بسم الله الرحمن الرحيم قال الشيخ الإمام العالم محب الدين أبو البقاء عبد الله بن الحسين بن عبد الله العكبرى رحمه الله تعالى، ورحم أسلافه بمحمد وآله وأصحابه وأنصاره: الحمد لله الذي وفقنا لحفظ كتابه، وأوقفنا على الجليل من حكمه وأحكامه وآدابه، وألهمنا تدبر معانيه ووجوه إعرابه، وعرفنا تفنن أساليبه من حقيقته ومجازة وإيجازه وإسهابه. أحمده على الاعتصام بأمتن أسبابه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة مؤمن بيوم حسابه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله المبرز في لسنه وفصل خطابه، ناظم حبل الحق بعد انقضابه، وجامع شمل الدين بعد انشعابه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ما استطار برق في أرجاء سحابه، واضطرب بحر بآذيه وعبابه. أما بعد: فإن أولى ما عنى باغى العلم بمراعاته، وأحق ما صرف العناية إلى معاناته، ما كان من العلوم أصلا لغيره منها، وحاكما عليها ولها فيما ينشأ من الاختلاف عنها، وذلك هو القرآن المجيد، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم حميد، وهو المعجز الباقي على الأبد، والمودع أسرار المعاني التي لا تنفد، وحبل الله المتين، وحجته على الخلق أجمعين. فأول مبدوء به من ذلك تلقف ألفاظه عن حفاظه، ثم تلقى معانيه ممن يعانيه، وأقوم طريق يسلك في الوقوف على معناه، ويتوصل به إلى تبيين أغراضه ومغزاه، معرفة إعاربه واشتقاق مقاصده من أنحاء خطابه، والنظر في وجوه القرآن المنقولة عن الأئمة الإثبات. والكتب المؤلفة في هذا العلم كثيرة جدا، مختلفة ترتيبا وحدا؛ فمنها المختصر حجما وعلما، ومنها المطول بكثرة إعراب الظواهر، وخلط الإعراب بالمعاني، وقلما تجد فيها مختصر الحجم كثير العلم، فلما وجدتها على ما وصفت، أحببت أن أملى كتابا يصغر حجمه ويكثر علمه، أقتصر فيه على ذكر الإعراب ووجوه القراءات، فأتيت به على ذلك، والله أسأل أن يوفقني فيه لإصابة الصواب، وحسن القصد به بمنة وكرمه.
____________________(1/3)
إملاء ما من به الرحمن من الإعراب
____________________
(1/1)
1 اعراب الاستعإذة
أعوذ أصله اعوذ بسكون العين وضم الواو مثل اقتل فاستثقلت الضمة على الواو فنقلت إلى العين وبقيت ساكنة ومصدره عوذ وعياذ ومعاذ وهذا تعليم والتقدير فيه قل اعوذ والشيطان فيعال من شطن يشطن إذا بعد ويقال فيه شاطن وتشطين وسمي بذلك كل متمرد لبعد غوره في الشر وقيل هو فعلان من شاط يشيط إذا هلك فالتمرد هالك بتمرده ويجوز ان يكون سمي بفعلان لمبالغته في اهلاك غيره والرجيم فعيل بمعنى مفعول اي مرجوم بالطرد واللعن وقيل هو فعيل بمعنى فاعل اي يرجم غيره بالاغواء اعراب التسمية
الباء في ( { بسم } ) متعلقة بمحذوف فعند البصريين المحذوف مبتدأ والجار والمجرور خبره والتقدير ابتدائي بسم الله اي كائن باسم الله فالباء متعلقة بالكون والاستقرار وقال الكوفيون المحذوف فعل تقديره ابتدأت أو أبدأ فالجار والمجرور في موضع نصب بالمحذوف وحذفت الألف من الخط لكثرة الاستعمال فلو قلت لا سم الله بركة أو باسم ربك اثبت الألف في الخط وقيل حذفوا الألف لأنهم حملوه على سم وهي لغة في اسم ولغاته خمس سم بكسر السين وضمها واسم بكسر الهمزه وضمها وسمى مثل ضحى والأصل في اسم سمو فالمحذوف منه لامه يدل على ذلك قولهم في جمعه أسماء وأسامي وفي تصغيره سمى وبنوا منه فعيلا فقالوا فلان سميك اي اسمه كاسمك والفعل منه سميت وأسميت فقد رأيت كيف رجع المحذوف إلى آخره وقال الكوفيون أصله وسم لأنه من الوسم وهو العلامة وهذا صحيح في المعنى فاسد اشتقاقا
فإن قيل كيف أضيف الاسم إلى الله والله هو الاسم
قيل في ذلك ثلاثة أوجه أحدها ان الاسم هنا بمعنى التسمية والتسمية غير الاسم لأن الاسم هو اللازم للمسمى والتسمية هو التلفظ بالاسم والثاني ان في الكلام حذف مضاف تقديره باسم مسمى الله والثالث ان اسم زيادة ومن ذلك قوله
( إلى الحول ثم اسم السلام عليكما % ) قول الآخر
( داع يناديه باسم الماء % أي السلام عليكما ونناديه بالماء )
____________________
(1/1)
والأصل في الله الالاه فألقيت حركة الهمزة على لام المعرفة ثم سكنت وأدغمت في اللام الثانية ثم فخمت إذا لم يكن قبلها كسرة ورققت إذا كانت قبلها كسرة ومنهم من يرققها في كل حال والتفخيم في هذا الاسم من خواصه وقال أبو علي همزة الاه حذفت حذفا من غير إلقاء وهمزة الاه أصل وهو من اله يأله إذا عبد فالاله مصدر في موضع المفعول أي المألوه وهو المعبود وقيل أصل الهمزة واو لأنه من الوله فالاله تتوله إليه القلوب أي تتحير وقيل أصله لاه على فعل وأصل الألف ياء لأنهم قالوا في مقلوبه لهي أبوك ثم أدخلت عليه الألف واللام الرحمن الرحيم صفتان مشتقتان من الرحمة والرحمن من أبنية المبالغة وفي الرحيم مبالغة أيضا الا ان فعلانا ابلغ من فعيل وجرهما على الصفة والعامل في الصفة هو العامل في الموصوف وقال الأخفش العامل فيها معنوي وهو كونها تبعا ويجوز نصبهما على إضمار أعنى ورفعهما على تقدير هو سورة الفاتحة
الجمهور على رفع الحمد بالابتداء ولله الخبر واللام متعلقة بمحذوف أي واجب أو ثابت ويقرأ الحمد بالنصب على انه مصدر فعل محذوف أي احمد الحمد والرفع أجود لأن فيه عموما في المعنى ويقرأ بكسر الدال اتباعا لكسرة اللام كما قالوا المعيرة ورغيف وهو ضعيف في الآية لأن فيه اتباع الإعراب البناء وفي ذلك ابطال للإعراب ويقرأ بضم الدال واللام على اتباع اللام الدال وهو ضعيف أيضا لأن لام الجر متصل بما بعده منفصل عن الدال ولا نظير له في حروف الجر المفردة الا أن من قرأ به فر من الخروج من الضم إلى الكسر وأجراه مجرى المتصل لأنه لا يكاد يستعمل الحمد منفردا عما بعده والرب مصدر رب يرب ثم جعل صفة كعدل وخصم وأصله راب وجره على الصفة أو البدل وقرىء بالنصب على إضمار أعنى وقيل على النداء وقرىء بالرفع على إضمار هو العالمين جمع تصحيح واحده عالم والعالم اسم موضوع للجمع ولا واحد له في اللفظ واشتقاقه من العلم عند من خص العالم بمن يعقل أو من العلامة عند من جعله لجميع المخلوقات وفي الرحمن الرحيم الجر والنصب والرفع وبكل قرىء على ما ذكرناه في رب
قوله تعالى ( / < ملك يوم الدين > / ) يقرأ بكسر اللام من غير ألف وهو من عمر ملكه يقال ملك بين الملك بالضم وقرىء بإسكان اللام وهو من تخفيف
____________________
(1/5)
المكسور مثل فخذ وكتف وإضافته على هذا محضة وهو معرفة فيكون جره على الصفة أو البدل من الله ولا حذف فيه على هذا ويقرأ بالألف والجر وهو على هذا نكرة لأن اسم الفاعل إذا اريد به الحال أو الاستقبال لا يتعرف بالاضافة فعلى هذا يكون جره على البدل لا على الصفة لأن المعرفة لا توصف بالنكرة وفي الكلام حذف مفعول تقديره مالك امر يوم الدين أو مالك يوم الدين الامر وبالاضافة لي يوم خرج عن الظرفية لأنه لا يصح فيه تقدير في لأنها تفصل بين المضاف والمضاف إليه ويقرأ مالك بالنصب على أن يكون بإضمار أعني أو حالا وأجاز قوم أن يكون نداء ويقرأ بالرفع على إضمار هو أو يكون خبرا للرحمن الرحيم على قراءة من رفع الرحمن ويقرأ مليك يوم الدين رفعا ونصبا وجرا ويقرأ ملك يوم الدين على أنه فعل ويوم مفعول أو ظرف والدين مصدر دان يدين
قوله تعالى ( { إياك } الجمهور على كسرة الهمزة وتشديد الياء وقرىء شاذا بفتح الهمزة والاشبه ان يكون لغة مسموعة وقرىء بكسر الهمزة وتخفيف الياء والوجه فيه انه حذف احدى الياءين لاستثقال التكرير في حرف العلة وقد جاء ذلك في الشعر قال الفرزدق
( تنظرت نصرا والسماكين أيهما % على مع الغيث استهلت مواطره )
وقالوا في أما ايما فقلبوا الميم ياء كراهية التضعيف وايا عند الخليل وسيبويه اسم مضمر فأما الكاف فحرف خطاب عند سيبويه لا موضع لها ولا تكون اسما لأنها لو كانت اسما لكانت ايا مضافة إليها والمضمرات لا تضاف وعند الخليل هي اسم مضمر أضيفت ايا إليه لأن ايا تشبه المظهر لتقدمها على الفعل والفاعل ولطولها بكثرة حروفها وحكى عن العرب إذا بلغ الرجل الستين فأباه وايا الشواب وقال الكوفيون إياك بكمالها اسم وهذا بعيد لأن هذا الاسم يختلف آخره بحسب اختلاف المتكلم والمخاطب والغائب فيقال إياي وإياك وإياه وقال قوم الكاف اسم وإيا عماد له وهو حرف وموضع إياك نصب بنعبد
فان قيل إياك خطاب والحمد لله على لفظ الغيبة فكان الاشبه ان يكون إياه
قيل عادة العرب الرجوع من الغيبة إلى الخطاب ومن الخطاب إلى الغيبة وسيمر بك من ذلك مقدار صالح في القرآن
قوله تعالى ( { نستعين } ) الجمهور على فتح النون وقرىء بكسرها وهي لغة
____________________
(1/6)
وأصله نستعون نستفعل من العون فاستثقلت الكسرة على الواو فنقلت إلى العين ثم قلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها
قوله تعالى ( { اهدنا } ) لفظه أمر والامر مبني على السكون عند البصريين ومعرب عند الكوفيين فحذف الياء عند البصريين علامة السكون الذي هو بناء وعند الكوفيين هو علامة الجزم وهدى يتعدى إلى مفعول بنفسه فأما تعديه إلى مفعول آخر فقد جاء متعديا إليه بنفسه ومنه هذه الآية وقد جاء متعديا بإلى كقوله تعالى ( { هداني ربي إلى صراط مستقيم } ) وجاء متعديا باللام ومنه قوله تعالى ( { الذي هدانا لهذا } )
و ( / < السراط > / ) بالسين هو الأصل لأنه من سرط الشيء إذا بلعه وسمي الطريق سراطا لجريان الناس فيه كجريان الشيء المبتلع فمن قرأه بالسين جاء به على الأصل ومن قرأه بالصاد قلب السين صادا لتجانس الطاء في الاطباق والسين تشارك الصاد في الصفير والهمس فلما شاركت الصاد في ذلك قربت منها فكانت مقاربتها لها مجوزة قلبها إليها لتجانس الطاء في الاطباق ومن قرأ بالزاي قلب السين زايا لأن الزاي والسين من حروف الصفير والزاي أشبه بالطاء لأنهما مجهورتان ومن اشم الصاد زايا قصد ان يجعلها بين الجهر والاطباق وأصل ( { المستقيم } ) مستقوم ثم عمل فيه ما ذكرنا في نستعين ومستفعل هنا بمعنى فعيل أي السراط القويم ويجوز أن يكون بمعنى القائم اي الثابت وسراط الثاني بدل من الاول وهو بدل الشيء وهما بمعنى واحد وكلاهما معرفة والذين اسم موصول وصلته أنعمت والعائد عليه الهاء والميم والغرض من وضع الذي وصف المعارف بالجمل لأن الجمل تفسر بالنكرات والنكرة لا توصف بها المعرفة والألف واللام في الذي زائدتان وتعريفها بالصلة ألا ترى أن من و ما معرفتان ولا لام فيهما فدل أن تعرفهما بالصلة والأصل في الذين اللذيون لأن واحده الذي الا ان ياء الجمع حذفت ياء الأصل لئلا يجتمع ساكنان والذين بالياء في كل حال لأنه اسم مبني ومن العرب من يجعله في الرفع بالواو وفي الجر والنصب بالياء كما جعلوا تثنيته بالألف في الرفع وبالياء في الجر والنصب وفي الذي خمس لغات إحداها الذي بلام مفتوحة من غير لام التعريف وقد قرىء به شاذا والثانية الذي بسكون الياء والثالثة بحذفها وإبقاء كسرة الذال والرابعة حذف الياء وإسكان الذال والخامسة بياء مشددة
____________________
(1/7)
قوله تعالى ( { غير المغضوب } ) يقرأ بالجر وفيه ثلاثة أوجه أحدها أنه بدل من الذين والثاني أنه بدل من الهاء والميم في عليهم والثالث أنه صفة للذين
فإن قلت الذين معرفة وغير لا يتعرف بالاضافة فلا يصح أن يكون صفة له ففيه جوابان أحدهما أن غير إذا وقعت بين متضادين وكانا معرفتين تعرفت بالاضافة كقولك عجبت من الحركة غير السكون وكذلك الامر هنا لأن المنعم عليه والمغضوب عليه متضادان والجواب الثاني أن الذين قريب من النكرة لأنه لم يقصد به قصد قوم بأعيانهم وغير المغضوب قريبة من المعرفة بالتخصيص الحاصل لها بالاضافة فكل واحد منهما فيه ابهام من وجه واختصاص من وجه ويقرأ غير بالنصب وفيه ثلاثة أوجه أحدها أنه حال من الهاء والميم والعامل فيها أنعمت ويضعف أن يكون حالا من الذين لأنه مضاف إليه والصراط لا يصح أن يعمل بنفسه في الحال وقد قيل انه ينتصب على الحال من الذين ويعمل فيها معنى الاضافة والوجه الثاني أنه ينتصب على الاستثناء من الذين أو من الهاء والميم والثالث أنه ينتصب بإضمار أعنى والمغضوب مفعول من غضب عليه وهو لازم والقائم مقام الفاعل عليهم والتقدير غير الفريق المغضوب ولا ضمير في المغضوب لقيام الجار والمجرور مقام الفاعل ولذلك لم يجمع فيقال الفريق المغضوبين عليهم لأن اسم الفاعل والمفعول إذا عمل فيما بعده لم يجمع جمع السلامة ( { ولا الضالين } ) لا زائدة عند البصريين للتوكيد وعند الكوفيين هي بمعنى غير كما قالوا جئت بلا شيء فأدخلوا عليها حرف الجر فيكون لها حكم غير وأجاب البصريون عن هذا بأن لا دخلت للمعنى فتخطاها العامل كما يتخطى الألف واللام والجمهور على ترك الهمز في الضالين وقرأ أيوب السختياني بهمزة مفتوحة وهي لغة فاشية في العرب في كل ألف وقع بعدها حرف مشدد نحو ضال ودابة وجان والعلة في ذلك أنه قلب الألف همزة لتصح حركتها لئلا يجمع بين ساكنين فصل
وأما آمين فاسم للفعل ومعناها اللهم استجب وهو مبنى لوقوعه موقع المبني وحرك بالفتح لأجل الياء قبل آخره كما فتحت أين والفتح فيها أقوى لأن قبل الياء كسرة فلو كسرت النون على الأصل لوقعت الياء بين كسرتين وقيل ( ? < آمين > ? ) اسم من أسماء الله تعالى وتقديره يا آمين وهذا خطأ لوجهين أحدهما أن أسماء الله لا تعرف الا تلقيا ولم يرد بذلك سمع والثاني أنه لو كان كذلك لبني على الضم لأنه منادى معرفة أو مقصود وفيه لغتان القصر وهو الأصل والمد وليس من الابنية
____________________
(1/8)
العربية بل هو من الابنية الاعجمية كهابيل وقابيل والوجه فيه أن يكون أشبع فتحة الهمزة فنشأت الألف فعلى هذا لا تخرج عن الابنية العربية فصل في هاء الضمير نحو عليهم وعليه وفيه وفيهم
وإنما أفردناه لتكرره في القرآن الأصل في هذه الهاء الضم لأنها تضم بعد الفتحة والضمة والسكون نحو انه وله وغلامه ويسمعه ومنه وإنما يجوز كسرها بعد الياء نحو عليهم وأيديهم وبعد الكسر نحو به وبداره وضمها في الموضعين جائز لأنه الأصل وإنما كسرت لتجانس ما قبلها من الياء والكسرة وبكل قد قرىء
فأما عليهم ففيها عشر لغات وكلها قد قرىء به خمس مع ضم الهاء وخمس مع كسرها فالتي مع الضم إسكان الميم وضمها من غير إشباع وضمها مع واو وكسر الميم من غير ياء وكسرها مع الياء وأما التي مع كسر الهاء فإسكان الميم وكسرها من غير ياء وكسرها مع الياء وضمها من غير واو وضمها مع الوا والأصل في ميم الجمع أن يكون بعدها واو كما قرأ ابن كثير فالميم لمجاوزة الواحد والألف دليل التثنية نحو عليهما والواو للجمع نظير الألف ويدل على ذلك أن علامة الجماعة في المؤنث نون مشددة نحو عليهن فكذلك يجب أن يكون علامة الجمع للمذكر حرفين الا أنهم حذفوا الواو تخفيفا ولا لبس في ذلك لأن الواحد لا ميم فيه والتثنية بعد ميمها ألف وإذا حذفت الواو سكنت الميم لئلا تتوالى الحركات في أكثر المواضع نحو ضربهم ويضربهم فمن أثبت الواو أو حذفها وسكن الميم فلما ذكرنا ومن ضم الميم دل بذلك على أن أصلها الضم وجعل الضمة دليل الواو المحذوفة ومن كسر الميم وأتبعها ياء فإنه حرك الميم بحركة الهاء المكسورة قبلها ثم قلب الواوياء لسكونها وانكسار ما قبلها ومن حذف الياء جعل الكسرة دليلا عليها ومن كسر الميم بعد ضمة الهاء فإنه أراد أن يجانس بها الياء التي قبل الهاء ومن ضم الهاء قال ان الياء في عليه حقها أن تكون ألفا كما ثبتت الألف مع المظهر وليست الياء أصل الألف فكما أن الهاء تضم بعد الألف فكذلك تضم بعد الياء المبدلة منها ومن كسر الهاء اعتبر اللفظ فأما كسر الهاء واتباعها بياء ساكنة فجائز على ضعف أما جوازه فلخفاء الهاء بينت بالاشباع وأما ضعفه فلأن الهاء خفية والخفي قريب من الساكن والساكن غير حصين فكأن الياء وليت الياء وإذا لقي الميم ساكن بعدها جاز ضمها نحو عليهم الذلة لأن أصلها الضم وإنما أسكنت تخفيفا فإذا احتيج إلى حركتها كان الضم الذي هو حقها في الأصل أولى ويجوز كسرها اتباعا لما قبلها
____________________
(1/9)
وأما فيه ويليه ففيه الكسر من غير إشباع وبالاشباع وفيه الضم من غير إشباع وبالاشباع وأما إذا سكن ما قبل الهاء نحو منه وعنه وتجدوه فمن ضم من غير إشباع فعلى الأصل ومن أشبع أراد تبيين الهاء لخفائها سورة البقرة قوله تعالى ( { الم } ) هذه الحروف المقطعة كل واحد منها اسم فألف اسم يعبر به عن مثل الحرف الذي في قال ولام يعبر بها عن الحرف الاخير من قال وكذلك ما أشبهها والدليل على أنها أسماء أن كلا منها يدل على معنى في نفسه وهي مبنية لأنك لا تريد أن تخبر عنها بشيء وإنما يحكى بها ألفاظ الحروف التي جعلت أسماء لها فهي كالاصوات نحو غاق في حكاية صوت الغراب
وفي موضع الم ثلاثة أوجه أحدها الجر على القسم وحرف القسم محذوف وبقي عمله بعد الحذف لأنه مراد فهو كالملفوظ به كما قالوا الله ليفعلن في لغة من جر والثاني موضعها نصب وفيه وجهان أحدهما هو على تقدير حذف القسم كما تقول الله لأفعلن والناصب فعل محذوف تقديره التزمت الله أي اليمين به والثاني هي مفعول بها تقديره اتل الم والوجه الثالث موضعها رفع بأنها مبتدأ وما بعدها الخبر
قوله عز وجل ( { ذلك } ذا اسم اشارة والألف من جملة الاسم وقال الكوفيون الذال وحدها هي الاسم والألف زيدت لتكثير الكلمة واستدلوا على ذلك بقولهم ذه امة الله وليس ذلك بشيء لأن هذا الاسم اسم ظاهر وليس في الكلام اسم ظاهر على حرف واحد حتى يحمل هذا عليه ويدل على ذلك قولهم في التصغير ذيا فردوه إلى الثلاثي والهاء في ذه بدل من الياء في ذي وأما اللام فحرف زيد ليدل على بعد المشار إليه وقيل هي بدل من ها الا تراك تقول هذا وهذاك ولا يجوز هذلك وحركت اللام لئلا يجتمع ساكنان وكسرت على أصل التقاء الساكنين وقيل كسرت للفرق بين هذه اللام ولام الجر إذ لو فتحتها فقلت ذلك لالتبس بمعنى الملك وقيل ذلك ها هنا بمعنى هذا وموضعه رفع اما على أنه خبر الم والكتاب عطف بيان ولا ريب في موضع نصب على الحال أي هذا الكتاب حقا أو غير ذي شك واما أن يكون ذلك مبتدأ والكتاب خبره ولا ريب حال ويجوز أن يكون الكتاب عطف بيان ولا ريب فيه الخبر وريب مبنى عند الاكثرين لأنه ركب مع لا وصير
____________________
(1/10)
بمنزلة خمسة عشر وعلة بنائه تضمنه معنى من إذ التقدير لا من ريب واحتيج إلى تقدير من لتدل لا على نفي الجنس الا ترى أنك تقول لا رجل في الدار فتنفي الواحد وما زاد عليه فإذا قلت لا رجل في الدار فرفعت ونونت نفيت الواحد ولم تنف ما زاد عليه إذ يجوز أن يكون فيها اثنان أو أكثر
وقوله ( { فيه } ) فيه وجهان أحدهما هو في موضع خبر لا ويتعلق بمحذوف تقديره لا ريب كائن فيه فيقف حينئذ على فيه والوجه الثاني أن يكون لا ريب آخر الكلام وخبره محذوف للعلم به ثم تستأنف فتقول فيه هدى فيكون هدى مبتدأ وفيه الخبر وان شئت كان هدى فاعلا مرفوعا بفيه ويتعلق في على الوجهين بفعل محذوف وأما هدى فألفه منقلبة عن ياء لقولك هديت والهدى وفي موضعه وجهان أحدهما رفع اما مبتدأ أو فاعل على ما ذكرنا واما أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هو هدى واما أن يكون خبرا لذلك بعد خبر والوجه الثاني أن يكون في موضع نصب على الحال من الهاء في فيه أي لا ريب فيه هاديا فالمصدر في معنى اسم الفاعل والعامل في الحال معنى الجملة تقديره أحققه هاديا ويجوز أن يكون العامل فيه معنى التنبيه والاشارة الحاصل من قوله ذلك
قوله تعالى ( { للمتقين } ) اللام متعلقة بمحذوف تقديره كائن أو كائنا على ما ذكرناه من الوجهين في الهدى ويجوز أن يتعلق اللام بنفس الهدى لأنه مصدر والمصدر يعمل عمل الفعل وواحد المتقين متقى وأصل الكلمة من وقى فعل ففاؤها واو ولامها ياء فإذا بنيت من ذلك افتعل قلبت الواو تاء وأدغمتها في التاء الاخرى فقلت اتقى وكذلك في اسم الفاعل وما تصرف منه نحو متقى ومتقى ومتقى اسم ناقص وياؤه التي هي لام محذوفة في الجمع لسكونها وسكون حرف الجمع بعدها كقولك متقون ومتقين ووزنه في الأصل مفتعلون لأن أصله موتقيون فحذفت اللام لما ذكرنا فوزنه الآن مفتعون ومفتعين وإنما حذفت اللام دون علامة الجمع لأن علامة الجمع دالة على معنى إذا حذفت لا يبقى على ذلك المعنى دليل فكان ابقاؤها أولى
قوله تعالى ( { الذين يؤمنون } ) هو في موضع جر صفة للمتقين ويجوز أن يكون في موضع نصب اما على موضع للمتقين أو بإضمار أعنى ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمارهم أو مبتدأ وخبره أولئك على هدى وأصل يؤمنون يؤمنون لآنه من الامن والماضي منه آمن فالألف بدل من همزة ساكنة قلبت ألفا كراهية اجتماع همزتين ولم يحققوا الثانية في موضع ما لسكونها وانفتاح ما قبلها ونظيره في الاسماء
____________________
(1/11)
آدم آخر فأما في المستقبل فلا تجمع بين الهمزتين اللتين هما الأصل لأن ذلك يفضي بك في المتكلم إلى ثلاث همزات الأولى همزة المضارعة والثانية همزة أفعل التي في آمن والثالثة الهمزة التي هي فاء الكلمة فحذفوا الوسطى كما حذفوها في أكرم لئلا تجتمع الهمزات وكان حذف الوسطى أولى من حذف الأولى لأنها حرف معنى ومن حذف الثالثة لأن الثالثة فاء الكلمة والوسطى زائدة وإذا أردت تبيين ذلك فقل ان آمن أربعة أحرف فهو مثل دحرج فلو قلت أدحرج لأتيت بجميع ما كان في الماضي وزدت عليه همزة المتكلم فمثله يجب أن يكون في أومن فالباقي من الهمزات الأولى والواو التي بعدها مبدلة من الهمزة الساكنة التي هي فاء الكلمة والهمزة الوسطى هي المحذوفة وإنما قلبت الهمزة الساكنة واوا لسكونها وانضمام ما قبلها فإذا قلت نؤمن وتؤمن ويؤمن جاز لك فيه وجهان أحدهما الهمز على الأصل والثاني قلب الهمزة واوا تخفيفا وحذفت الهمزة الوسطى حملا على أومن والأصل يؤمن فأما أؤمن فلا يجوز همز الثانية بحال لما ذكرنا والغيب هنا مصدر بمعنى الفاعل أي يؤمنون بالغائب عنهم ويجوز أن يكون بمعنى المفعول أي المغيب كقوله هذا خلق الله أي مخلوقه ودرهم ضرب الامير أي مضروبه
قوله عز وجل ( { ويقيمون } ) أصله يؤقومون وما ضيه أقام وعينه واو لقولك فيه يقوم فحذفت الهمزة كما حذفت في أقيم لاجتماع الهمزتين وكذلك جميع ما فيه حرف مضارعة لئلا يختلف باب أفعال المضارعة وأما الواو فعمل فيها ما عمل في نستعين وقد ذكرناه وألف الصلاة منقلبة عن واو لقولك صلوات والصلاة مصدر صلى ويراد بها هاهنا الافعال والاقوال المخصوصة فلذلك جرت مجرى الاسماء غير المصادر
قوله تعالى ( { ومما رزقناهم } من متعلقة بينفقون والتقدير وينفقون مما رزقناهم فيكون الفعل قبل المفعول كما كان قوله يؤمنون ويقيمون كذلك وإنما أخر الفعل عن المفعول لتتوافق رءوس الآي وما بمعنى الذي ورزقنا يتعدى إلى مفعولين وقد حذف الثاني منهما هنا وهو العائد على ما تقديره رزقناهموه أو رزقناهم إياه ويجوز أن تكون ما نكرة موصولة بمعنى شيء أي ومن مال رزقناهم فيكون رزقناهم في موضع جرصفة لما وعلى القول الاول لا يكون له موضع لأن الصلة لا موضع لها ولا يجوز أن تكون ما مصدرية لأن الفعل لا ينفق ومن
____________________
(1/12)
للتبعيض ويجوز أن تكون لابتداء غاية الانفاق وأصل ينفقون يؤنفقون لأن ماضيه أنفق وقد تقدم نظيره
قوله تعالى ( { بما أنزل إليك } ) ما ها هنا بمعنى الذي ولا يجوز أن تكون نكرة موصوفة أي بشيء أنزل إليك لأنه لا عموم فيه على هذا ولا يكمل الايمان الا أن يكون بجميع ما أنزل إلى النبي وما للعموم وبذلك يتحقق الايمان والقراءة الجيدة بأنزل إليك بتحقيق الهمزة وقد قرىء في الشاذ أنزل إليك بتشديد اللام والوجه فيه أنه سكن لام أنزل وألقى عليها حركة الهمزة فانكسرت اللام وحذفت الهمزة فلقيتها لام إلى فصار اللفظ بما أنزل إليك فسكنت اللام الأولى وأدغمت في اللام الثانية والكاف هنا ضمير المخاطب وهو النبي ويجوز أن يكون ضمير الجنس المخاطب ويكون في معنى الجمع وقد صرح به في آي أخر كقوله ( { لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم }
قوله تعالى ( { وبالآخرة } ) الباء متعلقة بيوقنون ولا يمتنع أن يعمل الخبر فيما قبل المبتدأ وهذا يدل على أن تقديم الخبر على المبتدأ جائز إذ المعمول لا يقع في موضع لا يقع فيه العامل والاخر صفة والموصوف محذوف تقديره وبالساعة الاخرة أو بالدار الاخرة كما قال ( { وللدار الآخرة خير } ) وقال ( { واليوم الآخر } )
قوله تعالى ( { هم يوقنون } ) هم مبتدأ ذكر على جهة التوكيد ولو قال وبالاخرة يوقنون لصح المعنى والإعراب ووجه التوكيد في هم تحقيق عود الضمير إلى المذكورين لا إلى غيرهم ويوقنون الخبر وأصله يؤيقنون لأن ماضيه أيقن والأصل أن يؤتى في المضارع بحروف الماضي الا أن الهمزة حذفت لما ذكرنا في يؤمنون وأبدلت الياء واوا لسكونها وانضمام ما قبلها
قوله تعالى ( { أولئك } ) هذه صيغة جمع على غير لفظ واحدة وواحدة ذا ويكون أولئك للمؤنث والمذكر والكاف فيه حرف للخطاب وليست اسما إذ لو كانت اسما لكانت اما مرفوعة أو منصوبة ولا يصح شيء منهما إذ لا رافع هنا ولا ناصب واما أن تكون مجرورة بالاضافة واولاء لا تصح اضافته لأنه مبهم والمبهمات لا تضاف فبقي أن تكون حرفا مجردا للخطاب ويجوز مد أولاء وقصره في غير القرآن وموضعه هنا رفع بالابتداء و ( { على هدى } ) الخبر وحرف الجر متعلق بمحذوف أي أولئك ثابتون على هدى ويجوز أن يكون أولئك خبر الذين يؤمنون بالغيب وقد ذكر
____________________
(1/13)
فإن قيل أصل على الاستعلاء والهدى لا يستعلى عليه فكيف يصح معناها ها هنا
قيل معنى الاستعلاء حاصل لأن منزلتهم علت باتباع الهدى ويجوز أن يكون لما كانت أفعالهم كلها على مقتضى الهدى كان تصرفهم بالهدى كتصرف الراكب بما يركبه
قوله تعالى ( { من ربهم } ) في موضع جر صفة لهدى ويتعلق الجار بمحذوف تقديره هدى كائن وفي الجار والمجرور ضمير يعود على الهدى ويجوز كسر الهاء وضمها على ما ذكرنا في عليهم في الفاتحة
قوله تعالى ( { وأولئك } ) مبتدأ و ( { هم } ) مبتدأ ثان و ( { المفلحون } ) خبر المبتدأ الثاني والثاني وخبره خبر الاول ويجوز أن يكون هم فصلا لا موضع له من الإعراب والمفلحون خبر أولئك والأصل في مفلح مؤفلح ثم عمل فيه ما ذكرناه في يؤمنون
قوله تعالى ( { سواء عليهم } ) رفع بالابتداء وأأنذرتهم أم لم تنذرهم جملة في موضع الفاعل وسدت هذه الجملة مسد الخبر والتقدير يستوي عندهم الانذار وتركه وهو كلام محمول على المعنى ويجوز أن تكون هذه الجملة في موضع مبتدأ وسواء خبر مقدم والجملة على القولين خبر أن ولا يؤمنون لا موضع له على هذا ويجوز أن يكون سواء خبر أن وما بعده معمول له ويجوز أن يكون لا يؤمنون خبر أن وسواء عليهم وما بعده معترض بينهما ويجوز أن يكون خبرا بعد خبر وسواء مصدر واقع موقع اسم الفاعل وهو مستو ومستو يعمل عمل يستوي ومن أجل أنه مصدر لا يثنى ولا يجمع والهمزة في سواء مبدلة من ياء لأن باب طويت وشويت أكثر من باب قوة وحوة فحمل على الاكثر
قوله تعالى ( { أأنذرتهم } ) قرأ ابن محيصن بهمزة واحدة على لفظ الخبر وهمزة الاستفهام مرادة ولكن حذفوها تخفيفا وفي الكلام ما يدل عليها وهو قوله أم لم لأن أم تعادل الهمزة وقرأ الاكثرون على لفظ الاستفهام ثم اختلفوا في كيفية النطق به فحقق قوم الهمزتين ولم يفصلوا بينهما وهذا هو الأصل الا أن الجمع بين الهمزتين مستثقل لأن الهمزة نبرة تخرج من الصدر بكلفة فالنطق بها يشبه التهوع فإذا اجتمعت همزتان كان أثقل على المتكلم فمن هنا لا يحققهما أكثر العرب ومنهم من يحقق الأولى ويجعل الثانية بين بين أي بين الهمزة والألف وهذه في الحقيقة همزة
____________________
(1/14)
ملينة وليست ألفا ومنهم من يجعل الثانية ألفا صحيحا كما فعل ذلك في آدم وآمن ومنهم من يلين الثانية ويفصل بينها وبين الأولى بالألف ومنهم من يحقق الهمزتين ويفصل بينهما بألف ومن العرب من يبدل الأولى هاء ويحقق الثانية ومنهم من يلين الثانية مع ذلك ولا يجوز أن يحقق الأولى ويجعل الثانية ألفا صحيحا ويفصل بينهما بألف لأن ذلك جمع بين ألفين ودخلت همزة الاستفهام هنا للتسوية وذلك شبيه بالاستفهام لأن المستفهم يستوي عنده الوجود والعدم فكذلك يفعل من يريد التسوية ويقع ذلك بعد سواء كهذه الاية وبعد ليت شعرى كقولك ليت شعري أقام أم قعد وبعد لا أبالي ولا أدري وأم هذه هي المعادلة لهمزة الاستفهام ولم ترد المستقبل إلى معنى المضي حتى يحسن معه أمس فان دخلت عليها ان الشرطية عاد الفعل إلى أصله من الاستقبال
قوله تعالى ( { وعلى سمعهم } ) السمع في الأصل مصدر سمع وفي تقديره هنا وجهان أحدهما أنه استعمل مصدرا على أصله وفي الكلام حذف تقديره على مواضع سمعهم لأن نفس السمع لا يختم عليه والثاني أن السمع هنا استعمل بمعنى السامعة وهي الاذن كما قالوا الغيب بمعنى الغائب والنجم بمعنى الناجم واكتفى بالواحد هنا عن الجمع كما قال الشاعر
( بها جيف الحسرى فأما عظامها % فبيض وأما جلدها فصليب يريد جلودها )
قوله تعالى ( { وعلى أبصارهم غشاوة } ) يقرأ بالرفع على أنه مبتدأ وعلى أبصارهم خبره وفي الجار على هذا ضمير وعلى قول الأخفش غشاوة مرفوع بالجار كارتفاع الفاعل بالفعل ولا ضمير في الجار على هذا لارتفاع الظاهرية والوقف على هذه القراءة على ( { وعلى سمعهم } ويقرأ بالنصب بفعل مضمر تقديره وجعل على أبصارهم غشاوة ولا يجوز أن ينتصب بختم لأنه لا يتعدى بنفسه ويجوز كسر الغين وفتحها وفيها ثلاث لغات أخر غشوة بغير ألف بفتح الغين وضمها وكسرها
قوله تعالى ( { ولهم عذاب } ) مبتدأ وخبر أو فاعل عمل فيه الجار على ما ذكرنا قبل وفي ( { عظيم } ) ضمير يرجع على العذاب لأنه صفته
قوله تعالى ( { ومن الناس } ) الواو دخلت هنا للعطف على قوله ( { الذين يؤمنون } )
____________________
(1/15)
( { بالغيب } ) وذلك أن هذه الآيات استوعبت أقسام الناس فالآيات الاول تضمنت ذكر المخلصين في الايمان وقوله ( { إن الذين كفروا } ) تضمن ذكر من أظهر الكفر وأبطنه وهذه الاية تضمنت ذكر من أظهر الايمان وأبطن الكفر فمن هنا دخلت الواو لتبين أن المذكورين من تتمة الكلام الاول ومن هنا للتبعيض وفتحت نونها ولم تكسر لئلا تتوالى الكسرتان وأصل الناس عند سيبويه أناس حذفت همزته وهي فاء الكلمة وجعلت الألف واللام كالعوض منها فلا يكاد يستعمل الناس الا بالألف واللام ولا يكاد يستعمل أناس بالألف واللام فالألف في الناس على هذا زائدة واشتقاقه من الانس وقال غيره ليس في الكلمة حذف والألف منقلبة عن واو وهي عين الكلمة واشتقاقه من ناس ينوس نوسا إذا تحرك وقالوا في تصغيره نويس
قوله ( { من يقول } ) من في موضع رفع بالابتداء وما قبله الخبر أو هو مرتفع بالجار قبله على ما تقدم ومن هنا نكرة موصوفة ويقول صفة لها ويضعف أن تكون بمعنى الذي لأن الذي يتناول قوما بأعيانهم والمعنى ها هنا على الابهام والتقدير ومن الناس فريق يقول ومن موحدة للفظ وتستعمل في التثنية والجمع والتأنيث بلفظ واحد والضمير الراجع إليها يجوز أن يفرد حملا على لفظها وأن يثني ويجمع ويؤنث حملا على معناها وقد جاء في هذه الاية على الوجهين فالضمير في يقول مفرد وفي آمنا وما هم جمع والأصل في يقول يقول بسكون القاف وضم الواو لأنه نظير يقعد ويقتل ولم يأت الا على ذلك فنقلت ضمة الواو إلى القاف ليخف اللفظ بالواو ومن ها هنا إذا أمرت لم تحتج إلى الهمزة بل تقول قل لأن فاء الكلمة قد تحركت فلم تحتج إلى همزة الوصل
قوله تعالى ( { آمنا } ) أصل الألف همزة ساكنة فقلبت ألفا لئلا تجتمع همزتان وكان قلبها ألفا من أجل الفتحة قبلها ووزن آمن افعل من الامن و ( { الآخر } ) فاعل فالألف فيه غير مبدلة من شيء
قوله ( { وما هم } ) هم ضمير منفصل مرفوع بما عند أهل الحجاز ومبتدأ عند تميم والباء في الخبر زائدة للتوكيد غير متعلقة بشيء وهكذا كل حرف جر زيد في المبتدأ أو الخبر أو الفاعل وما تنفي ما في الحال وقد تستعمل لنفي المستقبل
قوله تعالى ( { يخادعون الله } ) في الجملة وجهان أحدهما لا موضع لها والثاني موضعها نصب على الحال وفي صاحب الحال والعامل فيها وجهان أحدهما هي من
____________________
(1/16)
الضمير في يقول فيكون العامل فيها يقول والتقدير يقول آمنا مخادعين والثاني هي حال من الضمير في قوله بمؤمنين والعامل فيها اسم الفاعل والتقدير وما هم بمؤمنين في حال خداعهم ولا يجوز أن يكون في موضع جر على الصفة لمؤمنين لأن ذلك يوجب نفي خداعهم والمعنى على إثبات الخداع ولا يجوز أن تكون الجملة حالا من الضمير في آمنا لأن آمنا محكى عنهم بيقول فلو كان يخادعون حالا من الضمير في آمنا لكانت محكية ايضا وهذا محال لوجهين أحدهما انهم ما قالوا آمنا وخادعنا والثاني أنه اخبر عنهم بقوله يخادعون ولو كان منهم لكان نخادع بالنون وفي الكلام حذف تقديره يخادعون نبي الله وقيل هو على ظاهره من غير حذف
قوله عز وجل ( { وما يخدعون } ) وأكثر القراءة بالألف وأصل المفاعلة أن تكون من اثنين وهي على ذلك هنا لأنهم في خداعهم ينزلون أنفسهم منزلة أجنبي يدور الخداع بينهما فهم يخدعون أنفسهم وأنفسهم تخدعهم وقيل المفاعلة هنا من واحد كقولك سافر الرجل وعاقبت اللص ويقرأ يخدعون بغير ألف مع فتح الياء ويقرأ بضمها على أن يكون الفاعل للخدع الشيطان فكأنه قال وما يخدعهم الشيطان ( { إلا أنفسهم } ) أي عن أنفسهم وأنفسهم نصب بأنه مفعول وليس نصبه على الاستثناء لأن الفعل لم يستوف مفعوله له قبل الا
قوله تعالى ( { فزادهم الله } ) زاد يستعمل لازما كقولك زاد الماء ويستعمل متعديا إلى مفعولين كقولك زدته درهما وعلى هذا جاء في الاية ويجوز امالة الزاي لأنها تكسر في قولك زدته وهذا يجوز فيما عينه واو مثل خاف الا أنه احسن فيما عينه ياء
قوله تعالى ( { أليم } ) هو فعيل بمعنى مفعل لأنه من قولك آلم فهو مؤلم وجمعه الماء والأم مثل شريف وشرفاء وشراف
قوله تعالى ( { بما كانوا يكذبون } ) هو في موضع رفع صفة لأليم وتتعلق الباء بمحذوف تقديره أليم كائن بتكذيبهم أو مستحق وما هنا مصدرية وصلتها يكذبون وليست كان صلتها لأنها الناقصة ولا تستعمل منها مصدر ويكذبون في موضع نصب خبر كان وما المصدرية حرف عند سيبويه واسم عند الأخفش وعلى كلا القولين لا يعود عليها من صلتها شيء
____________________
(1/17)
قوله عز وجل ( { وإذا قيل لهم } ) إذا في موضع نصب على الظرف والعامل فيها جوابها وهو قوله قالوا وقال قوم العامل فيها قيل وهو خطأ لأنه في موضع جر بإضافة إذا إليه والمضاف إليه لا يعمل في المضاف وأصل قيل قول فاستثقلت الكسرة على الواو فحذفت وكسرت القاف لتنقلب الواو ياء كما فعلوا في أدل وأحق ومنهم من يقول نقلوا كسرة الواو إلى القاف وهذا ضعيف لأنك لا تنقل إليها الحركة الا بعد تقدير سكونها فيحتاج في هذا إلى حذف ضمة القاف وهذا عمل كثير ويجوز اشمام القاف بالضمة مع بقاء الياء ساكنة تنبيها على الأصل ومن العرب من يقول في مثل قيل وبيع قول وبوع ويسوى بين ذوات الواو والياء قالوا وتخرج على أصلها وما هو من الياء ستقلب الياء فيه واوا لسكونها وانضمام ما قبلها ولا يقرأ بذلك ما لم تثبت به رواية والمفعول القائم مقام الفاعل مصدر وهو القول وأضمر لأن الجملة بعده تفسره والتقدير وإذا قيل لهم قول هو لا تفسدوا ونظيره ثم بدا لهم من بعد ما رادوا الايات ليسجننه أي بدا لهم بداء ورأى وقيل لهم هو القائم مقام الفاعل وهو بعيد لأن الكلام لا يتم به وما هو مما تفسره الجملة بعده ولا يجوز أن يكون قوله لا تفسدوا قائما مقام الفاعل لأن الجملة لا تكون فاعلا فلا تقوم مقام الفاعل ولهم في موضع نصب مفعول قيل
قوله ( { في الأرض } ) الهمزة في الارض أصل وأصل الكلمة من الاتساع ومنه قولهم أرضت القرحة إذا اتسعت وقول من قال سميت أرضا لأن الاقدام ترضها ليس بشيء لأن الهمزة فيها أصل والرض ليس من هذا ولا يجوز أن يكون في الارض حالا من الضمير في تفسدوا لأن ذلك لا يفيد شيئا وإنما هو ظرف متعلق بتفسدوا
قوله ( { إنما نحن } ) ما ههنا كافة لان عن العمل لأنها هيأتها للدخول على الاسم تارة وعلى الفعل أخرى وهي انما عملت لاختصاصها بالاسم وتفيد انما حصر الخبر فيما أسند إليه الخبر كقوله انما الله اله واحد وتفيد في بعض المواضع اختصاص المذكور بالوصف المذكور دون غيره كقولك انما زيد كريم أي ليس فيه من الاوصاف التي تنسب إليه سوى الكرم ومنه قوله تعالى ( { إنما أنا بشر مثلكم } ) لأنهم طلبوا منه مالا يقدر عليه البشر فأثبت لنفسه صفة البشر ونفى عنه ما عداها قوله نحن هو اسم مضمر منفصل مبني على الضم وإنما بنيت الضمائر لافتقارها إلى الظواهر التي ترجع إليها فهي كالحروف في افتقارها إلى الاسماء وحرك آخرها لئلا يجتمع ساكنان وضمت النون لأن الكلمة ضمير مرفوع للمتكلم فأشبهت التاء
____________________
(1/18)
في قمت وقيل ضمت لأن موضعها رفع وقيل النون تشبه الواو فحركت بما يجانس الواو ونحن ضمير المتكلم ومن معه وتكون للاثنين والجماعة ويستعمله المتكلم الواحد العظيم وهو في موضع رفع بالابتداء و ( { مصلحون } ) خبره
قوله تعالى ( { إلا } ) هي حرف يفتتح به الكلام لتنبيه المخاطب وقيل معناها حقا وجوز هذا القائل أن تفتح أن بعدها كما تفتح بعد حقا وهذا في غاية البعد
قوله ( { هم المفسدون } ) هم مبتدأ والمفسدون خبره والجملة خبر ان ويجوز أن تكون هم في موضع نصب توكيدا لاسم ان ويجوز ان يكون فصلا لا موضع لها لأن الخبر هنا معرفة ومثل هذا الضمير يفصل بين الخبر والصفة فيعين ما بعده للخبر
قوله تعالى ( { وإذا قيل لهم آمنوا } ) القائم مقام المفعول هو القول ويفسره آمنوا لأن الامر والنهي قول
قوله ( { كما آمن الناس } ) الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي ايمانا مثل ايمان الناس ومثله كما آمن السفهاء
قوله ( { السفهاء ألا إنهم } ) في هاتين الهمزتين أربعة أوجه أحدها تحقيقهما وهو الأصل والثاني تحقيق الأولى وقلب الثانية واوا خالصة فرارا من توالي الهمزتين وجعلت الثانية واوا لانضمام الأولى والثالث تليين الأولى وهو جعلها بين الهمزة وبين الواو وتحقيق الثانيى والرابع كذلك الا أن الثانية واو ولا يجوز جعل الثانية بين الهمزة واو لأن ذلك تقريب لها من الألف والألف لا يقع بعد الضمة والكسرة وأجازه قوم
قوله تعالى ( { لقوا الذين آمنوا } ) أصله لقيوا فأسكنت الياء لثقل الضمة عليها ثم حذفت لسكونها وسكون الواو بعدها وحركت القاف بالضم تبعا للواو وقيل نقلت ضمة الياء إلى القاف بعد تسكينها ثم حذفت وقرأ ابن السميقع لاقوا بألف وفتح القاف وضم الواو وإنما فتحت القاف وضمت الواو لما نذكره في قوله ( { اشتروا الضلالة } )
قوله ( { خلوا إلى } ) يقرأ بتحقيق الهمزة وهو الأصل ويقرأ بإلقاء حركة الهمزة على الواو وحذف الهمزة فتصير الواو مكسروه بكسرة الهمزة وأصل خلوا خلووا فقلبت الواو الأولى ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها ثم حذفت الالف يلتقي
____________________
(1/19)
ساكنان وبقيت الفتحة تدل على الألف المحذوفة
قوله ( { إنا معكم } ) الأصل اننا فحذفت النون الوسطى على القول الصحيح كما حذفت في ان إذا خففت كقوله تعالى ( { وإن كل لما جميع } ) ومعكم ظرف قائم مقام الخبر أي كائنون معكم
قوله تعالى ( { مستهزؤون } ) يقرأ بتحقيق الهمزة وهو الأصل وبقلبها ياء مضمومة لانكسار ما قبلها ومنهم من يحذف الياء لشبهها بالياء الأصلية في مثل قولك يرمون ويضم الزاي وكذلك الخلاف في تليين همزة يستهزىء بهم
قوله تعالى ( { يعمهون } ) هو حال من الهاء والميم في يمدهم وفي طغيانهم متعلق بيمدهم أيضا وان شئت بيعمهون ولا يجوز أن تجعلهما حالين من يمدهم لأن العامل الواحد لا يعمل في حالين
قوله تعالى ( { اشتروا الضلالة } ) الأصل اشتريوا فقلبت الياء ألفا ثم حذفت الألف لئلا يلتقي ساكنان الألف والواو
فان قلت فالواو هنا متحركة قيل حركتها عارضة فلم يعتد بها وفتحة الراء دليل على الألف المحذوفة وقيل سكنت الياء لثقل الضمة عليها ثم حذفت لئلا يلتقي ساكنان وإنما حركت الواو بالضم دون غيره ليفرق بين واو الجمع والواو الأصلية في نحو قوله لو استطعنا وقيل ضمت لأن الضمة هنا أخف من الكسرة لأنها من جنس الواو وقيل حركت بحركة الياء المحذوفة وقيل ضمت لأنها ضمير فاعل فهي مثل التاء في قمت وقيل هي للجمع فهي مثل نحن وقد همزها قوم شبهوها بالواو المضمومة ضما لازما نحو أثؤب ومنهم من يفتحها ايثارا للتخفيف ومنهم من يكسرها على الأصل في التقاء الساكنين ومنهم من يختلسها فيحذفها لالتقاء الساكنين وهو ضعيف لأن قبلها فتحة والفتحة لا تدل عليها
قوله تعالى ( { مثلهم كمثل } ) ابتداء وخبر والكاف يجوز أن يكون حرف جر فيتعلق بمحذوف ويجوز أن يكون اسما بمعنى مثل فلا يتعلق بشيء
قوله ( { الذي استوقد } ) الذي هاهنا مفرد في اللفظ والمعنى على الجمع بدليل قوله ( { ذهب الله بنورهم } ) وما بعده وفي وقوع المفرد هنا موقع الجمع وجهان أحدهما هو جنس مثل من وما فيعود الضمير إليه تارة بلفظ المفرد وتارة بلفظ الجمع والثاني أنه أراد الذين فحذفت النون لطول الكلام بالصلة ومثله
____________________
(1/20)
( { والذي جاء بالصدق وصدق به } ) ثم قال أولئك هم المتقون واستوقد بمعنى أوقد مثل استقر بمعنى قر وقيل استوقد استدعى الايقاد
قوله تعالى ( { فلما أضاءت } ) لما هنا اسم وهي ظرف زمان وكذا في كل موضع وقع بعدها الماضي وكان لها جواب والعامل فيها جوابها مثل إذا وأضاءت متعد فيكون ما على هذا مفعولا به وقيل أضاء لازم يقال ضاءت النار وأضاءت بمعنى فعلى هذا يكون ما ظرفا وفي ما ثلاثة أوجه أحدها هي بمعنى الذي والثاني هي نكرة موصوفة أي مكانا حوله والثالث هي زائدة
قوله ( { ذهب الله بنورهم } ) الباء هنا معدية للفعل كتعدية الهمزة له والتقدير أذهب الله نورهم ومثله في القرآن كثير وقد تأتي الباء في مثل هذا للحال كقولك ذهبت بزيد أي ذهبت ومعي زيد
قوله تعالى ( { وتركهم في ظلمات } ) تركهم هاهنا يتعدى إلى مفعولين لأن المعنى صيرهم وليس المراد به الترك الذي هو الاهمال فعلى هذا يجوز أن يكون المفعول الثاني في ظلمات فلا يتعلق الجار بمحذوف ويكون لا يبصرون حالا ويجوز أن يكون لا يبصرون هو المفعول الثاني وفي ظلمات ظرف يتعلق بتركهم أو بيبصرون ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يبصرون أو من المفعول الاول
قوله تعالى ( { صم بكم } ) الجمهور على الرفع على أنه خبر ابتداء محذوف أي هم صم وقرىء شاذا بالنصب على الحال من الضمير في يبصرون
قوله تعالى ( { فهم لا يرجعون } ) جملة مستأنفة وقيل موضعها حال وهو خطأ لأن ما بعد الفاء لا يكون حالا لأن الفاء ترتب والاحوال لا ترتيب فيها ويرجعون فعل لازم أي لا ينتهون عن باطلهم أو لا يرجعون إلى الحق وقيل هو متعد ومفعوله محذوف تقديره فهم لا يردون جوابا مثل قوله ( { إنه على رجعه لقادر } )
قوله تعالى ( { أو كصيب } ) في ( أو ) أربعة أوجه أحدها أنها للشك وهو راجع إلى الناظر في حال المنافقين فلا يدري أيشبههم بالمستوقد أو بأصحاب الصيب كقوله ( { إلى مائة ألف أو يزيدون } ) أي يشك الرائي لهم في مقدار عددهم والثاني أنها للتخيير أي شبهوهم بأي القبيلتين شئتم والثالث أنها للاباحة والرابع أنها للابهام أي بعض الناس يشبههم بالمستوقد وبعضهم بأصحاب الصيب ومثله قوله تعالى ( { كونوا هودا } )
____________________
(1/21)
أو نصارى ) أي قالت اليهود كونوا هودا وقالت النصارى كونوا نصارى ولا يجوز عند أكثر البصريين أن تحمل أو على الواو ولا على بل ما وجدن ذلك مندوحة والكاف في موضع رفع عطفا على الكاف في قوله ( { كمثل الذي } ) ويجوز أن يكون خبر ابتداء محذوف تقديره أو مثلهم كمثل صيب وفي الكلام حذف تقديره أو كأصحاب صيب وإلى هذا المحذوف يرجع الضمير من قوله يجعلون والمعنى على ذلك لأن تشبيه المنافقين بقوم أصابهم مطر فيه ظلمة ورعد وبرق لا بنفس المطر وأصل صيب صيوب على فيعل فأبدلت الواو ياء وأدغمت الأولى فيها ومثله مين وهين وقال الكوفيون أصله صويب على فعيل وهو خطأ لأنه لو كان كذلك لصحت الواو كما صحت في طويل وعويل ( { من السماء } ) في موضع نصب ومن متعلقة بصيب لأن التقدير كمطر صيب من السماء وهذا الوصف يعمل عمل الفعل ومن لابتداء الغاية ويجوز أن يكون في موضع جر على الصفة لصيب فيتعلق من بمحذوف أي كصيب كائن من السماء والهمزة في السماء بدل من واو قلبت همزة لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة ونظائره تقاس عليه ( { فيه ظلمات } ) الهاء تعود على صيب وظلمات رفع بالجار والمجرور لأنه قد قوي بكونه صفة لصيب ويجوز أن يكون ظلمات مبتدأ وفيه خبر مقدم وفيه على هذا ضمير والجملة في موضع جر صفة لصيب والجمهور على ضم اللام وقد قرىء بإسكانها تخفيفا وفيه لغة أخرى بفتح اللام والرعد مصدر رعد يرعد والبرق مصدر أيضا وهما على ذلك موحدتان هنا ويجوز أن يكون الرعد والبرق بمعنى الراعد والبارق كقولهم رجل عدل وصوم ( { يجعلون } ) يجوز أن يكون في موضع جر صفة لأصحاب صيب وأن يكون مستأنفا وقيل يجوز أِن يكون حالا من الهاء في فيه والراجع على الهاء محذوف تقديره من صواعقه وهو بعيد لأن حذف الراجع على ذي الحال كحذفها من خبر المبتدأ وسيبويه يعده من الشذوذ ( { من الصواعق } ) أي من صوت الصواعق ( { حذر الموت } ) مفعول له وقيل مصدر أي يحذرون حذرا مثل حذر الموت والمصدر هنا مضاف إلى المفعول به ( { محيط } ) أصله محوط لأنه من حاط يحوط فنقلت كسرة الواو إلى الحاء فانقلبت ياء
قوله تعالى ( { يكاد } ) فعل يدل على مقاربة وقوع الفعل بعدها ولذلك لم تدخل عليه أن لأن أن تخلص الفعل للاستقبال وعينها واو والأصل يكود مثل خاف يخاف وقد سمع فيه كدت بضم الكاف وإذا دخل عليها حرف نفي دل على أن الفعل الذي بعدها وقع وإذا لم يكن حرف نفي لم يكن الفعل بعدها واقعا ولكنه
____________________
(1/22)
قارب الوقوع وموضع ( { يخطف } ) نصب لأنه خبر كاد والمعنى قارب البرق خطف الابصار والجمهور على فتح الياء والطاء وسكون الخاء وماضيه خطف كقوله تعالى ( { إلا من خطف الخطفة } ) وفيه قراءات شاذة إحداها كسر الطاء على أن ماضيه خطف بفتح الطاء والثانية بفتح الياء والخاء والطاء وتشديد الطاء والأصل يختطف فأبدل من التاء طاء وحركت بحركة التاء والثالثة كذلك الا انها بكسر الطاء على ما يستحقه في الأصل والرابعة كذلك الا أنها بكسر الخاء أيضا على الاتباع والخامسة بكسر الياء أيضا اتباعا أيضا والسادسة بفتح الياء وسكون الخاء وتشديد الطاء وهو ضعيف لما فيه من الجمع بين الساكنين ( { كلما } ) هي هنا ظرف وكذلك كل موضع كان لها جواب و ما مصدرية والزمان محذوف أي كل وقت اضاءة وقيل ما هنا نكرة موصوفة ومعناها الوقت والعائد محذوف أي كل وقت أضاء لهم فيه والعامل في كل جوابها و ( { فيه } ) أي في ضوئه والمعنى بضوئه ويجوز أن يكون ظرفا على أصلها والمعنى انهم يحيط بهم الضوء ( { شاء } ) ألفا منقلبة عن ياء لقولهم في مصدره شئت شيئا وقالوا أشأته أي حملته على أن يشاء ( { لذهب بسمعهم } ) أي أعدم المعنى الذي يسمعون به وعلى كل متعلق ب ( { قدير } ) في موضع نصب
قوله تعالى ( { يا أيها الناس } ) أي اسم مبهم لوقوعه على كل شيء أتى به في النداء توصلا إلى نداء ما فيه الألف واللام إذا كانت يا لا تباشر الألف واللام وبنيت لأنها اسم مفرد مقصود وها مقحمة للتنبيه لأن الأصل أن تباشر يا الناس فلما حيل بينهما بأي عوض من ذلك ها والناس وصف لأي لا بد منه لأنه المنادى في المعنى ومن ها هنا رفع ورفعه أن يجعل بدلا من ضمة البناء وأجاز المازني نصبه كما يجيز يا زيد الظريف وهو ضعيف لما قدمنا من لزوم ذكره والصفة لا يلزم ذكرها ( { من قبلكم } ) من هنا لابتداء الغاية في الزمان والتقدير والذين خلقهم من قبل خلقكم فحذف الخلق وأقام الضمير مقامه ( { لعلكم } ) متعلق في المعنى باعبدوا أي اعبدوه ليصح منكم رجاء التقوى والأصل توتقيون فأبدل من الواو تاء وأدغمت في التاء الاخرى وسكنت الياء ثم حذفت وقد تقدمت نظائره فوزنه الآن تفتعون
قوله تعالى ( { الذي جعل } ) هو في موضع نصب بتتقون أو بدل من ربكم أو صفة مكررة أو بإضمار أعنى ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار هو
____________________
(1/23)
الذي وجعل هنا متعد إلى مفعول واحد وهو الارض وفراشا حال ومثله والسماء بناء ويجوز أن يكون جعل بمعنى صير فيتعدى إلى مفعولين وهما الارض وفراشا ومثله والسماء بناء ولكم متعلق بجعل أي لأجلكم ( { من السماء } ) متعلق بأنزل وهي لابتداء غاية المكان ويجوز أن يكون حالا والتقدير ماء كائنا من السماء فلما قدم الجار صار حالا وتعلق بمحذوف والأصل في ماء موه لقولهم ماهت الركية تموه وفي الجمع أمواه فلما تحركت الواو وانفتح ما قبلها قلبت ألفا ثم أبدلوا من الهاء همزة وليس بقياس ( { من الثمرات } ) متعلق بأخرج فيكون من لابتداء الغاية ويجوز أن يكون في موضع الحال تقديره رزقا كائنا من الثمرات و ( { لكم } ) أي من أجلكم والرزق هنا بمعنى المرزوق وليس بمصدر ( { فلا تجعلوا } ) أي لا تصيروا أو لا تسمعوا فيكون متعديا إلى مفعولين والانداد جمع ند ونديد ( { وأنتم تعلمون } ) مبتدأ وخبر في موضع الحال ومفعول تعلمون محذوف أي تعلمون بطلان ذلك والاسم من أنتم أن والتاء للخطاب والميم للجمع وهما حرفا معنى
قوله تعالى ( { وإن كنتم } ) جواب الشرط فأتوا بسورة و ان كنتم صادقين شرط أيضا جوابه محذوف أغنى عنه جواب الشرط الاول أي ان كنتم صادقين فافعلوا ذلك ولا تدخل ان الشرطية على فعل ماض في المعنى الا على كان لكثرة استعمالها وأنها لا تدل على حدث ( { مما نزلنا } ) في موضع جر صفة لريب أي ريب كائن مما نزلنا والعائد على ما محذوف أي نزلناه و ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة ويجوز أن يتعلق من بريب أي ان ارتبتم من أجل ما نزلنا ( { فأتوا } ) أصله ائتيوا وماضيه أتى ففاء الكلمة همزة فإذا أمرت زدت عليها همزة الوصل مكسورة فاجتمعت همزتان والثانية ساكنة فأبدلت الثانية ياء لئلا يجمع بين همزتين وكانت الياء الأولى للكسرة قبلها فإذا اتصل بها شيء حذفت همزة الوصل استغناء عنها ثم همزة الياء لأنك أعدتها إلى أصلها لزوال الموجب لقلبها ويجوز قلب هذه الهمزة ألفا إذا انفتح ما قبلها مثل هذه الآية وياء إذا انكسر ما قبلها كقوله الذي ايتمن فتصيرها ياء في اللفظ وواوا إذا انضم ما قبلها كقوله يا صالح أوتنا ومنهم من يقول ذن لي ( { من مثله } ) الهاء تعود على النبي فيكون من للابتداء ويجوز أن تعود على القرآن فتكون من زائدة ويجوز أن تعود على الانداد بلفظ المفرد كقوله تعالى ( { وإن لكم في الأنعام لعبرة } ) نسقيكم مما في بطونه ( وادعوا ) لام الكلمة محذوف لأنه حذف في الواحد دليلا
____________________
(1/24)
على السكون الذي هو جزم في المعرب وهذه الواو ضمير الجماعة ( { من دون الله } ) في موضع الحال من الشهداء والعامل فيه محذوف تقديره شهداءكم منفردين عن الله أو عن أنصار الله
قوله تعالى ( { فإن لم تفعلوا } ) الجزم بلم لا بإن لأن لم عامل شديد الاتصال بمعموله ولم يقع الا مع الفعل المستقبل في اللفظ وان قد دخلت على الماضي في اللفظ وقد وليها الاسم كقوله تعالى ( { وإن أحد من المشركين } وقودها الناس ) الجمهور على فتح الواو وهو الحطب وقرىء بالضم وهو لغة في الحطب والجيد أن يكون مصدرا بمعنى التوقد ويكون في الكلام حذف مضاف تقديره توقدها واحتراق للناس أو تلهب الناس أو ذو وقودها الناس ( { أعدت } ) جملة في موضع الحال من النار والعامل فيها فاتقوا ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في وقودها لثلاثة أشياء أحدها أنها مضاف إليها والثاني أن الحطب لا يعمل في الحال والثالث أنك تفصل بين المصدر أو ما عمل عمله وبين ما يعمل فيه بالخبر وهو الناس
قوله تعالى ( { أن لهم جنات } ) فتحت أن ها هنا لأن التقدير لهم وموضع أن وما عملت فيه نصب ببشر لأن حرف الجر إذا حذف وصل الفعل بنفسه هذا مذهب سيبويه وأجاز الخليل يكون في موضع جر بالباء المحذوفة لأنه موضع تزاد فيه فكأنها ملفوظ بها ولا يجوز ذلك مع غير أن لو قلت بشره بأنه مخلد في الجنة جاز حذف الباء لطول الكلام ولو قلت بشره الخلود لم يجز وهذا أصل يتكرر في القرآن كثيرا فتأمله واطلبه ها هنا ( { تجري من تحتها الأنهار } ) الجملة في موضع نصب صفة للجنات والانهار مرفوعة بتجري لا بالابتداء وأن من تحتها الخبر ولا بتحتها لأن تجري لا ضمير فيه إذا كانت الجنات لا تجري وإنما تجري أنهارها والتقدير من تحت شجرها لا من تحت أرضها فحذف المضاف ولو قيل ان الجنة هي الشجر فلا يكون في الكلام حذف لكان وجها ( { كلما رزقوا منها } ) إلى قوله من قبل في موضع نصب على الحال من الذين آمنوا تقديره مرزوقين على الدوام ويجوز أن يكون حالا من الجنات لأنها قد وصفت وفي الجملة ضمير يعود إليها وهو قوله منها ( { رزقنا } ) من قبل أى رزقناه فحذف العائد وبنيت قبل لقطعها عن الإضافة لأن التقدير من قبل هذا ( { وأتوا به } ) يجوز أن يكون حالا وقد معه مرادة تقديره قالوا ذلك وقد أتوا به ويجوز أن يكون مستأنفا و ( { متشابها } ) حال من الهاء في به ( { ولهم فيها أزواج } ) أزواج مبتدأ ولهم الخبر وفيها ظرف للاستقرار ولا يكون فيها الخبر لأن الفائدة تقل إذ الفائدة في جعل الازواج لهم
____________________
(1/25)
و ( { فيها } ) الثانية تتعلق ب ( { خالدون } ) وهاتان الجملتان مستأنفتان ويجوز أن تكون الثانية حالا من الهاء والميم في لهم والعامل فيها معنى الاستقرار
قوله تعالى ( { لا يستحيي } ) وزنه يستفعل ولم يستعمل منه فعل بغير السين وليس معناه الاستدعاء وعينه ولامه ياءان واصله الحياء وهمزة الحياء بدل من الياء وقرىء في الشاذيتحي بياء واحدة والمحذوفة هي اللام كما تحذف في الجزم ووزنه على هذا يستفع الا أن الياء نقلت حركتها إلى العين وسكنت وقيل المحذوف هي العين وهو بعيد ( { أن يضرب } ) أي من أن يضرب فموضعه نصب عند سيبويه وجر عند الخليل ( { ما } ) حرف زائد للتوكيد و ( { بعوضة } ) بدل من مثلا وقيل ما نكرة موصوفة وبعوضة بدل من ما ويقرأ شاذا بعوضة بالرفع على أن تجعل ما بمعنى الذي ويحذف المبتدأ أي الذي هو بعوضة ويجوز أن يكون ما حرفا ويضمر المبتدأ تقديره مثلا هو بعوضة ( { فما فوقها } ) الفاء للعطف وما نكرة موصوفة أو بمنزلة الذي والعامل في فوق على الوجهين الاستقرار والمعطوف عليه بعوضة ( { أما } ) حرف ناب عن حرف الشرط وفعل الشرط ويذكر لتفصيل ما أجمل ويقع الاسم بعده مبتدأ وتلزم الفاء خبره والأصل مهما يكن من شيء فالذين آمنوا يعلمون لكن لما نابت أما عن حرف الشرط كرهوا أن يولوها الفاء فأخروها إلى الخبر وصار ذكر المبتدأ بعدها عوضا من اللفظ بفعل الشرط ( { من ربهم } ) في موضع نصب على الحال والتقدير أنه ثابت أو مستقر من ربهم والعامل معنى الحق وصاحب الحال الضمير المستتر فيه ( { ماذا } ) فيه قولان أحدهما أن ( ما ) اسم للاستفهام موضعها رفع بالابتداء وذا بمعنى الذي و ( { أراد } ) صلة له والعائد محذوف والذي وصلته خبر المبتدأ والثاني أن ما وذا اسم واحد للاستفهام وموضعه نصب بأراد ولا ضمير في الفعل والتقدير أي شيء أراد الله ( { مثلا } تمييز أي من مثل ويجوز أن يكون حالا من هذا أي متمثلا أو متمثلا به فيكون حالا من اسم الله ( { يضل } ) يجوز أن يكون في موضع نصب صفة للمثل ويجوز أن يكون حالا من اسم الله ويجوز أن يكون مستأنفا ( { إلا الفاسقين } ) مفعول يضل وليس بمنصوب على الاستثناء لأن يضل لم يستوف مفعوله قبل الا
قوله تعالى ( { الذين ينقضون } ) في موضع نصب صفة للفاسقين ويجوز أن يكون نصبا بإضمار أعنى وان يكون رفعا على الخبر أي هم الذين ويجوز أن
____________________
(1/26)
يكون مبتدأ والخبر قوله ( { أولئك هم الخاسرون } من بعد ) من لا بتداء غاية الزمان على رأي من أجاز ذلك وزائدة على رأي من لم يجزه وهو مشكل على أصله لأنه لا يجيز زيادة من في الواجب ( { ميثاقه } ) مصدر بمعنى الايثاق والهاء تعود على اسم الله أو على العهد فان أعدتها إلى اسم الله كان المصدر مضافا إلى الفاعل وان أعدتها إلى العهد كان مضافا إلى المفعول ( { ما أمر } ) ما بمعنى الذي ويجوز أن يكون نكرة موصوفة و ( { أن يوصل } ) في موضع جر بدلا من الهاء أي يوصله ويجوز أن يكون بدلا من ما بدل الاشتمال تقديره ويقطعون وصل ما أمر الله به ويجوز أن يكون في موضع رفع أي هو أن يوصل ( { أولئك } ) مبتدأ و ( { هم } ) مبتدأ ثان أو فصل و ( { الخاسرون } ) الخبر
قوله تعالى ( { كيف تكفرون بالله } كيف في موضع نصب على الحال والعامل في تكفرون وصاحب الحال الضمير في تكفرون والتقدير أمعاندين تكفرون ونحو ذلك وتكفرون يتعدى بحرف الجر وقد عدى بنفسه في قوله ( { ألا إن عادا كفروا ربهم } ) وذلك حمل على المعنى إذ المعنى جحدوا ( { وكنتم } ) قد معه مضمرة والجملة حال ( { ثم إليه } ) الهاء ضمير اسم الله ويجوز أن يكون ضمير الاحياء المدلول عليه بقوله ( { فأحياكم } )
قوله تعالى ( { جميعا } ) حال في معنى مجتمعا ( { فسواهن } ) انما جمع الضمير لأن السماء جمع سماوة أبدلت الواو فيها همزة لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة ( { سبع سماوات } ) سبع منصوب على البدل من الضمير وقيل التقدير فسوى منهن سبع سموات كقوله واختار موسى قومه فيكون مفعولا به وقيل سوى بمعنى صير فيكون مفعولا ثانيا ( { وهو } ) يقرأ بإسكان الهاء وأصلها الضم وإنما أسكنت لأنها صارت كعضد فخففت وكذلك حالها مع الفاء واللام نحو فهو لهو ويقرأ بالضم على الأصل
قوله تعالى ( { وإذ قال } هو مفعول به تقديره وإذكر إذ قال وقيل هو خبر مبتدأ محذوف تقديره وابتداء خلقي إذ قال ربك وقيل إذ زائدة و ( { للملائكة } ) مختلف في واحدها وأصلها فقال قوم أحدهم في الأصل مألك على مفعل لأنه مشتق من الالوكة وهي الرسالة ومنه قول الشاعر
وغلام أرسلته أمه % بألوك فبذلنا ما سأل
فالهمزة فاء الكلمة ثم أخرت فجعلت بعد اللام فقالوا ملأك قال الشاعر
____________________
(1/27)
فلست لانس ولكن لملأك % تنزل من جو السماء يصوب فوزنه الان معفل والجمع ملائكة على معافلة وقال آخرون أصل الكلمة لأك فعين الكلمة همزة وأصل ملك ملأك من غير نقل وعلى كلا القولين ألقيت حركة الهمزة على اللام وحذفت فلما جمعت ردت فوزنه الان مفاعلة وقال آخرون عين الكلمة واو وهو من لاك يلوك إذا أدار الشيء في فيه فكأن صاحب الرسالة يديرها في فيه فيكون أصل ملك ملاك مثل معاذ ثم حذفت عينه تخفيفا فيكون أصل ملائكة ملاوكة مثل مقاولة فأبدلت الواو همزة كما أبدلت واو مصائب وقال آخرون ملك فعل من الملك وهي القوة فالميم أصل ولا حذف فيه لكنه جمع على فعائلة شاذا ( { جاعل } ) يراد به الاستقبال فلذلك عمل ويجوز أن يكون بمعنى خالق فيتعدى إلى مفعول واحد وأن يكون بمعنى مصير فيتعدى إلى مفعولين ويكون ( { في الأرض } ) هو الثاني ( { خليفة } ) فعلية بمعنى فاعل أي يخلف غيره وزيدت الهاء للمبالغة ( { أتجعل } ) الهمزة للاسترشاد أي أتجعل فيها من يفسد كما كان فيها من قبل وقيل استفهموا عن أحوال أنفسهم أي اتجعل فيها مفسدا ونحن على طاعتك أو نتغير ( { ويسفك } ) الجمهور على التخفيف وكسر الفاء وقد قرىء بضمها وهما لغتان ويقرأ بالتشديد للتكثير وهمزة ( { الدماء } ) منقلبة عن ياء لأن الأصل دمى لأنهم قالوا دميان ( { بحمدك } ) في موضع الحال تقديره نسبح مشتملين بحمدك أو متعبدين بحمدك ( { ونقدس لك } ) أي لأجلك ويجوز أن تكون اللام زائدة أي نقدسك ويجوز أن تكون معدية للفعل كتعدية الباء مثل سجدت لله ( { إني أعلم } ) الأصل انني فحذفت النون الوسطى لا نون الوقاية هذا هو الصحيح وأعلم يجوز أن يكون فعلا ويكون ما مفعولا اما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة والعائد محذوف ويجوز أن يكون اسما مثل أفضل فيكون ما في موضع جر بالاضافة ويجوز أن يكون في موضع نصب بأعلم كقولهم هؤلاء حواج بيت الله بالنصب والجر وسقط التنوين لأن هذا الاسم لا ينصرف فإن قلت أفعل لا ينصب مفعولا قيل ان كانت من معه مرادة لم ينصب وأعلم هنا بمعنى عالم ويجوز أن يريد بأعلم أعلم منكم فيكون ما في موضع نصب بفعل محذوف دل عليه الاسم ومثله قوله ( { هو أعلم من يضل عن سبيله } )
قوله تعالى ( { وعلم } ) يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون معطوفا على ( { قال ربك } ) وموضعه جر كموضع قال وقوى ذلك إضمار الفاعل وقرىء ( { وعلم آدم } ) على
____________________
(1/28)
ما لم يسم فاعله وآدم أفعل والألف فيه مبدلة من همزة هي فاء الفعل لأنه مشتق من أديم الارض أو من الادمة ولا يجوز أن يكون وزنه فاعلا إذ لو كان كذلك لا نصرف مثل عالم وخاتم والتعريف وحده لا يمنع وليس بأعجمي ( { ثم عرضهم } يعني أصحاب الاسماء فلذلك ذكر الضمير ( { هؤلاء إن كنتم } يقرأ بتحقيق الهمزتين على الأصل ويقرأ بهمزة واحدة قيل المحذوفة هي الأولى لأنها لام الكلمة والاخرى أول الكلمة الاخرى وحذف الاخر أولى وقيل المحذوفة الثانية لأن الثقل بها حصل ويقرأ بتليين الهمزة الأولى وتحقيق الثانية وبالعكس ومنهم من يبدل الثانية ياء ساكنة كأنه قدرهما في كلمة واحدة طلبا للتخفيف
قوله تعالى ( { سبحانك } ) سبحان اسم واقع موقع المصدر وقد اشتق منه سبحت والتسبيح ولا يكاد يستعمل الا مضافا لأن الاضافة تبين من المعظم فإذا أفرد عن الاضافة كان اسما علما للتسبيح لا ينصرف للتعريف والألف والنون في آخره مثل عثمان وقد جاء في الشعر منونا على نحو تنوين العلم إذا نكر وما يضاف إليه مفعول به لأنه المسبح ويجوز أن يكون فاعلا لأن المعنى تنزهت وانتصابه على المصدر بفعل محذوف تقديره سبحت الله تسبيحا ( { إلا ما علمتنا } ) ما مصدرية أي الا علما علمتناه وموضعه رفع على البدل من موضع لا علم كقولك لا اله الا الله ويجوز أن تكون ما بمعنى الذي ويكون علم بمعنى معلوم أي لا معلوم لنا الا الذي علمتناه ولا يجوز أن تكون ما في موضع نصب بالعلم لأن اسم لا إذا عمل فيما بعده لا يبني ( { إنك أنت العليم } ) أنت مبتدأ والعليم خبره والجملة خبر ان ويجوز أن يكون أنت توكيد للمنصوب ووقع بلفظ المرفوع لأنه هو الكاف في المعنى ولا يقع ها هنا اياك للتوكيد لأنها لو وقعت لكانت بدلا وإياك لم يؤكد بها ويجوز أن يكون فصلا لا موضع لها من الإعراب و ( { الحكيم } ) خبر ثان أو صفة للعليم على قول من أجاز صفة الصفة وهو صحيح لأن هذه الصفة هي الموصوف في المعنى والعليم بمعنى العالم وأما الحكيم فيجوز أن يكون بمعنى الحاكم وأن يكون بمعنى المحكم
قوله تعالى ( { أنبئهم } ) يقرأ بتحقيق الهمزة على الأصل وبالياء على تليين الهمزة ولم نقلبها قلبا قياسيا لأنه لو كان كذلك لحذفت الياء كما تحذف من قولك أبقهم من بقيت وقد قرىء ( / < آنبهم > / ) بكسر الباء من غير همزة ولاياء على أن يكون ابدال الهمزة ياء إبدالا قياسيا وأنبأ يتعدى بنفسه إلى مفعول واحد وإلى الثاني
____________________
(1/29)
بحرف الجر وهو قوله ( { بأسمائهم } ) وقد يتعدى بعن كقولك أنبأته عن حال زيد وأما قوله تعالى ( { قد نبأنا الله من أخباركم } ) فيذكر في موضعه ( { وأعلم ما تبدون } ) مستأنف وليس بمحكى بقوله ( { ألم أقل لكم } ) ويجوز أن يكون محكيا أيضا فيكون في موضع نصب وتبدون وزنه تفعون والمحذوف منه لامه وهي واو لأنه من بدا يبدو والأصل في الياء التي في ( { إني } ) أن تحرك بالفتح لأنها اسم مضمر على حرف واحد فتحرك مثل الكاف في انك فمن حركها أخرجها على الأصل ومن سكنها استثقل حركة الياء بعد الكسرة
قوله تعالى ( { للملائكة اسجدوا } ) الجمهور على كسر التاء وقرىء بضمها وهي قراءة ضعيفة جدا وأحسن ما تحمل عليه أن يكون الراوي لم يضبط على القارىء وذلك أن يكون القارىء أشار إلى الضم تنبيها على أن الهمزة المحذوفة مضمومة في الابتداء ولم يدرك الراوي هذه الاشارة وقيل انه نوى الوقف على التاء ساكنة ثم حركها بالضم اتباعا لضمة الجيم وهذا من اجراء الوصل مجرى الوقف ومثله ما حكى عن امرأة رأت نساء معهن رجل فقالت أفي سوأة أنتنه بفتح التاء وكأنها نوت الوقف على التاء ثم ألقت عليها حركة الهمزة فصارت مفتوحة ( { إلا إبليس } ) استثناء منقطع لأنه لم يكن من الملائكة وقيل هو متصل لأنه كان في الابتداء ملكا وهو اسم أعجمي لا ينصرف للعجمة والتعريف وقيل هو عربي واشتقاقه من الابلاس ولم ينصرف للتعريف وأنه لا نظير له في الاسماء وهذا بعيد على أن في الاسماء مثله نحو اخريط واجفيل واصليت ونحوه وأبى في موضع نصب على الحال من إبليس تقديره ترك السجود كارها له ومستكبرا ( { وكان من الكافرين } ) مستأنف ويجوز أن يكون في موضع حال أيضا
قوله ( { اسكن أنت وزوجك } ) أنت توكيد للضمير في الفعل أتى به ليصح العطف عليه والأصل في ( { كل } ) أأكل مثل أقتل الا أن العرب حذفت الهمزة الثانية تخفيفا ومثله خذ ولا يقاس عليه فلا تقول في الامر من أجر يأجر جر وحكى سيبويه أو كل شاذا ( { منها } ) أي من ثمرتها فحذف المضاف وموضعه نصب بالفعل قبله ومن لابتداء الغاية و ( { رغدا } ) صفة مصدر محذوف أي أكلا رغدا أي طيبا هنيئا ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال تقديره كلا مستطيبين متهنئين ( { حيث } ) ظرف مكان والعامل فيه كلا ويجوز أن يكون بدلا من الجنة فيكون حيث مفعولا به لأن الجنة مفعول وليس بظرف لأنك تقول سكنت
____________________
(1/30)
البصرة وسكنت الدار بمعنى نزلت فهو كقولك أنزل من الدار حيث شئت ( { هذه الشجرة } ) الهاء بدل من الياء في هذى لأنك تقول في المؤنث هذى وهاتا وهاتي والياء للمؤنث مع الذال لا غير والهاء بدل منها لأنها تشبهها في الخفاء والشجرة نعت لهذه وقرىء في الشاذ ( { هذه } ) الشيرة وهي لغة أبدلت الجيم فيها ياء لقربها منها في المخرج ( { فتكونا } ) جواب النهي لأن التقدير ان تقربا تكونا وحذف النون هنا علامة النصب لأن جواب النهي إذا كان بالفاء فهو منصوب ويجوز أن يكون مجزوما بالعطف
قوله تعالى ( { فأزلهما } ) يقرأ بتشديد اللام من غير ألف أي حملها على الزلة ويقرأ ( / < فأزالهما > / ) أي نحاهما وهو من قولك زال الشيء يزول إذا فارق موضعه وأزلته نحيته وألفه منقلبة عن واو ( { مما كانا فيه } ) ما بمعنى الذي ويجوز أن تكون نكرة موصوفة أي من نعيم أو عيش ( { اهبطوا } ) الجمهور على كسر الباء وهي اللغة الفصيحة وقرىء بضمها وهي لغة ( { بعضكم لبعض عدو } ) جملة في موضع الحال من الواو في اهبطوا أي اهبطوا متعادين واللام متعلقة بعدو لأن التقدير بعضكم عدو لبعض ويعمل عدو عمل الفعل لكن بحذف الجر ويجوز أن يكون صفة لعدو فلما تقدم عليه صار حالا ويجوز أن تكون الجملة مستأنفة وأما افراد عدو فيحتمل أن يكون لما كان بعضكم مفردا في اللفظ أفرد عدو ويحتمل أن يكون وضع الواحد موضع الجمع كما قال ( { فإنهم عدو لي } ولكم في الارض مستقر ) يجوز أن يكون مستأنفا ويجوز أن يكون حالا أيضا وتقديره اهبطوا متعادين مستحقين الاستقرار ومستقر يجوز أن يكون مصدرا بمعنى الاستقرار ويجوز أن يكون مكان الاستقرار و ( { إلى حين } ) يجوز أن يكون في موضع رفع صفة لمتاع فيتعلق بمحذوف ويجوز أن يكون في موضع نصب بمتاع لأنه في حكم المصدر والتقدير وأن تمتعوا إلى حين
قوله تعالى ( { فتلقى آدم } ) يقرأ برفع آدم ونصب كلمات وبالعكس لأن كل ما تلقاك فقد تلقيته و ( { من ربه } يجوز أن يكون في موضع نصب بتلقى ويكون لابتداء الغاية ويجوز أن يكون في الأصل صفة لكلمات تقديره كلمات كائنة من ربه فلما قدمها انتصبت على الحال ( { إنه هو التواب } ) هو ها هنا مثل أنت في ( { إنك أنت العليم الحكيم } ) وقد ذكر قوله ( { منها جميعا } ) حال أي مجتمعين اما في زمن واحد أو في أزمنة بحيث يشتركون في الهبوط ( { فأما } ) ان حرف شرط
____________________
(1/31)
وما حرف مؤكد له و ( { يأتينكم } ) فعل الشرط مؤكد بالنون الثقلية والفعل يصير بها مبنيا أبدا وما جاء في القرآن من أفعال الشرط عقيب اما كله مؤكد بالنون وهو القياس لأن زيادة ما تؤذن بارادة شدة التوكيد وقد جاء في الشعر غير مؤكد بالنون وجواب الشرط ( { فمن تبع } ) وجوابه ومن في موضع رفع بالابتداء والخبر تبع وفيه ضمير فاعل يرجع على من وموضع تبع جزم بمن والجواب ( { فلا خوف عليهم } ) وكذلك كل اسم شرطت به وكان مبتدأ فخبره فعل الشرط لا جواب الشرط ولهذا يجب أن يكون فيه ضمير يعود على المبتدأ ولا يلزم ذلك الضمير في الجواب حتى لو قلت من يقم أكرم زيدا جاز ولو قلت من يقم زيدا أكرمه وانت تعيد الهاء إلى من لم يجز وذهب قوم إلى أن الخبر هو فعل الشرط والجواب وقيل الخبر منهما ما كان فيه ضمير يعود على من وخوف مبتدأ وعليهم الخبر وجاز الابتداء بالنكرة لما فيه من معنى العموم بالنفي الذي فيه والرفع والتنوين هنا أوجه من البناء على الفتح لوجهين أحدهما أنه عطف عليه ما لا يجوز فيه الا الرفع وهو قوله ( { ولا هم } ) لأنه معرفة ولا لا تعمل في المعارف فالأولى أن يجعل المعطوف عليه كذلك ليتشاكل الجملتان كما قالوا في الفعل المشغول بضمير الفاعل نحو قام زيد وعمرا كلمته فان النصب في عمرو أولى ليكون منصوبا بفعل كما أن المعطوف عليه عمل فيه الفعل والوجه الثاني من جهة المعنى وذلك بأن البناء يدل على نفي الخوف عنهم بالكلية وليس المراد ذلك بل المراد نفيه عنهم في الاخرة
فإن قيل لم لا يكون وجه الرفع أن هذا الكلام مذكور في جزاء من اتبع الهدى ولا يليق أن ينفي عنهم الخوف اليسير ويتوهم ثبوت الخوف الكثير
قيل الرفع يجوز أن يضمر معه نفي الكثير تقديره لا خوف كثير عليهم فيتوهم ثبوت الياء القليل وهو عكس ما قدر في السؤال فبان أن الوجه في الرفع ما ذكرنا ( { هداي } ) المشهور إثبات الألف قبل على لفظ المفرد قبل الاضافة ويقرأ هدى بياء مشددة ووجهها أن ياء المتكلم يكسر ما قبلها في الاسم الصحيح والألف لا يمكن كسرها فقلبت ياء من جنس الكسرة ثم أدغمت
قوله ( { بآياتنا } ) الأصل في آية آية لأن فاءها همزة وعينها ولامها ياء أن لأنها من تأيا القوم إذا اجتمعوا وقالوا في الجمع آياء فظهرت الياء الاولى والهمزة الاخيرة يدل من ياء ووزنه أفعال والألف الثانية مبدلة من همزة هي فاء الكلمة ولو كانت
____________________
(1/32)
عينها واوا لقالوا أواء ثم انهم أبدلوا الياء الساكنة في أية ألفا على خلاف القياس ومثله غاية وثاية وقيل أصلها أبيه ثم قلبت الياء الأولى ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وقيل أصلها أبيه بفتح الأولى والثانية ثم فعل في الياء ما ذكرنا وكلا الوجهين فيه نظر لأن حكم الياءين إذا اجتمعتا في مثل هذا أن تقلب الثانية لقربها من الطرف وقيل أصلها أبية على فاعلة وكان القياس أن تدغم فيقال آية مثل دابة الا أنها خففت كتخفيف كينونة في كينونة وهذا ضعيف لأن التخفيف في ذلك البناء كان لطول الكلمة ( { أولئك } ) مبتدأ و ( { أصحاب النار } ) خبره و ( { هم فيها خالدون } ) مبتدأ وخبر في موضع الحال من أصحاب وقيل يجوز أن يكون حالا من النار لأن في الجملة ضميرا يعود عليها ويكون العامل في الحال معنى الاضافة أو للام المقدرة
قوله تعالى ( { يا بني إسرائيل } ) إسرائيل لا ينصرف لأنه علم اعجمى وقد تكلمت به العرب بلغات مختلفة فمنهم من يقول إسرائيل بهمزة بعدها ياء بعدها لام ومنهم من يقول كذلك لا أنه يقلب الهمزة ياء ومنهم من يبقي الهمزة ويحذف الياء ومنهم من يحذفهما فيقول اسرال ومنهم من يقول اسرائين بالنون وبني جمع ابن جمع جمع السلامة وليس بسالم في الحقيقة لأنه لم يسلم لفظ واحده في جمعه وأصل الواحد بنو على فعل بتحريك العين لقولهم في الجمع أبناء كجبل وأجبال ولامه واو وقال قوم لامه ياء ولا حجة في البنوة لأنهم قد قالوا الفتوة وهي من الياء ( { أنعمت عليكم } ) الأصل أنعمت بها ليكون الضمير عائدا على الموصول فحذفت حرف الجر فصار أنعمتها ثم حذف الضمير كما حذف في قوله ( { أهذا الذي بعث الله رسولا } واوفوا ) يقال في الماضي ووفي ووفي وأوفي ومن هنا قرىء ( { أوف بعهدكم } ) واوف بالتخفيف والتشديد ( { وإياي } ) منصوب بفعل محذوف دل عليه ( { فارهبون } ) تقديره وارهبوا إياي فارهبون ولا يجوز أن يكون منصوبا بارهبون لأنه قد تعدى إلى مفعوله
قوله ( { مصدقا } ) حال مؤكدة من الهاء المحذوفة في أنزلت و ( { معكم } ) منصوب على الظرف والعامل فيه الاستقرار ( { أول } ) هي أفعل وفاؤها وعينها واو ان عند سيبويه ولم ينصرف منها فعل لاعتلال الفاء والعين وتأنيثها أولى وأصلها وول فأبدلت الواو همزة لانضمامها ضما لازما ولم تخرج على الأصل كما خرج وقتت ووجوه كراهية اجتماع الواوين وقال بعض الكوفيين أصل الكلمة من وأل يأل
____________________
(1/33)
إذا نجا فأصلها أوأل ثم خففت الهمزة بأن أبدلت واوا ثم أدغمت الأولى فيها وهذا ليس بقياس بل القياس في تخفيف مثل هذه الهمزة أن تلقى حركتها على الساكن قبلها وتحذف وقال بعضهم من آل يئول فأصل الكلمة أول ثم أخرت الهمزة الثانية فجعلت بعد الواو ثم عمل فيها ما عمل في الوجه الذي قبله فوزنه الان أعفل ( { كافر } ) لفظه واحد وهو في معنى الجمع أي أول الكفار كما يقال هو أحسن رجل وقيل التقدير أول فريق كافر
قوله تعالى ( { وتكتموا الحق } ) هو مجزوم بالعطف على ولا تلبسوا ويجوز أن يكون نصبا على الجواب بالواو أي لا تجمعوا بينهما كقولك لا تأكل السمك وتشرب اللبن ( { وأنتم تعلمون } ) في موضع نصب على الحال والعامل لا تلبسوا وتكمتوا
قوله تعالى ( { وأقيموا الصلاة } ) أصل أقيموا أقوموا فعمل فيه ما ذكرناه في قوله ( { ويقيمون الصلاة } في أول السورة ( { وآتوا الزكاة } ) أصله آتيوا فاستثقلت الضمة على الياء فسكنت وحذفت لالتقاء الساكنين ثم حركت التاء بحركة الياء المحذوفة وقيل ضمت تبعا للواو كما ضمت في اضربوا ونحوه وألف الزكاة منقلبة عن واو لقلولهم زكا الشيء يزكو وقالوا في الجمع زكوات ( { مع الراكعين } ) ظرف
قوله تعالى ( { وتنسون } ) أصله تنسيون ثم عمل فيه ما ذكرناه في قوله تعالى ( { اشتروا الضلالة } أفلا تعقلون ) استفهام في معنى التوبيخ ولا موضع له قوله تعالى ( { واستعينوا } ) أصله استعونوا وقد ذكر في الفاتحة ( { وإنها } ) الضمير للصلاة وقيل للاستعانة لأن استعينوا يدل عليها وقيل على القبلة لدلالة الصلاة عليها وكان التحول إلى الكعبة شديدا على اليهود ( { إلا على الخاشعين } ) في موضع نصب بكبيرة والا دخلت للمعنى ولم تعمل لأنه ليس قبلها ما يتعلق بكبيرة ليستثنى منه فهو كقولك هو كبير على زيد
قوله تعالى ( { الذين يظنون } ) صفة للخاشعين ويجوز أن يكون في موضع نصب بإضمار أعنى ورفع بإضمارهم ( { إنهم } ) أن واسمها وخبرها ساد مسد المفعولين لتضمنه ما يتعلق به الظن وهو اللقاء وذكر من أسند إليه اللقاء وقال الأخفش أن وما عملت فيه مفعول واحد وهو مصدر والمفعول الثاني محذوف
____________________
(1/34)
تقديره يظنون لقاء الله واقعا ( { ملاقوا } ) أصله ملاقيوا ثم عمل فيه ما ذكرنا في غير موضع وحذفت النون تخفيفا لأنه نكرة إذا كان مستقبلا ولما حذفها أضاف ( { إليه } ) الهاء ترجع إلى الله وقيل إلى اللقاء الذي دل عليه ملاقوا
قوله تعالى ( { وأني فضلتكم } ) في موضع نصب تقديره وإذكروا تفضيلي اياكم
قوله تعالى ( { واتقوا يوما } ) يوما هنا مفعول به لأن الامر بالتقوى لا يقع في يوم القيامة والتقدير واتقوا عذاب يوم أو نحو ذلك ( { لا تجزي نفس } ) الجملة في موضع نصب صفة اليوم والعائد محذوف تقديره تجزى فيه ثم حذف الجار والمجرور عند سيبويه لأن الظروف يتسع فيها ويجوز فيها مالا يجوز في غيرها وقال غيره تحذف في فتصير تجزيه فإذا وصل الفعل بنفسه حذف المفعول به بعد ذلك ( { عن نفس } ) في موضع نصب بتجزى ويجوز أن يكون في موضع نصب على الحال على أن يكون التقدير شيئا عن نفس و ( { شيئا } ) هنا في حكم المصدر لأنه وقع موقع جزاء وهو كثير في القرآن لأن الجزاء شيء فوضع العام موضع الخاص ( { ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل } ) أي فيه وكذلك ( { ولا هم ينصرون } ) ومنها في الموضعين يجوز أن يكون متعلقا بيقبل ويؤخذ ويجوز أن يكون صفة لشفاعة وعدل فلما قد انتصب على الحال ويقبل يقرأ بالتاء لتأنيث الشفاعة وبالياء لأنه غير حقيقي وحسن ذلك للفصل
قوله تعالى ( { وإذ نجيناكم } ) إذ في موضع نصب معطوفا على إذكروا نعمتي وكذلك وإذ فرقنا وإذ واعدنا وإذ قلتم يا موسى وما كان مثله من العطوف ( { من آل فرعون } ) أصل آل أهل فأبدلت الهاء همزة لقربها منها في المخرج ثم أبدلت الهمزة ألفا لسكونها وانفتاح الهمزة قبلها مثل آدم وآمن وتصغيره أهيل لأن التصغير يرد إلى الأصل وقال بعضهم أويل فأبدل الألف واوا ولم يرده إلى الأصل كما لم يردوا عيدا في التصغير إلى أصله وقيل أصل آل أول من آل يئول لأن الانسان يئول إلى أهله وفرعون أعجمي معرفة ( { يسومونكم } ) في موضع نصب على الحال من آل ( { سوء العذاب } ) مفعول به لأن يسومونكم متعد إلى مفعولين يقال سمته الخسف أي ألزمته الذل ( { يذبحون } ) في موضع حال ان شئت من آل على أن يكون بدلا من الحال الأولى لأن حالين فصاعدا لا تكون عن شيء واحد إذ كانت الحال مشبهة بالمفعول والعامل لا يعمل في مفعولين على هذا الوصف وان شئت جعلته حالا من الفاعل في يسومونكم والجمهور
____________________
(1/35)
على تشديد الباء للتكثير وقرىء بالتخفيف ( { بلاء } ) الهمزة بدل من واو لأن الفعل منه بلوته ومنه قوله ( { ولنبلونكم } من ربكم ) في موضع رفع صفة لبلاء فيتعلق بمحذوف
قوله تعالى ( { فرقنا بكم البحر } ) بكم في موضع نصب مفعول ثان والبحر مفعول أول والباء هنا في معنى اللام ويجوز أن يكون التقدير بسببكم ويجوز أن تكون المعدية كقولك ذهبت بزيد فيكون التقدير أفرقناكم البحر ويكون في المعنى كقوله تعالى ( { وجاوزنا ببني إسرائيل البحر } ) ويجوز أن تكون الباء للحال أي فرقنا البحر وأنتم به فيكون اما حالا مقدرة أو مقارنة ( { وأنتم تنظرون } ) في موضع الحال والعامل أغرقنا قوله تعالى ( { واعدنا موسى } ) وعد يتعدى إلى مفعولين تقول وعدت زيدا مكان كذا ويوم كذا فالمفعول الاول موسى و ( { أربعين } ) المفعول الثاني وفي الكلام حذف تقديره تمام أربعين وليس أربعين ظرفا إذ ليس المعنى وعده في أربعين ويقرأ واعدنا بألف وليس من باب المفاعلة الواقعة من اثنين بل مثل قولك عافاه الله وعاقبت اللص وقيل هو من ذلك لأن الوعد من الله والقبول من موسى فصار كالوعد منه وقيل ان الله أمر موسى أن يعد بالوفاء ففعل وموسى مفعل من أوسيت رأسه إذا حلقته فهو مثل أعطى فهو معطى وقيل هو فعلى من ماس يميس إذا تبختر في مشيه فموسى الحديد من هذا المعنى لكثرة اضطرابها وتحركها وقت الحلق فالواو في موسى على هذا بدل من الياء لسكونها وانضمام ما قبلها وموسى اسم النبي لا يقضى عليه بالاشتقاق لأنه أعجمي وإنما يشتق موسى الحديد ( { ثم اتخذتم العجل } ) أي الها فحذف المفعول الثاني ومثله ( { باتخاذكم العجل } ) وقد تأتى اتخذت متعدية إلى مفعول واحد إذا كانت بمعنى جعل وعمل كقوله تعالى ( { وقالوا اتخذ الله ولدا } ) وكقولك اتخذت دارا وثوبا وما أشبه ذلك ويجوز ادغام الذال في التاء لقرب مخرجيهما ويجوز الاظهار على الأصل ( { من بعده } ) أي من بعد انطلاقه فحذف المضاف
قوله تعالى ( { لعلكم } ) اللام الأولى أصل عند جماعة وإنما تحذف تخفيفا في قولك علك وقيل هي زائدة والأصل علك ولعل حرف والحذف تصرف والحرف بعيد منه
____________________
(1/36)
قوله تعالى ( { والفرقان } ) هو في الأصل مصدر مثل الرجحان والغفران وقد جعل اسما للقرآن
قوله تعالى ( { لقومه } ) اللغة الجيدة أن تكسر الهاء إذا انكسر ما قبلها وتزاد عليها ياء في اللفظ لأنها خفية لا تبين كل البيان بالكسر وحده فإن كان قبلها ياء مثل عليه فالجيد أن تكسر الهاء من غير ياء لأن الهاء خفية ضعيفة فإذا كان قبلها ياء وبعدها ياء لم يقو الحاجز بين الساكنين فان كان قبل الهاء فتحة أو ضمة ضمت ولحقتها واو في اللفظ نحو انه وغلامه لما ذكرنا ( { يا قوم } ) حذف ياء المتكلم اكتفاء بالكسرة وهذا يجوز وهذا في النداء خاصة لأنه لا يلبس ومنهم من يثبت الياء ساكنه ومنهم من يفتحها ومنهم من يقلبها ألفا بعد فتح ما قبلها ومنهم من يقول يا قوم بضم الميم ( { إلى بارئكم } ) القراءة بكسر الهمزة لأن كسرها اعراب وروي عن أبي عمرو تسكينها فرارا من توالي الحركات وسيبويه لا يثبت هذه الرواية وكان يقول ان الراوي لم يضبط عن أبي عمرو لأن أبا عمرو اختلس الحركة فظن السامع أنه سكن ( { ذلكم } ) قال بعضهم الأصل ذانكم لأن المقدم ذكره التوبة والقتل فأوقع المفرد موقع التثنية لأن ذا يحتمل الجميع وهذا ليس بشيء لأن قوله فاقتلوا تفسير التوبة فهو واحد ( { فتاب عليكم } ) في الكلام حذف تقديره ففعلتم فتاب عليكم
قوله تعالى ( { لن نؤمن لك } ) انما قال نؤمن لك لا بك لأن المعنى لن نؤمن لأجل قولك أو يكون محمولا على لن نقر لك بما ادعيته ( { جهرة } ) مصدر في موضع الحال من اسم الله أي نراه ظاهرا غير مستور وقيل حال من التاء والميم في قلتم أي قلتم ذلك مجاهرين وقيل هو مصدر منصوب بفعل محذوف أي جهرتم جهرة و ( { الصاعقة } ) فاعلة بمعنى مفعلة يقال أصعقتهم الصاعقة فهو كقولهم أورس النبت فهو وارس وأعشب فهو عاشب قوله تعالى ( { وظللنا عليكم الغمام } ) أي جعلناه ظلا وليس كقولك ظللت زيدا بظل لأن ذلك يؤدى إلى أن يكون الغمام مستورا بظل آخر ويجوز أن يكون التقدير بالغمام والغمام جمع غمامة والصحيح أن يقال هو جنس فإذا أردت الواحد زدت عليه التاء
قوله تعالى ( { المن والسلوى } ) جنسان ( { كلوا من طيبات } ) من هنا للتبعيض أو لبيان الجنس والمفعول محذوف والتقدير كلوا شيئا من طيبات
____________________
(1/37)
( { أنفسهم } ) مفعول ( { يظلمون } ) وقد أوقع أفعلا وهو من جموع القلة موضع جمع الكثرة
قوله تعالى ( { هذه القرية } ) القرية نعت لهذه ( { سجدا } ) حال وهو جمع ساجد وهو أبلغ من السجود ( { حطة } ) خبر مبتدأ محذوف أي سؤالنا حطة وموضع الجملة نصب بالقول وقرىء حطة بالنصب على المصدر أي حط عنا حطة ( { نغفر لكم } ) جواب الامر وهو مجزوم في الحقيقة بشرط محذوف تقديره ان تقولوا ذلك نغفر لكم والجمهور على اظهار الراء عند اللام وقد أدغمها قوم وهو ضعيف لأن الراء مكررة فهي في تقدير حرفين فإذا أدغمت ذهب أحدهما واللام المشددة لا تكرير فيها فعند ذلك يذهب التكير القائم مقام حرف ويقرأ ( / < تغفر لكم ) بالتاء على مالم يسم فاعله وبالياء كذلك لأنه فصل بين الفعل والفاعل ولأن تأنيث الخطايا غير حقيقي ( > / خطاياكم ) هو جمع خطيئة وأصله عند الخليل خطائيء بهمزتين الأولى منهما مكسورة وهي المنقلبة عن الياء الزائدة في خطيئة فهو مثل صحيفة وصحائف فاستثقل الجمع بين الهمزتين فنقلوا الهمزة الأولى إلى موضع الثانية فصار وزنه فعالىء وإنما فعلوا ذلك لتصير المكسورة طرفا فتنقلب ياء فتصير فعالى ثم أبدلوا من كسرة الهمزة الأولى فتحة فانقلبت الياء بعدها ألفا كما قالوا في يا لهفي ويا أسفي فصارت الهمزة بين ألفين فأبدل منها ياء لأن الهمزة قريبة من الألف فاستكرهوا اجتماع ثلاث ألفات فخطايا فعالى ففيها على هذا خمس تغييرات تقديم اللام عن موضعها وابدال الكسرة فتحة وابدال الهمزة الاخيرة ياء ثم ابدالها ألفا ثم ابدال الهمزة التي هي لام ياء وقال سيبويه أصلها خطائيء كقول الخليل الا أنه أبدل الهمزة الثانية ياء لانكسار ما قبلها ثم أبدل من الكسرة فتحة فانقلبت الياء ألفا ثم أبدل الهمزة ياء فلا تحويل على مذهبه وقال الفراء الواحدة خطية بتخفيف الهمزة والادغام فهو مثل مطية ومطايا
قوله تعالى ( { فبدل الذين ظلموا } ) في الكلام حذف تقديره فبدل الذين ظلموا بالذي قيل لهم قولا غير الذي قيل لهم فبدل يتعدى إلى مفعول واحد بنفسه وإلى آخر بالباء والذي مع الباء هو المتروك والذي بغير باء هو الموجود كقول ابي النجم
وبدلت والدهر ذو تبدل % هيفا دبورا بالصبا والشمأل
فالذي انقطع عنها الصبا والذي صار لها الهيف فكذلك ها هنا ويجوز أن يكون
____________________
(1/38)
بدل محمولا على المعنى تقديره فقال الذين ظلموا قولا غير الذي لأن تبديل القول كان بقول ( { من السماء } في موضوع نصب متعلق بأنزلنا ويجوز أن يكون صفة لرجز فيتعلق بمحذوف والرجز بكسر الراء وضمها لغتان ( { بما كانوا } ) الباء بمعنى السبب أي عاقبناهم بسبب فسقهم
قوله ( { استسقى } الألف منقلبة عن ياء لأنه من السقي وألف العصا من واو لأن تثنيتها عصوان وتقول عصوت بالعصا أي ضربت بها والتقدير فضرب ( { فانفجرت منه اثنتا عشرة } ) من العرب من يسكن الشين ومنهم من يكسرها وقد قرىء بهما ومنهم من يفتحها ( { مفسدين } ) حال مؤكدة لأن قوله ( { ولا تعثوا } لا تفسدوا )
قوله تعالى ( { يخرج لنا مما تنبت الأرض } ) مفعول يخرج محذوف تقديره شيئا مما تنبت الارض وما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة ولا تكون مصدرية لأن المفعول المقدر لا يوصف بالانبات لأن الانبات مصدر والمحذوف جوهر ( { من بقلها } ) من هنا لبيان الجنس ووضعها نصب على الحال من الضمير المحذوف تقديره مما تنبته الارض كائنا من بقلها ويجوز أن يكون بدلا من ما الأولى بإعادة حرف الجر والقثاء بكسر القاف وضمها لغتان وقد قرىء بهما والهمزة أصل لقولهم أقثأت الارض واحدته قثاءة ( { أدنى } ) ألفه منقلبة عن واو لأنه من دنا يدنو إذا قرب وله معنيان أحدهما أن يكون المعنى ما تقرب قيمته بخساسته ويسهل تحصيله والثاني أن يكون بمعنى القريب منكم لكونه في الدنيا و ( { بالذي هو خير } ) ما كان من امتثال أمر الله لأن نفعه متأخر إلى الاخرة وقيل الألف مبدلة من همزة لأنه مأخوذ من دنؤ يدنؤ فهو دنىء والمصدر الدناءة وهو من الشيء الخسيس فأبدل الهمزة ألفا كما قال لأهناك المرتع وقيل أصله أدون من الشيء الدون فأخر الواو فانقلبت ألفا فوزنه الان أفلع ( { اهبطوا } الجيد كسر الباء والضم لغة وقد قرىء به ( { مصرا } نكرة فلذلك انصرف والمعنى اهبطوا بلدا من البلدان وقيل هو معرفة وانصرف لسكون أوسطه وترك الصرف جائزة وقد قرىء به وهو مثل هند ودعد والمصر في الأصل هو الحد بين الشيئين ( { ما سألتم } ما في موضع نصب اسم ان وهي بمعنى الذي ويضعف أن تكون نكرة موصوفة ( { وباؤوا } الألف في باءوا منقلبة عن واو لقولك في المستقبل يبوء ( { بغضب } في موضع الحال أي رجعوا مغضوبا عليهم ( { من الله } في موضع جر
____________________
(1/39)
صفة لغضب ( { ذلك بأنهم } ) ذلك مبتدأ وبأنهم ( { كانوا يكفرون } ) الخبر والتقدير ذلك الغضب مستحق بكفرهم ( { النبيين } ) أصل النبي الهمزة لأنه من النبأ وهو الخبر لأنه يخبر عن الله لكنه خفف بأن قلبت الهمزة ياء ثم أدغمت الياء الزائدة فيها وقيل من لهم يهمز أخذه من النبوة وهو الارتفاع لأن رتبة النبي ارتفعت عن رتب سائر الخلق وقيل النبي الطريق فالمبلغ عن الله طريق الخلق إلى الله وطريقه إلى الخلق وقد قرىء بالهمز على الأصل ( { بغير الحق } ) في موضع نصب على الحال من الضمير في يقتلون والتقدير يقتلونهم مبطلين ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف تقديره قتلا بغير الحق وعلى كلا الوجهين هو توكيد ( { عصوا } ) أصله عصيوا فلما تحركت الياء وانفتح ما قبلها قلبت ألفا ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين وبقيت الفتحة تدل عليها والواو هنا تدغم في الواو التي بعدها لأنها مفتوح ما قبلها فلم يكن فيها مد يمنع من الادغام وله في القرآن نظائر كقوله ( { فقد اهتدوا } ) وان تولوا فإن انضم ما قبل هذه الواو نحو آمنوا وعملوا لم يجز ادغامها لأن الواو المضموم ما قبلها يطول مدها فيجرى مجرى الحاجز بين الحرفين
قوله تعالى ( { والصابئين } ) يقرأ بالهمز على الأصل وهو من صبأ يصبأ إذا مال ويقرأ بغير همز وذلك على قلب الهمزة ألفا في صبا وعلى قلبها ياء في صابى ولما قلبها ياء حذفها من أجل ياء الجمع والألف في هادوا منقلبة عن واو لأنه من هاد يهود إذا تاب ومنه قوله تعالى ( { إنا هدنا إليك } ) ويقال هو من الهوادة وهو الخضوع ويقال أصلها ياء من هاد يهيد إذا تحرك ( { من آمن } ) من هنا شرطية في موضع مبتدأ والخبر آمن والجواب ( { فلهم أجرهم } ) والجملة خبر ان الذين والعائد محذوف تقديره من آمن منهم ويجوز أن يكون من بمعنى الذي غير جازمة ويكون بدلا من اسم ان والعائد محذوف ايضا وخبر ان ( { فلهم أجرهم } وقد حمل على لفظ من آمن وعمل فوجد الضمير وحمل على معناها ( { فلهم أجرهم } فجمع وأجرهم مبتدأ ولهم خبره وعند الأخفش أن أجرهم مرفوع بالجار و ( { عند } ) ظرف والعامل فيه معنى الاستقرار ويجوز أن يكون عند في موضع الحال من الاجر تقديره فلهم أجرهم ) ثابتا عند ( { ربهم } ) والاجر في الأصل مصدر يقال أجره الله يأجره أجرا ويكون بمعنى المفعول به لأن الاجر هو الشيء الذي يجازى به المطيع فهو مأجور به
____________________
(1/40)
قوله تعالى ( { فوقكم } ) ظرف لرفعنا ويضعف أن يكون حالا من الطور لأن التقدير يصير رفعنا الطور عاليا وقد استفيد هذا من رفعنا ولأن الجبل لم يكن فوقهم وقت الرفع وإنما صار فوقهم بالرفع ( { خذوا ما آتيناكم } ) التقدير وقلنا خذوا ويجوز أن يكون القول المحذوف حالا والتقدير رفعنا فوقكم الطور قائلين خذوا ( { بقوة } ) في موضع نصب على الحال المقدرة والتقدير خذوا الذي آتيناكموه عازمين على الجد في العمل به وصاحب الحال الواو في خذوا ويجوز أن يكون حالا من الضمير المحذوف والتقدير خذوا ما آتيناكموه وفيه الشدة والتشدد في الوصية بالعمل به
قوله تعالى ( { فلولا } هي مركبة من لو ولا ولو قبل التركيب يمتنع بها الشيء لامتناع غيره ولا للنفي والامتناع نفي في المعنى فقد دخل النفي بلا على أحد امتناعي لو والامتناع نفي في المعنى والنفي إذا دخل على النفي صار ايجابا فمن هنا صار معنى لولا هذه يمتنع بها الشيء لوجود غيره و ( { فضل الله } ) مبتدأ والخبر محذوف تقديره لولا فضل الله حاضر ولزم حذف الخبر لقيام العلم به وطول الكلام بجواب لولا فإن وقعت أن بعد لولا ظهر الخبر كقوله تعالى ( { فلولا أنه كان من المسبحين } ) فالخبر في اللفظ لأن وذهب الكوفيون إلى أن الاسم الواقع بعد لولا هذه فاعل لولا
قوله ( { علمتم الذين اعتدوا } ) علمتم ها هنا بمعنى عرفتم فيتعدى إلى مفعول واحد و ( { منكم } ) في موضع نصب حالا من الذين اعتدوا اي المعتدين كائنين منكم و ( { في السبت } ) متعلق باعتدوا وأصل السبت مصدر يقال سبت يسبت سبتا إذا قطع ثم سمى اليوم سبتا وقد يقال يوم السبت فيخرج مصدرا على أصله وقد قالوا اليوم السبت فجعلوا اليوم خبرا عن السبت كما يقال اليوم القتال فعلى ما ذكرنا يكون في الكلام حذف تقديره في يوم السبت ( { خاسئين } ) الفعل منه خسأ إذا ذل فهو لازم مطاوع خسأته فاللازم منه والمتعدى بلفظ واحد مثل زاد الشيء وزدته وغاض الماء وغضته وهو صفة لقردة ويجوز أن يكون خبرا ثانيا وأن يكون حالا من فاعل كان والعامل فيها كان
قوله تعالى ( { فجعلناها } ) الضمير للعقوبة أو المسخة أو الامة و ( { نكالا } ) مفعول ثان
____________________
(1/41)
قوله تعالى ( { يأمركم } ) الجمهور على ضم الراء وقرىء بإسكانها لأن الكاف متحركة وقبل الراء حركة فسكنوا الاوسط تشبيها له بعضد وأجروا المنفصل مجرى المتصل ومنهم من يختلس ولا يسكن والجيد همزه وقرىء بالألف على ابدال الهمزة ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها ومثله الراس والباس ( { أن تذبحوا } ) في موضع نصب على تقدير اسقاط حرف الجر وتقديره بأن تذبحوا وعلى قول الخليل هو في موضع جر بالباء ويجوز أن يقول الخليل هو هنا في موضع نصب فتعدى أمرت بنفسه كما قال أمرتك الخير فافعل ( { هزوا } ) مصدر وفيه ثلاث لغات الهمز وضم الزاي والهمز وسكون الزاي وقلب الهمزة واوا مع ضم الزاي وربما سكنت الزاي أيضا وهو مفعول ثان لاتخذ وفيه مضاف محذوف تقديره أتتخذنا ذوي هزؤ ويجوز أن يكون مصدرا بمعنى المفعول تقديره مهزوءا بهم وجواب الاستفهام معنى ( { أعوذ بالله أن أكون } ) لأن المعنى أن الهازىء جاهل كأنه قال لا أهزأ
قوله تعالى ( { ادع لنا } ) اللغة الجيدة ضم العين والواو محذوفة علامة للبناء عند البصريين وللجزم عند الكوفيين ومن العرب من يكسر العين ووجهها أنه قدر العين ساكنة كأنها آخر الفعل ثم كسرها لسكونها وسكون الدال قبلها ( { ما لونها } ) ما اسم للاستفهام في موضع رفع بالابتداء ولونها الخبر والجملة في موضع نصب بيبين ولو قرىء لونها بالنصب لكان له وجه وهو أن تجعل ما زائدة كهي في قوله ( { أيما الأجلين قضيت } ) ويكون التقدير يبين لنا لونها وأما ما هي فابتداء وخبر لا غير إذ لا يمكن جعل ما زائدة لأن هي لا يصلح أن يكون مفعول يبين ( { لا فارض } ) صفة لبقرة ولا لا تمنع ذلك لأنها دخلت لمعنى النفي فهو كقولك مررت برجل لا طويل ولا قصير وان شئت جعلته خبر مبتدأ أي لا هي فارض ( { ولا بكر } ) مثله وكذلك ( { عوان بين ذلك } ) أي بينهما وذلك لما صلح للتثنية والجمع جاز دخول بين عليه واكتفى به ( { ما تؤمرون } ) أي به أو تؤمرونه وما بمعنى الذي ويضعف أن يكون نكرة موصوفة لأن المعنى على العموم وهو بالذي اشبه
قوله تعالى ( { فاقع لونها } ) ان شئت جعلت فاقع صفة ولونها مرفوعا به وان شئت كان خبرا مقدما والجملة صفة ( { تسر } ) صفة أيضا وقيل فاقع صفة للبقرة ولونها مبتدأ وتسر خبره وأنث اللون لوجهين أحدهما أن اللون صفرة ها هنا فحمل على المعنى والثاني أن اللون مضاف إلى المؤنث فأنث كما قال ذهبت بعض أصابعه و ( { يلتقطه بعض السيارة } )
____________________
(1/42)
قوله تعالى ( { إن البقر } ) الجمهور على قراءة البقر بغير ألف هو جنس للبقرة وقرىء شاذا إن الباقر وهو اسم بقرة ومثله الجامل ( { تشابه } ) الجمهور على تخفيف الشين وفتح الهاء لأن البقر تذكر والفعل ماض ويقرأ بضم الهاء مع التخفيف على تأنيث البقر إذ كانت كالجمع ويقرأ بضم الهاء وتشديد الشين وأصله تتشابه فأبدلت التاء الثانية شيئا ثم أدغمت ويقرأ كذلك الا أنه بالياء على التذكير ( { إن شاء الله } جواب الشرط ان وما عملت فيه عند سيبويه وجاز ذلك لما كان الشرط متوسطا وخبر ان هو جواب الشرط في المعنى وقد وقع بعده فصار التقدير ان شاء الله هدايتنا اهتدينا والمفعول محذوف وهو هدايتنا وقال المبرد الجواب محذوف دلت عليه الجملة لأن الشرط معترض فالنية به التأخير فيصير كقولك أنت ظالم ان فعلت
قوله تعالى ( { لا ذلول } ) إذا وقع فعول صفة لم يدخله الهاء للتأنيث تقول امرأة صبور وكشور وهو بناء للمبالغة وذلول رفع صفة للبقرة أو خبر ابتداء محذوف وتكون الجملة صفة ( { تثير } ) في موضع نصب حالا من الضمير في ذلول تقديره لا تذل في حال اثارتها ويجوز أن يكون رفعا اتباعا لذلول وقيل هو مستأنف أي هي تثير وهذا قول من قال ان البقرة كانت تثير الارض ولم تكن تسقى الزرع وهو قول بعيد من الصحة لوجهين أحدهما أنه عطف عليه ( { ولا تسقي الحرث } ) فنفي المعطوف فيجب أن يكون المعطوف عليه كذلك لأنه في المعنى واحد الا ترى أنك لا تقول مررت برجل قائم ولا قاعد بل تقول لا قاعد بغير واو كذلك يجب أن يكون هنا والثاني أنها لو أثارت الارض لكانت ذلولا وقد نفى ذلك ويجوز على قول من أثبت هذا الوجه أن تكون تثير في موضع رفع صفة للبقرة ( { ولا تسقي الحرث } ) يجوز أن يكون صفة أيضا وأن يكون خبر ابتداء محذوف وكذلك ( { مسلمة } ) و ( { لا شية فيها } ) والاحسن أن يكون صفة والأصل في شية وشية لأنه من وشا يشي فلما حذفت الواو في الفعل حذفت في المصدر وعوضت التاء من المحذوف ووزنها الآن علة وفيها خبر لا في موضع رفع ( { قالوا الآن } ) الألف واللام في الآن زائدة وهو مبني قال الزجاج بنى لتضمنه معنى حرف الاشارة كأنك قلت هذا الوقت وقال أبو علي بني لتضمنه معنى لام التعريف لأن الألف واللام الملفوظ بهما لم تعرفه ولا هو علم ولا مضمر ولا شيء من أقسام المعارف فيلزم أن يكون تعريفه باللام المقدرة واللام هنا زائدة زيادة لازمة كما لزمت في الذي وفي اسم الله وفي ( { الآن } ) أربعة أوجه
____________________
(1/43)
أحدها تحقيق الهمزة وهو الأصل والثاني إلقاء حركة الهمزة على اللام وحذفها وحذف ألف اللام في هذين الوجهين لسكونها وسكون اللام في الأصل لأن حركة اللام ها هنا عارضة والثالث كذلك الا أنهم حذفوا ألف اللام لما تحركت اللام فظهرت الواو في قالوا والرابع إثبات الواو في اللفظ وقطع ألف اللام وهو بعيد ( { بالحق } ) يجوز أن يكون مفعولا به والتقدير أجأت الحق أو ذكرت الحق ويجوز أن يكون حالا من التاء تقديره جئت ومعك الحق ( { وإذ قتلتم } ) تقديره إذكروا إذ ( { فادارأتم } أصل الكلمة تدارأتم ووزنه تفاعلتم ثم أرادوا التخفيف فقلبوا التاء دالا لتصير من جنس الدال التي هي فاء الكلمة لتمكن الادغام ثم سكنوا الدال إذ شرط الادغام أن يكون الاول ساكنا فلم يمكن الابتداء بالساكن فاجتلبت له همزة الوصل فوزنه الان افاعلتم بتشديد الفاء مقلوب من اتفاعلتم والفاء الأولى زائدة ولكنها صارت من جنس الأصل فينطق بها مشددة لا لأنهما أصلان بل لأن الزائد من جنس الأصلي فهو نظير قولك ضرب بالتشديد فإن احدى الراءين زائدة ووزنه فعل بتشديد العين كما كانت الراء كذلك ولم نقل في الوزن فعول ولا فوعل فيؤتى بالراء الزائدة في المثال بل زيدت العين في المثال كما زيدت في الأصل وكانت من جنسه فكذلك التاء في تدارأتم صارت بالابدال دالا من جنس فاء الكلمة
فإن سئل عن الوزن ليبين الأصل من الزائد بلفظه الاول أو الثاني كان الجواب أن يقال وزن أصله الاول تفاعلتم والثاني اتفاعلتم والثالث افاعلتم ومثل هذه المسألة ( { اثاقلتم إلى الأرض } ) وحتى إذا اداركوا فيها
قوله تعالى ( { مخرج ما كنتم تكتمون } ) ما في موضع نصب بمخرج وهي بمعنى الذي والعائد محذوف ويجوز أن تكون مصدرية ويكون المصدر بمعنى المفعول أي يخرج كتمكم أي مكتومكم
قوله تعالى ( { كذلك يحيي الله } ) الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف تقديره يحيي الله الموتى احياء مثل ذلك وفي الكلام حذف تقديره فضربوها فحييت
قوله تعالى ( { فهي كالحجارة } ) الكاف حرف جر متعلقة بمحذوف تقديره فهي مستقرة كالحجارة ويجوز أن يكون اسما بمعنى مثل في موضع رفع ولا تتعلق بشيء ( { أو أشد } ) أو ها هنا كأو في قوله ( { أو كصيب } ) وأشد معطوف على الكاف
____________________
(1/44)
تقديره أو هي أشد وقرىء بفتح الدال على أنه مجرور عطفا على الحجارة تقديره أو كأشد من الحجارة و ( { قسوة } ) تمييز وهي مصدر ( { لما يتفجر } ) ما بمعنى الذي في موضع نصب اسم ان واللام للتوكيد ولو قرىء بالتاء جاز ولو كان في غير القرآن لجاز منها على المعنى ( { يشقق } ) أصله يتشقق فقلبت التاء شيءا وأدغمت وفاعله ضمير ما ويجوز أن يكون فاعله ضمير الماء لأن ( { يشقق } ) يجوز أن يجعل للماء على المعنى فيكون معك فعلان فيعمل الثاني منهما في الماء وفاعل الاول مضمر على شريطة التفسير وعند الكوفيين يعمل الاول فيكون في الثاني ضميره ( { من خشية الله } ) من في موضع نصب بيهبط كما تقول يهبط بخشية الله ( { عما يعملون } ) ما بمعنى الذي ويجوز أن تكون مصدرية
قوله تعالى ( { أن يؤمنوا لكم } ) حرف الجر محذوف أي في أن يؤمنوا وقد تقدم ذكر موضع مثل هذا من الإعراب ( { وقد كان } الواو واو الحال والتقدير أفتطمعون في إيمانهم وشأنهم الكذب والتحريف ( { منهم } ) في موضع رفع صفة لفريق و ( { يسمعون } ) خبر كان وأجاز قوم أن يكون يسمعون صفة لفريق ومنهم الخبر وهو ضعيف ( { ما عقلوه } ) ما مصدرية ( { وهم يعلمون } ) حال والعامل فيها يحرفونه ويجوز أن يكون العامل عقلوه ويكون حالا مؤكدة
قوله تعالى ( { بما فتح الله } ) يجوز أن تكون ما بمعنى الذي وأن تكون مصدرية وأن تكون نكرة موصوفة ( { ليحاجوكم } ) اللام بمعنى كي والناصب للفعل أن مضمرة لأن اللام في الحقيقة حرف جر ولا تدخل الا على الاسم وأكثر العرب يكسر هذه اللام ومنهم من يفتحها
قوله تعالى ( { أميون } ) مبتدأ وما قبله الخبر ويجوز على مذهب الأخفش أن يرتفع بالظرف ( { لا يعلمون } ) في موضع رفع صفة لأميين ( { إلا أماني } ) استثناء منقطع لأن الأماني ليست من جنس العلم وتقدير الا في مثل هذا بلكن أي لكن يتمنونه أماني وواحد الأماني أمنية والياء مشددة في الواحد والجمع ويجوز تخفيفها فيهما ( { وإن هم } ان بمعنى ما ولكن لا تعمل عملها وأكثر ما تأتي بمعناها إذا انتقض النفي بالا وقد جاءت وليس معها الا وسيذكر في موضعه والتقدير وان هم ( { إلا قوم } يظنون )
قوله تعالى ( { فويل للذين يكتبون } ) ابتداء وخبر ولو نصب لكان له وجه
____________________
(1/45)
على أن يكون التقدير ألزمهم الله ويلا واللام للتبيين لأن الاسم لم يذكر قبل المصدر والويل مصدر لم يستعمل منه فعل لأن فاءه وعينه معتلتان
قوله تعالى ( { الكتاب } ) مفعول به أي المكتوب ويضعف أن يكون مصدرا وذكر الايدي توكيد وواحدها يد وأصلها يدي كفلس وهذا الجمع جمع قلة وأصله أيدي بضم الدال والضمة قبل الياء مستثقلة لا سيما مع الياء المتحركة فلذلك صيرت الضمة كسرة ولحق بالمنقوص ( { ليشتروا } ) اللام متعلقة بيقولون ( { مما كتبت أيديهم } ) ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة أو مصدرية وكذلك ( { مما يكسبون } )
قوله تعالى ( { إلا أياما } ) منصوب على الظرف وليس للا فيه عمل لأن الفعل لم يتعد إلى ظرف قبل هذا الظرف وأصل أيام أيوام فلما اجتمعت الياء والواو وسبقت الأولى بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت الياء في الياء تخفيفا ( { اتخذتم } ) الهمزة للاستفهام وهمزة الوصل محذوفة استغناء عنها بهمزة الاستفهام وهو بمعنى جعلتم المتعدية إلى مفعول واحد ( { فلن يخلف } ) التقدير فيقولوا لن يخلف ( { ما لا تعلمون } ) ما بمعنى الذي أو نكرة ولا تكون مصدرية هنا
قوله تعالى ( { بلى } ) حرف يثبت به المجيب المنفي قبله تقول ما جاء زيد فيقول المجيب بلى أي قد جاء ولهذا يصح أن تأتي بالخبر المثبت بعد بلى فتقول بلى قد جاء فان قلت في جواب النفي نعم كان اعترافا بالنفي وصح أن تأتي بالنفي بعده كقوله ما جاء زيد فنقول نعم ما جاء والياء من نفس الحرف وقال الكوفيون هي بل زيدت عليها الياء وهو ضعيف ( { من كسب } ) في من وجهان أحدهما هي بمعنى الذي والثاني شرطية وعلى كلا الوجهين هي مبتدأة الا أن كسب لا موضع لها ان كانت من موصولة ولها موضع ان كانت شرطية والجواب ( { فأولئك } ) وهو مبتدأ و ( { أصحاب النار } ) خبره والجملة جواب الشرط أو خبر من والسيئة على فيعلة مثل سيد وهين وقد ذكرناه في قوله ( { أو كصيب } ) وعين الكلمة واو لأنه من ساءه يسوءه ( { به } ) يرجع إلى لفظ من وما بعده من الجمع يرجع إلى معناها ويدل على أن من بمعنى الذي المعطوف وهو قوله ( { والذين آمنوا } )
قوله تعالى ( { لا تعبدون إلا الله } ) يقرأ بالتاء على تقدير قلنا لهم لا تعبدون وبالياء لأن بني إسرائيل اسم ظاهر فيكون الضمير وحرف المضارعة بلفظ الغيبة
____________________
(1/46)
لأن الاسماء الظاهرة كلها غيب وفيها من الإعراب أربعة أوجه أحدها أنه جواب قسم دل عليه المعنى وهو قوله ( { أخذنا ميثاق } ) لأن معناه أحلفناهم أو قلنا لهم بالله لا تعبدون والثاني أن ( أن ) مرادة والتقدير أخذنا ميثاق بني إسرائيل على أن لا تعبدوا الا الله فحذف حرف الجر ثم حذف أن فارتفع الفعل ونظيره
( الا أيهذا الزاجري أحضر الوغى % ) بالرفع والتقدير عن أن أحضر والثالث أنه في موضع نصب على الحال تقديره أخذنا ميثاقهم موحدين وهي حال مصاحبة ومقدرة لأنهم كانوا وقت أخذ العهد موحدين والتزموا الدوام على التوحيد ولو جعلتها حالا مصاحبة فقط على أن يكون التقدير أخذنا ميثاقهم ملتزمين الاقامة على التوحيد جاز ولو جعلتها حالا مقدرة فقط جاز ويكون التقدير أخذنا ميثاقهم مقدرين التوحيد أبدا ما عاشوا والوجه الرابع أن يكون لفظه لفظ الخبر ومعناه النهي والتقدير قلنا لهم لا تعبدوا وفيه وجه خامس وهو أن يكون الحال محذوفة والتقدير أخذنا ميثاقهم قائلين كذا وكذا وحذف القول كثير ومثل ذلك قوله تعالى ( { وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون } الا الله ) مفعول تعبدون ولا عمل للا في نصبه الا أن الفعل قبله لم يستوف مفعوله ( { وبالوالدين إحسانا } ) إحسانا مصدر أي وقلنا أحسنوا بالوالدين إحسانا ويجوز أن يكون مفعولا به والتقدير وقلنا استوصوا بالوالدين إحسانا ويجوز أن يكون مفعولا له أي ووصيناهم بالوالدين لأجل الإحسان إليهم ( { وذي القربى } ) انما أفرد ذي ها هنا لأنه أراد الجنس أو يكون وضع الواحد موضع الجمع وقد تقدم نظيره ( { واليتامى } ) جمع يتيم وجمع فعيل على فعالي قليل والميم في ( { والمساكين } ) زائدة لأنه من السكون ( { وقولوا } ) أي وقلنا لهم قولوا ( { حسنا } ) يقرأ بضم الحاء وسكون السين وبفتحهما وهما لغتان مثل العرب والعرب والحزن والحزن وفرق قوم بينهما فقالوا الفتح صفة لمصدر محذوف أي قولا حسنا والضم على تقدير حذف مضاف أي قولا ذا حسن وقرىء بضم الحاء من غير تنوين على أن الألف للتأنيث ( { إلا قليلا منكم } ) النصب على الاستثناء المتصل وهو الوجه وقرىء بالرفع شاذا ووجهه أن يكون بفعل محذوف كأنه قال امتنع قليل ولا يجوز أن يكون بدلا لأن المعنى يصير ثم تولى قليل ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي الا قليل منكم لم يتول كما قالوا ما مررت بأحد الا ورجل من بني تميم خير منه ويجوز
____________________
(1/47)
4 أن يكون توكيدا للضمير المرفوع المستثنى منه وسيبوية واصحابه يسمونه نعتا ووصفا وأنشد أبو علي في مثل رفع هذه الاية
وبالصريمة منهم منزل خلق % عاف تغير الا النؤى والوتد ( { وأنتم معرضون } ) جملة في موضع الحال المؤكدة لأن توليتم يغني عنه وقيل المعنى توليتم بأبدانكم وأنتم معرضون بقلوبكم فعلى هذا هي حال منتقلة وقيل توليتم يعني آباءهم وأنتم معرضون يعني أنفسهم كما قال ( { وإذ نجيناكم من آل فرعون } ) يعني آباءهم
قوله تعالى ( { من دياركم } ) الياء منقلبة عن واو لأنه جمع دار والألف في دار واو في الأصل لأنها من دار يدور وإنما قلبت ياء في الجمع لانكسار ما قبلها واعتلالها في الواحد
فإن قلت فكيف صحت في لو إذا قيل لما صحت في الفعل صحت في المصدر والفعل لأوذت
فإن قلت فكيف في ديار قيل الأصل فيه ديوار فقبلت الواو وأدغمت ( { ثم أقررتم } ) فيه وجهان أحدهما أن ثم على بابها في افادة العطف والتراخي والمعطوف عليه محذوف تقديره فقبلتم ثم أقررتم والثاني أن تكون ثم جاءت لترتيب الخبر لا لترتيب المخبر عنه كقوله تعالى ( { ثم الله شهيد } )
قوله تعالى ( { ثم أنتم هؤلاء } ) أنتم مبتدأ وفي خبره ثلاثة أوجه أحدها تقتلون فعلى هذا في هؤلاء وجهان أحدهما في موضع نصب بإضمار أعنى والثاني هو منادى أي يا هؤلاء الا أن هذا لا يجوز عند سيبويه لأن أولاء مبهم ولا يحذف حرف النداء مع المبهم والوجه الثاني أن الخبر هؤلاء على أن يكون بمعنى الذين وتقتلون صلته وهذا ضعيف أيضا لأن مذهب البصريين أن أولاء هذا لا يكون بمنزلة الذين وأجازه الكوفيون والوجه الثالث أن الخبر هؤلاء على تقدير حذف مضاف تقديره ثم أنتم مثل هؤلاء كقولك أبو يوسف أبو حنيفة فعلى هذا تقتلون حال يعمل فيها معنى التشبيه
قوله ( { تظاهرون عليهم } ) في موضع نصب على الحال والعامل فيها تخرجون وصاحب الحال الواو ويقرأ بتشديد الظاء والأصل تتظاهرون فقلبت التاء الثانية ظاء وأدغمت ويقرأ بالتخفيف على حذف التاء الثانية لأن الثقل والتكرر حصل بها ولأن الأولى حرف يدل على معنى وقيل المحذوفة هي الأولى ويقرأ بضم التاء وكسر الهاء والتخفيف وماضيه ظاهر ( { والعدوان } ) مصدر مثل
____________________
(1/48)
الكفران والكسر لغة ضعيفة أسارى حال وهو جمع أسير ويقرأ بضم الهمزة وبفتحها مثل سكارى وسكارى ويقرأ أسرى مثل جريح وجرحى ويجوز في الكلام أسراء مثل شهيد وشهداء ( / < تفدوهم > / ) بغير ألف و ( { تفادوهم } ) بالألف وهو من باب المفاعلة فيجوز أن يكون بمعنى القراءة الأولى ويجوز أن يكون من المفاعلة التي تقع من اثنين لأن المفاداة كذلك تقع ( { وهو محرم عليكم } ) هو مبتدأ وهو ضمير الشان ومحرم خبره و ( { إخراجهم } ) مرفوع بمحرم ويجوز أن يكون إخراجهم مبتدأ ومحرم خبر مقدم والجملة خبر هو ويجوز أن يكون هو ضمير الإخراج المدلول عليه بقوله ( { وتخرجون فريقا منكم } ) ويكون محرم الخبر وإخراجهم بدل من الضمير في محرم أو من هو ( { فما جزاء } ) ما نفى والخبر ( { خزي } ) ويجوز أن تكون استفهاما مبتدأ وجزاء خبره والا خزي بدل من جزاء ( { يفعل ذلك منكم } ) في موضع نصب على الحال من الضمير في يفعل ( { في الحياة الدنيا } ) صفة للخزي ويجوز أن يكون ظرفا تقديره الا أن يخزى في الحياة الدنيا ( { يردون } ) بالياء على الغيبة لأن قبله مثله ويقرأ بالتاء على الخطاب ردا على قوله ( { تقتلون } ) ومثله ( { عما } ) تعملون بالتاء والياء
قوله عز وجل ( { وقفينا } ) الياء بدل من الواو لقولك قفوته وهو يقفوه إذا اتبعه فلما وقعت رابعة قلبت ياء ( { الرسل } ) بالضم وهو الأصل والتسكين جائز تخفيفا ومنهم من يسكن إذا أضاف إلى الضمير هربا من توالي الحركات ويضم في غير ذلك ( { عيسى } ) فعلى من العيس وهو بياض يخالطه شقرة وقيل هو أعجمي لا اشتقاق له و ( { مريم } ) علم أعجمي ولو كان مشتقا من رام يريم لكان مريما بسكون الياء وقد جاء في الإعلام بفتح الياء نحو مزيد وهو على خلاف القياس ( { وأيدناه } ) وزنه فعلناه وهو من الايد وهو القوة ويقرأ ( { وأيدناه } ) بمد الألف وتخفيف الياء ووزنه أفعلناه
فإن قلت فلم لم تحذف الياء التي هي عين كما حذفت في مثل أسلناه من سال يسيل قيل لو فعلوا ذلك لتوالى اعلالان أحدهما قلب الهمزة الثانية ألفا ثم حذف الألف المبدلة من الياء لسكونها وسكون الألف قبلها فكان يصير اللفظ أدناه فكانت تحذف الفاء والعين وليس كذلك أسلناه لأن هناك حذفت العين وحدها ( { القدس } ) بضم الدال وسكونها لغتان مثل المعسر والعسر ( { أفكلما } دخلت الفاء ها هنا لربط ما بعدها بما قبلها والهمزة للاستفهام الذي بمعنى التوبيخ و ( { جاءكم } ) يتعدى
____________________
(1/49)
بنفسه وبحرف الجر تقول جئته وجئت إليه ( { تهوى } ) ألفه منقلبة عن ياء لأن عينه واو وباب طويت وشويت أكثر من باب جوة وقوة ولا دليل في هوى لانكسار العين وهو مثل شقى فإن أصله واو ويدل على أن هوى من اليائي أيضا قولهم في التثنية هويان ( { استكبرتم } ) جواب كلما ( { ففريقا كذبتم } ) أي فكذبتم فريقا فالفاء عطفت كذبتم على استكبرتم ولكن قدم المفعول ليتفق رءوس الآي وفي الكلام حذف أي ففريقا منهم كذبتم
قوله تعالى ( { غلف } ) يقرأ بضم اللام وهو جمع غلاف يقرأ بسكونها وفيه وجهان أحدهما هو تسكين المضموم مثل كتب وكتب والثاني هو جمع أغلف مثل أحمر وحمر وعلى هذا لا يجوز ضمه و ( { بل } ) ههنا اضراب عن دعواهم وإثبات أن سبب جحودهم لعن الله إياهم عقوبة لهم
قوله ( { بكفرهم } ) الباء متعلقة بلعن وقال أبو علي النية به التقديم أي وقالوا قلوبنا غلف بسبب كفرهم بل لعنهم الله معترض ويجوز أن يكون في موضع الحال من المفعول في لعنهم أي كافرين كما قال وقد دخلوا بالكفر ( { فقليلا } منصوب صفة لمصدر محذوف و ( { ما } ) زائدة أي فإيمانا قليلا ( { يؤمنون } ) وقيل صفة لظرف أي فزمانا قليلا يؤمنون ولا يجوز أن تكون ما مصدرية لأن قليلا لا يبقى له ناصب وقيل ( { ما } ) نافية أي فما يؤمنون قليلا ولا كثيرا ومثله ( { قليلا ما تشكرون } ) و ( { قليلا ما تذكرون } ) وهذا أقوى في المعنى وإنما يضعف شيئا من جهة تقدم معمول ما في حيز ما عليها
قوله تعالى ( { من عند الله } ) يجوز أن يكون في موضع نصب لابتداء غاية المجيء ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لكتاب ( { مصدق } ) بالرفع صفة لكتاب وقرىء شاذا بالنصب على الحال وفي صاحب الحال وجهان أحدهما الكتاب لأنه قد وصف فقرب من المعرفة والثاني أن يكون حالا من الضمير في الظرف ويكون العامل الظرف أو ما يتعلق به الظرف ومثله ( { رسول من عند الله مصدق } )
قوله ( { من قبل } ) بنيت ههنا لقطعها عن الاضافة والتقدير من قبل ذلك ( { فلما جاءهم } ) أتى بلما بعد لما من قبل جواب الأولى وفي جواب الأولى وجهان أحدهما جوابها لما الثانية وجوابها وهذا ضعيف لأن الفاء مع لما الثانية ولما لا تجاب بالفاء الا أن يعتقد زيادة الفاء على ما يجيزه الأخفش والثاني أن كفروا جواب الأولى
____________________
(1/50)
والثانية لأن مقتضاهما واحد وقيل الثانية تكرير فلم تحتج إلى جواب وقيل جواب الأولى محذوف تقديره أنكروه أو نحو ذلك ( { فلعنة الله } ) هو مصدر مضاف إلى الفاعل
قوله تعالى ( { بئسما اشتروا } ) فيه أوجه أحدها أن تكون ( { ما } ) نكرة غير موصوفة منصوبة على التمييز قاله الأخفش واشتروا على هذا صفة محذوف تقديره شيء أو كفر وهذا المحذوف هو المخصوص وفاعل بئس مضمر فيها ونظيره
لنعم ألفتى اضحى بأكناف حايل % أي فتى أضحى
وقوله ( { أن يكفروا } ) خبر مبتدأ محذوف أي هو أن يكفروا وقيل أن يكفروا في موضع جر بدلا من الهاء في به وقيل هو مبتدأ وبئس وما بعدها خبر عنه والوجه الثاني أن تكون ( { ما } ) نكرة موصوفة واشتروا صفتها وأن يكفروا على الوجوه المذكورة ويزيد هاهنا أن يكون هو المخصوص بالذم والوجه الثالث أن تكون ( { ما } ) بمنزلة الذي وهو اسم بئس وأن يكفروا المخصوص بالذم وقيل اسم بئس مضمر فيها والذي وصلته المخصوص بالذم والوجه الرابع أن تكون ( { ما } ) مصدرية أي بئس شراؤهم وفاعل بئس على هذا مضمر لأن المصدر هنا مخصوص ليس بجنس
قوله ( { بغيا } ) مفعول له ويجوز أن يكون منصوبا على المصدر لأن ما تقدم يدل على أنهم بغوا بغيا ( { أن ينزل الله } مفعول من أجله أي بغوا لأن أنزل الله وقيل التقدير بغيا على ما انزل الله أي حسدا على ما خص الله به نبيه من الوحي ومفعول ينزل محذوف أي ينزل الله شيئا ( { من فضله } ) ويجوز أن تكون من زائدة على قول الأخفش و ( { من } ) نكرة موصوفة أي على رجل ( { يشاء } ) ويجوز أن تكون بمعنى الذي ومفعول يشاء محذوف أي يشاء نزوله عليه ويجوز أن يكون يشاء يختار ويصطفى و ( { من عباده } ) حال من الهاء المحذوفة ويجوز أن يكون في موضع جر صفة أخرى لمن ( { فباؤوا بغضب } ) أي مغضوبا عليهم فهو حال ( { على غضب } ) صفة لغضب الاول ( { مهين } ) الياء بدل من الواو لأنه من الهوان
قوله تعالى ( { ويكفرون } ) أي وهم يكفرون والجملة حال والعامل فيها قالوا من قوله ( { قالوا نؤمن } ولا يجوز أن يكون العامل نؤمن إذ لو كان كذلك لوجب أن يكون لفظ الحال ونكفر أي ونحن نكفر والهاء في ( { وراءه } ) تعود على ( { ما } ) والهمزة في وراء بدل من ياء لأن ما فاؤه واو لا يكون لامه واوا ويدل عليه أنها ياء في تواريت لا همزة وقال ابن جني هي عندنا همزة لقولهم وريئة بالهمز
____________________
(1/51)
في التصغير ( { وهو الحق } ) جملة في موضع الحال والعامل فيها يكفرون ويجوز أن يكون العامل معنى الاستقرار الذي دلت عليه ( { ما } ) إذ التقدير بالذي استقر وراءه ( { مصدقا } ) حال مؤكدة والعامل فيها ما في الحق من معنى الفعل إذ المعنى وهو ثابت مصدقا وصاحب الحال الضمير المستتر في الحق عند قوم وعند آخرين صاحب الحال ضمير دل عليه الكلام والحق مصدر لا يتحمل الضمير على حسب تحمل اسم الفاعل له عندهم فأما المصدر الذي ينوب عن الفعل كقولك ضربا زيدا فيتحمل الضمير عند قوم ( { فلم } ) ما هنا استفهام وحذفت ألفها مع حرف الجر للفرق بين الاستفهامية والخبرية وقد جاءت في الشعر غير محذوفة ومثله ( { فيم أنت من ذكراها } وعم يتساءلون ) و ( { مم خلق } ) ( { تقتلون } ) أي قتلتم والمعنى أن آباءهم قتلوا فلما رضوا بفعلهم أضاف القتل إليهم ( { إن كنتم } ) جوابها محذوف دل عليه ما تقدم
قوله تعالى ( { بالبينات } ) يجوز أن تكون في موضع الحال من موسى تقديره جاءكم ذا بينات وحجة أو جاء ومعه البينات ويجوز أن يكون مفعولا به أي بسبب اقامة البينات
قوله تعالى ( { في قلوبهم العجل } ) أي حب العجل فحذف المضاف لأن الذي يشربه القلب المحبة لا نفس العجل ( { بكفرهم } ) أي بسبب كفرهم ويجوز أن يكون حالا من المحذوف أي مختلطا بكفرهم واشربوا في موضع الحال والعامل فيه قالوا أي قالوا ذلك وقد أشربوا وقد مرادة لأن الفعل الماضي لا يكون حالا الا مع قد وقال الكوفيون لا يحتاج إليها ويجوز أن يكون وأشربوا مستأنفا والاول أقوى لأنه قد قال بعد ذلك ( { قل بئسما يأمركم } ) فهو جواب قولهم ) ( { سمعنا وعصينا } ) فالأولى أن لا يكون بينهما أجنبي
قوله تعالى ( { إن كانت لكم الدار } ) الدار اسم كان وفي الخبر ثلاثة أوجه أحدها هو ( { خالصة } ) وعند ظرف لخالصة أو للاستقرار الذي في لكم ويجوز أن تكون عند حالا من الدار والعامل فيها كان أو الاستقرار وأما لكم فتكون على هذا متعلقة بكان لأنها تعمل في حروف الجر ويجوز أن تكون للتبيين فيكون موضعها بعد خالصة أي خالصة لكم فيتعلق بنفس خاصة ويجوز أن يكون صفة لخالصة قدمت عليها فيتعلق حينئذ بمحذوف والوجه الثاني أن يكون خبر كان لكم وعند الله ظرف وخالصة حال والعامل كان أو الاستقرار والثالث أن يكون عند الله هو الخبر
____________________
(1/52)
وخالصة حال والعامل فيها اما عند أو ما يتعلق به أو كان أو لكم وسوغ أن يكون عند خبر كان لكم إذ كان فيه تخصيص وتبيين ونظيره قوله ( { ولم يكن له كفوا أحد } ) لولا له لم يصح أن يكون كفوا خبرا ( { من دون } ) في موضع نصب بخالصة لأنك تقول خلص كذا من كذا
قوله تعالى ( { أبدا } ) ظرف ( { بما قدمت } ) أي بسبب ما قدمت فهو مفعول به ويقرب معناه من معنى المفعول له و ( ما ) بمعنى الذي أو نكرة موصوفة أو مصدرية فيكون مفعول قدمت محذوفا أي بتقديم أيديهم الشر
قوله تعالى ( { ولتجدنهم } ) هي المتعدية إلى مفعولين والثاني ( { أحرص } ) و ( { على } ) متعلقة بأحرص ( { ومن الذين أشركوا } ) فيه وجهان أحدهما هي معطوفة على الناس في المعنى والتقدير أحرص من الناس أي الذين في زمانهم وأحرص من الذين أشركوا يعني به المجوس لأنهم كانوا إذا دعوا بطول العمر قالوا عشت ألف نيروز فعلى هذا في ( { يود } ) وجهان أحدهما هو حال من الذين أشركوا تقديره ود أحدهم ويدلك على ذلك أنك لو قلت ومن الذين أشركوا الذين يود أحدهم صح أن يكون وصفا ومن هنا قال الكوفيون هذا يكون على حذف الموصول وإبقاء الصلة والوجه الثاني أن تجعل يود أحدهم حالا من الهاء والميم في ولتجدنهم أي لتجدنهم أحرص الناس وادا أحدهم والوجه الثاني من وجهي ( { ومن الذين } ) أن يكون مستأنفا والتقدير ومن الذين أشركوا قوم يود أحدهم أومن يود أحدهم وماضي يود وددت بكسر العين فلذلك صحت الواو لأنها لم يكسر ما بعدها في المستقبل ( { لو يعمر } ) لو هنا بمعنى أن الناصبة للفعل ولكن لا تنصب وليست التي يمتنع بها الشيء لامتناع غيره ويدلك على ذلك شيئان أحدهما أن هذه يلزمها المستقبل والاخرى معناها في الماضي والثاني أن يود يتعدى إلى مفعول واحد وليس مما يعلق عن العمل فمن هنا لزم أن يكون لو بمعنى أن وقد جاءت بعد يود في قوله تعالى ( { أيود أحدكم أن تكون له جنة } ) وهو كثير في القرآن والشعر و ( { يعمر } ) يتعدى إلى مفعول واحد وقد أقيم مقام الفاعل و ( { ألف سنة } ) ظرف ( { وما هو بمزحزحه } ) في هو وجهان أحدهما هو ضمير أحد أي وما ذلك التمني بمزحزحه خبر ما و ( { من العذاب } ) متعلق بمزحزحه و ( { أن يعمر } ) في موضع رفع بمزحزحه أي وما الرجل بمزحزحه تعميره والوجه الاخر أن يكون هو ضمير التعمير وقد دل عليه قوله ( { لو يعمر } ) وقوله ( { أن يعمر } ) بدل من هو ولا يجوز أن
____________________
(1/53)
يكون هو ضمير الشأن لأن المفسر لضمير الشأن مبتدأ وخبر ودخول الباء في بمزحزحه يمنع من ذلك
قوله تعالى ( { من كان عدوا لجبريل } ) من شرطية وجوابها محذوف تقديره فليمت غيظا أو نحوه ( { فإنه نزله } ) ونظيره في المعنى ( { من كان يظن أن لن ينصره الله } ) ثم قال ( { فليمدد } ) ( { بإذن الله } ) في موضع الحال من ضمير الفاعل في نزل وهو ضمير جبريل وهو العائد على اسم ان والتقدير نزوله ومعه الاذن أو مإذونا به ( { مصدقا } ) حال من الهاء في نزله ( و كذلك ) ( { وهدى وبشرى } ) أي هاديا ومبشرا
قوله تعالى ( { عدو للكافرين } ) وضع الظاهر موضع المضمر لأن الأصل من كان عدوا لله وملائكته فان الله عدو له أو لهم وله في القرآن نظائر كثيرة ستمر بك ان شاء الله
قوله تعالى ( { أو كلما } ) الواو للعطف والهمزة قبلها للاستفهام على معنى الانكار والعطف هنا على معنى الكلام المتقدم في قوله ( { أفكلما جاءكم رسول } ) وما بعده وقيل الواو زائدة وقيل هي أو التي لأحد الشيئين حركت بالفتح وقد قرىء شاذا بسكونها ( { عهدا } ) مصدر من غير لفظ الفعل المذكور ويجوز أن يكون مفعولا به أي أعطوا عهدا وهنا مفعول آخر محذوف تقديره عاهدوا الله أو عاهدوكم
قوله تعالى ( { رسول من عند الله مصدق } ) هو مثل قوله ( { كتاب من عند الله مصدق } ) وقد ذكر ( { الكتاب } مفعول أوتوا و ( { كتاب الله } مفعول نبذ ( { كأنهم } ) هي وما عملت فيه في موضع الحال والعامل نبذ وصاحب الحال فريق تقديره شبهين للجهال
قوله تعالى ( { واتبعوا } ) هو معطوف على وأشربوا أو على نبذه فريق ( { تتلو } ) بمعنى تلت ( { على ملك } ) أي على زمن ملك فحذف المضاف والمعنى في زمن و ( { سليمان } ) لا ينصرف وفيه ثلاثة أسباب العجمة والتعريف والألف والنون وأعاد ذكره ظاهرا تفخيما وكذلك تفعل في الإعلام والاجناس أيضا كقول الشاعر
لا أرى الموت يسبق الموت شيء % يغص الموت ذا الغنى والفقيرا
( { ولكن الشياطين } ) يقرأ بتشديد النون ونصب الاسم ويقرأ بتخفيفها ورفع
____________________
(1/54)
الاسم بالابتداء لأنها صارت من حروف الابتداء وقرأ الحسن ( / < الشياطون > / ) وهو كالغلط شبه فيه الياء قبل النون بياء جمع التصحيح ( { يعلمون الناس } ) في موضع نصب على الحال من الضمير في كفروا وأجاز قوم أن يكون حالا من الشياطين وليس بشيء لأن لكن لا يعمل في الحال ( { وما أنزل } ما ) بمعنى الذي وهو في موضع نصب عطفا على السحر اى ويعلمون الذى أنزل وقيل هو معطفوف على ما تتلو وقيل ما في موضع جر عطفا على ملك سليمان اى وعلى عهد الذى أنزل على الملكين وقيل ما نافية اى ما أنزل السحر على الملكين أو وما أنزل اباحة السحر والجمهور على فتح اللام من الملكين وقرىء بكسرها وهاروت وماروت بدلان من الملكين وقيل هما قبيلتان من الشياطين فعلى هذا لا يكونان بدلين من الملكين وإنما يجيء هذا على قراءة من كسر اللام في احد الوجهين ببابل يجوز ان يكون ظرفا لأنزل ويجوز ان يكون حالا من الملكين أو من الضمير في أنزل ( { حتى يقولا } ) أي إلى أن يقولا والمعنى أنهما كانا يتركان تعليم السحر إلى أن يقولا ( { إنما نحن فتنة } ) وقيل حتى بمعنى الا أي وما يعلمان من أحد الا أن يقولا وأحد هاهنا يجوز أن تكون المستعملة في العموم كقولك ما بالدار من أحد ويجوز أن تكون هاهنا بمعنى واحد أو انسان ( { فيتعلمون منهما } ) هو معطوف على يعلمان وليس بداخل في النفي لأن النفي هناك راجع إلى الاثبات لأن المعنى يعلمان الناس السحر بعد قولهما ( { نحن فتنة } ) فيتعلمون وقيل التقدير فيأتون فيتعلمون ومنهما ضمير الملكين ويجوز أن يكون ضمير السحر والمنزل على الملكين وقيل هو معطوف على يعلمون الناس السحر فيكون منهما على هذا السحر والمنزل على الملكين أو يكون ضمير قبيلتين من الشياطين وقيل هو مستأنف ولم يجز أن ينصب على جواب النهي لأنه ليس المعنى ان تكفر يتعلموا ( { ما يفرقون } ) يجوز أن تكون ( { ما } ) بمعنى الذي وأن تكون نكرة موصوفة ولا يجوز أن تكون مصدرية لعود الضمير من ( { به } ) إلى ما المصدرية لا يعود عليها ضمير ( { بين المرء } ) الجمهور على إثبات الهمزة بعد الراء وقرىء بتشديد الراء من غير همز ووجهة أن يكون القى حركة الهمزة على الراء ثم نوى الوقف عليه مشددا كما قالوا هذا خالد ثم أجروا الوصل مجرى الوقف
قوله تعالى ( { إلا بإذن الله } ) الجار والمجرور في موضع نصب على الحال ان شئت من الفاعل وان شئت من المفعول والتقدير وما يضرون أحدا بالسحر الا والله
____________________
(1/55)
عالم به أو يكون التقدير الا مقرونا بإذن الله ( { ولا ينفعهم } ) هو معطوف على الفعل قبله ودخلت لا للنفي ويجوز أن يكون مستأنفا أي وهو لا ينفعهم فيكون حالا ولا يصح عطفه على ما لأن الفعل لا يعطف على الاسم ( { لمن اشتراه } ) اللام هنا هي التي يوطأ بها للقسم مثل التي في قوله ( { لئن لم ينته المنافقون } ) و ( من ) في موضع رفع بالابتداء وهي شرط وجواب القسم ( { ما له في الآخرة من خلاق } ) وقيل ( من ) بمعنى الذي وعلى كلا الوجهين موضع الجملة نصب بعلموا ولا يعمل علموا في لفظ من لأن الشرط ولام الابتداء لهما صدر الكلام ( { ولبئس ما } ) جواب قسم محذوف ( { لو كانوا } ) جواب لو محذوف تقديره لو كانوا ينتفعون بعلمهم لامتنعوا من شراء السحر
قوله تعالى ( { ولو أنهم آمنوا } ) أن وما عملت فيه مصدر في موضع رفع بفعل محذوف لأن لو تقتضي الفعل تقديره لو وقع منهم أنهم آمنوا أي إيمانهم ولم يجزم بلو لأنها تعلق الفعل الماضي بالفعل الماضي والشرط خلاف ذلك ( { لمثوبة } ) جواب لو ومثبوة مبتدأ و ( { من عند الله } ) صفته و ( { خير } ) خبره وقرىء مثوبة بسكون الثاء وفتح الواو قاسوه على الصحيح من نظائره نحو مقتلة
قوله تعالى ( { راعنا } ) فعل أمر وموضع الجملة نصب بتقولوا قرىء شاذا ( / < راعنا > / ) بالتنوين أي لا تقولوا قولا راعنا
قوله تعالى ( { ولا المشركين } ) في موضع جر عطفا على أهل وان كان قد قرى ( / < ولا المشركون > / بالرفع فهو معطوف على الفاعل ( { أن ينزل } ) في موضع نصب بيود ( { من خير } ) من زائدة و ( { من ربكم } ) لابتداء غاية الانزال ويجوز أن يكون صفة لخبر اما جرا على لفظ خير أو رفعا على موضع ( { من خير } ) ( { يختص برحمته من يشاء } ) أي من يشاء اختصاصه فحذف المضاف فبقي من يشاؤه ثم حذف الضمير ويجوز أن يكون يشاؤه يختاره فلا يكون فيه حذف مضاف
قوله ( { ما ننسخ } ) ما شرطية جازمة لننسخ منصوبة الموضع بننسخ مثل قوله ( { أيا ما تدعوا } ) وجواب الشرط ( { نأت بخير منها } ) و ( { من آية } ) في موضع نصب على التمييز والمميز ( { ما } ) والتقدير أي شيء ننسخ من آية ولا يحسن أن يقدر أي آية ننسخ لأنك لا تجمع بين هذا وبين التمييز بآية ويجوز أن تكون زائدة وآية حالا والمعنى أي شيء ننسخ قليلا أو كثيرا وقد جاءت الاية حالا في قوله تعالى ( { هذه ناقة الله لكم آية } ) وقيل ( { ما } هنا مصدرية وآية مفعول به والتقدير أي نسخ
____________________
(1/56)
ننسخ آية ويقرأ ( { ننسخ } ) بفتح النون وماضيه نسخ ويقرأ بضم النون وكسر السين ماضيه أنسخت يقال أنخت الكتاب أي عرضته للنسخ ( / < أو ننسأها > / ) معطوف على ننسخ ويقرأ بغير همز على ابدال الهمزة ألفا ويقرأ ننسها بغير ألف ولا همز وننسها بضم النون وكسر السين وكلاهما من نسي إذا ترك ويجوز أن يكون من نسأ إذا أخر الا أنه أبدل الهمزة ألف ومن قرأ بضم النون حمله على معنى نأمرك بتركها أو بتأخيرها وفيه مفعول محذوف والتقدير ننسكها
قوله تعالى ( { له ملك السماوات } ) مبتدأ وخبر في موضع خبر أن ويجوز أن يرتفع ملك بالظرف عند الأخفش والملك بمعنى الشيء المملوك يقال لفلان ملك عظيم أي مملوكه كثير والملك أيضا بالكسر المملوك الا أنه لا يستعمل بضم الميم في كل موضع بل في مواضع الكثرة وسعة السلطان ( { من ولي } ) من زائدة وولي في موضع رفع مبتدأ ولكم خبره و ( { نصير } ) معطوف على لفظ ولي ويجوز في الكلام رفعه على موضع ولي ومن دون في موضع نصب على الحال من ولي أو من نصير والتقدير من ولي دون الله فلما تقدم وصف النكرة عليها انتصب على الحال
قوله تعالى ( { أم تريدون } ) أم هنا منقطعة إذ ليس في الكلام همزة تقع موقعها وموقع أم أيهما والهمزة في قوله ( { ألم تعلم } ) ليست من أم في شيء والتقدير بل أتريدون ( { أن تسألوا } ) فخرج بأم من كلام إلى كلام آخر والأصل في تريدون ترودون لأنه من راد يرود ( { كما } ) الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي سؤالا كما وما مصدرية والجمهور على همز ( { سئل } ) وقد قرىء سيل بالياء وهو على لغة من قال أسلت تسال بغير همزه مثل خفت تخاف والياء منقلبة عن واو لقولهم سوال وساولته ويقرأ سيل بجعل الهمزه بين بين أي بين الهمزه وبين الياء لأن منها حركتها ( { بالإيمان } ) الباء في موضع نصب على الحال من الكفر تقديره مقابلا بالايمان ويجوز أن يكون مفعولا بيتبدل وتكون الياء للسبب كقولك اشتريت الثوب بدرهم ( { سواء السبيل } ) سواء ظرف بمعنى وسط السبيل وأعدله والسبيل يذكر ويؤنث
قوله تعالى ( { لو يردونكم } ) لو بمعنى أن المصدرية وقد تقدم ذكرها و ( { كفارا } ) حال من الكاف والميم ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا لأن يرد بمعنى يصير ( { حسدا } ) مصدر وهو مفعول له والعامل فيه ود أو يردونكم ( { من عند } )
____________________
(1/57)
( { أنفسهم } ) من متعلقة بحسدا أي ابتداء الحسد من عندهم ويجوز أن يتعلق بود أو بيردونكم ( { حتى يأتي الله بأمره } ) أي اعفوا إلى هذه الغاية
قوله تعالى ( { وما تقدموا } ) ما شرطية في موضع نصب بتقدموا و ( { من خير } ) مثل قوله ( { من آية في } ما ننسخ ) ( { تجدوه } ) اي تجدوا ثوابه فحذف المضاف و ( { عند الله } ظرف لتجدوا أو حال من المفعول به
قوله تعالى ( { إلا من كان } ) في موضع رفع بيدخل لأن الفعل مفرغ لما بعد الا وكان محمولا على لفظ من في الافراد و ( { هودا } ) جمع هايد مثل عايذ وعوذ وهو من هاد يهود إذا تاب ومنه قوله تعالى ( { إنا هدنا إليك } ) وقال الفراء اصله يهود فحذفت الياء وهو بعيدا جدا وجمع على معنى من و ( { أو } ) هنا لتفصيل ما أجمل وذلك أن إليهود قالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا وقالت النصارى لن يدخل الجنة الا من كان نصرانيا ولم يقل كل فريق منهم لن يدخل الجنة الا من كان هودا أو نصارى فلما لم يفصل في قوله وقالوا جاء بأو للتفصيل إذ كانت موضوعة لأحد الشيئين و ( { نصارى } ) حمع نصران مثل سكران وسكارى ( { هاتوا } ) فعل معتل اللام تقول في الماضي هاتي يهاتي مهاتاة مثل رامي يرامي مراماة وهاتوا مثل راموا وأصله هاتيوا ثم سكنت الياء وحذفت لما ذكرنا في قوله اشتروا ونظائره وتقول للرجل في الامر هات مثل رام وللمرأة هاتي مثل رامي وعليه فقس بقية تصاريف هذه الكلمة وهاتوا فعل متعد إلى مفعول واحد وتقديره أحضروا ( { برهانكم } ) والنون في برهان أصل عند قوم لقولهم برهنت فثبتت النون في الفعل وزائدة عند آخرين لأنه من البره وهو القطع والبرهان الدليل القاطع
قوله تعالى ( { بلى } ) جواب النفي على ما ذكرنا في قوله ( { بلى من كسب } ) و ( { أسلم } ) و ( { وجهه } ) وهو كله محمول على لفظ من وكذلك ( { فله أجره عند ربه } ) وقوله ( { ولا خوف عليهم } ) محمول على معناها
قوله تعالى ( { وهم يتلون الكتاب } ) في موضع نصب على الحال والعامل فيها قالت وأصل يتلون يتلوون فسكنت الواو ثم حذفت لالتقاء الساكنين ( { كذلك } ) قال الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف منصوب بقال وهو مصدر مقدم على الفعل التقدير قولا مثل قول اليهود والنصارى قال الذين لا يعلمون فعلى هذا الوجه يكون ( { مثل قولهم } ) منصوبا بيعلمون أو بقال
____________________
(1/58)
على أنه مفعول به ويجوز أن يكون الكاف في موضع رفع بالابتداء والجملة بعده خبر عنه والعائد على المبتدأ محذوف تقديره قاله فعلى هذا يكون قوله مثل قولهم صفة لمصدر محذوف أو مفعولا ليعلمون والمعنى مثل قول إليهود والنصارى قال الذين لا يعلمون اعتقاد إليهود والنصارى ولا يجوز أن يكون مثل قولهم مفعول قال لأنه قد استوفى مفعوله وهو الضمير المحذوف و ( { فيه } ) متعلق ب ( { يختلفون } )
قوله تعالى ( { ومن أظلم } ) من استفهام في معنى النفي وهو رفع بالابتداء وأظلم خبره والمعنى لا أحد أظلم ( { ممن منع } ) من نكرة موصوفة أو بمعنى الذي ( { أن يذكر } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها هو في موضع نصب على البدل من مساجد بدل الاشتمال تقديره ذكر اسمه فيها والثاني أن يكون في موضع نصب على المفعول له تقديره كراهية أن يذكر والثالث أن يكون في موضع جر تقديره من أن يذكر وتتعلق من إذا ظهرت بمنع كقولك منعته من كذا وإذا حذف حرف الجر مع أن بقي الجر وقيل يصير في موضع نصب وقد ذكرنا ذلك في قوله ( { لا يستحيي } ) أن يضرب ( { وسعى في خرابها } ) خراب اسم للتخريب مثل السلام اسم للتسليم وليسم باسم للجثة وقد أضيف اسم المصدر إلى المفعول لأنه يعمل عمل المصدر ( { إلا خائفين } ) حال من الضمير في يدخلوها ( { لهم في الدنيا } ) جملة مستأنفة وليست حالا مثل خائفين لأن استحقاقهم الخزي ثابت في كل حال لا في حال دخولهم المساجد خاصة
قوله تعالى ( { ولله المشرق والمغرب } ) هما موضع الشروق والغروب ( { فأينما } شرطية ) و ( { تولوا } ) مجزوم به وهو الناصب لأين والجواب ( { فثم } ) وقرىء في الشاذ ( { تولوا } ) بفتح التاء وفيه وجهان أحدهما هو مستقبل أيضا وتقديره تتولوا فحذف التاء الثانية والثاني أنه ماض والضمير للغائبين والتقدير أينما يتولون وقيل يجوز أن يكون ماضيا قد وقع ولا يكون أين شرطا في اللفظ بل في المعنى كما تقول ما صنعت صنعت إذا أردت الماضي وهذا ضعيف لأن ( ين ) اما استفهام واما شرط وليس لها معنى ثالث وثم اسم للمكان البعيد عنك وبنى لتضمنه معنى حرف الاشارة وقيل بنى لتضمنه معنى حرف الخطاب لأنك تقول في الحاضر هنا وفي الغائب هناك وثم ناب عن هناك
قوله تعالى ( { وقالوا اتخذ الله ولدا } ) يقرأ بالواو عطفا على قوله ( { وقالوا لن يدخل الجنة } ) ويقرأ بغير واو على الاستئناف ( { كل له } ) تقديره كل أحد منهم
____________________
(1/59)
أو كلهم لأن الأصل في كل أن تستعمل مضافة ومن هنا ذهب جمهور النحويين إلى منع دخول الألف واللام على كل لأن تخصيصها بالمضاف إليه فإذا لم يكن ملفوظا به كان في حكم الملفوظ به وحمل الخبر على معنى كل فجمعه في قوله ( { قانتون } ) ولو قال قانت جاز على لفظ كل
قوله تعالى ( { بديع السماوات } ) أي مبدعها كقولهم سميع بمعنى مسمع والاضافة هنا محضة لأن الابداع لهما ماض ( { وإذا قضى } ) إذا ظرف والعامل فيها ما دل عليه الجواب تقديره وإذا قضي أمرا يكون
قوله تعالى ( { فيكون } ) الجمهور على الرفع عطفا على يقول أو على الاستئناف أي فهو يكون وقرىء بالنصب على جواب لفظ الامر وهو ضعيف لوجهين أحدهما أن كن ليس بأمر على الحقيقة إذ ليس هناك مخاطب به وإنما المعنى على سرعة التكون يدل على ذلك أن الخطاب بالتكون لا يرد على الموجود لأن الموجود متكون ولا يرد على المعدوم لأنه ليس بشيء لا يبقى الا لفظ الامر ولفظ الامر يرد ولا يراد به حقيقة الامر كقوله ( { أسمع بهم وأبصر } ) وكقوله ( { فليمدد له الرحمن } ) والوجه الثاني أن جواب الامر لا بد أن يخألف الامر اما في الفعل أو في الفاعل أو فيهما فمثال ذلك قولك إذهب ينفعك زيد فالفعل والفاعل في الجواب غيرهما في الامر وتقول إذهب يذهب زيد فالفعلان متفقان والفاعلان مختلفان وتقول إذهب تنتفع فالفاعلان متفقان والفعلان مختلفان فأما أن يتفق الفعلان والفاعلان فغير جائز كقولك إذهب تذهب والعلة فيه أن الشيء لا يكون شرطا لنفسه
قوله تعالى ( { لولا يكلمنا الله } لولا هذه إذا وقع بعدها المستقبل كانت تحضيضا وان وقع بعدها الماضي كانت توبيخا وعلى كلا قسميها هي مختصة بالفعل لأن التحضيض والتوبيخ لا يردان الا على الفعل ( { كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم } ) ينقل من اعراب الموضع الاول إلى هنا ما يحتمله هذا الموضع
قوله تعالى ( { إنا أرسلناك بالحق } ) الجار والمجرور في موضع نصب على الحال من المفعول تقديره أرسلناك ومعك الحق ويجوز أن يكون حالا من الفاعل أي ومعنا الحق ويجوز أن يكون مفعولا به أي بسبب اقامة الحق ( { بشيرا ونذيرا } ) حالان ( { ولا تسأل } ) من قرأ بالرفع وضم التاء فموضعه حال أيضا أي وغير مسئول
____________________
(1/60)
ويجوز أن يكون مستأنفا ويقرأ بفتح التاء وضم اللام وحكمها حكم القراءة التي قبلها ويقرأ بفتح التاء والجزم على النهي
قوله تعالى ( { هو الهدى } ) هو يجوز أن يكون توكيدا لاسم ان وفصلا ومبتدأ وقد سبق نظيره ( { من العلم } ) في موضع نصب على الحال من ضمير الفاعل في جاءك
قوله تعالى ( { الذين آتيناهم } ) الذين مبتدأ وآتيناهم صلته و ( { يتلونه } ) حال مقدرة من هم أو من الكتاب لأنهم لم يكونوا وقت اتيانه تالين له و ( { حق } ) منصوب على المصدر لأنها صفة للتلاوة في الأصل لأن التقدير تلاوة حقا وإذا قدم وصف المصدر وأضيف إليه انتصب نصب المصدر ويجوز أن يكون وصفا لمصدر محذوف و ( { أولئك } ) مبتدأ و ( { يؤمنون به } ) خبره والجملة خبر الذين ولا يجوز أن يكون يتلونه خبر الذين لأنه ليس كل من أوتي الكتاب تلاه حق تلاوته لأن معنى حق تلاوته العمل به وقيل يتلونه الخبر والذين آتيناهم لفظه عام والمراد به الخصوص وهو كل من آمن بالنبي من أهل الكتاب أو يراد بالكتاب القرآن
قوله تعالى ( { وإذ ابتلى إبراهيم } ) إذ في موضع نصب على المفعول به أي إذكر والألف في ابتلى منقلبة عن واو وأصله من بلى يبلو إذا اختبر وفي ابراهيم لغات إحداها ابراهيم بالألف والياء وهو المشهور وابراهيم كذلك الا أنه تحذف الياء وابراهيم بالفين وابمنراهم بألف واحدة وضم الهاء وبكل قرىء وهو اسم أعجمي معرفة وجمعه أباره عند قوم وعند آخرين براهم وقيل فيه أبارهة وبراهمة
قوله تعالى ( { جاعلك } ) يتعدى إلى مفعولين لأنه من جعل التي بمعنى صير و ( { للناس } ) يجوز أن يتعلق بجاعل أي لأجل الناس ويجوز أن يكون في موضع نصب على الحال والتقدير اماما للناس فلما قدمه نصبه على ما ذكرنا ( { قال ومن ذريتي } ) المفعولان محذوفان والتقدير اجعل فريقا من ذريتي اماما ( { لا ينال عهدي الظالمين } ) هذا هو المشهور على جعل العهد هو الفاعل ويقرأ الظالمون على العكس والمعنيان متقاربان لأن ما نلته فقد نالك
قوله تعالى ( { وإذ جعلنا } ) مثل وإذا ابتلى وجعل هاهنا يجوز أن يكون بمعنى صير ويجوز أن يكون بمعنى خلق أو وضع فيكون ( { مثابة } ) حالا وأصل مثابة
____________________
(1/61)
مثوبة لأنه من ثاب يثوب إذا رجع و ( { للناس } ) صفة لمثابة ويجوز أن يتعلق بجعلنا ويكون التقدير لأجل نفع الناس ( { واتخذوا } ) يقرأ على لفظ الخبر والمعطوف عليه محذوف تقديره فثابوا واتخذوا ويقرأ على لفظ الامر فيكون على هذا مستأنفا و ( { من مقام } ) يجوز أن يكون من للتبعيض أي بعض مقام ابراهيم مصلى ويجوز أن تكون من بمعنى في ويجوز أن تكون زائدة على قول الأخفش و ( { مصلى } ) مفعول اتخذوا وألفه منقلبة عن واو ووزنه مفعل وهو مكان لا مصدر ويجوز أن يكون مصدرا وفيه حذف مضاف تقديره مكان مصلى أي مكان صلاة والمقام موضع القيام وليس بمصدر هنا لأن قيام ابراهيم لا يتخذ مصلى ( { أن طهرا } ) يجوز أن تكون أن هنا بمعنى أي المفسرة لأن ( { عهدنا } ) بمعنى قلنا والمفسرة ترد بعد القول وما كان في معناه فلا موضع لها على هذا ويجوز أن تكون مصدرية وصلتها الامر وهذا مما يجوز أن يكون صلة في أن دون غيرها فعلى هذا يكون التقدير بأن طهرا فيكون موضعها جرا أو نصبا على الاختلاف بين الخليل وسيبويه و ( { السجود } ) جمع ساجد وقيل هو مصدر وفيه حذف مضاف أي الركع ذوي السجود
قوله تعالى ( { اجعل هذا بلدا } ) اجعل بمعنى صير وهذا المفعول الاول وبلدا المفعول الثاني و ( { آمنا } ) صفة المفعول الثاني وأما التي في ابنراهيم فتذكر هناك ( { من آمن } من ) بدل من أهله وهو بدل بعض من كل ( { ومن كفر } ) في من وجهان أحدهما هي بمعنى الذي أو نكرة موصوفة وموضعها نصب والتقدير قال وأرزق من كفر وحذف الفعل لدلالة الكلام عليه ( { فأمتعه } ) عطف على الفعل المحذوف ولا يجوز أن يكون من على هذا مبتدا وفأمتعه خبره لأن الذي لا تدخل الفاء في خبرها الا إذا كان الخبر مستحقا بصلتها كقولك الذي يأتيني فله درهم والكفر لا يستحق به التمتيع فان جعلت الفاء زائدة على قول الأخفش جاز وان جعلت الخبر محذوفا وفأمتعه دليلا عليه جاز تقديره ومن كفر أرزقه فأمتعه والوجه الثاني أن تكون من شرطية والفاء جوابها وقيل الجواب محذف تقديره ومن كفر أرزقه ومن على هذا رفع بالابتداء ولا يجوز أن تكون منصوبة لأن أداة الشرط لا يعمل فيها جوابها بل الشرط وكفر على الوجهين بمعنى يكفر والمشهور فأمتعه بالتشديد وضم العين لما ذكرنا من أنه معطوف أو خبر وقرىء شاذا بسكون العين وفيه وجهان أحدهما أنه حذف الحركة تخفيفا لتوالي الحركات والثاني أن تكون الفاء زائدة وأمتعه جواب الشرط ويقرأ بتخفيف التاء وضم العين وإسكانها على ما ذكرناه ويقرأ
____________________
(1/62)
فأمتعه على لفظ الامر وعلى هذا يكون من تمام الحكاية عن ابراهيم ( { قليلا } نعت لمصدر محذوف أو لظرف محذوف ( { ثم أضطره } ) الجمهور على رفع الراء وقرىء بفتحها ووصل الهمزة على الامر كما تقدم ( { وبئس المصير } ) المصير فاعل بئس والمخصوص بالذم محذوف تقديره وبئس المصير النار
قوله تعالى ( { من البيت } ) في موضع نصب على الحال من القواعد أي كائنة من البيت ويجوز أن يكون في موضع نصب مفعولا به بمعنى رفعها عن أرض البيت والقواعد جمع قاعدة وواحد قواعد النساء قاعد ( { وإسماعيل } ) معطوف على ابراهيم والتقدير يقولان ( { ربنا } ) ويقولان هذه في موضع الحال وقيل اسماعيل مبتدأ والخبر محذوف تقديره يقول ربنا لأن الباني كان ابراهيم والداعي كان اسماعيل
قوله تعالى ( { مسلمين لك } ) مفعول ثان ولك متعلق بمسلمين لأنه بمعنى نسلم لك أي نخلص ويجوز أن يكون نعتا أي مسلمين عاملين لك ( { ومن ذريتنا } ) يجوز أن تكون ( من ) لابتداء غاية الجعل فيكون مفعولا ثانيا و ( { أمة } ) مفعول أول و ( { مسلمة } ) نعت لأمة و ( { لك } ) على ما تقدم في مسلمين ويجوز أن تكون أمة مفعولا أول ومن ذريتنا نعتا لأمة تقدم عليها فانتصب على الحال ومسلمة مفعولا ثانيا والواو داخلة في الأصل على أمة وقد فصل بينهما بقوله ( { ومن ذريتنا } ) وهو جائز لأنه من جملة الكلام المعطوف ( { وأرنا } الأصل أرئنا فحذفت الهمزة التي هي عين الكلمة في جميع تصاريف الفعل المستقبل تخفيفا وصارت الراء متحركة بحركة الهمزة والجمهور على كسر الراء وقرىء بإسكانها وهو ضعيف لأن الكسرة هنا تدل على الياء المحذوفة ووجه الاسكان أن يكون شبه المنفصل بالمتصل فسكن كما سكن فخذ وكتف وقيل لم يضبط الراوي عن القارىء لأن القارىء اختلس فظن أنه سكن وواحد المناسك منسك ومنسك بفتح السين وكسرها
قوله تعالى ( { وابعث فيهم } ) ذكر على معنى الامة ولو قال فيها لرجع إلى لفظ الامة ( { يتلو عليهم } ) في موضع نصب صفة لرسول ويجوز أن يكون حالا من الضمير في منهم والعامل فيه الاستقرار
قوله تعالى ( { ومن يرغب } ) من استفهام بمعنى الانكار ولذلك جاءت الا بعدها لأن المنكر منفي وهي في موضع رفع بالابتداء ويرغب الخبر وفيه ضمير يعود على من ( { إلا من } من ) في موضع نصب على الاستثناء ويجوز أن يكون رفعا بدلا من الضمير في يرغب ومن نكرة موصوفة أو بمعنى الذي و ( { نفسه } )
____________________
(1/63)
مفعول سفه لأن معناه جهل تقديره الا من جهل خلق نفسه أو مصيرها وقيل التقدير سفه بالتشديد وقيل التقدير في نفسه وقال الفراء هو تمييز وهو ضعيف لكونه معرفة ( { في الآخرة } ) متعلق بالصالحين أي وانه من الصالحين في الاخرة والألف واللام على هذا للتعريف لا بمعنى الذي لأنك لو جعلتها بمعنى الذي لقدمت الصلة على الموصول وقيل هي بمعنى الذي وفي متعلق بفعل محذوف يبينه الصالحين تقديره انه لصالح في الاخرة وهذا يسمى التبيين ونظيره
( ربيته حتى إذا تمعددا % كان جزائي بالعصا أن أجلدا ) تقديره كان جزائي الجلد بالعصا وهذا كثير في القرآن والشعر
قوله تعالى ( { إذ قال له } ) إذ ظرف لاصطفيناه ويجوز أن يكون بدلا من قوله في الدنيا ويجوز أن يكون التقدير إذكر إذ قال ( { لرب العالمين } ) مقتضى هذا اللفظ أن يقول أسلمت لك لتقدم ذكر الرب الا أنه أوقع المظهر موقع المضمر تعظيما لأن فيه ما ليس في اللفظ الاول لان يتضمن أنه ربه وفي اللفظ الثاني اعترافه بأنه رب الجميع
قوله تعالى ( { ووصى بها } ) يقرأ بالتشديد من غير ألف واوصى بالألف وهما بمعنى واحد والضمير في بها يعود إلى الملة ( { ويعقوب } ) معطوف على ابراهيم ومفعوله محذوف تقديره واوصى يعقوب بنيه لأنه يعقوب أوصى بنيه أيضا كما أوصى ابراهيم بنيه ودليل ذلك قوله ( { إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي } ) والتقدير قال يا بني فيجوز أن يكون ابراهيم قال يا بني ويجوز أن يكون يعقوب والألف في ( { اصطفى } ) بدل من ياء بدل من واو وأصله من الصفوة والواو إذا وقعت رابعا فصاعدا قلبت ياء ولهذا تمال الألف في مثل ذلك ( { فلا تموتن } ) النهي في اللفظ عن الموت وهو في المعنى على غير ذلك والتقدير لا تفارقوا الاسلام حتى تموتوا ( { وأنتم مسلمون } ) في موضع الحال والعامل الفعل قبل الا
قوله تعالى ( { أم كنتم } ) هي المنقطعة أي بل أكنتم ( { شهداء } ) على جهة التوبيخ ( { إذ حضر } ) يقرأ بتحقيق الهمزتين على الأصل وتليين الثانية وجعلها بين بين ومنهم من يخلصها ياء لانكسارها والجمهور على نصب ( { يعقوب } ) ورفع ( { الموت } ) وقرىء بالعكس والمعنيان متقاربان وإذ الثانية بدل من الأولى والعامل في الاولى
____________________
(1/64)
شهداء فيكون عاملا في الثانية ويجوز أن تكون الثانية ظرفا لحضر فلا يكون على هذا بدلا و ( { ما } ) استفهام في موضع نصب ب ( { تعبدون } ) و ( { ما } هنا بمعنى من ولهذا جاء في الجواب الهك ويجوز أن تكون ( { ما } ) على بابها ويكون ذلك امتحانا لهم من يعقوب و ( { من بعدي } ) أي من بعد موتي فحذف المضاف ( { وإله آبائك } ) أعاد ذكر الاله لئلا يعطف على الضمير المجرور من غير اعادة الجار والجمهور على آبائك على جمع التكسير و ( { إبراهيم وإسماعيل وإسحاق } ) بدل منهم ويقرأ ( / < واله أبيك > / ) وفيه وجهان أحدهما هو جمع تصحيح حذفت منه النون للإضافة وقد قالوا أب وأبون وأبين فعلى هذه القراءة تكون الاسماء بعدها بدلا أيضا والوجه الثاني أن يكون مفردا وفيه على هذا وجهان أحدهما أن يكون مفردا في اللفظ مرادا به الجمع والثاني أن يكون مفردا في اللفظ والمعنى فعلى هذا يكون ابراهيم بدلا منه واسماعيل واسحاق عطفا على أبيك تقديره واله اسماعيل واسحاق ( { إلها واحدا } بدل من اله الاول ويجوز أن يكون حالا موطئة كقولك رأيت زيدا رجلا صالحا واسماعيل يجمع على سماعلة وسماعيل وأساميع
قوله تعالى ( { تلك أمة } ) الاسم منها ( ي ) وهي من أسماء الاشارة للمؤنث والياء من جملة الاسم وقال الكوفيون التاء وحدها الاسم والياء زائدة وحذفت الياء مع اللام لسكونها وسكون اللام بعدها
فان قيل لم لم تكسر اللام وتقرأ الياء كما فعل في قيل ذلك يؤدي إلى الثقل لوقوع الياء بين كسرتين وموضعها رفع بالابتداء وأمة خبرها و ( { قد خلت } ) صفة لأمة و ( { لها ما كسبت } ) في موضع الصفة أيضا ويجوز أن يكون حالا من الضمير في خلت ويجوز أن يكون مستأنفا ( { ولا تسألون } ) مستأنف لا غير وفي الكلام حذف تقديره ولا يسئلون عما كنتم تعملون ودل على المحذوف قوله ( { لها ما كسبت ولكم ما كسبتم } )
قوله تعالى أو نصارى الكلام في ( { أو } ) هاهنا كالكلام فيها في قوله ( { وقالوا لن يدخل الجنة } لأن التقدير قالت إليهود كونوا هودا وقالت النصارى كونوا نصارى ( { ملة إبراهيم } ) تقديره بل نتبع ملة ابراهيم أو قل اتبعوا ملة و ( { حنيفا } ) حال من ابراهيم والحال من المضاف إليه ضعيف في القياس قليل في الاستعمال وسبب ذلك أن الحال لا بد لها من عامل فيها والعامل فيها هو العامل في صاحبها ولا يصح أن يعمل المضاف في مثل هذا في الحال ووجه قول من
____________________
(1/65)
نصبه على الحال أنه قدر العامل معنى اللام أو معنى الاضافة وهو المصاحبة والملاصقة وقيل حسن جعل حنيفا حالا لأن المعنى نتبع ابراهيم حنيفا وهذا جيد لأن الملة هي الدين والمتبع ابراهيم وقيل هو منصوب بإضمار أعنى
قوله تعالى ( { من ربهم } ) الهاء والميم تعود على النبيين خاصة فعلى هذا يتعلق من بأوتي الثانية وقيل تعود إلى موسى وعيسى أيضا ويكون ( { وما أوتي } ) الثانية تكريرا وهو في المعنى مثل التي في آل عمران فعلى هذا يتعلق من بأوتي الأولى وموضع من نصب على أنها لابتداء غاية الايتاء ويجوز أن يكون موضعها حالا من العائد المحذوف تقديره وما أوتيه النبيون كائنا من ربهم ويجوز أن يكون ما أوتي الثانية في موضع رفع بالابتداء ومن ربهم خبره ( { بين أحد } ) أحد هنا هو المستعمل في النفي لأن بين لا تضاف الا إلى جمع أو إلى واحد معطوف عليه وقيل أحد هاهنا بمعنى فريق
قوله تعالى ( { بمثل ما آمنتم به } ) الباء زائدة ومثل صفة لمصدر محذوف تقديره ايمانا مثل ايمانكم والهاء ترجع إلى الله أو القرآن أو محمد وما مصدرية ونظير زيادة الباء هنا زيادتها في قوله ( { جزاء سيئة بمثلها } ) وقيل مثل هنا زائدة وما بمعنى الذي وقرأ ابن عباس ( / < بما آمنتم به > / ) باسقاط مثل
قوله تعالى ( { صبغة الله } الصبغة هنا الدين وانتصابه بفعل محذوف أي اتبعوا دين الله وقيل هو اغراء أي عليكم دين الله وقيل هو بدل من ملة ابراهيم ( { ومن أحسن } ) مبتدأ أو خبر و ( { من الله } ) في موضع نصب و ( { صبغة } ) تمييز
قوله تعالى أم يقولون يقرأ بالياء ردا على قوله ( { فسيكفيكهم الله } ) وبالتاء ردا على قوله ( { أتحاجوننا } هودا أو نصارى ) أو هاهنا مثلها في قوله ( { وقالوا كونوا هودا أو نصارى } أي قالت إليهود كان هؤلاء الانبياء هودا وقالت النصارى كانوا نصارى ( { أم الله } مبتدأ والخبر محذوف أي أم الله أعلم وأم هاهنا المتصلة أي أيكم أعلم وهو استفهام بمعنى الانكار ( { كتم شهادة } ) كتم يتعدى إلى مفعولين وقد حذف الاول منهما هنا تقديره كتم الناس شهادة فعلى هذا يكون ( { عنده } ) صفة لشهادة وكذلك ( { من الله } ) ولا يجوز أن تعلق من بشهادة لئلا يفصل بين الصلة والموصول بالصفة ويجوز أن يجعل عنده ومن الله صفتين لشهادة ويجوز أن تجعل من ظرفا للعامل في الظرف الاول وأن تجعلها حالا من الضمير في عنده
____________________
(1/66)
قوله تعالى ( { السفهاء من الناس } ) من الناس في موضع نصب على الحال والعامل فيه يقول ( { ما ولاهم } ) ابتداء وخبر في موضع نصب بالقول ( { كانوا عليها } ) فيه حذف مضاف تقديره على توجهها أو على اعتقادها
