الأفعال1 -وهي تضرب, فإن قيل: ينبغي2 ألا يعل- يريد وأبان؛ لأنهما من الأعلام ولم يوجد فيهما شرط "144" الإعلال؛ لأنهما3 على بنية توجد في الأفعال, وهي: يفعِل وأفعَل, أو يبيع وأباع.
قلنا: إنما أعلّا حال كونهما فعلا، ثم نقلا إلى العلم، ولم يعلا بعد النقل إلى العلم. هذا في أبان إن قلنا: إنه أفعل.
وأما إن قلنا: إنه فَعَال, فلا يتوجه الإيراد المذكور؛ لأنه4 لم يوجد فَعَال في أبنية الأفعال.
[فمن اعتقد أنه أفعل منع صرفه] 5, ومن اعتقد أنه فَعَال صرفه؛ لعدم مقتضي منع صرفه.
ولا يستدل على أنه ليس أفعل بأنه لو كان أفعل لما صرفه في قول الشاعر:
"32"
درس المَنَا بمتالع6 فأبانِ ... ..................7
__________
1 في "هـ": في الإعلال.
2 لفظة "ينبغي" ساقطة من "ق".
3 لأنهما: ساقطة من "ق".
4 في "ق": إلا أنه.
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
6 في الأصل, "ق": بمطالع, وما أثبتناه من "هـ".
7 هذا صدر بيت من الكامل، للبيد بن ربيعة العامري الصحابي, وعجزه:
فتقادمت بالحُبْس فالسوبان
والبيت في ديوان لبيد ص306، المنا: أراد المنازل. متالع: جبل بنجد. أبان، والحبس، والسوبان: أماكن. ينظر في البيت: شرح شواهد سيبويه، للأعلم، بهامش الكتاب 1/ 8 "بولاق"، والخصائص 1/ 81، وشرح الجاربردي "مجموعة الشافية 1/ 300" وشرح شواهد شروح الشافية ص397, 398 "184"، والهمع: 1/ 81". وأنشده شاهدا على أن "أبان" قيل: إنه على وزن أفعل فيمنع من الصرف، وقيل: فعال, فيصرف.(2/812)
[إعلال اللام] :
قوله: "اللاَّمُ تُقْلَبَانِ ألِفاً [إذَا تَحَرَّكَتَا وَانْفَتَحَ مَا قبلهما] 1 ... "2.
أي: و3 تقلب الواو والياء ألفا إذا وقعتا لاما وتحركتا وانفتح ما قبلهما ولم يكن بعدهما4 موجب لفتحهما، نحو: غزا، ورمى، ويقوَى، ويحيَى، وعصا5، ورحى [فإن أصلها: غَزَيَ، ورَمَيَ، ويقوَيُ، ويحيَيُ، وعصَوَ، ورحَيَ] 6، قلبت الواو والياء فيها ألفا لتحريكهما وانفتاح ما قبلهما مع عدم الموجب لفتحهما.
وإنما قال: "إذا لم يكن بعدهما موجب لفتحهما"7؛ لأنه8 لو كان بعدهما موجب لفتحهما نحو غزوَا، ورميَا لم يقلبا ألفا؛ لأنهما لو قلبتا9 ألفًا لحذف إحدى الألفين؛ لاجتماع الساكنين، فتصير10: غزا ورمى، فيحصل الالتباس بين المفرد والمثنى.
__________
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
2 تكملة عبارة ابن الحاجب: "..... إِنْ لَمْ يَكُنْ بَعْدَهُمَأ مُوجِبٌ لِلْفَتْحٍ كَغَزَا ورمى ويقوى ويحيى وعصا ورحى". "الشافية، ص13".
3 الواو ساقطة من "ق".
4 في "ق": ما بعدهما.
5 وعصا: ساقط من "ق".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
7 لفتحهما: ساقط من "هـ".
8 في الأصل: لأنهما, والأصح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
9 في الأصل, "هـ": لو قلبا, وما أثبتناه من "ق".
10 في "ق": فيصير.(2/814)
لا يقال: لا يحصل الالتباس المذكور في نحو: عَصَوَانِ، ورَحَيَانِ, واخشَيَا، واخشَيَن؛ لأنهما لو قلبتا وحذفت الألف لالتقاء الساكنين, لبقي: عَصَان، ورَحَان، واخْشَى، واخْشَان.
ولم يحصل الالتباس؛ لأنا نقول: إنما لم تقلب ههنا -وإن لم يحصل الالتباس- حملًا لهما على نحو: غزوا ورميا؛ لموافقتهما له في وجوب1 الفتح لما2 بعده.
قوله: "بخلاف: غَزَوْتُ...."3 إلى آخره4.
أي: بخلاف: غزوت، ورميت، وأغزيت، واستغزيت، وغزونا, ورمينا، ويخشيْنَ لجمع المؤنث، ويأبين، فإنه لا تقلب الواو والياء فيها ألفًا لعدم المقتضي "للقلب"5 لسكون الواو والياء6 فيها7.
وبخلاف: غَزْو، ورَمْي؛ فإنه تقلب الواو والياء فيهما ألفا؛ لعدم المقتضي "للقلب"8 لسكون ما قبل الواو والياء فيهما.
__________
1 في الأصل: وجود, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 في الأصل, "هـ": بما, وما أثبتناه من "ق".
3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "بخلاف: غزوتُ ورميت, وغزونا ورمينا, ويخشين ويأبين, وغزْو ورمْي، وَبِخِلاَفِ: غَزَوْا ورَمَيَا, وَعَصَوَانِ وَرَحَيَانِ لِلإِلْبَاسِ، واخْشَيَا نَحْوُهُ؛ لأنَّهُ مِنْ بَابِ لَنْ يَخْشَيَا، وَاخشَيَنَّ لِشَبهِهِ بِذَلِكَ، بِخِلاَفِ: اخشَوْا واخشَوُنَّ واخشَيْ واخشَيِنَّ". "الشافية، ص13".
4 إلى آخره: ساقط من "ق".
5 للقلب: إضافة من "ق".
6 في "هـ": الياء والواو.
7 في "هـ": فيهما.
8 للقلب: إضافة من "ق".(2/815)
وبخلاف: غزوا، ورميا1، فإنه لا تقلب الواو والياء فيهما2 دفعًا للالتباس, كما ذكرناه.
ولا "في"3 عصوان، ورحيان؛ للحمل على: غزَوَا، ورمَيَا, لوجود موجب فتح الواو والياء "فيهما"4 بعدهما.
وبخلاف: اخشيا، "ونحوه كاخشين"5، فإنه لا تقلب الياء ألفا مع عدم الالتباس بقلب الياء ألفا؛ لحمله على غَزَوَا، لموافقته له في وجود موجب فتح الواو والياء بعدهما.
ولقائل أن يقول: إنه غير محتاج إليه؛ لأنه يعلم ذلك من قوله: "إن لم يكن بعدهما موجب للفتح".
قوله: "بخلاف6: اخشَوْا، واخشَوُنَّ، واخشَيْ7, واخشَينَّ" فإنه تقلب العين فيها ألفا؛ لأنه لم يكن بعدهما موجب للفتح، فإن أصل8: اخشوا: اخشَيَوا؛ قلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها, ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين، فصار: اخشَوْا، فلما اتصل به
__________
1 في "هـ": وبخلاف: رميا وغزوا.
2 في الأصل, "ق": في: غزوا ورميا, وما أثبتناه من "هـ".
3 لفظة "في": إضافة من "ق"، "هـ".
4 فيهما: إضافة من "ق"، "هـ".
5 في الأصل: ونحو اخشين, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 في "هـ": وبخلاف.
7 واخشَيْ: ساقطة من "هـ".
8 فإن أصل: ساقط من "هـ".(2/816)
نون التأكيد حُرِّكت الواو بالضم؛ لكونها واوا قبلها فتحة لقيت ساكنا نحو: اخشَوُا الْقوم.
وأصل: اخشَيْ1: اخشَيِي؛ قلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح "145" ما قبلها، ثم حذفت الألف لالتقاء الساكنين, فصار: اخشَي2، فلما اتصل به نون التأكيد وجب تحريك الياء بالكسر؛ لكونها3 ساكنة قبلها فتحة لقيت ساكنا بعدها، نحو: اخشَىِ الْقوم.
وإنما لم تقلب الواو في: اخشوُنَّ، والياء في: اخشيِنَّ؛ لكون حركة الواو والياء4 عارضة كما في: اخشَوُا الله، واخشَيِ الله.
__________
1 في "ق": اخشوا.
2 فصار اخشي: ساقط من "ق".
3 في الأصل, "ق": لسكونها, والصحيح ما أثبتناه من "ق".
4 في "ق": الياء والواو.(2/817)
[قلب الواو ياء وهي لام] :
قوله: "وتقلب الواو ياء إذا وقعتْ...."1 إلى آخره.
هذا نوع آخر من الإعلال.
أي: وتقلب الواو ياء إذا كان ما قبلها مكسورا نحو: دُعِيَ، ورُضِيَ. أصلهما: دُعِوَ، ورُضِوَ, قلبت الواو ياء2؛ لكونها متطرفة بعد الكسرة.
أو وقعت الواو فيه رابعة فصاعدا مطلقا؛ أي: سواء كان ما قبلها مكسورا، نحو: الغازِي، أو لم يكن نحو: أغزَيْتُ، و3 تغزَّيْتُ واستغزَيْتُ، ويغزيان، ويرضيان، أصلها: أغزوتُ، و4 تغزوتُ واستغزوتُ, ويغزُوَان، ويرضوَان.
وإنما قلبت الواو فيها ياء لوجهين:
أحدهما: أنه لما كثر وقوعها فيما يجب قلبها ياء في بعض متصرفاته، فإنه حمل على ذلك البعض غيره، نحو: يُغزِي، ويستغْزِي مضارعي: أغزيتُ واستغزيتُ. أصلهما: يُغزِوُ، ويستغزِوُ
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْوَاوُ يَاءً إذَا وَقَعَتْ مَكْسُوراً مَا قَبْلَهَا، أَوْ رَابِعَةً فَصَاعِداً وَلَمْ يَنْضَمَّ مَا قَبْلَهَا، كدُعي، ورُضِي والغازِي، وأغزيتُ وَتَغَزَّيْتُ وَاسْتَغْزَيْتُ، وَيُغْزَيَان ويَرْضَيَانِ بِخِلاَفِ: يَدْعُو, وَيَغْزُو، وقِنْيَة وَهُوَ ابْنُ عَمِّي دِنْيَا شَاذٌّ، وطيِّئٌ تَقْلِبُ الْيَاءَ في باب رضي وبقي ودعي ألفا" "الشافية ص13".
2 في الأصل, "هـ": قلبت الياء واوا, والصحيح ما أثبتناه من "ق".
3 في "هـ": "أو" بدل "و".
4 الواو ساقطة من "هـ".(2/818)
قلبت الواو فيهما ياء لكسرة1 ما قبلها مع تطرفها، فوجب في: أغزوت، واستغزوت اطرادًا للباب؛ لكونها من باب واحد.
ونحو: غُزِيا، أصله: غُزِوا؛ قلبت الواو ياء لكسرة ما قبلها, فيجب قلبها ياء في: يُغزوان2؛ اطرادًا للباب.
[ونحو: رَضِيَ، أصله: رَضِوَ؛ قلبت3 الواو ياء لكسرة ما قبلها، فيجب في: يرضوان؛ اطرادًا للباب] 4.
والثاني: أنه لما زاد على ثلاثة أحرف ثقل، والياء أخف من الواو وليس قبلها ضم يمنع من قلب الواو ياء, فقلبت ياء؛ طلبًا للتخفيف.
وإنما قال: "ولم ينضم ما قبلها"؛ لأنه لو كان قبلها ضم لمنع من قلب الواو ياء، نحو: يدعُو ويغزُو؛ فإن الواو فيهما رابعة لكن لما كانت قبل الواو ضمة لم تقلب ياء؛ للمنافاة بينهما.
قوله: "بخلاف يدعو ويغزو".
أي: لا تقلب الواو ههنا ياء، وإن وقعت رابعة؛ لوجود الضمة قبلها، وهو غير محتاج إليه؛ لأنه يعلم ذلك من قوله: "ولم ينضم ما قبلها".
قوله: "وقِنْيَة، وهو5 ابن عمي دنيا، شاذ".
__________
1 في "هـ": لانكسار.
2 في الأصل: يغزون, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 في الأصل, "ق": فقلبت, وما أثبتناه من "هـ".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 لفظة "هو" ساقطة من "ق".(2/819)
أي: وقلب الواو ياء في قنية, وهي الكسب، وفي دنيا، شاذ؛ لعدم موجب قلب الواو ياء لوقوع الواو ثالثة، مع عدم الكسر قبلها؛ لكون النون فاصلة بين الواو والكسرة.
وإنما قلنا: إنهما من الواو؛ لأن القنية من: قنوت الغنم وغيرها، إذا قنيتها لنفسك لا للتجارة1. والدنيا من: دنا يدنو. يقال: هو ابن عمي دِنْي ودِنْيا، أي: لَحًّا2.
ولقائل أن يقول: لا نسلم أن قنية شاذ؛ لأنه حكى ابن القطاع في كتاب "الأبنية"3: قنوت الشيء وقنيته قُنْوة وقِنْوة، وقُنْيَته وقِنْيَته: أي: كسبته.
فالقُنْوة والقِِنْوة من قنوت، والقِنْية والقُنْية من قنيت4.
قوله: "وطيئ تقلب الياء في باب رَضِي، ودُعِي، وبَقِي ألفا".
[أي: وطيئ] 5 يقلبون الياء ألفا، والكسرة قبل الياء6 فتحة فيما [كان في آخر الكلمة ياء] 7 قبلها كسرة، نحو: رضي،
__________
1 قال الجوهري: "قنوت الغنم وغيرها قِنْوة وقُنْوة، وقنيت أيضا قِنْية وقُنْية، إذا اقتنيتها لنفسك لا للتجارة" الصحاح "قنا": 6/ 2467.
2 السابق "دنا": 6/ 2342.
3 أبنية الأفعال والأسماء.
4 وهذا ما ذكره الجوهري في صحاحه "قنا": 6/ 2467.
5 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في الأصل, وهو من "ق"، "هـ".
6 قبل الياء: ساقط من "ق".
7 ما بين المعقوفتين بياض في الأصل, وهو من "ق"، "هـ".(2/820)
ودُعِيَ، وبَقِيَ، فيقولون: رضَى، ودعا، وبَقَى, وهو أصل مطرد عندهم1.
وتوجيهه: أنهم استثقلوا الكسرة قبل الياء فقلبوها فتحة، ثم انقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها2.
قوله: "وتقلب الواو طَرَفًا بعد ضمة [في كل متمكن ياء] 3"4...... إلى آخره.
أي: إذا وقعت الواو طرفا في كل اسم متمكن، ووقعت قبل الواو ضمة، تقلب الواو ياء.
ويلزم منه انقلاب الضمة كسرة لأجل الياء "146" كالتغازي والتعزِّي, فإنهما تفاعل وتفعّل. أصلهما: التعازُو والتعزُّو, بضم الزاي فيهما؛ قلبت الواو ياء لوقوعها5 طرفا قبلها ضمة، ثم انقلبت
__________
1 وعلى ذلك جاء قول شاعرهم "نسبه أبو تمام لبعض بني بولان, حيث أورده في الحماسية 32، ص54":
نستوقد النبل بالحضيض ونصـ ... ـطاد نفوسا بُنَت على الكرم
إذ أصل بُنَت: بُنِيَت، فقلبت كسرة النون فتحة عندهم وقلبت الياء ألفا، ثم حذفت الألف. وينظر في هذه اللغة: الصحاح "بقي" 6/ 2284، واللسان "بقي": 1/ 331، وشرح الشافية: 1/ 124, وربط الشوادر: 159 "34".
2 في "هـ" أضيفت عبارة وهي: "وهو أيضا مكرر".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وتقلب الواو طرفا بعد ضمة في كل متمكن ياء, فتقلب الضمة كسرة كما انقلبت في: الترامي والتجاري، فيصير من باب قاضٍ، ونحو: أدْلٍ وقَلَنْس وبخلاف قَلَنْسُوَة وقَمَحْدُوَة، وبخلاف العين كالقُوَباء والخُيَلاء". "الشافية، ص12".
5 في "ق": لوقوعهما.(2/821)
الضمة كسرة [لأجل الياء المتطرفة كما تنقلب الضمة1 كسرة] 2 في: الترامي والتجاري، فصارا: التعازي والتعزي، فيصير الاسم بعد قلب الواو ياء وانقلاب الضمة كسرة من باب قاضٍ، نحو: أدل، وقلنس قبلها، ثم انقلبت الضمة كسرة، فصار: "أَدْلِي" و"قَلَنْسِي" كقاضي3, ثم استثقلت الضمة والكسرة على الياء فحذفتا، ثم حذفت4 الياء لالتقاء الساكنين، فصارت: أدلٍ، وقَلَنْس كقاضٍ. وكذلك التعازي والتعزي.
ومنهم من يقول: قلبت الضمة كسرة ثم انقلبت الواو ياء، ثم أعل إعلال قاض.
اعلم أن كل واحد من القولين مستلزم للآخر، لكن الأول أشبه لأن جعل تغير الحركة تابعا لتغير الحرف أولى وأشبه من العكس.
وإنما قال: في متمكن؛ لأنه لو وقعت الواو طرفا قبلها ضمة في غير المتمكن لم5 تقلب ياء، والضمة كسرة، نحو: هُو.
قوله: "بخلاف قلنسوة، وقَمَحْدُوة، وبخلاف المعتل العين كالقُوَباء والخُيَلاء".
__________
1 لفظة "الضمة" ساقطة من "ق".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
3 في الأصل كقاضي, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 في "ق": "فحذفت" بدل "ثم حذفت".
5 في "ق": "ثم" بدل "لم".(2/822)
أي: تقلب1 الواو في قَلَنْس، بخلاف: قلنسوة، وقمحدوة2، فإنه لا تقلب الواو فيهما ياء والضمة كسرة3 لعدم وقوع الواو فيهما طرفا, لاعتداد التأنيث.
وإنما تقلب الواو ياء والضمة كسرة في الطرف دون غيره؛ لأنه يستثقل في الطرف ما لا يستثقل في الوسط.
وبخلاف الواو الواقعة في العين مع وجود الضمة قبلها [نحو: القوباء، وبخلاف الياء الواقعة في العين مع وجود الضمة قبلها] 4 كالخيلاء، فإنه لا تقلب الواو في الصورة الأولى ياء والضمة كسرة، [ولا الضمة في الصورة الثانية كسرة] 5 لعدم وقوع الواو والياء فيهما طرفا.
القوباء: الريقة6, ذكره في الصحاح7.
__________
1 في "هـ": وتقلب.
2 القمحدوة: الهَنَة الناشزة فوق القفا، وهي بين الذؤابة والقفا، منحدرة عن الهامة إذا استلقى الرجل أصابت الأرض من رأسه, والجمع: قماحد. وقيل: القمحدوة أيضا: أعلى القَذَال. "ينظر اللسان "قمحد": 5/ 3735".
3 والضمة كسرة: ساقط من "ق".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
6 في "هـ": الداهية.
7 الذي في الصحاح: "القُوَبَاء: داء معروف يتقشر ويتسع، يعالج بالريق". ثم أضاف: "وهي مؤنثة لا تنصرف..... وقد تسكن الواو منها استثقالًا للحركة على الواو، فإن سكنتها ذكَّرت وصرفت. والياء فيه للإلحاق بقرطاس والهمزة منقلبة منها. قال ابن السكيت: وليس في الكلام فعلاء -مضمومة الفاء ساكنة العين ممدودة- إلا حرفين: الخُشَّاء، وهو العظم الناتئ وراء الأذن، وقوباء. قال: والأصل فيهما تحريك العين: خُشَشَاء وقُوَبَاء". "الصحاح "قوب" 1/ 206, 207".(2/823)
وقيل: شبيهه ما يخرج من1 الفم غِبّ2 الحُمَّى.
والخيلاء: التكبر، من: خال الرجل؛ إذا تكبّر3.
قوله4: ولا أثر للمَدَّة الفاصلة [في الجمع إلا في الإعراب] 5.... إلى آخره] 6، 7.
أي: ولا أثر في الجمع للمدة الفاصلة بين الواو التي في الطرف وبين الضمة التي قبلها إلا في جريان الإعراب على الواو, وليس لها أثر في منع قلب الواو ياء والضمة كسرة؛ لاستثقال الجمع، نحو: عُتِيّ وجُثِيّ؛ فإنهما جمع: عاتٍ، وجاثٍ8؛ من: عتا الملك يعتو إذا تجبر9, ومن: جثا يجثو إذا جلس على ركبتيه10، 11.
__________
1 لفظة "من" ساقطة من "ق".
2 غب كل شيء: عاقبته. وقد غَبَّت الأمور، أي: صارت إلى أواخرها. وغب الحمى: عقبها. وينظر الصحاح "غبب": 1/ 190.
3 ينظر الصحاح "خيل": 4/ 1691.
4 قوله: موضعها بياض في "هـ".
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
7 تكملة عبارة ابن الحاجب: "..... نَحْوَ: عُتِيّ وجُثِيّ، بِخِلاَفِ الْمُفْرَدِ، وَقَدْ تُكْسَرُ الْفَاءُ لِلإتْبَاعِ، فَيُقَالُ: عِتِيّ وجِثِيّ، ونَحْو: نُحُوّ شاذ". "الشافية ص13".
8 في "هـ": جات، تحريف.
9 ينظر الصحاح "عتا": 6/ 2418.
10 في "ق": ركبته.
11 ينظر الصحاح "جثا": 6/ 2298.(2/824)
أصلهما: عُتُوّ، وجُثُوّ؛ قلبت الواو ياء1، والضمة التي قبل المدة كسرة لتطرفها ووقوع الضمة قبلها، وإن كانت المدة فاصلة لاستثقال الجمع، بخلاف المفرد نحو: عتا عتوا -أي2: تجبر- وجثا جثوا، وحنا عليه يحنو3 -أي: عطف- حنوا، وسلا سلوا, وبدا الشيء بدوا؛ فإنه لا تقلب الواو [المذكورة] 4 في المفرد ياء والضمة كسرة لخفة المفرد.
وقد تكسر فاء الفعل في الجمع، فيقال في عُتِيّ وجُثِيّ: عِتِيّ، وجِثِيّ لإتباع كسرة الفاء كسرة العين.
وتصحيح الواو في الجمع شاذ، كنُحُوّ جمع5: نَحْو، وفُتُوّ جمع: فتى، وأُبُوّ جمع: أب, والقياس: نحيّ، وفتيّ، وأبيّ6.
وقد جاء في المفرد للإعلال [نحو: ضحا يضحُو] 7 ضُحِيا8 أي: برز للشمس9، وعتا الملك يعتو عُتِيّا وعِتِيّا وعُتُوّا: تكبَّر10.
__________
1 لفظة "الياء" ساقطة من "ق".
2 في "هـ": "أو" بدل "أي".
3 لفظة "يحنو" ساقطة من "هـ".
4 لفظة "المذكورة" إضافة من "هـ".
5 في "هـ": "في" بدل "جمع".
6 وأبي: ساقطة من "ق".
7 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".
8 لفظة "ضحيا" مطموسة في "هـ".
9 ينظر اللسان "ضحا": 4/ 2561.
10 الصحاح "عتا": 6/ 2418.(2/825)
وعتا الشيخ يعتو عُتِيّا وعِتِيّا وعُتُوّا1، إذا كبر وولَّى2, وعسا الشيخ يعسو عُسِيّا، إذا كبر وولى3 مثل عتا4, والقياس واو.
قوله: "وَقَدْ جَاءَ نَحْوُ: مَعْدِيّ، ومغزِيّ كَثِيراً, وَالْقِيَاسُ الواو".
اعلم أن اسم المفعول من: فعل -بفتح العين- مما لامه واو، فقياسه التصحيح نحو: رجوته5، فهو مرجوّ, وعزوته، فهو معزو, وعدوت عليه، فهو معدوّ عليه. "147" لكنه جاء فيه الإعلال كثيرا، نحو: مغزي ومعدي6 عليه.
وإنما ذكره ههنا؛ لأنه مناسب لما هو فيه؛ لأنه مما7 في آخره واو قبلها8 ضمة المدة فاصلة.
__________
1 والأصل في هذه الصيغ عُتُوّ، ثم أبدلوا من إحدى الضمتين كسرة فانقلبت الواو ياء فقالوا: عُتِيّا، ثم أتبعوا الكسرة الكسرة فقالوا: عِتِيّا ليؤكدوا البدل. نص عليه الجوهري في المصدر السابق.
2 ينظر المصدر السابق.
3 المصدر السابق "عسا": 6/ 2425.
4 في الأصل: عتيا, وما أثبتناه من "ق"، "هـ" موافق لما في الصحاح, حيث إن ما ذكره ركن الدين ههنا هو نص عبارة الجوهري, ذكرها في الصحاح "عسا" 6/ 2425.
5 في الأصل: رجو، وفي "ق": رجوت, وما أثبتناه من "هـ".
6 حيث أبدلت الياء من الواو استثقالا. وعلى ذلك جاء قول عبد يغوث بن وقاص الحارثي "من الطويل":
وقد علمت عرسي مليكة أنني ... أنا الليث معديا عليه وعاديا
"ينظر الكتاب: 4/ 385، والصحاح "عدا": 6/ 2421، والمنصف: 1/ 118، 2/ 122, وشرح شواهد شروح الشافية: 40".
7 لأنه مما: ساقط من "هـ".
8 في الأصل: قبل، وفي "ق": قبله, وما أثبتناه من "هـ".(2/826)
وإن1 كان فعل -بكسر العين- معتل اللام بالواو، فاسم المفعول منه بالإعلال نحو: ضَرِي2 الكلب بالصيد، فهو مَضْرِيّ به, وغبي عن الأمر غباوة، فهو مَغْبِي عنه3, وشهيت الشيء شهوة، فهو مشهي؛ أي: مشتهى، ورضيت الشيء, فهو مرضيّ.
وكقوله تعالى: {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً} 4.
و5 قال بعضهم: "مَرْضُوَّة"6 وهو قليل.
__________
1 في "ق": فإن.
2 في "ق": ضد.
3 عنه: ساقطة من "ق".
4 سورة الفجر: من الآية "28".
5 الواو ساقطة من "هـ".
6 فجاء به على القياس. ينظر الصحاح "رضا": 6/ 2357.(2/827)
[قلب الواو والياء همزة طرفا] :
قوله: "وتقلبان همزة إذا1 وقعتا طرفا ... " إلى آخره2.
هذا باب آخر للإعلال مطرد, أي: وتقلب الواو والياء هَمْزَةً إذَا وَقَعَتَا طَرَفاً بَعْدَ أَلِفٍ زَائِدَةٍ، نحو: كساء، ورداء، أصلهما: كساوٌ وردايٌ، من: كسوت ورديت؛ قلبت الواو والياء همزة؛ لوقوعهما طرفا بعد ألف زائدة.
بخلاف: رَاي وثَاي, في جمع: راية وثاية؛ فإنه لا تقلب الياء فيهما همزة مع وقوعها طرفا بعد ألف؛ لأن الألف قبلها أصلية.
الثاية: حجارة يجعلها الراعي في مكان ليضع عندها متاعه؛ مخافة أن يضل3.
قوله: "ويعتد بتاء التأنيث ... " إلى آخره4, 5.
أي: ويعتد بتاء التأنيث الواقعة بعد الواو والياء المذكورة، حتى لا يجعلا6 كالمتطرفة لاعتدادهم بتاء التأنيث، نحو: شقاوة، وسقاية, فإنهما لم يقلبا همزة لعدم وقوعهما متطرفتين7.
__________
1 في "هـ": إن.
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبَانِ هَمْزَةً إذَا وَقَعَتَا طَرَفاً بَعْدَ أَلِفٍ زَائِدَةٍ، نَحْوُ: كِسَاءٍ وَرِدَاءٍ، بِخِلاَفِ: رَايٍ وثَايٍ". "الشافية، ص13".
3 ينظر الصحاح "ثوى": 6/ 2296.
4 إلى آخره: ساقط من "ق" في هذا الموضع, وفي غيره من المواضع التالية باطراد.
5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَيُعْتَدُّ بِتَاءِ التَّأنِيثِ قِيَاساً نَحْوُ: شَقَاوَةٍ وَسِقَايَةٍ, ونحو: صلاءة وعظاءة وعباءة شاذ". "الشافية، ص13".
6 في "ق": لا تجعلا, وفي "هـ": لا يجعلان.
7 في النسخ الثلاث: متطرفة, والصحيح ما أثبتناه.(2/828)
وأما "مجيء"1 نحو: صَلَاءة2، وعَظَاءة3، وعَبَاءة، بقلب الياء همزة مع وجود تاء التأنيث بعدها فشاذ، والقياس: صلاية، وعظاية، وعباية، كما جاءت على هذا القياس.
اعلم أن بعض الفضلاء قال: والصواب أن يقال: ويعتد بتاء التأنيث إذا كانت لازمة نحو: شقاوة وسقاية؛ لأنها إذا كانت عارضة لا يعتد بها؛ لأنها في قوة الانفصال، نحو: عدَّاءة، وبنَّاءة، وشوَّاءة4 من: عدا يعدو، وبنى يبني، وشوى يشوي؛ فإنه يقال للمذكر: عدّاء، وشوّاء، وبنّاء5.
وإذا كان كذلك فمن أعل صلاءة، وعناءة كانت التاء عنده عارضة؛ لأنه بنى الواحد على اسم الجنس وهو الصَّلَاء، والعَبَاء.
ومن صححها فقال: عباية وصلاية6 كانت التاء عنده لازمة؛ لأنه [لم] 7 يقصد بما هي فيه البناء على شيء؛ أي8: لم يقصد بناء صلاية، وعباية على صلاء وعباء.
__________
1 لفظة "مجيء" إضافة من "ق".
2 الصلاءة والصلاية: مدق الطيب. وينظر الصحاح "صلا": 6/ 2403.
3 العظاءة والعظاية: دويبة أكبر من الوَزَغَة، وتسمى شحمة الأرض, وهي أنواع كثيرة منها الأبيض والأحمر والأصفر والأخضر وكلها منقَّطة بالسواد. "ينظر الصحاح "عظا": 6/ 2431".
4 في "هـ": وبناء وشواء.
5 في "هـ": وبناء وشواء.
6 في "هـ": صلاية وعباية.
7 لم: إضافة من "هـ".
8 في "هـ": زيادة "أنه" بعد "أي".(2/829)
[قلب الياء واوا والواو ياء في الناقص] :
قوله: "وتقلب الياء واوا في فَعْلَى...."1.
هذا نوع آخر من الإعلال.
أي: وَتُقْلَبُ الْيَاءُ وَاواً فِي فَعْلَى، اسْماً كتَقْوَى2، من: وقيت, وبقوى من بقي، كلاهما من الياء، فقلبوا ياءهما واوا3 [بخلاف الصفة، فإن فعلى إذا كانت صفة لم تقلب ههنا ياؤهما واوا] 4 نحو: صَدْيَا، ورَيَّا.
صديا: أنثى صديان، بمعنى: عطشان، من: صدي، إذا عطش5.
وريا: ضد صديا، وهي أنثى ريان، من: روي، فهو ريان6.
وريا7: أيضا اسم للرائحة8، 9.
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْيَاءُ وَاواً فِي فَعْلَى اسْماً، كَتَقْوَى ويقوى، بخلاف الصفة، نحو: صديا وريا". "الشافية، ص13".
2 في "هـ": لتقوى. تحريف.
3 في "ق": واو.
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 ينظر الصحاح "صدي": 6/ 2399.
6 ينظر المصدر السابق "روي": 6/ 2363.
7 في الأصل: والرياء، والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
8 في القاموس المحيط "روي": 4/ 337: "والريا: الريح الطيبة".
9 في "هـ" عبارة زائدة جاءت بعد "للرائحة" وهي: "وإنما لم يقلبوا الواو فيهما في الرياء بمعنى الرائحة واوا، وإن كانت اسما، كاغاب معنى الصفة". ولعلها إضافة فيها من عمل الناسخ، إذ السياق لا يتطلبها.(2/830)
وإنما لم تقلب ياؤهما1 واوا2؛ فرقا بين الاسم والصفة.
وإنما لم يفعل الأمر بالعكس؛ لأن الأسماء أخف من الصفات, ولهذا كانت الصفة أحد3 الأسباب4 المانعة من الصرف.
قوله5: "وتقلب الواو ياء في فُعْلَى ... " إلى آخره6.
هذا نوع آخر من الإعلال، وهو عكس ما قبله.
أي: وتقلب الواو ياء في فعلى إذا كانت اسما نحو: الدنيا، والعليا أصلهما: الدُّنْوَا، من: دنا7 يدنو، والعلْوَى8، من: علا يعلو, من العلو.
وشذ عدم قلب الواو ياء في نحو: القصوى، وحُزْوَى9 اسم مكان10.
__________
1 في "ق": ياءها.
2 في "ق": واو.
3 في الأصل: إحدى, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 في الأصل, "ق": أسباب, وما أثبتناه من "هـ".
5 قوله: موضعها بياض في "هـ".
6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْوَاوُ يَاءً فِي فُعْلَى اسْماً، كالدُّنْيَا والعليا، وشذ نحو: القصوى وحزوى، بخلاف الصفة كالغُزْوَى". "الشافية، ص13".
7 في "هـ": الدنا.
8 في الأصل, "هـ": والعلو.
9 في "هـ": والجزوى، وفي "ق": جروى. تحريف.
10 وهو اسم مكان بنجد وفي ديار بني تميم, وقيل: جبل من جبال الدهناء, وقيل: موضع باليمامة. معجم البلدان "حزو" 3/ 231.(2/831)
بخلاف الصفة، فإن فعلى إذا كانت صفة لم تقلب واوها ياء؛ فرقا1 بين "148" الأسماء والصفات، كالغُزْوَى2, مؤنث الأغْزَى أفعل التفضيل من: غزا يغزو.
وقال بعض الفضلاء: هذا تمثيل من عنده وليس معه فيه نقل، والقياس: الغُزْيَا، كما يقال: العُلْيَا والدُّنْيَا.
قال ابن مالك: "زعم3 أكثر النحويين أن [الياء] 4 تبدل من الواو لاما لفعلى5، اسما، إلا فيما شذ، ثم لا يميلون إلا بصفة محضة، كالعليا، [أو جارية مجرى الأسماء"6.
وقال أبو علي الفارسي، وسائر أئمة اللغة7: الياء تبدل من الواو لاما لفعلى -صفة محضة- كالعليا] 8، والقصيا، والدنيا -أنثى الأدنى- أو جارية مجرى الأسماء9، كالدنيا -لهذه الدار-
__________
1 لفظة "فرقا" ساقطة من "ق".
2 في "هـ": كالغزي.
3 في "هـ" زيادة لفظة "المصنف" بين "زعم"، و"أكثر".
4 لفظة "الياء" إضافة من "هـ".
5 في "ق": لفعل.
6 ينظر الكافية الشافية: 4/ 2121.
7 ينظر المنصف: 2/ 161.
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
9 جاء في اللسان "قصا" 6/ 3657: "والقصوى والقصيا: الغاية البعيدة، قلبت فيه الواو ياء؛ لأن فُعْلَى إذا كانت اسما من ذوات الواو أبدلت واوها ياء، كما أبدلت الواو مكان الياء في فَعْلَى، فأدخلوها عليها في فُعْلى؛ ليتكافآ في التغيير، قال ابن سيده: هذا قول سيبويه، قال: وزدته أنا بيانًا، قال: وقد قالوا: القصوى، فأجروها على الأصل؛ لأنها قد تكون صفة بالألف واللام. وفي التنزيل: {إِذْ أَنْتُمْ بِالْعُدْوَةِ الدُّنْيَا وَهُمْ بِالْعُدْوَةِ الْقُصْوَى} .
قال ابن السكيت: ما كان من النعوت مثل العليا والدنيا فإنه يأتي بضم أوله وبالياء؛ لأنهم يستثقلون الواو مع ضمة أوله، فليس فيه اختلاف إلا أن أهل الحجاز قالوا: القصوى, فأظهروا الواو وهو نادر وأخرجوه على القياس، إذ سكن ما قبل الواو، وتميم وغيرهم يقولون: القصيا". "ينظر الكتاب 4/ 389".(2/832)
إلا فيما شذ كالحلوى -للحلو1- بالإجماع، والقصوى- للبعيد2- عند غير تميم.
فإن كان فعلى اسما فلا إبدال، كـ "حُزْوَى"3، اسم مكان؛ لأن الاسم أخف فكان أحمل للثقل، بخلاف الصفة.
قوله4: "ولم يفرق في [فَعْلَى من الواو ... "5 إلى آخره] 6، 7.
أي: ولم يفرقوا في فَعْلى من الواو بين الأسماء والصفات في قلب الواو ياء8 في إحداهما دون الأخرى، كدعوى9 في الأسماء, وشهوى في الصفات.
__________
1 للحلو: ساقط من "ق".
2 للبعد: ساقط من "ق".
3 في "هـ": لحزوى.
4 قوله: موضعها بياض في "هـ".
5 تكملة عبارة ابن الحاجب: ".... نَحْوُ: دَعْوَى وَشَهْوَى، وَلاَ فِي فُعْلَى مِنَ الياء نحو: الفُتْيَا والقُضْيَا" "الشافية ص13".
6 إلى آخره: ساقط من "ق".
7 تكررت العبارة التي بين المعقوفتين في "هـ".
8 لفظة "الياء" ساقطة من "هـ".
9 في "هـ": كعدوى.(2/833)
وشهوى: أنثى؛ رجل شهوان للشيء؛ أي: مُشْتَهٍ1، 2.
ولم يفرقوا أيضا في فُعْلَى من الياء بين الأسماء والصفات في قلب الواو ياء3 في الأسماء، وعدم قلبها في الصفات كالفتيا في الأسماء, والقصيا [تأنيث الأقصى من قصيت] 4, [في الصفات؛ لأنهم لو فعلوا ذلك في الواوات والياءات اختلط البابان، فخصوا] 5 فَعْلَى بتغيير الياء، وفُعْلَى بتغيير الواو في أحد6 البابين؛ للفرق بين الأسماء والصفات.
__________
1 في النسخ الثلاث: مشتهي, والصحيح ما أثبتناه.
2 ينظر الصحاح "شها": 6/ 1397، واللسان "شها" 4/ 2354.
3 في الأصل: الياء واوا, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
6 في النسخ الثلاث: إحدى, والصحيح ما أثبتناه.(2/834)
[قلب الياء ألفا والهمزة ياء في مفاعل وشبهه] :
قوله: "وتقلب الياء إذا وقعت بعد همزة واقعة بعد ألف ... "1 إلى آخره2.
هذا نوع آخر من الإعلال.
إذا وقعت الياء بعد همزة واقعة بعد ألف باب مساجد، وليس مفردها كذلك قلبت تلك الياء ألفا وتلك الهمزة ياء، نحو: مطايا وركايا؛ فإن أصلهما3: مطايي، وركايي؛ لأنهما جمع: مَطِيّة، ورَكِيّة4، فقلبت الياء الأولى فيهما همزة، كما قلبت همزة في صحائف، فصارا: مطائي5 وركائي، ثم وقعت الياء الأخيرة بعد همزة واقعة بعد ألف في باب مساجد، فقلبت الياء ألفا والهمزة ياء لكراهتهم وقوع الهمزة بين حرفي العلة [في الجمع المستثقل، مع عدم وقوع الهمزة بين حرفي العلة] 6 في مفرده الذي هو أخف من الجمع، فصار: مطايا وركايا.
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ الْيَاءُ إذَا وَقَعَتْ بَعْدَ هَمْزَةٍ بَعْدَ أَلفٍ فِي بَابِ مَسَاجِدِ, وَلَيْسَ مُفْرَدُهَا كَذَلِكَ ألِفاً، وَالْهَمْزَةُ يَاءً، نَحْوُ مَطَايَا وَرَكَايَا وَخَطَايَا عَلَى الْقَوْلَيْنِ، وَصَلاَيَا جَمْعِ الْمَهْمُوزِ وَغَيْرِهِ، وَشَوَايَا جَمْعِ شَاوِيَةٍ، بِخِلاَفِ شَوَاء جَمْعِ شَائِيَةٍ، مِنْ: شَأَوْتُ, وَبِخِلاَفِ: شَوَاء وجَوَاء جَمْعَيْ شَائِيَةٍ وَجَائِيَةٍ عَلَى الْقَوْلَيْنِ فِيهِمَا، وَقَدْ جَاءَ: أَدَاوَى وعَلَاوَى وهَرَاوَى مراعاة للمفرد" "الشافية، ص13".
2 إلى آخره: ساقط من "ق".
3 في الأصل, "ق": فإن أصل مطايا وركايا, وما أثبتناه من "هـ".
4 الركية: اسم من أسماء البئر. "ينظر كتاب البئر، ص58".
5 لفظة "مطائي" مطموسة في "هـ".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ".(2/835)
وإنما قال: "وليس مفردها كذلك" احترازًا1 من أن تكون الهمزة واقعة بعد ألف في مفرده؛ فإنه2 لا تنقلب3 فيه الياء ألفا والهمزة ياء4؛ لتحقق5 المشاكلة بين المفرد6 والجمع، ومثاله: يجيء.
قوله: "وخطايا على القولين".
أي: وكخطايا في جمع خطية، على قول سيبويه، وقول الخليل؛ لأنها تصير7: خطاءَي8 على القولين بعد الإعلال كمطاءَي, ثم تقلب9 الياء ألفا والهمزة ياء، فصار: خطايا، كمطايا10.
__________
1 في "ق", "هـ": احتراز.
2 في "ق": فإنها.
3 في "ق"، "هـ": لا تقلب.
4 في "هـ": الياء.
5 في الأصل: لتتحقق, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 لفظة "المفرد" ساقطة من "ق".
7 في "ق": يصير.
8 في الأصل: خطائي, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
9 في "ق"، "هـ": ثم قلبت.
10 جاء في الكتاب "4/ 9553": "وأما خطايا فكأنهم قلبوا ياء أبدلت من آخر خطايا ألفا؛ لأن ما قبل آخرها مكسور، كما أبدلوا ياء مطايا ونحوها ألفا، وأبدلوا مكان الهمزة التي قبل الآخر ياء، وفتحت للألف، كما فتحوا راء مدارَى، فرقوا بينها وبين الهمزة التي تكون من نفس الحرف، أو بدلا مما هو من نفس الحرف. فلما أبدلوا من الحرف الآخر ألفا استثقلوا همزة بين ألفين، لقرب الألفين من الهمزة. فلما كان ذا من كلامهم أبدلوا مكان الهمزة التي قبل الآخر ياء". وينظر أيضا الكتاب: 4/ 377.(2/836)
وإنما قلبت الهمزة ياء في الجمع؛ لأنها ليست بعد الألف في المفرد1.
وكصلايا في جمع المهموز، وهو2 صَلِيئة كخَطِيئة، فإن جمعها3 صلايا، على القولين.
وفي جمع غير المهموز، وهو صليّة كمطية وركية، وجمعها أيضا: صلايا كمطايا وركايا.
وكشَوَايا في جمع شَاوِيَة وشَوِية، كبقية4 قوم هلكوا5؛ لأن أصل شوايا شواءي6؛ قلبت الياء7 ألفا والهمزة ياء؛ لأنه "149" ليست الهمزة بعد الألف8 في مفرده9، فصار شوايا.
بخلاف: شَوَاء، في جمع شائية، من شأوت، إذا سبقت10، من الشَّأْو11؛ فإنه لا يقال [في جمعها: شوايا12 -بقلب الياء ألفا والهمزة ياء- لوجود الهمزة بعد الألف في المفرد, وهو شائية بل
__________
1 لفظة "المفرد" ساقطة من "ق".
2 في "هـ": وهي.
3 في "ق": جمعهما.
4 في "ق": كبقية.
5 ينظر الصحاح "شوى": 6/ 2397.
6 في الأصل, "ق": شوائي، وما أثبتناه من "هـ".
7 في "ق": الياء الأولى.
8 في "ق"، "هـ": ألف.
9 في "هـ": مفردها.
10 في الأصل: إذا سقت, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
11 وهو السبق. حكاه الجوهري عن أبي زيد. "ينظر الصحاح "شأو" 6/ 2388".
12 في "هـ": شواءا.(2/837)
يقال1] في جمعها: شواء؛ لأن أصله: شواءيٌ؛ استثقلت الضمة على الياء فحذفت الضمة، ثم أعل إعلال قاضٍ, رفعا وجرا.
وبخلاف: شَوَاء وجَوَاء، في جمع: شائية وجائية، من: جاء يجيء وشاء يشاء على قول سيبويه والخليل؛ لأن أصل جمعها: شوائي وجوائي2.
أما عند سيبويه فلقلب الهمزة الثانية ياء، وأما عند الخليل فلنقل3 الياء إلى موضع اللام.
وعلى التقديرين لا تقلب الياء ألفا والهمزة ياء؛ لأن الهمزة واقعة بعد الألف في المفرد.
فعلى الوجهين4 يعل إعلال قاضٍ5، فتصير: [جواءٍ، وشواءٍ] 6 في الرفع والجر, [وجوائي، وشوائي] 7 في النصب.
قوله: "وَقَدْ جَاءَ: أَدَاوَى وعَلَاوَى وهَرَاوَى، مُرَاعَاةً لِلْمُفْرَدِ".
__________
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 ينظر الكتاب: 4/ 391, 392.
3 في الأصل "ق": فلقلب, والصحيح ما أثبتناه من "هـ".
4 في الأصل: التقديرين, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 في قوله: "يعل إعلال قاضٍ" نظر؛ لأن "قاض"، حذفت ياؤه وعوض عنها بالتنوين, فهذا التنوين عوض عن الياء المحذوفة.
6 في "هـ": شواء وجواء.
7 في "هـ": شوائي وجوائي.(2/838)
اعلم أن مقتضى الأصل المذكور أن يقال: أَدَايَا، وعَلَايَا، وهَرَايَا؛ لأن أصلها: أَدَايِوُ، [وعَلَايِوُ، وهَرَايِوُ] ، فقلبت [الواو ياء فيها1] لكونها متطرفة وانكسار ما قبلها، فصار: أدايي وعلايي وهرايي، ثم قلبت الياء الأولى همزة كما قلبت في صحائف ونحوها2، فصار: أدائي، وعلائي، وهرائي3. وكان4 ينبغي أن تقلب الياء ألفا والهمزة ياء؛ لأن الهمزة غير واقعة بعد الألف في المفرد، فيقال: أدايا، وعلايا، وهرايا.
وإنما قلبوا الهمزة واوا ليشاكل الجمعُ الواحدَ في وجود الواو فيهما؛ لأن مفردها: إداوة وعلاوة وهراوة.
والإِدَاوة: المِطْهَرَة5.
والعِلَاوة: ما يُعَلَّق على البعير بعد حمله6.
والهِرَاوة: العصا الضخمة7.
__________
1 في "هـ": الواو فيها ياء.
2 ونحوها: ساقط من "هـ".
3 في "ق"، "هـ": أداءي، وعلاءي، وهراءي.
4 في "ق"، "هـ": فكان.
5 الصحاح "أدا": 6/ 2266.
6 والعلاوة أيضا: رأس الإنسان ما دام في عنقه. يقال: ضرب علاوته أي: رأسه. "المصدر السابق": 6/ 2439".
7 المصدر السابق "هرا": 6/ 2535.(2/839)
[إسكان الواو والياء] :
قوله: "وتُسَكَّنان في باب يغزو ويرمي ... "1 إلى آخره2.
هذا نوع آخر من الإعلال.
أي: وتسكن الواو إذا وقعت طرفا مضموما ما قبلها. وتسكن3 الياء إذا وقعت طرفا مكسورا ما قبلها، نحو: يغزُو4، ويرمِي، في5 حالة الرفع؛ لاستثقال الضمة على الواو بعد الضمة6, واستثقال الضمة على الياء بعد الكسرة، لا7 في حالة النصب لخفة الفتحة عليهما.
ونحو: الغازِي والرامِي، رفعا وجرا، تقول: جاءني الغازي والرامي، ومررت بالغازي والرامي، أصلها: جاءني الغازِيُ والرامِيُ بضم الياء، ومررت بالغازِيِ والرامِيِ بكسر الياء فيهما8، استثقلت الضمة والكسرة على الياء فحذفتا.
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُسَكَّنَأن فِي بَابِ: يغزُو ويرمِي مَرْفُوعَيْنِ, والغازِي والرامِي مَرْفُوعاً وَمَجْرُوراً، وَالتَّحْرِيكُ فِي الرَّفْعِ وَالْجَرِّ فِي الْيَاءِ شَاذٌّ، كالسُّكُونِ فِي النَّصْبِ وَالإِثْبَاتِ فيهما وفي الألف في الجزم".
2 إلى آخره: ساقط من "هـ".
3 وتسكن: مطموسة في "هـ".
4 في "ق": تغزو.
5 لفظة "في": ساقطة من "هـ".
6 بعد الضمة: مطموسة في "هـ".
7 لفظة "لا" ساقطة من "ق"، "هـ".
8 لفظة "فيهما": ساقطة من "هـ".(2/840)
وتقول: رأيت الغازِيَ -بالنصب لفظًا- لخفة الفتحة على الياء.
وتحريك الياء والواو في حالي الرفع والجر شاذّ، كقوله:
"34"
.............................. ... كجوارِيٍ يلعبن بالصحراء1
كما أن سكونهما في حال2 النصب شاذ، كقوله:
"35"
..................................... ... أبى الله أنْ أسمُوْ بِأمّ وَلاَ أب3
وكقوله:
"36"
يا دار هند عفت إلا أثافيها ... ......................4
__________
1 هذا عجز بيت من الكامل، لم يعرف قائله، صدره:
مَا إنْ رَأَيْتُ وَلاَ أرَى فِي مُدَّتي
ينظر البيت في: ما يحتمل الشعر من الضرورة، للسيرافي: 74، وأمالي الزجاجي: 54, والمفصل: 386، وابن يعيش: 10/ 101، وشرح الشافية للرضي: 3/ 183، وشرح الشافية للجاربردي "مجموعة الشافية 1/ 312"، وشرح شواهد الشافية: 403 "188"، والخزانة: 3/ 526. الشاهد في قوله: "كجوارِيٍ" حيث أنشده شاهدا على أن قوما من العرب يجرون الياء مجرى الحرف الصحيح في الاختيار, فيحركونها بالجر والرفع.
قال السيرافي: فجمع بين ضرورتين: إحداهما: أنه كسر الياء في حال الجر. والثانية: أنه صرف ما لا ينصرف. "ما يحتمل الشعر من الضرورة: 74".
2 في "هـ": حالة.
3 هذا عجز بيت من الطويل، لعامر بن الطفيل العامري الجعدي، وصدره:
فما سودتني عامر عن وراثة
ينظر البيت في: المفصل: 384، وشرح الشافية للرضي: 3/ 183، وشرح الشافية للجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 312" وشرح شواهد الشافية: 404 "189". وأنشده شاهدا على أن تسكين الواو من "أسموْ" مع الناصب شاذ.
4 هذا صدر بيت من البسيط قاله الحطيئة "ديوانه: 240" وعجزه:
بين الطَّوِيّ فصارات فواديها
ينظر البيت في: الكتاب: 3/ 306، والخصائص: 1/ 307، 2/ 291، والمنصف: 2/ 185، 3/ 82، والمحتسب: 1/ 126، 2/ 343، والأمالي الشجرية: 1/ 296، والمفصل: 385، وابن يعيش: 10/ 100، وشرح شواهد الشافية: 410 "196". والشاهد فيه: تسكين الياء من "أثافِيْها" للضرورة.(2/841)
[حذف الواو والياء لامين] :
قوله: "وتحذفان في مثل: يغزُون ويرمُون1...."2.
هذا نوع آخر من [الإعلال] 3 راجع إلى الحذف لالتقاء الساكنين.
أي: وتحذف الواو والياء4 لالتقاء الساكنين في5 نحو: يغزُون ويرمُون؛ لأن أصل يغزُون "يغزُوون" [استثقلت الضمة على الواو فحذفت الضمة، ثم حذفت الواو لالتقاء الساكنين] 6.
وأصل يرمون: يرمِيُون؛ استثقلت الضمة على الياء فحذفت الضمة، ثم حذفت الياء لالتقاء الساكنين؛ ثم ضُمت الميم لأجل الواو التي بعدها.
__________
1 ويرمون: ساقطة من "هـ".
2 وتكملة عبارة ابن الحاجب: ".... واعزُنَّ واعزِنَّ وارمُنَّ وارمِنَّ". "الشافية، ص13".
3 في الأصل: الحذف, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 في "ق"، "هـ": الياء والواو.
5 لفظة "في": ساقطة من "ق".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".(2/844)
فحذفت اللام في الأولين، فصارا: يَدٌ ودَمٌ، وحذفت اللام في سمو وبنو، وأسكن فاؤهما وأُتي1 بهمزة الوصل، فصارا: "ابن" و"اسم".
وحذف2 اللام في أَخَو, ولم يعوض عنه للمذكر وعوض عنه التاء للمؤنث، فصار: "أخ" و"أخت".
فقال3 المصنف: "حذف اللام في هذه الأسماء شاذ، ليس بقياس" فلا يقاس عليها4.
وإنما حذفت ههنا على خلاف القياس؛ لكثرة استعمالها5 في كلامهم.
__________
1 في "ق"، "هـ": وأوتي.
2 في "ق"، "هـ": وحذفت.
3 في الأصل, "ق": فقال, وما أثبتناه من "هـ".
4 في الأصل: عليهما, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 في "هـ": الاستعمال.(2/847)
إسكان الواو والياء
وكقولهم1 في المثل2: "أعط3 القوس بارِيْها [وأنزل] 4 الدار بانِيْها"5.
وكما أن إثبات الياء والواو والألف في الجزم شاذ، كقوله تعالى في بعض القراءات: "إنه من يتقي ويصبر"6، بإثبات الياء في7 "يتقي" "150" مع كونه مجزومًا بـ "مَنْ".
اعلم أن أبا علي أجاز أن تكون من موصولة، ويتقي صلته8 وجعل جزم "ويصير" عطفا على محل "يتقي"؛ لأن الموصول ههنا يتضمن معنى الشرط بدليل دخول الفاء في خبره، وهو: {فَإِنَّ
__________
1 وكقولهم: ساقط من "هـ".
2 في "هـ": مثل.
3 في الأصل: أعطى, تحريف, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 وأنزل: إضافة من "هـ".
5 معنى المثل: اسْتعِنْ على عملك بأهل المعرفة, والحذق فيه.
ينظر: مجمع الأمثال 2/ 19، وعليها جاء قول الشاعر:
يَا بَارِيَ الْقَوْسِ بَرْياً لَيْسَ يُحْكِمُهُ
لاَ تفسد القوس أعط القوس بارِيْها.
ينظر شرح شواهد الشافية: 411 "197".
حيث سكن ياء "باريها" شذوذاً، والقياس فتحها؛ لأن باريها المفعول الثاني لـ "أعط".
6 سورة يوسف: من الآية "90" وهي قراءة قنبل. "ينظر النشر 2/ 297".
7 لفظة "في" ساقطة من "هـ".
8 في "هـ": صلة.(2/742)
اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} 1، 2.
وعلى تقدير أن تكون "من" شرطية, احتمل أن يكون ثبوت الياء لإشباع الكسرة، وكقوله:
"37"
ما أنس لا أنساه آخر عيشتي3 ... .........................4
بإثبات الألف في "لا أنساه"5 مع أنه جواب الشرط وهو ما. وكقوله:
"38"
إذا العجوز غضبت6 فطلق ... ولا تَرَضَّاها ولا تملق7
__________
1 سورة يوسف: من الآية "90".
2 ينظر الهمع: 1/ 51.
3 لفظة "عيشتي" ساقطة من "هـ".
4 هذا صدر بيت من الكامل، وعجزه:
ما لاح بالمعزاء ربع سراب
والبيت نسبه البغدادي في شرح الشواهد إلى الحصين بن قعقاع بن معيد بن زرارة، مع بيت قبله، نقلا عن ابن الأعرابي في نوادره، والبيت الذي قبله:
بكر النعي بخير خندف كلها ... بعتيبة بن الحارث بن شهاب
ينظر البيت في: المفصل: 388، وشرحه لابن الحاجب 2/ 359 "273"، وابن يعيش: 10/ 107، وشرح الشافية للجاربردي "مجموعة الشافية" 1/ 312, وشرح الشواهد للبغدادي: 413 "198".
والمعزاء بفتح الميم: أرض ذات حجارة صلبة. والشاهد فيه: إثباته الألف في "أنساه" شذوذًا، والقياس: لا أنسه، بحذفه.
5 في "ق": الإنسان. تحريف.
6 لفظة "غضبت" إضافة من "هـ"، إذ هي ساقطة من البيت من الأصل "ق".
7 رجز لرؤبة بن العجاج "ديوانه: 179".
ينظر: الخصائص: 1/ 307، والمنصف: 2/ 115، والإنصاف: 16، والمفصل: 388، وشرحه لابن الحاجب: 2/ 460 "274", وشرح الشافية للرضي: 3/ 185 "155"، وشرح الشواهد للبغدادي: 409 "194", والخزانة: 3/ 533 "635".
والشاهد فيه: إثبات الألف في "ترضَّاها" مع لا الناهية الجازمة التي تقتضي حذف حرف العلة، وذلك شاذ.(2/743)
حذف الواو والياء لامين
ومثل: اغزُنَّ، واغزِنّ، وارمُنّ، وارمِنّ.
أصل: اغزُنّ, بضم الزاي: اغزُوُو1؛ فحذفت الضمة من الواو لاستثقال الضمة عليها، فحذفت2 الواو لالتقاء الساكنين، ثم اتصلت به نون التأكيد، فحذفت الواو الثانية لالتقاء الساكنين.
ولم تحرك3 الواو مع النون، كما حركت في اخشَوُنّ؛ لوقوع الضمة قبل الواو في: اغزُنّ، بخلاف: اخشَوُنّ.
وأصل اغزِنّ, بكسر الزاي: اغزُوِي؛ استثقلت الكسرة على الواو فحذفت الكسرة، ثم حذفت الواو4 أيضا لالتقاء الساكنين، [ثم كسرت الزاي لوقوع الياء بعدها، ثم اتصل به نون التوكيد5، فحذفت الياء لالتقاء الساكنين] 6، ولم تحرك الياء كما حركت في: اخشَيِنّ؛ لوقوع الكسرة قبلها، بخلاف اخشَيِنّ.
وأصل ارمُنَّ7, بضم الميم: ارمِيُوا, وأصل ارمِنّ, بكسر الميم: ارمِيِي؛ فأعلا كما ذكرناه في: اغزُنّ، واغزِنّ.
__________
1 في "ق": اغزووا.
2 في الأصل: وحذفت, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 في "ق"، "هـ": يحرك.
4 في الأصل: الكسرة, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 في "ق": التأكيد.
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
7 ارمن: موضعها بياض في "هـ".(2/745)
[حذف اللام سماعا] :
قوله: "ونحو: يد ودم ... "1 إلى آخره2.
اعلم أن أصل يد: يَدْيٌ3، وأصل دم: دَمَيٌ4، وأصل اسم: سُِمْوٌ5، وأصل ابن: بَنَوٌ6، وأصل [أخ و] 7 أخت: أَخَوٌ8.
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَنَحْوُ: يَدٍ وَدَمٍ وَاسْمٍ وَابْنٍ وَأَخٍ وأخْتٍ ليس بقياس". "الشافية، ص13".
2 إلى آخره: ساقط من "ق".
3 بدليل قولنا: يديْتُ إلى فلان يَدًا، أي: أهديت إليه معروفا. "ينظر الصحاح "يدي": 6/ 2541".
4 بدليل دَمَيَان، قال الشاعر وهو علي بن بدال السلمي:
فلو أنا على حجر ذُبحنا ... جرى الدَّمَيَانِ بالخبر اليقين
ومن العرب من يقول: دَمَوَانِ، وهو قليل، وهو على هذه اللغة من باب ما حذف منه الواو. "ينظر: شرح اختيارات المفضّل، للتبريزي 762، والممتع 2/ 624".
5 الاسم مشتق من السمو -أي: من سموت- لأنه تنويه ورفعة. واسْمٌ تقديره: افْعٌ، والذاهب منه الواو؛ لأن جمعه أسماء وتصغيره سُمَيّ، واختلف في تقدير أصله فقال بعضهم: فِعْل، وقال بعضهم: فُعْل. وإن نسبت إلى الاسم قلت: سَمَوِيّ، وإن شئت تركته على حاله وقلت: اسْمِيّ.
"الصحاح سما: 6/ 2383".
6 ومثله: بنت. والنسب إلى ابن: بَنَوِيّ، وبعضهم يقول: ابْنِيّ. والنسب إلى بنت: بَنَوِيّ كذلك, وكان يونس يقول: بِنْتِيّ, بإثبات التاء.
"ينظر الصحاح بنا: 6/ 2287".
7 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
8 والنسب إلى الأخ: أخوي, وكذلك إلى الأخت؛ لأننا نقول: أَخَوَانِ, وكان يونس يقول: أُخْتِيّ، وليس بقياس. "ينظر الصحاح "أخا": 6/ 2264".(2/746)
[الإبدال] 1:
قوله: "الإبدال2.... يُعَرَّف بأمثلة اشتقاقه ... "3 إلى آخره4.
الإبدال يقع في الأنواع الثلاثة، نحو: أُجُوه، وهَرَاقَ، وأَلَّا فَعَلْتَ5.
أي: يعرف الإبدال6 بأمثلة اشتقت مما اشتق منه الكلمة التي فيها الحرف المبدل، كتُراث -للمال الموروث- فإن أمثلة اشتقاقه: وَرِث، ويَرِث، ووارث, ووارثة "151", وموروث.
__________
1 الغرض من هذا الباب بيان الحروف التي تبدل من غيرها إبدالا شائعا بغير إدغام، فإن إبدال الإدغام لا ينظر إليه في هذا الباب؛ لأنه يكون في جميع حروف المعجم إلا الألف، ويراد بالإبدال ما يشمل القلب؛ إذ كل منهما تغيير في الموضع، إلا أن الإبدال إزالة، والقلب إحالة، ومن ثم اختص بحروف العلة والهمزة. "ينظر الممتع: 1/ 319، وشرح الكافية الشافية: 4/ 2077، والأشموني: 3/ 820".
2 لفظة "الإبدال": ساقطة من "ق".
3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الإبدال: جعل حرف مكان حرف غيره، ويعرف بأمثلة اشتقاقه كتراث وأجوه، وبقلة استعماله كالثَّعَالي، وبكونه فرعا والحرف زائد كضُوَيْرِب، وبكونه فرعا وهو أصل كمُوَيْه، وبلزوم بناء مجهول نحو: هَرَاق واصطبر وادَّارَك.
وحروفه: "أنصت يوم جد طاه زل"، وقول بعضهم: "استنجده يوم طال" وهم في نقص الصاد والزاي؛ لثبوت صراط وزقر, وفي زيادة السين، ولو أورد: اسَّمَع ورد: اذَّكَر واظَّلَم". "الشافية، ص13".
4 إلى آخره: ساقط من "ق".
5 قال الرضي: "الإبدال في اصطلاحهم أعم من قلب الهمزة، ومن قلب الواو والياء والألف، لكنه ذكر قلب الهمزة في تخفيف الهمزة مشروحا، وذكر قلب الواو والياء والألف في الإعلال مبسوطا, فهو يشير في هذا الباب إلى كل واحد منهما جملا، ويذكر فيه إبدال غيرها مفصلا". "شرح الشافية: 3/ 197".
6 في "هـ": اعلم أن الإبدال يعرف.(2/848)
فبهذه1 الأمثلة يعرف أن التاء في "تراث" مبدلة عن الواو2؛ لأنه فرع على ما اشتق منه، والفرع لا بد من أن يوجد فيه حروف الأصل3.
وكأُجُوه؛ فإنه جمع وجه وتصرفات الوجه بالواو, نحو: وُجّه، وتَوَجّه، ووجاهة، ووجوه، والتوجيه، والتوجّه؛ فعلم منها أن الهمزة في أجوه بدل من4 الواو.
ويعرف الإبدال بقلة استعمال ما ذلك الحرف فيه، بخلاف ما فيه الحرف الآخر، كالثَّعَالي والأَرَاني، فإنهما أقل استعمالا من الثعالب والأرانب.
ويعرف الإبدال في الثعالي بأمثلة اشتقاقه "أيضا"5؛ لأنه جمع ثعلب. ويقال6: ثعلبة للأنثى, وثُعْلُبَان للذكر7.
ويعرف الإبدال أيضا بكون الكلمة فرعا لكلمة أخرى والحرف زائد في الأصل؛ فالحرف الذي بإزاء الزائد في الفرع بدل عن الزائد كضُوَيْرِب في تصغير ضارب، [فإنه فرع ضارب] 8. والألف زائدة في الأصل؛ فالواو التي هي بإزاء الألف بدل من9 الألف التي في ضارب.
__________
1 في الأصل, "ق": فهذه, وما أثبتناه من "هـ".
2 ينظر كتاب الإبدال، لابن السكيت: 139.
3 في الأصل, "ق": زيادة لفظة "أصلية" بعد "الأصل"، ولا أراها مناسبة.
4 في "هـ": عن.
5 لفظة "أيضا" إضافة من "هـ".
6 قاله السائي، حكاه عنه الجوهري في صحاحه "ثعلب" 1/ 93.
7 في "ق": للذكور، وفي "هـ": للمذكر.
8 العبارة التي بين المعقوفتين مكررة في "هـ".
9 في "هـ": عن.(2/849)
وهو منقوض بعَلْقَيَان؛ لأن علقيان فرع على الواحد الذي عَلْقَى، و1 ياؤه زائدة، وليست بدلا عن الألف في عَلْقَى2، بل الألف بدل عن الياء.
وفيه نظر [لأنا لا نسلم أن الياء في علقيان هي الياء التي أبدل ألف علقى عنها, بدليل حُبْلَيان في حُبْلَى] 3.
ويعرف الإبدال أيضا بكون ما فيه الحرف فرعا لكلمة أخرى، والحرف أصل في الفرع، فالحرف الذي في الأصل بإزاء ذلك الحرف بدل عن ذلك الحرف، كمُوَيه، فإنه فرع ماء؛ لأنه تصغيره, فلما كان مُوَيْه تصغير ماء، والهاء أصل في مويه، والهمزة في ماء بإزاء هاء في مويه، اعلم أن الهمزة في ماء بدل من الهاء, وأن4 أصله: مَوَه؛ لأن التصغير يرد الأشياء إلى أصولها، فقلبت الواو ألفا والهاء همزة.
فإن قيل: هذا منقوض [بأوائل] 5؛ لأن6 نحو "أوائل" فرع "الأول"، والهمزة في أوائل غير زائدة، مع أنه ليس ما في الواحد بدلا منها، بل هي بدل مما في الواحد.
__________
1 الواو ساقطة من "هـ".
2 علقى: نبت. قيل: يكون واحدا وجمعا, وألفه للتأنيث فلا ينون. قال العجاج يصف ثورا:
"فحط في عَلْقَى وفي مكُور"
"ينظر الصحاح "علق": 4/ 1532".
3 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ", وموضعه في الأصل "ق": "وكذا في المتن".
4 في الأصل: فإن, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 بأوائل: إضافة من "ق".
6 في الأصل, "هـ": بأن, وما أثبتناه من "ق".(2/850)
قلنا: لا يتوجه هذا النقض؛ لأنه لا يلزم من كون الهمزة غير زائدة1 في الفرع أن تكون أصلية؛ [لجواز أن تكون بدلا] 2 في الفرع.
