع بالألف ، وينصب ويجر بالياء ، نحو : جاء ابنان وابنتان(10)ورأيت ابنين وابنتين(11)
_________________________
= فيكون حينئذ من قبيل الملحق بالمثنى .
( 1 )…خرج بقوله : "عطف مثله عليه" ماصلح للتجريد وعطف غيره عليه كالقمرين فإنه صالح للتجريد فيقال : "قمر" ولكن يعطف عليه مغايره لا مثله نحو : قمر ، وشمس ، وهو المقصود بقولهم "القمرين" فيكون من قبيل الملحق بالمثنى ومثله " الأبوان " ، والمشرقان ، والمغربان .
( 2 )…فالمبني لا يثنى نحو : ذان ، وتان ، واللذان ، واللتان ، كما سيأتى في بابه .
( 3 )…فالمثنى نحو : زيدان ، والجمع نحو : زيدون ، لايثنيان .
( 4 )…ويشترط أن يكون المفرد نكرة فالعلم إذا أريد تثنيته نكر .
( 5 )…أي ليس مركبا فالمركب لا يثنى نحو : بعلبك ، وتأبط شرا .(1/38)
( 6 )…أي فلا يصح تثنية المخْتَلِفَيْن لفظاً كزيد ، وعمر .
( 7 )…أي فلا يصح تثنية المختلفين في المعنى كعين جارية ، وعين باصرة .
( 8 )…أي له ثان في الخارج فإن لم يكن له ثان فلا يثنى كالكعبة المشرفة ، والشمس .
( 9 ) أي أن لا يستغني عن تثنيته بتثنية غيره ومن ثَمَّ لم يقولوا "سواءان " استغناء بسيَّان تثنية "سي" بمعنى مثل ، وَزِيْدَ على ما في النظم أن لايكون لفظ "كل" ولا "بعض" وكذا "أحد" ونحوه مما يلزم النفي لاستغراق الأفراد ونظم ذلك بعضهم فقال :
ولم يكن كُلا ولا بعضا ولا .
مستغرقا في النفي نِلْتَ الأمَلا ,
(10) جاء ابنان وابنتان : [جاء] فعل ماض [ابنان] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد و[ابنتان] [الواو] حرف عطف [ابنتان] معطوف على ما قبله تبعه في رفعه وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى و[النون] زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد .…
(11)…رأيت ابنين وابنتين : [رأيت] فعل وفاعل [ابنين] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد ، و[ابنتين] =
ومررت بابنين وابنتين(1).
…والملحق بالمثنى كل ما كان على صورة المثنى ولم يستوف شروطه نحو : جاء اثنان(2) ورأيت اثنين(3) ومررت باثنين(4) ومن الملحق به كلا وكلتا(5) إن أضيفا إلى مضمر نحو : جاء كلاهما وكلتاهما(6)
___________________________
= [الواو] حرف عطف [ابنتين] معطوف على ما قبله تبعه في نصبه وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد .(1/39)
( 1 ) مررت بابنين وابنتين : [مررت] فعل وفاعل [بابنين] جار ومجرور [الباء] حرف جر [ابنين] مجرور بالباء وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد [وابنتين] [الواو] حرف عطف [ابنتين] معطوف على ما قبله تبعه في جره وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
( 2 ) جاء اثنان : [جاء] فعل ماض [اثنان] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه محمول على المثنى و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
( 3 ) رأيت اثنين : [رأيت] فعل وفاعل [اثنين] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحه لأنه محمول على المثنى و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
( 4 ) مررت باثنين : [مررت] فعل وفاعل [باثنين] جار ومجرور [الباء] حرف جر [اثنين] مجرور بالباء وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه محمول على المثنى و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الإسم المفرد .
( 5 ) كلا وكلتا اسمان ملازمان للإضافة و لفظهما مفرد ومعناهما مثنى ولذلك أُجيز في ضميرهما اعتبار المعنى فيثنى ، واعتبار اللفظ فيفرد فيقال : كلاكما محسن ، وكلاكما محسنان وقد اجتمع ذلك في قول الفرزدق - أبو فراس همام بن غالب :………
كلاهما حين جَدَّ الجري بينهما .
قد أقلعاوكلا أَنْفَيْهِمَا رابي .
إلا أن اعتبار اللفظ أكثر وبه جاء التنزيل قال تعالى{ كلتا الجنتين آتت أكلها } ولم يقل أتتا .
( 6 )…جاء كلاهما وكلتاهما : [جاء] فعل ماض [كلاهما] [كلا] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه محمول على المثنى و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة و[الميم] =
ورأيت كليهما وكلتيهما(1) ومررت بكليهما وكلتيهما(2) فإن أضيفا إلى ظاهر كانا بالألف رفعاً ، ونصباً ، وجراً ، كالمقصور(3)(1/40)
…ثم اعلم أن المثنى وما أُلحق به يرفع بالألف نيابة عن الضمة ، وينصب بالياء نيابة عن الفتحة ، ويجر أيضاً بالياء نيابة عن الكسرة ، هذا هو المشهور ، والصحيح أن الإعراب في المثنى والملحق به بحركة مقدرة على الألف رفعاً ، وعلى الياء نصباً وجراً(4).
___________________________
= حرف عماد ، والألف دالٌ على التثنية [وكلتاهما] [الواو] حرف عطف [كلتا] معطوف على ما قبله تبعه في رفعه وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه محمول على المثنى و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالاضافة ، "والميم حرف عماد" ، "والألف دالٌ على التثنية" .
( 1 )…رأيت كليهما وكلتيهما : [رأيت] فعل وفاعل [كليهما] [كلي] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه محمول على المثنى و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة "والميم حرف عماد" ، "والألف دالٌ على التثنيه" [وكلتيهما] [الواو] حرف عطف [كلتي] معطوف على ما قبله تبعه في نصبه وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه محمول على المثنى و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة "والميم حرف عماد" ، "والألف دال على التثنية" .
( 2 )…مررت بكليهما وكلتيهما : [مررت] فعل وفاعل [بكليهما] جار ومجرور [الباء] حرف جر [كلي] مجرور بالباء وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه محمول على المثنى و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة "والميم حرف عماد" ، "والألف دال على التثنية" [وكلتيهما] [الواو] حرف عطف [كلتي] معطوف على ما قبله تبعه في جره وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه محمول على المثنى و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة "والميم حرف عماد" ، "والألف دال على التثنية" .
( 3 ) أي كموسى ، مراعاة للفظهما .(1/41)
( 4 )…فتقول في إعراب ، جاء رجلان : [جاء] فعل ماض [رجلان] فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور ، وتقول في إعراب "رأيت رجلين" [رأيت] فعل وفاعل [رجلين] مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الياء ، وتقول في إعراب "مررت برجلين" [مررت] فعل وفاعل [برجلين] جار ومجرور [الباء] حرف جر [رجلين] مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة على الياء .
…ومن العرب من يستعمل المثنى والملحق به بالألف مطلقا ، رفعاً ، ونصباً ، وجراً ، ويعرب بحركات مقدرة على الألف(1) فيقول جاء الزيدان كلاهما(2)ورأيت الزيدان كلاهما(3) ومررت بالزيدان كلاهما(4).
…ثم اعلم أنك إذا ثَنَّيْتَ الاسم ألحقته نونا مكسورة بعد علامة التثنية عوضاً عن التنوين الذين كان في الاسم المفرد لجبر الضعف الذي لحقه بفوات التنوين ، وقد تفتح النون مع الياء ، كقول حميد بن ثور الهلالي الصحابي رضي الله عنه :
___________________________
( 1 )…وهي لغة كنانة وبني الحارث بن كعب وبنى العنبر وبنى بكر بن وائل وزبيد وخثعم وهمدان وعذرة وأنكرها المبرد - أبو العباس محمد بن يزيد - وهو محجوج بنقل الأئمة قال الشاعر :
تزوَّدَ منا بين أُذْناه طعنة .
دعتهُ إلى هاب التراب عقيم .
فبين مضاف وأذناه مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الألف للتعذر .…
…وخرج عليه قوله تعالى { إن هذان لساحران } ، وقوله صلى الله عليه وسلم " لا وتران في ليلة "
( 2 )… جاء الزيدان كلاهما : [جاء] فعل ماض [الزيدان] فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور [كلاهما] [كلا] توكيد معنوي تابع لما قبله في الإعراب تبعه في رفعه ، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، و "الميم حرف عماد" ، و"الألف دال على التثنية" .(1/42)
( 3 )…رأيت الزيدان كلاهما : [رأيت] فعل وفاعل [الزيدان] مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الإسم المفرد [كلاهما] توكيد معنوي تابع لما قبله في الإعراب تبعه في نصبه ، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، "والميم حرف عماد " ، "والألف دالٌ على التثنية" .
( 4 )…مررت بالزيدان كلاهما : [مررت] فعل وفاعل [بالزيدان] جار ومجرور [الباء] حرف جر [الزيدان] مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الإسم المفرد [كلاهما] توكيد معنوي تابع لما قبله في الاعراب تبعه في جره ، وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، "والميم حرف عماد" ، "والألف دال على التثنية" .
6 - عَلَى أَحْوَذِيَّيْنَ اسْتَقَلَّتْ عَشِيَّةً .
فَمَا هِيَ إِلاَّ لَمْحَةٌ وَتَغِيْبُ .
وفتحها مع الياء لغة(1)
___________________________
…6- اللغة : [الأحوذيين] مثنى أحوذي وهو السريع الخفيف وأراد به هنا جناح القطاة [استقلت] ارتفعت وطارت في الهواء .(1/43)
الإعراب : [على] حرف جر [أحوذيين] اسم مجرور بعلى وعلامة جره الياء المفتوح ما قبلها وما بعدها نيابة عن الكسرة لأنه مثنى ، و[النون] زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد والجار والمجرور متعلق باستقلت و[استقل] فعل ماض و[التاء] علامة التأنيث ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على القطاة المذكورة في الأبيات قبل [عشية] منصوب على أنه ظرف زمان متعلق باستقلت [فما] [الفاء] حرف عطف [ما] نافية [هي] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ - والكلام على حذف مضافين أي ، فما مسافة رؤيتها ، فحذفت مسافة وأنيب عنها رؤية ، ثم حذفت رؤية وأنيب عنها الضمير فارتفع وانفصل - [إلا] أداة استثناء مفرغ [لمحة] خبر المبتدأ مرفوع - وهو على حذف مضاف أي مقدار لمحة وهي نظر البصر إلى الشئ بسرعة - [وتغييب] [الواو] حرف عطف على قوله هي لمحة فهي جملة فعلية عطفت على أسمية ، [تغيب] فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يرجع إلى القطاة .
…الشاهدفيه : قوله ( أحوذيين ، حيث فتح نونه مع أن القياس كسرها على لغة بني أسد وليس بضرورة ) .
( 1 )…هي لغة بني أسد ، ومِنْ فَتْحِ نون المثنى مع الألف قول الشاعر :
أَعْرِفُ مِنْهَا الجيدَ وَالْعَيْنَانَا .
وَمَنْخِرَيْنِ أشبهَا ظَبْيَانَا .
وقد قيل إن هذا البيت مصنوع فلا يحتج به ، وَيُثَبِّتُ هذا القيل أن الشاعر جمع بين لغتين من لغات العرب في بيت واحد وذلك قلما يتفق لعربي وذلك قوله :العينانا ، ومنخرين ، فقد جاء بالمثنى بالألف في حالة النصب ، ثم جاء به بالياء في قوله منخرين ، وقيل الرواية منخران فلا شبهة والله أعلم ، وذكر الشيباني - أبوعمرو إسحاق بن مرار - ، وابن جني - أبو الفتح عثمان بن جني- أن من العرب من يضم النون في المثنى وعلى هذا ينشدون قول الشاعر :
يا أبتا أَرّقَنِي القذانُ .
فالنوم لا تطعم العينان
يقول الناظم(1/44)
بِالأَلِفِ ارْفَعِ الْمُثَنَّى وَكِلاَ كِلْتَا كَذَاكَ اثْنَانِ وَاثْنَتَانِ وَتَخْلُفُ اليَا فِى جَمِيعِهَا الأَلِفْ .
إذَا بِمُضْمَرٍ مُضَافاً وُصِلاَ كَابْنَيْنِ وَابْنَتَيْنِ يَجْرِيَانِ جَرًّا وَنَصْباً بَعْدَ فَتْحٍ قَدْ أُلِفْ .
@ جَمْعُ الْمُذَكَّرِ السَّالِمُ(1) وَالْمُلْحَقُ بِه @
…جمع المذكر السالم مما تنوب فيه الحروف عن الحركات وهو مادل على أكثر من اثنين بزيادة واو ونون في حالة الرفع ، أو ياء ونون في حالتي النصب والجر ، صالح للتجريد وعطف مثليه عليه ، وهو يرفع بالواو ، وينصب ويجر بالياء ، والذي يجمع جمع مذكر سالم قسمان : جامد(2) وصفة(3) فالجامد نحو : عامر ، والصفة نحو مذنب ، ولكل منهما شروط ، فيشترط في الجامد أن يكون علماً(4) لمذكر(5) عاقل(6) خالياً من تاء التأنيث(7) ومن التركيب(8)
___________________________
( 1 ) سمي بذلك ، لأنه يسلم فيه بناء مفرده من التكسير نحو : زيد ، وزيدون ، بخلاف جمع التكسير فإنه لا يسلم فيه بناء مفرده نحو : رجل ورجال .
( 2 ) …الجامد : هو الاسم الدال على الذات بلا اعتبار وصف كعامر وعلي .
( 3 )…الصفة : هي المشتق لدلالة على معنى ، وذات ، كمذنب ، وضارب .
( 4 ) فإن كان نكرة لم يجمع بالواو والنون فلا يقال : في رجل رجلون ، ولا في غلام غلامون نعم إذا صغر رجل إلى رجيل جاز الجمع فيقال : رجيلون ، لأنه صار وصفا .
( 5 )…فإن كان مؤنثاً لا يجمع جمع مذكر سالما فلا يقال في "زينب" ، زينبون .
( 6 ) فإن كان علماً لمذكرغيرعاقل فلا يجمع جمع مذكرسالما فلا يقال:في"لاحق"علم على فرس لاحقون .
( 7 ) فإن كان فيه تاء التأنيث فلا يجمع جمع مذكر سالما فلا يقال : في " طلحة" طلحتون ، "وحمزة " حمزتون ، وأجازه الكوفيون فيقولون : جاء الطلحون ، والحمزون ، ورأيت الطلحين ، والحمزين .(1/45)
( 8 )…فإن كان مركبا فلا يجمع جمع مذكر سالما فلا يقال : في سيبويه ، سيبويهون ، وقال قوم المركب تركيبا مزجيا يجمع صدره فيقال في "سيبويه" ، سيبون ، وقال آخرون تجمع جملته فيقال:سويبهون ومنع الجمهور جمعه ، وأما المركب الإ سنادي كتأبط شرا ، فقد أجمعوا على أنه لايجمع جمع مذكر سالما فإن أريد جمعه قيل في حالة الرفع "ذووا تأبط شرا" وفي حالتي النصب والجر"ذوي تأبط شرا"
نحو"عامر"فإنه جامع للشروط فيقال فيه : جاء عامرون(1)ورأيت عامرين(2)ومررت بعامرين(3).
…ويشترط في الصفة أن تكون صفة ، لمذكر ، عاقل ، خالية من تاء التأنيث ، ليست من باب أفعل فعلاء(4) ، ولا من باب فعلان فعلى(5) ، ولا مما يستوي فيه المذكر والمؤنث(6) نحو : مذنب "فإنه جامع" للشروط فيقال فيه جاء مذنبون(7) ورأيت مذنبين(8) ومررت بمذنبين(9) ويقاس على عامر ومذنب شبههما مما استجمع الشروط فالجامد نحو : محمد ، وإبراهيم ، والصفة نحو : الأفضل ، والضراب ، ونحوها فتقول : محمدون ، وإبراهيمون ، والأفضلون ، والضاربون .
___________________________
( 1 )…جاء عامرون : [جاء] فعل ماض [عامرون] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
( 2 )…رأيت عامرين : [رأيت] فعل وفاعل [عامرين] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد.
( 3 )…مررت بعامرين : [مررت] فعل وفاعل [بعامرين] [الباء] حرف جر [عامرين] مجرور بالباء وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لانه جمع مذكر سالم و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
( 4 )…مثل " أحمر" فإن مؤنثه حمراء ، فلا يقال : في جمع المذكر السالم " أحمرون " .
( 5 )…مثل سكران فإن مؤنثه سكرى ، فلا يقال : في جمع المذكر السالم "سكرانون " .(1/46)
( 6 )…مثل صبور ، وجريح ، فإنه يقال رجل صبور ، وأمرأة صبور ، ورجل جريح ، وامرأة جريح ، فلا يقال : في جمع المذكر السالم "صبورون وجريحون " .
( 7 ) جاء مذنبون : [جاء] فعل ماض [مذنبون] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
( 8 )…رأيت مذنبين : [رأيت] فعل وفاعل [مذنبين] مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
( 9 ) مررت بمذنبين : [مررت] فعل وفاعل [بمذنبين] جار ومجرور [الباء] حرف جر [مذنبين] مجرور بالباء ، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
…والملحق بجمع المذكر السالم هو مالا واحد له من لفظه أوله واحد ولم يستوف الشروط نحو : عشرون وبابه وهو ثلاثون إلى تسعين نحو : جاء عشرون ، ورأيت عشرين ، ومررت بعشرين ، ومثله "أهلون" و"أولو"(1) وعالمون ، وعليون ، وأرضون ، وسنون وبابه ، وهو كل اسم ثلاثي حذفت لامه وعوض عنها هاء التأنيث(2)ولم يكسر(3) تكسيراً تعرب معه بالحركات.
…فهذه كلها ملحقة بجمع المذكر السالم لأنها غير مستكملة للشروط فعشرون لا واحد له من لفظه إذ لا يقال : عشر ، وأهلون ، مفرده أهل اسم جامد ليس علما كرجل لا واحد له من لفظه ، وعالمون جمع عالم جامد فهو نكرة كرجل ، وعليون اسم لأعلى الجنة فهو لا يعقل . وأرضون ، مفرد "أرض" اسم جنس جامد مؤنث وقد شذ سنون مفرد سنة اسم جنس مؤنث وكلها ترفع بالواو ، وتنصب وتجر بالياء ، لأنها ملحقة بجمع المذكر السالم ، وذهب قوم منهم الفراء(4) إلى أنه يجوز في سنين أن تلزمها الياء ويكون الإعراب على النون مثل حين فإنها تعرب منونة وبدون تنوين فتقول : هذه سنينٌ(5) ورأيت سنياً(6) ومررت بسنينٍ(7)
___________________________(1/47)
( 1 )…أولو بمعنى أصحاب .
( 2 ) فسنة أصلها سَنَوٌ أو سَنَهٌ بالواو ، والهاء ، بدليل قولهم في الجمع "سنوات " و "سنهات " والجمع يرد الأشياء إلى أصولها فحذفوا الواو ، أو الهاء ، وعوضوا عنها " هاء التأنيث " .
( 3 )…كمائة ومئين ، وثبة وثبين ، وهذا الاستعمال شائع في هذا ونحوه فإن كسر " كشفة ، وشفاه " لم يستعمل كذلك إلا شذوذا ، كظبة ، فإنهم كسروه على ظباة وجمعوه بالواو رفعاً ، وبالياء نصباً وجراً ، فقالوا : "ظبون ، وظُبين " .
( 4 ) ترجمته صفحة ( 31 ) .
( 5 ) هذه سنين : [الهاء] للتنبيه [ذه] اسم إشارة في محل رفع مبتدأ [سنين] خبر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره .
( 6 )…رأيت سنيا : [رأيت] فعل وفاعل [سنينا] مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره .
( 7 ) مررت بسنين : [مررت] فعل وفاعل [بسنين] جار ومجرور [الباء] حرف جر [سنين] مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره والجار والمجرور متعلق بمر .
…
وإن شئت حذفت التنوين وهو أقل من إثباته وهذا الإعراب مقصور على السماع على الصحيح خلافا لمن قال باطراده(1).
…ومنه قوله صلى الله عليه وسلم ( اللهم اجعلها عليهم سنينَ كسنينِ يوسف(2) ) .
وقول الصمة بن عبد الله :
7- دَعَانِيَ مِنْ نَجْدٍ فإِنَّ سِنِينَهُ .
لَعِبْنَ بِنَا شِيباً وَشَيّبْنَنَا مُرْدَا .
___________________________
( 1 )…أي باستعماله بكثرة .
( 2 )…( اللهم اجعلها عليهم سنينَ كسنين يوسف ) : [الله] منادى حذف منه حرف النداء وعوض عنه الميم مبنى على الضم في محل نصب [اجعل] فعل دعاء مبني على السكون ينصب مفعولين ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعولها الأول عليهم جار ومجرور [سنينَ] مفعوله الثاني منصوب [كسنين] [الكاف] حرف تشبيه وجر و[سنين] مجرور بالكاف وعلامة جره كسر آخره [سنين] مضاف و[يوسف] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه اسم لا ينصرف للعلمية والعجمة .(1/48)
7- اللغة : [دعاني] أتركاني [نجد] بلاد بعينها [الشيب] بكسر الشين جمع أشيب وهو الذي وخط الشيب شعر رأسه [المرد] بضم الميم وسكون الراء جمع أمرد وهو من لم ينبت بوجهه شعر . ألإعراب : [دعاني] فعل أمر مبني على حذف النون و[ألف التثنية] ضمير متصل في محل رفع فاعل و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [من نجد] جار ومجرور متعلق بدعاني [فإن سنينه] الفاء للتعليل [إن] حرف توكيد ونصب [سنين] اسمها منصوب بها [سنين] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [لعبن] فعل وفاعل [لعب] فعل ماض مبنى على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك و[نون] النسوة ضمير متصل في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر إن [بنا] جار ومجرور متعلق بلعب [شيبا] حال من الضمير المجرور بالباء و[شيبننا] [الواو] حرف عطف [شيبننا] فعل وفاعل ومفعول [شيب] فعل ماض مبنى على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك و[نون] النسوة ضمير متصل في محل رفع فاعل و[نا] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [مردا] حال من المفعول به فىشيبننا .
…الشاهد فيه : قوله ( فإن سنينه ، حيث أجراه مجرى الحين في إعرابه بالحركات الظاهرة
على النون ) .
…ثم اعلم أن حق نون جمع المذكر السالم وما ألحق به الفتح كما في جميع الأمثلة السابقة وقد تكسر شذوذاً كما في قول جرير بن عطية الخطفي :
8 - عَرَفْنَا جَعْفَراً وَبَنِي أَبِيهِ .
وَأَنْكَرْ نَا زَعَانِفَ آخَرِيْنِ .
وقول سحيم بن وثيل الرياحي :
9- أَكُلَّ الدَّهْرِ حِلٌّ وَارْتِحَالٌ وَمَاذَا تَبْتَغِي الشُّعَرَاءُ مِنِّي .
أَمَا يُبْقِي عَلَيّ وَلاَ يَقِيْنِي وَقَدْ جَاوَزْتُ حَدَّ الأَرْبَعِيْنِ .
___________________________
8- اللغة : [الزعانف] الأتباع جمع زعْنِفَه ، ويقال للئام الناس الزعانف .(1/49)
الإعراب : [عرفنا] فعل وفاعل [عرف] فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك و[نا] ضمير متصل في محل رفع فاعل [جعفراً] مفعول به منصوب و[بني] [الواو] حرف عطف [بني] معطوف على جعفراً تبعه في نصبه ، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحه لأنه جمع مذكر سالم [بني] مضاف و[أبي] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسمآء الستة [أبي] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، و[أنكرنا] [الواو] حرف عطف [أنكرنا] فعل وفاعل [أنكر] فعل ماض و[ناء] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، [زعانف] مفعول به منصوب [آخرين] صفة [لزعانف] تبعه في نصبه ، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة ، لأنه جمع مذكر سالم و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
الشاهد فيه : قوله ( آخرين ، حيث كسر نونه شذوذاً مع أنه جمع مذكر سالم ، وحق نونه وما الحق به الفتح ) .
9- اللغة : [يقيني] يحفظني [تبتغى] تطلب .
الإعراب : [أكل] [الهمزة] للاستفهام و[كل] ظرف زمان منصوب على الظرفية لإضافته إلى الدهر متعلق بمحذوف خبر مقدم و[كل] مضاف و[الدهر] مضاف إليه [حل] مبتدأ مؤخر و[ارتحال] معطوف عليه [أما] هنا حرف استفتاح [يبقى] فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على الدهر [عليَّ] جار ومجرور متعلق بيبقى و[لايقيني] [الواو] حرف عطف و[لا] زائدة لتأكيد النفي [يقينى] فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو و[النون] للوقاية و[الياء] مفعول به و[ماذا] [ما] اسم استفهام في محل رفع مبتدأ و[ذا] اسم موصول بمعنى الذي في محل رفع خبر [تبتغي] فعل مضارع [الشعراء] فاعل مرفوع =
وأما نون المثنى والملحق به فحقها الكسر عكس نون الجمع ، وفتحها لغة كما تقدم(1).
يقول الناظم(1/50)
وَارْفعْ بِوَاوٍ وَبِيَا اْجُررْ وَانْصِبِ وَشِبْهِ ذَيْنِ وَبهِ عِشْرُونَا أُولُو وَعَالَمُونَ عِلِّيُّونَا وبَابُهُ وَمِثْلَ حِيْنٍ قَدْ يَرِدْ وَنُونُ مَجْمُوعٍ وَمَابِهِ الْتَحَق وَ نُونُ مَاثُنِّىَ وَالْمُلْحَقِ بِهْ .
سَالِمَ جَمْعِ عَامِرٍ وَمُذْنِبِ وَبَابُهُ أُلْحِقَ وَالأَهْلُونَا وَأَرْضُونَ شَذَّ وَالْسِّنُوْنَا . ذَا البَابُ وَهْوَ عِنْدَ قَوْمٍ يَطَّرِدْ(2) فَافْتَحْ وَقَلَّ مَنْ بِكَسْرهِ نَطَقْ بِعَكْسِ ذَاكَ اسْتَعْمَلُوهُ فَانْتَبِهْ .
ظاهر كلام الناظم في البيتين الأخيرين أن فتح النون في التثنيه ككسر نون الجمع في القلة وليس كذلك بل كسرها في الجمع شاذ وفتحها في التثنية لغة كما تقدم .
@ جَمْعُ الْمُؤَنَّثِ السَّالِمُ(3) وَالْمُلْحَقُ بِه @
……جمع المؤنث السالم مما تنوب فيه حركة عن حركة وهو مادل على أكثر من اثنتين بزيادة ألف وتاء في آخره ، صالح للتجريد ، وعطف مثليه عليه نحو : المؤمنات .
…… فإن كانت الألف غير زائدة بأن كانت موجودة في المفرد نحو : قاضي وقضاة ........
___________________________
= [منى] جار ومجرور متعلق بتبتغى ، والجملة من الفعل وفاعله لا محل لها من الاعراب صلة الموصول ، والعائد محذوف والتقدير"تبتغيه" و[قد] [الواو] حالية [قد] حرف تحقيق [جاوزت] فعل وفاعل [حد] مفعول به لجاوز و[حد] مضاف و[الأربعين] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم .
…الشاهد فيه : قوله ( الأربعين" حيث كسر نونه شذوذا ) .
( 1 ) صفحة ( 41 ) .
( 2 )…يطرد أي يستعمل كثيرا، والصحيح أنه لا يطرد بل يقصر فيه على السماع .
( 3 ) سمي بذلك لأنه يسلم فيه بناء مفرده من التكسير نحو : هند ، وهندات ، بخلاف جمع التكسير فإنه لايسلم فيه المفرد نحو : بيت ، وأبيات .(1/51)
لم يكن جمع مؤنث سالماً بل جمع تكسير(1) وكذلك لو كانت التاء ليست زائدة بأن كانت موجودة في المفرد نحو : ميت ، وأموات ، وبيت ، وأبيات ، وصوت ، وأصوات ، كان من جمع التكسير.
…وحكم جمع المؤنث السالم أنه يرفع بالضمة الظاهرة ، ويجر بالكسرة الظاهرة ، وينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة نحو : جاءني هنداتٌ(2) ومررت بهندات(3) ورأيت هندات(4)
وزعم(5) بعضهم أنه في حالة النصب يكون مبنياً على الكسر كهؤلاء(6) وهو فاسد إذ لا موجب لبنائه .
…والملحق بجمع المؤنث السالم : ماكان على صورة جمع المؤنث السالم ولا مفرد له من لفظه وهو نوعان :
…الأول : مايدل على الجمع ولا مفرد له من لفظه نحو : "أولات" بمعنى صاحبات ، فهذا يجرى مجرى جمع المؤنث السالم في أنه يرفع بالضمة ، ويجر بالكسرة ، وينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة ، نحو : جاءت أُولات الأحمال(7)
___________________________
( 1 )…وأصل قضاة " قُضَيَة " تحركت الياء وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا فصار قضاة ، فألفه منقلبة عن الياء .
( 2 ) جاءني هندات : [جاء] فعل ماض و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول [هندات] فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره .
( 3 )…مررت بهندات : [مررت] فعل وفاعل [بهندات] جار ومجرور [الباء] حرف جر [هندات] مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره .
( 4 )…رأيت هندات : [رأيت] فعل وفاعل [هندات] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسره نيابة عن الفتحه لأنه جمع مؤنث سالم .
( 5 )…الزعم قول يقترن به اعتقاد صح أو لم يصح .
( 6 )…فتقول في إعراب ، رأيت هندات : [رأيت] فعل وفاعل [هنداتِ] مبنى على الكسر في محل نصب مفعول به .
( 7 )…جاءت أُولاتُ الأ حمال :ِ [جاء]ِِفعل ماض و[التاء] علامة التأنيث [أُولات] فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره [أُولات] مضاف و[الأَحمال] مضاف إليه .
ورأيت أُولات الأحمال(1) ، ومررت بأُولات الأ حمال(2)(1/52)
… والثاني : ما سمي به من ذلك كأَذرعات ، فإنه على صورة جمع المؤنث السالم وهو مفرد لأنه موضع بالشام ففي هذا ثلاثة أوجه من الإ عراب .
…الوجه الأول : أن يلحق بجمع المؤنث السالم في إعرابه فيرفع بالضمة ، وينصب بالكسرة نيابة عن الفتحة ، ويجر بالكسرة نحو: هذه أذرعاتٌ(3) ورأيت أذرعاتٍ(4) ومررت بأَذرعاتٍ(5) بتنوين التاء(6) هذا هو المذهب الصحيح .
…الوجه الثاني : كالأول(7) إلا أن التاء غير منونة(8).
…الوجه الثالث : أن يعرب إعراب مالا ينصرف للعلمية والتأنيث المعنوي كسعاد ، وزينب .
وقد روي بالثلاثة الأوجه قول امرئ القيس ................................................
__________________________
( 1 )…رأيت أولات الأحمال : [رأيت] فعل وفاعل [أولات] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم [أولات] مضاف[والأحمال] مضاف إليه .
( 2 )…مررت بأولات الاحمال : [مررت] فعل وفاعل [بأولأت] جار ومجرور [الباء] حرف جر [أُولات] مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره [أُولات] مضاف [والأَحمال] مضاف إليه .
( 3 ) هذه أذرعات : [الهاء] للتنبيه [ذه] اسم إشارة في محل رفع مبتدأ [أذرعات] خبر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره .
( 4 ) رأيت أذرعات : [رأيت] فعل وفاعل [أذرعات] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحه لأنه ملحق بجمع المؤنث السالم .
( 5 ) مررت بأذرعات : [مررت] فعل وفاعل [بأذرعات] جار ومجرور [الباء] حرف جر [أذرعات] مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره .
( 6 ) مراعات لحاله قبل التسمية لأنه جعل علما بعد أن كان جمعا سالما لمؤنث ، وجمع المؤنث السالم يجر بالكسرة ، وينون تنوين المقابلة الذي هو في مقابلة نون جمع المذكر السالم .
( 7 )…أي يلحق بجمع المؤنث السالم في إعرابه .(1/53)
( 8 )…نظرا لحاله ، فمن جهة كونه ملحقاً بجمع المؤنث السالم نصبوه بالكسرة نيابة عن الفتحة ، ومن جهة كونه علما مؤنثا حذفوا تنوينه كما يحذف من العلم المؤنث .
10- تَنَوَّرْ تُهَا مِنْ أَذْرِعَاتَِ وَأَهْلُهَا .
بِيَثْرِبَ أَدْنَى دَارِهَا نَظَرٌ عَالِي .
فقد روي بكسر التاء منونة ، وبكسرها بدون تنوين ، وبفتحها بلا تنوين ، على أنه اسم لا ينصرف وهي الأوجه الثلاثة الآنفة الذكر . …………… يقول الناظم
وَمَا بِتَا وَأَلِفٍ قَدْ جُمِعَا كَذَا أُولاَتُ(1) وَالَّذيِ اسْمًا قَدْ جُعِلْ
يُكْسَرُ فِي الْجَرِّ وَفِي النَّصْبِ مَعَا كأَذْرِعَاتٍ(2) فِيهِ ذَا أَ يْضَاً قُبِلْ .
قول الناظم ( فيه ذا أيضا قبل ) أي قبل في أذرعات أن يكون محمولا على جمع المؤنث السالم . ___________________________
10- اللغة : [تنورتها] التنور التبصر، يقال تنورت النار من بعيد أي تبصرتها [أذرعات] بلد بالشام [يثرب] المدينة المنورة [أدنى] أقرب .(1/54)
…الإعراب : [تنورتها] فعل وفاعل ومفعول [تنور] فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضميررفع متحرك و[التاء] ضمير متصل مبنى على الضم في محل رفع فاعل و[الهاء] ضمير متصل مبنى على السكون في محل نصب مفعول به [من أذرعات] جار ومجرور [أذرعات]ٍ مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره - سواء كان آخره منونا أم غير منون - ولك جر أذرعات بالفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف للعلمية والتأنيث المعنوي و[أهلها] [الواو] حالية [أهل] مبتدأ وهو مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [بيثرب] جار ومجرور [الباء] حرف جر و[يثرب] مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف للعلمية والتأنيث المعنوي ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بمحذوف وجوبا تقديره كائنون خبر المبتدأ [أدنى] مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور [أدنى] مضاف و[دار] مضاف إليه مجرور و[دار] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [نظر] خبر المبتدأ [عالي] صفة لنظر تبعه في رفعه ، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل .
الشاهد فيه : قوله ( "من أذرعات" حيث روي بكسر التاء منونة ، وبكسرها بلا تنوين على أنه ملحق بجمع المؤنث السالم ، وبفتحها بلا تنوين على أنه ممنوع من الصرف ) .
( 1 )…أولات : صاحبات .
( 2 )…أذرعات : بلدة بالشام .
@ الاسْمُ الّذِي لايَنْصَرِف @(1/55)
…أي الذي لايدخله الصرف ، وهو التنوين ، والجر ، وهو مما تنوب فيه حركة عن حركة ، وحكم الاسم الذي لا ينصرف أنه يرفع بالضمة نحو : جاء أحمد(1) وينصب بالفتحة نحو: رأيت أحمد(2) ويجر بالفتحة نيابة عن الكسرة نحو: مررت بأحمدَ(3)، فنابت الفتحة عن الكسرة ، هذا إذا لم يضف ، أو يقع بعد الألف واللام ، فإن أضيف ، جر بالكسرة نحو: مررت بأحمدكم(4) وكذا إذا دخل عليه الألف واللام نحو : مررت بالأحمد(5) فإنه يجر بالكسرة وسيأتي مزيد إيضاح في بابه .
يقول الناظم
وَجُرَّ بِالْفَتْحَةِ مَالاَ يَنْصَرِفْ .
مَالْمْ يُضَفْ أَوْيَكُ بَعْدَ أَلْ رَدِفْ(6) .
@ الأَمْثِلَةُ الْخَمْسَة(7) @
هي عبارة عن الفعل المضارع إذا اتصل به واو الجماعة ، أو ألف الاثنين ، أو ياء المؤنثة المخاطبة ، وهي ( يفعلان ، وتفعلان ، ويفعلون ، وتفعلون ، وتفعلين ) وكلها ترفع بثبات
___________________________
( 1 )…جاء أحمد : [جاء] فعل ماض [أحمد]فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف للعلمية ووزن الفعل .
( 2 )…رأيت أحمد : [رأيت] فعل وفاعل [أحمد] مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره .
( 3 ) مررت بأحمد : [مررت] فعل وفاعل [بأحمد] جار ومجرور [الباء] حرف جر [أحمد] مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف للعلمية ووزن الفعل .
( 4 ) مررت بأحمدكم : [مررت] فعل وفاعل [بأحمدكم] جار ومجرور [الباء] حرف جر [أحمد] مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره [أحمد] مضاف و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة والميم علامة الجمع .
( 5 )…مررت بالأحمد : [مررت] فعل وفاعل [بالأحمد] جار ومجرور [الباء] حرف جر و[الأحمد] مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره .
( 6 )…ردف : بمعنى تبع وتلا .
( 7 )…سميت الأمثلة الخمسة لأنها ليست أفعالا بأعيانها بخلاف الأسمآء الستة فإنها أسمآء بأعيانها =(1/56)
النون ، نحو : الزيدان يفعلان(1) والزيدون يسألون(2) وأنت ياهند تدعين(3) وتنصب وتجزم بحذف النون نحو : الزيدان لن يقوما ولم يخرجا(4) ومنه قوله تعالى { فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتّقُوا النَّارَ(5)} .
___________________________
= وإنما الأمثلة الخمسة يكنى بها عن كل فعل كان بمنزلتها فإن تفعلان كناية عن نحو يذهبان وينطلقان وغير ذلك وكذا البواقي وسموها خمسة نظرا إلى لفظها وبعضهم يقول الأفعال الخمسة وهو خلاف الصواب كما رأيت .
( 1 )…الزيدان يفعلان : [الزيدان] مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى [يفعلان] فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ثبات النون لأنه من الأمثلة الخمسة و[ألف] التثنية ضمير متصل في محل رفع فاعل وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
( 2 )…الزيدون يسألون : [الزيدون] مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم [يسألون] فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأمثلة الخمسة و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
( 3 ) أنت ياهند تدعين : [أنت] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [يا] حرف نداء [هند] منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب [تدعين] فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبات النون لأنه من الأمثلة الخمسة و[الياء] ضمير متصل في محل رفع فاعل وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .(1/57)
( 4 )…الزيدان لن يقوما ولم يخرجا : [الزيدان] مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد ، [لن] حرف نفي ونصب [يقوما] فعل مضارع منصوب بلن وعلامة نصبه حذف النون ، لأنه من الأمثلة الخمسة وألف التثنية ضمير متصل في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ و[لم يخرجا] [الواو] حرف عطف [يخرجا] فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة و[ألف] التثنية ضمير متصل في محل رفع فاعل .
( 5 ) { فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار } :[الفاء] حرف استئناف [إن] حرف شرط جازم تجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه [لم] حرف نفي وجزم وقلب [تفعلوا] فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة و[واو] الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والجملة في محل جزم فعل الشرط [فاتقوا النار] [الفاء] رابطة لجواب الشرط [اتقوا] فعل أمر مبني على حذف النون و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل [النار] مفعول به منصوب =
يقول الناظم
وَاجْعَلْ لِنَحْوِ يَفْعَلاَنِ النُّوْنَ وَحَذْفُهَا لِلْجَزْمِ وَالنَّصْبِ سِمَهْ(1) .
رَفْعَاً وَتَدْعِيْنَ وَتَسْأَلُوْنَا كَلَمْ تَكُوْنِي لِتَرُومِي(2) مَظْلَمَهْ(3) .
@ الأَسْمَاءُ الْمُعْتَلَّة @
…المعتل من الأسمآء ما كان في آخره حرف علة (4) وهو نوعان : مقصور ، ومنقوص ، فالمقصور : هو الاسم المعرب(5) الذي في أخره ألف لازمة(6) قبلها فتحة ، وحكمه أنه تقدر فيه جميع الحركات نحو : جاء المصطفى(7)
___________________________
= وجملة فاتقوا في محل جزم جواب الشرط .
( 1 )…سمة : علامة ، وسكن الهاء لأجل الوقف والقافية .
( 2 )…لترومي : لتطلبي .(1/58)
( 3 ) …كلم تكوني لترومي مظلمة : [الكاف] حرف تشبيه وجر والمجرور بها محذوف تقديره وذلك كائن كقولك [لم] تكوني] [لم] حرف نفي وجزم [تكوني] فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة - أصله تكونين - متصرف من كان ترفع الاسم وتنصب الخبر و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل رفع اسم تكون [لترومي] [اللام] لام الجحود - وهي المسبوقة بما كان أو لم يكن - [ترومي] فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد لام الجحود وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة و[الياء] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بلام الحجود ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر تكون و[مظلمة] مفعول به لترومي منصوب وسكن لأجل الوقف .
( 4 )…حروف العلة هي الواو ، والألف ، والياء ، وسميت حروف علة لأن من شأنها أن ينقلب بعضها إلى بعض ، فقال مثلا أصلها "قول" تحركت الواو ، وانفتح ما قبلها فقلبت ألفا ، وحقيقة العلة تغير الشئ عن حاله .
( 5 )… احترز بالمعرب من المبني نحو : "إِذا".
( 6 ) احترز بالألف اللازمة من ألف المثنى في حالة الرفع نحو : الزيدان ، فإن ألفه لا تلزمه ، إذ تقلب ياء في الجر والنصب نحو : رأيت الزَّيْدَيْن ، ومررت بالزَّيْدَيْن .
( 7 )…جاء المصطفى : [جاء] فعل ماض [المصطفى] فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على =
ورأيت المصطفى(1) ومررت بالمصطفى(2)
…والمنقوص : هو الاسم المعرب(3) الذي في آخره ياء لازمة قبلها كسرة(4) وحكمه أنه يقدر فيه الرفع والجر لثقلهما على الياء نحو : جاء القاضي والمرتقي مكارما(5) ومررت بالقاضي والمرتقي مكارماً(6) ، وتظهر فيه الفتحة لخفتها نحو : رأيت القاضيَ والمرتقيَ مكارماً(7)
___________________________
= الألف منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور .(1/59)
( 1 ) رأيت المصطفى : [رأيت] فعل وفاعل [المصطفى] مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور .
( 2 )…مررت بالمصطفى :[مررت] فعل وفاعل [بالمصطفى] جار ومجرور [الباء] حرف جر و[المصطفى] مجرور [بالباء] وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور .
( 3 )…احترز بالمعرب من المبني نحو الذي .
( 4 )…احترز بقوله قبلها كسرة ، من الياء التي قبلها سكون نحو : ظَبْيٌ وَرَمْيٌ فهذا معتل جار مجرى الصحيح في رفعه بالضمة ، ونصبه بالفتحة ، وجره بالكسرة .
( 5 )…جاء القاضي والمرتقي مكارماً : [جاء] فعل ماض [القاضي] فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة …على آخره منع من ظهورها الثقل لأنه اسم منقوص و[المرتقي] [الواو] حرف عطف [المرتقي] معطوف على القاضي تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل لأنه اسم منقوص ، وهو اسم فاعل ، فاعله مستتر فيه جوازاً تقديره هو [مكارما] مفعول به منصوب .
( 6 )…مررت بالقاضي والمرتقي مكارما : [مررت] فعل وفاعل [بالقاضي] جار ومجرور [الباء] حرف جر [القاضي] مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل لأنه اسم منقوص و[المرتقي] [الواو] حرف عطف [المرتقي] معطوف على [القاضي] تبعه في جره وعلامة جره كسرة مقدرة على أخره منع من ظهورها الثقل لأنه اسم منْقوص ، وهو اسم فاعل ، فاعله مستتر فيه جوازاً تقديره هو [مكارما] مفعول به منصوب .
( 7 )…رأيت القاضي والمرتقي مكارما : [رأيت] فعل وفاعل [القاضي] مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره و[المرتقي] [الواو] حرف عطف [المرتقي] معطوف على [القاضي] تبعه في نصبه وعلامة نصبه فتح آخره ، وهو اسم فاعل ، فاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [مكارما] مفعول به منصوب .
ومنه قوله تعالى : { يَاقَوْمَنَا أَجِيْبُوْا دَاعِيَ اللهِ(1) } .(1/60)
…وأما الواو فلا توجد في الاسم المعرب(2) إلا في الأسمآء الستة في حالة الرفع نحو : جاء أبوك(3) وأجاز الكوفيون وجوده في موضعين آخرين أحدهما ما سمي به من الفعل كأن سميت رجلا "يدعو" ، وحكمه كالمركب الإسنادي(4) بأن تقدر فيه جميع الحركات لاشتغال المحل بحركة الحكاية نحو جاء يدعو(5) ، ورأيت يدعو(6) ومررت بيدعو(7).
…والثاني : ماكان أعجميا نحو : سمندو ، وقمندو ، وحكمه أن تقدر فيه الحركات لاشتغال المحل بالسكون العارض على الواو نحو : جاء سمندو(8) ورأيت سمندو(9)
___________________________
( 1 ) { ياقومنا أجيبوا داعي الله } : [يا]حرف نداء [قوم] منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه فتح آخره و[نا] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [أجيبوا] فعل أمر مبنى على حذف النون و[واوالجماعة] ضمير متصل في محل رفع فاعل [داعي] مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره [داعي] مضاف و[لفظ الجلالة] مضاف إليه .
( 2 )…احترز بالمعرب عن المبني فإن الواو توجد فيه نحو "هو".
( 3 )…جاء أبوك : [جاء] فعل ماض [أبو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة ، لأنه من الأسمآءالستة [أبو] مضاف و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
( 4 )…فإنه يعرب على الحكاية مثل"تأبط شراً" .…
( 5 ) جاء يدعو : [جاء] فعل ماض [يدعو] فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية .
( 6 ) رأيت يدعو : [رأيت] فعل وفاعل[يدعو] مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية .
( 7 ) مررت بيدعو : [مررت] فعل وفاعل[بيدعو] جار ومجرور [الباء] حرف جر[يدعو] مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية .
( 8 )…جاء سمندو: [جاء] فعل ماض [سمندو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالسكون العارض على الواو .(1/61)
( 9 )…رأيت سمندو : [رأيت] فعل وفاعل [سمندو] مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالسكون العارض على الواو .
ومررت بسمندو(1) ومثله قمندو .
يقول الناظم
وَسَمِّ مُعْتَلاًّ مِنَ الأَسْمَاءِ مَا فَالأَوَّلُ الإِعْرَابُ فِيهِ قُدِّرَا وَالْثَّانِ مَنْقُوصٌ(4) وَنَصْبُهُ ظَهَرْ .
كَالْمُصْطَفَى وَالْمُرْتَقِي(2) مَكَارِمَا جَمِيْعُهُ وَهْوَ الَّذِي قَدْ قُصِرَا(3) وَرَفْعُهُ يُنْوَى كَذَا أيْضَاً يُجَرْ . .
قول الناظم ( ورفعه يُنْوى ) أي يقدر .
@ الأَفْعَالُ الْمُعْتَلَّة @
…المعتل من الأفعال ماكان آخره حرف علة وهو ثلاثة أنواع :
…الأول : الفعل الماضى ويكون معتلا بالألف فقط نحو : رمى زيد(5) فتقدر فيه الفتحة للتعذر .
___________________________
( 1 )…مررت بسمندو : [مررت] فعل وفاعل [الباء] حرف جر [سمندو] مجرور بالباء ، وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لاينصرف للعلمية والعجمة ، ومنع من ظهور الفتحة اشتغال المحل بالسكون العارض على الواو .
( 2 ) المرتقي : اسم فاعل من ارتقى ، بمعنى صعد ، وارتفع .
( 3 ) قصر : بمعنى حبس ومنع ، سمي الاسم المقصور بذلك لأنه حبس ومنع من الحركة ، أو سمي مقصورا لأنه ضد الممدود ، والتعليل الثاني أولى لأن الأول يشمل نحو : غلامي ، فإنه ممنوع من ظهورالحركات مع أنه لايسمى مقصورا ، اللهم إلا أن يقال : إن علة التسمية لا يلزم اطرادها ، ولا انعكاسها .
( 4 )… منقوص : أصل النقص الخسران في الحظ ، يقال : نقص المال درهما فهو منقوص فيسمى منقوصا ، وسمي الاسم المعتل بالياء بذلك لأنه نقص منه ظهور بعض الحركات وهي الضمة والكسرة .
( 5 )…رمى زيد : [رمى] فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره التعذر لأنه فعل ماض معتل الآخر بالألف [زيد] فاعل .(1/62)
…والثاني : فعل الأمر فيبنى علىحذف حرف العلة نحو : اغْزُ(1) ارْمِ(2) اخْشَ(3) وقد تقدم ذلك(4) .
…والثالث : الفعل المضارع ، وهو المقصود هنا فيكون معتلا بالواو نحو : زيد يدعو(5) والياء نحو : زيدٌ يرمي(6) والألف نحو : زيد يخشى(7).
فالمعتل بالواو ، والياء ، تقدر فيه الضمة للثقل ، والمعتل بالألف تقدر فيه الضمة للتعذر .
فإن دخل على المضارع المعتل جازم حذف منه حرف العلة نحو : لم يدع زيد(8)ولم يرم(9)
___________________________
( 1 )…اغز : فعل أمر مبنى على حذف حرف العلة من آخره وهو الواو وفاعله مستتر فيه وجوبا تقدير انت .
( 2 ) ارم : فعل أمر مبنى على حذف حرف العله من آخره وهو الياء وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت .
( 3 )…إخش : فعل أمر مبنى على حذف حرف العلة من آخره وهو الألف وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت .
( 4 )…صفحة ( 24 ) .
( 5 ) زيد يدعو : [زيد] مبتدأ [يدعو] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل لأنه فعل مضارع معتل الآخر بالواو ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
( 6 )…زيد يرمي : [زيد] مبتدأ [يرمي] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل لأنه فعل مضارع معتل الآخر بالياء ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
( 7 ) زيد يخشى : [زيد] مبتدأ [يخشى] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر لأنه فعل مضارع معتل الآخر بالالف وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .(1/63)
( 8 )…لم يدع زيد : [لم] حرف نفي وجزم [يدع] فعل مضارع مجزوم [بلم] وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو الواو [زيد] فاعله مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره .
( 9 ) لم يرم : [لم] حرف نفي وجزم [يرم] فعل مضارع مجزوم [بلم] وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو الياء ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو .
ولم يخش(1)، وإن دخل عليه ناصب فتظهر الفتحة على الواو والياء لخفتها نحو : لن يدعوَ زيد(2) ولن يرميَ(3) وتقدر على الألف للتعذر نحو : لن يخشى زيد(4).
يقول الناظم
وَأَيُّ فِعْلٍ آخِرٌ مِنْهُ أَلِفْ فَالأَلِفَ انْوِ فِيهِ غَيْرَ الْجَزْمِ وَالْرَّفْعَ فِيهِمَا انْوِ وَاحْذِفْ جَازِمَا .
أَوْ ، وَاوٌ ، اوْ ، يَاءٌ فَمُعْتَلاًّ عُرِفْ وَأَبْدِ(5) نَصْبَ مَا كَيَدْعُوْ يَرْمِى ثَلاَثَهُنَّ(6) تَقْضِ حُكْمًا لاَزِمَا .
*******
___________________________
( 1 )…لم يخش : [لم] حرف نفي وجزم [يخش] فعل مضارع مجزوم [بلم] وعلامة جزمه حذف حرف العله من آخره وهو الألف ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو .
( 2 ) لن يدعو زيد : [لن] حرف نفي ونصب [يدعو] فعل مضارع منصوب [بلن] وعلامة نصبه فتح آخره [زيد] فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره .
( 3 )…لن يرمي : [لن] حرف نفي ونصب [يرمي] فعل مضارع منصوب [بلن] وعلامة نصبه فتح آخره ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو .
( 4 )…لن يخشى زيد : [لن] حرف نفي ونصب [يخشى] فعل مضارع منصوب [بلن] وعلامة نصبه فتحة مقدرة على أخره منع من ظهورها التعذر لأنه فعل مضارع معتل الآخر بالألف [زيد] فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره .
( 5 )…أبد : أي أظهر.
( 6 ) ثلاثهن : أي حروف العلة الثلاثة .
@ النَّكِرَةُ وَالْمَعْرِفَة @(1/64)
…النكرة اسم شائع في جنسه لا يختص به واحد دون آخر(1) نحو : رجل ، وكتاب ، ويقال في تعريفه أيضا : هو ما يقبل أل وتؤثر فيه التعريف أو يقع موقع ما يقبل أل ، نحو : رجل فإنه يقبل أل وتؤثر فيه التعريف فيقال الرجل بخلاف "عباس" فإنه يقبل أل ولكنها لا تؤثر فيه التعريف لأنه معرفة قبل دخولها .
…ومثال ماوقع موقع ما يقبل "أل" ذو ، التي بمعنى صاحب نحو : جاءني ذو مال(2) أي صاحب مال ، فذو نكرة وهي لا تقبل ألْ لكنها واقعة موقع صاحب ، وصاحب يقبل "أل" نحو : الصاحب ، والمعرفة المراد بها ما وضع ليستعمل في واحد بعينه .
وأنواع المعرفة ستة وهي على هذا الترتيب .
1 - المضمر ، وهو أعرفها بعد لفظ الجلالة(3) نحو : هم .
2 - العلم نحو : هند .
… 3 - اسم الإشارة نحو : ذي .
4 - الإسم الموصول نحو : الذي .
5 - المعرف بالأداة نحو : الغلام .
6 - ما أضيف إلى واحد منهما .
نحو : ابني ، وابن هند ، وابن ذي ، وابن الذي ، وابن الغلام .
___________________________
( 1 ) فرجل شائع في جنس الرجال لأنه يصدق على كل ذكر ، بالغ من بنى آدم ، إذ لا يختص لفظ رجل بواحد من أفراد الرجال دون آخر ، ومثله كتاب وفرس .
( 2 ) جاءني ذو مال :[جاء] فعل ماض مبنى على الفتح و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل مبنى على السكون في محل نصب مفعول به [ذو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة و[ذو] مضاف ، و[مال] مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره كسر آخره .
( 3 )…فاسم الله تعالى علم ، وهو أعرف المعارف بالإجماع لشدة تميزه وغلبة ظهوره ظهوراً لايحتمل الخفاء
…والمضاف إلى واحد منها يكون في رتبة ما أضيف إليه ، إلا المضاف إلى الضمير فإنه في رتبة العلم أي في الرتبة الثانية(1).
يقول الناظم
نَكِرَةٌ قَابِلُ أَلْ مُؤَ ثِّرَا وَغَيْرُهُ مَعْرِفَةٌ كَهُمْ وَذِي .
أَوْ وَاقِعٌ مَوْقِعَ مَا قَدْ ذُكِرَا 0(1/65)
وَهِنْدَ وَابْنِىِ وَالْغُلاَمِ وَالَذِي .
فالناظم لم يرتب أنواع المعرفة حسب ترتيبها ، وذلك بسبب النظم .
……………@ الضَّمِيْر(2) @…………… …الضمير والمضمر مدلولهما واحد لأنهما اسمان وهو لما وضع لمتكلم أو مخاطب أو غائب نحو أنا ، وأنت ، وهو .…
يقول الناظم
فَمَالِذِي غَيْبَةٍ اوْ حُضُورِ .
كَأَنْتَ وَهْوَ سَمِّ بِالضَّمِيْرِ ,
قوله أو حضوري يريد به ضمير المتكلم والمخاطب .
@ الضَّمِيْرُ الْمُتَّصِلُ وَأَقْسَامُه @
…الضمير المتصل(3) هو الذي لا يُفْتَتَح النطق به أي الذي لايبدأ به في أول الكلام(4)
___________________________
( 1 )…إذ لو كان في رتبة الضمير لما صح مررت بزيد صاحبك ، لأن الصفة لا تكون أعرف من الموصوف بل هي مساوية له في التعريف ، أو دونه ، فلما جعلنا المضاف إلى الضمير في رتبة العلم صار صاحبك مساويا لزيد فصح أن يكون صفة .
( 2 ) الضمير : مأخوذ من أضمرت الشئ إذا أخفيته ، وسترته ، والتعبير بالضمير والمضمر للبصريين والكوفييون يقولون الكناية والمكنى ، لأنه ليس بصريح ، والكناية تقابل الصريح كقول أبي نواس الحسن بن هاني :
فصرح بما تهوى ودعني من الكنى .
فلا خير في اللذات من دونها ستر .
( 3 )…أي متصل بعامله نحو : ضربت ، وأكرمني ، ومربي .
( 4 )…فلا يقال في "ضربت" أنا ضرب .
كالكاف من أكرمك ، والياء من ابنى ، والهاء من سليه ، ولا يقع بعد إلا الاستثنائية في الاختيار فلا يقال : ماأكرمت إلاك(1) إلا في ضرورة الشعر كقول الشاعر :
11- أَعُوذُ بِرَبِّ الْعَرْشِ مِنْ فِئَةٍ بَغَتْ .
عَلَيَّ فَمَالِي عَوْضُ إِلاّهُ نَاصِرُ .
وقوله :
12-ومَا عَلَيْنَا إِذَا مَاكُنْتِ جَارَتَنَا
ألاَّ يُجَاوِرَنَا إِلاَّكِ دَيَّارُ .
___________________________
( 1 ) وأجازه جماعة منهم ابن الأنباري - أبو البركات عبد الرحمن بن محمد ، وعلى هذا فلا شذوذ في نثر ولاشعر .(1/66)
11- اللغة : [الفئه] الجماعة [عوض] ظرف لاستغراق الزمن المستقبل ، مثل أبدا ، إلا أنه مختص بالنفي ، وهو مبني على الضم في محل نصب كقبل وبعد .
…الإعراب : [أعوذ] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا [برب] جار ومجرور متعلق بأعوذ و[رب] مضاف و[العرش] مضاف إليه مجرور[ من فئة] جار ومجرور متعلق بأعوذ [بغت] [بغى] فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف المقصورة المحذوفة و[التاء] علامة التأنيث ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي ، وجملة الفعل والفاعل في محل جر صفة لفئة [عليَّ] جار ومجرور [على] حرف جر و[الياء] ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق ببغى [الفاء] حرف عطف وتفيد التعليل [ما] نافيه [لي] جار ومجرور [اللام] حرف جر و[الياء] ضمير متصل مبني على السكون في محل جر باللام ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بمحذوف خبر مقدم [عوضُ] ظرف زمان مبني على الضم في محل نصب متعلق بناصر الآتي [إلاه] [إلا] أداة استثناء و[الهاء] ضمير مبني على الضم في محل نصب على الإستثناء [ناصر] مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره .………
الشاهدفيه : قوله ( إلاه"حيث وقع الضميرالمتصل بعد إلاوهو شذوذ لا يجوز إلا في ضرورة الشعر )
12- اللغة : [ديار] معناه أحد ، ولا يستعمل إلا في النفي العام قال تعالى { وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا } أي لا تذر منهم أحدا بل استأصلهم وافنهم جميعا .
الإعراب : و[ما علينا] [ما] نافيه [علينا] جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم [إذا] ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه [ما] زائدة [كنت] [كان] فعل ماض =
…والضمير المتصل ثلاثة أقسام : مرفوع ، ومنصوب ، ومجرور ، فالمرفوع نحو: ضربت (1) بضم الباء وضربتَ بفتحها وضربنا(2) وفروعها(3).
…والمنصوب نحو : أكرمني محمد(4) وأكرمنا بفتح الكاف وكسرها(5)
___________________________(1/67)
= ناقص ترفع الإسم وتنصب الخبر و[التاء] ضمير متصل في محل رفع اسمها [جارة] خبر كان منصوب وعلامة نصبه فتح آخره [جارة] مضاف و[نا] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [ألاَّ] أن المدغمة في لا حرف مصدري ونصب [لا] نافية [يجاورنا] [يجاور] فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه فتح آخره و[نا] ضمير متصل في محل نصب مفعول به مقدم [إلاك] [إلا] أداة استثناء و[الكاف] ضمير في محل نصب على الاستثناء [ديار] فاعل مرفوع ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل رفع مبتدأ مؤخر .
الشاهدفيه : قوله ( إلاك ، حيث وقع الضمير المتصل بعد إلا شذوذا ، وهو لايجوز إلا في ضرورة الشعر ) .
( 1 )…ضربت : فعل وفاعل [ضرب] فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة ولك أن تقول : [ضربت] فعل وفاعل [ضرب] فعل ماض مبنى على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك و[التاء] ضمير متصل مبنى على الضم في محل رفع فاعل .
( 2 ) ضربنا : فعل وفاعل [ضرب] فعل ماض مبنى على فتح مقدر على أخره منع من ظهوره اشتغال المحل بالسكون العارض كراهة توالي أربع متحركات فيما هو كالكلمة الواحدة ولك أن تقول : [ضربنا] فعل وفاعل [ضرب] فعل ماض مبنى على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك و[نا] ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .
( 3 ) أي إلى اثنتى عشرة كلمة نحو : ضربتهما ، وضربتم ، وضربتن ، وضرب ، وضربت ، بسكون التاء ، وضربا ، وضربتا ، وضربوا ، وضربن .
( 4 ) أكرمني محمد : [أكرم] فعل ماض و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به مقدم [محمد] فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره .
( 5 )…أكرمنا : [أكرم] فعل ماض وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو و[نا] ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
إلى أخره(1) .
…والمجرور نحو مربي محمد(2) ومربك ، ومر به ، ومر بنا(3) ، وفروعها(4).(1/68)
ومن الضمائر الدالة على المتكلم المشارك ، أو المعظم نفسه ، ما يصلح لأن يستعمل للرفع ، والنصب ، والجر ، مع اتحاد المعنى والاتصال مثل "نا" نحو : أعرف بنا فإننا نلنا المنح(5) فنا ، في الأول مجرورة بالباء ، وفي الثاني منصوبة بأن ، وفي الثالث فاعل ، وهي مبنية في جميع الحالات ، لأن الضمائر كلها مبنية ، لأنها تشبه الحروف في الوضع كما تقدم(6) وفي الجمود أيضا لأن الضمائر لا تتصرف تصرف الأسماء فلا تثنى ، ولا تصغر ، ولا تجمع .
…ومن ضمائر الرفع المتصلة الألف ، والواو ، والنون ، وتكون للغائب والمخاطب ، مثال الغائب : الزيدان قاما(7)
___________________________
( 1 )…نحو : أكرمك ، وأكرمكما ، وأكرمكم ، وأكرمكن ، وأكرمه ، وأكرمها ، وأكرمهما ، وأكرمهم واكرمهن .
( 2 )…مر بي محمد : [مر] فعل ماض [بي] جار ومجرور [الباء] حرف جر و[الياء] ضمير متصل في محل جر بالباء ، والجار والمجرور متعلق بمر [محمد] فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره .
( 3 )…مر بنا : [مر] فعل ماض [بنا] جار ومجرور [الباء] حرف جر و[نا] ضمير متصل في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بمر .
( 4 )…أي إلى اثنتى عشرة كلمة نحو: مر بك بكسر الكاف وفتحها ، ومر بكما ، ومر بكم ، ومربكن ، ومر بها ، ومر بهما ، ومر بهم ، ومر بهن .
( 5 )…أعرف بنا فاننا نلنا المنح : [أعرف] فعل أمر ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت [بنا] جار ومجرور [الباء] حرف جر و[نا] ضمير متصل في محل جر بالباء ، والجار والمجرور متعلق بأعرف [فاننا] [الفاء] حرف تعليل [إن] حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر و[نا] ضمير متصل في محل نصب اسم إن [نلنا] فعل وفاعل [نال] فعل ماض مبنى على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك و[نا] ضمير متصل في محل رفع فاعل [المنح] مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ، وسكن لأجل القافية ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر إن .
( 6 )…صفحة ( 21 ) .(1/69)
( 7 )…الزيدان قاما : [الزيدان] مبتدأ مرفوع بالإبتداء وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى =
…
والزيدون قاموا(1) والهندات قمن(2). …
…ومثال المخاطب : اعلما(3)، إعلموا(4)، واعلَمْنَ(5)، والضمير المتصل ينقسم إلى بارز ومستتر(6) والبارز ماله صورة في اللفظ نحو: ضربت(7) والمستتر مالا صورة له في اللفظ وهوقسمان :
…القسم الأول : مستتر واجب الإستتار ، وهو ما لا يحل محله الظاهر ، ويكون في عشرة مواضع ، الأول : فعل أمر الواحد نحو : إفعل فالفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت وهذا الضمير لايجوز إبرازه لأنه لايحل محله الظاهر فلا يقال ................................
___________________________
= و[النون] زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد [قاما] فعل وفاعل [قام] فعل ماض و[ألف التثنية] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
( 1 )…الزيدون قاموا : [الزيدون] مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد [قاموا] فعل وفاعل [قام] فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة ، لان ، الواو لا يناسبها إلا ضم ما قبلها و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل .
( 2 )…الهندات قمن : [الهندات] مبتدأ مرفوع بالابتداء [قمن] فعل وفاعل [قام] فعل ماض مبني على السكون لإتصاله بضمير رفع متحرك و[نون] النسوة ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل .
( 3 )…إعلما : فعل أمر مبني على حذف النون و[ألف التثنية] ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .
( 4 )…إعلموا : فعل أمر مبني على حذف النون و[واو] الجماعة ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل .
( 5 ) إعلمن : [اعلم] فعل أمر مبني على السكون و[نون] النسوة ضير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل .(1/70)
( 6 )…الضمير المستتر لايكون إلا فاعلا أو نائب فاعل .
( 7 )…ضربت : فعل وفاعل [ضرب] فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل .
إفعل زيد(1)
…والثاني والثالث والرابع : الفعل المضارع المبدوء بالهمزة نحو : أوافق(2) والمبدوء بالنون نحو : نغتبط(3) والمبدوء بالتاء نحو تشكر(4) وقد تُسَكَّن هذه الأفعال لأجل الوقف أو القافية .…والخامس : اسم فعل الأمر نحو : صه(5) .
…والسادس : اسم فعل المضارع نحو : أف(6) .…
…والسابع : أفعال الاستثناء(7) نحو : قام القوم ما خلا زيداً(8) .
…والثامن : المصدر النائب عن فعل الأمر نحو : ضربا زيداً(9) أي اضرب زيدا .
…والتاسع : فعل التعجب نحو : ما أحسن زيدا(10) .
___________________________
( 1 )…وأما قولهم : إفعل أنت : فأنت تأكيد للضمير المستتر في افعل ، وليس بفاعل له لصحة الاستغناء عنه فتقول "افعل" وتقول : زيد يقوم وزيد يقوم أبوه .
( 2 )…أوافق : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .
( 3 )…نغتبط : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره نحن .
( 4 )…تشكر: فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
( 5 )…صه : اسم فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت .
( 6 )…أف : اسم فعل مضارع بمعنى اتضجر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا .
( 7 )…ما خلا ، وما عدا ، وسيأتي ذلك في باب الإستثناء .
( 8 ) قام القوم ما خلا زيدا : [قام] فعل ماض [القوم] فاعل مرفوع [ما] مصدريه ظرفية [خلا] فعل ماض معناه الاستثناء ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره هو يعود على البعض ، والتقدير قام القوم ما خلا بعضهم زيدا ، و[زيدا] مفعول به منصوب وما وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل نصب حال ، والتقدير "قام القوم خاليا بعضهم من زيد" .(1/71)
( 9 ) ضربا زيدا : [ضربا] مفعول مطلق لفعل محذوف وجوبا تقديره أضرب ضربا ، وهو مصدر نائب مناب فعله " اضرب " وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت [زيدا] مفعول به منصوب .
(10)… ما أحسن زيدا : [ما] تعجبية وهي نكرة موصوفة بمعنى شئ عظيم مبنية على السكون في محل رفع مبتدأ [أحسن] فعل تعجب مبني على الفتح ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره هو =
والعاشر : أفعل التفضيل(1) نحو : زيد أفضل من عمرو(2).
نظم ذلك بعضهم في قوله
بأمرٍ لفردٍ أوجبوا ستر مضمر(3) إذا كان مبدوءا بهمز تكلم وباسْمٍ لفعل الأمر أو لمضارع وفعل به جاء التعجب واضحا .
كذاك لقد جاء المضارع في الملا(4) أو النون أو تاء المخاطب ذي العُلا وأفعال الاستثناء ومصدر أُبْدِلا وأفعل تفضيل(5) به العدّ أُكملا .
…القسم الثاني : جائز الاستتار ، وهو ما يحله محله الظاهر ويكون في ماعدا ما تقدم(6) نحو زيد يقوم(7) أي هو ، وهذا الضمير جائز الاستتار لأنه يحل محله الظاهرفيقال زيد يقوم أبوه(8).
___________________________
= يعود على ما ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ [زيدا] مفعول به منصوب .
( 1 ) أفعل التفضيل لا يرفع فاعلا ظاهرا إلا في مسألة واحدة تسمى مسألة الكحل ، وهي لغة ضعيفة حكاها سيبويه وضابطها أن يكون في الكلام نفي بعد اسم جنس موصوف باسم التفضيل وبعده اسم يفضل على نفسه باعتبارين نحو : ما رأيت رجلا أحسن في عينيه الكحل منه في عين زيد ، فاحسن أفعل تفضيل وقد رفع فاعلا ظاهراً وهو الكحل وسيأتي ذلك في بابه .
( 2 ) زيد أفضل من عمرو : [زيد] مبتدأ مرفوع بالإبتداء [أفضل] خبر مرفوع بالمبتدأ و[أفضل] أفعل تفضيل يعمل عمل الفعل ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره هو [من عمرو] جار ومجرور ، من حرف جر عمرو مجرور بمن والجار والمجرور متعلق بأفضل .
( 3 )…الضمير المستتر لا يكون إلا فاعلا أو نائبه .
( 4 )…الملأ : الجماعة .
( 5 )…ويقال له اسم تفضيل .(1/72)
( 6 )…أي من المواضع التي يستتر فيها الضمير وجوبا .
( 7 ) زيد يقوم [زيد] مبتدأ مرفوع بالابتداء [يقوم] فعل مضارع مرفوع ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
( 8 )…زيد يقوم أبوه : [زيد] مبتدأ مرفوع بالابتداء [يقوم] فعل مضارع مرفوع [أبو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة [أبو] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل .
يقول الناظم
وَذُو اتِّصَالٍ مِنْهُ مَالاَ يُبْتَدَا كَالْيَاءِ وَالْكَافِ مِنِ ابْنِىاكْرَمَكْ(1) وَكُلُّ مُضْمَرٍ لَهُ الْبِنَا يَجِبْ لِلرَّفْعِ وَالنَّصْبِ وَجَرٍّنَا صَلَحْ وَأَلِفٌ وَالْوَاوُ وَالْنَّونُ لِمَاَ 0
وَمِنْ ضَمِيرِ الْرَّفْعِ مَا يَسْتَتِرُ .
وَلاَ يَلِي إِلاَّ اخْتِيَارَاً أَبَدَا وَالْيَاءِ وَالْهَا مِنْ سَلِيْهِ مَا مَلَكْ(2) وَلَفْظُ مَا جُرَّ كَلَفْظِ مَا نُصِبْ كَاعْرِفْ بِنَا فَإِنَّنَا نِلْنَا الْمِنَحْ(3) غَابَ وَغَيْرِهِ كَقَامَا وَاعْلَمَا(4) كَافْعَلْ أُوَافِقْ نَغْتَبِطْ إِذْ تَشْكُرُ(5) 0
قول الناظم :
وألف والواو والنون لما .
غاب وغيره كقام واعلما .
يشمل الغائب ، والمخاطب ، والمتكلم ، لأن قوله "وغيره" يدخل تحته المخاطب والمتكلم ، وليس كذلك ، لأن الثلاثة الأحرف لاتكون للمتكلم ، أصلا بل للغائب ، والمخاطب .......
___________________________
( 1 )…إبني أكرمك : [إبني] مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ماقبل الياء متكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها إلا كسر ما قبلها [إبن] مضاف و[الياء] ضمير متصل مبنى على السكون في محل جر بالإضافة [أكرم] فعل ماض وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على ابنى و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .(1/73)
( 2 ) … سليه ما ملك : [سلي] فعل أمر متصرف من سأل تنصب مفعولين مبنى على حذف النون و[الياء] ضمير متصل في محل رفع فاعل و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعوله الأول [ما] اسم موصول بمعنى الذي في محل نصب مفعوله الثاني [ملك] فعل ماض ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره "هو" وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول والعائد محذوف تقديره سليه الذي ملكه .
( 3 )…اعرف بنا فإننا نلنا المنح : تقدم إعرابها صفحة ( 64 ) .
( 4 )…قاما واعلما :[قاما] فعل وفاعل [قام] فعل ماض ، و[ألف التثنية] ضمير متصل في محل رفع فاعل [واعلما] [الواو] حرف عطف [اعلما] فعل أمر مبنى على حذف النون و[ألف التثنية] ضمير متصل في محل رفع فاعل .
( 5 )…تقدم إعراب هذه الأمثلة صفحة ( 66 ) .
كما سبق ذكره(1).
إلا أن تمثيله رحمه الله بقام وهو للغائب ، واعلما وهو للمخاطب ، كاف عن توضيح ذلك .
وأما الضمير المستتر وجوبا فقد ذكر له الناظم أربعة مواضع وذلك في قوله :
ومن ضمير الرفع ما يستتر .
كافعل اوافق نغتبط إذ تشكر
وقد تقدم أنها عشرة مواضع ، والمستتر من الضمائر لايكون إلا فاعلا ، أو نائبه فقط .
@ الضَّمِيْرُ الْمُنْفَصِل @
…الضمير المنفصل هو ما يفتتح به النطق أي الذي يبدأ به النطق في الكلام نحو : أنا مؤمن(2) ويقع بعد إلا في الاختيار نحو : ما قام إلا أنا(3).
وهو قسمان : مرفوع ومنصوب فالمرفوع نحو : أنا مؤمن ، وأنت مؤمن ، وهو مؤمن ، ونحن مؤمنون(4) وفرعها(5) والمنصوب نحو إياي تريد(6) وإيانا تريد(7)
___________________________
( 1 )…صفحة ( 64 ) .
( 2 ) أنا مؤمن : [أنا] ضمير منفصل مبنى على السكون في محل رفع مبتدأ [مؤمن] خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره .
( 3 )…ما قام إلا أنا : [ما] نافية [قام] فعل ماض [إلا] أداة حصر [أنا] ضمير منفصل مبنى على السكون في محل رفع فاعل .(1/74)
( 4 ) نحن مؤمنون : [نحن] ضمير منفصل مبنى على الضم في محل رفع مبتدأ [مؤمنون] خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
( 5 )…أي إلى اثنتي عشرة كلمة نحو: أنت ، بفتح التاء وكسرها ، وأنتما ، وأنتم ، وأنتن ، وهو ، وهي ، وهما ، وهم ، وهن .
( 6 )…إياي تريد : [إيا] ضمير منفصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم و[الياء] حرف تكلم مبني على الفتح لا محل له من الاعراب [تريد] فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت .
( 7 )… إيانا تريد :[إيا]ضمير منفصل في محل نصب مفعول به مقدم و[نا]حرف تكلم مبنى على السكون لا محل له من الإعراب [تريد] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت .
إلى آخره(1)
ثم اعلم أنه متى أمكن أن يؤتى بالضمير متصلا بعامله فلا يجوز العدول عنه إلى المنفصل لما فيه من الاختصار إلا في باب سلنيه ، وكنته ، وخلتنيه ، كما سيأتي فلا يجوز "أكرمت إياك" لأنه يمكن الإتيان بالمتصل فتقول أكرمتك(2) .
وأما قول الفرزدق أبو فراس همام بن غالب :
13- بِالْبَاعِثِ الْوَارِثِ الأَمْوَاتَِ قَدْ ضَمِنَتْ
إِيَّاهُمُ الأًرْضُ فِي دَ هْرِالدَّ هَارِيْرِ
فضرورة خاصة بالشعر لاتجوز في سعة الكلام .
___________________________
( 1 )…أي إلى اثنتي عشرة كلمة نحو : إياك ، بفتح الكاف وكسرها ، وإياكما ، وإياكم ، وإياكن ، وإياه وإياها ، وإياهما ، وإياهم ، وإياهن ، والأصح أن الضمير "إيا" وحدها وضع مشتركاً فميز باللواحق وهي حروف فالياء ، ونا ، حرفا تكلم ، والكاف حرف خطاب ، والهاء حرف غيبة والميم في إياهم ، وإياكم حرف دال على جمع الذكور ، وفي إياهما وإياكما حرف عماد ، والألف دال على التثنية ، والنون علامة جمع الإناث .(1/75)
( 2 )…أكرمتك : فعل وفاعل ومفعول [أكرم] فعل ماض مبنى على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك و[التاء] ضمير متصل مبنى على الضم في محل رفع فاعل و[الكاف] ضمير متصل مبنى على الفتح في محل نصب مفعول به .…
13- اللغة : [بالباعث] الذي يبعث الأموات و[الوارث] هو الذي ترجع إليه الأملاك بعد فناء الملاك [ضمنت] أي شملت وتكفلت بهم .
الإعراب : [بالباعث] جار ومجرور [الباء] حرف قسم وجر و[الباعث] مقسم به مجرور بالباء وعلامة جره كسر الهاء تأدبا ، والجار والمجرور متعلق بحلفت في البيت قبله ، وهو صفة أُوْلى لموصوف محذوف تقديره حلفت بالله الباعث [الوارث] صفة ثانية والصفة تتبع الموصوف في الإعراب تبعته في الجر وعلامة جره كسر آخره [ويجوز] أن يكون الباعث مضاف والوارث مضاف إليه و[الوارث] مضاف و[الأموات] مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله…[ويجوز] نصبه على أنه مفعول به تنازعه الوصفان الباعث والوارث وأُعْمِل فيه الثاني وأُضمر في الأول وحذف ضمير من الأول لكونه فضلة [قدضمنت] [قد] حرف تحقيق [ضمن] فعل =
يقول الناظم
وَذُو ارْتِفَاعٍ وَانْفِصَالٍ أَنَا هُوْ وَذُو انْتِصَابٍ فِي انْفِصَالٍ جُعِلاَ وَفِي اخْتِيَارٍ لاَ يَجِئُ الْمُنْفَصِلْ .
وَأَنْتَ وَالْفُرُوعُ لاَ تَشْتَبِهُ(1) إِيَّايَ وَالْتَّفْرِيعُ(2) لَيْسَ مُشْكِلاَ إِذَا تَأَتَّى أَنْ يَجِئَ الْمُتَصِلْ .
@ فَصْلُ الضَّمِيْرِ وَوَصْلِهِ @
…تقدم أنه لايجوز فصل الضمير إذا أمكن وصله ويستثنى من ذلك باب سلنيه وكنته وخلتنيه فإنه يجوز أن يؤتى فيها بالضمير منفصلا مع إمكان أن يؤتى به متصلا . …وهو ثلاثة أقسام القسم الأول ما يتعدى إلى مفعولين الثاني منهما ليس خبرا في الأصل(3) لأن الفعل ليس ناسخاً نحو : الدرهم سلنيه(4)، فيجوز في هاء سلنيه الاتصال والانفصال نحو : سلنيه(5) ................................................................
___________________________(1/76)
= ماض مبنى على الفتح و[التاء] علامة التأنيث حرف مبنى على السكون لامحل له من الإعراب [إياهم] [إيا] ضمير منفصل في محل نصب مفعول به مقدم على الفاعل و[الهاء] حرف دال على الغيبة ، و[الميم] علامة الجمع [الارض] فاعل ضمن مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره [في دهر] جار ومجرور ، متعلق بضمن [دهر] مضاف و[الدهارير] مضاف إليه مجرور .
( 1 ) أي الفروع الناشئة عن هذه الأصول لا تشتبه " فأنا " فرعه "نحن" لأن المفرد أصل للجمع ، وأنت بفتح التاء فروعه أنت بكسرها وأنتما إلخ وقد تقدمت جميعها صفحة ( 68 ) .
( 2 )…فالمنفصل إياي وفروعه " إيانا " وقد تقدمت صفحة ( 68 / 69 ) .
( 3 )…فَدِرْهَماً : من قولك [سألت زيدا درهما] مفعول ثان لسأل وليس أصله خبرا إذ لا يصح زيد درهم .
( 4 )…الدرهم سلنيه : [الدرهم] مبتدأ مرفوع بالابتداء [سلنيه] [سل] فعل أمر ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول ، و[الهاء] ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به ثان ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
( 5 )…سلنيه : [سل] فعل أمر ، و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به =
وسلني إياه(1) وظاهر كلام ابن مالك أنه يجوز في سلنيه وما أشبهه(2) الاتصال والانفصال على السواء ، وظاهر كلام سيبويه أن الاتصال فيها واجب وأن الانفصال مخصوص بالشعر.…
القسم الثاني : مايرفع المبتدأ وينصب الخبر لأنه فعل ناسخ نحو: الصديق كنته(3) فيجوز في "هاء" ، كنته الاتصال والانفصال نحو : كنته ، وكنت إياه(4) والمختار عند ابن مالك الاتصال واختار سيبويه الانفصال .
…القسم الثالث : ما يتعدّى إلى مفعولين الثاني منهما خبر في الأصل لأنه فعل ناسخ نحو: زيد خلتنيه(5) فيجوز في هاء خلتنيه الاتصال والانفصال نحو خلتنيه ، وخلتني إياه(6)
___________________________(1/77)
= أول و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به ثان .
( 1 )…سلني إياه : [سل] فعل أمر ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول [إياه] [إيا] ضمير منفصل في محل نصب مفعول به ثان و[الهاء] حرف غيبه مبنى على الضم لا محل له من الاعراب .
( 2 )…مما يتعدى إلى مفعولين ليس الثاني منهما خبرا نحو: أعطيتنيه .
( 3 )…الصديق كنته : [الصديق] مبتدأ مرفوع بالابتداء [كنته] [كان] فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر و[التاء] ضمير متصل مبنى على الضم في محل رفع اسمها و[الهاء] ضمير متصل مبنى على الضم في محل نصب خبرها وجملة كان واسمها في محل رفع خبر المبتدأ .
( 4 )…كنت اياه : [كنت] كان فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر و[التاء] ضمير متصل في محل رفع اسمها [إيا] ضمير منفصل في محل نصب خبرها و[الهاء] حرف دال على الغيبة لا محل له من الاعراب .
( 5 )…زيد خلتنيه : [زيد] مبتدأ مرفوع بالابتداء [خلتنيه] [خال] فعل ماض تنصب مفعولين مبنى على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به ثان ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
( 6 )…خلتني إياه : [خال] فعل ماض تنصب مفعولين مبنى على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك
و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول [إياه] [إيا] ضمير منفصل في محل نصب مفعول به ثان لخال و[الهاء] حرف =
والمختار عند ابن مالك الاتصال واختار سيبويه الانفصال(1).
يقول الناظم
وَصِلْ أَوِ افْصِلْ هَاءَ سَلْنِيهِ وَمَا كَذَاكَ خِلْتَنِيْهِ وَاتِّصَالا .
أَشْبَهَهُ (2) فِي كُنْتُهُ الْخُلْفُ انْتَمَى(3)
أَخْتَارُ غَيْريْ اخْتَارَ الا نْفِصَالا .(1/78)
…اعلم أن ضمير المتكلم أخص أي أعرف من ضمير المخاطب وضمير المخاطب أخص من ضمير الغائب فإذا اجتمعت الضمائر فإن كانت متصلة وجب تقديم الأخص منها فتقول الدرهم أعطيتكه(4) بتقديم ضمير المتكلم وهو التاء على ضمير المخاطب وهو الكاف لأن ضمير المتكلم أخص من ضمير المخاطب وتقديم ضمير المخاطب وهو الكاف على ضمير الغائب لأَن ضمير المخاطب أخص من ضمير الغائب ولايجوز في حال الاتصال تقديم الغائب فلا يقال : أعطيتهوك ، وأعطيتهوني ، وأجازه قوم(5) ومنه ما رواه ابن الأثير(6)..............
___________________________
= دال على الغيبة لا محل له من الإعراب .
( 1 )…اعلم أن الانفصال أرجح من الاتصال عند الجمهور إذا كان العامل ناسخا نحو: كنت إياه ، وخلتنى إياه ، لأنه الأكثر ولأن الضمير خبر وحق الخبر الانفصال وأن الاتصال إذا كان العامل غير ناسخ نحو : سلنيه ، وأعطنيه ، أرجح لأنه لم يرد في القرآن الكريم في مثله إلا الوصل نحو : { فسيكفيكهم الله } { إن يسألكموها } { أنُلْزِمكموها } والله أعلم .
( 2 )…مما يتعدى إلى مفعولين ليس الثاني منهما خبرا نحو أعطيتنيه .
( 3 )…انتمى : معناه انتسب أي أن الخلاف في هذه المسألة معروف وكل قول فيه معروف النسبة إلى قائله .
( 4 )…الدرهم اعطيتكه : [الدرهم] مبتدأ مرفوع بالابتداء [أعطيتكه] [أعطيت] فعل وفاعل [أعطى] فعل ماض تنصب مفعولين و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به ثان وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
( 5 ) منهم المبرد - أبو العباس أحمد بن يزيد - وكثير من القدماء إلا أن الفصل عندهم أحسن .
( 6 ) ابن الأثير: هو أبو السعادات المبارك بن محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد مجد الدين الشيباني الجزري المعروف بابن الأثير المتوفي سنة ست وستمائة هجرية .(1/79)
في النهاية(1) من قول عثمان بن عفان رضي الله عنه ( أَرَاهُمُنِي الباطلُ شيطانا"(2) ) والقياس أراهم إياي ، أراد أن الباطل جعلني عندهم شيطانا .
…وأما في حال الانفصال وعند أمْنِ اللبس فأنت بالخيار فإن شئت قدمت الأخص نحو : الدرهم أعطيتك إياه(3).
… وأعطيتني إياه(4)وإن شئت قدمت غير الأخص نحو : أعطيته إياك(5)، وأعطيته إياي(6). …فإن حصل لبس لم يجز تقديم غير الأخص على الأخص فإن قلت : زيد أعطيتك إياه ، لم يجز تقديم ضمير الغائب فلا تقول : زيد أعطيته إياك ،لأنه لا يعلم هل زيد مأخوذ أو آخذ .
…وإن اجتمع ضميران وكانا منصوبين واتحدا في الرتبة بأن كانا ضميري تكلم ..........
___________________________
( 1 ) النهاية في غريب الحديث 2/177.
( 2 )…( أراهمنى الباطل شيطانا ) : [أرى] فعل ماض تنصب ثلاثة مفاعيل و [الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به ثان [الباطل] فاعل مرفوع [شيطانا] مفعول ثالث لأرى .
( 3 )…الدرهم أعطيتك إياه : [الدرهم] مبتدأ مرفوع بالابتداء [أعطيتك] [أعطيت] فعل وفاعل [أعطى] فعل ماض تنصب مفعولين مبنى على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول [إياه] [إيا] ضمير منفصل في محل نصب مفعول به ثان و[الهاء] حرف دال على الغيبة لامحل له من الإعراب .
( 4 ) أعطيتنى إياه : [أعطيت] فعل وفاعل [أعطى] فعل ماض مبنى على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول [إياه] [إيا] ضمير منفصل في محل نصب مفعول به ثان و[الهاء] حرف دال على الغيبة لا محل له من الإعراب .(1/80)
( 5 )…أعطيته إياك : [أعطيته] فعل وفاعل ومفعول أول [أعطى] فعل ماض و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول [إياك] [إيا] ضمير منفصل في محل نصب مفعول به ثان و[الكاف] حرف دال على الخطاب لا محل له من الإعراب .
( 6 )…أعطيته إياي : [أعطيته] إعرابه كسابقه و [إياي] [إيا] ضمير منفصل في محل نصب مفعول به ثان و[الياء] حرف دال على التكلم لامحل له من الإعراب .
…
أو خطاب أو غيبة فإنه يجب الفصل في أحدهما .
نحو : أعطيتني إياي(1) وأعطيتك إياك(2) وأعطيته إياه(3).
…ولايجوز اتصال الضميرين فلا يقال: أعطيتنينى ، ولا أعطيتكك ، ولا أعطيتهوه ، إلا أن كانا لغائبين واختلف لفظهما(4) بأن كان أحدهما مثنى والآخر مفردا فقد يتصلان نحو : الزيدان الدرهم أعطيتهماه(5).
___________________________
( 1 )…أعطيتنى إياي : [أعطيت] فعل وفاعل [أعطى] فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول [إياي] [إيا] ضمير منفصل في محل نصب مفعول به ثان و[الياء] حرف دال على التكلم لامحل له من الاعراب .
( 2 )…أعطيتك إياك : [أعطيت] فعل وفاعل [أعطى] فعل ماض ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول [إياك] [إيا] ضمير منفصل في محل نصب مفعول به ثان و[الكاف] حرف دال على الغيبة لا محل له من الاعراب .
( 3 )…أعطيته إياه : [أعطيته] فعل وفاعل ومفعول [أعطى] فعل ماض ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول [إياه] [إيا] ضمير منفصل في محل نصب مفعول به ثان و[الهاء] حرف دال على الغيبة لامحل له من الاعراب .
( 4 )…وإليه اشار ابن مالك في الكافية بقوله :
مع اختلاف ما ونحو ضمنت .
إياهم الأرض الضرورة اقتضت .(1/81)
وربما أثبت هذا البيت في بعض نسخ الألفية وليس منها ، وأشار بقوله : ونحو ضمنت إلىآخرالبيت إلى أن الاتيان بالضمير منفصلا في موضع يجب فيه اتصاله ضرورة وقد مر هذا صفحة ( 69 ) .
( 5 ) …الزيدان الدرهم أعطيتهماه : [الزيدان] مبتدأ أول مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد [الدرهم] مبتدأ ثان مرفوع [أعطيتهما] [أعطيت] فعل وفاعل [أعطى] فعل ماض ، والتاء ضمير متصل في محل رفع فاعل و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول أول و[الميم] حرف عماد و[الألف] حرف دال على التثنية لا محل له من الاعراب و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به ثان ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ الثاني ، والمبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول .
يقول الناظم
وَقَدِّمِ الأَخَصَّ فِي اتِّصَالِ وَفِي اتِّحَادِ الْرُّتْبَةِ الْزَمْ فَصْلا .
وَقَدِّ مَنْ مَاشِئْتَ فِي انْفِصَالِ وَقَدْ يُبِيْحُ الْغَيْبُ فِيهِ وَصْلا .
قول الناظم ( وقد من ماشئت في انفصال ) ليس على إطلاقه لأنه لايجوز تقديم الضمير غير الأخص حال الانفصال إلا عند أمن اللبس كما تقدم(1).
@ نُوْنُ الْوِقَايَةِ وَاتِّصَالُهَا بِبَعْضِ الأَلْفَاظ @
…إذا اتصل بالفعل ياء المتكلم لحقته لزوما نون تسمى نون الوقاية ، سميت بذلك لأنها تقي الفعل من الكسر ، ومن التباسه بالاسم ، فالأول نحو : أكرمني ، إذ لو قيل أكْرَمِي لانكسر آخر الفعل والكسر خاص بالاسم ، والثاني نحو: ضَرَبَنِى ، إذ لو قيل ضَرَبِى لالتبس بالضَّرَبِ وهو اسم للعسل الأبيض الغليظ .
…وتلحق الفعل "نون الوقاية" سواء كان ماضياً ، أو مضارعاً ، أو أمراً ، نحو : أكْرَمَنِى زيد(2) ويكرمنى زيد(3) وأكْرِمْنِي(4).
…وقد جاء في النظم حذف نون الوقاية مع الفعل الماضي ، ليس(5) كقول رؤبة بن العجاج .
___________________________(1/82)
( 1 )…صفحة ( 74 ) .
( 2 )…أكرمنى زيد : [أكرم] فعل ماض و[النون] للوقاية حرف مبنى على الكسر لامحل له من الاعراب و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [زيد] فاعل مرفوع .