قوله تعالى وكذلك الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف تقديره ومثل هدايتنا من نشاء ( { جعلناكم } ) وجعلنا بمنزلة صيرنا و ( { على الناس } ) يتعلق بشهداء ( { القبلة } ) هي المفعول الاول والمفعول الثاني محذوف و ( { التي } صفة ) ذلك المحذوف والتقدير وما جعلنا القبلة القبلة التي وقيل التي صفة للقبلة المذكورة والمفعول الثاني محذوف تقديره وما جعلنا القبلة التي كنت عليها قبلة ( { من يتبع } ) من بمعنى الذي في موضع نصب بنعلم و ( { ممن ينقلب } ) متعلق بنعلم والمعنى ليفصل المتبع من المنقلب ولا يجوز أن يكون من استفهاما لأن ذلك يوجب أن تعلق نعلم عن العمل وإذا علقت عنه لم يبق لمن ما يتعلق به لأن ما بعد الاستفهام لا يتعلق بما قبله ولا يصح تعلقها بيتبع لأنها في المعنى متعلقة بنعلم وليس المعنى أي فريق يتبع ممن ينقلت ( { على عقبيه } ) في موضع نصب على الحال أي راجعا ( { وإن كانت } ) ان المخففة من الثقيلة واسمها محذوف واللام في قوله ( { لكبيرة } ) عوض من المحذوف وقيل فصل باللام بين ان المخففة من الثقيلة وبين غيرها من أقسام ان وقال الكوفيون ان بمعنى ما واللام بمعنى الا وهو ضعيف جدا من جهة أن وقوع اللام بمعنى الا لا يشهد له سماع ولا قياس واسم كان مضمر دل عليه الكلام تقديره وان كانت التولية أو الصلاة أو القبلة ( { إلا على الذين } ) على متعلقة بكبيرة ودخلت الا للمعنى ولم يغير الإعراب ( { وما كان الله ليضيع } ) خبر كان محذوف واللام متعلقة بذلك المحذوف تقديره وما كان الله مريدا لأن يضيع ايمانكم وهذا متكرر في القرآن ومثله ( { لم يكن الله ليغفر لهم } ) وقال الكوفيون ليضيع هو الخبر واللام داخلة للتوكيد وهو بعيد لأن اللام لام الجر وأن بعدها مرادة فيصير التقدير على قولهم ما كان لله اضاعة ايمانكم ( { رؤوف } ) يقرأ بواو بعد الهمزة مثل شكور ويقرأ بغير واو مثل يقظ وفطن وقد جاء في الشعر بالرؤف الرحيم
قوله تعالى ( { قد نرى } ) لفظه مستقبل والمراد به المضي و ( { في السماء } ) متعلق بالمصدر ولو جعل حالا من الوجه لجاز ( { فول } ) يتعدى إلى مفعولين فالاول ( { وجهك } ) والثاني ( { شطر المسجد } ) وقد يتعدى إلى الثاني بإلى كقولك ولى
____________________
(1/67)
وجهه إلى القبلة وقال النحاس شطر هنا ظرف لأنه بمعنى الناحية ( { وحيث } ) ظرف لولوا وان جعلتها شرطا انتصب ب ( { كنتم } ) لأنه مجزوم بها وهي منصوبة به ( { أنه الحق من ربهم } ) في موضع الحال وفي أول السورة مثله
قوله تعالى ( { ولئن أتيت } ) اللام موطئة للقسم وليست لازمة بدليل قوله ( { وإن لم ينتهوا عما يقولون } ما تبعوا ) أي لا يتبعوا فهو ماض في معنى المستقبل ودخلت ( { ما } ) حملا على لفظ الماضي وحذفت الفاء في الجواب لأن فعل الشرط ماض وقال الفراء ان هنا بمعنى لو فلذلك كانت ( { ما } في ) الجواب وهو بعيد لأن ان للمستقبل ولو للماضي ( / < اذن > / ) حرف والنون فيه أصل ولا تستعمل الا في الجواب ولا تعمل هنا شيئا لأن عملها في الفعل ولا فعل
قوله تعالى ( { الذين آتيناهم الكتاب } ) مبتدأ و ( { يعرفونه } ) الخبر ويجوز أن يكون الذين بدلا من الذين أوتوا الكتاب في الاية قبلها ويجوز أن يكون بدلا من الظالمين فيكون يعرفونه حالا من الكتاب أو من الذين لأن فيه ضميرين راجعين عليهما ويجوز أن يكون نصبا على تقدير أعنى ورفعا على تقديرهم ( { كما } ) صفة لمصدر محذوف وما مصدرية
قوله تعالى ( { الحق من ربك } ) ابتداء وخبر وقيل الحق خبر مبتدأ محذوف تقديره ما كتموه الحق أو ما عرفوه وقيل هو مبتدأ والخبر محذوف تقديره يعرفونه أو يتلونه ومن ربك على الوجهين حال وقرأ علي عليه السلام ( { الحق } بالنصب ) بيعلمون
قوله تعالى ( { ولكل وجهة } ) وجهة مبتدأ ولكل خبره والتقدير لكل فريق وجهة جاء على الأصل والقياس جهة مثل عدة وزنة والوجههة مصدر في معنى المتوجه إليه كالخلق بمعنى المخلوق وهي مصدر محذوف الزوائد لأن الفعل توجه أو أتجه والمصدر التوجه أو الاتجاه ولم يستعمل منه وجه كوعد ( { هو موليها } ) يقرأ بكسر اللام وفي هو وجهان أحدهما هو ضمير اسم الله والمفعول الثاني محذوف أي الله مولي تلك الجهة ذلك الفريق أي يأمره بها والثاني هو ضمير كل أي ذلك الفريق مولي الوجهة نفسه ويقرأ مولاها بفتح اللام وهو على هذا هو ضمير الفريق ومولى لما لم يسم فاعله والمفعول الاول هو الضمير المرفوع فيه وها ضمير المفعول الثاني وهو ضمير الوجهة وقيل للتولية ولا يجوز أن
____________________
(1/68)
يكون هو على هذه القراءة ضمير اسم الله لاستحالة ذلك في المعنى والجملة صفة لوجهة وقرىء في الشاذ ( { ولكل وجهة } ) بإضافة كل لوجهة فعلى هذا تكون اللام زائدة والتقدير كل وجهة الله موليها أهلها وحسن زيادة اللام تقدم المفعول وكون العامل اسم فاعل ( { أينما } ) ظرف ل ( { تكونوا } )
قوله تعالى ( { ومن حيث خرجت } ) حيث هنا لا تكون شرطا لأنه ليس معها ما وإنما يشترط بها مع ما فعلى هذا يتعلق من بقوله ( { فول } ) و ( { وإنه للحق } ) الهاء ضمير التولي
قوله تعالى ( { وحيث ما كنتم } ) يجوز أن يكون شرطا وغير شرط كما ذكرنا في الموضع الاول ( { لئلا } ) اللام متعلقة بمحذوف تقديره فعلنا ذلك لئلا و ( { حجة } ) اسم كان والخبر للناس وعليكم صفة الحجة في الأصل قدمت فانتصبت على الحال ولا يجوز أن يتعلق بالحجة لئلا تتقدم صلة المصدر عليه ( { إلا الذين ظلموا منهم } ) استثناء من غير الاول لأنه لم يكن لأحد ما عليهم حجة ( { ولأتم } ) هذه اللام معطوفة على اللام الأولى ( { عليكم } ) متعلق بأتم ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أن يكون حالا من نعمتي
قوله تعالى ( { كما } ) الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف تقديره تهتدون هداية كإرسالنا أو اتماما كإرسالنا أو نعمة كإرسالنا وقال جماعة من المحققين التقدير فاذكروني كما أرسلنا فعلى هذا يكون منصوبا صفة للذكر أي ذكرا مثل ارسالي ولم تمنع الفاء من ذلك كما لم تمنع في باب الشرط وما مصدرية
قوله تعالى ( { أموات } ) جمع على معنى من وأفرد يقتل على لفظ من ولو جاء ميت كان فصيحا وهو مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هم أموات ( { بل أحياء } ) أي بل قولوا هم أحياء ولن يقتل في سبيل الله أموات في موضع نصب بقوله ولا تقولوا لأنه محكي وبل لا تدخل في الحكاية هنا ( { ولكن لا تشعرون } ) المفعول هنا محذوف تقديره لا تشعرون بحياتها
قوله تعالى ( { ولنبلونكم } ) جواب قسم محذوف والفعل المضارع يبني مع نوني التوكيد وحركت الواو بالفتحة لخفتها ( { من الخوف } ) في موضع جر صفة لشيء ( { من الأموال } ) في موضع نصب صفة لمحذوف تقديره ونقص شيئا من الاموال لأن النقص مصدر نقصت وهو متعد إلى مفعول وقد حذف المفعول
____________________
(1/69)
ويجوز عند الأخفش أن تكون من زائدة ويجوز أن تكون من صفة لنقص وتكون لابتداء الغاية أي نقص ناشىء من الاموال
قوله تعالى ( { الذين إذا أصابتهم } ) في موضع نصب صفة للصابرين أو بإضمار أعني ويجوز أن يكون مبتدأ و ( { أولئك عليهم صلوات } ) خبره وإذا وجوابها صلة الذين ( { إنا لله } ) الجمهور على تفخيم الألف في انا وقد أمالها بعضهم لكثرة ما ينطق بهذا الكلام وليس بقياس لأن الألف من الضمير الذي هو ( نا ) وليست منقلبة ولا في حكم المنقلبة
قوله تعالى ( { أولئك } ) مبتدأ و ( { صلوات } ) مبتدأ ثان و ( { عليهم } ) خبر المبتدأ الثاني والجملة خبر أولئك ويجوز أن ترفع صلوات بالجار لأنه قد قوي بوقوعه خبرا ومثله ( { أولئك عليهم لعنة الله } واولئك هم المهتدون ) هم مبتدأ أو توكيد أو فصل
قوله تعالى ( { إن الصفا } ) ألف الصفا مبدلة من واو لقولهم في تثنيته صفوان و ( { من شعائر } ) خبر ان وفي الكلام حذف مضاف تقديره ان طواف الصفا أو سعى الصفا والشعائر جمع شعيرة مثل صحيفة وصحائف والجيد همزها لأن الياء زائدة ( { فمن } في موضع رفع بالابتداء وهي شرطية والجواب ( { فلا جناح } ) واختلفوا في تمام الكلام هنا فقيل تمام الكلام فلا جناح ثم يبتدىء فيقول ( { عليه أن يطوف } ) لأن الطواف واجب وعلى هذا خبر لا محذوف أي لا جناح في الحج والجيد أن يكون عليه في هذا الوجه خبرا وأن يطوف مبتدأ ويضعف أن يجعل اغراء لأن الاغراء انما جاء مع الخطاب وحكى سيبويه عن بعضهم عليه رجلا ليسني قال وهو شاذ لا يقاس عليه والأصل أن يتطوف فأبدلت التاء طاء وقرأ ابن عباس أن يطاف والأصل أن يتطاف وهو يفتعل من الطواف وقال آخرون الوقف على ( { بهما } ) وعليه خبر لا والتقدير على هذا فلا جناح عليه في أن يطوف فلما حذف في جعلت ان في موضع نصب وعند الخليل في موضع جر وقبل التقدير فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما لأن الصحابة كانوا يمتنعون من الطواف بهما لما كان عليهما من الاصنام فمن قال هذا لم يحتج إلى تقدير لا ( { ومن تطوع } ) يقرأ على لفظ الماضي فمن على هذا يجوز أن تكون بمعنى الذي والخبر ( { فإن الله } ) والعائد محذوف تقديره له ويجوز أن يكون من شرطا والماضي بمعنى المستقبل وقرىء يطوع على لفظ المستقبل فمن على هذا شرط لا غير
____________________
(1/70)
لأنه جزم بها وأدغم التاء في الطاء وخيرا منصوب بأنه مفعول به والتقدير بخير فلما حذف الحرف وصل الفعل ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي تطوعا خيرا وإذا جعلت من شرطا لم يكن في الكلام حذف ضمير لأن ضمير من في يطوع
قوله تعالى ( { من البينات } ) من يتعلق بمحذوف لأنها حال من ما أو من العائد المحذوف إذ الأصل ما أنزلناه ويجوز أن يتعلق بأنزلنا على أن يكون مفعولا به ( { من بعد } ) من يتعلق بيكتمون ولا يتعلق بأنزلنا لفساد المعنى لأن الانزال لم يكن بعد التبيين انما الكتمان بعد التبيين ( { في الكتاب } ) في متعلقة ببينا وكذلك اللام ولم يمتنع تعلق الجارين به لاختلاف معناهما ويجوز أن يكون ( { في } حالا ) أي كائنا في الكتاب ( { أولئك يلعنهم الله } مبتدأ وخبر في موضع خبر ان ( { ويلعنهم } ) يجوز أن يكون معطوفا على يلعنهم الأولى وأن يكون مستأنفا
قوله تعالى ( { إلا الذين تابوا } ) استثناء متصل في موضع نصب والمستثنى منه الضمير في يلعنهم وقيل هو منقطع لأن الذين كتموا لعنوا قبل أن يتوبوا وإنما جاء الاستثناء لبيان قبول التوبة لا لأن قوما من الكاتمين لم يلعنوا
قوله تعالى ( { أولئك عليهم لعنة الله } ) قد ذكرناه في قوله ( { أولئك عليهم صلوات } ) وقرأ الحسن ( / < والملائكة والناس أجمعون > / ) بالرفع وهو معطوف على موضع اسم الله لأنه في موضع رفع لأن التقدير أولئك عليهم أن يلعنهم الله لأنه مصدر أضيف إلى الفاعل
قوله تعالى ( { خالدين فيها } ) هو حال من الهاء والميم في عليهم ( { لا يخفف } ) حال من الضمير في خالدين وليست حالا ثانية من الهاء والميم لما ذكرنا في غير موضع لأن الاسم الواحد لا ينتصب عنه حالان ويجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له
قوله تعالى ( { إله واحد } ) اله خبر المبتدأ وواحد صفة له والغرض هنا هو الصفة إذ لو قال والهكم واحد لكان هو المقصود الا أن في ذكره زيادة توكيد وهذا يشبه الحال الموطئة كقولك مررت بزيد رجلا صالحا وكقولك في الخبر زيد شخص صالح ( { إلا هو } ) المستثنى في موضع رفع بدلا من موضع لا اله لأن
____________________
(1/71)
موضع لا وما عملت فيه رفع بالابتداء ولو كان موضع المستنثى نصبا لكان الا إياه و ( { الرحمن } ) بدل من هو أو خبر مبتدأ ولا يجوز أن يكون صفة لهو لأن الضمير لا يوصف ولا يكون خبرا لهو لأن المستثنى هنا ليس بجملة
قوله تعالى ( { والفلك } ) يكون واحدا وجمعا بلفظ واحد فمن الجمع هذا الموضع وقوله ( { حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم } ) ومن المفرد الفلك المشحون ومذهب المحققين أن ضمة الفاء فيه إذا كان جمعا غير الضمة التي في الواحد ودليل ذلك أن ضمة الجمع تكون فيما واحده غير مضموم نحو أسد وكتب والواحد أسد وكتاب ونظير ذلك الضمة في صاد منصور إذا رخمته على لغة من قال يا حار فإنها ضمة حادثة وعلى من قال يا حار تكون الضمة في يا منص هي الضمة في منصور ( { من السماء من ماء } ) من الأولى لابتداء الغاية والثانية لبيان الجنس إذ كان ينزل من السماء ماء وغيره ( { وبث فيها من كل دابة } ) مفعول بث محذوف تقديره وبث فيها دواب من كل دابة ويجوز على مذهب الأخفش أن تكون من زائدة لأنه يجيزه في الواجب ( { وتصريف الرياح } ) هو مصدر مضاف إلى المفعول ويجوز أن يكون أضيف إلى الفاعل ويكون المفعول محذوفا والتقدير وتصريف الرياح السحاب لأن الرياح تسوق السحاب وتصرفه ويقرأ الرياح بالجمع لاختلاف أنواع الريح وبالافراد على الجنس أو على اقامة المفرد مقام الجمع وياء الريح مبدلة من واو لأنه من راح يروح وروحته والجمع أرواح وأما الرياح فالياء فيه مبدلة من واو لأنه جمع أوله مكسور وبعد حرف العلة فيه ألف زائدة والواحد عينه ساكنة فهو مثل سوط وسياط الا أن واو الريح قلبت ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ( { بين السماء } ) يجوز أن يكون ظرفا للمسخر وأن يكون حالا من الضمير في المسخر وليس في هذه الاية وقف تام لأن اسم ان التي في أولها خاتمتها
قوله تعالى ( { من يتخذ } ) من نكرة موصوفة ويجوز أن تكون بمعنى الذي ( { يحبونهم } ) في موضع نصب صفة للأنداد ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لمن إذا جعلتها نكرة وجاز الوجهان لأن في الجملة ضميرين أحدهما لمن والاخر للأنداد وكنى عن الانداد بهم كما يكنى بها عمن يعقل لأنهم نزلوها منزلة من يعقل والكاف في موضع نصب صفة للمصدر المحذوف أي حبا كحب الله والمصدر مضاف إلى المفعول تقديره كحبهم الله أو كحب المؤمنين الله ( { والذين } )
____________________
(1/72)
( { آمنوا أشد حبا لله } ) ما يتعلق به أشد محذوف تقديره اشد حبا لله من حب هؤلاء للأنداد ( { ولو يرى } ) جواب لو محذوف وهو أبلغ في الوعد والوعيد لأن الموعود والمتوعد إذا عرف قدر النعمة والعقوبة وقف ذهنه مع ذلك المعين وإذا لم يعرف ذهب وهمه إلى ما هو الاعلى من ذلك وتقدير الجواب لعلموا أن القوة أو لعلموا أن الانداد لا تضر ولا تنفع والجمهور على يرى بالياء ويرى هنا من رؤية القلب فيفتقر إلى مفعولين و ( { أن القوة } ) ساد مسدهما وقيل المفعولان محذوفان وأن القوة معمول جواب لو أي لو علم الكفار أندادهم لا تنفع لعلموا أن القوة لله في النفع والضر ويجوز أن يكون يرى بمعنى علم المتعدية إلى مفعول واحد فيكون التقدير لو عرف الذين ظلموا بطلان عبادتهم الاصنام أو لو عرفوا مقدار العذاب لعلموا أن القوة أو لو عرفوا أن القوة لله لما عبدوا الاصنام وقيل يرى هنا من رؤية البصر أي لو شاهدوا آثار قوة الله فتكون أن وما عملت فيه مفعول يرى ويجوز أن يكون مفعول يرى محذوفا تقديره لو شاهدوا العذاب لعلموا أن القوة ودل على هذا المحذوف قوله تعالى ( { إذ يرون العذاب } ) ويرون العذاب من رؤية البصر لأن التي بمعنى العلم تتعدى إلى مفعولين وإذا ذكر أحدهما لزم ذكر الاخر ويجوز أن يكون بمعنى العرفان أي إذ يعرفون شدة العذاب وقد حصل مما ذكرنا أن جواب لو يجوز أن يقدر قبل ان القوة لله جميعا وأن يقدر بعده ولو يليها الماضي ولكن وضع لفظ المستقبل موضعه اما على حكاية الحال واما لأن خبر الله تعالى صدق فما لم يقع بخبره في حكم ما وقع وأما إذ فظرف وقد وقعت هنا بمعنى المستقبل ووضعها أن تدل على الماضي الا أنه جاز ذلك لما ذكرنا أن خبر الله عن المستقبل كالماضي أو على حكاية الحال بإذ كما يحكى بالفعل وقيل انه وضع إذ موضع إذا كما يوضع الفعل الماضي موضع المستقبل لقرب ما بينهما وقيل ان زمن الاخرة موصول بزمن الدنيا فجعل المستقبل منه كالماضي إذ كان المجأور للشيء يقوم مقامه وهذا يتكرر في القرآن كثيرا كقوله ( { ولو ترى إذ وقفوا على النار } { ولو ترى إذ وقفوا على ربهم { إذ الأغلال في أعناقهم } { إذ يرون } ) ظرف ليرى الأولى وقرىء ولو ترى الذين ظلموا بالتاء وهي من رؤية العين أي لو رأيتهم وقت تعذيبهم ويقرأ يرون بفتح الياء وضمها وهو ظاهر الإعراب والمعنى والجمهور على فتح الهمزة من أن القوة وأن الله شديد العذاب ويقرأ
____________________
(1/73)
بكسرها فيهما على الاستئناف أو على تقدير لقالوا ان القوة لله و ( { جميعا } ) حال من الضمير في الجار والعامل معنى الاستقرار
قوله تعالى ( { إذ تبرأ } ) إذ هذه بدل من إذ الأولى أو ظرف لقوله شديد العذاب أو مفعول إذكر وتبرأ بمعنى يتبرأ ( { ورأوا العذاب } ) معطوف على تبرأ ويجوز أن يكون حالا وقد معه مرادة والعامل تبرأ أي تبرءوا وقد رأوا العذاب ( { وتقطعت بهم } ) الباء هنا للسببية والتقدير وتقطعت بسبب كفرهم ( { الأسباب } ) التي كانوا يرجون بها النجاة ويجوز أن تكون الباء للحال أي تقطعت موصولة بهم الاسباب كقولك خرج زيد بثيابه وقيل بهم بمعنى عنهم وقيل الباء للتعدية والتقدير قطعتهم الاسباب كما تقول تفرقت بهم الطرق أي فرقتهم ومنه قوله تعالى ( { فتفرق بكم عن سبيله } كرة ) مصدر كر يكر إذا رجع ( { فنتبرأ } ) منصوب بإضمار أن تقديره لو أن لنا أن نرجع فأن نتبرأ وجواب لو على هذا محذوف تقديره لتبرأنا أو نحو ذلك وقيل لو هنا تمن فنتبرأ منصوب على جواب التمني والمعنى ليت لنا كرة فنتبرأ ( { كذلك } ) الكاف في موضع رفع أي الامر كذلك ويجوز أن يكون نصبا صفة لمصدر محذوف أي يريهم روية كذلك أو يحشرهم كذلك أو يجزيهم ونحو ذلك و ( { يريهم } ) من رؤية العين فهو متعد إلى مفعولين هنا بهمزة النقل و ( { حسرات } ) على هذا حال وقيل يريهم أي يعلمهم فيكون حسرات مفعولا ثالثا و ( { عليهم } ) صفة لحسرات أي كائنة عليهم ويجوز أن يتعلق بنفس حسرات على أن يكون في الكلام حذف مضاف تقديره على تفريطهم كما تقول تحسر على تفريطهم
قوله تعالى ( { كلوا مما في الأرض } ) الأصل في كل أأكل فالهمزة الأولى همزة وصل والثانية فاء الكلمة الا أنهم حذفوا الفاء فاستغنوا عن همزة الوصل لتحرك ما بعدها والحذف هنا ليس بقياس ولم يأت الا في كل وخذ ومر ( { حلالا } ) مفعول كلوا فتكون من متعلقة بكلوا وهي لابتداء الغاية ويجوز أن تكون من متعلقة بمحذوف ويكون حالا من حلالا والتقدير كلوا حلالا مما في الارض فلما قدمت الصفة صارت حالا فأما ( { طيبا } ) فهي صفة لحلال على الوجه الاول وأما على الوجه الثاني فيكون صفة لحلال ولكن موضعها بعد الجار والمجرور لئلا يفصل بالصفة بين الحال وذي الحال ويجوز أن يكون مما حالا موضعها بعد طيب لأنها في الأصل صفات وأنها قدمت على النكرة ويجوز أن يكون طيبا على هذا
____________________
(1/74)
القول صفة لمصدر محذوف تقديره كلوا الحلال مما في الارض أكلا طيبا ويجوز أن ينتصت حلالا على الحال من ما وهي بمعنى الذي وطيبا صفة الحال ويجوز أن يكون حلالا صفة لمصدر محذوف أي أكلا حلالا فعلى هذا مفعول كلوا محذوف أي كلوا شيئا أو رزقا ويكون ( من ) صفة للمحذوف ويجوز على مذهب الأخفش أن تكون من زائدة ( { خطوات } ) يقرأ بضم الطاء على اتباع الضم الضم وبإسكانها للتخفيف ويجوز في غير القرآن فتحها وقرىء في الشاذ بهمز الواو لمجاورتها الضمة وهو ضعيف ويقرأ شاذا بفتح الخاء والطاء على أن يكون الواحد خطوة والخطوة بالفتح مصدر خطوات وبالضم ما بين القدمين وقيل هما لغتان بمعنى واحد ( { إنه لكم } ) انما كسر الهمزة لأنه أراد الإعلام بحاله وهو أبلغ من الفتح لأنه إذا فتح الهمزة صار التقدير لا تتبعوه لأنه لكم واتباعه ممنوع وان لم يكن عدوا لنا ومثله لبيك ان الحمد لك كسر الهمزة أجود لدلالة الكسر على استحقاقه الحمد في كل حال وكذلك التلبية والشيطان هنا جنس وليس المراد به واحدا
قوله تعالى ( { وأن تقولوا } ) في موضع جر عطفا على بالسوء أي وبأن تقولوا
قوله تعالى ( { بل نتبع } ) بل هاهنا للاضراب عن الاول أي لا نتبع ما أنزل الله وليس بخروج من قصة إلى قصة و ( { ألفينا } ) وجدنا المتعدية إلى مفعول واحد وقد تكون متعدية إلى مفعولين مثل وجدت وهي هاهنا تحتمل الامرين والمفعول الاول ( { آباءنا } ) وعليه اما حال أو مفعول ثان ولام ألفينا واو لأن الأصل فيما لو جهل من اللامات أن يكون واوا ( { أولو } الواو للعطف والهمزة للاستفهام بمعنى التوبيخ وجواب لو محذوف تقديره أفكانوا يتبعونهم
قوله تعالى ( { ومثل الذين كفروا } ) مثل مبتدأ و ( { كمثل الذي ينعق } ) خبره وفي الكلام حذف مضاف تقديره داعي الذين كفروا أي مثل داعيهم إلى الهدى كمثلي الناعق بالغنم وإنما قدر ذلك ليصح التشبيه فداعي الذين كفروا كالناعق بالغنم ومثل الذين كفروا كالغنم المنعوق بها وقال سيبويه لما أراد تشبيه الكفار وداعيهم بالغنم وداعيهم قابل أحد الشيئين بالاخر من غير تفصيل اعتمادا على فهم المعنى وقيل التقدير مثل الذين كفروا في دعائك إياهم وقيل التقدير مثل الكافرين في دعائهم الاصنام كمثل الناعق بالغنم ( { إلا دعاء } ) منصوب بيسمع
____________________
(1/75)
والا قد فرغ قبلها العامل من المفعول وقيل الا زائدة لأن المعنى لا يسمع دعاء وهو ضعيف والمعنى بما لا يسمع الا صوتا ( { صم } ) أي هم صم
قوله تعالى ( { كلوا من طيبات } ) المفعول محذوف أي كلوا رزقكم وعند الأخفش من زائدة
قوله تعالى ( { إنما حرم عليكم الميتة } ) تقرأ الميتة بالنصب فتكون ما هاهنا كافة والفاعل هو الله ويقرأ بالرفع على أن تكون ما بمعنى الذي والميتة خبر ان والعائد محذوف تقديره حرمه الله ويقرأ حرم على مالم يسم فاعله فعلى هذا يجوز أن تكون ( { ما } ) بمعنى الذي والميتة خبر ان ويجوز أن تكون كافة والميتة المفعول القائم مقام الفاعل والأصل الميتة بالتشديد لأن بناءه فيعلة والأصل ميوتة فلما اجتمعت الياء والواو وسبقت الأولى بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمت فمن قرأ بالتشديد أخرجه على الأصل ومن خفف حذف الواو التي هي عين ومثله سيد وهين في سيد وهين ولام الدم ياء محذوفة حذفت لغير علة والنون في خنزير أصل وهو على مثال غربيب وقيل هي زائدة وهو مأخوذ من الخزر ( { فمن اضطر } ) من في موضع رفع وهي شرط واضطر في موضع جزم بها والجواب ( { فلا إثم عليه } ) ويجوز أن تكون من بمعنى الذي ويقرأ بكسر النون على أصل التقاء الساكنين وبضمها اتباعا لضمة الطاء والحاجز غير حصين لسكونه وضمت الطاء على الأصل لأن الأصل اضطرر ويقرأ بكسر الطاء ووجهها أنه نقل كسرة الراء الأولى إليها ( { غير باغ } ) نصب على الحال ( { ولا عاد } ) معطوف على باغ ولو جاء في غير القرآن منصوبا عطفا على موضع غير جاز
قوله تعالى ( { من الكتاب } ) في موضع نصب على الحال من العائد المحذوف أي ما أنزله الله كائنا من الكتاب و ( { إلا النار } ) مفعول ( { يأكلون في بطونهم } ) في موضع نصب على الحال من النار تقديره ما يأكلون الا النار ثابتة أو كائنة في بطونهم والأولى أن تكون الحال مقدرة لأنها وقت الاكل ليست في بطونهم وإنما يؤول إلى ذلك والجيد أن تكون ظرفا ليأكلون وفيه تقدير حذف مضاف أي في طريق بطونهم والقول الاول يلزم منه تقديم الحال على حرف الاستثناء وهو ضعيف الا أن يجعل المفعول محذوفا وفي بطونهم حالا منه أو صفة له أي في بطونهم شيئا وهذا الكلام في المعنى على المجاز وللاعراب حكم اللفظ
قوله تعالى ( { فما أصبرهم } ما ) في موضع رفع والكلام تعجب عجب
____________________
(1/76)
الله به المؤمنين وأصبر فعل فيه ضمير الفاعل وهو العائد على ما ويجوز أن تكون ما استفهاما هنا وحكمها في الإعراب كحكمها إذا كانت تعجبا وهي نكرة غير موصوفة تامة بنفسها وقيل هي نفي أي فما أصبرهم الله على النار
قوله تعالى ( { ذلك } ) مبتدأ و ( { بأن الله } ) الخبر والتقدير ذلك العذاب مستحق بما نزل الله في القرآن من استحقاق عقوبة الكافر فالباء متعلقة بمحذوف
قوله تعالى ( { ليس البر } ) يقرأ برفع الراء فيكون ( { أن تولوا } ) خبر ليس وقوى ذلك لأن الأصل تقديم الفاعل على المفعول ويقرأ بالنصب على أنه خبر ليس وأن تولوا اسمها وقوى ذلك عند من قرأ به لأن أن تولوا أعرف من البر إذ كان كالمضمر في أنه لا يوصف والبر يوصف ومن هنا قويت القراءة بالنصب في قوله ( { فما كان جواب قومه } قبل المشرق ) ظرف ( { ولكن البر } ) يقرأ بتشديد النون ونصب البر وبتخفيف النون ورفع البر على الابتداء وفي التقدير ثلاثة أوجه أحدها أن البر هنا اسم فاعل من بر يبر وأصله برر مثل فطن فنقلت كسرة الراء إلى الباء ويجوز أن يكون مصدرا وصف به مثل عدل فصار كالجثة والوجه الثاني أن يكون التقدير ولكن ذا البر من آمن والوجه الثالث أن يكون التقدير ولكن البر بر من آمن محذف المضاف على التقديرين وإنما احتيج إلى ذلك لأن البر مصدر ومن آمن جثة فالخبر غير المبتدأ في المعنى فيقدر ما يصير به الثاني هو الاول ( { والكتاب } ) هنا مفرد اللفظ فيجوز أن يكون جنسا ويقوى ذلك أنه في الأصل مصدر ويجوز أن يكون اكتفى بالواحد عن الجمع وهو يريده ويجوز أن يراد به القرآن لأن من آمن به فقد آمن بكل الكتب لأنه شاهد لها بالصدق ( { على حبه } ) في موضع نصب على الحال أي آتى المال محبا والحب مصدر حببت وهي لغة في أحببت ويجوز أن يكون مصدر أحببت على حذف الزيادة ويجوز أن يكون اسما للمصدر الذي هو الاحباب والهاء ضمير المال أو ضمير اسم الله أو ضمير الايتاء فعلى هذه الاوجه الثلاثة يكون المصدر مضافا إلى المفعول و ( { ذوي القربى } ) منصوب بأتى لا بالمصدر لأن المصدر يتعدى إلى مفعول واحد وقد استوفاه ويجوز أن تكون الهاء ضمير من فيكون المصدر مضافا إلى الفاعل فعلى هذا يجوز أن يكون ذوي القربى مفعول المصدر ويجوز أن يكون مفعول آتى ويكون مفعول المصدر محذوفا تقديره وآتى المال على حبه إياه ذوي القربى ( { وابن السبيل } ) مفرد في اللفظ وهو جنس أو واحد في اللفظ موضع الجمع
____________________
(1/77)
( { وفي الرقاب } ) أي في تخليص الرقاب أو عتق الرقاب وفي متعلقة بآتي ( { والموفون } ) في رفعة ثلاثة أوجه أحدها أن يكون معطوفا على من آمن والتقدير ولكن البر المؤمنون والموفون والثاني هو خبر مبتدأ محذوف تقديره وهم الموفون وعلى هذين الوجهين ينتصب ( { والصابرين } ) على إضمار أعنى وهو في المعنى معطوف على من ولكن جاز النصب لما تكررت الصفات ولا يجوز أن يكون معطوفا على ذوي القربى لئلا يفصل بين المعطوف والمعطوف عليه الذي هو في حكم الصلة بالاجنبي وهم الموفون والوجه الثالث أن يعطف الموفون على الضمير في آمن وجرى طول الكلام مجرى توكيد الضمير فعلى هذا يجوز أن ينتصب الصابرين على إضمار أعنى وبالعطف على ذوي القربى لأن الموفون على هذا الوجه داخل في الصلة ( { وحين البأس } ظرف للصابرين )
قوله تعالى ( { الحر بالحر } ) مبتدأ وخبر والتقدير الحر مأخوذ بالحر ( { فمن عفي } ) له من في موضع رفع بالابتداء ويجوز أن تكون شرطية وأن تكون بمعنى الذي والخبر ( { فاتباع بالمعروف } ) والتقدير فعليه اتباع و ( { من أخيه } ) أي من دم أخيه و ( { من } ) كناية عن ولي القاتل أي من جعل له من دم أخيه بدل وهو القصاص أو الدية و ( { شيء } ) كناية عن ذلك المستحق وقيل ( { من } ) كناية عن القاتل والمعنى إذا عفى عن القاتل فقبلت منه الدية وقيل شيء بمعنى المصدر أي من عفى له من أخيه عفو كما قال ( { لا يضركم كيدهم } ) شيئا أي ضيرا ( { وأداء إليه } ) أي إلى ولى المقتول ( { بإحسان } ) في موضع نصب بأداء ويجوز أن يكون صفة للمصدر وكذلك بالمعروف ويجوز أن يكون حالا من الهاء أي فعليه اتباعه عادلا ومحسنا والعامل في الحال معنى الاستقرار ( { فمن اعتدى } ) شرط ( { فله } ) جوابه ويجوز أن يكون بمعنى الذي
قوله تعالى ( { يا أولي الألباب } ) يقال في الرفع أولوا بالواو واولي بالياء في الجر والنصب مثل ذوو واولو جمع واحده ذو من غير لفظه وليس له واحد من لفظه
قوله تعالى ( { كتب عليكم إذا حضر } ) العامل في إذا كتب والمراد بحضور الموت حضور أسبابه ومقدماته وذلك هو الوقت الذي فرضت الوصية فيه وليس المراد بالكتب حقيقة الخط في اللوح بل هو كقوله ( { كتب عليكم القصاص في القتلى } ) ونحوه ويجوز أن يكون العامل في إذا معنى الايصاء وقد دل عليه قوله الوصية
____________________
(1/78)
ولا يجوز أن يكون العامل فيه لفظ الوصية المذكورة في الآية لأنها مصدر والمصدر لا يتقدم عليه معموله وهذا الذي يسمى التبيين وأما قوله ( { إن ترك خيرا } ) فجوابه عند الأخفش ( { الوصية } ) وتحذف الفاء أي فالوصية للوالدين واحتج بقول الشاعر
من يفعل الحسنات الله يشكرها % والشر بالشر عند الله مثلان
فالوصية على هذا مبتدا و ( { للوالدين } ) خبره وقال غيره جواب الشرط في المعنى ما تقدم من معنى كتب الوصية كما تقول أنت ظالم ان فعلت ويجوز أن يكون جواب الشرط معنى الايصاء لا معنى الكتب وهذا مستقيم على قول من رفع الوصية بكتب وهو الوجه وقيل المرفوع بكتب الجار والمجرور وهو عليكم وليس بشيء ( { بالمعروف } وفي موضع نصب على الحال أي ملتبسة بالمعروف لاجور فيها ( { حقا } ) منصوب على المصدر أي حق ذلك حقا ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي كتبا حقا أو ايصاء حقا ويجوز في غير القرآن الرفع بمعنى ذلك حق و ( { على المتقين } ) صفة لحق وقيل هو متعلق بنفس المصدر وهو ضعيف لأن المصدر المؤكد لا يعمل وإنما يعمل المصدر المنتصب بالفعل المحذوف إذا ناب عنه كقولك ضربا زيدا أي اضرب
قوله تعالى ( { فمن بدله } ) من شرط في موضع رفع مبتدأ والهاء ضمير الايصاء لأنه بمعنى الوصية وقيل هو ضمير الكتب وقيل هو ضمير الامر بالوصية أو الحكم المأمور به وقيل هو ضمير المعروف وقيل ضمير الحق ( { بعد ما سمعه } ما ) مصدرية وقيل هي بمعنى الذي أي بعد الذي سمعه من النهي عن التبديل والهاء في ( { إثمه } ) ضمير التبديل الذي دل عليه بدل
قوله تعالى ( { من موص } ) يقرأ بسكون الواو وتخفيف الصاد وهو من أوصى وبفتح الواو وتشديد الصاد وهو من وصى وكلتاهما بمعنى واحد ولا يراد بالتشديد هنا التكثير لأن ذلك انما يكون في الفعل الثلاثي إذا شدد فأما إذا كان التشديد نظير الهمزة فلا يدل على التكثير ومثله نزل وأنزل ومن متعلقة بخاف ويجوز أن تتعلق بمحذوف على أن تجعل صفة لجنف في الأصل ويكون التقدير فمن خاف جنفا كائنا من موص فإذا قدم انتصب على الحال ومثله أخذت من زيد مالا ان شئت علقت ( { من } ) بأخذت وان شئت كان التقدير مالا كائنا من زيد
____________________
(1/79)
قوله تعالى ( { كتب عليكم الصيام } ) المفعول القائم مقام الفاعل وفي موضع الكاف أربعة أوجه أحدها هي في موضع نصب صفة للكتب أي كتبا كما كتب فما على هذا الوجه مصدرية والثاني أنه صفة الصوم أي صوما مثل ما كتب فما على هذا بمعنى الذي اي صوما مماثلا للصوم المكتوب على من قبلكم وصوم هنا مصدر مؤكد في المعنى لأن الصيام بمعنى أن تصوموا صوما والثالث أن تكون الكاف في موضع حال من الصيام أي مشبها للذي كتب على من قبلكم والرابع أن يكون في موضع رفع صفة للصيام
فان قيل الجار والمجرور نكرة والصيام معرفة والنكرة لا تكون صفة للمعرفة
قيل لما لم يرد بالصيام صياما معينا كان كالمنكر وقد ذكرنا نحو ذلك في الفاتحة ويقوي ذلك أن الصيام مصدر والمصدر جنس وتعريف الجنس قريب من تنكيرة
قوله تعالى ( { أياما معدودات } ) لا يجوز أن ينتصب بمصدر كتب الأولى لا على الظرف ولا على أنه مفعول به على السعة لأن الكاف في كما وصف لمصدر محذوف والمصدر إذا وصف لم يعمل وكذلك اسم الفاعل ولا يجوز أن ينتصب بالصيام المذكور في الاية لأنه مصدر وقد فرق بينه وبين أيام بقوله ( { كما كتب } ) ويعمل فيه المصدر كالصلة ولا يفرق بين الصلة والموصول بأجنبي وان جعلت صفة الصيام لم يجز أيضا لأن المصدر إذا وصف لا يعمل والوجه أن يكون العامل في أيام محذوفا تقديره صوموا أياما فعلى هذا يكون أياما ظرفا لأن الظرف يعمل فيه المعنى ويجوز أن ينتصب أياما بكتب لأن الصيام مرفوع به وكما اما مصدر لكتب أو نعت للصيام وكلاهما لا يمنع عمل الفعل وعلى هذا يجوز أن يكون ظرفا ومفعولا به على السعة
قوله تعالى ( { أو على سفر } ) في موضع نصب معطوفا على خبر كان تقديره أو كان مسافرا وإنما دخلت على هاهنا لأن المسافر عازم على اتمام سفره فينبغي أن يكون التقدير أو كان عازما على اتمام سفر وسفر هنا نكرة يراد به سفر معين وهو السفر إلى المسافة المقدرة في الشرع ( { فعدة } ) مبتدأ والخبر محذوف أي فعليه عدة وفيه حذف مضاف أي صوم عدة ولو قرىء بالنصب لكان مستقيما ويكون التقدير فليصم عدة وفي الكلام حذف تقديره فأفطر فعليه
____________________
(1/80)
و ( { من أيام } ) نعت لعدة و ( { أخر } ) لا ينصرف للوصف والعدل عن الألف واللام لأن الأصل في فعلي صفة أن تستعمل في الجمع بالألف واللام كالكبرى والكبر والصغرى والصغر ( { يطيقونه } ) الجمهور على القراءة بالياء وقرىء ( / < يطوقونه > / ) بواو مشددة مفتوحة وهو من الطوق الذي هو قدر الوسع والمعنى يكلفونه ( { فدية } ) يقرأ بالتنوين و ( { طعام } ) بالرفع بدلا منها أو على إضمار مبتدأ أي هي طعام و ( { مسكين } ) بالافراد والمعنى أن ما يلزم بافطار كل يوم اطعام مسكين واحد ويقرأ بغير تنوين وطعام بالجر ومساكين بالجمع وإضافة ألفدية إلى الطعام إضافة الشيء إلى جنسه كقولك خاتم فضة لأن طعام المسكين يكون فدية وغير فدية وإنما جمع المساكين لأنه جمع في قوله ( { وعلى الذين يطيقونه } فقابل الجمع بالجمع ولم يجمع فدية لأمرين أحدهما أنها مصدر والهاء فيها لا تدل على المرة الواحدة بل هي للتأنيث فقط والثاني أنه لما أضافها إلى مضاف إلى الجمع فهم منها الجمع والطعام هنا بمعنى الاطعام كالعطاء بمعنى الاعطاء ويضعف أن يكون الطعام هو المطعوم لأنه أضافه إلى المسكين وليس الطعام للمسكين قبل تمليكه إياه فلو حمل على ذلك لكان مجازا لأنه يكون تقديره فعليه اخراج طعام يصير للمساكين ولو حملت الاية عليه لم يمتنع لأن حذف المضاف جائز وتسمية الشيء بما يئول إليه جائز ( { فهو خير له } ) الضمير يرجع إلى التطوع ولم يذكر لفظه بل هو مدلول عليه بالفعل ( { وأن تصوموا } ) في موضع رفع مبتدأ و ( { خير } ) خبره و ( { لكم } ) نعت لخير و ( { إن كنتم } ) شرط محذوف الجواب والدال على المحذوف أن تصوموا
قوله تعالى ( { شهر رمضان } ) في رفعه وجهان أحدهما هو خبر مبتدإ محذوف تقديره هي شهر يعني الايام المعدودات فعلى هذا يكون ( { الذي أنزل } ) نعتا للشهر أو لرمضان والثاني هو مبتدأ ثم في الخبر وجهان أحدهما الذي أنزل والثاني أن الذي أنزل صفة والخبر هو الجملة التي هي قوله ( { فمن شهد } )
فان قيل لو كان خبرا لم يكن فيه الفاء لأن شهر رمضان لا يشبه الشرط قيل الفاء على قول الأخفش زائدة وعلى قول غيره ليست زائدة وإنما دخلت لأنك وصفت الشهر بالذي فدخلت الفاء كما تدخل في خبر نفس الذي ومثله ( { قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم } )
____________________
(1/81)
فان قيل فاين الضمير العائد على المبتدأ من الجملة قيل وضع الظاهر موضعه تفخما أي فمن شهده منكم كما قال الشاعر
لا أرى الموت يسبق الموت شيء % بغض الموت ذا الغنى والفقيرا
أي لا يسبقه شيء ومن هنا شرطية مبتدأه وما بعدها الخبر ويجوز أن تكون بمعنى الذي فيكون الخبر فليصمه و ( { منكم } ) حال من ضمير الفاعل ومفعول شهد محذوف أي شهد المصر و ( { الشهر } ) ظرف أو مفعول به على السعة ولا يجوز أن يكون التقدير فمن شهد هلال الشهر لأن ذلك يكون في حق المريض والمسافر والمقيم الصحيح والذي يلزمه الصوم الحاضر بالمصر إذا كان صحيحا وقيل التقدير هلال الشهر فعلى هذا يكون الشهر مفعولا به صريحا لقيامه مقام الهلال وهذا ضعيف لوجهين أحدهما ما قدمنا من لزوم الصوم على العموم وليس كذلك والثاني أن شهد بمعنى حضر ولا يقال حضرت هلال الشهر وإنما يقال شاهدت الهلال والهاء في ( { فليصمه } ) ضمير الشهر وهي مفعول به على السعة وليست ظرفا إذ لو كانت ظرفا لكانت معها في لأن ضمير الظرف لا يكون ظرفا بنفسه ويقرأ ( { شهر رمضان } ) بالنصب وفيه ثلاثة أوجه أحدها أنه بدل من أياما معدودات والثاني على إضمار أعنى شهر والثالث أن يكون منصوبا بتعلمون أي ان كنتم تعلمون شرف شهر رمضان فحذف المضاف ويقرأ في الشاذ شهري رمضان على الابتداء والخبر وأما قوله ( { أنزل فيه القرآن } ) فالمعنى في فضله كما تقول أنزل في الشيء آية وقيل هو ظرف أي أنزل القرآن كله في هذا الشهر إلى السماء الدنيا و { هدى } { وبينات } حالان من القرآن
قوله تعالى ( { يريد الله بكم اليسر } ) الباء هنا للالصاق والمعنى يريد أن يلصق بكم اليسر فيما شرعه لكم والتقدير يريد الله بفطركم في حال العذر اليسر ( { ولتكملوا العدة } ) هو معطوف على اليسر والتقدير لأن تكملوا واللام على هذا زائدة كقوله تعالى ( { ولكن يريد ليطهركم } ) وقيل التقدير ليسهل عليكم ولتكملوا وقيل ( { ولتكملوا العدة } ) فعل ذلك
قوله تعالى ( { فإني قريب } ) أي فقل لهم أني لأنه جواب ( { وإذا سألك } ) و ( { أجيب } ) خبر ثان و ( { فليستجيبوا } ) بمعنى فليجيبوا كما تقول قر واستقر بمعنى وقالوا استجابه بمعنى جابه ( { لعلهم يرشدون } ) الجمهور على فتح الياء
____________________
(1/82)
وضم الشين وماضيه رشد بالفتح ويقرأ بفتح الشين وماضيه رشد بكسرها وهي لغة ويقرأ بكسر الشين وماضيه أرشد أي غيرهم
قوله تعالى ( { أحل لكم ليلة الصيام } ليلة ظرف لأحل ولا يجوز أن تكون ظرفا للرفث من جهة الإعراب لأنه مصدر والمصدر لا يتقدم عليه معموله ويجوز أن تكون الليلة ظرفا للرفث على التبيين والتقدير أحل لكم أن ترفثوا ليلة الصيام فحذف وجعل المذكور مبينا له والمستعمل الشائع رفث بالمرأة بالباء وإنما جاء هنا بإلى لأن معنى الرفث الافضاء وكأنه قال الافضاء ( { إلى نسائكم } ) والهمزة في نساء مبدلة من واو لقولك في معناه نسوة وهو جمع لا واحد له من لفظه بل واحدته امراة وأما نساء فجمع نسوة وقيل لا واحد له ( { كنتم تختانون } ) كنتم هنا لفظها لفظ الماضي ومعناها على المضي أيضا والمعنى أن الاختيان كان يقع منهم فتاب عليهم منه وقيل انه أراد الاختيان في المستقبل وذكر كان ليحكي بها الحال كما تقول ان فعلت كنت ظالما وألف تختانون مبدلة من واو لأنه من خان يخون وتقول في الجمع خونة ( { فالآن } ) حقيقة الآن الوقت الذي أنت فيه وقد يقع على الماضي القريب منك وعلى المستقبل القريب وقوعه تنزيلا للقريب منزلة الحاضر وهو المراد هنا لأن قوله ( { فالآن باشروهن } ) أي فالوقت الذي كان يحرم عليكم الجماع فيه من الليل قد أبحناه لكم فيه فعلى هذا الآن ظرف ل ( { باشروهن } ) وقيل الكلام محمول على المعنى والتقدير فالان قد أبحنا لكم أن تباشروهن ودل على المحذوف لفظ الامر الذي يراد به الاباحة فعلى هذا الان على حقيقته ( { حتى يتبين } ) يقال تبين الشيء وبان وأبان واستبان كله لازم وقد يستعمل أبان واستبان وتبين متعدية وحتى بمعنى إلى و ( { من الخيط الأسود } ) في موضع نصب لأن المعنى حتى يباين الخيط الابيض الخيط الاسود كما تقول بانت اليد من زندها أي فارقته وأما ( { من الفجر } فيجوز أن يكون حالا من الضمير في الابيض ويجوز أن يكون تمييزا والفجر في الأصل مصدر فجر يفجر إذا شق ( { إلى الليل } ) إلى هاهنا لانتهاء غاية الاتمام ويجوز أن يكون حالا من الصيام ليتعلق بمحذوف ( { وأنتم عاكفون } ) مبتدأ وخبر في موضع الحال والمعنى لا تباشروهن وقد نويتم الاعتكاف في المسجد وليس المراد النهي عن مباشرتهن في المسجد لأن ذلك ممنوع منه في غير الاعتكاف ( { تلك حدود الله فلا تقربوها } دخول الفاء هنا عاطفة على شيء محذوف تقديره تنبهوا فلا تقربوها
____________________
(1/83)
( { كذلك } في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي بيانا مثل هذا البيان يبين
قوله تعالى ( { بينكم } يجوز أن يكون ظرفا لتأكلوا لأن المعنى لا تتناقلوها فيما بينكم ويجوز أن يكون حالا من الاموال أي كائنة بينكم أو دائرة بينكم وهو في المعنى كقوله ( { إلا أن تكون تجارة حاضرة تديرونها بينكم } ) و ( { بالباطل } في موضع نصب بتأكلوا أي لا تأخذوها بالسبب الباطل ويجوز أن يكون حالا من الاموال أيضا وأن يكون حالا من الفاعل في تأكلوا أي مبطلين ( { وتدلوا } مجزوم عطفا على تأكلوا واللام في ( { لتأكلوا } ) متعلقة بتدلوا ويجوز أن يكون تدلوا منصوبا بمعنى الجمع أي لا تجمعوا بين أن تأكلوا وتدلوا و ( { بالإثم } ) مثل بالاطل
قوله تعالى ( { عن الأهلة } ) الجمهور على تحريك النون وإثبات الهمزة بعد اللام على الأصل ويقرأ في الشذوذ بادغام النون في اللام وحذف الهمزة والأصل الاهلة فألقيت حركة الهمزة على اللام فتحركت ثم حذفت همزة الوصل لتحرك اللام فصارت لهلة فلما لقيت النون اللام قلبت النون لاما وأدغمت في اللام الاخرى ومثله لحمر في الاحمر وهي لغة ( { والحج } ) معطوف على الناس ولا اختلاف في رفع ( { البر } ) هنا لأن خبر ليس ( { بأن تأتوا } ) ولزم ذلك بدخول الباء فيه وليس كذلك ( { ليس البر أن تولوا } ) إذ لم يقترن بأحدهما ما يعينه اسما أو خبرا و ( { البيوت } ) يقرأ بضم الباء وهو الأصل في الجمع على فعول والمعتل كالصحيح وإنما ضم أول هذا الجمع ليشاكل ضمة الثاني والواو بعده ويقرأ بكسر الباء لأن بعده ياء والكسرة من جنس الياء ولا يحتفل بالخروج من كسر إلى ضم لأن الضمة هنا في الياء والياء مقدرة بكسرتين فكانت الكسرة في الباء كأنها وليت كسرة هكذا الخلاف في العيون والجيوب والشيوخ ومن هاهنا جاز في التصغير الضم والكسر فيقال بييت وبييت ( { ولكن البر من اتقى } ) مثل ( { ولكن البر من آمن } ) وقد تقدم
قوله تعالى ( { ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم } ) يقرأ ثلاثتها بالألف وهو نهى عن مقدمات القتل فيدل على النهي عن القتل من طريق الأولى وهو مشاكل لقوله وقاتلوا في سبيل الله ويقرأ ثلاثتها بغير ألف وهو منع من نفس القتل وهو مشاكل لقوله ( { واقتلوهم حيث ثقفتموهم } ) ولقوله ( { فاقتلوهم } ) والتقدير في قوله فان قاتلوكم أي فيه ( { كذلك } مبتدأ و ( { جزاء } ) خبره والجزاء مصدر مضاف إلى المفعول
____________________
(1/84)
ويجوز أن يكون في معنى المنصوب ويكون التقدير كذلك جزاء الله الكافرين ويجوز أن يكون في معنى المرفوع على مالم يسم فاعله والتقدير كذلك يجزى الكافرون وهكذا في كل مصدر يشاكل هذا
قوله تعالى ( { فإن الله غفور } ) أي لهم
قوله تعالى ( { حتى لا تكون } ) يجوز أن تكون بمعنى كي ويجوز أن تكون بمعنى إلى أن وكان هنا تامة وقوله ( { ويكون الدين } ) يجوز أن تكون كان تامة وأن تكون ناقصة ويكون ( { لله } الخبر ) ( { إلا على الظالمين } ) في موضع رفع خبر لا ودخلت الا للمعنى ففي الاثبات تقول العدوان على الظالمين فإذا جئت بالنفي والا بقي الإعراب على ما كان عليه
قوله تعالى ( { فمن اعتدى عليكم } ) يجوز أن تكون من شرطية وأن تكون بمعنى الذي بمثل الباء غير زائدة والتقدير بعقوبة مماثلة لعدوانهم ويجوز أن تكون زائدة وتكون مثل صفة لمصدر محذوف أي عدوانا مثل عدوانهم
قوله تعالى ( { بأيديكم } ) الباء زائدة يقال ألقى يده وألقى بيده وقال المبرد ليست زائدة بل هي متعلقة بالفعل كمررت بزيد والتهلكة تفعلة من الهلاك
قوله تعالى ( { والعمرة لله } ) الجمهور على النصب واللام متعلقة بأتموا وهي لام المفعول له ويجوز أن تكون في موضع الحال تقديره كائنين لله ويقرأ بالرفع على الابتداء والخبر ( { فما استيسر } ) ما في موضع رفع بالابتداء والخبر محذوف أي فعليكم ويجوز أن تكون خبرا والمبتدأ محذوف أي فالواجب ما استيسر ويجوز أن تكون ما في موضع نصب تقديره فأهدوا أو فأدوا واستيسر بمعنى تيسر والسين ليست للاستدعاء هنا والهدي بتخفيف الياء مصدر في الأصل وهو بمعنى المهدي ويقرأ بتشديد الياء وهو جمع هدية وقيل هو فعيل بمعنى مفعول والمحل يجوز أن يكون مكانا وأن يكون زمانا ( { ففدية } ) في الكلام حذف تقديره فحلق فعليه فدية ( { من صيام } ) في موضع رفع صفة للفدية و ( { أو } هاهنا للتخيير على أصلها والنسك في الأصل مصدر بمعنى المفعول لأنه من نسك ينسك والمراد به هاهنا المنسوك ويجوز أن يكون اسما لا مصدرا ويجوز تسكين السين ( { فإذا أمنتم } ) إذا في موضع نصب ( { فمن تمتع } )
____________________
(1/85)
شرط في موضع مبتدأ ( { فما استيسر } ) جواب فمن ومن جوابها جواب إذا والعامل في إذا معنى الاستقرار لأن التقدير فعليه ما استيسر أي يستقر عليه الهدي في ذلك الوقت ويجوز أن تكون من بمعنى الذي ودخلت الفاء في خبرها ايذانا بأن ما بعدها مستحق بالتمتع ( { فمن لم يجد } ) من في موضع رفع بالابتداء ويجوز أن تكون شرطا وأن تكون بمعنى الذي والتقدير فعليه صيام وقرىء صياما بالنصب على تقدير فليصم والمصدر مضاف إلى ظرفه في المعنى وهو في اللفظ مفعول به على السعة وسبعة معطوفة على ثلاثة وقرىء وسبعة بالنصب تقديره ولتصوموا سبعة أو وصوموا سبعة ذلك لمن اللام على أصلها أي ذلك جائز لمن وقيل اللام بمعنى على أي الهدي على من لم يكن أهله كقوله ( { أولئك لهم اللعنة } )
قوله تعالى ( { الحج } ) مبتدأ و أشهر الخبر والتقدير الحج أشهر وقيل جعل الاشهر الحج على السعة ويجوز أن يكون التقدير أشهر الحج أشهر وعلى كلا الوجهين لابد من حذف مضاف ( { فمن فرض } من مبتدأ ويجوز أن تكون شرطا بمعنى الذي والخبر فلا رفث وما بعده والعائد محذوف تقديره فلا رفث منه ويقرأ ( { فلا رفث ولا فسوق ولا جدال } ) بالفتح فيهن على أن الجميع اسم لا الأولى و ( { لا } ) مكررة للتوكيد في المعنى والخبر ( { في الحج } ) ويجوز أن تكون لا المكررة مستأنفة فيكون في الحج خبر ولا جدال وخبر لا الأولى والثانية محذوف أي فلا رفث في الحج ولا فسوق في الحج واستغنى عن ذلك بخبر الاخيرة ونظير ذلك قولهم زيد وعمر و نشر قائم فقائم خبر بشر وخبر الاولين محذوف وهذا في الظرف أحسن وتقرأ بالرفع فيهن على أن تكون ( { لا } ) غير عاملة ويكون ما بعدها مبتدأ وخبرا ويجوز أن تكون لا عاملة عمل ليس فيكون في الحج في موضع نصب وقرىء برفع الاولين وتنوينهما وفتح الاخير وإنما فرق بينهما لأن معنى فلا رفث ولا فسوق لا ترفثوا ولا تفسقوا ومعنى ولا جدال أي لا شك في فرض الحج وقيل لا جدال أي لا تجادلوا وأنتم محرمون والفتح في الجميع أقوى لما فيه من نفي العموم ( { وما تفعلوا من خير } ) من خير فيه أوجه قد ذكرنا ذلك في قوله ( { ما ننسخ من آية } ) ونزيدها هنا وجها آخر وهو أن يكون من خير في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف تقديره ما تفعلوا فعلا من خير
قوله تعالى ( { أن تبتغوا } ) في موضع نصب على تقدير في أن تبتغوا وعلى قول
____________________
(1/86)
غير سيبويه هو في موضع جر على ما بيناه في غير موضع فلو ظهرت في اللفظ لجاز أن تتعلق بنفس الجناح لما فيه من معنى الجنوح والميل أو لأنه في معنى الاثم ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لجناح وأجاز قوم أن يتعلق حرف الجر بليس وفيه ضعف ( { من ربكم } ) يجوز أن يكون متعلقا بتبتغوا فيكون مفعولا به أيضا ويجوز أن يكون صفة لفضل فيتعلق بمن بمحذوف ( { فإذا أفضتم } ظرف والعامل فيه فإذكروا ولا تمنع الفاء هنا من عمل ما بعدها فيما قبلها لأنه شرط و ( { عرفات } ) جمع سمي به موضع واحد ولولا ذلك لكان نكرة وهو معرفة وقد نصبوا عنه على الحال فقالوا هذه عرفات مباركا فيها لأن المراد بها بقعة بعينها ومثله أبانان اسم جبل أو بقعة والتنوين في عرفات وجمع جمع التأنيث نظير النون في مسلمون وليست دليل الصرف ومن العرب من يحذف التنوين ويكسر التاء ومنهم من يفتحها ويجعل التاء في الجمع كالتاء في الواحد ولا يصرف للتعريف والتأنيث وأصل أفضتم أفضيتم لأنه من فاض يفيض إذا سال وإذا كثر الناس في الطريق كان مشيهم كجريان السيل ( { عند المشعر الحرام } ) يجوز أن يكون ظرفا وأن يكون حالا من ضمير الفاعل ( { كما هداكم } ) الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف ويجوز أن تكون حالا من الفاعل تقديره فاذكروه مشبهين لكم حين هداكم ولا بد من تقدير حذف مضاف لأن الجثة لا تشبه الحدث ومثله ( { كذكركم آباءكم } ) الكاف نعت لمصدر محذوف أو حال تقديره فاذكروا الله مبالغين ويجوز أن تكون الكاف في الأولى بمعنى على تقديره فإذكروا الله على ما هداكم كما قال تعالى ( { ولتكبروا الله على ما هداكم } وان كنتم ) ان هاهنا مخففة من الثقيلة والتقدير انه كنتم من قبله ضالين وقد ذكرنا ذلك في قوله ( { وإن كانت لكبيرة } )
قوله تعالى ( { أفاض الناس } ) الجمهور على رفع السين وهو جمع وقرىء الناس يريد آدم وهي صفة غلبت عليه كالعباس والحرث ودل عليه قوله فنسي ولم نجد له عزما
قوله تعالى ( { مناسككم } ) واحدها منسك بفتح السين وكسرها والجمهور على اظهار الكاف الأولى وأدغمها بعضهم شبه حركة الإعراب بحركة البناء فحذفها ( { أو أشد } ) أو هاهنا للتخيير والاباحة وأشد يجوز أن يكون مجرورا عطفا على ذكركم تقديره أو كأشد أي أو كذكر أشد ويجوز أن يكون منصوبا عطفا على الكاف أي أو ذكرا أشد و ( { ذكرا } ) تمييز وهو في موضع مشكل وذلك أن
____________________
(1/87)
افعل تضاف إلى ما بعدها إذا كان من جنس ما قبلها كقولك ذكرك أشد ذكر ووجهك أحسن وجه أي أشد الاذكار وأحسن الوجوه وإذا نصبت ما بعدها كان غير الذي قبلها كقولك زيد أفره عبدا فالفراهة للعبد لا لزيد والمذكور قبل أشد هاهنا هو الذكر والذكر لا يذكر حتى يقال الذكر أشد ذكرا وإنما يقال الذكر أشد ذكر بالاضافة لأن الثاني هو الاول والذي قاله أبو علي وابن جني وغيرهما أنه جعل الذكر ذاكرا على المجاز كما تقول زيد أشد ذكرا من عمرو وعندي أن الكلام محمول على المعنى والتقدير أو كونوا أشد ذكرا لله منكم لآبائكم ودل على هذا المعنى قوله تعالى ( { فاذكروا الله } ) أي كونوا ذاكريه وهذا أسهل من حمله على المجاز
قوله تعالى ( { في الدنيا حسنة } ) يجوز أن تكون ( { في } ) متعلقة بآتنا وأن تكون صفة لحسنة قدمت فصارت حالا ( { وقنا } ) حذفت منه الفاء كما حذفت في المضارع إذا قلت يقي وحذفت لامها للجزم واستغنى عن همزة الوصل لتحرك الحرف المبدوء به
قوله تعالى ( { في أيام معدودات } ) ان قيل الايام واحدها يوم والمعدودات واحدها معدودة واليوم لا يوصف بمعدودة لأن الصفة هنا مؤنثة والموصوف مذكر وإنما الوجه أن يقال أيام معدودة فتصف الجمع بالمؤنث والجواب أنه أجرى معدودات على لفظ أيام وقابل الجمع بالجمع مجازا والأصل معدودة كما قال ( { لن تمسنا النار إلا أياما معدودة } ) ولو قيل ان الايام تشتمل على الساعات والساعة مؤنثة فجاز الجمع على معنى ساعات الايام وفيه تنبيه على الامر بالذكر في كل ساعات هذه الايام أو في معظمها لكان جوابا سديدا ونظير ذلك الشهر والصيف والشتاء فانها يجاب بها عن كم وكم انما يجاب عنها بالعدد وألفاظ هذه الاشياء ليست عددا وإنما هي أسماء لمعدودات فكانت جوابا من هذا الوجه ( { فلا إثم عليه } ) الجمهور على إثبات الهمزة وقرىء ( / < فلثم > / ) ووجهها أنه لما خلط لا بالاسم حذف الهمزة لشبهها بالألف ثم حذف ألف لا لسكونها وسكون الثاء بعدها ( { لمن اتقى } ) خبر مبتدأ محذوف تقديره جواز التعجيل والتأخير لمن اتقى
قوله تعالى ( { من يعجبك } ) من نكرة موصوفة و ( { في الحياة الدنيا } ) متعلق بالقول والتقدير في أمور الدنيا ويجوز أن يتعلق بيعجبك ( { ويشهد الله } ) يجوز أن يكون معطوفا على يعجبك ويجوز أن يكون جملة في موضع الحال
____________________
(1/88)
من الضمير في يعجبك أي يعجبك وهو يشهد الله ويجوز أن يكون حالا من الهاء في قوله والعامل فيه القول والتقدير يعجبك أن يقول في أمر الدنيا مقسما على ذلك والجمهور على ضم الياء وكسر الهاء ونصب اسم الله وقرىء بفتح الياء والهاء ورفع اسم الله وهو ظاهر ( { وهو ألد } ) يجوز أن تكون الجملة صفة معطوفة على يعجبك ويجوز أن تكون حالا معطوفة على ويشهد ويجوز أن تكون حالا من الضمير في يشهد و ( { الخصام } ) هنا جمع خصم نحو كعب وكعاب ويجوز أن يكون مصدرا وفي الكلام حذف مضاف أي أشد ذوي الخصام ويجوز أن يكون الخصام هنا مصدرا في معنى اسم الفاعل كما يوصف بالمصدر في قولك رجل عدل وخصم ويجوز أن يكون أفعل هاهنا لا للمفاضلة فيصح أن يضاف إلى المصدر تقديره وهو شديد الخصومة ويجوز أن يكون هو ضمير المصدر الذي هو قوله وقوله خصام والتقدير خصامه ألد الخصام
قوله تعالى ( { ليفسد } ) اللام متعلقة بسعي ( { ويهلك } ) بضم الياء وكسر اللام وفتح الكاف معطوف على يفسد هذا هو المشهور وقرىء بضم الكاف أيضا على الاستئناف أو على إضمار مبتدأ أي وهو يهلك وقيل هو معطوف على يعجبك وقيل هو معطوف على معنى سعى لأن التقدير وإذا تولي يسعى ويقرأ بفتح الياء وكسر اللام وضم الكاف ورفع الحرث والتقدير ويهلك الحرث بسعيه وقرىء بفتح الياء واللام وهي لغة ضعيفة جدا و ( { الحرث } ) مصدر حرث يحرث وهو هاهنا بمعنى المحروث وكذلك ( النسل ) بمعنى المنسول
قوله تعالى ( { العزة بالإثم } ) في موضع نصب على الحال من العزة والتقدير أخذته العزة ملتبسة بالاثم ويجوز أن تكون حالا من الهاء أي أخذته العزة آثما ويجوز أن تكون الباء للسببية فيكون مفعولا به أي أخذته العزة بسبب الاثم ( { فحسبه } ) مبتدأ و ( { جهنم } ) خبره وقيل جهنم فاعل حسبه لأن حسبه في معنى اسم الفاعل أي كافيه وقد قرىء بالفاء الرابطة للجملة بما قبلها وسد الفاعل مسد الخبر وحسب مصدر في موضع اسم الفاعل ( { ولبئس المهاد } ) المخصوص بالذم محذوف أي ولبئس المهاد جهنم
قوله تعالى ( { ابتغاء مرضات الله } ) الجمهور على تفخيم مرضاة وقرىء بالامالة لتجانس كسرة التاء وإذا اضطر حمزة هنا إلى الوقف وقف بالتاء وفيه وجهان
____________________
(1/89)
أحدهما هو لغة في الوقف على تاء التأنيث حيث كانت والثاني أنه دل بالوقف على التاء على ارادة المضاف إليه فهو في تقدير الوصل
قوله تعالى ( { في السلم } ) يقرأ بكسر السين وفتحها مع إسكان اللام وبفتح السين واللام وهو الصلح ويذكر ويؤنث ومنه قوله تعالى ( { وإن جنحوا للسلم فاجنح لها } ) ومنهم من قال الكسر بمعنى الاسلام والفتح بمعنى الصلح ( { كافة } ) حال من الفاعل في ادخلوا وقيل هو حال من السلم أي في السلم من جميع وجوهه
قوله تعالى ( { هل ينظرون } ) لفظه لفظ الاستفهام ومعناه النفي ولهذا جاءت بعده الا ( { في ظلل } ) يجوز أن يكون ظرفا وأن يكون حالا والظلل جمع ظلة ويقرأ في ظلال قيل هو جمع ظل وقيل جمع ظلة أيضا مثل خلة وخلال وقلة وقلال ( { من الغمام } ) يجوز أن يكون وصفا لظلل ويجوز أن تتعلق من بيأتيهم أي يأتيهم من ناحية الغمام والغمام جمع غمامة ( { والملائكة } ) يقرأ بالرفع عطفا على اسم الله وبالجر عطفا على ظلل ويجوز أن يعطف على الغمام
قوله تعالى ( { سل } ) فيه لغتان سل واسأل فماضي اسأل سأل بالهمزة فاحتيج في الامر إلى همزة الوصل لسكون السين وفي سل وجهان أحدهما أن الهمزة ألقيت حركتها على السين فاستغنى عن همزة الوصل لتحرك السين والثاني أنه من سال يسال مثل خاف يخاف وهي لغة فيه وفيه لغتان ثالثة وهي اسل حكاها الأخفش ووجهها أنه ألقى حركة الهمزة على السين وحذفها ولم يعتد بالحركة لكونها عارضة فلذلك جاء بهمزة الوصل كما قالوا الحمر ( { كم آتيناهم } الجملة في موضع نصب لأنها المفعول الثاني لسل ولا تعمل سل في كم لأنها استفهام وموضع كم فيه وجهان أحدهما نصب لأنها المفعول الثاني لآتيناهم والتقدير أعشرين آية أعطيناهم والثاني هي في موضع رفع بالابتداء وآتيناهم خبرها والعائد محذوف والتقدير آتيناهموها أو آتيناهم إياها وهو ضعيف عند سيبويه و ( { من آية } ) تمييز لكم والاحسن إذا فصل بين كم وبين مميزها أن يؤتى بمن ( { ومن يبدل } ) في موضع رفع بالابتداء والعائد الضمير في يبدل وقيل العائد محذوف تقديره شديد العقاب له 7
قوله تعالى ( { زين } ) انما حذفت التاء لأجل الفصل بين الفعل وبين ما أسند إليه ولأن تأنيث الحياة غير حقيقي وذلك يحسن مع الفصل والوقف على آمنوا ( { والذين اتقوا } ) مبتدأ و ( { فوقهم } ) خبره
____________________
(1/90)
قوله تعالى ( { مبشرين ومنذرين } ) حالان ( { وأنزل معهم } ) معهم في موضع الحال من ( { الكتاب } ) أي وأنزل الكتاب شاهدا لهم ومؤيدا والكتاب جنس أو مفرد في موضع الجمع ( { وبالحق } ) في موضع الحال من الكتاب أي مشتملا على الحق وممتزجا بالحق ( { ليحكم } ) اللام متعلقة بأنزل وفاعل ( { يحكم } ) الله ويجوز أن يكون الكتاب ( { من بعد ما جاءتهم } ) من تتعلق باختلف ولا يمنع الا من ذلك كما تقول ما قام الا زيد يوم الجمعة و ( { بغيا } ) مفعول من أجله والعامل فيه اختلف ( { من الحق } ) في موضع الحال من الهاء في فيه ويجوز أن تكون حالا من ما و ( { بإذنه } ) حال من الذين آمنوا أي مأذونا لهم ويجوز أن يكون مفعولا هدى أي هداهم بأمره
قوله تعالى ( { أم حسبتم } ) أم بمنزلة بل والهمزة فهي منقطعة و ( { أن تدخلوا } ) أن وما عملت فيه تسد مسد المفعولين عند سيبويه وعند الأخفش المفعول الثاني محذوف ( { ولما } ) هنا ( لم ) دخلت عليها ( ما ) وبقي جزمها ( { مستهم } ) جملة مستأنفة لا موضع لها وهي شارحة لأحوالهم ويجوز أن تضمر معها قد فتكون حالا ( { حتى يقول الرسول } ) يقرأ بالنصب والتقدير إلى أن يقول الرسول فهو غاية والفعل هنا مستقبل حكيت به حالهم والمعنى على المضي والتقدير إلى أن قال الرسول ويقرأ بالرفع على أن يكون التقدير وزلزلوا فقال الرسول فالزلزلة سبب القول وكلا الفعلين ماض فلم تعمل فيه حتى ( { متى نصر الله } ) الجملة وما بعدها في موضع نصب بالقول وفي هذا الكلام اجمال وتفصيله أن اتباع الرسول قالوا متى نصر الله فقال الرسول الا ان نصر الله قريب وموضع متى رفع لأنه خبر المصدر وعلى قول الأخفش موضعه نصب على الظرف ونصر مرفوع به
قوله تعالى ( { يسألونك } يجوز أن تلقى حركة الهمزة على السين وتحذفها ومن قال سأل فجعلها ألفا مبدلة من ولو قال يسألونك مثل يحافونك ( { ماذا ينفقون } ) في ماذا مذهبان للعرب أحدهما أن تجعل ما استفهما ما بمعنى أي شيء وذا بمعنى الذي وينفقون صلته والعائد محذوف فتكون ما مبتدأ وذا وصلته خبرا ولا نجعل ذا بمعنى الذي الا مع ( ما ) عند البصريين وأجاز الكوفيون ذلك مع غير ما والمذهب الثاني أن تجعل ما وذا بمنزلة اسم واحد للاستفهام وموضعه هنا نصب بينفقون وموضع الجملة نصب بيسألون على المذهبين ( { ما أنفقتم } ) ما شرط في موضع
____________________
(1/91)
نصب بالفعل الذي بعدها و ( { من خير } ) قد تقدم اعرابه ( { فللوالدين } ) جواب الشرط ويجوز أن تكون ما بمعنى الذي فتكون مبتدأ والعائد محذوف ومن خير حال من المحذوف فللوالدين الخبر فأما ( { وما تفعلوا من خير } فشرط البتة
قوله تعالى ( وهو كره لكم ) الجملة في موضع الحال وقيل في موضع الصفة ويقرأ بضم الكاف وفتحها وهما لغتان بمعنى وقيل الفتح بمعنى الكراهية فهو مصدر والضم اسم المصدر وقيل الضم بمعنى المشقة أو إذا كان مصدرا احتمل أن يكون المعنى فرض القتال اكراه لكم فيكون هو كناية عن الفرض والكتب ويجوز أن يكون كناية عن القتال فيكون الكره بمعنى المكروه ( { وعسى أن تكرهوا } أن والفعل في موضع رفع فاعل عسى وليس في عسى ضمير ( { وهو خير لكم } ) جملة في موضع نصب فيجوز أن يكون صفة لشيء وساغ دخول الواو لما كانت صورة الجملة هنا كصورتها إذا كانت حالا ويجوز أن تكون حالا من النكرة لأن المعنى يقتضيه
قوله تعالى ( { قتال فيه } ) هو بدل من الشهر بدل الاشتمال لأن القتال يقع في الشهر وقال الكسائي هو مخفوض على التكرير يريد أن التقدير عن قتال فيه وهو معنى قول الفراء لأنه قال هو مخفوض بعن مضمرة وهذا ضعيف جدا لأن حرف الجر لا يبقى عمله بعد حذفه في الاختيار وقال أبو عبيدة هو مجرور على الجوار وهو أبعد من قولهما لأن الجوار من مواضع الضرورة والشذوذ ولا يحمل عليه ما وجدت عنه مندوحة وفيه يجوز أن يكون نعتا لقتال ويجوز أن يكون متعلقا به كما يتعلق بقاتل وقد قرىء بالرفع في الشاذ ووجهه على أن يكون خبر مبتدأ محذوف معه همزة الاستفهام تقديره أجائز قتال فيه ( { قل قتال فيه كبير } ) مبتدأ وخبر وجاز الابتداء بالنكرة لأنها قد وصفت بقوله ( { فيه } )
فان قيل النكرة إذا أعيدت أعيدت بالألف واللام كقوله ( { فعصى فرعون الرسول } ) قيل ليس المراد تعظيم القتال المذكور المسئول عنه حتى يعاد بالألف واللام بل المراد تعظيم أي قتال كان في الشهر الحرام فعلى هذا القتال الثاني غير القتال الاول ( { وصد } ) مبتدأ و ( { عن سبيل الله } ) صفة له أو متعلق به ( { وكفر } ) معطوف على صد ( { وإخراج أهله } ) معطوف أيضا وخبر الاسماء الثلاثة ( { أكبر } ) وقيل خبر صد وكفر محذوف أيضا أغنى عنه خبر اخراج أهله ويجب أن يكون المحذوف على هذا أكبر لا كبير كما قدره بعضهم لأن ذلك يوجب
____________________
(1/92)
أن يكون اخراج أهل المسجد منه أكبر من الكفر وليس كذلك وأما جر المسجد الحرام فقيل هو معطوف على الشهر الحرام وقد ضعف ذلك بأن القوم لم يسألوا عن المسجد الحرام إذ لم يشكوا في تعظيمه وإنما سألوا عن القتال في الشهر الحرام لأنه وقع منهم ولم يشعروا بدخوله فخافوا من الاثم وكان المشركون عيروهم بذلك وقيل هو معطوف على الهاء في به وهذا لا يجوز عند البصريين الا أن يعاد الجار وقيل هو معطوف على السبيل وهذا لا يجوز لأنه معمول المصدر والعطف بقوله ( { وكفر به } ) يفرق بين الصلة والموصول والجيد أن يكون متعلقا بفعل محذوف دل عليه الصد تقديره ويصدون عن المسجد كما قال تعالى ( { هم الذين كفروا وصدوكم عن المسجد الحرام } حتى يردوكم ) يجوز أن تكون حتى بمعنى كي وأن تكون بمعنى إلى وهي في الوجهين متعلقة بيقاتلونكم وجواب ( { إن استطاعوا } محذوف قام مقامه ( { ولا يزالون } فيمت ) معطوف على يرتدد ويرتدد مظهرا لما سكنت الدال الثانية لم يمكن تسكين الأولى لئلا يجتمع ساكنان ويجوز أن يكون في العربية يرتد وقد قرىء في المائدة بالوجهين وهنالك تعلل القراءتان ان شاء الله ومنكم في موضع الحال من الفاعل المضمر ومن في موضع مبتدأ والخبر هو الجملة التي هي قوله ( { فأولئك حبطت } )
قوله تعالى ( { فيهما إثم كبير } ) الاحسن القراءة بالباء لأنه يقال اثم كبير وصغير ويقال في ألفواحش العظام الكبائر وفيما دون ذلك الصغائر وقد قرىء بالثاء وهو جيد في المعنى لأن الكثرة كبر والكثير كبير كما أن الصغير يسير حقير ( { وإثمهما } ) و ( { نفعهما } ) مصدران مضافان إلى الخمر والميسر فيجوز أن تكون إضافة المصدر إلى الفاعل لأن الخمر هو الذي يؤثم ويجوز أن تكون الاضافة إليهما لأنهما سبب الاثم أو محله ( { قل العفو } ) يقرأ بالرفع على أنه خبر والمبتدأ محذوف تقديره قل المنفق وهذا إذا جعلت مإذا مبتدأ وخبرا ويقرأ بالنصب بفعل محذوف تقديره ينفقون العفو وهذا إذا جعلت ما وذا اسما واحدا لأن العفو جواب واعراب الجواب كاعراب السؤال ( { كذلك } ) الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف أي تبيينا مثل هذا التبيين يبين لكم
قوله تعالى ( { في الدنيا والآخرة } ) وفي متعلقة بيتفكرون ويجوز أن تتعلق بيبين ( { إصلاح لهم خير } ) اصلاح مبتدأ ولهم نعت له وخير خبره فيجوز أن يكون التقدير خير لهم ويجوز أن يكون خير لكم أي اصلاحهم نافع لكم ويجوز
____________________
(1/93)
أن يكون لهم نعتا لخير قدم عليه فيكون في موضع الحال وجاز الابتداء بالنكرة وان لم توصف لأن الاسم هنا في معنى الفعل تقديره أصلحوهم ويجوز أن تكون النكرة والمعرفة هنا سواء لأنه جنس ( { فإخوانكم } ) أي فهم اخوانكم ويجوز في الكلام النصب تقديره فقد خالطتم اخوانكم و ( { المفسد } ) و ( { المصلح } ) هنا جنسان وليس الألف واللام لتعريف المعهود ( { ولو شاء الله } ) المفعول محذوف تقديره ولو شاء الله اعناتكم ( { لأعنتكم } )
قوله تعالى ( { ولا تنكحوا المشركات } ) ماضي هذا الفعل ثلاثة أحرف يقال نكحت المرأة إذا تزوجتها ( { ولا تنكحوا المشركين } ) بضم التاء لأنه من أنكحت الرجل إذا زوجته ( { ولو أعجبكم } لو هاهنا بمعنى ان وكذا في كل موضع وقع بعد لو الفعل الماضي ولو كان جوابها متقدما عليها ( { والمغفرة بإذنه } ) يقرأ بالجر عطفا على الجنة والرفع على الابتداء
قوله تعالى عن المحيض يجوز أن يكون المحيض موضع الحيض وأن يكون نفس الحيض والتقدير يسألونك عن الوطء في زمن الحيض أو في مكان الحيض مع وجود الحيض ( { فاعتزلوا النساء } ) أي وطء النساء وهو كناية عن الوطء الممنوع ويجوز أن يكون كناية عن المحيض ويكون التقدير هو سبب إذى ( { حتى يطهرن } ) يقرأ بالتخفيف وماضيه طهرن أي انقطع دمهن وبالتشديد والأصل يتطهرن أي يغتسلن فسكن التاء وقلبها طاء وأدغمها ( { من حيث أمركم الله } ) من هنا لابتداء الغاية على أصلها أي من الناحية التي تنتهي إلى موضع الحيض ويجوز أن تكون بمعنى في ليكون ملائما لقوله في المحيض وفي الكلام حذف تقديره أمركم الله بالاتيان منه
قوله تعالى ( { حرث لكم } ) انما أفرد الخبر والمبتدأ جمع لأن الحرث مصدر وصف به وهو في معنى المفعول أي محروثات ( { أنى شئتم } ) أي كيف شئتم وقيل متى شئتم وقيل من أين شئتم بعد أن يكون في الموضع المأذون فيه والمفعول محذوف أي شئتم الاتيان ومفعول قدموا محذوف تقديره نية الولد أو نية الاعفاف ( { وبشر } ) خطاب للنبي لجرى ذكره في قوله يسألونك
قوله تعالى ( { أن تبروا } ) في موضع نصب مفعول من أجله أي مخافة أن تبروا وعند الكوفيين لئلا تبروا وقال أبو اسحاق هو في موضع رفع بالابتداء والخبر
____________________
(1/94)
محذوف أي أن تبروا وتتقوا خير لكم وقيل التقدير في أن تبروا فلما حذف حرف الجر نصب وقيل هو في موضع جر بالحرف المحذوف
قوله تعالى ( { في أيمانكم } ) يجوز أن تتعلق ( { في } ) بالمصدر كما تقول لغا في يمينه ويجوز أن يكون حالا منه تقديره باللغو كائنا في أيمانكم ويقرب عليك هذا المعنى أنك لو أتيت بالذي لكان المعنى مستقيما وكان صفة كقولك باللغو الذي في أيمانكم ( { بما كسبت } ) يجوز أن تكون ما مصدرية فلا تحتاج إلى ضمير وأن تكون بمعنى الذي أو نكرة موصوفة فيكون العائد محذوفا
قوله تعالى ( { للذين يؤلون } ) اللام متعلقة بمحذوف وهو الاستقرار وهو خبر والمبتدأ ( { تربص } ) وعلى قول الأخفش هو فعل وفاعل وأما من فقيل يتعلق بيؤلون يقال إلى من أمراته وعلى امرأته وقيل الأصل على ولا يجوز أن يقام من مقام على فعند ذلك تتعلق من بمعنى الاستقرار وإضافة التربص إلى الاشهر إضافة المصدر إلى المفعول فيه في المعنى وهو مفعول به على السعة والألف في ( { فاؤوا } ) منقلبة عن ياء لقولك فاء يفي فيئة
قوله تعالى ( { وإن عزموا الطلاق } ) أي على الطلاق فلما حذف الحرف نصب ويجوز أن يكون حمل عزم على نوى فعداه بغير حرف والطلاق اسم للمصدر والمصدر التطليق
قوله تعالى ( { والمطلقات يتربصن } ) قيل لفظه خبر ومعناه الامر أي ليتربصن وقيل هو على بابه والمعنى وحكم المطلقات أن يتربصن ( { ثلاثة قروء } ) وانتصاب ثلاثة هنا على الظرف وكذلك كل عدد أضيف إلى زمان أو مكان وقروء جمع كثرة والموضع موضع قلة فكان الوجه ثلاثة أقراء واختلف في تأويله فقيل وضع جمع الكثرة في موضع جمع القلة وقيل لما جمع في المطلقات أتى بلفظ جمع الكثرة لأن كل مطلقة تتربص ثلاثة وقيل التقدير ثلاثة أقراء من قروء واحد القروء قرء وقرىء بالفتح والضم ( { ما خلق الله } ) يجوز أن تكون بمعنى الذي وأن تكون نكرة موصوفة والعائد محذوف أي خلقه الله ( { في أرحامهن } ) يتعلق بخلق ويجوز أن يكون حالا من المحذوف وهي حال مقدرة لأن وقت خلقه ليس بشيء حتى يتم خلقه ( { وبعولتهن } ) الجمهور على ضم التاء وأسكنها بعض الشذاذ ووجهها أنه حذف الإعراب لأنه شبهه بالمتصل نحو عضد وعجز في ذلك قيل ذلك كناية عن العدة فعلى هذا يتعلق بأحق أي يستحق رجعتها ما دامت
____________________
(1/95)
في العدة وليس المعنى أنه أحق أن يردها في العدة وإنما يردها في النكاح أو إلى النكاح وقيل ذلك كناية عن النكاح فتكون ( { في } ) متعلقة بالرد ( { بالمعروف } ) يجوز أن تتعلق الباء بالاستقرار في قوله ( { ولهن } ) أي استقر ذلك بالحق ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لمثل لأنه لم يتعرف بالاضافة ( { وللرجال عليهن درجة } ) درجة مبتدأ وللرجال الخبر عليهن يجوز أن يكون متعلقا بالاستقرار في اللام ويجوز أن يكون في موضع نصب حالا من الدرجة والتقدير درجة كائنة عليهن فلما قدم وصف النكرة عليها صار حالا ويضعف أن يكون عليهن الخبر ولهن حال من درجة لأن العامل حينئذ معنوي والحال لا يتقدم عليه
قوله تعالى ( { الطلاق مرتان } ) تقديره عدد الطلاق الذي يجوز معه الرجعة مرتان ( { فإمساك } ) أي فعليكم امساك و ( { بمعروف } ) يجوز أن يكون صفة لامساك وأن يكون في موضع نصب بامساك ( { أن تأخذوا } ) مفعوله شيئا ومما وصف له قدم عليه فصار حالا ومن للتبعيض وما بمعنى الذي وآتيتم تتعدى إلى مفعولين وقد حذف أحدهما وهو العائد على ما تقديره آتيتموهن إياه ( { إلا أن يخافا } ) أن والفعل في موضع نصب على الحال والتقدير الا خائفين وفيه حذف مضاف تقديره ولا يحل لكم أن تأخذوا على كل حال أو في كل حال الا في حال الخوف وقد قرىء يخافا بضم الياء أي يعلم منهما ذلك أو يخشى ( { ألا يقيما } ) في موضع نصب بيخافا تقديره الا أن يخافا ترك حدود الله ( { عليهما } ) خبر لا و ( { فيما } ) متعلق بالاستقرار ولا يجوز أن يكون عليهما في موضع نصب بجناح وفيما افتدت الخبر لأن اسم لا إذا عمل ينون ( { تلك حدود الله } مبتدأ وخبره و ( { تعتدوها } ) بمعنى تتعدوها
قوله تعالى ( { فلا جناح عليهما أن يتراجعا } ) أي في أن يتراجعا ( { يبينها } ) يقرأ بالياء والنون والجملة في موضع نصب من الحدود والعامل فيها معنى الاشارة
قوله تعالى ( { ضرارا } ) مفعول من أجله ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي مضارين كقولك جاء زيد ركضا و ( { لتعتدوا } ) اللام متعلقة بالضرار ويجوز أن تكون اللام لام العاقبة ( { نعمة الله عليكم } ) يجوز أن يكون عليكم في موضع نصب بنعمة لأنها مصدر أي أن أنعم الله عليكم ويجوز أن يكون حالا منها فيتعلق بمحذوف ( { وما أنزل } ) يجوز أن يكون ( ا ) في موضع نصب عطفا على النعمة فعلى هذا يكون ( { يعظكم } حالا ان شئت من ما والعائد إليها الهاء في به
____________________
(1/96)
وان شئت من اسم الله ويجوز أن تكون ما مبتدأ ويعظكم خبره و ( { من الكتاب } ) حال من الهاء المحذوفة تقديره وما أنزله عليكم
قوله تعالى ( { أن ينكحن } ) تقديره من أن ينكحن أو عن أن ينكحن فلما حذف الحرف صار في موضع نصب عند سيبويه وعند الخليل هو في موضع جر ( { إذا تراضوا } ) ظرف لأن ينكحن وان شئت جعلته ظرفا لتعضلوهن ( { بالمعروف } ) يجوز أن يكون حالا من الفاعل وأن يكون صفة لمصدر محذوف أي تراضيا كائنا بالمعروف وأن يتعلق بنفس الفعل ( { ذلك } ) ظاهر اللفظ يقتضي أن يكون ذلكم لأن الخطاب في الاية كلها للجمع فأما الافراد فيجوز أن يكون للنبي وحده وأن يكون لكل انسان وأن يكون اكتفى بالواحد عن الجمع ( { أزكى لكم } ) الألف في أزكمى مبدلة من وا ولأنه من زكى يزكو ولكم صفة له ( { وأطهر } ) أي لكم
قوله عز وجل ( { والوالدات } ) الوالدات والوالد صفتان غالبتان فلذلك لا يذكر الموصوف معهما لجريهما مجرى الاسماء و ( { يرضعن } ) مثل يتربصن وقد ذكروا ( { حولين } ) ظرف و ( { كاملين } ) صفة له وفائدة هذه الصفة اعتبار الحولين من غير نقص ولولا ذكر الصفة لجاز أن يحمل على ما دون الحولين بالشهر والشهرين ( { لمن أراد } ) تقديره ذلك لمن أراد ( { أن يتم } ) الجمهور على ضم الياء وتسمية الفاعل ونصب ( { الرضاعة } ) وتقرأ بالتاء مفتوحة ورفع الرضاعة والجيد فتح الراء في الرضاعة وكسرها حائز وقد قرىء به ( { وعلى المولود } ) الألف واللام بمعنى الذي والعائد عليها الهاء في له وله القائم مقام الفاعل ( { بالمعروف } ) حال من الرزق والكسوة والعامل فيها معنى الاستقرار في على ( { إلا وسعها } ) مفعول ثان وليس بمنصوب على الاستثناء لأن كلفت تتعدى إلى مفعولين ولو رفع الوسع هنا لم يجز لأنه ليس ببدل ( { لا تضار } ) يقرأ بضم الراء وتشديدها وفيها وجهان أحدهما أنه على تسمية الفاعل وتقديره لا تضارر بكسر الراء الأولى والمفعول على هذا محذوف تقديره لا تضار والدة والدا بسبب ولدها والثاني أن تكون الراء الأولى مفتوحة على ما لم يسم فاعله وأدغم لأن الحرفين مثلان ورفع لأن لفظه لفظ الخبر ومعناه النهي ويقرأ بفتح الراء وتشديدها على أنه نهي وحرك لالتقاء الساكنين وكان الفتح أولى لتجانس الألف والفتحة قبلها وعلى هذه القراءة يجوز أن يكون أصله تضارر وتضارر على تسمية الفاعل وترك تسميته على ما ذكرنا
____________________
(1/97)
في قراءة الرفع وقرىء شاذا بسكون الراء والوجه فيه أن يكون حذف الراء الثانية فرارا من التشديد في الحرف المكرر وهو الراء وجاز الجمع بين الساكنين اما لأنه أجرى الوصل مجرى الوقف أو لأن مدة الألف تجري مجرى الحركة عن تراض في موضع نصب صفة لفصال ويجوز أن يتعلق بأرادا ( { وتشاور } ) أي منهما ( { تسترضعوا } ) مفعوله محذوف تقديره أجنبية أو غير الام أولادكم مفعول حذف منه حرف الجر تقديره لأولادكم فتعدى الفعل إليه كقوله أمرتك الخير ( { فلا جناح } ) الفاء جواب الشرط و ( { إذا سلمتم } ) شرط أيضا وجوابه ما يدل عليه الشرط الاول وجوابه وذلك المعنى هو العامل في إذا ما آتيتم يقرأ بالمد والمفعولان محذوفان تقديره ما أعطيتموهن إياه ويقرأ بالقصر تقديره ما جئتم به فحذف وقال أبو علي تقديره ما جئتم نقده أو تعجيله كما تقول أتيت الامر أي فعلته
قوله تعالى ( { والذين يتوفون منكم } ) في هذه الاية أقوال أحدها أن الذين مبتدأ والخبر محذوف تقديره وفيما يتلى عليكم حكم الذين يتوفون منكم ومثله ( { والسارق والسارقة } و ( { الزانية والزاني } ) وقوله ( { يتربصن } ) بيان الحكم المتلو وهذا قول سيبويه والثاني أن المبتدأ محذوف والذين قام مقامه تقديره وأزواج الذين يتوفون منكم والخبر يتربصن ودل على المحذوف قوله ( { ويذرون أزواجا } ) والثالث أن الذين مبتدأ ويتربصن الخبر والعائد محذوف تقديره يتربصن بعدهم أو بعد موتهم والرابع أن الذين مبتدأ وتقدير الخبر أزواجهم يتربصن فأزواجهم مبتدأ ويتربصن الخبر فحذف المبتدأ لدلالة الكلام عليه والخامس أنه ترك الاخبار عن الذين وأخبر عن الزوجات المتصل ذكرهن بالذين لأن الحديث معهن في الاعتداد بالاشهر فجاء الاخبار عما هو المقصود وهذا قول الفراء والجمهور على ضم الياء في يتوفون على ما لم يسم فاعله ويقرأ بفتح الياء على تسمية الفاعل والمعنى يستوفون آجالهم و ( { منكم } ) في موضع الحال من الفاعل المضمر ( { وعشرا } ) أي عشر ليال لأن التاريخ يكون بالليلة إذا كانت هي أول الشهر واليوم تبع لها ( { بالمعروف } ) حال من الضمير المؤنث في الفعل أو مفعول به أو نعت لمصدر محذوف وقد تقدم مثله
قوله تعالى ( { من خطبة النساء } ) الجار والمجرور في موضع الحال من الهاء المجرورة فيكون العامل فيه عرضتم ويجوز أن يكون حالا من ما فيكون العامل فيه
____________________
(1/98)
الاستقرار والخطبة بالكسر خطاب المرأة في التزويج وهي مصدر مضاف إلى المفعول والتقدير من خطبتكم النساء و ( { أو } للاباحة والمفعول محذوف تقديره أو أكننتموه يقال أكننت الشيء في نفسي إذا كتمته وكننته إذا سترته بثوب أو نحوه ( { ولكن } ) هذا الاستدراك من قوله ( { فيما عرضتم } ) به و ( { سرا } ) مفعول به لأنه بمعنى النكاح أي لا تواعدوهن نكاحا وقيل هو مصدر في موضع الحال تقديره مستخفين بذلك والمفعول محذوف تقديره لا تواعدوهن النكاح سرا ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي مواعدة سرا وقيل التقدير في سر فيكون ظرفا ( { إلا أن تقولوا } ) في موضع نصب على الاستثناء من المفعول وهو منقطع وقيل متصل ( { ولا تعزموا عقدة } ) أي على عقدة ( { النكاح } ) وقيل تعزموا بمعنى تنووا وهذا يتعدى بنفسه فيعمل عمله وقيل تعزموا بمعنى تعقدوا فتكون عقدة النكاح مصدرا والعقدة بمعنى العقد فيكون المصدر مضافا إلى المفعول
قوله تعالى ( { ما لم تمسوهن } ) ما مصدرية والزمان معها محذوف تقديره في زمن ترك مسهن وقيل ما شرطية أي ان لم تمسوهن ويقرأ ( { تمسوهن } ) بفتح التاء من غير ألف على أن الفعل للرجال ويقرأ ( / < تماسوهن > / ) بضم التاء والألف بعد الميم وهو من باب المفاعلة فيجوز أن يكون في معنى القراءة الأولى يجوز أن يكون على نسبة الفعل إلى الرجال والنساء كالمجامعة والمباشرة لأن الفعل من الرجل والتمكين من المرأة والاستدعاء منها أيضا ومن هنا سميت زانية ( { فريضة } ) يجوز أن تكون مصدرا وأن تكون مفعولا به وهو الجيد وفعيلة هنا بمعنى مفعولة والموصوف محذوف تقديره متعة مفروضة ( { ومتعوهن } ) معطوف على فعل محذوف تقديره فطلقوهن ومتعوهن ( { على الموسع قدره } ) الجمهور على الرفع والجملة في موضع الحال من الفاعل تقديره بقدر الوسع وفي الجملة محذوف تقديره على الموسع منكم ويجوز أن تكون الجملة مستأنفة لا موضع لها ويقرأ قدره بالنصب وهو مفعول على المعنى لأن معنى متعوهن أي ليؤد كل منكم قدر وسعه وأجود من هذا أن يكون التقدير فأوجبوا على الموسع قدره والقدر والقدر لغتان وقد قرىء بهما وقيل القدر بالتسكين الطاقة وبالتحريك المقدار ( { متاعا } ) اسم للمصدر والمصدر التمتيع واسم المصدر يجري مجراه ( { حقا } مصدر حق ذلك حقا و ( { على } متعلقة بالناصب للمصدر
____________________
(1/99)
قوله تعالى ( { وقد فرضتم } ) في موضع الحال ( { فنصف } ) أي فعليكم نصف أو فالواجب نصف ولو قرىء بالنصب لكان وجهه فأدوا نصف ما فرضتم ( { إلا أن يعفون } ) أن والفعل في موضع نصب والتقدير فعليكم نصف ما فرضتم الا في حال العفو وقد سبق مثله في قوله ( { إلا أن يخافا } ) بأبسط من هذا والنون في يعفون ضمير جماعة النساء والواو قبلها لام الكلمة لأن الفعل هنا مبني فهو مثل يخرجن ويقعدن فأما قولك الرجال يعفون فهو مثل النساء يعفون في اللفظ وهو مخالف له في التقدير فالرجال يعفون أصله يعفوون مثل يخرجون فحذفت الواو التي هي لام وبقيت واو الضمير والنون علامة الرفع وفي قولك النساء يعفون لم يحذف منه شيء على ما بينا ( { وأن تعفوا } ) مبتدأ و ( { أقرب } ) خبره و ( { للتقوى } ) متعلق بأقرب ويجوز في غير القرآن أقرب من التقوى وأقرب إلى التقوى الا أن اللام هنا تدل على معنى غير معنى إلى وغير معنى من فمعنى اللام العفو أقرب من أجل التقوى فاللام تدل على علة قرب العفو وإذا قلت أقرب إلى التقوى كان المعنى مقارب التقوى كما تقول أنت أقرب الي وأقرب من التقوى يقتضي أن يكون العفو والتقوى قريبين ولكن العفو أشد قربا من التقوى وليس معنى الاية على هذا بل على معنى اللام وتاء التقوى مبدلة من واو وواوها مبدلة من ياء لأنه من وقيت ( { ولا تنسوا } ) الفضل في ( / < ولو تنسوا > / ) من القراءات ووجهها ما ذكرناه في اشتروا الضلالة ( { بينكم } ظرف لتنسوا أو حال من الفضل وقرىء ( / < ولا تناسوا > / ) الفضل على باب المفاعلة وهو بمعنى المتاركة لا بمعنى السهو
قوله تعالى ( { حافظوا } ) يجوز أن يكون من المفاعلة الواقعة من واحد كعاقبت اللص وعافاه الله وأن يكون من المفاعلة الواقعة من اثنين ويكون وجوب تكرير الحفظ جاريا مجرى الفاعلين إذ كان الوجوب حاثا على الفعل فكأنه شريك الفاعل الحافظ كما قالوا في قوله ( { وإذ واعدنا موسى } ) فالوعد كان من الله والقبول من موسى وجعل القبول كالوعد وفي حافظوا معنى لا يوجد في احفظوا وهو تكرير الحفظ ( { والصلاة الوسطى } ) خصت بالذكر وان دخلت في الصلوات تفضيلا لها والوسطى فعلى من الوسط ( { لله } ) يجوز أن تتعلق اللام بقوموا وان شئت ب ( { قانتين } )
قوله تعالى ( { فرجالا } ) حال من المحذوف تقديره فصلوا رجالا أو فقوموا رجالا ورجالا جمع راجل كصاحب وصحاب وفيه جموع كثيرة ليس هذا موضع
____________________
(1/100)
ذكرها ( { كما علمكم } ) في موضع نصب أي ذكرا مثل ما علمكم وقد سبق مثله في قوله ( { كما أرسلنا } ) وفي قوله ( { واذكروه كما هداكم } )
قوله تعالى ( { والذين يتوفون منكم } ) الذين مبتدأ والخبر محذوف تقديره يوصون وصية هذا على قراءة من نصب ( { وصية } ) ومن رفع الوصية فالتقدير وعليهم وصية وعليهم المقدرة خبر لوصية و ( { لأزواجهم } ) نعت للوصية وقيل هو خبر الوصية وعليهم خبر ثان أو تبيين وقيل الذين فاعل فعل محذوف تقديره ليوص الذين يتوفون وصية وهذا على قراءة من نصب وصية ( { متاعا إلى الحول } ) مصدر لأن الوصية دلت على يوصون ويوصون بمعنى يمتعون ويجوز أن يكون بدلا من الوصية على قراءة من نصبها أو صفة لوصية وإلى الحول متعلق بمتاع أو صفة له وقيل متاعا حال أي متمتعين أو ذوي متاع ( { غير إخراج } ) غير هنا تنتصب انتصاب المصدر عند الأخفش تقديره لا اخراجا وقال غيره هو حال وقيل هو صفة متاع وقيل التقدير من غير اخراج
قوله تعالى ( { وللمطلقات متاع } ) ابتداء وخبر و ( { حقا } ) مصدر وقد ذكر مثله قبل
قوله تعالى ( { كذلك يبين الله } ) قد ذكر في آية الصيام
قوله تعالى ( { ألم تر إلى الذين } ) الأصل في ترى ترأى مثل ترعى الا أن العرب اتفقوا على حذف الهمزة في المستقبل تخفيفا ولا يقاس عليه وربما جاء في ضرورة الشعر على أصله ولما حذفت الهمزة بقى آخر الفعل ألفا فحذفت في الجزم والألف منقلبة عن ياء فأما في الماضي فلا تحذف الهمزة وإنما عداه هنا بإلى لأن معناه ألم ينته علمك إلى كذا والرؤية هنا بمعنى العلم والهمزة في ألم استفهام والاستفهام إذا دخل على النفي صار ايجابا وتقريرا ولا يبقى الاستفهام ولا النفي في المعنى ( { ثم أحياهم } ) معطوف على فعل محذوف تقديره فماتوا ثم أحياهم وقيل معنى الامر هنا الخبر لأن قوله ( { فقال لهم الله موتوا } ) أي فأماتهم فكان العطف على المعنى وألف أحيا منقلبة عن ياء
قوله تعالى ( { وقاتلوا } ) المعطوف عليه محذوف تقديره فأطيعوا وقاتلوا أو فلا تحذروا الموت كما حذره من قبلهم ولم ينفعهم الحذر
قوله تعالى ( { من ذا الذي } ) من استفهام في موضع رفع بالابتداء وذا خبره والذي نعت لذا أو بدل منه و ( { يقرض } ) صلة الذي ولا يجوز أن تكون من
____________________
(1/101)
وذا بمنزلة اسم واحد كما كانت ( اذا ) لأن ( ا ) ح أشد ابهاما من ( { من } ) إذا كانت من لمن يعقل ومثله ( { من ذا الذي يشفع عنده } والقرض اسم للمصدر والمصدر على الحقيقة الاقراض ويجوز أن يكون القرض هنا بمعنى المقرض كالخلق بمعنى المخلوق فيكون مفعولا به و ( { حسنا } ) يجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف تقديره من ذا الذي يقرض الله مالا اقراضا حسنا ويجوز أن يكون صفة للمال ويكون بمعنى الطيب أو الكثير ( { فيضاعفه } ) يقرأ بالرفع عطفا على يقرض أو على الاستئناف أي فالله يضاعفه ويقرأ بالنصب وفيه وجهان أحدهما أن يكون معطوفا على مصدر يقرض في المعنى ولا يصح ذلك الا بإضمار أن ليصير مصدرا معطوفا على مصدر تقديره من ذا الذي يكون منه قرض فمضاعفة من الله والوجه الثاني أن يكون جواب الاستفهام على المعنى لأن المستفهم عنه وان كان المقرض في اللفظ فهو عن الاقراض في المعنى فكأنه قال أيقرض الله أحد فيضاعفه ولا يجوز أن يكون جواب الاستفهام على اللفظ لأن المستفهم عنه في اللفظ المقرض لا القرض
فان قيل لم لايعطف على المصدر الذي هو قرضا كما يعطف الفعل على المصدر بإضمار أن مثل قول الشاعر
للبس عباءة وتقر عيني % قيل لا يصح هذا لوجهين أحدهما أن قرضا هنا مصدر مؤكد والمصدر المؤكد لا يقدر بأن والفعل والثاني أن عطفه عليه يوجب أن يكون معمولا ليقرض ولا يصح هذا في المعنى لأن المضاعفة ليست مقرضة وإنما هي فعل من الله ويقرأ يضعفه بالتشديد من غير ألف وبالتخفيف مع الألف ومعناهما واحد ويمكن أن يكون التشديد للتكثير ويضاعف من باب المفاعلة الواقعة من واحد كما ذكرنا في حافظوا و ( { أضعافا } ) جمع ضعف والضعف هو العين وليس بالمصدر والمصدر الاضعاف أو المضاعفة فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من الهاء في يضاعفه ويجوز أن يكون مفعولا ثانيا على المعنى لأن معنى يضاعفه يصيره أضعافا ويجوز أن يكون جمع ضعف والضعف اسم وقع موقع المصدر كالعطاء فانه اسم للمعطى وقد استعمل بمعنى الاعطاء قال القطامي
أكفرا بعد رد الموت عني % وبعد عطائك المائة الرتاعا
فيكون انتصاب أضعافا على المصدر فان قيل فكيف جمع قيل لاختلاف جهات التضعيف بحسب اختلاف الاخلاص ومقدار المقرض واختلاف أنواع
____________________
(1/102)
الجزاء ( { ويبسط } ) يقرأ بالسين وهو الأصل وبالصاد على ابدالها من السين لتجانس الطاء في الاستعلاء
قوله تعالى ( { من بني إسرائيل } ) من تتعلق بمحذوف لأنها حال أي كائنا من بني إسرائيل و ( { من بعد } ) متعلق بالجار الاول أو بما يتعلق به الاول والتقدير من بعد موت موسى و ( { إذ } ) بدل من بعد لأنهما زمانان ( { نقاتل } ) الجمهور على النون والجزم على جواب الامر وقد قرىء بالرفع في الشاذ على الاستئناف وقرىء بالياء والرفع على أنه صفة لملك وقرىء بالياء والجزم أيضا على الجواب ومثله ( { فهب لي من لدنك وليا يرثني } ) بالرفع والجزم ( { عسيتم } ) الجمهور على فتح السين لأنه على فعل تقول عس مثل رمى ويقرأ بكسر ها وهي لغة والفعل منها عسى مثل خشي واسم الفاعل عسى مثل عم حكاه ابن الأعرابي وخبر عسى ( { ألا تقاتلوا } ) والشرط معترض بينهما ( { وما لنا } ) ما استفهام في موضع رفع بالابتداء ولنا الخبر ودخلت الواو لتدل على ربط هذا الكلام بما قبله ولو حذفت لجاز أن يكون منقطعا عنه وهو استفهام في اللفظ وانكار في المعنى ( { ألا نقاتل } ) تقديره في أن لا نقاتل أي في ترك القتال فتتعلق ( في ) بالاستقرار أو بنفس الجار فيكون أن لا نقاتل في موضع نصب عند سيبويه وجر عند الخليل وقال الأخفش أن زائدة والجملة حال تقديره وما لنا غير مقاتلين مثل قوله ( { ما لك لا تأمنا } وقد أعمل ان وهي زائدة ( { وقد أخرجنا } ) جملة في موضع الحال والعامل نقاتل ( { وأبنائنا } ) معطوف على ديارنا وفيه حذف مضاف تقديره ومن بين أبنائنا
قوله تعالى ( { طالوت } ) هو اسم أعجمي معرفة فلذلك لم ينصرف وليس بمشتق من الطول كما أن اسحاق ليس بمشتق من السحق وإنما هي ألفاظ تقارب ألفاظ العربية و ( { ملكا } ) حال و ( { إني } ) بمعنى أين أو بمعنى كيف وموضعها نصب على الحال من الملك والعامل فيها ( { يكون } ) ولا يعمل فيها واحد من الظرفين لأنه عامل معنوي فلا يتقدم الحال عليه ويكون يجوز أن تكون الناقصة فيكون الخبر ( { له } و ( { علينا } ) حال من الملك والعامل فيه يكون أو الخبر ويجوز أن يكون الخبر علينا وله حال ويجوز أن تكون التامة فيكون له متعلقا بيكون وعلينا حال والعامل فيه فيكون ( { ونحن أحق } ) في موضع الحال والباء ومن يتعلقان بأحق وأصل السعة وسعة بفتح الواو وحقها في الأصل الكسر وإنما حذفت في المصدر لما حذفت
____________________
(1/103)
في المستقبل وأصلها في المستقبل الكسر وهو قولك يسع ولولا ذلك لم تحذف كما لم تحذف في يوجل ويوجل وإنما فتحت من أجل حرف الحلق فالفتحة عارضة فأجرى عليها حكم الكسرة ثم جعلت في المصدر مفتوحة لتوافق الفعل وبذلك على ذلك أن قولك وعد يعد مصدره عدة بالكسر لما خرج على أصله و ( { من المال } ) نعت للسعة ( { في العلم } ) يجوز أن يكون نعتا للبسطة وأن يكون متعلقا بها و ( { واسع } ) قيل هو على معنى النسب أي هو ذو سعة وقيل جاء على حذف الزائد والأصل أوسع فهو موسع وقيل هو فاعل وسع فالتقدير على هذا واسع الحلم لأنك تقول وسعنا حلمه
قوله تعالى ( { أن يأتيكم } ) خبر ان والتاء في ( { التابوت } ) أصل ووزنه فاعول ولا يعرف له اشتقاق وفيه لغة أخرى التابوه بالهاء وقد قرىء به شاذا فيجوز أن يكونا لغتين وأن تكون الهاء بدلا من التاء
فان قيل لم لا يكون فعلوتا من تاب يتوب قيل المعنى لا يساعده وإنما يشتق إذا صح المعنى ( { فيه سكينة } ) الجملة في موضع الحال وكذلك ( { تحمله الملائكة } ) و ( { من ربكم } ) نعت للسكينة و ( { مما ترك } ) نعت لبقية وأصل بقية بقيية ولام الكلمة ياء ولا حجة في بقي لانكسار ما قبلها الا ترى أن شقى أصلها واو
قوله تعالى ( { بالجنود } ) في موضع الحال أي فصل ومعه الجنود والياء في ( { مبتليكم } ) بدل من واو لأنه من بلاه يبلوه و ( { بنهر } ) بفتح الهاء وإسكانها لغتان والمشهور في القراءة فتحها وقرأ حميد بن قيس بإسكانها وأصل النهر والنهار الاتساع ومنه أنهر الدم ( { إلا من اغترف } ) استثناء من الجنس وموضعه نصب وأنت بالخيار ان شئت جعلته استثناء من من الأولى وان شئت من من الثانية واغترف متعد و ( { غرفة } ) بفتح الغين وضمها وقد قرىء بهما وهما لغتان وعلى هذا يحتمل أن تكون الغرفة مصدرا وأن تكون المغروف وقيل الغرفة بالفتح المرة الواحدة وبالضم قدر ما تحمله اليد و ( { بيده } ) يتعلق باغترف ويجوز أن يكون نعتا للغرفة فيتعلق بالمحذوف ( { إلا قليلا } ) منصوب على الاستثناء من الموجب وقد قرىء في الشاذ بالرفع وقد ذكرنا وجهه في قوله تعالى ( { ثم توليتم } ) الا قليلا منكم وعين الطاقة واو لأنه من الطوق وهو القدرة تقول طوقته الامر وخبر لا ( { لنا } ) ولا يجوز أن تعمل في اليوم ولا في ( { بجالوت } ) الطاقة إذ لو كان كذلك لنونت بل العامل فيهما
____________________
(1/104)
الاستقرار ويجوز أن يكون الخبر بجالوت فيتعلق بمحذوف ولنا تبيين أو صفة لطاقة واليوم يعمل فيه الاستقرار وجالوت مثل طالوت ( { كم من فئة } ) كم هنا خبر وموضعها رفع بالابتداء و ( { غلبت } ) خبرها ومن زائدة ويجوز أن تكون في موضع رفع صفة لكم كما تقول عندي مائة من درهم ودينار وأصل فئة فيئة لأنه من فاء يفيء إذا رجع فالمحذوف عينها وقيل أصلها فيوة لأنها من فأوت رأسه إذا كسرته فالفئة قطعة من الناس ( { بإذن الله } ) في موضع نصب على الحال والتقدير بإذن الله لهم وان شئت جعلتها مفعولا به
قوله تعالى ( { لجالوت } ) تتعلق اللام ببرزوا ويجوز أن تكون حالا أي برزوا قاصدين لجالوت
قوله تعالى ( { فهزموهم بإذن الله } ) هو حال أو مفعول به
قوله تعالى ( { ولولا دفع الله } ) يقرأ بفتح الدال من غير ألف وهو مصدر مضاف إلى الفاعل و ( { الناس } ) مفعوله و ( { بعضهم } ) بدل من الناس بدل بعض من كل ويقرأ دفاع بكسر الدال وبالألف فيحتمل أن يكون مصدر دفعت أيضا ويجوز أن يكون مصدر دافعت ( { ببعض } ) هو المفعول الثاني يتعدى إليه الفعل بحرف الجر
قوله تعالى ( { تلك آيات الله } ) تلك مبتدأ وآيات الله الخبر و ( { نتلوها } ) يجوز أن يكون حالا من الايات والعامل فيها معنى الاشارة ويجوز أن يكون مستأنفا و ( { بالحق } ) يجوز أن يكون مفعولا به وأن يكون حالا من ضمير الايات المنصوب أي ملتبسة بالحق ويجوز أن يكون حالا من الفاعل أي ومعنا الحق ويجوز أن يكون حالا من الكاف أي ومعك الحق
قوله تعالى ( { تلك الرسل } ) مبتدأ وخبر و ( { فضلنا } ) حال من الرسل ويجوز أن يكون الرسل نعتا أو عطف بيان وفضلنا الخبر ( { منهم من كلم الله } ) يجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له ويجوز أن يكون بدلا من موضع فضلنا ويقرأ ( { كلم الله } بالنصب ويقرأ ( / < كالم الله > / ) و ( { درجات } ) حال من بعضهم أي ذا درجات وقيل درجات مصدر في موضع الحال وقيل انتصابه على المصدر لأن الدرجة بمعنى الرفعة فكأنه قال ورفعنا بعضهم رفعات وقيل التقدير على درجات أو في درجات أو إلى درجات فلما حذف حرف الجر وصل الفعل بنفسه ( { من بعد ما جاءتهم } ) يجوز أن تكون بدلا من بعدهم باعادة حرف الجر ويجوز أن تكون
____________________
(1/105)
من الثانية تتعلق باقتتل والضمير الاول يرجع إلى الرسل والضمير في جاءتهم يرجع إلى الامم و لكن استدراك لما دل الكلام عليه لأن اقتتالهم كان من اختلافهم ثم بين الاختلاف بقوله ( { فمنهم من آمن ومنهم من كفر } ) والتقدير فاقتتلوا ( { ولكن الله يفعل ما يريد } ) استدراك على المعنى أيضا لأن المعنى ولو شاء الله لمنعهم ولكن الله يفعل ما يريد وقد أراد أن لا يمنعهم أو أراد اختلافهم واقتتالهم
قوله تعالى ( { أنفقوا } ) مفعوله محذوف أي شيئا ( { مما } ) و ( ما ) بمعنى الذي والعائذ محذوف أي رزقنا كموه ( { لا بيع فيه } ) في موضع رفع صفة ليوم ( { ولا خلة } ) أي فيه ( { ولا شفاعة } أي فيه ويقرأ بالرفع والتنوين وقد مضى تعليله في قوله ( { فلا رفث } )
قوله تعالى ( { الله لا إله إلا هو } ) مبتدأ وخبر وقد ذكرنا موضع هو في قوله ( { وإلهكم إله واحد } الحي القيوم ) يجوز أن يكون خبرا ثانيا وأن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هو وأن يكون مبتدأ والخبر لا تأخذه وأن يكون بدلا من هو وأن يكون بدلا من لا اله والقيوم فيعول من قام يقوم فلما اجتمعت الواو والياء وسبقت الأولى بالسكون قلبت الواو ياء وأدغمتا ولا يجوز أن يكون فعولا من هذا لأنه لو كان كذلك لكان قووما بالواو لأن العين المضاعفة أبدا من جنس العين الأصلية مثل سبوح وقدوس ومثل ضراب وقتال فالزائد من جنس العين فلما جاءت الياء دل أنه فيعول ويقرأ القيم على فيعل مثل سيد وميت ويقرأ القيام على فيعال مثل بيطار وقد قرىء في الشاذ القائم مثل قوله ( { قائما بالقسط } ) وقرىء في الشاذ أيضا ( { الحي القيوم } ) بالنصب على إضمار أعنى وعين الحي ولامه ياءان وله موضع يشبع القول فيه ( { لا تأخذه } ) يجوز أن يكون مستأنفا ويجوز أن يكون له موضع وفي ذلك وجوه أحدها أن يكون خبرا آخر لله أو خبرا للحي ويجوز أن يكون في موضع الحال من الضمير في القيوم أي يقوم بأمر الخلق غير غافل وأصل السنة وسنة والفعل منه وسن يسن مثل وعد يعد فلما حذفت الواو في الفعل حذفت في المصدر ( { ولا نوم } ) لا زائدة للتوكيد وفائدتها أنها لو حذفت لاحتمل الكلام أن يكون لا تأخذه سنة ولا نوم في حال واحدة فإذا قال ولا نوم نفاهما على كل حال ( { له ما في السماوات } ) يجوز أن يكون خبرا آخر لما تقدم وأن يكون مستأنفا ( { من ذا الذي } ) قد ذكر
____________________
(1/106)
في قوله تعالى ( { من ذا الذي يقرض الله } ) و ( { عنده } ظرف ليشفع ) وقيل يجوز أن يكون حالا من الضمير في يشفع وهو ضعيف في المعنى لأن المعنى يشفع إليه وقيل بل الحال أقوى لأنه إذا لم يشفع من هو عنده وقريب منه فشفاعة غيره أبعد ( { إلا بإذنه } ) في موضع الحال والتقدير لا أحد يشفع عنده الا مأذونا له أو الا ومعه إذن أو الا في حال الاذن ويجوز أن يكون مفعولا به أي بإذنه يشفعون كما تقول ضرب بسيفه أي هو آلة الضرب و ( { يعلم } ) يجوز أن يكون خبرا آخر وأن يكون مستأنفا ( { من علمه } ) أي معلومه لأنه قال الا بما شاء وعلمه الذي هو صفة له لا يحاط به ولا بشيء منه ولهذا قال ( { ولا يحيطون به علما } الا بما شاء ) بدل من شيء كما تقول ما مررت بأحد الا بزيد ( { وسع كرسيه } ) الجمهور على فتح الواو وكسر السين على أنه فعل والكرسي فاعله ويقرأ بسكون السين على تخفيف الكسرة كعلم في علم ويقرأ بفتح الواو وسكون السين ورفع العين وكرسيه بالجر ( { السماوات والأرض } ) بالرفع على أنه مبتدأ وخبر والكرسي فعلى من الكرس وهو الجمع والفصيح فيه ضم الكاف ويجوز كسرها للاتباع ( { ولا يؤوده } ) الجمهور على تحقيق الهمزة على الأصل ويقرأ بحذف الهمزة كما حذفت همزة أناس ويقرأ بواو مضمومة مكان الهمزة على الابدال و ( { العلي } ) فعيل وأصله عليو لأنه من علا يعلو
قوله تعالى ( { قد تبين الرشد } ) الجمهور على ادغام الدال في التاء لأنها من مخرجها وتحويل الدال إلى التاء أولى لأن الدال شديدة والتاء مهموسة والمهموس أخف ويقرأ بالاظهار وهو ضعيف لما ذكرنا والرشد بضم الراء وسكون الشين هو المشهور وهو مصدر من رشد بفتح الشين يرشد بضمها ويقرأ بفتح الراء والشين وفعله رشد يرشد مثل علم يعلم ( { من الغي } ) في موضع نصب على أنه مفعول وأصل الغي غوى لأنه من غوى يغوي فقلبت الواو ياء لسكونها وسبقها ثم أدغمت و ( { الطاغوت } ) يذكر ويؤنث ويستعمل بلفظ واحد في الجمع والتوحيد والتذكير والتأنيث ومنه قوله ( { والذين اجتنبوا الطاغوت أن يعبدوها } ) وأصله طغيوت لأنه من طغيت تطغى ويجوز أن يكون من الواو لأنه يقال فيه يطغو أيضا والياء أكثر وعليه جاء الطغيان ثم قدمت اللام فجعلت قبل الغين فصار طيغوتا أو طوغوتا فلما تحرك الحرف وانفتح ما قبله قلب ألفا فوزنه الان فلعوت وهو مصدر في الأصل مثل الملكوت والرهبوت ( { الوثقى } ) تأنيث الاوثق مثل الوسطى والاوسط وجمعه الوثق مثل الصغر والكبر وأما الوثق
____________________
(1/107)
بضمتين فجمع وثيق ( { لا انفصام لها } ) في موضع نصب على الحال من العروة ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الوثقى
قوله تعالى ( { والذين كفروا } ) مبتدأ ( { أولياؤهم } ) مبتدأ ثان ( { الطاغوت } ) خبر الثاني والثاني وخبره خبر الاول وقد قرىء الطواغيت على الجمع وإنما جمع وهو مصدر لأنه صار اسما لما يعبد من دون الله ( { يخرجونهم } ) مستأنف لا موضع له ويجوز أن يكون حالا والعامل فيه معنى الطاغوت وهو نظير ما قال أبو علي في قوله ( { إنها لظى نزاعة } ) وسنذكره في موضعه فأما ( { يخرجهم } ) فيجوز أن يكون خبرا ثانيا وأن يكون حالا من الضمير في ولي
قوله تعالى ( { أن آتاه الله } ) في موضع نصب عند سيبويه وجر عند الخليل لأن تقديره لأن آتاه الله فهو مفعول من أجله والعامل فيه حاج والهاء ضمير ابراهيم ويجوز أن تكون ضمير الذي وإذ يجوز أن تكون ظرفا لحاج وأن تكون لآتاه وذكر بعضهم أنه بدل من أن آتاه وليس بشيء لأن الظرف غير المصدر فلو كان بدلا لكان غلطا الا أن تجعل إذ بمعنى أن المصدرية وقد جاء ذلك وسيمر بك في القرآن مثله ( { أنا أحيي } الاسم الهمزة والنون وإنما زيدت الألف عليها في الوقف لبيان حركة النون فإذا وصلته بما بعده حذفت الألف للغنية عنها وقد قرأ نافع بإثبات الألف في الوصل وذلك على اجراء الوصل مجرى الوقف وقد جاء ذلك في الشعر
قوله تعالى ( { فإن الله يأتي } ) دخلت الفاء ايذانا بتعلق هذا الكلام بما قبله والمعنى إذا ادعيت الاحياء والاماتة ولم تفهم فالحجة أن الله يأتي بالشمس هذا هو المعنى و ( { من المشرق } ) و ( { من المغرب } ) متعلقان بالفعل المذكور وليسا حالين وإنما هما لابتداء غاية الاتيان ويجوز أن يكونا حالين ويكون التقدير مسخرة أو منقادة فبهت على مالم يسم فاعله ويقرأ بفتح الباء وضم الهاء وبفتح الباء وكسر الهاء وهما لغتان والفعل فيهما لازم ويقرأ بفتحهما فيجوز أن يكون الفاعل ضمير ابراهيم و ( { الذي } ) مفعول ويجوز أن يكون الذي فاعلا ويكون الفعل لازما
قوله تعالى ( { أو كالذي } في الكاف وجهان أحدهما أنها زائدة والتقدير ألم تر إلى الذي حاج أو الذي مر على قرية وهو مثل قوله ( { ليس كمثله } ) والثاني
____________________
(1/108)
هي غير زائدة وموضعها نصب والتقدير أو رأيت مثل الذي ودل على هذا المحذوف قوله ( { ألم تر إلى الذي حاج } ) أو للتفصيل أو للتخيير في التعجب بحال أي القبلتين شاء وقد ذكر ذلك في قوله ( { أو كصيب } ) وغيره وأصل القرية من قريت الماء إذا جمعته فالقرية مجتمع الناس ( { وهي خاوية } ) في موضع جر صفة لقرية ( { على عروشها } ) يتعلق بخاوية لأن معناه واقعة على سقوفها وقيل هو بدل من القرية تقديره مر على قرية على عروشها أي مر على عروش القرية وأعاد حرف الجر مع البدل ويجوز أن يكون على عروشها على هذا القول صفة للقرية لا بدلا تقديره على قرية ساقطة على عروشها فعلى هذا يجوز أن يكون وهي خاوية حالا من العروش وأن يكون حالا من القرية لأنها قد وصفت وأن يكون حالا من هاء المضاف إليه والعامل معنى الاضافة وهو ضعيف مع جوازه أنى في موضع نصب بيحي وهي بمعنى متى فعلى هذا يكون ظرفا ويجوز أن يكون بمعنى كيف فيكون موضعها حالا من هذه وقد تقدم لما فيه من الاستفهام ( { مائة عام } ) ظرف لأماته على المعنى ألبثه ميتا مائة عام ولا يجوز أن يكون ظرفا على الظاهر لأن الامانة تقع في أدنى زمان ويجوز أن يكون ظرفا لفعل محذوف تقديره فأماته فلبث مائة عام ويدل على ذلك قوله ( { كم لبثت } ) ثم قال بل لبثت مائة عام كم ظرف للبثت ( { لم يتسنه } ) الهاء زائدة في الوقف واصل الفعل على هذا فيه وجهان أحدهما هو يتسنن من قوله حما مسنون فلما اجتمعت ثلاث نونات قلبت الاخيرة ياء كما قلبت في تظنيت ثم أبدلت الياء ألفا ثم حذفت للجزم والثاني أن يكون أصل الألف واوا من قولك أسنى يسنى إذا مضت عليه السنون وأصل سنة سنوة لقولهم سنوات ويجوز أن تكون الهاء أصلا ويكون اشتقاقه من السنة وأصلها سنهة لقولهم سنها وعاملته مسانهة فعلى هذا تثبت الهاء وصلا ووقفا وعلى الاول تثبت في الوقف دون الوصل ومن أثبتها في الوصل أجراه مجرى الوقف
فان قيل ما فاعل يتسنى قيل يحتمل أن يكون ضمير الطعام والشراب لاحتياج كل واحد منهما إلى الاخر بمنزلة شيء واحد فلذلك أفرد الضمير في الفعل ويحتمل أن يكون جعل الضمير لذلك وذلك يكنى به عن الواحد والاثنين والجمع بلفظ واحد ويحتمل أن يكون الضمير للشراب لأنه أقرب إليه وإذا لم يتغير
____________________
(1/109)
الشراب مع سرعة التغير إليه فأن لا يتغير الطعام أولى ويجوز أن يكون أفرد في موضع التثنية كما قال الشاعر
فكأن في العينين حب قرنفل % أو سنبل كحلت به فانهلت
( { ولنجعلك } ) معطوف على فعل محذوف تقديره أريناك ذلك لتعلم قدر قدرتنا ولنجعلك وقيل الواو زائدة وقيل التقدير ولنجعلك فعلنا ذلك ( { كيف ننشزها } ) في موضع الحال من العظام والعامل في كيف ننشرها ولا يجوز أن تعمل فيها انظر لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله ولكن كيف وننشرها جميعا حال من العظام والعامل فيها انظر تقديره انظر إلى العظام محياة وننشرها يقرأ بفتح النون وضم الشين وماضيه نشر وفيه وجهان أحدهما أن يكون مطاوع أنشر الله الميت فنشر ويكون نشر على هذا بمعنى أنشر فاللازم والمتعدي بلفظ واحد والثاني أن يكون من النشر الذي هو ضد الطي أي يبسطها بالاحياء ويقرأ بضم النون وكسر الشين أي نحييها وهو مثل قوله ( { إذا شاء أنشره } ) ويقرأ بالزاي أي نرفعها وهو من النشز وهو المرتفع من الارض وفيها على هذا قراءتان ضم النون وكسر الشين من أنشزته وفتح النون وضم الشين وماضيه نشزته وهما لغتان و ( { لحما } ) مفعول ثان ( { قال أعلم } ) يقرأ بفتح الهمزة واللام على أنه أخبر عن نفسه ويقرأ بوصل الهمزة على الامر وفاعل قال ( { الله } ) وقيل فاعله عزيز وأمر نفسه كما يأمر المخاطب كما تقول لنفسك أعلم يا عبد الله وهذا يسمى التجريد وقرىء بقطع الهمزة وفتحها وكسر اللام والمعنى أعلم الناس
قوله تعالى ( { وإذ قال } ) العامل في إذ محذوف تقديره إذكر فهو مفعول به لا ظرف و ( { أرني } ) يقرأ بسكون الراء وقد ذكر في قوله ( { وأرنا مناسكنا } كيف تحيي ) الجملة في موضع نصب أرنى أي أرني كيفية احياء الموتى فكيف في موضع نصب بتحيي ( { ليطمئن } ) اللام متعلقة بمحذوف تقديره سألتك ليطمئن والهمزة في يطمئن أصل ووزنه يفعلل ولذلك جاء ( { فإذا اطمأننتم } ) مثل اقشعررتم ( { من الطير } ) صفة لأربعة وان شئت علقتها بخذ وأصل الطير مصدر طار يطير طيرا مثل باع يبيع بيعا ثم سمى الجنس بالمصدر ويجوز أن يكون أصله طيرا مثل سيد ثم خفف كما خفف سيد ويجوز أن يكون جمعا مثل تاجر وتجر والطير واقع على الجنس والواحد طائر ( { فصرهن } ) يقرأ بضم الصاد وتخفيف الراء وبكسر الصاد وتخفيف الراء ولهما معنيان أحدهما أملهن يقال
____________________
(1/110)
صاره يصوره ويصيره إذا أماله فعلى هذا تتعلق إلى بالفعل وفي الكلام محذوف تقديره أملهن إليك ثم قطعهن والمعنى الثاني أن يصوره ويصيره بمعنى يقطعه فعلى هذا في الكلام محذوف يتعلق به إلى أي فقطعهن بعد أن تميلهن إليك والاجود عندي أن تكون إليك حالا من المفعول المضمر تقديره فقطعهن مقربة إليك أو ممالة ونحو ذلك ويقرأ بضم الصاد وتشديد الراء ثم منهم من يضمها ومنهم من يفتحها ومنهم من يكسرها مثل مدهن فالضم على الاتباع والفتح للتخفيف والكسر على أصل التقاء الساكنين والمعنى في الجميع من صره يصره إذا جمعه ( { منهن } ) في موضع نصب على الحال من ( { جزءا } ) وأصله صفة للنكرة قدم عليها فصار حالا ويجوز أن يكون مفعولا لا جعل وفي الجزء لغتان ضم الزاي وتسكينها وقد قرىء بهما وفيه لغة ثالثة كسر الجيم ولم أعلم أحدا قرأ به وقرىء بتشديد الزاي من غير همزة والوجه فيه أنه نوى الوقف عليه فحذف الهمزة بعد أن ألقى حركتها على الزاي ثم شدد الزاي كما تقول في الوقف هذا فرح ثم أجرى الوصل مجرى الوقف و ( { يأتينك } ) جواب الامر و ( { سعيا } ) مصدر في موضع الحال أي ساعيات ويجوز أن يكون مصدرا مؤكدا لأن السعي والاتيان متقاربان فكأنه قال يأتينك اتيانا
قوله تعالى ( { مثل الذين ينفقون أموالهم } ) في الكلام حذف مضاف تقديره مثل انفاق الذين ينفقون أو مثل نفقة الذين ينفقون ومثل مبتدأ و ( { كمثل حبة } ) خبره وإنما قدر المحذوف لأن الذين ينفقون لا يشبهون بالحبة بل انفاقهم أو نفقتهم ( { أنبتت سبع سنابل } ) الجملة في موضع جر صفة لحبة ( { في كل سنبلة مائة حبة } ) ابتداء وخبر في موضع جر صفة لسنابل ويجوز أن يرفع مائة حبة بالجار لأنه قد اعتمد لما وقع صفة ويجوز أن تكون الجملة صفة لسبع كقولك رأيت سبعة رجال أحرار وأحرارا ويقرأ في الشاذ مائة بالنصب بدلا من سبع أو بفعل محذوف تقديره أخرجت والنون في سنبلة زائدة وأصله من أسبل وقيل هي أصل والأصل في مائة مئية يقال أمأت الدراهم إذا صارت مائة ثم حذفت اللام تخفيفا كما حذفت لام يد
قوله تعالى ( { الذين ينفقون أموالهم } ) مبتدأ والخبر ( { لهم أجرهم } ) ولام الاذى ياء يقال يا ذى إذى مثل نصب ينصب نصبا
____________________
(1/111)
قوله تعالى ( { قول معروف } ) مبتدأ ( { ومغفرة } ) معطوف عليه والتقدير وسبب مغفرة لأن المغفرة من الله فلا تفاضل بينها وبين فعل عبده ويجوز أن تكون المغفرة مجاوزة المزكى واحتماله للفقير فلا يكون فيه حذف مضاف والخبر خير من صدقة و ( { يتبعها } ) صفة لصدقة وقيل قول معروف مبتدأ خبره محذوف أي أمثل من غيره ومغفرة مبتدأ وخير خبره
قوله تعالى ( { كالذي ينفق } ) الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف وفي الكلام حذف مضاف تقديره ابطالا كابطال الذي ينفق ويجوز أن يكون في موضع الحال من ضمير الفاعلين أي لا تبطلوا صدقاتكم مشبهين الذي ينفق ماله أي مشبهين الذي يبطل انفاقه بالرياء و ( { رئاء الناس } ) مفعول من أجله ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي ينفق مرائيا والهمزة الأولى في رئاء عين الكلمة لأنه من راءى والاخيرة بدل من الياء لوقوعها طرفا بعد ألف زائدة كالقضاء والدماء ويجوز تخفيف الهمزة الأولى بأن تقلب ياء فرارا من ثقل الهمزة بعد الكسرة وقد قرىء به والمصدر هنا مضاف إلى المفعول ودخلت الفاء في قوله ( { فمثله } ) لربط الجملة بما قبلها والصفوان جمع صفوانة والجيد أن يقال هو جنس لاجمع ولذلك عاد الضمير إليه بلفظ الافراد في قوله ( { عليه تراب } ) وقيل هو مفرد وقيل واحده صفا وجمع فعل على فعلان قليل وحكى صفوان بكسر الصاد وهو أكثر الجموع ويقرأ بفتح الفاء وهو شاذ لأن فعلانا شاذ في الاسماء وإنما يجيء في المصادر مثل الغليان والصفات مثل يوم صحوان و ( { عليه تراب } ) في موضع جر صفة لصفوان ولك أن ترفع ترابا بالجر لأنه قد اعتمد على ما قبله وأن ترفعه بالابتداء والفاء في ( { فأصابه } ) عاطفة على الجار لأن تقديره استقر عليه تراب فأصابه وهذا أحد ما يقوى شبه الظرف بالفعل والألف في أصاب منقلبة عن واو لأنه من صاب يصوب ( { فتركه صلدا } ) هو مثل قوله ( { وتركهم في ظلمات } ) وقد ذكر في أول السورة ( { لا يقدرون } ) مستأنف لا موضع له وإنما جمع هنا بعد ما أفرد في قوله كالذي وما بعده لأن الذي هنا جنس فيجوز أن يعود الضمير إليه مفردا وجمعا ولا يجوز أن يكون من الذي لأنه قد فصل بينهما بقوله ( { فمثله } ) وما بعده
قوله تعالى ( { ابتغاء } ) مفعول من أجله ( { وتثبيتا } ) معطوف عليه ويجوز أن يكونا حالين أي مبتغين ومتثبتين ( { من أنفسهم } ) يجوز أن يكون من بمعنى اللام
____________________
(1/112)
أي تثبيتا لأنفسهم كما تقول فعلت ذلك كسرا من شهوتي ويجوز أن تكون على أصلها أي تثبيتا صادرا من أنفسهم والتثبيت مصدر فعل متعد فعلى الوجه الاول يكون من أنفسهم مفعول المصدر وعلى الوجه الثاني يكون المفعول محذوفا تقديره ويثبتون أعمالهم باخلاص النية ويجوز أن يكون تثبيتا بمعنى تثبت فيكون لازما والمصادر قد تختلف ويقع بعضها موقع بعض ومثله قوله تعالى ( { وتبتل إليه تبتيلا } ) أي تبتلا وفي قوله ( { ومثل الذين ينفقون } ) حذف تقديره ومثل نفقة الذين ينفقون لأن المنفق لا يشبه بالجنة وإنما تشبه النفقة التي تزكو بالجنة التي تثمر والربوة بضم الراء وفتحها وكسرها ثلاث لغات وفيها لغة أخرى رباوة وقد قرىء بذلك كله ( { أصابها } ) صفة للجنة ويجوز أن تكون في موضع نصب على الحال من الجنة لأنها قد وصفت ويجوز أن تكون حالا من الضمير في الجار وقد مع الفعل مقدرة ويجوز أن تكون الجملة صفة لربوة لأن الجنة بعض الربوة والوابل من وبل ويقال أوبل فهو موبل وهي صفة غالبة لا يحتاج معها إلى ذكر الموصوف وآتت متعد إلى مفعولين وقد حذف أحدهما أي أعطت صاحبها ويجوز أن يكون متعديا إلى واحد لأن معنى آتت أخرجت وهو من الاتاء وهو الريع والاكل بسكون الكاف وضمها لغتان وقد قرىء جمعا والواحد منه أكلة وهو المأكول وأضاف الاكل إليها لأنها محله أو سببه و ( { ضعفين } ) حال أي مضاعفا ( { فطل } ) خبر مبتدأ محذوف تقديره فالذي يصيبها طل أو فالمصيب لها أو فمصيبها ويجوز أن يكون فاعلا تقديره فيصيبها طل وحذف الفعل لدلالة فعل الشرط عليه والجزم في يصبها بلم لا بان لأن لم عامل يختص بالمستقبل وان قد وليها الماضي وقد يحذف معها الفعل فجاز أن يبطل عملها
قوله تعالى ( { من نخيل } ) صفة لجنة ونخيل جمع وهو نادر وقيل هو جنس و ( { تجري } ) صفة أخرى ( { له فيها من كل الثمرات } ) في الكلام حذف تقديره له فيها رزق من كل أو ثمرات من كل أنواع الثمرات ولا يجوز أن يكون من مبتدأ وما قبله الخبر لأن المبتدأ لا يكون جارا ومجرورا الا إذا كان حرف الجر زائدا ولا فاعلا لأن حرف الجر لا يكون فاعلا ولكن يجوز أن يكون صفة لمحذوف ولا يجوز أن تكون من زائدة على قول سيبويه ولا على قول الأخفش لأن المعنى يصير له فيها كل الثمرات وليس الامر على هذا الا أن يراد به هاهنا الكثرة لا الاستيعاب فيجوز عند الأخفش لأنه يجوز زيادة من في الواجب وإضافة
____________________
(1/113)
( { كل } ) إلى ما بعدها بمعنى اللام لأن المضاف إليه غير المضاف ( { وأصابه } ) الجملة حال من أحد وقد مرادة تقديره وقد أصابه وقيل وضع الماضي موضع المضارع وقيل حمل في العطف على المعنى لأن المعنى أيود أحدكم أن لو كانت له جنة فأصابها وهو ضعيف إذ لا حاجة إلى تغيير اللفظ مع صحة معناه ( { وله ذرية } ) جملة في موضع الحال من الهاء في أصابه واختلف في أصل الذرية على أربعة أوجه أحدها أن أصلها ذرورة من ذر يذر إذا نشر فأبدلت الراء الثانية ياء لاجتماع الراءات ثم أبدلت الواو ياء ثم أدغمت ثم كسرت الراء اتباعا ومنهم من يكسر الذال اتباعا أيضا وقد قرىء به والثاني أنه من ذر أيضا الا أنه زاد الياءين فوزنه فعلية والثالث أنه من ذرأ بالهمزة فأصله على هذا ذروءة فعولة ثم أبدلت الهمزة ياء وأبدلت الواو ياء فرارا من ثقل الهمزة الواو والضمة والرابع أنه من ذرا يذرو لقوله ( { تذروه الرياح } ) فأصله ذرورة ثم أبدلت الواو ياء ثم عمل ما تقدم ويجوز أن يكون فعلية على الوجهين ( { فأصابها } ) معطوف على صفة الجنة
قوله تعالى ( { أنفقوا من طيبات } ) المفعول محذوف أي شيئا من طيبات وقد ذكر مستوفى فيما تقدم ( { ولا تيمموا } ) الجمهور على تخفيف التاء وماضيه تيمم والأصل تتيمموا فحذف التاء الثانية كما ذكر في قوله ( { تظاهرون } ) ويقرأ بتشديد التاء وقبله ألف وهو جمع بين ساكنين وإنما سوغ ذلك المد الذي في الألف وقرىء بضم التاء وكسر الميم الأولى على أنه لم يحذف شيئا ووزنه تفعلوا ( { منه } ) متعلقة ب تنفقون والجملة في موضع الحال من الفاعل في تيمموا وهي حال مقدرة لأن الانفاق منه يقع بعد القصد إليه ويجوز أن يكون حالا من الخبيث لأن في الكلام ضميرا يعود إليه أي منفقا منه والخبيث صفة غالبة فلذلك لا يذكر معها الموصوف ( { ولستم بآخذيه } ) مستأنف لا موضع له ( { إلا أن تغمضوا } ) في موضع الحال أي الا في حال الاغماض والجمهور على ضم التاء وإسكان الغين وكسر الميم وماضيه أغمض وهو متعد وقد حذف مفعوله أي تغمضوا أبصاركم أو بصائركم ويجوز أن يكون لازما مثل أغضى عن كذا ويقرأ كذلك الا أنه بتشديد الميم وفتح الغين والتقدير أبصاركم ويقرأ تغمضوا بضم التاء والتخفيف وفتح الميم على ما لم يسم فاعله والمعنى الا أن تحملوا على التفاعل عنه والمسامحة فيه ويجوز أن يكون من أغمض إذا صودف على تلك الحال كقولك أحمد الرجل أي وجد محمودا
____________________
(1/114)
ويقرأ بفتح الفاء وإسكان الغين وكسر الميم من غمض يغمض وهي لغة في غمض ويقرأ كذلك الا أنه بضم الميم وهو من غمض كظرف أي خفى عليكم رأيكم فيه
قوله تعالى ( { يعدكم } ) أصله يوعدكم فحذفت الواو لوقوعها بين ياء مفتوحة وكسرة وهو يتعدى إلى مفعولين وقد يجيء بالباء يقال وعدته بكذا ( { مغفرة منه } ) يجوز أن يكون صفة وأن يكون مفعولا متعلقا بيعد أي يعدكم من تلقاء نفسه ( { وفضلا } ) تقديره منه استغنى بالأولى عن اعادتها
قوله تعالى ( { ومن يؤت } ) يقرأ بضم الياء وفتح التاء ومن على هذا مبتدأ وما بعدها الخبر ويقرأ بكسر التاء فمن على هذا في موضع نصب بيؤت ويؤت مجزوم بها فقد عمل فيما عمل فيه والفاعل ضمير اسم الله والأصل في يذكر يتذكر فأبدلت التاء ذالا لتقرب منها فتدغم
قوله تعالى ( ) ما شرط وموضعها نصب بالفعل الذي يليها وقد ذكرنا مثله في قوله ( { وما تفعلوا من خير يعلمه الله } )
قوله تعالى ( { فنعما } ) نعم فعل جامد لا يكون فيه مستقبل وأصله نعم كعلم وقد جاء على ذلك في الشعر الا أنهم سكنوا العين ونقلوا حركتها إلى النون ليكون دليلا على الأصل ومنهم من يترك النون مفتوحة على الأصل ومنهم من يكسر النون والعين اتباعا وبكل قد قرىء وفيه قراءة أخرى هنا وهي إسكان العين والميم مع الادغام وهو بعيد لما فيه من الجمع بين الساكنين وقيل ان الراوي لم يضبط القراءة لأن القارىء اختلس كسرة العين فظنه إسكانا وفاعل نعم مضمر وما بمعنى شيء وهو المخصوص بالمدح أي نعم الشيء شيئا ( { هي } ) خبر مبتدأ محذوف كأن قائلا قال ما الشيء الممدوح فيقال هي أي الممدوح الصدقة وفيه وجه آخر وهو أن يكون هي مبتدأ مؤخرا ونعم وفاعلها الخبر أي الصدقة نعم الشيء واستغنى عن ضمير يعود على المبتدأ لاشتمال الجنس على المبتدأ ( { فهو خير لكم } ) الجملة جواب الشرط وموضعها جزم وهو ضمير مصدر لم يذكر ولكن ذكر فعله والتقدير فالاخفاء خير لكم أو فدفعها إلى الفقراء في خفية خير ( ) يقرأ بالنون على اسناد الفعل إلى الله عز وجل ويقرأ بالياء على هذا التقدير أيضا وعلى تقدير آخر وهو أن يكون الفاعل ضمير الاخفاء ويقرأ وتكفر بالتاء على أن الفعل مسند إلى ضمير الصدقة ويقرأ بجزم الراء عطفا على موضع فهو وبالرفع على إضمار مبتدأ أي ونحن أو وهي ومن هنا زائدة
____________________
(1/115)
عند الأخفش فيكون ( { سيئاتكم } ) المفعول وعند سيبويه المفعول محذوف أي شيئا من سيئاتكم والسيئة فعيلة وعينها واو لأنها من ساء يسوء فأصلها سيوئة ثم عمل فيها ما ذكرنا في صيب
قوله تعالى ( { للفقراء } ) في موضع رفع خبر ابتداء محذوف تقديره الصدقات المذكورة للفقراء وقيل التقدير اعجبوا للفقراء في سبيل الله في متعلقة بأحصروا على أنها ظرف له ويجوز أن تكون حالا أي أحصروا مجاهدين لا يستطيعون في موضع الحال والعامل فيه أحصروا أي أحصروا عاجزين ويجوز أن يكون مستأنفا يحسبهم حال أيضا ويجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له وفيه لغتان كسر السين وفتحها وقد قرىء بهما والجاهل جنس فلذلك لم يجمع ولا يراد به واحد من التعفف يجوز أن يتعلق من بيحسب أي يحسبهم من أجل التعفف ولا يجوز أن يتعلق بمعنى أغنياء لأن المعنى يصير إلى ضد المقصود وذلك أن معنى الاية أن حالهم يخفى على الجاهل بهم فيظنهم أغنياء ولو علقت من بأغنياء صار المعنى أن الجاهل يظن أنهم أغنياء ولكن بالتعفف والغنى بالتعفف فقير من المال تعرفهم يجوز أن يكون حالا وأن يكون مستأنفا ولا يسئلون مثله والحافا مفعول من أجله ويجوز أن يكون مصدرا لفعل محذوف دل عليه يسئلون فكأنه قال لا يلحفون ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال تقديره ولا يسألون ملحفين
قوله تعالى ( { الذين ينفقون } ) الموصول وصلته مبتدأ وقوله ( { فلهم أجرهم } ) جملة في موضع الخبر ودخلت الفاء هنا لشبه الذي بالشرط في ابهامه ووصله بالفعل بالليل ظرف والباء فيه بمعنى في و ( { سرا وعلانية } ) مصدران في موضع الحال
قوله تعالى ( { الذين يأكلون الربا } ) مبتدأ ( { لا يقومون } ) خبره والكاف في موضع نصب وصفا لمصدر محذوف تقديره الا قياما مثل قيام الذي يتخبطه ولام الربا واو لأنه من ربا يربو وتثنيته ربوان ويكتب بالألف وأجاز الكوفيون كتبه وتثنيته بالياء قالوا لأجل الكسرة التي في أوله وهو خطأ عندنا و ( { من المس } ) يتعلق بيتخبطه أي من جهة الجنون فيكون في موضع نصب ( { ذلك } ) مبتدأ و ( { بأنهم قالوا } ) الخبر أي مستحق بقولهم ( { جاءه موعظة } ) انما لم تثبت التاء لأن تأنيث الموعظة غير حقيقي فالموعظة والوعظ بمعنى
____________________
(1/116)
قوله تعالى ( { يمحق الله الربا } ) روي أبو زيد الانصاري أن بعضهم قرأ بكسر الراء وضم الباء واو ساكنة وهي قراءة بعيدة إذ ليس في الكلام اسم في آخره واو قبلها ضمة لا سيما وقبل الضمة كسرة وقد يؤول على أنه وقف على مذهب من قال هذه افعوا فتقلب الألف في الوقف واوا فاما أن يكون لم يضبط الراوي حركة الباء أو يكون سمي قربها من الضمة ضما
قوله تعالى ( { ما بقي } الجمهور على فتح الباء وقد قرىء شاذا بسكونها ووجهه أنه خفف بحذف الحركة عن الياء بعد الكسرة وقد قال المبرد تسكين ياء المنقوص في النصب من أحسن الضرورة هذا مع أنه معرب فهو في الفعل الماضي أحسن
قوله تعالى ( { فأذنوا } ) يقرأ بوصل الهمزة وفتح الذال وماضيه اذن والمعنى فأيقنوا بحرب ويقرأ بقطع الهمزة والمد وكسر الذال وماضيه آذن أي أعلم والمفعول محذوف أي فأعلموا غيركم وقيل المعنى صيروا عالمين بالحرب ( { لا تظلمون ولا تظلمون } ) يقرأ بتسمية الفاعل في الاول وترك التسمية في الثاني ووجهه أن منعهم من الظلم أهم فبدىء به ويقرأ بالعكس والوجه فيه أنه قدم ما تطمئن به نفوسهم من نفى الظلم عنهم ثم منعهم من الظلم ويجوز أن تكون القراءتان بمعنى واحد لأن الواو لا ترتب
قوله تعالى ( { وإن كان ذو عسرة } ) كان هنا التامة أي ان حدث ذو عسرة وقيل هي الناقصة والخبر محذوف تقديره وان كان ذو عسرة لكم عليه حق أو نحو ذلك ولو نصب فقال ذا عسرة لكان الذي عليه الحق معنيا بالذكر السابق وليس ذلك في اللفظ الا أن يتحمل لتقديره والعسرة والعسر بمعنى والنظرة بكسر الظاء مصدر بمعنى التأخير والجمهور على الكسر ويقرأ بالاسكان ايثارا للتخفيف كفخذ وفخذ وكتف وكتف ويقرأ فناظرة بالألف وهي مصدر كالعاقبة والعافية ويقرأ فناظره على الامر كما تقول ساهله بالتأخير ( { إلى ميسرة } ) أي إلى وقت ميسرة أو وجود ميسرة والجمهور على فتح السين والتأنيث وقرىء بضم السين وجعل الهاء ضميرا وهو بناء شاذ لم يأت منه الا مكرم ومعون على أن ذلك قد تؤول على أنه جمع مكرمة ومعونة وتحتمل القراءة بعد ذلك أمرين أحدهما أن يكون جمع ميسرة كما قالوا في البناءين والثاني أن يكون أراد ميسورة فحذف الواو اكتفاء بدلالة الضمة عليها وارتفاع نظرة على الابتداء والخبر محذوف أي فعليكم نظرة
____________________
(1/117)
وإلى يتعلق بنظرة ( { وأن تصدقوا } ) يقرأ بالتشديد وأصله تتصدقوا فقلب التاء الثانية صادا وأدغمها ويقرأ بالتخفيف على أنه حذف التاء حذفا
قوله تعالى ( { ترجعون فيه } ) الجملة صفة يوم ويقرأ بفتح التاء على تسمية الفاعل وبضمها على ترك التسمية على أنه من ترجعته أي رددته وهو متعد على هذا الوجه ولولا ذلك لما بنى لما لم يسم فاعله ويقرأ بالياء على الغيبة ( { وهم لا يظلمون } ) يجوز أن يكون حالا من ( { كل } ) لأنها في معنى الجمع ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يرجعون على القراءة بالياء على أنه خرج من الخطاب إلى الغيبة كقوله حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم
قوله تعالى ( { إلى أجل } ) هو متعلق بتداينتم ويجوز أن يكون صفة لدين أي مؤخر ومؤجل وألف ( { مسمى } ) منقلبة عن ياء وكذا كل ألف وقعت رابعة فصاعدا إذا كانت منقلبة فانها تكون منقلبة عن ياء ثم ينظر في أصل الياء ( { بالعدل } ) متعلق بقوله ( { وليكتب } ) أي ليكتب بالحق فيجوز أن يكون أي وليكتب عادلا ويجوز أن يكون مفعولا به أي بسبب العدل وقيل الباء زائدة والتقدير وليكتب العدل وقيل هو متعلق بكاتب أي كاتب موصوف بالعدل أو محضار ( { كما علمه الله } ) الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف وهو من تمام أن يكتب وقيل هو متعلق بقوله ( { فليكتب } ) ويكون الكلام قد تم عند قوله أن يكتب والتقدير فليكتب كما علمه الله ( { وليملل } ) ماضي هذا الفعل أمل وفيه لغة أخرى أملي ومنه قوله ( { فهي تملى عليه } ) وفيه كلام يأتي في موضعه ان شاء الله ( { منه شيئا } ) يجوز أن يتعلق من بيبخس ويكون لابتداء غاية البخس ويجوز أن يكون التقدير شيئا منه فلما قدمه صار حالا والهاء للحق ( { أن يمل هو } ) هو هنا توكيد والفاعل مضمر والجمهور على ضم الهاء لأنها كلمة منفصلة عما قبلها فهي مبدوء بها وقرىء بإسكانها على أن يكون أجرى المنفصل مجرى المتصل بالواو أو بالفاء أو اللام نحو وهو فهو لهو ( { بالعدل } ) مثل الأولى ( { من رجالكم } ) يجوز أن يكون صفة لشهيدين ويجوز أن يتعلق باستشهدوا ( { فإن } ) لم يكونا الألف ضمير الشاهدين ( { فرجل } ) خبر مبتدأ محذوف أي فالمستشهد رجل ( { وامرأتان } ) وقيل هو فاعل أي فليستشهد رجل وقيل الخبر محذوف تقديره رجل وامرأتان يشهدون ولو كان قد قرىء بالنصب لكان التقدير فاستشهدوا وقرىء في الشاذ وامرأتان بهمزة ساكنة ووجهه أنه خفف الهمزة فقربت من الألف والمقربة من
____________________
(1/118)
الألف في حكمها ولهذا لا يبتدأ بها فلما صارت كالألف قلبها همزة ساكنة كما قالوا خأتم وعألم قال ابن جنى ولا يجوز أن يكون سكن الهمزة لأن المفتوح لا يسكن لخفة الفتحة ولو قيل انه سكن الهمزة لتوالي الحركات وتوالي الحركات يجتنب وان كانت الحركة فتحة كما سكنوا باء ضربت لكان حسنا ( { ممن ترضون } ) هو في موضع رفع صفة لرجل وامرأتين تقديره مرضيون وقيل هو صفة لشهيدين وهو ضعيف للفصل الواقع بينهما وقيل هو بدل من ( { من رجالكم } ) وأصل ترضون ترضوون لأن لام الرضا واو لقولك الرضوان ( { من الشهداء } ) يجوز أن يكون حالا من الضمير المحذوف أي ترضونه كائنا من الشهداء ويجوز أن يكون بدلا من ( { من } أن تضل ) يقرأ بفتح الهمزة على أنها المصدرية الناصبة للفعل وهو مفعول له وتقديره لأن تضل احداهما ( { فتذكر } ) بالنصب معطوف عليه
قان قلت ليس الغرض من استشهاد المرأتين مع الرجل أن تضل احداهما فكيف يقدر باللام فالجواب ما قاله سيبويه ان هذا كلام محمول على المعنى وعادة العرب أن تقدم ما فيه السبب فيجعل في موضع المسبب لأنه يصير إليه ومثله قولك أعددت هذه الخشبة أن تميل الحائط فأدعمه بها ومعلوم أنك لم تقصد بإعداد الخشبة ميل الحائط وإنما المعنى لأدعم بها الحائط إذ مال فكذلك الآية تقديرها لأن تذكر احداهما الاخرى إذا ضلت أو لضلالها ولا يجوز أن يكون التقدير مخافة أن تضل لأنه عطف عليه فتذكر فيصير المعنى مخافة أن تذكر احداهما الاخرى إذا ضلت وهذا عكس المراد ويقرأ فتذكر بالرفع على الاستئناف ويقرأ ان بكسر الهمزة على أنها شرط وفتحة اللام على هذا حركة بناء لالتقاء الساكنين فتذكر جواب الشرط ورفع الفعل لدخول الفاء الجواب ويقرأ بتشديد الكاف وتخفيفها يقال ذكرته و واذكرته ( { إحداهما } ) للفاعل و ( { الأخرى } ) المفعول ويصح في المعنى العكس الا أنه يمتنع في الإعراب على ظاهر قول النحويين لأن الفاعل والمفعول إذا لم يظهر فيهما علامة الإعراب أوجبوا تقديم الفاعل في كل موضع يخاف فيه اللبس فعلى هذا إذا أمن اللبس جاز تقديم المفعول كقولك كسر عيسى العصا وهذه الاية من هذا القبيل لأن النسيان والاذكار لا يتعين في واحدة منهما بل ذلك على الابهام وقد علم بقوله ( { فتذكر } ) أن التي تذكر هي الذاكرة والتي تذكر هي الناسية كما علم لفظ كسر من يصح منه الكسر فعلى هذا يجوز أن يجعل احداهما فاعلا والاخرى مفعولا وأن يعكس
____________________
(1/119)
فان قيل لم لم يقل فتذكرها الاخرى قيل فيه وجهان أحدهما أنه أعاد الظاهر ليدل على الابهام في الذكر والنسيان ولو أضمر لتعين عوده إلى المذكور والثاني أنه وضع الظاهر موضع المضمر تقديره فتذكرها وهذا يدل على أن احداهما الثانية مفعول مقدم ولا يجوز أن يكون فاعلا في هذا الوجه لأن الضمير هو المظهر بعينه والمظهر الاول فاعل تضل فلو جعل الضمير لذلك المظهر لكانت الناسية هي المذكرة وذا محال والمفعول الثاني لتذكر محذوف تقديره الشهادة ونحو ذلك وكذلك مفعول ( { يأب } ) وتقديره ولا يأب الشهداء اقامة الشهادة وتحمل الشهادة و ( { إذا } ) ظرف ليأب ويجوز أن يكون ظرفا للمفعول المحذوف و ( { أن تكتبوه } ) في موضع نصب بتسأموا وتسأموا يتعدى بنفسه وقيل بحرف الجر و ( { صغيرا أو كبيرا } ) حالان من الهاء و ( { إلى } ) متعلقة بتكتبوه ويجوز أن تكون حالا من الهاء أيضا و ( { عند الله } ) ظرف لأقسط واللام في قوله ( { للشهادة } ) يتعلق بأقوم وأفعل يعمل في الظروف وحروف الجر وصحت الواو في أقوم كما صحت في فعل التعجب وذلك لجموده واجرائه مجرى الاسماء الجامدة وأقوم يجوز أن يكون من أقام المتعدية لكنه حذف الهمزة الزائدة ثم أتى بهمزة أفعل كقوله تعالى ( { أي الحزبين أحصى } ) فيكون المعنى أثبت لاقامتكم الشهادة ويجوز أن يكون من قام اللازم ويكون المعنى ذلك أثبت لقيام الشهادة وقامت الشهادة ثبتت وألف ( { أدنى } ) منقلبة عن واو لأنه من دنا يدنو و ( { ألا ترتابوا } ) في موضع نصب وتقديره وأدنى لئلا ترتابوا أو إلى أن لا ترتابوا ( { تجارة } ) يقرأ بالرفع على أن تكون التامة و ( { حاضرة } ) صفتها ويجوز أن تكون الناقصة واسمها تجارة وحاضرة صفتها و ( { تديرونها } ) الخبر و ( { بينكم } ) ظرف لتديرونها وقرىء بالنصب على أن يكون اسم الفاعل مضمرا فيه تقديره الا أن تكون المبايعة تجارة والجملة المستثناة في موضع نصب لأنه استثناء من الجنس لأنه أمر بالاستشهاد في كل معاملة واستثنى منه التجارة الحاضرة والتقدير الا في حال حضور التجارة ودخلت الفاء في ( { فليس } ) ايذانا بتعلق ما بعدها بما قبلها و ( { ألا تكتبوها } ) تقديره في الا تكتبوها وقد تقدم الخلاف في موضعه من الإعراب في غير موضع ( { ولا يضار كاتب } ) فيه وجوه من القراءات قد ذكرت في قوله ( { لا تضار والدة } ) وقرىء هنا بإسكان الراء مع التشديد وهي ضعيفة لأنه في التقدير جمع بين ثلاث سواكن الا أن له وجها وهو أن الألف لمدها تجري مجرى المتحرك فيبقى ساكنان والوقف عليه ممكن ثم أجرى الوصل
____________________
(1/120)
مجرى الوقف أو يكون وقف عليه وقيفة يسيرة وقد جاء ذلك في القوافي والهاء في ( { فإنه } ) تعود على الاباء أو الاضرار و ( { بكم } ) متعلق بمحذوف تقديره لاحق بكم ( { ويعلمكم الله } ) مستأنف لا موضع له وقيل موضعه حال من الفاعل في اتقوا تقديره واتقوا الله مضمونا التعليم أو الهداية ويجوز أن يكون حالا مقدرة
قوله تعالى ( { فرهان } ) خبر مبتدأ محذوف تقديره فالوثيقة أو التوثق ويقرأ بضم الهاء وسكونها وهي جمع رهن مثل سقف وسقف وأسد وأسد والتسكين لثقل الضمة بعد الضمة وقيل رهن جمع رهان ورهان جمع رهن وقد قرىء به مثل كلب وكلاب والرهن مصدر في الأصل وهو هنا بمعنى مرهون ( { الذي اؤتمن } ) إذا وقفت على الذي ابتدأت أو تمن فالهمزة للوصل والواو بدل من الهمزة التي هي فاء الفعل فإذا وصلت حذفت همزة الوصل وأعدت الواو إلى أصلها وهو الهمزة وحذفت ياء الذي لالتقاء الساكنين وقد أبدلت الهمزة ياء ساكنة وياء الذي محذوفة لما ذكرنا وقد قرىء به ( { أمانته } ) مفعول يؤد لا مصدر اؤتمن والامانة بمعنى المؤتمن ( { ولا تكتموا } ) الجمهور على التاء للخطاب كصدر الاية وقرىء بالياء على الغيبة لأن قبله غيبا الا أن الذي قبله مفرد في اللفظ وهو جنس فلذلك جاء الضمير مجموعا على المعنى ( { فإنه } ) الهاء ضمير من ويجوز أن تكون ضمير الشأن و ( { إثم } ) فيه أوجه أحدها أنه خبر ان و ( { قلبه } ) مرفوع به والثاني كذلك الا أن قبله بدل من آثم لا على نية طرح الاول والثالث أن قلبه بدل من الضمير في آثم والرابع أن قلبه مبتدأ وآثم خبر مقدم والجملة خبر ان وأجاز قوم قلبه بالنصب على التمييز وهو بعيد لأنه معرفة
قوله تعالى ( { فيغفر لمن يشاء ويعذب } ) يقرآن بالرفع على الاستئناف أي فهو يغفر وبالجزم عطفا على جواب الشرط وبالنصب عطفا على المعنى بإضمار أن تقديره فان يغفر وهذا يسمى الصرف والتقدير يكن منه حساب فغفران وقرىء في الشاذ بحذف الفاء والجزم على أنه بدل من يحاسبكم
قوله تعالى ( { والمؤمنون } ) معطوف على الرسول فيكون الكلام تاما عنده وقيل المؤمنون مبتدإ و ( { كل } ) مبتدأ ثان والتقدير كل منهم و ( { آمن } ) خبر المبتدإ الثاني والجملة خبر الاول وأفرد الضمير في آمن ردا على لفظ كل ( { وكتبه } ) يقرأ بغير ألف على الجمع لأن الذي معه جمع ويقرأ ( / < وكتابه > / )
____________________
(1/121)
على الافراد وهو جنس ويجوز أن يراد به القرآن وحده ( { ورسله } ) يقرأ بالضم والاسكان وقد ذكر وجهه ( { لا نفرق } ) تقديره يقولون وهو في موضع الحال وأضاف ( { بين } ) إلى أحد لأن أحدا في معنى الجمع ( { وقالوا } ) معطوف على آمن ( { غفرانك } ) أي اغفر غفرانك فهو منصوب على المصدر وقيل التقدير نسألك غفرانك
قوله تعالى ( { كسبت } ) وفي الثانية ( { اكتسبت } ) قال قوم لا فرق بينهما واحتجوا بقوله ( { ولا تكسب كل نفس إلا عليها } ) وقال ( { ذوقوا ما كنتم تكسبون } ) فجعل الكسب في السيئات كما جعله في الحسنات وقال آخرون اكتسب افتعل يدل على شدة الكلفة وفعل السيئة شديد لما يؤول إليه ( { لا تؤاخذنا } ) يقرأ بالهمزة والتخفيف والماضي آخذته وهو من الاخذ بالذنب وحكى وأخذته بالواو & سورة آل عمران & بسم الله الرحمن الرحيم
( { الم } ) قد تقدم الكلام عليها في أول البقرة والميم من ميم حركت لالتقاء الساكنين وهو الميم ولام التعريف في اسم الله ولم تحرك لسكونها وسكون الياء قبلها لأن جميع هذه الحروف التي على هذا المثال تسكن إذا لم يلقها ساكن بعدها كقوله لام ميم ذلك الكتاب وحم وطس وق وك وفتحت لوجهين أحدهما كثرة استعمال اسم الله بعدها والثاني ثقل الكسرة بعد الياء والكسرة وأجاز الأخفش كسرها وفيه من القبح ما ذكرنا وقيل فتحت لأن حركة همزة الله ألقيت عليها وهذا بعيد لأن همزة الوصل لاحظ لها في الثبوت في الوصل حتى تلقي حركتها على غيرها وقيل الهمزة في الله همزة قطع وإنما حذفت لكثرة الاستعمال فلذلك ألقيت حركتها على الميم لأنها تستحق الثبوت وهذا يصح على قول من جعل أداة التعريف أل ( { الله لا إله إلا هو الحي القيوم } ) قد ذكر اعرابه في آية الكرسي ( { نزل عليك } ) هو خبر آخر وما ذكرناه في قوله ( { لا تأخذه } ) فمثله هاهنا وقرىء نزل عليك بالتخفيف و ( { الكتاب } ) بالرفع وفي الجملة وجهان أحدهما هي منقطعة والثاني هي متصلة بما قبلها والضمير محذوف تقديره من عنده و ( { بالحق } ) حال من الكتاب و ( { مصدقا } ) ان شئت جعلته حالا ثانيا وان شئت جعلته بدلا من موضع قوله بالحق وان شئت جعلته حالا من الضمير في المجرور ( { التوراة } ) فوعلة من ورى الزنديرى
____________________
(1/122)
إذا ظهر منه النار فكان التوراة ضياء من الضلال فأصلها وورية فأبدلت الواو الأولى تاء كما قالوا تولج وأصله وولج وأبدلت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وقال الفراء أصلها تورية على تفعلة كتوصية ثم أبدل من الكسرة الفتحة فانقلبت الياء ألفا كما قالوا في ناصية ناصاة ويجوز امالتها لأن أصل ألفها ياء ( { والإنجيل } ) افعيل من النجل وهو الأصل الذي يتفرع عنه غيره ومنه سمى الولد نجلا واستنجل الوادي إذا نز ماؤه وقيل هو من السعة من قولهم نجلت الاهاب إذا شققته ومنه عين نجلاء واسعة الشق فالانجيل الذي هو كتاب عيسى تضمن سعة لم تكن لليهود وقرأ الحسن ( { الإنجيل } ) بفتح الهمزة ولا يعرف له نظير إذ ليس في الكلام أفعيل الا أن الحسن ثقة فيجوز أن يكون سمعها و ( { من قبل } ) يتعلق بأنزل وبنيت قبل لقطعها عن الاضافة والأصل من قبل ذلك فقبل في حكم بعض الاسم وبعض الاسم لا يستحق اعرابا ( { هدى } ) حال من الانجيل والتوراة ولم يثن لأنه مصدر ويجوز أن يكون حالا من الانجيل ودل على حال للتوراة محذوفة كما يدل أحد الخبرين على الآخر ( { للناس } ) يجوز أن يكون صفة لهدى وأن يكون متعلقا به و ( { الفرقان } ) فعلال من الفرق وهو مصدر في الأصل فيجوز أن يكون بمعنى الفارق أو المفروق ويجوز أن يكون التقدير ذا ألفرقان
قوله تعالى ( { لهم عذاب } ) ابتداء وخبر في موضع خبر ان ويجوز أن يرتفع العذاب بالظرف
قوله تعالى ( { في الأرض } ) يجوز أن يكون صفة لشيء وأن يكون متعلقا بيخفى
قوله تعالى ( { في الأرحام } ) في متعلقة بيصور ويجوز أن يكون حالا من الكاف والميم أي يصوركم وأنتم في الارحام مضغ ( { كيف يشاء } ) كيف في موضع نصب بيشاء وهو حال والمفعول محذوف تقديره يشاء تصويركم وقيل كيف ظرف ليشاء وموضع الجملة حال تقديره يصوركم على مشيئته أي مريدا فعلى هذا يكون حالا من ضمير اسم الله ويجوز أن تكون حالا من الكاف والميم أي يصوركم متقلبين على مشيئته ( { لا إله إلا هو العزيز الحكيم } ) هو مثل قوله لا اله الا هو الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { منه آيات } ) الجملة في موضع نصب على الحال من الكتاب ولك أن ترفع آيات بالظرف لأنه قد اعتمد ولك أن ترفعه بالابتداء والظرف خبره ( { هن أم الكتاب } ) في موضع رفع صفة لآيات وإنما أفرد أم وهو خبر عن جمع
____________________
(1/123)
لأن المعنى أن جميع الايات بمنزلة آية واحدة فأفرد على المعنى ويجوز أن يكون أفرد في موضع الجمع على ما ذكرنا في قوله ( { وعلى سمعهم } ) ويجوز أن يكون المعنى كل منهن أم الكتاب كما قال الله تعالى ( { فاجلدوهم ثمانين } ) أي فاجلدوا كل واحد منهم ( { وأخر } ) معطوف على آيات و ( { متشابهات } ) نعت لأخر
فإن قيل واحدة متشابهات متشابهة وواحدة أخر أخرى والواحد هنا لا يصح أن يوصف بهذا الواحد فلا يقال أخرى متشابهة الا أن يكون بعض الواحدة يشبه بعضا وليس المعنى على ذلك وإنما المعنى أن كل آية تشبه آية أخرى فكيف صح وصف هذا الجمع بهذا الجمع ولم يوصف مفرده بمفرده
قيل التشابه لا يكون الا بين اثنين فصاعدا فإذا اجتمعت الاشياء المتشابهة كان كل منهما مشابها للآخر فلما لم يصح التشابه الا في حالة الاجتماع وصف الجمع بالجمع لأن كل واحد من مفرداته يشابه باقيها فأما الواحد فلا يصح فيه هذا المعنى ونظيره قوله تعالى ( { فوجد فيها رجلين يقتتلان } ) فثنى الضمير وان كان لا يقال في الواحد يقتتل ( { ما تشابه منه } ) ما بمعنى الذي ومنه حال من ضمير الفاعل والهاء تعود على الكتاب ( { ابتغاء } ) مفعول له والتأويل مصدر أول يؤول وأصله من آل يئول إذا انتهى نهايته ( { والراسخون } ) معطوف على اسم الله والمعنى أنهم يعلمون تأويله أيضا و ( { يقولون } ) في موضع نصب على الحال وقيل الراسخون مبتدأ ويقولون الخبر والمعنى أن الراسخين لا يعلمون تأويله بل يؤمنون به ( { كل } ) مبتدأ أي كله أو كل منه و ( { من عند } ) الخبر وموضع آمنا وكل من عند ربنا نصب بيقولون
قوله تعالى ( { لا تزغ قلوبنا } ) الجمهور على ضم التاء ونصب القلوب يقال زاغ القلب وأزاغه الله وقرىء بفتح التاء ورفع القلوب على نسبة الفعل إليها و ( { إذ هديتنا } ) ليس بظرف لأنه أضيف إليه بعد ( { من لدنك } ) لدن مبنية على السكون وهي مضافة لأن علة بنائها موجودة بعد الاضافة والحكم يتبع العلة وتلك العلة أن لدن بمعنى عند الملاصقة للشيء فعند إذا ذكرت لم تختص بالمقارنة ولدن عند مخصوص فقد صار فيها معنى لا يدل عليه الظرف بل هو من قبيل ما يفيده الحرف فصارت كأنها متضمنة للحرف الذي كان ينبغي أن يوضع دليلا على القرب ومثله ثم وهنا لأنهما بنيا لما تضمنا حرف الاشارة وفيها لغات هذه إحداها وهي فتح اللام وضم الدال وسكون النون والثانية كذلك الا أن الدال ساكنة وذلك
____________________
(1/124)
تخفيف كما خفف عضد والثالثة بضم اللام وسكون الدال والرابعة لدى والخامسة لد بفتح اللام وضم الدال من غير نون والسادسة بفتح اللام وإسكان الدال ولا شيء بعد الدال
قوله تعالى ( { جامع الناس } ) الاضافة غير محضة لأنه مستقبل والتقدير جامع الناس ( { ليوم } ) تقديره لعرض يوم أو حساب يوم وقيل اللام بمعنى في أي في يوم والهاء في ( { فيه } ) تعود على اليوم وان شئت على الجمع وان شئت على الحساب أو العرض ولا ريب في موضع جر صفة ليوم ( { إن الله لا يخلف } ) أعاد ذكر الله مظهرا تفخيما ولو قال انك لا تخلف كان مستقيما ويجوز أن يكون مستأنفا وليس محكيا عمن تقدم و ( { الميعاد } ) مفعال من الوعد قلبت واوه ياء لسكونها وانكسار ما قبلها
قوله تعالى ( { لن تغني } ) الجمهور على التاء لتأنيث الفاعل ويقرأ بالياء لأن تأنيث الفاعل غير حقيقي وقد فصل بينهما أيضا ( { من الله } في موضع نصب لأن التقدير من عذاب الله والمعنى لن تدفع الاموال عنهم عذاب الله و ( { شيئا } ) على هذا في موضع المصدر تقديره غنى ويجوز أن يكون شيئا مفعولا به على المعنى لأن معنى تغني عنهم تدفع ويكون من الله صفة لشيء في الأصل قدم فصار حالا والتقدير لن تدفع عنهم الاموال شيئا من عذاب الله والوقود بالفتح الحطب وبالضم التوقد وقيل هما لغتان بمعنى
قوله تعالى ( { كدأب } ) الكاف في موضع نصب نعتا لمصدر محذوف وفي ذلك المحذوف أقوال أحدها تقديره كفروا كفرا كعادة آل فرعون وليس الفعل المقدر هاهنا هو الذي في صلة الذين لأن الفعل قد انقطع تعلقه بالكاف لأجل استيفاء الذين خبره ولكن بفعل دل عليه ( { كفروا } ) التي هي صلة والثاني تقديره عذبوا عذابا كدأب آل فرعون ودل عليه أولئك هم وقود النار والثالث تقديره بطل انتفاعهم بالاموال والاولاد كعادة آل فرعون والرابع تقديره كذبوا تكذيبا كدأب آل فرعون فعلى هذا يكون الضمير في كذبوا لهم وفي ذلك تخويف لهم لعلمهم بما حل بآل فرعون وفي أخذه لآل فرعون ( { والذين من قبلهم } ) على هذا في موضع جر عطفا على آل فرعون وقيل الكاف في موضع رفع خبر ابتداء محذوف تقديره دأبهم في ذلك مثل دأب آل فرعون فعلى هذا يجوز في والذين من قبلهم وجهان أحدهما هو جر بالعطف أيضا وكذبوا في موضع الحال
____________________
(1/125)
وقد معه مرادة ويجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له ذكر لشرح حالهم والوجه الآخر أن يكون الكلام تم على فرعون والذين من قبلهم مبتدأ و ( { كذبوا } ) خبره و ( { شديد العقاب } ) تقديره شديد عقابه فالاضافة غير محضة وقيل شديد هنا بمعنى مشدد فيكون على هذا من إضافة اسم الفاعل إلى المفعول وقد جاء فعيل بمعنى مفعل ومفعل
قوله تعالى ( { ستغلبون وتحشرون } ) يقرآن بالتاء على الخطاب أي واجههم بذلك وبالياء تقديره أخبرهم بأحوالهم فإنهم سيغلبون ويحشرون ( { وبئس المهاد } ) أي جهنم فحذف المخصوص بالذم
قوله تعالى ( { قد كان لكم آية } ) آية اسم كان ولم يؤنث لأن التأنيث غير حقيقي ولأنه فصل ولأن الاية والدليل بمعنى وفي الخبر وجهان أحدهما لكم و ( { في فئتين } ) نعت لآية والثاني أن الخبر في فئتين ولكم متعلق بكان ويجوز أن يكون لكم في موضع نصب على الحال على أن يكون صفة لآية أي آية كائنة لكم فيتعلق بمحذوف و ( { التقتا } ) في موضع جر نعت لفئتين و ( { فئة } ) خبر مبتدأ محذوف و ( { التقتا } ) في موضع جر نعتا لمبتدأ محذوف تقديره وفئة أخرى ( { كافرة } ) فإن قيل إذا قررت في الاول احداهما مبتدأ كان القياس أن يكون والاخرى أي والاخرى فئة كافرة قيل لما علم أن التفريق هنا لنفس المثنى المقدم ذكره كان التعريف والتنكير واحدا ويقرأ في الشاذ ( { فئة تقاتل في سبيل الله وأخرى كافرة } ) بالجر فيهما على أنه بدل من فئتين ويقرأ أيضا بالنصب فيهما على أن يكون حالا من الضمير في التقتا تقديره التقتا مؤمنة وكافرة وفئة وأخرى على هذا للحال وقيل فئة وما عطف عليها على قراءة من رفع بدل من الضمير في التقتا ( { ترونهم } ) يقرأ بالتاء مفتوحة وهو من رؤية العين و ( { مثليهم } ) حال و ( { رأي العين } ) مصدر مؤكد ويقرأ في الشاذ ( { ترونهم } ) بضم التاء على ما لم يسم فاعله وهو من أورى إذا دله غيره عليه كقولك أريتك هذا الثوب ويقرأ في المشهور بالياء على الغيبة فأما القراءة بالتاء فلأن أول الاية خطاب وموضع الجملة على هذا يجوز أن يكون نعتا صفة لفئتين لأن فيها ضميرا يرجع عليهما ويجوز أن يكون حالا من الكاف في لكم وأما القراءة بالياء فيجوز أن يكون في معنى التاء الا أنه رجع من الخطاب إلى الغيبة والمعنى واحد وقد ذكر نحوه ويجوز أن يكون مستأنفا ولا يجوز أن يكون من رؤية القلب على كل الاقوال لوجهين أحدهما قوله رأى العين
____________________
(1/126)
والثاني أن رؤية القلب علم ومحال أن يعلم الشيء شيئين ( { يؤيد } ) يقرأ بالهمز على الأصل وبالتخفيف وتخفيف الهمزة هنا جعلها واوا خالصة لأجل الضمة قبلها ولا يصح أن تجعل بين بين لقربها من الألف ولا يكون ما قبل الألف الا مفتوحا ولذلك لم تجعل الهمزة المبدوء بها بين بين لاستحالة الابتداء بالألف
قوله تعالى ( { زين } ) الجمهور على ضم الزاي ورفع ( { حب } ) ويقرأ بالفتح ونصب حب تقديره زين للناس الشيطان على ما جاء صريحا في الاية الاخرى وحركت الهاء بفي ( { الشهوات } ) لأنها اسم غير صفة ( { من النساء } ) في موضع الحال من الشهوات والنون في القنطار أصل ووزنه فعلال مثل حملاق وقيل هي زائدة واشتقاقه من قطر يقطر إذا جرى والذهب والفضة يشبهان بالماء في الكثرة وسرعة التقلب و ( { من الذهب } ) في موضع الحال من المقنطرة ( { والخيل } ) معطوف على النساء لا على الذهب وألفضة لأنها لا تسمى قنطارا وواحد الخيل خائل وهو مشتق من الخيلاء مثل طير وطائر وقال قوم لا واحد له من لفظه بل هو اسم للجمع والواحد فرس ولفظه لفظ المصدر ويجوز أن يكون مخففا من خيل ولم يجمع ( { الحرث } ) لأنه مصدر بمعنى المفعول وأكثر الناس على أنه لا يجوز ادغام الثاء في الذال هنا لئلا يجمع بين ساكنين لأن الراء ساكنة فأما الادغام في قوله يلهث ذلك فجائز و ( { المآب } ) مفعل من آب يئوب والأصل مأوب فلما تحركت الواو وانفتح ما قبلها في الأصل وهو آب قلبت ألفا
قوله تعالى ( { قل أؤنبئكم } ) يقرأ بتحقيق الهمزتين على الأصل وتقلب الثانية واوا خالصة لانضمامها وتليينها وهو جعلها بين الواو والهمزة وسوغ ذلك انفتاح ما قبلها ( { بخير من ذلكم } من ) في موضع نصب بخير تقديره بما يفضل ذلك ولا يجوز أن يكون صفه لخير لأن ذلك يوجب أن تكون الجنة وما فيها مما رغبوا فيه بعضا لما زهدوا فيه من الاموال ونحوها ( { للذين اتقوا } ) خبر المبتدأ الذي هو ( { جنات } ) و ( { تجري } ) صفة لها وعند ربهم يحتمل وجهين أحدهما أن يكون ظرفا للاستقرار والثاني أن يكون صفة للجنات في الأصل قدم فانتصب على الحال ويجوز أن يكون العامل تجري و ( { من تحتها } ) متعلق بتجري ويجوز أن يكون حالا من ( { الأنهار } ) أي تجري الانهار كائنة تحتها ويقرأ جنات بكسر التاء وفيه وجهان أحدهما هو مجرور بدلا من خير فيكون للذين اتقوا على هذا صفة لخير والثاني أن يكون منصوبا على إضمار أعنى أو بدلا من موضع بخير ويجوز أن يكون
____________________
(1/127)
الرفع على خبر مبتدأ محذوف أي هو جنات ومثله ( { بشر من ذلكم النار } ) ويذكر في موضعه ان شاء الله تعالى و ( { خالدين فيها } ) حال ان شئت من الهاء في تحتها وان شئت من الضمير في اتقوا والعامل الاستقرار وهي حال مقدرة ( { وأزواج } ) معطوف على جنات بالرفع فأما على القراءة الاخرى فيكون مبتدأ وخبره محذوف تقديره ولهم أزواج ( { ورضوان } ) يقرأ بكسر الراء وضمها وهما لغتان وهو مصدر ونظير الكسر الاتيان والقربات ونظير الضم الشكران والكفران
قوله تعالى ( { الذين يقولون } ) يجوز أن يكون في موضع جر صفة للذين اتقوا أو بدل منه ويضعف أن يكون صفة للعباد لأن فيه تخصيصا لعلم الله وهو جائز على ضعفه ويكون الوجه فيه اعلامهم بأنه عالم بمقدار مشقتهم في العبادة فهو يجازيهم عليها كما قال والله أعلم بايمانكم ويجوز أن يكون في موضع نصب على تقدير أعنى وأن يكون في موضع رفع على إضمارهم
قوله تعالى ( { الصابرين } ) وما بعده يجوز أن يكون مجرورا وأن يكون منصوبا صفة للذين إذا جعلته في موضع جر أو نصب وان جعلت الذين رفعا نصبت الصابرين بأعنى
فان قيل لم دخلت الواو في هذه وكلها لقبيل واحد ففيه جوابان أحدهما أن الصفات إذا تكررت جاز أن يعطف بعضها على بعض بالواو وان كان الموصوف بها واحدا ودخول الواو في مثل هذا الضرب تفخيم لأنه يؤذن بأن كل صفة مستقلة بالمدح والجواب الثاني أن هذه الصفات متفرقة فيهم فبعضهم صابر وبعضهم صادق فالموصوف بها متعدد
قوله تعالى ( { شهد الله } ) الجمهور على أنه فعل وفاعل ويقرأ ( { شهداء لله } ) جمع شهيد أو شاهد بفتح الهمزة وزيادة لام مع اسم الله وهو حال من يستغفرون ويقرأ كذلك الا أنه مرفوع على تقدير هم شهداء ويقرأ ( / < شهداء الله > / ) بالرفع والاضافة و ( { أنه } ) أي بأنه في موضع نصب أو جر على ما ذكرنا من الخلاف في غير موضع ( { قائما } ) حال من هو والعامل فيه معنى الجملة أي يفرد قائما وقيل هو حال من اسم الله أي شهد لنفسه بالوحدانية وهي حال مؤكدة على الوجهين وقرأ ابن مسعود القائم على أنه بدل أو خبر مبتدأ محذوف ( { العزيز الحكيم } ) مثل الرحمن الرحيم في قوله ( { وإلهكم إله واحد } ) وقد ذكر
قوله تعالى ( { إن الذين } ) الجمهور على كسر الهمزة على الاستئناف ويقرأ
____________________
(1/128)
بالفتح على أن الجملة مصدر وموضعه جر بدلا من أنه لا اله الا هو أي شهد الله بوحدانيته بأن الدين وقيل هو بدل من القسط وقيل هو في موضع نصب بدلا من الموضع والبدل على الوجوه كلها بدل الشيء من الشيء وهو هو ويجوز بدل الاشتمال ( { عند الله } ) ظرف العامل فيه الدين وليس بحال منه لأن أن تعمل في الحال ( { بغيا } ) مفعول من أجله والتقدير اختلفوا بعد ما جاءهم العلم للبغي ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال ( { ومن يكفر } من ) مبتدأ والخبر يكفر وقيل الجملة من الشرط والجزاء هي الخبر وقيل الخبر هو الجواب والتقدير سريع الحساب له
قوله تعالى ( { ومن اتبعني } من ) في موضع رفع عطفا على التاء في أسلمت أي وأسلم من اتبعني وجوههم لله وقيل هو مبتدأ والخبر محذوف أي كذلك ويجوز إثبات الياء على الأصل وحذفها تشبيها له برؤوس الاي والقوافي كقول الاعشى
فهل يمنعني ارتيادي البلاد % من حذر الموت أن يأتين وهو كثير في كلامهم ( { أأسلمتم } ) هو في معنى الامر أي أسلموا كقوله ( { فهل أنتم منتهون } ) أي انتهوا قوله تعالى ( { فبشرهم } ) هو خبر ان ودخلت الفاء فيه حيث كانت صلة الذي فعلا وذلك مؤذن باستحقاق البشارة بالعذاب جزاء على الكفر ولا تمنع ان من دخول الفاء في الخبر لأنها لم تغير معنى الابتداء بل أكدته فلو دخلت على الذي كان أو ليت لم يجز دخول الفاء في الخبر ويقرأ ( / < ويقاتلون النبيين > / ) ويقتلون هو المشهور ومعناهما متقارب
قوله تعالى ( { يدعون } ) في موضع حال من الذين ( { وهم معرضون } ) في موضع رفع صفة لفريق أو حالا من الضمير في الجار وقد ذكرنا ذلك في قوله ( { أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم } )
قوله تعالى ( { ذلك } ) هو خبر مبتدأ محذوف أي ذلك الامر ذلك فعلى هذا يكون قوله ( { بأنهم } ) قالوا في موضع نصب على الحال مما في ذا من معنى الاشارة أي ذلك الامر مستحقا بقولهم وهذا ضعيف والجيد أن يكون ذلك مبتدأ وبأنهم خبره أي ذلك العذاب مستحق بقولهم
قوله تعالى ( { فكيف إذا جمعناهم } ) كيف في موضع نصب على الحال
____________________
(1/129)
والعامل فيه محذوف تقديره كيف يصنعون أو كيف يكونون ووقيل كيف ظرف لهذا المحذوف وإذا ظرف للمحذوف أيضا
قوله تعالى ( { قل اللهم } ) الميم المشددة عوض من ياء وقال الفراء الأصل يا ألله أمنا بخير وهو مذهب ضعيف وموضع بيان ضعفه غير هذا الموضع ( { مالك الملك } ) هو نداء ثان أي يا مالك الملك ولا يجوز أن يكون صفة عند سيبويه على الموضع لأن الميم في آخر المنادى تمنع من ذلك عنده وأجاز المبرد والزجاج أن يكون صفة ( { تؤتي الملك } ) هو وما بعده من المعطوفات خبر مبتدأ محذوف أي أنت وقيل هو مستأنف وقيل الجملة في موضع الحال من المنادى وانتصاب الحال على المنادى مختلف فيه والتقدير من يشاء اتيانه إياه ومن يشاء انتزاعه منه ( { بيدك الخير } ) مستأنف وقيل حكمه حكم ما قبله من الجمل
قوله تعالى ( { الميت من الحي } ) يقرأ بالتخفيف والتشديد وقد ذكرناه في قوله ( { إنما حرم عليكم الميتة } بغير حساب ) يجوز أن يكون حالا من المفعول المحذوف أي ترزق من تشاؤه غير محاسب ويجوز أن يكون حالا من ضمير الفاعل أي تشاء غير محاسب له أو غير مضيق له ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف أو مفعول محذوف أي رزقا غير قليل
قوله تعالى ( { لا يتخذ المؤمنون } ) هو نهي وأجاز الكسائي فيه الرفع على الخبر والمعنى لا يبتغي ( { من دون } ) في موضع نصب صفة لأولياء ( { فليس من الله في شيء } ) التقدير فليس في شيء من دين الله فمن الله في موضع نصب على الحال لأنه صفة للنكرة قدمت عليه ( { إلا أن تتقوا } ) هذا رجوع من الغيبة إلى الخطاب وموضع أن تتقوا نصب لأنه مفعول من أجله وأصل ( { تقاة } ) وقية فابدلت الواو تاء لانضمامها ضما لازما مثل نحاة وأبدلت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها وانتصابها على الحال ويقرأ تقية ووزنها فعيلة والياء بدل من الواو أيضا ( { ويحذركم الله نفسه } ) أي عقاب نفسه كذا قال الزجاج وقال غيره لا حذف هنا