ويعرف [الإبدال أيضا] 3 بلزوم بناء مجهول في كلامهم4 إن لم يحكم بالإبدال، نحو: هراق, فإن لم يكن الهاء5 في6 هراق بدلا من7 الهمزة في أراق لكان هراق على وزن هَفْعَل، فإن الراء والقاف حروف أصلية، والألف بدلا من8 العين، وحينئذ لو لم تكن الهاء9 بدلا من10 الهمزة لوجب الإتيان بالهاء في وزن هراق، فوزنه حينئذ هَفْعَل، وهو بناء مجهول في كلامهم.
ونحو "اصطبر" فإن لم نحكم بأن الطاء بدل من التاء لكان وزنه "افطعل" وهو بناء مجهول في كلامهم11. فلهذا حكمنا بأن الطاء
__________
1 زائدة: مطموسة في "هـ".
2 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
3 ما بين المعقوفتين مطموس في "هـ".
4 في "هـ": الكلام.
5 في الأصل: الفاء, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 لفظة "في": ساقطة من "ق".
7 في "هـ": عن.
8 في "هـ": عن.
9 في الأصل: الفاء, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
10 في "هـ": عن.
11 وللرضي رأي آخر غير هذا، يعترض على المصنف ههنا ويرى أن اضْطَرب على وزن افْطَعَل، وفَحَصْط، وزنه فَعَلْط، وهراق وزنه هفعل، وفُقَيْمِح وزنه فُعَيْلِج، وأنه يعبر عن كل الزائد المبدل منه في هذه المواضع بالبدل، لا بالمبدل منه. "ينظر شرح الشافية 10/ 18".(2/851)
بدل من التاء حتى يكون وزنه افتعل، وهو موجود في كلامهم.
ونحو "ادّارك"، فإنا لو لم1 نحكم بأن الدال الأولى بدل من2 التاء لكان وزنه افْدَاعَل، وهو بناء مجهول في كلامهم؛ فلهذا قلنا: الدال الأولى بدل من التاء، حتى يكون وزنه: تفاعل3، فأبدلت التاء دالا وأسكنت الدال الأولى وأدغمت4 "125" في الدال الثانية, ثم أُتي بهمزة الوصل لئلا يلزم الابتداء بالساكن.
__________
1 لفظة "لم" إضافة من "ق"، "هـ".
2 في "هـ": عن.
3 في "هـ": اتفاعل.
4 وأدغمت: ساقطة من "ق"، "هـ".(2/852)
[حروف الإبدال] :
وحروف الإبدال عنده هي1 الهمزة، والنون, والصاد، والتاء, والياء، والواو، والميم، والجيم، والدال، والطاء، والألف، والهاء، والزاي، واللام, ويجمعها: "أنصت يوم جد طاه زل".
وقال بعضهم, منهم صاحب المفصل: يجمع حروف الإبدال قولهم: "استنجده2 يوم طال" ولم يذكر الصاد والزاي, [وزاد السين] 3. وهذا وهم منه4 في نقصان الصاد والزاي5؛ لأن كل
__________
1 في النسخ الثلاث: هذه, والصحيح ما أثبتناه.
2 في الأصل, "ق": استنجد، والصحيح ما أثبتناه من "هـ".
3 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
4 أي: من صاحب المفصل.
5 بل هو وهم من ابن الحاجب ومن تابعه، كركن الدين والرضي والأشموني، فابن الحاجب يذكر في الشافية وفي شرح المفصل أن الزمخشري أسقط الصاد والزاي, وأن حروف الإبدال يجمعها عنده: "استنجده يوم طال" وتابعه ركن الدين والرضي والأشموني. والحق أن الزمخشري لم يسقطهما، فهو يقول في المفصل "ص360": "وحروفه حروف الزيادة والطاء والدال والجيم والصاد والزاي, ويجمعها قولك: "استنجده يوم صال زط"".
فالزمخشري أضاف السين وعدّها من حروف الإبدال، لكنه لم يسقط الصاد والزاي كما ذكر ابن الحاجب ومن تابعه.
وللوقوف على ما قاله ابن الحاجب والرضي والأشموني في نسبة ذلك للزمخشري, ينظر الإيضاح: 2/ 392، وشرح الشافية 3/ 199، والأشموني: 3/ 823.
والذي أسقط الزاي دون زيادة السين هو ابن عصفور الإشبيلي المتوفى "ت 669هـ" حيث يرى أن حروف الإبدال الشائعة يجمعها قولنا: "أجد طويت منهلا". "ينظر الممتع 1/ 319".
ويذكر ابن مالك في التسهيل "ص: 300" أن حروف الإبدال الشائعة في غير إدغام يجمعها قولك: "لجد صرف شكس آمن طي ثوب عزته" وأن الضروري في التصريف =(2/853)
واحد1 منهما يبدل2 من السين في سراط3 وسقر؛ لثبوت صراط4 وزقر5. وكذلك في زيادة السين، فإنه ليس من حروف الإبدال.
__________
= هجاء: "طويت دائما".
ولكنه يقول في شرح الكافية الشافية "4/ 2077": "حروف الإبدال المبوب عليها في كتب التصريف هي الحروف التي تبدل من غيرها لغير إدغام, والتي لا بد من ذكرها, وهي هذه التسعة أي: هادأت مطوي, وما سواها مما ذكره الزمخشري وغيره مستغنى عنه كاللام والنون والجيم والسين. وربما كان غير هذه مجاورة حرف الاستعلاء مطردا على لغة, فذكرها أولى من ذكر السين، إذ ليس للسين موضع يطرد إبدالها فيه. وكذلك اللام والنون إبدالهما من غيرهما إنما هو بالنقل في كَلِم محفوظة، كقولهم في: "أُصَيْلان: أُصَيْلال".
1 في "ق": واحدة.
2 في "هـ": بدل.
3 جاء في اللسان: والسراط: السبيل الواضح، والصراط لغة في السراط، والصاد أعلى لمكان المضارعة، وإن كانت السين هي الأصل. "سرط: 3/ 1993".
4 وأبدلت الزاي من السين كذلك، فقيل: زراط. "المصدر السابق "زرط": 3/ 1826".
وقرأ قنبل من طريق ابن مجاهد، وكذا رويس بالسين في {الصِّرَاطَ} في قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} [الفاتحة: 6] ، ووافقهما ابن محيصن. ويقرأ خلف عن حمزة بإشمام الصاد الزاي في كل القرآن، ومعناه: مزج الصاد بالزاي، وهي لغة قيس، ووافقه المطوعي، والباقون بالصاد وهي لغة قريش. "ينظر الإتحاف: 123".
وقال الأخفش: "الصراط فيه لغتان: السين والصاد، إلا أنا نختار الصاد؛ لأن كتابتها على ذلك في جميع القرآن". معاني القرآن: 16.
5 في اللسان: "السقر: من جوارح الطير, معروف، لغة في الصقر والزقر: الصقر، مضارعه؛ وذلك لأن كلبا تقلب السين مع القاف خاصة زايًا، ويقولون في {مَسَّ سَقَرَ} : مس زَقَر، وشاة زَفْعَاء، في: سَفْعَاء" "سقر: 3/ 2036".(2/854)
فإذا ورد إبدال1 السين من التاء في "اسَّمع"؛ لأن أصله: استمع، فأبدلت السين عن2 التاء وأدغمت السين في السين، فصار "اسّمع"، ورد حينئذ أن تكون الذال والظاء من حروف الإبدال، لمجيء: اذّكر واظّلم؛ أصلهما: اذْتَكَر واظْتَلَم؛ فأبدلت الذال من التاء3، والظاء4 من التاء، وأدغمت الذال في الذال، والظاء في الظاء, فصارا: اذّكر، واظّلم.
لكن الذال والظاء ليستا5 من حروف الإبدال، فلم تكن السين أيضا من حروف الإبدال.
ويعلم مما ذكرناه أن المراد بحروف الإبدال حروف تبدل لا للإدغام؛ لأنه لو لم يكن المراد ذلك لكان جميع الحروف غير الصاد والشين والفاء والزاي حروف الإبدال؛ لأن غيرها تبدل للإدغام، لكن لا يسمى جميع الحروف التي هي غيرها حروف الإبدال6.
__________
1 في "هـ": يدل.
2 في "هـ": من.
3 في "ق": الذال.
4 "والظاء": ساقطة من "ق".
5 في "ق"، "هـ": ليسا.
6 ينظر الممتع: 1/ 319، والأشموني: 3/ 820.(2/855)
[مواطن إبدال الهمزة] :
قوله: "فالهمزة [تُبدل1 من حروف اللين والعين والهاء ... "2.
اعلم أن أحد حروف الإبدال الهمزة] 3، وهي تبدل من حروف اللين ومن العين ومن الهاء.
__________
1 لفظة "تبدل" ساقطة من "ق".
2 عبارة المصنف بتمامها: "فالهمزة تبدل من حروف اللين وَالْعَيْنِ وَالْهَاءِ، فَمِنَ اللِّينِ إعْلاَلٌ لاَزِمٌ فِي نحو: كساء ورداء وقائل وبائع وأواصل, وجائز في: أجوه وأوري. وأما نحو: دأبة وشأبة والعألم وبأز وشئمة ومؤقد فشاذ, وأُباب -بحر- أشذ, وما شاذ". "الشافية، ص14".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".(2/856)
[إبدال الهمزة من حروف اللين] :
أما إبدالها من حروف اللين فواجب1، نحو2: كساء ورداء وقائل وبائع وأواصل. أصلها: كساوٌ، ورداي، وقاول، وبايع، ووَوَاصل، أبدلت الهمزة عنها وجوبا3، لما مر، وجائز4 في نحو: أجوه وأوري. أصلهما: وجوه ووري؛ أبدلت الهمزة من الواو جوازا، لما مر.
وأما إبدال الهمزة من الألف في "دأبّة" و"شأبّة"5 و"العألم"6
__________
1 في "هـ": فلازم، وفي "ق": فجائز.
2 زادت في الأصل "ق" لفظة "في" قبل "نحو", والأصح حذفها كما في "هـ".
3 في "هـ": وجبا.
4 في الأصل: وجوازا, والمناسب للسياق ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 حكي ذلك عن أبي زيد في كتابه الهمز. ينظر الممتع: 1/ 320، وشرح شواهد الشافية 168.
6 همز العجاج "العالم" في قوله:
فخندف هامة هذا العألم
ينظر ديوانه ص58، 60، وسر الصناعة: 1/ 101، وشرح الشافية 3/ 205، وشرح شواهدها: 428. وقيل: إن العجاج همز "العالم" ضرورة ليجنب البيت السناد، حيث إن ألف "عالم" تأسيس لا يجوز معها إلا مثلها، فلما قال: اسلمي همز "العالم"؛ ليجري القافية على منهاج واحد في عدم التأسيس.(2/856)
وبأز1، وعن الياء في "شئمة"2, وعن الواو في "مؤقد" فشاذ ضعيف؛ لأنه يزيد ثقلا3.
__________
1 حكاه اللحياني عن العرب، وأصله واو، بدليل: أبواز. "ينظر الشافية، للرضي: 3/ 205".
2 الشئمة: الخلق والطبيعة، وأصله: الشيمة بالياء، فهمز. "ينظر اللسان شيم: 4/ 2379".
3 يزيد ثقلا: مطموس في "هـ".(2/857)
[إبدال الهمزة عن العين] :
وأما إبدال الهمزة عن العين فهو أشذ، نحو: أُباب البحر1، أي: عُباب البحر، وهو معظم الماء؛ لكون هذا الإبدال في غاية القلة2.
__________
1 ينظر سر الصناعة: 1/ 121، وفيه يرى ابن جني أن الأرجح أن تكون الهمزة في "أباب البحر" أصلًا.
2 سمع قول الراجز:
أباب بحر ضاحك زهوك
ينظر سر الصناعة 1/ 121، والمفصل 363، وشرح الشافية 3/ 207، وشرح شواهدها 432-436، واللسان أبد: 1/ 4.(2/857)
[إبدال الهمزة عن الهاء] :
وأما إبدال الهمزة عن الهاء فشاذ؛ لقلة هذا الإبدال، لكنه لازم في ماء. أصله: ماه، بدليل التصغير على مويه، وعدم استعمال ماه.(2/857)
[مواطن إبدال الألف] :
والألف تبدل عن1 أختيها، أي: من الواو والياء والهمزة والهاء.
أما إبدال الألف عن أختيها فلازم في2 نحو: قال وباع، ونحو: آل على رأي، فإن أصله عند الكسائي أول؛ لأن تصغيره عند بعضهم "أويل"3، قلبت الواو ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: آل.
[وإنما قال: "على رأي"؛ لأن الألف فيه مبدلة عن الهاء عند البصريين] 4.
وآل الرجل: أهله وعياله5.
وضعيف في ياجل6، من يَيْجَل7؛ لعدم موجب القلب.
وشاذ مع لزومه في نحو: طائي، لما مر.
__________
1 في "ق"، "هـ": من.
2 لفظة "في": ساقطة من "هـ".
3 في اللسان "أول" 1/ 174: "وروى الفراء عن الكسائي في تصغير آل: أويل".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
5 الصحاح أول: 4/ 1627.
وفي اللسان "أهل" 1/ 164: "وآل الرجل: أهله، وآل الله وآل رسوله: أولياؤه أصلها أهل، ثم أبدلت الهاء همزة فصارت في التقدير: أأل، فلما توالت الهمزتان أبدلوا الثانية ألفا كما قالوا: آدم وآخر، وفي الفعل: آمن وآزر، فإن قيل: ولِمَ زعمت أنهم قلبوا الهاء همزة ثم قلبوها فيما بعد، وما أنكرت من أن يكونوا قلبوا الهاء ألفا في أول الحال؟ فالجواب أن الهاء لم تقلب ألفا في غير هذا الموضع فيقاس هذا عليه, فعلى هذا أبدلت الهمزة ألفا.
6 في "هـ": يا رجل. تصحيف.
7 ينظر الكتاب: 4/ 238.(2/858)
"وأما"1 إبدال الألف من2 الهمزة ففي "راس" كما تقدم في تخفيف الهمزة.
وأما إبدال الألف من3 الهاء ففي "آل" على رأي، وهو رأي البصريين؛ فإن أصله عندهم "أهل", فأبدلت الألف4 من الهاء5.
__________
1 وأما: إضافة من "ق"، "هـ".
2 في "هـ": عن.
3 في "هـ": عن.
4 في "هـ": الهمزة.
5 ينظر الحاشية.(2/859)
[مواطن إبدال الياء] :
قوله1: "والياء من أختيها....2 إلى آخره"3.
أي: وتبدل الياء من أختيها -أعني: الواو والألف-4 ومن الهمزة، ومن أحد حرفي5 المضاعف، ومن النون والعين "153" والباء والسين والتاء.
أما إبدالها من أختيها فيكون6 لازما في نحو: مِيقات، وغازٍ، وقِيام, وحِياض. أصلها: مِوْقات، وغازِو، وقِوَام، وحِوَاض، فأبدلت الياء من الواو لانكسار ما قبلها إبدالا لازما، وقد مر ذلك.
ويكون شاذا في: حبلى، وصُيَّم, وصِبْيَة، ويَيْجَل؛ فإن إبدال الياء عن ألف حبلى شاذ ضعيف.
وكذلك إبدال الياء عن الواو في صيم، جمع صائم، من: صام يصوم، وفي ييجل، أصله: يَوْجَل,
__________
1 قوله: موضعها بياض في "هـ".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والياء من أختيها، وَمِنْ الْهَمْزَةِ، وَمِنْ أَحَدِ حَرْفِي الْمُضَاعَفِ، وَالنُّونِ، وَالْعَيْنِ، وَالْبَاءِ، وَالسِّينِ، وَالثَّاءِ. فَمِنْ أُخْتَيْهَا لاَزِمٌ فِي نَحْوِ: مِيقَّاتٍ وغازٍ وَأَدْل وَقِيَامٍ وَحِيَاضٍ ومفاتيح ومفيتيح ودتم وَسَيِّد، وَشَاذٌّ فِي نَحْوِ: حُبْلَى وَصُيَّم وَصِبْيَةٍ وَيَيْجَلُ، وَمِنَ الْهَمْزَةِ فِي نَحْوِ: ذِيبٍ، وَمِنَ الباقي مسموع كثير في نحو: أمليت وقصيت, وَفِي نَحْوِ: أَنَاسِيَّ، وَأَمَّا الضَّفَادِي وَالثّعَالِي وَالسَّادِي والثالي فضعيف". "الشافية، ص14".
3 إلى آخره: ساقط من "ق".
4 ما بين الشرطتين إضافة من "هـ".
5 في الأصل, "ق": حروف, وما أثبتناه من "هـ".
6 في "ق": ليكون.(2/860)
وفي صبية، جمع صَبِيّ، من: صبا يصبو, شاذ1؛ لعدم موجب الإبدال، لكنه لازم2.
وأما إبدال الياء من3 الهمزة ففي4 نحو: ذيب؛ لكونها ساكنة بعد كسرة, وقد مر في تخفيف الهمزة.
وأما إبدال الياء عن الإدغام, فمسموع كثير في نحو: أمليت، وقصيت, أصلهما: أمللت5، وقصصت.
وأما [إبدال الياء] 6 من النون ففي نحو: أناسيّ، أصله: أناسين؛ لأنه جمع إنسان، فأبدلت من النون وأدغمت الياء في الياء.
وأما إبدال الياء من العين ففي نحو: الضفادي، في: الضفادع, ومن الباء، في نحو7: الثعالي في الثعالب8, ومن السين، في نحو: السادي في: السادس، ومن الثاء في9 نحو: الثالي في: الثالث, فشاذ ضعيف.
__________
1 في الأصل: شاذا, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 في "هـ": لازما.
3 في "هـ": عن.
4 في "هـ": في.
5 لفظة "أمللت" ساقطة من "ق".
6 في "هـ": إبداله.
7 لفظة "نحو" ساقطة من "ق".
8 في "هـ": ثعالب.
9 لفظة "نحو": إضافة من "ق"، "هـ".(2/861)
[مواطن إبدال الواو] :
قوله1: "والواو من أختيها....2 إلى آخره"3.
أي: وتبدل الواو من أختيها، أعني4: الياء والألف، ومن الهمزة.
أما إبدال الواو من أختيها فلازم وشاذ ضعيف.
أما اللازم، ففي5: ضوارب، وضويرب؛ لأن ضوارب جمع ضاربة، وضويرب تصغير ضارب، فالواو فيهما بدل من6 ألف ضارب، لازم.
وفي نحو: رحوي وعصوي7, فإنه أبدلت الواو فيهما من ألف رحى وعصا إبدالا لازما لوجوب الإبدال في النسبة؛ لوجوب كسر ما قبل ياء النسبة, وكان إبدال الواو منهما أولى لئلا يجتمع ثلاث ياءات.
وفي نحو: موقن، وطُوبى، وبوطر، وبَقْوَى؛ فإنه أبدلت الواو فيها من الياء إبدالا واجبا.
__________
1 قوله: موضعها بياض في "هـ".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والواو تبدل مِنْ أُخْتَيْهَا، وَمِنَ الْهَمْزَةِ. فَمنْ أُخْتَيْهَا لاَزِمٌ في: ضوارب وضويرب ورجوي وعصوي وموقن وطوبى وبوطر وبقرى، وشَاذّ ضَعيفٌ فِي: هَذَا أَمْرٌ مَمْضُوّ عَلَيْهِ، وَنَهُوٌّ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَجِبَاوَةٍ. وَمِنَ الْهَمْزِ فِي نحو: جُونَة وجُون". "الشافية، ص14".
3 إلى آخره: ساقط من "ق".
4 لفظة "أعني" ساقطة من "هـ".
5 لفظة "نحو" ساقطة من "ق".
6 في "هـ": عن.
7 في "هـ": عدي. تصحيف.(2/862)
أما إبدالها من1 الياء فلأن الموقن من اليقين، وطوبى من الطيب، وبوطر من البَيْطَرة، وبَقْوَى من بقي.
وأما إبدالها [منها] 2 بالوجوب، فلِمَا مر.
وأما الشاذ الضعيف ففي قولهم: هذا أمر مَمْضُوّ عليه، وهذا أمر نهوّ عن المنكر؛ وفي جباوة؛ لأن الممضو عليه من: مضيت عليه؛ فأصله: مَمْضِيّ عليه، وأن نهوًّا عن المنكر من نهى ينهى، على وزن: فعول, وأصله3: نهيٌّ، وأن4 جباوة أصلها5: جباية، من: جبا يجبي؛ أبدلت الواو من الياء في هذه الصورة إبدالا6 شاذا ضعيفا.
اعلم أن في كون واو7 الممضو بدلا من الياء نظرا؛ لأنه يقال: مضيت على الأمر مُضِيًّا, ومضوت على الأمر مَضُوًّا ومُضُوًّا8.
وكذا في كون الواو بدلا في جباوة من الياء في جباية نظر9؛ لأن جباوة وجباية لغتان؛ يقال: جبا الماء في الأرض جبوا وجبيا،
__________
1 في "هـ": عن.
2 منها: إضافة من "ق"، "هـ".
3 في "هـ": وقياسه.
4 في "هـ": "وفي" بدل "وأن".
5 لفظة "أصلها" ساقطة من "هـ".
6 في "هـ": وإبدالها.
7 في "هـ": الواو.
8 ذكره ابن منظور في اللسان "مضى": 6/ 4222.
9 لفظة "نظر" ساقطة من "ق".(2/863)
وجبا الخراج جباوة وجباية1. وكما أن الواو في: جبوا ليس بدلا من الياء في: جبيا, كذلك الواو في جباوة ليست بدلا من الياء في جباية.
وأما إبدال الواو من الهمزة ففي نحو2: جونة وجون؛ أصلهما3: جؤنة [وجؤن] 4 بالهمزة، فأبدلت الواو منها5 "154".
وقيل: المثال غلط؛ لأن تركيب جأن مهمل في الكلام, وحينئذ لا يعلم أن أصل عين6 جونة الهمزة. ولا دليل على جواز همز7 عينها سوى قول صاحب الصحاح: [والجونة -بالضم- مصدر الجَوْن من الخيل8. ثم قال] 9: والجونة أيضا جونة العطار، وربما همز10، 11.
__________
1 ينظر اللسان "جبى": 1/ 541.
2 لفظة "نحو" ساقطة من "ق".
3 في النسخ الثلاث: أصلها, والمناسب للمعنى ما أثبتناه.
4 وجؤن: إضافة من المحقق.
5 ينظر الممتع: 1/ 362.
6 لفظة "عين" ساقطة من "ق".
7 في "هـ": همزة.
8 الصحاح "جون" 5/ 2096.
9 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
10 الصحاح جون: 5/ 2096, وفي الأصل "ق": همزت, وما أثبتناه من "هـ" يوافق ما في الصحاح.
11 وذكر ابن منظور الجُؤْنَة تحت مادة "جأن"، وقال: "الجؤنة: سلة مستديرة مغشَّاة أدما, يجعل فيها الطِّيب والثياب". "اللسان "جأن": 1/ 530".(2/864)
وقول صاحب الصحاح: "وربما همز"1 ظاهر في إرادة عكس ما ذكر2 المصنف؛ لأنه جعله معتلا في الأصل والهمزة فيه بدلا3 من4 الواو.
والمثال5 المطابق: جُؤْوَة وجُؤًى، من جَئِيَ الفرس جُؤْوَة، وهي حُمرة في سواد6.
وتجمع الجؤوة على جؤى، على حد: غُرْفَة وغُرَف. وإذا7 خفف همزته8 قيل9: جُوَّة، وجُوًى.
__________
1 في "ق": همزة.
2 في "هـ": ما ذكره.
3 في "هـ": بدل.
4 في "هـ": عن.
5 في "ق": مثال.
6 ينظر الصحاح "جأى": 6/ 2297.
7 في "هـ": فإذا.
8 في الأصل, "ق": همزة, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
9 لفظة "قبل" ساقطة من "ق".(2/865)
[مواطن إبدال الميم] :
قوله: "والميم من الواو [واللام] 1 ... "2 إلى آخره3.
أي: وتبدل الميم من الواو واللام والنون والباء.
أما إبدالها من الواو فلازم في "فم" وحده [إذا لم يضف] 4 لئلا يلزم اسم معرب على حرف واحد، على ما مر في النحو.
وإبدالها من لام التعريف ضعيف5، وهي لغة طائية، كقوله6 -عليه الصلاة والسلام-7: "ليس من امبر امصيام في امسفر"8.
__________
1 واللام: إضافة من "ق"، "هـ".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالْمِيمُ مِنَ الْوَاوِ وَاللاَّمِ وَالنُّونِ وَالْبَاءِ، فَمِنَ الْوَاوِ لاَزِمٌ فِي فَمٍ وَحْدَهُ وضَعِيفٌ فِي لام التعريف، وهي لغة طائية، ومن النون لازم في عَنْبَرِ وشَنْبَاءَ, وَضَعِيفٌ فِي الْبَنَامِ وَطَامَهُ اللهُ على الخير، ومن الباء في: بنات مَخْر, وما زلت راتما, ومن كثم". "الشافية، ص14".
3 إلى آخره: ساقط من "ق".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 في "هـ": فضعيف.
6 في "ق": لقوله.
7 ما بين الشرطتين إضافة من "هـ".
8 في البخاري, 9/ 116, 117، كتاب الصوم: "حدثنا آدم، حدثنا شعبة، حدثنا محمد بن عبد الرحمن الأنصاري قال: سمعت محمد بن عمرو بن الحسين بن علي بن جابر بن علي بن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهم- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في سفر، فرأى زحاما ورجلا قد ظُلِّل عليه، فقال: $"ما هذا؟ " فقالوا: صائم، فقال: $"ليس من البر الصوم في السفر". ا. هـ.
وينظر في الحديث كذلك: صحيح مسلم 4/ 229، وسنن أبي داود صوم: 2/ 1317, والترمذي صوم: 3/ 81، والنسائي 4/ 175, 176، وابن ماجه: 1/ 532، والدارمي: 2/ 9. ورواية: "ليس من امبر امصيام في امسفر" موجودة في مسند الإمام أحمد 5/ 434.(2/866)
ولقائل أن يمنع كونها بدلا من اللام؛ لجواز أن تكون مرادفة لها, فيكون التعريف بالاستقلال1، لا لكونها بدلا من اللام.
وأما إبدالها من النون فلازم في: عَمْبَر وشَمْبَاء -من الشنب- يقال: شَنِبَ2 الثغر شَنَبًا، إذا رقت أسنانه3 وجرى الماء عليها4, والوصف منه أشنب, والأنثى منه5: شَنْبَاء6.
وكذا كل نون وقعت ساكنة قبل الباء.
وكذا لو كانت من كلمتين نحو7: رجلٌ باع؛ لأن التنوين نون ساكنة, وإبدال الميم من النون ضعيف في قولهم: البنام، في: البنان8 وهي أطراف الأصابع، جمع: البنانة9. وطامه10 الله على الخير
__________
1 في "هـ": باستعمال.
2 لفظة "شنب" مطموسة في "هـ".
3 في "هـ": الإنسان.
4 ينظر اللسان "شنب": 4/ 2336.
5 منه: ساقطة من "هـ".
6 وقال الجوهري: "الشنب: حدة في الأسنان، ويقال: برد وعذوبة, وامرأة شنباء, بينة الشنب. قال الجرمي: سمعت الأصمعي يقول: الشنب: برد الفم والأسنان, فقلت: إن أصحابنا يقولون: هو حدتها حين تطلع، فيراد بذلك حداثتها وطراءتها؛ لأنها إذا أتت عليها السنون احتكت. فقال: ما هو إلا بردها". "الصحاح "شنب": 1/ 158".
7 في الأصل: "في نحو", والأنسب حذف "في" كما في "ق"، "هـ".
8 ينظر الممتع: 1/ 392، وشرح الشافية للرضي: 3/ 216.
9 ينظر الصحاح "بنن": 5/ 2081.
10 ينظر المفصل: 367، والممتع: 1/ 394, وشرح الشافية 3/ 217.(2/867)
في: طانه الله على الخير، أي1: جبله2 على الخير، من الطين3.
وكذا إبدالها من الباء ضعيف في قولهم4: بنات مخر، في: بنات5 بخر6، يقال للسحاب يأتين قُبُلَ الصيف منتصبات: بنات بَخْر ومَخْر7، والباء هي الأصل لأنه من البخار. ويقال لهذا السحاب: بنات بحر ومحر, بالحاء المهملة أيضا8.
وفي قولهم9: ما زلت راتما، أي: راتبا؛ من: رتب الرجل وغيره رَتْبا ورُتُوبا، فهو راتب، وراتم: إذا انتصب قائما10.
ونحو: كَثَم11 في: كَثَب، وهو القُرْب12.
__________
1 لفظة "أي" ساقطة من "هـ".
2 في "هـ": جبل.
3 ينظر الصحاح "طين": 6/ 2159.
4 ينظر الإبدال لأبي الطيب: 1/ 41، والممتع: 2/ 392، وشرح الشافية: 3/ 217.
5 لفظة "بنات" ساقطة من "هـ".
6 وعلى الإبدال جاء قول طرفة:
كبَنَات المَخْر يمأذن كما ... أنبت الصيف عساليج الخضر
"ديوانه: 74، والممتع: 1/ 392".
7 الصحاح "بخر": 2/ 86.
8 ينظر الصحاح "بحر": 2/ 585.
9 حكاه أبو عمرو الشيباني عن العرب. ينظر الممتع: 1/ 393.
10 ينظر الصحاح "رتب": 1/ 133.
11 ينظر الإبدال، لأبي الطيب: 1/ 49، والممتع: 1/ 393.
12 ينظر الصحاح "كثب": 1/ 209.(2/868)
[مواطن إبدال النون] :
قوله: "والنون من الواو واللام شاذ ... "1 إلى آخره2.
أي: وإبدال النون من الواو شاذ في صنعاني، وبهراني؛ لأن أصلهما: صنعاوي، وبهراوي؛ لأنهما منسوبان إلى: صنعاء، وهي قصبة اليمن3، وبهراء، وهي قبيلة من اليمن4.
وقياس النسبة إليهما: صنعاوي وبهراوي.
وكذلك5 إبدال النون من اللام ضعيف في "لَعَنَّ", أصله: "لَعَلَّ"6.
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والنون من الواو واللام شاذ في نحو: صنعاني وبهراني، وضعيف في: لَعَنَّ" "الشافية، ص14".
2 إلى آخره: ساقط من "هـ".
3 معجم البلدان: 5/ 386, 387.
4 ينظر اللسان: 1/ 371.
5 في "ق"، "هـ": وكذا.
6 وقيل: هما أصلان؛ لأن الحرف قليل التصرف. "ينظر: شرح الشافية، للرضي: 3/ 219".(2/869)
[مواطن إبدال التاء] :
قوله1: "والتاء من الواو...."2 إلى آخره3.
أي: وتبدل التاء من الواو والياء والسين والباء والصاد.
أما4 إبدالها من الواو والياء فلازم في نحو5: اتَّعد، واتَّسر؛ لأن أصلهما: اوْتَعد وايْتَسر؛ قلبت الواو والياء تاء وأدغمت التاء في التاء، فصارا: اتعد، واتسر6، كما مر7.
وشاذ في أَتْلَجه8، أي: أولجه -من الولوج- فأبدلت9 التاء من الواو إبدالا شاذا.
وأما إبدالها من السين، ففي طسْت10 وحده، أصله "155": طسّ لأن جمعه طسوس، فأبدلت التاء من السين الأخيرة.
فإن قيل: يجمع أيضا على "طُسُوت" فلِمَ حكمتم بأن السين أصل,
__________
1 قوله: موضعها بياض في "هـ".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالتَّاءُ مِنَ الْوَاوِ وَالْيَاءِ وَالسِّين وَالْبَاءِ والصَّادِ، فَمِنَ الْوَاوِ والْيَاءِ لاَزِمٌ فِي نَحْوِ: اتَّعَدَ وَاتَّسَرَ عَلَى الأَفْصَحِ، وشَاذّ فِي نَحْوِ: أَتْلَجَهُ، وَفِي طَسْتِ وَحْدَهُ, وَفِي الذَّعَالِت ولِصْت ضَعِيفٌ". "الشافية: ص14".
3 إلى آخره: ساقط من "ق".
4 في "ق": وأما.
5 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ".
6 في "هـ": ايتسر, لعله سهو من الناسخ.
7 كما مر: ساقط من "هـ".
8 ينظر المفصل: 367، والممتع: 1/ 384.
9 في الأصل, "ق": فإبدال, وما أثبتناه من "هـ".
10 ينظر المفصل: 368، والممتع: 1/ 389.(2/870)
والتاء بدل من غير عكس؟
قلنا: لِمَا تقدم من أن ليست من حروف الإبدال، مع أنه لم يثبت إبدال السين من التاء، بخلاف عكسه.
وأما إبدالها من الباء ففي الذَّعَالِت1 من الذعالب، جمع الذِّعلبة وهي النعامة2. ويقال أيضا للناقة السريعة السير: ذعلبة3؛ تشبيهًا بالنعامة في سرعتها4. وقيل: الذعالب: أخلاق من الثياب، جمع ذُعْلُوب5. [وفي الصحاح6: "أنها قِطَع الخِرَق", أصلها: ذعاليب. إذا قلنا: إنها جمع ذعلوب] 7 حذف الياء منها.
ويقال للجمل: ذعلب؛ تشبيهًا بالنعامة في سرعتها8.
وإنما قضي بأصالة الباء في ذعالب دون التاء؛ لأن الباء لا تكون بدلا، ولأنها أكثر استعمالا.
ومن الصاد في لِصْت9 -من لِصّ- ضعيف.
__________
1 ينظر المفصل: 368.
2 ينظر اللسان "ذلب": 3/ 1504.
3 في "هـ": ذعلبة.
4 ينظر الصحاح "ذعلب": 1/ 127, 128، واللسان "ذعلب" 3/ 1503, 1504.
5 ينظر اللسان "ذعلب": 3/ 1504.
6 ذعلب: 1/ 128، وحكى الجوهري عن أبي عمرو أن أطراف الثياب يقال لها: الذعاليب. "ينظر المصدر السابق".
7 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
8 ينظر اللسان "ذعلب": 3/ 1504.
9 ينظر المفصل: 368.(2/871)
[مواطن إبدال الهاء] :
قوله: "والهاء من الهمزة والألف والياء...."1 إلى آخره2.
أي: وتبدل الهاء من الهمزة والألف والياء والتاء.
أما إبدالها من الهمزة ففي: هَرَقْتُ الماء3، وهَرَحْتُ الدابة4، وهِيَّاك5، ولِهَنّك فاعل، وفي: هِنْ فعلتَ فعلتُ6, من: أرقتُ, وأرحتُ، وإياك، ولأنك: أبدلت الهاء من الهمزة لكراهتهم بقاء صورة إن مع لام الابتداء؛ لأن لام الابتداء لا تجامع إن، كما مر في النحو.
[وهو في لهنك7 ضعيف.
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالْهَاءُ مِنَ الْهَمْزَةِ وَالأَلِفِ وَالْيَاءِ وَالتَّاءِ. فَمِنَ الهمزة فمسموع فِي: هَرَقْتُ وَهَرَحْتُ وَهِيَّاكَ وَلَهِنَّكَ، وَهِنْ فَعَلْتَ، في طيئ، وهَذَا الَّذِي فِي: أذَا الَّذِي. وَمِنَ الأَلِفِ شَاذٌّ في أَنَه وحيهلَه وَفِي مَهْ مستفسرا، وفي يا هناه عَلَى رَأي, وَمِنَ الْيَاءِ فِي هَذِهْ، وَمِنَ التاء في باب رحمة وقفا". "الشافية، ص14".
2 إلى آخره: ساقط من "ق".
3 ينظر الإبدال لابن السكيت: 88.
4 حكاه ابن السكيت عن الكسائي. "ينظر المصدر السابق".
5 قال ابن عصفور في الممتع "1/ 397": "أنشد أبو الحسن "الأخفش":
فهِيَّاك والأمر الذي إن توسعت ... موارده ضاقت عليك المصادر
والبيت أورده أبو تمام في حماسته ص335 "رقم 422" برواية: "إياك" على أنه مجزوم.
وينسب البيت لمضرِّس بن ربعي الفقعسي، ولطفيل الغنوي. "ينظر الممتع: 1/ 397, وشرح الشافية للرضي: 3/ 223، وشرح شواهدها: 476 "228"، وشمس العلوم: 1/ 16".
6 لفظة "فعلت" ساقطة من "هـ".
7 لهنك: مطموسة في "هـ".(2/872)
وإن فعلتَ فعلتُ1؛ فأبدلت الهاء من الهمزة] 2 وهو في: هِنْ فعلت لغة طائية3.
وأما إبدالها من الهمزة في قولهم: "هذا الذي"4 في "أذا الذي" فشاذ.
وأما إبدال الهاء من الألف في هَنَا، من: أنا5، وفي حيهلَهْ، من: حيهلا، وفي مَهْ من: ما للاستفهام، فشاذ6, والهاء في قول امرئ القيس7:
"39"
وقد رابني قولها: يا هَنَاهُ ... ويحك ألحقت شرا بشر8
مبدلة عن الألف المنقلبة عن الواو في هنوات، على رأي9، وأصله: هَنَاوٌ، فقلبت الواو ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها؛ لأن
__________
1 فعلت: ساقطة من "هـ".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
3 ينظر شرح الشافية للرضي 3/ 223، وينظر كذلك الممتع: 1/ 397.
4 ينظر المفصل: 369، والممتع: 1/ 399, 400، وابن يعيش: 10/ 43، وشرح الشافية للرضي: 3/ 224، وشرح شواهدها: 447.
5 من أنا: ساقط من "هـ".
6 ينظر المفصل: 369، وشرح للرضي: 3/ 224.
7 ديوانه، ص: 111.
8 البيت من المتقارب، وهو من قصيدة له يصف فرسه وخروجه إلى الصيد. ينظر في المفصل: 369، وأساس البلاغة: 707، والإيضاح في شرح المفصل: 2/ 410، وابن يعيش: 10/ 43.
والشاهد فيه أن الهاء بدل من الواو عند أهل البصرة، وعند الكوفيين للوقف.
9 وهذا رأي البصريين عدا أبي زيد والأخفش. ينظر الممتع: 1/ 401، والإيضاح 2/ 410 وشرح الشافية: 3/ 225، وشرح الكافية: 2/ 138.(2/873)
الفاصل غير حصين، فالتقى ألفان1، فقلبت [الألف] 2 الثانية هاء، على وجه الشذوذ. ولو سلك بها القياس لقلب همزة.
فإن قيل: من أين جاء الألف التي قبل الهاء؟
قلنا: هي الألف التي في هنات، جمع هن، فأبدلت الواو المقدرة بعدها ألفا، ثم أبدلت الألف3 هاء، وهي المتولدة من إشباع الفتحة.
وإنما قال: "على رأي" لأن في هاء: يا هناه أقوالا للبصريين غير ما ذكره4، وقولا واحدا للكوفيين والأخفش.
أما أقوال البصريين، فأحدها: أنها5 بدل عن6 الواو7.
وثانيها: أنها8 بدل عن ألف9 مبدلة عن واو10.
وثالثها: أن الهاء أصلية وليست بدلا, وضعف لقلة باب سلس11.
__________
1 في الأصل: الساكنان, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 لفظة "الألف" إضافة من "ق"، "هـ".
3 لفظة "الألف" ساقطة من "ق".
4 غير ما ذكره: ساقط من "ق".
5 في "ق": أنه, وفي "هـ": أن الهاء.
6 في "ق"، "هـ": من.
7 ينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 225، وشرح الكافية له: 2/ 138.
8 في "هـ": أن الهاء.
9 في النسخ الثلاث: همزة، والصحيح ما أثبتناه.
10 ينظر المصنف: 3/ 140-143، والمفصل: 370، والإيضاح: 2/ 410.
11 ينظر الممتع: 1/ 401، وقال ابن الحاجب: ليس هذا بعيدا. "الإيضاح 2/ 411".(2/874)
ورابعها: أن الألف بدل من الواو [التي في هنوات، والهاء للسكت1.
وأما قول الكوفيين والأخفش2 فهو: أن الهاء والألف3 زائدتان4] والهاء للسكت والوقف5, واللام محذوفة، كما حذفت في هن وهنه.
ويبطل هذا القول والقول الرابع للبصريين جواز تحريكها في السعة، وهاء السكت والوقف لا يجوز تحريكهما في السعة6.
__________
1 في "هـ": ورابعها: أن الهاء للسكت والألف بدل من الواو التي في هنوات.
2 ومعهم أبو زيد. ينظر المنصف: 3/ 142، والممتع: 1/ 401، وشرح الشافية: 3/ 225، وابن يعيش: 10/ 44.
3 في "هـ": الألف والهاء.
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 واختاره ابن عصفور، حيث قال: "والوجه عندي أنها زائدة للوقف؛ لأن ذلك قد سمع له نظير في الشعر، كما ذكرت لك. وأيضا فإن ابن كيسان -رحمه الله- قد حكى في "المختار" له أن العرب تقول: يا هناه, بفتح الهاء الواقعة بعد الألف وكسرها وضمها، فمن كسرها فلأنها هاء السكت فهي في الأصل ساكنة، ومن حركها بالفتح فإنه أتبع حركتها حركة ما قبلها، ومن ضم فإنه أجراها مجرى حرف من الأصل, فضمها كما يضم آخر المنادى. ولو كانت الهاء بدلا من الواو لم يكن للكسر والفتح وجه، ولوجب الضم كسائر المناديات". "الممتع: 1/ 402".
6 ينظر الإيضاح 2/ 410, ويبطل قول الكوفيين أيضا أن هاء السكت لا تكون في الوصل وهذه في الوصل, فثبت أنها ليست هاء السكت، وإذا لم تكن هاء السكت فلا تخلو إما أن تكون أصلية أو زائدة، ولا تكون زائدة لأن الهاء لا تزاد آخرا فثبت أنها أصلية، فإما أن تكون هاء في الوصل أو بدلا وليست هاء في الوصل بدليل قولهم: هَنَوَات، فثبت أنها بدل عن أصل، وإذا ثبت أنها بدل عن أصل لم يخل إما أن تكون عن ألف أو لا، وقد ثبت أن أصلها واو، وأنها في محل ينقلب فيه الواو ألفا، فثبت أنها عن الألف. "الإيضاح: 2/ 410, 411".(2/875)
وأجابوا عنه بأنها إنما حركت لما وصلت؛ تشبيهًا لهاء السكت بهاء الضمير1.
وقال أبو البقاء2: "إنه هن أضيف إلى ياء المتكلم، فصار: ياهَنِي، ثم أبدلت من الكسرة فتحة، ومن الياء ألف، كما فعلوا في غلام، وألحق في آخره الهاء للوقف، فصار: يا هناه، كما قيل3: يا غلاماه" وهو حسن.
وقال بعض الفضلاء: معنى قولنا: يا هناه: يا رجل سوء4.
وأما إبدال الهاء من الياء، ففي: هَذِه, أصله: هَذِي5.
وإنما جعلت الياء أصلا دون الهاء؛ لأنه ثبت أن الياء للتأنيث في باب تضربين، واضربي؛ ولهذا عد كثير من النحاة الياء من علامة التأنيث6.
__________
1 ينظر شرح الشافية للجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 323".
2 هو عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن الحسين الإمام محب الدين، أبو البقاء العكبري البغدادي الضرير النحوي الحنبلي. ولد ببغداد عام "538هـ"، وتوفي "616هـ". من مصنفاته: إعراب القرآن، إعراب الحديث، إعراب الشواذ، التفسير، شرح الفصيح، شرح اللمع، شرح أبيات الكتاب، اللباب، وغيرها. "ينظر في ترجمته بغية الوعاة: 2/ 38-40، والإعلام: 4/ 208, 209".
3 في "ق": نحو.
4 لم أستدل على صاحب هذا القول, والذي في اللسان: "ويقال في النداء خاصة: يا هناه، معناه: يا فلان". "هنا: 6/ 4713".
5 ينظر الإبدال، لأبي الطيب: 2/ 530، والمنصف: 3/ 149.
6 ينظر شرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 323".(2/876)
وأما إبدال الهاء من التاء1 ففي الوقف على الأسماء المؤنثة بالتاء، نحو "رحمة"؛ فإنها تقلب هاء2 في الوقف مطلقا، كما مر في الوقف3.
__________
1 من التاء: ساقط من "ق".
2 في "هـ": الهاء.
3 ينظر ص"535" من البحث, وفي "ق": "النحو" بدل "الوقف".(2/877)
[إبدال اللام] :
قوله1: "واللام من النون والضاد ... "2 إلى آخره3.
أي: وإبدال4 اللام من النون لقرب المخرج بينهما، نحو: أُصَيْلَال والأصل: أُصَيْلَان5, قليل.
وأُصَيْلَان: تصغير أُصْلان [وأُصْلان: جمع الأصيل] 6 فإن الأصيل يجمع7 على أُصْلان؛ مثل: بعير وبُعْران، فأبدلت اللام من النون8.
__________
1 قوله: موضعها بياض في "هـ".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "واللَّامُ مِنَ النُّونِ وَالضَّادِ فِي أُصْيَلاَلٍ قَلِيلٌ، وفي الطجع رديء". "الشافية، ص14".
3 إلى آخره: ساقط من "ق".
4 في "هـ": وأبدل.
5 ينظر الكتاب: 2/ 314، وشمس العلوم: 1/ 15، والمفصل: 370، والممتع: 1/ 403، وابن يعيش: 10/ 46، وشرح الشافية للرضي: 3/ 226.
ورُوي قول النابغة الذبياني "من البسيط":
وقفت فيها أُصَيْلانا أسائِلها ... عَيَّت جوابا وما بالربع من أحد
بالنون واللام في الديوان "30"، والكتاب "2/ 314", والإنصاف "111": "أصيلانا" بالنون. وفي المفصل: 370، والإيضاح 2/ 411، وابن يعيش 9/ 143، 10/ 45", وشرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 323"، وشرح شواهد شروح الشافية "481": "أصيلالا" باللام. وينظر كذلك: المقتضب: 4/ 114، والإيضاح للفارسي: 211، ومجاز القرآن 2/ 310، وإصلاح المنطق: 47.
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
7 في الأصل: "جمع", وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
8 ينظر الصحاح "أصل": 4/ 1623، وحكى الجوهري عن اللحياني: لقيته أصيلالا وأصيلانا. "المصدر السابق".(2/878)
والأصيل: وقت مقارنة الغروب1.
وإبدال اللام من الضاد2، نحو: الْطَجع, في3: اضْطَجع4 رديء5.
__________
1 ينظر المصدر السابق.
2 من الضاد: مطموس في "هـ".
3 في "هـ": "و" بدل "في".
4 حيث جاء في قول منظور بن حبة الأسدي "من الرجز":
لما رأى أن لادعه ولا شبع
مال إلى أرطاة حقف فالْطَجَع
يريد: فاضْطَجع. ينظر: المنصف: 2/ 32، والخصائص: 1/ 63، 3/ 163، وإصلاح المنطق 95، وشرح شواهد الإصلاح ورقة "90"، والمفصل: 370، وابن يعيش: 9/ 143، 10/ 46، وشرح الشافية للرضي: 3/ 226، وشرح شواهد شروحها: 480.
5 في الصحاح "ضجع" 3/ 1248: "وقال المازني: بعض العرب يقول: الطجع، ويكره الجمع بين حرفين مطبقين، ويبدل مكان الضاد أقرب الحروف إليها, وهو اللام".(2/879)
[إبدال الطاء] :
قوله: "والطاء من التاء لازم ... "1 إلى آخره.
أي: وإبدال الطاء من التاء2 فيما وقعت فيه تاء الافتعال بعد الضاد3، لازم، نحو "اصطبر". أصله: اصتبر. وفي "فعلتُ" إذا كانت التاء بعد الصاد أو الضاد أو الطاء، نحو: حُصْطُ، وحُضْطُ، وخَبَطّ في: حصتُ، وحضتُ، وخبطتُ، شاذ, وهو لغة بني تميم4.
[حصت، من: حاص يحيص حَيْصًا، إذا عدل وحاد5. وحضت من: حاض الماء] 6 يحوض حَوْضًا7. وخبطت من: خبط البعير الأرض بيده، خَبْطًا، إذا ضربها8.
__________
1 العبارة بتمامها: "والطَّاءُ مِنَ التَّاءِ لاَزِمٌ فِي اصْطَبَرَ، وشاذٌّ في حصط" "الشافية، ص14".
2 ينظر الكتاب: 4/ 239، والممتع: 1/ 360.
3 ليس بعد الضاد وحدها، ولكن بعد أي حرف من حروف الإطباق المستعلية التي هي: الصاد والضاد والطاء والظاء؛ وذلك لأن التاء مهموسة لا إطباق فيها، وهذه الحروف مجهورة مطبقة، فاختاروا حرفاً مستعلياً من مخرج التاء، وهو الطاء، فجعلوه مكان التاء؛ لأنه مناسب للتاء في المخرج, والصادِ والضاد والظاء في الإطباق. "المحقق".
4 الكتاب: 4/ 240. وعلى هذه اللغة جاء قول علقمة الفحل "من الطويل":
وفي كل حي قد خَبَطَّ بنعمة ... فحق لشأس من نداك ذنوب
رواه أبو علي الفارسي، عن أبي بكر عن أبي العباس: "خَبَطَّ" على إبدال الطاء من التاء. قاله ابن عصفور في الممتع: 1/ 361. وينظر البيت في ديوان علقمة "37"، وسر صناعة الإعراب: 1/ 225، ومجالس ثعلب: 1/ 78 "برواية: خَبَطْتَ".
5 اللسان "حيص": 2/ 1070.
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
7 ينظر الصحاح "حوض": 3/ 1073.
8 الصحاح "خبط": 3/ 1121.(2/880)
[إبدال الدال] :
قوله: "والدال من التاء ... "1 إلى آخره2.
أي: وإبدال الدال من التاء لازم في كل موضع وقعت فيه تاء الافتعال بعد الزاي3 أو الذال، نحو: ازدجر، وادّكر. في: ازتجر واذتكر من الزجر، والذكر. وسيأتي في باب الإدغام4.
وشاذ في نحو قولهم: "فُزْد"5 في: فُزْتُ، وفي "اجدمعوا" في: اجتمعوا، و"اجْدَزَّ" في: اجْتَزَّ، و"دَوْلِج" -لكناس الوحش الذي يلج فيه6- في: تَوْلِج. والتاء في تولج بدل من الواو؛ لأنه من الولوج7.
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالدَّالُ مِنَ التَّاءِ لاَزِمٌ فِي نَحْوِ: ازْدَجَرَ، وادكر، وشاذ في: فزد واجدمعوا واجدز ودولج" "الشافية، ص14".
2 إلى آخره: ساقط من "ق".
3 في "ق"، "هـ": الراء. وعلة القلب ههنا أن الزاي مجهورة والتاء مطموسة، والتاء شديدة والزاي رخوة، فتباعد ما بين الزاي والتاء، فقربوا أحد الحرفين من الآخر ليقرب النطق بهما، فأبدلوا الدال من التاء؛ لأنها أخت التاء في المخرج والشدة، وأخت الزاي في الجهر. "الممتع: 1/ 356".
4 وذلك في ص "889" من الكتاب.
5 ينظر الكتاب: 4/ 240.
6 الصحاح "ولج" 1/ 348.
7 في "ق": الولوجة.(2/881)
[إبدال الجيم] :
قوله: "وَالْجِيمُ مِنَ الْيَاءِ الْمُشدَّدَةِ...."1 إلى آخره2.
أي3: والجيم تبدل من الياء المشددة في الموقف، وهي لغة قوم من بني سعد من تميم4.
وإنما جاز إبدال الجيم من الياء لاشتراكهما في المخرج؛ لكونهما من وسط, واشتراكهما في الجهر.
وإنما اختص هذا الإبدال بالوقف5؛ لأن الوقف يزيدها خفاء وهو شاذ، نحو6: فُقَيْمِجّ، أي: فُقَيْمِيّ7.
فالجيم أبدلت من الياء المشددة للنسبة في حال الوقف.
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والجيم من الياء الْمُشَدَّدَةِ فِي نَحْوِ:
لاهُمّ إنْ كُنْتَ قَبِلْتَ حجتَجْ
أشذ، ومِنَ الْيَاءِ الْمَفْتُوحَةِ فِي نَحْوِ قَوْلِهِ:
حَتَّى إذَا مَا أمسجَتْ وأمسجَا
أشَذُّ". "الشافية، ص14".
2 إلى آخره: ساقط من "ق".
3 لفظة "أي" ساقطة من "هـ".
4 ينظر الكتاب 4/ 240، وسر الصناعة: 1/ 192-195.
5 في "هـ": في الوقف.
6 في "ق": في.
7 وذلك فيما حكي عن أبي عمرو بن العلاء من أنه لقي أعرابيا فقال له: ممن أنت؟ فقال: فقيمج. فقال له: من أيهم؟ فقال: مُرِّج. يريد: فقيمي، ومري.
"ينظر الإبدال لابن السكيت: 95، والإبدال لأبي الطيب 1/ 259، والأمالي للقالي: 2/ 77 والمفصل: 371، والممتع 1/ 353".(2/882)
وقد أجرى الوصل مجرى الوقف من قال:
"40"
خالي عويف وأبو عَلِجّ ... المطعمان اللحم1 بالعَشِجّ2
أي: وأبو عليّ، وبالعشيّ.
وهذا الإبدال أشذ؛ لعدم الوقف.
وتبدل أيضا من الياء غير المشددة3، كقولهم4:
__________
1 في "ق"، "هـ": الشحم.
2 لرجل من أهل البادية لم يعرف اسمه، قال ابن جني في سر الصناعة "1/ 192: "قرأت على أبي بكر، عن بعض أصحاب يعقوب بن السكيت، عن يعقوب، قال: قال الأصمعي: حدثني خلف، قال: أنشدني رجل من أهل البادية:
عمي عويف وأبو علج
إلى آخر الأبيات الأربعة, يريد: أبو علي، وبالعشي". "ينظر الإبدال لابن السكيت ص95"، وينظر في البيتين: الكتاب: 4/ 182، والمنصف: 2/ 178، 3/ 79، والمفصل: 371، والممتع: 1/ 353، والمقرب: 152، 214، وابن يعيش 9/ 74، 10/ 50، والعيني: 4/ 585، وشمس العلوم 1/ 15، وشرح الشافية للرضي: 2/ 287, وشرح شواهد الشافية: 212-215، والتصريح: 2/ 67.
والاستشهاد بالبيتين على أن بعض بني سعد يبدلون الياء جيما في الوقف.
3 في النسخ الثلاث: الغير المشددة, والأصح ما أثبتناه.
4 بيتان من الرجز المشطور، ينسبان لرجل من أهل اليمن لم يذكر اسمه. ينظر فيهما: النوادر: 194، ومجالس ثعلب: 1/ 177، والإبدال لابن السكيت: 96، وسر الصناعة: 1/ 193، والإبدال لأبي الطيب: 1/ 260، والمفصل: 372، والممتع: 1/ 355، والعيني: 4/ 570، وشرح الشافية: 2/ 287، وشرح شواهدها: 215-218. والشاحج: الحمار أو البغل.
والشاهد: إبدال الجيم من الياء غير المشددة, كما ذكر ركن الدين.(2/883)
"41"
لاهُمّ إن كنت قبلت حجتِجْ ... فلا يزال شاحج يأتيك بِجْ
أي: حجتي، وبي. وهذا الإبدال أشذ من إبدالها من الياء المشددة لعدم التشديد.
وإبدالها من الياء في قوله:
"42"
حَتَّى إذَا مَا أمسجَتْ وأمسجَا1
"157"
أي: أمْسَيَتْ، وأمسيا أشذ؛ لأن حق هذه الياء أن تقلب ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها.
اعلم أن صاحب المفصل [لم يتعرض لشذوذ هذا الإبدال2, وذكر الموفق3 الأندلسي4 في شرح المفصل5] 6 أن هذا الإبدال حسن بشروط ثلاثة: تشديد الياء، والوقف، والشعر. فإن اختل أحدها7 فهو قليل8.
__________
1 رجز، لم يعرف قائله. أنشده ابن جني في سر الصناعة: 1/ 194، والزمخشري في مفصله: 373, وابن عصفور في الممتع: 1/ 355. وينظر كذلك: شمس العلوم: 1/ 15، وشرح الشافية للرضي: 3/ 230، وشرح شواهد شروحها: 486، والعيني: 4/ 570. والشاهد فيه: إبدال الجيم من الياء في: "أمْسَجَتْ، وأمْسَجَا" والأصل: أمسيت وأمسيا.
2 حيث ذكر الشاهد السابق ولم يعلق عليه، ولم يذكر شذوذ ما فيه. "ينظر المفصل: 373".
3 في الأصل: الموافق, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 هو يعيش بن علي بن يعيش بن محمد بن يحيى النحوي الحلبي موفق الدين، أبو البقاء المشهور بابن يعيش، ولد "553هـ" وكان من كبار أئمة العربية، ماهرا في النحو والتصريف, توفي "643هـ". من أهم مصنفاته: شرح المفصل وشرح تصريف المازني وشرح التصريف الملوكي. ينظر في ترجمته بغية الوعاة: 2/ 351, 352.
5 9/ 74.
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
7 في الأصل "هـ": أحدهما, والصحيح ما أثبتناه من "ق".
8 زيدت لفظة "شاذ" في "ق"، "هـ".(2/884)
[إبدال الصاد] :
قوله1: "والصاد تبدل من السين2...." إلى آخره3.
أي: وتبدل الصاد من السين الذي4 بعدها غين أو خَاءٌ أَوْ قَافٌ أَوْ طَاءٌ، جَوَازاً، نَحْوُ: أَصْبَغ، وصَلَخ، ومسّ صَقر, وصِرَاط, في: أسبغ, وسلخ، ومس سقر، وسراط5.
وإنما أبدلوا الصاد من السين بعد هذه الحروف6؛ لموافقة الصاد هذه الحروف في الاستعلاء، ومنافرة السين حروف الاستعلاء، مع موافقة السين الصاد في المخرج والصفير والهمس7.
اعلم أن إبدال الزاي من السين قبل القاف في نحو: {مَسَّ سَقَرَ} 8 لغة بني كلب9.
__________
1 قوله: موضعها بياض في "ق"، "هـ".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والصاد من السين التي بعدها غين أو خَاءٌ أَوْ قَافٌ أَوْ طَاءٌ جَوَازاً، نَحْوُ: أصبغ, وصلخ، ومس صقر، وصراط". "الشافية، ص14".
3 إلى آخره: ساقط من "ق".
4 في الأصل, "هـ": الذي، وما أثبتناه من "ق".
5 ينظر سر الصناعة: 1/ 220، والإبدال لأبي الطيب: 2/ 172-196, والمفصل: 373، وابن يعيش: 10/ 51، والممتع: 1/ 410.
6 قال ابن عصفور: "والسبب في ذلك -أي: في هذا الإبدال- أن القاف والطاء والخاء والغين حروف استعلاء والسين حرف من سفل, فكرهوا الخروج من تسفل إلى تصعد، فأبدلوا من السين صادا؛ ليتجانس الحرفان". الممتع: 1/ 411.
7 في "ق": والهمزة. تصحيف.
8 سورة القمر: من الآية "48".
9 فيقولون: مس زقر. ينظر اللسان "سقر": 3/ 2036.(2/885)
[إبدال الزاي] :
قوله: "والزاي من السين ... "1 إلى آخره2.
أي: والزاي تبدل من السين3 والصاد الساكنتين4 الواقعتين قبل5 الدال؛ لأن الزاي حرف مجهور6 كالدال ويوافق الصاد والسين في المخرج والصفير نحو: يَزْدُل، وكقول حاتم7:"هكذا فَزْدِي أَنَهْ"8، أي: يَسْدُل، وهكذا فَصْدي أنا9.
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالزَّايُ مِنَ السِّينِ وَالصَّادِ الْوَاقِعَتَيْنِ قَبْلَ الدَّالِ ساكنتين، نحو: يزدل، وهكذا فزدي أنه". "الشافية، ص14".
2 إلى آخره: ساقط من "ق".
3 لفظة "السين" مطموسة في "ق".
4 في "ق": الساكنة.
5 في "ق": بعد.
6 في "ق", "هـ": مهجور. تحريف.
7 هو حاتم بن عبد الله بن سعد بن حشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طيئ بن أدد بن زيد بن كهلان. ينظر ترجمته في: الأغاني: 17/ 278.
8 هذه عبارة نسبت لحاتم الطائي، قيل: إنه كان أسيرا، فأمرته ربة المنزل أن يفصد لها ناقة، فنحرها، فلامته على نحره إياها، فقال: هكذا فصدي. "ينظر المفصل: 373، وابن يعيش: 10/ 53، والإيضاح 2/ 414، وشرح الشافية للرضي: 2/ 294، 3/ 232".
والذي في مجمع الأمثال للميداني "2/ 293": "هكذا فصدي". قيل: إن أول من تكلم به كعب بن ماقة، وذلك أنه كان أسيرا في عنزة, فأمرته أم منزله أن يفصد لها ناقة, فنحرها فلامته على نحره إياها، فقال: هكذا فصدي. يريد أنه لا يصنع إلا ما تصنع الكرام" ا. هـ.
9 ينظر المصدر السابق.(2/886)
وهذا الإبدال قليل.
قوله: "وقد ضُورع بالصاد والزاي دونها ... "1 إلى آخره2.
أي: و [قد] 3 ضُورع بالصاد الساكنة الزاي، ولم يضارع بالزاي الصاد؛ يعني يقولون: "يصدق" بإشمام الصاد الزاي؛ لإمكان ذلك فيها، ولا يقولون: يَزْدُل, بإشمام الزاي4 الصاد؛ لعدم إمكان ذلك فيها.
وضُورع بالصاد المتحركة أيضا الزاي5، فيقولون في صَدَرَ، وصَدَفَ: صدر وصدف، بإشمام الصاد الزاي، ولم يقولوا بإشمام الزاي الصاد. ولم يقولوا: زَدَرَ، بإبدال الزاي عن الصاد؛ لقوة الصاد بالحركة.
والمضارعة أكثر من الإبدال, والبيان أكثر من المضارعة والإبدال.
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَقَدْ ضُورِعَ بالصَّادِ الزَّايُ دُونَهَا, وَضُورِعَ بِهَا مُتَحَرِّكَةً أَيْضاً، نَحْوُ: صَدَرَ وَصَدَقَ، وَالْبَيَانُ أَكْثَرُ فِيهِمَا، وَنَحْوُ: مسَّ زَقَرَ, كَلْبِيَّةٌ, وَأَجْدَرُ وَأَشْدَقُ بالمضارعة قليل". "الشافية، ص14".
2 إلى آخره: ساقط من "ق".
3 لفظة "قد" إضافة من "هـ".
4 لفظة "الزاي" ساقطة من "ق".
5 معنى قوله: "وضورع بالصاد الزاي" جعل الصاد مضارعاً للزاي، بأن يُنْحَى بالصاد نحو الزاي، فيشَمّ الصادُ صوتَ الزاي، ولا يجوز قلبها زاياً صريحا؛ لوقوع الحركة فاصلة بينهما. "ينظر شرح الشافية، للرضي: 3/ 232".(2/887)
وأما1 أجدر2، بمضارعة الجيم الشين, وأشدق، بمضارعة الشين الجيم, فقليل3 يتعسر ذلك في النطق؛ ولهذا لم يأت في القرآن والكلام الفصيح4.
__________
1 في الأصل: وما, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 في "هـ": أجل. تصحيف.
3 ينظر المفصل: 374.
4 قال ابن الحاجب في الإيضاح "2/ 415": "ومثل الصاد في المضارعة إشراب الجيم صوت الشين، وإشراب الشين صوت الجيم وهي لغة قليلة رديئة؛ لعسر ذلك في النطق، لذلك لم يأت في القرآن ولا في كلام فصيح بخلاف إشراب الصاد بصوت الزاي, فإنه ورد في القرآن وفي الكلام الفصيح". ا. هـ.(2/888)
الإدغام:
قوله: "الإدغام: أن تأتي بحرفين...."1 إلى آخره2.
اعلم أن الإدغام في اللغة: الإخفاء والإدخال. قال ابن دريد3: "أدغمت اللجام الفرس، إذا4 أدخلته في فيه5"6.
وفي الاصطلاح: أنْ تَأْتِي بِحَرْفَيْن، سَاكِنٍ فَمُتَحَرِّك، مِنْ مُخْرَجٍ واحد، من غير فصل7.
وقوله: "ساكن فمتحرك" بمنزلة جنسه، وباقي قيوده كالفصل.
وإنما قال: "فمتحرك" -بالفاء- ولم يقل بالواو؛ ليعلم الترتيب, ولم يقل8 بثم؛ ليعلم انتفاء المهلة والتراخي.
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الإِدْغَامُ: أنْ تَأْتِي بِحَرْفَيْن, سَاكِنٍ فَمُتَحَرِّك, مِنْ مخرج واحد, من غير فصل". "الشافية، ص14".
2 إلى آخره: ساقط من "ق".
3 سبقت الترجمة له.
4 في "هـ": أي.
5 في "ق": فمه.
6 وهذه العبارة ذكرها الجوهري في صحاحه "دغم": 5/ 1920.
7 وهذا التعريف بنصه نقله الأشموني عن ابن الحاجب ولم يشر إليه. "ينظر شرح الأشموني: 3/ 889".
وقال ابن عصفور: "الإدغام هو رفعك اللسان بالحرفين رفعة واحدة, ووضعك إياه بهما موضعا واحدا, وهو لا يكون إلا في المثلين أو المتقاربين". الممتع: 2/ 631.
8 لفظة "يقل" ساقطة من "هـ".(2/889)
وقوله: "من مخرج واحد" احتراز به عن مثل فَلْس؛ فإن اللام ساكنة1 والسين متحركة، لكنهما ليسا2 من مخرج واحد.
وقوله: "من غير فصل" احتراز به عن مثل "رِيْيًا"3 [فإن4 الياءين ههنا ساكنا فمتحركا، من مخرج واحد] 5، لكن فصل بينهما بنقل اللسان؛ فإن الفصل قد يكون بحرف وقد يكون بنقل اللسان من محل إلى محل آخر، ومن محل ثم إلى ذلك المحل، بخلاف النطق بهما دفعة؛ ولهذا يوجد الفرق "158" بين قولنا: قَدَّ، وقَوَّلَ بالإدغام، وبين قولنا: قَدْدَ وقَوْوَلَ بفك الإدغام، فإنه يتلفظ بالدالين والواوين في الأول برفع اللسان دفعة، وفي الثاني برفعه مرتين.
لا يقال: لا حاجة إليه لأنه يعلم ذلك من الفاء في قوله: "فمتحرك" لأنا نقول: لا نسلم ذلك؛ لأن الفاء تدل على التعقيب عادة، نحو: مررت بمراغة6 فتِبْرِيز7. ولا يلزم منه ألا يكون التلفظ بحرفين يفصل بينهما بنَفَس8 أو غيره.
__________
1 في "ق"، "هـ": ساكن.
2 لكنهما ليسا: ساقط من "ق".
3 في الأصل, "ق": لأن, والأنسب ما أثبتناه من "هـ".
4 ينظر ص 726.
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
6 مراغة: أشهر بلاد آذربيجان. ينظر معجم البلدان: 8/ 5.
7 تبريز: من أشهر مدن آذربيجان. ينظر المصدر السابق 1/ 362, 363.
8 في الأصل: بتنفيس, وما أثبتناه من "ق". واللفظة ساقطة من "هـ".(2/890)
لا يقال: يشكل بمثل قولنا: قُلْ لزيد، وقُلْ لنا بالإظهار؛ فإن التعريف المذكور ينطبق عليه مع أنه ليس بإدغام.
لأنا نقول: لا نسلّم انطباق التعريف عليه؛ لوجود الفصل فيه بين الحرفين.
[لا يقال: الإدغام واجب في هذه الصور، فلا يجوز الإظهار، فلا يتوجه النقض1؛ لأنا نقول: لا نحتاج توجه هذا النقض على جواز هذا الإظهار؛ فإن الحد المذكور يتوجه عليه2 هذا الإظهار، مع أنه ليس بإدغام، سواء يجوز هذا الإظهار أو لا يجوز] 3.