( 3 )…يكرمنى زيد : [يكرم] فعل مضارع مرفوع و[النون] للوقاية حرف مبنى على الكسر لا محل له من الإعراب و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [زيد] فاعل مرفوع .
( 4 )…أكْرِمْنِي : [أَكْرِم] فعل أمر مبنى على السكون ، والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره أنت و[النون] للوقاية حرف مبنى على السكون لا محل له من الإعراب و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
( 5 )…لأنها شبيه بالحرف في الجمود ، ولايجيء ليس في غير النظم إلا بالنون كغيره من الأفعال كقول بعض العرب "عليه رجلا ليسني" أي ليلزم رجلا غيرى .
14- عَدَدْتُ قَوْمِي كَعَدِيدِ الطَّيْسِ .
إِذْ ذَهَبَ الْقَوْمُ الْكِرَامُ لَيْسِي .
واختلف في فعل التعجب هل تلزمه نون الوقاية نحو : ما أَفْقَرَنِيْ إلى عفو الله(1) أم لا تلزمه نحو : ما أفقري إلى عفو الله(2) والراجح أنها تلزمه(3).
___________________________
14- اللغة : [الطيس] الرمل الكثير.(1/83)
… الإعراب : [عددت] فعل وفاعل [عدد] فعل ماض و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [قومي] مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها إلا كسر ما قبلها [قوم] مضاف و[الياء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [كعديد] جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لموصوف محذوف تقديره ، عددتهم عدا مثل عديد و[عديد] مضاف و[الطيس] مضاف إليه مجرور [إذ] ظرف لما مضى من الزمان بمعنى وقت ، خافض لشرطه منصوب بجوابه مبنى على السكون في محل نصب على الظرفيه متعلق بعددت [ذهب] فعل ماض [القوم] فاعل مرفوع [الكرام] نعت للقوم والنعت يتبع المنعوت في إعرابه تبعه في رفعه ، والجملة في محل جر بإضافة إذ إليها [ليس] فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر ، واسمها مستتر فيها جوازا تقديره هو و[الياء] ضمير متصل في محل نصب خبر ليس .
…الشاهد فيه : قوله ( ليسي" حيث حذف نون الوقاية من ليس مع أنها لازمة لجميع الأفعال قبل ياء المتكلم وذلك شاذ ) .
( 1 )…ما أفقرني إلى عفو الله : [ما] تعجبيه نكرة موصوفة بمعنى شئ عظيم مبنى على السكون في محل رفع مبتدأ [أفقر] فعل تعجب مبنى على الفتح ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقدير هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [إلى عفو] جار ومجرور ، متعلق بأفقرني [عفو] مضاف و[لفظ الجلالة] مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر الهاء تأدبا .
( 2 )…ما أفقري إلى عفو الله : إعرابه كسابقه ، إلا أنه بدون نون الوقاية .
( 3 ) وهو مذهب البصريين ، لأن أفعل التعجب عندهم فعل ، والفعل تلزمه نون الوقاية لتقيه من الكسر ، وذهب الكوفيون إلى أن أفعل التعجب اسم ، والاسم لا تتصل به نون الوقاية لأنها إنما تدخل على الأفعال لتقيها الكسر .(1/84)
…وتتصل نون الوقاية بالحروف الناسخة التي تنصب الاسم وترفع الخبر وهي " ليت ، ولعل ، وإن بالكسر وأن بالفتح ، ولكن ، وكأن " ، فتدخل على ليت بكثرة(1) نحو قوله تعالى : { يَالَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ(2)} ، ويندر حذفها من ليت نحو : "ليتي" .
ومنه قول زيد الخير الطائي رضي الله عنه :
15- كَمُنْيَةِ جَابِرٍ إِذْ قَالَ لَيْتِي .
أُصَادِفُهُ وَأَفْقِدُ جُلَّ مَالِي .
___________________________…
( 1 )…لمزيتها على أخواتها في الشبه بالفعل لأنها بمعنى أتمنى .
( 2 )…{ ياليتنى كنت معهم } : [يا] حرف تنبيه مبنى على السكون لا محل له من الاعراب [ليت] حرف تمنى ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب اسم ليت [كنت] كان فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر و[التاء] ضمير متصل في محل رفع اسمها [مع] ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية [مع] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة و[الميم] علامة الجمع ، والظرف وما أضيف إليه متعلق بمحذوف خبر كان ، وجملة كان واسمها وخبرها في محل رفع خبر ليت .
15- اللغة : [المنية] اسم للشئ الذي نتمناه [جل مالى] معظمه .(1/85)
… الإعراب : [كمنية] جار ومجرور [منية] مضاف و[جابر] مضاف إليه مجرور ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لمصدر محذوف تقديره " تمنى مزيدٌ تمنيا كائنا كمنيه جابر - ومزيد مذكور في بيت قبل هذا البيت - [إذ قال ليتى] [إذْ] ظرف لما مضى من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه [قال] فعل ماض ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هي [ليت] حرف تمن ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر و[الياء] ضمير متصل في محل نصب اسمها [أصادف] فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر ليت [وأفقد] [الواو] حاليه [أفقد] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا [جل] مفعول به منصوب [جل] مضاف و[مالي] مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المعل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها الا كسر ما قبلها [مال] مضاف و[الياء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
الشاهد فيه : قوله ( ليتي ، حيث حذف نون الوقاية منها وهو نادر والكثير في لسان العرب ثبوتها )
…وأما لعل فعكس ليت فالأكثر تجريدها من نون الوقاية(1) كقوله تعالىحكاية عن فرعون { لَعَلِّي أَبْلُغُ الأَسْبَابَ(2)} ويقل ثبوتها نحو : لعلني ، ومنه قول الشاعر :
16- فَقُلْتُ أَعِيْرَانِي الْقَدُومَ لَعَلَّنِي .
أَخُطُّ بِهَا قَبْراً لأ بْيَضَ مَاجِدِ .
وأما بقية أخوات ليت ولعل فأنت مخير في إلحاق النون وعدمه على السواء فتقول ............
___________________________
( 1 )…لأنها أبعد عن الفعل لشبهها بالحرف فقد تستعمل جارة نحو :
لعلَّ أَبِي المغوار منك قريب .
ولأنها في بعض لغاتها يقال فيها " لَعَنَّ " بالنون فلو لحقتها نون الوقاية بكثرة لشمل حالة كونها بالنون فيجتمع ثلاث نونات متواليات وفيه ثقل .(1/86)
( 2 )…{ لعلي أبلغ الاسباب } : [لعل] حرف ترج ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر و[الياء] ضمير متصل في محل نصب اسمها [أبلغ] فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا [الأسباب] مفعول به منصوب ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر لعل .
…16- اللغة : [أعيراني] أعطياني على سبيل العارية [القدوم] آلة النجار التي ينجر بها الخشب [أخط بها قبرا] أ نحت بها قبراً ، أراد بالقبر غمد السيف [أبيض ماجد] صفتان للسيف .
…الإعراب : [فقلت] [الفاء] بحسب ما قبلها [قلت] فعل وفاعل [قال] فعل ماض و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [أعيراني] [أعيرا] فعل أمر ينصب مفعولين مبنى على حذف النون و[ألف التثنية] ضمير متصل في محل رفع فاعل و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول [القدوم] مفعول به ثان منصوب [لعل] حرف ترج ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب اسم لعل [أخط] فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا [بها] جار ومجرور [الباء] حرف جر و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالباء ، والجار والمجرور متعلق بأخط و[قبرا] مفعول به لأخط منصوب ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر لعل [لأبيض] جار ومجرور [الباء] حرف جر و[أبيض] مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف للصفه ووزن الفعل والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لموصوف محذوف تقديره لِسَيْف كائن أبيض و[ماجد] نعت ثان لسيف مجرور وعلامة جره كسر آخره .
…الشاهد فيه : قوله ( "لعلني" حيث أثبت نون الوقاية فيها وهو نادر ) .
إِنِّي ، وإِنَّني ، وأَنِّي ، وأَنَّني ، ولكِنِّي ، ولكِنَّني ، وكأَنِّى ، وكأَنَّني ، وتدخل نون الوقاية على حرفين من حروف الجر وهما مِن وعَن فتقول : مِنِّى وعَنِّى بالتشديد ولا تحذف منهما إلا شذوذا نحو : مِنِى ، وعَنِى بالتخفيف ومنه قول الشاعر :(1/87)
17- أَيُّهَا السَّائِلُ عَنْهُمْ وَعَنِي .
لَسْتُ مِنْ قَيْسٍ وَلاَ قَيْسُ مِنِي .
…وأما" لدني " وهو ظرف مكان فالأكثر اتصاله بنون الوقاية نحو : لدُنِّي بالتشديد وبه قرأ الستة(1) عدا نافع(2)
___________________________
…17- اللغة : قيس أبو قبيلة وهو قيس عيلان أخو إلياس بن مضر بن نزار ابن معد بن عدنان .
الإعراب : [أيها السائل] [أي] منادى حذف منه حرف النداء تقديره يا أيها مبنى على الضم في محل نصب و[الهاء] حرف دال على التنبيه [السائل] نعت لأي والنعت يتبع المنعوت في إعرابه تبعه في رفعه على اللفظ وعلامة رفعه ضم آخره [عنهم] جار ومجرور [عن] حرف جر و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بعن و[الميم] علامة الجمع ، والجار والمجرور متعلق بسائل [وعني] [الواو] حرف عطف [عني] جار ومجرور [عن] حرف جر و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متص في محل جر بعن ، والجار والمجرور متعلق بسائل [لست] [ليس] فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر و[التاء] ضمير متصل في محل رفع اسمها [من قيس] جار ومجرور [من] حرف جر و[قيس] مجرور بمن وعلامة جره كسر آخره على إرادة أبي القبيلة ويجوز منعه من الصرف للعلمية والتأنيث المعنوي على إرادة القبيلة ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بمحذوف خبر ليس [ولا قيس منى] [الواو] حرف عطف و[لا] نافية [قيس] مبتدأ مرفوع بالإبتداء [مني] جار ومجرور [من] حرف جر و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل جر بمن ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ .
…الشاهد فيه : قوله ( عَنِي ، ومِنِي / بالتخفيف حيث حذف نون الوقاية منهما شذوذا مع أنها تلزمهما فتقول " عَنِّي " و " مِنِّي " بالتشديد ) .
( 1 )…الستة القراء هم ( ابن كثير أبو محمد عبد الله المكي ، وأبو عمرو زياد بن العلاء البصرى ، وعبدالله بن عامر اليحصبى ، وأبوبكر عاصم بن ابى النجود ، وحمزه بن حبيب الزيات ، وأبوالحسن على بن حمزة الكسائي النحوي ) .(1/88)
( 2 )…نافع بن عبد الرحمن بن أبى نعيم المدني وهو تمام السبعة القراء .
في قوله تعالى { قَدْ بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْراً(1)} ويقل حذفها نحو : لَدُنِي بالتخفيف وبه قرأ نافع { مِنْ لَدُنِي عذرا } وكذلك" قد " و" قط " اللذان بمعنى حَسْب ، الأكثر فيهما لزوم النون(2) ويقل حذفه نحو : قدي ، وقطي ، اسم بمعنى حسبي(3) وقد اجتمع الحذف والإثبات في قول أبي نخيلة حميد بن مالك الأرقط :
18- قَدْنِيَ مِنْ نَصْرِ الْخُبَيْبَيْنِ قَدِي .
لَيْسَ الإِمامُ بالشَّحِيْحِ الْمُلْحِدِ .
___________________________
( 1 ) { قد بلغت من لدني عذرا } : [قد] حرف تحقيق[بلغت] فعل وفاعل [بلغ] فعل ماض مبنى على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [من] حرف جر [لدني] ظرف مكان مبنى على السكون في محل جر بمن و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [عذراً] مفعول به لبلغ منصوب .
( 2 )…وأما قد الحرفية نحو : قد قام زيد ، وقط الظرفية ، نحو : ما فعلته قط - أي مذ أن خلقت - فلا يتصلان بياء المتكلم أصلا فضلاً عن إلحاق نون الوقاية ، وقد تستعمل قد وقط اسمي فعل بمعنى يكفى أو كفى فتلزمهما حينئذ نون وقاية كالأفعال .
( 3 )…قد ، وقط ، إذا كانا بمعنى حسب فالغالب بناؤهما على السكون وقد يكسران وقد يعربان .
18- اللغة : [قدي] حسبي وكفاني [الخبيبين] قيل أراد بهما عبد الله بن الزبير وأخاه مصعباً على التغليب لأن عبد الله كان يكنى أبا خبيب[الشحيح] البخيل[الملحد] الجائر المائل عن الحق .(1/89)
الإعراب : [قدني] بمعنى حسبي [قد] مبتدأ مبنى على السكون و[النون] للوقاية و[قد] مضاف و[الياء] ضمير متصل في محل جر بالاضافة [من نصر] جار ومجرور [من] حرف جر زائد [نصر] خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد و[نصر] مضاف و[الخبيبين] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لانه مثنى و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد [قدى] بمعنى حسبي [قد] مبتدأ مبنى على السكون في محل رفع وهو مضاف و[الياء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [ليس] فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر [الإمام] اسمها مرفوع بها [بالشحيح] جار ومجرور [الباء] حرف جر زائد [الشحيح] خبر ليس منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد [الملحد] نعت للشحيح تبعه في جره على اللفظ وعلامة جره كسر آخره . =
يقول الناظم
وَقَبْلَ يَالنَّفْسِ مَعَ الْفِعْلِ الْتُزِمْ وَلَيْتَنِي فَشَا(1) وَلَيْتِي نَدَرَا(2) فِي الْبَاقِيَاتِ وَاضْطِرَارَاً خَفَّفَا وَفِي لَدُنِّي لَدُنِي قَلَّ وَفِي .
نُونُ وِقَايَةٍ وَلَيْتِي قَدْ نُظِمْ وَمَعْ لَعَلَّ اعْكِسْ وَكُنْ مُخَيَّرَا مِنِّى وَعَنِّي بَعْضُ مَنْ قَدْ سَلَفَا قَدْنِي وَقَطْنِىالْحَذفُ أيْضَاً قَدْ يَفِي(3) .
قول الناظم ( وكن مخيرا في الباقيات ) يعني أن نون الوقاية تدخل على إن وأخواتها فتدخل على ليت بكثرة ، وعلى "لعل" بقلة ، وأنت بالخيار في إلحاقها ببقية الحروف نحو : "إني وإنني ، وأني وأنني ، ولكني ولكنني ، وكأني وكأنني وقد تقدم ذلك .
*******
___________________________
=…الشاهد فيه : قوله ( قدني ، وقدي ، حيث أثبت نون الوقاية في الأول على الكثير وحذفها في الثاني على القليل ) .
( 1 )…فشا : كثر وذاع .
( 2 )…ندر : قل وشذ .(1/90)
( 3 ) يفى : من الوفاء يقال وفى الشئ يفي إذا تم ، وضبطه بعضهم بالنون من النفي والتقدير والحذف أيضا قد نفي من قدني ، وقطني .
@ الْعَلَمُ @
…العلم لغةً يطلق على معان كثيرة منها الجبل(1)، ومنها الراية التي تجعل شعاراً للدولة .
…وهو مشتق من العلامة لأنه علامة على مسماه ، وقيل مشتق من العِلْم بكسر العين لأنه يعلم به مسماه ، واصطلاحاً: اسم يعين المسمى مطلقاً(2) نحو : جعفر اسم رجل ، وخِرْنِقَ اسم امرأة من شواعر العرب(3) وقرن اسم قبيلة(4) وعدن اسم مدينة(5) ولاحق اسم فرس(6) وشذقم اسم جمل(7) وهيلة اسم شاة لبعض العرب ، وواشق اسم كلب ، وتنويع الأمثلة تنبيه على أن مسميات الأعلام عقلاء وغيرهم .
@ أَقْسَامُ الْعَلَم @
…ينقسم العلم إلى أنواع متعددة باعتبارات مختلفة ، فينقسم من حيث هو إلى ثلاثة أقسام : اسم ، وكنية ، ولقب .
…فالاسم كلمة دلت على معنى في نفسها ولم تقترن بزمن نحو: زيد .
والكنية ما صدرت بأب ، أو أم ، نحو : أبوزيد ، وأم زيد ، وأم عريط للعقرب .
واللقب ما أشعر بمدح كزين العابدين(8)
___________________________
( 1 )…قال تعالى { وله الجواري المنشئآت في البحر كالاعلام } فالجواري السفن ، والأَعلام الجبال .
( 2 )…مطلقا : أي بلا قيد تكلم أو خطاب أو غيبة .
( 3 )…خِرنق : بكسر الخاء وسكون الراء وكسر النون - بنت بدر بن هفان بن مالك ، و هي أخت طرفة بن العبد صاحب إحدى المعلقات السبع أُخته لأمه ، وخرنق اسم منقول من ولد الأرنب سميت به لشبهها بالأرنب في اللين .
( 4 )…قَرَن : بفتح القاف والراء ، اسم قبيلة ينسب إليها أو يس القرني ، وغلط الجوهري - أبو نصر اسماعيل بن حماد - في قوله إنه ينسب إلى قَرْن المنازل بسكون الراء .
( 5 )…عدن : بفتحتين بلد بساحل اليمن .
( 6 )…لاحق : اسم فرس كان لمعاوية بن أبى سفيان رضي الله عنهما .(1/91)
( 7 )…شذقم : علم على فحل من الإبل كان للنعمان بن المنذر وإليه تنسب الإبل الشذقمية .
( 8 )…زين العابدين : لقب علي بن الحسين بن علي بن أبى طالب رضي الله عنهم .
أو ذم كأنف الناقة(1) وإذا اجتمع الاسم واللقب وجب تأخير اللقب نحو : جاء علي زين العابدين(2) وجاء جعفر أنف الناقة(3) ولايجوز تقديم اللقب على الاسم(4) فلا يقال : جاء زين العابدين علي ، ولا جاء أنف الناقة جعفر(5).
…وقد جاء تقديم اللقب شذوذا في قول جنوب أخت عمرو ذي الكلب بن عجلان :
19-بِأَنَّ ذَا الْكَلْبِ عَمْراً خَيْرَُهُمْ حَسَباً .
بِبَطْنِ شِرْيَانَ يَعْوِي حَوْلَهُ الذِّيبُ .
___________________________
( 1 ) أنف الناقة : لقب جعفر بن قريع سمي ، بذلك لأن أباه ذبح ناقة وقسمها بين نسائه فبعثته أُمه إلى أبيه فلم يبق إلارأس الناقة ، فقال له أبوه "شأنك" به فأدخل يده في أنف الناقة وجعل يجره فلقب به .
( 2 )…جاء علي زين العابدين : [جاء] فعل ماض [علي] فاعل مرفوع [زين] عطف بيان أو بدل تابع لما قبله في رفعه [زين] مضاف و[العابدين] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم و[النون] زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
( 3 )…جاء جعفر أنف الناقة : إعرابه كسابقه إلا أن [أنف] مضاف و[الناقة] مضاف إليه مجرور .
( 4 ) إلا إذا اشتهر اللقب فإنه يجوز تقديمه على الاسم كثيراً كما في قوله تعالى { إنما المسيح عيسى بن مريم } .
( 5 )…أما اللقب العام كجمال الدين لكل من اسمه محمد ، وعفيف الدين لكل من اسمه عبد الله ، وشرف الدين لكل من اسمه حسن ، ووجيه الدين لكل من اسمه عبد الرحمن ، فيستوى تقديمه وتأخيره لفقد نكتة التأخير حال عمومه واشتراكه ، لأنه إنما وضع للاسم مطلقاً لا للمسمى ، بخلاف الخاص فإنه إنما وضع للمسمى لا للاسم فافترقا .(1/92)
19- اللغة : [الحسب] ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه [بطن شريان] اسم لموضع بعينه دفن فيه عمرو ، والشريان في الأصل شجر تعمل منه القسي .
الإعراب : [بأن ذا الكلب] [الباء] حرف جر[ذا] بمعنى صاحب [اسم] أن منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسمآء الستة [ذا]مضاف و[الكلب] مضاف إليه مجرور وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بالباء ، والجار والمجرور متعلق - بيبلغ في بيت - قبله [عمرا] عطف بيان أو بدل من ذا تابع له في نصبه [خير] بالنصب صفة لعمرو ويجوز رفعه على أنه خبر أول لأن والخبر الثاني "ببطن شريان" و[خير] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل =
ولا ترتيب بين الاسم والكنية(1) ولا بين اللقب والكنية(2)فلك تقديم أيهما شئت وتأخيره .
…ثم اعلم أنه إذا اجتمع الاسم واللقب فإن كانا مفردين وجب عند البصريين الإضافة نحو : جاء سعيدُ كرزٍ(3) ورأيت سعيدَ كرزٍ(4) ومررت بسعيدِ كرزٍ(5) فسعيد في الأمثلة مضاف وكرز مضاف إليه ومعنى كرز خرج الراعي .
وأجاز الكوفيون الاتباع نحو : جاء سعيدٌ كرزٌ(6) ورأيت سعيداً كرزا(7) ومررت بسعيدٍكرزٍ(8)
___________________________
= جر بالإضافة و[الميم] علامة الجمع [حسبا] تمييز منصوب [ببطن] جار ومجرور [بطن] مضاف و[شريان] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف للعلمية وزيادة الألف والنون والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر أن [يعوي] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل لأنه معتل الآخر بالياء [حول] ظرف مكان منصوب على الظرفية [حول] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والظرف وما أضيف إليه متعلق بيعوى [الذيب] فاعل مرفوع ، وجملة الفعل والفاعل في محل نصب حال من عمرو .
الشاهد فيه : قوله ( "بأن ذا الكلب عمرا" حيث قدم اللقب على الاسم وهو قليل ) .(1/93)
( 1 )… نحو : قال زيد أبو عمرو ، وقال أبو عمرو زيد .
( 2 )… نحو : قال أبومحمد زين العابدين ، وقال زين العابدين أبومحمد .
( 3 )…جاء سعيد كرز :[جاء]فعل ماض[سعيد]فاعل مرفوع[سعيد]مضاف و[كرز]مضاف إليه مجرور .
( 4 )…رأيت سعيد كرز : [رأيت] فعل وفاعل [سعيد] مفعول به منصوب [سعيد] مضاف و[كرز] مضاف إليه مجرور .
( 5 ) مررت بسعيدكرز : [مررت] فعل وفاعل [بسعيد] جار ومجرور [الباء] حرف جر و[سعيد] مجرور بالباء [سعيد] مضاف و[كرز] مضاف إليه مجرور .
( 6 )…جاء سعيد كرز : [جاء] فعل ماض [سعيد] فاعل مرفوع [كرز] عطف بيان أو بدل من سعيد تبعه في رفعه .
( 7 )…رأيت سعيدا كرزاً : [رأيت] فعل وفاعل [سعيدا] مفعول به منصوب [كرزا] عطف بيان أو بدل من سعيد تبعه في نصبه .
( 8 )…مررت بسعيد كرز : [مررت] فعل وفاعل [بسعيد] جار ومجرو [كرز] عطف بيان أو بدل =
فكرز في الأمثلة عطف بيان أو بدل من سعيد تابع له في الإعراب رفعا ونصباً وجراً(1).
…وإن لم يكونا مفردين بأن كانا مركبين نحو : جاء عبد الله أنف الناقة(2) أو أحدهما مركب نحو : جاء عبد الله كرزٌ(3) وجاء سعيدٌ أنفُ الناقة(4) وجب الاتباع فيتبع الثاني الأول في إعرابه على أنه عطف بيان أو بدل ، ويجوز القطع على جعله خبراً لمبتدأ محذوف تقديره هو ، أو مفعولاً به لفعل محذوف تقديره أذم إن كان اللقب ذما ، وأمدح إن كان مدحاً ، أو يكون المحذوف أعنى ، أو أريد .
يقول الناظم
إِسْمٌ يُعَيِّنُ الْمُسَمَّى مُطْلَقَا وَقَرَنٍ وَعَدَنٍ وَلاَحِقِ 0
عَلَمُهُ كَجَعْفَرٍ وَخِرْنِقَا وَشَذْقَمٍ وَهَيْلَةٍ وَوَاشِقِ(5) .
___________________________
= من سعيد تبعه في جره .
( 1 )…ويجوز القطع على جعل كرز في الأمثلة جميعاً خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ، أومفعولاً به لفعل محذوف تقديره أعنى أو أذم .(1/94)
( 2 )…جاء عبد الله أنف الناقة : [جاء] فعل ماض [عبد] فاعل مرفوع [عبد] مضاف و[لفظ الجلالة] مضاف إليه مجرور [أنف] عطف بيان أو بدل من عبد تبعه في رفعه ، ويجوز فيه القطع وهو رفع أنف على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ، ويجوز نصبه على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره أذم [أنف] مضاف و[الناقة] مضاف إليه مجرور .
( 3 )…جاء عبد الله كرز : [جاء] فعل ماض [عبد] فاعل مرفوع وهو مضاف و[لفظ الجلالة] مضاف إليه مجرور[كرز] عطف بيان أو بدل من عبد تبعه في رفعه ، ويجوز القطع وهو رفع كرز على أنه خبر لمبتدأ محذوف ، ويجوز نصبه على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره أذم .
( 4 ) جاء سعيد أنف الناقة : [جاء] فعل ماض مبنى على الفتح [سعيد] فاعل مرفوع [أنف] عطف بيان أو بدل من سعيد تبعه في رفعه ، ويجوز القطع وهو رفع أنف على أنه خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ، ويجوز نصبه على أنه مفعول به لفعل محذوف تقديره أذم و[أنف] مضاف و[الناقة] مضاف إليه مجرور .
( 5 )…قال بعض النحاة "وفي جعل الناظم الكلب ثامنا في العدد تلميح لقوله تعالى{ وثامنهم كلبهم } .
وَاسْمَاً أَتَى وَكُنْيَةً وَلقَبَا 0
وَإِنْ يَكُونَا مُفْرَدَيْنِ فَأَضِفْ .
وَأَخِّرَنْ ذَا إنْ سِوَاهُ صَحِبَا حَتْماً وَإِلاَّ أَتْبِعِ الَّذِي رَدِفْ(1) .
…قول الناظم ( وأخِّرَنْ ذا إن سواه صحبا ) يفهم منه أن اللقب إذا صحب سواه وهو الاسم أو الكنية يجب تأخيره وهذا ما رجحه كثير من النحاة من أن اللقب يتأخر وجوباً عن الكنية كما يتأخر عن الاسم(2) والصحيح أنه لا ترتيب بين اللقب والكنية .
…ويفسر قول الناظم "سواه" بخصوص الاسم بدليل أنه وجد في بعض النسخ ( إن سواها صحبا ) بإعادة الضمير المؤنث على الكنية وفي نسخ ( وذا اجْعَلَ آخِراً إذا اسما صحبا ) وهو نص في وجوب تأخير اللقب إذا صحب الاسم ، ومفهومه أنه لايجب مع الكنية وهو كذلك .(1/95)
…وينقسم العلم إلى مرتجل ومنقول ، فالمرتجل هو الذي لم يسبق له استعمال في غير العلمية وهو نادر نحو سعاد ، وأُدَد .
…والمنقول هو الذي سبق له استعمال في غير العلمية وهو أربعة أنواع :
الأول : المنقول من مصدر كفضل .
الثاني : المنقول من صفة كحسن .
الثالث : المنقول من اسم جنس كأسد .
وهذه الثلاثة تكون معربة بالحركات الظاهرة نحو : جاء الفضل والحسن(3) وهذا أسد(4).
……الرابع : المركب وهو أقسام :
……الأول : مركب إسنادي(5)
___________________________
( 1 )…ردف : بمعنى تبع وتلا .
( 2 )…لأن اللقب يشبه النعت في الإشعار بالصفة ، والصفة لا تتقدم على الموصوف ، ولئلا يتوهم السامع أن هذا هو مسماه الأصل فوجب تأخيره .
( 3 ) جاء الفضل والحسن : [جاء] فعل ماض [الفضل] فاعل مرفوع [الواو] حرف عطف [الحسن] معطوف على الفضل تبعه في رفعه .
( 4 )…هذا أسد : [الهاء] للتنبيه [ذا] اسم إشارة في محل رفع مبتدأ [أسد] خبر مرفوع بالمبتدأ .
( 5 )…وهو كل كلمتين أسندت أحدهما إلى الأخرى .
…سواء كان جملة فعلية نحو : تأبط شراً(1) و شاب قرناها(2) وبرق نحره(3) أوجملة اسمية نحو : زيد منطلق ، لو سميت به أحداً(4) وحكمه أنه يعرب بحركات مقدرة للحكاية نحو : جاء تأبط شراً(5) ورأيت تأبط شراً(6)ومررت بتأبط شراً(7)وجاءت شاب قرناها(8)وهذا بَرَقَ نَحْرُه(9)وهذا زيد منطلق(10)
…القسم : الثاني مركب مزجي(11) مختوم بويه كسيبويه ، ونفطويه(12)
___________________________
( 1 )…تأبط شرا : علم على رجل من فرسان العرب اسمه ثابت بن جابر ، وقيل ثابت بن عمسل .
( 2 ) شاب قرناها : اسم امرأة في الجاهلية و"قرناها" أي ذؤابتاها وهو المعقود من الشعر في جانب الرأس
( 3 ) برق نحره : اسم رجل في الجاهلية .
( 4 ) لم يرد عن العرب "علم منقول من مبتدأ وخبر لكنه بمقتضى القياس جائز .(1/96)
( 5 )…جاء تأبط شراً : [جاء] فعل ماض [تأبط شراً] فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية .
( 6 ) رأيت تأبط شرا : [رأيت] فعل وفاعل [تأبط شراً] مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية .
( 7 )…مررت بتأبط شراً : [مررت] فعل وفاعل [بتأبط شراً] جار ومجرور [الباء] حرف جر [تأبط شراً] مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية .
( 8 ) جاءت شاب قرناها : [جاء] فعل ماض و[التاء] علامة التأنيث حرف مبنى على السكون لا محل له من الإعراب [شاب قرناها] فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على أخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة الحكاية .
( 9 )…هذا برق نحره : [الهاء] للتنبيه [ذا] اسم إشارة في محل رفع مبتدأ [برق نحره] خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضمة مقدرة علىآخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية .
(10) وهذا زيد منطلق : إعرابه كسابقه .
(11) المزج : معناه الخلط ، والمركب المزجي كل اسمين جعلا اسما واحدا ، ونزل ثانيهما من الأول منزلة تاء التأنيث من الكلمة .
(12)…نفطويه : هو إبراهيم بن محمد بن عرفة العتكي الأزدي المشهور بنفطويه توفي سنة ثلاث =
وحكمة البناء على الكسر(1) نحو : جاء سيبويهِ(2) ورأيت سيبويهِ(3) ومررت بسيبويهِ(4) ويجوز إعرابه إعراب مالا ينصرف للعلمية والتركيب المزجي نحو جاء سيبويهُ(5) ورأيت سيبويهَ(6) ومررت بسيبويهَ(7).
…القسم الثالث : مركب مزجي غير مختوم بويه كبعلبك(8)وحضرموت(9)وحكمه أن يعرب إعراب مالا ينصر للعلمية والتركيب المزجي وهذا هو الأشهر نحو : هذه بعلبكُّ(10)ورأيت بعلبكَّ(11)
___________________________
= وعشرين وثلاثمائة هجرية .
( 1 ) لأن ويه اسم صوت وهو مبني على الكسر فبني سيبويه على الكسر تغليبا لجانب الصوت لأنه الآخر .(1/97)
( 2 )…جاء سيبويه : [جاء] فعل ماض [سيبويه] فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة البناء الأصلي ، ولك أن تقول في إعرابه "سيبويه" مبنى على الكسر في محل رفع فاعل .
( 3 ) رأيت سيبويه : [رأيت] فعل وفاعل [سيبويه] مبنى على الكسر في محل نصب مفعول به أو تقول منصوب وعلامة نصبه فتحته مقدرة علىآخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة البناء .
( 4 )…مررت بسيبويه : [مررت] فعل وفاعل [بسيبويه] جار ومجرور [الباء] حرف جر[سيبويه] مجرور بالباء وعلامة جره كسره مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة البناء .
( 5 )… جاء سيبويهُ : [جاء] فعل ماض [سيبويه] فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره .
( 6 )…رأيت سيبويهَ : [رأيت] فعل وفاعل [سيبويه] مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره .
( 7 ) مررت بسيبويهَ : [مررت] فعل وفاعل [بسيبويه] جار ومجرور [الباء] حرف جر [سيبويه] مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف للعلمية والتركيب المزجي .
( 8 ) بعلبك : عَلَمٌ على بلدة في الشام مركب من ( بعل) وهو اسم صنم و(بك) اسم صاحب هذه البلدة ثم جعلا اسما واحداً .
( 9 )…حضر موت : علم على بلدة بساحل اليمن .
(10)…هذه بعلبك : [الهاء] للتنبيه و[ذه] اسم إشارة في محل رفع مبتدأ [بعلبك] خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتركيب المزجي .
(11)…رأيت بعلبك : [رأيت] فعل وفاعل [بعلبك] مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح =
ومررت ببعلبكَّ(1)ويجوز أن يعرب إعراب المتضايفَين نحو : هذه بَعْلُبَكٍ(2) ورأيت بَعْلَبَكٍ(3) ومررت بِبَعْلِبَكٍ(4)، ويجوز بناؤه على الفتح في حالاته كلها(5) نحو : هذه بعلبكَّ(6) ورأيت بعلبكَّ(7) ومررت ببعلبك(8) ومثله يقال في حضرموت . …
…القسم الرابع : مركب إضافي(9) كعبد شمس(10) وأبى قحافة(11).
___________________________(1/98)
= آخره ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتركيب المزجي .
( 1 ) مررت ببعلبك :[مررت] فعل وفاعل [ببعلبك] جار ومجرور [الباء] حرف جر و[بعلبك] مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف للعلمية والتركيب المزجي .
( 2 ) هذه بعلبك : [الهاء] للتنبيه [ذه] اسم إشارة في محل رفع مبتدأ [بعل] خبر مرفوع بالمبتدأ [بعل] مضاف و[بك] مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره .
( 3 ) رأيت بعلبك : [رأيت] فعل وفاعل [بعل]َ مفعول به منصوب [بعل] مضاف ، و[بك] مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره .
( 4 )…مررت ببعلبك : [مررت] فعل وفاعل [ببعل] جار ومجرور [الباء] حرف جر [بعل] مجرور بالباء وعلامة جره كسر آخره [بعل] مضاف و[بك] مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره .
( 5 ) تشبيهاً بخمسة عشر فهي مبنية على فتح الجزأين كما سيأتي صفحة ( 276 ) .
( 6 ) هذه بعلبك : [الهاء] للتنبيه [ذه] اسم إشارة في محل رفع مبتدأ [بعلبك] مبنى على الفتح في محل رفع خبر المبتدأ ، أو تقول بعلبك خبرمرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة البناء .
( 7 )…رأيت بعلبك : [رأيت] فعل وفاعل [بعلبك] مبنى على الفتح في محل نصب مفعول به أو تقول بعلبك مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة البناء .
( 8 )…مررت ببعلبك : [مررت] فعل وفاعل [ببعلبك] جار ومجرور الباء حرف جر و[بعلبك] مبنى على الفتح في محل جر بالباء أو تقول الباء حرف جر وبعلبك مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة البناء .
( 9 )…وهو كل كلمتين نزلتَ ثانيهما منزلة التنوين .
(10) عبد شمس : علم على عبد شمس بن عبد مناف أخو هاشم بن عبد مناف .
(11)…أبو قحافة : اسمه عثمان ، وهو والد أبي بكر الصديق رضي الله عنهما .
…(1/99)
وحكمه أنه معرب على الجزء الأول منه والثاني مضاف إليه نحو : جاء عبدُ شمس(1)
ورأيت عبدَ شمس(2) ومررت بعبدِ شمس(3) .
يقول الناظم
وَمِنْهُ مَنْقُولٌ كَفَضْلٍ وَأَسَدْ وَجُمْلَةٌ وَمَا بِمَزْجٍ(5) ُركِّبَا وَشَاعَ(6) فِي الأَعْلاَمِ ذُو الإِضَافَهْ .
وَذو ارْتِجَالٍ(4) كَسُعَادَ وَأُدَدْ ذَا إِنْ بِغَيْرِ وَيْهٍ تَمَّ أُعْرِبَا كَعَبْدِ شَمْسٍ وَأَبِي قُحَافَهْ .
قول الناظم ( ذا إنْ بغيرويه تم أعربا ) أراد به أن المركب المزجي إن كان بغير ويه فهو معرب إعراب مالاينصر كبعلبك ، وحضرموت ، وإن ختم بويه فهو مبني كسيبويه ، ونفطويه .
@ تَقْسِيْمُ الْعَلَمِ إِلَى شَخْصِي وَجِنْسِي @
…ينقسم العلم باعتبار تشخص مسماه وعدمه إلى علم شخصي(7) وعلم جنسي(8).
…فالعلم الشخصي ما وضع لشئ بعينه لا يتناول غيره كزيد ومكة .
……والعلم الجنسي ماوضع لجنس من الأجناس سواء كان علم جنس من الأعيان كأسامة وأبو الحرث للأسد ، وذؤالة ، وأبو جعدة للذئب ، وثعالة ، وأبو الحصين للثعلب ، وأم عريط للعقرب أوعلم جنس من المعاني نحو ......................................................
___________________________
( 1 ) جاء عبد شمس :[جاء] فعل ماض [عبد] فاعل مرفوع[عبد] مضاف و[شمس]مضاف إليه مجرور .
( 2 ) رأيت عبد شمس : [رأيت] فعل وفاعل [عبد] مفعول به منصوب [عبد] مضاف و[شمس] مضاف إليه مجرور .
( 3 )…مررت بعبد شمس : [مررت] فعل وفاعل [بعبد] جار ومجرور [عبد] مضاف و[شمس] مضاف إليه مجرور .
( 4 )…العلم المرتجل : هو الذي لم يسبق له استعمال في غير العلمية .
( 5 )…المزج : معناه الاختلاط ، وهو جعل اسمين اسما واحداً .
( 6 )…شاع : كثر وذاع .
( 7 )…علم شخصي : نسبة إلى الشخص ، بفتح الشين وسكون الخاء ، وهو سواد الإنسان وغيره تراه من بعد .
( 8 )…علم جنسى : نسبة إلى الجنس بكسر الجيم أعم من نوع وهو كل ضرب من الشئ فالإبل جنس من البهائم .(1/100)
برة للمبرة(1) وفجار للفجرة(2)
…والعلم الجنسي في المعنى كالنكرة لأنه شائع في جنسه لا يختص به واحد دون آخر ، فكل أسد يصدق عليه أسامة ، وكل عقرب يصدق عليه أم عريط ، وكل ثعلب يصدق عليه ثعاله ، وإنما سمي علما لجريانه مجرى العلم الشخصي في الاستعمال ، فتأتى منه الحال متأخرة نحو : هذا أسامة مقبلاً (3) كما تقول هذا زيد راكباً(4) ويمنع من الصرف في نحو : مررت بأسامة(5) كما تقول مررت بطلحة(6) ويمتنع دخول أل عليه كبقية الأعلام فلا تقول : الأسامة(7) ولا يضاف فلا تقول : أسامتنا كما يمتنع أن تقول محمدنا (8) ولا ينعت بالنكرة لأنه معرفة وشرط النعت أن يكون كالمنعوت في تعريفه أو تنكيره ، فلما شارك العلم الشخصي في أحكامه أُلحق به في الأحكام اللفظية فهو معرفة لفظا نكرة معنى .
يقول الناظم
وَوَضَعُوْا لِبَعْضِ الاجْنَاسِ عَلَمْ .
كَعَلَمِ الأَشْخَاصِ لَفْظَاً وَهُوَ عَمْ(9) .
___________________________
( 1 )…المبرة : من البر .
( 2 )…الفجرة : بسكون الجيم ، بمعنى الفجور ، وهو الميل عن الحق ، ومثله أم قشعم للموت ، وأم صبور للأمر الشديد ، وكيسان للغدر ومنه قول الشاعر :
إذا مادعوا كَيْسَان كانت كُهُولهم .
إلى الغَدْرِ أَدْنَى من شَبَا بهم الْمُرْد .
( 3 )…هذا أسامة مقبلا : [الهاء] للتنبيه [ذا] اسم إشارة في محل رفع مبتدأ [أسامة] خبر مرفوع بالمبتدأ مقبلاً حال من أسامة منصوب .
( 4 )…هذا زيد راكبا : إعرابه كسابقه .
( 5 ) مررت بأسامة : [مررت] فعل وفاعل [بأسامة] جار ومجرور [الباء] حرف جر و[أسامة] مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف للعلمية والتأنيث اللفظي .
( 6 )…مررت بطلحة : إعرابه كسابقه .
( 7 )…العلم لا تدخله أل فرارا من اجتماع معرفين وهما حينئذ العلمية وأل .
( 8 )…لئلا يجتمع تعريفان ، لأن محمدا علم ، والإضافة إلى الضمير توجب التعريف .(1/101)
( 9 )…أي علم الجنس أعم لأن مدلوله شائع كمدلول النكرة لا يخص واحداً بعينه .
مِنْ ذَاكَ أُمُّ عِرْيَطٍ لِلْعَقْرَبِ 0
وَمِثْلُهُ بَرَّةُ لِلْمَبَّرَهْ .
وَهَكَذَا ثُعَالَةٌ لِلثَّعْلَبِ(1) 0
كَذَا فَجَارِ عَلَمٌ لِلْفَجْرَهْ .
*******
___________________________
( 1 ) وكنية الثعلب أبو الحصين .
@ اسْمُ الإِشَارَة @
…اسم الإشارة : ما وضع لمشار إليه(1)
…يشار إلى المفرد المذكر من أي جنس كان بكلمة "ذا"(2) نحو : ذا زيدٌ(3)
ويشار إلى المفردة المؤنثة بذي ، وذه بسكون الهاء وكسرها دون إشباع(4) وتي ، وتا بالقصر وته بسكون الهاء وكسرها باختلاس(5)وتهي بالإشباع نحو ذي هند(6)وذه دعد(7) وتاسعاد(8).
ويشار للمثنى المذكر في حالة الرفع بذان ، وفي حَالَتَيْ النصب والجر بذَيْنِ نحو :جاءني ذان(9)
___________________________
( 1 ) ماوضع لمشار إليه بالإصبع ونحوه ، ولابد من كونه حاضراً محسوسا بالبصر فاستعماله في المعقول أوالمحسوس بغير البصر مجاز .
( 2 ) …نحو : هذا حيوان ، وهذا جماد ، وهذا فرس ، وهذا رجل ، ويشار إلى المفرد المذكر أيضاً بكلمة "ذاء" بهمزة مكسورة "وذائه" بهاء مكسورة بعد الهمزة المكسورة و" ذاؤه" بهمزة مضمومة وبعدها هاء مضمومة و "آلك" بهمزة ممدودة بعدها لام ثم كاف وهل الألف في "ذا" من نفس الكلمة أم زائدة فمذهب البصريين أنها من نفس الكلمة ومذهب الكوفيين أنها زائدة .
( 3 )…ذهب البصريون إلى أن الألف في "ذا" من نفس الكلمة وذهب الكوفيون إلى أنها زائده .
( 4 )…ذا زيد : [ذا] اسم إشارة مبنى على السكون في محل رفع مبتدأ [زيد] خبر مرفوع بالمبتدأ .
( 5 )…الإشباع : كل شئ توفره فقد أشبعته ، وإشباع الكلام أن توفر حروفه .
( 6 )…الاختلاس : الاختطاف بسرعة ، و اختلاس الكلام عدم توفير حروفه .
( 7 ) ذي هند : [ذي] اسم إشارة مبنى على السكون في محل رفع مبتدأ [هند] خبر مرفوع .(1/102)
( 8 ) ذه دعد : [ذه] اسم إشارة مبنى على السكون ولك بناؤه على الكسر في محل رفع مبتدأ [دعد] خبر مرفوع بالمبتدأ .
( 9 )…تاسعاد : [تا] اسم إشارة مبنى على السكون في محل رفع مبتدأ [سعاد] خبر مرفوع ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والتأنيث المعنوي .
(10)…جاءني ذان : [جاء] فعل ماض و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [ذان] مبنى على الكسر في محل رفع فاعل ، ويصح أن يبنى على الألف في حالة الرفع وعلى الياء في حالتي النصب والجر ، ويجوز أن يعرب إعراب المثنى بالألف رفعا وبالياء نصباً وجراً على الوجه المرجوح .
ورأيت ذين(1) ومررت بذين(2)
…ويشار إلى المؤنثة المثنى في حالة الرفع بتان ، وفي حالتي النصب والجر ، بتين نحو : جاءتني تان(3) ورأيت تين(4) ومررت بتين(5).
وذان وتان جئ بهما على صورة المثنى المرفوع ، وذين وتين ، جئ بهما على صورة المثنى المنصوب ، وليس مثنى حقيقة(6) وليست الياء فيهما منقلبة عن الألف بل كل منهما أصل .
ويجوز لك في حالتي الرفع ، والنصب ، والجر ، تشديد نون المثنى عوضاً عن الألف المحذوفة من المفرد ، "ذا" ، وفي حالتي النصب والجر عوضاً عن الياء في المفردة "تى" فتقول "ذانِّ ، وتَانِّ ، وذَيْنَّ ، وتَيْنَّ .
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو(7) { فَذَانِّكَ بُرْهَانَانِ(8)} بتشديد النون ومنع البصريون
___________________________
( 1 )…رأيت ذين : [رأيت] فعل وفاعل [ذين] اسم إشارة مبنى علىالكسر في محل نصب مفعول به ويصح أن يبنى على الياء في حالتي النصب والجر .
( 2 )…مررت بذين : [مررت] فعل وفاعل [بذين] جار ومجرور [الباء] حرف جر [ذين] اسم إشارة مبني على الكسر في محل جر بالباء ، ويصح بناؤه على الياء ، والجار والمجرور متعلق بمر .(1/103)
( 3 )…جاءتنى تان : [جاء] فعل ماض ، و[التاء]علامة التأنيث و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [تان] اسم إشارة مبنى على الكسر في محل رفع فاعل ، ويصح بناؤه على الألف .
( 4 )…رأيت تين : [رأيت] فعل وفاعل و[تين]مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه محمول على المثنى .
( 5 )…مررت بتين : [مررت] فعل وفاعل [بتين] جار ومجرور [الباء] حرف جر و[تين] مجرور بالباء وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه محمول على المثنى .
( 6 ) وليس اختلاف آخرهما بسبب اختلاف العوامل كما توهمه بعضهم وزعم أنهما معربان إعراب المثنى بل هما مبنيان لوجود علة البناء فيهما ، ووقوعهما على صورة المعرب اتفاقي .
( 7 ) ترجمتهما صفحة ( 80 / 103) .
( 8 ) { فذانك برهانان } : [الفاء] حرف استئناف [ذانِّ] بتشديد النون اسم إشارة مبني على الكسر في محل رفع مبتدأ ويصح بناؤه على الألف ، و[الكاف] حرف خطاب لا محل له من الإعرب… =
التشديد مع الياء وأجازه الكوفيون وهو الصحيح ومثله ( اللذان ، واللتان ، واللذَيْن ، واللتين ) في الموصول كما سيأتي ( 1 ) .
…ويشار إلى الجمع مذكراً كان ، أو مؤنثاً بكلمة ، أولاءِ بالمد ، وهي لغة أهل الحجاز ، وأولى بالقصر ، وهي لغة بنى تميم نحو : جاءني أُولاءِ(2)، ورأيت أُولاءِ(3)، ومررت بأُولاءِ(4) وأُولاءِ يشار بها إلى العقلاء وغيرهم ، والأكثر استعمالها في العاقل ، ومِنْ ورودها في غير العاقل قول جرير بن عطية الخطفى :
20- ذُمَّ الْمَنَازِلَ بَعْدَ مَنْزِلَةِ اللِّوَى .
وَالْعَيْشَ بَعْدَ أُولئِكَ الأَيَّامِ .
___________________________
= [برهانان] خبر مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى .
( 1 ) صفحة ( 103 ) .(1/104)
( 2 )…جاءني أُولاء : [جاء] فعل ماض ، و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [أولاء] اسم إشارة مبنى على الكسر في محل رفع فاعل ، أو تقول أولاء فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة البناء الأصلي .
( 3 )…رأيت أولاء : [رأيت] فعل وفاعل [أُولاء] اسم إشارة مبنى على الكسر في محل نصب مفعول به ، أو تقول أولاء مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة البناء .
( 4 )…مررت بأولاء : [مررت] فعل وفاعل [بأُولاء] جار ومجرور [الباء] حرف جر [أولاء] اسم إشارة مبنى على الكسر في محل جر بالباء ، أو تقول أولاءِ مجرور بالباء وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة البناء .
…20- اللغة : [ذم] فعل أمر من الذم وهو ضد المدح [اللِّوى] موضع [العيش] الحياة .
… الإعراب : [ذم] فعل أمر مبنى على السكون وحرك لالتقاء الساكنين ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت [المنازل] مفعول به منصوب [بعد] ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف تقديره كائنة حال من المنازل [بعد] مضاف [منزلة] مضاف إليه مجرور [منزلة] مضاف و [اللوى] مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور [والعيش] معطوف على المنازل تبعه في نصبه [بعد] ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف تقديره كائناً حال من العيش [بعد] مضاف [أولاء] =
…ثم اعلم أن لاسم الإشارة ثلاث مراتب ، قربى ، وهي المجردة من الكاف واللام نحو : "ذا" وبعدى ، وهي المقرونة بالكاف واللام نحو : ذلك ، ووسطى ، وهي التي بالكاف وحدها وهذه الكاف حرف خطاب لامحل لها من الإعراب ، وتمنع دخول اللام في ثلاث مسائل : …إحدها : المثنى تقول : ذانك وتانك ولا يقال : ذان لك ولا تان لك .(1/105)
…الثانية : الجمع في لغة من مده تقول: أُولئك ، ولا يجوز : أُولاءلك ، ومن قصره يقول : أُولالك(1) .
الثالثة : المفرد المذكر ، أو المؤنث إذا دخلت عليها" هاء " التنبيه يقال : هذاك ولا يجوز "هذالك" ويجوز دخول "هاء" التنبيه على أوائل أسمآء الإشارة لتنبيه المخاطب على ما يلقى إليه وإزالةً لغفلته نحو " هذا ، وهذه ، وهاذان ، وهاتان ، وهؤلاء " ودخول الكاف في المفرد المسبوق بهاء التنبيه في حالة البعد قليل جدا نحو : هذاك ، ومنه قول طرفة بن العبد البكري :
21- رَأَيْتُ بَنِي غَبْرَاءَ لاَيُنْكِرُونَنِي .
وَلاَ أَهْلُ هذَاكَ الطِّرَافِ الْمُمَدَّدِ .
ويشار إلى المكان إن كان قريباً بهُنا مجردة عن هاء التنبيه ، أو ههنا ، مقرونة بها نحو .........
___________________________
= اسم إشارة مبنى على الكسر في محل جر بالإضافة ، و[الكاف] للبعد حرف مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب [الأيام] عطف بيان أو بدل من أُولاء تبعه في جره وعلامة جره كسر آخره .
…الشاهد فيه : قوله ( اولئك ، حيث استعمله لغير العقلاء ، وهو قوله " الأيام " وهو قليل ، وفي رواية " بعد أولئك الأقوام " وحينئذ لا شاهد فيه ) .
( 1 ) أما من قصر ، وهم بنوا تميم ، فمنهم من لا يأتي باللام ومنهم من يأتي بها .
21- اللغة : [الغبراء] هي الأرض سميت بذلك لغبرتها و[الطراف] بكسر الطاء البيت من الجلد .(1/106)
الإعراب : [رأيت] فعل وفاعل رأى فعل ماض تنصب مفعولين و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [بني] مفعول به أول لرأى منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لانه ملحق بجمع المذكر السالم [بنى] مضاف و[غبراء] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف لعلة تقوم مقام علتين وهي ألف التأنيث الممدودة [لا] نافية ، [ينكرونني] فعل وفاعل ومفعول [ينكرون] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأمثلة الخمسة و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به وجملة الفعل والفاعل في محل =
{ إِنّا ههُنَا قَاعِدُون(1)}
…ويشار إلى المكان الوسط بهناك ، أو ههناك ، وأما المكان البعيد فيشار إليه بهنالك بالكاف واللام ، أو هنَّا بفتح الهاء وكسرها مع تشديد النون أو بثَمَّ بفتح الثاء وتشديد الميم .
يقول الناظم
بِذَا لِمُفْرَدٍ مُذَكَّرٍ أَشِرْ وَذَانِ تَانِ لِلْمُثَنَّى الْمُرْتَفِعْ وَبِأُولَى أَشِرْ لِجَمْعٍ مُطْلَقَا بِالْكَافِ حَرْفَاً دُونَ لاَمٍ أَوْ مَعَهْ وَبِهُنَا أَوْ ههُنَا أَشِرْ إِلَى فِي الْبُعْدِ أَوْ بِثَمَّ فُهْ(4) أَوْ هَنَّا .
بِذِي وَذِهْ تِي تاَ عَلَى الأُنْثَىاقْتَصِرْ(2) وَفِي سِوَاهُ ذَيْنِ تَيْنِ اذْكُرْ تُطِعْ وَالْمَدُّ أَوْلَى وَلَدَى الْبُعْدِ انْطِقَا وَالَّلاَمُ إِنْ قَدَّمْتَ "هَا" مُمْتَنِعَةْ دَانِى(3) الْمَكَانِ وَبِهِ الْكَافَ صِلاَ أَوْ بِهُنَا لِكَ انْطِقَنْ أَوْ هِنَّا .
قول الناظم ( واللام إن قدمتَ " ها " ممتنعه ) أي إن قدمت " هاء " التنبيه نحو : هذاك ، امتنع الإتيان باللام فلايقال هذالك ، وقد سبق ذكره .
___________________________(1/107)
= نصب مفعول ثان لرأى [ولا أهل هذاك] [الواو] حرف عطف [أهل] معطوف على فاعل ينكرون تبعه في رفعه [الهاء] للتنبيه و[ذا] اسم إشارة في محل جر بالإضافة إلى أهل و[الكاف] حرف خطاب مبنى على الفتح لا محل له من الإعراب [الطراف] عطف بيان أو بدل من ذا تبعه في جره [الممدد] نعت للطراف تبعه في جره
…الشاهد فيه : قوله ( هذاك ، حيث أتى بالكاف وحدها مع "هاء التنبيه" في حالة البعد ولم يأت باللام لان اللام لا تجتمع مع هاء التنبيه في المفرد ) .
( 1 )…{ إنا ههنا قاعدون } [إن] حرف توكيد ونصب و[نا] المدغمة ضمير متصل في محل نصب اسمها و[الهاء] للتنبيه [هنا] اسم إشارة في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بقاعدون و[قاعدون]خبر[إن] مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
( 2 )…اقتصر : أي لا تتجاوز به إلى غيره .
( 3 )…داني : قريب .
( 4 ) فُهْ : تكلم .
وكلام الناظم يقتضي أن لاسم الإشارة رتبتان فقط وذلك في قوله :
وَبِهُنَا أوْ ههُنَا أشِرْ إلى .
دانى المكانِ وبهِ الكافَ صِلاَ - في البعد
.
والجمهور على أنه له ثلاث مراتب وقد تقدمت بأمثلتها .
*******
@ الاسْمُ الْمَوْصُوْ ل @
…الاسم الموصول(1) هو ما افتقر في بيان مسماه إلى صلة وعائد . …وهو قسمان : نص في معناه لا يتجاوز إلىغيره ، ومشترك بين معان مختلفة بلفظ واحد.
___________________________
( 1 )…قوله : "الاسم الموصول" خرج به الموصول الحرفي وهو : كل حرف أول مع صلته بمصدر ، وهي خمسة أحرف ، نظمها الشيخ أحمد السندوبي في قوله :
وهاكَ حروفا بالمصادر أُوِّلَتْ وهاهيَ أنْ بالفتح أنَّ مشدّداً .
وذكري لها خمسا أصحّ كما رروا وَزِيْدَ عليها كيْ فخذها وما ولو .
وأخصر منه قول عبد الرؤف المناوي :
موصولنا الحرفي خمسة أحرف .
هيَ أنْ وأنَّ وكيْ وما فاحفظ ولو .(1/108)
فالأولى : ( أنْ ) المصدرية توصل بالفعل المنصرف سواء كان ماضياً ، أو مضارعاً ، أو أمراً ، نحو : عجبت من أن قام زيد ، وعجبت من أن يقوم زيد ، وأشرت إليه بأن قم ، فأنْ وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بحرف الجر ، والتقدير "عجبت من قيام زيد" ، وأشرت إليه بالقيام .
والثانية : ( أنَّ ) الناسخة التي تنصب الاسم وترفع الخبر فإنها توصل باسمها وخبرها نحو قوله تعالى { أولم يكفهم أنا أنزلنا } فأنّ وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل يكف والتقدير، أو لم يكفهم إنزالنا ، وحكم ( أنْ ) المخففة من الثقيلة كالمثقلة توصل باسمها وخبرها إلا أن اسمها يكون محذوفا وجوباً واسم المثقلة مذكور كما سيأتي في بابه صفحة ( 261 ) .
والثالثة : ( كي ) وتوصل بالفعل مضارع فقط نحو : جئت لكي تكرم زيدا ، فكي وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور باللام والتقدير جئت لإكرامِ زيد .
الرابعة : ( ما ) المصدرية الظرفية وتوصل بالفعل المضارع والماضي والجملة الأسمية نحو قوله تعالى { بما نسوا يوم الحساب } ونحو : لا أصحبك ما لم تضرب زيدا ، وعجبت مما زيد قائم ، فما وما دخلت عليه في تأويل مصدر والتقدير ، بنسيانهم يوم الحساب ، ولا أصحبك مدة عدم ضربك زيد وعجبت من قيام زيد ، ومنه قول الشاعر:
أُطَوِّفُ مَا أُطَوِّفُ ثُمَّ آوِي .
إِلى بَيْتٍ قَعِيدَ تُهُ لَكَاعِ .
فقد أدخل ما المصدرية على أُطوف وهو مضارع غير منفي بلم ، ومعنى أُطوف أكثر التجوال =
@ أَلْفَاظُ الاسْمِ الْمَوْصُوْلِ ( النَّص ) @
…الذي ، والتي ، واللذانِ ، واللتانِ ، واللذَيْنِ ، واللتَيْنِ ، والَّذِيْنَ ، واللذون ، والألى ، واللائي ، واللاتي ، واللواتي ، فالمجموع اثنتا عشرة لفظة ، وكل لفظة منها نص لا يتجاوز غيره وقد تحذف الياء اجتزاء بالكسرة فيقال : اللاتِ واللاءِ ، واللوات .(1/109)
فـ( الذي ) للمفرد المذكر عاقلا وغيره(1)نحو : جاء الذي مات أبوه(2) و( التي ) للمفردة المؤنثة عاقلة وغيرها نحو: جاءت التي مات أبوها(3).
___________________________
= وقعيدة البيت هي المرأة ولكاع الخبيثة اللئيمة .
الخامسة : ( لو ) وتوصل بالماضي والمضارع ولا تقع إلا بعد " ودَّ " ويود وما كان في معناهما نحو قوله تعالى { ودوا لو تدهن فيدهنون } وقوله : { يود احدكم لو يعمر ألف سنة } وهذان الفعلان يطلبان مفعولا وكذلك ماكان في معناهما نحو : أتمنى أن تزورني ، ومن أجل ذلك لا يكون المصدر المنسبك من لو ومدخولها إلا منصوباً على المفعولية وعلامة الموصول الحرفي صحة وقوع المصدر موقعه نحو : أريد أن تقوم أي أريد قيامك ، ويعجبنى أنك قائم ، وجئت لكي أقرأ ، وعجبت مما تصنع وودت لو تقوم .
…والتقدير في الآيتين ودوا الادهان ، ويود أحداهم التعمير ، وفي المثال الأخير "أتمنى زيارتك لي" .
( 1 )…ولا فرق بين أن يكون مفرداً حقيقة كما نقول : " زيد الذي يزورنا رجل كريم " أو مفردا حكما كما تقول" الفريق الذي جاءنا فريق مخلص " كما أنه لافرق بين أن يكون عاقلاً كما مثلنا ، أو غيره نحو: اليوم الذي سافرت فيه يوم مبارك .
( 2 )…جاء الذي مات أبوه : [جاء] فعل ماض [الذي] اسم موصول مبنى على السكون في محل رفع فاعل [مات] فعل ماض[أبو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة [أبو] مضاف و[الهاء] ضمير متصل مبنى على الضم في محل جر بالإضافة ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول لامحل لها من الإعراب والعائد الهاء من أبوه .(1/110)
( 3 )…جاءت التي مات أبوها : [جاء] فعل ماض و[التاء] علامة التأنيث [التي] اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل [مات] فعل ماض [أبو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة [أب] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول لامحل لها من الإعراب ، والعائد الهاء من أبوها .
…فإذا ثنيت أسقطت الياء وأتيت مكانها بالألف في حالة الرفع والياء في حالتي النصب والجر فالمثنى المذكر نحو: قوله تعالى{ واللّذَانِ يَأتِيَانِهَا مِنْكُمْ(1)} .
…وقوله تعالى { رَبّنَا أَرِنَا اللذَيْنِ أَضَلاّ نَا(2)} وتقول : جاءت اللتان مات أبوهما(3)
___________________________
( 1 )…{ واللذان يأتيانها منكم } : [الواو] حرف عطف [اللذان] اسم موصول مبنى على الكسر في محل رفع مبتدأ ، ويصح أن يبنى على الألف ، ويصح إعرابه إعراب المثنى بالألف رفعا ، وبالياء نصبا وجراً على الوجه المرجوح [يأتيان] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأمثلة الخمسة ، و[ألف] التثنية ضمير متصل مبنى على السكون في محل رفع فاعل ، و[الهاء] ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به [منكم] جار ومجرور [من] حرف جر ، و[الكاف] ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بمن و[الميم] علامة الجمع والجار والمجرور متعلق بمحذوف وجوبا في محل نصب حال ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول لا محل لها من الإعراب والعائد ألف التثنية ، وخبر المبتدأ قوله تعالى بعد ذلك { فآذوهما } .(1/111)
( 2 )…{ ربنا أرنا اللذَيْن أضلانا } [رب] منادى مضاف حذف منه حرف النداء تقديره يا ربنا منصوب وعلامة نصبه فتح آخره [رب] مضاف و[نا] ضمير متصل مبنى على السكون في محل جر بالاضافة [أرِ] فعل دعاء ينصب مفعولين مبنى على حذف حرف العلة من آخره وهو الياء وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت و[نا] ضمير متصل مبنى على السكون في محل نصب مفعول به أول [اللذين] اسم موصول مبني على الكسر في محل نصب مفعول به ثان ، ويصح أن يبنى على الياء [أضلانا] فعل وفاعل ومفعول [أضل] فعل ماض مبنى على الفتح و[ألف التثنية] ضمير متصل مبنى على السكون في محل رفع فاعل و[نا] ضمير متصل مبنى على السكون في محل نصب مفعول به ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، والعائد ألف التثنية .
( 3 )…جاءت اللتان مات أبوهما : [جاء] فعل ماض و[التاء] علامة التأنيث لا محل له من الإعراب وحُرِّك بالكسر لإلتقاء الساكنين [اللتان] اسم موصول مبنى على الكسر في محل رفع فاعل ، ويصح أن يبنى على الألف [مات] فعل ماض [أبو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة [أبو] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة و[الميم] حرف عماد و[الألف] دال على التثنية .
ومررت باللتين مات أبوهما(1).
ويجوز لك في حالة الرفع ، والنصب ، والجر، تشديد نون المثنى عوضاً عن الياء المحذوفة في الذي ، والتى(2) نحو : اللذانِّ ، واللتانِّ(3) وقد قرأ ابن كثير(4) قوله تعالى : { واللّذَانِّ يَأتِيَانِهَا مِنْكُمْ } وقوله تعالى : { رَبّنَا أَرْنَا(5)اللّذَيْنَّ اضَلاّ نَا } بتشديد النون فيهما(6).
ومنع البصريون تشديد النون في حالة النصب والجر ، وأجازه الكوفيون وهو الصحيح .
واسم الاشارة كالموصول في تشديد النون وعدمه فتقول : " ذانِّ ، وتانِّ "، و" ذيْنَّ ، وتَيْنَّ " وقد تقدم ذلك في بابه(7) .
___________________________(1/112)
( 1 )…مررت باللتين مات أبوهما : [مررت] فعل وفاعل [باللتين] جار ومجرور [الباء] حرف جر [اللتين] اسم موصول مبنى على الكسر في محل جر بالباء ، ويصح أن يبنى على الياء [مات] فعل ماض [أبو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة [أبو] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة و[الميم] حرف عماد و[الألف] دال على التثنية .
( 2 )…لأن القياس أن يقال في التثنية اللذَيَّان ، واللتيان ، كَمُصْطَفَيَان ، الاان الذي ، والتي ، لم يكن ليائهما حظ في التحريك ، لبنائهما فاجتمعت ساكنة مع علامة التثنية فحذفت لالتقاء الساكنين .
( 3 ) اعلم أن "اللذان" ، و"اللتان" ، و"الَّلذَيْنِ" ، "الَّلتَيْنِ" ، الراجح فيها أنها مبنية لأنها ليست مثنى حقيقة ، وإنما جئ بها على صورة المثنى المرفوع في حالة الرفع ، وعلى صورة المثنى المنصوب والمجرور في حالتي النصب والجر، ومثلها ذان ، وتان ، وقد تقدم إيضاح ذلك في اسم الإشارة .
( 4 )…ابن كثير : هو أبومحمد عبد الله المكي من القراء السبعة توفي سنة عشرين ومائة .
( 5 ) ضبطه البعض بسكون الراء لأن من يشدد النون يسكن راء " أَرِنا " وهذا مستحسن لا واجب لان التلفيق من قراءتين جائز اذا لم يختل المعنى والإعراب كما هنا .
( 6 )…وهي لغة بلحرث بن كعب ، وبعض ربيعة ، وقد تحذف النون من اللذان ، واللتان ، كقول الأخطل واسمه غياث بن غوث التغلبي النصراني :
هما اللتا لو ولدت تميم .
لقيل فخرا لهم صميم .
ولا يجوز ذلك في ذان ، وتان ، خوف اللبس بالمفرد فيما لو قيل ذا ، وتا ، ومعنى صميم خالص .
( 7 ) صفحة ( 95 ) .
ولجمع الذكور الذين بالياء مطلقاً(1) وهي للعقلاء فقط تقول : جاء الذين مات أبوهم(2) ورأيت الذين مات أبوهم(3) ومررت بالذين مات أبوهم(4).
وبعض العرب(5) يقول : "اللذون" في حالة الرفع ، واللذين ، في حالتي النصب والجر(6).
ومنه قول الشاعر :…(1/113)
22- نَحْنُ اللَّذُونَ صَبَّحُوا الصَّبَاحَا .
يَوْمَ النُّخَيْلِ غَارَةً مِلْحَاحَا .
___________________________
( 1 )…أي في حالة الرفع والنصب والجر .
( 2 )…جاء الذين مات أبوهم : [جاء] فعل ماض [الذين] اسم موصول مبني على الفتح في محل رفع فاعل ، ويصح أن يبنى على الياء [مات] فعل ماض [أبو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة [أبو] مضاف و[الهاء] ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة و[الميم] علامة الجمع ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول لا محل لها من الاعراب والعائد الهاء من أبوه .
( 3 ) رأيت الذين مات أبوهم : [رأيت] فعل وفاعل [الذين] اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ، ويصح أن يبنى على الياء [مات] فعل ماض [أبو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة [أبو] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة و[الميم] علامة الجمع .
( 4 )…مررت بالذين مات أبوهم : [مررت] فعل وفاعل [بالذين] جار ومجرور [الباء] حرف جر [الذين] اسم موصول مبني على الفتح في محل جر بالباء ويصح أن يبنى على الياء [مات] فعل ماض [أبو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة [أبو] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة و[الميم] علامة الجمع .
( 5 )…هم بني هذيل ، وعقيل .
( 6 )…وعلى هذه اللغة فهو معرب يرفع بالواو ، وينصب ويجر بالياء ، ويكتب بلامين ، بخلاف مَنْ ألزمه الياء فإنه مبني على الواو ، ولك بناؤه على النون رفعاً ، وعلى الياء نصباً وجرا ، وهو الصحيح .
22- اللغة : [النخيل] بضم النون وفتح الخاء تصغير نخل اسم موضع بالشام [غارة] اسم مصدر من الإغارة على العدو و[ملحاحا] أي دائماً ، مأخوذ من قولهم ألَحّ المطر إذا دام .
…الإعراب : [نحن] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [اللذون] اسم موصول مبني على السكون =
…(1/114)
ولجمع الذكور أيضا الأولى بالقصر للعاقل وغيره نحو : جاء الأولى مات أبوهم(1).
…ورأيت الأولى مات أبوهم(2) ومررت بالأولى مات أبوهم(3) وندر مجيئها لجمع المؤنث وقد اجتمع الأمران في قول أبي ذؤيب خويلد بن خالد الهذلي :
23- وَتُبْلِي الأُلى يَسْتَلْئِمُونَ عَلَى الأُلى .
تَرَاهُنَّ يَوْمَ الرَّوْعِ كَالْحِدَإِ الْقُبْلِ .
___________________________
= ويصح أن يبنى على الفتح في محل رفع خبر المبتدأ [صبحوا] فعل وفاعل [صبح] فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الواو لا يناسبها إلا ضم ما قبلها ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائدواو الجماعة [الصباح] ظرف زمان منصوب وألفه للإطلاق و[يوم] ظرف زمان مثله وكلاهما متعلقان بصبحوا و[يوم] مضاف و[النخيل] مضاف إليه مجرور [غارة] مفعول لأجله منصوب [ملحاحا] نعت لغارة تبعه في نصبه .
…الشاهد فيه : قوله ( اللذون ، حيث أتى فيه بالواو في حالة الرفع وهو قليل والكثير الإتيان بالياء رفعا ونصبا وجرا ) .
( 1 ) جاءالأولى مات أبوهم : [جاء] فعل ماض [الأولى] اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل [مات أبوهم] مات فعل ماض [أبو]فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة [أبو] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة و[الميم] علامة الجمع ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد الهاء من أبوه .
( 2 ) رأيت الأولى مات أبوهم : [رأيت] فعل وفاعل و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [الأولى] اسم موصول مبنى على السكون في محل نصب مفعول به [مات] فعل ماض [أبو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسمآء الستة [أبو] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة و[الميم] علامة الجمع ، وجملة "مات أبوهم" صلة الموصول والعائد الهاء من أبوهم .(1/115)
( 3 )…مررت بالأولى مات أبوهم : [مررت] فعل وفاعل [بالأولى] جار ومجرور [الباء] حرف جر [الأولى] اسم موصول مبنى على السكون في محل جر بالباء ، وجملة "مات أبوهم" صلة الموصول والعائد الهاء من أبوهم .
23- اللغة : [تبلى] تفنى ، والفاعل ضمير مستتر يعود على المنون أي الموت المذكور في بيت قبل هذا [يستلئمون] يلبسون اللامة ، وهي الدرع [الروع] الخوف والفزع [الحدإ ] أراد أن الخيل كالحدإ ، جمع حدأة وهي الطائر المعروف ، و[القبل] جمع قبلاء وهي التي في عينها القبل بفتح القاف والباء وهو "الحور" بفتح الحاء والواو شدة بياض العين في شدة سوادها =
…فقد استعمل" لفظ "الأولى في الجمع المذكر حيث أعاد الضمير عليه مذكرا في قوله : "يستلئمون " واستعمله في المرة الثانية في جمع الإناث حيث أعاد الضمير عليه مؤنثا في قوله : "تراهن"(1).
…ولجمع المؤنث اللائي ، واللاتي ، واللواتي ، نحو : قوله تعالى { وَالّلا ئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ(2)} وقوله ......................................................................
___________________________(1/116)
= الإعراب : [تبلى] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل لإنه معتل الآخر بالياء ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي[الأولى]اسم موصول بمعنى اللذين مبنى على السكون في محل نصب مفعول به [يستلئمون] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبات النون لأنه من الأمثلة الخمسة و[واو] الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد الواو من يستلئمون [علىالأولى] جار ومجرور [على] حرف جر و[الأولى] اسم موصول بمعنى اللاءِ مبنى على السكون في محل جر بعلى ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من الواو في يستلئمون [تراهن] [ترى] فعل مضارع بمعنى تبصر مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر لأنه فعل مضارع معتل الآخر بالألف ، والفاعل مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول أول و[النون] علامة جمع الإناث [يوم] ظرف زمان منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بتراهن [يوم] مضاف و[الروع] مضاف إليه مجرور [كالحدإ] جار ومجرور متعلق بتراهن [القبل] نعت للحدإ تبعه في جره ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد "الهاء" ، من "تراهن" .
…الشاهد فيه : قوله ( الأولى يستلئمون ، وقوله "الاولى تراهن" ، حيث استعمل الأولى لجمع المذكر بدليل الواو في يستلئمون وهو كثير ، والثانية لجمع المؤنث بدليل النون في تراهن وهو قليل ) .
( 1 )…ومن استعمال الأولى للمؤنث بمعنى اللاء قول الشاعر :
فأَمَّا الأُولى يَسْكُنَّ غَوْرَ تِهَامَةٍ .
فَكُلُّ فَتَاةٍ تَتْرُكُ الْحِجْلَ أَقْصَمَا .(1/117)
( 2 ) { واللائي يئسن من المحيض } : [الواو] حرف عطف [اللائي] اسم موصول مبنى على السكون في محل رفع مبتدأ [يئسن] فعل وفاعل [يئس] فعل ماض مبنى على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك [ونون النسوة] ضمير متصل مبنى على الفتح في محل رفع فاعل =
{ وَالّلا تِي يَأتِينَ الْفَاحِشَةَ (1)} ونحو : جاءني اللواتي مات أبوهن(2) وقد تحذف الياء اجتزاء بالكسرة فيقال : اللاءِ ، واللاتِ ، واللوات .
…وقد ورد اللاءِ بمعنى الذين كما في قول الشاعر :…
24- فَمَا آباؤُنَا بأَمَنَّ مِنْهُ ؟
عَلَيْنَا الَّلاءِ قَدْ مَهَدُوا الْحُجُورَا ؟
فيكون اللاءِ مشتركا تارة لجمع الإناث وهو الأكثر ، وتارة لجمع الذكور وهو الأقل .
___________________________
= [من المحيض] جار ومجرور متعلق بيئسن ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد نون النسوة ، وخبر المبتدأ قوله تعالى : { فعدتهن } .
( 1 )…{ واللاتي يأتين الفاحشة } : [الواو] حرف عطف [اللاتي] اسم موصول في محل رفع مبتدأ [يأتين] فعل مضارع مبنى على السكون لاتصاله بنون النسوة و[نون النسوة] ضمير متصل مبنى على الفتح في محل رفع فاعل [الفاحشة] مفعول به منصوب ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول والعائد نون النسوة ، وخبر المبتدأ جملة قوله تعالى { فاستشهدوا عليهن أربعة منكم } .
( 2 )…جاءني اللواتي مات أبوهن : [جاء] فعل ماض و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [اللواتي] اسم موصول في محل رفع فاعل [مات] فعل ماض [أبو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة ، لأنه من الأسماء الستة و[أبو]مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة و[النون] علامة جمع الإناث ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، والعائد الهاء من "أبوهن" .(1/118)
24- اللغة : [أمنّ] أفعل تفضيل من قولهم منّ عليه إذا أنعم عليه [اللاء] بمعنى الذين لعود الضمير عليه مذكراً في قوله "مهدوا" [مهدوا] بسطوا وفرشوا ، و[الحجور] جمع حجر بسكون الحاء يطلق على مابين يديك من ثوبك وهو حضن الإنسان يقال نشأ فلان في حجر فلان .
الإعراب : [الفاء] بحسب ما قبلها [ما] نافية حجازية تعمل عمل ليس ترفع الاسم وتنصب الخبر [آباء] اسمها مرفوع بها [آباء] مضاف و[نا] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [بأمن] [الباء] حرف جر زائد [أمن] خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على أخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد وهي الفتحة النائبة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف للصفة ووزن الفعل [منه] جار ومجرور ، من حرف جر ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بمن والجار والمجرور متعلق بأمن [علينا] جار ومجرور [على] حرف جر و[نا] ضمير متصل في محل =
يقول الناظم
مَوْصُولُ الاسْمَآ ءِ الَّذِي الأُنْثَى الَّتِي بَلْ مَا تَلِيِهِ أَوْلِهِ الْعَلاَمَهْ وَالنُّوْنُ مِنْ ذَيْنِ وَتَيْنِ شُدِّدَا جَمْعُ الَّذِي الأُولَى الَّذِيْنَ مُطْلَقَا بِالَّلاَتِ وَالَّلاَءِ الَّتِي قَدْ جُمِعَا .
وَالْيََا إِذَا مَاثُنِّيَا لاَ تُثبِتِ وَالنُّونُ إِنْ تُشْدَدْ فَلاَ مَلاَمَهْ أَيْضَاً وَتَعْوِيضٌ بِذَاكَ قُصِدَا وَبَعْضُهُمْ بِالْوَاوِ رَفْعًا نَطَقَا وَالَّلاءِ كَالَّذِينَ نَزْرًا(1) وَقَعَا .
قول الناظم ( والياء إذا ما ثنيا لا تثبت ) معناه إذا أردت تثنية الذي ، والتي ، فلا تقل اللذيان واللتيان ، واللذيين ، واللتيين ، بل احذف الياء وقل: اللذان ، واللتان ، واللذين واللتين .(1/119)
…وقوله "أوله العلامة " يريد العلامة الدالة على التثنية وهي الألف في حالة الرفع ، أو الياء في حالتي النصب ، والجر ، وأشار بقوله : "والنون من ذين وتين شددا " إلى أن نون المثنى في اسم الإشارة يجوز تشديدها ، ولم يذكر نون المثنى في الاسم الموصول اكتفاء باسم الإشارة لأن حكمهما واحد .
@ أَلْفَاظُ الاسْمِ الْمَوْصُوْل ( الْمُشْتَرك ) @
…هي : [ مَنْ ، وما ، وأَلْ ، وَذُو ، وَذَا ، وَأَي ]
…فهذه ستة ألفاظ تطلق على المفرد ، والمثنى ، والمجموع المذكر من ذلك والمؤنث .
…فَمَنْ تستعمل للعاقل في أصل الوضع نحو : يعجبني من جاءك(2) أي الذي جاءك ......
___________________________
= جر [بعلى]والجار والمجرور ، متعلق [بأمن] [اللاء]ِ اسم موصول بمعنى الذين مبنى على الكسر في محل رفع صفة لآباؤنا [قدمهدوا] [قد] حرف تحقيق [مهدوا] فعل وفاعل [مهد] فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الواو لايناسبها إلا ضم ماقبلها ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل [الحجورا] مفعول به منصوب ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد "الواو" من "مهدوا" .
( 1 )…نزرا : أي قليلا .
( 2 )…يعجبني من جاءك : [يعجب] فعل مضارع مرفوع ، و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضميرمتصل =
ويعجبني من جاءتك(1) أي التي جاءتك ، وجاءني من قاما(2) أي اللذان قاما ، وجاءني من قاموا(3) أي الذين قاموا ، وجاءني من قمن(4) أي اللواتي قمن .
…وقد تستعمل "من" لغير العاقل على خلاف الأصل وذلك في ثلاث مسائل الأولى : أن ينزل من وقعت عليه مَنْ منزلة العقلاء كقول الشاعر :
___________________________(1/120)
= في محل نصب مفعول به [من] اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل رفع فاعل [جاء] فعل ماض ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، و[الكاف] ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد الضمير المستتر في "جاء" .
( 1 )…يعجبني من جاءتك : [يعجب] فعل مضارع ، و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [من] اسم موصول بمعنى التي مبنى على السكون في محل رفع فاعل [جاءتك] [جاء] فعل ماض و[التاء] علامة التأنيث ، والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره "هي" ، و[الكاف] ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد الضمير المستتر في "جاء" .
( 2 )…جاءني من قاما : [جاء] فعل ماض ، و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [من] اسم موصول بمعنى اللذان مبني على السكون في محل رفع فاعل [قاما] فعل وفاعل [قام] فعل ماض مبني على الفتح ، و[ألف التثنية] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد ألف التثنية .
( 3 )…جاءني من قاموا : [جاء] فعل ماض ، و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [من] اسم موصول بمعنى الذين مبني على السكون في محل رفع فاعل [قاموا] فعل وفاعل [قام] فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الواو لايناسبها إلا ضم ما قبلها ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد "الواو" مِنْ "قاموا" .(1/121)
( 4 )…جاءني من قمن : [جاء] فعل ماض ، و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [مَنْ] اسم موصول بمعنى اللواتي مبني على السكون في محل رفع فاعل [قمن] فعل وفاعل [قام] فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، و[نون النسوة] ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد "نون النسوة" .
25- أَسِرْبَ الْقَطَا هَلْ مَنْ يُعِيرُجَنَاحَهُ .
لَعَلِّي إِلى مَنْ قَدْ هَوِيْتُ أَطِيرُ .
فنداء القطا سوغ وقوع مَنْ على مالا يعقل لأنه لاينادى إلا العاقل .
المسألة الثانية : أن يجتمع العاقل مع غير العاقل فيما وقعت عليه مَنْ الموصولة نحو : قوله تعالى { للهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السّمَواتِ وَالأَرْضِ(1)} .
___________________________
25- اللغة : [السرب] الجماعة ، و[القطا] ضرب من الطير شبيه بالحمام [هويت] بكسر الواو أي "أحببت" .…(1/122)
الإعراب : [أسرب القطا] [الهمزة] حرف نداء [سرب] منادى مضاف منصوب [سرب] مضاف و[القطا] مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور[ هل] حرف استفهام [مَنْ] اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل رفع مبتدأ [يعير] فعل مضارع ينصب مفعولين ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره "هو" ، والمفعول الأول محذوف تقديره يعيرني ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول والعائد الضمير المستتر في يعير [جناح] مفعول به أول منصوب [جناح] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة وخبر المبتدأ محذوف تقديره موجود [لعلي] [لعل] حرف ترج ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر و[الياء] ضمير متصل في محل نصب اسمها[ إلى من] جار ومجرور [إلى] حرف جر و[من] اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل جر بإلى ، والجار والمجرور متعلق بأطير الآتي [قد] حرف تحقيق [هويت] فعل وفاعل ، و[التاء]ضمير متصل في محل رفع فاعل ، وجملة لفعل صلة الموصول ، والعائد محذوف تقديره "هويته" [أطير] فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر لعل
الشاهد فيه : قوله ( من يعير جناحه ، حيث استعمل "مَنْ" لغير العاقل وهو جماعة القطا فالشاعر نزل القطا منزلة العقلاء وهو قليل وروي "هل مِنْ معير جناحه" فلا شاهد فيه حينئذ ) .
( 1 )…{ لله يسجد من في السموات والأرض } : [لله] جار ومجرور [اللام] حرف جر ، و[لفظ الجلالة] مجرور باللام وعلامة جره كسر الهاء تأدباً ، والجار والمجرور متعلق "بيسجد" [يسجد] فعل مضارع مرفوع [من] اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل رفع فاعل [في السموات] جار ومجرور ، في حرف جر ، والسموات مجرور بفي وعلامة جره كسر آخره [والأرض] معطوف على السموات تبعه في جره .
فإنه شمل الآدميين وغيرهم من الشجر والدواب والجبال(1)(1/123)
المسألة الثانية : أن يقترن العاقل بغير العاقل في عموم فصل بِمَنْ الموصولة نحو : قوله تعالى { وَاللهُ خَلَقَ كُلّ دَابَةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِى عَلَى رِجْلَيْنِ(2)} . فإنه وقع مَنْ على غير العاقل لاقترانه بالعاقل في عموم كل دابة ، لأن الدابة اسم لكل ما يدب على الأرض عاقلاً أو غير عاقل .
…و"ما"الموصولة تستعمل لغيرالعاقل في أصل الوضع نحو : يعجبني ما اشتريته(3) أي الذي
___________________________
( 1 )…بدليل قوله تعالى { وإن من شئ إلا يسبح بحمده } .
( 2 )…{ والله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه ومنهم من يمشي علي رجلين } : [الواو] حالية [الله] مبتدأ مرفوع بالابتداء [خلق] فعل ماض ، والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو [كل] مفعول به منصوب ، وهو مضاف ، و[دابة] مضاف إليه [من ماء] جار ومجرور متعلق بخلق [فمنهم] [الفاء] حرف عطف تفريعية [منهم] جار ومجرور [من] حرف جر و[الهاء] ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بمن و[الميم] علامة الجمع والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم [مَنْ] اسم موصول مبني على السكون في محل رفع مبتدأ مؤخر [يمشى] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل لأنه فعل مضارع معتل الآخر بالياء والجملة صلة الموصول والعائد الفاعل المستتر في يمشى [على بطنه] جار ومجرور [على] حرف جر [بطن] مجرور بعلى [بطن] مضاف و[الهاء] ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بعلى والجار والمجرور متعلق بيمشي [ومنهم من يمشى] إعرابه كسابقه و[على رجلين] جار ومجرور [على] حرف جر [رجلين] مجرور بعلى وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى و[النون] زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد والجار والمجرور متعلق بيمشي .(1/124)
( 3 )…يعجبني ما اشتريته : [يعجب] فعل مضارع مرفوع و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [ما] اسم موصول في محل رفع فاعل [اشتريته] فعل وفاعل ومفعول [اشترى] فعل ماض و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول والعائد الهاء من اشتريته .
اشتريته(1) وقد تستعمل "ما" للعاقل على خلاف الأصل وذلك في ثلاث مسائل :
…الأولى : أن يجتمع العاقل مع غير العاقل نحو : قوله تعالى { سَبّحَ للهِ مَا فِي السّمَوَاتِ وَ الأَرْض(2)} فإنه يشمل العاقل وغيره .
…المسألة الثانية : أن يكون المراد صفات من يعقل نحو قوله تعالى { فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النّسَآءِ(3)} .
المسألة الثالثة : أن يكون أمْرُه مبهما على المتكلم كقولك وقد رأيت شبحامن بعيد أنظرماظهرلي"(4).
…و"أل" تكون اسماً موصولاً مشتركاً إذا دخلت على الصفة الصريحة ، وهي اسم الفاعل نحو : جاء الضارب(5)
___________________________
( 1 )…وكذلك تقول يعجبني ما اشتريتها ، وما اشتريتهما ، وما اشتريتهم ، وما اشتريتهن .
( 2 ) { سبح لله ما في السموات و الأرض } : [سبح] فعل ماض [لله] جار ومجرور متعلق بسبح [ما] اسم موصول بمعنى الذين في محل رفع فاعل [في السموات] جار ومجرور متعلق بمحذوف صلة الموصول [والأرض] [الواو] حرف عطف و[الأرض] معطوف على السموات تبعه في جره .(1/125)
( 3 ) { فانكحوا ماطاب لكم من النسآء } : [الفاء] رابطة لجواب الشرط وهو قوله { فإن خفتم ألا تقسطوا في اليتامى } [انكحوا] فعل أمر مبني على حذف النون ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل [ما] اسم موصول بمعنى الذي في محل نصب مفعول به [طاب] فعل ماض وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [لكم] جار ومجرور [اللام] حرف جر و[الكاف] ضمير متصل في محل جر باللام ، و[الميم] علامة الجمع ، والجار والمجرور متعلق بطاب [من النساء] جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الفاعل المستتر في طاب .
( 4 )…أنظر ما ظهر لي : [أنظر] فعل أمر ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت [ما] اسم موصول بمعنى الذي في محل نصب مفعول به [ظهر] فعل ماض ، والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو [لي] جار ومجرور [اللام] حرف جر ، و[الياء] ضمير متصل في محل جر باللام متعلق بظهر .
( 5 )…جاء الضارب : [جاء] فعل ماض [الضارب] فاعل مرفوع ، وهو اسم فاعل يعمل عمل الفعل يرفع الفاعل وينصب المفعول ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة إسم الفاعل وفاعله صلة الموصول ، والعائد على"أل" الفاعل المستتر في ضارب .
أي الذي ضرب زيدا ، واسم المفعول نحو: جاء المضروب(1) أي الذي ضُربَ بالبناء للمجهول ، وأمثلة المبالغة نحو : جاء الضراب(2) أي الذي يضرب كثيراً(3) وشذ وصل الألف واللام بالفعل المضارع كقول الفرزدق أبو فراس همام بن غالب :
26- مَا أَنْتَ بِالْحَكَمِ التُّرْضَى حُكُومَتُهُ .
وَلاَ الأصِيْلِ وَلاَ ذِي الرَّأْي وَالْجَدَلِ .
___________________________
( 1 ) جاء المضروب : [جاء] فعل ماض[ المضروب] فاعل مرفوع وهو اسم مفعول يعمل عمل الفعل المبني للمجهول ، ونائب الفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل ونائبه صلة الموصول ، والعائد نائب الفاعل المستتر في "مضروب" .…(1/126)
( 2 ) جاء الضراب : [جاء] فعل ماض [الضراب] فاعل مرفوع ، وهو من أمثلة المبالغة يعمل عمل فعله وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الضارب ، وفاعله صلة الموصول ، والعائد على "أل" الفاعل المستتر في "ضارب" .
( 3 )… ثم اعلم أن اسم الفاعل واسم المفعول وأمثلة المبالغة التي تقع صلة لأل يشترط أن يكون كل واحد منها دالاً على الحدوث والتجددكالأمثلة المذكورة ، فإن لم يدل على ذلك بأن دل على اللزوم لم يصح أن يكون صلة لأل بل تكون ، "أل" الداخلة عليه مُعَرِّفة وذلك كالمؤمن ، والفاسق والكافر ، والمنافق ، وأما الصفة المشبهة باسم الفاعل فالجمهور على أنها لا تكون صلة لأل وأجمعوا على أن أفعل التفضيل لايكون صلة لأل .
26- اللغة : [الترضى] أي الذي تُرْضَى [الأصيل] ذو الحسب والحسب ما يعده الإنسان من مفاخر آبائه .
الإعراب : [ما] نافية حجازية تعمل عمل ليس ترفع الاسم وتنصب الخبر [أنت] ضمير منفصل في محل رفع اسمها [بالحكم] جار ومجرور [الباء] حرف جر زائد [الحكم] خبر "ما" منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد [الترضى] [أل] اسم موصول بمعني الذي مبني على السكون في محل جر صفة للحكم [ترضى] فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم ، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهوره التعذر لأنه فعل معتل الآخر بالألف [حكومة] نائب فاعل مرفوع ، و[حكومة] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة و[لا الأصيل] [الواو] حرف عطف [لا] نافية زائدة لتأكيد النفي [الأصيل] معطوف على الحكم تبعه في جره [ولا] [الواو] حرف عطف =
وهذا عند جمهور النحاة يختص بضرورة الشعر ، وعند ابن مالك لا يختص بالضرورة بل يجوز في الاختيار(1).(1/127)
…وأما "ذو" فهي اسم موصول في لغة طئ ، وتكون بلفظ واحد للمذكر ، والمؤنث ، مفرداً ، ومثنى ، ومجموعاً ، عاقلاً ، وغيره ، فتقول : جاءني ذو قام(2) ورأيت ذو قام(3) ومررت بذو قام(4)........................................................................
___________________________
= و[لا] حرف نفي زائدة [ذي] معطوف على الحكم تبعه في جره وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسمآء الستة [ذي] مضاف و[الرأي] مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره كسر آخره [والجدل] معطوف على الحكم والمعطوف على المجرور مجرور .
…الشاهد فيه : قوله ( الترضي ، حيث أتى بصلة أل جملة فعلية فعلها مضارع وهو شاذ ) .