قوله تعالى ( { ويعلم ما في السماوات } ) هو مستأنف وليس من جواب الشرط لأنه يعلم ما فيها على الاطلاق
قوله تعالى ( { يوم تجد } ) يوم هنا مفعول به أي إذكر وقيل هو ظرف والعامل فيه ( { قدير } وقيل العامل فيه ( { وإلى الله المصير } ) وقيل العامل فيه ويحذركم
____________________
(1/130)
الله عقابه يوم تجد فالعامل فيه العقاب لا التحذير ( { ما عملت } ما فيه بمعنى الذي والعائد محذوف وموضعه نصب مفعول أول و ( { محضرا } ) المفعول الثاني هكذا ذكروا والاشبه أن يكون محضرا حالا وتجد المتعدية إلى مفعول واحد ( { وما عملت من سوء } ) فيه وجهان أحدهما هي بمعنى الذي أيضا معطوفة على الأولى والتقدير وما عملت من سوء محضرا أيضا و ( { تود } ) على هذا في موضع نصب على الحال والعامل تجد والثاني أنها شرط وارتفع تود على أنه أراد ألفاه أي فهي تود ويجوز أن يرتفع من غير تقدير حذف لأن الشرط هنا ماض وإذا لم يظهر في الشرط لفظ الجزم جاز في الجزاء الجزم والرفع
قوله تعالى ( { فإن تولوا } ) يجوز أن يكون خطابا فتكون التاء محذوفة أي فان تتولوا وهو خطاب كالذي قبله ويجوز أن يكون للغيبة فيكون لفظه لفظ الماضي
قوله تعالى ( { ذرية } ) قد ذكرنا وزنها وما فيها من القراءت فأما نصبها فعلى البدل من نوح وما عطف عليه من الاسماء ولا يجوز أن يكون بدلا من آدم لأنه ليس بذرية ويجوز أن يكون حالا منهم أيضا والعامل فيها اصطفى ( { بعضها من بعض } ) مبتدأ وخبر في موضع نصب صفة لذرية
قوله تعالى ( { إذ قالت } ) قيل تقديره إذكر وقيل هو ظرف لعليم وقيل العامل فيه اصطفى المقدرة مع آل عمران ( { محررا } ) حال من ما وهي بمعنى الذي لأنه لم يصر ممن يعقل بعد وقيل هو صفة لموصوف محذوف أي غلاما محررا وإنما قدروا غلاما لأنهم كانوا لا يجعلون لبيت المقدس الا الرجال
قوله تعالى ( { وضعتها أنثى } ) أنثى حال من الهاء أو بدل منها ( { بما وضعت } ) يقرأ بفتح العين وسكون التاء على أنه ليس من كلامها بل معترض وجاز ذلك لما فيه من تعظيم الرب تعالى ويقرأ بسكون العين وضم التاء على أنه من كلامها والأولى أقوى لأن الوجه في مثل هذا أن يقال وأنت أعلم بما وضعت ووجه جوازه أنها وضعت الظاهر موضع المضمر تفخيما ويقرأ بسكون العين وكسر التاء كأن قائلا قال لها ذلك ( { سميتها مريم } ) هذا الفعل مما يتعدى إلى المفعول الثاني تارة بنفسه وتارة بحرف الجر تقول العرب سميتك زيدا وبزيد
قوله تعالى ( { وأنبتها نباتا حسنا } ) هو هنا مصدر على غير لفظ الفعل المذكور
____________________
(1/131)
وهو نائب عن انبات وقيل التقدير فنبتت نباتا والنبت والنبات بمعنى وقد يعبر بهما عن النابت وتقبلها أي قبلها ويقرأ على لفظ الدعاء في تقبلها وأنبتها وكفلها وربها بالنصب أي يا ربها و ( { زكريا } ) المفعول الثاني ويقرأ في المشهور كفلها بفتح الفاء وقرىء أيضا بكسرها وهي لغة يقال كفل يكفل مثل علم يعلم ويقرأ بتشديد الفاء والفاعل الله وزكريا المفعول وهمزة زكريا للتأنيث إذ ليست منقلبة ولا زائدة للتكثير ولا للالحاق وفيه أربع لغات هذه إحداها والثانية القصر والثالثة زكرى بياء مشدد من غير ألف والرابعة زكر بغير ياء ( { كلما } ) قد ذكرنا اعرابه أول البقرة و ( { المحراب } ) مفعول دخل وحق ( { دخل } ) أي يتعدى بفي أو بإلى لكنه اتسع فيه فأوصل بنفسه إلى المفعول و ( { عندها } ) يجوز أن يكون ظرفا لوجد وأن يكون حالا من الرزق وهو صفة له في الأصل أي رزقا كائنا عندها ووجد المتعدي إلى مفعول واحد وهو جواب كلما وأما ( { قال يا مريم أنى لك } ) فهو مستأنف فلذلك لم يعطفه بالفاء ولذلك ( { قالت هو من عند الله } ) ولا يجوز أن يكون قال بدلا من وجد لأنه ليس في معناه ويجوز أن يكون التقدير فقال فحذف الفاء كما حذفت في جواب الشرط كقوله ( { وإن أطعتموهم إنكم } ) وكذلك قول الشاعر
من يفعل الحسنات الله يشكرها %
وهذا الموضع يشبه جواب الشرط لأن كلما تشبه الشرط في اقتضائها الجواب ( { هذا } ) مبتدأ وأنى خبره والتقدير من أين ولك تبيين ويجوز أن يرتفع هذا بلك وأنى ظرف للاستقرار
قوله تعالى ( { هنالك } ) أكثر ما يقع هنا ظرف مكان وهو أصلها وقد وقعت هنا زمانا فهي في ذلك كعند فانك تجعلها زمانا وأصلها المكان كقولك أتيتك عند طلوع الشمس وقيل هنا مكان أي في ذلك المكان دعا زكريا والكاف حرف للخطاب وبها تصير هنا للمكان البعيد عنك ودخلت اللام لزيادة البعد وكسرت على أصل التقاء الساكنين هي والألف قبلها وقيل كسرت لئلا تلتبس بلام الملك وإذا حذفت الكاف فقلت هنا للمكان الحاضر والعامل في هنا دعا ( { قال } ) مثل قال أنى لك ( { من لدنك } ) يجوز أن يتعلق بهب لي فيكون من لابتداء غاية الهبة ويجوز أن يكون في الأصل صفة ل ( { ذرية } ) قدمت فانتصبت على الحال و ( { سميع } ) بمعنى سامع
____________________
(1/132)
قوله تعالى ( { فنادته } ) الجمهور على إثبات تاء التأنيث لأن الملائكة جماعة وكره قوم التاء لأنها للتأنيث وقد زعمت الجاهلية أن الملائكة اناث فلذلك قرأ من قرأ فناداه بغير تاء والقراءة به جيدة لأن الملائكة جمع وما اعتلوا به ليس بشيء لأن الاجماع على إثبات التاء في قوله ( { وإذ قالت الملائكة يا مريم } وهو قائم ) حال من الهاء في نادته ( { يصلي } ) حال من الضمير في قائم ويجوز أن يكون في موضع رفع صفة لقائم ( { إن الله } ) يقرأ بفتح الهمزة أي بأن الله وبكسرها أي قالت ان الله لأن النداء قول ( { يبشرك } ) الجمهور على التشديد ويقرأ بفتح الياء وضم الشين مخففا وبضم الياء وكسر الشين مخففا أيضا يقال بشرته وبشرته وأبشرته ومنه قوله ( { وأبشروا بالجنة } يحيي ) اسم أعجمي وقيل سمي بالفعل الذي ماضيه حي ( { مصدقا } ) حال منه ( { وسيدا وحصورا ونبيا } ) كذلك
قوله تعالى ( { غلاما } ) اسم يكون ولي خبره ويجوز أن يكون فاعل يكون على أنها تامة فيكون لي متعلقا بها أو حالا من غلام أي أنى يحدث غلام لي وأنى بمعنى كيف أو من أين ( { بلغني الكبر } ) وفي موضع آخر ( { بلغت من الكبر } ) والمعنى واحد لأن ما بلغك فقد بلغته ( { عاقر } ) أي ذات عقر فهو على النسب وهو في المعنى مفعول أي معقورة ولذلك لم يلحق تاء التأنيث ( { كذلك } ) في موضع نصب أي يفعل ما يشاء فعلا كذلك
قوله تعالى ( { اجعل لي آية } ) أي صير لي فآية مفعول أول ولي مفعول ثان ( { آيتك } ) مبتدأ و ( { ألا تكلم } ) خبره وان كان قد قرىء تكلم بالرفع فهو جائز على تقدير انك لا تكلم كقوله ( { ألا يرجع إليهم قولا } الا ) رمزا استثناء من غير الجنس لأن الاشارة ليست كلاما والجمهور على فتح الراء وإسكان الميم وهو مصدر رمز ويقرأ بضمها وهو جمع رمزة بضمتين وأقر ذلك في الجمع ويجوز أن يكون مسكن الميم في الأصل وإنما أتبع الضم الضم ويجوز أن يكون مصدرا غير جمع وضم اتباعا كاليسر واليسر ( { كثيرا } ) أي ذكرا كثيرا و ( العشي ) مفرد وقيل جمع عشية ( { والإبكار } ) مصدر والتقدير ووقت الابكار يقال أبكر إذا دخل في البكرة
قوله تعالى ( { وإذ قالت } ) تقديره وإذكر إذ قالت وان شئت كان معطوفا على ( { إذ قالت امرأة عمران } ) والأصل في اصطفى اصتفى ثم أبدلت التاء طاء لتوافق الصاد في الاطباق وكرر اصطفى اما توكيدا واما ليبين من اصطفاها عليهم
____________________
(1/133)
قوله تعالى ( { ذلك من أنباء الغيب } ) يجوز أن يكون التقدير الامر ذلك فعلى هذا من أنباء الغيب حال من ذا ويجوز أن يكون ذلك مبتدأ ومن أنباء خبره ويجوز أن يكون ( { نوحيه } ) خبر ذلك ومن أنباء حالا من الهاء في نوحيه ويجوز أن يكون متعلقا بنوحيه أي الايحاء مبدوء به من أنباء الغيب ( { إذ يلقون } ) ظرف لكان ويجوز أن يكون ظرفا للاستقرار الذي تعلق به لديهم والاقلام جمع قلم والقلم بمعنى المعلوم أي المقطوع كالنقض بمعنى المنقوض والقبض بمعنى المقبوض ( { أيهم يكفل مريم } ) مبتدأ وخبر في موضع نصب أي يقترعون أيهم فالعامل فيه ما دل عليه يلقون و ( { إذ يختصمون } ) مثل ( { إذ يلقون } ) ويختصمون بمعنى اختصموا وكذلك يلقون أي ألقوا ويجوز أن يكون حكى الحال
قوله تعالى ( { إذ قالت الملائكة } ) إذ بدل من إذا التي قبلها ويجوز أن يكون ظرفا ليختصمون ويجوز أن يكون التقدير إذكر ( { منه } ) في موضع جر صفة للكلمة ومن هنا لابتداء الغاية اسمه مبتدأ و ( { المسيح } ) خبره و ( { عيسى } ) بدل منه أو عطف بيان ولا يجوز أن يكون خبر آخر لأن تعدد الاخبار يوجب تعدد المبتدأ والمبتدأ هنا مفرد وهو قوله اسمه ولو كان عيسى خبرا آخر لكان أسماؤه أو أسماؤها على تأنيث الكلمة والجملة صفة لكلمة و ( { ابن مريم } ) خبر مبتدأ محذوف أي هو ابن ولا يجوز أن يكون بدلا مما قبله ولا صفة لأن ابن مريم ليس باسم الا ترى أنك لا تقول اسم هذا الرجل ابن عمرو الا إذا كان قد علق علما عليه وإنما ذكر الضمير في اسمه على معنى الكلمة لأن المراد بيبشرك بمكون أو مخلوق ( { وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ويكلم } ) أحوال مقدرة وصاحبها معنى الكلمة وهو مكون أو مخلوق وجاز أن ينتصب الحال عنه وهو نكرة لأنه قد وصف ولا يجوز أن تكون أحوالا من المسيح ولا من عيسى ولا من ابن مريم لأنها أخبار والعامل فيها الابتداء أو المبتدأ أو هما وليس شيء من ذلك يعمل في الحال ولا يجوز أن تكون أحوالا من الهاء في اسمه للفصل الواقع بينهما ولعدم العامل في الحال
قوله تعالى ( { في المهد } ) يجوز أن يكون حالا منن الضمير في يكلم أي يكلمهم صغيرا ويجوز أن يكون ظرفا ( { وكهلا } ) يجوز أن يكون حالا معطوفة على وجيها وأن يكون معطوفا على موضع في المهد إذا جعلته حالا ( { ومن الصالحين } ) حال معطوفة على وجيها
____________________
(1/134)
قوله تعالى ( { كذلك الله يخلق } ) قد ذكر في قوله ( { كذلك الله يفعل ما يشاء } ) قصة زكريا و ( { إذا قضى أمرا } ) مشروح في البقرة
قوله تعالى ( / < ونعلمه > / ) يقرأ بالنون حملا على قوله ( { ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك } ويقرأ بالياء حملا على يبشرك وموضعه حال معطوفة على وحيها ( { ورسولا } ) فيه وجهان أحدهما هو صفة مثل صبور وشكور فيكون حالا أيضا أو مفعولا به على تقدير ويجعله رسولا وفعول هنا بمعنى مفعل أي مرسلا والثاني أن يكون مصدرا كما قال الشاعر
أبلغ أبا سلمى رسولا تروعه % فعلى هذا يجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال وأن يكون مفعولا معطوفا على الكتاب أي ونعلمه رسالة فإلى على الوجهين تتعلق برسول لأنهما يعملان عمل الفعل ويجوز أن يكون إلى نعتا لرسول فيتعلق بمحذوف ( { إني } ) في موضع الجملة ثلاثة أوجه أحدها جر أي بأنى وذلك مذهب الخليل ولو ظهرت الباء لتعلقت برسول أو بمحذوف يكون صفة لرسول أي ناطقا بأنى أو مخبرا والثاني موضعها نصب على الموضع وهو مذهب سيبويه أو على تقدير يذكر أنى ويجوز أن يكون بدلا من رسول إذا جعلته مصدرا تقديره ونعلمه أنى قد جئتكم والثالث موضعها رفع أي هو أنى قد جئتكم إذا جعلت رسولا مصدرا أيضا ( { بآية } ) في موضع الحال أي محتجا بآية ( { من ربكم } ) يجوز أن يكون صفة لآية وأن يكون متعلقا بجئت ( { أني أخلق } ) يقرأ بفتح الهمزة وفي موضعه ثلاثة أوجه أحدها جر بدلا من آية والثاني ررفع أي هي أنى والثالث أن يكون بدلا من أنى الأولى ويقرأ بكسر الهمزة على الاستئناف أو على اضمار القول ( { كهيئة } ) الكاف في موضع نصب نعتا لمفعول محذوف أي هيئة كهيئة الطير والهيئة مصدر في معنى المهيإ كالخلق بمعنى المخلوق وقيل الهيئة اسم لحال الشيء وليست مصدرا والمصدر التهيؤ والتهيؤ والتهيئة ويقرأ كهية الطير على إلقاء حركة الهمزة على الياء وحذفها وقد ذكر في البقرة اشتقاق الطير وأحكامه والهاء في ( { فيه } تعود على معنى الهيئة لأنها بمعنى المهيإ ويجوز أن تعود على الكاف لأنها اسم بمعنى مثل وأن تعود على الطير وأن تعود على المفعول المحذوف ( { فيكون } ) أي فيصير فيجوز أن تكون كان هنا التامة لأن معناها صار وصار بمعنى انتقل ويجوز أن تكون الناقصة و ( / < طائرا > / ) على الاول حال وعلى الثاني خبر و ( { بإذن الله } ) يتعلق بيكون ( { بما تأكلون } ) يجوز أن تكون بمعنى الذي ونكرة موصوفة ومصدرية وكذلك
____________________
(1/135)
ما الاخرى والأصل في ( { تدخرون } ) تذتخرون الا أن الذال مجهورة والتاء مهموسة فلم يجتمعا فأبدلت التاء دالا لأنها من مخرجها لتقرب من الذال ثم أبدلت الذال دالا وأدغمت ومن العرب من يقلب التاء ذالا ويدغم ويقرأ بتخفيف الذال وفتح الخاء وماضيه ذخر
قوله تعالى ( { ومصدقا } ) حال معطوفة على قوله بآية أي جئتكم بآية ومصدقا ( { لما بين يدي } ) ولا يجوز أن يكون معطوفا على وجيها لأن ذلك يوجب أن يكون ومصدقا لما بين يديه على لفظ الغيبة ( { من التوراة } ) في موضع نصب على الحال من الضمير المستتر في الظرف وهو بين والعامل فيها الاستقرار أو نفس الظرف ويجوز أن يكون حالا من ( ما ) فيكون العامل فيها مصدقا ( { ولأحل } ) هو معطوف على محذوف تقديره لأخفف عنكم أو نحو ذلك ( { وجئتكم بآية } ) هذا تكرير للتوكيد لأنه قد سبق هذا المعنى في الآية التي قبلها
قوله تعالى ( { منهم الكفر } ) يجوز أن يتعلق ( ن ) بأحس وأن يكون حالا من الكفر ( { أنصاري } ) هو جمع نصير كشريف وأشراف وقال قوم هو جمع نصر وهو ضعيف الا أن تقدر فيه حذف مضاف أي من صاحب نصرى أو تجعله مصدرا وصف به و ( { إلى } ) في موضع الحال متعلقة بمحذوف وتقديره من أنصاري مضافا إلى الله أو إلى أنصار الله وقيل هي بمعنى مع وليس بشيء فان إلى لا تصلح أن تكون بمعنى مع ولا قياس يعضده ( { الحواريون } ) الجمهور على تشديد الياء وهو الأصل لأنها ياء النسبة ويقرأ بتخفيفها لأنه فر من تضعيف الياء وجعل ضمة الياء الباقية دليلا على أصل كما قرءوا ( { يستهزؤون } ) مع أن ضمة الياء بعد الكسرة مستثقل واشتقاق الكملة من الحور وهو البياض وكان الحواريون يقصرون الثياب وقيل اشتقاقه من حار يحور إذا رجع فكأنهم الراجعون إلى الله وقيل هو مشتق من نقاء القلب وخلوصه وصدقه
قوله تعالى ( { فاكتبنا مع الشاهدين } ) في الكلام حذف تقديره مع الشاهدين لك بالوحدانية
قوله تعالى ( { والله خير الماكرين } ) وضع الظاهر موضع المضمر تفخيما والأصل وهو خير الماكرين
قوله تعالى ( { متوفيك ورافعك إلي } ) كلاهما للمستقبل ولا يتعرفان
____________________
(1/136)
بالاضافة والتقدير رافعك الي ومتوفيك لأنه رفع إلى السماء ثم يتوفى بعد ذلك وقيل الواو للجمع فلا فرق بين التقديم والتأخير وقيل متوفيك من بينهم ورافعك إلى السماء فلا تقديم فيه ولا تأخير ( { وجاعل الذين اتبعوك } ) قيل هو خطاب لنبينا عليه الصلاة والسلام فيكون الكلام تاما على ما قبله وقيل هو لعيسى والمعنى أن الذين اتبعوه ظاهرون على اليهود وغيرهم من الكفار إلى قبل يوم القيامة بالملك والغلبة فأما يوم القيامة فيحكم بينهم فيجازي كلا على عمله
قوله تعالى ( { فأما الذين كفروا } ) يجوز أن يكون الذين مبتدأ ( { فأعذبهم } ) خبره ويجوز أن يكون الذين في موضع نصب بفعل محذوف يفسره فأعذبهم تقديره فأعذب بغير ضمير مفعول لعمله في الظاهر قبله فحذف وجعل الفعل المشغول بضمير الفاعل مفسرا له وموضع الفعل المحذوف بعد الصلة ولا يجوز أن يقدر الفعل قبل الذين لأن أما لا يليها الفعل ومثله ( { وأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم } وأما ثمود فهديناهم ) فيمن نصب
قوله تعالى ( { ذلك نتلوه } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها ذلك مبتدأ ونتلوه خبره والثاني المبتدأ محذوف وذلك خبره أي الامر ذلك ونتلوه في موضع الحال أي الامر المشار إليه متلوا و ( { من الآيات } ) حال من الهاء والثالث ذلك مبتدأ ومن الايات خبره ونتلوه حال والعامل فيه معنى الاشارة ويجوز أن يكون ذلك في موضع نصب بفعل دل عليه نتلوه تقديره نتلو ذلك فيكون من الآيات حالا من الهاء أيضا و ( { الحكيم } ) هنا بمعنى المحكم
قوله تعالى ( { خلقه من تراب } ) هذه الجملة تفسير للمثل فلا موضع لها وقيل موضعها حال من آدم وقد معه مقدرة والعامل فيها معنى التشبيه والهاء لآدم ومن متعلقة بخلق ويضعف أن يكون حالا لأنه يصير تقديره خلقه كائنا من تراب وليس المعنى عليه ( { ثم قال له } ) ثم هاهنا لترتيب الخبر لا لترتيب المخبر عنه لأن قوله ( { كن } ) لم يتأخر عن خلقه وإنما هو في المعنى تفسير لمعنى الخلق وقد جاءت ثم غير مقيدة بترتيب المخبر عنه كقوله ( { فإلينا مرجعهم ثم الله شهيد } ) وتقول زيد عالم ثم هو كريم ويجوز أن يكون لترتيب المخبر عنه على أن يكون المعنى صوره طينا ثم قال له كن لحما ودما
قوله تعالى ( { فمن حاجك فيه } ) الهاء ضمير عيسى ومن شرطية والماضي بمعنى المستقبل و ( { ما } ) بمعنى الذي و ( { من العلم } ) حال من ضمير الفاعل ولا
____________________
(1/137)
يجوز أن تكون ما مصدرية على قول سيبويه والجمهور لأن ما المصدرية لا يعود إليها ضمير وفي حاجك ضمير فاعل إذ ليس بعده ما يصح أن يكون فاعلا والعلم لا يصح أن يكون فاعلا لأن من لا تزاد في الواجب ويخرج على قول الأخفش أن تكون مصدرية ومن زائدة والتقدير من بعد مجيء العلم اياك والأصل في ( { تعالوا } ) تعاليوا لأن الأصل في الماضي تعالى والياء منقلبة عن واو لأنه من العلو فأبدلت الواو ياء لوقوعها رابعة ثم أبدلت الياء ألفا فإذا جاءت واو الجمع حذفت لالتقاء الساكنين وبقيت الفتحة تدل عليها و ( { ندع } ) جواب لشرط محذوف و ( { نبتهل } ) و ( { نجعل } ) معطوفان عليه ونجعل المتعدية إلى مفعولين أي نصير والمفعول الثاني ( { على الكاذبين } )
قوله تعالى ( { لهو القصص } ) مبتدأ وخبر في موضع خبر ان ( { إلا الله } ) خبر من اله تقديره وما اله الا الله
قوله تعالى ( { فإن تولوا } ) يجوز أن يكون اللفظ ماضيا ويجوز أن يكون مستقبلا تقديره يتولوا ذكره النحاس وهو ضعيف لأن حرف المضارعة لا يحذف
قوله تعالى ( { سواء } ) الجمهور على الجر وهو صفة لكلمة ويقرأ ( { سواء } ) بالنصب على المصدر ويقرأ ( { كلمة } ) بكسر الكاف وإسكان اللام على التخفيف والنقل مثل فخذ وكبد ( { بيننا وبينكم } ) ظرف لسواء أي لتستوي الكلمة بيننا ولم تؤنث سواء وهو صفة مؤنث لأنه مصدر وصف به فأما قوله ( { ألا نعبد } ) ففي موضعه وجهان أحدهما جر بدلا من سواء أو من كلمة تقديره تعالوا إلى ترك عبادة غير الله والثاني هو رفع تقديره هي أن لا نعبد الا الله وأن هي المصدرية وقيل تم الكلام على سواء ثم استأنف فقال بيننا وبينكم أن لا نعبد أي بيننا وبينكم التوحيد فعلى هذا يجوز أن يكون أن لا نعبد مبتدأ والظرف خبره والجملة صفة لكلمة ويجوز أن يرتفع الا نعبد بالظرف ( { فإن تولوا } ) هو ماض ولا يجوز أن يكون التقدير يتولوا لفساد المعنى لأن قوله ( { فقولوا اشهدوا } ) خطاب للمؤمنين ويتولوا للمشركين وعند ذلك لا يبقى في الكلام جواب الشرط والتقدير فقولوا لهم
قوله تعالى ( { لم تحاجون } ) الأصل لما فحذفت الألف لما ذكرنا في قوله ( { فلم تقتلون } واللام متعلقة بتحاجون ( { إلا من بعده } ) من يتعلق بأنزلت والتقدير من بعد موته
____________________
(1/138)
قوله تعالى ( { ها أنتم } هنا للتنبيه وقيل هي بدل من همزة الاستفهام ويقرأ بتحقيق الهمزة والمد وبتليين الهمزة والمد وبالقصر والهمز وقد ذكرنا اعراب هذا الكلام في قوله ( { ثم أنتم هؤلاء تقتلون } فيما هي بمعنى الذي أو نكرة موصوفة و ( { علم } ) مبتدأ ولكم خبره وبه في موضع نصب على الحال لأنه صفة لعلم في الأصل قدمت عليه ولا يجوز أن تتعلق الباء بعلم إذ فيه تقديم الصلة على الموصول فان علقتها بمحذوف يفسره المصدر جاز وهو الذي يسمى تبيينا
قوله تعالى ( { بإبراهيم } ) الباء تتعلق بأولى وخبر ان ( { للذين اتبعوه } ) واولى أفعل من ولي يلي وألفه منقلبة عن ياء لأن فاءه واو فلا تكون لامه واوا إذ ليس في الكلام ما فاؤه ولامه واو ان الا واو ( { وهذا النبي } ) معطوف على خبر ان ويقرأ النبي بالنصب أي واتبعوا هذا النبي
قوله تعالى ( { وجه النهار } ) وجه ظرف لآمنوا بدليل قوله ( { واكفروا آخره } ) ويجوز أن يكون ظرفا لأنزل
قوله تعالى ( { إلا لمن تبع } ) فيه وجهان أحدهما أنه استثناء مما قبله والتقدير ولا تقروا الا لمن تبع فعلى هذا اللام غير زائدة ويجوز أن تكون زائدة ويكون محمولا على المعنى أي اجحدوا كل أحد الا من تبع والثاني أن النية التأخير والتقدير ولا تصدقوا أن يؤتى أحد مثل ما أوتيتم الا من تبع دينكم فاللام على هذا زائدة ومن في موضع نصب على الاستثناء من أحد فأما قوله ( { قل إن الهدى } ) فمعترض بين الكلامين لأنه مشدد وهذا الوجه بعيد لأن فيه تقديم المستثنى على المستثنى منه وعلى العامل فيه وتقديم ما في صلة أن عليها فعلى هذا في موضع أن يؤتى ثلاثة أوجه أحدها جر تقديره ولا تؤمنوا بأن يؤتى أحد والثاني أن يكون نصبا على تقدير حذف حرف الجر والثالث أن يكون مفعولا من أجله تقديره ولا تؤمنوا الا لمن تبع دينكم مخافة أن يؤتى أحد وقيل أن يؤتى متصل بقوله ( { قل إن الهدى هدى الله } ) والتقدير أن يؤتى أي هو أن لا يؤتى فهو في موضع رفع ( { أو يحاجوكم } ) معطوف على يؤتى وجمع الضمير لأحد لأنه في مذهب الجمع كما قال ( { لا نفرق بين أحد منهم } ) ويقرأ أن يؤتى على الاستئناف وموضعه رفع على أنه متبدأ تقديره اتيان أحد مثل ما أوتيتم يمكن أو يصدق ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف تقديره أتصدقون أن يؤتى أو أتشيعون ويقرأ شاذا أن يؤتى على تسمية الفاعل واحد فاعله والمفعول محذوف أي أن يؤتى أحد أحدا ( { يؤتيه من يشاء } )
____________________
(1/139)
يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هو يؤتيه وأن يكون خبرا ثانيا
قوله تعالى ( { من إن تأمنه } ) من مبتدأ ومن أهل الكتاب خبره والشرط وجوابه صفة لمن لأنها نكرة وكما يقع الشرط خبرا يقع صلة وصفة وحالا وقرأ أبو الاشهب العقيلي ( { تأمنه } ) حرف بكسر حرف المضارعة و ( { بقنطار } ) الباء بمعنى في أي في حفظ قنطار وقيل الباء بمعنى على ( { يؤده } ) فيه خمس قراءات إحداها كسر الهاء وصلتها بياء في اللفظ وقد ذكرنا علة هذا في أول الكتاب والثانية كسر الهاء من غير ياء اكتفى بالكسرة عن الياء لدلالتها عليها ولأن الأصل أن لا يزاد على الهاء شيء كبقية الضمائر والثالثة إسكان الهاء وذلك أنه أجري الوصل مجرى الوقف وهو ضعيف وحق هاء الضمير الحركة وإنما تسكن هاء السكت والرابعة ضم الهاء وصلتها بواو في اللفظ على تبيين الهاء المضمومة بالواو لأنها من جنس الضمة كما بينت المكسورة بالياء والخامسة ضم الهاء من غير واو لدلالة الضمة عليها ولأنه الأصل ويجوز تحقيق الهمزة وإبدالها واوا للضمة قبلها ( { إلا ما دمت } ما ) في موضع نصب على الظرف أي الا مدة دوامك ويجوز أن يكون حالا لأن ما مصدرية والمصدر قد يقع حالا والتقدير الا في حال ملازمتك والجمهور على ضم الدال وماضيه دام يدوم مثل قال يقول ويقرأ بكسر الدال وماضيه دمت تدام مثل خفت تخاف وهي لغة ( { ذلك بأنهم } ) أي ذلك مستحق بأنهم ( { في الأميين } ) صفة ل ( { سبيل } ) قدمت عليه فصارت حالا ويجوز أن يكون ظرفا للاستقرار في علينا وذهب قوم إلى عمل ليس في الحال فيجوز على هذا أن يتعلق بها وسبيل اسم ليس وعلينا الخبر ويجوز أن يرتفع سبيل بعلينا فيكون في ليس ضمير الشأن ( { ويقولون على الله } ) يجوز أن يتعلق على بيقولون لأنه بمعنى يفترون ويجوز أن يكون حالا من الكذب مقدما عليه ولا يجوز أن يتعلق بالكذب لأن الصلة لا تتقدم على الموصول ويجوز ذلك على التبيين ( { وهم يعلمون } ) جملة في موضع الحال
قوله تعالى ( { بلى } ) في الكلام حذف تقديره بلى عليهم سبيل ثم ابتدأ فقال ( { من } ) أوفى وهي شرط ( { فإن الله } ) جوابه والمعنى فان الله يحبهم فوضع الظاهر موضع المضمر
قوله تعالى ( { يلوون } ) هو في موضع نصب صفة لفريق وجمع على المعنى ولو
____________________
(1/140)
أفرد جاز على اللفظ والجمهور على إسكان اللام وإثبات واويت بعدها ويقرأ بفتح اللام وتشديد الواو وضم الياء على التكثير ويقرأ بضم اللام وواو واحدة ساكنة والأصل يلوون كقراءة الجمهور الا أنه همز الواو لانضمامها ثم ألقى حركتها على اللام والالسنة جمع لسان وهو على لغة من ذكر اللسان وأما من أنثه فانه يجمعه على ألسن و ( { بالكتاب } ) في موضع الحال من الالسنة أي ملتبسة بالكتاب أو ناطقة بالكتاب و ( { من الكتاب } ) هو المفعول الثاني لحسب
قوله تعالى ( { ثم يقول } ) هو معطوف على يؤتيه ويقرأ بالرفع على الاستئناف ( { بما كنتم } ) في موضع الصفة لربانيين ويجوز أن تكون الباء بمعنى السبب فتتعلق بكان وما مصدرية أي يعلمكم الكتاب ويجوز أن تكون الباء متعلقة بربانيين ( { تعلمون } ) يقرأ بالتخفيف أي تعرفون وبالتشديد أي تعلمونه غيركم ( { تدرسون } ) يقرأ بالتخفيف أي تدرسون الكتاب فالمفعول محذوف ويقرأ بالتشديد وضم التاء أي تدرسون الناس الكتاب
قوله تعالى ( { ولا يأمركم } ) يقرأ بالرفع أي ولا يأمركم الله أو النبي فهو مستأنف ويقرأ بالنصب عطفا على يقول فيكون الفاعل ضمير النبي أو البشر ويقرأ بإسكان الراء فرارا من توالي الحركات وقد ذكر في البقرة ( { إذ } ) في موضع جر بإضافة بعد إليها و ( { أنتم مسلمون } ) في موضع جر بإضافة إذا إليها
قوله تعالى ( { لما آتيتكم } ) يقرأ بكسر اللام وفيما يتعلق به وجهان أحدهما أخذ أي لهذا المعنى وفيه حذف مضاف تقديره لرعاية ما آتيتكم والثاني أن يتعلق بالميثاق لأنه مصدر أي توثقنا عليهم لذلك وما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة والعائد محذوف و ( { من كتاب } ) حال من المحذوف أو من الذي ويقرأ بالفتح وتخفيف ( ا ) وفيها وجهان أحدهما أن ما بمعنى الذي وموضعها رفع بالابتداء واللام لام الابتداء دخلت لتوكيد معنى القسم وفي الخبر وجهان أحدهما من كتاب وحكمة أي الذي أو تيتموه من الكتاب والنكرة هنا كالمعرفة والثاني الخبر لتؤمنن به والهاء عائدة على المبتدأ واللام جواب القسم لأن أخذ الميثاق قسم في المعنى فأما قوله ( { ثم جاءكم } ) فهو معطوف على ما آتيتكم والعائد على ( ا ) من هذا المعطوف فيه وجهان أحدهما تقديره ثم جاءكم به واستغنى عن اظهاره بقوله به فيما بعد والثاني أن قوله ( { لما معكم } ) في موضع الضمير تقديره مصدق له لأن الذي معهم هو الذي آتاهم ويجوز أن يكون العائد ضمير الاستقرار العامل
____________________
(1/141)
في مع ويجوز أن تكون الهاء في ( { به } ) تعود على الرسول والعائد على المبتدأ محذوف وسوغ ذلك طول الكلام وأن تصديق الرسول تصديق للذي أوتيه والقول الثاني أن ( ا ) شرط واللام قبله لتلقي القسم كالتي في قوله ( { لئن لم ينته المنافقون } ) وليست لازمة بدليل قوله ( { وإن لم ينتهوا عما يقولون } فعلى هذا تكون ( ما ) في موضع نصب بآتيت والمفعول الثاني ضمير المخاطب ومن كتاب مثل من آية في قوله ما ننسخ من آية وباقي الكلام على هذا الوجه ظاهر ويقرأ ( { لما } ) بفتح اللام وتشديد الميم وفيها وجهان أحدهما أنها الزمانية أي أخذنا ميثاقهم لما آتيناهم شيئا من كتاب وحكمة ورجع من الغيبة إلى الخطاب على المألوف من طريقتهم والثاني أنه أراد لمن ما ثم أبدل من النون ميما لمشابهتها إياها فتوالت ثلاث ميمات فحذف الثانية لضعفها بكونها بدلا وحصول التكرير بها ذكر هذا المعنى ابن جني في المحتسب ويقرأ آتيتكم على لفظ الواحد وهو موافق لقوله ( { وإذ أخذ الله } ) ولقوله ( { إصري } ) ويقرأ آتيناكم على لفظ الجمع للتعظيم ( { أأقررتم } ) فيه حذف أي بذلك و ( { إصري } ) بالكسر والضم لغتان قرىء بهما
قوله تعالى ( { فمن تولى } ) من مبتدأ يجوز أن تكون بمعنى الذي وأن تكون شرطا ( { فأولئك } ) مبتدأ ثان و ( { هم الفاسقون } ) مبتدأ وخبره ويجوز أن يكون هم فصلا
قوله تعالى ( { أفغير } ) منصوب ب ( { يبغون } ) ويقرأ بالياء على الغيبة كالذي قبله وبالتاء على الخطاب والتقدير قل لهم ( { طوعا وكرها } ) مصدران في موضع الحال ويجوز أن يكونا مصدرين على غير الصدر لأن أسلم بمعنى انقاد وأطاع ( / < ترجعون > / ) بالتاء على الخطاب وبالياء على الغيبة
قوله تعالى ( { قل آمنا } ) تقديره قل يا محمد آمنا أي أنا ومن معي أو أنا والانبياء وقيل التقدير قل لهم قولوا آمنا
قوله تعالى ( { ومن يبتغ } ) الجمهور على اظهار الغينين وروي عن أبي عمرو الادغام وهو ضعيف لأن كسرة الغين الأولى تدل على الياء المحذوفة و ( { دينا } ) تمييز ويجوز أن يكون مفعول يبتغ و ( { غير } ) صفة قدمت عليه فصارت حالا ( { وهو في الآخرة من الخاسرين } ) هو في الإعراب مثل قوله وانه في الاخرة لمن الصالحين وقد ذكر
____________________
(1/142)
قوله تعالى ( { كيف يهدي الله } ) حال أو ظرف والعامل فيها يهدي وقد تقدم نظيره ( { وشهدوا } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها هو حال من الضمير في كفروا وقد معه مقدرة ولا يجوز أن يكون العامل يهدي لأن يهدي من ( { وشهدوا أن الرسول حق } ) والثاني أن يكون معطوفا على كفروا أي كيف يهديهم بعد اجتماع الامرين والثالث أن يكون التقدير وأن شهدوا أي بعد أن آمنوا وأن شهدوا فيكون في موضع جر
قوله تعالى ( { أولئك } ) مبتدأ و ( { جزاؤهم } ) مبتدأ ثان و ( { أن عليهم } ) لعنة الله أن واسمها وخبرها خبر جزاء أي جزاؤهم اللعنة ويجوز أن يكون جزاؤهم بدلا من أولئك بدل الاشتمال
قوله تعالى ( { خالدين فيها } ) حال من الهاء والميم في عليهم والعامل فيها الجار أو ما يتعلق به وفيها يعني اللعنة
قوله تعالى ( { ذهبا } ) تمييزه والهاء في به تعود على الملء أو على ذهب
قوله تعالى ( { مما تحبون } ما ) بمعنى الذي أو نكرة موصوفة ولا يجوز أن تكون مصدرية لأن المحبة لا تتفق فان جعلت المصدر بمعنى المفعول فهو جائز على رأى أبي علي ( { وما تنفقوا من شيء } ) قد ذكر نظيره في البقرة والهاء في ( { به } ) تعود على ما أو على شيء
قوله تعالى ( { حلا } ) أي حلالا والمعنى كان كله حلا ( { إلا ما حرم } ) في موضع نصب لأنه استثناء من اسم كان والعامل فيه كان ويجوز أن يعمل فيه حلا ويكون فيه ضمير يكون الاستثناء منه لأن حلا وحلالا في موضع اسم الفاعل بمعنى الجائز والمباح ( { من قبل } ) متعلق بحرم
قوله تعالى ( { من بعد ذلك } ) يجوز أن يتعلق بافترى وأن يتعلق بالكذب
قوله تعالى ( { قل صدق الله } الجمهور على اظهار اللام وهو الأصل ويقرأ بالادغام لأن الصاد فيها انبساط وفي اللام انبساط بحيث يتلاقي طرفاهما فصارا متقاربين والتقدير قل لهم صدق الله ( { حنيفا } ) يجوز أن يكون حالا من ابراهيم ومن الملة وذكر لأن الملة والدين واحد
قوله تعالى ( { وضع للناس } ) الجملة في موضع جر صفة لبيت والخبر
____________________
(1/143)
( { للذي ببكة } ) و ( { مباركا وهدى } ) حالان من الضمير في موضع وان شئت في الجار والعامل فيهما الاستقرار
قوله تعالى ( { فيه آيات بينات } ) يجوز أن تكون الجملة مستأنفة مضمرة لمعنى البركة والهدى ويجوز أن يكون موضعها حالا أخرى ويجوز أن تكون حالا من الضمير في قوله للعالمين والعامل فيه هدى ويجوز أن تكون حالا من الضمير في مباركا هو العامل فيها ويجوز أن تكون صفة لهدى كما أن للعالمين كذلك و ( { مقام إبراهيم } ) مبتدأ والخبر محذوف أي منها مقام ابراهيم ( { ومن دخله } ) معطوف عليه أي ومنها أمن من دخله وقيل هو خبر تقديره هي مقام وقيل بدل وعلى هذين الوجهين قد عبر عن الايات بالمقام وبأمن الداخل وقيل ( { ومن دخله } ) مستأنف ومن شرطية و ( { حج البيت } ) مصدر يقرأ بالفتح والكسر وهما لغتان وقيل الكسر اسم للمصدر وهو مبتدأ وخبره ( { على الناس } ) ولله يتعلق بالاستقرار في على تقديره استقر لله على الناس ويجوز أن يكون الخبر لله وعلى الناس متعلق به اما حالا واما مفعولا ولا يجوز أن يكون لله حالا لأن العامل في الحال على هذا يكون معنى والحال لا يتقدم على العامل المعنوي ويجوز أن يرتفع الحج بالجار الاول أو الثاني والحج مصدر أضيف إلى المفعول ( { من استطاع } ) بدل من الناس بدل بعض من كل وقيل هو في موضع رفع تقديره هم من استطاع والواجب عليه من استطاع والجملة بدل أيضا وقيل هو مرفوع بالحج تقديره ولله على الناس أن يحج البيت من استطاع فعلى هذا في الكلام حذف تقديره من استطاع منهم ليكون في الجملة ضمير يرجع على الاول وقيل من مبتدأ شرط والجواب محذوف تقديره من استطاع فليحج ودل على ذلك قوله ( { ومن كفر } ) وجوابها
قوله تعالى ( { لم تصدون } ) اللام متعلقة بالفعل و ( { من } ) مفعوله و ( { تبغونها } ) يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون حالا من الضمير في تصدون أو من السبيل لأن فيها ضميرين راجعين إليهما فلذلك صح أن تجعل حالا من كل واحد منهما و ( { عوجا } ) حال
قوله تعالى ( { بعد إيمانكم } ) يجوز أن يكون ظرفا ليردوكم وأن يكون ظرفا ل ( { كافرين } ) وهو في المعنى مثل قوله ( { كفروا بعد إيمانهم } )
____________________
(1/144)
قوله تعالى ( { ولا تفرقوا } ) الأصل تتفرقوا فحذف التاء الثانية وقد ذكر وجهه في البقرة ويقرأ بتشديد التاء والوجه فيه أنه سكن التاء الأولى حين نزلها متصلة بالألف ثم أدغم ( { نعمة الله } هو مصدر مضاف إلى الفاعل و ( { عليكم } ) يجوز أن يتعلق به كما تقول أنعمت عليك ويجوز أن يكون حالا من النعمة فيتعلق بمحذوف ( { إذ كنتم } ) يجوز أن يكون ظرفا للنعمة وأن يكون ظرفا للاستقرار في عليكم إذا جعلته حالا ( { فأصبحتم } ) يجوز أن تكون الناقصة فعلى هذا يجوز أن يكون الخبر ( { بنعمته } ) فيكون المعنى فأصبحتم في نعمته أو متلبسين بنعمته أو مشمولين و ( { إخوانا } ) على هذا حال يعمل فيها أصبح أو ما يتعلق به الجار ويجوز أن يكون اخوانا خبر أصبح ويكون الجار حالا يعمل فيه أصبح أو حالا من اخوان لأنه صفة له قدمت عليه وأن يكون متعلقا بأصبح لأن الناقصة تعمل في الجار ويجوز أن يتعلق باخوانا لأن التقدير تآخيتم بنعمته ويجوز أن تكون أصبح تامة ويكون الكلام في بنعمته اخوانا قريبا من الكلام في الناقصة والاخوان جمع أخ من الصداقة لا من النسب والشفا يكتب بالألف وهي من الواو تثنية شفوان و ( { من النار } ) صفة لحفرة ومن للتبعيض والضمير في ( { منها } ) للنار أو للحفرة ( { ولتكن منكم } ) يجوز أن تكون كان هنا التامة فتكون ( { أمة } ) فاعلا و ( { يدعون } ) صفته ومنكم متعلقة بتكن أو بمحذوف على أن تكون صفة لأمة قدم عليها فصار حالا ويجوز أن تكون الناقصة وأمة اسمها ويدعون لخبر ومنكم اما حال من أمة أو متعلق بكان الناقصة ويجوز أن يكون يدعون صفة ومنكم الخبر
قوله تعالى ( { جاءهم البينات } ) انما حذف التاء لأن تأنيث البينة غير حقيقي ولأنها بمعنى الدليل
قوله تعالى ( { يوم تبيض } ) هو ظرف لعظيم أو للاستقرار في لهم وفي تبيض أربع لغات فتح التاء وكسرها من غير ألف وتبياض بالألف مع فتح التاء وكسرها وكذلك تسود ( { أكفرتم } ) تقديره فقال لهم أكفرتم والمحذوف هو الخبر
قوله تعالى ( { تلك آيات الله } ) قد ذكر في البقرة
قوله تعالى ( { كنتم خير أمة } ) قيل كنتم في علمي وقيل هو بمعنى صرتم وقيل كان زائدة والتقدير أنتم خير وهذا خطأ لأن كان لا تزاد في أول الجملة ولا تعمل في خير ( { تأمرون } ) خبر ثان أو تفسير لخبر أو مستأنف ( { لكان خيرا } )
____________________
(1/145)
لهم أي لكان الايمان لفظ الفعل على ارادة المصدر ( { منهم المؤمنون } ) هو مستأنف
قوله تعالى ( { إلا أذى } ) مصدر من معنى يضروكم لأن الاذى والضرر متقاربان في المعنى فعلى هذا يكون الاستثناء متصلا وقيل هو منقطع لأن المعنى لن يضروكم بالهزيمة لكن يؤذونكم بتصديكم لقتالهم ( { يولوكم الأدبار } ) الادبار مفعول ثان والمعنى يجعلون ظهورهم تليكم ( { ثم لا تنصرون } ) مستأنف ولا يجوز الجزم عند بعضهم عطفا على جواب الشرط لأن جواب الشرط يقع عقيب المشروط وثم للتراخي فلذلك لم تصلح في جواب الشرط والمعطوف على الجواب كالجواب وهذا خطأ لأن الجزم في مثله قد جاء في قوله ( { ثم لا يكونوا أمثالكم } ) وإنما استؤنف هنا ليدل على أن الله لا ينصرهم قاتلوا أو لم يقاتلوا
قوله تعالى ( { إلا بحبل } ) في موضع نصب على الحال تقديره ضربت عليهم الذلة في كل حال الا في حال عقد العهد لهم فالباء متعلقة بمحذوف تقديره الا متمسكين بحبل
قوله تعالى ( { ليسوا } ) الواو اسم ليس وهي راجعة على المذكورين قبلها و ( { سواء } ) خبرها أي ليسوا مستوين ثم أستأنف فقال ( { من أهل الكتاب } ) أمة قائمة فأمة مبتدأ وقائمة نعت له والجار قبله خبره ويجوز أن تكون أمة فاعل الجار وقد وضع الظاهر هنا موضع المضمر والأصل منهم أمة وقيل أمة رفع بسواء وهذا ضعيف في المعنى والإعراب لأنه منقطع مما قبله ولا يصح أن تكون الجملة خبر ليس وقيل أمة اسم ليس والواو فيها حرف يدل على الجمع كما قالوا أكلوني البراغيث وسواء الخبر وهذا ضعيف إذ ليس الغرض بيان تفاوت الامة القائمة التالية لآيات الله بل الغرض أن من أهل الكتاب مؤمنا وكافرا ( { يتلون } ) صفة أخرى لأمة ويجوز أن يكون حالا من الضمير في قائمة أو من الامة لأنها قد وصفت والعامل على هذا الاستقرار و ( { آناء الليل } ) ظرف ليتلون لا لقائمة لأن قائمة قد وصفت فلا تعمل فيما بعد الصفة وواحد الاناء انى مثل معي ومنهم من يفتح الهمزة فيصير على وزن عصا ومنهم من يقول انى بالياء وكسر الهمزة ( { وهم يسجدون } ) حال من الضمير في يتلون أو في قائمة ويجوز أن يكون مستأنفا وكذلك ( { يؤمنون } و { يأمرون } و { ينهون } ) ان شئت جعلتها أحوالا وان شئت استأنفتها
____________________
(1/146)
قوله تعالى ( { وما يفعلوا } ) يقرأ بالتاء على الخطاب وبالياء حملا على الذي قبله
قوله تعالى ( { كمثل ريح } ) فيه حذف مضاف تقديره كمثل مهلك ريح أي ما ينفقون هالك كالذي تهلكه ( { فيها صر } ) مبتدأ وخبر في موضع صفة الريح ويجوز أن ترفع صرا بالظرف لأنه قد اعتمد على ما قبله و ( { أصابت } ) في موضع جر أيضا صفة لريح ولا يجوز أن تكون صفة لصر لأن الصر مذكر والضمير في أصابت مؤنث وقيل ليس في الكلام حذف مضاف بل تشبيه ما أنفقوا بمعنى الكلام وذلك أن قوله ( { كمثل ريح } ) إلى قوله ( { فأهلكته } ) متصل بعضه ببعض فامتزجت المعاني فيه وفهم المعنى ( { ظلموا } ) صفة لقوم
قوله تعالى ( { من دونكم } ) صفة لبطانة قيل من زائدة لأن المعنى بطانة دونكم في العمل والايمان ( { لا يألونكم } ) في موضع نعت لبطانة أو حال مما تعلقت به من ويألوا يتعدى إلى مفعول واحد و ( { خبالا } على التمييز ويجوز أن يكون انتصب لحذف صرف لجزء تقديره لا يألونكم في تخبيلكم ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال ( { ودوا } ) مستأنف ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يألونكم وقد معه مرادة وما مصدرية أي عنتكم ( { قد بدت البغضاء } ) حال أيضا ويجوز أن يكون مستأنفا ( { من أفواههم } ) مفعول بدت ومن لابتداء الغاية ويجوز أن يكون حالا أي ظهرت خارجة من أفواههم
قوله تعالى ( { ها أنتم أولاء تحبونهم } ) قد ذكر اعرابه في قوله ( { ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم } بالكتاب كله ) الكتاب هنا جنس أي بالكتب كلها وقيل هو واحد ( { عضوا عليكم } ) عليكم مفعول عضوا ويجوز أن يكون حالا أي حنقين عليكم ( { من الغيظ } ) متعلق بعضوا أيضا ومن لابتداء الغاية أي من أجل الغيظ ويجوز أن يكون حالا أي مغتاظين ( { بغيظكم } ) يجوز أن يكون مفعولا به كما تقول مات بالسم أي بسببه ويجوز أن يكون حالا أي موتوا مغتاظين
قوله تعالى ( { لا يضركم } ) يقرأ بكسر الضاد وإسكان الراء على أنه جواب الشرط وهو من ضار يضير ضيرا بمعنى ضر ويقال فيه ضاره يضوره بالواو ويقرأ بضم الضاد وتشديد الراء وضمها وهو من ضر يضر وفي رفعه ثلاثة أوجه أحدها أنه في نية التقديم أي لا يضركم كيدهم شيئا ان تتقوا وهو قول سيبويه والثاني أنه حذف الفاء وهو قول المبرد وعلى هذين القولين الضمة اعراب والثالث أنها
____________________
(1/147)
ليست اعرابا بل لما اضطر إلى التحريك حرك بالضم اتباعا لضمة الضاد وقيل حركها بحركتها الإعرابية المستحقة لها في الأصل ويقرأ بفتح الراء على أنه مجزوم حرك بالفتح لالتقاء الساكنين إذ كان أخف من الضم والكسر ( { شيئا } ) مصدر أي ضررا
قوله تعالى ( { وإذ غدوت } ) أي وإذكر ( { من أهلك } ) من لابتداء الغاية والتقدير من بين أهلك وموضعه نصب تقديره فارقت أهلك و ( { تبوئ } ) حال وهو يتعدى إلى مفعول بنفسه وإلى آخر تارة بنفسه وتارة بحرف الجر فمن الاول هذه الاية فالاول ( { المؤمنين } ) والثاني ( { مقاعد } ) ومن الثاني ( { وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت } ) وقيل اللام فيه زائدة ( { للقتال } ) يتعلق يتبوىء ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أن يكون صفة لمقاعد ولا يجوز أن يتعلق بمقاعد لأن المقعد هنا المكان وذلك لا يعمل
قوله تعالى ( { إذ همت } ) إذ ظرف لعليم ويجوز أن يكون ظرفا لتبوىء وأن يكون لغدوت ( { أن تفشلا } تقديره بأن تفشلا فموضعه نصب أوجر على ما ذكرنا من الخلاف ( { وعلى } يتعلق ) بيتوكل دخلت الفاء لمعنى الشرط والمعنى ان فشلوا فتوكلوا أنتم وان صعب الامر فتوكلوا
قوله تعالى ( { ببدر } ) ظرف والباء بمعنى في ويجوز أن يكون حالا و ( { أذلة } ) جمع ذليل وإنما مجيء هذا البناء فرارا من تكرير اللام الذي يكون في ذللا
قوله تعالى ( { إذ تقول } ) يجوز أن يكون التقدير إذكر ويجوز أن يكون بدلا من ( { إذ همت } ) ويجوز أنِ يكون ظرفا لنصركم ( { ألن يكفيكم } ) همزة الاستفهام إذا دخلت على النفي نقلته الى الاثبات ويبقى زمان الفعل على ما كان عليه و ( { أن يمدكم } ) فاعل يكفيكم ( { بثلاثة آلاف } ) الجمهور على كسر الفاء وقد أسكنت في الشواذ على أنه أجرى الوصل مجرى الوقف وهذه التاء إذا وقف عليها كانت بدلا من الهاء التي يوقف عليها ومنهم من يقول ان تاء التأنيث هي الموقوف عليها إلى وهي لغة وقرىء شاذ بهاء ساكنة وهو اجراء الوصل مجرى الوقف أيضا وكلاهما ضعيف لأن المضاف والمضاف إليه كالشيء الواحد ( { مسومين } ) بكسر الواو أي مسومين خيلهم أو أنفسهم وبفتحها على ما لم يسم فاعله
____________________
(1/148)
قوله تعالى ( { إلا بشرى } ) مفعول ثان لجعل ويجوز أن يكون مفعولا له ويكون جعل المتعدية إلى واحد والهاء في جعله تعود على امداد أو على التسويم أو على النصر أو على التنزيل ( { ولتطمئن } ) معطوف على بشرى إذا جعلتها مفعولا له تقديره ليبشركم ولتطمئن ويجوز أن يتعلق بفعل محذوف تقديره ولتطمن قلوبكم بشركم
قوله تعالى ( { ليقطع طرفا } ) اللام متعلقة بمحذوف تقديره ليقطع طرفا أمدكم بالملائكة أو نصركم ( { أو يكبتهم } ) قيل أو بمعنى الواو وقيل هي للتفصيل أي كان القطع لبعضهم والكبت لبعضهم والتاء في يكبتهم أصل وقيل هي بدل من الدال وهو من كبدته أصبت كبده ( { فتنقلبوا } ) معطوف على يقطع أو يكبتهم
قوله تعالى ( { ليس لك } ) اسم ليس ( { شيء } ) ولك الخبر ومن الامر حال من شيء لأنها صفة مقدمة ( { أو يتوب عليهم أو يعذبهم } ) معطوفان على يقطع وقيل أو بمعنى الا أن
قوله تعالى ( { أضعافا } ) مصدر في موضع الحال من الربا تقديره مضاعفا
قوله تعالى ( { وسارعوا } ) يقرأ بالواو وحذفها فمن أثبتها عطفه على ما قبله من الاوامر ومن لم يثبتها استأنف ويجوز امالة الالف هنا لكسرة الراء ( { عرضها السماوات } ) الجملة في موضع جر وفي الكلام حذف تقديره عرضها مثل عرض السموات ( { أعدت } ) يجوز أن يكون في موضع جر صفة للجنة وأن يكون حالا منها لأنها قد وصفت وأن يكون مستأنفا ولا يجوز أن يكون حالا من المضاف إليه لثلاثة أشياء أحدها أنه لا عامل وما جاء من ذلك متأول على ضعفه والثاني أن العرض هنا لا يراد به المصدر الحقيقي بل يراد به المسافة والثالث أن ذلك يلزم منه الفصل بين الحال وبين صاحب الحال بالخبر
قوله تعالى ( { الذين ينفقون } ) يجوز أن يكون صفة للمتقين وأن يكون نصبا على إضمار أعنى وأن يكونرفعا على إضمارهم وأما ( { والكاظمين } ) فعلى الجر والنصب
قوله تعالى ( { والذين إذا فعلوا } ) يجوز أن يكون معطوفا على الذين ينفقون في أوجهه الثلاثة ويجوز أن يكون مبتدأ ويكون أولئك مبتدأ ثانيا وجزاؤهم ثالثا ومغفرة خبر الثالث والجميع خبر الذين و ( { ذكروا } ) جواب إذا ( { ومن } ) مبتدأ و ( { يغفر } ) خبره ( { إلا الله } ش فاعل يغفر أو بدل من المضمر فيه وهو
____________________
(1/149)
الوجه لأنك إذا جعلت الله فاعلا احتجت إلى تقدير ضمير أي ومن يغفر الذنوب له غير الله ( { وهم يعلمون } ) في موضع الحال من الضمير في يصروا أو من الضمير في استغفروا ومفعول يعلمون محذوف أي يعلمون المؤاخذة بها أو عفوا الله عنها
قوله تعالى ( { ونعم أجر } ) المخصوص بالمدح محذوف أي ونعم الاجر الجنة
قوله تعالى ( { من قبلكم سنن } ) يجوز أن يتعلق بخلت وأن يكون حالا من سنن ودخلت الفاء في سيروا لأن المعنى على الشرط أي ان شككتم فسيروا ( { كيف } ) خبر ( { كان } ) و ( { عاقبة } ) اسمها
قوله تعالى ( { ولا تهنوا } ) الماضي وهن وحذفت الواو في المضارع لوقوعها بين ياء وكسرة و ( { الأعلون } ) واحدها أعلى حذفت منه الألف لالتقاء الساكنين وبقيت الفتحة تدل عليها
قوله تعالى ( { قرح } ) يقرأ بفتح القاف وسكون الراء وهو مصدر قرحته إذا جرحته ويقرأ بضم القاف وسكون الراء وهو بمعنى الجرح أيضا وقال الفراء بالضم ألم الجراح ويقرأ بضمها على الاتباع كاليسر واليسر والطنب والطنب ويقرأ بفتحها وهو مصدر قرح يقرح إذا صار له قرحة وهو بمعنى دمى ( { وتلك } ) مبتدأ و ( { الأيام } ) خبره و ( { نداولها } ) جملة في موضع الحال والعامل فيها معنى الاشارة ويجوز أن تكون الايام بدلا أو عطف بيان ونداولها الخبر ويقرأ يداولها بالياء والمعنى مفهوم و ( { بين الناس } ) ظرف ويجوز أن يكون حالا من الهاء ( { وليعلم } ) اللام متعلقة بمحذوف تقديره وليعلم الله دوالها وقيل التقدير ليتعظوا وليعلم الله وقيل الواو زائدة و ( { منكم } ) يجوز أن يتعلق بيتخذ ويجوز أن يكون حالا من ( { شهداء } وليمحص ) معطوف على وليعلم
قوله تعالى ( { أم حسبتم } ) أم هنا منقطعة أي بل أحسبتم و ( { أن تدخلوا } ) أن والفعل يسد مسد المفعولين وقال الأخفش المفعول الثاني محذوف ( { ويعلم الصابرين } ) يقرأ بكسر الميم عطفا على الأولى وبضمها على تقدير وهو يعلم والاكثر في القراءة الفتح وفيه وجهان أحدهما أنه مجزوم أيضا لكن الميم لما حركت لالتقاء الساكنين حركت بالفتح اتباعا للفتحة قبلها والوجه الثاني أنه منصوب على إضمار أن والواو هاهنا بمعنى الجمع كالتي في قولهم لا تأكل السمك وتشرب اللبن
____________________
(1/150)
والتقدير أظننتم أن تدخلوا الجنة قبل أن يعلم الله المجاهدين وأن يعلم الصابرين ويقرب عليك هذا المعنى أنك لو قدرت الواو بمع صح المعنى والإعراب
قوله تعالى ( { من قبل أن تلقوه } ) الجمهور على الجر بمن واضافته إلى الجملة وقرىء بضم اللام والتقدير ولقد كنتم تمنون الموت أن تلقوه من قبل فأن تلقوه بدل من الموت بدل الاشتمال والمراد لقاء أسباب الموت لأنه قال ( { فقد رأيتموه وأنتم تنظرون } ) وإذا رأى الموت لم تبق بعده حياة ويقرأ ( / < تلاقوه > / ) وهو من المفاعلة التي تكون بين اثنين لأن مالقيك فقد لقيته ويجوز أن تكون من واحد مثل سافرت
قوله تعالى ( { قد خلت من قبله الرسل } في موضع رفع صفة لرسول ويجوز أن يكون حالا من الضمير في رسول وقرأ ابن عباس ( { رسل } ) نكرة وهو قريب من معنى المعرفة ومن متعلقة بخلت ويجوز أن يكون حالا من الرسل ( / < أفإٍ ن مات ) الهمزة عند سيبويه في موضعها والفاء تدل على تعلق الشرط بما قبله وقال يونس الهمزة في مثل هذا حقها أن تدخل على جواب الشرط تقديره أتنقلبون على أعقابكم ان مات لأن الغرض التنبيه أو التوبيخ على هذا الفعل المشروط ومذهب سيبويه الحق لوجهين أحدهما أنك لو قدمت الجواب لم يكن للفاء وجه إذ لا يصح أن تقول أتزورني فإن زرتك ومنه قوله ( > / أفإن مت فهم الخالدون ) والثاني أن الهمزة لها صدر الكلام وان لها صدر الكلام وقد وقعا في موضعها والمعنى يتم بدخول الهمزة على جملة الشرط والجواب لأنهما كالشيء الواحد ( { على أعقابكم } ) حال أي راجعين
قوله تعالى ( { وما كان لنفس أن تموت } ) أي تموت اسم كان و ( { إلا بإذن الله } ) الخبر واللام للتبيين متعلقة بكان وقيل هي متعلقة بمحذوف تقديره الموت لنفس وأن تموت تبيين للمحذوف ولا يجوز أن تتعلق اللام بتموت لما فيه من تقديم الصلة على الموصول قال الزجاج التقدير وما كان نفس لتموت ثم قدمت اللام ( { كتابا } ) مصدر أي كتب ذلك كتابا ( { ومن يرد ثواب الدنيا } ) بالاظهار على الأصل وبالادغام لتقاربهما ( { نؤته منها } مثل ) ( { يؤده إليك } وسنجزي بالنون والياء والمعنى مفهوم
قوله تعالى ( { وكأين } الأصل فيه أي التي هي بعض من كل أدخلت عليها كاف التشبيه وصارا في معنى كم التي للتكثير كما جعلت الكاف مع ذا في قولهم كذا لمعنى
____________________
(1/151)
لم يكن لكل واحد منهما وكما أن معنى لولا بعد التركيب لم يكن لهما قبله وفيها خمسة أوجه كلها قد قرىء به فالمشهور ( { وكأين } ) بهمزة بعدها ياء مشددة وهو الأصل والثاني ( / < كائن > / ) بألف بعدها همة مكسورة من غير ياء وفيه وجهان أحدهما هو فاعل من كان يكون حكى عن المبرد وهو بعيد الصحة لأنه لو كان ذلك لكان معربا ولم يكن فيه معنى التكثير والثاني أن أصله كأين قدمت الياء المشددة على الهمزة فصار كيئن فوزنه الآن كعلف لأنك قدمت العين واللام ثم حذفت الياء الثانية لثقلها بالحركة والتضعيف كما قالوا في أيها أيهما ثم أبدلت الياء الساكنة ألفا كما أبدلت في آية وطائي وقيل حذفت الياء الساكنة وقدمت المتحركة فانقلبت ألفا وقيل لم يحذف منه شيء ولكن قدمت المتحركة وبقيت الاخرى ساكنة وحذفت بالتنوين مثل قاض والوجه الثالث ( / < كأن > / ) على وزن كعن وفيه وجهان أحدهما أنه حذف احدى الياءين على ما تقدم ثم حذفت الاخرى لأجل التنوين والثاني أنه حذف الياءين دفعة واحدة واحتمل ذلك لما امتزج الحرفان والوجه الرابع ( / < كأي > / ) بياء خفيفة بعد الهمزة ووجهه أنه حذف الياء الثانية وسكن الهمزة لاختلاط الكلمتين وجعلهما كالكلمة الواحدة كما سكنوا الهاء في لهو وفهو وحرك الياء لسكون ما قبلها والخامس ( / < كيئن > / ) بياء ساكنة قبل الهمزة وهو الأصل في كائن وقد ذكر فأما التنوين فأبقى في الكلمة على ما يجب لها في الأصل فمنهم من يحذفه في الوقف لأنه تنوين ومنهم من يثبته فيه لأن الحكم تغير بامتزاج الكلمتين وأما أي فقال ابن جني هي مصدر أوى يأوى إذا انضم واجتمع وأصله أوى فاجتمعت الواو والياء وسبقت الأولى بالسكون فقلبت وأدغمت مثل جيء وشيء وأما موضع كأين فرفع بالابتداء ولا تكاد تستعمل الا وبعدها من وفي الخبر ثلاثة أوجه أحدها ( / < قتل > / ) وفي قتل الضمير للنبي وهو عائد على كأين لأن كأين في معنى نبي والجيد أن يعود الضمير على لفظ كأين كما تقول مائة نبي قتل والضمير للمائة إذ هي المبتدأ
فان قلت لو كان كذلك لأنثت فقلت قتلت قيل هذا محمول على المعنى لأن التقدير كثير من الرجال قتل فعلى هذا يكون ( { معه ربيون } ) في موضع الحال من الضمير في قتل والثاني أن يكون قتل في موضع جر صفة لنبي ومعه ربيون الخبر كقولك كم من رجل صالح معه مال والوجه الثالث أن يكون الخبر محذوفا أي في الدنيا أو صائر ونحو تلك فعلى هذا يجوز أن يكون قتل صفة لنبي ومعه ربيون حال على
____________________
(1/152)
ما تقدم ويجوز أن يكون قتل مسندا لربيين فلا ضمير فيه على هذا والجملة صفة نبي ويجوز أن يكون خبرا فيصير في الخبر اربعة أوجة ويجوز أن يكون صفة لنبي والخبر محذوف على ما ذكرنا ويقرأ قاتل فعلى هذا يجوز أن يكون مضمرا وما بعده حال وأن يكون الفاعل ربيون ويقرأ ( / < قتل > / ) بالتشديد فعلى هذا لاضمير في الفعل لأجل التكثير والواحد لا تكثير فيه كذا ذكر ابن جنى ولا يمتنع فيه أن يكون فيه ضمير الاول لأنه في معنى الجماعة وربيون بكسر الراء منسوب إلى الربة وهي الجماعة ويجوز ضم الراء في الربة أيضا وعليه قريء ربيون بالضم وقيل من كسر أتبع والفتح هو الأصل وهو منسوب إلى الرب وقد قرىء به ( { فما وهنوا } ) الجمهور على فتح الهاء وقرىء بكسرها وهي لغة والفتح أشهر وقريء بإسكانها على تخفيف المكسور و ( { استكانوا } ) استفعلوا من الكون وهو الذل وحكى عن الفراء أن أصلها استكنوا أشبعت الفتحة فنشأت الألف وهذا خطأ لأن الكلمة في جميع تصاريفها ثبتت عينها تقول استكان يستكين استكانة فهو مستكين ومستكان له والاشباع لا يكون على هذا الحد
قوله تعالى ( { وما كان قولهم } ) الجمهور على فتح اللام على أن اسم كان ما بعد ( { إلا } وهو أقوى من أن يجعل خبرا والاول اسما لوجهين أحدها أن ( { أن قالوا } ) يشبه المضمر في أنه لا يضمر فهو أعرف والثاني أن ما بعد الا مثبت والمعنى كان قولهم ربنا اغفر لنا دأبهم في الدعاء ويقرأ برفع الاول على أنه اسم كان وما بعد الا الخبر ( { في أمرنا } ) يتعلق بالمصدر وهو اسرافنا ويجوز أن يكون حالا منه أي اسرافا واقعا في أمرنا
قوله تعالى ( { بل الله مولاكم } ) مبتدأ وخبر وأجاز الفراء النصب وهي قراءة والتقدير بل أطيعوا الله
قوله تعالى ( { الرعب } ) يقرأ بسكون العين وضمها وهما لغتان ( { بما أشركوا } ) الباء تتعلق بنلقي ولا يمنع ذلك لتعلق ( { في } ) به أيضا لأن في ظرف والباء بمعنى السبب فهما مختلفان وما مصدرية والثانية نكرة موصوفة أو بمعنى الذي وليست مصدرية ( { وبئس مثوى الظالمين } ) اي النار فالمخصوص بالذم محذوف والمثوى مفعل من ثويت ولامه ياء
قوله تعالى ( { صدقكم الله وعده } ) صدق يتعدى إلى مفعولين في مثل هذا النحو وقد يتعدى إلى الثاني بحرف الجر فيقال صدقت زيدا في الحديث ( { إذ }
____________________
(1/153)
ظرف لصدق ويجوز أن يكون ظرفا للوعد ( { حتى } ظ 9 يتعلق بفعل محذوف تقديره دام ذلك إلى وقت فشلكم والصحيح أنها لا تتعلق في مثل هذا بشيء وأنها ليست حرف جر بل هي حرف تدخل على الجملة بمعنى الغاية كما تدخل الفاء والواو على الجمل وجواب ( { إذا } ) محذوف تقديره بأن أمركم ونحو ذلك ودل على المحذوف
قوله تعالى ( { منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة ثم صرفكم } ) معطوف على الفعل المحذوف
قوله تعالى ( { إذ تصعدون } ) تقديره إذكروا إذ ويجوز أن يكون ظرفا لعصيتم أو تنازعتم أو فشلتم ( { ولا تلوون } ) الجمهور على فتح التاء وقد ذكرناه في قوله ( { يلوون ألسنتهم } ) ويقرأ بضم التاء وماضيه ألوى وهي لغة ويقرأ ( { على أحد } ) بضمتين وهو الجبل
قوله تعالى ( { والرسول يدعوكم } ) جملة في موضع الحال ( { بغم } ) التقدير بعد غم فعلى هذا يكون في موضع نصب صفة لغم وقيل المعنى بسبب الغم فيكون مفعولا به وقيل التقدير بدل غم فيكون صفة لغم أيضا ( { لكيلا تحزنوا } ) قيل ( ا ) زاتئدة لأن المعنى أنه غمهم ليحزنهم عقوبة لهم على تركهم مواقفهم وقيل ليست زائدة والمعنى على نفي الحزن عنهم بالتوبة وكي هاهنا هي العاملة بنفسها لأجل اللام قبلها
قوله تعالى ( { أمنة } ) المشهور في القراءة فتح الميم وهو اسم للمن ويقرأ بسكونها وهو مصدر مثل الامر و ( { نعاسا } ) بدل ويجوز أن يكون عطف بيان ويجوز أن يكون نعاسا هو المفعول وأمنة حال منه والأصل أنزل عليكم نعاسا ذا أمنة لأن النعاس ليس هو الامن بل هو الذي حصل الامن به ويجوز أن يكون أمنة مفعولا ( { يغشى } ) يقرأ بالياء على أنه النعاس وبالتاء للأمنة وهو في موضع نصب صفة لما قبله و ( { طائفة } ) مبتدأ و ( { قد أهمتهم } ) خبره ( { يظنون } ) حال من الضمير في أهمتهم ويجوز أن يكون أهمتهم صفة ويظنون الخبر والجملة حال والعامل يغشى وتسمى هذه الواو واو الحال وقيل الواو بمعنى إذ وليس بشيء و ( { غير الحق } ) المفعول الاول أي أمرا غير الحق وبالله الثاني و ( { ظن الجاهلية } ) مصدر تقديره ظنا بمثل ظن الجاهلية ( { من شيء } ) من زائدة وموضعه رفع بالابتداء وفي الخبر وجهان أحدهما لنا فمن الامر على هذا حال
____________________
(1/154)
إذا الأصل هل شيء من الامر والثاني أن يكون من الامر هو الخبر ولنا تبيين وتتم الفائدة كقوله ( { ولم يكن له كفوا أحد } كله لله ) يقرأ بالنصب على التوكيد أو البدل ولله الخبر وبالرفع على الابتداء ولله الخبر والجملة خبر ان ( { يقولون } حال من الضمير في يخفون ) و ( { شيء } ) اسم كان والخبر لنا أو من الامر مثل ( { هل لنا } لبرز الذين ) بالفتح والتخفيف ويقرأ بالتشديد على ما لم يسم فاعله أي أخرجوا بأمر الله
قوله تعالى ( { إذا ضربوا في الأرض } ) يجوز أن تكون إذا هنا تحكى بها حالهم فلا يراد بها المستقبل لا محالة فعلى هذا يجوز أن يعمل فيها قالوا وهو للماضي ويجوز أن يكون كفروا وقالوا ماضيين ويراد بها المستقبل المحكى به الحال فعلى هذا يكون التقدير يكفرون ويقولون لاخوانهم ( { أو كانوا غزى } ) الجمهور على تشديد الزاي وهو جمع غاز والقياس غزاة كقاض وقضاة لكنه جاء على فعل حملا على الصحيح نحو شاهد وشهد وصائم وصوم ويقرأ بتخفيف الزاي وفيه وجهان أحدهما أن أصله غزاة فحذفت الهاء تخفيفا لأن التاء دليل الجمع وقد حصل ذلك من نفس الصفة والثاني أنه أراد قراءة الجماعة فحذف احدى الزايين كراهية التضعيف ( { ليجعل الله } اللام تتعلق بمحذوف أي ندمهم أو أوقع في قلوبهم ذلك ليجعله حسرة وجعل هنا بمعنى صير وقيل اللام هنا لام العاقبة أي صار أمرهم إلى ذلك كقوله ( { فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا } )
قوله تعالى ( { أو متم } ) الجمهور على ضم الميم وهو الأصل لأن الفعل منه يموت ويقرأ بالكسر وهو لغة يقال مات يمات مثل خاف يخاف فكما تقول خفت تقول مت ( { لمغفرة } ) مبتدأ و ( { من الله } صفته ) ( { ورحمة } ) معطوف عليه والتقدير ورحمة لهم و ( { خير } ) الخبر وما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة والعائد محذوف ويجوز أن تكون مصدرية ويكون المفعول محذوفا أي من جمعهم المال
قوله تعالى ( { لإلى الله } ) اللام جواب قسم محذوف ولدخولها على حرف الجر جاز أن يأتي ( / < يحشرون > / ) غير مؤكد بالنون والأصل لتحشرون إلى الله
قوله تعالى ( { فبما رحمة } ) ما زائدة وقال الأخفش وغيره يجوز أن تكون نكرة بمعنى شيء ورحمة بدل منه والباء تتعلق بلنت ( { وشاورهم في الأمر } ) الامر هنا جنس وهو عام يراد به الخاص لأنه لم يؤمر بمشاورتهم في الفرائض
____________________
(1/155)
ولذلك قرأ ابن عباس ( { في بعض الأمر } فإذا عزمت ) الجمهور على فتح الزاي أي إذا تخيرت أمرا بالمشاورة وعزمت على فعله ( { فتوكل على الله } ) ويقرأ بضم التاء أي إذا أمرتك بفعل شيء فتوكل على فوضع الظاهر موضع المضمر
قوله تعالى ( { فمن ذا الذي } ) هو مثل ( { من ذا الذي يقرض } ) وقد ذكر ( { من بعده } ) أي من بعد خذلانه فحذف المضاف ويجوز أن تكون الهاء ضمير الخذلان الى بعد الخذلان
قوله تعالى ( { أن يغل } ) يقرأ بفتح الياء وضم الغين على نسبة الفعل إلى النبي أي ذلك غير جائز عليه ويدل على ذلك قوله ( { يأت بما غل } ) ومفعول يغل محذوف أي يغل الغنيمة أو المال ويقرأ بضم الياء وفتح الغين على مالم يسم فاعله وفي المعنى ثلاثة أوجه أحدها أن يكون ماضيه أغللته أي نسبته إلى الغلول كما تقول أكذبته إذا نسبته إلى الكذب أي لا يقال عنه انه يغل أي يخون الثاني هو من أغللته إذا وجدته غالا كقولك أحمدت الرجل إذا أصبته محمودا والثالث معناه أن يغله غيره أي ما كان لنبي أن يخان ( { ومن يغلل } ) مستأنفة ويجوز أن تكون حالا ويكون التقدير في حال علم الغال بعقوبة الغلول
قوله تعالى ( { أفمن اتبع } ) من بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء و ( { كمن } ) الخبر ولا يكون شرطا لأن كمن لا يصلح أن يكون جوابا و ( { بسخط } ) حال
قوله تعالى ( { هم درجات } ) مبتدأ وخبر والتقدير ذو درجات فحذف المضاف و ( { عند الله } ظرف لمعنى درجات كأنه قال هم متفاضلون عند الله ويجوز أن يكون صفة لدرجات
قوله تعالى ( { من أنفسهم } ) في موضع نصب صفة لرسول ويجوز أن يتعلق ببعث وما في هذه الاية قد ذكر مثله في قوله ( { وابعث فيهم رسولا منهم } )
قوله تعالى ( { قد أصبتم مثليها } في موضع رفع صفة لمصيبة
قوله تعالى ( { وما أصابكم } ) ما بمعنى الذي وهو مبتدأ والخبر ( { فبإذن الله } ) أي واقع بإذن الله ( { وليعلم } ) اللام متعلقة بمحذوف أي وليعلم الله أصابكم هذا ويجوز أن يكون معطوفا على معنى فبإذن الله تقديره فبإذن الله ولأن يعلم الله ( { تعالوا قاتلوا } انما لم يأت بحرف العطف لأنه أراد أن يجعل كل واحدة من الجملتين مقصودة بنفسها ويجوز أن يقال ان المقصود هو الامر بالقتال وتعالوا ذكر
____________________
(1/156)
مالو سكت عنه لكان في الكلام دليل عليه وقيل الامر الثاني حال ( { هم للكفر } ) اللام في قوله للكفر و ( { للإيمان } ) متعلقة بأقرب وجاز أن يعمل أقرب فيهما لأنهما يشبهان الظرف وكما عمل أطيب في قولهم هذا بسرا أطيب منه رطبا في الظرفين المقدرين لأن أفعل يدل على معنيين على أصل الفعل وزيادته فيعمل في كل واحد منهما بمعنى غير الآخر فتقديره تزيد قربهم إلى الكفر على قربهم على الايمان واللام هنا على بابها وقيل هي بمعنى إلى ( { يقولون } ) مستأنف ويجوز أن يكون حالا من الضمير في أقرب أي قربوا إلى الكفر قائلين
قوله تعالى ( { الذين قالوا } ) يجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار أعنى أو صفة للذين نافقوا أو بدلا منه وفي موضع جر بدلا من المجرور في أفواههم أو قلوبهم ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر ( { قل فادرؤوا } ) والتقدير قل لهم ( { وقعدوا } ) ويجوز أن يكون معطوفا على الصلة معترضا بين قالوا ومعمولها وهو ( { لو أطاعونا } ) وأن يكون حالا وقد مرادة
قوله تعالى ( { بل أحياء } ) أي بل هم أحياء ويقرأ بالنصب عطفا على أمواتا كما تقول ظننت زيدا قائما بل قاعدا وقيل أضمر الفعل تقديره بل أحسبوهم أحياء وحذف ذلك لتقدم ما يدل عليه و ( { عند ربهم } ) صفة لأحياء ويجوز أن يكون ظرفا لأحياء لأن المعنى يحيون عند الله ويجوز أن يكون ظرفا ل ( { يرزقون } ) ويرزقون صفة لأحياء ويجوز أن يكون حالا من الضمير في أحياء أي يحيون مرزوقين ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الظرف إذا جعلته صفة
قوله تعالى ( { فرحين } ) يجوز أن يكون حالا من الضمير في يرزقون ويجوز أن يكون صفة لأحياء إذا نصب ويجوز أِن ينتصب على المدح ويجوز أن يكون من الضمير في أحياء أو من الضمير في الظرف ( { من فضله } ) حال من العائد المحذوف في الظرف تقديره بما أتاهموه كائنا من فضله ( { ويستبشرون } ) معطوف على فرحين لأن اسم الفاعل هنا يشبه الفعل المضارع ويجوز أن يكون التقدير وهم يستبشرون فتكون الجملة حالا من الضمير في فرحين أو من ضمير المفعول في آتاهم ( { من خلفهم } ) متعلق بيلحقوا ويجوز أن يكون حالا تقديره متخلفين عنهم ( { ألا خوف عليهم } ) أي بأن لا خوف عليهم فأن مصدرية وموضع الجملة بدل من الذين بدل الاشتمال أي ويستبشرون بسلامة الذين لم يلحقوا بهم ويجوز أن يكون التقدير لأنهم لا خوف عليهم فيكون مفعولا من أجله
____________________
(1/157)
قوله تعالى ( { يستبشرون } ) هو مستأنف مكرر للتوكيد ( { وأن الله } ) بالفتح عطفا على بنعمة من الله أي وبأن الله وبالكسر على الاستئناف
قوله تعالى ( { الذين استجابوا } ) في موضع جر صفة للمؤمنين أو نصب على إضمار أعنى أو رفع على إضمارهم أو مبتدأ وخبره ( { للذين أحسنوا منهم واتقوا } ) ومنهم حال من الضمير في أحسنوا و ( { الذين قال لهم الناس } ) بدل من الذين استجابوا أو صفة
قوله تعالى ( { فزادهم إيمانا } ) الفاعل مضمر تقديره زادهم القول ( { حسبنا الله } مبتدأ وخبر وحسب مصدر في موضع اسم الفاعل تقديره فحسبنا الله أي كافينا يقال أحسبني الشيء أي كفاني
قوله تعالى ( { بنعمة من الله } ) في موضع الحال ويجوز أن يكون مفعولا به ( { لم يمسسهم } ) حال أيضا من الضمير في انقلبوا ويجوز أن يكون العامل فيها بنعمة وصاحب الحال الضمير في الحال تقديره فانقلبوا منعمين بريئين من سوء ( { واتبعوا } ) معطوف على انقلبوا ويجوز أن يكون حالا أي وقد اتبعوا
قوله تعالى ( { ذلكم } ) مبتدأ والشيطان خبره و ( { يخوف } ) يجوز أن يكون حالا من الشيطان والعامل الاشارة ويجوز أن يكون الشيطان بدلا أو عطف بيان ويخوف الخبر والتقدير يخوفكم بأوليائه وقرىء في الشذوذ ( / < يخوفكم أولياؤه > / ) وقيل لا حذف فيه والمعنى يخوف من يتبعه فأما من توكل على الله فلا يخافه ( { فلا تخافوهم } ) انما جمع الضمير لأن الشيطان جنس ويجوز أن يكون الضمير للأولياء
قوله تعالى ( { لا يحزنك } ) الجمهور على فتح الياء وضم الزاي والماضي حزنه ويقرأ بضم الياء وكسر الزاي والماضي أحزن وهي لغة قليلة وقيل حزن حدث له الحزن وحزنته أحدثت له الحزن وأحزنته عرضته للحزن ( { يسارعون } ) يقرأ بالامالة والتفخيم ويقرأ يسرعون بغير ألف من أسرع ( { شيئا } ) في موضع المصدر أي ضررا
قوله تعالى ( { ولا يحسبن الذين كفروا } ) يقرأ بالياء وفاعله الذين كفروا وأما المفعولان فالقائم مقامهما قوله ( { أنما نملي لهم خير لأنفسهم } ) فإن وما عملت فيه تسد مسد المفعولين عند سيبويه وعند الأخفش المفعول الثاني محذوف
____________________
(1/158)
تقديره نافعا أو نحو ذلك وفي ( ما ) وجهان أحدهما هي بمعنى الذي والثاني مصدرية ولا يجوز أن تكون كافة ولا زائدة إذ لو كان كذلك لانتصب خبر بنملي واحتاجت أن إلى خبر إذا كانت ما زائدة أو قدر الفعل يليها وكلاهما ممتنع وقد قرىء شاذا بالنصب على أن يكون لأنفسهم خبر ان ولهم تبيين أو حال من خير وقد قرىء في الشاذ بكسر ان وهو جواب قسم محذوف والقسم وجوابه يسدان مسد المفعولين وقرأ حمزة ( { تحسبن } ) بالتاء على الخطاب للنبي الذين كفروا المفعول الاول وفي المفعول الثاني وجهان أحدهما الجملة من أن وما عملت فيه والثاني أن المفعول الاول محذوف أقيم المضاف إليه مقامه والتقدير ولا تحسبن املاء الذين كفروا وقوله ( { أنما نملي لهم } ) بدل من المضاف المحذوف والجملة سدت مسد المفعولين والتقدير ولا تحسبن أن املاء الذين كفروا خير لأنفسهم ويجوز أن تجعل أن وما عملت فيه بدلا من الذين كفروا بدل الاشتمال والجملة سدت مسد المفعولين ( { إنما نملي لهم ليزدادوا } ) مستأنف وقيل أنما نملي لهم تكرير للأول وليزدادوا هو المفعول الثاني لتحسب على قراءة التاء والتقدير ولا تحسبن يا محمد املاء الذين كفروا خيرا ليزدادوا ايمانا بل ليزدادوا أثما ويروى عن بعض الصحابة أنه قرأه كذلك
قوله تعالى ( { ما كان الله ليذر } ) خبر كان محذوف تقديره ما كان الله مريدا لأن يذر ولا يجوز أن يكون الخبر ليذر لأن الفعل بعد اللام ينتصب بأن فيصير التقدير ما كان الله ليترك المؤمنين على ما أنتم عليه وخبر كان هو اسمها في المعنى وليس الترك هو الله تعالى وقال الكوفيون اللام زائدة والخبر هو الفعل وهذا ضعيف لأن ما بعدها قد انتصب فان كان النصب باللام نفسها فليست زائدة وان كان النصب بأن فسد لما ذكرنا وأصل يذر يوذر فحذفت الواو تشبيها لها بيدع لأنها في معناها وليس لحذف الواو في يذر علة إذا لم تقع بين ياء وكسرة ولا ما هو في تقديره الكسر بخلاف يدع فان الأصل يودع فحذفت الواو لوقوعها بين الياء وبين ما هو في تقدير الكسرة إذ الأصل يودع مثل يوعد وإنما فتحت الدال من يدع لأن لامه حرف حلقي فيفتح له ما قبله ومثله يسع ويطأ ويقع ونحو ذلك ولم يستعمل من يذر ماضيا اكتفاء بترك ( { يميز } ) يقرأ بسكون الياء وماضيه ماز وبتشديدها وماضيه ميز وهما بمعنى واحد وليس التشديد لتعدي الفعل مثل فرح وفرحته لأن ماز وميز يتعديان إلى مفعول واحد
____________________
(1/159)
قوله تعالى ( { ولا يحسبن } ) يقرأ بالياء على الغيبة و ( { الذين يبخلون } ) الفاعل وفي المفعول الاول وجهان أحدهما ( { هو } ) وهو ضمير البخل الذي دل عليه يبخلون والثاني هو محذوف تقديره البخل وهو على هذا فصل ويقرأ ( / < تحسين > / ) بالتاء على الخطاب والتقدير ولا تحسبن يا محمد بخل الذين يبخلون فحذف المضاف وهو ضعيف لأن فيه إضمار البخل قبل ذكر ما يدل عليه وهو على هذا فصل أو توكيد والأصل في ( { ميراث } ) موراث فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها والميراث مصدر كالميعاد
قوله تعالى ( { لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير } ) العامل في موضع ان وما عملت فيه قالوا وهي المحكية به ويجوز أن يكون معمولا لقول المضاف لأنه مصدر وهذا يخرج على قول الكوفيين في اعمال الاول وهو أصل ضعيف ويزداد هنا ضعفا لأن الثاني فعل والاول مصدر واعمال الفعل أقوى ( { سنكتب ما قالوا } ) يقرأ بالنون وما قالوا منصوب به ( { وقتلهم } ) معطوف عليه وما مصدرية أو بمعنى الذي ويقرأ بالياء وتسمية الفاعل ويقرأ بالياء على ما لم يسم فاعله وقتلهم بالرفع وهو ظاهر ( { ونقول } ) بالنون والياء
قوله تعالى ( { ذلك } ) مبتدأ ( { بما } ) خبره والتقدير مستحق بما قدمت و ( لام ) فعال من الظلم
فان قيل بناء فعال للتكثير ولا يلزم من نفي الظلم الكثير نفي الظلم القليل فلو قال بظالم لكان ادل على نفي الظلم قليله وكثيره
فالجواب عنه من ثلاثة أوجه أحدها أن فعالا قد جاء لا يراد به الكثرة كقول طرفة
ولست بحلال التلاع مخافة % ولكن متى يسترفد القوم أرفد
لا يريد هاهنا أنه قد يحل التلاع قليلا لأن ذلك يدفعه قوله متى يستر فد القوم أرفد وهذا يدل على نفي البخل في كل حال ولأن تمام المدح لا يحصل بارادته الكثرة والثاني أن ظلام هنا للكثرة لأنه مقابل للعباد وفي العباد كثرة وإذا قوبل بهم الظلم كان كثيرا والثالث أنه إذا نفي الظلم الكثير انتفى الظلم القليل ضرورة لأن الذي يظلم انما يظلم لانتفاعه بالظلم فإذا ترك الظلم الكثير مع زيادة نفعه في حق من يجوز عليه النفع والضر كان للظلم القليل المنفعة أترك وفيه وجه رابع وهو أن يكون على النسب أي لا ينسب إلى الظلم فيكون من بزاز وعطار
____________________
(1/160)
قوله تعالى ( { الذين قالوا } ) هو في موضع جر بدلا من قوله ( { الذين قالوا } ) ويجوز أن يكون نصبا بإضمار أعنى ورفعا على إضمارهم ( { ألا نؤمن } ) يجوز أن يكون في موضع جر على تقدير بأن لا نؤمن لأن معنى عهد وصى ويجوز أن يكون في موضع نصب على تقدير حرف الجر وافضاء الفعل إليه ويجوز أن ينتصب بنفسي عهد لأنك تقول عهدت إليه عهدا لا على أنه مصدر لأن معناه ألزمته ويجوز أن تكتب أن مفصولة وموصولة ومنهم من يحذفها في الخط اكتفاء بالتشديد ( { حتى يأتينا بقربان } ) فيه حذف مضاف تقديره بتقريب قربان أي يشرع لنا ذلك
قوله تعالى ( { والزبر } ) يقرأ بغير باء اكتفاء بحرف العطف وبالباء على اعادة الجار والزبر جمع زبور مثل رسول ورسل ( { والكتاب } جنس )
قوله تعالى ( { كل نفس } ) مبتدأ وجاز ذلك وان كان نكرة لنا فيه من العموم و ( { ذائقة الموت } ) الخبر وأنث على معنى كل لأن كل نفس نفوس ولو ذكر على لفظ كل جاز وإضافة ذائقة غير محضة لأنها نكرة يحكى بها الحال وقرىء شاذا ( { ذائقة الموت } ) بالتنوين والاعمال ويقرأ شاذا أيضا ( { ذائقة الموت } ) على جعل الهاء ضمير كل على اللفظ وهو مبتدأ وخبر ( { وإنما } ما ) هاهنا كافة فلذلك نصب ( { أجوركم } ) بالفعل ولو كانت بمعنى الذي أو مصدرية لرفع أجوركم
قوله تعالى ( { لتبلون } ) الواو فيه ليست لام الكلمة بل واو الجمع حركت لالتقاء الساكنين وضمة الواو دليل على المحذوف ولم تقلب الواو ألفا مع تحركها وانفتاح ما قبلها لأن ذلك عارض ولذلك لا يجوز همزها مع انضمامها ولو كانت لازمة لحاز ذلك
قوله تعالى ( { لتبيننه } ) ولا تكتمونه يقرآن بالياء على الغيية لأن الراجع إليه الضمير اسم ظاهر وكل ظاهر يكنى عنه بضمير الغيبة ويقرآن بالتاء على الخطاب تقديره وقلنا لهم لتبيننه ولما كان أخذ الميثاق في معنى القسم جاء باللام والنون في الفعل ولم يأت بها في يكتمون اكتفاء بالتوكيد في الفعل الاول لأن تكتمونه توكيد
قوله تعالى ( / < لا يحسبن الذين يفرحون > / ) يقرأ بالياء على الغيبة وكذلك ( / < فلا يحسبنهم > / ) بالياء وضم الباء وفاعل الاول الذين يفرحون وأما مفعولاه فمحذوفان اكتفاء بمفعولي يحسبانهم لأن الفاعل فيهما واحد فالفعل الثاني تكرير
____________________
(1/161)
للأول وحسن لما طال الكلام المتصل بالاول والفاء زائدة فليست للعطف ولا للجواب وقال بعضهم ( { بمفازة } ) هو مفعول حسب الاول ومفعوله الثاني محذوف دل عليه مفعول حسب الثاني لأن التقدير لا يحسبن الذين يفرحون أنفسهم بمفازة وهم في فلا يحسبنهم هو أنفسهم أي فلا يحسبن أنفسهم وأغنى بمفازة الذي هو مفعول الاول عن ذكره ثانيا لحسب الثاني وهذا وجه ضعيف متعسف عنه مندوحة بما ذكرنا في الوجه الاول ويقرأ بالتاء فيهما على الخطاب وبفتح الباء منهما والخطاب للنبي والقول فيه أن الذين يفرحون هو المفعول الاول والثاني محذوف لدلالة مفعول حسب الثاني عليه وقيل التقدير لا تحسبن الذين يفرحون بمفازة وأغنى المفعول الثاني هنا عن ذكره لحسب الثاني وحسب الثاني مكرر أو بدل لما ذكرنا في القراءة بالياء فيهما لأن الفاعل فيهما واحد أيضا وهو النبي ويقرأ بالياء في الاول وبالتاء في الثاني ثم في التاء في الفعل الثاني وجهان أحدهما الفتح على أنه خطاب لواحد والضم على أنه لجماعة وعلى هذا يكون مفعولا الفعل الاول محذوفين لدلالة مفعولي الثاني عليهما والفاء زائدة أيضا والفعل الثاني ليس ببدل ولا مكرر لأن فاعله غير فاعل الاول والمفازة مفعلة من ألفوز و ( { من العذاب } ) متعلق بمحذوف لأنه صفة للمفازة لأن المفازة مكان والمكان لا يعمل ويجوز أن تكون المفازة مصدرا فتتعلق من به ويكون التقدير فلا تحسبنهم فائزين فالمصدر في موضع اسم الفاعل
قوله تعالى ( { الذين يذكرون الله } في موضع جر نعتا لأولى أو في موضع نصب بإضمار أعنى أو رفع على إضمارهم ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف تقديره يقولون ربنا ( { قياما وقعودا } ) حالان من ضمير الفاعل في يذكرون ( { وعلى جنوبهم } ) حال أيضا وحرف الجر يتعلق بمحذوف هو الحال في الأصل تقديره ومضطجعين على جنوبهم ( { ويتفكرون } ) معطوف على يذكرون ويجوز أن يكون حالا أيضا أي يذكرون الله متفكرين ( { باطلا } مفعول من أجله والباطل هنا فاعل بمعنى المصدر مثل العاقبة والعافية والمعنى ما خلقتهما عبثا ويجوز أن يكون حالا تقديره ما خلقت هذا خاليا عن حكمة ويجوز أن يكون نعتا لمصدر محذوف أي خلقا باطلا
فان قيل كيف قال هذا والسابق ذكر السموات والارض والاشارة إليها بهذه ففي ذلك ثلاثة أوجه أحدها أن الاشارة إلى الخلق المذكور في قوله ( { خلق السماوات } )
____________________
(1/162)
وعلى هذا يجوز أن يكون الخلق مصدرا وأن يكون بمعنى المخلوق ويكون من إضافة الشىء إلى ما هو هو في المعنى والثاني أن السموات والاراض بمعنى الجمع فعادت الاشارة إليه والثالث أن يكون المعنى ما خلقت هذا المذكور أو المخلوق ( { فقنا } ) دخلت الفاء لمعنى الجزاء فالتقدير إذا نزهناك أو وحدناك فقنا ( { من تدخل النار } ) في موضع نصب بتدخل وأجاز قوم أن يكون منصوبا بفعل دل عليه جواب الشرط وهو ( { فقد أخزيته } ) وأجاز قوم أن يكون من مبتدأ والشرط وجوابه الخبر وعلى جميع الاوجه الكلام كله في موضع رفع خبر ان
قوله تعالى ( { ينادي } ) صفة لمناديا أو حال من الضمير في مناديا
فان قيل ما الفائدة في ذكر الفعل مع دلالة الاسم الذي هو مناد عليه قيل فيه ثلاثة أوجه أحدها هو توكيد كما تقول قم قائما والثاني أنه وصل به ما حسن التكرير وهو قوله ( { للإيمان } ) والثالث أنه لو اقتصر على الاسم لجاز أن يكون سمع معروفا بالنداء يذكر ما ليس بنداء فلما قال ينادى ثبت أنهم سمعوا نداءه في تلك الحال ومفعول ينادى محذوف أي ينادى الناس ( { أن آمنوا } ) أن هنا بمعنى أي فيكون النداء قوله آمنوا ويجوز أن تكون أن المصدرية وصلت بالامر فيكون التقدير على هذا ينادى للايمان بأن آمنوا ( { مع الأبرار } ) صفة للمفعول المحذوف تقديره أبرارا مع الابرار وأبرارا على هذا حال والابرار جمع بر وأصله برر ككتف وأكتاف ويجوز الامالة في الابرار تغليبا لكسرة الراء الثانية
قوله تعالى ( { على رسلك } ) أي على ألسنة رسلك وعلى متعلقة بوعدتنا ويجوز أن يكون بأتنا و ( { الميعاد } ) مصدر بمعنى الوعد
قوله تعالى ( { عامل } ) منكم منكم صفة لعامل و ( { من ذكر أو أنثى } ) بدل من منكم وهو بدل الشيء من الشيء وهما لعين واحدة ويجوز أن يكون من ذكر أو انثى صفة أخرى لعامل يقصد بها الايضاح ويجوز أن يكون من ذكر حالا من الضمير في منكم تقديره استقر منكم كائنا من ذكر أو أنثى و ( { بعضكم من بعض } ) مستأنف ويجوز أن يكون حالا أو صفة ( { فالذين هاجروا } ) مبتدأ و ( { لأكفرن } ) وما اتصل به الخبر وهو جواب قسم محذوف ( { ثوابا } ) مصدر وفعله دل عليه الكلام المتقدم لأن تكفير السيئات اثابة فكأنه قال لأثيبنكم ثوابا وقيل هو حال وقيل تمييز وكلا القولين كوفى والثواب بمعنى الاثابة وقد يقع بمعنى الشيء المثاب به كقولك هذا الدرهم ثوابك فعلى هذا يجوز أن يكون
____________________
(1/163)
حالا من الجنات أي مثابا بها أو حالا من ضمير المفعول في لأدخلنهم أي مثابين ويجوز أن يكون مفعولا به لأن معنى أدخلنهم أعطينهم فيكون على هذا بدلا من جنات ويجوز أن يكون مستأنفا أي يعطيهم ثوابا
قوله تعالى ( { متاع قليل } ) أى تقلبهم متاع فالمبتدأ محذوف
قوله تعالى ( { لكن الذين اتقوا } ) الجمهور على تخفيف النون وقرىء بتشديدها والإعراب ظاهر ( { خالدين فيها } ) حال من الضمير في لهم والعامل معنى الاستقرار وارتفاع جنات بالابتداء وبالجار ( { نزلا } مصدر وانتصابه بالمعنى لأن معنى لهم جنات أي نزلهم وعند الكوفيين هو حال أو تمييز ويجوز أن يكون جمع نازل كما قال الاعشى أو ينزلون فانا معشر نزل وقد ذكر ذلك أبو علي في التذكرة فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من الضمير في خالدين ويجوز إذا جعلته مصدرا أن يكون بمعنى المفعول فيكون حالا من الضمير المجرور في فيها أي منزولة ( { من عند الله } ) ان جعلت نزلا مصدرا كان من عند الله صفة له وان جعلته جمعا ففيه وجهان أحدهما هو حال من المفعول المحذوف لأن التقدير نزلا إياها والثاني أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي ذلك من عند الله أي بفضله ( { وما عند الله } ) ما بمعنى الذي وهو مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما هو ( { خير } ) و ( { للأبرار } ) نعت لخير والثاني أن يكون الخبر للأبرار والنية به التقديم أي والذي عند الله مستقر للأبرار وخير على هذا خبر ثان وقال بعضهم للأبرار حال من الضمير في الظرف وخبر خير المبتدأ وهذا بعيد لأن فيه الفصل بين المبتدأ والخبر بحال لغيره والفصل بين الحال وصاحب الحال بخير المبتدأ وذلك لا يجوز في الاختيار
قوله تعالى ( { لمن يؤمن } ) من في موضع نصب اسم ان ومن نكرة موصوفة أو موصولة و ( { خاشعين } ) حال من الضمير في يؤمن وجاء جمعا على معنى من ويجوز أن يكون حالا من الهاء والميم في إليهم فيكون العامل أنزل و ( { لله } متعلق بخاشعين وقيل هو متعلق بقوله ( { لا يشترون } ) وهو في نية التأخير أي لا يشترون بآيات الله ثمنا قليلا لأجل الله ( { أولئك } ) مبتدأ و ( { لهم أجرهم } ) فيه أوجه أحدها أن قوله لهم خبر أجر وبالجملة خبر الاول و ( { عند ربهم } ) ظرف للأجر لأن التقدير لهم أن يؤجروا عند ربهم ويجوز أن يكون حالا من الضمير في لهم وهو ضمير الاجر والاخر أن يكون الاجر مرتفعا بالظرف ارتفاع
____________________
(1/164)
الفاعل بفعله فعلى هذا يجوز أن يكون عند ظرفا للأجر وحالا منه والوجه الثالث أن يكون أجرهم مبتدأ وعند ربهم خبره ويكون لهم يتعلق بما دل عليه الكلام من الاستقرار والثبوت لأنه في حكم الظرف سورة النساء بسم الله الرحمن الرحيم
قد مضى القول في قوله تعالى ( { يا أيها الناس } ) في أوائل البقرة ( { من نفس واحدة } ) في موضع نصب بخلقكم ومن لابتداء الغاية وكذلك ( { منها زوجها } ) و ( { منهما رجالا كثيرا } ) نعت لرجال ولم يؤنثه لأنه حمله على المعنى لأن رجالا بمعنى عدد أو جنس أو جمع كما ذكر الفعل المسند إلى جماعة المؤنث كقوله وقال نسوة وقيل كثيرا نعت لمصدر محذوف أي بثا كثيرا ( { تساءلون } ) يقرأ بتشديد السين والأصل تتساءلون فأبدلت التاء الثانية سينا فرارا من تكرير المثل والتاء تشبه السين في الهمس ويقرأ بالتخفيف على حذف التاء الثانية لأن الباقية تدل عليها ودخل حرف الجر في المفعول لأن المعنى تتحالفون به ( { والأرحام } ) يقرأ بالنصب وفيه وجهان أحدهما معطوف على اسم الله أي واتقوا الارحام أن تقطعوها والثاني هو محمول على موضع الجار والمجرور كما تقول مررت بزيد وعمرا والتقدير الذي تعظمونه والارحام لأن الحلف به تعظيم له ويقرأ بالجر قيل هو معطوف على المجرور وهذا لا يجوز عند البصريين وإنما جاء في الشعر على قبحه وأجازه الكوفيون على ضعف وقيل الجر على القسم وهو ضعيف أيضا لأن الاخبار وردت بالنهي عن الحلف بالاباء ولأن التقدير في القسم وبرب الارحام هذا قد أغنى عنه ما قبله وقد قرىء شاذا بالرفع وهو مبتدأ والخبر محذوف تقديره والارحام محترمة أو واجب حرمتها
قوله تعالى ( { بالطيب } ) هو المفعول الثاني لتتبدلوا ( { إلى أموالكم } ) إلى متعلقة بمحذوف وهو في موضع الحال أي مضافة إلى أموالكم وقيل هو مفعول به على المعنى لأن معنى لا تأكلوا أموالهم لا تضيعوها ( { أنه } ) الهاء ضمير المصدر الذي دل عليه تأكلوا أي أن الاكل والاخذ والجمهور على ضم الحاء من ( { حوبا } ) وهو اسم للمصدر وقيل مصدر ويقرأ بفتحها وهو مصدر حاب يحوب إذا أثم
____________________
(1/165)
قوله تعالى ( { وإن خفتم } ) في جواب هذا الشرط وجهان أحدهما هو قوله ( { فانكحوا ما طاب لكم } ) وإنما جعل جوابا لأنهم كانوا يتحرجون من الولاية في أموال اليتامى ولا يتحرجون من الاستكثار من النساء مع أن الجور يقع بينهن إذا كثرن فكأنه قال إذا تحرجتم من هذا فتحرجوا من ذاك والوجه الثاني أن جواب الشرط قوله ( { فواحدة } ) لأن المعنى ان خفتم أن لا تقسطوا في نكاح اليتامى فانكحوا منهن واحدة ثم أعاد هذا المعنى في قوله ( { فإن خفتم ألا تعدلوا } ) لما طال الفصل بين الاول وجوابه ذكر هذا الوجه أبو علي ( { ألا تقسطوا } ) الجمهور على ضم التاء وهو من أقسط إذا عدل وقرىء شاذا بفتحها وهو من قسط إذا جار وتكون لا زائدة ( { ما طاب } ما ) هنا بمعنى من ولها نظائر في القرآن ستمر بك أن شاء الله تعالى وقيل ما تكون لصفات من يعقل وهي هنا كذلك لأن ما طاب يدل على الطيب منهن وقيل هي نكرة موصوفة تقديره فانكحوا جنسا طيبا يطيب لكم أو عدد يطيب لكم وقيل هي مصدرية والمصدر المقدر بها وبالفعل مقدر باسم الفاعل أي انكحوا الطيب ( { من النساء } ) حال من ضمير الفاعل في طاب ( { مثنى وثلاث ورباع } ) نكرات لا تنصرف للعدل والوصف وهي بدل من ما وقيل هي حال من النساء ويقرأ شاذا ( / < وربع > / ) بغير ألف ووجهها أنه حذف الألف كما حذفت في خيم والأصل خيام وكما حذفت في قولهم أم والله والواو في ( { وثلاث ورباع } ) ليست للعطف الموجب للجمع في زمن واحد لأنه لو كان كذلك لكان عبثا إذ من أدرك الكلام يفصل التسعة هذا التفصيل ولأن المعنى غير صحيح أيضا لأن مثنى ليس عبارة عن ثنتين فقط بل عن ثنتين ثنتين وثلاث عن ثلاث ثلاث وهذا المعنى يدل على أن المراد التخيير لا الجمع ( { فواحدة } ) أي فانكحوا واحدة ويقرأ بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي فالمنكوحة واحدة ويجوز أن يكون التقدير فواحدة تكفى ( { أو ما ملكت } ) أو للتخيير على بابها ويجوز أن تكون للاباحة و ( { ما } ) هنا بمنزلة ما في قوله ما طاب ( { ألا تعولوا } ) أي إلى أن لا تعولوا وقد ذكرنا مثله في آية الدين
قوله تعالى ( { نحلة } ) مصدر لأن معنى آتوهن أنحلوهن وقيل هو مصدر في موضع الحال فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من الفاعلين أي ناحلين وأن يكون من الصدقات وأن يكون من النساء أي منحولات ( { نفسا } ) تمييز والعامل فيه طبن والمفرد هنا في موضع الجمع لأن المعنى مفهوم وحسن ذلك أن
____________________
(1/166)
نفسا هنا في معنى الجنس فصار كدرهما في قولك عندي عشرون درهما ( { فكلوه } ) الهاء تعود على شيء والهاء في منه تعود على المال لأن الصدقات مال ( { هنيئا } ) مصدر جاء على فعيل وهو نعت لمصدر محذوف أي أكلا هنيئا وقيل هو مصدر في موضع الحال من الهاء والتقدير مهنأ أو طيبا و ( { مريئا } ) مثله والمريء فعيل بمعنى مفعل لأنك تقول أمرأني الشيء إذا لم تستعمله مع هناني فان قلت هناني ومراني لم تأت بالهمزة في مراني لتكون تابعة لهناني
قوله تعالى ( { أموالكم التي } ) الجمهور على افراد التي لأن الواحد من الاموال مذكر فلو قال اللواتي لكان جمعا كما أن الاموال جمع والصفة إذا جمعت من أجل أن الموصوف جمع كان واحدها كواحد الموصوف في التذكير والتأنيث وقرىء في الشاذ اللواتي جمعا اعتبارا بلفظ الاموال ( { جعل الله } ) أي صيرها فهو متعد إلى مفعولين والاول محذوف وهو العائد ويجوز أن يكون بمعنى خلق فيكون قياما حالا ( { قياما } ) يقرأ بالياء والألف وهو مصدر قام والياء بدل من الواو وأبدلت منها لما أعلت في الفعل وكانت قبلها كسرة والتقدير التي جعل الله لكم سبب قيام أبدانكم أي بقائها ويقرأ قيما بغير ألف وفيه ثلاثة أوجه أحدها أنه مصدر مثل الحول والعوض وكان القياس أن تثبت الواو لتحصنها بتوسطها كما صحت في الحول والعوض ولكن أبدلوها ياء حملا على قيام على اعتلالها في الفعل والثاني أنها جمع قيمة كديمة وديم والمعني أن الاموال كالقيم للنفوس إذ كان بقاؤها بها وقال أبو على هذا لا يصح لأنه قد قرىء في قوله ( { دينا قيما ملة إبراهيم } ) وفي قوله ( { الكعبة البيت الحرام } ) قيما ولا يصح معنى القيمة فيهما والوجه الثالث أن يكون الأصل قياما فحذفت الألف كما حذفت في خيم ويقرأ ( { قواما } ) بكسر القاف وبواو وألف وفيه وجهان أحدهما هو مصدر قأومت قواما مثل لاوذت لو إذا فصحت في المصدر لما صحت في الفعل والثاني أنها اسم لما يقوم به الامر وليس بمصدر ويقرأ كذلك الا أنه بغير ألف وهو مصدر صحت عينه وجاءت على الأصل كالعوض ويقرأ بفتح القاف وواو وألف وفيه وجهان أحدهما هو اسم للمصدر مثل السلام والكلام والدوام والثاني هو لغة في القوام الذي هو بمعنى القامة يقال جارية حسنة القوام والقوام والتقدير التي جعلها الله سبب بقاء قاماتكم ( { وارزقوهم فيها } ) فيه وجهان أحدهما أن ( ي ) على أصلها والمعنى اجعلوا لهم فيها رزقا والثاني أنها بمعنى من
____________________
(1/167)
قوله تعالى ( { حتى إذا بلغوا } ) حتى هاهنا غير عاملة وإنما دخلت على الكلام لمعنى الغاية كما تدخل على المبتدأ وجواب إذا ( { فإن آنستم } ) وجواب ان ( { فادفعوا } ) فالعامل في ( { إذا } ) ما يتلخص من معنى جوابها فالتقدير إذا بلغوا راشدين فادفعوا ( { إسرافا وبدارا } ) مصدران مفعول لهما وقيل هما مصدران في موضع الحال أي مسرفين ومبادرين والبدار مصدر بادرت وهو من باب المفاعلة التي تكون بين اثنين لأن اليتيم مار إلى الكبر والولي مار إلى أخذ ماله فكأنهما يستبقان ويجوز أن يكون من واحد ( { أن يكبروا } ) مفعول بدارا أي بدارا كبرهم ( { وكفى بالله } في فاعل كفى وجهان أحدهما هو اسم الله والباء زائدة دخلت لتدل على معنى الامر إذ التقدير اكتف بالله والثاني أن الفاعل مضمر والتقدير كفى الاكتفاء بالله فبالله على هذا في موضع نصب مفعول به و ( { شهيدا } ) حال وقيل تمييز وكفى يتعدى إلى مفعولين وقد حذفا هنا والتقدير كفاك الله شرهم ونحو ذلك والدليل على ذلك قوله ( { فسيكفيكهم الله }
قوله تعالى ( { قل منه } ) يجوز أن يكون بدلا ( { مما ترك } ) ويجوز أن يكون حالا من الضمير المحذوف في ترك أي مما تركه قليلا أو كثيرا أو مستقرا مما قل ( { نصيبا } ) قيل هو واقع موقع المصدر والعامل فيه معنى ما تقدم إذ التقدير عطاء أو استحقاقا وقيل هو حال مؤكدة والعامل فيها معنى الاستقرار في قوله ( { للرجال نصيب } ) ولهذا حسنت الحال عنها وقيل هو حال من الفاعل في قل أو كثر وقيل هو مفعول لفعل محذوف تقديره أوجب لهم نصيبا وقيل هو منصوب على إضمار أعنى
قوله تعالى ( { فارزقوهم } ) منه الضمير يرجع إلى المقسوم لأن ذكر القسمة يدل عليه
قوله تعالى ( { من خلفهم } ) يجوز أن يكون ظرفا لتركوا وأن يكون حالا ( { من ذرية } ) ضعافا يقرأ بالتفخيم على الأصل وبالامالة لأجل الكسرة وجاز ذلك مع حرف الاستعلاء لأنه مكسور مقدم ففيه انحدار ( { خافوا } ) يقرأ بالتفخيم على الأصل وبالامالة لأن الخاء تنكسر في بعض الاحوال وهو خفت وهو جواب لو ومعناها ان
قوله تعالى ( { ظلما } ) مفعول له أو مصدر في موضع الحال ( { في بطونهم نارا } ) قد ذكر في البقرة فيه شيء والذي يخص هذا الموضع أن في بطونهم حال من نارا
____________________
(1/168)
أي نارا كائنة في بطونهم وليس بظرف ليأكلون ذكره في التذكرة ( { وسيصلون } ) يقرأ بفتح الياء وماضيه صلى النار يصلاها ومنه قوله ( { لا يصلاها إلا الأشقى } ) ويقرأ بضمها على مالم يسم فاعله ويقرأ بتشديد اللام على التكثير
قوله تعالى ( { للذكر مثل حظ الأنثيين } ) الجملة في موضع نصب بيوصي لأن المعنى يفرض لكم أو يشرع في أولادكم والتقدير في أمر أولادكم ( { فإن كن } ) الضمير للمتروكات أي فان كانت المتروكات ودل ذكر الاولاد عليه ( { فوق اثنتين } ) صفة النساء أي أكثر من اثنتين ( { وإن كانت واحدة } ) بالنصب أي كانت الوارثة واحدة بالرفع على أن كان تامة و ( { النصف } ) بالضم والكسر لغتان وقد قرىء بهما ( { فلأمه } ) بضم الهمزة وهو الأصل وبكسرها اتباعا لكسرة اللام قبلها وكسر الميم بعدها ( { وإن كانوا إخوة } ) الجمع هنا للاثنين لأن الاثنين يحجبان عند الجمهور وعند ابن عباس هو على بابه والاثنان لا يحجبان والسدس والثلث والربع والثمن بضم أوساطها وهي اللغة الجيدة وإسكانها لغة وقد قرىء بها ( { من بعد وصية } ) يجوز أن يكون حالا من السدس تقديره مستحقا من بعد وصية والعامل الظرف ويجوز أن يكون ظرفا أي يستقر لهم ذلك بعد اخراج الوصية ولا بد من تقدير حذف المضاف لأن الوصية هنا المال الموصى به وقيل تكون الوصية مصدرا مثل الفريضة ( { أو دين } ) أو لأحد الشيئين ولا تدل على الترتيب إذ لا فرق بين قولك جاءني زيد أو عمرو وبين قولك جاء عمرو أو زيد لأن أو لأحد الشيئين والواحد لا ترتيب فيه وبهذا يفسر قول من قال التقدير من بعد دين أو وصية وإنما يقع الترتيب فيما إذا اجتمعا فيقدم الدين على الوصية ( { آباؤكم وأبناؤكم } ) مبتدأ ( { لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا } ) الجملة خبر المبتدأ وأيهم مبتدأ وأقرب خبره والجملة في موضع نصب بتدرون وهي معلقة عن العمل لفظا لأنها من أفعال القلوب ونفعا تمييز و ( { فريضة } ) مصدر لفعل محذوف أي فرض ذلك فريضة
قوله تعالى ( { وإن كان رجل } ) في كان وجهان أحدهما هي تامة ورجل فاعلها و ( { يورث } ) صفة له و ( { كلالة } ) حال من الضمير في يورث والكلالة على هذا اسم للميت الذي لم يترك ولدا ولا والدا ولو قرىء كلالة بالرفع على أنه صفة أو بدل من الضمير في يورث لجاز غير أنى لم أعرف أحدا قرأ به فلا يقرآن الا بما نقل والوجه الثاني أن كان هي الناقصة ورجل اسمها ويورث خبرها
____________________
(1/169)
وكلالة حال أيضا وقيل الكلالة اسم للمال الموروث فعلى هذا ينتصب كلالة على المفعول الثاني ليورث كما تقول ورث زيد مالا وقيل الكلالة اسم للورثة الذين ليس فيهم ولد ولا والد فعلى هذا لأوجه لهذا الكلام على القراءة المشهورة لأنه لا ناصب له الا ترى أنك لو قلت زيد يورث اخوة لم يستقم وإنما يصح على قراءة من قرأ بكسر الراء مخففة ومثقلة وقد قرىء بهما وقيل يصح هذا المذهب على تقدير حذف مضاف تقديره وان كان رجل يورث ذا كلالة فذا حال أو خبر كان ومن كسر الراء جعل كلالة مفعولا به اما الورثة واما المال وعلى كلا الامرين أحد المفعولين محذوف والتقدير يورث أهله مالا ( { وله أخ أو أخت } ) ان قيل قد تقدم ذكر الرجل والمرأة فلم أفرد الضمير وذكره قيل أما افراده فلأن ( { أو } ) لأحد الشيئين وقد قال أو امرأة فأفرد الضمير لذلك وأما تذكيره ففيه ثلاثة أوجه أحدها يرجع إلى الرجل لأنه مذكر مبدوء به والثاني أنه يرجع إلى أحدهما ولفظ أحد مذكر والثالث أنه راجع إلى الميت أو الموروث لتقدم ما يدل عليه ( { فإن كانوا } ) الواو ضمير الاخوة من الام المدلول عليهم بقوله أخ أو اخت و ( { ذلك } ) كناية عن الواحد يوصى بها يقرأ بكسر الصاد أي يوصى بها المحتضر وبفتحها على مالم يسم فاعله وهو في معنى القراءة الأولى ويقرأ بالتشديد على التكثير ( { غير مضار } ) حال من ضمير الفاعل في يوصى والجمهور على تنوين مضار والتقدير غير مضار بورثته و ( { وصية } ) مصدر لفعل محذوف أي وصى الله بذلك ودل على المحذوف قوله غير مضار وقرأ الحسن غير مضار وصية بالاضافة وفيه وجهان أحدهما تقديره غير مضار أهل وصية أو ذي وصية فحذف المضاف والثاني تقديره غير مضار وقت وصية فحذف وهو من إضافة الصفة إلى الزمان ويقرب من ذلك قولهم هو فارس حرب أي فارس في الحرب ويقال هو فارس زمانه أي في زمانه كذلك التقدير للقراءة غير مضار في وقت الوصية
قوله تعالى ( { يدخله } ) في الايتين بالياء والنون ومعناهما واحد ( { نارا خالدا فيها } ) نارا مفعول ثان ليدخل وخالدا حال من المفعول الاول ويجوز أن يكون صفة لنار لأنه لو كان كذلك لبرز ضمير الفاعل لجريانه على غير من هوله ويخرج على قول الكوفيين جواز جعله صفة لأنهم لا يشترطون ابراز الضمير في هذا النحو
قوله تعالى ( { واللاتي } ) هو جمع التي على غير قياس وقيل هي صيغة موضوعة للجمع وموضعها رفع بالابتداء والخبر ( { فاستشهدوا عليهن } ) وجاز ذلك وان
____________________
(1/170)
كان أمرا لأنه صار في حكم الشرط حيث وصلت التي بالفعل وإذا كان كذلك لم يحسن النصب لأن تقدير الفعل قبل أداة الشرط لا يجوز وتقديره بعد الصلة يحتاج إلى إضمار فعل غير قوله ( { فاستشهدوا } ) لأن استشهدوا لا يصح أن يعمل النصب في اللاتي وذلك لا يحتاج إليه مع صحة الابتداء وأجاز قوم النصب بفعل محذوف تقديره اقصدوا اللاتي أو تعمدوا وقيل الخبر محذوف تقديره وفيما يتلى عليكم حكم اللاتي ففيما يتلى هو الخبر وحكم هو المبتدأ فحذفا لدلالة قوله ( { فاستشهدوا } ) لأنه الحكم المتلو عليهم ( { أو يجعل الله } ) أو عاطفة والتقدير أو إلى أن يجعل الله وقيل هي بمعنى الا أن وكلاهما مستقيم ( { لهن } ) يجوز أن يتعلق بيجعل وأن يكون حالا من ( { سبيلا } )
قوله تعالى ( { واللذان يأتيانها } ) الكلام في اللذان كالكلام في اللاتي الا أن من أجاز النصب يصح أن يقدر فعلا من جنس المذكور تقديره آذوا اللذين ولا يجوز أن يعمل ما بعد الفاء فيما قبلها هاهنا ولو عرا من ضمير المفعول لأن الفاء هنا في حكم الفاء الواقعة في جواب الشرط وتلك تقطع ما بعدها عما قبلها ويقرأ اللذان بتخفيف النون على أصل التثنية وبتشديدها على أن احدى النونين عوض من اللام المحذوفة لأن الأصل اللذيان مثل العميان والشجيان فحذفت الياء لأن الاسم مبهم والمبهمات لا تثنى التثنية الصناعية والحذف مؤذن بأن التثنية هنا مخالفة للقياس وقيل حذفت لطول الكلام بالصلة فأما هذان وهاتين وفذانك فنذكرها في مواضعها
قوله تعالى ( { إنما التوبة } ) مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما هو ( { على الله } ) أي ثابتة على الله فعلى هذا يكون ( { للذين يعملون السوء } ) حالا من الضمير في الظرف وهو قوله ( { على الله } والعامل فيها الظرف أو الاستقرار أي كائنة للذين ولا يجوز أن يكون العامل في الحال التوبة لأنه قد فصل بينهما بالجار والوجه الثاني أن يكون الخبر ( { للذين يعملون } ) وأما ( { على الله } ) فيكون حالا من شيء محذوف تقديره انما التوبة إذ كانت على الله أو إذا كانت على الله فإذ أو إذا ظرفان العامل فيهما الذين يعملون السوء لأن الظرف يعمل فيه المعنى وان تقدم عليه وكان التامة وصاحب الحال ضمير الفاعل في كان ولا يجوز أن يكون على الله حالا يعمل فيها الذين لأنه عامل معنوي والحال لا يتقدم على المعنوي ونظير هذه المسألة قولهم هذا بسرا أطيب منه رطبا
____________________
(1/171)
قوله تعالى ( { ولا الذين يموتون } ) في موضعه وجهان أحدهما هو جر عطفا على الذين يعملون السيئات أي ولا الذين يموتون والوجه الثاني أن يكون مبتدأ وخبره ( { أولئك أعتدنا لهم } ) واللام لام الابتداء وليست لا النافية
قوله تعالى ( { أن ترثوا } ) في موضع رفع فاعل يحل و ( { النساء } ) فيه وجهان أحدهما هو المفعول الاول والنساء على هذا هن الموروثات وكانت الجاهلية ترث نساء آبائها وتقول نحن أحق بنكاحهن والثاني أنه المفعول الثاني والتقدير أن يرثوا من النساء المال و ( { كرها } ) مصدر في موضع الحال من المفعول وفيه الضم والفتح وقد ذكر في البقرة ( { ولا تعضلوهن } ) فيه وجهان أحدهما هو منصوب عطفا على ترثوا أي ولا أن تعضلوهن والثاني هو جزم بالنهي فهو مستأنف ( { لتذهبوا } ) اللام متعلقة بتعضلوا وفي الكلام حذف تقديره ولا تعضلوهن من النكاح أو من الطلاق على اختلافهم في المخاطب به هل هم الاولياء أو الازواج ( { ما آتيتموهن } ) العائد على ما محذوف تقديره ما آتيتموهن إياه وهو المفعول الثاني ( { إلا أن يأتين } ) بفاحشة فيه وجهان أحدهما هو في موضع نصب على الاستثناء المنقطع والثاني هو في موضع الحال تقديره الا في حال اتيانهن الفاحشة وقيل هو استثناء متصل تقديره ولا تعضلوهن في حال الا في حال اتيان الفاحشة ( { مبينة } ) يقرأ بفتح الياء على مالم يسم فاعله أي أظهرها صاحبها وبكسر الياء والتشديد وفيه وجهان أحدهما أنها هي الفاعلة أي تبين حال مرتكبها والثاني أنه من اللازم يقال بان الشيء وأبان وتبين واستبان وبين بمعنى واحد ويقرأ بكسر الباء وسكون الياء وهو على الوجهين في المشددة المكسورة ( { بالمعروف } ) مفعول أو حال ( { أن تكرهوا } ) فاعل عسى ولا خبر لها هاهنا لأن المصدر إذا تقدم صارت عسى بمعنى قرب فاستغنت عن تقدير المفعول المسمى خبرا
قوله تعالى ( { وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج } ) ظرف للاستبدال وفي قوله ( { وآتيتم إحداهن قنطارا } ) اشكالان أحدهما أنه جمع الضمير والمتقدم زوجان والثاني أن التي يريد أن يستبدل بها هي التي تكون قد أعطاها مالا فينهاه عن أخذه فأما التي يريد أن يستحدثها فلم يكن أعطاها شيئا حتى ينهي عن أخذه ويتأيد ذلك بقوله ( { وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض } ) والجواب عن الاول أن المراد بالزوج الجمع لأن الخطاب لجماعة الرجال وكل منهم قد يريد الاستبدال ويجوز أن يكون جمعا لأن التي يريد أن يستحدثها يفضي حالها إلى أن
____________________
(1/172)
تكون زوجا وأن يريد أن يستبدل بها كما استبدل بالأولى فجمع على هذا المعني وأما الاشكال الثاني ففيه جوابان أحدهما أنه وضع الظاهر موضع المضمر والأصل آتيتموهن والثاني أن المستبدل بها مبهمة فقال احداهن إذ لم تتعين حتى يرجع الضمير إليها وقد ذكرنا نحوا من هذا في قوله ( { فتذكر إحداهما الأخرى } بهتانا ) فعلان من البهت وهو مصدر في موضع الحال ويجوز أن يكون مفعولا له
قوله تعالى ( { وكيف تأخذونه } ) كيف في موضع نصب على الحال والتقدير أتأخذونه جائرين وهذا يتبين لك بجواب كيف الا ترى أنك إذ قلت كيف أخذت مال زيد كان الجواب حالا تقديره أخذته ظالما أو عادلا ونحو ذلك وأبدا يكون موضع كيف مثل موضع جوابها ( { وقد أفضى } ) في موضع الحال أيضا ( { وأخذن } ) أي وقد أخذن لأنها حال معطوفة والفعل ماض فتقدر معه قد ليصبح حالا وأغنى عن ذكرها تقدم ذكرها ( { منكم } ) متعلق بأخذن ويجوز أن يكون حالا من ميثاق
قوله تعالى ( { ما نكح } ) مثل قوله ( { فانكحوا ما طاب لكم } ) وكذلك الا ما ملكت أيمانكم وهو يتكرر في القرآن ( { من النساء } ) في موضع الحال من ( { ما } او من العائد عليها ( { إلا ما قد سلف } ) في ( { ما } ) وجهان أحدهما هي بمعنى من وقد ذكر والثاني هي مصدرية والاستثناء منقطع لأن النهي للمستقبل وما سلف ماض فلا يكون من جنسه وهو في موضع نصب ومعنى المنقطع أنه لا يكون داخلا في الاول بل يكون في حكم المستأنف وتقدر الا فيه بلكن والتقدير هنا ولا تتزوجوا من تزوجه آباؤكم ولا تطئوا من وطئه آباؤكم لكن ما سلف من ذلك فمعفو عنه كما تقول ما مررت برجل الا بامرأة أي لكن مررت بامرأة والغرض منه بيان معنى زائد ألا ترى أن قولك ما مررت برجل صريح في نفى المرور برجل ما غير متعرض بإثبات المرور بامرأة أو نفيه فإذا قلت الا بامرأة كان إثباتا لمعنى مسكوت عنه غير معلوم بالكلام الاول نفيه ولا إثباته ( { أنه } ) الهاء ضمير النكاح ( { ومقتا } ) تمام الكلام ثم يستأنف ( { وساء سبيلا } ) أي وساء هذا السبيل من نكاح من نكحهن الاباء وسبيلا تمييزه ويجوز أن يكون قوله ( { وساء سبيلا } ) معطوفا على خبر كان ويكون التقدير مقولا فيه ساء سبيلا
قوله تعالى ( { أمهاتكم } ) الهاء زائدة وإنما جاء ذلك فيمن يعقل فأما مالا يعقل فيقال أمات البهائم وقد جاء في كل واحد منهما ما جاء في الاخر قليلا فيقال
____________________
(1/173)
أمات الرجال وأمهات البهائم ( { وبناتكم } ) لام الكلمة محذوفة ووزنه فعاتكم والمحذوف واو أو ياء وقد ذكرناه فأما بنت فالتاء فيها بدل من اللام المحذوفة وليست تاء التأنيث لأن تاء التأنيث لا يسكن ما قبلها وتقلب هاء في الوقف فبنات ليس بجمع بنت بل بنه وكسرت الباء تنبيها على المحذوف هذا عند الفراء وقال غيره أصلها الفتح وعلى ذلك جاء جمعها ومذكرها وهو بنون وهو مذهب البصريين وأما أخت فالتاء فيها بدل من الواو لأنها من الاخوة فأما جمعها فأخوات
فان قيل لم رد المحذوف في أخوات ولم يرد في بنات قيل حمل كل واحد من الجمعين على مذكره فمذكر بنات لم يرد فيه المحذوف بل جاء ناقصا في الجمع فقالوا بنون وقالوا في جمع أخ اخوة واخوان فرد المحذوف والعمة تأنيث العم والخالة تأنيث الخال وألفه منقلبة عن واو لقولك في الجمع أخوال ( { من الرضاعة } ) في موضع الحال من أخواتكم أي وحرمت عليكم أخواتكم كائنات من الرضاعة ( { اللاتي دخلتم بهن } ) نعت لنسائكم التي تليها وليست صفة لنسائكم التي في قوله ( { وأمهات نسائكم } ) لوجهين أحدهما أن نساءكم الأولى مجرورة بالاضافة ونساءكم الثانية مجرورة بمن فالجران مختلفان وما هذا سبيله لا تجري عليه الصفة كما إذا اختلف العمل والثاني أن أم المرأة تحرم بنفس العقد عند الجمهور وبنتها لا تحرم الا بالدخول فالمعنى مختلف ومن نسائكم في موضع الحال من ربائبكم وان شئت من الضمير في الجار الذي هو صلة تقديره اللاتي استقررن في حجوركم كائنات من نسائكم ( { وأن تجمعوا } ) في موضع رفع عطفا على أمهاتكم و ( { إلا } ما قد سلف استثناء منقطع في موضع نصب
قوله تعالى ( { والمحصنات } ) هو معطوف على أمهاتكم و ( { من النساء } ) حال منه والجمهور على فتح الصاد هنا لأن المراد بهن ذوات الازواج وذات الزوج محصنة بالفتح لأن زوجها أحصنها أي أعفها فأما المحصنات في غير هذا الموضع فيقرأ بالفتح والكسر وكلاهما مشهور فالكسر على أن النساء أحصن فروجهن أو أزواجهن والفتح على أنهن أحصن بالازواج أو بالاسلام واشتقاق الكلمة من التحصين وهو المنع ( { إلا ما ملكت } ) استثناء متصل في موضع نصب والمعنى حرمت عليكم ذوات الازواج الا السبايا فانهن حلال وان كن ذوات أزواج ( { كتاب الله } هو منصوب على المصدر بكتب محذوفة دل عليه قوله حرمت لأن
____________________
(1/174)
التحريم كتب وقيل انتصابه بفعل محذوف تقديره الزموا كتاب الله و ( { عليكم } ) اغراء وقال الكوفيون هو اغراء والمفعول مقدم وهذا عندنا غير جائز لأن عليكم وبابه عامل ضعيف فليس له في التقديم تصرف وقرىء ( { كتب عليكم } ) أي كتب الله ذلك عليكم وعليكم على القول الاول متعلق بالفعل الناصب للمصدر لا بالمصدر لأن المصدر هنا فضلة وقيل هو متعلق بنفس المصدر لأنه ناب عن الفعل حيث لم يذكر معه فهو كقولك مرورا بزيد أي أمر ( { وأحل لكم } ) يقرأ بالفتح على تسمية الفاعل وهو معطوف على الفعل الناصب لكتاب وبالضم عطفا على حرمت ( { ما وراء ذلكم } ) في ما وجهان أحدهما هي بمعنى من فعل هذا يكون قوله ( { أن تبتغوا } ) في موضع جر أو نصب على تقدير بأن تبتغوا أو لأن تبتغوا أي أبيح لكم غير ما ذكرنا من النساء بالمهور والثاني أن ما بمعنى الذي والذي كناية عن الفعل أي وأحل لكم تحصيل ما وراء ذلك الفعل المحرم وأن تبتغوا بدل منه ويجوز أن يكون أن تبتغوا في هذا الوجه مثله في الوجه الاول و ( { محصنين } ) حال من الفاعل في تبتغوا ( { فما استمتعتم } ) في ( ا ) وجهان أحدهما هي بمعنى من والهاء في ( { به } ) تعود على لفظها والثاني هي بمعنى الذي والخبر ( { فأتوهن } ) والعائد منه محذوف أي لأجله فعلى الوجه الاول يجوز أن تكون شرطا وجوابها فآتوهن والخبر فعل الشرط وجوابه أو جوابه فقط على ما ذكرناه في غير موضع ويجوز على الوجه الاول أن تكون بمعنى الذي ولا تكون شرطا بل في موضع رفع بالابتداء واستمتعتم صلة لها والخبر فآتوهن ولا يجوز أن تكون مصدرية لفساد المعنى ولأن الهاء في به تعود على ما والمصدرية لا يعود عليها ضمير ( { منهن } ) حال من الهاء في به ( { فريضة } ) مصدر لفعل محذوف أو في موضع الحال على ما ذكرنا في آية الوصية
قوله تعالى ( { ومن لم يستطع } ) شرط وجوابه ( { فمن ما ملكت } ) و ( { منكم } ) حال من الضمير في يستطع ( { طولا } ) مفعول يستطع وقيل هو مفعول له وفيه حذف مضاف أي لعدم الطول وأما ( { أن ينكح } ) ففيه وجهان أحدهما هو بدل من طول وهو بدل الشيء من الشيء وهما لشيء واحد لأن الطول هو القدرة أو الفضل والنكاح قوة وفضل والثاني أن لا يكون بدلا بل هو معمول طول وفيه على هذا وجهان أحدهما هو منصوب بطول لأن التقدير ومن لم يستطع أن ينال
____________________
(1/175)
نكاح المحصنات وهو من قولك طلته أي نلته ومنه قول الفرزدق
( ان الفرزدق صخرة عادية % طالت فليس ينالها الاوعالا )
أي طالت الاوعالا والثاني أن يكون على تقدير حذف حرف الجر أي إلى أن ينكح والتقدير ومن لم يستطع وصلة إلى نكاح المحصنات وقيل المحذوف اللام فعلى هذا يكون في موضع صفة طول والطول المهر أي مهرا كائنا لأن ينكح وقيل هو مع تقدير اللام مفعول الطول أي طولا لأجل نكاحهن ( { فمن ما } ) في من وجهان أحدهما هي زائدة والتقدير فلينكح ما ملكت والثاني ليست زائدة والفعل المقدر محذوف تقديره فلينكح امرأة مما ملكت ومن على هذا صفة للمحذوف وقيل مفعول الفعل المحذوف ( { فتياتكم } ) ومن الثانية زائدة و ( { والمؤمنات } ) على هذه الاوجه صفة الفتيات وقيل مفعول الفعل المحذوف المؤمنات والتقدير من فتياتكم الفتيات المؤمنات وموضع من فتياتكم إذا لم تكن من زائدة حال من الهاء المحذوفة في ملكت وقيل في الكلام تقديم وتأخير تقديره فلينكح بعضكم من بعض الفتيات فعلى هذا يكون قوله ( { والله أعلم بإيمانكم } ) معترضا بين الفعل والفاعل و ( { بعضكم } ) فاعل الفعل المحذوف والجيد أن يكون بعضكم مبتدأ و ( { من بعض } ) خبره أي بعضكم من جنس بعض في النسب والدين فلا يترفع الحر عن الامة عند الحاجة وقيل ( { فمن ما ملكت } ) خبر مبتدأ محذوف أي فالمنكوحة مما ملكت ( { محصنات } ) حال من المفعول في ( { وآتوهن } ولا متخذات ) معطوف على محصنات والاضافة غير محضة والاخدان جمع خدن مثل عدل وأعدال ( { فإذا أحصن } ) يقرأ بضم الهمزة أي بالازواج وبفتحها أي فروجهن ( { فإن أتين } ) الفاء جواب إذا ( { فعليهن } ) جواب ان ( { من العذاب } ) في موضع الحال من الضمير في الجار والعامل فيها العامل في صاحبها ولا يجوز أن تكون حالا من ما لأنها مجرورة بالاضافة فلا يكون لها عامل ( { ذلك } ) مبتدأ ( { لمن خشي } ) الخبر أي جائز للخائف من الزنا ( { وإن تصبروا } ) مبتدأ و ( { خير لكم } ) خبره
قوله تعالى ( { يريد الله ليبين لكم } ) مفعول يريد محذوف تقديره يريد الله ذلك أي تحريم ما حرم وتحليل ما حلل ليبين واللام في ليبين متعلقة بيريد وقيل اللام زائدة والتقدير يريد الله أن يبين فالنصب بأن
قوله تعالى ( { ويريد الذين يتبعون الشهوات } ) معطوف على قوله ( { والله }
____________________
(1/176)
( { يريد أن يتوب عليكم } ) الا أنه صدر الجملة الأولى بالاسم والثانية بالفعل ولا يجوز أن يقرأ بالنصب لأن المعنى يصير والله يريد أن يتوب عليكم ويريد أن يريد الذين يتبعون الشهوات وليس المعنى على ذلك
قوله تعالى ( { وخلق الإنسان ضعيفا } ) ضعيفا حال وقيل تمييز لأنه يجوز أن يقدر بمن وليس بشيء وقيل التقدير وخلق الانسان من شيء ضعيف أي من طين أو من نطفة وعلقة ومضغة كما قال ( { الله الذي خلقكم من ضعف } ) فلما حذف الجار والموصوف انتصبت الصفة بالفعل نفسه
قوله تعالى ( { إلا أن تكون تجارة } ) الاستثناء منقطع ليس من جنس الاول وقيل هو متصل والتقدير لا تأكلوها بسبب الا أن تكون تجارة وهذا ضعيف لأنه قال بالباطل والتجارة ليسب من جنس الباطل وفي الكلام حذف مضاف أي الا في حال كونها تجارة أو في وقت كونها تجارة وتجارة بالرفع على أن كان تامة وبالنصب على أنها الناقصة التقدير الا أن تكون المعاملة أو التجارة تجارة وقيل تقديره الا أن تكون الاموال تجارة ( { عن تراض } ) في موضع صفة تجارة ( { ومنكم } ) صفة تراض
قوله تعالى ( { ومن يفعل } ) من في موضع رفع بالابتداء والخبر ( { فسوف نصليه } ) وعدوانا وظلما مصدران في موضع الحال أو مفعول من أجله والجمهور على ضم النون من نصليه ويقرأ بفتحها وهما لغتان يقال أصليته النار وصليته
قوله تعالى ( { مدخلا } ) يقرأ بفتح الميم وهو مصدر دخل والتقدير وندخله فيدخل مدخلا أي دخولا ومفعل إذا وقع مصدرا كان مصدر فعل فأما أفعل فمصدره مفعل بضم الميم كما ضمت الهمزة وقيل مدخل هنا المفتوح الميم مكان فيكون مفعولا به مثل أدخلته بيتا
قوله تعالى ( { ما فضل الله } ما بمعنى الذي ) أو نكرة موصوفة والعائد الهاء في ( { به } ) والمفعول ( { بعضكم } واسئلوا الله ) يقرأ سلوا بغير همز واسئلوا بالهمزة وقد ذكر في قوله ( { سل بني إسرائيل } ) ومفعول اسئلوا محذوف أي شيئا ( { من فضله } )
قوله تعالى ( { ولكل جعلنا } ) المضاف إليه محذوف وفيه وجهان أحدهما تقديره ولكل أحد جعلنا موالي يرثونه والثاني ولكل مال والمفعول الاول لجعل ( { موالي } ) والثاني لكل والتقدير وجعلنا وراثا لكل ميت أو لكل مال ( { مما ترك } ) فيه
____________________
(1/177)
وجهان هو صفة مال المحذوف أي من مال تركه ( { الوالدان } ) والثاني هو يتعلق بفعل محذوف دل عليه الموالي تقديره يرثون ما ترك وقيل ( ا ) بمعنى من أي لكل أحد ممن ترك الوالدان ( { والذين عقدت } ) في موضعها ثلاثة أوجه أحدها هو معطوف على موالي أي وجعلنا الذين عاقدت وارثا وكان ذلك ونسخ فيكون قوله ( { فآتوهم نصيبهم } ) توكيدا والثاني موضعه نصب بفعل محذوف فسره المذكور أي وآتوا الذين عاقدت والثالث هو رفع بالابتداء وفآتوهم الخبر ويقرأ عاقدت بالألف والمفعول محذوف أي عاقدتهم ويقرأ بغير ألف والمفعول محذوف أيضا هو والعائد تقديره عقدت حلفهم أيمانكم وقيل التقدير عقدت حلفهم ذو أيمانكم فحذف المضاف لأن العاقد لليمين الحالفون لا الايمان نفسها
قوله تعالى ( { قوامون على النساء } ) على متعلقة بقوامون و ( { بما } ) متعلقة به أيضا ولما كان الحرفان بمعنيين جاز تعلقهما بشيء واحد فعلى على هذا لها معنى غير معنى الباء ويجوز أن تكون الباء في موضع الحال فتتعلق بمحذوف تقديره مستحقين بتفضيل الله إياهم وصاحب الحال الضمير في قوامون وما مصدرية فأما ( ا ) في قوله ( { وبما أنفقوا } ) فيجوز أن تكون مصدرية فتتعلق من بأنفقوا ولا حذف في الكلام ويجوز أن تكون بمعنى الذي والعائد محذوف أي وبالذي أنفقوه فعلى هذا يكون ( { من أموالهم } ) حالا ( { فالصالحات } ) مبتدأ ( { قانتات حافظات } ) خبران عنه وقرىء ( / < فالصوالح قوانت حوافظ > / ) وهو جمع تكثير دال على الكثرة وجمع التصحيح لا يدل على الكثرة بوضعه وقد استعمل فيها كقوله تعالى ( { وهم في الغرفات آمنون } بما حفظ الله ) في ( ا ) ثلاثة أوجه بمعنى الذي ونكرة موصوفة والعائد محذوف على الوجهين ومصدرية وقرىء ( { بما حفظ الله } ) بنصب اسم الله وما على هذه القراءة بمعنى الذي أو نكرة والمضاف محذوف والتقدير بما حفظ أمر الله أو دين الله وقال قوم هي مصدرية والتقدير حفظهن الله وهذا خطأ لأنه إذا كان كذلك خلا الفعل عن ضمير الفاعل لأن الفاعل هنا جمع المؤنث وذلك يظهر ضميره فكان يجب أن يكون بما حفظهن الله وقد صوب هذا القول وجعل الفاعل فيه للجنس وهو مفرد مذكر فلا يظهر له ضمير ( { واللاتي تخافون } ) مثل قوله ( { واللاتي يأتين الفاحشة } ) ومثل ( { واللذان يأتيانها } ) وقد ذكرا ( { واهجروهن في المضاجع } ) في في وجهان أحدهما هي ظرف للهجران أي اهجروهن في مواضع الاضطجاع أي اتركوا مضاجعهن دون ترك مكالمتهن
____________________
(1/178)
والثاني هي بمعنى السبب أي واهجروهن بسبب المضاجع كما تقول في هذه الجناية عقوبة ( { فلا تبغوا عليهن } ) في تبغوا وجهان أحدهما هو من البغي الذي هو الظلم فعلى هذا هو غير متعد و ( { سبيلا } على هذا منصوب على تقدير حذف حرف الجر أي بسبيل ما والثاني هو من قولك بغيت الامر أي طلبته فعلى هذا يكون متعديا وسبيلا مفعوله وعليهن من نعت السبيل فيكون حالا لتقدمه عليه
قوله تعالى ( { شقاق بينهما } الشقاق الخلاف فلذلك حسن اضافته إلى بين وبين هنا الوصل الكائن بين الزوجين ( { حكما من أهله } ) يجوز أن يتعلق من بابعثوا فيكون الابتداء غاية البعث ويجوز أن يكون صفة للحكم فيتعلق بمحذوف ( { إن يريدا } ) ضمير الاثنين يعود على الحكمين وقيل على الزوجين فعلى الاول والثاني يكون قوله ( { يوفق الله بينهما } ) للزوجين
قوله تعالى ( { وبالوالدين إحسانا } ) في نصب إحسانا أوجه قد ذكرناها في البقرة عند قوله ( { وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل } ) و ( { الجنب } ) يقرأ بضمتين وهو وصف مثل ناقة أجد ويد سجح ويقرأ بفتح الجيم وسكون النون وهو وصف أيضا وهو المجانب وهو مثل قولك رجل عدل ( { والصاحب بالجنب } ) يجوز أن تكون الباء بمعنى في وأن تكون على بابها وعلى كلا الوجهين هو حال من الصاحب والعامل فيها المحذوف
قوله تعالى ( { الذين يبخلون } ) فيه وجهان أحدهما هو منصوب بدل من ( { من } ) في قوله ( { من كان مختالا فخورا } ) وجمع على معنى من ويجوز أن يكون محمولا على قوله مختالا فخورا وهو خبر كان وجمع على المعنى أيضا أو على إضمار إذم والثاني أن يكون مبتدأ والخبر محذوف تقديره مبغضون ودل عليه ما تقدم من قوله لا يحب ويجوز أن يكون الخبر معذبون لقوله ( { وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا } ) ويجوز أن يكون التقدير هم الذين ويجوز أن يكون مبتدأ والذين ينفقون معطوف عليه والخبر ان الله لا يظلم أي يظلمهم والبخل والبخل لغتان وقد قرىء بهما وفيه لغتان أخريان البخل بضم الخاء والباء والبخل بفتح الباء وسكون الخاء و ( { من فضله } ) حال من ( { ما } ) أو من العائد المحذوف
قوله تعالى ( { والذين ينفقون أموالهم رئاء الناس } ) رئاء مفعول من أجله والمصدر مضاف إلى المفعول فعلى هذا يكون قوله ( { ولا يؤمنون بالله } ) معطوفا
____________________
(1/179)
على ينفقون داخلا في الصلة ويجوز أن يكون مستأنفا ويجوز أن يكون رئاء الناس مصدرا في موضع الحال أي ينفقون مرائين ( { فساء قرينا } أي فساء هو والضمير عائد على من أو على الشيطان وقرينا تمييز وساء هنا منقولة إلى باب نعم وبئس ففاعلها والمخصوص بعدها بالذم مثل فاعل بئس ومخصوصها والتقدير فساء الشيطان والقرين فأما قوله ( { والذين ينفقون } ) ففي موضعه ثلاثة أوجه أحدها هو جر عطفا على الكافرين في قوله ( { وأعتدنا للكافرين } ) والثاني نصب على ما انتصب عليه الذين يبخلون والثالث رفع على ما ارتفع عليه الذين يبخلون وقد ذكرا فأما رئاى الناس فقد ذكرنا أنه مفعول له أو حال من فاعل ينفقون ويجوز أن يكون حالا من الذين ينفقون أي الموصول فعلى هذا يكون قوله ( { ولا يؤمنون } ) مستأنفا لئلا يفرق بين بعض الصلة وبعض بحال الموصول
قوله تعالى ( { وماذا عليهم } ) فيه وجهان أحدهما ( ما ) مبتدأ و ( ذا ) بمعنى الذي وعليهم صلتها والذي وصلتها خبر ما وأجاز قوم أن تكون الذي وصلتها مبتدأ وما خبرا مقدما وقدم الخبر لأنه استفهام والثاني أن ما وذا اسم واحد مبتدأ وعليهم الخبر وقد ذكرنا هذا في البقرة بأبسط من هذا و ( { لو } ) فيها وجهان أحدهما هي على بابها والكلام محمول على المعنى أي لو آمنوا لم يضرهم والثاني أنها بمعنى أن الناصبة للفعل كما ذكرنا في قوله ( { لو يعمر ألف سنة } ) وغيره ويجوز أن تكون بمعنى ان الشرطية كما جاء في قوله ( { ولو أعجبتكم } ) أي وأي شيء عليهم ان آمنوا وتقديره على الوجه الاخر أي شيء عليهم في الايمان
قوله تعالى ( { مثقال ذرة } ) فيه وجهان أحدهما هو مفعول ليظلم والتقدير لا يظلمهم أو لا يظلم أحدا ويظلم بمعنى ينتقص أي ينقص وهو متعد إلى مفعولين والثاني هو صفة مصدر محذوف تقديره ظلما قدر مثقال ذرة فحذف المصدر وصفته وأقام المضاف إليه مقامهما ( { وإن تك حسنة } ) حذفت نون تكن لكثرة استعمال هذه الكلمة وشبه النون لغنتها وسكونها بالواو فان تحركت لم تحذف نحو ( { ومن يكن الشيطان } ولم يكن الذين ) وحسنة بالرفع على أن كان التامة وبالنصب على أنها الناقصة و ( { من لدنه } ) متعلق بيؤت أو حال من الاجر
قوله تعالى ( { فكيف } ) إذا الناصب لها محذوف أي كيف تصنعون أو تكونوا وإذا ظرف لذلك المحذوف ( { من كل أمة } ) متعلق بجئنا أو حال من شهيد على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه ( { وجئنا بك } ) معطوف على جئنا الأولى
____________________
(1/180)
ويجوز أن يكون حالا وتكون قد مرادة ويجوز أن يكون مستأنفا ويكون الماضي بمعنى المستقبل و ( { شهيدا } ) حال وعلى يتعلق به ويجوز أن يكون حالا منه
قوله تعالى ( { يومئذ } ) فيه وجهان أحدهما هو ظرف ل ( { يود } ) فيعمل فيه والثاني يعمل فيه شهيدا فعلى هذا يكون يود صفة ليوم والعائد محذوف أي فيه وقد ذكر ذلك في قوله ( { واتقوا يوما لا تجزي } ) والأصل في ( ذ ) وهي ظرف زمان ماض فقد استعملت هنا للسمتقبل وهو كثير في القرآن فزادوا عليها التنوين عوضا من الجملة المحذوفة تقديره يوم إذ تأتى بالشهداء وحركت الذال بالكسر لسكونها وسكون التنوين بعدها ( { وعصوا الرسول } ) في موضع الحال وقد مرادة وهي معترضة بين يود وبين مفعولها وهو ( { لو تسوى } ) ولو بمعنى أن المصدرية وتسوى على مالم يسم فاعله ويقرأ تسوى بالفتح والتشديد أي تتسوى فقلبت الثانية سينا وأدغم ويقرأ بالتخفيف أيضا على حذف الثانية ( { ولا يكتمون } ) فيه وجهان أحدهما هو حال والتقدير يودون أن يعذبوا في الدنيا دون الاخرة أو يكونوا كالارض ( { ولا يكتمون الله } ) في ذلك اليوم ( { حديثا } )
قوله تعالى ( { لا تقربوا الصلاة } ) قيل المراد مواضع الصلاة فحذف المضاف وقيل لا حذف فيه ( { وأنتم سكارى } ) حال من ضمير الفاعل في تقربوا وسكارى جمع سكران ويجوز ضم السين وفتحها وقد قرىء بهما وقرىء أيضا ( / < سكرى > / بضم السين من غير ألف وبفتحها كذلك وهي صفة مفردة في موضع الجمع فسكرى مثل حبلى وسكرى مثل عطشى ( { حتى تعلموا } ) أي إلى أن وهي متعلقة بتقربوا و ( { ما } ) بمعنى الذي أو نكرة موصوفة والعائد محذوف ويجوز أن تكون مصدرية ولا حذف ( { ولا جنبا } ) حال والتقدير لا تصلوا جنبا أو لا تقربوا مواضع الصلاة جنبا والجنب يفرد مع التثنية والجمع في اللغة الفصحى يذهب به مذهب الوصف بالمصادر ومن العرب من يثنيه ويجمعه فيقول جنبان وأجناب واشتقاقه من المجانبة وهي المباعدة ( { إلا عابري سبيل } ) هو حال أيضا والتقدير لا تقربوها في حال الجنابة الا في حال السفر أو عبور المسجد على اختلاف الناس في المراد بذلك ( { حتى تغتسلوا } ) متعلق بالعامل في جنب ( { منكم } ) صفة لأحد و ( { من الغائط } ) مفعول جاء والجمهور يقرءون الغائط على فاعل والفعل منه غاط المكان يغوط إذا اطمأن وقرأ ابن مسعود بياء ساكنة من غير ألف وفيه وجهان أحدهما هو مصدر يغوط وكان القياس غوطا فقلب الواو ياء وأسكنتُ
____________________
(1/181)
وانفتح ما قبلها لخفتها والثاني أنه أراد الغيط فخففت مثل سيد وميت ( / < أو لمستم > / ) يقرأ بغير ألف وبألف وهما بمعنى وقيل لامستم ما دون الجماع أو لمستم الجماع ( { فلم تجدوا } ) الفاء عطفت ما بعدها على جاء وجواب الشرط ( { فتيمموا } ) وجاء معطوف على كنتم أي وان جاء أحد ( { صعيدا } ) مفعول تيمموا أي اقصدوا صعيدا وقيل هو على تقدير حذف الباء أي بصعيد ( { بوجوهكم } ) الباء زائدة أي امسحوا وجوهكم وفي الكلام حذف أي فامسحوا وجوهكم به أو منه وقد ظهر ذلك في آية المائدة
قوله تعالى ( { من الكتاب } ) صفة لنصيب ( { يشترون } ) حال من الفاعل في أوتوا ( { ويريدون } ) مثله وان شئت جعلتهما حالين من الموصول وهو قوله ( { من الذين أوتوا } ) وهي حال مقدرة ويقال ضللت ( { السبيل } ) وعن السبيل وهو مفعول به وليس بظرف وهو كقولك أخطأ الطريق ( { وليا } ) و ( { نصيرا } ) منصوبان على التمييز وقيل على الحال
قوله تعالى ( { من الذين هادوا } ) فيه ثلاثة أوجه احدها أنه خبر مبتدأ محذوف وفي ذلك تقديران احدهما تقديره هم من الذين ( { يحرفون } ) على هذا حال من الفاعل في هادوا والثاني تقديره من الذين هادوا قوم فقوم هو المبتدأ وما قبله الخبر ويحرفون نعت لقوم وقيل التقدير من الذين هادوا من يحرفون كما قال ( { وما منا إلا له } ) أي من له ومن هذه عندنا نكرة موصوفة مثل قوم وليست بمعنى الذي لأن الموصول لا يحذف دون صلته والوجه الثاني أن من الذين متعلق بنصير فهو في موضع نصب به كما قال ( { فمن ينصرنا من بأس الله } ) أي يمنعنا والثالث أنه حال من الفاعل في يريدون ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في اوتوا لأن شيئا واحدا لا يكون له أكثر من حال واحدة الا أن يعطف بعض الاحوال على بعض ولا يكون حالا من الذين لهذا المعنى وقيل هو حال من أعدائكم أي والله أعلم بأعدائكم كائنين من الذين والفصل المعترض بينهما مسدد فلم يمنع من الحال وفي كل موضع جعلت فيه من الذين هادوا حالا فيحرفون فيه حال من الفاعل في هادوا و ( { الكلم } ) جمع كلمة ويقرأ ( / < الكلام > / ) والمعنى متقارب و ( { عن } ) مواضعه متعلق بيحرفون وذكر الضمير المضاف إليه حملا على معنى الكلم لأنها جنس ( { ويقولون } ) عطف على يحرفون و ( { غير مسمع } ) حال والمفعول الثاني محذوف أي لا أسمعت مكروها هذا ظاهر قولهم فأما ما أرادوا
____________________
(1/182)
فهو لا أسمعت خيرا وقيل أرادوا غير مسموع منك ( { وراعنا } ) قد ذكر في البقرة و ( { ليا بألسنتهم وطعنا } ) مفعول له وقيل مصدر في موضع الحال والأصل في لى لوى فقلبت الواو ياء وأدغمت و ( { في الدين } ) متعلق بطعن ( { خيرا لهم } ) يجوز أن يكون بمعنى أفعل كما قال ( { وأقوم } ) ومن محذوفة أي من غيره ويجوز أن يكون بمعنى فاضل وجيد فلا يفتقر إلى من ( { إلا قليلا } ) صفة مصدر محذوف أي ايمانا قليلا
قوله تعالى ( { من قبل } ) متعلق بآمنوا و ( { على أدبارها } ) حال من ضمير الوجوه وهي مقدرة
قوله تعالى ( { ويغفر ما دون ذلك } ) هو مستأنف غير معطوف على يغفر الأولى لأنه لو عطف عليه لصار منفيا
قوله تعالى ( { بل الله يزكي من يشاء } ) تقديره أخطئوا بل الله يزكي ( { ولا يظلمون } ) ضمير الجمع يرجع إلى معنى من ويجوز أن يكون مستأنفا أي من زكى نفسه ومن زكاه الله و ( { فتيلا } ) مثل مثقال ذرة في الإعراب وقد ذكر
قوله تعالى ( { كيف يفترون } ) كيف منصوب بيفترون وموضع الكلام نصب بانظروا و ( { على الله } متعلق بيفترون ويجوز أن يكون حالا من ( { الكذب } ) ولا يجوز أن يتعلق بالكذب لأن معمول المصدر لا يتقدم عليه فان جعل على التبيين جاز
قوله تعالى ( { هؤلاء } ) أهدى مبتدأ وخبر في موضع نصب بيقولون وللذين كفروا تخصيص وتبيين متعلق بيقولون أيضا ويؤمنون بالجبت ويقولون مثل يشترون الضلالة ويريدون وقد ذكر
قوله تعالى ( { أم لهم نصيب } ) أم منقطعة أي بل ألهم وكذلك أم يحسدون ( { فأذن } ) حرف ينصب الفعل إذا اعتمد عليه وله مواضع يلغي فيها وهو مشبه في عوامل الافعال بظننت في عوامل الاسماء والنون أصل فيه وليس بتنوين فلهذا يكتب بالنون وأجاز الفراء أن يكتب بالألف ولم يعمل هنا من أجل حرف العطف وهي الفاء ويجوز في غير القرآن أن يعمل مع الفاء وليس المبطل لعمله لا لأن لا يتخطاها العامل
قوله تعالى ( { من آمن به } ) الهاء تعود على الكتاب وقيل على ابراهيم وقيل على محمد و سعيرا بمعنى مستعر ( { نضجت جلودهم } )
____________________
(1/183)
يقرأ بالادغام لأنهما من حروف وسط الفم والاظهار هو الأصل ( { بدلناهم جلودا } ) أي بجلود وقيل يتعدى إلى الثاني بنفسه
قوله تعالى ( { والذين آمنوا } ) يجوز أن يكون في موضع نصب عطفا على الذين كفروا وأن يكون رفعا على الموضع أو على الاستئناف والخبر ( { سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها } ) حال من المفعول في ندخلهم أو من جنات لأن فيهما ضمير الكل واحد منهما ويجوز أن يكون صفة لجنات على رأي الكوفيين و ( { لهم فيها أزواج } ) حال أو صفة
قوله تعالى ( { وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل } ) العامل في إذا وجهان أحدهما فعل محذوف تقديره يأمركم أن تحكموا إذا حكمتم وجعل أن تحكموا المذكورة مفسرة للمحذوف فلا موضع لأن تحكموا لأنه مفسر للمحذوف والمحذوف مفعول يأمركم ولا يجوز أن يعمل في إذا أن تحكموا لأن معمول المصدر لا يتقدم عليه والوجه الثاني أن تنصب إذا بيأمركم وأن تحكموا به أيضا والتقدير أن يكون حرف العطف مع أن تحكموا لكن فصل بينهما بالظرف كقول الاعشى
( يوم يراها كشبه أردية الغضب % ويوما أديمها ثفلا )
وبالعدل يجوز أن يكون مفعولا به ويجوز أن يكون حالا ( { نعما يعظكم } ) به الجملة خبر ان وفي ( ا ) ثلاثة أوجه أحدها أنها بمعنى الشيء معرفة تامة ويعظكم صفة موصوف محذوف هو المخصوص بالمدح تقديره نعم الشيء شيء يعظكم به ويجوز أن يكون يعظكم صفة لمنصوب محذوف أي نعم الشيء شيئا يعظكم به كقولك نعم الرجل رجلا صالحا زيد وهذا جائز عند بعض النحويين والمخصوص بالمدح هنا محذوف والثاني أن ( ما ) بمعنى الذي وما بعدها صلتها وموضعها رفع فاعل نعم والمخصوص محذوف أي نعم الذي يعظكم بتأدية الامانة والحكم بالعدل والثالث أن تكون ( ما ) نكرة موصوفة والفاعل مضمر والمخصوص محذوف كقوله تعالى ( { بئس للظالمين بدلا } )
قوله تعالى ( { وأولي الأمر منكم } ) حال من أولي و ( { تأويلا } ) تمييز
قوله تعالى ( { يريدون } ) حال من الذين يزعمون أو من الضمير في يزعمون ويزعمون من أخوات ظننت في اقتضائها مفعولين وان وما عملت فيه تسد مسدهما ( { وقد أمروا } ) في موضع الحال من الفاعل في يريدون والطاغوت يؤنث ويذكر
____________________
(1/184)
وقد ذكر ضميره هنا وقد تكلمنا عليه في البقرة ( { أن يضلهم ضلالا } ) أي فيضلوا ضلالا ويجوز أن يكون ضلالا بمعنى اضلالا فوضع أحد المصدرين موضع الاخر
قوله تعالى ( { تعالوا } ) الأصل تعاليوا وقد ذكرنا ذلك في آل عمران ويقرأ شاذا بضم اللام ووجه أنه حذف الألف من تعالى اعتباطا ثم ضم اللام من أجل واو الضمير ( { يصدون } ) في موضع الحال و ( { صدودا } ) اسم للمصدر والمصدر صد وقيل هو مصدر
قوله تعالى ( { فكيف إذا أصابتهم مصيبة } ) أي فكيف يصنعون ( { ويحلفون } ) حال
قوله تعالى ( { في أنفسهم } ) يتعلق بقل لهم وقيل يتعلق ب ( { بليغا } ) أي يبلغ في نفوسهم وهو ضعيف لأن الصفة لا تعمل فيما قبلها
قوله تعالى ( { إلا ليطاع } ) في موضع نصب مفعول له واللام تتعلق بأرسلنا و ( { بإذن الله } ) حال من الضمير في يطاع وقيل هو مفعول به أي بسبب أمر الله و ( { ظلموا } ) ظرف والعامل فيه خبر ان وهو ( { جاؤوك } ) ( { واستغفر لهم الرسول } ) ولم يقل فاستغفرت لهم لأنه رجع من الخطاب إلى الغيبة لما في الاسم الظاهر من الدلالة على أنه الرسول و ( { لوجدوا } ) يتعدى إلى مفعولين وقيل هي المتعدية إلى واحد و ( { توابا } ) حال و ( { رحيما } ) بدل أو حال من الضمير في تواب
قوله تعالى ( { فلا وربك } ) فيه وجهان أحدهما أن ( { لا } الأولى زائدة والتقدير فوربك ( { لا يؤمنون } ) وقيل الثانية زائدة والقسم معترض بين النفي والمنفي والوجه الاخر أن لا نفي لشيء محذوف تقديره فلا يفعلون ثم قال وربك لا يؤمنون و ( { بينهم } ) ظرف لشجر أو حال من ( ما ) أو من فاعل شجر و ( { ثم لا يجدوا } معطوف على يحكموك و ( { في أنفسهم } ) يتعلق بيجدوا تعلق الظرف بالفعل و ( { حرجا } ) مفعول يجدوا ويجوز أن يكون في أنفسهم حالا من حرج وكلاهما على أن يجدوا المتعدية إلى مفعول واحد ويجوز أن تكون المتعدية إلى اثنين وفي أنفسهم أحدهما و ( { مما قضيت } ) صفة لحرج فيتعلق بمحذوف ويجوز أن يتعلق بحرج لأنك تقول حرجت من هذا الامر و ( ا ) يجوز أن تكون بمعنى الذي ونكرة موصوفة ومصدرية
____________________
(1/185)
قوله تعالى ( { أن اقتلوا } ) فيه وجهان أحدهما هي أن المصدرية والامر صلتها وموضعهما نصب بكتبنا والثاني أن أن بمعنى أي المفسرة للقول وكتبنا قريب من معنى أمرنا أو قلنا ( { أو اخرجوا } ) يقرأ بكسر الواو على أصل التقاء الساكنين وبالضم اتباعا لضمة الراء ولأن الواو من جنس الضمة ( { ما فعلوه } ) الهاء ضمير أحد مصدري الفعلين وهو القتل أو الخروج ويجوز أن يكون ضمير المكتوب ودل عليه كتبنا ( { إلا قليلا } ) يقرأ بالرفع بدلا من الضمير المرفوع وعليه المعنى لأن المعنى فعله قليل منهم وبالنصب على أصل باب الاستثناء والأولى أقوى و ( { منهم } ) صفة قليل و ( { تثبيتا } ) تمميز ( { وأذن } ) جواب ملغاة و ( { من لدنا } ) يتعلق بآتيناهم ويجوز أن يكون حالا من أجرا و ( { صراطا } ) مفعول ثان
قوله تعالى ( { من النبيين } ) حال من الذين أو من المجرور في عليهم ( { وحسن } ) الجمهورعلى ضم السين وقرىء بإسكانها مع فتح الحاء على التخفيف كما قالوا في عضد عضد و ( { أولئك } ) فاعله و ( { رفيقا } ) تمميز وقيل هو حال وهو واحد في موضع الجمع أي رفقاء
قوله تعالى ( { ذلك } ) مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما ( { الفضل } ) و ف ( { من الله } حال والعامل فيها معنى ذلك والثاني أن الفضل صفة ومن الله الخبر
قوله تعالى ( { ثبات } ) جمع ثبة وهي للجماعة وأصلها ثبوت تصغيرها ثبية فأما ثبة الحوض وهي وسطه فأصلها ثوبة من ثاب يثوب إذا رجع وتصغيرها ثويبة وثبات حال وكذلك ( { جميعا } )
قوله تعالى ( { لمن } ) اسم ان وهي بمعنى الذي أو نكرة موصوفة و ( { ليبطئن } ) صلة أو صفة ومنكم خبر ان و ( { إذ لم } ) ظرف لأنعم
قوله تعالى ( { ليقولن } ) بفتح اللام على لفظ من وقرىء بضمها حملا على معنى من وهو الجمع ( { كأن لم } ) هي مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي كأنه لم يكن بالياء لأن المودة والود بمعنى ولأنه قد فصل بينهما ويقرأ بالتاء على لفظ المودة وهو كلام معترض بين يقول وبين المحكى بها وهو قوله ( { يا ليتني } ) والتقدير يقول ياليتني وقيل ليس بمعترض بل هو محكي أيضا بيقول أي يقول كأن لم تكن ويا ليتني وقيل كأن لم وما يتصل بها حال من ضمير الفاعل في ليقولن يا ليتني المنادى محذوف تقديره يا قوم ليتني وأبو علي يقول في نحو هذا ليس في الكلام منادى
____________________
(1/186)
محذوف بل يدخل ( { يا } ) على الفعل والحرف للتنبيه ( { فأفوز } ) بالنصب على جواب التمني وبالرفع على تقدير فأنا أفوز
قوله تعالى ( { أو يغلب فسوف } ) أدغمت الباء في الفاء لأنهما من الشفتين وقد أظهرها بعضهم
قوله تعالى ( { وما لكم } ) ما استفهام مبتدأ ولكم خبره و ( { لا تقاتلون } ) في موضع الحال والعامل فيها الاستقرار كما تقول مالك قائما ( { والمستضعفين } ) عطف على اسم الله أي وفي سبيل المستضعفين وقال المبرد هو معطوف على السبيل وليس بشيء ( { الذين يقولون } ) في موضع جر صفة لمن عقل من المذكورين ويجوز أن يكون نصبا بإضمار أعنى ( { الظالم أهلها } ) الألف واللام بمعنى التي ولم يؤنث اسم الفاعل وان كان نعتا للقرية في اللفظ لأنه قد عمل في الاسم الظاهر المذكر وهو أهل وكل اسم فاعل إذا جرى على غير من هو له فتذكيره وتأنيثه على حسب الاسم الظاهر الذي عمل فيه
قوله تعالى ( { إذا فريق منهم } ) إذا هنا للمفاجأة والتي للمفاجأة ظرف مكان وظرف المكان في مثل هذا يجوز أن يكون خبر للاسم الذي بعده وهو فريق هاهنا ومنهم صفة فريق و ( { ويخشون } ) حال والعامل في الظرف على هذا الاستقرار ويجوز أن تكون إذا غير خبر فيكون فريق مبتدأ ومنهم صفته ويخشون الخبر وهو العامل في إذا وقيل إذا هنا الزمانية وليس بشيء لأن إذا الزمانية يعمل فيها اما ما قبلها أو ما بعدها وإذا عمل فيها ما قبلها كانت ( من صلته ) وهذا فاسد هاهنا لأنه يصير التقدير فلما كتب عليهم القتال في وقت الخشية فريق منهم وهذا يفتقر إلى جواب لما ولا جواب لها وإذا عمل فيها ما بعدها كان العامل فيها جوابا لها وإذا هنا ليس لها جواب بل هي جواب لما ( { كخشية الله } ) أي خشية كخشية الله والمصدر مضاف إلى المفعول ( { أو أشد } ) معطوف على الخشية وهو مجرور ويجوز أن يكون منصوبا عطفا على موضع الكاف والقول في قوله أشد خشية كالقول في قوله ( { أو أشد ذكرا } ) وقد ذكر
قوله تعالى ( { أينما } ) هي شرط هاهنا وما زائدة ويكثر دخولها على أين الشرطية لتقوى معناها في الشرط ويجوز حذفها و ( { يدرككم } ) الجواب وقد قرىء ( { يدرككم } ) بالرفع وهو شاذ ووجهه أنه حذف الفاء ( { ولو كنتم } ) بمعنى وان كنتم وقد ذكر مرارا ( { قل كل } ) مبتدأ والمضاف إليه محذوف أي كل ذلك و ( { من عند الله } الخبر ( { لا يكادون }
____________________
(1/187)
حال ومن القراء من يقف على اللام من قوله ما لهؤلاء وليس موضع وقف واللام في التحقيق متصلة بهؤلاء وهي خبر المبتدأ
قوله تعالى ( { ما أصابك من حسنة } ما ) شرطية ( اصابك ) بمعنى يصيبك والجواب ( { فمن الله } ) ولا يحسن أن تكون بمعنى الذي لأن ذلك يقتضي أن يكن المصيب لهم ماضيا مخصصا والمعنى على العموم والشرط أشبه والتقدير فهو من الله والمراد بالاية الخصب والجدب ولذلك لم يقل أصبت ( { رسولا } حال مؤكدة أي ذا رسالة ويجوز أن يكون مصدرا أي ارسالا وللناس يتعلق بأرسلنا ويجوز أن يكون حالا من رسول
قوله تعالى ( { حفيظا } حال من الكاف وعليهم يتعلق بحفيظ ويجوز أن يكون حالا منه فيتعلق بمحذوف
قوله تعالى ( { طاعة } ) خبر مبتدأ محذوف أي أمرنا طاعة ويجوز أن يكون مبتدأ أي عندنا أو منا طاعة ( { بيت } ) الأصل أن تفتح التاء لأنه فعل ماض ولم تلحقه تاء التأنيث لأن الطائفة بمعنى النفر وقد قرىء بادغام التاء في الطاء على أنه سكن التاء لتمكن ادغامها إذ كانت من مخرج الطاء والطاء أقوى منها لاستعلائها وإطباقها وجهرها و ( { تقول } ) يجوز أن يكون خطابا للنبي وأن يكون للطائفة ( { ما يبيتون } ) يجوز أن تكون ( { ما } ) بمعنى الذي وموصوفة ومصدرية
قوله تعالى ( { أذاعوا به } ) الألف في أذاعو بدل من ياء يقال ذاع الامر يذيع والباء زائدة أي أذاعوه وقيل حمل على معنى تحدثوا به ( { يستنبطونه منهم } ) حال من الذين أو من الضمير في يستنبطونه ( { إلا قليلا } ) مستثنى من فاعل اتبعتم والمعنى لولا أن من الله عليكم لضللتم باتباع الشيطان الا قليلا منكم وهو من مات في الفترة أو من كان غير مكلف وقيل هو مستثنى من قوله أذاعوا به أي أظهروا ذلك الامر أو الخوف الا القليل منهم وقيل هو مستثنى من قوله ( { لوجدوا فيه اختلافا كثيرا } ) أي لو كان من عند غير الله لوجدوا فيه التناقض الا القليل منهم وهو من لا يمعن النظر
قوله تعالى ( { فقاتل } ) عاطفة لهذا الفعل على قوله ( { فليقاتل في سبيل الله } وقيل على ( { وما لكم لا تقاتلون } ) وقيل على قوله ( { فقاتلوا أولياء الشيطان } )
____________________
(1/188)
( { لا تكلف } ) في موضع نصب على الحال ( { إلا نفسك } ) المفعول الثاني ( { بأسا } ) و ( { تنكيلا } ) تمييز
قوله تعالى ( { مقيتا } ) الياء بدل من الواو وهو مفعل من القوت
قوله تعالى ( { بتحية } ) أصلها تحيية وهي تفعلة من حييت فنقلت حركة الياء إلى الحاء ثم أدغمت و ( حيوا ) أصلها حييوا ثم حذفت الياء على ما ذكر في مواضع ( { بأحسن } ) أي بتحية أحسن ( { أو ردوها } ) أي ردوا مثلها فحذف المضاف
قوله تعالى ( { الله لا إله إلا هو } ) قد ذكر في آية الكرسي ( { ليجمعنكم } ) جواب قسم محذوف فيجوز أن يكون مستأنفا لا موضع له ويجوز أن يكون خبرا آخر للمبتدأ ( { إلى يوم القيامة } ) قيل التقدير في يوم القيامة وقيل هي على بابها أي ليجمعنكم في القبور أو من القبور فعلى هذا يجوز أن يكون مفعولا به ويجوز أن يكون حالا أي يجمعنكم مفضين إلى حساب يوم القيامة ( { لا ريب فيه } ) يجوز أن يكون حالا من يوم القيامة والهاء تعود على اليوم ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي جمعا لا ريب فيه والهاء تعود على الجمع و ( { حديثا } ) تمييز
قوله تعالى ( { فما لكم } ) مبتدأ وخبر و ( { فئتين } ) حال والعامل فيها الظرف الذي هو لكم أو العامل في الظرف وفي المنافقين يحتمل وجهين أحدهما أن يكون متعلقا بمعنى فئتين والمعنى ومالكم تفترقون في أمور المنافقين فحذف المضاف والثاني أن يكون حالا من فئتين أي فئتين مفترقتين في المنافقين فلما قدمه نصبه على الحال
قوله تعالى ( { كما كفروا } ) الكاف نعت لمصدر محذوف وما مصدرية ( { فتكونون } ) عطف على تكفرون و ( { سواء } ) بمعنى مستوين وهو مصدر في موضع اسم الفاعل
قوله تعالى ( { إلا الذين يصلون } ) في موضع نصب استثناء من ضمير المفعول في فاقتلوهم ( { بينكم وبينهم ميثاق } ) يجوز أن ترفع ميثاق بالظرف لأنه قد وقع صفة وأن ترفعة بالابتداء والجملة في موضع جر حصرت فيه وجهان أحدهما لا موضع لهذه الجملة وهي دعاء عليهم بضيق صدورهم عن القتال والثاني لها موضع وفيه وجهان أحدهما هو جر صفة لقوم وما بينهما صفة ايضا وجاءوكم معترض وقد قرأ بعض الصحابة ( { بينكم وبينهم ميثاق أو جاؤوكم حصرت صدورهم } ) بحذف
____________________
(1/189)
أو جاءوكم والثاني موضعها نصب وفيه وجهان أحدهما موضعها حال وقد مرادة تقديره أو جاءوكم قد حصرت والثاني هو صفة لموصوف محذوف أي جاءوكم قوما حصرت والمحذوف حال موطئة ويقرأ حصرت بالنصب على الحال وبالجر صفة لقوم وإن كان قد قرئ حصرت بالرفع فعلى أنه خبر وصدورهم مبتدأ والجملة حال ( { أن يقاتلوكم } ) أي عن أن يقاتلوكم فهو في موضع نصب أو جر على ما ذكرنا من الخلاف ( { لكم عليهم سبيلا } ا ) لكم يتعلق بجعل وعليهم حال من السبيل لأن التقدير سبيلا كائنا عليهم
قوله تعالى ( { أركسوا } ) الجمهور على إثبات الهمزة وهو متعد إلى مفعول واحد وقرىء ( { أركسوا } ) والتشديد للنقل والتكثير معا وفيها لغة أخرى وهي ركسه الله بغير همزة ولا تشديد ولم أعلم آحد قرأ به
قوله تعالى ( { وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا } ) أن يقتل في موضع رفع اسم كان ولمؤمن خبره ( { إلا خطأ } ) استثناء ليس من الاول لأن الخطأ لا يدخل تحت التكليف والمعنى لكن ان قتل خطأ فحكمه كذا ( { فتحرير رقبة } ) فتحرير مبتدأ والخبر محذوف أي فعليه تحرير رقبة ويجوز أن يكون خبرا والمبتدأ محذوف أي فالواجب عليه تحرير والجملة خبر من وقرىء خطا بغير همز وفيه وجهان أحدهما أنه خفف الهمزة فقلبها ألفا فصار كالمقصور والثاني أنه حذفها حذفا فبقي مثل دم ومن قتل مؤمنا خطأ صفة مصدر محذوف أي قتلا خطأ ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال أي مخطئا وأصل دية ودية مثل عدة وزنة وهذا المصدر اسم للمؤدى به مثل الهبة في معنى الموهوب ولذلك قال ( { مسلمة إلى أهله } ) والفعل لا يسلم ( { إلا أن يصدقوا } ) قيل هو استثناء منقطع وقيل هو متصل والمعنى فعليه دية في كل حال الا في حال التصدق عليه بها ( { فإن كان } ) أي المقتول و ( { من قوم } ) خبر كان و ( { لكم } صفة عدو وقيل يتعلق به لأن عدوا في معنى معاد وفعول يعمل عمل فاعل ( { فتحرير رقبة } ) أي فعلى القاتل ( { فصيام } ) أي فعليه صيام ويجوز في غير القرآن النصب على تقدير فليصم شهرين ( { توبة } ) مفعول من أجله والتقدير شرع ذلك لكم توبة منه ولا يجوز أن يكون العامل فيه صوم الا على تقدير حذف مضاف تقديره لوقوع توبة أو لحصول توبة من الله وقيل هو مصدر منصوب بفعل محذوف تقديره تاب عليكم توبة منه ولا يجوز أن يكون في موضع الحال لأنك لو قلت فعليه صيام شهرين
____________________
(1/190)
تائبا من الله لم يجز فان قدرت حذف مضاف جاز أي صاحب توبة من الله و ( { من الله } ) صفة توبة ويجوز في غير القرآن توبة بالرفع أي ذلك توبة
قوله تعالى ( { ومن يقتل } ) من مبتدأ و ( { متعمدا } ) حال من ضمير القاتل ( { فجزاؤه } ) مبتدأ و ( { جهنم } ) خبره والجملة خبر من و ( { خالدا } ) حال من محذوف تقديره يجزاها خالداً فيها فان شئت جعلته من الضمير المرفوع وان شئت من المنصوب وقيل التقدير جازاه بدليل قوله ( { وغضب الله عليه ولعنه } ) فعطف عليه الماضي فعلى هذا يكون خالداً حالا من المنصوب لا غير ولا يجوز أن يكون حالا من الهاء في جزاؤه لوجهين أحدهما أنه حال من المضاف إليه والثاني أنه فصل بين صاحب الحال والحال بخبر المبتدأ
قوله تعالى ( { فتبينوا } ) يقرأ بالباء والياء والنون من التبيين بالثاء والباء والتاء من التثبت وهما متقاربان في المعنى ( { لمن ألقى } ) من بمعنى الذي أو نكرة موصوفة وألقى بمعنى يلقى لأن النهي لا يصح الا في المستقبل والذي نزلت فيه الآية قال لمن ألقى إليه السلام لست مؤمنا وقتله و ( { السلام } ) بالألف التحية ويقرأ بفتح اللام من غير ألف وبإسكانها مع كسرة السين وفتحها وهو الاستسلام والصلح ( { لست مؤمنا } ) في موضع نصب بالقول والجمهور على ضم الميم الأولى وكسر الثانية وهو مشتق من الايمان ويقرأ بفتح الميم الثانية وهو اسم المفعول من أمنته ( { تبتغون } ) حال من ضمير الفاعل في يقولوا ( { كذلك } ) الكاف خبر كان وقد تقدم عليها وعلى اسمها ( { إن الله كان } ) الجمهور على كسر ان على الاستئناف وقرىء بفتحها وهو معمول تبينوا
قوله تعالى ( { من المؤمنين } ) في موضع الحال وصاحب الحال القاعدون والعامل يستوي ويجوز أن يكون حالا من الضمير في القاعدين فيكون العامل فيه القاعدون لأن الألف واللام بمعنى الذي ( { غير أولي الضرر } ) بالرفع على أنه صفة القاعدون لأنه لم يقصد به قصد قوم بأعيانهم وقيل هو بدل من القاعدين ويقرأ بالنصب على الاستثناء من القاعدين أو من المؤمنين أو حالا وبالجر على الصفة للمؤمنين ( { والمجاهدون } ) معطوف على القاعدين ( { بأموالهم } ) يتعلق بالمجاهدين ( { درجة } ) قيل هو مصدر في معنى تفضيلا وقيل حال أي ذوي درجة وقيل هو على تقدير حذف الجار أي بدرجة وقيل هو واقع موقع الظرف أي في درجة ومنزلة وكلا المفعول الاول ل ( { وعد } ) و ( { الحسنى } ) هو الثاني وقرىء
____________________
(1/191)
وكل أي وكلهم والعائد محذوف أي وعده الله ( { أجرا } ) قيل هو مصدر من غير لفظ الفعل لأن معنى فضلهم أجرهم وقيل هو مفعول به لأن فضلهم أعطاهم وقيل التقدير بأجر
قوله تعالى ( { درجات } ) قيل هو بدل من أجراً وقيل التقدير ذوي درجات وقيل في درجات ( { ومغفرة } ) قيل هو معطوف على ما قبله وقيل هو مصدر أي وغفر لهم مغفرة و ( { رحمة } ) مثله
قوله تعالى ( { توفاهم } ) الأصل تتوفاهم ويجوز أن يكون ماضياً ويقرأ بالامالة ( { ظالمي } ) حال من ضمير الفاعل في تتوفاهم والاضافة غير محضة أي ظالمين أنفسهم ( { قالوا } ) فيه وجهان أحدهما هو حال من الملائكة وقد معه مقدرة وخبر إن ( { فأولئك } ) ودخلت الفاء لما في الذي من الابهام المشابه به الشرط وأن لا تمنع من ذلك لأنها لا تغير معنى الابتداء والثاني أن قالوا خبر إن والعائد محذوف أي قالوا لهم ( { فيم كنتم } ) حذفت الألف من ( ا ) في الاستفهام مع حرف الجر لما ذكرنا في قوله ( { فلم تقتلون } ) أنبياء الله والجار والمجرور خبر كنتم و ( { في الأرض } ) يتعلق بمستضعفين ( { ألم تكن } ) استفهام بمعنى التوبيخ ( { فتهاجروا } ) منصوب على جواب الاستفهام لأن النفي صار إثباتا بالاستفهام ( { وساءت } ) في حكم بئست
قوله تعالى ( { إلا المستضعفين } ) استثناء ليس من الاول لأن الاول قوله ( { تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } ) وإليه يعود الضمير من مأواهم وهؤلاء عصاة بالتخلف عن الهجرة مع القدرة والا المستضعفين من الرجال هم العاجزون فمن هنا كان منقطعا و ( { من الرجال } ) حال من الضمير في المستضعفين أو من نفس المستضعفين ( { لا يستطيعون } ) يجوز أن يكون مستأنفا وأن يكون حالا مبينة عن معنى الاستضعاف
قوله تعالى ( { مهاجرا } ) حال من الضمير في يخرج ( { ثم يدركه } ) مجزوم عطفا على يخرج ويقرأ بالرفع على الاستئناف أي ثم هو يدركه وقرىء بالنصب على إضمار أن لأنه لم يعطفه على الشرط لفظا فعطفه عليه معنى كما جاء في الواو والفاء
قوله تعالى ( { أن تقصروا } ) أي في أن تقصروا وقد تقدم نظائره ومن زائدة عند الأخفش وعند سيبويه هي صفة المحذوف أي شئيا من الصلاة ( { عدوا } )
____________________
(1/192)
في موضع أعداء وقيل عدو مصدر على فعول مثل القبول والولوع فلذلك لم يجمع و ( { لكم } ) حال من عدو أو متعلق بكان
قوله تعالى ( { لم يصلوا } ) في موضع رفع صفة لطائفة وجاء الضمير على معنى الطائفة ولو قال لم تصل لكان على لفظها و ( { لو تغفلون } ) بمعنى أن تغفلوا و ( { أن تضعوا } ) أي في أن تضعوا
قوله تعالى ( { قياما وقعودا وعلى جنوبكم } ) أحوال كلها ( { اطمأننتم } ) الهمزة أصل ووزن الكلمة افعلل والمصدر الطمأنينة على فعليلة وأما قولهم طامن رأسه فأصل آخر و ( { موقوتا } ) مفعول من وقت التخفيف
قوله تعالى ( { إن تكونوا تألمون } ) الجمهور على كسر ان وهي شرط وقرىء ( / < إن تكونوا > / ) بفتحها أي لأن تكونوا ويقرأ ( / < تيلمون > / ) بكسر التاء وقلب الهمزة ياء وهي لغة
قوله تعالى ( { بالحق } ) هو حال من الكتاب وقد مر نظائره ( { أراك } ) الهمزة هاهنا معدية والفعل من رأيت الشيء إذا ذهبت إليه وهو من الرأي وهو متعد إلى مفعول واحد وبعد الهمزة يتعدى إلى مفعولين أحدهما الكاف والاخر محذوف أي أراكه وقيل المعنى علمك وهو متعد إلى مفعولين أيضا وهو قبل التشديد متعد إلى واحد كقوله ( { لا تعلمونهم } خصيما ) بمعنى مخاصم واللام على بابها أي لأجل الخائنين وقيل هي بمعنى عن
قوله تعالى ( { يستخفون } ) بمعنى يطلبون الخفاء وهو مستأنف لا موضع له ( { إذ يبيتون } ) ظرف للعامل في معهم
قوله تعالى ( { ها أنتم هؤلاء جادلتم } ) قد ذكرناه في قوله ( { ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم } أم من ) هنا منقطعة
قوله تعالى ( { أو يظلم نفسه } ) أو لتفصيل ما أبهم وقد ذكرنا مثله في غير موضع
قوله تعالى ( { ثم يرم به بريئا } ) الهاء تعود على الاثم وفي عودها عليه دليل على أن الخطيئة في حكم الاثم وقيل تعود على أحد الشيئين المدلول عليه بأو وقيل تعود على الكسب المدلول عليه بقوله ( { ومن يكسب } ) وقيل تعود على المكسوب والفعل يدل عليه
____________________
(1/193)
قوله تعالى ( { ولولا فضل الله } ) في جواب لولا وجهان أحدهما قوله ( { لهمت } ) وعلى هذا لا يكون قد وجد من الطائفة المشار إليها هم بإضلاله والثاني أن الجواب محذوف تقديره لأضلوك ثم استأنف فقال لهمت أي لقد همت تلك ومثل حذف الجواب هنا حذفه في قوله ( { ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله تواب حكيم } وما يضرونك من شيء ) من زائدة وشيء في معنى ضرر فهو في موضع المصدر
قوله تعالى ( { من نجواهم } ) في موضع جر صفة لكثير وفي النجوى وجهان أحدهما هي التناجي فعلى هذا يكون في قوله ( { إلا من أمر } ) وجهان أحدهما هو استثناء منقطع في موضع نصب لأن من للأشخاص وليست من جنس التناجي والثاني أن في الكلام حذف مضاف تقديره الا نجوى من أمر فعلى هذا يجوز أن يكون في موضع جر بدلا من نجواهم وأن يكون في موضع نصب على أصل باب الاستثناء ويكون متصلا والوجه الآخر أن النجوى القوم الذين يتناجون ومنه قوله ( { وإذ هم نجوى } ) فعلى هذا الاستثناء متصل فيكون أيضا في موضع جر أو نصب على ما تقدم ( { بين الناس } ) يجوز أن يكون ظرفا لاصلاح وأن يكون صفة له فيتعلق بمحذوف و ( { ابتغاء } ) مفعول له وألف ( { مرضات } ) من واو ( { فسوف } ) نؤتيه بالنون والياء وهو ظاهر
قوله تعالى ( { ومن يشاقق } ) انما جاز اظهار القاف لأن الثانية سكنت بالجزم وحركتها عارضة لالتقاء الساكنين والهاء في قوله ( { ونصله } ) مثل الهاء في ( { يؤده إليك } ) وقد تكلمنا عليها
قوله تعالى ( { لمن يشاء } ) اللام تتعلق بيغفر
قوله تعالى ( { إلا إناثا } ) هو جمع أنثى على فعال ويراد به كل مالا روح فيه من صخرة وشمس ونحوهما ويقرأ أنثى على الافراد ودل الواحد على الجمع ويقرأ ( / < إنثا > / ) مثل رسل فيجوز أن تكون صفة مفردة مثل امرأة جنب ويجوز أن يكون جمع أنيث كقليب وقلب وقد قالوا حديد أنيث من هذا المعنى ويقرأ ( / < اثنا > / ) والواحد وثن وهو اصنم وأصله وثن في الجمع كما في الواحد الا أن الواو قلبت همزة لما انضمت ضما لازما وهو مثل أسد وأسد ويقرأ بالواو على الأصل جمعاً ويقرأ بسكون الثاء مع الهمزة والواو و ( { مريدا } ) فعيل من التمرد .