قوله: "ويكون في المثلين4 ... "5 إلى آخره6.
أي: الإدغام7 قد يكون في المثلين، وقد يكون في المتقاربين لكن بعد أن يصيرا مثلين ليمكن الإدغام, وقد يجيء تعريف المتقاربين.
ثم اعلم أن الإدغام يجب، ويمتنع، ويجوز جوازا مستحسنا وجوازا مستقبحا. ويكون في كلمة و [في] 8 كلمتين، ويكون بين
__________
1 في "هـ": فهذا النقض لا يتوجه.
2 في "هـ": على.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
4 في "هـ": مثلين.
5 وتمام عبارة ابن الحاجب: "..... والمتقاربين". "الشافية، ص14".
6 إلى آخره: ساقط من "ق".
7 أي الإدعام: ساقط من "ق".
8 لفظة "في": إضافة من "ق"، "هـ".(2/891)
متماثلين ومتقاربين1. [لكنه في كلمة أولى منه في كلمتين، وفي مثلين أكثر منه في المتقاربين] 2، وفي حروف الضم أولى منه في حروف الطرفين, وفيما سكونه لازم أولى منه فيما سكونه غير لازم.
__________
1 في "هـ": متقاربين ومتماثلين.
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".(2/892)
[إدغام المثلين] :
قوله: "فالمثلان واجب ... "1إلى آخره2.
اعلم أن الإدغام في المثلين واجب3 عند سكون الأول وتحرك4 الثاني، نحو: "لم يبرح حَّاتم"، و"لم يذهب بَّكر"، إلا إذا كان الساكن الأول والمتحرك الثاني همزتين، نحو: املأ إجابة؛ فإنه لا يدغم؛ للاستثقال، إلا إذا كانتا في كلمة وبعد الهمزة الثانية ألف،
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فَالْمِثْلاَنِ وَاجِبٌ عِنْدَ سُكُونِ الأَوَّلِ إلاَّ فِي الهمزتين, إلا في السأَّال والدّأَّاث، وإلا في الألفين لتعذره، وإلا فِي نَحْو: قُووِل لِلإِلْبَاسِ، وَفِي نَحْو: تُووِي ورِييا -عَلَى الْمُخْتَارِ- إِذَا خَفَّفْتَ، وَفِي نَحْوِ: قَالُوا وَمَا، وَفِي يَوْم, وَعِنْدَ تَحَرُّكِهِمَا فِي كَلِمَةٍ وَلاَ إِلْحَاقَ وَلاَ لَبْس نَحْوُ: رَدَّ يردّ، إلا في نحو: حيي، فإنه جائز، وإلا في نحو: اقتتل, وتتبزل، وتتباعد وسيأتي". "الشافية، ص14".
2 إلى آخره: ساقط من "ق".
3 والسبب في ذلك أن النطق بالمثلين ثقيل؛ لأنك تحتاج فيهما إلى إعمال العضو الذي يخرج منه الحرف المضعف مرتين، فيكثر العمل على العضو الواحد, وإذا كان الحرفان غَيْرَيْنِ لم يكن الأمر كذلك؛ لأن الذي يعمل في أحدهما لا يعمل في الآخر. وأيضا فإن الحرفين إذا كانا مثلين فإن اللسان يرجع في النطق كما يتسرح في الغيرين، بل يكون في ذلك شبيهًا بمشي المقيد، فلما كان فيه هذا الثقل رفع اللسان بهما رفعة واحدة؛ ليقل العمل ويخفّ النطق بهما على اللسان. "الممتع: 2/ 631".
4 في "هـ": وتحريك.(2/892)
نحو: سأَّال، والدَّأَّاث -اسم داء1- من: دأث الطعام دَأْثًا: أكله, والشيء: دنسه2.
وإلا إذا كان المثلان المذكوران ألفين؛ فإنه لا يدغم لتعذر الإدغام.
وإلا في مجهول فاعَل معتل العين، نحو: قُووِلَ؛ لئلا يحصل الالتباس؛ لأنه لو أدغم لقيل: قُوِّل، فلم يعلم3 أنه مجهول فاعل4 أو مجهول فَعَّل. وكذا5 في بُويِعَ.
وإلا في6 نحو "تُووِي"، من الإيواء، من: آويته: أنزلته وضممته7. وفي "رِييا"8، للمنظر الحسن، على المختار، إذا خففت همزته؛ لأن الواو الأولى في "تووي"، والياء الأولى في "رييا" بدل عن9 الهمزة، فتكون الواو والياء عارضتين10،
__________
1 في الأصل: اسم وادٍ, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 اللسان "دأث" 2/ 1310، وينظر كذلك الصحاح "دأث" 1/ 281.
3 لفظة "يعلم" ساقطة من "ق".
4 لفظة "فاعل" ساقطة من "هـ".
5 وكذا: ساقطة من "ق".
6 في الأصل: "ففي", وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
7 ينظر اللسان "أوا": 1/ 179.
8 من الآية "74" من سورة "مريم". والآية بتمامها: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِئْيًا} . ووقف حمزة على "رئيا" بإبدال الهمزة ياء مع الإظهار. "ينظر النشر: 1/ 389، والإتحاف: 300".
9 في "هـ": من.
10 في "ق": عارضين.(2/893)
فلم يلزم الإدغام؛ لأنه ليس مما اجتمع فيه المثلان، لمراعاة الهمزة الأصلية.
ويظهر منه أن المراد بنحو "تووي" أن تكون الواو الأولى1 بدلا من الهمزة.
ومنهم2 من قرأ: "ورِيَّا" بالإدغام3. وفيه قولان:
أحدهما4: أن أصله: "رئيا"، فخففت5 همزته6, واعتد فيه بالعارض فأُدغم7.
والثاني: أنه -فعّل- من: رَوِي؛ لأن للريان نضارة8 وحسنا9.
وإلا في نحو: {قَالُوا وَمَا} 10, وفي نحو: {فِي يَوْمٍ} 11 فإنه لا تدغم واو {قَالُوا} في واو {وَمَا} ، ولا ياء {فِي} ؛ في
__________
1 لفظة "الأولى" ساقطة من "هـ", وفي "ق": الثاني.
2 ومنهم: ساقطة من "هـ".
3 وهي قراءة أبي جعفر وقالون وابن ذكوان. "ينظر النشر: 1/ 389، والإتحاف: 300".
4 أحدهما: ساقط من "ق".
5 في "هـ": فخفف.
6 في "هـ": الهمزة.
7 ينظر الصحاح "رأى": 6/ 2439.
8 في "هـ": نظارة. تحريف.
9 ينظر الصحاح "روي": 6/ 2364.
10 سورة البقرة: من الآية "246".
11 سورة "إبراهيم": من الآية "14".(2/894)
ياء {يَوْمٍ} ؛ لأنه لا يجوز حذف المد الذي بين الحرفين؛ لأن هذا المد من صفة الواو والياء "159" في هذا المحل، ومع بقائه يمتنع الإدغام لوجود الفصل بين الحرفين المدغم أحدهما في الآخر.
ولقائل أن يقول: كان من الواجب على المصنف أن يقول: وفي نحو: {مَالِيَهْ، هَلَكَ} 1؛ فإن هاء السكت لا تدغم2 لأنه إما3 موقوف عليه، أو منويّ به الوقف عليه. ثم يقول: وعند تحركهما في كلمة.
قوله: "عند تَحَرُّكِهِمَا فِي كَلِمَةٍ, وَلاَ إِلْحَاقَ4 وَلاَ لَبْس".
هذا معطوف على: "عند سكون الأول".
أي: الإدغام واجب عند سكون الأول، وعند تحرك المثلين في كلمة واحدة، والحال أن الحرف الثاني لا يكون للإلحاق، وأنه5 لا يحصل اللبس بالإدغام إلا في نحو: حيي؛ فإن الإدغام فيه جائز لا واجب؛ لأن وجوبه مستلزم6 وجوب الإدغام في مضارعه وهو يُحيي، مع ضم الياء في المضارع، وهو مرفوض في كلامهم غير جائز.
__________
1 من الآيتين "28، 29" من سورة الحاقة.
2 ينظر شرح الكافية الشافية: 4/ 2175.
3 لفظة "إما" مطموسة في "هـ".
4 ولا إلحاق: مطموس في "هـ".
5 في "هـ": فإنه.
6 في "هـ": يستلزم.(2/895)
ولقائل أن يقول: لو جاز الإدغام في حيي لجاز في مضارعه مع ضم الياء فيه, وهو مرفوض.
وإلا في نحو: اقْتَتَلَ، وتَتَنَزَّل، وتَتَبَاعَد؛ فإن الإدغام فيه لا يجب.
وإنما لم يجب الإدغام فيهما؛ لأن الإدغام يؤدي إلى قوة ليس صيغة بصيغة؛ لأنه لو أدغم اقتتل لنقل حركة التاء الأولى إلى القاف، فأدغمت في الثانية، وحذفت همزة الوصل للاستغناء عنها حينئذ، وقيل: قتَّل، فهو في قوة الالتباس بقتَّل الذي هو ماضي التقتيل, ولو أدغم: تتنزل، وتتباعد لقيل: اتَّنَزل، واتَّبَاعد؛ لوجوب إسكان التاء الأولى، والإتيان بهمزة الوصل. واتنزل في قوة الالتباس في الكتابة بمضارع: نَزَّل، وتَنَزَّل ماضي: يَتَنَزَّل؛ لاحتمال أن تكون الهمزة فيه همزة الاستفهام.
واتَّباعد في قوة الالتباس في الكتابة بماضيه وهو تباعد؛ لاحتمال أن تكون الهمزة فيه همزة الاستفهام, بل يجوز فيه الإدغام لما في "حَيَّ".
ولقائل أن يقول: جواز الإدغام مستلزم لجواز الإدغام المقتضي للالتباس, فينبغي ألا يجوز.
ويمكن أن يجاب عنه بأن جواز الإدغام لا يقتضي إلا جواز الالتباس، ووجوب الإدغام يقتضي وجوب الالتباس, وهو أقبح.
واعلم أنه لو قال: إلا في نحو: حي، واقتتل، وتتنزل، وتتباعد فإنه جائز، لكان أولى؛ لأن الكل يشترك في جواز الإدغام, أو(2/896)
عدم وجوب الإدغام.
وإنما قال: "ولا إلحاق ولا لبس" لأنه لو كان إلحاق نحو: قَرْدَد1، واقْعَنسَسَ2، لم يدغم؛ لما مر من أن الإدغام يقضي إلى عدم المقصود.
ولقائل أن يقول: لا حاجة حينئذ إلى قوله: "وإلا في نحو اقتتل" وما بعده؛ لأن عدم وجوب الإدغام فيه للالتباس.
ويمكن أن يجاب عنه بأن الالتباس لم يحصل ههنا في اللفظ.
والمراد بقوله: "ولا لبس" هو اللبس لفظا، لما مر.
ولعدم حصول اللبس ههنا لفظا جاز الإدغام، وأيضا -كما مر- جاز الفك.
وإنما قال: "في كلمة"؛ لأنه لو "160" كان في كلمتين نحو: ضرب بكر، لم يجب الإدغام؛ لأنه لا يلزم3 أن يلقى أول الكلمة الثانية آخر الكلمة الأولى متماثلين, وفيه نظر4.
قوله: "وتنقل حركته إن كان قبله ساكن ... "5 إلى آخره.
__________
1 القردد: المكان الغليظ المرتفع. وإنما أظهر التضعيف لأنه ملحق بفَعْلَلَ والملحق لا يدغم, والجمع: قرادد. "الصحاح قرد: 2/ 524".
2 القعس: هو دخول الظهر وخروج البطن, والاقعنساس مثله. قاله الأصمعي في كتاب خلق الإنسان: ص211.
3 في "هـ": لا يجب.
4 جملة "وفيه نظر": ساقطة من "ق".
5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُنْقَلُ حَرَكَتُهُ إنْ كَانَ قَبْلَهُ سَاكِنٌ غَيْرُ لين، نحو: يَرُدّ وسكون الوقف كالحركة". "الشافية، ص14".(2/897)
أي: في صورة يجب الإدغام عند [اجتماع المثلين المتحركين بنقل1 حركة المثل الأول إلى ما قبله, إن كان ما قبله2 ساكنا] 3 غير حرف من حروف اللين، نحو: يَرْدّ, أصله: يَرْدُدُ؛ فإنه تنقل حركة الدال الأولى إلى الراء4 ليمكن الإدغام، ثم تدغم في الدال الثانية.
وكذا يَعَضّ، ويَجِدّ. أصلهما: يَعْضُض ويَجْدِد، وسكون الحرف الثاني للوقف كحركته في عدم منع الإدغام.
ولو كان قبله متحرك5، نحو: رد، أو ساكن6 هو حرف لين، نحو: تُمُودّ الثوب، لم تنقل حركة الحرف الأول إلى ما قبله, بل تُحذف وتُدغم.
قوله: "ومكَّنني ويمكنني...."7 إلى آخره8.
هذا جواب عن سؤال مقدر, وتقدير السؤال: أنه اجتمع مثلان متحركان على الوجه الموجب للإدغام، وهما: النونان في
__________
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
2 ما قبله: ساقط من "ق".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
4 في "هـ": إلى ما قبلها.
5 لفظة "متحرك" مطموسة في "هـ".
6 لفظة "ساكن" مطموسة في "هـ".
7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ونحو: مكنني ويمكنني، و {مَنَاسِكَكُمْ} , و {مَا سَلَكَكُمْ} من باب كلمتين". "الشافية، ص14".
8 إلى آخره: ساقط من "ق".(2/898)
"مَكَّنَنِي"1، ويمكِّنني، والكافان في: {مَنَاسِكَكُمْ} 2 و {مَا سَلَكَكُمْ} 3 مع عدم وجوب الإدغام فيه.
وأجاب عنه بمنع اجتماع المثلين المتحركين على الوجه الموجب للإدغام؛ لكون المثلين ههنا من كلمتين، وإن كانا في الصورة من كلمة واحدة؛ لأن إحدى4 النونين لام الفعل الماضي، والأخرى ليست5 منه؛ لأنه مع ياء المتكلم بمنزلة كلمة أخرى, وإحدى6 الكافين من تتمة الاسم أو الفعل والأخرى7 من الضمير المخاطب.
ونحن قلنا: يجب الإدغام إذا كانا من كلمة واحدة؛ ولهذا كان الإدغام فيه جائزا لا واجبا.
قوله: "وممتنع [في] 8 الهمزة...."9 إلى آخره.
__________
1 وهي قراءة ابن كثير لقوله تعالى في: {قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ} [الكهف: 95] . وقرأ الباقون بنون واحدة مشددة مكسورة بإدغام النون التي هي لام الفعل في نون الوقاية. "ينظر الإتحاف: 295".
2 من الآية "200" من سورة "البقرة".
3 من الآية "42" من سورة "المدثر".
4 في الأصل, "ق": أحد, وما أثبتناه من "هـ".
5 في الأصل: والآخر لي, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 في الأصل, "ق": أحد, وما أثبتناه من "هـ".
7 في الأصل, "ق": والآخر, وما أثبتناه من "هـ".
8 لفظة "في" إضافة من "هـ".
9 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وممتنع في الهمزة على الأكثر، وفي الألف, وعند سكون الثاني لغير الوقف نحو: ظَلِلْتُ ورسُول الحَسَن، وتميم تدغم في نحو: رُدَّ ولم يَرُدَّ". "الشافية، ص14".(2/899)
أي: ويمتنع الإدغام في الهمزتين في غير نحو1، 2: سأّال وجأّار والدأّاث عند الأكثرين3؛ لزيادة الثقل، والمطلوب من الإدغام التخفيف.
والمراد بـ "سأّال وجأّار" أن يكون بعد الهمزتين ألف نحو فعّال.
وإنما جاز إدغام الهمزتين فيه لوجود الألف بعدهما، والألف مسهلة من4 أمره، فيحصل تخفيف ما.
والمراد بغير "سأال" ألا يكون بعد الهمزتين ألف.
ويمتنع الإدغام أيضا في الألفين؛ لتعذر الإدغام لتعذر حركتهما, ووجوب حركة المدغم فيه5.
ويمتنع أيضا عند سكون المماثل الثاني لغير الوقف، سواء كان في كلمة نحو: "ظَلِلْتُ"، أو في كلمتين نحو: "رَسُول الحَسَن"؛ لأنه لو أدغم لوجب تحريك المماثل الثاني، وذلك يمتنع في نحو: ظَلِلْتُ؛ لأنه لا يكون قبل ضمير الفاعل المتحرك إلا ساكن. وكذلك في نحو: "رسول الحسن"؛ لأنه لا يحرك لام التعريف للإدغام.
__________
1 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ".
2 في النسخ الثلاث: "في نحو: غير"، والأصح ما أثبتناه.
3 وقد يجوز الإدغام في الهمزتين على ما حكي عن عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي وناس معه من أنهم كانوا يحققون الهمزتين إذا كانتا في كلمتين نحو: "قدأ أبوك"؛ لأنه يجتمع لهم مثلان. وقيل: قد تكلمت العرب بذلك, وهو رديء. "ينظر الكتاب: 4/ 433, والممتع: 2/ 633".
4 لفظة "من" ساقطة من "هـ".
5 أي: لأنه لا يدغم إلا في متحرك، والألف لاتتحرك. "وينظر الممتع: 2/ 623".(2/900)
وأما بنو تميم فيدغمون فيما وقع السكون في ثاني المثلين عارضًا، ولم يعتدوا بالسكون العارض، نحو: رُدَّ، ولم يَرُدَّ1, فإن "161" أصل "رُدَّ": ارْدُدْ، وأصل "لم يَرُدّ": لم يَرْدُدْ2.
فسكون الثاني عارض في "لم يرد" للجزم, وفي "اردد" للجزم3 عند الكوفيين، أو لأن حكمه4 حكم المجزوم عند البصريين5.
لا يقال: سكون اللام في "ظللت" عارض، فينبغي أن يجوز فيه الإدغام عند بني تميم، كما جاز في: رُدّ، ولم يَرُدّ.
فإن قلت: يزول السكون في "لم يرد" بزوال الجازم, قلنا: يزول السكون في "ظللت" بزوال ضمير الفاعل المتحرك، فهما
__________
1 أشار الفراء إلى هذه اللغة وهو بصدد تفسيره لقوله تعالى: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا} [آل عمران: 120] . "ينظر معاني القرآن: 1/ 232" وتحدث عنها سيبويه أيضا في كتابه: 4/ 423.
2 في الأصل "ق": فإن أصل "لم يرد": لم يردد, وأصل "رد": اردد, وما أثبتناه من "هـ".
3 لفظة "للجزم" ساقطة من "هـ".
4 "حكمه" ساقطة من "هـ".
5 فعل الأمر "اردد" وغيره مجزوم عند الكوفيين؛ لأنه عندهم مقتطع من المضارع؛ لأن الأفعال عندهم قسمان بإسقاط فعل الأمر، وأصل "افْعَل" عندهم: لِتَفْعَلْ، وذلك كأمر الغائب، ولكن لما كان أمر المخاطب أكثر على ألسنتهم استثقلوا مجيء اللام فيه, فحذفوها مع حرف المضارعة طلبًا للتخفيف مع كثرة الاستعمال؛ لذا فهو عندهم معرب.
ولكن البصريين يرون أن الفعل ثلاثة أقسام: ماضٍ ومضارع وأمر. والأمر عندهم حكمه حكم المجزوم، لكنه مبني على ما يجزم به مضارعه. ينظر المسألة رقم "72" في كتاب الإنصاف للأنباري, وينظر كذلك: التصريح: 1/ 55.(2/901)
متشاركان1 في امتناع زوال السكون مع وجود الجازم والفاعل المذكور, وجواز زوال السكون مع زوال الجازم وزوال الفاعل المذكور؛ لأنا نقول: الفرق بينهما أن التاء في "ظللت" كالجزء من الكلمة، والجازم كلمة مستقلة. فالسكون في "ظللت" كاللازم، وفي نحو2: "لم يرد" عارض؛ ولهذا لم يدغم أحد في "ظللت" إلا في شذوذ رديء.
ويمكن أن يقال: لم يدغم في "رد"، و"لم يرد" إلا بعد أن3 أسكن المثل الأول، ثم حرك الثاني4 لالتقاء الساكنين.
وهو الجواب فيما نقل عن بكر بن وائل5 من "مرت" و"ردت" في: مررن ورددن, ولاحتمال أنهم قدروا [انفصال ضمير] 6 الفاعل [فأدغموه ثم ألحقوا به, أو7 لأنهم أجروا ضمير الفاعل مثل الفاعل] 8 مظهرا، نحو: رد زيد.
__________
1 في "ق": مشاركان, وفي "هـ": مشتركان.
2 لفظة "نحو" ساقطة من "ق"، "هـ".
3 لفظة "أن" ساقطة من "ق".
4 لفظة "الثاني": ساقطة من "ق".
5 جاء في الممتع "2/ 660": "إلا ناسا من بكر بن وائل، فإنهم يدغمون في مثل هذا، فيقولون: رَدَّتُ، ورَدَّنَ، كأنهم قدروا الإدغام قبل دخول النون والتاء، فلما دخلتا أبقوا اللفظ على ما كان عليه قبل دخولهما". ا. هـ.
وينظر: شرح الشافية للرضي: 2/ 246، والتصريح: 2/ 403.
6 ما بين المعقوفتين مطموس في "هـ".
7 في "ق": "و" بدل "أو".
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".(2/902)
قوله: "وعند الإلحاق واللبس ... "1 إلى آخره.
أي: ويمتنع2 الإدغام عند الإلحاق، كقَرْدَد، [وجَلْبَب؛ فإنه ألحق: قردد بجعفر، بزيادة الدال] 3, وجلبب بدحرج؛ بزيادة الباء, فلو أدغم لبطل هذا الغرض؛ ولذلك لا يدغم قَرَادِد.
ويمتنع الإدغام عند لبس زنة بزنة أخرى، نحو "سُرُر" بضمتين جمع سرير، و"سُرَر" -بضم الفاء وفتح العين- جمع سُرَّة؛ لأنه لو أدغم "سُرُر" جمع سرير مثلا, لالتبس فُعُل بفُعْل, ساكن العين.
ولا يقال: الالتباس حاصل في "رَدَّ"؛ لأنه لا يعلم أنه فَعَل أو فَعُل؛ لأنا نقول: يزول4 الالتباس عند الفك، نحو: رددتُ, ونحو: ظللتُ5؛ فإنه لا يدغم؛ لأنه لو أدغم لالتبس بفِعْل كالظِّلّ.
ويعلم من قوله: "وعند الإلحاق واللبس" وشرحه كميةُ الاحترازات في قوله: "وَعِنْدَ تَحَرُّكِهِمَا6 فِي كَلِمَةٍ, وَلاَ إِلْحَاقَ وَلاَ لبس".
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَعِنْدَ الإِلْحَاقِ وَاللَّبْسِ بِزْنَةٍ أُخْرَى نَحْو: قَرْدَد وسُرُر، وعند ساكن صحيح قبلهما في كلمتين نَحْوُ: قَرْم مالِك, وحُمل قَوْلُ القُرَّاءِ عَلَى الإخفاء، وجائز فيما سوى ذلك". "الشافية، ص14".
2 في "ق": ويمنع.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
4 في "ق": بزوال.
5 في الأصل: ظلل, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 في "ق": تحريكهما.(2/903)
واعلم أنه لو قال: "ولا عروض لحركة الثاني" لكان أولى؛ لأنها إذا كانت عارضة لا يجب الإدغام، نحو: ارْدُدِ القوم.
واعلم أيضا أنه يمتنع الإدغام فيما شذ فكه، نحو: قَطِط الشعر: اشتدت جعودته1, ودَبِبت المرأة: نبت الشعر على جبينها2, ولححت العين ولخخت: التصقت3, وصَكِك4 الفرس: صك أحد عرقوبيه الآخر5، 6.
واعلم أيضا أنه يجوز فك الإدغام للضرورة فيما يجب إدغامه، كقوله:
"43"
مهلا أعاذل قد جربت من خلقي ... أني أجود لأقوام وإن ضَنِنُوا7، 8
__________
1 ينظر الصحاح "قطط": 3/ 1154، وشرح الكافية الشافية 4/ 2181.
2 ينظر اللسان "دبب": 2/ 1316.
3 ينظر المصدر السابق "لحح": 5/ 4004، "لخخ": 5/ 4016.
4 في "هـ": وصكيك.
5 ينظر المصدر السابق "صكك": 4/ 2475.
6 حكى ابن منظور عن ابن عمرو قوله: "كل ما جاء على فَعِلَتْ ساكنة التاء من ذوات التضعيف فهو مدغم نحو: صَمَّتِ المرأة وأشباهه، إلا أحرفا جاءت نوادر في إظهار التضعيف وهو: لَحِحَت عينه إذا التصقت، وقد مَشِشَت الدابة، وصَكِكَت, وقد ضَبِبَت البلد إذا كثر ضبابه، وأَلِل السقاء إذا تغيرت ريحه، وقد قَطِط شعره". "المصدر السابق".
7 في الأصل: ظننوا تحريف, والصواب ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
8 هذا بيت من البسيط قاله قعنب ابن أم صاحب الغطفاني أحد بني سعد بن سحيم, واسم أبيه ضمرة. ينظر البيت في: الكتاب: 1/ 3، 29/ 535، والمقتضب: 1/ 142, 253, 3/ 354، والموشح: 94، والمنصف: 1/ 2، 69, 303, 339، والخصائص: 1/ 160, 757، والصحاح "ضنن": 6/ 2156، وشرح الشافية للرضي: 3/ 241، وشرح شواهدها: 490، واللسان "ضنن": 4/ 2614، وربط الشوارد: 98. والشاهد فيه: فك التضعيف في "ضَنِنُوا"، وكان القياس "ضَنُّوا".(2/904)
قوله: "وعند ساكن صحيح قبلهما"1.
أي: يمتنع الإدغام إذا وقع قبل المثلين ساكن صحيح من كلمتين نحو: قَرْمُ مَالك, بالراء.
والقرم: السيد2، وهو في الأصل اسم للفحل من "162" الإبل3.
لأنه لو أدغم، فإذا سكن الميم الأول، فإن لم تنقل حركته إلى القاف وأدغم4 لزم التقاء الساكنين في آخر الكلمة، وذلك لا يجوز إلا عند الوقف، ومع الإدغام لا يكون الوقف و5 إن نقل حركته6 إلى القاف7 تغير بناء الكلمة.
وكذا8 في نحو9: {كُنْتُ تُرَابًا} 10، وأَنْتَ تُكْرِهُ، و {مَسَّ سَقَرَ} 11.
__________
1 في الأصل: قبلها, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 في اللسان: السيد المعظم. "ينظر: قرم: 4/ 3604".
3 وخُصّ بالفحل الذي يترك من الركوب والعمل, ويودع للفحلة.
4 عبارة المصنف المذكورة فيها انغلاق شديد, وصوابها أن يقول: لأنه لو أدغم ولم تنقل حركة الميم الأولى إلى القاف الساكنة.
5 الواو ساقطة من "هـ".
6 في "ق": حركة الراء.
7 في "هـ": إلى الراء.
8 في "هـ": وكذلك.
9 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ".
10 سورة "النبأ": من الآية "40".
11 سورة "القمر": من الآية "48".(2/905)
اعلم أن المراد بالصحيح في قوله: "ساكن صحيح" حرف المد، وحينئذ لا يدغم في: دَلْو وَالد1، وظَبْي يَاسر، وقرمِ مَالك لما ذكرناه.
فإن قيل: ينبغي أن يجوز الإدغام في نحو: عدوّ وَليد، ووليّ يَزيد لوجود المدة قبلهما مع أنه لا يدغم أيضا؛ لأن الواو الأولى من عدو والياء الأولى من ولي بمنزلة الواو2 من دلو والياء من ظبي؛ فإذا سكن الحرف الثاني للإدغام، فإما أن تنقل حركة الواو إلى الواو الأولى وحركة الياء الأولى أو لا تنقل، فإن نقل تغير بناء الكلمة، وإن لم ينقل لزم التقاء الساكنين في آخر الكلمة، وهو لا يجوز إلا للوقوف.
قلنا: لا نسلم وجود المدة ههنا؛ لأنه لم تبق المدة عند الإدغام؛ لأنها تذهب بالإدغام، فصارت الواو والياء بمنزلة غيرهما من الحروف التي لا تكون للمدة.
وقد أورد ههنا سؤالا، تقديره: إن النحاة قالوا: لا يجوز الإدغام في المثلين3 المتحركين في كلمتين إذا كان قبل الأول ساكن غير مدة، والقراء أطبقوا على جواز الإدغام في مثله, والجمع بين قولهما متعذر4؟
__________
1 في "ق": ولد.
2 في الأصل, "ق": اللام, وما أثبتناه من "هـ".
3 لفظة "المثلين" ساقطة من "هـ".
4 ينظر الإيضاح: 2/ 479.(2/906)
وأجاب عنه الشاطبي1 في قصيدته2 بأنه يمكن الجمع بينهما, وذلك بأن يحمل قول النحاة على الإدغام المحض الصريح3، وقول القراء على الإخفاء الذي هو قريب من الإدغام. فعلى هذا لا يلزم التناقض4.
وقال المصنف في شرح المفصل5: "هذا الجواب، وإن كان جيدا على ظاهره، إلا أنه لم يثبت أن القراء امتنعوا من الإدغام الصريح، بل ثبت أنهم أدغموا الإدغام الصريح".
وهذا المجيب -وهو الشاطبي- يقرأ به في نحو: {الْعِلْمِ مَا لَكَ} 6.
وقال المصنف: "والأولى أن يمنع إجماع النحاة [حينئذ] 7 على امتناع الإدغام؛ لأن من8 القراء جماعة من النحاة، وهم يقولون بالإدغام الصريح, فلا يكون إجماع النحاة حينئذ9 حجة؛ لأنه ليس
__________
1 هو القاسم بن فيرة بن خلف بن أحمد الشاطبي الرعيني الضرير. قرأ على أبي عبد الله محمد بن أبي العاص وابن هذيل ومحمد بن حميد، نظم قصيدة في القراءات, وتوفي "590 هـ". "ينظر في ترجمته: ذيل الروضتين: 7، وغاية النهاية: 2/ 30، ووفيات الأعيان: 1/ 422، وبغية الوعاة: 379".
2 المسماة: حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع.
3 في الأصل: الصحيح، والأنسب ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 ينظر سراج القارئ المبتدي وتذكار القارئ المنتهي في شرح منظومة الشاطبي: ص36.
5 2/ 479.
6 سورة البقرة: من الآية "120".
7 "حينئذ" إضافة من "هـ".
8 لفظة "من" ساقطة من "هـ".
9 "حينئذ": ساقطة من "ق".(2/907)
إجماعهم إجماعا لجميع النحويين مع مخالفة القراء. ولئن سلمنا أنه ليس في القراء نحاة، إلا أن القراء ناقلون لهذه اللغة، فهم مشاركون للنحاة في نقل اللغة, فلا يكون إجماع النحاة وحدهم حجة.
وإذا ثبت ذلك كان المصير إلى قول القراء أولى؛ لأنهم ناقلون القرآن عمن ثبتت عصمته من الغلط في مثله؛ لأن ما نقله القراء من القراءات تواتر، وما نقله النحاة آحاد, فقولهم أرجح.
ولئن سلمنا أنه ليس تواترا، لكن القراء أكثر وأعدل، فكان الرجوع إلى قولهم1 أولى"2.
__________
1 في الأصل "ق": أقوالهم, وما أثبتناه من "هـ".
2 الإيضاح: 2/ 479.(2/908)
[الإدغام الجائز] :
قوله: "وجائز فيما سوى ذلك".
اعلم أنك إذا عرفت أن الإدغام [في أي موضع واجب] 1 وأنه في أي موضع ممتنع, فاعلم أن الإدغام فيما سواهما2 جائز "163".
وفيه نظر؛ لأن المثلين المتحركين إذا كان أولهما كلمة يصح الابتداء به نحو: جادَ بِبَدره، غير القسمين المذكورين، مع أن الإدغام فيه ممتنع، لا يقول أحد بجوازه، بخلاف المثلين اللذين أولهما كلمة لا يصح الابتداء به، نحو: اخشَوْا وَاقدا، واخشَيْ يَاسرا, فإن إدغامه جائز؛ لأنه بمنزلة جزء كلمة, فصحّ فيه الإدغام.
__________
1 تكررت العبارة في "هـ".
2 في "ق"، "هـ": فيما عداهما.(2/908)
[إدغام المتقاربين] :
قوله: "المتقاربان ... "1 إلى آخره2.
المتقاربان: حرفان متقاربان في المخرج وفي صفة تقوم مقام تقاربهما في المخرج، على ما يجيء3.
فإذا كان الإدغام يقع في المتقاربين كما يقع في المتماثلين, فلا بد من ذكر مخارج الحروف لتتميز الحروف المتقاربة المخرج من الحروف المتباعدة المخرج.
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الْمُتِقَارِبَانِ، وَنَعْنِي بِهِمَا مَا تَقَارَبَا فِي الْمَخْرَج أوْ فِي صِفَةٍ تَقُومُ مَقَامَهُ، وَمَخَارِجُ الْحُرُوفِ سِتَّةَ عَشَرَ تَقْرِيباً وَإلاَّ فَلِكُلٍّ مَخْرَجٌ، فَلِلْهَمْزَة والهاء والألف أقصى الحلق، وللعين والحاء وسطه، وَلِلْغَيْنِ وَالْخَاءِ أدْنَاهُ، وَلِلْقَافِ أقْصَى اللِّسَانِ وَمَا فَوْقَهُ مِنَ الْحَنَكِ، وَلِلْكَافِ مِنْهُمَا مَا يَلِيهِمَا، وللجيم والشين والياء وسط اللسان وما فوقه من الحنك، وللضاد أول إحدى حافتيه وما يليهما من الأضراس، وللام ما دون طرف اللسان إلى منتهاه وما فوق ذلك، وللراء منهما ما يليهما، وللنون منهما ما يليهما، وللطاء والدال والتاء طرف اللسان وأصول الثنايا، وللصاد والزاي والسين طرف اللسان والثنايا، وللظاء والذال والثاء طرف اللسان وطرف الثنايا، وللفاء باطن الشفة السفلى وطرف الثنايا العليا، وللباء والميم والواو ما بين الشفتين". "الشافية، ص14".
2 إلى آخره: ساقط من "ق".
3 في الأصل: يجيء, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".(2/909)
[مخارج الحروف الأصلية] :
ومخارج الحروف ستة عشر تقريبا1.
وإنما قلنا: "تقريبا" لأن مخارجها بالتحقيق أكثر من ذلك؛ لأن لكل واحد من الحروف مخرجا بالتحقيق2.
الأول: مخرج الهمزة والهاء والألف، على الترتيب3 وهو أقصى الحنك.
__________
1 ينظر الأصل: 4/ 433، والمقتضب: 1/ 192، وسر الصناعة: 1/ 52, 53, والمفصل: 393، وشرحه لابن الحاجب: 2/ 480، وشرحه لابن يعيش: 10/ 123-125، والممتع: 2/ 668، والتسهيل: 319، والنشر: 1/ 198-202، وشمس العلوم: 1/ 20, 21، وشرح الشافية للرضي: 3/ 250-254.
2 قال ابن الحاجب: "قسم النحويون مخارج الحروف إلى ستة عشر على التقريب، وإلحاق ما اشتد تقاربه بمقاربه وجعله معه من مخرج واحد، والتحقيق أن كل حرف له مخرج يخالف الآخر, وإلا كان إياه....". "الإيضاح: 2/ 480".
3 هذا الترتيب الذي ذكره ركن الدين هو ترتيب سيبويه، حيث يقول في كتابه "4/ 433": "فأقصاها مخرجا: الهمزة والهاء والألف". واختاره الزمخشري في مفصله "393", وابن الحاجب في الشافية, وابن مالك في التسهيل "319".
ولكن ابن الحاجب في شرح المفصل يختار ترتيبا آخر حيث يقول: "فجعلوا للهمزة والألف والهاء أقصى الحلق، ولا شك أن الهمزة أول والألف بعدها والهاء بعدها، ولكن لما اشتد التقارب اغتفروا ذكر التفرقة". "الإيضاح: 2/ 480".
وذهب أبو الحسن الأخفش إلى أن الهمزة أول، وأن الهاء والألف بعدها وليست واحدة عنده أسبق من الأخرى. "الممتع: 2/ 688".
وزعم ابن عصفور أن مذهب سيبويه أن الهمزة أولى، والألف بعدها والهاء بعدها, معتمدا في ذلك على ترتيب سيبويه لحروف العربية الأصول في كتابه "4/ 431".
يختار هذا المذهب ويعترض على مذهب الأخفش بقوله: "والذي يدل على فساد مذهبه وصحة ما ذهب إليه سيبويه أنه متى احتِيج إلى تحريك الألف اعتمد بها على أقرب الحروف إليها فقلبت همزة نحو: رسالة ورسائل. فلو كانت الهاء من مخرج واحد لقلبت هاء؛ لأنها إذ ذاك أقرب إليها من الهمزة". "الممتع: 2/ 668".(2/910)
والثاني: مخرج العين والحاء، وهو وسط الحلق.
والثالث: مخرج العين والخاء، وهو أدنى الحلق, وتسمى هذه الحروف حروف الحلق.
والرابع1: مخرج القاف، وهو أقصى اللسان وما فوقه من الحنك [الأعلى] 2.
والخامس3: مخرج الكاف، وهو ما يلي مخرج القاف من اللسان والحنك. ويعرف ذلك بأن تقف على القاف والكاف نحو: ثوبك؛ فإنك تجد القاف أدخل إلى الحلق.
والسادس4: مخرج الجيم والشين والياء, وهو وسط اللسان وما يحاذيه من وسط الحنك الأعلى, وهي مترتبة في النطق على الوجه الذي ذكرناه.
والسابع: مخرج الضاد، وهو أول أحد طرفي اللسان وما يليه من الأضراس, والأكثر على إخراجها من الجانب الأيسر. وقد يتيسر لبعض من الجانب الأيمن, وقد يستوي الجانبان عند بعض.
والثامن: مخرج اللام، وهو ما دون أول طرف اللسان إلى
__________
1 لفظة "الرابع" موضعها بياض في "هـ".
2 لفظة "الأعلى" إضافة من المحقق.
3 لفظة "الخامس" مطموسة في "هـ".
4 لفظة "السادس" موضعها بياض في "هـ".(2/911)
منتهى طرفه وما يحاذي ذلك من أدنى الحنك الأعلى فُوَيْق الثنية.
فأُخِّرت عن الضاد؛ لأن مخرجها يشترك فيه طرف اللسان1 إلى منتهاه, والضاد لا تصل2 إلى منتهاه.
والتاسع3: مخرج الراء.
والعاشر: مخرج النون4.
وأشار إلى تعريفهما بقوله: وَلِلرَّاءِ مِنْهُمَا مَا يَلِيهِمَا، وَلِلنُّونِ مِنْهُمَا مَا يليهما5.
والظاهر أن ضمير المثنى يعود إلى ما دون أول6 طرف اللسان وما يحاذيه من أدنى الحنك الأعلى، أي: وللراء والنون [منهما] 7 ما يلي8 ما دون أول طرف اللسان وما يحاذيه, ولم يظهر من بين مخرجيهما فرق على ما ذكر.
__________
1 في "هـ" زادت لفظة "اللام" بعد "اللسان".
2 لا تصل: ساقطة من "هـ".
3 لفظة "التاسع" ساقطة من "هـ".
4 ذكر سيبويه النون قبل الراء في الترتيب، حيث قال: "ومن حافة اللسان من أدناها إلى منتهى طرف اللسان ما بينهما وبين ما يليهما من الحنك الأعلى وما فويق الثنايا مخرج النون. ومن مخرج النون غير أنه أدخل في ظهر اللسان قليلا؛ لانحرافه إلى اللام مخرج الراء". "الكتاب: 4/ 433".
5 عبارة "وللنون منهما ما يليهما" ساقطة من "هـ".
6 لفظة "أول" مشطوبة في الأصل.
7 منهما: إضافة من "ق"، "هـ".
8 لفظة "ما" ساقطة من "هـ".(2/912)
[لكن ذكر] 1 في المفصل: وللنون ما بين طرفي2 اللسان وفويق الثنايا، وللراء ما هو داخل في ظهر اللسان قليلا من مخرج النون3, والنون أخرج من مخرج اللام قليلا, والراء أدخل في ظهر4 اللسان قليلا5 من مخرج النون6.
والحادي عشر: مخرج الطاء والدال والتاء، وهو ما بين طرفي اللسان وأصول الثنايا. وقيل: أو بعد أصول الثنايا قليلا.
والثاني عشر: مخرج الصاد والزاي "164" والسين، وهو ما بين طرف اللسان والثنايا.
والثالث عشر7: مخرج الظاء والذال والثاء، وهو ما بين طرف اللسان وأطراف الثنايا.
__________
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
2 في "ق": طرف.
3 المفصل: 394.
4 في "هـ": ظاهر.
5 في "ق": في.
6 وأضاف ابن الحاجب قائلًا: "وذكر مخرج الراء بهذه الصفة مقتصرًا, يؤذن بأنه قبل النون؛ لأنه إذا كان أدخل كان قبل، وإنما أراد أن المخرج بعد مخرج النون يستثقل به. ألا ترى أنك إذا نطقت بالنون والراء ساكنين وجدت طرف اللسان عند النطق بالراء فيما هو بعد مخرج النون، هذا هو الذي يجده المستقيم الطبع، وقد يمكن إخراج الراء مما هو أدخل من مخرج النون، ومن مخرجها، ولكن يتكلف لا على حسب إجراء ذلك على الطبع المستقيم. والكلام في المخارج إنما هو على حسب استقامة الطبع, لا على التكلف". ينظر الإيضاح: 2/ 481.
7 الثالث عشر: موضعه بياض في "هـ".(2/913)
والرابع عشر: مخرج الفاء، وهو باطن الشفة السفلى وأطراف الثنايا العليا.
المراد بالثنايا في جميع هذه المواضع هو ثنيتان1, وعبروا عنهما بالجمع؛ لأنه أخف نطقا2، مع أنه لا لبس3.
والخامس عشر: مخرج الباء والميم4 والواو، وهو ما بين الشفتين.
اعلم أن المصنف وصاحب المفصل ذكرا أن المخارج ستة عشر5 تقريبا, ولم يعدا إلا خمسة عشر6.
لا يقال: السادس عشر هو النون الخفية7، ويقال: الخفيفة، نحو: عنك؛ لأنهما8 يذكرانها في المتفرع على الحروف الأصلية.
والمراد بالمخارج المذكورة مخارج الحروف الأصلية، وإلا زادت على ستة عشر، على أنهما ذكرا الحروف التسعة والعشرين في المخارج الخمسة عشر المذكورة، فلم يبق شيء حتى يكون له مخرج
__________
1 ثنيتان: مطموسة في "هـ".
2 في "ق": مطلقا.
3 ينظر الإيضاح: 2/ 481.
4 والميم: ساقطة من "هـ".
5 ستة عشر: ساقط من "هـ".
6 ينظر المفصل "393, 394"، وشرحه لابن الحاجب "2/ 480, 481".
7 عدها سيبويه المخرج السادس عشر، وذكر أنها تخرج من الخياشيم, وتابعه ابن عصفور. "ينظر الكتاب: 4/ 434، والممتع: 2/ 670".
8 لأنهما: ساقطة من "هـ".(2/914)
السادس عشر.
اعلم أن المراد بمخرج كل حرف هو الموضع الذي يتقطع ذلك الحرف1 عنده ولا يشاركه فيه غيره، فإن شاركه فلا بد من امتيازه بصفة غير عمل اللسان.
ويعتبر المخرج بأن يزاد على الحرف همزة الوصل مكسورة، ثم ينطق به ساكنًا بحيث ينقطع جرس الحرف، فهو مخرجه، نحو: اعْ، اقْ، اهْ.
قيل2: ومن ثمة3 لم يكن للألف مخرج؛ لأن صوتها لا ينقطع عند مركز معين, بل هو4 هواء مستطيل يمتد من غير حصر.
اعلم أن هذا منافٍ لما ذكره5 من قبل، وهو أن أقصى الحلق مخرج الهمزة والهاء والألف.
__________
1 في "هـ": الحروف.
2 لفظة "قيل" ساقطة من "ق".
3 في "هـ": ثم.
4 لفظة "هو" ساقطة من "هـ".
5 في الأصل: لما ذكرناه, والأنسب ما أثبتناه من "ق"، "هـ".(2/915)
[مخارج الحروف الفرعية] :
قوله: "ومخرج المتفرع واضح ... "1 إلى آخره.
اعلم أن عدد الحروف يرتقي إلى اثنين وأربعين2، لكن حروف العربية الأصول في اللسان العربي تسعة وعشرون3.
وإنما كانت هذه الأصول في اللسان العربي لتصفيتها وخلاصتها عند إخراجها من مخارجها, من غير أن يختلط بها غيرها, والذي يتفرع منها يمتزج عند النطق بها من غيرها ويختلط بها.
ويتفرع على هذه الأصول ما ذكره في الكتاب4 ثلاثة عشر،
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمَخْرَج الْمُتَفَرِّع وَاضِحْ، وَالْفَصِيحُ ثَمَانِيَةٌ: هَمْزَةُ بَيْنَ بين وهي ثلاثة، والنون الخفيفة نَحْوُ عَنْكَ، وَأَلِفُ الإِمَالَةِ، وَلاَمُ التَّفْخِيم، وَالصَّادُ كالزَّاي, وَالشِّينُ كالْجِيم. وَأَمَّا الصَّادُ كالسِّينِ والطَّاءُ كالتَّاء وَالْفَاءُ كالْبَاءِ وَالضَّادُ الضَّعِيفَةُ, وَالْكَافُ كَالْجِيم فَمُسْتَهْجَنَةٌ. وَأَمَّا الْجِيمُ كالكاف والجيم كالشَّين فَلاَ يتحقق". "الشافية: 14, 15".
2 ينظر الكتاب: 4/ 432. وذكر الزمخشري أنها ترتقي إلى ثلاثة وأربعين؛ منها تلك التسعة والعشرون الأصول، وتتفرع منها ستة مأخوذ بها في القرآن وكل كلام فصيح, والبواقي حروف مستهجنة. ينظر المفصل: 394. وهو ما ذكره ابن عصفور في الممتع: 2/ 665.
3 ينظر الكتاب: 4/ 431، وسر الصناعة: 1/ 46-51، والمفصل: 394، وشرحه لابن يعيش: 10/ 125-128، والممتع: 2/ 663، وشرح الشافية: 3/ 250-257.
وخالف في ذلك أبو العباس المبرد، حيث جعل حروف المعجم الأصول ثمانية وعشرين, أولها الباء وآخرها الياء، وأخرج الهمزة من حروف المعجم بحجة أنها لا تثبت على صورة واحدة، فكأنها عنده من قبيل الضبط، إذ لو كانت حرفا من حروف المعجم لكان لها شكل واحد لا تنتقل عنه كسائر حروف المعجم. "ينظر المقتضب: 2/ 192". ورَدّ عليه ابن عصفور في الممتع "ينظر: 2/ 664".
4 أي: في كتاب الشافية.(2/916)
بعضها مستحسن موجود في القرآن وكلام فصيح، وهي1 ثمانية عند المصنف، وستة عند صاحب المفصل.
وإنما استحسنت لما استفادت بالامتزاج من تسهيل اللفظ, وتحقيق النطق بها.
أحدها وثانيها وثالثها: الهمزة التي2 بين بين؛ لأن همزة بين بين هي الهمزة التي تجعل بين الهمزة وبين الحرف الذي منه حركتها3؛ فإن كانت مكسورة فجعلت بين بين [فهي بين الهمزة والياء. وإن كانت مضمومة فجعلت بين بين] 4 فهي بين الهمزة والواو. وإن كانت مفتوحة فجعلت بين بين، فهي بين الهمزة والألف.
وإنما جعلها سيبويه واحدة؛ لأن جعل الهمزة بين بين يشمل الأقسام الثلاثة؛ فهو كالجنس لها5.
__________
1 في الأصل, "ق": وهو, والأصح ما أثبتناه من "هـ".
2 في "ق": الذي.
3 في "هـ": حركاتها.
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
5 وعلى ذلك تكون الحروف المستحسنة عند سيبويه ستة لا ثمانية, وتابعه في ذلك الزمخشري في مفصله كما ذكر ركن الدين. ينظر الكتاب: 4/ 432، والمفصل: 394.
ولكن ابن الحاجب يفصل في الهمزة التي بين بين فيجعلها ثلاثة، استمع إليه وهو يقول في الإيضاح "2/ 482": "ولو عددت همزة بين بين ثلاثة باعتبار حقيقة تفاصيلها وتميز أحدهما عن الآخر لكان صوابا؛ لأن الغرض تعداد حروف زائدة على الأصول، فهذه وإن سميت باسم جنس فلها ثلاثة أنواع، فهي في الحقيقة ثلاثة أحرف، فيكون على هذا المتفرع الفصيح ثمانية أحرف بالخمسة التي ذكرها الزمخشري والساقط الذي ذكرنا أنه ثلاثة أنواع حرف بين الألف والهمزة، وحرف بين الواو والهمزة، وحرف بين الياء والهمزة، وإن شئت قلت: والهمزة التي كالألف، والهمزة التي كالواو، والهمزة التي كالياء". ا. هـ.(2/917)
والرابع: النون [الخفية, ويقال لها: النون الخفيفة] 1، وهي نون ساكنة تخرج من الخيشوم، لا عمل2 للفم فيها، نحو: عَنْكَ.
وشروط خروج النون من الخيشوم أن تقع قبل الحروف التي يخفى فيها، وهي غير حروف الحلق، أعني3 حروف الفم، نحو: عنك4.
وحروف الفم التي تخفى النون بعدها "165" خمسة عشر حرفا, وهي: القاف والكاف والجيم والشين والصاد والضاد والسين والزاي والطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء والفاء.
وإذا كان بعدها حرف من هذه الحروف فمخرجها من الخيشوم، لا علاج للفم5 في إخراجها, هكذا ذكره سيبويه6.
فلو كانت آخرا نحو "عن" أو كـ "عن", أو بعدها حرف حلق7 نحو: {مَنْ خَلَقَ} 8، ومن أبوك؟ تعين أن تكون الأولى, أعني: من التسعة والعشرين، ويكون مخرجها من الفم.
__________
1 في "ق"، "هـ": "الخفيفة.... الخفية".
2 في "هـ": لا علم. تحريف.
3 في "هـ": عني.
4 "نحو: عنك": ساقط من "هـ".
5 في النسخ الثلاث: على الفم, والأنسب ما أثبتناه.
6 ينظر الكتاب: 4/ 434.
7 لفظة "حلق" ساقطة من "هـ".
8 سورة العنكبوت "من الآية: 44"، وسورة لقمان "من الآية: 25"، وسورة الزمر "من الآية: 38"، والزخرف "من الآية: 9", والملك "من الآية: 14".(2/918)
والخامس1: ألف الإمالة، نحو2: رمى، وهي ألف يُنْحَى بها نحو الياء.
والسادس: لام التفخيم, نحو3: الصلاة، بتفخيم الصلاة.
وذكر صاحب المفصل4 ألف الإمالة5، نحو: عالم، وألف التفخيم نحو: الصلاة.
وألف التفخيم: ألف ينحى بها6 نحو الواو. وزعموا أن كتابة الصلاة بالواو تنبيه على هذه الألف, ولم يذكر في المفصل لام التفخيم7.
والسابع: الصاد التي هي كالزاي، نحو: يصدر، ويصدق, وقرئ به في المشهور في8 نحو قوله [تعالى] 9: {حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاءُ} 10، و {الصِّرَاطَ} 11.
__________
1 لفظة "الخامس" مطموسة في "هـ".
2 لفظة "نحو" مطموسة في "هـ".
3 لفظة "نحو" ساقطة من "ق".
4 في ص394.
5 ألف الإمالة: مطموسة في "هـ".
6 لفظة "بها" ساقطة من "هـ".
7 ولم يذكرها سيبويه، ولا ابن عصفور، وذكرا بدلا منها ألف التفخيم.
8 لفظة "في" ساقطة من "هـ".
9 لفظة "تعالى" إضافة من المحقق.
10 سورة "القصص" من الآية "23". وهي قراءة حمزة والكسائي وخلف, ووافقهم رويس. "ينظر النشر: 2/ 250, 341".
11 سورة "الفاتحة" من الآية "6"، و"طه" من الآية "135"، و"الصافات" من الآية "118"، وهي قراءة خلف عن حمزة، ووافقه المطوعي, وهي لغة قيس. "ينظر الإتحاف: 123".(2/919)
والثامن: الشين التي هي1 كالجيم, ولم يقرأ به في المشهور نحو2: أجدق, في: أشدق.
وإنما قربوا الشين من لفظ الجيم في مثل: أشدق؛ لأن الدال مجهورة شديدة، [والجيم أيضا مجهور شديد] 3، والشين حرف مهموس رخو، فهو ضد الدال لكونها للرخاوة والهمس، وكون الدال للجهارة، فقربوها من لفظ الجيم؛ لأن الجيم قريبة من مخرج الشين، مع كونها موافقة للدال في4 الجهر.
قوله: "وأما5 الضاد كالسين" إلى قوله: "فمستهجنة" هذه خمسة أحرف مستهجنة:
أحدها: الصاد التي كالسين، فإن الصاد تقرب من السين لكونهما6 من مخرج واحد، فيقال في صِبْغ: سِبْغ، وهو7 مستهجن؛ لأنه ليس في هذا الإبدال حسن؛ لأن الصاد أصفى في السمع وأصفر في الفم8.
__________
1 لفظة "هي": ساقطة من "هـ".
2 لفظة "نحو": ساقطة من "هـ".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
4 في "هـ": "مع" بدل "في".
5 في "هـ": وإنما.
6 في "هـ": لكونها.
7 "وهو": ساقط من "هـ".
8 ينظر الممتع: 2/ 666.(2/920)
والثاني: الطاء التي كالتاء. تكثر1 هذه في العجم، لا سيما في عجم أهل الشرق؛ لأن الطاء لا توجد في أصل حروفهم، فإذا احتاجوا إلى النطق بشيء من العربية التي فيها2 طاء, ضعف نطقهم بها، فيقولون في طالع: تالع، وهو3 مستهجن؛ لأنه ليس بعربي؛ والعربي الذي يتكلم به إنما يتكلم به لمخالطته4 العجم، لا سيما عجم أهل الشرق5.
والثالث: الفاء التي كالباء. يكثر هذا في لغة الفرس وغيرهم، فإنهم أخرجوا حرفا من الفاء والباء المخلصين6. والذين تكلموا بهذا الحرف من العرب قوم خالطوا العجم فاسترقوا لغتهم؛ لأن الطبع سَرّاق.
والرابع: الضاد الضعيفة. هذه الضاد7 من لغة قوم ليست في أصل لغتهم الضاد، فإذا أرادوا التكلم بها من لغة غيرهم عصت عليهم، فأخرجوها8 ظاء؛ لأنهم يخرجونها من طرف اللسان وأطراف الثنايا، وربما تكلفوا إخراجها من مخرج الضاد، فلم يتأتَّ
__________
1 في الأصل: تكثرت, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 في "هـ": هي.
3 في "هـ": وهي.
4 في "هـ": لمخالطة, وفي "ق": لمخاطبته.
5 ينظر الممتع: 2/ 666.
6 ينظر الممتع: 2/ 667.
7 في "هـ": أيضا.
8 في "ق": أخرجوا.(2/921)
لهم فخرجت بين الضاد والظاء، فيقولون في ضَرَبَ: ظَرَبَ.
فالضاد الضعيفة هي التي انحرفت1 عن مخرجها إلى اليمين أو2 الشمال؛ وذلك لأن مخرجها من أول "166" حافة اللسان وما يليها من الأضراس مطبقة، فإن انصرفت عنه ظهرت ضعيفة وزال الإطباق، وصارت بتكلف الإطباق في غير موضعه. ولأجل هذا كان هذا الحرف مستهجنا.
والخامس: الكاف التي كالجيم. قال ابن دريد3: "هي لغة أهل اليمن، يقولون في جمل: كمل. وهي كثيرة في عوامّ أهل بغداد، فإنهم يقولون في جَمَلَ: كَمَلَ، وفي رَجُل: رَكُل, وهي مردودة رديئة".
وأما4 الجيم التي كالكاف، وهي5 عكس الكاف التي كالجيم، فلا يتحقق أنها غير الكاف التي كالجيم، بل هما شيء واحد.
وكذلك6 الجيم التي كالشين لا يتحقق أنها غير الشين التي كالجيم، بل هما واحد7 كالفاء التي كالباء، والباء التي كالفاء8.
__________
1 في "هـ": انحرف.
2 في "ق": "و" بدل "أو".
3 الجمهرة: 1/ 5, وينظر ابن يعيش: 10/ 127، والممتع: 2/ 665.
4 في "ق": فأما.
5 في الأصل, "هـ": وهو, وما أثبتناه من "ق".
6 في الأصل: وكذا, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
7 نحو: اشتمعوا, وأشدر في: اجتمعوا، وأجدر. "ينظر الممتع: 2/ 666".
8 التي كالفاء: مطموس في "هـ".(2/922)
وإذا كان كذلك, فلا حاجة إلى ذكر الجيم التي كالكاف، ولا إلى ذكر الجيم التي كالشين. هذا ما فهمته.
ولقائل أن يقول: لا نسلّم أنه لا حاجة إليه؛ لأن1 منهم من يأتي في موضع الجيم من نحو2: جزر وجهم وملجم3 وخلج بحرف بين الجيم والكاف4. [ومنهم من يأتي في موضع الجيم بحرف بين الجيم والشين] 5. ومنهم6 من يأتي في موضع الكاف من نحو: كَسْب ووَكْد ومُلْك بحرف بين الكاف والجيم. ومنهم7 من يأتي في موضع الشين من شُكْر وحَشْد ونَهْش بحرف بين الجيم والشين. فلا بد من التنبيه على هذه اللغات، ولا يصح الاستغناء بذكر بعضها عن بعض؛ لأنه لا يلزم من المجيء بجيم كالكاف في موضع الجيم وبجيم كالشين في موضع الجيم، المجيء بكاف كالجيم في موضع الكاف، وبشين كالجيم في موضع الشين، كما لا يلزم من المجيء بصاد كالزاي في موضع الصاد, المجيء بزاي كالصاد في موضع الزاي؛ فلهذا احتِيج إلى التنبيه على ذلك كله.
__________
1 "لأن": ساقطة من "هـ".
2 لفظة "نحو" ساقطة من "ق"، "هـ".
3 "وملجم": من "ق".
4 في "هـ": والشين.
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ".
6 "ومنهم": ساقطة من "هـ".
7 "ومنهم": ساقطة من "ق".(2/923)
وإنما1 سُمِّيت هذه الحروف مستهجنة؛ لأنها غير مستعملة في الشعر ولا في كلام فصيح، مع رداءتها2 على ما ذكرناه.
اعلم أن المصنف ذكر من المتفرع عن الأصول الذي هو مستحسن3 ثمانية، ومن المستهجن خمسة، وهما مع الأصول التي هي تسعة وعشرون, اثنان وأربعون التي هي رأي سيبويه4.
وقد ذكروا من المستهجنات أكثر من ذلك، كالشين التي كالزاي، نحو: أَزَرْتُ في: أَشَرْتُ, وكالجيم التي كالزاي، نحو: اخْرُزْ [في: اخْرُجْ] 5, وكالقاف التي كالكاف، نحو كال في: قال6.
__________
1 في الأصل: وإن, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 ينظر الكتاب: 4/ 432، والممتع: 2/ 665.
3 في "هـ": التي هي مستحسنة.
4 ينظر الكتاب: 4/ 432.
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
6 وذكروا أيضا من المستهجن الياء التي كالواو في: قُيِل وبُيِع بالإشمام، والواو التي كالياء في: مذعُور، وابن نَور.
"ينظر شرح الرضي على الشافية: 3/ 257".(2/924)
[صفات الحروف] :
قوله: "ومنها المجهورة والمهموسة...."1 إلى آخره2.
اعلم أن هذه قسمة الحروف باعتبار الصفات, لا باعتبار المخارج.
والحروف بهذا3 الاعتبار تنقسم إلى ثمانية عشر قسمًا، وهي: المجهورة, والمهموسة، والشديدة4، والرِّخْوة، وما بينهما،
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمِنْهَا الْمَجْهُورَةُ، وَالْمَهْمْوسَة، وَمِنْها الشَّدِيدَةُ وَالرِّخْوَةُ وَمَا بينهما، ومنها المطبقة والمنفتحة، ومنها المستعلية وَالْمُنْخَِفضَةُ، وَمِنْهَا حُرُوفُ الذَّلاَقَةِ وَالْمُصْمَتَهُ، وَمِنْهَا حُرُوفُ القلقلة والصفير واللينة والمنحرف والمكرر, والهاوي والمهتوت. فالمجهورة ما ينحصر جري النَّفَس مع تحركه وهي ما عدا حروف: "ستشجثك خصفه"، والمهموسة بخلافها، ومثلا بققق وككك، وخالفهم بعضهم فجعل الضاد والظاء والذال والزاي والعين والغين والياء من المهموسة، والكاف والتاء من المجهورة، ورأى أن الشدة تؤكد الجهر، والشديدة: ما ينحصر جري صوته عند إسكانه في مخرجه فلا يجري, ويجمعها: "أَجِدُكَ قَطَبْتَ" والرخوة بخلافها، وما بينهما لا يتم له الانحصار ولا الجري، ويجمعها: "لم يروعنا"، ومثلت بالحج والطش والخل، والمطبقة: ما ينطبق على مخرجه الحنك، وهي الصاد والضاد والطاء والظاء، والمنفتحة بخلافها, والمستعلية: ما يرتفع اللسان بها إلى الحنك وهي المطبقة والخاء والغين والقاف، والمنخفضة بخلافها، وحروف الذلاقة: ما لا ينفك رباعي أو خماسي عن شيء منها لسهولتها، ويجمعها: "مُرْ بِنَفْلٍ"، والمصمتة بخلافها؛ لأنه صمت عنها في بناء رباعي أو خماسي منها، وحروف القلقلة: ما ينضم إلى الشدة فيها ضغط في الوقف، ويجمعها: "قَدْ طُبِجَ"، وحروف الصفير: ما يُصفر بها، وهي الصاد والزاي والسين، واللينة: حروف اللين، والمنحرف اللام؛ لأن اللسان ينحرف به، والمكرر الراء؛ لتعثر اللسان به، والهاوي الألف؛ لاتساع هواء الصوت به، والمهتوت التاء؛ لخفائها". "الشافية، ص14".
2 إلى آخره: ساقط من "ق".
3 في "ق"، "هـ": بهذه.
4 والشديدة: ساقطة من "هـ".(2/925)
والمطبقة [والمنفتحة والمستعلية والمنخفضة وحروف الذلاقة والمصمتة وحروف القلقلة وحروف الصفير واللينة والمنحرف] 1 والمكرر والهاوي والمَهْتُوت.
فالمجهورة: حروف2 ينحصر جري النفس مع تحركها فيرتفع الصوت، وهي ما عدا حروف3 "سَتَشْحَثُكَ خَصَفَهُ"، وهي الحروف المهموسة "167".
فالحروف المجهورة تسعة عشر حرفًا، وهي: الهمزة والألف والعين والغين والقاف والجيم والياء والضاد واللام والنون والراء والطاء والذال والزاي والظاء والدال والياء والميم والواو.
والمهموسة بخلاف المجهورة4، وهي حروف5 لا ينحصر النفس مع تحركها. والمهموسة عشرة، وهي: الحاء والهاء والخاء والكاف والسين والتاء والفاء والثاء والصاد والشين, ويجمعها "سَتَشْحَثُكَ خَصَفَهُ".
__________
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 في "هـ": فالمجهورة حرف. تحريف.
3 لفظة "حروف" ساقطة من "ق".
4 المجهور: حرف أشيع الاعتماد عليه في موضعه، فمنع النفس أن يجري معه حتى ينقضي الاعتماد. غير أن الميم والنون من جملة المجهورة قد يعتمد لهما في الفم والخياشيم فتصير فيهما غنة. والمهموس: حرف أضعف الاعتماد عليه في موضعه حتى جرى معه النفس, واعتبار ذلك بأن تكرر الحرف نحو: سَسَ، كَكَكَكَ، فتجد النفس يجري مع الحرف ولو رُمْتَ ذلك في المجهور لما أمكنك. ينظر الكتاب: 4/ 434، والممتع: 2/ 671، 672.
5 في "هـ": حرف.(2/926)
والخَصَفَة: وعاء التمر1, وخَصَفَة من أسماء الرجال2.
وقيل: إن "شَحَثَ" ما جاء من كلام العرب3 ولا "شسثا" من تأليف "شر ح ث".
وقيل: شحث بمعنى: شحذ.
ومثل لتصور انحصار جري النفس مع تحرك الحرف المجهور4 بتكرر الحروف المجهورة، نحو: قَقَ.
ومثل لعدم انحصار النفس مع تحرك الحروف المهموسة بتكرار المهموس5.
فإذا قلت: قَقَ، وجدت النَّفَس محصورا لا يحس مع النطق بشيء بين الحرفين.
وبهذا الاعتبار سميت حروف الجهر مجهورة؛ لأن النفس إذا6 انحصر7 مع هذه الحروف قوي الصوت بها.
وإذا قلت: كَكَ، [وجدت النفس جاريا مع] 8 النطق بها غير
__________
1 وهي جُلَّة تُعمَل من الخوص. "الصحاح "خصف": 4/ 1350".
2 وهو خصفة بن قيس عيلان، أبو حيّ من العرب "المصدر السابق".
3 جاء في اللسان "شحث": "قال الليث: بلغنا أن شحيثا كلمة سريانية, وأنها تنفتح بها الأغاليق بلا مفاتيح". "3/ 2204".
4 في "هـ": الحروف المجهورة.
5 في "ق": الحروف, وفي "هـ": الحروف المهموسة.
6 لفظة "إذا" مطموسة في "هـ".
7 في "هـ": انحصرت.
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".(2/927)
محصور1. وبهذا الاعتبار سميت حروف الهمس مهموسة؛ لأنه إذا جرى النفس مع الحروف ضعف الصوت بها, هذا قول المتقدمين2.
وأما بعض المتأخرين, فجعل الضاد والطاء والدال والزاي والراء والعين والعين والياء من المهموسة، وجعل الكاف والتاء من المجهورة؛ لأن الكاف والتاء من الحروف الشديدة، ورأى أن الشدة تأكد الجهر3.
وقال المصنف في الشرح4: و5 لو قال ذلك البعض من المتأخرين في الضاد وما بعدها ... إلى قوله "والياء": إنها بين المجهورة والمهموسة، لكان أقرب6، مع أن الصاد بعيدة من الهمس. وأما جعله الكاف والتاء من المجهورة فبعيد؛ لأنه ليس الشدة في الجهر, وإنما الشدة في انحصار جري الصوت عند الإسكان.
والجهر: انحصار جري النفس مع تحركه، كما مر. وقد يجري النفس ولا يجري الصوت، كالكاف والياء, وقد يجري الصوت ولا يجري النفس، كالضاد والعين7.
__________
1 في "هـ": محصورة.
2 ينظر الكتاب: 4/ 434.
3 قاله ابن الحاجب في الشافية "ص15"، وينظر شرح الجاربردي "مجموعة الشافية: 1/ 341".
4 أي: شرح الشافية.
5 الواو ساقطة من "هـ".
6 في "هـ": أولى.