( 1 )…واعلم أنه قد جاء وصل الألف واللام بالجملة الأسمية ، والظرف شذوذاً وقد اتفقوا أنه ضرورة شعرية فَمِنْ دخولها على الجملة الأسمية قول الشاعر :
مِنَ الْقَوْم الرَّسُولُ الله مِنْهُمْ .
لَهُمْ دَانَتْ رِقَابُ بَنِي مَعَدِّ .
أي من القوم الذين رسول الله منهم ، فقد وصل أل بالجملة الأسمية ، ومِنْ دخولها على الظرف قول الشاعر :
مَنْ لاَيَزَالُ شَاكِراً عَلَى الْمَعَهْ .
فَهْوَ حَرٍ بِعِيشَةٍ ذَاتِ سَعَهْ .
أي شاكرا على الذي مَعَهُ ، ومعنى حَرٍ حقيق وجدير .
( 2 )…جاءني ذو قام :[جاء] فعل ماض ، و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [ذو] اسم موصول بمعنى الذي ، مبني على السكون في محل رفع فاعل [قام] فعل ماض وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد الفاعل المستتر في "قام" .
( 3 ) رأيت ذو قام : [رأيت] فعل وفاعل ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [ذو] اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل نصب مفعول به [قام] فعل ماض ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقدير هو ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد الفاعل المستتر في قام .(1/128)
( 4 )…مررت بذو قام : [مررت] فعل وفاعل [بذو] جار ومجرور [الباء] حرف جر [ذو] اسم موصول مبني على السكون في محل جر بالباء [قام] فعل ماض ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو =
أي الذي قام(1) ومن العرب(2) من يقول في المفرد المؤنث جاءني ذاتُ قامت(3) وفي جمع المؤنث جاءني ذواتُ قمن(4).
…و"ذوات"مبنية على الضم رفعاً ، ونصباً ، وجراً ، وحكى الشيخ بهاء الدين بن النحاس(5) أن إعراب "ذوات" كإعراب جمع المؤنث السالم ، والفصيح في " ذات " أن تكون مبنية مثل "ذوات"ومنهم من يعربها إعراب مسلمات كما هو الحال في ذوات(6)
… و"ذا" اختصت من بين سائر أسمآء الإشارة بأنها تستعمل اسماً موصولاً مشتركاً مثل " ما" بلفظ واحد للمذكر ، والمؤنث ، مفردا ،ً أو مثنى ، أو مجموعاً ، بشرط أن تكون مسبوقة بما ، أو "مَنْ" ، الاستفهاميتين نحو : من ذا جاءك (7) ........................................
___________________________
= وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، لا محل لها من الإعراب ، والعائد الفاعل المستتر في قام .
( 1 ) كذلك تقول : جاءني ذو قامت ، وذو قاما ، وذو قامتا ، وذو قاموا ، وذو قمن ، ومن العرب من يثنيها ويجمعها فيقول : ذَوَا ، وَذَوُوا ، في الرفع ، وَذَوَيْ ، وَذَوِيْ ، في النصب والجر .
( 2 ) بعض قبائل طيء .
( 3 )…جاءني ذات قامت : [جاء] فعل ماض ، و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [ذات] اسم موصول بمعنى التي مبني على الضم في محل رفع فاعل [قامت] [قام] فعل ماض ، و[التاء] علامة التأنيث ، والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هي ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد الفاعل المستتر في قام .(1/129)
( 4 ) جاءني ذوات قمن : [جاء] فعل ماض ، و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [ذوات] اسم موصول بمعنى اللات مبني على الضم في محل رفع فاعل [قمن] فعل وفاعل [قام] فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، و[النون] ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد "نون النسوة".
( 5 ) ابن النحاس : هو أبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل المرادي المصري ، المتوفي سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة هجرية .
( 6 )…ومن العرب من يقول : ذوَاتا ، في الرفع ، وَذَوَاتَيْ ، في النصب والجر .
( 7 )…من ذا جاءك : [من] اسم استفهام في محل رفع مبتدأ [ذا] اسم موصول بمعني الذي مبني على السكون في محل رفع خبر [جاء] فعل ماض ، والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو =
وماذا فعلت(1) أي من الذي جاءك ، وماذا فعلته ، وأن لا تكون " ذا "ملغاة بأن تجعل " ذا " مع "ما " أو مع "مَنْ" كلمة واحدة للاستفهام نحو : ماذا عندك(2) ومن ذا عندك(3) فكلمة "ماذا " اسم استفهام مبتدأ ، ومثله " من ذا " وعندك خبره ، فذا في هذين الموضعين ملغاة لأنها جزء كلمة لأن المجموع اسم استفهام(4).
و" أي " تستعمل اسماً موصولاً مثل "ما " بلفظ واحد للمذكر والمؤنث ، مفرداً ، أو مثنى ، أو مجموعاً ، للعاقل وغيره ، وأي هذه تبنى على الضم في حالة واحدة فقط إذا أضيفت وحذف صدر صلتها نحو قوله تعالى { لَنَنْزِعَنّ مِنْ كُلّ شِيَعَةٍ أَيُّهُمْ أَشَدّ(5)} أي هو أشد ، ومنه قول الشاعر :
___________________________
= و[الكاف] ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب مفعول به ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد الفاعل المستتر في "جاء" .(1/130)
( 1 )…ماذا فعلت : [ما] اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ [ذا] اسم موصول مبني على السكون في محل رفع خبر [فعلت] فعل وفاعل ، والجملة صلة الموصول لامحل لها من الإعراب ، والعائد محذوف تقديره "فعلته" .
( 2 )…ما ذا عندك : [ما ذا] اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ [عند] ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية وهو مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل مبني على الفتح في محل جر بالإضافة ، والظرف متعلق بمحذوف وجوباً خبر المبتدأ .
( 3 )…من ذا عندك : إعرابه كسابقه .
( 4 ) ويشترط زيادة على ذلك أن لا تكون مشاراً بها نحو : ماذا التواني ، وماذا الوقوف ، فليست "ذا" هنا موصلة ، بل هي اسم إشارة .
( 5 )…{ لننزعن من كل شيعة أيهم أشد } : [لننزعن] [اللام] داخلة في جواب قسم مقدر تقديره والله [ننزعن] فعل مضارع مبنى على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، والفاعل مستتر فيه وجوباً تقديره نحن [من كل] جار ومجرور [أي] اسم موصول بمعنى الذي مبني على الضم في محل نصب مفعول به ، وهو مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل مبنى على الضم في محل جر بالإضافة و[الميم] علامة الجمع [أشد] خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو أشد ، وجملة المبتدأ والخبر صلة الموصول ، والعائد الخبر المحذوف .…
27- إِذَا مَا لَقِيتَ بَنِي مَالِكٍ .
فَسَلِّمْ عَلَى أَيُّهُمْ أَفْضَلُ 0
…فأي مبني على الضم في محل جر بعلى ، وتعرب فيما عدا ذلك بالحركات الثلاث في حالات ثلاث .
…الحالة الأولى : أن تضاف ويذكر صدر صلتها نحو: يعجبني أيُّهم هو قائم(1).
…والثانية : أن لاتضاف ولا يذكر صدر صلتها نحو: رأيت أيا قائم(2) .
…الثالثة : أن لا تضاف ويذكر صدر صلتها نحو مررت بأيٍ هو قائم(3) .
___________________________(1/131)
27- الإعراب : [إذا] ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه [ما] زائدة [لقيت] فعل وفاعل [بني] مفعول به منصوب ، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه محمول على جمع المذكر السالم [بني] مضاف ، و[مالك] مضاف إليه مجرور [فسلم] [الفاء] داخلة في جواب الشرط [سلم] فعل أمر ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [على أيُّهم] جار ومجرور [على] حرف جر [أيُّ] مبنى على الضم في محل جر بعلى و[الميم] علامة الجمع ، والجار والمجرور متعلق بسلم [أفضل] خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ، وجملة المبتدأ والخبر صلة الموصول ، والعائد الضمير المحذوف الذي هو خبر المبتدأ .
( 1 )…يعجبني أيهم هو قائم : [يعجب] فعل مضارع ، و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [أي] اسم موصول بمعنى الذي فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره وهو ، مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة و[الميم] علامة الجمع [هو] ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ [قائم] خبر مرفوع ، وجملة المبتدأ والخبر صلة الموصول والعائد هو .
( 2 )…رأيت أيا قائم : [رأيت] فعل وفاعل [أيا] اسم موصول بمعنى الذي مفعول به منصوب [قائم] خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ، والجملة من المبتدأ والخبر صلة الموصول ، والعائد الضمير المحذوف الواقع مبتدأ .
( 3 )…مررت بأي هو قائم : [مررت] فعل وفاعل [بأي] جار ومجرور [الباء] حرف جر ، و[أي] مجرور بالباء ، وعلامة جره كسر آخره [هو] ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ [قائم] خبر مرفوع ، وجملة المبتدأ والخبر صلة الموصول ، والعائد الضمير "هو".
وتنويع الأمثلة لبيان أنها تعرب بالحركات الثلاث الرفع والنصب والجر .
…وبعضهم أعرب أيا مطلقاً(1) ، أي وإن أضيفت وحذف صدر صلتها ، وقد قرئ { لَنَنْزِعَنّ مِنْ كُلّ شِيَعَةٍ أَيَّهُمْ أَشَدّ } بالنصب(2)، وروي البيت السابق :
فسلم على أيِّهم أفضل .(1/132)
بجر "أي" بالكسرة الظاهرة . …………… يقول الناظم
وَمَنْ وَمَا وَأَلْ تُسَاوِي مَاذُكِرْ وَكَالَّتِي - أَيْضَاً - لَدَيْهِمْ ذَاتُ وَمِثْلُ مَا - ذَا - بَعْدَ مَا اسْتِفْهَامِ .
وَهَكَذَا ذُو عِنْدَ طَيِّءٍ شُهِرْ وَمَوْضِعَ الَّلاَتِي أَتَى ذَوَاتُ أَوْ مَنْ إِذَا لَمْ تُلْغَ فِي الْكَلاَمِ .
@ صِلَةُ الْمَوْصُوْلِ وَحَذْفُ الْعَائِد @
…الصلة هي التي تتصل بالموصول لتكمل معناه ، والعائد هو الذي يعود على الموصول لربط الصلة(3) ويكون العائد مطابقاً للموصول في الإفراد ، والتثنية ، والجمع ، والتذكير، والتأنيث ، وصلة الموصول إما جملة أو شبه جملة ، والجملة إما فعلية نحو : { الْحَمْدُ للهِ الّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ(4)} .
___________________________
( 1 )…منهم الخليل - بن أحمد الفراهيدي - ويونس بن حبيب الضبي .
( 2 )…هي قراءة هارون ، "القاري الأعور" فإن سيبويه حكاها عنه .
( 3 )…قيل إن شرف الدين محمد بن عيسى مرض فكتب إلى الملك المعظم .
أنظر إليَّ بعين مولى لم يزل أنا كالذي أحتاج ما يحتاجه .
يولي الندى وتلافَ قبل تلافي فاغنم دعائي والثناء الوافي .
فجاء الملك المعظم يعوده ومعه ألف دينار وقال له أنت "الذي" وأنا العائد ، وهذه الصلة .
ومعنى [يولى] يتابع ، و[تلاف] تدارك [قبل تلافي] قبل هلاكي .
( 4 ) { الحمد لله الذي صدقنا وعده } : [الحمد] مبتدأ مرفوع بالابتداء [لله] جار ومجرور ، متعلق بمحذوف خبر المبتدأ [الذي] اسم موصول مبني على السكون في محل جر صفة للفظ الجلالة =(1/133)
وإما إسمية نحو : مَنْ عندي الذي ابنه كفل(1). …ويشترط في الجملة الفعلية أوِ الاسمية الموصول بها ثلاثة شروط : …أحدها : أن تكون خبرية(2) فلا يجوز "جاءني الذي اضْرِبْهُ(3)"ولا" جاءني الذي ليته قائم" (4) لأن الأولى طلبية والثانية استثنائية . …الثاني : أن تكون خالية من معنى التعجب فلا يجوز جاءني الذي ما أحسنه لأن أحسن فعل تعجب . …الثالث : أن تكون غير مفتقرة إلى كلام قبلها فلا يجوز "جاءني الذي لكنه قائم" لأن لفظ لكن يؤتى به للإستدراك(5) فهو مفتقر إلى كلام قبله نحو : ما قعد زيد لكنه قائم(6).....
___________________________
= [صدق] فعل ماض تنصب مفعولين ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، و[نا] ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول [وعد] مفعول ثان منصوب [وعد] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة .
( 1 )…من عندي الذي ابنه كفل : [من] اسم موصول بمعنى الذي في محل رفع مبتدأ [عندي] [عند] ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها إلا كسر قبلها [عند] مضاف ، و[ياء المتكلم] ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بالإضافة ، والظرف وما أضيف إليه شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره " استقر " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، والعائد الضمير المستكن في استقر [الذي] اسم موصول في محل رفع خبر المبتدأ [ابن] مبتدأ مرفوع بالابتداء [ابن] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [كفل] فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب الفاعل مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، وجملة الفعل ونائبه صلة الموصول ، والعائد نائب الفاعل المستتر في كُفِل .
( 2 )…أي محتملة للصدق والكذب في نفسها من غير نظر إلى قائلها .…
( 3 )…خلافا للكسائي - أبو الحسن علي بن حمزة الأزدي - .
( 4 )…خلافا لهشام بن معاوية الضرير .(1/134)
( 5 ) الاستدراك : تعقيب الكلام بلفظ ما يتوهم ثبوته أو نفيه كما سيأتي صفحة ( 229 ) .
( 6 ) ما قعد زيد لكنه قائم : [ما] نافية [قعد] فعل ماض [زيد] فاعل [لكنه] [لكنّ] حرف =
فالمستوفية للشروط نحو : جاء الذي قام أبوه(1)وجاء الذي أبوه قائم(2) وأما شبه الجملة فثلاثة أشياء :
…أحدها : الظرف المكاني(3) بشرط كونه تاما ، وهو الذي يكون في الوصل به فائدة نحو : جاء الذي عندك(4).
…والثاني : الجار والمجرور بشرط كونه تاما وهو الذي يكون في الوصل به فائدة نحو : جاء الذي في الدار(5) فإن لم يكون الظرف والجار والمجرور تامين لم يجز الوصل بهما فلا يقال : جاء الذي مكانا ، ولا جاء الذي بك ، لعدم حصول الفائدة .
…الثالث : الصفة الصريحة ، والمراد بها اسم الفاعل ، واسم المفعول ، وأمثلة المبالغة
___________________________
= استدراك ونصب و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب اسمها [قائم] خبرها مرفوع .
( 1 )…جاء الذي قام أبوه : [جاء] فعل ماض [الذي] اسم موصول في محل رفع فاعل [قام أبوه]فعل وفاعل [قام] فعل ماض [أبو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة [أبو] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد الهاء من أبوه .
( 2 )…جاء الذي أبوه قائم : [جاء] فعل ماض [الذي] اسم موصول في محل رفع فاعل [أبوه] قائم [أبو] مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة [أبو] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [قائم] خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ ، وجملة المبتدأ والخبر صلة الموصول ، والعائد الهاء من أبوه .
( 3 ) خرج بالظرف المكاني الظرف الزماني نحو: جاء الذي اليوم ، فلا يصلح جعله صلة لعدم حصول الفائدة .(1/135)
( 4 )…جاء الذي عندك : [جاء] فعل ماض [الذي] اسم موصول في محل رفع فاعل [عند] ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية وهو مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة والظرف وما أُضيف إليه متعلق بمحذوف وجوبا تقديره"استقر"صلة الموصول ، والعائد الضمير الْمُسْتَكِن في استقر .
( 5 ) …جاء الذي في الدار : [جاء] فعل ماض [الذي] اسم موصول في محل رفع فاعل [في الدار] جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره " استقر " صلة الموصول ، والعائد الضمير المستكن في استقر .
وقد تقدمت أمثلة ذلك(1)
…ثم اعلم أن العائد على الموصول لربط الصلة ثلاثة أنواع مرفوع ، ومنصوب ، ومجرور ، وكل واحد منها قد يجوز حذفه أو يمتنع وإليك بيان ذلك .
@ حَذْفُ الْعَائِدِ الْمَرْفُوْع @
…العائد المرفوع إن كان فاعلاً ، أو نائبه ، فلايجوز حذفه البته (2) فلا يقال : جاء اللذان قام ، ولا جاء اللذان ضُرِب ، بحذف ألف التثنية مِنْ قام ، وضرب ، لرفع الأول بالفاعلية ، والثاني بالنيابة ، بل يقال جاء اللذان قاما(3)وجاء اللذان ضُرِبا(4)بالبناء للمجهول .
…وإن كان العائد المرفوع مبتدأً وهو المسمى صدر الصلة جاز حذفه بشرط أن يكون مخبرا عنه بمفرد نحو: قوله تعالى: { لَنَنْزِعَنّ مِنْ كُلّ شِيَعَةٍ أَيّهُمْ أَشَدّ(5)} أي الذي هو أشد ، فَحُذِفَ العائدُ "هو" لأنه مبتدأ وأشَدُّ خبره وهو "مفرد" ثم المبتدأ العائد على الموصول يجوز حذفه مع اسم الموصول "أي" سواء طالت الصلة بشئ متعلق بها كمعمول الخبر نحو : يعجبني أيهم قائم في المسجد(6)
___________________________
( 1 )…صفحة ( 112 ) .
( 2 )…البت : القطع يقال لا أفعله البتة لكل أَمْرٍ لا رجعة فيه .(1/136)
( 3 ) جاء اللذان قاما : [جاء] فعل ماض [اللذان] اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل ويجوز أن يبنى على الكسر[قاما] فعل وفاعل [قام] فعل ماض و[ألف التثنية] ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد ألف التثنية .
( 4 )…جاء اللذان ضُرِبا : [جاء] فعل ماض [اللذان] اسم موصول مبني على السكون في محل رفع فاعل ويجوز أن يبنى على الكسر[ضُرِبا] [ضرب] فعل ماض مبنى للمجهول ، و[ألف التثنية] ضمير متصل مبنى على السكون في محل رفع نائب فاعل ، وجملة الفعل ونائبه صلة الموصول لا محل لها من الاعراب ، والعائد ألف التثنية .
( 5 )…{ لننزعن من كل شيعة أيُّهم أشَدُّ } : تقدم إعرابه صفحة ( 116 ) .…
( 6 ) يعجبني أيهم قائم في المسجد : [يعجب] فعل مضارع ، و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول [أي] اسم موصول مبني على الضم في محل رفع فاعل [أي] =
أو لم تطل الصلة نحو : يعجبني أيهم قائم(1).
وأما غير أي من الموصولات فيتبع أيا في جواز حذف العائد - صدر الصلة - بشرط استطالة الصلة نحو : قوله تعالى { وَهْوَ الّذِي فِي السّمَآءِ إِلهٌ(2)} تقديره وهو الذي هو في السمآء اله فحذف صدر الصلة للطول(3) وإن لم تطل الصلة فالحذف قليل نحو : جاءني الذي قائم(4) أي الذي هو قائم(5).
@ حَذْفُ الْعَائِدِ الْمَنْصُوْب @
…إذا كان الضمير العائد على الموصول منصوباً جاز حذفه بشرطين :
___________________________
= مضاف و[الهاء] ضمير متصل مبنى على الضم في محل جر بالإضافة ، و[الميم] علامة الجمع [قائم] خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو [في المسجد] جار ومجرور متعلق بقائم ، وجملة المبتدأ والخبر صلة الموصول ، والعائد الضمير المحذوف "هو" .
( 1 )…يعجبني أيهم قائم : إعرابه كسابقه .(1/137)
( 2 )…{ وهو الذي في السماء إله } : [الواو] حرف استئناف [هو] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ و[الذي] اسم موصول في محل رفع خبر [في السمآء] جار ومجرو متعلق بإله و[إله] خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ، والجملة صلة الموصول ، والعائد المبتدأ المحذوف "هو" .
( 3 )…ومنه قولهم "ما أنا بالذي قائل لك سوءا" التقدير بالذي هو قائل لك سوءا .
( 4 )…جاءني الذي قائم :[جاء] فعل ماض ، و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [الذي] اسم موصول في محل رفع فاعل [قائم] خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ، وجملة المبتدأ والخبر صلة الموصول ، والعائد الضمير المحذوف "هو" .
( 5 ) وأجاز الكوفيون الحذف وإن لم تطل الصلة قياساً ، ومنه قراءة شاذة ليحيى بن يعمر { تماماً على الذي أحسن } برفع أحسن ، وجَعْلُهُ خبراً لمبتدأ محذوف أي هو أحسن ، والجملة صلة الموصول ، ولأنهم جوزوا في " لاسيما زيد " إذا رُفِعَ زيد أن تكون [ما] موصولة ، و[زيد] خبر لمبتدأ محذوف والتقدير لا "سي الذي هو زيد" فحذف العائد الذي هو المبتدأ وهو قولك "هو" وجوباً فهذا موضع حُذِفَ فيه صدر الصلة مع غير أي وجوبا ولم تطل الصلة ، وهو مقيس وليس بشاذ .
…
الأول : أن يكون متصلاً(1) بفعل تام(2) نحو : جاء الذي ضربته(3) فيجوز حذف العائد
وهو "الهاء "من ضربته فتقول : جاء الذي ضربت ، ومثله : من نرجوا يهب(4).
…الثاني : أن يكون متصلاً بوصف غير صلة "أل"(5) نحو الذي أنا معطيكه درهم(6) فيجوز حذف العائد وهو الهاء من معطيكه فتقول : الذي أنا معطيك درهم(7) …
…وحذف العائد المنصوب مع الفعل التام كثير ، وأما مع الوصف فالحذف قليل ومنه قول الشاعر :
28- مَا اللهُ مُوْلِيْكَ فَضْلٌ فَاحْمَدَنْهُ بِهِ .
فَمَا لَدَى غَيْرِهِ نَفْعٌ وَلاَ ضَرَرُ .
___________________________(1/138)
( 1 )…خرج به الضمير المنفصل وجوبا لتقدمه فلا يحذف نحو: جاء الذي إياه أكرمت لأنه لو حذف لتبادر أنه متصل تقديره " أكرمته " فيفوت الغرض من تقديمه .
( 2 )…خرج بالتام الناقص نحو : جاء الذي كانه زيد ، فلا يحذف الضمير لأنه كالحرف .
( 3 )…جاء الذي ضربته : [جاء] فعل ماض [الذي] اسم موصول في محل رفع فاعل [ضربته] فعل وفاعل ومفعول والجملة صلة الموصول ، والعائد الهاء في ضربته .
( 4 ) من نرجوا يهب : [مَنْ] اسم موصول في محل رفع مبتدأ [نرجو] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل لأنه معتل الآخر بالواو ، وجملة نرجو ، صلة الموصول ، والعائد محذوف تقديره نرجوه [يهب] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
( 5 )…فلو كان صلة "أل" نحو : الضاربها زيد هند ، فلا يجوز الحذف .
( 6 )…الذي أنا معطيكه درهم : [الذي] اسم موصول في محل رفع مبتدأ [أنا] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ثاني [معطي] خبر عن المبتدأ الثاني وهو اسم فاعل ينصب مفعولين ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول ثان ، و[درهم] خبر عن المبتدأ الأول مرفوع ، وجملة اسم الفاعل وفاعله صلة الموصول لا محل لها من الاعراب ، والعائد الهاء من معطيكه .
( 7 )… الذي أَنا معطيك درهم : إعرابه كسابقه ، والعائد الذي هو مفعول ثان محذوف والتقدير "معطيكه".
28- اللغة : [موليك] معطيك وقد حذف منه الضمير إذ أصله "موليكه" =
تقديره "ما الله موليكه فضل" فحذف الهاء من موليكه(1)
@ حَذْفُ الْعَائِدِ الْمَجْرُوْر @
…العائد المجرور إما أن يكون مجروراً بالإضافة أو مجرورا بالحرف .(1/139)
فالمجرور بالإضافة لايجوز حذفه إلا في حالة واحدة وهي أن يكون مخفوضا بوصف(2) بمعنىالحال أو الاستقبال نحو : جاء الذي أنا ضاربه الآن أو غدا(3) فتقول ............................
___________________________
= الإعراب : [ما] اسم موصول في محل رفع مبتدأ [الله] مبتدأ ثان مرفوع [موليك] [مولى] خبر عن لفظ الجلالة مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل لأنه اسم منقوص ، وهو اسم فاعل مِنْ أَولى ينصب مفعولين ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [مولى] مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله الأول ، والمفعول الثاني محذوف تقديره موليكه [فضل] خبر عن المبتدأ الأول ما [فاحمدنه] [الفاء] حرف عطف [احمدن] فعل أمر مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [به] جار ومجرور [الباء] حرف جر و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالباء ، والجار والمجرور متعلق باحمدنه [فما] [الفاء] حرف تعليل [ما] نافية حجازية تعمل عمل ليس ترفع الاسم وتنصب الخبر [لدى] ظرف مكان متعلق بمحذوف خبر ليس مقدم ، و[لدى] مضاف و[غير] مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره [غير] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [نفع] اسم ليس مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره [ولا ضرر] [الواو] حرف عطف [لا] نافية [ضرر] معطوف على نفع تبعه في رفعه .
الشاهد فيه : قوله ( ما الله موليك ، حيث حذف الضمير العائد على الاسم الموصول لأنه منصوب بوصف وهذا الوصف اسم فاعل وأصل الكلام "ما الله موليكه" ) .
( 1 ) ويمتنع حذف الضمير إن كان متصلا منصوبا بغير فعل تام ، أو وصف - وهو الحرف - نحو : جاء الذي إنه منطلق ، فلايجوز حذف الهاء لأنها عمدة والحرف - إنّ - لايستقل بدونها .
( 2 ) أي عامل .(1/140)
( 3 )…جاء الذي أنا ضاربه الآن أو غدا : [جاء] فعل ماض [الذي] اسم موصول في محل رفع فاعل [أنا] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [ضارب] خبر المبتدأ مرفوع ، و[ضارب] اسم فاعل =
جاء الذي أنا ضارب الآن أو غدا ، بحذف الهاء ومنه قوله تعالى { فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ(1)} أي قاضيه ، وإن كان مجروراً بغير هذه الحالة فلا يجوز حذفه نحو : جاء الذي أنا غلامه(2).
وجاء الذي أنا ضاربه أمس(3) فلا يحذف الهاء من "غلامه" لأنه ليس وصفا ، ولا يحذف من "ضاربه أمس" لأنه وصف ليس بمعنى الحال والاستقبال لدخول أمس عليه ، وأما العائد المجرور بالحروف فيجوز حذفه بشرطين :
…الأول : أن يكون مجروراً بالحرف الذي جُرَّبه الموصول(4)
___________________________
= يعمل عمل فعله ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، و[ضارب] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة مِنْ إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله [الآن] ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية [أو] حرف عطف [غدا] ظرف زمان ، معطوف على الآن تبعه في نصبه وعلامة نصبه فتح آخره .
( 1 )…{ فاقض ما أنت قاض } : [الفاء] - فصيحة - وهي الواقعة في جواب شرط مقدر - أي ان اردت عقابنا فاقض - [اقض] فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره وهو الياء ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت [ما] اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل نصب مفعول به [أنت] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [قاض] خبره مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء المحذوفة المعوض عنها التنوين ، وجملة المبتدأ والخبر صلة الموصول والعائذ محذوف والتقدير - ما أنت قاضيه .
( 2 )…جاء الذي أنا غلامه : [جاء] فعل ماض [الذي] اسم موصول في محل رفع فاعل [أنا] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [غلام] خبر مرفوع [غلام] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، وجملة المبتدأ والخبر صلة الموصول ، والعائد الهاء من "غلامه" .(1/141)
( 3 )…جاء الذي أنا ضاربه أمسِ : [جاء] فعل ماض [الذي] اسم موصول في محل رفع فاعل [أنا] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [ضارب] خبره مرفوع وهو اسم فاعل فاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، و[ضارب] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله ، وجملة المبتدأ والخبر صلة الموصول ، والعائد الهاء من ضاربه [أمس] مبني على الكسر في محل نصب على الظرفية الزمانية .
( 4 ) فإن اختلف حرفا الجر لم يجز حذف العائد نحو: مررت بالذي مررت عليه ، فلا يجوز حذف =
…الثاني : أن يتحد العامل فيهما لفظا ومعنى(1). مثال المستوفي للشروط نحو : مُرَّبالذي مررت به فهو بر(2) ونحو : مررت بالذي مررت به(3) فيجوز حذف الهاء فتقول : مُرَّبالذي مررت فهو بر(4) ، ومررت بالذي مررت (5)، ومنه قوله تعالى { وَيَشْرَبُ مِمّا تَشْرَبُونَ (6)} أي منه ، ومن ذلك قول عنترة بن شداد العبسي :
___________________________
= عليه لاختلاف حرف الجر .
( 1 )…فإن اختلف العاملان لم يجز حذف العائد نحو: مررت بالذي فرحت به ، فلا يجوز حذف به لاختلاف العاملين لأن الاول "مر" ، والثاني ، "فرح" .
( 2 ) مُرَّ بالذي مررت به فهو بر: [مر] فعل أمروفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت [بالذي] جار ومجرور [الباء] حرف جر [الذي] اسم موصول في محل جر بالباء ، والجار والمجرور متعلق بمر [مررت] فعل وفاعل [به] جار ومجرور [الباء] حرف جر ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بمر، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد الضمير المجرور بالباء [فهوبر] الفاء فصيحة وهي الواقعة في جواب شرط مقدر تقديره وإنْ حصل ذلك [هو] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [بر] خبره مرفوع وسكن لأجل الوقف ، وجملة المبتدأ والخبر في محل جزم جواب ذلك الشرط المقدر .(1/142)
( 3 )…مررت بالذي مررت به : [مررت] فعل وفاعل [مر] فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، و[التاء] ضمير متصل مبني على الضم في محل رفع فاعل [بالذي] جار ومجرور [الباء] حرف جر [الذي] اسم موصول في محل جر بالباء ، والجار والمجرور متعلق بمر [مررت] فعل وفاعل [به] جار ومجرور [الباء] حرف جر ، و[الهاء] ضمير متصل مبني على الكسر في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بمر ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد الضمير المجرور بالباء .
( 4 ) مر بالذي مررت فهو بر : إعرابه كسابقه إلا أن العائد محذوف تقديره "بالذي مررت به" .
( 5 )…مررت بالذي مررت : إعرابه كسابقه إلاأن العائد محذوف تقديره بالذي مررت به .
( 6 ) { ويشرب مما تشربون } : [الواو] بحسب ما قبلها [يشرب] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [مما] جار ومجرور [من] حرف جر [ما] اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل جر بمن [تشربون] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأمثلة الخمسة و[الواو] ضمير متصل في محل رفع ، فاعل وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد محذوف تقديره "مما تشربون منه" .
29-وَقَدْ كُنْتَ تُخْفِي حُبَّ سَمْرَاءَ حِقْبَةً
فَبُحْ لانَ مِنْهَا بِالَّذِي أَنْتَ بَائِحٌ .
أي بالذي أنت بائح به .
…ثم أعلم أن العرب منعوا حذف العائد المرفوع ، والمنصوب ، والمجرور ، إذا كان الباقي بعد الحذف صالحا بأن يكون صلة ، كأَنْ وقع بعد جملة ، أو شبه جملة ، مشتملة على ما يصلح للربط ، أو كان في الصلة ضمير غير ذلك الضمير المحذوف صالح لعوده على الموصول ، فمثال المرفوع "جاء الذي هو أبوه منطلق(1)" .
___________________________(1/143)
29- اللغة : [الحقبة] بكسر السين تطلق على ثمانين عاما وأراد بها الشاعر المدة الطويلة [لان] أصله "الآن" فحذفت الهمزة ثم فتح اللام لمناسبة الألف ، وقيل " هي لغة ومنها قول جرير بن عطية الخطفى :
ألاَنَ وَقَدْ نَزَعْتَ إلى نُمَيْرٍ .
فهذا حِيْنَ صِرْتَ لهم عَذَابا .
الإعراب : [قد] حرف تحقيق [كنت] [كان] فعل ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر ، و[التاء] ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع اسمها [تخفى] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهوره الثقل لأنه فعل مضارع معتل الآخر بالياء ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، وجملة الفعل والفاعل في محل نصب خبر كان [حب] مفعول به منصوب [حب] مضاف ، و[سمراء] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف لعلة تقوم مقام علتين وهي ألف التأنيث الممدودة [حقبة] ظرف زمان منصوب على الظرفية الزمانية [فبح] [الفاء] - فصيحة - وهي الواقعة في جواب شرط مقدر تقديره "واذا كان كذلك" [بح] فعل أمر، والفاعل مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [لان] أصله " الآن " ظرف زمان مبني على الفتح في محل نصب على الظرفية [منها] جار ومجرور [من] حرف جر و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بمن [بالذي] جار ومجرور [الباء]حرف جر [الذي] اسم موصول في محل جر بالباء [أنت] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [بائح] خبره مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، وجملة المبتدأ والخبر صلة الموصول لا محل لها من الإعراب ، والعائد محذوف تقديره "بائح به" .
الشاهد فيه : قوله ( "بالذي أنت بائح" ، حيث حذف العائد المجرور بالحرف لوجود الشرطين وهما جره بحرف جر مماثل لما جر به الموصول ، واتفاق العامل فيهما مادة ، والأصل بائح به ) .(1/144)
( 1 ) …جاء الذي هو أبوه منطلق : [جاء] فعل ماض [الذي] اسم موصول في محل رفع فاعل [هو] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ أول [أبو] مبتدأ ثان مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة =
…ومثال المنصوب "جاء الذي ضربته في داره(1)"
…ومثال المجرور "مررت بالذي مررت به في داره(2)" فلايجوز حذف العائد في ذلك كله لأن الكلام يتم بدونه فلا يعلم أَحُذِف شئ أم لا لعدم ما يدل على الحذف .
يقول الناظم
وَكُلُّهَا يَلْزَمُ بَعْدَ هُ صِلَهْ وَجُمْلَةٌ أَوْ شِبْهُهَا الَّذِي وُصِلْ وَصِفَةٌ صَريِحَةٌ صِلَةُ أَلْ أَيٌّ كَمَا وَأُعْرِبَتْ مَا لَمْ تُضَفْ .
عَلَى ضَمِيرٍ لاَئِقٍ(3) مُشْتَمِلَهْ بِهِ كَمَنْ عِنْدِي الَّذِي ابْنُهُ كُفِلْ(4) وَكَوْنُهَا بِمُعْرَبِ الأَفْعَالِ قَلْ وَصَدْرُ وَصْلِهَا ضَمِيرٌ انْحَذَفْ(5) .
___________________________
= عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة [أبو] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [منطلق] خبر المبتدأ الثاني ، وجملة المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول ، والمبتدأ الأول وخبره صلة الموصول ، والعائد الضمير "هو" .
( 1 )…جاء الذي ضربته في داره : [جاء] فعل ماض [الذي] اسم موصول في محل رفع فاعل [ضربته] فعل وفاعل ومفعول ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد الهاء من ضربته [في داره] جار ومجرور [في] حرف جر ، و[دار] مجرور بفي [دار] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والجار والمجرور متعلق "بضرب" .(1/145)
( 2 ) مررت بالذي مررت به في داره : [مررت] فعل وفاعل [بالذي] جار ومجرور [الباء] حرف جر [الذي] اسم موصول في محل جر بالباء [مررت] فعل وفاعل [به] جار ومجرور [الباء] حرف جر و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالباء والجار والمجرور متعلق بمر ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول والعائد الهاء من به [في داره] جار ومجرور [الباء] حرف جر و[دار] مجرور بالباء [دار] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والجار والمجرور متعلق بمر ، والجملة صلة الموصول ، والعائد الضمير المجرور بالباء .
( 3 )…أي مطابق للموصول إفرادا ، وتذكيراً ، وغيرهما .
( 4 )…من عندي الذي ابنه كفل : تقدم إعرابه صفحة ( 119 ) .
( 5 )…يعني أن أيا تستعمل مثل "ما" موصولة بلفظ واحد في الإفراد ، والتذكير ، وفروعهما ، إلا أنها تكون معربة ، وتبنى في حالة واحدة ، وذلك إذا أُضيفت وحذف صدر صلتها وقد تقدم =
وَبَعْضُهُمْ أَعْرَبَ مُطْلَقَاً(1) وَفِي إِنْ يُسْتَطَلْ وَصْلٌ وَإِنْ لَمْ يُسْتَطَلْ إِنْ صَلَحَ الْبَاقِي لِوَصْلٍ مُكْمِلِ فِي عَائِدٍٍ مُتَّصِلٍ إِنِ انْتَصَبْ كَذَاكَ حَذْفُ مَا بِوَصْفٍ خُفِضَا كَذَا الَّذِي جُرَّ بِمَا الْمَوْصُولَ جَرّْ .
ذَا الْحَذْفِ أَياًّ غَيْرُ أَيٍّ يَقْتَفِىِ فَالْحَذْفُ نَزْرٌ (2) وَأَبَوْا أَنْ يُخْتَزَلْ(3) وَالْحَذْفُ عِنْدَهُمْ كَثِيرٌٌ مُنْجَلِي(4) بِفِعْلٍ اوْ وَصْفٍ كَمَنْ نَرْجُو يَهَبْ (5) كَأَنْتَ قَاضٍ بَعْدَ أَمْرٍ مِنْ قَضَى(6) كَمُرَّ بِالَّذِي مَرَرْتُ فَهْوَ بَرّْ(7) .
قول الناظم "وكونها بمعرب الأفعال قل" هذا على مذهبه أن " أل" تدخل على الفعل المضارع في الاختيار ولا يختص ذلك بضورة الشعروعند جمهورالنحاة يختص ذلك بالضرورةكماتقدم(8).
…وقوله " أيٌ كما " كان من حق " أي" أن تذكر مع مثيلاتها من الموصولات فيما مضى لكنه أخرها لكثرة ما يتعلق بهامن أحكام والله أعلم .(1/146)
…وقوله "وفي ذا الحذف أيا غير أي يقتفى" يشير بذلك إلى المواضع التي يحذف فيها العائد يعني أن غير أي من الموصولات يقتفى أيا يعني يتبعها في جواز حذف صدر الصلة بشرط استطالة الصلة .
*******
___________________________
= ذلك صفحة ( 116 ) .
( 1 )…منهم الخليل - بن أحمد الفراهيدي - ويونس - بن حبيب الضبي .
( 2 )…نزر : قليل .
( 3 )…يختزل : يقتطع العائد يعني يحذف .
( 4 )…منجلي : واضح .
( 5 ) من نرجو يهب : تقدم إعرابه صفحة ( 123 ) .
( 6 )…يريد كأنت قاض الواقع بعد فعل أمر مشتق من مصدر "قضى" إشارة إلى قوله تعالى { فاقض ما أنت قاض } أي قاضيه وقد تقدم إعراب ذلك صفحة ( 125 ) .
( 7 )…مر بالذي مررت فهو بر : تقدم إعرابه صفحة ( 126 ) .
( 8 ) صفحة ( 113 ) .
@ الْمُعَرّفُ بِأَدَاةِ التَّعْرِيْف @
…قال الخليل بن أحمد(1) أن الكلمة إذا تعرفت فالمعرف لها " أل " بجملتها والهمزة همزة القطع(2) فنمط إذا عرفته قلت فيه النمط(3) وقال سيبويه وبعض النحاة ، المعرف هو اللام فقط والهمزة همزة وصل اجتلبت للتوصل بالنطق بالساكن(4).
@ أَقْسَامُ أَدَاةِ التَّعْرِيْف @
…تنقسم أداة التعريف إلى قسمين "عهدية ، وجنسية " والعهدية تنقسم إلى ثلاثة أقسام : إما للعهد الذهني بأن عهد مصحوبها ذهناً نحو : قوله تعالى { إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ(5)} أو للعهد الذكري بأن يذكر مصحوبها نكرة ثم يعاد معرفا بها نحو : قوله تعالى { كَمَا أَرْسَلنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرّسُولَ(6)} .
…أو للعهد الحضورى بأن يكون مصحوبها حاضراً حال الخطاب نحو ...................
___________________________
( 1 )…الخليل بن أحمد بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الفراهيدي الأزدي توفي سنة خمس وسبعين ومائة هجرية .
( 2 )…ورجحه ابن مالك في شرح التسهيل والكافية .(1/147)
( 3 )…النمط : ثوب يطرح على الهودج والجمع أنماط ويطلق أيضاً على نوع من البسط ويطلق على الطريقة يقال : الزم هذا النمط ويطلق على الجماعة من الناس أمرهم واحد .
( 4 )…وقال المبرد - أبوالعباس أحمد بن يزيد - "إن المعرف الهمزة وزيدت اللام للفرق بينهما وبين همزة الاستفهام .
( 5 )…{ إذ هما في الغار } : [إذ] ظرف لما مضى من الزمان [هما] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [في الغار] جار ومجرور [في] حرف جر [الغار] مجرور بفي ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف خبر المبتدأ .
( 6 )…{ كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول } : [الكاف] حرف تشبيه وجر [ما] مصدرية [أرسلنا] فعل وفاعل ، و[ما] وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بالكاف والتقدير كإرسالنا [إلى فرعون] جار ومجرور[إلى] حرف جر [فرعون] مجرور بإلى وعلامة جره الفتحة =
قوله تعالى { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ (1)} أي اليوم الحاضر وهو يوم عرفة .
…والجنسية ثلاثة أقسام :
…إما لتعريف الماهيّة أي الحقيقة نحو : الرجل خير من المرأة(2) "أي هذه الحقيقة خير من هذه الحقيقة ، وإما لاستغراق الجنس نحو : قوله تعالى { إِنّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ(3)} وعلامتها أن يصلح موضعها "كل".
…وإما لاستغراق خصائص الأفراد نحو : أنت الرجل علما(4) أي اجتمع فيك ما تفرق في غيرك(5) .
…ثم اعلم أن أداة التعريف " أل" قد تكون زائدة غير مفيدة للتعريف كأن دخلت على معرفا بغيرها وهي على ثلاثة أقسام :
…القسم الأول : الزائدة اللازمة نحو : اللات ، علم على صنم
___________________________
= نيابة عن الكسرة لأنه اسم لاينصرف للعلمية والعجمة [رسولا] مفعول به منصوب [فعصى] الفاء حرف عطف [عصى] فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره التعذر لأنه فعل ماض معتل الآخر بالألف [فرعون] فاعل مرفوع [الرسول] مفعول به منصوب .(1/148)
( 1 )…{ اليوم أكملت لكم دينكم } : [اليوم] ظرف زمان متعلق بأكملت [أكملت] فعل وفاعل [لكم] جار ومجرور [اللام]حرف جر ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر باللام ، و[الميم] علامة الجمع [دين] مفعول به منصوب وهو مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، و[الميم] علامة الجمع .
( 2 )…الرجل خير من المرأة : [الرجل] مبتدأ مرفوع بالابتداء [خير] خبر مرفوع بالمبتدأ [من المرأة] جار ومجرور متعلق بخير .
( 3 )…{ إن الانسان لفي خسر } : [إن] حرف توكيد ونصب [الإنسان] اسمها منصوب بها [لفي خسر] [اللام] داخلة في جواب قسم مقدر تقديره والله [في] حرف جر [خسر] مجرور بفي والجار والمجرور شبه جملة متعلق بمحذوف وجوبا في محل رفع خبر إن .
( 4 )…أنت الرجل علما : [أنت] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [الرجل] خبره مرفوع [علما] تمييز منصوب وعلامة نصبه فتح آخره .
( 5 )…وذلك بأن كان فقيها ، ومحدثاً ، وطبيباً ، وصيدلانيا .
كان لثقيف(1) والآن ظرف زمان مبنى على الفتح لتضمنه معنى الحرف وهو لام الحضور(2) ومِن الزائدة اللازمة الداخلة على الأسمآء الموصولة نحو : الذين ، واللاتي ، وغيرهما من الموصولات المقرونة "بأل" فالألف واللام فيها زائدة باعتبار أن تعريف الموصول حاصل بالصلة ، وهذا مذهب بعض النحاة واختاره ابن مالك رحمه الله ، وذهب آخرون إلى أن تعريف الموصول باللام إن كانت فيه نحو : "الذي" فإن لم تكن فبنيتها نحو "من ، وما " وعلى هذا المذهب لاتكون الألف واللام زائدة(3).
… وأما اسم الموصول " أي" فإنها تتعرف بالإضافة .
…القسم الثاني : الزائدة غير اللازمة وهي الداخلة اضطرارا على العَلَم كقولهم في بنات أوبر(4) علم جنس لضرب من الكمأة "بنات الأوبر" ومنه قول الشاعر :
___________________________(1/149)
( 1 ) اللات : عبارة عن صخرة مربعة وكان سدنتها من ثقيف ، وكانوا قد بنوا عليها بناءً فكانت قريش وجميع العرب تعظمها ، وكانت في منارة مسجد الطائف اليسرى ، فلم تزل كذلك إلى أن أسلمت ثقيف فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة فهدمها وحرقها بالنار .
( 2 ) قال بعضهم وفي هذا الحكم غرابة حيث حَكَم على أن "أل" الموجودة في كلمة " الآن " زائدة وأنه بني لتضمنه معنى "أل" الحضورية وهي غير موجودة ، وفيه ألْغَزَ بعضهم بقوله :
مولاي إني قد أبديت أحْجِيَة ما كِلْمَة قدَّروها وهي حاصلة .
تخالها دُرَراً في السلك منظومهْ في اللفظ موجودة في النطق مفهومهْ .
وقد أجاب على ذلك الشيخ أحمد الدمياطي بقوله :
الآن ياسيدي يأتي الجواب فلا فالآن قد بُنِيَتْ لَدَى تضمنها .
تعجلْ فحالك في الأذهان معلومهْ لأَلْ ولكنها في اللفظ مرقومهْ .
وقال الزجاج - أبو اسحاق ابراهيم بن السري - وآخرون بني الآن لتضمنه معنى الإشارة فإنه بمعنى هذا الوقت ، وقيل غير ذلك .
( 3 )…وأما حذفها في قراءة من قرأ { صراط لذين أنعمت عليهم } فلا يدل على أنها زائدة إذ يحتمل أن تكون حذفت شذوذا وإن كانت معرِّفة كما حذفت من قولهم "سلام عليكم" من غير تنوين يريدون "السلام عليكم" .
( 4 ) بنات أوبر كمآة صغار مزغبة كلون التراب ، وقال أبوحنيفة الدينوري - أحمد بن داود - =
30- وَلَقَدْ جَنَيْتُكَ أَكْمَؤاً وَعَسَاقِلاً .
وَلَقَدْ نَهَيْتُكَ عَنْ بَنَاتِ الأَوْبَرِ .
والأصل بنات أوبر فَزِيْدَتِ الألف واللام اضطراراً .
…ومنه الداخلة اضطرارا على التمييز كقول رشيد بن شهاب اليشكري :
31- رَأَيْتُكَ لَمَّا أن عَرَفْتَ وُجُوهَنَا
صَدَدْتَ وَطِبْتَ النَّفْسَ يَاقَيْسُ عَنْ عَمْرِو
والأصل طبت نفسا فزاد الألف واللام(1)
…القسم الثالث : الزائدة غيراللازمة وهي الداخلة على العَلَم المنقول(2) مما يصلح
________________________(1/150)
= "بنات أوبر" كأمثال الحصى صغار وهي رديئة الطعم .
30- اللغة : [أكمؤا] جمع كمء ويجمع الكمء أيضا على كمأة وهم اسم لنبات معروف [عساقلا] جمع عسقول نوع من الكمأة .
الإعراب : [الواو] حرف قسم وجر و[لفظ الجلالة] المحذوف مقسم به ، و[اللا] للتأكيد [قد] حرف تحقيق [جنيتك] [جنى] فعل ماض تنصب مفعولين ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول [أكمؤا] مفعول به ثان منصوب و[عساقلا] [الواو] حرف عطف [عساقلا] معطوف على أكمؤا تبعه في نصبه [ولقد] [الواو] حرف قسم وجر ، و[لفظ الجلالة] المحذوف مقسم به [نهيتك] فعل وفاعل ومفعول [عن بنات] جار ومجرور [بنات] مضاف و[الأوبر] مضاف إليه مجرور بالكسرة .
31- اللغة :[صددت] أعرضت [طبت النفس] رضيت .
الإعراب : [رأيت] فعل وفاعل ومفعول [لَمَّا] ظرف زمان بمعنى الحين متعلق برأى [أنْ] زائدة [عرفت] فعل وفاعل [وجوه] مفعول به منصوب ، و[نا] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [صددت] فعل فاعل ، و[طبت] فعل وفاعل [النفس] تمييز منصوب [يا] حرف نداء [قيس] منادى مفرد علم مبني على الضم في محل نصب [عن عمرو] جار ومجرور متعلق بصددت .
الشاهد فيه : قوله ( "طبت النفس" ، حيث أدخل الألف واللام ضرورة على التمييز الذي يجب تنكيره ) .…
( 1 )…هذا بناء على أن التمييز لا يكون إلا نكرة وهو مذهب البصريين ، وذهب الكوفيون إلى جواز كونه معرفة فالألف واللام عندهم غير زائدة .
( 2 )…خرج بالعلم المنقول العلم المرتجل كسعاد فلا تدخل عليه "ألْ" .
دخول "أل" عليه(1) لغير ضرورة .(1/151)
…والعلم المنقول إما صفة كقولك في حارث " الحارث " أو منقول من مصدر كقولك في فضل "الفضل " أو منقول من اسم جنس غير مصدر كقولك في نعمان " النعمان " فيجوز دخول أل في هذه الثلاثة لقصد التلميح لمعناها الأصلي(2) فالحارث في الأصل اسم فاعل من الحرث سمي به للتفاؤل وهو أن يعيش ويحرث ، وفضل فإنه في الأصل مصدر بمعنى الزيادة ، والنعمان فإنه في الأصل من أسمآء الدم ، ودخول ألْ على هذه الأعلام المنقولة سماعي فلا تدخل على غير ماورد ، كمحمد ، وصالح ، فإن الأصل في الاعلام عدم قبول "ألْ"(3).
… ومن أقسام الألف واللام أنها تكون للغلبة ، وحقيقة الغلبة كون الاسم عاما في نفسه ثم يعرض له من حيث الاستعمال خصوصا في بعض مَنْ يستحقه فيشتهر به اشتهارا تاما يمنع الشركة فيه وتلزمه أل نحو : المدينة ، والكتاب والصعق ، فإن حقها الصدق على كل مدينة ، وكتاب ، وكل من أصيب بصاعقة ، لكِنْ غلبت المدينة على مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والكتاب على كتاب سيبويه ، والصعق على خويلد بن نفيل(4) .
___________________________
( 1 ) خرج بذلك ما لا يصلح دخول ألْ عليه نحو : يزيد ، ويشكر ، فلا تدخل عليهما "أل" وأما قول ابن ميادة - الرماح بن أبرد :
رأيت الوليد بن اليزيد مباركا .
شديدا بِأَعْبَاءِ الخلافة كاهِلُهْ .
فضرورة شعرية .
( 2 )…يعني أنك إذا أردت بالمنقول من صفة ونحوه أنه سمي به تفاؤلاً بمعناه أتيت بالألف واللام للدلالة على ذلك ، وإن لم تنظر إلى هذا المعنى ونظرت إلى كونه علما فقط لم تدخل عليه الألف واللام وعلى هذا فدخول الألف واللام أفاد معنى لايستفاد بدونهما فلسيتا بزائدتين خلافاً لمن زعم ذلك
( 3 )…وما أحسن قول بعضهم :
وقائلةٍ أَراكَ بغير مال فقلت لأَنّ مالا قَلْبُ لام .
وأنت مهذب علم إمام وما دخلتْ على الأعلام لامُ .(1/152)
( 4 )…كان من شأن خويلد بن نفيل أنه يطعم الناس بتهامة فسفت ريح التراب على جفانه أَيْ أوعية طعامه فسبها فرمي بصاعقة فسمي الصعق .
…وحكم الألف واللام التي في العلم بالغلبة أنها لاتحذف إلا في النداء ، أوالإضافة ، نحو : ياصعق في "الصعق"وهذه مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد تحذف في غيرهما شذوذاً سمع من كلامهم "هذا عيوق طالعاً"(1) وأصله العيوق .… …وقد يكون العلم بالغلبة مضافاً كابن عمر ، وابن عباس ، وابن الزبير ، وابن العاص وابن مسعود ، فإنه غلب على العبادلة دون غيرهم من إخوانهم فإذا قيل ابن عمر ، لايفهم منه إلا عبد الله مع أن له إخوة كل واحد منهم يصدق عليه أنه ابن عمر ، وهذه الإضافة لا تفارقه لا في نداء ولا في غيره نحو يابن عمر(2).
يقول الناظم
أَلْ حَرْفُ تَعْرِيفٍ أَوِ الَّلاَمُ فَقَطْ وَقَدْ تُزَادُ لاَزِمَاً كَالَّلاتِ(4) ولا ضْطِرَارٍ كَبَنَاتِ الأَوْبَرِ وَبَعْضُ الاعْلاَمِ عَلَيْهِ دَخَلاَ كَالْفَضْلِ وَالْحَارِثِ وَالنُّعْمَانِ وَقَدْ يَصِيرُ عَلَمَاً بِالْغَلَبَهْ وَحَذْ فُ ألْ ذِي إِنْ تُنَادِي أَوْ تُضِفْ
فَنَمَطٌ عَرّفْتَ قُلْ فِيهِ النَّمَطْ(3) وَالآنَ وَالَّذِينَ ثُمَّ الَّلاَتِى كَذَاوَطِبْتَ النَّفْسَ يَاقَيْسُ السَّرِي(5) لِلَمْحِ مَا قَدْ كَانَ عَنْهُ نُقِلاَ فَذِكْرُ ذَا وَحَذْفُهُ سِيَّانِ مُضَافٌ أَوْ مَصْحُوبُ أَلْ كَالْعَقَبَهْ(6) أَوْجِبْ وَفى غَيْرِهِمَا قَدْ تَنْحَذِ فْ .
___________________________
( 1 )…العيوق : مأخوذ من قولهم عاق فلان فلاناً يعوقه إذا حال بينه وبين غرضه ، ومعناه عائق وهو بهذا صالح للاطلاق على كل معوق لغيره وخصوا به نجما كبيرا قريب من الثريا ونجم الدبران زعموا أنهم سموه بذلك لأن الدبران يطلب الثريا والعيوق يحول بينه وبين إدراكها .(1/153)
( 2 )…يابن عمر : [يا] حرف نداء [ابن] منادى مضاف منصوب [ابن] مضاف و[عمر] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف للعلمية والعدل التقديري .
( 3 )…النمط : ضرب من البسط .
( 4 )…اللات : علم على صنم .
( 5 )…السري : معناه الشريف تمم به البيت .
( 6 )…العقبة : في الاصل كل طريق صاعد في الجبل يشق سلوكه ، ثم اختص بعقبة منى فيقال =
قول الناظم ( فَذِكْرُ ذَا وَحَذْفُه سِيَّانِ ) يريد أن إثبات الألف واللام في العلم المنقول وحذفها على السواء ، والأولى أن يُنَزّل الحذف والإثبات على الحالتين اللتين سبق ذكرهما وهو أنه إذا لمح الأصل جئ بالألف واللام وإن لم يلمح لم يؤت بهما .
…وقوله "وفي غيرهما قد تنحذف " أي في غيرالنداء والإضافة قد تنحذف أل شذوذا كقول بعض العرب " هذا عيوق طالعا " وأصله العيوق ، وقد مر ذلك (1) .
*******
___________________________
= جمرة العقبة ، فهو علم بالغلبة .
( 1 ) صفحة ( 135 ) .
@ الابْتِدَاء @
…الابتداء في اللغة الافتتاح ، واصطلاحاً : هو الاهتمام بالشيء وجعله مقدما ليسند إليه(1).
@ الْمُبْتَدَأ @ … المبتدأ هو الاسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية وهو قسمان :
…الأول : مبتدأ له خبر والمراد به مالم يكن المبتدأ وصفا مشتملاً على نفي ، أو استفهام ، نحو : زيد عاذر مَنِ اعتذر(2) فزيد مبتدأ ، وعاذر ، خبره ، ومَنْ مفعول به ، وجملة اعتذر ، صلة الموصول .
… والثاني : مبتدأ له فاعل ، أو نائب فاعل سد مسد الخبر ، وهو كل وصف اعتمد على نفي ، أو استفهام نحو : ما قائم الزيدان(3) ونحو : أَسَارٍ ذان(4)وما مضروب العمران(5) وهل مضروب العمران(6) فالزيدان ، وذان ، في المثالين فاعل سد مسد الخبر ، والعمران ، في المثالين نائب فاعل سد مسد الخبر .
___________________________
( 1 ) وسمي مبتدأ لأنه مأخوذ مِن ابتدات الشئ إذا جعلته أولا .(1/154)
( 2 ) زيد عاذر من اعتذر : [زيد] مبتدأ [عاذر] خبره وهو اسم فاعل فاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [من] اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به [اعتذر] فعل ماض ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، والجملة صلة الموصول ، والعائد الفاعل المستتر في اعتذر .
( 3 )…ما قائم الزيدان : [ما] نافية [قائم] مبتدأ مرفوع ، و[قائم] اسم فاعل يعمل عمل الفعل [الزيدان] فاعل سد مسد الخبر.
( 4 )…أسار ذان : [الهمزه] للاستفهام [سار] مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء المحذوفة المعوض عنها التنوين وهو اسم فاعل[ ذان]اسم إشارة في محل رفع فاعل سد مسد الخبر .
( 5 )…ما مضروب العمران : [ما] نافية [مضروب] مبتدأ وهو اسم مفعول يعمل عمل الفعل المبني للمجهول [العمران] نائب فاعل سد مسد الخبر .
( 6 )…هل مضروب العمران : [هل] حرف استفهام [مضروب العمران] إعرابه كسابقه .
…ولا فرق بين أن يكون النفي بالحرف كما مثل ، أو بالفعل نحو : ليس قائم الزيدان(1) فليس فعل ماض ناقص ، وقائم اسمه ، والزيدان فاعل قائم سد مسد خبر ليس ، ونحو : غير قائم الزيدان(2) فغير مبتدأ ، وقائم مخفوض بالإضافة ، والزيدان فاعل قائم سد مسد الخبر ، لأن المعنى "ما قائم الزيدان" فعومل غير قائم الزيدان"معاملة" ما قائم الزيدان " ومن ذلك قول الشاعر :
32- غَيْرُ لاَهٍ عِدَاكَ فَاطَّرِحِ الَّلهْوَ .
وَلاَ تَغْتَرِرْ بِعَارِضِ ِسَلْمِ .
فغير مبتدأ ، ولاهٍ مخفوض بالإضافة ، وعداك فاعل لاهٍ ، سد مسد خبر غير .
…ومثله قول أبي نواس الحسن بن هانئ الحكمي ......................................
___________________________(1/155)
( 1 )…ليس قائم الزيدان : [ليس] فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر [قائم] اسمها مرفوع بها وهو اسم فاعل يعمل عمل فعله [الزيدان] فاعل سد مسد خبر ليس مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
( 2 )…غير قائم الزيدان : [غير] مبتدأ ، وهو مضاف ، و[قائم] مضاف إليه مجرور ، و[قائم] اسم فاعل [الزيدان] فاعل سد مسد خبر غير .
32- اللغة : [لاه] من اللهو وهو الترك [فاطرح] اترك [تغترر] تنخدع [العارض] الطارئ
الإعراب : [غير] مبتدأ وهو مضاف ، و[لاه] مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسره مقدرة على الياء المحذوفة المعوض عنها التنوين ، و[لاه] اسم فاعل [عدا] فاعل سد مسد خبر غير، مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهوره التعذر لأنه اسم مقصور[عدا] مضاف و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [فاطرح اللهو] [الفاء] - فصيحة - وهي الواقعة في جواب شرط مقدر تقديره وإذا كان كذلك [اطرح] فعل أمر مبني على السكون وحرك لالتقاء الساكنين وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [اللهو] مفعول به [ولا تغترر] [الواو] حرف عطف [لا] ناهية [تغترر] فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [بعارض] جار ومجرور متعلق بتغتر[عارض] مضاف و[سلم] بكسر السين مضاف إليه من إضافة الصفة للموصوف أي بسلمٍ عارضٍ .
الشاهد فيه : قوله ( غير لاهٍ عداك ، حيث سد الفاعل مسد الخبر لاعتماد الوصف وهو " لاه " على النفي بالاسم وهو " غير" لأن المعنى "مالاهٍ عداك" ) .
33- غَيْرُ مَأْسُوفٍ عَلَى زَمَنٍ .
يَنْقَضِي بِالْهَمِّ وَالْحَزَنِ .
فغير مبتدأ ، و"مأسوف" مخفوض بالإضافة ، و"على زمن" جار ومجرور في محل رفع نائب فاعل لمأسوف سد مسد خبر غير .(1/156)
…وكذلك لا فرق بين أن يكون الاستفهام بالحرف كما مثل أوبالاسم نحو: كيف جالس العمران(1)فكيف اسم استفهام حال من العمران وجالس مبتدأ والعمران فاعل سد مسد الخبر. …ومذهب البصريين إلا الأخفش(2) أن هذا الوصف لايكون مبتدأ إلا إذا اعتمد على نفي ، أو استفهام ، كالأمثلة السابقة وذهب الأخفش والكوفيون إلى عدم اشتراط ذلك فأجازوا نحو : فائز أُلُوالرشد(3) ففائز مبتدأ وأُلُوْ فاعل سد مسد الخبر(4).
…ومما ورد من ذلك قول زهير بن مسعود الضبي :
___________________________
33- اللغة : مؤسوف : اسم مفعول من الأسف وهو أَشَدُّ الحزن .
… الإعراب : [غير] مبتدأ وهو مضاف ، و[مأسوف] مضاف إليه مجرور ، و[مأسوف] اسم مفعول يعمل عمل الفعل المبني للمجهول [علىزمن] جار ومجرور متعلق بمحذوف نائب فاعل لمأسوف سد مسد خبر غير [ينقضي] فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل لأنه معتل الآخر بالياء ، وفاعله مستتر فيه تقديره هو ، والجملة في محل جر صفة لزمن [بالهم] جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الفاعل المستتر في ينقضي [والحزن] [الواو] حرف عطف [الحزن] معطوف على الهم تبعه في جره .
الشاهدفيه : قوله ( " غير مأسوف على زمن" حيث سد نائب الفاعل مسد الخبر لاعتماد الوصف وهو مأسوف على نفي بالاسم وهو "غير" لأن المعنى "مامأسوف" ) .
( 1 )…كيف جالس العمران : [كيف] اسم استفهام مبني على الفتح في محل نصب حال من العمران [جالس] مبتدأ وهو اسم فاعل يعمل عمل فعله [العمران] فاعل سد مسد الخبر .
( 2 ) ستأتي ترجمته صفحة ( 257 ) .
( 3 ) فائز ألو الرشد : [فائز] مبتدأ مرفوع بالابتداء وهو اسم فاعل يعمل عمل فعله [أُلُوْا] فاعل سد مسد الخبر وهو مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة [أُولُو] مضاف و[الرشد] مضاف إليه مجرور .
( 4 )…والبصريون يمنعونه مطقاً ويجعلون مايوهم ذلك خبراً مقدماً ومابعده مبتدأ مؤخراً .(1/157)
34- فَخَيْرٌ نَحْنُ عِنْدَ النَّاسِ مِنْكُمْ .
إِذَا الدَّاعِي الْمَُثَوِّبُ قَالَ يَالاَ .
فخير مبتدأ ونحن فاعل سد مسد الخبر ولم يعتمد الوصف على نفي ، ولا استفهام ، وجعل من هذا قول الشاعر :
35- خَبِيرٌ بَنُو لِهْبٍ فَلاَ تَكُ مُلْغِياً .
مَقَالَةَ لِهْبِيٍّ إِذَا الطَّيْرُ مَرَّتِ .
___________________________
34- اللغة… [المثوب] اسم فاعل من التثويب وأصله أن يجيء الرجل مستصرخا فيلوح بثوبه ليرى فسمي ترديد صوته بالدعاء تثويبا لذلك وقوله "يالا" أي يالفلان حذف المستغاث ووقف على لام الاستغاثه بألف الإطلاق .
الإعراب : فخير : [الفاء] بحسب ما قبلها [خير] مبتدأ وهو أفعل تفضيل "أصله أخير" يعمل عمل فعله [نحن] ضمير منفصل مبني على الضم في محل رفع فاعل خير سد مسد الخبر [عند] ظرف مكان منصوب متعلق بخير ، وهو مضاف ، و[الناس] مضاف إليه مجرور [منكم] جار ومجرور [من] حرف جر ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بمن ، و[الميم] علامة الجمع [إذا] ظرف لما يستقبل من الزمان [الداعي] فاعل لفعل محذوف يفسره جواب الشرط المحذوف والتقدير إذا قال الداعي [المثوب] صفة للداعي تبعه في رفعه [قال] فعل ماض ، وفاعله مستتر فيه جوازاً تقديره هو [يالا] أصله يا لفلان وتقول في إعرابه [يا] حرف نداء واستغاثة ، و[اللام]حرف جر [فلان] مستغاث به مجرور باللام وعلامة جره كسر آخره ، والجملة في محل نصب مقول القول .
الشاهد فيه : قوله ( "فخير نحن" حيث وقع الوصف وهو خير مبتدأ رافعاً لفاعل سد مسد الخبر من غير أن يعتمد علي نفي أو استفهام ) .
35- اللغة : [خبير] عليم [بنو لهب] قبيلة من الأزد تعرف بالعيافة ، وهو زجر الطير .(1/158)
الاعراب : [خبير] مبتدأ مرفوع وهو اسم فاعل يعمل عمل فعله [بنوا] فاعل سد مسد الخبر مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه محمول على جمع المذكر السالم [بنوا] مضاف ، و[لهب] مضاف إليه مجرور [فلاتك ملغيا] [الفاء] فصيحة - وهي الواقعة في جواب شرط مقدر تقديره وإذا كان كذلك [لا] ناهية [تك] فعل مضارع متصرف من كان الناقصة ترفع الاسم وتنصب الخبر مجزوم بلا الناهية ، وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة للتخفيف - إذْ أصله تكون فحذفت الحركة للجازم فالتقى ساكنان فحذفت الواو - واسمها ضمير مستتر فيها =
فخبير مبتدأ ، و"بنو" فاعل سد مسد الخبر ولم يتقدم على الوصف نفي ، ولا استفهام .
…ثم اعلم أن للوصف المعتمد على نفي أو استفهام مع فاعله ثلاث حالات :
…الأولى: أن يتطابقا في الإفراد نحو : أقائم زيد(1) فلك في إعرابه وجهان :
…أحدهما : أن يكون الوصف مبتدأ وما بعده فاعل سد مسد الخبر ، والثاني : أن يكون الوصف خبراً مقدما وما بعده مبتدأ مؤخرا والأول أرجح(2).
___________________________
= وجوبا تقديره أنت [ملغيا] خبرها منصوب ، و[ملغيا] اسم فاعل ، فاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت[مقالة] مفعول به منصوب [مقالة]مضاف ، و[لهبي] مضاف إليه مجرور [إذا] ظرف لما يستقبل من الزمان [الطير] فاعل بفعل محذوف يفسره الفعل المذكور - أي إذا مرت الطير- [مرت] [مر] فعل ماض ، و[التاء] علامة التأنيث مبني على السكون وحرك بالكسر لأجل الشعر والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هي ، والجملة مفسرة لا محل لها من الإعراب .(1/159)
…الشاهد فيه : قوله ( خبير بنو لهب" حيث أن بنو لهب فاعل سد مسد الخبر ولم يتقدم على الوصف الذي هو خبير نفي ولا استفهام وهو مذهب الكوفيين وأجاب البصريون عن هذا بأن خبير خبر مقدم وبنوا مبتدأ مؤخر وصح الأخبار بخبير عن الجمع لأنه على وزن المصدر كصهيل ونهيق والمصدر يخبر به عن المفرد والتثنية والجمع وكذا مايوازنه على حد قوله تعالى { والملائكة بعد ذلك ظهير } .
( 1 )…أقائم زيد : [الهمزة] للاستفهام [قائم] مبتدأ مرفوع وهو اسم فاعل يعمل عمل الفعل [زيد] فاعل سد مسد الخبر على الوجه الراجح ، ويجوز أن يكون "قائم" خبرا مقدما و "زيد" مبتدأ مؤخراً على الوجه المرجوح .
( 2 )…الأول أرجح لأمرين الأول : أَنَّ جعل الوصف خبرا مقدما فيه الحمل على شئ مختلف فيه إذ الكوفيون لا يجيزون تقديم الخبر على المبتدأ أصلا ، الأمر الثاني : أن الأصل عدم التقديم والتأخير الا لمانع من أحدهما كما في قوله تعالى { أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم } فيمتنع أن يكون أراغب خبراً مقدما وأنت مبتدأ مؤخرا لأن قوله عن آلهتي معمول لراغب فيلزم الفصل بين العامل والمعمول بأجنبي لأن أنت أجنبي من راغب لأنه مبتدأ فليس لراغب عمل فيه لأن الخبر لايعمل في المبتدأ على الصحيح ، وأما على الوجه الراجح وهو جعل أراغب مبتدأ ، وأنت فاعل سد مسد الخبر فلا يلزم الفصل بين العامل والمعمول بأجنبي لأن أنت فاعل لراغب فليس بأجنبي منه .
الحالة الثانية : أن يتطابقا في التثنية أو الجمع نحو : أقائمان الزيدان(1) أقائمون الزيدون(2).
فالمشهور من لغة العرب أن يكون الوصف خبرا مقدما وما بعده مبتدأ مؤخرا(3) ولا يجوز أن يكون الوصف مبتدأ وما بعده فاعل سد مسد الخبر إلا على لغة أكلوني البراغيث(4).
الحالة الثالثة : إذا لم يتطابقا وهو قسمان ممتنع وجائز .
فالممتنع نحو : أقائمان زيد ، ونحو : أقائمون زيد ، فهذا التركيب غير صحيح .
والجائز نحو : أقائم الزيدان(5)(1/160)
___________________________
( 1 )…أقائمان الزيدان : [الهمزة] للاستفهام [قائمان] خبر مقدم مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد [الزيدان] مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الالف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد ، ويجوز على لغة أكلوني البراغيث أن يكون "قائمان" مبتدأ ، و"الزيدان" فاعل سد مسد الخبر .
( 2 )…أقائمون الزيدون : [الهمزة] للاستفهام [قائمون] خبر مقدم مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد [الزيدون] مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد ، ويجوز على لغة أكلوني البراغيث أن يكون قائمون مبتدأ والزيدون فاعل سد مسد الخبر .
…( تنبيه ) : إذا كان الوصف مما يستوي فيه المفرد والمثنى والجمع نحو : أَجُنُبٌ زيد ، أجُنُبٌ الزيدان أجُنُبٌ الزيدون يجوز الأمران والراجح الفاعليه .
( 3 )…ولا يجوز كون هذا الوصف مبتدأ وما بعده خبره لأنه إذا أُسند إلى الظاهر تجرد من علامة التثنية والجمع كالفعل فتقول : أقائم الزيدان ، أقائم الزيدون ، كما تقول: أيقوم الزيدان ، أيقوم الزيدون، إلا في لغة أكلوني البراغيث فتقول : أيقومان الزيدان ، أيقومون الزيدون ، ومثله : أقائمان الزيدان ، أقائمون الزيدون .
( 4 )…هي لغة بني الحارث بن كعب ولفظ " أكلوني البراغيث " سمع من بعضهم .
( 5 ) أقائم الزيدان : [الهمزة] للاستفهام [قائم] مبتدأ [الزيدان] فاعل سد مسد الخبر مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، و[النون]زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
أقائم الزيدون(1) وحينئذ يتعين أن يكون الوصف مبتدأ وما بعده فاعل سد مسد الخبر .(1/161)
…ثم المبتدأ عند سيبويه وجمهور البصريين مرفوع بالابتداء والخبر مرفوع بالمبتدأ ، فَعَامِل المبتدأ معنوي وهو كون الاسم مجرداً عن العوامل اللفظية غير الزائدة(2) وما أشبهها(3) وعامل الخبر لفظي وهو المبتدأ وهذا هو الراجح ، وذهب الكوفيون إلى أنهما مترافعان ، أي المبتدأ رافع للخبر والخبر رافع للمبتدأ(4).
يقول الناظم
مُبْتَدَأٌ زَيْدٌ وَعَاذِرٌ خَبَرْ وَأَوَّلٌ مُبْتَدَأٌ وَالثَّانِي وَقِسْ وَكَاسْتِفْهَامٍ النَّفْيُ وَقَدْ وَالثَّانِ مُبْتَدَاً وَذَا الْوَصْفُ خَبَرْ وَرَفَعُوا مُبْتَدَأً بِالابْتِدَا .
إِنْ قُلْتَ زَيْدٌ عَاذِرٌ مَنِ اعْتَذَرْ فَاعِلٌ اغْنَى في أَسَارٍ ذَانِ(5) يَجُوزُ نَحْوُ فَائِزٌ أُلُوا الرَّشَدْ(6) إِنْ فِي سِوَى الإِفْرَادِ طِبْقاً اسْتَقَرّْ
كَذَاكَ رَفْعُ خَبَرٍ بِالْمُبْتَدَا .
قول الناظم ( وقد يجوز نحو فائز الو الرشد ) تقدم أن الوصف لايكون مبتدأ إلا إذا اعتمد على نفي أو استفهام في رأي البصريين وأنَّ الكوفيين لم يشترطوا ذلك وابن مالك رحمه الله توسط بين المذهبين فأجاز ذلك على قلة كما يفيده التعبير بقوله : وقد يجوز .
___________________________
( 1 ) أقائم الزيدون : [الهمزة] للإستفهام [قائم] مبتدأ [الزيدون] فاعل سد مسد الخبر مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم .
( 2 )…احترز بغير الزائدة من مثل "بحسبك درهم " فبحسبك مبتدأ وهو مجرد عن العوامل اللفظية غير الزائدة ولم يتجرد عن الزائدة ، فإن الباء الداخلة عليه زائدة .
( 3 )…احترز بما أشبه الزائدة من مثل "رب رجل قائم" فرجل مبتدأ وقائم خبره ولم يتجر عن شبه الزائدة فإن رب حرف جر شبيه بالزائد .
( 4 )…وذهب قوم إلى أن العامل في المبتدأ والخبر الابتداء فالعامل فيهما معنوي ، وقيل المبتدأ مرفوع بالابتداء والخبر مرفوع بالابتداء والمبتدأ ، وهذا الخلاف مما لا طائل تحته .(1/162)
( 5 )…أسارٍ ذان : تقدم إعرابه صفحة ( 137 ) .
( 6 )…فائز أُلو الرشد : تقدم إعرابه صفحة ( 139 ) ومعنىفائز"ناج"والرشد بفتحتين أصحاب الهدى .
وصرح في التسهيل بجواز ذلك بقبح وقوله :
( والثاني مبتداً وذا الوصف خبر إن في سوى الإفراد طبقا استقر )
أي أن الثاني وهو مابعد الوصف مبتدأ مؤخر والوصف خبر عنه مقدم عليه إن تطابقا في غير الإفراد وهو التثنية والجمع هذا هو المشهور من لغة العرب كما تقدم .
@ الْخَبَر @
…الخبر : مأخوذ من قولهم أرض خَبِرَةٌ أي سهلة فكأنّ الخبر يُسَهِّلُ عند السامع المعنى المنطوي واصطلاحاً : هو الجزء الذي تتم به الفائدة مع مبتدأ يحتاج خبراً نحو : الله بر(1) ، والأيادي شاهدة(2) .
والخبر ينقسم إلى ثلاثة أقسام : جملة ، ومفرد ، وشبه جملة .
فالقسم الأول: الجملة سواء كانت فعلية نحو: زيد قام أبوه(3)أو اسمية نحو: زيد أبوه قائم(4).
…والجملة إما أن تكون هي المبتدأ في المعنى أولا ، فإن لم تكن هي المبتدأ في المعنى فلابد فيها من رابط يربطها بالمبتدأ وهذا الرابط إما ضمير يرجع إلى المبتدأ سواء كان موجوداً كالمثالين السابقين ، أو مقدرا نحو : السمن منوان(5) ........................................
___________________________
( 1 )…الله بر : [الله] مبتدأ مرفوع [بر] خبره .
( 2 ) الأيادي شاهدة : [الأيادي] مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل لأنه اسم منقوص [شاهدة] خبر مرفوع .
( 3 )…زيد قام أبوه : [زيد] مبتدأ مرفوع [قام] فعل ماض [أبو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء السته [أبو]مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .(1/163)
( 4 )…زيد أبوه قائم : [زيد] مبتدأ مرفوع [أبو] مبتدأ ثانى مرفوع وعلامة رفعه الواو لأنه من الأسمآء الستة [أبو] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [قائم] خبر المبتدأ الثاني والمبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول والرابط بينهما الهاء من أبوه .
( 5 ) المنوان : مثنى مَناً مقصور ، وهو الذي يوزن به ، ومقداره رطلان والجمع أمنان .
بدرهم(1) أي منه .
…وقد يؤتى بدل الضمير باسم الإشارة نحو قوله تعالى { وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ(2)} في قراءة من رفع لباس(3).
وقد يعاد المبتدأ بلفظه ومعناه بدلاً من الرابط(4)وأكثر مايكون في مواضع التفخيم(5)نحو : { الْحَاقَّةُ مَاالْحَاقَّةُ(6)} وقد يكتفىعن الرابط بعموم يدخل تحته المبتدأ نحو: زيد نعم الرجل(7).
…وإن كانت الجملة الواقعة خبرا هي نفس المبتدأ في المعنى لم تحتج إلى رابط نحو .........
___________________________
( 1 )…السمن منوان بدرهم : [السمن] مبتدأ أول مرفوع [منوان] مبتدأ ثان مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد [بدرهم] جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ الثاني ، والمبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول ، والرابط بينهما محذوف تقديره "منوان منه" .
( 2 )…{ ولباس التقوى ذلك خير } : [الواو] حرف استئناف [لباس] مبتدأ أول مرفوع و[لباس] مضاف و[التقوى] مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور [ذلك] [ذا] اسم إشارة في محل رفع مبتدأ ثان و[اللام] للبعد و[الكاف] حرف خطاب [خير] خبر المبتدأ الثاني مرفوع والمبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول والرابط بينهما اسم الاشارة ، ولك أنْ تعرب [لباس] مبتدأ و[التقوى] مضاف إليه و[ذا] بدل من لباس أو عطف بيان و[خير] خبر المبتدأ .(1/164)
( 3 )…وهم : - أبو محمد عبد الله ابن كثير المكي ، وحمزة بن حبيب ، وأبوعمرو زياد بن العلاء ، وعاصم بن أبي النجود ، وقرأ الباقون بالنصب عطفا على قوله "لباساً" من قوله تعالى { يابني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يوارى سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير } .
( 4 )…وقد يعاد بمعناه دون لفظة نحو : زيد جاءني أبوعبد الله ، إذا كان أبو عبدالله كنية لزيد .
( 5 )…وقد يستعمل في غير التفخيم نحو : زيد ما زيد .
( 6 )…{ الحاقة ما الحاقة } : [الحاقة] مبتدأ مرفوع [ما] اسم استفهام في محل رفع مبتدأ ثان [الحاقة]خبر المبتدأ الثاني ، والمبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول .
( 7 )…زيد نعم الرجل : [زيد] مبتدأ مرفوع [نعم] فعل ماض من أفعال المدح [الرجل] فاعل مرفوع وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
نطقي الله حسبي(1) فنطقي مبتدأ ، وجملة "الله حسبي" خبر عنه ، واستغنى عن الرابط ، لأن نطقى بمعنى منطوقي ، وقوله "الله حسبي" هو عين ذلك المنطوق .
…القسم الثاني(2): الخبر المفرد(3) وهو أربعة أنواع :
…1- جامد غير مؤول بمشتق نحو : زيد أخوك(4).
…2- جامد مؤول بمشتق نحو : زيد أسد(5) أي شجاع . …………
…3- مشتق جار مجرى الفعل نحو : زيد قائم(6) فقائم جار مجرى يقوم .
…4- مشتق غير جار مجرى الفعل نحو : هذا مفتاح(7).
…فالجامد غير المؤول بمشتق لا يتحمل ضميرا عند البصريين وذهب الكوفيون إلى أنه يتحمل الضمير فالتقدير عندهم "زيد أخوك هو" .
…والجامد المؤول بمشتق يتحمل الضمير عند الجميع .
…والمشتق الجارى مجرى الفعل كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة واسم التفضيل يتحمل الضمير إذا لم يرفع ظاهراً نحو :
___________________________(1/165)
( 1 ) نطقى الله حسبي : [نطقى] مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل الياء منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لا يناسبها إلا كسر ما قبلها[نطق] مضاف و[ياء] النفس ضمير متصل في محل جر بالإضافة [الله] مبتدأ ثان [حسبي] خبر المبتدأ الثاني مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء النفس ، وجملة المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول .
( 2 )…من أقسام الخبر .
( 3 )…المفرد في باب المبتدأ والخبر ما ليس جملة ولا شبه جملة نحو : زيد قائم ، والزيدان قائمان ، والزيدون قائمون .
( 4 )…زيد أخوك : زيد [مبتدأ] مرفوع [أخو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة [أخو] مضاف و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
( 5 )…زيد أسد : [زيد] مبتدأ مرفوع [أسد] خبره .
( 6 )…زيد قائم : [زيد] مبتدأ ، و[قائم] خبره .
( 7 )…هذا مفتاح : [الهاء] للتنبيه [ذا] اسم إشارة في محل رفع مبتدأ [مفتاح] خبر مرفوع .
زيد قائم(1) فإن رفع ظاهرا لم يتحمل الضمير نحو : زيد قائم غلاماه(2) فلا ضمير في قائم لأن غلاماه مرفوع به .
…وأما المشتق غير الجاري مجرى الفعل فلا يتحمل ضميرا ، وذلك كأسماء الآلات نحو : هذا مفتاح ، فمفتاح مشتق من الفتح ولا ضمير فيه .
…ثم الخبر المشتق إذا جرى على من هوله استتر الضمير فيه نحو : زيد قائم ، فلو أبرزت الضمير فقلت زيد قائم هو(3) فقد جوز سيبوية فيه وجهين من الإعراب :
أحدهما : أن يكون "هو" تأكيدا للضمير المستتر في قائم ، والثاني : أن يكون فاعلاً بقائم .
…فإن جرى الخبر المشتق على غير من هوله وجب إبراز الضمير عند البصريين أُمِنَ اللبس أولم يؤمن ، فمثال ما أُمِنَ فيه اللبس "زيد هند ضاربها هو(4)" و"هند زيد ضاربته هي(5)" .(1/166)
…ومثال ما لم يؤمن فيه اللبس لولا الضمير "زيد عمرو ضاربه هو"(6) فضارب خبر عن عمرو فلوحذفت فقلت : زيد عمرو ضاربه ، لااحتمل أن يكون فاعل الضرب زيدا
___________________________
( 1 )…زيد قائم : [زيد] مبتدأ و[قائم] خبره .
( 2 )…زيد قائم غلاماه : [زيد] مبتدأ مرفوع ، و[قائم] خبره ، و[قائم] اسم فاعل يعمل عمل فعله [غلاما] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى وهو مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
( 3 )…زيد قائم هو : [زيد] مبتدأ مرفوع [قائم] خبر ، و[قائم] اسم فاعل يعمل عمل فعله ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [هو] ضمير منفصل تأكيد للضمير المستتر في قائم ولك أن تقول "قائم" اسم فاعل ، وهو ضمير منفصل في محل رفع فاعل "قائم" .
( 4 )…زيد هند ضاربها هو : [زيد] مبتدأ أول [هند] مبتدأ ثان [ضارب] خبر المبتدأ الثاني ، والمبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول ، و[ضارب] اسم فاعل يعمل عمل فعله [ضارب] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله [هو] ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل ضارب .
( 5 )…هند زيد ضاربته هي : إعرابه كسابقه إلا أن اسم الفاعل ضاربة .
( 6 )…زيد عمرو ضاربه هو : إعرابه كسابقه .
وأن يكون عمرا فلما أتيت بالضمير تعين أن يكون زيد هو الفاعل ، وعند الكوفيين يجوز إبراز الضمير وعدمه ،عند أمْنِ اللبس كالمثال الأول ،وإن خيف اللبس وجب الإبرازكالمثال الثاني .
…وقد اختار ابن مالك في الألفية مذهب البصريين(1) واختار في غيرها مذهب الكوفيين(2) وقد ورد السماع بمذهبهم قال الشاعر :
36- قَوْمِي ذُرَا الْمَجْدِ بَانُوهَاوَقَدْ عَلِمَتْ
بِكُنْهِ ذَلِكَ عَدْنَانٌ وَقَحْطَانُ .
___________________________
( 1 ) وذلك في قوله " وأبرزنه مطلقا" أي أبرز الضمير خيف اللبس أو لم يخف .
( 2 )…وذلك في قوله في الكافية :(1/167)
وإنْ تلا غير الذي تعلقا في المذهب الكوفي شرط ذاك أنْ .
به فأبرز الضمير مطلقا لايؤمن اللبس ورأْيُهُم حَسَنْ .
36- اللغة : [ذرا] جمع ذروة وهي من كل شئ أعلاه [المجد] العز والشرف [بانوها] جمع مذكر سالم ، مفرده بان مثل غاز وغازون وحذفت النون للإضافة [كنه كل شئ] حقيقة وغايته [عدنان] هو ابن أدد وأبو معد [قحطان] هو ابن عامر أبو حي من أحياء العرب وذكر الجوهري - أبو نصر اسماعيل بن حماد - أنه أبو اليَمَن .
…الإعراب : [قومي] مبتدأ أول مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها إلا كسر ما قبلها [قوم] مضاف و[ياء النفس] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [ذرا] مبتدأ ثان ، مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور [ذرا] مضاف و[المجد] مضاف إليه مجرور [بانوا] خبر المبتدأ الثاني مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم [بانوا] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والمبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول و[قد علمت] [الواو] حالية [قد] حرف تحقيق [علم] فعل ماض ، و[التاء] علامة التأنيث [بكنه] جار ومجرور [الباء] حرف جر و[كنه] مجرور بالباء [كنه] مضاف ، و[ذا] اسم إشارة في محل جر بالإضافة و[اللام] للبعد ، و[الكاف] حرف خطاب [عدنان] فاعل "عَلِمَ" مرفوع [وقحطان] معطوف على عدنان تبعه في رفعه .
الشاهد فيه : قوله ( بانوها ، حيث جاء بخبر المبتدأ مشتقا ولم يبرز الضمير وهو مذهب الكوفيين ولو أبرزه على مذهب البصريين لقال: بانوها هم ويرى البصريون أن هذا البيت غير موافق =
التقدير بانوها هم فحذف الضمير لأمْنِ اللبس .
…القسم الثالث : من أقسام الخبر شبه الجملة وهو ثلاثة أشياء :
…ظرف المكان ، وظرف الزمان ، والجار والمجرور .(1/168)
…فالاول : ظرف المكان ، فإنه يخبر به عن الذات وَيُعَبَّرُ عنها بِالْجُثَّةِ نحو : زيد عندك(1) ويخبر به عن المعاني نحو : القتال عندك(2) بشرط أن لا يكون الظرف من الغايات كقبل وبعد وبقية الجهات الست(3) إذا حذف المضاف ونوي ثبوت معناه(4) فإنها حينئذ تبنى على الضم فلا تقع خبرا ولا حالاً ولا صفة .
…والثاني : ظرف الزمان فلا يخبر به عن الذات عند جمهور البصريين لعدم حصول الفائدة إذ لا تختص الذات بزمن دون زمن فلا يقال : زيد اليوم ، ولا عمرو غداً ، ويخبر به عن المعاني لحصول الفائدة بذلك نحو : القتال يوم الجمعة(5)
___________________________
=…للقياس الذي عليه جمهرة العرب فهو عندهم شاذ .
( 1 ) زيد عندك : [زيد] مبتدأ مرفوع [عند] ظرف مكان منصوب وهو مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والظرف وما أضيف إليه شبه جملة متعلق بمحذوف وجوبا تقديره كائن خبر المبتدأ .
( 2 )…القتال عندك : إعرابه كسابقه .
( 3 ) وهي ( أمام ، وخلف ، وقدام ، ووَراء ، وفوق ، وتحت ) فإذا بُنِيَتْ هذه الظروف على الضم تسمى "غايات" وعلة ذلك أن الأصل في الظروف أن تكون مضافة لما بعدها ليتضح معناها وغاية الكلمة المضافة ونهايتها آخر المضاف إليه لأنه تتمة إذْ به تعريفه ، وإيضاحه ، فإذا حذف المضاف إليه وتضمنه المضاف صار آخر المضاف غايته .
( 4 )… مثال حذف المضاف مع نية ثبوت معناه قوله تعالى { لله الأمر من قبل ومن بعدُ } بالضم أي من قبل الغلبة ومن بعدها ، لأن قبله قوله تعالى { ألم غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين لله الأمر من قبل ومن بعد } فبنيت على الضم بسبب حذف المضاف مع نية ثبوت معناه لأنها أشبهت الحرف في الاحتياج إلى ذلك المحذوف كما بُنِيَتْ الأسماء الموصولة لاحتياجها إلى الصلة .
( 5 )…القتال يوم الجمعة : [القتال] مبتدأ مرفوع [يوم] ظرف زمان منصوب على الظرفية =(1/169)
…وذهب ابن مالك وآخرون إلى أنه يجوز أن يخبر بظرف الزمان عن الذات إذا حصلت الفائدة(1) وهذا المذهب رجحه بعض من المحققين نحو : الليلة الهلال(2) فالليلة ظرف زمان خبر مقدم والهلال مبتدأ مؤخر(3) فإن لم يفد نحو : زيد اليوم ، فلا يخبر به عن الذات(4).
…والثالث : الجار والمجرور فإنه يخبر به عن الذات والمعنى بشرط أن يكون تاما بأن تتم به الفائدة إذا قُرِنَ بالمبتدأ نحو : زيد في الدار(5) والصلاة في المسجد(6) بخلاف الناقص وهو الذي لا تتم به الفائدة فلا يصح أن يكون خبرا نحو : زيد عنك ، ويتعلق كل من الظرف والجار والمجرور بواجب الحذف تقديره كائن أو مستقر(7) .
…ويجوز : أن يكون المحذوف فعلاً نحو استقر ، أو ثبت ................................
___________________________
= وهو مضاف و[الجمعة] مضاف إليه ، والظرف وما أضيف إليه شبه جملة متعلق بمحذوف وجوباً تقديره كائن خبر المبتدأ .
( 1 )…بان كان المبتدأ عاماً والخبر خاصا نحو: نحن في شهر رمضان ، والناس في زمان طيب ، قال ابن عنقاء - محمد بن الخالص بن عنقاء الحسيني - :"والحق جواز نحو : زيد في زمان طاب له ، وإن كان المبتدأ خاصاً لوجود الفائدة فالمدار عليها" .
( 2 )…الليلة الهلال : [الليل] ظرف زمان منصوب على الظرفية الزمانية ، وهو شبه جملة متعلق بمحذوف وجوباً خبر مقدم [الهلال] مبتدأ مؤخر مرفوع .
( 3 ) وعند البصريين إنْ جاء شئ من ذلك يؤول بتقدير مضاف إلى اسم الذات ليكون الظرف خبراً عن معنى لا عن ذات نحو قولهم : "الليلة الهلال ، والرطب شَهْرَيْ ربيع ، واليوم خمر ، التقدير طلوع الهلال الليلة ، ووجود الرطب شهري ربيع ، واليوم شرب خمر .
( 4 ) والغالب أن الأخبار باسم الزمان عن الذات لا يفيد وهذا هو السبب في كون الجمهور لايجيزون ذلك .