____________________
(1/194)
قوله تعالى ( { لعنه الله } ) يجوز أن يكون صفة أخرى لشيطان وأن يكون مستأنفا على الدعاء ( { وقال } ) يحتمل ثلاثة أوجه أحدها أن تكون الواو عاطفة لقال ( لى لعنه الله ) وفاعل قال ضمير الشيطان والثاني أن تكون للحال أي وقد قال والثالث أن تكون الجملة مستأنفة
قوله تعالى ( { ولأضلنهم } ) مفعول هذه الافعال محذوف أي لأضلنهم عن الهدى ( { ولأمنينهم } الباطل ) ( { ولآمرنهم } بالضلال )
قوله تعالى ( { يعدهم } ) المفعول الثاني محذوف أي يعدهم النصر والسلامة وقرأ الاعمش بسكون الدال وذلك تخفيف لكثرة الحركات
قوله تعالى ( { عنها } ) هو حال من ( { محيصا } ) والتقدير محيصا عنها والمحيص مصدر فلا يصح أن يعمل فيما قبله ويجوز أن يتعلق عنها بفعل محذوف وهو الذي يسمى تبيينا أي أعنى عنها ولا يجوز أن يتعلق بيجدون لأنه لا يتعدى بعن والميم في المحيص زائدة وهو من حاص يحيص إذا تخلص
قوله تعالى ( { والذين آمنوا } ) مبتدأ والخبر ( { سندخلهم } ) ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف يفسره ما بعده أي وندخل الذين و ( { وعد الله } ) نصب على المصدر لأن قوله سندخلهم بمنزلة وعدهم و ( { حقا } ) حال من المصدر ويجوز أن يكون مصدر الفعل محذوف أي حق ذلك حقا
قوله تعالى ( { ليس بأمانيكم } ) اسم ليس مضمر فيها ولم يتقدم له ذكر وإنما دل عليه سبب الاية وذلك أن اليهود قالوا نحن أصحاب الجنة وقالت النصارى ذلك وقال المشركون لا نبعث فقال ليس بأمانيكم أي ليس ما ادعيتموه
قوله تعالى ( { من ذكر أو أنثى } ) في موضع الحال وفي صاحبها وجهان أحدهما ضمير الفاعل في يعمل والثاني من الصالحات أي كائنة من ذكر أو أنثى أو واقعة ومن الأولى زائدة عند الأخفش وصفة عند سيبويه أي شيئا من الصالحات ( { وهو مؤمن } ) حال أيضا
قوله تعالى ( { ممن أسلم } ) يعمل فيه أحسن وهو مثل قولك زيد أفضل من عمرو أي يفضل عمرا و ( { لله } ) يتعلق بأسلم ويجوز أن يكون حالا من ( { وجهه } واتبع ) معطوف على أسلم و ( { حنيفا } ) حال وقد ذكر في البقرة ويجوز أن يكون هاهنا حالا من الضمير في اتبع ( { واتخذ الله } مستأنف
____________________
(1/195)
قوله تعالى ( { وما يتلى } ) في ( ا وجوه ) أحدها موضعها جر عطفا على الضمير المجرور بفي وعلى هذا قول الكوفيين لأنهم يجيزون العطف على الضمير المجرور من غير اعادة الجار والثاني أن يكون في موضع نصب على معنى ونبين لكم ما يتلى لأن يفتيكم يبين لكم والثالث هو في موضع رفع وهو المختار وفي ذلك ثلاثة أوجه أحدها هو معطوف على ضمير الفاعل في يفتيكم وجرى الجار والمجرور مجرى التوكيد والثاني هو معطوف على اسم الله وهو قل الله والثالث أنه مبتدأ والخبر محذوف تقديره وما يتلى عليكم في الكتاب يبين لكم وفي تتعلق بيتلى ويجوز أن تكون حالا من الضمير في يتلى و ( { في يتامى } ) تقديره حكم يتامى ففي الثانية تتعلق بما تعلقت به الأولى لأن معناها مختلف فالأولى ظرف والثانية بمعنى الباء أي بسبب اليتامى كما تقول جئتك في يوم الجمعة في أمر زيد وقيل الثانية بدل من الأولى ويجوز أن تكون الثانية تتعلق بالكتاب أي ما كتب في حكم اليتامى ويجوز أن تكون الأولى ظرفا والثانية حالا فتتعلق بمحذوف ويتامى ( { النساء } ) أي في اليتامى منهن وقال الكوفيون التقدير في النساء اليتامى فأضاف الصفة إلى الموصوف ويقرأ في ييامى بياءين والأصل أيامى فأبدلت الهمزة ياء كما قالوا فلان ابن أعسر ويعصر وفي الايامى كلام نذكره في موضعه ان شاء الله ( { وترغبون } ) فيه وجهان أحدهما هو معطوف على تؤتون والتقدير ولا ترغبون والثاني هو حال أي وأنتم ترغبون في أن تنكحوهن ( { والمستضعفين } ) في موضع جر عطفا على المجرور في يفتيكم فيهن وكذلك ( { وأن تقوموا } ) وهذا أيضا عطف على الضمير المجرور من غير اعادة الجار وقد ذكره الكوفيون ويجوز أن يكون في موضع نصب عطفا على موضع فيهن والتقدير ويبين لكم حال المستضعفين وبهذا التقدير يدخل في مذهب البصريين من غير كلفة والجيد أن يكون معطوفا على يتامى النساء وأن تقوموا معطوف عليه أيضا أي وفي أن تقوموا
قوله تعالى ( { وإن امرأة } ) امرأة مرفوع بفعل محذوف أي وإن خافت امرأة واستغنى عنه بخافت المذكور وقال الكوفيون هو مبتدأ وما بعده الخبر وهذا عندنا خطأ لأن حرف الشرط لا معنى له في الاسم فهو مناقض للفعل ولذلك جاء الفعل بعد الاسم مجزوماً في قول عدي
ومتى واغل ينبهم يحيوه % ويعطف عليه كأس الساقي
____________________
(1/196)
( { من بعلها } ) يجوز أن يكون متعلقا بخافت وأن يكون حالا من ( { نشوزا } ) و ( { صلحا } ) على هذا مصدر واقع موقع تصالح ويجوز أن يكون التقدير أن يصالحا فيصلحا صلحا ويقرأ بتشديد الصاد من غير ألف وأصله يصطلحا فأبدلت أن التاء صاداً وأدغمت فيها الأولى وقرىء ( يصطلحا ) بإبدال التاء طاء وصلحا عليهما في موضع اصطلاح وقرىء بضم الياء وإسكان الصاد وماضيه أصلح وصلحا على هذا فيه وجهان أحدهما هو مصدر في موضع إصلاح والمفعول به بينهما ويجوز أن يكون ظرفاً والمفعول محذوف والثاني أن يكون صلحا مفعولا به وبينهما ظرف أو حال من صلح ( { وأحضرت الأنفس الشح } ) أحضرت يتعدى إلى مفعولين تقول أحضرت زيدا الطعام والمفعول الاول الانفس وهو القائم مقام الفاعل وهذا الفعل منقول بالهمزة من حضر وحضر يتعدى إلى مفعول واحد كقولهم حضر القاضي اليوم امرأة
قوله تعالى ( { كل الميل } ) انتصاب كل على المصدر لأن لها حكم ما تضاف إليه فإن أضيفت إلى مصدر كانت مصدراً وإن أضيفت إلى ظرف كانت ظرفاً ( { فتذروها } ) جواب النهي فهو منصوب ويجوز أن يكون معطوفاً على تميلوا فيكون مجزوماً ( { كالمعلقة } ) الكاف في موضع نصب على الحال
قوله تعالى ( { وإياكم } ) معطوف على الذين وحكم الضمير المعطوف أن يكون منفصلا و ( { أن اتقوا الله } ) في موضع نصب عند سيبويه وجر عند الخليل والتقدير بأن اتقوا الله وأن على هذا مصدرية ويجوز أن تكون بمعنى أي لأن وصينا في معنى القول فيصح أن يفسر بأي التفسيرية
قوله تعالى ( { شهداء } ) خبر ثان ويجوز أن يكون حالا من الضمير في قوامين ( { على أنفسكم } ) يتعلق بفعل دل عليه شهداء أي ولو شهدتم ويجوز أن يتعلق بقوامين ( { إن يكن غنيا } ) اسم كان مضمر فيها دل عليه تقدم ذكر الشهادة أي إن كان الخصم أو إن كان كل واحد من المشهود عليه والمشهود له وفي أو وجهان أحدهما هي بمعنى الواو وحكى عن الأخفش فعلى هذا يكون الضمير في ( { بهما } ) عائداً على لفظ غني وفقير والوجه الثاني أن أو على بابها وهي هنا لتفصيل ما أبهم في الكلام وذلك أن كل واحد من المشهود عليه والمشهود له يجوز أن يكون غنياً وأن يكون فقيراً فقد يكونان غنيين وقد يكونان فقيرين وقد يكون أحدهما غنياً والآخر فقيراً فلما كانت الاقسام عند التفصيل على ذلك ولم تذكر
____________________
(1/197)
أتى بأو لتدل على هذا التفصيل فعلى هذا يكون الضمير في بهما عائداً على المشهود له والمشهود عليه على أي وصف كانا عليه لا على الصفة وقيل الضمير عائد إلى ما دل عليه الكلام والتقدير فالله أولى بالغني والفقير وقيل يعود على الغني والفقير لدلالة الاسمين عليه ( { أن تعدلوا } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها تقديره في أن لا تعدلوا فحذف لا أي لا تتبعوا الهوى في ترك العدل والثاني تقديره ابتغاء أن تعدلوا عن الحق والثالث تقديره مخافة أن تعدلوا عن الحق وعلى الوجهين هو مفعول له وإن تلووا يقرأ بواوين الأولى منهما مضمومة وهو من لوى يلوي ويقرأ بواو واحدة ساكنة وفيه وجهان أحدهما أصله تلووا كالقراءة الأولى الا أنه أبدل الواو المضمومة همزة ثم ألقى حركتها على اللام وقد ذكر مثله في آل عمران والثاني أنه من ولى الشيء أي وإن تتولوا الحكم أو تعرضوا عنه أو إن تتولوا الحق عن الحكم
قوله تعالى ( { لم يكن الله ليغفر لهم } قد ذكر ) في قوله ( { ما كان الله ليذر المؤمنين } )
قوله تعالى ( { جميعا } ) هو حال من الضمير في الجار وهو قوله ( { لله } )
قوله تعالى ( { وقد نزل } ) يقرأ على ما لم يسم فاعله والقائم مقام الفاعل ( { إن } ) وما هو تمام لها وأن هي المخففة من الثقيلة أي أنه ( { إذا سمعتم آيات الله } ) ويقرأ نزل على تسمية الفاعل وأن في موضع نصب وتلخيص المعنى وقد نزل عليكم المنع من مجالستهم عند سماع الكفر منهم و ( { يكفر بها } ) في موضع الحال من الايات وفي الكلام حذف تقديره يكفر بها أحد فحذف الفاعل وأقام الجار مقامه والضمير في ( { معهم } ) عائد على المحذوف فلا تفعلوا محمول على المعنى أيضاً لأن معنى وقد نزل عليكم وقد قيل والفاء جواب إذا ( إنكم إذا مثلهم ) إذا هاهنا ملغاة لوقوعها بين الاسم والخبر ولذلك لم يذكر بعدها الفعل وأفرد مثلا لأنها في معنى المصدر ومثله ( { أنؤمن لبشرين مثلنا } ) وقد جمع في قوله ( { ثم لا يكونوا أمثالكم } ) وقرىء شإذا ( / < مثلهم > / بالفتح وهو مبني لإضافته إلى المبهم كما بني في قوله ( { مثل ما أنكم تنطقون } ) ويذكر في موضعه إن شاء الله تعالى وقيل نصب على الظرف كما قيل في بيت الفرزدق
( وإذ ما مثلهم بشر % أي أنكم في مثل حالهم )
____________________
(1/198)
قوله تعالى ( { الذين يتربصون } ) في موضع جر صفة للمنافقين والكافرين ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هم ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر ( { فإن كان لكم فتح من الله } ) وما يتصل به ويجوز أن يكون في موضع نصب عن إضمار أعنى ( { نستحوذ } ) هو شاذ في القياس والقياس نستحذ ( { على المؤمنين } ) يجوز أن يتعلق بيجعل وأن يكون حالا من سبيل
قوله تعالى ( { وهو خادعهم } ) و ( { كسالى } ) حالان يراءون يقرأ بالمد وتخفيف الهمزة ويقرأ بحذف الألف وتشديد الهمزة أي يحملون غيرهم على الرياء وموضعه نصب على الحال من الضمير في كسالى ويجوز أن يكون بدلاً من كسالى ويجوز أن يكون مستأنفاً ( { إلا قليلا } ) نعت لمصدر محذوف أو زمان محذوف
قوله تعالى ( { مذبذبين } ) هو منصوب على الذم وقيل هو حال من الضمير في يذكرون والجمهور على فتح الذال على ما لم يسم فاعله أي أن نفاقهم حملهم على التقلب ويقرأ بكسر الذال الثانية أي منقلبين وليست الذال الثانية بدلا عند البصريين بل ذبذب أصل بنفسه وقال الكوفيون الأصل ذبب فأبدل من الباء الأولى ذالا وذلك في موضع بينهما أي بين الايمان والكفر أو بين المسلمين واليهود ( { لا إلى هؤلاء } ) ولا إلى هؤلاء وإلى يتعلق بفعل محذوف أي لا ينتسبون إلى هؤلاء بالكلية ولا إلى هؤلاء بالكلية وموضع لا إلى هؤلاء نصب على الحال من الضمير في مذبذبين أي يتذبذبون متلونين
قوله تعالى ( { في الدرك } ) يقرأ بفتح الراء وإسكانها وهما لغتان و ( { من النار } ) في موضع الحال من الدرك والعامل فيه معنى الاستقرار ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الاسفل
قوله تعالى ( { إلا الذين تابوا } ) في موضع نصب استثناء من الضمير المجرور في قوله ( { ولن تجد لهم } ) ويجوز أن يكون من قوله ( { في الدرك } ) وقيل هو في موضع رفع بالابتداء والخبر ( { فأولئك مع المؤمنين } )
قوله تعالى
ما يفعل الله في ما وجهان أصحهما أنهما استفهام في موضع نصب بيفعل و ( { بعذابكم } ) متعلق بيفعل والثاني أنها نفي والتقدير ما يفعل الله بعذابكم والمعنى لا يعذبكم
قوله تعالى ( { بالسوء } ) الباء تتعلق بالمصدر وفي موضعهما وجهان أحدهما نصب
____________________
(1/199)
تقديره لا يحب أن تجهروا بالسوء والثاني رفع تقديره أن يجهر بالسوء و ( { من القول } ) حال من السوء ( { إلا من ظلم } ) استثناء منقطع في موضع نصب وقيل هو متصل والمعنى لا يحب أن يجهر أحد بالسوء الا من يظلم فيجهر أي يدعو الله بكشف السوء الذي أصابه أو يشكو ذلك إلى إمام أو حاكم فعلى هذا يجوز أن يكون في موضع نصب وأن يكون في موضع رفع بدلا من المحذوف إذ التقدير أن يجهر أحد وقرىء ( { ظلم } ) بفتح الظاء على تسمية الفاعل وهو منقطع والتقدير لكن الظالم فإنه مفسوح لمن ظلمه أن ينتصف منه وهي قراءة ضعيفة
قوله تعالى ( { بين ذلك سبيلا } ) ذلك يقع بمعنى المفرد والتثنية والجمع وهو هنا بمعنى التثنية أي بينهما
قوله تعالى ( { حقا } ) مصدر أي حق ذلك حقاً ويجوز أن يكون حالا أي أولئك هم الكافرون غير شك
قوله تعالى ( { أكبر من ذلك } ) أي شيئاً أو سؤالا أكبر ( { جهرة } ) مصدر في موضع الحال أي مجاهرين وقيل التقدير قولاً جهرة وقيل رؤية جهرة
قوله تعالى ( { ورفعنا فوقهم } ) فوقهم يجوز أن يكون ظرفاً لرفعنا وأن يكون حالا من ( { الطور بميثاقهم } ) في موضع نصب متعلق برفعنا تقديره بنقض ميثاقهم والمعنى ورفعنا فوقهم الجبل تخويفاً لهم بسبب نقضهم الميثاق و ( { سجدا } ) حال ( { لا تعدوا } ) يقرأ بتخفيف الدال وإسكان العين يقال عدا يعدو إذا تجاوز الحد ويقرأ بتشديد الدال وسكون العين وأصله تعتدوا فقلب التاء دالا وأدغم وهي قراءة ضعيفة لأنه جمع بين ساكنين وليس الثاني حرف مد
قوله تعالى ( { فبما نقضهم } ) ما زائدة وقيل هي نكرة تامة ونقضهم بدل منها وفيما تتعلق به الباء وجهان أحدهما هو مظهر وهو قوله بعد ثلاث آيات ( { حرمنا } ) عليهم وقوله ( { فبظلم } ) بدل من قوله ( { فبما نقضهم } ) وأعاد ألفاء في البدل لما طال الفصل والثاني أن ما يتعلق به محذوف وفي الاية دليل عليه والتقدير فبنقضهم ميثاقهم طبع على قلوبهم أو لعنوا وقيل التقدير فبما نقضهم ميثاقهم لا يؤمنون والفاء زائدة ( { بل طبع الله عليها } ) رأي ليس كما ادعوا من أن قلوبهم أوعية للعلم و ( { بكفرهم } ) أي بسبب كفرهم ويجوز أن يكون المعنى أن كفرهم صار مغطيا على قلوبهم كما تقول طبعت على الكيس بالطين أي جعلته الطابع ( { إلا قليلا } ) أي إيماناً أو زماناً قليلاً
____________________
(1/200)
قوله تعالى ( { وبكفرهم } ) معطوف على وبكفرهم الاول و ( { بهتانا } ) مصدر يعمل فيه القول لأنه ضرب منه فهو كقولهم قعد القرفصاء فهو على هذا بمثابة القول في الانتصاب وقال قوم تقديره قولاً بهتاناً وقيل التقدير بهتوا بهتاناً وقيل هو مصدر في موضع الحال مباهتين
قوله تعالى ( { وقولهم إنا قتلنا } ) هو معطوف على وكفرهم و ( { عيسى } ) بدل أو عطف بيان من المسيح و ( { رسول الله } ) كذلك ويجوز أن يكون رسول الله صفة لعيسى وأن يكون على إضمار أعنى ( { لفي شك منه } ) منه في موضع جر صفة لشك ولا يجوز أن يتعلق بشك وإنما المعنى لفي شك حادث منه أي من جهته ولا يقال شككت منه فإن ادعى أن من بمعنى في فليس بمستقيم عندنا ( { ما لهم به من علم } ) يجوز أن يكون موضع الجملة المنفية جراً صفة مؤكدة لشك تقديره لفي شك منه غير علم ويجوز أن تكون مستأنفة ومن زائدة وفي موضع من علم وجهان أحدهما هو رفع بالابتداء وما قبله الخبر وفيه وجهان أحدهما هو به ولهم فضلة مبينة مخصصة كالتي في قوله ( { ولم يكن له كفوا أحد } ) فعلى هذا يتعلق به الاستقرار والثاني أن لهم هو الخبر وفي به على هذا عدة أوجه أحدها أن يكون حالا من الضمير المستكن في الخبر والعامل فيه الاستقرار والثاني أن يكون حالا من العلم لأن من زائدة فلم تمنع من تقديم الحال على أن كثيراً من البصريين يجيز تقديم حال المجرور عليه والثالث أنه على التبيين أي ما لهم أعنى به ولا يتعلق بنفس علم لأن معمول المصدر لا يتقدم عليه والوجه الاخر أن يكون موضع من علم رفعاً بأنه فاعل والعامل فيه الظرف إما لهم أو به ( { إلا اتباع الظن } ) استثناء من غير الجنس ( { وما قتلوه } ) الهاء ضمير عيسى وقيل ضمير العلم أي وما قتلوا العلم يقيناً كما يقال قتلته علماً و ( { يقينا } ) صفة مصدر محذوف أي قتلا يقيناً أو علماً يقيناً ويجوز أن يكون مصدراً من غير لفظ الفعل بل من معناه لأن معنى ما قتلوه ما عملوا وقيل التقدير تيقنوا ذلك يقيناً ( { بل رفعه الله } ) الجيد إدغام اللام في الراء لأن مخرجهما واحد وفي الراء تكرير فهي أقوى من اللام وليس كذلك الراء إذا تقدمت لأن إدغامها يذهب التكرير الذي فيها وقد قرى بالاظهار هنا
قوله تعالى ( { وإن من أهل الكتاب } ) إن بمعنى ( ا ) والجار والمجرور في موضع رفع بأنه خبر المبتدأ والمبتدأ محذوف تقديره وما من أهل الكتاب أحد وقيل المحذوف من وقد مر نظيره الا أن تقدير من هاهنا بعيد لأن الاستثناء يكون بعد
____________________
(1/201)
تمام الاسم ومن الموصولة والموصوفة غير تامة ( { ليؤمنن } ) جواب قسم محذوف وقيل أكد بها في غير القسم كما جاء في النفي والاستفهام والهاء في ( { موته } ) تعود على أحد المقدر وقيل تعود على عيسى ( { ويوم القيامة } ) ظرف لشهيد ويجوز أن يكون العامل فيه يكون
قوله تعالى ( { فبظلم } ) الباء تتعلق بحرمنا وقد ذكرنا حكم الفاء قبل ( { كثيرا } )ً أي صداً كثيراُ أو زماناُ كثيراً
قوله تعالى ( { وأخذهم } ) وأكلهم معطوف على صدهم والجميع متعلق بحرمنا والمصادر مضافة إلى الفاعل ( { وقد نهوا } ) عنه حال
قوله تعالى ( { لكن الراسخون } ) الراسخون مبتدأ و ( { في العلم } ) متعلق به و ( { منهم } ) في موضع الحال من الضمير في الراسخون ( { والمؤمنون } ) معطوف على الراسخون وفي خبر الراسخون وجهان أحدهما ( { يؤمنون } ) وهو الصحيح والثاني هو قوله ( { أولئك سنؤتيهم } والمقيمين ) قراءة الجمهور بالياء وفيه عدة أوجه أحدها أنه منصوب على المدح أي وأعنى المقيمين وهو مذهب البصريين وإنما يأتي ذلك بعد تمام الكلام والثاني أنه معطوف على ما أي يؤمنون بما أنزل إليك وبالمقيمين والمراد بهم الملائكة وقيل التقدير وبدين المقيمين فيكون المراد بهم المسلمين والثالث أنه معطوف على قبل تقديره ومن قبل المقيمين فحذف قبل وأقيم المضاف إليه مقامه والرابع أنه معطوف على الكاف في قبلك والخامس أنه معطوف على الكاف في إليك والسادس أنه معطوف على الهاء والميم في منهم وهذه الاوجه الثلاثة عندنا خطأ لأن فيها عطف الظاهر على المضمر من غير إعادة الجار وأما ( { والمؤتون } ) الزكاة ففي رفعه أوجه أحدها هو معطوف على الراسخون والثاني هو معطوف على الضمير في الراسخون والثالث هو معطوف على الضمير في المؤمنون والرابع هو معطوف على الضمير في يؤمنون والخامس هو خبر مبتدأ محذوف أي وهم المؤتون والسادس هو مبتدأ والخبر ( { أولئك سنؤتيهم } ) واولئك مبتدأ وما بعده الخبر ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف أي ونؤتي أولئك
قوله تعالى ( { كما أوحينا } ) الكاف نعت لمصدر محذوف وما مصدرية ويجوز أن تكون ما بمعنى الذي فيكون مفعولا به تقديره أوحينا إليك مثل الذي أوحينا
____________________
(1/202)
إلى نوح من التوحيد وغيره و ( { من بعده } ) في موضع نصب متعلق بأوحينا ولا يجوز أن يكون حالا من النبيين لأن ظروف الزمان لا تكون أحوالا للجثث ويجوز أن يتعلق من النبيين وفي ( { يونس } ) لغات أفصحها ضم النون من غير همز ويجوز فتحها وكسرها مع الهمز وتركه وكل هذه الاسماء أعجمية الا الاسباط وهو جمع سبط والزبور فعول من الزبر وهو الكتابة والاشبه أن يكون فعول بمعنى مفعول كالركوب والحلوب ويقرأ بضم الزاي وفيه وجهان أحدهما هو جمع زبور على حذف الزائد مثل فلس وفلوس والثاني أنه مصدر مثل القعود والجلوس وقد سمي به الكتاب المنزل على داود
قوله تعالى ( { ورسلا } ) منصوب بفعل محذوف تقديره وقصصنا رسلاً ويجوز أن يكون منصوباً بفعل دل عليه أوحينا أي وأمرنا رسلاً ولا موضع لقوله ( { قد قصصناهم } ) و ( { لم نقصصهم } ) على الوجه الاول لأنه مفسر للعامل وعلى الوجه الثاني هما صفتان و ( { تكليما } ) مصدر مؤكد رافع للمجاز
قوله تعالى ( { رسلا } ) يجوز أن يكون بدلاً من الاول وأن يكون مفعولاً أي أرسلنا رسلاً ويجوز أن يكون حالا موطئة لما بعدها كما تقول مررت بزيد رجلاً صالحاً ويجوز أن يكون على المدح أي أعنى رسلاً واللام في ( { لئلا } ) يتعلق بما دل عليه الرسل أي أرسلناهم لذلك ويجوز أن تتعلق بمنذرين أو مبشرين أو بما يدلان عليه و ( { حجة } ) اسم كان وخبرها للناس وعلى الله حال من حجة والتقدير للناس حجة كائنة على الله ويجوز أن يكون الخبر على الله وللناس حال ولا يجوز أن يتعلق على الله بحجة لأنها مصدر و ( { بعد } ) ظرف لحجة ويجوز أن يكون صفة لها لأن ظرف الزمان يوصف به المصادر كما يخبر به عنها
قوله تعالى ( { أنزله } ) لا موضع له و ( { بعلمه } ) حال من الهاء أي أنزله معلوماً أو أنزله وفيه علمه أي معلومه ويجوز أن يكون حالا من الفاعل أي أنزله عالما به ( { والملائكة يشهدون } ) يجوز أن يكون لا موضع له ويكون حكمه كحكم لكن الله يشهد ويجوز أن يكون حالا أي أنزله والملائكة شاهدون بصدقه
قوله تعالى ( { لم يكن الله ليغفر لهم } قد ذكر مثله في قوله تعالى ( { وما كان الله ليضيع } و { ما كان الله ليذر } )
____________________
(1/203)
قوله تعالى ( { إلا طريق جهنم } ) استثناء من جنس الاول لأن الاول في معنى العموم إذ كان في سياق النفي و ( { خالدين } ) حال مقدرة
قوله تعالى ( { قد جاءكم الرسول بالحق } ) بالحق في موضع الحال أي ومعه الحق أو متكلماً بالحق ويجوز أن يكون متعلقاً بجاء أي جاء بسبب إقامة الحق و ( { من } ) حال من الحال ويجوز أن تكون متعلقة بجاء أي جاء الرسول من عند الله ( { فآمنوا خيرا } ) تقديره عند الخليل وسيبويه وأتوا خيراً فهو مفعول به لأنه لما أمرهم بالايمان فهو يريد إخراجهم من أمر وإٍ دخالهم فيما هو خير منه وقيل التقدير إيماناً خيراً فهو نعت لمصدر محذوف وقيل هو خبر كان المحذوف أي يكن الايمان خيراً وهو غير جائز عند البصريين لأن كان لا تحذف هي واسمها ويبقى خبرها الا فيما لا بد منه ويزيد ذلك ضعفاً أن يكون المقدرة جواب شرط محذوف فيصير المحذوفة للشرط وجوابه وقيل هو حال ومثله ( { انتهوا خيرا } ) في جميع وجوهه
قوله تعالى ( { ولا تقولوا على الله إلا الحق } ) الحق مفعول تقولوا أي ولا تقولوا الا القول الحق لأنه بمعنى لاتذكروا ولا تعتقدوا والقول هنا هو الذي تعبر عنه الجملة في قولك قلت زيد منطلق ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف و ( { المسيح } ) مبتدأ و ( { عيسى } ) بدل أو عطف بيان و ( { رسول الله } ) خبره ( { وكلمته } ) عطف على رسول و ( { ألقاها } ) في موضع الحال وقد معه مقدرة وفي العامل في الحال ثلاثة أوجه أحدها معنى كلمته لأن معنى وصف عيسى بالكلمة المكون بالكلمة من غير أب فكأنه قال ومنشؤه ومبتدعه والثاني أن يكون التقدير إذ كان ألقاها فإذ ظرف للكلمة وكان تامة وألقاها حال من فاعل كان وهو مثل قولهم ضربى زيداً قائماً والثالث أن يكون حالا من الهاء المجرور والعامل فيها معنى الاضافة تقديره وكلمة الله ملقيا إياها ( { وروح منه } ) معطوف على الخبر أيضاً و ( { ثلاثة } ) خبر مبتدأ محذوف أي إلهنا ثلاثة أو الاله ثلاثة ( { إنما الله } ) مبتدأ و ( { إله } ) خبره و ( { واحد } ) توكيد ( { أن يكون } ) أي من أن يكون أو عن أن يكون وقد مر نظائره ومثله ( { لن يستنكف المسيح أن يكون } ولا الملائكة ) معطوف على المسيح وفي الكلام حذف أي أن يكونوا عبيداً
قوله تعالى ( { برهان من ربكم } ) إن شئت جعلت من ربكم نعتاً لبرهان أو متعلقاً بجاء
____________________
(1/204)
قوله تعالى ( { صراطا مستقيما } ) هو مفعول ثان ليهدي وقيل هو مفعول ليهدي على المعنى لأن المعنى يعرفهم
قوله تعالى ( { في الكلالة } ) في يتعلق بيفتيكم وقال الكوفيون بيستفتونك وهذا ضعيف لأنه لو كان كذلك لقال يفتيكم فيها في الكلالة كما لو تقدمت ( { إن امرؤ هلك } ) هو مثل ( { وإن امرأة خافت } ليس له ولد ) الجملة في موضع الحال من الضمير في هلك ( { وله أخت } ) جملة حالية أيضا وجواب الشرط ( { فلها } وهو يرثها ) مستأنف لا موضع له وقد سدت هذه الجملة مسد جواب الشرط الذي هو قوله ( { إن لم يكن لها ولد } فإن كانتا اثنتين ) الألف في كانتا ضمير الاختين ودل على ذلك قوله ( { وله أخت } ) وقيل هو ضمير من والتقدير فإٍ ن كان من يرث ثنتين وحمل ضمير من على المعنى لأنها تستعمل في الافراد والتثنية والجمع بلفظ واحد
فإن قيل من شرط الخبر أن يفيد مالا يفيده المبتدأ والألف قد دلت على الاثنين قيل الفائدة في قوله اثنتين بيان أن الميراث وهو الثلثان هاهنا مستحق بالعدد مجرداً عن الصغر والكبر وغيرهما فلهذا كان مفيداً ( { مما ترك } ) في موضع الحال من الثلثان ( { فإن كانوا } ) الضمير للورثة وقد دل عليه ما تقدم ( { فللذكر } ) أي منهم ( { أن تضلوا } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها هو مفعول يبين أي يبين لكم ضلالكم لتعرفوا الهدى والثاني هو مفعول له تقديره مخافة أن تضلوا والثالث تقديره لئلا تضلوا وهو قول الكوفيين ومفعول يبين على الوجهين محذوف أي يبين لكم الحق سورة المائدة بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { إلا ما يتلى عليكم } ) في موضع نصب على الاستثناء من بهيمة الانعام والاستثناء متصل والتقدير أحلت لكم بهيمة الانعام الا الميتة وما أهل لغير الله به وغيره مما ذكر في الاية الثالثة من السورة ( { غير } حال من الضمير المجرور عليكم أو لكم وقيل هو حال من ضمير الفاعل في أوفوا و ( { محلي } ) اسم فاعل مضاف إلى المفعول وحذفت النون للإضافة و ( { الصيد } ) مصدر بمعنى المفعول أي المصدر ويجوز أن يكون على بابه هاهنا أي غير محلين الاصطياد في حال الاحرام
____________________
(1/205)
قوله تعالى ( { ولا القلائد } ) أي ولا ذوات القلائد لأنها جمع قلادة والمراد تحريم المقلدة لا القلادة ( { ولا آمين } ) أي ولا قتال آمين أو أذى آمين وقرىء في الشاذ ( / < ولا آمي البيت > / ) بحذف النون والاضافة ( { يبتغون } ) في موضع الحال من الضمير في آمين ولا يجوز أن يكون صفة لآمين لأن اسم الفاعل إذا وصف لم يعمل في الاختيار ( { فاصطادوا } ) قرىء في الشإذ بكسر الفاء وهي بعيدة من الصواب وكأنه حركها بحركة همزة الوصل ( { ولا يجرمنكم } ) الجمهور على فتح الياء وقرىء بضمها وهما لغتان يقال جرم وأجرم وقيل جرم متعد إلى مفعول واحد وأجرم متعد إلى اثنين والهمزة للنقل فأما فاعل هذا الفعل فهو ( { شنآن } ) ومفعوله الاول الكاف والميم و ( { أن تعتدوا } ) هو المفعول الثاني على قول من عداه إلى مفعولين ومن عداه إلى واحد كأنه قدر حرف الجر مراداً مع أن تعتدوا والمعنى لا يحملنكم بغض قوم على الاعتداء والجمهور على فتح النون الأولى من شنآن وهو مصدر كالغليان والنزوان ويقرأ بسكونها وهو صفة مثل عطشان وسكران والتقدير على هذا لا يحملنكم بغيض قوم أي عداوة بغيض قوم وقيل من سكن أراد المصدر أيضاً لكنه خفف لكثرة الحركات وإذا حركت النون كان مصدراً مضافاً إلى المفعول أي لا يحملنكم بغضكم لقوم ويجوز أن يكون مضافاً إلى الفاعل أي بغض قوم إياكم ( { أن صدوكم } ) يقرأ بفتح الهمزة وهي مصدرية والتقدير لأن صدوكم وموضعه نصب أو جر على الاختلاف في نظائره ويقرأ بكسرها على أنها شرط والمعنى أن يصدوكم مثل ذلك الصد الذي وقع منهم أو يستديموا الصد وإنما قدر بذلك لأن الصد كان قد وقع من الكفار للمسلمين ( { ولا تعاونوا } ) يقرأ بتخفيف التاءين على أنه حذف التاء الثانية تخفيفاً أو بتشديدها إذا وصلتها بلا على إدغام إحدى التاءين في الاخرى وساغ الجمع بين ساكنين لأن الاول منهما حرف مد
قوله تعالى ( { الميتة } ) أصلها الميتة ( { والدم } ) أصله دمى ( { وما أهل لغير الله به } ) قد ذكر ذلك كله في البقرة ( { والنطيحة } ) بمعنى المنطوحة ودخلت فيها الهاء لأنها لم تذكر الموصوفة معها فصارت كالاسم فإن قلت شاة نطيح لم تدخل الهاء ( { وما أكل السبع } ) ما بمعنى الذي وموضعه رفع عطفاً على الميتة والاكثر ضم الباء من السبع وتسكينها لغة وقد قرىء به ( { إلا ما ذكيتم } ) في موضع نصب استثناء من الموجب قبله والاستثناء راجع إلى المتردية والنطيحة وأكيلة السبع
____________________
(1/206)
( { وما ذبح } ) مثل ( { وما أكل السبع } ) على النصب فيه وجهان أحدهما هو متعلق بذبح تعلق المفعول بالفعل أي ذبح على الحجارة التي تسمى نصبا أي ذبحت في ذلك الموضع والثاني أن النصب الاصنام فعلى هذا في على وجهان أحدهما هي بمعنى اللام أي لأجل الاصنام فتكون مفعولاً له والثاني أنها على أصلها وموضعه حال أي وما ذبح مسمى على الاصنام وقيل نصب بضمتين ونصب بضم النون وإسكان الصاد ونصب بفتح النون وإسكان الصاد وهو مصدر بمعنى المفعول وقيل يجوز فتح النون والصاد أيضاً وهو اسم بمعنى المنصوب كالقبض والنقض بمعنى المقبوض والمنقوض ( { وأن تستقسموا } ) في موضع رفع عطفاً على الميتة و ( { بالأزلام } ) جمع زلم وهو القدح الذي كانوا يضربون به على أيسار الجزور ( { ذلكم فسق } ) مبتدأ وخبر ولكم إشارة إلى جميع المحرمات في الاية ويجوز أن يرجع إلى الاستقسام ( { اليوم } ) ظرف ل ( { يئس } ) و ( { اليوم } ) الثاني ظرف ل ( { أكملت } ) و ( { عليكم } ) يتعلق بأتممت ولا يتعلق ب ( { نعمتي } ) فإن شئت جعلته على التبيين أي أتممت أعنى عليكم و ( { ورضيت } ) يتعدى إلى مفعول واحد وهو هنا ( { الإسلام } ) و ( { دينا } ) حال وقيل يتعدى إلى مفعولين لأن معنى رضيت هنا جعلت وصيرت ولكم يتعلق برضيت وهي للتخصيص ويجوز أن يكون حالا من الاسلام أي رضيت الاسلام لكم ( { فمن اضطر } ) شرط في موضع رفع بالابتداء و ( { غير } ) حال والجمهور على ( { متجانف } ) بالألف والتخفيف وقرىء ( / < متجنف > / ) بالتشديد من غير ألف يقال تجانف وتجنف ( { لإثم } ) متعلق بمتجانف وقيل اللام بمعنى إلى أي مائل إلى إثم ( { فإن الله غفور رحيم } ) أي له فحذف العائد على المبتدأ
قوله تعالى ( { ماذا أحل لهم } ) قد ذكر في البقرة ( { وما علمتم } ) ما بمعنى الذي والتقدير صيد ما علمتم أو تعليم ما علمتم و ( { من الجوارح } ) حال من الهاء المحذوفة أو من ما والجوارح جمع جارحة والهاء فيها للمبالغة وهي صفة غالبة إذ لا يكاد يذكر معها الموصوف ( { مكلبين } ) يقرأ بالتشديد والتخفيف يقال كلبت الكلب وأكلبته فكلب أي أعريته على الصيد وأسدته فاستأسد وهو حال من الضمير في علمتم ( { تعلمونهن } ) فيه وجهان أحدهما هو مستأنف لا موضع له والثاني هو حال من الضمير في مكلبين ولا يجوز أن يكون حالا ثانية لأن
____________________
(1/207)
العامل الواحد لا يعمل في حالين ولا يحسن أن يجعل حالا من الجوارح لأنك قد فصلت بينهما بحال لغير الجوارح ( { مما } ) أي شيئاً مما ( { علمكم الله }
قوله تعالى ( { وطعام الذين } ) مبتدأ و ( { حل لكم } ) خبره ويجوز أن يكون معطوفاً على الطيبات وحل لكم خبر مبتدأ محذوف ( { وطعامكم حل لهم } ) مبتدأ وخبر ( { والمحصنات } ) معطوف على الطيبات ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي والمحصنات من المؤمنات حل لكم أيضاً وحل مصدر بمعنى الحلال فلا يثني ولا يجمع و ( { من المؤمنات } ) حال من الضمير في المحصنات أو من نفس المحصنات إذا عطفتها على الطيبات ( { إذا آتيتموهن } ) ظرف لأحل أو لحل المحذوفة ( { محصنين } ) حال من الضمير المرفوع في آتيتموهن فيكون العامل آتيتم ويجوز أن يكون العامل أحل أو حل المحذوفة ( { غير } ) صفة لمحصنين أو حال من الضمير الذي فيها ( { ولا متخذي } ) معطوف على غير فيكون منصوباً ويجوز أن يعطف على مسافحين وتكون لا لتأكيد النفي ( { ومن يكفر بالإيمان } ) أي بالمؤمن به فهو مصدر في موضع المفعول كالخلق بمعنى المخلوق وقيل التقدير بموجب الايمان وهو الله ( { وهو في الآخرة من الخاسرين } ) إعرابه مثل إعراب ( { وإنه في الآخرة لمن الصالحين } ) وقد ذكر في البقرة
قوله تعالى ( { إلى المرافق } ) قيل إلى بمعنى مع كقوله ( { ويزدكم قوة إلى قوتكم } ) وليس هذا المختار والصحيح أنها على بابها وأنها لانتهاء الغاية وإنما وجب غسل المرافق بالسنة وليس بينهما تناقض لأن إلى تدل على انتهاء الفعل ولا يتعرض بنفي المحدود إليه ولا بإثباته الا ترى أنك إذا قلت سرت إلى الكوفة فغير ممتنع أن تكون بلغت أول حدودها ولم تدخلها وأن تكون دخلتها فلو قام الدليل على أنك دخلتها لم يكن مناقضاً لقولك سرت إلى الكوفة فعلى هذا تكون إلى متعلقة باغسلوا ويجوز أن تكون في موضع الحال وتتعلق بمحذوف والتقدير وأيديكم مضافة إلى المرافق ( { برؤوسكم } ) الباء زائدة وقال من لا خبرة له بالعربية الباء في مثل هذا للتبعيض وليس بشيء يعرفه أهل النحو ووجه دخولها أنها تدل على إلصاق المسح بالرأس ( { وأرجلكم } ) يقرأ بالنصب وفيه وجهان أحدهما هو معطوف على الوجوه والايدي أي فاغسلوا وجوهكم وأيديكم وأرجلكم وذلك جائز في العربية بلا خلاف والسنة الدلالة على وجوب غسل الرجلين تقوى ذلك والثاني أنه معطوف على موضع برءوسكم والاول أقوى لأن العطف على اللفظ أقوى من العطف على الموضع
____________________
(1/208)
ويقرأ في الشذوذ بالرفع على الابتداء أي وأرجلكم مغسولة أو كذلك ويقرأ بالجر وهو مشهور أيضاً كشهرة النصب وفيها وجهان أحدهما أنها معطوفة على الرءوس في الإعراب والحكم مختلف فالرءوس ممسوحة والارجل مغسولة وهو الإعراب الذي يقال هو على الجوار وليس بممتنع أن يقع في القرآن لكثرته فقد جاء في القرآن والشعر فمن القرآن قوله تعالى ( { وحور عين } ) على قراءة من جر وهو معطوف على قوله ( { بأكواب وأباريق } ) والمعنى مختلف إذ ليس المعنى يطوف عليهم ولدان مخلدون بحور عين قال الشاعر وهو النابغة
( لم يبق الا أسير غير منفلت % أو موثق في حبال القد مجنوب )
والقول في مجرورة والجوار مشهور عندهم في الإعراب وقلب الحروف ببعضها إلى بعض والتأنيث وغير ذلك فمن الإعراب ما ذكرنا في العطف ومن الصفات قوله ( { عذاب يوم محيط } ) واليوم ليس بمحيط وإنما المحيط العذاب وكذلك قوله ( { في يوم عاصف } ) واليوم ليس بعاصف وإنما العاصف الريح ومن قلب الحروف قوله عليه الصلاة والسلام
ارجعن مأزورات غير مأجورات والأصل موزورات ولكن أريد التآخي وكذلك قولهم إنه لا يأتينا بالغدايا والعشايا ومن التأنيث قوله ( { فله عشر أمثالها } ) فحذفت التاء من عشر وهي مضافة إلى الامثال وهي مذكرة ولكن لما جاورت الامثال الضمير المؤنث أجرى عليها حكمه وكذلك قول الشاعر
( لما أتى خبر الزبير تضعضعت % سور المدينة والجبال الخشع )
وقولهم ذهبت بعض أصابعه ومما راعت العرب فيه الجوار قولهم قامت هند فلم يجيزوا حذف التاء إذا لم يفصل بينهما فإن فصلوا بينهما أجازوا حذفها ولا فرق بينهما الا المجاورة وعدم المجاورة ومن ذلك قولهم قام زيد وعمراً كلمته استحسنوا النصب بفعل محذوف لمجاورة الجملة اسماً قد عمل فيه الفعل ومن ذلك قلبهم الواو المجاورة للطرف همزة في قولهم أوائل كما لو وقعت طرفاً وكذلك إذا بعدت عن الطرف لا تقلب نحو طواويس وهذا موضع يحتمل أن يكتب فيه أوراق من الشواهد وقد جعل النحويون له باباً ورتبوا عليه مسائل ثم أصلوه بقولهم جحر ضب خرب حتى اختلفوا في جواز جر التثنية والجمع فأجاز الاتباع فيهما جماعة من حذاقهم قياساً على المفرد المسموع ولو كان لا وجه له في القياس بحال لاقتصروا فيه على المسموع فقط ويؤيد ما ذكرناه أن الجر في الاية قد أجيز غيره وهو
____________________
(1/209)
النصب والرفع والرفع والنصب غير قاطعين ولا ظاهرين على أن حكم الرجلين المسح وكذلك الجر يجب أن يكون كالنصب والرفع في الحكم دون الإعراب والوجه الثاني أن يكون جر الارجل بجار محذوف تقديره وافعلوا بأرجلكم غسلاً وحذف الجار وإبقاء الجر جائز قال الشاعر
( مشائيم ليسوا مصلحين عشيرة % ولا ناعب الا ببين غرابها )
وقال زهير
( بدا لي أني لست مدرك ما مضى % ولا سابق شيئاً إذا كان جائيا )
فجر بتقدير الباء وليس بموضع ضرورة وقد أفردت لهذه المسألة كتابا ( لى الكعبين مثل إلى المرافق وفيه دليل على وجوب غسل الرجلين لأن الممسوح ليس بمحدود والتحديد في المغسول الذي أريد بعضه وهو قوله ( { وأيديكم إلى المرافق } ) ولم يحدد الوجه لأن المراد جميعه ( { وأيديكم منه } ) في موضع نصب بامسحوا ( { ليجعل } ) اللام غير زائدة ومفعول يريد محذوف تقديره ما يريد الله الرخصة في التيمم ليجعل عليكم حرجاً وقيل اللام زائدة وهذا ضعيف لأن أن غير ملفوظ بها وإنما يصح أن يكون الفعل مفعولاً ليريد بأن ومثله ( { ولكن يريد ليطهركم } ) أي يريد ذلك ليطهركم ( { عليكم } ) يتعلق بيتم ويجوز أن يتعلق بالنعمة ويجوز أن يكون حالا من النعمة
قوله تعالى ( { إذ } ظرف لواثقكم ) ويجوز أن يكون حالا من الهاء المجرورة وأن يكون حالا من الميثاق
قوله تعالى ( { شهداء بالقسط } ) مثل قوله تعالى ( { شهداء لله } ) وقد ذكرناه في النساء ( { هو أقرب } ) هو ضمير العدل وقد دل عليه أعدلوا وأقرب للتقوى قد ذكر في البقرة
قوله تعالى ( { وعد الله } ) وعد يتعدى إلى مفعولين يجوز الاقتصار على أحدهما والمفعول الاول هنا ( { الذين آمنوا } ) والثاني محذوف استغنى عنه بالجملة التي هي قوله ( { لهم مغفرة } ) ولا موضع لها من الإعراب لأن وعد لا يعلق عن العمل كما تعلق ظننت وأخواتها
قوله تعالى ( { نعمة الله عليكم } ) يتعلق بنعمة ويجوز أن يكون حالا منها
____________________
(1/210)
فيتعلق بمحذوف و ( { إذ } ) ظرف للنعمة أيضاً وإذا جعلت عليكم حالا جاز أن يعمل في إذ ( { أن يبسطوا } ) أي بأن يبسطوا وقد ذكرنا الخلاف في موضعه
قوله تعالى ( { منهم } ) اثنى عشر يجوز أن يتعلق منهم ببعثنا وأن يكون صفة لاثني عشر تقدمت فصارت حالا ( { وعزرتموهم } ) يقرأ بالتشديد والتخفيف والمعنى واحد ( { قرضا } ) يجوز أن يكون مصدراً محذوف الزوائد والعامل فيه أقرضتم أي إقراضاً ويجوز أن يكون القرض بمعنى المقرض فيكون مفعولاً به ( { لأكفرن } ) جواب الشرط ( { فمن كفر بعد ذلك منكم } ) في موضع الحال من الضمير في لأكفرن و ( { سواء السبيل } ) قد ذكر في البقرة
قوله تعالى ( { فبما نقضهم } ) الباء تتعلق ب ( { لعناهم } ) ولو تقدم الفعل لدخلت الفاء عليه وما زائدة أو بمعنى شيء وقد ذكر في النساء ( { وجعلنا } ) يتعدى إلى مفعولين بمعنى صيرنا و ( { قاسية } ) المفعول الثاني وياؤه واو في الأصل لأنه من القسوة ويقرأ ( / < قسية > / ) على فعيلة قلبت الواو ياء وأدغمت فيها ياء فعيل وفعيلة في لعناهم وأن يكون حالا من الضمير في قاسية ولا يجوز أن يكون حالا من هنا للمبالغة بمعنى فاعلة ( { يحرفون } ) مستأنف ويجوز أن يكون حالا من المفعول في لعناهم وأن يكون حالا من الضمير في قاسية ولا يجوز أن يكون حالا من القلوب لأن الضمير في يحرفون لا يرجع إلى القلوب ويضعف أن يجعل حالا من الهاء والميم في قلوبهم ( { عن مواضعه } ) قد ذكر في النساء ( { على خائنة } ) أي على طائفة خائنة ويجوز أن تكون فاعلة هنا مصدراً كالعاقبة والعافية و ( { منهم } ) صفة لخائنة ويقرأ ( { خيانة } ) وهي مصدر والياء منقلبة عن واو لقولهم يخون وفلان أخون من فلان وهو خوان ( { إلا قليلا منهم } ) استثناء من خائنة ولو قرىء بالجر على البدل لكان مستقيماً
قوله تعالى ( { ومن الذين قالوا } ) من تتعلق بأخذنا تقديره وأخذنا من الذين قالوا إنا نصارى ميثاقهم والكلام معطوف على قوله ( { ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل } ) والتقدير وأخذنا من الذين قالوا إنا نصارى ميثاقهم ولا يجوز أن يكون التقدير وأخذنا ميثاقهم من الذين قالوا إنا نصارى لأن فيه إضماراً قبل الذكر لفظاً وتقديراً والياء في ( { فأغرينا } ) من واو واشتقاقه من الغراء وهو الذي يلصق به يقال سهم مغرو و ( { بينهم } ) ظرف لأغرينا أو حال من ( { العداوة } ) ولا يكون ظرفاً للعداوة لأن المصدر لا يعمل فيما قبله ( { إلى يوم القيامة } ) يتعلق بأغرينا أو بالبغضاء أو بالعداوة أي تباغضوا إلى يوم القيامة
____________________
(1/211)
قوله تعالى ( { يبين لكم } ) حال من رسولنا و ( { من الكتاب } ) حال من الهاء المحذوفة في يخفون ( { قد جاءكم } ) لا موضع له ( { من الله } ) يتعلق بجاءكم أو حال من نور
قوله تعالى ( { يهدي به الله } ) يجوز أن يكون حالا من رسولنا بدلا من يبين وأن يكون حالا من الضمير في يبين ويجوز أن يكون صفة لنور أو لكتاب والهاء في به تعود على من جعل يهدي حالا منه أو صفة له فلذلك أفرد و ( { من } ) بمعنى الذي أو نكرة موصوفة و ( { سبل السلام } ) المفعول الثاني ليهدي ويجوز أن يكون بدلاً من رضوانه والرضوان بكسر الراء وضمها لغتان وقد قرىء بهما وسبلي بضم الباء والتسكين لغة وقد قرىء به ( { بإذنه } ) أي بسبب أمره المنزل على رسوله
قوله تعالى ( { فمن يملك } ) أي قل لهم ومن استفهام تقدير و ( { من الله } ) يجوز أن يكون حالا متعلقاً بيملك وأن يكون حالا من و ( { شيئا } ) و ( { جميعا } ) حال من المسيح وأمه ومن في الارض ويجوز أن يكون حالا من من وحدها ومن هاهنا عام سبقه خاص من جنسه وهو المسيح وأمه ( { يخلق } ) مستأنف
قوله تعالى ( { قل فلم يعذبكم } ) أي قل لهم ( { بل أنتم } ) رد لقولهم ( { نحن أبناء الله } ) وهو محكي بقل
قوله تعالى ( { على فترة } ) في موضع الحال من الضمير في يبين ويجوز أن يكون حالا من الضمير المجرور في لكم و ( { من الرسل } ) نعت لفترة ( { أن تقولوا } ) أي مخافة أن تقولوا ( { ولا نذير } ) معطوف على لفظ بشير ويجوز في الكلام الرفع على موضع من بشير
قوله تعالى ( { نعمة الله عليكم } ) إذ جعل هو مثل قوله ( { نعمة الله عليكم إذ هم } ) قوم وقد ذكر
قوله تعالى ( { على أدباركم } ) حال من الفاعل في ترتدوا ( { فتنقلبوا } ) يجوز أن يكون مجزوماً عطفاً على ترتدوا وأن يكون منصوباً على جواب النهي
قوله تعالى ( { فإنا داخلون } ) أي داخلوها فحذف المفعول لدلالة الكلام عليه
قوله تعالى ( { من الذين يخافون } ) في موضع رفع صفة لرجلين ويخافون صلة الذين والواو العائد ويقرأ بضم الياء على مالم يسم فاعله وله معنيان أحدهما
____________________
(1/212)
هو من قولك خيف الرجل أي خوف والثاني أن يكون المعنى يخافهم غيرهم كقولك فلان مخوف أي يخافه الناس ( { أنعم الله } ) صفة أخرى لرجلين ويجوز أن يكون حالا وقد معه مقدرة وصاحب الحال رجلان أو الضمير في الذين
قوله تعالى ( { ما داموا } ) هو بدل من أبداً لأن ما مصدرية تنوب عن الزمان وهو بدل بعض و ( { ها هنا } ) ظرف ل قاعدون والاسم هنا وها للتنبيه مثل التي في قولك هذا وهؤلاء
قوله تعالى ( { وأخي } ) في موضعه وجهان أحدهما نصب عطفاً على نفسي أو على اسم إن والثاني رفع عطفاً على الضمير في أملك أي ولا يملك أخي الا نفسه ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي وأخي كذلك ( { وبين القوم الفاسقين } ) الأصل أن لا تكرر بين وقد تكرر توكيداً كقولك المال بين زيد وبين عمرو وكررت هنا لئلا يعطف على الضمير من غير إعادة الجار
قوله تعالى ( { أربعين سنة } ) ظرف لمحرمة فالتحريم على هذا مقدر و ( { يتيهون } ) حال من الضمير المجرور وقيل هي ظرف ليتيهون فالتحريم على هذا غير مؤقت ( { فلا تأس } ) ألف تأسا بدل من واو لأنه من الاسى الذي هو الحزن وتثنيته أسوان ولا حجة في أسيت عليه لإنكسار السين ويقال رجل أسوان بالواو وقيل هي من الياء يقال رجل أسيان أيضاً
قوله تعالى ( { نبأ ابني آدم } ) الهمزة في ابنى همزة وصل كما هي في الواحد فأما همزة أبناء في الجمع فهمزة قطع لأنها حادثة للجمع ( { إذ قربا } ) ظرف لنبأ أو حال منه ولا يكون ظرفاً لاتل وبالحق حال من الضمير في اتل أي محقاً أو صادقاً ( { قربانا } ) هو في الأصل مصدر وقد وقع هنا موضع المفعول به والأصل إذ قربا قربانين لكنه لم يثن لأن المصدر لا يثنى وقال أبو علي تقديره إذ قرب كل واحد منهما قرباناً كقوله ( { فاجلدوهم ثمانين جلدة } ) أي كل واحد منهم ( { قال لأقتلنك } ) أي قال المردود عليه للمقبول منه ومفعول ( { يتقبل } ) محذوف أي يتقبل من المتقين قرابينهم وأعمالهم
قوله تعالى ( { بإثمي وإثمك } ) في موضع الحال أي ترجع حاملاً للإثمين
قوله تعالى ( { فطوعت } ) الجمهور على تشديد الواو ويقرأ ( / < طاوعت > / ) بالألف
____________________
(1/213)
والتخفيف وهما لغتان والمعنى زينت قال قوم طاوعت تتعدى بغير لام وهذا خطأ لأن التي تتعدى بغير اللام تتعدى إلى مفعول واحد وقد عداه هاهنا إلى ( { قتل أخيه } ) وقيل التقدير طاوعته نفسه على قتل أخيه فزاد اللام وحذف على
قوله تعالى ( { كيف يواري } ) كيف في موضع الحال من الضمير في يوارى والجملة في موضع نصب بيرى والسوأة يجوز تخفيف همزتها بإلقاء حركتها على الواو فتبقى سوأة أخيه ولا تقلب الواو ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها لأن حركتها عارضة والألف في ( { ويلتى } ) بدل من ياء المتكلم والمعنى يا ويله احضري فهذا وقتك ( { فأواري } ) معطوف على أكون وذكر بعضهم أنه يجوز أن ينتصب على جواب الاستفهام وليس بشيء إذ ليس المعنى أيكون مني عجز فمواراة الا ترى أن قولك أين بيتك فأزورك معناه لو عرفت لزرت وليس المعنى هنا لو عجزت لواريت
قوله تعالى ( { من أجل } ) من تتعلق ب ( { كتبنا } ) ولا تتعلق بالنادمين لأنه لا يحسن الابتداء بكتبنا هنا والهاء في ( { أنه } ) للشان و ( { من } ) شرطية و ( { بغير } ) حال من الضمير في قتل أي من قتل نفساً ظالماً ( { أو فساد } ) معطوف على نفس وقرىء في الشاذ بالنصب أي أو عمل فساداً أو أفسد فساداً أي إفساد فوضعه موضع المصدر مثل العطاء و ( { بعد ذلك } ) ظرف ل ( مسرفون ) ولا تمنع لام لتوكيد ذلك
قوله تعالى ( { يحاربون الله } ) أي أولياء الله فحذف المضاف و ( { أن يقتلوا } ) خبر جزاء وكذلك المعطوف عليه وقد قرىء فيهن بالتخفيف و ( { من } ) خلاف حال من الايدي والارجل أي مختلفة ( { أو ينفوا من الأرض } ) أي من الارض التي يريدون الاقامة بها فحذف الصفة و ( { ذلك } ) مبتدأ و ( { لهم خزي } ) مبتدأ وخبر في موضع خبر ذلك و ( { في الدنيا } ) صفة خزي ويجوز أن يكون ظرفاً له ويجوز أن يكون خزي خبر ذلك ولهم صفة مقدمة فتكون حالا ويجوز أن يكون في الدنيا ظرفاً للإستقرار
قوله تعالى ( { إلا الذين } ) استثناء من الذين يحاربون في موضع نصب وقيل يجوز أن يكون في موضع رفع بالابتداء والعائد عليه من الخبر محذوف أي ( { فإن الله غفور } ) لهم أو ( { رحيم } ) بهم
قوله تعالى ( { إليه الوسيلة } ) يجوز أن يتعلق إلى بابتغوا وأن يتعلق بالوسيلة
____________________
(1/214)
لأن الوسيلة بمعنى المتوسل به فيعمل فيما قبله ويجوز أن يكون حالا أي الوسيلة كائنة إليه
قوله تعالى ( { من عذاب يوم القيامة } ) العذاب اسم للتعذيب وله حكمه في العمل وأخرجت إضافته إلى يوم يوماً عن الظرفية
قوله تعالى ( { والسارق والسارقة } ) مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما هو محذوف تقديره عند سيبويه وفيما يتلى عليكم ولا يجوز أن يكون عنده ( { فاقطعوا } ) هو الخبر من أجل الفاء وإنما يجوز ذلك فيما إذا كان المبتدأ الذي وصلته بالفعل أو الظرف لأنه يشبه الشرط والسارق ليس كذلك والثاني الخبر فاقطعوا أيديهما لأن الألف واللام في السارق بمنزلة الذي لا يراد به سارق بعينه و ( { أيديهما } ) بمعنى يديهما لأن المقطوع من السارق والسارقة يميناهم فوضع الجمع موضع الاثنين لأنه ليس في الانسان سوى يمين واحدة وما هذا سبيله يجعل الجمع فيه مكان الاثنين ويجوز أن يخرج على الأصل وقد جاء في بيت واحد قال الشاعر
( ومهمهين فد فدين مرتين % ظهراهما مثل ظهور الترسين )
( { جزاء } ) مفعول من أجله أو مصدر لفعل محذوف أي جازاهما جزاء وكذلك ( { نكالا } )
قوله تعالى ( { لا يحزنك } ) نهى والجيدي فتح الياء وضم الزاي ويقرأ بضم الياء وكسر الزاي من أحزنني وهي لغة ( { من الذين قالوا } ) في موضع نصب على الحال من الضمير في يسارعون أو من الذين يسارعون ( { بأفواههم } ) يتعلق بقالوا أي قالوا بأفواههم آمنا ( { ولم تؤمن قلوبهم } ) الجملة حال ( { ومن الذين هادوا } ) معطوف على قوله ( { من الذين قالوا آمنا } ) و ( { سماعون } ) خبر مبتدأ محذوف أي هم سماعون وقيل سماعون مبتدأ ومن الذين هادوا خبره ( { للكذب } ) فيه وجهان أحدهما اللام زائدة تقديره سماعون الكذب والثاني ليست زائدة والمفعول محذوف والتقدير سماعون أخباركم للكذب أي ليكذبوا عليكم فيها و ( { سماعون } ) الثانية تكريراً للأولى و ( { لقوم } ) متعلق به أي لأجل قوم ويجوز أن تتعلق اللام في لقوم بالكذب لأن سماعون الثانية مكررة والتقدير ليكذبوا لقوم آخرين و ( { لم يأتوك } ) في موضع جر صفة أخرى لقوم ( { يحرفون } ) فيه وجهان أحدهما هو مستأنف لا موضع له أو في موضع رفع خبر لمبتدأ محذوف أي هم يحرفون والثاني ليست بمستأنف بل هو صفة لسماعون أي سماعون محرفون ويجوز أن يكون
____________________
(1/215)
حالا من الضمير في سماعون ويجوز أن يكون صفة أخرى لقوم أي محرفين و ( { من بعد مواضعه } ) مذكور في النساء ( { يقولون } ) مثل يحرفون ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يحرفون ( { من الله شيئا } ) في موضع الحال التقدير شيئاً كائناً من أمر الله
قوله تعالى ( { سماعون للكذب } ) أي هم سماعون ومثله ( { أكالون للسحت } ) والسحت والسحت لغتان وقد قرىء بهما ( { فلن يضروك شيئا } ) في موضع المصدر أي ضرراً
قوله تعالى ( { وكيف يحكمونك } ) كيف في موضع نصب على الحال من الضمير الفاعل في يحكمونك ( { وعندهم التوراة } ) جملة في موضع الحال والتوراة مبتدأ وعندهم الخبر ويجوز أن ترفع التوراة بالظرف ( { فيها حكم الله } ) في موضع الحال والعامل فيها ما في عند من معنى الفعل وحكم الله مبتدأ أو معمول الظرف
قوله تعالى ( { فيها هدى ونور } ) في موضع الحال من التوراة ( { يحكم بها النبيون } ) جملة في الحال من الضمير المجرور في فيها ( { للذين هادوا } ) اللام تتعلق بيحكم ( { والربانيون والأحبار } ) عطف على النبيون ( { بما استحفظوا } ) يجوز أن يكون بدلاً من قوله بها في قوله ( { يحكم بها } ) وقد أعاد الجار لطول الكلام وهو جائز أيضاً وإن لم يطل وقيل الربانيون مرفوع بفعل محذوف والتقدير ويحكم الربانوين والاحبار بما استحفظوا وقيل هو مفعول به أي يحكمون بالتوراة بسبب استحفاظهم ذلك و ( ا ) بمعنى الذي أي بما استحفظوه ( { من كتاب الله } ) حال من المحذوف أو من ( ا ) و ( { عليه } ) يتعلق ب ( { شهداء } )
قوله تعالى ( { النفس بالنفس } ) بالنفس في موضع رفع خبر أن وفيه ضمير وأما ( { العين } ) إلى قوله ( { والسن } ) فيقرأ بالنصب عطفاً على ما عملت فيه أن وبالرفع وفيه ثلاثة أوجه أحدها هو مبتدأ والمجرور خبره وقد عطف جملاً على جملة والثاني أن المرفوع منها معطوف على الضمير في قوله بالنفس والمجررات على هذا أحوال مبينة للمعنى لأن المرفوع على هذا فاعل للجار وجاز العطف من غير توكيد كقوله تعالى ( { ما أشركنا ولا آباؤنا } ) والثالث أنها معطوفة على المعنى لأن معنى كتبنا عليهم قلنا لهم النفس بالنفس ولا يجوز أن يكون معطوفاً على أن وما عملت فيه لأنها وما عملت فيه في موضع نصب وأما قوله ( { والجروح } ) فيقرأ بالنصب حملاً على على النفس وبالرفع وفيه الاوجه الثلاثة ويجوز أن يكون مستأنفاً أي والجروح
____________________
(1/216)
قصاص في شريعة محمد والهاء في ( { به } ) للقصاص و ( { فهو } ) كناية عن التصدق والهاء في ( { له } للمتصدق )
قوله تعالى ( { مصدقا } ) الأولى حال من عيسى و ( { من التوراة } ) حال من ( ا ) أو من الضمير في الظرف و ( { فيه هدى } ) جملة في موضع الحال من الانجيل ( { ومصدقا } ) الثاني حال أخرى من الانجيل وقيل من عيسى أيضاً ( { وهدى وموعظة } ) حال من الانجيل أيضاً ويجوز أن يكون من عيسى أي هادياً وواعظاً أو ذا هدى وذا موعظة ويجوز أن يكون مفعولاً من أجله أي قفينا للهدى أو وآتيناه الانجيل للهدى وقد قرىء في الشاذ بالرفع أي وفي الانجيل هدى وموعظة وكرر الهدى توكيداً
قوله تعالى ( { وليحكم } ) يقرأ بسكون اللام والميم على الامر ويقرأ بكسر اللام وفتح الميم على أنها لام كي أي وقفينا ليؤمنوا وليحكم
قوله تعالى ( { بالحق } ) حال من الكتاب ( { مصدقا } ) حال من الضمير في قوله بالحق ولا يكون حالا من الكتاب إذ لا يكون حالان لعامل واحد ( { ومهيمنا } ) حال أيضاً ومن الكتاب حال من ( ا ) أو من الضمير في الظرف والكتاب الثاني جنس وأصل مهيمن ميمن لأنه مشتق من الامانة لأن المهيمن الشاهد وليس في الكلام همن حتى تكون الهاء أصلاً ( { عما جاءك } ) في موضع الحال أي عادلاً عما جاءك و ( { من الحق } ) حال من الضمير في ( { جاءك } ) أو من ( { ما } لكل جعلنا منكم ) لا يجوز أن يكون منكم صفة لكل لأن ذلك يوجب الفصل بين الصفة والموصوف بالاجنبي الذي لا تشديد فيه للكلام ويوجب أيضاً أن يفصل بين جعلنا وبين معمولها وهو ( { شرعة } ) وإنما يتعلق بمحذوف تقديره أعنى وجعلنا هاهنا إن شئت جعلتها المتعدية إلى مفعول واحد وإن شئت جعلتها بمعنى صيرنا ( { ولكن ليبلوكم } ) اللام تتعلق بمحذوف تقديره ولكن فرقكم ليبلوكم ( { مرجعكم جميعا } ) حال من الضمير المجرور وفي العامل وجهان أحدهما المصدر المضاف لأنه في تقدير إليه ترجعون جميعاً والضمير المجرور فاعل في المعنى أو قائم مقام الفاعل والثاني أن يعمل فيه الاستقرار الذي ارتفع به مرجعكم أو الضمير الذي في الجار
قوله تعالى ( { وأن احكم بينهم } ) في أن وجهان أحدهما هي مصدرية والامر صلة لها وفي موضعها ثلاثة أوجه أحدها نصب عطفاً على الكتاب
____________________
(1/217)
في قوله ( { وأنزلنا إليك الكتاب } ) أي وأنزلنا إليك بالحق الحكم والثاني جر عطفاً على الحق أي أنزلنا إليك وبالحكم ويجوز على هذا الوجه أن يكون نصباً لما حذف الجار والثالث أن يكون في موضع رفع تقديره وأن احكم بينهم بما نزل الله أمرنا أو قولنا وقيل أن بمعنى أي وهو بعيد لأن الواو تمنع من ذلك والمعنى يفسد ذلك لأن أن التفسيرية ينبغي أن يسبقها قول يفسر بها ويمكن تصحيح هذا القول على أن يكون التقدير وأمرناك ثم فسر هذا الامر باحكم ( { أن يفتنوك } ) فيه وجهان أحدهما هو بدل من ضمير المفعول بدل الاشتمال أي احذرهم فتنتهم والثاني أن يكون مفعولاً من أجله أي مخافة أن يفتنوك
قوله تعالى ( { أفحكم الجاهلية } ) يقرأ بضم الحاء وسكون الكاف وفتح الميم والناصب له يبغون ويقرأ بفتح الجميع وهو أيضاً منصوب بيبغون أي احكم حكم الجاهلية ويقرأ تبغون بالتاء على الخطاب لأن قبله خطاباً ويقرأ بضم الحاء وسكون الكاف وضم الميم على أنه مبتدأ والخبر يبغون والعائد محذوف أي يبغونه وهو ضعيف وإنما جاء في الشعر الا أنه ليس بضرورة في الشعر والمستشهد به على ذلك قول أبي النجم
( قد أصبحت أم الخيار تدعى % على ذنباً كله لم أصنع )
فرفع كله ولو نصب لم يفسد الوزن ( { ومن أحسن } ) مبتدأ وخبر وهو استفهام في معنى النفي و ( { حكما } ) تمييز و ( { لقوم } ) هو في المعنى عند قوم ( { يوقنون } ) وليس المعنى أن الحكم لهم وإنما المعنى أن الموقن يتدبر حكم الله فيحسن عنده ومثله ( { إن في ذلك لآية للمؤمنين } ) ولقوم يوقنون ونحو ذلك وقيل هي على أصلها والمعنى إن حكم الله للمؤمنين على الكافرين وكذلك الاية لهم أي الحجة لهم
قوله تعالى ( { بعضهم أولياء بعض } مبتدأ وخبر لا موضع له
قوله تعالى ( { فترى الذين } ) يجوز أن يكون من رؤية العين فيكون يسارعون في موضع الحال ويجوز أن يكون بمعنى تعرف فيكون يسارعون حالا أيضاً ويجوز أن يكون من رؤية القلب المتعدية إلى مفعولين فيكون يسارعون المفعول الثاني وقرىء في الشاذ بالياء والفاعل الله تعالى و ( { يقولون } ) حال من ضمير الفاعل في يسارعون و ( { دائرة } ) صفة غالبة لا يذكر معها الموصوف ( { أن يأتي } ) في موضع
____________________
(1/218)
نصب خبر عسى وقيل هو في موضع رفع بدلاً من اسم الله ( { فيصبحوا } ) معطوف على يأتي
قوله تعالى ( { ويقول } ) يقرأ بالرفع من غير واو العطف وهو مستأنف ويقرأ بالواو كذلك ويقرأ بالواو والنصب وفي النصب أربعة أوجه أحدها أنه معطوف على يأتي حملاً على المعنى لأن معنى عسى الله أن يأتي وعسى أن يأتي الله واحد ولا يجوز أن يكون معطوفاً على لفظ أن يأتي لأن أن يأتي خبر عسى والمعطوف عليه في حكمه فيفتقر إلى ضمير يرجع إلى اسم عسى ولا ضمير في قوله ( { ويقول الذين آمنوا } ) فيصير كقولك عسى الله أن يقول الذين آمنوا والثاني أنه معطوف على لفظ يأتي على الوجه الذي جعل فيه بدلاً فيكون داخلاً في اسم عسى واستغنى عن خبرها بما تضمنه اسمها من الحدث والوجه الثالث أن يعطف على لفظ يأتي وهو خبر ويقدر مع المعطوف ضمير محذوف تقديره ويقول الذين آمنوا به والرابع أن يكون معطوفاً على الفتح تقديره فعسى الله أن يأتي بالفتح وبأن يقول الذين آمنوا ( { جهد أيمانهم } ) فيه وجهان أحدهما أنه حال وهو هنا معرفة والتقدير وأقسموا بالله يجهلون جهد إيمانهم فالحال في الحقيقة مجتهدين ثم أقيم الفعل المضارع مقامه ثم أقيم المصدر مقام الفعل لدلالته عليه والثاني أنه مصدر يعمل فيه أقسموا وهو من معناه لا من لفظه
قوله تعالى ( { من يرتد منكم } ) يقرأ بفتح الدال وتشديدها على الادغام وحرك الدال بالفتح لإلتقاء الساكنين ويقرأ ( { يرتدد } ) بفك الادغام والجزم على الأصل ومنكم في موضع الحال من ضمير الفاعل ( { يحبهم } ) في موضع جر صفة لقوم ( { ويحبونه } ) معطوف عليه ويجوز أن يكون حالا من الضمير المنصوب تقديره وهم يحبونه ( { أذلة } ) و ( { أعزة } ) صفتان أيضاً ( { يجاهدون } ) يجوز أن يكون صفة لقوم أيضاً وجاء بغير واو كما جاء إذلة وأعزة ويجوز أن يكون حالا من الضمير في أعزة أي يعزون مجاهدين ويجوز أن يكون مستأنفاً
قوله تعالى ( { الذين يقيمون الصلاة } ) صفة للذين آمنوا ( { وهم راكعون } ) حال من الضمير في يؤتون
قوله تعالى ( { فإن حزب الله هم الغالبون } ) قيل هو خبر المبتدأ الذي هو من ولم يعد منه ضمير إليه لأن الحزب هو من في المعنى فكأنه قال فإنهم هم الغالبون
____________________
(1/219)
قوله تعالى ( { من الذين أوتوا الكتاب } ) في موضع الحال من الذين الأولى أو من الفاعل في اتخذوا ( { والكفار } ) يقرأ بالجر عطفاً على الذين المجرورة وبالنصب عطفاً على الذين المنصوبة والمعنيان صحيحان
قوله تعالى ( { ذلك بأنهم } ) ذلك مبتدأ وما بعده الخبر أي ذلك بسبب جهلهم أي واقع بسبب جهلهم
قوله تعالى ( { هل تنقمون } ) يقرأ بإظهار اللام على الأصل وبإدغامها في التاء لقربها منها في المخرج ويقرأ ( { تنقمون } ) بكسر القاف وفتحها وهو مبني على الماضي وفيه لغتان نقم ينقم ونقم ينقم و ( { منا } ) مفعول تنقمون الثاني وما بعد الا هو المفعول الاول ولا يجوز أن يكون منا حالا من أن والفعل لأمرين أحدهما تقدم الحال على الا والثاني تقدم الصلة على الموصول والتقدير هل تكرهون منا الا إيماننا
وأما قوله ( { وأن أكثركم فاسقون } ) ففي موضعه وجهان أحدهما أنه معطوف على أن آمنا والمعنى على هذا إنكم كرهتم إيماننا وامتناعكم أي كرهتم مخألفتنا إياكم وهذا كقولك للرجل ما كرهت مني الا أنني محبب إلى الناس وأنت مبغض وإن كان قد لا يعترف بأنه مبغض والوجه الثاني أنه معطوف على ما والتقدير إلا أن آمنا بالله وبأن أكثركم فاسقون
قوله تعالى ( { مثوبة } ) منصوب على التمييز والمميز بشر ويقرأ ( { مثوبة } ) بسكون الثاء وفتح الواو وقد ذكر في البقرة و ( { عند الله } ) صفة لمثوبة ( { من لعنه } ) في موضع من ثلاثة أوجه أحدها هو في موضع جر بدلاً من شر والثاني هو في موضع نصب بفعل دل عليه أنبئكم أي أعرفكم من لعنه الله والثالث هو في موضع رفع أي هو من لعنه الله ( { وعبد الطاغوت } ) يقرأ بفتح العين والباء ونصب الطاغوت على أنه فعل معطوف على لعن ويقرأ بفتح العين وضم الباء وجر الطاغوت وعبد هنا اسم مثل يقظ وحدث وهو في معنى الجمع وما بعده مجرور بإٍ ضافته إليه وهو منصوب بجعل ويقرأ بضم العين والباء ونصب الدال وجر ما بعده وهو جمع عبد مثل سقف وسقف أو عبيد مثل قتيل وقتل أو عابد مثل نازل ونزل أو عباد مثل كتاب وكتب فيكون جمع جمع مثل ثمار وثمر ويقرأ ( { وعبد الطاغوت } ) بضم العين وفتح الباء وتشديدها مثل ضارب وضرب ويقرأ ( / < عباد الطاغوت > / ) مثل صائم وصوام ويقرأ ( / < عباد الطاغوت > / وهو ظاهر مثل صائم
____________________
(1/220)
وصيام ويقرأ ( / < وعابد الطاغوت > / ) و ( { وعبد الطاغوت } ) على أنه صفة مثل حطم ويقرأ ( { وعبد } ) مثل ظرف أي صار ذلك للطاغوت كالغريزي ويقرأ ( / < وعبدوا > / ) على أنه فعل والواو فاعل والطاغوت نصب ويقرأ ( / < وعبدة الطاغوت > / ) وهو جمع عابدا مثل قاتل وقتلة
قوله تعالى ( { وقد دخلوا } ) في موضع الحال من الفاعل في قالوا أو من الفاعل في آمنا و ( { بالكفر } ) في موضع الحال من الفاعل في دخلوا أي دخلوا كفاراً ( { وهم قد خرجوا } ) حال أخرى ويجوز أن يكون التقدير وقد كانوا خرجوا به
قوله تعالى ( { وأكلهم } ) المصدر مضاف إلى الفاعل و ( { السحت } ) مفعوله ومثله عن قولهم الاثم
قوله تعالى ( { ينفق } ) مستأنف ولا يجوز أن يكون حالا من الهاء لشيئين أحدهما أن الهاء مضاف إليها والثاني أن الخبر يفصل بينهما ولا يجوز أن يكون حالا من اليدين إذ ليس فيها ضمير يعود إليهما ( { للحرب } ) يجوز أن يكون صفة لنار فيتعلق بمحذوف وأن يكون متعلقاً بأوقدوا و ( { فسادا } ) مفعول من أجله
قوله تعالى ( { لأكلوا من فوقهم } ) مفعول أكلوا محذوف ومن فوقهم نعت له تقديره رزقاً كائناً من فوقهم أو مأخوذاً من فوقهم ( { ساء ما يعملون } ) ساء هنا بمعنى بئس وقد ذكر فيما تقدم
قوله تعالى ( { فما بلغت رسالته } ) يقرأ على الافراد وهو جنس في معنى الجمع وبالجمع لأن جنس الرسالة مختلف
قوله تعالى ( { والصابئون } ) يقرأ بتحقيق الهمزة على الأصل وبحذفها وضم الباء والأصل على هذا صبا بالألف المبدلة من الهمزة ويقرأ بياء مضمومة ووجهه أنه أبدل الهمزة ياء لانكسار ما قبلها ولم يحذفها لتدل على أن أصلها حرف يثبت ويقرأ بالهمز والنصب عطفاً على الذين وهو شاذ في الرواية صحيح في القياس وهو مثل الذي في البقرة والمشهور في القراءة الرفع وفيها أقوال أحدها قول سيبويه وهو أن النية به التأخير بعد خبر إن وتقديره و ( { ولا هم يحزنون } ) والصابئون كذلك فهو مبتدأ والخبر محذوف ومثله
( فإنى وقيار بهما لغريب %
____________________
(1/221)
أي فإٍ ني لغريب وقيار بها كذلك والثاني أنه معطوف على موضع إن كقولك إن زيداً وعمرو قائمان وهذا خطأ لأن خبر إن لم يتم وقائمان إن جعلته خبر إن لم يبق لعمرو خبر وإن جعلته خبر عمرو لم يبق لإن خبر ثم هو ممتنع من جهة المعنى لأنك تخبر بالمثنى عن المفرد فأما قوله تعالى ( { إن الله وملائكته يصلون على النبي } ) على قراءة من رفع ملائكته فخبر إن محذوف تقديره إن الله يصلي وأغنى عنه خبر الثاني وكذلك لو قلت إن عمراً وزيد قائم فرفعت زيداً جاز على أن يكون مبتدأ وقائم خبره أو خبر إن والقول الثالث أن الصابئون معطوف على الفاعل في هادوا وهذا فاسد لوجهين أحدهما أنه يوجب كون الصابئين هوداً وليس كذلك والثاني أن الضمير لم يؤكد والقول الرابع أن يكون خبر الصابئين محذوفاً من غير أن ينوي به التاخير وهو ضعيف أيضاً لما فيه من لزوم الحذف والفصل والقول الخامس أن إن بمعنى نعم فما بعدها في موضع رفع فالصابئون كذلك والسادس أن الصابئون في موضع نصب ولكنه جاء على لغة بلحرث الذين يجعلون التثنية بالألف على كل حال والجمع بالواو على كل حال وهو بعيد والقول السابع أن يجعل النون حرف الإعراب فإن قيل فأبو على إنما أجاز ذلك مع الياء لا مع الواو قيل قد أجازه غيره والقياس لا يدفعه فأما ( { النصارى } ) فالجيد أن يكون في موضع نصب على القياس المطرد ولا ضرورة تدعو إلى غيره
قوله تعالى ( { فريقا كذبوا } ) فريقاً الاول مفعول كذبوا والثاني مفعول ( { يقتلون } ) وكذبوا جواب كلما ويقتلون بمعنى قتلوا وإنما جاء كذلك لتتوافق رءوس الاى
قوله تعالى ( { ألا تكون } ) يقرأ بالنصب على أن أن الناصبة للفعل وحسبوا بمعنى الشك ويقرأ بالرفع على أن أن المخففة من الثقيلة وخبرها محذوف وجاز ذلك لما فصلت ( ا ) بينها وبين الفعل وحسبوا على هذا بمعنى علموا وقد جاء الوجهان فيها ولا يجوز أن تكون المخففة من الثقيلة مع أفعال الشك والطبع ولا الناصبة للفعل مع علمت وما كان في معناها وكان هنا التامة ( { فعموا وصموا } ) هذا هو المشهور ويقرأ بضم العين والصاد وهو من باب زكم وأزكمه الله ولا يقال عميته وصممته وإنما جاء بغير همزة فيما لم يسم فاعله وهو قليل واللغة الفاشية أعمى وأصم ( { كثير منهم } ) هو خبر مبتدأ محذوف أي العمى والصم كثير وقيل هو بدل من ضمير الفاعل في صموا وقيل هو مبتدأ والجملة قبله خبر عنه أي كثير منهم
____________________
(1/222)
عموا وهو ضعيف لأن الفعل قد وقع في موضعه فلا ينوي به غيره وقيل الواو علامة جمع لا اسم وكثير فاعل صموا
قوله تعالى ( { ثالث ثلاثة } ) أي أحد ثلاثة ولا يجوز في مثل هذا الا الاضافة ( { وما من إله } ) من زائدة وإله في موضع مبتدأ والخبر محذوف أي وما للخلق إله ( { إلا الله } ) بدل من إله ولو قرىء بالجر بدلاً من لفظ إله كان جائزاً في العربية ( { ليمسن } ) جواب قسم محذوف وسد مسد جواب الشرط الذي هو وإن لم ينتهوا و ( { منهم } ) في موضع الحال إما من الذين أو من ضمير الفاعل في كفروا
قوله تعالى ( { قد خلت من قبله الرسل } ) في موضع رفع صفة لرسول ( { كانا يأكلان الطعام } ) لا موضع له من الإعراب ( { إني } ) بمعنى كيف في موضع الحال والعامل فيها ( { يؤفكون } ) ولا يعمل فيها نظراً لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله
قوله تعالى ( { ما لا يملك } ) يجوز أن تكون ( { ما } ) نكرة موصوفة وأن تكون بمعنى الذي
قوله تعالى ( { تغلوا } ) فعل لازم و ( { غير الحق } ) صفة لمصدر محذوف أي غلوا غير الحق ويجوز أن يكون حالا من ضمير الفاعل أي لا تغلوا مجاوزين الحق
قوله تعالى ( { من بني إسرائيل } ) في موضع الحال من الذين كفروا أو من ضمير الفاعل في كفروا ( { على لسان داود } متعلق بلعن كقولك جاء زيد على الفرس ( { ذلك بما عصوا } ) قد تقدم ذكره في غير موضع وكذلك و ( { لبئس ما كانوا } ) و ( { لبئس ما قدمت لهم } )
قوله تعالى ( { أن سخط الله عليهم } ) أن والفعل في تقدير مصدر مرفوع خبر ابتداء محذوف أي هو سخط الله وقيل في موضع نصب بدلا من ( { ما } أي بئس شيئاً سخط الله عليهم ) وقيل هو في موضع جر بلام محذوفة أي لأن سخط
قوله تعالى ( { عداوة } ) تمييز والعامل فيه أشد و ( { للذين آمنوا } ) متعلق بالمصدر أو نعت له ( { اليهود } المفعول الثاني لتجد ( { ذلك } ) مبتدأ و ( { بأن منهم } ) الخبر أي ذلك كائن بهذه الصفة
قوله تعالى ( { وإذا سمعوا } الواو هاهنا عطفت إذا على خبر أن وهو قوله ( { لا يستكبرون } ) فصار الكلام داخلاً في صلة أن وإذا في موضع نصب ب ( { ترى } ) وإذا
____________________
(1/223)
وجوابها في موضع رفع عطفاً على خبر أن الثانية ويجوز أن يكون مستأنفاً في اللفظ وإن كان له تعلق بما قبله في المعنى و ( { تفيض } ) في موضع نصب على الحال لأن ترى من رؤية العين و ( { من الدمع } ) فيه وجهان أحدهما أن من لابتداء الغاية أي فيضها من كثرة الدمع والثاني أن يكون حالا والتقدير تفيض مملوءة من الدمع وأما ( { مما عرفوا } ) فمن لابتداء الغاية ومعناها من أجل الذي عرفوه و ( { من الحق } ) حال من العائد المحذوف ( { يقولون } ) حال من ضمير الفاعل في عرفوا
قوله تعالى ( { وما لنا } ما في موضع رفع بالابتداء ولنا الخبر و ( { لا نؤمن } ) حال من الضمير في الخبر والعمل فيه الجار أي مالنا غير مؤمنين كما تقول مالك قائماً ( { وما جاءنا } ) يجوز أن يكون في موضع جر أي وبما جاءنا ( { من الحق } ) حال من ضمير الفاعل ويجوز أن تكون لابتداء الغاية أي ولما جاءنا من عند الله ويجوز أن يكون مبتدأ ومن الحق الخبر والجملة في موضع الحال ( { ونطمع } ) يجوز أن يكون معطوفاً على نؤمن أي ومالنا لا نطمع ويجوز أن يكون التقدير ونحن نطمع فتكون الجملة حالا من ضمير الفاعل في نؤمن و ( { أن يدخلنا } ) أي في أن يدخلنا فهو في موضع نصب أو جر على الخلاف بين الخليل وسيبوية
قوله تعالى ( { حلالا } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها هو مفعول كلوا فعلى هذا يكون مما في موضع الحال لأنه صفة للنكرة قدمت عليها ويجوز أن تكون ( من ) لابتداء غاية الاكل فتكون متعلقة بكلوا كقولك أكلت من الخبز رغيفاً إذا لم ترد الصفة والوجه الثاني أن يكون حالا من ( ا ) لأنها بمعنى الذي ويجوز أن يكون حالا من العائد المحذوف فيكون العامل رزق والثالث أن يكون صفة لمصدر محذوف أي أكلا حلالا ولا يجوز أن ينصب حلالا برزق على أنه مفعوله لأن ذلك يمنع من أن يعود إلى ( ا ) ضمير
قوله تعالى ( { باللغو في أيمانكم } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها أن تكون متعلقة بنفس اللغو لأنك تقول لغاً في يمينه وهذا مصدر بالألف واللام يعمل ولكن معدى بحرف الجر والثاني أن تكون حالا من اللغو أي باللغو كائناً أو واقعاً في أيمانكم والثالث أن يتعلق في بيؤاخذكم ( { عقدتم } ) يقرأ بتخفيف القاف وهو الأصل وعقد اليمين هو قصد الالتزام بها ويقرأ بتشديدها وذلك لتوكيد اليمين
____________________
(1/224)
كقوله ( والله الذي لا إله الا هو ) ونحوه وقيل التشديد يدل على تأكيد العزم بالالتزام بها وقيل إنما شدد لكثرة الحالفين وكثرة الايمان وقيل التشديد عوض من الألف في عاقد ولا يجوز أن يكون التشديد لتكرير اليمين لأن الكفارة تجب وإن لم تكرر ويقرأ ( / < عاقدتم > / ) بالألف وهي بمعنى عقدتم كقولك قاطعته وقطعته من الهجران ( { فكفارته } ) الهاء ضمير العقد وقد تقدم الفعل الدال عليه وقيل تعود على اليمين بالمعنى لأن الحالف واليمين بمعنى واحد و ( { إطعام } ) مصدر مضاف إلى المفعول به والجيد أن يقدر بفعل قد سمي فاعله لأن ما قبله وما بعده خطاب ف ( { عشرة } ) على هذا في موضع نصب ( { من أوسط } ) صفة لمفعول محذوف تقديره إن تطعموا عشرة مساكين طعاماً أو قوتاً من أوسط أي متوسطاً ( { ما تطعمون } ) أي الذي تطعمون منه أو تطعمونه ( { أو كسوتهم } ) معطوف على إطعام ويقرأ شاذا ( / < أو كاسوتهم > / ) فالكاف في موضع رفع أي أو مثل أسوة أهليكم في الكسوة ( { أو تحرير } ) معطوف على إطعام وهو مصدر مضاف إلى المفعول أيضاً ( { إذا حلفتم } ) العامل في إذا كفارة أيمانكم لأن المعنى ذلك يكفر أيمانكم وقت حلفكم ( { كذلك } ) الكاف صفة مصدر محذوف أي يبين لكم آياته تبييناً مثل ذلك
قوله تعالى ( { رجس } ) إنما أفرد لأن التقدير إنما عمل هذه الاشياء رجس ويجوز أن يكون خبراً عن الخمر وإخبار المعطوفات محذوف لدلالة خبر الاول عليها و ( { من عمل } ) صفة لرجس أو خبر ثان والهاء في ( { فاجتنبوه } ) ترجع إلى الفعل أو إلى الرجس والتقدير رجس من جنس عمل الشيطان
قوله تعالى ( { في الخمر والميسر } ) في متعلقة بيوقع وهي بمعنى السبب أي بسبب شرب الخمر وفعل الميسر ويجوز أن تتعلق في بالعدواة أو بالبغضاء أي أن تتعادوا وأن تتباغضوا بسبب الشرب وهو على هذا مصدر بالألف واللام معمل والهمزة في البغضاء للتأنيث وليس مؤنث أفعل إذ ليس مذكر البغضاء أبغض وهو مثل البأساء والضراء ( { فهل أنتم منتهون } ) لفظه استفهام ومعناه الامر أي انتهوا لكن الاستفهام عقيب ذكر هذه المعايب أبلغ من الامر
قوله تعالى ( { إذا ما اتقوا } ) العامل في إذا معنى ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح أي لا يأثمون إذا ما اتقوا
قوله تعالى ( { من الصيد } ) في موضع جر صفة لشيء ومن لبيان الجنس
____________________
(1/225)
وقيل للتبعيض إذ لا يحرم الا الصيد في حال الاحرام وفي الحرم وفي البر والصيد في الأصل مصدر وهو هاهنا بمعنى المصيد وسمي مصيداً وصيداً لمآله إلى ذلك وتوفر الدواعي إلى صيده فكأنه لما أعد للصيد صار كأنه مصيد ( { تناله } ) صفة لشيء ويجوز أن يكون حالا من شيء لأنه قد وصف وأن يكون حالا من الصيد ( { ليعلم } ) اللام متعلقة بليبلونكم ( { بالغيب } ) يجوز أن يكون في موضع الحال من ( { من } ) أو من ضمير الفاعل في يخافه أي يخافه غائباً عن الخلق ويجوز أن يكون بمعنى في أي في الموضع الغائب عن الخلق والغيب مصدر في موضع فاعل
قوله تعالى ( { وأنتم حرم } ) في موضع الحال من ضمير الفاعل في تقتلوا و ( { متعمدا } ) حال من ضمير الفاعل في قتله ( { فجزاء } ) مبتدأ والخبر محذوف وقيل التقدير فالواجب جزاء ويقرأ بالتنوين فعلى هذا يكون ( { مثل } ) صفة له أو بدلاً ومثل هنا بمعنى مماثل ولا يجوز على هذه القراءة أن يعلق من النعم بجزاء لأنه مصدر وما يتعلق به من صلته والفصل بين الصلة والموصول بالصفة أو البدل غير جائز لأنه الموصول لم يتم فلا يوصف ولا يبدل منه ويقرأ شإذا ( { جزاء } ) بالتنوين ومثل بالنصب وانتصابه بجزاء ويجوز أن ينتصب بفعل دل عليه جزاء أي يخرج أو يؤدي مثل وهذا أولى فإن الجزاء يتعدى بحرف الجر ويقرأ في المشهور بإضافة جزاء إلى المثل وإعراب الجزاء على ما تقدم ومثل في هذه القراءة في حكم الزائدة وهو كقولهم مثلى لا يقول ذلك أي أنا لا أقول وإنما دعا إلى هذا التقدير أن الذي يجب به الجزاء المقتول لا مثله وأما ( { من النعم } ) ففيه أوجه أحدها أن تجعله حالا من الضمير في قتل لأن المقتول يكون من النعم والثاني أن يكون صفة لجزاء إذا نونته أي جزاء كائن من النعم والثالث أن تعلقها بنفس الجزاء إذا أضفته لأن المضاف إليه داخل في المضاف فلا يعد فصلاً بين الصلة والموصول وكذلك إن نونت الجزاء ونصبت مثلاً لأنه عامل فيهما فهما من صلته كما تقول يعجبني ضربك زيداً بالسوط ( { يحكم به } ) في موضع رفع صفة لجزاء إذا نونته وأما على الاضافة فهو في موضع الحال والعامل فيه معنى الاستقرار المقدر في الخبر المحذوف ( { ذوا عدل } ) الألف للتثنية ويقرأ شاذا ( / < ذو > / ) على الافراد والمراد به الجنس كما تكون ( ن ) محمولة على المعنى فتقديره على هذا فريق ذو عدل أو حاكم ذو عدل و ( { منكم } ) صفة لذوا ولا يجوز أن يكون صفة العدل لأن عدلاً هنا مصدر غير وصف ( { هديا } حال من الهاء في به وهو بمعنى
____________________
(1/226)
مهدي وقيل هو مصدر أي يهديه هدياً وقيل على التمييز و ( { بالغ الكعبة } ) صفة لهدى والتنوين مقدر أي بالغاً الكعبة ( { أو كفارة } ) معطوف على جزاء أي أو عليه كفارة إذا لم يجد المثل و ( { طعام } ) بدل من كفارة أو خبر مبتدأ محذوف أي هي طعام ويقرأ بالاضافة والاضافة هنا لتبيين المضاف و ( { صياما } ) تمييز ( { ليذوق } ) اللام متعلقة بالاستقرار أي عليه الجزاء ليذوق ويجوز أن تتعلق بصيام وبطعام ( { فينتقم الله } ) جواب الشرط وحسن ذلك لما كان فعل الشرط ماضياً في اللفظ
قوله تعالى ( { وطعامه } ) الهاء ضمير البحر وقيل ضمير الصيد والتقدير وإطعام الصيد بأنفسكم والمعنى أنه أباح لهم صيد البحر وأكل صيده بخلاف صيده البر ( { متاعا } ) مفعول من أجله وقيل مصدر أي متعتم بذلك تمتيعاً ( { ما دمتم } ) يقرأ بضم الدال وهو الأصل وبكسرها وهي لغة يقال دمت تدام ( { حرما } ) جمع حرام ككتاب وكتب وقرىء في الشاذ حرماً بفتح الحاء والراء أي ذوي حرم أي إحرام وقيل جعلهم بمنزلة المكان الممنوع منه
قوله تعالى ( { جعل الله } ) هي بمعنى صير فيكون ( { قياما } ) مفعولاً ثانياً وقيل هي بمعنى خلق فيكون قياماً حالا و ( { البيت } ) بدل من الكعبة ويقرأ ( { قياما } ) بالألف أي سبباً لقيام دينهم ومعاشهم ويقرأ ( / < قيما > / ) بغير ألف وهو محذوف من قيام كخيم في خيام ( { ذلك } ) في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف أي الحكم الذي ذكرناه ذلك أي لا غيره ويجوز أن يكون المحذوف هو الخبر ويجوز أن يكون في موضع نصب أي فعلنا ذلك أو شرعنا واللام في ( { لتعلموا } ) متعلقة بالمحذوف
قوله تعالى ( { عن أشياء } ) الأصل فيها عند الخليل وسيبويه شيئاً ء بهمزتين بينهما ألف وهي فعلاء من اللفظ شيء وهمزتها الثانية للتأنيث وهي مفردة في اللفظ ومعناها الجمع مثل قصباء وطرفاء ولأجل همزة التأنيث لم تنصرف ثم إن الهمزة الأولى التي هي لام الكلمة قدمت فجعلت قبل الشين كراهية الهمزتين بينهما ألف خصوصاً بعد الياء فصار وزنها لفعاء وهذا قول صحيح لا يرد عليه إشكال وقال الأخفش والفراء أصل الكلمة شيء مثل هين على فعل ثم خففت ياؤه كما خففت ياء هين فقيل شيء كما قيل هين ثم جمع على أفعلاء وكان الأصل أشياء كما قالوا هين وأهوناء ثم حذفت الهمزة الأولى فصار وزنها أفعاء فلامها محذوفة وقال آخرون الأصل في شيء شيء مثل صديق ثم جمع على أفعلاء كأصدقاء وأنبياء ثم حذفت
____________________
(1/227)
الهمزة الأولى وقيل هو جمع شيء من غير تغيير كبيت وأبيات وهو غلط لأن مثل هذا الجمع ينصرف وعلى الاقوال الاول يمتنع صرفه لأجل همزة التأنيث ولو كان أفعالا لا نصرف ولم يسمع أشياء منصرفة البتة وفي هذه المسألة كلام طويل فموضعه التصريف ( { إن تبد لكم تسؤكم } ) الشرط وجوابه في موضع جر صفة لأشياء ( { عفا الله عنها } ) قيل هو مستأنف وقيل هو في موضع جر أيضاً والنية به التقديم أي عن أشياء قد عفا الله لكم عنها
قوله تعالى ( { من قبلكم } ) هو متعلق بسألها ولا يجوز أن يكون صفة لقوم ولا حالا لأن ظرف الزمان لا يكون صفة للجثة ولا حالا منها ولا خبراً عنها
قوله تعالى ( { ما جعل الله من بحيرة } من ) زائدة وجعل هاهنا بمعنى سمى فعلى هذا يكون بحيرة أحد المفعولين والاخر محذوف أي ما سمى الله حيواناً بحيرة ويجوز أن تكون جعل متعدية إلى مفعول واحد بمعنى ما شرع ولا وضع وبحيرة فعيلة بمعنى مفعولة والسائبة فاعلة من ساب يسيب إذا جرى وهو مطاوع سيبه فساب وقيل هي فاعلة بمعنى مفعولة أي مسيبة والوصيلة بمعنى الواصلة والحامي فاعل من حمى ظهره يحميه
قوله تعالى ( { حسبنا } ) هو مبتدأ وهو مصدر بمعنى اسم الفاعل و ( { ما وجدنا } ) هو الخبر ( ما ) بمعنى الذي أو نكرة موصوفه والتقدير كافينا الذي وجدناه ووجدنا هنا يجوز أن تكون بمعنى علمنا فيكون ( { عليه } ) المفعول الثاني ويجوز أن تكون بمعنى صادفنا فتتعدى إلى مفعول واحد بنفسها وفي عليه على هذا وجهان أحدهما هي متعلقة بالفعل معدية له كما تتعدى ضربت زيداً بالسوط والثاني أن تكون حالا من الاباء وجواب ( { أو لو كان } ) محذوف تقديره أو لو كانوا يتبعونهم
قوله تعالى ( { عليكم أنفسكم } ) عليكم هو اسم للفعل هاهنا وبه انتصب أنفسكم والتقدير احفظوا أنفسكم والكاف والميم في عليكم في موضع جر لأن اسم الفعل هو الجار والمجرور وعلى وحدها لم تستعمل اسما للفعل بخلاف رويدكم فإن الكاف والميم هناك للخطاب فقط ولا موضع لهما لأن رويداً قد استعملت اسماً للأمر للمواجه من غير كاف الخطاب وهكذا قوله ( { مكانكم أنتم وشركاؤكم } ) الكاف والميم في موضع جر أيضاً ويذكر في موضعه إن شاء الله تعالى ( { لا يضركم } ) يقرأ بالتشديد والضم على أنه مستأنف وقيل حقه الجزم على جواب الامر ولكنه حرك بالضم إتباعاً لضمة الضاد ويقرأ بفتح الراء على أن حقه الجزم وحرك بالفتح
____________________
(1/228)
ويقرأ بتخفيف الراء وسكونها وكسر الضاد وهو من ضاره يضيره ويقرأ كذلك الا أنه بضم الضاد وهو من ضاره يضوره وكل ذلك لغات فيه و ( { إذا } ) ظرف ليضر ويبعد أن يكون ظرفاً لضل لأن المعنى لا يصح معه
قوله تعالى ( { شهادة بينكم } ) يقرأ برفع الشهادة وإضافتها إلى بينكم والرفع على الابتداء والاضافة هنا إلى بين على أن تجعل بين مفعولاً به على السعة والخبر اثنان والتقدير شهادة اثنين وقيل التقدير ذوا شهادة بينكم اثنان فحذف المضاف الاول فعلى هذا يكون ( { إذا حضر } ) ظرفاً للشهادة وأما ( { حين الوصية } ) ففيه على هذا ثلاثة أوجه أحدها هو ظرف للموت والثاني ظرف لحضر وجاز ذلك إذ كان المعنى حضر أسباب الموت والثالث أن يكون بدلاً من إذا وقيل شهادة بينكم مبتدأ وخبره إذا حضر وحين على الوجوه الثلاثة في الإعراب وقيل خبر الشهادة حين وإذا ظرف للشهادة ولا يجوز أن يكون إذا خبرا للشهادة وحين ظرفاً لها إذ في ذلك الفصل بين المصدر وصلته بخبره ولا يجوز أن تعمل الوصية في إذا لأن المصدر لا يعمل فيما قبله ولا المضاف إليه في الإعراب يعمل فيما قبله وإذا جعلت الظرف خبراً عن الشهادة فاثنان خبر مبتدأ محذوف أي الشاهدان اثنان وقيل الشهادة مبتدأ وإذا وحين غير خبرين بل هما على ما ذكرنا من الظرفية واثنان فاعل شهادة وأغنى الفاعل عن خبر المبتدأ و ( { ذوا عدل } ) صفة لاثنين وكذلك ( { منكم أو آخران } ) معطوف على اثنان و ( { من غيركم } ) صفة لآخران و ( { إن أنتم ضربتم في الأرض } ) معترض بين آخران وبين صفته وهو ( { تحبسونهما } ) أي أو آخران من غيركم محبوسان و ( { من بعد } ) متعلق بتحبسون وأنتم مرفوع بأنه فاعل فعل محذوف لأنه واقع بعد إن الشرطية فلا يرتفع بالابتداء والتقدير إن ضربتم فلما حذف الفعل وجب أن يفصل الضمير فيصير أنتم ليقوم بنفسه وضربتم تفسير للفعل المحذوف لا موضع له ( { فيقسمان } ) جملة معطوفة على تحبسونهما و ( { إن ارتبتم } ) معترض بين يقسمان وجوابه وهو ( { لا نشتري } ) وجواب الشرط محذوف في الموضعين أغنى عنه معنى الكلام والتقدير إن ارتبتم فاحبسوهما أو فحلفوهما وإن ضربتم في الارض فأشهدوا اثنين ولا نشتري جواب يقسمان لأنه يقوم مقام اليمين والهاء في ( { به } تعود إلى الله تعالى أو على القسم أو اليمين أو الحلف أو على تحريف الشهادة أو على الشهادة لأنها قول و ( { ثمنا } ) مفعول نشتري ولا حذف فيه لأن
____________________
(1/229)
الثمن يشتري كما يشتري به وقيل التقدير ذا ثمن ( { ولو كان ذا قربى } ) أي ولو كان المشهود له لم يشتر ( { ولا نكتم } ) معطوف على لا نشتري وأضاف الشهادة إلى الله لأنه أمر بها فصارت له ويقرأ شهادة بالتنوين وألله بقطع الهمزة من غير مد وبكسر الهاء على أنه جره بحرف القسم محذوفاً وقطع الهمزة تنبيها على ذلك وقيل قطعها عوض من حرف القسم ويقرأ كذلك الا أنه بوصل الهمزة والجر على القسم من غير تعويض ولا تنبيه ويقرأ كذلك الا أنه تقطع الهمزة ومدها والهمزة على هذا عوض من حرف القسم ويقرأ بتنوين الشهادة ووصل الهمزة ونصب اسم الله من غير مد على أنه منصوب بفعل القسم محذوفاً
قوله تعالى ( { فإن عثر } ) مصدره العثور ومعناه اطلع فأما مصدر عثر في مشيه ومنطقه ورأيه فالعثار و ( { على أنهما } ) في موضع رفع لقيامه مقام الفاعل ( { فآخران } ) خبر مبتدأ محذوف أي فالشاهدان آخران وقيل فاعل فعل محذوف أي فليشهد آخران وقيل هو مبتدأ والخبر ( { يقومان } ) وجاز الابتداء هنا بالنكرة لحصول الفائدة به وقيل الخبر الاوليان وقيل المبتدأ الاوليان وآخران خبر مقدم ويقومان صفة آخران إذا لم تجعله خبراً و ( { مقامهما } ) مصدر و ( { من الذين } ) صفة أخرى لآخران ويجوز أن يكون حالا من ضمير الفاعل في يقومان ( { استحق } ) يقرأ بفتح التاء على تسمية الفاعل والفاعل الاوليان والمفعول محذوف أي وصيتهما ويقرأ بضمها على مالم يسم فاعله وفي الفاعل وجهان أحدهما ضمير الاثم لتقدم ذكره في قوله ( { استحقا إثما } ) أي استحق عليهم الاثم والثاني الاوليان أي إثم الاوليين وفي ( { عليهم } ) ثلاثة أوجه أحدها هي على بابها كقولك وجب عليه الاثم والثاني هي بمعنى في أي استحق فيهم الوصية ونحوها والثالث هي بمعنى من أي استحق منهم الاوليان ومثله ( { اكتالوا على الناس يستوفون } ) أي من الناس ( { الأوليان } ) يقرأ بالألف على تثنية أولى وفي رفعه خمسة أوجه أحدها هو خبر مبتدأ محذوف أي هما الاوليان والثاني هو مبتدأ وخبره آخران وقد ذكر والثالث هو فاعل استحق وقد ذكر أيضاً والرابع هو بدل من الضمير في يقومان والخامس أن يكون صفة لآخران لأنه وإن كان نكرة فقد وصف والاوليان لم يقصد بهما قصد اثنين بأعيانهما وهذا محكي عن الأخفش ويقرأ الاولين وهو جمع أول وهو صفة للذين استحق أو بدل من الضمير في عليهم ويقرأ الاولين وهو جمع أولى وإعرابه كإعراب الاولين ويقرأ الاولان تثنية الاول وإعرابه
____________________
(1/230)
كإعراب الاوليان ( { فيقسمان } ) عطف على يقومان ( { لشهادتنا أحق } ) مبتدأ وخبر وهو جواب يقسمان
قوله تعالى ( { ذلك أدنى أن يأتوا } ) أي من أن يأتوا أو إلى أن يأتوا وقد ذكر نظائره و ( { على وجهها } ) في موضع الحال من الشهادة أي محققة أو صحيحة ( { أو يخافوا } ) معطوف على يأتوا و ( { بعد إيمانهم } ) ظرف لترد أو صفة الايمان
قوله تعالى ( { يوم يجمع الله } ) العامل في يوم يهدي أي لا يهديهم في ذلك اليوم إلى حجة أو إلى طريق الجنة وقيل هو مفعول به والتقدير واسمعوا خبر ( { يوم يجمع الله } ) فحذف المضاف ( { ماذا } ) في موضع نصب ب ( { أجبتم } ) وحرف الجر محذوف أي بماذا أجبتم وماذا هنا بمنزلة اسم واحد ويضعف أن يجعل ذا بمعنى الذي هاهنا لأنه لا عائد هنا وحذف العائد مع حرف الجر ضعيف ( { إنك أنت علام الغيوب } ) و ( { إنك أنت العزيز الحكيم } ) مثل ( { إنك أنت العليم الحكيم } ) وقد ذكر في البقرة
قوله تعالى ( { إذ قال الله } ) يجوز أن يكون بدلاً من يوم والتقدير إذ يقول ووقعت هنا إذ هي للماضي على حكاية الحال ويجوز أن يكون التقدير إذكر إذ يقول ( { يا عيسى ابن } ) يجوز أن يكون على الألف من عيسى فتحة لأنه قد وصف بابن وهو بين علمين وأن يكون عليها ضمة وهي مثل قولك يا زيد بن عمرو بفتح الدال وضمها فإذا قدرت الضم جاز أن تجعل ابن مريم صفة وبياناً وبدلاً ( { إذ أيدتك } ) العامل في إذ ( { نعمتي } ) ويجوز أن يكون حالا من نعمتي وأن يكون مفعولاً به على السعة وأيدتك وآيدتك قد قرىء بهما وقد ذكر في البقرة ( { تكلم الناس } ) في موضع الحال من الكاف في أيدتك و ( { في المهد } ) ظرف لتكلم أو حال من ضمير الفاعل في تكلم ( { وكهلا } ) حال منه أيضاً ويجوز أن يكون من الكاف في أيدتك وهي حال مقدرة ( { وإذ علمتك } { وإذ تخلق } { وإذ تخرج } ) معطوفات على إذ أيدتك ( { من الطين } ) يجوز أن يتعلق بتخلق فتكون من لابتداء غاية الخلق وأن يكون حالا من ( { كهيئة الطير } ) على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه والكاف مفعول تخلق وقد تكلمنا على قوله ( هيئة الطير ) في آل عمران ( { فتكون طيرا } ) يقرأ بياء ساكنة من غير ألف وفيه وجهان أحدهما أنه مصدر في معنى الفاعل والثاني أن يكون أصله طيراً مثل سيد ثم خفف الا أن ذلك يقل فيما عينه
____________________
(1/231)
ياء وهو جائز ويقرأ طائراً وهي صفة غالبة وقيل هو اسم للجمع مثل الحامل والباقر و ( { وتبرئ } ) معطوف على تخلق ( { إذ جئتهم } ) ظرف لكففت ( { سحر مبين } ) يقرأ بغير ألف على أنه مصدر ويشار به إلى ما جاء به من الايات ويقرأ ساحر بالألف والاشارة به إلى عيسى وقيل هو فاعل في معنى المصدر كما قالوا عائذا بالله منك أي عوذا أو عياذا
قوله تعالى ( { وإذ أوحيت } ) معطوف على ( { إذ أيدتك } أن آمنوا ) يجوز أن تكون أن مصدرية فتكون في موضع نصب بأوحيت وأن تكون بمعنى أي وقد ذكرت نظائره
قوله تعالى ( { إذ قال الحواريون } ) أي إذكر إذ قال ويجوز أن يكون ظرفاً لمسلمون ( { هل يستطيع ربك } ) يقرأ بالياء على أنه فعل وفاعل والمعنى هل يقدر ربك أو يفعل وقيل التقدير هل يطيع ربك وهما بمعنى واحد مثل استجاب وأجاب واستجب وأجب ويقرأ بالتاء وربك نصب والتقدير هل يستطيع سؤال ربك فحذف المضاف فأما قوله ( { أن ينزل } ) فعلى القراءة الأولى هو مفعول يستطيع والتقدير على أن ينزل أو في أن ينزل ويجوز أن لا يحتاج إلى حرف جر على أن يكون يستطيع بمعنى يطيق وعلى القراءة الاخرى يكون مفعولاً لسؤال المحذوف
قوله تعالى ( { أن قد صدقتنا } أن مخففة من الثقيلة واسمها محذوف وقد عوض منه وقيل أن مصدرية وقد لا تمنع مع ذلك ( { نكون } ) صفة لمائدة و ( { لنا } ) يجوز أن يكون خبر كان ويكون ( { عيدا } ) حالا من الضمير في الظرف أو حالا من الضمير في كان على قول من ينصب عنها الحال ويجوز أن يكون عيدا الخبر وفي لنا على هذا وجهان أحدهما أن يكون حالا من الضمير في تكون والثاني أن تكون حالا من عيد لأنه صفة له قدمت عليه فأما ( { لأولنا وآخرنا } ) فإذا جعلت لنا خبراً أو حالا من فاعل تكون فهو صفة لعيد وإن جعلت لنا صفة لعيد كان لأولنا وآخرنا بدل من الضمير المجرور بإٍ عداة الجار ويقرأ لأولانا وأخرانا على تأنيث الطائفة أو ألفرقة وأما من السماء فيجوز أن يكون صفة لمائدة وأن يتعلق بينزل ( { وآية } ) عطف على عيد و ( { منك } ) صفة لها
قوله تعالى ( { منكم } في موضع الحال من ضمير الفاعل في يكفر ( { عذابا } ) اسم للمصدر الذي هو التعذيب فيقع موقعه ويجوز أن يجعل مفعولاً به على السعة
____________________
(1/232)
وأما قوله ( { لا أعذبه } ) يجوز أن تكون الهاء للعذاب وفيه على هذا وجهان أحدهما أن يكون حذف حرف الجر أي لا أعذب به أحداً والثاني أن يكون مفعولاً به على السعة ويجوز أن يكون ضمير المصدر المؤكد كقولك ظننته زيداً منطلقاً ولا تكون هذه الهاء عائدة على العذاب الاول
فاٍ ن قلت لا أعذبه صفة لعذاب فعلى هذا التقدير لا يعود من الصفة إلى الموصوف شيء قيل اٍ ن الثاني لما كان واقعاً موقع المصدر والمصدر جنس وعذاباً نكرة كان الاول داخلاً في الثاني والثاني مشتمل على الاول وهو مثل زيد نعم الرجل ويجوز أن تكون الهاء ضمير من وفي الكلام حذف أي لا أعذب الكافر أي مثل الكافر أي مثل عذاب الكافر
قوله تعالى ( { اتخذوني } ) هذه تتعدى إلى مفعولين لأنهما بمعنى صيروني و ( { من دون الله } ) في موضع صفة اٍ لهين ويجوز أن تكون متعلقة باتخذوا ( { أن أقول } ) في موضع رفع فاعل يكون ولي الخبر و ( { ما ليس } ) بمعنى الذي أو نكرة موصوفة وهو مفعول أقول لأن التقدير أن أدعى أو أذكر واسم ليس مضمر فيها وخبرها ( { لي } ) و ( { بحق } ) في موضع الحال من الضمير في الجار والعامل فيه الجار ويجوز أن يكون بحق مفعولاً به تقديره ما ليس يثبت لي بسبب حق فالباء تتعلق بالفعل المحذوف لا بنفس الجار لأن المعاني لا تعمل في المفعول به ويجوز أن يجعل بحق خبر ليس ولي تبيين كما في قولهم سقيا له ورعيا ويجوز أن يكون بحق خبر ليس ولي صفة بحق قدم عليه فصار حالا وهذا يخرج على قول من أجاز تقديم حال المجرور عليه ( { إن كنت قلته } ) كنت لفظها ماض والمراد المستقبل والتقدير اٍ ن يصح دعواي لي وإنما دعا هذا لأن اٍ ن الشرطية لا معنى لها الا في المستقبل فآل حاصل المعنى إلى ما ذكرناه
قوله تعالى ( { ما قلت لهم إلا ما أمرتني به } ما ) في موضع نصب بقلت أي ذكرت أو أديت الذي أمرتني به فيكون مفعولاً به ويجوزأن تكون ( { ما } ) نكرة موصوفة وهو مفعول به أيضاً ( { أن اعبدوا الله } ) يجوز أن تكون أن مصدرية والأمر صلة لها وفي الموضع ثلاثة أوجه الجر على البدل من الهاء والرفع على إضمار هو والنصب على إضمار أعنى أو بدلاً من موضع به ولا يجوز أن تكون بمعنى أن المفسرة لأن القول قد صرح به وأي لا تكون مع التصريح بالقول ( { ربي } ) صفة لله أو بدل منه و ( { عليهم } ) يتعلق ب ( { شهيدا } ما دمت ) ( { ما } ) هنا مصدرية والزمان معها محذوف أي مدة ما دمت ودمت هنا يجوز أن تكون
____________________
(1/233)
الناقصة و ( { فيهم } ) خبرها ويجوز أن تكون التامة أي ما أقمت فيهم فيكون فيهم ظرفاً للفعل و ( { الرقيب } ) خبر كان ( { وأنت } ) فصل أو توكيد للفاعل ويقرأ بالرفع على أِن يكون مبتدأ وخبرا في موضع نصب
قوله تعالى ( { إن تعذبهم فإنهم عبادك } ) الفاء جواب الشرط وهو محمول على المعنى أي إن تعذبهم تعدل وإن تغفر لهم تتفضل
قوله تعالى ( { هذا يوم } ) هذا مبتدأ ويوم خبره وهو معرب لأنه مضاف إلى معرب فبقى على حقه من الإعراب ويقرأ ( { يوم } ) بالفتح وهو منصوب على الظرف وهذا فيه وجهان أحدهما هو مفعول قال أي قال الله هذا القول في يوم والثاني أن هذا مبتدأ ويوم ظرف للخبر المحذوف أي هذا يقع أو يكون يوم ينفع وقال الكوفيون يوم في موضع رفع خبر هذا ولكنه بنى على الفتح لإضافته إلى الفعل وعندهم يجوز بناؤه وإن أضيف إلى معرب وذلك عندنا لا يجوز إلى إذا أضيف إلى مبنى و ( { صدقهم } ) فاعل ينفع وقد قرىء شاذا صدقهم بالنصب على أن يكون الفاعل ضمير اسم الله وصدقهم بالنصب على أربعة أوجه أحدها أن يكون مفعولاً له أي لصدقهم والثاني أن يكون حذف حرف الجر أي بصدقهم والثالث أن يكون مصدراً مؤكداً أي الذين يصدقون صدقهم كما تقول تصدق الصدق والرابع أن يكون مفعولاً به والفاعل مضمر في الصادقين أي يصدقون الصدق كقوله صدقته القتال والمعنى يحققون الصدق سورة الانعام بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { بربهم } ) الباء تتعلق ب ( { يعدلون } ) أي الذين كفروا يعدلون بربهم غيره والذين كفروا مبتدأ ويعدلون الخبر والمفعول محذوف ويجوز على هذا أن تكون الباء بمعنى عن فلا يكون في الكلام مفعول محذوف بل يكون يعدلون لازماً أي يعدلون عنه إلى غيره ويجوز أن تتعلق الباء بكفروا فيكون المعنى الذين جحدوا ربهم مائلون عن الهدى
قوله تعالى ( { خلقكم من طين } ) في الكلام حذف مضاف أي خلق أصلكم ومن طين متعلق بخلق ومن هنا لابتداء الغاية ويجوز أن تكون حالا أي خلق اصلكم كائناً من طين ( { وأجل مسمى } مبتدأ موصوف و ( { عنده } ) الخبر
____________________
(1/234)
قوله تعالى ( { وهو الله } ) وهو مبتدأ والله الخبر و ( { في السماوات } ) فيه وجهان أحدهما يتعلق ب ( { يعلم } ) أي يعلم سركم وجهركم في السموات والارض فهما ظرفان للعلم فيعلم على هذا خبر ثان ويجوز أن يكون الله بدلاً من هو ويعلم الخبر والثاني أن يتعلق ( { في } باسم الله لأنه بمعنى المعبود أي وهو المعبود في السموات والارض ويعلم على هذا خبر ثان أو حال من الضمير في المعبود أو مستأنف وقال أبو علي لا يجوز أن تتعلق ( { في } ) باسم الله لأنه صار بدخول الألف واللام والتغيير الذي دخله كالعلم ولهذا قال تعالى ( { هل تعلم له سميا } ) وقيل قد تم الكلام على قوله ( { في السماوات وفي الأرض } ) يتعلق بيعلم وهذا ضعيف لأنه سبحانه معبود في السموات وفي الارض ويعلم ما في السماء والارض فلا اختصاص لاْحدى الصفتين بأحد الظرفين و ( { سركم وجهركم } ) مصدران بمعنى المفعولين أي مسركم ومجهوركم ودل على ذلك قوله ( { يعلم ما تسرون وما تعلنون } ) أي الذي ويجوز أن يكونا على بابهما
قوله تعالى ( { من آية } ) موضعه رفع بتأتي ومن زائدة و ( { من آيات } ) في موضع جر صفة لآية ويجوز أن تكون في موضع رفع على موضع آية
قوله تعالى ( { لما جاءهم } ) لما ظرف لكذبوا وهذا قد عمل فيها وهو قبلها ومثله إذا و ( { به } ) متعلق ب ( { يستهزؤون } )
قوله تعالى ( { كم أهلكنا } ) كم استفهام بمعنى التعظيم فلذلك لا يعمل فيها يروا وهي في موضع نصب بأهلكنا فيجوز أن تكون كم مفعولاً به ويكون ( { من قرن } ) تبيينا لكم ويجوز أن يكون ظرفاً ومن قرن مفعول أهلكنا ومن زائدة أي كم أزمنة أهلكنا فيها من قبلهم قروناً ويجوز أن يكون كم مصدراً أي كم مرة وكم إهلاكاً وهذا يتكرر في القرآن كثيراً ( { مكناهم } ) في موضع جر صفة القرن وجمع على المعنى ( { ما لم نمكن لكم } ) رجع من الغيبة في قوله ( { ألم يروا } ) إلى الخطاب في لكم ولو قال لهم لكان جائزاً و ( { ما } ) نكرة موصوفة والعائد محذوف أي شيئاً لم نمكنه لكم ويجوز أن تكون ( { ما } ) مصدرية والزمان محذوف أي مدة ما لم نمكن لكم أي مدة تمكنهم أطول من مدتكم ويجوز أن تكون ( { ما } ) مفعول نمكن على المعنى لأن المعنى أعطيناهم مالم نعطكم و ( { مدرارا } ) حال من السماء و ( { تجري } ) المفعول الثاني لجعلنا أو حال من الانهار إذا جعلت جعل متعدية إلى واحد و ( { من تحتهم } ) يتعلق بتجري ويجوز أن يكون حالا من الضمير في تجري أي وهي من تحتهم ويجوز أن يكون من تحتهم مفعولاً ثانياً لجعل أو حالا
____________________
(1/235)
من الانهار وتجري في موضع الحال من الضمير في الجار أي وجعلنا الانهار من تحتهم جارية أي استقرت جارية و ( { من بعدهم } ) يتعلق بأنشأنا ولا يجوز أن يكون حالا من قرن لأنه ظرف زمان
قوله تعالى ( { في قرطاس } ) نعت لكتاب ويجوز أن يتعلق بكتاب على أنه ظرف له والكتاب هنا المكتوب في الصحيفة لا نفس الصحيفة والقرطاس بكسر القاف وفتحها لغتان وقد قرىء بهما والهاء في ( { فلمسوه } ) يجوز أن ترجع على قرطاس وأن ترجع على كتاب
قوله تعالى ( { ما يلبسون } ما ) بمعنى الذي وهي مفعول ( { وللبسنا } )
قوله تعالى ( { ولقد استهزئ } ) يقرأ بكسر الدال على أصل التقاء الساكنين وبضمها على أنه أتبع حركتها حركة التاء لضعف الحاجز بينهما و ( { ما } ) بمعنى الذي وهو فاعل حاق و ( { به } ) يتعلق ب ( { يستهزؤون } ) ومنهم الضمير للرسل فيكون منهم متعلقاً بسخروا لقوله ( { فيسخرون منهم } ) ويجوز في الكلام سخرت به ويجوز أن يكون الضمير راجعاً إلى المستهزئين فيكون منهم حالا من ضمير الفاعل في سخروا
قوله تعالى ( { كيف كان } ) كيف خبر كان و ( { عاقبة } ) اسمها ولم يؤنث الفعل لأن العاقبة بمعنى المعاد فهو في معنى المذكر ولأن التأنيث غير حقيقي
قوله تعالى ( { لمن } ) من استفهام و ( { ما } ) بمعنى الذي في موضع مبتدأ ولمن خبره ( { قل لله } ) أي قل هو لله ( { ليجمعنكم } ) قيل موضعه نصب بدلاً من للرحمة وقيل لا موضع له بل هو مستأنف واللام فيه جواب قسم محذوف وقع كتب موقعه ( { لا ريب فيه } ) قد ذكر في آل عمران والنساء ( { الذين خسروا } ) مبتدأ ( { فهم } ) مبتدأ ثان و ( { لا يؤمنون } ) خبره والثاني وخبره خبر الاول ودخلت الفاء لما في الذين من معنى الشرط وقال الأخفش للذين خسروا بدل من المنصوب في ليجمعنكم وهو بعيد لأن ضمير المتكلم والمخاطب لا يبدل منهما لوضوحهما غاية الوضوح وغيرهما دونهما في ذلك
قوله تعالى ( { أغير الله } ) مفعول أول ( { اتخذ } ) و ( { وليا } ) الثاني ويجوزأن يكون أتخذ متعدياً إلى واحد وهو ولي وغير الله صفة له قدمت عليه فصارت حالا ولا يجوز أن تكون غير هنا استثناء ( { فاطر السماوات } ) يقرأ بالجر وهو المشهور وجره على البدل من اسم الله وقرىء شاذا بالنصب وهو بدل من ولي والمعنى
____________________
(1/236)
على هذا أجعل فاطر السموات والارض غير الله ويجوز أن يكون صفة لولى والتنوين مراد وهو على الحكاية أي فاطر السموات ( { وهو يطعم } ) بضم الياء وكسر العين ( { ولا يطعم } ) بضم الياء وفتح العين وهو المشهور ويقرأ ( { ولا يطعم } ) بفتح الياء والعين والمعنى على القراءتين يرجع على الله وقرىء في الشاذ ( { وهو يطعم } ) بفتح الياء والعين ولا يطعم بضم الياء وكسر العين وهذا يرجع إلى الولي الذي غير الله ( { من أسلم } ) أي أول فريق أسلم ( { ولا تكونن } ) أي وقيل لى لا تكونن هو ولو كان معطوفاً على ما قبله لقال وأن لا أكون
قوله تعالى ( { من يصرف عنه } ) يقرأ بضم الياء وفتح الراء على مالم يسم فاعله وفي القائم مقام الفاعل وجهان أحدهما ( { يومئذ } ) أي من يصرف عنه عذاب يومئذ فحذف المضاف ويومئذ مبني على الفتح والثاني أن يكون مضمراً في يصرف يرجع إلى العذاب فيكون يومئذ ظرفاً ليصرف أو للعذاب أو حالا من الضمير ويقرأ بفتح الياء وكسر الراء على تسمية الفاعل أي من يصرف الله عنه العذاب فمن على هذا مبتدأ والعائد عليه الهاء في عنه وفي ( { رحمه } ) والمفعول محذوف وهو العذاب ويجوز أن يكون المفعول يومئذ أي عذاب يومئذ ويجوز أن تجعل ( من ) في موضع نصب بفعل محذوف تقديره من يكرم يصرف الله عنه العذاب فجعلت يصرف تفسيراً للمحذوف ومثله ( { فإياي فارهبون } ) ويجوز أن ينصب من يصرف وتجعل الهاء في عنه للعذاب أي أي إنسان يصرف الله عنه العذاب فقد رحمه فأما ( ن ) على القراءة الأولى فليس فيها الا الرفع على الابتداء والهاء في عنه يجوز أن ترجع على ( ن ) وأن ترجع على العذاب
قوله تعالى ( { فلا كاشف له } ) له خبر كاشف ( { إلا هو } ) بدل من موضع لا كاشف أو من الضمير في الظرف ولا يجوز أن يكون مرفوعاً بكاشف ولا بدلاً من الضمير فيه لأنك في الحالين تعمل اسم ( ا ) ومتى أعملته ظاهراً نونته
قوله تعالى ( { وهو القاهر فوق عباده } ) هو مبتدأ والقاهر خبره وفي فوق وجهان أحدهما هو أنه في موضع نصب على الحال من الضمير في القاهر أي وهو القاهر مستعلياً أو غالباً والثاني هو في موضع رفع على أنه بدل من القاهر أو خبر ثان
قوله تعالى ( { أي شيء } ) مبتدأ و ( { أكبر } ) خبره ( { شهادة } ) تمييز وأي بعض ما تضاف إليه فاذا كانت استفهاماً اقتضى الظاهر أن يكون جوابها مسمى باسم ما أضيف إليه أي وهذا يوجب أن يسمى الله شيئاً فعلى هذا يكون قوله ( { قل الله }
____________________
(1/237)
جواباً والله مبتدأ والخبر محذوف أي أكبر شهادة وقوله ( { شهيد } ) خبر مبتدأ محذوف ويجوز أن يكون الله مبتدأ وشهيد خبره ودلت هذه الجملة على جواب أي من طريق المعنى و ( { بينكم } ) تكرير للتأكيد والأصل شهيد بيننا ولك أن تجعل بين ظرفاً يعمل فيه شهيد وأن تجعله صفة لشهيد فيتعلق بمحذوف ( { ومن بلغ } ) في موضع نصب عطفاً على المفعول في أنذركم وهو بمعنى الذي والعائد محذوف والفاعل ضمير القرآن أي وأنذر من بلغه القرآن ( { قل إنما هو إله واحد } ) في ما وجهان أحدهما هي كافة لإن عن العمل فعلى هذا هو مبتدأ وإله خبره وواحد صفة مبينة وقد ذكر مشروحاً في البقرة والثاني أنها بمعنى الذي في موضع نصب بأن وهو مبتدأ وإله خبره والجملة صلة الذي وواحد خبر إن وهذا أليق بما قبله
قوله تعالى ( { الذين آتيناهم الكتاب } ) في موضع رفع بالابتداء و ( { يعرفونه } ) الخبر والهاء ضمير الكتاب وقيل ضمير النبي ( { الذين خسروا أنفسهم } ) مثل الأولى
قوله تعالى ( { ويوم نحشرهم } ) هو مفعول به والتقدير وإذكر يوم نحشرهم و ( { جميعا } ) حال من ضمير المفعول ومفعولاً ( { تزعمون } محذوفان أي تزعمونهم شركاءكم ودل على المحذوف ما تقدم
قوله تعالى ( { ثم لم تكن } ) يقرأ بالتاء ورفع الفتنة على أنها اسم كان و ( { أن قالوا } ) الخبر ويقرأ كذلك الا أنه بالياء لأن تأنيث الفتنة غير حقيقي ولأن الفتنة هنا بمعنى القول ويقرأ بالياء ونصب الفتنة على أن اسم كان أن قالوا وفتنتهم الخبر ويقرأ كذلك الا أنه بالتاء على معنى أن قالوا لأن أن قالوا بمعنى القول والمقالة والفتنة ( { ربنا } ) يقرأ بالجر صفة لإسم الله وبالنصب على النداء أو على إضمار أعنى وهو معترض بين القسم والمقسم عليه والجواب ( { ما كنا } )
قوله تعالى ( { من يستمع } ) وحد الضمير في الفعل حملاً على لفظ ( { من } ) وما جاء منه على لفظ الجمع فعلى معنى ( { من } نحو ( { من يستمعون } ) و ( { من يغوصون له } أن يفقهوه ) مفعول من أجله أي كراهة أن يفقهوه و ( { وقرا } ) ( { حتى إذا } ) إذا في موضع نصب بجوابها وهو يقول
____________________
(1/238)
وليس لحتى هنا عمل وإنما أفادت معنى الغاية كما لا تعمل في الجمل و ( { يجادلونك } ) حال من ضمير الفاعل في جاءوك والاساطير جمع واختلف في واحده فقيل هو أسطورة وقيل واحدها إسطار والاسطار جمع سطر بتحريك الطاء فيكون أساطير جمع الجمع فأما سطر بسكون الطاء فجمعه سطور وأسطر
قوله تعالى ( { وينأون } ) يقرأ بسكون النون وتحقيق الهمزة وبإلقاء حركة الهمزة على النون وحذفها فيصير اللفظ بها ينون بفتح النون وواو ساكنة بعدها و ( { أنفسهم } ) مفعول يهلكون
قوله تعالى ( { ولو ترى } ) جواب ( و ) محذوف تقديره لشاهدت أمراً عظيماً ووقف متعد واوقف لغة ضعيفة والقرآن جاء بحذف الألف ومنه وقفوا فبناؤه لما لم يسم فاعله ومنه وقفوهم ( { ولا نكذب } ) ونكون يقرآن بالرفع وفيه وجهان أحدهما هو معطوف على نرد فيكون عدم التكذيب والكون من المؤمنين متمنين أيضاً كالرد والثاني أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي ونحن لا نكذب وفي المعنى وجهان أحدهما أنه متمني أيضاً فيكون في موضع نصب على الحال من الضمير في نرد والثاني أن يكون المعنى أنهم ضمنوا أن لا تكذبوا بعد الرد فلا يكون للجملة موضع ويقرآن بالنصب على أنه جواب التمني فلا يكون داخلاً في التمني والواو في هذا كالفاء ومن القراء من رفع الاول ونصب الثاني ومنهم من عكس ووجه كل واحدة منهما على ما تقدم
قوله تعالى ( { إن هي إلا } ) هي كناية عن الحياة ويجوز أن يكون ضمير القصة
قوله تعالى ( { وقفوا على ربهم } ) أي على سؤال ربهم أو على ملك ربهم
قوله تعالى ( { بغتة } ) مصدر في وضع الحال أي باغتة وقيل هو مصدر لفعل محذوف أي تبغتهم بغتة وقيل هو مصدر بجاءتهم من غير لفظه ( { يا حسرتنا } ) نداء الحسرة والويل على المجاز والتقدير يا حسرة احضري لهذا أوانك والمعنى تنبيه أنفسهم لتذكر أسباب الحسرة و ( { على } ) متعلقة بالحسرة والضمير في ( { فيها } ) يعود على الساعة والتقدير في عمل الساعة وقيل يعود على الاعمال ولم يجر لها صريح ذكر ولكن في الكلام دليل عليها ( { ألا ساء } ) ما يزرون ساء بمعنى بئس وقد تقدم إعرابه في مواضع ويجوز أن تكون ساء على بابها ويكون المفعول محذوفاً وما مصدرية أو بمعنى الذي أو نكرة موصوفة وهي في كل ذلك فاعل ساء والتقدير الا ساءهم وزرهم
____________________
(1/239)
قوله تعالى ( { وللدار الآخرة } ) يقرأ بالألف واللام ورفع الاخرة على الصفة والخبر ( { خير } ) ويقرأ ( / < ولدار الآخرة > / ) على الاضافة أي دار الساعة الاخرة وليست الدار مضافة إلى صفتها لأن الصفة هي الموصوف في المعنى والشيء لا يضاف إلى نفسه وقد أجازه الكوفيون
قوله تعالى ( { قد نعلم } ) أي قد علمنا فالمستقبل بمعنى الماضي ( { لا يكذبونك } ) يقرأ بالتشديد على معنى لا ينسبونك إلى الكذب أي قبل دعواك النبوة بل كانوا يعرفونه بالامانة والصدق ويقرأ بالتخفيف وفيه وجهان أحدهما هو في معنى المشدد يقال أكذبته وكذبته إذا نسبته إلى الكذب والثاني لا يجدونك كذباً يقال أكذبته إذا أصبته كذلك كقولك أحمدته إذا أصبته محموداً ( { بآيات الله } ) الباء تتعلق ب ( { يجحدون } ) وقيل تتعلق بالظالمين كقوله تعالى ( { وآتينا } ) ثمود الناقة مبصرة فظلموا بها
قوله تعالى ( { من قبلك } ) لا يجوز أن يكون صفة لرسل لأنه زمان والجثة لا توصف بالزمان وإنما هي متعلقة بكذبت ( { وأوذوا } ) يجوز أن يكون معطوفاً على كذبوا فتكون ( { حتى } ) متعلقة بصبروا ويجوز أن يكون الوقف ثم على كذبوا ثم استأنف فقال واوذوا فتتعلق حتى به والاول أقوى ( { ولقد جاءك } ) فاعل جاءك مضمر فيه قيل المضمر المجيء وقيل المضمر النبأء ودل عليه ذكر الرسل لأن من ضرورة الرسول الرسالة وهي نبأء وعلى كلا الوجهين يكون ( { من نبإ المرسلين } ) حالا من ضمير الفاعل والتقدير من جنس نبإ المرسلين وأجاز الأخفش أن تكون من زائدة والفاعل نبأ المرسلين وسيبويه لا يجيز زيادتها في الواجب ولا يجوز عند الجميع أن تكون من صفة لمحذوف لأن الفاعل لا يحذف وحرف الجر إذا لم يكن زائداً لم يصح أن يكون فاعلاً لأن حرف الجر يعدى وكل فعل يعمل في الفاعل بغير معد ونبأ المرسلين بمعنى إنبائهم ويدل على ذلك قوله تعالى ( { نقص عليك } ) من أنباء الرسل
قوله تعالى ( { وإن كان كبر عليك } ) جواب إن هذه ( { فإن استطعت } ) فالشرط الثاني جواب الاول وجواب الشرط الثاني محذوف تقديره فافعل وحذف لظهور معناه وطول الكلام ( { في الأرض } ) صفة لنفق ويجوز أن يتعلق بتبتغي ويجوز أن يكون حالا من ضمير الفاعل أي وأنت في الارض ومثله ( { في السماء } )
____________________
(1/240)
قوله تعالى ( { والموتى يبعثهم الله } ) في الموتى وجهان أحدهما هو في موضع نصب بفعل محذوف أي ويبعث الله الموتى وهذا أقوى لأنه اسم قد عطف على اسم عمل فيه الفعل والثاني أن يكون مبتدأ وما بعده الخبر ويستجيب بمعنى يجيب
قوله تعالى ( { من ربه } ) يجوز أن يكون صفة لآية وأن يتعلق بنزل
قوله تعالى ( { في الأرض } ) يجوز أن يكون في موضع جر صفة لدابة وفي موضع رفع صفة لها أيضا على الموضع لأن من زائدة ( { ولا طائر } ) معطوف على لفظ دابة وقرىء بالرفع على الموضع ( { بجناحيه } ) يجوز أن تتعلق الباء بيطير وأن تكون حالا وهو توكيد وفيه رفع مجاز لأن غير الطائر قد يقال فيه طار إذا أسرع ( { من شيء } من ) زائدة و ( { شيء } هنا واقع موقع المصدر أي تفريطاً وعلى هذا التأويل لا يبقى في الاية حجة لمن ظن أن الكتاب يحتوي على ذكر كل شيء صريحاً ونظير ذلك ( { لا يضركم كيدهم شيئا } ) أي ضرراً وقد ذكرنا له نظائر ولا يجوز أن يكون شيئاً مفعولا به لأن فرطنا لا تتعدى بنفسها بل بحرف الجر وقد عديت بفي إلى الكتاب فلا تتعدى بحرف آخر ولا يصح أن يكون المعنى ما تركنا في الكتاب من شيء لأن المعنى على خلافه فبان أن التأويل ما ذكرنا
قوله تعالى ( { والذين كذبوا } ) مبتدأ و ( { صم بكم } ) الخبر مثل حلو حامض والواو لا تمنع ذلك ويجوز أن يكون صم خبر مبتدأ محذوف تقديره بعضهم صم وبعضهم بكم ( { في الظلمات } ) يجوز أن يكون خبراً ثانياً وأن يكون حالا من الضمير المقدر في الخبر والتقدير ضالون في الظلمات ويجوز أن يكون في الظلمات خبر مبتدأ محذوف أي هم في الظلمات ويجوز أن يكون صفة لبكم أي كائنون في الظلمات ويجوز أن يكون ظرفاً لصم أو بكم أو لما ينوب عنهما من الفعل ( { من يشإ الله } ) من في موضع مبتدأ والجواب الخبر ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف لأن التقدير من يشإ الله إضلاله أو عذابه فالمنصوب بيشأ من سبب ( { من } فيكون ) التقدير من يعذب أو من يضلل ومثله ما بعده
قوله تعالى ( { قل أرأيتكم } ) يقرأ بإلقاء حركة الهمزة على اللام فتنفتح اللام وتحذف الهمزة وهو قياس مطرد في القرآن وغيره والغرض منه التخفيف ويقرأ بالتحقيق وهو الأصل وأما الهمزة التي بعد الراء فتحقق على الأصل وتلين للتخفيف وتحذف وطريق ذلك أن تقلب ياء وتسكن ثم تحذف لالتقاء الساكنين
____________________
(1/241)
قرب ذلك فيها حذفها في مستقبل هذا الفعل فأما التاء فضمير الفاعل فإذا اتصلت بها الكاف التي للخطاب كانت بلفظ واحد في التثنية والجمع والتأنيث وتختلف هذه المعاني على الكاف فتقول في الواحد أرأيتك ومنه قوله تعالى ( { أرأيتك هذا الذي كرمت علي } ) وفي التثنية أرأيتكما وفي الجمع أرأيتكم وفي المؤنث أرأيتكن والتاء في جميع ذلك مفتوحة والكاف حرف للخطاب وليست اسماً والدليل على ذلك أنها لو كانت إسماً لكانت إما مجرورة وهو باطل إذ لا جار هنا أو مرفوعة وهو باطل أيضاً لأمرين أحدهما أن الكاف ليست من ضمائر المرفوع والثاني أنه لا رافع لها إذ ليست فاعلاً لأن التاء فاعل ولا يكون لفعل واحد فاعلان وإما أن تكون منصوبة وذلك باطل لثلاثة أوجه أحدها أن هذا الفعل يتعدى إلى مفعولين كقولك أرأيت زيداً ما فعل فلو جعلت الكاف مفعولاً لكان ثالثاً والثاني أنه لو كان مفعولاً لكان هو الفاعل في المعنى وليس المعنى على ذلك إذ ليس الغرض أرأيت نفسك بل أرأيت غيرك ولذلك قلت أرأيتك زيداً وزيد غير المخاطب ولا هو بدل منه والثالث أنه لو كان منصوباً على أنه مفعول لظهرت علامة التثنية والجمع والتأنيث في التاء فكنت تقول أرأيتما كما وأرأيتموكم وأرأيتكن وقد ذهب ألفراء إلى أن الكاف اسم مضمر منصوب في معنى المرفوع وفيما ذكرناه إبطال لذهبه فأما مفعول أرأيتكم في هذه الاية فقال قوم هو محذوف دل الكلام عليه تقديره أرأيتكم عبادتكم الاصنام هل تنفعكم عند مجيء الساعة ودل عليه قوله ( { أغير الله تدعون } ) وقال آخرون لا يحتاج هذا إلى مفعول لأن الشرط وجوابه قد حصل معنى المفعول وأما جواب الشرط الذي هو قوله ( { إن أتاكم عذاب الله } ) فما دل عليه الاستفهام في قوله ( { أغير الله } ) تقديره إن أتتكم الساعة دعوتم الله وغير منصوب ب ( { تدعون } )
قوله تعالى ( { بل إياه } ) هو مفعول ( { تدعون } ) الذي بعده ( { إليه } ) يجوز أن يتعلق بتدعون وأن يتعلق بيكشف أي يرفعه إليه و ( { ما } ) بمعنى الذي أو نكرة موصوفة وليست مصدرية الا أن تجعلها مصدراً بمعنى المفعول
قوله تعالى ( { بالبأساء والضراء } ) فعلاء فيهما مؤنث لم يستعمل منه مذكر لم يقولوا بأس وبأساء وضر وضراء كما قالوا أحمر وحمراء
قوله تعالى ( { فلولا إذ } ) ( { إذ } ) في موضع نصب ظرف ل ( { تضرعوا } ) أي فلولا تضرعوا إذ ( { ولكن } ) استدراك على المعنى أي ما تضرعوا ولكن
____________________
(1/242)
قوله تعالى ( { بغتة } ) مصدرية في موضع الحال من الفاعل أي مباغتين أو من المفعولين أو مبغوتين ويجوز أن يكون مصدراً على المعنى لأن أخذناهم بمعنى بغتناهم ( { فإذا هم } ) إذا هنا للمفاجأة وهي ظرف مكان وهم مبتدأ و ( { مبلسون } ) خبره وهو العامل في إذا
قوله تعالى ( { إن أخذ الله سمعكم } ) قد ذكرنا الوجه في إفراد السمع مع جمع الابصار والقلوب في أول البقرة ( { من } ) استفهام في موضع رفع بالابتداء و ( { إله } ) خبره و ( { غير الله } ) صفة الخبر و ( { يأتيكم } ) في موضع الصفة أيضاً والاستفهام هنا بمعنى الانكار والهاء في ( { به } ) تعود على السمع لأنه المذكور أولاً وقيل تعود على معنى المأخوذ والمحتوم عليه فلذلك أفرد ( { كيف } ) حال والعامل فيها ( { نصرف } )
قوله تعالى ( { هل يهلك } ) الاستفهام هنا بمعنى التقرير فلذلك ناب عن جواب الشرط أي إن أتاكم هلكتم
قوله تعالى ( { مبشرين ومنذرين } ) حالان من المرسلين ( { فمن آمن } ) يجوز أن يكون شرطاً وأن يكون بمعنى الذي وهي مبتدأ في الحالين وقد سبق القول على نظائره
قوله تعالى ( { بما كانوا يفسقون } ) ما مصدرية أي بفسقهم وقد ذكر في أوائل البقرة ويقرأ بضم السين وكسرها وهما لغتان
قوله تعالى ( { بالغداة } ) أصلها غدوة فقلبت ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها وهي نكرة ويقرأ ( / < بالغدوة > / ) بضم الغين وسكون الدال وواو بعدها وقد عرفها بالألف واللام وأكثر ما تستعمل معرفة علماً وقد عرفها هنا بالألف واللام وأما ( { والعشي } ) فقيل هو مفرد وقيل هو جمع عشية و ( { يريدون } ) حال ( { من شيء } من ) زائدة وموضعها رفع بالابتداء وعليك الخبر ومن حسابهم صفة لشيء قدم عليه فصار حالا وكذلك الذي بعده الا أنه قدم من حسابك على عليهم ويجوز أن يكون الخبر من حسابهم وعليك صفة لشيء مقدمة عليه ( { فتطردهم } ) جواب لما النافية فلذلك نصب ( { فتكون } ) جواب النهي وهو ( { ولا تطرد } )
قوله تعالى ( { ليقولوا } ) اللام متعلقة بفتنا أي اختبرناهم ليقولوا فنعاقبهم بقولهم ويجوز أن تكون لام العاقبة و ( { هؤلاء } ) مبتدأ و ( { من الله عليهم } ) الخبر والجملة في موضع نصب بالقول ويجوز أن يكون هؤلاء في موضع نصب بفعل محذوف فسره ما بعده تقديره أخص هؤلاء أو فضل و ( { من } ) متعلقة بمن
____________________
(1/243)
أي ميزهم علينا ويجوز أن تكون حالا أي من عليهم منفردين ( { بالشاكرين } ) يتعلق بأعلم لأنه ظرف والظرف يعمل فيه معنى الفعل بخلاف المفعول فإن أفعل لا يعمل فيه
قوله تعالى ( { وإذا جاءك } ) العامل في إذا معنى الجواب أي إذا جاءك سلم عليهم و ( { سلام } ) مبتدأ وجاز ذلك وإن كان نكرة لما فيه من معنى الفعل كتب ربكم الجملة محكية بعد القول أيضاً ( { أنه من عمل } ) يقرأ بكسر إن وفتحها ففي الكسر وجهان أحدهما هي مستأنفة والكلام تام قبلها والثاني أنه حمل ( { كتب } ) على قال فكسرت إن بعده وأما الفتح ففيه وجهان أحدهما هو بدل من الرحمة أي كتب أنه من عمل والثاني أنه مبتدأ وخبره محذوف أي عليه أنه من عمل ودل على ذلك ما قبله والهاء ضمير الشأن ومن بمعنى الذي أو شرط وموضعها مبتدأ و ( { منكم } ) في موضع الحال من ضمير الفاعل و ( { بجهالة } ) حال أيضاً أي جاهلاً ويجوز أن يكون مفعولاً به أي بسبب الجهل والهاء في ( { بعده } ) تعود على العمل أو على السوء ( { فإنه } ) يقرأ بالكسر وهو معطوف على أن الأولى أو تكرير للأولى عند قوم وعلى هذا خبر من محذوف دل عليه الكلام ويجوز أن يكون العائد محذوفاً أي فإنه غفور له وإذا جعلت ( { من } ) شرطاً فالامر كذلك ويقرأ بالفتح وهو تكرير للأولى على قراءة من فتح الأولى أو بدل منها عند قوم وكلاهما ضعيف لوجهين أحدهما أن البدل لا يصحبه حرف معنى الا أن تجعل الفاء زائدة وهو ضعيف والثاني أن ذلك يؤدي إلى أن لا يبقى لمن خبر ولا جواب إن جعلتها شرطاً والوجه أن تكون أن خبر مبتدأ محذوف أي فشأنه أنه غفور له أو يكون المحذوف ظرفاً أي فعليه أنه فتكون أأن إما مبتدأ وإما فاعلاً
قوله تعالى ( { وكذلك } ) الكاف وصف لمصدر محذوف أي نفصل الايات تفصيلاً مثل ذلك ( / < وليستبين > / ) يقرأ بالياء و ( { سبيل } ) فاعل أي يتبين وذكر السبيل وهو لغة فيه ومنه قوله تعالى ( { وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا } ) ويجوز أن تكون القراءة بالياء على أن تأنيث السبيل غير حقيقي ويقرأ بالتاء والسبيل فاعل مؤنث وهو لغة فيه ومنه ( { قل هذه سبيلي } ) ويقرأ بنصب السبيل والفاعل المخاطب واللام تتعلق بمحذوف أي لتستبين فصلنا
قوله تعالى ( { وكذبتم } ) يجوز أن يكون مستأنفاً وأن يكون حالا وقد معه مزادة والهاء في ( { به } ) يعود على ربى ويجوز أن تعود على معنى البينة لأنها في معنى
____________________
(1/244)
البرهان والدليل ( / < يقضي الحق > / ) يقرأ بالضاد من القضاء وبالصاد من القصص والاول أشبه بخاتمة الاية
قوله تعالى ( { مفاتح } ) هو جمع مفتح والمفتح الخزانة فأما ما يفتح به فهو مفتاح وجمعه مفاتيح وقد قيل مفتح أيضاً ( { لا يعلمها } ) حال من مفاتح والعامل فيها ما تعلق به الظرف أو نفس الظرف إن رفعت به مفاتح و ( { من ورقة } ) فاعل ( { ولا حبة } ) معطوف على لفظ ورقة ولو رفع على الموضع جاز ( { ولا رطب ولا يابس } ) مثله وقد قرىء بالرفع على الموضع ( { إلا في كتاب } ) أي الا هو في كتاب ولا يجوز أن يكون استثناء يعمل فيه ( { يعلمها } ) لأن المعنى يصير وما تسقط من ورقة الا يعلمها الا في كتاب فينقلب معناه إلى الاثبات أي لا يعلمها في كتاب وإذا لم يكن الا في كتاب وجب أن يعلمها في الكتاب فإذا يكون الاستثناء الثاني بدلاً من الاول أي وما تسقط من ورقة الا هي في كتاب وما يعلمها
قوله تعالى ( { بالليل } ) الباء هنا بمعنى في وجاز ذلك لأن الباء للإلصاق والملاصق للزمان والمكان حاصل فيهما ( { ليقضى } ) أجل على مالم يسم فاعله ويقرأ على تسمية الفاعل وأجلاً نصب
قوله تعالى ( { ويرسل عليكم } ) يحتمل أربعة أوجه أحدها أن يكون مستأنفاً والثاني أن يكون معطوفاً على قوله يتوفاكم وما بعده من الافعال المضارعة والثالث أن يكون معطوفاً على القاهر لأن اسم الفاعل في معنى يفعل وهو نظير قولهم الطائر فيغضب زيد الذباب والرابع أن يكون التقدير وهو يرسل وتكون الجملة حالا إما من الضمير في القاهر أو من الضمير في الظرف وعليكم فيه وجهان أحدهما هو متعلق بيرسل والثاني أن يكون في نية التأخير وفيه وجهان أحدهما أن يتعلق بنفس ( { حفظة } ) والمفعول محذوف أي يرسل من يحفظ عليكم أعمالكم والثاني أن يكون صفة لحفظة قدمت فصار حالا ( { توفته } ) يقرأ بالتاء على تأنيث الجماعة وبألف ممالة على إرادة الجمع ويقرأ شاذا ( / < تتوفاه > / ) على الاستقبال ( { يفرطون } ) بالتشديد أي ينقصون مما أمروا ويقرأ شاذا بالتخفيف أي يزيدون على ما أمروا
قوله تعالى ( { ثم ردوا } ) الجمهور على ضم الراء وكسرة الدال الأولى محذوفة ليصلح الادغام ويقرأ بكسر الراء على نقل كسرة الدال الأولى إلى الراء ( { مولاهم الحق } ) صفتان وقرىء الحق بالنصب على أنه صفة مصدر محذوف أي الرد الحق أو على إضمار أعنى
____________________
(1/245)
قوله تعالى ( { ينجيكم } ) يقرأ بالتشديد والتخفيف والماضي أنجا ونجى والهمزة والتشديد للتعدية ( { تدعونه } ) في موضع الحال من ضمير المفعول في ينجيكم ( { تضرعا } ) مصدر والعامل فيه تدعون من غير لفظه بل معناه ويجوز أن يكون مصدراً في موضع الحال وكذلك ( { وخفية } ) ويقرأ بضم الخاء وكسرها وهما لغتان وقرىء ( / < وخيفة > / ) من الخوف وهو مثل قوله تعالى ( { واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة } ) ( { لئن أنجيتنا } ) على الخطاب أي يقولون لئن أنجيتنا ويقرأ لئن أنجانا على الغيبة وهو موافق لقوله يدعونه ( { من هذه } ) أي من هذه الظلمة والكربة
قوله تعالى ( { من فوقكم } ) يجوز أن يكون وصفاً للعذاب وأن يتعلق بيبعث وكذلك ( { من تحت } أو يلبسكم ) الجمهور على فتح الياء أي يلبس عليكم أموركم فحذف حرف الجر والمفعول والجيد أن يكون التقدير يلبس أموركم فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ويقرأ بضم الياء أي يعمكم بالاختلاف و ( { شيعا } ) جمع شيعة وهو حال وقيل هو مصدر والعامل فيه يلبسكم من غير لفظه ويجوز على هذّأ أن يكون حالا أيضاً أي مختلقين
قوله تعالى ( { لست عليكم } ) على متعلق ب ( { وكيل } ) ويجوز على هذا أن يكون حالا من وكيل على قول من أجاز تقديم الحال على حرف الجر
قوله تعالى ( { مستقر } ) مبتدأ والخبر الظرف قبله أو فاعل والعامل فيه الظرف وهو مصدر بمعنى الاستقرار ويجوز أن يكون بمعنى المكان
قوله تعالى ( { غيره } ) إنما ذكر الهاء لأنه أعادها على معنى الايات لأنها حديث وقرآن ( { ينسينك } ) يقرأ بالتخفيف والتشديد وماضيه نسى وأنسى والهمزة والتشديد لتعدية الفعل إلى المفعول الثاني وهو محذوف أي ينسينك الذكر أو الحق
قوله تعالى ( { من شيء } ) من زائدة ومن حسابهم حال والتقدير شيء من حسابهم ( { ولكن ذكرى } ) أي ولكن نذكرهم ذكرى فيكون في موضع نصب ويجوز أن يكون في موضع رفع أي هذا ذكرى أو عليهم ذكرى
قوله تعالى ( { أن تبسل } ) مفعول له أي مخافة أن تبسل ( { ليس لها } ) يجوز أن تكون الجملة في موضع رفع صفة لنفس وأن تكون في موضع حال من الضمير في كسبت وأن تكون مستأنفة ( { من دون الله } ) في موضع الحال أي ليس لها ولي من دون الله ويجوز أن يكون من دون الله خبر ليس ولها تبيين وقد ذكرنا
____________________
(1/246)
مثاله ( { كل عدل } ) انتصاب كل على المصدر لأنها في حكم ما تضاف إليه ( { أولئك الذين } ) جمع على المعنى واولئك مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما الذين أبسلوا فعلى هذا يكون قوله ( { لهم شراب } فيه وجهان أحدهما هو حال من الضمير في أبسلوا والثاني هو مستأنف والوجه الاخر أن يكون الخبر لهم شراب والذين أبسلوا بدل من أولئك أو نعت أو يكون خبراً أيضاً ولهم شراب خبراً ثانياً
قوله تعالى ( { أندعو } ) الاستفهام بمعنى التوبيخ و ( { ما } ) بمعنى الذي أو نكرة موصوفة و ( { من دون الله } ) متعلق بندعو ولا يجوز أن يكون حالا من الضمير في ( { ينفعنا } ) ولا مفعولاً لينفعنا لتقدمه على ( { ما } ) والصلة والصفة لا تعمل فيما قبل الموصول والموصوف ( { ونرد } ) معطوف على ندعو ويجوز أن يكون جملة في موضع الحال أي ونحن نرد و ( { على أعقابنا } ) حال من الضمير في نرد أي ترد منقلبين أو متأخرين ( { كالذي } ) في الكاف وجهان أحدهما هي حال من الضمير في نرد أو بدل من على أعقابنا أي مشبهين للذي ( { استهوته } ) والثاني أن تكون صفة لمصدر محذوف أي رداً مثل رد الذي استهوته يقرأ استهوته واستهواه مثل توفته وتوفاه وقد ذكر والذي يجوز أن يكون هنا مفرداً أي كالرجل الذي أو كالفريق الذي ويجوز أن يكون جنساً والمراد الذين ( { في الأرض } ) يجوز أن يكون متعلقاً باستهوته وأن يكون حالا من ( { حيران } ) أي حيران كائناً في الارض ويجوز أن يكون حالا من الضمير في حيران وأن يكون حالا من الهاء في استهوته وحيران حال من الهاء أو من الضمير في الظرف ولم ينصرف لأن مونثه حيرى ( { له أصحاب } ) يجوز أن تكون الجملة مستأنفة وأن تكون حالا من الضمير في حيران أو من الضمير في الظرف أو بدلاً من الحال التي قبلها ( { ائتنا } ) أي يقولون ائتنا ( { لنسلم } ) أي أمرنا بذلك لنسلم وقيل اللام بمعنى الباء وقيل هي زائدة أي أن نسلم
قوله تعالى ( { وأن أقيموا الصلاة } ) أن مصدرية وهي معطوفة على لنسلم وقيل هو معطوف على قوله ( { إن الهدى هدى الله } ) والتقدير وقل أن أقيموا وقيل هو محمول على المعنى أي قيل لنا أسلموا وأن أقيموا
قوله تعالى ( { ويوم يقول } ) فيه جملة أوجه أحدها هو معطوف على الهاء في اتقوه أي واتقوا عذاب يوم يقول والثاني هو معطوف على السموات أي خلق يوم يقول والثالث هو خبر ( { قوله الحق } ) أي وقوله الحق يوم يقول والواو
____________________
(1/247)
داخلة على الجملة المقدم فيها الخبر والحق صفة لقوله والرابع هو ظرف لمعنى الجملة التي هي قوله الحق أي يحق قوله في يوم يقول كن والخامس هو منصوب على تقدير وإذكر وأما فاعل ( { فيكون } ) ففيه أوجه أحدها هو جميع ما يخلقه الله في يوم القيامة والثاني هو ضمير المنفوخ فيه من الصور دل عليه قوله ( { يوم ينفخ في الصور } ) والثالث هو ضمير اليوم والرابع هو قوله الحق أي فيوجد قوله الحق وعلى هذا يكون قوله بمعنى مقوله أي فيوجد ما قال له كن فخرج مما ذكرنا أن قوله يجوز أن يكون فاعلاً والحق صفته أو مبتدأ واليوم خبره والحق صفته وأن يكون مبتدأ والحق صفته ويوم ينفخ خبره أو مبتدأ والحق خبره
قوله تعالى ( { يوم ينفخ } ) يجوز أن يكون خبر قوله على ما ذكرنا وأن يكون ظرفاً للملك أو حالا منه والعامل له أو ظرفاً لتحشرون أو ليقول أو لقوله الحق أو لقوله عالم الغيب ( { عالم الغيب } ) الجمهور على الرفع ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف وأن يكون فاعل يقول كن وأن يكون صفة للذي وقرىء بالجر بدلاً من رب العالمين أو من الهاء في له
قوله تعالى ( { وإذ قال إبراهيم } ) إذ في موضع نصب على فعل محذوف أي وإذكروا وهو معطوف على أقيموا و ( { آزر } ) يقرأ بالمد ووزنه أفعل ولم ينصرف للعجمة والتعريف على قول من لم يشتقه من الازر أو الوزر ومن اشتقه من واحد منهما قال هو عربي ولم يصرفه للتعريف ووزن الفعل ويقرأ بفتح الراء على أنه بدل من أبيه وبالضم على النداء وقرىء في الشاذ بهمزتين مفتوحتين وتنوين الراء وسكون الزاي والازر الخلق مثل الاسر ويقرأ بفتح الأولى وكسر الثانية وفيه وجهان أحدهما أن الهمزة الثانية فاء الكلمة وليست بدلاً ومعناها النقل والثاني هي بدل من الواو وأصلها وزر كما قالوا وعاء وإعاء ووسادة وإسادة والهمزة الأولى على هاتين القراءتين للإستفهام بمعنى الانكار ولا همزة في تتخذ وفي انتصابه على هذا وجهان أحدهما هو مفعول من أجله أي لتحيرك واعوجاج دينك تتخذ والثاني هو صفة لأصنام قدمت عليها وعلى العامل فيها فصارت حالا أي أتتخذ أصناماً ملعونة أو معوجة و ( { أصناما } ) مفعول أول و ( { آلهة } ) ثان وجاز أن يجعل المفعول الاول نكرة لحصول الفائدة من الجملة وذلك يسهل في المفاعيل مالا يسهل من المبتدأ
قوله تعالى ( { وكذلك } ) في موضعه وجهان أحدهما هو نصب على إضمار وأريناه
____________________
(1/248)
تقديره وكما رأى أباه وقومه في ضلال مبين أريناه ذلك أي ما رآه صواباً بإطلاعنا إياه عليه ويجوز أن يكون منصوباً ب ( { نرى } ) التي بعده على أنه صفة لمصدر محذوف تقديره نريه ملكوت السموات والارض رؤية كرؤيته ضلال أبيه وقيل الكاف بمعنى اللام أي ولذلك نريه والوجه الثاني أن تكون الكاف في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف أي والامر كذلك أي كما رآه من ضلالتهم
قوله تعالى ( { وليكون } ) أي وليكون ( { من الموقنين } ) أريناه وقيل التقدير ليستدل وليكون
قوله تعالى ( { رأى كوكبا } ) يقرأ بفتح الراء والهمزة والتفخيم على الأصل وبالامالة لأن الألف منقلبة عن ياء كقولك رأيت رؤية ويقرأ بجعل الهمزتين بين بين وهو نوع من الامالة ويقرأ بجعل الراء كذلك إتباعاً للهمزة ويقرأ بكسرهما وفيه وجهان أحدهما أنه كسر الهمزة للإمالة ثم أتبعها الراء والثاني أن أصل الهمزة الكسر بدليل قولك في المستقبل يرى أي يرأى وإنما فتحت من أجل حرف الحلق كما تقول وسع يسع ثم كسرت الحرف الاول في الماضي إتباعاً لكسرة الهمزة فإن لقى الألف ساكن مثل رأى الشمس فقد قرىء بفتحهما على الأصل وبكسرهما على ما تقدم وبكسر الراء وفتح الهمزة لأن الألف سقطت من اللفظ لأجل الساكن بعدها والمحذوف هنا في تقدير الثابت وكان كسر الراء تنبيهاً على أن الأصل كسر الهمزة وأن فتحها دليل على الألف المحذوفة ( { هذا ربي } ) مبتدأ وخبر تقديره أهذا ربي وقيل هو على الخبر أي هو غير استفهام
قوله تعالى ( { بازغة } ) هو حال من الشمس وإنما قال للشمس هذا على التذكير لأنه أراد هذا الكوكب أو الطالع أو الشخص أو الضوء أو الشيء أو لأن التأنيث غير حقيقي
قوله تعالى ( { للذي فطر السماوات } ) أو لعبادته أو لرضاه
قوله تعالى ( { أتحاجوني } ) يقرأ بتشديد النون على إدغام نون الرفع في نون الوقاية والأصل تحاجونني ويقرأ بالتخفيف على حذف إحدى النونين وفي المحذوفة وجهان أحدهما هي نون الوقاية لأنها الزائدة التي حصل بها الاستثقال وقد جاء ذلك في الشعر والثاني المحذوفة نون الرفع لأن الحاجة دعت إلى نون مكسورة من أجل الياء ونون الرفع لا تكسر وقد جاء ذلك في الشعر كثيراً قال الشاعر
كل له نية في بغض صاحبه % بنعمة الله نقليكم وتقلونا
____________________
(1/249)
أي تقلوننا والنون الثانية هنا ليست وقاية بل هي من الضمير وحذف بعض الضمير لا يجوز وهو ضعيف أيضاً لأن علامة الرفع لا تحذف الا بعامل ( { ما تشركون به } ما ) بمعنى الذي أي ولا أخاف الصنم الذي تشركونه به أي بالله فالهاء في به ضمير اسم الله تعالى ويجوز أن تكون الهاء عائدة على ما أي ولا أخاف الذي تشركون بسببه ولا تعود على الله ويجوز أن تكون ( { ما } ) نكرة موصوفة وأن تكون مصدرية ( { إلا أن يشاء } ) يجوز أن يكون استثناء من جنس الاول تقديره الا في حال مشيئة ربي أي لا أخافها في كل حال الا في هذه الحال ويجوز أن يكون من غير الاول أي لكن أخاف أن يشاء ربي خوفي ما أشركتم و ( { شيئا } ) نائب عن المصدر أي مشيئة ويجوز أن يكون مفعولاً به أي الا أن يشاء ربي أمرا غير ما قلت و ( { علما } ) تمييز وكل شيء مفعول وسع أي علم كل شيء ويجوز أن يكون علماً على هذا التقدير مصدراً لمعنى وسع لأن ما يسع الشيء فقد أحاط به والعالم بالشيء محيط بعلمه
قوله تعالى ( { وكيف أخاف } ) كيف حال والعامل فيها أخاف وقد ذكر و ( { ما أشركتم } ) يجوز أن تكون ( { ما } ) بمعنى الذي أو نكرة موصوفة والعائد محذوف وأن تكون مصدرية ( { ما لم } ما ) بمعنى الذي أو نكرة موصوفة وهي في موضع نصب بأشركتم و ( { عليكم } ) متعلق بينزل ويجوز أن يكون حالا من ( { سلطان } ) أي ما لم ينزل به حجة عليكم والسلطان مثل الرضوان والكفران وقد قرىء بضم اللام وهي لغة أتبع فيها الضم
قوله تعالى ( { الذين آمنوا } ) فيه وجهان أحدهما هو خبر مبتدأ محذوف أي هم الذين والثاني هو مبتدأ و ( { أولئك } ) بدل منه أو مبتدأ ثاني ( { لهم الأمن } ) مبتدأ وخبر والجملة خبر لما قبلها ويجوز أن يكون الامن مرفوعاً بالجار لأنه معتمد على ما قبله
قوله تعالى ( { وتلك } ) هو مبتدأ وفي ( { حجتنا } ) وجهان أحدهما هو بدل من تلك وفي ( { آتيناها } ) وجهان أحدهما هو خبر عن المبتدأ و ( { على قومه } ) متعلق بمحذوف أي آتيناها إبراهيم حجة على قومه أو دليلاً والثاني أن تكون حجتنا خبر تلك وآتيناها في موضع الحال من الحجة والعامل معنى الاشارة ولا يجوز أن يتعلق على بحجتنا لأنها مصدر وآتيناها خبر أو حال وكلاهما لا يفصل به بين الموصول والصلة ( { نرفع } ) يجوز أن يكون في موضع الحال من آتيناها
____________________
(1/250)
ويجوز أن يكون مستأنفاً ويقرأ بالنون والياء وكذلك في نشاء والمعنى ظاهر ( { درجات } ) يقرأ بالاضافة وهو مفعول نرفع ورفع درجة الانسان رفع له ويقرأ بالتنوين و ( { من } ) على هذا مفعول نرفع ودرجات ظرف أو حرف الجر محذوف منها أي إلى درجات
قوله تعالى ( { كلا هدينا } ) كلا منصوب بهدينا والتقدير كلا منهما ( { ونوحا هدينا } ) أي وهدينا نوحاً والهاء في ( { ذريته } ) تعود على نوح والمذكورون بعده من الانبياء ذرية نوح والتقدير وهدينا من ذريته هؤلاء وقيل تعود على إبراهيم وهذا ضعيف لأن من جملتهم لوطاً وليس من ذرية إبراهيم ( { وكذلك نجزي } ) الكاف في موضع نصب نعتاً لمصدر محذوف أي ونجزي المحسنين جزاء مثل ذلك وأما ( { عيسى } ) فقيل هو أعجمي لا يعرف له اشتقاق وقيل هو مشتق من التعيش وهو البياض وقيل من العيس وهو ماء الفحل وقيل هو من عاس يعوس إذا صلح فعلى هذا تكون الياء منقلبة عن واو وأما ( { واليسع } ) فيقرأ بلام ساكنة خفيفة وياء مفتوحة وفيه وجهان أحدهما هو اسم أعجمي علم والألف واللام فيه زائدة كما زيدت في النسر وهو الصنم لأنه صنم بعينه وكذلك قالوا في عمر والعمر وكذلك اللات والعزى والثاني أنه عربي وهو فعل مضارع سمي به ولا ضمير فيه فأعرب ثم نكر ثم عرف بالألف واللام وقيل اللام على هذا زائدة أيضاً ويسع أصله يوسع بكسر السين ثم حذفت الواو لوقوعها بين ياء وكسرة ثم فتحت السين من أجل حرف الحلق ولم ترد الواو لأن الفتحة عارضة ومثله يطأ ويقع ويدع ( { وكلا } ) منصوب بفضلنا
قوله تعالى ( { ومن آبائهم } ) هو معطوف على وكلاً أي وفضلنا كلاً من آبائهم أو وهدينا كلاً من آبائهم
قوله تعالى ( { ذلك } ) مبتدأ و ( { هدى الله } ) خبره و ( { يهدي به } ) حال من الهدى والعامل فيه الاشارة ويجوز أن يكون حالا من اسم الله تعالى ويجوز أن يكون هدى الله بدلاً من ذلك ويهدي به الخبر و ( { من عباده } ) حال من ( { من } ) أو من العائد المحذوف والباء في ( { بها } ) الاخيرة تتعلق ب ( { كافرين } ) والباء في بكافرين زائدة أي ليسوا كافرين بها
قوله تعالى ( { اقتده } ) يقرأ بسكون الهاء وإثباتها في الوقف دون الوصل وهي على هذا هاء السكت ومنهم من يثبتها في الوصل أيضاً لشبهها بهاء الاضمار ومنهم
____________________
(1/251)
من يكسرها وفيه وجهان أحدهما هي هاء السكت أيضاً شبهت بهاء الضمير وليس بشيء والثاني هي هاء الضمير والمضمر المصدر أي اقتد الاقتداء ومثله
هذا سراقة للقرآن يدرسه % والمرء عند الرشا إن يلقها ذيب
فالهاء ضمير الدرس لا مفعول لأن يدرس قد تعدى إلى القرآن وقيل من سكن الهاء جعلها هاء الضمير وأجرى الوصل مجرى الوقف والهاء في ( { عليه } ) ضمير القرآن والتبليغ
قوله تعالى ( { حق قدره } ) حق منصوب نصب المصدر وهو في الأصل وصف أي قدره الحق ووصف المصدر إذا أضيف إليه ينتصب نصب المصدر ويقرأ ( { قدره } ) بسكون الدال وفتحها و ( { إذ } ) ظرف لقدروا و ( { من شيء } ) مفعول أنزل ومن زائدة ( { نورا } ) حال من الهاء في به أو من الكتاب وبه يجوز أن تكون مفعولاً به وأن تكون حالا و ( { تجعلونه } ) مستأنف لا موضع له و ( { قراطيس } ) أي في قراطيس وقيل ذا قراطيس وقيل ليس فيه تقدير محذوف والمعنى أنزلوه منزلة القراطيس التي لا شيء فيها في ترك العمل به و ( { تبدونها } ) وصف للقراطيس ( { وتخفون } ) كذلك والتقدير وتخفون كثيراً منها ويقرأ في المواضع الثلاثة بالياء على الغيبة حملاً على ما قبلها في أول الاية وبالتاء على الخطاب وهو مناسب لقوله ( { وعلمتم } ) أي وقد علمتم والجملة في موضع الحال من ضمير الفاعل في تجعلونه على قراءة التاء وعلى قراءة الياء يجوز أن يكون وعلمتم مستأنفاً وأن يكون رجع من الغيبة إلى الخطاب و ( { قل الله } ) جواب ( { قل من أنزل الكتاب } ) وارتفاعه بفعل محذوف أي أنزله الله ويجوز أن يكون التقدير هو الله أو المنزل الله أو الله أنزله ( { في خوضهم } ) يجوز أن يتعلق بذرهم على أنه ظرف له وأن يكون حالا من ضمير المفعول أي ذرهم خائضين وأن يكون متعلقاً ب ( { يلعبون } ) ويلعبون في موضع الحال وصاحب الحال ضمير المفعول في ذرهم إذا لم يجعل في خوضهم حالا منه وإن جعلته حالا منه كان الحال الثانية من ضمير الاستقرار في الحال الأولى ويجوز أن يكون حالا من الضمير المجرور في خوضهم ويكون العامل المصدر والمجرور فاعل في المعنى
قوله تعالى ( { أنزلناه } ) في موضع رفع صفة لكتاب و ( { مبارك } ) صفة أخرى وقد قدم الوصف بالجملة على الوصف بالمفرد ويجوز النصب في غير القرآن على الحال من ضمير المفعول أو على الحال من النكرة الموصوفة و ( { مصدق الذي } ) التنوين
____________________
(1/252)
في تقدير الثبوت لأن الاضافة غير محضة ( { ولتنذر } ) بالتاء على خطاب النبي وبالياء على أن الفاعل الكتاب وفي الكلام حذف تقديره ليؤمنوا ولتنذر أو نحو ذلك أو ولتنذر ( { أم القرى } ) أنزلناه ( { ومن } ) في موضع نصب عطفاً على أم والتقدير ولتنذر أهل أم ( { والذين يؤمنون } ) مبتدأ و ( { يؤمنون به } ) الخبر ويجوز أن يكون الذين في موضع نصب عطفاً على أم القرى فيكون يؤمنون به حالا و ( { على } ) متعلقة ب ( { يحافظون } )
قوله تعالى ( { ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا } ) ويجوز أن يكون كذباً مفعول افترى وأن يكون مصدراً على المعنى أي افتراء وأن يكون مفعولاً من أجله وأن يكون مصدراً في موضع الحال ( { أو قال } ) عطف على افترى و ( { إلى } ) في موضع رفع على أنه قام مقام الفاعل ويجوز أن يكون في موضع نصب والتقدير أوحى الوحي أو الايحاء ( { ولم يوح إليه شيء } ) في موضع الحال من ضمير الفاعل في قال أو الياء في إلى ( { ومن قال } ) في موضع جر عطفاً على من افترى أي وممن قال و ( { مثل ما } ) يجوز أن يكون مفعول سأنزل وما بمعنى الذى أو نكرة موصوفة ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف وتكون ما مصدرية وإذ ظرف لترى والمفعول محذوف أي ولو ترى الكفار أو نحو ذلك و ( { الظالمون } ) مبتدأ والظرف بعده خبر عنه والملائكة مبتدأ وما بعده الخبر والجملة حال من الضمير في الخبر قبله و ( { باسطوا أيديهم } ) في تقدير التنوين اي باسطون أيديهم ( { اخرجوا } ) أي يقولون أخرجوا والمحذوف حال من الضمير في باسطوا و ( { اليوم } ) ظرف لأخرجوا فيتم الوقف عليه ويجوز أن يكون ظرفاً ل ( { تجزون } ) فيتم الوقف على أنفسكم ( { غير الحق } ) مفعول تقولون ويجوز أن يكون وصفاً لمصدر محذوف أي قولاً غير الحق ( { وكنتم } ) يجوز أن يكون معطوفاً على كنتم الأولى أي وبما كنتم وأن يكون مستأنفاً
قوله تعالى ( { فرادى } ) هو جمع فرد والألف للتأنيث مثل كسالى وقرىء في الشاذ بالتنوين على أنه اسم صحيح ويقال في الرفع فراد مثل نوام ورجال وهو جمع قليل ومنهم من لا يصرفه يجعله معدولاً مثل ثلاث ورباع وهو حال من ضمير الفاعل ( { كما خلقناكم } ) الكاف في موضع الحال وهو بدل من فرادى وقيل هي صفة مصدر محذوف أي مجيئاً يوم مجيئكم خلقناكم ويجوز أن يكون حالا من الضمير في فرادى أي مشبهين ابتداء خلقكم و ( { أول } ) ظرف لخلقناكم
____________________
(1/253)
والمرة في الأصل مصدر مر يمر ثم استعمل ظرفاً اتساعاً وهذا يدل على قوة شبه الزمان بالفعل ( { وتركتم } ) يجوز أن يكون حالا أي وقد تركتم وأن يكون مستأنفاً ( { وما نرى } ) لفظه لفظ المستقبل وهي حكاية حال و ( { معكم } ) معمول نرى وهي من رؤية العين ولا يجوز أن يكون حالا من الشفعاء إذ المعنى يصير أن شفعاءهم معهم ولا نراهم وإن جعلتها بمعنى نعلم المتعدية إلى اثنين جاز أن يكون معكم مفعولاً ثانياً وهو ضعيف في المعنى ( { بينكم } ) يقرأ بالنصب وفيه ثلاثة أوجه أحدها هو ظرف لتقطع والفاعل مضمر أي تقطع الوصل بينكم ودل عليه شركاء والثاني هو وصف محذوف أي لقد تقطع شيء بينكم أو وصل والثالث أن هذا المنصوب في موضع رفع وهو معرب وجاز ذلك حملاً على أكثر أحوال الظرف وهو قول الأخفش ومثله منا الصالحون ومنا دون ذلك ويقرأ بالرفع على أنه فاعل والبين هنا الوصل وهو من الاضداد
قوله تعالى ( { فالق الحب } ) يجوز أن يكون معرفة لأنه ماض وأن يكون نكرة على أنه حكاية حال وقرىء في الشاذ ( / < فلق > / ) و ( { الإصباح } ) مصدر أصبح ويقرأ بفتح الهمزة على أنه جمع صبح كقفل وأقفال ( / < وجاعل الليل > / ) مثل فالق الاصباح في الوجهين و ( { سكنا } ) مفعول جاعل إذا لم تعرفه وإن عرفته كان منصوباً بفعل محذوف أي جعله سكناً والسكن ما سكنت إليه من أهل ونحوهم فجعل الليل بمنزلة الاهل وقيل التقدير مسكوناً فيه أو ذا سكن ( { والشمس } ) منصوب بفعل محذوف أو بجاعل إذا لم تعرفه وقرىء في الشاذ بالجر عطفاً على الاصباح أو على الليل و ( { حسبانا } ) فيه وجهان أحدهما هو جمع حسبانة والثاني هو مصدر مثل الحسب والحساب وانتصابه كانتصاب سكناً
قوله تعالى ( { فمستقر } ) يقرأ بفتح القاف وفيه وجهان أحدهما هو مصدر ورفعه بالابتداء أي فلكم استقرار والثاني أنه اسم مفعول ويراد به المكان أي فلكم مكان تستقرون فيه إما في البطون وإما في القبور ويقرأ بكسر القاف فيكون مكاناً يستقر لكم وقيل تقديره فمنكم مستقر وأما ( { ومستودع } ) فبفتح الدال لا غير ويجوز أن يكون مكاناً يودعون فيه وهو إما الصلب أو القبر ويجوز أن يكون مصدراً بمعنى الاستيداع
قوله تعالى ( { فأخرجنا منه خضرا } ) أي بسببه والخضر بمعنى الاخضر ويجوز أن تكون الهاء في منه راجعة على النبات وهو الاشبه وعلى الاول يكون
____________________
(1/254)
فأخرجنا بدلاً من أخرجنا الأولى ( { نخرج } ) في موضع نصب صفة لخضرا ويجوز أن يكون مستأنفاً والهاء في ( { منه } ) تعود على الخضر و ( { قنوان } ) بكسر القاف وضمها وهما لغتان وقد قرىء بهما والواحد قنو مثل صنو وصنوان وفي رفعه وجهان أحدهما هو مبتدأ وفي خبره وجهان أحدهما هو ومن النخل ومن طلعها بدل بإعادة الخافض والثاني أن الخير من طلعها وفي من النخل ضمير تقديره ونبت من النخل شيء أو ثمر فيكون من طلعها بدلاً منه والوجه الآخر أن يرتفع قنوان على أنه فاعل من طلعها فيكون في من النخل ضمير تفسيره قنوان وإن رفعت قنوان بقوله ( { ومن النخل } ) على قول من أعمل أول الفعلين جاز وكان في من طلعها ضمير مرفوع وقرىء في الشاذ ( { قنوان } ) بفتح القاف وليس بجمع قنو لأن فعلاناً لا يكون جمعاً وإنما هو اسم للجمع كالباقر ( { وجنات } ) بالنصب عطفاً على قوله ( { نبات كل شيء } ) أي وأخرجنا به جنات ومثله ( { والزيتون والرمان } ) ويقرأ بضم التاء على أنه مبتدأ وخبره محذوف والتقدير من الكرم جنات ولا يجوز أن يكون معطوفاً على قنوان لأن العنب لا يخرج من النخل ومن أعناب صفة لجنات و ( { مشتبها } ) حال من الرمان أو من جميع و ( { إذا } ) ظرف لانظروا و ( { ثمرة } ) يقرأ بفتح الثاء والميم جمع ثمرة مثل تمرة وتمر وهو جنس في التحقيق لا جمع ويقرأ بضم الثاء والميم وهو جمع ثمرة مثل خشبة وخشب وقيل هو جمع ثمار مثل كتاب وكتب فهو جمع جمع فأما الثمار فواحدها ثمرة مثل خيمة وخيام وقيل هو جمع ثمر ويقرأ بضم الثاء وسكون الميم وهو مخفف من المضموم ( { وينعه } ) يقرأ بفتح الياء وضمها وهما لغتان وكلاهما مصدر ينعت الثمرة وقيل هو اسم للمصدر والفعل أينعت إيناعاً ويقرأ في الشاذ ( / < يانعه > / ) على أنه اسم فاعل
قوله تعالى ( { وجعلوا } ) هي بمعنى صبروا ومفعولها الاول ( { الجن } ) والثاني شركاء ولله يتعلق بشركاء ويجوز أن يكون نعتاً لشركاء قدم عليه فصار حالا ويجوز أن يكون المفعول الاول شركاء والجن بدلاً منه ولله المفعول الثاني ( { وخلقهم } ) أي وقد خلقهم فتكون الجملة حالا وقيل هو مستأنف وقرىء في الشاذ و ( { خلقهم } ) بإسكان اللام وفتح القاف والتقدير وجعلوا لله وخلقهم شركاء ( { وخرقوا } ) بالتخفيف والتشديد للتكثير ( { بغير علم } ) في موضع الحال من الفاعل في خرقوا ويجوز أن يكون نعتاً لمصدر محذوف أي خرقاً بغير علم
____________________
(1/255)
قوله تعالى ( { بديع السماوات } ) في رفعه ثلاثة أوجه أحدها هو فاعل تعالى والثاني هو خبر مبتدأ محذوف أي هو بديع والثالث هو مبتدأ وخبره ( { أنى يكون له } ) وما يتصل به وأنى بمعنى كيف أو من أين وموضعه حال وصاحب الحال ( { ولد } ) والعامل يكون ويجوز أن تكون تامة وأن تكون ناقصة ( { ولم تكن } ) يقرأ بالتاء على تأنيث الصاحبة ويقرأ بالياء وفيه ثلاثة أوجه أحدها أنه للصاحبة ولكن جاز التذكير لما فصل بينهما والثاني أن اسم كان ضمير اسم الله والجملة خبر عنه أي ولم يكن الله له صاحبته والثالث أن اسم كان ضمير الشأن والجملة مفسرة له
قوله تعالى ( { ذلكم } ) مبتدأ وفي الخبر أوجه أحدها هو ( { الله } ) و ( { ربكم } ) خبر ثان و ( { لا إله إلا هو } ) ثالث و ( { خالق كل } ) رابع والثاني أن الخبر الله وما بعده إبدال منه والثالث أن الله بدل من ذلكم والخبر ما بعده
قوله تعالى ( { قد جاءكم بصائر } ) لم يلحق الفعل تاء التأنيث للفصل بين المفعول ولأن تأنيث الفاعل غير حقيقي و ( { من } ) متعلقة بجاء ويجوز أن تكون صفة للبصائر فتتعلق بمحذوف ( { فمن أبصر } ) من مبتدأ فيجوز أن تكون شرطاً فيكون الخبر أبصر والجواب من كلاهما ويجوز أن تكون بمعنى الذي وما بعد الفاء الخبر والمبتدأ فيه محذوف تقديره فإبصاره لنفسه وكذلك قوله ( { ومن عمي فعليها } )
قوله تعالى ( { وكذلك } ) الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي ( { نصرف الآيات } ) تصريفاً مثل ما تلوناها عليك ( { وليقولوا } ) أي وليقولوا درست صرفنا واللام لام العاقبة أي أن أمرهم يصير إلى هذا وقيل إنه قصد بالتصريف أن يقولوا درست عقوبة لهم ( / < دارست > / ) يقرأ بالألف وفتح التاء اي دارست أهل الكتاب ويقرأ كذلك الا أنه بغير ألف أي درست الكتب المتقدمة ويقرأ كذلك الا أنه بالتشديد والمعنى كالمعنى الاول ويقرأ بضم الدال مشدداً على مالم يسم فاعله ويقرأ ( / < دورست > / ) بالتخفيف والواو على مالم يسم فاعله والواو مبدلة من الألف في دارست ويقرأ بفتح الدال والراء والسين وسكون التاء أي انقطعت الايات وانمحت ويقرأ كذلك الا أنه على مالم يسم فاعله ويقرأ درس من غير تاء والفاعل النبي وقيل الكتاب لقوله ( { ولنبينه } )
____________________
(1/256)
قوله تعالى ( { من ربك } ) يجوز أن تكون متعلقة بأوحى وأن تكون حالا من الضمير المفعول المرفوع في أوحى وأن تكون حالا من ما ( { لا إله إلا هو } ) يجوز أن يكون مستأنفاً وأن يكون حالا من ربك أي من ربك منفرداً وهي حال مؤكدة
قوله تعالى ( { ولو شاء الله } ) المفعول محذوف أي ولو شاء الله إيمانهم و ( { جعلناك } ) متعدية إلى مفعولين و ( { حفيظا } ) الثاني وعليهم يتعلق بحفيظاً ومفعوله محذوف أي وما صيرناك تحفظ عليهم أعمالهم وهذا يؤيد قول سيبويه في إعمال فعيل
قوله تعالى ( { من دون الله } ) حال من ( ما ) أو من العائد عليها ( { فيسبوا } ) منصوب على جواب النهي وقيل هو مجزوم على العطف كقولهم لا تمددها فتثقفها و ( { عدوا } ) بفتح العين وتخفيف الدال وهو مصدر وفي انتصابه ثلاثة أوجه أحدها هو مفعول له والثاني مصدر من غير لفظ الفعل لأن السب عدوان في المعنى والثالث هو مصدر في موضع الحال وهي حال مؤكدة ويقرأ بضم العين والدال وتشديد الواو وهو مصدر على فعول كالجلوس والقعود ويقرأ بفتح العين والتشديد وهو واحد في معنى الجمع أي أعداء وهو حال ( { بغير علم } ) حال أيضاً مؤكدة ( { كذلك } ) في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي كما ( { زينا لكل أمة عملهم } ) زينا لهؤلاء عملهم
قوله تعالى ( { جهد أيمانهم } ) قد ذكر في المائدة ( { وما يشعركم } ما ) استفهام في موضع رفع بالابتداء ويشعركم الخبر وهو يتعدى إلى مفعولين ( { إنها } ) يقرأ بالكسر على الاستئناف والمفعول الثاني محذوف تقديره وما يشعركم إيمانهم ويقرأ بالفتح وفيه ثلاثة أوجه أحدها أن ( ن ) بمعنى لعل حكاه الخليل عن العرب وعلى هذا يكون المفعول الثاني أيضاً محذوفاً والثاني أن ( ا ) زائدة فتكون ( ن ) وما عملت فيه في موضع المفعول الثاني والثالث أن ( ن ) على بابها ولا غير زائدة والمعنى وما يدريكم عدم إيمانهم وهذا جواب لمن حكم عليهم بالكفر أبداً ويئس من إيمانهم والتقدير لا يؤمنون بها فحذف المفعول
قوله تعالى ( { كما لم يؤمنوا } ما ) مصدرية والكاف نعت لمصدر محذوف أي تقليباً ككفرهم أي عقوبة مساوية لمعصيتهم و ( { أول مرة } ) ظرف زمان
____________________
(1/257)
وقد ذكر ( { ونذرهم } ) يقرأ بالنون وضم الراء وبالياء كذلك والمعنى مفهوم ويقرأ بسكون الراء وفيه وجهان أحدهما أنه سكن لثقل توالي الحركات والثاني أنه مجزوم عطفاً على يؤمنوا والمعنى جزاء على كفرهم وأنه لم يذرهم في طغيانهم يعمهون بل بين لهم
قوله تعالى ( { قبلا } ) يقرأ بضم القاف والباء وفيه وجهان أحدهما هو جمع قبيل مثل قليب وقلب والثاني أنه مفرد كقبل الانسان ودبره وعلى كلا الوجهين هو حال من كل وجاز ذلك وإن كان نكرة لما فيه من العلوم ويقرأ بالضم وسكون الباء على تخفيف الضمة ويقرأ بكسر القاف وفتح الباء وفيه وجهان أيضاً أحدهما هو ظرف كقولك لي قبله حق والثاني مصدر في موضع الحال أي عياناً أو معاينة ( { إلا أن يشاء الله } ) في موضع نصب على الاستثناء المنقطع وقيل هو متصل والمعنى ما كانوا ليؤمنوا في كل حال الا في حال مشيئة الله تعالى
قوله تعالى ( { وكذلك } ) هو نعت لمصدر محذوف كما ذكرنا في غير موضع و ( { جعلنا } ) متعدية إلى مفعولين وفي المفعول الاول وجهان أحدهما هو عدواً والثاني ( { لكل نبي } ) و ( { شياطين } ) بدل من عدو والثاني المفعول الاول شياطين وعدواً المفعول الثاني مقدم ولكل نبي صفة لعدو قدمت فصارت حالا ( { يوحى } ) يجوز أن يكون حالا من شياطين وأن يكون صلة لعدو وعدو في موضع أعداء ( { غرورا } ) مفعول له وقيل مصدر في موضع الحال والهاء في ( { فعلوه } ) يجوز أن تكون ضمير الايحاء وقد دل عليه يوحى وأن تكون ضمير الزخرف أو القول أو الغرور ( { وما يفترون } ما ) بمعنى الذي أو نكرة موصوفة أو مصدرية وهي في موضع نصب عطفاً على المفعول قبلها ويجوز أن تكون الواو بمعنى مع
قوله تعالى ( { ولتصغى } ) الجمهور على كسر اللام وهو معطوف على غرور أي ليغروا ولتصغى وقيل هي لام القسم كسرت لما لم يؤكد الفعل بالنون وقرىء بإسكان اللام وهي مخففة لتوالي الحركات وليست لام الامر لأنه لم يجزم الفعل وكذلك القول في ( { وليرضوه وليقترفوا } ) و ( { ما } ) بمعنى الذي والعائد محذوف أي وليقترفوا الذي هم مقترفوه وأثبت النون لما حذف الهاء
قوله تعالى ( { أفغير الله } فيه وجهان أحدهما هو مفعول أبتغى و ( { حكما } )
____________________
(1/258)
حال منه والثاني أن حكماً مفعول أبتغى وغير حال من حكماً مقدم عليه وقيل حكماً تمييز و ( { مفصلا } ) حال من الكتاب و ( { بالحق } ) حال من الضمير المرفوع في منزل
قوله تعالى ( { صدقا وعدلا } ) منصوبان على التمييز ويجوز أن يكون مفعولاً من أجله وأن يكون مصدراً في موضع الحال ( { لا مبدل } ) مستأنف ولا يجوز أن يكون حالا من ربك لئلا يفصل بين الحال وصاحبها بالاجنبي وهو قوله ( { صدقا وعدلا } ) الا أن يجعل صدقاً وعدلاً حالين من ربك لا من الكلمات
قوله تعالى ( { أعلم من يضل } ) في ( { من } ) وجهان أحدهما هي بمعنى الذي أو نكرة موصوفة بمعنى فريق فعلى هذا يكون في موضع نصب بفعل دل عليه أعلم لا بنفس أعلم لأن أفعل لا يعمل في الاسم الظاهر النصب والتقدير يعلم من يضل ولا يجوز أن يكون ( { من } ) في موضع جر بالاضافة على قراءة من فتح الياء لئلا يصير التقدير هو أعلم الضالين فيلزم أن يكون سبحانه ضالا تعالى عن ذلك ومن قرأ بضم الياء فمن في موضع نصب أيضاً على ما بيناً أي يعلم المضلين ويجوز أن يكون في موضع جر إما على معنى هو أعلم المضلين أي من يجد الضلال وهو من أضللته أي وجدته ضالا مثل أحمدته وجدته محموداً أو بمعنى أنه يضل عن الهدى والوجه الثاني أن ( { من } ) استفهام في موضع مبتدأ ويضل الخبر وموضع الجملة نصب بيعلم المقدرة ومثله ( { لنعلم } ) أي الحزبين أحصى