7 ونقله أيضا الجاربردي في شرح الشافية "ينظر مجموعة الشافية: 1/ 341".(2/928)
والحروف الشديدة: حروف ينحصر جري صوتها عند إسكانها في مخرجها ولا يجري. وهي ثمانية أخرى، وهي: الهمزة والقاف والكاف والجيم والطاء والدال والتاء والباء. وبجمع هذه الحروف: "أَجِدُكَ قَطَبْتَ" أو: "أَجَدْتَ طَبَقَكَ"1.
والحروف الرخوة بخلاف2 الحروف الشديدة؛ فهي حروف لا ينحصر جري صوتها عند إسكانها. وهي ما عدا [الحروف] 3 الشديدة، وهي ثلاثة عشر حرفًا: الهاء، والحاء, والخاء، والعين، والشين، والصاد، والضاد، والزاي، والسين، والظاء، والذال، والثاء، والفاء4.
والحروف التي "بين الشديدة والرِّخْوة"5: حروف لا يتم لها الانحصار المذكور ولا الجري المذكور، كاللام والميم, وهي ثمانية ويجمعها: "لم يرو عنا"6 أو: "لم يروعنا"7.
ومثل للحروف الشديدة بالحَجّ، وللحروف الرخوة بالطَّشّ للمطر الضعيف8، ولما بينهما بالخَلّ "168".
__________
1 ينظر الكتاب 4/ 434، والممتع: 2/ 672.
2 لفظة "بخلاف" تكررت في "هـ".
3 لفظة "الحروف" إضافة من "هـ".
4 ينظر الكتاب: 4/ 434, 435، والممتع: 2/ 672.
5 في الأصل: بين الحروف الشديدة, والحروف الرخوة.
6 ينظر الممتع: 2/ 673، والتسهيل: 320.
7 "لم يروعنا": ساقطة من "هـ".
8 الصحاح "طشش": 3/ 1009.(2/929)
فإذا قلت: الحج بالوقف [وجدت الصوت منحصرا لا يجري، وهو معنى الشدة, وإذا قلت: الطش -بالوقف] 1- وجدت الصوت جاريا. وإذا قلت: الخل -بالوقف- وجدت الصوت بالحروف2 لا يجري مثل جري الطش ولا ينحصر مثل انحصار الحج، بل يخرج على اعتدال بينهما.
والحروف المطبقة: حروف "لا"3 ينطبق الحنك على مخارجها من اللسان، بل ينطبق اللسان على ما حاذاه من4 الحنك الأعلى، وهي5: الصاد والضاد والطاء والظاء6؛ ولهذا سميت مطبقة.
والحروف المنفتحة7: حروف ينفتح الحنك عند النطق بها عن اللسان، وهي ما عدا الحروف المطبقة8.
والمستعلية: حروف يرتفع اللسان بها إلى الحنك، وهي: الخاء والغين والقاف والحروف المطبقة، أعني: الصاد والضاد والطاء والظاء9.
__________
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 في "هـ": بالحرف.
3 لفظة "لا" إضافة من "ق"، "هـ".
4 لفظة "من" ساقطة من "هـ".
5 في "هـ": "وهو".
6 ينظر الكتاب: 4/ 436.
7 ينظر المصدر السابق.
8 في "هـ": المنطبقة.
9 ينظر الممتع: 2/ 675.(2/930)
ولا يلزم من الاستعلاء الإطباق المذكور, ويلزم من الإطباق المذكور الاستعلاء؛ [فإذا قلت: حَجَ، أو غَغَ، أو قَقَ استعلى أقصى اللسان إلى الحنك من غير إطباق] 1. وإذا قلت: صَصَ، وطَطَ، استعلى اللسان وانطبق الحنك على وسط اللسان.
وإنما سميت مستعلية؛ لأن اللسان يستعلي عند النطق بها إلى الحنك. فالأربعة منها2 مستعلية مطبقة، والثلاثة3 الباقية مستعلية غير مطبقة.
والمنخفضة: حروف لا يرتفع اللسان بها إلى الحنك، وهي ما عدا الحروف المستعلية4.
وحروف الذَّلاقة: حروف لا ينفكّ رباعي وخماسي عن شيء منها؛ لسهولتها نطقًا.
ولهذا قيل5: لو رأيت رباعيا أو خماسيا، ولم يكن فيه حرف من
__________
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 لفظة "منها" ساقطة من "هـ".
3 في الأصل: والثالثة, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 ينظر الممتع: 2/ 675، والتسهيل: 320.
5 قال ابن عصفور: "وفي الحروف الذلقية سر طريف يُنتفع به في اللغة؛ وذلك أنك متى رأيت اسما رباعيا أو خماسيا غير ذي زوائد, فلا بد فيه من حرف منها أو حرفين أو ثلاثة، نحو: جعفر، وقَعْضَب، وسَلْهَب، وفَرَزْدَق، وسفرجل, وقِرْطَعْب, فمتى وجدت كلمة رباعية أو خماسية معرّاة من حروف الذلاقة فاقضِ بأنه دخيل في كلام العرب وليس منه؛ ولذلك سمي ما عدا هذه الحروف مصمتا؛ أي: صُمت عن أن تُبنى منه كلمة رباعية أو خماسية. وربما جاء بعض ذوات الأربعة معرى من حروف الذلاقة، وذلك قليل جدا، نحو: العَسْجَد والعَسَطُوس والدَّهْدَقة والزَّهْزَقة". "الممتع: 2/ 677".(2/931)
حروف الذلاقة أو الألف, فليست1 عربية أصلية، نحو: عَسْجَد2، وهي ستة أحرف: الباء والراء والفاء واللام والميم والنون3. ويجمعها "مُرْ بِنَفْل"4، سميت بذلك لاعتماد اللافظ بها على ذَوْلَق اللسان -وهو5 طرفه- من: ذَلِق اللسان وذَلُق ذلاقة وذَلَقا وذَلْقا: حَدَّ. يقال: لسان ذَلْق؛ أي: حادّ6.
[وإنما سميت حروف الذلاقة؛ لأنها تخرج من ذولق اللسان7, وهو طرفه] 8.
والحروف المصمتة، وهي حروف ينفكّ عنها رباعي وخماسي, وإنما سميت بها لأنها صُمِت عنها في بناء رباعي وخماسي؛ لأنهم لم يبنوا منها رباعيا ولا خماسيا لكونها ثقيلة9.
وحروف القلقلة ينضم فيها إلى الشدة ضغط في الوقف, وإنما سميت [بها لتقلقل] 10 الصوت وحفزه وضغطه عند النطق بها،
__________
1 في "ق": ليس, وفي "هـ": لم تكن.
2 أي: ذهب.
3 الواو ساقطة من "هـ".
4 ينظر التسهيل: 320.
5 في الأصل: وهي, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 الصحاح "ذلق": 4/ 1479. وحكى الجوهري عن ابن الأعرابي: لسان ذَلْق: طَلْق، وذَلِيق: طَلِيق، وذُلُق: وطُلُق، وذُلَق: طُلَق. "المصدر السابق".
7 ينظر المصدر السابق.
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
9 في الأصل: ثقيلة. تحريف.
10 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".(2/932)
فإذا وقفت على "الحق"1 وجدت الصدر حَفِزًا، يصعد الصوت عنه، ولا تجده في غيرها.
والحفز: الدفع2.
والقلقلة: شدة الصوت3.
وهي خمسة؛ وهي: الباء والجيم والطاء والدال والقاف, ويجمعها "قد طبج"4.
والطَّبْج: الضرب على الشيء المجوف كالبطيخ5.
وزاد المبرد الكاف، [وقال: الكاف] 6 دون القاف7.
وحروف الصفير: حروف توجد الصفير عند النطق بها [وهي ثلاثة: الصاد والزاي والسين8، وسميت بها لما فيها من شبه الصفير عند النطق بها] 9.
والحروف اللينة: حروف المد واللين، وهي: الواو والياء والألف.
__________
1 في "هـ": الحلق.
2 ينظر الصحاح "حفز": 3/ 874.
3 ينظر اللسان "قلقل": 5/ 3729.
4 وقيل: يجمعها: "قُطْبُ جُد". ينظر التسهيل: 320.
5 حكاه ابن منظور عن ابن حمويه عن شَمِر. "ينظر اللسان "طبج" 4/ 2632".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
7 قال المبرد, وهو بصدد الحديث عن حروف القلقلة: "فمنها القاف والكاف، إلا لأنها دون القاف؛ لأن حصر القاف أشد". "المقتضب 1/ 196".
8 ينظر المفصل: 395.
9 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".(2/933)
وإنما سميت بها لما فيها من اللين وقبول المد.
ولا يكون الواو والياء حرفي لين1 إلا أن يكون قبلهما حركة مجانسة.
والحرف المنحرف اللام2؛ لأن اللسان "169" ينحرف به عند النطق إلى داخل الحنك قليلا.
والحرف المكرر الراء. وإنما سميت مكررا؛ لما فيه من التكرار، يعرف ذلك بالوقف عليها مشددة3.
والحرف الهاوي الألف. وإنما سميت الهاوي؛ لاتساع مخرجه لهواء الصوت به أشد من اتساع مخرج الياء والواو4.
والحرف المهتوت: التاء5. إنما سميت التاء بالمهتوت لضعفها وخفائها, من: هَتّ، إذا أسرع في الكلام6.
وقد غلّط بعض الفضلاء قول المصنف: المهتوت التاء, وقال: الصواب أن المهتوت الهمزة7؛ لأن فيها عصرا، والناطق بها
__________
1 في "هـ": المد.
2 ينظر الكتاب: 4/ 435.
3 ينظر الكتاب: 4/ 435.
4 ينظر الكتاب: 4/ 435، 436.
5 ينظر المفصل: 396.
6 حكى الجوهري عن الأصمعي: "يقال للرجل إذا كان جيد السياق للحديث: هو يسرده سردًا, ويَهُتُّه هَتًّا". وأضاف الجوهري: "ورجل مِهَتّ وهَتَّات، أي: خفيف, سريع الكلام". "الصحاح هتت: 1/ 270".
7 هذا قول ابن مالك "672هـ". ينظر التسهيل: 320. =(2/934)
كالساعل، فهي حرف مهتوت، أي: معصور، والهَتّ شبه العصر للصوت.
وقال أبو بكر بن القوطية1: "هَتّ الإنسان: تكلم بالهمزة؛ لأنها مهتوتة في أقصى الحلق"2.
اعلم أن الفائدة في معرفة هذه الصفات كبيرة، إلا أن الفائدة في باب الإدغام العلم بما يجوز3 أن يدغم وبما لا يجوز أن يدغم. فإذا عرف ما له فضيلة وقوة ومزية على غيره لم يجز أن يدغم في ذلك الغير؛ لئلا تذهب تلك المزية؛ كالميم التي لها غُنَّة لا تدغم في الباء التي ليس لها غنة؛ لأنه لو أدغمت في الباء لذهبت فضيلة الغنة4.
__________
ونجد أيضا محقق كتاب الإيضاح لابن الحاجب يثبت "الياء" بدل "التاء" في المهتوت, ولعله سهو منه أو خطأ في الطباعة.
1 هو أبو بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز بن إبراهيم بن عيسى بن مزاحم النحوي, مولى عمر بن عبد العزيز. طال عمره حتى سمع منه طبقة بعد طبقة, وصنف كتبا عظيمة, من أهمها: الأفعال، والمقصود والممدود، وتاريخ الأندلس، وشرح رسالة أدب الكاتب. توفي بقرطبة سنة 367هـ. ينظر ترجمته في: البغية: 1/ 198، والشذرات: 3/ 62، والأعلام: 7/ 201.
2 كتاب "الأفعال": 189.
3 لفظة "يجوز" مطموسة في "هـ".
4 فالميم لا تدغم في الباء, ولكن تدغم الباء فيها؛ إذ هي لا تدغم في مثل قولنا: أَكْرِمْ بِهِ؛ لأنهم يقلبون النون ميما في قولهم: العنبر، ومن بدا لك، فلما وقع مع الباء الحرف =(2/935)
[طريق إدغام المتقاربين] :
قوله1 "ومتى قُصد إدغام المتقارب....2" إلى آخره.
أي: متى قصد إدغام أحد المتقاربين في الآخر، فلا بد3 من قلب أحدهما إلى الآخر ليصيرا من جنس واحد؛ لأنه لا تتحقق حقيقة الإدغام إلا بذلك.
ثم القياس أن يقلب الأول إلى4 الثاني وهو الكثير؛ لأن الأول "لا"5 يدغم في الثاني إلا العارض يقتضي قلب الثاني أول6، نحو: اذبَحْ عَتُودًا، وهو من أولاد المعز: ما رعى وقوي, واذبح هذه؛ فإنه تقلب العين حاء، والهاء حاء, ثم تدغم الحاء في الحاء7.
ولم تقلب الحاء عينا ولا هاء؛ لأن العين والهاء أدخل في الحلق من الحاء، والحاء أقرب إلى الفم، ولا تدخل الحاء في الأدخل في الحلق.
__________
1 لفظة "قوله" موضعها بياض في "ق"، "هـ".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ومتى قصد إدغام الْمُتَقَارِبَيْنِ فَلاَ بُدَّ مِنَ الْقَلَبِ، وَالْقِيَاسُ قَلْبُ الأَوَّلِ إلاَّ لِعَارِضٍ في نِحْوِ: اذْبَحَّتُودًا واذبحَّاذِهِ، وَفِي جُمْلَةٍ مِنْ تَاءِ الافْتِعَالِ لِنَحْوِهِ وَلِكَثْرَةِ تَغَيُّرِهَا، ومَحُّمْ فِي مَعَهُمْ ضَعِيفٌ، وَسِتٌّ أصْلُهُ: سِدْس, شاذ لازم". "الشافية، ص15".
3 في "هـ": لا بد.
4 لفظة "إلى" ساقطة من "ق"، "هـ".
5 لفظة "لا" إضافة من "هـ".
6 في "هـ": الأول.
7 فيقال: اذبحَّتُودًا، واذبَحَّاذِهِ.(2/936)
وفي جملة من تاء الافتعال, فإنها تقلب إلى الحرف الذي قبلها ولا ينعكس لنحوه, ولكثرة تغير هذه التاء على ما سيأتي.
وأما مَحُّمْ، في: مَعَهُمْ، فضعيف؛ لأنهم قلبوا المتقاربين، وهما العين والهاء، غيرهما وهو الحاء، وهو على خلاف القياس؛ لأن القياس قلب أحد المتقاربين إلى الآخر.
وأما ست في: سِدْس، فشاذ لازم؛ أما شذوذه فلأنه مثل محم في قلب الدال والسين إلى غيرهما, وهو التاء.(2/937)
[امتناع إدغام المتقاربين للبس, أو ثقل] :
قوله: "ولا يدغم منها في كلمة...."1 إلى آخره2.
أي: ولا يدغم من الحروف في كلمة ما يؤدي إلى اللبس في حروف الكلمة، نحو: وَطَدَه وأَطَدَه3 وَطْدًا، أي: أثبته وثقَّله4, ووتد الوتد يَتِده وَتْدًا؛ فإنه لو أدغما نحو: وَدّ لم يدر هل5 هما دالان، أو طاء ودال، أو تاء ودال؟
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَلاَ يُدْغَمُ مِنْهَا فِي كَلِمَةٍ مَا يُؤَدِّي إلَى لَبْسٍ بِتَرْكِيبٍ آخَرَ، نَحْوُ: وَطَدَ وَوَتَدَ وَشَاةٍ زَنْماء، وَمِنْ ثَمَّ لَمْ يَقُولُوا: وَطْداً وَلاَ وَتْداً، بل قَالُوا: طِدَة وتِدَة، لِمَا يَلْزَمُ مِنْ ثِقَلٍ أَوْ لَبْسٍ، بِخِلاَفِ نَحْوِ: امَّحَى واطَّيَّر، وَجَاءَ وَدّ فِي وَتِد, فِي تميم". "الشافية، ص15".
2 إلى آخره، ساقط من "ق" في هذا الموضع، وساقط أيضا في موضعه في الصفحات التالية، حتى نهاية الكتاب, ونكتفي بالإشارة إليها ههنا.
3 لفظة "أطده" ساقطة من "ق".
4 ينظر الصحاح "وطد" 2/ 551.
5 في الأصل على, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".(2/937)
وكذلك لو أدغم في شاة زَنْمَاء، بقلب النون ميمًا، وإدغام الميم في الميم، لم يدر أنهما ميمان، أو نون وميم؛ ولهذا لا يدغم في مصدرهما.
والزنماء1: مقطوع2 شيء من أذنها3, من: زَنِمَتِ العَنْزُ فهي زنماء؛ أي: صار تحت أذنها زنمة, وهي للمعز كالقُرْط للمرأة "170"4.
من أجل أنه لا يدغم في "وطد" و"وتد" لحصول الالتباس، لم يقولوا: وطْدا ولا وتْدا -بسكون الطاء والتاء- لأنهم لو أدغموا لأدى إلى اللبس، وإن أظهروا لأدى إلى الثقل المدرك عند النطق ضرورة.
بخلاف: امَّحَى، واطَّيَّر, أصلهما: انمحى واتطير؛ فقلبت النون ميما، وأدغمت الميم في الميم، وقلبت التاء في اتطير طاء، وأدغمت الطاء في الطاء5، وأُتي بهمزة الوصل لامتناع الابتداء [بالساكن] 6.
وإنما جاز الإدغام ههنا؛ لأنه لا لبس7؛ لأن انمحى: انْفَعَلَ؛
__________
1 في "هـ": وزنماء.
2 زادت في "هـ" لفظة "شاة".
3 في "هـ": الأذن.
4 ينظر الصحاح "زنم": 5/ 1945، واللسان "زنم": 3/ 1873.
5 في الطاء: ساقط من "هـ".
6 بالساكن: إضافة من "هـ".
7 في "ق"، "هـ": لا يلتبس.(2/938)
لأنه لو جعل افّعَل للزم بناء ما ليس في كلامهم.
وكذلك اطَّيَّر: تَفَعَّل1؛ لانتفاء: افَّعَّل2 في كلامهم.
[وكذلك أدغم [في: هَنْمَرِش، فقيل] 3: هَمَّرِش؛ لعدم اللبس للعلم4 بأنه فَنْعَلِل؛ لعدم بناء فَعَّلِل في كلامهم] 5.
وقد جاء: وَدّ في: وَتِد -أحد الأوتاد- في بني تميم6, وهو شاذّ7.
اعلم أن في عدم قولهم: وَطْدًا، ووَتْدًا نظرًا؛ لأنه ذكر في الصحاح8: "وطدت الشيء أطده وطدا؛ أي: أثبتّه".
وكذا ذكر ابن القطاع في كتاب "الأبنية"9: "وطد الشيء وطْدا، وطِدَة: ثَبَتَ".
[وحكى ابن القوطية10: وتدت الوتد وتدا، وأوتدته، أي: أثبتّه في الأرض] 11.
__________
1 في الأصل, "ق": افتعّل, وما أثبتناه من "هـ".
2 في "هـ": فعّل.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
4 في "هـ": للفم.
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
6 حيث إنهم يخففون "وَتِد" بحذف كسرة التاء، كما في: كَبْد وفَخْذ. "ينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 268".
7 لفظة "شاذ" ساقطة من "هـ".
8 في "وطد": 2/ 551.
9 الجزء الثاني، ص239.
10 كتاب الأفعال: 161.
11 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".(2/939)
[امتناع إدغام المتقاربين؛ للمحافظة على صفة الحرف] :
قوله: "ولا تدغم حروف: ضَوِيَ مِشْفَر ... "1.
أي2: ولا يدغم شيء من حروف "ضوي مشفر" فيما يقاربها من الحروف في المخرج؛ لزيادة صفتها على صفة غيرها. أما الضاد؛ فلأن فيها استطالة, وأما الواو والياء؛ فلما فيهما من المد واللين, وأما الميم؛ فلما فيها من الغنة, وأما الشين والفاء، فلما فيهما من التفشِّي؛ لزيادة رخاوتهما، وأما الراء، فلما فيها من التكرار.
فلو أدغمت في مقاربها لزالت صفتها من غير3 شيء يخلفها لعدم صفتها في مقاربها. يقال4: ضوي الرجل: هَزُل جسمه5.
والمشفر من البعير بمنزلة الشَّفَة للإنسان6، 7.
قوله: "ونحو: سيد، ولية ... "8 إلى آخره.
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ولم تدغم حُرُوفُ "ضَوِيَ مِشْفَرٌ" فيما يُقارِبُهَا؛ لِزِيَادَةِ صِفَتِهَا". "الشافية، ص15".
2 لفظة "أي": ساقطة من "هـ".
3 في "ق": لغير.
4 لفظة "يقال": ساقطة من "هـ".
5 ينظر الصحاح "ضوي": 6/ 2410.
6 للإنسان: ساقطة من "ق".
7 اللسان "شفر": 4/ 2288.
8 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَنَحْوُ: سَيِّد وَلَيَّةٍ, إنَّمَا أُدغما لأَنَّ الإعْلاَلَ صيرهما مثلين". "الشافية، ص15".(2/940)
هذا جواب عن سؤال مقدر، وتقدير السؤال: إن أصل سَيِّد ولَيَّة: سَيْوِد ولَيْوَة، مع أنهم أدغموا الواو في الياء1 -والواو من حروف: ضوي مشفر- وأنتم قلتم: لا يجوز ذلك؟
وأجاب عنه بأنه لم2 تقلب الواو ياء للإدغام، بل لما أعل الواو لوجود مقتضى الإعلال اجتمع ياءان، فلزم من ذلك الإدغام.
[وإذا كان كذلك لم يدغم إلا مثلان, ونحن قلنا: لا يجوز إدغام] 3 حروف "ضوي مشفر" فيما يقاربها؛ أي: لا يقلب أحد حروفه حرفا يقاربه لأجل الإدغام.
قوله: "وأدغمت النون ... "4 إلى آخره.
أي: وأدغمت النون في اللام والراء، مع ما فيه من الغنة نحو: مَن لَّك، ومن رَّاشد؛ لكراهة5 نبرتها؛ أي: لكراهة6 رفع صوتها. فلهذا لم يأتوا بها ظاهرة إلا مع حروف الحلق، على ما سيأتي
__________
1 في "هـ": الياء في الواو.
2 لفظة "لم" ساقطة من "هـ".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَأُدْغِمَتِ النُّونُ فِي اللاّمِ والرَّاءِ لِكَرَاهَةِ نَبْرَتِهَا، وفي الميم -وإن لم يتقاربا- لغنتها، وَفِي الْوَاو وَالْيَاءِ لإِمْكَانِ بَقَائِهَا، وَقَدْ جَاءَ: لِبَعْض شَّأنهِمْ, وَاغْفِر لي، ونَخْسِف بِّهِمْ، وَلاَ حُرُوفُ الصَّفِيرِ فِي غَيْرِهَا؛ لِفَوَاتِ صِفَتِهَا، وَلا الْمُطْبَقَةُ فِي غَيْرِهَا مِنْ غَيْرِ إِطْبَاقٍ عَلَى الأَفْصَح، وَلا حَرْفُ حَلْقٍ فِي أَدْخَلَ مِنْهُ إلاَّ الْحَاءُ فِي الْعَيْنِ وَالْهَاءِ، وَمِنْ ثَمَّ قالوا فيهما: اذبحَّتودا، واذبحّاذه". "الشافية، ص269".
5 في "هـ": لكراهية.
6 في "هـ": لكراهية.(2/941)
وقد أورد عليه أن النبرة ليست للنون، بل للهمزة؛ لأن النفس بها يرتفع من أقصى الحلق. وحكى ابن القطاع: نَبَرَ "171" الحرف: همزه1.
وقريش لا تنبر؛ أي: لا تهمز2, ولا يعرف أحد النبر من صفات النون.
فالأولى أن يقال: النون تدغم بغنة وغير غنة في اللام؛ لقرب مخرجها من مخرج اللام.
وأدغمت في الراء أيضا؛ لقرب مخرجها من مخرج الراء؛ لكونها مثلها في الشدة.
وأدغمت النون في الميم [نحو] 3 مِن مّحمد4، مع أنهما لا يتقاربان في المخرج5؛ لما فيهما6 من الغنة التي جعلتهما كالمتقاربين في المخرج.
وأدغمت في الواو والياء، نحو: "من وَّاقد"، و"من يَّقول"؛ لإمكان بقاء غنة النون7 عند إدغامها في الياء والواو8، لما فيهما من اللين.
__________
1 ينظر الأبنية.
2 ينظر النشر: 1/ 22.
3 لفظة "نحو" إضافة من "ق"، "هـ".
4 زاد في "هـ": صلى الله عليه وسلم.
5 في المخرج: ساقط من "ق".
6 في "ق": فيها.
7 لفظة "النون" ساقطة من "هـ".
8 في "هـ": في الواو والياء, وفي "ق": في الياء والياء.(2/942)
وإنما لم تدغم النون فيما هو قريب من مخرجها كالجيم؛ لعدم بقاء غنتها لو أدغمت في الجيم، لما فيها من الشدة.
وقد جاء إدغام "الضاد في الشين"1 في قوله تعالى: {لِبَعْضِ شَأْنِهِمْ} 2 في قراءة أبي عمرو3؛ لقرب مخرجها، والشين أكثر استطالة، وفي الشين تفشٍّ ليس في الضاد.
والنحويون ينكرونه4؛ لأن الضاد، بل سائر حروف "ضوي مشفر" لا تدغم إلا في مثلها، ولأنه لو أدغمت ههنا لزم التقاء الساكنين على غير حدّه، مع أنه لم يرو عنه الإدغام في قوله تعالى: {وَالْأَرْضِ شَيْئًا وَلَا يَسْتَطِيعُونَ} 5، ولا في قوله تعالى: {ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا} 6.
اعلم أنه لو قدّم إدغام النون فيما ذكره على إدغام حروف "ضوي مشفر" أو أخّره عنه لكان أولى؛ لأنه لا وجه لذكره في الكتاب؛ [لأن النون ليست من تلك الحروف] 7.
__________
1 في "ق": "النون في الهاء" لعله سهو من الناسخ.
2 سورة "النور" من الآية "62".
3 ينظر النشر: 1/ 291.
4 ويرون أن ذلك ينبغي أن يحمل على الإخفاء؛ لما في الإدغام من الجمع بين ساكنين وليس الأول حرف مد ولين. "ينظر الممتع: 2/ 725".
5 سورة "النحل" من الآية "73". ونقل ابن الجزري عن الداني قوله: "ولا أعلم خلافا بين أهل الأداء في إظهاره". "النشر: 1/ 291".
6 سورة "عبس" من الآية "26".
7 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".(2/943)
وقد جاء إدغام الراء في اللام1 مع أن الراء من حروف "ضوي مشفر" [واللام ليست كذلك، نحو: "اغفر لّي"2, وإدغام الفاء في الباء نحو: "يخسف بّهم"3 في قراءة الكسائي4، مع أن الفاء من حروف "ضوي مشفر"، والياء ليست كذلك] 5.
والنحويون ينكرون ذلك6.
قوله: "ولا تدغم حروف الصفير في غيرها".
__________
1 ومن ذلك ما روي عن يعقوب الحضرمي من إدغام الراء في اللام, وكذلك أيضا روى أبو بكر بن مجاهد عن أبي عمرو أنه كان يدغم الراء في اللام, متحركة كانت الراء أو ساكنة. قاله ابن عصفور في الممتع: 2/ 723, 724.
2 سورة "الأعراف" من الآية "151"، و"إبراهيم" من الآية "41"، و"ص" من الآية "35"، و"نوح" من الآية "28".
3 سورة "سبأ" من الآية "9".
4 ينظر النشر: 2/ 12، وينظر كذلك الممتع: 2/ 720.
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ".
6 لأن الفاء من الحروف التي لا تدغم في مقاربها، ولا يحفظ ذلك من كلامهم وهو ضعيف في القياس لما فيه من إذهاب التفشي الذي في الفاء. قال ابن عصفور في الممتع "2/ 720": "وهذا مخالف لما ذكره سيبويه من أن الراء لا تدغم في مقاربها لما فيها من التكرار، وهو القياس، ولم يحفظ عن سيبويه الإدغام في ذلك. وروى أبو بكر بن مجاهد عن أحمد بن يحيى عن أصحابه عن الفراء أنه قال: كان أبو عمرو يروي عن العرب إدغام الراء في اللام. وقد أجازه الكسائي أيضا، وله وجه من القياس، وهو أن الراء إذا أدغمت في اللام صارت لاما، ولفظ اللام أسهل من الراء لعدم التكرار فيها، وإذا لم تدغم الراء كان في ذلك ثقل؛ لأن الراء فيها تكرار, فكأنها راءان واللام قريبة من الراء، فتصير كأنك قد أتيت بثلاثة أحرف من جنس واحد". "الممتع: 2/ 724, 725, وينظر الكتاب: 4/ 448". وأجازه ابن مالك أيضا في التسهيل "ينظر: 323".(2/944)
وإنما لم تدغم1؛ لفوات الصفير منها2.
ولا الحروف الْمُطْبَقَةُ فِي غَيْرِهَا مِنْ غَيْرِ إِطْبَاقٍ، عَلَى الأفصح، كإدغام الطاء في التاء نحو قولك: أحبطت, و [قوله تعالى] 3: {فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ} 4.
ويعلم من قوله: "من غير إطباق" أنه تدغم الحروف المطبقة في غيرها مع تبقية الإطباق، كقراءة أبي عمرو: "فرطتُّ في جنب الله" وفيه نظر5 سيأتي.
ولا يدغم حرف حلق في حرف6 حلق آخر أدخل منه؛ لأنه يؤدي إلى إدغام الأسهل في الأثقل، إلا الحاء في العين والهاء؛ فإنها تدغم في العين، مع أنها أدخل في الحلق منها؛ لشدة تقاربهما في المخرج, وتدغم في الهاء؛ لأنها مثلها في الهمس والانخفاض، لكن لا تدغم الحاء فيها على ما عهد في إدغام المتقاربين من قلب الأول والثاني، بل على العكس من ذلك؛ لأن التقاء الحاءين أخف7 عليهم من التقاء العينين أو الهاءين.
__________
1 في "ق": لم يدغموا.
2 لفظة "منها" ساقطة من "ق".
3 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق.
4 سورة "الزمر" من الآية "56".
5 لفظة "نظر": ساقطة من "هـ".
6 في "هـ": حروف.
7 لفظة "أخف" ساقطة من "هـ".(2/945)
وأشار إليه بقوله: "ومن ثم1 قالوا فيهما: اذبَحَّتُودًا".
أي: ومن أجل أنه لا يدغم حروف حلق [في حرف2] 3 حلق آخر أدخل منه، لم يقولوا في: اذبحْ عَتُودًا، واذبح هذه: اذبَعَّتودا ولا: اذبَهَّذه, بقلب [الحاء عينا أو هاء، بل قالوا: اذبَحَّتودُا واذبَحَّذه بقلب العين] 4 والهاء حاء.
وقد خُولف هذا الاستعمال في قراءة أبي عمرو5: "فمن زحزح عَّن النار"6 -بقلب الحاء عينا- فرارًا من الأمثال، يعني7 الحاءين؛ ولذلك [لم يقرأ به في] 8 مثل: {ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ} 9.
__________
1 في الأصل: ثمة, وما أثبتناه من "ق"، "هـ" يناسب ما جاء في الشافية.
2 في "ق": حروف.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 من رواية شجاع وعباس وأبي زيد، وعن اليزيدي من رواية ابنه. "ينظر النشر: 1/ 288".
وقال ابن عصفور: "ومن ذلك إدغام أبي عمرو الحاء في العين من قوله تعالى: "فمن زحزح عَّن النار" في إحدى الروايتين. وذلك أن اليزيدي روي عنه أنه قال: من العرب من يدغم الحاء في العين كقوله تعالى: "فمن زحزح عَّن النار" قال: وكان أبو عمرو لا يرى ذلك. الصحيح أن إدغام الحاء في العين لم يثبت, وإن جاء من ذلك ما يوهم أنه إدغام فإنما يحمل على الإخفاء". "الممتع: 2/ 722, 723".
6 سورة "آل عمران" من الآية "185".
7 في "هـ": أعني.
8 في "ق" موضع ما بين المعقوفتين: "لم يقرأ بقراءته في".
9 سورة "المائدة" من الآية "3".(2/946)
[إدغام حروف الحلق] :
قوله: "فالهاء في الحاء والعين...." إلى آخره1.
هذا شروع في ذكر الحروف على التفصيل، وفي بيان ما يدغم فيه كل حرف من مقاربه, أو ما2 يتنزّل منزلته3.
فالهاء تدغم في الحاء نحو: اجْبَحَّاتمًا؛ أي: اجْبَه حاتمًا.
والعين تدغم في الحاء، نحو: ادفَحَّاتمَا "172" في: ادفَعْ حاتمًا.
فالحاء تدغم في العين والهاء بقلبهما حاء، كما تقدم.
وقد جاء إدغام الحاء في العين -بقلب الحاء عينا- في قراءة أبي عمرو: "فمن زُحْزِعَ عن النار"4 لشدة التقارب بين الحاء والعين.
والعين تدغم في الخاء، نحو: ادفع خَّالدا، في: ادفعْ خَالدًا.
[والخاء تدغم في الغين] 5 نحو "اسلُخ غَّنمك" في "اسلخ غنمك"؛ فقلب الخاء غينا، وإن كان الغين أدخل6 في الحلق من7 الخاء؛ لشدة تقاربهما.
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "فَالْهَاءُ فِي الْحَاءِ, وَالْعَيْنُ فِي الْحَاءِ, وَالْحَاءُ فِي الْهَاءِ وَالْعَيْنِ بِقَلْبِهِمَا حَاءَيْنِ، وَجَاءَ "فَمَنْ زُحْزِعَ عَّنِ النَّارِ" وَالْغَيْنُ فِي الْخَاءِ, وَالْخَاءُ في الغين, وَالْقَافُ فِي الْكَافِ, وَالْكَافُ فِي الْقَافِ, وَالْجِيمُ في الشين". "الشافية، ص15".
2 لفظة "ما" ساقطة من "ق".
3 في الأصل: منزلة, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 سورة آل عمران من الآية "185", وينظر حاشية "5" صفحة ص946.
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
6 في "هـ": أول.
7 لفظة: "من" مطموسة في "هـ".(2/947)
والقاف تدغم في الكاف، مثل: "خَلَقكُّمْ"1.
والكاف تدغم في القاف، نحو: "لَك قَّالَ"2.
والجيم تدغم في الشين، نحو: أخرج شَّيئًا.
__________
1 سورة النساء من الآية "1".
2 سورة يوسف من الآية "23".(2/948)
[إدغام لام التعريف] :
ولام التعريف تدغم وجوبًا في اللام1، نحو: اللَّحم واللَّبن، وفي ثلاثة عشر حرفا2، وهي: التاء، والثاء، والدال، والذال، والراء، والزاي، والسين، والشين، والصاد، والضاد، والطاء3, والنون4؛ فإنه يجب إدغامها مع هذه الحروف لكثرة دورها في الكلام وموافقتها لهذه الحروف في المخرج؛ لأن اللام من طرف اللسان, [وأحد عشر حرفا منها أيضا من طرف اللسان] 5, [وحرفين منها مخالطان لطرف اللسان، وهما الشين والصاد] 6.
__________
1 قال ابن الحاجب: "وَالَّلامُ الْمُعَرِّفَةُ تُدْغَمُ وُجُوباً فِي مِثْلِهَا وَفِي ثلاثة عشر حرفا, وغير المعرفة لازم في نحو: "بل رَّانَ" وجائز في البواقي". "الشافية، ص15".
2 ينظر الكتاب: 4/ 457.
3 والضاد والطاء: ساقطة من "هـ".
4 جاء في حاشية الورقة "173" من الأصل ما نصه: "وقد نظمت هذه الحروف التي تدغم فيها لام التعريف في هذين البيتين:
واللام للتعريف قد أدغمت ... في النون والتاء والثاء
وفي حروف نصفها خمسة ... وهي من الدال إلى الظاء
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".(2/948)
وأما اللام التي هي غير لام التعريف، نحو لام: هَلْ وبَلْ، فإدغامها لازم في1 نحو: "بل رَّانَ"2 لشدة التقارب بين اللام والراء3.
وران على الشيء، رَيْنًا، ورَانًا، ورُيُونًا: أحاط به4.
وجائز في القوافي5.
وقال صاحب المفصل: "إدغام اللام التي لغير التعريف في هذه الحروف جائز, لكن يتفاوت جوازا إلى حسن6، وهو إدغامها في الراء، نحو: هل رَّأيت, وإلى قبيح؛ وهو إدغامها في النون، نحو: هل نخرج, وإلى وسط، وهو إدغامها في البواقي. وقرئ: "هَثّوّبَ الكفار"7، أي8: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ} .
__________
1 لفظة "في" ساقطة من "هـ".
2 سورة المطففين من الآية "14".
3 وسكت حفص على لام "بل" سكتة لطيفة بلا تنفس وصلًا، ويبتدئ بـ "ران". "ينظر الكشاف 4/ 721، والنشر 2/ 399، والإتحاف 435".
4 ينظر الصحاح "رين" 5/ 2129، واللسان "رين" 3/ 1796.
5 بل جائز في القوافي وفي غيرها، غير أنه لازم في القرآن فقط، وهو ما يفهم من نص سيبويه السابق، وأيضا من كلام الرضي في شرح الشافية "3/ 279".
6 في الأصل "ق": إلى الحسن, وما أثبتناه من "هـ" يتفق مع ما في المفصل.
7 سورة "المطففين" من الآية "36" وهي قراءة حمزة والكسائي وهشام في المشهور عنه "ينظر الإتحاف: 435". وفي البحر المحيط "8/ 443": "قراءة الجمهور: {هَلْ ثُوِّبَ} بإظهار لام هل, والنحويان وحمزة وابن محيصن بإدغامها في الثاء, والنحويان هما: أبو عمرو بن العلاء، وعلي بن حمزة الكسائي.
8 المفصل: 399، وينظر الكتاب: 4/ 459.(2/949)
واعلم أن كلام سيبويه يدل على ما ذكره صاحب المفصل؛ لأن سيبويه بعدما ذكر إدغام لام التعريف في الحروف الثلاثة عشر قال: "فإذا كانت غير لام "هل" و"بل" كان الإدغام في بعضها أحسن...."1 إلى آخر ما ذكره2, ولم يذكر أن إدغامها في شيء منها لازم.
ولا يدغم في اللام غير المعرفة إلا مثلها والنون، نحو: من لك.
ولا تدغم الراء في اللام، في الأفصح؛ لما فيها من التكرير.
والمجوز اغتفر ذهاب التكرير لشدة3 التقارب.
وقال صاحب المفصل: وإدغام الراء في اللام حسن4.
__________
1 قال سيبويه: "فإذا كانت غير لام المعرفة نحو لام وبل، فإن الإدغام في بعضها أحسن، وذلك قولك: هل رأيت؛ لأنها أقرب الحروف إلى اللام وأشبهها بها منها ولا أقرب، كما أن الطاء ليس حرف أقرب إليها ولا أشبه بها من الدال. وإن لم تدغم فقلت: هل رأيت، فهي لغة لأهل الحجاز، وهي عربية جائزة". "الكتاب: 4/ 457".
2 في "هـ" أضيفت عبارة "صاحب المفصل" بعد قوله "ما ذكره". والصواب حذفها؛ إذ إن الضمير في "ذكره" راجع إلى سيبويه، لا إلى صاحب المفصل.
3 لشدة: ساقطة من "هـ".
4 المفصل: 400.
وقال ابن يعيش: اختلف النحويون في إدغام الراء في اللام، فقال سيبويه وأصحابه: لا تدغم الراء في اللام ولا في النون, وإن كن متقاربات لما في الراء من التكرير، ولتكريرها تشبه بحرفين ولم يخالف سيبويه أحد من البصريين إلا ما روي عن يعقوب الحضرمي أنه كان يدغم الراء في اللام في قوله تعالى: {يَغْفِرْ لَكُمْ} وحكى أبو بكر بن مجاهد عن أبي عمرو أنه كان يدغم الراء في اللام، ساكنة كانت اللام أو متحركة، وأجاز الكسائي والفراء إدغام الراء في اللام، والظاهر أن هذا الرأي موافق لرأي ابن الحاجب ومخالف للزمخشري. "شرح المفصل: 10/ 143".
ويعلق ابن الحاجب على عبارة الزمخشري المذكورة بقوله: "على أن نقل إدغام الراء في اللام أوضح وأشهر، ووجهه من حيث التعليل ما بينهما من شدة التقارب حتى صارا كالمثلين، بدليل لزوم إدغام اللام في الراء في اللغة الفصيحة, ولولا شدة التقارب لم يكن ذلك، وكان ذلك يقتضي أن تدغم في اللام لزومًا إلا أنه عارضه ما في الراء من التكرار, فلمح تارة فأظهر واغتفر تارة لشدة التقارب, وذلك واضح". "الإيضاح: 2/ 505, 506".(2/950)
[إدغام النون] :
وللنون الساكنة مع الحروف خمس أحوال1:
إحداها: وجوب إدغامها في حروف "يَرْمُلُونَ" مع بقاء الغنة2.
والثانية: وجوب إدغامها [فيها مع ذهاب الغنة.
لكن الأفصح بقاء الغنة مع إدغامها في الواو والياء3, مع أنه جاء ذهاب الغنة مع إدغامها] 4 فيهما في قراءة حمزة. والأفصح ذهاب الغنة مع إدغامها في اللام والراء5, وبقاء الغنة فيهما رديء.
والثالثة: أن تقلب النون ميمًا قبل الباء؛ لكراهة6 نبرتها نحو: شمباء وعمبر, في: شنباء، وعنبر7.
__________
1 قال ابن الحاجب: "وَالنُّونُ السَّاكِنَةُ تُدْغَمُ وَجُوباً فِي حُرُوف "يَرْمُلُون" وَالأَفْصَحُ إبْقَاءُ غُنَّتها فِي الَْوَاوِ والْيَاءِ وَإِذْهَابُهَا فِي اللاَّمِ وَالرَّاءِ، وَتُقْلَبُ مِيماً قَبْلَ الْبَاءِ، وتخفى في حُرُوف الْحَلْقِ؛ فَيَكُونُ لَهَا خَمْسُ أحْوَالٍ، وَالْمُتَحَرِّكَةُ تدغم جوازا". "الشافية، ص15".
2 ينظر المفصل: 400.
3 ينظر الإيضاح: 2/ 506.
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 ينظر الإيضاح: 2/ 506.
6 في "هـ": لكراهية.
7 قال سيبويه: "وإذا كانت مع الباء لم تتبين، وذلك قولك: شمباء والعمبر، ولأنك لا تدغم النون وإنما تحوِّلها ميمًا, والميم لا تقع ساكنة قبل الباء في كلمة، فليس في هذا =(2/951)
والرابعة: أن تخفى النون مع غير حروف الحلق، وهي خمسة عشر حرفا "173" وهي: القاف والكاف والجيم والسين والشين والصاد والضاد والزاي والطاء والظاء والدال والذال والتاء والثاء والفاء نحو: من جابر، ومن كفر، ومن قتل.
وإنما أخفيت عند هذه الحروف؛ لأنها حروف1 الفم فصارت هذه الحروف ملابسة2 بالاشتراك في الفم، والنون تدغم في بعض حروف الفم, والمقصود من الإخفاء والإدغام واحد وهو الخِفَّة3.
وقال أبو عثمان المازني: بيانها مع حروف الفم لَحْن4.
والخامسة: أن تبين مع حروف الحلق5، نحو: مِنْ أَجلك، ومنْ هَانئ، ومنْ عِندك، ومن جملك، ومن غيرك، ومن خافك6،
__________
= التباس بغيره". "الكتاب: 4/ 455, 456".
وعلة قلبها ميما ههنا وعدم الإدغام أن الباء لا تقارب النون في المخرج كما قاربتها الراء واللام، ولا فيما يشبه الغنة وهو اللين، ولا في الغنة كما قاربتها الميم، فلما تعذر إدغامها في الباء قلبت معها ميما؛ لأن الباء من مخرج الميم فعُوملت معاملتها، فلما قلبت النون مع الميم قلبت ميما أيضا مع الباء، وأُمن الالتباس؛ لأنه ليس في الكلام ميم ساكنة قبل باء. "الممتع: 2/ 698, 699".
1 في "هـ": حرف.
2 لفظة "ملابسة" مطموسة في "هـ".
3 ينظر الممتع: 2/ 700.
4 المنصف, وينظر التكملة للفارسي: 374، والمفصل: 401، والإيضاح لابن الحاجب: 2/ 507.
5 ينظر الإيضاح: 2/ 506.
6 في "ق": خالك.(2/952)
إلا في لغة قوم أخفوها1 مع الغين والخاء، فقالوا: مُنْخَل، ومُنْغَل اسم فعل2 من: نَغِل الأديم، إذا فسد3؛ لأن النون سهلة الإخراج لا يحتاج معها إلى كلفة.
وإنما يجب تبيين النون قبل حروف الحلق؛ لتعذر إخفائها أو لبعد إخفائها قبل هذه الحروف؛ لأن حروف الحلق أشد علاجا وأصعب إخراجا وأحوج إلى تمكن4 حركة الصوت لها من غيرها. ولأجل ذلك لا يمكن النطق بالهمزة والهاء والعين والحاء، وقبلها النون الساكنة التي مخرجها الخيشوم؛ إذ لا علاج ولا اعتماد في إخراجها وحروف الحلق تحتاج إلى اعتماد في اللسان، بخلاف ما إذا كانت النون متحركة, فإنها تمكن العلاج والاعتماد حينئذ5.
والنون المتحركة تدغم في حروف "يرملون" جوازًا، مع بقاء الغنة، ومع ذهابها، نحو: من يَّقول، ومن رَّاشد، ومن محمد، ومن لك، ومن واقد، ومن نكر؛ بغنة، وبغير غنة.
قوله: "والطاء والدال6...." إلى آخره.
__________
1 ينظر المفصل: 400.
2 هذا مصطلح لركن الدين أراد به اسم المفعول، إذ إن "مُنْغَلّ" اسم مفعول من انغلّ الأديم: أفسده، فهو مُنْغَلّ.
3 ينظر الصحاح "نغل": 5/ 1832.
4 في "هـ": التمكن.
5 ينظر الممتع: 2/ 699.
6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "والطاء والدال والتاء والظاء والذال والثاء تدغم بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ, وَفِي الصَّادِ وَالزَّاي وَالسِّين". "الشافية، ص15".(2/953)
أي: والطاء والدال والذال والثاء والظاء والذال والتاء تدغم بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، [وَفِي الصَّادِ وَالزَّاي وَالسِّين.
مثال إدغام الطاء1 في هذه الحروف التي بعدها] 2: فرطتّ فرط3 دّائما4، فرط ظّالم، فرط ذّا، فرط ثّمود، فرط صّابر, فرط زّايد، فرط سّابق.
مثال إدغام التاء في هذه الحروف الثمانية: سكت طَّالب، سكت دائما، سكت ظالم5, سكت ذلك، سكت6 ثمود، سكت صابر، سكت زايد، سكت سابق.
[مثال إدغام الدال في هذه الحروف الثمانية: وجد7 طّالبا، وجدتّهم، وجد ظّالم، وجد ذلك، وجد ثمود، وجد صابر، وجد زايد، وجد سابق] 8.
مثال إدغام الظاء في هذه الحروف: وعظ طّالب، وعظ تّميم، وعظ داود، وعظ ذلك، وعظ ثمود، وعظ سابق.
__________
1 في "ق": التاء.
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
3 لفظة "فرط" ساقطة من "هـ".
4 لفظة "دائما" ساقطة من "هـ".
5 "سكت ظالم" ساقطة من "هـ".
6 لفظة "سكت" ساقطة من "ق".
7 في الأصل: وجدت, والتمثيل الصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".(2/954)
[ومثال إدغام الذال في هذه الحروف: أخذ طّالب، أخذ دّاود، أخذ تّميم، أخذ ظالم، أخذ ثمود، أخذ صابر، أخذ زايد، أخذ سابق] 1.
مثال إدغام الثاء في هذه الحروف: حنث2 طّالب، حنث دّاود, حنث تّميم، حنث ظالم، حنث ذلك، حنث صابر, حنث زايد، حنث سابق.
ولا يدغم الصاد والزاي والسين في الطاء وما بعدها إلى الثاء؛ لأن الصاد والزاي والسين حروف صغيرة، ففيها زيادة تبطل الإدغام3.
قوله: "الإطباق في نحو: فرطت...."4 إلى آخره.
هذا إشكال على قولهم: تدغم المطبقة في غيرها مع بقاء الإطباق. [وتقديره: أن "174" الإطباق] 5 في الطاء والظاء في نحو: فرطت وأغلظت، مع الإدغام مما يتنافيان؛ لأن الإطباق لا يوجد إلا مع المطبقة، وعند الإدغام لم تبقَ المطبقة فلا يمكن وجود الإطباق. فإن كان فيهما إطباق مع الإدغام فلا يكون إلا بإتيان طاء
__________
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 في الأصل, "ق": حث, وما أثبتناه من "هـ".
3 ينظر الممتع: 2/ 708.
4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالإِطْبَاقُ فِي نَحْوِ: فَرَّطْتُ, إنْ كَانَ مَعَ الإدغام فهو إتيان بطاء أخرى، وجمع بين ساكنين، بِخِلاَفِ غُنَّةِ النُّونِ فِي "مَنَ يَّقُولُ". وَالصَّادُ وَالزَّايُ وَالسِّينُ يُدْغَمُ بَعْضُهَا فِي بَعْضٍ، وَالْبَاءُ في الميم والفاء". "الشافية، ص280".
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".(2/955)
أخرى بعد التاء الأولى المبدلة من الطاء، فيلزم اجتماع ساكنين: التاء المبدلة1 من الطاء، والطاء المأتِيّ بها للإطباق.
ولا يجاب عنه بمنع أن الإطباق لا يبقى بدون المطبقة، قياسا على الغنة بدون النون عند إدغام النون في الراء واللام والواو والياء نحو: من يقول؛ لأن الغنة تخرج من الخيشوم, فيجوز أن تبقى بدون النون لأنه ليس بين الغنة والنون ملازم من الطرفين، بخلاف الإطباق، فإن الإطباق والنطق بالمطبقة متلازمان.
وأجاب عنه في الشرح2 بأن التحقيق [أنه لا إدغام] 3 محققا مع بقاء الإطباق. لكنه لما اشتدت تقارب حروف المطبقة من غيرها صار في الصورة كأنه إدغام, وليس بإدغام تحقيقًا.
قوله: "والصاد والزاي والسين تدغم بعضها في بعض":
- مثال إدغام الصاد في الزاي والسين: خلص زّايد، خلص سّائر.
- مثال إدغام الزاي في الصاد والسين: فاز صّابر، فاز سّائر.
- مثال إدغام السين في الصاد والزاي: أفلس4 صّابر، أفلس زّايد.
وتدغم الباء في الميم، نحو: "يعذب من يَّشَاءُ"5, وفي الفاء نحو: يعذب في النار.
__________
1 لفظة "المبدلة" مطموسة في "هـ".
2 شرح الشافية.
3 في "ق": أن الإدغام.
4 لفظة "أفلس" ساقطة من "ق".
5 سورة "المائدة": من الآية "40"، والعنكبوت: من الآية "21".(2/956)
[إدغام تاء الافتعال والإدغام فيها] :
قوله: "وقد تدغم تاء افتعل...."1.
اعلم أن افتعل إذا كان بعد تائها تاء نحو "اقتتل" جاز البيان وجاز الإدغام؛ وذلك بأن تسكن الأولى وتدغم في الثانية؛ فمنهم من يسكن التاء الأولى ويحذف حركتها، فيلتقي ساكنان: القاف والتاء الأولى، فتكسر القاف وتحذف همزة الوصل استغناءً عنها، فيقول: قِتّل بكسر القاف. ومنهم من ينقل حركة التاء الأولى إلى القاف ويحذف همزة الوصل استغناء عنها فيقول: قَتّل بفتح القاف، وقِتّل بكسر القاف. وقَتّل -بفتح القاف- يُقَتّلون، ومُقَتّلون، ويُقِتّلون، ومُقِتّلون: بفتح القاف وكسرها2.
ويجوز: مُقُتّلون -بضم القاف- إتباعا للميم3, كما جاء عن بعضهم4: "مُرُدِّفِينَ"5 بالإتباع، أصله: مُرْتَدفين6 من قولك:
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَقَدْ تُدْغَمُ تَاءُ افْتَعَلَ فِي مِثْلِهَا, فَيُقَالُ: قَتَّل وقِتَّل, وعليها مُقَتّلون ومُقِتّلون، وقد جاء "مُرُدِّفِينَ" إتباعا، وتدغم الثاء فِيهَا وُجُوباً عَلَى الْوِجْهَيْنِ نَحْوُ: اثَّأرَ وَاتَّأرَ. وَتُدْغَمُ فِيهَا السِّين شَاذًّا عَلَى الشَّاذِّ نَحْوُ: اسَّمع؛ لامْتِنَاع اتّمَع، وَتُقْلَبُ بَعْدَ حُرُوفِ الإِطْبَاقِ طاء؛ فتدغم فيها وجوبا في اطَّلَبَ، وَجَوَازَاً عَلَى الْوَجْهَيْنِ فِي اظطَلم، وَجَاءَتِ الثَّلاَثُ فِي:
ويُظْلَم أَحْيَاناً فيظْطَلِم
وَشَاذّاً عَلَى الشَّاذِّ فِي: اصَّبَر واضَّرَب؛ لامْتِنَاعِ اطَّبَر واطَّرَب". "الشافية، ص15".
2 وكسرها: ساقط من "ق"، "هـ".
3 ينظر الإيضاح: 2/ 513.
4 ينظر الكشاف: 2/ 201.
5 سورة الأنفال: من الآية "9".
6 ينظر المفصل: 401.(2/957)
ارتدفه، أي1: استدبره.
وإذا بنيت من الثأر "افتعل" نحو: اثتأر2، وجب الإدغام، وذلك إما بقلب التاء ثاء وإدغام الثاء في الثاء، نحو: اثّأر -وهو الأفصح- وإما بقلب الثاء تاء وإدغام التاء في التاء نحو: اتّأر3 -وهو فصيح- ليس بأفصح4. يقال: اثأر واتأر: إذا أخذ بالثأر5.
وإذا كان قبل تاء الافتعال سين، نحو: استمع6، فالأفصح الإظهار وعدم الإدغام، نحو: استمع، وجاز الإدغام وذلك بقلب تاء الافتعال سينًا وإدغام السين في السين نحو: اسَّمع، ومسَّمع؛ لامتناع: اتَّمع بقلب السين تاء وإدغام التاء في التاء؛ لفوات صفير السين7 بإدغامها في التاء.
وإنما سماه شاذا على الشاذ؛ لأن الأصل عدم الإدغام "175" ههنا, وإدغام السين في التاء على هذا الوجه أيضا بخلاف الأصل؛ لأن الأصل في إدغام أحد8 المتقاربين في الآخر أن يقلب
__________
1 لفظة "أي" ساقطة من "ق".
2 في "هـ": اثأره.
3 نحو اثأر: ساقطة من "هـ".
4 ليس بأفصح: ساقطة من "هـ".
5 ينظر اللسان "ثأر": 1/ 465, 466.
6 في "ق": استمر.
7 في "ق" زيادة "في الثاء" بعد "السين".
8 لفظة "أحد" ساقطة من "هـ".(2/958)
الأول حرفًا من جنس الثاني, ويدغم في الثاني.
قوله: "وتقلب بعد حروف الإطباق طاء".
أي: إذا وقعت تاء افتعل بعد حروف الإطباق قلبت طاء, فيدغم1 فيها وجوبا في نحو: اطّلب، لاجتماع المثلين. أصله: اطْتَلَب، قلبت التاء طاء وأدغمت الطاء في الطاء.
وجوازا على الوجهين في نحو: اظْتَلم؛ فإنه تقلب التاء طاء, وحينئذ يجوز فيه ثلاثة أوجه:
أحدها: الإظهار نحو: اظطلم.
الثاني: الإدغام؛ بقلب الطاء ظاء وإدغام الظاء في الظاء نحو: اظّلم.
الثالث: الإدغام؛ بقلب الظاء طاء فإدغام الطاء في الطاء نحو: اطّلم.
وعلى الوجوه الثلاثة2 ينشدون:
"44"
...................... ... ........... ويظلم أحيانا فيَظْطَلِم3
__________
1 في "هـ": ويدغم.
2 أي: الطاء والظاء المشدّدتان، والظاء قبل الطاء.
3 هذه قطعة من بيت من البسيط، لزهير بن أبي سلمى المزني "في ديوانه ص152". وهو من قصيدة له يمدح فيها هرم بن سنان المري، وأولها قوله:
قِفْ بِالدِّيَارِ الَّتِي لَمْ يَعْفُها الْقِدَمُ ... بَلَى وغيرها الأرواح والديم
والبيت بتمامه:
هُوَ الْجَوَادُ الَّذِي يُعْطِيكَ نَائِلَهُ ... عَفْواً وَيُظْلَمُ أحيانا فيظطلم
وقد أنشده سيبويه محتجًّا به على وجه الطاء المشددة "فيطَّلم". ينظر الكتاب: 4/ 468.
وينظر كذلك: ابن يعيش: 10/ 47، وشرح الشافية للرضي: 3/ 289، وشرح شواهدها: 493، والتصريح: 2/ 391. والشاهد فيه: جواز الأوجه الثلاثة في "فيظطلم" وهو ترك الإدغام، والإدغام على الوجهين بالظاء والطاء, وأورده سيبويه على الإدغام بالوجهين. وينظر شرح شواهد سيبويه للأعلم، بهامش الكتاب: 2/ 421, 422 "بولاق".(2/959)
قوله: "وشاذاً على الشاذ في اصَّبَرَ" [واضَّرَبَ] 1.
أي: وتدغم شاذا على2 الشاذ في: اصْطَبر واضْطَرب، اللذين أصلهما: اصتبر واضترب، فيقال: اصّبر واضّرب، بقلب الطاء صادا، وإدغام الصاد في الصاد في الأول، وضادا وإدغام الضاد في الضاد في الثاني لامتناع: اطبر واطرب, بقلب الصاد طاء والضاد طاء وإدغام الطاء في الطاء؛ لزوال [المزيَّة المذكورة] 3 [أعني] 4: الصفير الذي في الصاد والضاد5.
وإنما قال: "تدغم شاذا على الشاذ؛ لأن قلب تاء افتعل طاء خلاف الأصل، ثم قلب الطاء صادا في: اصطبر، وضادا في: اضطرب خلاف الأصل. وكل ما كان على خلاف الأصل كان شاذا
__________
1 واضرب: إضافة من الشافية.
2 في "ق": من.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
4 لفظة "أعني" إضافة من المحقق.
5 عد الشارح الضاد من حروف الصفير وهي ليست كذلك؛ إذ إن حروف الصفير هي: الصاد والزاي والسين. ينظر التسهيل ص319.(2/960)
فيكون الإدغام شاذا1 على شاذ؛ لأنه خلاف الأصل المخالف للأصل الآخر2.
[ويمكن أن يحمل الشاذ الأول على الإدغام في مثله؛ لأن الفصيح: اصْطَبَر، من غير إدغام، والشاذ الثاني على قلب الثاني إلى الأول في إدغام المتقاربين؛ لأن الأصل عكسه كما هو مقرر في قاعدتهم. وكان هذا مراد المصنف3] 4.
قوله: "وتقلب مع الدال والذال والزاي ... " إلى آخره5.
أي: إذا وقعت تاء "افتعل" بعد الدال أو الذال أو الزاي قلبت دالا بعد هذه الثلاثة. لكن أدغمت الدال في الدال وجوبا إذا كان قبل تاء الافتعال دال، نحو: "ادّان" من الدين. أصله: ادْتَان؛ قلبت التاء دالا وأدغمت الدال في الدال.
وأدغمت إدغاما قويا، لا وجوبا، إذا كان قبله ذال، نحو "اذَّكر" أصله: اذْتَكر، من الذكر؛ قلبت التاء دالا، فصار: اذدكر, وحينئذ جاز: ادّكر؛ بقلب الذال دالاً، وإدغام الدال في الدال -وهو الفصيح- وجاز: اذدكر، على الإظهار، وهو ضعيف, والإدغام قوي.
__________
1 لفظة "شاذا" ساقطة من "ق".
2 وينظر شرح الشافية، للرضي: 3/ 389.
3 وينظر شرح الشافية، للرضي: 3/ 389.
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَتُقْلَبُ مَعَ الدَّالِ والذَّال وَالزَّاي دَالاً, فَتُدْغَمُ وجوبا في ادَّان، وَقَويّاً في ادَّكَرَ، وَجَاءَ: اذَّكَر واذْدَكر, وضعيفا في ازَّانَ؛ لامْتِنَاعِ ادَّانَ. وَنَحْوُ: خَبَطُّ وحِصْطُ وفزدُ وعُدُّ في: خبطت وحصدت وفزت وعدت شاذ". "الشافية، ص15".(2/961)
ويدغم على ضعف إذا كان قبله زاي، نحو: "ازدان". أصله: ازْتَان -من الزين- قلبت التاء دالا، فصار: ازْدَان، فجاز على ضعف: "ازَّان" بقلب الدال زايا وإدغام الزاي في الزاي. ولم يجز: ادَّان بقلب الزاي دالا، وإدغام الدال في الدال لما فيه من فوات الصفير.
قوله: "وخَبَطْتُ وحِصْتُ"1.
اعلم أن بعض العرب يجري تاء الضمير في: خبطت وحصت وفزت وعدت مجرى تاء الافتعال؛ فيقول في خبطت: خَبَطّ, بقلب تاء الضمير طاء وإدغام الطاء في الطاء2, ويقول في [حصت] 3: حِصْط, بقلب التاء طاء, ويقول في فُزْتُ: فزدُ, بقلب التاء دالا, وفي عُدْتُ: عُدُّ بقلب التاء دالا "176" وإدغام الدال في الدال, وهو شاذ.
قوله: "ونحو: خَبَطّ": مبتدأ, وقوله: "شاذ": خبره.
[و] 4 يقال: حاص عنه يحيص, إذا عدل5.
__________
1 في الأصل: حصط, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 لفظة "الطاء" مطموسة في "هـ".
3 لفظة "خضت" إضافة من المحقق.
4 الواو إضافة من المحقق.
5 حكاه الجوهري عن أبي زكريا الفراء. "ينظر الصحاح "حيص" 3/ 1035".(2/962)
[إدغام تاء مضارع تفعّل وتفاعل] :
قوله: "وقد1 يدغم نحو: تتنزل أو تتنابز ... "2 إلى آخره.
أي: وتدغم تاء تفعّل وتتفعّل وتفاعل وتتفاعل، نحو: تتنزل وتتنابز في التاء الأخرى في الوصل, إذا لم يكن قبلها ساكن صحيح؛ وذلك بأن يكون قبلها متحرك، نحو: فَتَتنزل أو فَتَتنابز, أو قبلها ساكن غير صحيح؛ أي ساكن مدة نحو: قالوا تتنزل وقالوا تتنابز؛ لاجتماع المثلين وعدم المانع من الإدغام.
ويعلم من قوله: "وصلا" أنها لا تدغم ابتداء؛ لئلا يلزم الابتداء بالساكن, ومن قوله: "وليس قبلها ساكن صحيح" أنها لا تدغم لو كان قبلها ساكن صحيح، نحو: هل تتنزل؛ لاستلزامه التقاء الساكنين على غير حده.
على أنه قد جاء إدغامها في قوله تعالى: "قل هَلْ تَّرَبَّصُونَ3"4 وقوله تعالى: "من ألف شهر، تَّنَزَّلُ الملائكة"5 في قراءة البزي6, مع أن قبله ساكنا صحيحا، وهو لام {هَلْ} والتنوين في {شَهْرٍ} .
__________
1 لفظة "قد" ساقطة من "ق".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وقد تدغم تاء نحو: تتنزل, تتنابزوا وصلًا, وليس قبلها ساكن صحيح". "الشافية، ص15".
3 في "هـ": تربصوا، خطأ.
4 سورة "التوبة": من الآية "52".
5 سورة القدر: من الآية "4".
6 ينظر الإتحاف: 442, والبزي: هو أبو الحسن أحمد بن محمد, إمام في القراءة، محقق، ضابط، متقن لها، ثقة، انتهت إليه مشيخة الإقراء بمكة. وكان مؤذن المسجد =(2/963)
قوله: "وتاء تفعل وتفاعل ... "1 إلى آخره.
أي: وتدغم تاء تفعل وتفاعل فيما تدغم فيه التاء، وهو الطاء والدال والظاء والذال والثاء والصاد والزاي والسين، إلا أن هذا الإدغام لو كان في الابتداء لوجب الإتيان بهمزة الوصل مكسورة؛ لامتناع الابتداء بالساكن.
وإنما كسرت هذه الهمزة؛ لما مر، نحو: تَطيَّروا، وتزيّنوا, وتثاقلوا، وتدارءوا؛ قلبت التاء طاء أو زايا أو ثاء أو دالا، وأدغمت فيما بعدها، ووجب الإتيان بهمزة الوصل في الابتداء مكسورة، فإذا أتي بها قيل: اطّيّروا، وازينوا، واثاقلوا, وادارءوا.
وتقول في المضارع إذا أدغمت: يطّيرون، ويزّينون، ويثاقلون، ويدارءون. والأصل: يتطيرون، ويتثاقلون، ويتزينون2, ويتدارءون؛ فقلبت وأدغمت.
ويجوز هذا الإدغام في مصادر هذه الأفعال نحو: اطّير اطّيّرا, وازّين ازّيّينا، واثاقل اثاقلا.
وكذلك يجوز في أمر هذه الأفعال ونهيها.
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وتاء تفعل وتفاعل فيما تدغم فيه التاء، فَتُجْلَبُ هَمْزَةُ الْوَصْل ابْتِدَاءً نحْوَ: اطَّيَّرُوا وازَّيَّنُوا واثاقلوا وادارءوا، وَنَحْوُ: اسطَّاعَ مُدْغَماً مَعَ بَقَاءِ صَوْتِ السِّينِ نادر". "الشافية، ص15".
2 في "ق": يتزيّنون ويتثاقلون.(2/964)
وأما إدغام تاء استطاع1، واستطعم في الطاء, وتاء استضاء واستضعف في الضاد، وتاء استدان، واستدرك في الدال مع بقاء صوت السين فنادر؛ لأن الثاني ساكن في استطاع، واستطعم، واستضعف، واستدرك, وأن الثاني في نية السكون في استضاء واستدان؛ لأن أصلهما: استضْوَأ2 واستَدْون, ولأنه لو أدغم فيها لزم الجمع بين ساكنين على غير حده, وهو في قراءة حمزة3، 4.
__________
1 في الأصل، "هـ": زادت لفظة "نحو" قبل "استطاع", والأنسب حذفها كما في "ق".
2 في الأصل: استضواء, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 وهو: حمزة بن حبيب بن عمارة الزيات الفرضي التميمي، الكوفي. توفي بحلوان في خلافة أبي جعفر المنصور عام "156هـ". "غاية النهاية: 1/ 261-263".
4 قراءته لقوله تعالى: "فما اسطَّاعوا أن يظهروه" [الكهف: 97] . ينظر النشر: 2/ 316. وخطأه النحاة في ذلك، حيث جمع بين ساكنين وصلا. "ينظر شرح الشافية للرضي 3/ 292".(2/965)
[الحذف] :
قوله: "الحذف الإعلالي1...."2 إلى آخره.
اعلم أن الحذف الإعلالي والحذف الترخيمي قد تقدما؛ أما الحذف الإعلالي ففي باب الإعلال من التصريف, وأما الحذف الترخيمي ففي النحو3 في باب الترخيم.
وقد جاء أيضا حذف -غير الحذف الإعلالي "177" وغير الحذف الترخيمي- في باب تتفعّل وتتفاعل، نحو: تَتَنَزَّل وتَتَنَابَز؛ فإنه يحذف منه إحدى التاءين، فيقال: تَنَزّل، وتَنَابز؛ لكراهة اجتماع التاءين وهي فصيحة كإثباتها, وإدغام [إحداهما في الأخرى] 4 قليل.