( 5 ) زيد في الدار : [زيد] مبتدأ مرفوع [في الدار] جار ومجرور ، وهو شبه جملة متعلق بمحذوف وجوباً تقديره كائن خبر المبتدأ .(1/170)
( 6 ) الصلاة في المسجد : إعرابه كسابقه .
( 7 )…وما في معناهما من ألفاظ العموم كموجود ، وثابت ، وثبت ، ووجد ، فيكون كل من كائن ومستقر كونا عاما إذِ المراد مجرد حصول الوجود .
فإن قدرتَ المحذوف كائناً أو مستقراً كان من قبيل الخبر بالمفرد ، وإن قدرته "استقر" كان من قبيل الخبر بالجملة(1) وهذا ظاهر كلام ابن مالك(2).
…وذهب أبوبكر بن السراج(3) إلى أن كلاً من الظرف والمجرور قسم برأسه وليس من قبيل المفرد ولا من قبيل الجملة(4) والحق خلاف هذا المذهب وأن الظرف والجار والمجرور متعلقان بواجب الحذف تقديره كائن أو مستقرأواستقر(5)وقد صرح به شذوذا كقول الشاعر:
37- لَكَ الْعِزُّ إِنْ مَوْلاَكَ عَزَّ وَإِنْ يُهَنْ .
فَأَنْتَ لَدَى بُحْبُوحَةِ الْهُون كَائِنُ .
___________________________
( 1 )…وذهب الأخفش - سعيد بن مسعدة - إلى أنه من قبيل الخبر بالمفرد وأَنَّ كلا منهما متعلق بمحذوف هو اسم و التقدير "زيد كائن عندك أو مستقر" وقد نسب هذا لسيبويه ، وقيل إنهما من قبيل الجملة ، وأنّ كلاً منهما متعلق بمحذوف هو فعل والتقدير "استقر أو يستقر عندك أو في الدار ونسب هذا إلى جمهور البصريين وإلى سيبويه أيضا .
( 2 )…في قوله في المنظومة " ناوين معنى كائن أو استقر" .
( 3 )…ابن السراج : هو محمد بن السري أبو بكر النحوي المعروف بابن السراج ، توفي سنة ست عشرة وثلاثمائة هجرية .
( 4 )…نقل عنه هذا المذهب تلميذه أبو على الفارسى - الحسن بن أحمد .
( 5 )…وكما يجب حذف عامل الظرف والجار والمجرور إذا وقعا خبراً كذلك يجب حذفه إذا وقعا صفة نحو : مررت برجل عندك ، أو في الدار ، أو حالاً نحو: مررت بزيد عندك ، أو في الدار ، أو صلة نحو : جاء الذي عندك ، أو في الدار ، لكن يجب في الصلة أن يكون المحذوف فعلاً والتقدير جاء الذي استقر عندك ، أو في الدار ، كما تقدم في باب الموصول وأما البقية فكائن أو مستقر كما تقدم في الخبر .(1/171)
37 - اللغة : [المولى] يطلق على معان كثيرة منها السيد ، والعبد ، والحليف ، والناصر ، وابن العم ، وغيرهم [عز] قوي واشتد [يهن] بالبناء للمجهول يذل [بحبوحة الهون] البحبوحة الوسط والهون الذل .
الإعراب : [لك] جار ومجرور [اللام] حرف جر و[الكاف] ضمير متصل في محل جر باللام والجار والمجرور شبه جملة متعلق بمحذوف وجوباً تقديره [كائن] خبر مقدم [العز] مبتدأ مؤخر مرفوع [إنْ] حرف شرط جازم تجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه [مولاك ] فاعل =
وقد صرح ابن جني(1) بجواز إظهاره لأنه أصل(2).……………
يقول الناظم
وَالْخَبَرُ الْجُزْءُ الْمُتِمُّ الْفَائِدَهْ وَمُفْرَداً يَأْتِي وَيَأْتِي جُمْلَهْ وَإِنْ تَكُنْ إِيَاهُ مَعْنًى اكْتَفَى .
كَاللهُ بَرٌّ وَالأَيَادِي شَاهِدَهْ(3) حَاوِيَةً مَعْنَى الَّذِي سِيقَتْ لَهْ(4) بِهاَ كَنُطْقِى اللهُ حَسْبِي وَكَفَى(5) .
___________________________
= بفعل الشرط المحذوف الذي يفسره الفعل المذكور بعده [مولى] مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محر جر بالإضافة [عز] فعل ماض وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [وإنْ يهن] [الواو] حرف عطف [إن] حرف شرط جازم [يهن] فعل مضارع مبنى للمجهول فعل الشرط مجزوم بأن ونائب الفاعل مستترر فيه جوازا تقديره هو ويحتمل أنه بالبناء للفاعل مضارع هان يهون إذا ذلّ وضعف[فأنت] [الفاء] رابطة لجواب الشرط [أنت] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [لدى] ظرف مكان منصوب بفتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر وهو مضاف و[بحبوحة] مضاف إليه مجرور و[بحبوحة] مضاف ، و[الهون] مضاف إليه مجرور والظرف وما أضيف إليه متعلق بكائن خبر المبتدأ ، وجملة المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط .
… الشاهد فيه : قوله ( كائن ، حيث صرح به شذوذا لأن الجار والمجرور ، والظرف ، إذا وقعا خبرا تعلقا بمحذوف وجوباً وقد صرح ابن جني - أبو الفتح عثمان الموصلي - بجواز إظهاره لكونه أصلا .(1/172)
( 1 ) ابن جني : هو عثمان بن جني أبو الفتح الموصلي النحوي توفي سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة هجرية .
( 2 )…وعلى هذا يكون ذكره في هذا البيت ليس شاذاً على رأي ابن جني ، وعلى رأي الجمهور شاذ .
( 3 )…الله بر والأيادي شاهدة : تقدم إعرابه صفحة ( 144 ) .
( 4 )…أي الجملة حاوية معنى المبتدأ الذي سيقت خبراً له بأن تشتمل على رابط يربطها بالمبتدأ .
( 5 ) أي إن كانت الجملة المخبر بها هي نفس المبتدأ في المعنى فلا تحتاج لرابط نحو : "نطقى الله حسبي" "فنطقى" مبتدأ ، وجملة الله حسبي خبر عنه ، ولأن نطقي بمعنى منطوقي وقوله : "الله حسبي" ، هو عين ذلك المنطوق .
وَالْمُفْرَدُ الْجَامِدُ فَارِغٌ(1) وَإِنْ .
وَأَبْرِزِنْهُ مُطْلَقَاً حَيْثُ تَلاَ وَأَخْبَرُوا بِظَرْفٍ أَوْ بِحَرْفِ جَرْ وَلاَ يَكونُ اسْمُ زَمَانٍ خَبَرَا .
يُشْتَقَّ فَهْوَ ذُو ضَمِيرٍ مُسْتَكِنْ(2) مَالَيْسَ مَعْنَاهُ لَهُ مُحَصَّلاَ (3) نَاوِينَ مَعْنَى كَائِنٍ أَوْاسْتَقَرّْ عَنْ جُثَّةٍ(4) وَإِنْ يُفِدْ فَأخْبِرَا .
قول الناظم ( والخبر الجزء المتم الفائدة ) يَرِدُ عليه الفاعل نحو : قام زيد ، فإنَّ زيدا تمت به الفائدة ولا يسمى خبراً فيكون هذا التعريف يوجد في الخبر وغيره ، والصحيح أن يقال : "الخبر" هو الجزء الذي تتم به الفائدة ، مع مبتدأ يحتاج خبرا" .
…وقوله ( وإن يفد فاخبرا ) هذا على مذهبه أن ظرف الزمان لايكون خبرا عن الذات إلا إذا أفاد ، ومذهب الجمهور أنه لايخبر بظرف الزمان عن الذات مطلقا ، ومذهب ابن مالك هو الراجح إذ المدار على الفائدة والله أعلم .
@ مُسَوِّغَاتُ الابْتِدَاءِ بِالنَّكِرَة @
…المبتدأ لايكون إلا معرفة لأن الغرض من الأخبار الفائدة وهي منتفية إذا كان المبتدأ نكرة مجهولة ، ولأن المبتدأ محكوم عليه والحكم على المجهول لايصح .(1/173)
…وأما إذا اقترنت النكرة بمسوغ قل الإبهام ، وقربت من المعرفة ، وحصلت الفائدة ، فلذا لايصح الابتداء بالنكرة نحو: قائم رجل ، إلا بمسوغ .
___________________________
( 1 )…فارغ : خال من الضمير عند البصريين كما مر .
( 2 )…مستكن : مستتر فيه .
( 3 ) بأن كان وصفاً جارياً على غير من هو له نحو: زيد عمرو ضاربه هو ، أي إذا تلا الخبر مبتدأ ليس معنى الخبر محصلاً للمبتدأ ، ولا يخفى ما في ذلك من التعسف وتشتيت الضمائر وأكمل منه قوله في الكافية :
وإن تلا غير الذي تعلقا في المذهب الكوفي شرط ذاك أنْ .
به فأبرز الضمير مطلقا لا يؤمن اللبس ورأْيهم حسنْ .
( 4 )…الجثة : أي الذات ، والمرادبه ماقام بنفسه ، ويقابله العرض ، وهو مالا يقوم بنفسه =
…
والمسوغات كثيرة وقد ذكر منها ابن مالك ستة .
…أحدها : أن يتقدم الخبر عليها وهو ظرف أو جار ومجرور نحو في الدار رجل(1)وعند زيد نمرة(2).
…الثاني : أن يتقدم على النكرة استفهام نحو : "هل فتى فيكم(3)" .
…الثالث : أن يتقدم عليها نفي نحو : "ما خل لنا(4)" .
…الرابع : أن توصف النكرة نحو : "رجل من الكرام عندنا(5)" .
الخامس : أن تكون عاملة نحو : "رغبة في الخير خير(6)" .
___________________________
= ويقال له اسم المعنى .
( 1 )…في الدار رجل : [في الدار] جار ومجرور متعلق بمحذوف وجوباً تقديره كائن خبر مقدم وجوباً [رجل] مبتدأ مؤخر مرفوع .
( 2 ) عند زيد نمرة : [عند] ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية وهو مضاف ، و[زيد] مضاف إليه ، والظرف وما أضيف إليه شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائن خبر مقدم وجوباً [نمرة] مبتدأ مؤخر مرفوع .(1/174)
( 3 )…هل فتى فيكم : [هل] حرف استفهام مبنى على السكون لامحل له من الإعراب [فتى] مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف المحذوفة المعوض عنها التنوين [فيكم] جار ومجرور [في] حرف جر ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بفي ، و[الميم] علامة الجمع ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بمحذوف وجوباً تقديره كائن خبر المبتدأ .
( 4 )…ما خل لنا : [ما] نافية حرف مبنى على السكون لا محل له من الإعراب [خل] مبتدأ مرفوع [لنا] جار ومجرور [اللام] حرف جر ، و[نا] ضمير متصل مبنى على السكون في محل جر باللام والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائن خبر المبتدأ .
( 5 ) رجل من الكرام عندنا : [رجل] مبتدأ مرفوع[من الكرام] جار ومجرور متعلق بمحذوف وجوباً تقديره كائن صفة لرجل [عندنا] [عند] ظرف مكان منصوب على الظرفية وهو مضاف و[نا] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والظرف وما أضيف إليه شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائن خبر المبتدأ .
( 6 )…رغبة في الخيرخير :[رغبة]مبتدأ مرفوع [في الخير]جار ومجرورمتعلق برغبة[خير]خبرالمبتدأمرفوع .
…السادس : أن تكون مضافة نحو : "عملُ بِرٍّ يزين(1)" .
…وقد أَنْهَى المسوغات بعض المتأخرين إلى نيف (2)وثلاثين موضعاً(3).
___________________________
( 1 )…عمل بر يزين : [عمل] مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف ، و[بر] مضاف إليه مجرور [يزين] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على "عمل" وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
( 2 ) النَّيِّفُ : الزيادة وهو بالتشديد أفصح والحاصل من أقاويل حذاق البصريين والكوفيين أن النيف من واحد إلى ثلاث والبضع من أربع إلى تسع ولا يقال نيف الا بعد عقد نحو : عشرة ونيف ، ومائة ونيف ، وألف ونيف .
( 3 )…وقد ذكر العلامة ابن عقيل - عبد الله بن عبدالرحمن بهاء الدين القرشي - رحمه الله تعالى معظمها وإليك بيانها .(1/175)
…السابع - أن تكون شرطاً نحو : من يقم أقم معه .
…الثامن - أن تكون جواباً نحو : أن يقال "من عندك ، فتقول: رجل ، التقدير رجل عندي"
…التاسع - أن تكون عامة نحو : كل يموت .
…العاشر - أن يقصد بها التنويع كقول امرئ القيس :
فَأَقْبَلْتُ زَحْفاً عَلَى الرُّكْبَتَيْنِ .
فَثَوبٌ لَبِسْتُ وَثُوْبٌ أَجُّرّ .
"فثوب" مبتدأ وجملة "لبست" خبره وكذلك "ثوب أجر" .
…الحادي عشر - أن تكون دعاء نحو : سلام على آل ياسين .
…الثاني عشر - أن يكون فيها معنى التعجب نحو : ما أحسن زيداً .
…الثالث عشر - أن تكون خَلَفاً من موصوف نحو : مؤمن خير من كافر .
…الرابع عشر - أن تكون مصغرة نحو : رُجَيْلٌ عندنا .
…الخامس عشر - أن تكون في معنى المحصور نحو : شَرٌّ أَهَرَّ ذا ناب ، وشئ جاء بك ، التقدير "ما أَهَرَّ ذاناب إلاشرٌّ" و"ما جاء بك إلا شئ .
…السادس عشر- أن يقع قبلها واو الحال كقول الشاعر :
سَرَيْنَا وَنَجْمٌ قَدْ أَضَاءَ فَمُذْ بَدَا .
مُحَيَّاكَ أَخْفَى ضَؤْوُهُ كُلَّ شَارِقِ .
السابع عشر - أن تكون معطوفة على معرفة نحو : زيد ورجل قائمان . =
يقول الناظم
وَلاَيَجَوزُ الابْتِدَا بِالنَّكِرَهْ وَهَلْ فَتًى فِيكُمْ فَمَا خِلٌّ لَنَا .
مَالَمْ تُفِدْ كَعِنْدَ زَيْدٍ نَمِرَهْ(1) وَرَجُلٌ مِنَ الْكِرَامِ عِنْدَنَا .
___________________________
= الثامن عشر - أن تكون معطوفة على وصف نحو : تميمي ورجل في الدار .
…التاسع عشر - أن يعطف عليها موصوف نحو : رجل وأمرأة طويلة في الدار .
…العشرون - أن تكون مبهمة كقول الشاعر :
مُرَسَّعَةٌ بَيْنَ أَرْسَاغِهِ .
بِهِ عَسَمٌ يَبْتَغِي أَرْ نَبَا .(1/176)
فمرسعة نكرة وقد سوغ الابتداء بها إبهامها ، و"المرسعة" هي التميمة تعلق على طرف الساعد مخافة العطب ، و"الأرساغ" جمع رسغ وهو من الإنسان مفصل ما بين الكف والساعد وما بين القدم والساق ، و"عسم" اعوجاج في الرسغ ويبس "أرنبا" حيوان معروف والعرب كانت تزعم أن الجن تجتب الأرنب فمن اتخذ كعبها تميمة لم تقربه الجن ولم يؤذه سحر يريد الشاعر من هذا المدح أن موصوفه جبان شديد الخوف .
…الحادي والعشرون- أن تقع بعد لولا كقول الشاعر :
لَوْلاَ اصْطِبَارٌ لأَوْدَى كُلُّ ذِي مِقَةٍ .
لَمَّا اسْتَقَلَّتْ مَطَايَاهُنَّ لِلظَّعَنِ .
"أودى" بمعنى هلك و"مقة" حب و"استقلت" بمعنى نهضت ، و"الظعن" الرحيل . الثاني والعشرون - أن تقع بعد فاء الجزاء كقولهم : إن هلك عيرفعير في الرباط ، العير الحمار . والرباط ، ما تشد به الدابة .
…الثالث والعشرون - أن تدخل على النكرة لام الابتداء نحو : لرجل قائم .
…الرابع والعشرون - أن تكون بعدكَمْ الخبرية كقول الفرزدق - أبو فراس همام بن غالب :
كَمْ عَمَةٌ لَكَ يَاجَرِيرُ وَخَالَةٌ .
فَدْعَاءُ قَدْ حَلَبَتْ عَلَيَّ عِشَارِي .
"فدعاء" عوجاء ، و"العشار" الناقة التي أتَى عليها من زمن حلبها عشرة أشهر يقول ابن عقيل - عبد الله بن عبدالرحمن بهاء الدين القرشي - في شرح الألفية بعد أن سرد هذه المسوغات "وقد أنهى بعض المتأخرين ذلك إلى نيف وثلاثين موضعا وما لم أذكره منها أسقطته لرجوعه إلى ماذكرته أو لأنه ليس بصحيح" .
( 1 ) عند زيد نمرة : تقدم إعرابه صفحة ( 154 ) .
وَرَغْبَةٌ فِي الْخَيْرِ خَيْرٌ وَعَمَلْ .
بِرٍّيَزِينُ(1) وَلْيُقَسْ مَالَمْ يُقَلْ(2) .(1/177)
@ جَوَازُ تَقَدُّمِ الْخَبَرِ عَلَى الْمُبْتَدَإِ وَتَأْخِيْرِه @ …الأصل تقديم المبتدأ وتأخير الخبر وذلك لأن الخبر وصف في المعنى فاستحق التأخير كالوصف نحو : زيد قائم(3) ويجوز تقديمه إذا لم يحصل بذلك لبس ونحوه كما سنبينه فتقول : قائم زيد ، وفي الدار زيد ، فقائم خبر مقدم ، وزيد مبتدأ مؤخر ، ومثله في الدار زيد(4).
…منع الكوفيون تقديم الخبر على المبتدأ إذا كان مفرداً ، أو جملة ، نحو : زيد قائم ، وزيد قام أبوه(5) فلايجوز عندهم أن يقال : قائم زيد(6)
___________________________
( 1 ) هل فتى فيكم فما خل لنا ، ورجل من الكرام عندنا ، ورغبة في الخير خير وعمل ، بريزين : تقدم إعراب ذلك كله صفحة ( 154 ) .
( 2 )…أي أن المسوغات ليست منحصرة فيما ذكر بل المدار على حصول الفائدة فيقاس على ماقيل ما لم يقل مما فيه فائدة ، قال عبد الله بن أحمد الفاكهي في الفواكه الجنية ما نصه : "ذهب بعضهم إلى أن مدار صحة وقوع المبتدأ نكرة على حصول الفائدة لا على المسوغات التي ذكرت إذ لا تخلو عن تكلف وضعف وهو ظاهر عبارة الألفية فإذا حصلت الفائدة فأخبر عن أي نكرة شئت فعليه يصح رجل بالباب ، وكوكب انقض الساعة ، إذا كان المخاطب لا يعرف ذلك" إهـ .
قال ابن عنقاء - محمد بن الخالص بن عنقاء الحسيني - "وهذا هو التحقيق بل الحق الذي لامحيد عنه وهو المنقول عن سيبويه فإنه لم يشترط في الابتداء بالنكرة سوى حصول الفائدة .
…ويقول السيوطي - عبد الرحمن جلال الدين بن أبي بكر - بعد أن ذكر بعض المسوغات وقد توجد الإفادة دون شئ مما ذكر كقولك شجرة سجدت ، وتمرة خير من جرادة ، والله أعلم .
( 3 )…زيد قائم : [زيد] مبتدأ [قائم] خبره .
( 4 )…في الدار زيد : [في الدار] جار ومجرور شبه جملة متعلق بمحذوف وجوباً تقديره كائن خبرمقدم [زيد] مبتدأ مؤخر .(1/178)
( 5 )…زيد قام أبوه : [زيد] مبتدأ [قام] فعل ماض [أبو] فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة [أبو] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
( 6 )…قائم زيد : [قائم] خبر مقدم [زيد] مبتدأ مؤخر .
…وقام أبوه زيد(1) والحق الجواز إذ لامانع من ذلك(2) ومنه قولهم : مشنؤٌ(3) من يشنؤك(4) فَمَنْ مبتدأ ، ومشنؤ خبر مقدم ، ومنه قول حسان بن ثابت رضي الله عنه :
38- قَدْ ثَكِلَتْ أُمُّهُ مَنْ كُنْتَ وَاحِدَهُ .
وَبَاتَ مُنْتَشِباً فِي بُرْ ثُنِ الأَسَدِ .
___________________________
( 1 )…قام أبوه زيد : [قام] فعل ماض [أبو]فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة [أبو] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، وجملة الفعل والفاعل خبر مقدم [زيد] مبتدأ مؤخر مرفوع ، لأن الخبر اشتمل على ضمير يعود على المبتدأ فلو قدمناه لتقدم الضير على مرجعه .
( 2 )…خلافاً للكوفيين لأنه لم يحصل لبس ، ولأنه وإن كان المبتدأ مؤخراً لفظاً فهو في الرتبة مقدم كما أن الضمير وإن كان مقدما لفظاً فهو متأخر رتبة لأنه مع الفعل والفاعل خبر والخبروإن تقدم لفظاً فهو متأخررتبة عن المبتدأ .
( 3 )…مشنؤٌ : مبغوض .
( 4 ) مشنؤٌ من يشنؤك : [مشنوءٌ] خبر مقدم مرفوع [من] اسم موصول بمعنى الذي في محل رفع مبتدأ مؤخر [يشنؤ] فعل مضارع مرفوع ، والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو ، و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول لا محل لها من الإعراب والعائد الضمير المستتر في يشنؤ .
38 - اللغة : [ثكلت] فقدت ولدها[منتشبا] عالقا [البرثن] هو للسباع بمنزلة الأصابع للانسان .(1/179)
…الإعراب : [قد] حرف تحقيق [ثكل] فعل ماض ، و[التاء] علامة التأنيث [أم] فاعل ، وهو مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والمفعول محذوف تقديره ثكلته ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم و[من] اسم موصول بمعنى الذي في محل رفع مبتدأ مؤخر [كنت] فعل وفاعل [كان] فعل ماض ناقص و[التاء] ضمير متصل في محل رفع اسمها [واحد] خبر كان منصوب وهو مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، وجملة كان واسمها صلة الموصول والعائد الهاء [وبات] [الواو] حرف عطف [بات] فعل ماض ناقص من أخوات كان يرفع الاسم وينصب الخبر ، واسمه مستتر فيه جواز تقديره هو [منتشبا] خبر بات منصوب [في برثن] جار ومجرور متعلق بمنتشبا ، و[برثن] مضاف و[الأسد] مضاف إليه . =
فجملة ثكلت أمه خبر مقدم ، ومَنْ اسم موصول مبتدأ مؤخر(1).
يقول الناظم
وَالأَصْلُ فِي الأَخْبَارِ أَنْ تُؤَخَّرَا .
وَجَوَّزُوا التَّقْدِيمَ إِذْ لاَ ضَرَرَا .
تقدم أنه يجوز تقديم الخبر على المبتدأ ، وتأخيره ، ويستثنى من ذلك خمسة مواضع يجب فيها تأخير الخبر عن المبتدأ ، وأربعة مواضع يجب فيها تقديمه .
@ وُجُوْبُ تَأَخِيْرِ الْخَبَرِ عَنِ الْمُبْتَدَإ @
…يجب تأخير الخبر عن المبتدأ في خمسة مواضع :
…الأول : أن يكون كل من المبتدأ والخبر معرفة أو نكرة صالحا لجعله مبتدأ ولم توجد قرينة تبين المبتدأ نحو : زيد أخوك(2)، وأفضل من زيد أفضل من عمرو(3)
___________________________
= الشاهد فيه : قوله ( قد ثكلت أمه من" حيث تقدم الخبر وهو جملة فعلية على المبتدأ ، وهو جائز خلافاً للكوفيين كما ذكره المؤلف .
( 1 )…فالمبتدأ وإن كان متأخراً لفظاً فهو في الرتبة مقدم على الخبر ، ومن ذلك قول الفرزدق - أبوفراس همام بن غالب - من قصيدة يمدح بها الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك :
إِلَى مَلِكٍ مَا أُمُّهُ مِنْ مُحَارِبٍ .
أَبُوهُ وَلاَ كَانَتْ كُلَيْبُ تُصَاهِرُهْ .(1/180)
فأبوه مبتدأ مؤخر ، وما أمه من محارب ، خبر مقدم ، ومحارب قبيلة تسمت باسم أبيها محارب بن فهر وكليب قبيلة ، فهو يقول: جئت إلى ملك ليست أم أبيه من محارب ، و ليس بينه وبين قبيلة كليب مصاهرة ولا نسب ، بل هو أعلى مقاما من أن يكون بينه وبين هاتين القبيلتين نسب أوقرابة .
( 2 ) زيد أخوك : [زيد] مبتدأ مرفوع [أخو] خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة [أخو] مضاف و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
( 3 )…أفضل من زيد أفضل من عمرو : [أفضل] مبتدأ مرفوع وهو اسم تفضيل يعمل عمل فعله ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره هو [من زيد] جار ومجرور متعلق بأفضل [أفضل] الثاني خبر المبتدأ ، وهو اسم تفضيل يعمل عمل فعله ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره هو [من عمرو] جار ومجرور متعلق بأفضل .
…فلا يجوز في المثالين تقديم الخبر لأنك لو قدمته فقلت أخوك زيد ، وأفضل من عمرو أفضل من زيد ، لكان المقدم مبتدأ وأنت تريد أن يكون خبرا ولا دليل على ذلك بل يجب الحكم بأن المتقدم هو المبتدأ .
…فإن وجدت قرينة مبينة للمراد جاز تقديم الخبر نحو : أبو يوسف أبوحنيفة(1).
…فيجوز تقديم الخبر وهوأبوحنيفة(2) على المبتدأ وهو أبو يوسف(3) نحو : أبوحنيفة أبو يوسف(4) لأن القرينة الحالية وهوكون أبي يوسف تابعا لأبي حنيفة تدل على أن المراد تشبيه
أبي يوسف بأبي حنيفة لا العكس ومنه قول الشاعر :
39- بَنُونَا بَنُو أَبْنَائِنَا وَبَنَاتُنَا .
بَنُوهُنَّ أَبْنَاءُ الرِّجَالِ الأَبَاعِدِ .
___________________________(1/181)
( 1 )…أبو يوسف أبوحنيفة : [أبو] مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة [أبو] مضاف و[يوسف] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف للعلمية والعجمة [أبو] خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو وهو مضاف و[حنيفة] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لاينصرف للعلمية والتأنيث اللفظي .
( 2 ) أبو حنيفة : هو النعمان بن ثابت التيمي الكوفي أحد الأئمة الأعلام وإمام مدرسة الرأي في عصره توفي رحمه الله سنة خمسين ومائة هجرية .
( 3 )…أبو يوسف : هو يعقوب بن إبراهيم بن حبيب صاحب أبي حنيفة ومن كبار تلاميذه وإليه يرجع الفضل في نشر فقه أبي حنيفة في أقطار الأرض توفي رحمه الله سنة اثنتين وثمانين ومائة هجرية .
( 4 ) أبوحنيفة أبو يوسف : [أبو] خبر مقدم مرفوع بالواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، و[حنيفة] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف للعلمية والتأنيث اللفظي [أبو] الثاني مبتدأ مؤخر ، و[يوسف] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لاينصرف للعلمية والعجمه .
39- الإعراب : [بنوا] خبر مقدم مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه محمول على جمع المذكر السالم وهو مضاف ، و[نا] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [بنوا] الثانية مبتدأ مؤخر وهو مضاف ، و[أبناء] مضاف إليه مجرور ، و[أبناء] مضاف ، و[نا] ضمير متصل في محل جر بالإضافة و[بناتنا] [الواو] حرف عطف [بنات] مبتدأ أول مرفوع وهو مضاف و[نا] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [بنوهن] [بنوا] مبتدأ ثان وهو مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل =
…فقوله "بنونا" خبر مقدم ، و"بنوا أبنائنا" مبتدأ مؤخر ، لأن المراد الحكم على بنى أبنائهم بأنهم كبنيهم لا العكس .(1/182)
…الموضع الثاني : أن يكون الخبر فعلا رافعاً لضمير المبتدأ مستتراً نحو : زيد قام(1) فقام وفاعله المستتر خبر عن زيد ولا يجوز التقديم فلا يقال : قام زيد على أن يكون زيد مبتدأ مؤخرا والفعل خبراً مقدما بل زيد فاعل لقام فلو كان الفعل رافعاً لفاعل ظاهر نحو : زيد قام أبوه(2) أو ضمير بارز نحو : الزيدان قاما(3)، جاز تقديم الخبر عند البصريين فتقول : قام أبوه زيد(4) قاما الزيدان (5)، فجملة قام أبوه خبر مقدم ، وزيد مبتدأ مؤخر وجملة قاما خبر مقدم
___________________________
= في محل جر بالإضافة والنون علامة جمع الإناث [أبناء] خبر عن المبتدأ الثاني مرفوع ، وجملة المبتدأ الثاني وخبره خبر المبتدأ الأول [أبناء] مضاف و[الرجال] مضاف إليه مجرور [الأباعد] صفة للرجال تبعه في جره .
…الشاهد فيه : قوله ( "بنونا بنو أبنائنا" حيث أجاز النحويون تقديم الخبر على المبتدأ لوجود قرينة معنوية وهي ظهور أن القصد تشبيه بني الأبناء بالأبناء لا العكس لأن القوي لايشبه بالضعيف ) .
( 1 )…زيد قام : [زيد] مبتدأ مرفوع [قام] فعل ماض ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
( 2 ) …زيد قام أبوه : [زيد] مبتدأ [قام] فعل ماض [أبو]فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة ، و[أبو]مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
( 3 ) الزيدان قاما : [الزيدان] مبتدأ مرفوع بالإبتدأ وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى [قاما] فعل وفاعل [قام] فعل ماض ، و[ألف التثنية] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .(1/183)
( 4 )…قام أبوه زيد : [قام] فعل ماض [أبو]فاعل مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة [أبو]مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم و[زيد] مبتدأ مؤخر مرفوع .
( 5 ) قاما الزيدان : [قاما] فعل وفاعل [قام] فعل ماض ، و[ألف التثنية] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر مقدم [الزايدان] مبتدأ مؤخر مرفوع =
والزيدان مبتدأ مؤخر ، ومنعه الكوفيون لتقدم الضمير على مرجعه(1).
…الموضع الثالث : أن يكون الخبر محصوراً بإنما أو إلا نحو : إنما زيد قائم(2) وما زيد إلا قائم(3) فقائم في المثالين خبر عن زيد ولايجوز تقديمه فلا يقال : ما قائم إلا زيد ، لأن المحصور واجب التأخيروقد جاء تقديم الخبر المحصورمع إلا شذوذا نحو: قول الكميت بن زيد الأسدي :
40- فَيَارَبِّ هَلْ إِلاَّ بِكَ النَّصْرُ يُرْتَجَى .
عَلَيْهِمْ وَهَلْ إِلاَّ عَلَيْكَ الْمُعَوَّلُ .
الأصل وهل المعول إلا عليك ، فقدم الخبر شذوذاً .
___________________________
= وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى .
( 1 )…والراجح جواز ذلك لأن الضمير وإن تقدم على المبتدأ لفظاً فهو متأخر عنه رتبة كما أن المبتدأ وإن تأخر لفظاً فهو متقدم رتبة .
( 2 )…إنما زيد قائم : [إنما] أداة حصر حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب [زيد] مبتدأ و[قائم] خبره .
( 3 )…ما زيد إلا قائم : [ما] نافية حجازية بطل عملها لاقتران خبرها بإلا [زيد] مبتدأ مرفوع [إلا] أداة حصر [قائم] خبر المبتدأ مرفوع .
40- اللغة : [المعول] المعتمد والملجأ .(1/184)
الإعراب : [فيارب] [الفاء] بحسب ما قبلها [يا] حرف نداء و[رب] منادى مضاف منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم المحذوفة للتخفيف منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لا يناسبها الا كسر ما قبلها [رب] مضاف ، و[الياء المحذوفة] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [هل] حرف استفهام [إلا] أداة حصر [بك] جار ومجرور [الباء] حرف جر و[الكاف] ضمير متصل في محل جربالباء ، والجار والمجرور متعلق بيرتجى [النصر] مبتدأ مرفوع [يرتجى] فعل مضارع مبني للمجهول مرفوع ، ونائب الفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل ونائبه في محل رفع خبر المبتدأ [عليهم] جار ومجرور [على] حرف جر و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بعلى و[الميم] علامة الجمع ، والجار والمجرور متعلق بيرتجى [وهل إلاعليك المعول] [الواو] حرف عطف [هل] حرف استفهام [إلا] أداة حصر [عليك] جار ومجرور [على] حرف جر و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بعلى ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بمحذوف خبر مقدم [المعول] مبتدأ مؤخر مرفوع =
…الموضع الرابع : أن يكون خبر المبتدأ دخلت عليه لام الابتداء نحو : لزيد قائم(1) فلا يجوز تقديم الخبر على اللام فلا يقال : قائم لزيد ، لأن لام الابتداء ، لها صدر الكلام وقد جاء التقديم شذوذا كقول الشاعر :
41- خَالِي لأَنْتَ وَمَنْ جَرِيرٌ خَالُه .
يَنَلِ الْعَلاَءَ وَيَكْرُمِ الأخْوَالاَ .
فلأنت مبتدأ مؤخر وخالي خبر مقدم .
…الموضع الخامس : أن يكون المبتدأ مما له الصدارة ، كأسمآء الاستفهام نحو : من لي منجداً(2) ، فَمَنْ مبتدأ ، ولي خبره ، ويمتنع تقديم الخبر على "مَنْ" فلا يقال : لي مَنْ منجدا .
___________________________
= الشاهد فيه : قوله "وهل إلا عليك المعول" حيث قدم الخبر المحصور بإلا على المبتدأ شذوذا وكان حقه أن يقول وهل المعول إلا عليك .
( 1 )…لزيد قائم : [اللام] لام الابتداء [زيد] مبتدأ [قائم] خبره .(1/185)
41- اللغة : [ينل] يدرك [العلاء] الشرف .
الإعراب : [خالي] خبر مقدم مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها إلا كسر ما قبلها [خال] مضاف ، و[ياء المتكلم] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [اللام] [لام] الابتداء [أنت] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ مؤخر ، و[من جرير خاله] [الواو] حرف استئناف [من] اسم موصول بمعنى الذي في محل رفع مبتدأ أول [جرير] مبتدأ ثان [خال] خبر المبتدأ الثاني وهو مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والجملة من المبتدأ الثاني وخبره صلة بالموصول والعا ئد الهاء [ينل] فعل مضارع جُزِمَ تشبيها للموصول بالشرط وفاعل ينل مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ الأول [العلاء] مفعول به منصوب [ويكرم] [الواو] حرف عطف [يكرم] فعل مضارع معطوف على يَنَلِ والمعطوف على المجزوم مجزوم وحرك بالكسر لالتقاء الساكنين ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على مَنْ [الأخوالا] مفعول به منصوب ، و[الألف] للاطلاق .
… الشاهد فيه : قوله "خالي لأنت ، حيث قدم الخبر على المبتدأ الذي دخلت عليه لام الابتداء شذوذا وكان الواجب تأخيره لأن لام الابتداء لها صدر الكلام وقد قيل: أصله لخالي أنت فقدمت اللام لضرورة الشعر وقيل إنها زائدة .
( 2 )…من لي منجدا : [من]اسم استفهام في محل رفع مبتدأ [لي] جار ومجرور [اللام] حرف جر =
يقول الناظم
فَامْنَعْهُ حِيْنَ يَسْتَوِى الْجُزْءَانِ كَذَا إِذَا مَا الْفِعْلُ كَانَ الْخَبَرَا أَوْ كَانَ مُسْنَدًا لِذِي لاَمِ ابْتِدَا .
عُرْفَاً وَنُكْرَاً عَادِمَيْ بَيَانِ(1) أَوْ قُصِدَ اسْتِعْمَالُهُ مُنْحَصِرَا أَوْ لاَزِمِ الصَّدْرِ(2) كَمَنْ لِي مُنْجِدَا .
قول الناظم : "فامنعه" أي امنع تقديم الخبر على المبتدأ .(1/186)
وقوله : ( كذا إذا ما الفعل كان الخبرا ) يقتضي وجوب تأخير الخبر إذا كان جملة فعلية مطلقاً وليس كذلك بل إنما يجب تأخيره إذا رفع ضميراً للمبتدأ مستتراً كما تقدم والله أعلم .
@ وُجُوْبُ تَقْدِيْمِ الْخَبَرِعَلَى الْمُبْتَدَإ @
يجب تقديم الخبر على المبتدأ في أربعة مواضع :
…الأول : أن يوقع تأخير الخبر في لبس بأن يكون المبتدأ نكرة ليس لها مسوغ إلا تقدم الخبر، والخبر ظرف أو جار ومجرور نحو : عندي درهم(3) ولي وطر(4) وقد أجمع النحاة والعرب على ذلك .......................................................................
___________________________
= و[ياء المتكلم] ضمير متصل في محل جر باللام ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بمحذوف وجوباً تقديره كائن خبر المبتدأ [منجدا] حال منصوب .
( 1 ) قوله : عادمَيْ بيان أي ، بأن يكون المبتدأ والخبر نكرتين ، أو معرفتين ، كل منهما يصلح للابتداء ولا قرينة تعين المبتدأ من الخبر نحو : صديقي رفيقي ، فلا يجوز تقديم الخبر في هذا المثال لعدم القرينة الْمُبَيِّنَةِ للمسند إليه من المسند والقرينة المُبَيِّنَة كقولك : أبوحنيفة أبو يوسف كما تقدم .
( 2 )…أي له الصدارة كاسمآء الاستفهام نحو: من لي منجدا ، وأسماء الشرط نحو : مَنْ يَقم أحسن إليه والتعجب نحو: ما أحسن زيداً ، وكم الخبرية نحو: كم عبِيْدٍ لزيد .
( 3 ) عندي درهم : [عند] ظرف مكان منصوب على الظرفية وهو مضاف ، و[الياء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والظرف وما أضيف إليه شبه جملة متعلق بمحذوف وجوبا تقديره كائن خبر مقدم وجوبا [درهم] مبتدأ مؤخر مرفوع .
( 4 )…لي وطر : [لي] جار ومجرور وهو شبه جملة متعلق بمحذوف تقديره كائن خبر مقدم وجوبا [وطر] مبتدأ مؤخر مرفوع .
ووجب تقديم الخبر هنا لاحتمال أن يكون الظرف ، أو الجار والمجرور ، صفة(1) ، أو خبرا فوجب التقديم دفعا لهذا اللبس(2).(1/187)
…الثاني : أن يشتمل المبتدأ على ضمير يعود على شئ من الخبر نحو : في الدار صاحبها(3) ففي الدار خبر مقدم وجوباً ، وصاحبها مبتدأ مؤخر ، والضمير المتصل بالمبتدأ يعود على الدار وهو جزء من الخبر ، وإنما وجب تقديم الخبر لئلا يلزم عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة وذلك لايجوز(4) ومثل ذلك قول الشاعر :
42- أَهَابُكِ إِجْلاَلاً وَمَا بِكِ قُدْرَةٌ .
عَلَيَّ وَلكِنْ مِلْءُ عَيْنٍ حَبِيُبهَا .
___________________________
( 1 )…لأن الجمل وشبهها بعد النكرات صفات ، وبعد المعارف أحوال .
( 2 )…وقد أشار ابن مالك إلى ذلك بقوله :
ونحو عندي درهم ولي وطر .
ملتزم فيه تقدم الخبر .
فإن كان للنكرة مسوغ جاز تقديم الخبر وتأخيره نحو : رجل ظريف عندي ، وعندي رجل ظريف فالمسوغ وصف النكرة .
( 3 )…في الدار صاحبها : [في الدار] جار ومجرور وهو شبه جملة متعلق بمحذوف وجوباً تقديره كائن خبر مقدم وجوباً [صاحب] مبتدأ مؤخر مرفوع ، و[صاحب] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
( 4 )…ومن ذلك قوله تعالى { أم على قلوب أقفالها } وقولهم : على التمرة مِثْلُها زُبْدا .
…42- اللغة : [أهابك] أخافك [إجلالا] إعظاما لقدرك .
الإعراب : [أهابك] [أهاب] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [إجلالا] مفعول لأجله منصوب [ومابك] [الواو] حالية [ما] نافية [بك] جار ومجرور [الباء] حرف جر ، و[الكاف]ضمير متصل في محل جر بالباء ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بمحذوف خبر مقدم [قدرة] مبتدأ مؤخر مرفوع [علي] جار ومجرور ، [على] حرف جر ، و[الياء] ضمير متصل في محل جر بعلى ، والجار والمجرور متعلق بقدرة [ولكن] [الواو] حرف عطف [لكن] حرف استدراك [ملء] خبر مقدم وجوبا مرفوع وهو مضاف و[عين] مضاف إليه مجرور [حبيبها] [حبيب] مبتدأ مؤخر مرفوع ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالاضافة . =(1/188)
…فحبيبها مبتدأ مؤخر ، وملء عينٍ خبر مقدم وجوباً ، فلو أخرت الخبر فقلت "حبيبها ملء عين" لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة فامتنع لذلك تأخيره(1).
…الثالث : أن يكون الخبر له صدر الكلام كأسمآء الاستفهام نحو : أين زيد(2) فأين خبر مقدم وجوبا وزيد مبتدأ مؤخر ، ونحو : أين مَنْ علمته نصيرا(3) فأين خبر مقدم وجوبا ومن اسم موصول خبره ، وجملة "علمته" صلة الموصول والعائد الهاء .
…الرابع : أن يكون المبتدأ محصوراً(4) نحو : إنما في الدار زيدٌ(5) .........................
___________________________
= الشاهد فيه : قوله ( ملء عين حبيبها ، حيث قدم الخبر على المبتدأ وجوبا إذا لو أخره للزم عليه عود الضمير على متأخر لفظا ورتبة وذلك لايجوز .
( 1 )…يقول العلامة ابن عقيل - عبد الله بن عبدالرحمن بهاء الدين القرشي - "وقد جرى الخلاف في جواز "ضَرَبَ غلامُه زيداً" مع أن الضمير فيه عائد على متأخر لفظاً ورتبة ، ولم يجر الخلاف فيما أعلم في منع "صاحبها في الدار" فما الفرق بينهما وهو ظاهر فليتأمل "والفرق بينهما أن ماعاد عليه الضمير وما اتصل به الضمير اشتركا في العامل في مسألة "ضرب غلامه زيداً" بخلاف مسألة "في الدار صاحبها" فإن العامل فيما اتصل به الضمير وما عاد عليه الضمير مختلف ، انتهى كلامه ، وسيأتي مزيد تفصيل في باب الفاعل مع ذكر الخلاف المشار إليه عند قول الناظم :
وشاع نحو خاف ربه عمر .
وشذ نحو زان نورُه الشجر .
( 2 )…أين زيد : [أين] اسم استفهام مبنىعلى الفتح في محل رفع خبرمقدم وجوباً [زيد] مبتدأ مؤخرمرفوع .(1/189)
( 3 ) أين مَنْ علمته نصيرا : [أين] اسم استفهام في محل رفع خبر مقدم [من] اسم موصول بمعنى الذي في محل رفع مبتدأ مؤخر [علمته نصيرا] [علمت] فعل وفاعل [علم] فعل ماض تنصب مفعولين و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول [نصيرا] مفعول به ثان لِعَلِمَ ، وجملة الفعل والفاعلة صلة الموصول لامحل لها من الإعراب ، والعائد الهاء من علمته .
( 4 ) المحصور يتأخر وجوبا سواء كان مبتدأ كالمثال المذكور ، أو خبرا نحو : { وما محمد إلا رسول } أو فاعلاً نحو { إنما يخشى الله من عباده العلماء } أو مفعولا نحو : "إنما أكرم زيد عمرا" .
( 5 )…إنما في الدار زيد : [إنما] أداة حصر [في الدار] جار ومجرور وهو شبه جملة متعلق بمحذوف =
وما لنا إلا اتباع أحمد(1).
يقول الناظم
وَنَحْوُ عِنْدِي دِرْهَمٌ وَلِي وَطَرْ(2) كَذَا إِذَا عَادَ عَلَيْهِ مُضْمَرُ كَذَا إِذَا يَسْتَوْجِبُ التَّصْدِيرَا وَخَبَرَ الْمَحْصُورِ قَدِّمْ أَبَدَا .
مُلْتَزَمٌ فِيهِ تَقَدُّمُ الْخَبَرْ مِمَّا بِهِ عَنْهُ مُبِينَاً يُخْبَرُ كأَيْنَ مَنْ عَلِمْتُهُ نَصِيرَا(3) كَمَالنَا إِلاَّ اتِّبَاعُ أَحْمَدَا(4) .
قول الناظم ( كذا إذا عاد عليه مضمر ) يريد أنه يجب تقديم الخبر إذا عاد عليه ضمير من المبتدأ وقد اعْتُرِضَ عليه(5) بأن الضمير في قولك "في الدار صاحبها" وشبهه إنما هو عائد على جزء من الخبر لا الخبر(6).
___________________________
= خبر مقدم وجوباً [زيد] مبتدأ مؤخر مرفوع .
( 1 )…مالنا إالا اتباع أحمد : [ما] نافية [لنا] جار ومجرور [اللام] حرف جر ، و[نا] ضمير متصل في محل جر باللام ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بمحذوف خبر مقدم وجوباً ، إلا اداة حصر [اتباع] مبتدأ مؤخر مرفوع ، وهو مضاف ، و[أحمد] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لاينصر للعلمية ووزن الفعل .(1/190)
( 2 )…عندي درهم ، ولي وطر : تقدم إعرابه صفحة ( 164 ) والوطر الحاجة .
( 3 ) أين من علمته نصيرا : تقدم إعرابه صفحة ( 166 ) .
( 4 )…ما لنا إلا اتباع أحمدا : تقدم إعرابه ، و[الألف] في أحمد للإطلاق .
( 5 )…اعترض عليه ابن عقيل - عبد الله بن عبدالرحمن بهاء الدين القرشي .
( 6 )…وقول الناظم :
كذا إذا عاد عليه مضمر .
مما به عنه مبينا يخبر .
هذا البيت عبارته قلقة على المتعلم لكثرة الضمائر المقتضية للتعقيد وعسر الفهم فإن مراد الناظم أنه يلتزم تقدم الخبر إذا عاد على ملابسه أي على شئ فيه ضمير من المبتدأ الذي يخبربالخبر عنه حال كون الخبر مبينا أي مفسرا لذلك الضمير العائد عليه من المبتدأ ، وكان يمكنه أن يقول كما في الكافية : =
@ حَذْفُ الْخَبَرِ وَالْمُبْتَدَإ @
…يحذف كل من الخبر والمبتدأ إذا كان معلوما بالقرينة بأن دل دليل على حذفهما وهذا الحذف ثلاثة أقسام :
…حذف الخبر والمبتدأ جوازا ، حذف الخبر وجوبا ، حذف المبتدأ وجوبا ، وإليك بيانها .
@ حَذْفُ الْخَبَرِ وَالْمُبْتَدَإ جَوَازاً @
…إعلم أن حذف الخبر والمبتدأ جوازا ليس محصورا في مواضع معينة كما هو الحال في وجوب الحذف .
مثال حذف الخبر أن يقال : مَنْ عندكما(1) فتقول : "زيد" فزيد خبر لمبتدأ محذوف جوازا تقديره زيد عندنا ، ومنه قول الشاعر :
43- نَحْنُ بِمَا عِنْدَ نَا وَأَنْتَ بِمَا .
عِنْدَكَ رَاضٍ وَالرَّ أَيُ مُخْتَلِفُ .
___________________________
= وإن يُعَدْ لخبر ضمير مِنْ مُبْتَدًا يو جِبْ له التأخير
( 1 )…مَنْ عندكما : [من] اسم استفهام في محل رفع مبتدأ [عند] ظرف مكان منصوب وهو مضاف و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، و[الميم] حرف عماد ، و[الألف] دال على التثنية ، والظرف وما أضيف إليه شبه جملة متعلق بمحذوف وجوبا تقديره كائن خبر المبتدأ .(1/191)
43- الإعراب : [نحن] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ، وخبره محذوف والتقدير نحن راضون [بما] جار ومجرور [الباء] حرف جر و[ما] اسم موصول بمعنى الذي في محل جر بالباء متعلق بالخبر المحذوف راضون [عندنا] [عند] ظرف مكان منصوب وهو مضاف ، و[نا] ضمير متصل في محل بالإضافة ، والظرف وما أضيف إليه شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره استقر صلة الموصول والعائد الضمير المستكن في استقر [وأنت بما عندك] الواو حرف عطف [أنت] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [بما] جار ومجرور [الباء] حرف جر ، و[ما] اسم موصول بمعنى الذي في محل جر بالباء ، والجار والمجرور متعلق براض الآتي [عندك] [عند] ظرف مكان منصوب وهو مضاف و[نا] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والظرف وما أضيف إليه شبه جملة متعلق بمحذوف وجوبا تقديره استقر ، والعائد الضمير المستكن في استقر [راض] خبر المبتدأ الذي هو "أنت" [والرأي] [الواو] حالية [الرأي] مبتدأ ، و[ مختلف] خبره =
"نحن بما عندنا" مبتدأ خبره محذوف جوازاً والتقدير" نحن بما عندناراضون" والذي دل على حذفه خبر المبتدأ الثاني وهو قوله وأنت بما عندك راض(1).
…ومثال حذف المبتدأ جوزا أنْ يقال : كيف زيد(2) فتقول دنف(3) فدنف خبر لمبتدأ محذوف جوازا تقديره "زيد دنف" وإن شئت صَرَّحْتَ بكل من المبتدأ والخبر جَائِزَيْ الحذف فتقول : زيد عندنا وهو مريض(4).
يقول الناظم
وَحَذْفُ مَايُعْلَمُ جَائِزٌ كَمَا .
تَقُولُ زَيْدٌ(5) بَعْدَ مَنْ عِنْدَكُمَا(6) .
___________________________
= الشاهد فيه : قوله ( نحن بما عندنا" حيث حذف خبره جوازا وهو راضون ، لدلالة خبر المبتدأ الثاني عليه وهو راض ) .(1/192)
( 1 )…ولكِن حَذْف الخبر من الأول لدلالة الثاني عليه قليل جدا لأن الأصل الغالب هو الحذف من الثاني لدلالة الأول عليه ، فإذا قيل لك "من عندك" فتقول : زيد ، فقد حذفت الخبر لدلالة الأول عليه والتقدير زيد عندي ، وأما قولهم "خرجت فإذا السبع" فاختلف العلماء في "إذا" الفجائية فقال بعضهم إنها ظرف وقال آخرون إنها حرف فإن قدرناها ظرفاً في المثال فلا حذف لأنها تكون خبراً مقدما والإسم المرفوع بعدها مبتدأ مؤخرا هذا إذا قدرت ظرف زمان ، وإن قدرت ظرف مكان فالتقدير خرجت ففي مكان خروجي السبع ، وكأن القائل قد قال : خرجت ففي وقت خروجي السبع ، وإن قدرناها حرفا فالاسم بعدها مبتدأ وخبره محذوف والتقدير خرجت فإذا السبع حاضر" .
( 2 )…كيف زيد : [كيف] اسم استفهام في محل رفع خبر مقدم وجوبا [زيد] مبتدأ مؤخر مرفوع .
( 3 )…دنف أي مريض .
( 4 ) ومثله قوله تعالى { من عمل صالحا فلنفسه ومن أساء فعليها } أي من عمل صالحا فعمله لنفسه ومن أساء فإساءته عليها ، وقد يحذف المبتدأ والخبر معاً للدلالة عليهما وذلك نحو قولك "نعم" لمن قال لك "أزيد قائم" إذ التقدير "نعم زيد قائم" .
( 5 ) زيد : [زيد] مبتدأ خبره محذوف جوازا والتقدير "زيد عندنا" .
( 6 ) من عندكما : تقدم إعرابه صفحة ( 168 ) .
وَفِي جَوَابِ كَيْفَ زَيْدٌ قُلْ دَنِفْ .
فَزَيْدٌ اسْتُغْنِيَ عَنْهُ إِذْ عُرِفْ .
قول الناظم ( تقول زيد بعد مَنْ عندكما ) أراد به أن حذف الخبر يجوز في مثل أَنْ تقول "زيد" مِنْ غير ذكر للخبر بعد قول سائل "مَنْ عندكما.
@ حَذْفُ الْخَبَرِ وُجُوْبا @
…يحذف الخبر وجوباً في أربعة مواضع :
الموضع الأول : بعد لولا الدالة على امتناع الشئ لوجود غيره نحو : لولا زيدلأتيتك(1)
التقدير لولا زيد موجود لأتيتك ، حُذِفَ موجود للعلم به وسد جواب لولا مسده فهو عوض عنه ، وقد شذ ذكر الخبر بعد لولا كقول الشاعر :
44- لَوْلاَ أَبُوكَ وَلَوْلاَ قَبْلَهُ عُمَرٌ .(1/193)
أَلْقَتْ إِلَيْكَ مَعَدٌ بِالْمَقَالِيدِ .
___________________________
( 1 ) لولا زيد لأتيتك : [لولا] حرف امتناع لوجود [زيد] مبتدأ مرفوع وخبره محذوف وجوباً تقديره موجود [لأتيتك] [اللام] داخلة في جواب لولا[ أتيتك] فعل وفاعل ومفعول [أتى] فعل ماض مبنى على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
44- اللغة : [معد] بن عدنا أبوالعرب وأراد القبيلة بدليل تأنيث الفعل [المقاليد]جمع مقلد وهو المفتاح .
…الإعراب : [لولاأبوك] [لولا] حرف امتناع لوجود [أبو] مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة [أبو] مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة والخبر محذوف وجوباً تقديره موجود ، و[لولا قبله عمر] [الواو] حرف عطف [لولا] حرف امتناع لوجود [قبل] ظرف مكان منصوب وهو مضاف ، و[الها] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والظرف وما أضيف إليه شبه جملة متعلق بمحذوف وجوباً خبر مقدم [عمر] مبتدأ مؤخر مرفوع ونُوِّنَ لضرورة الشعر [ألقت إليك معد] [ألقى] فعل ماض ، و[التاء] علامة التأنيث [إليك] جار ومجرور [إلى] حرف جر ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بإلى ، والجار والمجرور متعلق بألقت [معد] فاعل مرفوع [بالمقاليد] جار ومجرور متعلق بألقت .
الشاهد فيه : قوله ( "ولولا قبله عمر" حيث أظهر فيه خبر المبتدأ بعد لولاشذوذا إذ الواجب =
فقبله خبر مقدم وعمر مبتدأ مؤخر(1).
…الموضع الثاني : أن يكون المبتدأ نصاً في اليمين نحو : لعمرك لأفعلن(2) التقدير لعمرك
___________________________
= حذفه بعدها للعلم به ، وفي هذا البيت توجيه آخر وهو أن "قبله" ظرف متعلق بمحذوف حال والخبر محذوف ، وعلى هذا تكون القاعدة مستمرة ولا شاهد في البيت على إظهار الخبر ) .(1/194)
…فإن قيل إن "قبله ظرف متعلق بمحذوف هو الخبر ولم يظهر فالجواب أن الخبر وإن كان محذوفا لكن معموله مذكور وما ثبت لمعمول الخبر يثبت للخبر فكأن الخبر مذكور" .
( 1 )…حَذْفُ الخبر وجوبا بعد لولا هو طريقة جمهور النحاة فإنْ ذُكِرَ الخبر عندهم بعد لولا فإن كان صادرا عمن يستشهد بكلامه يؤول إن أمكن ذلك كما في هذا البيت ، وإن لم يمكن تأويله فهو شاذ ، وإن كان صادراً عمن لا يستشهد بكلامه كما في بيت المعرى الآتي فهو لحن .
…والطريقة الثانية : أَنَّ حذف الخبر بعد لولا واجب إلا قليلا وهو مذهب بعض النحاة فعندهم ما ورد من ذلك ليس بشاذ .
الطريقة الثالثة : وهي طريقة بعض النحاة واختارها ابن مالك في غيرالألفية أن الخبر إما أن يكون كونا عاماً مطلقاً أو كوناً مقيداً فإن كان كوناً مطلقا وجب حذفه نحو : لولا زيد لأتيتك ، أي لولا زيد موجود ، وإن كان كوناً مقيداً فإما أن يدل عليه دليل أو لا ، فإن لم يدل عليه دليل وجب ذكره نحو : لولا زيد محسن إلي ما أتيت ، وإن دل عليه دليل جاز إثباته وحذفه نحو : أن يقال : هل زيد محسن إليك فتقول "لولا زيد لهلكت أي لولا زيد محسن إلي فإن شئت حذفت الخبر وإن شئت أثبته ومنه قول أبي العلاء المعري - أحمد بن عبد الله بن سليمان :
يُذِيبُ الرُّعْبُ مِنْهُ كُلَّ عَضْبِ .
فَلَوْلاَ الْغِمْدُ يُمْسِكُهُ لَسَالاَ .
فجملة يمسكه خبر المبتدأ ، وأجاب الجمهور بأن ماذكره أبو العلاء المعري لحن لأنه من المولدين وليس من عرب العرباء فلا يحتج بكلامه ، ومعنى [يذيب] يسيل و[الرعب] الخوف و[العضب] السيف القاطع و[الغمد] قراب السيف .(1/195)
( 2 )…لعمرك لأفعلن : [اللام] موطئة للقسم [عَمْرُ] مبتدأ مرفوع وهو مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة والخبر محذوف وجوبا والتقدير لعمرك قسمي [لأفعلن] [اللام] واقعة في جواب القسم [أفعلن] فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ، و[نون التوكيد] حرف لا محل له من الاعراب .
قسمي فعَمْرُ مبتدأ وقسمي خبره ، ولايجوز التصريح به(1).
…الموضع الثالث : أن يقع بعد المبتدأ واو هي نص في المعية وهي العاطفة لاسم آخر على المبتدأ نحو : كل صانع وصنعته(2) فكل مبتدأ ، وصنعته ، معطوف على كل ، والخبر محذوف وجوبا والتقدير "كل صانع وصنعته مقترنان" ويقدر الخبر بعد واو المعية(3) فإن لم تكن الواو نصاً في المعية لم يحذف الخبر وجوبا نحو : زيد وعمرو قائمان(4).
…الموضع الرابع : أن يكون المبتدأ مصدرا وبعده حال لا تصلح أن تكون خبرا(5)فيحذف
___________________________
( 1 )…قيل ومثله "يمين الله لافعلن" التقدير" يمين الله قسمي" وهذا لايتعين أن يكون المحذوف فيه خبرا لجواز كونه مبتدأ والتقدير "قسمي يمين الله" بخلاف لعمرك فإن المحذوف معه يتعين أن يكون خبرا لأن لام الابتداء قد دخلت عليه وحقها الدخول على المبتدأ .
…فإن لم يكن المبتدأ نصاً في اليمين لم يجب حذف الخبر نحو: عهد الله لأفعلن" التقدير عهد الله علي ، فعهد مبتدأ وعلي خبره ، ولك إثباته وحذفه .
( 2 )…كل صانع وصنعته : [كل] مبتدأ مرفوع وهو مضاف ، و[صانع] مضاف إليه مجرور [وصنعته] [الواو] حرف عطف دال على المعية [صنعته] معطوف على كل تبعه في رفعه وعلامة رفعه ضم آخره [صنعة] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، وخبر المبتدأ محذوف تقديره مقترنان .(1/196)
( 3 )…وقيل لايحتاج إلى تقدير "خبر" لأن معنى كل صانع وصنعته كل صانع مع صنعته وهذا كلام تام لايحتاج إلى تقدير خبر واختار هذا المذهب ابن عصفور - أبو الحسن علي بن مؤمن الحضرمي الإشبيلي - في شرح الإيضاح .
( 4 )…زيد وعمرو قائمان : [زيد] مبتدأ [وعمرو] [الواو] حرف عطف ، و[عمرو] معطوف على زيد تبعه في رفعه [قائمان] خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
( 5 )…احترز بقوله حال لا تصلح أن تكون خبرا ، عن الحال التي تصلح أن تكون خبرا عن المبتدأ المذكور فقد حكى الأخفش - سعيد بن مسعدة - "من قولهم" زيد قائماً فزيد مبتدأ والخبر محذوف والتقدير ثبت قائماً ، وهذه الحال تصلح أن تكون خبرا فتقول : زيد قائم ، فلا يكون الخبر واجب الحذف بخلاف "ضربي العبد مسيئاً" فإن الحال فيه لا تصلح أن تكون خبرا عن =
الخبر وجوباً لسد الحال مسده نحو : ضربي العبدَ مسيئا(1) فضربي مبتدأ والعبد مفعول به ومسيئاًحال سدت مسد الخبر ، والخبر محذوف وجوبا ، والتقديرضربي العبد حاصل إذاكان مسيئاً(2) أوإذ كان مسيئاً(3) فحاصل هو الخبر المحذوف ، والمضاف إلى هذا المصدر حكمه كحكم المصدر نحو : أَتَمَّ تَبْييني الحقَّ منوطا بالحكم(4)فأتم مبتدأ ، وتبييني مضاف إليه ، والحق مفعول به لتبيني ومنوطاحال سدت مسد خبر أتم والتقدير" أتم تبييني الحق إذا كان أو إذ كان منوطاً بالحكم(5).
___________________________
= المبتدأ الذي قبلها فلاتقول : ضربي العبد مسئ لأن الضرب لا يوصف بأنه مسئ" .(1/197)
( 1 )…ضربي العبد مسيئاً : [ضربي] مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها إلا كسر ما قبلها ، و[ضرب] مصدر يعمل عمل فعله وهو مضاف ، و[ياء] المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لفاعله [العبد] مفعول به منصوب [مسيئاً] حال من العبد منصوب .
( 2 )…ضربي العبد حاصل إذا كان مسيئاً : [ضربي العبد] إعرابه كسابقه [حاصل] خبر المبتدأ مرفوع [إذا] ظرف لما يستقبل من الزمان [كان] فعل ماض تام ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [مسيئاً] حال من الفاعل المستتر في كان منصوب وإن اردت المضي قلت : إذ كان مسيئاً [فإذ] ظرف لما مضى من الزمان .
( 3 ) إذا أردت الاستقبال فالمثال إذا كان مسيئاً وإن أردت المضى فالمثال إذْ كان مسيئاً .
( 4 )…أتم تبيينى الحق منوطا بالحكم : [أتم] مبتدأ مرفوع وهو مضاف ، و[تبييني] مضاف إليه ، و[تبين] مصدر يعمل عمل فعله ، و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لفاعله [الحق] مفعول به للمصدر منصوب [منوطا]ً حال سدت مسد الخبر [بالحكم] جار ومجرور متعلق بمنوطا ، وخبر المبتدأ محذوف والتقدير "أتم تبيينى الحق إذا كان منوطابالحكم هذا إذا أردته للاستقبال وإن أردته للمضي فالتقدير "إذ" بدل إذا .
( 5 )…أتم تبييني الحق إذا كان منوطا بالحكم : [أتم تبييني الحق] إعرابه كسابقه ، و[إذا] ظرف لما يستقبل من الزمان ويجوز أن يكون التقدير "إذ" فيكون ظرفا لما مضى من الزمان [كان] فعل ماض تام ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [منوطاً] حال من الفاعل المستتر في كان [بالحكم] جار ومجرور متعلق بمنوطا .
يقول الناظم
وَبَعْدَ لَوْلاَ غَالِبَاً حَذْفُ الْخَبَرْ وَبَعْدَ وَاوٍ عَيَّنَتْ مَفْهُومَ مَعْ وَقَبْلَ حَالٍ لاَ يَكُونُ خَبَرَا كَضَرْبِيَ الْعَبْدَ مُسِيئاً(2) وَأَتَمّْ .(1/198)
حَتْمٌ وَفِيِ نَصِّ يَمِينٍ ذَا اسْتَقَرّْ كَمِثْلِ كُلُّ صَانِعٍ وَمَا صَنَعْ(1) عَنِ الَّذِي خَبَرُهُ قَدْ أُضْمِرَا تبَيْيِنيَ الْحَقَّ مَنُوطًا بِالْحِكَمْ(3) .
قول الناظم ( وبعد لولا غالبا حذف الخبر حتم ) يريد به أن حذف الخبر بعد لولا الامتناعية حتم في الغالب من أحوالها ، فيجب الحذف إذا كان الخبر كونا عاما وقد تقدم ما قيل حول حذف الخبر بعد لولا(4).
…وقوله ( وبعد واو عينت مفهوم مَعْ ) أي يجب حذف الخبر بعد الواو التي بمعنى مَعَ وتسكين الظرف "مَعَ" ضرورة شعرية .
@ حَذْفُ الْمُبْتَدَإ وُجُوْبا @
…لم يذكر ابن مالك رحمه الله في ألفيته المواضع التي يحذف فيها المبتدأ وجوباً وقد عدها في منظومته الكافية(5) أربعة مواضع :
___________________________
( 1 )…كمثل كل صانع وما صنع : [كمثل] [الكاف] زائدة [مثل] خبر لمبتدأ محذوف أي وذلك مثل [كل] مبتدأ مرفوع ، وهو مضاف [صانع] مضاف إليه مجرور ، و[الواو] حرف عطف دال على المعية [ما] اسم موصول في محل رفع معطوف على المبتدأ [صنع] فعل ماض ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول والعائد محذوف ، وخبر المبتدأ محذوف وجوباً بعد واو المعية والتقدير كل صانع وصنعته مقترنان .
( 2 )…ضربي العبد مسيئاً : تقدم إعرابه صفحة ( 173 ) .
( 3 )…أتم تبييني الحق منوطا بالحكم : تقدم إعرابه صفحة ( 173 ) .
( 4 )…صفحة ( 170/171 ) .
( 5 )…الكافية الشافية "أرجوزة نظمها ابن مالك في مسائل النحو والصرف وهي كبيرة الحجم إذ يبلغ أبياتها ألفان وسبعمائة ونيف وخمسون بيتا ، والألفية هي خلاصة الكافية الشافية كماقال =
…
الموضع الأول : النعت المقطوع إلى الرفع في مدح نحو : مررت بزيد الكريم(1) أو ترحم نحو : مررت بزيد المسكين(2) أو ذم نحو : مررت بزيد اللئيم(3).
…فكل من الكريم واللئيم والمسكين خبر لمبتدأ محذوف وجوباً تقديره هو .(1/199)
…الموضع الثاني : أن يكون الخبر مصدراً نائباً عن الفعل نحو : صبر جميل(4) فصبر خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره صبري صبر ، و"جميل" نعت .
…الموضع الثالث : إذا كان الخبر مشعراً بصريح القسم نحو : في ذمتى لأفعلن(5) ففي ذمتى خبر لمبتدأ محذوف وجوبا لسد جواب القسم مسده تقديره "في ذمتي يمين .
…الموضع الرابع : إذا كان الخبر مخصوص نعم أو بئس نحو : نعم الرجل زيد(6)
___________________________
= الناظم في نهاية الألفية :
أحصى من الكافية الخلاصهْ .
( 1 )…مررت بزيد الكريم :[مررت] فعل وفاعل [بزيد] جار ومجرور متعلق بمر [الكريم] بالرفع خبر لمبتدأ محذوف وجوبا تقديره هو ، ويجوز نصبه على أنه مفعول لفعل محذوف تقديره "أعنى" أو "أمدح" ويجوز جره على أنه نعت لزيد تبعه في جره .
( 2 )…مررت بزيد المسكين : إعرابه كسابقه .
( 3 )…مررت بزيد اللئيم : إعرابه كسابقيه .
( 4 ) صبر جميل : [صبر]خبر لمبتدأ محذوف وجوباً تقديره صبري صبر [جميل] نعت لصبرتبعه في رفعه .
( 5 )…في ذمتي لأفعلن : [في ذمتي] جار ومجرور[في]حرف جر ، و[ذمتي] مجرور بفي وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها إلا كسر ماقبلها [ذمة] مضاف و[ياء] المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بمحذوف وجوباً تقديره كائن خبر ، والمبتدأ محذوف وجوبا لسد القسم مسده والتقدير "في ذمتى يمين" [لأفعلن] [اللام] لام القسم [أفعلن] فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الثقيلة ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا .
( 6 )…نعم الرجل زيد :[نعم]فعل ماض من أفعال المدح [الرجل] فاعل مرفوع [زيد] خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو زيد ، ويجوز أن تعرب جملة نعم الرجل في محل رفع خبرمقدم و[زيد] مبتدأ مؤخر .
وبئس الرجل عمرو(1).
…فكل من زيد ، وعمرو ، خبر لمبتدأ محذوف وجوباً تقديره هو(2).(1/200)
@ تَعَدُّدُ الْخَبَر @
مذهب جمهور النحاة ومعهم ابن مالك رحمه الله تعالى أنه يجوز تعدد الخبر مع كون المبتدأ واحداً لأن الخبر كالنعت ، والشئ الواحد يجوز أن ينعت بنعوت متعددة ، ولأن الخبر محكوم به على المبتدأ ولا يمتنع أن يحكم على الواحد بأحكام متعددة ، ثم تعدد الخبر على وجهين : …الأول : تعدد في اللفظ والمعنى نحو : هم سراة(3) شعراء(4) فهم مبتدأ ، وسراة خبر أول ، وشعراء خبر ثان(5).
___________________________
( 1 )…بئس الرجل عمرو : إعرابه كسابقه إلا أن [بئس] من أفعال الذم .…
( 2 )…وقد ذكر ابن مالك حذف المبتدأ وجوبا في أرجوزته الكافية حيث قال :
وَالتَزَمُوا فِي القَطْع حَذْفَ المُبتْدَا مِنْ مَصْدَرٍ مُرْتَفِع وَهُوَ بَدَل مِثَالُ ذَاكَ قَوْلُ بَعْضِ مَنْ خَلاَ وَمُلْحَقٌ فِي ذِمَّتِي لأَفْعَلَنّ وإنْ يكنْ مَخْصُوصُ نِعْم خَبَرا .
كَعُذْ بِهِ اللهُ كَذَا مَاوَرَدَا مِنْ فِعْله وَغَير نصب فِيه قَل صَبْرٌ جَمِيلٌ فَكِلاَنَا مُبْتَلَى بِذَا حَكَاهُ الفَارِسِيّ ذُو عَلَن فَهُوَ لِمَا إِظْهَارُهُ قَدْ حُظِرا .
قول الناظم "مَنْ خلا" أي من مضى وقوله "صبر جميل إلى آخره"
هذا شطر من قصيدة من الرجز لأحد المتقدمين وتمام البيت :
شكا إلي جملي طول السرى .
صبر جميل فكلانا مبتلى .
…وقوله " الفارسي : هو الحسن بن أحمد أبو علي الفارسي .
( 3 ) سراة : بفتح السين جمع سري أي الشريف
( 4 ) هم سراة شعراء : [هم] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [سراة] خبر أول مرفوع [شعراء] خبر ثان مرفوع ، ويجوز أن يعرب هم مبتدأ وسراة خبر وشعراء خبر لمبتدأ محذوف تقديره هم شعراء .
( 5 )…هذا الضرب من تعدد الخبر يجوز فيه العطف نحو: هم سراة وشعراء .
…ومن ذلك قوله تعالى { وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعّالٌ لِمَا يُرِيد(1)} فهو مبتدأ ، وما بعده أخبار متعددة ومنه قول الشاعر :(1/201)
45- مَنْ يَكُ ذَابَتٍّ فَهَذَابَتِّي .
مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتِّي .
___________________________
( 1 ) { وهو الغفور الودود ذو العرش المجيد فعال لما يريد } : [الواو] حرف عطف [هو] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [الغفور] خبر أول مرفوع [الودود] خبر ثان [ذو] خبر ثالث مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة [ذو] مضاف و[العرش] مضاف إليه مجرور [المجيد] خبر رابع مرفوع ، ويجوز أن يعرب [المجيد] نعتا للعرش تبعه في جره والقراءتان سبعيتان [فعال] خبر خامس مرفوع وهو من أمثلة المبالغة يعمل عمل فعله يرفع الفاعل وينصب المفعول ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [لما] جار ومجرور [اللام] حرف جر ، و[ما] اسم موصول في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بفعال [يريد] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول لا محل لها من الإعراب والعائد محذوف تقديره يريده ، ويجوز أن يعرب [الودود] خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو ، ومثله بقية الأخبار .
45- اللغة : [البت] الكساء الغليظ وقوله "مقيظ مصيف مشتى" أراد "يكفيني للقيظ وهو شدة الحر ويكفيني للصيف وللشتاء .(1/202)
الإعراب : [مَنْ] اسم شرط جازم تجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه [يك] فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه السكون على النون المحذوفة لأجل الشعر ، و[يك] متصرف من كان ترفع الاسم وتنصب الخبر واسمها مستتر فيها جوازا تقديره هو [ذا] خبرها منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، و[بت] مضاف إليه مجرور ، والجملة من يك واسمها وخبرها في محل رفع خبر المبتدأ مَنِ الشرطية [فهذا] [الفاء] واقعة في جواب الشرط و[الها] للتنبيه ، و[ذا] اسم إشارة في محل رفع مبتدأ [بتى] خبر مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها إلا كسر ما قبلها [بت] مضاف ، و[الياء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، وجملة المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط مَنْ [ مقيظ] خبر ثان مرفوع [مصيف] خبر ثالث مرفوع ، و[مشتي] خبر رابع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل لأنه اسم منقوص =
فهذا مبتدأ ، وما بعده أخبار متعددة(1).
…وذهب بعض النحاة إلى منع تعدد الخبر في اللفظ والمعنىكالأمثلةالسابقة وقال يتعين العطف نحو : هم سراة وشعراء ، فإن جاء من لسان العرب شئ بغيرعطف قدرله مبتدأ آخرفقول الشاعر :
46- مَنْ يَكُ ذَابَتٍّ فَهَذَابَتِّي .
مُقَيِّظٌ مُصَيِّفٌ مُشَتِّي .
…فهذا مبتدأ ، وبتى خبره ، ومقيظ خبر لمبتدأ محذوف ، ومصيف خبر لمبتدأ محذوف ، ومشتى خبر لمبتدأ محذوف ، والتقدير "هو مقيظ ، هو مصيف هو مشتى" ، والراجح جواز تعدد الخبر في اللفظ والمعنى وهو مذهب الجمهور كما مر(2).
…والوجه الثاني : تعدد الخبر في اللفظ دون المعنى نحو : الرمان حلو حامض(3) فإن معنى الخبرين راجع إلى شئ واحد إذ معناهما "مِزٌّ" أي ليس بتام الحلاوة ولا بتام الحموضة(4) وهذا الوجه أجازه المانعون للوجه الأول(5) وهو مذهب كثير من النحاة ومعهم ابن مالك(1/203)
___________________________
= الشاهد فيه : قوله "فهذا بتى مقيظ مصيف مشتى" حيث تعددت فيه الأخبار لفظاً ومعنى ويجوز أن يعرب كل من مقيظ ، وأخويه ، خبر لمبتدأ محذوف ، وأوجب ذلك من منع تعدد الأخبار لفظاً ومعنى والراجح جوازه .
( 1 )…ومن ذلك قول حميد بن ثور الهلالي يصف ذئباً :
يَنَامُ بِإِحْدَى مُقْلَتَيْهِ وَيَتَّقِي .
بِأُخْرَى الْمَنَايَا فَهْوَ يَقْظَانُ نَائِمُ .
فهو مبتدأ ويقظان خبرأول ونائم خبر ثان .
46- هذا البيت تقدم اعرابه .
( 2 )…لأن الخبر كالنعت والشئ الواحد يجوز أن ينعت بنعوت متعددة ، ولأنه لا يمتنع أن يحكم على الواحد بأحكام متعددة .
( 3 )…الرمان حلو حامض : [الرمان] مبتدأ مرفوع [حلو] خبر أول و[حامض] خبر ثان ، وكلاهما مرفوعان .
( 4 )…وهذا الضرب لايجوز فيه العطف فلا يقال: هذا حلو وحامض ، لأنهما بمعنى خبر واحد .
( 5 )…و هو تعدد الخبر في اللفظ والمعنى نحو : هم سراة شعراء .
وذهب بعضهم إلى منع تعدد الخبر في اللفظ دون المعنى وأعرب قولهم "الرمان حلو حامض" الرمان مبتدأ وحلو حامض خبر ، لأنهما بمعنى واحد أي "مِزٌّ".
…والراجح جواز تعدد الخبر كما هو مذهب أكثر النحاة(1).
يقول الناظم
وَأَخْبَرُوا بِاثْنَيْنِ أَوْ بِأَكْثَرَا .
عَنْ وَاحِدٍ كَهُمْ سَرَاةٌ(2) شُعَرَا(3) .
*******
___________________________
( 1 )…وزعم بعض النحاة أنه لا يتعدد الخبر إلا إذا كان من جنس واحد كأن يكون الخبران مثلا مفردين نحو : زيد قائم ضاحك ، أو جملتين نحو: زيد قام ضحك ، وأما إذا كان أحدهما مفردا والآخر جملة فلا يجوز ذلك فلا تقول: زيد قائم ضحك ، وهذا خلاف ما عليه جمهور النحاة فإنه يقع في كلام المعربين للقرآن الكريم وغيره تجويز ذلك كثيراً ، ومنه قوله تعالى " فإذا هي حية تسعى" جوزوا كون تسعى خبرا ثانيا ، ولا يتعين ذلك لجواز كونه حالا من المبتدأ "هي" لأن سيبويه يجيز مجئ الحال منه .(1/204)
( 2 ) سراة : بفتح السين جمع سري على غير قياس والمراد بالسري الشريف قال الجوهري - أبو نصر اسماعيل بن حماد - وهو جمع عزيز أن يجمع فعيل أصلا على فعلة ولا يعرف غيره وجمع السراة سروات .
( 3 )…هم سراة شعرا : أصله الشعراء فهو مقصور من ممدود وقد تقدم إعرابه صفحة ( 176 ) .
@ نَوَاسِخُ الابْتِدَاء @
…نواسخ الابتداء أفعال وحروف وهي من حيث العمل ثلاثة أنواع :……… …الأول : ما يرفع المبتدأ وينصب الخبروهوكان وأخوتها ، والحروف ، المشبهة بليس وأفعال المقاربة . …………………………الثاني : ماينصب المبتدأ ويرفع الخبر وهو إن وأخواتها ، ولا النافية للجنس . …الثالث : ما ينصب المبتدأ والخبر جميعا وهو ظن وأخواتها ، وإليك بيان ذلك . ………… @ كان وأخواتها @
…كان وأخواتها كلها أفعال اتفاقا إلا ليس ، فذهب جمهور النحاة إلى أنها فعل ، وذهب جماعة منهم ابن السراج(1) وأبو علي الفارسي(2) إلى أنها حرف(3) والراجح مذهب الجمهور أن "ليس" فعل لقبولها تاء التأنيث الساكنة نحو : ليست هند غاضبة(4) فليس فعل ماض والتاء للتأنيث .
…وهذه الأفعال ترفع المبتدأ تشبيها بالفاعل ويسمى اسمها ، وتنصب الخبر تشبيها بالمفعول ويسمى خبرها نحو : كان عُمَرُ سيدا(5).
___________________________
( 1 ) ترجمته صفحة ( 151 ) .
( 2 ) أبو علي الفارسي : هو الحسن بن أحمد بن عبد الغفار بن سليمان أبو علي الفارسي توفي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة هجرية .
( 3 )…قالوا : لأنها جامدة لاتتصرفأشبهت "ما" في الجمود ، ولأنها تدل على معنى يدل عليه الحرف وهو النفي ، قالوا : وبقية الأفعال ليس كذالك ، والصحيح أنها فعل لدخول تاء التأنيث عليها كالمثال الآتي ولاتصالها بضمير الرفع نحو : قوله تعالى { لست عليكم بوكيل } وقوله { ليسوا سواءً } .
( 4 )…ليست هند غاضبه : [ليس] فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر ، و[التاء] علامة التأنيث [هند] اسم ليس مرفوع بها [غاضبة] خبرها منصوب بها .(1/205)
( 5 ) كان عمر سيدا : [كان] فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر [عمر] اسمها مرفوع =
يقول الناظم
تَرْفَعُ كَانَ الْمُبْتَدَا اسْمَاً وَالْخَبَرْ .
تَنْصِبُهُ كَكَانَ سَيِّداً عُمَرْ ,
فكان فعل ماض وسيداً خبرهامقدم وعمر اسمها مؤخر وسكن لأجل الوقف .
@ أَقْسَامُ كَانَ وَأَخَوَاتُهَا مِنْ جِهَةِ عَمَلِهَا @
…كان وأخواتها من جهة عملها ثلاثة أقسام :
القسم الأول : يرفع المبتدأ وينصب الخبر بلا شرط وهو ثمانية أفعال ، كان ، ظل ، بات ، أضحى ، أصبح، أمسى ، صار ، ليس(1).
…نحو : { وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيمَا(2)} { ظَلّ وَجْهُهُ مُسْوَدّ اً(3)} .
…القسم الثاني : يرفع المبتدأ وينصب الخبر بشرط أن يسبقه نفي أو نهي(4) أو دعاء ، وهو أربعة أفعال ، زال ماضي يزال(5) وبرح ، وفتئ ، وانفك(6) سواء كان النفي لفظاً نحو :
___________________________
= بها ولم ينون لأنه ممنوع من الصرف للعلمية والعدل التقديري [سيدا] خبرها منصوب بها .
( 1 )…معنى "كان" في أصل الوضع وجد وحدث ، ومعنى ظل أقام بالنهار ، وبات أقام بالليل ، وأضحى دخل في الضحى ، وأصبح دخل في الصباح ، وأمسى دخل في المساء ، ومعنى صار التحول من صفة إلى أخرى ، ومعنى ليس نفي الحال ، فإذا قلت: ليس زيد قائماً فقد نفيت عنه القيام في الحال وعند التقييد بزمن على حسبه نحو: ليس زيد قائماً غدا .
( 2 ) { وكان الله غفورا رحيما } : [الواو] حرف عطف [كان] فعل ماض ناقص ترفع الاسم ونصب الخبر [الله] اسمها مرفوع [غفورا] خبرها [رحيما] نعت لغفورا تبعه في نصبه .
( 3 )…{ ظل وجهه مسودا } : [ظل] فعل ماض من أخوات كان ترفع الاسم وتنصب الخبر [وجه] اسمها مرفوع ، وهو مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [مسودا] خبر منصوب .
( 4 )…ويسمى شبه النفي .(1/206)
( 5 )…أما زال ماضي يزول بمعنى يتحول فإنه لايعمل عمل كان بل هو فعل قاصر غير متعد قال تعالى {إن الله يمسك السموات والأرض أن تزولا} أي تتحولا وتنتقلا وكذا زال ماضي يزيل بمعنى يتميز فإنه لايعمل عمل كان بل هو فعل متعد لواحد نحو : زال زيد ضأنه عن معزه أي ميزه عنه .
( 6 )…معنى زال ، انفصل وكذلك برح ، وفتئ ، وانفك ، ومعناها مع النفي أو النهي الاستمرار .
{ وَلاَيَزَالُونَ مُخْتَلِفين(1)} ، أو تقديراً نحو : { تَاللهِ تَفْتَؤُ تَذْكُرُ يُوسُفَ(2)} أي لا تفتأ ، ولا يحذف "النافي" معها قياسا إلا بعد القسم كالآية الكريمة(3) وقد شذ الحذف بدون القسم كقول خداش بن زهير :
47- وَأَبْرَحُ مَا أَدَامَ اللهُ قَوْمِي /
بِحَمْدِ اللهِ مُنْتَطِقاً مُجِيدا /
___________________________
( 1 )… { ولايزالون مختلفين } : [الواو] حرف عطف [لا] نافيه [يزالون] فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبات النون لأنه من الأمثلة الخمسة متصرف من زال من أخوات كان يرفع الاسم وينصب الخبرو[الواو]ضمير متصل في محل رفع اسمها [مختلفين]خبرها منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
( 2 ) { تالله تفتؤ تذكر يوسف } : [تالله] [التاء] حرف قسم وجر ، و[لفظ الجلالة] مقسم به مجرور وعلامة جره كسر الهاء تأدبا [تفتؤ] فعل مضارع حذف منه حرف النفي تقديره لا تفتأ مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره ، متصرف من فَتِئَ من أخوات كان واسمه مستتر فيه وجوبا تقديره أنت [تذكر] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت [يوسف] مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة نيابة عن الكسر ، لأنه اسم لاينصرف للعلمية والعجمة .
( 3 )…يشترط في حذف حرف النفي من زال وبرح وفتى وانفك ثلاثة شروط :
…الأول : أن يكون حرف النفي "لا" دون أخواتها من حروف النفي .(1/207)
…الثاني : أن يكون الفعل المنفي مضارعا كما في الآية الكريمة .
…الثالث : أن يكون ذلك بعد القسم كما في الآية ومنه قول امرئ القيس :
فقلت يمين الله أبْرَحُ قاعداً .
ولو قطعوا رأسي لديكِ وأوصالي .
…التقدير " لاأبرح قاعداً " .
47- اللغة : [منتطقا]ً أي ناطقاً بمآثر قومه و[مجيدا] جيد الحديث عنهم .
…الإعراب : [أبرح] فعل مضارع متصرف من برح من أخوات كان يرفع الاسم وينصب الخبر واسمه مستتر فيه وجوباً تقديره أنا [ما] مصدرية ظرفية [أدام] فعل ماض [الله] فاعل [قومي] مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها إلا كسر ما قبلها [قوم] مضاف و[الياء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [بحمد] جار ومجرور [حمد] مضاف ، و[لفظ الجلالة] مضاف إليه =
أي لا أبرح منتطقا مجيدا ، أي صاحب نطاق وجواد ما أدام الله قومي .
…ومثال النهي "لاتزل قائما ، ومنه قول الشاعر :
48- صَاحِ شَمِّرْوَلاَ تَزَلْ ذَاكِرَ الْمَوْتِ .
فَنِسْيَانُهُ ضَلاَلٌ مُبِينُ .
ومثال الدعاء "لايزال الله محسنا إليك(1)" ومنه قول ذي الرمة غيلان بن عقبة :
49-ألايَا اسْلَمِي يَادَارَمَيَّ عَلَىالْبِلَى .
وَلاَزَالَ مُنْهَلاًّ بِجَرْعَائِكِ الْقَطْرُ .
___________________________
= [منتطقا] خبر أبرح منصوب وهو اسم فاعل يعمل عمل فعله ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنا [مجيداً] خبر ثان لأبراح .
الشاهد فيه : قوله ( أبرح" حيث عملت عمل كان لأنها مسبوقة بنفي تقديرا إذ التقدير لا أبرح وهو شاذ ، لأن النافي لايحذف معها كزال وانفك إلا بعد القسم كما في الآية .
48- اللغة : [صاح] أصله "ياصاحب" منادى مرخم على غير قياس لكونه ليس علماً ، وشرط المنادى المرخم أن يكون زائدا على ثلاثة أحرف وكونه غير مركب ، و[شمر] استعد .(1/208)
…الإعراب : [صاح] منادى مرخم حذف منه حرف النداء تقديره ياصاحب مبنى على الكسر على لغة من ينتظر ، وعلى الضم على لغة من لا ينتظر [شمر] فعل أمر ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [ولا تزال] [الواو] حرف عطف [لا] ناهية [تزل] فعل مضارع مجزوم بلا الناهية متصرف من زال من أخوات كان ، واسمه مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [ذاكرَ] خبر منصوب وهو مضاف ، و[الموت] مضاف إليه مجرور [فنسيانه] [الفاء] حرف تعليل [نسيان] مبتدأ مرفوع وهو مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [ضلال] خبر مرفوع [مبين] نعت لضلال تبعه في رفعه .
الشاهد فيه : قوله ( ولاتزل ، حيث أجراها مجرى كان في رفع المبتدأ ونصب الخبر لتقدم شبه النفي وهو النهي عليها ، إذ شرط عملها كأخواتها أن لا تفارق النفي أو شبهه كمامر ) .
( 1 )…لايزال الله محسنا إليك : [لا] دعائية [يزال] فعل مضارع مرفوع متصرف من زال يعمل عمل كان [الله] اسمه مرفوع [محسنا] خبره منصوب و[محسن]اسم فاعل فاعله مستتر فيه جوازاً تقديره هو [إليك]جار ومجرور [إلى] حرف جر ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بإلى والجار والمجرور متعلق بمحسن .
49- اللغة : [أسلمي] أمر مقصود به الدعاء [مي] اسم امرأة [البلى] الاضمحلال والفناء =
…القسم الثالث : يرفع المبتدأ وينصب الخبر بشرط أن تسبقه "ما" المصدرية الظرفية وهو "دام"(1) نحو : إعط ما دمت مصيبا درهما(2) أي اعط مدة دوامك مصيبا درهما ، ومنه قوله تعالى { وَأْوَصَانِي بِالصّلاَ ةِ وَالزّكَاةِ مَادُمْتُ حَيّا(3)} أي مدة دوامي حيا .
___________________________
= [منهلا] منصبا [الجرعاء] رملة مستوية .(1/209)
الإعراب : [ألا] أداة استفتاح [يا أسلمى] [يا] حرف نداء والمنادى محذوف تقديره يا هذه [اسلمي] فعل أمر مبني على حذف النون ، و[الياء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [يادار ، مي] [يا] حرف نداء [دار] منادى مضاف منصوب وهو مضاف ، و[مي] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف للعلمية والتأنيث المعنوي [على] حرف جر بمعنى من [البلى] مجرور بعلى وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور ، والجار والمجرور متعلق باسلمي [ولازال] [الواو] حرف عطف [لا] دعائية [زال] فعل ماض من أخوات كان [منهلاًً] خبر زال مقدم منصوب [بجرعائك] جار ومجرور [الباء] حرف جر [جرعاء] مجرور بالباء ، وهو مضاف و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [القطر] اسم زال مرفوع .
الشاهدفيه :فيه قوله ( "ولازال"حيث أجراها مجرىكان في عملهالتقدم شبه النفي عليها وهو "لا" الدعائية ) .
( 1 )…دام : بمعنى بقي واستمر ، وسميت مصدرية لتقدير ما بعدها بمصدر بواسطتها ، وظرفية لنيابتها عن الظرف وهي المدة .
( 2 )…إعط ما دمت مصيبا درهما : [إعط] فعل أمر ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت متصرف من أعطى ينصب مفعولين [ما] ظرفية مصدرية [دمت] [دام] فعل ماض ناقص من أخوات كان و[التاء] ضمير متصل في محل رفع اسمها [مصيبا] خبرها منصوب ، و[مصيبا] اسم فاعل فاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [درهما] مفعول به ثان لأعط ، والمفعول الأول محذوف جوازاً تقديره اعط المحتاج درهما ، و"ما" وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل نصب على الظرفية الزمانية والتقديرة "مدة دوامك مصيباً درهما" .
( 3 ) { وأوصاني بالصلاة والزكاة مادمت حيا } : [أوصاني] [الواو] حرف عطف [أوصى] فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره التعذر لأنه فعل معتل الآخر بالألف =
يقول الناظم
كَكَانَ ظَلَّ بَاتَ أَضْحَى أَصْبَحَا .(1/210)
أَمْسَى وَصَارَ(1) لَيْسَ زَالَ بَرِحَا .
فَتِيءَ وَانْفَكَّ وَهَذِي الأَرْبَعَهْ وَمِثْلُ كَانَ دَامَ مَسْبُوقاً بِمَا .
لِشِبْهِ نَفْىٍ أَوْ لِنَفْىٍ مُتْبَعَهْ كَأَعْطِ مَادُمْتَ مُصِيباً دِرْهَماً .
قوله الناظم "لشبه نفي" المراد به النهي ، والدعاء بلا .