قوله تعالى ( { وما لكم } ما ) استفهام في موضع رفع بالابتداء ولكم الخبر و ( { ألا تأكلوا } فيه وجهان أحدهما حرف الجر مراد معه أي في أن لا تأكلوا ولما حذف حرف الجر كان في موضع نصب أو في موضع جر على اختلافهم في ذلك وقد ذكر في غير موضع والثاني أنه في موضع الحال أي وأي شيء لكم تاركين الاكل وهو ضعيف لأن ( إن ) تمحض الفعل للاستقبال وتجعله مصدراً فيمتنع الحال الا أن تقدر حذف مضاف تقديره وما لكم ذوي أن لا تأكلوا والمفعول محذوف أي شيئاً مما ذكر اسم الله عليه ( { وقد فصل } ) الجملة حال ويقرأ بالضم على مالم يسم فاعله وبالفتح على تسمية الفاعل وبتشديد الصاد وتخفيفها وكل ذلك ظاهر ( { إلا ما اضطررتم } ما ) في موضع نصب على الاستثناء من الجنس من طريق المعنى لأنه ونجنهم بترك الاكل مما سمي عليه وذلك يتضمن
____________________
(1/259)
إباحة الاكل مطلقاً وقوله ( { وقد فصل لكم ما حرم عليكم } ) أي في حال الاختيار وذلك حلال في حال الاضطرار
قوله تعالى ( { إنكم لمشركون } ) حذف الفاء من جواب الشرط وهو حسن إذا كان الشرط بلفظ الماضي وهو هنا كذلك وهو قوله ( { وإن أطعتموهم } )
قوله تعالى ( { أو من كان } من ) بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء و ( { يمشي به } ) في موضع نصب صفة لنور و ( { كمن } ) خبر الابتداء و ( { مثله } ) مبتدأ و ( { في الظلمات } ) خبره و ( { ليس بخارج } ) في موضع الحال من الضمير في الجار ولا يجوز أن يكون حالا من الهاء في مثله للفصل بينه وبين الحال بالخبر ( { كذلك زين } ) وكذلك جعلنا قد سبق إعرابهما وجعلنا بمعنى صيرنا و ( { أكابر } ) المفعول الاول وفي كل قرية الثاني و ( { مجرميها } ) بدل من أكابر ويجوز أن تكون ( { في } ) ظرفاً ومجرميها المفعول الاول وأكابر مفعول ثان ويجوز أن يكون أكابر مضافاً إلى مجرميها وفي كل المفعول الثاني والمعنى على هذا مكنا ونحو ذلك ( { ليمكروا } ) اللام لام كي أو لام الصيرورة
قوله تعالى ( { حيث يجعل } ) حيث هنا مفعول به والعامل محذوف والتقدير يعلم موضع رسالاته وليس ظرفاً لأنه يصير التقدير يعلم في هذا المكان كذا وكذا وليس المعنى عليه وقد روي ( { حيث } ) بفتح الثاء وهو بناء عند الاكثرين وقيل هي فتحة إعراب ( { عند الله } ظرف ليصيب أو صفة لصغار
قوله تعالى ( { فمن يرد الله } ) هو مثل ( { من يشإ الله يضلله } ) وقد ذكر ( { ضيقا } ) مفعول ثان ليجعل فمن شدد الياء جعله وصفاً ومن خففها جاز أن يكون وصفاً كميت وميت وأن يكون مصدراً أي ذا ضيق ( { حرجا } ) بكسر الراء صفة لضيق أو مفعول ثالث كما جاز في المبتدأ أن تخبر عنه بعده أخباراً ويكون الجميع في موضع خبر واحد كحلو حامض وعلى كل تقدير هو مؤكد للمعنى ويقرأ بفتح الراء على أنه مصدر أي ذا حرج وقيل هو جمع حرجة مثل قصبة وقصب والهاء فيه للمبالغة ( { كأنما } ) في موضع نصب خبر آخر أو حال من الضمير في حرج أو ضيق ( { يصعد } ) ويصاعد بتشديد الصاد فيهما أي يتصعد ويقرأ ( { يصعد } ) بالتخفيف
قوله تعالى ( { مستقيما } ) حال من صراط ربك والعامل فيها التنبيه أو الاشارة
قوله تعالى ( { لهم دار السلام } ) يجوز أن يكون مستأنفاً وأن يكون في موضع
____________________
(1/260)
جر صفة لقوم وأن يكون نصباً على الحال من الضمير في يذكرون ( { عند ربهم } ) حال من دار السلام أو ظرف للإستقرار في لهم
قوله تعالى ( { ويوم نحشرهم } ) أي وإذكر يوم أو ونقول يوم نحشرهم ( { يا معشر الجن } ) و ( { من الإنس } ) حال من ( { أولياؤهم } وقرىء ( / < آجالنا > / ) على الجمع ( { الذي } ) على التذكير والافراد وقال أبو علي هو جنس أوقع الذي موقع التي ( { خالدين فيها } ) حال وفي العامل فيها وجهان أحدهما المثوى على أنه مصدر بمعنى الثواء والتقدير النار ذات ثوائكم والثاني العامل فيه معنى الاضافة ومثواكم مكان والمكان لا يعمل ( { إلا ما شاء الله } ) هو استثناء من غير الجنس ويجوز أن يكون من الجنس على وجهين أحدهما أن يكون استثناء من الزمان والمعنى يدل عليه لأن الخلود يدل على الابد فكأنه قال خالدين فيها في كل زمان الا ما شاء الله الا زمن مشيئة الله والثاني أن تكون ( ن ) بمعنى ( ا )
قوله تعالى ( { يقصون } ) في موضع رفع صفة لرسل ويجوز أن يكون حالا من الضمير في منكم
قوله تعالى ( { ذلك } ) هو خبر مبتدأ محذوف أي الامر ذلك ( { إن لم } ) أن مصدرية أو مخففة من الثقيلة واللام محذوفة أي لأن لم ( { يكن ربك } ) وموضعه نصب أو جر على الخلاف ( { بظلم } ) في موضع الحال أو مفعول به يتعلق بمهلك
قوله تعالى ( { ولكل } ) أي ولكل أحد ( { مما } ) في موضع رفع صفة لدرجات
قوله تعالى ( { كما أنشأكم } ) الكاف في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي استخلافاً كما و ( { من ذرية } ) لابتداء الغاية وقيل هي بمعنى البدل أي كما أنشأكم بدلاً من ذرية ( { قوم } )
قوله تعالى ( { إنما توعدون } ) ما بمعنى الذي و ( { لآت } ) خبر إن ولا يجوز أن تكون ( ا ) هاهنا كافة لأن قوله لآت يمنع ذلك
قوله تعالى ( { من تكون } ) يجوز أن تكون ( { من } ) بمعنى الذي وأن تكون استفهاماً مثل قوله أعلم من يضل
قوله تعالى ( { مما ذرأ } ) يجوز أن يتعلق بجعل وأن يكون حالا من نصيب و ( { من } ) الحرث يجوز أن يكون متعلقاً بذرأ وأن يكون حالا من ( ا ) أو من العائد المحذوف
____________________
(1/261)
قوله تعالى ( { وكذلك زين } ) يقرأ بفتح الزاي والياء على تسمية الفاعل وهو ( { شركاؤهم } ) والمفعول قتل وهو مصدر مضاف إلى المفعول ويقرأ بضم الزاي وكسر الياء على مالم يسم فاعله وقتل بالرفع على أنه القائم مقام الفاعل واولادهم بالنصب على أنه مفعول القتل شركائهم بالجر على الاضافة وقد فصل بينهما بالمفعول وهو بعيد وإنما يجيء في ضرورة الشعر ويقرأ كذلك الا أنه بجر أولادهم على الاضافة وشركائهم بالجر أيضاً على البدل من الاولاد لأن أولادهم شركاؤهم في دينهم وعيشهم وغيرهما ويقرأ كذلك الا أنه برفع الشركاء وفيه وجهان أحدهما أنه مرفوع بفعل محذوف كأنه قال من زينه فقال شركاؤهم أي زينه شركاؤهم والقتل في هذا كله مضاف إلى المفعول والثاني أن يرتفع شركاؤهم بالقتل لأن الشركاء تثير بينهم القتل قبله ويمكن أن يكون القتل يقع منهم حقيقة ( { وليلبسوا } ) بكسر الباء من لبست الامر بفتح الباء في الماضي إذا شبهته ويقرأ في الشاذ بفتح الباء قيل إنها لغة وقيل جعل الدين لهم كاللباس عليهم
قوله تعالى ( { لا يطعمها } ) في موضع رفع كالذي قبله والجمهور على كسر الحاء في ( { حجر } ) وسكون الجيم ويقرأ بضمهما وضم الحاء وسكون الجيم ومعناه محرم والقراءات لغات فيها ويقرأ ( { حرج } ) بكسر الحاء وتقديم الراء على الجيم وأصله حرج بفتح الحاء وكسر الراء ولكنه خفف ونقل مثل فخذ وفخذ وقيل هو من المقلوب مثل عميق ومعيق ( { بزعمهم } ) متعلق بقالوا ويجوز فتح الزاي وكسرها وضمها وهي لغات ( { افتراء } ) منصوب على المصدر لأن قولهم المحكي بمعنى افتروا وقيل هو مفعول من أجله فإن نصبته على المصدر كان قوله ( { عليه } ) متعلقا بقالوا لا بنفس المصدر وإن جعلته مفعولاً من أجله علقته بنفس المصدر ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أن يكون صفة لافتراء
قوله تعالى ( { ما في بطون } ما ) بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء و ( { خالصة } ) خبره وأنث على المعنى لأن ما في البطون أنعام وقيل التأنيث على المبالغة كعلامة ونسابة و ( { لذكورنا } ) متعلق بخالصة أو بمحذوف على أن يكون صفة لخالصة ( { ومحرم } ) جاء على التذكير حملاً على لفظ ( { ما } ) ويقرأ ( / < خالص > / ) بغير تاء على الأصل ويقرأ ( { خالصة } ) بالتأنيث والنصب على الحال والعامل فيها ما في بطونها من معنى الاستقرار والخبر لذكورنا ولا يعمل في الحال لأنه لا يتصرف وأجازه الأخفش ويقرأ ( { خالصة } ) بالرفع والاضافة إلى هاء الضمير وهو مبتداً
____________________
(1/262)
وللذكور خبره والجملة خبر ( { ما } تكن ميتةً ) يقرأ بالتاء ونصب ميتة أي إن تكن الانعام ميتة ويقرأ بالياء حملاً على لفظ ( { ما } ) ويقرأ بالتاء ورفع ميتة على أن كان هي التامة ( { فهم فيه } ) ذكر الضمير حملاً على ( { ما } )
قوله تعالى ( { قتلوا أولادهم } ) يقرأ بالتخفيف والتشديد على التكثير و ( { سفها } ) مفعول له أو على المصدر لفعل محذوف دل عليه الكلام ( { بغير علم } ) في موضع الحال و ( { افتراء } ) مثل الاول
قوله تعالى ( { مختلفا أكله } ) مختلفاً حال مقدرة لأن النخل والزرع وقت خروجه لا أكل فيه حتى يكون مختلفاً أو متفقاً وهو مثل قولهم مررت برجل معه صقر صائداً به غدا ويجوز أن يكون في الكلام حذف مضاف تقديره ثمر النخل وحب الزرع فعلى هذا تكون الحال مقارنة و ( { متشابها } ) حال أيضاً و ( { حصاده } يقرأ ) بالفتح والكسر وهما لغتان
قوله تعالى ( { حمولة وفرشا } ) هو معطوف على جنات أي وأنشاً من الانعام حمولة
قوله تعالى ( { ثمانية أزواج } ) في نصبه خمسة أوجه أحدها هو معطوف على جنات أي وأنشأ ثمانية أزواج وحذف الفعل وحرف العطف وهو ضعيف والثاني أن تقديره كلوا ثمانية أزواج والثالث هو منصوب بكلوا تقديره كلوا مما رزقكم ثمانية أزواج ولا تسرفوا معترض بينهما والرابع هو بدل من حمولة وفرشاً والخامس أنه حال تقديره مختلفة أو متعددة ( { من الضأن } ) يقرأ بسكون الهمزة وفتحها وهما لغتان و ( { اثنين } ) بدل من ثمانية وقد عطف عليه بقية الثمانية و ( { المعز } ) بفتح العين وسكونها لغتان قد قرىء بهما ( { آلذكرين } ) هو منصوب ب ( { حرم } ) وكذلك ( { أم الأنثيين } ) أي أم حرم الانثيين ( { أما اشتملت } ) أي أم حرم ما اشتملت
قوله تعالى ( { أم كنتم شهداء } ) أم منقطعة أي بل أكنتم و ( { إذ } ) معمول شهداء
قوله تعالى ( { يطعمه } ) في موضع جر صفة لطاعم ويقرأ ( { يطعمه } ) بالتشديد وكسر العين والأصل يتطعمه فأبدلت التاء طاء وأدغمت فيها الأولى ( { إلا أن تكون } ) استثناء من الجنس وموضعه نصب أي لا أجد محرماً الا الميتة ويقرأ يكون بالياء و ( { ميتة } ) بالنصب أي الا أن يكون المأكول ميتة أو ذلك ويقرأ
____________________
(1/263)
بالتاء الا أن تكون المأكولة ميتة ويقرأ برفع الميتة على أن تكون تامة الا أنه ضعيف لأن المعطوف منصوب ( { أو فسقا } ) عطف على لحم الخنزير وقيل هو معطوف على موضع الا أن يكون وقد فصل بينهما بقوله ( { فإنه رجس } )
قوله تعالى ( { كل ذي ظفر } ) الجمهور على ضم الظاء والفاء ويقرأ بإسكان الفاء ويقرأ بكسر الظاء والاسكان ( { ومن البقر } ) معطوف على كل وجعل ( { حرمنا عليهم شحومهما } ) تبيينا للمحرم من البقر ويجوز أن يكون من البقر متعلقاً بحرمنا الثانية ( { إلا ما حملت } ) في موضع نصب استثناء من الشحوم ( { أو الحوايا } ) في موضع نصب عطفاً على ( { ما } وقيل ) هو معطوف على الشحوم فتكون محرمة أيضاً وواحدة الحوايا حوية أو حاوية أو حاويا واو هنا بمعنى الواو أو لتفصيل مذاهبهم لاختلاف أماكنها وقد ذكرناه في قوله ( { كونوا هودا أو نصارى } ذلك ) في موضع نصب ب ( { جزيناهم } ) وقيل مبتدأ والتقدير جزيناهموه وقيل هو خبر المحذوف أي الامر ذلك
قوله تعالى ( { فإن كذبوك } ) شرط وجوابه ( { فقل ربكم ذو رحمة } ) والتقدير فقل يصفح عنكم بتأخير العقوبة
قوله تعالى ( { ولا آباؤنا } ) عطف على الضمير في أشركنا وأغنت زيادة ( ا ) عن تأكيد الضمير وقيل ذلك لا يغني لأن المؤكد يجب أن يكون قبل حرف العطف ولا بعد حرف العطف ( { من شيء } ) من زائدة
قوله تعالى ( { قل هلم } للعرب فيها لغتان إحداهما تكون بلفظ واحد في الواحد والتثنية والجمع والمذكر والمؤنث فعلى هذا هي اسم للفعل وبنيت لوقوعها موقع الامر المبني ومعناها أحضروا شهداءكم واللغة الثانية تختلف فتقول هلما وهلموا وهلمى وهلممن فعلى هذا هي فعل واختلفوا في أصلها فقال البصريون أصلها ها ألمم أي اقصد فأدغمت الميم في الميم وتحركت اللام فاستغنى عن همزة الوصل فبقي لم ثم حذفت ألف ها التي هي للتنبيه لأن اللام في لم في تقدير الساكنة إذ كانت حركتها عارضة ولحق حرف التنبيه مثال الامر كما يلحق غيره من المثل فأما فتحة الميم ففيها وجهان أحدهما أنها حركت بها لالتقاء الساكنين ولم يجز الضم ولا الكسر كما جاز في رد ورد ورد ورد لطول الكلمة بوصل ( ا ) بها وأنها لا تستعمل الا معها والثاني أنها فتحت من أجل التركيب كما فتحت خمسة عشر وبابها وقال الفراء أصلها هل أم فألقيت حركة الهمزة على اللام وحذفت وهذا بعيد لأن لفظه أمر
____________________
(1/264)
وهل أن كانت استفهاما فعلاً فلا معنى لدخوله على الامر وإن كانت بمعنى قد فلا تدخل على الامر وإن كانت هل اسماً للزجر فتلك مبنية على الفتح ثم لا معنى لها هاهنا
قوله تعالى ( { ما حرم } ) في ( { ما } ) وجهان أحدهما هي بمعنى الذي والعائد محذوف أي حرمه والثاني هي مصدرية ( { ألا تشركوا } ) في أن وجهان أحدهما هي بمعنى اي فتكون لا على هذا نهياً والثاني هي مصدرية وفي موضعها وجهان أحدهما هي بدل من الهاء المحذوفة أو من ( ا ) ولا زائدة أي حرم ربكم أن تشركوا والثاني أنها منصوبة على الاغراء والعامل فيها عليكم والوقف على ما قبل على أي الزموا ترك الشرك والوجه الثاني أنها مرفوعة والتقدير المتلو أن لا تشركوا أو المحرم أن تشركوا ولا زائدة على هذا التقدير و ( { شيئا } ) مفعول تشركوا وقد ذكرناه في موضع آخر ويجوز أن يكون شيئاً في موضع المصدر أي إشراكاً و ( { وبالوالدين إحسانا } ) قد ذكر في البقرة ( { من إملاق } ) أي من أجل الفقر ( { ما ظهر منها وما بطن } ) بدلان من الفواحش بدل الاشتمال ومنها في موضع الحال من ضمير الفاعل و ( { بالحق } ) في موضع الحال ( { ذلكم } ) مبتدأ و ( { وصاكم به } ) الخبر ويجوز أن يكون في موضع نصب على تقدير ألزمكم ذلكم ووصاكم تفسير له
قوله تعالى ( { إلا بالتي هي أحسن } ) أي الا بالخصلة و ( { بالقسط } ) في موضع الحال أي مقسطين ويجوز أن يكون حالا من المفعول أي أوفوا الكيل تاماً والكيل هاهنا مصدر في معنى المكيل والميزان كذلك ويجوز أن يكون فيه حذف مضاف تقديره مكيل الكيل وموزون الميزان ( { لا نكلف } ) مستأنف ( { ولو كان ذا قربى } ) أي ولو كان المقول له أو فيه
قوله تعالى ( { وأن هذا } ) يقرأ بفتح الهمزة والتشديد وفيه ثلاثة أوجه أحدها تقديره ولأن هذا واللام متعلقة بقوله ( { فاتبعوه } ) أي ولأجل استقامته اتبعوه وقد ذكرنا نحو هذا في قوله ( { كما أرسلنا } ) والثاني أنه معطوف على ما حرم أي وأتلو عليكم أن هذا صراطي والثالث هو معطوف على الهاء في وصاكم به وهذا فاسد لوجهين أحدهما أنه عطف على الضمير من غير إعادة الجار والثاني أنه يصير المعنى وصاكم باستقامة الصراط وهو فاسد ويقرأ بفتح الهمزة وتخفيف النون وهي كالمشددة ويقرأ بكسر الهمزة على الاستئناف ومستقيماً حال والعامل فيه هذا
____________________
(1/265)
( { فتفرق } ) جواب النهي والأصل فتتفرق و ( { بكم } ) في موضع المفعول أي فتفرقكم ويجوز أن يكون حالا أي فتتفرق وأنتم معها
قوله تعالى ( { تماما } ) مفعول له أو مصدر أي أتممناه إتماماً ويجوز أن يكون في موضع الحال من الكتاب ( { على الذي أحسن } ) يقرأ بفتح النون على أنه فعل ماض وفي فاعله وجهان أحدهما ضمير اسم الله والهاء محذوفة أي على الذي أحسنه الله أي أحسن إليه وهو موسى والثاني هو ضمير موسى لأنه أحسن في فعله ويقرأ بضم النون على أنه اسم والمبتدأ محذوف وهو العائد على الذي أي على الذي هو أحسن وهو ضعيف وقال قوم أحسن بفتح النون في موضع جر صفة للذي وليس بشيء لأن الموصول لا بد له من صلة وقيل تقديره على الذين أحسنوا
قوله تعالى ( { وهذا } ) مبتدأ و ( { كتاب } ) خبره و ( { أنزلناه } ) صفة أو خبر ثان و ( { مبارك } ) صفة ثانية أو خبر ثالث ولو كان قرىء مباركاً بالنصب على الحال جاز
قوله تعالى ( { أن تقولوا } ) أي أنزلناه كراهة أن تقولوا ( { أو تقولوا } ) معطوف عليه وإن كنا إن مخففة من الثقيلة واللام في لغافلين عوض أو فارقة بين إن وما
قوله تعالى ( { ممن كذب } ) الجمهور على التشديد وقرىء بالتخفيف وهو في معنى المشدد فيكون ( { بآيات الله } ) مفعولاً ويجوز أن يكون حالا أي كذب ومعه آيات الله ( { يصدفون } ) يقرأ بالصاد الخالصة على الأصل وبإشمام الصاد زايا وبإخلاصها زايا لتقرب من الدال وسوغ ذلك فيها سكونها
قوله تعالى ( { يوم يأتي } ) الجمهور على النصب والعامل في الظرف ( { لا ينفع } ) وقرىء بالرفع والخبر لا ينفع والعائد محذوف أي لا ينفع ( { نفسا إيمانها } ) فيه والجمهور على الياء في ينفع وقرىء بالتاء وفيه وجهان أحدهما أنه أنث المصدر على المعنى لأن الايمان والعقيدة بمعنى فهو مثل قولهم جاءته كتابي فاحتقرها أي صحيفتي أو رسالتي والثاني أنه حسن التأنيث لأجل الاضافة إلى المؤنث ( { لم تكن } ) فيه وجهان أحدهما هي مستأنفة والثاني هي في موضع الحال من الضمير المجرور أو على الصفة لنفس وهو ضعيف
____________________
(1/266)
قوله تعالى ( { فرقوا دينهم } ) يقرأ بالتشديد من غير ألف وبالتخفيف وهو في معنى المشدد ويجوز أن يكون المعنى فصلوه عن الدين الحق ويقرأ فارقوا أي تركوا ( { لست منهم في شيء } ) اي لست في شيء كائن منه
قوله تعالى ( { عشر أمثالها } ) يقرأ بالاضافة أي فله عشر حسنات أمثالها فاكتفى بالصفة ويقرأ بالرفع والتنوين على تقدير فله حسنات عشر أمثالها وحذف التاء من عشر لأن الامثال في المعنى مؤنثة لأن مثل الحسنة حسنة وقيل أنث لأنه إضافة إلى المؤنث
قوله تعالى ( { دينا } ) في نصبه ثلاثة أوجه هو بدل من الصراط على الموضع لأن معنى هداني وعرفني واحد وقيل منصوب بفعل مضمر أي عرفني دينا والثالث أنه مفعول هداني وهدى يتعدى إلى مفعولين و ( { قيما } ) بالتشديد صفة لدين ويقرأ بالتخفيف وقد ذكر في النساء والمائدة و ( { ملة } ) بدل من دين أو على إضمار أعنى و ( { حنيفا } ) حال أو على إضمار أعنى
قوله تعالى ( { ومحياي } ) الجمهور على فتح الياء وأصلها الفتح لأنها حرف مضمر فهي كالكاف في رأيتك والتاء في قمت وقرىء بإسكانها كما تسكن في أنى ونحوه وجاز ذلك وإن كان قبلها ساكن لأن المدة تفصل بينهما وقد قرىء في الشاذ بكسر الياء على أنه اسم مضمر كسر لالتقاء الساكنين ( { لله } ) أي ذلك كله لله
قوله تعالى ( { قل أغير الله } ) هو مثل قوله ( { ومن يبتغ غير الإسلام } ) وقد ذكر
قوله تعالى ( { درجات } ) قد ذكر في قوله تعالى ( { نرفع درجات من نشاء } ) سورة الاعراف بسم الله الرحمن الرحيم
( { المص } ) قد ذكرنا في أول البقرة ما يصلح أن يكون هاهنا ويجوز أن تكون هذه الحروف في موضع مبتدأ و ( { كتاب } ) خبره وأن تكون خبر مبتدأ محذوف أي المدعو به المص وكتاب خبر مبتدأ محذوف أي هذا أو هو و ( { أنزل } ) صفة له ( { فلا يكن } النهي في اللفظ للحرج ) وفي المعنى للمخاطب أي لا تحرج به و ( { منه } ) نعت للحرج وهي لابتداء الغاية أي لا تحرج من أجله و ( { لتنذر } ) يجوز أن يتعلق اللام بأنزل وأن يتعلق بقوله ( { فلا يكن } ) أي لا تحرج به لتتمكن من
____________________
(1/267)
الانزال فالهاء في منه للكتاب أو للإنزال والهاء في ( { به } ) للكتاب ( { وذكرى } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها منصوب وفيه وجهان أحدهما هو حال من الضمير في أنزل وما بينهما معترض والثاني أن يكون معطوفاً على موضع لتنذر اي لتنذر وتذكر أي ولذكرى والثاني أن يكون في موضع رفع وفيه وجهان أحدهما هو معطوف على كتاب والثاني خبر ابتداء محذوف أي وهو ذكرى والوجه الثالث أن يكون في موضع جر عطفاً على موضع تنذر وأجاز قوم أن يعطف على الهاء به وهذا ضعيف لأنه الجار لم يعد
قوله تعالى ( { من ربكم } ) يجوز أن يتعلق بأنزل ويكون لابتداء الغاية وأن يتعلق بمحذوف ويكون حالا أي أنزل إليكم كائناً من ربكم و ( { من دونه } ) حال من أولياء و ( { قليلا ما تذكرون } ) مثل ( { فقليلا ما يؤمنون } ) وقد ذكر في البقرة وتذكرون بالتخفيف على حذف إحدى التاءين وبالتشديد على الادغام
قوله تعالى ( { وكم من قرية } ) في كم وجهان أحدهما هي مبتدأ ومن قرية تبيين ومن زائدة والخبر ( { أهلكناها } ) وجاز تأنيث الضمير العائد على ( م ) لأن كم في المعنى قرى وذكر بعضهم أن أهلكناها صفة لقرية والخبر ( { فجاءها بأسنا } ) وهو سهو لأن الفاء تمنع ذلك والثاني أن ( م ) في موضع نصب بفعل محذوف دل عليه أهلكناها والتقدير كثيراً من القرى أهلكنا ولا يجوز تقديم الفعل على ( م ) وإن كانت خبراً لأن لها صدر الكلام إذ أشبهت رب والمعنى وكم من قرية أردنا إهلاكها كقوله ( { فإذا قرأت القرآن } ) أي أردت قراءته وقال قوم هو على القلب أي وكم من قرية جاءها بأسنا فأهلكناها والقلب هنا لا حاجة إليه فيبقى محض ضرورة والتقدير أهلكنا أهلها فجاء أهلها ( { بياتا } ) البيات اسم للمصدر وهو في موضع الحال ويجوز أن يكون مفعولاً له ويجوز أن يكون في حكم الظرف ( { أو هم قائلون } ) الجملة حال واو لتفصيل الجمل أي جاء بعضهم بأسنا ليلاً وبعضهم نهاراً والواو هنا واو أو وليست حرف العطف سكنت تخفيفاً وقد ذكرنا ذلك في قوله ( { أو كلما عاهدوا عهدا } )
قوله تعالى ( { دعواهم } ) يجوز أن يكون اسم كان و ( { إلا أن قالوا } ) الخبر ويجوز العكس
قوله تعالى ( { بعلم } ) هو في موضع الحال أي عالمين
____________________
(1/268)
قوله تعالى ( { والوزن } فيه ) وجهان أحدهما هو مبتدأ و ( { يومئذ } ) خبره والعامل في الظرف محذوف أي والوزن كائن يومئذ و ( { الحق } ) صفة للوزن أو خبر مبتدأ محذوف والثاني أن يكون الوزن خبر مبتدأ محذوف أي هذا الوزن ويومئذ ظرف ولا يجوز على هذا أن يكون الحق صفة لئلا يفصل بين الموصول وصلته
قوله تعالى ( { بما كانوا } ما ) مصدرية أي بظلمهم والباء متعلقة بخسروا
قوله تعالى ( { معايش } ) الصحيح أن الياء لا تهمز هنا لأنها أصلية وحركت لأنها في الأصل محركة ووزنها معيشة كمحبسة وأجاز قوم أن يكون أصلها الفتح وأعلت بالتسكين في الواحد كما أعلت في يعيش وهمزها قوم وهو بعيد جداً ووجهه أنه شبه الأصلية بالزائدة نحو سفينة وسفائن ( { قليلا ما تشكرون } ) مثل الذي تقدم
قوله تعالى ( { ولقد خلقناكم } ) أي إياكم وقيل الكاف للجنس المخاطب وهنا مواضع كثيرة قد تقدمت ( { لم يكن } ) في موضع الحال
قوله تعالى ( { الا } ) في موضع الحال و ( { إذ } ) ظرف لتسجد
قوله تعالى ( { خلقتني من نار } ) الجار في موضع الحال أي خلقتني كائناً من نار ويجوز أن يكون لابتداء الغاية فيتعلق بخلقتني ولا زائدة أي وما منعك أن تسجد
قوله تعالى ( { فيها } ) يجوز أن يكون حالا ويجوز أن يكون ظرفاً
قوله تعالى ( { فبما } ) الباء تتعلق ب ( { لأقعدن } ) وقيل الباء بمعنى اللام ( { صراطك } ) ظرف وقيل التقدير على صراطك
قوله تعالى ( { وعن شمائلهم } ) هو جمع شمال ولو جمع أشملة وشملاء جاز
قوله تعالى ( / < مذءوما > / ) يقرأ بالهمز وهو من ذأمته إذا عبته ويقرأ ( / < مذوما > / ) بالواو من غير همز فيه وجهان أحدهما أنه ألقى حركة الهمزة على الذال وحذفها والثاني أن يكون اصله مذيماً لأن الفعل منه ذامه يذيمه ذيماً فأبدلت الياء واواً كما قالوا في مكيل مكول وفي مشيب مشوب وهو وما بعده حالان ويجوز أن يكون ( { مدحورا } ) حالا من الضمير في مذءوماً ( { لمن } ) في موضع رفع بالابتداء وسد القسم المقدر وجوابه مسد الخبر وهو قوله ( { لأملأن } ) و ( { منكم } ) خطاب
____________________
(1/269)
لجماعة ولم يتقدم الا خطاب واحد ولكن نزله منزلة الجماعة لأنه رئيسهم أو لأنه رجع من الغيبة إلى الخطاب والمعنى واحد
قوله تعالى ( { هذه الشجرة } ) يقرأ هذي بغير هاء والأصل في ( ا ) إذيى لقولهم في التصغير ( يا ) فحذفت الياء الثانية تخفيفاً وقلبت الياء الأولى ألفاً لئلا تبقى مثل كي فإذا خاطبت المؤنث رددت الياء وكسرت الذال لئلا يجتمع عليه التأنيث والتغيير وأما الهاء فجعلت عوضاً من المحذوف حين رد إلى الأصل ووصلت بياء لأنها مثل هاء الضمير في اللفظ
قوله تعالى ( { من سوآتهما } ) الجمهور على تحقيق الهمزة ويقرأ بواو مفتوحة وحذف الهمزة ووجهه أنه ألقى حركة الهمزة على الواو ويقرأ بتشديد الواو من غير همز وذلك على إبدال الهمزة واواً ويقرأ ( / < سوأتهما > / ) على التوحيد وهو جنس ( { إلا أن تكونا } ) أي الا مخافة أن تكونا فهو مفعول من أجله ( { ملكين } ) بفتح اللام وكسرها والمعنى مفهوم
قوله تعالى ( { لكما لمن الناصحين } ) هو مثل قوله ( { وإنه في الآخرة لمن الصالحين } ) وقد ذكر في البقرة ( { فدلاهما بغرور } ) الألف بدل من ياء مبدلة من لام والأصل دللهما من الدلالة لا من الدلال وجاز إبدال اللام لما صار في الكلمة ثلاث لا مات بغرور يجوز أن تتعلق الباء بهذا الفعل ويجوز أن تكون في موضع الحال من الضمير المنصوب أي وهما مغترين
قوله تعالى ( { وطفقا } ) في حكم كاد ومعناها الاخذ في الفعل و ( { يخصفان } ) ماضيه خصف وهو متعد إلى مفعول واحد والتقدير شيئاً ( { من ورق الجنة } ) وقرىء بضم الياء وكسر الصاد مخففاً وماضيه أخصف وبالهمزة يتعدى إلى اثنين والتقدير يخصفان أنفسهما ويقرأ بفتح الياء وتشديد الصاد وكسرها مع فتح الخاء وكسرها مع فتح الياء وكسرها وقد ذكر تعليل ذلك في قوله ( { يخطف أبصارهم } عن تلكما ) وقد ذكرنا أصل تلك والاشارة إلى الشجرة وهي واحدة والمخاطب اثنان فلذلك ثنى حرف الخطاب
قوله تعالى ( { ومنها تخرجون } ) الواو في الأصل تعطف هذه الافعال بعضها على بعض ولكن فصل بينهما بالظرف لأنه عطف جملة على جملة وتخرجون بضم التاء وفتحها والمعنى فيها مفهوم
____________________
(1/270)
قوله تعالى ( { وريشا } ) هو جمع ريشة ويقرأ رياشاً وفيه وجهان أحدهما هو جمع واحدة ريش مثل ريح ورياح والثاني أنه اسم للجمع مثل اللباس ( { ولباس التقوى } ) يقرأ بالنصب عطفاً على ريشاً فإن قيل كيف ينزل اللباس والريش قيل لما كان الريش واللباس ينبتان بالمطر والمطر ينزل جعل ما هو المسبب بمنزلة السبب ويقرأ بالرفع على الابتداء و ( { ذلك } ) مبتدأ و ( { خير } خبره ) والجملة خبر لباس ويجوز أن يكون ذلك نعتاً للباس أي المذكور والمشار إليه وأن يكون بدلاً منه أو عطف بيان وخير الخبر وقيل لباس التقوى خبر مبتدأ محذوف تقديره وساتر عوراتكم لباس التقوى أو على العكس أي ولباس التقوى ساتر عوراتكم وفي الكلام حذف مضاف أي ولباس أهل التقوى وقيل المعنى ولباس الاتقاء الذي يتقي به النظر فلا حذف إذا
قوله تعالى ( { لا يفتننكم } ) النهي في اللفظ للشيطان والمعنى لا تتبعوا الشيطان فيفتنكم ( { كما أخرج } ) أي فتنة كفتنة أبويكم بالإخراج ( { ينزع عنهما } ) الجملة في موضع الحال إن شئت من ضمير الفاعل في أخرج وإن شئت من الابوين لأن فيه ضميرين لهما وينزع حكاية أمر قد وقع لأن نزع اللباس عنهما كان قبل الإخراج فإن قيل الشيطان لم ينزع عنهما اللباس قيل لكنه تسبب فنسب الإخراج والنزع إليه ( { هو وقبيله } ) هو توكيد لضمير الفاعل ليحسن العطف عليه
قوله تعالى ( { وأقيموا } ) في تقدير الكلام وجهان أحدهما هو معطوف على موضع القسط على المعنى أي أمر ربي فقال أقسطوا وأقيموا والثاني في الكلام حذف تقديره فأقبلوا وأقيموا و ( { الدين } ) منصوب بمخلصين ولا يجوز هنا فتح اللام في مخلصين لأن ذكر المفعول يمنع من أن لا يسمى الفاعل ( { كما } ) الكاف نعت لمصدر محذوف أي تعودون عوداً كبدئكم ( { فريقا هدى } ) فيه وجهان أحدهما هو منصوب بهدى ( { وفريقا } ) الثاني منصوب بفعل محذوف تقديره وأضل فريقاً وما بعده تفسير للمحذوف والكلام كله حال من الضمير في تعودون وقد مع الفعل مرادة تقديره تعودون قد هدى فريقاً وأضل فريقاً والوجه الثاني أن فريقاً في الموضعين حال وهدى وصف للأول و ( { حق عليهم } ) وصف للثاني والتقدير تعودون فريقين وقرأ به أبى ولم تلحق تاء التأنيث لحق للفصل أو لأن التأنيث غير حقيقي
____________________
(1/271)
قوله تعالى ( { عند كل مسجد } ) ظرف لخذوا وليس بحال للزينة لأن أحدها يكون قبل ذلك وفي الكلام حذف تقديره عند قصد كل مسجد
قوله تعالى ( { قل هي } ) هي مبتدأ وفي الخبر ستة أوجه أحدها ( { خالصة } ) على قراءة من رفع فعلى هذا تكون اللام متعلقة بخالصة أي هي خالصة لمن آمن في الدنيا و ( { يوم القيامة } ) ظرف لخالصة ولم يمتنع تعلق الظرفين بها لأن اللام للتبيين والثاني ظرف محض وفي متعلقة بآمنوا والثاني أن يكون الخبر للذين وخالصة خبر ثان وفي متعلقة بآمنوا والثالث أن يكون الخبر للذين وفي الحياة الدنيا معمول الظرف الذى هو اللام أى يستقر للذين آمنوا في الحياة الدنيا وخالصة خبر ثان والرابع أن يكون الخبر في الحياة الدنيا وللذين متعلقة بخالصة والخامس أن تكون اللام حالا من الظرف الذي بعدها على قول الأخفش والسادس أن تكون خالصة نصباً على الحال على قراءة من نصب والعامل فيها للذين أو في الحياة الدنيا إذا جعلته خبراً أو حالا والتقدير هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا في حال خلوصها له يوم القيامة أي إن الزينة يشاركون فيها في الدنيا وتخلص لهم في الاخرة ولا يجوز أن تعمل في خالصة زينة الله لأنه قد وصفها بقوله التي والمصدر إذا وصف لا يعمل ولا قوله أخرج لأجل الفصل الذي بينهما وهو قوله قل وأجاز أبو علي أن يعمل فيها حرم وهو بعيد لأجل الفصل أيضاً ( { كذلك نفصل } ) قد ذكرنا إعراب نظيره في البقرة والانعام
قوله تعالى ( { ما ظهر منها وما بطن } ) بدلان من الفواحش و ( { بغير الحق } ) متعلق بالبغي وقيل هو من الضمير الذي في المصدر إذ التقدير وإن تبغوا بغير الحق وعند هؤلاء يكون في المصدر ضمير
قوله تعالى ( { جاء أجلهم } ) هو مفرد في موضع الجمع وقرأ ابن سيرين آجالهم على الأصل لأن لكل واحد منهم أجلاً
قوله تعالى ( { يقصون عليكم } ) يجوز أن يكون في موضع رفع صفة لرسل وأن يكون حالا من رسل أو من الضمير في الظرف
قوله تعالى ( { من الكتاب } ) حال من نصيبهم
قوله تعالى ( { من قبلكم } ) يجوز أن يكون ظرفاً لخلت وأن يكون صفة لأمم و ( { من الجن } ) حال من الضمير في خلت أو صفة أخرى لأمم ( { في النار } ) متعلق بادخلوا ويجوز أن يكون صفة لأمم أو ظرفاً لخلت ( { اداركوا } ) يقرأ بتشديد
____________________
(1/272)
الدال وألف بعدها وأصلها تداركوا فأبدلت التاء دالا وأسكنت ليصح إدغامها ثم أجلبت لها همزة الوصل ليصح النطق بالساكن ويقرأ كذلك الا أنه بغير ألف بعد الدال ووزنه على هذا افتعلوا فالتاء هنا بعد الدال مثل اقتتلوا وقرىء في الشاذ ( / < تداركوا > / ) على الأصل أي أدرك بعضهم بعضاً وقرىء ( { إذا اداركوا } ) بقطع الهمزة عما قبلها وكسرها على نية الوقف على ما قبلها والابتداء بها وقرىء ( / < إذا إداركوا > / ) بألف واحدة ساكنة والدال بعدها مشددة وهو جمع بين ساكنين وجاز ذلك لما كان الثاني مدغماً كما قالوا دابة وشابة وجاز في المنفصل كما جاز في المتصل وقد قال بعضهم اثنا عشر بإثبات الألف وسكون العين وسترى في موضعه إن شاء الله تعالى و ( { جميعا } ) حال ( { ضعفا } ) صفة لعذاب وهو بمعنى مضعف أو مضاعف و ( { من النار } ) صفة أخرى ويجوز أن يكون حالا
قوله تعالى ( { لكل ضعف } ) أي لكل عذاب ضعف من النار فحذف لدلالة الاول عليه ( { ولكن لا تعلمون } ) بالتاء على الخطاب وبالياء على الغيبة
قوله تعالى ( { لا تفتح } ) يقرأ بالتاء ويجوز في التاء الثانية التخفيف والتشديد التكثير ويقرأ بالياء لأن تأنيث الابواب غير حقيقي وللفصل أيضاً ( { الجمل } ) يقرأ بفتح الجيم وهو الجمل المعروف ويقرأ في الشاذ بسكون الميم والأحسن أن يكون لغة لأن تخفيف المفتوح ضعيف ويقرأ بضم الجيم وفتح الميم وتشديدها وهو الحبل الغليظ وهو جمع مثل صوم وقوم ويقرأ بضم الجيم والميم مع التخفيف وهو جمع مثل أسد وأسد ويقرأ كذلك الا أن الميم ساكنة وذلك على تخفيف المضموم ( { سم الخياط } ) بفتح السين وضمها لغتان ( { وكذلك } ) في موضع نصب ( { نجزي } ) على أنه وصف لمصدر محذوف
قوله تعالى ( { غواش } ) هو جمع غاشية وفي التنوين هنا ثلاثة أوجه أحدها أنه تنوين الصرف وذلك أنهم حذفوا الياء من غواشي فنقص بناؤها عن بناء مساجد وصارت مثل سلام فلذلك صرفت والثاني أنه عوض من الياء المحذوفة والثالث أنه عوض من حركة الياء المستحقة ولما حذفت الحركة وعوض عنها التنوين حذفت الياء لالتقاء الساكنين وفي هذه المسألة كلام طويل يضيق هذا الكتاب عنه
قوله تعالى ( { والذين آمنوا } ) مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما ( { لا نكلف نفسا إلا وسعها } ) والتقدير منهم فحذف العائد كما حذف في قوله ( { ولمن صبر } )
____________________
(1/273)
وغفر إن ذلك لمن عزم الامور والثاني أن الخبر ( { أولئك أصحاب الجنة } ) ولا مكلف معترض بينهما
قوله تعالى ( { من غل } ) هو حال من ( { ما } تجري من تحتهم ) الجملة في موضع الحال من الضمير المجرور بالاضافة والعامل فيها معنى الاضافة
قوله تعالى ( { هدانا لهذا } ) قد ذكرناه في الفاتحة ( { وما كنا } ) الواو للحال ويجوز أن تكون مستأنفة ويقرأ بحذف الواو على الاستئناف و ( { لنهتدي } ) قد ذكرنا إعراب مثله في قوله تعالى ( { ما كان الله ليذر المؤمنين } أن هدانا ) هما في تأويل المصدر وموضعه رفع بالابتداء لأن الاسم الواقع بعد ( { لولا } ) هذه كذلك وجواب ( { لولا } ) محذوف دل عليه ما قبله تقديره لولا أن هدانا الله ما كنا لنهتدي وبهذا حسنت القراءة بحذف الواو ( { أن تلكم } ) في أن وجهان أحدهما هي بمعنى أي ولا موضع لها وهي تفسير للنداء والثاني أنها مخففة من الثقيلة واسمها محذوف والجملة بعدها خبرها أي ونودوا أنه تلكم الجنة والهاء ضمير الشأن وموضع الكلام كله نصب بنودوا وجر على تقديره بأنه ( { أورثتموها } ) يقرأ بالاظهار على الأصل وبالادغام لمشاركة التاء في الهمس وقربها منها في المخرج وموضع الجملة نصب على الحال من الجنة والعامل فيها ما في تلك من معنى الاشارة ولا يجوز أن يكون حالا من تلك لوجهين أحدهما أنه فصل بينهما بالخبر والثاني أن تلك مبتدأ والابتداء لا يعمل في الحال ويجوز أن تكون الجنة نعتاً لتلكم أو بدلاً واورثتموها الخبر ولا يجوز أن تكون الجملة حالا من الكاف والميم لأن الكاف حرف للخطاب وصاحب الحال لا يكون حرفاً ولأن الحال تكون بعد تمام الكلام والكلام لا يتم بتلكم
قوله تعالى ( { أن قد وجدنا } ) أن يجوز أن تكون بمعنى أي وأن تكون مخففة ( { حقا } ) يجوز أن تكون حالا وأن تكون مفعولاً ثانياً ويكون وجدناً بمعنى علمنا ( { ما وعد ربكم } ) حذف المفعول من وعد الثانية فيجوز أن يكون التقدير وعدكم وحذفه لدلالة الاول عليه ويجوز أن يكون التقدير ما وعد الفريقين يعني نعيمنا وعذابكم ويجوز أن يكون التقدير ما وعدنا ويقوي ذلك أن ما عليه أصحاب النار شر والمستعمل فيه أوعد ووعد يستعمل في الخير أكثر ( { نعم } ) حرف يجاب به عن الاستفهام في إثبات المستفهم عنه ونونها وعينها مفتوحتان ويقرأ بكسر العين وهي لغة ويجوز كسرهما جميعاً على الاتباع ( { بينهم } ) يجوز
____________________
(1/274)
أن يكون ظرفاً لإذن وأن يكون صفة لمؤذن ( { أن لعنة الله } ) يقرأ بفتح الهمزة وتخفيف النون وهي مخففة أي بأنه لعنة الله ويجوز أن تكون بمعنى أي لأن الاذان قول ويقرأ بتشديد النون ونصب اللعنة وهو ظاهر وقرىء في الشاذ بكسر الهمزة أي فقال أن لعنة الله
قوله تعالى ( { الذين يصدون } ) يجوز أن يكون جراً ونصباً ورفعاً
قوله تعالى ( { ونادوا } ) الضمير يعود على رجال ( { أن سلام } ) أي أنه سلام ويجوز أن تكون بمعنى أي ( { لم يدخلوها } ) أي لم يدخل أصحاب الجنة الجنة بعد ( { وهم يطمعون } ) في دخولها أي نادوهم في هذه الحال ولا موضع لقوله وهم يطمعون على هذا وقيل المعنى إنهم نادوهم بعد أن دخلوا ولكنهم دخلوها وهم لا يطمعون فيها فتكون الجملة على هذا حالا
قوله تعالى ( { تلقاء } ) هو في الأصل مصدر وليس في المصادر تفعال بكسر التاء الا تلقاء وتبيان وإنما يجيء ذلك في الاسماء نحو التمثال والتمساح والتقصار وانتصاب تلقاء هاهنا على الظرف أي ناحية أصحاب النار
قوله تعالى ( { ما أغنى } ) ويجوز أن تكون ( { ما } ) نافية وأن تكون استفهاماً
قوله تعالى ( { لا ينالهم } ) تقديره أقسمتم عليهم بأن لا ينالهم فلا ينالهم هو المحلوف عليه ( { ادخلوا } ) تقديره فالتفتوا إلى أصحاب الجنة فقالوا ادخلوا ويقرأ في الشاذ ( { وادخلوا } ) على الاستئناف وذلك يقال بعد دخولهم ( { لا خوف عليكم } ) إذا قرىء ( { ادخلوا } ) على الامر كانت الجملة حالا أي ادخلوا آمنين وإذا قرىء على الخبر كان رجوعاً من الغيبة إلى الخطاب
قوله تعالى ( { أن أفيضوا } ) يجوز أن تكون أن مصدرية وتفسيرية و ( { من الماء } ) تقديره شيئاً من الماء ( { أو مما } ) قيل أو بمعنى الواو واحتج لذلك بقوله ( { حرمهما } ) وقيل هي على بابها وحرمهما على المعنى فيكون فيه حذف أي كلا منهما أو كليهما
قوله تعالى ( { الذين اتخذوا دينهم } ) يجوز أن يكون جراً ونصباً ورفعاً و ( { لهوا } ) مفعول ثان والتفسير ملهواً به وملعوباً به ويجوز أن يكون صيروا عادتهم لأن الدين قد جاء بمعنى العادة
قوله تعالى ( { على علم } ) يجوز أن يكون فصلناه مشتملاً على علم فيكون حالا
____________________
(1/275)
من الهاء ويجوز أن يكون حالا من الفاعل أي فصلناه عالمين أي على علم منا ( { هدى ورحمة } ) حالان أي ذا هدى وذا رحمة وقرىء بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف
قوله تعالى ( { يوم يأتي } ) هو ظرف ل ( { يقول } فيشفعوا لنا ) هو منصوب على جواب الاستفهام ( { أو نرد } ) المشهور الرفع وهو معطوف على موضع من شفعاء تقديره أو هل نرد ( { فنعمل } ) على جواب الاستفهام أيضاً ويقرأ برفعها أي فهل نعمل وهو داخل في الاستفهام ويقرآن بالنصب على جواب الاستفهام
قوله تعالى ( { يغشي الليل } ) في موضعه وجهان أحدهما هو حال من الضمير في خلق وخبر إن على هذا ( { الله الذي خلق } ) والثاني أنه مستأنف ويغشي بالتخفيف وضم الياء وهو من أغشى ويتعدى إلى مفعولين أي يغشي الله الليل النهار ويقرأ ( { يغشى } ) بالتشديد والمعنى واحد ويقرأ ( { يغشى } ) بفتح الياء والتخفيف والليل فاعله ( { يطلبه } ) حال من الليل أو من النهار و ( { حثيثا } ) حال من الليل لأنه الفاعل ويجوز أن يكون من النهار فيكون التقدير يطلب الليل النهار محثوثاً وأن يكون صفة لمصدر محذوف أي طلباً حثيثاً ( { والشمس } ) يقرأ بالنصب والتقدير وخلق الشمس ومن رفع استأنف
قوله تعالى ( { وخفية } ) يقرأ بضم الخاء وكسرها وهما لغتان والمصدران حالان ويجوز أن يكون مفعولاً له ومثله خوفاً وطعماً
قوله تعالى ( { قريب } ) إنما لم تؤنث لأنه أراد المطر وقيل إن الرحمة والترحم بمعنى وقل هو على النسب أي ذات قرب كما يقال امرأة طالق وقيل هو فعيل بمعنى مفعول كما قالوا لحية دهين وكف خضيب وقيل أرادوا المكان أي أن مكان رحمة الله قريب وقيل فرق بالحذف بين القريب من النسب وبين القريب من غيره
قوله تعالى ( { نشرا } ) يقرأ بالنون والشين مضمومتين وهو جمع وفي واحدة وجهان أحدهما نشور مثل صبور وصبر فعلى هذا يجوز أن يكون فعول بمعنى فاعل أي ينشر الارض ويجوز أن يكون بمعنى مفعول كركوب بمعنى مركوب أي منشورة بعد الطي أو منشرة أي محياة من قولك أنشر الله الميت فهو منشر ويجوز أن يكون جمع ناشر مثل نازل ونزل ويقرأ بضم النون وإسكان الشين على
____________________
(1/276)
تخفيف المضموم ويقرأ ( / < نشرا > / ) بفتح النون وإسكان الشين وهو مصدر نشر بعد الطي أو من قولك أنشر الله الميت فنشر اي عاش ونصبه على الحال أي ناشرة أو ذات نشر كما تقول جاء ركضاً أي راكضاً ويقرأ ( / < بشرا > / ) بالباء وضمتين وهو جمع بشير مثل قليب وقلب ويقرأ كذلك الا أنه بسكون الشين على التخفيف ومثله في المعنى ( { أرسل الرياح بشرا } ) ويقرأ ( / < بشرى > / ) مثل حبلى أي ذات بشارة ويقرأ ( { بشرا } ) بفتح الباء وسكون الشين وهو مصدر بشرته إذا بشرته ( { سحابا } ) جمع سحابة وكذلك وصفها بالجمع ( { لبلد } ) أي لإحياء بلد ( { به الماء } ) الهاء ضمير الباء أو ضمير السحاب أو ضمير الريح وكذلك الهاء في ( { به } ) الثانية
قوله تعالى ( { يخرج نباته } ) يقرأ بفتح الياء وضم الراء ورفع النبات ويقرأ كذلك الا أنه يضم الياء على مالم يسم فاعله ويقرأ بضم الياء وكسر الراء ونصب النبات أي فيخرج الله أو الماء ( { بإذن ربه } ) متعلق بيخرج ( { إلا نكدا } ) بفتح النون وكسر الكاف وهو حال ويقرأ بفتحهما على أنه مصدر أي ذا نكد ويقرأ بفتح النون وسكون الكاف وهو مصدر أيضاً وهو لغة ويقرأ ( { يخرج } ) بضم الياء وكسر الراء ونكداً مفعوله
قوله تعالى ( { من إله غيره } ) من زائدة وإله مبتدأ ولكم الخبر وقيل الخبر محذوف أي مالكم من إله في الوجود ولكم تخصيص وتبيين وغيره بالرفع فيه وجهان أحدهما هو صفة ( إله ) على الموضع والثاني هو بدل من الموضع مثل لا إله الا الله ويقرأ بالنصب على الاستثناء وبالجر صفة على اللفظ ( { عذاب يوم عظيم } ) وصف اليوم بالعظم والمراد عظم ما فيه
قوله تعالى ( { من قومه } ) حال من الملأ و ( { نراك } ) من رؤية العين فيكون ( { في ضلال } ) حالا من ويجوز أن تكون من رؤية القلب فيكون مفعولا ثانياً
قوله تعالى ( { أبلغكم } ) يجوز أن يكون مستأنفاً وأن يكون صفة لرسول على المعنى لأن الرسول هو الضمير في لكني ولو كان يبلغكم لجاز لأنه يعود على لفظ رسول ويجوز أن يكون حالا والعامل فيه الجار من قوله من رب ( { وأعلم من الله } ) بمعنى أعرف فيتعدى إلى مفعول واحد وهو ( { ما } ) وهي بمعنى الذي أو نكرة موصوفة ومن الله فيه وجهان أحدهما هو متعلق بأعلم أي ابتداء علمي من عند الله والثاني أن يكون حالا من ( { ما } ) أو من العائد المحذوف
____________________
(1/277)
قوله تعالى ( { من ربكم } ) يجوز أن يكون صفة لذكر وأن تتعلق بجاءكم ( { على رجل } ) يجوز أن يكون حالا من أي نازلاً على رجل وأن يكون متعلقاً بجاءكم على المعنى لأنه في معنى نزل إليكم وفي الكلام حذف مضاف أي على قلب رجل أو لسان رجل
قوله تعالى ( { في الفلك } ) هو حال من ( ن ) أو من الضمير المرفوع في معه والأصل في ( { عمين } ) عميين فسكنت الأولى وحذفت
قوله تعالى ( { هودا } ) بدل من أخاهم وأخاهم منصوب بفعل محذوف أي وأرسلنا إلى عاد وكذلك أوائل القصص التي بعدها
قوله تعالى ( { ناصح أمين } ) هو فعيل بمعنى مفعول
قوله تعالى ( { في الخلق } ) يجوز أن يكون حالا من ( { بسطة } ) وأن يكون متعلقاً بزادكم والالاء جمع وفي واحدها ثلاث لغات إلى بكسر الهمزة وألف واحد بعد اللام وبفتح الهمزة كذلك وبكسر الهمزة وسكون اللام وياء بعدها
قوله تعالى ( { وحده } ) هو مصدر محذوف الزوائد وفي موضعه وجهان أحدهما هو مصدر في موضع الحال من الله أي لنعبد الله مفرداً وموحداً وقال بعضهم هو حال من الفاعلين أي موحدين له والثاني أنه ظرف أي لنعبد الله على حياله قاله يونس وأصل هذا المصدر الايجاد من قولك أوحدته فحذفت الهمزة والألف وهما الزائدان
قوله تعالى ( { من ربكم } ) يجوز أن يكون حالا من ( { رجس } ) وأن يتعلق بوقع ( { في أسماء } ) أي ذوي أسماء أو مسميات
قوله تعالى ( { آية } ) حال من الناقة والعامل فيها معنى ما في هذه من التنبيه والاشارة ويجوز أن يعمل في آية لكم لم ويجوز أن يكون لكم حالا من آية ويجوز أن يكون ناقة الله بدلاً من هذه أو عطف بيان ولكم الخبر وجاز أن يكون آية حالا لأنها بمعنى علامة ودليلاً ( { تأكل } ) جواب الامر ( { فيأخذكم } ) جواب النهي وقرىء بالرفع وموضعه حال
قوله تعالى ( { من سهولها } ) يجوز أن يكون حالا من ( { قصورا } ) ومفعولاً ثانياً لتتخذون وأن تتعلق بتتخذون لا على أن تتخذون يتعدى إلى مفعولين بل إلى واحد و ( { من } ) لابتداء غاية الاتخاذ ( { وتنحتون الجبال } ) فيه وجهان أحدهما أنه بمعنى
____________________
(1/278)
تتخذون فيكون ( { بيوتا } ) مفعولاً ثانياً والثاني أن يكون التقدير من الجبال على ما جاء في الاية الاخرى فيكون بيوتاً المفعول ومن الجبال على ما ذكرنا في قوله من سهولها
قوله تعالى ( { لمن آمن } ) هو بدل من قوله ( { للذين استضعفوا } ) بإعاة الجار كقولك مررت بزيد بأخيك
قوله تعالى ( { فأصبحوا } ) يجوز أن تكون التامة ويكون ( { جاثمين } ) حالا وأن تكون الناقصة وجاثمين الخبر وفي دارهم متعلق بجاثمين
قوله تعالى ( { ولوطا } ) أي وارسلنا لوطاً أو وإذكر لوطاً و ( { إذ } ) على التقدير الاول ظرف وعلى الثاني يكون ظرفاً لمحذوف تقديره وإذكر رسالة لوط إذ ( { ما سبقكم بها } ) في موضع الحال من ألفاحشة أو من الفاعل في أتأتون تقديره مبتدئين ( { أئنكم } ) يقرأ بهمزتين على الاستفهام ويجوز تخفيف الثانية وتليينها وهو جعلها بين الياء والألف ويقرأ بهمزة واحدة على الخبر ( { شهوة } ) مفعول من أجله أو مصدر في موضع الحال ( { من دون النساء } ) صفة لرجال أي منفردين عن النساء ( { بل أنتم } ) بل هنا للخروج من قصة إلى قصة وقيل هو إضراب عن محذوف تقديره ما عدلتم بل أنتم مسرفون
قوله تعالى ( { وما كان جواب قومه } ) يقرأ بالنصب والرفع وقد ذكر في آل عمران وفي الانعام
قوله تعالى ( { مطرا } ) هو مفعول أمطرنا والمطر هنا الحجارة كما جاء في الاية الاخرى ( { وأمطرنا عليهم حجارة } )
قوله تعالى ( { ولا تبخسوا } ) هو متعد إلى مفعولين وهما ( { الناس } ) و ( { أشياءهم } ) وتقول بخست زيداً حقه أي نقصته إياه
قوله تعالى ( { توعدون } ) حال من الضمير في تقعدوا ( { من آمن } ) مفعول تصدون لا مفعول توعدون إذ لو كان مفعول الاول لكان تصدونهم ( { وتبغونها } ) حالا وقد ذكرناها في قوله تعالى ( { يا أهل الكتاب لم تصدون عن سبيل الله } ) في آل عمران
قوله تعالى ( { أولو كنا كارهين } ) أي ولو كرهنا تعيدوننا ( لو ) هنا بمعنى إن لأنه المستبقل ويجوز أن تكون على أصلها ويكون المعنى إن كنا كارهين في هذه الحال
____________________
(1/279)
قوله تعالى ( { قد افترينا } ) هو بمعنى المستقبل لأنه لم يقع وإنما سد مسد جواب ( { إن عدنا } ) وساغ دخول قد هاهنا لأنهم قد نزلوا الافتراء عند العود منزلة الواقع فقرنوه بقد وكأن المعنى قد افترينا الان إن هممنا بالعود ( { إلا أن يشاء } ) المصدر في موضع نصب على الاستثناء والتقدير الا وقت أن يشاء الله وقيل هو استثناء منقطع وقيل الا في حال مشيئة الله و ( { علما } ) قد ذكر في الانعام
قوله تعالى ( { إذا لخاسرون } ) إذا هنا متوسطة بين اسم إن وخبرها وهي حرف معناه الجواب ويعمل في الفعل بشروط مخصوصة وليس ( ا موضعها )
قوله تعالى ( { الذين كذبوا شعيبا } ) لك فيه ثلاثة أوجه أحدها هو مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما ( { كأن لم يغنوا } ) فيها وما بعده جملة أخرى أو بدل من الضمير في يغنوا أو نصب بإضمار أعنى والثاني أن الخبر ( { الذين كذبوا شعيبا كانوا } ) و ( { كأن لم يغنوا } ) على هذا حال من الضمير في كذبوا والوجه الثاني أن يكون صفة لقوله ( { الذين كفروا من قومه } ) والثالث أن يكون بدلا منه وعلى الوجهين يكون كأن لم حالا
قوله تعالى ( { حتى عفوا } ) أي إلى أن عفوا أي كثروا ( { فأخذناهم } ) هو معطوف على عفوا
قوله تعالى ( { أو أمن أهل القرى } ) يقرأ بفتح الواو على أنها واو العطف دخلت عليه همزة الاستفهام ويقرأ بسكونها وهي لأحد الشيئين والمعنى أفأمنوا إتيان العذاب ضحى أو أمنوا أن يأتيهم ليلاً وبياتاً الحال من بأسنا أي مستخفياً باغتيالهم ليلاً
قوله تعالى ( { فلا يأمن مكر الله } ) الفاء هنا للتنبيه على تعقيب العذاب أمن مكر الله
قوله تعالى ( { أولم يهد للذين } ) يقرأ بالياء وفاعله ( { أن لو نشاء } ) وأن مخففة من الثقيلة أي أو لم يبين لهم علمهم بمشيئتنا ويقرأ بالنون وأن لو نشاء مفعوله وقيل فاعل يهدي ضمير اسم الله تعالى ( { فهم لا يسمعون } ) الفاء لتعقيب عدم السمع بعد الطبع على القلب من غير فصل
قوله تعالى ( { نقص عليك من أنبائها } ) هو مثل قوله ( { ذلك من أنباء الغيب نوحيه } ) وقد ذكر في آل عمران ومثل قوله تعالى ( { تلك آيات الله نتلوها } ) وقد ذكر في البقرة
____________________
(1/280)
قوله تعالى ( { لأكثرهم } ) هو حال من ( { عهد } ) ومن زائدة أي ما وجدنا عهداً لأكثرهم ( { وإن وجدنا } ) مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي وإنا وجدنا واللام في ( { لفاسقين } ) لازمة لها لتفصل بين أن المخففة وبين إن بمعنى ( ا ) وقال الكوفيون من الثقيلة ( ن ) بمعنى ( ا ) وقد ذكر في البقرة عند قوله ( { وإن كانت لكبيرة } )
قوله تعالى ( { كيف كان } ) كيف في موضع نصب خبر كان ( { عاقبة } ) اسمها والجملة في موضع نصب بفانظر
قوله تعالى ( { حقيق } ) هو مبتدأ وخبره ( { أن لا } ) أقول على قراءة من شدد الياء في على وعلى متعلق بحقيق والجيد أن يكون ( { أن لا } ) فاعل حقيق لأنه ناب عن بحق على ويقرأ على الا والمعنى واجب بأن لا أقول وحقيق هاهنا على الصحيح صفة لرسول أو خبر ثان كما تقول أنا حقيق بكذا أي أحق وقيل المعنى على قراءة من شدد الياء أن يكون حقيق صفة لرسول وما بعده مبتدأ وخبر أي على قول الحق
قوله تعالى ( { فإذا هي } إذا ) للمفاجأة وهي مكان وما بعدها مبتدأ و ( { ثعبان } ) خبره وقيل هي ظرف زمان وقد أشبعنا القول فيها فيما تقدم
قوله تعالى ( { فماذا تأمرون } ) هو مثل قوله ( { ماذا ينفقون } ) وقد ذكر في البقرة وفي المعنى وجهان أحدهما أنه من تمام الحكاية عن قول الملإ والثاني أنه مستأنف من قول فرعون تقديره فقال ماذا تأمرون ويدل عليه ما بعده وهو قوله ( { قالوا أرجه وأخاه } وأرجئه يقرأ بالهمزة وضم الهاء من غير إشباع وهو الجيد وبالاشباع وهو ضعيف لأن الهاء خفية فكأن الواو التي بعدها تتلو الهمزة وهو قريب من الجمع بين ساكنين ومن هنا ضعف قولهم عليه مال بالاشباع ويقرأ بكسر الهاء مع الهمز وهو ضعيف لأن الهمز حرف صحيح ساكن فليس قبل الهاء ما يقتضي الكسر ووجهه أنه أتبع الهاء كسرة الجيم والحاجز غير حصين ويقرأ من غير همز من أرجيت بالياء ثم منهم من يكسر الهاء ويشبعها ومنهم من لا يشبعها ومنهم من يسكنها وقد بينا ذلك في ( { يؤده إليك } )
قوله تعالى ( { بكل ساحر } ) يقرأ بألف بعد السين وألف بعد الحاء مع التشديد وهو الكثير
____________________
(1/281)
قوله تعالى ( { أئن لنا } ) يقرأ بهمزتين على الاستفهام والتحقيق والتليين على ما تقدم وبهمزة واحدة على الخبر
قوله تعالى ( { إما أن تلقي } ) في موضع أن والفعل وجهان أحدهما رفع أي أمرنا إما الالقاء والثاني نصب أي إما أن تفعل الالقاء
قوله تعالى ( { واسترهبوهم } ) أي طلبوا إرهابهم وقيل هو بمعنى أرهبوهم مثل قر واستقر
قوله تعالى ( { أن ألق } ) يجوز أن تكون أن المصدرية وأن تكون بمعنى أي ( { فإذا هي تلقف } ) يقرأ بفتح اللام وتشديد القاف مع تخفيف التاء مثل تكلم ويقرأ ( / < أتلقف > / ) بتشديد التاء أيضاً والأصل تتلقف فأدغمت الأولى في الثانية ووصلت بما قبلها فأغنى عن همزة الوصل ويقرأ بسكون اللام وفتح القاف وماضيه لقف مثل علم
قوله تعالى ( { قالوا آمنا } ) يجوز أن يكون حالا أي فانقلبوا صاغرين قد قالوا ويجوز أن يكون مستأنفاً ( { رب موسى } ) بدل مما قبله
قوله تعالى ( { قال فرعون آمنتم } ) يقرأ بهمزتين على الاستفهام ومنهم من يحقق الثانية ومنهم من يخففها والفصل بينهما بألف بعيد لأنه يصير في التقدير كأربع ألفات ويقرأ بهمزة واحدة على لفظ الخبر فيجوز أن يكون خبراً في المعنى وأن يكون حذف همزة الاستفهام وقرىء ( / < فرعون وآمنتم > / ) بجعل الهمزة الأولى واواً لانضمام ما قبلها
قوله تعالى ( { وما تنقم } ) يقرأ بكسر القاف وفتحها وقد ذكر في المائدة
قوله تعالى ( { ويذرك } ) الجمهور على فتح الراء عطفاً على ليفسدوا وسكنها بعضهم على التخفيف وضمها بعضهم أي وهو يذرك ويقرأ ( { وآلهتك } ) مثل العبادة والزيادة وهي العبادة
قوله تعالى ( { يورثها } ) يجوز أن يكون مستأنفاً وأن يكون حالا من الله
قوله تعالى ( { بالسنين } ) الأصل في سنة سنهة فلامها هاء لقولهم عاملته مسانهة وقيل لامها واو لقولهم سنوات وأكثر العرب تجعلها كالزيدون ومنهم من يجعل النون حرف الإعراب وكسرت سنيها إيذاناً بأنها جمعت على غير القياس ( { من الثمرات } ) متعلق بنقص والمعنى وبتنقص الثمرات
____________________
(1/282)
قوله تعالى ( { يطيروا } ) أي يتطيروا وقرىء شاذا ( / < تطيروا > / ) على لفظ الماضي ( { طائرهم } ) على لفظ الواحد ويقرأ طيرهم وقد ذكر مثله في آل عمران
قوله تعالى ( { مهما } ) فيها ثلاثة أقوال أحدها أن ( مه ) بمعنى أكفف و ( ما ) اسم للشرط كقوله ( { ما يفتح الله للناس من رحمة } والثاني أن أصل ( ه ) ما الشرطية زيدت عليها ما كما زيدت في قوله ( { إما يأتينكم } ) في أبدلت الألف الأولى هاء لئلا تتوالى كلمتان بلفظ واحد والثالث أنها بأسرها كلمة واحدة غير مركبة وموضع الاسم على الاقوال كلها نصب ب ( { تأتنا } ) والهاء في ( { به } ) تعود على ذلك الاسم
قوله تعالى ( { الطوفان } ) قيل هو مصدر وقيل هو جمع طوفاتة وهو الماء المغرق الكثير ) ( { والجراد } جمع جرادة الذكر والانثى سواء ( { والقمل } ) يقرأ بالتشديد والتخفيف مع فتح القاف وسكون الميم قيل هما لغتان وقيل هما القمل المعروف في الثياب ونحوها والمشدد يكون في الطعام ( { آيات } ) حال من الاشياء المذكورة
قوله تعالى ( { بما عهد عندك } ) يجوز أن تتعلق الباء بادع أي بالشيء الذي علمك الله الدعاء به ويجوز أن تكون الباء للقسم ( { إذا هم ينكثون } ) هم مبتدأ وينكثون الخبر وإذا للمفاجأة وقد تقدم ذكرها
قوله تعالى ( { وأورثنا } ) يتعدى إلى مفعولين فالاول ( { القوم } ) و ( { الذين كانوا } ) نعت وفي المفعول الثاني ثلاثة أوجه أحدها ( { مشارق الأرض ومغاربها } ) والمراد أرض الشام أو مصر و ( { التي باركنا } ) على هذا فيه وجهان أحدهما هو صفة المشارق والمغارب والثاني صفة الارض وفيه ضعف لأن فيه العطف على الموصوف قبل الصفة والقول الثاني أن المفعول الثاني لأورثنا التي باركنا أي الأرض التي باركنا فعلى هذا في المشارق والمغارب وجهان أحدهما هو ظرف ليستضعفون والثاني أن تقديره يستضعفون في مشارق الأرض ومغاربها فلما حذف الحرف وصل الفعل بنفسه فنصب والقول الثالث أن التي باركنا صفة على ما تقدم والمفعول الثاني محذوف تقديره الارض أو الملك ( { ما كان يصنع } ما ) بمعنى الذي وفي اسم كان وجهان أحدهما هو ضمير ( { ما } ) وخبرها يصنع فرعون والعائد محذوف أي يصنعه والثاني أن اسم كان فرعون وفي يصنع ضمير فاعل وهذا ضعيف لأن يصنع يصلح أن يعمل في فرعون فلا يقدر تأخيره كما لا يقدر تأخير الفعل في قولك قام زيد وقيل ( { ما } ) مصدرية وكان زائدة وقيل ليست
____________________
(1/283)
زائدة ولكن كان الناقصة لا تفصل بين ( { ما } ) وبين صلتها وقد ذكرنا ذلك في قوله ( { بما كانوا يكذبون } ) وعلى هذا القول تحتاج كان إلى اسم ويضعف أن يكون اسمها ضمير الشأن لأن الجملة التي بعدها صلة ( { ما } ) فلا تصلح للتفسير فلا يحصل بها الايضاح وتمام الاسم لأن المفسر يجب أن يكون مستقبلاً فتدعو الحاجة إلى أن نجعل فرعون اسم كان وفي يصنع ضمير يعود عليه و ( { يعرشون } ) بضم الراء وكسرها لغتان وكذلك يعكفون وقد قرىء بهما فيهما
قوله تعالى ( { وجاوزنا ببني إسرائيل البحر } ) الباء هنا معدية كالهمزة والتشديد أي أجزنا ببني إسرائيل البحر وجوزنا
قوله تعالى ( { كما لهم آلهة } ) في ( ا ) ثلاثة أوجه أحدها هي مصدرية والجملة بعدها صلة لها وحسن ذلك أن الظرف مقدر بالفعل والثاني أن ( ا ) بمعنى الذي والعائد محذوف وآلهة بدل منه تقديره كالذي هو لهم والكاف وما عملت فيه صفة لإله أي إلهاً مماثلاً للذي لهم والوجه الثالث أن تكون ( ما ) كافة للكاف إذ من حكم الكاف أن تدخل على المفرد فلما أريد دخولها على الجملة كفت بما
قوله تعالى ( ما هم فيه ) يجوز أن تكون ( ا مرفوعة بمتبر لأنه قوي بوقوعه خبراً وأن تكون ( ا ) مبتدأ ومتبر خبر مقدم
قوله تعالى ( { أغير الله } ) فيه وجهان أحدهما هو مفعول أبغيكم والتقدير أبغى لكم لحذف اللام و ( { إلها } ) تمييز والثاني أن إلهاً مفعول أبغيكم غير الله صفة له قدمت عليه فصارت حالا ( { وهو فضلكم } ) يجوز أن يكون حالا وأن يكون مستأنفاً
قوله تعالى ( { ثلاثين ليلة } ) هو مفعول ثان لواعدنا وفيه حذف مضاف تقديره إتيان ثلاثين أو تمام ثلاثين و ( { أربعين ليلة } ) حال تقديرها فتم ميقات ربه كاملاً وقيل هو مفعول تم لأن معناه بلغ فهو كقولهم بلغت أرضك جريبين و ( { هارون } ) بدل أو عطف بيان ولو قرىء بالرفع لكان نداء أو خبر مبتدأ محذوف
قوله تعالى ( { جعله دكا } ) أي صيره فهو متعد إلى اثنين فمن قرأ ( { دكا } ) جعله مصدراً بمعنى المدكوك وقيل تقديره ذا دك ومن قرأ بالمد جعله مثل أرض دكاء أو ناقة دكاء وهي التي لا سنام لها و ( { صعقا } ) حال مقارنة
____________________
(1/284)
قوله تعالى ( { سأريكم } ) قرىء في الشاذ بواو بعد الهمزة وهي ناشئة عن الاشباع وفيها بعد
قوله تعالى ( { سبيل الرشد } ) يقرأ بضم الراء وسكون الشين وبفتحهما وسبيل الرشاد بالألف والمعنى واحد
قوله تعالى ( { والذين كذبوا } ) مبتدأ وخبره ( { حبطت } ) ويجوز أن يكون الخبر ( { هل يجزون } ) وحبطت حال من ضمير الفاعل في كذبوا وقد مرادة
قوله تعالى ( { من حليهم } ) يقرأ بفتح الحاء وسكون اللام وتخفيف الياء وهو واحد ويقرأ بضم الحاء وكسر اللام وتشديد الياء وهو جمع اصله حلوى فقلبت الواو ياء وأدغمت في الياء الاخرى ثم كسرت اللام إتباعاً لها ويقرأ بكسر الحاء واللام والتشديد على أن يكون أتبع الكسر الكسر ( { عجلا } ) مفعول اتخذه و ( { جسدا } ) نعت أو بدل أو بيان من حليهم ويجوز أن يكون صفة لعجل قدم فصار حالا وأن يكون متعلقاً باتخذ والمفعول الثاني محذوف أي إلهاً
قوله تعالى ( { سقط في أيديهم } ) الجار والمجرور قائم مقام الفاعل والتقدير سقط الندم في أيديهم
قوله تعالى ( { غضبان } ) حال من موسى و ( { أسفا } ) حال آخر بدل من التي قبلها ويجوز أن يكون حالا من الضمير الذي في غضبان
قوله تعالى ( { يجره إليه } ) يجوز أن يكون حالا من موسى وأن يكون حالا من الرأس ويضعف أن يكون حالا من أخيه ( { قال ابن أم } ) يقرأ بكسر الميم والكسرة تدل على الياء المحذوفة وبفتحها وفيه وجهان أحدهما أن الألف محذوفة وأصل الألف الياء وفتحت الميم قبلها فانقلبت ألفاً وبقيت الفتحة تدل عليها كما قالوا يا بنت عما والوجه الثاني أن يكون جعل ابن والام بمنزلة خمسة عشر وبناهما على الفتح ( { فلا تشمت } ) الجمهور على ضم التاء وكسر الميم و ( { الأعداء } ) مفعوله وقرىء بفتح التاء والميم والاعداء فاعله والنهي في اللفظ للأعداء وفي المعنى لغيرهم وهو موسى كما تقول لا أرينك هاهنا وقرىء بفتح التاء والميم ونصب الاعداء والتقدير لا تشمت أنت بي فتشمت بي الاعداء فحذف الفعل
قوله تعالى ( { والذين عملوا السيئات } ) مبتدأ والخبر ( { إن ربك من بعدها لغفور رحيم } ) والعائد محذوف أي غفور لهم أو رحيم بهم
____________________
(1/285)
قوله تعالى ( { وفي نسختها } ) الجملة حال من الالواح ( { لربهم يرهبون } ) في اللام ثلاثة أوجه أحدها هي بمعنى من أجل ربهم فمفعول يرهبون على هذا محذوف أي يرهبون عقابه والثاني هي متعلقة بفعل محذوف تقديره والذين هم يخشعون لربهم والثالث هي زائدة وحسن ذلك لما تأخر الفعل
قوله تعالى ( { واختار موسى قومه } ) اختار يتعدى إلى مفعولين أحدهما بحرف الجر وقد حذف هاهنا والتقدير من قومه ولا يجوز أن يكون ( { سبعين } ) بدلاً عند الاكثرين لأن المبدل منه في نية الطرح والاختيار لا بد له من مختار ومختار منه والبدل يسقط المختار منه وأرى أن البدل جائز على ضعف ويكون التقدير سبعين رجلاً منهم ( { أتهلكنا } ) قيل هو استفهام أي أتعمنا بالاهلاك وقيل معناه النفي أي ما نهلك من لم يذنب و ( { منا } ) حال من السفهاء ( { تضل بها } ) يجوز أن يكون مستأنفاً ويجوز أن يكون حالا من الكاف في فتنتك إذ ليس هنا ما تصلح أن يعمل في الحال
قوله تعالى ( { هدنا } ) المشهور ضم الهاء وهو من هاد يهود إذا تاب وقرىء بكسرها وهو من هاد يهيد إذا تحرك أو حرك أي حركنا إليك نفوسنا ( { من أشاء } ) المشهور في القراءة الشين وقرىء بالسين والفتح وهو فعل ماض أي أعاقب المسيء
قوله تعالى ( { الذين يتبعون } ) في الذين ثلاثة أوجه أحدها هو جر على أنه صفة للذين يتقون أو بدل منه والثاني نصب على إضمار أعنى والثالث رفع اي هم الذين يتبعون ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر يأمرهم ( { وأولئك هم المفلحون } ) ( { الأمي } ) المشهور ضم الهمزة وهو منسوب إلى الام وقد ذكر في البقرة وقرىء بفتحها وفيه وجهان أحدهما أنه من تغيير النسبة كما قالوا أموي والثاني هو منسوب إلى الام وهو القصد أي الذي هو على القصد والسداد ( { يجدونه } ) أي يجدون اسمه و ( { مكتوبا } ) حال و ( { عندهم } ) ظرف لمكتوب أو ليجدون ( { يأمرهم } ) يجوز أن يكون خبراً للذين وقد ذكر ويجوز أن يكون مستأنفاً أو أن يكون حالا من النبي أو من الضمير في مكتوب ( { إصرهم } ) الجمهور على الافراد وهو جنس ويقرأ
____________________
(1/286)
آصارهم على الجمع لاختلاف أنواع الثقل الذي كان عليهم ولذلك جمع الاغلال ( { وعزروه } ) بالتشديد والتخفيف وقد ذكر في المائدة
قوله تعالى ( { الذي له ملك السماوات } ) موضع نصب بإضمار أعنى أي في موضع رفع على إضمار هو ويبعد أن يكون صفة لله أو بدلا منه لما فيه من الفصل بينهما بإليكم وحاله وهو متعلق برسول
قوله تعالى ( { وقطعناهم اثنتي } ) فيه وجهان أحدهما أن قطعنا بمعنى صيرنا فيكون اثنتي عشرة مفعولاً ثانياً والثاني أن يكون حالا أي فرقناهم فرقاً و ( { عشرة } ) بسكون الشين وكسرها وفتحها لغات قد قرىء بها و ( { أسباطا } ) بدل من اثنتى عشر لا تمييز لأنه جمع و ( { أمما } ) نعت لأسباط أو بدل بعد بدل وأنث اثنتي عشرة لأن التقدير اثنتى عشرة أمة ( { أن اضرب } ) يجوز أن تكون مصدرية وأن تكون بمعنى أي
قوله تعالى ( { حطة } ) هو مثل الذي في البقرة و ( { نغفر لكم } ) قد ذكر في البقرة ما يدل على ما هاهنا
قوله تعالى ( { عن القرية } ) أي عن خبر القرية وهذا المحذوف هو الناصب للظرف الذي هو قوله ( { إذ يعدون } ) وقيل هو ظرف لحاضرة وجوز ذلك أنها كانت موجودة في ذلك الوقت ثم خربت ويعدون خفيف ويقرأ بالتشديد والفتح والأصل يعتدون وقد ذكر نظيره في يخطف ( { إذ تأتيهم } ) ظرف ليصعدون و ( { حيتانهم } ) جمع حوت أبدلت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ( { شرعا } ) حال من الحيتان ( { ويوم لا يسبتون } ) ظرف لقوله ( { لا تأتيهم } )
قوله تعالى ( { معذرة } ) يقرأ بالرفع أي موعظتنا معذرة وبالنصب على المفعول له أي وعظنا للمعذرة وقيل هو مصدر أي نعتذر معذرة
قوله تعالى ( { بعذاب بئيس } ) يقرأ بفتح الباء وكسر الهمزة وياء ساكنة بعدها وفيه وجهان أحدهما هو نعت للعذاب مثل شديد والثاني هو مصدر مثل النذير والتقدير بعذاب ذي بأس أي ذي شدة ويقرأ كذلك الا أنه بتخفيف الهمزة وتقريبها من الياء ويقرأ بفتح الباء وهمزة مكسورة لاياء بعدها وفيه وجهان أحدهما هو صفة مثل قلق وحنق والثاني هو منقول من بئس الموضوعة للذم إلى الوصف ويقرأ كذلك الا أنه بكسر الباء إتباعاً ويقرأ بكسر الباء وسكون الهمزة وأصلها
____________________
(1/287)
فتح الباء وكسر الهمزة فتكسر الباء إتباعاً وسكن الهمزة تخفيفاً ويقرأ كذلك الا أن مكان الهمزة ياء ساكنة وذلك تخفيف كما تقول في ذئب ذيب ويقرأ بفتح الباء وكسر الياء وأصلها همزة مكسورة أبدلت ياء ويقرأ بياءين على فيعال ويقرأ ( / < بيس > / ) بفتح الباء والياء من غير همز وأصله باء ساكنة وهمزة مفتوحة الا أن حركة الهمزة ألقيت على الياء ولم تقلب الياء ألفاً لأن حركتها عارضة ويقرأ ( / < بيأس > / ) مثل ضيغم ويقرأ بفتح الباء وكسر الياء وتشديدها مثل سيد وميت وهو ضعيف إذ ليس في الكلام مثله من الهمز ويقرأ ( / < بأيس > / ) بفتح الباء وسكون الهمزة وفتح الياء وهو بعيد إذ ليس في الكلام فعيل ويقرأ كذلك الا أنه بكسر الباء مثل عثير وحديم
قوله تعالى ( { تأذن } ) هو بمعنى اذن أي أعلم ( { إلى يوم القيامة } ) يتعلق بتأذن أو بيبعث وهو الاوجه ولا يتعلق ب ( { يسومهم } ) لأن الصلة أو الصفة لا تعمل فيما قبلها
قوله تعالى ( { وقطعناهم في الأرض أمما } ) مفعول ثاني أو حال ( { منهم الصالحون } ) صفة لأمم أو بدل منه و ( { دون ذلك } ) ظرف أو خبر على ما ذكرنا في قوله ( { لقد تقطع بينكم } )
قوله تعالى ( { ورثوا الكتاب } ) نعت لخلف ( { يأخذون } ) حال من الضمير في ورثوا ( { ودرسوا } ) معطوف على ورثوا وقوله ( { ألم يؤخذ } ) معترض بينهما ويقرأ ادارسوا وهو مثل اداركوا فيها وقد ذكر
قوله تعالى ( { والذين يمسكون } ) مبتدأ والخبر ( { إنا لا نضيع أجر المصلحين } ) والتقدير منهم وإن شئت قلت إنه وضع الظاهر موضع المضمر أي لا نضيع أجرهم وإن شئت قلت لما كان الصالحون جنساً والمبتدأ واحداً منه استغنيت عن ضمير ويمسكون بالتشديد والماضي منه مسك ويقرأ بالتخفيف من أمسك ومعنى القراءتين تمسك بالكتاب أي عمل به والكتاب جنس
قوله تعالى ( { وإذ نتقنا } ) أي إذكر إذ و ( { فوقهم } ) ظرف لنتقنا أو حال من الجبل غير مؤكدة لأن رفع الجبل فوقهم تخصيص له ببعض جهات العلو ( { كأنه } ) الجملة حال من الجبل أيضاً ( { وظنوا } ) مستأنف ويجوز أن يكون معطوفاً على نتقنا فيكون موضعه جراً ويجوز أن يكون حالا وقد معه مرادة ( { خذوا ما آتيناكم } ) قد ذكر في البقرة
____________________
(1/288)
قوله تعالى ( { وإذ أخذ } ) أي وإذكر ( { من ظهورهم } ) بدل من بني آدم أي من ظهور بني آدم وأعاد حرف الجر مع البدل وهو بدل الاشتمال ( { أن تقولوا } ) بالياء والتاء وهو مفعول له أي مخافة أن تقولوا وكذلك ( { أو تقولوا } )
قوله تعالى ( { إن تحمل عليه يلهث أو تتركه } ) يلهث الكلام كله حال من الكلب تقديره يشبه الكلب لاهثا في كل حال
قوله تعالى ( { ساء } ) هو بمعنى بئس وفاعله مضمر أي ساء المثل و ( { مثلا } ) مفسر ( { القوم } ) أي مثل القوم لا بد من هذا التقدير لأن المخصوص بالذم من جنس فاعل بئس والفاعل المثل والقوم ليس من جنس المثل فلزم أن يكون التقدير مثل القوم فحذفه وأقام القوم مقامه قوله تعالى ( { لجهنم } ) يجوز أن يتعلق بذرأنا وأن يتعلق بمحذوف على أن يكون حالا من ( { كثيرا } ) أي كثيراً لجهنم و ( { من الجن } ) نعت لكثير ( { لهم قلوب } ) نعت لكثير أيضاً
قوله تعالى ( { الأسماء الحسنى } ) الحسنى صفة مفردة لموصوف مجموع وأنث لتأنيث الجمع ( { يلحدون } ) يقرأ بضم الياء وكسر الحاء وماضيه ألحد وبفتح الياء والحاء وماضيه لحد وهما لغتان
قوله تعالى ( { وممن خلقنا } ) نكرة موصوفة أو بمعنى الذي
قوله تعالى ( { والذين كذبوا } ) مبتدأ و ( { سنستدرجهم } ) الخبر ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف فسره المذكور أي سنستدرج الذين
قوله تعالى ( { وأملي } ) خبر مبتدأ محذوف أي وأنا أملي ويجوز أن يكون معطوفاً على نستدرج وأن يكون مستأنفاً
قوله تعالى ( { ما بصاحبهم } ) في ( { ما } ) وجهان أحدهما نافية وفي الكلام حذف تقديره أو لم يتفكروا في قولهم به جنة والثاني أنها استفهام أي أو لم يتفكروا أي شيء بصاحبهم من الجنون مع انتظام أقواله وأفعاله وقيل هي بمعنى الذي وعلى هذا يكون الكلام خرج عن زعمهم
قوله تعالى ( { وأن عسى } ) يجوز أن تكون المخففة من الثقيلة وأن تكون مصدرية وعلى كلا الوجهين هي في موضع جر عطفاً على ملكوت و ( { أن يكون } ) فاعل عسى
____________________
(1/289)
وأما اسم يكون فمضمر فيها وهو ضمير الشان و ( { قد اقترب أجلهم } ) في موضع نصب خبر كان والهاء في ( { بعده } ) ضمير القرآن
قوله تعالى ( { فلا هادي } ) في موضع جزم على جواب الشرط ( { ويذرهم } ) بالرفع على الاستئناف وبالجزم عطفاً على موضع ( { فلا هادي } ) وقيل سكنت لتوالي الحركات
قوله تعالى ( { أيان } ) اسم مبني لتضمنه حرف الاستفهام بمعنى متى وهو خبر ل ( { مرساها } ) والجملة في موضع جر بدلاً من الساعة تقديره يسألونك عن زمان حلول الساعة ومرساها مفعل من أرسى وهو مصدر مثل المدخل والمخرج بمعنى الادخال والإخراج أي متى أرساها ( { إنما } ) علمها المصدر مضاف إلى المفعول وهو مبتدأ و ( { عند } ) الخبر ( { ثقلت في السماوات } ) أي ثقلت على أهل السموات والأرض أي تثقل عند وجودها وقيل التقدير ثقل علمها على أهل السموات ( { حفي عنها } ) فيه وجهان أحدهما تقديره يسألونك عنها كأنك حفي أي معنى بطلبها فقدم وأخر والثاني أن عن بمعنى الباء أي حفي بها وكأنك حال من المفعول وحفي بمعنى محفو ويجوز أن يكون فعيلاً بمعنى فاعل
قوله تعالى ( { لنفسي } ) يتعلق بأملك أو حال من نفع ( { إلا ما شاء الله } استثناء من الجنس ( { لقوم } ) يتعلق ببشير عند البصريين وبنذير عند الكوفيين
قوله تعالى ( { فمرت به } ) يقرأ بتشديد الراء من المرور ومارت بالألف وتخفيف الراء من المور وهو الذهاب والمجيء
قوله تعالى ( { جعلا له شركاء } ) يقرأ بالمد على الجمع وشركا بكسر الشين وسكون الراء والتنوين وفيه وجهان أحدهما تقديره جعلا لغيره شركا أي نصيباً والثاني جعلا له ذا شرك فحذف في الموضعين المضاف
قوله تعالى ( { أدعوتموهم } ) قد ذكر في قوله ( { سواء عليهم أأنذرتهم } ) و ( { أم أنتم صامتون } ) جملة اسمية في موضع الفعلية والتقدير أدعوتموهم أم صمتم
قوله تعالى ( { إن الذين تدعون } ) الجمهور على تشديد النون و ( { عباد } ) خبر إن و ( { أمثالكم } ) نعت له والعائد محذوف أي تدعو بهم ويقرأ عباداً وهو حال من العائد المحذوف وأمثالكم الخبر ويقرأ إن بالتخفيف وهي بمعنى ( ا )
____________________
(1/290)
وعباداً خبرها وأمثالكم يقرأ بالنصب نعتاً لعباداً وقد قرىء أيضاً ( { أمثالكم } ) بالرفع على أن يكون عباداً حالا من العائد المحذوف وأمثالكم الخبر وإن بمعنى ( ما لا تعمل ) عند سيبويه وتعمل عند المبرد
قوله تعالى ( { قل ادعوا } ) يقرأ بضم اللام وكسرها وقد ذكرنا ذلك في قوله ( { فمن اضطر } )
قوله تعالى ( { إن وليي الله } ) الجمهور على تشديد الياء الأولى وفتح الثانية وهو الأصل ويقرأ بحذف الثانية في اللفظ لسكونها وسكون ما بعدها ويقرأ بفتح الياء الأولى ولا ياء بعدها وحذف الثانية من اللفظ تخفيفاً
قوله تعالى ( / < طيف > / ) يقرأ بتخفيف الياء وفيه وجهان أحدهما أصله طيف مثل ميت فخفف والثاني أنه مصدر طاف يطيف إذا أحاط بالشيء وقيل هو مصدر يطوف قلبت الواو ياء وإن كانت ساكنة كما قلبت في أيد وهو بعيد ويقرأ طائف على فاعل
قوله تعالى ( { يمدونهم } ) بفتح الياء وضم الميم من مد يمد مثل قوله ( { ويمدهم في طغيانهم } ) ويقرأ بضم الياء وكسر الميم من أمده إمداداً ( { في الغي } ) يجوز أن يتعلق بالفعل المذكور ويجوز أن يكون حالا من ضمير المفعول أو من ضمير الفاعل
قوله تعالى ( { فاستمعوا } ) له يجوز أن تكون اللام بمعنى لله أي لأجله ويجوز أن تكون زائدة أي فاستمعوه ويجوز أن تكون بمعنى إلى
قوله تعالى ( { تضرعا وخفية } ) مصدران في موضع الحال وقيل هو مصدر لفعل من غير المذكور بل من معناه ( { ودون الجهر } ) معطوف على تضرع والتقدير مقتصدين ( { بالغدو } ) متعلق بادعوا ( { والآصال } ) جمع الجمع لأن الواحد أصيل وفعيل لا يجمع على أفعال بل على فعل ثم فعل على افعال والأصل أصيل وأصل ثم آصال ويقرأ شاذا والايصال بكسر الهمزة وياء بعدها وهو مصدر أصلنا إذا دخلنا في الاصيل
____________________
(1/291)
2
____________________
(2/1)
بسم الله الرحمن الرحيم سورة الأنفال
( { عن الأنفال } ) الجمهور على إظهار النون ويقرأ بإدغامها في اللام وقد ذكر في قوله ( { عن الأهلة } ) و ( { ذات بينكم } ) قد ذكر في آل عمران عند قوله ( { بذات الصدور } وجلت ) مستقبلة توجل بفتح التاء وسكون الواو وهي اللغة الجيدة ومنهم من يقلب الواو ألفاً تخفيفاُ ومنهم من يقلبها ياء بعد كسر التاء وهو على لغة من كسر حرف المضارعة وانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ومنهم من يفتح التاء مع سكون الياء فتركب من اللغتين لغة ثالثة فتفتح الاول على اللغة الغاشية وتقلب الواو ياء على الاخرى ( { وعلى ربهم يتوكلون } ) يجوز أن تكون الجملة حالا من ضمير المفعول في زادتهم ويجوز أن يكون مستأنفاً
قوله تعالى ( { حقا } ) قد ذكر مثله في النساء و ( { عند ربهم } ) ظرف والعامل في الاستقرار ويجوز أن يكون العامل فيه درجات لأن المراد به الاجور
قوله تعالى ( { كما أخرجك } ) في موضع الكاف أوجه أحدها أنها صفة لمصدر محذوف ثم في ذلك المصدر أوجه تقديره ثابتة لله ثبوتاً كما أخرجك والثاني وأصلحوا ذات بينكم إصلاحاً كما أخرجك وفي هذا رجوع من خطاب الجمع إلى خطاب الواحد والثالث تقديره وأطيعوا الله طاعة كما أخرجك والمعنى طاعة محققة والرابع تقديره يتوكلون توكلا كما أخرجك والخامس هو صفة لحق تقديره أولئك هم المؤمنون حقاً مثل ما أخرجك والسادس تقديره يجادلونك جدالا كما أخرجك والسابع تقديره وهم كارهون كراهية كما أخرجك أي ككراهيتم أو كراهيتهم لإٍ خراجك وقد ذهب قوم إلى أن الكاف بمعنى الواو التي للقسم وهو بعيد و ( ا ) مصدرية وب ( { بالحق } ) حال وقد ذكر نظائره ( { وإن } ) فريقاً الواو هنا واو الحال
____________________
(2/3)
قوله تعالى ( { وإذ يعدكم } ) إذ في موضع نصب أي وإذكروا والجمهور على ضم الدال ومنهم من يسكنها تخفيفا لتوالي الحركات و ( { إحدى } ) مفعول ثان و ( { أنها لكم } ) في موضع بدلا من إحدى بدل الاشتمال والتقدير وإذ يعدكم الله ملكة إحدى الطائفتين
قوله تعالى ( { إذ تستغيثون } ) يجوز بدلا أن يكون بدلا من إذ الأولى وأن يكون التقدبر إذكروا ويجوز أن يكون ظرفا لتودون ( ألف الجمهور على إفراد لفظة الألف ويقرأ ) بألف على أفعل مثل أفلس وهو معنى قوله ( { بخمسة آلاف } مردفين ) يقرأ بضم الميم وكسر الدال وإسكان الراء وفعله أردف والمفعول محذوف أي مردفين أمثالهم ويقرأ بفتح الدال على مالم يسم فاعله أي أردفوا بأمثالهم ويجوز أن يكون المردفون من جاء بعد الاوائل أي جعلوا ردفاً للأوائل ويقرأ بضم الميم وكسر الدال وتشديدها وعلى هذا في الراء ثلاثة أوجه الفتح وأصلها مرتدفين فنقلت حركة التاء إلى الراء وأبدلت ذالا ليصح ادٍ غامها فى الدال وكان تغيير التاء أولى لأنها مهموسة والدال مجهورة وتغيير الضعيف إلى القوى أولى والثاني كسر الراء على إتباعها لكسرة الدال أو على الأصل فى التقاء الساكنين والثالث الضم إتباعاً لضمة الميم ويقرأ بكسر الميم والراء على إتباع الميم الراء وقيل من قرأ بفتح الراء وتشديد الدال فهو من ردف بتضعيف العين للتكثير أو أن التشديد بدل من الهمزة كأفرجته وفرجته
قوله تعالى ( { وما جعله الله } الهاء هنا مثل الهاء التي في آل عمران
قوله تعالى & ( { إذ يغشيكم } إذ ) مثل ( { إذ تستغيثون } ) ويجوز أن يكون ظرفاً لما دل عليه ( { عزيز حكيم } ) ويقرأ ( / < يغشاكم > / ) بالتخفيف والألف و ( { النعاس } ) فاعله ويقرأ بضم الياء وكسر الشين وياء بعدها والنعاس بالنصب أي يغشيكم الله النعاس ويقرأ كذلك الا أنه بتشديد الشين و ( { أمنة } )ً مذكور في آل عمران ( { ماء ليطهركم } ) الجمهور على المد والجار صفة له ويقرأ شاذا بالقصر وهي بمعنى الذي ( { رجز الشيطان } ) الجمهور على الزاي ويراد به هنا الوسواس وجاز أن يسمى رجزاً لأنه سبب للرجز وهو العذاب وقرىء بالسين وأصل الرجس الشيء القذر فجعل ما يفضي إلى العذاب رجساً استقذاراً له
قوله تعالى ( { فوق الأعناق } ) هو ظرف لاضربوا وفوق العنق الرأس وقيل هو مفعول به وقيل فوق زائدة ( { منهم } ) حال من ( { كل بنان } ) أي كل بنان
____________________
(2/4)
كائناً منهم ويضعف أن يكون حالا من بنان إذ فيه تقديم حال المضاف إليه على المضاف ( { ذلك } ) أي الامر وقيل ذلك مبتدأ و ( { بأنهم } ) الخبر أي ذلك مستحق بشقاقهم ( { ومن يشاقق الله } إنما لم يدغم لأن القاف الثانية ساكنة في الأصل وحركتها هنا لالتقاء الساكنين فهي غير معتد بها
قوله تعالى ( { ذلكم فذوقوه } ) أي الامر ذلكم أو ذلكم واقع أو مستحق ويجوز أن يكون في موضع نصب أي ذوقوا ذلكم وجعل الفعل الذي بعده مفسراً له والاحسن أن يكون التقدير باشروا ذلكم فذقوه لتكون الفاء عاطفة ( { وأن للكافرين } ) أي والامر أن للكافرين
قوله تعالى ( { زحفا } ) مصدر في موضع الحال وقيل هو مصدر للحال المحذوفة أي تزحفون زحفاً و ( { الأدبار } ) مفعول ثان لتولوهم
قوله تعالى ( { متحرفا لقتال أو متحيزا } ) حالان من ضمير الفاعل في يولهم
قوله تعالى ( { ذلكم } ) أي الامر ذلكم ( و ) الامر ( { وأن الله موهن } ) بتشديد الهاء وتخفيفها وبالاضافة والتنوين وهو ظاهر
قوله تعالى ( { وأن الله مع المؤمنين } ) يقرأ بالكسر على الاستئناف وبالفتح على تقدير والامر أن الله مع المؤمنين
قوله تعالى ( { إن شر الدواب عند الله الصم } ) إنما جمع الصم وهو خبر شر لأن شراً هنا يراد به الكثرة فجمع الخبر على المعنى ولو قال الاصم لكان الافراد على اللفظ والمعنى على الجمع
قوله تعالى ( { لا تصيبن } ) فيها ثلاثة أوجه أحدها أنه مستأنف وهو جواب قسم محذوف أي والله لا تصيبن الذين ظلموا خاصة بل تعم والثاني أنه نهى والكلام محمول على المعنى كما تقول لا أرينك هاهنا أي لا تكن هاهنا فإٍ ن من يكون هاهنا أراه وكذلك المعنى هنا إذ المعنى لا تدخلوا في الفتنة فإٍ ن من يدخل فيها تنزل به عقوبة عامة والثالث أنه جواب الامر وأكد بالنون مبالغة وهو ضعيف لأن جواب الشرط متردد فلا يليق به التوكيد وقرىء في الشاذ ( / < لتصيبن > / ) بغير ألف قال ابن جني الاشبه أن تكون الألف محذوفة كما حذفت في أم والله وقيل في قراءة الجماعة إن الجملة صفة لفتنة ودخلت النون على المنفي في غير القسم على الشذوذ
____________________
(2/5)
قوله تعالى ( { تخافون } ) يجوز أن يكون في موضع رفع صفة كالذي قبله أي خائفون ويجوز أن يكون حالا من الضمير في مستضعفون
قوله تعالى ( { وتخونوا أماناتكم } ) يجوز أن يكون مجزوماً عطفاً على الفعل الاول وأن يكون نصباً على الجواب بالواو
قوله تعالى ( { وإذ يمكر } ) هو معطوف على ( { واذكروا إذ أنتم } )
قوله تعالى ( { هو الحق } ) القراءة المشهورة بالنصب وهو هاهنا فصل ويقرأ بالرفع على أن هو مبتدأ والحق خبره والجملة خبر كان و ( { من عندك } ) حال من معنى الحق أي الثابت من عندك ( { من السماء } ) يجوز أن يتعلق بأمطر وأن يكون صفة لحجارة
قوله تعالى ( { ألا يعذبهم } ) أي في أن لا يعذبهم فهو في موضع نصب أو جر على الاختلاف وقيل هو حال وهو بعيد لأن ( ن ) تخلص الفعل للإستقبال
قوله تعالى ( { وما كان صلاتهم } ) الجمهور على رفع الصلاة ونصب المكاء وهو ظاهر وقرأ الاعمش بالعكس وهي ضعيفة ووجهها أن المكاء والصلاة مصدران والمصدر جنس ومعرفة الجنس قريبة من نكرته ونكرته قريبة معرفته الا ترى أنه لا فرق بين خرجت فإذا الاسد أو فإذا أسد ويقوى ذلك أن الكلام قد دخله النفي والاثبات وقد يحسن في ذلك مالا يحسن في الاثبات المحض الا ترى أنه لا يحسن كان رجل خيراً منك ويحسن ما كان رجل الا خيراً منك وهمزة المكاء مبدلة من واو لقولهم مكا يمكو والأصل في التصدية تصددة لأنه من الصد فأبدلت الدال الاخيرة ياء لثقل التضعيف وقيل هي أصل وهو من الصدى الذي هو الصوت
قوله تعالى ( { ليميز } ) يقرأ بالتشديد والتخفيف وقد ذكر في آل عمران و ( { بعضه } ) بدل من الخبيث بدل البعض أي بعض الخبيث على بعض ويجعل هنا متعدية إلى مفعول بنفسها وإلى الثاني بحرف الجر وقيل الجار والمجرور حال تقديره ويجعل بعض الخبيث عالياً على بعض
قوله تعالى ( { نعم المولى } ) المخصوص بالمدح محذوف أي نعم المولى الله سبحانه
قوله تعالى ( { أنما غنمتم } ) ( ا ) بمعنى الذي والعائد محذوف و ( { من شيء } ) حال من العائد المحذوف تقديره ما غنمتموه قليلاً وكثيراً ( { فإن لله } يقرأ
____________________
(2/6)
بفتح الهمزة وفي الفاء وجهان أحدهما أنها دخلت في خبر الذي لما في الذي من معنى المجازاة و ( إن ) ما عملت فيه في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف تقديره فالحكم أن لله خمسه والثاني أن الفاء زائدة و ( ن ) بدل من الأولى وقيل ( ا ) مصدرية والمصدر بمعنى المفعول أي واعملوا أن غنيمتكم أي مغنومكم ويقرأ بكسر الهمزة في ( ن ) الثانية على أن تكون ( ن ) وما عملت فيه مبتدأ وخبراً في موضع خبر الأولى والخمس بضم الميم وسكونها لغتان قد قرىء بهما ( { يوم الفرقان } ) ظرف لأنزلنا أو لآمنتم ( { يوم التقى } ) بدل من يوم الاول ويجوز أن يكون ظرفاً للفرقان لأنه مصدر بمعنى التفريق
قوله تعالى ( { إذ أنتم } ) إذ بدل من يوم أيضاً ويجوز أن يكون التقدير إذكروا إذ أنتم ويجوز أن يكون ظرفاً لقدير والعدوة بالضم والكسر لغتان قد قرىء بهما ( { القصوى } ) بالواو وهي خارجة على الأصل وأصلها من الواو وقياس الاستعمال أن تكون القصيا لأنه صفة كالدنيا والعليا وفعلى إذا كانت صفة قلبت واوها ياء فرقاً بين الاسم والصفة ( { والركب } ) جمع راكب في المعنى وليس بجمع في اللفظ ولذلك تقول في التصغير ركيب كما تقول فريخ و ( { أسفل منكم } ) ظرف أي والركب في مكان أسفل منكم أي أشد تسفلاً والجملة حال من الظرف الذي قبله ويجوز أن تكون في موضع جر عطفاً على أنتم أي وإذا الركب أسفل منكم ( { ليقضي الله } اي فعل ذلك ليقضي ( { ليهلك } ) يجوز أن يكون بدلاً من ليقضي بإعادة الحرف وأن يكون متعلقاً بيقضي أو بمفعولاً ( { من هلك } ) الماضي هنا بمعنى المستقبل ويجوز أن يكون المعنى ليهلك بعذاب الاخرة من هلك في الدنيا منهم بالقتل ( { من حي } ) يقرأ بتشديد الياء وهو الأصل لأن الحرفين متماثلان متحركان فهو مثل شد ومد ومنه قول عبيد
عيوا بأمرهم كما % عيت ببيضتها الحمامه
ويقرأ بالاظهار وفيه وجهان أحدهما أن الماضي حمل على المستقبل وهو يحيا فكما لم يدغم في المستقبل لم يدغم في الماضي وليس كذلك شد ومد فإٍ نه يدغم فيهما جميعاً والوجه الثاني أن حركة الحرفين مختلفة فالأولى مكسورة والثانية مفتوحة واختلاف الحركتين كاختلاف الحرفين ولذلك أجازوا في الاختيار لححت عينه وضبب البلد إذا كثر ضبه ويقوى ذلك أن الحركة الثانية عارضة فكان الياء الثانية ساكنة ولو سكنت لم يلزم الادغام وكذلك إذا كانت في تقدير الساكن والياآن
____________________
(2/7)
أصل وليست الثانية بدلاً من واو فأما الحيوان فالواو فيه بدل من الياء وأما الحواء فليس من لفظ الحية بل من حوى يحوى إذا جمع و ( { عن بينة } ) في الموضعين يتعلق بالفعل الاول
قوله تعالى ( { إذ يريكهم } ) أي إذكروا ويجوز أن يكون ظرفاً لعليم
قوله تعالى ( { فتفشلوا } ) في موضع نصب على جواب النهي وكذلك ( { وتذهب ريحكم } ) ويجوز أن يكون فتفشلوا جزماً عطفاً على النهي ولذلك قرىء ( / < ويذهب ريحكم > / )
قوله تعالى ( { بطرا ورئاء الناس } ) مفعول من أجله أو مصدر في موضع الحال ( { ويصدون } ) معطوف على معنى المصدر
قوله تعالى ( { لا غالب لكم اليوم } غالب هنا مبنية ولكم في موضع رفع خبر لا واليوم معمول الخبر و ( { من الناس } ) حال من الضمير في لكم ولا يجوز أن يكون اليوم منصوباً بغالب ولا من الناس حالا من الضمير في غالب لأن اسم ( { لا } إذا عمل فيما بعده لا يجوز بناؤه والألف في ( { جار } ) بدل من واو لقولك جاورته و ( { على عقبيه } ) حال
قوله تعالى ( { إذ يقول المنافقون } ) أي إذكروا ويجوز أن يكون ظرفاً لزين أو لفعل من الافعال المذكورة في الاية مما يصح به المعنى
قوله تعالى ( { يتوفى } ) يقرأ بالياء وفي الفاعل وجهان أحدهما ( { الملائكة } ) ولم يؤنث للفصل بينهما ولأن تأنيث الملائكة غير حقيقي فعلى هذا يكون ( { يضربون وجوههم } ) حالا من الملائكة أو حالا من الذين كفروا لأن فيها ضميراً يعود عليهما والثاني أن يكون الفاعل مضمراً أي إذ يتوفى الله والملائكة على هذا مبتدأ ويضربون الخبر والجملة حال ولم يحتج إلى الواو لأجل الضمير أي يتوفاهم والملائكة يضربون وجوههم ويقرأ بالتاء والفاعل الملائكة
قوله تعالى ( { كدأب } ) قد ذكر في آل عمران ما يصح منه إعراب هذا الموضع
قوله تعالى ( { وأن الله سميع عليم } ) يقرأ بفتح الهمزة تقديره ذلك بأن الله لم يك مغيراً وبأن الله سميع ويقرأ بكسرها على الاستئناف
قوله تعالى ( { الذين عاهدت } ) يجوز أن يكون بدلاً من الذين الأولى وأن
____________________
(2/8)
يكون خبر مبتدأ محذوف أي هم الذين ويجوز أن يكون نصباً على إضمار أعنى و ( { منهم } ) حال من العائد المحذوف
قوله تعالى ( { فإما تثقفنهم } ) إذ أكدت أن الشرطية بما أكد فعل الشرط بالنون ليتناسب المعنى ( { فشرد بهم } ) الجمهور على الدال وهو الأصل وقرأ الاعمش بالدال وهو بدل من الدال كما قالوا خراديل وخراذيل وقيل هو مقلوب من شذر بمعنى فرق ومنه قولهم تفرقوا شذر مذر ويجوز أن تكون من شذر في مقاله إذا أكثر فيه وكل ذلك تعسف بعيد
قوله تعالى ( { فانبذ إليهم } ) أي عهدهم فحذف المفعول و ( { على سواء } ) حال
قوله تعالى ( { ولا تحسبن الذين } ) يقرأ بالتاء على الخطاب للنبي والمفعول الثاني ( { سبقوا } ) ويقرأ بالياء وفي الفاعل وجهان أحدهما هو مضمر أي يحسبن من خلفهم أو لا يحسبن أحد فالإعراب على هذا كإٍ عراب القراءة الأولى والثاني أن الفاعل الذين كفروا والمفعول الثاني سبقوا والاول محذوف أي أنفسهم وقيل التقدير أن سبقوا وأن هنا مصدرية مخففة من الثقيلة حكى عن الفراء وهو بعيد لأن أن المصدرية موصولة وحذف الموصول ضعيف في القياس شاذ في الاستعمال ( { إنهم لا يعجزون } ) أي لا يحسبوا ذلك لهذا والثاني أنه متعلق بتحسب إما مفعول أو بدل من سبقوا وعلى كلا الوجهين تكون لا زائدة وهو ضعيف لوجهين أحدهما زيادة لا والثاني أن مفعول حسبت إذا كان جملة وكان مفعولاً ثانياً كانت فيه إن مكسورة لأنه موضع مبتدأ وخبر
قوله تعالى ( { من قوة } ) هو في موضع الحال من ( ا ) أو من العائد المحذوف في استطعتم ( { ترهبون به } ) في موضع الحال من الفاعل في اعدلوا أو من المفعول لأن في الجملة ضميرين يعودان إليهما
قوله تعالى ( { للسلم } ) يجوز أن تكون اللام بمعنى إلى لأن جنح بمعنى مال ويجوز أن تكون معدية للفعل بنفسها وأن تكون بمعنى من أجل والسلم بكسر السين وفتحها لغتان وقد قرىء بهما وهي مؤنثة ولذلك قال ( { فاجنح لها } )
____________________
(2/9)
قوله تعالى ( { حسبك الله } مبتدأ وخبر وقال قوم حسبك مبتدأ والله فاعله أي يكفيك الله ( { ومن اتبعك } في من ثلاثة أوجه أحدها جر عطفاً على الكاف في حسبك وهذا لا يجوز عند البصريين لأن العطف على الضمير المجرور من غير إعادة الجار لا يجوز والثاني موضعه نصب بفعل محذوف دل عليه الكلام تقديره ويكفي من اتبعك والثالث موضعه رفع على ثلاثة أوجه أحدها هو معطوف على اسم الله فيكون خبراً آخر كقولك القائمان زيد وعمرو ولم يثن حسبك لأنه مصدر وقال قوم هذا ضعيف لأن الواو للجمع ولا يحسن هاهنا كما لم يحسن في قولهم ما شاء الله وشئت وثم هنا أولى والثاني أن يكون خبر مبتدأ محذوف تقديره وحسبك من اتبعك
قوله تعالى ( { إن يكن } ) يجوز أن تكون التامة فيكون الفاعل ( { عشرون } ) و ( { منكم } ) حال منها أو متعلقة بيكون ويجوز أن تكون الناقصة فيكون عشرون اسمها ومنكم الخبر
قوله تعالى ( { أسرى } ) فيه قراءات قد ذكرت في البقرة ( { والله يريد الآخرة } ) الجمهور على نصب الآخرة على الظاهر وقرىء شاذا بالجر تقديره والله يريد عرض الآخرة فحذف المضاف وبقي عمله كما قال بعضهم
أكل امرىء تحسبين أمرأً % ونار توقد بالليل ناراً
أي وكل نار
قوله تعالى ( { لولا كتاب } ) كتاب مبتدأ و ( { سبق } ) صفة له و ( { من الله } يجوز أن يكون صفة أيضاً وأن يكون متعلقاً بسبق والخبر محذوف أي تدارككم
قوله تعالى ( { حلالا طيبا } )ً قد ذكر في البقرة
قوله تعالى ( { خيانتك } ) مصدر خان يخون واصل الياء الواو فقلبت لانكسار ما قبلها ووقوع الألف بعدها
قوله تعالى ( { من ولايتهم } ) يقرأ بفتح الواو وكسرها وهما لغتان وقيل هي بالكسر الامارة وبالفتح من موالاة النصرة
____________________
(2/10)
قوله تعالى ( { إلا تفعلوه } ) الهاء تعود على النصر وقيل على الولاء والتأمر
قوله تعالى ( { في كتاب الله } ) في موضع نصب بأولى أي يثبت ذلك في كتاب الله سورة التوبة
قوله تعالى ( { براءة من الله } ) نعت له و ( { إلى الذين } ) متعلقة ببراءة كما تقول برئت إليك من كذا والثاني أنها مبتدأ ومن الله نعت لها وإلى الذين الخبر وقرىء شاذا ( { من الله } بكسر النون على أصل التقاء الساكنين و ( { أربعة أشهر } ) ظرف لفسيحوا
قوله تعالى ( { وأذان } ) مثل براءة و ( { إلى الناس } ) متعلق بأذان أو خبر له ( { أن الله بريء } ) المشهور بفتح الهمزة وفيه وجهان أحدهما هو خبر الاذان أي الإعلام من الله براءته من المشركين والثاني هو صفة أي وإذان كائن بالبراءة وقيل التقدير وإعلام من الله بالبراءة فالباء متعلقة بنفس المصدر ( { ورسوله } ) يقرأ بالرفع وفيه ثلاثة أوجه أحدها هو معطوف على الضمير في بريء وما بينهما يجري مجرى التوكيد فلذلك ساغ العطف والثاني هو خبر مبتدأ محذوف أي ورسوله بريء والثالث هو معطوف على موضع الابتداء وهو عند المحققين غير جائز لأن المفتوحة لها موضع غير الابتداء بخلاف المكسورة ويقرأ بالنصب عطفاً على اسم إن ويقرأ بالجر شاذا وهو على القسم ولا يكون عطفاً على المشركين لأنه يؤدى إلى الكفر
قوله تعالى ( { إلا الذين عاهدتم } ) في موضع نصب على علاستثناء من المشركين ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر فأتموا ( { ينقصوكم } ) الجمهور بالصاد وقرىء بالضاد اي ينقضوا عهودكم فحذف المضاف و ( { شيئا } ) في موضع المصدر
قوله تعالى ( { واقعدوا لهم } ) كل مرصد المرصد مفعل من رصدت وهو هنا مكان وكل ظرف لاقعدوا وقيل هو منصوب على تقدير حذف حرف الجر أي على كل مرصد أو بكل
قوله تعالى ( { وإن أحد } ) هو فاعل لفعل محذوف دل عليه ما بعده و ( { حتى يسمع } ) إلى أن يسمع أوكي يسمع ومأمن مفعل من الامن وهو مكان ويجوز أن يكون مصدراً ويكون التقدير ثم أبلغه موضع مأمنه
____________________
(2/11)
قوله تعالى ( { كيف يكون } ) اسم يكون ( { عهد } ) وفي الخبر ثلاثة أوجه أحدها كيف وقدم الإٍ ستفهام وهو مثل قوله ( { كيف كان عاقبة مكرهم } ) والثاني أنه للمشركين و ( { عند } ) على هذين ظرف للعهد أو ليكون أو للجار أو هي وصف للعهد والثالث الخبر عند الله وللمشركين تبيين أو متعلق بيكون وكيف حال من العهد ( { فما استقاموا } ) في ( ا ) وجهان أحدهما هي زمانية وهي المصدرية على التحقيق والتقدير فاستقيموا لهم مدة استقامتهم لكم والثاني هي شرطية كقوله ( { ما يفتح الله } والمعنى إن استقاموا لكم فاستقيموا ولا تكون نافية لأن المعنى يفسد إذ يصير المعنى استقيموا لهم لأنهم لم يستقيموا لكم
قوله تعالى ( { كيف وإن يظهروا } ) المستفهم عنه محذوف تقديره كيف يكون لهم عهد أو كيف تطمئنون إليهم ( { إلا } الجمهور بلام مشددة من غير ياء وقرىء ( / < إيلا > / ) مثل ريح وفيه وجهان أحدهما أنه أبدل اللام الأولى ياء لثقل التضعيف وكسر الهمزة والثاني أنه من آلي يئول إذا ساس أو من آل يئول إذا صار إلى آخر الامر وعلى الوجهين قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ( { يرضونكم } ) حال من الفاعل في لا يرقبوا عند قوم وليس بشيء لأنهم بعد ظهورهم لا يرضون المؤمنين وإنما هو مستأنف
قوله تعالى ( { فإخوانكم } ) أي فهم إخوانكم و ( { في الدين } ) متعلق بإخوانكم
قوله تعالى ( { أئمة الكفر } ) هو جمع إمام وأصله أئمة مثل خباء وأخبية فنقلت حركة الميم الأولى إلى الهمزة الساكنة وأدغمت في الميم الاخرى فمن حقق الهمزتين أخرجهما على الأصل ومن قلب الثانية ياء فلكسرتها المنقولة إليها ولا يجوز هنا أن تجعل بين بين كما جعلت همزة أئذا لأن الكسرة هنا منقولة وهناك أصلية ولو خففت الهمزة الثانية هنا على القياس لكانت ألفاً لانفتاح ما قبلها ولكن ترك ذلك لتتحرك بحركة الميم في الأصل
قوله تعالى ( { أول مرة } ) هو منصوب على الظرف ( { فالله } أحق مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما هو أحق و ( { أن تخشوه } ) في موضع نصب أو جر أي بأن تخشوه وفي الكلام حذف أي أحق من غيره بأن تخشوه أو أن تخشوه مبتدأ بدل من اسم الله بدل الاشتمال وأحق الخبر والتقدير خشية الله أحق والثاني أن أن تخشوه مبتدأ وأحق خبره مقدم عليه والجملة خبر عن اسم الله
____________________
(2/12)
قوله تعالى ( { ويتوب الله } مستأنف ولم يجزم لأن توبته على من يشاء ليست جزاء على قتال الكفار وقرىء بالنصب على إضمار أن
قوله تعالى ( { شاهدين } ) حال من الفاعل في يعمروا ( { وفي النار هم خالدون } ) أي وهم خالدون في النار وقد وقع الظرف بين حرف العطف والمعطوف
قوله تعالى ( { سقاية الحاج } ) الجمهور على سقاية بالياء وهو مصدر مثل العمارة وصحت الياء لما كانت بعدها تاء التأنيث والتقدير أجعلتم أصحاب سقاية الحاج أو يكون التقدير كإٍ يمان من آمن ليكون الاول هو الثاني وقرىء ( / < سقاة الحاج > / ) وعمار المسجد على أنه جمع ساق وعامر ( { لا يستوون عند الله } مستأنف ويجوز أن يكون حالا من المفعول الاول والثاني ويكون التقدير سويتم بينهم في حال تفاوتهم
قوله تعالى ( { لهم فيها نعيم } ) الضمير كناية عن الرحمة والجنات
قوله تعالى ( { ويوم حنين } ) هو معطوف على موضع في مواطن و ( { إذ } ) بدل من يوم
قوله تعالى ( { دين الحق } ) يجوز أن يكون مصدر يدينون وأن يكون مفعولاً به ويدينون بمعنى يعتقدون ( { عن يد } ) في موضع الحال أي يعطوا الجزية إذلة
قوله تعالى ( { عزير ابن الله } يقرأ بالتنوين على أن عزيراً مبتدأ وابن خبره ولم يحذف التنوين إيذاناً بأن الاول مبتدأ وأن ما بعده خبر وليس بصفة ويقرأبحذف التنوين وفيه ثلاثة أوجه أحدها انه مبتدأ وخبر أيضاً وفي حذف التنوين وجهان أحدهما أنه حذف لالتقاء الساكنين والثاني أنه لا ينصرف للعجمة والتعريف وهذا ضعيف لأن الاسم عربي عند أكثر الناس ولأن مكبره ينصرف لسكون أوسطه فصرفه في التصغير أولى والوجه الثاني أن عزيراً خبر مبتدأ محذوف تقديره نبيناً أو صاحبنا أو معبودنا وابن صفة أو يكون عزيراً مبتدأ وابن صفة والخبر محذوف أي عزيراً ابن الله صاحبنا والثالث أن ابناً بدل من عزير أو عطف بينان وعزير على ما ذكرنا من الوجهين وحذف التنوين في الصفة لأنها مع الموصوف كشىء واحد ( { ذلك } ) مبتدأ و ( { قولهم } ) خبره و ( { بأفواههم } ) حال والعامل فيه القول ويجوز أن يعمل فيه معنى الاشارة ويجوز أن تتعلق الباء بيضاهون
____________________
(2/13)
فأما ( { يضاهئون } ) فالجمهور على ضم الهاء من غير همز والأصل ضاهى والألف منقلبة عن ياء وحذفت من أجل الواو وقرىء بكسر الهاء وهمزة مضمومة بعدها وهو ضعيف والاشبه أن يكون لغة في ضاهى وليس مشتقاً من قولهم امرأة ضهياء لأن الياء أصل والهمزة زائدة ولا يجوز أن تكون الياء زائدة إذ ليس في الكلام فعيل بفتح الفاء
قوله تعالى ( { والمسيح } ) أي واتخذوا المسيح ربا فحذف الفعل وأحد المفعولين ويجوز أن يكون التقدير وعبدوا المسيح ( { إلا ليعبدوا } ) قد تقدم نظائره
قوله تعالى ( { ويأبى الله إلا أن يتم نوره } ) يأبى بمعنى يكره ويكره بمعنى يمنع فلذلك استثنى لما فيه من معنى النفي والتقدير يأبى كل شيء الا إتمام نوره
قوله تعالى ( { والذين يكنزون } ) مبتدأ والخبر ( { فبشرهم } ) ويجوز أن يكون منصوباً تقديره بشر الذين يكنزون ينفقونها الضمير المؤنث يعود على الاموال أو على الكنوز المدلول عليها بالفعل أو على الذهب والفضة لأنهما جنسان ولهما أنواع فعاد الضمير على المعنى أو على الفضة لأنها أقرب ويدل ذلك على إرادة الذهب وقيل يعود على الذهب ويذكر ويؤنث
قوله تعالى ( { يوم يحمى } ) يوم ظرف على المعنى أي يعذبهم فى ذلك اليوم وقيل تقديره عذاب يوم وعذاب بدل من الاول فلما حذف المضاف أقام اليوم مقامه وقيل التقدير إذكر و ( { عليها } ) فى موضع رفع لقيامه مقام الفاعل وقيل القائم مقام الفاعل مضمر أي يحمى الوقود أو الجمر ( { بها } ) أي بالكنوز وقيل هي بمعنى فيها أي في جهنم وقيل يوم ظرف لمحذوف تقديره يوم يحمى عليها يقال لهم هذا ما كنزتم
قوله تعالى ( { إن عدة الشهور } ) عدة مصدر مثل العدد و ( { عند } ) معمول له و ( { في كتاب الله } صفة لاثنى عشر وليس بمعمول لعدة لأن المصدر إذا أخبر عنه لا يعمل فيما بعد الخبر و ( { يوم خلق } ) معمول لكتاب على أن كتاباً هنا مصدر لاجثة ويجوز أن يكون جثة ويكون العامل في معنى الاستقرار وقيل في كتاب الله بدل من عند وهو ضعيف لأنك قد فصلت بين البدل والمبدل منه بخبر العامل في المبدل ( { منها أربعة } ) يجوز أن تكون الجملة صفة لأثنى عشر وأن تكون حالا من استقرار وأن تكون مستأنفة ( { فيهن } ) ضمير الاربعة وقيل
____________________
(2/14)
ضمير اثنى عشر و ( { كافة } ) مصدر في موضع الحال من المشركين أو من ضمير الفاعل في قاتلوا
قوله تعالى ( { إنما النسيء } ) يقرأ بهمزة بعد الياء وهو فعيل مصدر مثل النذير والنكير ويجوز أن يكون بمعنى مفعول أي إنما المنسوء وفي الكلام على هذا حذف تقديره إن نسا النسيء أو إن النسيء ذو زيادة ويقرأ بتشديد الياء من غير همز على قلب الهمزة ياء ويقرأ بسكون السين وهمزة بعدها وهو مصدر نسأت ويقرأ بسكون السين وياء مخففة بعدها على الابدال أيضاً ( { يضل } ) يقرأ بفتح الياء وكسر الضاد والفاعل ( { الذين } ) ويقرأ بفتحهما وهي لغة والماضي ضللت بفتح اللام الأولى وكسرها فمن فتحها في الماضي كسر الضاد في المستقبل ومن كسرها في الماضي فتح الضاد في المستقبل ويقرأ بضم الياء وفتح الضاد على مالم يسم فاعله ويقرأ بضم الياء وكسر الضاد أي يضل به الذين كفروا أتباعهم ويجوز أن يكون الفاعل مضمراً أي يضل الله أو الشيطان ( { يحلونه } ) يجوز أن يكون مفسراً للضلال فلا يكون له موضع ويجوز أن يكون حالا
قوله تعالى ( { اثاقلتم } ) الكلام فيها مثل الكلام في ادارأتم والماضي هنا بمعنى المضارع أي مالكم تتثاقلون وموضعه نصب أي أي شيء لكم في التثاقل أو في موضع جر على رأى الخليل وقيل هو حال أي مالكم متثاقلين ( { من الآخرة } ) في موضع الحال أي بدلاً من الآخرة
قوله تعالى ( { ثاني اثنين } ) هو حال من الهاء أي أحد اثنين ويقرأ بسكون الياء وحقها التحريك وهو من أحسن الضرورة في الشعر وقال قوم ليس بضرورة ولذلك أجازوه في القرآن ( { إذ هما } ) ظرف لنصره لأنه بدل من إذ الأولى ومن قال العامل في البدل غير العامل في المبدل قدر هنا فعلاً آخر أي نصره إذهما ( إذ يقول ) بدل أيضاً وقيل إذ هما ظرف لثاني ( { فأنزل الله سكينته } ) هي فعيلة بمعنى مفعلة أي أنزل عليه ما يسكنه والهاء في ( { عليه } ) تعود على أبي بكر رضي الله عنه لأنه كان منزعجاً والهاء في ( { وأيده } ) للنبي ( { وكلمة الله } ) بالرفع على الابتداء و ( { هي العليا } ) مبتدأ وخبر أو تكون هي فضلاً وقرىء بالنصب أي وجعل كلمة الله وهو ضعيف لثلاثة أوجه أحدها أن فيه وضع الظاهر موضع المضمر إذ الوجه أن تقول كلمته والثاني أن فيه دلالة
____________________
(2/15)
على أن كلمة الله كانت سفلى فصارت عليا وليس كذلك والثالث أن توكيد مثل ذلك بهي بعيد إذ القياس أن يكون إياها
قوله تعالى ( { لو كان عرضا قريبا } ) اسم كان مضمر تقدير ولو كان ما دعوتم إليه ( { لو استطعنا } ) الجمهور على كسر الواو على الأصل وقرىء بضمها تشبيهاً للواو الأصلية بواو الضمير نحو ( { اشتروا الضلالة } يهلكون أنفسهم ) يجوز أن يكون مستأنفاً وأن يكون حالا من الضمير في يحلفون
قوله تعالى ( { حتى يتبين } ) حتى متعلقة بمحذوف دل عليه الكلام تقديره هلا أخرتهم إلى أن يتبين أو ليتبين وقوله ( { لم أذنت لهم } ) يدل على المحذوف ولا يجوز أن يتعلق حتى بأذنت لأن ذلك يوجب أن يكون إذن لهم إلى هذه الغاية أو لأجل التبيين وهذا لا يعاتب عليه
قوله تعالى ( { خلالكم } ) ظرف لأوضعوا أي أسرعوا فيما بينكم ( { يبغونكم } ) حال من الضمير في أوضعوا
قوله تعالى ( { يقول ائذن لي } ) هو مثل قوله ( { يا صالح ائتنا } وقد ذكر
قوله تعالى ( { هل تربصون } ) الجمهور على تسكين اللام وتخفيف التاء ويقرأ بكسر اللام وتشديد التاء ووصلها والأصل تتربصون فسكن التاء الأولى وأدغمها ووصلها بما قبلها وكسرت اللام لالتقاء الساكنين ومثله ( { نارا تلظى } ) وله نظائر ( { ونحن نتربص بكم أن يصيبكم } ) مفعول نتربص وبكم متعلقة بنتربص
قوله تعالى ( { أن تقبل } ) في موضع نصب بدلاً من المفعول في منعهم ويجوز أن يكون التقدير من أن تقبل و ( { أنهم كفروا } ) في موضع الفاعل ويجوز أن يكون فاعل منع الله وأنهم كفروا مفعول له أي الا لأنهم كفروا
قوله تعالى ( { أو مدخلا } ) يقرأ بالتشديد وضم الميم وهو مفتعل من الدخول وهو الموضع الذي يدخل فيه ويقرأ بضم الميم وفتح الخاء من غير تشديد ويقرأ بفتحهما وهما مكانان أيضاً وكذلك المغارة وهي واحد مغارات وقيل الملجأ وما بعده مصادر أي لو قدروا على ذلك لمالوا إليه
قوله تعالى ( { يلمزك } ) يجوز كسر الميم وضمها وهما لغتان قد قرىء بهما ( { إذا هم } ) إذا هنا للمفاجأة وهي ظرف مكان وجعلت في جواب الشرط كالفاء لما فيها من المفاجأة وما بعدها ابتداء وخبر والعامل في إذا ( { يسخطون } )
____________________
(2/16)
قوله تعالى ( { فريضة } ) حال من الضمير في الفقراء أي مفروضة وقيل هو مصدر والمعنى فرض الله ذلك فرضاً
قوله تعالى ( { قل أذن خير } ) إذن خبر مبتدأ محذوف أي هو ويقرأ بالاضافة أي مستمع خير ويقرأ بالتنوين ورفع خير على أنه صفة لإذن والتقدير إذن ذو خير ويجوز أن يكون خير بمعنى أفعل أي إذن أكثر خيراً لكم ( { يؤمن بالله } في موضع رفع صفة أيضاً واللام في ( { للمؤمنين } ) زائدة دخلت لتفرق بين يؤمن بمعنى يصدق ويؤمن بمعنى يثبت الامان ( { ورحمة } ) بالرفع عطف على إذن أي هو إذن ورحمة ويقرأ بالجر عطفاً على خير فيمن جر خيراً
قوله تعالى ( { والله ورسوله } ) مبتدأ و ( { أحق } ) خبره والرسول مبتدأ ثان وخبره محذوف دل عليه خبر الاول وقال سيبويه أحق خبر الرسول وخبر الاول محذوف وهو أقوى إذ لا يلزم منه التفريق بين المبتدأ وخبره وفيه أيضاً أنه خبر الاقرب إليه ومثله قول الشاعر
نحن بما عندنا وأنت بما % عندك راض والرأي مختلف
وقيل أحق أن يرضوه خبر عن الاسمين لأن أمر الرسول تابع لأمر الله تعالى ولأن الرسول قائم مقام الله بدليل قوله تعالى ( { إن الذين يبايعونك } ) إنما يبايعون الله ) وقيل أفرد الضمير وهو في موضع التثنية وقيل التقدير أن ترضوه أحق وقد ذكرناه في قوله ( { فالله أحق أن تخشوه } ) وقيل التقدير أحق بالارضاء
قوله تعالى ( { ألم يعلموا } ) يجوز أن تكون المتعدية إلى مفعولين وتكون ( { أنه } ) وخبرها سد مسد المفعولين ويجوز أن تكون المتعدية إلى واحد و ( { من } ) شرطية موضع مبتدأ والفاء جواب الشرط فأما ( ن ) الثانية فالمشهور فتحها وفيها أوجه أحدها أنها بدل من الأولى وهذا ضعيف لوجهين أحدهما أن الفاء التي معها تمنع من ذلك والحكم بزيادتها ضعيف والثاني أن جعلها بدلاً يوجب سقوط جواب ( { من } ) من الكلام والوجه الثاني أنها كررت توكيداً كقوله تعالى ( { ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة } ) ثم قال ( { إن ربك من بعدها } ) والفاء على هذا جواب الشرط والثالث أن ( ن ) هاهنا مبتدأ والخبر محذوف أي فلهم أن لهم والرابع أن تكون خبر مبتدأ محذوف أي فجزاؤهم أن لهم أو فالواجب ان لهم ويقرأ بالكسر على الاستئناف
____________________
(2/17)
قوله تعالى ( { أن تنزل } ) في موضع نصب بيحذر على أنها متعدية بنفسها ويجوز أن يكون بحرف الجر أي من أن تنزل فيكون موضعه نصباً أو جراً على ما ذكرنا من اختلافهم في ذلك
قوله تعالى ( { أبالله } ) الباء متعلقة ب ( { يستهزؤون } ) وقد قدم معمول خبر كان عليها فيدل على جواز تقديم خبرها عليها
قوله تعالى ( { بعضهم من بعض } ) مبتدأ وخبر أي بعضهم من جنس بعض في النفاق ( { يأمرون بالمنكر } ) مستأنف مفسر لما قبلها
قوله تعالى ( { كالذين } ) الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف وفي الكلام حذف مضاف تقديره وعدا كوعد الذين ( { كما استمتع } ) أي استمتاعاً كاستمتاعهم ( { كالذي خاضوا } ) الكاف في موضع نصب أيضاً وفي ( لذي ) وجهان أحدهما أنه جنس والتقدير خوضاً كخوض الذين خاضوا وقد ذكر مثله في قوله تعالى ( { مثلهم كمثل الذي استوقد } ) والثاني أن ( لذي ) هنا مصدرية أي كخوضهم وهو نادر
قوله تعالى ( { قوم } ) نوح هو بدل من الذين
قوله تعالى ( { ورضوان من الله } ) مبتدأ و ( { أكبر } ) خبره
قوله تعالى ( { واغلظ عليهم ومأواهم جهنم } إن قيل كيف حسنت الواو هنا والفاء أشبه بهذا الموضع ففيه ثلاثة أجوبة أحدها أنها واو الحال والتقدير افعل ذلك في حال استحقاقهم جهنم وتلك الحال حال كفرهم ونفاقهم والثاني أن الواو جيء بها تنبيهاً على إرادة فعل محذوف تقديره واعلم أن مأواهم جهنم والثالث أن الكلام محمول على المعنى والمعنى أنه قد اجتمع لهم عذاب الدنيا بالجهاد والغلظة وعذاب الاخرة بجعل جهنم مأوى لهم
قوله تعالى ( { ما قالوا } ) هو جواب قسم ويحلفون قائم مقام القسم
قوله تعالى ( { وما نقموا إلا أن أغناهم الله } أن وما عملت فيه مفعول نقموا أي وما كرهوا الا إغناء الله إياهم وقيل هو مفعول من أجله والمفعول به محذوف أي ما كرهوا الايمان الا ليغنوا
قوله تعالى ( { لئن آتانا من فضله } ) فيه وجهان أحدهما تقديره عاهد فقال لئن آتانا والثاني أن يكون عاهد بمعنى قال إذا العهد قول
____________________
(2/18)
قوله تعالى ( { الذين يلمزون } ) مبتدأ و ( { من المؤمنين } ) حال من الضمير في ( { المطوعين } ) و ( { في } ) الصدقات متعلق بيلمزون ولا يتعلق بالمطوعين لئلا يفصل بينهما بأجنبي ( { والذين لا يجدون } ) معطوف على الذين يلمزون وقيل على المطوعين أي ويلمزون الذين لا يجدون وقيل هو معطوف على المؤمنين وخبر الاول على هذه الوجوه فيه وجهان أحدهما ( { فيسخرون } ) ودخلت الفاء لما في الذين من الشبه بالشرط والثاني أن الخبر ( { سخر الله منهم } ) وعلى هذا المعنى يجوز أن يكون الذين يلمزون في موضع نصب بفعل محذوف يفسر سخر تقديره عاب الذين يلمزون وقيل الخبر محذوف تقديره منهم الذين يلمزون
قوله تعالى ( { سبعين مرة } ) هو منصوب على المصدر والعدد يقوم مقام المصدر كقولهم ضربته عشرين ضربة
قوله تعالى ( { بمقعدهم } ) أي بقعودهم و ( { خلاف } ) ظرف بمعنى خلف ( { رسول الله } ) أي بعده والعامل فيه مقعد ويجوز أن يكون العامل فرح وقيل هو مفعول من أجله فعلى هذا هو مصدر أي لمخالفته والعامل المقعد أو فرح وقيل هو منصوب على المصدر بفعل دل عليه الكلام لأن مقعدهم عنه تخلف
قوله تعالى ( { قليلا } ) أي ضحكاً قليلاً أو زمناً قليلاً و ( { جزاء } ) مفعول له أو مصدر على المعنى
قوله تعالى ( { فإن رجعك الله } ) هي متعدية بنفسها ومصدرها رجع وتأتي لازمة ومصدرها الرجوع
قوله تعالى ( { منهم } ) صفة لأحد و ( { مات } ) صفة أخرى ويجوز أن يكون منهم حالا من الضمير في مات ( { أبدا } ) ظرف لتصل
قوله تعالى ( { أن آمنوا } ) أي آمنوا والتقدير يقال فيها آمنوا وقيل إن هنا مصدرية تقديره أنزلت بأن آمنوا أي بالايمان
قوله تعالى ( { مع الخوالف } ) هو جمع خالفة وهي المرأة وقد يقال للرجل خالف وخالفة ولا يجمع المذكر على خوالف
قوله تعالى ( { وجاء المعذرون } ) يقرأ على وجوه كثيرة قد ذكرناها في قوله ( { بألف من الملائكة مردفين } )
____________________
(2/19)
قوله تعالى ( { إذا نصحوا } ) العامل فيه معنى الكلام أي لا يخرجون حينئذ
قوله تعالى ( { ولا على الذين } ) هو معطوف على الضعفاء فيدخل في خبر ليس وإن شئت عطفته على المحسنين فيكون المبتدأ من سبيل ويجوز أن يكون المبتدأ محذوفاً أي ولا على الذين إلى تمام الصلة حرج أو سبيل وجواب إذا ( { تولوا } ) وفيه كلام قد ذكرناه عند قوله ( { كلما دخل عليها زكريا } ) وأعينهم تفيض الجملة في موضع الحال و ( { من الدمع } ) مثل الذي في المائدة و ( { حزنا } ) مفعول له أو مصدر في موضع الحال أو منصوب على المصدر بفعل دل عليه ما قبله ( { ألا يجدوا } ) يتعلق بحزن وحرف الجر محذوف ويجوز أن يتعلق بتفيض
قوله تعالى ( { رضوا } ) يجوز أن يكون مستأنفاً وأن يكون حالا وقد معه مرادة
قوله تعالى ( { قد نبأنا الله } ) هذا الفعل قد يتعدى إلى ثلاثة أولها ( ا ) والاثنان الاخران محذوفان تقديره أخباراً من أخباركم مثبتة و ( { من أخباركم } ) تنبيه على المحذوف وليست ( { من } ) زائدة إذ لو كانت زائدة لكانت مفعولاً ثانياً والمفعول الثالث محذوف وهو خطأ لأن المفعول الثاني إذا ذكر في هذا الباب لزم ذكر الثالث وقيل ( { من } ) بمعنى عن
قوله تعالى ( { جزاء } ) مصدر أي يجزون بذلك جزاء أو هو مفعوله له
قوله تعالى ( { وأجدر ألا يعلموا } ) أي بأن لايعلموا
قوله تعالى ( { بكم الدوائر } ) يجوز أن تتعلق الباء بيتربص وأن يكون حالا من الدوائر ( { دائرة السوء } ) يقرأ بضم السين وهو الضرر وهو مصدر في الحقيقة يقال سؤته سوءاً ومساءة ومسائية ويقرأ بفتح السين وهو الفساد والرداءة
قوله تعالى ( { قربات } ) هو مفعول ثان ليتخذ و ( { عند الله } ) صفة لقربات أو ظرف ليتخذ أو لقربات ( { وصلوات الرسول } ) معطوف على ما ينفق تقديره وصلوات الرسول قربات و ( { قربة } ) بسكون الراء وقرىء بضمها على الاتباع
قوله تعالى ( { والسابقون } ) يجوز أن يكون معطوفاً على قوله ( { من يؤمن } ) تقديره ومنهم السابقون ويجوز أن يكون مبتدأ وفي الخبر ثلاثة أوجه أحدها ( { الأولون } ) والمعنى والسابقون إلى الهجرة الاولون من أهل الملة أو والسابقون إلى الجنة الاولون إلى الهجرة والثاني الخبر ( { من المهاجرين والأنصار } ) والمعنى فيه الإعلام بأن السابقين من هذه الامة هم من المهاجرين والانصار والثالث أن
____________________
(2/20)
الخبر ( { رضي الله عنهم } ) ويقرأ والانصار بالرفع على أن يكون معطوفاً على السابقون أو يكون مبتدأ والخبر رضي الله عنهم وذلك على الوجهين الاولين وبإحسان حال من ضمير الفاعل في اتبعوهم ( { تجري تحتها } ) ومن تحتها والمعنى فيهما واضح
قوله تعالى ( { وممن } ) من بمعنى الذي و ( { منافقون } ) مبتدأ وما قبله الخبر و ( { مردوا } ) صفة لمبتدأ محذوف تقديره ومن أهل المدينة قوم مردوا وقيل مردوا صفة لمنافقون وقد فصل بينهما ومن أهل المدينة خبر مبتدأ محذوف تقديره من أهل المدينة قوم كذلك ( { لا تعلمهم } ) صفة أخرى مثل مردوا وتعلمهم بمعنى تعرفهم فهي تتعدى إلى مفعول واحد
قوله تعالى ( { وآخرون اعترفوا } ) هو معطوف على منافقون ويجوز أن يكون مبتدأ واعترفوا صفته و ( { خلطوا } ) خبره ( { وآخر سيئا } ) معطوف على عملاً ولو كان بالباء جاز أن تقول خلطت الحنطة والشعير وخلطت الحنطة بالشعير ( { عسى الله } ) الجملة مستأنفة وقيل خلطوا حال وقد معه مرادة أي اعترفوا بذنوبهم قد خلطوا وعسى الله خبر المبتدأ
قوله تعالى ( { خذ من أموالهم } ) يجوز أن تكون من متعلقة بخذ وأن تكون حالا من ( { صدقة تطهرهم } ) في موضع نصب صفة لصدقة ويجوز أن يكون مستأنفاً والتاء للخطاب أي تطهرهم أنت ( { وتزكيهم } ) التاء للخطاب لا غير لقوله ( { بها } ) ويجوز أن يكون ( { تطهرهم وتزكيهم بها } ) في موضع نصب صفة لصدقة مع قولنا إن التاء فيهما للخطاب لأن قوله تطهرهم تقديره بها ودل عليه بها الثانية وإذا كان فيهما ضمير الصدقة جاز أن يكون صفة لها ويجوز أن تكون الجملة حالا من ضمير الفاعل في خذ
قوله تعالى ( { إن صلاتك } ) يقرأ بالافراد والجمع وهما ظاهران و ( { سكن } ) بمعنى مسكون إليها فلذلك لم يؤنثه وهو مثل القبض بمعنى المقبوض
قوله تعالى ( { هو يقبل } ) هو مبتدأ ويقبل الخبر ولا يجوز أن يكون هو فصلا لأن يقبل ليس بمعرفة ولا قريب منها
قوله تعالى ( { وآخرون مرجون } ) هو معطوف على وآخرون اعترفوا ومرجون بالهمز على الأصل وبغير همز وقد ذكر أصله في الاعراف ( { إما يعذبهم } ) وإما يتوب عليهم ) إما هاهنا للشك والشك راجع إلى المخلوق وإذا كانت
____________________
(2/21)
إما للشك جاز أن يليها الاسم وجاز أن يليها الفعل فإٍ ن كانت للتخيير ووقع الفعل بعدها كانت معه أن كقوله إما أن تلقى وقد ذكر
قوله تعالى ( { والذين اتخذوا } ) يقرأ بالواو وفيه وجهان أحدهما هو معطوف على وآخرون مرجون أي ومنهم الذين اتخذوا والثاني هو مبتدأ والخبر أفمن أسس بنيانه أي منهم فحذف العائد للعلم به ويقرأ بغير واو وهو مبتدأ والخبر أفمن أسس على ما تقدم ( { ضرارا } ) يجوز أن يكون مفعولاً ثانياً لاتخذوا وكذلك ما بعده وهذه المصادر كلها واقعة موضع اسم الفاعل أي مضراً ومفترقاً ويجوز أن تكون كلها مفعولاً له
قوله تعالى ( { لمسجد } ) اللام لام الابتداء وقيل جواب قسم محذوف و ( { أسس } ) نعت له و ( { من أول } ) يتعلق بأسس والتقديرعند بعض البصريين من تأسيس أول يوم لأنهم يرون أن ( { من } ) لا تدخل على الزمان وإنما ذلك لمنذ وهذا ضعيف هاهنا لأن التأسيس المقدر ليس بمكان حتى تكون ( { من } ) لابتداء غايته ويدل على جواز دخول ( { من } ) على الزمان ما جاء في القرآن من دخولها على قبل التي يراد بها الزمان وهو كثير في القرآن وغيره والخبر ( { أحق أن تقوم } ) و ( { فيه } ) الأولى تتعلق بتقوم والتاء لخطاب رسول الله ( { فيه رجال } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها هو صفة لمسجد جاءت بعد الخبر والثاني أن الجملة حال من الهاء في فيه الأولى والعامل فيه تقوم والثالث هي مستأنفة
قوله تعالى ( { على تقوى } ) يجوز أن يكون في موضع الحال من الضمير في أسس أي على قصد التقوى والتقدير قاصداً ببنيانه التقوى ويجوز أن يكون مفعولاً لأسس ( { جرف } ) بالضم والاسكان وهما لغتان وفي ( { هار } ) وجهان أحدهما أصله هور أو هير على فعل فلما تحرك حرف العلة وانفتح ما قبله قلب ألفاً وهذا يعرف بالنصب والرفع والجر مثل قولهم كبش صاف أي صوف ويوم راح أي روح والثاني أن يكون أصله هاورا أو هايرا ثم أخرت عين الكلمة فصارت بعد الراء وقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها ثم حذفت لسكونها وسكون التنوين فوزنه بعد القلب قالع وبعد الحذف قال وعين الكلمة واو أو ياء يقال تهور البناء وتهير ( { فانهار به } ) به هنا حال أي فانهار وهو معه
____________________
(2/22)
قوله تعالى ( { بأن لهم الجنة } ) الباء هنا للمقابلة والتقدير باستحقاقهم الجنة ( { يقاتلون } ) مستأنف ( { فيقتلون ويقتلون } ) هو مثل الذي في آخر آل عمران في وجوه القراءة ( { وعدا } ) مصدر أي وعدهم بذلك وعداً و ( { حقا } ) صفته
قوله تعالى ( { التائبون } ) يقرأ بالرفع اي هم التائبون ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر ( { الآمرون بالمعروف } ) وما بعده وهو ضعيف ويقرأ بالياء على إضمار أعنى أو أمدح ويجوز أن يكون مجروراً صفة للمؤمنين ( { والناهون عن المنكر } ) إنما دخلت الواو في الصفة الثامنة إيذاناً بأن السبعة عندهم عدد تام ولذلك قالوا سبع في ثمانية أي سبع إذرع في ثمانية أشبار وإنما دلت الواو على ذلك لأن الواو تؤذن بأن ما بعدها غير ما قبلها ولذلك دخلت في باب عطف النسق
قوله تعالى ( { من بعد ما كاد يزيغ قلوب فريق منهم } ) في فاعل كاد ثلاثة أوجه أحدها ضمير الشأن والجملة بعده في موضع نصب والثاني فاعله مضمر تقديره من بعد ما كاد القوم والعائد على هذا الضمير في منهم والثالث فاعلها القلوب ويزيغ في نية التأخير وفيه ضمير فاعل وإنما يحسن ذلك على القراءة بالتاء فأما على القراءة بالياء فيضعف أصل هذا التقدير وقد بيناه في قوله ( { ما كان يصنع فرعون } )
قوله تعالى ( { وعلى الثلاثة } ) إن شئت عطفته على النبي أي تاب على النبي وعلى الثلاثة وإن شئت على عليهم أي ثم تاب عليهم وعلى الثلاثة ( { لا ملجأ من الله } ) خبر ( { لا } ) من الله ( { إلا إليه } ) استثناء مثل لا إله الا الله
قوله تعالى ( { موطئا } ) يجوز أن يكون مكاناً فيكون مفعولاً به وأن يكون مصدراً مثل الموعد
قوله تعالى ( { فرقة منهم } ) يجوز أن يكون منهم صفة لفرقة وأن يكون حالا من ( { طائفة } )
قوله تعالى ( { غلظة } ) يقرأ بكسر الغين وفتحها وضمها وكلها لغات
قوله تعالى ( { هل يراكم } ) تقديره يقولون هل يراكم
قوله تعالى ( { عزيز عليه } ) فيه وجهان أحدهما هو صفة لرسول وما مصدرية موضعها رفع بعزيز والثاني أن ( { ما عنتم } ) مبتدأ وعزيز عليه خبر مقدم والجملة صفة لرسول ( { بالمؤمنين } ) يتعلق ب ( { رؤوف } )
____________________
(2/23)
سورة يونس عليه السلام
قد تقدم القول على الحروف المقطعة في أول البقرة والاعراف ويقاس الباقي عليهما و ( { الحكيم } ) بمعنى المحكم وقيل هو بمعنى الحاكم
قوله تعالى ( ) اسم كان وخبرها عجبا وللناس حال من عجب لأن التقدير أكان عجبا للناس وقيل هو متعلق بكان وقيل هو يتعلق بعجب على التبيين وقيل عجب هنا بمعنى معجب والمصدر اذا وقع موقع اسم مفعول أو فاعل جاز أن يتقدم معموله عليه كاسم المفعول ( { أن أنذر الناس } ) يجوز أن تكون أن مصدرية فيكون موضعها نصباً بأوحينا وأن تكون بمعنى أي فلا يكون لها موضع
قوله تعالى ( { يدبر الأمر } ) يجوز أن يكون مستأنفاً وأن يكون خبراً ثانياً وأن يكون حالا
قوله تعالى ( { وعد الله } ) هو منصوب على المصدر بفعل دل عليه الكلام وهو قوله ( { إليه مرجعكم } ) لأن هذا وعد منه سبحانه بالبعث و ( { حقا } ) مصدر آخر تقديره حق ذلك حقاً ( { إنه يبدأ } ) الجمهور على كسر الهمزة على الاستئناف وقرىء بفتحها والتقدير حق أنه يبدأ فهو فاعل ويجوز أن يكون التقدير لأنه يبدأ وماضي يبدأ بدأ وفيه لغة أخرى أبدأ ( { بما كانوا } ) في موضع رفع صفة أخرى لعذاب ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف
قوله تعالى ( { جعل الشمس ضياء } ) مفعولان ويجوز أن يكون ضياء حالا وجعل بمعنى خلق والتقدير ذات ضياء وقيل الشمس هي الضياء والياء منقلبة عن واو لقولك ضوء والهمزة أصل ويقرأ بهمزتين بينهما ألف والوجه فيه أن يكون أخر الياء وقدم الهمزة فلما وقعت الياء ظرفاً بعد ألف زائدة قلبت همزة عند قوم وعند آخرين قلبت ألفاً ثم قلبت الألف همزة لئلا يجتمع ألفان ( { والقمر نورا } ) أي ذا نور وقيل المصدر بمعنى فاعل أي منيراً ( { وقدره منازل } ) أي وقدر له فحذف حرف الجر وقيل التقدير قدره ذا منازل وقدر على هذا متعدية إلى مفعولين لأن معناه جعل وصير ويجوز أن يكون قدر متعدياً إلى واحد بمعنى خلق ومنازل حال أي منتقلاً
____________________
(2/24)
قوله تعالى ( { إن الذين لا يرجون } ) خبر إن ( { أولئك مأواهم النار } ) فأولئك مبتدأ ومأواهم مبتدأ ثان والنار خبره والجملة خبر أولئك ( { بما كانوا } ) الباء متعلقة بفعل محذوف دل عليه الكلام أي جوزوا بما كانوا يكسبون
قوله تعالى ( { تجري من تحتهم } ) يجوز أن يكون مستأنفاً وأن يكون حالا من ضمير المفعول في يهديهم والمعنى يهديهم في الجنة إلى مراداتهم في هذه الحال ( { في جنات } ) يجوز أن يتعلق بتجري وأن يكون حالا من الانهار وأن يكون متعلقاً بيهدي وأن يكون حالا من ضمير المفعول في يهدي وأن يكون خبراً ثانياً لإٍ ن
قوله تعالى ( { دعواهم } ) مبتدأ سبحانك منصوب على المصدر وهو تفسير الدعوى لأن المعنى قولهم سبحانك اللهم و ( { فيها } ) متعلق بتحية ( { أن الحمد } ) أن مخففة من الثقيلة ويقرأ أن بتشديد النون وهي مصدرية والتقدير آخر دعواهم حمد الله
قوله تعالى ( { الشر } ) هو مفعول يعجل و ( { استعجالهم } ) تقديره تعجيلاً مثل استعجالهم فحذف المصدر وصفته المضافة وأقام المضاف إليه مقامهما وقال بعضهم هو منصوب على تقدير حذف حرف الجر أي كاستعجالهم وهو بعيد إذ لو جاز ذلك لجاز زيد غلام عمرو اى كغلام عمرو وبهذا ضعفه جماعة وليس بتضعيف صحيح إذ ليس في المثال الذي ذكر فعل يتعدى بنفسه عند حذف الجار وفي الاية فعل يصح فيه ذلك وهو قوله ( { يعجل } فنذر ) هو معطوف على فعل محذوف تقديره ولكن نمهلهم فنذر ولا يجوز أن يكون معطوفاً على يعجل إذ لو كان كذلك لدخل في الامتناع الذي تقتضيه لو وليس كذلك لأن التعجيل لم يقع وتركهم في طغيانهم وقع
قوله تعالى ( { لجنبه } ) في موضع الحال أي دعانا مضجعاً ومثله ( { قاعدا أو قائما } ) وقيل العامل في هذه الاحوال مس وهوضعيف لأمرين أحدهما أن الحال على هذا واقعة بعد جواب ( { إذا } ) وليس بالوجه والثاني أن المعنى كثرة دعائه في كل أحواله لا على أن الضر يصيبه في كل أحواله وعليه جاءت آيات كثيرة في القرآن ( { كأن لم يدعنا } ) في موضع الحال من الفاعل في مر ( { إلى ضر } ) أي إلى كشف ضر واللام في ( { لجنبه } ) على أصلها عند البصريين والتقدير دعانا ملقياً لجنبه
قوله تعالى ( { من قبلكم } ) متعلق بأهلكنا وليس بحال من القرون لأنه زمان
____________________
(2/25)
و ( { جاءتهم رسلهم } ) يجوز أن يكون حالا أي وقد جاءتهم ويجوز أن يكون معطوفاً على ظلموا
قوله تعالى ( { لننظر } ) يقرأ في الشاذ بنون واحدة وتشديد الظاء ووجهها أن النون الثانية قلب ظاء وأدغمت
قوله تعالى ( { ولا أدراكم به } ) هو فعل ماض من دريت والتقدير لو شاء الله لما أعلمكم بالقرآن ويقرأ ولأدراكم به على الاثبات والمعنى ولو شاء الله لأعلمكم به بلا واسطة ويقرأ في الشاذ ( / < ولا أدرأكم به > / ) بالهمزة مكان الألف قيل هي لغة لبعض العرب يقلبون الألف المبدلة من ياء همزة وقيل هو غلط لأن قارئها ظن أنه من الدرء وهو الدفع وقيل ليس بغلط والمعنى ولو شاء الله لدفعكم عن الايمان به ( { عمرا } ) ينتصب نصب الظروف أي مقدار عمر أو مدة عمر
قوله تعالى ( { ما لا يضرهم } ) ( { ما } ) بمعنى الذي ويراد بها الاصنام ولهذا قال تعالى ( { هؤلاء شفعاؤنا } ) فجمع حملاً على معنى ( { ما } )
قوله تعالى ( { وإذا أذقنا } ) جواب ( { إذا } ) الأولى ( { إذا } ) الثانية والثانية للمفاجأة والعامل في الثانية الاستقرار الذي في ( { لهم } ) وقيل ( { إذا } ) الثانية زمانية أيضاً والثانية وما بعدها جواب الأولى
قوله تعالى ( { يسيركم } ) يقرأ بالسين من السير وينشركم من النشر أي يصرفكم ويبثكم ( { وجرين بهم } ) ضمير الغائب وهو رجوع من الخطاب إلى الغيبة ولو قال بكم لكان موافقاً لكنتم وكذلك ( { فرحوا } ) وما بعده ( { جاءتها } ) الضمير للفلك وقيل للريح
قوله تعالى ( { إذا هم } ) هو جواب لما وهي للمفاجأة كالتي يجاب بها الشرط ( { بغيكم } ) مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما ( { على أنفسكم } ) وعلى متعلقة بمحذوف أي كائن لا بالمصدر لأن الخبر لا يتعلق بالمبتدأ ف ( { متاع } ) على هذا خبر مبتدأ محذوف أي هو متاع أو خبر بعد خبر والثاني أن الخبر متاع وعلى أنفسكم متعلق بالمصدر ويقرأ متاع بالنصب فعلى هذا على أنفسكم خبر المبتدأ ومتاع منصوب على المصدر أي يمتعكم بذلك متاع وقيل هو مفعول به والعامل فيه بغيكم ويكون البغي هنا بمعنى الطلب أي طلبكم على أنفسكم متاع الحياة الدنيا فعلى هذا على أنفسكم ليس بخبر لأن المصدر لا يعمل فيما بعد خبره بل على أنفسكم
____________________
(2/26)
متعلق بالمصدر والخبر محذوف تقديره طلبكم متاع الحياة الدنيا ضلال ونحو ذلك ويقرأ متاع بالجر على أنه نعت للأنفس والتقدير ذوات متاع ويجوز أن يكون المصدر بمعنى اسم الفاعل أي ممتعات الدنيا ويضعف أن يكون بدلاً إذ قد أمكن أن يجعل صفة
قوله تعالى ( { فاختلط به نبات الأرض } ) الباء للسبب أي اختلط النبات بسبب اتصال الماء به وقيل المعنى خالطه نبات الارض أي اتصل به فرباه و ( { مما يأكل } ) حال من النبات ( { وازينت } ) أصله تزينت ثم عمل فيه ما ذكرنا في ( { فادارأتم فيها } ) ويقرأ بفتح الهمزة وسكون الزاي وياء مفتوحة بعدها خفيفة النون والياء أي صارت ذات زينة كقولك أجرب الرجل إذا صار ذا إبل جربي وصحح الياء والقياس أن تقلب ألفاً ولكن جاء مصححاً كما جاء استحوذ ويقرأ و ( / < ازيأنت > / ) بزاي ساكنة خفيفة بعدها ياء مفتوحة بعدها همزة بعدها نون مشددة والأصل وازيانت مثل احمارت ولكن حرك الألف فانقلبت همزة كما ذكرنا في الضالين ( { تغن بالأمس } ) قرىء في الشاذ ( / < تتغن > / بتاءين ) وهو في القراءة المشهورة والامس هنا يراد به للزمان الماضي لا حقيقة أمس الذي قبل يومك وإذا أريد به ذلك كان معرباً وكان بلا ألف ولام ولا إضافة نكرة
قوله تعالى ( { ولا يرهق وجوههم } ) الجملة مستأنفة ويجوز أن يكون حالا والعامل فيها الاستقرار في الذين أي استقرت لهم الحسنى مضموناً لهم السلامة ونحو ذلك ولا يجوز أن يكون معطوفاً على الحسنى لأن الفعل إذا عطف على المصدر احتاج إلى أن ذكراً أو تقديراً وإن غير مقدرة لأن الفعل مرفوع
قوله تعالى ( { والذين كسبوا } ) مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما هو قوله ( { ما لهم من الله من عاصم } ) أو قوله ( { كأنما أغشيت } ) أو قوله ( { أولئك أصحاب } ) ويكون ( { جزاء سيئة بمثلها } ) معترضاً بين المبتدأ وخبره والثاني الخبر جزاء سيئة وجزاء مبتدأ وفي خبره وجهان أحدهما بمثلها والباء زائدة كقوله وجزاء سيئة سيئة مثلها ويجوز أن تكون غير زائدة والتقدير جزاء سيئة مقدر بمثلها والثاني أن تكون الباء متعلقة بجزاء والخبر محذوف أي وجزاء سيئة بمثلها واقع ( { وترهقهم ذلة } ) قيل هو معطوف على كسبوا وهو ضعيف لأن المستقبل لا يعطف على الماضي وإن قيل هو بمعنى الماضي فضعيف أيضاً وقيل الجملة حال ( { قطعا } ) يقرأ بفتح الطاء وهو جمع قطعة وهو مفعول ثان لأغشيت و ( { من } )
____________________
(2/27)
الليل صفة لقطع و ( { مظلما } ) حال من الليل وقيل من قطعاً أو صفة لقطعاً وذكره لأن القطع في معنى الكثير ويقرأ بسكون الطاء فعلى هذا يكون مظلماً صفة لقطع أو حالا منه أو حالا من الضمير في من أو حالا من الليل
قوله تعالى ( { مكانكم } ) هو ظرف مبني لوقوعه موقع الامر أي الزموا وفيه ضمير فاعل و ( { أنتم } ) توكيد له والكاف والميم في موضع جر عند قوم وعند آخرين الكاف للخطاب لا موضع لها كالكاف في إياكم ( { وشركاؤكم } ) عطف على الفاعل ( { فزيلنا } ) عن الكمة واواً لأنه من زال يزول وإنما قلبت ياء لأن وزن الكلمة فيعل أي زيولنا مثل بيطر وبيقر فلما اجتمعت الياء والواو على الشرط المعروف قلبت ياء وقيل هو من زلت الشيء أزيله فعينه على هذا ياء فيحتمل على هذا أن تكون فعلنا وفيعلنا
قوله تعالى ( { هنالك تبلو } ) يقرأ بالباء أي تختبر عملها ويقرأ بالتاء أي تتبع أو تقرأ في الصحيفة
قوله تعالى ( { أنهم لا يؤمنون } ) أن وما عملت فيه في موضع رفع بدلاً من كلمة أو خبر مبتدأ محذوف أو في موضع نصب أي لأنهم أو في موضع جر على إعمال اللام محذوفة
قوله تعالى ( { أم من لا يهدي } ) فيها قراءات قد ذكرنا مثلها في قوله ( { يخطف أبصارهم } ) ووجهناها هناك وأما ( { إلا أن يهدى } ) فهو مثل قوله ( { إلا أن يصدقوا } ) وقد ذكر في النساء وله نظائر قد ذكرت أيضاً ( { فما لكم } ) مبتدأ وخبره أي أي شيء لكم في الاشراك و ( { كيف تحكمون } ) مستأنف أي كيف تحكمون بأن له شريكاً
قوله تعالى ( { لا يغني من الحق شيئا } ) في موضع المصدر أي إغناء ويجوز أن يكون مفعولاً ليغني ومن الحق حال منه
قوله تعالى ( { وما كان هذا القرآن } ) هذا اسم كان والقرآن نعت له أو عطف بيان و ( { أن يفترى } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها أنه خبر كان أي وما كان القرآن افتراء والمصدر هنا بمعنى المفعول أي مفترى والثاني التقدير ما كان القرآن ذا افتراء والثالث أن ( { إن } ) خبر كان محذوف والتقدير ما كان هذا القرآن ممكناً أن يفترى وقيل التقدير لأن يفترى و ( { تصديق } ) مفعول له اي ولكن أنزل للتصديق وقيل التقدير ولكن كان التصديق الذي أي مصدق الذي
____________________
(2/28)
( { وتفصيل الكتاب } ) مثل تصديق ( { لا ريب فيه } ) يجوز أن يكون حالا من الكتاب والكتاب مفعول في المعنى ويجوز أن يكون مستأنفاً ( { من رب العالمين } ) يجوز أن يكون حالا أخرى وأن يكون متعلقاً بالمحذوف أي ولكن أنزل من رب العالمين
قوله تعالى ( { كيف كان } ) كيف خبر كان و ( { عاقبة } ) اسمها
قوله تعالى ( { من يستمعون إليك } ) الجمع محمول على معنى ( { من } ) والافراد في قوله تعالى ( { من ينظر } محمول على لفظها
قوله تعالى ( { لا يظلم الناس شيئا } ) يجوز أن يكون مفعولاً أي لا ينقصهم شيئاً وأن يكون في موضع المصدر
قوله تعالى ( { كأن لم يلبثوا } ) الكلام كله في موضع الحال والعامل فيه يحشرهم وكأن هاهنا مخففة من الثقيلة واسمها محذوف أي كأنهم و ( { ساعة } ) ظرف ليلبثوا و ( { من النهار } ) نعت لساعة وقيل كأن لم صفة اليوم والعائد محذوف أي لم يلبثوا قبله وقيل هو نعت لمصدر محذوف أي حشراً كأن لم يلبثوا قبله والعامل في يوم إذكر ( { يتعارفون } ) حال أخرى والعامل فيها يحشرهم وهي حال مقدرة لأن التعارف لا يكون حال ( { قد خسر } ) يجوز أن يكون مستأنفاً ويجوز أن يكون التقدير يقولون قد خسر والمحذوف حال من الضمير في يتعارفون
قوله تعالى ( { ثم الله شهيد } ) ثم هاهنا غير مقتضية ترتيباً في المعنى وإنما رتبت الاخبار بعضها على بعض كقولك زيد عالم ثم هو كريم
قوله تعالى ( { ماذا يستعجل } ) قد ذكرنا في ماذا في البقرة عند قوله تعالى ( { ماذا ينفقون } ) قولين وهما مقولان هاهنا وقيل فيها قول ثالث وهو أن تكون ( { ماذا } ) اسماً واحداً مبتدأ ويستعجل منه الخبر وقد ضعف ذلك من حيث إن الخبر هاهنا جملة من فعل وفاعل ولا ضمير فيه يعود على المبتدأ ورد هذا للقول بأن العائد الهاء في منه فهو كقولك زيد أخذت منه درهماً
قوله تعالى ( { الآن } ) فيها كلام قد ذكر مثله في البقرة والناصب لها محذوف تقديره آمنتم الان
قوله تعالى ( { أحق هو } ) مبتدأ وهو مرفوع به ويجوز أن يكون هو مبتدأ وأحق الخبر وموضع الجملة نصب بيستنبئونك و ( { أي } ) بمعنى نعم
____________________
(2/29)
قوله تعالى ( { وأسروا الندامة } ) مستأنف وهو حكاية ما يكون في الآخرة وقيل هو بمعنى المستقبل وقيل قد كان ذلك في الدنيا
قوله تعالى ( { وشفاء } ) هو مصدر في معنى الفاعل أي وشاف وقيل هو في معنى المفعول أي المشفى به
قوله تعالى ( { فبذلك } ) الفاء الأولى مرتبطة بما قبلها والثانية بفعل محذوف تقديره فليعجبوا بذلك فليفرحوا كقولهم زيداً فاضربه اي تعمد زيداً فاضربه وقيل الفاء الأولى زائدة والجمهور على الياء وهو أمر للغائب وهو رجوع من الخطاب إلى الغيبة ويقرأ بالتاء على الخطاب كالذي قبله
قوله تعالى ( { أرأيتم } ) قد ذكر في الانعام ( { الله } ) مثل آلذكرين وقد ذكر في الانعام
قوله تعالى ( { في شأن } ) خبر كان ( { وما تتلو } ) ما نافية و ( { منه } ) أي من الشأن أي من أجله و ( { من قرآن } ) مفعول تتلو ومن زائدة ( { إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون } ) ظرف لشهوداً ( { من مثقال } ) في موضع رفع بيعزب ويعزب بضم الزاي وكسرها لغتان وقد قرىء بهما ( { ولا أصغر من ذلك ولا أكبر } ) بفتح الراء في موضع جر صفة لذرة أو لمثقال على اللفظ ويقرآن بالرفع حملاُ على موضع من مثقال والذي في سبأ يذكر في موضعه إن شاء الله تعالى ( { إلا في كتاب } ) أي الا هو في كتاب والاستثناء منقطع
قوله تعالى ( { الذين آمنوا } ) يجوز أن يكون مبتدأ وخبره ( { لهم البشرى } ) ويجوز أن يكون خبراً ثانياً لأن أو خبر ابتداء محذوف أي هم الذين ويجوز أن يكون منصوباً بإضمار أعنى أو صفة لأولياء بعد الخبر وقيل يجوز أن يكون في موضع جر بدلاً من الهاء والميم في عليهم
قوله تعالى ( { في الحياة الدنيا } ) يجوز أن تتعلق في بالبشرى وأن يكون حالا منها والعامل الاستقرار و ( { لا تبديل } ) مستأنف
قوله تعالى ( { إن العزة } ) هو مستأنف والوقف على ما قبله
قوله تعالى ( { وما يتبع } ) فيه وجهان أحدهما هي نافية ومفعول يتبع محذوف دل عليه قوله ( { إن يتبعون إلا الظن } ) و ( { شركاء } ) مفعول يدعون ولا يجوز أن يكون مفعول يتبعون لأن المعنى يصير إلى أنهم لم يتبعوا شركاء وليس كذلك والوجه الثاني أن تكون ( { ما } استفهاماُ ) في موضع نصب بيتبع
____________________
(2/30)
قوله تعالى ( { إن عندكم من سلطان } ) إن هاهنا بمعنى ( ا ) لا غير ( { بهذا } ) يتعلق بسلطان أو نعت له
قوله تعالى ( { متاع في الدنيا } خبر ) مبتدأ محذوف تقديره افتراؤهم أو حياتهم أو تقلبهم ونحو ذلك
قوله تعالى ( { إذ قال لقومه } إذ ) ظرف والعامل فيه نبأ ويجوز أن يكون حالا ( { فعلى الله } الفاء ) جواب الشرط والفاء في ( { فأجمعوا } ) عاطفة على الجواب وأجمعوا بقطع الهمزة من قولك أجمعت على الامر إذا عزمت عليه الا أنه حذف حرف الجر فوصل الفعل بنفسه وقيل هو متعد بنفسه في الأصل ومنه قول الحرث
أجمعوا أمرهم بليل فلما % أصبحوا أصبحت لهم ضوضاء
وأما ( { شركاءكم } ) فالجمهور على النصب وفيه أوجه أحدها هو معطوف على أمركم تقديره وأمر شركائكم فأقام المضاف إليه مقام المضاف والثاني هو مفعول معه تقديره مع شركائكم والثالث هو منصوب بفعل محذوف أي وأجمعوا شركاءكم وقيل التقدير وادعوا شركاءكم ويقرأ بالرفع وهو معطوف على الضمير في أجمعوا ويقرأ فاجمعوا بوصل الهمزة وفتح الميم والتقدير ذوي أمركم لأنك تقول جمعت القوم وأجمعت الامر ولا تقول جمعت الامر على هذا المعنى وقيل لا حذف فيه لأن المراد بالجمع هنا ضم بعض أمورهم إلى بعض ( { ثم اقضوا } ) إلى يقرأ بالقاف والضاد من قضيت الامر والمعنى اقضوا ما عزمتم عليه من الايقاع بي ويقرأ بفتح الهمزة والفاء والضاد والمصدر منه الافضاء والمعنى صلوا إلى ولام الكلمة واو يقال فضاً المكان يفضو إذا اتسع
قوله تعالى ( { من بعده } ) الهاء تعود على نوح عليه السلام ( { فما كانوا } ) الواو ضمير القوم والضمير في ( { كذبوا } ) يعود على قوم نوح والهاء في ( { به } ) لنوح والمعنى فما كان قوم الرسل الذين بعد نوح ليؤمنوا بالذي كذب به قوم نوح أي بمثله ويجوز أن تكون الهاء لنوح ولا يكون فيه حذف والمعنى فما كان قوم الرسل الذين بعد نوح ليؤمنوا بنوح عليه السلام
قوله تعالى ( { أتقولون للحق لما جاءكم } ) المحكى بيقول محذوف أي أتقولون له هو سحر ثم استأنف فقال ( { أسحر هذا } ) وسحر خبر مقدم وهذا مبتدأ
قوله تعالى ( { الكبرياء في الأرض } ) هو اسم كان ولكم خبر ها وفي الارض
____________________
(2/31)
ظرف للكبرياء منصوب بها أو بكان أو بالاستقرار في لكم ويجوز أن يكون حالا من الكبرياء أو من الضمير في لكم
قوله تعالى ( { ما جئتم به السحر } يقرأ بالاستفهام فعلى هذا تكون ( { ما } ) استفهاماً وفي موضعها وجهان أحدهما نصب بفعل محذوف موضعه بعد ما تقديره أي شيء أتيتم به وجئتم به يفسر المحذوف فعلى هذا في قوله السحر وجهان أحدهما هو خبر مبتدأ محذوف أي هو السحر والثاني أن يكون الخبر محذوفاً أي السحر هو والثاني موضعها رفع بالابتداء وجئتم به الخبر والسحر فيه وجهان أحدهما ما تقدم من الوجهين والثاني هو بدل من موضع ( { ما } ) كما تقول ما عندك أدينار أم درهم ويقرأ على لفظ الخبر وفيه وجهان أحدهما استفهام أيضاً في المعنى وحذفت الهمزة للعلم بها والثاني هو خبر في المعنى فعلى هذا تكون ( { ما } ) بمعنى الذي وجئتم به صلتها والسحر خبرها ويجوز أن تكون ( { ما } ) استفهاماً والسحر خبر مبتدأ محذوف
قوله تعالى ( { وملئهم } ) فيما يعود الهاء والميم إليه أوجه أحدها هو عائد على الذرية ولم تؤنث لأن الذرية قوم فهو مذكر في المعنى والثاني هو عائد على القوم والثالث يعود على فرعون وإنما جمع لوجهين أحدهما أن فرعون لما كان عظيماً عندهم عاد الضمير إليه بلفظ الجمع كما يقول العظيم نحن نأمر والثاني أن فرعون صار أسماً لأتباعه كما أن ثمود اسم للقبيلة كلها وقيل الضمير يعود على محذوف تقديره من آل فرعون وملائهم أي ملأ الآل وهذا عندنا غلط لأن المحذوف لا يعود إليه ضمير إذ لو جاز ذلك لجاز أن تقول زيد قاموا وأنت تريد غلمان زيد قاموا ( { أن يفتنهم } ) هو في موضع جر بدلاً من فرعون تقدير على خوف فتنة من فرعون ويجوز أن يكون في موضع نصب بخوف أي على خوف فتنة فرعون
قوله تعالى ( { أن تبوآ } ) يجوز أن تكون أن المفسرة ولا يكون لها موضع من الإعراب وأن تكون مصدرية فتكون في موضع نصب بأوحينا والجمهور على تحقيق الهمزة ومنهم من جعلها ياء وهي مبدلة من الهمزة تخفيفاً ( { لقومكما } ) فيه وجهان أحدهما اللام غير زائدة والتقدير اتخذ لقومكما بيوتاً فعلى هذا يجوز أن يكون لقومكما أحد مفعولي تبوآ وأن يكون حالا من البيوت والثاني اللام زائدة والتقدير بوئا قومكما بيوتاً أي أنزلاهم وتفعل وفعل بمعنى مثل علقها وتعلقها فأما قوله بمصر يجوز أن يتعلق بتبوآ وأن يكون حالا من البيوت
____________________
(2/32)
وأن يكون حالا من قومكما وأن يكون حالا من ضمير الفاعل في تبوآ وفيه ضعف ( { واجعلوا } ) ( { وأقيموا } ) إنما جمع فيهما لأنه أراد موسى وهارون صلوات الله عليهما وقومهما وأفرد في قوله ( { وبشر } ) لأنه أراد موسى عليه السلام وحده إذ كان هو الرسول وهارون وزيراً له فموسى عليه السلام هو الأصل
قوله تعالى ( { فلا يؤمنوا } ) في موضعه وجهان أحدهما النصب وفيه وجهان أحدهما هو معطوف على ليضلوا والثاني هو جواب الدعاء في قوله اطمس واشدد والقول الثاني موضعه جزم لأن معناه الدعاء كما تقول لا تعذبني
قوله تعالى ( { ولا تتبعان } ) يقرأ بتشديد النون والنون للتوكيد والفعل مبني معها والنون التي تدخل للرفع لا وجه لها هاهنا لأن الفعل هنا غير معرب ويقرأ بتخفيف النون وكسرها وفيه وجهان أحدهما أنه نهى أيضاً وحذف النون الأولى من الثقيلة تخفيفاً ولم تحذف الثانية لأنه لو حذفها لحذف نوناً محركة واحتاج إلى تحريك الساكنة وحذف الساكنة أقل تغيراً والوجه الثاني أن الفعل معرب مرفوع وفيه وجهان أحدهما هو خبر في معنى النهي كما ذكرنا في قوله ( { لا تعبدون } ) الا الله والثاني هو في موضع الحال والتقدير فاستقيماً غير متبعين
قوله تعالى ( { وجاوزنا ببني إسرائيل } ) الباء للتعدية مثل الهمزة كقولك أجزت الرجال البحر ( { بغيا وعدوا } ) مفعول من أجله أو مصدر في موضع الحال
قوله تعالى ( { الآن } العامل ) فيه محذوف تقديره أتؤمن الان
قوله تعالى ( { ببدنك } ) في موضع الحال أي عارياً وقيل بجسدك لا روح فيه وقيل بدرعك
قوله تعالى ( { مبوأ صدق } ) يجوز أن يكون مصدراً وأن يكون مكاناً
قوله تعالى ( { إلا قوم يونس } ) هو منصوب على الاستثناء المنقطع لأن المستثنى منه القرية وليست من جنس القوم وقيل هو متصل لأن التقدير فلولا كان أهل قرية ولو كان قد قرىء بالرفع لكانت الا فيه بمنزلة غير فيكون صفة
قوله تعالى ( { ماذا في السماوات } ) هو استفهام في موضع رفع بالابتداء و السموات الخبر وانظروا معلقة عن العمل ويجوز أن تكون بمعنى الذي وقد تقدم أصل ذلك ( { وما تغني } ) يجوز أن تكون استفهاماً في موضع نصب وأن تكون نفياً
قوله تعالى ( { كذلك حقا } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها أن كذلك في موضع نصب صفة لمصدر محذوف أي إنجاء كذلك وحقاً بدل منه والثاني أن يكونا منصوبين
____________________
(2/33)
بينجي التي بعدهما والثالث أن يكون كذلك للأولى وحقاً للثانية ويجوز أن يكون كذلك خبر المبتدأ أي الامر كذلك وحقاً منصوب بما بعدها
قوله تعالى ( { وأن أقم وجهك } ) قد ذكر في الانعام مثله سورة هود عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم
اِن جعلت هوداً اسماً للسورة لم تصرفه للتعريف والتأنيث ويجوز صرفه لسكون أوسطه عند قوم وعند آخرين لا يجوز صرفه بحال لأنه من تسمية المؤنث بالمذكر وإن جعلته للنبي عليه السلام صرفته
قوله تعالى ( { كتاب } ) أي هذا كتاب ويجوز أن يكون خبر ( { الر } أي ) ( { الر } ) وأشباهها كتاب ( { ثم فصلت } ) الجمهور على الضم والتشديد ويقرأ بالتخفيف وتسمية الفاعل والمعنى ثم فرقت كقوله ( { فلما فصل طالوت } ) أي فارق ( { من لدن } ) يجوز أن يكون صفة أي كائن من لدن ويجوز أن يكون مفعولاً والعامل فيه فصلت وبنيت لدن وإن أضيفت لأن علة بنائها خروجها عن نظيرها لأن لدن بمعنى عند ولكن هي مخصوصة بملاصقة الشيء وشدة مقاربته وعند ليست كذلك بل هي للقريب وما بعد عنه وبمعنى الملك
قوله تعالى ( { أن لا تعبدوا } ) في ( { إن } ) ثلاثة أوجه أحدها هي مخففة من الثقيلة والثاني أنها الناصبة للفعل وعلى الوجهين موضعها رفع تقديره هي أن لا تعبدوا ويجوز أن يكون التقدير بأن لا تعبدوا فيكون موضعها جراً أو نصباً على ما حكينا من الخلاف والوجه الثالث أن تكون ( { إن } ) بمعنى أي فلا يكون لها موضع ولا تعبدوا نهى و ( { منه } ) أي من الله والتقدير نذير كائن منه فلما قدمه صار حالا ويجوز أن يتعلق بنذير ويكون التقدير إنني لكم نذير من أجل عذابه
قوله تعالى ( { وأن استغفروا } أن ) معطوفة على ( { إن } ) الأولى وهي مثلها فيما ذكر ( { وإن تولوا } ) أي يتولوا
قوله تعالى ( { يثنون } ) الجمهور على فتح الياء وضم النون وماضيه ثنى ويقرأ كذلك الا أنه بضم الياء وماضيه أثنى ولا يعرف في اللغة الا أن يقال معناه عرضوها
____________________
(2/34)
للإثناء كما تقول أبعت الفرس إذا عرضته للبيع ويقرأ بالياء مفتوحة وسكون الثاء ونون مفتوحة وبعدها همزة مضمومة بعدها نون مفتوحة مشددة مثل يقرءون وهو من ثنيت الا أنه قلب الياء واواً لانضمامها ثم همزها لانضمامها ويقرأ يثنوني مثل يعشوشب وهو يفعوعل من ثنيت والصدور فاعل ويقرأ كذلك الا أنه بحذف الياء الاخيرة تخفيفاً لطول الكلمة ويقرأ بفتح الياء والنون وهمزة مكسورة بعدها نون مرفوعة مشددة وأصل الكلمة يفعوعل من الثني الا أنه أبدل الواو المكسورة همزة كما أبدلت في وسادة فقالوا إسادة وقيل أصلها يفعال مثل يحمار فأبدلت الألف همزة كما قالوا ابياض ( { ألا حين } ) العامل في الظرف محذوف أي الا حين يستغشون ثيابهم يستخفون ويجوز أن يكون ظرفاً ليعلم
قوله تعالى ( { مستقرها ومستودعها } ) مكانان ويجوز أن يكونا مصدرين كما قال الشاعر
ألم تعلم مسرحي القوافي % أي تسرحي
قوله تعالى ( { ولئن } ) اللام لتوطئة القسم والقسم محذوف وجوابه ( { ليقولن } ) ومثله ( { ولئن أذقنا } ) وجواب القسم ( { إنه ليؤوس } ) وسد القسم وجوابه مسد جواب الشرط
قوله تعالى ( { ألا يوم يأتيهم } ) يوم ظرف ل ( { مصروفا } ) أي لا يصرف عنهم يوم يأتيهم وهذا يدل على جواز تقديم خبر ليس عليها وقال بعضهم العامل فيه محذوف دل عليه الكلام أي لا يصرف عنهم العذاب يوم يأتيهم واسم ليس مضمر فيها أي ليس العذاب مصروفاً
قوله تعالى ( { لفرح } ) يقرأ بكسر الراء وضمها وهما لغتان مثل يقظ ويقظ وحذر وحذر
قوله تعالى ( { إلا الذين صبروا } ) في موضع نصب وهو استثناء متصل والمستثنى منه الانسان وقيل هو منفصل وقيل هو في موضع رفع على الابتداء و ( { أولئك لهم مغفرة } خبره )
قوله تعالى ( { وضائق به صدرك } ) صدرك مرفوع بضائق لأنه معتمد على المبتدأ وقيل هو مبتدأ وضائق خبر مقدم وجاء ضائق على فاعل من ضاق يضيق ( { أن يقولوا } ) أي مخافة أن يقولوا وقيل لأن يقولوا اي لأن قالوا فهو بمعنى الماضي
قوله تعالى ( { وباطل } ) خبر مقدم و ( { ما كانوا } ) المبتدأ والعائد محذوف أي يعملونه وقرىء باطلاً بالنصب والعامل فيه يعملون وما زائدة
____________________
(2/35)
قوله تعالى ( { أفمن كان } ) في موضع رفع بالابتداء والخبر محذوف تقديره أفمن كان على هذه الاشياء كغيره ( { ويتلوه } ) في الهاء عدة أوجه أحدها يرجع على ( { من } ) وهو النبي والتقدير ويتلو محمداً أي صدق محمد ( { شاهد منه } ) أي لسانه وقيل الشاهد جبريل عليه السلام والهاء في منه لله وفي ( { من قبله } ) للنبي و ( { كتاب موسى } ) معطوف على الشاهد وقيل الشاهد الانجيل والمعنى أن التوراة والانجيل يتلوان محمداً في التصديق وقد فصل بين حرف العطف والمعطوف بقوله ( { من قبله } أي وكتاب موسى عليه السلام من قبله والوجه الثاني أن الهاء للقرآن أي ويتلو القرآن شاهد من محمد وهو لسانه وقيل جبريل عليه السلام والثالث أنها تعود على البيان الذي دلت عليه البينة وقيل تمام الكلام عند قوله منه ومن قبله كتاب موسى عليه السلام ابتداء وخبر و ( { إماما ورحمة } ) حالان وقرىء كتاب موسى بالنصب أي ويتلو كتاب موسى ( { في مرية } ) يقرأ بالكسر والضم وهما لغتان
قوله تعالى ( { يضاعف } ) لهم مستأنف ( { ما كانوا } ) في ( { ما } ) ثلاثة أوجه أحدها هي بمعنى الذي والمعنى يضاشعف لهم بما كانوا فلما حذف الحرف نصب والثاني هي مصدرية والتقدير مدة ما كانوا يستطيعون والثالث هي نافية أي من شدة بغضهم له لم يستطيعوا الاصغاء إليه
قوله تعالى ( { لا جرم } فيه أربعة أقوال أحدها أن ( { لا } ) رد لكلام ماض أي ليس الامر كما زعموا وجرم فعل وفاعله مضمر فيه و ( { أنهم في الآخرة } ) في موضع نصب والتقدير كسبهم قولهم خسرانهم في الاخرة والقول الثاني أن لا جرم كلمتان ركبتا وصارتا بمعنى حقاً وأن في موضع رفع بأنه فاعل لحق أي حق خسرانهم والثالث أن المعنى لا محالة خسرانهم فيكون في موضع رفع أيضاً وقيل في موضع نصب أو جر اذ التقدير لا محالة في خسرانهم والرابع أن المعنى لا منع من أنهم خسروا فهو في الإعراب كالذي قبله
قوله تعالى ( { مثل الفريقين } ) مبتدأ والخبر ( { كالأعمى } والتقدير كمثل الاعمى وأحد الفريقين الاعمى والاصم والاخر البصير والسميع ( { مثلا } ) تمييز
قوله تعالى ( { إني لكم } ) يقرأ بكسر الهمزة على تقدير فقال إني وبفتحها على تقدير بأنى وهو في موضع نصب أي أرسلناه بالانذار أي منذرا
____________________
(2/36)
قوله تعالى ( { أن لا تعبدوا } ) هو مثل الذي في أول السورة
قوله تعالى ( { ما نراك } ) يجوز أن يكون من رؤية العين وتكون الجملة بعدها في موضع الحال وقد معه مرادة ويجوز أن يكون من رؤية القلب فتكون الجملة في موضع المفعول الثاني والاراذل جمع أرذال وأرذال جمع رذل وقيل الواحد أرذل والجمع أراذل وجمع على هذه الزنة وإن كان وصفاً لأنه غلب فصار كالاسماء ومعنى غلبته أنه لا يكاد يذكر الموصوف معه وهو مثل الابطح و الابرق ( { بادي الرأي } ) يقرأ بهمزة بعد الدال وهو من بدأ يبدأ إذا فعل الشيء أولاً ويقرأ بياء مفتوحة وفيه وجهان أحدهما أن الهمزة أبدلت ياء لانكسار ما قبلها والثاني انه من بدا يبدوا إذا ظهر وبادي هنا ظرف وجاء على فاعل كما جاء على فعيل نحو قريب وبعيد وهو مصدر مثل العافية والعاقبة وفي العامل فيه أربعة أوجه أحدها نراك أي فيما يظهر لنا من الرأي أوفى أول رأينا
فإن قيل ما قبل ( { إلا } ) اذا تم لا يعمل فيما بعدها كقولك ما أعطيت أحداً الا زيداً ديناراً لأن الا تعدى الفعل ولا تعديه الا إلى واحد كالواو في باب المفعول معه قيل جاز ذلك هنا لأن بادي ظرف أو كالظرف مثل جهد رأيي أنك ذاهب أي في جهد رأيي والظروف يتسع فيها والوجه الثاني أن العامل فيه اتبعك أي اتبعوك في أول الرأي أو فيما ظهر منه من غير أن يبحثوا والوجه الثالث أنه من تمام أراذلنا أي الاراذل في رأينا والرابع أن العامل فيه محذوف أي يقول ذاك في بادي الرأي به والرأي مهموز وغير مهموز
قوله تعالى ( { رحمة من عنده } ) يجوز أن تكون من متعلقة بالفعل وأن تكون من نعت الرحمة ( { فعميت } ) أي خفيت ( { عليكم } ) لأنكم لم تنظروا فيها حق النظر وقيل المعنى عميتم عنها كقولهم أدخلت الخاتم في أصبعي ويقرأ بالتشديد والضم أي أبهمت عليكم عقوبة لكم و ( { أنلزمكموها } ) الماضي منه ألزمت وهو متعد إلى مفعولين ودخلت الواوهنا تتمة للميم وهو الأصل في ميم الجمع وقرىء بإسكان الميم الأولى فراراً من توالي الحركات
قوله تعالى ( { تزدري } ) الدال بدل من التاء وأصلها تزتري وهو يفتعل من زريت وأبدلت دالا لتجانس الزاي في الجهر والتاء مهموسة فلم تجتمع مع الزاي
____________________
(2/37)
قوله تعالى ( { قد جادلتنا } ) الجمهور على إثبات الألف وكذلك ( / < جدالنا > / وقرىء ) ( / < جدلتنا فأكثرت > / ) جدلنا بغير ألف فيهما وهو بمعنى غلبتنا بالجدل قوله تعالى ( { إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله } ) حكم الشرط إذا دخل على الشرط أن يكون الشرط الثاني والجواب جواباً للشرط الاول كقولك إن أتيتني إن كلمتني أكرمتك فقولك إن كلمتني أكرمتك جواب إن أتيتني وإذا كان كذلك صار الشرط الاول في الذكر مؤخراً في المعنى حتى لو أتاه ثم كلمه لم يجب الاكراه ولكن إن كلمه ثم أتاه وجب إكرامه وعلة ذلك أن الجواب صار معوقاً بالشرط الثاني وقد جاء في القرآن منه قوله تعالى ( { إن وهبت نفسها للنبي إن أراد النبي }
قوله تعالى ( { فعلي إجرامي } ) يقرأ بكسر الهمزة وهو مصدر أجرم وفيه لغة أخرى ( { جرم } ) ويفتح الهمزة وهو جمع جرم
قوله تعالى ( { أنه لن يؤمن } ) يقرأ بفتح الهمزة وإنه في موضع رفع بأوحى ويقرأ بكسرها والتقدير قيل إنه والمرفوع بأوحى
قوله تعالى ( { إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن } ) استثناء من غير الجنس في المعنى وهو فاعل لن يؤمن
قوله تعالى ( { بأعيننا } ) في موضع الحال من ضمير الفاعل في اصنع أي محفوظاً
قوله تعالى ( { من كل زوجين اثنين } ) يقرأ كل بالاضافة وفيه وجهان أحدهما أن مفعول احمل اثنين تقديره احمل فيها اثنين من كل زوج فمن على هذا حال لأنها صفة للنكرة قدمت عليها والثاني أن ( { من } ) زائدة والمفعول ( { كل } ) واثنين توكيد وهذا على قول الأخفش ويقرأ ( { من كل } ) بالتنوين فعلى هذا مفعول احمل زوجين واثنين توكيد له ومن على هذا يجوز أن تتعلق باحمل وأن تكون حالا والتقدير من كل شيء أو صنف ( { وأهلك } معطوف على المفعول ) و ( { إلا من سبق } ) استثناء متصل ( { ومن آمن } ) مفعول احمل أيضاً
قوله تعالى ( { بسم الله مجراها } ) مجراها مبتدأ وبسم الله خبره والجملة حال مقدرة وصاحبها الواو في اركبوا ويجوز أن ترفع مجراها بسم الله على أن تكون بسم الله حالا من الواو في اركبوا ويجوز أن تكون الجملة حالا من الهاء تقديره اركبوا فيها وجريانها بسم الله وهي مقدرة أيضاً قيل مجراها ومرساها ظرفاً مكان
____________________
(2/38)
وبسم الله حال من الواو أي مسمين موضع جريانها ويجوز أن يكون زماناً أي وقت جريانها ويقرأ بضم الميم فيهما وهو مصدر أجريت مجرى وبفتحهما وهو مصدر جريت ورسيت ويقرأ بضم الميم وكسر الراء والسين وياء بعدهما وهو صفة لاسم الله عز وجل