واختلف في المحذوف من التاءين: فقيل الأولى، وقيل الثانية -وهو الوجه- لأن الأولى للعلامة وهي المضارعة بخلاف الثانية, ولأن الاستثقال جاء من الثانية لا من الأولى.
وجاء الحذف في نحو: مِسْتُ، وأَحَسْتُ، وظَِلْتُ5, في: مَسِسْتُ
__________
1 في الأصل: الإعلال, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الحذف الإعلالي والترخيمي قد تقدم، وَجَاءَ غَيْرُهُ فِي تَفَعَّلُ وتَفَاعَلُ، وَفِي نَحْوِ: مست وأحست وظلت واسطاع يستطيع، وَجَاءَ يَسْتِيعُ، وَقَالُوا: بَلْعَنْبَرِ وَعَلْمَاءِ ومِلْمَاءِ، فِي: بَنِي الْعَنْبَرِ وَعَلَى الْمَاءِ وَمِنَ الْمَاءِ. وَأمَّا نَحْو: يَتَسِعُ وَيَتَقِي فَشَاذٌّ، وَعَلَيْهِ جَاءَ:
"تَق اللهِ فِينَا وَالْكِتَابَ الَّذِي تَتْلُو"
بِخِلافِ: تَخِذَ يتخذ، فَإِنَّهُ أَصْلٌ، وَاسْتَخَذَ مِنَ اسْتَتْخَذَ. وَقِيلَ: أبْدِلَ مِنْ تَاءِ اتَّخَذَ وَهُوَ أشَذُّ، وَنَحْوُ: تُبَشِّرُونِي وإني قد تقدم". "الشافية، ص16".
3 ففي النحو: ساقط من "ق".
4 في الأصل: أحدهما في الآخر, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
5 ينظر الكتاب: 4/ 483.(2/966)
وأحسستُ، ظللتُ.
لكن الحذف في أَحَسْتُ بنقل حركة المحذوف إلى الحاء, وكذا في مِسْت، وظِلْت -بكسر الميم والظاء- لا بفتحهما.
والحذف1 في ظِلت2 فصيح؛ لكثرة استعماله، بخلاف: مِسْت وأَحَسْت.
وإنما حذف في ذلك؛ لتعذر الإدغام بسكون الثاني، فحذفوا ما كانوا يدغمونه3, وهو الأول. وقيل: حذفوا الثانية.
وجاء حذف التاء في نحو4: استطاع يستطيع، فيصير: اسطاع يسطيع5, وهو فصيح في "استطاع"6؛ لكثرته.
__________
1 في "ق": والفتح.
2 في الأصل: ظللت, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 في "ق": يحذفونه.
4 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ".
5 في استطاع أربع لغات على رأي الفراء: اسطاع يُسْطيع -بفتح الهمزة في الماضي وضم حرف المضارعة- فهو من أطاع يطيع. والثانية: استطاع يَستطيع -بكسر الهمزة في الماضي وفتحها في حرف المضارعة- وهو استفعل نحو: استقام واستعان. والثالثة: اسطاع يَستطيع -بكسر الهمزة في الماضي ووصلها وفتح حرف المضارعة- والمراد: استطاع، فحذفت الهمزة تخفيفا لاجتماعها مع الطاء وهما من معدن واحد. والرابعة: استاع يَستيع، بحذف الطاء لأنها كالتاء من الشدة وتفضلها بالإطباق، وقيل: المحذوف التاء؛ لأنها زائدة وإنما أبدلوا من الطاء بعد تاء من مخرجها وهي أخف، وهو حذف على غير قياس. والأولى رأي سيبويه حيث قال: ومن قال: يسطيع فإنما زاد السين على أطاع يطيع, وجعلها عوضا من سكون موضع العين "الكتاب: 4/ 483" وينظر كذلك ابن يعيش: 10/ 429.
6 في الأصل: اسطاع.(2/967)
وجاء "يَسْتِيع"؛ بحذف الطاء من يستطيع، وهو قليل.
وكأنه لما امتنع الإدغام؛ لسكون ما قبلها فيما لا1 يمكن تحريكه حذفوا؛ فمن قال: "يسطيع" حذف الأول، وهو التاء، ومن قال: "يستيع" حذف الثاني، وهو الطاء. وهذا يدل على جواز حذف2 الأول والثاني على البدل من نحو: "مَسِست" و"أَحْسَست".
وكون "يسطيع" أقوى من "يستيع" يدل على قوة حذف الأول3.
وقالوا أيضا: بَلْعَنْبَر، وعَلْمَاء، ومِلْمَاء -بالحذف- فِي: بَنِي الْعَنْبَرِ4، وَعَلَى الْمَاءِ، وَمِنَ الْمَاءِ. ووجه الحذف تعذر الإدغام بسكون الثاني، فحذفوا كما تقدم، وهو قليل.
وأما نحو: يَتَسِع ويَتَقِي -بحذف الواو- فشاذ؛ لأن الواجب قلب الواو تاء وإدغامها في التاء، كما في الماضي.
ووجه حذف الواو ههنا أنهم حذفوا الواو لأجل ياء المضارعة كما حذفوا في أصلها، وهو: يَسَع ويَقِي؛ لأنهما من باب واحد.
وعلى حذف الواو من يتقي جاء الابتداء بها [في قوله] 5:
__________
1 في الأصل: "ولا", وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 في "ق": الحذف.
3 وهو رأي سيبويه "ينظر الكتاب: 4/ 483".
4 بنو العنبر. العنبر: أبو حي من تميم، وهو العنبر بن عمرو بن تميم، وينتسب إليه بنو العنبر، قال سيبويه: ومن الشاذ قولهم في بني العنبر: "بلعنبر" بحذف النون "الكتاب: 2/ 430". وينظر الصحاح "عنبر: 2/ 759".
5 ما بين المعقوفتين إضافة من المحقق.(2/968)
"45"
............................. ... تَقِ الله فينا والكتاب الذي تتلو1
لأنه إذا حذف من "يَتَقِي" حرف المضارعة يبقى "تَقِي"، فحذف الياء لأجل الأمر، فصار "تَقِ".
وليس تَخِذ محذوفا من اتَّخَذ يتَّخِذ بل هو أصل، ولأجل أنه أصل غير محذوف منه شيء قيل في الأمر منه: اتخذ, وفي الماضي منه مع ضمير المتكلم: تَخِذْتُ.
نعم، لو قيل في مضارعه: يَتَخِذ -بحركة التاء المخففة- لكان من باب يَتَقِي، وكان الأمر منه: تَخِذْ.
وقد جاء: استَخِذْ، في: استَتْخِذْ، بمعنى: اتَخِذْ بحذف التاء الثانية.
__________
1 هذا عجز بيت من الطويل، وصدره:
زيادتنا نعمان لا تنسَيَنَّها
والبيت من قصيدة لعبد الله بن همام السَّلُولي خاطب بها النعمان بن بَشير الأنصاري، وكان أميراً على الكوفة في مدة معاوية، وكان معاوية قد زاد ناساً في عَطَائهم عشرة فأنفدها النعمان وترك بعضهم؛ لأنهم جاءوا بكتب بعدما فرغ من الجملة، وكان ابن همام ممن تخلف، فكلمه فأبى عليه، فقال ابن همام هذه القصيدة يرقّقه فيها، ويتشفع بالأنصار ويمدح معاوية. "ينظر شرح شواهد الشافية: 496".
وقد أنشده ابن الحاجب في الشافية شاهدا على أن "تَقِ" أمر من "يَتَقِي" بفتح التاء المخففة، وماضيه تَقَى. وأصلهما: اتّقى يتّقي بالتشديد. والأصل: اوتقى يوتقي؛ فقلبت الواو في الأولى ياء لانكسار ما قبلها، ثم أبدلت تاء وأدغمت, وأبدلت في الثانية تاء وأدغمت. فلما كثر الاستعمال كذا حذفوا التاء الساكنة منهما, وهي فاء الفعل، فصار تَقَى يَتَقِي, بتخفيف التاء المفتوحة, وحذفوا الهمزة من الماضي لعدم الحاجة إليها فصار: تَقَى ووزنه: تَعَل. فأخذ الأمر وهو "تَقِ" من "يَتَقِ" بدون همزة وصل؛ لأن ما بعد حرف المضارعة محرك.(2/969)
وقال بعضهم: أبدلت السين من التاء الأولى من: اتخِذْ، فقيل: اسْتَخِذْ, وهو أشذ من يَتَقِي ويَتَسِع.
وقال بعضهم: استخذ: استفعل، مخفف1 من استتخذ. وقد استغني بمخففه عنه، وحينئذ لا تكون سينه بدلا من التاء.
قوله: "ونحو: يبشروني وتبشريني وإني، قد تقدم".
يعني: إذا اتصل ياء المتكلم بمثل "بشر"2 وتبشران3 "178" وتبشرون وتبشرين، وإن وأن4 ولكن وأخواتها5، يجوز أن تأتي بنون العماد، فتقول: تبشرانني وتبشرونني وتبشرينني وإنني كما [في الفرد] 6 نحو: تبشرني، وتشبيها بأن تبشر7.
ويجوز حذفها منه كراهة اجتماع النونين أو النونات، فتقول: تبشرانِي, وتبشرونِي، وتبشرينِي، وإنِّي8. وقد تقدم ذلك في النحو في المضمرات.
__________
1 في "هـ" محذوف.
2 لفظة "تبشر" إضافة من "هـ".
3 وتبشران: ساقطة من "ق".
4 لفظة "أن" ساقطة من "هـ".
5 وأخواتها: ساقطة من "ق".
6 ما بين المعقوفتين مطموسة في "هـ".
7 في الأصل: تبشروني, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
8 إذا اجتمعت نون الرفع ونون الوقاية في كلمة, فلك فيها ثلاث لغات: أولاها: إبقاؤهما من غير إدغام، نحو: تضربونَنِي، وعليه قوله تعالى: {لِمَ تُؤْذُونَنِي} . وثانيتها: إبقاؤهما مع الإدغام، وعليه قوله تعالى: {أَفَغَيْرَ اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ} . وثالثتها: أن تحذف إحداهما وتكتفي بواحدة. وذكر الشارح الأولى والثالثة، ولم يذكر الثانية. "المحقق".(2/970)
[مسائل التمرين] :
قوله: "هذه مسائل للتمرين ... "1.
هذه المسائل التي ذكرها ههنا إنما ذكرها2 ليُمَرّن بها متعلمو التصريف؛ أي: ليبينوا في معرفة بناء الأبنية المشكلة فيما علموا من تفاصيل أبواب التصريف.
ومعنى قولهم: "كيف تبني كذا من كذا؟ " أنك إذا ركبت من كلمة زنة كلمة أخرى وقد عملت ما يقتضيه القياس التصريفي في لغة العرب3, فكيف ينطق بها؟ أي: فكيف تصير بالتصريف؟
وقال أبو علي4: إن معنى ذلك أنك إذا ركبت من كلمة زنة كلمة أخرى وعملت ما يقتضيه القياس التصريفي في لغة العرب, وحذفت منها ما حذفت في الأصل بالقياس, فكيف ينطق بها؟
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وهذه مسائل التمرين. معنى قولهم: كيف تبني مِنْ كَذَا مِثْلَ كَذَا؟ أيْ: إذَا رَكَّبْتَ مِنْهَا زِنَتَهَا وَعَمِلْتَ مَا يَقْتَضِيهِ الْقِيَاسُ فَكَيْفَ تنطق به؟ قياس قَوْل أبِي عَلِيٌّ: أَنْ تَزِيدَ وَتَحْذِفَ مَا حَذَفْتَ فِي الأَصْلِ قِيَاساً، وَقِيَاسُ آخَرِين: أنْ تحذف المحذوف قِيَاساً أَوْ غَيْرَ قِيَاسِ، فَمِثْلُ مُحَوِيٌّ مِنْ: ضَرَبَ مُضْربِي، وَقَالَ أَبُو عَلِيٍّ: مُضَرِيّ، وَمِثْلُ اسْمٍ وَغَدٍ مِنْ دَعَا دِعْو ودَعْو, لا إِدْع وَلاَ دَع خِلاَفاً لِلآخَرِين، وَمِثْلُ صَحَائِفَ مِنْ دَعَا: دَعَايَا باتّفَاقٍ إذْ لاَ حَذْفَ في الأصل، وَمِثْلُ: عَنْسَل مِنْ عَمِلَ: عَنْمَل، وَمِنْ بَاعَ وقال: نَبْيَع وقَنْوَل, بإظهار النون فيهن للإلباس بفَعّل، ومثل قِنْفَخْر من عمل: عِنْمَلّ، ومن باع وقال: بِنْيَعّ وقِنْوَلّ بالإظهار؛ للإلباس بعَلَّكَد فيهن". "الشافية: ص16".
2 في "ق": ذكر, وفي "هـ": نذكر.
3 أي: من القلب أو الحذف أو الإدغام.
4 التكملة.(2/971)
[وقال آخرون: معنى ذلك أنك إذا ركبت من كلمة زنة كلمة1 أخرى وعملت2 ما يقتضيه القياس التصريفي في لغة العرب, وحذفت منها ما حذف في الأصل بالقياس وغير القياس, فكيف ينطق بها؟ 3] 4.
فإذا بنيت من "ضرب" مثل "مُحَوِيّ" منسوبا إلى "مُحَيّ" اسم فاعل، من: حَيَّاه أي: سلّم5 عليه، فقياس قول الأولين: مُضَرِبِيّ؛ لأنه ليس فيه ما يقتضي التغيير6.
وقياس قول أبي7 علي وقول الآخرين: "مُضَرِيّ"؛ لأن "محوي" منسوب إلى "محي" اسم فاعل، على8 وزن مُفَعّ [فلما زيد عليه ياء النسبة للنسبة صار: "مُحَيِّيّ، بأربع ياءات، وكسرة على الياء؛ فحذفت إحدى الياءات، وقلبت الياء الأخرى واوا لكراهة اجتماع
__________
1 "زنة كلمة": ساقطة من "ق".
2 في "ق": وعلمت.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
4 قال ابن عصفور: "فإذا قيل لك: ابن من كذا مثل كذا, فإنما معناه: فك صيغة هذه الكلمة، وصغ من حروفها الأمثلة التي قد سئلت أن تبني مثلها، بأن تضع الأصل في مقابلة الأصل، والزائد في مقابلة الزائد, إن كان في الكلمة التي تبني مثلها زوائد، والمتحرك في مقابلة المتحرك, والساكن في مقابلة الساكن، وتجعل حركات المبني على حسب حركات المبني منه الذي صيغ عليه, من ضم أو فتح أو كسر". "الممتع: 2/ 731".
5 في الأصل: يسلم, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 لفظة "التغيير" ساقطة من "هـ".
7 في "ق": أبو علي.
8 لفظة "على" ساقطة من "هـ".(2/972)
الياءات الثلاث مع الكسرة، فصار: مُحَوِيّ، على وزن: مُفَعِيّ] 1، فحذف من الفرع ما حذف من الأصل على جهة القياس. وقد حذف من الأصل بالإعلال لام الكلمة وإحدى الياءين، للنسبة، فيحذف من الفرع لام الكلمة وإحدى العينين، فبقي: مُضَرِيّ، بحذف إحدى الراءين والياء.
وإذا بنيت مثل "اسم" من: دعا، قلت على القول [الأول وقول أبي علي] 2: دِعْو، أو: دُعْو -بسكون العين وكسر الدال أو3 ضمها- لأن أصل اسم: سِمْو4 أو سُمْو بسكون الميم وكسر السين أو ضمها. وليس في اسم تغيير قياسي من الحذف والزيادة، فيجب ألا يكون في الفرع على هذين القولين. وقلت: ادْع، على القول الثالث؛ لأنه حذف من الأصل واو، وزِيد همزة على غير جهة القياس ففُعل كذلك في الفرع.
وإذا بنيت مثل "غَد"5 من: دعا، قلت على القول الأول وقول أبي علي: "دَعْو"؛ لأن أصل غد: غَدْو؛ فحذفت الواو حذفا على غير قياس، وحينئذ لا يحذف عن الفرع، على القولين. وقلت على القول الثالث: "دَع" بحذف الواو كما حذف من الأصل.
__________
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
3 في "ق": "و" بدل "أو".
4 لفظة "سمو" ساقطة من "ق".
5 في الأصل "عن", وما أثبتناه من "ق"، "هـ".(2/973)
وإذا بنيت مثل "صحائف" من "دعا" قلت: "دَعَايَا" باتفاق الأقوال الثلاثة؛ لأن أصله: دَعَايِوٌ؛ لأنه يزاد في الفرع بعد العين الألف والياء كما زيدتا في الأصل. فالألف بإزاء [ألف صحائف، والياء بإزاء] 1 ياء صحائف، والواو لام بإزاء فاء صحائف؛ قلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها، وقلبت الياء همزة مثلما قلبت في صحائف, فقلبت الياء ألفا والهمزة ياء كما في: شَوَايا ورَكَايا "179".
وإنما اتفقت الأقوال الثلاثة ههنا؛ لأنه لا حذف في الأصل ولا زيادة، لا على القياس ولا على غير القياس.
وإذا بنيت مثل "عَنْل" -للذئب-2 من "عَمِل"، قلت: "عَنْمَل" بعد إدغام النون في الميم؛ لئلا يحصل اللبس.
وإذا بنيت مثل "عَنْسل" -للذئب3- من: "باع"4 وقال, قلت: "بَنْيَع"، "وقَنْوَل" بالتصحيح في الأقوال الثلاثة؛ لسكون ما قبل حرف العلة، وبعدم إدغام النون في الياء والواو لئلا يلتبس بفعّل.
وإذا بنيت مثل "قِنْفَخَر" من "عمل"، قلت: "عِنْمَلّ" باللامين؛ لأن القياس أنه إذا بني رباعي من ثلاثي أن تكرر اللام مرة، وإذا بني خماسي من ثلاثي أن تكرر اللام مرتين.
__________
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
2 للذئب: إضافة من "هـ"، "ق".
3 وتكون النون زائدة أخذًا من عَسَلان الذئب. "ينظر اللسان: عنسل: 4/ 3130".
وقال الجوهري: العنسل: الناقة السريعة "الصحاح: عسل: 5/ 1765".
4 لفظة "باع" ساقطة من "ق".(2/974)
وإذا بنيت مثل "قِنْفَخر" من: باع وقال1، قلت: بِنْيَعّ وقِنْوَلّ بتشديد اللام؛ لما ذكرناه.
وإنما لم تدغم النون في الميم في "عِنْمَلّ"، وفي الياء والواو2 في "بِنْيَعّ، وقِنْوَلّ"؛ لأنه لو أدغمت في عنمل، وبنيع، وقنول قيل: عِمّلّ وبِيّعّ وقِوَّلّ، لم يعلم أنه مثل قنفخر، أي: فِنْعَلّ وأدغمت النون فيما بعدها, أو مثل عِلَّكْد، أي: فِعّلّ، في أصله.
العلكد: البعير3 الغليظ, الشديد العنق4.
قوله: "وَلا يُبْنَى مِثْلُ جَحَنْفَل مِنْ كسرتُ أو جعلتُ...." إلى آخره5.
أي: لا يبنى مثل "جحنفل" -للغليظ الشفة-6 من: كسرت ولا من جعلت؛ لما يؤدي إلى الأمر المرفوض عندهم؛ لأنك لو بنيت مثله منهما لقلت: كَسَنْرَر، وجَعَنْلَلَ، وحينئذ إما ألا تدغم النون، أو تدغم فيما بعدها. لا سبيل إلى الأول؛ لأنه يؤدي إلى الثقل
__________
1 لفظة "قال" ساقطة من "ق".
2 في "هـ": الواو والياء.
3 لفظة "البعير" ساقطة من "ق".
4 اللسان "علكد": 4/ 3078.
5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَلا يُبْنَى مِثْلُ جَحنْفَلٍ مِنْ كَسَرتُ أو جعلت؛ لرفضهم مثله لا يلزم من ثقل أو لبس. وَمِثْلُ أُبْلُم مِنْ وَأَيْتُ أُوءٍ، وَمِنَ أَوَيْتُ أُوٍّ مُدْغَماً؛ لِوُجُوبِ الْوَاوِ، بِخِلاَفِ تُووِي. وَمِثْلُ إِجْرِد مِنْ وَأيْتُ أيءٍ، وَمِنْ أَوَيْتُ إيٌّ فِيمَنْ قَالَ: أُحَيّ، وَمَنْ قَالَ أُحَيّ قَالَ: أيّ" "الشافية، ص16".
6 الصحاح "جحفل": 4/ 1653.(2/975)
المرفوض في كلامهم، ولا إلى الثاني؛ لأنه يؤدي إلى الالتباس بفعلّل, أي: لا يعلم أنه فَعَنْلَل أو فَعَلَّل, واللبس مرفوض في كلامهم.
وإذا بنيت مثل "أُبْلُم" -لخوص المُقْل1- من "وَأَيْتُ" من الوَأْي -وهو الوعد- قلت: أُوء. أصله: أُوؤُيٌ؛ قلبت الضمة كسرة قياسا كما قلبت في التَّجاري، وأَدْل، فصار: أُوئيٌ على الأقوال الثلاثة، ثم استثقلت الضمة والكسرة على الياء حالتي الرفع والجر, فحذفتا وحذفت الياء لالتقاء الساكنين، فصار: أُوء.
وإذا بنيت مثل "أبلم" من "أَوَيْتُ" قلت: "أُوّ" بالإدغام. أصله: أُأْوُيٌ؛ قلبت الهمزة الثانية واوا لسكونها وانضمام ما قبلها، وأدغمت الواو في الواو التي بعدها فصار "أُوُّيٌ"، ثم قلبت ضمة الواو كسرة فصار "أُوِّي", ثم أعل إعلال قاضٍ فصار2 "أُوّ"، على وزن "أُفْع" ولذلك3 نقول في النصب: رأيت أُوِّيًا.
يقال: وأى له: رحمه4, وأوى إليه أُوِيًّا: نزل عليه5.
__________
1 الصحاح "بلم": 5/ 1874.
2 فصار: ساقطة من "هـ".
3 في "هـ": وكذلك.
4 في كتب اللغة: وأى فلانا: وعده. ويقال: وأى له, ووأيت لفلان كذا: ضمنت له عِدَة. ينظر الصحاح "وأى: 6/ 518"، واللسان "وأى: 6/ 4750", والقاموس "وأى: 4/ 398"، والوسيط "وأى: 1049".
5 ينظر الصحاح "أوى": 6/ 2274.(2/976)
فإن قيل: لِمَ أدغمت الواو المبدلة عن الهمزة التي في "أُؤْوُي" في الواو وجوبا، على أن الفصيح في يؤوي إذا قلبت همزته واوا ألا تدغم الواو في الواو؟
قلنا: للفرق بينهما، وهو أن قلب الهمزة واوا في "أُؤْوُي" واجب, فالواو المقلوبة عن الهمزة حينئذ كالأصلية, وقلب الهمزة واوا في "يُؤْوي" جائز غير واجب، فلم تكن حينئذ كالأصلية.
وإذا بنيت مثل "إِجْرِد" -لبَقْلَة1- من "وأيت" قلت: "إيء" أصله: إِوْئِيٌ؛ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: إِيْئِي، ثم أعلت إعلال قاض، فصار: "إيء" وتقول في النصب: رأيت إيئيًا.
وإذا بنيت مثل "إِجْرِد" من "أويت" قلت: "إِيّ" -فيمن قال "أُخَيّ"- أي: يكون الإعراب على الياء جاريا كجريانه على ياء أُحي؛ لأن أصله: إِئْوِي؛ قلبت الهمزة ياء وجوبا لسكونها وانكسار ما قبلها فصار: إِيْوِي، فقلبت الواو ياء وأدغمت الياء التي قبلها فيها، على ما تقدم في مثله، فصار: إييّ, باجتماع ثلاث "180" ياءات.
وقياس ما اجتمعت في آخره ثلاث ياءات أن تحذف الياء2 الأخيرة حذفًا غير إعلالي -على الأكثر- فيعرب3 على4 ما
__________
1 اللسان "جرد": 1/ 590.
2 لفظة "الياء" موضعها بياض في "هـ".
3 في الأصل: فيعرف, تحريف, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 لفظة "على" ساقطة من "ق", وفي "هـ": في.(2/977)
قبلها، فيقال1: [هذا إِيّ، ومررت بإِيّ، ورأيت إِيًّا] 2، كما يقال على هذا الوجه: هذا أُحَيّ -تصغير أَحْوَى-[ومررت بأحي، ورأيت أحي] 3، بمنع الصرف.
وعند بعضهم تعل الياء الأخيرة إعلال ياء قاضٍ عند اجتماع ثلاث ياءات، فلا يعرب على ما قبل الياء المحذوفة، فيقول: هذا إِيّ، ومررت بإِيّ، ورأيت إِيِيًّا، كما يلزمه أن يقول على هذا الوجه: هذا أُحَيّ، ومررت بأحي، ورأيت أحي.
قوله: "ومثل إِوَزَّة.... إلى آخره"4.
أي: وإذا بنيت مثل "إوزة"5 من وأيت، قلت: "إِيئَاة" لأن أصله: إِوْأَيَة، على وزن إِفْعَلَة وهو ظاهر؛ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: إِيْأَيَة، ثم قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: إِيئَاة.
وإذا بنيت مثل "إوزة" من "أويت"، قلت: "إِيَّاة" مدغما؛ لأن أصله: إِئْوَيَة، على وزن إِفْعَلَة وهو ظاهر؛ قلبت الهمزة ياء
__________
1 في "ق": فصار.
2 في "هـ": هذا إيّ، ورأيت إِيّا، ومررت بإي.
3 في "هـ": ورأيت أحي، ومررت بأحي.
4 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمِثْلُ إوَزَّة مِنْ وَأَيْتُ: إِيْئَاة، وَمِنْ أَوَيْتُ: إِيّاة مدغما". "الشافية، ص176".
5 أصل إوزة: إوْزَزَة على وزن إِفْعَلَة؛ لأن أفَعْلة ليست بموجودة، والهمزة زائدة دون التضعيف، لقولهم: وَزٌّ أيضا بمعناها. "ينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 299".(2/978)
لسكونها وانكسار ما قبلها، فبقي: إِيْوَيَة؛ قلبت الواو ياء، وأدغمت الياء الأولى فيها، فبقي: إِيَّيَة، ثم قلبت الياء الثالثة ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار "إِيَّاة".
قوله: "ومثل: اطْلَخَمّ، من: وأيت...."1.
أي: وإذا بنيت مثل "اطلخم" من: وأيت، قلت: "ايْأَيّا"؛ لأن أصله: اوْأَيَّيَ على وزن افْعَلَّلَ بتكرار اللام مرتين؛ قلبت الواو ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: ايْأَيَّيَ، ثم أدغمت الياء التي بعد الهمزة في الياء التي بعدها لاجتماع المثلين، فصار: ايْأَيَّيَ، ثم قلبت الياء الأخيرة ألفا، لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: "ايْأَيَّا".
وإذا بنيت مثل "اطلخم" من: أويت، قلت "ايْوَيَّا"؛ لأن أصله: ائْوَيَّيَ؛ قلبت الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: ايْويي، ثم2 أدغمت الياء التي بعد الواو في الياء التي بعدها، فصار: ايْوَيَّيَ ثم قلبت الياء الأخيرة ألفا؛ لتحركها وانفتاح ما قبلها فصار: "ايْوَيَّا".
ولم تدغم الياء في الواو؛ لأن الهمزة في "ايْوَيَّا" همزة وصل، فلو وصلته بما قبلها حذفتها، فترجع الهمزة الأصلية التي أبدلت الياء عنها إلى أصلها. ألا ترى أنك لو قلت: قال: ائوَيّا، لرجعت الياء المبدلة من الهمزة إلى همزتها؛ فلذلك لم تدغم الياء في الواو.
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمِثْلُ اطْلَخَمَّ مِنْ وَأَيْتُ "ايْأَيَّا" وَمِنْ أوَيْتُ "ايْوَيَّا". "الشافية، ص16".
2 لفظة "ثم" ساقطة من "ق".(2/979)
يقال: اطلخم الليل إذا أظلم, واطلخم الشعر إذا اشتد سواده1.
وأصل اطلخَمَّ: اطْلَخْمَمَ؛ فنقلت حركة الميم الأولى إلى [ما] 2 قبلها، وأدغمت الميم في الميم3.
اعلم أنه لو أورد "اقْشَعَرّ" مكان "اطْلَخَمّ" لكان أولى؛ لأن اقشعر رباعي الأصول، ووزنه: افعللّ، بلا خلاف. فبناء مثله من "وأيت": ايْئَيَيَّا, ومن: أويت "ايْوَيَّا" من غير شبهة.
وأما "اطلخم" ففيه قولان:
أحدهما: وهو المشهور، أنه رباعي مثل "اقشعر".
والآخر, وهو اختيار ابن مالك: أنه ثلاثي ولامه زائدة، وهو مشتق من الطخمة وهي الظلمة، ووزنه على هذا "افلعَلّ"؛ فبناء مثله من وأيت "وأويت"4، على هذا القول: ايلأيّا وايْلَيَّا5.
قوله: "وَسُئِلَ أُبُو عَلِيٍّ عَنْ مِثْلِ: مَا شَاءَ الله....." إلى آخره6.
اعلم أنه سئل أبو علي عن بناء مثل "ما شاء الله" من "أَوْلَق"
__________
1 ينظر اللسان "طلخم: 5/ 2688". ويقال: اطلخم الرجل: تكبر "المصدر السابق".
2 لفظة "ما" إضافة من "ق"، "هـ".
3 ينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 299.
4 وأويت ساقطة من "ق"، "هـ".
5 جاء في حاشية الورقة "181" من الأصل ما نصه: "أصله: ايْلَوَيّ"، قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء.
6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَسُئِلَ أُبُو عَلِيٍّ عَنْ مِثْلِ مَا شَاءَ اللهُ مِنْ أَوْلَقٍ، فَقَالَ: مَا أَلِق الإلَاقُ عَلَى الأَصْلِ، واللاَّقُ عَلَى اللَّفْظِ، والأَلِقُ عَلَى وجه، بني على أنه فَوْعَل. وأجاب باسم بالق أو بالق على ذلك". "الشافية، ص16".(2/980)
فقال في الجواب: ما ألِقَ الإِلاق1؛ فإنه بنى هذا الجواب على أن أولق: فوعل لا أفعل؛ لأنه بنى من أولق "أَلِق" مثل: شاء.
ولو كان أولق "181" عند أبي علي على "أفعل" لبنى أولق من وَلِق، مثل: شاء, وبنى الإلاق على مثال الله، ولو2 كان أولق عنده أفعل لبنى "الولاق"3 على مثاله, وهو ظاهر.
وأما جعله "ألق" على مثال "شاء" فظاهر، وأما جعله "الإلاق" على مثال "الله"؛ لأن أصل الله تعالى: الإلاه؛ فحذفت الهمزة وأدغمت اللام في اللام، فصار: الله4.
وإذا كان "أولق" عنده "أفعل"5 كان فعال عنده من: "أولق" ولاقا.
__________
1 ويجوز عند أبي على أن يقال: مَا أَلِقَ الإِلاقُ، من غير تخفيف الهمزة بنقل حركتها وحذفها؛ وذلك لأن مثل هذا الحذف وإن كان قياساً في الأصل والفرع لتحرك الهمزة وسكون ما قبلها, إلا أن مثل هذا الحذف إذا كانت الكلمة في أول الكلمة نحو: "قَدْ افْلح" أَقَلُّ منه في غير الأول؛ لأن الساكن إذن غير لازم؛ إذ ليس جزءَ كلمةِ الهمزة كما كان في غير الأول، واللام كلمة على كل حال، وإن كانت كجزء الداخلة عليه فيها؛ فتخفيف الأرض والأسماء أقل من تخفيف نحو: مسألة وخَبْء، ويجوز عنده أيضاً أن تنقل حركتها إلى ما قبلها؛ لأنه قياس في الفرع وإن قل، مع كون اللام كالجزء وهو مطرد غالب في الأصل، فقوله: "ما ألق الإلاق"، يجوز أن يكون مخففا وغير مخفف؛ لأن كتابتها سواء. "شرح الشافية للرضي: 3/ 301".
2 في "ق": فلو.
3 في "هـ": الإلاق.
4 ينظر الخلاف حول اشتقاق لفظ الجلالة في البيان في غريب إعراب القرآن لأبي البركات الأنباري: 1/ 32.
5 في النسخ الثلاث: فوعل, والصحيح ما أثبتناه.(2/981)
وإنما لم يقل في الجواب: ما ألق اللاق -بحذف الهمزة وإدغام اللام في اللام كما فعلوا في الأصل- لأن حذف الهمزة وإدغام اللام في اللام ليس بقياس، وأبو علي لا يحذف في الفرع إلا ما حُذف في الأصل قياسًا. ولو بنى على أن1 "أَوْلََق" أفعل، لقيل في مثل2: ما3 شاء الله: ما ولق الوَلَاق.
اعلم أن في قول المصنف -وهو أن حذف الهمزة [في الله] 4 غير قياس- نظرًا؛ لأنه قياس مر في تخفيف الهمزة.
قوله: "واللّاق على اللفظ".
أي: البناء من "أولق" على لفظ الله "اللاق" -بحذف الهمزة- وإدغام اللام في اللام؛ أي: "ما ألق اللَّاق" على لفظ الله. وإن كان هذا ليس على رأي أبي علي، وإنما ذكر ذلك ليعلم ما حُذف من الأصل.
قوله: "والأَلِق على وجه" إشارة إلى قول آخر في اسم الله, وهو أن أصله: لَيِهٌ, من لاه لَيَهًا: استتر؛ فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: لاه، ثم أدخلت الألف واللام عليه، وأدغمت اللام في اللام5، فقال: بناء "ما شاء الله" من: أولق، على هذا القول: "ما ألق الأَلِق".
__________
1 لفظة "أن" ساقطة من "هـ".
2 في "هـ": مثال.
3 لفظة "ما" ساقطة من "ق".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 ينظر البيان: 1/ 32.(2/982)
وسئل أبو علي عن مثل قولك "بِاسْم" من "أولق"، فقال في الجواب: "بِالْق" أو "بُالْق" فأجاب عنه بناء على أن "أولق" فوعل، لا أفعل. [ولهذا حذف واو "أولق" في الجواب؛ لكونها زائدة] 1 وأتى بالجواب بناء على أن أصل اسم: سِمْو أو سُمْو. ولم يأت بلفظه أي: لم يحذف من الفرع ما حذف من الأصل؛ لأن المحذوف من اسم على غير قياس في الإتيان بلفظه.
نعم, يكون الجواب على القول الثالث قولنا2 "بأل" بسكون الفاء؛ وهو الهمزة، [والإتيان بهمزة الوصل، وقلب الهمزة ياء ابتداء3] وحذف4 القاف؛ لأنه حذف في الأصل اللام وأسكن الفاء ففعل في الفرع كذلك, وإن كان الحذف والإسكان في الأصل "على"5 غير6 قياس.
والجواب عنه بناء على أنه أفعل "بِولق" أو "بُولق"؛ لكون الهمزة حينئذ زائدة والواو أصلية.
قوله: "وسأل أبو علي ابنَ خالويه عن بناء7 مثل "مُسْطَار" من آءَة ... " إلى آخره8.
__________
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
2 قولنا ساقط من "هـ".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
4 في "ق": وحذفت.
5 لفظة "على" إضافة من "هـ".
6 لفظة "غير" ساقطة من "ق".
7 لفظة "بناء" ساقطة من "ق".
8 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وسأل أبو علي ابنَ خَالَوَيهِ عَنْ مِثْلِ "مُسْطَارٍ" من آءَةٍ, فَظَنَّه مُفْعالًا، وتحير فقال أبو علي: مُسْآء فأجاب على أصله، وعلى الأكثر مستآء، وَسَأَلَ ابْنُ جِنِّي ابْنَ خَالَوَيْهِ عَنْ مِثْلِ كَوْكَب مِنْ وَأيْتُ مَخَفَّفاً مَجْمُوعاً جَمْع السَّلاَمَةِ, مُضَافاً إلى يَاءِ الْمُتَكَلِّم فَتَحَيَّرَ أيْضاً فَقَالَ ابن جني: أَوَيّ". "الشافية، ص16".(2/983)
اعلم أن أبا علي سأل ابن خالويه عن بناء مثل "مُسْطَار" من آءَة, لشجرة وهو واحد: آءٍ على وزن: عاعٍ, فظن ابن خالويه أن مُسْطَارًا مُفْعَال، وتحير في الجواب عنه. فأجاب أبو علي وقال: إن مثل "مسطار" من "آءة": "مُسْآء".
قال المصنف في تصحيح ما قاله أبو علي: إن أبا علي أجاب على أصله؛ وهو أن ما حذف من الأصل على جهة القياس يحذف من الفرع.
وأصل مسطار: مستطار؛ حذفت التاء لاجتماعها مع الطاء؛ فإن في النطق بها قبل الطاء عُسْرًا لاتحادهما في المخرج، وتباينهما في الانخفاض والاستعلاء والهمس والجهر، كما حذف من اسْطَاع يَسْطِيع؛ أي: استطاع يستطيع1.
فعلى هذا يكون أصل "مُسْآء": "مُسْتَأيأ"، تقلب حركة الياء إلى همزة التي قبلها، فكانت الياء في موضع الحركة وما قبلها مفتوحا فقلبت الياء ألفا فصار "مُسْتَئَاء"، ثم حذف في الفرع ما حذف في الأصل, وهو التاء "182" فصار: "مُسْآء"، على وزن "مُسْطَار".
وتقول2 على القول الأول: مسْتَآء؛ لأن القائلين بالقول الأول لا يحذفون من الفرع إلا ما اقتضاه الفرع في نفسه، لا بالنظر إلى أصله.
__________
1 ينظر اللسان "طير": 4/ 2738.
2 في "هـ": وهو.(2/984)
قال المصنف: يلزم أبا علي ألا يكون مثال: "ما شاء الله" من [أولق: ما] 1 أولق الإلاق، بل: ما ألق اللَّاق؛ لأن الهمزة حذفت من الأصل حذفا قياسيا، كما مر في تخفيف الهمزة.
فإن قال أبو علي: إن حذف الهمزة في مثل هذه الصورة غير واجب, قلنا: حذف التاء في "مستطار" أيضا غير واجب؛ فإن المحذوف من الأصل إن لم يحذف في "مستاء".
ثم قال: ولعل جواب أبي2 علي كان "مُسْآءة"، وإنما وقع الغلط من الناسخ؛ لقرب مُسْآء ومُسْآءة في الخط.
المسطار: الخمر الحديثة؛ سميت بذلك لانتشارها في غليانها، من قولهم: استطار الشيء أي: انتشر3.
اعلم أن في كلام المصنف -وهو أن أبا علي أجاب على أصله- نظرا؛ لأن الحذف في "مُسْطار" غير قياس، وإلا جاز في: استطاع الشيء، واستطاف به -بمعنى: طاف- واستطال بمعنى: تطاول.
ولا يجوّز ذلك أحد, ولا نظير لـ "مسطار" إلا اسْطَاع يَسْطِيع4.
وسأل ابن جني ابن خالويه عن بناء مثل "كوكب" من "وأيت"
__________
1 ما بين المعقوفتين إضافة من "المحقق".
2 لفظة "أبي" ساقطة من "هـ".
3 ينظر اللسان "طير": 4/ 2738، وينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 301.
4 وقال الرضي: "والحق أن الحذف في مثله ليس بمطرد، فلا يقال: اسطال يَسْطِيل, واسطاب يسطيب". "شرح الشافية: 3/ 302".(2/985)
مَخَفَّفاً، مَجْمُوعاً1 جَمْع السَّلاَمَةِ، مُضَافاً إلى يَاءِ2 المتكلم.
والمراد بقوله "مخففا": وايْتُ بعد حذف الهمزة عنه, فتحير ابن خالويه أيضا.
وأجاب عنه ابن3 جني وقال: بناء مِثْلِ "كَوْكَبٍ" مِنْ "وايْتُ" مَخَفَّفاً، مَجْمُوعاً جَمْع السلامة, مضافا إلى ياء المتكلم: أَوَيّ.
قال المصنف في تصحيح ما قاله ابن جني: إن "كوكب" "فوعل", فإذا بنى ابن جني من "وأيت" "فَوْعل"، قال: "وَوْأَيٌ"؛ فقلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها، فصار: ووأَى، [ثم خفف بنقل حركة الهمزة إلى الواو وحذفت الهمزة؛ لأن المفروض كذلك؛ لأنه قال من "وايت" مخففا، فصار "وَوَى" ثم جمع جمع السلامة فصار: وَوَوْنَ] 4, ثم أضيف إلى ياء المتكلم، وحذفت النون لهذه الإضافة، فصار: وَوَوْي، ثم قلبت الواو الأخيرة ياء وأدغمت الياء في الياء على القياس المشهور فصار: وَوَيّ، ثم قلبت5 الواو الأولى همزة؛ لاجتماع الواوين، كما قلبت في أواصل وأويصل، فصار: أَوَيّ.
ثم قال المصنف -رحمه الله-6: فقلبت الواو الأولى همزة في مثله
__________
1 لفظة "مجموعا" ساقطة من "ق"، "هـ".
2 لفظة "ياء" ساقطة من "ق".
3 لفظة "ابن" ساقطة من "ق".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
5 لفظة "قلبت" ساقطة من "هـ".
6 جملة "رحمه الله" إضافة من "هـ".(2/986)
غير لازم؛ لأن الواو الثانية في حكم الساكن لعروض نقل الحركة إليها, وحينئذ لو قيل: وَوَيّ، لكان مستقيمًا.
قوله: "ومثل عنكبوت...." إلى آخره1.
[أي] 2: و3 إذا بنيت مثل "عنكبوت" من: بعت، قلت: بَيْعَعُوت -وهو واضح- بناء على أن الزائد في "عنكبوت" هو الواو والتاء.
وإذا بنيت مثل "اطمأنّ" من: بعت، قلت: ابْيَعَعّ، على4 وزن: افْعَلَلّ, بتصحيح الياء وعدم قلبها ألفا؛ لسكون ما قبلها.
وإذا بنيت مثل "اغْدَوْدَن" من: بعت5 قلت6: "ابْيَيَّع"؛ لأن أصله: "ابْيَوْيَع"؛ قلبت الواو ياء وأدغمت في الياء، فصار: "ابْيَيَّع".
__________
1 عبارة ابن الحاجب: "ومثل عنكبوت من بعت: بيععوت، ومثل اطمأن ابيعع مصححا، وَمِثْلُ اغْدوْدَنَ منْ قُلْتُ: اقْوَوَّل. وَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ: اقوَيَّل، لِلْوَاوَاتِ. وَمِثْلُ اغْدُودِنَ مِنْ قُلْتُ وبعت: اقْوُووِل وابْيُويِعَ مظهرا، وَمِثْلُ مَضْرُوبٍ مِنَ الْقُوَّةِ مَقْوِيّ, ومِثْلُ عَصْفُورٍ قُوِّي, وَمِنَ الْغَزْوِ: غُزْوِيّ، وَمِثْلُ عَضُدٍ مِنْ قضيت قَضٍ، ومثل قُذَعْمِلَة قُضَبَّبَة كمُعَيَّة في التصغير, ومثل قذعْمِيلة قُضَوِيَّة، ومثل حَمَصِيصية قَضَوِيَّة، تقلب كرَحَوِيَّة، وَمِثْلُ مَلَكُوتٍ قَضَوُوت, ومَثْلُ جَحْمَرِش قَضْيِي ومن حييت حَيَّو، ومثل حِلِبْلَاب قِضِيضَاء، ومثل دحرجتُ من قرأ قَرْأَيْتُ ومثل سِبَطْر قِرَأْي، ومثل اطمأننت أقرأيَأْتُ ومضارعه يَقْرَئِيء مثل يقرعِيع" "الشافية، ص16".
2 لفظة "أي" إضافة من "ق"، "هـ".
3 الواو ساقطة من "هـ".
4 لفظة "على" ساقطة من "ق".
5 لفظة "بعت" ساقطة من "ق".
6 لفظة "قلت" ساقطة من "هـ".(2/987)
وإذا بنيت مثل "اغْدَوْدَن" من "قُلْتُ" قلت: "اقْوَوَّل"1؛ لأن أصله "اقْوَوْوَل"، على وزن: افْعَوْعَل بثلاث واوات: الأولى عين الكلمة، والثانية زائدة، والثالثة لتكرير العين، فأدغمت الواو الثانية في الواو الثالثة، فصار: اقْوَوَّل.
وقال أبو الحسن2: اقْوَيَّل؛ لأن أصله: اقْوَوَّل؛ فأدغمت الواو الثانية في الواو الثالثة، فصار: اقْوَوَّل، فكره اجتماع الواوات، فقلبت الواو المشددة ياء، فصار: اقْوَيَّل3.
وإذا بنيت مثل "اغدودن" من قلت، وبعت قلت: اقْوُووِل، وابْيُويِع؛ مظهرا؛ أي: من [غير] 4 إدغام الواو في الواو في: اقووول، والياء في: ابيويع؛ لئلا يحصل اللبس ببناء آخر، كما تقدم.
وإذا بنيت مثل "مَضَرُوب" من القوة، قلت: مَقْوِيّ "183"؛ لأن أصله: مَقْوُوْوُ؛ قلبت الواو المتطرفة ياء كراهة اجتماع ثلاث واوات [كما قلبت] 5 في6: قَوِوّ، فقيل: قَوِيّ، فصار7: مَقْوُوي، ثم قلبت الواو الثانية ياء، وأدغمت في الياء وكسرت الواو8 الأولى
__________
1 ينظر المقتضب: 1/ 176؛ والمنصف: 2/ 243, 244، والممتع: 2/ 747.
2 في الأصل: "أبو الحسين", والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 حكاه ابن عصفور عن الأخفش. ينظر الممتع: 2/ 747.
4 لفظة "غير" إضافة من "ق"، "هـ".
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
6 لفظة "في" ساقطة من "هـ".
7 فصار: ساقطة من "ق".
8 لفظة "الواو" ساقطة من "ق".(2/988)
للياء على القياس المشهور، فصار: مَقْوِيّ، كما فعلوا في: مَرْضِيّ ومَرْمِيّ.
وإذا بنيت مثل1 "عُصْفُور" من القوة، قُقْت: لأن أصله قُوُوووٌ بأربع واوات؛ الأولى: عين الكلمة، والثانية: لام الكلمة، والثالثة: زائدة، والرابعة: لام مكررة؛ قلبت2 الواو الأخيرة ياء كراهة اجتماع الواوات، ثم قلبت الواو الزائدة ياء وأدغمت في الياء على القياس، وكسرت الواو الثانية لأجل الياء، فصار: قُووِيّ، ثم أدغمت الواو الأولى في الواو الثانية، فصار: قُوِّيّ.
وإذا بنيت مثل "عصفور" من الغزو، قلت: غُزْوِيّ؛ لأن أصله: غُزْوُووُ, بثلاث واوات؛ الأولى: لام، والثانية: زائدة, والثالثة: لام مكررة؛ فقلبت الواو الأخيرة ياء، ثم قلبت الثانية ياء وأدغمت في الياء، وكسرت الواو الأولى لأجل الياء، فصار: غزوي.
وإذا بنيت مثل "عَضُد" من: قضيت، قلت: قَضٍ، لأن الأصل: قَضُي؛ قلبت ضمة الضاد كسرة لأجل الياء كما في التجارِي، فصار قَضِي، ثم أعل إعلال قاض، فصار: قَضٍ.
وإذا بنيت مثل "قُذَعْمِلة" من: قضيت، قلت: قُضَيَّة؛ لأن أصله: قُضَيْيِيَة بثلاث ياءات؛ الأولى: لام الكلمة، والثانية والثالثة لام مكررة مرتين، فحذفت الياء الأخيرة كما حذفت الياء الأخيرة في
__________
1 لفظة "مثل" ساقطة من "هـ".
2 في "هـ": فقلبت.(2/989)
تصغير معاوية، عند اجتماع ثلاث ياءات، فقيل: مُعَيَّة، كما مر في باب التصغير، ثم أدغمت الياء الأولى الساكنة في الياء [الثانية المتحركة] 1 فصار: قُضَيَّة.
القُذَعْمِلَة من النساء: الخسيسة, القصيرة2.
وإذا بنيت مثل "قذعملة" من: قضيت، قلت: قُضَوِيَّة؛ لأن أصله: قُضَيْيِييَة بأربع ياءات؛ الأولى: لام الكلمة، والثانية: لام مكررة، والثالثة: زائدة، والرابعة: لام مكررة ثابتة؛ أدغمت الياء الأولى في الياء الثانية، والياء الثالثة في الياء الرابعة، فحذفت الياء الأولى، وقلبت الياء الثانية واوا، كما فعلوا في أموِيّ، فصار: قُضَوِيَّة3.
وإذا بنيت مثل "حَمَصِيصة"4 -لبقلة حامضة ولها ثمر كثمر الحُمَّاض، ولاسم رجل- من: قضيت، قلت: قَضَوِيَّة؛ لأن أصله: قَضَيِييَة، أدغمت5 الياء الثانية في الياء6 الثالثة، فصار: قَضَيِيَّة ثم قلبت الياء الأولى واوا؛ كراهة اجتماع الياءات، كما قلبت في: رَحَوِيَّة.
__________
1 في "ق": المتحركة الثانية.
2 ينظر الصحاح "قذعمل": 5/ 1800.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
4 الحَمَصِيصَة واحدة الحَمَصِيص, وهي بقلة دون الحماض في الحموضة، طيبة الطعم. وحكى ابن منظور عن أبي حنيفة قوله: "بقلة الحمضيض حامضة تجعل في الأقط, تأكله الناس والإبل والغنم". "ينظر اللسان "حمص": 2/ 996".
5 في "ق": ثم أدغمت.
6 لفظة "الياء" ساقطة من "ق".(2/990)
وإذا بنيت مثل "مَلَكُوت" من: قضيت، قلت: "قَضَوْت"؛ لأن أصله: قَضَيُوت، قلبت الياء ألفا لتحركها وانفتاح ما قبلها, وحذفت الألف لالتقاء الساكنين، فصار: قَضَوت، على وزن: فَعَوْت1.
وإذا بنيت مثل "جَحْمَرِش" -لعجوز مسنة، وللأفعى- من قضيت، قلت: قَضْيَي بباءين؛ لأن أصله: قَضْيَيِي -بثلاث ياءات- أعل إعلال قاض، فصار: قَضْيَي.
ولم تقلب هذه الياء -أعني الأخيرة- ألفا، مع تحريكها وانفتاح ما قبلها؛ لأنها للإلحاق وقعت متوسطة، وياء الإلحاق إذا وقعت متوسطة لا تعل2.
[وإنما أعلت الياء الأخيرة إعلال قاض، مع أنها للإلحاق أيضا؛ لأن الياء تعل] 3 وإن كانت للإلحاق، نحو: عِلْبَاء ومِعْزى.
وإذا بنيت مثل "جحمرش" من: حييت، قلت: حَيَّو؛ لأن أصله: حَيْيَيِي بأربع ياءات، أعلت الياء الأخيرة إعلال قاض، فصار: حَيَّيٍ، ثم أبدلت الياء الأخيرة واوا لاجتماع ثلاث ياءات، فصار: حيو.
__________
1 ركن الدين ههنا يختلف مع ابن الحاجب ومن تابعه كالرضي؛ حيث جعل مثال "مَلَكوت" من قضيت على قضوت، وأن أصله "قَضَيُوت" فقلبت الياء ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، ثم حذفت الألف. على حين نجد ابن الحاجب والرضي يريان أن الأصل أن يقال: "قَضَوُوت" لخروج الاسم بهذه الزيادة عن موازنة الفعل، فلا تقلب الواو والياء ألفاً كما لا يقلب في الصَّوَرى والحَيَدَى. "ينظر شرح الشافية للرضي: 3/ 305".
2 في "ق": لم تعلّ.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".(2/991)
وإذا بنيت مثل "حِلِبْلَاب" -لنبت معروف1- من: قضيت قلت: قِضِيضَاء؛ لأن أصله: قِضِيضَاي، على وزن فِعِلْعَال "184" قلبت الياء الأخيرة همزة لوقوعها طرفًا بعد ألف2 زائدة فصار: قضيضاء.
وإذا بنيت مثل "دَحْرَجْتُ" من: قرأ، قلت: "قَرْأَيْتُ"؛ لأن أصله: قَرْأَأْتُ؛ لوجوب تكرير اللام للإلحاق بالرباعي، فقلبت الهمزة الثانية ياء لاجتماع الهمزتين. وكان القياس يقتضي أن تقلب ألفًا؛ لكونها ساكنة ما قبلها مفتوح، فيقال: قَرْأَأْت، كما مر في تخفيف الهمزة. ولهذا يقال: قَرَأْي بغير التاء، لكن3 لما اتصل بها تاء المتكلم وجب قلبها ياء؛ لأنه لا يكون قبل ياء المتكلم الألف ليس كذلك، ولهذا ينقلب ألف "غزا" واوا في "غزوت"، وألف "رمى" و"أغزى" ياء في: رميت وأغزيت؛ ليتبين سكون ما قبل التاء، لأجل اتصال التاء به.
وإذا بنيت مثل "سِبَطْر" من: قرأ، قلت: قِرَأْي؛ لأن أصله: قِرَأْأ -بفتح الراء وسكون الهمزة الأولى وحركة الهمزة الثانية- لوجوب تكرير اللام للإلحاق بالرباعي, فقلبت الهمزة الثانية ياء وجوبا لاجتماع الهمزتين.
__________
1 وهو نبت تدوم خضرته في القيظ، وله ورق أعرض من الكف، تسمن عليه الظباء والغنم. وقيل: هو نبت سهلى "ينظر اللسان "حلب" 2/ 959".
2 لفظة "ألف" ساقطة من "ق".
3 في الأصل: ولكن.(2/992)
قال المصنف: ولو قيل: "قِرَأْو" لكان أولى؛ لأن الهمزة الثانية في كلمة إذا كانت متحركة إنما تقلب ياء في نحو: جاء وأئمة؛ لأجل الكسرة، وتقلب فيما عداهما1 واوا، كما مر.
وإذا بنيت مثل "اطمأننت" من: قرأ، قلت: اقْرَأْيَأْت؛ لأن أصله: اقرَأْأَأْتُ -بثلاث همزات- لوجوب تكرير اللام مرتين، ليصير على2 وزنه: الأولى والثالثة منها ساكنة والثانية متحركة. قلبت الهمزة الثانية ياء3 كراهة اجتماع الهمزات فصار: اقرأيأت.
قال المصنف: ولو قيل: "اقرَأْوَأْت" لكان أولى؛ لما ذكرناه الآن.
وإذا بنيت [مثل] 4 مضارع "اطمأننت" -وهو يطمئن- من: قرأ، قلت: يَقْرَئِيء، مثل يقرعيع؛ لأن أصله "يقرأْإِأ" نظرا إلى أصله يطمئن -أعني: يطمَأْنِن- بثلاث همزات لوجوب تكرير اللام مرتين، ليصير على وزنه: الأولى ساكنة، والثانية مكسورة، والثالثة متحركة بإعراب الفعل المضارع؛ نقلت5 حركة الهمزة الثانية إلى الهمزة الأولى، ثم قلبت الهمزة الثانية ياء لسكونها وانكسار ما قبلها، فصار: "يقرئيء" على وزن "يقرعيع".
__________
1 في "ق"، "هـ": فيما عداه.
2 لفظة "على" ساقطة من "ق".
3 في النسخ الثلاث: "واوا" والصحيح "ياء".
4 لفظة "مثل" إضافة من "ق".
5 في الأصل: تقلب, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".(2/993)
وإنما قالوا في مثل "يطمئن": يَقْرَئِئ ولم يقولوا: يقرَأْيئ -بقلب الهمزة الثانية ياء من غير نقل حركتها إلى ما قبلها، بل ببقاء كسرتها عليها- ولا يقرَأْوئ -بقلب الهمزة الثانية واوا من غير نقل حركتها إلى ما قبلها- لأن باب1 يطمئن تقلب2 فيه حركة اللام الأولى إلى ما قبلها، فتقلب3 في مثاله.
وإنما لم تدغم الهمزة الثانية بعد نقل حركتها إلى ما قبلها في الهمزة الأخيرة كما أدغمت النون الأولى بعد نقل حركتها إلى ما قبلها في النون الثانية في يطمئن؛ لأن الهمزة لا تدغم في مثلها في كلامهم إلا في مثل: سأآل, والله أعلم4.
__________
1 لفظة "باب" ساقطة من "ق".
2 في الأصل: تقلب, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 في الأصل: فتقلب, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
4 جملة "والله أعلم" ساقطة من "ق".(2/994)
[الخط] :
قوله: "الخط: تصوير اللفظ...." إلى آخره1.
أي2: الخط تصوير اللفظ المقصود تصويره برسم حروف هجائه، لا برسم أسماء حروف3 هجائه. فإذا قلت: كتبت زيدا, فإنك تكتب مسمى: زايا وياء ودالا، دون أسمائها؛ لأنهم احتاجوا في4 تعليم حروف الهجاء إلى التوقيف على مسمياتها.
ثم إن كان للفظ مدلول تصح كتابته نحو: أكتب شعرا, فإن دلت قرينة على أن المقصود لفظ "شعر" كتبت هذه الصورة: "شعر". وإن لم تدل قرينة على ذلك فالمقصود5 أن يكتب ما ينطبق عليه شعر.
وأسماء الحروف إذا قصد مسمياتها، كقولك: اكتب: جيم, عين, فاء، "راء"6، وقصدت به تصوير المسمى فإنما تكتب مسمياتها،
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "الْخَط تَصْوِيرُ اللَّفْظِ بِحُرُوفِ هِجَائِهِ إلاّ أسْمَاءَ الْحُرُوفِ إذَا قُصِدَ بِهَا الْمُسَمَّى، نَحْوُ قَوْلِكَ: اكتب: جيم، عين، فاء، راء، فَإِنَّكَ تَكْتُبُ هَذِهِ الصُّورَةَ "جَعْفَر" لأَنَّهَا مُسَمَّاهَا خَطُّا وَلْفظاً؛ وَلِذَلِكَ قَالَ الْخَلِيلُ لَمَّا سَأَلَهُمْ: كَيْفَ تَنْطِقُونَ بِالْجِيم مِنْ جَعْفَرٍ؟ فقالوا: جِيمٌ، فقال: إنما نطقتم بالاسم ولم تنطقوا بالمسئول عَنْهُ، وَالْجَوَابُ جَهْ؛ لأنه الْمُسَمَّى، فَإنْ سُمِّيَ بِهَا مُسَمَّى آخَرُ, كُتِبَتْ كَغَيْرِها نحو: ياسِين وحَامِيم، وَفِي الْمُصْحَفِ عَلَى أصْلِهَا عَلَى الْوَجْهَيْنِ، نحو: يس وحم". "الشافية، ص16".
2 لفظة "أي" ساقطة من "هـ".
3 في "ق"، "هـ": حروف أسماء.
4 في "هـ": "إلى" بدل "في".
5 في الأصل: المقصود, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 لفظة "راء" إضافة من المحقق.(2/995)
وهي هذه1 الصورة المركبة نحو: جعفر، أو المفردة: نحو: ج ع ف ر؛ لأنها مسمياتها خطا ولفظا:
أما أنها مسمياتها خطا فظاهر؛ لأن هذه الصورة2 وضعوها للتوقيف.
وأما أنها مسمياتها لفظا، فلأن "185" الْخَلِيلُ لَمَّا سَأَلَهُمْ: كَيْفَ تَنْطِقُونَ بِالْجِيم مِنْ جَعْفَرٍ؟ فقالوا3: جِيمٌ، فقال: إنَّمَا نَطَقْتُمْ بالاسْم ولم تنطقوا بالمسئول عنه وهو المسمى. فقال الخليل: قولوا في الجواب: جَهْ؛ لأنه مسمى الجيم4.
فإن سمي بهذه الأسماء مسمى آخر، كما لو سمي رجل بـ: يس وحم، كتب كغيرها، أي: كتبت على ما يتلفظ بها؛ كتبت على وفق
__________
1 في "ق": هي وهذه.
2 في الأصل: الصور, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 في "ق"، "هـ": قالوا.
4 الذي في كتاب سيبويه: "قال الخليل يوماً وسأل أصحابه: كيف تقولون إذا أردتم أن تلفظوا بالكاف التي في لك والكاف التي في ما لك، والباء التي في ضرب؟ فقيل له: تقول: باء, كاف. فقال: إنما جئتم بالاسم ولم تلفظوا بالحرف, وقال: أقول كَهْ وبَهْ. فقلنا: لِمَ ألحقت الهاء؟ فقال: رأيتهم قالوا: عَهْ, فألحقوا هاء حتى صيروها يستطاع الكلام بها؛ لأنه لا يلفظ بحرف. فإن وصلت قلت: ك وب, فاعلم يا فتى كما قالوا: ع يا فتى. فهذه طريقة كل حرف كان متحركا، وقد يجوز أن يكون الألف هنا بمنزلة الهاء؛ لقربها منها وشبهها بها، فتقول: با وكا، كما تقول: أنا. ثم قال: كيف تلفظون بالحرف الساكن نحو: ياء يا غلامي وباء اضرب ودال قد؟ فأجابوا بنحو ما أحابوا في المرة فقال: أقول: إِبْ وإي وإدْ، فألحق ألفا موصولة". "الكتاب: 3/ 320، 321".(2/996)
مسمياتها في الأصل, وأن تقلب إلى غير مسمياتها، أي: إلى غير تلك الحروف، كما إذا جعلت أسماء للسور.
اعلم أن قوله: "أسماء الحروف إذا قصد مسمياتها، فإنها يكتب مسماها" على إطلاقه، ليس بجيد؛ لأنه إذا استعملت هذه الأسماء مركبة ودخلها الإعراب كتبت على لفظها، كما إذا قلت لإنسان نطق بضاد ضعيفة وكتبت ضادا حسنة: قد نطقت بضاد ضعيفة وكتبت ضادا حسنة.
اعلم أن المصنف ذكر في الشرح1 أنه إن سمي بهذه الأسماء مسمى آخر، كما لو سمي رجل بـ "يس" فللكُتَّاب فيه مذهبان: أحدهما: أن يكتب على لفظ الأسماء نحو: ياسين، وحاميم، والآخر: أن يكتب على صورة مسماها، نحو: يس وحم, ولفظ المتن يدل على أنها تكتب على أصلها فقط.
[الكتابة تكون بالنظر للابتداء والوقف] :
قوله: "والأصل في كل كلمة ... " إلى آخره2.
__________
1 أي: في شرح الشافية.
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالأَصْلُ فِي كُلِّ كَلِمَةٍ أَنْ تُكتب بِصُورَةِ لَفْظَها بِتَقْدِيرِ الابْتِدَاءِ بِهَا وَالْوَقْفِ عَلَيْهَا، فَمِنْ ثم كتب نحو: رَهْ زَيْداً بِالْهَاءِ، ومِثْلُ مَهْ أَنْتَ وَمَجِيءَ مَهْ جِئْتَ بِالْهَاءِ أيْضاً، بخِلافِ الْجَارِّ، نَحْوَ: حَتَّامَ وإِلَام وعَلَامَ؛ لِشِدَّة الاتِّصَالِ بِالْحَرْفِ، وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَتْ مَعَهَا بألِفَاتٍ وكُتِبَ مِمَّ وعَمَّ بِغَيْرِ نُونٍ، فإِنْ قَصَدْتَ إلى الْهَاءِ كَتَبْتها وَرَدَدْتَ الياء وغيرها إن شئت, وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَ: أنَا زَيْدٌ بِالأَلِفِ. وَمِنْهُ: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ} وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَتْ تاءِ التَأْنِيثِ في نَحْو: رَحْمَةٍ وَتُخَمَةٍ هَاء، وَفِيمَنْ وَقَفَ بِالتَّاءِ تَاءً، بِخِلاَفِ أُخْتٍ وَبِنْتٍ وَبَابِ قائمات وباب قامت هند". "الشافية، ص16".(2/997)
أي: وَالأَصْلُ فِي كُلِّ كَلِمَةٍ أَنْ تُكْتَبَ بِصُورَةِ لفظها، بتقدير الابتداء1 بها, وبتقدير الوقوف عليها، وهو أصل معتبر في الكتابة والخط مبني عليه, كما يجيء تفصيله.
ومن أجل أنه تكتب كل كلمة بصورة لفظها بتقدير الابتداء بها والوقوف عليها كتب نحو: رَهْ زيدا، وقِهْ زيدا، بالهاء؛ لأنه إذا وقف عليهما2 قيل: ره، وقه بالهاء. ومن ثم كتب "ما" في "مَهْ أنت"3، "ومجيء مَهْ جئت" بالهاء؛ لأنه يوقف عليها4 بالهاء بخلاف "ما" في: حتام، وإلام، وعلام؛ فإنه لا يكتب بالهاء، وإن وقف عليها بالهاء في [الابتداء، إلا إذا قصد الوقف عليها] 5, فإنها تكتب بالهاء أيضا.
[وإنما6 لم تكتب بالهاء من غير قصد الهاء] 7 لشدة اتصال "ما" بالحروف التي قبلها, فصارت كأنها جزء مما قبلها. ولأجل أنهما كالجزء مما قبلها كتبت هذه الحروف معها بألفات؛ [لكون ألفاتها في الوسط حينئذ] 8.
__________
1 بتقدير الابتداء: ساقط من "ق".
2 في الأصل, "ق": عليها, وما أثبتناه من "هـ".
3 لفظة "أنت" ساقطة من "ق"، "هـ".
4 في "ق": عليه.
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
6 في "هـ": لا.
7 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".(2/998)
ولشدة اتصال ما بالجار كتبت: مِمّ وعَمّ، بغير نون، [أي: بحذف نون] 1 من وعن، فإن قصد في: حتام وإلام وعلام ومم وعم إلى الوقف على2 الهاء جاز وكتبت بالهاء, ورجعت حينئذ إن شئت3 الياء في: حتام وإلام4 وعلام, ورجعت -إن شئت- أيضا [غير الياء، وهو5] النون في مم وعم، فتقول: حتى مه، وإلى مه, وعلى مه، ومن مه, وعن مه.
ومن أجل أن "كل"6 كلمة تكتب بصورة لفظها بتقدير الابتداء بها, والوقوف عليها كتبت "أنا زيد" بالألف؛ لأنه يوقف على "أنا" بالألف.
ومما كتبت "أنا" بالألف في قوله تعالى: {لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ} 7؛ لأن الأصل: "لَكِنْ أَنَا"، فنقلت حركة همزة "أنا" إلى نون لكن8، وحذفت الهمزة، ثم أدغمت النون في النون، فصار: لكنا.
ويدل على أن أصل "لكنا" ههنا: "لكن أنا" الوقف عليها
__________
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ".
2 الوقف على: ساقط من "ق"، "هـ".
3 لفظة "شئت" ساقطة من "هـ".
4 وإلام: ساقطة من "هـ".
5 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".
6 لفظة "كل" إضافة من "ق"، "هـ".
7 سورة "الكهف": من الآية "38".
8 "نون لكن": ساقط من "هـ".(2/999)
بالألف1, وإثباتها في الوصل في قراءة ابن عامر2، 3، ووقوع المضمر4 المنفصل بعدها. فلو كانت "لكن" لم يكن فيها شيء5 من ذلك.
ومن أجل ما ذكرناه كتبت تاء التأنيث في نحو: رحمة وفحمة6 هاء، فيمن وقف على تاء التأنيث بالهاء. وكتبت في نحوهما [تاء] 7 فيمن وقف عليها بالتاء، بِخِلاَفِ: أُخْتٍ وَبِنْتٍ، وَبَابِ: قَائِمَاتٍ، وَبَابِ: قَامَتْ هند، فإن الوقوف8 على الجميع بالتاء؛ فلهذا كتبت بالتاء لا بالهاء9 على "قائمات"10. ويلزم أهل هذه اللغة كتبها11 بالهاء حينئذ.