@ تَعْمَلُ كَانَ وَأَخَوَاتُهَا مُتَصَرِّفَةً وَغَيْرُ مُتَصَرِّفَة @
…كان وأخواتها من حيث التصرف وعدمه ثلاثة أقسام :
… قسم لايتصرف بحال وهو ليس باتفاق ، ودام على الصحيح(2)
…وقسم يتصرف تصرفا ناقصاً وهو ماكان النفي أو شبهه شرطاً فيه وهو زال ، وفتيء ، وبرح ، وانفك ، فإنه لايستعمل منها أمر ولا مصدر .
…وقسم يتصرف تصرفاً تاماً بمعنى أنه يأتي منه المصدر والأمر وهو باقي الأفعال ، وهذه الأفعال يَعْمَلُ منها غير الماضي وهو المضارع والأمر واسم الفاعل والمصدر عمل الماضي(3)
___________________________
= و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [بالصلاة]جار ومجرور [والزكاة] معطوف على الصلاة تبعه في جره [ما] مصدرية ظرفية [دمت][دام] فعل ماض ناقص من أخوات كان ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع اسمها [حيا] خبرها منصوب و"ما" وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بأوصاني والتقدير " مدة دوامي حيا " .
( 1 ) …أُلحِقَ بصارأفعال في معناها وهي "آض" بمعنى رجع ، ورجع ، وعاد ، وارتد ، وتحول ، وراح ، وغدا .
( 2 )…عند أكثر المتأخرين .
( 3 )…واختلف في اسم المفعول فمنعه قوم وأجازه آخرون ، وسأل ابن جني - أبو الفتح عثمان الموصلي - شيخه أبا على الفارسي - الحسن بن أحمد - عما نقل عن سيبويه أنه أجاز "مكون فيه" فقال : ما كل داء يعالجه الطبيب .
…فترفع الإسم وتنصب الخبر ،…مثال المضارع قوله تعالى { وَيَكُونَ الرّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً(1)} والأمر نحو : { قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً (2)}(1/211)
واسم الفاعل نحو : زيد كائن أخاك(3) ومنه قول الشاعر :
50- وَمَا كُلُّ مَنْ يُبْدِي الْبَشَاشَةَ كَائِناً .
أَخَاكَ إِذَا لَمْ تُلْفِهِ لَكَ مُنْجِدا ذ
والمصدر نحو : قول الشاعر :
___________________________
( 1 ) { ويكون الرسول عليكم شهيداً } : [ويكون] [الواو] حرف عطف [يكون] فعل مضارع معطوف على قوله تعالى { لتكونواشهداء } تبعه في نصبه وعلامة نصبه فتح آخره متصرف من كان يرفع الاسم وينصب الخبر [الرسول] اسمها مرفوع بها [عليكم] جار ومجرور [على] حرف جر و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بعلى و[الميم] علامة الجمع والجار والمجرور متعلق بشهيدا و[شهيدا] خبرها منصوب .
( 2 ) { قل كونواحجارة أوحديدا } : [قل] فعل أمر ، وفاعله مستترفيه وجوبا تقديره أنت [كونوا] فعل أمر مبني علىحذف النون متصرف من كان ترفع الاسم وتنصب الخبر ، و[الواو] ضميرمتصل في محل رفع اسمها [حجارة] خبرها منصوب [أو] حرف عطف [حديدا] معطوف علىحجارة تبعه في نصبه .
( 3 )…زيد كائن أخاك : [زيد] مبتدأ مرفوع [كائن] خبره مرفوع وهو اسم فاعل متصرف من كان ترفع الاسم وتنصب الخبر ، واسمها مستتر فيها جوازا تقديره هو [أخا] خبر ها منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسمآء الستة ، وهو مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
…50- اللغة : [يبدي] يظهر [البشاشة] طلاقة الوجه [تلفه] تجده [منجداً] معينا .(1/212)
…الإعراب : [الواو] بحسب ما قبلها [ما] نافية حجازية تعمل عمل ليس [كل] اسمها وهو مضاف و[من] اسم موصول في محل جر بالإضافة [يبدي] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل لأنه معتل الآخر بالياء وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [البشاشة] مفعول به منصوب ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول [كائنا] خبر"ما الحجازية" منصوب وهو اسم فاعل متصرف من كان الناقصة يرفع الاسم وينصب الخبر واسمه مستتر فيه جوازا تقديره هو [أخا] خبره منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة =
51- بِبَذْلٍ وَحِلْمٍ سَادَ فِي قَوْمِهِ الْفَتَى .
وَكَوْ نُكَ إِيَّاهُ عَلَيْكَ يَسِيرُ .
وأنكر بعضهم أن تكون للأفعال الناقصة مصادر والصحيح خلافه .
يقول الناظم
وَغَيْرُ مَاضٍ مِثْلَهُ قَدْ عَمِلاَ .
إِنْ كَانَ غَيْرُ المَاضِ مِنْهُ اسْتُعْمِلاَ .
أي إنِ استعمل من كان وأخواتها فعلاً مضارعاً ، أو أمرا ، أو اسم فاعل ، أو مصدرا ، فإنه يعمل عمل الفعل الماضي وقد مرت أمثلة ذلك كله .
___________________________
= عن الفتحة لأنه من الأسماء الستة ، وهو مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [إذا] ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه [لم] حرف نفي وجزم وقلب [تلف] فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو الياء متصرف من ألفي من أخوات ظن ينصب مفعولين ، وفاعله مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول [لك] جار ومجرور [اللام] حرف جر ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر باللام والجار والمجرورمتعلق بمنجدا ، و[منجدا] مفعول ثان لألفي ، والجملة في محل جزم فعل الشرط .
…الشاهدفيه : قوله ( كائنا أخاك" حيث عمل عمل كان الناقصة وهو اسم فاعل ) .
51- اللغة : [البذل] العطاء [الحلم] الصفح [ساد] اتصف بالسيادة والشرف [يسير] سهل .(1/213)
…الإعراب : [ببذل] جار ومجرور متعلق بساد [وحلم] معطوف على بذل تبعه في جره [ساد] فعل ماض [في قومه] جار ومجرور [قوم] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [الفتى] فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور [وكونك] [الواو]حرف عطف [كون] مبتدأ مرفوع وهو مصدر متصرف من كان الناقصة يرفع الاسم وينصب الخبر وهو مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر إلى اسمه [إيا] ضميرمنفصل مبني على السكون في محل نصب خبركون ، و[الهاء] حرف دال على الغيبة [عليك] جار ومجرور [على] حرف جر ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بعلى ، والجار والمجرور متعلق بيسير [ويسير] خبر المبتدأ كون .
الشاهد فيه : قوله ( وكونك إياه " حيث دل على أن كان الناقصة لها مصدر يعمل كعملها وهو الصحيح ) .
@ وُجُوْبُ تَقْدِيْمِ خَبَرِ كَانَ وَأَخَوَاتِهَا عَلَى الاسْمِ وَتَأْخِيْرِه @
…يجب تقديم خبر كان وأخواتها على الاسم بأن يكون وسطاً بين الاسم والفعل الناسخ وذلك في موضعين :
…الأول : إذا كان في الخبر ضمير يعود على الاسم نحو :كان في الدار صاحبها(1).
…فلا يجوز "كان صاحبها في الدار" لئلا يعود الضمير على متأخر لفظا ورتبة .
…الثاني : إذا كان المبتدأ محصورا بإلا نحو : ما كان صادقاً إلا زيد (2) أو بإنما نحو : إنما كان صادقا زيد (3) .
…ويجب تأخير خبر كان عن الاسم إذا ترتب على تقديمه لبس لا يمكن معه تمييز أحدهما عن الآخر نحو : كان أخي رفيقي(4) فلا يجوز تقديم رفيقي على أنه خبر لأنه لايعلم ذلك ، لأَنَّ كلا منهما يصلح أن يكون مبتدأ (5) .
___________________________
( 1 )…كان في الدار صاحبها :[كان] فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر [في الدار] جار ومجرور متعلق بمحذوف وجوباً تقديره كائن خبر كان مقدم وجوبا [صاحب]اسمها مؤخر مرفوع وهو مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .(1/214)
( 2 )…ماكان صادقاً إلا زيد : [ما] نافية [كان] فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر [صادقاً] خبر كان مقدم [إلا] أداة حصر [زيد] اسمها مؤخر .
( 3 )…إنما كان صادقا زيد : [إنما] أداة حصر [كان] فعل ماض ناقص [صادقا] خبرها مقدم [زيد] اسمها مؤخر .
( 4 ) كان أخي رفيقي : [كان] فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر [أخي] اسمها مقدم وجوباً مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها إلا كسر ماقبلها [أخ] مضاف و[الياء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [رفيقي] خبر كان منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدره على آخره منع من ظهورهااشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها إلاكسرماقبلها[رفيق]مضاف و[الياء]ضميرمتصل في محل جربالإضافة.
( 5 ) وكذلك يجب تأخير خبر كان عن اسمها إذا كان الخبر محصوراً بإلا أو إنما نحو : ما كان زيد إلا صادقاً وإنما كان زيد صادقاً .
@ جَوَازُ تَقْدِيْمِ خَبَرِ كَانَ وَأَخَوَاتِهَا عَلَى الاسْم @
…أخبار هذه الأفعال إن لم يجب تقديمها على الاسم ولا تأخيرها عنه جاز التقديم والتأخير نحو قوله تعالى : { وَكَانَ حَقًّا عَلْينَا نَصْرُ الْمُؤْمِنينَ(1)} فحقا خبر مقدم ونصر مبتدأ مؤخر .
…وقول السموأل بن عادياء الغساني :
52- سَلِي إِنْ جَهِلْتِ النَّاسَ عَنَّاوَعَنْهُمُ .
فَلَيْسَ سَوَاءً عَالِمٌ وَجَهُولُ .
فسواءً خبر ليس مقدم جوازاً وعَالِمٌ اسمها مؤخر ، ويجوز أن يقال : فليس عالم وجهول سواء .
___________________________(1/215)
( 1 ) { وكان حقاً علينا نصر المؤمنين } : [الواو] حرف عطف [كان] فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر [حقاً] خبرها مقدم [علينا] جار ومجرور [على] حرف جر ، و[نا] ضمير متصل في محل جر بعلي ، والجار والمجرور متعلق بحقاً [نصر] اسم كان مؤخر مرفوع وهو مضاف ، و[المؤمنين] مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم ، و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
52- الاعراب : [سلي] فعل أمر مبني على حذف النون ، و[الياء] ضمير متصل في محل رفع فاعل متصرف من سأل تنصب مفعولين [إن] حرف شرط جازم تجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه ، وجزاؤه [جهلت] فعل وفاعل في محل جزم فعل الشرط ، ومفعوله محذوف تقديره حالنا وحالهم [الناس] مفعول به أول لقوله سلي [عنا] جار ومجرور [عن] حرف جر و[نا] ضمير متصل في محل جر بعن ، والجار والمجرور في محل نصب مفعول ثان لسلي ، و[عنهم ][الواو] حرف عطف [عنهم] جار ومجرور [عن] حرف جر ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بعن و[الميم] علامة الجمع ، والجار والمجرور متعلق بجواب الشرط المحذوف لدلالة ما قبلها عليها والتقدير "إن جهلت حالنا وحالهم فسلي الناس عنا وعنهم [فليس][الفاء] حرف تعليل [ليس] فعل ماض ناقص [سواءً] خبرها مقدم جوازاً وهو منصوب [عالم ] اسمها مؤخر مرفوع و[جهول] معطوف على عَالِمُ تبعه في رفعه .
…الشاهد فيه : قوله ( فليس سواء عالم" حيث تقدم خبر ليس على اسمها وهو جائز عند الجمهور وخالف ابن درستويه - عبد الله بن جعفر أبو محمد الفارسي - جمهور النحاة فقال إن ليس من بين الأفعال لايجوز أن يتقدم خبرها على اسمها وبيت السموأل حجة لهم وحجة عليه .
…وخالف ابن معط(1) جمهور النحاة فقال إن خبر "دام" لا يتقدم على اسمها فلا تقول "لا أصاحبك مادام قائماً زيد"(2) والصواب خلافه قال الشاعر :
53- لاَ طِيْبَ لِلْعَيْشِ مَادَامَتْ مُنَغَّصَةً .(1/216)
لَذَّاتُهُ بِادِّكَارِ الْمَوْتِ وَالْهَرَمِ .
فمنغصة خبر دام مقدم جوازاً ولذاته اسمها مؤخر .
@ تَقْدِيْمُ الْخَبَرِ عَلَى كَانَ وَأَخَوَاتِهَا(3)@
…كان وأخواتها بالنسبة لتقديم أخبارهن عليهن ثلاثة أقسام :
…الأول : الفعل المسبوق "بما" النافية فلا يجوز تقديم خبره عليه(4)
___________________________
( 1 ) ابن معط : ترجمته صفحة ( 6 ) .
( 2 )…لا أصاحبك مادام قائماً زيد : [لا] نافية [أصاحب] فعل مضارع مرفوع ، والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب مفعول [ما] مصدرية ظرفية تسبك ما بعدها بمصدر ، و[دام] فعل ماض من أخوات كان ترفع الاسم وتنصب الخبر [قائما] خبرها مقدم منصوب [زيد] اسمها مؤخر مرفوع و"ما" وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل نصب على الظرفية الزمانية والتقدير "لا اصاحبك مدة قيام زيد .
53- اللغة : [منغصة] مكدرة [الادكار] التذركر ، و[الهرم] الكبر .
…الإعراب : [لاطيب] [لا] نافية للجنس تعمل عمل إن تنصب الاسم وترفع الخبر [طيب] اسمها مبني على الفتح في محل نصب [للعيش] جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره حاصل خبر لا، [ما] مصدرية ظرفية تسبك ما بعدها بمصدر [دامت لذاته] [دام] فعل ماض ، و[التاء] علامة التأنيث [منغصة] خبر دام مقدم منصوب [لذات] اسم دام مؤخر مرفوع و[لذات] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [بالدكار] جار ومجرور متعلق بمنغصة و[الدكار] مضاف ، و[الموت] مضاف إليه مجرور ، و[الهرم] معطوف على الموت تبعه في جره .
…الشاهد فيه : قوله ( "مادامت منغصة لذاته" حيث قدم خبر دام على اسمها وهو جائز عند الجمهور خلافاً لابن معط ، والبيت حجة عليه ) .
( 3 )…تقديم الخبر في هذا الباب شبيه بتقديم المفعول به فليحكم بتقديمه مالم يمنع مانع من التقديم .
( 4 )…يقول ابن مالك في شرح الكافية " لأن ما النافية لها صدر الكلام ولذلك لم تعامل معاملة "لا" =(1/217)
سواء كان النفي شرطاً في عمله نحو : زال ، وبرح ، وفتى ، وانفك ، نحو : مازال زيد قائماً(1) فلا يقال : قائماً مازال زيدٌ(2) أو كان النفي ليس شرطا في عمله نحو : "ماكان زيد قائما"(3) فلا يقال : قائما ما كان زيد(4).
…وأما تقديم الخبر على الفعل وحده فجائز عند الجمهور نحو : ما قائما زال زيد(5) وما قائما كان زيد(6) ومنعه بعضهم .
…فإن كان النفي بغير "ما" جاز تقديم الخبر عليه عند الجمهور(7) نحو : قائما لم يزل زيد(8)
___________________________
= فتتوسط بين جار ومجرور ، أو جازم ومجزوم ، كما تتوسط "لا" فلا يقال : جئت بما شئ ، "وإِنْ مَا تَفْعَلْ فَعَلْتُ" كما يقال : جئت بلا شئ "وإِنْ لاَ تَفْعَلْ فَعَلْتُ"
( 1 ) مازال زيد قائماً : [ما] نافية [زال] فعل ماض من أخوات كان ترفع الاسم وتنصب الخبر [زيد] اسمها مرفوع و[قائما] خبرها منصوب .
( 2 )…وأجاز ذلك ابن كيسان - أبو الحسن محمد بن أحمد - ، وابن النحاس - أبو جعفر أحمد بن محمد المرادي .
( 3 )…ما كان زيد قائما : [ما] نافية [كان] فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر [زيد] اسمها مرفوع بها [قائما] خبرها منصوب بها .
( 4 )…وأجازه الكوفيون ووافقهم ابن كيسان - أبو الحسن محمد بن أحمد .…
( 5 ) ما قائما زال زيد : [ما] نافية [قائما] خبر زال مقدم منصوب [زال] فعل ماض من أخوات كان [زيد] اسمها مرفوع .
( 6 )…ما قائما كان زيدٌ : [ما] نافية [قائماً] خبر كان مقدم عليها [كان] فعل ماض ناقص [زيد] اسمها مؤخر مرفوع .
( 7 )…ومن شواهده الصريحة قول الشاعر :
مَهْ عاذلي فهائِماً لن أبرحا .
بمثل أو أحسن من شمس الضحى .
( 8 ) قائما لم يزل زيد : [قائما] خبر مقدم ليزل [لم] حرف نفي وجزم [يزل] فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه السكون متصرف من زال من أخوات كان ترفع الاسم وتنصب الخبر [زيد] اسمها مرفوع .
ومنطلقا لم يكن عمرو(1) ومنعه بعضهم .(1/218)
…الثاني : "دام" فلايجوز تقديم خبرها عليها أبدا لأنها لا تخلو من وقوعها صلة لما ولأنها مصدرية والحرف المصدري لايعمل ما بعده فيما قبله فلا ، يقال : "لا أصاحبك قائماً مادام زيدٌ" .
…وأما تقديمه على دام وحدها فجائز كغيره من الأفعال نحو : لا أصاحبك ما قائما دام زيدٌ(2) .
…الثالث : "ليس" وفي تقديم خبرها عليها مذهبان :
…الأول : المنع فلا يقال قائماً ليس زيد(3).
…الثاني : الجواز(4) فيكون قائما خبر ليس مقدما .
___________________________
( 1 )…منطلقا لم يكن عمرو : [منطلقا] خبر كان مقدم منصوب [لم] حرف نفي وجزم [يكن] فعل مضارع مجزوم بلم متصرف من كان يرفع الاسم وينصب الخبر [عمرو] اسمه مرفوع .
( 2 )…لا أصاحبك ما قائما دام زيد : [لا] نافية [أصاحب] فعل مضارع مرفوع ، والفاعل مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [ما] مصدرية ظرفية تسبك ما بعدها بمصدر [قائما] خبر دام مقدم [دام] فعل ماض من أخوات كان [زيد] اسمها مرفوع و"ما" ومادخلت عليه في تأويل مصدر منصوب علىالظرفية الزمانية والتقدير "لا اصاحبك مدة قيام زيد" .
( 3 ) وهو مذهب الكوفيين ، والمبرد - أبو العباس محمد بن يزيد - ، والزجاج - أبو اسحاق إبراهيم بن السري - ، وابن السراج - أبو بكر محمد ابن السري - ، وأكثر المتأخرين ومعهم ابن مالك حيث قال في الكافية "والمنع أحب الي لشبه ليس بما في النفي وعدم التصرف .(1/219)
( 4 )…وبه قال أبو على الفارسى - الحسن بن أحمد ، وابن برهان - أبوقاسم عبد الواحد بن علي الاسدي العكبري - ، واختلف النقل عن سيبويه فنسب قوم إليه الجواز وقوم المنع ، ولم يرد في لسان العرب تقدم خبرها عليها ، وإنما ورد من لسانهم ما ظاهره تقدم معمول خبرها عليها كقوله تعالى { ألا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم } وبهذا استدل من أجاز تقديم خبرها عليها وتقديره أنّ "يوم يأتيهم" معمول الخبر الذي هو مصروفا وقد تقدم على "ليس" ، قال ولا يتقدم المعمول إلا حيث يتقدم العامل .
@ اسْتِعْمَالُ كَانَ وَأَخَوَاتِهَا تَامَّة @
…إعلم أن كان وأخواتها تستعمل تامة على خلاف الأصل(1) فتكفي بمرفوعها فتكون معه كلاما تاما نحو : قوله تعالى { وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ(2)} ونحو : { فَسُبْحَانَ اللهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ(3)} أي حين تدخلون في المسآء وحين تدخلون في الصباح .
…ويستثنى من ذلك زال ، وفتئ ، وليس ،فإنها ملازمة للنقص فلا تستغنىعن خبر يتم به الكلام .
___________________________
( 1 ) الأصل في هذه الأفعال أن تكون ناقصة ، والمراد بالناقص أنها لا تتكفى بمرفوعها بل ترفع الاسم وتنصب الخبر .(1/220)
( 2 )…{ وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة } : [الواو] حرف استئناف [إن] حرف شرط جازم تجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه [كان] فعل ماض تام بمعنى وجد أوحضر أو حصل مبنى على الفتح في محل جزم فعل الشرط [ذو] فاعل كان مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة ، وهو مضاف ، و[عسرة] مضاف إليه مجرور [فنظرة] [الفاء] رابطة لجواب الشرط [نظرة] خبر لمبتدأ محذوف تقديره فالأمر والواجب نظرة [إلى ميسره] جار ومجرور ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائنة إلى ميسرة في محل رفع نعت لنظرة ، وجملة المبتدأ والخبر في محل جزم جواب الشرط ، وأجاز الكوفيون كون كان في الآية ناقصة وقد رووا الخبر "وإن كان ذو عسرة غريما" .
( 3 )…{ فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون } : [الفاء] حرف عطف [سبحان] اسم مصدر منصوب بفعل محذوف وجوبا تقديره أسبحك ، وهو مضاف ، و[لفظ الجلالة] مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر الهاء تأدباً [حين] ظرف زمان منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بسبحان [تمسون] فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأمثلة الستة متصرف من أمسى التامة ، و[واو الجماعة] ضمير متصل في محل رفع فاعل [وحين تصبحون] [الواو] حرف عطف [حين] ظرف زمان منصوب على الظرفية الزمانية [تصبحون] فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبات النون لأنه من الأمثلة الخمسة متصرف من أصبح التامة ، و[الواو]ضميرمتصل في محل رفع فاعل .
( تنبيه ) إذا استعملت أضحى تامة فهي بمعنى دخل في الضحى نحو : أضحينا أي دخلنا في =
يقول الناظم
وَفِي جَمِيعِهَا تَوَسُّطَ الْخَبَرْ كَذَاكَ سَبْقُ خَبَرٍ مَا النَّافِيَهْ وَمَنْعُ سَبْقِ خَبَرٍ لَيْسَ اصْطُفِى(3) وَمَا سِوَاهُ نَاقِصٌ وَالنَّقْصُ فِي .(1/221)
أَجِزْ وَكُلٌ سَبْقَهُ دَامَ حَظَرْ فَجِئْ بِهَا مَتْلُوَّةً(1) لاَ تَالِيَهْ(2) وَذُو تَمَامٍ مَا بِرَفْعٍ يَكْتَفِى فَتِئَ لَيْسَ زَالَ دَائِماً قُفِى(4) .
قول الناظم ( وكُلٌ سَبْقَهُ دَامَ حَظَرْ) أراد به أنه يمتنع تقديم خبر "دام" عليها عند الجميع(5) وقد تقدم أن الخبر لايجوز تقديمه على دام المتصلة "بما" فلا يقال : قائما مادام زيد ، وأما تقديمه على دام وحدها فجائز نحو : ما قائما دام زيد ، وهذا التفصيل لم يذكره الناظم .
@ تَقْدِيْمُ مَعْمُوْلِ خَبَرِ كَانَ وَأَخَوَاتِهَا عَلَى الاسْم @
…معمول خبر كان وأخواتها "قسمان" :
…القسم الأول : أن يكون ليس ظرفا ولا جارا ومجرورا وهذا يشمل ثلاث حالات :
…الحالة الأولى : أن يتقدم معمول الخبر وحده على الاسم ويكون الخبر مؤخرا عن الاسم ___________________________
= الضحى ، وبات بمعنى عرس كقول عمر رضي الله عنه "أما رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد بات بمنى أي عرس بها ، وقد تكون بمعنى نزل يقال: بات القوم أي نزل بهم ليلا ً، وصار بمعنى انتقل نحو : صار الأمر إليك أي انتقل ، وقد تأتي بمعنى رجع نحو : {أ لا إلى الله تصير الأمور } أي ترجع ، وظل بمعنى دام واستمر نحو: ظل اليوم أي دام ظله ، وبرح بمعنى ذهب نحو :{ وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح } أي لا أذهب ، وانفك بمعنى انفصل نحو: فككت الخاتم فانفك أي انفصل ، ودام بمعنى بقي نحو :{ مادامت السموات والأرض } أي بقيت .
( 1 )…متلوة : متبوعة .
( 2 )…لا تالية : لا تابعة .
( 3 )…اصطفى : اختير .
( 4 )…قفى : تبع .
( 5 )…لأن ما مصدرية والحرف المصدري لا يعمل ما بعده فيما قبله .
نحو : كان طعامك زيدٌ آكلا(1) فهذه جائزة عند جمهور الكوفيين ومنعها البصريون .
ومما ورد من ذلك قول الفرزدق - أبوفراس همام بن غالب :
54- قنَاَفِذُ هَدَّا جُونَ حَوْلَ بُيُوتِهِمْ .
بِمَا كَانَ إِيَّاهُمُ عَطِيَّةُ عَوَّدَا .(1/222)
فإياهم ضمير منفصل في محل نصب مفعول أول "لِعَوّدَ" تقدم عليه ، وعطية اسم كان ___________________________
( 1 )…كان طعامك زيدٌ آكلاً : [كان] فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر [طعام] مفعول مقدم لآكل ، و[طعام] مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [زيدٌ] اسم كان مرفوع [آكلا] خبرها منصوب .
…54- اللغة : [القنافذ] جمع قنفذ حيوان معروف وكنيته أبو الشوك [هداجون] جمع هداج وهو ضعيف المشي و[عطية] أبو جرير الشاعر .
…الإعراب : [قنافذ] خبر لمبتدأ محذوف تقديره قوم جرير قنافذ [هداجون] صفة لقنافذ تبعه في رفعه وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم وهو من أمثلة المبالغة يعمل عمل فعله وفاعله مستتر فيه جوازاً تقديره "هم" [حول] منصوب على الظرفية المكانية متعلق "بهداجون" [حول] مضاف [بيوت] مضاف إليه مجرور [بيوت] مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة و[الميم] علامة الجمع [بما] [الباء] حرف جر [ما] اسم موصول بمعنى الذي في محل جر بالباء [كان] فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر [إيا] ضمير منفصل في محل نصب مفعول به أول لقوله عود مقدم عليه و[الهاء] حرف دال على الغيبة و[الميم] علامة الجمع والمفعول الثاني محذوف تقديره "به" [عطية] اسم لكان [عودا] فعل ماض وفاعله مستتر فيه جوازاً تقديره هو و[الألف] للإطلاق وجملة الفعل والفاعل في محل نصب خبر كان وجملة كان صلة الموصول لامحل لها من الإعراب والعائد محذوف وهو الضمير في به المحذوفة كما مر .(1/223)
…الشاهد فيه : قوله ( كان إياهم عطية عودا ، حيث ولي كان معمول خبرها وهو ليس بظرف ولاجار ومجرور على رأي الكوفيين ، وأجاب البصريون المانعون لذلك بأن في كان ضمير الشأن محذوفاً وهو اسمها والتقدير "بما كان هو" أي الشأن وإياهم مفعول لقوله "عودا" مقدم عليه وعطية مبتدأ وجملة عودا في محل رفع خبره والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب خبر كان ، وعلى هذا فلم يتقدم معمول خبر كان على اسمها ، ولاتحتاج هذه الجملة إلى رابط لأن الاسم ضمير الشأن فهي عينه ) .
وجملة عود خبرها ، فظاهره أنه مثل "كان طعامك زيد آكلاً " حيث ولي كان معمول خبرها وهو ليس بظرف ولا جار ومجرور ، وهو جائز عند الكوفيين ، وأجاب البصريون المانعون لذلك بأن في كان ضميراً مستترا هو ضمير الشأن وهو اسم كان وعطية مبتدأ خبره جملة عود ، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب خبر كان ، وعلى هذا فلم يتقدم معمول خبر كان على إسمها .
…الحالة الثانية : أنْ يتقدم الخبر والمعمول على الاسم ويكون المعمول مؤخرا عن الخبر نحو :كان آكلا طعامك زيدٌ(1) فهذه جائزة عند الجميع .
…الحالة الثالثة : أن يتقدم المعمول والخبر على الاسم ويتقدم المعمول على الخبر نحو : كان طعامك آكلا زيد(2) فهذه جائزة عند الكوفيين وبعض البصريين(3) وممتنعة عند جمهور البصريين وسيبويه .
…ومما ورد من ذلك قول حميد بن ثور الأرقط وكان بخيلا :
55- فَأَصْبَحُوا وَالنَّوَى عَالِي مُعَرَّسِهِمْ .
وَلَيْسَ كُلَّ النَّوَى تُلْقِي الْمَسَاكِينُ .
___________________________
( 1 )…كان آكلا طعامك زيدٌ : [كان] فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر [آكلا] خبرها مقدم وهو اسم فاعل يعمل عمل فعله يرفع الفاعل وينصب المفعول ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [طعام] مفعول به لآكل ، و[طعام] مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [زيدٌ] اسم كان مرفوع .…(1/224)
( 2 )…كان طعامك آكلا زيدٌ : [كان] فعل ماض ناقص [طعام] مفعول مقدم لآكل وهو مضاف و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [آكلاً] خبر كان مقدم [زيد] اسم كان مؤخرمرفوع .
( 3 )…منهم ابن السراج - أبو بكر محمد بن السري - ، وأبو علي الفارسي - الحسن بن أحمد - وابن عصفور - أبو الحسن علي بن مؤمن الحضرمي الإشبيلي .
…55- اللغة : [النوى] جمع نواة التمر [المعرس] موضع نزول المسافر ليستريح .
…الإعراب : [فأصبحوا] [الفاء] بحسب ما قبلها [أصبحوا] أي دخلوا في الصباح فعل وفاعل [أصبح] فعل ماض تام مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره إشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الواو لايناسبها إلا ضم ماقبلها و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل [والنوى] [الواو] حالية [النوى] مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على الألف للتعذر [عالي] خبر المبتدأ =
…فكل مفعول مقدم لتلقى ، وتلقى وفاعله المستتر في محل نصب خبر ليس ، والمساكين اسمها ، فظاهره أنه مثل كان طعامك آكلا زيد وهو جائز عند الكوفيين .………وأجاب البصريون المانعون لذلك بأن في ليس ضميراً مستتراً هو ضمير الشأن وهو اسم ليس و"كل" معمول لتلقى ، وتلقى المساكين فعل وفاعل ، والجملة في محل نصب خبر"ليس" وعلى هذا فلم يتقدم معمول خبر ليس على اسمها . …
…القسم الثاني : أن يكون المعمول ظرفاً ، أو جاراً ومجروراً فيجوز تقديمه على اسم كان وأخواتها في جميع الحالات عند جميع النحاة نحو :كان فيك زيد راغبا(1)وكان فيك راغبا زيد(2)…
___________________________(1/225)
=…مرفوع بضمة مقدرة على الياء للثقل [عالي] مضاف [معرسهم] مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل لمفعوله [معرس] مضاف و[الهاء] مضاف إليه و[الميم] علامة الجمع [وليس] [الواو] حالية [ليس] فعل ماض ناقص [كل] مفعول مقدم لتلقي الآتي [كل] مضاف ، و[النوى] مضاف إليه مجرور بكسرة مقدرة على الألف للتعذر [تلقي] فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو وجملة الفعل والفاعل في محل نصب خبر ليس مقدم [المساكين] اسمها مؤخر .
…الشاهد فيه : قوله ( وليس كل النوى تلقي المساكين ، حيث ولي العامل معمول الخبر الذي ليس بظرف ولاجار ومجرور على رأي الكوفيين وبعض البصريين وهم ابن السراج - محمد ابن السري ، وأبو علي الفارسي - الحسن ابن أحمد ، وابن عصفور - أبو الحسن علي بن مؤمن - فإنهم يوجوزون كان طعامك يأكل زيد وهو مؤول عند جمهور البصريين بأن اسم ليس ضمير الشأن وكل النوى مفعول لتلقي وتلقي المساكين فعل مضارع وفاعله والجملة في محل نصب خبر ليس ، وعلى هذا فلم يتقدم معمول خبر ليس على اسمها ، ولاتحتاج هذه الجملة إلى رابط لأن الاسم ضمير الشأن فهي عينه كما مر ) .
( 1 )…كان فيك زيد راغبا : [كان] فعل ماض ناقص [فيك] جار ومجرور [في] حرف جر ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بفي ، والجار والمجرور متعلق براغبا الآتي [زيد] اسم كان مرفوع [راغبا] خبرها منصوب .
( 2 )…كان فيك راغبا زيد : [كان] فعل ماض ناقص [فيك] جار ومجرور متعلق براغبا الآتي [راغبا] خبر كان مقدم [زيد] اسم كان مؤخر .
وكان راغبا فيك زيدٌ(1) ومثل الجار ، والمجرور الظرف(2). ……………… يقول الناظم
وَلاَ يَلِى الْعَامِلَ مَعْمُولُ الْخَبَرْ وَمُضْمَرَ الشًّانِ اسْمَاً انْوِ إِنْ وَقَعْ .
إِلاَّ إِذَا ظَرْفاً أَتَى أَوْ حَرْفَ جَرْ مُوهِمُ(3) مَا اسْتَبَانَ(4) أَنَّهُ امْتَنَعْ .(1/226)
قول الناظم ( ومضمر الشان اسماً انو ) إلى آخره يعني أنه إذا ورد عن العرب ماظاهره أنه ولي كان وأخواتها معمول خبرها فَأَوِّلْهُ على أن في كان ضميرا مستترا هو ضمير الشان وقد تقدم ذلك .
@ مَا تَخْتَصُّ بِهِ كَانَ مِنْ بَيْنِ أَخَوَاتِهَا @
…تختص كان من بين أخواتها بأمور :
…أحدها : أنه يجوز زيادتها لفظاً ومعنى فيكون وجودها كعدمها ولا يسند إليها فاعل بشرط أن تكون بلفظ الماضي(5) وأن تكون في حشو الكلام نحو : "ماكان أصح علم من تقدما"(6)
___________________________
( 1 )…كان راغبا فيك زيد : [كان] فعل ماض ناقص [راغبا] خبر كان مقدم [فيك] جار ومجرور متعلق براغباً [زيد] اسم كان مرفوع .
( 2 )…نحو : كان عندك زيد مقيما ، وكان عندك مقيما زيد ، وكان مقيما عندك زيد .
( 3 )…الوهم : إدراك الطرف المرجوح وعكسه الظن .
( 4 )…استبان : ظهر .
( 5 )…وقد شذ زيادتها بلفظ المضارع في قول فاطمة بنت أَسد أُم عقيل ابن أبي طالب :
أَنْتَ تَكُونُ مَاجِدٌ نَبِيلُ .
إِذَا تَهُبُّ شَمَأَ لٌ بَلِيلُ .
التقدير "أنت ماجد" وتكون زائدة و[الشمأل] ريح تأتي من ناحية القطب سميت بذلك لهبوبها من ناحية الشمال و[بليل] أي مبلولة رطبة .
( 6 ) …ما كان أصح علم من تقدما : [ما] تعجبية في محل رفع مبتدأ [كان] زائدة [أصح] فعل تعجب ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو [عِلْمَ] مفعول به منصوب ، وجملة الفعل والفاعل =
وزيادتها بين"ما"وفعل تعجب ينقاس عليه كالمثال السابق ولاتزاد في غيره إلا سماعاً(1).
…الثاني : مما تختص به كان جواز حذفها مع اسمها ويبقى خبرها وذلك كثير بعد إن ولو الشرطيتين فمثال حذفها بعد إن قول النعمان بن المنذر ملك الحيرة :
56-قَدْ قِيلَ مَا قِيلَ إِنْ صِدْقاً وَإِنْ كَذِباً
فَمَا اعْتِذَارُكَ مِنْ قَوْلٍ إِذَا قِيلا .
التقدير "إن كان المقول صدقاً وإن كان المقول كذبا".
___________________________(1/227)
= في محل رفع خبر المبتدأ [علم] مضاف ، و[من] اسم موصول في محل جر بالإضافة [تقدما]فعل ماض و[الألف] للاطلاق ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول .
( 1 )…وقد ذكر ابن عصفور - أبو الحسن علي بن مؤمن الحضرمي الإشبيلي- أنها تزاد بين الشيئين المتلازمين كالمبتدأ والخبر ، والفعل ومرفوعه ، والصلة والموصول ، والصفة والموصوف ، وقد تقدمت أمثلة ذلك ، والذي صرح به ابن هشام - أبو محمد عبد الله بن يوسف - في أوضح المسالك ، وأبو الحسن علي بن محمد الأشموني في منهج السالك - وغيرهما جواز زيادتها فيما عدا الجار والمجرور ، فَمِنْ زيادتها بين الفعل ومرفوعه قولهم "ولدت فاطمة بنت الخُرْشُبِّ الأنمارية الكملة من بني عبس لم يوجد كان أفضل منهم" ومِنْ زيادتها بين الصفة والموصوف قول الفرزدق - أبوفراس همام بن غالب :
…فَكَيْفَ إِذَا مَرَرْتُ بِدَارِ قَوْمٍ……وَجِيرَانٍ لَنَا كَانُوا كِرَامِ
فكرام نعت لجيران و"كانوا" زائدة ، وقد شذ زيادتها بين حرف الجر ومجروره كقول الشاعر :
سَرَاةُ بَنِى أَبِي بَكْرٍ تَسَامَى .
عَلَى كَانَ الْمُسَوِّ مَةِ الْعِرَاب .
التقدير "على المسومة" وكان زائدة و[السراة] بفتح السين جمع سري وهو الشريف و[تسامى] أصله تتسامى حذفت منه إحدى التائين تخفيفا أي تتعالى و[المسومة] الخيل المعلمة و[العراب] خلاف البراذين والبرذون من الخيل ماكان من غير نتاج العراب .
56 - الإعراب : [قد] حرف تحقيق [قيل] فعل ماض مبنى للمجهول [ما] اسم موصول في محل رفع نائب فاعل [قيل] فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على [ما] والجملة صلة الموصول [إن] حرف شرط جازم [صدقا] خبر لكان المحذوفة مع اسمها والتقدير "إن كان المقول صدقا" [وإن كذبا] مثل قوله "إن صدقا" ، =(1/228)
…ومثال حذفها بعد "لو" قوله صلى الله عليه وسلم مِنْ حديث ("التمس ولو خاتما من حديد"(1)) التقدير ولو كان التماسك خاتماً من حديد(2).…
…الثالث : جواز حذفها وحدها بعد أنِ المصدرية ويعوض عنها "ما" ويبقى اسمها وخبرها نحو : قول العباس بن مرداس السلمي :
57- أَبَا خُرَاشَةَ أَمَّا أَنْتَ ذَا نَفَرِ .
فَإِنَّ قَوْمِيِ لَمْ تَأْكُلْهُمُ الضَّبُعُ .
___________________________
= و[كان المحذوفة] في الموضعين فعل الشرط ، وجواب الشرط محذوف في الموضعين لدلالة سابق الكلام عليه [فما] الفاء حرف عطف [ما] اسم استفهام في محل رفع مبتدأ [اعتذار] خبر المبتدأ [إعتذار] مضاف ، و[الكاف] ضميرمتصل في محل جر بالإضافة [من قول] جار ومجرور متعلق باعتذار [إذا] ظرف تضمن معنى الشرط [قيلا] فعل ماض مبنى للمجهول ، و[الألف] للاطلاق ، ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى "قول" ، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها وجواب "إذا" محذوف يدل عليه سابق الكلام وتقديره "إذا قيل قول فما اعتذارك منه" .
…الشاهد فيه : قوله "إن صدقا، وإن كذبا" حيث حذف "كان" مع اسمها وأبقى خبرها بعد "إن" الشرطية وذلك كثير شائع مستساغ .
( 1 )…إلتمس ولو خاتماً من حديد : [التمس] فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت [الواو] حرف عطف [لو] حرف امتناع لامتناع [خاتما] خبر كان المحذوفة مع اسمها منصوب [من حديد] جار ومجرور متعلق بمحذوف وجوبا في محل نصب نعت لخاتما .
( 2 )…وشذ حذف "كان" بعد "لدن" كقولهم :
مِنْ لَدُ شَوْلاً فَإِ لَى إِتْلاَ ئهَا
…التقدير "من لد أن كانت شولا" و[لد] إحدى لغات "لدن" ظرف مكان بمعنى عند ، و[شولا] اسم جمع لشائلة والشائلة الناقة التي جف لبنها وارتفع ضرعها وأتى على نتاجها سبعة أشهر أو ثمانية ، و[الإتلاء] مصدر أتلت الناقة إذا تبعها ولدها" .(1/229)
57- الإعراب : [أبا] منادى مضاف حذف منه حرف النداء منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسمآء الستة ، وهو مضاف ، و[خراشة] مضاف إليه مجرور وعلامةجره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لا ينصرف والمانع له من الصرف العلمية والتأنيث اللفظي [أما] مركبة من "أن" و "ما" [فأنْ] حرف مصدري ونصب و[ما] زائدة عوضا عن كان =
فأنْ مصدرية و"ما" زائدة عوضاً عن كان(1) "أمَّا أنت ذا نفر" أصله "أن كنت ذا نفر" فحذفت كان فانفصل الضمير المتصل بها وهو "التاء" فصار "أن أنت ذا نفر" ثم أتى بما عوضاً عن كان فصار "أن ما أنت ذا نفر" ثم أدغمت النون في الميم فصار " أمَّا أنت ذا نفر(2)".…
الرابع : جواز حذف مضارعها المجزوم تخفيفاً لكثرة استعمال هذه الكلمة(3) بشرط أن لا يليها ساكن(4) ولا ضمير نصب متصل بها(5) فالمستوفية للشروط نحو ................
___________________________
= المحذوفة [أنت] ضمير منفصل في محل رفع اسم كان [ذا] خبرها منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسمآء الستة ، وهو مضاف ، و[نفر] مضاف إليه مجرور [فإن قومي] [الفاء] تعليلية [إن]حرف توكيد ونصب [قومي] اسم إن منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها إلا كسر ما قبلها [قوم] مضاف ، و[الياء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [لم تأكلهم الضبع] [لم] حرف نفي وجزم وقلب [تأكل] فعل مضارع مجزوم بلم و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به و[الميم] علامة الجمع [الضبع] فاعل مرفوع .
…الشاهد فيه : قوله ( أما أنت ذا نفر" حيث حذف "كان التي ترفع الاسم وتنصب الخبر وعوض عنها "ما" الزائدة وأدغمها في نون أن المصدرية وأبقى اسم كان وهو الضمير البارز المنفصل وخبرها وهو قوله ذا نفر ) .(1/230)
( 1 ) ولايجوز الجمع بين كان ، وما ، لكون "ما" عوضا عنها لأنه لا يجوز الجمع بين العوض والمعوض وأجاز ذلك المبرد - أبو العباس محمد بن يزيد - فيقول : "أما كنت منطلقا انطلقت" .
( 2 ) ولم يسمع من لسان العرب حذف كان وتعويض ما عنها وإبقاء اسمها وخبرها إلا إذا كان اسمها ضمير مخاطب كالمثال ، ولم يسمع مع ضمير المتكلم نحو : إما أنا منطلقا انطلقت"والأصل"أن كنت منطلقا"ولامع الظاهر نحو : أما زيد ذاهبا انطلقتُ"وقد مثل سيبويه في كتابه"أما زيد ذاهبا"
( 3 ) …إذا جزم الفعل المضارع مِنْ كان قيل "لم يكن" والأصل "يكونُ" فحذفت ضمة النون للجازم فالتقى ساكنان الواو ، والنون ، فَحُذِفَ الواو لالتقاء الساكنين فصار اللفظ "لم يكن" فحذفوا النون للتخفيف فالحذفان الأولان واجبان والثالث جائز .
( 4 )…فإن وليها ساكن لم تحذف النون من مضارع كان نحو "لم يكن الذين كفروا" وأجاز ذلك يونس بن حبيب وقد قرئ شاذا "لم يك الذين كفروا" .
( 5 )…فإن وليها ضمير نصب لم تحذف النون من مضارع كان نحو: قوله صلى الله عليه وسلم لعمر =
{ وَلَمْ أَكُ بَغِيّا(1)} ولا فرق في ذلك بين كان الناقصة كالمثال السابق وبين كان التامة نحو : { وَإِنْ تَكُ حَسَنةٌ يُضَاعِفْهَا(2)} بحذف النون ورفع حسنة ، وهذه هي التامة .
يقول الناظم
وَقَدْ تُزَادُ كَانَ فِي حَشْوٍ كَمَا وَيَحْذِفُونَهَا وَ يُبْقُونَ الْخَبَرْ وَبَعْدَ أَنْ تَعْويضُ مَا عَنْهَا ارْتُكِبْ وَمِنْ مُضَارِعٍ لِكَانَ مُنْجَزِمْ .
كَانَ أَصَحَّ عِلْمَ مَنْ تَقَدَّ مَا(3) وَبَعْدَ إِنْ وَلَوْ كَثِيرَاً ذَا اشْتَهَرْ كَمِثْلِ أَمَّا أَنْتَ بَرًّا فَاقْتَرِبْ(4) . تُحْذَفُ نُونٌ وَهْوَ حَذْفٌ مَا الْتُزِمْ .
*******
___________________________
= رضي الله عنه في ابن صياد" إن يكنه فلن تسلط عليه " .(1/231)
( 1 ) { ولم أك بغيا } : [الواو] حرف عطف ، [لم] حرف نفي ، وجزم ، وقلب ، [أك] فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه سكون النون المحذوفة تخفيفا ، و[أك] متصرف من كان الناقصة ترفع الاسم وتنصب الخبر واسمها مستتر فيها وجوبا تقديره أنا [بغيا] خبرها منصوب .
( 2 ) { وإن تك حسنة يضاعفها } : [الواو] حرف عطف [إن] حرف شرط جازم تجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه [تك] فعل الشرط مجزوم وعلامة جزمه سكون النون المحذوفة تخفيفاً ، وهو متصرف من كان التامة [حسنة] بالرفع فاعل أي وإنْ تَحْصُل ، أوْ تَثْبُتْ حسنة [يضاعف] فعل مضارع جواب الشرط مجزوم وعلامة جزمه سكون آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، و[الهاء]ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب مفعول به ، وفي قراءة عاصم حسنةً بالنصب فحينئذ "تك" متصرف من كان الناقصة ترفع الإسم وتنصب الخبر واسمها مستتر فيها جوازاً تقديره هي [حسنة] خبرها منصوب وعلامة نصبه فتح آخره والتقدير "وإن تكن الذرة حسنة يضاعفها" .
( 3 ) ما كان أصح علم من تقدما : تقدم إعرابه صفحة ( 198 ) .
( 4 )…أما أنت برا فاقترب : [أما] هي أن المصدرية المدغمة في ما الزائدة المعوض بها عن كان المحذوفة [أنت] ضمير منفصل في محل رفع اسم كان المحذوفة [برا] خبرها منصوب [فاقترب] [الفاء] زائدةٌ دخلت تشبيهاً بفاء الجواب - لأن الأول سببٌ والثاني مسببٌ - [اقترب] فعل أمر وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت .
@ فَصْلٌ فِي مَا ، وَلا، وَلاتَ ، وإنِ ، الْمُشَبَّهَات بِلَيْس @
…الحروف المشبهة بليس أربعة :
…هي ما، ولا، ولات، وإنْ بكسر الهمزة وسكون النون ، وهي تشبه ليس في النفي ، والجمود ، والدخول على الجمل الأسمية ، وكلها تعمل عمل ليس فترفع الاسم وتنصب الخبر وكل حرف منها لايعمل إلا إذا توفرت فيه شروط عمله وإليك بيانها ونبدأ بالحرف الأول .(1/232)
@ مَا @ …لغة بني تميم أن "ما" النافية مهملة لا تعمل شيئا فتقول "ما زيد قائم"(1) فزيد مرفوع بالابتداء وقائم خبره ، ولا عمل لما في شيء منها لأن "ما" حرف لا يختص لدخوله على الاسم كالمثال السابق ، وعلى الفعل نحو : مايقوم زيد ، وما لايختص فالأصل ألا يعمل(2).
…ولغة أهل الحجاز ، وتهامة ، ونجد ، إعمالها عمل ليس لشبهها بليس من ثلاثة وجوه كما تقدم فيرفعون بها الاسم ، وينصبون بها الخبر نحو : مازيد قائماً(3) فزيد اسمها مرفوع بها وقائما خبرها منصوب بها وبلغتهم جاء التنزيل قال تعالى { مَاهَذَا بَشَراً(4)} وقال تعالى { مَاهُنّ أُمّهَاتِهِمْ(5)} ولما كان عملها على خلاف الأصل اشترطوا في عملها ستة شروط :
___________________________
( 1 )…ما زيد قائم : [ما] نافية تميمة لا عمل لها [زيد] مبتدأ مرفوع و[قائم] خبره مرفوع .
( 2 )…قال بعضهم ولله دره :
ومهفهف الأطراف قلت له انتسبْ .
فأجاب ما قتلُ المحب حرامُ .
…فرفع "حرام" يعنى برفعه أنه تميمي لا حجازي ، ولو كان حجازياً لقال "حراما" بالنصب .
( 3 ) ما زيد قائما : [ما] نافية حجازية تعمل عمل ليس ترفع الاسم وتنصب الخبر [زيد] اسمها مرفوع بها [قائماً] خبرها منصوب بها .
( 4 ) { ماهذا بشرا } : [ما] نافية حجازية تعمل عمل ليس و[الهاء] للتنبيه [ذا] اسم إشارة في محل رفع اسمها [بشرا] خبرها منصوب بها .
( 5 ) { ماهن أمهاتهم } : [ما] نافية حجازية تنصب الاسم وترفع الخبر [هن]ضمير منفصل في محل رفع اسمها [أمهات] خبرها منصوب بها وعلامة نصبه الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه =
الشرط الأول : ألا يزاد بعدها "إِنْ" الزائدة المكسورة الهمزة فإن زيدت بطل عملها(1) نحو : "ما إن زيدٌ قائم"(2).
الشرط الثاني: ألا ينتقض النفي بإلا نحو : ما زيد إلا قائم(3) ، فلا يجوز نصب قائم(4) ومنه قوله تعالى { وَمَا أَنَا إِلاّ نَذِير(5)} .(1/233)
الشرط الثالث : ألا يتقدم خبرها على اسمها ولو ظرفا أو جاراً ومجروراً(6) فإن تقدم الخبر وجب رفعه على أنه خبر مقدم وزيد مبتدأ مؤخر ولا عمل لما فيهما(7) نحو : ما قائم زيد(8).
___________________________
= جمع مؤنث سالم [أمهات] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، و[الميم]علامة الجمع .
( 1 )…وأجازه بعضهم .
( 2 )…ما إن زيد قائم : [ما] نافية حجازية بطل عملها[إن]زائدة كافة [زيد]مبتدأ مرفوع [قائم] خبره .
( 3 ) مازيدٌ إلا قائم : [ما] نافية حجازية بطل عملها [زيد] مبتدأ مرفوع [إلا] أداة استثناء ملغاة لاعمل لها [قائم] خبر مرفوع بالمبتدأ .
( 4 )…وأجازه قوم .
( 5 ) { وما أنا إلا نذير } :[الواو] حرف عطف ، و[ما] نافيه حجازية بطل عملها [أنا] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [إلا] أداة استثناء ملغاة لاعمل لها [نذير] خبر المبتدأ مرفوع .
( 6 ) إعلم أن الخبر إذا كان ظرفا أو جارا ومجرور فقدمته فقلت: ما في الدار زيد ، وما عندك عمرو ، فاختلف الناس في "ما" حينئذ هل هي عاملة أم ، لا فمن جعلها عاملة وهم "ابن عصفور - أبو الحسن علي بن مؤمن الحضرمي الإشبيلي ، و التفتازاني - مسعود بن عمر سعد الدين ، و الفاكهي - عبد الله بن أحمد - وتبعهم جمع من المحققين" قال إن الظرف والجار والمجرور في موضع نصب بها ومن لم يجعلها عاملة قال إنهما في موضع رفع على أنهما خَبَرَانِ للمبتدأ الذي بعدهما ، وهذا هو الراجح من المذهبين وعليه جمهور النحاة .
( 7 ) وأجاز العمل فيهما يونس بن حبيب الضبي ، والفراء - أبو زكريا يحى بن زياد - ومن معهم والجمهور خلافه .
( 8 )…ما قائم زيد : [ما] نافية حجازية بطل عملها [قائم] خبر مقدم مرفوع [زيد] مبتدأ مؤخر مرفوع .(1/234)
…الشرط الرابع : أن لايتقدم معمول الخبر على الاسم إلا إذا كان ظرفا أو جارا ومجروراً فإن تقدم المعمول بطل عملها نحو : "ما طعامك زيد آكل" فطعام مفعول به مقدم لآكل وزيد مبتدأ وآكل خبره ، ولايجوز نصب آكل على أنه خبر "ما"(1)
…فإن كان المعمول ظرفاً أو جاراً ومجروراً لم يبطل عملها .
…فمثال الظرف نحو : ماعندك زيد مقيما(2) ومثال الجار والمجرور "ما بي أنت معنيا(3) لأن الظرف والجار والمجرور يتوسع فيهما مالا يتوسع في غيرهما .
…الشرط الخامس : ألا تتكرر "ما" فإن تكررت بطل عملها لأن نفي النفي إثبات نحو : ما مازيد قائم(4) فالأولى نافية والثانية نفت النفي فبقي إثباتا و"ما" النافية لا تعمل في الإثبات(5).
…الشرط السادس : أن لايبدل من خبرها موجب فإن أُبدل بطل عملها نحو : مازيد بشئ إلا شئٌ لايعبأ به(6) فزيد مبتدأ وبشئ في موضع رفع خبره ولايجوز أن يكون في موضع نصب
___________________________
( 1 )…من أجاز بقاء العمل مع تقدم الخبر يجيز بقاء العمل مع تقدم المعمول بطريق الأولى .
( 2 )…ماعندك زيد مقيما : [ما] نافية حجازية تعمل عمل ليس [عند] ظرف مكان منصوب على الظرفية وهو مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والظرف وما أضيف إليه متعلق بمقيما الآتي [زيد] اسم "ما" مرفوع بها [مقيما] خبرها .
( 3 )…ما بي أنت معنيا : [ما] نافية حجازية تعمل عمل ليس [بي] جار ومجرور متعلق بمعنيا الآتي [أنت] ضمير منفصل في محل رفع اسم ما [معنيا] خبرها .
( 4 )…ما مازيد قائم : [ما] نافية بطل عملها [ما] الثانية كافة [زيد] مبتدأ مرفوع [قائم] خبره .
( 5 )…وأجازه قوم .(1/235)
( 6 )…ما زيد بشئ الا شئٌ لايعبأ به : [ما] نافية حجازية بطل عملها [زيد] مبتدأ مرفوع [بشئ] [الباء] حرف جر زائد [شئ] خبر المبتدأ مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد [إلا] أداة استثناء ملغاة لا عمل لها [شئ] بدل من شئ الأول بدل كل من كل تبعه في رفعه على المحل وعلامة رفعه ضم آخره [لا] نافية [يعبأ] فعل مضارع مغير الصيغة مرفوع و[به] جار ومجرور متعلق بمحذوف في محل رفع نائب فاعل .
خبرا عن "ما"(1).
ثم اعلم أنه إذا وقع بعد خبر "ما" عاطف فلا يخلو: إما أن يكون مقتضيا للإيجاب أو لا فإن كان مقتضيا للإيجاب تعين رفع الاسم الواقع بعده وذلك نحو : بل ، ولكن ، فتقول : مازيد قائما لكن قاعد(2)ونحو : مازيد قائما بل قاعد(3)فقاعد خبر لمبتدإٍ محذوف والتقدير لكن هو قاعد ، وبل هو قاعد ، ولايجوز نصب "قاعد"عطفا على خبر"ما" لأن "ما" لاتعمل في الموجب .
…وإن كان الحرف العاطف غير مقتض للإيجاب كالواو ، ونحوهما جاز النصب والرفع والنصب أولى نحو : مازيد قائماً ولا قاعداً فقاعدا بالنصب عطفا على قائما ، ويجوز الرفع فتقول : ولا قاعد ، وهو خبر مبتدأ محذوف والتقدير ولا هو قاعد .
…ومن الجدير بالذكر أن الباء تزاد كثيراً بعد "ما" وليس نحو : قوله تعالى { وَمَا رَبُكَ بِغَافِلٍ عَمّا تَعْمَلُون(4)}
___________________________(1/236)
( 1 )…وأجازه قوم ، قال : ابن عقيل - عبد الله بن عبدالرحمن بهاء الدين القرشي - في شرح الألفية "وكلام سيبويه رحمه الله في هذه المسألة محتمل للقولين المذكورين أعني القول بإشتراط ألا يبدل من خبرها موجب ، والقول بعدم اشتراط ذلك فإنه قال: بعد ذكر المثال المذكور وهو "مازيد بشئ إلى آخره" استوت اللغتان يعني لغة الحجاز ولغة تميم واختلف شُرَّاح الْكِتَاب - أي كتاب سيبويه - فيما يرجع إليه قوله " استوت اللغتان" فقال قوم هو راجع إلى الاسم الواقع قبل "إلا" والمراد أنه لا عمل لـ"ما" فيه فاستوت اللغتان في أنه مرفوع وهؤلاء هم الذين اشترطوا في إعمال "ما" ألا يبدل من خبرها موجب ، وقال قوم هو راجع إلى الاسم الواقع بعد "إلا" والمراد أنه يكون مرفوعاً سواءً جعلت "ما" حجازية أو تميمة ، وهؤلاء هم الذين لم يشترطوا في إعمال "ما" ألا يبدل من خبرها موجب .
( 2 )…مازيد قائماً لكن قاعد : [ما] نافية حجازية تعمل عمل ليس ترفع الاسم وتنصب الخبر [زيد] اسمها مرفوع بها [قائماً] خبرها منصوب بها [لكن] حرف استدراك وعطف [قاعد] خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو قاعد .
( 3 )…ما زيد قائما بل قاعد : إعرابه كسابقه إلا أن [بل] حرف عطف وإضراب .
( 4 )…{ وما ربك بغافل عما تعملون } : [الواو] استئنافية [ما] نافية حجازية تعمل عمل ليس ترفع الاسم وتنصب الخبر [رب] اسمها مرفوع وهو مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل =
{ وَمَا رَبُكَ بِظَلاّ مٍ لِلْعَبِيدِ(1)} { أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ(2)} .
ولا تختص زيادة الباء بعد "ما" بكونها حجازية بل تزاد بعد ها وبعد التميمية خلافاً لقوم(3).
___________________________(1/237)
= جر بالإضافة [بغافل] [الباء] حرف جر زائد [غافل] خبر ما منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد [عما] [عن] المدغمة في "ما" حرف جر و[ما] اسم موصول في محل جر بعن [تعملون] فعل مضارع مرفوع بثبات النون ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول لامحل لها من الاعراب والعائد محذوف والتقدير تعملونه .
( 1 )…{ وما ربك بظلام للعبيد } : [الواو] إستئنافية [ما] نافية حجازية تعمل عمل ليس [رب] اسمها مرفوع وهو مضاف و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [بظلام] [الباء] حرف جر زائد [ظلام] خبر "ما" منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد [للعبيد] جار ومجرور متعلق بظلام .
( 2 ) { أليس الله بكاف عبده } : [الهمزةٍ] للاستفهام التقريري [ليس] فعل ماض ناقص ترفع الاسم وتنصب الخبر [الله] اسمها مرفوع [بكاف] [الباء] حرف جر زائدة [كاف] خبر ليس منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الياء المحذوفة المعوض عنها التنوين منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد ، و[كَافٍ] اسم فاعل يعمل عمل فعله ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [عبد] مفعول به لكاف منصوب ، و[عبد] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
( 3 ) وقد نقل سيبويه ، والفراء - أبو زكريا يحى بن زياد - رحمهما الله تعالى "زيادة الباء بعد "ما" عن بنى تميم" فلا التفات إلى من منع ذلك وهو موجود في أشعارهم كقول الفرزدق - أبوفراس همام بن غالب - وهو تميمي :
لعمرك ما معنٌ بتارك حقه .
وَلامُنْسِئٌ مَعْنٌ وَلا متيسر .
وقد وردت زيادة الباء قليلا في خبر "لا" كقول سواد بن قارب الأسدي يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم :
فَكُنْ لِي شَفِيعاً يَوْمَ لا ذُو شَفَاعَةٍ .
بِمُغْنٍ فَتِيلاً عَنْ سَوَادِ بْنِ قَارِبِ .(1/238)
ووردت زيادتها قليلاً في خبر مضارع كان المنفية "بلم" كقول الشَّنْفَرَى الأزدي :
وَإِنْ مُدَّتِ الأيْدِي إِلى الزَّادِ لَمْ أَكُنْ .
بِأَعْجَلِهِمْ إِذْ أَجْشَعُ الْقَوْمِ أَعْجَلُ
@ لا @
…تقدم أن الحروف العاملة عمل ليس أربعة وقد تقدم الكلام على "ما" وأما "لا" فلغة بنى تميم إهمالها كما تقدم في "ما" فتقول : لا رجل قائم ، فرجل مبتدأ وقائم خبر، ولا عمل لها في شئ منهما ، ولغة أهل الحجاز إعمالها عمل ليس كما تقدم في "ما"
…فيرفعون بها الاسم وينصبون بها الخبر نحو : لارجل قائما(1) فرجل اسمها مرفوع بها وقائما خبرها منصوب بها .
…ولا تعمل "لا" عمل ليس عند الحجازيين إلا بأربعة شروط :
…الشرط الأول : أن لاينتقض النفي بإلا نحو : لارجل إلا قائم(2) فلا يجوز نصب قائم على أنه خبر "لا".
…الشرط الثاني : أن لا يتقدم خبرها على اسمها فلا تقول : "لا قائما رجل ، بل يتعين رفع قائم على أنه خبر مقدم ولا عمل للا .
…الشرط الثالث : أن لا يتقدم معمول خبرها على اسمها فلا تقول : "لاطعامك رجل آكلا" ، بل يتعين رفع آكل على أنه خبر المبتدأ ولا عمل للا .
…الشرط الرابع : أن يكون اسمها وخبرها نكرتين نحو : لا رجل قائما(3) ومنه قول الشاعر :
58- تَعَزّ فَلاَ شَئٌ عَلَى الأَرْضِ بَاقِياً .
وَلا وَزَرٌ مِمَّا قَضَى اللهُ وَاقِيا .
___________________________
( 1 )…لارجل قائما : [لا] نافية حجازية تعمل عمل ليس ترفع الاسم وتنصب الخبر [رجل] اسمها مرفوع بها [قائما] خبرها منصوب بها .
( 2 )…لا رجل إلا قائم : [لا] نافية بطل عملها [رجل] مبتدأ [إلا] أداة استثناء ملغاة [قائم] خبر المبتدأ .
( 3 )…لا رجل قائماً : [لا] نافية حجازية [رجل] اسمها مرفوع بها و[قائما] خبرها منصوب بها .
58- اللغة [تعز] بمعنى تصبر [الوزر] الملجأ [واقيا] حافظاً .(1/239)
…الإعراب : [تعز] فعل أمر مبني على حذف حرف العلة من آخره وهو الألف ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [فلا] [الفاء] للتعليل ، و[لا] نافية حجازية تعمل عمل ليس =
…وذهب بعضهم(1) إلى أنّ "لا" تعمل في المعرفة واستدل على ذلك بقول عبد الله بن قيس المشهور بالنابغة الجعدي(2) :
59- وَحَلّتْ سَوَادَ الْقَلْبِ لا أَنَا بَاغِياً .
سِوَاهَا وَلا عَنْ حُبِّهَا مُتَرَاخِيَا .
___________________________
= [شئ] اسمها مرفوع بها [على الأرض] جار ومجرور متعلق بباقيا [باقياً] خبرها منصوب بها [ولا] [الواو] حرف عطف ، و[لا] نافية حجازية [وزر] اسمها [مما] [من] حرف جر ، و[ما] اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل جربمن وهو متعلق بواقياً [قضى] فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه معتل بالألف ، [الله] فاعل ، والجملة صلة الموصول والعائد محذوف تقديره قضاه الله وهو مفعول قضى [واقيا] خبر لا منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره .
الشاهد فيه : قوله : ( لا" حيث أعملها عمل ليس في الموضعين وجعل معموليها نكرتين على لغة أهل الحجاز دون تميم ) .
( 1 )…منهم ابن جني- أبو الفتح عثمان الموصلي ، وابن الشجري - أبو السعادات هبة الله بن علي - .
( 2 )…أحد الشعراء المعمرين أدرك الجاهلية ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم وطال عمره .
…59- قبل هذا البيت
بَدَتْ فِعْلَ ذِي وُدٍّ ، فَلَمَّا تَبِعْتُهَا .
تَوَلَّتْ وَ بَقّتْ حَاجَتِي فِي فُؤَادِيَا .
…و[سواد] القلب سويداؤه وهي حبته السوداء .(1/240)
…الإعراب : [وحلت] الواو حرف عطف على تولت ، و[التاء] علامة التأنيث ، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي [سواد] منصوب بنزع الخافض ، و[القلب]مضاف إليه مجرور [لا] نافية حجازية تعمل عمل ليس [أنا] ضمير منفصل في محل رفع اسمها [باغيا] خبرها وهو اسم فاعل فاعله مستتر فيه جوازا تقديره أنا [سواها] مفعول به لباغيا ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [ولا في حبهامتراخيا] [الواو] حرف عطف ، و[لا] نافية حجازية واسمها محذوف دل عليه ما قبلها [في حبها] جار ومجرور متعلق بمتراخياً [حب] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [متراخياً] خبر لا منصوب .
…الشاهد فيه : قوله ( " لا " في الموضعين ، حيث أعملها كإعمال ليس في المعرفة ) .
واختلف كلام ابن مالك في هذا البيت فمرة قال إنه مؤول(1)ومرة قال إن القياس عليه سائغ .
@ إِنِ النَّافِيَة @
…وأما إن النافية فمذهب أكثر البصريين أنها لاتعمل شيئا نحو : إن زيد قائم ، فإن نافية لا عمل لها ، وزيد مبتدأ ، وقائم خبره .
… ومذهب الكوفيين خلا الفراء(2) أنها تعمل عمل ليس فترفع الاسم وتنصب الخبر نحو : إنْ زيد قائماً فزيد اسمها مرفوع بها وقائما خبرها منصوب بها .
… وبه قال بعض البصريين(3)وهي لغة أهل العالية ، ولا تعمل عندهم إلا بثلاثة شروط :… الشرط الأول : أن لا يقترن خبرها بإلا فلا يقال : إنْ زيد إلا قائما ، بل يتعين رفع قائما على أنه خبر عن زيد ولا عمل لإن فيهما .
… الشرط الثاني : أن لايتقدم خبرها على اسمها فلا يقال : إن قائما زيد ، بل يجب رفع قائما على أنه خبر مقدم وزيد مبتدأ مؤخر.
… الشرط الثالث : أن لايتقدم معمول خبرها على اسمها فلا يقال : إنْ طعامك زيد آكلا بل يتعين رفع آكل على أنه خبر عن زيد .
…وقد ورد السماع بعمل إنْ عمل ليس قال الشاعر :
___________________________(1/241)
( 1 ) أَوَّلَ ابن مالك هذا البيت في شرح الكافية كالحجازيين حيث قال مانصه " ويمكن عندي أن يُجعل "أنا" مرفوعُ فعل مضمر ناصب "باغياً" على الحال تقديره " لاأرى باغياً " فلما أضمر الفعل برز الضمير وانفصل ويجوز أن يجعل "أنا" مبتدأ والفعل المقدر بعده خبراً ناصباً باغياً على الحال ويكون هذا من باب الاستغناء بالمعمول عن العامل لدلالته عليه " اهـ .
( 2 ) ترجمته صفحة ( 31 ) .
( 3 )…منهم المبرد - أبو العباس محمد بن يزيد - ، وابن السراج - ابو بكر محمد بن السري - ، وأبوعلى الفارسي - الحسن ابن أحمد - ، و ابن جني- أبو الفتح عثمان الموصلي واختاره ابن مالك ، وقد ذكر ابن جنى في المحتسب أن سعيد بن جبير رضي الله عنه قرأ { إنِ الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم } بنصب العباد على أنه خبر إنِ النافية .
60- إِنْ هُوَ مُسْتَوْلِياً عَلَى أَحَدٍ .
إِلاّ عَلَى أَضْعَفِ الْمَجَانِينِ .
@ لاتَ @
…وأما "لات" أصلها "لا" زيدت عليها التاء لتأنيث الكلمة أو المبالغة في النفي كما في علامة ، وحركت لالتقاء الساكنين بالفتح على المشهور لأنه أخف الحركات ويجوز الكسر ، والضم ويوقف عليها بالتاء ، والهاء ، وهي تعمل عمل ليس فترفع الاسم وتنصب الخبر بإجماع العرب(1) بشرط أن يكون اسمها وخبرها لفظ الحين(2) وأن يحذف أسمها ، أو خبرها ___________________________
…60- الإعراب : [إنْ هو مستوليا] [إنْ] بكسر الهمزة وسكون النون نافية تعمل عمل ليس [هو] ضمير منفصل في محل رفع اسمها اسمها [مستولياً] خبرها منصوب [على أحد] جار ومجرور متعلق بمستوليا [إلا] أداة استثناء مفرغ [على أضعف] جار ومجرور متعلق بمحذوف بدل من الجار والمجرور قبله - بدل بعض من كل [المجانين] مضاف إليه مجرور ، وعلامة جره كسرة ظاهرة في آخره .(1/242)
…الشاهد فيه : قوله ( "إن هو مستولياً" حيث أعمل إنِ النافية عمل ليس وهذا مذهب الكوفيين وطائفة من البصريين واختاره ابن مالك وزعم أن في كلام سيبويه إشارة إليه وهو الصحيح ، ومنعه جمهور البصريين والفراء -أبو زكريا يحى بن زياد - ، وتخريجهم هذا البيت بَأنَّ "إنْ" مخففة من الثقيلة ناصبة للجزأين معاً على حد قوله "إنْ حُرَّاسَنَا أُسْداً ، شاذ لا يلتفت إليه .
( 1 ) فهي أقوى الحروف الأربعة في استحقاق العمل لاختصاصها بالاسم إذ لم يحفظ نفيها الفعل .
( 2 )…هذا ما عليه سيبويه ، وجمهور النحاة ، وقال بعضهم تعمل في الحين بكثرة وفي مرادفه كالساعة والأوان وغيرهما بقلة ومثال ذلك قول الشاعر :
نَدِمَ الْبُغَاةُ وَلاتَ سَاعَةَ مَنْدَمٍ .
وَالْبَغْيُ مَرْتَعُ مُبْتَغِيهِ وَخِيمُ .
وقول أبي زبيد الطائي - المنذر بن حرملة :
طَلَبُوا صُلْحَنَا وَلاَتَ أَوَآنٍ .
فَأَجَبْنَا أَنْ لَيْسَ حِينَ بَقَاءُ .
ومذهب الأخفش - سعيد بن مسعدة - أنها لاتعمل شيئاً ، وأنه إذا وجد الاسم بعدها منصوبا فناصبه فعل مضمر والتقدير: لات أرى حين مناص "وإن وجد مرفوعاً فهو مبتدأ والخبر محذوف والتقدير لات حين مناص كائن لهم .
والغالب في لسان العرب حذف الاسم قال تعالى { فَنَادَوْا وَلاَتَ حِينَ مَنَاص(1)} بنصب الحين على أنه خبرها وحذف الاسم والتقدير"ولات الحينُ حِيْنَ مناص" أي ليس الحين حين فرار .
…وقرئ شذوذا "ولات حينُ مناص" برفع الحين على أنه اسم لات والخبر محذوف والتقدير "ولات حينُ مناص حيناً لهم" .
يقول الناظم
إِعْمَالَ لَيْسَ أُعْمِلَتْ مَادُونَ إِنْ وَسَبْقَ حَرْفِ جَرٍّ ا وْ ظَرْفٍ كَمَا وَرَفْعَ مَعْطُوفٍ بِلَكِنْ أَوْ بِبَلْ وَبَعْدَ مَا وَلَيْسَ جَرَّ الْبَا الْخَبَرْ فِي النَّكِرَاتِ أُعْمِلَتْ كَلَيْسَ لاَ .(1/243)
مَعَ بَقَا النَّفْىِ وَتَرْتِيبٍ زُكِنْ بِي أَنْتَ مَعْنيِاًّ(2) أَجَازَ الْعُلَمَا مِنْ بَعْدِ مَنْصُوبٍ بِمَا الْزَمْ حَيْثُ حَلْ
وَبَعْدَ لاَ وَنَفْيِ كَانَ قَدْ يُجَرْ وَقَدْ تَلِي لاَتَ وَإِنْ ذَا الْعَمَلاَ .
وَمَا لِلاَتَ فِي سِوَى حِينٍ عَمَلْ .
وَحَذْفُ ذِي الرَّفْعِ فَشَا وَالْعَكْسُ قَلْ .
قول الناظم
( إعمال ليس أعملت "ما" دون إن … مع بقا النفي وترتيب زكن )
يعني أن "ما" تعمل عمل ليس عند الحجازيين وأشار بقوله "دون إن" إلى شروط إعمالها ، فيشترط أن لا تقترن بإنِ الزائدة وأن يبقى النفي حيث لاينتقض بإلا ويبقى الترتيب الذي زكن أي علم وهو أن يتقدم الاسم ويتأخر الخبر كما هو الأصل وقد تقدم ذلك كله مع الأمثلة .
___________________________
( 1 ) { فنادوا ولات حين مناص } : [الفاء] حرف عطف [نادوا] فعل وفاعل [نادى] فعل ماض و[واو] الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل [ولات] [الواو] حالية [لات] نافية تعمل عمل ليس ترفع الاسم وتنصب الخبر [حين] خبرها منصوب بها وهو مضاف ، و[مناص] مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره ، واسمها محذوف وجوبا والتقدير "فنادوا والحال أنه ليس الحين حين فرار .
( 2 ) مابي أنت معنيا : تقدم إعرابه صفحة ( 205 ) .
…وقوله ( وما للات في سوى حين عمل ) يحتمل بأن يكون المراد وما للات في سوى لفظ حين عمل ، ويحتمل بأن يكون المراد وما للات في سوى اسم حين عمل "فيعم لفظ الحين ، وغيره ، وقد جاء في التسهيل ما نصه "ولات بالتاء تختص بالحين أو مرادفه مقتصراً على منصوبها بكثرة وعلى مرفوعها بقلة ، فصرح باختصاصها بالعمل في الحين أو في مرادف الحين وهو كل اسم دل على زمان نحو ساعة ، وأوان ، ووقت ، وزمان ، وهذا هو رأي بعض النحاة كما مر .
*******
@ أَفْعَالُ الْمُقَارَبَة @
…أفعال المقاربة هي من نواسخ الابتداء
…وأقسامها ثلاثة ، أفعال مقاربة ، وأفعال رجاء ، وأفعال شروع .(1/244)
…الأول : ما وضع للدلالة على قرب الخبر وهي : كاد ، وكرب(1)، وأوشك .
…والثاني : ماوضع للدلالة على رجاء الخبر وهي : عسى ، وحرى ، واخلولق .
…الثالث : ماوضع للدلالة على الشروع ، وهي : طفق ، وعلق ، وأنشأ ، وجعل ، وأخذ ، وسميت كلها أفعال المقاربة من باب تسمية الكل باسم البعض ، أو من باب التغليب كالقمرين للشمس والقمر .
…ولا خلاف في أنها كلها أفعال إلا عسى فنُقل عن ثعلب (2) أنها حرف(3)
…والصحيح أنها فعل بدليل دخول تاء التأنيث عليها نحو : عست هند أن تزورنا(4) .
…واتصال تاء الفاعل بها نحو : عسيت ، وعسيتما ، وعسيتم ، وعسيتن .
@ عَمَلُ أَفْعَالِ الْمُقَارَبَةِ وَشَرْطُ عَمَلِهَا @
…أفعال المقاربة كلها تعمل عمل كان ترفع المبتدأ وتنصب الخبر بشرط أن يكون خبرها فعلاً مضارعاً مؤخراً عنها .................................................................
___________________________
( 1 )…كرب : بفتح الراء وكسرها، والفتح أفصح .
( 2 ) ثعلب : هو أبو العباس أحمد بن يحيى بن زيد بن سيار أبو العباس الشيباني مولاهم المعروف بثعلب توفي رحمه الله سنة إحدى وتسعين ومائتين هجرية .
( 3 )…ونُسِبَ هذا الرأي لابن السراج - أبو بكر محمد بن السري .
( 4 ) عست هند أن تزورنا : [عسى] فعل ماض من أفعال المقاربة ترفع الاسم وتنصب الخبر ، و[التاء] علامة التأنيث [هند] اسمها مرفوع بها [أن] حرف مصدري ونصب [تزور] فعل مضارع منصوب بأن ، والفاعل مستتر فيه جوازاً تقديره هي ، و[نا] ضمير متصل في محل نصب مفعول به وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر خبر عسى .
رافعاً لضمير اسمها(1) نحو : كاد زيد يموت(2) فزيد اسم كاد ، والفاعل المستتر في يقوم هو ضمير الاسم ، والجملة في محل نصب خبر كاد .
…وندر مجيء الخبر اسما بعد عسى ، وكاد كقول الشاعر :
61- أَكْثَرْتَ فِي الْعَذْلِ مُلِحًّا دَائِمَا .
لاتُكْثِرَنْ إِنِّي عَسَيْتُ صَائِما .(1/245)
___________________________
( 1 )…قوله رافعا لضمير اسمها إنما هو باعتبار أن ذلك الحكم لغالب أفعال هذا الباب ، وإلا فيجوز في خبر عسى خاصة أن يرفع الاسم الظاهر المضاف إلى ضمير يعود على اسمها كقول الفرزدق - أبو فراس همام بن غالب - حين هرب من الحجاج - أبو محمد بن يوسف الثقفي :…
وماذا عسى الحجاج يبلغ جُهْدُهُ .
إذا نحن جاوزنا خفير زياد .
برفع جهده على أنه فاعل يبلغ مضاف إلى الضمير العائد على عسى .
( 2 )…كاد زيد يموت : [كاد] فعل ماض من أفعال المقاربة تعمل عمل كان ترفع الاسم وتنصب الخبر [زيد] اسمها مرفوع بها [يموت] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل نصب خبر كاد .
61- اللغة : [العذل] الملامة [ملحا] مكثرا [عسيت] بفتح السين وكسرها والفتح أشهر وعسى فعل ماض ناقص جامد غير متصرف يدل على الرجاء والطمع ، وقيل : إنها حرف ترجّ كلعل ، وقد تأتي تامة نحو :"عسى أن يقوم زيد" فَأَنْ وصلتها في تأويل مصدر فاعل ، وقد تأتي بمعنى الظن واليقين [صائما] أي ممسكاً عن خطابك أو سماع كلامك .
…الإعراب : [أكثرت] فعل وفاعل [في العذل] جار ومجرور متعلق بأكثرت [ملحا] حال من التاء في أكثرت ، وهو اسم فاعل من الإلحاح [دائماً] أي مستمراً صفة لمصدر محذوف واقع مفعولا مطلقاً لملحا ، أي : ملحا إلحاحاً دائماً [لا] ناهية [تكثرن] فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد الخفيفة في محل جزم بلا الناهية ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت والمتعلق محذوف تقديره : من العذل [إني] إن حرف توكيد ونصب ، و[الياء] ضمير متصل في محل رفع اسمها [عسيت] [عسى] فعل ماض يدل على الرجاء ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع اسم عسى ، و[صائماً] خبرها، والجملة في محل رفع خبر إنّ وهي في قوة التعليل لقوله لاتكثرن أي لأني إلى آخره .(1/246)
…الشاهدفيه : قوله ( صائماً" حيث استعمل خبر عسى اسماً مفرداً، وهو قليل ، والكثير أن =
وقول تأبط شراً (1) :
62- فَأُبْتُ إلِى فَهْمٍ وَمَا كِدْتُ آئِباً .
وَكَمْ مِثْلِهَا فَارَقْتُهَا وَهْيَ تَصْفِرُ .
يقول الناظم
كَكَانَ كَادَ وَعَسَى لَكِنْ نَدَرْ .
غَيْرُ مُضَارِعٍ لِهَذَيْنِ خَبَرْ .
أراد الناظم بهذا البيت أنه ندر أن يجئ غير المضارع خبرا لكاد وعسى وكذا أخواتهما والمراد بغير المضارع الاسم المفرد كما صرَّح به في شرح الكافية(2) كقوله "إني عسيت صائما" ___________________________
= يكون خبرها فعلاً مضارعاً لأنه يقبل الحال والاستقبال ) .
( 1 ) ترجمته صفحة ( 88 ) .
62- اللغة : [أبت] رجعت [فهم] اسم قبيلة الشاعر، وأبوها فهم بن عمرو بن قيس عيلان .
الإعراب : [الفاء] حرف عطف [أبت] فعل وفاعل [إلى فهم] جار ومجرور متعلق بأبت [وما] [الواو] للحال من التاء في أبت و[ما] نافية [كدت] [كاد] فعل ماض ناقص تدل على المقاربة ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع اسمها [آئباً] خبرها [وكم] [الواو] للعطف ، و[كم] خبرية بمعنى كثيرفي محل رفع مبتدأ ، و[كم] مضاف ، و[مثلها] تمييز لكم الخبرية مضاف إليها مجرور وعلامة جره كسر آخره [مثل] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة و[فارقتها] فعل وفاعل ومفعول ، والجملة في محل رفع خبر كم ، والرابط الضمير في فارقتها فهو وإن لم يكن عائداً على المبتدأ ، لكنه عائد على مفسره فكأنه عائد عليه ، لأن الْمُفَسِّرَ عين الْمُفَسَّرِ [وهي] [الواو] للحال من الهاء في فارقتها، و[هي] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [تصفر] فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي والجملة في محل رفع خبر هي .(1/247)
…الشاهد فيه : قوله : ( وما كدت آئبا" حيث أعمل كاد عمل كان فرفع الاسم ونصب الخبر، ولكنه أتى بخبرها اسماً مفرداً، والقياس في هذا الباب أن يكون الخبر جملة فعلية فعلها مضارع ، ولذا فقد أنكر بعض النحاة هذه الرواية ، زاعماً أن الرواية الصحيحة هي (وماكنت آئباً) .
( 2 ) قال ابن مالك في شرح الكافية مانصه "الأفعال التي تسمى أفعال المقاربة مساوية لكان وأخواتها في النقصان واقتضاء اسم مرفوع وخبر منصوب إلا أن الخبر هنا شذ وروده اسما منصوباً وإنما =
وقوله "وما كدت آئبا" والكثير مجيئه مضارعا كما تقدم قال العلامة ابن عقيل(1) في شرح الألفية "لكن في قوله" غير مضارع" إيهام فإنه يدخل تحته الاسم ، والظرف والجار والمجرور ، والجملة الأسمية ، والجملة الفعلية بغير المضارع ولم يندر مجئ هذه كلها خبراً عن عسى ، وكاد ، بل الذي ندر مجئ الخبر اسماً ، وأما هذه فلم يسمع مجيئها خبراً عن هذين .
@ اقْتِرَانُ خَبَرِ أَفْعَالِ الْمُقَارَبَةِ بِأَنْ الْمَصْدَرِيَّة @
…لأفعال المقاربة من حيث اقتران خبرها بأن المصدرية وعدمه أربع حالات :
…الحالة الأولى : إن كان الفعل عسى ، وأوشك ، فالأكثر اقتران خبره بأن وتجريده من أن قليل(2) قال تعالى { عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ(3)}وقال تعالى {فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأتِيَ بِالْفَتْح (4)}
وقال عليه الصلاة والسلام ( "من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه"(5) ) وقول الشاعر :
___________________________
=…اطرد مجئ خبرها فعلاً مضارعاً " اهـ .
( 1 ) ترجمته صفحة (155) .
( 2 )…وذهب جمهور البصريين خلافاً لسيبويه إلى أن عسى لايتجرد خبرها من "أن" إلا في الشعر ولم يرد في القرآن إلاَّ مقترناً بأن .(1/248)
( 3 ) { عسى ربكم أن يرحمكم } : [عسى] فعل ماض من أفعال المقاربة تعمل عمل كان ترفع الاسم وتنصب الخبر [رب] اسمها مرفوع وهو مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة و[الميم] علامة الجمع [أن يرحمكم] أن حرف مصدر ونصب [يرحم] فعل مضارع منصوب بأن وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، و[الميم] علامة الجمع ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل نصب خبر عسى .
( 4 )…{ فعسى الله أن يأتي بالفتح } : [الفاء] استئنافية [عسى] فعل ماض من أفعال المقاربة تعمل عمل كان [الله] اسمها مرفوع [أن] حرف مصدر ونصب [يأتي] فعل مضارع منصوب بأن ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [بالفتح] جار ومجرور ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل نصب خبر عسى والتقدير "قارب الله الإتيان بالفتح" .
( 5 ) ( من حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه ) : [من] اسم شرط جازم تجزم فعلين الأول فعل =
63-وَلَوْ سُئِلَ النَّاسُ التُّرَابَ لأَوْشَكُوا .
إِذَا قِيلَ هَاتُوا أَنْ يَمَلُّو وَيَمْنَعُوا .
___________________________
=…الشرط والثاني جوابه [حام] فعل ماض في محل جزم فعل الشرط ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [حول] مفعول به منصوب [حول] مضاف ، و[الحمى] مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور [يوشك] فعل مضارع في محل جزم جواب الشرط متصرف من أوشك من أفعال المقاربة تعمل عمل كان واسمها مستتر فيها جوازا تقديره هو [أن] حرف مصدر ونصب [يقع] فعل مضارع منصوب بأن ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [فيه] جار ومجرور [في] حرف جر و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بفي والجار والمجرور متعلق بيقع وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل نصب خبر يوشك .
…63- اللغة :[يملوا] يسأموا .(1/249)
…الإعراب : [ولو] [الواو] بحسب ما قبلها [لو] حرف شرط غير جازم - فسرها بذلك ابن مالك ، وهو الأحسن ، وفسرها سيبويه بأنها حرف لما كان سيقع لوقوع غيره ، أي حرف دالّ على ماكان سيقع وهو الجواب لوقوع غيره وهو الشرط ، وفسرها غيره بأنها حرف امتناع لامتناع أي امتناع الجواب لامتناع الشرط ، وهذه العبارة الأخيرة هي المشهورة على ألسنة المعربين - [سئل] فعل ماض مبني للمجهول ينصب مفعولين [الناس] نائب فاعل ، وهو مفعوله الأول [التراب] مفعوله الثاني ، والجملة في محل جزم فعل الشرط [لأوشكوا] [اللام] واقعة في جواب لو ، [وأوشك] فعل ماض ناقص تدل على المقاربة ، مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الواو لايناسبها إلا ضم ما قبلها ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع أسمها [إذا] ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن لمعنى الشرط [قيل] فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب فاعله محذوف للعلم به تقديره لهم ، و[جملة قيل] فعل الشرط وهو إذا ، وجوابها محذوف دل عليه ما قبله ، والتقدير: فلأوشكوا إلخ [هاتوا] فعل أمر مبني على حذف النون لاتصاله بواو الجماعة ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل، والمفعول محذوف تقديره "التراب" ، والجملة في محل نصب مقول القول [أنْ] حرف مصدري ونصب واستقبال [يملوا] فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والجملة في محل نصب خبر أوشك [ويمنعوا] وروي : فيمنعوا ، معطوف على "يملوا" تبعه في نصبه وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة و[الواو] فاعله ، ومفعوله محذوف أي : الإعطاء .
…الشاهد فيه : قوله : ( "أن يملوا" حيث جاء خبراً لأوشك مقروناً بأن وهو الكثير، والقليل =
ومن وروده بدون "أنْ" وهو قليل قول هدبة بن خشرم العذري :
64- عَسَى الْكَرْبُ الَّذِي أَمْسَيْتَ فِيهِ
.
يَكُونُ وَرَاءَهُ فَرَجٌ قَرِيبُ .(1/250)
وقول الشاعر :
65- عَسَى فَرَجٌ يَأْتِي بِهِ اللهُ إِنهُ .
لَهُ كُلَّ يَوْمٍ فِي خَلِيقَتِهِ أَمْرُ .
___________________________
=…حذفها منه ، فهي كعسى ، وفيه شاهد آخر : ( وهو ورود "أوشك" بلفظ الماضي وفيه رد على الأصمعي - عبد الملك بن قُرَيْب - القائل إنها لم تستعمل إلاَّ بلفظ المضارع ) .
…64- اللغة : [الكرب] : الهم والحزن .
…الإعراب : [عسى] فعل ماض من أفعال الرجاء يعمل عمل كان يرفع الاسم وينصب الخبر [الكرب] اسم عسى مرفوع [الذي] اسم موصول في محل رفع صفة للكرب [أمسيت] أمسى فعل ماض ناقص ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع اسمها ، و[فيه] جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره كائناً خبرها ، وجملة [أمسيت فيه] صلة الموصول والعائد الضمير في قوله "فيه" [يكون] فعل مضارع متصرف من كان الناقصة ترفع الإسم وتنصب الخبر، واسمها ضمير مستتر فيها جوازاً تقديره هو يعود على الكرب [وراءه] ظرف مكان متعلق بمحذوف تقديره كائن خبر مقدم [وراء] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [فرج] مبتدأ مؤخر ، والجملة في محل نصب خبر يكون ، وجملة يكون في محل نصب خبر عسى [قريب] صفة لفرج تبعه في رفعه .
…الشاهد فيه : قوله : ( يكون وراءه فرج قريب" حيث رفع خبراً لعسى مجرداً من أن وهو قليل ، والكثير اقترانه بها شعراً ونثراً ، وهذا مذهب سيبويه ، ومذهب جمهور البصريين أنه لا يتجرد خبرها من "أن" إلا في الشعر ) .
…65- اللغة : [خليقته] مخلوقاته .(1/251)
…الإعراب : [عسى] فعل ماض من أفعال المقاربة يعمل عمل كان [فرج] اسمها مرفوع [يأتي] فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل [به] جار ومجرور متعلق بيأتي ، [الله] فاعله ، و[جملة يأتي به الله]في محل نصب خبر عسى [إنه] [إن] حرف توكيد ونصب ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب اسمها ، [له] جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره كائن خبر مقدم [كلَّ] منصوب على الظرفية الزمانية لإضافته لظرف الزمان وهو يوم أي اكتسب الظرفية من الإضافة له ، متعلق بما تعلق به الجار والمجرور قبله [في خليقته] جار ومجرور[خليقة] =
وقول الشاعر :
66- يُوشِكُ مَنْ فَرَّ مِنْ مَنِيَّتِهِ .
فِي بَعْضِ غِرَّاتِهِ يُوَافِقُهَا .
…الحالة الثانية : إن كان الفعل كاد ، وكرب ، فالأكثر تجرد خبره من أن ، ويقل اقترانه بها(1) فَمِنْ تجريده من أن قوله تعالى { فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ(2)} وقوله تعالى .........
___________________________
=…مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضاف ، متعلق بما تعلق به الجار والمجرور قبله ويصح جعله حالاً من ضمير الخبر [أمر] مبتدأ مؤخر مرفوع ، والجملة في محل رفع خبر إن ، وجملة إن في قوة التعليل لما قبلها .
…الشاهد فيه : ( تجرد خبر عسى من "أنْ" كالشاهد السابق ) .
…66- اللغة : [المنية] الموت [غراته] جمع غرة وهي الغفلة .(1/252)
…الإعراب :[يوشك] فعل مضارع من أفعال المقاربة يعمل عمل كان [مَنْ] اسم موصول بمعنى الذي في محل رفع اسمها [فرّ] فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على "من" ، والجملة صلة الموصول [من منيته] جار ومجرور [من] حرف جر و[منية] مجرور بمن [منية] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة متعلق بفرّ [في بعض] جار ومجرور متعلق بيوافقها الآتي [بعض] مضاف ، و [غراته] مضاف إليه ، و[غرات] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [يوافق] فعل مضارع ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به و[جملة يوافقها] في محل نصب خبر يوشك .