قوله تعالى ( { وهي تجري بهم } ) يجوز أن تكون الجملة حالا من الضمير في بسم الله أي جريانها بسم الله وهي تجري بهم ويجوز أن تكون مستأنفة وبهم حال من الضمير في تجري أي وهم فيها ( { نوح ابنه } ) الجمهور على ضم الهاء وهو الأصل وقرىء بإسكانها على إجراء الوصل مجرى الوقف ويقرأ ابنها يعني ابن امرأته كأنه توهم إضافته إليها دونه لقوله ( { إنه ليس من أهلك } ) ويقرأ بفتح الهاء من غير ألف وحذف الألف تخفيفاً والفتحة تدل عليها ومثله ( { يا أبت } ) فيمن فتح ويقرأ ( / < ابناه > / ) على الترئي ليس بندبة ولأن الندبة لا تكون الهمزة ( { في معزل } ) بكسر الزاي موضع وليس بمصدر وبفتحها مصدر ولم أعلم أحداً قرأ بالفتح ( { يا بني } يقرأ بكسر الياء وأصله بني بياء التصغير وياء هي لام الكلمة وأصلها واو عند قوم وياء عند آخرين والياء الثالثة ياء المتكلم ولكنها حذفت لدلالة الكسرة عليها فراراً من توالي الياءات ولأن النداء موضع تخفيف وقيل حذفت من اللفظ لالتقائها مع الراء في اركب ويقرأ بالفتح وفيه وجهان أحدهما أنه أبدل الكسرة فتحة فانقلبت ياء الاضافة ألفاً ثم حذفت الألف كما حذفت الياء مع الكسرة لأنها أصلها والثاني أن الألف حذفت من اللفظ لالتقاء الساكنين
قوله تعالى ( { لا عاصم اليوم } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها أنه اسم فاعل على بابه فعلى هذا يكون قوله تعالى ( { إلا من رحم } فيه وجهان أحدهما هو استثناء متصل و ( { من رحم } ) بمعنى الراحم أي لا عاصم الا الله والثاني أنه منقطع أي لكن من رحمه الله يعصم الوجه الثاني أن عاصماً بمعنى معصوم مثل ( { ماء دافق } ) أي مدفوق فعلى هذا يكون الاستثناء متصلاً أي الا من رحمه الله والثالث أن عاصماً بمعنى ذا عصمة على النسب مثل حائض وطالق والاستثناء على هذا متصل أيضاً فأما خبر لا فلا يجوز أن يكون اليوم لأن ظرف الزمان لا يكون خبراً عن الجثة بل الخبر من أمر الله واليوم معمول من أمر ولا يجوز أن يكون اليوم معمول عاصم إذ لو كان كذلك لنون
____________________
(2/39)
قوله تعالى ( { على الجودي } ) بتشديد الياء وهو الأصل وقرىء بالتخفيف لاستثقال الياءين ( { وغيض الماء } ) هذا الفعل يستعمل لازماً ومتعدياً فمن المتعدي ( { وغيض الماء } ) ومن اللازم ( { وما تغيض الأرحام } ) ويجوز أن يكون هذا متعدياً أيضاً ويقال غاض الماء وغضته و ( { بعدا } ) مصدر أي وقيل بعد بعداً و ( { للقوم الظالمين } ) تبيين وتخصيص وليست اللام متعلقة بالمصدر
قوله تعالى ( { إنه عمل } ) في الهاء ثلاثة أوجه أحدها هي ضمير الابن أي إنه ذو عمل والثاني أنها ضمير النداء والسؤال في ابنه أي أن سؤالك فيه عمل غير صالح والثالث أنها ضمير الركوب وقد دل عليه اركب معنا ومن قرأ عمل على أنه فعل ماض فالهاء ضمير الابن لا غير ( { فلا تسألني } ) يقرأ بإثبات الياء على الأصل وبحذفها تخفيفاً والكسرة تدل عليها ويقرأ بفتح اللام وتشديد النون على أنها نون التوكيد فمنهم من يكسرها ومنهم من يفتحها والمعنى واضح
قوله تعالى ( { وإلا تغفر لي } ) الجزم بإن ولم يبطل عملها بلا لأن ( { لا } ) صارت كجزء من الفعل وهي غير عاملة في النفي وهي تنفي ما في المستقبل وليس كذلك ( ا ) فإنها تنفي ما في الحال ولذلك لم يجز أن تدخل إن عليها لأن إن الشرطية تختص بالمستقبل وما لنفي الحال
قوله تعالى ( { قيل يا نوح } ( يا ) و ( نوح ) في موضع رفع لوقوعهما موقع الفاعل وقيل القائم مقام الفاعل مضمر والنداء مفسر له اي قيل قول أو قيل هو يا نوح ( { بسلام منا وبركات } ) حالان من ضمير الفاعل ( { وأمم } ) معطوف على الضمير في اهبط تقديره اهبط أنت وأمم وكان الفصل بينهما مغنياً عن التوكيد ( { سنمتعهم } ) نعت لأمم
قوله تعالى ( { تلك من أنباء الغيب } ) هو مثل قوله تعالى في آل عمران ( { ذلك من أنباء الغيب } وقد ذكر إعرابه ( { ما كنت تعلمها } ) يجوز أن يكون حالا من ضمير المؤنث في نوحيها وأن يكون حالا من الكاف في إليك
قوله تعالى ( { من إله غيره } ) قد ذكر في الاعراف
قوله تعالى ( { مدرارا } ) حال من السماء ولم يؤنثه لوجهين أحدهما أن السماء السحاب فذكر مدراراً على المعنى والثاني أن مفعالا للمبالغة وذلك يستوي فيه المؤنث والمذكر مثل فعول كصبور وفعيل كبغي ( { إلى قوتكم } ) إلى هنا محمولة
____________________
(2/40)
على المعنى ومعنى يزدكم يضف ويجوز أن يكون ( { إلى } ) صفة القوة فتتعلق بمحذوف أي قوة مضافة إلى قوتكم
قوله تعالى ( { ما جئتنا ببينة } يجوز أن تتعلق الباء بجئت والتقدير ما أظهرت بينة ويجوز أن تكون حالا أي ومعك بينة أو محتجاً ببينة
قوله تعالى ( { إلا اعتراك } ) الجملة مفسرة لمصدر محذوف تقديره إن نقول الا قولاً هو اعتراك ويجوز أن يكون موضعها نصباً أي ما نذكر الا هذا القول
قوله تعالى ( { فإن تولوا } ) اي فإن تتولوا فحذف الثانية ( { ويستخلف } ) الجمهور على الضم وهو معطوف على الجواب بالفاء وقد سكنه بعضهم على الموضع أو على التخفيف لتوالي الحركات
قوله تعالى ( { كفروا ربهم } ) هو محمول على المعنى أي جحدوا ربهم ويجوز أن يكون انتصب بما حذف الباء وقيل التقدير كفروا نعمة ربهم اي بطروها
قوله تعالى ( { غير تخسير } ) الاقوى في المعنى أن يكون غير هنا استثناء في المعنى وهو مفعول ثان لتزيدونني أي فما تزيدونني الا تخسيرا ويضعف أن تكون صفة لمحذوف إذ التقدير فما تزيدونني شيئاً غير تخسير وهو ضد المعنى
قوله تعالى ( { ومن خزي يومئذ } ) يقرأ بكسر الميم على أنه معرب وانجراره بالاضافة وبفتحها على أنه مبني مع ( ذ ) لأن ( ذ ) مبني وظرف الزمان إذ أضيف إلى مبني جاز أن يبنى لما في الظروف من الابهام ولأن المضاف يكتسي كثيراً من أحوال المضاف إليه كالتعريف والاستفهام والعموم والجزاء وأما ( ذ ) فقد تقدم ذكرها
قوله تعالى ( { وأخذ الذين ظلموا الصيحة } ) في حذف التاء ثلاثة أوجه أحدها أنه فصل بين الفعل والفاعل والثاني أن التأنيث غير حقيقي والثالث أن الصيحة بمعنى الصياح فحمل على المعنى
قوله تعالى ( { كأن لم يغنوا فيها } ) قد ذكر في الاعراف ( { لثمود } ) يقرأ بالتنوين لأنه مذكر وهو حي أو أبو القبيلة وبحذف التنوين غير مصروف على أنها القبيلة
قوله تعالى ( { بالبشرى } ) في موضع الحال من الرسل ( { قالوا سلاما } ) في نصبه وجهان أحدهما هو مفعول به على المعنى كأنه قال ذكروا سلاماً والثاني هو
____________________
(2/41)
مصدر أسلموا سلاماً وأما ( { سلام } ) الثاني فمرفوع على وجهين أحدهما هو خبر مبتدأ محذوف أي أمري سلام أو جوابي أو قولي والثاني هو المبتدأ والخبر محذوف أي سلام عليكم وقد قرىء على غير هذا الوجه بشيء هو ظاهر في الإعراب ( { أن جاء } ) في موضعه ثلاثة أوجه أحدها جر تقديره عن أن جاء لأن لبث بمعنى تأخر والثاني نصب وفيه وجهان أحدهما أنه لما حذف حرف الجر وصل الفعل بنفسه والثاني هو محمول على المعنى أي لم يترك الاتيان بعجل والثالث رفع على وجهين أيضاً أحدهما فاعل لبث أي فما ابطأ مجيئه والثاني أن ( ا ) بمعنى الذي وهو مبتدأ وأن جاء خبره تقديره والذي لبثه إبراهيم عليه السلام قدر مجيئه أو مصدرية أي لبثه مقدار مجيئه
قوله تعالى ( { وامرأته قائمة } ) الجملة حال من ضمير الفاعل في أرسلنا ( { فضحكت } ) الجمهور على كسر الحاء وقرىء بفتحها والمعنى حاضت يقال ضحكت الارنب بفتح الحاء ( { ومن وراء إسحاق يعقوب } ) يقرأ بالرفع وفيه وجهان أحدهما هو مبتدأ وما قبله الخبر والثاني هو مرفوع بالظرف ويقرأ بفتح الباء وفيه وجهان أحدهما أن الفتحة هنا للنصب وفيه وجهان أحدهما هو معطوف على موضع إسحاق والثاني هو منصوب بفعل محذوف دل عليه الكلام تقديره ووهبنا له من وراءإسحاق يعقوب والوجه الثاني أن الفتحة للجر وهو معطوف على لفظ إسحاق أي فبشرناها بإسحاق ويعقوب وفي وجهي العطف قد فصل بين يعقوب وبين الواو العاطفة بالظرف وهو ضعيف عند قوم وقد ذكرنا ذلك في سورة النساء
قوله تعالى ( { وهذا بعلي شيخا } ) هذا مبتدأ وبعلي خبره وشيخاً حال من بعلي مؤكدة إذ ليس الغرض الإعلام بأنه بعلها في حال شيخوخته دون غيرها والعامل في الحال معنى الاشارة والتنبيه أو أحدهما ويقرأ شيخ بالرفع وفيه عدة أوجه أحدها أن يكون هذا مبتدأ وبعلي بدلاً منه وشيخ الخبر والثاني أن يكون بعلي عطف بيان وشيخ الخبر والثالث أن يكون بعلي مبتدأ ثانياً وشيخ خبره والجملة خبر هذا والرابع أن يكون بعلي خبر المبتدأ وشيخ خبر مبتدأ محذوف أي هو شيخ والخامس أن يكون شيخ خبراً ثانياً والسادس أن يكون بعلي وشيخ جميعاً خبراً واحداً كما تقول هذا حلو حامض والسابع أن يكون شيخ بدلاً من بعلي
____________________
(2/42)
قوله تعالى ( { أهل البيت } ) تقديره يا أهل البيت أو يكون منصوباً على التعظيم والتخصيص أي أعنى ولا يجوز في الكلام جر مثل هذا على البدل لأن ضمير المخاطب لا يبدل منه اذا كان في غاية الوضوح ( { وجاءته البشرى } ) هو معطوف على ذهب ويجوز أن يكون حالا من إبراهيم وقد مرادة فأما جواب ( ما ) ففيه وجهان أحدهما هو محذوف تقديره أقبل يجادلنا ويجادلنا على هذا حال والثاني أنه يجادلنا وهو مستقبل بمعنى الماضي أي جادلنا ويبعد أن يكون الجواب جاءته البشرى لأن ذلك يوجب زيادة الواو وهو ضعيف و ( { أواه } ) فعال من التأوه
قوله تعالى ( { آتيهم } ) هو خبر إن و ( { عذاب } ) مرفوع به وقيل عذاب مبتدأ وآتيهم خبر مقدم وجوز ذلك أن عذاباً وإن كان نكرة فقد وصف بقوله ( { غير مردود } ) وأن إضافة اسم الفاعل هاهنا لا تفيده التعريف إذ المراد به الاستقبال
قوله تعالى ( { سيء بهم } ) القائم مقام الفاعل ضمير لوط و ( { ذرعا } ) تمييز و ( { يهرعون إليه } ) حال والماضي منه أهرع ( { هؤلاء } ) مبتدأ و ( { بناتي } ) عطف بيان أو بدل و ( { هن } ) فصل و ( { أطهر } ) الخبر ويجوز أن يكون هن مبتدأ ثانياً وأطهر خبره ويجوز أن يكون بناتي خبراً وهن أطهر مبتدأ وخبر وقرىء في الشاذ ( { أطهر } ) بالنصب وفيه وجهان أحدهما أن يكون بناتي خبراً وهن فضلاً وأطهر حالا والثاني أن يكون هن مبتدأ ولكم خبر وأطهر حال والعامل فيه ما فيهن من معنى التوكيد بتكرير المعنى وقيل العامل لكم لما فيه من معنى الاستقرار والضيف مصدر في الأصل وصف به فلذلك لم يثن ولم يجمع وقد جاء مجموعاً يقال أضياف وضيوف وضيفان
قوله تعالى ( { ما نريد } ) يجوز أن تكون ( { ما } ) بمعنى الذي فتكون نصباً بتعلم وهو بمعنى يعرف ويجوز أن تكون استفهاماً في موضع نصب بنريد وعلمت معلقة
قوله تعالى ( { أو آوي } ) يجوز أن يكون مستأنفاً وأن يكون في موضع رفع خبر أن على المعنى تقديره أو أنى آوى ويضعف أن يكون معطوفاً على قوة إذ لو كان كذلك لكان منصوباً بإضمار أن وقد قرىء به والتقدير أو أن آوى وبكم حال من قوة وليس معمولاً لها لأنها مصدر
____________________
(2/43)
قوله تعالى ( { فأسر بأهلك } ) يقرأ بقطع الهمزة ووصلها وهما لغتان يقال أسرى وسرى ( { إلا امرأتك } ) يقرأ بالرفع على أنه بدل من أحد والنهي في اللفظ لأحد وهو في المعنى للوط أي لا تمكن أحداً منهم من الالتفات الا امرأتك ويقرأ بالنصب على أنه استثناء من أحد أو من أهل
قوله تعالى ( { جعلنا عاليها } ) مفعول أول و ( { سافلها } ) ثان ( { من سجيل } ) صفة لحجارة و ( { منضود } ) نعت لسجيل و ( { مسومة } ) نعت لحجارة و ( { عند } ) معمول مسومةً أو نعت لها و ( { هي } ) ضمير العقوبة و ( { بعيد } ) نعت لكان محذوف ويجوز أن يكون خبر هي ولم تؤنث لأن العقوبة والعقاب بمعنى أي وما العقاب بعيداً من الظالمين
قوله تعالى ( { أخاهم } ) مفعول فعل محذوف أي وارسلنا إلى مدين و ( { شعيبا } ) بدل و ( { تنقصوا } ) يتعدى إلى مفعول بنفسه وإلى آخر تارة بنفسه وتارة بحرف جر تقول نقصت زيداً حقه ومن حقه وهو هاهنا كذلك أي لا تنقصوا الناس من المكيال ويجوز أن يكون هنا متعدياً إلى واحد على المعنى أي لا تعللوا وتطففوا و ( { محيط } ) نعت لليوم في اللفظ وللعذاب في المعنى وذهب قوم إلى أن التقدير عذاب يوم محيط عذابه وهو بعيد لأن محيطاً قد جرى على غير من هو له فيجب إبراز فاعله مضافاً إلى ضمير الموصوف
قوله تعالى ( { أو أن نفعل } ) في موضع نصب عطفاً على ما يعبد والتقدير أصلواتك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نترك أن نفعل وليس بمعطوف على أن نترك إذ ليس المعنى أصلواتك تأمرك أن تفعل في أموالنا
قوله تعالى ( { لا يجرمنكم } ) يقرأ بفتح الياء وضمها وقد ذكر في المائدة وفاعله ( { شقاقي } ) و ( { أن يصيبكم } ) مفعول الثاني
قوله تعالى ( { واتخذتموه } ) هي المتعدية إلى مفعولين و ( { ظهريا } ) المفعول الثاني ووراءكم يجوز أن يكون ظرفاً لاتخذتم وأن يكون حالا من ظهرياً
قوله تعالى ( { فسوف تعلمون من يأتيه } ) هو مثل الذي في قصة نوح عليه السلام
قوله تعالى ( { كما بعدت } ) يقرأ بكسر العين ومستقبله يبعد والمصدر بعداً بفتح العين فيهما اي هلك ويقرأ بضم العين ومصدره البعد وهو من البعد في المكان
____________________
(2/44)
قوله تعالى ( { يقدم قومه } ) هو مستأنف لا موضع له ( { فأوردهم } ) تقديره فيوردهم وفاعل ( { وبئس الورد المورود } ) نعت له والمخصوص بالذم محذوف تقديره بئس الورد النار ويجوز أن يكون المورود هو المخصوص بالذم
قوله تعالى ( { ذلك من أنباء القرى } ) ابتداء وخبر و ( { نقصه } ) حال ويجوز أن يكون ذلك مفعولاً به والناصب له محذوف أي ونقص ذلك من أنباء القرى وفيه أوجه أخر قد ذكرت في قوله تعالى ( { ذلك من أنباء الغيب } في آل عمران ( { منها قائم } ) مبتدأ وخبر في موضع الحال من الهاء في نقصه ( { وحصيد } ) مبتدأ خبره محذوف أي ومنها حصيد وهو بمعنى محصود
قوله تعالى ( { إذا أخذ } ) ظرف والعامل فيه ( { أخذ ربك } )
قوله تعالى ( { ذلك } ) مبتدأ و ( { يوم } ) خبره و ( { مجموع } ) صفة يوم و ( { الناس } ) مرفوع بمجموع
قوله تعالى ( { يوم يأتي } ) يوم ظرف والعامل فيه ( { تكلم } مقدرة ) والتقدير لا تكلم نفس ويجوز أن يكون العامل فيه نفس وهو أجود ويجوز أن يكون مفعولاً لفعل محذوف أي إذكروا يوم يأتي ويكون تكلم صفة له والعائد محذوف أي لا تكلم فيه أو لا تكلمه ويجوز أن يكون منصوباً على إضمار أعنى وأما فاعل يأتي فضمير يرجع على قوله ( { يوم } ) مجموع له الناس ولا يرجع على يوم المضاف إلى يأتي لأن المضاف إليه كجزء من المضاف فلا يصح أن يكون الفاعل بعض الكلمة إذ ذلك يؤدي إلى إضافة الشيء إلى نفسه والجيد إثبات الياء إذ لا علة توجب حذفها وقد حذفها بعضهم اكتفاء بالكسرة عنها وشبه ذلك بالفواصل ونظير ذلك ( { ما كنا نبغ } { والليل إذا يسر } ) ( { إلا بإذنه } ) قد ذكر نظيره في آية الكرسي
قوله تعالى ( { لهم فيها زفير } ) الجملة في موضع الحال والعامل فيها الاستقرار الذي في النار أو نفس الظرف ويجوز أن يكون حالا من النار ( { خالدين فيها } ) خالدين حال والعامل فيها لهم أو ما يتعلق به ( { ما دامت } ) في موضع نصب أي مدة دوام السموات ودام هنا تامة ( { إلا ما شاء } ) في هذا الاستثناء قولان أحدهما هو منقطع والثاني هو متصل ثم في ( { ما } ) وجهان أحدهما هي بمعنى ( ن ) والمعنى على هذا أن الاشقياء من الكفار والمؤمنين في النار والخارج منهم منها الموحدون وفي الاية الثانية يراد بالسعداء الموحدون ولكن يدخل منهم النار العصاة ثم يخرجون منها فمقتضى أول الاية أن يكون كل الموحدين في الجنة من أول الامر ثم استثنى من هذا العموم العصاة فإنهم لا يدخلونها في أول الامر والوجه الثاني أن ( { ما } ) على
____________________
(2/45)
بابها والمعنى أن الاشقياء يستحقون النار من حين قيامهم من قبورهم ولكنهم يؤخرون عن إدخالها مدة الموقف والسعداء يستحقون الجنة ويؤخرون عنها مدة الموقف وخالدين على هذا حال مقدرة وفيها في الموضعين تكرير عند قوم إذ الكلام يستقل بدونها وقال قوم فيها يتعلق بخالدين وليست تكريراً وفي الأولى يتعلق بمحذوف و ( { عطاء } ) اسم مصدر أي إعطاء ذلك ويجوز أن يكون مفعولاً لأن العطاء بمعنى المعطى سعدوا بفتح السين وهو الجيد وقرىء بضمها وهو ضعيف وقد ذكر فيها وجهان أحدهما أنه على حذف الزيادة اي أسعدوا وأسسه قولهم رجل مسعود والثاني أنه مما لازمه ومتعديه بلفظ واحد مثل شجا فاه وشجا فوه وكذلك سعدوا وسعدته وهو غير معروف في اللغة ولا هو مقيس
قوله تعالى ( { غير منقوص } ) حال أي وافيا
قوله تعالى ( { وإن كلا } ) يقرأ بتشديد النون ونصب كل وهو الأصل ويقرأ بالتخفيف والنصب وهو جيد لأن ( إن ) محمولة على الفعل والفعل يعمل بعد الحذف كما يعمل قبل الحذف نحو لم يكن ولم يك وفي خبر ( ن ) على الوجهين وجهان أحدهما ( { ليوفينهم } ) و ( ما ) خفيفة زائدة لتكون فاصلة بين لام إن ولام القسم كراهية تواليهما كما فصلوا بالألف بين النونات في قولهم أحسنان عني والثاني أن الخبر ( ما ) وهي نكرة أي لخلق أو جمع ويقرأ بتشديد الميم مع نصب كل وفيها ثلاثة أوجه أحدها أن الأصل لمن ( ا ) بكسر الميم الأولى وإن شئت بفتحها فأبدلت النون ميماً وأدغمت ثم حذفت الميم الأولى كراهية التكرير وجاز حذف الأولى وإبقاء الساكنة لاتصال اللام بها وهي الخبر على هذين التقديرين الوجه الثاني أنه مصدر لم يلم إذا جمع لكنه أجرى الوصل مجرى الوقف وقد نونه قوم وانتصابه على الحال من ضمير المفعول في لنوفينهم وهو ضعيف الوجه الثالث أنه شدد ميم ( ما ) كما يشدد الحرف الموقوف عليه في بعض اللغات وهذا في غاية البعد ويقرأ ( وإن ) بتخفيف النون كل بالرفع وفيه وجهان أحدهما أنها المخففة واسمها محذوف وكل وخبرها خبر إن وعلى هذا تكون ( { لما } ) نكرة أي خلق أو جمع على ما ذكرناه في قراءة النصب والثاني أن ( ن ) بمعنى ( ا ) و ( { لما } ) بمعنى ( لا ) أي ما كل الا ليوفينهم وقد قرىء به شاذ شاذا ومن شدد فهو على ما تقدم ولا يجوز أن تكون ( { لما } ) بالتشديد حرف جزم ولا حيناً لفساد المعنى
____________________
(2/46)
قوله تعالى ( { ومن تاب } ) هو في موضع رفع عطفاً على الفاعل في استقم ويجوز أن يكون نصباً مفعولاً معه
قوله تعالى ( { ولا تركنوا } ) يقرأ بفتح الكاف وماضيه على هذا ركن بكسرها وهي لغة وقيل ماضيه على هذا بفتح الكاف ولكنه جاء على فعل يفعل بالفتح فيهما وهو شاذ وقيل اللغتان متداخلتان وذاك أنه سمع ممن لغته الفتح في الماضي فتحها في المستقبل على لغة غيره فنطق بها على ذلك ويقرأ بضم الكاف وماضيه ركن بفتحها ( { فتمسكم } ) الجمهور على فتح التاء وقرىء بكسرها وهي لغة وقيل هي لغة في كل ما عين ماضيه مكسورة ولامه كعينه نحو مس أصله مسست وكسر أوله في المستقبل تنبيهاً على ذلك
قوله تعالى ( { طرفي النهار } ) ظرف لأقم ( { وزلفا } ) بفتح اللام جمع زلفة مثل ظلمة وظلم ويقرأ بضمها وفيه وجهان أحدهما أنه جمع زلفة أيضاً وكانت اللام ساكنة مثل بسرة وبسر ولكنه أتبع الضم الضم والثاني هو جمع زلف وقد نطق به ويقرأ بسكون اللام وهو جمع زلفة على الأصل نحو بسرة وبسر أو هو مخفف من جمع زليف
قوله تعالى ( { أولوا بقية } ) الجمهور على تشديد الياء وهو الأصل وقرىء بتخفيفها وهو مصدر بقي يبقى بقية كلقيته لقية فيجوز أن يكون على بابه ويجوز أن يكون مصدراً بمعنى فعيل وهو بمعنى فاعل ( { في الأرض } ) حال من الفساد ( { واتبع } ) الجمهور على أنها همزة وصل وفتح التاء والباء أي اتبعوا الشهوات وقرىء بضم الهمزة وقطعها وسكون التاء وكسر الباء والتقدير جزاء ما أترفوا
قوله تعالى ( { إلا من رحم } ) هو مستثنى من ضمير الفاعل في يزالون وذلك يعود على الرحمة وقيل الاختلاف
قوله تعالى ( { وكلا } ) هو منصوب ب ( { نقص } ) و ( { من أنباء } ) صفة لكل و ( { ما نثبت } ) بدل من كل أو هو رفع بإضمار هو ويجوز أن يكون مفعول نقص ويكون كلاً حالا من ( { ما } ) أو من الهاء على مذهب من أجاز تقديم حال المجرور عليه أو من أنباء على هذا المذهب أيضاً ويكون كلاً بمعنى جميعاً ( { في هذه } ) قيل في الدنيا وقيل في هذه السورة والله أعلم
____________________
(2/47)
سورة يوسف عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { تلك آيات الكتاب } ) قد ذكر في أول يونس
قوله تعالى ( { قرآنا } ) فيه وجهان ( حدهما ) أنه توطئة للحال التي هي ( { عربيا } ) والثاني أنه حال وهو مصدر في موضع المفعول أي مجموعاً أو مجتمعاً وعربي صفة له على رأي من يصف الصفة أو حال من الضمير الذي في المصدر على رأي من قال يحتمل الضمير إذا وقع موقع ما يحتمل الضمير
قوله تعالى ( { أحسن } ) ينتصب انتصاب المصدر ( { بما أوحينا } ما ) مصدرية وهذا مفعول أوحينا ( { القرآن } ) نعت له أو بيان ويجوز في العربية جره على البدل من ( ا ) ورفعه على إضمار هو والباء متعلقة بنقص ويجوز أن يكون حالا من أحسن والهاء في ( { قبلة } ) ترجع على القرآن أو على هذا أو على الايحاء
قوله تعالى ( { إذ } ) قال أي أذكر إذ وفي ( { يوسف } ) ست لغات ضم السين وفتحها وكسرها بغير همز فيهن وبالهمز فيهن ومثله يونس ( { يا أبت } يقرأ بكسر التاء والتاء فيه زائدة عوضاً من ياء المتكلم وهذا في النداء خاصة وكسرت التاء لتدل على الياء المحذوفة ولا يجمع بينهما لئلا يجمع بين العوض والمعوض ويقرأ بفتحها وفيه ثلاثة أوجه أحدها أنه حذف التاء التي هي عوض من الياء كما تحذف تاء طلحة في الترخيم وزيدت بدلها تاء أخرى وحركت بحركة ما قبلها كما قالوا يا طلحة أقبل بالفتح والثاني أنه أبدل من الكسرة فتحة كما يبدل من الياء ألف والثالث أنه أراد يا ابتا كما جاء في الشعر
( يا ابتا علك أو عساك % )
فحذفت الألف تخفيفاً وقد أجاز بعضهم ضم التاء لشبهها بتاء التأنيث فأما الوقف على هذا الاسم فبالتاء عند قوم لأنها ليست للتأنيث فيبقى لفظها دليلاً على المحذوف وبالهاء عند آخرين شبهوها بهاء التأنيث وقيل الهاء بدل من الألف المبدلة من الياء وقيل هي زائدة لبيان الحركة و ( { أحد عشر } ) بفتح العين على الأصل وبإسكانها على التخفيف فراراً من توالي الحركات وإيذاناً بشدة الامتزاج وكرر ( رأيت ) تفخيماً لطول الكلام وجعل الضمير على لفظ المذكر لأنه وصفه بصفات من يعقل من السباحة والسجود ولذلك جمع الصفة جمع السلامة و ( { ساجدين } ) حال لأن الرؤية من رؤية العين
____________________
(2/48)
قوله تعالى ( { رؤياك } ) الأصل الهمز وعليه الجمهور وقرىء بواو مكان الهمز لانضمام ما قبلها ومن العرب من يدغم فيقول رياك فأجري المخففة مجرى الأصلية ومنهم من يكسر الراء لتناسب الياء ( { فيكيدوا } ) جواب النهي ( { كيدا } ) فيه وجهان أحدهما هو مفعول به والمعنى فيضعون لك أمراً يكيدك وهو مصدر في موضع الاسم ومنه قوله تعالى ( { فأجمعوا كيدكم } ) أي ما تكيدون به فعلى هذا يكون في اللام وجهان أحدهما هي بمعنى من أجلك والثاني هي صفة قدمت فصارت حالا والوجه الآخر أن يكون مصدراً مؤكداً وعلى هذا في اللام ثلاثة أوجه منها الاثنان الماضيان والثالث أن تكون زائدة لأن هذا الفعل يتعدى بنفسه ومنه ( { فإن كان لكم كيد فكيدون } ) ونظير زيادتها هنا ( { ردف لكم } )
قوله تعالى ( { وكذلك } ) الكاف في موضع نصب نعتاً لمصدر محذوف أي اجتباء مثل ذلك ( { إبراهيم وإسحاق } ) بدلان من أبويك
قوله تعالى ( { آيات } ) يقرأ على الجمع لأن كل خصلة مما جرى آية ويقرأ على الافراد لأن جميعها يجري مجرى الشيء الواحد وقيل وضع الواحد موضع الجمع وقد ذكرنا اصل الاية في البقرة
قوله تعالى ( { أرضا } ) ظرف لاطرحوه وليس بمفعول به لأن طرح لا يتعدى إلى اثنين وقيل هو مفعول ثان لأن اطرحوه بمعنى أنزلوه وأنت تقول أنزلت زيداً الدار
قوله تعالى ( { غيابة الجب } ) يقرأ بألف بعد الياء وتخفيف الباء وهو الموضع الذي يخفى من فيه ويقرأ على الجمع إما أن يكون جمعها بما حولها كما قال الشاعر
( يزل الغلام الخف عن صهواته % )
أو أن يكون في الجب مواضع على ذلك وفيه قراءات أخر ظاهرة لم نطل بذكرها ( { يلتقطه } ) الجمهور على الياء حملاً على لفظ بعض ويقرأ بالتاء حملاً على المعنى إذ بعض السيارة سيارة ومنه قولهم ذهبت بعض أصابعه
قوله تعالى ( { لا تأمنا } ) في موضع الحال والجمهور على الاشارة إلى ضمة النون الأولى فمنهم من يختلس الضمة بحيث يدركها السمع ومنهم من يدل عليها بضم الشفة فلا يدركها السمع ومنهم من يدغمها من غير إشمام وفي الشاذ من يظهر النون وهو القياس
____________________
(2/49)
قوله تعالى ( { يرتع } ) الجمهور على أن العين آخر الفعل وماضيه رتع فمنهم من يسكنها على الجواب ومنهم من يضمها على أن تكون حالا مقدرة ومنهم من يقرؤها بالنون ومنهم من يقرؤها بالياء ويقرأ نرتع بكسر العين وهو يفتعل من رعى أي ترعى ما شيتنا أو نأكل نحن
قوله تعالى ( { يأكله الذئب } ) الأصل في الذئب الهمز وهو من قولهم تذأبت الريح أذا جاءت من كل وجه كما أن الذئب كذلك ويقرأ بالياء على التخفيف
قوله تعالى ( { ونحن عصبة } ) الجملة حال وقرىء في الشاذ ( { عصبة } ) بالنصب وهو بعيد ووجهه أن يكون حذف الخبر ونصب هذا على الحال أي ونحن نتعصب أو نجتمع عصبة
قوله تعالى ( { فلما ذهبوا } ) جواب لما محذوف تقديره عرفناه أو نحو ذلك وعلى قول الكوفيين الجواب أوحينا والواو زائدة ( { وأجمعوا } ) يجوز أن يكون حالا معه قد مرادة وأن يكون معطوفاً
قوله تعالى ( { عشاء } ) فيه وجهان أحدهما هو ظرف أي وقت العشاء و ( { يبكون } ) حال والثاني أن يكون جمع عاش كقائم وقيام ويقرأ بضم العين والأصل عشاة مثل غاز وغزاة فحذفت الهاء وزيدت الألف عوضاً منها ثم قلبت الألف همزة وفيه كلام قد ذكرناه في آل عمران عند قوله سبحانه ( { أو كانوا غزى } ) ويجوز أن يكون جمع فاعل على فعال كما جمع فعيل على فعال لقرب ما بين الكسر والضم ويجوز أن يكون كنؤام ورباب وهو شاذ
قوله تعالى ( { على قميصه } ) في موضع نصب حالا من الدم لأن التقدير جاءوا بدم كذب على قميصه وكذب بمعنى ذي كذب ويقرأ في الشاذ بالدال والكذب النقط الخارجة على أطراف الاحداث فشبه الدم اللاصق على القميص بها وقيل الكذب الطري ( { فصبر جميل } ) أي فشأني فحذف المبتدأ وإن شئت كان المحذوف الخبر أي فلى أو عندي
قوله تعالى ( / < بشراي > / ) يقرأ بياء مفتوحة بعد الألف مثل عصاي وإنما فتحت الياء من أجل الألف ويقرأ بغير ياء وعلى الألف ضمة مقدرة لأنه منادى مقصور ويجوز أن يكون منصوباً مثل قوله ( { يا حسرة على العباد } ) ويقرأ بشرى بياء مشددة من غير ألف وقد ذكر في قوله تعالى ( { هدى } ) البقرة والمعنى
____________________
(2/50)
يا بشارة احضري فهذا أوانك ( { وأسروه } ) الفاعل ضمير الاخوة وقيل السيارة و ( { بضاعة } ) حال
قوله تعالى ( { بخس } ) مصدر في موضع المفعول أي مبخوس أو ذي بخس و ( { دراهم } ) بدل من ثمن ( { وكانوا فيه } ) من الزاهدين قد ذكر مثله في قوله ( { وإنه } ) في الاخرة لمن الصالحين في البقرة ( { ونكون عليها من الشاهدين } ) في المائدة
قوله تعالى ( { من مصر } ) يجوز أن يكون متعلقاً بالفعل كقولك اشتريت من بغداد أي فيها أو بها ويجوز أن يكون حالا من الذي أو من الضمير في اشترى فيتعلق بمحذوف ( { ولنعلمه } ) اللام متعلقة بمحذوف أي ولنعلمه مكناه وقد ذكر مثله في قوله تعالى ( { ولتكملوا العدة } ) وغيره والهاء في ( { أمره } ) يجوز أن تعود على الله عز وجل وأن تعود على يوسف
قوله تعالى ( { هيت لك } ) فيه قراءات إحداها فتح الهاء والتاء وياء بينهما والثانية كذلك الا أنه بكسر التاء والثالثة كذلك الا أنه بضمها وهي لغات فيها والكلمة اسم للفعل فمنهم من يقول هو خبر معناه تهيأت وبنى كما بنى شتان ومنهم من يقول هو اسم للأمر أي أقبل وهلم فمن فتح طلب الخفة ومن كسر فعلى التقاء الساكنين مثل جير ومنهم من ضم شبهه بحيث واللام على هذا للتبيين مثل التي في قولهم سقيا لك والقراءة الرابعة بكسر الهاء وهمزة ساكنة وضم التاء وهو على هذا فعل من هاء يهاء مثل شاء يشاء ويهيء مثل فاء يفيء والمعنى تهيأت لك أو خلقت ذا هيئة لك واللام متعلقة بالفعل والقراءة الخامسة هيئت لك وهي غريبة والسادسة بكسر الهاء وسكون الهمزة وفتح التاء والاشبه أن تكون الهمزة بدلاً من الياء أو تكون لغة في الكلمة التي هي اسم للفعل وليست فعلاً لأن ذلك يوجب أن يكون الخطاب ليوسف عليه السلام وهو فاسد لوجهين أحدهما أنه لم يتهيأ لها وإنما هي تهيأت له والثاني أنه قال لك ولو أراد الخطاب لكان هئت لي ( { قال معاذ الله } ) هو منصوب على المصدر يقال عذت به عوذاً وعياذا وعياذة وعوذة ومعاذا ( { أنه } ) الهاء ضمير الشأن والجملة بعده الخبر
قوله تعالى ( { لولا أن رأى } ) جواب ( { لولا } ) محذوف تقديره لهم بها والوقف على هذا ولقد همت به والمعنى أنه لم يهم بها وقيل التقدير لولا أن رأى البرهان لواقع المعصية ( { كذلك } ) في موضع رفع اي الامر كذلك وقيل في موضع نصب
____________________
(2/51)
أي نراعيه كذلك واللام في ( { لنصرف } ) متعلقة بالمحذوف و ( { المخلصين } ) بكسر اللام أي المخلصين أعمالهم وبفتحها أي أخلصهم الله لطاعته
قوله تعالى ( { من دبر } ) الجمهور على الجر والتنوين وقرىء في الشواذ بثلاث ضمات من غير تنوين وهو مبني على الضم لأنه قطع عن الاضافة والأصل من دبره وقبله ثم فعل فيه ما فعل في قبل وبعد وهو ضعيف لأن الاضافة لا تلزمه كما تلزم الظروف المبنية لقطعها عن الاضافة
قوله تعالى ( { يوسف أعرض } ) الجمهور على ضم الفاء والتقدير يا يوسف وقرأ الاعمش بالفتح والاشبه أن أخرجه على أصل المنادى كما جاء في الشعر
( يا عدياً لقد وقتك الاواقي % )
وقيل لم تضبط هذه القراءة عن الاعمش والاشبه أن يكون وقف على الكلمة ثم وصل وأجرى الوصل مجرى الوقف فألقى حركة الهمزة على الفاء وحذفها فصار اللفظ بها ( { يوسف أعرض } ) وهذا كما حكى الله أكبر أشهد بالوصل والفتح وقرىء في الشاذ أيضاً بضم الفاء وأعرض على لفظ الماضي وفيه ضعف لقوله ( { واستغفري } ) وكان الاشبه أن يكون بالفاء فاستغفري
قوله تعالى ( { نسوه } ) يقرأ بكسر النون وضمها وهما لغتان وألف الفتى منقلبة عن ياء لقولهم فتيان والفتوة شاذ ( { قد شغفها } ) يقرأ بالغين وهو من شغاف القلب وهو غلافه والمعنى أنه أصاب شغاف قلبها وأن حبه صار محتوياً على قلبها كاحتواء الشغاف عليه ويقرأ بالعين وهو من قولك فلان مشغوف بكذا أي مغرم به ومولع و ( { حبا } ) تمييز والأصل قد شغفها حبه والجملة مستأنفة ويجوز أن يكون حالا من الضمير في تراود أو من ألفتى
قوله تعالى ( { وأعتدت } ) هو من العتاد وهو الشيء المهيأ للأمر ( { متكأ } ) الجمهور على تشديد التاء والهمز من غير مد وأصل الكلمة موتكأ لأنه من توكأت ويراد به المجلس الذي يتكأ فيه فأبدلت الواو تاء وأدغمت وقرىء شاذا بالمد والهمز والألف فيه ناشئة عن إشباع الفتحة ويقرأ بالتنوين من غير همز والوجه فيه أنه أبدل الهمزة ألفاً ثم حذفها للتنوين وقال ابن جني يجوز أن يكون من أوكيت السقاء فتكون الألف بدلاً من الياء ووزنه مفتعل من ذلك ويقرأ بتخفيف التاء من غير همز ويقال المتك الاترج ( { حاش لله } ) يقرأ بألفين وهو الأصل والجمهور على أنه هنا فعل وقد صرف منه أحاشي وايد ذلك دخول اللام على اسم الله تعالى ولو كان حرف جر لما دخل على حرف جر وفاعله مضمر تقديره حاشى يوسف
____________________
(2/52)
أي بعد من المعصية بخوف الله وأصل الكلمة من حاشيت الشيء فحاشا صار في حاشية أي ناحية ويقرأ بغير ألف بعد الشين حذفت تخفيفاً واتبع في ذلك المصحف وحسن ذلك كثرة استعمالها وقرىء شاذا ( / < حشا لله > / ) بغير ألف بعد الحاء وهو مخفف منه وقال بعضهم هي حرف جر واللام زائدة وهو ضعيف لأن موضع مثل هذا ضرورة الشعر ( { ما هذا بشرا } ) يقرأ بفتح الباء أي إنساناً بل هو ملك ويقرأ بكسر الباء من الشراء أي لم يحصل هذا بثمن ويجوز أن يكون مصدراً في موضع المفعول أي بمشترى وعلى هذا قرىء بكسر اللام في ملك
قوله تعالى ( { رب السجن } ) يقرأ بكسر السين وضم النون وهو مبتدأ و ( { أحب } ) خبره والمراد المحبس والتقدير سكنى السجن ويقرأ بفتح السين على أنه مصدر ويقرأ ( { رب } ) بضم الباء من غير ياء و ( { السجن } ) بكسر السين والجر على الاضافة أي صاحب السجن والتقدير لقاؤه أو مقاساته
قوله تعالى ( { بدا لهم } ) في فاعل بدا ثلاثة أوجه أحدها هو محذوف و ( { ليسجننه } ) قائم مقامه أي بدا لهم السجن فحذف وأقيمت الجملة مقامه وليست الجملة فاعلاً لأن الجمل لا تكون كذلك والثاني أن الفاعل مضمر وهو مصدر بدا أي بدا لهم بداء فأضمر والثالث أن الفاعل ما دل عليه الكلام أي بدا لهم رأى أي فأضمر أيضاً و ( { حتى } ) متعلقة بيسجننه والله أعلم
قوله تعالى ( { ودخل معه السجن } ) الجمهور على كسر السين وقرىء بفتحها والتقدير موضع السجن أو في السجن و ( { قال } ) مستأنف لأنه لم يقل ذلك المنام حال دخوله ولا هو حال مقدرة لأن الدخول لا يؤدي إلى المنام ( { فوق رأسي } ) ظرف لأحمل ويجوز أن يكون حالا من الخبر و ( { تأكل } ) صفة له
قوله تعالى ( { أم الله } ) الواحد أم هنا متصلة ( { سميتموها } ) يتعدى إلى مفعولين وقد حذف الثاني أي سميتموها آلهة وأسماء هنا بمعنى مسميات أو ذوي أسماء لأن الاسم لا يعبد ( { أمر ألا } ) يجوز أن يكون مستأنفاً وأن يكون حالا وقد معه مرادة وهو ضعيف لضعف العامل فيه
قوله تعالى ( { منهما } ) يجوز أن يكون صفة لناج وأن يكون حالا من الذي ولا يكون متعلقاً بناج لأنه ليس المعنى عليه
قوله تعالى ( { سمان } ) صفة لبقرات ويجوز في الكلام نصبه نعتاً لسبع و ( { يأكلهن } ) في موضع جر أو نصب على ما ذكرنا ومثله ( { خضر }
____________________
(2/53)
( { للرؤيا } ) اللام فيه زائدة تقوية للفعل لما تقدم مفعوله عليه ويجوز حذفها في غير القرآن لأنه يقال عبرت الرؤيا
قوله تعالى ( { أضغاث أحلام } ) أي هذه ( { بتأويل الأحلام } ) أي بتأويل أضغاث الاحلام لا بد من ذلك لأنهم لم يدعوا لجهل بتعبير الرؤيا
قوله تعالى ( { نجا منهما } ) في موضع الحال من ضمير الفاعل وليس بمفعول به ويجوز أن يكون حالا من الذي ( { وادكر } ) أصله إذتكر فأبدلت الذال دالا والتاء دالا وأدغمت الأولى في الثانية ليتقارب الحرفان ويقرأ شاذا بذال معجمة مشددة ووجهها أنه قلب التاء ذالا وأدغم
قوله تعالى ( { بعد أمة } ) يقرأ بضم الهمزة وبكسرها أي نعمة وهي خلاصة من السجن ويجوز أن تكون بمعنى حين ويقرأ بفتح الهمزة والميم وهاء منونة وهو النسيان يقال أمه يأمه أمها
قوله تعالى ( { دأبا } ) منصوب على المصدر أي تدأبون ودل الكلام عليه ويقرأ بإسكان الهمزة وفتحها والفعل منه دأب دأبا ودئب دأباً ويقرأ بألف من غير همز على التخفيف
قوله تعالى ( { يعصرون } ) يقرأ بالياء والتاء والفتح والمفعول محذوف أي يعصرون العنب لكثرة الخصب ويقرأ بضم التاء وفتح الصاد أي تمطرون وهو من قوله ( { من المعصرات } )
قوله تعالى ( { إذ راودتن } ) العامل في الظرف خطبكن وهو مصدر سمي به الامر العظيم ويعمل بالمعنى لأن معناه ما أردتن أو ما فعلتن
قوله تعالى ( { ذلك ليعلم } ) أي الامر ذلك واللام متعلقة بمحذوف تقديره أظهر الله ذلك ليعلم
قوله تعالى ( { إلا ما رحم ربي } ) في ( { ما } ) وجهان أحدهما هي مصدرية وموضعها نصب والتقدير إن النفس لأمارة بالسور الا وقت رحمة ربي ونظيره ( { ودية مسلمة إلى أهله إلا أن يصدقوا } ) وقد ذكروا انتصابه على الظرف وهو كقولك ما قمت الا يوم الجمعة والوجه الاخر أن تكون ( { ما } ) بمعنى من والتقدير إن النفس لتأمر بالسوء الا لمن رحم ربي أو الا نفساً رحمها ربي فإنها لا تأمر بالسوء
قوله تعالى ( { يتبوأ منها حيث يشاء } ) حيث ظرف ليتبوأ ويجوز أن يكون
____________________
(2/54)
مفعولاً به ومنها يتعلق بيتبوأ ولا يجوز أن يكون حالا من حيث لأن حيث لاتنم الا بالمضاف إليه وتقديم الحال على المضاف إليه لا يجوز ويشاء بالياء وفاعله ضمير يوسف وبالنون ضمير اسم الله على التعظيم ويجوز أن يكون فاعله ضمير يوسف لأن مشيئته من مشيئة الله واللام في ليوسف زائدة أي مكنا يوسف ويجوز أن لا تكون زائدة ويكون المفعول محذوفاً أي مكنا ليوسف الامور ويتبوأ حال من يوسف
قوله تعالى ( / < لفتيته > / ) يقرأ بالتاء على فعلة وهو جمع قلة مثل صبية وبالنون مثل غلمان وهو من جموع الكثرة وعلى هذا يكون واقعاً موقع جمع القلة ( { إذا انقلبوا } ) العامل في إذا يعرفونها
قوله تعالى ( { نكتل } ) يقرأ بالنون لأن إرساله سبب في الكيل للجماعة وبالياء على أن الفاعل هو الاخ ولما كان هو السبب نسب الفعل إليه فكأنه هو الذي يكيل للجماعة
قوله تعالى ( { إلا كما أمنتكم } ) في موضع نصب على المصدر أي أمنا كأمني إياكم على أخيه ( { خير حافظا } ) يقرأ بالألف وهو تمييز ومثل هذا يجوز إضافته وقيل هو حال ويقرأ ( / < حفظاً > / ) وهو تمييز لا غير
قوله تعالى ( { ردت } ) الجمهور على ضم الراء وهو الأصل ويقرأ بكسرها ووجهه أنه نقل كسرة العين إلى الفاء كما فعل في قيل وبيع والمضاعف يشبه المعتل ( { ما نبغي } ما ) استفهام في موضع نصب بنبغي ويجوز أن تكون نافية ويكون في نبغي وجهان أحدهما بمعنى نطلب فيكون المفعول محذوفاً أي ما نطلب الظلم والثاني أن يكون لازماً بمعنى ما يتعدى
قوله تعالى ( { لتأتنني به } ) هو جواب قسم على المعنى لأن الميثاق بمعنى اليمين ( { إلا أن يحاط } ) هو استثناء من غير الجنس ويجوز أن يكون من الجنس ويكون التقدير لتأتنني به على كل حال الا في حال الاحاطة بكم
قوله تعالى ( { ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم } ) في جواب ( { لما } ) وجهان أحدهما هو آوى وهو جواب ( { لما } ) الأولى والثانية كقولك لما جئتك ولما كلمتك أجبتني وحسن ذلك أن دخولهم على يوسف يعقب دخولهم من الابواب والثاني هو محذوف تقديره امتثلوا أو قضوا حاجة أبيهم ونحوه ويجوز أن يكون
____________________
(2/55)
الجواب معنى ( { ما كان يغني عنهم } ) و ( { حاجة } ) مفعول من أجله وفاعل يغني التفرق
قوله تعالى ( { قال إني أنا } ) هو مستأنف وهكذا كل ما اقتضى جواباً وذكر جوابه ثم جاءت بعده قال فهي مستأنفة
قوله تعالى ( { صواع الملك } ) الجمهور على ضم الصاد وألف بعد الواو ويقرأ بغير ألف فمنهم من يضم الصاد ومنهم من يفتحها ويقرأ ( / < صاع الملك > / ) وكل ذلك لغات فيه وهو الاناء الذي يشرب به ويقرأ ( / < صوغ الملك > / ) بغين معجمة أي مصوغه ( { قالوا جزاؤه } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها أنه مبتدأ والخبر محذوف تقديره جزاؤه عندنا كجزائه عندكم والهاء تعود على السارق أو على السرق وفي الكلام المتقدم دليل عليهما فعلى هذا يكون قوله ( { من وجد } مبتدأ و ( { فهو } ) مبتدأ ثان و ( { جزاؤه } ) خبر المبتدأ الثاني والمبتدأ الثاني وخبره خبر الأول ومن شرطية والفاء جوابها ويجوز أن تكون بمعنى الذي ودخلت الفاء في خبرها لما فيها من الابهام والتقدير استعباد من وجد في رحله فهو أي الاستعباد جزء السارق ويجوز أن تكون الهاء في جزائه للسرق والوجه الثاني أن يكون جزاؤه مبتدأ ومن وجد خبره والتقدير استعباد من وجد في رحله وفهو جزاؤه مبتدأ وخبر مؤكد لمعنى الاول والوجه الثالث أن يكون جزاؤه مبتدأ ومن وجد مبتدأ ثان وفهو مبتدأ ثالث وجزاؤه خبر الثالث والعائد على المبتدأ الاول الهاء الاخيره وعلى الثاني هو ( { كذلك نجزي } ) الكاف في موضع نصب أي جزاء مثل ذلك
قوله تعالى ( { وعاء أخيه } ) الجمهور على كسر الواو وهو الأصل لأنه من وعي يعي ويقرأ بالهمزة وهي بدل من الواو وهما لغتان يقال وعاء وإعاء ووشاح وإشاح ووسادة وإسادة وإنما فروا إلى الهمز لثقل الكسرة على الواو ويقرأ بضمها وهي لغة
فإن قيل لم لم يقل فاستخرجها منه لتقدم ذكره قيل لم يصرح بتفتيش وعاء أخيه حتى يعيد ذكره مضمراً فأظهره ليكون ذلك تنبيهاً على المحذوف فتقديره ثم فتش وعاء أخيه فاستخرجها منه
قوله تعالى ( { كذلك كدنا } ) و ( { إلا أن يشاء } ) و ( { درجات من نشاء } ) كل ذلك قد ذكر ( { وفوق كل ذي علم عليم } ) يقرأ شاذا ( / < ذي عالم > / ) وفيه
____________________
(2/56)
ثلاثة أوجه أحدها هو مصدر كالباطل والثاني ذي زائدة وقد جاء مثل ذلك في الشعر كقول الكميت
إليكم ذوي آل النبي
والثالث أنه أضاف الاسم إلى المسمى وهو محذوف تقديره ذي مسمى عالم كقول الشاعر
إلى الحول ثم اسم السلام عليكما
أي مسمى السلام
قوله تعالى ( { فأسرها } ) الضمير يعود إلى نسبتهم إياه إلى السرق وقد دل عليه الكلام وقيل في الكلام تقديم وتأخير تقديره قال في نفسه أنتم شر مكاناً وأسرها أي هذه الكلمة و ( { مكانا } ) تمييز أي شر منه أو منهما
قوله تعالى ( { فخذ أحدنا مكانه } ) هو منصوب على الظرف والعامل فيه خذ ويجوز أن يكون محمولاً على المعنى أي اجعل أحدنا مكانه
قوله تعالى ( { معاذ الله } ) هو مصدر والتقدير من أن نأخذ
قوله تعالى ( { استيأسوا } يقرأ بياء بعدها همزة وهو من يئس ويقرأ استأيسوا بألف بعد التاء وقبل الياء وهو مقلوب يقال يئس وأيس والأصل تقديم الياء وعليه تصرف الكلمة فأما إياس اسم رجل فليس مصدر هذا الفعل بل مصدر آسيته أي أعطيته الا أن الهمزة في الآية قلبت ألفاً تخفيفاً ( { نجيا } ) حال من ضمير الفاعل في خلصوا وهو واحد في موضع الجمع أي أنجيه كما قال تعالى ( { ثم نخرجكم طفلا } ومن قبل أي ومن قبل ) ذلك ( { ما فرطتم في } ما ) وجهان أحدهما هي زائدة ومن متعلقة بالفعل أي وفرطتم من قبل والثاني هي مصدرية وفي موضعها ثلاثة أوجه أحدها رفع بالابتداء ومن قبل خبره أي وتفريطكم في يوسف من قبل وهذا ضعيف لأن قبل إذا وقعت خبراً أو صلة لا تقطع عن الاضافة لئلا تبقى ناقصة والثاني موضعها نصب عطفاً على معمول تعلموا تقديره ألم تعرفوا أخذ أبيكم عليكم الميثاق وتفريطك في يوسف والثالث هو معطوف على اسم إن تقديره وإن تفريطكم من قبل في يوسف وقيل هو ضعيف على هذين الوجهين لأن فيهما فصلاً بين حرف العطف والمعطوف وقد بينا في سورة النساء أن هذا ليس بشيء فأما خبر إن على الوجه الاخير فيجوز أن يكون في يوسف وهو الأولى لئلا يجعل من قبل خبراً ( { فلن أبرح الأرض } ) هو مفعول أبرح أي لن أفارق ويجوز أن يكون ظرفاً
قوله تعالى ( { سرق } ) يقرأ بالفتح والتخفيف أي فيما ظهر لنا ويقرأ بضم السين وتشديد الراء وكسرها أي نسب إلى السرق
____________________
(2/57)
قوله تعالى ( { واسأل القرية } ) أي أهل القرية وجاز حذف المضاف لأن المعنى لا يلتبس فأما قوله تعالى ( { والعير التي } ) فيراد بها الابل فعلى هذا يكون المضاف محذوفاً أيضاً أي أصحاب العير وقيل العير القافلة وهم الناس الراجعون من السفر فعلى هذا ليس في حذف
قوله تعالى ( { يا أسفى } ) الألف مبدلة من ياء المتكلم والأصل أسفي ففتحت الفاء وصيرت الياء ألف ليكون الصوت بها أتم و ( { على } ) متعلقة بأسفي
قوله تعالى ( { تفتأ } ) أي لا تفتؤ فحذفت لا للعلم بها و ( { تذكر } ) في موضع نصب خبر تفتؤ
قوله تعالى ( { من روح الله } ) الجمهور على فتح الراء وهو مصدر بمعنى الرحمة الا أن استعمال الفعل منه قليل وإنما يستعمل بالزيادة مثل أراح وروح ويقرأ بضم الراء وهي لغة فيه وقيل هو اسم للمصدر مثل الشرب والشرب
قوله تعالى ( { مزجاة } ) ألفها منقلبة عن ياء أو عن واو لقولهم زجا الامر يزجو ( { فأوف لنا الكيل } ) أي المكيل
قوله تعالى ( { قد من الله علينا } ) جملة مستأنفة وقيل هي حال من يوسف وأخي وفيه بعد لعدم العامل في الحال وأنا لا يعمل في الحال ولا يصح أن يعمل فيه هذا لأنه إشارة إلى واحد وعلينا راجع إليهما جميعاً ( { من يتق } ) الجمهور على حذف الياء و ( { من } ) شرط والفاء جوابه ويقرأ بالياء وفيه ثلاثة أوجه أحدها أنه أشبع كسرة القاف فنشأت الياء والثاني أنه قدر الحركة على الياء وحذفها بالجزم وجعل حرف العلة كالصحيح في ذلك والثالث أنه جعل ( { من } ) بمعنى الذي فالفعل على هذا مرفوع ( { ويصبر } ) بالسكون فيه وجهان أحدهما أنه حذف الضمة لئلا تتوالى الحركات أو نوى الوقف عليه وأجرى الوصل مجرى الوقف والثاني هو مجزوم على المعنى لأن ( { من } ) هنا وإن كانت بمعنى الذي ولكنها بمعنى الشرط لما فيها من العموم والابهام ومن هنا دخلت الفاء في خبرها ونظيره ( { فأصدق وأكن } ) في قراءة من جزم والعائد من الخبر محذوف تقديره المحسنين منهم ويجوز أن يكون وضع الظاهر موضع المضمر أي لا نضيع أجرهم
قوله تعالى ( { لا تثريب } ) في خبر ( { لا } ) وجهان أحدهما قوله ( { عليكم } ) فعلى هذا ينتصب ( { اليوم } ) بالخبر وقيل ينتصب اليوم ب ( { يغفر } ) والثاني الخبر اليوم وعليكم يتعلق بالظرف أو بالعامل في الظرف وهو الاستقرار وقيل هي للتبيين
____________________
(2/58)
كاللام في قولهم سقيا لك ولا يجوز أن تتعلق على بتثريب ولا نصب اليوم به لأن اسم ( لا ) إذا عمل ينون
قوله تعالى ( { بقميصي } ) يجوز أن يكون مفعولاً به أي احملوا قميصي ويجوز أن يكون حالا أي إذهبوا وقميصي معكم و ( { بصيرا } ) حال في الموضعين
قوله تعالى ( { سجدا } ) حال مقدرة لأن السجود يكون بعد الخرور ( { رؤياي من قبل } ) الظرف حال من رؤياي لأن المعنى رؤياي التي كانت من قبل والعامل فيها هذا ويجوز أن يكون ظرفاً للرؤيا أي تأويل رؤياي في ذلك الوقت ويجوز أن يكون العامل فيها تأويل لأن التأويل كان من حين وقوعها هكذا والان ظهر له و ( { قد جعلها } ) حال مقدرة ويجوز أن تكون مقارنة و ( { حقا } ) صفة مصدر أي جعلاً حقاً ويجوز أن يكون مفعولاً ثانياً وجعل بمعنى صير ويجوز أن يكون حالا أي وضعها صحيحة ويجوز أن يكون حقاً مصدراً من غير لفظ الفعل بل من معناه لأن جعلها في معنى حققها وحقاً في معنى تحقيق ( { وقد أحسن بي } ) قيل الباء بمعنى إلى وقيل هي على بابها والمفعول محذوف تقديره وقد أحسن صنعه بي و ( { إذ } ) ظرف لأحسن أو لصنعه
قوله تعالى ( { من الملك } ) و ( { من تأويل الأحاديث } ) قيل المفعول محذوف أي عظيماً من الملك وحظاً من التأويل وقيل هي زائدة وقيل من لبيان الجنس
قوله تعالى ( { والأرض يمرون } ) الجمهور على الجر عطفاً على السموات والضمير في ( { عليها } ) للآية وقيل للأرض فيكون يمرون حالا منها وقيل منها ومن السموات ومعنى يمرون يشاهدون أو يعلمون ويقرأ ( { والأرض } ) بالنصب أي ويسلكون الارض وفسره يمرون ويقرأ بالرفع على الابتداء و ( { بغتة } ) مصدر في موضع الحال و ( { أدعو إلى الله } ) مستأنف وقيل حال من الياء ( { على بصيرة } ) حال أي مستيقناً ( { ومن اتبعني } ) معطوف على ضمير الفاعل في أدعو ويجوز أن يكون مبتدأ أي ومن اتبعني كذلك و ( { من أهل القرى } ) صفة لرجال أو حال من المجرور
قوله تعالى ( { قد كذبوا } ) يقرأ بضم الكاف وتشديد الذال وكسرها أي علموا أنهم نسبوا إلى التكذيب وقيل الضمير يرجع إلى المرسل إليهم أي علم الامم أن الرسل كذبوهم ويقرأ بتخفيف الذال والمراد على هذا الامم لا غير ويقرأ بالفتح والتشديد أي وظن الرسل أن الامم كذبوهم ويقرأ بالتخفيف أي علم الرسل أن الامم كذبوا فيما ادعوا ( { فنجي } ) يقرأ بنونين وتخفيف الجيم ويقرأ بنون واحدة وتشديد الجيم على
____________________
(2/59)
أنه ماض لم يسم فاعله ويقرأ كذلك الا أنه بسكون الياء وفيه وجهان أحدهما أن يكون أبدل النون الثانية جيماً وأدغمها وهو مستقبل على هذا والثاني أن يكون ماضياً وسكن الياء لثقلها بحركتها وانكسار ما قبلها قوله تعالى ( { ما كان حديثا } ) أي ما كان حديث يوسف أو ما كان المتلو عليهم ( { ولكن تصديق } ) قد ذكر في يونس ( { وهدى ورحمة }ً ) معطوفان عليه والله أعلم سورة الرعد بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { المر } ) قد ذكر حكمها في أول البقرة ( { تلك } ) يجوز أن يكون مبتدأ و ( { آيات الكتاب } ) خبره وأن يكون خبر ( { المر } ) وآيات بدل أو عطف بيان ( { والذي أنزل } ) فيه وجهان أحدهما هو في موضع رفع و ( { الحق } ) خبره ويجوز أن يكون الخبر من ربك والحق خبر مبتدأ محذوف أو هو خبر بعد خبر وكلاهما خبر واحد ولو قرىء الحق بالجر لجاز على أن يكون صفة لربك الوجه الثاني أن يكون والذي صفة للكتاب وأدخلت الواو في الصفة كما أدخلت في النازلين والطيبين والحق بالرفع على هذا خبر مبتدأ محذوف
قوله تعالى ( { بغير عمد } ) الجار والمجرور في موضع نصب على الحال تقديره خالية عن عمد والعمد بالفتح جمع عماد أو عمود مثل أديم وأدم وافيق وأفق وإهاب وأهب ولا خامس لها ويقرأ بضمتين وهو مثل كتاب وكتب ورسول ورسل ( { ترونها } ) الضمير المفعول يعود على العمد فيكون ترونها في موضع جر صفة لعمد ويجوز أن يعود على السموات فيكون حالا منها ( { يدبر } ) و ( { يفصل } ) يقرآن بالياء والنون ومعناهما ظاهر وهما مستأنفان ويجوز أن يكون الاول حالا من الضمير في سخر والثاني حالا من الضمير في يدبر
قوله تعالى ( { ومن كل الثمرات } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها أن يكون متعلقاً بجعل الثانية والتقدير وجعل فيها زوجين اثنين من كل الثمرات والثاني أن يكون حالا من اثنين وهو صفة له في الأصل والثالث أن يتعلق بجعل الأولى ويكون جعل الثاني مستأنفاً ( { يغشي الليل } ) يجوز أن يكون حالا من ضمير اسم الله فيما يصح من الافعال التي قبله وهي رفع وسخر ويدبر ويفصل ومد وجعل أي ما كان حديث يوسف أو ما كان المتلو عليهم ( { ولكن تصديق } قد ذكر في يونس ( { وهدى ورحمة } معطوفان عليه والله ألعم سورة الرعد بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { المر } قد ذكر حكمها في أول البقرة ( { تلك } يجوز أن يكون مبتدأ و ( { آيات الكتاب } خبره وأن يكون خبر ( { المر } وآيات بدل أو عطف بيان ( { والذي أنزل } فيه وجهان أحدهما هو في موضع رفع و ( { الحق } خبره ويجوز أن يكون الخبر من ربك والحق خبر مبتدأ محذوف أو هو خبر بعد خبر وكلاهما خبر واحد ولو قرىء الحق بالجر لجاز على أن يكون صفة لربك الوجه الثاني أن يكون والذي صفة للكتاب وأدخلت الواو في الصفة كما أدخلت في النازلين والطيبين والحق بالرفع على هذا خبر مبتدأ محذوف
قوله تعالى ( { بغير عمد } الجار والمجرور في موضع نصب على الحال تقديره خالية عن عمد والعمد بالفتح جمع عماد أو عمود مثل أديم وأدم وافيق وأفق وإهاب وأهب ولا خامس لها ويقرأ بضمتين وهو مثل كتاب وكتب ورسول ورسل ( { ترونها } الضمير المفعول يعود على العمد فيكون ترونها في موضع جر صفة لعمد ويجوز أن يعود على السموات فيكون حالا منها ( { يدبر } و ( { يفصل } يقرآن بالياء والنون ومعناهما ظاهر وهما مستأنفان ويجوز أن يكون الاول حالا من الضمير في سخر والثاني حالا من الضمير في يدبر
قوله تعالى ( { ومن كل الثمرات } فيه ثلاثة أوجه أحدها أن يكون متعلقاً بجعل الثانية والتقدير وجعل فيها زوجين اثنين من كل الثمرات والثاني أن يكون حالا من اثنين وهو صفة له في الصل والثالث أن يتعلق بجعل الأولى ويكون جعل الثاني مستأنفاً ( { يغشي الليل } يجوز أن يكون حالا من ضمير اسم الله فيما يصح من الافعال التي قبله وهي ( { رفع } { وسخر } و { يدبر } و { يفصل } و { مد } { وجعل }
____________________
(2/60)
قوله تعالى ( { وفي الأرض قطع } ) الجمهور على الرفع بالابتداء أو فاعل الظرف وقرأ الحسن ( / < قطعاً متجاورات > / ) على تقدير وجعل في الارض ( { وجنات } ) كذلك على الاختلاف ولم يقرأ أحد منهم وزرعاً بالنصب ولكن رفعه قوم وهو عطف على قطع وكذلك ما بعده وجره آخرون عطفاً على أعناب وضعف قوم هذه القراءة لأن الزرع ليس من الجنات وقال آخرون قد يكون في الجنة زرع ولكن بين النخيل والاعناب وقيل التقدير ونبات زرع فعطفه على المعنى والصنوان جمع صنو مثل قنو وقنوان ويجمع في القلة على أصناء وفيه لغتان كسر الصاد وضمها وقد قرىء بهما ( { تسقي } ) الجمهور على التاء والتأنيث للجمع السابق ويقرأ بالياء أي يسقى ذلك ( { ونفضل } ) يقرأ بالنون والياء على تسمية الفاعل وبالياء وفتح الضاد و ( { بعضها } ) بالرفع وهو بين ( { في الأكل } ) يجوز أن يكون ظرفاً لنفضل وأن يكون متعلقاً بمحذوف على أن يكون حالا من بعضها أي نفضل بعضها مأكولاً أو وفيه الاكل
قوله تعالى ( { فعجب قولهم } ) قولهم مبتدأ وعجب خبر مقدم وقيل العجب هنا بمعنى المعجب فعلى هذا يجوز أن يرتفع قولهم به ( { أئذا كنا } ) الكلام كله في موضع نصب بقولهم والعامل في إذا فعل دل عليه الكلام تقديره أئذا كنا تراباً نبعث ودل عليه قوله تعالى ( { لفي خلق جديد } ) ولا يجوز أن ينتصب بكنا لأن إذا مضافة إليه ولا بجديد لأن ما بعد إن لا يعمل فيما قبلها
قوله تعالى ( { قبل الحسنة } ) يجوز أن يكون ظرفاً ليستعجلونك وأن يكون حالا من السيئة مقدرة و ( { المثلات } ) بفتح الميم وضم الثاء واحدتها كذلك يقرأ بإسكان التاء وفيه وجهان أحدهما أنها مخففة من الجمع المضموم فراراً من ثقل الضمة مع توالي الحركات والثاني أن الواحد خفف ثم جمع على ذلك ويقرأ بضمتين وبضم الاول وإسكان الثاني وضم الميم فيه لغة فأما ضم الثاء فيجوز أن يكون لغة في الواحد وأن يكون اتباعاً في الجمع وأما إسكانها فعلى الوجهين ( { على ظلمهم } ) حال من الناس والعامل المغفرة
قوله تعالى ( { ولكل قوم هاد } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها أنه جملة مستأنفة أي ولكل قوم نبي هاد والثاني أن المبتدأ محذوف تقديره وهو لكل قوم هاد والثالث تقديره إنما أنت منذر وهاد لكل قوم و هذا فصل بين حرف العطف والمعطوف وقد ذكروا منه قدراً صالحاً
____________________
(2/61)
قوله تعالى ( { ما تحمل } ) في ( { ما } ) وجهان أحدهما هي بمعنى الذي وموضعها نصب بيعلم والثاني هي استفهامية فتكون منصوبة بتحمل والجملة في موضع نصب ومثله ( { وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شيء عنده بمقدار } ) يجوز أن يكون عنده في موضع جر صفة لشيء أو في موضع رفع صفة لكل والعامل فيها على الوجهين محذوف وخبر كل بمقدار ويجوز أن يكون صفة لمقدار وأن يكون ظرفاً لما يتعلق به الجار
قوله تعالى ( { عالم الغيب } ) خبر مبتدأ محذوف أي هو ويجوز أن يكون مبتدأ و ( { الكبير } ) خبره والجيد الوقف على ( { المتعال } ) بغير ياء لأنه رأس آية ولولا ذلك لكان الجيد إثباتها
قوله تعالى ( { سواء منكم من أسر القول } ) من مبتدأ وسواء خبر فأما منكم فيجوز أن يكون حالا من الضمير في سواء لأنه في موضع مستو ومثله ( { لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح } ) ويضعف أن يكون منكم حالا من الضمير في أسر وجهر لوجهين أحدهما تقديم ما في الصلة على الموصول أو الصفة على الموصوف والثاني تقديم الخبر على منكم وحقه أن يقع بعده
قوله تعالى ( { له معقبات } ) واحدتها معقبة والهاء فيها للمبالغة مثل نسابة أي ملك معقب وقيل معقبة صفة للجمع ثم جمع على ذلك ( { من بين يديه } ) يجوز أن يكون صفة لمعقبات وأن يكون ظرفاً وأن يكون حالا من الضمير الذي فيه فعلى هذا يتم الكلام عنده ويجوز أن يتعلق ب ( { يحفظونه } ) أي معقبات يحفظونه من بين يديه ومن خلفه ويجوزأن يكون يحفظونه صفة لمعقبات وأن يكون حالا مما يتعلق به الظرف ( { من أمر الله } ) اي من الجن والانس فتكون ( { من } ) على بابها قيل ( { من } ) بمعنى الباء أي بأمر الله وقيل بمعنى عن ( { وإذا أراد } ) العامل في ( ذا ) ما دل عليه الجواب أي لم يرد أو وقع ( { من وال } ) يقرأ بالامالة من أجل الكسرة ولا مانع هنا و ( { السحاب الثقال } ) قد ذكر في الاعراف
قوله تعالى ( { خوفا وطمعا } ) مفعول من أجله
قوله تعالى ( { ويسبح الرعد بحمده } ) قيل هو ملك فعلى هذا قد سمي بالمصدر وقيل الرعد صوته والتقدير على هذا ذو الرعد أو الراعد وبحمده قد ذكر في البقرة في قصة آدم و ( { المحال } ) فعال من المحل وهو القوة يقال محل به إذا غلبه وفيه لغة أخرى فتح الميم
____________________
(2/62)
قوله تعالى ( { والذين يدعون من دونه } ) فيه قولان أحدهما هو كناية عن الاصنام أي والاصنام الذين يدعون المشركين إلى عبادتهم ( { لا يستجيبون لهم بشيء } ) وجمعهم جمع من يعقل على اعتقادهم فيها والثاني أنهم المشركون والتقدير والمشركون الذين يدعون الاصنام من دون الله لا يستجيبون لهم أي لا يجيبونهم أي أن الاصنام لا تجيبهم بشيء ( { إلا كباسط كفيه } ) التقدير الا استجابة كاستجابة باسط كفيه والمصدر في هذا التقدير مضاف إلى المفعول كقوله تعالى ( { لا يسأم الإنسان من دعاء الخير } ) وفاعل هذا المصدر مضمر وهو ضمير الماء أي لا يجيبونهم الا كما يجيب الماء باسط كفيه إليه والاجابة هنا كناية عن الانقياد وأما قوله تعالى ( { ليبلغ فاه } ) فاللام متعلقة بباسط والفاعل ضمير الماء أي ليبلغ الماء فاه ( { وما هو } أي الماء ولا يجوز أن يكون ضمير الباسط على أن يكون فاعل بالغ مضمراً لأن اسم الفاعل إذا جرى على غير من هو له لزم إبراز الفاعل فكان يجب على هذا أن يقول وما هو ببالغه الماء فإن جعلت الهاء في بالغه ضمير الماء جاز أن يكون هو ضمير الباسط والكاف في كباسط إن جعلتها حرفاً كان منها ضمير يعود على الموصوف المحذوف وإن جعلتها اسماً لم يكن فيها ضمير
قوله تعالى ( { طوعا وكرها } ) مفعول له أو في موضع الحال ( { وظلالهم } ) معطوف على من و ( { بالغدو } ) ظرف ليسجد
قوله تعالى ( / < أم هل يستوي > / ) يقرأ بالياء والتاء وقد سبقت نظائره
قوله تعالى ( { أودية } ) هو جمع واد وجمع فاعل على أفعلة شاذ ولم نسمعه في غير هذا الحرف ووجهه أن فاعلاً قد جاء بمعنى فعيل وكما جاء فعيل وأفعلة كجريب واجربة كذلك فاعل ( { بقدرها } ) صفة لأودية ( { ومما يوقدون } ) بالياء والتاء و ( { عليه في النار } ) متعلق بيوقدون و ( { ابتغاء } ) مفعول له ( { أو متاع } ) معطوف على حلية و ( { زبد } ) مبتدأ و ( { مثله } ) صفة له والخبر مما يوقدون والمعنى ومن جواهر الارض كالنحاس ما فيه زبد وهو خبثه مثله أي مثل الزبد الذي يكون على الماء و ( { جفاء } ) حال وهمزته منقلبة عن واو وقيل هي أصل ( { للذين استجابوا } ) مستأنف وهو خبر ( { الحسنى } )
قوله تعالى ( { الذين يوفون } ) يجوز أن يكون نصباً على إضمار أعنى
قوله تعالى ( { جنات عدن } ) هو بدل من عقبى ويجوز أن يكون مبتدأ و ( { يدخلونها } ) الخبر ( { ومن صلح } ) في موضع رفع عطفاً على ضمير الفاعل
____________________
(2/63)
وساغ ذلك وإن لم يؤكد لأن ضمير المفعول صار فاصلاً كالتوكيد ويجوز أن يكون نصباً بمعنى مع
قوله تعالى ( { سلام } ) أي يقولون سلام ( { بما صبرتم } ) لا يجوز أن تتعلق الباء بسلام لما فيه من الفصل بالخبر وإنما يتعلق بعليكم أو بما يتعلق به
قوله تعالى ( { وما الحياة الدنيا في الآخرة } ) التقدير في جنب الآخرة ولا يجوز أن يكون ظرفاً لا للحياة ولا للدنيا لأنهما لا يقعان في الآخرة وإنما هو حال والتقدير وما الحياة القريبة كائنة في جنب الآخرة
قوله تعالى ( { بذكر الله } ) يجوز أن يكون مفعولاً به أي الطمأنينة تحصل لهم بذكر الله ويجوز أن يكون حالا من القلوب أي تطمئن وفيها ذكر الله
قوله تعالى ( { الذين آمنوا وعملوا الصالحات } ) مبتدأ و ( { طوبى لهم } ) مبتدأ ثان وخبر في موضع الخبر الاول ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هم الذين آمنوا فيكون طوبى لهم حالا مقدرة والعامل فيها آمنوا وعملوا ويجوز أن يكون الذين بدلاً من أناب أو بإضمار أعنى ويجوز أن يكون طوبى في موضع نصب على تقدير جعل وواوها مبدلة من ياء لأنها من الطيب أبدلت واواً للضمة قبلها ( { وحسن مآب } ) الجمهور على ضم النون والاضافة وهو معطوف على طوبى إذا جعلتها مبتدأ وقرىء بفتح النون والاضافة وهو عطف على طوبى في وجه نصبها ويقرأ شاذا بفتح النون ورفع مآب وحسن على هذا فعل نقلت ضمة سينه إلى الحاء وهذا جائز في فعل إذا كان للمدح أو الذم
قوله تعالى ( { كذلك } ) التقدير الامر كما أخبرناك
قوله تعالى ( { ولو أن قرآنا } ) جواب لو محذوف أي لكان هذا القرآن وقال الفراء جوابه مقدم عليه أي وهم يكفرون بالرحمن ولو أن قرآنا على المبالغة ( { أو كلم به الموتى } ) الوجه في حذف التاء من هذا الفعل مع إثباتها في الفعلين قبله أن الموتى يشتمل على المذكر الحقيقي والتغليب له فكان حذف التاء أحسن والجبال والأرض ليسا كذلك ( { أن لو يشاء } ) في موضع نصب بييأس لأن معناه افلم يتبين ويعلم ( { أو تحل قريبا } ) فاعل تحل ضمير القارعة وقيل هو للخطاب أي أو تحل أنت يا محمد قريباً منهم بالعقوبة فيكون موضع الجملة نصباً عطفاً على تصيب
قوله تعالى ( { وجعلوا لله } ) هو معطوف على كسبت أي ويجعلهم شركاء ويحتمل أن يكون مستأنفاً ( { وصدوا } ) يقرأ بفتح الصاد أي وصدوا غيرهم وبضمها
____________________
(2/64)
أي وصدهم الشيطان أو شركاؤهم وبكسرها وأصلها صددوا بضم الاول فنقلت كسرة الدال إلى الصاد
قوله تعالى ( { مثل الجنة } ) مبتدأ والخبر محذوف أي وفيما يتلى عليكم مثل الجنة فعلى هذا ( { تجري } ) حال من العائد المحذوف في وعد أي وعدها مقدراً جريان أنهارهاً وقال الفراء الخبر ( { تجري } ) وهذا عند البصريين خطأ لأن المثل لا تجري من تحته الانهار وإنما هو من صفة المضاف إليه وشبهته أن المثل هنا بمعنى الصفة فهو كقولك صفة زيد أنه طويل ويجوز أن يكون ( { تجري } ) مستأنفاً ( { أكلها دائم } هو مثل تجري في الوجهين
قوله تعالى ( { ننقصها } ) حال من ضمير الفاعل أو من الارض
قوله تعالى ( { وسيعلم الكفار } ) يقرأ على الافراد وهو جنس وعلى الجمع على الأصل
قوله تعالى ( { ومن عنده } ) يقرأ بفتح الميم وهو بمعنى الذي وفي موضعه وجهان أحدهما رفع على موضع اسم الله أي كفى الله وكفى من عنده والثاني في موضع جر عطفاً على لفظ اسم الله تعالى فعلى هذا ( { علم الكتاب } ) مرفوع بالظرف لأنه اعتمد بكونه صلة ويجوز أن يكون خبراً والمبتدأ علم الكتاب ويقرأ ( { ومن عنده } ) بكسر الميم على أنه حرف وعلم الكتاب على هذا مبتدأ أو فاعل الظرف ويقرأ علم الكتاب على أنه فعل لم يسم فاعله وهو العامل في ( من ) سورة إبراهيم عليه السلام بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { كتاب } ) خبر مبتدأ محذوف أي هذا كتاب و ( { أنزلناه } ) صفة للكتاب وليس بحال لأن كتاباً نكرة ( { بإذن ربهم } ) في موضع نصب إن شئت على أنه مفعول به أي بسبب الاذن وإن شئت في موضع الحال من الناس أي مأذوناً لهم أو من ضمير الفاعل أي مأذوناً لك ( { إلى صراط } ) هذا بدل من قوله إلى النور بإعادة حرف الجر
قوله تعالى ( { الله الذي } ) يقرأ بالجر على البدل وبالرفع على ثلاثة أوجه أحدها على الابتداء وما بعده الخبر والثاني على الخبر والمبتدأ محذوف أي هو الله
____________________
(2/65)
والذي صفة والثالث هو مبتدأ والذي صفته والخبر محذوف تقديره الله الذي له ما في السموات وما في الارض العزيز الحميد وحذف لتقدم ذكره ( { وويل } ) مبتدأ و ( { للكافرين } ) خبره ( { من عذاب شديد } ) في موضع رفع صفة لويل بعد الخبر وهو جائز ولا يجوز أن يتعلق بويل من أجل ألفصل بينهما بالخبر
قوله تعالى ( { الذين يستحبون } ) في موضع جر صفة للكافرين أو في موضع نصب بإضمار أعنى أو في موضع رفع بإضمارهم ( { ويبغونها عوجا } ) قد ذكر في آل عمران
قوله تعالى ( { إلا بلسان قومه } ) في موضع نصب على الحال أي الا متكلماً بلغتهم وقرىء في الشاذ ( / < بلسن قومه > / ) بكسر اللام وإسكان السين وهي بمعنى اللسان ( { فيضل } ) بالرفع ولم ينتصب على العطف على ليبين لأن العطف يجعل معنى المعطوف كمعنى المعطوف عليه والرسل أرسلوا للبيان لا للضلال وقال الزجاج لو قرىء بالنصب على أن تكون اللام لام العاقبة جاز
قوله تعالى ( { أن أخرج قومك } ) أن بمعنى أي فلا موضع له ويجوز أن تكون مصدرية فيكون التقدير بأن أخرج وقد ذكر في غير موضع
قوله تعالى ( { نعمة الله عليكم إذ أنجاكم } ) قد ذكر في قوله ( { إذ كنتم أعداء } ) في آل عمران ( { ويذبحون } ) حال أخرى معطوفة على يسومون
قوله تعالى ( { وإذ تأذن } ) معطوف على إذ أنجاكم
قوله تعالى ( { قوم نوح } ) بدل من الذين ( { والذين من بعدهم } ) معطوف عليه فعلى هذا يكون قوله تعالى ( { لا يعلمهم } ) حالا من الضمير في ( { من بعدهم } ) ويجوز أن يكون مستأنفاً وكذلك ( { جاءتهم } ) ويجوز أن يكون والذين من بعدهم مبتدأ ولا يعلمهم خبره أو حال من الاستقرار وجاءتهم الخبر ( { في أفواههم } ) في على بابها ظرف لردوا وهو على المجاز لأنهم إذا سكتوهم فكأنهم وضعوا أيديهم في افواههم فمنعوهم بها من النطق وقيل هي بمعنى إلى وقيل بمعنى الباء
قوله تعالى ( { أفي الله شك } ) فاعل الظرف لأنه اعتمد على الهمزة ( { فاطر السماوات } ) صفة أو بدل ( { ليغفر لكم من ذنوبكم } ) المفعول محذوف ومن صفة له أي شيئاً من ذنوبكم وعند الأخفش ( { من } زائدة ) وقال بعضهم من
____________________
(2/66)
للبدل أي ليغفر لكم بدلاً من عقوبة ذنوبكم كقوله ( { أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة } تريدون ) صفة أخرى لبشر
قوله تعالى ( { وما كان لنا أن نأتيكم } ) اسم كان ولنا الخبر و ( { إلا بإذن الله } في موضع الحال وقد ذكر في أول السورة ويجوز أن يكون الخبر بإذن الله ولنا تبيين
قوله تعالى ( { ألا نتوكل } ) أي في أن لا نتوكل ويجوز أن يكون حالا أي غير متوكلين وقد ذكر في غير موضع
قوله تعالى ( { واستفتحوا } ) ويقرأ على لفظ الامر شاذا
قوله تعالى ( { يتجرعه } ) يجوز أن يكون صفة لماء وأن يكون حالا من الضمير في يسقى وأن يكون مستأنفاً
قوله تعالى ( { مثل الذين كفروا } ) مبتدأ والخبر محذوف أي فيما يتلى عليكم مثل الذين و ( { أعمالهم كرماد } ) جملة مستأنفة مفسرة للمثل وقيل الجملة خبر مثل على المعنى وقيل مثل مبتدأ أو أعمالهم خبره أي مثلهم مثل أعمالهم وكرماد على هذا خبر مبتدأ محذوف أي هي كرماد وقيل أعمالهم بدل من مثل وكرماد الخبر ولو كان في غير القرآن لجاز إبدال أعمالهم من الذين وهو بدل الاشتمال ( { في يوم عاصف } ) أي عاصف الريح أو عاصف ريحه ثم حذف الريح وجعلت الصفة لليوم مجازاً وقيل التقدبر فى يوم ذى عصوف فهو على النسب كقولهم نابل ورامح وقرىء ( { يوم عاصف } ) بالاضافة أي يوم ريح عاصف ( { لا يقدرون } ) مستأنف
قوله تعالى ( { ألم تر أن الله } ) يقرأ شاذا بسكون الراء في الوصل على أنه أجراه مجرى الوقف ( { خلق السماوات } ) يقرأ على لفظ الماضي وخالق على فاعل وهو للماضي فيتعرف بالاضافة
قوله تعالى ( { تبعا } ) إن شئت جعلته جمع تابع مثل خادم وخدم وغايب وغيب وإن شئت جعلته مصدر تبع فيكون المصدر في موضع اسم الفاعل أو يكون التقدير ذوي تبع ( { من عذاب الله } في موضع نصب على الحال لأنه في الأصل صفة لشيء تقديره من شيء من عذاب الله ومن زائدة أي شيئاً كائناً من عذاب الله ويكون الفعل محمولاً على المعنى تقديره هل تمنعون عنا شيئاً ويجوز أن يكون
____________________
(2/67)
شيء واقعاً موقع المصدر أي عناء فيكون من عذاب الله متعلقاً بمغنون ( { سواء علينا أجزعنا } ) قد ذكر في أول البقرة
قوله تعالى ( { إلا أن دعوتكم } ) استثناء منقطع لأن دعاءه لم يكن سلطاناً أي حجة ( { بمصرخي } ) الجمهور على فتح الياء وهوجمع مصرخ فالياء الأولى ياء الجمع والثانية ضمير المتكلم وفتحت لئلا يجتمع الكسرة والياآن بعد كسرتين ويقرأ بكسرها وهو ضعيف لما ذكرنا من الثقل وفيها وجهان أحدهما أنه كسر على الأصل والثاني أنه أراد مصرخي وهي لغية يقول أربابها فتى ورميتيه فتتبع الكسرة الياء إشباعاً الا أنه في الاية حذف الياء الاخيرة اكتفاء بالكسرة قبلها ( { بما أشركتمون } في ( ا وجهان أحدهما هي بمعنى الذي فتقديره على هذا بالذي أشركتموني به أي بالصنم الذي أطعتموني كما أطعتموه فحذف العائد والثاني هي مصدرية أي بإشراككم إياي مع الله عز وجل و ( { من قبل } ) يتعلق بأشركتموني أي كفرت الان بما أشركتموني من قبل وقيل هي متعلقة بكفرت أي كفرت من قبل إشراككم فلا أنفعكم شيئاً
قوله تعالى ( { وأدخل } ) يقرأ على لفظ الماضي وهو معطوف على برزوا أو على فقال الضعفاء ويقرأ شاذا بضم اللام على أنه مضارع والفاعل الله ( { بإذن ربهم } ) يجوز أن يكون من تمام أدخل ويكون من تمام خالدين ( { تحيتهم } ) يجوز أن يكون المصدر مضافاً إلى الفاعل أي يحيى بعضهم بعضاً بهذه الكلمة وأن يكون مضافاً إلى المفعول أي يحييهم الله أو الملائكة
قوله تعالى ( { كلمة } ) بدل من مثل ( { كشجرة } ) نعت لها ويقرأ شاذا ( { كلمة } ) بالرفع وكشجرة خبره و ( { تؤتي أكلها } ) نعت للشجرة ويجوز أن يكون حالا من معنى الجملة الثانية أي ترتفع مؤتية أكلها
قوله تعالى ( { ما لها من قرار } ) الجملة صفة لشجرة ويجوز أن تكون حالا من الضمير في اجتثت
قوله تعالى ( { في الحياة الدنيا } ) يتعلق بيثبت ويجوز أن يتعلق بالثابت
قوله تعالى ( { كفرا } ) مفعول ثان لبدل و ( { جهنم } ) بدل من دار البوار ويجوز أن ينتصب بفعل محذوف أي يصلون جهنم أو يدخلون جهنم و ( { يصلونها } ) تفسير له فعلى هذا ليس ليصلونها موضع وعلى الاول يجوز أن يكون موضعه حالا من جهنم أو من الدار أو من قومهم
قوله تعالى ( { يقيموا الصلاة } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها هو جواب قل وفي
____________________
(2/68)
الكلام حذف تقديره قل لهم أقيموا الصلاة يقيموا أي إن تقل لهم يقيموا قاله الأخفش ورده قوم قالوا لأن قول الرسول لهم لا يوجب أن يقيموا وهذا عندي لا يبطل قوله لأنه لم يرد بالعباد الكفار بل المؤمنين وإذا قال الرسول لهم أقيموا الصلاة أقاموها ويدل على ذلك قوله ( { لعبادي الذين آمنوا } ) والقول الثاني حكى عن المبرد وهو أن التقدير قل لهم أقيموا يقيموا فيقيموا المصرح جواب أقيموا المحذوف حكاه جماعة ولم يتعرضوا بإفساده وهو فاسد لوجهين أحدهما أن جواب الشرط يخالف الشرط إما في الفعل أو في الفاعل أو فيهما فأما إذا كان مثله في الفعل والفاعل فهو خطأ كقولك قم تقم والتقدير على ما ذكر في هذا الوجه إن يقيموا يقيموا والوجه الثاني أن الامر المقدر للمواجهة ويقيموا على لفظ الغيبة وهو خطأ إذا كان الفاعل واحداً والقول الثالث أنه مجزوم بلام محذوفة تقديره ليقيموا فهو أمر مستأنف وجاز حذف اللام لدلالة قل على الامر ( { وينفقوا } ) مثل يقيموا ( { سرا وعلانية }ً ) مصدران في موضع الحال
قوله تعالى ( { دائبين } ) حال من الشمس والقمر
قوله تعالى ( { من كل ما سألتموه } ) يقرأ بإضافة ( { كل } ) إلى ( { ما } ) فمن على قول الأخفش زائدة وعلى قول سيبيويه المفعول محذوف تقديره من كل ما سألتموه ما سألتموه و ( { ما } ) يجوز أن تكون بمعنى الذي ونكرة موصوفة ومصدرية ويكون المصدر بمعنى المفعول ويقرأ بتنوين ( ل فما سألتموه على هذا ) مفعول آتاكم
قوله تعالى ( { آمنا } ) مفعول ثان والبلد وصف المفعول الاول ( { واجنبني } ) يقال جنبته وأجنبته وجنبته وقد قرىء بقطع الهمزة وكسر النون ( { أن نعبد } ) أي عن أن نعبد وقد ذكر الخلاف في موضعه من الإعراب مراراً
قوله تعالى ( { ومن عصاني } ) شرط في موضع رفع وجواب الشرط ( { فإنك غفور رحيم } ) والعائد محذوف أي له وقد ذكر مثله في يوسف
قوله تعالى ( { من ذريتي } ) المفعول محذوف أي ذرية من ذريتي ويخرج على قول الأخفش أن تكون من زائدة ( { عند بيتك } ) يجوز أن يكون صفة لواد وأن يكون بدلاً منه ( { ليقيموا } ) اللام متعلقة بأسكنت و ( { تهوى } ) مفعول ثان لاجعل ويقرأ بكسر الواو وماضيه هوى ومصدره الهوى ويقرأ بفتح الواو وبالألف بعدها وماضيه هوى يهوى هوى والمعنيان متقاربان الا أن هوى يتعدى بنفسه وهوى يتعدى بإلى أن القراءة الثانية عديت بإلى الا حملاً على تميل
____________________
(2/69)
قوله تعالى ( { على الكبر } ) حال من الياء في ( { وهب لي } )
قوله تعالى ( { ومن ذريتي } ) هو معطوف على المفعول في اجعلني والتقدير ومن ذريتي مقيم الصلاة
قوله تعالى ( { إنما يؤخرهم } ) يقرأ بالنون على التعظيم وبالياء لتقدم اسم الله تعالى ( { ليوم } ) أي لأجل جزاء يوم وقيل هي بمعنى إلى
قوله تعالى ( { مهطعين } ) هو حال من الابصار وإنما جاز ذلك لأن التقدير تشخص فيه أصحاب الابصار لأنه يقال شخص زيد بصره أو تكون الابصار دلت على أربابها فجعلت الحال من المدلول عليه ويجوز أن يكون مفعولاً لفعل محذوف تقديره تراهم مهطعين ( { مقنعي رؤوسهم } ) الاضافة غير محضة لأنه مستقبل أو حال ( { لا يرتد } ) حال من الضمير في مقنعي أو بدل من مقنعي و ( { طرفهم } ) مصدر في الأصل بمعنى الفاعل لأنه يقال ما طرفت عينه ولم يبق عين تطرف وقد جاء مجموعاً ( { وأفئدتهم هواء } ) جملة في موضع الحال أيضاً فيجوز أن يكون العامل في الحال يرتد أو ما قبله من العوامل الصالحة للعمل فيها
فإن قيل كيف أفرد هواء وهو خبر لجمع قيل لما كان معنى هواء هاهنا قارعة منحرفة أفرد كما يجوز إفراد قارعة لأن تاء التأنيث فيها تدل على تأنيث الجمع الذي في أفئدتهم ومثله أحوال صعبة وأفعال فاسدة ونحو ذلك ( { يوم يأتيهم } ) هو مفعول ثان لأنذر والتقدير وأنذرهم عذاب يوم ولا يجوز أن يكون ظرفاً لأن الانذار لا يكون في ذلك اليوم
قوله تعالى ( { وتبين لكم } ) فاعله مضمر دل عليه الكلام أي تبين لكم حالهم و ( { كيف } ) في موضع نصب ب ( { فعلنا } ) ولا يجوز أن يكون فاعل تبين لأمرين أحدهما أن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله والثاني أن كيف لا تكون الا خبراً أو ظرفاً أو حالا على اختلافهم في ذلك
قوله تعالى ( { وعند الله مكرهم } ) أي علم مكرهم أو جزاء مكرهم فحذف المضاف ( { لتزول منه } ) يقرأ بكسر اللام الأولى وفتح الثانية وهي لام كي فعلى هذا في ( ن ) وجهان أحدهما هي بمعنى ما أي ما كان مكرهم لإزالة الجبال وهو تمثيل أمر النبي والثاني أنها مخففة من الثقيلة والمعنى أنهم مكروا ليزيلوا ما هو كالجبال في الثبوت ومثل هذا المكر باطل ويقرأ بفتح اللام
____________________
(2/70)
الأولى وضم الثانية وإن على هذا مخففة من الثقيلة واللام للتوكيد وقرىء شاذا بفتح اللامين وذلك على لغة من فتح لام كي وكان هنا يحتمل أن تكون التامة ويحتمل أن تكون الناقصة
قوله تعالى ( { مخلف وعده رسله } ) الرسل مفعول أول والوعد مفعول ثان وإضافة مخلف إلى الوعد اتساع والأصل مخلف رسله وعده ولكن ساغ ذلك لما كان كل واحد منهما مفعولاً وهو قريب من قولهم
يا سارق الليلة أهل الدار %
قوله تعالى ( { يوم تبدل } ) يوم هنا ظرف لانتقام أو مفعول فعل محذوف أي إذكر يوم ولا يجوز أن يكون ظرفاً لمخلف ولا لوعده لأن ما قبل إن لا يعمل فيما بعدها ولكن يجوز أن يلخص من معنى الكلام ما يعمل في الظرف أي لا يخلف وعده يوم تبدل ( { والسماوات } ) تقديره غير السموات فحذف لدلالة ما قبله عليه ( { وبرزوا } ) يجوز أن يكون مستأنفاً أي ويبرزون ويجوز أن يكون حالا من الارض وقد معه مرادة
قوله تعالى ( { سرابيلهم من قطران } ) الجملة حال من المحرمين أو من الضمير في مقرنين والجمهور على جعل القطران كلمة واحدة ويقرأ ( / < قطرآن > / ) كلمتين والقطر النحاس والآنى المتناهي الحرارة ( { وتغشى } ) حال أيضاً
قوله تعالى ( { ليجزي } ) أي فعلنا ذلك للجزاء ويجوز أن يتعلق ببرزوا
قوله تعالى ( { ولينذروا به } ) المعنى القرآن بلاغ للناس والانذار فتتعلق اللام بالبلاغ أو بمحذوف إذا جعلت للناس صفة ويجوز أن يتعلق بمحذوف تقديره ولينذروا به أنزل أو تلى والله أعلم سورة الحجر بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { الر تلك آيات الكتاب } ) قد ذكر في أول الرعد
قوله تعالى ( { ربما } ) يقرأ بالتشديد والتخفيف وهما لغتان وفي ( رب ) ثمان لغات منها المذكورتان والثالثة والرابعة كذلك الا أن الراء مفتوحة والاربع الاخر مع تاء التأنيث ( بت ) ففيها التشديد والتخفيف وضم الراء وفتحها وفي ( ما )
____________________
(2/71)
وجهان أحدهما هي كافة لرب حتى يقع الفعل بعدها وهي حرف جر والثاني هي نكرة موصوفة أي رب شيء يوده الذين ورب حرف جر لا يعمل فيه الا ما بعده والعامل هنا محذوف تقديره رب كافر يود الاسلام يوم القيامة أنذرت أو نحو ذلك وأصل رب أن يقع للتقليل وهي هنا للتكثير والتحقيق وقد جاءت على هذا المعنى في الشعر كثيراً وأكثر ما يأتي بعدها الفعل الماضي ولكن المستقبل هنا لكونه صدقاً قطعاً بمنزلة الماضي
قوله تعالى ( { إلا ولها كتاب } ) الجملة نعت لقرية كقولك ما لقيت رجلاً الا عالماً وقد ذكرنا حال الواو في مثل هذا في البقرة في قوله تعالى ( { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم } )
قوله تعالى ( { لو ما تأتينا } ) هي بمعنى لولا وهلا والا وكلها للتحضيض
قوله تعالى ( { ما ننزل الملائكة } ) فيها قراءات كثيرة كلها ظاهرة ( { إلا بالحق } ) في موضع الحال فيتعلق بمحذوف ويجوز أن يتعلق بننزل وتكون بمعنى الاستعانة
قوله تعالى ( { نحن نزلنا } نحن هنا ليست فصلاً لأنها لم تقع بين اسمين بل هو إما مبتدأ أو تأكيد لاسم إن
قوله تعالى ( { إلا كانوا به يستهزؤون } ) الجملة حال من ضمير المفعول في يأتيهم وهي حال مقدرة ويجوز أن تكون صفة لرسول على اللفظ أو الموضع
قوله تعالى ( { كذلك } ) أي الامر كذلك ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف أي سلوكاً مثل استهزائهم والهاء في ( { نسلكه } ) تعود على الاستهزاء والهاء في ( { به } ) للرسول أو للقرآن وقيل للإستهزاء أيضاً والمعنى لا يؤمنون بسبب الاستهزاء فحذف المضاف ويجوز أن يكون حالا أي لا يؤمنون مستهزئين
قوله تعالى ( { فظلوا } ) الضمير للملائكة وقيل للمشركين فأما الضمير في ( { قالوا } ) فللمشركين ألبتة ( { سكرت } ) يقرأ بالتشديد والضم وهو منقول بالتضعيف يقال سكر بصره وسكرته ويقرأ بالتخفيف وفيه وجهان أحدهما أنه متعد مخففاً ومثقلاً والثاني أنه مثل سعد وقد ذكر في هود ويقرأ بفتح السين وكسر الكاف أي سدت وغطيت كما يغطى السكر على العقل وقيل هو مطاوع أسكرت الشيء فسكر أي انسد
قوله تعالى ( { إلا من استرق السمع } ) في موضعه ثلاثة أوجه نصب على
____________________
(2/72)
الاستثناء المنقطع والثاني جر على البدل أي الا ممن استرق والثالث رفع على الابتداء و ( { فأتبعه } ) الخبر وجاز دخول الفاء فيه من أجل أن من بمعنى الذي أو شرط
قوله تعالى ( { والأرض } ) منصوب بفعل محذوف أي ومددنا الارض وهو أحسن من الرفع لأنه معطوف على البروج وقد عمل فيها الفعل ( { وأنبتنا فيها من كل شيء } ) أي وأنبتنا فيها ضروباً وعند الأخفش من زائدة
قوله تعالى ( { ومن لستم } ) في موضعها وجهان أحدهما ما نصب لجعلنا والمراد بمن العبيد والاماء والبهائم فإنها مخلوقة لمنافعنا وقال الزجاج هو منصوب بفعل محذوف تقديره وأعشنا من لستم له لأن المعنى أعشناكم وأعشنا من لستم والثاني موضعه جر أي لكم ولمن لستم وهذا يجوز عند الكوفيين
قوله تعالى ( { إلا عندنا خزائنه } ) الجملة موضع رفع على الخبر و ( { من شيء } ) مبتدأ ولا يجوز أن يكون صفة إذ لا خبر هنا وخزائنه مرفوع بالظرف لأنه قوي بكونه خبراً ويجوز أن يكون مبتدأ والظرف خبره ( { بقدر } ) في موضع الحال
قوله تعالى ( { الرياح } ) الجمهور على الجمع وهوملائم لما بعده لفظاً ومعنى ويقرأ على لفظ الواحد وهو جنس وفي اللواقح ثلاثة أوجه أحدها أصلها ملاقح لأنه يقال ألقح الريح السحاب كما يقال ألقح الفحل الانثى أي أحبلها وحذفت الميم لظهور المعنى ومثله الطوائح والأصل المطاوح لأنه من أطاح الشيء والوجه الثاني أنه على النسب أي ذوات لقاح كما يقال طالق وطامس والثالث أنه على حقيقته يقال لقحت الريح إذا حملت الماء وألقحت الريح السحاب إذا حملتها الماء كما تقول ألقح الفحل الانثى فلقحت وانتصابه على الحال المقدر ( { فأسقيناكموه } ) يقال سقاه وأسقاه لغتان ومنهم من يفرق فيقول سقاه لشقته إذا أعطاه ما يشربه في الحال أو صبه في حلقه وأسقاه إذا جعل له ما يشربه زماناً ويقال أسقاه إذا دعا له بالسقيا
قوله تعالى ( { وإنا لنحن } ) نحن هنا لا تكون فصلاً لوجهين أحدهما أن بعدها فعلاً والثاني أن اللام معها
قوله تعالى ( { من حمإ } ) في موضع جر صفة لصلصال ويجوز أن يكون بدلاً من صلصال بإعادة الجار
____________________
(2/73)
قوله تعالى ( { والجان } ) منصوب بفعل محذوف لتشاكل المعطوف عليه ولو قرىء بالرفع جاز
قوله تعالى ( { فقعوا له } ) يجوز أن تتعلق اللام بقعوا و ب ( { ساجدين } ) و ( { أجمعون } ) توكيد ثان عند الجمهور وزعم بعضهم أنها أفادت ما لم تفده كلهم وهو أنها دلت على أن الجميع سجدوا في حال واحدة وهذا بعيد لأنك تقول جاء القوم كلهم أجمعون وإن سبق بعضهم بعضاً ولأنه لو كان كما زعم لكان حالا لا توكيداً ( { إلا إبليس } ) قد ذكر في البقرة
قوله تعالى ( { إلى يوم الدين } ) يجوز أن يكون معمول اللعنة وأن يكون حالا منها والعامل الاستقرار في عليك
قوله تعالى ( { بما أغويتني } ) قد ذكر في الاعراف
قوله تعالى ( { إلا عبادك } ) استثناء من الجنس وهل المستثنى أكثر من النصف أو أقل فيه اختلاف والصحيح أنه أقل
قوله تعالى ( { علي مستقيم } ) قيل علي بمعنى إلى فيتعلق بمستقيم أو يكون وصفا لصراط وقيل هو محمول على المعنى والمعنى استقامته على ويقرأ ( / < على > / ) أي على القدر والمراد بالصراط الدين
قوله تعالى ( { إلا من اتبعك } ) قيل هو استثناء من غير الجنس لأن المراد بعبادي الموحدون ومتبع الشيطان غير موحد وقيل هو من الجنس لأن عبادي جميع المكلفين وقيل الا من اتبعك استثناء ليس من الجنس لأن جميع العباد ليس للشيطان عليهم سلطان أي حجة ومن اتبعه لا يضلهم بالحجة بل بالتزيين
قوله تعالى ( { أجمعين } ) هو توكيد للضمير المجرور وقيل هو حال من الضمير المجرور والعامل فيه معنى الاضافة فأما الموعد إذا جعلته نفس المكان فلا يعمل وإن قدرت هنا حذف مضاف صح أن يعمل الموعد والتقدير وإن جهنم مكان موعدهم
قوله تعالى ( { لها سبعة أبواب } ) يجوز أن يكون خبراً ثانياً وأن يكون مستأنفاً ولا يجوز أن يكون حالا من جهنم لأن ( ن ) لا تعمل في الحال ( { منهم } ) في موضع حال من الضمير الكائن في الظرف وهو قوله تعالى ( { لكل باب } ) ويجوز أن يكون حالا من ( { جزء } ) هو صفة له ثانية قدمت عليه ولا يجوز أن يكون حالا
____________________
(2/74)
من الضمير في ( { مقسوم } ) لأن الصفة لا تعمل في الموصوف ولا فيما قبله ولا يكون صفة لباب لأن الباب ليس من الناس
قوله تعالى ( { وعيون ادخلوها } ) يقرأ على لفظ الامر ويجوز كسر التنوين وضمه وقطع الهمزة على هذا لا يجوز ويقرأ بضم الهمزة وكسر الخاء على أنه ماض فعلى هذا لا يجوز كسر التنوين لأنه لم يلتق ساكنان بل يجوز ضمه على إلقاء ضمة الهمزة عليه ويجوز قطع الهمزة ( { بسلام } ) حال أي سالمين أو مسلما عليهم و ( { آمنين } ) حال أخرى بدل من الأولى
قوله تعالى ( { إخوانا } ) هو حال من الضمير في الظرف في قوله تعالى ( { جنات } ) ويجوز أن يكون حالا من الفاعل في ادخلوها مقدرة أو من الضمير في آمنين وقيل هو حال من الضمير المجرور بالاضافة والعامل فيها معنى الالصاق والملازمة ( { متقابلين } ) يجوز أن يكون صفة لإخوان فتتعلق ( { على } ) بها ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الجار فيتعلق الجار بمحذوف وهو صفة لإخوان ويجوز أن يتعلق بنفس إخوان لأن معناه متصافين فعلى هذا ينتصب متقابلين على الحال من الضمير في إخوان
قوله تعالى ( { لا يمسهم } ) يجوز أن يكون حالا من الضمير في متقابلين وأن يكون مستأنفاً و ( { منها } ) يتعلق بمخرجين
قوله تعالى ( { أنا الغفور } ) يجوز أن يكون توكيداً للمنصوب ومبتدأ وفصلاً فأما قوله ( { هو العذاب } ) فيجوز فيها الفصل والابتداء ولا يجوز التوكيد لأن العذاب مظهر والمظهر لا يؤكد بالمضمر
قوله تعالى ( { إذ دخلوا } ) في ( { إذ } ) وجهان أحدهما هو مفعول أي إذكر إذ دخلوا والثاني أن يكون ظرفاً وفي العامل وجهان أحدهما نفس ضيف فإنه مصدر وفي توجيه ذلك وجهان أحدهما أن يكون عاملاً بنفسه وإن كان وصفاً لأن كونه وصفاً لا يسلبه أحكام المصادر الا ترى أنه لا يجمع ولا يثنى ولا يؤنث كما لو لم يوصف به ويقوى ذلك أن الوصف الذي قام المصدر مقامه يجوز أن يعمل والوجه الثاني أن يكون في الكلام حذف مضاف تقديره نبئهم عن ذوي ضيف إبراهيم أي أصحاب ضيافته والمصدر على هذا مضاف إلى المفعول والوجه الثاني من وجهي الظرف أن يكون العامل محذوفاً تقديره عن خبر ضيف ( { فقالوا سلاما } ) قد ذكر في هود
____________________
(2/75)
قوله ( { على أن مسني } ) هو في موضع الحال أي بشرتموني كبيراً ( { فبم تبشرون } ) يقرأ بفتح النون وهو الوجه والنون علامة الرفع ويقرأ بكسرها وبالاضافة محذوفة وفي النون وجهان أحدهما هي نون الوقاية ونون الرفع محذوفة لثقل المثلين وكانت الأولى أحق بالحذف إذ لو بقيت لكسرت ونون الإعراب لا تكسر لئلا تصير تابعة وقد جاء ذلك في الشعر والثاني أن نون الوقاية محذوفة والباقية نون الرفع لأن الفعل مرفوع فأبقيت علامته والقراءة بالتشديد أوجه
قوله تعالى ( { ومن يقنط } ) من مبتدأ ويقنط خبره واللفظ استفهام ومعناه النفي فلذلك جاءت بعده الا وفي يقنط لغتان كسر النون وماضيه بفتحها وفتحها وماضيه بكسرها وقد قرىء بهما والكسر أجود لقوله ( { من القانطين } ) ويجوز قانط وقنط
قوله تعالى ( { إلا آل لوط } ) هو استثناء من غير الجنس لأنهم لم يكونوا مجرمين ( { إلا امرأته } ) فيه وجهان أحدهما هو مستثنى من آل لوط والاستثناء إذا جاء بعد الاستثناء كان الاستثناء الثاني مضافاً إلى المبتدأ كقولك له عندي عشرة الا أربعة الا درهما فإن الدرهم يستثنى من الاربعة فهو مضاف إلى العشرة فكأنك قلت أحد عشر الا أربعة أو عشرة الا ثلاثة والوجه الثاني أن يكون مستثنى من ضمير المفعول في منجوهم ( { قدرنا } ) يقرأ بالتخفيف والتشديد وهما لغتان ( { إنها } ) كسرت إن هاهنا من أجل اللام في خبرها ولولا اللام لفتحت
قوله تعالى ( { ذلك الأمر } ) في الامر وجهان أحدهما هو بدل والثاني عطف بيان ( { أن دابر } ) هو بدل من ذلك أو من الامر إذا جعلته بياناً وقيل تقديره بأن فحذف حرف الجر ( { مقطوع } ) خبر أن دابر و ( { مصبحين } ) حال من هؤلاء ويجوز أن يكون حالا من الضمير في مقطوع وتأويله أن دابر هنا في معنى مدبري هؤلاء فأفرده وأفرد مقطوعاً لأنه خبره وجاء مصبحين على المعنى
قوله تعالى ( { عن العالمين } ) أي عن ضيافة العالمين
قوله تعالى ( { هؤلاء بناتي } ) يجوز أن يكون مبتدأ وبناتي خبره وفي الكلام حذف أي فتزوجوهن ويجوز أن يكون بناتي بدلاً أو بياناً والخبر محذوف أي أطهر لكم كما جاء في الآية الآخرى ويجوز أن يكون هؤلاء في موضع نصب بفعل محذوف أي قال تزوجوا هؤلاء
قوله تعالى ( { إنهم لفي سكرتهم } ) الجمهور على كسر إن من أجل اللام
____________________
(2/76)
وقرىء بفتحها على تقدير زيادة اللام ومثله قراءة سعيد بن جبير رضي الله تعالى عنه ( { إلا إنهم ليأكلون الطعام } ) بالفتح و ( { يعمهون } ) حال من الضمير في الجار أو من الضمير المجرور في سكرتهم والعامل السكرة أو معنى الاضافة
قوله تعالى ( { كما أنزلنا } ) الكاف في موضع نصب نعتاً لمصدر محذوف تقديره آتيناك سبعاً من المثاني إيتاء كما أنزلنا أو أنزلاً كما أنزلنا لأن آتيناك بمعنى أنزلنا عليك وقيل التقدير متعناهم تمتيعاً كما أنزلنا والمعنى نعمنا بعضهم كما عذبنا بعضهم وقيل التقدير إنزالا مثل ما أنزلنا فيكون وصفاً لمصدر وقيل هو وصف لمفعول تقديره إني أنذركم عذاباً مثل العذاب المنزل على المقتسمين والمراد بالمقتسمين قوم صالح الذين اقتسموا على تبييته وتبييت أهله وقيل هم الذين قسموا القرآن إلى شعر وإلى سحر وكهانة وقيل تقديره لنسألنهم أجمعين مثل ما أنزلنا وواحد ( { عضين } ) عضة ولامها محذوفة والأصل عضوة وقيل المحذوف هاء وهو من عضه يعضه وهو من العضيهة وهي الافك أو الداهية
قوله تعالى ( { بما تؤمر } ) ما مصدرية فلا محذوف إذا ويجوز أن تكون بمعنى الذي والعائد محذوف أي بما تؤمر به والأصل بما تؤمر بالصدع به ثم حذف للعلم به
قوله تعالى ( { الذين يجعلون } ) صفة للمستهزئين أو منصوب بإضمار فعل أو مرفوع على تقديرهم سورة النحل بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { أتى } ) هو ماض على بابه وهو بمعنى قرب وقيل يراد به المستقبل ولما كان خبر الله صدقاً قطعاً جاز أن يعبر بالماضي عن المستقبل والهاء في ( { تستعجلوه } ) تعود على الامر وقيل على الله
قوله تعالى ( { ينزل الملائكة } ) فيه قراءات ووجوهها ظاهرة و ( { بالروح } ) في موضع نصب على الحال من الملائكة أي ومعها الروح وهو الوحي و ( { من أمره } ) حال من الروح ( { أن أنذروا } ) أن بمعنى أي لأن الوحي يدل على القول فيفسر بأن فلا موضع لها ويجوز أن تكون مصدرية في موضع جر بدلاً من الروح أو بتقدير حرف الجر على قول الخليل أو في موضع نصب على قول سيبويه ( { أنه لا إله إلا أنا } )
____________________
(2/77)
الجملة في موضع نصب مفعول أنذروا أي أعلموهم بالتوحيد ثم رجع من الغيبة لي الخطاب فقال ( { فاتقون } )
قوله تعالى ( { فإذا هو خصيم } ) إن قيل الفاء تدل على التعقيب وكونه خصيماً لا يكون عقيب خلقه من نطفة فجوابه من وجهين أحدهما أنه أشار إلى ما يئول حاله إليه فأجرى المنتظر مجرى الواقع وهو من باب التعبير بآخر الامر عن أوله كقوله ( { أراني أعصر خمرا } ) وقوله تعالى ( { وينزل لكم من السماء رزقا } ) أي سبب الرزق وهو المطر والثاني أنه إشارة إلى سرعة نسيانهم مبدأ خلقهم
قوله تعالى ( { والأنعام } ) هو منصوب بفعل محذوف وقد حكى في الشاذ رفعها و ( { لكم } ) فيها وجهان أحدهما هي متعلقة بخلق فيكون ( { فيها دفء } ) جملة في موضع الحال من الضمير المنصوب والثاني يتعلق بمحذوف فدفء مبتدأ والخبر لكم وفي ( { فيها } ) وجهان أحدهما هو ظرف للإستقرار في لكم والثاني هو حال من دفء ويجوز أن يكون لكم حالا من دفء وفيها الخبر ويجوز أن يرتفع دفء بلكم أو بفيها والجملة كلها حال من الضمير المنصوب ويقرأ ( / < دف > / ) بضم الفاء من غير همز ووجهه أنه ألقى حركة الهمزة على الفاء وحذفها ( { ولكم فيها جمال } ) مثل ولكم فيها دفء و ( { حين } ) ظرف لجمال أو صفة له أو معمول فيها
قوله تعالى ( { بالغيه } ) الهاء في موضع جر بالاضافة عند الجمهور وأجاز الأخفش أن تكون منصوبة واستدل بقوله تعالى ( { إنا منجوك وأهلك } ) ويستوفى في موضعه إن شاء الله تعالى ( { إلا بشق } ) في موضع الحال من الضمير المرفوع في ( { بالغيه } ) أي مشقوقاً عليكم والجمهور على كسر الشين وقرىء بفتحها وهي لغة
قوله تعالى ( { والخيل } ) هو معطوف على الانعام أي وخلق الخيل ( { وزينة } ) أي لتركبوها ولتتزينوا بها زينة فهو مصدر لفعل محذوف ويجوز أن يكون مفعولاً من أجله أي وللزينة وقيل التقدير وجعلها زينة ويقرأ بغير واو وفيه الوجوه المذكورة وفيها وجهان آخران أحدهما أن يكون مصدراً في موضع الحال من الضمير في تركبوا والثاني أن تكون حالا من الهاء أي لتركبوها تزيناً بها
قوله تعالى ( { ومنها جائر } ) الضمير يرجع على السبيل وهي تذكر وتؤنث وقيل السبيل بمعنى السبل فأنث على المعنى وقصد مصدر بمعنى إقامة السبيل أو تعديل السبيل وليس مصدر قصدته بمعنى أتيته
____________________
(2/78)
قوله تعالى ( { منه شراب } ) من هنا للتبعيض ومن الثانية للسببية أي وبسببه إنبات شجر ودل على ذلك قوله ( { ينبت لكم به الزرع } )
قوله تعالى ( { والشمس والقمر } ) يقرآن بالنصب عطفاً على ما قبلهما ويقرآن بالرفع على الاستئناف و ( { والنجوم } كذلك ) و ( { مسخرات } ) على القراءة الأولى حال وعلى الثانية خبر
قوله تعالى ( { وما ذرأ لكم } ) في موضع نصب بفعل محذوف أي وخلق أو وأنبت و ( { مختلفا } ) حال منه
قوله تعالى ( { منه لحما } ) من لابتداء الغاية وقيل التقدير لتأكلوا من حيوانه لحماً فيه يجوز أن يتعلق بمواخر لأن معناه جواري إذ كان مخر وشق وجرى قريباً بعضه من بعض ويجوز أن يكون حالا من الضمير في مواخر
قوله تعالى ( { أن تميد } ) أي مخافة أن تميد ( { وأنهارا } ) أي وشق أنهارا ( { وعلامات } ) أي وضع علامات ويجوز أن تعطف على رواسي ( { وبالنجم } ) يقرأ على لفظ الواحد وهو جنس وقيل يراد به الجدى وقيل الثريا ويقرأ بضم النون والجيم وفيه وجهان أحدهما هو جمع نجم مثل سقف وسقف والثاني أنه أراد النجوم محذف الواو كما قالوا في اسد أسود وأسد وقالوا في خيام خيم ويقرأ بسكون الجيم وهو مخفف من المضموم
قوله تعالى ( { أموات } إن شئت جعلته خبراً ثانياً لهم أي وهم يخلقون ويموتون وإن شئت جعلت يخلقون وأموات خبراً واحداً وإن شئت كان خبر مبتدأ محذوف أي هم أموات ( { غير أحياء } ) صفة مؤكدة ويجوز أن يكون قصد بها أنهم في الحال غير أحياء ليدفع به توهم أن قوله أموات فيما بعد إذ قد قال تعالى ( { إنك ميت } ) أي ستموت و ( { أيان } ) منصوب ب ( { يبعثون } ) لا بيشعرون
قوله تعالى ( { ماذا أنزل ربكم } ماذا ) فيها وجهان أحدهما ( ما ) فيها استفهام ( وذا ) بمعنى الذي وقد ذكر في البقرة والعائد محذوف أي أنزله و ( { أساطير } ) خبر مبتدأ محذوف تقديره ما ادعيتموه منزلاً أساطير ويقرأ أساطير بالنصب والتقدير وذكرتم أساطير أو أنزل أساطير على الاستهزاء
قوله تعالى ( { ليحملوا } ) أي قالوا ذلك ليحملوا وهي لام العاقبة ( { ومن أوزار الذين } ) أي واوزاراً من أوزار الذين وقال الأخفش ( ن ) زائدة
____________________
(2/79)
قوله تعالى ( { من القواعد } ) أي من ناحية القواعد والتقدير أتى أمر الله ( { من فوقهم } ) يجوز أن يتعلق من يخر وتكون ( { من } ) لابتداء الغاية وأن تكون حالا أي كائناً من فوقهم وعلى كلا الوجهين هو توكيد
قوله تعالى ( { تشاقون } ) يقرأ بفتح النون والمفعول محذوف أي تشاقون المؤمنين أو تشاقونني ويقرأ بكسرها مع التشديد فأدغم نون الرفع في نون الوقاية ويقرأ بالكسر والتخفيف وهو مثل ( { فبم تبشرون } ) وقد ذكر
قوله تعالى ( { إن الخزي اليوم } ) في عامل الظرف وجهان أحدهما الخزي وهو مصدر فيه الألف واللام والثاني هو معمول الخبر وهو قوله تعالى ( { على الكافرين } ) أي كائن على الكافرين اليوم وفصل بينهما بالمعطوف لاتساعهم في الظرف
قوله تعالى ( { الذين تتوفاهم } ) فيه الجر والنصب والرفع وقد ذكر في مواضع وتتوافهم بمعنى توفتهم ( { فألقوا السلم } ) يجوز أن يكون معطوفاً على قال الذين أوتوا العلم ويجوز أن يكون معطوفاً على توفاهم يكون مستأنفاً والسلم هنا بمعنى القول كما قال في الآية الأخرى ( { فألقوا إليهم القول } ) فعلى هذا يجوز أن يكون ( { ما كنا نعمل من سوء } ) تفسيراً للسلم الذي ألقوه ويجوز أن يكون مستأنفاً ويجوز أن يكون التقدير فألقوا السلم قائلين ما كنا
قوله تعالى ( { ماذا أنزل ربكم } ما ) في موضع نصب بأنزل ودل على ذلك نصب الجواب وهو قوله ( { قالوا خيرا } ) أي أنزل خيراً
قوله تعالى ( { جنات عدن } ) يجوز أن تكون هي المخصوصة بالمدح مثل زيد في نعم الرجل زيد و ( { يدخلونها } ) حال منها ويجوز أن يكون مستأنفاً ويدخلونها الخبر ويجوز أن يكون الخبر محذوفاً أي لهم جنات عدن ودل ذلك قوله تعالى ( { للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة } كذلك يجزى ) الكاف في موضع نصب نعتاً لمصدر محذوف
قوله تعالى ( { طيبين } ) حال من المفعول و ( { يقولون } ) حال من الملائكة
قوله تعالى ( { أن اعبدوا } ) يجوز أن تكون ( { إن } ) بمعنى أي وأن تكون مصدرية ( { من هدى } ) من نكرة موصوفة مبتدأ وما قبلها الخبر
قوله تعالى ( { فإن الله لا يهدي } ) يقرأ بفتح الياء وكسر الدال على تسمية الفاعل ولا يهدى خبر إن و ( { من يضل } مفعول يهدي ويقرأ ( { لا يهدي } ) بضم الياء
____________________
(2/80)
على ما لم يسم فاعله وفيه وجهان أحدهما أن من يضل مبتدأ ولا يهدي خبر والثاني أن لايهدي من يضل بأسره خبر إن كقولك إن زيداً لا يضرب أبوه
قوله تعالى ( { فيكون } ) يقرأ بالرفع أي فهو وبالنصب عطفاً على نقول وجعله جواب الامر بعيد لما ذكرناه في البقرة
قوله تعالى ( { والذين هاجروا } ) مبتدأ و ( { لنبوئنهم } ) الخبر ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل محذوف يفسره المذكور ( { حسنة } ) مفعول ثان لنبوئنهم لأن معناه لنعطينهم ويجوز أن يكون صفة لمحذوف أي داراً حسنة لأن بوأته أنزلته
قوله تعالى ( { الذين صبروا } ) في موضع رفع على إضمار هم أو نصب على تقدير أعنى
قوله تعالى ( { بالبينات } ) فيما تتعلق الباء به ثلاثة أوجه أحدها بنوحي كما تقول أوحى إليه بحق ويجوز أن تكون الباء زائدة ويجوز أن تكون حالا من القائم مقام الفاعل وهو إليهم والوجه الثاني أن تتعلق بأرسلنا أي أرسلناهم بالبينات وفيه ضعف لأن ما قبل الا لا يعمل فيما بعدها إذا تم الكلام على الا وما يليها الا أنه قد جاء في الشعر كقول الشاعر
نبئتهم عذبوا بالنار جارتهم % ولا يعذب الا الله بالنار
والوجه الثالث أن يتعلق بمحذوف تقديره بعثوا بالبينات والله أعلم
قوله تعالى ( { على تخوف } ) في موضع الحال من الفاعل أو المفعول في قوله ( { أو يأخذهم } )
قوله تعالى ( { أو لم يروا } ) يقرأ بالياء والتاء وقبله غيبة وخطاب يصححان الامرين ( { يتفيأ } ) يقرأ بالتاء على تأنيث الجمع الذي في الفاعل وبالياء لأن التأنيث غير حقيقي ( { عن اليمين } ) وضع الواحد موضع الجمع وقيل أول ما يبدو الظل عن اليمين ثم ينتقل وينتشر عن الشمال فانتشاره يقتضي الجمع و ( { عن } ) حرف جر موضعها نصب على الحال ويجوز أن تكون للمجاوزة أي تتجاوز الظلال اليمين إلى الشمال وقيل هي اسم أي جانب اليمين ( { والشمائل } ) جمع شمال ( { سجدا } )
____________________
(2/81)
حال من الظلال ( { وهم داخرون } ) حال من الضمير في سجداً ويجوز أن يكون حالا ثانية معطوفة
قوله تعالى ( { ما في السماوات } ) إنما ذكر ( ما دون من ) لأنها أعم والسجود يشتمل على الجميع
قوله تعالى ( { من فوقهم } ) هو حال من ربهم ويجوز أن يتعلق بيخافون
قوله تعالى ( { اثنين } ) هو توكيد وقيل مفعول ثان وهو بعيد
قوله تعالى ( { واصبا } ) حال من الدين
قوله تعالى ( { وما بكم } ما ) بمعنى الذي والجار صلته و ( { من نعمة } ) حال من الضمير في الجار ( { فمن الله } ) الخبر وقيل ( ا ) شرطية وفعل الشرط محذوف أي ما يكن والفاء جواب الشرط
قوله تعالى ( { إذا فريق } ) هو فاعل لفعل محذوف
قوله تعالى ( { فتمتعوا } ) الجمهور على أنه أمر ويقرأ بالياء وهو معطوف على يكفروا ثم رجع إلى الخطاب فقال ( { فسوف تعلمون } ) وقرىء بالياء أيضاً
قوله تعالى ( { ولهم ما يشتهون } ما ) مبتدأ ولهم خبره أو فاعل الظرف وقيل ( ا ) في موضع نصب عطفاً على نصيباً أي ويجعلون ما يشتهون لهم وضعف قوم هذا الوجه وقالوا لو كان كذلك لقال ولأنفسهم وفيه نظر
قوله تعالى ( { ظل وجهه مسودا } ) خبره ولو كان قد قرىء ( سود ) لكان مستقيماً على أن يكون اسم ظل مضمراً فيها والجملة خبرها ( { وهو كظيم } ) حال من صاحب الوجه ويجوز أن يكون من الوجه لأنه منه
قوله تعالى ( { يتوارى } ) حال من الضمير في كظيم ( { أيمسكه } ) في موضع الحال تقديره يتوارى متردداً هل يمسكه أم لا ( { على هون } ) حال
قوله تعالى ( { وتصف ألسنتهم الكذب } ) يقرأ بالنصب على أنه مفعول تصف أو هو بدل مما يكرهون فعلى هذا في قوله ( { أن لهم الحسنى } ) وجهان أحدهما هو بدل من الكذب والثاني تقديره بأن لهم ولما حذفت الباء صار في موضع نصب عند الخليل وعند سيبويه هو في موضع جر ويقرأ الكذب بضم الكاف والذال والباء على أنه صفة للألسنة وهو جمع واحده كذوب مثل صبور وصبر وعلى هذا يجوز أن يكون واحد الالسنة مذكراً أو مؤنثاً وقد سمع في اللسان الوجهان
____________________
(2/82)
وعلى هذه القراءة ( { أن لهم الحسنى } ) مفعول تصف ( { لا جرم } ) قد ذكر في هود مستوفى ( { مفرطون } ) يقرأ بفتح الراء والتخفيف وهو من أفرط إذا حمله على التفريط غيره وبالكسر على نسبة الفعل إليه وبالكسر والتشديد وهو ظاهر
قوله تعالى ( { وهدى ورحمة }ً ) معطوفان على لتبين أي للتبيين والهداية والرحمة
قوله تعالى ( { بطونه } ) فيما تعود الهاء عليه ستة أوجه أحدها أن الانعام تذكر وتؤنث فذكر الضمير على إحدى اللغتين والثاني أن الانعام جنس فعاد الضمير إليه على المعنى والثالث أن واحد الانعام نعم والضمير عائد على واحده كما قال الشاعر
مثل الفراخ نتفت حواصله % والرابع أنه غائب على المذكور فتقديره مما في بطون المذكور كما قال الحطيئة
لزغب كأولاد القطا راث خلفها % على عاجزات النهض حمر حواصله
والخامس أنه يعود على البعض الذي له لبن منها والسادس أنه يعود على ألفحل لأن اللبن يكون من طرق الفحل الناقة فأصل اللبن ماء ألفحل وهذا ضعيف لأن اللبن وإن نسب إلى ألفحل فقد جمع البطون وليس فحل الانعام واحداً ولا للواحد بطون فإن قال أراد الجنس فقد ذكر ( { من بين } ) في موضع نصب على الظرف ويجوزأن يكون حالا من ( ا ) أو من اللبن ( { سائغا } ) الجمهور على قراءته على فاعل ويقرأ ( / < سيغا > / ) بياء مشددة وهو مثل سيد وميت وأصله من الواو
قوله تعالى ( { ومن ثمرات } ) الجار يتعلق بمحذوف تقديره وخلق لكم أو وجعل ( { تتخذون } ) مستأنف وقيل هو صفة لمحذوف تقديره شيئاً تتخذون بالنصب أي وإن من الثمرات شيئاً وإن شئت شيء بالرفع بالابتداء ومن ثمرات خبره وقيل التقدير وتتخذون من ثمرات النخيل سكراً وأعاد من لما قدم وأخر وذكر الضمير لأنه عاد على شيء المحذوف أو على معنى الثمرات وهو الثمر أو على النخل أي من ثمر النخل أو على الجنس أو على البعض أو على المذكور كما تقدم في هاء بطونه
قوله تعالى ( { أن اتخذي } ) أي اتخذي أو تكون مصدرية
قوله تعالى ( { ذللا } هو حال من السبل أو من الضمير في اسلكي والواحد ذلول ثم عاد من الخطاب إلى الغيبة فقال ( { يخرج من بطونها } { فيه شفاء } يعود على الشراب وقيل على القرآن
____________________
(2/83)
قوله تعالى ( { لكي لا يعلم بعد علم شيئا } ) شيئاً منصوب بالمصدر على قول البصريين وبيعلم على قول الكوفيين
قوله تعالى ( { فهم فيه سواء } ) الجملة من المبتدأ والخبر هنا واقعة موقع الفعل والفاعل والتقدير فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت إيمانهم فيستووا وهذا الفعل منصوب على جواب النفي ويجوز أن يكون مرفوعاً عطفاً على موضع برادي أي فما الذين فضلوا يردون فما يستوون
قوله تعالى ( { رزقا من السماوات } ) الرزق بكسر الراء اسم المرزوق وقيل هو اسم للمصدر والمصدر بفتح الراء ( { شيئا } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها هو منصوب برزق لأن اسم المصدر يعمل عمله أي لا يملكون أن يرزقوا شيئاً والثاني هو بدل من رزق والثالث هو منصوب نصب المصدر أي لا يملكون رزقاً ملكاً وقد ذكرنا نظائره كقوله ( { لا يضركم كيدهم شيئا } )
قوله تعالى ( { عبدا } ) هو بدل من مثل وقيل التقدير مثلاً مثل عبد و ( { ومن } ) نكرة موصوفة ( { سرا وجهرا } ) مصدران في موضع الحال
قوله تعالى ( { أينما يوجهه } ) يقرأ بكسر الجيم أي يوجهه مولاه ويقرأ بفتح الجيم وسكون الهاء على ما لم يسم فاعله ويقرأ بالتاء وفتح الجيم والهاء على لفظ الماضي
قوله تعالى ( { أو هو أقرب } ) هو ضمير للأمر واو قد ذكر حكمها في ( { أو كصيب من السماء }
قوله تعالى ( { أمهاتكم } يقرأ بضم الهمزة وفتح الميم وهو الأصل وبكسرهما فأما كسرة الهمزة فلعلة وقيل أتبعت كسرة النون قبلها وكسرة الميم إتباعاً لكسرة الهمزة ( { لا تعلمون شيئا } ) الجملة حال من الضمير المنصوب في ( { أخرجكم } )
قوله تعالى ( { ألم يروا } ) يقرأ بالتاء لأن قبله خطاباً وبالياء على الرجوع إلى الغيبة ( { ما يمسكهن } ) الجملة حال من الضمير في مسخرات أو من الطير ويجوز أن يكون مستأنفاً
قوله تعالى ( { من بيوتكم سكنا } ) إنما أفرد لأن المعنى ما تسكنون ( { يوم ظعنكم } ) يقرأ بسكون العين وفتحها وهما لغتان مثل النهر والنهر والظعن مصدر ظعن ( { أثاثا } ) معطوف على سكناً وقد فصل بينه وبين حرف العطف بالجار والمجرور وهو قوله تعالى ( { ومن أصوافها } ) وليس بفضل مستقبح كما زعم في الايضاح لأن الجار والمجرور مفعول وتقديم مفعول على مفعول قياس
____________________
(2/84)
قوله تعالى ( { ويوم نبعث } ) أي وإذكر أو وخوفهم
قوله تعالى ( { يعظكم } ) يجوز أن يكون حالا من الضمير في ينهى وأن يكون مستأنفاً
قوله تعالى ( { بعد توكيدها } ) المصدر مضاف إلى المفعول والفعل منه وكد ويقال أكد تأكيداً وقد ( { جعلتم } ) الجملة حال من الضمير في ( { تنقضوا } ) ويجوز أن يكون حالا من فاعل المصدر
قوله تعالى ( { أنكاثا } ) هو جمع نكث وهو بمعنى المنكوث أي المنقوض وانتصب على الحال من غزلها ويجوز أن يكون مفعولاً ثانياً على المعنى لأن معنى نقضت صيرت و ( { تتخذون } ) حال من الضمير في تكونوا أو من الضمير في حرف الجر لأن التقدير لا تكونوا مشبهين ( { أن تكون } ) أي مخافة أن تكون ( { أمة } ) اسم كان أو فاعلها إن جعلت كان التامة ( { هي أربى } ) جملة في موضع نصب خبر كان أو في موضع رفع على الصفة ولا يجوز أن تكون هي فصلاً لأن الاسم الاول نكرة والهاء في ( { به } ) تعود على الربو وهو الزيادة
قوله تعالى ( { فتزل } ) هو جواب النهي
قوله تعالى ( { من ذكر } ) هو حال من الضمير في عمل
قوله تعالى ( { فإذا قرأت } ) المعنى فإذا أردت القراءة وليس المعنى إذا فرغت من القراءة
قوله تعالى ( { إنما سلطانه } ) الهاء فيه تعود على الشيطان والهاء في ( { به } ) تعود عليه أيضاً والمعنى الذين يشركون بسببه وقيل الهاء عائدة على الله عز وجل
قوله تعالى ( { والله أعلم بما ينزل } ) الجملة فاصلة بين إذا وجوابها فيجوز أن تكون حالا وأن لا يكون لها موضع وهي مشددة
قوله تعالى ( { وهدى وبشرى } ) كلاهما في موضع نصب على المفعول له وهو عطف على قوله ليثبت لأن تقدير الاول لأن يثبت ويجوز أن يكونا في موضع رفع خبر مبتدأ محذوف أي وهو هدى والجملة حال من الهاء في نزله
قوله تعالى ( { لسان الذي } ) القراءة المشهورة إضافة لسان إلى الذي وخبره ( { أعجمي } ) وقرىء في الشاذ اللسان الذي بالألف واللام والذي نعت والوقف بكل حال على بشر
____________________
(2/85)
قوله تعالى ( { من كفر } ) فيه وجهان أحدهما هو بدل من قوله الكاذبون أي واولئك هم الكافرون وقيل هو بدل من أولئك وقيل هو بدل من الذين لا يؤمنون والثاني هو مبتدأ والخبر ( { فعليهم غضب من الله } )
قوله تعالى ( { إلا من أكره } ) استثناء مقدم وقيل ليس بمقدم فهو كقول لبيد
الا كل شيء ما خلا الله باطل % وقيل ( { من } ) شرط وجوابها محذوف دل عليه قوله ( { فعليهم غضب } ) الا من أكره استثناء متصل لأن الكفر يطلق على القول والاعتقاد وقيل هو منقطع لأن الكفر اعتقاد والاكراه على القول دون الاعتقاد ( { من شرح } ) مبتدأ ( { فعليهم } ) خبره
قوله تعالى ( { إن ربك } ) خبر إن ( { لغفور رحيم } ) وإن الثانية واسمها تكرير للتوكيد ومثله في هذه السورة ( { ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة } ) وقيل ( { لا } ) خبر لأن الأولى في اللفظ لأن خبر الثانية أغنى عنه ( { من بعد ما فتنوا } ) يقرأ على ما لم يسم فاعله أي فتنهم غيرهم بالكفر فأجابوا فإن الله عفا لهم عن ذلك أي رخص لهم فيه ويقرأ بفتح الفاء والتاء أي فتنوا أنفسهم أو فتنوا غيرهم ثم أسلموا
قوله تعالى ( { يوم يأتي } ) يجوز أن يكون ظرفاً لرحيم وأن يكون مفعولاً به أي إذكره
قوله تعالى ( { قرية } ) مثل قوله ( { مثلا عبدا } والخوف ) بالجر عطفاً على الجوع وبالنصب عطفاً على لباس وقيل هو معطوف على موضع الجوع لأن التقدير أن ألبسهم الجوع والخوف
قوله تعالى ( { ألسنتكم الكذب } ) يقرأ بفتح الكاف والباء وكسر الذال وهو منصوب بتصف و ( ما ) مصدرية وقيل هي بمعنى الذي والعائد محذوف والكذب بدل منه وقيل هو منصوب بإضمار أعنى ويقرأ بضم الكاف والذال وفتح الباء وهو جمع كذاب بالتخفيف مثل كتاب وكتب وهو مصدر وهي في معنى القراءة الأولى ويقرأ كذلك الا أنه بضم الباء على النعت للألسنة وهو جمع كاذب أو كذوب ويقرأ بفتح الكاف وكسر الذال وبالباء على البدل من ( ما ) سواء جعلتها مصدرية أو بمعنى الذي
____________________
(2/86)
قوله تعالى ( { متاع قليل } ) أي بقاؤهم متاع ونحو ذلك
قوله تعالى ( { اجتباه } ) يجوز أن يكون حالا وقد معه مرادة وأن يكون خبراً ثانياً لأن وأن يكون مستأنفاً ( { لأنعمه } ) يجوز أن تتعلق اللام بشاكر وأن تتعلق باجتباه
قوله تعالى ( { وإن عاقبتم } ) الجمهور على الألف والتخفيف فيهما ويقرأ بالتشديد من غير ألف فيهما أي تتبعتم ( { بمثل ما } ) الباء زائدة وقيل ليست زائدة والتقدير بسبب مماثل لما عوقبتم ( { لهو خير } ) الضمير للصبر أو للعفو وقد دل على المصدرين الكلام المتقدم
قوله تعالى ( { إلا بالله } ) أي بعون الله أو بتوفيقه ( { عليهم } ) أي على كفرهم وقيل الضمير يرجع على الشهداء أي لا تحزن عليهم فقد فازوا ( { في ضيق } ) يقرأ بفتح الضاد وفيه وجهان أحدهما هو مصدر ضاق مثل سار سيرا والثاني هو مخفف من الضيق أي في أمر ضيق مثل سيد وميت ( { مما يمكرون } ) اي من أجل ما يمكرون ويقرأ بكسر الضاد وهي لغة في المصدر والله أعلم سورة الاسراء بسم الله الرحمن الرحيم
قد تقدم الكلام على ( { سبحان } ) في قصة آدم عليه السلام في البقرة و ( { ليلا } ) ظرف لأسرى وتنكيره يدل على قصر الوقت الذي كان الاسراء والرجوع فيه ( { حوله } ) ظرف لباركنا وقيل مفعول به أي طيبنا أو نمينا ( { لنريه } ) بالنون لأن قبله إخباراً عن المتكلم وبالياء لأن أول السورة على الغيبة وكذلك خاتمة الآية وقد بدأ في الآية بالغيبة وختم بها ثم رجع في وسطها إلى الاخبار عن النفس فقال باركنا ومن آياتنا والهاء في ( { أنه } ) لله تعالى وقيل للنبي أي إنه السميع لكلامنا البصير لذاتنا
قوله تعالى ( / < الا يتخذوا > / ) يقرأ بالياء على الغيبة والتقدير جعلناه هدى لئلا يتخذوا أو آتينا موسى الكتاب لئلا يتخذوا ويقرأ بالتاء على الخطاب وفيه ثلاثة أوجه أحدها ان ( أن ) بمعنى أي وهي مفسرة لما تضمنه الكتاب من الامر والنهي واكو ( ؟ ) أن ( أن ) زائدة أي قلنا لا تتخذوا والثالث أن ( لا ) زائدة
____________________
(2/87)
والتقدير مخافة أن تتخذوا وقد رجع في هذا من الغيبة إلى الخطاب وتتخذوا هنا يتعدى إلى مفعولين أحدهما ( { وكيلا } ) وفي الثاني وجهان أحدهما ( { ذرية } ) والتقدير لا تتخذوا ذرية من حملنا وكيلاً أي ربا أو مفوضاً إليه ومن دوني يجوز أن يكون حالا من وكيل أو معمولاً له أو متعلقاً بتتخذوا والوجه الثاني المفعول الثاني من دوني وفي ذرية على هذا ثلاثة أوجه أحدها هو منادى والثاني هو منصوب بإضمار أعنى والثالث هو بدل من وكيل أو بدل من موسى عليه السلام وقرىء شاذا بالرفع على تقدير هو ذرية أو على البدل من الضمير في يتخذوا على القراءة بالياء لأنهم غيب و ( { من } ) بمعنى الذي أو نكرة موصوفة
قوله تعالى ( { لتفسدن } ) يقرأ بضم التاء وكسر السين من أفسد والمفعول محذوف أي الاديان أو الخلق ويقرأ بضم التاء وفتح السين أي يفسدكم غيركم ويقرأ بفتح التاء وضم السين أي تفسد أموركم ( { مرتين } ) مصدر والعامل فيه من غير لفظه ( { وعد أولاهما } ) أي موعود أولى المرتين أي ما وعدوا به في المرة الأولى ( { عبادا لنا } ) بالألف وهو المشهور ويقرأ عبيداً وهو جمع قليل ولم يأت منه الا ألفاظ يسيرة ( { فجاسوا } ) بالجيم ويقرأ بالحاء والمعنى واحد و ( { خلال } ) ظرف له ويقرأ خلل الديار بغير ألف قيل هو واحد والجمع خلال مثل جبل وجبال ( { وكان } ) اسم كان ضمير المصدر أي وكان الجوس
قوله تعالى ( { الكرة } ) هي مصدر في الأصل يقال كركراً وكرة و ( { عليهم } ) يتعلق برددنا وقيل بالكرة لأنه يقال كر عليه وقيل هو حال من الكرة ( { نفيرا } ) تمييز وهو فعيل بمعنى فاعل أي من ينفر معكم وهو اسم للجماعة وقيل هو جمع نفر مثل عبد وعبيد
قوله تعالى ( { وإن أسأتم فلها } ) قيل اللام بمعنى على كقوله ( { وعليها ما اكتسبت } ) وقيل هي على بابها وهو الصحيح لأن اللام للإختصاص والعامل مختص بجزاء عمله حسنة وسيئة ( { وعد الآخرة } ) أي الكرة الآخرة ( { ليسوؤوا } ) بالياء وضمير الجماعة أي ليسوء العباد أو النفير ويقرأ كذلك الا أنه بغير واو أي ليسوء البعث أو المبعوث أو الله ويقرأ بالنون كذلك ويقرأ بضم الياء وكسر السين وياء بعدها وفتح الهمزة أي ليقبح وجوهكم ( { ما علوا } ) منصوب بيتبروا أي وليهلكوا علوهم وما علوه ويجوز أن يكون ظرفاً
____________________
(2/88)
قوله تعالى ( { حصيرا } ) أي حاصراً ولم يؤنثه لأن فعيلاً هنا بمعنى فاعل وقيل التذكير على معنى الجنس وقيل ذكر لأن تأنيث جهنم غير حقيقي
قوله تعالى ( { أن لهم } ) أي بأن لهم ( { وإن الذين } ) معطوف عليه أي يبشر المؤمنين بالامرين
قوله تعالى ( { دعاءه } ) أي يدعو بالشر دعاء مثل دعائه بالخير والمصدر مضاف إلى الفاعل والتقدير يطلب الشر فالباء للحال ويجوز أن تكون بمعنى السبب
قوله تعالى ( { آيتين } ) قيل التقدير ذوي آيتين ودل على ذلك قوله ( { آية الليل وجعلنا آية النهار } ) وقيل لا حذف فيه فالليل والنهار علامتان ولهما دلالة على شيء آخر فلذلك أضاف في موضع ووصف في موضع
قوله تعالى ( { وكل شيء } ) منصوب بفعل محذوف لأنه معطوف على اسم قد عمل فيه الفعل ولولا ذلك لكان الأولى رفعه ومثله ( { وكل إنسان } )
قوله تعالى ( { ونخرج } ) يقرأ بضم النون ويقرأ بياء مضمومة وبياء مفتوحة وراء مضمومة و ( { كتابا } ) حال على هذا أي ونخرج طائره أو عمله مكتوباً و ( { يلقاه } ) صفة للكتاب و ( { منشورا } ) حال من الضمير المنصوب ويجوز أن يكون نعتاً للكتاب
قوله تعالى ( { اقرأ } ) أي يقال
قوله تعالى ( { أمرنا } ) يقرأ بالقصر والتخفيف أي أمرناهم بالطاعة وقيل كثرنا نعمهم وهو في معنى القراءة بالمد ويقرأ بالتشديد والقصر أي جعلناهم أمراء وقيل هو بمعنى الممدودة لأنه تارة يعدى بالهمزة وتارة بالتضعيف واللازم منه أمر القوم أي كثروا وأمرنا جواب إذا وقيل الجملة نصب نعتاً لقرية والجواب محذوف
قوله تعالى ( { وكم أهلكنا } كم ) هنا خبر في موضع نصب بأهلكنا ( { من القرون } ) وقد ذكر نظيره في قوله ( { كم آتيناهم من آية } )
قوله تعالى ( { من كان } ) من مبتدأ وهي شرط و ( { عجلنا } ) جوابه ( { لمن } ) نريد هو بدل من له بإعادة الجار ( { يصلاها } ) حال من جهنم أو من الهاء في له و ( { مذموما } ) حال من الفاعل في يصلى
قوله تعالى ( { سعيها } ) يجوز أن يكون مفعولاً به لأن المعنى عمل عملها ولها من أجلها وأن يكون مصدراً
____________________
(2/89)
قوله تعالى ( { كلا نمد } ) بنمد والتقدير كل فريق و ( { هؤلاء } ) وهؤلاء بدل من كل و ( { من } ) متعلقة بنمد والعطاء اسم للمعطى
قوله تعالى ( { كيف } ) منصوب ب ( { فضلنا } ) على الحال أو على الظرف
قوله تعالى ( { ألا تعبدوا } ) يجوز أن يكون ( ان ) بمعنى أي وهي مفسرة لمعنى قضى ولا نهى ويجوز أن يكون في موضع نصب أي ألزم ربك عبادته زائدة ويجوز أن يكون قضى بمعنى أمر ويكون التقدير بأن لا تعبدوا
قوله تعالى ( { وبالوالدين إحسانا } ) قد ذكر في البقرة ( { إما يبلغن } ) إن شرطية وما زائدة للتوكيد ويبلغن هو فعل الشرط والجزاء فلا تقل ويقرأ ( / < يبلغان > / ) والألف فاعل و ( { أحدهما أو كلاهما } بدل منه وقال أبو علي هو توكيد ويجوز أن يكون أحدهما مرفوعاً بفعل محذوف أي إن بلغ أحدهما أو كلاهما وفائدته التوكيد أيضاً ويجوز أن تكون الألف حرفاً للتثنية والفاعل أحدهما ( { أف } ) اسم للفعل ومعناه التضجر والكراهة والمعنى لا تقل لهما كفا أو اتركا وقيل هو اسم للجملة الخبرية أي كرهت أو ضجرت من مداراتكما فمن كسر بناه على الأصل ومن فتح طلب التخفيف مثل رب ومن ضم أتبع ومن نون أراد التنكير ومن لم ينون أراد التعريف ومن خفف الفاء حذف أحد المثلين تخفيفاً
قوله تعالى ( { جناح الذل } ) بالضم وهو ضد العز وبالكسر وهو الانقياد ضد الصعوبة ( { من الرحمة } ) أي من أجل رفقك بهما فمن متعلقة باخفض ويجوز أن تكون حالا من جناح ( { كما } ) نعت لمصدر محذوف أي رحمة مثل رحمتهما
قوله تعالى ( { ابتغاء رحمة } ) مفعول له أو مصدر في موضع الحال ( { ترجوها } ) يجوز أن يكون وصفاً للرحمة وأن يكون حالا من الفاعل ومن ربك يتعلق بترجوها ويجوز أن يكون صفة لرحمة
قوله تعالى ( { كل البسط } ) منصوبة على المصدر لأنها مضافة إليه
قوله تعالى ( { خطأ } ) يقرأ بكسر الخاء وسكون الطاء والهمز وهو مصدر خطىء مثل علم علما وبكسر الخاء وفتح الطاء من غير همز وفيه ثلاثة أوجه أحدها مصدر مثل شبع شبعاً الا أنه أبدل الهمزة ألفاً في المصدر وياء في الفعل لانكسار ما قبلها والثاني أن يكون ألقى حركة الهمزة على الطاء فافتحت وحذف الهمزة والثالث أن يكون خفف الهمزة بأن قلبها ألفاً على غير القياس فانفتحت الطاء ويقرأ كذلك الا أنه بالهمز مثل عنب ويقرأ بالفتح والهمز مثل نصب وهو كثير
____________________
(2/90)
ويقرأ بالكسر والمد مثل قام قياماً ( { الزنى } ) الاكثر القصر والمد لغة وقد قرىء به وقيل هو مصدر زاني مثل قاتل قتالا لأنه يقع من اثنين
قوله تعالى ( { فلا يسرف } ) الجمهور على التسكين لأنه نهى وقرىء بضم الفاء على الخبر ومعناه النهي ويقرأ بالياء والفاعل ضمير الولي وبالتاء أي لا تسرف أيها المقتص أو المبتدىء بالقتل أي لا تسرف بتعاطي القتل وقيل التقدير يقال له لا تسرف ( { أنه } ) في الهاء ستة أوجه أحدها هي راجعة إلى الولي والثاني إلى المقتول والثالث إلى الدم والرابع إلى القتل والخامس إلى الحق والسادس إلى القاتل أي إذا قتل سقط عنه عقاب القتل في الآخرة
قوله تعالى ( { إن العهد كان مسؤولا } ) فيه وجهان أحدهما تقديره إن ذا العهد أي كان مسئولا عن الوفاء بعهده والثاني أن الضمير راجع إلى العهد ونسب السؤال إليه مجازاً كقوله تعالى ( { وإذا الموؤودة سئلت } )
قوله تعالى ( { بالقسطاس } ) يقرأ بضم القاف وكسرها وهما لغتان و ( { تأويلا } ) بمعنى مآلا
قوله تعالى ( { ولا تقف } ) الماضي منه قفا إذا تتبع ويقرأ بضم القاف وإسكان الفاء مثل تقم وماضيه قاف يقوف إذا تتبع أيضاً ( { كل } ) مبتدأ و ( { أولئك } ) إشارة إلى السمع والبصر والفؤاد وأشير إليها بأولئك وهي في الاكثر لمن يعقل لأنه جمع ذا وذا لمن يعقل ولما لا يعقل وجاء في الشعر
بعد أولئك الايام % فكان وما عملت فيه الخبر واسم كان يرجع إلى كل والهاء في عنه ترجع إلى كل أيضاً الضمير في مسئول لكل أيضاً والمعنى أن السمع يسأل عن نفسه على المجاز ويجوز أن يكون الضمير في كان لصاحب هذه الجوارح لدلالتها عليه وقال الزمخشري يكون عنه في موضع رفع بمسئول كقوله ( { غير المغضوب عليهم } ) وهذا غلط لأن الجار والمجرور يقام مقام الفاعل إذا تقدم الفعل أو ما يقوم مقامه وأما إذا تأخر فلا يصح ذلك فيه لأن الاسم إذا تقدم على الفعل صار مبتدأ وحرف الجر إذا كان لازماً لا يكون مبتدأ ونظيره قولك بزيد انطلق ويدلك على ذلك أنك لو ثنيت لم تقل بالزيدين انطلقا ولكن تصحيح المسألة أن تجعل الضمير في مسئول للمصدر فيكون عنه في موضع نصب كما تقدر في قولك بزيد انطلق
قوله تعالى ( { مرحا } ) بكسر الراء حال وبفتحها مصدر في موضع الحال
____________________
(2/91)
ومفعول له ( { تخرق } ) بكسر الراء وضمها لغتان ( { طولا } ) مصدر في موضع الحال من الفاعل أو المفعول ويجوز أن يكون تمييزاً ومفعولاً له ومصدراً من معنى تبلغ
قوله تعالى ( { سيئة } ) يقرأ بالتأنيث والنصب أي كل ما ذكر من المناهي وذكر ( { مكروها } ) على لفظ كل أو لأن التأنيث غير حقيقي ويقرأ بالرفع والاضافة أي سيء ما ذكر
قوله تعالى ( { من الحكمة } ) يجوز أن يكون متعلقاً بأوحى وأن يكون حالا من العائد المحذوف وأن يكون بدلاً من ما أوحى
قوله تعالى ( { أفأصفاكم } ) الألف مبدلة من واو لأنه من الصفوة ( { إناثا } ) مفعول أول لاتخذ والثاني محذوف أي أولاداً ويجوز أن يكون اتخذ متعدياً إلى واحد مثل ( { قالوا اتخذ الله ولدا } ) ومن الملائكة يجوز أن يكون حالا وأن يتعلق باتخذ
قوله تعالى ( { ولقد صرفنا } ) المفعول محذوف تقديره صرفنا المواعظ ونحوها
قوله تعالى ( { كما يقولون } ) الكاف في موضع نصب أي كونا كقولهم
قوله تعالى ( { علوا } ) في موضع تعالياً لأنه مصدر قوله تعالى ويجوز أن يقع مصدر موقع آخر من معناه
قوله تعالى ( { مستورا } )ً أي محجوباً بحجاب آخر فوقه وقيل هو مستور بمعنى ساتر
قوله تعالى ( { أن يفقهوه } ) أي مخافة أن يفقهوه أو كراهة ( { نفورا } ) جمع نافر ويجوز أن يكون مصدراً كالعقود فإن شئت جعلته حالا وإن شئت جعلته مصدراً لولوا لأنه بمعنى نفروا
قوله تعالى ( { يستمعون به } ) قيل الباء بمعنى اللام وقيل هي على بابها أي يستمعون بقلوبهم أم بظاهر أسماعهم و ( { إذ } ) ظرف ليستمعون الأولى والنجوى مصدر أي ذو نجوى ويجوز أن يكون جمع نجى كقتيل وقتلى ( { إذ يقول } ) بدل من ( { إذ } ) الأولى وقيل التقدير إذكر إذ يقول والتاء في الرفات أصل والعامل في ( { إذ } ) ما دل عليه مبعوثون لانفس مبعوثون لأن ما بعد أن لا يعمل فيما قبلها و ( { خلقا } ) حال وهو بمعنى مخلوق ويجوز أن يكون مصدراً أي بعثنا بعثاً جديداً
قوله تعالى ( { قل الذي فطركم } ) أي يعيدكم الذي فطركم وهو كناية عن
____________________
(2/92)
الاحياء وقد دل عليه يعيدكم و ( { يكون } ) في موضع نصب بعسى واسمها مضمر فيها ويجوز أن يكون في موضع رفع بعسى ولا ضمير فيها
قوله تعالى ( { يوم } ) يدعوكم هو ظرف ليكون ولا يجوز أن يكون ظرفاً لاسم كان وإن كان ضمير المصدر لأن الضمير لا يعمل ويجوز أن يكون ظرفاً للبعث وقد دل عليه معنى الكلام ويجوز أن يكون التقدير إذكر يوم يدعوكم ( { بحمده } ) في موضع الحال أي فتستجيبون حامدين ويجوز أن تتعلق الباء بيدعوكم ( { وتظنون } ) أي وأنتم تظنون فالجملة حال
قوله تعالى ( { يقولوا } ) قد ذكر في إبراهيم ( { ينزع } ) يقرأ بفتح الزاي وكسرها وهما لغتان
قوله تعالى ( { زبورا } ) يقرأ بالفتح والضم وقد ذكر في النساء وفيه وجهان أحدهما أنه علم يقال زبور والزبور كما يقال عباس والعباس والثاني هو نكرة أي كتاباً من جملة الكتب
قوله تعالى ( { أيهم } ) مبتدأ و ( { أقرب } ) خبره وهو استفهام والجملة في موضع نصب بيدعون ويجوز أن يكون أيهم بمعنى الذي وهو بدل من الضمير في يدعون والتقدير الذي هو أقرب وفيها كلام طويل يذكر في مريم
قوله تعالى ( { أن نرسل } ) أي من أن نرسل فهي في موضع نصب أو جر على الخلاف بين الخليل وسيبويه وقد ذكرت نظائره ( { أن كذب } ) في موضع رفع فاعل ( { منعنا } ) وفيه حذف مضاف تقديره الا إهلاك التكذيب وكانت عادة الله إهلاك من كذب بالايات الظاهرة ولم يرد إهلاك مشركي قريش لعلمه بإيمان بعضهم وإيمان من يولد منهم ( { مبصرة } ) أي ذات إبصار أي يستبصر بها وقيل مبصرة دالة كما يقال للدليل مرشد ويقرأ بفتح الميم والصاد أي تبصرة ( { تخويفا } ) مفعول له أو مصدر في موضع الحال
قوله تعالى ( { وإذ قلنا } ) أي إذكر ( { والشجرة } ) معطوف على الرؤيا والتقدير وما جعلنا الشجرة الا فتنة وقرىء شاذا بالرفع والخبر محذوف أي فتنة ويجوز أن يكون الخبر ( { في القرآن } )
قوله تعالى ( { طينا } ) هو حال من ( من ) أو من العائد المحذوف فعلى الأول يكون العامل فيه اسجد وعلى الثاني خلقت وقيل التقدير من طين فلما حذف الحرف نصب
____________________
(2/93)
قوله تعالى ( { هذا } ) هو منصوب بأرأيت و ( { الذي } ) نعت له والمفعول الثاني محذوف تقديره تفضيله أو تكريمه وقد ذكر الكلام في أرأيتك في الانعام
قوله تعالى ( { جزاء } ) مصدر اي تجزون جزاء وقيل هو حال موطئة وقيل هو تمييز ( { من استطعت } من ) استفهام في موضع نصب باستطعت أي من استطعت منهم استفزازه ويجوز أن تكون بمعنى الذي ( { ورجلك } ) يقرأ بسكون الجيم وهم الرجالة ويقرأ بكسرها وهو فعل من رجل يرجل إذا صار راجلاً ويقرأ ( / < ورجالك > / ) أي بفرسانك ورجالك ( { وما يعدهم } ) رجوع من الخطاب إلى الغيبة
قوله تعالى ( { ربكم } ) مبتدأ و ( { الذي } ) وصلته الخبر وقيل هو صفة لقوله ( { الذي فطركم } ) أو بدل منه وذلك جائز وإن تباعد ما بينهما
قوله تعالى ( { إلا إياه } ) استثناء منقطع وقيل هو متصل خارج على أصل الباب
قوله تعالى ( / < أن نخسف > / ) يقرأ بالنون والياء وكذلك نرسل ونعيدكم ونغرقكم ( { بكم } ) حال من ( { جانب } ) البر أي نخسف جانب البر وأنتم وقيل الباء متعلقة بنخسف أي بسببكم
قوله تعالى ( { به تبيعا } ) يجوز أن تتعلق الباء بتبيع وبتجدوا وأن تكون حالا من تبيع
قوله تعالى ( { يوم ندعوا } ) فيه أوجه أحدها هو ظرف لما دل عليه قوله ( { ولا يظلمون فتيلا } ) تقديره لا يظلمون يوم ندعو والثاني أنه ظرف لما دل عليه قوله متى هو والثالث هو ظرف لقوله فتستجيبون والرابع هو بدل من يدعوكم والخامس هو مفعول أي إذكروا يوم ندعو وقرأ الحسن بياء مضمومة وواو بعد العين ورفع كل وفيه وجهان أحدهما أنه أراد يدعى ففخم الألف فقلبها واواً والثاني أنه أراد يدعون وحذف النون وكل بدل من الضمير ( { بإمامهم } ) فيه وجهان أحدهما هو متعلق بندعو أي نقول يا أتباع موسى ويا أتباع محمد عليهما الصلاة والسلام أو يا أهل الكتاب يا أهل القرآن والثاني هي حال تقديره مختلطين بنبيهم أو مؤاخذين
قوله تعالى ( { أعمى } ) الأولى بمعنى فاعل وفي الثانية وجهان أحدهما كذلك أي من كان في الدنيا عمياً عن حجته فهو في الآخرة كذلك والثاني هي أفعل التي
____________________
(2/94)
تقتضى من ولذلك قال ( { وأضل } ) وأمال أبو عمرو الأولى دون الثانية لأنه رأى أن الثانية تقتضى من فكأن الألف وسط الكلمة تمثل أعمالهم
قوله تعالى ( { تركن } ) بفتح الكاف وماضيه بكسرها وقال بعضهم هي مفتوحة في الماضي والمستقبل وذلك من تداخل اللغتين إن من العرب من يقول ركن يركن ومنهم من يقول ركن يركن فيفتح الماضي ويضم المستقبل فسمع من لغته فتح الماضي فتح المستقبل ممن هو لغته أو بالعكس فجمع بينهما وإنما دعا قائل هذا إلى اعتقاده أنه لم يجيء منهم فعل يفعل بفتح العين فيهما في غير حروف الحلق الا أبى يأبى وقد قرىء بضم الكاف
قوله تعالى ( { لا يلبثون } ) المشهور بفتح الياء والتخفيف وإثبات النون على إلغاء إذن لأن الواو العاطفة تصير الجملة مختلفة بما قبلها فيكون إذن حشواً ويقرأ بضم الياء والتشديد على ما لم يسم فاعله وفي بعض المصاحف بغير نون على إعمال إذن ولا يكترث بالواو فإنها قد تأتي مستأنفة ( { خلافك } ) وخلافك لغتان بمعنى وقد قرىء بهما ( { إلا قليلا } ) أي زمناً قليلاً
قوله تعالى ( { سنة من قد أرسلنا } ) هو منصوب على المصدر أي سنناً بك سنة من تقدم من الانبياء صلوات الله عليهم ويجوز أن تكون مفعولاً به أي اتبع سنة من قد أرسلنا كما قال تعالى ( { فبهداهم اقتده } )
قوله تعالى ( { إلى غسق الليل } ) حال من الصلاة أي ممدودة ويجوز أن تتعلق بأقم فهي لانتهاء غاية الاقامة ( { وقرآن الفجر } ) فيه وجهان أحدهما هو معطوف على الصلاة أي وأقم صلاة الفجر والثاني هو على الاغراء أي عليك قرآن ألفجر أو الزم
قوله تعالى ( { نافلة لك } ) فيه وجهان أحدهما هو مصدر بمعنى تهجد أي تنفل نفلاً وفاعله هنا مصدر كالعافية والثاني هو حال أي صلاة نافلة ( { مقاما } ) فيه وجهان أحدهما هو حال تقديره ذا مقام الثاني أن يكون مصدراً تقديره أن يبعثك فتقوم
قوله تعالى ( { من القرآن } ) من لبيان الجنس أي كله هدى من الضلال وقيل هي للتبعيض أي منه ما يشفى من المرض وأجاز الكسائي ( { ورحمة } ) بالنصب عطفاً على ( { ما } )
قوله تعالى ( { ونأى } ) يقرأ بألف بعد الهمزة أي بعد عن الطاعة ويقرأ بهمزة
____________________
(2/95)
بعد الألف وفيه وجهان أحدهما هو مقلوب نأى والثاني هو بمعنى نهض أي ارتفع عن قبول الطاعة أو نهض المعصية والكبر
قوله تعالى ( { أهدى سبيلا } ) يجوز أن يكون أفعل من هدى غيره وأن يكون من اهتدى على حذف الزوائد أو من هدى بمعنى اهتدى فيكون لازماً
قوله تعالى ( { من العلم } ) متعلق بأوتيتم ولا يكون حالا من قليل لأن فيه تقديم المعمول على ( { إلا } )
قوله تعالى ( { إلا رحمة }ً ) هو مفعول له والتقدير حفظناه عليك للرحمة ويجوز أن يكون مصدراً تقديره لكن رحمناك رحمة
قوله تعالى ( { لا يأتون } ) ليس بجواب الشرط لكن جواب قسم محذوف دل عليه اللام الموطئة في قوله ( { لئن اجتمعت } ) وقيل هو جواب الشرط ولم يجزمه لأن فعل الشرط ماض
قوله تعالى ( { حتى تفجر } ) يقرأ بالتشديد على التكثير وبفتح التاء وضم الجيم والتخفيف والياء في ينبوع زائدة لأنه من نبع فهو مثل يغبوب من غب
قوله تعالى ( { كسفا } ) يقرأ بفتح السين وهو جمع كسفة مثل قربة وقرب وبسكونها وفيه وجهان أحدهما هو مخفف من المفتوحة أو مثل سدرة وسدر والثاني هو واحد على فعل بمعنى مفعول وانتصابه على الحال من السماء ولم يؤنثه لأن تأنيث السماء غير حقيقي أو لأن السماء بمعنى السقف والكاف في ( { كما } ) صفة لمصدر محذوف أي إسقاطاً مثل مزعومك و ( { قبيلا } ) حال من الملائكة أو من الله والملائكة ( { نقرؤه } ) صفة لكتاب أو حال من المجرور ( { قل } ) على الامر وقال على الحكاية عنه
قوله تعالى ( { أن يؤمنوا } ) مفعول منع و ( { أن قالوا } ) فاعله
قوله تعالى ( { يمشون } ) صفة للملائكة و ( { مطمئنين } ) حال من ضمير الفاعل
قوله تعالى ( { على وجوههم } ) حال و ( { عميا } ) حال أخرى إما بدل من الأولى وإما حال من الضمير في الجار ( { مأواهم جهنم } ) يجوز أن يكون مستأنفاً وأن يكون حالا مقدرة ( { كلما خبت } ) الجملة إلى آخر الاية حال من جهنم والعامل فيها معنى المأوى ويجوز أن تكون مستأنفة
قوله تعالى ( { ذلك } ) مبتدأ و ( { جزاؤهم } ) خبره و ( { بأنهم } ) يتعلق
____________________
(2/96)
بجزاء وقيل ذلك خبر مبتدأ محذوف أي الامر ذلك وجزاؤهم مبتدأ وبأنهم الخبر ويجوز أن يكون جزاؤهم بدلاً أو بياناً وبأنهم خبر ذلك
قوله تعالى ( { لو أنتم } ) في موضع رفع بأنه فاعل لفعل محذوف وليس بمبتدأ لأن ( { لو } ) تقتضي الفعل كما تقتضيه إن الشرطية والتقدير لو تملكون فلما حذف الفعل صار الضمير المتصل منفصلاً و ( { تملكون } ) الظاهرة تفسير للمحذوف ( { لأمسكتم } ) مفعوله محذوف أي أمسكتم الاموال وقيل هو لازم بمعنى بخلتم ( { خشية } ) مفعول له أو مصدر في موضع الحال
قوله تعالى ( { بينات } ) صفة لآيات أو لتسع ( { إذ جاءهم } ) فيه وجهان أحدهما هو مفعول به باسأل على المعنى لأن المعنى إذكر لبني إسرائيل إذ جاءهم وقيل التقدير إذكر إذ جاءهم وهي غير ما قدرت به اسأل والثاني هو ظرف وفي العامل فيه أوجه أحدها آتينا والثاني قلنا مضمرة أي فقلنا له سل والثالث قل تقديره قل لخصمك سل بني والمراد به فرعون أي قل يا موسى وكان الوجه أن يقول إذ جئتهم فرجع من الخطاب إلى الغيبة
قوله تعالى ( { لقد علمت } ) بالفتح على الخطاب أي علمت ذلك ولكنك عاندت وبالضم أي أنا غير شاك فيما جئت به ( { بصائر } ) حال من هؤلاء وجاءت بعد الا وهي حال مما قبلها لما ذكرنا في هود عند قوله ( { وما نراك اتبعك } )
قوله تعالى ( { لفيفا } ) حال بمعنى جميعاً وقيل هو مصدر كالنذير والنكير أي مجتمعين
قوله تعالى ( { وبالحق أنزلناه } ) أي وبسبب إقامة الحق فتكون الباء متعلقة بأنزلنا ويجوز أن يكون حالا أي أنزلناه ومعه الحق أو فيه الحق ويجوز أن يكون حالا من الفاعل أي أنزلناه ومعنا الحق ( { وبالحق نزل } ) فيه الوجهان الاولان دون الثالث لأنه ليس فيه ضمير لغير القرآن
قوله تعالى ( { وقرآنا } ) أي وآتيناك قرآنا دل على ذلك ( { ولقد آتينا موسى الكتاب } ) أو أرسلناك فعلى هذا ( { فرقناه } ) في موضع نصب على الوصف ويجوز أن يكون التقدير وفرقنا قرآناً وفرقناه تفسير لا موضع له وفرقناه أي في أزمنة وبالتخفيف أي شرحناه ( { على مكث } في موضع الحال أي متمكثاً والمكث بالضم والفتح لغتان وقد قرىء بهما وفيه لغة أخرى كسر الميم
____________________
(2/97)
قوله تعالى ( { للأذقان } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها هي حال تقديره ساجدين للأذقان والثاني هي متعلقة بيخرون واللام على بابها أي مذلون للأذقان والثالث هي بمعنى على فعلى هذا يجوز أن يكون حالا من ( { يبكون } ) ويبكون حال وفاعل ( { يزيدهم } ) القرآن أو المتلو أو البكاء أو السجود
قوله تعالى ( { أياما } ) أيا منصوب ب ( { تدعوا } ) وتدعوا مجزوم بأيا وهي شرط فأما ( { ما } ) فزائدة للتوكيد وقيل هي شرطية كررت لما اختلف اللفظان
قوله تعالى ( { من الذل } ) أي من أجل الذل سورة الكهف بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { قيما } ) فيه وجهان أحدهما هو حال من الكتاب وهو مؤخر عن موضعه أي أنزل الكتاب قيماً قالوا وفيه ضعف لأنه يلزم منه التفريق بعض الصلة وبعض لأن قوله تعالى ( { ولم } ) معطوف على أنزل وقيل قيماً حال ولم يجعل حال أخرى والوجه الثاني أن قيماً منصوب بفعل محذوف تقديره جعله قيماً فهو حال أيضاً وقيل هو حال أيضاً من الهاء في ولم يجعل له والحال مؤكدة وقيل منتقلة
قوله تعالى ( { لينذر } ) أي لينذر العباد أو لينذركم ( { من لدنه } ) يقرأ بفتح اللام وضم الدال وسكون النون وهي لغة ويقرأ بفتح اللام وضم الدال وكسر النون ومنهم من يختلس ضمة الدال ومنهم من يختلس كسرة النون
قوله تعالى ( { ماكثين } ) حال من المجرور في لهم والعامل فيها الاستقرار وقيل هو صفة لأجر والعائد الهاء في فيه
قوله تعالى ( { كبرت } ) الجمهور على ضم الباء وقد أسكنت تخفيفاً و ( { كلمة } ) تمييز والفاعل مضمر أي كبرت مقالتهم وفي ( { تخرج } ) وجهان أحدهما هو في موضع نصب صفة لكلمة والثاني في موضع رفع تقديره كلمة كلمة تخرج لأن كبر بمعنى بئس فالمحذوف هو المخصوص بالذم و ( { كذبا }ً ) مفعول يقولون أو صفة لمصدر محذوف أي قولاً كذباً و ( { أسفا } ) مصدر في موضع الحال من الضمير في باخع وقيل هو مفعول له والجمهور على أن لم بالكسر على الشرط ويقرأ بالفتح أي لأن لا يؤمنوا
____________________
(2/98)
قوله تعالى ( { زينة } ) مفعول ثان على أن جعل بمعنى صير أو مفعول له أو حال على أن جعل بمعنى خلق
قوله تعالى ( { أم حسبت } ) تقديره بل أحسبت ( { والرقيم } ) بمعنى المرقوم على قول من جعله كتاباً و ( { عجبا } ) خبر كان و ( { من آياتنا } ) حال منه ويجوز أن يكون خبرين ويجوز أن يكون عجباً حالا من الضمير في الجار
قوله تعالى ( { إذ } ) ظرف لعجباً ويجوز أن يكون التقدير إذكر إذ
قوله تعالى ( { سنين } ) ظرف لضربنا وهو بمعنى أنمناهم و ( { عددا } ) صفة لسنين أي معدودة أو ذوات عدد وقيل مصدر أي تعد عدداً
قوله تعالى ( { أي الحزبين } ) مبتدأ و ( { أحصى } ) الخبر وموضع الجملة نصب بنعلم وفي أحصى وجهان أحدهما هو فعل ماض و ( { أمدا } ) مفعوله ولما لبثوا نعت له قدم عليه فصار حالا أو مفعولاً له أي لأجل لبثهم وقيل اللام زائدة وما بمعنى الذي وأمداً مفعول لبثوا وهو خطأ وإنما الوجه أن يكون تمييزاً والتقدير لما لبثوه والوجه الثاني هو اسم وأمداً منصوب بفعل دل عليه الاسم وجاء أحصى على حذف الزيادة كما جاء هو أعطى للمال واولى بالخير
قوله تعالى ( { شططا } ) مفعول به أو يكون التقدير قولاً شططا
قوله تعالى ( { هؤلاء } ) مبتدأ و ( { قومنا } ) عطف بيان و ( { اتخذوا } ) الخبر
قوله تعالى ( { وإذ اعتزلتموهم } إذ ) ظرف لفعل محذوف أي وقال بعضهم لبعض ( { وما يعبدون } ) في ( ما ) ثلاثة أوجه أحدها هي اسم بمعنى الذي و ( { إلا الله } ) مستثنى من ( ما ) أو من العائد المحذوف والثاني هي مصدرية والتقدير اعتزلتموهم وعبادتهم الا عبادة الله والثالث أنها حرف نفي فيخرج في الاستثناء وجهان أحدهما هو منقطع والثاني هو متصل والتقدير وإذ اعتزلتموهم الا عبادة الله أو وما يعبدون الا الله فقد كانوا يعبدون الله مع الاصنام أو كان منهم من يعبد الله ( { مرفقا } ) يقرأ بكسر الميم وفتح الفاء لأنه يرتفق به فهو كالمنقول المستعمل مثل المبرد والمنخل ويقرأ بالعكس وهو مصدر أي ارتفاقاً وفيه لغة ثالثة وهي فتحهما وهو مصدر أيضاً مثل المضرب والمنزع
قوله تعالى ( { تزاور } ) يقرأ بتشديد الزاي وأصله تتزاور فقلبت الثانية زاياً وأدغمت ويقرأ بالتخفيف على حذف الثانية ويقرأ بتشديد الراء مثل تحمر
____________________
(2/99)
ويقرأ بألف بعد الواو مثل تحمار ويقرأ بهمزة مكسورة بين الواو والراء مثل تطمئن و ( { ذات اليمين } ) ظرف لتزاور
قوله تعالى ( { ونقلبهم } ) المشهور أنه فعل منسوب إلى الله عز وجل ويقرأ بتاء وضم اللام وفتح الباء وهو منصوب بفعل دل عليه الكلام أي ونرى تقلبهم و ( { باسط } ) خبر المبتدأ و ( { ذراعيه } ) منصوب به وإنما عمل اسم الفاعل هنا وإن كان للماضي لأنه حال محكية ( { لو اطلعت } ) بكسر الواو على الأصل وبالضم ليكون من جنس الواو ( { فرارا } ) مصدر لأن وليت بمعنى فررت ويجوز أن يكون مصدراً في موضع الحال وأن يكون مفعولاً له ( { ملئت } ) بالتخفيف ويقرأ بالتشديد على التكثير و ( { رعبا } ) مفعول ثان وقيل تمييز
قوله تعالى ( { وكذلك } ) في موضع نصب أي وبعثناهم كما قصصنا عليك و ( { كم } ) ظرف و ( { بورقكم } ) في موضع الحال والأصل فتح الواو وكسر الراء وقد قرىء به وبإظهار القاف على الأصل وبإدغامها لقرب مخرجها من الكاف واختير الادغام لكثرة الحركات والكسرة ويقرأ بإسكان الراء على التخفيف وبإسكانها وكسر الواو على نقل الكسرة إليها كما يقال فخذ وفخذ وفخذ ( { أيها أزكى } ) الجملة في موضع نصب والفعل معلق عن العمل في اللفظ و ( { طعاما } ) تمييز
قوله تعالى ( { إذ يتنازعون } ) إذ ظرف ليعلموا أو لأعثرنا ويضعف أن يعمل فيه الوعد لأنه قد أخبر عنه ويحتمل أن يعمل فيه معنى حق ( { بنيانا } ) مفعول وهو جمع بنيانة وقيل هو مصدر
قوله تعالى ( { ثلاثة } ) يقرأ شاذا بتشديد الثاء على أنه سكن التاء وقلبها ثاء وأدغمها في تاء التأنيث كما تقول أبعث تلك و ( { رابعهم كلبهم } ) رابعهم مبتدأ وكلبهم خبره ولا يعمل اسم الفاعل هنا لأنه ماض والجملة صفة لثلاثة وليست حالا إذ لا عامل لها لأن التقدير هم ثلاثة وهم لا يعمل ولا يصح أن يقدر هؤلاء لأنها إشارة الى حاضر ولم يشيروا إلى حاضر ولو كانت الواو هنا وفي الجملة التي بعدها لجاز كما جاز في الجملة الاخيرة لأن الجملة إذا وقعت صفة لنكرة جاز أن تدخلها الواو وهذا هو الصحيح في إدخال الواو في ثامنهم وقيل دخلت لتدل على أن ما بعدها مستأنف حق وليس من جنس المقول برجم الظنون وقد قيل فيها غير هذا وليس بشيء و ( { رجما } مصدر أي يرجمون رجماً روى عن ابن كثير ( { خمسه }
____________________
(2/100)
بالنصب أي يقولون نعدهم خمسة وقيل يقولون بمعنى يظنون فيكون قوله تعالى ( { سادسهم كلبهم } ) في موضع المفعول الثاني وفيه ضعف
قوله تعالى ( { إلا أن يشاء الله } ) في المستثنى منه ثلاثة أوجه أحدها هو من النهي والمعنى لا تقولن أفعل غداً الا أن يؤذن لك في القول والثاني هو من فاعل أي لا تقولن إني فاعل غداً حتى تقرن به قوله إن شاء الله والثالث أنه منقطع وموضع أي يشاء الله نصب على وجهين أحدهما على الاستثناء والتقدير لا تقولن ذلك في وقت الا وقت أن يشاء الله أي يأذن فحذف الوقت وهو مراد والثاني هو حال والتقدير لا تقولن أفعل غداً الا قائلاً إن شاء الله فحذف القول وهو كثير وجعل قوله أن يشاء في معنى إن شاء وهو مما حمل على المعنى وقيل التقدير الا بأن يشاء الله أي متلبساً بقول إن شاء الله
قوله تعالى ( { ثلاث مائة سنين } ) يقرأ بتنوين مائة وسنين على هذا بدل من ثلاث وأجاز قوم أن تكون بدلاً من مائة لأن مائة في معنى مئات ويقرأ بالاضافة وهو ضعيف في الاستعمال لأن مائة تضاف إلى المفرد ولكنه حمله على الأصل إذ الأصل إضافة العدد إلى الجمع ويقوى ذلك أن علامة الجمع هنا جبر لما دخل السنة من الحذف فكأنها تتمة الواحد ( { تسعا } ) مفعول ازدادوا وزاد متعد إلى اثنين فإذا بنى على افتعل تعدى إلى واحد ( { أبصر به وأسمع } ) الهاء تعود على الله عز وجل وموضعها رفع لأن التقدير أبصر الله والباء زائدة وهكذا في فعل التعجب الذي هو على لفظ الامر وقال بعضهم الفاعل مضمر والتقدير أوقع أيها المخاطب إبصاراً بأمر الكهف فهو أمر حقيقة ( { ولا يشرك } ) يقرأ بالياء وضم الكاف على الخبر عن الله وبالتاء على النهي أي أيها المخاطب
قوله تعالى ( { واصبر } ) هو متعد لأن معناه احبس و ( { بالغداة والعشي } ) قد ذكرا في الانعام ( { ولا تعد عيناك } ) الجمهور على نسبة الفعل إلى العينين وقرأ الحسن تعد عينيك بالتشديد والتخفيف أي لا تصرفها ( { أغفلنا } ) الجمهور على إسكان اللام و ( { قلبه } ) بالنصب أي أغفلناه عقوبة له أو وجدناه غافلاً ويقرأ بفتح اللام وقلبه بالرفع وفيه وجهان أحدهما وجدنا قلبه معرضين عنه والثاني أهمل أمرنا عن تذكرنا
قوله تعالى ( { يشوي الوجوه } ) يجوز أن يكون نعتاً لما وأن يكون حالا من المهل
____________________
(2/101)
وأن يكون حالا من الضمير في الكاف في الجار ( { وساءت } ) أي ساءت النار ( { مرتفقا } ) أي متكأ أو معناه المنزل
قوله تعالى ( { إن الذين آمنوا } ) في خبر إن ثلاثة أوجه أحدها أولئك لهم جنات عدن وما بينهما معترض مسدد والثاني تقديره لا نضيع أجر من أحسن عملاً منهم فحذف العائد للعلم به والثالث أن قوله تعالى ( { من أحسن } ) عام فيدخل فيه الذين آمنوا وعملوا الصالحات ويغني ذلك عن ضمير كما أغنى عن دخول زيد تحت الرجل في باب نعم عن ضمير يعود عليه وعلى هذين الوجهين قد جعل خبر إن الجملة التي فيها إن
قوله تعالى ( { من أساور } ) يجوز أن تكون ( { من } ) زائدة على قول الأخفش ويدل عليه قوله ( { وحلوا أساور } ) ويجوز أن تكون غير زائدة أي شيئاً من أساور فتكون لبيان الجنس أو للتبعيض و ( { من ذهب } ) من فيه لبيان الجنس أو للتبعيض وموضعها جر نعتاً لأساور ويجوز أن تتعلق بيحلون وأساور جمع أسورة وأسورة جمع سوار وقيل هو جمع أسوار ( { متكئين } ) حال إما من الضمير في تحتهم أو من الضمير في يحلون أو يلبسون والسندس جمع سندسة وإستبرق جمع إستبرقة وقيل هما جنسان
قوله تعالى ( { مثلا رجلين } ) التقدير مثلاً مثل رجلين و ( { جعلنا } ) تفسير المثل فلا موضع له ويجوز أن يكون موضعه نصباً نعتاً لرجلين كقولك مررت برجلين جعل لأحدهما جنة ( { كلتا الجنتين } ) مبتدأ و ( { آتت } ) خبره وافرد الضمير حملاً على لفظ كلتا ( { وفجرنا } ) بالتخفيف والتشديد و ( { خلالهما } ) ظرف والثمر بضمتين جمع ثمار فهو جمع الجمع مثل كتاب وكتب ويجوز تسكين الميم تخفيفاً ويقرأ ثمر جمع ثمرة
قوله تعالى ( { ودخل جنته } ) إنما أفرد ولم يقل جنتيه لأنهما جميعاً ملكه فصارا كالشيء الواحد وقيل اكتفاء بالواحدة عن الثنتين كما يكتفى بالواحد عن الجمع وهو كقول الهذلي
ولعين بعدهم كأن حداقها % سملت بشوك فهي عور تدمع
قوله تعالى ( { خيرا منها } ) يقرأ على الافراد والضمير لجنته وعلى التثنية والضمير للجنتين
____________________
(2/102)
قوله تعالى ( { لكن هو } ) الأصل لكن أنا فألقيت حركة الهمزة على النون وقيل حذفت حذفاً وأدغمت النون في النون والجيد حذف الألف في الوصل وإثباتها في الوقف لأن أنا كذلك والألف فيه زائدة لبيان الحركة ويقرأ بإثباتها في الحالين وأنا مبتدأ وهو مبتدأ ثان و ( { الله } ) مبتدأ ثالث و ( { ربي } ) الخبر والياء عائدة على المبتدأ الاول ولا يجوز أن تكون لكن المشددة العاملة نصباً إذ لو كان كذلك لم يقع بعدها هو لأنه ضمير مرفوع ويجوز أن يكون اسم الله بدلاً من هو
قوله تعالى ( { ما شاء الله } ) في ( { ما } ) وجهان أحدهما هي بمعنى الذي وهي مبتدأ والخبر محذوف أو خبر متبدأ محذوف أي الامر ما شاء الله والثاني هي شرطية في موضع نصب يشاء والجواب محذوف أي ما شاء الله كان ( { إلا بالله } في موضع رفع خبره ( { إنا } ) فيه وجهان أحدهما هي فاصلة بين المفعولين والثاني هو توكيد للمفعول الاول فموضعها نصب ويقرأ ( { أقل } ) بالرفع على أن يكون أنا مبتدأ وأقل خبره والجملة في موضع المفعول الثاني
قوله تعالى ( { حسبانا } ) هو جمع حسبانة و ( { غورا } ) مصدر بمعنى الفاعل أي غائراً وقيل التقدير ذا غور
قوله تعالى ( { يقلب كفيه } ) هذا هو المشهور ويقرأ ( / < تقلب > / ) أي تتقلب كفاه بالرفع ( { على ما أنفق } ) يجوز أن يتعلق بيقلب وأن يكون حالا أي متحسراً على ما أنفق فيها أي في عمارتها ( { ويقول } ) يجوز أن يكون حالا من الضمير في يقلب وأن يكون معطوفاً على يقلب
قوله تعالى ( { ولم تكن } ) له يقرأ بالتاء والياء وهما ظاهران ( { ينصرونه } ) محمول على المعنى لأن الفئة ناس ولو كان تنصره لكان على اللفظ
قوله تعالى ( { هنالك } ) فيه وجهان أحدهما هو ظرف والعامل فيه معنى الاستقرار في لله و ( { الولاية } ) مبتدأ و ( { لله } ) الخبر والثاني هنالك خبر الولاية والولاية مرفوعة به ولله يتعلق بالظرف أو بالعامل في الظرف أو بالولاية ويجوز أن يكون حالا من الولاية فيتعلق بمحذوف والولاية بالكسر والفتح لغتان وقيل الكسر في الامارة والفتح في النصرة و ( { الحق } ) بالرفع صفة الولاية أو خبر مبتدأ محذوف أي هي الحق أو هو الحق ويجوز أن يكون مبتدأ و ( { هو خير } ) خبره ويقرأ بالجر نعتاً لله تعالى
قوله تعالى ( { واضرب لهم مثل الحياة الدنيا } ) يجوز أن تجعل اضرب بمعنى
____________________
(2/103)
إذكر فيتعدى إلى واحد فعلى هذا يكون ( { كماء أنزلناه } ) خبر مبتدأ محذوف أي هو كماء وأن يكون بمعنى صير فيكون كماء مفعولاً ثانياً ( { فاختلط به } ) قد ذكر في يونس ( { تذروه } ) هو من ذرت الريح تذروه ذرواً أي فرقت ويقال ذرت تذرى وقد قرىء به ويقال إذرت تذرى كقولك إذريته عن فرسه إذا ألقيته عنها وقرىء به أيضاً
قوله تعالى ( { ويوم نسير الجبال } ) أي وإذكر يوم وقيل هو معطوف على عند ربك أي الصالحات خير عند الله وخير يوم نسير وفي نسير قراآت كلها ظاهرة ( { وترى } ) الخطاب للنبي وقيل لكل إنسان و ( { بارزة } ) حال ( { وحشرناهم } ) في موضع الحال وقد مرادة أي وقد حشرناهم
قوله تعالى ( { صفا } ) حال بمعنى مصطفين أي مصفوفين والتقدير يقال لهم ( { لقد جئتمونا } ) أو مفعولاً لهم فيكون حالا أيضاً و ( { بل } ) هاهنا للخروج من قصة إلى قصة
قوله تعالى ( { لا يغادر } ) في موضع الحال من الكتاب
قوله تعالى ( { وإذ قلنا } ) أي وإذكر ( { إلا إبليس } ) استثناء من غير الجنس وقيل من الجنس و ( { كان من الجن } ) في موضع الحال وقد معه مرادة ( { ففسق } ) إنما أدخل الفاء هنا لأن معنى الا إبليس امتنع ففسق ( { بئس } ) اسمها مضمر فيها والمخصوص بالذم محذوف أي بئس البدل هو وذريته ( { للظالمين } ) حال من ( { بدلا } ) وقيل يتعلق ببئس
قوله تعالى ( { ما أشهدتهم } ) أي إبليس وذريته ويقرأ أشهدناهم ( { عضدا } ) يقرأ بفتح العين وضم الضاد وبفتح العين وضمها مع سكون الضاد والأصل هو الاول والثاني تخفيف وفي الثالث نقل ولم يجمع لأن الجمع في حكم الواحد إذ كان المعنى أن جميع المضلين لا يصلح أن ينزلوا في الاعتضاد بهم منزلة الواحد ويجوز أن يكون اكتفى بالواحد عن الجمع
قوله تعالى ( / < ويوم نقول > / ) أي وإذكر يوم نقول ويقرأ بالنون والياء ( { وبينهم } ) ظرف وقيل هو مفعول به أي وصيرنا وصلهم إهلاكاً لهم والموبق مكان وإن شئت كان مصدراً يقال وبق يبق وبوقاً وموبقاً ووبق يوبق وبقا
قوله تعالى ( { مصرفا } ) أي انصرافاً ويجوز أن يكون مكاناً أي لم يجدوا مكاناً ينصرف إليه عنها والله أعلم
____________________
(2/104)
قوله تعالى ( { من كل مثل } ) أي ضربنا لهم مثلاً من كل جنس من الامثال والمفعول محذوف أو يخرج على قول الأخفش أن تكون من زائدة ( { أكثر شيء جدلا } ) فيه وجهان أحدهما أن شيئاً هنا في معنى مجادل لأن أفعل يضاف إلى ما هو بعض له وتمييزه بجدلاً يقتضى أن يكون الاكثر مجادلاً وهذا من وضع العام موضع الخاص والثاني أن في الكلام محذوفاً تقديره وكان جدال الانسان أكثر شيء ثم ميزه
قوله تعالى ( { أن يؤمنوا } ) مفعول منع ( { أن تأتيهم } ) فاعله وفيه حذف مضاف أي الا طلب أو انتظار أن تأتيهم
قوله تعالى ( { وما أنذروا } ما ) بمعنى الذي والعائد محذوف و ( { هزوا } ) مفعول ثان ويجوز أن تكون ( ما ) مصدرية
قوله تعالى ( { أن يفقهوه } ) أي كراهية أن يفقهوه
قوله تعالى ( { لو يؤاخذهم } ) مضارع محكى به الحال وقيل هو بمعنى الماضي والوعد هنا يصلح للمكان والمصدر والموئل مفعل من وأل يئل إذا لجأوا ويصلح لهما أيضاً
قوله تعالى ( { وتلك } ) مبتدأ و ( { أهلكناهم } ) الخبر ويجوز أن يكون تلك في موضع نصب يفسره المذكور و ( { لمهلكهم } ) مفعل بضم الميم وفتح اللام وفيه وجهان أحدهما هو مصدر بمعنى الاهلاك مثل المدخل والثاني هو مفعول أي لمن أهلك أو لما أهلك منها ويقرأ بفتحهما وهو مصدر هلك يهلك ويقرأ بفتح الميم وكسر اللام وهو مصدر أيضاً ويجوز أن يكون زماناً وهومضاف إلى الفاعل ويجوز أن يكون إلى المفعول على لغة من قال هلكته أهلكه والموعد زمان
قوله تعالى ( { وإذ قال } ) أي وإذكر ( { لا أبرح } ) فيه وجهان أحدهما خبرها هي الناقصة وفي اسمها وخبرها وجهان أحدهما محذوف أي لا أبرح أسير والثاني الخبر ( { حتى أبلغ } ) والتقدير لا أبرح سيرى ثم حذف الاسم وجعل ضمير المتكلم عوضاً منه فأسند الفعل إلى المتكلم والوجه الآخر هي التامة والمفعول محذوف أي لا أفارق السير حتى أبلغ كقولك لا أبرح المكان أي لا أفارق ( { أو أمضي } ) في ( { أو } ) وجهان أحدهما هي لأحد الشيئين أي أسير حتى يقع إما بلوغ المجمع أو مضى الحقب والثاني أنها بمعنى الا أن أي الا أن أمضى زماناً أتيقن معه فوات مجمع البحرين والمجمع ظرف ويقرأ بكسر الميم الثانية حملاً على المغرب والمطلع
____________________
(2/105)
قوله تعالى ( { سبيله } ) الهاء تعود على الحوت و ( { في البحر } ) يجوز أن يتعلق باتخذ وأن يكون حالا من السبيل أو من ( { سربا } )
قوله تعالى ( { أن أذكره } ) في موضع نصب بدلاً من الهاء في أنسانيه أي ما أنساني ذكره وكسر الهاء وضمها جائزان وقد قرىء بهما ( { عجبا } ) مفعول ثان لاتخذ وقيل هو مصدر أي قال موسى عجباً فعلى هذا يكون المفعول الثاني لاتخذ في البحر
قوله تعالى ( { نبغي } ) الجيد إثبات الياء وقد قرىء بحذفها على التشبيه بالفواصل وسهل ذلك أن الهاء لا تضم هاهنا ( { قصصا } ) مصدر فارتدا على المعنى وقيل هو مصدر فعل محذوف أي يقصان قصصاً وقيل هو في موضع الحال أي مقتصين و ( { علما } ) مفعول به ولو كان مصدراً لكان تعليماً
قوله تعالى ( { على أن تعلمن } ) هو في موضع الحال أي أتبعك بإذلالي والكاف صاحب الحال و ( { رشدا } ) مفعول تعلمن ولا يجوز أن يكون مفعول علمت لأنه لا عائد إذن على الذي وليس بحال من العائد المحذوف لأن المعنى على ذلك يبرز والرشد والرشد لغتان وقد قرىء بهما
قوله تعالى ( { خبرا } ) مصدر لأن تحيط بمعنى تخبر
قوله تعالى ( { تسألني } ) يقرأ بسكون اللام وتخفيف النون وإثبات الياء وبفتح اللام وتشديد النون ونون الوقاية محذوفة ويجوز أن تكون النون الخفيفة دخلت على نون الوقاية ويقرأ بفتح النون وتشديدها
قوله تعالى ( { لتغرق أهلها } ) يقرأ بالتاء على الخطاب مشدداً ومخففاً وبالياء وتسمية الفاعل
قوله تعالى ( { عسرا } ) هو مفعول ثان لتزهق لأن المعنى لا تولني أو تغشني