__________
1 لا خوف في إثباتها في الوقف اتباعا للرسم. "ينظر النشر: 2/ 311".
2 ابن عامر: هو عبد الله بن عامر اليحصبي الشامي، قاضي دمشق في خلافة الوليد بن عبد الملك، وهو من التابعين، توفي "118هـ". "ينظر في ترجمته: غاية النهاية: 1/ 423-425".
3 ووافقه أبو جعفر ورويس. ينظر النشر: 2/ 111-143.
4 في "ق"، "هـ": الضمير.
5 لفظة "شيء" ساقطة من "هـ".
6 في "هـ": وقمحة.
7 لفظة "تاء" إضافة من "ق"، "هـ".
8 في "ق"، "هـ": الوقف.
9 ينظر الكتاب: 4/ 166, 167.
10 أي: تاء الجمع هاء في الوقف؛ لكونها مفيدة معنى التأنيث كإفادتها معنى الجمع، فيشبه بتاء المفرد، وحكى قطرب: "كيف البنون والبناه". "ينظر شرح الشافية، للرضي: 2/ 292".
11 في "ق"، "هـ": كتابتها.(2/1000)
قوله: "ومن ثم كُتب المنون المنصوب بالألف ... " إلى آخره1.
أي: من أجل أن كل كلمة تكتب بصورة لفظها بتقدير الابتداء بها والوقوف2 عليها كتب المنون المنصوب بألف3؛ لأن "186" الوقف عليها بالألف، نحو: رأيت زيدا, وغير المنون المنصوب بالحذف، نحو: جاءني زيد، ومررت بزيد [لأن الوقف عليه بالحذف. وكتبت إذن بالألف على الأكثر4] لأن الوقف عليه, على الأكثر بالألف.
وإنما قال: "على الأكثر"5؛ لأن منهم من كتبها بالنون توهمًا منه بأن الألف [نون في الوقف، أي: توهما منه بأن الألف6] بدل من النون الذي في الأصل.
وكتب "اضْرِبَا" بالألف -على الأكثر- لأنه إذا وقف على "اضْرِبَنْ" [وقف] 7 بقلب النون ألفا عند الأكثر.
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَ الْمُنَوَّنُ الْمَنْصُوبُ بالأَلِفِ، وَغَيْرُهُ بِالْحَذْفِ، وَإذَنْ بِالأَلِفِ عَلَى الأَكْثَر، وَكَذَا اضربَنْ، وَكَانَ قِيَاسُ اضرِبُن بِوَاوٍ وَألِفٍ، واضرِبِنْ بِيَاءٍ، وَهَلْ تضربُنْ بِوَاوٍ وَنُونٍ، وَهَلْ تضربِنْ بِيَاءٍ وَنُونٍ، وَلَكِنَّهُمْ كَتَبُوهُ عَلَى لَفْظِهِ؛ لِعُسْرِ تَبَيُّنِهِ أَوْ لِعَدَمِ تَبَيُّنِ قَصْدِهَا، وَقَدْ يُجرَى اضربَنْ مجراه". "الشافية، ص16".
2 في "هـ": والوقف.
3 في "ق"، "هـ": بالألف.
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
5 لفظة "الأكثر" مطموسة في "هـ".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
7 في "ق": فكان.(2/1001)
وإنما قال: "على الأكثر" لأنه كتب عند بعضهم بالنون؛ إلحاقا لاضربَنْ باضربُنْ, على ما سيأتي. وكان القياس يقتضي أن يكون الوقوف1 على "اضربَنْ"2, بواو وألف3 نحو "اضربُوا" وعلى "اضربِنْ"، بياء نحو "اضربي" وهل تضربُنْ، بواو ونون غير هذه النون, وعلى4 هل تضربِنْ بياء ونون غير هذه النون؛ لأنه تبين أن الوقوف على: اضربُنْ اضربِنْ، و5 هل تضربِنْ تضربُنْ بحذف النون ورد المحذوف. والأصل المذكور أن تكتب كل كلمة بصورة لفظها بتقدير الابتداء بها, والوقوف عليها.
وإنما تركوا هذا الأصل ههنا وكتبوه6 على لفظه لعسر تبين هذا الأصل ههنا؛ لأنه لا يعرف الوقف على هذه7 الألفاظ على الوجه المذكور إلا الحُذَّاق8 بعلم الإعراب, ولأنها لو كتبت على هذه الصورة9 لم يتبين10 المقصود منها؛ لأنه لم يعلم التأكيد حينئذ لأنها
__________
1 لفظة "الوقوف" ساقطة من "هـ", وفي "ق": الوقف.
2 زاد في "هـ" لفظة "كتابة" قبل "اضربن".
3 في "ق"، "هـ": بالواو والألف.
4 لفظة "على" ساقطة من "هـ".
5 في الأصل: زادت لفظة "على" بعد الواو.
6 في "هـ": وكتبوا.
7 في "هـ": وهذا.
8 في "ق": الحذق.
9 في "ق"، "هـ": هذا الأصل.
10 في الأصل: بيتني, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".(2/1002)
على هذه الصورة عند إرادة عدم التأكيد1.
قوله: "و [قد] 2 يُجْرَى اضربَنْ مجراه".
أي: وقد يجرى: اضربَنْ للمفرد المذكر مجرى هذه الألفاظ المذكورة ههنا في أنه يكتب على لفظ اضربَنْ لا بالألف؛ لأن التي في آخره نون خفيفة كالنون التي في آخر اضربُنْ اضربِنْ, وهل تضربُنْ وهل تضربِنْ.
وقد تكتب: اضربِنْ -للمفرد المذكر- بالألف؛ لفوات المانعين المذكورين؛ لأنه يتبين التأكيد بكتابة النون ألفا، ولا يعتبر بتبين هذا الأصل.
قوله: "وَمِنْ ثَمَّ كُتب بَابُ قاضٍ بِغَيْرِ يَاءٍ ... " إلى آخره3.
أي: ومن أجل أن كل كلمة تكتب بصورتها بتقدير الابتداء بها والوقوف عليها, كتب باب قاض في4 حالتي الرفع والجر بغير ياء؛ لأن الوقف عليها بغير ياء على الأفصح، وكتب باب القاضي بالياء؛ لأن الوقف عليها بالياء على الأفصح.
وإنما قال: "على الأفصح" فيهما؛ لأن منهم من يقف فيهما بياء, ومنهم من يقف فيهما بحذف الياء. لكن يلزم من يقف بياء أن يكتبها
__________
1 في الأصل، "ق": عند عدم إرادة التأكيد, وما أثبتناه من "هـ".
2 لفظة "قد" إضافة من "ق".
3 وتمام عبارة ابن الحاجب قوله: "..... وَبَابُ الْقَاضِي بِالْيَاءِ عَلَى الأَفْصَحِ فِيهِمَا، وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَ نَحْوُ: بَزَيْدٍ وَلِزَيْدٍ وَكَزَيْدٍ مُتَّصِلاً؛ لأَنًّهُ لا يُوقَفُ عَلَيْهِ، وَكُتِبَ نَحْوُ: مِنْكَ وَمِنْكُمْ وَضَرَبَكُمْ متَّصِلاً؛ لأنَّهُ لا يُبْتَدَأُ بِهِ". "الشافية، ص16".
4 لفظة "في" ساقطة من "ق"، "هـ".(2/1003)
بياء، ومن يقف فيهما1 بحذف الياء أن يكتبهما بغير الياء.
ومن أجل الأصل المذكور كتب نحو: بِزَيد ولِزَيد وكَزَيد متصلا حرف الجر بما بعده كالجزء منه، كما كتبت الكاف ونحوها في: منك ومنكم وضربكم متصلة؛ لأنه لا يبتدأ بهذه الكاف ونحوها.
قوله: "والنظر بعد ذلك فيما لا صورة تخصه...." إلى آخره2.
أي: بعد النظر فيما لا صورة تخصه [هو النظر في شيئين: أحدهما: النظر فيما لا صورة له تخصه] 3, والثاني: النظر4 فيما خُولف فيه الأصل المذكور، إما بوصل وإما بزيادة، وإما بنقص وإما بتبدل.
__________
1 فيهما: ساقطة من "ق".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالنَّظَرُ بَعْدَ ذَلِكَ فِيمَا لاَ صُورَةَ لَهُ تَخُصُّهُ، وَفِيمَا خُولِفَ بِوَصْلٍ أَوْ زِيَادَةٍ أَوْ نَقْصٍ أَوْ بَدَلٍ، فَالأَوَّلُ الْهَمْزَةُ وَهُوَ أَوَّلٌ وَوَسَطٌ وَآخِرٌ. الأَوَّلُ أَلِفٌ مُطْلَقاً نَحْوُ: أَحَد وأُحُد وإِبِل، وَالْوَسَطُ: إمَّا سَاكِنٌ فَيُكْتَبُ بِحَرْفِ حَرَكَتِهِ مِثْلُ: يَسأَل ويلؤُم ويُسئِم، وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْذِفُهَا إنْ كَانَ تَخْفِيفُهَا بِالنَّقْلِ أَوِ الإِدْغَام، وَمِنْهُمْ مَنْ يَحْذِفُ الْمَفْتُوحَةَ فَقَطْ وَالأَكْثَرُ عَلَى حَذْفِ الْمَفْتُوحَةِ بَعْدَ الأَلِفِ، نَحْوُ سَاءَلَ، وَمِنْهُمْ من يحذفها في الجميع, وإما متحرك فيكتب على ما يسهل؛ فلذلك كتب نحو مؤجل بالواو, ونحو فئة بالياء على نحو: سأل ولؤم ويئس، ومن مقرئك ورؤوف، بحرف حركته، وجاء في سئل ويقرئك القولان، والآخر إن كان ما قبله ساكنا حُذف نحو: خَبْء وخِبْء وخَبْئا، وإن كان متحركا كتب بحرف حركة ما قبله كيف كان، نحو قرأ ويقرئ وردُؤ ولم يقرَأْ ولم يُقْرِئْ ولم يردُؤْ" "الشافية، ص16, 17".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
4 لفظة "النظر" ساقطة من "هـ".(2/1004)
والنظر الأول في المهموز. والمهموز إما أن تكون همزته "187" أصلية في1 أوله أو في وسطه أو في آخره. فإن كانت همزته في أوله تكتب الهمزة بالألف2 مطلقا، أي: سواء كانت مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة، نحو: أَحَد وأُحُد وإِبِل؛ للمناسبة التي3 بينها وبين الألف.
وإن كانت همزته في وسطه، فإما أن تكون الهمزة ساكنة أو متحركة. فإن كانت ساكنة تكتب الهمزة بحرف4 حركة ما قبلها، يعني: إن كان ما قبلها مفتوحا يكتب بالألف, وإن كان ما قبلها مضموما5 يكتب بالواو، وإن كان ما قبلها6 مكسورا يكتب بالياء، نحو: يأكل ويؤمن وبئس؛ اعتبارًا بتخفيفها.
وإن كانت متحركة، فإما أن يكون قبلها ساكن أو قبلها متحرك؛ فإن كان قبلها ساكن تكتب بحرف حركة الهمزة، أعني: إن كانت الهمزة مفتوحة كتبت بالألف، وإن كانت الهمزة7 مضمومة كتبت بالواو، وإن كانت مكسورة كتبت بالياء، نحو: يسأَل ويلؤُم ويُسْئِم.
__________
1 لفظة "في" ساقطة من "هـ".
2 لفظة "بالألف" ساقطة من "هـ".
3 لفظة "التي" موضعها بياض في "هـ".
4 في "ق": بحذف. تحريف.
5 ما قبلها: ساقط من "هـ".
6 ما قبلها: ساقط من "ق"، "هـ".
7 لفظة "الهمزة" ساقطة من "ق"، "هـ".(2/1005)
ومنهم من يحذف الهمزة في الخط إن كان تخفيف الهمزة بنقل حركتها إلى ما قبلها أو بإدغامها في حرف1: مثال النقل: يَسَل2 ويَلُم ويُسِم. ومثال الإدغام: "سَوَّة", أي: سَوْءَة، فقلبت الهمزة واوا وأدغمت "الواو"3 في الواو.
ومنهم من يحذف الهمزة المفتوحة بعد النقل في الخط، نحو: يَسْأَل، دون المضمومة والمكسورة نحو: يلؤُم ويُسْئِم؛ لأن حركتها أخف، فهي بالحذف أولى لحركتها، بخلاف المضمومة والمكسورة, فإن حركتيهما قويتان، فلم تناسبا الحذف.
والأكثر على حذف الهمزة المفتوحة بعد الألف في الخط نحو: ساءَل.
ومنهم من يحذف المفتوحة والمضمومة4 والمكسورة بعد الألف نحو: ساءَل وتساؤُل ويُسائِل5.
وإن كانت الهمزة متحركة وقبلها متحرك كتبت بما تسهل به، يعني: إن سهلت بالواو كتبت بالواو، وإن سهلت بالياء كتبت بالياء، وإن سهلت بالألف كتبت بالألف؛ ولذلك6 كتبت نحو: "مُؤَجَّل" بالواو, ونحو: "فِئَة" بالياء، ونحو: "سَأَل" بالألف.
__________
1 في "ق": حروف.
2 في الأصل: يسأل, والصحيح ما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 لفظة "الواو" إضافة من "ق"، "هـ".
4 والمضمومة: ساقطة من "ق".
5 ويسائل: ساقطة من "ق".
6 في "هـ": فلذلك.(2/1006)
وَكُتِبَ نَحْوُ: سَأَل، ولؤُم، ويَئِس، ومِنْ مُقْرِئِك، ورؤُوف بحرف حركة الهمزة، "أي"1: إن كانت حركة الهمزة فتحة كتبت بالألف, وإن كانت ضمة كتبت بالواو, وإن كانت كسرة2 كتبت بالياء.
والمراد بنحو: "سأل...." إلى قوله: "ومن رؤُوف" ألا يكون قبل ضمة، سواء كانت قبلها فتحة أو كسرة.
وجاء في: سُئِل، ويُقْرِئُكَ القولان، يعني: [أنه يجوز أن تكتب سئل بالواو، من حيث إن همزته تسهل بالواو؛ لضمة ما قبلها, ويجوز أن تكتب بالياء من حيث إن همزته مكسورة, ويجوز أن تكتب "يقرئك" بالياء من حيث إن همزته تسهل3 لكسرة ما قبلها، ويجوز أن تكتب بالواو من حيث إن همزته مضمومة.
والمراد بنحو: "سُئِل" ما تكون الهمزة فيه مكسورة وما قبلها مضموما.
والمراد بنحو: "يقرِئُك" ما تكون "188" الهمزة فيه4 مضمومة وما قبلها مكسورا.
وإن كانت5 الهمزة آخرا، فإن كان ما قبلها ساكنا حذفت الهمزة نحو: هذا خَبْء, ومررت بخبء، ورأيت خبئا.
__________
1 لفظة "أي" إضافة من "ق"، "هـ".
2 في الأصل، "ق": مكسورة, وما أثبتناه من "هـ".
3 في "ق": سهل.
4 فيه: ساقطة من "هـ".
5 في الأصل: كان, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".(2/1007)
وليست الألف التي في: [رأيت خبئا] صورة الهمزة، وإنما هي الألف التي يوقف عليها عوضًا من التنوين مثلها في: رأيت زيدا.
وإن كان ما1 قبلها متحركا كتبت بحركة حرف ما قبلها كيفما كانت, يعني: سواء كانت2 الهمزة مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة أو ساكنة، نحو: قَرَأَ يَقْرَأُ، ورَدُؤَ [الشيء يَرْدُؤُ، رَدَاءَة] 3، إذا4 فسد، ولم يَقْرَأْ ولم يُقْرِئْ5 ولم يَرْدُؤْ؛ لأن الوقف بالسكون هو الأصل, فلما قدرت ساكنة وما قبلها متحرك كانت الهمزة مديّرة بحركة ما قبلها؛ ولهذا كتبت الهمزة التي قبلها فتحة بالألف، والتي قبلها ضمة بالواو، والتي قبلها كسرة بالياء, كيفما كانت حركات الهمزة.
قوله: [وَالطَّرَفُ الَّذِي لاَ يُوقَف عَلَيْهِ6؛ لاتِّصَالِ غَيْرِهِ....] إلى آخره7.
__________
1 لفظة "ما" ساقطة من "ق".
2 في "هـ": ما كانت.
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
4 في "هـ": أي.
5 لفظة "يقرئ" ساقطة من "ق"، "هـ".
6 في "ق"، "هـ": عليها.
7 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَالطَّرَفُ الَّذِي لاَ يُوقَفُ عَلَيْهِ؛ لاتِّصَالِ غَيْرِهِ كَالْوَسَطِ نَحْوُ: جُزْؤُك وجُزْأَك وجُزْئِك، وَنَحْوُ: رِدْؤُك وردأَك وردئِك، وَنَحْوُ: يَقْرَؤُهُ ويُقْرِئُكَ، إلا فِي نحو: مقرُوَّة وبرِيَّة بِخِلاَفِ لِئَلاَّ؛ لِكَثْرَتِهِ، أَوْ لِكَرَاهَةِ صُورَتِهِ، وَبِخِلاَفِ لَئِنْ؛ لكثرته". "الشافية، ص17".(2/1008)
أي: الهمزة المتطرفة التي لا يوقف عليها؛ لاتصال غيرها من الضمير المتصل وتاء التأنيث بها كالهمزة المتوسطة. وقد عرفت حكم الهمزة المتوسطة في الكتابة، فكذلك حكم هذه الهمزة من إثبات صورها1 ومن حذفها. فمن كتبها بصورها في الوسط كتبها بصورها في الطرف, ومن حذفها في الوسط حذفها في الطرف، نحو: هذا جُزْؤُك، ومررت بجزْئِك، ورأيت جزْأَك, ونحو2: هذا رِدْؤُك، ومررت بردْئِك، ورأيت ردْأَك, ونحو: يقرَؤُه، ويُقرِئُك.
قوله: [إلا في نحو: مَقْرُوَّة وبَرِيَّة] .
أي: حكم الهمزة المتطرفة المتصل بها ضمير متصل وتاء التأنيث كحكم الهمزة المتوسطة في الكتابة إلا في: مقروة وبرية؛ فإنهم3 كتبوهما بحذف الهمزة من الخط، كما حذفوها من اللفظ.
قوله: "بخلاف الأول المتصل به غيره".
أي: حكم الهمزة المتطرفة المتصل بها غيرها كالهمزة المتوسطة, بخلاف الهمزة الواقعة في الأول المتصلة بغيرها، نحو: بِأَحَد ولِأَحَد وكَأَحَد، فإنه ليس حكمها حكم الهمزة المتوسطة في الكتابة، بل تكتب صورتها التي كانت تكتب بها قبل الاتصال.
__________
1 في "ق": صورتها.
2 ونحو: ساقط من "هـ".
3 في "ق": كأنهما.(2/1009)
قوله: "بخلاف لئلا" هذا جواب عن سؤال مقدر1، وتقدير السؤال: إن الهمزة وقعت فيه أولًا واتصلت باللام، فكان قياسه أن تكتب بالألف على ما ذكرتم، لكنها كتبت بالياء؟
وأجاب عنه2 بوجهين:
أحدهما: كثرة استعماله، فصارت الهمزة في أول الكلمة كالمتوسطة.
والثاني: كراهة صورته، يعني: أنها لو كُتبت بالألف مع حذف النون لكانت صورتها: لألا، فكُره ذلك فكتبت بالياء.
وبخلاف "لَئِنْ"، فإنه يكتب بالياء أيضا؛ لكثرة استعماله, [أو فرقًا بينها وبين المفتوحة الهمزة، فإنها تكتب ألفا, والله أعلم] 3.
قوله: "وكل همزة بعدها حرف مد ... " إلى آخره4.
أي: وكل همزة بعدها حرف مد كصورة الهمزة تحذف الهمزة نحو5: رأيت خطأ6 كراهة اجتماع المثلين مع الاستغناء "عنه"7؛ لأنه ينبغي أن يكون بعد الهمزة ألف، كما كان بعد الدال في نحو:
__________
1 لفظة "مقدر" ساقطة من "هـ".
2 عنه: ساقط من "ق".
3 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق"، "هـ".
4 تمام عبارة ابن الحاجب: "وَكُلُّ هَمْزَةٍ بَعْدَهَا حَرْفُ مَدٍّ كصُورَتِهَا تُحْذَفُ نحو: "خَطَئًا" في النصب، و"مستهزِئُون" و"مستهزِئِين". "الشافية، ص17".
5 لفظة "نحو": ساقطة من "ق".
6 في حاشية الورقة "189" بالأصل: "وأما هذا خطأ ومن خطأ، فإنه يكتب بألف في صورة الهمزة؛ لأنها تطرفت وتحرك ما قبلها، فقياسها أن تصور بحركة ما قبلها، كما تقدم".
7 ما بين المعقوفتين إضافة من "ق"، "هـ".(2/1010)
رأيت زيدا؛ فلذلك كتبوا: [رأيت خطأ] بألف واحدة -وهي ألف التنوين- وكتبوا: "مستهزئون" بواو واحدة هي واو الإعراب، و"مستهزئين" بياء واحدة هي علامة1 الإعراب وحذفوا الهمزة.
قوله: "وقد تكتب الياء2...."3 "إلى آخره"4.
أي: وقد تكتب الياء بدل الهمزة في نحو: "مستهزِئُون" و"مستهزِئِين"؛ لأن الياء ليست مثل الواو في الاستثقال "189", فيستثقلون الواوين لفظا وخطا, ولم يستثقلوا الياءين، ولا الواو والياء لفظا وخطا.
فإن قيل: الألف أخفّ من الواو فينبغي أن يكتب بدل الهمزة الألف, قلنا: إنما لم يكتب الألف؛ لكراهتهم صورة الألف5 مرتين في المثنى رفعًا نحو: مستهزئان، فلم6 تكتب في غيره، اطرادًا للباب, بخلاف: قرأا، يقرأان7، فإنهم كتبوا ذلك بألفين؛ خوف لبس
__________
1 لفظة "علاقة" ساقطة من "ق"، "هـ".
2 عبارة ابن الحاجب ساقطة من "ق".
3 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَقَدْ تُكْتَبُ بِالْيَاءِ، بِخِلاَفِ: قَرَأَا وَيَقْرَأَانِ للَّبْس، وبخلاف نحو: مستهزِئَيْنِ في المثنى لعدم الحدّ، وَبِخِلاَفِ نَحْوِ: ردَائِي وَنَحْوِهِ فِي الأَكْثَرِ؛ لِمُغَايَرَةِ الصورة، أو للفتح الأصلي، وبخلاف نحو: جِنَّائِيّ فِي الأَكْثَرِ؛ لِلْمُغَايَرَةِ وَالتَّشْدِيدِ, وَبِخِلاَفِ: لَمْ تَقْرَئِي للمغايرة واللبس". "الشافية، ص17".
4 إلى آخره: إضافة من "هـ".
5 في "ق": الألفين.
6 لفظة "تكتب" ساقطة من "هـ".
7 في الأصل: لم يقرأان, والصحيح حذف "لم" كما في "ق"، "هـ".(2/1011)
المثنى [بالمفرد لو كتبوا: قرأا بألف واحدة، وخوف لبس المثنى] 1 بالمجموع لو كتبوا: يقرأان بألف واحدة؛ لأنه لم يعلم حينئذ أن2 يقرأان أو يقرأن, جمع المؤنث.
وبخلاف نحو "المستهزِئَيْنِ" في المثنى3، فإنهم كتبوا المثنى بياءين وكتبوا الجمع بياء واحدة نحو "مستهزِئِينَ"؛ لوجود المدة التي تقوم مقام الياء في الجمع, وعدم المدة التي تقوم مقام الياء في المثنى.
وبخلاف رِدَائي في الأكثر، فإنهم كتبوه بياءين في الأكثر لتغاير صورتي الياءين؛ لأن الياء الأولى مخالفة في الصورة للياء الثانية؛ لأن الياء الثانية متطرفة ذات بطن، بخلاف "مستهزئين" لو كتبت بياءين فإن4 صورتيهما5 متحدة6, و7 لفتح الياء الثانية
__________
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
2 لفظة "أن" ساقطة من "ق"، "هـ".
3 اعترض الرضي على ما قاله ابن الحاجب ههنا بقوله: "قوله: بخلاف مستهزئَين في المثنى لعدم المد, ليس بتعليل جيّد؛ لأن المد لا تأثير له في الخط بل إنما كان الحذف لاجتماع المثلين خطا، وهو حاصل سواء كان الثاني مداً أو غير مد، بل الوجه الصحيح أن يقال: إن الأصل ألا تحذف الياء كما ذكرنا؛ لخفة كتابتها على الواو كما ذكرنا، بخلاف الواوين والألفين مع أن أصل مستهزئَيْنِ هو مستهزِئان, تثبت فيه للهمز صورة، فحمل الفرع عليه في ثبوتها. وأما أصل مستهزِئِينَ في الجمع فلم يكن للهمز فيه صورة مثل "مستهزِءُون"؛ لاجتماع الواوين، فحمل الفرع عليه". "شرح الشافية: 3/ 325".
4 في "هـ": لأن.
5 في الأصل: صورتها, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
6 في "هـ": متخدمة.
7 في الأصل، "ق": "أو" بدل "و".(2/1012)
في الأصل، أي: ولأن أصل الياء الثانية "في"1 "ردائي" للفتح، فرُوعِيَ ذلك الفتح الأصلي، بل يعتبر فيها المد حال2 الإسكان3، وحينئذ لم تجتمع الياء الأخرى التي هي صورة الهمزة مع حرف4 مد؛ اعتبارًا لفتح الياء الأصلي.
وإنما قال: في الأكثر؛ لأن بعضهم كتب: "رِدَائِي" بياء واحدة.
وبخلاف: حِنَّائِيّ، فإنها5 كتبت في الأكثر بياءين "لتغاير صورتي الياءين6"، ولتغايرهما في التشديد، فإن7 الثانية مشددة فكرهوا أن يحذفوا الياء الأخرى التي هي صورة الهمزة.
ويعلم من قوله: "في الأكثر" أن منهم من يكتب "حِنَّائِيّ" بياء واحدة.
وبخلاف: لم تَقْرَئِي يا امرأة؛ لتغاير صورتي الياءين، ولحصول لبسه بتَقْرِي8 لو كتبت بياء واحدة.
قوله: "وأما الوصل فقد وصلوا ... " إلى آخره9.
__________
1 لفظة "في" إضافة من المحقق.
2 في "ق": "إدخال" بدلا من "المد حال".
3 في الأصل: الإمكان. تحريف.
4 في "ق": حروف.
5 في "ق"، "هـ": فإنه.
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
7 في "هـ": لأن.
8 من القري.
9 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَأَمَّا الْوَصْلُ فَقَدْ وَصَلُوا الْحُرُوفِ وَشِبْهَهَا بِمَا الحرفية، =(2/1013)
أي: وأما الوصل الخارج عن القياس, فَقَدْ وَصَلُوا الْحُرُوفِ وَشِبْهَهَا1 بِمَا الْحَرْفِيَّةِ، نَحْوَ: {إِنَّمَا إِلَهُكُمُ اللَّهُ} 2، وحيثما، وأينما تكن أكن، وكلما أتيتَني أكرمتك، و {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ 3} 4, بخلاف5 "ما" بمعنى "الذي"، نحو6: إن ما عندك حسن، [وأين ما وعدتني؟ وكل ما عندك حسن] 7؛ لأن "ما" الحرفية كالتتمة للكلمة التي قبلها8 فوصلوها9 بها، و"ما" الاسمية مستقلة بدلالاتها10؛ فلذلك لم يصلوها.
نعم, وصلوا11 "ما" الاستفهامية بحرف الجر: مِمَّهْ، [وعَمَّهْ
__________
1 في "ق": وتشبها, وفي "هـ": وشبههما.
2 سورة "طه": من الآية "98".
3 في "ق": خطاياكم, وفي "هـ": خطاياهم.
4 سورة "نوح": من الآية "25".
5 بخلاف: ساقطة من "هـ".
6 لفظة "نحو" موضعها بياض في "هـ".
7 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
8 قبلها موضعها بياض في "هـ".
9 في "ق": فوصلوا.
10 في "ق"، "هـ": مستثقلة بدلالتها.
11 في "ق": أوصلوا.(2/1014)
وفِيمَهْ] 1؛ لأنها لما حذفت ألفها بقيت على حروف واحد, فوجب الإيصال2.
قوله: "وكذلك: عَنْ مَا في الوجهين3 ... " "إلى آخره4، 5".
أي: وكذلك أوصلوا6 "ما" الحرفية بمن وعن، فقالوا: مِمَّا وعَمَّا، نحو: {مِمَّا خَطِيئَاتِهِمْ} و {عَمَّا قَلِيلٍ} 7, وفصلوا "ما" الاسمية8 عنهما فقالوا: أخذت مِنْ مَا أخذت منه.
وقد تكتب "ما" الحرفية و"ما" الاسمية متصلتين بمن وعن؛ لوجوب إدغام نون من وعن في الميم التي في "ما"؛ مراعاة للفظ مع كون الأول حرفا.
__________
1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".
2 في "هـ": الاتصال.
3 في الوجهين: موضعه بياض في "هـ".
4 إلى آخره: إضافة من "هـ".
5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَكَذَلِكَ: عَنْ مَا ومِنْ مَا فِي الْوَجْهَيْنِ, وَقَدْ تُكْتَبَانِ مُتَّصِلَتَيْنِ مُطْلَقاً لِوُجُوبِ الإدْغَام، وَلَمْ يَصِلُوا مَتَى؛ لِمَا يَلْزَمُ مِنْ تَغْيِيرِ الْيَاءِ, وَوَصَلُوا أَنِ النَّاصِبَةِ لِلْفِعْل مَعَ لاَ بِخِلاَفِ الْمُخَفَّفَةِ نَحْوُ: عَلِمْتُ أَنْ لا يقومُ، وَوَصَلُوا إن الشرطية بلا وما، ونحو: {إِلَّا تَفْعَلُوهُ} ، و {إِمَّا تَخَافَنَّ} ، وحذفت النون في الجمع؛ لتأكيد الاتصال، ووصلوا نحو: يومئذٍ وحينئذٍ في مذهب البناء, فمن ثم كتبت الهمزة ياء وكتبوا نحو الرجل على المذهبين متصلا؛ لأن الهمزة ياء, وكتبوا نحو الرجل على المذهبين متصلا؛ لأن الهمزة كالعدم، أو اختصارًا للكثرة". "الشافية، ص17".
6 في "هـ": وصلوا.
7 سورة "المؤمنون": من الآية "40".
8 في "ق": الاستفهامية.(2/1015)
اعلم أن النون إذا لقيها ميم من كلمة أخرى حذفت النون من الخط للإدغام نحو: سَلْ عَمَّ شِئْتَ "190"، و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} 1. ومنه {مِمَّنْ خَلَقَ} 2، {وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ} 3, سواء كانت استفهامية أو خبرية.
وقال ابن مالك: يجب أن توصل "في" بمن الاستفهامية, و"من" و"عن" بمن الاستفهامية والخبرية4 نحو: فِيمَنْ رغبت، ومِمَّنْ أنت, وعمَّن رويت، وأخذت ممَّن أخذت [وليس في نحو: رغبت في من رغبت إلا الفصل] 5.
ولم يصلوا متى بما الحرفية وإن كانت متى مثل أين؛ لما يلزم من قلب الياء ألفًا لوصل ما بمتى؛ فيقع الوهم "فيها"6.
وإذا لقيتْ ميمُ "أم" ميمًا من كلمة أخرى كتبت بميم واحدة، نحو: "أمَّنْ هو قانت"7, ونحو: "أهم أشد خلقا أمَّنْ خلقنا"8.
__________
1 سورة "النبأ": الآية: 1.
2 سورة "المائدة": من الآية "18"، وسورة "طه": من الآية "4".
3 سورة "التوبة": من الآية "101".
4 جاء في التسهيل ص332: "ووصلت من بمن مطلقا وبما الموصولة غالبا، وعن بمن كذلك, وفي بمن الاستفهامية مطلقا وبما الموصولة غالبا، والثلاثة بما الاستفهامية محذوفة الخبر". ا. هـ.
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
6 لفظة "فيها" إضافة من "ق"، "هـ".
7 سورة "الزمر": من الآية "9".
8 سورة "الصافات": من الآية: "11".(2/1016)
ووصلوا "أن" الناصبة للفعل المضارع مع "لا"1 بالفعل ولم تظهر لها صورة في الخط, نحو: أريد أَلَّا تخرج؛ لأن عملها يدل عليها, ولكثرة استعمالها في كلامهم، بخلاف "أَنْ" المخففة من الثقيلة نحو: علمت2 أَنْ لا يقومُ، [أي: أنه لا يقوم, "و"3 نحو] 4 [ {أَلَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ} 5، إذ الأصل أنهم لا يقدرون] 6؛ إما لقلة استعمالها, وإما لكون أصلها التشديد، فكرهوا أن يزيدوها إجحافًا بالحذف.
ووصلوا "إِنْ" الشرطية بـ "لا" و"ما"، نحو: "إِلَّا تفعل" و {إِمَّا تَخَافَنَّ} 7. قال ابن مالك [رحمه الله] 8: "الوصل في {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ} 9، و {بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي} 10, وفي:
__________
1 ينظر التسهيل: 332.
2 لفظة "علمت" ساقطة من "ق".
3 الواو إضافة من المحقق؛ كي يستقيم المعنى.
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
5 سورة "الحديد": من الآية "29".
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
7 في "ق": إلا تفعلن، وإما تفعلن تخافن, و {إِمَّا تَخَافَنَّ} [الأنفال: 58] .
8 ما بين المعقوفتين إضافة من "هـ".
9 سورة البقرة: من الآية "90".
10 سورة "الأعراف": من الآية "150".(2/1017)
"كَيْلَا"1 في بعض المواضع شاذّ. وكذا الوصل وحذف النون في: "فَإِلَّمْ يستجيبوا لكم"2، وفي3: {أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِدًا} 4.
وفي: {أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ5 عِظَامَهُ} 6 شاذ.
أي: فإن لم يستجيبوا لكم، وأن لن نجعل لكم موعدا، وأن لن نجمع عظامه"7.
وقال الموفق الأندلسي8: "يجوز في: نِعِمَّا وبِئْسَمَا الوجهان"9 وليس بمنافٍ لما ذكره ابن مالك.
قوله: "وحُذِفت النون في الجميع".
أي: وحذفت نون أن الناصبة للفعل المضارع عند اتصالها مع لا بالفعل, ونون إن الشرطية عند اتصالها بـ "لا"، و10 ما. وإنما حذفت
__________
1 سورة "الحشر": من الآية "7".
2 سورة "هود": من الآية "14".
3 لفظة "في" ساقطة من "هـ".
4 سورة "الكهف": من الآية "48".
5 في "هـ": نجعل. تحريف من الناسخ.
6 سورة القيامة من الآية "3"
7 جاء في التسهيل "ص332" ما نصه: "وشاذ وصل" بئس" بما قبل {اشْتَرَوْا بِهِ} ، و {خَلَفْتُمُونِي} ووصل إن بـ {لَمْ يَسْتَجِيبُوا} ووصل "أن" بلن في الكهف والقيامة، وبلا في بعض المواضع، وكذا وصل أم بمن، وكي بلا، وتحذف نون من وعن وإن وأن وميم أم عند وصلهن".
8 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
9 شرح المفصل: 7/ 134.
10 لفظة "ليس" ساقطة من "ق".(2/1018)
النون ههنا ليتأكد الاتصال. وإنما حذفت النون خطا؛ لأنها تحذف لفظا وجوبا للإدغام، فحذفت خطا ليوافق الخط اللفظ.
ولا يريد بحذف النون في اللفظ حذفها بالكلية؛ لأنها تقلب لاما أو ميما ولا تحذف1 بالكلية.
ووصلوا "إذ" بحين ويوم، في: حينئذ ويومئذ2، في مذهب من يبني حين ويوم3 بإضافتهما إلى "إذ".
ولأجل وقوع الهمزة متوسطة حينئذ كتبت الهمزة بالياء، وإلا كان القياس أن تكتب ألفا. ولكن لما وصلت "إذ" بيوم وحين صار كالمتصل يديرها حركة نفسها وهي مكسورة, فكتبت بالياء.
وقد توصل بيوم وحين وتكتب بالياء, وإن لم يكن يوم وحين مبنيا.
وكتبوا اللام متصلة بالاسم الذي بعده، نحو: الرجل، على مذهب سيبويه [والخليل فإن اللام وحدها للتعريف على مذهب سيبويه4] 5, والهمزة واللام معا للتعريف على مذهب الخليل6.
__________
1 ولا تحذف: موضعه بياض في "هـ".
2 في الأصل، "ق": يومئذ وحينئذ, وما أثبتناه من "هـ".
3 في الأصل، "ق": يوم وحين. وما أثبتناه من "هـ".
4 وهذا هو مذهب الأخفش, ونسب إلى سيبويه. "ينظر كشف النقاب: 220، وشرح اللمحة البدرية: 1/ 258, 259".
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
6 مذهب الخليل وسيبويه أن "أل" بجملتها للتعريف. لكن الخليل عنده الهمزة همزة قطع حذفت في الوصل لكثرة الاستعمال, وسيبويه يرى أن الهمزة همزة وصل، فهي زائدة لكنها معتد بها في الوضع. "ينظر الكتاب: 3/ 324, 325".(2/1019)
فكتابة اللام متصلة بما بعدها على مذهب سيبويه ظاهر؛ لأنها حرف واحد، فيجب إيصالها وكتابتها متصلة. وعلى مذهب الخليل يحتاج إلى اعتذار؛ لأن "أل" عنده كَهَلْ1، فكان قياسها أن تكتب منفصلة. [وإنما كتبت متصلة] 2؛ لأن الهمزة "191" لزم حذفها عند الوصل, فصارت كالعدم، أو للاختصار بالاتصال لكثرة استعماله3 في كلامهم.
قوله: "وَأَمَّا الزَّيَادَةُ, فَإِنَّهُمْ زَادُوا بَعْدَ وَاوِ الْجَمْعِ [المتطرفة] 4....." إلى آخره5، 6.
__________
1 ينظر المصدر السابق: 3/ 325.
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
3 في "ق": استعمالهم.
4 لفظة "المتطرفة" إضافة من "هـ".
5 إلى آخره: ساقط من "هـ".
6 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَأَمَّا الزَّيَادَةُ, فَإِنَّهُمْ زَادُوا بَعْدَ وَاوِ الْجَمْعِ الْمُتَطَرِّفَةِ فِي الْفِعْلِ ألِفاً نَحْوُ: أكَلُوا وَشَرِبُوا؛ فَرْقاًَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ وَاوِ الْعَطْفِ، بِخِلاَفِ: يَدْعُو وَيَغْزُو، وَمِنْ ثَمَّ كُتِبَ: "ضَرَبُوا هُمْ" فِي التَّأْكِيدِ بِأَلِفٍ، وَفِي الْمَفْعُولِ بِغَيْرِ ألِفٍ. وَمِنْهُمْ من يكتبها في نحو: "شاربوا الماء"، ومنهم من يحذفها في الجمع، وزادوا في مائة ألفا؛ فرقا بينها وبين "منه"، وألحقوا المثنى به بخلاف الجمع، وزادوا في عمرو واوا؛ فرقا بينه وبين عمر مع الكثرة، ومن ثم لم يزيدوه في النصب، وزادوا في أولئك واوا فرقا بينه وبين إليك، وأجري أولاء عليه، وزادوا في أولى واوا فرقا بينه وبين إلى، وأجري أولو عليه". "الشافية، ص17".(2/1020)
اعلم أنهم زَادُوا بَعْدَ وَاوِ الْجَمْعِ الْمُتَطَرِّفَةِ فِي الْفِعْلِ الماضي والأمر ألفا إذا كانت منفصلة نحو: جادوا، وسادوا, وزادوا؛ للفرق بينها وبين الواو الأصلية نحو: يدعو ويغزو، وبينها وبين واو العطف.
وزادوا أيضا بعد واو الجمع المتطرفة ألفا وإن لم تكن منفصلة نحو: أكلوا وشربوا؛ اطرادا للباب، بخلاف: يدعو، ويغزو، فإنه لا يزاد بعد الواو ههنا ألف؛ لعدم اللبس، لعدم زيادة الألف بعدها، وإن كانت الواو منفصلة، نحو: يغزو؛ لأن المفرد لا بد من الواو في بنيته.
ولقائل أن يمنع عدم اللبس؛ لأنه إذا كان بعدها ألف علم أنه مضارع: غزا، وإذا لم يكن التبس مضارع غزا بمضارع غزوا.
اعلم أنه قد يزاد الألف في نحو: يدعو ويغزو, نص عليه المبرد1 -رحمه الله2- وغيره3, وإن اقتضى ظاهر كلام المصنف أنه لا يزاد.
ولأجل أنهم زادوا بعد واو الجمع المتطرفة ألفا للفرق، كتبوا4: ضربوا هم5 بألف, إذا كان "هم" تأكيدا لواو الجمع6.
__________
1 ينظر المقتضب: 1/ 260، 3/ 40.
2 جملة "رحمه الله" إضافة من "هـ".
3 ينظر الهمع: 2/ 238.
4 في الأصل، "ق": كتبت, وما أثبتناه من "هـ".
5 في "هـ": اضربوهم.
6 ينظر الهمع: 2/ 238.(2/1021)
وإذا كان مفعولا به لم يكتب1: ضربوهم بألف؛ للفرق بين التأكيد وبين المفعول, والمفعول ههنا ضمير متصل والمتصل كالجزء مما قبله.
ومنهم من يكتب الألف بعد واو الجمع الذي في اسم الفاعل نحو: شاربوا الماء، وزائروا زيد2 كما كتبت بعد الواو المتطرفة في الفعل لاطراد الباب.
ومنهم من يحذف الألف في الجميع، أي: في الفعل واسم الفاعل, ويلزم الالتباس لندوره ولزواله بالقرائن.
وزادوا الألف في مائة؛ للفرق بينها3 وبين مِنْه4. وخصت مائة بالزيادة لكونها اسما، ولأنه قد حذف منها5 لامها, فالزيادة جائزة لما حذف منها6.
__________
1 ينظر المصدر السابق.
2 نسب السيوطي هذا الرأي إلى الكوفيين. ينظر الهمع: 2/ 238.
3 في "هـ": بينه.
4 هذه العلة أخذها أبو حيان وغيره عن ابن الحاجب. ينظر الهمع 2/ 238.
5 في النسخ الثلاث: منه, والأنسب للمعنى ما أثبتناه.
6 جاء في الهمع "2/ 239": "وجعل الفرق في "مائة" دون "منه" إما لأن "مائة" اسم ومنه حرف، والاسم أصل للزيادة من الحرف، وإما لأن المائة محذوفة اللام يدل على ذلك: أَمْأَيْتُ الدراهم، فجعل الفرق في "مائة" بدلا من المحذوف مع كثرة الاستعمال؛ ولذلك لم يفصلوا بين "فئة" و"فيه" لعدم كثرة الاستعمال. وقال محمد بن حرب البصري المعروف بالملهم صاحب الأخفش: كانت هذه الألف في "مائة" أولى منها بمنه؛ لأن أصل "مائة" مئية على وزن فعلة, من مئيت ". ا. هـ.
وهذا تعليل البصريين لزيادة الألف في "مائة". واعترض الكوفيون عليه وقالوا: "إنما زيدت فرقا بينها وبين فئة ورئة في انقطاع لفظها في العدد وعدم انقطاع فئة ورئة؛ لأنك تقول: تسع مائة. ولا تقول: عشر فئات، بل تقول: ألف. وتقول: تسع فئات وتسع رئات وعشر رئات، فلا ينقطع ذكرها به في التعشير، فلمخالفتها فيما ذكر خالفوا بينها وببينها". "المصدر السابق".(2/1022)
وألحقوا مثنى مائة، وهو مائتان، بمائة في زيادة الألف وإن لم يحصل الالتباس في المثنى؛ لوجود صورة المفرد في المثنى، بخلاف الجمع نحو: مئات؛ فإنه لا لبس ولا وجود لصورة [المفرد فيه؛ لسقوط] 1 ياء "مائة" في: مئات.
وزادوا الواو في عمرو؛ للفرق بينه وبين عمر.
[ولأجل أن زيادة الواو بعد عمرو للفرق بينه وبين عمر] 2 لم يزيدوا الواو بعد "عمرو" في النصب؛ لوجود الفرق بينهما بالألف بعد عمرو وعدمها بعد عمر.
وإنما زيدت الواو دون الألف والياء؛ لئلا يلتبس بالمضاف إلى ياء المتكلم.
وإنما خص عمرو بزيادة الواو؛ لأنه أخف في اللفظ من عمر.
وزادوا الواو بعد أولئك؛ للفرق بينه وبين إليك3. وإنما خصت بالزيادة لكونها اسما.
__________
1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
3 وزعم الكوفيون أن زيادة الواو بعد أولئك؛ للفرق بينها وبين إليك الاسمية؛ لأن إلى قد تستعمل اسما، حكوا من كلام العرب: انصرفت من إليك. وهذا منهم بناء على أن الفرق إنما جعل في المتحد الجنس. "ينظر الهمع: 2/ 239".(2/1023)
وأُجري "أولاء" على "أولئك" في زيادة الواو وإن لم يكن فيه لبس؛ لأنه هو هو.
وكذا يزاد الواو في "أولات" وإن لم يحصل الالتباس؛ لوجود "أولاء" فيه.
قوله: "وأما النقص فإنهم كتبوا...." إلى آخره"1.
أي: وأما النقص "192" الخارج عن القياس، فإنهم كتبوا كل مشدّد من كلمة واحدة حرفا واحدا نحو: شدّ، ومدّ، وادّكر، إلا في: {بِأَيِّيكُمُ الْمَفْتُونُ} 2، فإنه كتب3 في المصحف بياءين وهو شاذ, لا يقاس عليه4.
وأجري نحو: قَتَتُّ، وهو أن يكون لام الفعل الماضي مدغما في تاء الضمير للفاعل [مجرى المشدد من كلمة في كتابته حرفا واحدا؛ لشدة اتصال الفاعل] 5 بالفعل مع كون لام الفعل وتاء الفاعل مثلين.
__________
1 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وأما النقص فَإِنَّهُمْ كَتَبُوا كُلَّ مُشَدَّدٍ مِنْ كَلِمَةٍ حَرْفاً وَاحِداً نَحْوُ: شَدَّ وَمَدَّ وَادّكَرَ، وَأُجْرِي نَحْوُ: قتت مجراه، بخلاف نحو: وَعَدْتُ واجبَهْهُ، بخلاف لام التعريف مطلقا نحو: اللحم والرجل؛ لكونها كَلِمَتَيْنِ، وَلِكَثْرَةِ اللَّبْسِ، بِخِلاَفِ الَّذِي وَالَّتي وَالَّذِينَ؛ لِكَوْنِهَا لاَ تَنْفَصِلُ، وَنَحْوُ اللذينِ فِي التَّثْنِيَةِ بلامين، وحُمل اللتين عليه، وكذا اللاءون وَأخَوَاتُهُ، وَنَحْوُ: عَمَّ وَمِمَّ وَإمَّا وَإلاَّ لَيْسَ بِقِيَاسٍ، وَنَقَصُوا مِنْ: {بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ} الألف؛ لكثرته، بخلاف بالرجل ونحوه". "الشافية، ص17".
2 سورة "القلم": من الآية "6".
3 في الأصل، "هـ": فإنهم كتبوه, وما أثبتناه من "هـ".
4 عليه: موضعها بياض في "ق".
5 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".(2/1024)
بخلاف نحو: "وعدت" مما قلبت "فيه"1 لام الماضي تاء وأدغمت في تاء الفاعل، فإن المشدد يكتب حرفين؛ لفقدان المثلين.
وبخلاف: "اجْبَهْهُ"؛ لفقدان كون المدغم فيه فاعلا.
وبخلاف لام التعريف المدغم في الحرف الذي من كلمة أخرى، سواء كان ذلك الحرف لاما نحو: اللحم, أو غيره نحو: الرجل؛ فإنه يكتب المشدد حرفين؛ لكونهما كلمتين، أي: لكون لام التعريف كلمة والحرف الذي أدغم فيه لام التعريف من كلمة، ولأنه لو كتبت المشدد ههنا حرفا "واحدا"2، نحو: الّحم، وارّجل أدى إلى كثرة اللبس, أي: لبس المعرف باللام بغير المعرف باللام الداخل عليه همزة الاستفهام.
بخلاف: الذي والتي والذين؛ فإن اللام المشددة فيها كتبت حرفا واحدا، على القياس؛ لأن لام التعريف ههنا لا تنفصل عن الكلمة التي أدغمت في أولها؛ فإنه لا يقال: لذي ولتي ولذين، ولا: ذي وتي وذين، بخلاف لام التعريف التي في نحو: الرجل واللحم، فإنها تنفصل نحو: لحم ورجل، ولأن لام التعريف في: الذي والتي والذين كالجزء منها، ولكثرة استعمال الذي والتي والذين.
__________
1 لفظة "فيه" إضافة من المحقق.
2 لفظة "واحدا" إضافة من "ق".(2/1025)
وإنما كتبوا "اللذيْنِ" للتثنية بلامين مع أنها لا تنفصل كالذي والذين للجمع؛ للفرق بين المثنى والمجموع، ولأنه لم يكثر كثرة المفرد والجمع.
وإنما كتبوا "اللتين" للتثنية بلامين، مع أنه لا يلتبس1 بالمجموع لأن جمعها: اللواتي، حملا للتين في التثنية على اللذين في التثنية؛ لأن كل واحد منهما مثنى من الموصولات.
وكذلك كتبوا اللاتي2 وأخواتها، أعني: اللاتي واللائي3 واللواتي، بلامين مع "أن القياس"4 يقتضي أن يكتبوا بلام واحدة؛ لأن من جملة جمع المؤنث اللاء ويجب كتابته بلامين؛ لأنهم لو كتبوا بلام واحدة "لالتبس" بإلا، فكتبت البواقي أيضا بلامين؛ اطرادًا لباب جمع المؤنث؛ لأنها بمعناه ولفظها5 كلفظه، ولأن اللتين واللواتي وأخواتها لم تكثر كثرة الذي والتي والذين.
اعلم أنهم حذفوا نون "عن" و"من" في اللفظ عند إدغامها في الميم التي في "ما" الاستفهامية والخبرية، نحو6: "سل عَمَّ شئت"
__________
1 في "ق": لا يلبس.
2 في "هـ": اللاءون.
3 واللائي: ساقط من "ق".
4 ما بين المعقوفتين مطموس في "هـ".
5 في "ق": ولفظه.
6 في "ق": مثل.(2/1026)
و {عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ} 1، {مِمَّ خُلِقَ} 2 و {مِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ} 3, وحذفوا نون إن الشرطية في اللفظ عند إدغامها في لام "لا"4 وميم "ما" نحو: إِلَّا تذهب أذهب5, وأما6 نحو:
"46"
إِمَّا ترى رأسي تغير لونه ... ......................7
فقال المصنف -رحمه الله تعالى8-: هذا الحذف -[وهو حذف] 9 الحرف الذي هو10 آخر إحدىالكلمتين في اللفظ إذا أدغمت في أول الكلمة الأخرى- شاذ، فلا يقاس عليه.
__________
1 سورة "النبأ": الآية "1".
2 سورة "الطارق": من الآية "5".
3 سورة "التوبة": من الآية "101".
4 لفظة "لا" ساقطة من "ق".
5 لفظة "أذهب" ساقطة من "هـ".
6 لفظة "أما" ساقطة من "ق"، "هـ".
7 هذا صدر بيت من الكامل، قاله حسان بن ثابت الأنصاري، وعجزه:
شَمَطًا فأصبح كالثَّغَام المُمْجل
ينظر اللسان "ثغم": 1/ 487، والهمع: 2/ 78، والدرر: 2/ 97 وهو في ديوانه "310". والثغام: نبت يكون في الجبل يبيضّ إذا يبس "الصحاح: ثغم: 5/ 1880". وأنشده شاهدا على حذف نون "إن" الشرطية في اللفظ عند إدغامها في "ما" وهو شاذ.
8 ما بين الشرطتين إضافة من "هـ".
9 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
10 لفظة "هو" ساقطة من "هـ".(2/1027)
ونقصوا الألف من الاسم في: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"؛ لكثرة استعماله، بخلاف: باسم الله "193" مقتصرا عليه، وباسم ربك، ونحوه.
وكذلك1 نقصوا الألف من: الله، والرحمن مطلقا2، أي: في: "بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ" وفي3 غيره؛ لكثرة استعمالها.
وكذلك نقصوا "الألف"4 من "الحرث"5 -علما- ما لم يخل من الألف واللام، ومن "السلم6 عليكم"7, ومن "عبد السلم8" ومن "مليكة"، و"سموات"، و"صلحين", و"صلحات"، ونحوها، ما لم9 يخف لبس.
وكذا من "ثمنية"10 ونحو "ثمني11 عشر"، وفي: ثمنين12 وثلث وثلثين؛ لطول الاسم.
__________
1 في "ق": وهكذا.
2 لفظة مطلقا ساقطة من "ق".
3 لفظة "في" ساقطة من "ق".
4 لفظة "الألف" إضافة من "هـ".
5 في "ق": الحارث.
6 في الأصل، "ق": السلام, وما أثبتناه من "هـ".
7 في "هـ": عليك.
8 في الأصل، "ق": عبد السلام, وما أثبتناه من "هـ".
9 في الأصل: فيما.
10 في الأصل: ثمانية, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
11 في الأصل: ثماني, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
12 قال ابن مالك: "في ثمانين وجهان". التسهيل: 336.(2/1028)
ويجوز أيضا من "الثلث". فإن لم يضف ولم يُوصف بها فإثبات الألف لا غير، نحو: "احفظ ثلاثا"؛ لأنه لم يطل كطول الأول.
ويجوز حذف الألف من: "دراهم1"، إذا أضيف إليها ثلاثة إلى عشرة، نحو: "ثلاثة درهم، وعشرة درهم"؛ لأنه قد علم أن هذا العدد لا يضاف إلا إلى الجمع، فإن لم يضف إليها نحو: "هذه الدراهم"، لم يحذف.
لكن لا يجوز حذف الألف من: دنانير، وقراريط، وطساسيج إذا أضيف إليها ثلاثة إلى عشرة؛ لكراهتهم الجمع بين الأمثال، فأثبتوا الألف حاجزا بينهما, ولا الألف من هاهنا؛ لئلا يجمع بين هاءين.
قوله: "ونقصوا من نحو: للرجل وللدار، جرا وابتداء".
اعلم أنه إذا دخل لام الابتداء أو لام الجر على نحو: الرجل والدار نقصوا الألف في الكتابة، فقالوا2: "للرَّجُلُ خيرٌ من المرأة"، "وللدار الآخرة3 خير من الأولى" وهذا السيف للرجل, وهذا الحصير للدار.
وإنما نقصوا الألف مع أن القياس إثباتها، نحو: بالرجل وكالرجل لئلا يلتبس؛ لأنه لو كتبت4 الألف مع لام الجر أو لام الابتداء لصار
__________
1 في "هـ": الدراهم.
2 فقالوا: موضعها بياض في "هـ".
3 في "ق"، "هـ": الأخيرة.
4 في الأصل: كتبت, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".(2/1029)
صورتها صورة "لا" بعدها صورة "لرجل", بخلاف قولك: "بالرجل وكالرجل، فإنه لا يحصل الالتباس"1 بكتابة الألف.
ومعنى قوله: "جرا وابتداء" أنه نحو "للرجل" حال كون اللام للجر أو للابتداء.
قوله: "ونقصوا مع الألف...." إلى آخره2.
أي: ونقصوا اللام مع نقص الألف فيما أوله لام نحو3: اللحم واللبن إذا دخل عليه لام الجر, أو لام الابتداء نحو: لِلَّحم ولِلَّبن، أما حذف الألف فلما ذكرناه. وأما حذف اللام فلئلا يجتمع4 ثلاث لامات؛ لام الابتداء وفاء الكلمة.
قوله: "ونقصوا من أَبْنُك ... " إلى آخره5.
__________
1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".
2 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَنَقَصُوا مَعَ الألفِ واللاَّمِ مِمَّا فِي أَوَّلِهِ لامٌ نَحْوُ: لِلَّحْمِ ولِلَّبَنِ كَرَاهِيَةَ اجْتِمَاعِ ثَلاثِ لامَاتٍ، وَنَقَصُوا مِنْ نَحْوِ: "أَبْنُكَ بَارٍّ؟ " في الاستفهام، و"أصطفى البنات"، ألف الوصل، وجاء في: "آلرجل الأمران". "الشافية، ص17".
3 لفظة "نحو" ساقطة من "هـ".
4 في "ق": فلئلا.
5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ونقصوا من نحو ابْنٍ إِذَا وَقَعَ صِفَةً بَيْنَ عَلَمَيْنِ أَلِفَهُ مِثْلُ: هَذَا زَيْدُ بْنُ عَمْرٍو، بِخِلاَفِ زيدٌ ابْنُ عَمْرٍو، وَبِخِلاَفِ الْمُثَنَّى، وَنَقُصُوا أَلِفَ "هَا" مع اسم الإشارة نحو: هذا وهذه وهذان وهؤلاء بخلاف هاتا وهاتي؛ لقلته، فإن جاءت الكاف ردت، نحو: هاذاك وهاذانك، لاتصال الكاف، ونقصوا الألف من ذلك وأولئك، ومن الثلث والثلثين، ومن لكنْ ولكنَّ، ونقص كثير الواو من داود، والألف من إبراهيم وإسماعيل وإسحاق، وبعضهم الألف من عثمان وسليمان ومعاوية". "الشافية، ص17".(2/1030)
أي: ونقصوا ألف الوصل من نحو قولك: "أَبْنُكَ بَارٌّ؟ "، و {أَصْطَفَى الْبَنَاتِ} 1 مع أن القياس ألا يحذف؛ لأن دخول الحرف على الاسم أو الفعل لا يوجب حذف ألف الوصل في الكتابة إذا كان في أوله ألف وصل، نحو: بابنك، ولابنك. وإنما حذفت ههنا كراهة اجتماع الألفين في أول الكلمة مع وجوب حذفها لفظا.
اعلم أن في إطلاق ألف الوصل على ألف "اصطفى"، و"ابنك" نظرا.
قوله: "وجاء في "آلرجل؟ " الأمران".
أي: إذا دخل حرف الاستفهام على الاسم المعرف بلام التعريف نحو: الرجل جاز الأمران؛ حذف ألف2 الوصل في الخط؛ لما ذكرناه، وإثباتها في الخط لئلا يلتبس الاستخبار بالخبر فيما3 كثر استعماله بخلاف "أصطفى"، فإنه يحذف في الخط أحد الألفين؛ لأنه لم يكثر كثرة: آلرجل، ولأنه بإثبات الألفين في اللفظ، فكذا عملوا في الخط، بخلاف "أصطفى"؛ فإن أكثرهم "194" يحذفون إحدى الألفين منه.
قوله: "ونقصوا من ابن, إذا وقع صفة".
__________
1 سورة "الصافات": من الآية "153".
2 لفظة "ألف" ساقطة من "هـ".
3 في "هـ": فلما. تحريف.(2/1031)
أي: ونقصوا الألف -أي: الهمزة- لفظا وخطا من "ابن" مضافا إلى علم إذا وقع صفة لعلم، نحو: هذا زيدُ بنُ عمرو؛ لكثرة الاستعمال، مع أمن اللبس، بخلاف ما إذا وقع خبرا بين علمين نحو: زيدٌ ابنُ عمرو، بخلاف ما إذا وقع1 صفة لغير علم، نحو: يا رجلُ ابنَ عمرو, أو2 مضافا إلى غير علم نحو: يا زيد ابن أخينا, وبخلاف مثنى الابن وجمعه الواقعين صفة بين علمين نحو: يا زيدانِ ابنا عمرو3، ويا زيدون ابنو عمرو4، فإنه لا تحذف الهمزة في هذه الصور؛ لأنه لم يكثر استعماله في هذه المواضع كثرته.
ونقصوا ألف "ها" في: هذا، وهذه، وهؤلاء؛ لكثرة استعمالها وجعلها كلمة واحدة, وفي: هذان، للحمل على: هذا، لكونه تثنية "هذا" بخلاف: هاتا وهاتي، فإنه لا تحذف الألف فيهما؛ لأنه لم يكثر كثرة هذا، وهذه، وهؤلاء. وبخلاف ما إذا صُغِّر نحو: هَاذَيّا وهاؤُلَيَّاء؛ لأنه لم يكثر [كثرة: هذا] 5 وهؤلاء.
__________
1 في الأصل: كان, وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
2 في الأصل: "و", وما أثبتناه من "ق"، "هـ".
3 رفع ركن الدين تابع المنادى "ابنا" المضاف إلى ما بعده حملًا على لفظ المنادى المبني على الألف، ولو حمل على المحل لقال "ابني".
4 رفع كذلك "ابنو" حملًا على لفظ "زيدون"، ولو حمل على المحل لقال: "ابنيْ".
5 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".(2/1032)
ولو فصل بينهما الضمير نحو: "هاهوذا"، و"هاأناذا" لم يحذف1 الألف؛ لامتناع جعل "ها" مع "ذا" كلمة واحدة، مع وجود الفصل، ولقلة الاستعمال.
فإن اتصلت كاف الخطاب بهذا رُدَّت الألف، نحو: هاذاك وهاذانك؛ لاتصال الكاف به، يعني: لما اتصل الكاف بذا، وصارت الكاف كالجزء منه كرهوا أن يصلوا معه هاء، مع إمكان انفصاله عنه؛ لئلا يمزجوا ثلاث كلمات مع استثقال الكلمة الأولى وهي "ها"، ولأنهم إنما ردوا الألف لقلة استعمال: هاذاك، وهاذانك.
قوله: "ونقصوا الألف من ذلك وأولئك".
أي: ونقصوا الألف في الكتابة من: ذلك وأولئك، ومن الثلث والثلثين؛ للاختصار.
ونقص كثيرٌ الواوَ من: داوُد، وطاوُس، وناوُس؛ كراهة اجتماع الواوين, وكذا من: رءوس -جمع رأس- عند بعضهم.
ولا تحذف الواو من: ذَوُو مال؛ لئلا يلتبس بالواحد، ولا من نحو2 طواويس عند الأكثرين؛ لأن لام الكلمة قد حذفت، ولأن الفتحة خفيفة.
ونقص بعضهم الألف من: عثمان وسليمان ومعاوية في الخط؛ طلبا للتخفيف لكثرة استعماله، مع كونه علما مشهورا.
__________
1 ما بين المعقوفتين موضعه بياض في "هـ".
2 لفظة "نحو" ساقطة من "ق".(2/1033)
اعلم أن حذف الألف من الأعلام1 ليس مخصوصا بهذه الأسماء, بل هو كثير فيما كثر استعماله من الأعلام الزائدة على ثلاثة أحرف ما لم يحذف منها شيء كإسرائيل وداود، ولم يخف الالتباس، فكما يحذف من سليمان وعثمان يحذف2 من: مروان وغطفان.
وإن لم يكثر استعماله في الكلام، نحو: إسرافيل وميكائيل وإلياس, لم يحذفوا. هذا في الأسماء التي لا تستعمل إلا أعلاما.
أما في3 غير تلك الأسماء نحو: الحارث والقاسم والظاهر, الأعلام, فإنه يحذف منها الألف؛ لطولها بالألف واللام.
[فإن لم يكن علما بل صفة، أو علما لكن مع الألف واللام] 4 نحو: حارث وقاسم وظاهر، أعلاما، فإنه لا يحذف منها، اللهم إلا إذا كان مشهورا كثير الاستعمال.
قوله: "وأما البدل فإنهم كتبوا كل ألف ... " إلى آخره5.
أي: وأما البدل الخارج عن قياس الكتابة الأصلي, فَإِنَّهُمْ "195" كَتَبُوا كُلَّ ألِفٍ رَابِعَةٍ فَصَاعِداً فِي اسم أو فعل ياء، نحو: مَغْزَى، ويَعْرَى، وأنثى، وقربى؛ تنبيهًا على أنها تنقلب ياء، فإنها تكتب
__________
1 في "ق": الصلاة.
2 في "ق": بخلاف.
3 في الأصل زادت لفظة "الأعلام" بعد "في".
4 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "وَأَمَّا الْبَدَلْ, فَإِنَّهُمْ كَتَبُوا كُلَّ ألِفٍ رَابِعَةٍ فَصَاعِداً فِي اسْمِ أَوْ فِعْلٍ يَاءً إلاَّ فِيمَا قَبْلَهَا يَاءٌ، إلاَّ فِي نَحْوَ: يَحْيَى ورَيَّى, عَلَمَيْنِ". "الشافية، ص18".(2/1034)
وإن لم تكن مبدلة عن ياء كتبت ألفا، سواء كانت مبدلة عن واو نحو: عصا, أو لم تكن مبدلة عن شيء.
ومنهم من يكتب الباب كله، أي: الألف الثالثة سواء كانت غير مبدلة أو مبدلة عن ياء أو مبدلة عن واو بالألف؛ لأن القياس أن تكتب الألف بالألف1 مع أنه أنفى للغلط على الكاتب.
وعلى تقدير كتابة الألف الثلاثية بالياء؛ فإن كان الاسم الذي فيه هذه الألف منونا, فالمختار عندنا2 أنه يكتب أيضا بالياء, وهو قياس المبرد3.
وقياس المازني أن تكتب بالألف في الأحوال كلها4، أي: في النصب والجر والرفع؛ لأنها ألف التنوين في الأحوال الثلاث عنده.
وقياس سيبويه أن يكتب المنصوب بالألف وأن يكتب ما سواه -أعني: المرفوع والمجرور- بالياء؛ لأن الألف الموجودة في النصب ألف التنوين عنده, بخلاف الألف الموجودة في الرفع والجر. وقد تقدم في باب الوقف ما يرشد إلى ذلك.
قوله: "ويُتَعَرَّف الياء من الواو بالتثنية ... " إلى آخره5.
__________
1 بالألف: ساقطة من "هـ".
2 أي: عند البصريين, وهو واحد منهم.
3 ينظر المقتضب: 3/ 81، 83، وينظر كذلك الهمع: 2/ 242.
4 ينظر المنصف: 1/ 7.
5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ويتعرف الياء من الواو بِالتَّثْنِيَةِ، نَحْوُ: فتيانِ وعصوانِ، وَبِالْجَمْعِ نَحْوُ: الْفَتَيَاتِ وَالْقَنَوَاتِ، وَبِالْمَرَّةِ نَحْوُ: رَمْية وغَزْوة، وَبِالنَّوْعِ نَحْوُ: رِمْية وغِزْوة, وَبِرَدِّ الْفِعْلِ إلى نَفْسِكَ نَحْوُ: رَمَيْتُ وَغَزَوْتُ, وَبالمُضَارَع نَحْوُ: يَرْمِي وَيَغْزُو، وَبِكَوْنِ الْفَاءِ وَاواً نَحْوُ: وَعَى، وَبِكَوْنِ الْعَيْنِ وَاواً نَحْوُ: شَوَى إلاَّ مَا شَذَّ نَحْوُ: القُوَى والصُّوَى فإِنْ جُهلت, فَإنْ أُميلت فَالْيَاءُ نَحْوُ: مَتَى وَإلاَّ فَالأَلِفُ. وَإِنَّمَا كَتَبُوا: لَدَى بِالْيَاءِ لِقَوْلِهِم: لديك، وكلا كتبت على الوجهين لاحتمالهما. وَأمَّا الْحُرُوفُ فَلَمْ يُكْتَبْ مِنْهَا بِالْيَاءِ غَيْرُ: بلى وإلى وحتى وعلى. والله أعلم بالصواب". "الشافية، ص18".(2/1035)
وإن لم تكن مبدلة عن ياء كتبت ألفا، سواء كانت مبدلة عن واو نحو: عصا, أو لم تكن مبدلة عن شيء.