…الشاهد فيه : قوله ( يوافقها"حيث جاء خبراً ليوشك مجرداً من أن وهو قليل والكثيراقترانه بها ) .
( 1 )…هذا بخلاف ما نص عليه الأندلسيون من أن اقتران خبر كاد بأن مخصوص بالشعر .
( 2 )…{ فذبحوها وما كادوا يفعلون } : [الفاء] حرف عطف [ذبحوها] فعل وفاعل ومفعول [ذبح] فعل ماض مبنى على فتح مقدر على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الواو لايناسبها إلا ضم ما قبلها ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به و[الواو] حالية [ما] نافية [كادوا] [كاد] فعل ماض من أفعال المقاربة تعمل عمل كان ترفع الاسم وتنصب الخبر ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع اسمها [يفعلون] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبات النون لأنه من الأمثلة الخمسة و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل في محل نصب خبر كاد .
{ مِنْ بَعْدِ مَا كَادَ يزِيغ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِنْهُمْ(1)} .
وقول الشاعر :
67- كَرَب الْقَلبُ مِنْ جَوَاهُ يَذُوبُ ؟
حِينَ قَالَ الْوُشَاةُ هِنْدٌ غَضُوبُ .
…ومن اقترانه بأن قوله صلى الله عليه وسلم ( "ماكدت أن أصليَ العصر حتى كادت الشمس أن تغرب(2)" ) .(1/253)
___________________________
( 1 ) { من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم } : [من بعد] جار ومجرور متعلق بتاب من قوله تعالى {لقد تاب الله على النبي} الآية [ما] مصدرية [كاد] فعل ماض من أفعال المقاربة ، واسمه ضمير مستتر يعود على القوم المفهوم من قوله "فريق منهم" ويجوز أن يكون اسمها ضمير الشأن محذوف [بعد] مضاف و"ما" وما دخلت عليه في تأول مصدر في محل جر بالإضافة [يزيغ] فعل مضارع مرفوع [قلوب] فاعل مرفوع [قلوب] مضاف ، و[فريق] مضاف إليه مجرور [منهم] جار ومجرور [من] حرف جر ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بمن و[الميم] علامة الجمع والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لفريق ، و[جملة يزيغ فريق منهم] في محل نصب خبر كاد .
67- اللغة : [الجوى] شدة الوجد[الوشاة] جمع واش وهو الساعي بالفساد بين الناس [غضوب] كصبور يستوي فيه المذكر والمؤنث .
…الإعراب : [كرب] فعل ماض من أفعال المقاربة تعمل عمل كان [القلب] اسمها مرفوع [من جواه] [من] حرف جر [جوى] مجرور بمن وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جربالإضافة ، والجار والمجرور متعلق بيذوب [يذوب] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، و[جملة يذوب] في محل نصب خبر كرب [حين] ظرف زمان منصوب على الظرفية متعلق بيذوب [قال] فعل ماض [الوشاة] فاعل مرفوع ، والجملة في محل جر بإضافة حين إليها [هند] مبتدأ [غضوب] خبره ، والجملة في محل نصب مقول القول .
…الشاهد فيه : قوله: ( يذوب" حيث جاء خبراً لكرب غير مقرون بأن وهو كثير والقليل اقترانه بها فهي مثل كاد خلافاً لسيبويه فإنه لم يذكر في كرب إلا تجرد خبرها من أن ) .
( 2 )…( ما كدت أن أصلي العصر حتى كادت الشمس أن تغرب ) : [ما] نافية [كدت] [كاد] فعل ماض من أفعال المقاربة ترفع الاسم وتنصب الخبر ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع اسم =(1/254)
ومن اقترانه بها قول أبي هشام بن زيد الأسلمي :
68- سَقَاهَاذَوُوالأحَلاَمِ سَجْلاًعَلَىالظّمَا
وَقَدْ كَرَبَتْ أَعْنَاقُهَا أَنْ تَقَطَّعَا .
وقول محمد بن مناذر :
69- كَادَتِ النَّفْسُ أن تَفِيْضَ عَلَيْهِ .
إِذْ غَدَا حَشْوَ رَيْطَةٍ وَبُرُودِ .
___________________________
=…كاد [أن] حرف مصدر ونصب [أُصَلي] فعل مضارع منصوب بأن ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا [العصر] مفعول به منصوب ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل نصب خبر كاد [حتى] حرف غاية [كاد] فعل ماض من أفعال المقاربة ، و[التاء] علامة التأنيث [الشمس] اسم كاد مرفوع [أن] حرف مصدري ونصب [تغرب] فعل مضارع منصوب بأن والفاعل مستترفيه جوازا تقديره هي وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدرفي محل نصب خبركاد .
…68- اللغة : [الأحلام] العقول [سجلا] دلوا [الظما] العطش [الأعناق] جمع عنق وهو الرقبة .
…الإعراب : [سقاها] [سقى] فعل ماض تنصب مفعولين ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول [ذوو] فاعل سقى مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه ملحق بجمع المذكر السالم [سجلاً] بفتح السين وسكون الجيم مفعول سقى الثاني [على الظمأ] جار ومجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالسكون العارض لأجل الشعر ، وهو متعلق بسقى [وقد] [الواو]حالية و[قد] حرف تحقيق [كرب] فعل ماض من أفعال المقاربة ، و[التاء] علامة التأنيث [أعناق] اسمها وهو مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [أنْ] حرف مصدري ونصب واستقبال[تقطعا] فعل مضارع منصوب بأن وأصله تتقطعا بتاءين فحذفت إحداهما كما في قوله تعالى { ناراً تلظى } وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على الأعناق ، و[ألفه] للإطلاق ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر تقديره التقطع خبر كرب .(1/255)
…الشاهدفيه : قوله : ( أن تقطعا" حيث جاء خبر كرب مقروناً بأن وهو قليل ، والكثير تجريده عنها وفيه ردّ على سيبويه ، فإنه زعم أن خبر كرب لا يقترن بأن ) .
69- اللغة : [ريطة] الكفن [تفيض] بالفاء والضاد المعجمة وهي لغة تميم ، وبالظاء وهي لغة قيس وهي الفصحى ، ولذا بعضهم لايجيز غيرها ومعنى تفيض ، تخرج من الجسد .
…الإعراب : [كادت] فعل ماض ناقص ، و[التاء] علامة التأنيث حرف مبنى على السكون =
…الحالة الثالثة : إن كان الفعل حرى ، واخلولق ، وجب اقترانه بأن المصدرية نحو : "حرى زيد أن يقوم"(1) و"اخلولقت السمآء أن تمطر"(2).
…الحالة الرابعة : أفعال الشروع فيجب تجردها من أن(3) نحو قوله تعالى { وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنّة(4)} ونحو .................................................
___________________________
= وحركت بالكسر لأجل التخلص من التقاء الساكنين [النفس] اسمها مرفوع [أن] حرف مصدري ونصب واستقبال [تفيض] فعل مضارع منصوب بأن ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على النفس ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر تقديره الفيض خبر لكاد [عليه] جار ومجرور على حرف جر ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بعلى متعلق بكاد [إذ] ظرف لما مضى من الزمان متعلق بكاد [غدا] بمعنى صار فعل ماض ناقص ترفع الإسم وتنصب الخبر ، واسمها ضمير مستتر فيها جوازاً تقديره هو يعود على الميت [حشو] خبرها منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة [حشو] مضاف ، و[ريطة] مضاف إليه [وبرود] معطوف [على ريطة] تبعه في جره .
الشاهد فيه : قوله : ( أن تفيض عليه" حيث جاء خبراً لكاد مقروناً بأن وهو قليل ، والكثير تجريده منها فهي عكس عسى ) .(1/256)
( 1 )…حرى زيد أن يقوم : [حرى] فعل ماض من أفعال المقاربة يعمل عمل كان [زيد] اسمها مرفوع [أن]حرف مصدر ونصب [يقوم] فعل مضارع منصوب بأن ، وفاعله مستتر فيه جوازاً تقديره هو وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل نصب خبر حرى .
( 2 )…اخلولقت السمآء أن تمطر : [اخلولق] فعل ماض من أفعال المقاربة ، و[التاء] علامة التأنيث [السمآء] اسمها مرفوع [أن تمطر] [أن] حرف مصدر ونصب [تمطر] فعل مضارع منصوب بأن والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل نصب خبر اخلولق .
( 3 )…لأن أفعال الشروع دالة على الحال ، وأنْ للاستقبال فتنافيا .
( 4 ) { وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة } : [وطفق] [الواو] حرف عطف [طفق] فعل ماض من أفعال الشروع يعمل عمل كان ، و[ألف التثنية] ضمير متصل في محل رفع اسمها [يخصفان] فعل مضارع مرفوع لتجرده من الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبات النون لأنه =
أنشأ السائق يحدو(1)
يقول الناظم
وَكَوْنُهُ(2) بِدُونِ أَنْ بَعْدَ عَسَى وَكَعَسَى حَرَى وَلكِنْ جُعِلاَ .
نَزْرٌ(3)، وَكَادَ الأَمْرُ فِيهِ عُكِسَا خَبَرُهَا حَتْماً بِأَنْ مُتَّصِلاَ .
وَأَلْزَمُوا اخْلَوْلَقَ أَنْ مِثْلَ حَرَى وَمِثْلُ كَادَ فِي الأَصَحِّ كَرَباَ(4) كَأَنْشَأَ السَّائِقُ يَحْدُو(5) وَطَفِقْ(6) .
وَبَعْدَ أَوْشَكَ انْتَفَا أَنْ نَزُرَا وَتَرْكُ أَنْ مَعْ ذِيْ الشُّرُوعِ وَجَبَا كَذَا جَعَلْتُ وَأَخَذْتُ وَعَلِقْ(7) .
قول الناظم ( ومثل كاد في الأصح كربا ) يشير بذلك إلى مخالفة سيبويه فإنه لم يذكر في كرب غير التجرد من أن ، وقوله ( وبعد أوشك انتفا أن نزرا ) أي قل انتفاء أن بعد أوشك والكثير الاقتران بها .
___________________________
= من الأمثلة الخمسة ، و[ألف التثنية] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل في محل نصب خبر طفق .(1/257)
( 1 )…أنشأ السائق يحدو : [أنشأ] فعل ماض من أفعال المقاربة تعمل عمل كان ترفع الاسم وتنصب الخبر [السائق] اسمها مرفوع [يحدو] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل نصب خبر انشاء .
( 2 )…الضمير في كونه يعود على الخبر .
( 3 )…نزر : قليل .
( 4 ) …كرب : بفتح الراء وكسرها والأول أفصح .
( 5 ) انشأ السائق يحدو : أي يغني للإبل لتسرع في السير .
( 6 )…طفق زيد يدعو ، ويقال طبق بالباء .
( 7 )…أنشأ ، ويحدو ، وجعلت ، وأخذت ، وعلق، كلها بمعنى واحد وهو الشروع والبدأ في الشئ .
@ مَا تَخْتَصُّ بِهِ بَعْضُ أَفْعَالِ الْمُقَارَبَةِ مِنْ أَحْكَام @
…أفعال المقاربة لا تتصرف(1) إلا كاد ، وأوشك فإنه قد استعمل منها المضارع نحو : قوله تعالى { يَكَادُونَ يَسْطُونَ(2)} وقول الشاعر :
70- يُوشِكُ مَنْ فَرَّ مِنْ مَنِيَّتِهِ .
فِي بَعْضِ غِرَّاتِهِ يُوَافِقُهَا .
وورد استعمال اسم الفاعل من أوشك ، وكاد كقول الشاعر :
71- فَمُوشِكَةٌ أَرْضُنَا أَنْ تَعُودَ .
خِلاَ فَ الأنِيسِ وَحُوشاً يَبَابَا .
___________________________
( 1 )…أي لا يستعمل منها مضارع ولا أمر ولا مصدر .
( 2 )…{ يكادون يسطون } : [يكادون] فعل مضارع مرفوع بثبات النون لأنه من الأمثلة الخمسة ويكاد متصرف من كاد من أفعال المقاربة يرفع الاسم ، وينصب الخبر ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع اسمها [يسطون] فعل مضارع مرفوع بثبات النون لأنه من الأمثلة الخمسة ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل في محل نصب خبر يكاد .
…70- تقدم إعراب هذا البيت صفحة ( 220 ) .(1/258)
71 - اللغة : [خلاف] : بمعنى "بَعْدَ" كما في قوله تعالى { فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله } [الأنيس] المؤانس [وحوشا] بفتح الواو أي موحشة قفرة لا أنيس بها [يباب] خراب .
…الإعراب : [فموشكة] [الفاء] بحسب ما قبلها ، و[موشكة] خبر مقدم ، وهو اسم فاعل من أوشك من أفعال المقاربة [أرض] مبتدأ مؤخر وهو مضاف ، و[نا] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، واسم موشكة ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على الأرض ، وهو وإن كان متأخراً في اللفظ لكنه متقدم في الرتبة [أن]حرف مصدري ونصب واستقبال [تعود] فعل مضارع منصوب بأن ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هي ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر خبر موشك ، والتقدير فموشكة أرضنا عودها [خلاف] ظرف زمان بمعنى بعد متعلق بتعود [خلاف] مضاف ، و [الأنيس] مضاف إليه [وحوشا] بفتح الواو أي متوحشة حال من الضمير في تعود [يبابا] حال ثانية ، وقيل معطوف على وحوشاً بحذف حرف العطف لضرورة الشعر .
الشاهد فيه : قوله ( فموشكة" حيث استعمل اسم فاعل من أوشك وهو نادر ، وذكر ابن هشام - عبد الله بن يوسف أبو محمد جمال الدين الأنصاري - أن بعضهم حكى لها مصدراً وهو إيشاك ) .
وقول كثير بن عبد الرحمن المعروف بكثير عزة :… ……
72- أَمُوتُ أَسًى يَوْمَ الرِّجَام وَإِنَّنِي .
يَقِيناً لَرَهْنٌ بالَّذِي أَنَاكَائِدُ .
وقد تقدم أن أفعال هذا الباب تستعمل ناقصة أي لاتكتفي بمرفوعها ، فهي ترفع الاسم وتنصب الخبر واختصت ، عسى ، واخلولق ، وأوشك ، بأنها تستعمل أيضاً تامة ، ومعنى التامة هنا أنها تسند إلى أن والفعل وتستغني عن المنصوب الذي هو خبرها نحو : عسى أن يقوم(1) وأخلولق أن يأتي(2) ، وأوشك أن يفعل(3) ، فأن والفعل في موضع رفع فاعل عسى ، واخلولق ، وأوشك(4).
___________________________
72- اللغة :[الأسى] الحزن وشدة اللوعة [الرجام] اسم موضع [لرهن] يعني لمرهون بالذي أنا ملاقيه .(1/259)
الإعراب : [أموت] فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا[أسى] مفعول لأجله ويجوزأن يكون حالاً بتقدير "آسيا" أي حزيناً [يوم] منصوب على الظرفية الزمانية وناصبه "أموت" و[يوم]مضاف ، و[الرجام] مضاف إليه [وإنني] [إن] حرف توكيد ونصب، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب اسمها [يقيناً] مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره أوقن يقيناً [لرهن] [اللام] مؤكدة ، و[رهن] خبر إن [بالذي] جار ومجرور [الباء] حرف جر [الذي] اسم موصول في محل جر بالباء متعلق برهن [أنا] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [كائد] خبره متصرف من كاد من أفعال المقاربة يعمل عمل فعله يرفع الاسم وينصب الخبر واسمه مستتر فيه وجوبا تقديره انا والخبر محذوف تقديره "آتيه" ، والجملة صلة الموصول ، والعائد الضمير في "آتيه" .
…الشاهد فيه : قوله ( "كائد" حيث استعمل الشاعر اسم الفاعل من كاد ، وقيل : إن الصواب في الرواية "كابد" بالباء الموحدة من المكابدة ، فلا شاهد فيه ) .
( 1 )…عسى أن يقوم : [عسى] فعل ماض تام [أن] حرف مصدر ونصب [يقوم] فعل مضارع منصوب بأن ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل رفع فاعل .
( 2 )…إخلولق أن يأتي : إعرابه كسابقه .
( 3 )…أوشك أن يفعل : إعرابه كسابقيه .
( 4 )…هذا إذا لم يَل الفعل الذي بعد "أنْ" اسم ظاهر يصح رفعه به ، فإن وليه نحو: "عسى أن يقوم زيدٌ" فذهب الأستاذ أبو علي الشّلَوْبِيْنِي - عمر بن محمد الأندلسي - إلى أنه يجب أن يكون الظاهر =
…واختصت عسى من بين سائر أخواتها بأنها إذا تقدم عليها اسم يجوز أن يضمر فيها ضمير يعود على الاسم السابق وهذه لغة تميم ، ويجوز تجريدها عن الضمير وهذه لغة أهل الحجاز وذلك نحو : "زيد عسى أن يقوم"(1) فعلى لغة تميم يكون اسم عسى ضمير مستتر يعود على زيد ، وجملة أن يقوم في محل نصب خبرها ، وعلى لغة أهل الحجاز لا ضمير في عسى ، وجملة أن يقوم في محل رفع فاعل(2).
___________________________(1/260)
= مرفوعاً بالفعل الذي بعد "أنْ" فأن وما بعدها فاعل لعسى، وهي تامة ، ولا خبر لها، وذهب المبرد - أبو العباس محمد بن يزيد - ، و السيرافي - أبو سعيد الحسن بن عبد الله ، وأبو علي الفارسي - الحسن بن محمد ، إلى تجويز ماذكره الشلوبيني وتجويز وجه آخر، وهو : أن يكون مابعد الفعل الذي بعد "أنْ" مرفوعاً بعسى اسماً لها، و"أنْ" والفعل في موضع نصب بعسى ، وتقدم على الاسم ، والفعل الذي بعد "أنْ" فاعله ضميرٌ يعود على فاعل "عسى" وجاز عوده عليه - وإن تأخر - لأنه مقدم في النية ، وتظهر فائدة هذا الخلاف في التثنية والجمع والتأنيث ، فتقول : - على مذهب غير الشلوبيني "عسى أن يقوما الزيدان ، وعسى أن يقوموا الزيدون ، وعسى أن يقمن الهندات ، فتأتي بضمير في الفعل، لأن الظاهر ليس مرفوعاً به ، بل هو مرفوعٌ بـ عسى ، وعلى رأي الشلوبيني ، يجب أن تقول : " عسى أن يقوم الزيدان ، وعسى أن يقوم الزيدون ، وعسى أن تقوم الهندات" فلا تأتي في الفعل بضمير، لأنه رفع الظاهر الذي بعده .
( 1 )…زيد عسى أن يقوم : فعلى لغة تميم [زيد] مبتدأ مرفوع [عسى] فعل ماض ناقص من أفعال المقاربة يعمل عمل كان واسمه ضمير مستتر فيه تقديره هو [أن] حرف مصدر ونصب [يقوم] فعل مضارع منصوب بأن ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل نصب خبر عسى و[جملة عسى] واسمها وخبرها في محل رفع خبر المبتدأ .
وعلى لغة أهل الحجاز [زيد] مبتدأ مرفوع [عسى] فعل ماض تام وأن ومادخلت عليه في تأويل مصدر فاعل عسى ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ .
( 2 ) وتظهر فائدة ذلك في التثنية والجمع والتأنيث فتقول - على لغة تميم - : "هند عست أن تقوم ، والزيدان عسيا أن يقوما ، والزيدون عسوا أن يقوموا ، والهندان عستا أن تقوما ، والهندات عسين أن يقمن " وتقول - على لغة أهل الحجاز : "هند عسى أن تقوم ، والزيدان عسى =(1/261)
…ثم اعلم أنه إذا اتصل بعسى ضمير رفع متحرك سواء كان مفرداً أو مثنى أو جمعاً مذكرا أو مؤنثا ، جاز كسر سينها ، وفتحها ، والفتح أشهر نحو : عسَيْتُ وعسَيْتُما ، وعسَيْتُم ، وعسَيْتُنَّ ، وقرأ نافع(1) { فَهَلْ عَسِيتُمْ إِنْ تَوَلّيْتُمْ(2)} بكسر السين وقرأ الباقون بفتحها .
يقول الناظم
وَاسْتَعْمَلُوا مُضَارِعاًِلأَ وْشَكَا بَعْدَ عَسَى اخْلَوْلَقَ أَوْشَكْ قَدْ يَرِدْ وَجَرِّدَنْ عَسَى أَوِ ارْفَعْ مُضْمَرَا وَالْفَتْحَ وَالْكَسْرَ أَجِزْ فِي السِّينِ مِنْ .
وَكَادَ لاَغَيْرُ وَزَادُوا مُوشِكَا غِنًى بِأَنْ يَفْعَلَ عَنْ ثَانٍ فُقِدْ بِهَا إِذَا اسْمٌ قَبْلَهَا قَدْ ذُكِرَا نَحْوِ عَسَيْتُ وَانْتِقَا الْفَتْحِ زُكِنْ .
قول الناظم : ( واستعملوا مضارعاً لأوشك" وكاد لاغير ) .
أي ، أن غير كاد وأوشك من أفعال هذا الباب لم يرد منه المضارع ولا اسم الفاعل(3)
___________________________
= أن يقوما ، والزيدون عسى أن يقوموا ، والهندان عسى أن تقوما ، والهندات عسى أن يقمن وأما غير "عسى" من أفعال هذا الباب فيجب الإضمار فيه ، فتقول : "الزيدان جعلا ينظمان" ولايجوز ترك الإضمار ، فلا تقول : "الزيدان جعل ينظمان" كما تقول :"الزيدان عسى أن يقوما".
( 1 )…نافع تقدمت ترجمته صفحة ( 12 ) .
( 2 )…{ فهل عسيتم إن توليتم } : [الفاء] استئنافية [هل] حرف استفهام [عسيتم] [عسى] فعل ماض من أفعال المقاربة ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع اسمها ، و[الميم] علامة الجمع [إن] حرف شرط جازم تجزم فعلين الأول فعل شرط والثاني جوابه [توليتم] [تولى] فعل ماض و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، و[الميم] علامة الجمع ، وجملة الفعل والفاعل في محل جزم فعل الشرط وجواب الشرط محذوف دل عليه ما قبله وجملة "أن تفسدوا" في محل نصب خبر عسى .(1/262)
( 3 )…وزعم الأصمعي - عبد الملك بن قُرَيْب - أنه لم يستعمل يوشك إلا بلفظ المضارع ولم يستعمل أوشك بلفظ الماضي قال ابن عقيل - عبدالله بن عبدالرحمن بهاء الدين القرشي - "وليس بجيد بل قد حكى الخليل- بن أحمد الفراهيدي - استعمال الماضى وقد ورد في الشعر كقوله :… =
…وحكى غيره خلاف ذلك حكى ابن الانبارى(1) في الإنصاف(2)، استعمال المضارع واسم الفاعل من "عسى" قال "عسى يعسى فهو عاس ، وحكى الجوهري(3) "مضارع طفق ، وحكى الكسائي(4) مضارع جعل .
…وقوله ( بعد عسى اخلولق أوشكْ قد يرد …غنىً بأن يفعل عن ثان فقد ) يعني أنه قد يرد الإستغناء بأن والفعل المضارع عن ثان وهو الخبر نحو : عسى أن يقوم .
…وقوله ( وانتقا الفتح زكن ) يعني أن عسى يجوز الفتح والكسر في سينها إذا اتصل بها ضمير رفع متحرك " وانتقا الفتح " أي إختياره "زكن" أي علم للنحاة من كلام العرب لأنه الغالب في كلامهم وعليه أكثر القراء في قوله تعالى { فهل عسيتم } وقرأ نافع(5) بالكسر ، وقد تقدم ذلك كله بأمثلته .
*******
___________________________
=
وَلَوْ سُئِلَ النَّاسُ التُّرَابَ لأوْشَكُوا .
إِذَا قِيلَ هَاتُوا أَنْ يَمَلُّوا وَيَمْنَعُوا .
نعم الكثير فيها استعمال المضارع وقل استعمال الماضي .
( 1 ) ابن الانبارى : هو عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله بن أبي سعيد أبو البركات كمال الدين الأنباري المتوفى سنة سبع وسبعين وخمسما ئة هجرية .
( 2 ) الإنصاف في مسائل الخلاف .
( 3 )…الجوهرى : هو العلامة أبو نصر إسماعيل بن حماد الجوهري اللغوي صاحب الصحاح توفي سنة ثمان وتسعين وثلاثمائة هجرية .
( 4 )…الكسائى : هو على بن حمزة أبوالحسن الأزدي الأسدي المعروف بالكسائي النحوي توفي سنة تسع
وثمانين ومائة هجرية .
( 5 ) تقدمت ترجمته صفحة ( 12 ) .
@ إنَّ وَأَخَوَاتِهَا @(1/263)
…إن وأخواتها من الحروف الناسخة للإبتداء فهي تعمل عكس كان ترفع الإسم وتنصب الخبر(1) وعددها ستة أحرف(2) إن بكسر الهمزة وأن بفتحها وكأن ، ولكن ، وليت ، ولعل .
…وإنَّ وأنَّ موضوعان لتوكيد النسبة ونفي الشك عنهما(3) نحو : قوله تعالى { فَإِنّ اللهَ غَفُوْرٌ رَحِيْمٌ(4)} وقوله تعالى { ذلِكَ بِأَنّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ(5)} ونحو : إنَّ زيداً عالم بأني كفء(6).
وكأنَّ للتشبيه المؤكد وهو الدلالة على مشاركة أمر لأمر في معنى جامع بينهما نحو ...........
___________________________
( 1 )…فهي عاملة في الجزءين وهذا مذهب البصريين ، وذهب الكوفيون إلى أنها تعمل في المبتدأ فقط ولا عمل لها في الخبر إنما هو باق على رفعه الذي كان قبل دخول "إنَّ" وهو خبر المبتدأ .
( 2 )…وعدها سيبوية خمسة فأسقط "أن" المفتوحة لأن أصلها إن المكسورة .
( 3 )…الفرق بين أنّ المفتوحة الهمزة وإنّ المكسورة الهمزة أن المفتوحة لابد أن يطلبها عامل كما في الأمثلة ، بخلاف إن المكسورة فإنها تقع في ابتداء الكلام حقيقة بأن لم يسبقها شئ ، أو حكما بأن يسبقها أداة استفتاح كقوله تعالى { ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم } .
( 4 )…{ فإن الله غفور رحيم } : [الفاء] رابطة لجواب الشرط من قوله تعالى : { فإن فاءوا } [إن] حرف توكيد ونصب تنصب الإسم وترفع الخبر [الله] اسمها منصوب بها[غفور] خبرها مرفوع بها[رحيم]نعت تبعه في رفعه .
( 5 )…{ ذلك بأن الله هو الحق } : [ذا] اسم إشارة مبني على السكون في محل رفع مبتدأ ، و[اللام] للبعد و[الكاف] حرف خطاب [الباء] حرف جر [أن]حرف توكيد ونصب تنصب الإسم وترفع الخبر [الله] اسمها منصوب بها [هو] ضمير فصل مبني على الفتح لا محل له من الإعراب [الحق] خبر إن مرفوع ، والمصدر المنسبك من أن وما بعدها مجرور بالباء والجار والمجرور ، متعلق بمحذوف وجوباً في محل رفع خبر المبتدأ ، والتقدير ذلك بكون الله هو الحق" .(1/264)
( 6 )…إنَّ زيداً عالم بأني كفء : [إن] حرف توكيد ، ونصب [زيداً] اسمها منصوب [عالم] خبرها مرفوع [بأني] [الباء] حرف جر [أن] حرف توكيد ونصب ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب اسم أن [كفء] خبرها مرفوع بها ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بالباء والجار والمجرور متعلق بعالم .
قولك " كأن زيداً أسد"(1)
…و"لكن" للاستدراك ، وهو تعقيب الكلام برفع ما يتوهم ثبوته أو نفيه ، فمثال رفع ما يتوهم ثبوته قولك "زيد شجاع لكنه بخيل"(2) "فزيد شجاع" يوهم ثبوت الكرم ، لأن من شيمة الشجاع الكرم فرفعتَ ذلك الوهم بقولك لكنه بخيل ، ومثال مايتوهم نفيه قولك ، مازيد عالماً لكنه صالح(3) "فما زيد عالما" يوهم عدم صلاحه لأن الغالب على الجهال عدم الصلاح فرفعت ذلك الوهم بقولك لكنه صالح .
…و"ليت" للتمني ، وهو طلب مالا مطمع في حصوله ، أو ما فيه عسر ، فالأول نحو : ليت الشباب يعود يوما(4) ، والثاني نحو : ليت زيداً قائم"(5).
…و"لعل" للترجي(6) والتوقع ، والترجي هو ارتقاب الشئ المحبوب نحو ، لعل الله يرحمنا(7)
___________________________
( 1 )…كأن زيدا أسد : [كأن] حرف تشبيه ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر [زيدا] اسمها منصوب بها [أسد] خبرها مرفوع بها .
( 2 ) زيد شجاع لكنه بخيل : [زيد] مبتدأ مرفوع بالإبتداء [شجاع]خبر مرفوع بالمبتدأ [لكن] حرف استدراك تنصب الإسم وترفع الخبر ، و[الهاء] ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسمها [بخيل] خبرها مرفوع بها .
( 3 )…مازيد عالماً لكنه صالح : [ما] نافية حجازية تعمل عمل ليس ترفع الإسم وتنصب الخبر [زيد] اسمها مرفوع بها [عالما] خبرها منصوب بها [لكن] حرف استدراك تنصب الإسم وترفع الخبر و[الهاء] ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب اسمها [صالح ] خبرها مرفوع بها .(1/265)
( 4 )…ليت الشباب يعود يوما : [ليت] حرف تمن ونصب تنصب الإسم وترفع الخبر [الشباب] اسمها منصوب بها [يعود] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [يوماً] ظرف زمان منصوب على الظرفية الزمانية و[جملة الفعل] والفاعل في محل رفع خبر ليت .
( 5 )…ليت زيداً قائم : [ليت] حرف تمن ونصب [زيداً] اسمها منصوب [قائم] خبر ليت مرفوع .
( 6 )…الفرق بين الترجي والتمني أن التمني يكون في الممكن وغير الممكن كما يفهم من تعريفه ، وأما الترجي فلا يكون إلا في الممكن فلا تقول : لعل الشباب يعود يوماً .
( 7 )…لعل الله يرحمنا : [لعل] حرف ترج ونصب تنصب الإسم وترفع الخبر [الله] اسمها منصوب بها [يرحم] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، و[نا] ضمير متصل في =
والتوقع هو ارتقاب الشئ المكروه نحو : لعل العدو يقدم(1).
…واعلم أنه لايجوز في باب إن وأخواتها تقديم الخبر ولا معمول الخبر على الإسم إلا إذا كان الخبر ظرفا ، أو جارا ومجرورا ، فلا يقال : إِنَّ قائم زيداً ، ولا "إن طعامك زيدا آكل ، بل يجب تأخير الخبر ومعمول الخبر نحو : إن زيدا قائم(2)، وإن زيدا آكل طعامك(3). …وأجاز بعضهم تقديم معمول الخبر إذا كان ظرفاً أو جارا ومجروراً نحو : إن بك زيدا واثق(4)، وإن عندك زيدا جالس(5)، وجعل منه قول الشاعر :
73- فَلاَ تَلْحَنِي فِيهَافَإِنَّ بِحُبِّهَا .
أَخَاكَ مُصابُ الْقَلْبِ جَمٌّ بَلاَ بلُهْ .
___________________________
= محل نصب مفعول به ، و[جملة الفعل والفاعل] في محل رفع خبر ليت .
( 1 ) لعل العدو يقدم : [لعل] حرف ترج ونصب [العدو] اسمها منصوب [يقدم] فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو و[جملة الفعل والفاعل] في محل رفع خبر لعل .
( 2 )…إن زيدا قائم : [إن] حرف توكيد ونصب [زيدا] اسم إن منصوب بها [قائم] خبرها مرفوع .(1/266)
( 3 )…إن زيدا آكل طعامك : [إن] حرف توكيد ونصب تنصب الإسم وترفع الخبر [زيدا] اسمها منصوب بها [آكل] خبر إن مرفوع بها ، و[آكل] اسم فاعل يعمل عمل فعله يرفع الفاعل وينصب المفعول وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [طعام] مفعول به منصوب وعلامة نصبه فتح آخره وهو مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
( 4 )… إن بك زيدا واثق : [إن] حرف توكيد ونصب [بك] جار ومجرور [الباء] حرف جر ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالباء ، والجار والمجرور متعلق بواثق الآتي [زيداً] اسم إن منصوب [واثق] خبر إن مرفوع .
( 5 )…إن عندك زيدا جالس : [إن] حرف توكيد ونصب [عند] ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية وهو مضاف و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والظرف وما أضيف إليه متعلق بجالس الآتي [زيداً] اسم إن منصوب بها [جالس] خبرها مرفوع .
73- اللغة : [تلحني] : تلمني [جم] كثير ، و[البلابل] شدة الهم واشتغال البال .
…الإعراب : [فلا] [الفاء] بحسب ما قبلها [لا] ناهية [تلحني] فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذفحرف العلة من آخره وهو الألف ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعوله به و[فيها] جار ومجرور [في] حرف جر ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بفي متعلق بتلحى [فإن] [الفاء] لتعليل النهي =
فأخاك اسم "إِنَّ" ومصاب القلب خبرها ، وبحبها معمول للخبر ، وقد تقدم على اسم إن .
…فإن كان الخبر ظرفاً أو جارا ومجرورا جاز تقديمه على الإسم نحو: إن في الدار زيداً(1) وإن عندك زيدا(2) وليت فيها غير البذي(3) وليت هنا غير البذي(4) والبذي الفاحش النطق
___________________________(1/267)
= و[إن] حرف توكيد ونصب [بحب] جار ومجرور [حب] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالباء متعلق بمصاب [أخا] اسم إن منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الستة [أخا]مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [مصاب] خبرها ، وهو مضاف ، و[القلب] مضاف إليه مجرور [جم] خبر ثان لإن وهو مصدر يعمل عمل فعله [بلابل] فاعل جمٌ و[الهاء] ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بالإضافة وسكن لأجل الشعر ، ويجوز إعراب "بلابل" مبتدأ مؤخراً وجم خبر مقدم ، وإنما صح الأخبار بجم عن بلابله مع كونها جمعاً لبلبال لأنه مصدر والمصدر لا يثنى ولا يجمع ، وجملة جم بلابله حينئذ في محل رفع إما خبر آخر لإن أو بدل من مصاب القلب بدل كل من كل .
الشاهد فيه : قوله ( بحبها" حيث تقدم معمول خبر إن على إسمها لكونه جاراً ومجروراً ، ومثل ذلك الظرف للتوسع فيهما ، وهو جائز عند بعضهم كابن مالك خلافاً للجمهور .……
( 1 ) إن في الدار زيدا : [إن] حرف توكيد ونصب تنصب الإسم وترفع الخبر [في الدار] جار ومجرور متعلق بمحذوف وجوباً تقديره كائن في محل رفع خبر إن مقدم و[زيدا] اسمها مؤخر منصوب بها .
( 2 )…إن عندك زيداً : [إن] حرف توكيد ونصب [عند] ظرف مكان منصوب على الظرفية المكانية وهو مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والظرف وما أضيف إليه متعلق بواجب الحذف في محل رفع خبر إن مقدم ، و[زيداً] اسمها مؤخر منصوب .
( 3 )…ليت فيها غير البذي : [ليت] حرف تمن ونصب تنصب الإسم وترفع الخبر [فيها] جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره كائن خبر ليت مقدم [غير] اسمها مؤخر منصوب وهو مضاف ، و[البذي] مضاف إليه مجروروعلامة جره كسرة مقدرة علىآخره منع من ظهورها الثقل لأنه اسم منقوص .(1/268)
( 4 )…ليت هنا غير البذي : [ليت] حرف تمن ونصب [هنا] ظرف مكان في محل نصب على الظرفية المكانية متعلق بمحذوف وجوباً تقديره كائن خبر ليت مقدم [غير] اسمها مؤخر منصوب وهو مضاف ، و[البذي]مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها =
…وقد يجب تقديم الخبر إذا كان في الإسم ضمير يعود على الخبر نحو : إن في الدار صاحبها"(1) لئلا يعود الضمير على متأخر لفظاً ورتبة وقد تقدم ذلك(2).
يقول الناظم
ِلإِنَّ أَنَّ لَيْتَ لَكِنَّ لَعْلْ كَإِنَّ زَيْدَاً عَالِمٌ بِأَنِّي وَرَاعِ ذَا التَّرْتِيبَ إِلاَّ فِي الَّذِي .
كَأَنَّ عَكْسُ مَا لِكَانَ مِنْ عَمَلْ كُفْءٌ(3) وَلَكِنَّ ابْنَهُ ذُو ضِغْنِ(4) كَلَيْتَ فِيهَا أَوْ هُنَا غَيْرَ الْبَذِي(5) .
قول الناظم :…
وراع ذا الترتيب إلا في الذي .
كليت فيها أو هنا غير البذي .
أي يلزم في باب إِن وأخواتها تقديم الإسم وتأخير الخبر إلا إذا كان الخبر جارا ومجروراً نحو : ليت فيها غير البذي ، أو ظرفاً نحو : ليت هنا غير البذي ، وقد تقدم بيانه .
…… @ الْمَوَاضِعُ الّتِي يَجِبُ فِيْهَا فَتْحُ هَمْزَةِ "إنّ @
…همزة "إن" لها ثلاثة أحوال : وجوب الفتح ، ووجوب الكسر ، وجواز الأمرين
___________________________
= الثقل لأنه اسم منقوص .
( 1 ) إن في الدار صاحبها : [إن] حرف توكيد ونصب [في الدار] جار ومجرور متعلق بمحذوف وجوباً تقديره كائن خبر إن مقدم وجوبا [صاحب] اسمها مؤخر منصوب ، وهو مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
( 2 )…في باب المبتدأ والخبر صفحة ( 165 ) .
( 3 )…إن زيداً عالم بأني كفء : تقدم إعرابه صفحة ( 230 ) و[الكفء] المثل .(1/269)
( 4 )… لكن ابنه ذو ضغن : [لكن] حرف استدراك ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر [ابن] اسمها منصوب وهو مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [ذو] خبر لكن مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة [ذو] مضاف و[ضغن] مضاف إليه مجرور و[الضغن] الحقد والعداوة .
( 5 )…ليت فيها أوهنا غير البذي : تقدم إعرابه صفحة ( 233 ) و[البذي] الفاحش النطق .…
ونبدأ بفتحها فنقول وبالله التوفيق :
…يجب فتح همزة "إن" إذا قدرت بمصدر ، وذلك في خمسة مواضع :
…الأول : إذا حلت محل الفاعل نحو : يعجبني أنك قائم(1) فأَنَّ وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل يعجب ، والتقدير يعجبني قيامك ، ومنه قوله تعالى { أَوَ لَمْ يَكْفِهِمْ أَنّاأَنْزَلْنَا(2)} فأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل "يكف"والتقدير"أو لم يكفهم إنزالنا".
…الثاني : إذا حلت محل النائب عن الفاعل نحو : قوله تعالى { قُلْ أُوْحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ(3)} فأَنَّ وما دخلت عليه في تأويل مصدر نائب فاعل لأوحي ، والتقدير "قل أوحي إلي إستماع نفر".
___________________________
( 1 )…يعجبني أنك قائم : [يعجب] فعل مضارع مرفوع ، و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [أن] حرف توكيد ونصب ، و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب اسمها [قائم] خبرها مرفوع ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر فاعل يعجب ، والتقدير يعجبني قيامك .(1/270)
( 2 ) { أو لم يكفهم أنا أنزلنا } : [الهمزة] للاستفهام التوبيخي [الواو] حرف عطف [لم] حرف نفي وجزم وقلب [يكف] فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو الياء ، و[الهاء] ضمير متصل مبني على الكسر في محل نصب مفعول به ، و[الميم] علامة الجمع [أن] حرف توكيد ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر ، و[نا] المدغمة ضمير متصل مبني على السكون في محل نصب اسمها [أنزلنا] فعل وفاعل [أنزل] فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، و[نا] ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، و[جملة الفعل والفاعل] في محل رفع خبر أن ، والمصدر المنسبك من أن وما بعدها في محل رفع فاعل "يكف" والتقدير أو لم يكفهم إنزالنا إليك الكتاب .
( 3 )…{ قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن } : [قل] فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [أوحي] فعل ماض مبني للمجهول [إلي] جار ومجرور [إلي] حرف جر ، و[الياء] ضمير متصل مبني على السكون في محل جر بإلى والجار والمجرور متعلق بما قبله [أن] حرف توكيد ونصب تنصب الإسم وترفع الخبر ، و[الهاء] ضمير متصل مبني على الضم في محل نصب إسمها [استمع] فعل ماض مبني على الفتح [نفر] فاعل مرفوع [من الجن] جار =
…الثالث : إذا حلت محل المفعول به نحو : "عرفت أنك قائم"(1) فأَنَّ وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به والتقدير "عرفت قيامك" ومنه قوله تعالى { وَلاَ تَخَافُونَ أَنّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللهِ(2)} فأَنَّ وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به لتخافون ، والتقدير "ولا تخافون إشراككم بالله" .
…الرابع : إذا حلت محل المبتدأ نحو { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الأَرْضَ خَاشِعَةً(3)} فأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مبتدأ مؤخر خبره جملة "ومن آياته" .
___________________________(1/271)
= ومجرور متعلق بمحذوف وجوباً تقديره كائن في محل رفع نعت للفاعل "نفر" و[جملة استمع نفر] في محل رفع خبر أَنَّ ، والمصدر المنسبك من أن وما بعدها نائب فاعل "أوحي" والتقدير قل أوحي إلي استماع نفر من الجن .
( 1 ) عرفت أنك قائم : [عرفت] فعل وفاعل [أن] حرف توكيد ونصب ، و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب اسمها[قائم] خبرها مرفوع ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به لعرفت .
( 2 )… { ولا تخافون أنكم أشركتم بالله } : [الواو] حالية [لا] نافية [تخافون] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأمثلة الخمسة [وواو] الجماعة ضمير متصل في محل رفع فاعل [أنكم] [أن] حرف توكيد ونصب ، و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب اسمها ، و[الميم] علامة الجمع [أشركتم] فعل وفاعل [أشرك] فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، و[الميم] علامة الجمع و[جملة الفعل والفاعل] في محل رفع خبر أن ، والمصدر المنسبك من أن وما بعدها مفعول لتخافون [بالله] جار ومجرور [الباء] حرف جر ، و[لفظ الجلالة] مجرور بالباء وعلامة جره كسر الهاء تأدبا ، والجار والمجرور متعلق بأشرك والتقدير : ولا تخافون إشراككم بالله .
( 3 )…{ ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة } : [الواو] حرف استئناف [من آيات] جار ومجرور [آيات] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بمحذوف وجوباً تقدير كائن في محل رفع خبر مقدم [أن] حرف توكيد ونصب ، و[الكاف] ضمير متصل مبني على الفتح في محل نصب اسمها [ترى] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه فعل مضارع معتل الآخر بالألف ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [الأرض] مفعول به =(1/272)
…الخامس : "إذا حلت محل المجرور نحو : عجبت من أنك قائم"(1) فأَنَّ وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بمن ، والتقدير "عجبت من قيامك" ، ومنه قوله تعالى { ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ هُوَ الْحَق(2)} فأَنَّ وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بالباء ، والتقدير "ذلك بكون الله هو الحق(3) .
يقول الناظم
وَهَمْزَ إِنَّ افْتَحْ لِسَدِّ مَصْدَرِ .
مَسَدَّهَا(4) وَفِي سِوَى ذَاكَ اكْسِرِ .
___________________________
= منصوب [خاشعة] حال منصوب ، هذا إن جعلنا الرؤية بصرية ، وإن جعلناها قلبية فخاشعة مفعول ثان ، والمصدر المنسبك من أن وما بعدها مبتدأ مؤخر ، والتقدير"ومن آياته رؤيتك الأرض خاشعة " .
( 1 )…عجبت من أنك قائم : [عجبت] فعل وفاعل [من] حرف جر [أن] حرف توكيد ونصب و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب اسمها [قائم] خبرها مرفوع ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بمن و"التقدير عجبت من قيامك" .
( 2 )…{ ذلك بأن الله هو الحق } : [ذا] اسم إشارة في محل رفع مبتدأ و[اللام] للبعد ، و[الكاف] حرف خطاب ، و[الباء] حرف جر ، و[أن] حرف توكيد ونصب ، و[لفظ الجلالة] اسمها منصوب بها [هو] ضمير فصل مبني على الفتح لامحل له من الإعراب [الحق] خبر أن مرفوع ، والمصدر المنسبك في أن وما بعدها مجرور بالباء ، والتقدير "ذلك بكون الله هو الحق" .
( 3 )…بقيت مواضع أخرى يجب فيها فتح همزة "أن" نذكرها تتميما للفائدة .
…الأول : إذا حلت محل المضاف إليه نحو: قوله تعالى { إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون } أي مثل نطقكم ، فما صلة ومثل مضاف وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بالإضافة .
…الثاني : أن تقع في موضع المعطوف على شئ مما ذكرناه نحو قوله تعالى { أذكروا نعمتي التي انعمت عليكم وأني فضلتكم على العالمين } "أي اذكروا نعمتي وتفضيلي إياكم" .(1/273)
…الثالث : أن تقع في موضع البدل مما ذكرناه نحو: قوله تعالى { وإذْ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم } أي وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين كونها لكم فهو بدل اشتمال من المفعول به .
( 4 )…إنما قال لسد مصدر مسدها "ولم يقل لسد مفرد مسدها" لأنه قد يسد المفرد مسدها ويجب =
…قول الناظم ( وفي سوى ذاك اكسر ) أي إن لم تقدر بمصدر لم يجب فتحها بل تكسر وجوبا ، أو جوازاً كما سنذكره .
@ الْمَوَاضِعُ الّتِي يَجِبُ فِيْهَا كَسْرُ هَمْزَةِ "إنَّ" @
…يجب كسر همزة إن في ستة مواضع :
…الأول : إذا وقعت في ابتداء الكلام سواء كان ذلك الإبتداء حقيقة نحو : { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ(1) } أو حكما نحو : { أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ(2)} ونحو : { كَلاَّ إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى(3)} ولايجوز وقوع المفتوحة في الابتداء(4) .
…الثاني : إذا وقعت في أول الصلة نحو :"جاء الذي إنه قائم"(5) ومنه قوله تعالى ........
___________________________
= كسرها نحو : ظننت زيدا إنه قائم" فهذه يجب كسرها وإن سد مسدها مفرد ، لأنها في موضع نصب مفعول به ثان لظن ، ولكِنْ لاتقدر بالمصدر إذ لا يصح "ظننت زيداً قيامه" .
( 1 )…{ إنا أنزلناه } : [إن] حرف توكيد ونصب تنصب الإسم وترفع الخبر و[نا] المدغمة ضمير متصل في محل نصب اسم إن [أنزلناه] فعل وفاعل ومفعول والجملة في محل رفع خبر إن .
( 2 ) { ألا إنهم هم السفهاء } : [ألا] حرف استفتاح ، ولك أن تقول حرف تنبيه وهو مبني على السكون لامحل له من الإعراب [إن] حرف توكيد ونصب ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب اسمها و[الميم] علامة الجمع [هم] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [السفهاء] خبر المبتدأ مرفوع ، وجملة المبتدأ والخبر في محل رفع خبر إن .(1/274)
( 3 ) { كلا إن الإنسان ليطغى } : [كلا] حرف ردع وزجر [إن] حرف توكيد ونصب [الإنسان] اسمها منصوب [ليطغى] [اللام] لام الإبتداء [يطغى] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر لأنه فعل مضارع معتل الآخر بالألف وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، و[جملة الفعل والفاعل] في محل رفع خبر إن .
( 4 )…فلا تقول "إنك فاضل عندي" بل يجب التأخير فتقول :"عندي إنك فاضل ، وأجاز بعضهم الابتداء بها .
( 5 )…جاء الذي إنه قائم : [جاء] فعل ماض [الذي] اسم موصول في محل رفع فاعل [إن] حرف توكيد ونصب و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب اسمها [قائم] خبرها ، و[جملة إن واسمها وخبرها] صلة الموصول والعائد الهاء من "إنه" .
{ وَآتَيْنَاهُ مِنَ الْكُنُوزِ مَا إِنَّ مَفَاتِحَهُ لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ(1)} .
…الثالث : إذا وقعت جواباً للقسم وفي خبرها اللام سواء ذكر فعل القسم نحو : قوله تعالى { وَيَحْلِفُونَ بِاللهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ(2)} أو لم يذكر فعل القسم نحو : والله إن زيدا لقائم(3) لأن اللام لاتدخل إلا على إن المكسورة(4) .
___________________________
( 1 ) { وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة } : [الواو] حرف عطف [آتيناه] فعل وفاعل ومفعول [آتى] فعل ماض ينصب مفعولين و[نا] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول لآتي [من] حرف جر [الكنوز] مجرور بمن والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من المفعول الأول [ما] اسم موصول بمعنى الذي في محل نصب مفعول به ثان لآتى [إن] حرف توكيد ونصب [مفاتح] اسم إن منصوب وهو مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [اللام] لام الابتداء [تنوء] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [بالعصبة] جار ومجرور متعلق بتنوء ، و[جملة إن مفاتحه] صلة الموصول ، و[جملة لتنوء بالعصبة] في محل رفع خبر إن .…(1/275)
( 2 )…{ ويحلفون بالله إنهم لمنكم } : [الواو] حرف استئناف [يحلفون] فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأمثلة الخمسة ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل [بالله] جار ومجرور [الباء] حرف قسم وجر ، و[لفظ الجلالة] مقسم به ، والجار والمجرور متعلق بيحلفون [إن] حرف توكيد ونصب ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب اسم "إن" و[اللام] لام الإبتداء [منكم] جار ومجرور [من] حرف جر و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بمن ، و[الميم] علامة الجمع ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر إن .
( 3 )…والله إن زيداً لقائم : [الواو] حرف قسم وجر ، و[لفظ الجلالة] مقسم به [إن] حرف توكيد ونصب [زيداً] اسم إن منصوب [لقائم] [اللام] لام الإبتداء [قائم] خبر إن مرفوع .
( 4 )…وأما إذا حذف فعل القسم ولم يقترن اللام بخبر إن نحو: قوله تعالى { حم والكتاب المبين إنا انزلناه } ففي كسر همزة إن خلاف فذهب البصريون إلى وجوب كسرها ، والكوفيون يجيزون فيها الكسر، والفتح ، والذي حققه المحققون من العلمآء أن مذهب الكوفيين في هذا الموضع غير صحيح فقد نقل ابن هشام - عبد الله بن يوسف أبو محمد جمال الدين الأنصاري - إجماع العرب على الكسرة ، وقال السيوطي- عبد الرحمن بن أبي بكر جلال الدين - في جمع =
…الرابع : إذا وقعت في جملة محكية بالقول نحو : قوله تعالى { قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ(1)} فإن لم تحك به ، بل أُجْرِيَ القول مجرى الظن فُتِحَتْ نحو :"أتقول أن زيدا قائم"(2) أي أتظن .
…الخامس : إذا وقعت في أول الجملة الحالية نحو :"زرته وإني ذو أمل"(3)ومنه قوله تعالى { كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ(4)}
___________________________
=…الجوامع "وما نقل عن الكوفيين من جواز الفتح فيها غلط لأنه لم يسمع" .(1/276)
( 1 )…{ قال إني عبد الله } : [قال] فعل ماض ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [إن] حرف توكيد ونصب ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب اسم إن [عبد] خبر مرفوع وهو مضاف ، و[لفظ الجلالة]مضاف إليه ، و[الجملة] في محل نصب مقول القول .
( 2 )…أتقول إن زيدا قائم : [أتقول] [الهمزة] للاستفهام [تقول] فعل مضارع بمعنى تظن مرفوع والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره أنت [إن] حرف توكيد ونصب [زيداً] اسم إن منصوب [قائم] خبرها مرفوع ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر سد مسد مفعولي تقول .
( 3 )…زرته وإني ذو أمل : [زرته] فعل وفاعل ومفعول [وإني] [الواو] حالية [إن] حرف توكيد ونصب ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب اسم إن [ذو] خبرها مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة وهو مضاف ، و[أمل] مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر آخره وسكن لأجل النظم .
( 4 )…{ كما أخرجك ربك من بيتك بالحق وإن فريقاً من المؤمنين لكارهون } : [الكاف] حرف تشبيه وجر[ما] مصدرية [أخرج] فعل ماض [ والكاف] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [رب] فاعل مرفوع [ رب] مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [من بيت] جار ومجرور متعلق بأخرج [بيت] مضاف ، و[الكاف]ضمير متصل في محل جر بالإضافة [بالحق] جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الكاف في أخرجك ، وما وما دخلت عيه في تأويل مصدر في محل جر بالكاف ، والجار والمجرور متعلق بأخرج [وإن فريقا من المؤمنين] [الواو] حالية [إن] حرف توكيد ونصب [فريقا] اسمها [من] حرف جر [المؤمنين] مجرور بمن وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه جمع مذكر سالم ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف نعت "لفريقا" [لكارهون] [اللام] هي المزحلقة جئ بها للتوكيد [كارهون] خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والجملة في محل نصب حال من الضمير في أخرجك .
وقول كثيربن عبدالرحمن المعروف بكثير عزة :(1/277)
74- مَا أَعْطَيَانِي وَلاَ سَأَلْتُهُمَا .
إِلاّ وَإِنِّي لَحَاجِزِي كَرَمِي .
…السادس : إذا وقعت بعد فعل من أفعال القلوب(1)وقد علق عنها باللام(2) نحو ........
___________________________
…74- اللغة : [حاجزي] : مانعي .
…الإعراب : [ما] نافية ، و[أعطياني] أعطى فعل ماض تنصب مفعولين ، و[ألف التثنية] ضمير متصل في محل رفع فاعل، و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول لأعطى [ولا] [الواو] للعطف ، و[لا] نافية [سألتهما] [سأل] فعل ماض تنصب مفعولين مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول ، و[الميم] حرف عماد ، و[الألف] حرف دال على التثنية والمفعول الثاني لأعطى وكذا سأل محذوف تقديره شيئاً [إلاوإني لحاجزي كرمي] [إلا] أداة استثناء ، و[الواو] للحال ، و[إن] حرف توكيد ونصب [والياء] ضمير متصل في نصب اسمها [اللام] [لام] الإبتداء [وحاجزي] خبر إن مرفوع ، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها إلا كسر ما قبلها ، و[الياء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة اسم الفاعل لمفعوله [كرمي] فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها إلا كسر ما قبلها [كرم] مضاف ، و[ياء] المتكلم ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر لفاعله ، و[جملة إني لحاجزي] في محل نصب حال من مفعول أعطى .(1/278)
الشاهد فيه : قوله ( إلا وإني لحاجزي كرمي" حيث جاءت همزة "إن مكسورة لأنها وقعت موقع الحال ، وهناك سبب آخر يوجب كسر همزة "إن" وهو اقتران خبرها باللام ، وقال الأعلم - يوسف بن سليمان الشنتمري - الشاهد فيه كسر همزة إن ، لدخول اللام في خبرها ولأنها واقعة موقع الجملة النائبة مناب الحال ولو حذفت اللام لم تكن إلا مكسورة لذلك ) اهـ .
( 1 )…سميت بذلك لأنها من العلم ، والظن ، وهي قائمة بالقلب ومتعلقة به .
( 2 )…التعليق هو إبطال العمل لفظاً لا محلاً وسيأتي ذلك في باب ظن وأخواتها صفحة ( 301 ) .
علمت إن زيدا لقائم(1) ، فإن لم يكن في خبرها اللام فتحت نحو : علمت أن زيدا قائم(2).
يقول الناظم
فَاكْسِرْ فِي الاِبْتِدَا وَفِي بَدْءِ صِلَهْ أَوْ حُكِيَتْ باِلْقَوْلِ أَوْ حَلَّتْ مَحَلْ وَكَسَرُوا مِنْ بَعْدِ فِعْلٍ عُلِّقَا .
وَحَيْثُ إِنَّ لِيَمِينٍ مُكْمِلَهْ حَالٍ كَزُرْتُهُ وَإِنِّي ذُو أَمَلْ(3) بِالَّلاَمِ كَاعْلَمْ إِنَّهُ لَذُوتُقَى(4) .
@ الْمَوَاضِعُ الّتي يَجُوْزُ فِيْهَا فَتْحُ هَمْزَةِ إِنَّ وَكَسْرُهَا @
…يجوز فتح همزة "إنَّ" وكسرها في عدة مواضع :
___________________________
( 1 )…علمت إن زيداً لقائم : [علمت] فعل وفاعل [علم] فعل ماض من أخوات ظن تنصب مفعولين و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [إن] حرف توكيد ونصب [زيداً] اسمها منصوب[لقائم] [اللام] لام الإبتداء [قائم] خبر إن مرفوع ، وجملة إن مع اسمها وخبرها في محل نصب سدت مسد مفعولي علم .
( 2 )…علمت أن زيدا قائم : [علمت] فعل وفاعل [علم] فعل ماض من أخوات ظن تنصب مفعولين [أَن] حرف توكيد ونصب [زيداً] اسمها منصوب بها [قائم] خبرها وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر سد مسد مفعولَي علم .
( 3 )…زرته وإني ذو أمل : تقدم إعرابه صفحة ( 240 ) .(1/279)
( 4 )…كاعلم إنه لذو تقى : [الكاف] حرف تشبيه وجر ومجرورها محذوف تقديره "كقولك" ، [اعلم] فعل أمر من أخوات ظن تنصب مفعولين والفاعل مستتر فيه وجوباً تقديره "أنت" [إن] حرف توكيد ونصب و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب اسمها [لذو تقى] اللام لام الإبتداء [ذو] خبر ان مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة [ذو] مضاف ، و[تقى] مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور ، وإن مع اسمها وخبرها سادة مسد مفعولَي علم .
…( تنبيه ) بقي مواضع يجب فيها كسر همزة إن لم يذكرها ابن مالك رحمه الله وإليك بيانها :
…الأول : إذا وقعت بعد حيث نحو : "أَجْلِسُ حيث إن زيدا جالس" =
…الأول : إذا وقعت بعد إذا الفجائية نحو : خرجت فإذا إن زيدا قائم(1) فمن كسرها جعلها جملة ، والتقدير خرجت فإذا زيد قائم ، ومن فتحها فالمصدر المنسبك من أن وما بعدها مبتدأ والخبر محذوف والتقدير فإذا قيامه حاصل ، ويجوز أن يكون الخبر إذا الفجائية والتقدير "فإذا قيام زيد أي ففي الحضرة قيام زيد ، والكسر أولى لأنه لايحوج إلى تقدير شئ أصلا .
…ومما جاء بالوجهين قول الشاعر :
75- وَكُنْتُ أُرَى زَيْداً كَما قِيلَ سَيِّداً .
إِذَا إِنَّهُ عَبْدُ الْقَفَا وَاللَّهَازِمِ .
___________________________
=…الثاني : إذا وقعت في جملة هي خبر عن اسم عين نحو : زيد إنه قائم .
…الثالث : إذا وقعت في أول الجملة المستأنفة نحو : { ولا يحزنك قولهم إن العزة لله } .
…الرابع : إذا وقعت في أول الصفة نحو : جاءني رجل إنه فاضل" .
…الخامس : إذا وقعت في أول الجملة التابعة لمفرد نحو : "زيد كريم وإنه فاضل" إذا جعلت الواو عاطفة على الخبر ، أو التابعة لشئ مما تقدم نحو : { وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك } .(1/280)
( 1 )…خرجت فإذا إن زيدا قائم : [خرجت] فعل وفاعل [خرج] فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [الفاء] حرف عطف [إذا] فجائية [إن] بكسر الهمزة حرف توكيد ونصب تنصب الإسم وترفع الخبر [زيداً] اسمها منصوب بها [قائم] خبرها مرفوع بها ، ومن فتح همزة أَنَّ فالمصدر المنسبك من أن وما بعدها مرفوع بالإبتداء والخبر محذوف أي فإذا قيامه حاصل .
75- اللغة : [القفا] : مؤخر العنق ، و[اللهازم] جمع لهزمة عظم ناتيء في اللحي تحت الأذن .
…الإعراب : [الواو] بحسب ما قبلها [كنت] [كان] فعل ماض ناقص ، و[التاء] ضمير متصل في محل نصب اسمها [أرى] بضم الهمزة بمعنى أظن لغلبة استعماله بالظن في معنى أظن كما قاله يس بن زين الدين أبو بكر ، وإن جاز في الذي بمعنى "أظن" الفتح أيضاً بالبناء للفاعل لكنه قليل ويكون أرى بمعنى أعلم وهو كثير - وهو متعد لمفعولين فقط سواء ضمت الهمزة أو فتحت [زيداً] مفعوله الأول [سيداً] مفعوله الثاني وفاعل أرى ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا لأن قولهم مبني للمفعول أي على صورته بدليل معناه ، و[جملة أرى] في محل نصب خبر كان [كما قيل] [الكاف] حرف جر [ما]مصدرية ، وهي وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بالكاف التي بمعنى اللام ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لمفعول مطلق بقوله "أرى" أي وكنت =
روي بفتح أن وكسرها لوقوعها بعد إذا الفجائية(1).
…الثاني : يجوز فتح إن وكسرها إذا وقعت جواب قسم وليس في خبرها اللام نحو : حلفت إن زيداً قائم(2) وقد روي بالفتح والكسر قول رؤبة بن العجاج :
76 - لَتَقْعُدِنَّ مَقْعَدَ الْقَصِيِّ أَوْ تَحْلِفِي بِرَبِّكِ الْعَلِيِّ .
مِنِّي ذَوِى الْقَاذُورَةِ الْمَقْلِيِّ اَِ نِّي أَبُو ذَيَّالِكِ الصِّبِيِّ .
فمن كسرها جعلها جملة جوابا للقسم ومن فتحها فعلى نية حرف الجر والتقدير"أو تحلفي على أني".
___________________________(1/281)
= أظن زيداً سيداً ظناً موافقا للذي قيل أو لقولهم ، و[قيل] فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو [اذا] حرف مفاجأة -أي هجوم وبغتة - حرف مبني على السكون لامحل له من الإعراب [إنه] [إن] حرف توكيد ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب اسمها [عبد] خبرها مرفوع [عبد] مضاف ، و[القفا] مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر [واللهازم] معطوف على "القفا" تبعه في جره .
الشاهد فيه : قوله ( إذا إنه" حيث روي بكسر أن وفتحها ، فدل على جواز الأمرين إذا وقعت بعد إذا الفجائية ، فمن كسرها جعلها جملة كاملة مذكوراً طرفاها ، وكأنه قال : وكنت أرى زيداً قيل سيداً ، فإذا هو عبد القفا واللهازم ، ومن فتحها جعلها مع اسمها وخبرها في تأويل مصدر مبتدأ خبره محذوف ، والتقدير "فإذا عبوديته حاصلة" ، وهذا كالذي قبله مبني على أن إذا حرف مفاجأة ) .
( 1 ) فمن كسرها جعلها جملة مستأنفة والتقدير " إذ هو عبد القفا واللهازم ومن فتحها جعلها مصدرا مبتدأ وخبره محذوف والتقدير فإذا عبوديته موجودة ويجوز أن يكون الخبر إذا الفجائية والتقدير فإذا عبوديته أي ففي الحضرة عبوديته وكسر إن أولى لانه لا يحوج إلى التقدير .
( 2 )…حلفت أن زيدا قائم : [حلفت] فعل وفاعل [أن] بفتح الهمزة حرف توكيد ونصب [زيداً] اسم أن منصوب [قائم] خبرها مرفوع ، وان وما دخلت عليه في تأويل مصدر معمول لفعل القسم باسقاط الخافض والتقدير حلفت على قيام زيدٍ ، ومن كسر همزة إن فالجملة لامحل لها من الإعراب جواب القسم .
76 - اللغة : [القصي] البعيد [القاذورة] أي القذر وهو الوسخ [المقلي] المبغوض =
…
الثالث : إذا وقعت بعد فاء الجزاء نحو : من يأتني فإنه مكرم(1) فالكسر على جعل
___________________________(1/282)
=…الإعراب : [اللام] داخلة في جواب قسم مقدر تقديره والله و[تقعدن] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه النون المحذوفة لتوالي الأمثال ، و[الياء] المحذوفة لأجل التخلص من التقاء الساكنين ضمير متصل في محل رفع فاعل [مقعد] منصوب على أنه ظرف مكان متعلق بتقعد أي في مقعد ، أو مفعول مطلق على أنه بمعنى القعود [مقعد]مضاف ، و[القصي] مضاف إليه وهو صفة لمحذوف أي الشخص القصي [مني] [من] حرف جر و[الياء] ضمير متصل في محل جر بمن ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل تقعد ، أي حال كونك بعيدة عني أو متعلق بالقصي [ذي] صفة أولى لقوله القصي تبعه في جره وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه من الأسماء الستة [ذي] مضاف ،و[القاذورة] مضاف إليه [المقلي] صفة ثانية للقصي [أو] حرف عطف بمعنى "إلا"، لأن ما بعدها ينقضي دفعة واحدة [تحلفي] فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد أو التي بمعنى إلا وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة ، و[الياء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [بربك] جار ومجرور ومضاف إليه متعلق بتحلفي [العلي] صفة للرب [إني] إن واسمها [أبو] خبرها مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة [أبو] مضاف ، و[ذيا] اسم إشارة في محل جر بالإضافة ، و[اللام] للبعد ، و[الكاف] حرف خطاب- وهو تصغير لذلك وهو شاذ لأن التصغير من خواص الأسماء المتمكنة فلا تصغر المبنيات وإنما صغروها نظراً لكونها شابهت الأسمآء المتمكنة من حيث إنها تقع صفة وموصوفة - [الصبي] بدل من اسم الإشارة أو عطف بيان أو نعت تبعه في جره .(1/283)
…الشاهد فيه : قوله ( أوتحلفى بربك العلي أني" حيث روي بفتح همزة أن ، وكسرها ، فدل ذلك على جواز الوجهين إذا وقعت في جواب فعل القسم الظاهر ولم يقترن خبرها باللام فمن كسرها جعلها جملة جواباً للقسم لا محل لها من الإعراب ، ومن فتحها جعلها مع مدخولها في تأويل مصدر معمول لفعل القسم بإسقاط الخافض سدت مسد الجواب ، أي : أو تحلفي بربك العلي على أبوتي لذلك الصبي ) .
( 1 )…من يأتني فإنه مكرم : [من] اسم شرط جازم يجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه [يأت] فعل الشرط مجزوم بأداة الشرط وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو الياء =
ما بعد الفاء جملة تامة أجيب بها الشرط فكأنه قال من يأتني فهو مكرم ، والفتح على تقديرها بمصدر مبتدأ خبره محذوف والتقدير "من يأتني فإكرامه موجود" وهو خبر مبتدأ محذوف والتقدير "فجزاؤه الإكرام"
ومما جاء بالوجهين قوله تعالى { مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ(1)} قرئ { فإنه غفور رحيم } بالفتح والكسر" فالكسر على جعل ما بعد الفاء جملة تامة أجيب بها الشرط والتقدير "فهو غفور رحيم" والفتح على تقديرها بمصدر وهو مبتدأ خبره محذوف ، والتقدير"فالغفران جزاؤه" أو خبر مبتدأ محذوف ، والتقدير"فجزاؤه الغفران" .
___________________________
=…وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [فإنه] [الفاء] رابطة لجواب الشرط [إن] بكسر الهمزة حرف توكيد ونصب والهاء ضمير متصل في محل نصب اسم إن [مكرم] خبرها مرفوع [وجملة إن] واسمها وخبرها في محل جزم جواب الشرط ، وبفتح الهمزة على تقديرها بمصدر يكون مبتدأ وخبره محذوف والتقدير "من يأتنى فإكرامه موجود" أوخبر لمبتدأ محذوف والتقدير "فجزاءه الإكرام" .(1/284)
( 1 )…{ من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم } : [من] اسم شرط جازم تجزم فعلين الأول فعل الشرط ، والثاني جوابه وجزاؤه في محل رفع مبتدأ [عمل] فعل ماض مبني على الفتح في محل جزم فعل الشرط وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو ، و[جملة الفعل والفاعل] في محل رفع خبر المبتدأ [منكم] جار ومجرور [من] حرف جر ، و[الكاف] ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بمن ، و[الميم] علامة الجمع [سوءا] مفعول به منصوب [بجهالة] جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من فاعل عمل [ثم] حرف عطف [تاب] فعل ماض وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [من بعد] جار ومجرور [بعد] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والظرف وما أضيف إليه متعلق بتاب [وأصلح] [الواو] حرف عطف [أصلح] فعل ماض ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [فإنه] [الفاء] رابطة لجواب الشرط [إن] بكسر الهمزة حرف توكيد ونصب و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب اسم إن [غفور] خبرها مرفوع [رحيم] نعت لغفور تبعه في رفعه و[جملة إن مع اسمها وخبرها] في محل جزم جواب الشرط ، ومن فتح "أن" فالمصدر المنسبك من أن وما بعدها مبتدأ وخبره =
…
…الرابع : مما يجوز فيه كسر همزةإن وفتحها ، إذا وقعت أن بعد مبتدأ هو في المعنى قول وخبر إن قول والقائل واحد نحو : "خير القول أني أحمد الله"(1) فالفتح على تقديرها بمصدر خبرعن المبتدأ الذي هو خير والتقدير"خير القول حمد الله"والكسر على أن الجملة خبرعن المبتدأ الذي هو خير لقصد الحكاية(2)ولا تحتاج هذه الجملة إلى رابط لأنها نفس المبتدأ في المعنى
يقول الناظم
بَعْدَ إِذَا فُجَاءَةٍ أَوْ قَسَمِ مَعْ تِلْوِ(4) فَالْجَزَا وذَا يَطَّرِدُ(5) .
لاَ لامَ بَعْدَهُ بِوَجْهَيْنِ نُمِى(3) فِي نَحْوِ خَيْرُ الْقَوْ لِ إِنِّى أَحْمَدُ .
___________________________(1/285)
= محذوف والتقدير فالغفران والرحمة حاصلان ، أو خبر مبتدأ محذوف والتقدير "فالحاصل الغفران والرحمة ".
( 1 )…خير القول إني أحمد الله : [خير] مبتدأ مرفوع وهو مضاف ، و[القول] مضاف إليه مجرور [أني] [أن] بالفتح حرف توكيد ونصب ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب اسم إن[أحمد] فعل مضارع مرفوع ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، و[لفظ الجلالة] منصوب على التعظيم وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر خبر عن المبتدأ ، والتقدير "خير القول حمدُ الله" وبالكسر تكون الجملة في محل رفع خبر عن المبتدأ .
( 2 ) بقي موضعين يجوز فيهما كسر همزة إن وفتحها :
…الأول : إذا وقعت إن في موضع التعليل نحو: قوله تعالى { ندعوه إنه هو البر الرحيم } ونحو : لبيك أن الحمد والنعمة لك
والثاني : بعد لا جرم نحو : "لاجرم إنك قائم" فمن فتح نظر إلى أصل لاجرم فيكون مثل " لابد أن تفعل أي من أن تفعل ، ومَنْ كسر فلمعنى القسم العارض " والله أعلم " .…
( 3 )…نمي : يقال نمى الحديث إلى فلان أسنده له ورفعه ، وأراد الناظم أن همزة إن نمي أي نسب للعرب بوجهين الفتح والكسر بعد إذا الدالة على فجاءة أو قسم ظاهر لا لام بعده .
( 4 ) تلو : من تلا بمعنى تبع ، يقال تلوت الرجل تبعته ، والمعنى أن همزة أن يجوز فيها الفتح والكسر إذا تبعت وتلت فاء الجزاء .
( 5 )…وذا يطرد : أي جواز فتح همزة إن وكسرها يطرد أي يستعمل بكثرة في كل موضع وقعت فيه إن خبرا عن قول وفاعل القولين واحد .
@ دُخُوْلُ لامِ الابْتِدَاءِ عَلَى إِنَّ وَبَعْضِ أَخَوَاتِهَا @(1/286)
…يجوز دخول لام الإبتداء على خبر إن المكسورة بشرط كونه مؤخرا عن الإسم مثبتا نحو : إني لوزر(1) وإن زيداً لقائم(2)، ومنه قوله تعالى { إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَاب(3)} { وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ(4)} ، وهذه اللام لها صدر الكلام فحقها أن تدخل على "إن" نحو : "لأن زيدا قائم" لكن لما كانت اللام للتأكيد ، وإن للتأكيد ، كرهوا الجمع بين حرفين بمعنى واحد فأخروا اللام إلى الخبر(5) .
…فإن كان خبر إنَّ منفيا لم تدخل عليه اللام فلا يقال : "إن زيدا لما يقوم" وشذ قول أبى حزام غالب بن الحارث العكلي :
77- وَأَعْلَمُ إِنَّ تَسْلِيماً وَتَرْكاً .
لَلا مُتَشَابِهَانِ وَلا سَوَاءُ .
___________________________
( 1 )…إني لوزر : [إن] حرف توكيد ونصب ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب اسم إن [لوزر] [اللام] لام الابتداء [وزر] خبرإن مرفوع ، وسكن لأجل الوقف .
( 2 ) إن زيدا لقائم :[إن] حرف توكيدونصب [زيدا] اسمهامنصوب [اللام] لام الابتداء [قائم] خبرمرفوع .
( 3 )…{ إن ربك لسريع العقاب } : [إن] حرف توكيد ونصب، و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب اسمها [لسريع] [اللام] لام الإبتداء [سريع] خبر إن مرفوع بها وهو مضاف ، و[العقاب] مضاف إليه مجرور .
( 4 )…{ وإنه لغفور رحيم } : [ الواو] حرف عطف [إن] حرف توكيد ونصب ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب اسمها [لغفور] [اللام] لام الإبتداء [غفور] خبرها مرفوع بها ، و[رحيم] نعت لغفور تبعه في رفعه .…
( 5 )…فلذا قيل لها اللام المزحلقة .
77- اللغة : [أعلم] أجزم [التسليم] التحية ومعنى البيت أجزم أن التسليم على الناس وتركه غير متساويين ولامتقاربين .
الإعراب : [وأعلم] فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا [إن] بكسر الهمزة حرف توكيد ونصب [تسليما] اسمها منصوب بها [وتركا] معطوف على تسليما =
فقد أدخل لام الابتداء في خبر إن المنفي بلا .(1/287)
…ولا تدخل لام الابتداء على خبر إن إذا كان فعلاً ، ماضياً ، متصرفا ، غير مقرون بقد ، فلا يقال "إنّ زيدا لرضي"(1).
…فإن قرن بقد ، جاز دخول اللام عليه نحو : إِنَّ زيداً لقد سما على العدا(2) فإن كان خبر إن فعلا مضارعاً جاز دخول اللام عليه سواء كان متصرفا نحو : إن زيدا ليرضى(3) ، أو غير متصرف نحو : إن زيدا ليذر الشر(4) هذا إذا لم تقترن بالمضارع السين ، أو سوف ___________________________
=…[للامتشابهان] [اللام] لام الإبتداء ، و[لا] نافية ، و[متشابهان] خبرها مرفوع بها وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، و[النون] عوض عن التنوين الذى في الإسم المفرد [ولاسواء] معطوف على متشابهان تبعه في رفعه .
…الشاهدفيه : قوله ( للامتشابهان ، حيث أدخل اللام على خبر إن المنفي بلا ، وهو شاذ لأنها تدل على الثبوت والخبر منفي ، وبينهما تضاد .
( 1 )…وأما الماضي غير المتصرف فالمنقول عن سيبويه أنه لايجوز دخول اللام عليه فلا يقال : "إن زيدا لنعم الرجل ، وإن عمرا لبئس الرجل ، وأجازه الأخفش - سعيد بن مسعدة ، و الفراء - ابو زكريا يحى بن زياد .
( 2 ) إن ذا لقد سما على العدا مستحوذا : [إن] حرف توكيد ونصب [ذا] اسم إشارة في محل نصب اسم إن [لقد] [اللام] لام الإبتداء [قد] حرف تحقيق [سما] فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره التعذر لأنه فعل ماض معتل الآخر بالألف [على العدا] جار ومجرور [على] حرف جر ، و[العدا] مجرور بعلى وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور والجار والمجرور متعلق بسما [مستحوذاً] حال من فاعل سما .
( 3 )…إن زيدا ليرضى : [إن]حرف توكيد ونصب [زيدا] اسمها [اللام] لام الإبتداء [يرضى] فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر لأنه معتل الآخر بالألف ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر إن .(1/288)
( 4 )…إن زيدا ليذر الشر : [إن] حرف توكيد ونصب [زيدا] اسمها منصوب [ليذر] [اللام] لام الابتداء [يذر] بمعنى يترك فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [الشر] مفعول به منصوب و[جملة الفعل والفاعل] في محل رفع خبر إن .
…فإن اقترنت نحو : إن زيدا سوف يقوم(1) ، أو إن زيدا سيقوم(2) ، ففي جواز دخول اللام خلاف ، والصحيح إذا كانت سوف فدخول اللام كثير ، وإن كانت السين فقليل .
…ولا تدخل لام الإبتداء على خبر باقي أخوات "إن" فلا يقال : "لعل زيدا لقائم" وأجاز الكوفيون دخولها على خبر "لكن وأنشدوا :
78- يَلُومُونَنِي في حُبِّ لَيْلَى عَوَاذِلِي .
وَلَكِنَّنِي مِنْ حُبِّهَا لَعميدُ .
وخُرِّجَ على أن اللام زائدة وليست لام ابتداء .
___________________________
( 1 ) إن زيدا سوف يقوم : [إن] حرف توكيد ونصب [زيدا] اسمها منصوب [سوف] حرف تسويف وهو الزمن البعيد مبنى على الفتح لامحل له من الإعراب [يقوم] فعل مضارع ، وفاعله مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر "إن" .
( 2 ) إن زيدا سيقوم : إعرابه كسابقه إلا ان السين للتنفيس وهو الزمن القريب .
78- اللغة : [اللوم] العذل والتعنيف [العذل] الملامة [العميد] كالمعمود مَنْ هَدَّهُ الحب ، وروي "لكميد من الكمد وهو الحزن .(1/289)
…الإعراب : [يلومونني] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأمثلة الخمسة ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [في حب] جار ومجرور متعلق بيلوم [حب] مضاف و[ليلى] مضاف إليه مجرور وعلامة جره فتحة مقدرة على الألف نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف لعلة تقوم مقام علتين وهي ألف التأنيث المقصورة [عواذلي] بدل من واو "يلومونني" بدل كل تبعه في رفعه ، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها إلاكسر ما قبلها ، و[الياء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، ويصح أن تكون الواو في "يلومونني" حرفا دالاً على الجمع على لغة أكلوني البراغيث وعواذلي فاعله [ولكنني] [الواو] حرف عطف ، [لكن] حرف استدراك ونصب ، و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب اسمها [من حب ] جار ومجرور وهو مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة والجار والمجرور متعلق بقوله لعميد [لعميد] اللام لام الإبتداء ، و[عميد] خبر لكن مرفوع .
الشاهد فيه : قوله ( لعميد" حيث دخلت عليه لام الإبتداء وهو خبر "لكن" على رأي الكوفيين =
وشذ زيادتها في خبر أمسى نحو قول الشاعر :
79- مَرُّوا عَجَالَى فَقَالُوا كَيْفَ سَيِّدُكُمْ
فَقَالَ مَنْ سَأَلُوا أَمْسَى لَمَجْهُودَا .
أي أمسى مجهودا ، وزيدت اللام في خبر المبتدأ شذوذاً كقول عنتر بن عروس مولى بني ثقيف
___________________________(1/290)
= لا البصريين لأنه ممنوع عندهم ، وخرجوه على أن اللام زائدة أو أن الأصل "لكن أنا" فحذفت الهمزة وأدغمت النون في النون فلا شاهد فيه حينئذ ، لأن اللام داخلة على خبر المبتدأ لا خبر لكن ، وهو بعيد كما قاله بعضهم ، أي لأنه لو كان كذلك لقال "لكنا" وأوله الزمخشري - أبو القاسم محمود بن عمر - بأن الأصل لكن إنني فنقلت حركة الهمزة إلى نون لكن ، ثم حذفت الهمزة فاجتمع أربع نونات فحذفت الأولى ، فصار لكنني ، فاللام داخلة على خبر إن لا خبر لكن وهذا التأويل أقرب إلى الصواب .
…79- اللغة : [عجالى] مسرعين [مجهودا] مشتق من الجهد بفتح الجيم وهو مَنْ بلغت به المشقة منتهاها ، بخلاف الجهد بضم الجيم فهو الوسع والطاقة .
الإعراب : [مروا] فعل وفاعل [مر] فعل ماض مبني على فتح مقدر على أخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الواو لايناسبها إلا ضم ما قبلها، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل[عجالى] حال من الفاعل منصوب ، وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور [فقالوا] [الفاء] للعطف ، و[قالوا] إعرابه كسابقه [كيف] اسم استفهام في محل رفع خبر مقدم [سيد] مبتدأ مؤخر مرفوع [سيد] مضاف و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، و[الميم] علامة الجمع ، و[الجملة] في محل نصب مقول القول [فقال] [الفاء] للسببية ، و[قال] فعل ماض [من] اسم موصول بمعنى الذي في محل رفع فاعل [سئلوا] بضم السين بالبناء للمجهول، فعل ماض و[الواو] ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل و[الجملة] صلة الموصول والعائد الواو مِنْ سُئِلُوْا [أمسى] فعل ماض ناقص ، واسمها ضمير مستتر فيها جوازا تقديره هو يعود على السيد [لمجهودا] [اللام] لام الإبتداء و[مجهودا] خبرها والجملة في محل نصب مقول القول .(1/291)
الشاهد فيه : قوله ( "لمجهودا" حيث أدخل عليه اللام وهو خبر " لأمسى" شذوذاً لأنها لاتدخل على خبر غير إن المكسورة عند البصريين ، وخرجوه على أن اللام زائدة ) .
80- أُمُّ الْحُلَيْسِ لَعَجُوزٌ شَهْرَبَةْ .
تَرْضَى مِنَ اللَّحْمِ بِعَظْمِ الرَّقَبَةْ .
…وأجاز المبرد(1) دخول لام الابتداء في خبر أن المفتوحة ، وقد قرئ شاذاً { إِلاَّ أَنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ(2)} بفتح همزة "أنَّ"(3) ويتخرج على زيادتها كما هو الحال في الأبيات السابقة
___________________________
…80 - اللغة : [أم الحليس] كنية امراءة ، و[الحليس] تصغير حِلْس وهو البَرْذّعَة - كساء رقيق يوضع تحت الرَّحْل [العجوز] المرأة المسنة وهو لا يؤنث بالهاء عند أبي يوسف يعقوب بن السكيت ، ويؤنث بها عند أبي البركات عبد الرحمن بن الأنباري ، فيقال عجوزة تحقيقا للتأنيث وجمعه عجائز وعجز بضمتين ، و[الشهربة] بفتح الشين المعجمة وسكون الهاء وفتح الراء الكبيرة الفانية ويقال شهبرة بتقديم الباء على الراء ، لكن يتعين الأول هنا لصحة القافية .
الإعراب : [أم] مبتدأ مرفوع وهو مضاف ، و [الحليس] مضاف إليه مجرور ، [لعجوز] [اللام] لام الإبتداء و [عجوز] خبرالمبتدأ [شهربهْ] صفة أولى لعجوز تبعه في رفعه وسكن لأجل القافية [ترضى] فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي و[جملة ترضى] في محل رفع صفة ثانية لعجوز أو خبر بعد خبر ، وعليه فضمير ترضى عائد على أم الحليس [من اللحم] جار ومجرور متعلق بترضى [بعظم] جار ومجرور متعلق بترضى وهو مضاف ، و[الرقبة] مضاف إليه مجرور .(1/292)
…الشاهد فيه : قوله : ( لعجوز" حيث أدخل لام الإبتداء على خبر المبتدأ شذوذاً ، وخُرِّجَ على أن اللام زائدة وقيل : إن اللام داخلة على مبتدأ مقدر والجملة في محل رفع خبر عن المبتدأ الأول ، والرابط الضمير المحذوف فلا تكون اللام داخلة على خبر غير إن المكسورة ) .
( 1 ) المبرد : هو محمد بن يزيد بن عبد الأكبر أبو العباس المبرد المتوفي سنة خمس وثمانين ومائتين هجرية.
( 2 )…{ إلا أنهم ليأكلون الطعام } : [إلا] أداة حصر [أن] بفتح الهمزة حرف توكيد ونصب و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب إسم إن ، و[الميم] علامة الجمع [ليأكلون] [اللام] زائدة [يأكلون] فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأمثلة الخمسة ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، و[الطعام] مفعول به منصوب ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر أن .
( 3 ) قرأبها سعيد بن جبير بن هشام الأسدي .
…وتدخل لام الابتداء على معمول الخبر بشرط تقدمه على الخبر ، وأن لايكون مما لايصح دخول لام الابتداء عليه كالفعل الماضي غير المقرون بقد(1) فمثال المستوفي للشروط نحو : إن زيداً لطعامك آكل(2) ويمتنع نحو :" إن زيداً آكل لطعامك" لعدم تقدم المعمول على الخبر(3) وكذلك نحو : "إن زيداً لطعامك آكل" لان الخبر لايصح دخول اللام عليه(4).
…وتدخل لام الإبتداء على ضمير الفصل(5) نحو قوله تعالى { إِنَّ هَذَا لَهْوَ الْقَصَصُ الْحَقْ(6)} فذا اسم"إن"وهو ضمير الفصل وقد دخلت عليه لام الابتداء والقصص خبر"إن" .
___________________________
( 1 )…بقي شرطان آخران أحدهما : أن لايكون المعمول المتقدم حالاً فلا يجوز إنّ زيداً لراكباً يأتيك ، الثاني : أن لا تكون اللام قد دخلت على الخبر ، فلا يجوز "إنّ زيدا لطعامك لآكل" وقد سمع ذلك قليلاً حكى من كلامهم "إني لبحمد الله لصالح" .(1/293)
( 2 ) إن زيداً لطعامك آكل : [إن] حرف توكيد ونصب [زيداً] اسمها منصوب [لطعامك] [اللام] لام الابتداء [طعام] مفعول مقدم لآكل وهو مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [آكل] خبر إن مرفوع .
( 3 )…وأجازه الأخفش - سعيد بن مسعدة .
( 4 )…لأنه فعل ماض غير مقرون بقد .
( 5 ) ضمير الفصل : هو لفظ بصيغة الضمير المرفوع المنفصل ، ويسميه أكثر الكوفيين عمادا لأنه يعتمد عليه في معرفة الخبر من غيره ، وبعضهم يسميه دُعامة بضم الدال ، لأنه يدعم الكلام أي يقويه ، ومن فوائد ضمير الفصل الإعلام من أول مرة بأن مابعده خبر لا تابع ، ويشترط في ضمير الفصل أربعة شروط الأول : أن يقع بين المبتدأ والخبر نحو : زيد هو القائم ، أو بين ما أصله المبتدأ والخبر نحو : "إن زيدا لهو القائم" ، الثاني : أن يكون الاسمان اللذان يقع بينهما معرفتين نحو :"إن محمدا هو المنطلق" ، الثالث : أن يكون على صيغة ضمير الرفع كما في الأمثلة ، الرابع : أن يكون مطابقاً لما قبله في الغيبة ، والحضور ، والافراد ، أو التثنية ، أو الجمع ، نحو قوله تعالى { كنت أنت الرقيب عليهم } وقوله { إنا لنحن الصافون } ومن النحويين من يقول إنه بدل ، ومنهم من يقول إنه تأكيد لما قبله .
( 6 )…{ إن هذا لهو القصص الحق } : [إن] حرف توكيد ونصب ، و[الهاء] للتنبيه ، و[ذا] اسم إشارة في محل نصب اسم إن [لهو] [اللام] لام الابتداء [هو] ضمير فصل مبني على الفتح =
…وإنْ دخلت لام الابتداء على ضمير الفصل لم تدخل على الخبر ، فلا يقال : "إن زيدا لهو لقائم" .
…وتدخل لام الابتداء على اسم إن بشرط أن يتأخر عن الخبر نحو : إن في الدار لزيداً(1) ومنه قوله تعالى { وَإِنَّ لَكَ لأَجْراً غَيْرَ مَمَنُون(2)} وإن دخلت اللام على الاسم المتأخر لم تدخل على الخبر فلا يقال : "إن لفي الدار لزيدا" .
يقول الناظم(1/294)
وَبَعْدَ ذَاتِ الْكَسْرِ تَصْحَبُ الْخَبَرْ وَلاَ يَلِي ذِي الَّلاَمَ مَا قَدْ نُفِيَا وَقَدْ يَلِيهَا مَعَ قَدْ كَإِنَّ ذَا وَتَصْحَبُ الْوَاسِطَ مَعْمُولَ الْخَبَرْ .
لاَمُ ابْتِدَاءٍ نَحْوُ إِنِّي لَوَزَرْ وَلاَمِنَ الأَ فْعَالِ مَاكَرَضِيَا لَقَدْ سَمَا عَلَى الْعِدَا مُسْتَحْوِذَا(3) وَالْفَصْلَ وَاسْماً حَلَّ قَبْلَهُ الْخَبَرْ .
@ حُكْمُ دُخُوْلِ "مَا" الزَّائِدَةِ عَلَى إِنَّ أَوْ إِحْدَى أَخَوَاتِهَا @
…إذا اتصلت "ما" الزائدة(4)بإن أو إحدى أخواتها كفتها عن العمل فلا تنصب اسما ، ولا ترفع خبرا نحو ........................................................................
___________________________
= لا محل له من الإعراب [القصص] خبر إن مرفوع بها [الحق] نعت للقصص تبعه في رفعه .
( 1 )… إن في الدار لزيداً : [إن] حرف توكيد ونصب [في الدار] جار ومجرور ، متعلق بمحذوف في محل رفع خبرإن مقدم [اللام] لام الإبتداء [زيدا] اسم إن مؤخر منصوب .
( 2 )…{ وإن لك لأجرا غير ممنون } : [الواو] حرف عطف [إن] حرف توكيد ونصب [لك]جار ومجرور [اللام] حرف جر ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر باللام ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر إن مقدم [لأجراً] [اللام] لام الإبتداء [أجراً] اسم إن مؤخر [غير] نعت [لأجر] منصوب وهو مضاف ، و[ممنون] مضاف إليه مجرور .
( 3 ) إن ذا لقد سما على العدا مستحوذا : تقدم إعرابه صفحة ( 247 ) ومعنى مستحوذاً غالباً .
( 4 )…احترز بالزائدة من الموصولة التي بمعنى الذي فإنها لا تكفها عن العمل بل تعمل معها نحو: إن ما عندك حسن ، أي إن الذي عندك حسن ، ومن المقدرة بالمصدر نحو: إن ماعندك حسن ، أي إن فعلك حسن .
"إنما زيد قائم"(1) و{ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ(2)} ولكنما زيد قائم(3) وكأنما زيد قائم(4) ولعلما زيد قائم(5).(1/295)
…فـ"ما" في جميع هذه الأمثلة كافة ، وزيد مبتدأ ، وقائم خبره(6)، إلا "ليت" ، فيجوز فيها الإعمال والإهمال نحو : ليتمازيد قائم(7)، وإن شئت نصبت زيد على أنه اسم ليت نحو : ليتما زيدا قائم(8).
يقول الناظم
وَوَصْلُ "مَا" بِذِي الْحُرُوفِ مُبْطِلُ .
إِعْمَالَهَا وَقَدْ يُبَقَّى الْعَمَلُ .
___________________________
( 1 )…إنما زيد قائم : [إن] حرف توكيد ونصب بطل عملها و[ما] كافة حرف مبني على السكون لامحل له من الإعراب [زيد] مبتدأ مرفوع ، و[قائم] خبره .