قوله تعالى ( { بغير نفس } ) الباء تتعلق بقتلت أي قتلته بلا سبب ويجوز أن يتعلق بمحذوف أي قتلاً بغير نفس وأن تكون في موضع الحال أي قتلته ظالما او مظلوما والنكر والنكر لغتان قد قرىء بهما وشيئا مفعول أى أتيت شيئا منكراً ويجوز أن يكون مصدراً أي مجيئاً منكراً
قوله تعالى ( { من لدني } يقرأ بتشديد النون والاسم لدن والنون الثانية وقاية وبتخفيفها وفيه وجهان أحدهما هو كذلك الا أنه حذف نون الوقاية كما قالوا
____________________
(2/106)
قدني وقدى والثاني أصله ولد وهي لغة فيها والنون للوقاية و ( { عذرا } ) مفعول به كقولك بلغت الغرض
قوله تعالى ( { استطعما أهلها } ) هو جواب إذا وأعاد ذكر الاهل توكيداً ( { أن ينقض } ) بالضاد المعجمة المشددة من غير ألف وهو من السقوط شبه بانقضاض الطائر ويقرأ بالتخفيف على مالم يسم فاعله من النقض ويقرأ بالألف والتشديد مثل يحمار ويقرأ كذلك بغير تشديد وهو من قولك انقضاض البناء إذا تهدم وهو ينفعل ويقرأ بالضاد مشددة من قولك انقاضت السن إذا انكسرت ( { لاتخذت } ) يقرأ بكسر الخاء مخففة وهو من تخذ يتخذ إذا عمل شيئاً ويقرأ بالتشديد وفتح الخاء وفيه وجهان أحدهما هو افتعل من تخذه والثاني أنه من الاخذ وأصله أيتخذ فأبدلت الياء تاء وأدغمت وأصل الياء الهمزة
قوله تعالى ( { فراق بيني } ) الجمهور على الاضافة أي تفريق وصلنا ويقرأ بالتنوين وبين منصوب على الظرف
قوله تعالى ( { غصبا } ) مفعول له أو مصدر في موضع الحال أو مصدر أخذ من معناه
قوله تعالى ( { مؤمنين } ) خبر كان ويقرأ شاذا بالألف على أن في كان ضمير الغلام أو الشأن والجملة بعدها خبرها
قوله تعالى ( { زكاة } ) تمييز والعامل خيراً منه و ( { رحما } ) كذلك والتسكين والضم لغتان
قوله تعالى ( { رحمة من ربك } ) مفعول له أو موضع الحال
قوله تعالى ( { منه ذكرا } ) أي من إخباره فحذف المضاف
قوله تعالى ( { مكنا له } ) المفعول محذوف أي أمره
قوله تعالى ( { فأتبع } ) يروى وصل الهمزة والتشديد و ( { سببا } ) مفعوله ويقرأ بقطع الهمزة والتخفيف وهو متعد إلى اثنين أي أتبع سبباً سبباً
قوله تعالى ( { حمئة } ) يقرأ بالهمز من غير ألف وهو من حمئت البئر تحمأ إذا صارت فيها حمأة وهو الطين الاسود ويجوز تخفيف الهمزة ويقرأ بالألف من غير همز وهو مخفف من المهموز أيضاً ويجوز أن يكون من حمى الماء إذا اشتد حره كقوله تعالى ( { نارا حامية } إما أن تعذب ) ( { إن } ) في موضع رفع
____________________
(2/107)
بالابتداء والخبر محذوف أي إما العذاب واقع منك بهم وقيل هو خبر أي إما هو أن تعذب وإما الجزاء أن تعذب وقيل هو في موضع نصب أي إما توقع أن تعذب أو تفعل ( { حسنا } ) أي أمراً ذا حسن
قوله تعالى ( { جزاء الحسنى } ) يقرأ بالرفع والاضافة وهو مبتدأ أو مرفوع بالظرف والتقدير فله جزاء الخصلة الحسنى بدل ويقرأ بالرفع والتنوين والحسنى بدل أو خبر مبتدأ محذوف ويقرأ بالنصب والتنوين أي فله الحسنى جزاء فهو مصدر في موضع الحال أي مجزياً بها وقيل هو مصدر على المعنى أي يجزى بها جزاء وقيل تمييز ويقرأ بالنصب من غير تنوين وهو مثل المنون الا أنه حذف التنوين لالتقاء الساكنين ( { من أمرنا يسرا } ) أي شيئاً ذا يسر
قوله تعالى ( { مطلع الشمس } ) يجوز أن يكون مكاناً وأن يكون مصدراً والمضاف محذوف أي مكان طلوع الشمس
قوله تعالى ( { كذلك } ) أي الامر كذلك ويجوز أن يكون صفة لمصدر محذوف
قوله تعالى ( { بين السدين } ) بين هاهنا مفعول به والسد بالفتح مصدر سد وهو بمعنى المسدود وبالضم اسم للمسدود وقيل المضموم ما كان من خلق الله والمفتوح ما كان من صنعة الادمي وقيل هما لغتان بمعنى واحد وقد قرىء بهما
قوله تعالى ( { يأجوج ومأجوج } ) هما اسمان أعجميان لم ينصرفا للعجمة والتعريف ويجوز همزهما وترك همزهما وقيل هما عربيان فيأجوج يفعول مثل يربوع ومأجوج مفعول مثل معقول وكلاهما من أج الظليم اذا أسرع أو من أجت النار إذا التهبت ولم ينصرفا للتعريف والتأنيث والخرج يقرأ بغير ألف مصدر خرج والمراد به الاجر وقيل هو بمعنى مخرج والخراج بالألف وهو بمعنى الاجر أيضاً وقيل هو المال المضروب على الارض أو الرقاب
قوله تعالى ( { ما مكني فيه } ) يقرأ بالتشديد على الادغام وبالاظهار على الأصل و ( { ما } ) بمعنى الذي وهو مبتدأ و ( { خير } ) خبره ( { بقوة } ) أي برجال ذي ذوي قوة أو متقوى به والردم بمعنى المردوم به أو الرادم ( { آتوني } ) يقرأ بقطع الهمزة والمد أي أعطوني وبوصلها أي جيؤني والتقدير بزبر الحديد أو هو بمعنى أحضروا لأن جاء وحضر متقاربان و ( { الصدفين } ) يقرأ بضمتين وبضم الاول وإسكان الثاني وبفتحتين وبفتح الاول وإسكان الثاني وبفتح الأول
____________________
(2/108)
وضم الثاني وكلها لغات والصدف جانب الجبل ( { قطرا } ) مفعول آتوني ومفعول أفرغ محذوف أي أفرغه وقال الكوفيون هو مفعول أفرغ ومفعول الاول محذوف
قوله تعالى ( { فما اسطاعوا } ) يقرأ بتخفيف الطاء أي استطاعوا وحذف التاء تخفيفاً ويقرأ بتشديدها وهو بعيد لما فيه من الجمع بين الساكنين
قوله تعالى ( { دكاء } ) ودكا قد ذكر في الاعراف
قوله تعالى ( { الذين كانت } ) في موضع جر صفة للكافرين أو نصب بإضمار أعنى أو رفع بإضمارهم
قوله تعالى ( { أفحسب } ) يقرأ بكسر السين على أنه فعل ( { أن يتخذوا } ) سد مسد المفعولين ويقرأ بسكون السين ورفع الباء على الابتداء والخبر أن يتخذوا
قوله تعالى ( { هل ننبئكم } ) يقرأ بالاظهار على الأصل وبالادغام لقرب مخرج الحرفين ( { أعمالا } ) تمييز وجاز جمعه لأنه منصوب عن أسماء الفاعلين
قوله تعالى ( { فلا نقيم لهم } ) يقرأ بالنون والياء وهو ظاهر ويقرأ يقوم والفاعل مضمر أي فلا يقوم عملهم أو سعيهم أو صنيعهم و ( { وزنا } ) تمييز أو حال
قوله تعالى ( { ذلك } ) أي الامر ذلك وما بعده مبتدأ وخبر ويجوز أن يكون ذلك مبتدأ و ( { جزاؤهم } ) مبتدأ ثان و ( { جهنم } ) خبره والجملة خبر الاول والعائد محذوف أي جزاؤهم به ويجوز أن يكون ذلك مبتدأ وجزاؤهم بدلاً أو عطف بيان وجهنم الخبر ويجوز أن تكون جهنم بدلاً من جزاء أو خبر ابتداء محذوف أي هو جهنم و ( { بما كفروا } ) خبر ذلك ولا يجوز أن تتعلق الباء بجزاؤهم للفصل بينهما بجهنم ( { واتخذوا } ) يجوز أن يكون معطوفاً على كفروا وأن يكون مستأنفاً
قوله تعالى ( { نزلا } ) يجوز أن يكون حالا من جنات ولهم الخبر وأن يكون نزلاً خبر كان ولهم يتعلق بكان أو بالخبر أو على التبيين
قوله تعالى ( { لا يبغون } ) حال من الضمير في خالدين والحلول مصدر بمعنى التحول
قوله تعالى ( { مددا } ) هو تمييز ومداداً بالألف مثله في المعنى
قوله تعالى ( { أنما إلهكم } أن هاهنا مصدرية ولا يمنع من ذلك دخول ( ما )
____________________
(2/109)
الكافة عليها و ( { بعبادة ربه } ) أي في عبادة ربه ويجوز أن تكون على بابها أي بسبب عبادة ربه والله أعلم سورة مريم عليها السلام بسم الله الرحمن الرحيم
قد ذكرنا الكلام على الحروف المقطعة في أول البقرة فليتأمل من ثم
قوله تعالى ( { كهيعص } ) يقرأ بإخفاء النون عند الصاد لمقاربتها إياها واشتراكهما في الفم ويقرأ بإظهارها لأن الحروف المقطعة يقصد تمييز بعضها عن بعض إيذاناً بأنها مقطعة ولذلك وقف بعضهم على كل حرف منها وقفة يسيرة وإظهار النون يؤذن بذلك
قوله تعالى ( { ذكر رحمة ربك } في ارتفاعه ثلاثة أوجه أحدها هو خبر مبتدأ محذوف أي هذا ذكر والثاني هو مبتدأ والخبر محذوف أي فيما يتلى عليك ذكر والثالث هو خبر الحروف المقطعة ذكره الفراء وفيه بعد لأن الخبر هو المبتدأ في المعنى وليس في الحروف المقطعة ذكر الرحمة ولا في ذكر الرحمة معناها وذكر مصدر مضاف إلى المفعول والتقدير هذا أن ذكر ربك رحمته عبده وقيل هو مضاف إلى الفاعل على الاتساع والمعنى هذا إن ذكرت رحمة ربك فعلى الاول ينتصب عبده برحمة وعلى الثاني بذكر ويقرأ في الشاذ ( { ذكر } ) على الفعل الماضي ورحمة مفعول وعبده فاعل و ( { زكريا } ) بدل على الوجهين من عبده ويقرأ بتشديد الكاف ورحمة وعبده بالنصب أي هذا القرآن ذكر النبي عليه الصلاة والسلام أو الامة و ( { إذ } ) ظرف لرحمة أو لذكر
قوله تعالى ( { شيبا } ) نصب على التمييز وقيل هو مصدر في موضع الحال وقيل هو منصوب على المصدر من معنى اشتعل لأن معناه شاب و ( { بدعائك } ) مصدر مضاف إلى المفعول أي بدعائي إياك
قوله تعالى ( { خفت الموالي } ) فيه حذف مضاف أي عدم الموالي أو جور الموالي ويقرأ خفت بالتشديد وسكون التاء والموالي فاعل أي نقص عددهم والجمهور على المد وإثبات الياء في ( { ورائي } ) ويقرأ بالقصر وفتح الياء وهو من قصر الممدود
قوله تعالى ( { يرثني } ) يقرأ بالجزم فيهما على الجواب أي أن يهب يرث
____________________
(2/110)
وبالرفع فيهما على الصفة لولي وهو أقوى من الأولى لأنه سأل ولياً هذه صفته والجزم لا يحصل بهذا المعنى وقرىء شاذا يرثني وارث على أنه اسم فاعل و ( { رضيا } ) أي مرضياً وقيل راضياً ولام الكلمة واو وقد تقدم و ( { سميا }ً ) فعيل بمعنى مسامياً ولام الكلمة واو من سما يسمو
قوله تعالى ( { عتيا } ) أصله عتو على فعول مثل قعود وجلوس الا أنهم استثقلوا توالي الضمتين والواوين فكسروا التاء فانقلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ثم قلبت الواو التي هي لام ياء لسبق الأولى بالسكون ومنهم من يكسر العين إتباعاً ويقرأ بفتحها على أنها مصدر على فعيل وكذلك بكى وصلى وهو منصوب ببلغت أي بلغت العتي من الكبر أي من أجل الكبر ويجوز أن تكون حالا من عتي وأن تتعلق ببلغت وقيل ( { من } ) زائدة وعتياً مصدر مؤكد أو تمييز أو مصدر في موضع الحال من الفاعل
قوله تعالى ( { قال كذلك } ) أي الامر كذلك وقيل هو في موضع نصب أي أفعل مثل ما طلبت وهو كناية عن مطلوبه
قوله تعالى ( { سويا } ) حال من الفاعل في تكلم
قوله تعالى ( { أن سبحوا } ) يجوز أن تكون مصدرية وأن تكون بمعنى أي و ( { بقوة } ) مفعول أو حال ( { وحنانا } ) معطوف على الحكم أي وهبنا له تحننا وقيل هو مصدر ( { وبرا } ) أي وجعلناه براً وقيل هو معطوف على خبر كان
قوله تعالى ( { إذ انتبذت } ) في ( { إذ } ) أربعة أوجه أحدها أنها ظرف والعامل فيه محذوف تقديره وإذكر خبر مريم إذ انتبذت والثاني أن تكون حالا من المضاف المحذوف والثالث أن يكون منصوباً بفعل محذوف أي وبين إذ انتبذت فهو على كلام آخر كما قال سيبويه في قوله تعالى ( { انتهوا خيرا لكم } ) وهو في الظرف أقوى وإن كان مفعولاً به والرابع أن يكون بدلاً من مريم بدل الاشتمال لأن الاحيان تشتمل على الجثث ذكره الزمخشري وهو بعيد لأن الزمان إذا لم يكن حالا من الجثة ولا خبراً عنها ولا وصفاً لها لم يكن بدلاً منها وقيل ( { إذ } ) بمعنى أن المصدرية كقولك لا أكرمك إذ لم تكرمني أي لأنك لم تكرمني فعلى هذا يصح بدل الاشتمال أي وإذكر مريم انتباذها و ( { مكانا } ) ظرف وقيل مفعول به على المعنى إذ أتت مكاناً ( { بشرا سويا } حال
قوله تعالى ( { لأهب } ) يقرأ بالهمز وفيه وجهان أحدهما أن الفاعل الله تعالى
____________________
(2/111)
والتقدير قال لأهب لك والثاني الفاعل جبريل عليه السلام وأضاف الفعل إليه لأنه سبب فيه ويقرأ بالياء وفيه وجهان أحدهما أن أصلها الهمزة قلبت ياء للكسر قبلها تخفيفاً والثاني ليهب الله
قوله تعالى ( { بغيا } ) لام الكلمة ياء يقال بغت تبغى وفي وزنه وجهان أحدهما هو فعول فلما اجتمعت الواو والياء قلبت الواو ياء وأدغمت وكسرت الغين إتباعاً ولذلك لم تلحق تاء التأنيث كما لم تلحق في امرأة صبور وشكور والثاني هو فعيل بمعنى فاعل ولم تلحق التاء أيضاً للمبالغة وقيل لم تلحق لأنه على النسب مثل طالق وحائض
قوله تعالى ( { كذلك } ) أي الامر كذلك وقيل التقدير قال ربك مثل ذلك و ( { هو علي هين } ) مستأنف على هذا القول ( { ولنجعله آية للناس } ) أي ولنجعله آية للناس خلقناه من غير أب وقيل التقدير نهبه لك ولنجعله ( { وكان أمرا } ) أي وكان خلقه أمراً
قوله تعالى ( { فانتبذت به } ) الجار والمجرور حال أي فانتبذت وهو معها
قوله تعالى ( { فأجاءها المخاض } ) الأصل جاءها ثم عدى بالهمزة إلى مفعول ثان واستعمل بمعنى ألجأها ويقرأ بغير همز على فاعلها وهو من المفاجأة وترك الهمزة الاخيرة تخفيفاً والمخاض بالفتح وجع الولادة ويقرأ بالكسر وهما لغتان وقيل الفتح اسم للمصدر مثل السلام والعطاء والكسر مصدر مثل القتال وجاء على فعال مثل الطراق والعقاب
قوله تعالى ( { يا ليتني } ) قد ذكر في النساء ( { نسيا } ) بالكسر وهو بمعنى المنسي وبالفتح أي شيئاً حقيراً وهو قريب من معنى الاول ويقرأ بفتح النون وهمزة بعد السين وهو من نسأت اللبن إذا خالطت به ماء كثيراً وهو في معنى الاول أيضاً و ( { منسيا } ) بالفتح والكسر على الاتباع شاذ مثل المغيرة
قوله تعالى ( { من تحتها } ) يقرأ بفتح الميم وهو فاعل نادى والمراد به عيسى أي من تحت ذيلها وقيل المراد من دونها وقيل المراد به جبريل عليه السلام وهو تحتها في المكان كما تقول داري تحت دارك ويقرأ بكسر الميم والفاعل مضمر في الفعل وهو عيسى أو جبريل صلوات الله عليهما والجار على هذا حال أو ظرف و ( { أن لا } ) مصدرية أو بمعنى أي
قوله تعالى ( { بجذع النخلة } ) الباء زائدة أي أميلي إليك وقيل هي محمولة
____________________
(2/112)
على المعنى والتقدير هزي الثمرة بالجذع أي انفضي وقيل التقدير وهزي إليك رطباً جنياً كائناً بجذع النخلة فالباء على هذا حال ( { تساقط } ) يقرأ على تسعة أوجه بالتاء والتشديد والأصل تتساقط وهو أحد الاوجه 7 والثالث بالياء والتشديد والأصل بتساقط فأدغمت التاء في السين والرابع بالتاء والتخفيف على حذف الثانية والفاعل على هذه الاوجه النخلة وقيل الثمرة لدلالة الكلام عليها والخامس بالتاء والتخفيف وضم القاف والسادس كذلك الا أنه بالياء والفاعل الجذع أو الثمر والسابع ( { تساقط } ) بتاء مضمومة وبالألف وكسر القاف والثامن كذلك الا أنه بالياء والتاسع ( / < تسقط > / ) بتاء مضمومة وكسر القاف من غير ألف وأظن أنه يقرأ كذلك بالياء و ( { رطبا } ) فيه أربعة أوجه أحدها هو حال موطئة وصاحب الحال الضمير في الفعل والثاني هو مفعول به لتساقط والثالث هو مفعول هزي والرابع هو تمييز وتفصيل هذه الاوجه يتبين بالنظر في القراءات فيحمل كل منها على ما يليق به و ( { جنيا } ) بمعنى مجني وقيل هو بمعنى فاعل أي طريا
قوله تعالى ( { وقري } ) يقرأ بفتح القاف والماضي منه قررت يا عين بكسر الراء والكسر قراءة شاذة وهي لغة شاذة والماضي قررت يا عين بفتح الراء و ( { عينا } ) تمييز و ( { ترين } ) أصله ترأيين مثل ترغبين فالهمزة عين الفعل والياء لامه وهو مبني هنا من أجل نون التوكيد مثل لتضربن فألقيت حركة الهمزة على الراء وحذفت اللام للبناء كما تحذف في الجزم وبقيت ياء الضمير وحركت لسكونها وسكون النون بعدها فوزنه يفين وهمزة هذا الفعل تحذف في المضارع أبداً ويقرأ ترين بإسكان الياء وتخفيف النون على أنه لم يجزم بإما وهو بعيد و ( { من البشر } ) حال من ( { أحدا } ) أو مفعول به
قوله تعالى ( { فأتت به } ) الجار والمجرور حال وكذلك ( { تحمله } ) وصاحب الحال مريم ويجوز أن يجعل تحمله حالا من ضمير عيسى عليه السلام و ( { جئت } ) أي فعلت فيكون ( { شيئا } ) مفعولاً ويجوز أن يكون مصدراً أي مجيئاً عظيماً
قوله تعالى ( { من كان } ) كان زائدة أي من هو في المهد و ( { صبيا } ) حال من الضمير في الجار والضمير المنفصل المقدر كان متصلاً بكان وقيل كان الزائدة لا يستتر فيها ضمير فعلى هذا لا تحتاج إلى تقدير هو بل يكون الظرف صلة من وقيل ليست زائدة بل هي كقوله ( { وكان الله عليما حكيما } ) وقد ذكر وقيل هي بمعنى صار وقيل هي التامة ومن بمعنى الذي وقيل شرطية وجوابها كيف
____________________
(2/113)
قوله تعالى ( { وبرا } ) معطوف على مباركاً ويقرأ في الشاذ بكسر الباء والراء وهو معطوف على الصلاة ويقرأ بكسر الباء وفتح الراء أي وألزمني براً أو جعلتني ذا بر فحذف المضاف أو وصفه بالمصدر
قوله تعالى ( { والسلام } ) إنما جاءت هذه بالألف واللام لأن التي في قصة يحيى عليه السلام نكرة فكان المراد بالثاني الاول كقوله تعالى ( { كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول } ) وقيل النكرة والمعرفة في مثل هذا سواء ( { يوم ولدت } ) ظرف والعامل فيه الخبر الذي هو علي ولا يعمل فيه السلام للفصل بينهما بالخبر
قوله تعالى ( { ذلك } ) مبتدأ و ( { عيسى } ) خبره و ( { ابن مريم } ) نعت أو خبر ثان و ( { قول الحق } كذلك وقيل هو خبر مبتدأ محذوف وقيل عيسى عليه السلام بدل أو عطف بيان وقول الحق الخبر ويقرأ قول الحق بالنصب على المصدر أو أقول قول الحق وقيل هو حال من عيسى وقيل التقدير أعنى قول الحق ويقرأ قال الحق والقال اسم للمصدر مثل القيل وحكى قول الحق بضم القاف مثل الروح وهي لغة فيه
قوله تعالى ( { وأن الله } ) بفتح الهمزة وفيه وجهان أحدهما هو معطوف على قوله بالصلاة أي واوصاني بأن الله ربي والثاني هو متعلق بما بعده والتقدير لأن الله ربي وربكم فاعبدوه أي لوحدانيته أطيعوه ويقرأ بالكسر على الاستئناف
قوله تعالى ( { أسمع بهم وأبصر } ) لفظه لفظ الامر ومعناه التعجب وبهم في موضع رفع كقولك أحسن بزيد أي أحسن زيد وحكى عن الزجاج أنه أمر حقيقة والجار والمجرور نصب والفاعل مضمر فهو ضمير المتكلم كأن المتكلم يقول لنفسه أوقع به سمعاً أو مدحاً و ( { اليوم } ) ظرف والعامل فيه الظرف الذي بعده
قوله تعالى ( { إذ قضي الأمر } ) إذ بدل من يوم أو ظرف للحسرة وهو مصدر فيه الألف واللام وقد عمل
قوله تعالى ( { إذ قال لأبيه } ) في ( { إذ } ) وجهان أحدهما هي مثل إذ انتبذت في أوجهها وقد فصل بينهما بقوله ( { إنه كان صديقا نبيا } ) والثاني أن ( { إذ } ) ظرف والعامل فيه صديقاً نبياً أو معناه
قوله تعالى ( { أراغب أنت } ) مبتدأ وأنت فاعله وأغنى عن الخبر وجاز
____________________
(2/114)
الابتداء بالنكرة لاعتمادها على الهمزة و ( { مليا } ) ظرف أي دهراً طويلاً وقيل هو نعت لمصدر محذوف
قوله تعالى ( { وكلا جعلنا } ) هو منصوب بجلعنا
قوله تعالى ( { نجيا } ) هو حال و ( { هارون } ) بدل و ( { نبيا } حال
قوله تعالى ( { مكانا عليا } ) ظرف
قوله تعالى ( { من ذرية آدم } ) هو بدل من النبيين بإعادة الجار و ( { سجدا } ) حال مقدرة لأنهم غير سجود في حال خرورهم ( { وبكيا } ) قد ذكر و ( { غيا } ) أصله غوى فأدغمت الواو في الياء
قوله تعالى ( { جنات عدن } ) من كسر التاء أبدله من الجنة في الاية قبلها ومن رفع فهو خبر مبتدأ محذوف ( { أنه } ) الهاء ضمير اسم الله تعالى ويجوز أن تكون ضمير الشأن فعلى الاول يجوز أن لا يكون في كان ضمير وأن يكون فيه ضمير و ( { وعده } ) بدل منه بدل الاشتمال و ( { مأتيا } ) على بابه لأن ما تأتيه فهو يأتيك وقيل المراد بالوعد الجنة أي كان موعده مأتيا وقيل مفعول هنا بمعنى فاعل وقد ذكر مثله في سبحان
قوله تعالى ( { وما نتنزل } ) أي وتقول الملائكة
قوله تعالى ( { رب السماوات } ) خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ والخبر ( { فاعبده } ) على رأي الأخفش في جواز زيادة الفاء
قوله تعالى ( { أئذا } ) العامل فيها فعل دل عليه الكلام أي أبعث إذا ولا يجوز أن يعمل فيها ( { اخرج } ) لأن ما بعد اللام وسوف لا يعمل فيما قبلها مثل إن
قوله تعالى ( { يذكر } ) بالتشديد أي يتذكر وبالتخفيف منه أيضاً أو من الذكر باللسان ( { جثيا } ) قد ذكر في عتياً وبكيا وأصله جثو ومصدراً كان أو جمعاً
قوله تعالى ( { أيهم أشد } ) يقرأ بالنصب شاذا والعامل فيه لننزعن وهي بمعنى الذي ويقرأ بالضم وفيه قولان أحدهما أنها ضمة بناء وهو مذهب سيبويه وهي بمعنى الذي وإنما بنيت هاهنا لأن أصلها البناء لأنها بمنزلة الذي ( من ) من الموصولات الا أنها أعربت حملاً على كل أو بعض فإذا وصلت بجملة تامة بقيت على الإعراب وإذا حذف العائد عليها بنيت لمخالفتها بقية الموصولات فرجعت إلى حقها من البناء بخروجها عن نظائرها وموضعها نصب بننزع والقول الثاني هي
____________________
(2/115)
ضمة الإعراب وفيه خمسة أقوال أحدها أنها مبتدأ وأشد خبره وهو على الحكاية والتقدير لننزعن من كل شيعة الفريق الذي يقال ايهم فهو على هذا استفهام وهو قول الخليل والثاني كذلك في كونه مبتدأ وخبراً واستفهاماً الا أن موضع الجملة نصب بننزعن وهو فعل معلق عن العمل ومعناه التمييز فهو قريب من معنى العلم الذي يجوز تعليقه كقولك علمت أيهم في الدار وهو قول يونس والثالث أن الجملة مستأنفة وأي استفهام ومن زائدة أي لننزعن كل شيعة وهو قول الأخفش والكسائي وهما يجيزان زيادة من في الواجب والرابع أن أيهم مرفوع بشيعة لأن معناه تشيع والتقدير لننزعن من كل فريق يشيع أيهم وهو على هذا بمعنى الذي وهو قول المبرد والخامس أن ننزع علقت عن العمل لأن معنى الكلام معنى الشرط والشرط لا يعمل فيما قبله والتقدير لننزعنهم تشيعوا أو لم يتشيعوا أو إن تشيعوا ومثله لأضربن أيهم غضب أي إن غضبوا أو لم يغضبوا وهو قول يحيى عن الفراء وهو أبعدها عن الصواب
قوله تعالى ( { وإن منكم } ) أي وما أحد منكم فحذف الموصوف وقيل التقدير وما منكم الا من هو واردها وقد تقدم نظائرها
قوله تعالى ( { مقاما } ) يقرأ بالفتح وفيه وجهان أحدهما هو موضع الاقامة والثاني هو مصدر كالاقامة وبالضم وفيه الوجهان ولام الندى واو يقال ندوتهم أي أتيت ناديهم وجلست في النادى ومصدره الندو
قوله تعالى ( { وكم } ) منصوب ب ( { أهلكنا } ) و ( { هم } ) أحسن صفة لكم و ( { ورئيا } ) يقرأ بهمزة ساكنة بعد الراء وهو من الرؤية أي أحسن منظراً ويقرأ بتشديد الياء من غير همز وفيه وجهان أحدهما أنه قلب الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها ثم أدغم والثاني أن تكون من الري ضد العطش لأنه يوجب حسن البشرة ويقرأ ريئا بهمزة بعد ياء ساكنة وهو مقلوب يقال في رأي أرى ويقرأ بياء خفيفة من غير همز ووجهها أنه نقل حركة الهمزة إلى الياء وحذفها ويقرأ بالزاي والتشديد أي أحسن زينة وأصله من زوى يزوي لأن المتزين يجمع ما يحسنه
قوله تعالى ( { قل من كان } ) هي شرطية والامر جوابها والامر هنا بمعنى الخبر أي فليمدن له والامر أبلغ لما يتضمنه من اللزوم و ( { حتى } ) يحكى ما بعدها هاهنا وليست متعلقة بفعل ( { إما العذاب وإما الساعة } ) كلاهما بدل مما يوعدون ( { فسيعلمون } ) جواب إذا ( { ويزيد } ) معطوف على معنى فليمدد أي فيمد
____________________
(2/116)
ويزيد من هو فيه وجهان أحدهما هى بمعنى الذى وهوشر صلتها وموضع من نصب بيعلمون والثاني هي استفهام وهو فصل وليست مبتدأ
قوله تعالى ( { وولدا } ) يقرأ بفتح الواو واللام وهو واحد وقيل يكون جمعاً أيضا ويقرأ بضم الواو وسكون اللام وهو جمع ولد مثل أسد وأسد وقيل يكون واحداً وأيضا وهي لغة والكسر لغة أخرى
قوله تعالى ( { أطلع } ) الهمزة همزة استفهام لأنها مقابلة لأم وهمزة الوصل محذوفة لقيام همزة الاستفهام مقامها ويقرأ بالكسر على أنها همزة وصل وحرف الاستفهام محذوف لدلالة أم عليه
قوله تعالى ( { كلا } ) يقرأ بفتح الكاف من غير تنوين وهي حرف معناه الزجر عن قول منكر يتقدمها وقيل هي بمعنى حقاً ويقرأ بالتنوين وفيه وجهان أحدهما هي مصدر كل أي أعيا اي كلوا في دعواهم وانقطعوا والثاني هي بمعنى النقل أي حملوا كلا ويقرأ بضم الكاف والتنوين وهو حال أي سيكفرون جميعاً وفيه بعد ( { بعبادتهم } ) المصدر مضاف إلى الفاعل أي سيكفر المشركون بعبادتهم الاصنام وقيل هو مضاف إلى المفعول أي سيكفر المشركون بعبادة الاصنام وقيل سيكفر الشياطين بعبادة المشركين إياهم و ( { ضدا } ) واحد في معنى الجمع والمعنى أن جميعهم في حكم واحد لأنهم متفقون على الاضلال
قوله تعالى ( { ونرثه ما يقول } ) في ( { ما } ) وجهان أحدهما هو بدل من الهاء وهي بدل الاشتمال أي نرث قوله والثاني هو مفعول به أي نرث منه قوله
قوله تعالى ( { يوم نحشر } ) العامل فيه لا يملكون وقيل ( { نعد لهم } ) وقيل تقديره اذكر و ( وفدا ) جمع وافد مثل راكب وركب وصاحب وصحب والورد اسم لجمع وارد وقيل هو بمعنى وارد والورد العطاش وقيل هو محذوف من وارد وهو بعيد ( { لا يملكون } ) حال ( { إلا من اتخذ } ) في موضع نصب على الاستثناء المنقطع وقيل هو متصل على أن يكون الضمير في يملكون للمتقين والمجرمين وقيل هو في موضع رفع بدلاً من الضمير في يملكون
قوله تعالى ( { شيئا إدا } ) الجمهور على كسر الهمزة وهو العظيم ويقرأ شاذا بفتحها على أنه مصدر أد يؤد إذا جاءك بداهية أي شيئاً ذا إد وجعله نفس الداهية على التعظيم
قوله تعالى ( { يتفطرن } ) يقرأ بالياء والنون وهو مطاوع ) فطر بالتخفيف
____________________
(2/117)
ويقرأ بالتاء والتشديد وهو مطاوع فطر بالتشديد وهو هنا أشبه بالمعنى و ( { هدا } ) مصدر على المعنى لأن تخر بمعنى تهد وقيل هو حال
قوله تعالى ( { أن دعوا للرحمن } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها هو في موضع نصب لأنه مفعول له والثاني في موضع جر على تقدير اللام والثالث في موضع رفع أي الموجب لذلك دعاؤهم
قوله تعالى ( { من } ) نكرة موصوفة و ( { في السماوات } ) صفتها و ( { إلا آتي } ) خبر كل ووحد آتى حملاً على لفظ كل وقد جمع في موضع آخر حملاً على معناها ومن الافراد ( { وكلهم آتيه } )
قوله تعالى ( { بلسانك } ) قيل الباء بمعنى على وقيل هي على أصلها أي أنزلناه بلغتك فيكون حالا سورة طه بسم الله الرحمن الرحيم
( { طه } ) قد ذكر الكلام عليها في القول الذي جعلت فيه حروفاً مقطعة وقيل معناه يا رجل فيكون منادى وقيل ( طا ) فعل أمر وأصله بالهمز ولكن أبدل من الهمزة ألفا وها ضمير الارض ويقرأ طه وفي الهاء وجهان أحدهما أنها بدل من الهمزة كما أبدلت في أرقت فقيل هرقت والثاني أنه أبدل من الهمزة ألفاً ثم حذفها للبناء وألحقها هاء السكت
قوله تعالى ( { إلا تذكرة } ) هو استثناء منقطع أي لكن أنزلناه تذكرة أي للتذكرة وقيل هو مصدر أي لكن ذكرنا به تذكرة ولا يجوز أن يكون مفعولاً له لأنزلنا المذكورة لأنها قد تعدت إلى مفعول له وهو ( { لتشقى } ) فلا يتعدى إلى آخر من جنسه ولا يصح أن يعمل فيها لتشقى لفساد المعنى وقيل تذكرة مصدر في موضع الحال
قوله تعالى ( { تنزيلا } ) هو مصدر أي أنزلناه تنزيلاً وقيل هو مفعول يخشى ومن متعلقة به و ( { العلي } ) جمع العليا
قوله تعالى ( { له ما في السماوات } ) مبتدأ وخبر أو تكون ( { ما } ) مرفوعة بالظرف
____________________
(2/118)
وقال بعض الغلاة ( { ما } ) فاعل استوى وهو بعيد ثم هو غير نافع له في التأويل إذ يبقى قوله ( { الرحمن على العرش } ) كلاما تاماً ومنه هرب وفي الآية تأويلات أخر لا يدفعها الإعراب
قوله تعالى ( { وأخفى } ) يجوز أن يكون فعلاً ومفعوله محذوف أي وأخفى السر عن الخلق ويجوز أن يكون اسماً أي وأخفى منه
قوله تعالى ( { إذ رأى } إذ ) ظرف للحديث أو مفعول به أي إذكر ( { لأهله } ) بكسر الهاء وضمها وقد ذكر ومن ضم أتبعه ما بعده و ( { منها } ) يجوز أن يتعلق بآتيكم أو حالا من ( قبس ) والجيد في ( هذا ) هنا أن يكتب بألف ولا يمال لأن الألف بدل من التنوين في القول المحقق وقد أمالها قوم وفيه ثلاثة أوجه أحدها أن يكون شبه ألف التنوين بلام الكلمة إذ اللفظ بهما في المقصور واحد والثاني أن تكون لام الكلمة ولم يبدل من التنوين شيئاً في النصب كما جاء
وآخذ من كل حي عصم والثالث أن تكون على رأى من وقف في الاحوال الثلاثة من غير إبدال
قوله تعالى ( { نودي } ) المفعول القائم مقام الفاعل مضمر أي نودى موسى وقيل هو المصدر أي نودي النداء وما بعده مفسر له و ( { يا موسى } ) لا يقوم مقام الفاعل لأنه جمله ( { إني } ) يقرأ بالكسر أي فقال إني أو لأن النداء قول وبالفتح أي نودي بأنى كما تقول ناديته باسمه و ( { إنا } ) مبتدأ أو توكيد أو فصل
قوله تعالى ( { طوى } ) يقرأ بالضم والتنوين وهو اسم علم للوادي وهو بدل منه ويجوز أن يكون رفعاً أي هو طوى ويقرأ بغير تنوين على أنه معرفة مؤنث اسم للبقعة وقيل هو معدول وإن لم يعرف لفظ المعدول عنه فكأن أصله طاوى فهو في ذلك كجمع وكتع ويقرأ بالكسر على أنه مثل عنب في الاسماء وعدا وسوى في الصفات
قوله تعالى ( { وأنا اخترتك } ) على لفظ الافراد وهو أشبه بما قبله ويقرأ وإنا اخترناك على الجمع والتقدير لأنا اخترناك فاستمع فاللام تتعلق باستمع ويجوز أن يكون معطوفاً على أنى أي بأنى أنا ربك وبأنا اخترناك
قوله تعالى ( { لذكري } ) اللام تتعلق بأقم والتقدير عند ذكرك إياي فالمصدر مضاف إلى المفعول وقيل هو إلى الفاعل أي لذكرى إياك أو إياها
____________________
(2/119)
قوله تعالى ( { أخفيها } ) بضم الهمزة وفيه وجهان أحدهما أسترها أي من نفسي لأنه لم يطلع عليها مخلوقاً والثاني أظهرها قيل هو من الاضداد وقيل الهمزة للسلب أي أزيل خفاءها ويقرأ بفتح الهمزة ومعناه أظهرها يقال خفيت الشيء أي أظهرته ( { لتجزى } ) اللام تتعلق بأخفيها وقيل بآتية ولذلك وقف عليه بعضهم وقفة يسيرة إيذاناً بانفصالها عن أخفيها وقيل لفظه لفظ كي وتقديره القسم أي لتجزين وما مصدرية وقيل بمعنى الذي أي تسعى فيه
قوله تعالى ( { فتردى } ) يجوز أن يكون نصباً على جواب النهي ورفعاً أي فإذا أنت تردى
قوله تعالى ( { وما تلك } ما ) مبتدأ وتلك خبره وهو بمعنى هذه و ( { بيمينك } ) حال يعمل فيها معنى الاشارة وقيل هو بمعنى الذي فيكون بيمينك صفة لها
قوله تعالى ( { عصاي } ) الوجه فتح الياء لالتقاء الساكنين ويقرأ بالكسر وهو ضعيف لاستثقاله على الياء ويقرأ عصى وقد ذكر نظيره في البقرة و ( { أتوكأ } ) وما بعده مستأنف وقيل موضعه حال من الياء أو من العصا وقيل هو خبر هي وعصاي مفعول بفعل محذوف وقيل هي خبر وأتوكأ خبر آخر وأهش بالشين المعجمة أي أقوم بها على الغنم أو أهول ونحو ذلك ويقرأ بكسر الهاء أي أكسر بها على غنمي عاديتها من قولك هششت الخبز إذا كسرته بعد يبسه ويقرأ بضم الهاء وسين غير معجمة من قولك هس الغنم يهسها إذا ساقها وعدى بعلي لأن معناه أقوم بها أو أهول و ( { أخرى } ) على تأنيث الجمع ولو قال أخر لكان على اللفظ ( { تسعى } ) يجوز أن يكون خبراً ثانياً وأن يكون حالا وإذا للمفاجأة ظرف مكان فالعامل فيها تسعى أو محذوف وقد ذكر ذلك
قوله تعالى ( { سيرتها الأولى } ) هو بدل من ضمير المفعول بدل الاشتمال لأن معنى سيرتها صفتها أو طريقتها ويجوز أن يكون ظرفاً أي في طريقتها وقيل التقدير إلى سيرتها و ( { بيضاء } ) حال و ( { من غير سوء } ) يجوز أن يتعلق بتخرج وأن يكون صفة لبيضاء أو حالا من الضمير في بيضاء و ( { آية } ) حال أخرى بدل من الاول أو حال من الضمير في بيضاء أي تبيض آية أو حال من الضمير في الجار وقيل منصوبة بفعل محذوف أي وجعلناها آية أو أتيناك آية و ( { لنريك } ) متعلق بهذا المحذوف ويجوز أن يتعلق بما دل عليه آية أي دللنا بها
____________________
(2/120)
لنريك ولا يتعلق بنفس آية لأنها قد وصفت و ( { الكبرى } ) صفة لآيات وحكمها حكم مآرب ولو قال الكبر لجاز ويجوز أن تكون الكبرى نصبا بنريك ومن آياتنا حال منها أي لنريك الآية الكبرى من آياتنا
قوله تعالى ( { ويسر لي } ) يقال يسرت له كذا ومنه هذه الآية ويسرته لكذا ومنه قوله تعالى ( { فسنيسره لليسرى } ) و ( { من لساني } ) يجوز أن يتعلق باحلل وأن يكون وصفاً لعقدة
قوله تعالى ( { وزيرا } ) الواو أصل لأنه من الوزر والموازرة وقيل هي بدل من الهمزة لأن الوزير يشد أزر الموازر وهو قليل وفعيل هنا بمعنى المفاعل كالعشير والخليط وفي مفعولي اجعل ثلاثة أوجه أحدها أنهما وزير وهارون ولكن قدم المفعول الثاني فعلى هذا يجوز أن يتعلق ( { لي } ) باجعل وأن يكون حالا من وزير والثاني أن يكون وزيراً مفعولاً أول و ( { لي } ) الثاني وهارون بدل أو عطف بيان وأخي كذلك والثالث أن يكون المفعول الثاني من أهلي ولي تبيين مثل قوله ( { ولم يكن له كفوا أحد } ) وهارون أخي على ما تقدم ويجوز أن ينتصب هارون بفعل محذوف أي اضمم إلى هارون
قوله تعالى ( { اشدد } ) يقرأ بقطع الهمزة ( { وأشركه } ) بضم الهمزة وجزمها على جواب الدعاء والفعل مسند إلى موسى ويقرآن على لفظ الامر
قوله تعالى ( { كثيرا }ً ) أي تسبيحاً كثيراً أو وقتاً كثيراً والسؤال والسؤلة بمعنى المفعول مثل الاكل بمعنى المأكول
قوله تعالى ( { إذ أوحينا } ) هو ظرف لمننا ( { اقذفيه } ) يجوز أن تكون ( { إن } ) مصدرية بدلاً من ما يوحى أو على تقدير هو أن اقذفيه ويجوز أن تكون بمعنى أي ( { فليلقه } ) أمر للغائب و ( { مني } ) تتعلق بألقيت ويجوز أن تكون نعتاً لمحبة ( { ولتصنع } أي لتحب ولتصنع ويقرأ على لفظ الامر أي ليصنعك غيرك بأمري ويقرأ بكسر اللام وفتح التاء والعين أي لتفعل ما آمرك بمرأي مني ( { إذ تمشي } ) يجوز أن يتعلق بأحد الفعلين وأن يكون بدلاً من إذ الأولى لأن مشى أخته كان منة عليه وأن يكون التقدير إذكر إذ تمشي و ( { فتونا } ) مصدر مثل القعود ويجوز أن يكون جمعاً تقديره بفتون كثيرة أي بأمور تختبر بها و ( { على قدر } ) حال أي موافقاً لما قدر لك
قوله تعالى ( { أن يفرط } ) الجمهور على فتح الياء وضم الراء فيجوز أن يكون
____________________
(2/121)
التقدير أن يفرط علينا منه قول فأضمر القول لدلالة الحال عليه كما تقول فرط مني قول وأن يكون الفاعل ضمير فرعون كما كان في ( { يطغى } )
قوله تعالى ( { فمن ربكما يا موسى } ) أي وهارون فحذف للعلم به ويجوز أن يكون طلب الاخبار من موسى وحده إذ كان هو الأصل ولذلك قال ( { قال ربنا الذي } ) و ( { خلقه } ) مفعول أول وكل شيء ثان أي أعطى مخلوقه كل شيء وقيل هو على وجهه والمعنى أعطى كل شيء مخلوق خلقه اي هو الذي ابتدعه ويقرأ خلقه على الفعل والمفعول الثاني محذوف للعلم به
قوله تعالى ( { علمها } ) مبتدأ وفي الخبر عدة أوجه أحدها ( { عند ربي } ) و ( { في كتاب } ) على هذا معمول الخبر أو خبر ثان أو حال من الضمير في عند والثاني أن يكون الخبر في كتاب وعند حال العامل فيها الظرف الذي بعدها على قول الأخفش وقيل يكون حالا من المضاف إليه في علمها وقيل يكون ظرفاً للظرف الثاني وقيل هو ظرف للعلم والثالث أن يكون الظرفان خبراً واحداً مثل هذا حلو حامض ولا يجوز أن يكون في كتاب متعلقاً بعلمها وعند الخبر لأن المصدر لا يعمل فيما بعد خبره ( { لا يضل } ) في موضع جر صفة لكتاب وفي التقدير وجهان أحدهما لا يضل ربي عن حفظه والثاني لا يضل الكتاب ربي أي عنه فيكون ربي مفعولاً ويقرأ بضم الياء أي يضل أحد ربي عن علمه ويجوز أن يكون ربي فاعلاً أي لا يجد الكتاب ضالا أي ضائعاً كقوله تعالى ( { ضل من تدعون } ) ومفعول ( { ينسى } ) محذوف أي ولا ينساه ويقرأ بضم الياء أي لا ينسى أحد ربي أو لا ينسى الكتاب
قوله تعالى ( { مهدا } ) هو مصدر وصف به ويجوز أن يكون التقدير ذات مهد ويقرأ مهاداً مثل فراش ويجوز أن يكون جمع مهد ( { شتى } ) جمع شتيت مثل مريض ومرضى وهو صفة لأزواج أو لبنات و ( { النهى } ) جمع نهية وقيل هو مفرد
قوله تعالى ( { بسحر مثله } ) يجوز أن يتعلق بلنأتينك وأن يكون حالا من الفاعلين ( { فاجعل بيننا وبينك موعدا } ) هو هاهنا مصدر لقوله تعالى ( { لا نخلفه نحن ولا أنت مكانا } ) أي في مكان ( { سوى } ) بالكسر صفة شإذة مثله قوم عدى ويقرأ بالضم وهو أكثر في الصفات ومعناه وسط ويجوز أن
____________________
(2/122)
يكون مكاناً مفعولاً ثانياً لا جعل وموعداً على هذا مكان أيضاً ولا ينتصب بموعد لأنه مصدر قد وصف وقد قرىء سوى بغير تنوين على إجراء الوصل مجرى الوقف
قوله تعالى ( { قال موعدكم } ) هو مبتدأ و ( { يوم الزينة } ) بالرفع الخبر فإن جعلت موعداً زماناً كان الثاني هو الاول وإن جعلت موعداً مصدراً كان التقدير وقت موعدكم يوم الزينة ويقرأ يوم بالنصب على أن يكون موعداً مصدراً والظرف خبر عنه أي موعدكم واقع يوم الزينة وهو مصدر في معنى المفعول ( { وأن يحشر الناس } ) معطوف والتقدير ويوم أن يحشر الناس فيكون في موضع جر ويجوز أن يكون في موضع رفع أي موعدكم أن يحشر الناس ويقرأ نحشر على تسمية الفاعل أي فرعون والناس نصب
قوله تعالى ( { فيسحتكم } ) يقرأ بفتح الياء وضمها والماضي سحت وأسحت لغتان وانتصب على جواب النهي
قوله تعالى ( { إن هذان } ) يقرأ بتشديد إن وبالياء في هذين وهي علامة النصب ويقرأ ( { إن } بالتشديد ) وهذان بالألف وفيه أوجه أحدها أنها بمعنى نعم وما بعدها مبتدأ وخبر والثاني إن فيها ضمير الشأن محذوف وما بعدها مبتدأ وخبر أيضاً وكلا الوجهين ضعيف من أجل اللام التي في الخبر وإنما يجيء مثل ذلك في ضرورة الشعر وقال الزجاج التقدير لهما ساحران فحذف المبتدأ والثالث أن الألف هنا علامة التثنية في كل حال وهي لغة لبني الحرث وقيل لكنانة ويقرأ إن بالتخفيف وقيل هي مخففة من الثقيلة وهو ضعيف أيضاً وقيل هي بمعنى ما واللام بمعنى الا وقد تقدم نظائره
قوله تعالى ( { ويذهبا بطريقتكم } ) أي يذهبا طريقكم فالباء معدية كما أن الهمزة معدية
قوله تعالى ( { فأجمعوا } ) يقرأ بوصل الهمزة وفتح الميم وهو من الجمع الذي هو ضد التفريق ويدل عليه قوله تعالى ( { فجمع كيده } ) والكيد بمعنى ما يكاد به ويقرأ بقطع الهمزة وكسر الميم وهو لغة في جمع قاله الأخفش وقيل التقدير على كيدكم و ( { صفا } ) حال أي مصطفين وقيل مفعول به أي اقصدوا صف أعدائكم
قوله تعالى ( { إما أن تلقي } ) قد ذكر في الاعراف
قوله تعالى ( { فإذا } ) هي للمفاجأة و ( { حبالهم } ) مبتدأ والخبر إذا فعلى هذا ( { يخيل } ) حال وإن شئت كان يخيل الخبر ويخيل بالياء على أنه مسند إلى السعي
____________________
(2/123)
أي يخيل إليهم سعيها ( ويجوز ) أن يكون مسندا إلى ضمير الحبال وذكر لأن التأنيث غير حقيقي أو يكون على تقدير يخيل الملقى و ( { أنها تسعى } ) بدل منه بدل الاشتمال ويجوز أن تكون في موضع نصب على الحال أي تخيل الحبال ذات سعي ومن قرأ بالتاء ففيه ضمير الحبال وأنها تسعى بدل منه وقيل هو في موضع نصب أي يخيل إليهم بأنها ذات سعي ويقرأ بفتح التاء وكسر الياء أي تخيل الحبال إليهم سعيها
قوله تعالى ( { تلقف } ) يقرأ بالجزم على الجواب والفاعل ضمير ما وأنث لأنه اراد العصا ويجوز أن يكون ضمير موسى عليه السلام ونسب ذلك إليه لأنه يكون بتسببه ويقرأ بضم الفاء على أنه حال من العصا أو من موسى وهي حال مقدرة وتشديد القاف وتخفيفها قراءتان بمعنى وأما تشديد التاء فعلى تقدير تتلقف وقد ذكر مثله في مواضع ( { إنما صنعوا } ) من قرأ ( { كيد } ) بالرفع ففي ( ما ) وجهان أحدهما هي بمعنى الذي والعائد محذوف والثاني مصدرية ويقرأ بالنصب على أن تكون ما كافة وإضافة كيد إلى ساحر إضافة المصدر إلى الفاعل وقرىء كيد سحر وهو إضافة الجنس إلى النوع
قوله تعالى ( { في جذوع النخل } ) في هنا على بابها لأن الجذع مكان للمصلوب ومحتو عليه وقيل هي بمعنى على
قوله تعالى ( { والذي فطرنا } ) في موضع جر أي وعلى الذي وقيل هو قسم ( { ما أنت قاض } ) في ( { ما } ) وجهان أحدهما هي بمعنى الذي أي افعل الذي أنت عازم عليه والثاني هي زمانية أي اقض أمرك مدة ما أنت قاض ( { هذه الحياة الدنيا } ) هو منصوب بتقضي و ( { ما } ) كافة أي تقضي أمور الحياة الدنيا ويجوز أن يكون ظرفاً والمفعول محذوف فإن كان قد قرىء بالرفع فهو خبر إن
قوله تعالى ( { وما أكرهتنا } ) في ( ما ) وجهان أحدهما هي بمعنى الذي معطوفة على الخطايا وقيل في موضع رفع على الابتداء والخبر محذوف أي وما أكرهتنا عليه مسقط أو محطوط و ( { من السحر } ) حال من ( ما ) أو من الهاء والثاني هي نافية وفي الكلام تقديم تقديره ليغفر لنا خطايانا من السحر ولم تكرهنا عليه
قوله تعالى ( { إنه من يأت } ) الضمير هو الشأن والقصة
قوله تعالى ( { جنات عدن } ) هي بدل من الدرجات ولا يجوز أن يكون التقدير
____________________
(2/124)
هي جنات لأن ( { خالدين فيها } ) حال وعلى هذا التقدير لا يكون في الكلام ما يعمل في الحال وعلى الاول يكون العامل في الحال الاستقرار أو معنى الاشارة
قوله تعالى ( { فاضرب لهم طريقا } ) التقدير موضع طريق فهو مفعول به على الظاهر ونظيره قوله تعالى ( { أن اضرب بعصاك البحر } ) وهو مثل ضربت زيداً وقيل ضرب هنا بمعنى جعل وشرع مثل قولهم ضربت له بسهم و ( { يبسا } ) بفتح الباء مصدر أي ذات يبس أو أنه وصفها بالمصدر مبالغة وأما اليبس بسكون الباء فصفة بمعنى اليابس ( { لا تخاف } ) في الرفع ثلاثة أوجه أحدها هو مستأنف والثاني هو حال من الضمير في اضرب والثالث هو صفة للطريق والعائد محذوف أي ولا تخاف فيه ويقرأ بالجزم على النهي أو على جواب الامر وأما ( { ولا تخشى } ) فعلى القراءة الأولى هو مرفوع مثل المعطوف عليه ويجوز أن يكون التقدير وانت لا تخشى وعلى قراءة الجزم هو حال أى وأنت لا تخشى ويجوز أن يكون التقدير فاضرب لهم غير خاش وقيل الألف في تقدير الجزم شبهت بالحروف الصحاح وقيل نشأت لإشباع الفتحة ليتوافق رءوس الآي
قوله تعالى ( { بجنوده } ) هو في موضع الحال والمفعول الثاني محذوف أي فأتبعهم فرعون عقابه ومعه جنوده وقيل أتبع بمعنى اتبع فتكون الباء معدية
قوله تعالى ( { جانب الطور } ) هو مفعول به اي إتيان جانب الطور ولا يكون ظرفاً لأنه مخصوص فيحل هو جواب النهي وقيل هو معطوف فيكون نهياً أيضاً كقولهم لا تمددها فتشقها ( { ومن يحلل } ) بضم اللام أي ينزل كقوله تعالى ( { أو تحل قريبا من دارهم } ) وبالكسر بمعنى يجب كقوله ( { ويحل عليه عذاب مقيم } )
قوله تعالى ( { وما أعجلك } ما ) استفهام مبتدأ وأعجلك الخبر
قوله تعالى ( { هم } ) مبتدأ و ( { أولاء } ) بمعنى الذي ( { على أثري } ) صلته وقد ذكر ذلك مستقصي في قوله ( { ثم أنتم هؤلاء تقتلون } )
قوله تعالى ( { وعدا حسنا } ) يجوز أن يكون مصدراً مؤكداً أو أن يكون مفعولاً به بمعنى الموعود
قوله تعالى ( { بملكنا } ) يقرأ بكسر الميم وفتحها وضمها وفيه وجهان أحدهما أنها لغات والجميع مصدر بمعنى القدرة والثاني أن الضم مصدر ملك بين الملك والفتح بمعنى المملوك أي بإصلاح ما يملك والكسر مصدر مالك وقد يكون بمعنى
____________________
(2/125)
المملوك أيضاً وإذا جعل مصدراً كان مضافاً إلى الفاعل والمفعول محذوف أي بملكنا أمرنا أو الصواب أو الخطأ ( { حملنا } ) بالتخفيف ويقرأ بالتشديد على ما لم يسم فاعله أي حملنا قومنا ( { فكذلك } ) صفة لمصدر محذوف أي إلقاء مثل ذلك وفاعل ( نسي ) موسى عليه السلام وهو حكاية عن قومه وقيل الفاعل ضمير السامري
قوله تعالى ( { ألا يرجع } ) أن مخففة من الثقيلة ولا كالعوض من اسمها المحذوف وقد قرىء يرجع بالنصب على أن تكون أن الناصبة وهو ضعيف لأن يرجع من أفعال اليقين وقد ذكرنا ذلك في قوله ( { وحسبوا ألا تكون } )
قوله تعالى ( { ألا تتبعن } ) لا زائدة مثل قوله ( { ما منعك ألا تسجد } ) وقد ذكر و ( { يا ابن أم } ) قد ذكر في الاعراف ( { لا تأخذ بلحيتي } ) المعنى لا تأخذني بلحيتي فلذلك دخلت الباء وفتح اللام لغة وقد قرىء بهما
قوله تعالى ( { بصرت بما لم يبصروا } ) يتعدى بحرف جر فإن جئت بالهمز تعدى بنفسه كفرح وافرحته ويبصروا بالياء على الغيبة يعني قوم موسى وبالتاء على الخطاب والمخاطب موسى وحده ولكن جمع الضمير لأن قومه تبع له وقرىء بصرت بكسر الصاد وتبصروا بفتحها وهي لغة ( { فقبضت } ) بالضاد بملء الكف وبالصاد بأطراف الاصابع وقد قرىء به و ( { قبضة } ) مصدر بالضاد والصاد ويجوز أن تكون بمعنى المقبوض فتكون مفعولاً به ويقرأ قبضةً بضم القاف وهي بمعنى المقبوض
قوله تعالى ( { لا مساس } ) يقرأ بكسر الميم وفتح السين وهو مصدر ماسه اي لا أمسك ولا تمسني ويقرأ بفتح الميم وكسر السين وهو اسم للفعل أي لا تمسنى وقيل هو اسم للخبر أي لا يكون بيننا مماسة ( { لن تخلفه } ) بضم التاء وكسر اللام أي لا تجده مخلفاً مثل أحمدته وأحببته وقيل المعنى سيصل إليك فكأنه يفي به ويقرأ بضم التاء وفتح اللام على ما لم يسم فاعله ويقرأ بالنون وكسر اللام أي لن نخلفكه فحذف المفعول الاول
قوله تعالى ( { ظلت } ) يقرأ بفتح الظاء وكسرها وهما لغتان والأصل ظللت بكسر اللام الأولى فحذفت ونقلت كسرتها إلى الظاء ومن فتح لم ينقل ( { لنحرقنه } ) بالتشديد من تحريق النار وقيل هو من حرق ناب البعير إذا وقع بعضه على بعض
____________________
(2/126)
والمعنى لنبردنه وشدد للتكثير ويقرأ بضم الراء والتخفيف وهي لغة في حرف ناب البعير ( { لننسفنه } ) بكسر السين وضمها وهما لغتان قد قرىء بهما
قوله تعالى ( { وسع } ) يقرأ بكسر السين والتخفيف و ( { علما } ) تمييز أي وسع علمه كل شيء ويقرأ بالتشديد والفتح وهو يتعدى إلى مفعولين والمعنى أعطى كل شيء علماً وفيه وجه آخر وهو أن يكون بمعنى عظم خلق كل شيء عظيم كالارض والسماء وهو بمعنى بسط فيكون علماً تمييز ( { كذلك } ) صفة لمصدر محذوف أي قصصاً كذلك أي نقص نبأ من أنباء
قوله تعالى ( { خالدين } ) حال من الضمير في يحمل وحمل الضمير الاول على لفظ من فوحد وخالدين على المعنى فجمع و ( { حملا } ) تمييز لاسم ساء وساء مثل بئس والتقدير وساء الحمل حملاً ولا ينبغي أن يكون التقدير وساء الوزر لأن المميز ينبغي أن يكون من لفظ اسم بئس
قوله تعالى ( { ينفخ } ) بالياء على ما لم يسم فاعله وبالنون والياء على تسمية الفاعل و ( { زرقا } ) حال و ( { يتخافتون } ) حال أخرى بدل من الأولى أو حال من الضمير في زرقا
قوله تعالى ( { فيذرها } ) الضمير للأرض ولم يجز لها ذكر ولكن الجبال تدل عليها و ( { قاعا } ) حال و ( { لا ترى } ) مستأنف ويجوز أن يكون حالا أيضاً أو صفة للحال ( { لا عوج له } ) يجوز أن يكون حالا من الداعي وأن يكون مستأنفاً
قوله تعالى ( { إلا من أذن } من ) في موضع نصب بتنفع وقيل في موضع رفع أي الا شفاعة من إذن فهو بدل
قوله تعالى ( { وقد خاب } ) يجوز أن يكون حالا وأن يكون مستأنفاً
قوله تعالى ( { فلا يخاف } ) هو جواب الشرط فمن رفع استأنف ومن جزم فعل النهي
قوله تعالى ( { وكذلك } ) الكاف نعت لمصدر محذوف أي إنزالا مثل ذلك ( { وصرفنا فيه من الوعيد } ) أي وعيداً من الوعيد وهو جنس وعلى قول الأخفش ( { من } ) زائدة
قوله تعالى ( { يقضي } ) على مالم يسم فاعله و ( { وحيه } ) مرفوع به وبالنون وفتح الياء ووحيه نصب
____________________
(2/127)
قوله تعالى ( { له عزما } ) يجوز أن يكون مفعول نجد بمعنى نعلم وأن يكون عزماً مفعول نجد ويكون بمعنى نصب وله إما حال من عزم أو متعلق بنجد
قوله تعالى ( { أبى } ) قد ذكر في البقرة
قوله تعالى ( { فتشقى } ) أفرد بعد التثنية لتتوافق رؤوس الآي مع أن المعنى صحيح لأن آدم عليه السلام هو المكتسب وكان أكثر بكاء على الخطيئة منها
قوله تعالى ( / < وأنك > / ) يقرأ بفتح الهمزة عطفاً على موضع الا تجوع وجاز أن تقع ( أن ) المفتوحة معمولة لأن لما فصل بينهما والتقدير أن لك الشبع والري والكن ويقرأ بالكسر على الاستئناف أو العطف على أن الأولى
قوله تعالى ( { فوسوس إليه } ) عدى وسوس بإلى لأنه بمعنى أسر وعداه في موضع آخر باللام لأنه بمعنى ذكر له أو يكون بمعنى لأجله
قوله تعالى ( { فغوى } ) الجمهور على الألف وهو بمعنى فسد وهلك وقرىء شاذا بالياء وكسر الواو وهو من غوى الفصيل إذا أبشم على اللبن وليست بشيء
قوله تعالى ( { ضنكا } ) الجمهور على التنوين وأن الألف في الوقف مبدلة منه والضنك الضيق ويقرأ ضنكى على مثال سكرى
قوله تعالى ( { ونحشره } ) يقرأ بضم الراء على الاستئناف وبسكونها إما لتوالي الحركات أو أنه مجزوم حملاً على موضع جواب الشرط وهو قوله ( { فأن له } ) و ( { أعمى } ) حال
قوله تعالى ( { كذلك } ) في موضع نصب أي حشرنا مثل ذلك أو فعلنا مثل ذلك وإتياناً مثل ذلك أو جزاء مثل إعراضك أو نسياناً
قوله تعالى ( { يهد لهم } ) في فاعله وجهان أحدهما ضمير اسم الله تعالى ( اي ألم يبين الله لهم ) وعلق بين هنا إذ كانت بمعنى اعلم كما علقه في قوله تعالى ( { وتبين لكم كيف فعلنا بهم } ) والثاني أن يكون الفاعل ما دل عليه أهلكنا أي إهلاكنا والجملة مفسرة له ويقرأ بالنون و ( { كم } ) في موضع نصب ب ( { أهلكنا } ) أي كم قرنا أهلكنا وقد استوفينا ذلك في ( { سل بني إسرائيل } يمشون ) حال من الضمير المجرور في لهم أي ألم يبين للمشركين في حال مشيهم في مساكن من أهلك من الكفار وقيل هو حال من المفعول في أهلكنا أي أهلكناهم في حال غفلتهم
قوله تعالى ( { وأجل مسمى } ) هو معطوف على كلمة أي ولولا أجل مسمى
____________________
(2/128)
لكان العذاب لازماً واللزام مصدر في موضع اسم الفاعل ويجوز أن يكون جمع لازم مثل قائم وقيام
قوله تعالى ( { ومن آناء الليل } ) هو في موضع نصب بسبح الثانية ( { وأطراف } ) محمول على الموضع أو معطوف على قبل ووضع الجمع موضع التثنية لأن النهار له طرفان وقد جاء في قوله ( { وأقم الصلاة طرفي النهار } ) وقيل لما كان النهار جنساً جمع مع الاطراف وقيل أراد بالأطراف الساعات كما قال تعالى ( { ومن آناء الليل } لعلك ترضى ) وترضى وهما ظاهران
قوله تعالى ( { زهرة } ) في نصبه أوجه أحدها أن يكون منصوباً بفعل محذوف دل عليه متعناً أي جعلنا لهم زهرة والثاني أن يكون بدلاً من موضع به والثالث أن يكون بدلاً من أزواج والتقدير ذوي زهرة فحذف المضاف ويجوز أن يكون جعل الازواج زهرة على المبالغة ولا يجوز أن يكون صفة لأنه معرفة وأزواجاً نكرة والرابع أن يكون عل الذم أي إذم أو أعنى والخامس أن يكون بدلاً من ما اختاره بعضهم وقال آخرون لا يجوز لأن قوله تعالى ( { لنفتنهم } ) من صلة متعنا فيلزم منه ألفصل بين الصلة والموصول بالاجنبي والسادس أن يكون حالا من الهاء أو من ( ما ) وحذف التنوين لالتقاء الساكنين وجر الحياة على البدل من ( ما ) اختاره مكي وفيه نظر والسابع أنه تمييز لما أو للهاء في به حكى عن الفراء وهو غلط لأنه معرفة
قوله تعالى ( { والعاقبة للتقوى } ) أي لذوي التقوى وقد دل على ذلك قوله ( { والعاقبة للمتقين } )
قوله تعالى ( { أو لم تأتهم } ) يقرأ بالتاء على لفظ التثنية وبالياء على معنى البيان وقرىء ( { بينة } ) بالتنوين و ( { ما } ) وبينة حال مقدمة و ( { الصحف } ) بالتحريك والاسكان ( { فنتبع } ) جواب الاستفهام و ( { نذل ونخزى } ) على تسمية الفاعل وترك تسميته
قوله تعالى ( { من أصحاب } ) من مبتدأ وخبر والجملة في موضع نصب ولا تكون ( { من } ) بمعنى الذي إذ لا عائد عليها وقد حكى ذلك عن الفراء ( { الصراط السوي } ) فيه خمس قراءآت الأولى على فعيل أي المستوى والثانية السواء اي الوسط والثالثة السوء بفتح السين بمعنى النشر والرابعة السوءى وهو تأنيث الاسوأ وأنث على معنى الصراط
____________________
(2/129)
أي الطريقة كقوله تعالى ( { استقاموا على الطريقة } ) والخامس السوي على تصغير السوء ( { ومن اهتدى } ) بمعنى الذي وفيه عطف الخبر على الاستفهام وفيه تقوية قول الفراء ويجوز أن يكون من في موضع جر أي وأصحاب من اهتدى يعني النبي ويجوز أن يكون استفهاماً كالأول سورة الانبياء عليهم السلام بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { وهم في غفلة } ) هم مبتدأ و ( { معرضون } ) الخبر وفي غفلة يجوز أن يكون حالا من الضمير في معرضون أي أعرضوا غافلين ويجوز أن يكون خبراً ثانياً
قوله تعالى ( { محدث } ) محمول على لفظ ذكر ولو رفع على موضع من ذكر جاز ومن ربهم يجوز أن يتعلق بيأتيهم وأن يكون صفة لذكر وأن يتعلق بمحدث وأن يكون حالا من الضمير في محدث
قوله تعالى ( { لاهية } ) هو حال من الضمير في يلعبون ويجوز أن يكون حالا من الواو في استمعوه
قوله تعالى ( { الذين ظلموا } ) في موضعه ثلاثة أوجه أحدها الرفع وفيه أربعة أوجه أحدها أن يكون بدلاً من الواو في أسروا والثاني أن يكون فاعلاً والواو حرف للجمع لا اسم والثالث أن يكون مبتدأ والخبر هل هذا والتقدير يقولون هل هذا والرابع أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هم الذين ظلموا والوجه الثاني أن يكون منصوباً على إضمار أعنى والثالث أن يكون مجروراً صفة للناس
قوله تعالى ( { قال ربي } ) يقرأ قل على الامر وقال على الخبر ( { في السماء } ) حال من القول أو حال من الفاعل في يعلم وفيه ضعف ويجوز أن يتعلق بيعلم
قوله تعالى ( { أضغاث } ) أحلام أي هذا أضغاث ( { كما أرسل } ) أي إتياناً مثل إرسال الاولين و ( { أهلكناها } ) صفة لقرية إما على اللفظ أو على الموضع و ( { يوحى } ) بالياء و ( { إليهم } ) قائم مقام الفاعل ونوحي بالنون والمفعول محذوف أي الامر والنهي
قوله تعالى ( { جسدا } هو مفرد في موضع الجمع والمضاف محذوف أي ذوي
____________________
(2/130)
أجساد و ( { لا يأكلون } ) صفة لأجساد وجعلناهم يجوز أن يكون متعدياً إلى اثنين وأن يتعدى إلى واحد فيكون جسداً حالا ولا يأكلون حالا أخرى
قوله تعالى ( { فيه ذكركم } ) الجملة صفة لكتاب وذكركم مضاف إلى المفعول أي ذكرنا إياكم ويجوز أن يكون مضافاً إلى الفاعل أي ما ذكرتم من الشرك وتكذيب النبي فيكون المفعول محذوفاً ( { وكم } ) في موضع نصب ب ( { قصمنا } ) و ( { كانت ظالمة } ) صفة لقرية
قوله تعالى ( { إذا هم } ) للمفاجأة فهم مبتدأ و ( { يركضون } ) الخبر وإذا ظرف للخبر
قوله تعالى ( { تلك دعواهم } ) تلك في موضع رفع اسم زالت ودعواهم الخبر ويجوز العكس والدعوى قولهم يا ويلنا و ( { حصيدا } ) مفعول ثان والتقدير مثل حصيد فلذلك لم يجمع كما لا يجمع مثل المقدر و ( { خامدين } ) بمنزلة هذا حلو حامض ويجوز أن يكون صفة لحصيد و ( { لاعبين } ) حال من الفاعل في خلقنا و ( { إن كنا } ) بمعنى ما كنا وقيل هي شرط ( { فيدمغه } ) قرىء شاذا بالنصب وهو بعيد والحمل فيه على المعنى أي بالحق فالدمغ ( { عما يصفون } ) حال أي ولكم الويل واقعاً و ( ما ) بمعنى الذي أو نكرة موصوفة أو مصدرية
قوله تعالى ( { ومن عنده } ) فيه وجهان أحدهما أن تكون ( من ) معطوفة على ( من ) الأولى والأولى مبتدأ وله الخبر أو هي مرفوعة بالظرف فعلى هذا ( { لا يستكبرون } ) حال إما من ( من ) الأولى أو الثانية على قول من رفع بالظرف أو من الضمير في الظرف الذي هو الخبر أو من الضمير في عنده والوجه الثاني أن تكون من الثانية مبتدأ ولا يستكبرون الخبر
قوله تعالى ( { يسبحون } ) يجوز أن يكون مستأنفاً وأن يكون حالا من ضمير الفاعل قبلها و ( { لا يفترون } ) حال من ضمير الفاعل في يسبحون
قوله تعالى ( { من الأرض } ) هو صفة لآلهة أو متعلق باتخذوا على معنى ابتداء غاية الإتخاذ
قوله تعالى ( { إلا الله } ) الرفع على أن الا صفة بمعنى غير ولا يجوز أن يكون بدلاً لأن المعنى يصير إلى قولك لو كان فيهما الله لفسدتا الا ترى أنك لو قلت ما جاءني قومك الا زيد على البدل لكان المعنى جاءني زيد وحده وقيل يمتنع البدل
____________________
(2/131)
لأن ما قبلها إيجاب ولا يجوز النصب على الاستثناء لوجهين أحدهما أنه فاسد في المعنى وذلك أنك إذا قلت لو جاءني القوم الا زيداً لقتلتهم كان معناه أن القتل امتنع لكون زيد مع القوم فلو نصبت في الآية لكان المعنى إن فساد السموات والارض امتنع لوجود الله تعالى مع الآلهة وفي ذلك إثبات إله مع الله وإذا رفع على الوصف لا يلزم مثل ذلك لأن المعنى لو كان فيهما غير الله لفسدتا والوجه الثاني أن آلهة هنا نكرة والجمع إذا كان نكرة لم يستثن منه عند جماعة من المحققين لأنه لا عموم له بحيث يدخل فيه المستثنى لولا الاستثناء
قوله تعالى ( { ذكر من معي } ) الجمهور على الاضافة وقرىء بالتنوين على أن تكون ( { من } ) في موضع نصب بالمصدر ويجوز أن تكون في موضع رفع على إقامة المصدر مقام مالم يسم فاعله ويقرأ كذلك الا أنه بكسر الميم والتقدير هذا ذكر من كتاب معي ومن كتاب قبلي ونحو ذلك فحذف الموصوف
قوله تعالى ( { الحق } ) الجمهور على النصب بالفعل قبله وقرىء بالرفع على تقدير حذف مبتدأ
قوله تعالى ( { بل عباد } ) أي هم عباد ( { مكرمون } ) بالتخفيف والتشديد و ( { لا يسبقونه } ) صفة في موضع رفع
قوله تعالى ( { فذلك } ) في موضع رفع بالابتداء وقيل في موضع نصب بفعل دل عليه ( { نجزيه } ) والجملة جواب الشرط و ( { كذلك } ) في موضع نصب ب ( { نجزي } ) أي جزاء مثل ذلك
قوله تعالى ( { أو لم } ) يقرأ بالواو وبحذفها وقد ذكر نظيره في البقرة عند قوله تعالى ( { وقالوا اتخذ الله } كانتا ) الضمير يعود على الجنسين و ( { رتقا } ) بسكون التاء أي ذاتي رتق أو مرتوقتين كالخلق بمعنى المخلوق ويقرأ بفتحها وهو بمعنى المرتوق كالقبض والنقض ( { وجعلنا } ) أي وخلقنا والمفعول ( { كل شيء } ) و ( { حي } ) صفة ومن لابتداء الغاية ويجوز أن يكون صفة لكل تقدم عليه فصار حالا ويجوز أن تكون جعل بمعنى صير فيكون من الماء مفعولاً ثانياً ويقرأ ( { حيا } ) على أن يكون صفة لكل أو مفعولاً ثانياً
قوله تعالى ( { أن تميد } ) أي مخافة أن تميد أو لئلا تميد و ( { فجاجا } ) حال من ( { سبل } ) وقيل سبلاً بدل أي سبلاً ( { فجاجا } ) كما جاء في الآية الاخرى
قوله تعالى ( { كل } أي كل واحد منهما أو منها ويعود إلى الليل والنهار والشمس
____________________
(2/132)
والقمر و ( { يسبحون } ) خبر كل على المعنى لأن كل واحد منها إذا سبح فكلها تسبح وقيل يسبحون على هذا الوجه حال والخبر في فلك وقيل التقدير كلها والخبر يسبحون وأتى بضمير الجمع على معنى كل وذكره كضمير من يعقل لأنه وصفها بالسباحة وهي من صفات من يعقل
قوله تعالى ( { أفإن مت } ) قد ذكر في قوله تعالى ( { وما محمد إلا رسول } )
قوله تعالى ( { فتنة } ) مصدر مفعول له أو في موضع الحال أي فاتنين أو على المصدر بمعنى نبلوكم أي تفتنكم بهما فتنة
قوله تعالى ( { إلا هزوا } ) أي مهزواً به وهو مفعول ثان وأعاد ذكرهم توكيداً
قوله تعالى ( { من عجل } ) في موضع نصب بخلق على المجاز كما تقول خلق من طين وقيل هو حال أي عجلاً وجواب ( { لو } ) محذوف و ( { حين } ) مفعول به لا ظرف و ( { بغتة } ) مصدر في موضع الحال
قوله تعالى ( { من الرحمن } ) أي من أمر الرحمن فهو في موضع نصب بيكلؤكم ونظيره يحفظونه من أمر الله
قوله تعالى ( { لا يستطيعون } ) هو مستأنف
قوله تعالى ( { ننقصها من أطرافها } ) قد ذكر في الرعد
قوله تعالى ( { ولا يسمع } ) فيه قراءات وجوهها ظاهرة و ( { إذا } ) منصوبة بيسمع أو بالدعاء فعلى هذا القول يكون المصدر المعرف بالألف واللام عاملاً بنفسه
قوله تعالى ( { من عذاب } ) صفة لنفحة أو في موضع نصب بمستهم
قوله تعالى ( { القسط } ) إنما أفرد وهو صفة لجمع لأنه مصدر وصف به وإن شئت قلت التقدير ذوات القسط ( { ليوم القيامة } ) أي لأجله وقيل هي بمعنى في و ( { شيئا } ) بمعنى المصدر و ( { مثقال } ) بالنصب على أنه خبر كان أي وإن كان الظلم أو العمل ويقرأ بالرفع على أن تكون كان تامة و ( { من خردل } ) صفة لحبة أو لمثقال و ( { آتينا } ) بالقصر جئنا ويقرأ بالمد بمعنى جازينا بها فهو يقرب من معنى أعطينا لأن الجزاء إعطاء وليس منقولاً من أتينا لأن ذلك لم ينقل عنهم
____________________
(2/133)
قوله تعالى ( { وضياء } ) قيل دخلت الواو على الصفة كما تقول مررت بزيد الكريم والعالم فعلى هذا يكون حالا أي الفرقان مضيئاً وقيل هي عاطفة أي آتيناه ثلاثة أشياء ألفرقان والضياء والذكر
قوله تعالى ( { الذين يخشون } ) في موضع جر على الصفة أو نصب بإضمار أعنى أو رفع على إضمارهم و ( { بالغيب } ) حال
قوله تعالى ( { إذ قال } ) أذ ظرف لعالمين أو لرشده أو لآتينا ويجوز أن يكون بدلاً من موضع ( { من قبل } ) ويجوز أن ينتصب بإضمار أعنى أو بإضمار إذكر ( { لها عاكفون } ) قيل اللام بمعنى على كقوله ( { لن نبرح عليه عاكفين } ) وقيل هي على بابها إذ المعنى لها عابدون وقيل أفادت معنى الاختصاص
قوله تعالى ( { على ذلكم } ) لا يجوز أن يتعلق ب ( { الشاهدين } ) لما يلزم من تقديم الصلة على الموصول فيكون على التبيين وقد ذكر في مواضع
قوله تعالى ( { جذاذا } ) يقرأ بالضم والفتح والكسر وهي لغات وقيل الضم على أن واحده جذاذة والكسر على أن واحده جذاذة بالكسر والفتح على المصدر كالحصاد والتقدير دون جذاذ ويقرأ بضم الجيم من غير ألف وواحده جذة كقبة وقبب ويقرأ كذلك الا أنه بضم الذال الأولى وواحده جذيذ كقليب وقلب
قوله تعالى ( { من فعل هذا } ) يجوز أن يكون ( { من } ) استفهاماً فيكون ( { أنه } ) استئنافاً ويجوز أن يكون بمعنى الذي فيكون إنه وما بعده الخبر
قوله تعالى ( { يذكرهم } ) مفعول ثان لسمعنا ولا يكون ذلك الا مسموعاً كقولك سمعت زيداً يقول كذا والمعنى سمعت قول زيد و ( { يقال } ) صفة ويجوز أن يكون حالا وفي ارتفاع ( { إبراهيم } ) عليه السلام ثلاثة أوجه أحدها هو خبر مبتدأ محذوف أي هو أو هذا وقيل هو مبتدأ والخبر محذوف أي إبراهيم فاعل ذلك والجملة محكية والثاني هو منادى مفرد فضمته بناء والثالث هو مفعول يقال لأن المعنى يذكر إبراهيم في تسميته فالمراد الاسم لا المسمى
قوله تعالى ( { على أعين الناس } ) في موضع الحال أي على رؤيتهم أي ظاهراً لهم
قوله تعالى ( { بل فعله } ) الفاعل كبيرهم ( { هذا } ) وصف أو بدل
____________________
(2/134)
وقيل الوقف على فعله والفاعل محذوف أي فعله من فعله وهذا بعيد لأن حذف الفاعل لا يسوغ
قوله تعالى ( { على رؤوسهم } ) متعلقة بنكسوا ويجوز أن يكون حالا فيتعلق بمحذوف ( ما هؤلاء ينطقون ) الجملة تسد مسد مفعولي علمت كقوله ( { وظنوا ما لهم من محيص } ) و ( { شيئا } ) في موضع المصدر أي نفعاً ( { أف لكم } ) قد ذكر في سبحان
قوله تعالى ( { بردا } ) أي ذات برد و ( { على } ) يتعلق بسلام أو هي صفة له
قوله تعالى ( { نافلة } ) حال من يعقوب وقيل هو مصدر كالعاقبة والعافية والعامل فيه معنى وهبنا ( { وكلا } ) المفعول الاول ل ( { جعلنا } ) وإقام الصلاة الأصل فيه إقامة وهي عوض من حذف إحدى الألفين وجعل المضاف إليه بدلاً من الهاء
قوله تعالى ( { ولوطا } ) أي وآتينا لوطاً و ( { آتيناه } ) مفسر للمحذوف ومثله ونوحاً وداود وسليمان وأيوب وما بعده من أسماء الانبياء عليهم السلام ويحتمل أن يكون التقدير وإذكر لوطاً والتقدير وإذكر خبر لوط والخبر المحذوف هو العامل في ( { إذ } ) والله أعلم
قوله تعالى ( { ونصرناه } ) أي منعناه من إذاهم وقيل من بمعنى على و ( { إذ نفشت } ) ظرف ليحكمان و ( { لحكمهم } ) بمعنى الذين اختصموا في الحرث وقيل الضمير لهم ولداود وسليمان وقيل هو لداود وسليمان خاصة وجمع لأن الاثنين جمع
قوله تعالى ( { مع داود الجبال } ) العامل في مع ( { يسبحن } ) وهو نظير قوله تعالى ( { يا جبال أوبي معه } ) ويسبحن حال من الجبال ( { والطير } ) معطوف على الجبال وقيل هي بمعنى ويقرأ شاذا بالرفع عطفاً على الضمير في يسبحن وقيل التقدير والطير كذلك
قوله تعالى ( { لكم } ) يجوز أن يكون وصفاً للبوس وأن يتعلق بعلمنا أو بصنعة ( { لتحصنكم } ) يجوز أن يكون بدلاً من لكم بإعادة الجار ويجوز أن يتعلق بعلمنا أي لأجل تحصينكم ويحصنكم بالياء على أن الفاعل الله عز وجل أو داود عليه السلام أو الصنع أو التعليم أو اللبوس وبالتاء أي الصنعة أو الدروع وبالنون لله تعالى على التعظيم ويقرأ بالتشديد والتخفيف و ( { الريح } ) نصب على تقدير وسخرنا
____________________
(2/135)
لسليمان ودل عليه وسخرنا الأولى ويقرأ بالرفع على الاستئناف و ( { عاصفة } ) حال و ( { تجري } ) حال أخرى إما بدلاً من عاصفة أو من الضمير فيها
قوله تعالى ( { من يغوصون له } من ) في موضع نصب عطفاً على الرياح أو رفع على الاستئناف وهي نكرة موصوفة والضمير عائد على معناها و ( { دون ذلك } ) صفة لعمل
قوله تعالى ( { رحمة من عندنا وذكرى } ) مفعول له ويجوز أن ينتصب على المصدر أي ورحمناه و ( { مغاضبا } ) حال
قوله تعالى ( { ننجي } ) الجمهور على الجمع بين النونين وتخفيف الجيم ويقرأ بنون واحدة وتشديد الجيم وفيه ثلاثة أوجه أحدها أنه فعل ماض وسكن الياء إيثاراً للتخفيف والقائم مقام الفاعل المصدر أي نجى النجاء وهو ضعيف من وجهين أحدهما تسكين آخر الماضي والثاني إقامة المصدر مقام الفاعل مع وجود المفعول الصحيح والوجه الثاني أنه فعل مستقبل قلبت منه النون الثانية جيماً وأدغمت وهو ضعيف أيضاً والثالث أن أصله ننجي بفتح النون الثانية ولكنها حذفت كما حذفت التاء الثانية في ( { تظاهرون } ) وهذا ضعيف أيضاً لوجهين أحدهما أن النون الثانية أصل وهي فاء الكلمة فحذفها يبعد جداً والثاني أن حركتها غير حركة النون الأولى فلا يستثقل الجمع بينهما بخلاف تظاهرون الا ترى أنك لو قلت تتحامى المظالم لم يسغ حذف التاء الثانية
قوله تعالى ( { رغبا ورهبا } ) مفعول له أو مصدر في موضع الحال أو مصدر على المعنى
قوله تعالى ( { والتي أحصنت } ) أي وإذكر التي ويجوز أن يكون في موضع رفع أي وفيما يتلى عليك خبر التي و ( { فيها } ) يعود على مريم و ( { آية } ) مفعول ثان وفي الافراد وجهان أحدهما أن مريم وابنها جميعاً آية واحدة لأن العجب منهما كمل والثاني أن تقديره وجعلناها آية وابنها كذلك فآية مفعول المعطوف عليه وقيل المحذوف هو الاول وآية المذكور للإبن
قوله تعالى ( { أمتكم } ) بالرفع على أنه خبر إن وبالنصب على أنه خبر أو عطف بيان و ( { أمة } ) بالنصب حال وبالرفع بدل من أمتكم أو خبر مبتدأ محذوف
قوله تعالى ( { وتقطعوا أمرهم } أي في أمرهم أي تفرقوا وقيل عدي
____________________
(2/136)
تقطعوا بنفسه لأنه بمعنى قطعوا أي فرقوا وقيل هو تمييز أي تقطع أمرهم و ( { له } ) أي للسعي وقيل يعود على من
قوله تعالى ( { وحرام } ) يقرأ بالألف وبكسر الحاء وسكون الراء من غير ألف وبفتح الحاء وكسر الراء من غير ألف وهو في ذلك كله مرفوع بالابتداء وفي الخبر وجهان أحدهما هو ( { أنهم لا يرجعون } ) و ( { لا } زائدة أي ممتنع رجوعهم إلى الدنيا وقيل ليست زائدة أي ممتنع عدم رجوعهم عن معصيتهم والجيد أن يكون أنهم فاعلاً سد مسد الخبر والثاني الخبر محذوف تقديره توبتهم أو رجاء بعثهم إذا جعلت ( { لا } زائدة وقيل حرام خبر مبتدأ محذوف أي ذلك الذي ذكرناه من العمل الصالح حرام وحرام وحرم لغتان مثل حلال وحل ومن فتح الحاء وكسر الراء كان اسم فاعل من حرم أي امتنع مثل فلق ومنه
يقول لا غائب مالي ولا حرم
أي ممتنع ويقرأ ( / < حرم > / ) على أنه فعل بكسر الراء وضمها وأنهم بالفتح على أنها مصدرية وبالكسر على الاستئناف و ( { حتى } ) متعلقة في المعنى بحرام أي يستمر الامتناع إلى هذا الوقت ولا عمل لها في ( { إذا } ) ويقرأ ( / < من كل جدث > / ) بالجيم والثاء وهو بمعنى الحدب و ( { ينسلون } ) بكسر السين وضمها لغتان وجواب إذا ( { فإذا } ) هي وقيل جوابها قالوا يا ويلنا وقيل واقترب والواو زائدة
قوله تعالى ( { فإذا هي } إذا ) للمفاجأة وهي مكان والعامل فيها ( { شاخصة } ) وهي ضمير القصة و ( { أبصار الذين } ) مبتدأ وشاخصة خبره ( { يا ويلنا } ) في موضع نصب بقالوا المقدر ويجوز أن يكون التقدير يقولون فيكون حالا
قوله تعالى ( { حصب جهنم } ) يقرأ بفتح الصاد وهو ما توقد به وبسكونها وهو مصدر حصبتها أو قدتها فيكون بمعنى المحصوب ويقرأ بالضاد محركة وساكنة وبالطاء وهما بمعنى ( { أنتم لها } ) يجوز أن يكون بدلاً من حصب جهنم وأن يكون مستأنفاً وأن يكون حالا من جهنم
قوله تعالى ( { منا } ) يجوز أن يتعلق بسبقت وأن يكون حالا من ( { الحسنى } ) و ( { لا يسمعون } ) يجوز أن يكون بدلاً من ( { مبعدون } ) وأن يكون خبراً ثانياً وأن يكون حالا من الضمير في مبعدون ( { هذا يومكم } ) أي يقولون
قوله تعالى ( { يوم نطوي } ) يجوز أن يكون بدلاً من العائد المحذوف من قوله يوعدون أو على إضمار أعنى أو ظرفاً للا يحزنهم أو بإضمار إذكر ونطوي بالنون
____________________
(2/137)
على التعظيم وبالياء على الغيبة وبالتاء وترك تسمية الفاعل و ( { السماء } ) بالرفع والتقدير طياً كطي وهو مصدر مضاف إلى المفعول إن قلنا السجل القرطاس وقيل هو اسم ملك أو كاتب فيكون مضافاً إلى الفاعل ويقرأ بكسر السين والجيم وتشديد اللام ويقرأ كذلك الا أنه بتخفيف اللام ويقرأ بفتح السين وسكون الجيم وتخفيف اللام وبضم السين والجيم مخففاً ومشدداً وهي لغات فيه واللام في ( { للكتب } ) زائدة وقيل هي بمعنى على وقيل يتعلق بطي والله أعلم
قوله تعالى ( { كما بدأنا } ) الكاف نعت لمصدر محذوف أي نعيده عواداً مثل بدئه وفي نصب ( { أول } ) وجهان أحدهما هو منصوب ببدأنا أي خلقنا أول خلق والثاني هو حال من الهاء في نعيده والمعنى مثل أول خلقه ( { وعدا } ) مصدر أي وعدنا ذلك وعداً
قوله تعالى ( { من بعد الذكر } ) يجوز أن يتعلق بكتبنا وأن يكون ظرفاً للزبور لأن الزبور بمعنى المزبور أي المكتوب
قوله تعالى ( { إلا رحمة } ) هو مفعول له ويجوز أن يكون حالا أي ذا رحمة كما قال تعالى ( { ورحمة للذين آمنوا } ) ويجوز أن يكون بمعنى راحم
قوله تعالى ( { يوحى إلي أنما } أن ) مصدرية وما الكافة لا تمنع من ذلك والتقدير يوحى إلي وحدانية إلهي ( { فهل أنتم } ) هل هاهنا على لفظ الاستفهام والمعنى على التحريض أي فهل أنتم مسلمون بعد هذا فهو للمستقبل
قوله تعالى ( { على سواء } ) حال من المفعول والفاعل أي مستوين في العلم بما أعلمتكم به ( { وإن أدري } ) بإسكان الياء وهو على الأصل وقد حكى في الشاذ فتحها قال أبو الفتح هو غلط لأن ( إن ) بمعنى ما وقال غيره ألقيت حركة الهمزة على الياء فتحركت وبقيت الهمزة ساكنة فأبدلت ألفاً لانفتاح ما قبلها ثم أبدلت همزة متحركة لأنها في حكم المبتدأ بها والابتداء بالساكن محال و ( { أقريب } ) مبتدأ و ( { ما توعدون } ) فاعل له لأنه قد اعتمد على الهمزة ويخرج على قول البصريين أن يرتفع ببعيد لأنه أقرب إليه و ( { من القول } ) حال من الجهر أي المجهور من القول
قوله تعالى ( / < قل ربي > / ) يقرأ على لفظ الامر وعلى لفظ الماضي و ( { احكم } ) على الامر ويقرأ ربي أحكم على الابتداء والخبر و ( { تصفون } ) بالتاء والياء وهو ظاهر والله أعلم
____________________
(2/138)
سورة الحج بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { إن زلزلة الساعة } ) الزلزلة مصدر يجوز أن يكون من الفعل اللازم أي تزلزل الساعة شيء وأن يكون متعدياً أي أن زلزال الساعة الناس فيكون المصدر مضافاً إلى الفاعل في الوجهين ويجوز أن يكون المصدر مضافاً إلى الظرف
قوله تعالى ( { يوم ترونها } ) هو منصوب ب ( { تذهل } ) ويجوز أن يكون بدلاً من الساعة على قول من بناه أو ظرف لعظيم أو على إضمار إذكر فعلى هذه الوجوه يكون تذهل حالا من ضمير المفعول والعائد محذوف أي تذهل فيها ولا يجوز أن يكون ظرفاً للزلزلة لأنه مصدر قد أخبر عنه والمرضعة جاء على الفعل ولو على النسب لقال مرضع ( وما ) بمعنى من ويجوز أن تكون مصدرية ( { وترى الناس } ) الجمهور على الخطاب وتسمية الفاعل ويقرأ بضم التاء أي وترى أنت أيها المخاطب أو يا محمد ويقرأ كذلك الا أنه يرفع الناس والتأنيث على معنى الجماعة ويقرأ بالياء أي ويرى الناس أي يبصرون و ( { سكارى } ) حال على الاوجه كلها والضم والفتح فيه لغتان قد قرىء بهما وسكرى مثل مرضى الواحد سكران أو سكر مثل زمن وزمني ويقرأ سكرى مثل حبلى قيل هو محذوف من سكارى وقيل هو واحد مثل حبلى كأنه قال ترى الامة سكرى
قوله تعالى ( { من يجادل } ) هي نكرة موصوفة و ( { بغير علم } ) في موضع المفعول أو حال
قوله تعالى ( { أنه } ) هي وما عملت فيه في موضع رفع بكتب ويقرأ كتب بالفتح أي كتب الله فيكون في موضع نصب و ( { من تولاه } ) في موضع رفع بالابتداء و ( { من } ) شرط وجوابه ( { فإنه } ) يجوز أن يكون بمعنى الذي وفإنه الخبر ودخلت فيه الفاء لما في الذي من معنى المجازاة وفتحت أن الثانية لأن التقدير فشأنه أنه أو فله أنه وفيها كلام آخر قد ذكرنا مثله في أنه من يحادد الله وقرىء للكسر فيها حملاً على معنى قيل له
قوله تعالى ( { من البعث } ) في موضع جر صفة لريب أو متعلق بريب وقرأ الحسن البعث بفتح العين وهي لغة ( { ونقر } ) الجمهور على الضم على الاستئناف
____________________
(2/139)
إذ ليس المعنى خلقناكم لنقر وقرىء بالنصب على أن يكون معطوفاً في اللفظ والمعنى مختلف لأن اللام في لنبين للتعليل واللام المقدرة مع نقر للصيرورة وقرىء بفتح النون وضم القاف والراء أي نسكن و ( { طفلا } ) حال وهو واحد في معنى الجمع وقيل التقدير نخرج كل واحد منكم طفلاً كما قال تعالى ( { فاجلدوهم ثمانين } ) أي كل واحد منهم وقيل هو مصدر في الأصل فلذلك لم يجمع ( { من بعد علم شيئا } ) قد ذكر في النحل ( { وربت } ) بغير همز من ربا يربو إذا زاد وقرىء بالهمز وهو من ربأ للقوم وهو الربيئة إذا ارتفع على موضع عال لينظر لهم فالمعنى ارتفعت ( { وأنبتت } ) أي أشياء أو ألواناً أو من كل زوج بهيج زوجاً فالمفعول محذوف وعند الأخفش من زائدة
قوله تعالى ( { ذلك } ) مبتدأ و ( { بأن الله } ) الخبر وقيل المبتدأ محذوف أي الامر ذلك وقيل في موضع نصب أي فعلنا ذلك
قوله تعالى ( { بغير علم } ) حال من الفاعل في يجادل و ( { ثاني عطفه } ) حال أيضاً والاضافة غير محضة أي معرضاً ( { ليضل } ) يجوز أن يتعلق بثاني وبيجادل ( { له في الدنيا } ) يجوز أن تكون حالا مقدرة وأن تكون مقارنة أي مستحقاً ويجوز أن يكون مستأنفاً
قوله تعالى ( { على حرف } ) هو حال أي مضطرباً متزلزلاً ( { خسر الدنيا } ) هو حال أي انقلب قد خسر ويجوز أن يكون مستأنفاً ويقرأ خاسر الدنيا وخسر الدنيا على أنه اسم وهو حال أيضاً ( { والآخرة } ) على هذا بالجر
قوله تعالى ( { يدعو لمن ضره } هذا موضع اختلف فيه آراء النحاة وسبب ذلك أن اللام تعلق الفعل الذي قبلها عن العمل إذا كان من أفعال القلوب ويدعو ليس منها وهم في ذلك على طريقين أحدهما أن يكون يدعو غير عامل فيما بعده لا لفظاً ولا تقديراً وفيه على هذا ثلاثة أوجه أحدها أن يكون تكريراً ليدعوا الأولى فلا يكون له معمول والثاني أن يكون ذلك بمعنى الذي في موضع نصب بيدعو أي يدعو الذي هو الضلال ولكنه قدم المفعول وهذا على قول من جعل ذا مع غير الاستفهام بمعنى الذي والثالث ان يكون التقدير ذلك هو الضلال البعيد يدعوه فذلك مبتدأ وهو مبتدأ ثان أو بدل أو عماد والضلال خبر المبتدأ ويدعوه حال والتقدير مدعوا وفيه ضعف وعلى هذه الاوجه الكلام بعده مستأنف ومن مبتدأ والخبر ( { لبئس المولى } والطريق الثاني أن يدعو متصل بما بعده وفيه على هذا
____________________
(2/140)
ثلاثة أوجه أحدها أن يدعو يشبه أفعال القلوب لأن معناه يسمى من ضره أقرب من نفعه إلهاً ولا يصدر ذلك الا عن اعتقاد فكأنه قال يظن والاحسن أن تقديره يزعم لأن يزعم قول مع اعتقاد والثاني أن يكون يدعو بمعنى يقول ومن مبتدأ وضره مبتدأ ثان وأقرب خبره والجملة صلة ( { من } ) وخبر من محذوف تقديره إله أو إلهي وموضع الجملة نصب بالقول ولبئس مستأنف لأنه لا يصح دخوله في الحكاية لأن الكفار لا يقولون عن أصنامهم لبئس المولى والوجه الثالث قول ألفراء وهو أن التقدير يدعو من لضره ثم قدم اللام على موضعها وهذا بعيد لأن ( { ما } ) في صلة الذي لا يتقدم عليها
قوله تعالى ( { من كان } ) هو شرط والجواب فليمدد و ( { هل يذهبن } ) في موضع نصب بينظر والجمهور على كسر اللام في ليقطع وقرىء بإسكانها على تشبيه ثم بالواو والفاء لكون الجميع عواطف
قوله تعالى ( { وأن الله يهدي } ) أي وأنزلنا أن الله يهدي والتقدير ذكر أن الله ويجوز أن يكون التقدير ولأن الله يهدي بالايات من يشاء أنزلناها
قوله تعالى ( { إن الذين آمنوا } ) خبر ( { إن } ) إن الثانية واسمها وخبرها وهو قوله ( { إن الله يفصل بينهم } ) وقيل ( { إن } ) الثانية تكرير للأولى وقيل الخبر محذوف تقديره مفترقون يوم القيامة أو نحو ذلك والمذكور تفسير له
قوله تعالى ( { والدواب } ) يقرأ بتخفيف الباء وهو بعيد لأنه من الدبيب ووجهها أنه حذف الباء الأولى كراهية التضعيف والجمع بين الساكنين ( { وكثير } ) مبتدأ و ( { من الناس } ) صفة له والخبر محذوف تقديره مطيعون أو مثابون أو نحو ذلك ويدل على ذلك قوله ( { وكثير حق عليه العذاب } ) والتقدير وكثير منهم ولا يكون معطوفاً على قوله ( { من في السماوات } ) لأن الناس داخلون فيه وقيل هو معطوف عليه وكرر للتفصيل ( { من مكرم } ) بكسر الراء ويقرأ بفتح الراء وهو مصدر بمعنى الاكرام
قوله تعالى ( { خصمان } ) هو في الأصل مصدر وقد وصف به وأكثر الاستعمال توحيده فمن ثناه وجمعه حمله على الصفات والاسماء و ( { اختصموا } ) إنما جمع حملاً على المعنى لأن كل خصم فريق فيه أشخاص
قوله تعالى ( { يصب } ) جملةً مستأنفة ويجوز أن تكون خبراً ثانياً وأن تكون
____________________
(2/141)
حالا من الضمير في لهم ( { يصهر } ) بالتخفيف وقرىء بالتشديد للتكثير والجملة حال من الحميم
قوله تعالى ( { كلما } ) العامل فيها ( { أعيدوا } ) و ( { من غم } ) بدل بإعادة الخافض بدل الاشتمال وقيل الأولى لابتداء الغاية والثانية بمعنى من أجل ( { وذوقوا } ) أي وقيل لهم فحذف القول
قوله تعالى ( { يحلون } ) يقرأ بالتشديد من التحلية بالحلي ويقرأ بالتخفيف من قولك أحلى ألبس الحلي وهو بمعنى المشدد ويقرأ بفتح الباء والتخفيف وهو من حليت المرأة تحلى إذا لبست الحلي ويجوز أن يكون من حلي بعيني كذا إذا حسن وتكون ( { من } ) زائدة أو يكون المفعول محذوفاً و ( { من أساور } ) نعت له وقيل هو من حليت بكذا إذا ظفرت به و ( { من ذهب } ) نعت لأساور ( { ولؤلؤا } ) معطوف على أساور لا على ذهب لأن السوار لا يكون من لؤلؤ في العادة ويصح أن يكون حلياً ويقرأ بالنصب عطفاً على موضع من أساور وقيل هو منصوب بفعل محذوف تقديره ويعطون لؤلؤاً والهمز أو تركه لغتان قد قرىء بهما
قوله تعالى ( { من القول } ) هو حال من الطيب أو من الضمير فيه
قوله تعالى ( { ويصدون } ) حال من الفاعل في كفروا وقيل هو معطوف على المعنى إذ التقدير يكفرون ويصدون أو كفروا وصدوا والخبر على هذين محذوف تقديره معذبون دل عليه آخر الاية وقيل الواو زائدة وهو الخبر و ( { جعلناه } ) يتعدى إلى مفعولين فالضمير هو الاول وفي الثاني ثلاثة أوجه أحدها ( { للناس } ) فيكون ( { سواء } ) خبراً مقدماً وما بعده المبتدأ والجملة حال إما من الضمير الذي هو الهاء أو من الضمير في الجار والوجه الثاني أن يكون للناس حالا والجملة بعده في موضع المفعول الثاني والثالث أن يكون المفعول الثاني سواء على قراءة من نصب و ( { العاكف } ) فاعل سواء ويجوز أن يكون جعل متعدياً إلى مفعول واحد وللناس حال أو مفعول تعدى إليه بحرف الجر وقرىء ( { العاكف } ) بالجر على أن يكون بدلاً من الناس وسواء على هذا نصب لا غير ( { ومن يرد } ) الجمهور على ضم الياء من الارادة ويقرأ شاذا بفتحها من الورود فعلى هذا يكون ( { بإلحاد } ) حالا أي ملتبساً بإلحاد وعلى الاول تكون الباء زائدة وقيل المفعول محذوف أي تعدياً بإلحاد و ( { بظلم } ) بدل بإعادة الجار وقيل هو حال أيضاً أي إلحاداً ظالماً وقيل التقدير إلحاداً بسبب الظلم
قوله تعالى ( { وإذ بوأنا } ) أي إذكر و ( { مكان } ) البيت ظرف واللام
____________________
(2/142)
في لإبراهيم زائدة أي أنزلناه مكان البيت والدليل عليه قوله تعالى ( { ولقد بوأنا بني إسرائيل } ) وقيل اللام غير زائدة والمعنى هيأنا ( { أن لا تشرك } ) تقديره قائلين له لا تشرك فأن مفسرة للقول المقدر وقيل هي مصدرية أي فعلنا ذلك لئلا تشرك وجعل النهي صلة لها وقوي ذلك قراءة من قرأ بالياء ( { والقائمين } ) أي المقيمين وقيل أراد المصلين
قوله تعالى ( { وأذن } ) يقرأ بالتشديد والتخفيف والمد أي أعلم الناس بالحج ( { رجالا } ) حال وهو جمع راجل ويقرأ بضم الراء مع التخفيف وهو قليل في الجمع ويقرأ بالضم والتشديد مثل صائم وصوام ويقرأ رجالي مثل عجالي ( { وعلى كل ضامر } ) في موضع الحال أيضاً أي وركباناً وضامر بغير هاء للمذكر والمؤنث و ( { يأتين } ) محمول على المعنى والمعنى وركباناً على ضوامر يأتين فهو صفة لضامر وقرىء شاذا ( / < يأتون > / ) أي يأتون على كل ضامر وقيل يأتون مستأنف و ( { من كل فج } ) يتعلق به
قوله تعالى ( { ليشهدوا } ) يجوز أن تتعلق اللام بإذن وأن تتعلق بيأتوك والله أعلم
قوله تعالى ( { ذلك } ) أي الامر ذلك ( { فهو خير } ) هو ضمير التعظيم الذي دل عليه يعظم ( { إلا ما يتلى } ) يجوز أن يكون الاستثناء منقطعاً لأن بهيمة الانعام ليس فيها محرم ويجوز أن يكون متصلاً ويصرف إلى ما حرم منها بسبب عارض كالموت ونحوه ( { من الأوثان } ) من لبيان الجنس أي اجتنبوا الرجس من هذا القبيل وهو بمعنى ابتداء الغاية هنا
قوله تعالى ( { حنفاء } ) هو حال ( { غير مشركين } ) كذلك فكأنما خر أي يخر ولذلك عطف عليه
قوله تعالى ( { فتخطفه } ) ويجوز أن يكون التقدير فهو يخطفه فيكون عطف الجملة على الجملة الأولى وفيها قراءات قد ذكرت في أول البقرة
قوله تعالى ( { فإنها من تقوى القلوب } ) في الضمير المؤنث وجهان أحدهما هو ضمير الشعائر والمضاف محذوف تقديره فإن تعظيمها والعائد على ( { من } محذوف ) أي فإن تعظيمها منه أو من تقوى القلوب منهم ويخرج على قول الكوفيين أن يكون التقدير من تقوى قلوبهم والألف واللام بدل من الضمير والوجه الثاني
____________________
(2/143)
أن يكون ضمير مصدر مؤنث تقديره فإن العظمة أو الحرمة أو الخصلة وتقديره العائد على ما تقدم
قوله تعالى ( { لكم فيها } ) الضمير لبهيمة الانعام والمنسك يقرأ بفتح السين وكسرها وهما لغتان وقيل الفتح للمصدر والكسر للمكان
قوله تعالى ( { الذين إذا ذكر الله } ) يجوز أن يكون نصباً على الصفة أو البدل أو على إضمار أعنى وأن يكون رفعاً على تقديرهم ( { والمقيمي الصلاة } ) الجمهور على الجر بالإضافة وقرأ الحسن بالنصب والتقدير والمقيمين فحذف النون تخفيفاً لا للإضافة
قوله تعالى ( { والبدن } ) هو جمع بدن وواحدته بدنة مثل خشب وخشب ويقال هو جمع بدنة مثل ثمرة وثمر ويقرأ بضم الدال مثل ثمر والجمهور على النصب بفعل محذوف أي وجعلنا البدن ويقرأ بالرفع على الابتداء و ( { لكم } ) أي من أجلكم فيتعلق بالفعل و ( { من شعائر } ) المفعول الثاني ( { لكم فيها خير } ) الجملة حال ( { صواف } ) حال من الهاء أي بعضها إلى جنب بعض ويقرأ ( / < صوافن > / ) واحد صافن وهو الذي يقوم على ثلاث وعلى سنبك الرابعة وذلك يكون إذا عقلت البدنة ويقرأ ( / < صوافي > / ) أي خوالص لله تعالى ويقرأ بتسكين الياء وهو مما سكن في موضع النصب من المنقوص ( { القانع } ) بالألف من قولك قنع به إذا رضي بالشيء اليسير ويقرأ بغير ألف من قولك قنع قنوعاً إذا سال ( { والمعتر } ) المعترض ويقرأ المعتري بفتح الياء وهو في معناه يقال عرهم وأعرهم وعراهم واعتراهم إذا تعرض بهم للطلب ( { كذلك } ) الكاف نعت لمصدر محذوف تقديره سخرناهم تسخيرا مثل ما ذكرنا
قوله تعالى ( { لن ينال الله } الجمهور على الياء لأن اللحوم والدماء جمع تكسير فتأنيثه غير حقيقي والفصل بينهما حاصل ويقرأ بالتاء وكذلك ( { يناله التقوى منكم } )
قوله تعالى ( { إن الله يدافع } ) يقرأ بغير ألف وبالألف وهما سواء ويقال إن الألف تدل على أن المدافعة تكون بين الله تعالى وبين من يقصد إذى المؤمنين
قوله تعالى ( { آذن } ) يقرأ على تسمية الفاعل وعلى ترك تسميته وكذلك ( { يقاتلون } ) والتقدير إذن لهم في القتال بسبب توجيه الظلم إليهم
قوله تعالى ( { الذين أخرجوا } ) هو نعت للذين الاول أو بدل منه
____________________
(2/144)
أو في موضع نصب بأعنى أو في موضع رفع على إضمار هم ( { إلا أن يقولوا } ) هذا استثناء منقطع تقديره الا بقولهم ربنا الله و ( { دفع الله } ) ودفاعه قد ذكر في البقرة ( { صلوات } ) أي ومواضع صلوات ويقرأ بسكون اللام مع فتح الصاد وكسرها ويقرأ بضم الصاد واللام وبضم الصاد وفتح اللام وبسكون اللام كما جاء في ( حجرة ) اللغات الثلاث ويقرأ صلوت بضم الصاد واللام وإسكان الواو مثل صلب وصلوب ويقرأ ( / < صلويثا > / ) بفتح الصاد وإسكان اللام وياء بعد الواو وثاء معجمة بثلاث ويقرأ ( / < صلوتاً > / ) بفتح الصاد وضم اللام وهو اسم عربي والضمير في ( { فيها } ) يعود على المواضع المذكورة
قوله تعالى ( { الذين إن مكناهم } ) هو مثل ( { الذين أخرجوا } نكير ) مصدر في موضع الانكار
قوله تعالى ( { وكأين } ) يجوز أن يكون في موضع نصب بما دل عليه أهلكناها وأن يكون في موضع رفع بالابتداء ( { أهلكناها } ) وأهلكتها سواء في المعنى ( { وبئر } ) معطوفة على قرية
قوله تعالى ( { فإنها } ) الضمير للقصة والجملة بعدها مفسرة لها و ( { التي في الصدور } ) صفة مؤكدة
قوله تعالى ( { معجزين } ) حال ويقرأ ( { معاجزين } ) بالألف والتخفيف وهو في معنى المشدد مثل عاهد وعهد وقيل عاجز سابق وعجز سبق
قوله تعالى ( { إلا إذا تمنى } ) قيل هو استثناء من غير الجنس وقيل الكلام كله في موضع صفة لنبي ( { والقاسية } ) الألف واللام بمعنى الذي والضمير في ( { قلوبهم } ) العائد عليها وقلوبهم مرفوع باسم الفاعل وأنث لأنه لو كان موضعه الفعل للحقته تاء التأنيث وهو معطوف على الذين
قوله تعالى ( { فيؤمنوا } ) هو معطوف على ليعلم وكذلك ( { فتخبت } لهادي ) الذين الجمهورعلى الاضافة ويقرأ لهاد بالتنوين والذين نصب به ( { في مرية } ) بالكسر والضم وهما لغتان
قوله تعالى ( { يومئذ } ) منصوب بقوله ( { لله } ) ولله الخبر و ( { يحكم } ) مستأنف ويجوز أن يكون حالا من اسم الله تعالى والعامل فيه الجار
قوله تعالى ( { فأولئك } ) الجملة خبر الذين ودخلت الفاء لمعنى الجزاء و ( { قتلوا } )
____________________
(2/145)
بالتخفيف والتشديد و ( { ليرزقنهم } ) الخبر و ( { زرقا } ) مفعول ثان ويحتمل أن يكون مصدراً مؤكداً
قوله تعالى ( { ليدخلنهم } ) يجوز أن يكون بدلاً من ليرزقنهم ويجوز أن يكون مستأنفاً و ( { مدخلا } ) بالضم والفتح وقد ذكر في النساء
قوله تعالى ( { ذلك } ) أي الامر ذلك وما بعده مستأنف ( { بمثل ما عوقب به } ) الباء فيها بمعنى السبب لا بمعنى الالة و ( { لينصرنه } ) خبر من
قوله تعالى ( { هو الحق } ) يجوز أن يكون هو توكيداً وفصلاً ومبتدأ و ( { يدعون } ) بالياء والتاء والمعنى ظاهر
قوله تعالى ( { فتصبح الأرض } ) إنما رفع الفعل هنا وإن كان قبله لفظ الاستفهام لأمرين أحدهما أنه استفهام بمعنى الخبر أي قد رأيت فلا يكون له جواب والثاني أن ما بعد الفاء ينتصب إذا كان المستفهم عنه سبباً له ورؤيته لإنزال الماء لا يوجب اخضرار الارض وإنما يجب عن الماء والتقدير فهي أي القصة وتصبح الخبر ويجوز أن يكون فتصبح بمعنى أصبحت وهو معطوف على أنزل فلا موضع له إذا ( { مخضرة } ) حال وهو اسم فاعل وقرىء شاذا بفتح الميم وتخفيف الضاد مثل مبقلة ومجزرة أي ذات خضرة
قوله تعالى ( { والفلك } ) في نصبه وجهان أحدهما هو منصوب بسخر معطوف على ما والثاني هو معطوف على اسم إن و ( { تجري } ) حال على الوجه الاول وخبر على الثاني ويقرأ بالرفع وتجري الخبر ( { إن } ) تقع مفعول له أي كراهة أن تقع ويجوز أن يكون في موضع جر أي من أن تقع وقيل في موضع نصب على بدل الاشتمال أي ويمسك وقوع السماء أي يمنعه
قوله تعالى ( { فلا ينازعنك } ) ويقرأ ( / < ينزعنك > / ) بفتح الياء وكسر الزاي وإسكان النون أي لا يخرجنك
قوله تعالى ( { يكادون } ) الجملة حال من الذين أو من الوجوه لأنه يعبر بالوجوه عن أصحابها كما قال تعالى ( { ووجوه يومئذ عليها غبرة } ) ثم قال أولئك هم
قوله تعالى ( { النار } ) يقرأ بالرفع وفيه وجهان أحدهما هو مبتدأ و ( { وعدها } ) الخبر والثاني هو خبر مبتدأ محذوف أي هو النار أي الشر ووعدها على هذا مستأنف إذ ليس في الجملة ما يصلح أن يعمل في الحال ويقرأ بالنصب على تقدير أعنى أو بوعد الذي دل عليه وعدها ويقرأ بالجر على البدل من شر
____________________
(2/146)
قوله تعالى ( { يسلبهم } ) يتعدى إلى مفعولين و ( { شيئا } ) هو الثاني
قوله تعالى ( { ومن الناس } ) أي ومن الناس رسلاً
قوله تعالى ( { حق جهاده } ) هو منصوب على المصدر ويجوز أن يكون نعتاً لمصدر محذوف أي جهاداً حق جهاده ( { ملة أبيكم } ) أي اتبعوا ملة أبيكم وقيل تقديره مثل ملة لأن المعنى سهل عليكم الدين مثل ملة إبراهيم فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه ( { هو سماكم } ) قيل الضمير لإبراهيم فعلى هذا الوجه يكون قوله ( { وفي هذا } ) أي وفي هذا القرآن سماكم أي بسببه سميتم وقيل الضمير لله تعالى ( { ليكون الرسول } ) يتعلق بسماكم والله أعلم سورة المؤمنون بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { قد أفلح } ) من ألقى حركة الهمزة على الدال وحذفها فعلته أن الهمزة بعد حذف حركتها صيرت ألفا ثم حذفت لسكونها وسكون الدال قبلها في الأصل ولا يعتد بحركة الدال لأنها عارضة
قوله تعالى ( { إلا على أزواجهم } ) في موضع نصب بحافظون على المعنى لأن المعنى صانوها عن كل فرج الا عن فروج أزواجهم وقيل هو حال أي حفظوها في كل حال الا في هذه الحال ولا يجوز أن يتعلق ب ( { ملومين } ) لأمرين أحدهما أن ما بعد إن لا يعمل فيما قبلها والثاني أن المضاف إليه لا يعمل فيما قبله وإنما تعلقت على يحافظون على المعنى ويجوز أن تتعلق بفعل دل عليه ملومين أي الا على أزواجهم لا يلامون
قوله تعالى ( { لأماناتهم } ) يقرأ بالجمع لأنها كثيرة كقوله تعالى ( { أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها } وعلى الافراد لأنها جنس فهي في الافراد كعهدهم ومثله ( { صلواتهم } ) في الافراد والجمع
قوله تعالى ( { هم فيها خالدون } ) الجملة حال مقدرة إما من الفاعل أو المفعول
قوله تعالى ( { من سلالة } ) يتعلق بخلقنا و ( { من طين } ) بمحذوف لأنه صفة لسلالة ويجوز أن يتعلق بمعنى سلالة لأنها بمعنى مسلولة
____________________
(2/147)
قوله تعالى ( { خلقنا النطفة علقة } ) خلقنا بمعنى صيرنا فلذلك نصب مفعولين ( { العظام } ) بالجمع على الأصل وبالافراد لأنه جنس ( { أحسن الخالقين } ) بدل أو خبر مبتدأ محذوف وليس بصفة لأنه نكرة وإن أضيف لأن المضاف إليه عوض عن ( { من } ) وهكذا جميع باب أفعل منك
قوله تعالى ( { بعد ذلك } ) العامل فيه ( { لميتون } ) واللام هاهنا لا تمنع العمل
قوله تعالى ( { به } ) متعلق بذهاب وعلى متعلقة ب ( { لقادرون } )
قوله تعالى ( { وشجرة } ) أي وأنشأنا شجرة فهو معطوف على جنات ( { سيناء } ) يقرأ بكسر السين والهمزة على هذا أصل مثل حملاق وليست للتأنيث إذ ليس في الكلام مثل سيناء ولم ينصرف لأنه اسم بقعة ففيه التعريف والتأنيث ويجوز أن تكون فيه العجمة أيضاً ويقرأ بفتح السين والهمزة على هذا للتأنيث إذ ليس في الكلام فعلال بالفتح وما حكى الفراء من قولهم ناقة فيها جز عال لا يثبت وإن ثبت فهو شاذ لا يحمل عليه
قوله تعالى ( { تنبت } ) يقرأ بضم التاء وكسر الباء وفيه وجهان أحدهما هو متعد والمفعول محذوف تقديره تنبت ثمرها أو جناها والباء على هذا حال من المحذوف أي وفيه الدهن كقولك خرج زيد بثيابه وقيل الباء زائدة فلا حذف إذا بل المفعول الدهن والوجه الثاني هو لازم يقال نبت البقل وأنبت بمعنى فعلى هذا الباء حال وقيل هي مفعول أي تنبت بسبب الدهن ويقرأ بضم التاء وفتح الباء وهو معلوم ويقرأ بفتح التاء وضم الباء وهو كالوجه الثاني المذكور ( { وصبغ } ) معطوف على الدهن وقرىء في الشاذ بالنصب عطفاً على موضع بالدهن
قوله تعالى ( { نسقيكم } ) يقرأ بالنون وقد ذكر في النحل وبالتاء وفيه ضمير الانعام وهو مستأنف
قوله تعالى ( { بأعيننا } ) في موضع الحال أي محفوظة و ( { من كل زوجين اثنين } ) قد ذكر في هود
قوله تعالى ( { منزلا } ) يقرأ بفتح الميم وكسر الزاي وهو مكان أو مصدر نزل وهو مطاوع أنزلته ويقرأ بضم الميم وفتح الزاي وهو مصدر بمعنى الانزال ويجوز أن يكون مكاناً كقولك أنزل المكان فهو منزل ( { وإن كنا } ) أي وإنا كنا فهي مخففة من الثقيلة وقد ذكرت في غير موضع
____________________
(2/148)
قوله تعالى ( { أيعدكم أنكم إذا متم } ) في إعراب هذه الاية أوجه أحدها أن اسم ( أن ) الأولى محذوف أقيم مقام المضاف إليه تقديره أن إخراجكم وإذا هو الخبر و ( { أنكم مخرجون } ) تكرير لأن ( أن ) وما عملت فيه للتوكيد أو للدلالة على المحذوف والثاني أن اسم ( أن ) الكاف والميم وذا شرط وجوابها محذوف تقديره إنكم إذا متم يحدث أنكم مخرجون فإنكم الثانية وما عملت فيه فاعل جواب إذا والجملة كلها خبر أن الأولى والثالث أن خبر الأولى مخرجون وأن الثانية مكررة وحدها توكيد وأجاز ذلك لما طال الكلام كما جاز ذلك في المكسورة في قوله تعالى ( { ثم إن ربك للذين هاجروا } ) ( و إن ربك للذين عملوا السوء ) وقد ذكر في النحل والرابع أن خبر ( أن ) الأولى محذوف لدلالة خبر الثانية عليه ولا يجوز أن يكون إذا خبر الأولى لأنها ظرف زمان واسمها جثة وأما العامل في إذا فمحذوف فعلى الوجه الاول يكون المقدر من الاستقرار وعلى الوجه الثاني يعمل فيها جوابها المحذوف وعلى الثالث والرابع يعمل فيها ما دل عليه خبر الثانية ولا يعمل فيها متم لإضافتها إليه
قوله تعالى ( { هيهات } ) هو اسم للفعل وهو خبر واقع موقع بعد وفي فاعله وجهان أحدهما هو مضمر تقديره بعد التصديق لما توعدون أو الصحة أو الوقوع ونحو ذلك والثاني فاعله ( ما ) واللام زائدة أي بعد ما توعدون من البعث وقال قوم هيهات بمعنى البعد فموضعه مبتدأ ولما توعدون الخبر وهو ضعيف وهيهات على الوجه الاول لا موضع لها وفيها عدة قراءات الفتح بلا تنوين على أنه مفرد وبالتنوين على إرادة التكثير وبالكسر بلا تنوين وبتنوين على أنه جمع تأنيث والضم بالوجهين شبه بقبل وبعد ويقرأ هيهاه بالهاء وقفاً ووصلاً ويقرأ أيهاه بإبدال الهمزة من الهاء الأولى
قوله تعالى ( { عما قليل } ما ) زائدة وقيل هي بمعنى شيء أو زمن وقيل بدل منها وفي الكلام قسم محذوف جوابه ( { ليصبحن } ) وعن يتعلق بيصبحن ولم تمنع اللام ذلك كما منعتها لام الابتداء وأجازوا زيد لأضربن لأن اللام للتوكيد فهي مثل قد ومثل لام التوكيد في خبر إن كقوله ( { بلقاء ربهم لكافرون } ) وقيل اللام هنا تمنع من التقديم الا في الظروف فإنه يتوسع فيها
قوله تعالى ( { تترا } ) التاء بدل من الواو لأنه من المواترة وهي المتابعة وذلك من قولهم جاءوا على وتيرة واحدة أي طريقة واحدة وهو نصب على الحال
____________________
(2/149)
أي متتابعين وحقيقته أنه مصدر في موضع الحال وقيل هو صفة لمصدر محذوف أي إرسالا متواتراً وفي ألفها ثلاثة أوجه أحدها هي للإلحاق بجعفر كالألف في أرطى ولذلك تؤنث في قول من صرفها والثاني هي بدل من التنوين والثالث هي للتأنيث مثل سكرى ولذلك لا تنون على قول من منع الصرف
قوله تعالى ( { هارون } ) هو بدل من أخاه
قوله تعالى ( { مثلنا } ) إنما لم يثن لأن مثلا في حكم المصدر وقد جاءت تثنيته وجمعه في قوله ( { يرونهم مثليهم } ) وفي قوله تعالى ( { ثم لا يكونوا أمثالكم } ) وقيل إنما وحد لأن المراد المماثلة في البشرية وليس المراد الكمية وقيل اكتفى بالواحد عن الاثنين
قوله تعالى ( { وأمه آية } ) قد ذكر في الانبياء
قوله تعالى ( { ومعين } ) فيه وجهان أحدهما هو فعيل من المعن وهو الشيء القليل ومنه الماعون وقيل الماعون الماء فالميم أصل والثاني الميم زائدة وهو من عنته إذا أبصرته بعينك وأصله معيون
قوله تعالى ( { وإن هذه } ) يقرأ بفتح الهمزة وفيه ثلاثة أوجه أحدها تقديره ولأن واللام المقدرة تتعلق بفاتقون أي فاتقون لأن هذه وموضع إن نصب أو جر على ما حكينا من الاختلاف في غير موضع والثاني أنه معطوف على ما قبله تقديره إني بما تعملون عليم وبإن هذه والثالث أن في الكلام حذفاً أي واعلموا أن هذه ويقرأ بتخفيف النون وهي مخففة من الثقيلة ويقرأ بالكسر على الاستئناف و ( { أمتكم أمة واحدة } ) قد ذكر في الانبياء وكذلك ( { فتقطعوا أمرهم بينهم } ) و ( { زبرا } ) بضمتين جمع زبور مثل رسول ورسل ويقرأ بالتسكين على هذا المعنى ويقرأ بفتح الباء وهو جمع زبرة وهي القطعة أو الفرقة والنصب على موجه الاول على الحال من أمرهم أي مثل كتب وقيل من ضمير الفاعل وقيل هو مفعول ثان لتقطعوا وعلى الوجه الثاني هو حال من الفاعل
قوله تعالى ( إن ما ) بمعنى الذي وخبر إن ( { نسارع لهم } ) والعائد محذوف أي نسارع لهم به أو فيه ولا يجوز أن يكون الخبر من مال لأنه كان من مال فلا يعاب عليهم ذلك وإنما يعاب عليهم اعتقادهم أن تلك الاموال خير لهم ويقرأ نسارع بالياء والنون وعلى ترك تسمية الفاعل ونسرع بغير ألف
____________________
(2/150)
قوله تعالى ( { ما آتوا } ما ) بمعنى الذي والعائد محذوف أي يعطون ما يعطون ويقرأ أتوا بالقصر اي ما جاءوه ( { إنهم } ) أي وجلة من رجوعهم إلى ربهم فحذف حرف الجر
قوله تعالى ( { وهم لها } ) أي لأجلها وقيل التقدير وهم يسابقونها أي يبادرونها فهي في موضع المفعول ومثله و ( { هم لها عاملون } ) أي لأجلها وإياها يعملون
قوله تعالى ( { إذا } ) هي للمفاجأة وقد ذكر حكمها
قوله تعالى ( { على أعقابكم } ) هو حال من الفاعل في ( { تنكصون } ) وقوله تعالى ( { مستكبرين } ) حال أخرى والهاء في ( { به } ) للقرآن العظيم وقيل للنبي علي الصلاة والسلام وقيل لأمر الله تعالى وقيل للبيت فعلى هذا القول تكون متعلقة ب ( { سامرا } ) أي تسمرون حول البيت وقيل بالقرآن وسامراً حال أيضاً وهو مصدر كقولهم لهم قمً وقد جاء من المصادر على لفظ اسم الفاعل نحو العاقبة والعافية وقيل هو واحد في موضع الجمع وقرىء سمرا جمع سامر مثل شاهد وشهد و ( { تهجرون } ) في موضع الحال من الضمير في سامراً ويقرأ بفتح التاء من قولك هجر يهجر إذا هذى وقيل يهجرون القرآن ويقرأ بضم التاء وكسر الجيم من أهجر إذا جاء بالهجر وهو الفحش ويقرأ بالتشديد وهو في معنى المخفف
قوله تعالى ( { خرجا } ) يقرأ بغير ألف في الاول وبألف في الثاني ويقرأ بغير ألف فيهما وبألف فيهما وهما بمعنى وقيل الخرج الاجرة والخراج ما يضرب على الارض والرقاب
قوله تعالى ( { عن الصراط } ) يتعلق ب ( { لناكبون } ) ولا تمنع اللام من ذلك
قوله تعالى ( { فما استكانوا } ) قد ذكر في آل عمران بما فيه من الاختلاف
قوله تعالى ( { قليلا ما تشكرون } ) قد ذكر في أول الاعراف
قوله تعالى ( { سيقولون } ) لله الموضع الاول باللام في قراءة الجمهور وهو جواب ما فيه اللام وهو قوله تعالى ( { لمن الأرض } وهو مطابق للفظ والمعنى وقرىء بغير لام حملاً على المعنى لأن المعنى ( { لمن الأرض } ) من رب الارض فيكون الجواب الله اي هو الله وأما الموضعان الآخران فيقرآن بغير لام حملاً على اللفظ وهو جواب قوله تعالى ( { من رب السماوات } { من بيده ملكوت } ) باللام على المعنى لأن المعنى في قوله ( { من رب السماوات } ) لمن السموات
____________________
(2/151)
قوله تعالى ( { عالم الغيب } ) يقر بالجر على الصفة أو البدل من اسم الله تعالى قبله وبالرفع أي هو عالم
قوله تعالى ( { فلا تجعلني } ) الفاء جواب الشرط وهو قوله تعالى ( { إما تريني } ) والنداء معترض بينهما و ( { على } ) تتعلق ب ( { لقادرون } )
قوله تعالى ( { ارجعون } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها أنه جمع على التعظيم كما قال تعالى ( { إنا نحن نزلنا الذكر } ) وكقوله تعالى ( { ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فأخرجنا } ) والثاني أنه أراد يا ملائكة ربي ارجعون والثالث أنه دل بلفظ الجمع على تكرير القول فكأنه قال ارجعني ارجعني
قوله تعالى ( { يومئذ } ) العامل في ظرف الزمان العامل في بينهم وهو المحذوف ولا يجوز أن يعمل فيه أنساب لأن اسم ( { لا } ) إذا بنى لم يعمل
قوله تعالى ( { شقوتنا } ) يقرأ بالكسر من غير ألف وبالفتح مع الألف وهما بمعنى واحد
قوله تعالى ( { سخريا } ) هو مفعول ثان والكسر والضم لغتان وقيل الكسر بمعنى الهزل والضم بمعنى الاذلال من التسخير وقيل بعكس ذلك
قوله تعالى ( { إنهم } ) يقرأ بالفتح على أن الجملة في موضع مفعول ثان لأن جزى يتعدى إلى اثنين كما قال تعالى ( { وجزاهم بما صبروا جنة } ) وفيه وجه آخر وهو أن يكون على تقدير لأنهم أو بأنهم أي جزاهم بالفوز على صبرهم ويقرأ بالكسر على الاستئناف
قوله تعالى ( { قال كم لبثتم } ) يقرأ على لفظ الماضي أي قال السائل لهم وعلى لفظ الامر أي يقول الله للسائل قل لهم وكم ظرف للبثتم أي كم سنة أو نحوها و ( { عدد } ) بدل من كم ويقرأ شاذا عدد بالتنوين و ( { سنين } ) بدل منه و ( { العادين } ) بالتشديد من العدد وبالتخفيف على معنى العادين أي المتقدمين كقولك هذه بئر عادية أي سل من تقدمنا وحذف إحدى ياءي النسب كما قالوا الاشعرون وحذفت الاخرى لالتقاء الساكنين ( { إلا قليلا } ) أي زمناً قليلاً أو لبثا قليلاً وجواب ( { لو } ) محذوف أي لو كنتم تعلمون مقدار لبثكم من الطول لما أجبتم بهذه المدة و ( { عبثا } ) مصدر في موضع الحال أو مفعول لأجله و ( { رب العرش الكريم } ) مثل قوله تعالى في البقرة ( { لا إله إلا هو الرحمن الرحيم } ) وقد ذكر
____________________
(2/152)
قوله تعالى ( { لا برهان له به } ) صفة لإله والجواب ( { فإنما حسابه } ) وقوله ( { إنه لا يفلح } ) بالكسر على الاستئناف وبالفتح على تقدير بأنه أي يجازى بعدم الفلاح والله أعلم سورة النور بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { سورة } ) بالرفع على تقدير هذه سورة أو مما يتلى عليك سورة ولا يكون سورة مبتدأ لأنها نكرة وقرىء بالنصب على تقدير أنزلنا سورة ولا موضع ب ( { أنزلناها } ) على هذا لأنه مفسر لما لا موضع له فلا موضع له ويجوز النصب على تقدير إذكر سورة فيكون موضع أنزلناها نصباً وموضعها على الرفع رفع ( { وفرضناها } ) بالتشديد بأنه تكثير ما فيها من الفرائض أو على تأكيد إيجاب العمل بما فيها وبالتخفيف على معنى فرضنا العمل بما فيها
قوله تعالى ( { الزانية والزاني } ) في رفعه وجهان أحدهما هو مبتدأ والخبر محذوف تقديره وفيما يتلى عليك الزانية والزاني فعلى هذا ( { فاجلدوا } ) مستأنف والثاني الخبر فاجلدوا وقد قرىء بالنصب بفعل دل عليه فاجلدوا وقد استوفينا ذلك في قوله تعالى ( { واللذان يأتيانها منكم } ) ومائة وثمانين ينتصبان انتصاب المصادر ( { ولا تأخذكم بهما } ) لا يجوز أن تتعلق الباء ب ( { رأفة } ) لأن المصدر لا يتقدم عليه معموله وإنما يتعلق بتأخذ أي ولا تأخذكم بسببهما ويجوز أن يتعلق بمحذوف على البيان اي أعنى بهما أي لا ترأفوا بهما ويفسره المصدر والرأفة فيها أربعة أوجه إسكان الهمزة وفتحها وإبدالها ألفاً وزيادة ألف بعدها وكل ذلك لغات قد قرىء به و ( { في } ) يتعلق بتأخذكم
قوله تعالى ( { والذين يرمون المحصنات } ) في موضعه وجهان أحدهما الرفع والآخر النصب على ما ذكر في قوله تعالى ( { الزانية والزاني } فاجلدوهم ) أي فاجلدوا كل واحد منهم فحذف المضاف ( { وأولئك هم الفاسقون } ) جملة مستأنفة ويجوز أن يكون حالا
قوله تعالى ( { إلا الذين تابوا } ) هو استثناء من الجمل التي قبلها عند جماعة ومن الجملة التي تليها عند آخرين وموضع المستثنى نصب على أصل الباب وقيل
____________________
(2/153)
موضعه جر على البدل من الضمير في لهم وقيل موضعه رفع بالابتداء والخبر ( { فإن الله } ) وفي الخبر ضمير محذوف أي غفور لهم
قوله تعالى ( { إلا أنفسهم } ) هو نعت لشهداء أو بدل منه ولو قرىء بالنصب لجاز على أن يكون خبر كان أو على الاستثناء وإنما كان الرفع أقوى لأن ( { إلا } ) هنا صفة للنكرة كما ذكرنا في سورة الانبياء في قوله تعالى ( { لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا } فشهادة أحدهم ) المصدر مضاف إلى الفاعل وفي رفعه وجهان أحدهما هو خبر مبتدأ محذوف أي فالواجب شهادة أحدهم والثاني هو مبتدأ والخبر محذوف أي فعليهم شهادة أحدهم و ( { أربع } ) بالنصب على المصدر أي أن يشهد أحدهم أربع و ( { بالله } ) يتعلق بشهادات عند البصريين لأنه أقرب وبشهادة عند الكوفيون لأنه أول العاملين و ( { أنه } ) وما عملت فيه معمول شهادات أو شهادة على ما ذكرنا اي يشهد على أنه صادق ولكن العامل علق من أجل اللام في الخبر ولذلك كسرت إن وموضعه إما نصب أو جر على اختلاف المذهبين في أن إذا حذف منه الجار ويقرأ ( { أربع } ) بالرفع على أنه خبر المبتدأ وعلى هذا لا يبقى للمبتدأ عمل فيما بعد الخبر لئلا يفصل بين الصلة والموصول فيتعين أن تعمل شهادات فيما بعدها
قوله تعالى ( { والخامسة } أي ) والشهادة الخامسة وهو مبتدأ والخبر ( { أن لعنة الله } ) ويقرأ بتخفيف ( { إن } وهي المخففة من الثقيلة واسمها محذوف و ( { من الكاذبين } ) خبر أن على قراءة التشديد وخبر لعنة على قراءة التخفيف ويقرأ ( { والخامسة } ) بالنصب على تقدير ويشهد الخامسة ويكون التقدير بأن لعنة الله ويجوز أن يكون بدلاً من الخامسة
قوله تعالى ( { أن تشهد } ) هو فاعل يدرأ و ( { بالله } يتعلق بشهادات أو بأن تشهد كما ذكرنا في الأولى
قوله تعالى ( { والخامسة أن غضب الله عليها } ) هو مثل الخامسة الأولى ويقرأ ( { إن } ) بالتشديد و ( { إن } ) بالتخفيف وغضب بالرفع ويقرأ غضب على أنه فعل
قوله تعالى ( { ولولا فضل الله } ) جواب ( { لولا } ) محذوف تقديره لهلكتم ولخرجتم ومثله رأس العشرين من هذه السورة
____________________
(2/154)
قوله تعالى ( { عصبة منكم } ) هي خبر ( { إن } ) ومنكم نعت لها وبه افاد الخبر
قوله تعالى ( { لا تحسبوه } ) مستأنف والهاء ضمير الافك أو القذف و ( { كبره } ) بالكسر بمعنى معظمه وبالضم من قولهم الولاء للكبر وهو أكبر ولد الرجل أي تولى أكبره
قوله تعالى ( { إذ تلقونه } ) العامل في إذا مسكم أو أفضتم ويقرأ تلقونه بضم التاء من ألقيت الشيء إذا طرحته وتلقونه بفتح التاء وكسر اللام وضم القاف وتخفيفها أي تسرعون فيه وأصله من الولق وهو الجنون ويقرأ تقفونه بفتح التاء والقاف وفاء مشددة مفتوحة بعدها واصله تتقفون أي تتبعون
قوله تعالى ( { أن تعودوا } ) أي كراهة أن تعودوا فهو مفعول له وقيل حذف حرف الجر حملاً على معنى يعظكم أي يزجركم عن العود
قوله تعالى ( { فإنه يأمر } ) الهاء ضمير الشيطان أو ضمير من و ( { زكا } ) يمال حملاً على تصرف الفعل ومن لم يمل قال الألف من الواو
قوله تعالى ( { ولا يأتل } ) هو يفتعل من أليت أي حلفت ويقرأ يتأل على يتفعل وهو من الآلية أيضاً
قوله تعالى ( { يوم تشهد } ) العامل في الظرف معنى الاستقرار في قوله تعالى ( { لهم عذاب } ) ولا يعمل عذاب لأنه قد وصف وقيل التقدير إذكر وتشهد بالياء والتاء وهو ظاهر
قوله تعالى ( { يومئذ } ) العامل فيه ( { يوفيهم } ) و ( { الحق } ) بالنصب صفة للدين وبالرفع على الصفة لله ولم يحتفل بالفصل وقد ذكر نظيره في الكهف
قوله تعالى ( { لهم مغفرة } ) يجوز أن يكون مستأنفاً وأن يكون خبراً بعد خبر
قوله تعالى ( { أن تدخلوا } ) أي في أن تدخلوا وقد ذكر
قوله تعالى ( { من أبصارهم } من ) هاهنا بمعنى التبعيض أي لا يلزمه غض البصر بالكلية وقيل هي زائدة وقيل هي لبيان الجنس والله أعلم
قوله تعالى ( { غير أولي الإربة } ) بالجر على الصفة أو البدل وبالنصب على الحال أو الاستثناء وقد ذكر في الفاتحة و ( { من } ) الرجال نصب على الحال وإفراد ( { الطفل } ) قد ذكر في الحج
____________________
(2/155)
قوله تعالى ( { من زينتهن } ) حال ( { أيها } ) الجمهور على فتح الهاء في الوصل لأن بعدها ألفاً في التقدير وقرىء بضم الهاء إتباعاً للضمة قبلها في اللفظ وهو بعيد
قوله تعالى ( { والذين يبتغون } ) رفع أو نصب كما ذكر في ( { الذين يرمون المحصنات } )
قوله تعالى ( { من بعد إكراههن غفور } أي غفور ) أي لهن
قوله تعالى ( { الله نور السماوات } ) تقديره صاحب نور السموات وقيل المصدر بمعنى الفاعل أي منور السموات ( { فيها مصباح } ) صفة لمشكاة
قوله تعالى ( { دري } ) يقرأ بالضم والتشديد من غير همز وهو منسوب إلى الدر شبه به لصفائه وإضاءته ويجوز أن يكون أصله الهمز ولكن خففت الهمزة وأدغمت وهو فعيل من الدرء وهو دفع الظلمة بضوئه ويقرأ بالكسر على معنى الوجه الثاني ويكون على فعيل كسكيت وصديق ويقرأ بالفتح على فعيل وهو بعيد ( { يوقد } ) بالتاء والفتح على أنه ماض وتوقد على أنه مضارع والتاء لتأنيث الزجاجة والياء على معنى الصباح و ( { زيتونة } ) بدل من شجرة و ( { لا شرقية } ) نعت ( { يكاد زيتها } ) الجملة نعت الزيتونة ( { نور على نور } ) أي ذلك نور
قوله تعالى ( { في بيوت } ) فيما يتعلق به في أوجه أحدها أنها صفة لزجاجة في قوله ( { المصباح في زجاجة } ) في بيوت والثاني هي متعلقة بتوقد أي توجد في المساجد والثالث هي متعلقة بيسبح وفيها التي بعد يسبح مكررة مثل قوله ( { وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها } ) ولا يجوز أن يتعلق بيذكر لأنه معطوف على ترفع وهو في صلة ( أن ) فلا تعمل فيما قبله ويسبح بكسر الباء والفاعل ( { رجال } ) وبالفتح على أن يكون القائم مقام الفاعل له أو فيها ورجال مرفوع بفعل محذوف كأنه قيل من يسبحه فقال رجال أي يسبحه رجال وقيل هو خبر مبتدأ محذوف أي المسبح رجال وقيل التقدير فيها رجال ( { وأقام الصلاة } ) قد ذكر في الانبياء أي وعن إقام الصلاة ( { يخافون } ) حال من الضمير في تلهيهم ويجوز أن تكون صفة أخرى لرجال
قوله تعالى ( { ليجزيهم } ) يجوز أن تتعلق اللام بيسبح وبلا تلهيهم وبيخافون ويجوز أن تكون لام الصيرورة كالتي في قوله ( { ليكون لهم عدوا وحزنا } ) وموضعها حال والتقدير يخافون ملهين ليجزيهم
____________________
(2/156)
قوله تعالى ( { بقيعة } ) في موضع جر صفة لسراب ويجوز أن يكون ظرفاً والعامل فيه ما يتعلق به الكاف التي هي الخبر والياء في قيعة بدل من واو لسكونها وانكسار ما قبلها لأنهم قالوا في قاع أقواع ويقرأ قيعال وهو جمع قيعة ويجوز أن تكون الألف زائدة كألف سعلاة فيكون مفرداً و ( { يحسبه } ) صفة لسراب أيضاً ( { شيئا } ) في موضع المصدر أي لم يجده وجداناً وقيل شيئاً هنا بمعنى ماء علا ما ظن ( { ووجد الله } ) أي قدر الله أو إماتة الله
قوله تعالى ( { أو كظلمات } ) هو معطوف على كسراب وفي التقدير وجهان أحدهما تقديره أو كأعمال ذي ظلمات فيقدر ذي ليعود الضمير من قوله إذا أخرج يده إليه وتقدر أعمال ليصح تشبيه أعمال الكفار بأعمال صاحب الظلمة إذ لا معنى لتشبيه العمل بصاحب الظلمات والثاني لا حذف فيه والمعنى أنه شبه أعمال الكفار بالظلمة في حيلولتها بين القلب وبين ما يهتدي إليه فأما الضمير في قوله إذا أخرج يده فيعود إلى مذكور حذف اعتماداً على المعنى تقديره إذا أخرج من فيها يده ( { في بحر } ) صفة لظلمات و ( { لجي } ) نسبة إلى اللج وهو في معنى ذي لجة و ( { يغشاه } ) صفة أخرى و ( { من فوقه } ) صفة لموج وموج الثاني مرفوع بالظرف لأنه قد اعتمد ويجوز أن يكون مبتدأ والظرف خبره و ( { من فوقه سحاب } ) نعت لموج الثاني و ( { ظلمات } ) بالرفع خبر مبتدأ محذوف أي هذه ظلمات ويقرأ سحاب ظلمات بالاضافة والجر على جعل الموج المتراكم بمنزلة السحاب ويقرأ سحاب بالرفع والتنوين وظلمات بالجر على أنها بدل من ظلمات الأولى
قوله تعالى ( { لم يكد يراها } ) اختلف الناس في تأويل هذا الكلام ومنشأ الاختلاف فيه أن موضوع كاد إذا نفيت وقوع الفعل وأكثر المفسرين على أن المعنى أنه لا يرى يده فعلى هذا في التقدير ثلاثة أوجه أحدها أن التقدير لم يرها ولم يكد ذكره جماعة من النحويين وهذا خطأ لأن قوله لم يرها جزم بنفي الرؤية وقوله تعالى ( { لم يكد } ) إذا أخرجها عن مقتضى الباب كان التقدير ولم يكد يراها كما هو مصرح به في الآية فإن أراد هذا القائل لم يكد يراها وأنه رآها بعد جهد تناقض لأنه نفي الرؤية ثم أثبتها وإن كان معنى لم يكد يراها لم يرها البتة على خلاف الاكثر في هذا الباب فينبغي أن يحمل عليه من غير أن يقدر لم يرها والوجه الثاني أن ( { كاد } ) زائدة وهو بعيد والثالث أنه كان أخرجت هاهنا على معنى قارب والمعنى لم يقارب رؤيتها وإذا لم يقاربها باعدها وعليه جاء قول ذي الرمة
____________________
(2/157)
إذا غير النأي المحبين لم يكد % رسيس الهوى من حب مية يبرح أي لم يقارب البراح ومن هاهنا حكى عن ذي الرمة أنه روجع في هذا البيت فقال لم أجد بدلاً من لم يكد والمعنى الثاني جهد أنه رآها بعد والتشبيه على هذا صحيح لأنه مع شدة الظلمة إذا أحد نظره إلى يده وقربها من عينه رآها
قوله تعالى ( { والطير } ) هو معطوف على من و ( { صافات } ) حال من الطير ( { كل قد علم صلاته } ) ضمير الفاعل في علم اسم الله عند قوم وعند آخرين هو ضمير كل وهو الاقوى لأن القراءة برفع كل على الابتداء فيرجع ضمير الفاعل إليه ولو كان فيه ضمير اسم الله لكان الأولى نصب كل لأن الفعل الذي بعدها قد نصب ما هو من سببها فيصير كقولك زيداً ضرب عمرو غلامه فتنصب زيداً بفعل دل عليه ما بعده وهو أقوى من الرفع والآخر جائز
قوله تعالى ( { يؤلف بينه } ) إنما جاز دخول بين على المفرد لأن المعنى بين كل قطعة وقطعة سحابة والسحاب جنس لها ( { وينزل من السماء } ) من هاهنا لابتداء الغاية فأما ( { من جبال } ) ففي ( { من } ) وجهان أحدهما هي زائدة هذا على رأي الأخفش والثاني ليست زائدة ثم فيها وجهان أحدهما هي بدل من الأولى على إعادة الجار والتقدير وينزل من جبال السماء أي من جبال في السماء فعلى هذا يكون ( { من في } من برد ) زائدة عند قوم وغير زائدة عند آخرين والوجه الثاني أن التقدير شيئاً من جبال فحذف الموصوف واكتفى بالصفة وهذا الوجه هو الصحيح لأن قوله تعالى ( { فيها من برد } ) يحوجك إلى مفعول يعود الضمير إليه فيكون تقديره وينزل من جبال السماء جبالا فيها برد وفي ذلك زيادة حذف وتقدير مستغنى عنه وأما من الثانية ففيها وجهان أحدهما هي زائدة والثاني للتبعيض
قوله تعالى ( { من يمشي على بطنه } ) و من يمشي على أربع ( { من } ) فيهما لما لا يعقل لأنها صحبت من لمن يعقل فكان الاحسن اتفاق لفظها وقيل لما وصف هذين بالمشي والاختيار حمله على من يعقل
قوله تعالى ( { إذا فريق } ) هي للمفاجأة وقد تقدم ذكرها في مواضع
قوله تعالى ( { قول المؤمنين } ) يقرأ بالنصب والرفع وقد ذكر نظيره في مواضع
قوله تعالى ( { ويتقه } ) قد ذكر في قوله تعالى ( { يؤده إليك } )
قوله تعالى ( { طاعة } ) مبتدأ والخبر محذوف أي أمثل من غيرها ويجوز أن
____________________
(2/158)
يكون خبراً والمبتدأ محذوف أي أمرنا طاعة ولو قرىء بالنصب لكان جائزاً في العربية وذلك على المصدر أي أطيعوا طاعة وقولوا قولاً أو اتخذوا طاعة وقولاً وقد دل عليه قوله تعالى بعدها ( { قل أطيعوا الله } )
قوله تعالى ( { كما استخلف } ) نعت المصدر محذوف أي استخلافاً كما استخلف
قوله تعالى ( { يعبدونني } ) في موضع الحال من ضمير الفاعل في ليستخلفنهم أو من الضمير في ليبدلنهم ( { لا يشركون } ) يجوز أن يكون حالا بدلاً من الحال الأولى وأن يكون حالا من الفاعل في يعبدونني أي يعبدونني موحدين
قوله تعالى ( / < لا يحسبن الذين > / يقرأ بالياء والتاء وقد ذكر مثل ذلك في الانفال
قوله تعالى ( { ثلاث مرات } ) مرة في الأصل مصدر وقد استعملت ظرفاً فعلى هذا ينتصب ثلاث مرات على الظرف والعامل ليستأذن وعلى هذا في موضع ( { من قبل صلاة الفجر } ) ثلاثة أوجه أحدها نصب بدلاً من ثلاث والثاني جر بدلاً من مرات والثالث رفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أي هي من قبل وتمام الثلاث معطوف على هذا ( { من الظهيرة } ) يجوز أن تكون ( { من } لبيان الجنس ) أي حين ذلك من وقت الظهيرة وأن تكون بمعنى في وأن تكون بمعنى من أجل جر الظهيرة وحين معطوف على موضع من قبل
قوله تعالى ( { ثلاث عورات } ) يقرأ بالرفع أي هي أوقات ثلاث عورات فحذف المبتدأ والمضاف وبالنصب على البدل من الاوقات المذكورة أو من ثلاث الأولى أو على إضمار أعنى
قوله تعالى ( { بعدهن } ) التقدير بعد استئذانهن فيهن ثم حذف حرف الجر والفاعل فيبقى بعد استئذانهن ثم حذف المصدر
قوله تعالى ( { طوافون عليكم } ) أي هم طوافون
قوله تعالى ( { بعضكم على بعض } ) أي يطوف على بعض فيجوز أن تكون الجملة بدلاً من التي قبلها وأن تكون مبنية مؤكدة
قوله تعالى ( { والقواعد } ) واحدتهن قاعدة هذا إذا كانت كبيرة أي قاعدة عن النكاح ومن القعود قاعدة للفرق بين المذكر والمؤنث وهو مبتدأ و ( { من النساء } ) حال و ( { اللاتي } ) صفة والخبر ( { فليس عليهن } ) ودخلت الفاء لما في المبتدأ من معنى الشرط لأن الألف واللام بمعنى الذي ( { غير } ) حال
____________________
(2/159)
قوله تعالى ( { أو ما ملكتم } ) الجمهور على التخفيف ويقرأ ( { ملكتم } ) بالتشديد على مالم يسم فاعله والمفاتح جمع مفتح قيل هو نفس الشيء الذي يفتح به وقيل هو جمع مفتح وهو المصدر كالفتح
قوله تعالى ( { تحية } مصدر من معنى سلموا لأن سلم وحيا بمعنى
قوله تعالى ( { دعاء الرسول } ) المصدر مضاف إلى المفعول أي دعاكم الرسول ويجوز أن يكون مضافاً إلى الفاعل أي لا تهملوا دعاءه إياكم
قوله تعالى ( { لواذا } ) هو مصدر في موضع الحال ويجوز أن يكون منصوباً بيتسللون على المعنى أي يلاوذون لواذا أو يتسللون تسللاً وإنما صحت الواو في لوازاً مع انكسار ما قبلها لأنها تصح في الفعل الذي هو لأوذ ولو كان مصدر لإذ لكان لياذا مثل صام صياماً
قوله تعالى ( { عن } ) أمره الكلام محمول على المعنى لأن معنى يخالفون يميلون ويعدلون ( { أن تصيبهم } ) مفعول يحذر والله أعلم سورة الفرقان بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { ليكون } ) في اسم كان ثلاثة أوجه أحدها ألفرقان والثاني العبد والثالث الله تعالى وقرىء شاذا على عباده فلا يعود الضمير إليه
قوله تعالى ( { الذي له } ) يجوز أن يكون بدلاً من ( { الذي } ) الأولى وأن يكون خبر مبتدأ محذوف وأن يكون في موضع نصب على تقدير أعنى
قوله تعالى ( { افتراه } ) الهاء تعود على عبده في أول السورة
قوله تعالى ( { ظلما } ) مفعول جاءوا أي أتوا ظلماً ويجوز أن يكون مصدراً في موضع الحال والاساطير قد ذكرت في الانعام ( { اكتتبها } ) في موضع الحال من الاساطير أي قالوا هذه أساطير الاولين مكتتبة
قوله تعالى ( { يأكل الطعام } هو في موضع الحال والعامل فيها العامل في لهذا أو نفس الظرف ( { فيكون } ) منصوب على جواب الاستفهام أو التحضيض ( { أو يلقى إليه كنز أو تكون } ) معطوف على أنزل لأن أنزل بمعنى ينزل أو يلقى بمعنى ألقى ويأكل بالياء والنون والمعنى فيهما ظاهر
____________________
(2/160)
قوله تعالى ( { جنات } ) بدل من خيراً ( { ويجعل لك } ) بالجزم عطفاً على موضع جعل الذي هو جواب الشرط وبالرفع على الاستئناف ويجوز أن يكون من جزم سكن المرفوع تخفيفاً وأدغم
قوله تعالى ( { إذا رأتهم } ) إلى آخر الآية في موضع نصب صفة لسعير و ( { ضيقا } ) بالتشديد والتخفيف قد ذكر في الانعام ومكاناً ظرف ومنها حال منه أي مكاناً منها و ( { ثبورا } ) مفعول به ويجوز أن يكون مصدراً من معنى دعوا
قوله تعالى ( { خالدين } ) هو حال من الضمير في يشاءون أو من الضمير في لهم ( { كان على ربك } ) الضمير في كان يعود على ( { ما } ) ويجوز أن يكون التقدير كان الوعد وعداً ودل على هذا المصدر
قوله تعالى ( { وعدا } ) وقوله ( { لهم فيها } ) وخبر كان وعداً أو على ربك ( { ويوم نحشرهم } ) أي وإذكر
قوله تعالى ( { وما يعبدون } ) يجوز أن تكون الواو عاطفة وأن تكون بمعنى مع
قوله تعالى ( { هؤلاء } ) يجوز أن يكون بدلاً من عبادي وأن يكون نعتاً
قوله تعالى ( { أن نتخذ } ) يقرأ بفتح النون وكسر الخاء على تسمية الفاعل و ( { من أولياء } ) هو المفعول الاول ومن دونك الثاني وجاز دخول ( { من } ) لأنه في سياق النفي فهو كقوله تعالى ( { ما اتخذ الله من ولد } ) ويقرأ بضم النون وفتح الخاء على على مالم يسم فاعله والمفعول الاول مضمر ومن أولياء الثاني وهذا لا يجوز عند أكثر النحويين لأن ( { من } ) لا تزاد في المفعول الثاني بل في الاول كقولك ما اتخذت من أحد وليا ولا يجوز ما اتخذت أحداً من ولي ولو جاز ذلك لجاز فما منكم أحد عنه من حاجزين ويجوز أن يكون من دونك حالا من أولياء
قوله تعالى ( { إلا إنهم } ) كسرت ( إن ) لأجل اللام في الخبر وقيل لو لم تكن اللام لكسرت أيضاً لأن الجملة حالية إذ المعنى الا وهم يأكلون وقرىء بالفتح على أن اللام زائدة وتكون إن مصدرية ويكون التقدير الا أنهم يأكلون أي وما جعلناهم رسلاً إلى الناس الا لكونهم مثلهم ويجوز أن تكون في موضع الحال ويكون التقدير إنهم ذوو أكل
قوله تعالى ( { يوم يرون } ) في العامل فيه ثلاثة أوجه أحدها إذكر يوم والثاني
____________________
(2/161)
يعذبون يوم والكلام الذي بعده يدل عليه والثالث لا يبشرون يوم يرون ولا يجوز أن تعمل فيه البشرى لأمرين أحدهما أن المصدر لا يعمل فيما قبله والثاني أن المنفي لا يعمل فيما قبل لا
قوله تعالى ( { يومئذ } ) فيه أوجه أحدها هو تكرير ليوم الثاني هو خبر بشرى فيعمل فيه المحذوف و ( { للمجرمين } ) تبيين أو خبر ثان والثالث أن يكون الخبر للمجرمين والعامل في يومئذ ما يتعلق به اللام والرابع أن يعمل فيه بشرى إذا قدرت أنها منونة غير مبنية مع لا ويكون الخبر للمجرمين وسقط التنوين لعدم الصرف ولا يجوز أن يعمل فيه بشرى إذا بنيتها مع لا
قوله تعالى ( { حجرا محجورا } ) هو مصدر والتقدير حجرنا حجراً والفتح والكسر لغتان وقد قرىء بهما
قوله تعالى ( { ويوم تشقق } ) يقرأ بالتشديد والتخفيف والأصل تتشق وهذا الفعل يجوز أن يراد به الحال والاستقبال وأن يراد به الماضي وقد حكى والدليل عليه أنه عطف عليه ونزل وهو ماض وذكر بعد قوله ( { ويقولون حجرا } ) وهذا يكون بعد تشقق السماء وأما انتصاب يوم فعلى تقدير إذكر أو على معنى وينفرد الله بالملك يوم تشقق السماء ( { ونزل } ) الجمهور على التشديد ويقرأ بالتخفيف والفتح و ( { تنزيلا } على هذا مصدر من غير لفظ الفعل والتقدير نزلوا تنزيلاً فنزلوا
قوله تعالى ( { الملك } ) مبتدأ وفي الخبر أوجه ثلاثة أحدها ( { للرحمن } ) فعلى هذا يكون الحق نعتاً للملك ويومئذ معمول الملك أو معمول ما يتعلق به اللام ولا يعمل فيه الحق لأنه مصدر متأخر عنه والثاني أن يكون الخبر الحق وللرحمن تبيين أو متعلق بنفس الحق أي يثبت للرحمن والثالث أن يكون الخبر يومئذ والحق نعت للرحمن
قوله تعالى ( { يقول يا ليتني } ) الجملة حال وفي يا هاهنا وجهان ذكرناهما في قوله تعالى ( { يا ليتني كنت معهم } )
قوله تعالى ( { مهجورا } ) هو مفعول ثان لاتخذوا أي صيروا للقرآن مهجوراً بإعراضهم عنه
قوله تعالى ( { جملة } ) هو حال من القرآن أي مجتمعاً ( { كذلك } ) أي أنزل
____________________
(2/162)
كذلك فالكاف في موضع نصب على الحال أو صفة لمصدر محذوف واللام في ( { لنثبت } ) يتعلق بالفعل المحذوف
قوله تعالى ( { جئناك بالحق } ) أي بالمثل الحق أو بمثل أحسن تفسيراً من تفسير مثلهم
قوله تعالى ( { الذين يحشرون } ) يجوز أن يكون التقدير هم الذين أو أعنى الذين و ( { أولئك } ) مستأنف ويجوز أن يكون الذين مبتدأ وأولئك خبره
قوله تعالى ( { هارون } ) هو بدل
قوله تعالى ( { فدمرناهم } ) يقرأ فدمراهم وهو معطوف على إذهبا والقراءة المشهورة معطوفة على فعل محذوف تقديره فذهبا فآنذرا فكذبوهما فدمرناهم ( { وقوم نوح } ) يجوز أن يكون معطوفاً على ما قبله أى ودمرنا قوم نوح و ( { أغرقناهم } ) تبيين للتدمير ويجوز أن يكون التقدير وأغرقنا قوم نوح ( { وعادا } ) أي ودمرنا أو أهلكنا عاداً ( { وكلا } ) معطوف على ما قبله ويجوز أن يكون التقدير وذكرنا كلا لأن ( { ضربنا له الأمثال } ) في معناه وأما ( { كلا } ) الثانية فمنصوبة ب ( { تبرنا } ) لا غير
قوله تعالى ( { مطر السوء } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها أن يكون مفعولاً به ثانياً والأصل أمطرت القرية مطراً أي أوليتها أو أعطيتها والثاني أن يكون مصدراً محذوف الزوائد أي إمطار السوء والثالث أن يكون نعتاً لمحذوف أي إمطاراً مثل مطر السوء
قوله تعالى ( { هزوا } ) أي مهزواً به وفي الكلام وفي الكلام حذف تقديره يقولون ( { أهذا } ) والمحذوف حال والعائد إلى ( { الذي } ) محذوف أي بعثه و ( { رسولا } ) يجوز أن يكون بمعنى مرسل وأن يكون مصدراً حذف منه المضاف أي ذا رسول وهو الرسالة
قوله تعالى ( { إن كاد } ) هي مخففة من الثقيلة قد ذكر الخلاف فيها في مواضع أخر
قوله تعالى ( { من أضل } ) هو استفهام و ( { نشورا } ) قد ذكر في الاعراف
قوله تعالى ( { لنحيي } ) به اللام متعلقة بأنزلنا ويضعف تعلقها بطهور لأن الماء ما طهر لنحي ( { مما خلقنا } ) في موضع نصب على الحال من ( { أنعاما وأناسي } ) والتقدير أنعاماً مما خلقنا ويجوز أن يتعلق من بنسقيه لابتداء الغاية كقولك
____________________
(2/163)
أخذت من زيد مالا فإنهم أجازوا فيه الوجهين واناسي أصله أناسين جمع إنسان كسرحان وسراحين فأبدلت النون فيه ياء وأدغمت وقيل هو جمع إنسي على القياس والهاء في ( { صرفناه } ) للماء والهاء في ( { به } ) للقرآن
قوله تعالى ( { ملح } ) المشهور على القياس يقال ماء ملح وقرىء ( { ملح } ) بكسر اللام وأصله مالح على هذا وقد جاء في الشذوذ فحذفت الألف كما قالوا في بارد وبرد والتاء في فرات أصلية ووزنه فعال و ( { بينهما } ) ظرف لجعل ويجوز أن يكون حالا من برزخ
قوله تعالى ( { على ربه } ) يجوز أن يكون خبر كان و ( { ظهيرا } ) حال أو خبر ثان ويجوز أن يتعلق بظهيراً وهو الاقوى
قوله تعالى ( { إلا من شاء } ) هو استثناء من غير الجنس
قوله تعالى ( { بذنوب } ) هو متعلق ب ( { خبيرا } ) أي كفى الله خبيراً بذنوبهم
قوله تعالى ( { الذي خلق } ) يجوز أن يكون مبتدأ و ( { الرحمن } ) الخبر وأن يكون خبراً أي هو الذي أو نصباً على إضمار أعنى فيتم الكلام على العرش ويكون الرحمن مبتدأ وفاسأل به الخبر على قول الأخفش أو خبر مبتدأ محذوف أي هو الرحمن أو بدلاً من الضمير في استوى
قوله تعالى ( { به } ) فيه وجهان أحدهما الباء تتعلق ب ( { خبيرا } ) وخبيراً مفعول اسأل والثاني أن الباء بمعنى عن فتتعلق باسأل وقيل التقدير فاسأل بسؤالك عنه خبيراً ويضعف أن يكون خبيراً حالا من الفاعل في اسأل لأن الخبير لا يسأل الا على جهة التوكيد مثل ( { وهو الحق مصدقا } ) ويجوز أن يكون حالا من الرحمن إذا رفعته باستوى
قوله تعالى ( { لما تأمرنا } ) يقرأ بالتاء والياء وفي ( ما ) ثلاثة أوجه أحدها هي بمعنى الذي والثاني نكرة موصوفة وعلى الوجهين يحتاج إلى عائد والتقدير لما تأمرنا بالسجود له ثم بسجوده ثم تأمرنا ثم تأمرنا هذا على قول أبي الحسن وعلى قول سيبويه حذف ذلك كله من غير تدريج والوجه الثالث هي مصدرية أي أنسجد من أجل أمرك وهذا لا يحتاج إلى عائد والمعنى أنعبد الله لأجل أمرك
قوله تعالى ( { سراجا } ) يقرأ على الافراد والمراد الشمس وعلى الجمع بضمتين
____________________
(2/164)
أي الشمس والكواكب أو يكون كل جزء من الشمس سراجاً لانتشارها وإضاءتها في موضع دون موضع و ( { خلفه } ) مفعول ثان أو حال وأفرد لأن المعنى يخلف أحدهما الاخر فلا يتحقق هذا الا منهما والشكور بالضم مصدر مثل الشكر
قوله تعالى ( { وعباد الرحمن } ) مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما ( { الذين يمشون } ) والثاني قوله تعالى ( { أولئك يجزون } و { الذين يمشون } ) صفة
قوله تعالى ( { قالوا سلاما } ) سلاماً هنا مصدر وكانوا في مبدأ الاسلام إذا خاطبهم الجاهلون ذكروا هذه الكلمة لأن القتال لم يكن شرع ثم نسخ ويجوز أن يكون قالوا بمعنى سلموا فيكون سلاماً مصدره
قوله تعالى ( { مستقرا } ) هو تمييز وساءت بمعنى بئس و ( { يقتروا } ) بفتح الياء وفي التاء وجهان الكسر والضم وقد قرىء بهما والماضي ثلاثي يقال قتر يقتر ويقتر ويقرأ بضم الياء وكسر التاء والماضي أقتر وهي لغة وعليها جاء ( { وعلى المقتر قدره } وكان بين ذلك ) أي وكان الانفاق و ( { قوما } ) الخبر ويجوز أن يكون بين الخبر وقواماً حالا ( { إلا بالحق } ) في موضع الحال والتقدير الا مستحقين
قوله تعالى ( { يضاعف } ) يقرأ بالجزم على البدل من يلق إذ كان من معناه لأن مضاعفة العذاب لقي الاثام وقرأ بالرفع شاذا على الاستثناف ( { ويخلد } ) الجمهور على فتح الياء ويقرأ بضمها وفتح اللام على مالم يسم فاعله وماضيه أخلد بمعنى خلد ( { مهانا } ) حال والاثام اسم للمصدر مثل السلام والكلام ( { إلا من تاب } ) استثناء من الجنس في موضع نصب
قوله تعالى ( { وذرياتنا } ) يقرأ على الافراد وهو جنس في معنى الجمع وبالجمع و ( { قرة } ) هو المفعول ومن أزواجنا وذرياتنا يجوز أن يكون حالا من قرة وأن يكون معمول هب والمحذوف من هب فاؤه والأصل كسر الهاء لأن الواو لا تسقط الا على هذا التقدير مثل يعد الا أن الهاء فتحت من يهب لأنها حلقية فهي عارضة فلذلك لم تعد الواو كما لم تعد في يسع ويدع
قوله تعالى ( { إماما } ) فيه أربعة أوجه أحدها أنه مصدر مثل قيام وصيام فلم يجمع لذلك والتقدير ذوي إمام والثاني أنه جمع إمامة مثل قلادة وقلاد والثالث هو جمع آم من آم يؤم مثل حال وحلال والرابع أنه واحداً اكتفى به عن أئمة كما قال تعالى ( { نخرجكم طفلا }
____________________
(2/165)
قوله تعالى ( { ويلقون } ) يقرأ بالتخفيف وتسمية الفاعل وبالتشديد وترك التسمية والفاعل في ( { حسنت } ) ضمير الغرفة
قوله تعالى ( { ما يعبأ بكم } ) فيه وجهان أحدهما ما يعبأ بخلقكم لولا دعاؤكم أي توحيدكم والثاني ما يعبأ بعذابكم لولا دعاؤكم معه آلهة أخرى
قوله تعالى ( { فسوف يكون } ) اسم كان مضمر دل عليه الكلام المتقدم أو يكون الجزاء أو العذاب و ( { لزاما } ) أي ذا لزام أو ملازماً فأوقع المصدر موقع اسم الفاعل والله أعلم سورة الشعراء بسم الله الرحمن الرحيم
( { طسم } ) مثل الم وقد ذكر في أول البقرة ( { تلك آيات الكتاب } ) مثل ذلك الكتاب و ( { ألا يكونوا } ) مفعول له أي لئلا أو مخافة أن لا
قوله تعالى ( { فظلت } ) أي فتظل وموضعه جزم عطفاً على جواب الشرط ويجوز أن يكون رفعاً على الاستئناف
قوله تعالى ( { خاضعين } إنما ) جمع جمع المذكر لأربعة أوجه أحدها أن المراد بالاعناق عظماؤكم والثاني أنه أراد أصحاب أعناقهم والثالث أنه جمع عنق من الناس وهم الجماعة وليس المراد الرقاب والرابع أنه لما اضاف الاعناق إلى المذكر وكانت متصلة بهم في الخلقة أجرى عليها حكمهم وقال الكسائي خاضعين هو حال للضمير المجرور لا للأعناق وهذا بعيد في التحقيق لأن خاضعين يكون جارياً على غير فاعل ظلت فيفتقر إلى إبراز ضمير الفاعل فكان يجب أن يكون هم خاضعين
قوله تعالى ( { كم } ) في موضع نصب ب ( { أنبتنا } ) و ( { من كل } ) تمييز ويجوز أن يكون حالا
قوله تعالى ( { وإذ نادى } ) أي وإذكر إذ نادي و ( { إن } ) ائت مصدرية أو بمعنى أي
قوله تعالى ( { قوم } ) هو بدل مما قبله ( { ألا يتقون } ) يقرأ بالياء على الاستثناف وبالتاء على الخطاب والتقدير يا قوم فرعون وقيل هو مفعول يتقون
____________________
(2/166)
قوله تعالى ( { ويضيق صدري } ) بالرفع على الاستئناف أي وأنا يضيق صدري بالتكذيب وبالنصب عطفاً على المنصوب قبله وكذلك ( { ينطلق لساني فأرسل إلى هارون } ) أي ملكاً يعلمه أنه عضدي أو نبي معي
قوله تعالى ( { إنا رسول رب العالمين } ) في إفراده أوجه أحدها هو مصدر كالرسالة أي ذوا رسول وأنا رسالة على المبالغة والثاني أنه اكتفى بأحدهما إذا كانا على أمر واحد والثالث أن موسى عليه السلام كان هو الأصل وهارون تبع فذكر الأصل
قوله تعالى ( { من عمرك } ) في موضع الحال من سنين و ( { فعلتك } ) بالفتح وقرىء بالكسر أي المألوفة منك
قوله تعالى ( { وتلك } ) ألف الاستفهام محذوف أي أو تلك و ( { تمنها } ) في موضع رفع صفة لنعمة وحرف الجر محذوف أي بها وقيل حمل على تذكر أو تعدوا ( { أن عبدت } ) بدل من نعمة أو على إضمار هي أو من الهاء في تمنها أو في موضع جر بتقدير الباء أي بأن عبدت
قوله تعالى ( { وما رب العالمين } ) إنما جاء بما لأنه سأل عن صفاته وأفعاله أي ما صفته وما أفعاله ولو أراد العين لقال من ولذلك أجبابه موسى عليه السلام بقوله ( { رب السماوات } ) وقيل جهل حقيقة السؤال فجاء موسى بحقيقة الجواب
قوله تعالى ( { للملإ حوله } ) حال من الملإ أي كائنين حوله وقال الكوفيون الموصوف محذوف أي الذين حوله وهنا مسائل كثيرة ذكرت في الاعراف وطه
قوله تعالى ( { بعزة فرعون } اي نحلف
قوله تعالى ( { إن كنا } ) لأن كنا
قوله تعالى ( { قليلون } ) جمع على المعنى لأن الشرذمة جماعة و ( / < حذرون > / ) بغير ألف وبالألف لغتان وقيل الحاذر بالألف المتسلح ويقرأ بالدال والحاذر القوي والممتلىء أيضاً من الغيظ أو الخوف
قوله تعالى ( { كذلك } ) أي إخراجاً كذلك
قوله تعالى ( { مشرقين } ) حال والمشرق الذي دخل عليه الشروق
قوله تعالى ( { لمدركون } ) بالتخفيف والتشديد يقال أدركته وادركته
____________________
(2/167)
قوله تعالى ( { وأزلفنا } ) بالفاء أي قربنا والاشارة إلى أصحاب موسى ويقرأ شاذا بالقاف أي صيرنا قوم فرعون إلى مزلفة
قوله تعالى ( { إذ قال } ) العامل في إذ نبأ
قوله تعالى ( { هل يسمعونكم } ) يقرأ بفتح الياء والميم أي يسمعون دعاءكم فحذف المضاف لدلالة ( { تدعون } ) عليه ويقرأ بضم الياء وكسر الميم أي يسمعونكم جواب دعائكم إياهم
قوله تعالى ( { كذلك } ) منصوب ب ( { يفعلون } )
قوله تعالى ( { فإنهم عدو لي } ) أفرد على النسب أي ذوو عداوة ولذلك يقال في المؤنث هي عدو كما يقال حائض وقد سمع عدوة ( { إلا رب العالمين } ) فيه وجهان أحدهما هو استثناء من غير الجنس لأنه لم يدخل تحت الاعداء والثاني هو من الجنس لأن آباءهم قد كان منهم من يعبد الله وغير الله والله أعلم
قوله تعالى ( { الذي خلقني } ) الذي مبتدأ و ( { فهو } ) مبتدأ ثان و ( { يهدين } ) خبره والجملة خبر الذي وأما ما بعدها من الذي فصفات للذي الأولى ويجوز إدخال الواو في الصفات وقيل المعطوف مبتدأ وخبره محذوف استغناء بخبر الاول
قوله تعالى ( { واجعلني من ورثة } ) أي وارثاً من ورثة فمن متعلقة بمحذوف
قوله تعالى ( { يوم لا ينفع } ) هو بدل من يوم الاول
قوله تعالى ( { إلا من أتى الله } ) فيه وجهان أحدهما هو من غير الجنس أي لكن من أتى الله يسلم أو ينتفع والثاني أنه متصل وفيه وجهان أحدهما هو في موضع نصب بدلاً من المحذوف أو استثناء منه والتقدير لا ينفع مال ولا بنون أحداً إلا من أتى والمعنى أن المال إذا صرف في وجوه البر والبنين الصالحين ينتفع بهم من نسب إليهم وإلى صلاحهم والوجه الثاني هو في موضع رفع على البدل من فاعل ينفع وغلب من يعقل ويكون التقدير الا من مال من أو بنو من فإنه ينفع نفسه أو غيره بالشفاعة وقال الزمخشري يجوز أن يكون مفعول ينفع أي ينفع ذلك الا رجلاً أتى الله
قوله تعالى ( { إذ نسويكم } ) يجوز أن يكون العامل فيه مبين أو فعل محذوف دل عليه ضلال ولا يجوز أن يعمل فيه ضلال الله لأنه قد وصف
قوله تعالى ( { فنكون } ) هو معطوف على كرة أي لو أن لنا أن نكر فنكون أي فأن نكون
____________________
(2/168)
قوله تعالى ( { واتبعك } ) الواو للحال وقرىء شاذا ( / < وأتباعك > / على الجمع وفيه وجهان أحدهما هو مبتدأ وما بعده الخبر والجملة حال والثاني هو معطوف على ضمير الفاعل في نؤمن و ( { الأرذلون } ) صفة أي أنستوي نحن وهم
قوله تعالى ( { فتحا } ) يجوز أن يكون مصدراً مؤكداً وأن يكون مفعولاً به ويكون الفتح بمعنى المفتوح كما قالوا هذا من فتوح عمر
قوله تعالى ( { تعبثون } ) هو حال من الضمير في تبنون و ( { تخلدون } ) على تسمية الفاعل والتخفيف وعلى ترك التسمية والتشديد والتخفيف والماضي خلد وأخلد
قوله تعالى ( { أمدكم بأنعام } ) هذه الجملة مفسرة لما قبلها ولا موضع لها من الإعراب
قوله تعالى ( { أم لم تكن من الواعظين } ) هذه الجملة وقعت موقع أم لم تعظ ( { إن هذا } ) الا خلق بفتح الخاء وإسكان اللام أي افتراء الاولين أي مثل افترائهم ويجوز أن يراد به الناس أي هل نحن وأنت الا مثل من تقدم في دعوى الرسالة والتكذيب وإنا نموت ولا نعاد ويقرأ بضمتين أي عادة الاولين
قوله تعالى ( { في جنات } ) هو بدل من قوله ( { في ما ها هنا } ) بإعادة الجار
قوله تعالى ( / < فرهين > / ) هو حال ويقرأ ( { فارهين } ) بالألف وهما لغتان
قوله تعالى ( { من القالين } ) أي لقال من القالين فمن صفة للخبر متعلقة بمحذوف واللام متعلقة بالخبر المحذوف وبهذا تخلص من تقديم الصلة على الموصول إذ لو جعلت من القائلين الخبر لأعملته في لعملكم
قوله تعالى ( { أصحاب الأيكة } ) يقرأ بكسر التاء مع تحقيق الهمزة وتخفيفها بالالقاء وهو مثل الانثى والانثى وقرىء ( / < ليكة > / ) بياء بعد اللام وفتح التاء وهذا لا يستقيم إذ ليس في الكلام ليكة حتى يجعل علماً فإن ادعى قلب الهمزة لا ما فهو في غاية البعد
قوله تعالى ( { والجبلة } ) يقرأ بكسر الجيم والباء وضمها مع التشديد وهما لغتان
قوله تعالى ( { وإنه } ) الهاء ضمير القرآن ولم يجر له ذكر والتنزيل بمعنى المنزل ( { نزل به } ) يقرأ على تسمية الفاعل وهو ( { الروح الأمين } ) وعلى ترك التسمية والتشديد ويقرأ بتسمية الفاعل والتشديد والروح بالنصب أي أنزل الله جبريل بالقرآن وبه حال
____________________
(2/169)
قوله تعالى ( { بلسان } ) يجوز أن تتعلق الباء بالمنذرين وأن تكون بدلاً من به أي نزل بلسان عربي أي برسالة أو لغة
قوله تعالى ( { أو لم يكن } ) يقرأ بالتاء وفيها وجهان أحدهما هي التامة والفاعل ( { آية } ) و ( { أن يعلمه } ) بدل أو خبر مبتدأ محذوف أي أو لم تحصل لهم آية والثاني هي ناقصة وفي اسمها وجهان أحدهما ضمير القصة وأن يعلمه مبتدأ وآية خبر مقدم والجملة خبر كان والثاني اسمها آية وفي الخبر وجهان أحدهما لهم وأن يعلمه بدل أو خبر مبتدأ محذوف والثاني أن يعلمه وجاز أن يكون الخبر معرفة لأن تنكير المصدر وتعريفه سواء وقد تخصصت آية ب ( { لهم } ) ولأن علم بني إسرائيل لم يقصد به معين ويقرأ بالياء فيجوز أن يكون مثل الباء لأن التأنيث غير حقيقي وقد قرىء على الياء آية بالنصب على أنه خبر مقدم
قوله تعالى ( { الأعجمين } ) أي الاعجمين فحذف ياء النسبة كما قالوا الاشعرون أي الاشعريون وواحده أعجمي ولا يجوز أن يكون جمع أعجم لأن مؤنثه عجماء ومثل هذا لا يجمع جمع التصحيح
قوله تعالى ( { سلكناه } ) قد ذكر مثله في الحجر والله أعلم
قوله تعالى ( { فيأتيهم } ) فيقولوا هما معطوفان على يروا
قوله تعالى ( { ما أغنى عنهم } ) يجوز أن يكون استفهاماً فيكون ( { ما } ) في موضع نصب وأن يكون نفياً أي ما أغنى عنهم شيئاً
قوله تعالى ( { ذكرى } ) يجوز أن يكون مفعولاً له وأن يكون خبر مبتدأ محذوف أي الانذار ذكرى
قوله تعالى ( { يلقون } ) هو حال من الفاعل في ( { تنزل } )
قوله تعالى ( { يهيمون } ) يجوز أن يكون خبر إن فيعمل في كل واد وأن يكون حالا فيكون الخبر في كل واد
قوله تعالى ( { أي منقلب } هو صفة لمصدر محذوف والعامل ( { ينقلبون } ) أي ينقلبون انقلاباً أي منقلب ولا يعمل فيه يعلم لأن الاستفهام لا يعمل فيه ما قبله والله أعلم
____________________
(2/170)
سورة النمل بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { تلك آيات القرآن } ) هو مثل قوله ( { ذلك الكتاب } ) في أول البقرة ( { وكتاب } بالجر عطفاً على المجرور وبالرفع عطفاً على آيات وجاء بالواو كما جاء في قوله تعالى ( { ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم } ) وقد ذكر فإن قيل ما وجه الرفع عطفاً على آيات ففيه ثلاثة أوجه أحدها أن الكتاب مجموع آيات فكأن التأنيث على المعنى والثاني أن التقدير وآيات كتاب فأقيم المضاف إليه مقام المضاف والثالث أنه حسن لما صحت الاشارة إلى آيات ولو ولي الكتاب تلك لم يحسن الا ترى أنك تقول جاءتني هند وزيد ولو حذفت هنداً أو أخرتها لم يجز التأنيث
قوله تعالى ( { هدى وبشرى } ) هما في موضع الحال من آيات أو من كتاب إذا رفعت ويضعف أن يكون من المجرور ويجوز أن يكون حالا من الضمير في مبين جررت أو رفعت ويجوز أن يكونا في موضع رفع خبراً بعد خبر أو على حذف مبتدأ
قوله تعالى ( { إذ قال موسى } ) أي وإذكر
قوله تعالى ( { بشهاب } ) قبس الاضافة من باب ( ثوب خز لأن الشهاب نوع من القبس أي المقبوس والتنوين على الصفة والطاء في ( { تصطلون } ) بدل من تاء افتعل من أجل الصاد
قوله تعالى ( { نودي } ) في ضمير الفاعل ثلاثة أوجه أحدها هو ضمير موسى عليه السلام فعلى هذا في ( { إن } ) ثلاثة أوجه هي بمعنى أي لأن في النداء معنى القول والثاني هي مصدرية والفعل صلة لها والتقدير لبركة من في النار أو ببركة أي اعلم بذلك والثالث هي مخففة من الثقيلة وجاز ذلك من غير عوض لأن بورك دعاء والدعاء يخالف غيره في أحكام كثيرة والوجه الثاني لا ضمير في نودي والمرفوع به أن بورك والتقدير نودي بأن بورك كما تقول قد نودي بالرخص والثالث المصدر مضمر أي نودي النداء ثم فسر بما بعده كقوله تعالى ( { ثم بدا لهم } ) وأما ( { من } ) فمرفوعة ببورك والتقدير بورك من في جوار وبورك من حولها وقيل التقدير بورك مكان من في النار النار ومكان من حولها من الملائكة
____________________
(2/171)
قوله تعالى ( { إنه أنا الله } ) الهاء ضمير الشأن وأنا الله مبتدأ وخبر ويجوز أن يكون ضمير رب أي أن الرب أنا الله فيكون أنا فصلاً أو توكيداً أو خبر إن والله بدل منه
قوله تعالى ( { تهتز } ) هو حال من الهاء في رآها و ( { كأنها جان } ) حال من الضمير في تهتز
قوله تعالى ( { إلا من ظلم } ) هو استثناء منقطع في موضع نصب ويجوز أن يكون في موضع رفع بدلاً من الفاعل
قوله تعالى ( { بيضاء } ) حال و ( { من غير سوء } ) حال أخرى و ( { في تسع } ) حال ثالثة والتقدير آية في تسع آيات و ( { إلى } ) متعلقة بمحذوف تقديره مرسلاً إلى فرعون ويجوز أن يكون صفة لتسع أو لآيات أي واصلة إلى فرعون و ( { مبصرة } ) حال ويقرأ بفتح الميم والصاد وهو مصدر مفعول له أي تبصرة و ( { ظلما } ) حال من الضمير في جحدوا ويجوز أن يكون مفعولاً من أجله ويقرأ ( / < غلوا > / ) بالغين المعجمة والمعنى متقارب و ( { كيف } ) خبر كان و ( { عاقبة } ) اسمها و ( { من الجن } ) حال من جنوده و ( { نملة } ) بسكون الميم وضمها لغتان ( { ادخلوا } ) أتى بضمير من يعقل لأنه وصفها بصفة من يعقل ( { لا يحطمنكم } ) نهي مستأنف وقيل هو جواب الامر وهو ضعيف لأن جواب الامر لا يؤكد بالنون في الاختيار و ( { ضاحكا } ) حال مؤكدة وقيل مقدرة لأل التبسم مبدأ الضحك ويقرأ ( / < ضحكاً > / ) على أنه مصدر والعامل فيه تبسم لأنه بمعنى ضحك ويجوز أن يكون اسم فاعل مثل نصب لأن ماضيه ضحك وهو لازم
قوله تعالى ( { عذابا } ) أي تعذيباً ( { فمكث } ) بفتح الكاف وضمها لغتان ( { غير بعيد } ) أي مكاناً غير بعيد أو وقتاً أو مكثاً وفي الكلام حذف أي فجاء و ( { سبإ } ) بالتنوين على أنه اسم رجل أو بلد وبغير تنوين على أنها بقعة أو قبيلة ( { وأوتيت } ) يجوز أن يكون حالا وقد مقدرة وأن يكون معطوفاً لأن تملكهم بمعنى ملكتهم
قوله تعالى ( { ألا يسجدوا } ) في ( لا ) وجهان أحدهما ليست زائدة وموضع الكلام نصب بدلاً من أعمالهم أو رفع على تقدير هي الا يسجدوا والثاني هي زائدة وموضعه نصب بيهتدون أي لا يهتدون لأن يسجدوا أو جر على إرادة الجار ويجوز أن يكون بدلاً من السبيل أي وصدهم عن أن يسجدوا ويقرأ الا
____________________
(2/172)
اسجدوا فالا تنبيه ويا نداءه والمنادى محذوف أي يا قوم اسجدوا وقال جماعة من المحققين دخل حرف التنبيه على الفعل من غير تقدير حذف كما دخل في ( هلم )
قوله تعالى ( { ثم تول عنهم } ) أي قف عنهم حجزا لتنظر ماذا يردون ولا تقديم في هذا وقال أبو علي فيه تقديم أي فانظر ماذا يرجعون ثم تول عنهم
قوله تعالى ( { إنه من سليمان } بالكسر على الاستئناف وبالفتح بدلاً من كتاب أو مرفوع بكريم
قوله تعالى ( { ألا تعلوا } ) على موضعه رفع بدلاً من كتاب أي هو أن لا تعلوا أو في موضع نصب اي لأن لا تعلوا ويجوز أن تكون أن بمعنى أي فلا يكون لها موضع ويقرأ بالغين أي لا تزيدوا
قوله تعالى ( { ماذا } ) هو مثل قوله تعالى ( { ماذا أراد الله بهذا } ) وقد ذكر ( { وكذلك يفعلون } من تمام الحكاية عنها وقيل هو مستأنف من الله تعالى
قوله تعالى ( { أتمدونن } ) بالاظهار على الأصل وبالادغام لأنهما مثلان
قوله تعالى ( { عفريت } ) التاء زائدة لأنه من العفر يقال عفرية وعفريت و ( { آتيك } ) فعل ويجوز أن يكون اسم فاعل و ( { مستقرا } ) أي ثابتاً غير متقلقل وليس بمعنى الحصول المطلق إذ لو كان كذلك لم يذكر و ( { أأشكر } ) أم أكفر في موضع نصب أي ليبلو شكري وكفري و ( { ننظر } ) بالجزم على الجواب وبالرفع على الاستئناف
قوله تعالى ( { وصدها } ) الفاعل ( { ما كانت } ) وقيل ضمير اسم الله أي وصدها الله عما كانت ( { إنها } ) بالكسر على الاستئناف وبالفتح أي لأنها أو على البدل من ( { ما } ) وتكون على هذا مصدرية و ( { ادخلي الصرح } ) اي في الصرح وقد ذكر نظيره ( { وأسلمت } ) أي وقد أسلمت
قوله تعالى ( { فإذا هم } ) إذا هنا للمفاجأة فهي مكان وهم مبتدأ و ( { فريقان } ) الخبر و ( { يختصمون } ) صفة وهي العاملة في إذا و ( { اطيرنا } ) قد ذكر في الاعراف و ( { رهط } ) اسم للجمع فلذلك أضيف تسعة إليه و ( { يفسدون } ) صفة لتسعة أو لرهط
قوله تعالى ( { تقاسموا } ) فيه وجهان أحدهما هو أمر أي أمر بعضهم بعضاً
____________________
(2/173)
بذلك فعلى هذا يجوز في ( { لنبيتنه } ) النون تقديره قولوا لنبيتنه والتاء على خطاب الامر المأمور ولا يجوز الياء والثاني هو فعل ماض فيجوز الاوجه الثلاثة وهو على هذا تفسير لقالوا و ( { مهلك } ) قد ذكر في الكهف
قوله تعالى ( { كيف كان عاقبة } ) في كان وجهان أحدهما هي الناقصة وعاقبة مرفوعة على أنها اسمها وفي الخبر وجهان أحدهما كيف و ( { أنا دمرناهم } ) إن كسرت كان مستأنفاً وهو مفسر لمعنى الكلام وإن فتحت فيه أوجه أحدها أن يكون بدلاً من العاقبة والثاني خبر مبتدأ محذوف أي هي أنا دمرناهم والثالث أن يكون بدلاً من كيف عند بعضهم وقال آخرون لا يجوز ذلك لأن البدل من الاستفهام يلزم فيه إعادة حرفه كقولك كيف زيد أصحيح أم مريض والرابع هو في موضع نصب اي بأنا أو لأنا والوجه الثاني أن يكون خبر كان أنا دمرناهم إذا فتحت وإذا كسرت لم يجز لأنه ليس في الجملة ضمير يعود على عاقبة وكيف على هذا حال والعامل فيها كان أو ما يدل عليه الخبر والوجه الثاني من وجهي كان أن تكون التامة وكيف على هذا حال غير وإنا دمرنا بالكسر مستأنف وبالفتح على ما تقدم الا في كونها خبراً
قوله تعالى ( { خاوية } ) هو حال من البيوت والعامل الاشارة والرفع جائز على ما ذكرنا في ( { وهذا بعلي شيخا } ) و ( { بما } ) يتعلق بخاوية
قوله تعالى ( { ولوطا } ) أي وارسلنا لوطاً و ( { شهوة } )ً قد ذكر في الاعراف
قوله تعالى ( { وسلام } ) الجملة محكمية أيضاً وكذلك ( { الله خير } ) أي قل ذلك كله
قوله تعالى ( { ما كان لكم أن تنبتوا } الكلام كله ) نعت لحدائق ويجوز أن يكون مستأنفاً و ( { خلالها } ) ظرف وهو المفعول الثاني و ( { بين البحرين } ) كذلك ويجوز أن ينتصب بين بحاجز أي ما يحجز بين البحرين و ( { بشرا } قد ) ذكر في الاعراف
قوله تعالى ( { من في السماوات } ) فاعل يعلم و ( { الغيب } ) مفعوله و ( { إلا الله } ) بدل من ( من ) ومعناه لا يعلم أحد وقيل الا بمعنى غير وهي صفة لمن
قوله تعالى ( { بل ادارك } فيه قراءات إحداها ) أدرك مثل أخرج ومنهم من يلقى حركة الهمزة على اللام والثانية بل أدرك على افتعل وقد ذكر في الاعراف والثالثة ادارك وأصله تدارك ثم سكنت التاء واجتلبت لها همزة الوصل والرابع
____________________
(2/174)
تدارك أي تتابع علمهم في الاخرة أي بالاخرة والمعنى بل تم علمهم بالاخرة لما قام عليه من الادلة فما انتفعوا بل هم في شك و ( { منها } ) يتعلق ب ( { عمون } )
قوله تعالى ( { وآباؤنا } ) هو معطوف على الضمير في كنا من غير توكيده لأن المفعول فصل فجرى مجرى التوكيد
قوله تعالى ( { عسى } ) أن يكون فأن يكون فاعل عسى واسم كان مضمر فيها أي أن يكون الشأن وما بعده في موضع نصب خبر كان وقد ذكر مثله في آخر الاعراف
قوله تعالى ( { ردف لكم } ) الجمهور بكسر الدال وقرىء بالفتح وهي لغة واللام زائدة أي ردفكم ويجوز أن لا تكون زائدة ويحمل الفعل على معنى دنا لكم أو قرب أجلكم والفاعل بعض
قوله تعالى ( { ما تكن } من أكننت ) ويقرأ بفتح التاء وضم الكاف من كننت أي سترت ( { ولا تسمع } ) بالضم على إسناد الفعل إلى المخاطب ( { وما أنت بهادي العمي } ) على الاضافة بالتنوين والنصب على إعمال اسم الفاعل وتهدي على أنه فعل و ( { عن } ) يتعلق بتهدي وعداه بعن لأن معناه تصرف ويجوز أن تتعلق بالعمي ويكون المعنى أن العمي صدر عن ضلالتهم
قوله تعالى ( { تكلمهم } ) يقرأ بفتح التاء وكسر اللام مخففاً بمعنى تسمهم وتعلم فيهم من كلمه إذا جرحه ويقرأ بالضم والتشديد وهو بمعنى الأولى الا أنه شدد للتكثير ويجوز أن يكون من الكلام ( { أن الناس } ) بالكسر على الاستئناف وبالفتح أي تكلهم بأن الناس أو تخبرهم بأن الناس أو لأن الناس ( { ويوم نحشر } ) أي وإذكر يوم وكذلك ( { ويوم ينفخ في الصور } ) ففزع بمعنى فيفزع ( { وكل أتوه } ) على الفعل وآتوه بالمد على أنه اسم و ( { داخرين } حال
قوله تعالى ( { تحسبها } ) الجملة حال من الجبال أو من الضمير في ترى ( { وهي تمر } ) حال من الضمير المنصوب في تحسبها ولا يكون حالا من الضمير في جامدة إذ لا يستقيم أن تكون جامدة مارة مر السحاب والتقدير مراً مثل مر السحاب و ( { صنع الله } مصدر عمل فيه ما دل عليه تمر لأن ذلك من صنعه سبحانه فكأنه قال أصنع ذلك صنعاً وأظهر الاسم لما لم يذكر
قوله تعالى ( { خير } ) منها يجوز أن يكون المعنى أفضل منها فيكون ( { من } ) في موضع نصب ويجوز أن يكون بمعنى فضل فيكون ( { منها } ) في موضع رفع صفة
____________________
(2/175)
لخبر أي فله خير حاصل بسببها ( { من فزع } ) بالتنوين ( { يومئذ } ) بالنصب ويقرأ ( { من فزع } ) يومئذ بالاضافة وقد ذكر مثله في هود عند قوله ( { ومن خزي يومئذ } )
قوله تعالى ( { هل يجزون } ) أي يقال لهم وهو في موضع نصب على الحال أي فكبت وجوههم مقولاً لهم هل يجزون
قوله تعالى ( { الذي حرمها } ) هو صفة لرب وقرىء التي على الصفة للبلدة والله أعلم سورة القصص بسم الله الرحمن الرحيم
قد تقدم ذكر الحروف المقطعة والكلام على ذلك
قوله تعالى ( { نتلوا } ) عليك مفعوله محذوف دلت عليه صفته تقديره شيئاً من نبإ موسى وعلى قول الأخفش من زائدة و ( { بالحق } ) حال من النبأ
قوله تعالى ( { يستضعف } ) يجوز أن يكون صفة لشيعاً ( { يذبح } ) تفسير له أو حال من فاعل يستضعف ويجوز أن يكونا مستأنفين
قوله تعالى ( { منهم } ) يتعلق بنرى ولا يتعلق ب ( { يحذرون } ) لأن الصلة لا تتقدم على الموصول و ( { أن أرضعيه } ) يجوز أن ( تكون ) أن مصدرية وأن تكون بمعنى أي
قوله تعالى ( { ليكون } ) لهم اللام للصيرورة لالام الغرض والحزن والحزن لغتان
قوله تعالى ( { قرة عين } ) أي هو قرة عين و ( { لي ولك } ) صفتان لقرة وحكى بعضهم أن الوقف على ( { لا } ) وهو خطأ لأنه لو كان كذلك لقال تقتلونه أي أتقتلونه على الانكار ولا جازم على هذا