ومنهم من يكتب الباب كله، أي: الألف الثالثة سواء كانت غير مبدلة أو مبدلة عن ياء أو مبدلة عن واو بالألف؛ لأن القياس أن تكتب الألف بالألف1 مع أنه أنفى للغلط على الكاتب.
وعلى تقدير كتابة الألف الثلاثية بالياء؛ فإن كان الاسم الذي فيه هذه الألف منونا, فالمختار عندنا2 أنه يكتب أيضا بالياء, وهو قياس المبرد3.
وقياس المازني أن تكتب بالألف في الأحوال كلها4، أي: في النصب والجر والرفع؛ لأنها ألف التنوين في الأحوال الثلاث عنده.
وقياس سيبويه أن يكتب المنصوب بالألف وأن يكتب ما سواه -أعني: المرفوع والمجرور- بالياء؛ لأن الألف الموجودة في النصب ألف التنوين عنده, بخلاف الألف الموجودة في الرفع والجر. وقد تقدم في باب الوقف ما يرشد إلى ذلك.
قوله: "ويُتَعَرَّف الياء من الواو بالتثنية ... " إلى آخره5.
__________
1 بالألف: ساقطة من "هـ".
2 أي: عند البصريين, وهو واحد منهم.
3 ينظر المقتضب: 3/ 81، 83، وينظر كذلك الهمع: 2/ 242.
4 ينظر المنصف: 1/ 7.
5 عبارة ابن الحاجب بتمامها: "ويتعرف الياء من الواو بِالتَّثْنِيَةِ، نَحْوُ: فتيانِ وعصوانِ، وَبِالْجَمْعِ نَحْوُ: الْفَتَيَاتِ وَالْقَنَوَاتِ، وَبِالْمَرَّةِ نَحْوُ: رَمْية وغَزْوة، وَبِالنَّوْعِ نَحْوُ: رِمْية وغِزْوة, وَبِرَدِّ الْفِعْلِ إلى نَفْسِكَ نَحْوُ: رَمَيْتُ وَغَزَوْتُ, وَبالمُضَارَع نَحْوُ: يَرْمِي وَيَغْزُو، وَبِكَوْنِ الْفَاءِ وَاواً نَحْوُ: وَعَى، وَبِكَوْنِ الْعَيْنِ وَاواً نَحْوُ: شَوَى إلاَّ مَا شَذَّ نَحْوُ: القُوَى والصُّوَى فإِنْ جُهلت, فَإنْ أُميلت فَالْيَاءُ نَحْوُ: مَتَى وَإلاَّ فَالأَلِفُ. وَإِنَّمَا كَتَبُوا: لَدَى بِالْيَاءِ لِقَوْلِهِم: لديك، وكلا كتبت على الوجهين لاحتمالهما. وَأمَّا الْحُرُوفُ فَلَمْ يُكْتَبْ مِنْهَا بِالْيَاءِ غَيْرُ: بلى وإلى وحتى وعلى. والله أعلم بالصواب". "الشافية، ص18".(2/1036)
اعلم أنه يُتَعَرَّف ذوات الياء من ذوات الواو بوجوه، منها: التثنية، فإن الألف في ذوات الياء تنقلب ياء، وفي ذوات الواو تنقلب واوا في التثنية، نحو: فتيانِ وعصوانِ, في: فتى وعصا.
وأما الفتوة فشاذ [عند من يقول: فتى يائي.
ومنها: الجمع بالألف والتاء، نحو: الفتيات والقنوات] 1، في: الفتى والقنا، أي: الفتاة والقناة.
ومنها: المرة، كرَمْية وغَزْوة، فإنه بها يتعرف أن رمى من الياء, وغزا من الواو.
ومنها: النوع، نحو: رِمْية وغِزْوة، فإنه يتعرف به أيضا أن رمى من الياء، وغزا من الواو.
ومنها: رد الفعل الثلاثي إلى المتكلم، كرد "رمى" و"غزا" إلى: رميتُ وغزوتُ [فإنه [يعرف] بسماع: رميتَ وغزوتَ] 2.
اعلم أن "رمى" من الياء، وأن3 "غزا" من الواو.
__________
1 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "ق".
3 لفظة "أن" ساقطة من "ق"، "هـ".(2/1037)
ومنها: كون الفاء واوا نحو: وَعَى ووَرَى؛ فإنه يتعرف به أن ألفه من الياء، لا من الواو؛ لأنه ليس في كلامهم ما فاؤه واو ولامه واو إلا نادرا.
ومنها: كون العين واوا، نحو: شوى؛ فإنه يتعرف به1 أن ألفه من الياء؛ لأنه ليس في كلامهم ما عينه2 "196" ولامه واو3 إلا ما شذ، نحو: القُوَى، والصُّوَى4 -لأحجار هي علامات الطرق5- فإن جهل وذلك بأن لم يجز فيه شيء مما ذكرناه [فإن أميلت كتبت بالياء، نحو: متى, وإن لم تمل كتبت بالألف.
وإنما كتبوا "لَدَى" بالياء، مع أنه لا يجري فيها شيء مما ذكرناه] 6؛ لانقلابها ياء في: لَدَيْك.
وأما "كلا" فإنها تكتب على الوجهين، أي: على الألف و"على"7 الياء؛ لأن عدم قلب ألفها ياء في كلتا يدل على أن ألفها بدل من الواو
__________
1 به: ساقطة من "ق".
2 ما عينه: ساقط من "ق".
3 ولامه واو: موضعه بياض في "هـ".
4 والصوى: موضعه بياض في "هـ".
5 حكاه الجوهري عن أبي عمرو. ينظر الصحاح "صوى": 6/ 2404.
6 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
7 لفظة "على" إضافة من "هـ".(2/1038)
وإمالتها تدل على أنها بدل من الياء؛ لأنه لا يمكن1 إمالتها لكسرة الكاف؛ لأن الكسرة [لا تمال لها ألف ثالثة] 2 وهي بدل عن واو.
وأما الحروف فلم يكتب شيء مِنْهَا بِالْيَاءِ غَيْرُ: بَلَى، وإِلَى، وعَلَى، وحَتَّى.
أما كتابة: إلى، وعلى بالياء، فلقلب ألفهما ياء مع الضمير نحو: إليك وعليك.
وأما كتابة "حتى" بالياء؛ فلحملها على "إلى"، لكونها بمعناها الأصلي، وهو انتهاء الغاية.
وأما كتابة "بلى" بالياء؛ فلقوة إمالتها واستقلال3 الإمالة في الدلالة على الياء غالبا.
والله أعلم بالصواب، وعليه المرجع والمآب، وهو حسبي ونعم الوكيل.
نَجَزَ الجزء المبارك بحمد الله وعونه وحسن توفيقه، والصلاة والسلام على خير خلقه محمد وآله وسلم.
وكان الفراغ منه يوم الأحد، العشرين من رجب الفرد، سنة ثلاث عشرة4 وسبعمائة.
__________
1 في "ق": لم يمكن.
2 ما بين المعقوفتين ساقط من "هـ".
3 في "هـ": واستثقال.
4 في المخطوط: سنة ثلاث عشر, والصحيح ما أثبتناه.(2/1039)
أحسن الله خاتمتها بحمده وآله وسلم
وغفر الله لمالكه، وكاتبه
والناظر فيه، والداعي لهم
بالمغفرة، إنه على ما
يشاء قدير1، 2.
__________
1 بعد الخاتمة المذكورة كتب في الصفحة المقابلة بخط مغاير ما نصه: "بلغ مقابلة وتصحيحًا حسب الجهد والطاقة وإفراغ الوسع، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين، على نسخة الشيخ الإمام العالم الفاضل سراج الدين الدمنهوري، بعد تصحيحه لها وتعبه عليها, وذلك في أواخر صفر سنة ثلاثين وسبعمائة".
2 خاتمة "ق": "والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله وصحبه أجمعين, تم".
وخاتمة "هـ": والله أعلم بالصواب, ومنه الهداية وإليه المآب.
تم الكتاب وربنا محمود ... وله العز والفضل والجود
فرغ من تحريره العبد الضعيف أحوج خلق الله تعالى، محمد بن محمود بن محمد بن عبد العزيز الأمجد الخطيب، يومئذ كان في منتصف شهر الله الأصم رجب سنة اثنتين وعشرين "في المخطوط: اثني عشرين" وسبعمائة. وصلى الله على سيدنا محمد.
ويلاحظ أن ناسخ "هـ" قد سمى رجبا الأصم؛ جريًا على نهج أسلافه من العرب، قال الفراء في الأيام والليالي والشهور ص19: ومن العرب من يسمي رجبا الأصم, والتثنية: الأصمان، والجمع: الصم. قال الشاعر:
يا رب ذي خال وذي عم عمم ... قد ذاق كأس الموت في الشهر الأصم(2/1040)
الفهارس الفنية للكتاب
أولا: فهرس الشواهد القرآنية:
السورة والآية رقم الآية رقم الصفحة
"1" فاتحة الكتاب:
{الصراط} 6 885، 919.
"2" البقرة:
{بئسما اشتروا به} 90 1017
{في قلوبهم العجل} 93 500، 501.
{العلم مالك} 120 907.
{يشاء إلى} 142 717.
{مناسككم} 200 899.
{وهو خير لكم} 216 519.
{قالوا وما} 246 894.
"فنظرة إلى مَيْسُرة" 280 304.
{أن يمل هو} 282 521، 522.
"الذِيتُمِن" 283 686.
{لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت} 286 264.
"3" آل عمران:
{الم, الله} 1، 2 394، 541.
{فمن زحزح عن النار} 185 946، 947.
"4" النساء:
"خلقكّم" 1 948.
{غير أولي الضرر} 95 660، 663.(2/1043)
{وإن تلووا} : "وإن تلوا" 135 800
{إن امرؤ} 176 503.
"5" المائدة:
{ذبح على النصب} 3 946.
{ممن خلق} 18 1016.
{يعذب من يشاء} 40 955.
"6" الأنعام:
{إن الحكم} 57 504.
{إلى الهداتنا} 71 686.
"7" الأعراف:
{بئسما خلفتموني من بعدي} 150 1017.
{اغفر لي} 151 944.
"8" الأنفال:
{مردفين} 9 957.
{وإما تخافن} 58 1017.
"9" التوبة:
{لو استطعنا} 42 505.
{يقولوذن} 49 686.
"قل هل تّربصون" 52 963.
{ممن حولكم من الأعراب} 101 1016.(2/1044)
"10" هود:
{فإلم يستجيبوا لكم} 14 1017.
"11" يوسف:
{لك قال} 23 948.
{قالت اخرج} 31 503، 505.
{إن الحكم} 40، 67 504.
{إنه من يتقي ويصبر} 90 842.
{فإن الله لا يضيع أجر المحسنين} 90 843.
{عليكم اليوم} 92 500.
"12" الرعد:
{الكبير المتعال} 9 505.
"13" إبراهيم:
{في يوم} 18 894.
{اغفر لي} 41 944.
"14" الحجر:
{الذين جعلوا القرآن عضين} 91 439.
"15" النحل:
{والأرض شيئا ولا يستطيعون} 73 943.
"16" الإسراء:
{قل ادعوا الله} 110 503، 505, 528.(2/1045)
"17" الكهف:
{فلينظر} 19 520.
{لكنا هو الله ربي} 38 541.
{ألن نجعل لكم موعدا} 48 1017.
{مكنني} 95 899.
{فما اسطاعوا} 97 965.
"18" مريم:
{هم أحسن أثاثا ورييا} 74 190، 191، 893، 894.
"19" طه:
{ممن خلق} 4 1026.
{إنما إلهكم الله} 98 1014.
{الصراط} 135 885، 919.
"20" الحج:
{فلينظر} 15 520، 521.
{ثم ليقضوا} 29 521، 522.
{وليوفوا نذورهم} 29 520.
{لهو خير الرازقي} 58 519.
"21" المؤمنون:
{هيهات} 36 539.
{عما قليل} 40 1015.
{جاء أحدهم} 99 718.(2/1046)
"22" النور:
{الم, الله} 1، 2 394، 541.
{لبعض شأنهم} 62 943.
{ويتقه} 52 498.
"23" القصص:
{حتى يصدر الرعاء} 23 919.
"24" العنكبوت:
{يعذب من يشاء} 21 955.
{من خلق} 81 1026.
"25" الروم:
{من قبل ومن بعد} 4 169.
"26" لقمان:
{من خلق} 25 1026.
"34" سبأ:
"يخسف بّهم" 9 944.
"35" الصافات:
{أهم أشد خلقا} 11 1016.
{الصراط} 118 885، 919.
{أصطفى البنات} 153 130.
"36" ص:
{اغفر لي} 35 944.(2/1047)
"37" الزمر:
{أمن هو قانت} 9 1016.
{من خلق} 38 1026.
{فرطت في جنب الله} 56 945.
{تأمروني} 64 510، 511.
"38" غافر:
{يوم التناد} 32 551.
"39" الزخرف:
{من خلق} 9 1026.
"40" الأحقاف:
{أولياء أولئك} 32 718.
"41" محمد:
{فقد جاء أشراطها} 18 714.
"42" النجم:
{قسمة ضيزى} 22 780.
"عَادَلُّولَى" 50 701.
"43" القمر:
{مس سقر} 48 885، 905.
"44" الواقعة:
{ليس لوقعتها كاذبة} 2 307.(2/1048)
"45" الحديد:
{ألا يقدرون على شيء} 29 1017.
"46" الحشر:
"كَيْلَا" 7 1017.
"47" الملك:
{من خلق} 14 1026.
"49" القلم:
"بِأَيِّكُم المفتون" 6 206، 1024.
"50" الحاقة:
{فهل ترى لهم من باقية} 8 307.
{في عيشة راضية} 21 416.
{ماليه, هلك} 28، 29 895.
"51" المعارج:
{سأل سائل بعذاب واقع} 1 697.
"52" نوح:
{ومما خطيئاتهم} 25 1014.
{اغفر لي} 28 944.
"53" المدثر:
{ما سلككم} 42 899.
"54" القيامة:
{أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه} 3 1018.(2/1049)
"55" الإنسان:
{عبوسا قمطريرا} 10 216.
"56" المرسلات:
{بشرر} 32 660.
"57" النبأ:
{عم يتساءلون} 1 1015، 1026.
{كنت ترابا} 40 905.
"58" عبس:
{فلينظر} 24 520.
{ثم شققنا الأرض شقا} 26 943.
"59" المطففين:
"بل رَّان" 14 949.
"هَثُّوبَ الكفار" 36 949.
"60" الطارق:
{مم خلق} 5 520، 1026.
"61" الفجر:
{والليل إذا يسر} 4 550.
"رب أَكْرَمَنْ" 15 546.
"أهانَنْ" 16 546.
{ارجعي إلى ربك راضية} 28 827.(2/1050)
"62" الضحى:
{والضحى} 1 969.
"63" القدر:
{من ألف شهر تنزل الملائكة} 3، 4 963.
"64" البينة:
{لم يكن الذين} 1 701.(2/1051)
ثانيا: فهرس الحديث:
الحديث رقم الصفحة
"ليس من امبر امصيام في امسفر" 866.(2/1051)
ثالثا: فهرس الأمثال والأقوال العربية:
الموضوع الصفحة
آجرت المرأة البغي نفسها إيجارا 707.
استأصل الله عِرْقَاتهم 540.
اشتر من المَوَتَان ولا تشتر من الحَيَوَان 768.
أعط القوس باريها وأنزل الدار بانيها 842.
أكلت عنبا وفتلت قتبا 664.
التقت حلقتا البِطَان 489.
إن البَُِغاث بأرضنا يستنسر 264، 265.
تبت إليك ربي فتقبل تابَتِي 746.
دَعْهُ إلى ميسُوره 305.
صُمْتُ ربي فتقبل صَامَتِي 746.
طانه الله على الخير 867، 868.
كان بينهم حثيثى وريا 302
كنا نُجْنَق مرة ونُرْشَق أخرى 603.
اللهم اغفر لي خطائئي 711.
لاوذ الرجل صاحبه ملاوذة 485.
ما زلت رَاتِما 868.
ما زلنا نجنق 603.
هذا أمر مَمْضُوّ عليه 863.
هذا أمر نهوّ عن المنكر 863.
هذا ما أرفعه وما أوضعه 305.(2/1052)
هكذا فَزْدِي أَنَهْ 886.
هو ابن عمي دنيا 819.
هو أغيل منك 342.
يريد أن ينزعها ويضربها 664.(2/1053)
رابعا: فهرس الأشعار:
م رقم الشاهد القافية البحر الشاعر الصفحة
1 34 بالصحراءِ الكامل - 841.
2 23 الطنبا البسيط مرة بن محكان 573.
3 35 أب الطويل عامر بن الطفيل 841.
4 37 سراب الكامل الحصين بن زرارة 843.
5 25 واجِي الوافر عبد الرحمن بن حسان 698.
6 26 آجرْ المتقارب ابن الحاجب 705.
7 9 الأبصار الكامل الفرزدق 461.
8 39 بشرّ المتقارب امرؤ القيس 873.
9 7 الكاسي البسيط الحطيئة 417.
10 11 الأحاوصا الطويل الأعشى 468.
11 6 الصوانع الطويل النابغة 312.
12 17 ما صنعُ البسيط تميم بن أبي مقبل 552.
13 10 الهوالكِ الطويل ابن جذل 462.
13 2 الدئلِ المنسرح كعب بن مالك 202.
15 46 الممحلِ الكامل حسان بن ثابت 1026.
16 29 سلامُها الطويل ذو الرمة 793.
17 15 حلمُ البسيط المرار العدوي 521.
18 44 فيظطلمُ البسيط زهير بن أبي سلمى 959.(2/1054)
19 3 الكرَمِ المنسرح - 281.
20 27 سالمِ الطويل ذو الرمة 715.
21 18 واسلمي الكامل عنترة 552.
22 43 ضننُوا البسيط قعنب ابن أم صاحب 904.
23 14 قمينُ الطويل قيس بن الخطيم 518.
24 32 فالسوبانِ الكامل لبيد بن ربيعة 812.
25 13 أبوانِ الطويل رجل من أزد السراة 497.
26 33 تعرفوني الوافر سحيم بن وثيل الرياحي 813.
27 12 يبتغيني الوافر المثقب العبدي 489.
- - يليني الوافر المثقب العبدي 489.
28 36 فوادِيها البسيط الحطيئة 841.
29 45 تتلُو الطويل عبد الله السلولي 969.
30 28 فَتَعيّ الكامل - 757.
31 مصراع مفرد:
وكأنها تفاحة مَطْيُوبة كامل لمجهول 798.(2/1055)
خامسا: فهرس الأرجاز:
م رقم الشاهد القافية الراجز الصفحة
1 20 جدبَّا ربيعة بن صبيح 560.
- - أخصبَّا ربيعة بن صبيح 560.
2 19 القصبَّا رؤبة 559.
3 8 أثوبا معروف بن عبد الرحمن 419.
4 21 عجبُهْ زياد الأعجم 562.
- - اضربُهْ زياد الأعجم 562.
5 24 أبي قصي بن كلاب 634.
6 16 عفت سؤر الذئب 537.
- - الحجفَتْ سؤر الذئب 537.
7 41 بج لرجل يمني 884.
- - حجتج لرجل يمني 884.
8 40 العشج لرجل بدوي 883.
- - علج لرجل بدوي 883.
9 42 امسجا - 884.
10 1 أُخَرْ العجاج 180.
- - الغُمَرْ العجاج 180.
11 38 فطَلِّقِ العجاج 843.
- - تملقِ العجاج 843.
12 22 زحِّلهْ أبو النجم العجلي 563.(2/1056)
13 4 يؤكرما أبو حيان الفقعسي 286.
14 31 سفينهْ - 804.
- - كيِّنونهْ - 804.
15 5 تنزيا - 298.
- - صبيّا - 298.(2/1057)
سادسا: فهرس أصحاب اللهجات العربية:
القبيلة الصفحة
الأزد 376.
أسد 377.
بكر بن وائل 902.
بهراء 395.
تغلب 274.
تميم 435، 498، 556، 833، 882.
ثقيف 378.
جذيمة 377.
جهينة 375.
الحجاز 416.
خزاعة 378.
الرباب 270.
سليمة 376.
شنوءة 374، 382.
طيِّئ 215، 281، 383، 746، 822.
عامر 270.
عبد القيس 377.
عقيلة 375.
عميرة 376.
غنيّ 379.(2/1058)
فزارة 535.
قريش 378، 942.
قضاعة 395.
قيس 535.
كلب 376.
كنانة 378.
هذيل 423.(2/1059)
سابعا: فهرس الأعلام:
العلم الصفحة
الأخفش: 217، 276، 304، 327، 366، 367، 401، 403، 404، 508، 510، 601، 616، 637، 638، 659، 690, 703، 744، 783، 798، 799، 805، 809، 874، 875، 983، 984، 985، 986.
الأزهري: 657.
أبو الأسود: 201.
الأصمعي: 202، 236، 237، 276، 412، 570.
امرؤ القيس: 873.
البزي: 963.
تأبّط شرًّا: 409.
ثعلب: 508.
ابن جني: 175، 224، 985، 986.
الجوهري: 430، 464، 723، 794، 864, 865.
حاتم الطائي: 886.
ابن الحاجب: 163، 247، 382، 402، 425، 456، 499، 523، 570، 578، 582، 593، 605، 617، 653، 760، 765، 847، 865، 907، 917، 924، 961، 982، 984، 985، 986، 993، 996، 1027، 1028.(2/1060)
الحجاج: 666.
حمزة: 965.
ابن خالويه: 983، 984، 985، 986.
الخليل: 185، 188، 189، 193، 195، 411، 416، 621، 708، 710، 714، 715، 836، 838، 1019.
ابن دريد: 212، 279، 603، 889، 922.
ذو الرمة: 715.
ابن الزبير: 409.
الزجاج: 284، 367.
الزمخشري: 306، 315، 382، 853، 884، 918، 919، 949، 950.
الزنجاني: 165.
أبو زيد الأنصاري: 218، 242، 279.
ابن السراج: 222، 425، 582.
سيبويه: 189، 193، 195، 203، 217، 242، 244، 278، 284، 291، 301، 305، 318، 326، 365، 366، 381، 382، 390، 392، 403، 406، 407، 411، 416، 425، 457، 484، 517، 525، 532، 533، 548، 571، 598، 599، 600، 602، 604، 605، 616، 621، 631، 632، 690، 698، 714، =(2/1061)
716، 744، 773، 782, 783, 797، 798، 799، 801، 805، 808، 836، 838، 924، 950، 1019، 1034.
السيرافي: 602، 603، 644.
الشاطبي: 907.
الشافعي: 740.
صاحب المحكم: 420، 707.
الصنعاني: 466.
ابن عامر: 1000.
ابن عباس: 802.
عبد الرحمن بن حسان: 698.
أبو عبيدة: 237، 270، 595.
عبيدة بن معاوية: 377.
العجاج: 180.
أبو علي الفارسي: 424، 567، 832، 971، 980، 981، 982، 983، 984، 985.
العكبري "أبو البقاء": 876.
أبو عمرو: 236، 244، 270، 341، 343، 409، 564، 800، 943، 945، 946، 947.
عيسى بن عمر: 341.
أبو الغوث: 644.(2/1062)
ابن فارس: 723.
الفراء: 185، 194، 195، 293، 295، 301، 303، 437، 439، 567، 570، 571، 602، 603، 616، 631، 651، 757.
الفرزدق: 461.
ابن القطاع: 292، 293، 304، 462، 707، 822، 939، 942.
ابن القوطية: 935، 939.
الكسائي: 185، 194, 195، 240، 241، 679، 858، 944.
ابن كيسان: 594.
اللحياني: 276.
المازني: 224، 532، 534، 724، 728، 952، 1035.
ابن مالك: 593، 644، 697، 980، 1021.
المبرد: 221، 327، 367، 381، 382، 403، 415، 531، 532، 533، 634، 966، 1021، 1035.
مجاهد: 802.
الموفق الأندلسي "ابن يعيش": 1021.
الميداني: 315.
النابغة: 311.
ورش: 719.
يونس: 345، 391، 392، 408، 548.(2/1063)
ثامنا: فهرس الطوائف والجماعات النحوية:
الطائفة أو الجماعة الصفحة
الأقلون: 477، 548.
الأكثرون: 477.
الأنصار: 411، 412.
أهل الحجاز: 295.
أهل مكة: 501.
أهل اليمن: 300، 922.
الأولون: 198.
البصريون: 622، 719، 807، 858، 859، 874، 875، 901.
بعض التصريفيين: 166.
بعض العرب: 536، 832، 934، 962.
بعض الفضلاء: 829، 876.
بعض النحاة: 341، 407، 712.
بنو زنية: 391.
بنو عبيدة: 377.
بنو عقيل: 508.
بنو سعد: 882.
بنو كلب: 885.(2/1064)
التصريفيون: 197.
الخوارج: 396.
القراء: 717، 907، 908.
الكوفيون: 301، 625، 807، 874، 875، 901.
المتأخرون: 198، 920.
المتقدمون: 197، 815.
النحويون: 687، 908، 943، 944.
المحققون: 722.(2/1065)
تاسعا: فهرس الأماكن والبلدان:
المكان الصفحة
أنبجان: 644.
البادية: 413.
البحرين: 414.
بعلبك: 326، 348، 409.
تبريز: 890.
جلولاء: 396.
الحجاز: 293.
حران: 414.
حروراء: 396.
حزوى: 831، 833.
حضرموت: 326.
خراسان: 414.
سُلَيْمة: 376.
صنعاء: 869.
عالية الحجاز: 413.
علباء: 396.
فقيم: 378.
المدائن: 412.(2/1066)
مراغة: 890.
مرو: 415.
مليم: 378.
نجد: 293، 421.
الهند: 415.
يثرب: 374.
اليمامة: 179.
يَيَن: 624، 725، 747.(2/1067)
عاشرا: فهرس الكتب الواردة في الكتاب المحقق:
الكتاب الصفحة
سر الصناعة: 175.
شرح الشافية: 382، 615، 570، 928، 956، 996.
شرح غريب تصريف المازني: 224.
شرح الكافية: 388.
شرح الكتاب "السيرافي": 346، 347.
شرح المفصل "ابن الحاجب": 407، 570، 884، 907.
شرح المفصل "ابن يعيش": 884، 1021.
الصحاح: 179، 270، 303، 465، 582، 590، 593، 645، 781، 794، 825، 872.
فصيح ثعلب: 508.
الكتاب: 371.
كتاب الأبنية: 462، 707، 822، 939.
المجمل: 210، 216، 221، 224.
المحكم: 420.
المفصّل: 382، 442، 315.
المنصف: 805.(2/1068)
حادي عشر: فهرس المواد اللغوية:
المادة الكلمة الصفحة
أبد إبد، الإبد 212.
أبل إبل، آبال 200، 206، 212، 426.
- تأبل 233.
أبه أُبّهة 635.
أبو أبوي 399، 410.
- أبوّ 827.
أبى أبى يأبى 268، 269.
- يأبين 817.
- الإباء، الإباءة 574.
أتى ايت 704.
- إتيانة 309، 310.
أثر إِثِر 213، 243.
أجج مأجج 648، 652.
- يأجج 647، 648.
- أجّ، يأجّ 648، 651.
- يئجّ، تؤجّ، مؤج، مُئُوجة، مأج 652.
أجد إجد 213.
أجر آجره يؤجره، مؤجره، آجرت 707.
- إيجارا، يؤاجر، إجارة 705، 706.(2/1069)
أجل مؤجل 695.
أجمة أجمة 574.
أخذ أخذ -
- تخذ، اتخذ، استخذ، استتخذ 969، 970.
أدد أدد 330.
أدم أدم 295، 342، 343، 704.
- أدمة 295.
- أدم، أويدم، أوادم 709.
أدا إداوة، أديَّة 339، 340.
- إداو، إدايا 839.
أذن أذن، أذينة 295، 345.
أرط أرط، أرطى، مأروط، راط، مرطى 591، 592.
أرنب الأراني 849.
أسد مأسدة 316.
أسر أسير، أسرى، أسارى، أسراء 452.
أسط أسطوانة "انظر سطن".
أشر أشر 699.
اصطبل إصطبل 626.
أصف آصف 164.
أصل الأصيل، أصلان، أصيلان، أصيلال 878.
أطل إطل 123.
أفف أفف 290.(2/1070)
- تئفة، تئفان 645.
أكل أكيل 332.
أكم آكم، أكمة 440.
ألجج ألنجج 612.
ألق ألق، مألوق، ولق، أولق 591، 592.
ألك مألك 304.
- الألوكة 595.
إلى إِلَوَان 679.
أمر ذُوَمْرِهِم 688.
أمم أئمة، أيمة 192.
- أمهة 636.
- أمهات 175، 634، 636.
- آم 440.
- أمَّات 175.
- أمَّة 191.
أمن اوتمن 704.
أمو أموي 379، 380.
- أميّي 380، 390.
أنس أنس، أناسين، أناسي 861.
- أنيسان، إنسان 597.
- أنيسيا 349، 358.
أهل آل الرجل 858، 859.(2/1071)
- أهل 437، 482.
- أهلة 437.
- أهلاة، أهال 482.
أول أوائل 773، 774، 775، 850.
أون أون 602.
أوي أوى، يؤوي، أويته، إيواء 893.
- مأوى 313.
- تووي 894.
أيس أيس 185، 187.
أيم أيم، أيامى 454، 455، 488، 517.
أين آن يئين 275، 278.
بأر بير 555، 685.
بئس بوس 555.
بتت بتَّات 275، 415.
بحر بحراني 414.
بخت بخاتي 394.
بَخْر بنات بَخْر 868.
بخل أبخلته 249.
بدر بدور، بدرة 429.
بدن بدن، بدنة 430.
بدو بدويّ 391، 392، 413.
- البادية 412.(2/1072)
برأ بريء 692.
- البريئة 688.
برثن البُرْثُن 215، 216، 611.
بردعة البردعة -
برذون البرذون، البرذونة 638.
برر برَّار 416.
برس البراساء 615.
- برنساء 616، 618.
برطم برطم، برطمة، برطام 308.
برق برقة 429.
برقع برقع 217، 616.
برم برم، برمة، برام 430.
برنس برناساء 678.
برهم بريهيم، أبيره 327.
برى برية 692.
بزل بزل 460.
بزى بزي -
- البازي 963.
بشر بشر وتصاريفه 970.
- بشرى 291.
بطأ البطء البطو، البطي، البطؤ 554، 555، 556، 564، 565.
بطح بطاح، بطحاء 465.(2/1073)
بطل إبطيل، أباطيل -
بطن بطنان 179، 183، 421.
- البطنان 421.
بعد تباعد، اتباعد 896.
بعر بعير، بعران 878.
بعل بعليّ 409.
بغث البغاث 264، 265.
بغى "ابتغيَ مْرَه" -
- بغاية 291.
- البغاء 822.
بقي بقي 275، 282، 283.
- بقوى 830، 862، 863.
- الباقية 307.
بكى بكى، بكاء 251، 294.
بلز بلز 206، 212.
بلص بلص -
بلعنبر بلعنبر 968.
بلغن البلغن 582.
بلم أبلم 976.
بله بلهنية 588.
بلي أبله 493، 588.
بنم البنام 867.(2/1074)
بنن البنان 867.
بنو ابن 846.
بنى بنى يبني 829.
- بُنَى 281.
- بناء 829.
- بناءة 829.
بهر بهراني، بهراويّ 395، 869.
بهرم بهرام 181.
باز بأز 857.
بون بوان، بوانات 484.
بوو البوّ 758، 759.
بيت بيوت، بيوتات 483.
بيض بيضات -
بيطر بوطر -
- بيطر 232.
بيع بُعْتُ 809.
- بوع 975.
- يبيع 240.
- أبيعة 760.
- مبيع 796، 797، 799.
- بوائع 773، 775.
- مبيوع 800.(2/1075)
- ابْيَوْيَعَ 987.
- ابْيَيَّع 987.
- بيععوت 987.
بين بين بين 683، 684، 688، 893.
- بيّن، أبيناء 471.
تأم تؤام -
تبل تبّلها 233.
تتفل التتفل 609، 611.
ترب تربوت 598، 783.
ترتب ترتب 609، 611.
ترنم ترنموت 584، 981.
تغز تغز تفز -
تفز تفر تفز -
تكك التكة -
تمر تمور، تُمُر، تمرة، تمرات 423.
- تمري 390.
تنبل تنبالة -
توب تابتي -
تارة تير 430، 785، 786.
- تيرة، تيار 273، 278، 786.
- تاه، يتيه 272، 273.
تاه توهت أتوه -(2/1076)
- تيهاء -
تاج تيجان 640.
ثأر اثأر، اثتأر، الثأر 958.
تأى ثاي، ثاية 828.
ثرر ثرة 635.
ثرثر ثرثارة 635.
ثعلب ثعلبة، ثعلبان، ثعالة 849.
- مثعلبة، مثعلة 316.
- الثعالي 849، 861.
ثغا الثغاء 572.
ثقل أثاقل، اثّاقل، اثّاقلوا، يتثاقلون، تثّاقلوا 964.
ثلث الثالي 861.
ثنى ثنى، ثنتيان 451.
ثوب ثياب 428، 787، 788.
- أثوب 419.
ثور ثيرة 789.
جأذر جؤذر 217.
جأر جأر، اجأر 703.
- جآر 900.
جأل جيئل 688.
جأن جؤن، جؤنة -
جأى جأى، يجأه 649.(2/1077)
- جؤوة، جووّة، جؤي، جوي 865.
جبأ جبأ، جبأة 478.
جبر جبروت 200، 599، 631.
جبه أجبه حاتما، أجبحَّاتما، أجبهُ حاتما 947.
جبا جبا يجبي جباية، جبا جبوا وجبيا 269، 863.
جثا جثا يجثو 862.
- جثو، جثى 827.
جحجبى جحجبى 347، 628، 629.
جحفل جحنفل 975.
جحمرش جحمرش 219، 221، 328، 620، 991.
جخدب جخدب 215، 217، 219، 474.
- جخادب 219، 474.
جدل أجدل, أجادل 467.
- جدول 474، 770.
- جديل، جديول 338.
جذب جذبته 253.
جذل جذل 243.
جذم جُذَمِيّ 377.
جرب جورب، جواربة 476.
- التجارب 824.
جرح جريح، جرحى 452، 453، 454.
جردح جرداح 587.(2/1078)
جردحل جردحل 221، 397، 615.
جرر المجرّ 311.
جرشع جرشع 216، 616.
جرض جرائض 587.
جرع هجرع 580، 637.
جزر المجزر 311، 313.
جزز اجتزّ، اجدَزّ 881، 887.
جزى جزى، جزية 570.
جلب جلب 295.
- الجلبة 176.
جلبب جلبب 576، 903.
- تجلبب 232، 235، 238.
جلد جلدت 251، 253.
جلذ اجلوذ، اجلواذ 301.
جلف جلف، أجلف، أجلاف 443.
جلل جلولى 386.
جلمط جلمط رأسه 233.
جمز جمزى، جمزيّ 387، 388.
جمع اجتمعوا، اجدمعوا 881.
- المجمع 314.
جمل جميل، جملان 361.
- جمالات 483.(2/1079)
جنب جنب وتصريفاتها 287، 403.
- أجناب 444.
- جنبون 445.
جندب جندب 616، 617.
جندل جندل، جنادل 215، 218.
جنق جنقناهم، جنقونا 606.
- منجنيق 603، 607.
- مجانق 604.
- مجانيق 606، 673.
جنن جنان 458.
- منجنون 606.
- منجنين 607، 608.
- مناجين 607.
جهر الجهر والمجهورة 926، 928.
- المجهور، وحروف الجهر 927.
جهور جهور 232، 233.
جهل جهل، جهال، جاهل 296، 460.
جاء جاءٍ 708.
- جائية، جاء يجيء 838.
جاد أجودت، استجودت، الجودة 664، 665، 749.
- جواد 664، 665، 767.
جار اجتوروا، تجاوروا 262، 767.(2/1080)
جوأب جوأبة 688.
جورب الجورب 235.
- تجورب 232، 235.
- جواربة 475، 476.
جوز جوزة، جوزات 432.
جاع جوعان 287، 290.
جال جول، يجول 569.
- الجولان 252، 294، 768، 769.
- التجوال 251، 252، 301.
جولق جوالق، جواليق، جوالقات 484.
جان جونة، جون، جؤن، جؤنة 864.
جيأل جيئل 688.
جيد جيد, أجوداء 450، 471.
- جياد 450، 471، 776، 785.
- جيائد 776.
حبب محبب 275، 648، 650.
حبر حبر 205، 208.
- حبير، حبيرى 321.
- حبارى، حباريات 321، 423، 465.
حبط حبط 880.
- حبيط 349.
- حبينط، حبينيط 349، 351.(2/1081)
- حبنطى 351، 639.
- احبنطى 571.
- احبنطاء 571، 572.
- حباطى 444، 454، 455.
حبك الحبك 200، 203، 204.
حبل حبلى 387، 388, 533، 668.
- - 780، 850، 860.
- حبلو، حبلأ 533، 535.
- حبيلى 348.
- حبليان 850.
- حبلويّ، حبلاويّ 388.
حتى حتامَهْ 545.
حثث الحثيثى 301، 302.
حجب حاجب، حواجب 462.
حجج حجتج 884.
حجر استحجر 264، 265.
- حجائرة 476.
حجز حجزة 429، 430.
- حاجز، وحجزان 458.
- حجوز 429.
حجف الحجفت 537.
- الحجفة 537.(2/1082)
حدث أحدوثة 480.
حجل حجلى 423.
حدرد حدرد 622.
حذر حذر 205، 287، 288، 403.
- حذرة، حذرون، حذرات 445.
- حذارى 444.
حذق حذق 242.
حرب الحرباء 217.
حرجم احرنجم 232، 235، 236، 237.
- - 238، 239, 267، 285.
- - 305، 353، 354.
- يحرنجم 353.
- احرنجام 287، 349، 353، 572.
- محرنجم 288، 352.
- حريجم، حريجيمحرّ 349، 352، 353.
حرر أحرار 287، 443.
- حررت 288.
- حروريّ 396.
حرض المحرضة 318.
حرف المنحرف "الحرف المنحرف" 243، 934.
- المنحرفة 962.
حرم حرمى 464.(2/1083)
- حرمان 291.
حرن حرناني 414.
حسب حسب، يحسب 275، 276، 413.
حسس حست، أحست 966.
- حسست، أحسست 967، 968.
حطأ حطأ به، حطأه 613، 614، 615.
- حنطأو 615، 646.
حطب حطب 244.
- الحطبة 244.
- أحطب 289.
حطط حطائط 582.
حقف حقاف 422.
حلأ تحلئ 810، 812.
حلب حلبلاب 992.
حلت حلتيت 178.
حلف حليف، حلائف 456.
حلق حلق 474.
حمد محمدة 291.
حمر احمرّ 267.
- احمارّ، احميرار 300.
- حمُر، أحمرة 447.
- احميرار 285.(2/1084)
حمص حمصيصة 990.
- حماص 655.
حمق الحمقى 242، 678.
حمل حملان 423.
- أحيمال 321.
حندق الحندقوق 444.
حنظل حنظل، حنظلة 478.
حنق حنق 291.
حنن حنّ، يحنّ 275.
حوبا حوبة 688.
حاذ استحوذ 749.
حاص أحوص، أحاوص 846.
- حصط 880.
حاض حضت "حضط" 880.
- حيّض، حوائض، حائض 463.
- حياض 860.
حوقل حوقل 232، 233.
حاك الحوكة 749.
حال حول 668.
- أحول 289، 569.
- حولايا 642.
حوى الحو 758، 759.(2/1085)
- أحوى -
- حواء -
- حوية، حوايا 713.
- احواوى يحواوي 754، 755.
- احوواء، احوياء، احويواء 755.
حيد حيدى 768، 769.
حاص حاص يحيص -
- حصت "حصط" -
حاض محيض -
حاك حيكى 780، 781، 782.
حان حيهلا 873.
حيا الحياة 392، 1034.
- حيوة 724.
- حية 724.
- حيوان 722، 723، 724.
- حيي 724، 750، 751، 752.
- حي 896.
- حيو 869.
- أحيا، استحيا 757.
خبأ الخبء 478، 554، 555، 692.
- الخبو 554، 555، 688.
- الخبي 555.(2/1086)
خبط خبط، خبطت 880، 962.
خبعثن خبعثن 222.
خثعر خيثعور 807.
حدج حدج -
خرب خربان 423.
- خروب 181.
خرنب خرنوب 179، 181.
خزعل خزعال 179، 181.
- خزعبيل 220، 224.
خزا خزي يخزي خزى خزيان 290.
خس خس 289، 444.
خشي خشي وتصاريفه 491، 492، 494، 510.
خصص خويّصة 485.
خصف الخصفة 927.
خطأ خطيئة 686، 837.
- خطايا 710، 711، 714، 836.
خفض المنخفض "الحرف المنخفض" 926، 931.
خفق خفقان 293، 294، 723.
- خنفقيق 590.
خفي الخفاء 574.
خلب خلبوت 631.
- المخلب 316.(2/1087)
خلص خلص -
خلف خلائف -
خلل الخل -
خندرس خندريس 220، 224، 226، 608.
خنفس خنفساء 610، 611، 612.
- خنيفاء 348.
خاض المخاض -
خار اختِير 810.
خاط مخياط 763، 764.
- مخيوط 800.
خاف خف الله 491.
- خفاف 672.
- خفت، خفن 803.
خال أخالت 748.
- أخيلت 747، 748.
- خيلاء 824، 826.
دأث دأث 893.
- الدأاث 893، 900.
دأل دئل 201.
دبب دببت 904.
- مدب 313.
- دابة "دأبة" 510، 511، 856.(2/1088)
دحرج دحرجت 232، 238، 239، 992.
- دحرجة، دحراج 307.
درأ دارئ 191.
- ادَّارأنا 486.
-يدّارءون 964.
- يتدارءون -
دربخ دربخ 267.
درر درّات 435.
درك ادّارك 825.
- استدرك 965.
درهم درهم 215، 216، 474، 638.
درى دراية 291.
دعس مدعس، مداعس 474.
دعا دُعِي، دُعَا 281، 820، 822, 823.
- دعوى 291، 833.
- دعايا، دعايو 973.
دفس دفنس 215.
دفع ادفحاتما 947.
دفل الدفلى 781.
دقق دقاق 416.
دلص دلصت، الدليص 582.
دلمص الدلامص 582.(2/1089)
دلو: دَلْو، دُلَيَّة 391.
- أدلٍ 824.
دمث دمث 636.
دمثر دمث 636.
دمم داماء، دوام 459.
دمدم دمدم 626.
دمي دم، دمي يدمي دميا 332، 846، 847.
دنا دنا يدنو 822، 831، 833.
- الدنيا، الدنوا 579، 822، 831، 832.
دهر دهر 601.
- دهري 414، 616.
دار: دار يدور، ديار 785.
- دور، أديّر 356.
- دويرات 354.
- ديّار 789، 791.
- أدور 769.
داف مدووف 801.
دال دولات 435.
دام ديم 282، 785، 786.
دان دوين 349، 359.
دوه دويهية 319.
دوو الدوّ، دوّى 393.(2/1090)
دين: ديمة، ديمات 433.
دين استدان 965.
- ادَّان 961.
ذأب ذئب 421.
- ذيب 861.
- مذأبة 317.
- ذؤبان 421.
ذبح اذبح عتودا، اذبحَّتودا، اذبعَّتودا -
- اذبهَّذه 936، 946.
ذرقم: ذرقم 583.
ذعلب: ذعلبة، ذعلوب، الذعالب -
- الذعالب، الذعاليب 871.
ذكر: ادَّكر 881.
- اذَّكر 855، 961.
- اذتكر، اذدكر 961.
- ذكرى 291، 678.
- ذكران 443.
- مذاكري 413.
ذلق: ذلق ذلقا 932.
- الذلاقة 926، 931، 932.
ذلى اذلول 642.
ذنب ذنوب، ذنائب 449.(2/1091)
ذهب ذهاب 291.
ذاق مذيق 365.
رأس راس 555، 685، 859.
رأل رأل، رئلان 421.
رئم آرام 185، 187.
رأى رأى، رَهْ 543.
- ريّا 1034.
- راي، راية 397، 398، 399، 828.
- رئيا، ريّا 830.
- رييا 191، 192، 890.
ربع ربع، رباع 427.
- ربعة، ربعات 436.
رتب رتب، رتبا، راتبا، راتما، رتوبا 868.
رجل رجلة 424.
- ممرجل، مراجل 585، 586.
رجن أرجوان 656، 657، 658.
رحب رحبتك الدار 245.
رحم: رحمة 291، 535، 663، 677، 678، 877، 1000.
- رحمت 536.
- رحموت 599، 630.(2/1092)
رحا: رحويّ 358، 368، 389، 862.
- رحوية 990.
- رحيان 386، 667، 817، 818.
رخو الرخوة 929.
ردأ رداء 369، 397، 828، 856.
- الردء 554، 555، 556.
- الرَّدا 555.
- الرَّدو 554، 555، 564.
ردد الرَّدِي 555، 556.
- ردّ يردّ 498، 505.
- ردّ 898، 901، 902.
- ردّه، ردّها 506.
- يردّ، يردد 898.
- اردد 904.
- رددن 902.
- الترداد 301.
ردف مرتدفين 957.
رسل رسالة 778، 779.
- رسائل 713، 777، 778.
رشا رِشْوَة 390.
رصص رصّ 564.
رضع مرضع، مراضع 473.(2/1093)
رضي رضى 455، 821، 822.
- يرضوان 821.
- يرضيان 820.
رطل رطلة 442.
رعش الرعش، رعشن 582.
رعن رعن 242، 243، 582.
رعو ارعوى، يرعوي 554، 555.
رغب رَغَبُوت 599، 630.
رغف رغيف، أرغفة، رغفان 448.
رغن أرغوان 657.
رغا رغا رغاء 294، 572.
رفق المرفق 311، 313.
رفل يرفل 233.
رقي رقية، رُقَيِيّ 390.
- رقيات 435.
ركب ركاب 430.
ركن ركن يركن 268، 270، 271.
ركى ركية 713، 735.
- ركايا 713، 735، 837، 973.
رمى رمى يرمي 667.
- رميت، رمينا، رميا 817.
- يرمون 844.(2/1094)
- ارمن 844، 855.
- ارمِين 491.
- الرامي 840.
- الرمي 368، 667.
- الرميا 301.
- الرماء 571، 572.
- الترامي 824.
- مرميّ 311، 393، 394.
- مرامي 387.
رنم رنم، الترنُّم 584.
رهب رَهَبُوت 599، 630.
رهط أرهط، أرهاط، أراهط 481.
رهق إرهاقة 514.
رهوك ترهوك 232، 235.
روح روحاء، روحانيّ 395.
- رياح 785.
روض رياض 787، 788.
رون أرونان 643.
روى روى يروي 290، 787، 894.
- ريّان 287، 290، 830، 894.
- رواء 787.
ريح أرحت الناقة وهرحتها 872.(2/1095)
ريق أرقت، هرقت 872.
زبرج زبرج، زبارج 215، 474.
زجر ازدجر 881.
زرنق زرنوق 181.
زعفر الزعفران 639.
زقر زقر "لغة في سقر" 853.
زقق زقاق، زقَّان 447.
زكو الزكاة 1034.
زلزل زلزال 181، 622.
- زلزلة 307.
زند زناد 419.
زنم زنماء 938.
زهد زهادة 291.
زوج ازدوجوا، تزاوجوا 761.
زيت مزيوت 800.
زيدل زيدل 633.
زيل زلته، زيلته 251، 253.
زيم زيم 206.
زين ازدان 962.
- ازّيّن ازّيّنا، تزيّنوا 964.
سأل سأل 189، 291.
- سُؤِل، سُوِل 716.(2/1096)
- سلت، تسال، تسأل 697.
- اسل 703.
- سآل 900.
- يسل 1006.
- سال "مخفف سأل" 696، 697.
- مسألة 716.
سأم يُسْئِم 695، 1005، 1006.
سبحل سبحل، سبحلات 483.
سبر سبروت 599، 600.
سبطر سبطر، سبطرات 484، 992.
سبغ سبغ، أسبغ "أصبغ" 855.
- مسبغة 317.
سبق سابق 673.
- سوابق 461.
سبى سابياء، وسوابّ 459.
سحل سحل 442.
سحن سحنون 178، 181، 189.
سدس سدس 936.
سدل يزدل "في يسدل" 886، 887.
سرج سرجوجة 807.
سرح سرحان، سراحين، سراح 207، 321، 470.
سردق سرادقات 483.(2/1097)
سرر سرير، سرر 488، 903.
- سريّة 600، 601.
- سراري 606.
سرط سراط 854، 855.
سرق سرقة 291.
سرو سراة، سروة 189، 247، 479.
سري سريّ 479.
سطن أسطوانة 659، 660.
- أساطين 660، 661.
سعى مسعاة 291.
سعلاة سعلاة 540.
سفرجل سفرجل 328، 590، 612.
- سفيرجل، سفيرج 327، 328.
سقر سقر 854، 855.
سقط المسقط 311، 313.
سقف سقف 421.
سقم سقم 243.
سقى سقاية 397، 828، 829.
- استقى 671.
سكر سكارى 357.
سكن تمسكن 585.
- المسكن 311، 315.(2/1098)
سلب سلوب، سلائب 457.
سلحف سلحفاة، سلحفية 628.
سلخ سلخ 855.
سلس سلس 874.
سلسبيل سلسبيل 604، 605، 606، 625.
سلقى سلقى 237، 386، 578.
- سليقيّ 232، 236، 376، 413.
- اسلنقى 578.
سلهب سلهب 290.
سلا سلا وتصاريفها 827.
سمح سمحاء 442.
سمر سمرة 242، 243، 296.
سمع اسمع 855.
- استمع، مسمع 958.
سمن سمنان 179، 181.
- سماني 466.
سمو اسم 512.
سنب سنبت، سنبتة 588.
سندأ سندأو 614، 615.
سه سه 401، 402.
سوأ سوّ 690.
- سوّة، سوءة 1006.(2/1099)
سوت سوت 685.
سود ساد وتصاريفها 614.
سير تسيار 763.
سيرج سيرج، سيراجة 308.
سال سال وتصاريفها 667، 695.
- سيل 420، 427، 428.
- سيال 428.
شأم مشائيم 472.
شأمل الشأمل 581.
شدد الشديدة 275.
- شديديّ 374.
- شدديّ 375.
شدق أشدق، "أحدق" 887، 920.
شدن مشدن، مشادين 472، 473.
شرب مشرب 311.
شرق المشرق 311، 313.
- المشرقة 316.
شرنث شرنبث 629.
شرى شريت 198.
- اشتراء 571، 572.
- مشاري 413.
شسع شسوع، شسيعات 356.(2/1100)
شعث أشعث، أشعثى، أشاعثة 476.
شعر شعرته، شاعرته 240، 241، 253.
- الشعرى 781.
شغل شغل 291.
شفر مشفر 940.
شقا شقاوة 828، 829.
- شقاء، شقويّ 397.
- شقي 755.
شكس شكس 287، 288.
شكع شكاعى 465.
شكى شاك، شائك، الشاكي، شاكتني 772.
- أشكيته 249، 250.
شمخ شامخ، وشوامخ 462.
شمأل شمأل 595.
شمل شملة 233.
- شمال 483، 581.
- شمائل 447، 483.
شملل شملل 232، 233، 238.
- شملال 663.
شنأ شنأ وتصاريفها 293.
- شنوءة، شنئيّ 374، 382.
شنب شمباء 951.(2/1101)
- شنباء 867.
شهب اشهبّ 298.
- اشهبّ، اشهابّ 232، 237، 244.
- اشهباب، اشهيباب 756.
شهل أشهليّ 410.
شهو شهوي 833، 834.
شاء شاء 567، 708، 838.
- يشاء 567، 717.
- شائية، شواء 838.
شاب شابه، يشوبه، مشيب 799.
- شأبّة 856.
شار مشورة 766.
شوى شوى، يشوي، شواءة 829.
- اشتوى 263.
- شوية، شواية 713.
شيأ شوايا 973.
- شي "بتخفيف الهمزة" 688، 690.
- أشياء 185، 193.
شيخ شيخة 289.
- شيخ، وأشياخ 414.
شيطن تشيطن 235.
- شيطان، شياطين 470.(2/1102)
شيم شئمة 857.
صبح صبيحة، صباح، صبائح 455.
صبر اصّبر 880.
- اصطبر 851، 880، 960.
- صبُر، صبور 451.
- صبوريّ 381.
صبع إصبع 885.
- أصابع 467، 483.
صبا صبي، أصيبية 349، 358.
- صبية 369.
صحب صواحبات 483.
- صحبان 460.
- صاحب، صواحب 462.
صحف صحيفة 778، 779.
- صحائف 713، 777، 778، 835، 839، 973.
صدر يصدر 919.
صدق يصدق 887، 919.
صدى الصدي 445، 569، 830.
- صديا 455، 570، 830، 1034.
- صديان 455، 830.
صرح صراح 293، 294، 572.(2/1103)
صرد صرد 207.
- صرد، صردان 361، 426، 427.
صرصر صرصر 625.
صرط صراط 885، 919.
صعب صعب، صعاب 289، 441، 672.
صعد صعد، صُعُد، صعود، صعائد 457.
- صعات 436.
- صعدون 445.
صغر صغر، أصيغر 291، 349، 359.
صرف صراف 291.
صعفق صعفوق 181، 191، 807.
صفر صفريّ 465.
- صفر، صفرة، صفرات 436.
- الصفير 926، 942.
صفق التصفاق 301.
صقل صياقلة 476.
صلب صلبة، صلبات 436.
صلصل صلصال 628، 629.
صلو الصلاة 919، 1034.
صلى الصلاء، الصلاءة، صلاية 829.
- صليئة 837.
- صلايا 827، 829.(2/1104)
صمت المصمتة "الحروف المصمتة" 926، 932.
صنع صنع 450.
- صناع اليدين 450.
- صنعاني 395، 413، 869.
- صعاوي 395.
صنو صنو، صنوان 421.
صهب صهب، صهبة 244.
- أصهب 244.
- صهوبة 244، 291.
صهل صاهل وصواهل 426.
صوب استصوب 749.
- مصيبة، مصائب، صاب, يصوب, ومصاوب 779, 780.
صور الصورى 769.
- صوار وصيران 447.
صوم صيّم 796، 860.
- صامتي 746.
صون مصوون 801.
صوى الصوة، الصوى 758، 759.
صيد الصيد 747، 748.
صيص صيصية 622، 623، 624، 625.
ضأز ضئزى، ضيزى 871.(2/1105)
- ضاز يضيز 780.
ضبب ضباب 672.
ضبح الضباح 572.
ضجع الطجع، اضطجع 879.
ضحا ضحا، يضحو، ضحيا 827.
- الضحى 669.
- أضحيان 590.
ضرب ضارب، وضويرب، وضاربة 864.
- اضربه 511.
- اضطرب، اطَّرب، اضَّرب 960.
- ضراب، مضاربة 299.
- ضيراب، ضُويرِب 332، 333، 368.
- ضاربي، ضاربتي 371، 372.
- ضوارب 727، 864.
- مضرب 303، 311، 313، 810.
- ضويربان، ضويربون 325.
ضعف استضعف 965.
ضفضع الضفادع، الضفادي 861.
ضلل ضللت، أضل 277.
- الضالين 485.
ضنن ضننوا 285.
ضهى ضاهأت، مضاهاة، ضاهيت به 687.(2/1106)
- ضهيأ، ضهياء 586، 687.
ضوء استضاء 965.
ضوض ضوضى 622.
- ضوضيت 622، 623، 624، 625.
- ضوضاة، ضوضأة 622.
ضون ضيون، ضيّن 774، 775، 793، 794.
- ضيائن، ضياون 733، 774، 775.
ضوى ضوى 940.
ضيع ضيعة وضياع 482.
ضيف مضوفة، ضافه 782.
- ضياف 420.
ضيفن ضيفن، ضيفان 441.
طبج الطبج 263.
طبق إطباق 931.
- مطبقة 926، 930، 931، 945.
طحلب طحلب 616.
طرد طارد 675.
طسج طساسيج 1027.
طسس طست، طسوس 870.
طسل طيسل 633، 644.
طفل مطفل، مطافل، مطافيل 472، 473.
طلب طلب 295.(2/1107)
- اطّلب 959.
- اطلب 572.
- طلبة 310.
طلخ اطَّلخ 979.
طلس الطيلسان 415.
طلع المطلع 311، 313، 314.
طلق انطلق 232، 496، 514، 516.
- مطيليق 349، 350.
طلى طليته بالدهن 767.
طمأن اطمأنّ 987.
- اطمأننت 993.
- طمأنينة 308.
طاب طوبيّ 375.
طاح طوح، أطوح 272، 273.
طاس طاووس، طواويس 773، 775.
طاع اسطاع، اسطاعة، يسطيع 514، 515، 531، 532، 967، 984، 986.
- استطاع 965، 967، 985.
طاف الطوفان 251، 252، 768.
طول طويل 761.
- طال 375، 768.
طوى طوى 570، 750.(2/1108)
- الطوي 392، 569، 570.
- يطاي 752.
- طيّ 392، 393، 791، 870.
- طووِيّ 392، 393.
- طيّان 570.
طيأ طائيّ 383، 384، 746، 855.
- طائية 866، 873.
- طيئ 383، 535، 746، 822.
- طيئيّ 383.
طيب اطيبت 749.
- طوبى 780، 783، 862، 863.
- مطيوب 800.
طيح طاح يطيح 272، 273، 278، 279.
طير اطَّير 938، 939، 960، 964.
- اطير، تطير 964.
- مستطار "مسطار" 983، 984، 985.
طاس طيس 634.
طاف استطاف 985.
طال استطال 985.
- طيال 786.
طان طانه 867، 868.
ظبى ظَبَيِيّ 390.(2/1109)
- ظبية 391، 398.
ظلل ظلت 966.
- ظللت 901، 902، 903، 967.
ظلم اظَّلم، اظتلم، اطَّلم 855، 959.
- ظيلم، ظلمان 448.
- ظلمية 371.
ظنت المظنة 316.
ظهر ظهران 179، 183.
عبب عباب "أباب" 857.
عبدد عبديد 357.
عبد عبدي 377.
- عباديد، عبيدات، عباديدي 357، 412.
عبدل عبدل 633.
عبل عبلة، عبلات 445.
عبى العباء، العباءة، عباية 829.
- عييد، أعياد 332، 333.
عتا عتا عتوّا، عتا يعتو، عتي، عتو 826، 827، 828.
عثر العثير، العثاير 474.
عثل عثوثل 641.
- عثول 576.
عجز عجز 456.
- عجائز 456، 777، 778.(2/1110)
عجف عجف 242.
عجم عجم 242، 243.
عجل عجل 287، 288.
- عجالى، عجلان 457.
- عجول، عجائل 470.
عدا عدي 206.
- عداءة، عدا يعدو 829.
- عدة 332، 333.
عذب عذب 200، 206.
عرب عريب 345.
عرد عرند 628.
عرس عرسات 437.
عرص معاريص 673.
عرق عرقة 540.
- عرقاتهم، عريقان 539.
عرا عروة 333، 390، 391، 571.
- عرا 571.
عرى عُريَّة 337.
- عرويّ 390.
عزه عزه، عزهي 614، 781.
- عزهاة، عنزهز 614.
عزز عاززني، عززته 240.(2/1111)
عزو عزوته، معزوّ 828.
- عزويت 641.
عسجد العسجد 932.
عسر المعسور 305.
عسل عنسل 580، 581.
- العسلان 580.
عشب اعشوشب 301.
- اعشيشاب 301.
عشر عشراء وعشار 465.
عشش عشيشية 349، 358.
عشا عشا، يعشو، العشي 569.
عصب عصبصب 619.
عصفر عصفور 323، 324، 989.
عصا عصا 530، 534، 547، 566.
- عصوي 385، 862.
- عصوان 817.
- عصوات 433.
عضد عضد 200، 205.
عضرف عضرفوط 607، 627.
عضض عض، يعض 270، 506، 898.
- عضضت 270.
- عضّه، عضّها 506.(2/1112)
عضو عضة 439.
- عضوات 438.
عطش عطشى, وعطاش 464.
- عطشان 454، 455، 830.
- عطاشى 455.
عطا إعطاءة 310.
- العطاء 308، 341، 571.
- عطيّ 339، 340.
- عُطي، وعُطَيّ 341.
عظم عظم، استعظم 965.
عظا عظاءة وعظاية 829.
عفر عفرنى 590.
عفا العافية 307.
عقب العاقبة 307.
- عقاب، أعقب 447.
عقر عاقر، عقرت 289.
- عُقُر، عقور 456.
عقرب معقربة 317.
- العقارب، عُقَيْرب 246.
علبب علبب 770.
علج علج، علجة، علوج 445.
علق علقى 578، 850.(2/1113)
- علقيان 850.
علكد العلكد 975.
علل علّه، يعلّه 275.
علم العألم "مهموز العالم" 674، 856، 919.
علا العليا 668، 831، 832.
- العلا، العلو 668.
- علاوة، وعلايا 839.
- علاوى 838.
- علوان 679.
- المستعلية 926، 930، 931.
عمر عميرى 376.
- عمري 376، 409.
عمو عمويّ، عم 388.
عنبر عنبر "عمبر" 951.
عندد عندد 218.
عنف عنفوان 657.
عنق أعنق، أعناق 427، 447.
- عناق، عنوق 446.
عنكب عنكبوت 987.
عاج عاج، عواج، عاجي 415.
عاد عدت "عد" 962.
- عودة 788.(2/1114)
عاذ عاذ عياذا 784.
عار عور 762، 773، 775.
- اعورّ 762.
- أعورته، استعورته، اعوار، عاور 762.
- عوّار، عواور 472، 774، 776.
- عواوير 773، 774، 775، 776.
عان معون 303، 766.
- معونة 303، 766، 777.
- معاون 777، 779.
عوى عاوية، معاوية 339، 340.
- العواء 572.
عار عيرات 438.
عاش معيشة 777، 779، 782، 783.
- معائش، معايش 777، 779.
عيل عيل، عيائل 774، 776.
عان أعين 427، 769.
- عينيّ 375.
- عيينة 345.
غدد أغد 250.
غدر غدور 456.
غدن اغدودن 988.
غدو غد 404، 405.(2/1115)
غرب المغرب 311، 313.
- غارب، غوارب 462.
- غراب، غربان، أغربة 359، 447.
غرث غرث، غرثان 454.
غرد غرد، غردة 421.
غرم غارم 675.
غرى غرى 570.
- الغراء 767.
غزل غزال 336، 446.
- غزيل 337.
غزن غزنة 401.
غزا غازٍ 860.
- الغازي 820، 840.
- أغزيت، واستغزيت 817.
- يستغزي 820.
- اغزن 491، 844، 845، 849.
- تغزون 844.
- التغازي 820، 823.
- غزوى 390، 832.
- الأغزى 832.
- الغزيا 821، 832.
غسل غسلين، غسلينى 373.(2/1116)
غفر غفران 291.
غلب غلبة 291.
غلصم غلصم، غلصمة 234، 235.
غلم غلمية، غليمون، أغيلمة، مغيلم 349.
- أغليمة 358، 359.
- غلمية 321، 359.
- مغتلم، مغيّلم، غليّمة، غليّمون 350، 353، 354.
غمم غممته، اغتمّ 263.
غار أغار 251.
غيد أغيد 289.
غير غيور 287، 288.
غيل أغيلت 747، 748.
- أغالت 748.
غيم أغيمت 747، 748.
- أغامت 748.
- مغيوم 800.
فأس أفيس، أفيئس 686، 687.
فتح مفتاح 316، 318.
- منفتحة 929، 930.
فترض فترض 233.
فتن المفتون 206، 1024.
فتى فتوّ 827.(2/1117)
- فُتَيّ 337، 827، 1036.
- الفُتْيَا 834.
فجج أفجج 634.
فحجل فحجل 633، 634.
فخد أفخاد 208، 209، 423.
فرزن فرازنة 476.
فرزدق فرزدق 477.
- فرازد، فرازق 477.
فرسن الفرسن 582.
فرط فرطت 945.
فرق فرق 403.
- فارق 676.
- المفرق 311، 313، 314.
- المفاريق 676.
فره فره 289، 301.
- فرهة 479.
- فاره 289، 479.
فرنس الفرناس 583.
فسر فسر 163.
فسق فسق 251، 252، 291.
- فاسق، وفسقة 460.
- فسّيق، وفسّيقون 471.(2/1118)
فشل فيشلة، وفيشل 633، 634.
فضل فضل، يفضل 276، 277، 282.
- فضل، وفضلى 465.
فعو أفعوان 590، 657.
فقم فقيميّ، فقيمج 882.
- فقمي 378.
فكل أفكل 626.
فكه فكاه 416.
فلس أفلس 200، 205، 419، 955.
فلو فلو، أفلاء 449.
فهر الفهر 699.
فوج الفوج 428.
فوز فزت "فزد" 962.
فاظ فاظ، يفيظ، فوظا، ويفيظ، فيظا 724.
فاق فويق 359.
- فويقة 349.
فيل أفيل، أفائل 448.
- استفيل 749.
فين فينان 587.
قبب القبّ 592.
قبر المقبرة 316.
قبعثر قبعثرى، قبعثريّ 387.(2/1119)
قبن القبن، قبان، القب 592.
قتل قتل 203، 291.
- اقتتل وتصاريفه 515، 896، 897، 957.
- القتال 473.
- قيتال 299، 300.
- تقتال 301.
قحط أقحاطيّ 414.
قحل انقحل 589.
قحو قحوت 657.
- أقحوان 660.
- أقاحٍ 660.
قدم قديديمة 246.
قذعمل قذعمل 220، 222.
- قذعملة، قذعميلة 989، 990.
قذل قذال 446، 450، 573.
- أقذلة 573.
- قذل 446.
قرأ قرء، أقراء، قروء 442.
- اقرأ آية 716.
- قرّاء 396، 708.
- قرأى 708.
- قرأى، قرأيت 708.(2/1120)
- مقرؤ، مقروء 692.
- مقروّة 686، 687.
قربس قربوس 181.
قرد قردت 251، 253.
- قردة 421.
- قرد، قراد 447.
قردد قردد 171، 576، 619، 621، 897، 903.
- قرادد 903.
قرض مقاريض 673.
قرط قرطة 422.
- القرط، قرطاط 475.
قرطبوس قرطبوس 220، 224، 289.
قرطس قرطاس، قراطيس 179، 181، 474، 483.
قرطعب قرطعب 220، 626، 638.
قرفس قرفصاء 612.
قرقر قرقرى، قريقر، قريقرى 321.
قرقف قرقف 622.
قرم قرم، قرم مالك 905، 906.
قروح قرواح 475.
قسور قسور، قسير 579.
قشعر قشعر 267، 353.(2/1121)
- اقشعرّ، اقشعرار 307، 979.
- مقشعرّ 267، 349، 353.
- القشعريرة 267، 308.
قشم قشاعمة 476.
قصب القصبّا 559.
قصص قصصت 861.
قصع قصعة، قصاع 428.
- قاصعاء، قواصع 459.
قصا الأقصى 834.
- القصوى 831، 833.
- القصيا 832، 834.
قضى قاضوياء 389.
- قاضوّ 688.
- قضاة 460.
قطط قطط 904.
- قَطَوْطَى 641، 642.
قطع أقطيع، أقاطيع 250، 480.
قعد قعدان، قعود 449، 461.
قعس قعيس، مقيعس، مقعنسس 352.
- اقعنسس، اقعنساس 897.
- مقعنسس 349، 352، 639.
- قعيسيس 352.(2/1122)
قفخر قنفخر 610، 611، 975.
قفل قفل 200، 214، 422.
قلس قلسى 478.
- قليسية 233.