( 2 )…{ أنما الهكم إله واحد } : [أن] حرف توكيد ونصب بطل عملها [ما] كافة [إله] مبتدأ مرفوع بالإبتداء وهو مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، و[الميم]علامة الجمع [إله] خبر المبتدأ ، [واحد] نعت لإله تبعه في رفعه .
( 3 )…لكنما زيد قائم : [لكن] حرف استدراك ونصب بطل عملها ، و[ما]كافة [زيد]مبتدأ ، و[قائم] خبره .
( 4 )…كأنما زيد قائم : [كأن] حرف تشبيه ونصب بطل عملها ، و[ما] كافة [زيد] مبتدأ ، و[قائم] خبره .
( 5 )…لعلما زيد قائم : [لعل] حرف ترج ونصب بطل عملها ، و[ما] كافة [زيد] مبتدأ ، و[قائم] خبره .
( 6 )…ولايجوز نصب زيد على أنه اسم إن ، وكذا في بقية الحروف ، وتكتب "ما" الزائدة متصلة بخلاف غيرها فمنفصلة .
( 7 )…ليتما زيد قائم : [ليت] حرف تمن ونصب بطل عملها ، و[ما] كافة [زيد] مبتدأ ، و[قائم] خبره .
( 8 ) ليتما زيدا قائم : [ليت] حرف تمن ونصب ، و[ما] زائدة [زيداً] اسم ليت منصوب ، و[قائم] خبر ليت مرفوع .
…قول الناظم ( وَقَدْ يُبَقَّى الْعَمَلُ ) يفهم منه أن "ما" إذا اتصلت بهذه الأحرف كفتها عن العمل وقد تعمل قليلا وهذا مذهب جماعة من النحويين(1) ، والصحيح الذي عليه سيبويه وجمهور النحويين أنه لايعمل منها مع "ما" إلا ليت كما تقدم .
@ حُكْمُ الْعَطْفِ عَلَى اسْمِ إِنَّ وَأَخَوَاتِهَا @(1/296)
…إذا أُتِيَ بعد اسم إِنَّ وخبرها بعاطف جاز في الإسم الذي بعده وجهان ، أحدهما النصب عطفا على اسم إن نحو "إن زيدا قائم وعمراً" (2) والثاني الرفع نحو "إن زيدا قائم وعمروٌ" (3).
…واختلفوا في توجيهه ، فقيل معطوف على محل اسم "إن" باعتباره قبل الناسخ ، فإنه في الأصل مرفوع لكونه مبتدأ ، والراجح أنه مبتدأ خبره محذوف والتقدير "وعمرو كذلك" ، وأما إنْ كان العطف قبل استكمال إنّ خبرها فيجب العطف بالنصب ، لا بالرفع عند جمهور النحويين نحو : "إن زيدا وعمراً قائمان(4)" و "إنك وزيدا ذاهبان(5)".
___________________________
( 1 ) فقد حكى الأخفش -سعيد بن مسعدة - والكسائي -علي بن حمزة - "إنما زيدا قائم" وهذا شاذ وذكر الزجاج - أبو إسحق ابراهيم بن السري - أن ذلك مسموع في جميع الحروف قال من العرب من يقول "إنما زيدا قائم" ولعلما بكرا جالس ، وكذلك أخواتها ينصب بها ويلغى "ما" .
( 2 ) إن زيدا قائم وعمراً : [إن] حرف توكيد ونصب [زيداً] اسم إن منصوب [قائم] خبرها مرفوع [وعمراً] الواو حرف عطف عمراً معطوف على اسم إن ، والمعطوف على المنصوب منصوب .
( 3 )…إن زيدا قائم وعمرو : [إن زيدا قائم] ، إعرابه كسابقه ، و[عمروٌ][الواو] ابتدائية [عمرو] مبتدأ خبره محذوف والتقدير "وعمرو كذلك" .
( 4 ) إ ن زيدا وعمرا قائمان :[إن] حرف توكيد ونصب [زيداً] اسم إن منصوب و[عمراً] [الواو] حرف عطف [عمراً] معطوف على زيدا تبعه في نصبه [قائمان] خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، و[النون] زيدت عوضا عن التنوين الذي في الاسم المفرد .
( 5 ) إنك وزيدا ذاهبان : [إن] حرف توكيد ونصب ، و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب اسمها [وزيدا] معطوف على اسم إن تبعه في نصبه [ذاهبان] خبر إن مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى .(1/297)
…وأجاز الكسائي(1) العطف بالرفع مطلقاً(2)، وحكم "أَنَّ" المفتوحة الهمزة ، و"لكِنَّ" في العطف على اسمها حكم إن المكسورة فتقول : "علمت أن زيداً قائم وعمرا وعمرو(3) بنصب عمرو(4) ورفعه(5)، وتقول : علمت أن زيدا وعمراً قائمان(6) بالنصب فقط عند الجمهور وكذلك تقول : "مازيد قائما لكن عمرا منطلق وخالدا وخالد(7)، بنصب خالد ، ورفعه" وتقول : ما زيد قائماً لكِنَّ عمرا وخالداً منطلقان(8) بالنصب فقط .
___________________________
( 1 ) ترجمته صفحة ( 229 ) .
( 2 )…أي قبل استكمال إن خبرها ، وبعد الاستكمال تمسكاً بقوله تعالى { إن الذين آمنوا والذين هادواوالصابئون } وقال الجمهور "الصابئون" مبتدأ خبره جملة "من آمن ، إلخ وخبر إن محذوف دل عليه من آمن .
( 3 )…علمت أن زيدا قائم وعمرا وعمرو : [علمت] فعل وفاعل [علم] فعل ماض من أخوات ظن تنصب مفعولين ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع اسمها [أن] حرف توكيد ونصب [زيدا] اسمها منصوب [قائم] خبرها مرفوع وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر سد مسد مفعولي علم [وعمرا] "بالنصب" معطوف على اسم أن و"بالرفع" مبتدأ خبره محذوف تقديره وعمرو كذلك .
( 4 )…عطفاً على اسم أن .
( 5 )…على أنه مبتدأ خبره محذوف تقديره وعمرو كذلك .
( 6 )… علمت أن زيدا وعمرا قائمان : [علمت] فعل وفاعل [علم] فعل ماض من أخوات ظن تنصب مفعولين ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع اسم أن [وعمرا] معطوف على اسم أن تبعه في نصبه [قائمان] خبر أن مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل نصب سد مسد مفعولي علم .(1/298)
( 7 )…ما زيد قائما لكن عمرا منطلق ، وخالدا ، وخالد : [ما] نافية حجازية تعمل عمل ليس ترفع الاسم وتنصب الخبر [زيد] اسمها مرفوع [قائما] خبرها منصوب [لكن] حرف استدراك ونصب من أخوات إن [عمراً] اسمها منصوب [منطلق] خبرها مرفوع ، و[خالداً] "بالنصب" عطفاً على اسم لكن ، وبالرفع خبر لمبتدأ محذوف تقديره وخالد كذلك .
( 8 ) مازيد قائماً لكن عمراً وخالداً منطلقان :[ما زيد قائما لكن عمراً] سبق إعرابه [وخالداً] معطوف علىعمراتبعه في نصبه [منطلقان]خبرلكن مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى .
…وأما "ليت" ، و"لعلَّ" ، و"كأَنَّ" ، فلا يجوز معها إلا النصب ، سواء تقدم المعطوف ، أو تأخر ، فتقول : "ليت زيدا وعمرا قائمان(1) وليت زيدا قائم وعمراً(2) بنصب "عمرو" في المثالين ، وكذلك "لعلَّ" ، و"كأن" ، وأجاز الفراء(3) الرفع مع الأحرف الثلاثة .
يقول الناظم
وَجَائِزٌ رَفْعُكَ مَعْطُوفَاً عَلَى وَأُلْحِقَتْ بِإِنَّ لَكِنَّ وَأَنْ .
مَنْصُوبِ إِنَّ بَعْدَ أَنْ تَسْتَكْمِلاَ(4) مِنْ دُونِ لَيْتَ وَلَعَلَّ وَكَأَنْ .
@ حُكْمُ عَمَلِ "إِنَّ" الْمَكْسُوْرَةِ الْهَمْزَةِ إِذَا خُفِّفَتْ @
…إذا خففت إِنَّ المكسورة الهمزة فالأكثر في لسان العرب إهمالها فلا تنصب الاسم ولا ترفع الخبر نحو : "إنْ زيد لقائم"(5) .
وإذا أُهملت ولم يظهر المعنى وجب أن يلحق خبرها اللام كالمثال السابق ، للفرق بينها وبين إن النافية ، ويقال : لهذه اللام الفارقة(6).
___________________________
( 1 )…ليت زيدا وعمرا قائمان : [ليت] حرف تمن ونصب تنصب الاسم وترفع الخبر [زيدا] اسمها منصوب [وعمرا] معطوف على ما قبله تبعه في نصبه [قائمان] خبر ليت مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى .
( 2 )…ليت زيدا قائم وعمرا : [ليت] حرف تمن ونصب [زيدا] اسم ليت منصوب [قائم] خبره مرفوع [وعمرا] معطوف على اسم ليت تبعه في نصبه .(1/299)
( 3 ) ترجمته صفحة ( 31 ) .
( 4 )…أي بعد أن تستكمل الخبر .…
( 5 ) إنْ زيد لقائم : [إنْ] مخففة من الثقيلة لا عمل لها ، و[زيد] مبتدأ، و[اللام] فارقة ، و[قائم] خبر المبتدأ .
( 6 )…لأنه لماخففت إن وأهملت صارت صورتهاصورة إِن النافية فإذا قلت"إنْ زيد قائم"احتمل أن تكون أنْ هي النافية والمعنى "مازيد قائم" واحتمل أن تكون إنْ هي المخففة من الثقيلة ويكون المعنى "زيد قائم" فلأجل هذا الالتباس وجب الإتيان باللام ، لأنها فَرَّقَتْ بين النفي ، والإثبات ، ولذا قيل لها اللام الفارقة .
…فإن أُهملت وظهر المعنى لوجود قرينة رافعة لاحتمال النفي ، لم تلزم اللام كقول الطرماح - حكم بن حكيم أبو نفر الطائي :
81- وَنَحْنُ أُ بَاةُ الضَّيْمِ مِنْ آلِ مَالِكٍ .
وَإِنْ مَالِكٌ كَانَتْ كِرَامَ الْمَعَادِنِ .
…فإِنْ مخففة من الثقيلة بطل عملها ، ومالك مبتدأ وجملة "كانت كرام
المعادن" في محل رفع خبر والتقدير "وإنْ مالك لكانت كرام المعادن ، فحذفت اللام لأنها لاتلتبس بإنِ النافية ، لأن القرينة دالة على أن القصد من الكلام الإثبات لا النفي .
…ويقل إعمال "إنْ" المكسورة إذا خففت نحو : "إنْ زيدا قائم"(1) حكى الأعمال سيبويه(2) والأخفش(3) ولا تلزمها حينئذ اللام الفارقة(4) ، لأنها لا تلتبس بأنِ النافية
___________________________
…81- اللغة : [أُباة الضيم] يقال أَبَى الرجل الضيم إذا امتنع عن قبوله وَرَفَضَهُ ، و[الضيم] هو الظلم [الكرام] جمع كريم وهو النفيس [المعادن] المراد بها هنا الأصول .(1/300)
…الإعراب : [ونحن] [الواو] إبتدائية [نحن] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [أباة] خبره وهو مضاف ، و[الضيم] مضاف إليه [من آل] جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ثان للمبتدأ، أو حال من أباة الضيم، أو بدل كل من كل [آل] مضاف ، و[مالك] مضاف إليه مجرور [وإنْ مالك] [الواو] حرف عطف [وإنْ] [الواو] ابتدائية [إن] مخففة من الثقيلة مهملة لاعمل لها [مالك] مبتدأ مرفوع [كانت] [كان] فعل ماض ناقص ، و[التاء] علامة التأنيث ، واسمها ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود على مالك [كرام] خبرها منصوب وهو مضاف ، و[المعادن] مضاف إليه مجرور، وجملة كان واسمها في محل رفع خبر المبتدأ ، والرابط الضمير المستتر فيها .
…الشاهد فيه : قوله ( وإن مالك كانت" حيث ترك اللام الفارقة التي تفرق بين إنِ المخففة من الثقيلة وبين إن النافية ، والتقدير : وإن مالك لكانت ، لأنها لا تلتبس هنا بإن النافية لظهور المعنى المراد بسبب وجود القرينة المعنوية ، وهو كون المقام مقام مدح وإثبات لا نفي .
( 1 )…إنْ زيدا قائم : [إن] مخفقة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع الخبر [زيدا] اسمها منصوب [قائم]ٍ خبرها مرفوع .
( 2 )…ترجمته صفحة ( 11 ) .
( 3 )…الأخفش : هو أبوالحسن سعيد بن مسعدة المجاشعي النحوي المعروف بالأخفش ، الأوسط وهو المراد عند الاطلاق توفي سنة خمس عشرة ومائتين هجرية .
( 4 ) اختلف النحويون في هذه اللام هل هي لام الابتداء أدخلت للفرق بين"إن" النافية و"إن" =
لأن النافية ، لاتنصب اسما ، ولا ترفع خبراً فحصل الفرق بالعمل .(1/301)
…ثم اعلم أنه إذا خففت "إن" المكسورة الهمزة فلا يليها من الأفعال إلا الأفعال الناسخة للابتداء نحو : كان وأخواتها ، وأفعال المقاربة ، وظن وأخواتها ، قال تعالى { وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللهُ(2)} وقال تعالى { وَإِنْ يَكَادُ الّذِينَ كَفَروا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ(3)} وقال تعالى { وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ(4)} .
…ويقل أن يليها غير الناسخ ومنه قول بعض العرب ...................................
___________________________
= المخففة من الثقيلة أم هي لامٌ أخرى اجتلبت للفرق ؟ وكلام سيبويه يدل على أنها لام الابتداءدخلت للفرق .
( 2 ) { وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله } : [الواو] حالية [إن] مخففة من الثقيلة مهملة لا عمل لها [كانت] [كان] فعل ماض ناقص ، و[التاء] علامة التأنيث ، واسم كان ضمير مستتر فيها تقديره هي [اللام] فارقة بين إن النافية وإن المخففة من الثقيلة [كبيرة] خبركان منصوب [إلا] اداة حصر [على] حرف جر [الذين] اسم موصول في محل جر بعلى ، والجار والمجرور متعلق بكبيرة [هدى] فعل ماض مبنى على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره التعذر لأنه معتل بالألف [الله] فاعل مرفوع .(1/302)
( 3 )…{ وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم } : [الواو] استئنافية [إن]مخففة من الثقيلة مهملة لا عمل لها [يكاد] فعل مضارع متصرف من كاد من أفعال المقاربة تعمل عمل كان [الذين] اسم موصول في محل رفع اسم كاد [كفروا] فعل وفاعل [كفر] فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة ، لأن الواو لايناسبها إلا ضم ما قبلها ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، والعائد الواو من كفروا [ليزلقونك] [اللام] فارقة [يزلقونك] فعل وفاعل ومفعول [يزلقون] فعل مضارع مرفوع بثبات النون ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [بأبصارهم] جار ومجرور [الباء] حرف جر [أبصار] مجرور بالباء [أبصار] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، و[الميم] علامة الجمع .
( 4 )…{ وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين } : [إن] مخففة من الثقيلة مهملة لاعمل لها [وجدنا] فعل وفاعل [وجد] فعل ماض من أخوات ظن تنصب مفعولين ، مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع =
إن يزينك لنفسك ، وإن يشينك لهيه(1) وقولهم : إنْ قَنَّعْتَ كاتبك لسوطا(2) وأجاز الأخفش(3) "إن قام لأنا"(4) ومنه قول عاتكة بنت زيد بن عمرو ابنة عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
82- شَلّتْ يَمِينُكَ إِنْ قَتَلْتَ لَمُسْلِماً .
حَلّتْ عَلَيْكَ عُقُوبةُ الْمُتَعَمِّدِ .
فإن مخففة من الثقيلة ، وقد وليها فعل غير ناسخ وهو نادر .
___________________________
= متحرك ، و[نا] ضمير متصل في محل رفع فاعل [أكثر] مفعول به أول [أكثر] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، و[الميم] علامة الجمع [لفاسقين] [اللام] فارقة [فاسقين] مفعول به ثان لوجد منصوب وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم ، و[النون] زيدت عوضاً عن التنوين الذي في الاسم المفرد .(1/303)
( 1 )…إن يزينك لنفسك ، وإن يشينك لهيه : [إنْ] مخففة من الثقيلة مهملة لا عمل لها [يزين] فعل مضارع مرفوع ، و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [لنفسك] [اللام] فارقة [نفس] فاعل مرفوع وهو مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، و[إن يشينك] [الواو] حرف عطف [يشين] فعل مضارع مرفوع ، و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [لهيهْ] [اللام] فارقة [هي] ضميرمنفصل مبني على الفتح في محل رفع فاعل "يشين" و[الهاء] جئ به لأجل السكت حرف مبني على السكون لامحل له من الإعراب .
( 2 )…إن قنعت كاتبك لسوطا : [إن] مخففة من الثقيلة مهملة لا عمل لها [قنعت] فعل وفاعل [قنع] فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [كاتب] مفعول به منصوب [كاتب] مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [اللام] فارقة [سوطا] نائب عن المفعول المطلق منصوب .
( 3 ) ترجمته صفحة ( 259 ) .
( 4 ) إن قام لأنا : [إن] مخففة من الثقيلة مهملة لا عمل لها [قام] فعل ماض ، و[اللام] فارقة ، و[أنا] ضمير منفصل في محل رفع فاعل .
82- اللغة :[شلت] بفتح الشين أفصح من ضمها "أصله" شللت ، ومصدره الشلل ، ويجوز إدغامه ، فيقال : الشلّ وهو أن تفسد عروق اليد فتبطل حركتها [حلت] نزلت [عقوبة المتعمد] أي من يقتل مؤمنا متعمدا =
يقول الناظم…
وَخُفِّفَتْ إِنَّ فَقَلَّ الْعَمَلُ وَرُبَّمَا اسْتُغْنِيَ عَنْهَا إِنْ بَدَا وَالْفِعْلُ إِنْ لَمْ يَكُ نَاسِخاً فَلاَ .
وَتَلْزَمُ الَّلامُ إِذَا مَا تُهْمَلُ مَا نَاطِقٌ أَرَادَهُ مُعْتَمِدَا تُلْفِيهِ(1) غَالِباً بِإِنْ ذِى مُوصَلاَ .
قول الناظم
وربما استغنى عنها إن بدا .
ما ناطق أراده معتمدا .
يريد أنه قد يستغنى عن اللام الفارقة إن ظهر المعنى الذي أراده الناطق حال كونه معتمدا على قرينة كقول : الطرماح - الحكم بن حكيم الطائي أبو نفر :……(1/304)
83- وَنَحْنُ أُ بَاةُ الضَّيْمِ مِنْ آلِ مَالِكٍ .
وَإِنْ مَالِكٌ كَانَتْ كِرَامَ الْمَعَادِنِ .
فمقام المدح يدل على أن الكلام إثبات فلذا لم يقل "لكرام"(2).
___________________________
= الإعراب : [شل] فعل ماض ، و[التاء] علامة التأنيث [يمين] فاعل ، وهو مضاف و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [إنْ] مخففة من الثقيلة مهملة [قتلت] فعل وفاعل [لمسلماً] [اللام] فارقة بين إن المخففة من الثقيلة ، وبين إن النافية ، و[مسلماً] مفعول به [حلَّ] فعل ماض و[التاء] علامة التأنيث [عليك] جار ومجرور متعلق بحل [عقوبة] فاعل ، وهو مضاف ، و[المتعمد] مضاف إليه .
الشاهد فيه : قولها ( إن قتلت لمسلماً" حيث ولي إن المخففة فعل غير ناسخ للابتداء وهو نادر ، ولا يقاس عليه نحو : "إن قام لهو" و "إن قعد لزيد" خلافاً للأخفش - سعيد بن مسعدة - والكثير أن يليها فعل ناسخ له نحو قوله تعالى { وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى الله } .
( 1 )…تلفيه : تجده .
…83- تقدم إعراب هذا البيت صفحة ( 259 ) .
( 2 )…سواء كانت القرينة معنوية كقوله "ونحن أباة الضيم إلى آخره ، أو لفظية كقول الشاعر :…
إنِ الحق لا يخفى على ذِي بصيرة .
فإنه يبعد مع "لا" أن يراد بإن النفي إذْ لو أريد ماذكرلجئ بالإثبات بدلاعن نفي النفي الصائر إلى الإثبات .
…@ حُكْمُ عَمَلِ "أَنَّ" الْمَفْتُوْحَةِ الْهَمْزَةِ إِذا خُفِّفَتْ @
…إذا خففت أن المفتوحة الهمزة بقي عملها وجوباً ، فتنصب الاسم ، وترفع الخبر ، بشرط أن يكون اسمها ضمير الشأن(1) محذوفا وجوبا ، وأن يكون خبرها جملة أسمية ، أو فعلية لتكون مفسرة لضمير الشأن ، وأَنْ يتقدم عليها مايدل على العلم مثل : رأى ، وتحقق ، وتيقن ، وعلم ، وتبين ، فالمستوفية للشروط نحو : "علمت أَنْ زيد قائم"(2) فأن مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف وجوباً ، والتقدير "علمت أَنْهُ" ، وجملة "زيد قائم" في محل رفع خبر "أَنْ"(3)(1/305)
…وقد يبرز اسمها وهو غير ضمير الشأن وذلك شاذ كقول الشاعر :
84-فَلَوْ أَنْكِ في يَوْمِ الرَّخَاءِ سَأَلْتِنِي .
طَلاَ قَكِ لَمْ أَبْخَلْ وَأَنْتِ صَدِيقُ .
___________________________
( 1 ) ضمير الشأن هو ضمير مفرد غير مجرور وضع لغرض التعظيم ، والإجلال ويكون متصلاً ، ومنفصلاً ، مستتراً وبارزاً ، على حسب العوامل كقوله تعالى { وأنه لما قام عبدالله } ، ونحو : "هو زيد قائم" ويكون مؤنثاً نحو : { فإنها لا تعمى الأبصار } .
( 2 )…علمت أن زيد قائم : [علمت] فعل وفاعل علم فعل ماض تنصب مفعولين و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [أن] مخففة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع الخبر واسمها ضمير الشأن محذوف وجوبا ، والتقدير علمت أَنْهُ [زيد] مبتدأ و[قائم]خبره ، وجملة المبتدأ والخبر في محل رفع خبر أن المخففة من الثقيلة وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر سد مسد مفعولَي علم .
( 3 )…فإن سبقت بظن فيجوز أن تكون مخففة من الثقيلة ، وأن تكون ناصبة للفعل المضارع ، وقد قرئ بالوجهين قوله تعالى : { وحسبوا أن لا تكون فتنة } فمن رفع تكون فأن مخففة من الثقيلة ، ومن نصبها فأن حرف مصدر ينصب المضارع ، وإِن لم تسبق بعلم ، ولا ظن ، فيتعين كونها ناصبة للمضارع كقوله تعالى { يريد الله أن يخفف عنكم } .
84 - اللغة : [الرخاء] سعة العيش [صديق] توصف به المرأة والرجل ، ويقال للمرأة "صديقة الإعراب : [فلو] [الفاء] بحسب ما قبلها ، و[لو] حرف شرط غير جازم [أنك] بفتح الهمزة مخففة من الثقيلة ، و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب اسمها [في يوم] جار ومجرور متعلق بسألتني [يوم] مضاف ، و[الرخاء] مضاف إليه مجرور [سألتني] [سأل] فعل ماض مبني على =
…فأن مخففة من الثقيلة ، والكاف ضمير متصل في محل نصب اسمها ، وقد برز شذوذاً ، وكان الواجب حذفه .(1/306)
…ثم اعلم أنه إذا وقع خبر "أَنِ" المخففة من الثقيلة جملة اسمية ، لم يحتج إلى فاصل بين أن وخبرها نحو : "علمت أن زيد قائم(1) " إلا إذا قصد النفي فيفصل بينهما بحرف النفي كقوله تعالى { وَأَنْ لاَ إَلهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ(2)} .
___________________________
= السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعوله الأول [طلاق] مفعوله الثاني ، وهو مضاف و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والجملة في محل رفع خبر أن ، وجملة أن فعل الشرط لا محل لها من الإعراب [لم أبخل] [لم] حرف نفي وجزم [أبخل] فعل مضارع مجزوم بلم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ، والمتعلق محذوف ، والتقدير "لم أبخل به" والجملة جواب الشرط [وأنت] [الواو] للحال من "تاء" سألتني[أنت] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [صديق] خبره .
… الشاهد فيه : قوله ( أَنْكِ" حيث خففت أن المفتوحة الهمزة ، وبرز اسمها وهو الكاف ، وذلك قليل ، لأن الواجب أن يكون اسمهاضمير الشأن محذوفا ، ويكون خبرها جملة كما تقدم ، فإن ذكر الإسم شذوذا أو ضرورة جاز كون الخبر جملة ، ومفرداً ، وقد اجتمعا في قول جنوب بنت العجلان ، ترثي أخاها عمرو بن العجلان :
لقد علم الضيف والْمُرْمِلُون بأَنْكَ ربيعٌ وغَيْثٌ مَرِيْعٌ .
إذا اغْبَرَّ أُفْقٌ وَهَبَّتْ شَمَالا وأَ نْكَ هناك تكونُ الثِّمَالا .
…فقد خففت أن وجاءت بها مرتين مع اسمها ، وخبرها في المرة الأولى مفرد وهو بأنْك ، ربيع وخبرها في المرة الثانية جملة ، وهو قولها "وأنك تكون الثمالا" .
( 1 ) علمت أن زيد قائم : تقدم إعرابه صفحة ( 263 ) .(1/307)
( 2 ) { وأن لا إله إلا هو فهل أنتم مسلمون } : [الواو] حرف عطف [أن] مخففة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع الخبر واسمها ضمير الشأن محذوف وجوبا [لا] نافية للجنس تعمل عمل إنَّ [إله] مبني على الفتح في محل نصب اسم "لا" وخبرها محذوف تقديره موجود بحق [إلا] أداة استثناء [هو] ضمير منفصل في محل رفع بدل من الضمير المستكن في الخبر [الفاء] رابطة =
…وأما إذا وقع خبرها جملة فعليه ، فلا يخلو أن يكون الفعل متصرفا ، أو غير متصرف ، فإن كان غير متصرف لم يؤت بفاصل نحو : قوله تعالى { وَأَنْ لَيْسَ لِلإِ نْسَانِ إِلاَّ مَا سَعَى(1)}
وقوله تعالى { وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ(2)} .
…وإن كان متصرفا فلا يخلو ، إما أن يكون دعاءً أو لا ، فإن كان دعاء لم يحتج إلى فاصل كقوله تعالى { وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضِبَ اللهُ عَلَيْهَا(3)} .........................................
___________________________
= لجواب شرط مقدر [هل] حرف استفهام [أنتم] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [مسلمون] خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم .
( 1 ) { وأن ليس للإنسان إلا ماسعى } : [الواو] حرف عطف [أن ]مخففة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع الخبر ، واسمها ضمير الشأن محذوف وجوباً [ليس] فعل ماض ناقص [للإنسان] جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر ليس مقدم [إلا] أداة حصر [ما] مصدرية [سعى] فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهورها التعذر لأنه فعل ماض معتل بالألف ، وما المصدرية وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل رفع اسم ليس مؤخر ، وليس واسمها وخبرها في محل رفع خبر أن المخففة من الثقيلة .(1/308)
( 2 )…{ وأنْ عسى أن يكون قد اقترب أجلهم } : [الواو] حرف عطف [أن] مخففة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع الخبر ، واسمها ضمير الشأن محذوف وجوبا [عسى] فعل ماض تام [أن] حرف مصدر ونصب [يكون] فعل مضارع منصوب بأن و[يكون] متصرف من كان الناقصة ترفع الاسم وتنصب الخبر ، واسمها ضمير الشأن محذوف [قد] حرف تحقيق [اقترب] فعل ماض [أجل] فاعل مرفوع ، وهو مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، و[الميم] علامة الجمع ، وأن ومادخلت عليه في تأويل مصدر في محل رفع فاعل عسى و[جملة عسى] في محل رفع خبر أنْ المخففة من الثقيلة ، و[جملة قد اقترب أجلهم] في محل نصب خبر يكون .
( 3 )…{ والخامسة أن غضب الله عليها } : [الواو] حرف عطف [الخامسة] معطوف على أربع "من قوله تعالى" { أن تشهد أربع شهادات } تبعه في نصبه [أن] مخففة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع الخبر ، واسمها ضمير الشأن محذوف وجوبا [غضب] فعل ماض [الله] فاعل ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر أن المخففة [عليها] جار ومجرور [على] حرف جر ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بعلى ، والجار والمجرور متعلق بغضب . …
في قراءة نافع(1) "غَضِبَ" بصيغة الماضي ، وإن لم يكن "دعاءً" فيجوز الفصل وتركه(2) والأحسن الفصل ، والفاصل وأحد من أربعة أشياء :
…الأول : "قد" كقوله تعالى { وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا(3)} .
…الثاني : "النفي" كقوله تعالى { أَفَلاَ يَرَوْنَ أَنْ لاَ يَرْجِعُ إِلَيْهِمْ قَوْلاً(4)} وقوله تعالى { أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ لَنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ(5)} وقوله تعالى { أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ(6)} .
___________________________
( 1 ) ترجمته صفحة ( 12 ) .
( 2 )…قال بعضهم لايجب الفصل إلا قليلا .(1/309)
( 3 )…{ ونعلم ان قد صدقتنا } : [الواو] حرف عطف [نعلم] فعل مضارع معطوف على نأكل من قوله تعالى { ونريد أن نأكل منها } تبعه في نصبه ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره نحن [أن] مخففة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع الخبر ، واسمها ضمير الشأن محذوف وجوباً [قد] حرف تحقيق [صدقتنا] فعل وفاعل ومفعول [صدق] فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، و[نا] ضمير متصل في محل نصب مفعول به و[جملة الفعل والفاعل] في محل رفع خبر أن المخففة من الثقيلة .
( 4 ) { أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولاً } : [الهمزة] للاستفهام الإنكاري [الفاء] حرف استئناف [لا] نافية [أن] مخففة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع لخبر ، واسمها ضمير الشأن محذوف وجوبا [لا] نافية [يرجع] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، و[جملة الفعل والفاعل] في محل رفع خبر أن المخففة [إليهم] جار ومجرور [إلى] حرف جر ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بإلى ، و[الميم] علامة الجمع [قولا] مفعولاً به منصوب .
( 5 ) { أيحسب الإنسان أن لن نجمع عظامه } : [الهمزة] للاستفهام التقريعي التوبيخي[يحسب] فعل مضارع مرفوع ، متصرف من حسب من أخوات ظن تنصب مفعولين [الإنسان] فاعل مرفوع [أنْ] مخففة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع الخبر ، واسمها ضمير الشأن محذوف وجوبا [لن] حرف نفي ونصب واستقبال [نجمع] فعل مضارع منصوب بلن ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره نحن [عظام] مفعول به منصوب [عظام] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، و[جملة لن نجمع] في محل رفع خبر أن المخففة ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر سد مسد مفعولي يحسب .
( 6 )…{ أيحسب أن لم يره أحد } : [الهمزة] للاستفهام الإنكاري [يحسب] فعل مضارع مرفوع … =(1/310)
…الثالث : التنفيس ، وهو السين(1) وسوف(2) فمثال السين قوله تعالى { عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى(3)} ومثال سوف قول الشاعر :
85- وَاعْلَمْ فَعِلْمُ الْمَرْءِ يَنْفَعُهُ .
أَنْ سَوْفَ يَأْتِي كُلُّ مَا قُدِرَا .
___________________________
= وفاعله مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، و[يحسب] متصرف من حسب من أخوات ظن تنصب مفعولين [أن] مخففة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع الخبر ، واسمها ضمير الشأن محذوف وجوباً [لم] حرف نفي وجزم وقلب [ير] فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو الألف ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [أحد] فاعل مرفوع ، [وجملة الفعل والفاعل] في محل رفع خبر أن المخففة ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر سد مسد مفعولي يحسب .
( 1 )…السين : للتنفيس وهو الزمن القريب .
( 2 )…سوف : للتسويف وهو الزمن البعيد .
( 3 )…{ علم أن سيكون منكم مرضى } : [علم] فعل ماض من أخوات ظن تنصب مفعولين ، وفاعله مستتر جوازاً تقديره هو [أن] مخففة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع الخبر، واسمها ضمير الشأن محذوف وجوباً تقديره أَنْهُ [السين] حرف تنفيس وهو الزمن القريب[يكون] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضم آخره ، متصرف من كان الناقصة ترفع الاسم وتنصب الخبر[منكم] جار ومجرور [من] حرف جر و[الكاف] ضمير متصل مبني على الضم في محل جر بمن ، و[الميم] علامة الجمع والجار ، والمجرور شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائن في محل رفع خبر كان مقدم [مرضى] اسمها مؤخر مرفوع بها وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف ، منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور ، و[جملة كان مع اسمها وخبرها] في محل رفع خبر أن المخففة من الثقيلة ، والمصدر المنسبك ، من أن وما بعدها سد مسد مفعولي علم ، والتقدير"علم كون مرضى منكم" .(1/311)
…85- الإعراب : [واعلم] [الواو] بحسب ما قبلها [اعلم] فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [فعلم] مبتدأ ، و[علم] مضاف ، و[المرء] مضاف إليه [ينفعه] [ينفع] فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على "علم" و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به لينفع ، و[الجملة من ينفع وفاعله] في محل رفع خبر المبتدأ [أن] مخففة =
…الرابع : لو : كقوله تعالى: { وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ(1)} وَقَلَّ مَنْ ذكر "لو" من النحويين أنها فاصلة .
ومما جاء بدون فاصل قول الشاعر :
86- عَلِمُوا أَنْ يُؤَمَّلُوْنَ فَجَادُوا .
قَبْلَ أَنْ يُسْأَلُوا بِأَعْظَمِ سُؤْلِ .
___________________________
= من الثقيلة ، واسمها ضمير شأن محذوف وجوباً [سوف] حرف تنفيس [يأتي] فعل مضارع [كل] فاعل يأتي و[الجملة من الفعل والفاعل] في محل رفع خبر أن [كل] مضاف ، و[ما] اسم موصول في محل جر بالإضافة [قدراً] [قدر] فعل ماض مبني للمجهول ، و[الألف]للاطلاق ونائب الفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على [ما] و[الجملة من قدر ونائب فاعله] صلة الموصول والعائد نائب الفاعل المستتر في قدر وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر سد مسد مفعولي أعلم .
…الشاهد فيه : قوله ( أن سوف يأتي" حيث أتى بخبر "أن" المخففة من الثقيلة جملة فعلية ، وليس فعلها دعاء ، وقد فصل بين "أن" وخبرها بحرف التنفيس ، وهو "سوف" ) .(1/312)
( 1 )…{ وأن لو استقاموا على الطريقة } : [الواو] استئنافية [أن] مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف وجوباً [لو] حرف شرط غير جازم [استقاموا] فعل وفاعل [استقام] فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الواو لايناسبها إلا ضم ما قبلها ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل [على الطريقة] جار ومجرور متعلق باستقاموا [وجملة استقاموا] في محل رفع خبر أن ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر في محل رفع نائب فاعل لفعل محذوف تقديره أوحي إليّ .
86- اللغة :[يؤملون]بالبناء للمجهول يقصدون [جادوا] تكرموا و[سؤل] بالضم بمعنىالمسئول . الإعراب : [علموا] فعل وفاعل [علم] فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الواو لايناسبها إلاضم ما قبلها ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل [أن] مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف وجوبا [يؤملون] فعل مضارع مبني للمجهول ، مرفوع وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأمثلة الخمسة ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل ، والجملة في محل رفع خبر"أن" المخففة من الثقيلة وأن ومادخلت عليه في تأويل مصدر سد مسد مفعولي علم [فجادوا] [الفاء] حرف عطف و[جادوا] فعل وفاعل ، والجملة معطوفة على جملة علموا [قبل] ظرف مكان منصوب =
وقوله تعالى { لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمُّ الرَّضَاعَةَ(1)} في قراءة من رفع يتم ، فأن مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف وجملة "يتم الرضاعة" في محل نصب خبر أن(2).
يقول الناظم…
وَإِنْ تُخَفَّفْ أَنَّ فَاسْمُهَا اسْتَكَنْ وَإِنْ يَكُنْ فِعْلاً وَلَمْ يَكُنْ دُعَا فَالأَحْسَنُ الْفَصْلُ بِقَدْ أَوْ نَفْيٍ أَوْ .
وَالْخَبَرَ اجْعَلْ جُمْلَةً مِنْ بَعْدِ أَنْ وَلَمْ يَكُنْ تَصْريِفُهُ مُمْتَنِعَا تَنْفِيسٍ اوْ لَوْ وَقَلِيلٌ ذِكْرُ لَوْ .
___________________________(1/313)
= متعلق بجاد [أن] حرف مصدري ونصب [يسألوا] فعل مضارع مبني للمجهول منصوب بأن المصدرية وعلامة نصبه حذف النون لأنه من المثلة الخمسة ، و[واو الجماعة] ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل[قبل] مضاف ، و أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مضاف إليه [بأعظم] جار ومجرور [الباء] حرف جر [أعظم] مجرور بالباء وعلامة جره الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه اسم لاينصرف للصفة ووزن الفعل ، والجار والمجرور متعلق بجاد [أعظم] مضاف [سؤل] مضاف إليه مجرور .
…الشاهد فيه : قوله ( أن يؤملون" حيث استعمل فيه "أَن" المخففة من الثقيلة، وأعملها في الاسم الذي هو ضمير الشأن المحذوف، وفي الخبر الذي هو جملة "يؤملون" ومع أن جملة الخبر فعلية فعلها متصرف غير دعاء لم يأت بفاصل بين "أن" وجملة الخبر ، والإستشهاد بهذا البيت إنما يتم على مذهب الجمهور الذين يذهبون إلى أن "أن" الواقعة بعد "علم" غير مؤول بالظن تكون مخففة من الثقيلة لاغير .
( 1 ) { لمن أراد أن يتم الرضاعة } : [اللام] حرف جر [من] اسم موصول في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ مقدر تقديره ذلك المذكور من إرضاع الحولين [أراد] فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر جوازا تقديره هو [أن] مخففة من الثقيلة تنصب الإسم وترفع الخبر واسمها ضمير الشأن محذوف وجوباً [يتم] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه جوازاً تقديره هو [الرضاعة] مفعول به منصوب ، وجملة الفعل والفاعل في محل نصب خبر "أنْ"المخففة .
( 2 ) والقول الثاني أن "أَنْ" ليست مخففة من الثقيلة بل هي الناصبة للفعل المضارع ، وارتفع يتم بعده شذوذاً .
@ حُكْمُ عَمَلِ "كَأَنَّ" إذا خُفِّفَتْ @(1/314)
…إذا خففت "كَأنَّ" بقي إعمالها وجوبا ، والأكثر حذف اسمها نحو : "كأن زيد قائم"(1) فكأَنْ مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف وجوبا تقديره "كأنه" وجملة "زيد قائم " في محل رفع خبر "كأن" وخبرها إما جملة اسمية كالمثال السابق ، أو جملة فعلية مُصَدَّرَةً "بلم" أو "بقد" نحو : قوله تعالى : { كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ(2)} .
…وقول زياد بن معاوية المشهور بالنابغة الذبياني :
87- أَزِفَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أَنْ رِكَابَنَا .
لَمَّا تَزُلْ بِرِحَالِنَا وَكَأَنْ قَدٍ .
___________________________
( 1 ) كأن زيد قائم :[كأن] مخففة من الثقيلة من أخوات إِن تنصب الاسم وترفع الخبر ، واسمها ضمير الشأن محذوف وجوباً تقديره كأَنْهُ [زيد] مبتدأ ، و[قائم] خبره ، وجملة المبتدأ والخبر في محل رفع خبر كأن .
( 2 )…{ كأن لم تغن بالأمس } : [كأَنْ] حرف تشبيه ونصب وهي مخففة من الثقيلة تنصب الإسم وترفع الخبر ، واسمها ضمير الشأن محذوف والتقدير "كأنه" [لم] حرف نفي وجزم وقلب [تغن] فعل مضارع مجزوم بلم ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو الألف ، والفاعل مستتر فيه جوازاً تقديره هي [بالأمس] جار ومجرور متعلق "بتغن" وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر كأَنْ المخففة .
87- اللغة : [أزف] دنا وقرب [الترحل] السفر [الرحال] أمتعة المسافر .(1/315)
…الإعراب : [أزف] فعل ماض [الترحل] فاعل مرفوع [غير] منصوب على الإستثناء [أن] حرف توكيد ونصب [ركاب] اسمها منصوب وهو مضاف و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [لما] حرف نفي وجزم [تزل] فعل مضارع مجزوم بلما وعلامة جزمه سكون آخره [برحالنا] جار ومجرور ، [الباء] حرف جر [رحال] مجرور بالباء [رحال] مضاف و[نا] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [وكأن قد] [الواو] حرف عطف [كأن] مخففة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع الخبر ، واسمها ضمير الشأن محذوف [قد] بالتنوين حرف تحقيق وخبر كأن محذوف ، تقديره " قد زالت وانتقلت " .
…الشاهد فيه : قوله ( قدٍ" ، حيث حذف منه الياء لأن أصله "قدي" وجئ بالتنوين عوضاً عنه لأجل الترنم ) .
…فكأن مخففة من الثقيلة ، واسمها ضمير الشأن محذوف وجوباً والتقدير "وكأنه ، والجملة بعدها في محل رفع خبرها ، وقد يذكر اسمها في اللفظ وهو قليل ، ومنه قول الشاعر :
88- وَصَدْرٍ مُشْرِقِ النَّحْرِ .
كَأَنْ ثَدْيَيْهِ حُقَّانِ .
فكأن مخففة من الثقيلة ، وثدييه اسمها منصوب بالياء لأنه مثنى ، وحقان خبرها مرفوع بالألف.
يقول الناظم
وَخُفِّفَتْ كَأَنَّ أَيْضاً فَنُوِي .
مَنْصُوبُهَا وَثَابِتاً أَيْضاً رُوِي .
قول الناظم "فنوي منصوبها" أي حذف اسمها .
وبقي على الناظم "لكنَّ" فلم يذكرها ضمن الحروف التي تخفف ، فإذا خُفِّفَتْ وجب إهمالها فلا تنصب اسماً ولا ترفع خبراً والله أعلم .
*******
___________________________(1/316)
…88- اللغة : [النحر] موضع القلادة من الصدر ، وجمعه نحور [مشرق] مضئ . الإعراب : [وصدر] بعضهم يرويه بالرفع فتكون [الواو] استئنافية أو عاطفة [صدر] مبتدأ خبره محذوف ، والتقدير" ولها صدر" والأكثرون على روايته بالجر فـ[الواو] واو رب ، و[صدر] مبتدأ مرفوع بضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد [مشرق] صفة لصدر مجرور لفظاً كموصوفه مرفوع محلاً مثله ، وهو مضاف ، و[النحر] مضاف إليه [كأن] مخففة من الثقيلة [ثدييه] [ثديي] اسمها منصوب ، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى ، و[ثديي] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [حقان] خبر كأن . الشاهد فيه : قوله ( "كأن ثدييه" حيث ذكر اسمها وهو قليل والكثير حذفه…، وروي كأن ثدياه حقان ، فيكون اسم كأن محذوفاً وهو ضمير الشأن والتقدير "كأنه ، " وثدياه حقان " مبتدأ وخبر في محل رفع خبر كأن ، ويحتمل أن يكون ثدياه اسم كأَنْ وجاء بالألف على لغة من يجعل المثنى بالألف في الأحوال كلها " والله أعلم " .
@ "لا" الَّتِي لِنَفْيِ الْجِنْس @
…"لا" النافية للجنس من الحروف الناسخة للابتداء ، ومعنى نافية للجنس أنها تنفي جميع الجنس على سبيل التنصيص على الاستغراق حيث لا يبقى فرد من أفراده (1) وهي تعمل عمل إِنَّ فتنصب الإسم وترفع الخبر نحو : لارجلَ قائمٌ ، فرجل اسمها مبني على الفتح وقائم خبرها .
…ولاتعمل إلا إذا توفر فيها ثلاثة شروط : …الأول : أن يكون اسمها وخبرها نكرتين(2). …
…الثاني : أن يكون اسمها متصلاً بها(3).
…الثالث : أن لا يدخل عليها حرف جر(4) .
…مثال المستوفية للشروط "لارجل قائم"(5) ولا فرق في هذا العمل بين المفردة "وهي التي لم تتكرر" نحو : "لا غلام رجل حاضر"(6) وبين المكررة نحو : "لا حول ولا قوة إلا بالله" إلا أن عملها وهي مفردة واجب ، وعملها مكرر جائز كما سيأتي :
___________________________(1/317)
( 1 )…بخلاف "لا" الحجازية العاملة عمل ليس نحو :"لا رجل قائماً" فانها ليست نصاً في نفي الجنس بل على سبيل الاحتمال والظهور ، إذ يحتمل نفي الواحد ، ونفي الجنس ، فبتقدير إرادة نفي الجنس لايجوز "لا رجل قائماً بل رجلان" وبتقدير إرادة نفي الِوَاحِدٍ يجوز "لا رجل قائماً بل رجلان" وأما لا النافية للجنس فهي لنفي الجنس ليس إلا ، فلا يجوز لارجل قائم بل رجلان .
( 2 )…فهي لا تعمل في المعرفة فلا يجوز "لا زيد قائماً" وما ورد من ذلك فمؤول بنكرة كقول عمر بن الخطاب في حق علي رضي الله عنهما "قضية ولا أبا حسن لها" فالتقدير ولا مسمى بهذا الإسم لها ويدل على أنه معامل معاملة النكرة ، وصفه بالنكرة كقولك " لا أبا حسن حلالا لها" .
( 3 )…فإن فصل بينها وبين اسمها ألغيت كقوله تعالى { لا فيها غولٌ } فلا نافية لا عمل لها ، وفيها جار ومجرور خبر مقدم ، وغول مبتدأ مؤخر .
( 4 )…فإن دخل عليها حرف الجر ألغيت ووجب الجر نحو: جئت بلا زاد .
( 5 )…لا رجل قائم : [لا] نافية للجنس تعمل عمل إن تنصب الاسم وترفع الخبر [رجل] اسمها مبني على الفتح في محل نصب [قائم] خبرها مرفوع .
( 6 ) لاغلام رجل حاضر : سيأتي إعرابه صفحة ( 273 ) .
يقول الناظم
عَمَلَ إِنَّ اجْعَلْ لِلاَ فِي نَكِرَهْ .
مُفْرَدَةً جَاءَتْكَ أَوْ مُكَرَّرَهْ .
@ اسْمُ لا النَّافِيَةِ لِلْجِنْس @
…لا يخلو اسم لا النافية للجنس من أن يكون مضافاً ، أو شبيهاً بالمضاف(1) أو مفردا(2) .
@ حُكْمُ اسْمِ "لا" إِذَا كَانَ مُضَافَاً أَوْ مُشَبَّهَاً بِالْمُضَاف @
…إذا كان اسم "لا" مضافاً أو مشبها بالمضاف فهو معرب منصوب فالمضاف نحو : لا غلام رجل حاضر(3) ، والشبيه بالمضاف إما شبيه بعمل نحو : "لاطالعاً جبلاً ظاهر"(4) وإما بعطف نحو : لا ثلاثة وثلاثين عندنا(5) ، فكل من غلام ، وطالعا ، وثلاثة ، اسم "لا" منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره .
___________________________(1/318)
( 1 )…الشبيه بالمضاف هو ماتصل به شئ من تمام معناه ، ويسمى مطولاً ، وممطولا" أي ممدوداً" .
( 2 ) المراد بالمفرد في باب لا النافية للجنس ، وفي باب المنادى "ماليس مضافاً ، ولا شبيها بالمضاف وإن كان مثنى أو جمعاً .
( 3 )…لا غلام رجل حاضر : [لا] نافية للجنس [غلام] اسمها منصوب بها وعلامة نصبه فتح آخره ، وهو مضاف و[رجل] مضاف إليه مجرور [حاضر] خبر"لا"مرفوع .
( 4 ) لا طالعاً جبلاً ظاهر :[لا] نافية للجنس تعمل عمل إن [طالعاً] اسمها منصوب ، وهو اسم فاعل يعمل عمل فعله يرفع الفعل وينصب المفعول ، وفاعله مستتر فيه جوازاً تقديره هو [جبلاً] مفعول به منصوب [ظاهر] خبر"لا"مرفوع .
( 5 )…لا ثلاثة وثلاثين عندنا : [لا] نافية للجنس [ثلاثة] إسمها منصوب بها ، و[ثلاثين] [الواو] حرف عطف [ثلاثين] معطوف على اسم "لا" تبعه في نصبه ، وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه محمول على جمع المكر السالم [عند] ظرف مكان منصوب على الظرفية وهو مضاف ، و[نا] ضميرمتصل في محل جر بالإضافة ، والظرف وما أضيف إليه شبه جملة متعلق بمحذوف في محل رفع خبر "لا".
@ حُكْمُ الْمُفْرَدِ فِي بَابِ "لا" النَّافِيَةِ لِلْجِنْس @
…المراد بالمفرد "هنا"(1) ماليس مضافا ولا شبيها بالمضاف وإن كان مثنى أو جمعاً ، فإنه يعبر عنه بالمفرد ، وحكمه البناء على ما ينصب به لو كان معربا لتركبه مع "لا" وصيرورته معها كالشئ الواحد ، فهو معها كخمسة عشر(2) ولكن محله النصب بلا(3) ، لأنه اسم لها ، فالمفرد الذي ليس بمثنى ولا مجموع جمع مذكر سالما يبنى على الفتح(4) لأن نصبه بالفتحة نحو : "لا رجل حاضرٌ"(5) والمثنى ، وجمع المذكر السالم ، يبنيان على ماكانا ينصبان به ، وهو الياء نحو "لا مُسْلِمَيْنِ لك(6) ولا مُسْلِمِيْنَ لك"(7) فمُسْلِمَيْنِ ، ومُسْلِمِيْنَ مبنيان لتركبهما مع "لا" كما بني رجل لتركبه معها(8).(1/319)
…وأما جمع المؤنث السالم فهو مبني على ما كان ينصب به "وهو الكسرة" نيابة عن الفتحة
___________________________
( 1 )…يعني في باب لا النافية للجنس وكذلك في باب المنادى كما سيأتي .
( 2 )…الأعداد من أحد عشر إلى تسعة عشر كلها مبنية على فتح الجزءين كماستأتي صفحة ( 278 ) .
( 3 )…وذهب الكوفيون ، والزجاج - أبو إسحق إبراهيم بن السري - إلى أن "رجل" في قولك " لارجل حاضر" معرب وأن فتحته فتحة إعراب لا فتحة بناء .
( 4 )…بخلاف جمع التكسير فحكمه حكم المفرد نحو: لا رجال حاضرون ، فرجال إسم لا مبني على الفتح في محل نصب ، وحاضرون خبرها مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم
( 5 ) لا رجل حاضر : [لا] نافية للجنس تعمل عمل إن [رجل] اسمها مبني على الفتح في محل نصب [حاضر] خبرها مرفوع .
( 6 )…لا مسلمين لك : [لا] نافية للجنس تعمل عمل إن [مسلمين] اسمها مبني على ما ينصب به لو كان معربا وهو الياء نيابة عن الفتحة لأنه مثنى ، و[النون] زيدت عوضا عن التنوين الذي في الإسم المفرد [لك] جار ومجرور [اللام] حرف جر ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر باللام ، والجار والمجرور شبه جملة متعلق بمحذوف وجوباً خبر"لا" .
( 7 )…لا مسلمين لك : إعرابه كسابقه إلا أن [مسلمين] جمع مذكر سالم .
( 8 )…وذهب المبرد - أبو العباس محمد بن يزيد - إلى أن اسم لا إذا كان مثنى ، أو جمع مذكر سالما كمُسْلِمَين ومُسْلِمِيْن فهو معرب منصوب بالياء نيابة عن الفتحة وليس مبنيا ، واحتج بأن التثنية والجمع من خواص الأسماء فيعارضان علة البناء ، وَرُدَّ بأنها واردة عليهما ، والوارد له قوته فلم يقو على معارضتهما ، ولو سلمنا ذلك لكان يعرب نحو : يازيدان "ولا قائل به" .
نحو : لا مسلمات لك(1) بكسر التاء ، ومنه قول سلامة بن جندل السعدي :
89- إِنْ الشَّبَابَ الَّذِي مَجْدٌ عَوَاقِبُهُ .
فِيهِ نَلَذُّ وَلاَ لَذَّاتِ لِلشِّيبِ .(1/320)
…فلذات اسم لا مبني على الكسر في محل نصب ، ولك بناؤه على الفتح وهو الأولى ، للفرق بين حركته معربا وحركته مبنياً .
@ حُكْمُ لا النَّافِيَةِ لِلْجِنْسِ إِذَا تَكَرَّرَتْ @
…إذا تكررت لا النافية للجنس مع مفرد بعاطف نحو :"لاحول ولا قوة إلا بالله" جاز لك في النكرة الأولى وهي "حول" وجهان الفتح(2).........................................
___________________________
( 1 ) لا مسلمات لك : [لا] نافية للجنس تعمل عمل إن [مسلمات] اسمها مبني على ما ينصب به لو كان معربا وهو الكسرة نيابة عن الفتحة لأنه جمع مؤنت سالم [لك] جار ومجرور [اللام] حرف جر و[الكاف]ضمير متصل في محل جر باللام والجار والمجرور متعلق بمحذوف في محل رفع خبرلا .
89- اللغة : [مجد عواقبه] نهايته محمودة [نلذ] نلتذ [اللذات] جمع لذة وهي استطابة النفس للشئ بحيث يقع منها موقعاً [الشيب] بكسر الشين جمع أشيب وهو من ابيض شعره .
الإعراب : [إن] حرف توكيد ونصب [الشباب] اسمها منصوب [الذي] اسم موصول في محل نصب صفة [مجد] خبر مقدم مرفوع [عواقب] مبتدأ مؤخر ، وهو مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والجملة صلة الموصول ، والعائد الضمير في عواقبه ، و[فيه] جار ومجرور في حرف جر و[الهاء] ضمير متصل في محل جر باللام متعلق بنلذ [نلذ] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره نحن ، والجملة في محل رفع خبر إن [ولا] [الواو] حرف عطف ، و[لا] نافية للجنس تعمل عمل إن - وتسمى "لا" التبرئة ، لأنها لما نفت الجنس دلت على البراءة منه - [لذات] اسمها مبني على الكسر في محل نصب [للشيب] جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره كائنة خبر"لا" .(1/321)
الشاهد فيه : قوله ( ولا لذات" حيث بني جمع المؤنث السالم مع "لا" على ماكان ينصب به وهو الكسرة ، وروي بالفتح كما في الأشموني ، وأوجبه ابن عصفور - أبو الحسن علي بن مؤمن بن محمد بن عصفور الحضرمي الاشبيلي - وقال : ابن مالك "الفتح أولى") .
( 2 )…على أن لا النافية للجنس تعمل عمل إن تنصب الاسم وترفع الخبر "وحول" اسمها مبني على الفتح في محل نصب والخبر محذوف تقديره "لنا" .
والرفع(1) فإن فتحت الأولى جاز لك في الثانية ثلاثة أوجه ، الفتح(2) نحو : لا حولَ ولا قوةَ(3) والنصب(4) نحو : "لاحولَ ولا قوةً"(5) والرفع(6) نحو : "لاحولَ ولا قوةٌ"(7) .
___________________________
( 1 )…على أن لا ملغاة لا عمل لها لتكرارها ، وما بعدها وهو حول يكون مبتدأ مرفوع ، والخبر محذوف تقديره "لنا" أو على أن لا النافية حجازية تعمل عمل ليس ترفع الاسم وتنصب الخبر ، وحول اسمها مرفوع بها والخبر محذوف .
( 2 )…على إعمال "لا" الثانية كالأولى نافية للجنس تعمل عمل إن تنصب الاسم وترفع الخبر ، وقوة اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، والخبر محذوف تقديره "لنا" .
( 3 )…لاحولَ ولا قوةَ : [لا] نافية للجنس تعمل عمل إن [حول] اسمها مبني على الفتح في محل نصب والخبر محذوف تقديره لنا [ولا قوة] [الواو] حرف عطف [لا] نافية للجنس تعمل عمل ان [قوة] اسمها مبني على الفتح في محل نصب والخبر محذوف تقديره "لنا" .
( 4 )…على جعل لا زائدة لتأكيد النفي ، وقوة بالنصب معطوف على اسم لا الأُولى لأن محله النصب ومنه قول الشاعر :
لانَسَبَ الْيَوْمَ وَلاَ خُلَّةً .
اتّسَعَ الْخَرْقُ عَلَى الرَّاقِعِ .
بنصب خلة عطفاً على محل اسم لا الأُولى ، وجعل لا الثانية زائدة لتأكيد النفي ، ومعنى "الخلة" الصداقة و"الخرق" الثقب و"الراقع" من رقعت الثوب جعلت مكان الخرق قطعة .(1/322)
( 5 )…لا حولَ ولا قوةً : [لاحول] إعرابه كسابقه [ولا قوة] [الواو] حرف عطف [لا] زائدة لتأكيد النفي ، و[قوة] بالنصب معطوف على محل اسم لا الأُولى لأن محله النصب ، والمعطوف على المنصوب منصوب .…
( 6 )…على تقدير لا الثانية زائدة ، ولا حول بالرفع معطوف على محل لا الأُولى مع اسمها لأن محلها رفع بالابتداء عند سيبويه ، أو بإعمال "لا" الثانية عمل ليس ترفع الإسم وتنصب الخبر وحول بالرفع اسمها مرفوع بها والخبر محذوف تقديره "لنا" ، أوبإلغاء "لا" لتكرارها وحول بالرفع حينئذ مبتدأ مرفوع وخبره محذوف ، ومنه قول الشاعر :
هَذَا لَعَمْرُكُمُ الصَّغَارُ بِعَيْنِهِ .
لا أُمَّ لِي إِنْ كَانَ ذَاكَ وَلاَ أَبُ .
برفع الأب بالاعتبارات الثلاثة المذكورة ومعنى "الصغار" بفتح الصاد الذلة والمهانة .
( 7 )…لاحولَ ولا قوةٌ : [لا حول] إعرابه كسابقه [ولا قوة][الواو] حرف عطف [لا] زائدة و[قوة] بالرفع معطوف على محل لا الأُولى مع اسمها لأن محلها الرفع بالابتداء عند سيبويه ، ولك إعرابه =
…وإنْ رفعت الأولى جاز لك في الثانية وجهان الرفع(1) نحو : لاحولٌ ولاقوةٌ(2) ، والفتح(3) نحو :"لاحولٌ ولا قوةَ"(4) ، ومنه قول أمية بن أبي الصلت :
90- فَلاَ لَغْوٌ وَلاَ تَأثِيمَ فيها .
ولا حَيْنٌ ولا فيها مليمُ .
فلا نافية للجنس وتأثيم اسمها مبني على الفتح .
…ولا يجوز نصب الثاني ، لأنه إنما جاز فيما تقدم للعطف على محل اسم "لا" و "لا" هنا
___________________________
= " لا" نافية حجازية تعمل عمل ليس ترفع الإسم وتنصب الخبر [قوة] بالرفع اسم "لا" والخبر محذوف تقديره "لنا" ولك إعرابه "لا" نافية ملغاة لاعمل لها ، و"قوة" بالرفع مبتدأ خبره محذوف .
( 1 ) على أن لا ملغاة لا عمل لها لتكرارها ، وما بعدها مبتدأ مرفوع ، والخبر محذوف ، أو على أن لا نافية حجازية تعمل عمل كان ترفع الإسم وتنصب الخبر.(1/323)
( 2 ) لا حولٌ ولا قوةٌ : [لا] نافية حجازية تعمل عمل ليس [حولٌ] بالرفع اسمها ، والخبر محذوف ولك إعرابه "لا" نافية ملغاة لاعمل لها لتكرارها "حولٌ" مبتدأ وخبره محذوف "ولا قوةٌ" "الواو" حرف عطف "لا" نافية حجازية تعمل عمل ليس "قوةٌ" بالرفع اسم لا ، والخبر محذوف ، ولك إعرابه " لانافية ملغاة لا عمل لها "قوة" مبتدأ خبره محذوف .
( 3 )…على أن لا نافية للجنس تعمل عمل إن تنصب الاسم وترفع الخبر .
( 4 )…لاحولٌ ولا قوةَ : [لا] حولٌ بالرفع إعرابه كسابقه [ولا قوة] [الواو] حرف عطف [لا] نافية للجنس تعمل عمل إن [قوة] بالفتح اسم لا مبني على الفتح في محل نصب .
90- اللغة : [ اللغو] قول الباطل [التأثيم] أن تقول لصاحبك أثمت [الحين] الهلاك [المليم] هو الذي يفعل ما يلام عليه .
الإعراب : [الواو] بحسب ما قبلها [لا] نافية ملغاة لاعمل لها [لغو] مبتدأ مرفوع [ولاتأثيم فيها] [الواو] حرف عطف [لا]نافية للجنس تعمل عمل إن [تأثيم] اسمها مرفوع [فيها] جار ومجرور متعلق بمحذوف وجوبا تقديره "كائن" خبر المبتدأ ، وخبر لا النافية للجنس محذوف لدلالة ما قبله عليه ، تقديره ولا تأثيم كائن فيها [ولاحين] الواو حرف عطف [لا] نافية ملغاة لاعمل لها [حين] مبتدأ خبره محذوف والتقدير "ولاحين فيها [ولافيها مليم] [الواو] حرف عطف [فيها] جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم [مليم] مبتدأ مؤخر مرفوع .
الشاهد فيه : قوله ( "ولا لغو ولاتأثيم فيها" حيث رفع الإسم الأول "لغو" - وهو المعطوفُ عليه وبنى الثاني - المعطوف - على الفتح وهو "تأثيم" ) .
ليست بناصبة(1) .
يقول الناظم
فَانْصِبْ بِهَا مُضَافاً اوْ مُضَارِعَهْ(2) وَرَكِّبِ الْمُفْرَدَ فَاتِحاً كَلاَ مَرْ فُوعاً اوْ مَنْصُوباً أَوْ مُرَ كَّبَا .
وَبَعْدَ ذَاكَ الْخَبَرَ اذْكُرْ رَافِعَهْ حَوْلَ وَلاَ قُوَةَ وَالْثَّانِ اجْعَلاَ وَإِنْ رَفَعْتَ أَوَّلاً لاَ تَنْصِبَا .(1/324)
@ حُكْمُ "لا" النَّافِيَةِ لِلْجِنْسِ إِذَا نُعِتَ اسْمُهَا @
…إذا كان اسم لا مبنيا ونعت بمفرد ولم يفصل بين النعت والمنعوت فاصل نحو : لا رجل ظريف جالس ، جاز لك في النعت ثلاثة أوجه :
…الوجه الأول : البناء على الفتح على تقدير أن الصفة والموصوف ركبا تركيب خمسة عشر(3) ثم أدخلت اللام عليها بعد أن صارا كاسم واحد نحو : لا رجلَ ظريفَ جالسٌ(4).
…الوجه الثاني : النصب على أنه صفة لمحل اسم لا ، لأن محله النصب نحو : لا رجلَ ظريفاً جالسٌ(5) .
الوجه الثالث : الرفع علىأنه صفة لمحل لامع اسمها لأن محلها رفع بالابتداء عند سيبويه(6)
___________________________
( 1 )…لذا يقول ابن مالك " وإن رفعت أو لاً لا تنصبا .…
( 2 ) مضارعه : أي مشابه المضاف ، وهو ما اتصل به شئ من تمام معناه .
( 3 )… الأعداد أحد عشر وثلاثة عشر إلى تسعة عشر كلها مبنية على فتح الجزءين فتقول جاء أحد عشر ورأيت أحد عشر ، ومررت بأحد عشر ، فالأول مبني على فتح الجزءين في محل رفع فاعل والثاني في محل نصب مفعول به والثالث في محل جر بالباء ، إلا اثنى عشر فيعرب إعراب المحمول على المثنى بالألف رفعاً وبالياء نصباً وجراً ، وسيأتي ذلك في باب العدد .
( 4 )… لارجلَ ظريفَ جالسٌ : [لا] نافية للجنس تعمل عمل إن [رجل ظريف] مبنيان على فتح الجزءين في محل نصب اسم لا [جالس] خبرها مرفوع .
( 5 ) لارجل ظريفاًجالس : [لا] نافية للجنس تعمل عمل إن [رجل] اسمها مبني على الفتح في محل نصب [ظريفاً] بالنصب نعت لرجل على المحل لأن محله النصب [جالس] خبر لا مرفوع .
( 6 ) مذهب سيبويه أن لا واسمها المفرد في موضع رفع بالإبتداء ، والإسم المرفوع بعدهما خبر عن =
نحو : لارجلَ ظريفٌ جالسٌ (1) ، فإن فصل بين النعت والمنعوت فاصل نحو : لارجلَ جالسٌ ظريف(2) أو كان النعت غير مفرد ، بأن كان مضافاً نحو : لارجلَ صاحب برّ حاضر(3) أو شبيهاً بالمضاف نحو : لارجل طالع جبلاً جالس(4).(1/325)
…جاز في النعت وجهان النصب على أنه نعت لمحل اسم لا ، والرفع على أنه نعت لمحل لا مع اسمها ، لأن محلها رفع بالابتداء عند سيبويه كما مر ، ولم يجز بناء النعت على الفتح لأنه إنما جاز عند عدم الفصل لتركبه مع اسم لا تركيب أحد عشر ، ومع الفصل لايمكن التركيب كما لايمكن التركيب إذا كان المنعوت غير مفرد نحو : لاطالعاً جبلاً حاضر(5).
___________________________
= ذلك المبتدأ ولم تعمل لا عنده في هذه الصورة إلا في الاسم فقط ، فتقول في إعراب لا رجل ظريف جالس ، برفع ظريف ، لا نافية للجنس ، رجل مبني معها على الفتح في محل رفع مبتدأ ظريف نعت لمحل لا مع اسمها ، لأن محلها الرفع ، جالس خبر مرفوع بالمبتدأ وعلامة رفعه ضم آخره .
( 1 )…لا رجل ظريف جالسٌ : بفتح رجل بغيرتنوين ورفع ظريف بالتنوين [لا] نافية للجنس تعمل عمل إن [رجل] مبني على الفتح في محل نصب اسمها [ظريف] بالرفع نعت لمحل لا مع اسمها لأن محلهما رفع بالإبتداء عند سيبويه [جالس] خبر "لا" مرفوع بها .
( 2 )…لا رجل جالس ظريف : [لا] نافية للجنس تنصب الاسم وترفع الخبر [رجل] مبني على الفتح في محل نصب اسمها [جالس] خبر لا مرفوع بها [ظريف] "بالرفع" نعت لمحل لا مع اسمها لأن محلهما رفع بالابتداء ولك نصبه على أنه نعت لمحل اسم لا ، لأن محله النصب .
( 3 )…لا رجل صاحب بر حاضر : [لا] نافية للجنس تنصب الاسم وترفع الخبر [رجل] اسمها مبني على الفتح في محل نصب [صاحب] نعت لرجل تبعه في نصبه [صاحب] مضاف و[بر] مضاف إليه مجرور [حاضر] خبر لا مرفوع .
( 4 )…لا رجل طالع جبلاً جالس : [لا] نافية للجنس تعمل عمل إن [رجل] مبني على الفتح في محل نصب اسمها [طالع] "بالرفع" نعت لمحل لا مع اسمها لأن محلهما رفع بالابتداء ولك نصبه على أنه نعت لمحل اسم لا لأن محله النصب [جالس] خبر لا مرفوع .(1/326)
( 5 )…لا طالعاً جبلاً حاضرٌ : [لا] نافية للجنس تعمل عمل إن [طالعاً] اسمها منصوب بها وعلامة نصبه فتح آخره ، و[طالع] اسم فاعل يعمل عمل الفعل يرفع الفاعل وينصب المفعول وفاعله مستتر فيه جوازاً تقديره هو [جبلاً] مفعول به منصوب [حاضر] خبر لا مرفوع بها .
يقول الناظم
وَمُفْرَداً نَعْتاً لِمَبْنِيٍّ يَلِي وَغَيْرَ مَا يَلِي وَغَيْرَ الْمُفْرَدِ .
فَافْتَحْ أَوِانْصِبَنْ أَوِارْفَعْ تَعْدِلِ لاَتَبْنِ وَانْصِبْهُ أَوالرَّفْعَ اقْصِدِ .
قول الناظم ( ومفرداً نعتاً لمبني يلي ) إلى آخره ، يعني إذا كان اسم "لا" مفرداً ونعت بمفرد يليه أي لم يفصل بين النعت والمنعوت فاصل جاز في النعت الفتح ، والنصب ، والرفع كمامر .
@ حُكْمُ "لا" النَّافِيَةِ لِلْجِنْسِ إِذَا عُطِفَ عَلَى اسْمِهَا وَلَمْ تَتَكَرَّرْ @
…إذا عطف على اسم لا النافية للجنس ولم تتكرر "لا" وجب فتح النكرة الأولى ، وجاز في الثانية وجهان : الرفع بالعطف على محل لا الأولى مع اسمها(1) نحو : لا رجلَ وامرأةٌ حاضران(2) والنصب بالعطف على محل اسم لا نحو : لا رجلَ وامرأةً حاضران(3) .
…وكذلك إذا كان المعطوف غير مفرد لايجوز فيه إلا الرفع ، والنصب ، سواء تكررت لا نحو : لا رجلَ ولا غلامَُ امرأة حاضران ، أو لم تتكرر نحو : لا رجلَ وغلامَُ امرأة حاضران
…هذا كله إذا كان المعطوف نكرة ، فإن كان معرفة لايجوز فيه إلا الرفع على كل حال نحو : لا رجلَ ولا زيدٌ فيها ، ونحو : لا رجلَ وزيدٌ فيها برفع زيد عطفا على محل لا مع اسمها لأن محلهما رفع بالإبتداء عند سيبويه .
يقول الناظم
وَالْعَطْفُ إِنْ لَمْ تَتَكَرَّرْ لاَ احْكُمَا .
لَهُ بِمَا لِلنَّعْتِ ذِي الْفَصْلِ انْتَمَى(4) .
___________________________
( 1 )…لأن محلها رفع بالابتداء عند سيبويه كما تقدم .(1/327)
( 2 ) لارجلَ وامرأةٌ حاضران : [لا] نافية للجنس [رجل] مبني على الفتح في محل نصب اسمها [وامرأة] [الواو] حرف عطف [امرأة] بالرفع معطوف على محل "لا" مع اسمها لأن محلهما رفع بالإبتداء [حاضران] خبر لا مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى .
( 3 ) لارجلَ وامرأةً حاضران : [لا] نافية للجنس [رجل] مبني على الفتح في محل نصب اسمها [وامرأة] [الواو] حرف عطف [امرأة] بالنصب معطوف على محل اسم "لا" [حاضران] خبر مرفوع وعلامة رفعه الألف نيابة عن الضمة لأنه مثنى .
( 4 ) [انتمى] : انتسب .
@ دُخُوْ لُ هَمْزَةِ الاسْتِفْهَامِ عَلَى "لا" النَّافِيَةِ لِلْجِنْس @
…إذا دخلت همزة الاستفهام على "لا" النافية للجنس بقيت "لا"على ماكان لها من العمل وسائر الأحكام التي سبق ذكرها فتقول : ألا رجلَ قائمٌ(1) ألا غلامَ رجلٍ قائمٌ(2) ألا طالعاً جبلاً ظاهرٌ(3) وحكم المعطوف والصفة بعد دخول همزة الإستفهام كحكمهما قبل دخولها : ……… يقول الناظم
وَأَعْطِ لاَ مَعْ هَمْزةِ اسْتِفْهَامِ .
مَا تَسْتَحِقُ دُونَ الاِسْتِفْهَامِ .
قول الناظم : ( واعط لا مع همزة استفهام ) إلخ ، ليس على إطلاقه بل في ذلك تفصيل وهو أنه إذا قصد بالاستفهام التوبيخ : أو الإستفهام عن النفي فالحكم كما ذكر من أنه يبقى عملها وجميع ماتقدم ذكره من أحكام العطف ، والصفة ، وجواز الإلغاء .
فمثال التوبيخ قول الشاعر :
91- أَلا ارْعِوَاءَ لِمَنْ وَلّتْ شَبِيبَتُهُ .
وَآذَنَتْ بِمَشِيبٍ بَعْدَهُ هَرَمُ .
___________________________
( 1 )…ألا رجل قائم : [الهمزة] للإستفهام [لا] نافية للجنس تعمل عمل إِنّ [رجل] اسمها مبني على الفتح في محل نصب [قائم] خبرها مرفوع .
( 2 )…ألا غلام رجل قائم : [الهمزة] للاستفهام [لا] نافية للجنس تعمل عمل إن [غلام] اسمها مبني على الفتح في محل نصب وهو مضاف ، و[رجل] مضاف إليه [قائم] خبرها مرفوع .(1/328)
( 3 )…ألا طالعاً جبلاً ظاهر : [الهمزة] للاستفهام [لا] نافية للجنس تعمل عمل إن [طالعاً] اسمها منصوب بالفتحة الظاهرة لأنه شبيه بالمضاف ، وهو اسم فاعل يعمل عمل فعله ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [جبلاً] مفعول به لطالع [ظاهر] خبر لا مرفوع .
91- اللغة : [أرعواء] ارتداع ، وانكفاف [ولت] ذهبت [الشبيبة] الشباب [آذنت] أعلمت .
الإعراب : [ألا] [الهمزة] للإستفهام التوبيخي ، و[لا] نافية للجنس تعمل عمل إن [ارعواء] اسمها مبني على الفتح في محل نصب [لمن] [اللام] حرف جر ، و[من]اسم موصول بمعنى الذي في محل جر بمن ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف تقديره موجود ، خبر "لا" ، ويحتمل أنه متعلق بِارعواء ، والخبر محذوف أي موجود ، أوحاصل [ولت] [ولى] فعل ماض مبني على فتحة مقدرة على الألف المحذوفة منع من ظهورها التعذر ، و[التاء] تاء التأنيث لا محل لها من الإعراب =
…ومثال الاستفهام عن النفي قولك : ألا رجل قائم(1) ومنه قوله :
92-أَلا اصْطِبَارَ لِسَلْمَى أمْ لَهَا جَلَدٌ .
إِذَا أُلاَ قِي الَّذِي لاقَاهُ أَمْثَالِي .
___________________________
= [شبيبته] [شبيبة] فاعل مرفوع وهو مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جربالإضافة وجملة [ولت شبيبته] من الفعل والفاعل صلة الموصول ،والعائد الضمير في شبيبته الواقع مضافاً إليه [وآذنت] [آذن] فعل ماض ، و[التاء] علامة التأنيث [بمشيب] جار ومجرور متعلق بآذنت [بعد] ظرف زمان منصوب على الظرفية متعلق بمحذوف تقديره "كائن" خبر مقدم [بعد] مضاف ، و[الهاء]ضمير متصل في محل جر بالإضافة [هرم] مبتدأ مؤخر ، والجملة في محل جر صفة لمشيب .
الشاهد فيه : قوله ( "ألا ارعواء" حيث وقعت "لا" بعد همزة الاستفهام التوبيخي ، وبقيت "لا" على ماكان لها من العمل ) .
( 1 ) ألا رجل قائم : [الهمزة] للإستفهام [لا] نافية للجنس تعمل عمل إن [رجل] مبني على الفتح في محل نصب اسمها [قائم] خبرها مرفوع .(1/329)
92- اللغة : [الجلد] الصلابة والثبات .
الإعراب : [ألا] [الهمزة] للاستفهام ، و[لا] نافية للجنس تعمل عمل إن [اصطبار] اسمها مبني على الفتح في محل نصب [لسلمى] جار ومجرور [اللام] حرف جر [سلمى] مجرور باللام وعلامة جره فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر نيابة عن الكسرة لأنه اسم لاينصرف والمانع له من الصرف علة تقوم مقام علتين وهي ألف التأنيث المقصورة ، وهو متعلق بمحذوف تقديره موجود خبر لا [أم] حرف عطف [لها] جار ومجرور [اللام] حرف جر ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر باللام ، متعلق بمحذوف تقديره "كائن" خبر مقدم [جلد] مبتدأ مؤخر مرفوع [إذا] ظرف لما يستقبل من الزمان متضمن معنى الشرط [ألاقي] فعل مضارع مرفوع ، وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الآستثقال ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا [الذي] اسم موصول في محل نصب مفعول به [لاقاه أمثالي] فعل وفاعل ومفعول [لاقى] فعل ماض ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [أمثالي] فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها إلا ضم ما قبلها [أمثال] مضاف ، و[الياء]ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والجملة صلة الموصول والعائد الضمير في لاقاه ، و"جملة ألاقي الذي لاقاه أمثالي" فعل الشرط ، وجوابه محذوف لدلالة =
…وإذا قصد بألا "التمني" فمذهب المازني(1) أنها تبقى على جميع ما كان لها من الأحكام ، وعليه يتمشى إطلاق المصنف ، ومذهب سيبويه(2) أنه يبقى لها عملها في الاسم ، ولايجوز إلغاؤها ، ولا الوصف ، أو العطف ، مراعاة للإبتداء ، ومِن إستعمالها للتمني قول الشاعر :
93- ألا عُمْرَ وَلّي مُسْتَطَاعٌ رُجُوعُهُ .
فَيَرْأَبَ مَا أثأتْ يَدُ الغَفَلاتِ .
___________________________
= …المتقدم عليه .(1/330)
…الشاهد فيه : قوله ( "ألا اصطبار" حيث وقعت لا بعد همزة الإستفهام عن النفي وبقيت على ماكان لها من العمل وهو قليل حتى توهم أبو علي الشَّلَوْبِيْنِيُّ - عمر بن محمد الأندلسي- أنه لم يقع في كلام العرب ، وبهذا البيت رُدَّ عليه ) .
( 1 ) المازني : هو بكر بن محمد أبو عثمان المازني توفي سنة ثمان وأربعين ومائتين هجرية .
( 2 ) ترجمته صفحة ( 11 ) .
93- اللغة :[ولى] أدبر ومضى [يرأَب] يصلح [أثْأَت] أفسدت [الغفلات] جمع غفلة ، وهي غيبة الشئ عن البال وعدم تذكره .(1/331)
…الإعراب : [ألا] الهمزة للإستفهام دخلت على لا التي لنفي الجنس ، ولكن قصد بالإستفهام التمني [عُمْرَ] اسم "لا" مبني على الفتح في محل نصب [ولى] فعل ماض مبني على فتحة مقدرة على الألف للتعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على العمر ، والجملة في محل نصب صفة أُولى لِعُمْرَ [مستطاع] خبر مقدم مرفوع [رجوع] مبتدأ مؤخر مرفوع وهو مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، والجملة صفة ثانية لعمر ، و[ألا] هذه عند الخليل بن أحمد الفراهيدي ، وسيبويه بمنزلة ، أتمنى ، وأتمنى لا خبر له ، ولا يجوز عندهما مراعاة محلها مع اسمها ولا إلغاؤها إذا تكررت لأنها بمنزلة ليت ، وخالفهما المازني - أبو عثمان بكر محمد ، والمبرد - أبو العباس محمد بن يزيد ، وقالا إن لها خبراً ، ولا حجة لهما في البيت إذ لا يتعين كون مستطاع خبراً لـ"أ لا" أوصفة لاسمها ، ورفع مراعاة لمحل لا مع اسمها ، والخبر على هذا محذوف أي راجع ، ورجوعه نائب فاعل لمستطاع ، بل يجوز كون مستطاع خبراً مقدما ، ورجوعه مبتدأ مؤخراً، والجملة صفة ثانية ولا خبر هناك ، كما سبق ، وبحث الروداني - أبو عبد الله محمد بن سليمان السوسي- في كون مستطاع رجوعه صفة ثانية بأنه مكابرة إذ لا يشك عاقل في أن المتمني إنما هو استطاعة رجوع العمر لا العمر المدبر المستطاع رجوعه ، فمستطاع هو الخبر بلا شك [فيرأب] [الفاء] للسببية واقعة في جواب التمني ، و[يرأب] فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد فاء السببية ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا =
…@ خَبَرُ "لا" النَّافِيَةِ لِلْجِنْسِ إِذَا كَانَ مَجْهُوْلاً أَوْ مَعْلُوْمًا @
…إذا جهل خبر "لا" بأنْ لا يدل عليه دليل ، وجب ذكره عند الجميع نحو : قوله صلى الله عليه وسلم "لا أحد أغير من الله"(1) ، وقول الشاعر :
94- وَلا كَرِيمَ مِنَ الْوِلْدَانِ مَصْبُوحُ .(1/332)
…فإن كان معلوما بأن دل عليه دليل ، فالأكثر حذفه ، سواء كان ظرفا ، أو جارا ومجروراً وغير ذلك ، فمثال الجار والمجرور قوله تعالى { لاَ ضَيْرَ(2)} أي علينا ، ومثال الظرف نحو أن يقال : هل عندك رجل ؟ فتقول ، لا رجل(3) أي عندي ، وغير الجار والمجرور ، والظرف نحو أن يقال : هل من رجل قائم ؟ فتقول : لا رجل ، أي قائم فتحذف الخبر .
___________________________
= تقديره هو يعود على عُمْر [ما] اسم موصول بمعنى الذي في محل نصب مفعول به ليرأب [أثأت] فعل ماض ، و[التاء] علامة التأنيث [يد] فاعل مرفوع وهو مضاف ، و [الغفلات] مضاف إليه ، والجملة صلة الموصول ، والعائد محذوف تقديره "ما أثأته" .
الشاهد فيه : قوله ( "ألاعمر"حيث أريد بالإستفهام مع "لا"مجرد التمني ، وهوكثير في كلام العرب ) .
( 1 )…لا أَحَدَ أَغْيَرُ من الله : [لا] نافية للجنس تعمل عمل إن [أحد] مبني على الفتح في محل نصب اسمها [أغير] خبرها مرفوع بها [من الله] جار ومجرور متعلق بأغير .
94- اللغة : [الولدان] جمع وليد يطلق على الصبي والعبد [مصبوح] الذي سُقي الصبوح وهو شراب الصباح .
الإعراب : [ولا] [الواو] حرف عطف ، و[لا] نافية للجنس تعمل عمل إن [كريم] اسمها مبني على الفتح في محل نصب [من الولدان] جار ومجرور متعلق بكريم [مصبوح] خبرها .
الشاهد فيه : قوله ( "مصبوح" الواقع خبراً "للا" من حيث أنه يجب ذكره ، لأنه لو حذف لم يعلم لعدم وجود مايدل عليه ) .
( 2 ) { لا ضير } : [لا] نافية للجنس تنصب الاسم وترفع الخبر [ضير] اسمها مبني على الفتح في محل نصب ، وخبر لا محذوف تقديره "لا ضير علينا" .
( 3 )…لا رجل : [لا] نافية للجنس [رجل] اسمها مبني على الفتح في محل نصب وخبره محذوف تقديره "عندي" .
يقول الناظم
وَشَاعَ فِي ذَا الْبَابِ إِسْقَاطُ الْخَبَرْ .
إِذَا الْمُرَادُ مَعْ سُقُوطِهِ ظَهَرْ .(1/333)
قول الناظم ( إذ المراد مَعْ سقوطه ظهر ) احترز به مما لايظهر المراد مع سقوطه فإنه لايجوز حذفه كما تقدم .
*******
@ ظَنَّ وَأَخَوَاتُهَا @
…ظن وأخواتها من الأفعال الناسخة ، فهي تدخل بعد استيفاء فاعلها على المبتدأ ، والخبر ، فتنصبهما مفعولين لها ، وهي قسمان ، أفعال قلوب(1) ، وأفعال تصيير(2) .
@ أَفْعَالُ الْقُلُوْب @
…أفعال القلوب منها مايدل على اليقين نحو : رأى ، وعلم ، ووجد ، وألفى ، ودرى ، وتعلم ، بصيغة الأمر بمعنى أعلم ، وقد تَرِدُ بعض هذه الأفعال للرجحان كما سيأتي : ومنها مايدل على الرجحان نحو : خال(3) ، وظن ، وحسب(4) ، وزعم(5) ، وعَدَّ ، وحجا(6)، وجعل التي بمعنى اعتقد(7)وهَبْ بسكون الباء ، وقد تَرِدُ بعض هذه الأفعال لليقين كما سيأتي :
@ أَمْثِلَةُ أَفْعَالِ الْقُلُوْبِ الدَّالَّةِ عَلَى الْيَقِيْن @
…مثال رأى قول خداش بن زهير بن ربيعة الهوازني :
95- رَأَيْتُ اللهَ أَكْبَرَ كُلِّ شَيْءٍ .
مُحَاوَلَةً وَأَكْثَرَهُمْ جُنُودَا .
___________________________
( 1 )…سميت بذلك لقيام معانيها بالقلب .
( 2 )…ويقال لها أفعال التحويل ، سميت بذلك لدلالتها على تحويل الشئ من حالة إلى أخرى .…
( 3 )…خال ماضي يخال ، لا ماضي يخول بمعنى يتكبر فهي لازمة .
( 4 ) حسب : في مضارعها لغتان فتح السين وهو القياس ، وكسرها وهو الأكثر في الاستعمال .
( 5 )…الزعم : قول يقترن به اعتقاد صح أو لم يصح .
( 6 ) حجا : ظن ، أما التي بمعنى غلب في المحاجاة ، أو قصد ، أو رَدَّ ، أو حفظ ، أو كتم ، تعدت إلى مفعول واحد ، وإن كانت بمعنى أقام ، أو بخل ، فهي لازمة .
( 7 )…قوله "جعل التي بمعنى اعتقد" احترز به عن جعل التي بمعنى صير فإنها من أفعال التحويل لا من أفعال القلوب .
95- اللغة : [المحاولة] الإرادة ، والقوة .…(1/334)
…الإعراب : [رأيت] فعل وفاعل [الله] منصوب على التعظيم ، وهو المفعول الأول [أكبر] مفعول ثان لرأى ، و[أكبر] مضاف ، و[كل] مضاف إليه ، و[كل] مضاف ، و[شئ] مضاف إليه [محاولة] تمييز [وأكثرهم] [الواو] عاطفة [أكثر] معطوف على أكبر، و[أكثر] مضاف =
فالله مفعول أول لرأى ، وأكبر هو المفعول الثاني .
…فرأى في هذا البيت لليقين ، وقد تستعمل بمعنى الظن كما في قوله تعالى { إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً(1)} أي يظنونه .
…ومثال علم : علمت زيدا أخاك(2) ومنه قول الشاعر :
96-عَلِمْتُكَ الْبَاذِلَ الْمَعْرُوفَِ فَانْبَعَثَتْ .
إِلَيْكَ بِي وَاجِفَاتُ الشَّوْقِ وَالأَ مَلِ .
فالكاف في علم هو المفعول الأول والمفعول الثاني الباذل .
___________________________
= و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [جنوداً] تمييز .
الشاهد فيه : قوله ( "رأيت الله أكبر كل شئ ) فإن رأى فيه دالة على اليقين وقد نصبت مفعولين أحدهما لفظ الجلالة ، والثاني قوله " أكبر" على ما بيناه في الإعراب .
( 1 )…{ إنهم يرونه بعيداً } : [إن] حرف توكيد ونصب ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب اسمها [يرون] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب الجازم وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأمثلة الخمسة ، وهو متصرف من رأى بمعنى ظن تنصب مفعولين ، و[الواو] ضمير متصل مبني على السكون في محل رفع فاعل ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول ، و[بعيداً] مفعول به ثان منصوب .
( 2 )…علمت زيدا أخاك : [علمت] فعل وفاعل [علم] فعل ماض تنصب مفعولين [زيدا] مفعوله الأول [أخا] مفعوله الثاني منصوب ، وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الستة [أخا] مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .(1/335)
…96- اللغة : [الباذل] اسم فاعل من البذل وهو الجود والإعطاء [انبعثت] ثارت ومضت في طريقها [واجفات] جمع واجفة اسم فاعل من الوجيف وهو ضرب من السير السريع ، وأراد بها الشاعر "دواعي الشوق وأسبابه" .
الإعراب : [علمتك] فعل وفاعل ومفعول أول [الباذل] مفعول ثاني لِعَلِمَ ، و[الباذل] اسم فاعل فاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [المعروف] مفعول به للباذل منصوب ، و يجوز جره بالإضافة من إضافة اسم الفاعل إلى مفعوله [فانبعثت] [الفاء] عاطفة ، و[انبعث] فعل ماض ، و[التاء] للتأنيث [إليك بي]كل منهما جار ومجرور متعلق بانبعث[واجفات] فاعل مرفوع بانبعث و[واجفات]مضاف و[الشوق]مضاف إليه مجرور[والأمل]معطوف على الشوق تبعه في جره =
…
ومثال "وجد" قوله تعالى { وَإِنْ وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ(1)}
…ومثال "درى" قول الشاعر :
97- دُرِيتَ الْوَفِيَّ الْعَهْدَِ يَاعُرْوَ فَاغْتَبِطْ .
فَإِنَّ اغْتِبَاطاً بِالْوَفَاءِ حَمِيدُ .
فالتاء في محل رفع نائب فاعل لِدُرِيَ ، وهي المفعول الأول ، والمفعول الثاني الوفي .
…ومثال تعلم وهي التي بمعنى أعْلَم ، قول زياد بن سيار بن عمرو :
98- تَعَلّمْ شِفَاءَ النَّفْسِ قَهْرَ عَدُوِّهَا .
فَبَالِغْ بِلُطْفٍ فِي التَّحَيُّلِ وَالْمَكْرِ .
___________________________
=…الشاهد فيه : قوله ( "علمتك الباذل ) فإنّ "علم" في هذه العبارة فعل دال على اليقين ، وقد نصب به مفعولين ، أحدهما الكاف ، والثاني قوله : الباذل ، على ما بيناه في الإعراب ) .
( 1 )…{ وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين } : تقدم إعرابه صفحة ( 260 ) .
97- اللغة : [ديت] بالبناء للمجهول ، من دري بمعنى علم [فاغتبط] أمر من الغبطة - وهي تمني حال الغير دون تمني زوال نعمته ، والمراد به هنا "الدعاء للمدوح بأن يبقى مسرورا يغبطه الناس".(1/336)
الإعراب : [دريت] فعل ونائب فاعل [درى] فعل ماض مبني للمجهول من أخوات ظن تنصب مفعولين و[التاء] ضمير متصل مبني على الفتح في محل رفع نائب فاعل ، وهي المفعول الأول [الوفي] مفعول ثان منصوب وعلامة نصبه فتح آخره ، و[الوفي] صفة مشبهة باسم الفاعل تعمل عمل الفعل ترفع الفاعل وتنصب المفعول ، و[العهد] يجوز فيه ثلاثة أوجه الرفع على الفاعلية والنصب على التشبيه بالمفعول به ، والجر على الإضافة ، وفي حالة النصب والجر يكون فاعل الصفة المشبهة حينئذٍ ضميراً مستترًا جوازاً تقديره "هو" [ياعرو] [يا] حرف نداء [عرو] منادى مرخم مبني على الضم على لغة من لا ينتظر ، وعلى الفتح على لغة من ينتظر [الفاء] داخلة في جواب شرط مقدر إذ التقدير "إذا دريت الوفي العهد فاغتبط" ويقال لها الفاء الفصيحة [اغتبط] فعل أمر ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت [فإن اغتبطا] [الفاء] حرف تعليل [إن] حرف توكيد ونصب [اغتباطاً] اسمها منصوب بها [بالوفاء] جار ومجرور متعلق بمحذوف وجوباً تقديره كائن في محل نصب نعت لاغتباطا [حميد] خبر إن مرفوع .