قوله تعالى ( { فارغا } ) أي من الخوف ويقرأ ( / < فرغاً > / ) بكسر الفاء وسكون الراء كقولهم ذهب دمه فرغاً أي باطلاً أي أصبح حزن فؤادها باطلاً ويقرأ ( / < فزعاً > / ) وهو ظاهر ويقرأ ( / < فرغاً > / ) أي خالياً من قولهم فرغ ألفناء إذا خلا وإن مخففة من الثقيلة وقيل بمعنى ما وقد ذكرت نظائره وجواب لولا محذوف دل عليه ( { إن كادت } ) و ( { لتكون } ) اللام متعلقة بربطنا
____________________
(2/176)
قوله تعالى ( { عن جنب } ) هو في موضع الحال إما من الهاء في به أي بعيداً أو من الفاعل في بصرت اي مستخفية ويقرأ عن جنب وعن جانب والمعنى متقارب و ( { المراضع } ) جمع مرضعة ويجوز أن يكون جمع مرضع الذي هو مصدر ( { ولا تحزن } ) معطوف على تقر و ( { على حين غفلة } ) حال من المدينة ويجوز أن يكون حالا من الفاعل أي مختلساً
قوله تعالى ( { هذا من شيعته وهذا من عدوه } ) الجملتان في موضع نصب صفة لرجلين
قوله تعالى ( { من عمل الشيطان } ) أي من تحسينه أو من تزيينه
قوله تعالى ( { بما أنعمت } ) يجوز أن يكون قسماً والجواب محذوف و ( { فلن أكون } ) تفسيرله اي لأتوبن ويجوز أن يكون استعطافاً أي كما أنعمت على فاعصمني فلن أكون و ( { يترقب } ) حال مبدلة من الحال الأولى أو تأكيداً لها أو حال من الضمير في خائفاً و ( إذا ) للمفاجأة وما بعدها مبتدأ و ( { يستصرخه } ) الخبر أو حال والخبر إذا
قوله تعالى ( { يصدر } ) يقرأ بصاد خالصة وبزاي خالصة لتجانس الدال ومنهم من يجعلها بين الصاد والزاي لينبه على أصلها وهذا إذا سكنت الصاد ومن ضم الياء حذف المفعول أي يصدر الرعاء ماشيتهم والرعاء بالكسر جمع راع كقائم وقيام وبضم الراء وهو اسم للجمع كالتوام والرحال و ( { على استحياء } ) حال و ( { ما سقيت لنا } ) أي أجر سقيك فهي مصدرية و ( { هاتين } ) صفة والتشديد والتخفيف قد ذكر في النساء في قوله تعالى ( { واللذان } ) و ( { على أن تأجرني } ) في موضع الحال كقولك أنكحتك على مائة أي مشروطاً عليك أو واجباً عليك ونحو ذلك ويجوز أن تكون حالا من الفاعل و ( { ثماني } ) ظرف
قوله تعالى ( { فمن عندك } ) يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي فالتمام ويجوز أن يكون في موضع نصب أي فقد أفضلت من عندك
قوله تعالى ( { ذلك } ) مبتدأ و ( { بيني وبينك } ) الخبر والتقدير بيننا و ( { أيما } ) نصب ب ( { قضيت } ) وما زائدة وقيل نكرة والاجلين بدل منها وهي شرطية و ( { فلا عدوان } ) جوابها والجذوة بالكسر والفتح والضم لغات وقد قرىء بهن
____________________
(2/177)
قوله تعالى ( { أن يا موسى } ) أن مفسرة لأن النداء قول والتقدير أي يا موسى وقيل هي المخففة والتقدير بأن يا موسى
قوله تعالى ( { من الرهب } من ) متعلقة بولي أي هرب من ألفزع وقيل بمدبراً وقيل بمحذوف أي يسكن من الرهب وقيل باضمم أي من أجل الرهيب والرهب بفتح الراء والهاء وبفتح الراء وإسكان الهاء وبضمها وبضم الراء وسكون الهاء لغات وقد قرىء بهن ( { فذانك } بتخفيف النون وتشديدها وقد بين في ( { واللذان يأتيانها } ) وقرىء شاذا ( / < فذانيك > / ) بتخفيف النون وياء بعدها قيل هي بدل من إحدى النونين وقيل نشأت عن الاشباع و ( { إلى } ) متعلقة بمحذوف أي مرسلاً إلى فرعون و ( { ردءا } ) حال ويقرأ بإلقاء حركة الهمزة على الراء وحذفها ( { يصدقني } ) بالجزم على الجواب وبالرفع صفة لرداء أو حالا من الضمير فيه
قوله تعالى ( { بآياتنا } ) يجوز أن يتعلق بيصلون وأن يتعلق ب ( { الغالبون } ) و ( { تكون } ) بالتاء على تأنيث العاقبة وبالياء لأن التأنيث غير حقيقي ويجوز أن يكون فيها ضمير يعود على من و ( { له عاقبة } ) ر جملة في موضع خبر كان أو تكون تامة فتكون الجملة حالا
قوله تعالى ( { ويوم القيامة } ) رالثانية فيه أربعة أوجه أحدها هو معطوف على موضع في هذه أي وأتبعناهم يوم القيامة والثاني أن يكون على حذف المضاف أي وأتبعناهم لعنة يوم القيامة والثالث أن يكون منصوباً ب ( { المقبوحين } ) ر على أن تكون الألف واللام للتعريف لا بمعنى الذي والرابع أن يكون على التبيين أي وقبحوا يوم القيامة ثم فسر بالصلة
قوله تعالى ( { بصائر } ) حال من الكتاب أو مفعول له وكذلك ( { هدى ورحمة } )
قوله تعالى ( { بجانب الغربي } ) أصله أن يكون صفة اي بالجانب الغربي ولكن حول عن ذلك وجعل صفة المحذوف ضرورة امتناع إضافة الموصوف إلى الصفة إذ كانت هي الموصوف في المعنى وإضافة الشيء إلى نفسه خطأ والتقدير جانب المكان الغربي و ( { إذ } ) معمولة للجار أو لما يتعلق به ( { وما كنت من الشاهدين } ) أي إذ قصينا و ( { تتلوا } ) في موضع نصب خبراً ثانياً أو حال من الضمير في ثاوياً ( { ولكن رحمة } ) أي أعلمناك ذاك للرحمة أو أرسلناك
قوله تعالى ( { قالوا سحران } ) هو تفسير لقوله أو لم يكفروا وساحران بالألف
____________________
(2/178)
أي موسى وهرون وقيل موسى ومحمد عليهما وسحران بغير ألف أي القرآن والتوراة ( { ومن أضل } ) استفهام في معنى النفي اي لا أحد أضل و ( { وصلنا } ) بالتشديد والتخفيف متقاربان في المعنى و ( { الذين } ) مبتدأ و ( { هم به يؤمنون } ) خبره و ( { مرتين } ) في موضع المصدر ( { أو لم نمكن لهم حرما } ) عداه بنفسه لأن معنى نمكن نجعل وقد صرح به في قوله ( { أو لم يروا أنا جعلنا حرما } ) و ( { آمنا } ) أي من الخسف وقصد الجبابرة ويجوز أن يكون بمعنى يؤمن من لجأ إليه أو ذا أمن و ( { رزقا } ) مصدر من معنى يحيى ( { وكم } ) في موضع نصب ب ( { أهلكنا } ) و ( { معيشتها } ) نصب ببطرت لأن معناه كفرت نعمتها أو جهلت شكر معيشتها فحذف المضاف وقيل التقدير في معيشتها وقد ذكر في سفه نفسه و ( { لم تسكن } ) حال والعامل فيها الاشارة ويجوز أن تكون في موضع رفع على ما ذكر في قوله تعالى ( { وهذا بعلي شيخا } الا قليلاً ) أي زماناً قليلاً
قوله تعالى ( { ثم هو } ) من أسكن الهاء شبه ثم بالواو والفاء
قوله تعالى ( { فمتاع الحياة الدنيا } ) اي فالمؤتى متاع
قوله تعالى ( { هؤلاء } ) فيه وجهان أحدهما هو مبتدأ و ( { الذين أغوينا } ) صفة لخبر هؤلاء المحذوف أي هؤلاء هم الذين أغوينا و ( { أغويناهم } ) مستأنف ذكره أبو علي في التذكرة قال ولا يجوز أن يكون أغويناهم خبراً والذين أغوينا صفة لأنه ليس فيه زيادة على ما في صفة المبتدأ
فإن قلت فقد وصله بقوله تعالى ( { كما غوينا } ) وفيه زيادة قيل الزيادة بالظرف لا تصيره أصلاً في الجملة لأن الظروف فضلات وقال غيره وهو الوجه الثاني لا يمتنع أن يكون هؤلاء مبتدأ والذين صفة وأغويناهم الخبر من أجل ما اتصل به وإن كان ظرفاً لأن الفضلات في بعض المواضع تلزم كقولك زيد عمرو في داره
قوله تعالى ( { ما كانوا إيانا يعبدون } ما ) نافية وقيل هي مصدرية والتقدير مما كانوا يعبدون أي من عبادتهم إيانا
قوله تعالى ( { ما كان لهم الخيرة } ما ) هاهنا نفي أيضاً وقيل هي مصدرية أي يختار اختيارهم بمعنى مختارهم
قوله تعالى ( { سرمدا } ) يجوز أن يكون حالا من الليل وأن يكون مفعولاً ثانياً لجعل و ( { إلى } ) يتعلق بسرمداً أو يجعل أو يكون صفة لسرمداً
____________________
(2/179)
قوله تعالى ( { الليل والنهار لتسكنوا فيه } ) التقدير جعل لكم الليل لتسكنوا فيها والنهار لتبتغوا من فضله ولكن مزج اعتماد على فهم المعنى و ( { هاتوا } ) قد ذكر في البقرة
قوله تعالى ( { ما إن مفاتحه } ما ) بمعنى الذي في موضع نصب بآيتنا وأن واسمهأوخبرها صلة الذي ولهذا كسرت ( { إن } ) و ( { لتنوء } ) بالعصبة أي تنيء العصبة فالباء معدية معاقبة للهمزة في أنأته يقال أنأته ونؤت به والمعنى تثقل العصبة وقيل هو على القلب أي لتنوء به العصبة ومن ( { الكنوز } ) يتعلق بآتينا و ( { إذ قال له } ) ظرف لآتيناه ويجوز أن يكون ظرفاً لفعل محذوف دل عليه الكلام اي بغى إذ قال له قومه
قوله تعالى ( { فيما آتاك } ما ) مصدرية أو بمعنى الذي وهي في موضع الحال أي وابتغ متقلباً فيما آتاك الله أجر الاخرة ويجوز أن يكون ظرفاً لابتغ
قوله تعالى ( { على علم } ) هو في موضع الحال و ( { عندي } ) صفة لعلم ويجوز أن يكون ظرفاً لأوتيته أي أوتيته فيما أعتقد على علم و ( { من قبله } ظرف لأهلك و ( { من } ) مفعول أهلك ومن القرون فيه وجهان أحدهما أن يتعلق بأهلك وتكون ( { من } ) لابتداء الغاية والثاني أن يكون حالا من ( { من } كقولك أهلك الله من الناس زيداً
قوله تعالى ( { ولا يسأل } ) يقرأ على مالم يسم فاعله وهو ظاهر وبتسمية الفاعل و ( { المجرمون } ) الفاعل أي لا يسألون غيرهم عن عقوبة ذنوبهم لاعترافهم بها ويقرأ ( / < المجرمين > / ) أي لا يسألهم الله تعالى
قوله تعالى ( { في زينته } ) هو حال من ضمير الفاعل في خرج و ( { ويلكم } ) مفعول فعل محذوف أي ألزمكم الله ويلكم و ( { خير لمن آمن } ) مثل قوله ( { وما عند الله خير للأبرار } ) وقد ذكر ( { ولا يلقاها } ) الضمير للكلمة التي قالها العلماء أو للإثابة لأنها في معنى الثواب أو للأعمال الصالحة و ( { بالأمس } ) ظرف لتمنوا ويجوز أن يكون حالا من مكانه لأن المراد بالمكان هنا الحالة والمنزلة وذلك مصدر
قوله تعالى ( { ويكأن الله } ) ( وي ) عند البصريين منفصلة عن الكاف والكاف متصلة بأن ومعنى ( وي ) تعجب وكأن القوم نبهوا فانتبهوا فقالوا وي كأن الامر كذا وكذا ولذلك فتحت الهمزة من ( أن ) وقال ألفراء الكاف موصولة بوي أي ويك أعلم أن الله يبسط وهو ضعيف لوجهين أحدهما أن معنى الخطاب
____________________
(2/180)
هنا بعيد والثاني أن تقدير وي أعلم لا نظير له وهو غير سائغ في كل موضع ( { لخسف } ) على التسمية وتركها وبالادغام والاظهار ويقرأ بضم الخاء وسكون السين على التخفيف والادغام على هذا ممتنع
قوله تعالى ( { تلك الدار } ) تلك مبتدأ والدار نعت و ( { نجعلها } ) الخبر
قوله تعالى ( { أعلم من جاء } من ) في موضع نصب على ما ذكر في قوله تعالى ( { أعلم من يضل عن سبيله } ) في الانعام
قوله تعالى ( { إلا رحمة } ) أي ولكن ألقى رحمة أي للرحمة
قوله تعالى ( { إلا وجهه } ) استثناء من الجنس أي الا إياه أو ما عمل لوجهه سبحانه سورة العنكبوت بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { أن يتركوا } ) أن وما عملت فيه تسد مسد المفعولين و ( { أن يقولوا } ) أي بأن يقولوا أو لأن يقولوا ويجوز أن يكون بدلاً من أن يتركوا وإذ قدرت الياء كان حالا ويجوز أن تقدر على هذا المعنى
قوله تعالى ( { ساء } ) يجوز أن يعمل عمل بئس وقد ذكر في قوله ( { بئسما اشتروا } ) ويجوز أن يكون بمعنى قبح فتكون ( { ما } ) مصدرية أو بمعنى الذي أو نكرة موصوفة وهي فاعل ساء
قوله تعالى ( { من كان يرجو } ) من شرط والجواب ( { فإن أجل الله } والتقدير لآتيه
قوله تعالى ( { حسنا }ً ) منصوب بوصينا وقيل هو محمول على المعنى والتقدير ألزمناه حسناً وقيل التقدير أيضاً ذا حسن كقوله ( { وقولوا للناس حسنا } ) وقيل معنى وصينا قلنا له أحسن حسناً فيكون واقعاً موقع المصدر أو مصدراً محذوف الزوائد
قوله تعالى ( { والذين آمنوا } ) مبتدأ و ( { لندخلنهم } الخبر ) ويجوز أن يكون ( { الذين } ) في موضع نصب على تقدير لندخلن الذين آمنوا
____________________
(2/181)
قوله تعالى ( { ولنحمل خطاياكم } ) هذه لام الامر وكأنهم أمروا أنفسهم وإنما عدل إلى ذلك عن الخبر لما فيه من المبالغة في الالتزام كما في صيغة التعجب ( { من شيء } من ) زائدة وهو مفعول اسم الفاعل ومن خطاياهم حال من شيء والتقدير بحاملين شيئاً من خطاياهم و ( { ألف سنة } ) ظرف والضمير في ( { جعلناها } ) للعقوبة أو الطوفة أو نحو ذلك ( { وإبراهيم } ) معطوف على المفعول في أنجيناه أو على تقدير وإذكر أو على أرسلنا
قوله تعالى ( { النشأة الآخرة } ) بالقصر والمد لغتان
قوله تعالى ( { ولا في السماء } ) التقدير ولا من في السماء فيها فمن معطوف على أنتم وهي نكرة موصوفة وقيل ليس فيه حذف لأن أنتم خطاب للجميع فيدخل فيهم الملائكة ثم فصل بعد الابهام
قوله تعالى ( { إنما اتخذتم } ) في ( ما ) ثلاثة أوجه أحدها هي بمعنى الذي والعائد محذوف أي اتخذتموه و ( { أوثانا } ) مفعول ثان أو حال و ( { مودة } ) الخبر على قراءة من رفع والتقدير ذوو مودة والثاني هي كافة واوثاناً مفعول ومودة بالنصب مفعول له وبالرفع على إضمار مبتدأ وتكون الجملة نعتاً لأوثان ويجوز أن يكون النصب على الصفة أيضاً أي ذوي مودة والوجه الثالث أن تكون ( ما ) مصدرية ومودة بالرفع الخبر ولا حذف في هذا الوجه في الخبر بل في اسم ( إن ) والتقدير إن سبب اتخاذكم مودة ويقرأ ( { مودة } ) بالاضافة في الرفع والنصب و ( { بينكم } ) بالجر وبتنوين مودة في الوجهين جميعاً ونصب بين وفيما يتعلق به ( { في الحياة الدنيا } ) سبعة أوجه الاول أن تتعلق باتخذتم إذا جعلت ( ما ) كافة لا على الوجهين الاخرين لئلا يؤدي إلى الفصل بين الموصول وما في الصلة بالخبر والثاني أن يتعلق بنفس مودة إذا لم تجعل بين صفة لها لأن المصدر إذا وصف لا يعمل والثالث أن تعلقه بنفس بينكم لأن معناه اجتماعكم أو وصلكم والرابع أن تجعله صفة ثانية لمودة إذا نونتها وجعلت بينكم صفة والخامس أن تعلقها بمودة وتجعل بينكم ظرف مكان فيعمل مودة فيهما والسادس أن تجعله حالا من الضمير في بينكم إذا جعلته وصفاً لمودة والسابع أن تجعله حالا من بينكم لتعرفه بالاضافة وأجاز قوم منهم أن تتعلق في بمودة وإن كان بينكم صفة لأن الظروف يتسع فيها بخلاف المفعول به
____________________
(2/182)
قوله تعالى ( { ولوطا } ) معطوف على نوح وإبراهيم وقد ذكر
قوله تعالى ( { إنا منجوك وأهلك } ) الكاف في موضع جر عند سيبويه فعلى هذا ينتصب أهلك بفعل محذوف أي وننجي أهلك وفي قول الأخفش هي في موضع نصب أو جر وموضعه نصب فتعطف على الموضع لأن الاضافة في تقدير الانفصال كما لو كان المضاف إليه ظاهراً وسيبويه يفرق بين المضمر والمظهر فيقول لا يجوز إثبات النون في التثنية والجمع مع المضمر كما في التنوين ويجوز ذلك كله مع المظهر والضمير في ( { منها } ) للعقوبة و ( { شعيبا } ) معطوف على نوح والفاء في ( { فقال } ) عاطفة على أرسلنا المقدرة ( { وعادا وثمود } ) أي وإذكر أو وأهلكنا ( { وقارون } ) وما بعده كذلك ويجوز أن يكون معطوفاً على الهاء في صدهم و ( { كلا } ) منصوب ب ( { أخذنا } ) و ( { من في } من أرسلنا ) وما بعدها نكرة موصوفة وبعض الرواجع محذوف والنون في عنكبوت أصل والتاء زائدة لقولهم في جمعه عناكب
قوله تعالى ( { ما يدعون } ) هي استفهام في موضع نصب بيدعون لا بيعلم و ( { من شيء } ) تبيين وقيل ( { ما } ) بمعنى الذي ويجوز أن تكون مصدرية وشيء مصدر ويجوز أن تكون نافية ومن زائدة وشيئاً مفعول يدعون و ( { نضربها } ) حال من الامثال ويجوز أن يكون خبراً والامثال نعت
قوله تعالى ( { إلا الذين ظلموا } ) هو استثناء من الجنس وفي المعنى وجهان أحدهما الا الذين ظلموا فلا تجادلوهم بالحسنى بل بالغلظة لأنهم يغلظون لكم فيكون مستثنى من التي هي أحسن لا من الجدال والثاني لا تجادلوهم البتة بل حكموا فيهم السيف لفرط عنادهم
قوله تعالى ( { إنا أنزلنا } ) هو فاعل يكفهم
قوله تعالى ( { والذين آمنوا } ) في موضع رفع بالابتداء و ( { لنبوئنهم } ) الخبر ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل دل عليه الفعل المذكور و ( { غرفا } ) مفعول ثان وقد ذكر نظيره في يونس والحج ( { والذين صبروا } ) خبر ابتداء محذوف
قوله تعالى ( { وكأين من دابة } ) يجوز أن يكون في موضع رفع بالابتداء ومن دابة تبيين و ( { لا تحمل } ) نعت الدابة و ( { الله يرزقها } ) جملة خبر كأين
____________________
(2/183)
وأنث الضمير على المعنى ويجوز أن يكون في موضع نصب بفعل دل عليه يرزقها ويقدر بعد كأين
قوله تعالى ( { وإن الدار الآخرة } ) أي إن حياة الدار لأنه أخبر عنها بالحيوان وهي الحياة ولام الحيوان ياء والأصل حييان فقلبت الياء واواً لئلا يلتبس بالتثنية ولم تقلب ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها لئلا تحذف إحدى الألفين
قوله تعالى ( { وليتمتعوا } ) من كسر اللام جعلها بمعنى كي ومن سكنها جاز أن يكون كذلك وأن يكون أمراً والله أعلم سورة الروم بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { من بعد غلبهم } المصدر مضاف إلى المفعول و ( { في بضع } ) يتعلق بيغلبون و ( { من قبل ومن بعد } ) مبنيان على الضم في المشهور ولقطعهما عن الاضافة وقرىء شاذا بالكسر فيهما على إرادة المضاف إليه كما قال الفرزدق
يا من رأى عارضاً يسر به % بين ذراعي وجبهة الاسد
الا أنه في البيت أقرب لأن ذكر المضاف إليه في أحدهما يدل على الاخر ويقرأ بالجر والتنوين على إعرابها كإعرابها مضافين والتقدير من قبل كل شيء ومن بعد كل شيء ( { ويومئذ } ) منصوب ب ( { يفرح } ) و ( { بنصر الله } ) يتعلق به أيضاً ويجوز أن يتعلق ب ( { ينصر } )
قوله تعالى ( { وعد الله } هو مصدر مؤكد أي وعد الله وعداً ودل ما تقدم على الفعل المحذوف لأنه وعد
قوله تعالى ( { ما خلق الله } ما ) نافية وفي التقدير وجهان أحدهما هو مستأنف لا موضع له والكلام تام قبله واولم يتفكروا مثل ( { أولم ينظروا في ملكوت السماوات } ) والثاني موضعه نصب بيتفكروا والنفي لا يمنع ذلك كما لم يمنع في قوله تعالى ( { وظنوا ما لهم من محيص } ) و ( { بلقاء ربهم } ) يتعلق ب ( كافرون ) واللام لا تمنع ذلك والله أعلم
قوله تعالى ( { وأثاروا الأرض } ) قرىء شاذا بألف بعد الهمزة وهو للإشباع لا غير ( { أكثر } ) صفة مصدر محذوف و ( ما ) مصدرية
____________________
(2/184)
قوله تعالى ( { ثم كان عاقبة الذين أساؤوا السوأى } ) يقرأ بالرفع والنصب فمن رفع جعله اسم كان وفي الخبر وجهان أحدهما السوأى ( { أن كذبوا } ) في موضع نصب مفعولاً له أي لأن كذبوا أو بأن كذبوا أو في موضع جر بتقدير الجار على قول الخليل والثاني أن كذبوا أي كان آخر أمرهم التكذيب والسوأى على هذا صفة مصدر ومن نصب جعلها خبر كان وفي الاسم وجهان أحدهما السوأى والاخر أن كذبوا على ما تقدم ويجوز أن يجعل أن كذبوا بدلاً من السوأى أو خبر مبتدأ محذوف والسوأى فعلى تأنيث الاسوأ وهي صفة لمصدر محذوف والتقدير أساءوا الاساءة السوأى وإن جعلتها إسماً أو خبراً كان التقدير الفعلة السوأى أو العقوبة السوأى ( { يبلس المجرمون } ) الجمهور على تسمية الفاعل وقد حكى شاذا ترك التسمية وهذا بعيد لأن أبلس لم يستعمل متعدياً ومخرجه أن يكون أقام المصدرمقام الفاعل وحذفه وأقام المضاف إليه مقامه أي ييبلس إبلاس المجرمين
قوله تعالى ( { حين تمسون } ) الجمهور على الاضافة والعامل فيه سبحان وقرىء منوناً على أن يجعل تمسون صفة له والعائد محذوف أي تمسون فيه كقوله تعالى ( { واتقوا يوما لا تجزي } )
قوله تعالى ( { وعشيا } ) هو معطوف على حين وله الحمد معترض وفي السموات حال من الحمد
قوله تعالى ( { ومن آياته يريكم البرق } ) فيه ثلاثة أوجه أحدها أن من آياته حال من البرق أي يريكم البرق كائناً من آياته الا أن حق الواو أن تدخل هنا على الفعل ولكن لما قدم الحال وكانت من جملة المعطوف أولاها الواو وحسن ذلك أن الجار والمجرور في حكم الظرف فهو كقوله ( { آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة } ) والوجه الثاني أن ( أن ) محذوفة أي ومن آياته أن يريكم وإن حذفت ( أن ) في مثل هذا جاز رفع الفعل والثالث أن يكون الموصوف محذوفاً أي ومن آياته آية يريكم فيها البرق فحذف الموصوف والعائد ويجوز أن يكون التقدير ومن آياته شيء أو سحاب ويكون فاعل يريكم ضمير شيء المحذوف
قوله تعالى ( { من الأرض } ) فيه وجهان أحدهما هو صفة لدعوة والثاني أن يكون متعلقاً بمحذوف تقديره خرجتم من الارض ودل على المحذوف ( { إذا أنتم }
____________________
(2/185)
{ تخرجون } ) ولا يجوز أن يتعلق ( { من } ) بتخرجون هذه لأن ما بعد إذا لا يعمل فيما قبلها
قوله تعالى ( { وهو أهون عليه } ) أي البعث أهون عليه في ظنكم وقيل أهون بمعنى هين كما قالوا الله أكبر أي كبير وقيل هو أهو على المخلوق لأنه في الابتداء نقل من نطفة إلى علقة إلى غير ذلك وفي البعث يكمل دفعة واحدة
قوله تعالى ( { فأنتم فيه سواء } ) الجملة في موضع نصب جواب الاستفهام أي هل لكم فتستووا وأما ( { تخافونهم } ) ففي موضع الحال من ضمير الفاعل في سواء أي فتساووا خائفاً بعضكم بعضاً مشاركته له في المال أي إذا لم تشارككم عبيدكم في المال فكيف تشركون في عبادة الله من هو مصنوع لله ( { كخيفتكم } ) أي خيفة كخيفتكم
قوله تعالى ( { فطرة الله } ) أي الزموا أو اتبعوا دين الله و ( { منيبين } ) حال من الضمير في الفعل المحذوف وقيل هو حال من ضمير الفاعل في أقم لأنه في المعنى للجميع وقيل فطرة الله مصدر أي فطركم فطرة
قوله تعالى ( { من الذين فرقوا } ) هو بدل من المشركين بإعادة الجار
قوله تعالى ( { ليكفروا } ) اللام بمعنى كي وقيل هو أمر بمعنى التوعد كما قال بعده فتمتعوا والسلطان يذكر لأنه بمعنى الدليل ويؤنث لأنه بمعنى الحجة وقيل هو جمع سليط كرغيف ورغفان
قوله تعالى ( { إذا هم } ) إذا مكانية للمفاجأة نابت عن الفاء في جواب الشرط لأن المفاجأة تعقيب ولا يكون أول الكلام كما أن الفاء كذلك وقد دخلت الفاء عليها في بعض المواضع زائدة
قوله تعالى ( { وما آتيتم } ما ) في موضع نصب بآتيتم والمد بمعنى أعطيتم والقصر بمعنى جئتم وقصدتم
قوله تعالى ( { ليربو } ) أي الربا ( { فأولئك } ) هو رجوع من الخطاب إلى الغيبة
قوله تعالى ( { ليذيقهم } ) متعلق بظهر أي ليصير حالهم إلى ذلك وقيل التقدير عاقبهم ليذيقهم
قوله تعالى ( { وكان حقا } ) حقاً خبر كان مقدم و ( { نصر } ) اسمها ويجوز أن
____________________
(2/186)
يكون حقاً مصدراً وعلينا الخبر ويجوز أن يكون في كان ضمير الشأن وحقاً مصدر وعلينا نصر مبتدأ وخبر في موضع خبر كان
قوله تعالى ( { كسفا } ) بفتح السين على أنه جمع كسفة وسكونها على هذا المعنى تخفيف ويجوز أن يكون مصدراً أي ذا كسف والهاء في ( { خلاله } ) للسحاب وقيل للكسف
قوله تعالى ( { من قبله } ) قيل هي تكرير لقبل الأولى والأولى أن تكون الهاء فيها للسحاب أو للريح أو للكسف والمعنى وإن كانوا من قبل نزول المطر من قبل السحاب أو الريح فتتعلق ( { من } ) بينزل
قوله تعالى ( { إلى آثار } ) يقرأ بالافراد والجمع و ( { يحيي } ) بالياء على أن الفاعل الله أو الاثر أو معنى الرحمة وبالتاء على أن الفاعل آثار أو الرحمة والهاء في ( { رأوه } ) للزرع وقد دل عليه يحيي الارض وقيل للريح وقيل للسحاب ( { لظلوا } ) أي ليظللن لأنه جواب الشرط وكذا أرسلنا بمعنى نرسل والضعف بالفتح والضم لغتان
قوله تعالى ( { لا تنفع } ) بالتاء على اللفظ وبالياء على معنى العذر أو لأنه فصل بينهما أو لأنه غير حقيقي والله أعلم سورة لقمان بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { هدى ورحمة } ) هما حالان من آيات والعامل معنى الاشارة وبالرفع على إضمار مبتدأ أي هي أو هو
قوله تعالى ( { ويتخذها } ) النصب على العطف على يضل والرفع عطف على يشتري أو على إضمار هو والضمير يعود على السبيل وقيل على الحديث لأنه يراد به الاحاديث وقيل على الايات
قوله تعالى ( { كأن لم يسمعها } ) موضعه حال والعامل ولي أو مستكبراً و ( { كأن في أذنيه وقرا } ) إما بدل من الحال الأولى التي هي كأن لم أو تبيين لها أو حال من الفاعل في يسمع
قوله تعالى ( { خالدين فيها } حال ) من الجنات والعامل ما يتعلق به لهم وإن
____________________
(2/187)
شئت كان حالا من الضمير في لهم وهو أقوى ( { وعد الله حقا } ) قد ذكر في الروم ( { بغير عمد } ) قد ذكر في الرعد
قوله تعالى ( { هذا خلق الله } ) أي مخلوقه كقولهم درهم ضرب الامين و ( { ماذا } ) في موضع نصب ب ( { خلق } ) لا بأروني لأنه استفهام فأما كون ( ذا ) بمعنى الذي فقد ذكر في البقرة و ( { لقمان } ) اسم أعجمي وإن وافق العربي فإن لقماناً فعلاناً من اللقم ( { أن أشكر } ) قد ذكر نظائره ( { وإذ قال } ) أي وإذكر و ( { بني } ) قد ذكر في هود
قوله تعالى ( { وهنا } ) المصدر هنا حال أي ذات وهن أي موهونة وقيل التقدير في وهن
قوله تعالى ( { معروفا } ) صفة مصدر محذوف أي أصحاباً معروفاً وقيل التقدير بمعروف
قوله تعالى ( { إنها إن تك } ها ) ضمير القصة أو الفعلة و ( { مثقال حبة } ) قد ذكر في الانبياء
قوله تعالى ( { من صوتك } ) هو صفة لمحذوف أي اكسر شيئاً من صوتك وعلى قول الأخفش تكون ( { من } ) زائدة وصوت الحمير إنما وحده لأنه جنس
قوله تعالى ( { نعمة } ) على الجمع ونعمة على الافراد في اللفظ والمراد الجنس كقوله ( { وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها } ) و ( { ظاهرة } ) حال أو صفة
قوله تعالى ( { من شجرة } ) في موضع الحال من ضمير الاستقرار أو من ما { والبحر } بالرفع على وجهين أحدهما هو مستأنف والثاني عطف على موضع اسم ( { إن } ) وبالنصب عطفاً على اسم ( { إن } ) وإن شئت على إضمار فعل يفسره ما بعده وضم ياء ( { يمده } ) وفتحها لغتان
قوله تعالى ( { إلا كنفس واحدة } في موضع رفع خبر خلقكم
قوله تعالى ( { بنعمة الله } حال من ضمير الفك ويجوز أن يتعلق بتجرى أي بسبب نعمة الله عز وجل
قوله تعالى ( { ولا مولود هو جاز } ) مولود يجوز أن يعطف على والد فيكون ما بعده صفة له ويجوز أن يكون مبتدأ وإن كان نكرة لأنه في سياق النفي والجملة بعده الخبر
____________________
(2/188)
قوله تعالى ( { وينزل الغيث } ) هذا يدل على قوة شبه الظرف بالفعل لأنه عطفه على قوله عنده كذا يقول ابن جني وغيره والله أعلم سورة السجدة بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { الم } ) يجوز أن يكون مبتدأ و ( { تنزيل } ) رخبره والتنزيل بمعنى المنزل وهو في المعنى كما ذكرناه في أول البقرة فعلى هذا ( { لا ريب فيه } حال من الكتاب والعامل تنزيل و ( { من رب } ) يتعلق بتنزيل أيضاً ويجوز أن يكون حالا من الضمير في فيه والعامل فيها الظرف لأن ريب هنا مبني ويجوز أن يكون تنزيل مبتدأ ولا ريب فيه الخبر ومن رب حال كما تقدم ولا يجوز على هذا أن تتعلق ( { من } ) بتنزيل لأن المصدر قد أخبر عنه ويجوز أن يكون الخبر من رب ولا ريب فيه حال من الكتاب وأن يكون خبراً بعد خبر
قوله تعالى ( { أم يقولون } ) أم هنا منقطعة أي بل أيقولون و ( { ما في } ما أتاهم ) نافية والكلام صفة لقوم
قوله تعالى ( { مما تعدون } ) يجوز أن يكون صفة لألف وأن يكون صفة لسنة
قوله تعالى ( { الذي أحسن } ) يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هو الذي أو خبراً بعد خبر والعزيز مبتدأ والرحيم صفة والذي خبره و ( { خلقه } ) بسكون اللام بدل من كل بدل الاشتمال أي أحسن خلق كل شيء ويجوز أن يكون مفعولاً أول وكل شيء ثانياً وأحسن بمعنى عرف أي عرف عباده كل شيء ويقرأ بفتح اللام على أنه فعل ماض وهو صفة لكل أو لشيء
قوله تعالى ( { أئذا ضللنا } ) بالضاد أي ذهبنا وهلكنا وبالصاد أي أنتنا من قولك صل للحم إذا أنتن والعامل في ( { إذا } ) معنى الجملة التي في أولها إنا أي إذا هلكنا نبعث ولا يعمل فيه ( { جديد } ) لأن ما بعد ( إن ) لا يعمل فيما قبلها ( { ولو ترى } ) هو من رؤية العين والمفعول محذوف أي ولو ترى المجرمين وأغنى عن ذكره المبتدأ و ( { إذ } ) هاهنا يراد بها المستقبل وقد ذكرنا مثل ذلك في البقرة والتقدير يقولون ربنا وموضع المحذوف حال والعامل فيها ( { ناكسو } )
قوله تعالى ( { فذوقوا بما نسيتم } ) رأي فذوقوا العذاب ويجوز أن يكون مفعول
____________________
(2/189)
فذوقوا ( { لقاء } ) على قول الكوفيين في إعمال الاول ويجوز أن يكون مفعول ذوقوا ( { هذا } ) أي هذا العذاب
قوله تعالى ( { تتجافى } ) و ( { يدعون ربهم } في موضع الحال و ( { خوفا وطمعا } ) قد ذكر في الاعراف
قوله تعالى ( { ما أخفي لهم } ) يجوز أن تكون ( ما ) استفهاماً وموضعها رفع بالابتداء وأخفى لهم خبره على قراءة من فتح الياء وعلى قراءة من سكنها وجعل أخفى مضارعاً تكون ( ما ) في موضع نصب بأخفى ويجوز أن تكون ( ما ) بمعنى الذي منصوبة بتعلم و ( { من قرة } ) في الوجهين حال من الضمير في أخفى و ( { جزاء } ) مصدر أي جوزوا جزاء
قوله تعالى ( { لا يستوون } ) مستأنف لا موضع له وهو بمعنى ما تقدم من التقدير و ( { نزلا } ) قد ذكر في آل عمران
قوله تعالى ( { الذي كنتم به } ) هو صفة العذاب في موضع نصب ويجوز أن يكون صفة النار وذكر على معنى الجحيم أو الحريق
قوله تعالى ( { من لقائه } ) يجوز أن تكون الهاء ضمير اسم الله أي من لقاء موسى الله فالمصدر مضاف إلى المفعول وأن يكون ضمير موسى فيكون مضافاً إلى الفاعل وقيل يرجع إلى الكتاب كما قال تعالى ( { وإنك لتلقى القرآن } ) وقيل من لقائك يا محمد موسى عليهما ليلة المعراج ( { لما } ) بالتشديد ظرف والعامل فيه جعلنا منهم أو يهددون وبالتخفيف وكسر اللام على أنها مصدرية ( { كم أهلكنا } ) قد ذكر في طه سورة الاحزاب بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { بما تعملون } ) إنما جاء بالجمع لأنه عنى بقوله تعالى ( { واتبع } ) أنت وأصحابك ويقرأ بالياء على الغيبة
قوله تعالى ( { اللاتي } ) هو جمع التي والأصل إثبات الياء ويجوز حذفها اجتزاء بالكسرة ويجوز تليين الهمزة وقلبها ياء و ( { تظاهرون } ) قد ذكر في البقرة
قوله تعالى ( { هو أقسط } ) أي دعاؤكم فأضمر المصدر لدلالة الفعل عليه ( { فإخوانكم } ) بالرفع أي فهم إخوانكم وبالنصب أي فادعوهم إخوانكم ( { ولكن ما تعمدت قلوبكم }
____________________
(2/190)
ما ) في موضع جر عطفاً على ما الأولى ويجوز أن تكون في موضع رفع على الابتداء والخبر محذوف أي تؤاخذون به
قوله تعالى ( { وأزواجه أمهاتهم } ) أي مثل أمهاتهم
قوله تعالى ( { بعضهم } ) يجوز أن يكون بدلاً وأن يكون مبتدأ و ( { في كتاب الله } ) يتعلق بأولى وافعل يعمل في الجار والمجرور ويجوز أن يكون حالا والعامل فيه معنى أولي ولا يكون حالا من أولوا الارحام للفصل بينهما بالخبر ولأنه عامل إذا و ( { من المؤمنين } ) يجوز أن يكون متصلاً بأولوا الارحام فينتصب على التبيين أي أعنى وأن يكون متعلقاً بأولى فمعنى الاول واولوا الارحام من المؤمنين أولى بالميراث من الاجانب وعلى الثاني واولوا الارحام أولى من المؤمنين والمهاجرين الاجانب ( { إلا أن تفعلوا } ) استثناء من غير الجنس
قوله تعالى ( { وإذ أخذنا } ) أي وإذكر
قوله تعالى ( { إذ جاءتكم } ) هو مثل ( { إذ كنتم أعداء } ) وقد ذكر في آل عمران و ( { إذ جاؤوكم } ) بدل من إذ الاولى و ( { الظنونا } ) بالألف في المصاحف ووجهه أنه رأس آية فشبه بأواخر الايات المطلقة لتتآخى رءوس الاي ومثله الرسولا والسبيلا على ما ذكر في القراءات ويقرأ بغير ألف على الأصل والزلزال بالكسر المصدر و ( { يثرب } ) لا ينصرف للتعريف ووزن الفعل وفيه التأنيث و ( { يقولون } ) حال أو تفسير ليستأذن و ( { عورة } ) أي ذات عورة ويقرأ بكسر الواو والفعل منه عور فهو اسم فاعل و ( { لآتوها } ) بالقصر جاءها وبالمد أي أعطوها ما عندهم من القوة والبقاء و ( { إلا يسيرا } ) أي الا لبثا أو الا زمناً ومثله الا قليلاً و ( { لا يولون } ) جواب القسم لأن عاهدوا في معنى أقسموا ويقرأ بتشديد النون وحذف الواو على تأكيد جواب القسم و ( { هلم } ) قد ذكر في الانعام الا أن ذاك متعد وهذا لازم
قوله تعالى ( { أشحة } ) هو جمع شحيح وانتصابه على الحال من الضمير في يأتون وأشحة الثاني حال من الضمير المرفوع في سلقوكم و ( { ينظرون } ) حال لأن رأيتهم أبصرتهم و ( { تدور } ) حال من الضمير في ينظرون ( { كالذي } ) أي دورانا كدوران عين الذي ويجوز أن تكون الكاف حالا من أعينهم أي مشبهة عين الذي
قوله تعالى ( { يحسبون } ) يجوز أن يكون حالا من أحد الضمائر المتقدمة إذا صح
____________________
(2/191)
المعنى وتباعد العامل فيه ويجوز أن يكون مستأنفاً و ( { بادون } ) جمع باد وقرىء ( / < بدى > / ) مثل غاز وغزى و ( { يسألون } ) حال
قوله تعالى ( { أسوة }ً ) الكسر والضم لغتان وهو اسم للتأسى وهو المصدر وهو اسم كان والخبر لكم و ( { في رسول الله } ) حال أو ظرف يتعلق بالاستقرار لا بأسوة أو بكان على قول من أجازه ويجوز أن يكون في رسول الله الخبر ولكم تخصيص وتبيين ( { لمن كان } ) قيل هو بدل من ضمير المخاطب بإعادة الجار ومنع منه الاكثرون لأن ضمير المخاطب لا يبدل منه فعلى هذا يجوز أن تتعلق بحسنة أو يكون نعتاً لها ولا تتعلق بأسوة لأنها قد وصفت و ( { كثيرا } ) نعت لمصدر محذوف
قوله تعالى ( { وصدق الله ورسوله } ) إنما أظهر الاسمين هنا مع تقدم ذكرهما لئلا يكون الضمير الواحد عن الله وغيره
قوله تعالى ( { ليجزي الله } ) يجوز أن يكون لام العاقبة وأن يتعلق بصدق أو بزادهم أو بما بدلوا
قوله تعالى ( { بغيظهم } ) يجوز أن يكون حالا وأن يكون مفعولاً به و ( { لم ينالوا } ) حال و ( { من أهل الكتاب } ) حال من ضمير الفاعل في ظاهروهم و ( { من صياصيهم } ) متعلقة بأنزل و ( { فريقا } ) منصوب ب ( { تقتلون } ) و ( { يضاعف } ) ويضعف قد ذكر
قوله تعالى ( { ومن يقنت } ) يقرأ بالياء حملاً على لفظ ( { من } ) وبالتاء على معناها ومثله و ( { وتعمل صالحا } ) ومنهم من قرأ الأولى بالتاء والثانية بالياء وقال بعض النحويين هذا ضعيف لأن التذكير اصل فلا يجعل تبعاً للتأنيث وما عللوا به قد جاء مثله في القرآن وهو قوله تعالى ( { خالصة لذكورنا ومحرم على أزواجنا } )
قوله تعالى ( { فيطمع } ) الذي يقرأ بفتح العين على جواب النهي وبالكسر على نية الجزم عطفاً على تخضعن
قوله تعالى ( { وقرن } ) يقرأ بكسر القاف وفيه وجهان أحدهما هو من وقر يقر إذا ثبت ومنه الوقار والفاء محذوفة والثاني هو من قر يقر ولكن حذفت إحدى الراءين كما حذفت إحدى اللامين في ظلت فراراً من التكرير ويقرأ بالفتح وهو من قرن لا غير وحذفت إحدى الراءين وإنما فتحت القاف على لغة في قررت أقر في المكان
____________________
(2/192)
قوله تعالى ( { أهل البيت } ) أي يا أهل البيت ويجوز أن ينتصب على التخصيص والمدح أي أعني أو أخص
قوله تعالى ( { والحافظات } ) أي الحافظات فروجهن وكذلك ( { والذاكرات } ) أي والذاكرات الله وأغنى المفعول الأول عن الاعادة
قوله تعالى ( { أن يكون لهم الخيرة } ) إنما جمع لأن أول الاية يراد به العموم
قوله تعالى ( { والله أحق أن تخشاه } ) قد ذكر مثله في التوبة
قوله تعالى ( { الذين يبلغون } ) هو نعت للذين خلوا ويجوز أن ينتصب على إضمار أعني وأن يرتفع على إضمارهم
قوله تعالى ( { ولكن رسول الله } ) أي ولكن كان رسول الله وكذلك ( { وخاتم النبيين } ) ويقرأ بفتح التاء على معنى المصدر كذا ذكر في بعض الاعاريب وقال آخرون هو فعل مثل قاتل بمعنى ختمهم وقال آخرون هو اسم بمعنى آخرهم وقيل هو بمعنى المختوم به النبيون كما يختم بالطابع وبكسرها أي آخرهم
قوله تعالى ( { تعتدونها } ) تفتعلونها من العدد أي تعدونها عليهن أو تحسبون بها عليهن وموضعه جر على اللفظ أو رفع على الموضع والسراح اسم للتسريح وليس بالمصدر
قوله تعالى ( { وامرأة مؤمنة } ) في الناصب وجهان أحدهما أحللنا في أول الاية وقد رد هذا قوم وقالوا أحللنا ماض و ( { إن وهبت } ) هو صفة للمرأة مستقبل وأحللنا في موضع جوابه وجواب الشرط لا يكون ماضياً في المعنى وهذا ليس بصحيح لأن معنى الاحلال هاهنا الإعلام بالحل إذا وقع الفعل على ذلك كما تقول أبحت لك أن تكلم فلاناً إن سلم عليك الوجه الثاني أن ينتصب بعفل محذوف أي ونحل لك امرأة ويقرأ أن وهبت بفتح الهمزة وهو بدل من امرأة بدل الاشتمال وقيل التقدير لأن وهبت و ( { خالصة } ) يجوز أن يكون حالا من الضمير في وهبت وأن يكون صفة لمصدر محذوف أي هبة خالصة ويجوز أن يكون مصدراً أي أخلصت ذلك لك إخلاصاً وقد جاءت فاعلة مصدراً مثل العاقبة والعافية و ( { لكيلا } ) يتعلق بأحللنا ( { ومن ابتغيت } من ) في موضع نصب بابتغيت وهي شرطية والجواب ( { فلا جناح عليك } ) ويجوز أن يكون مبتدأ والعائد محذوف أي والتي ابتغيتها والخبر فلا جناح
____________________
(2/193)
قوله تعالى ( { كلهن } ) الرفع على توكيد الضمير في يرضين والنصب على توكيد المنصوب في آتيتهن
قوله تعالى ( { إلا ما ملكت يمينك } ) يجوز أن يكون في موضع رفع بدلاً من النساء وأن يكون في موضع نصب على اصل الاستثناء وهو من الجنس ويجوز أن يكون من غير الجنس وقوله تعالى ( { من أزواج } ) في موضع نصب و ( { من } زائدة ) ( { إلا ما ملكت يمينك } ) يجوز أن يكون في موضع نصب بدلاً من أزواج ويجوز أن يكون الاستثناء منقطعاً
قوله تعالى ( { إلا أن يؤذن لكم } ) هو في موضع الحال أي لا تدخلوا الا مأذوناً لكم و ( { إلى } ) تتعلق بيؤذن لأن معناها تدعو و ( { غير } ) بالنصب على الحال من الفاعل في تدخلوا أو من المجرور في لكم ويقرأ بالجر على الصفة للطعام وهذا عند البصريين خطأ لأنه جرى على غيرها هو له فيجب أن يبرز ضمير الفاعل فيكون غير ناظرين أنتم
قوله تعالى ( { ولا مستأنسين } ) هو معطوف على ناظرين
قوله تعالى ( { يدنين } ) هو مثل قوله تعالى ( { قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة } ) في إبراهيم
قوله تعالى ( { ملعونين } ) هو حال من الفاعل في يجاورونك ولا يجوز أن يكون حالا مما بعد أين لأنها شرط وما بعد الشرط لا يعمل فيما قبله
قوله تعالى ( { سنة الله } ) هو منصوب على المصدر أي من ذلك سنة ( { يوم تقلب وجوههم } ) يجوز أن يكون ظرفاً لئلا يجدون ولنصيرا أو ل ( { يقولون } ) ويقولون على الوجهين الاولين حال من الوجوه لأن المراد أصحابها ويضعف أن يكون حالا من الضمير المجرور لأنه مضاف إليه ويقرأ ( { تقلب } ) يعني السعير وجوههم بالنصب
قوله تعالى ( { ليعذب الله } ) اللام تتعلق بحملها والله أعلم
____________________
(2/194)
سورة سبأ بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { في الآخرة } ) يجوز أن يكون ظرفاً العامل فيه الحمد أو الظرف وأن يكون حالا من الحمد والعامل فيه الظرف
قوله تعالى ( { يعلم } ) هو مستأنف وقيل هو حال مؤكدة
قوله تعالى ( { عالم الغيب } ) يقرأ بالرفع أي هو عالم ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر ( { لا يعزب } ) وبالجر صفة لربي أو بدلاً
قوله تعالى ( { ولا أصغر } ) بالجر عطفاً على ذرة وبالرفع عطفاً على مثقال قوله تعالى ( { ليجزي } ) تتعلق بمعنى لا يعزب فكأنه قال يحصى ذلك ليجزى
قوله تعالى ( { من رجز أليم } ) يقرأ بالجر صفة لرجز وبالرفع صفة لعذاب والرجز مطلق العذاب
قوله تعالى ( { وترى } ) هو معطوف على ليجزي ويجوز أن يكون مستأنفاً و ( { الذي أنزل } ) مفعول أول و ( { الحق } ) مفعول ثان وهو فصل وقرىء الحق بالرفع على الابتداء والخبر وفاعل ( { يهدي } ) ضمير الذي أنزل ويجوز أن يكون ضمير اسم الله ويجوز أن يعطف على موضع الحق وتكون إن محذوفة ويجوز أن يكون في موضع فاعل أي ويروه حقاً وهادياً
قوله تعالى ( { إذا مزقتم } ) العامل في إذا ما دل عليه خبر إن أي إذا مزقتم بعثتم ولا يعمل فيه ينبئكم لأن إخبارهم لا يقع وقت تمزيقهم ولا مزقتم لأن إذا مضافة إليها ولا جديد لأن ما بعد إن لا يعمل فيما قبلها وأجازه قوم في الظروف ( { افترى } ) الهمزة للإستفهام وهمزة الوصل حذفت استغناء عنها
قوله تعالى ( { نخسف بهم } ) الاظهار هو الأصل والادغام جائز لأن الفاء والباء متقاربان
قوله تعالى ( { يا جبال } ) أي وقلنا يا جبال ويجوز أن يكون تفسيرا للفصل وكذا ( { وألنا له } والطير ) بالنصب وفيه أربعة أوجه أحدها هو معطوف على موضع جبال والثاني الواو بمعنى مع والذي أو صلته الواو ( { أوبي } ) لأنها لا تنصب الا مع الفعل والثالث أن تعطف على فضلاً والتقدير وتسبيح الطير قاله الكسائي
____________________
(2/195)
والرابع بفعل محذوف أي وسخرنا له الطير ويقرأ بالرفع وفيه وجهان أحدهما هو معطوف على لفظ جبال والثاني على الضمير في أوبى وأغنت مع عن توكيده
قوله تعالى ( { أن اعمل } ) أن بمعنى أي أي أمرناه أن اعمل وقيل هي مصدرية
قوله تعالى ( { ولسليمان الريح } ) يقرأ بالنصب أي وسخرنا وبالرفع على الابتداء أو على أنه فاعل و ( { غدوها شهر } ) جملة في موضع الحال من الريح والتقدير مدة غدوها لأن الغدو مصدر وليس بزمان ( { من يعمل } من ) في موضع نصب اي وسخرنا له من الجن فريقاً يعمل أو في موضع رفع على الابتداء أو الفاعل أي وله من الجن فريق يعمل و ( { آل داود } ) أي يا آل أو أعنى آل دأود و ( { شكرا } ) مفعول له وقيل هو صفة لمصدر محذوف أي عملاً شكراً ويجوز أن يكون التقدير اشكروا شكراً
قوله تعالى ( { منسأته } ) الأصل الهمز لأنه من نسأت الناقة وغيرها إذا سقتها والمنسأة العصا التي يساق بها الا أن همزتها أبدلت ألفاً تخفيفاً وقرىء في الشاذ ( { منسأته } ) بكسر التاء على أن من حرف جر وقد قيل غلط قاريها وقال ابن جني سميت العصا سأة لأنها تسوء فهي فلة والعين محذوفة وفيه بعد
قوله تعالى ( { تبينت } ) على تسمية الفاعل والتقدير تبين أمر الجن و ( { أن لو كانوا } ) في موضع رفع بدلاً من أمر المقدر لأن المعنى تبينت الانس جهل الجن ويجوز أن يكون في موضع نصب أي تبينت الجن جهلها ويقرأ بينت على ترك تسمية الفاعل وهو على الوجه الاول بين
قوله تعالى ( { لسبإ } ) قد ذكر في النمل و ( { مساكن } ) جمع مسكن بالفتح والكسر وهما المنزل موضع السكون ويجوز أن يكون مصدراً فيكون الواحد مفتوحاً مثل المقعد والمطلع والمكان بالكسر و ( { آية } ) اسم كان و ( { جنتان } ) بدل منها أو خبر مبتدأ محذوف
قوله تعالى ( { بلدة } ) أي هذه بدة ( { ورب } ) أي وربكم رب أو ولكم رب ويقرأ شاذا ( / < بلدة طيبة وربا > / ) بالنصب على أنه مفعول الشكر
قوله تعالى ( { أكل خمط } ) يقرأ بالتنوين والتقدير أكل أكل خمط فحذف المضاف لأن الخمط شجر والاكل ثمرة وقيل التقدير أكل ذي خمط وقيل هو
____________________
(2/196)
بدل منه وجعل خمط أكلا لمجاورته إياه وكونه سبباً له ويقرأ بالاضافة وهو ظاهر و ( { قليل } ) نعت لأكل ويجوز أن يكون نعتاً لخمط وأثل وسدر
قوله تعالى ( { ربنا } ) يقرأ بالنصب على النداء و ( { باعد } ) وبعد على على السؤال ويقرأ بعد على لفظ الماضي ويقرأ ربنا وباعد وبعد على الخبر و ( { ممزق } ) مصدر أو مكان
قوله تعالى ( { صدق عليهم } ) بالتخفيف و ( { إبليس } ) فاعله و ( { ظنه } ) بالنصب على أنه مفعول كأنه ظن فيهم أمراً وواعده نفسه فصدقه وقيل التقدير صدق في ظنه فلما حذف الحرف وصل الفعل ويقرأ بالتشديد على هذا المعنى ويقرأ إبليس بالنصب على أنه مفعول وظنه فاعل كقول الشاعر
فإن يك ظني صادقاً وهو صادقي % ويقرأ برفعهما بجعل الثاني بدل الاشتمال
قوله تعالى ( { من يؤمن } ) يجوز أن يكون بمعنى الذي فينتصب بتعلم وأن يكون استفهاماً موضع رفع بالابتداء و ( { منها } ) إما على التبيين أي لشك منها أي بسببها ويجوز أن يكون حالا من شك وقيل ( { من } ) بمعنى في
قوله تعالى ( { إلا لمن أذن } ) يجوز أن تتعلق اللام بالشفاعة لأنك تقول شفعت له وأن تتعلق بتنفع ( { فزع } ) بالتشديد على مالم يسم فاعله والقائم مقام الفاعل ( { عن قلوبهم } ) والمعنى أزيل عن قلوبهم وقيل المسند إليه الفعل مضمر دل عليه الكلام أي نحى الخوف ويقرأ بالفتح على التسمية أي فزع الله اي كشف عنها ويقرأ فرغ أي أخلى وقرىء شاذا ( / < افرنقع > / ) أي تفرق ولا تجوز القراءة بها
قوله تعالى ( { أو إياكم } ) معطوف على اسم إن وأما الخبر فيجب أن يكون مكرراً كقولك إن زيداً وعمراً قائم التقدير إن زيداً قائم وإن عمراً قائم واختلفوا في الخبر المذكور فقال بعضهم هو للأول وقال بعضهم هو للثاني فعلى هذا يكون ( { لعلى هدى } ) خبر الاول و ( { أو في ضلال } ) معطوف عليه وخبر المعطوف محذوف لدلالة المذكور عليه وعكسه آخرون والكلام على المعنى غير الإعراب لأن المعنى إنا على هدى من غير شك وأنتم على ضلال من غير شك ولكن خلطه في اللفظ على عادتهم في نظائره كقولهم أخزى الله الكاذب مني ومنك
قوله تعالى ( { إلا كافة } هو حال من المفعول في أرسلناك والهاء زائدة للمبالغة و ( { للناس } ) متعلق به أي وما أرسلناك الا كافة للناس عن الكفر والمعاصي وقيل
____________________
(2/197)
هو حال من الناس الا أنه ضعيف عند الاكثرين لأن صاحب الحال مجرور ويضعف هنا من وجه آخر وذاك أن اللام على هذا تكون بمعنى إلى إذ المعنى أرسلناك إلى الناس ويجوز أن يكون التقدير من أجل الناس
قوله تعالى ( { ميعاد يوم } ) هو مصدر مضاف إلى الظرف والهاء في ( { عنه } ) يجوز أن تعود على الميعاد وعلى اليوم وإلى أيهما أعدتها كانت الجملة نعتاً له
قوله تعالى ( { بل مكر الليل } ) مثل ميعاد يوم ويقرأ بفتح الكاف وتشديد الراء والتقدير بل صدنا كرور الليل والنهار علينا ويقرأ كذلك الا أنه بالنصب على تقدير مدة كرورهما قوله تعالى ( { زلفى } ) مصدر على المعنى أي يقربكم قربى ( { إلا من آمن } ) يجوز أن يكون في موضع نصب استثناء منقطعاً وأن يكون متصلاً مستثنى من المفعول في يقربكم وأن يكون مرفوعاً بالابتداء وما بعده الخبر
قوله تعالى ( { وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه } ) في ( ما ) وجهان أحدهما شرطية في موضع نصب والفاء جواب الشرط ومن شيء تبيين والثاني هو بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء وما بعد الفاء الخبر
قوله تعالى ( { أهؤلاء } ) مبتدأ و ( { إياكم } ) في موضع نصب ب ( { يعبدون } ) ويعبدون خبر كان وفيه دلالة على جواز تقديم خبر كان عليها لأن معمول الخبر بمنزلته
قوله تعالى ( { أن تقوموا } ) هو في موضع جر بدلاً من واحدة أو رفع على تقدير هي أن تقوموا أو نصب على تقدير أعنى و ( { تتفكروا } ) معطوف على تقوموا و ( { ما بصاحبكم } ) نفي ( { بين يدي } ) ظرف لنذير ويجوز أن يكون نعتاً لنذير ويجوز أن يكون لكم صفة لنذير فيكون بين ظرفاً للإستقرار أو حالا من الضمير في الجار أو صفة أخرى
قوله تعالى ( { علام الغيوب } ) بالرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف أو خبر ثان أو بدل من الضمير في يقذف أو صفة على الموضع وبالنصب صفة لإسم ( { إن } ) أو على إضمار أعنى
قوله تعالى ( { فلا فوت } ) أي فلا فوت لهم و ( { التناوش } ) بغير همز من ناش
____________________
(2/198)
ينوش إذا تناول والمعنى من أين لهم تناول السلامة ويقرأ بالهمز من أجل ضم الواو وقيل هي أصل من ناشه يناشه إذا خلصه والله أعلم سورة فاطر بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { فاطر السماوات } ) الاضافة محضة لأنه للماضي لا غير فأما ( { جاعل الملائكة } ) فكذلك في أجود المذهبين وأجاز قوم أن تكون غير محضة على حكاية الحال و ( { رسلا } ) مفعول ثان و ( { أولي } ) بدل من رسل أو نعت له ويجوز أن يكون جاعل بمعنى خالق فيكون رسلاً حالا مقدرة و ( { مثنى } ) نعت لأجنحة وقد ذكر الكلام في هذه الصفات المعدولة في أول النساء و ( { يزيد في الخلق } ) مستأنف
قوله تعالى ( { ما يفتح الله } ما ) شرطية في موضع نصب بيفتح و ( { من } ) رحمة تبيين لما
قوله تعالى ( { من خالق غير الله } يقرأ بالرفع وفيه وجهان أحدهما هو صفة لخالق على الموضع وخالق مبتدأ والخبر محذوف تقديره لكم أو للأشياء والثاني أن يكون فاعل خالق اي هل يخلق غير الله شيئاً ويقرأ بالجر على الصفة لفظاً ( { يرزقكم } ) يجوز أن يكون مستأنفاً ويجوز أن يكون صفة لخالق
قوله تعالى ( { الذين كفروا } يجوز أن يكون مبتدأ وما بعده الخبر وأن يكون صفة لحزبه أو بدلاً منه وأن يكون في موضع جر صفة لأصحاب السعير أو بدل منه والله أعلم
قوله تعالى ( { حسرات } ) يجوز أن يكون حالا أي متلهفة وأن يكون مفعولاً له
قوله تعالى ( { يرفعه } ) الفاعل ضمير العمل والهاء للكلم أي أي العمل الصالح يرفع الكلم وقيل الفاعل اسم الله فتعود الهاء على العمل
قوله تعالى ( { ومكر أولئك } ) مبتدأ والخبر ( { يبور } ) وهو فصل أو توكيد ويجوز أن يكون مبتدأ ويبور الخبر والجملة خبر مكر
____________________
(2/199)
قوله تعالى ( { سائغ شرابه } ) سائع على فاعل وبه يرتفع شرابه لاعتماده على ما قبله ويقرأ ( / < أسيغ > / ) بالتشديد وهو فعيل مثل سيد ويقرأ بالتخفيف مثل ميت وقد ذكر
قوله تعالى ( { ولو كان ذا قربى } ) أي لو كان المدعو ذا قربى ويجوز أن يكون حالا وكان تامة
قوله تعالى ( { ولا النور ولا الظل ولا الحرور } ) لا فيها زائدة لأن المعنى الظلمات لا تساوي النور وليس المراد أن النور في نفسه لا يستوي وكذلك ( لا ) في ( ولا الاموات )
قوله تعالى ( { جاءتهم رسلهم } ) حال وقد مقدرة أي كذب الذين من قبلهم وقد جاءتهم رسلهم
قوله تعالى ( { ألوانها } ) مرفوع بمختلف و ( { جدد } ) بفتح الدال جمع جدة وهي الطريقة ويقرأ بضمها وهو جمع جديد ( { وغرابيب سود } ) الأصل وسود غرابيب لأن الغربيب تابع للأسود يقال أسود غربيب كما تقول أسود حالك و ( { كذلك } ) في موضع نصب أي اختلافاً مثل ذلك و ( { العلماء } ) بالرفع وهو الوجه ويقرأ برفع اسم الله ونصب العلماء على معنى إنما يعظم الله من عباده العلماء
قوله تعالى ( { يرجون تجارة } ) هو خبر إن و ( { ليوفيهم } ) تتعلق بيرجون وهي لام الصيرورة ويجوز أن يتعلق بمحذوف أي فعلوا ذلك ليوفيهم
قوله تعالى ( { هو الحق } ) يجوز أن يكون هو فصلاً وأن يكون مبتدأ و ( { مصدقا } ) حال مؤكدة
قوله تعالى ( { جنات عدن } ) يجوز أن يكون خبراً ثانياً لذلك أو خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ والخبر ( { يدخلونها } ) وتمام الاية قد ذكر في الحج
قوله تعالى ( { دار المقامة } ) مفعول أحلنا وليس بظرف لأنها محدودة ( { لا يمسنا } ) هو حال من المفعول الاول
قوله تعالى ( { فيموتوا } ) هو منصوب على جواب النفي و ( { عنهم } ) يجوز أن يقوم مقام الفاعل و ( { من عذابها } ) في موضع نصب ويجوز العكس ويجوز أن تكون ( { من } ) زائدة فيتعين له الرفع و ( { كذلك } في موضع نصب نعتاً لمصدر محذوف أي نجزي جزاء مثل ذلك
____________________
(2/200)
قوله تعالى ( { صالحا غير الذي } ) يجوز أن يكونا صفتين لمصدر محذوف أو لمفعول محذوف ويجوز أن يكون صالحاً نعتاً للمصدر وغير الذي مفعول و ( { ما } ) يتذكر أي زمن ما يتذكر ويجوز أن تكون نكرة موصوفة أي تعميراً يتذكر فيه
قوله تعالى ( { أن تزولا } يجوز أن يكون مفعولاً له أي مخافة أن تزولا أو عن ويمسك أي يحبس و ( { إن أمسكهما } ) أي ما يمسكهما فإن بمعنى ما وأمسك بمعنى يمسك وفاعل ( { زادهم } ) ضمير النذير و ( { استكبارا } ) مفعول له وكذلك ( { ومكر السيء } ) والجمهور على تحريك الهمزة وقرىء بإسكانها وهو عند الجمهور لحن وقيل أجرى الوصل مجرى الوقف وقيل شبه المنفصل بالمتصل لأن الياء والهمزة من كلمة ولا كلمة أخرى فأسكن كما سكن إبل والله أعلم سورة يس بسم الله الرحمن الرحيم
الجمهور على اسكان النون وقد ذكر نظيره ومنهم من يظهر النون لأنه حقق بذلك إسكانها وفى الغنة ما يقربها من الحركة من أجل الوصل المحض وفى الاظهار تقريب للحرف من الوقف عليه ومنهم من يكسر النون على أصل التقاء الساكنين ومنهم من يفتحها كما يفتح أين وقيل الفتحة اعراب ويس اسم للسورة كهابيل والتقدير اتل يس ( { والقرآن } ) قسم على كل وجه
قوله تعالى ( { على صراط } ) هو خبر ثان لإن ويجوز أن يكون حالا من الضمير فى الجار ( { تنزيل العزيز } ) أي هو تنزيل العزيز والمصدر بمعنى المفعول أي منزل العزيز ويقرأ بالنصب على أنه مصدر أي نزل تنزيلا وبالجر أيضاً صفة للقرآن ( { لتنذر } ) يجوز أن تتعلق اللام بتنزيل وأن تتعلق بمعنى قوله من المرسلين أي مرسل لتنذر و ( { ما } ) نافية وقيل هي بمعنى الذي أي تنذرهم العذاب الذي أنذره آباؤهم وقيل هي نكرة موصوفة وقيل هي زائدة
قوله تعالى ( { فأغشيناهم } ) بالغين أي غطينا أعين بصائرهم فالمضاف محذوف ويقرأ بالعين أي أضعفنا بصائرهم عن إدراك الهدى كما تضعف عين الاعشى
قوله تعالى ( { وكل شيء } ) مثل ( { وكل إنسان ألزمناه } ) وقد ذكر
____________________
(2/201)
قوله تعالى ( { واضرب لهم مثلا أصحاب القرية } ) اضرب هنا بمعنى اجعل وأصحاب مفعول أول ومثلاً مفعول ثان وقيل هو بمعنى إذكر والتقدير مثلاً مثل أصحاب فالثاني بدل من الأول و ( { إذ جاءها } ) مثل إذ انتبذت وقد ذكر و ( { إذ } ) الثانية بدل من الأولى ( { فعززنا } ) بالتشديد والتخفيف والمفعول محذوف أي قويناهما
قوله تعالى ( { أئن ذكرتم } ) على لفظ الشرط وجوابه محذوف أي إن ذكرتم كفرتم ونحوه ويقرأ بفتح الهمزة أي لأذكرتم ويقرأ شاذا ( / < أين ذكرتم > / ) أي عملكم السيء لازم لكم أين ذكرتم والكاف مخففة في هذا الوجه
قوله تعالى ( { وما لي } ) الجمهور على فتح الياء لأن ما بعدها في حكم المتصل بها إذ كان لا يحسن الوقف عليها والابتداء بما بعدها و ( { ما لي لا أرى الهدهد } ) بعكس ذلك
قوله تعالى ( { لا تغن عني } ) هو جواب الشرط ولا يجوز أن تقع ( ما ) مكان ( لا ) هنا لأن ( ما ) تنفي ما في الحال وجواب الشرط مستقبل لا غير
قوله تعالى ( { بما غفر لي } ) في ( ما ) ثلاثة أوجه أحدها مصدرية أي بغفرانه والثاني بمعنى الذي أي بالذنب الذي غفره والثالث استفهام على التعظيم ذكره بعض الناس وهو بعيد لأن ( ما ) في الاستفهام إذا دخل عليه حرف الجر حذفت ألفها وقد جاء في الشعر بغير حذف
قوله تعالى ( { وما أنزلنا } ما ) نافية وهكذا ( { وما كنا } ) ويجوز أن تكون ( ما ) الثانية زائدة أي وقد كنا وقيل هي اسم معطوف على جند
قوله تعالى ( { إن كانت إلا صيحة } ) اسم كان مضمر أي ما كانت الصيحة الا صيحة والغرض وصفها بالاتحاد وإذا للمفاجأة والله أعلم
قوله تعالى ( { يا حسرة } ) فيه وجهان أحدهما أن حسرةً منادى أي يا حسرةً احضري فهذا وقتك و ( { على } ) تتعلق بحسرة فلذلك نصبت كقولك يا ضارباً رجلاً والثاني المنادى محذوف وحسرة مصدر أي أتحسر حسرة ويقرأ في الشاذ ( { يا حسرة على العباد } ) أي يا تحسيرهم فالمصدر مضاف إلى الفاعل ويجوز أن يكون مضافاً إلى المفعول أي أتحسر على العباد
قوله تعالى ( { ما يأتيهم من رسول } ) الجملة تفسير سبب الحسرة ( { وكم أهلكنا } )
____________________
(2/202)
قد ذكر و ( { أنهم إليهم } ) بفتح الهمزة وهي مصدرية وموضع - - - بدل من موضع كم أهلكنا والتقدير ألم يروا أنهم إليهم ويقرأ بكسر الهمزة على الاستئناف
قوله تعالى ( { وإن كل } ) قد ذكر في آخر هود
قوله تعالى ( { وآية لهم } ) مبتدأ ولهم الخبر و ( { الأرض } ) مبتدأ و ( { أحييناها } ) الخبر والجملة تفسير للآية وقيل الأرض مبتدأ وآية خبر مقدم وأحييناها تفسير الاية ولهم صفة آية
قوله تعالى ( { من العيون } ) من على قول الأخفش زائدة وعلى قول غيره المفعول محذوف أي من العيون ما ينتفعون به ( { وما عملته } ) في ( ما ) ثلاثة أوجه أحدها هي بمعنى الذي والثاني نكرة موصوفة وعلى كلا الوجهين هي في موضع جر عطفاً على ثمرة ويجوز أن يكون نصباً على موضع من ثمره والثالث هي نافية ويقرأ بغير هاء ويحتمل الاوجه الثلاثة الا أنها نافية بضعف لأن عملت لم يذكر لها مفعول
قوله تعالى ( { والقمر } ) بالرفع مبتدأ و ( { قدرناه } ) الخبر وبالنصب على فعل مضمر أي وقدرنا القمر لأنه معطوف على اسم قد عمل فيه الفعل فحمل على ذلك ومن رفع قال هو محمول على وآية لهم في الموضعين وعلى والشمس وهي أسماء لم يعمل فيها فعل و ( { منازل } ) أي ذا منازل فهو حال أو مفعول ثان لأن قدرنا بمعنى صيرنا وقيل التقدير قدرنا له منازل و ( العرجون ) فعول والنون أصل وقيل هي زائدة لأنه من الانعراج وهذا صحيح المعنى ولكن شاذ في الاستعمال وقرأ بعضهم ( { سابق النهار } ) بالنصب وهو ضعيف وجوازه على أن يكون حذف التنوين لالتقاء الساكنين وحمل ( { يسبحون } ) على من يعقل لوصفها بالجريان والسباحة والادراك والسبق
قوله تعالى و ( { إنا } ) يجوز أن تكون خبر مبتدأ محذوف أي هي أنا وقيل هي مبتدأ وآية لهم الخبر وجاز ذلك لما كان لأنا تعلق بما قبلها والهاء والميم في ( { ذريتهم } ) لقوم نوح وقيل لأهل مكة ( { فلا صريخ } ) الجمهور على الفتح ويكون ما بعده مستأنفاً وقرىء بالرفع والتنوين ووجهه ما ذكرنا في قوله ( { ولا خوف عليهم } )
____________________
(2/203)
قوله تعالى ( { إلا رحمة } ) هو مفعول له أو مصدر وقيل التقدير الا برحمة وقيل هو استثناء منقطع ( { يخصمون } ) مثل قوله يهد وقد ذكر في يونس
قوله تعالى ( { يا ويلنا } ) هو مثل قوله ( { يا حسرة } ) وقال الكوفيون وي كلمة ولنا جار ومجرور والجمهور على ( { من بعثنا } ) أنه استفهام وقرىء شاذا من بعثنا على أنه جار ومجرور يتعلق بويل و ( { هذا } ) مبتدأ و ( { ما وعد } ) الخبر و ( { ما } ) بمعنى الذي أو نكرة موصوفة أو مصدر وقيل هذا نعت لمرقدنا فيوقف عليه وما وعد مبتدأ والخبر محذوف أي حق ونحوه أو خبر والمبتدأ محذوف أي هذا أو بعثنا
قوله تعالى ( { في شغل } ) هو خبر إن و ( { فاكهون } ) خبر ثان أو هو الخبر وفي شغل يتعلق به ويقرأ ( / < فاكهين > / ) على الحال من الضمير في الجار والشغل بضمتين وبضم بعده سكون وبفتحتين وبفتحة بعدها سكون لغات قد قرىء بهن
قوله تعالى ( { في ظلال } ) يجوز أن يكون خبرهم ( { على الأرائك } ) مستأنف وأن يكون الخبر ( { متكئون } ) وفي ظلال حال وعلى الآرائك منصوب بمتكئون وظلال جمع ظل مثل ذيب وذياب أو ظلة مثل قبة وقباب والظلل جمع ظلة لا غير ( { ما يدعون } ) في ( { ما } ) ثلاثة أوجه هي بمعنى الذي ونكرة ومصدرية وموضعها مبتدأ والخبر لهم وقيل الخبر ( { سلام } ) وقيل سلام صفة ثانية لما وقيل سلام خبر مبتدأ محذوف أي هو سلام وقيل هو بدل من ( { ما } ) ويقرأ بالنصب على المصدر ويجوز أن يكون حالا من ( { ما } ) أو من الهاء المحذوفة أي ذا سلامة أو مسلماً و ( { قولا } مصدر أي يقول الله ذلك لهم قولاً أو يقولون قولاً و ( { من } ) صفة لقول
قوله تعالى ( { جبلا } ) فيه قراءات كثيرة كلها لغات بمعنى واحد
قوله تعالى ( { إن هو } ) الضمير للمعلم أي أن ما علمه ذكر ودل عليه ( { وما علمناه } لتنذر ) بالتاء على الخطاب وبالياء على الغيبة أو على أنه للقرآن
قوله تعالى ( { ركوبهم } ) بفتح الراء اي مركوبهم كما قالوا حلوب بمعنى محلوب وقيل هو النسب أي ذو ركوب وقرىء ( / < ركوبتهم > / ) بالتاء مثل حلوبتهم ويقرأ بضم الراء أي ذو ركوبهم أو يكون المصدر بمعنى المفعول مثل الخلق
____________________
(2/204)
و ( { رميم } ) بمعنى رامم أو مرموم و ( { كن فيكون } ) قد ذكر في سورة النحل والله أعلم سورة الصافات بسم الله الرحمن الرحيم
الواو للقسم وجواب القسم إن إلهكم و ( { صفا } ) مصدر مؤكد وكذلك ( { زجرا } ) وقيل صفاً مفعول به لأن الصف قد يقع على المصفوف و ( { رب السماوات } ) بدل من واحد أو خبر مبتدأ محذوف أي هو رب
قوله تعالى ( { بزينة الكواكب } ) يقرأ بالاضافة وفيه وجهان أحدهما أن يكون من إضافة النوع إلى الجنس كقولك باب حديد فالزينة كواكب والثاني أن تكون الزينة مصدراً أضيف إلى الفاعل وقيل إلى المفعول أي زينا السماء بتزييننا الكواكب ويقرأ بتنوين الاول ونصب الكواكب وفيه وجهان أحدهما إعمال المصدر منونا في المفعول والثاني بتقدير أعنى ويقرأ بتنوين الاول وجر الثاني على البدل وبرفع الثاني بالمصدر أي بأن زينتها الكواكب أو بأن زينت الكواكب أو على تقدير هي الكواكب
قوله تعالى ( { وحفظا } ) أي وحفظناها حفظاً و ( { من } ) يتعلق بالفعل المحذوف
قوله تعالى ( { لا يسمعون } ) جمع على معنى كل وموضع الجملة جر على الصفة أو نصب على الحال أو مستأنف ويقرأ بتخفيف السين وعداه بإلى حملاً على المعنى يصفون وبتشديدها والمعنى واحد و ( { دحورا } ) يجوز أن يكون مصدراً من معنى يقذفون أو مصدراً في موضع الحال أو مفعولاً له ويجوز أن يكون جمع داحر مثل قاعد وقعود فيكون حالا ( { إلا من } ) استثناء من الجنس أي لا يستمعون الملائكة الا مخالسة ثم يتبعون بالشهب وفي ( { خطف } كلام ) قد ذكر في أوائل البقرة و ( { الخطفة } ) مصدر والألف واللام فيه للجنس أو للمعهود منهم
قوله تعالى ( { بل عجبت } ) بفتح التاء على الخطاب وبضمها قيل الخبر عن النبي وقيل هو عن الله تعالى والمعنى عجب عباده وقيل المعنى أنه بلغ حدا يقول القائل في مثله عجبت
قوله تعالى ( { وأزواجهم } ) الجمهور على النصب أي واحشروا أزواجهم
____________________
(2/205)
أو هو بمعنى مع وهو فى المعنى أقوى وقرىء شاذا بالرفع عطفاً على الضمير فى ظلموا ( { لا تناصرون } ) فى موضع الحال وقيل التقدير فى أن لا تناصرون و ( { يتساءلون } ) حال
قوله تعالى ( { لذائقوا العذاب } ) الوجه الجر بالاضافة وقرىء شاذا بالنصب وهو سهو من قارئه لأن اسم الفاعل تحذف منه النون وينصب إذا كان فيه الألف واللام
قوله تعالى ( { فواكه } ) هو بدل من رزق أو على تقدير هو و ( { مكرمون } ) بالتخفيف والتشديد للتكثير و ( { في جنات } ) يجوز أن يكون ظرفاً وأن يكون حالا وأن يكون خبراً ثانيا وكذلك ( { على سرر } ) ويجوز أن تتعلق على ب ( { متقابلين } ) ويكون متقابلين حالا من مكرمون أو من الضمير في الجار و ( { يطاف عليهم } ) يجوز أن يكون مستأنفاً وأن يكون كالذي قبله وأن يكون صفة لمكرمون و ( { من } ) معين نعت لكأس وكذلك ( { بيضاء } ) و ( { عنها } ) يتعلق ب ( { ينزفون } )
قوله تعالى ( { مطلعون } ) يقرأ بالتشديد على مفتعلون ويقرأ بالتخفيف أي مطلعون أصحابكم ويقرأ بكسر النون وهو بعيد جداً لأن النون إن كانت للوقاية فلا تلحق الاسماء وإن كانت نون الجمع فلا تثبت في الاضافة
قوله تعالى ( { إلا موتتنا } ) هو مصدر من اسم الفاعل وقيل هو استثناء و ( { نزلا } ) تمييز و ( { لشوبا } ) يجوز أن يكون بمعنى مشوب وأن يكون مصدراً على بابه
قوله تعالى ( { كيف كان عاقبة } ) قد ذكر في النمل ( { فلنعم المجيبون } ) المخصوص بالمدح محذوف أي نحن و ( { هم } ) فصل و ( { سلام على نوح } ) مبتدأ وخبر في موضع نصب بتركنا وقيل هو تفسير مفعول محذوف أي تركنا عليه ثناء هو سلام وقيل معنى تركنا قلنا وقيل القول مقدر وقرىء شاذا بالنصب وهو وهو مفعول تركنا وهكذا ما في هذه السورة من الاي و ( { كذلك } ) نعت لمصدر محذوف أي جزاء كذلك
قوله تعالى ( { إذ جاء } ) أي ادكر إذ جاء ويجوز أن يكون ظرفاً لعامل فيه من شيعته و ( { إذ قال } ) بدل من إذا الأولى ويجوز أن يكون ظرفاً لسليم أو لجاء
قوله تعالى ( { ماذا تعبدون } ) هو مثل ( ماذا تنفقون ) وقد ذكر في البقرة ( { أئفكا } ) هو منصوب ب ( { تريدون } وآلهة بدل منه والتقدير وعبادة آلهة لأن الافك مصدر فيقدر البدل منه كذلك والمعنى عليه وقيل إفكاً مفعول له وآلهة مفعول تريدون
____________________
(2/206)
و ( { ضربا } ) مصدر من فراغ لأن معناه ضرب ويجوز أن يكون في موضع الحال و ( { يزفون } ) بالتشديد والكسر مع فتح الياء ويقرأ بضمها وهما لغتان ويقرأ بفتح الياء وكسر الزاي والتخفيف وماضيه وزف مثل وعد ومعنى المشدد والمخفف والاسراع
قوله تعالى ( { وما تعملون } ) هي مصدرية وقيل بمعنى الذي وقيل نكرة موصوفة وقيل استفهامية على التحقير لعملهم وما منصوبة بتعملون و ( { بنيانا } ) مفعول به
قوله تعالى ( { ماذا ترى } ) يجوز أن يكون ماذا اسماً واحداً ينصب بترى اي أي شيء ترى وترى من الرأي لا من رؤية العين ولا المتعدية إلى مفعولين بل كقولك هو يرى رأي الخوارج فهو متعد إلى واحد وقرىء ترى بضم التاء وكسر الراء وهو من الرأي أيضاً الا أنه نقل بالهمزة فتعدى إلى اثنين فماذا أحدهما والثاني محذوف أي تريني ويجوز أن تكون ما استفهاماً وذا بمعنى الذي فيكون مبتدأ وخبر أي أي شيء الذي تراه أو الذي ترينيه
قوله تعالى ( { فلما } ) جوابها محذوف تقديره نادته الملائكة أو ظهر فضلها وقال الكوفيون الواو زائدة أي تله أو ناديناه و ( { نبيا } ) حال من إسحق
قوله تعالى ( { إذ قال } ) هو ظرف لمرسلين وقيل بإضمار أعنى
قوله تعالى ( { الله ربكم ورب } ) يقرأ الثلاثة بالنصب بدلاً من أحسن أو على إضمار أعنى
قوله تعالى ( { إل ياسين } ) يقرأ آل بالمد أي أهله وقرىء بالقصر وسكون اللام وكسر الهمزة والتقدير الياسين واحدهم الياسي ثم خفف الجمع كما قالوا الاشعرون ويقرأ شاذا إدراسين منسوبون إلى إدريس
قوله تعالى ( { وبالليل } ) الوقف عليه تام
قوله تعالى ( { في بطنه } ) حال أو ظرف ( { إلى يوم يبعثون } ) متعلق بلبث أو نعت لمصدر محذوف أي لبثا إلى يوم
قوله تعالى ( { أو يزيدون } ) أي يقول الرائي لهم هم مائة ألف أو يزيدون وقيل بعضهم يقول مائة ألف وبعضهم يقول أكثر وقد ذكرنا في قوله ( { أو كصيب } ) وفي مواضع وجوهاً أخر
____________________
(2/207)
قوله تعالى ( { اصطفى } ) بفتح الهمزة وهي للإستفهام وحذفت همزة الوصل استغناء بهمزة الاستفهام ويقرأ بالمد وهو بعيد جداً وقرىء بكسر الهمزة على لفظ الخبر والاستفهام مراد كما قال عمر بن ابي ربيعة
ثم قالوا تحبها قلت بهراً % عدد الرمل والحصى والتراب
أي أتحبها وهو شاذ في الاستعمال والقياس فلا ينبغي أن يقرأ به ( { ما لكم كيف } ) استفهام بعد استفهام ( { إلا عباد الله } يجوز أن يكون مستثنى من جعلوا ومن محضرون وأن يكون منفصلاً
قوله تعالى ( { وما تعبدون } ) الواو عاطفة ويضعف أن يكون بمعنى مع إذ لا فعل هنا و ( { ما أنتم } ) نفي و ( { من } ) في موضع نصب بفاتنين وهي بمعنى الذي أو نكرة موصوفة و ( { صال } ) يقرأ شاذا بضم اللام فيجوز أن يكون جمعاً على معنى ( { من } ) وأن يكون قلب فصار صايلاً ثم حذفت الياء فبقي صال ويجوز أن يكون غير مقلوب على فعل كما قالوا يوم راح وكبش صاف أي روح وصوف ( { وما منا إلا له } ) أي أحد الا وقيل الا من له وقد ذكر في النساء سورة ص بسم الله الرحمن الرحيم
الجمهور على إسكان الدال وقد ذكر وجهه وقرىء بكسرها وفيه وجهان أحدهما هي كسرها التقاء الساكنين والثاني هي أمر من صادي وصادي الشيء قابله وعارضه أي عارض بعملك القرآن ويقرأ بالفتح أي اتل صاد وقيل حرك لالتقاء الساكنين ( { والقرآن } ) قسم وقيل معطوف على القسم وهو صاد وأما جواب القسم فمحذوف أي لقد جاءكم الحق ونحو ذلك وقيل هو معنى ( { بل الذين كفروا } ) أي وحق القرآن لقد خالف الكفار وتكبروا عن الايمان وقيل الجواب ( { كم أهلكنا } ) واللام محذوفة أي لكم أهلكنا وهو بعيد لأن كم في موضع نصب بأهلكنا وقيل هو معنى هذه الجملة أي لقد أهلكنا كثيراً من القرون أو قيل هو قوله تعالى ( { إن كل إلا كذب الرسل } ) وقيل هو قوله تعالى ( { إن ذلك لحق } ) وبينهما كلام طويل يمنع من كونه جواباً
قوله تعالى ( { ولات حين مناص } الأصل ( لا ) زيدت عليها التاء كما زيدت
____________________
(2/208)
على رب وثم فقيل ربت وثمت وأكثر العرب يحرك هذه التاء بالفتح فأما في الوقف فبعضهم يقف بالتاء لأن الحروف ليست موضع تغيير وبعضهم يقف بالهاء كما يقف على قائمة فأما حين فمذهب سيبويه أنه خبر لات واسمها محذوف لأنها عملت عمل ليس أي ليس الحين حين هرب ولا يقال هو مضمر لأن الحروف لا يضمر فيها وقال الأخفش هي العاملة في باب النفي فحين اسمها وخبرها محذوف أي لا حين مناظر لهم أو حينهم ومنهم من يرفع ما بعدها ويقدر الخبر المنصوب كما قال بعضهم
فأنا ابن قيس لا براح % وقال أبو عبيدة التاء موصولة بحين لا بلا وحكى أنهم يقولون تحين وثلاث وأجاز قوم جرماً بعد لات وأنشدوا عليه أبياتاً وقد استوفيت ذلك في علل الإعراب الكبير
قوله تعالى ( { أن امشوا } ) أي امشوا لأن المعنى انطلقوا في القول وقيل هو الانطلاق حقيقة والتقدير وانطلقوا قائلين امشوا
قوله تعالى ( { فليرتقوا } ) هذا كلام محمول على المعنى أي إن زعموا ذلك فليرتقوا
قوله تعالى ( { جند } ) مبتدأ و ( { ما } ) زائدة و ( { هنالك } ) نعت و ( { مهزوم } ) الخبر ويجوز أن يكون هنالك ظرفاً لمهزوم و ( { من الأحزاب } ) يجوز أن يكون نعتاً لجند وأن يتعلق بمهزوم وأن يكون نعتاً لمهزوم
قوله تعالى ( { أولئك الأحزاب } ) يجوز أن يكون مستأنفاً وأن يكون خبراً والمبتدأ من قوله وعاد وأن يكون من ثمود وأن يكون من قوله تعالى ( { وقوم لوط } ) والفواق بالضم والفتح لغتان قد قرئ بها و ( { داود } ) بدل و ( { سخرنا } ) قد ذكر فى الانبياء
قوله تعالى ( { الخصم } ) هو مصدر في الأصل وصف به فلذلك لايثنى ولا يجمع و ( { إذ } ) الأولى ظرف لنبأ والثانية بدل منها أو ظرف ل ( { تسوروا } ) وجمع الضمير وهو في الحقيقة لاثنين وتجوز لأن الاثنين جمع ويدل على ذلك قوله تعالى ( { خصمان } ) والتقدير نحن خصمان
قوله تعالى ( { وعزني } ) بالتشديد أي غلبني وقرىء شاذا بالتخفيف والمعنى واحد وقيل هو من وعز بكذا إذا أمر به وهذا بعيد لأن قبله فعلاً يكون هذا معطوفاً عليه كذا ذكر بعضهم ويجوز أن يكون حذف القول أي فقال أكفلنيها
____________________
(2/209)
وقال وعزني في الخطاب أي الخطابة و ( { بسؤال نعجتك } ) مصدر مضاف إلى المفعول به
قوله تعالى ( { إلا الذين آمنوا } ) استثناء من الجنس والمستثنى منه بعضهم وما زائدة وهم مبتدأ وقليل خبره وقيل التقدير وهم قليل منهم
قوله تعالى ( { فتناه } ) بتشديد النون على إضافة الفعل إلى الله عز وجل وبالتخفيف على إضافتة إلى الملكين ( { راكعا } ) حال مقدرة و ( { ذلك } ) مفعول ( { فغفرنا } ) وقيل خبر مبتدأ أي الامر ذلك ( { فيضلك } ) منصوب على الجواب وقيل مجزوم عطفاً على النهي وفتحت اللام لالتقاء الساكنين و ( { باطلا } ) قد ذكر في آل عمران وأم في الموضعين منقطعة و ( { كتاب } ) أي هذا كتاب و ( { مبارك } ) صفة أخرى نعم العبد أي سليمان وقيل داود فحذف المخصوص بالمدح وكذا في قصة أيوب
قوله تعالى ( { إذ عرض } ) يجوز أن يكون ظرفاً لأواب وأن يكون العامل فيه نعم وأنه يكون التقدير إذكر و ( { الجياد } ) جمع جواد وقيل جيد
قوله تعالى ( { حب الخير } ) هو مفعول أحببت لأن معنى أحببت آثرت لأن مصدر أحببت الاحباب ويجوز أن يكون مصدراً محذوف الزيادة وقال أبو علي أحببت بمعنى جلست من إحباب البعير وهو بروكه وحب الخير مفعول له مضاف إلى المفعول و ( { ذكر ربي } ) مضاف إلى المفعول أيضاً وقيل إلى الفاعل أي عن أن يذكرني ربي وفاعل ( { توارت } الشمس ) ولم يجر لها ذكر ولكن دلت الحال عليها وقيل دل عليها ذكر الاشراق في قصة دأود عليه السلام و ( { ردوها } ) الضمير للجياد و ( { مسحا } ) مصدر في موضع الحال وقيل التقدير يمسح مسحاً
قوله تعالى ( { جسدا } ) هو مفعول ألقينا وقيل هو حال من مفعول محذوف أي ألقيناه قيل سليمان وقيل ولده على ما جاء في التفسير و ( { تجري } ) حال من الريح و ( { رخاء } ) حال من الضمير في تجري أي لينة و ( { حيث } ) ظرف لتجري وقيل لسخرنا ( { والشياطين } ) عطف على الريح و ( { كل } ) بدل منهم
قوله تعالى ( { بغير حساب } ) قيل هو حال من الضمير في امنن أو في أمسك والمعنى غير محاسب وقيل هو متعلق بعطاؤنا وقيل هو حال منه أي هذا عطاؤنا واسعاً لأن الحساب بمعنى الكافي
قوله تعالى ( { وإن له عندنا لزلفى } ) اسم إن والخبر له والعامل في عند الخبر
____________________
(2/210)
قوله تعالى ( { بنصب } ) فيه قراءات متقاربة المعنى و ( { رحمة } ) مفعول له
قوله تعالى ( { عبادنا } ) يقرأ على الجمع والاسماء التي بعده بدل منه وعلى الافراد فيكون ( { إبراهيم } ) بدلاً منه وما بعده معطوف على عبدنا ويجوز أن يكون جنساً في معنى الجمع فيكون كالقراءة الأولى
قوله تعالى ( { بخالصة } ) يقرأ بالاضافة وهي هاهنا من باب إضافة الشيء إلى ما يبينه لأن الخالصة قد تكون ذكرى وغير ذكرى وذكرى مصدر وخالصة مصدر أيضاً بمعنى الاخلاص كالعافية وقيل خالصة مصدر مضاف إلى المفعول أي بإخلاصهم ذكرى الدار وقيل خالصة بمعنى خلوص فيكون مضافاً إلى الفاعل أي بأن خلصت لهم ذكرى الدار وقيل خالصة اسم فاعل تقديره بخالص ذكرى الدار أي خالص من أن يشاب بغيره وقرىء بتنوين خالصة فيجوز أن يكون ذكرى بدلاً منها وأن يكون في موضع نصب مفعول خالصة أو على إضمار أعنى وأن يكون في موضع رفع فاعل خالصة أو على تقدير هي ذكرى وأما إضافة ذكرى إلى الدار فمن إضافة المصدر إلى المفعول أي بذكرهم الدار الاخرة وقيل هي في المعنى ظرف أي ذكرهم في الدار الدنيا فهو إما مفعول به على السعة مثل يا سارق الليلة أو على حذف حرف الجر مثل ذهبت الشام
قوله تعالى ( { جنات عدن } ) هي بدل من حسن مآب و ( { مفتحة } ) حال من جنات في قول من جعلها معرفة لإضافتها إلى عدن وهو علم كما قالوا جنة الخلد وجنة المأوى وقال آخرون هي نكرة والمعنى جنات إقامة فتكون مفتحة وصفاً وأما ارتفاع ( { الأبواب } ) ففيه ثلاثة أوجه أحدها هو فاعل مفتحة والعائد محذوف أي مفتحة لهم الابواب منها فحذف كما حذف في قوله ( { فإن الجحيم هي المأوى } ) أي لهم والثاني هي بدل من الضمير في مفتحة وهو ضمير الجنات والأبواب غير أجنبي منها لأنها من الجنة تقول فتحت الجنة وأنت تريد أبوابها ومنه ( { وفتحت السماء فكانت أبوابا } ) والثالث كالاول الا أن الألف واللام عوض من الهاء العائدة وهو قول الكوفيون وفيه بعد
قوله تعالى ( { متكئين } ) هو حال من المجرور في لهم والعامل مفتحة ويجوز أن يكون حالا من المتقين لأنه قد أخبر عنهم قيل الحال وقيل هو حال من الضمير في يدعون وقد تقدم على العامل فيه
____________________
(2/211)
قوله تعالى ( { ما يوعدون } ) بالياء على الغيبة والضمير للمتقين وبالتاء والتقدير وقيل لهم هذا ما توعدون والمعنى هذا ما وعدتم
قوله تعالى ( { ما له من نفاد } ) الجملة حال من الرزق والعامل الاشارة أي إن هذا لرزقنا باقياً
قوله تعالى ( { هذا } ) اي الامر هذا ثم استأنف فقال ( { وإن للطاغين } و ( { جهنم } ) بدل من شر و ( { يصلونها } ) حال العامل فيه الاستقرار في قوله تعالى ( { للطاغين } ) وقيل التقدير يصلون جهنم فحذف الفعل لدلالة ما بعده عليه
قوله تعالى ( { هذا } ) هو مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما ( { فليذوقوه } ) مثل قولك زيداً ضربه وقال قوم هذا ضعيف من أجل الفاء وليست في معنى الجواب كالتي في قوله ( { والسارقة فاقطعوا } ) فأما ( { حميم } ) على هذا الوجه فيجوز أن يكون بدلاً من هذا وأن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هو حميم وأن يكون خبراً ثانياً والوجه الثاني أن يكون حميم خبر هذا وفليذوقوه معترض بينهما وقيل هذا في موضع نصب أي فليذوقوه هذا ثم استأنف فقال حميم أي هو حميم وأما ( { وغساق } ) فيقرأ بالتشديد مثل كفار وصبار وبالتخفيف اسم للمصدر أي ذو غسق أو يكون فعال بمعنى فاعل
قوله تعالى ( { وأخر } ) يقرأ على الجمع وفيه وجهان أحدهما هو مبتدأ و ( { من شكله } ) نعت له أي من شكل الحميم و ( { أزواج } ) خبره والثاني أن يكون الخبر محذوفاً أي ولهم أخر ومن شكله وأزواج صفتان ويجوز أن يكون من شكله صفة وأزواج يرتفع بالجار وذكر الضمير لأن المعنى من شكل ما ذكرنا ويقرأ على الافراد وهو معطوف على حميم ومن شكله نعت له وأزواج يرتفع بالجار ويجوز أن يرتفع على تقدير هي أي الحميم والنوع الاخر
قوله تعالى ( { مقتحم } ) أي النار و ( { معكم } ) يجوز أن يكون حالا من الضمير في مقتحم أو من فوج لأنه قد وصف ولا يجوز أن يكون ظرفاً لفساد المعنى ويجوز أن يكون نعتاً ثانياً و ( { لا مرحبا } ) يجوز أن يكون مستأنفاً وأن يكون حالا أي هذا فوج مقولاً له لا مرحباً ومرحباً منصوب على المصدر أو على المفعول به أي لا يسمعون مرحباً
قوله تعالى ( { من قدم } ) هي بمعنى الذي و ( { فزده } ) الخبر ويجوز أن يكون من نصباً أي فرد من قدم وقيل هي استفهام بمعنى التعظيم فيكون مبتدأ وقدم
____________________
(2/212)
الخبر ثم استأنف وفيه ضعف و ( { ضعفا } ) نعت لعذاب أي مضاعفاً و ( { في النار } ) ظرف لزد ويجوز أن يكون حالا من الهاء والميم أي زده كائناً في النار وأن يكون نعتاً ثانياً لعذاب أو حالا لأنه قد وصف
قوله تعالى ( { أتخذناهم } ) يقرأ بقطع الهمزة لأنها للإستفهام وبالوصف على حذف حرف الاستفهام لدلالة أم عليه وقيل الاول خبر وهو وصف في المعنى لرجال وأم استفهام أي أهم مفقودون أم زاغت و ( { سخريا } ) قد ذكر في المؤمنون
قوله تعالى ( { تخاصم أهل النار } ) هو بدل من حق أو خبر مبتدأ محذوف أي هو تخاصم ولو قيل هو مرفوع لحق لكان بعيداً لأنه يصير جملة ولا ضمير فيها يعود على اسم ( أن )
قوله تعالى ( { رب السماوات } ) يجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف وأن يكون صفة وأن يكون بدلاً وأن يكون مبتدأ والخبر ( { العزيز } )
قوله تعالى ( { إذ يختصمون } ) هو ظرف لعلم و ( { إنما } ) مرفوع بيوحي إلي وقيل قائم مقام الفاعل وإنما في موضع نصب أي أوحى إلى الانذار أو يأتي نذير
قوله تعالى ( { إذ قال } ) أي إذكر إذ قال ( { من طين } ) يجوز أن يكون نعتاً لبشر وأن يتعلق بخالق
قوله تعالى ( { فالحق } ) في نصبه وجهان أحدهما مفعول لفعل محذوف أي فأحق الحق أو فاذكر الحق والثاني على تقدير حذف القسم أي فبالحق لأملأن ( { والحق أقول } ) معترض بينهما وسيبيويه يدفع ذلك لأنه لا يجوز حذفه الا مع اسم الله عز وجل ويقرأ بالرفع اي فأنا الحق أو فالحق مني وأما الحق الثاني فنصبه بأقول فيقرأ بالرفع على تقدير تكرير المرفوع قبله أو على إضمار مبتدأ أي قولي الحق ويكون أقول على هذا مستأنفاً موصولاً بما بعده أي أقول لأملأن وقيل يكون أقول خبراً عنه والهاء محذوفة أي أقوله وفيه بعد
قوله تعالى ( { ولتعلمن } ) أي لتعرفن وله مفعول واحد وهو ( { نبأه } ) ويجوز أن يكون متعدياً إلى اثنين والثاني ( { بعد حين } )
____________________
(2/213)
سورة الزمر بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { تنزيل الكتاب } ) هو مبتدأ و ( { من الله } ) الخبر ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هذا تنزيل و ( { من } ) متعلقة بالمصدر أو حال من الكتاب و ( { الدين } ) منصوب بمخلص ومخلصاً حال وأجاز الفراء له الدين بالرفع على أنه مستأنف ( { والذين اتخذوا } ) مبتدأ والخبر محذوف أي يقولون ما نعبدهم و ( { زلفى } ) مصدر أو حال مؤكدة ( { يكور } ) حال أو مستأنف و ( { يخلقكم } ) مستأنف و ( { خلقا } ) مصدر منه و ( { في } ) يتعلق به أو بخلق الثاني لأن الاول مؤكد فلا يعمل و ( { ربكم } ) نعت أو بدل وأما الخبر فالله و ( { له الملك } ) خبر ثان أو مستأنف ويجوز أن يكون الله بدلاً من ذلك والخبر له الملك و ( { لا إله إلا هو } ) مستأنف أو خبر آخر و ( { يرضه لكم } ) بضم الهاء واختلاسها وإسكانها وقد ذكر مثله في ( { يؤده } ) إليك و ( { منيبا } ) حال و ( { منه } ) يتعلق بخول أو صفة لنعمة
قوله تعالى ( { آمن } ) هو قانت يقرأ بالتشديد والأصل أم من فأم للإستفهام منقطعة أي بل أم من هو قانت وقيل هي متصلة تقديره أم من يعصي أم من هو مطيع مستويان وحذف الخبر لدلالة قوله تعالى ( { هل يستوي الذين } ) ويقرأ بالتخفيف وفيه الاستفهام والمعادل والخبر محذوفان وقيل هي همزة النداء و ( { ساجدا وقائما } ) حالان من الضمير في قانت أو من الضمير في ( { يحذر } ) و ( { بغير حساب } ) حال من الاجر أي موفراً أو من الصابرين أي غير محاسبين ( { قل الله } ) هو منصوب ب ( { أعبد } )
قوله تعالى ( { ظلل } ) هو مبتدأ ولهم الخبر ومن فوقهم يجوز أن يكون العامل فيه الجار وأن يكون حالا من ظلل والتقدير ظلل كائنة من فوقهم و ( { من النار } ) نعت لظلل و ( { الطاغوت } ) مؤنث وعلى ذلك جاء الضمير هنا
قوله تعالى ( { أفمن } ) مبتدأ والخبر محذوف تقديره كمن نجا و ( { وعد } ) مصدر دل على العامل فيه قوله ( { لهم غرف } ) لأنه كقولك وعدهم
قوله تعالى ( { ثم يجعله } الجمهور على الرفع وقرىء شاذا بالنصب ووجهه
____________________
(2/214)
أن يضمر معه ( { إن } ) والمعطوف عليه أن الله أنزل في أول الاية تقديره ألم تر إنزال الله أو إلى إنزال ثم جعله ويجوز أن يكون منصوباً بتقدير ترى أي ثم ترى جعله حطاماً
قوله تعالى ( { أفمن شرح الله } ) و ( { أفمن يتقي بوجهه } ) الحكم فيهما كالحكم في قوله تعالى ( { أفمن حق عليه } ) وقد ذكر
قوله تعالى ( { كتابا } ) هو بدل من أحسن و ( { تقشعر } ) نعت ثالث
قوله تعالى ( { قرآنا } ) هو حال من القرآن موطئة والحال في المعنى
قوله تعالى ( { عربيا } ) وقيل انتصب بيتذكرون
قوله تعالى ( { مثلا رجلا } ) رجلاً بدل من مثل وقد ذكر في قوله ( { مثلا قرية } ) في النحل و ( { فيه شركاء } ) الجملة صفة لرجل وفي يتعلق ب ( { متشاكسون } ) وفيه دلالة على جواز تقديم خبر المبتدأ عليه ومثلاً تمييز
قوله تعالى ( { والذي جاء بالصدق } ) المعنى على الجمع وقد ذكر مثله في قوله ( { مثلهم كمثل الذي } )
قوله تعالى ( { كاشفات ضره } ) يقرأ بالتنوين وبالاضافة وهو ظاهر
قوله تعالى ( { قل اللهم فاطر السماوات } ) مثل ( { قل اللهم مالك الملك } )
قوله تعالى ( { بل هي } ) هي ضمير البلوى أو الحال
قوله تعالى ( { أن تقول } هومفعول له أي أنذرناكم مخافة أن تقول يا حسرتا اللألف مبدلة من ياء المتكلم وقرىء ( / < حسرتاى > / ) وهو بعيد وقد وجهت على أن الباء زيدت بعد الألف المنقلبة وقال آخرون بل الألف زائدة وهذا أبعد لما فيه من الفصل بين المضاف والمضاف إليه وفتحت الكاف في ( { جاءتك } ) حملاً على المخاطب وهو إنسان ومن كسر حمله على تأنيث النفس
قوله تعالى ( { وجوههم مسودة } ) الجملة حال من الذين كفروا لأن ترى من رؤية العين وقيل هي بمعنى العلم فتكون الجملة مفعولاً ثانياً ولو قرىء وجوههم مسودة بالنصب لكان على بدل الاشتمال و ( { بمفازتهم } ) على الافراد لأنه مصدر وعلى الجمع لاختلاف المصدر كالحلوم والاشغال وقيل المفازة هنا الطريق والمعنى في مفازتهم ( { لا يمسهم السوء } ) حال
____________________
(2/215)
قوله تعالى ( { أفغير الله } ) في إعرابها أوجه أحدها أن غير منصوب ب ( { أعبد } ) مقدماً عليه وقد ضعف هذا الوجه من حيث كان التقدير أن اعبد فعند ذلك يفضي إلى تقديم الصلة على الموصول وليس بشيء لأن أن ليست في اللفظ فلا يبقى عملها فلو قدرنا بقاء حكمها لأفضى إلى حذف الموصول وبقاء صلته وذلك لا يجوز الا في ضرورة الشعر والوجه الثاني أن يكون منصوباً بتأمروني وأعبد بدل منه والتقدير قل أفتأمروني بعبادة غير الله عز وجل وهذا من بدل الاشتمال ومن باب أمرتك الخير والثالث أن غير منصوب بفعل محذوف أي أفتلزموني غير الله وفسره ما بعده وقيل لا موضع لأعبد من الإعراب وقيل هو حال والعمل على الوجهين الاوثين وأما النون فمشددة على الأصل وقد خففت بحذف الثانية وقد ذكر نظائره
قوله تعالى ( { والأرض } ) مبتدأ و ( { قبضته } ) الخبر وجميعاً حال من الارض والتقدير إذا كانت مجتمعة قبضته أي مقبوضة فالعامل في إذا المصدر لأنه بمعنى المفعول وقد ذكر أبو علي في الحجة التقدير ذات قبضته وقد رد عليه ذلك بأن المضاف إليه لا يعمل فيما قبله وهذا لا يصح لأنه الان غير مضاف إليه وبعد حذف المضاف لا يبقى حكمه ويقرأ قبضته بالنصب على معنى في قبضته وهو ضعيف لأن هذا الظرف محدود فهو كقولك زيد الدار ( { والسماوات مطويات } ) مبتدأ وخبر و ( { بيمينه } ) متعلق بالخبر ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الخبر وأن يكون خبراً ثانياً وقرىء ( { مطويات } ) بالكسر على الحال وبيمينه الخبر وقيل الخبر محذوف أي والسموات قبضته و ( { زمرا } ) الموضعين حال ( { وفتحت } ) الواو زائدة عند قوم لأن الكلام جواب حتى وليست زائدة عند المحققين والجواب محذوف تقديره اطمأنوا ونحو ذلك و ( { نتبوأ } ) حال من الفاعل أو المفعول و ( { حيث } ) هنا مفعول به كما ذكرنا في قوله تعالى ( { وكلا منها رغدا حيث شئتما } ) في أحد الوجوه و ( { حافين } ) حال من الملائكة و ( { يسبحون } ) حال من الضمير في حافين والله أعلم
____________________
(2/216)
سورة المؤمن بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { حم تنزيل الكتاب } ) هو مثل ( { الم تنزيل } )
قوله تعالى ( { غافر الذنب وقابل التوب } ) كلتاهم صفة لما قبله والاضافة محضة وأما ( { شديد العقاب } ) فنكرة لأن التقدير شديد عقابه فيكون بدلاً ولا يجوز أن يكون شديد بمعنى مشدد كما جاء إذين بمعنى مؤذن فتكون الاضافة محضة فيتعرف فيكون وصفاً أيضاً وأما ( { ذي الطول } ) فصفة أيضاً ( { لا إله إلا هو } ) يجوز أن يكون صفة وأن يكون مستأنفاً
قوله تعالى ( { إنهم } ) هو مثل الذي في يونس
قوله تعالى ( { الذين يحملون } ) مبتدأ و ( { يسبحون } ) خبره ( { ربنا } ) اي يقولون وهذا المحذوف حال و ( { رحمة وعلما } ) تمييز والأصل وسع كل شيء علمك
قوله تعالى ( { ومن صلح } ) في موضع نصب عطفاً على الضمير في أدخلهم أي وأدخل من صلح وقيل هو عطف على الضمير في وعدتهم
قوله تعالى ( { من مقتكم } ) هو مصدر مضاف إلى الفاعل و ( { أنفسكم } ) منصوب به و ( { إذ } ) ظرف لفعل محذوف تقديره مقتكم إذ تدعون ولا يجوز أن يعمل فيه مقت الله لأنه مصدر قد أخبر عنه وهو قوله أكبر من ولا مقتكم لأنهم لم يمقتوا أنفسهم حين دعوا إلى الايمان وإنما مقتوها في النار وعند ذلك لا يدعون إلى الايمان
قوله تعالى ( { وحده } هو ) مصدر في موضع الحال من الله أي دعى مفرداً وقال يونس ينتصب على الظرف تقديره دعى على حياله وحده وهو مصدر محذوف الزيادة والفعل منه أوحدته إيجاداً
قوله تعالى ( { رفيع الدرجات } ) يجوز أن يكون التقدير هو رفيع الدرجات فيكون ( { ذو } صفة و ( { يلقي } مستأنفاً وأن يكون مبتدأ والخبر ذو العرش أو يلقى و ( { من أمره } يجوز أن يكون حالا من الروح وأن يكون متعلقاً بيلقى
____________________
(2/217)
قوله تعالى ( { يوم هم } ) يوم بدل من يوم التلاق ويجوز أن يكون التقدير إذكر يوم وأن يكون ظرفاً للتلاق وهم مبتدأ و ( { بارزون } ) خبره والجملة في موضع جر بإضافة يوم إليها و ( { لا يخفى } ) يجوز أن يكون خبراً آخر وأن يكون حالا من الضمير في بارزون وأن يكون مستأنفاً ( { اليوم } ) ظرف والعامل فيه لمن أو ما يتعلق به الجار وقيل هو ظرف للملك ( { لله } ) أي هو لله وقيل الوقف على الملك ثم استأنف فقال هو اليوم لله الواحد أي استقر اليوم لله و ( { اليوم الآخر } ) ظرف ل ( { تجزي } ) و ( { اليوم الآخر } ) خبر ( { لا } أي ظلم كائن اليوم و ( { إذ } ) بدل من يوم الازفة و ( { كاظمين } ) حال من القلوب لأن المراد أصحابها وقيل هي حال من الضمير في لدى وقيل هي حال من الضمير في أنذرهم ( { ولا شفيع يطاع } ) يطاع في موضع جر صفة لشفيع على اللفظ أو في موضع رفع على الموضع
قوله تعالى و ( { أن يظهر } ) هو في موضع نصب أي أخاف الامرين ويقرأ ( { أو أن يظهر } ) أي أخاف أحدهما وأيهما وقع كان مخوفاً
قوله تعالى ( { من آل فرعون } ) هو في موضع رفع نعتاً لمؤمن وقيل يتعلق ب ( { يكتم } ) أي يكتمه من آل فرعون ( { أن يقول } أي لأن يقول ( { وقد جاءكم } ) الجملة حال و ( { ظاهرين } ) حال من ضمير الجمع في لكم و ( { أريكم } ) متعد إلى مفعولين الثاني ( { ما أرى } ) وهو من الرأي الذي بمعنى الاعتقاد
قوله تعالى ( { سبيل الرشاد } ) الجمهور على التخفيف وهو اسم للمصدر إما الرشد أو الارشاد وقرىء بتشديد الشين وهو الذين يكثر منه الارشاد أو الرشد
قوله تعالى ( { يوم التناد } ) الجمهور على التخفيف وقرأ ابن عباس رضي الله عنه بتشديد الدال وهو مصدر تناد القوم إذا تفرقوا أي يوم اختلاف مذاهب الناس و ( { يوم تولون } ) بدل من اليوم الذي قبله و ( { ما لكم من الله } في موضع الحال
قوله تعالى ( { الذين يجادلون } ) فيه أوجه أحدها أن يكون خبر مبتدأ محذوف أي هم الذين وهم يرجع على قوله ( { من هو مسرف } ) لأنه في معنى الجمع والثاني أن يكون مبتدأ والخبر يطبع الله والعائد محذوف أي على كل قلب متكبر منهم و ( { كذلك } ) خبر مبتدأ محذوف أي الامر كذلك وما بينهما معترض مسدد
____________________
(2/218)
والثالث أن يكون الخبر ( { كبر مقتا } ) أي كبر قولهم مقتاً والرابع أن يكون الخبر محذوفاً أي معاندون ونحو ذلك والخامس أن يكون منصوباً بإضمار أعنى
قوله تعالى ( { على كل قلب } ) يقرأ بالتنوين و ( { متكبر } ) صفة له والمراد صاحب القلب ويقرأ بالاضافة وإضافة كل إلى القلب يراد بها عموم القلب لاستيعاب كل قلب بالطبع وهو في المعنى كقراءة من قرأ على قلب كل متكبر
قوله تعالى ( { أسباب السماوات } ) هو بدل مما قبله ( { فاطلع } ) بالرفع عطفاً على أبلغ وبالنصب على جواب الامر أي إن تبن لي أطلع وقال قوم هو جواب لعلي إذ كان في معنى التمني
قوله تعالى ( { تدعونني } ) الجملة وما يتصل بها بدل أو تبيين لتدعونني الاول
قوله تعالى ( { وأفوض أمري إلى الله } ) الجملة حال من الضمير في أقول
قوله تعالى ( { النار يعرضون عليها } ) فيه وجهان أحدهما هو مبتدأ ويعرضون خبره والثاني أن يكون بدلاً من سوء العذاب ويقرأ بالنصب بفعل مضمر يفسره يعرضون عليها تقديره يصلون النار ونحو ذلك ولا موضع ليعرضون على هذا وعلى البدل موضعه حال إما من النار أو من آل فرعون ( { ادخلوا } ) يقرأ بوصل الهمزة أي يقال لآل فرعون فعلى هذا التقدير يا آل فرعون ويقرأ بقطع الهمزة وكسر الخاء أي يقول الله تعالى للملائكة
قوله تعالى ( { وإذ يتحاجون } ) يجوز أن يكون معطوفاً على عدواً وأن يكون التقدير وإذكر و ( { تبعا } ) مصدر في موضع اسم الفاعل و ( { نصيبا } ) منصوب بفعل دل عليه مغنون تقديره هل أنتم دافعون عنا أو مانعون ويجوز أن يكون في موضع المصدر كما كان شيء كذلك الا ترى إلى قوله تعالى ( { لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا } ) فشيئا في موضع عنا فكذلك نصيبا
قوله تعالى ( { يخفف عنا يوما } ) يجوز أن يكون ظرفاً أي يخفف عنا في يوم شيئاً من العذاب فالمفعول محذوف وعلى قول الأخفش يجوز أن تكون ( { من } ) زائدة ويجوز أن يكون مفعولاً أي عذاب يوم كقوله تعالى ( { واتقوا يوما } ) أي عذاب يوم
قوله تعالى ( { لا ينفع } ) هو بدل من يوم يقوم
قوله تعالى
قوله تعالى ( { ولا المسيء } لا ) زائدة
____________________
(2/219)
قوله تعالى ( { إذ الأغلال } اذ ) ظرف زمان ماض والمراد بها الاستقبال هنا لقوله تعالى ( { فسوف يعلمون } ) وقد ذكرت ذلك في قوله ( { ولو يرى الذين ظلموا إذ يرون العذاب } ) ( { والسلاسل } ) بالرفع يجوز أن يكون معطوفاً على الاغلال والخبر في أعناقهم وأن يكون مبتدأ والخبر محذوف أي السلاسل في أعناقهم وحذف لدلالة الاول عليه و ( { يسحبون } ) على هذا حال من الضمير في الجار أو مستأنفاً وأن يكون الخبر يسحبون والعائد محذوف أي يسحبون بها وقرىء بالنصب ويسحبون بفتح الياء والمفعول هنا مقدم على الفعل
قوله تعالى ( { منهم من قصصنا } ) يجوز أن يكون منهم رافعاً لمن لأنه قد وصف به رسلاً وأن يكون مبتدأ وخبراً والجملة نعت لرسل وأن يكون مستأنفاً ( { فأي } ) منصوب ب ( { تنكرون } )
قوله تعالى ( { بما عندهم من العلم } ) من هنا بمعنى البدل أي بدلاً من العلم وتكون حالا من ( ما ) أو من الضمير في الظرف
قوله تعالى ( { سنة الله } هو ) نصب على المصدر أي سنناً بهم سنة الله والله أعلم سورة حم السجدة بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { تنزيل من الرحمن } ) هو مثل أول سجدة لقمان ( { كتاب } ) أي هو كتاب ويجوز أن يكون مرفوعاً بتنزيل أي نزل كتاب وأن يكون خبراً بعد خبر أو بدلاً و ( { قرآنا } ) حال موطئة من آياته ويجوز أن يكون حالا من كتاب لأنه قد وصف
قوله تعالى ( { مما تدعونا } ) هو محمول على المعنى لأن معنى في أكنة محجوبة عن سماع ما تدعونا إليه ولا يجوز أن يكون نعتاً لأكنة لأن الاكنة الاغشية وليست الاغشية مما تدعونا إليه و ( { ممنون } ) مفعول من مننت الحبل أي قطعته
قوله تعالى ( { وجعل فيها } ) هو مستأنف غير معطوف على خلق لأنه لو كان
____________________
(2/220)
معطوفاً عليه لكان داخلاً في الصلة ولا يجوز ذلك لأنه قد فصل بينهما بقوله تعالى ( { وتجعلون } ) إلى آخر الاية وليس من الصلة في شيء
قوله تعالى ( { في أربعة أيام } ) أي في تمام أربعة أيام ولولا هذا التقدير لكانت الايام ثمانية يومان في الاول وهو قوله ( { خلق الأرض في يومين } ) ويومان في الاخرة وهو قوله ( { فقضاهن سبع سماوات في يومين } سواء ) بالنصب وهو مصدر أي فاستوت استواء ويكون في موضع الحال من الضمير في أقواتها أو فيها أو من الارض ويقرأ بالجر على الصفة للأيام وبالرفع على تقدير هي سواء
قوله تعالى ( { ائتيا } ) أي تعاليا و ( { طوعا } ) و ( { كرها } ) مصدران في موضع الحال و ( { آتينا } بالقصر اي جئنا وبالمد أي أعطينا من أنفسنا الطاعة و ( { طائعين } ) حال وجمع لأنه قد وضعها بصفات من يعقل أو التقدير أتينا بمن فينا فلذلك جمع وقيل جمع على حسب تعدد السموات والارض ( { وحفظا } ) أي وحفظناها حفظاً أو للحفظ ( { إذ جاءتهم } ) يجوز أن يكون ظرفاً لأنذرتكم كما تقول لقيتك اذ كان كذا ويجوز أن يكون صفة لصاعقة أو حالا من صاعقة الثانية
قوله تعالى ( { نحسات } ) يقرأ بكسر الحاء وفيه وجهان أحدهما هو اسم فاعل مثل نصب ونصبات والثاني أن يكون مصدراً في الأصل مثل الكلمة ويقرأ بالسكون وفيه وجهان أحدهما هي بمعنى المكسورة وإنما سكن لعارض والثاني أن يكون اسم فاعل في الأصل وسكن تخفيفاً
قوله تعالى ( { وأما ثمود } ) هو بالرفع على الابتداء و ( { فهديناهم } ) الخبر وبالنصب على فعل محذوف تقديره وأما ثمود فهدينا فسره قوله تعالى فهديناهم
قوله تعالى ( { ويوم نحشر } ) هو ظرف لما دل عليه ما بعده وهو قوله تعالى ( { فهم يوزعون } كأنه قال يمنعون يوم نحشر )
قوله تعالى ( { أن يشهد } ) أي من أن يشهد لأن تستتر لا يتعدى بنفسه
قوله تعالى ( { وذلكم } ) هو مبتدأ و ( { ظنكم } ) خبره و ( { الذي } ) نعت للخبر أو خبر بعد خبر و ( { أرداكم } ) خبر آخر ويجوز أن يكون الجميع صفة أو بدلاً وأرداكم الخبر ويجوز أن يكون أرداكم حالا وقد معه مرادة
____________________
(2/221)
قوله تعالى ( { يستعتبوا } ) يقرأ بفتح الياء وكسر التاء الثانية أي أن يطلبوا زوال ما يعتبون منه ( { فما هم من المعتبين } ) بفتح التاء أي من المجابين إلى إزالة العتب ويقرأ ( { يستعتبوا } ) بضم الياء وفتح التاء أي يطلب منهم مالا يعتبون عليه فما هم من المعتبين بكسر التاء أي ممن يزيل العتب
قوله تعالى ( { والغوا فيه } ) يقرأ بفتح الغين من لغا يلغا وبضمها من لغا يلغو والمعنى سواء
قوله تعالى ( { النار } ) هو بدل من جزاء أو خبر مبتدأ محذوف أو مبتدأ وما بعده الخبر وجزاء مصدر أي جوزوا بذلك جزاء ويجوز أن يكون منصوباً بجزاء أعداء الله وأن يكون حالا
قوله تعالى ( { ألا تخافوا } ) يجوز أن يكون التقدير بأن لا تخافوا أو قائلين لا تخافوا فعلى الاول هو حال أي تتنزل بقولهم لا تخافوا وعلى الثاني الحال محذوفة
قوله تعالى ( { نزلا } ) فيه وجهان أحدهما هو مصدر في موضع الحال من الهاء المحذوفة أو من ما اي لكم الذي تدعونه معدا وما أشبهه و ( { من } ) نعت له والثاني هو جمع نازل مثل صابر وصبر فيكون حالا من الواو في تدعون أو من الكاف والميم في لكم فعلى هذا يتعلق من بتدعون أي يطلبونه من غفور أو بالظرف أي استقر ذلك من غفور فيكون حالا من ( ما )
قوله تعالى ( { كأنه ولي } ) فيه وجهان أحدهما هو حال من الذي بصلته والذي مبتدأ وإذا للمفاجأة وهي خبر المبتدأ أي بالحضرة المعادي مشيهاً للولي والفائدة تحصل من الحال والثاني أن يكون خبر المبتدأ وإذا ظرف لمعنى التشبيه والظرف يتقدم على العامل المعنوي والضمير في ( { يلقاها } للخصلة أو الكلمة )
قوله تعالى ( { خلقهن } ) الضمير للآيات وهي الليل والنهار والشمس والقمر
قوله تعالى ( { إن الذين كفروا } ) خبر ( { إن } ) محذوف أي معاندون أو هالكون وقيل هو أولئك ينادون
قوله تعالى ( { أعجمي } ) على الاستفهام ويقرأ بهمزة واحدة وفتح العين على النسب إلى عجم و ( { عمي } ) مصدر عمي مثل صدى صدى ويقرأ بكسر الميم أي مشكل فهو اسم فاعل ويقرأ عمي على أنه فعل ماض فعلى يتعلق باسم الفاعل
____________________
(2/222)
أو الفعل وأما المصدر فلا يتعلق به لتقدمها عليه ولكن يجوز أن يكون على التبيين أو حالا منه
قوله تعالى ( { فلنفسه } ) هو خبر مبتدأ محذوف أي فهو لنفسه
قوله تعالى ( { وما تحمل } ما ) نافية لأنه عطف عليها ولا تضع ثم نقض النفي بالا ولو كانت بمعنى الذي معطوفة على الساعة لم يستقم ذلك فأما قوله تعالى ( { وما تخرج من ثمرات } ) فيجوز أن تكون بمعنى الذي والاقوى أن تكون نافية
قوله تعالى ( { آذناك } ) هذا الفعل يتعدى إلى مفعول بنفسه وإلى آخر بحرف جر وقد وقع النفي وما في خبره موقع الجار والمجرور وقال أبو حاتم يوقف على آذناك ثم يبتدأ فلا موضع للنفي وأما قوله تعالى ( { وظنوا } ) فمفعولاها قد أغنى عنهما ( { ما لهم من محيص } ) وقال أبو حاتم يوقف على ظنوا ثم أخبر عنهم بالنفي و ( { دعاء الخير } ) مصدر مضاف إلى المفعول والفاعل محذوف و ( { ليقولن هذا لي } ) جواب الشرط والفاء محذوفة وقيل هو جواب قسم محذوف
قوله تعالى ( { بربك } ) الباء زائدة وهو فاعل يكف والمفعول محذوف أي ألم يكفك ربك وقيل هذا ( { أنه } في موضع ) البدل من الفاعل إما على اللفظ أو على الموضع أي ألم يكفك ربك شهادته وقيل في موضع نصب مفعول يكفي أي ألم يكفك ربك شهادته سورة الشورى بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { كذلك يوحي } ) يقرأ بياء مضمومه على ماسمي فاعله والفاعل ( { الله } وما بعده ) نعت له والكاف في موضع نصب بيوحى ويقرأ على ترك التسمية وفيه وجهان أحدهما أن كذلك مبتدأ ويوحى الخبر والله فاعل لفعل محذوف كأنه قيل من يوحى فقال الله وما بعده نعت له ويجوز أن يكون ( { العزيز } ) مبتدأ و ( { الحكيم } ) نعت له أو خبر و ( { له ما في السماوات } ) خبر أو خبر ثان والثاني أن يكون كذلك نعتاً لمصدر محذوف وإليك القائم مقام الفاعل أي وحياً مثل ذلك
قوله تعالى ( { فريق } ) هو خبر مبتدأ محذوف أي بعضهم فريق في الجنة وبعضهم فريق في السعير ويجوز أن يكون التقدير منهم فريق
____________________
(2/223)
قوله تعالى ( { والظالمون } ) هو مبتدأ وما بعده الخبر ولم يحسن النصب لأنه ليس في الجملة بعده فعل يفسر الناصب
قوله تعالى ( { ذلكم } ) يجوز أن يكون مبتدأ و ( { الله } ) عطف بيان أو بدل و ( { ربي } ) الخبر وأن يكون الله الخبر وربي خبر ثان أو بدل أو يكون صفة الله تعالى و ( { عليه توكلت } ) الخبر
قوله تعالى ( { فاطر السماوات } ) أي هو فاطر ويجوز أن يكون خبراً آخراً ويقرأ بالجر بدلاً من الهاء في عليه والهاء في ( { فيه } ) ضميراً لجعل والفعل قد دل عليه ويجوز أن يكون ضمير المخلوق الذي دل عليه يذرؤكم والكاف في ( { كمثله } ) زائدة أي ليس مثله شيء فمثله خبر ليس ولو لم تكن زائدة لأفضي إلى الحال إذ كان يكون المعنى أن له مثلاً وليس لمثله مثل وفي ذلك تناقض لأنه إذا كان له مثل فلمثله مثل وهو هو مع أن إثبات المثل لله سبحانه محال وقيل مثل زائدة والتقدير ليس كهو شيء كما في قوله تعالى ( { فإن آمنوا } ) بمثل ما آمنتم به وقد ذكر وهذا قول بعيد
قوله تعالى ( { أن أقيموا } ) يجوز أن يكون بدلاً من الهاء في به أو من ( { ما } ) أو من الدين كل صالح ويجوز أن تكون إن بمعنى اي فلا يكون له موضع
قوله تعالى ( { لعل الساعة قريب } ) يجوز أن يكون ذكر على معنى الزمان أو على معنى البعث أو على النسب أي ذات قرب ( { وهو واقع } ) أي جزاء كسبهم وقيل هو ضمير الاشفاق
قوله تعالى ( { يبشر الله } ) العائد على الذي محذوف أي يبشر به ( { إلا المودة } ) استثناء منقطع وقيل هو متصل أي لا أسألكم شيئاً الا المودة في القربى فإني أسألكموها
قوله تعالى ( { يختم } ) هو جواب الشرط ( { ويمح } ) مرفوع مستأنف وليس من الجواب لأنه يمحو الباطل من غير شرط وسقطت الواو من اللفظ لالتقاء الساكنين ومن المصحف حملاً على اللفظ
قوله تعالى ( { ويستجيب } ) هو بمعنى يجيب و ( { الذين آمنوا } ) مفعول به وقيل يستجيب دعاء الذين آمنوا وقيل الذين في موضع رفع اي ينقادون له
قوله تعالى ( { إذا يشاء } ) العامل في إذا جمعهم لا قدير لأن ذلك يؤدي إلى أن
____________________
(2/224)
يصير المعنى وهو على جمعهم قدير إذا يشاء فتعلق القدرة بالمشيئة وهو محال وعلى يتعلق بقدير
قوله تعالى ( { وما أصابكم } ما ) شرطية في موضع رفع بالابتداء ( { فبما كسبت } ) جوابه والمراد بالفعلين الاستقبال ومن حذف الفاء من القراء حمله على قوله ( { وإن أطعتموهم إنكم لمشركون } ) وعلى ما جاء من قول الشاعر
من يفعل الحسنات الله يشكرها % ويجوز أن تجعل ( ما ) على هذا المذهب بمعنى الذي وفيه ضعف
قوله تعالى ( { الجوار } ) مبتدأ أو فاعل ارتفع بالجار و ( { في البحر } ) حال منه والعامل فيه الاستقرار ويجوز أن يتعلق في بالجوار و ( { كالأعلام } على الوجه ) الاول حال ثانية وعلى الثاني هي حال من الضمير في الجوار و ( { يسكن } ) جواب الشرط ( { فيظللن } ) معطوف على الجواب وكذلك ( { أو يوبقهن بما كسبوا ويعف } ) وأما قوله تعالى ( { ويعلم الذين } ) فيقرأ بالنصب على تقدير وإن يعلم لأنه صرفه عن الجواب وعطفه على المعنى ويقرأ بالكسر على أن يكون مجزوماً حرك لالتقاء الساكنين ويقرأ بالرفع على الاستئناف
قوله تعالى ( { ما لهم من محيص } ) الجملة المنفية تسد مسد مفعولي عملت
قوله تعالى ( { فمتاع الحياة } ) أي فهو متاع
قوله تعالى ( { والذين يجتنبون } ) معطوف على قوله تعالى ( { للذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون } ) ويجوز أن يكون في موضع نصب بإضمار أعنى أو رفع على تقديرهم و ( { كبائر } ) بالجمع واحدتها كبيرة ومن أفرد ذهب به إلى الجنس و ( { هم } ) مبتدأ و ( { يغفرون } ) الخبر والجملة جواب إذا وقيل هم مرفوع بفعل محذوف تقديره غفروا فحذف الفعل لدلالة يغفرون عليه
قوله تعالى ( { ولمن صبر } من ) شرطية وصبر في موضع جزم بها والجواب ( { إن ذلك } ) وقد حذف الفاء وقيل ( من ) بمعنى الذي والعائد محذوف أي إن ذلك منه
قوله تعالى ( { ينصرونهم } ) يجوز أن يكون في موضع جر حملاً على لفظ الموصوف ورفعنا على موضعه
____________________
(2/225)
قوله تعالى ( { فإن الإنسان كفور } ) أي إن الانسان منهم
قوله تعالى ( { ذكرانا وإناثا } ) هما حال والمعنى يقرن بين الصنفين
قوله تعالى ( { أن يكلمه الله } ) أن والفعل في موضع رفع بالابتداء وما قبله الخبر أو فاعل بالجار لاعتماده على حرف النفي و ( { إلا وحيا } ) استثناء منقطع لأن الوحي ليس بتكليم ( { أو من وراء حجاب } ) الجار متعلق بمحذوف تقديره أو أن يكلمه وهذا المحذوف معطوف على وحي تقديره الا أن يوحى إليه أو يكلمه ولا يجوز أن يتعلق من بيكلمه الموجودة في اللفظ لأن ما قبل الاستثناء المنقطع لا يعمل فيما بعد الا وأما ( { أو يرسل } ) فمن نصب فمعطوف على موضع وحياً أي يبعث إليه ملكاً وقيل في موضع جر أي بأن يرسل وقيل في موضع نصب على الحال ولا يجوز أن يكون معطوفاً على أن يكلمه لأنه يصير معناه ما كان لبشر أن يكلمه الله ولا أن يرسل إليه رسولاً وهذا فاسد ولأن عطفه على أن يكلم الموجودة يدخله في صلة أن والا وحياً يفصل بين بعض الصلة وبعض لكونه منقطعاً ومن رفع يرسل استأنف وقيل ( { من } ) متعلقة بيكلمه لأنه ظرف والظرف يتسع فيه
قوله تعالى ( { ما كنت تدري } ) الجملة حال من الكاف في إليك
قوله تعالى ( { صراط الله } ) هو بدل من صراط مستقيم بدل المعرفة من النكرة والله أعلم سورة الزخرف بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { والكتاب } ) من جعل حم قسماً كانت الواو للعطف ومن قال غير ذلك جعلها للقسم
قوله تعالى ( { في أم الكتاب } ) يتعلق بعلى واللام لا تمنع ذلك ولدينا بدل من الجار والمجرور ويجوز أن يكون حالا من الكتاب أو من أم ولا يجوز أن يكون واحد من الظرفين خبراً لأن الخبر قد لزم أن يكون على من أجل اللام ولكن يجوز أن كل واحد منهما صفة للخبر فصارت حالا بتقدمها و ( { صفحا } ) مصدر من معنى نضرب لأنه بمعنى نصفح ويجوز أن يكون حالا وقرىء بضم الصاد
____________________
(2/226)
والاشبه أن يكون لغة و ( { إن } ) بفتح الهمزة بمعنى لأن كنتم وبكسرها على الشرط وما تقدم بدل على الجواب ( { وكم } ) نصب ب ( { أرسلنا } ) و ( { بطشا } ) تمييز وقيل مصدر في موضع الحال من الفاعل أي أهلكناهم باطشين
قوله تعالى ( { وجهه مسودا } ) اسم كان وخبرها ويجوز أن يكون في ظل اسمها مضمراً يرجع على أحدهم ووجهه بدل منه ويقرآن بالرفع على أنه مبتدأ وخبر في موضع خبر ظل ( { وهو كظيم } ) في موضع نصب على الحال من اسم ظل أو من الضمير في مسوداً
قوله تعالى ( { أو من } من ) في موضع نصب تقديره أيجعلون من ينشأ وفي موضع رفع اي أو من ينشأ جزءاً وولد و ( { في الخصام } ) يتعلق ب ( { مبين } ) فإن قلت المضاف إليه لا يعمل فيما قبله قيل الا في غير لأن فيها معنى النفي فكأنه قال وهو لا يبين في الخصام ومثله مسألة الكتاب أنا زيداً غير ضارب وقيل ينتصب بفعل يفسره ضارب وكذا في الاية
قوله تعالى ( / < قل أو لو > / ) على لفظ الامر وهو مستأنف ويقرأ ( { قال } ) يعني النذير المذكور
قوله تعالى ( { براء } ) بفتح الباء وهمزة واحدة وهو مصدر في موضع اسم الفاعل بمعنى بريء وقد قرىء به
قوله تعالى ( { على رجل من القريتين } ) أي من إحدى القريتين مكة والطائف وقيل التقدير على رجل من رجلين من القريتين وقيل كان الرجل من يسكن مكة والطائف ويتردد إليهما فصار كأنه من أهلهما
قوله تعالى ( { لبيوتهم } ) هو بدل بإعادة الجار أي لبيوت من كفر والسقف واحد في معنى الجمع وسقفاً بالضم جمع مثل رهن ورهن
قوله تعالى ( { جاءنا } ) على الافراد رداً على لفظ من وعلى التثنية رداً على القريتين الكافر وشيطانه و ( { المشرقين } ) قيل أراد المشرق والمغرب فغلب مثل القمرين
قوله تعالى ( { ولن ينفعكم } ) في الفاعل وجهان أحدهما ( { إنكم } ) وما عملت فيه أي لا ينفعكم تأسيكم في العذاب والثاني أن يكون ضمير التمني المدلول عليه بقوله ( { يا ليت بيني وبينك } ) أي لن ينفعكم تمني التباعد فعلى هذا يكون أنكم بمعنى لأنكم فأما إذ فمشكلة الامر لأنها ظرف زمان ماض ولن ينفعكم وفاعله
____________________
(2/227)
واليوم المذكور ليس بماض وقال ابن جني في مساءلته ابا علي راجعته فيها مراراً فآخر ما حصل منه أن الدنيا والاخرى متصلتان وهما سواء في حكم الله تعالى وعلمه فتكون إذ بدلاً من اليوم حتى كأنها مستقبلة أو كأن اليوم ماض وقال غيره الكلام محمول على المعنى والمعنى أن ثبوت ظلمهم عندهم يكون يوم القيامة فكأنه قال ولن ينفعكم اليوم إذ صح ظلمكم عندكم فهو بدل أيضاً وقال آخرون التقدير بعد إذ ظلمتم فحذف المضاف للعلم به وقيل إذ بمعنى أن أي لأن ظلمتم يقرأ ( { أنكم في العذاب } ) بكسر الهمزة على الاستئناف وهذا على أن الفاعل التمني ويجوز أن هذا أن يكون الفاعل ظلمكم أو جحدكم وقد دل عليه ظلمتم ويكون الفاعل المحذوف من اللفظ هو العامل في إذ لا ضمير الفاعل
قوله تعالى ( { أم أنا خير } ) أم هاهنا منقطعة في اللفظ لوقوع الجملة بعدها وهي في المعنى متصلة معادلة إذ المعنى أنا خير منه أم لا أو أينا خير و ( { أسورة } ) جمع سوار وأما أساورة فجمع أسوار أو جمع أسورة جمع الجمع وأصله أساوير فجعلت الياء عوضاً من التاء وأما ( { سلفا } ) فواحد في معنى الجمع مثل الناس والرهط وأما سلفاً بضمتين فجمع مثل أسد واسد أو جمع سالف مثل صابر وصبر أو جمع سليف مثل رغيف ورغف وأما سلفاً بضم السين وفتح اللام فقيل ابدل من الضمة فتحة تخفيفاً وقيل هو جمع سلفة مثل غرفة وغرف
قوله تعالى ( { مثلا } ) هو مفعول ثان لضرب اي جعل مثلاً وقيل هو حال أي ذكر ممثلاً به و ( { يصدون } ) بضم الصاد يعرضون وبكسرها لغة فيه وقيل الكسر بمعنى يضجون
قوله تعالى ( { لجعلنا منكم } ) أي بدلاً منكم وقيل المعنى لحولنا بعضكم ملائكة
قوله تعالى ( { أن تأتيهم } ) هو بدل من الساعة بدل الاشتمال
قوله تعالى ( { يطاف } تقدير الكلام يدخلون فيطاف فحذف لفهم المعنى
قوله تعالى ( { لا يفتر عنهم } ) هي حال أو خبر ثان وكلاهما توكيد
قوله تعالى ( { يا مالك } يقرأ ( / < يا مال > / ) بالكسر والضم على الترخيم
قوله تعالى ( { إن كان للرحمن ولد } إن ) بمعنى ( ما ) وقيل شرطية أي إن قلتم ذلك فأنا أول من وحده وقيل إن صح ذلك فأنا أول الانفين من عبادته ولن يصح ذلك
____________________
(2/228)
قوله تعالى ( { وهو الذي في السماء إله } ) صلة الذي لا تكون الا جملة والتقدير هنا وهو الذي هو إله في السماء وفي متعلقة بإله أي معبود في السماء ومعبود في الارض ولا يصح أن يجعل إله مبتدأ وفي السماء خبره لأنه لا يبقى للذي عائد فهو كقولك هو الذي في الدار زيد وكذلك إن رفعت إلهاً بالظرف فإن جعلت في الظرف ضميراً يرجع على الذي وأبدلت إلهاً منه جاز على ضعف لأن الغرض الكلي إثبات إلهيته لا كونه في السموات والارض وكان يفسد أيضاً من وجه آخر وهو قوله ( { وفي الأرض إله } ) لأنه معطوف على ما قبله وإذا لم تقدر ما ذكرنا صار منقطعاً عنه وكان المعنى إن في الارض إلهاً
قوله تعالى ( { وقيله } ) بالنصب وفيه أوجه أحدها أن يكون معطوفاً على سرهم أي يعلم سرهم وقيله والثاني أن يكون معطوفاً على موضع الساعة أي وعنده أن يعلم الساعة وقيله والثالث أن يكون منصوباً على المصدر أي وقال قيله ويقرأ بالرفع على الابتداء و ( { يا رب } ) خبره وقيل التقدير وقيله هو قيل يا رب وقيل الخبر محذوف أي قيله يا رب مسموع أو مجاب وقرىء بالجر عطفاً على لفظ الساعة وقيل هو قسم والله أعلم سورة الدخان بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { إنا أنزلناه } هو جواب القسم و ( { إنا كنا } ) مستأنف وقيل هو جواب آخر من غير عاطف
قوله تعالى ( { فيها يفرق } ) هو مستأنف وقيل هو صفة لليلة و ( { إنا } ) معترض بينهما
قوله تعالى ( { أمرا } ) في نصبه أوجه أحدها هو مفعول منذرين كقوله ( { لينذر بأسا شديدا } ) والثاني هو مفعول له والعامل فيه أنزلناه أو منذرين أو يفرق والثالث هو حال من الضمير في حكيم أو من أمر لأنه قد وصف أو من كل أو من الهاء في أنزلناه والرابع أن يكون في موضع المصدر أي فرقاً من عندنا والخامس أن يكون مصدراً أي أمرنا أمراً ودل على ذلك ما يشتمل الكتاب عليه من الاوامر والسادس أن يكون بدلاً من الهاء في أنزلناه فأما ( { من عندنا } ) فيجوز أن يكون صفة لأمر وأن يتعلق بيفرق
____________________
(2/229)
قوله تعالى ( { رحمة } ) فيه أوجه أحدها أن يكون مفعول مرسلين فيراد به النبي والثاني أن يكون مفعولاً له والثالث أن يكون مصدراً أي رحمناكم رحمة والرابع أن يكون في موضع الحال من الضمير في مرسلين والاحسن أن يكون التقدير ذوي رحمة
قوله تعالى ( { رب السماوات } ) بالرفع على تقدير هو رب أو على أن يكون مبتدأ والخبر ( { لا إله إلا هو } ) أو خبر بعد خبر وبالجر بدلاً من ربك
قوله تعالى ( { ربكم } ) أي هو ربكم ويجوز أن يكون خبراً آخر وأن يكون فاعل يميت وفي ( { يحيي } ) ضمير يرجع إلى ما قبله أو على شريطة التفسير
قوله تعالى ( { يوم تأتي } ) هو مفعول فارتقب
قوله تعالى ( { هذا عذاب } ) أي يقال هذا و ( { الذكرى } ) مبتدأ ولهم الخبر وأن ظرف يعمل فيه الاستقرار ويجوز أن يكون أني الخبر ولهم تبيين ( { وقد جاءهم } ) حال و ( { قليلا } ) أي زماناً قليلاً أو كشفاً قليلاً ( { يوم نبطش } ) قيل هو بدل من تأتي وقيل هو ظرف لعائدون وقيل التقدير إذكر وقيل ظرف لما دل عليه الكلام أي ننتقم يوم نبطش ويقرأ ( { نبطش } بضم النون وكسر الطاء يقال أبطشته إذا مكنته من البطش أي نبطش الملائكة
قوله تعالى ( { عباد الله } أي يا عباد الله اي أدوا إلى ما وجب عليكم وقيل هو مفعول أدوا أي خلوا بيني وبين من آمن بي ( { وإني عذت } مستأنف و ( { أن ترجمون } أي من أن ترجمون و ( { إن هؤلاء } منصوب بدعاً ويقرأ بالكسر لأن أي صيره و ( { كم } نصب ب ( { تركوا } و ( { كذلك } أي الامر كذلك وقيل التقدير تركا كذلك
قوله تعالى ( { من فرعون } هو بدل من العذاب بإعادة الجار أي من عذاب فرعون ويجوز أن يكون جعل فرعون نفسه عذاباً و ( { من المسرفين } خبر آخر أو حال من الضمير في عالياً و ( { على علم } حال من ضمير الفاعل أي اخترناهم عالمين بهم وعلى يتعلق باخترنا
قوله تعالى ( { والذين من قبلهم } يجوز أن يكون معطوفاً على قوم تبع فيكون ( { أهلكناهم } مستأنفاً أو حالا من الضمير في الصلة ويجوز أن يكون مبتدأ
____________________
(2/230)
والخبر أهلكناهم وأن يكون منصوباً بفعل محذوف و ( { لاعبين } ) حال و ( { أجمعين } ) توكيد للضمير المجرور ( { يوم لا يغني } ) يجوز أن يكون بدلاً من يوم الفصل وأن يكون صفة لميقاتهم ولكنه بني وأن يكون ظرفاً لما دل عليه الفصل أي يفصل بينهم يوم لا يغني ولا يتعلق بالفصل نفسه لأنه قد أخبر عنه
قوله تعالى ( { إلا من رحم } ) هو استثناء متصل أي من رحمه الله بقبول الشفاعة فيه ويجوز أن يكون بدلاً من مفعولي ينصرون أي لا ينصرون الا من رحم الله
قوله تعالى ( { يغلي } ) يقرأ بالياء ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الكاف أي يشبه المهل غالباً وقيل هو حال من المهل وقيل التقدير هو يغلي أي الزقوم أو الطعام وأما الكاف فيجوز أن تكون خبراً ثانياً أو على تقدير هو كالمهل ولا يجوز أن يكون حالا من طعام لأنه لا عامل فيها إذ ذاك ويقرأ بالتاء اي الشجرة والكاف في موضع نصب أي غلياً كغلي الحميم ( { فاعتلوه } ) بكسر التاء وضمها لغتان
قوله تعالى ( { ذق إنك } ) إنك يقرأ بالكسر على الاستئناف وهو استهزاء به وقيل أنت العزيز الكريم عند قومك ويقرأ بالفتح أي ذق عذاب أنك أنت و ( { مقام } ) بالفتح والضم مذكورة في الاحزاب و ( { في جنات } ) بدل من مقام بتكرير الجار وأما ( { يلبسون } ) فيجوز أن يكون خبر إن فيتعلق به في وأن يكون حالا من الضمير في الجار وأن يكون مستأنفاً و ( { كذلك } ) أي فعلنا كذلك أو الامر كذلك و ( { يدعون } ) حال من الفاعل في زوجنا و ( { لا يذوقون } ) حال أخرى من الضمير في يدعون أو من الضمير في آمنين أو حال أخرى بعد آمنين أو صفة لآمنين
قوله تعالى ( { إلا الموتة الأولى } ) قيل الاستثناء منقطع أي ماتوا الموتة وقيل هو متصل لأن المؤمن عند موته في الدنيا بمنزلته في الجنة لمعاينته ما يعطاه منها أو ما يتيقنه من نعيمها وقيل الا بمعنى بعد وقيل بمعنى سوى و ( { فضلا } ) مصدر أي تفضلنا بذلك تفضيلاً والله أعلم
____________________
(2/231)
سورة الجاثية بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { آيات لقوم يوقنون } ) يقرأ بكسر التاء وفيه وجهان أحدهما أن ( { إن } مضمرة ) حذفت لدلالة إن الأولى عليها وليست آيات معطوفة على آيات الأولى لما فيه من العطف على عاملين والثاني أن يكون كرر آيات التوكيد لأنها من لفظ آيات الأولى فأعربها بإعرابه كقولك إن بثوبك دماً وبثوب زيد دماً فدم الثاني مكرر لأنك مستغن عن ذكره ويقرأ بالرفع على أنه مبتدأ وفي خلقكم خبره وهي جملة مستأنفة وقيل هي في الرفع على التوكيد أيضاً وأما قوله تعالى ( { واختلاف الليل } ) فمجرورة بفي مقدرة غير الأولى و آيات بالكسر والرفع على ما تقدم ويجوز أن يكون اختلاف معطوفاً على المجرور بفي وآيات توكيد وأجاز قوم أن يكون ذلك من باب العطف على عاملين
قوله تعالى ( { نتلوها } ) قد ذكر إعرابه في قوله تعالى ( { نتلوها عليك بالحق وإنك لمن المرسلين } )
قوله تعالى ( { يسمع } ) هو في موضع جر على الصفة أو حال من الضمير في أثيم أو مستأنف و ( { تتلى } ) حال و ( { كأن لم يسمعها } ) حال أيضاً
قوله تعالى ( { ولا ما اتخذوا } ) هو معطوف على ما كسبوا وما فيهما بمعنى الذي أو مصدرية و ( { من رجز أليم } ) قد ذكر في سبأ
قوله تعالى ( { جميعا } ) منه يجوز أن يكون متعلقاً بسخر وأن يكون نعتاً لجميع ويقرأ منة بالنصب أي الامتنان أو من به عليكم منة ويقرأ منه بالرفع والاضافة على أنه فاعل سخر أو على تقدير ذلك منه
قوله تعالى ( { قل للذين آمنوا يغفروا } ) قد ذكر مثله في إبراهيم
قوله تعالى ( { ليجزي قوما } ) بالياء والنون على تسمية الفاعل وهو ظاهر ويقرأ على ترك التسمية ونصب قوم وفيه وجهان أحدهما وهو الجيد أن يكون التقدير ليجزي الخير قوماً على أن الخبر مفعول به في الأصل كقولك جزاك الله خيراً وإقامة المفعول الثاني مقام الفاعل جائزة والثاني أن يكون القائم مقام الفاعل المصدر أي ليجزي الجزاء وهو بعيد
قوله تعالى ( { سواء محياهم ومماتهم } ) يقرأ سواء بالرفع فمحياهم مبتدأ ومماتهم معطوف عليه وسواء خبر مقدم ويقرأ سواء بالنصب وفيه وجهان
____________________
(2/232)
أحدهما هو حال من الضمير في الكاف أي نجعلهم مثل المؤمنين في هذه الحال والثاني أن يكون مفعولاً ثانياً لحسب والكاف حال وقد دخل سواء محياهم ومماتهم على هذا الوجه في الحسبان ومحياهم ومماتهم مرفوعان بسواء لأنه بمعنى مستو وقد قرىء باعتماده ويقرأ ماتهم بالنصب أي في محياهم ومماتهم والعامل فيه نجعل أو سواء وقيل هما ظرفان فأما الضمير المضاف إليه فيرجع إلى القبيلين ويجوز أن يرجع إلى الكفار لأن محياهم كمماتهم ولهذا سمي الكافر ميتاً و ( { على علم } ) حال و ( { فمن يهديه } ) استفهام ( { من بعد الله } ) أي من بعد إضلال الله إياه
قوله تعالى ( { يومئذ يخسر } ) هو بدل من يوم الاول
قوله تعالى ( { كل أمة } ) مبتدأ و ( { تدعى } ) خبره وقرىء بالنصب بدلاً من كل الأولى فتدعى على هذا مفعول ثان أو وصف لكل أو لأمة
قوله تعالى ( { ينطق } ) يجوز أن يكون حالا من الكتاب أو خبراً ثانياً
قوله تعالى ( { والساعة لا ريب فيها } ) يقرأ بالرفع على الابتداء وما بعده الخبر وقيل هو معطوف على موضع ( { إن } وما عملت ) فيه ويقرأ بالنصب عطفاً على اسم ( { إن } )
قوله تعالى ( { إن نظن } ) الا ظنا تقديره إن نحن الا نظن ظناً فإلا مؤخرة لولا هذا التقدير لكان المعنى ما نظن الا ظناً وقيل هي في موضعها لأن نظن قد تكون بمعنى العلم والشك فاستثنى الشك أي مالنا اعتقاد الا الشك
قوله تعالى ( { في السماوات } ) يجوز أن يكون حالا من الكبرياء والعامل فيه الاستقرار وأن يكون ظرفاً والعامل فيه الظرف الاول أو الكبرياء لأنها بمعنى العظمة سورة الاحقاف بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { من قبل } ) هذا في موضع جر أي بكتاب منزل من قبل هذا ( { أو أثارة } بالألف ) أي بقية وأثرة بفتح الثاء وسكونها أي ما يؤثر أي يروى
____________________
(2/233)
قوله تعالى ( { من لا يستجيب له } من ) في موضع نصب بيدعو وهي نكرة موصوفة أو بمعنى الذي
قوله تعالى ( { ما كنت بدعا } ) أي ذا بدع يقال أمرهم بدع أي مبتدع ويجوز أن يكون وصفاً أي ما كنت أول من ادعى الرسالة ويقرأ بفتح الدال وهو جمع بدعة أي ذا بدع
قوله تعالى ( { وكفرتم به } ) أي وقد كفرتم فيكون حالا وأما جواب الشرط فمحذوف تقديره ألستم ظالمين ويجوز أن تكون الواو عاطفة على فعل الشرط
قوله تعالى ( { وإذ لم يهتدوا به } العامل ) في إذ محذوف أي إذ لم يهتدوا ظهر عنادهم
قوله تعالى ( { إماما ورحمة } ) حالان من كتاب موسى
قوله تعالى ( { لسانا } ) هو حال من الضمير في مصدق أو حال من كتاب لأنه قد وصف ويجوز أن يكون مفعولاً لمصدق أي هذا الكتاب يصدق لسان محمد ( { وبشرى } ) معطوف على موضع لينذر
قوله تعالى ( { فلا خوف } ) دخلت الفاء في خبر ( { إن } لما في الذين ) من الابهام وبقاء معنى الابتداء بخلاف ليت ولعل و ( { خالدين فيها } ) حال من أصحاب الجنة و ( { جزاء } ) مصدر لفعل دل عليه الكلام أي جوزوا جزاء أو هو في موضع الحال
قوله تعالى ( { حسنا } ) هو مفعول ثان لوصي والمعنى ألزمناه حسناً وقيل التقدير وصية ذات حسن ويقرأ حسناً بفتحتين أي إيصاء حسناً أو ألزمناه فعلاً حسناً ويقرأ إحسانا أي ألزمناه إحسانا و ( { كرها } ) حال أي كارهة ( { وحمله } ) أي ومدة حمله وفصاله ثلاثون و ( { أربعين } ) مفعول بلغ أي بلغ تمام أربعين و ( { في ذريتي } ) في هنا ظرف أي اجعل الصلاح فيهم
قوله تعالى ( { في أصحاب الجنة } ) أي هم في عدادهم فيكون في موضع رفع و ( { وعد الصدق } ) مصدر وعد وقد دل الكلام عليه و ( { أف } ) قد ذكر في سبحان و ( { لكما } ) تبيين ( { أتعدانني } ) بكسر النون الأولى وقرىء بفتحها وهي لغة شاذة في فتح نون الاثنين وحسنت هنا شيئاً لكثرة الكسرات و ( { أن أخرج } ) أي بأن أخرج وقيل لا يحتاج إلى الباء وقد مر نظيره ( { وهما يستغيثان } ) حال
____________________
(2/234)
و ( { الله } ) تعالى مفعول يستغيثان لأنه في معنى يسألان و ( { ويلك } ) مصدر لم يستعمل فعله وقيل هو مفعول به أي ألزمك الله ويلك و ( { في أمم } ) أي في عدادهم ومن تتعلق بخلت
قوله تعالى ( { وليوفيهم } ) ما يتعلق به اللام محذوف أي وليوفيهم أعمالهم أي جزاء أعمالهم جازاهم أو عاقبهم
قوله تعالى ( { ويوم يعرض } ) أي إذكروا أو يكون التقدير ويوم يعرض الذين كفروا على النار يقال لهم إذهبتم فيكون ظرفاً للمحذوف
قوله تعالى ( { مستقبل أوديتهم } ) الاضافة في تقدير الانفصال أي مستقبلاً أوديتهم وهو نعت لعارض و ( { ممطرنا } ) أي ممطر إيانا فهو نكرة أيضاً وفي الكلام حذف أي ليس كما ظننتم بل هو ما استعجلتم به و ( { ريح } ) خبر مبتدأ محذوف أي هو ريح أو هي بدل من ( { ما } ) و ( { تدمر } ) نعت للريح و ( / < لا ترى > / ) بالتاء على الخطاب وتسمية الفاعل و ( { مساكنهم } ) مفعول به ويقرأ على ترك التسمية بالياء اي لا يرى الا مساكنهم بالرفع وهو القائم مقام الفاعل ويقرأ بالتاء على ترك التسمية وهو ضعيف
قوله تعالى ( { فيما إن مكناكم } ما ) بمعنى الذي أو نكرة موصوفة وإن بمعنى ما النافية وقيل ( { إن } ) زائدة أي في الذي مكناكم
قوله تعالى ( { قربانا } ) هو مفعول اتخذوا و ( { آلهة } ) بدل منه وقيل قرباناً مصدر وآلهة مفعول به والتقدير للتقرب بها
قوله تعالى ( { وذلك إفكهم } ) يقرأ بكسر الهمزة وسكون الفاء أي ذلك كذبهم ويقرأ بفتح الهمزة مصدر أفك أي صرف والمصدر مضاف إلى الفاعل أو المفعول وقرىء ( { إفكهم } ) على لفظ الفعل الماضي أي صرفهم ويقرىء كذلك مشدداً وقرىء ( { إفكهم } ) ممدوداً أي أكذبهم وقرىء ( / < آفكهم > / ) مكسور الفاء ممدود مضموم الكاف أي صارفهم ( { وما كانوا } ) معطوف على إفكهم
قوله تعالى ( { وإذ صرفنا } ) اي وإذكر إذ و ( { يستمعون } ) نعت لنفر ولما كان النفر جماعة قال يستمعون ولو قال تعالى يستمع جاز حملاً على اللفظ
قوله تعالى ( { ولم يعي } ) اللغة الجيدة عي يعيا وقد جاء عياً يعي والباء في بقادر زائدة في خبر ( إن ) وجاز ذلك لما اتصل بالنفي ولولا ذلك لم يجز
____________________
(2/235)
و ( { ساعة } ) ظرف ليلبثوا و ( { بلاغ } ) أي هو بلاغ ويقرأ بلاغاً أي بلغ بلاغاً ويقرأ بالجر أي من نهار ذي بلاغ ويقرأ بلغ على الامر والله أعلم سورة محمد بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { الذين كفروا } ) مبتدأ و ( { أضل أعمالهم } ) خبره ويجوز أن تنتصب بفعل دل عليه المذكور أي أضل الذين كفروا ومثله ( { والذين آمنوا } )
قوله تعالى ( { فإذا لقيتم } ) العامل في إذا هو العامل في ( ضرب ) والتقدير فاضربوا ضرب الرقاب فضرب هنا مصدر فعل محذوف ولا يعمل فيه نفس المصدر لأنه مؤكد و ( { منا } ) مصدر أي إما أن تمنوا منا وإما أن تفادوا فداء ويجوز أن يكونا مفعولين اي أولو هم منا أو اقبلوا فداء و ( { حتى تضع الحرب } ) أي أهل الحرب ( { ذلك } أي الامر ذلك
قوله تعالى ( { عرفها } اي قد عرفها فهو حال ويجوز أن يستأنف
قوله تعالى ( { والذين كفروا } ) هو مبتدأ والخبر محذوف تقديره تعسوا أو أتعسوا ودل عليهما ( { فتعسا } ) ودخلت الفاء تنبيهاً على الخبر و ( { لهم } ) تبيين ( { وأضل } ) معطوف على الفعل المحذوف والهاء في ( { أمثالها } ) ضمير العاقبة أو العقوبة
قوله تعالى ( { وكأين من قرية } ) أي من أهل قرية و ( { أخرجتك } ) للقرية لا للمحذوف وما بعدها من الضمائر للمحذوف
قوله تعالى ( { كمن زين } ) هو خبر من قوله تعالى ( { مثل الجنة } ) أي فيما نقص عليك مثل الجنة
قوله تعالى ( { فيها أنهار } ) مستأنف شارح لمعنى المثل وقيل مثل الجنة مبتدأ وفيها أنهار جملة هي خبره وقيل المثل زائد فتكون الجنة في موضع مبتدأ مثل قولهم
( ثم اسم السلام عليكما % ) واسم زائد ( { غير آسن } ) على فاعل من أسن بفتح السين وأسن من أسن بكسرها وهي لغة و ( { لذة } ) صفة لخمر وقيل هو مصدر أي ذات لذة و ( { من كل الثمرات } ) أي لهم من كل ذلك صنف أو زوجان ( { ومغفرة } ) معطوف على المحذوف أو الخبر محذوف أي ولهم مغفرة
____________________
(2/236)
قوله تعالى ( { كمن } ) هو الكاف في موضع رفع اي حالهم كحال من هو خالد في الاقامة الدائمة وقيل هو استهزاء بهم وقيل هو على معنى الاستفهام أي أكمن هو وقيل هو في موضع نصب أي يشبهون من هو خالد فيما ذكرناه و ( { آنفا } ) ظرف أي وقتاً مؤتنفاً وقيل هو حال من الضمير في قال أي مؤتنفاً ( { والذين اهتدوا } ) يحتمل الرفع والنصب ( { وآتاهم تقواهم } ) أي ثوابها
قوله تعالى ( { أن تأتيهم } ) موضعه نصب بدلاً من الساعة بدل الاشتمال
قوله تعالى ( { فأنى لهم } ) هو خبر و ( { ذكراهم } ) والشرط معترض اي أنى لهم ذكراهم إذا جاءتهم الساعة وقيل التقدير أنى لهم الخلاص إذا جاء تذكرتهم
قوله تعالى ( { نظر المغشي } ) أي نظراً مثل نظر المغشي و ( { أولي } ) مبتدأ و ( { لهم } ) الخبر واولى مؤنثه أولات وقيل الخبر ( { طاعة } ) وقيل طاعة صفة لسورة أي ذات طاعة أو مطاعة وقيل طاعة مبتدأ والتقدير طاعة وقول معروف أمثل من غيره وقيل التقدير أمرنا طاعة ( { فإذا عزم الأمر } العامل في إذا محذوف تقديره فإذا عزم الامر فاصدق وقيل العامل ( { فلو صدقوا } ) أي لو صدقوا إذا عزم الامر والتقدير إذا عزم أصحاب الامر أو يكون المعنى تحقق الامر و ( { أن تفسدوا } ) خبر عسى وإن توليتم معترض بينهما ويقرأ توليتم أي ولي عليكم
قوله تعالى ( { أولئك الذين } ) أي المفسدون ودل عليه ما تقدم
قوله تعالى ( { الشيطان } ) مبتدأ و ( { سول لهم } ) خبره والجملة خبر إن ( { وأملى } ) معطوف على الخبر ويجوز أن يكون الفاعل ضمير اسم الله عز وجل فيكون مستأنفاً ويقرأ أملي على مالم يسم فاعله وفيه وجهان أحدهما القائم مقام الفاعل لهم والثاني ضمير الشيطان
قوله تعالى ( { يضربون } ) هو حال من الملائكة أو من ضمير المفعول لأن في الكلام ضميراً يرجع إليهم
قوله تعالى ( { ثم لا يكونوا } ) هو معطوف على يستبدل والله أعلم
____________________
(2/237)
سورة الفتح بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { عند الله } ) هو حال من الفوز لأنه صفة له في الأصل قدم فصار حالا ويجوز أن يكون ظرفاً لمكان أو لما دل عليه الفوز ولا يجوز أن يكون ظرفاً للفوز لأنه مصدر و ( { الظالمين } ) صفة للفريقين
قوله تعالى ( { لتؤمنوا } ) بالتاء على الخطاب لأن المعنى أرسلناه إليكم وبالياء لأن قبله غيباً
قوله تعالى ( { إنما يبايعون الله } ) هو خبر إن و ( { يد الله } ) مبتدأ وما بعده الخبر والجملة خبر آخر لأن أو حال من ضمير الفاعل في يبايعون أو مستأنف
قوله تعالى ( { يريدون } ) هو حال من ضمير المفعول في ذرونا ويجوز أن يكون حالا من المخلفون وأن يستأنف و ( { كلام الله } بالألف ويقرأ ( / < كلم الله > / والمعنى متقارب
قوله تعالى ( { تقاتلونهم } ) يجوز أن يكون مستأنفاً وأن يكون حالا مقدرة ( { أو يسلمون } ) معطوف على يقاتلونهم وفي بعض القراءات ( / < أو يسلموا > / ) وموضعه نصب واو بمعنى إلى أن أو حتى
قوله تعالى ( { ومغانم } ) أي وأثابهم مغانم أو أثابكم مغانم لأنه يقرأ ( { تأخذونها } ) بالتاء والياء
قوله تعالى ( { وأخرى } ) أي ووعدكم أخرى وأثابكم أخرى ويجوز أن يكون مبتدأ و ( { لم تقدروا } ) صفته و ( { قد أحاط } ) الخبر ويجوز أن يكون هذه صفة والخبر محذوف أي وثم أخرى و ( { سنة الله } ) قد ذكر في سبحان
قوله تعالى ( { والهدى } ) هو معطوف أي وصدوا الهدى و ( { معكوفا } ) حال من الهدى و ( { أن يبلغ } ) على تقدير من أن يبلغ أو عن أن يبلغ ويجوز أن يكون بدلاً من الهدى بدل الاشتمال أي صدوا بلوغ الهدى
قوله تعالى ( { أن تطؤوهم } ) هو في موضع رفع بدلاً من رجال بدل الاشتمال أي وطء رجال بالقتل ويجوز أن يكون بدلاً من ضمير المفعول في تعلموهم أي تعلموهم وطأهم فهو اشتمال أيضاً ولم تعلموهم صفة لما قبله ( { فتصيبكم } ) معطوف
____________________
(2/238)
على تطئوا و ( { بغير علم } ) حال من الضمير المجرور أو صفة لمعرة ( { لعذبنا } ) جواب لو تزيلوا وجواب لولا محذوف أغنى عنه جواب لو وقيل هو جوابهما جميعاً وقيل هو جواب الاول وجواب الثاني محذوف
قوله تعالى ( { حمية الجاهلية } هو بدل وحسن لما أضيف إلى ما حصل معنى فهو كصفة النكرة المبدلة و ( { كلمة التقوى } ) أي العمل أو النطق أو الاعتقاد فحذف لفهم المعنى
قوله تعالى ( { بالحق } ) يجوز أن يتعلق بصدق وأن يكون حالا من الرؤيا ( { لتدخلن } ) هو تفسير الرؤيا أو مستأنف أي والله لتدخلن و ( { آمنين } ) حال والشرط معترض مسدد و ( { محلقين } ) حال أخرى أو من الضمير في آمنين ( { لا تخافون } ) يجوز أن يكون حالا مؤكدة وأن يكون مستأنفاً أي لا تخافون أبداً
قوله تعالى ( { بالهدى } ) هو حال أي أرسله هادياً
قوله تعالى ( { محمد } ) هو مبتدأ وفي الخبر وجهان أحدهما ( { رسول الله } ) فيتم الوقف إلى أن تجعل ( { والذين } في ) موضع جر عطفاً على اسم الله أي ورسول الذين وعلى هذا يكون ( { أشداء } ) أي هم أشداء والوجه الثاني أن يكون رسول الله صفة والذين معطوف على المبتدأ وأشداء الخبر و ( { رحماء } ) خبر ثان وكذلك ( { تراهم } ) و ( { يبتغون } ) ويجوز أن يكون تراهم مستأنفاً ويقرأ ( { أشداء } و { رحماء } ) بالنصب على الحال من الضمير المرفوع في الظرف وهو معه وسجداً حال ثانية أو حال من الضمير في ركعاً مقدرة ويجوز أن يكون يبتغون حالا ثالثة
قوله تعالى ( { سيماهم } ) هو فعل من سام يسوم وهو بمعنى العلامة من قوله تعالى ( { مسومين } ) و ( { في وجوههم } ) خبر المبتدأ و ( { من أثر السجود } ) حال من الضمير في الجار
قوله تعالى ( { ومثلهم } ) في الانجيل إن شئت عطفته على المثل الاول أي هذه صفاتهم في الكتابين فعلى هذا تكون الكاف في موضع رفع اي هم كزرع أو في موضع نصب على الحال أي مماثلين أو نعتاً لمصدر محذوف أي تمثلاً كزرع و ( { شطأه } ) بالهمز وبغير همز ولا ألف وجهه أنه ألقى حركة الهمزة على الطاء وحذفها ويقرأ بالألف على الابدال والمد والهمز وهي لغة و ( { على سوقه } ) يجوز أن يكون حالا أي قائماُ على سوقه وأن يكون ظرفاً و ( { يعجب } ) حال و ( { منهم } ) لبيان الجنس تفضيلاً لهم بتخصيصهم بالذكر والله أعلم
____________________
(2/239)
سورة الحجرات بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { لا تقدموا } ) المفعول محذوف أي لا تقدموا مالا يصلح ويقرأ بفتح التاء والدال أي تتقدموا
قوله تعالى ( { أن تحبط } ) أي مخافة أن تحبط أو لأن تحبط على أن تكون اللام للعاقبة وقيل لئلا تحبط
قوله تعالى ( { أولئك } ) هو مبتدأ و ( { الذين امتحن } ) خبره و ( { لهم مغفرة } ) جملة أخرى ويجوز أن يكون الذين امتحن الله صفة لأولئك ولهم مغفرة الخبر والجميع خبران
قوله تعالى ( { أن تصيبوا } ) هو مثل أن تحبط
قوله تعالى ( { لو يطيعكم } ) هو مستأنف ويجوز أن يكون في موضع الحال والعامل فيه الاستقرار وإنما جاز ذلك من حيث جاز أن يقع صفة للنكرة كقولك مررت برجل لو كلمته لكلمنى أي متهيىء لذلك
قوله تعالى ( { فضلا } ) هو مفعول له أو مصدر من معنى ما تقدم لأن تزيينه الايمان تفضل أوهو مفعول و ( { طائفتان } ) فاعل فعل محذوف و ( { اقتتلوا } ) جمع على احاد الطائفتين
قوله تعالى ( { بين أخويكم } ) بالتثنية والجمع والمعنى مفهوم
قوله تعالى ( { ميتا } ) هو حال من اللحم أو من أخيه ( { فكرهتموه } ) المعطوف عليه محذوف تقديره عرض عليكم ذلك فكرهتموه والمعنى يعرض عليكم فتكرهونه وقيل ان صح ذلك عندكم فأنتم تكرهونه
قوله تعالى ( { لتعارفوا } ) أي ليعرف بعضكم بعضاً ويقرأ لتعارفوا ( { إن أكرمكم } ) بفتح الهمزة وأن وما بعدها هو المفعول
قوله تعالى ( { يلتكم } ) يقرأ بهمزة بعد الياء ماضيه ألت ويقرأ بغير همز وماضيه لات يليت وهما لغتان ومعناهما النقصان وفيه لغة ثالثة ألات يليت والله أعلم
____________________
(2/240)
بسم الله الرحمن الرحيم سورة ق
من قال ( { ق } ) جعل قسم الواو في ( { والقرآن } ) عاطفة ومن قال غير ذلك كانت واو القسم وجواب القسم محذوف قيل هو قوله ( { قد علمنا } ) أي لقد وحذفت اللام لطول الكلام وقيل هو محذوف تقديره لتبعثن أو لترجعن على ما دل عليه سياق الايات و ( { بل } ) للخروج من قصة إلي قصة وإذا منصوبة بما دل عليه الجواب أي يرجع
قوله تعالى ( { فوقهم } ) هو حال من السماء أو ظرف لينظروا ( { والأرض } ) معطوف على موضع السماء أي ويروا الارض ( { مددناها } ) على هذا حال ويجوز أن ينتصب على تقدير ومددنا الارض و ( { تبصرة } ) مفعول له أو حال من المفعول أي ذات تبصير أو مصدر أي بصرناهم تبصرة ( { وذكرى } ) كذلك
قوله تعالى ( { وحب الحصيد } ) أي وحب النبت المحصود وحذف المصوف وقال الفراء هو في تقدير صفة الاول أي والحب الحصيد وهذا بعيد مما فيه من إضافة الشئ إلي نفسه ومثله حبل الوريد أي حبل العرق الوريد وهو فعيل بمعنى فاعل أي وارد أو بمعنى مورود فيه ( { والنخل } ) معطوف على الحب و ( { باسقات } ) حال و ( { لها } ) طلع حال أيضاً و ( { نضيد } ) بمعنى منضود و ( { رزقا } ) مفعول له أو واقع موقع المصدر و ( { به } ) أي بالماء
قوله تعالى ( { ونعلم } ) أي ونحن نعلم فالجملة حال مقدرة ويجوز أن يكون مستأنفاً
قوله تعالى و ( { قعيد } ) إذ يتلقى يجوز أن يكون ظرفا لأقرب وأن يكون التقدير إذكر و ( { قعيد } ) مبتدأ وعن الشمال خبره ودل قعيد هذا على قعيد الاول أي عن اليمين قعيد وقيل قعيد المذكور الاول والثاني محذوف وقيل لا حذف وقعيد بمعنى قعيدان وأغنى الواحد عن الاثنين وقد سبقت له نظائر و ( { رقيب عتيد } ) واحد في اللفظ والمعنى رقيبان عتيدان
قوله تعالى ( { بالحق } ) هو حال أو مفعول به
قوله تعالى ( { معها } ) سائق الجملة صفة لنفس أو كل أو حال من كل وجاز لما فيه من العموم والتقدير يقال له لقد كنت وذكر على المعنى
____________________
(2/241)
قوله تعالى ( { هذا } ) مبتدأ وفي ( { ما } ) وجهان أحدهما هي نكرة و ( { عتيد } ) صفتها ولدى معمول عتيد ويجوز أن يكون لدى صفة أيضاً فيتعلق بمحذوف و ( { ما } ) وصفتها خبر هذا والوجه الثاني أن تكون ( { ما } ) بمعنى الذي فعلى هذا تكون ( { ما } ) مبتدأ ولدى صلة وعتيد خبر ( { ما } ) والجملة خبر هذا ويجوز أن تكون ( { ما } ) بدلاً من هذا ويجوز أن يكون عتيد خبر مبتدأ محذوف ويكون ( { ما لدي } ) خبراً عن هذا أي هو عتيد ولو جاء ذلك في غير القرآن لجاز نصبه على الحال
قوله تعالى ( { ألقيا } ) اي يقال ذلك وفي لفظ التثنية هنا أوجه أحدها أنه خطاب الملكين والثاني هو لواحد والألف عوض من تكرير الفعل أي ألق أتق والثالث هو لواحد ولكن خرج على لفظ التثنية على عادتهم كقولهم خليلي عوجاً وخليلي مرأ بي وذلك أن الغالب من حال الواحد منهم أن يصحبه في السفر اثنان والرابع أن من العرب من يخاطب الواحد بخطاب الاثنين كقول الشاعر
( فإن تزجراني يا بن عفان أنزجر % وإن تدعاني أحم عرضاً ممنعا )
والخامس أن الألف بدل من النون الخفيفة وأجرى الوصل مجرى الوقف
قوله تعالى ( { مريب } ) الذي الجمهور على كسر التنوين وقرىء بفتحها فراراً من الكسرات والياء ( { غير بعيد } ) أي مكاناً غير بعيد ويجوز أن يكون حالا من الجنة ولم يؤنث لأن الجنة والبستان والمنزل متقاربات والتقدير يقال لهم ( { هذا } ) والياء على الغيبة والتاء على الرجوع إلى الخطاب
قوله تعالى ( { من خشي } ) في موضع رفع أي هم من خشي أو في موضع جر بدلاً من المتقين أو من كل أو اب أو في موضع نصب أي أعنى من خشي وقيل من مبتدأ والخبر محذوف تقديره يقال لهم ادخلوها و ( { بسلام } ) حال
قوله تعالى ( { ذلك } ) أي زمن ذلك ( { يوم الخلود } )
قوله تعالى ( { فيها } ) يجوز أن يتعلق بيشاءون وأن يكون حالا من ( { ما } ) أو من العائد المحذوف ( { وكم } ) نصب ب ( { أهلكنا } ) و ( { هم أشد } يجوز أن يكون جر صفة لقرن ونصباً صفة لكم ودخلت الفاء في ( { فنقبوا } ) عطفاً على المعنى أي بطشوا فنقبوا وفيها قراءات ظاهرة المعنى والمعنى هل لهم أو هل لمن سلك طريقهم ( { من محيص } ) أي مهرب فحذف الخبر
____________________
(2/242)
قوله تعالى ( { وأدبار السجود } ) بفتح الهمزة جمع دبر وبكسرها مصدر أدبر والتقدير وقت إدبار السجود و ( { يوم يسمعون } ) بدل من يوم ينادي و ( { يوم تشقق } ) ظرف للمصير أو بدل من يوم الاول و ( { سراعا } ) حال أي يخرجون سراعاً ويجوز أن يكون يوم تشقق ظرفاً لهذا المقدر والله أعلم سورة والذاريات بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { ذروا } ) مصدر العامل فيه اسم الفاعل و ( { وقرا } ) مفعول الحاملات و ( { يسرا } ) مصدر في موضع الحال أي ميسرة و ( { أمرا } ) مفعول المقسمات
قوله تعالى ( { يؤفك عنه } ) الهاء عائدة على الدين أو على ما توعدون وقيل على قول مختلف أي يصرف عن ذلك من صرف عن الحق
قوله تعالى ( { يوم هم } ) هو مبني على الفتح لإضافته إلى الجملة وموضعه رفع أي هو يومهم وقيل هو معرب وفتح على حكم الظرف وقيل موضعه نصب أي أعنى يومهم وقيل هو ظرف للدين أي يوم الجزاء وقيل التقدير يجازون يوم هم وهم مبتدأ و ( { يفتنون } ) الخبر وعداه بعلى لأن المعنى يجبرون على النار وقيل هو بمعنى في و ( { آخذين } ) حال من الضمير في الظرف والظرف خبر إن فإن قيل كيف جاء الظرف هنا خبراً وآخذين حالا وعكس ذلك في قوله ( { إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون } ) قيل الخبر مقصود الجملة والغرض من ذكر المجرمين الاخبار عن تخليدهم لأن المؤمن قد يكون في النار ولكن يخرج منها فأما ( { إن المتقين } ) فجعل الظرف فيها خبراً لأنهم يأمنون الخروج منها فجعل آخذين فضلة
قوله تعالى ( { كانوا قليلا } ) في خبر كان وجهان أحدهما ( { ما يهجعون } ) وفي ( { ما } ) على هذا وجهان أحدهما هي زائدة أي كانوا يهجعون قليلاً وقليلاً نعت لظرف أو مصدر أي زماناً قليلاً أو هجوعاً قليلاً والثاني هي نافية ذكره بعض النحويين ورد ذلك عليه لأن النفي لا يتقدم عليه ما في حيزه وقليلاً من حيزه والثاني أن قليلاً خبر كان و ( { ما } ) مصدرية أي كانوا قليلاً هجوعهم كما تقول كانوا يقل هجوعهم ويجوز على هذا أن يكون ما يهجعون بدلاً من اسم كان بدل
____________________
(2/243)
الاشتمال ومن الليل لا يجوز أن يتعلق بيهجعون على هذا القول لما فيه من تقديم معمول المصدر عليه وإنما هو منصوب على التبيين أي يتعلق بفعل محذوف يفسره يهجعون وقال بعضهم تم الكلام على قوله قليلاً ثم استأنف فقال من الليل ما يهجعون وفيه بعد لأنك إن جعلت ( { ما } ) نافية فسد لما ذكرنا وإن جعلتها مصدرية لم يكن فيه مدح لأن كل الناس يهجعون في الليل ( { وبالأسحار } ) الباء بمعنى في
قوله تعالى ( { وفي أنفسكم } ) المبتدأ محذوف أي وفي أنفسكم آيات ومن رفع بالظرف جعل ضمير الايات في الظرف وقيل يتعلق ب ( { تبصرون } ) وهذا ضعيف لأن الاستفهام والفاء يمنعان من ذلك
قوله تعالى ( { وفي السماء رزقكم } ) أي سبب رزقكم يعني المطر
قوله تعالى ( { مثل ما } ) يقرأ بالرفع على أنه نعت لحق أو خبر ثان أو على أنهما خبر واحد مثل حلو حامض و ( { ما } ) زائدة على الاوجه الثلاثة ويقرأ بالفتح وفيه وجهان أحدهما هو معرب ثم في نصبه على هذا أوجه إما هو حال من النكرة أو من الضمير فيها أو على إضمار أعنى أو على أنه مرفوع الموضع ولكنه فتح كما فتح الظرف في قوله ( { لقد تقطع بينكم } ) على قول الأخفش و ( { ما } على هذه الاوجه ) زائدة أيضاً والوجه الثاني هو مبني وفي كيفية بنائه وجهان أحدهما أنه ركب مع ( { ما } كخمسة عشر ) و ( { ما } ) على هذا يجوز أن تكون زائدة وأن تكون نكرة موصوفة والثاني أن تكون بنيت لأنها أضيفت إلى مبهم وفيها نفسها إبهام وقد ذكر مثله في قوله تعالى ( { ومن خزي يومئذ } فتكون ) ( { ما } على هذا أيضاً إما زائدة وإما بمعنى شيء وأما ( { إنكم } ) فيجوز أن يكون موضعها جراً بالاضافة إذا جعلت ( { ما } ) زائدة وأن تكون بدلاً منها إذا كانت بمعنى شيء ويجوز أن تكون في موضع نصب بإضمار أعنى أو رفع على تقدير هو أنكم
قوله تعالى ( { إذ دخلوا } إذ ) ظرف لحديث أو لضيف أو لمكرمين لا لأتاك وقد ذكر القول في ( { سلاما } ) في هود
قوله تعالى ( { في صرة } ) هو حال من الفاعل و ( { كذلك } ) في موضع نصب ب ( { قال } الثانية )
قوله تعالى ( { مسومة } ) هو نعت لحجارة أو حال من الضمير في الجار و ( { عند } ) ظرف لمسومة
____________________
(2/244)
قوله تعالى ( { وفي موسى } ) أي وتركنا في موسى آية و ( { إذ } ) ظرف لآية أو لتركنا أو نعت لها و ( { بسلطان } ) حال من موسى أو من ضميره و ( { بركنه } ) حال حال من ضمير فرعون ( { وفي عاد } { وفي ثمود } ) أي وتركنا آية
قوله تعالى ( { وقوم نوح } ) يقرأ بالجر عطفاً على ثمود وبالنصب على تقدير وأهلكنا ودل عليه ما تقدم من إهلاك الامم المذكورين ويجوز أن يعطف على موضع ( { وفي موسى } ) وبالرفع على الابتداء والخبر ما بعده أو على تقدير أهلكوا ( { والسماء } ) منصوبة بفعل محذوف أي ورفعنا السماء وهو أقوى من الرفع لأنه معطوف على ما عمل فيه الفعل ( { والأرض } ) مثله وبأيد حال من الفعل و ( { فنعم الماهدون } ) أي نحن فحذف المخصوص بالمدح ( { ومن كل شيء } ) متعلق ب ( { خلقنا } ) ويجوز أن يكون نعتاً ل ( { زوجين } ) قدم فصار حالا
قوله تعالى ( { كذلك } ) أي الامر كذلك
قوله تعالى ( { المتين } ) بالرفع على النعت لله سبحانه وقيل هو خبر مبتدأ محذوف أي هو المتين وهو هنا كناية عن معنى القوة إذ معناها البطش وهذا في معنى القراءة بالجر والله أعلم سورة والطور بسم الله الرحمن الرحيم
الواو الأولى للقسم وما بعدها للعطف
قوله تعالى ( { في رق } ) في تتعلق بمسطور ويجوز أن يكون نعتاً آخر وجواب القسم ( { إن عذاب ربك } )
قوله تعالى ( { ماله } ) من الجملة صفة لواقع أي واقع غير مدفوع و ( { يوم } ) ظرف لدافع أو لواقع وقيل يجوز أن يكون ظرفاً لما دل عليه ( { فويل } ) و ( { يوم يدعون } ) هو بدل من يوم تمور أو ظرف ليقال المقدرة مع هذه أي يقال لهم هذه
قوله تعالى ( { أفسحر } ) هو خبر مقدم و ( { سواء } ) خبر مبتدأ محذوف أي صبركم وتركه سواء و ( { فاكهين } ) حال والباء متعلقة به وقيل هي بمعنى في
____________________
(2/245)
و متكئين حال من الضمير في كلوا أو من الضمير في وقاهم أو من الضمير في آتاهم أو من الضمير في فاكهين أو من الضمير في الظرف
قوله تعالى ( { والذين آمنوا } ) هو مبتدأ و ( { ألحقنا بهم } ) خبره ويجوز أن يكون في موضع نصب على تقدير وأكرمنا الذين وأتبعناهم فيه اختلاف قد مضى أصله و ( { ألتناهم } ) قد ذكر في الحجرات و ( { من } الثانية ) زائدة والأولى حال من شيء أو متعلقة بألتنا و ( { يتنازعون } ) حال و ( { إنه هو البر } ) بالفتح أي بأنه أو لأنه وقرىء بالكسر على الاستئناف
قوله تعالى ( { بنعمة ربك } ) الباء في موضع الحال والعامل فيه ( { بكاهن } ) أو ( { مجنون } ) والتقدير ما أنت كاهناً ولا مجنوناً متلبساً بنعمة ربك وأم في هذه الايات منقطعة و ( { نتربص } ) صفة شاعر
قوله تعالى ( { يستمعون فيه } في ) هنا على بابها وقيل هي بمعنى على
قوله تعالى ( { وإن يروا } ) قيل إن على بابها وقيل هي بمعنى لو و ( { يومهم } ) مفعول به و ( { يصعقون } ) بفتح الياء وماضيه صعق ويقرأ بضمها وماضيه اصعق وقيل صعق مثل سعد و ( { يوم لا يغني } ) بدل من يومهم ( { وإدبار النجوم } ) مثل أدبار السجور وقد ذكر في قاف سورة النجم بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { إذا هوى } العامل ) في الظرف فعل القسم المحذوف أي أقسم بالنجم وقت هويه وقيل النجم نزول القرآن فيكون العامل في الظرف نفس النجم وجواب القسم ( { ما ضل } و ( { عن } ) على بابها أي لا يصدر نطقه عن الهوى وقيل هو بمعنى الباء و ( { علمه } ) صفة للوحي أي علمه إياه
قوله تعالى ( { فاستوى } ) أي فاستقر ( { وهو } ) مبتدأ و ( { بالأفق } ) خبره والجملة حال من فاعل استوى وقيل هو معطوف على فاعل استوى وهو ضعيف إذ لو كان كذلك لقال تعالى فاستوى هو وهو وعلى هذا يكون المعنى فاستويا بالافق يعني محمداً وجبريل صلوات الله عليهما وألف ( { قاب } ) مبدلة من واو و ( { أو } على الابهام ) أي لو رآه الرائي لالتبس عليه مقدار القرب
____________________
(2/246)
قوله تعالى ( { ما كذب } ) الفؤاد يقرأ بالتخفيف و ( { ما } مفعولة أي ما كذب الفؤاد الشيء الذي رأت العين أو ما رأى الفؤاد ويقرأ بالتشديد والمعنى قريب من الاول و ( { أفتمارونه } ) تجادلونه وتمرونه تجحدونه و ( { نزله } ) مصدر أي مرة أخرى أو رؤية أخرى و ( { عند } ) ظرف لرأي و ( { عندها } ) حال من السدرة ويقرأ جنه على أنه فعل وهو شاذ والمستعمل أجنه و ( { إذ } ) ظرف زمان لرأي و ( { الكبرى } ) مفعول رأى وقيل هو نعت لآيات والمفعول محذوف أي شيئاً من آيات ربه و ( { اللات } ) يكتب بالتاء وبالهاء وكذلك الوقف عليه والألف واللام فيه وفي ( { والعزى } ) زائدة لأنهما علمان وقيل هما صفتان غالبتان مثل الحارث والعباس فلا تكون زائدة وأصل اللات لوية لأنه من لوى يلوي فحذفت الياء وتحركت الواو وانفتح ما قبلها فقلبت ألفاً وقيل ليس بمشتق وقيل هو مشتق من لات يليت فالتاء على هذا أصل وقرأ ابن عباس رضي الله عنهما بتشديد التاء قالوا وهو رجل كان يلت للحاج السويق وغيره على حجر فلما مات عبد ذلك الحجر والعزى فعلى من العز ( { ومناة } ) علم لصنم وألفه من ياء لقولك منى يمنى إذا قدر ويجوز أن تكون من الواو ومنه منوان و ( { الأخرى } ) توكيد لأن الثالثة لا تكون الا أخرى و ( { ضيزى } ) أصله ضوزى مثل طوبى كسر أو لها فانقلبت الواو ياء وليست فعلى في الأصل لأنه لم يأت من ذلك شيء الا ما حكاه ثعلب من قولهم رجل كيصى وميتة حيكى غيره امرأة عز هي وامرأة يعلى والمعروف عز هاة وسعلاة ومنهم من همز ضيزى
قوله تعالى ( { أسماء } ) يجب أن يكون المعنى ذوات أسماء لقوله تعالى ( { سميتموها } ) لأن لفظ الاسم لا يسمى و ( { أم } ) هنا منقطعة و ( { شفاعتهم } ) جمع على معنى كم لا على اللفظ وهي هنا خبرية في موضع رفع بالابتداء ولا تغني الخبر
قوله تعالى ( { ليجزي } ) اللام تتعلق بما دل عليه الكلام وهو قوله تعالى ( { أعلم } ) بمن ضل أي حفظ ذلك ليجزي وقيل يتعلق بمعنى قوله تعالى ( { ولله ما في السماوات } ) أي أعلمكم بملكه وقوته
قوله تعالى ( { الذين يجتنبون } ) هو في موضع نصب نعتاً للذين أحسنوا أوفي موضع رفع على تقديرهم و ( { إلا اللمم } ) استثناء منقطع لأن اللمم الذنب الصغير
____________________
(2/247)
قوله تعالى ( { فهو يرى } ) جملة اسمية واقعة موقع فعلية والأصل عنده علم الغيب فيرى ولو جاء على ذلك لكان نصبها على جواب الاستفهام ( { وإبراهيم } ) عطف على موسى
قوله تعالى ( { ألا تزر } ) ( أن ) مخففة من الثقيلة وموضع الكلام جر بدل من ( ما ) أو رفع على تقدير هو أن لا و ( { وزر } ) مفعول به وليس بمصدر
قوله تعالى ( { وأن ليس } أن ) مخففة من الثقيلة أيضاً وسد ما في معنى ليس من النفي مسد التعويض
قوله تعالى ( { سوف يرى } ) الجمهور على ضم الياء وهو الوجه لأنه خبر أن وفيه ضمير يعود على اسمها وقرىء بفتح الياء وهو ضعيف لأنه ليس فيه ضمير يعود على اسم أن وهو السعي والضمير الذي فيه للهاء فيبقى الاسم بغير خبر وهو كقولك إن غلام زيد قام وأنت تعني قام زيد فلا خبر لغلام وقد وجه على أن التقدير سوف يراه فتعود الهاء على السعي وفيه بعد
قوله تعالى ( { الجزاء الأوفى } ) هو مفعول يجزى وليس بمصدر لأنه وصف بالاوفى وذلك من صفة المجزى به لا من صفة الفعل وألف ( { وأقنى } ) منقلبة عن واو
قوله تعالى ( { عادا } ) الأولى يقرأ بالتنوين لأن عاداً اسم الرجل أو الحي والهمزة بعده محقق ويقرأ بغير تنوين على أنه اسم القبيلة ويقرأ منوناً مدغماً وفيه تقديران أحدهما أنه ألقى حركة الهمزة على اللام وحذف همزة الوصل قبل اللام فلقي التنوين اللام المتحركة فأدغم فيها كما قالوا لحمر
قوله تعالى ( { وثمود } قوم نوح ) هو منصوب بفعل محذوف أي وأهلك ثمود ولا يعمل فيه ( { فما أبقى } ) من أجل حرف النفي وكذلك ( ويجوز ) أن يعطف على عاداً ( { والمؤتفكة } ) منصوب ب ( { أهوى } ) و ( { ما غشى } ) مفعول ثان ( كشافة ) مصدر مثل العاقبة والعافية اي ليس لها من دون الله كشف ويجوز أن يكون التقدير ليس لها كاشف والهاء للمبالغة مثل راوية وعلامة والله أعلم
____________________
(2/248)
سورة القمر بسم الله الرحمن الرحيم
قوله تعالى ( { وكل أمر } ) هو مبتدأ و ( { مستقر } ) خبره ويقرأ بفتح القاف أي مستقر عليه ويجوز أن يكون مصدر كالاستقرار ويقرأ بالجر صفة الامر وفي كل وجهان أحدهما هو مبتدأ والخبر محذوف أي معمول به أو أتى والثاني هو معطوف على الساعة
قوله تعالى ( { حكمه } ) هو بدل من ( ما ) وهو فاعل جاءهم ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف ( { فما تغن } يجوز أن تكون نافية وأن تكون استفهاماً في موضع نصب بتغني و ( { النذر } ) جمع نذير
قوله تعالى ( { نكر } ) بضم النون والكاف وبإسكان القاف وهو صفة بمعنى منكر ويقرأ بضم النون وكسر الكاف وفتح الراء على أنه فعل لم يسم فاعله
قوله تعالى ( { خشعا } ) هو حال وفي العامل وجهان أحدهما يدعو أي يدعوهم الداعي وصاحب الحال الضمير المحذوف و ( { أبصارهم } ) مرفوع بخشعاً وجاز أن يعمل الجمع لأنه مكسر والثاني العامل ( { يخرجون } ) وقرىء خاشعاً والتقدير فريقاً خاشعاً ولم يؤنث لأن تأنيث الفاعل تأنيث الجمع وليس بحقيقي ويجوز أن ينتصب خاشعاً بيدعو على أنه مفعول له ويخرجون على هذا حال من أصحاب الابصار و ( { كأنهم } ) حال من الضمير في يخرجون و ( { مهطعين } ) حال من الضمير في منتشر عند قوم وهو بعيد لأن الضمير في منتشر للجراد وإنما هو حال من يخرجون أو من الضمير المحذوف و ( { يقول } ) حال من الضمير في مهطعين
قوله تعالى ( { وازدجر } ) الدال بدل من التاء لأن التاء مهموسة والزاي مجهورة فأبدلت حرفاً مجهوراً يشاركها في المخرج وهو الدال
قوله تعالى ( { إني } ) يقرأ بالفتح اي بأنى وبالكسر لأن دعا بمعنى قال
قوله تعالى ( { فالتقى الماء } ) أراد الماآن فاكتفى بالواحد لأنه جنس و ( { على أمر } ) حال أو ظرف والهاء في ( { وحملناه } ) لنوح عليه السلام و ( { تجري } ) صفة في موضع جر و ( { بأعيننا } ) حال من الضمير في تجري أي محفوظة و ( { جزاء } ) مفعول له أو بتقدير جازيناهم و ( { كفر } ) أي به وهو نوح عليه السلام
____________________
(2/249)