98- اللغة : [تعلم] بمعنى اعلم وتيقن [بالغ] أمر من المبالغة ، وهي بذل الجهد في تتبع الشئ [التحيل] تدبير الفكر حتى يهتدي إلى المقصود [المكر] الخديعة .…
…الإعراب : [تعلم] فعل أمر بمعنى اعلم من أخوات ظن ينصب مفعولين ، وفاعله مستتر فيه =
فشفاء مفعول أول لِتَعَلَّمَ و"قهر" مفعوله الثاني(1) .
@ أَمْثِلَةُ أَفْعَالِ الْقُلُوْبِ الدَّالَّةِ عَلَى الرُّجْحَان @
…مثال خال قولك "خلت زيدا أخاك"(2)وقد تستعمل خال لليقين كقول نمر بن تولب العكلي الصحابي رضي الله عنه :
99- دَعَانِي الْغَوَانِي عَمَّهُنَّ ، وَخِلْتُنِي .
لِيَ اسْمٌ فَلاَ أُدْعَى بِهِ وَهْوَ أَوَّلَ .
___________________________(1/337)
= وجوبا تقديره أنت [شفاء] مفعوله الأول منصوب ، وهو مضاف ، و[النفس] مضاف إليه مجرور [قهر] مفعوله الثاني منصوب ، وهو مضاف ، و[عدو] مضاف إليه [الفاء] حرف عطف على تعلم [بالغ] فعل أمر ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [بلطف] جار ومجرور ، متعلق ببالغ [في التحيل] جار ومجرور ، متعلق بلطف ، أو متعلق بمحذوف وجوباً تقديره كائن في محل جر صفة للطف ، و[المكر] معطوف على التحيل تبعه في جره .
( 1 )…وإن كانت "تعلم" بمعنى "تعلم الحساب" تعدت لمفعول واحد .
( 2 )… خلت زيدا أخاك : [خلت] فعل وفاعل [خال] فعل ماض من أخوات ظن تنصب مفعولين و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [زيداً] مفعول أول منصوب [أخا] مفعول ثان منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الستة [أخا] مضاف ، و[الكاف]ضميرمتصل في محل جر بالإضافة .
99- اللغة : [دعاني] أي سَمَّاني [الغواني] جمع غانية وهي المستغنية بحسنها عن الزينة [خلتني] علمتني [لي اسم] قال بعضهم هو الأخ لأن النساء يقلْن للشاب الأخ وللشائب العم .
الإعراب : [دعاني] [دعا] فعل ماض و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول ، و[الغواني] فاعل دعا مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل لأنه اسم منقوص [عمهن] [عم] المفعول الثاني لدعا ، و[عم] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [وخلتني] [الواو] حالية [خال] فعل ماض تنصب مفعولين [والتاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول "لخال" [لي] جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم [اسم] مبتدأ مؤخر ، والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب مفعول به ثان "لخال" [فلا] [الفاء] حرف عطف [لا] نافية [أدعى] فعل مضارع مبني للمجهول ، و[نائب الفاعل] ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره "أنا" =
…(1/338)
فالياء في خلتني مفعول به أول لخال وجملة "لي اسم" في محل نصب مفعوله الثاني .
…ومثال ظن نحو : ظننت زيداً صاحبك(1) وقد تستعمل لليقين كقوله تعالى { وَظَنُّوا أَنْ لاَمَلْجَأَ مِنَ اللهِ إِلاَّ إِلَيْهِ(2)} أي تيقنوا .
…ومثال حسبت : حسبت زيدا صاحبك"(3)بمعنى ظننت ، وقد تستعمل لليقين كقول لبيد بن ربيعة العامري :
100-حَسِبْتُ التُّقَى وَالْجُوْدَ خَيْرَ تِجَارَةٍ .
رَبَاحاً إِذَا مَا الْمَرْءُ أَصْبَحَ ثَاقِلاً .
___________________________
=…[وهو] [الواو] حالية [هو] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [أول] خبر المبتدأ ، والجملة من المبتدأ وخبره في محل نصب حال .
…الشاهد فيه : قوله ( "وخلتني لي اسم" حيث جاءت خال بمعنى اليقين ، لأنه لايظن أن لنفسه أسماً بل هو على يقين من ذلك ، وقد نصب بهذا الفعل مفعولين ، وهو قليل وتجئ بمعنى الظن وهو كثير نحو: خلت زيدا أخاك ) .
( 1 )…ظننت زيداً صاحبك : [ظننت] فعل وفاعل [ظن] فعل ماض تنصب مفعولين ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [زيداً] مفعول به أول منصوب [صاحب] مفعول به ثان منصوب [صاحب] مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .(1/339)
( 2 ) { وظنوا أن لا ملجأ من الله إلاَّ إليه } : [الواو] حرف عطف [ظنوا] فعل وفاعل [ظن] فعل ماض تنصب مفعولين مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الواو لايناسبها إلا ضم ما قبلها ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل [أن] مخففة من الثقيلة تنصب الاسم وترفع الخبر ، واسمها ضمير الشأن محذوف وجوباً [لا] نافية للجنس تنصب الاسم وترفع الخبر [ملجأ] اسمها مبني على الفتح في محل نصب [من الله] جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر "لا" ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر سد مسد مفعولي ظن ، وجملة لا ملجأ في محل رفع خبر أن المخففة [إلاَّ] أداة حصر [إليه] جار ومجرور [إلى] حرف جر ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بإلى والجار والمجرور متعلق بما تعلق به خبر "لا" .
( 3 ) حسبت زيدا صاحبك : إعرابه كإعراب : ظننت زيدا صاحبك .
100- اللغة : [حسبت] علمت وتيقنت [الجود] الكرم [رباحا] مصد ربح ، إذا استفاد في تجارته [الثاقل] الذي اشتد مرضه ، وأراد به هنا الميت لأن الإنسان يخف بالروح =
…
فـ "التقى" مفعول به أول لحسب ، وخير مفعوله الثاني .
ومثال زعم قول أبي ذؤيب - خويلد بن خالد الهذلي :
101-فَإِنْ تَزْعُمِينِي كُنْتُ أَجْهلُ فِيكُمُ
فَإِنِّي شَرَيْتُ الْحِلْمَ بَعْدَكِ بِا الْجَهْلِ .
فالياء الثانية في تزعميني المفعول الأول لزعم ، والمفعول الثاني "جملة كنت أجهل فيكم" .
___________________________
= فإذا مات صار ثقيلا .(1/340)
الإعراب : [حسبت] فعل وفاعل [حسب] فعل ماض بمعنى تيقنت من أخوات ظن تنصب مفعولين ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل[التقى] مفعولها الأول منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور ، و[الجود] معطوف على التقى تبعه في نصبه ، وهو مضاف ، و[تجارة] مضاف إليه مجرور [رباحاً] تمييز منصوب [إذا] ظرف لما يستقبل من الزمان [ما] زائدة [المرء] مبتدأ مرفوع بالإبتداء [أصبح] فعل ماض ناقص من أخوات كان ، واسمها مستتر فيها جوازا تقديره هو [ثاقلاً] خبر أصبح منصوب ، وجملة أصبح مع اسمها وخبرها في محل رفع خبر المبتدأ .
101- اللغة : [تزعميني] تظنيني [الحلم] الأنات ، والعقل .
الإعراب : [فإن] الفاء بحسب ما قبلها [إن] حرف شرط جازم [تزعمي] فعل مضارع مجزوم بإنْ وعلامة جزمه خذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة، و [ياء المؤنثة المخاطبة] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، و[النون] للوقاية ، و[ياء المتكلم] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول [كنت] [كان] فعل ماض ناقص ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع اسمها [أجهل] فعل مضارع مرفوع وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ، والجملة من أجهل وفاعله في محل نصب خبر كان ، والجملة من كان واسمها وخبرها في محل نصب مفعول به ثان لتزعم [فيكم] جار ومجرور [في] حرف جر ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بفي ، متعلق بأجهل [فإني] [الفاء] واقعة في جواب الشرط [إن] حرف توكيد ونصب ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب اسمها [شريت] فعل وفاعل ، والجملة من شرى وفاعله في محل رفع خبر إن والجملة ، من إن ومعموليها في محل جزم جواب الشرط [الحلم] مفعول به لشريت [بعدك] [بعد] ظرف متعلق بشريت ، و[بعد] مضاف ، و[الكاف] ضميرمتصل في محل جر بالإضافة [بالجهل] جار ومجرور متعلق بشريت .(1/341)
…الشاهد فيه : قوله ( "تزعميني كنت أجهل" حيث استعمل المضارع من "زعم" بمعنى فِعْل الرجحان ونصب به مفعولين ، وهوقليل ، والأكثر في "زعم" أن تتعدى إلى معموليها =
…ومثال "عَدَّ" قول النعمان بن بشير الأنصاري الصحابي رضي الله عنه :
102-فَلاَ تَعْدُدِ الْمَوْلَىشَرِيكَكَ فِي الْغِنَى .
وَلكِنَّمَا الْمَوْلَى شَرِيكُكَ فِي الْعُدْمِ .
…فالمولى مفعول أول لتعدد ومفعوله الثاني شريك .
___________________________
= …بواسطة "أن" المؤكدة سواء كانت مخففة من الثقيلة نحو قوله تعالى : { زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا } وقوله سبحانه : { بل زعمتم أن لن نجعل لكم موعدا } أم كانت مشدّدة كما في قول عبيد الله بن عتبة :…
فَذُقْ هَجْرَهَا قَدْ كُنْتَ تَزْعُمُ أَنّهُ .
رَشَادٌ ، ألا يَارُبّمَا كَذَبَ الزَّعْمُ .
…وكما في قول كثير بن عبد الرحمن المعروف بكثير عزة :
وَقَدْ زَعَمْت أَنِّي تَغَيَّرْتُ بَعْدَهَا .
وَمَنْ ذَا الَّذِي يَاعَزَّ لا يَتَغَيَّرُ .
…وهذا الاستعمال مع كثرته ليس لازما ، بل قد تتعدى "زعم" إلى المفعولين بغير توسط "أن" بينهما ، فمن ذلك بيت الشاهد الذي نحن بصدده ومنه قول أبي أمية الحنفي ، واسمه أوس .
زَعَمَتْنِى شَيْخًاً ، وَلَسْتُ بِشَيْخٍ .
إِنَّمَا الشَّيْخُ مَنْ يَدبُّ دَبِيْبا .
…وزعم الأزهري - أبو بكر خالد بن عبدالله زين الدين - أن "زعم" لا تتعدى إلى مفعوليها بغير توسط "أن" وعنده أن ما ورد مما يخالف ذلك ضرورة من ضرورات الشعر لا يقاس عليها ، وهو محجوج بما روينا من الشواهد وبأن القول بالضرورة خلاف الأصل .
102- اللغة : [لاتعدد] معناه هنا "لاتظن" [المولى] معناه هنا "الحليف والصاحب" [الشريك] المخالط والمعاشر [ العُدْم] بضم العين وسكون الدال الفقر والإعسار . …(1/342)
…الإعراب : [الفاء] حرف عطف [لا] ناهية [تعدد] فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه سكون مقدر على آخره منع من ظهوره الكسر العارض لالتقاء الساكنين ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت وهو متصرف من عد من أخوات ظن تنصب مفعولين [المولى] مفعول أول منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور [شريك] مفعول ثان منصوب وهو مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [في الغنى] جار ومجرور [في] حرف جر ، و[الغنى] مجرور بفي وعلامة جره كسرة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور ، والجار والمجرور متعلق بشريك لأنه اسم فاعل بمعنى مشارك [ولكنما] [الواو] حرف عطف [لكن] حرف استدراك ونصب بطل عملها ، و[ما] كافة =
…
ومثال حجا قول الشاعر :
103-قَدْكُنْتُ أَحْجُوا أبَاعَمْرٍوأَخا ثِقَةٍ
حَتَّى أَلَمَّتْ بِنَا يَوْماً مُلِمَّاتُ .
…فأبا مفعول به أول لحجا و"أخا" مفعوله الثاني ، ومثال جعل قوله تعالى { وَجَعَلُوا الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثاً(1)} فجعل هنا بمعنى "اعتقد" تنصب مفعولين ........
___________________________
= [المولى] مبتدأ مرفوع بالابتداء وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها التعذر لأنه اسم مقصور [شريك] خبر المبتدأ مرفوع وهو مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [في العُدم] جار ومجرور ، متعلق بشريك .
الشاهد فيه : قوله ( "فلاتعدد" حيث جاءت بمعنى الظن فلذلك نصبت مفعولين وهو كثير وقد تجئ بمعنى "حسب" بفتح السين فتتعدى لمفعول واحد وهو قليل نحو: عددت المال ) .
…103- اللغة : [أحجو] أظن [ألمت] نزلت [الملمات] حوادث الدهر .(1/343)
الإعراب :[قد] حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب [كنت] فعل وفاعل [كان] فعل ماض ناقص ترفع الإسم وتنصب الخبر ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع اسمها [أحجو] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الواو منع من ظهورها الاستثقال لأنه فعل مضارع معتل الآخر بالواو ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنا ، وجملة الفعل والفاعل في محل نصب خبر كان [أبا] مفعول به أول لأحجو منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف ، و[عمرو] مضاف إليه مجرور [أخا] مفعول به ثان منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الستة [أخا] مضاف ، و[ثقة] مضاف إليه مجرور [حتى] حرف غاية بمعنى إلى [ألم] فعل ماض ، و[التاء] علامة التأنيث [بنا] جار ومجرور [الباء] حرف جر ، و[نا] ضمير متصل في محل جر بالباء ، والجار والمجرور متعلق بألم [يوماً] ظرف زمان منصوب على الظرفية الزمانية [ملمات] فاعل مرفوع .
( 1 )…{ وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمن إناثاً } : [الواو] حرف عطف ، و[جعلوا] فعل وفاعل [جعل] فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الواو لا يناسبها إلا ضم ما قبلها ، و[جعل] من أخوات ظن تنصب مفعولين [الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل [الملائكة] مفعولها الأول [الذين] اسم موصول في محل نصب نعت للملائكة [هم] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [عباد] خبر مرفوع بالمبتدأ وهو مضاف =
الملائكة مفعولها الأول وإناثاً مفعولها الثاني .
…ومثال "هَبْ" قول عبد الله بن همام السلولي :
104- فَقُلْتُ أ جِرْنِي أبا مَالِكٍ .
وَإِلاَّ فَهَبْنِي ا مْرأً هَالِكاً .
فالياء في هبني هو المفعول الأول لِهَبْ ، وامرأً مفعوله الثاني .
@ أَفْعَالُ التَّصْيِير @(1/344)
…أفعال التصيير ويقال لها أفعال التحويل ، تنصب مفعولين كأفعال القلوب وهي : صير، نحو : صيرت الطين خزفاً(1)، وجعل نحو .................................................
___________________________
= و[الرحمن] مضاف إليه مجرور وعلامة جره كسر النون تأدباً [إناثا] مفعول ثان لجعل منصوب ، وجملة المبتدأوالخبر صلة الموصول والعائد هم .
104- اللغة : [أجرني] أحمني ودافع عني [هبني] أي ظنّني ، واحسبني .
الإعراب : [الفاء] حرف عطف [قلت] فعل وفاعل [أجر] فعل أمر مبني على السكون وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [أبا] منادى مضاف حذف منه حرف الندى تقديره يا أبا ، وهو منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الستة [أبا] مضاف ، و[مالك] مضاف إليه مجرور [وإلا] [الواو] حرف عطف [إن] حرف شرط جازم تجزم فعلين الأول فعل الشرط والثاني جوابه [لا] نافية ، وفعل الشرط محذوف لأن أصله وأن لا تفعل فأدغمت إن في لا النافية وحذف فعل الشرط [فهبني] [الفاء] رابطة لجواب الشرط [هب] فعل أمر من أخوات ظن تنصب مفعولين ، و[النون] للوقاية و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعولها الأول [أمرأ] مفعولها الثاني منصوب [هالكاً] نعت له تبعه في نصبه .
…الشاهد فيه : قوله ( فهبني امرأً ، فإن هب فيه بمعنى الظن وقد نصب مفعولين أحدهما ياء المتكلم والثاني في قوله "امرأً" ) .
( 1 ) صيرت الطين خزفاً : [صيرت] فعل وفاعل [صير] فعل ماض من أفعال التصيير تنصب مفعولين و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [الطين] مفعول به أول منصوب [خزفاً] مفعول به ثان منصوب .(1/345)
{ وَقَدِ مْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورَا(1)} و"هَبْ" كقولهم "وَهَبَنِي الله فداءك(2)" أي صيرني ، و"اتخذ" كقوله تعالى { وَاتَّخَذَ اللهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً (3)} و"تخذ" كقوله تعالى { لَتَخِذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً(4)} في قراءةٍ(5)و"ترك" كقوله تعالى { وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ(6)} ومنه قول فرعان ابن الأعرف :
___________________________
( 1 )…{ فجعلناه هباء منثوراً } :[الفاء] حرف عطف [جعلناه]فعل وفاعل ومفعول [جعل] فعل ماض من أفعال التصيير تنصب مفعولين و[نا] ضمير متصل في محل رفع فاعل و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول [هباءً] مفعول به ثان منصوب [منثوراً] نعت لهباء، تبعه في نصبه .
( 2 )…وهبني الله فداءك : [وهب] فعل ماض مبني على الفتح من أفعال التصيير تنصب مفعولين و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول و[لفظ الجلالة] فاعل مرفوع [فداء] مفعول به ثان منصوب [فداء] مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
( 3 ) { واتخذ الله إبراهيم خليلاً } :[الواو] حرف عطف [اتخذ] فعل ماض من أفعال التصيير تنصب مفعولين [الله] فاعل مرفوع [إبراهيم] مفعول به أول منصوب [خليلاً] مفعول به ثان منصوب .
( 4 )…{ لتخذت عليه أجراً } : [اللام] موطئة للقسم [تخذت] فعل وفاعل [تخذ] فعل ماض ينصب مفعولين ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [عليه] جار ومجرور [على] حرف جر ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بعلى متعلق بمحذوف في محل نصب مفعول به ثان [أجرا] مفعول به أول منصوب .
( 5 )…قرأ بها ابن كثير - أبو عبد الله المكي ، وأبو عمرو - زياد ابن العلاء .(1/346)
( 6 )…{ وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض } : [الواو] استئنافية [تركنا] فعل وفاعل [ترك] فعل ماض من أفعال التصيير تنصب مفعولين و[نا] ضمير متصل في محل رفع فاعل [بعض] مفعول به أول وهو مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، و[الميم] علامة الجمع [يوم] ظرف زمان منصوب على الظرفية [يوم] مضاف ، و[إذ] مضاف إليه مبني على سكون مقدر منع من ظهوره تنوين العوض عن جملة محذوفة ، أي يومئذ خرجوا من وراء السد [يموج] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [في بعض] جار ومجرور متعلق بيموج ، وجملة يموج في محل نصب مفعول ثان لترك . …
105- وَرَبَّيْتُهُ حَتَّى إِذَا مَا تَرَكْتُهُ .
أخَا الْقَوْمِ وَاسْتَغْنَى عَنِ الْمَسْحِ شَارِبُهْ .
…فالهاء من تركته مفعول أول "لترك" و"أخا" مفعوله الثاني .
…و"ردَّ" كقول عبد الله بن الزَّبِيْر(1) الأسدي :
106- رَمَى الْحِدْثَانُ نِسْوَةَ آلِ حَرْبٍ
فَرَدَّ شُعُورَهُنّ السُّودَ بِيضاً .
بِمِقْدَارٍ سَمَدْنَ لَهُ سُمُودا ورَدّ وُجُوهَهُنَّ البِيضَ سُودا .
"فشعور" مفعول أول لرد و"بيضا" مفعوله ثان له .
___________________________
…105- اللغة : [ربيته] غذوته وأصلحت شأنه حتى كبر[تركته] صيرته [أخا القوم] أي معدودا من الرجال [استغنى عن المسح شاربه]أي كبر ولم تعد به حاجة إلى الخدمة .(1/347)
…الإعراب : [وربيته] فعل وفاعل ومفعول [حتى] ابتدائية [إذا] ظرف تضمن معنى الشرط [ما] زائدة [تركته] فعل وفاعل ومفعول [ترك] فعل ماض من أخوات ظن تنصب مفعولين ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعوله الأول ، والجملة في محل جر بإضافة إذا إليها [أخا] مفعول ثان لترك ، و[أخا] مضاف ، و[القوم] مضاف إليه [واستغنى] [الواو] حرف عطف [استغنى] فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهورها التعذر لأنه معتل بالألف [عن المسح] جار ومجرور متعلق باستغنى [شارب] فاعل ، وهو مضاف ، و[الهاء] ضميرمتصل في محل جر بالإضافة .
الشاهد فيه : قوله ("تركته أخا القوم" حيث نصب فيه بـ "ترك" مفعولين؛ لأنه في معنى فعل التصير .
( 1 ) بفتح الزاي وكسر الباء .
…106- اللغة : [الحدثان] - بكسر الحاء وسكن الدال - المصائب المتجددة [بمقدار] بطائفة من المصائب [سمدن] حَزِنَّ وأَقَمْنَ متحيرات
الإعراب : [رمى] فعل ماض مبني على فتح مقدر على آخره منع من ظهورها التعذر لأنه معتل بالألف [الحدثان] فاعل مرفوع وعلامة رفعه ضم آخره [نسوة] مفعول به لرمى ، و[نسوة] مضاف ، و[آل] مضاف إليه ، و[آل] مضاف ، و[حرب] مضاف إليه [بمقدار] جار ومجرور متعلق برمى [سمدن] فعل وفاعل [سمد] فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك و[نون النسوة] ضمير متصل في محل رفع فاعل [له] جار ومجرور متعلق بسمد [سمودا] =
يقول الناظم
انْصِبْ بِفِعْلِ الْقَلْبِ جُزْأَيِ ابْتِدَا ظَنَّ حَسِبْتُ وَزَعَمْتُ مَعْ عَدْ وَهَبْ تَعَلَّمْ وَالَّتِي كَصَيَّرَا .
أَعْنِى رَأَى خَالَ عَلِمْتُ وَجَدَا حَجَا دَرَى وَجَعَلَ اللَّذْكَا عْتَقَدْ أَيْضاً بِهَا انْصِبْ مُبْتَداً وَخَبَرَا .(1/348)
قول الناظم ( اعنى ، رأى ، خال ، إلى آخره إيذاناً بأن أفعال القلوب منها ماينصب مفعولين وهي التي ذكرها ، ومنها ماليس كذلك ، وهو قسمان لازم نحو : جبن زيد ، ومتعد لمفعول واحد نحو : "كرهت زيداً" وقوله "والتي كصير " أي الأفعال التي تدل على التحول مثل صير فهي تنصب المبتدأ والخبر وقد مرت مع الأمثلة .
@ التَّعْلِيْقُ وَالإلْغَاء @
…تقدم أن ظن وأخواتها قسمان ، أفعال قلوب ، وأفعال تصيير ، فأفعال التصيير جميعاً لها حكم واحد ، وهو الإعمال فتنصب الإسم وترفع الخبر كما تقدم .
…وأما أفعال القلوب فتنقسم إلى متصرفة ، وغير متصرفة ، فغير المتصرفة فعلان فقط هما "هَبْ و"تَعَلَّمْ" فلا يستعمل منهما إلا صيغة الأمر فقط (1)ولهما حكم واحد كأفعال التصيير(2).
___________________________
= مفعول مطلق مؤكد لعامله [فرد] [الفاء] عاطفة [رد] فعل ماض من أفعال التصيير تنصب مفعولين وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود على الحدثان [شعور] مفعول به أول لرد ، و[شعور] مضاف و[ضمير النسوة] مضاف إليه [السود]صفة لشعور [بيضاً] مفعول ثان لرد [ورد وجوههن البيض سوداً] مثل الجملة السابقة .
…الشاهد فيه : قوله ( "فرد شعورهن وقوله "ورد وجوههن" حيث استعمل "رد " في معنى التصيير والتحويل ، ونصب بكل واحد منهما مفعولين ) .
( 1 )…كقول زياد بن سيار
تَعَلَّم شِفَاءَ النَّفْسِ قَهْرَ عدُوِّهَا .
فَبَالِغْ بِلُطْفٍ فِي التَّحَيُّلِ وَالْمَكْرِ .
…وقول عبد الله بن همام السلولي :
فَقُلْتُ أَجِرْنِي أَبَا مَالِكِ .
وَإِلاَّ فَهَبْنِي امْرَ أً هَالِكاً .
( 2 )…وهو الإعمال فتنصب الاسم وترفع الخبر .
…وبقية أفعال القلوب كلها متصرفة فيستعمل منها الماضي نحو : ظننت زيداً قائماً(1).…وغير الماضي وهو المضارع نحو : أظن زيداً قائماً(2) والأمر نحو : "ظُنّ زيداً قائماً"(3).(1/349)
…واسم الفاعل "نحو : أنا ظان زيداً قائماً"(4) واسم المفعول نحو : زيد مظنون أبوه
قائماً(5) والمصدر نحو : عجبت من ظنك زيدا قائماً(6).
…وأفعال القلوب المتصرفة لها ثلاثة أحكام : الإعمال ، والإلغاء ، والتعليق .
…فالإعمال : تقدم ذكره ، وهو أنها تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر.
…والثاني الإلغاء : وهو إبطال العمل لفظاً ومحلاً ، وسببه توسط العامل بين المبتدأ ، والخبر ، أو تأخره عنهما ، فمثال توسطه نحو ....................................
___________________________
( 1 )…ظننت زيداً قائماً : [ظننت] فعل وفاعل [ظن] فعل ماض و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [زيداً] مفعول به أول منصوب [قائماً] مفعول به ثان منصوب .
( 2 )…أظن زيداً قائماً : [أظن] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنا [زيدا] مفعوله الأول و[قائما] مفعوله الثاني .
( 3 )…ظن زيداً قائماً : [ظن] فعل أمر ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [زيداً] مفعوله الأول و[قائماً] مفعوله الثاني .
( 4 ) أنا ظان زيداً قائماً : [أنا] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [ظان] خبره مرفوع ، وهو من أمثلة المبالغة يعمل عمل فعله ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنا [زيداً] مفعوله الأول و[قائما] مفعوله الثاني .
( 5 )…زيد مظنون أبوه قائما : [زيد] مبتدأ مرفوع [مظنون] خبره مرفوع ، وهو اسم مفعول يعمل عمل الفعل مغير الصيغة [أبو] نائب فاعل مرفوع ، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسمآء الستة ، وهو المفعول الأول لمظنون [أبو] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [قائماً] مفعول ثان .(1/350)
( 6 )…عجبت من ظنك زيدا قائما : [عجبت] فعل وفاعل [عجب] فعل ماض ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [من] حرف جر [ظنِّ] مجرور بمن وهو مصدر يعمل عمل فعله [ظن] مضاف و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة من إضافة المصدر إلى فاعله [زيداً] مفعوله الأول و[قائماً] مفعوله الثاني .
"زيد ظننت قائم"(1) فليس لظن عمل في زيد قائم ، لا في اللفظ ولا في المحل .
…ومثال تأخرالعامل "زيد قائم ظننت"(2)
…وهذا الإلغاء جائز لا واجب ، فإلغاء العامل المتأخر عن المفعولين أقوى من إعماله ، وإعمال العامل المتوسط بينهما أقوى من إلغائه(3).
…وأما العامل المتقدم نحو : ظننت زيداً قائماً(4) فلا يجوز إلغاؤه عند جمهور النحويين ، فلا يقال "ظننت زيد قائم ، بالرفع خلافاً للكوفيين القائلين بجوازه(5) فإن جاء في لسان العرب مايوهم الغاءها متقدمة أُوِّل على إضمار ضمير الشأن ليكون هو المفعول الأول والجزآن بعده في موضع المفعول الثاني أو على تقدير لام الإبتداء لتكون المسألة من باب التعليق مثال ذلك قول كعب بن زهير بن أبى سلمى :
107- أرْجُو وَآمُلُ أنْ تَدْ نُو مَوَدَّتُهَا .
وَمَا إخَالُ لَدَيْنَا مِنْكِ تَنْوِيلُ .
___________________________
( 1 )…زيد ظننت قائم : [زيد] مبتدأ مرفوع بالإبتداء [ظننت] فعل وفاعل [ظن] فعل ماض ، و[التاء] ضمير في محل رفع فاعل [قائم] خبر المبتدأ مرفوع بالمبتدأ .
( 2 ) زيد قائم ظننت : [زيد] مبتدأ مرفوع بالإبتداء [قائم] خبر مرفوع بالمبتدأ [ظننت] فعل وفاعل [ظن] فعل ماض و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل .
( 3 )…وقيل إذا توسط العامل بينهما فالإلغاء والإعمال سيان ، وقيل الإعمال أحسن من الإلغاء ، وان تأخر العامل فالإلغاء أحسن .
( 4 )…ظننت زيداً قائماً : [ظننت] فعل وفاعل [زيداً] مفعول أول لظن و[قائماً] مفعوله الثاني .
( 5 ) أي بجواز إلغاء العامل المتقدم .(1/351)
107- اللغة : [أرجو وآمل] عطف الرجاء على الأمل عطف تفسير ، لأن الرجاء هو الأمل والأمل ضد اليأس [إخال] أظن [التنويل] العطاء .
الإعراب : [أرجو] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنا [وآمل] الواو حرف عطف وتفسير [آمل] فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنا [أن تدنو] [أن] حرف مصدري ونصب [تدنو] فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بالسكون العارض لضرورة الشعر [مودة] فاعل مرفوع وهو =
…فعلى الأول التقدير "وما إخاله لدينا منك تنويل" فالهاء ضمير الشأن وهي المفعول الأول وجملة لدينا منك تنويل في محل نصب هو المفعول الثاني وحينئذ فلا إلغاء .
…وعلى التقدير الثاني وما إخال للدينا منك تنويل فيكون من باب التعليق بلام الإبتداء ومثله قوله :
108- كَذَاكَ اُدِّبْتُ حَتَّى صَارَ مِنْ خُلُقِي أَنِّي وَجَدْتُ مِلاَكُ الشِّيْمَةِ الأَدَبُ
___________________________
= مضاف و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مفعول به لأرجو والتقدير أرجو وآمل دنو مودتها [وماإخال لدينا] [الواو] حرف عطف ، و[ما] نافية [إخال] فعل مضارع مرفوع فاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنا [لدى] ظرف مكان منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على الألف المنقلبة ياءً لأجل الإضافة و[نا] ضمير متصل في محل جر بالإضافة والظرف وما أضيف إليه شبه جملة متعلق بواجب الحذف تقديره كائن خبر مقدم [منك] جار ومجرور متعلق بمحذوف في محل نصب حال من الضمير المستكن في الخبر المحذوف [تنويل] مبتدأ مؤخر مرفوع .(1/352)
…الشاهد فيه : قوله ( وما إخال" حيث ألغاه وهو متقدم على مفعوليه مع أنه من الأفعال القلبية ، وبذلك استدل الكوفيون وتبعهم الأخفش - سعيد ابن مسعدة - وأبو بكر الزبيدي - محمد بن الحسن الإشبيلي - ، وأوله البصريون على إضمار ضمير الشأن والتقدير "وما إخاله " فالهاء ضمير الشأن وهي المفعول الأول ، وجملة "لدينا منك تنويل" في محل نصب المفعول الثاني وحينئذ فلا إلغاء أوعلى تقدير لام الإبتداء والتقدير "وما إخال للدينا منكِ تنويل فهو من باب التعليق بلام الإبتداء ) .
…108- اللغة : [الخلق] السجية [مِلاك] قوام [الشيمة] الخلق وجمعها شيم .
…الإعراب : [كذاك] [الكاف] حرف تشبيه وجر ، و[ذا] إسم إشارة في محل جر بالكاف و[الكاف] حرف خطاب والجار والمجرور متعلق بمحذوف صفة لموصوف محذوف واقع مفعولاً مطلقاً لقوله أدبت أي أدبت أدبا كائناً كذاك أي مثل الأدب المذكور في قوله قبل هذا البيت
أكنيه حين أناديه لأكرمه .
ولاألقبه السوأة اللقب .
[أدبت] أدب فعل ماض مبني للمجهول و[التاء] ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل [حتى] إبتدائية [صار] فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر [من خلقي] جار ومجرور [من] =
…فعلى الأول التقدير "وجدته " أي الحال والشأن فضمير الشأن هو المفعول الأول وجملة مِلاك الشيمة الأدب في محل نصب هو المفعول الثاني وحينئذ فلا إلغاء وعلى التقدير الثاني "وجدت لملاك الشيمة الأدب" فهو من باب التعليق وليس من باب الإلغاء في شئ(1).
…الثالث التعليق : وهو إبطال العمل وجوباً لفظاً لا محلاً ، وسببه وقوع الفعل قبل شئ له الصدارة كما إذا وقع قبل "ما" النافية نحو : "ظننت ما زيد قائم"(2) و "إنِ" النافية نحو : علمت إن زيد قائم(3) بكسر الهمزة وسكون النون ، و"لا" النافية نحو .....................
___________________________(1/353)
=…حرف جر [خلقي] مجرور بمن وعلامة جره كسرة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها إلا كسر ماقبلها [خلق] مضاف و[الياء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة والجار والمجرور متعلق بمحذوق في محل نصب خبر صار مقدم [أني] [أن] حرف توكيد ونصب و[الياء] ضمير متصل في محل نصب اسمها [وجدت] فعل وفاعل ، والجملة في محل رفع خبر أن ، وأن ومادخلت عليه في تأويل مصدر اسم صار مؤخر [ملاك] مبتدأ مرفوع وهو مضاف ، و[الشيمة] مضاف إليه [الأدب] خبر مرفوع بالمبتدأ .
…الشاهد فيه : قوله ( وجدت ملاك الشيمة الأدب" فإن ظاهره أنه ألغى "وجدت" عن العمل لأنه لو أعمله لنصب "ملاك" و"الأدب" ولكنه رفعهما فقال الكوفيون هو من باب الإلغاء ، والإلغاء جائز مع التقدم مثل جوازه مع التوسط والتأخر وأوله البصريون على إضمار ضمير الشأن والتقدير "وجدته" أي الحال والشأن فضمير الشأن هو المفعول الأول والجملة بعده في محل نصب هي المفعول الثاني أو على تقدير لام الإبتداء لتكون المسألة من باب التعليق والتقدير "وجدت لملاك الشيمة الأدب ) .
( 1 ) وذهب الكوفيون وتبعهم أبوبكر الزبيدي - محمد بن الحسن الاشبيلي - وغيره إلى جواز إلغاء المتقدم فلا يحتاجون إلى تأويل البيتين .
( 2 )…ظننت ما زيد قائم : [ظننت] فعل وفاعل [ما] نافية [زيد] مبتدأ مرفوع [قائم] خبره وجملة المبتدأ والخبر سدت مسد مفعولي ظن .
( 3 )…علمت إن زيد قائم : [علمت] فعل وفاعل [علم] فعل ماض من أخوات ظن تنصب مفعولين و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [إن] حرف نفي [زيد] مبتدأ مرفوع بالابتداء [قائم] خبر مرفوع بالمبتدأ ، وجملة المبتدأ والخبر سادة مسد مفعولي علم .
ظننت لا زيد قائم ولا عمرو(1).(1/354)
…ولام الابتداء نحو : ظننت لزيد قائم(2) ولام القسم(3) نحو : علمت ليقومن زيد(4) وأداة الاستفهام نحو : علمت أزيد عندك أم عمرو(5) ، وعلمت هل زيد عندك أم عمرو(6) أو يكون أحد المفعولين اسم استفهام نحو : علمت أيهم أبوك(7)
___________________________
( 1 )…ظننت لا زيد قائم ولا عمرو : [ظننت] فعل وفاعل [لا] نافية ملغاة لا عمل لها [زيد] مبتدأ مرفوع [قائم] خبره [ولاعمرو] معطوف على زيد تبعه في رفعه .
( 2 )…ظننت لزيد قائم : [ظننت] فعل وفاعل [ظن] فعل ماض تنصب مفعولين و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [اللام] لام الابتداء [زيد] مبتدأ مرفوع بالابتداء [قائم] خبر مرفوع بالمبتدأ وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب سادة مسد مفعولي ظن ، وإنما لم يظهر النصب في الجزأين لأن لام الابتداء لصدارتها لا يتخطاها العامل فمن حيث اللفظ روعي ما له الصدر ، ومن حيث المعنى روعي العامل .
( 3 )…ولم يعدها من الْمُعَلِّقَات إلا نزر من النحاة .
( 4 )…علمت ليقومن زيد : [علمت] فعل وفاعل [علم] فعل ماض تنصب مفعولين ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [ليقومن] [اللام] موطئة للقسم [يقومن] فعل مضارع مبني على الفتح لاتصاله بنون التوكيد ، و[نون التوكيد] حرف لا محل له من الاعراب [زيد] فاعل مرفوع ، وجملة الفعل والفاعل سدت مسد مفعولي علم .
( 5 )…علمت أزيد عندك أم عمرو : [علمت] فعل وفاعل [أزيد] الهمزة للاستفهام [زيد] مبتدأ مرفوع [عند] ظرف مكان منصوب على الظرفية وهو مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالاضافة ، والظرف وما أضيف إليه شبه جملة متعلق بواجب الحذف خبر المبتدأ [أم عمرو] [أم] حرف عطف [عمرو] معطوف على زيد تبعه في رفعه .
( 6 )…علمت هل زيد عندك أم عمرو : إعرابه كسابقه .(1/355)
( 7 )…علمت أيهم أبوك : [علمت] فعل وفاعل [علم] فعل ماض من أخوات ظن تنصب مفعولين ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [أي] اسم استفهام في محل رفع خبر ، مقدم وهو مضاف ، و [الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، و[الميم] علامة الجمع [أبو] مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، وجملة المبتدأ والخبر سادة مسد مفعولي علم .
أو يكون أحد المفعولين مضافاً إلى اسم استفهام نحو : علمت غلام أيهم أبوك(1).
…ثم اعلم أنه قد ترد هذه الأفعال لمعان أخر غير اليقين ، والظن ونحوهما ، فتنصب مفعولاً واحدا فقط فتأتي "علم" بمعنى عرف نحو : علمت زيداً(2) أي عرفته ، ومنه قوله تعالى { وَاللهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً(3)} أي لاتعرفون ، وتأتي "ظن" بمعنى اتهم نحو : ظننت زيداً(4)، أي أتهمته ، ومنه قوله تعالى : { وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِظَنِينٍ(5)} أي بمتهم(6)
___________________________
( 1 )…علمت غلام أيهم أبوك : [علمت] فعل وفاعل [غلام] مبتدأ مؤخر وهو مضاف ، و[أي] مضاف إليه [أي] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، و[الميم] علامة الجمع [أبو]مبتدأ مؤخر مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه من الأسماء الستة [أبو]مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، وجملة المبتدأ والخبر سدت مسد مفعولي علم .
( 2 )…علمت زيداً : [علمت] فعل وفاعل [علم] فعل ماض بمعنى عرف مبني على السكون لاتصاله بضمير رفع متحرك ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [زيداً] مفعول به منصوب .(1/356)
( 3 ) { والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً } : [الواو] استئنافية [الله] مبتدا مرفوع [أخرج] فعل ماض فاعله مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب مفعول به ، و[الميم] علامة الجمع ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ [من بطون] جار ومجرور متعلق بأخرج [بطون] مضاف ، و[أمهات] مضاف إليه مجرور [أمهات] مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، و[الميم] علامة الجمع [لا] نافية [تعلمون] فعل مضارع مرفوع بثبات النون ، و[الواو]ضميرمتصل في محل رفع فاعل [شيئاً]مفعول به منصوب .
( 4 )…ظننت زيداً : [ظننت] فعل وفاعل [ظن] فعل ماض بمعنى "اتهم" ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [زيداً] مفعول به منصوب .
( 5 )…{ وما هو على الغيب بظنين } : [الواو] حرف عطف [ما] نافية حجازية تعمل عمل ليس [هو] ضمير منفصل في محل رفع اسمها [على الغيب] جار ومجرور متعلق بظنين [بظنين] [الباء] حرف جر زائد [ظنين] خبر ما منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهوره اشتغال المحل بحركة حرف الجر الزائد .
( 6 )…وتأتي زعم بمعن كفل أو قال ، وحجا بمعنى قصد ، وعددت بمعنى حسبت بفتح السين أحسبه بضمها ، ورأى بمعنى أبصر ، ووجد بمعنى حزن أو حقد ، وألفى بمعنى أصاب .
وإذا كانت رأى حُلمية - أي للرؤيا في المنام - تعدت إلى مفعولين كما في قوله تعالى { إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً(1)} فالياء من "أراني" هو المفعول الأول ، والمفعول الثاني جملة { أَعْصِرُ خَمْراً } ومنه قول عمرو بن أحمرالباهلي :…
109- أَبُوحَنَشٍ يُؤَرِّقُنِي وَطَلْقٌ أَرَاهُمْ رُفْقَتِي حَتَّى إِذَا مَا إِذَا أَنَا كَالَّذِي يَجْرِي لِوِرْدٍ .
وَعَمَّارٌ وَآوِنَةٌ أَثَالا تَجَافَى اللَّيْلُ وَانْخَزَلَ انْخِزَالا إِلىَ آلٍ فَلَمْ يُدْرِكْ بِلاَ لا .
فالهاء مفعول أول لأرى الحلمية ، والمفعول الثاني رفقتي .(1/357)
___________________________
( 1 )…{ إني أراني أعصر خمراً } : [إنّ] حرف توكيد ونصب و[الياء] ضمير متصل في محل نصب اسمها [أرى] فعل مضارع تنصب مفعولين ، و[النون] للوقاية ، و[الياء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول والفاعل ضمير مستتر وجوباً تقديره أنا [أعصر] فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره "أنا" [خمراً] مفعول به منصوب ، وجملة أراني في محل رفع خبر إن وجملة "أعصرخمراً" في محل نصب مفعول ثان لأرى .
109- اللغة : [أبوحنش ، وطلق ، وعمار ، وأثال] أعلام رجال [يؤرقني] يسهرني [آونة] جمع أوان كأزمنة وأزمان ، وزنا ومعنى [أراهم] في النوم [تجافىالليل] انطوى وزال [انخزل] انقطع [آل] سراب ، وهو ما تراه في النهار كأنه ماء فإذا جئته لم تجد شيئا [البلال] ما يبل به الحلق . الإعراب : [أبو] مبتدأ مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة وهو مضاف ، و[حنش] مضاف إليه [يؤرقني] [يؤرق] فعل مضارع ، و[النون] للوقاية ، و[الياء] مفعول به [وطلق ، وعمار] معطوفان على"أبوحنش" تبعاه في رفعه [آونة] ظرف زمان منصوب على الظرفية [أُثالا] - مرخم أُثالة في غير النداء لضرورة الشعروألفه للإطلاق - معطوف على أبوحنش [أراهم] [أرى] فعل مضارع وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا - و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول لأرى [رفقتي] مفعوله الثاني منصوب وعلامة نصبه فتحة مقدرة على آخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة لأن الياء لايناسبها إلاكسر ماقبلها [رفقة] مضاف و[الياء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [حتى] إبتدائية [إذا] ظرف لما يستقبل من الزمان [ما] زائدة [تجافى] فعل ماض مبنى على فتح مقدر على الألف [ الليل] فاعله [وانخزل] [الواو] حرف عطف [انخزل] فعل ماض ، وفاعله مستتر فيه جوازاً تقديره هو [انخزالا] مفعول =
يقول الناظم(1/358)
وَخُصَّ بِالتَّعْلِيقِ وَالإِلْغَاءِ مَا كَذَا تَعَلَّمْ وَلِغَيْرِ الْمَاضِ مِنْ .وَجَوِّزِ الإِلْغَاءَ لاَ فِي الاِبْتِدَا فِي مُوهِمٍ إِلْغَاءَ مَا تَقَدَّمَا وَإِنْ وَلاَ لاَمُ ابْتِدَاءٍ أَوْ قَسَمْ لِعِلْمِ عِرْفَانٍ وَظَنِّ تُهَمَهْ وَلِرَأَى الرُّؤْيَا انْمِ(2) مَا لِعَلِمَا .
مِنْ قَبْلِ هَبْ وَالأَمْرَ هَبْ قَدْ أُلْزِمَا سِوَاهُمَا اجْعَلْ كُلَّ مَالَهُ زُكِنْ(1) .
وَانْوِ ضَمِيرَ الشَّأَنِ أَوْ لاَمَ ابْتِدَا وَالْتَزِمِ التَّعْلِيقَ قَبْلَ نَفْيٍ مَا كَذَا وَالاِ سْتِفْهَامُ ذَا لَهُ انْحَتَمْ تَعْدِيَةٌ لِوَاحِدٍ مُلْتَزَمَهْ طَالِبَ مَفْعُولَيْنِ مِنْ قَبْلُ انْتَمَى .
قول الناظم :
وخص بالتعليق والإلغاء ما .
من قبل هب والأمر هب قد ألزما - إلى آخره .
أراد به أن التعليق والإلغاء(3) مختصان بأفعال القلوب التي ذُكِرَتْ قبل الفعل "هَبْ".
___________________________
= مطلق منصوب [إذا] فجائية [أنا] ضمير منفصل في محل رفع فاعل [كالذي] [الكاف] حرف تشبيه وجر [الذي] اسما موصولا في محل جر بالكاف متعلق بمحذوف تقديره كائن خبر المبتدأ [يجري] فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [لورد ، إلى آل] كل منهما جار ومجرور متعلق بيجري [فلم يدرك بلالا] الفاء حرف عطف [لم] حرف نفي وجزم [يدرك] فعل مضارع مجزوم بلم ، وفاعله مستتر فيه جوازا تقديره هو [بلالا] مفعول به ليدرك .
الشاهد فيه : قوله ( "أراهم رفقتي" حيث أعمل "أرى" في مفعولين أحدهما الضمير البارز المتصل به والثاني قوله" رفقتي" ورأى بمعنى الرؤيا" أي رأى في منامه ، وقد أجريت مجرى "علم" وإنما عملت مثل عملها لأن بينهما تشابها لأن الرؤيا إدراك بالحس الباطن فلذا أجريت مجراه ) .
( 1 ) زكن : علم .
( 2 ) إنم : أُنسب .
( 3 ) التعليق والإلغاء : تقدم تعريفهما صفحة ( 296 / 299 ) .(1/359)
…وعددها أحد عشر فعلا (1) ، وأما هَبْ ، وتعلم ، فيلزمان صيغة الأمر ولا يدخلهما تعليق ولا إلغاء(2) . ………………………وأما غيرهما فيأتي منه المضارع ، والأمر واسم الفاعل ، وغيرها ، فاجعل لها كل ما للماضي "زكن"أي علم من الأحكام من نصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر . وقول الناظم :
وجوز الإلغاء لافي الآبتدا .
وانو ضمير الشان أولام ابتدا .
في موهم إلغاء ما تقدما .
أراد به أن هذه الأفعال المتصرفة يجوز إلغاؤها إذا وقعت في غير الابتدا نحو :زيد ظننت قائم ، وزيد قائم ظننت وإن تقدمت امتنع الإلغاء(3) فتقول : ظننت زيدا قائما ، فإن جاء من لسان العرب ما يوهم إلغاءَها وجب حمله على نية ضمير الشان ليكون هو المفعول الأول والجزآن بعده في موضع المفعول الثاني ، أوانو لام الآبتداء لتكون المسألة من باب التعليق .……وقول الناظم : ( لعلم عرفان وظن تهمه إلى آخره ) يعني أن علم إذا كانت بمعنى عرف و"ظن" بمعنى التهم تعدت لمفعول واحد نحو : علمت زيدا ، أي عرفته ، وظننت زيدا أي التهمته وقدتقدم ذلك كله مع الأمثلة .
___________________________
( 1 ) هي المذكورة في قول الناظم :
إنصب بفعل القلب جزأي ابتدا ظن حسبت وزعمت مع عد .
أعنى رأى خال علمت وجدا حجا درى وجعل اللذ كاعتقد .
( 2 ) هب ، وتعلَّم ، لم يدخلهما تعليق ، ولا إلغاء وإنْ كانا قلبيين لضعف شبههما بأفعال القلوب من حيث لزوم صيغة الأمر .
( 3 ) عند البصرين خلافا للكوفين والأخفش - سعيد بن مسعدة .
@ حَذْفُ مَفْعُوْلَيْ ظَنَّ أَوْ إِحْدَى أَخَوَاتِهَا @
…يجوز في هذا الباب حذف المفعولين ، أو أحدهما ، إذا دل دليل على المحذوف مثال حذف المفعولين أن يقال لك "هل ظننت زيداً قائما" فتقول "ظننت" التقدير ظننت زيداً قائماً فَحُذِفَ مفعولي ظن لدلالة ماقبلهما عليهما ، ومنه قول الكميت بن زيد الأسدي :
110- بِأَيِّ كِتَابٍ أَمْ بِأَيَّةِ سُنَّةٍ .(1/360)
تَرَىحُبَّهُمْ عَاراً عَلَيَّ وَتَحْسَبُ .
أي وتحسب حبهم عاراً علي ، فحذف المفعولين ، وهما حبهم ، وعارا علي ، لدلالة ماقبلهما عليهما .
…ومثال حذف أحدهما أن يقال لك "هل ظننت أحداً قائماً"فتقول "ظننت زيداً" أي "ظننت زيداً قائماً" فحذف المفعول الثاني لدلالة ما قبله عليه ، ومنه قول عنترة بن شداد العبسي :
111- وَلَقَدْ نَزَلْتِ فَلاَ تَظُنِّي غَيْرَهُ .
مِنِّي بِمَنْزِلَةِ الْمُحِبِّ الْمُكْرِمِ .
___________________________
110- اللغة : [ترى] هنا علمية بمعنى تعتقد [العار] كل شئ يلزم منه سبة أوعيب . …
الإعراب : [بأي] جار ومجرور متعلق بقوله ترى الآتي ، و [أي] مضاف ، و [كتاب] مضاف إليه [أم] حرف عطف [بأية] جار ومجرور معطوف على الجار والمجرور الأول ، و[أية] مضاف ، و[سنة] مضاف إليه [ترى] فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [حبهم] [حب] مفعول أول لترى ، و [حب] مضاف ، و[الهاء] ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، و[الميم] علامة الجمع [عارا] مفعول ثان لترى ، سواء أجعلت "رأى" اعتقادية ، أم جعلتها علمية ، ويجوز على الأول جعله حالا[علي] جار ومجرور متعلق بعار ، أو بمحذوف فيكون صفة لعار [وتحسب] [الواو] عاطفة [تحسب] فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، ومفعولاه محذوفان يدل عليهما الكلام السابق ، والتقدير "وتحسب حبهم عاراً علي".
…الشاهد فيه : قوله ( "وتحسب" حيث حذف المفعولين اختصارا لدلالة ما قبلهما عليهما وهو جائز كما عرفت ) .
111- المعنى : لقد نزلة أيتها المحبوبة مني بمنزلة الشئ المحبوب المكرم فلا تظني غير ذلك واقعاً .
…الإعراب : [الواو] للقسم [لقد] [اللام] للتأكيد ، و[قد] حرف تحقيق [نزلت] فعل وفاعل =(1/361)
…أي فلا تظنى غيره واقعاً مني "فَغَيْرَ" هو المفعول الأول ، والمفعول الثاني واقعاً ، فإن لم يدل دليل على حذف المفعولين ، أو المفعول ، لم يجز الحذف فلا يقال : "ظننت" ولا "ظننت زيدا" ولا "ظننت قائما" تريد "ظننت زيداً قائماً" .
يقول الناظم
وَلاَ تُجِزْ هُنَا بِلاَ دَلِيلِ .
سُقُوطَ مَفْعُولَيْنِ أَوْمَفْعُولِ .
@ اسْتِعْمَالُ الْقَوْلِ بِمَعْنَى الظَّنّ @
…القول شأنه إذا وقعت بعده جملة أن تحكى نحو :"قال زيد عمرو منطلق"(1) ونحو : "تقول زيد منطلق"(2) فالجملة بعده في موضع نصب على المفعولية ، ويجوز إجراؤه مجرى الظن فينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر، كما تنصبهما ظَنَّ ، والمشهور أن للعرب في ذلك مذهبين أحدهما وهو مذهب عامة العرب أنه لا يجرى القول مجرى الظن إلا بأربعة شروط :
…الأول : أن يكون الفعل مضارعا .
…الثاني : أن يكون للمخاطب .
…الثالث : أن يكون مسبوقا باستفهام .
___________________________
= [نزل] فعل ماض ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [فلا] [الفاء] للتفريع [لا] ناهية [تظني] فعل مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة ، و[ياء المخاطبة] ضمير متصل في محل رفع فاعل [غير] مفعول أول لتظني [غير] مضاف ، و[الهاء] مضاف إليه ، والمفعول الثاني محذوف تقديره واقعا [مني ، بمنزلة] كل منهما جار ومجرور متعلق بنزلت ، و[منزلة] مضاف ، و [المحب] مضاف إليه [المكرم] نعت للمحب تبعه في جره .
…الشاهد فيه : قوله ( "فلا تظني غيره" حيث حذف المفعول الثاني اختصاراً، وذلك جائز عند جمهرة النحاة ، خلافاً لابن مُلكون - إبراهيم بن محمد الأشبيلي ) .
( 1 )…قال زيد عمرو منطلق : [قال] فعل ماض [زيد] فاعل [عمرو] مبتدأ [منطلق] خبره ، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب مقول القول .(1/362)
( 2 )… تقول زيد منطلق : [تقول] فعل مضارع مرفوع ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [زيد] مبتدأ منطلق خبره ، والجملة في محل نصب مقول القول .
…الرابع : أن لا يفصل بين الاستفهام والفعل فاصل إلا إذا كان الفاصل ظرفاً ، أو جاراً ومجروراً ، أو معمول الفعل ، فلا يضر الفصل بأحد هذه الثلاثة .
…فالمستوفي للشروط نحو : "أتقول عمرا منطلقاً"(1) فعمرا مفعول أول لتقول ، والمفعول الثاني منطلقاً ، ومنه قول هدبة بن خشرم العذري .
112- مَتَى تَقُولُ الْقُلُصَ الرَّوَاسِمَا .
يَحْمِلْنَ أُمَّ قَاسِمٍ وَقَاسِمَا .
فالقلص مفعول أول لتقول ، وجملة يحملن في محل نصب مفعول ثان .
…فإن اختل شرط من الشروط الأربعة لم ينصب القول مفعولين ، كأن كان غير مضارع نحو :"قال زيد عمرو منطلق"(2) أو كان فعلاً مضارعاً ليس للمخاطب نحو : " يقول زيد عمرو منطلق "(3) أولم يسبق باستفهام نحو : " أنت تقول زيد منطلق "(4)
___________________________
( 1 )…أتقول عمراً منطلقاً : [الهمزة] للاستفهام [تقول] فعل مضارع بمعنى "أتظن" ينصب مفعولين وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [عمرا] مفعوله الأول ، و[منطلقاً] مفعوله الثاني . 112- اللغة :[القلص]جمع قلوص ، وهي الشابة الفتية من الإبل[الرواسم] المسرعات في السير.
… الإعراب : [متى] اسم استفهام في محل نصب على الظرفية الزمانية [تقول] فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [القلص] مفعول به أول لتقول [الرواسما] نعت للقلص [يحملن] فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، و[نون النسوة] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، والجملة في محل نصب مفعول به ثان لتقول [أُمّ] مفعول به أول ، و[أم] مضاف و[قاسم] مضاف إليه [وقاسما] [الواو]حرف عطف[قاسما]معطوف على ماقبله .(1/363)
…الشاهد فيه : قوله ( "تقول القلص يحملن" حيث أجرى "تقول" مجرى تظن فنصب به مفعولين ، الأول قوله "القلص" والثاني جملة "يحملن" كما قررناه في الإعراب ) .
( 2 )…قال زيد عمرو منطلق : [قال] فعل ماض [زيد] فاعله و[عمرو] مبتدأ و[زيد] خبره وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب مقول القول .
( 3 )…يقول زيد عمرو منطلق : [يقول] فعل مضارع مرفوع [زيد] فاعله [عمرو] مبتدأ ، و[منطلق] خبره ، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب مقول القول .
( 4 )…أنت تقول زيد منطلق : [أنت] ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ [تقول] فعل مضارع مرفوع وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، وجملة الفعل والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ [زيد] =
…أو سبق باستفهام ولكن فصل بغير ظرف ، ولا جار ومجرور ، ولا معموله ، نحو : "أأنت تقول زيد منطلق"(1).
…وأما الفصل بالظرف ، والجار والمجرور ، والمعمول ، لم يضر ، فمثال الظرف نحو : "أعندك تقول زيداً منطلقاً"(2) ومثال الجار والمجرور نحو : "أفي الدار تقول زيداً منطلقاً"(3) ومثال الفصل بالمعمول نحو : "أعمرا تقول منطلقاً"(4) ومنه قول الكميت بن زيد الأسد :
113- أَجُهَّالاً تَقُولُ بَنِي لُؤَيٍّ .
لَعَمْرُ أَبِيكَ أَمْ مُتَجَاهِلِينَا .
___________________________
= مبتدأ و[منطلق] خبره ، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب مقول القول .
( 1 )…أأنت تقول زيد منطلق : إعرابه كسابقه إلا أن الهمزة للاستفهام .
( 2 )…أعندك تقول زيدا منطلقاً : [الهمزة] للاستفهام [عند] ظرف مكان منصوب على الظرفية [عند] مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالاضافة [تقول] فعل مضارع بمعنى تظن ينصب مفعولي ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [زيدا] مفعول أول ، و[منطلقاً] مفعول ثان .(1/364)
( 3 )…أفي الدار تقول زيداً منطلقاً : [الهمزة] للاستفهام [في الدار] جار ومجرور [تقول] فعل مضارع بمعنى تظن تنصب مفعولين ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [زيداً] مفعول أول ، منطلقاً مفعول ثان .
( 4 )…أعمرا تقول منطلقا : [الهمزة] للاستفهام [عمرا] مفعول به أول لتقول [تقول] فعل مضارع بمعنى تظن تنصب مفعولين ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [منطلقاً] مفعول ثان لتقول .
113- اللغة :[تقول] هنا بمعنى تظن [بنو لؤي] أراد بهم قريشا ، ولؤي هو ابن غالب بن فهر وفهرهو قريش الذي تسمت به القبيلة [متجاهلين]جمع جاهل ، وهومن يظهرالجهل وليس بجاهل .
الإعراب : [أجهالاً] [الهمزة] للاستفهام [جهالاً] مفعول ثان مقدم على عامله وعلى المفعول الأول [تقول] فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [بني] مفعول أول لتقول منصوب وعلامة نصبه الفتحة نيابة عن الكسرة لأنه محمول على جمع المذكر السالم [بني] مضاف ، و[لؤى] مضاف إليه [لعمر] [اللام] لام الابتداء [عمر] مبتدأ ، والخبر محذوف وجوباً ، و[عمر] مضاف ، و[أبي] مضاف إليه ، و[أبي] مضاف ، و[الكاف] ضمير المخاطب مضاف إليه [أم] حرف عطف [متجاهلينا] معطوف على قوله "جهالاً" تبعه في نصبه وعلامة نصبه الياء نيابة عن الفتحة لأنه جمع مذكر سالم =
…فجهالا مفعول ثان لتقوم قُدِّمَ عليه ، وقد فصل هذا المعمول بين الاستفهام ، والفعل ، ولم يضر حيث بقي الفعل على عمله .
…وإذا توفرت الشروط بين الفعل جاز نصب المبتدأ والخبر مفعولين لتقول كالأمثلة السابقة ونحو :"أتقول زيدا منطلقاً"(1)وجاز رفعهما على الحكاية ، نحو :"أتقول زيد منطلق"(2) .(1/365)
…والمذهب الثاني للعرب وهو مذهب "سُلَيم" إجراء القول مجرى الظن في نصب المفعولين مُطْلَقاً أي سواء كان مضارعا ، أم غير مضارع ، وُجِدَتْ فيه الشروط المذكورة ، أم لم توجد ، وذلك نحو : قل ذا مشفقاً(3) فذا مفعول أول لـ "قل" والمفعول الثاني مشفقا ، ومن ذلك قول الشاعر :
114- قَالَتْ وَكُنْتُ رَجُلاً فَطِينَا .
هَذَا لَعَمْرُ اللهِ إِسْرَائِينَا .
___________________________
=…الشاهد فيه : قوله ( "أجهالاً تقول بني لؤي" حيث أعمل "تقول" عمل "تظن" فنصب بها مفعولين أحدهما قوله "جهالا" والثاني قوله "بني لؤي" مع أنه فصل بين أداة الاستفهام وهي الهمزة ، والفعل بفاصل وهو قوله "جهالاً" وهذا الفصل لايمنع الإعمال ، لأن الفاصل معمول للفعل ، إذْ هو مفعول ثان له ) .
( 1 )…أتقول زيداً منطلقاً : [الهمزة] للاستفهام [تقول] فعل مضارع بمعنى تظن ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت [زيداً] مفعول أول ومنطلقا مفعول ثان .
( 2 )…أتقول زيد منطلق : [الهمزة] للاستفهام [تقول] فعل مضارع مرفوع [زيد] مبتدأ ، و[منطلقٌ] خبره ، والجملة في محل نصب مقول القول . …
( 3 )…قل ذا مشفقا : [قل] فعل أمر بمعنى ظُنَّ تنصب مفعولين ، وفاعله مستتر فيه وجوبا تقديره أنت [ذا] اسم إشارة مبني على السكون في محل نصب مفعول به أول [مشفقا] مفعول به ثان .
…114- اللغة : [قالت] أي نطقت ، أجري القول هنا مجرى الظن في العمل لافي المعنى [الفطين] مأخوذمن الفطنة وهي الذكاء [إسرائين] لغة في إسرائيل ومعناه عبد الله، والبيت قاله أعرابي صاد ضبا وأتى به إلى امرأته فقالت له هذا لعمر الله إسرئين أي ما مسخ من بني إسرائيل .
الإعراب : [قالت] [قال] فعل ماض ، و[التاء] للتأنيث ، والفاعل مستتر فيه جوازا تقديره هي [وكنت] [الواو] حالية [كان] فعل ماض ناقص ، و[التاء] اسمها [رجلاً] خبرها [فطينا] =
فهذا مفعول أول لقالت ، والمفعول الثاني إسرائينا.
يقول الناظم(1/366)
وَكَتَظُنُّ اجْعَلْ تَقُولُ إِنْ وَلِي بِغَيْرِ ظَرْفٍ أَوْكَظَرِفٍ أَوْعَمَلْ وَأُجْرِيَ الْقَوْ لُ كَظَنٍّ مُطْلَقَا .
مُسْتَفْهَماً بِهِ وَلَمْ يَنْفَصِل وَإِنْ بِبَعْضِ ذِيِ فَصَلْتَ يُحْتَمَلْ عِنْدَ سُلَيْمٍ نَحْوُ قُلْ ذَا مُشْفِقَا .
قول الناظم ( وكتظن اجعل تقول إن ولي…مستفهماً ) إلى آخره ، يعني أن الفعل المضارع "تقول" يجري مجرى الظن فينصب المبتدأ والخبر مفعولين جوازاً بشروط منها : إن ولي استفهاماً أي سبق باستفهام ، وسليم أجرت القول مجرى الظن بدون شروط ، وقد تقدم ذلك.
*******
___________________________
= صفة لرجل ، والجملة من كان واسمها وخبرها في محل نصب حال [الهاء] حرف تنبيه ، و[ذا] اسم إشارة في محل نصب مفعول أول لقالت [لعمر] [اللام] لام الابتداء [عمر] مبتدأ ، وخبره محذوف وجوباً والتقدير لعمر الله يميني ، و[عمر] مضاف ، و[لفظ الجلالة] مضاف إليه ، وجملة المبتدأ والخبر لا محل لها من الإعراب معترضة بين المفعول الأول ، والثاني [إسرائينا] مفعول ثان لقالت .……………………… الشاهد فيه : قوله ( "قالت : هذا اسرائينا" حيث أعمل "قال" عمل "ظن" فنصب بها مفعولين، أحدهما اسم الإشارة وهو "ذا" والثاني "إسرائينا" هكذا قالوا. والذي حملهم على هذا أنهم وجدوا "إسرائينا" منصوبا ) .
@ أَعْلَمُ وَأَرَى @
…إذا كان الفعل لازما نحو : "خرج زيد"(1) ثم أدخلت عليه الهمزة فإنه يتعدى لمفعول واحد نحو : "أخرجت زيداً(2) فالذي كان فاعلاً حين قلت : "خرج زيد" صار مفعولاً بدخول الهمزة وهذا هو شأن الهمزة تُصَيِّرُ ما كان فاعلا مفعولاً(3).
…وإن كان الفعل يتعدى لمفعول واحد نحو :"لبس زيد جبة"(4) وأدخلت عليه الهمزة فإنه يتعدى لمفعولين نحو : "أَلْبَسْتُ زيدا جبة(5)" وإن كان الفعل يتعدى لمفعولين نحو :"علم زيد عمراً منطلقاً(6)" وأدخلت عليه الهمزة فإنه يتعدى إلى ثلاثة مفاعيل نحو :"أَعْلَمْتُ زيدا عمرا منطلقا(7)".(1/367)
…والأفعال التي تتعدى إلى ثلاثة مفاعيل عددها سبعةوهي"أرى"نحو :"أَرَيْتُ خالدا بكرا أخاك"(8) و"أعلم" نحو : "أعلمت زيداً عمراً منطلقاً" .
___________________________
( 1 )…خرج زيد : [خرج] فعل ماض [زيد] فاعل .
( 2 )…أخرجت زيدا : [أخرجت] فعل وفاعل [زيدا] مفعول به منصوب .
( 3 )…ولهذا سميت همزة النقل .
( 4 )…لبس زيد جبة : [لبس] فعل ماض [زيد] فاعل [جبة] مفعول به منصوب .
( 5 )…ألبست زيدا جبة : [ألبست] فعل وفاعل [ألبس] فعل ماض ينصب مفعولين [التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [زيدا] مفعول أول [جبة] مفعول ثان .
( 6 ) علم زيد عمراً منطلقاً : [علم] فعل ماض تنصب مفعولين [زيد] فاعل [عمراً] مفعول أول [منطلقاً] مفعول ثان .
( 7 )…أعلمت زيدا عمراً منطلقاً : [أعلمت] فعل وفاعل [أعلم] فعل ماض تنصب ثلاثة مفاعيل و[التاء]ضميرمتصل في محل رفع فاعل[زيداً]مفعول أول[عمراً]مفعول ثان[منطلقا]مفعول ثالث .
( 8 )…أريت خالدا بكراً أخاك : [أريت] فعل وفاعل [أرى] فعل ماض تنصب ثلاثة مفاعيل و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [خالدا] مفعول أول [بكرا] مفعول ثان [أخا] مفعول ثالث منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسمآء الستة [أخا] مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة .
و"نبأ" نحو : نبأت زيدا عمرا قائماً"(1)ومنه قول زياد بن معاوية المعروف بالنابغة الذبياني :
115- نُبِّئْتُ زُرْعَةَ وَالسَّفَاهَةُ كَاسْمِهَا .
يُهْدِي إِلَيَّ غَرَائِبَ الأَشْعَارِ .
و"أخبر" نحو ، "أخبرت زيدا أخاك منطلقاً"(2) ومنه قول الشاعر : …
116- وَمَا عَلَيْكِ إِذَا أُخْبِرْتِنِي دَنِفاً .
وَغَابَ بَعْلُكِ يَوْماً أَنْ تَعُوْدِيْنِي .
___________________________
( 1 )…نبأت زيداً عمرا قائماً : [نبأت] فعل وفاعل [نبأ] فعل ماض ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [زيدا] مفعول أول [عمراً] مفعول ثان [قائماً] مفعول ثالث .(1/368)
115-…اللغة :[نبئت] أُخبرت [السفاهة] ضد الحلم وأصله الخفة والحركة يقال : تسفهت الريح الشجر مالت به .
الإعراب : [نبئت] فعل ونائبه [نبئ] فعل ماض مبني للمجهول ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل ، وهو المفعول الأول لِنُبِّئَ [زرعة] مفعول ثان منصوب [والسفاهة كاسمها] [الواو] حالية [السفاهة] مبتدأ مرفوع [كاسمها] جار ومجرور ، ومضاف إليه ، متعلق بمحذوف خبر المبتدأ والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب حال [يهدي] فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود إلى زرعة ، والجملة مِنْ " يهدي وفاعله " في محل نصب مفعول ثالث لنبئ [إلي] جار ومجرور متعلق بيهدي [غرائب] مفعول به ليهدي [غرائب] مضاف ، و [الأشعار] مضاف إليه مجرور .
الشاهد فيه : قوله ( نبئت زرعة ، يهدي" حيث أعمل "نبأ" في مفاعيل ثلاثة أحدهما النائب عن الفاعل وهو التاء ، والثاني "زرعة" والثالث جملة "يهدي" مع فاعله ومفعوله ) .
( 2 )…أخبرت زيدا أخاك منطلقاً : [أخبرت] فعل وفاعل [أخبر] فعل ماض ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [زيداً] مفعول أول لأخبر [أخاك] مفعول ثاني منصوب وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الستة [أخا] مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جربالإضافة [منطلقاً] مفعول ثالث .
116- اللغة : [دنفا] بكسر النون إسم فاعل من دَنِفَ -لازمه المرض -[ البعل] الزوج .
الإعراب : [وما] [الواو] بحسب ما قبلها [ما] اسم استفهام في محل رفع مبتدأ [عليك] جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر المبتدأ [إذا] ظرف لما مضى من الزمان تضمن معنى الشرط [أخبرتني] [أُخْبر] فعل ماض مبنى للمجهول ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل =
…
و"حَدَّثَ" نحو : "حدثت زيداً بكرا مقيماً"(1) ومنه قول الحارث بن حلزة اليشكري :
117- أَوْ مَنَعْتُمْ مَا تُسْأًلُونَ فَمَنْ حُدِّ .(1/369)
ثْتُمُوهُ لَهُ عَلَيْنَا الْوَلاَءُ .
___________________________
= وهو المفعول الأول و [النون للوقاية] و [الياء] مفعول ثان لأخبر [دنفاً] مفعول ثالث ، والجملة من الفعل وفاعله في محل جر بإضافة إذا إليها [وغاب بعلك] [الواو] حالية [غاب] فعل ماض [بعل] فاعل مرفوع وهو مضاف ، و[الكاف] مضاف إليه ، والجملة من الفعل والفاعل في محل نصب حال ، وهي عند المبرد - أبو العباس يحي بن يزيد - على تقدير "قد" أي وقد غاب بعلك ، ويجوز أن تكون الواو للعطف ، والجملة في محل جر بالعطف على جملة "أخبرتني دنفا" المجرورة محلا بإضافة إذا إليها [أن تعوديني] [أن] حرف مصدر ونصب [تعودي] فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة ، و[الياء] في محل نصب مفعول به ، وأن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بفي محذوفه ، والتقدير في عيادتي ، وَحَذْف حرف الجر ههنا قياس ، والجار والمجرور متعلق بِأُخبر .
الشاهد فيه : قوله ( أُخبرتني" حيث تعدى كأرى إلى ثلاثة مفاعيل ) .
( 1 )…حدثت زيدا بكرا مقيماً :[حدثت] فعل وفاعل[حدث] فعل ماض تنصب ثلاثة مفاعيل ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [زيداً] مفعول أول [بكراً] مفعول ثان [مقيماً] مفعول ثالث .
117- اللغة : [حدثتموه] أي خبرتموه بالبناء للمجهول [الولاء] وفي رواية العلاء أي الرفعة والشرف .(1/370)
الإعراب : [أومنعتم] أو حرف عطف [منعتم] فعل وفاعل ، و[الميم] علامة الجمع [ما] اسم موصول في محل نصب مفعول به لمنع [تسألون] فعل مضارع مغير الصيغة مرفوع ، وعلامة رفعه ثبوت النون لأنه من الأمثلة الخمسة ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل ، والجملة صلة الموصول ، وعائده محذوف تقديره "أومنعتم ما تسألونه" [فمن] [الفاء] سببية [من] اسم استفهام في محل رفع مبتدأ [حدثتموه] [حدث] فعل ماض مبني للمجهول ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل وهوالمفعول الأول لحدث ، و[الهاء] مفعول ثان ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ [له] جار ومجرور متعلق ، بمحذوف خبر مقدم [علينا] جار ومجرور متعلق بذلك المحذوف [الولاء] مبتدأ مؤخر ، والجملة من هذا المبتدأ والخبر في محل نصب مفعول ثالث لحدث . الشاهد فيه : قوله ( "حدثتموه له علينا الولاء" حيث أعمل "حدث" في ثلاثة مفاعيل ) .……
…و"أنبأ" نحو :"أنبأت عبد الله زيدا مسافراً(1)" ومنه قول أعشى ميمون بن قيس :
118- وَأُنْبِئْتُ قَيْساً وَلَمْ أَبْلُهُ .
كَمَا زَعَمُوا خَيْرَ أَهْلِ الْيَمَنْ .
…و"خبر" نحو :"خبرت زيداً عمراً غائباً(2)" ومنه قول العوام بن عقبة :
119- وَخُبِّرْتُ سَوْدَاءَ الْغَمِيمِ مَرِيضَةً .
فَأَقْبَلْتُ مِنْ أَهْلِي بِمِصْرَ أَعُودُهَا .
___________________________
( 1 )…أنبأت عبد الله زيداً مسافراً : [أنبأت] فعل وفاعل [أنبأ] فعل ماض تنصب ثلاثة مفاعيل ، و [التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [عبد] مفعول أول [عبد] مضاف ، و[لفظ الجلالة] مضاف إليه [زيداً] مفعول ثان ، والمفعول الثالث [مسافراً] .
118- اللغة : [أُنبئت] أخبرت [لم أبله] لم أختبره [زعموا] الزعم قول يقترن به اعتقاد صح أو لم يصح .(1/371)
الإعراب : [وأنبئت] [الواو] بحسب ما قبلها [أنبئ] فعل ماض مبني للمجهول ، و [التاء] ضمير متصل في محل رفع نائب فاعل ، وهو المفعول الأول [قيسا] مفعول ثان [ولم أبله] [الواو] حالية [لم] حرف نفي وجزم [أبل] فعل مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره وهو الواو ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، و[الهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به لقوله "أبل" ، [كما] [الكاف] حرف تشبيه وجر ، و[ما] يحتمل أن تكون موصولة مجرورة المحل بالكاف ، وأن تكون مصدرية ، وعلى الأول فجملة [زعموا] لا محل [لها] صلة الموصول : وعلى الثاني تكون [ما] وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بالكاف أي كزعمهم [خير] مفعول ثالث لأنبئت ، و[خير] مضاف ، و[أهل] مضاف إليه ، و[أهل] مضاف و[اليمن] مضاف إليه مجرور بالكسرة وسكن لأجل الوقف .
…الشاهد فيه : قوله ( "وأنبئت قيسا خير أهل اليمن" حيث أعمل أنبأ في مفاعيل ثلاثة ) .
( 2 )…خبرت زيداً عمرا غائباً : إعرابه كإعراب حدثت زيداً بكراً مقيماً .
119- اللغة : [سوداء الغميم] هي امرأة كانت تنزل الغميم من بلاد غطفان .…
الإعراب : [خبرت] [خبر] فعل ماض مبني للمجهول ، و[تاء المتكلم] نائب فاعل وهو المفعول الأول [سوداء] مفعول ثان ، و[سوداء] مضاف و[الغميم] مضاف إليه [مريضة] مفعول ثالث لخبر [فأقبلت] [الفاء] سببية [أقبلت] فعل وفاعل [من أهلي] [من] حرف جر [أهل]مجرور بمن وعلامة جره كسرة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة =
…ويثبت للمفعول الثاني ، والمفعول الثالث من مفاعيل أعلم ، وأرى ، ما ثبت لمفعولي "علم ، ورأى" من كونهما مبتدأ وخبرا في الأصل ، ومن جواز الإلغاء ، والتعليق ، بالنسبة إليهما ، ومن جواز حذفهما ، أوحذف أحدهما إن دل علىذلك دليل كما تقدم في باب ظن .(1/372)
… مثال ذلك "أعلمت زيداً عمراً منطلقاً"(1) فالثاني ، والثالث ، من هذه المفاعيل أصلهما المبتدأ والخبر، وهما "عمرو منطلق" ، ويجوز إلغاء العامل بالنسبة إليهما نحو : "عمرو أعلمت زيدا منطلق"(2) فعمرو مبتدأ ومنطلق خبره ، ولا عمل لأعملت فيهما لتوسطه بينهما ، ومنه قولهم "البركة أعلمنا الله مع الأكابر"(3) فالبركة مبتدأ خبره "مع الأكابر" ولا عمل لأعلم فيهما ، ويجوز التعليق عنهما نحو : "أعلمت زيدا لعمرو قائم"(4) فعمرو قائم ، مبتدأ ، وخبر، والجملة سدت مسد مفعولي أعلمت .
…ومثال حذف المفعولين للدلالة عليهما أن يقال :"هل أَعْلَمْتَ أحدا عمرا قائما"(5) فتقول "أعلمت زيدا" أي "أعلمت زيداً عمراً قائماً"
___________________________
=…المناسبة لأن الياء لايناسبها إلا كسر ماقبلها [أهل] مضاف ، و[الياء] مضاف إليه ، والجار والمجرور متعلق بأقبل ، [بمصر] جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة أو حال من أهل المضاف لياء المتكلم [أعودها] [أعود] فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا [والهاء] ضمير متصل في محل نصب مفعول به لأعود ، والجملة في محل نصب حال من التاء في [أقبلت] .
…الشاهد فيه : قوله ( "وخبرت سوداء الغميم مريضة" حيث أعمل "خًبَّرَ " في ثلاثة مفاعيل ) .
( 1 )…أعلمت زيداً عمرا منطلقاً : تقدم إعرابه صفحة ( 313 ) .
( 2 ) عمرو أعلمت زيداً منطلق : [عمرو] مبتدأ مرفوع [أعلمت] فعل وفاعل [زيدا] مفعول به [منطلق] خبر المبتدأ .
( 3 )…البركة أعلمنا الله مع الأكابر : [البركة] مبتدأ مرفوع [أعلمنا] [أعلم] فعل ماض ، و[نا] ضمير متصل في محل نصب مفعول به [الله] فاعل مرفوع [مع] ظرف مكان ، وهو مضاف ، و[الأكابر] مضاف إليه ، والظرف وما أضيف إليه في محل رفع خبر المبتدأ .(1/373)
( 4 )…أعلمت زيد لعمرو قائم : [أعلمت] فعل وفاعل [زيدا] مفعول به منصوب [اللام] لام الإبتداء [عمرو] مبتدأ [قائم] خبره ، وجملة المبتدأ والخبر سدت مسد مفعولي أعلم .
( 5 )…هل أعلمت أحداً عمراً قائما : [هل] حرف إستفهام [أعلمت] فعل وفاعل [أعلم] فعل ماض = …
ومثال حذف أحدهما أن يقال : "هل أعلمت أحداً عمرا قائما" فتقول : "أعلمت زيداً عَمْرًا" أي قائما ، وإذا كان الفعل يتعدى لمفعول كما إذا كانت "رأى" بمعنى أبصر ، و"علم" بمعنى عرف ، نحو : "رأى زيد عَمْراً"(1) ، و"علم زيد الحق"(2) ، فإنهما يتعديان بعد دخول الهمزة إلى مفعولين نحو : أَرَيْتُ زيدا عمرا(3) ، و أعلمت زيدا الحق(4) .
…فالمفعول الثاني من المفعولين كالمفعول الثاني من مفعولي كسا ، وأعطى ، نحو : "كسوت زيدا جبة(5) ، وأعطيت زيدا درهما(6) ، في كونه لايصح الإخبار به عن الأول فلا يقال : "زيد الحق" كما لا يقال : "زيد جبة" أو "زيددرهم" ، وفي كونه يجوز حذفه مع الأول وحذف الأول وإبقاء الثاني وإن لم يدل على ذلك دليل .
…فمثال حذفهما "، أعطيت(7) ، ومنه قوله تعالى { فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى(8)} .
___________________________
=…تنصب ثلاثة مفاعيل [أحداً] مفعول أول [عمراً] مفعول ثان [قائماً] مفعول ثالث .…
( 1 )…رأى زيد عمرا : [رأى] فعل ماض بمعنى أبصر [زيد] فاعل [عمرا] مفعول به .
( 2 )…علم زيد الحق : [علم] فعل ماض بمعنى عرف [زيد] فاعل [الحق] مفعول به .
( 3 ) أريت زيدا عمرا : [أريت] فعل وفاعل [أرى] فعل ماض تنصب مفعولين ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [زيدا] مفعول أول [عمرا] مفعول ثان .
( 4 )…أعلمت زيدا الحق : إعرابه كسابقه .
( 5 )…كسوت زيداً جبة : [كسوت] فعل وفاعل [كسا] فعل ماض تنصب مفعولين ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [زيداً] مفعول أول [جبة] مفعول ثان .
( 6 )…أعطيت زيداً درهماً : إعرابه كسابقه .(1/374)
( 7 )…أعطيت : فعل وفاعل [أعطى] فعل ماض تنصب مفعولين ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل ، وقد حُذِفَ المفعولان جوازا ، التقدير" أعطيت زيدا درهما .
( 8 ) { فأما من أعطى واتقى } : [الفاء] استئنافية [أما] حرف شرط ، وتفصيل [مَنْ] إسم موصول بمعنى الذي في محل رفع مبتدأ [أعطى] فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف منع من ظهوره التعذر ، وفاعله مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، وجملة الفعل والفاعل صلة الموصول ، و[اتقى] [الواو] حرف عطف [اتقى] فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف منع من ظهورها التعذر وخبر المبتدأ قوله تعالى { فسنيسره لليسرى } .
…ومثال حذف الثاني وإبقاء الأول "أعطيت زيداً"(1)، ومنه قوله تعالى { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُكَ فَتَرْضَى(2)} فيعطي فعل مضارع ينصب مفعولين ، "الكاف" مفعوله الأول ، والمفعول الثاني محذوف .
…ومثال حذف الأول وإبقاء الثاني ، نحو : أعلمت الحق(3) ، وأعطيت درهما(4)، ومنه قوله تعالى { حَتّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ(5)} فالجزية مفعول أول والمفعول الثاني محذوف .
___________________________
( 1 ) أعطيت زيدا : [أعطيت] فعل وفاعل [أعطى] فعل ماض تنصب مفعولين ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [زيدا] مفعول أول ، والمفعول الثاني محذوف والتقدير " أعطيت زيدا درهما .
( 2 ) { ولسوف يعطيك ربك فترضى } : [اللام] موطئة للقسم [سوف] للتسويف وهو الزمن البعيد [يعطي] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة مقدرة على آخره منع من ظهورها الثقل ، و[الكاف] ضمير متصل في محل نصب مفعول به أول لأعطى والمفعول الثاني محذوف [رب] فاعل مرفوع [رب] مضاف ، و[الكاف] ضمير متصل في محل جر بالإضافة [فترضى] [الفاء] حرف عطف [ترضى] فعل مضارع مرفوع لتجرده عن الناصب والجازم وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر ، وفاعله مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .(1/375)
( 3 ) أعلمت الحق : [أعلمت] فعل وفاعل [أعلم] فعل ماض تنصب مفعولين ، و[التاء] ضمير متصل في محل رفع فاعل [الحق] مفعول ثان لأعلم ، والمفعول الأول محذوف والتقدير "أعلمت زيدا الحق" .
( 4 ) أعطيت درهما : إعرابه كسابقه .
( 5 ) { حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون } : [حتى] حرف غاية وجر [يعطوا] فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد حتى وعلامة نصبه حذف النون لأنه من الأمثلة الخمسة ، و[الواو] ضمير متصل في محل رفع فاعل [الجزية] مفعول به أول ، والمفعول الثاني محذوف [عن يد] جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من الفاعل في يعطوا ، وأن ومادخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بحتى [وهم صاغرون] [الواو] حالية [هم] ضميرمنفصل في محل رفع =
يقول الناظم
إِلَى ثَلاَ ثَةٍ رَأَى وَعَلِمَا وَمَا لِمَفْعُولَيْ عَلِمْتُ مُطْلَقَا وَإِنْ تَعَدَيَا لِوَاحِدٍ بِلاَ وَالثَّانِ مِنْهُمَا كَثَانِ اثْنَيْ كَسَا وَكَأَرَى السَّابِقِ نَبَّا أَخْبَرَا .
عَدَّوْ ، إِذَا صَارَ أَرَى وَأَعْلَمَا لِلثَّانِ وَالثَّالِثِ أَيْضَاً حُقِّقَا هَمْزٍ فَلاِ ثْنَيْنِ بِهِ تَوَصَّلاَ فَهْوَ بِهِ فِي كُلِّ حُكْم ٍذُوْ ائْتِسَا(1) حَدَّثَ ، أَنْبَأَ ، كَذَاكَ ، خَبَّرَا .
قول الناظم ( والثاني منهما كثان اثني كسا ) يعني أن الفعل المتعدي إلىمفعولين نحو : "أعلمت زيدا الحق" فالثاني من هذين المفعولين كالمفعول الثاني من مفعو لَيْ "كسا" مما يتعدى لمفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر نحو : "كسوت زيدا جبة" في كونه لايصح الإخبار به عن الأول ، فلايقال "زيد الحق" كمالايقال"زيد جبة ، وفي كونه يجوز حذفهما أو أحد هما وقد تقدم ذلك كله ،،، ( ولله الحمد والمنة ) .
*******
___________________________
= مبتدأ [صاغرون] خبر مرفوع وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، وجملة "وهم صاغرون" في محل نصب حال .
( 1 ) ذو ائتسا : أي صاحب إقتداء .
*******(1/376)
@ فهرس الجزء الأوّل من المذكِّرات النّحويّة @
الموضوع
الصفحة
المقدِّمة ......................................................................
الكلام وما يتألف منه ........................................................
الكَلِم .......................................................................
الكلمة ......................................................................
الاسم وعلاماته ..............................................................
الفعل والحرف وعلاماتهما ...................................................
الفعل الماضي وعلاماته .......................................................
الفعل المضارع وعلاماته ......................................................
فعل الأمر وعلاماته ..........................................................
العلامات المشتركة ...........................................................
الحرف وعلاماته .............................................................
المعرب والمبني ...............................................................
المعرب من الأسماء ...........................................................
المبني من الأسماء .............................................................
المبني والمعرب من الأفعال ....................................................
سبب بناء الحروف ...........................................................
أنواع البناء والإعراب .......................................................
الأسماء الستة ................................................................
شروط الأسماء الستة .........................................................(1/377)
المثنى والملحق به .............................................................
جمع المذكر السالم والملحق به .................................................
4
8
8
9
10
15
16
16
17
17
19
20
20
20
23
26
27
29
34
37
43
الموضوع
الصفحة
جمع المؤنث السالم والملحق به .................................................
الإسم الذي لاينصرف .......................................................
الأمثلة الخمسة ..............................................................
الأسماء المعتلة ................................................................
الأفعال المعتلة ...............................................................
النكرة والمعرفة ..............................................................
الضمير ......................................................................
الضمير المتصل وأقسامه ......................................................
الضمير المنفصل .............................................................
فصل الضمير ووصله ........................................................
نون الوقاية واتصالها ببعض الألفاظ ...........................................
العَلم ........................................................................
أقسام العَلم .................................................................
تقسيم العلم إلى شخصي وجنسي .............................................
إسم الإشارة .................................................................
الإسم الموصول ..............................................................
ألفاظ الإسم الموصول ( النص ) ..............................................(1/378)
ألفاظ الإسم الموصول ( المشترك ) ............................................
صلة الموصول وحذف العائد .................................................
حَذْفُ العائد المرفوع .........................................................
حَذْفُ العائد المنصوب .......................................................
حَذْفُ العائد المجرور .........................................................
48
52
52
54
57
60
61
61
69
71
76
83
83
91
94
100
101
108
118
121
122
124
الموضوع
الصفحة
المعرف بأداة التعريف ........................................................
أقسام أداة التعريف ..........................................................
الابتداء .....................................................................
المبتدأ .......................................................................
الخبر ........................................................................
مسوغات الابتداء بالنكرة ....................................................
جواز تقدم الخبر على المبتدأ وتأخيره ..........................................
وجوب تأخير الخبر عن المبتدإ .................................................
وجوب تقديم الخبر على المبتدإ ...............................................
حَذْفُ الخبر والمبتدإ ..........................................................
حَذْفُ الخبر والمبتدإ جوازاً ....................................................
حَذْفُ الخبر وجوباً ...........................................................
حَذْفُ المبتدإ وجوباً ..........................................................
تعدد الخبر ...................................................................(1/379)
نواسخ الابتداء ..............................................................
كان وأخواتها ...............................................................
أقسام كان وأخواتها من جهة عملها ..........................................
تعمل كان وأخواتها متصرفة وغير متصرفة ....................................
وجوب تقديم خبر كان وأخواتها على الإسم وتأخيره .........................
جواز تقديم خبر كان وأخواتها على الإسم ...................................
تقديم الخبر على كان وأخواتها ...............................................
استعمال كان وأخواتها تامة ..................................................
130
130
137
137
144
153
157
159
164
168
168
170
174
176
180
180
181
185
188
188
190
193
الموضوع
الصفحة
تقديم معمول خبر كان وأخواتها على الإسم ..................................
ماتختص به كان من بين أخواتها ...............................................
فَصْلٌ في ما ، ولا ، ولات ، وإن ، المشبهات بليس ............................
ما ........................................................................
لا ...........................................................................
إن النافية ....................................................................
لات ........................................................................
أفعال المقاربة ................................................................
عمل أفعال المقاربة وشرط عملها .............................................
اقتران خبرأفعال المقاربة بأن المصدرية .........................................
ما تختص به بعض أفعال المقاربة من أحكام .....................................(1/380)
إن وأخواتها .................................................................
المواضع التي يجب فيها فتح همزة "إنَّ" ........................................
المواضع التي يجب فيها كسر همزة "إنَّ" .......................................
المواضع التي يجوز فيها فتح همزة "إنَّ" وكسرها ...............................
دخول لام الابتداء على "إنَّ" وبعض أخواتها ..................................
حكم دخول "ما" الزائدة على "إنَّ" أو إحدى أخواتها .........................
حكم العطف على اسم "إنَّ" وأخواتها ........................................
حكم عمل "إنَّ" المكسورة الهمزة إذا خُفِّفَتْ ..................................
حكم عمل "أنَّ" المفتوحة الهمزة إذا خُفِّفَتْ ....................................
حكم عمل "كأَنَّ" إذا خُفِّفَتْ .................................................
"لا" التي لنفي الجنس ........................................................
194
198
203
203
208
210
211
214
214
217
225
230
234
238
242
248
254
256
258
263
270
272
الموضوع
الصفحة
اسم "لا" النافية للجنس ......................................................
حكم اسم "لا" إذا كان مضافاً أو مشبهاً بالمضاف .............................
حكم المفرد في باب "لا" النافية للجنس .......................................
حكم "لا" النافية للجنس إذا تكررت .........................................
حكم "لا" النافية للجنس إذا نُعِتَ اسمها .......................................
حكم "لا" النافية للجنس إذا عُطِفَ على اسمها ولم تتكرر .......................
دخول همزة الاستفهام على "لا" النافية للجنس ...............................
خبر "لا" النافية للجنس إذا كان مجهولا أو معلوما .............................(1/381)
ظَنَّ وأخواتها ...............................................................
أفعال القلوب ...............................................................
أمثلة أفعال القلوب الدالة على اليقين .........................................
أمثلة أفعال القلوب الدالة على الرجحان ......................................
أفعال التصيير ................................................................
التعليق والإلغاء ..............................................................
حَذْفُ مفعولَي "ظن" أو إحدى أخواتها .......................................
استعمال القول بمعنى الظن ...................................................
أعلم وأرى .................................................................. الفهرس .....................................................................
273
273
274
275
278
280
281
284
286
286
286
289
294
297
307
308
313
321
*******
??
??
??
??
12(1/382)