- قلساة 233.
قلنس قلنس 232، 233، 824، 825.
- قلينسة، قليسنة 349.
- القلنسوة 233، 351، 478، 824.
قلص قلوص، قلص، قلائص 456، 457.
قلقل القلقلة 926، 932، 933.
قلم قلام 655.
قلى قلى يقلي 268، 270، 281.
قمحد قمحدوة 628، 629، 824، 825.
قمرص القمارص 582.
قمص القماص 572.
قمطر قمطر، قماطر 215، 216، 474.
قندل قنديل، قُنَيْديل 325.
قنس قنّسريّ، قنّسرينيّ، قنّسرون 373.
قنط قنط يقنط، ولغاتها 204، 276.
قننا قينان 587.
قنا قنوت، قنيت، قنوة 822.
- قنية 390، 434، 821، 822.(2/1123)
- القنوات 1036.
قهبلس قهبلس 221.
قوب القوباء 824، 825.
قود القود 747، 748.
- مقوود 801.
قوس أقوس 427.
- القسي 185، 186.
- الأقواس، التقويس، التقوّس، قوّس 186.
قاظ قاظ يقوظ قوظا، قاظ يقيظ قيظا 724.
قاق قوقيت 622، 623، 624، 625.
- قوقى، قوقاة، قيقاة 622.
قال قاول، قول 747.
- ما أقوله 760.
- مقول 764، 798.
- مقوول 801.
- مقوال 763، 764.
- تقال، تقوال 763.
- قلته وأقلته 247، 251.
- قيل 808، 819.
- قيلولة 805، 806.
قام قائم 330.
- قوائم 672.(2/1124)
- قوّم 747.
- قيوم 791.
- قيام 791، 860.
- قيم 796.
- مقام 744.
- مقامة، مقاوم 777، 779.
- مقوم 765، 766، 796، 797.
- أقام، استقام 804.
- استقامة، إقامة 743، 805.
قوي قوي يقوى 754.
- قوي يقوى 751, 754.
- القوة 758، 759.
- قوي 748، 752، 754, 758.
- يقاي 751، 752.
قيد انقيد، مقيدم 349.
كأل كوألل 645.
كبا كبا يكبو 665، 679، 680.
- الكباء 665.
كتب استكتب 264.
- كتابة، كتابا 704.
كتف كنف، كتف 205، 209، 496، 499.
كثأ كثأ 614.(2/1125)
كثب كثب "كثم" 868.
- كاثبة 458.
- كواثب 458.
كثر كاثرني، فكثرته أكثره 240.
كحل المكحلة 318.
كدر كدرة 291، 310، 678.
كذب كذبا 297، 298.
كردس الكردوس 349.
- كريديس 348.
كرر التكرار 301.
كرم كَرَّم 576، 621.
- كرامة 297.
- كرماء، كريم، كرام 450، 456.
- أكرم، تكرم، يكرم 712.
- إكرام 571.
- مكرمون 471.
- مكيرم 325.
- يؤكرم 240، 285.
- مكرم، مكرمة 240، 303.
- أكرمتكس 253.
كره كراهية 291.
كسح المكسحة 316، 318.(2/1126)
كسب اكتسب 263.
كسا كساء 323.
- كساء 337، 828.
- أكسية 573.
- الكساء 566، 573، 856.
كعت كعيت، كعتان 361، 362.
كلأ الكلأ، الكلو، الكلى 554، 555، 558.
كلب أكلب، أكاليب، كلاب، كلابات 483.
- كلابي 412.
كلتا كلتى، كلتاوي، كلتوي 406، 407، 408.
- كلوي 406، 407.
كمأ كمء 478، 557.
- كمأ، كمأة 478.
- أكمؤ 557.
كمت كميت 361.
كهب كهب، كهبة 244.
كهبل كهبل 610.
- كتهبل 610، 612.
كهل كهول 442.
- كواهل، كاهل 458.
كنبل كنابيل 615.
- كنأبيل 618.(2/1127)
كنتأ كنتأو 614.
كنتل كنتال 609.
كنثأ كنثأو 6.
كنهر كنهور 628، 629.
كاز كوزة 788.
كوثر كوثر 729.
كوكب كوكب 474.
كان كنت 409.
- كينونة 805، 806، 807.
- كوني 409.
- استكان 232، 238، 744، 745.
- استكانة 744، 745.
كوّ كوّي 393.
كاس كاس 781.
- كوسى 780، 781، 783.
- الأكيس 781.
كال مكيول 800، 924.
لألء لألء، لأك 595.
- ملأك وألوكة 594.
لأل لآل 636.
لألأ لؤلؤ 636.
لؤم يلؤم 1005، 1006.(2/1128)
لبب تلب، لببت 280، 284.
لتى اللتيات، اللتين 364، 365.
لجم ملجم 923.
لدد اللدد، ألندد 584.
لذع لذعى، لذيع 453.
لصص لص، لصت 871.
لعب التلعاب, التلعيب 301.
لعن لعنّ 869.
- ملعون، ملاعين 472.
- مليعنون 325.
لقح لقحة 429.
لقي لقيته، لقاءة 309، 310.
لاذ لاوذ، يلوذ، ملاوذة، لواذا 485.
لوى ألوى 793.
- لَيّ، لُيّ 753، 793.
- لويت 722.
- يلوون 801.
ليل ليال 482.
لين ليان 478.
- اللينة 478، 962.
مأج مأج، مؤج، مئوجة 648.
مثل مثيل 360.(2/1129)
محا انمحى، امَّحى 938، 939.
- محويّ، محيي 389، 390، 972.
مرأ مراء 299.
- مرئيّ 410.
مرزنجوش مرزنجوش 618، 627.
مرس مرمريس 619، 624.
مرط مرطيّ 592.
مسس مست، مسست 966، 967، 968.
مضى ممضوّ، ممضيّ عليه، مضوت 862، 863.
مطى مطيّ 713، 835، 837.
- مطايا 710، 713، 714، 833، 835، 873.
معدد تمعدد 584.
معز المعزى 386، 569، 588، 781.
- معزويّ، معزاويّ 386.
- معزانن 669.
مع معهم، محهم 937.
معى معيَّة 339، 340.
مكن مكنني، يمكنني 898، 899.
- أمكن 448، 482.
مكا المكا، المكاء، مكا يمكو 665.
ملح ملحيّ 378.(2/1130)
ملق تملق، تِمِلَّاق 299، 300.
ملك ملكوت 584، 631، 991.
ملى أمليت 861.
مات ميْت، ميتي 196، 335، 383، 454.
- المَوَتَان 768، 769.
ماد تمود، تماددنا 485.
ماس ماس، يميس، موس 595، 596.
مام موماة 482.
ماه ماء 567.
- ماه، موه 857.
- مويه 857، 894.
نأى ينأى 690.
نبأ نبيّ 687.
نبت المنبت 311، 313.
نبج أنبجان، أنبجاني، أنبجانية، منبج 643، 644.
نبح النباح 572.
نبذ أنبذة، نبيذ، منبوذ 453.
نبز تنابز، تتنابز 966.
نبل النبل 600.
- نابل 416.
نتن مُنْتِن 311، 314.
نجد أنجد، أنجدة 421، 574.(2/1131)
نحا نُحُوّ نُحَيّ 827.
نخر المنخر 311، 313، 314، 315.
نخرب نخرب 233.
نخل منخل 318، 953.
ندس ندس 287، 288.
- ندسون 445.
ندل الندل 582.
- تمندل 585.
ندا أندية 575.
- أنداء 573.
نرجس نرجس 613.
نزل تَنَزَّل، تَتَنَزَّل 896، 963، 966.
نزا النزاء 572.
- نزوان 205، 291.
- تنزية 299.
نسأ منسأة 696، 797.
نسي نسيا منسيا 339، 340.
نسك المنسك 311، 313، 314.
نشد نشدة 310.
نشص ناشص 673.
نصف نصف 443.
نظر ناظر، نواظر 462.(2/1132)
نعم نعم ينعم 276، 282.
- أنعم، نعمة 429.
نغل منغل 953.
نفق نافقاء، نوافق 459.
نقر النقر 510، 511.
نقف ناقف 673.
نكد نكد، وأنكاد 444.
نكر منكر، مناكير 472.
نكس نكس، نواكس 461.
نوب ناب، أنيب، نيب 427، 428، 429.
نوس نويس 336.
نوق نوقة، أنيق 430.
- استنوق 794.
نام نائم، نوائم، نوّم 463.
نوى الناوي، الناوية، نواء 787.
ناب الناب 667.
هبقل هبقلة 633.
هبلع هبلع 216، 683.
هتت هتّ 935.
- مهتوت 962، 934.
هجرع الهجرع 580، 631.
هجن هجان 320، 450.(2/1133)
هجا هجاني، هجوته، أهجوه 241.
هدبد هدبد، هدابد 218، 219.
هدد مهدد 652.
هذر التهذار 295، 301.
هرس الهرس 583.
هرق هراق 848، 854.
- أهراق يهريق 515، 636.
- هرقت الماء 871.
هركل الهركولة 633.
هرمس الهرماس 583.
هرا هراوة، هراوى، هرايا 838، 839، 840.
هرى هارٍ 275.
هزأ مستهزئون 695، 696، 1010.
هلقم هلقم 234.
هلك مهلك 304.
همرجل همرجل 220، 515، 619، 620.
همرش همّرش، هنمرش 939.
همس الهمس، الحروف المهموسة 926، 927، 928.
هنأ أهنى، أهنئ 557.
هندلع هندلع 222.
هنا يا هناه، يا هني 876.
- هنوات 875.(2/1134)
هام مهوم 384.
هان هيِّن، أهوناء 471.
هوى يهوي 752.
- الهاوي 929، 934.
هير يهير 642، 643.
هيم مهيم 384.
وأى وأيت 976، 986.
- آءة، آء 983، 984.
وبق وبق 280.
وتد وتد 937، 938، 939.
- ودّ "في وتد" 939.
وتك أوتكان 658.
وجد وجد يجد 898.
وجع وجع، وجاع 444.
- وجاعى 444، 454، 455.
وجف وجيف 291.
وجل وجل يجل 740.
- وجل يوجل 735، 736، 737, 738.
- ياجل 740، 745، 858.
- موجل 313، 656.
وجه وجه وتصاريفه 185، 848، 849.
- وجوه، أجوه 728، 849، 856.(2/1135)
- الجاه 185.
وجا الواجي 696، 697، 699.
وحر وحر يحر ويوحر 279.
وحش وحش يوحش 315.
ودد وددت 734.
وذر وذر, يذر 269.
ورنتل ورنتل 629.
ورث ورث وتصاريفه 848.
- تراث 849.
ورد ورد 442.
- مورد 656، 657.
ورع ورع، يورع 278.
ورم ورم يرم 278.
ورى ورى 199، 280، 727.
- أوري، ووري 728، 856.
وزر ايتزر 732.
وزز إوزّة 976.
وزن ميزان 330، 733.
وسع يسع، يتسع 279، 735، 736، 737، 738.
وسم وسم، يوسم 315، 735.
- وسميّ 334.(2/1136)
وشح وشاح، إشاح 728.
وشى شِية 399، 401.
وصب وصب، يصب 277.
وصل أواصل، وواصل 298، 727، 856.
- واصلة 727.
وضع يضع 735، 736.
وطأ وطأ يطأ 479.
وطد وطد وتصاريفه 937، 938، 939.
وطر يوطر 862، 863.
وظب مُوظِب 653.
وعد وعد، يعد 240، 729، 734، 735، 739.
- موعد 311، 315.
- عدة 400، 401، 402، 741.
- اتَّعد 732، 770.
- ياتعد 740.
- ييعد 739.
وعظ وعظ 945.
وعل موعل 656.
وغد وغد، وغدان 441، 442.
وغر وغر، يغر، يوغر 279.
وغم وغم يغم 278.(2/1137)
وفق وفق يفق 278.
وقت ميقات 733، 860.
وقد واقد 942.
- مؤقد 857.
وقر وقور 287، 289.
وقظ موقظ، ميقظ، يقظة 330، 733.
وقى يتقي 968، 969.
- تَقِ 969.
- قِهْ 543، 873.
- تقوى 830، 989.
ولج أتلجه، أولجه، ولوج 870.
ولد يَلْدَه 496.
ولغ ولغ يلغ 279.
ولق أولق 981، 985.
وله وله يله 278.
ولي ولي يلي 199.
- ولاية 294.
ومق مقة 741.
- ومق يمق 241، 278.
ونى أناة، ووناة، الونى 730.
وهب يهب 763، 737، 738.
وهل يوهل 280.(2/1138)
وهم وهم، يهم 278.
وهن وهن، يهن، يوهن 279.
- هنة 291.
ويح ويح 722.
ويل ويل 722.
يأج يأجج 650.
يئس يأس 187.
- ييئس 738.
- ييأس 739.
يتم يتُم ييتُم 315.
- يتامى 454، 455.
يدع أيدع 639.
يدي يد 404، 846، 847.
- يديت 725.
يرنأ يرنأ، اليرناء 234.
يستعر يستعور 627، 628.
يسر اتَّسر، ايتسر 732، 870.
- موسر، ميسر 304، 733.
- ميسور 305.
- مياسر، ومياسير 472.
يعط يعط، يعيط 315.
يقظ يقظ، ييقظ، أيقاظ 444.(2/1139)
- يقظة، يقظات 445.
يمن ميمون، ميامين 472.
يوح يوح 722.
يوم يوم، أيام، أيوام 790.
يين يين 624، 625.
ييي ييَّيت 726، 747.
"انتهت فهارس المواد اللغوية"(2/1140)
حادي عشر: فهرس المواد اللغوية
- ظبية 391، 398.
ظلل ظلت 966.
- ظللت 901، 902، 903، 967.
ظلم اظَّلم، اظتلم، اطَّلم 855، 959.
- ظيلم، ظلمان 448.
- ظلمية 371.
ظنت المظنة 316.
ظهر ظهران 179، 183.
عبب عباب "أباب" 857.
عبدد عبديد 357.
عبد عبدي 377.
- عباديد، عبيدات، عباديدي 357، 412.
عبدل عبدل 633.
عبل عبلة، عبلات 445.
عبى العباء، العباءة، عباية 829.
- عييد، أعياد 332، 333.
عتا عتا عتوّا، عتا يعتو، عتي، عتو 826، 827، 828.
عثر العثير، العثاير 474.
عثل عثوثل 641.
- عثول 576.
عجز عجز 456.
- عجائز 456، 777، 778.(2/110)
ثاني عشر: فهرس مصادر البحث ومراجعه:
- أولا: القرآن الكريم: "كتاب العربية الأول".
ثانيا: المخطوطات:
1- الأمالي النحوية: لابن الحاجب/ مخطوط بمعهد إحياء المخطوطات بجامعة الدول العربية برقم "18" نحو.
2- حاشية السيد الشريف الجرجاني على كتاب الوافية لركن الدين الأستراباذي: تأليف السيد الشريف علي بن محمد الجرجاني/ مخطوط بمكتبة البلدية/ بالأسكندرية/ تحت رقم "13" نحو.
3- شرح أبيات المتوسط: لمجهول/ مخطوط بدار الكتب المصرية تحت رقم "1913" نحو.
4- شرح الإيضاح والتكملة، للعكبري: مخطوط بدار الكتب بالقاهرة برقم "207" نحو.
5- شرح شواهد إصلاح المنطق: يوسف السيرافي/ مخطوط بدار الكتب المصرية بالقاهرة/ برقم "4625" أدب.
6- شرح على كافية ابن الحاجب: لمجهول/ مخطوط بالمكتبة الأزهرية تحت رقم "841" "6048".
7- شرح الكافية: لابن الحاجب/ مخطوط بدار الكتب المصرية/ بالقاهرة/ برقم "1555" نحو.
8- شرح كتاب سيبويه: أبو سعيد السيرافي/ مخطوط مصوَّر بمكتبة جامعة القاهرة/ برقم "26181" نحو.(2/1141)
9- عون الوافية: كمال بن عبد الرحمن بن إسحاق/ مخطوط بمكتبة البلدية/ بالأسكندرية/ برقم "26" نحو.
10- كشف الوافية في شرح الكافية: تأليف محمد بن عمر الحلبي/ مخطوط بالمكتبة الأزهرية بالقاهرة برقم "973" "7615", ونسخة أخرى برقم "2289" "27194".
11- المحصل في شرح المفصل: العكبري/ مخطوط بدار الكتب المصرية/ برقم "292" نحو.
12- المنصف "شرح تصريف المازني"، لابن جني:
- نسخة خطية بمعهد إحياء المخطوطات العربية/ بالقاهرة/ برقم "12" صرف.
- أخرى بدار الكتب المصرية بالقاهرة/ برقم 6141هـ.
- ثالثة بدار الكتب المصرية/ بالقاهرة/ برقم "2" صرف.
ثالثا: المطبوعات:
13- الإبدال: أبو الطيب اللغوي: تحقيق عز الدين التنوخي/ دمشق/ 1960م.
14- أبنية الفعل في شافية ابن الحاجب: د. عصام نور الدين/ المؤسسة الجامعية للدراسات والنشر والتوزيع/ الطبعة الأولى/ 1402هـ/ 1982م.
15- إتحاف فضلاء البشر في القراءات الأربع عشر:
الشيخ محمد الدمياطي/ دار الندوة الجديدة/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".(2/1142)
16- الإتقان في علوم القرآن: جلال الدين السيوطي/ دار الندوة الجديدة/ بيروت/ 1370هـ.
17- أخبار النحويين البصريين: أبو سعيد السيرافي/ المطبعة الكاثوليكية/ بيروت/ لبنان/ 1936م.
18- أدباء العرب في الجاهلية والإسلام: بطرس البستاني/ دار مارون عبود للطباعة والنشر/ "د. ت".
19- الأدب في العصر المملوكي: د. محمد زغلول سلام/ دار المعارف بمصر/ "د. ت".
20- أدب الكتاب: ابن قتيبة الدينوري/ تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد/ مطبعة السعادة بمصر سنة 1963م.
21- ارتشاف الضرب من لسان العرب: أبو حيان الأندلسي/ تحقيق د. مصطفى النحاس: الطبعة الأولى/ مطبعة النسر الذهبي بمصر/ سنة 1404هـ, 1984م.
22- الأزمنة والأمكنة: أبو علي المرزوقي/ مطبعة دائرة المعارف العثمانية/ حيدر آباد الدكن الهند/ سنة 1332هـ.
23- الاستشهاد والاحتجاج باللغة: د. محمد عيد/ عالم الكتب بالقاهرة/ سنة 1988م.
24- الإشارات والتنبيهات: ابن سينا/ تحقيق د. سليمان دنيا/ الطبعة الثالثة/ دار المعارف/ مصر "د. ت".(2/1143)
25- اشتقاق الأسماء: الأصمعي: تحقيق د. رمضان عبد التواب ود. صلاح الدين الهادي/ مكتبة الخانجي/ مصر/ "د. ت".
26- إصلاح غلط المحدَثين: الخَطَّابي: تحقيق ودراسة د. حاتم صالح الضامن/ مؤسسة الرسالة/ بيروت/ لبنان/ الطبعة الثانية 1405هـ, 1985م.
27- إصلاح المنطق: ابن السكيت: تحقيق أحمد شاكر، وعبد السلام هارون/ دار المعارف/ مصر/ 1949م.
28- الأصمعيات: الأصمعي: تحقيق أحمد محمد شاكر وعبد السلام هارون/ دار المعارف بمصر/ سنة 1964م.
29- الأصول في النحو: ابن السراج: تحقيق د. عبد الحسين الفتلي/ مؤسسة الرسالة/ بيروت/ لبنان/ الطبعة الثالثة/ سنة 1408هـ, 1988م.
30- الأضداد في اللغة: محمد بن القاسم الأنباري: تحقيق عبد القادر سعيد/ المطبعة الحسينية بمصر/ "د. ت".
وتحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم/ مطبعة الكويت/ سنة 1960م.
31- أطلس التاريخ الإسلامي: تصنيف هاري وهازارد, وترجمة الأستاذ إبراهيم زكي خورشيد/ مكتبة النهضة المصرية/ "د. ت".
32- إعراب القرآن: أبو جعفر النحاس: تحقيق د. زهير غازي زاهد/ مطبعة العاني/ الناشر وزارة الأوقاف العراقية/ بغداد/ "د. ت".(2/1144)
33- الأعلام: خير الدين الزركلي: الطبعة الثالثة/ دار العلوم/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
34- أعيان الشيعة: محمد الأمين الحسيني العاملي: مطبعة الإتقان/ دمشق/ سنة 1365هـ, 1946م.
35- الأغاني: أبو الفرج الأصبهاني: دار الثقافة العربية/ بيروت/ لبنان/ الطبعة السادسة/ سنة 1404هـ, 1983م.
36- الإفصاح في شرح أبيات مشكلة الإعراب: الفارابي: تحقيق سعيد الأفغاني/ مؤسسة الرسالة/ الطبعة الثالثة/ 1400هـ, 1980م.
37- الاقتضاب في شرح أدب الكتاب: البطليوسي: راجعه عبد الله البستاني/ المطبعة الأدبية/ بيروت/ لبنان/ سنة 1901م.
38- الإقناع في القراءات السبع: ابن الباذش: تحقيق د. عبد المجيد قطامش/ الطبعة الأولى/ مطبعة ركابي ونضر/ دمشق/ 1403هـ.
39- الأمالي: أبو علي القالي: دار الكتب المصرية/ بالقاهرة/ 1344هـ.
40- الأمالي: أبو القاسم الزجاجي: الطبعة الأولى/ القاهرة/ سنة 1324هـ.
41- أمثال العرب: المفضل الضبي: مطبعة الجوائب بإستانبول/ سنة 1300هـ.
42- إنباه الرواة على أنباه النحاة: القفطي: تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم/ دار الكتب المصرية/ 1374هـ, 1955م.(2/1145)
43- الإنصاف في مسائل الخلاف: أبو البركات الأنباري: تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد/ الطبعة الأولى/ مطبعة الاستقامة/ بالقاهرة/ سنة 1364هـ, 1945م.
44- أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك: ابن هشام الأنصاري: تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد/ دار إحياء التراث العربي/ بيروت/ لبنان/ 1966م.
45- الأيام والليالي والشهور: أبو زكريا الفراء: تحقيق إبراهيم الإبياري/ المطبعة الأميرية/ بالقاهرة/ 1956م.
46- الإيضاح العضدي: أبو علي الفارسي: تحقيق حسن شاذلي فرهود/ الطبعة الأولى/ دار التأليف بمصر/ 1389هـ, 1969م.
47- الإيضاح في شرح المفصل: ابن الحاجب: تحقيق موسى بناي العليلي/ مطبعة العاني/ بغداد 1402هـ, 1982م.
48- الإيضاح في علل النحو: الزجاجي: تحقيق مازن المبارك/ مطبعة المدني/ الناشر مكتبة العروبة/ بمصر/ 1378هـ, 1959م.
49- البداية والنهاية: ابن كثير الدمشقي: الطبعة الأولى/ مطبعة السعادة بمصر/ 1351هـ, 1932م.
50- البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع: الشوكاني/ مكتبة ابن تيمية/ بالقاهرة/ "د. ت".
51- البرهان في علوم القرآن: الزركشي/ دار إحياء الكتب العربية/ 1376هـ.(2/1146)
52- بغية الوعاة في طبقات اللغويين والنحاة: جلال الدين السيوطي: تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم/ دار الفكر/ الطبعة الثانية/ سنة 1399هـ, 1979م.
53- البيان في غريب إعراب القرآن: أبو البركات الأنباري: تحقيق د. طه عبد الحميد طه/ الهيئة المصرية العامة للكتاب/ 1400هـ, 1980م.
54- تاريخ آداب اللغة العربية: جرجي زيدان: مطبعة الهلال/ سنة 1931م.
55- تاريخ الأدب العربي: كارل بروكلمان: ج1، 2، 3 ترجمة د. عبد الحليم النجار/ دار المعارف/ بمصر سنة 1961م, ج4، 5، 6, ترجمة د. رمضان عبد التواب، ود. السيد يعقوب بكر/ دار المعارف بمصر/ سنة 1977م.
56- تاريخ الإسلام السياسي: سير توماس أرنولد, ترجمة د. حسن إبراهيم حسن/ د/ عبد المجيد عابدين/ لندن/ سنة 1935.
57- تاريخ الإسلام السياسي والديني والثقافي والاجتماعي: حسن إبراهيم حسن/ الطبعة الأولى/ مكتبة النهضة المصرية/ 1967م.
58- تاريخ بغداد: الخطيب البغدادي: مطبعة السعادة بمصر/ سنة 1349هـ.
59- تاريخ الحضارة الإسلامية: المستشرق الروسي ف. بارتولد, نقله إلى العربية حمزة طاهر/ الطبعة الثانية/ دار المعارف بمصر/ "د. ت".(2/1147)
60- تاريخ الشعوب الإسلامية: كارل بروكلمان: ترجمة نبيه أمين فارس ومنير البعلبكي/ دار العلم للملايين/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
61- تاريخ اللغات السامية: إسرائيل ولفنسون/ طبعة القاهرة/ 1929م.
62- التذييل والتكميل في شرح التسهيل: أبو حيان: مخطوط بدار الكتب/ برقم "62" نحو.
63- تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد: ابن مالك: تحقيق محمد كامل بركات/ دار الكتاب العربي للطباعة والنشر/ 1387هـ, 1967م.
64- التصريح بمضمون التوضيح: الشيخ خالد بن عبد الله الأزهري: مطبعة عيسى البابي الحلبي/ مصر/ سنة 1343هـ.
65- التكملة: أبو علي الفارسي: تحقيق د. حسن شاذلي فرهود/ الناشر/ عمادة شئون المكتبات/ جامعة الرياض/ المملكة العربية السعودية/ الطبعة الأولى سنة 1401هـ, 1981م.
66- تهذيب إصلاح المنطق: الخطيب التبريزي: تحقيق د. فوزي عبد العزيز مسعود/ الهيئة العربية العامة للكتاب/ سنة 1987م.
67- تهذيب اللغة: أبو منصور الأزهري: تحقيق عبد السلام هارون/ الدار القومية للطباعة/ سنة 1384هـ, 1964م.
68- التيسير في القراءات السبع: أبو عمرو الداني: تصحيح أوتوبرتزل/ إستانبول/ مطبعة الدولة للنشريات الإسلامية لجمعية المستشرقين الألمان/ 1920م.
69- جمهرة أشعار العرب: أبو زيد القرشي: بولاق/ سنة 1308هـ.(2/1148)
70- جمهرة الأمثال: أبو هلال العسكري: تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم وعبد المجيد قطامش/ القاهرة سنة 1964م.
71- جمهرة أنساب العرب: ابن حزم الأندلسي: دار الكتب العلمية بيروت/ لبنان/ الطبعة الأولى/ سنة 1403هـ, 1983م.
72- جمهرة اللغة: ابن دريد: الطبعة الأولى/ مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية/ حيدر آباد الدكن/ سنة 1345هـ.
73- ابن الحاجب النحوي: آثاره ومذهبه: طارق عبد عون الجنابي/ مطبعة أسعد/ بغداد/ سنة 1972م.
74- حاشية الأمير على مغني اللبيب: محمد الأمير: مطبعة حجازي بالقاهرة/ 1372هـ.
75- حاشية ابن جماعة على شرح الجاربردي على الشافية: ابن جماعة الكناني/ بهامش شرح الجاربردي المذكور.
76- حاشية الدسوقي على مغني اللبيب: مصطفى الدسوقي/ القاهرة/ 1358هـ.
77- حاشية الصبان على الأشموني: الشيخ محمد الصبان/ طبعة الحلبي/ بمصر/ 1329هـ.
78- حجة القراءات: ابن خالويه: تحقيق د. عبد العال سالم مكرم/ الطبعة الثانية/ دار الشروق/ 1397هـ, 1977م.
79- الحماسة البصرية: صدر الدين البصري/ حيدر آباد/ 1964م.
80- حياة الحيوان: الدميري: المطبعة الميمنية/ "د. ت".(2/1149)
81- خزانة الأدب ولب لسان العرب: عبد القادر البغدادي: تحقيق عبد السلام هارون/ دار الكتاب العربي للطباعة والنشر/ بالقاهرة/ 1387هـ, 1967م.
82- الخصائص: ابن جني: تحقيق محمد علي النجار/ الطبعة الثالثة/ الهيئة المصرية العامة للكتاب/ 1408هـ, 1988م.
83- خلق الإنسان: الأصمعي/ نشر وتعليق د. أوجست هفنر "ضمن الكنز اللغوي" المطبعة الكاثوليكية/ بيروت/ لبنان/ 1903م.
84- دائرة المعارف الإسلامية: نقلها إلى العربية: إبراهيم خورشيد, وأحمد الشنتناوي/ الصين/ طالقان.
85- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة: ابن حجر العسقلاني الطبعة الأولى/ مطبعة مجلس دائرة المعارف الإسلامية/ حيدر آباد/ الهند/ 1349هـ.
86- الدرر اللوامع على همع الهوامع: الشنقيطي: دار المعرفة/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
87- الديباج المذهب في معرفة علماء المذهب/ ابن فرحون: تحقيق د. الأحمدي أبو النور/ دار التراث بالقاهرة/ "د. ت".
88- ديوان الأعشى "ميمون بن قيس": طبعة دار صادر/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
89- ديوان الإمام الشافعي: مكتبة الكليات الأزهرية/ الطبعة الثانية/ 1406هـ, 1986م.(2/1150)
90- ديوان امرئ القيس: دار صادر/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
91- ديوان البحتري: تحقيق محمد عبده عزام/ الطبعة الرابعة/ دار المعارف/ بمصر/ "د. ت".
92- ديوان أبي تمام، بشرح التبريزي: تحقيق محمد عبده عزام/ الطبعة الرابعة/ دار المعارف/ بمصر/ "د. ت".
93- ديوان تميم بن أبيّ بن مقبل: تحقيق د. عزة حسن/ دمشق/ سنة 1381هـ.
94- ديوان جميل بثينة: دار صادر/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
95- ديوان حاتم الطائي: دار صادر/ بيروت/ 1401هـ, 1981م.
96- ديوان حسان بن ثابت الأنصاري: دار صادر/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
97- ديوان الحماسة: جمعه أبو تمام: حبيب بن أوس الطائي: تحقيق د. عبد المنعم أحمد صالح/ الناشر دار الشئون الثقافية العامة بوزارة الثقافة والإعلام/ بغداد/ "د. ت".
98- ديوان ذي الرمة: تحقيق كارليل هنري هيس/ كمبردج/ سنة 1919م.
99- ديوان طرفة بن العبد/ القاهرة/ 1958م.
100- ديوان عامر بن الطفيل: دار صادر/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
101- ديوان عبيد بن الأبرص: دار صادر/ بيروت/ لبنان/ 1399هـ.
102- ديوان عبيد الله بن قيس الرقيات: تحقيق وشرح د. محمد(2/1151)
يوسف نجم/ دار صادر/ بيروت/ لبنان "د. ت".
103- ديوان العجاج: تحقيق وشرح د. عزة حسن/ دار الشروق/ بيروت/ لبنان/ سنة 1971م.
104- ديوان علقمة بن عبدة: جمع الأعلم الشنتمري/ الجزائر/ 1952م.
105- ديوان عنترة: دار صادر/ بيروت/ لبنان/ 1377هـ, 1958م.
106- ديوان الفرزدق: تحقيق الأستاذ الصاوي/ سنة 1354هـ.
107- ديوان قيس بن الخطيم: نشره كوفالسكي/ ليبزج/ 1914م.
108- ديوان كعب بن مالك الأنصاري: تحقيق د. سامي مكي العاني/ مطبعة المعارف/ بغداد/ سنة 1966م.
109- ديوان لبيد بن ربيعة العامري: دار صادر/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
110- ديوان المثقب العبدي: تحقيق كامل حسن الصيرفي/ القاهرة/ 1931م.
111- ديوان مروان بن أبي حفصة: جمع وتحقيق د. حسين عطوان/ الطبعة الثالثة/ دار المعارف بمصر/ "د. ت".
112- ديوان النابغة الذبياني: تحقيق أحمد عبد المجيد الغزالي/ مطبعة مصر/ سنة 1913م.
113- ديوان أبي نواس: تحقيق أحمد عبد المجيد الغزالي/ مطبعة مصر/ سنة 1913م.
114- ديوان الهذليين: دار الكتب/ سنة 1369هـ.(2/1152)
115- الذريعة إلى تصانيف الشيعة: الشيخ أغا بزرك الطهراني/ مطبعة العزي/ النجف/ بغداد/ 1355هـ, 1936م.
116- ربط الشوارد في حل الشواهد: ابن الحنبلي: تحقيق د. شعبان صلاح/ دار الثقافة العربية/ القاهرة/ الطبعة الأولى/ 1409هـ, 1989م.
117- رسالة في علم الموسيقى: نصير الدين الطوسي: تحقيق زكريا يوسف/ مطبعة لجنة التأليف والترجمة والنشر/ سنة 1964م.
118- روضات الجنة في أحوال العلماء والسادات: محمد باقر الخوانساري: تحقيق أسد الله إسماعيليان/ قم/ سنة 1392هـ.
119- روضة الأدب في طبقات شعراء العرب: إسكندر إبكاريوس/ بيروت/ 1858م.
120- أبو زكريا الفراء ومذهبه في اللغة والنحو: أحمد مكي الأنصاري/ المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية/ "د. ت".
121- زينة الفضلاء في الفرق بين الضاد والظاء: أبو البركات الأنباري: تحقيق د. رمضان عبد التواب/ مؤسسة الرسالة/ بيروت/ لبنان/ الطبعة الثالثة/ 1408هـ, 1988م.
122- السبعة في القراءات: ابن مجاهد: تحقيق د. شوقي ضيف/ دار المعارف بمصر/ سنة 1972م.
123- سراج القارئ المبتدي وتذكار القارئ المنتهي في شرح منظومة(2/1153)
الشاطبي المسماة: حرز الأماني ووجه التهاني: أبو القاسم علي بن عثمان/ مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر/ 1955م.
124- سر صناعة الإعراب: ابن جني: تحقيق مصطفى السقا، ومحمد الزفزاف/ الطبعة الأولى/ مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر/ سنة 1374هـ, 1954م.
125- السلوك لمعرفة دولة المملوك: تقي الدين المقريزي: لجنة التأليف والترجمة والنشر/ 1941م.
126- سنن الترمذي "الجامع الصحيح": أبو عيسى محمد بن عيسى بن سَوْرة: تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي/ الطبعة الثانية/ مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر/ 1388هـ, 1968م.
127- سنن الدارمي: أبو محمد عبد الله بن بهرام الدارمي/ دار الفكر/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
128- سنن أبي داود: أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني, راجعه وعلق عليه محمد محيي الدين عبد الحميد/ دار إحياء التراث العربي/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
129- سنن ابن ماجه: أبو عبد الله محمد بن يزيد القزويني: تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي/ المكتبة العلمية/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
130- سنن النسائي بشرح السيوطي: دار الكتب العلمية/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
131- سير أعلام النبلاء: شمس الدين الذهبي: تحقيق إبراهيم(2/1154)
الزيبق/ الطبعة الأولى/ مؤسسة الرسالة للطبع والنشر/ بيروت/ لبنان/ 1403هـ, 1983م.
132- الشافية في علمي التصريف والخط: ابن الحاجب/ المطبعة الميمنية/ القاهرة/ سنة 1305هـ.
133- شذرات الذهب في أخبار من ذهب: ابن العماد الحنبلي/ المكتب التجاري للطباعة/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
134- شرح أبيات سيبويه: أبو جعفر النحاس: تحقيق د. وهبة متولي سالمة/ الطبعة الأولى/ مطبعة النهضة بمصر/ سنة 1405هـ, 1985م.
135- شرح أدب الكاتب: الجواليقي: نشره القدسي/ سنة 1350هـ.
136- شرح اختيارات المفضل: الخطيب التبريزي: دمشق/ 1971م.
137- شرح الأشموني على ألفية ابن مالك: الأشموني: الطبعة الأولى/ مطبعة السعادة بمصر/ الناشر مكتبة النهضة المصرية/ 1375هـ, 1955م.
138- شرح ألفية ابن مالك: ابن الناظم: تحقيق د. عبد الحميد السيد محمد عبد الحميد/ دار الجيل/ بيروت/ "د. ت".
139- شرح الحماسة: التبريزي: مطبعة حجازي بالقاهرة/ "د. ت".
140- شرح الحماسة: المرزوقي: القاهرة/ 1372هـ.
141- شرح ديوان امرئ القيس: أبو بكر عاصم بن أيوب: المطبعة الرحمانية/ "د. ت".(2/1155)
142- شرح شافية ابن الحاجب: الجاربردي: "ضمن مجموعة الشافية".
143- شرح شافية ابن الحاجب: رضي الدين الأستراباذي: بتحقيق محمد نور الحسن، ومحمد الزفزاف، ومحمد محيي الدين عبد الحميد/ دار الفكر العربي/ بيروت/ لبنان/ سنة 1395هـ, 1975م.
144- شرح شافية ابن الحاجب: النقرة كار: "ضمن مجموعة الشافية".
145- شرح شذور الذهب في معرفة كلام العرب: ابن هشام الأنصاري: تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد/ دار الاتحاد العربي/ القاهرة/ سنة 1961م.
146- شرح شواهد سيبويه: الأعلم الشنتمري: بأسفل الكتاب/ طبعة بولاق/ سنة 1317هـ.
147- شرح شواهد شروح الألفية: العيني: مطبعة الحلبي/ بالقاهرة/ "د. ت".
148- شرح شواهد المغني/ جلال الدين السيوطي: لجنة التراث العربي/ بالقاهرة/ "د. ت".
149- شرح الكافية: ابن الحاجب: طبعة إستانبول/ سنة 1311هـ.
150- شرح كافية ابن الحاجب: رضي الدين الأستراباذي: دار الكتب العلمية/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
151- شرح كتاب سيبويه: أبو سعيد السيرافي: بهامش الكتاب/ طبعة بولاق/ سنة 1317هـ.
152- شرح اللمحة البدرية في علم العربية لأبي حيان: ابن هشام الأنصاري: تحقيق د. رواي/ ط2/ مطبعة حسان بالقاهرة/ "د. ت".(2/1156)
153- شرح المفصل: ابن يعيش: المطبعة المنيرية/ بالقاهرة/ "د. ت".
154- شرح الوافية نظم الكافية: ابن الحاجب: تحقيق موسى بناي العليلي/ مطبعة الآداب/ النجف/ العراق/ 1400هـ, 1980م.
155- الشعر والشعراء: ابن قتيبة: تحقيق أحمد محمد شاكر/ دار المعارف بمصر/ سنة 1364هـ.
156- شمس العلوم: نشوان الحميري: مطبعة بريل/ 1951م.
157- شواهد التوضيح والتصحيح لمشكلات الجامع الصحيح: ابن مالك: تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي/ لجنة البيان العربي/ 1957م.
158- الصاحبي: ابن فارس: القاهرة/ سنة 1910م.
159- الصحاح "تاج اللغة وصحاح العربية": إسماعيل بن حماد الجوهري: تحقيق أحمد عبد الغفور عطار/ دار الكتاب العربي بمصر/ الطبعة الثانية/ سنة 1402هـ, 1982م.
160- صحيح البخاري بشرح الكرماني: دار إحياء التراث العربي/ بيروت/ لبنان/ الطبعة الثانية/ 1401هـ, 1981م.
161- صحيح مسلم بشرح النووي: دار الفكر/ بيروت/ لبنان/ 1403هـ, 1983م.
162- ضرائر الشعر: ابن عصفور الإشبيلي: تحقيق السيد إبراهيم محمد/ دار الأندلس/ الطبعة الأولى/ 1980م.
163- ضرائر الشعر "أو ما يجوز للشاعر في الضرورة": محمد بن جعفر القزاز القيرواني: تحقيق المنجي الكعبي/ الدار التونسية/ 1971م.(2/1157)
164- الطالع السعيد: الإدفوي: تحقيق سعد محمد حسن/ الدار المصرية للتأليف والترجمة والنشر/ سنة 1966م.
165- طبقات الشافية: ابن قاضي شهبة: مطبعة الحسينية بمصر/ "د. ت".
166- طبقات الشافية الكبرى: تاج الدين السبكي: تحقيق عبد الفتاح محمد الحلو, ود. محمود محمد الطناحي/ الطبعة الأولى/ مطبعة الحلبي بمصر/ 1384هـ, 1965م.
167- طبقات الشعراء: ابن المعتزّ: تحقيق عبد الستار أحمد فراج/ الطبعة الرابعة/ دار المعارف بمصر/ "د. ت".
168- طبقات فحول الشعراء: ابن سلام: تحقيق محمود شاكر/ دار المعارف بمصر/ سنة 1373هـ.
169- طبقات النحويين واللغويين: أبو بكر الزبيدي: تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم/ الطبعة الثانية/ دار المعارف/ "د. ت".
170- ظهر الإسلام: أحمد أمين: الطبعة الأولى/ مكتبة النهضة المصرية/ بالقاهرة/ "د. ت".
171- غاية النهاية في طبقات القراء: أبو الخير بن الجزري: عني بنشره ج. برجستراشر/ مطبعة السعادة بمصر/ الناشر مكتبة الخانجي بمصر/ سنة 1933م.
172- العرف الطيب في شرح ديوان أبي الطيب: الشيخ ناصيف اليازجي: طبعة دار صادر/ بيروت/ لبنان/ 1987م.
173- عصر سلاطين المماليك ونتاجه العلمي والأدبي: د. محمود رزق سليم: المطبعة النموذجية بالقاهرة/ الناشر مكتبة الآداب بالقاهرة "د. ت".(2/1158)
174- عصور الاحتجاج في النحو العربي: د. عبادة/ دار المعارف/ مصر/ 1980م.
175- العمدة: ابن رشيق: الطبعة الثانية/ مطبعة السعادة بمصر/ سنة 1374هـ, 1955م.
176- الفصيح: ثعلب: نشر محمد عبد المنعم خفاجي/ ط أولى/ نشر مكتبة التوحيد بمصر/ 1368هـ, 1949م.
177- فقه اللغة: د/ علي عبد الواحد وافي: مكتبة النهضة المصرية/ الطبعة الثانية/ 1363هـ, 1944م.
178- فهرس آلورد: آلورد: برلين/ سنة 1984م.
179- الفهرست: ابن النديم: بعناية قوستاف فلوغل/ مكتبة خياط/ بيروت/ لبنان/ "د. ت"، والرحمانية/ بالقاهرة/ "د. ت".
180- فهرس الكتب الموجودة بالمكتبة الأزهرية إلى سنة 1366هـ, 1947م/ المطبعة الأزهرية/ 1367هـ, 1948م.
181- الفوائد الضيائية، شرح كافية ابن الحاجب: نور الدين الجامي: تحقيق د. أسامة طه الرفاعي/ منشورات وزارة الأوقاف والشئون الدينية/ بغداد/ 1402هـ, 1983م.
182- فوات الوفيات: ابن شاكر الكتبي: تحقيق د. إحسان عباس/ دار صادر/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
183- في أصول النحو: سعيد الأفغاني: الطبعة الثالثة/ لجنة البيان العربي بالقاهرة/ 1952م.(2/1159)
185- القاموس المحيط: مجد الدين الفيروزآبادي: دار الفكر/ بيروت/ لبنان/ سنة 1398هـ, 1978م.
186- القراءات القرآنية في ضوء علم اللغة الحديث: د. عبد الصبور شاهين/ دار القلم/ القاهرة/ 1966م.
187- القراءات واللهجات: د. عبد الوهاب حمودة/ مكتبة النهضة المصرية/ المطبعة الأولى/ 1368هـ, 1948م.
188- قطر الندى وبَلّ الصدى: ابن هشام الأنصاري: تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد/ طبعة بيروت/ "د. ت".
189- قواعد العقائد: الغزالي: تحقيق سعيد زايد/ الدار القومية للطباعة والنشر/ 1960م.
190- الكافية في النحو: ابن الحاجب: الطبعة الرابعة/ مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر/ 1369هـ.
191- الكافية في النحو: ابن الحاجب: تحقيق طارق نجم عبد الله/ الناشر مكتبة الوفاء/ جدة/ المملكة العربية السعودية.
192- الكامل في التاريخ: ابن الأثير: راجعه وصححه د. محمد يوسف الدقاق/ دار الكتب العلمية/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
193- الكامل في اللغة والأدب: أبو العباس المبرّد: تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم، والسيد شحاتة/ دار نهضة مصر "د. ت".
194- الكتاب: سيبويه: تحقيق عبد السلام هارون/ دار القلم بالقاهرة/ دار الرفاعي بالرياض/ الطبعة الثانية/ 1403هـ, 1983م.(2/1160)
195- كتاب الأفعال: أبو بكر محمد بن القوطية: مطبعة بريل/ ليدن/ 1892م.
196- كتاب البئر: أبو عبد الله محمد بن زياد الأعرابي: تحقيق د. رمضان عبد التواب/ الهيئة المصرية العامة للتأليف والنشر/ 1970م.
197- كتاب الجيم: أبو عمرو الشيباني: تحقيق عبد الكريم الغرباوي/ الهيئة العامة لشئون المطابع الأميرية/ القاهرة/ 1395هـ, 1975م.
198- كتاب النجاة: ابن سينا: الطبعة الأولى/ منشورات دار الآفاق الجديدة/ 1405هـ, 1985م.
199- الكشاف عن غوامض التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التنزيل: جار الله الزمخشري: الناشر دار الريان للتراث بالقاهرة, ودار الكتاب العربي ببيروت/ لبنان/ الطبعة الثالثة/ 1407هـ, 1987م.
200- كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون: حاجي خليفة/ مطبعة وكالة المعارف/ سنة 1364هـ, 1943م.
201- الكشف عن وجوه القراءات السبع وعللها وحججها: مكي بن أبي طالب: تحقيق د. محيي الدين رمضان/ مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق/ 1394هـ, 1974م.
202- اللباب في تهذيب الأنساب: ابن الأثير الجزري: دار صادر/ بيروت/ 1400هـ, 1980م.
203- لسان العرب: ابن منظور: طبعة دار المعارف/ "د. ت".(2/1161)
204- اللهجات العربية في معاني القرآن للفراء: د. صبحي عبد الكريم/ الطبعة الأولى/ دار الطباعة المحمدية بالأزهر/ 1406هـ, 1986م.
205- ما يحتمل الشعر من الضرورة: أبو سعيد السيرافي: تحقيق د. عوض القوزي/ الطبعة الثانية/ دار المعارف بمصر/ 1412هـ, 1991م.
206- مجاز القرآن: أبو عبيدة: تحقيق د. فؤاد سزكين/ الطبعة الثانية/ القاهرة/ سنة 1970م, وتحقيق د. محمد فؤاد/ الطبعة الأولى/ مطبعة السعادة بمصر/ سنة 1945م.
207- مجالس ثعلب: أحمد بن يحيى ثعلب: تحقيق عبد السلام هارون/ الطبعة الرابعة/ دار المعارف بمصر/ سنة 1400هـ, 1980م.
208- مجمع الأمثال: الميداني: تحقيق محمد محيي الدين عبد الحميد/ دار الفكر/ سنة 1393هـ, 1972م, ودار المعرفة/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
209- مجمع البيان في تفسير القرآن: الطبري/ بيروت/ سنة 1379هـ.
210- مجمل اللغة: أحمد بن فارس: تحقيق زهير عبد المحسن سلطان/ مؤسسة الرسالة/ الطبعة الأولى/ سنة 1404هـ, 1984م.
211- مجموعة الشافية من علمي الصرف والخط: عالم الكتب/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
212- المحتسب في تبيين وجوه شواذ القراءات والإيضاح عنها: ابن جني: تحقيق علي النجدي ناصف، وعبد الفتاح شلبي، ومحمد علي النجار/ الناشر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية/ القاهرة/ 1969م.(2/1162)
213- مختارات شعراء العرب: ابن الشجري: تحقيق د: نعمات محمد أمين طه/ الطبعة الأولى/ دار التوفيقية للطباعة/ الرياض/ 1399هـ, 1979م.
214- مختصر منتهى الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل: ابن الحاجب: مطبعة كردستان العلمية بالقاهرة/ 1326هـ.
215- المدارس النحوية: د. شوقي ضيف: دار المعارف بمصر/ سنة 1968م.
216- مدرسة البصرة النحوية: د. عبد الرحمن السيد: الطبعة الأولى/ مطبعة سجل العرب/ 1388هـ, 1968م.
217- المدرسة النحوية في مصر والشام في القرنين السابع والثامن الهجريين: د. عبد العال سالم مكرم/ دار الشروق/ بيروت/ الطبعة الأولى/ 1400هـ, 1980م.
218- المذكر والمؤنث: أبو زكريا الفراء: تحقيق د. رمضان عبد التواب/ الناشر مكتبة دار التراث بمصر/ سنة 1975م.
219- مراتب النحويين: أبو الطيب اللغوي: تحقيق محمد أبي الفضل إبراهيم/ مطبعة نهضة مصر بالفجالة بالقاهرة/ سنة 1955م.
220- المسند: الإمام أحمد بن حنبل: المكتب الإسلامي للطباعة والنشر "د. ت".
221- المصطلح النحوي: دراسات نقدية تحليلية د. أحمد عبد العظيم/ دار الثقافة للنشر والتوزيع/ القاهرة/ 1410هـ, 1990م.(2/1163)
222- المصطلح النحوي: نشأته وتطوره حتى أواخر القرن الثالث الهجري: د. عوض القوزي/ نشر عمادة شئون المكتبات/ بجامعة الرياض/ 1981م.
223- معالم أصول الدين: الإمام فخر الدين الرازي: تحقيق طه عبد الرءوف سعد/ دار الكتاب العربي/ 1404هـ, 1984م.
224- معاني القرآن: لأبي الحسن الأخفش: تحقيق د. فائز فارس/ دار البشير ودار الأمل/ الطبعة الثانية/ 1401هـ, 1981م.
225- معاني القرآن: أبو زكريا الفراء: تحقيق الأساتذة: أحمد يوسف نجاتي، ومحمد علي النجار، وعبد الفتاح شلبي/ طبعة دار الكتب المصرية/ "د. ت".
226- معاني القرآن وإعرابه: الزجاج: تحقيق عبد الجليل شلبي/ منشورات المكتبة العصرية/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
227- معجم الأدباء: ياقوت الحموي: دار المأمون بمصر/ "د. ت".
228- معجم الأطباء: أحمد عيسى: مطبعة فتح الله إلياس/ مصر/ "د. ت".
229- معجم ألقاب الشعراء: د. سامي مكي العاني: الطبعة الأولى/ مطبعة النعمان/ النجف/ العراق/ سنة 1971م.
230- معجم البلدان: ياقوت الحموي/ الطبعة الأولى/ مطبعة السعادة/ مصر/ سنة 1324هـ, 1906م.
231- معجم الشعراء: المرزباني/ نشر القدسي بتهذيب المستشرق د. سالم الكرنكوي/ 1354هـ.(2/1164)
232- معجم شواهد العربية: عبد السلام هارون/ مكتبة الخانجي بمصر/ الطبعة الأولى/ سنة 1392هـ, 1972م.
233- معجم قبائل العرب القديمة والحديثة/ عمر رضا كحالة/ الطبعة الخامسة/ مؤسسة الرسالة للطبع والنشر/ 1405هـ, 1985م.
234- معجم المؤلفين: عمر رضا كحالة/ دار إحياء التراث العربي/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
235- معجم مصطلحات النحو والصرف والعروض والقافية: د. محمد إبراهيم عبادة/ دار المعارف "د. ت".
236- المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي الشريف: نشر د. أ. ي. ونسنك، ود. ي. ب منسنج/ مطبعة بريل/ ليدن/ 1943م.
237- المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: وضعه محمد فؤاد عبد الباقي/ دار الريان للتراث/ 1407هـ, 1987م.
238- المعجم الوسيط: مجمع اللغة العربية بالقاهرة/ مكتبة الصحوة/ مصر/ "د. ت".
239- معيد النعم ومبيد النقم: تاج الدين السبكي/ تحقيق محمد علي النجار، وأبي زيد شلبي/ الطبعة الأولى/ طبعة دار الكتاب العربي بمصر/ 1367هـ, 1948م.
240- مغني اللبيب عن كتب الأعاريب: ابن هشام: تحقيق محيي الدين عبد الحميد/ دار الكتب المصرية/ القاهرة/ "د. ت".
241- مفاتيح العلوم/ الخوارزمي/ المطبعة المنيرية/ سنة 1332هـ.(2/1165)
242- مفتاح السعادة ومصباح السيادة: كاش كبرى زاده/ تحقيق كامل بكري، وعبد الوهاب أبي النور/ دار الكتب الحديثة بالقاهرة/ "د. ت".
243- المفتاح في الصرف: عبد القاهر الجرجاني/ تحقيق د. علي توفيق الحمد/ دار الرسالة للطبع والنشر ودار الأمل/ الطبعة الأولى/ سنة 1407هـ, 1987م.
244- المفصل في علم العربية: جار الله الزمخشري/ دار الجيل/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
245- المفضل في شرح المفصل: علم الدين السخاوي: تحقيق عبد الكريم جواد كاظم/ دكتوراه كلية اللغة العربية بالقاهرة.
246- المفضليات: المفضل بن محمد الضبي: شرح وتحقيق أحمد شاكر, وعبد السلام هارون/ دار المعارف بمصر/ 1371هـ.
247- المقتبس من اللهجات العربية والقرآنية: د. محمد سالم محيسن/ مؤسسة شباب الجامعة للطباعة والنشر والتوزيع بالأسكندرية/ 1986م.
248- المقتصد في شرح الإيضاح: عبد القاهر الجرجاني: تحقيق د. كاظم بحر مرجان/ بغداد/ سنة 1982م.
249- المقتضب: أبو العباس المبرد: تحقيق محمد عبد الخالق عضيمة/ عالم الكتب/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
250- المقدمة: ابن خلدون: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات/ بيروت/ لبنان/ 1391هـ, 1971م.
251- الممتع في التصريف: ابن عصفور الإشبيلي: تحقيق فخر الدين قباوة/ منشورات دار الآفاق الجديدة/ بيروت/ لبنان/ طبعة ثالثة "د. ت".(2/1166)
252- مناهج تحقيق التراث بين القدامى والمحدثين: د. رمضان عبد التواب: الطبعة الأولى/ مطبعة المدني/ الناشر مكتبة الخانجي بالقاهرة/ 1406هـ, 1986م.
253- مناهج الكافية في شرح الشافية: الشيخ زكريا الأنصاري, بهامش شرح شذور الذهب.
254- منتهى الأرب بتحقيق شرح شذور الذهب: الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد, بهامش شرح شذور الذهب.
255- منتهى الوصول والأمل في علمي الأصول والجدل: ابن الحاجب/ الطبعة الأولى/ مطبعة السعادة بمصر/ 1326هـ.
256- المنصف شرح تصريف المازني: أبو الفتح بن جني: تحقيق إبراهيم مصطفى, وعبد الله أمين/ الطبعة الأولى/ مطبعة مصطفى البابي الحلبي بمصر/ سنة 1373هـ, 1954م.
257- المنقوص والممدود: أبو زكريا الفراء: تحقيق عبد العزيز الميمني الراجكوتي/ دار المعارف/ "د. ت".
258- منهج البحث في الأدب: لانسون، وماييه: نقله من الفرنسية إلى العربية د. محمد مندور/ دار العلم للملايين/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
259- الموفي في النحو الكوفي: صدر الدين الكنغراوي: شرحه محمد بهجة البيطار/ مطبوعات المجمع العلمي العربي/ دمشق/ "د. ت".
260- موقف النحاة من الاحتجاج بالحديث النبوي الشريف: د. خديجة الحديثي/ منشورات وزارة الثقافة والإعلام بالعراق/ 1981م.(2/1167)
261- النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة: ابن تغري بردي/ المؤسسة المصرية العامة للتأليف والترجمة والطباعة والنشر "د. ت".
262- نزهة الطرف في علم الصرف, للميداني: دار الآفاق الجديدة/ بيروت/ لبنان/ الطبعة الأولى/ 1401هـ, 1981م.
263- نسب قريش, للمصعب الزبيري: تحقيق أ. ليفي بروفنسال/ دار المعارف بمصر/ سنة 1953م.
264- النشر في القراءات العشر: ابن الجزري: دار الكتب العلمية/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
265- النوادر في اللغة: أبو زيد الأنصاري: دار الكتاب/ بيروت/ لبنان/ 1387هـ.
266- هدية العارفين: إسماعيل البغدادي: الطبعة الثالثة/ إستانبول/ سنة 1387هـ, 1947م.
267- وفيات الأعيان أنباء أبناء الزمان: ابن خلكان: تحقيق إحسان عباس/ دار الثقافة/ بيروت/ لبنان/ "د. ت".
رابعا: الرسائل العلمية:
268- البسيط شرح كافية ابن الحاجب: تحقيق عبد المنعم محمود علي سيد, رسالة دكتوراه بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر، 1976م.
269- شرح الوافية نظم الكافية: ابن الحاجب: تحقيق طارق نجم عبد الله، رسالة ماجستير، كلية اللغة العربية بالقاهرة.
270- الكافي في شرح الهادي: الزنجاني: تحقيق محمود فجال، رسالة دكتوراه بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بالقاهرة.(2/1168)
271- كتاب كشف النقاب عن مخدرات ملحة الإعراب: عبد الله الفاكهي: تحقيق ودراسة عبد المقصود محمد عبد المقصود، ماجستير, كلية دار العلوم/ 1408هـ, 1988م.
272- المصطلحات النحوية، نشأتها وتطورها: سعيد أبو العزم، ماجستير، دار العلوم، 1977م.
273- الوافية في شرح الكافية: ركن الدين الأستراباذي، تحقيق خالد فائق أحمد محمود، دكتوراه، كلية اللغة العربية بالأزهر سنة 1397هـ, 1977م.(2/1169)
فهرس الموضوعات:
الموضوع
التقديم 7.
الدراسة: ركن الدين الأستراباذي: حياته وآثاره 9.
التمهيد: عصر ركن الدين الأستراباذي 11.
الحالة السياسية في عصره 11.
الحالة الاقتصادية والاجتماعية في عصره 15.
الحالة العلمية والفكرية والثقافية في عصره 16.
الحياة الدينية في عصره 20.
الفصل الأول: ركن الدين: نشأته وحياته وآثاره 22.
المبحث الأول: نشأته وحياته 22.
أ- اسمه ونسبه 22.
اضطراب الروايات في زاوية الأسماء, وما يتعلق بها من الكنى والألقاب 23.
أأحمد هو أم محمد؟ 26.
ب- ألقابه 28.
ج- كنيته 31.
د- أسرته 32.
هـ- ميلاده 33.
و موطنه 39.(2/1170)
ز- نشأته وحياته العلمية 41.
ح- رحلاته 43.
ط- أخلاقه وصفاته 44.
ي- مكانته العلمية وثقافته 45.
ك- مذهبه الفقهي 46.
ل- شيوخه وتلاميذه 50.
م- وفاته 56.
ن- آراء العلماء فيه 58.
المبحث الثاني: آثاره "الموجود منها والمفقود" 63.
ما وصل إلينا من مصنفاته 72
1- كتاب البسيط: 72.
توثيق اسم الكتاب 73.
توثيق نسبته إلى ركن الدين 75.
مخطوطاته 77.
طباعته 79.
ما يمتاز به هذا الكتاب 79.
2- كتاب المتوسط:
تعريف بالكتاب 80.
توثيق عنوانه, ونسبته إلى ركن الدين 81.
أهمية هذا الكتاب 83.(2/1171)
مخطوطات الكتاب 84.
طباعته 92.
الشروح والحواشي عليه: 93.
أولا: الشروح 93.
ثانيا: الحواشي 95.
تعقيب 96.
3- شرح الشافية: 99.
الفصل الثاني: كتاب شرح شافية ابن الحاجب 100.
المبحث الأول: دراسة الكتاب: 100.
قيمة الكتاب 100.
منهج ركن الدين في عرض قضاياه التصريفية في الكتاب 101.
بين ركن الدين وابن الحاجب 105.
المسائل الخلافية في الكتاب: 108.
1- خلافهم حول أصل "كيّنونة" 108.
2- أصل الهاء المتطرفة في "هناه" 109.
3- وزن "أشياء" وعلم منعها من الصرف 111.
4- أصل الألف المنقلبة عن التنوين في الاسم المقصور حال الوقف 113.
5- وزن "إنسان" 114.
6- وزن "همَّرش" 115.(2/1172)
7- اشتقاق لفظة "سُرّيّة" 116.
8- اشتقاق لفظة "مئونة" 117.
9- خلافهم حول "أَوَّل" 118.
10- الزائد في التضعيف: الثاني أم الأول؟ 119.
11- الهاء في "هجرع" زائدة أم أصلية؟ 120.
12- أصل "استطاع" 120.
13- تثنية اللذيّا واللتيّا 121.
14- خلافهم حول كتابة الألف الثلاثية في الاسم المنوّن 122.
اللهجات العربية الواردة في الكتاب:
1- قلب الكسرة فتحة والياء ألفا في لهجة "طيئ" 123.
2- لهجة "هذيل" في الثلاثي المعتل العين, إذا جمع جمع مؤنث سالما 123.
3- تسكين العين في نحو "حُجْرات" و"كِسْرات" لهجة تميم 124.
4- لهجات العرب في نطق الأمر المدغم للواحد, والمضارع المجزوم بالسكون 125.
5- حذف الواو والياء اللتين هما ضميران لغة لبعض قيس وأسد 128.
6- إبدال الميم من لام التعريف لغة طائية 129.
7- إبدال الهاء من الهمزة لهجة طائية 130.(2/1173)
8- أهل اليمن ينطقون الجيم كافا 130.
9- قلب ألف التثنية ياء في الوقف لهجة لبعض فزارة, وقلبها واوا لغة طيئ 130.
10- قيس يقربون الصاد من الزاي في النطق 131.
11- اللهجات العربية في الوقف على المنوّن 131.
12- بعض العرب يقف على الهاء في المؤنث بالتاء 132.
13- وجد يجُد: لغة عامرية 134.
المبحث الثاني: الكتاب؛ توثيقه ومخطوطاته: 135.
تحقيق عنوانه وتوثيق نسبته إلى مؤلفه 135.
تاريخ تأليفه 137.
الدافع وراء تأليفه 137.
مخطوطاته 139.
وصف ما اطلعت عليه من نسخ مخطوطاته 141.
النسخ المعتمدة في التحقيق 146.
نماذج خطية من النسخ المعتمدة في التحقيق 148.
منهجي في تحقيق الكتاب 156.
النص المحقق:
مقدمة المؤلف 163.
حد التصريف 166.
أنواع الأبنية 172.(2/1174)
الميزان الصرفي 174.
القلب المكاني 184.
علامات القلب 185.
الصحيح والمعتل 197.
أبنية الاسم الثلاثي 200.
رد بعض الأبنية إلى بعض 208.
أبنية الرباعي المجرد 215.
أبنية الخماسي 220.
أحوال الأبنية 227.
أبنية الماضي المجرد الثلاثي 230.
أبنية الماضي الثلاثي المزيد فيه 232.
معاني الأبنية في الأفعال 240.
معاني أبنية الثلاثي: 240.
معاني فَعِلَ 242.
معاني فَعُلَ 244.
معاني أَفْعَلَ 248.
معاني فَعَّلَ 251.
معاني فَاعَلَ 253.
معاني تَفَاعَلَ 255.
معاني تَفَعَّلَ 258.(2/1175)
معاني انْفَعَلَ 261.
معاني افْتَعَلَ 262.
معاني اسْتَفْعَلَ 264.
أبنية الرباعي 266.
الفعل المضارع وأبوابه 268.
الصفة المشبهة 286.
المصدر 291.
المصدر الميمي 303.
المصدر مما جاء على أكثر من ثلاثة أحرف 305.
اسم المصدر 308.
اسم المرة 309.
أسماء الزمان والمكان 311.
اسم الآلة 317.
الاسم المصغر 319.
شواذّ التصغير 358.
تصغير الترخيم 363.
تصغير المبنيات 364.
الاسم المنسوب 370.
الاسم المجموع 419.
حكم عين الثلاثي المؤنث في جمع المؤنث 432.(2/1176)
جمع التكسير للثلاثي الصفة 441.
جمع التصحيح في الصفات 445.
عود إلى جمع التكسير 446.
جمع فاعل الاسم 458.
جمع فاعل الصفة 460.
جمع ما آخره ألف التأنيث 464.
جمع أفعل اسما وصفة 467.
جمع فعلان اسما وصفة 470.
تكسير الرباعي والمشبه به 474.
جمع الخماسي 477.
اسم الجمع 479.
شواذّ الجمع 481.
جمع الجمع 483.
التقاء الساكنين 485.
الابتداء 512.
الوقف 523.
المقصور والممدود 566.
حروف الزيادة 575.
تعيين الزائد من حرفي التضعيف 621.
بيان ما يضعف, وما لا يضعف من الأصول 622.(2/1177)
الإمالة 662.
إمالة الفتحة قبل هاء التأنيث في الوقف 677.
تخفيف الهمزة 683.
تخفيف الهمزتين المجتمعتين 704.
الإعلال: 720.
قلب الواو والياء تاء إذا كانتا فاءين 732.
قلب الواو ياء والياء واوا 733.
حذف الواو والياء فاءين 734.
قلب الواو والياء ألفا وهما عينان 742.
تصحيح العين إذا اعتلت اللام 750.
بعض ما لا يعلّ من الصيغ, وسبب ذلك 760.
إعلال الياء والواو عينين بقلبهما همزة 771.
حكم الواو المكسور ما قبلها وهي عين 782.
قلب الواو ياء لاجتماعها والياء 788.
الإعلال بالنقل 794.
إعلال اللام 814.
قلب الواو ياء وهي لام 818.
قلب الواو والياء همزة طرفا 828.
قلب الياء واوا والواو ياء في الناقص 830.
قلب الياء ألفا والهمزة في "مفاعل" وشبهه 835.(2/1178)
إسكان الواو والياء 840.
حذف الواو والياء لامين 844.
حذف اللام سماعا 846.
الإبدال: 848.
حروف الإبدال 853.
مواطن إبدال الهمزة 856.
إبدال الهمزة من حروف اللين 856.
إبدال الهمزة عن العين 857.
إبدال الهمزة عن الهاء 857.
مواطن إبدال الألف 858.
مواطن إبدال الياء 860.
مواطن إبدال الواو 862.
مواطن إبدال الميم 866.
مواطن إبدال النون 869.
مواطن إبدال التاء 870.
مواطن إبدال الهاء 872.
إبدال اللام 878.
إبدال الطاء 880.
إبدال الدال 881.
إبدال الجيم 882.(2/1179)
إبدال الصاد 885.
إبدال الزاي 886.
الإدغام: 889.
إدغام المثلين 892.
الإدغام الجائز 908.
إدغام المتقاربين 909.
مخارج الحروف الأصلية 910.
مخارج الحروف الفرعية 916.
صفات الحروف 925.
طريقة إدغام المتقاربين 936.
امتناع إدغام المتقاربين للبس أو لشغل 937.
امتناع إدغام المتقاربين للمحافظة على صفة الحرف 940.
إدغام حروف الحلق 947.
إدغام لام التعريف 948.
إدغام النون 951.
إدغام تاء الافتعال والإدغام فيها 957.
إدغام تاء مضارع تفعل وتفاعل 963.
الحذف 966.
مسائل التمرين: 971.
الخط 995.(2/1180)
الكتابة تكون بالنظر إلى الابتداء والوقف 997.
خاتمة المؤلف 1039.
الفهارس الفنية للتحقيق: 1041.
1- الآيات القرآنية 1043.
2- الأحاديث النبوية 1051.
3- الأمثال والأقوال العربية 1052.
4- الأشعار 1054.
5- الأرجاز 1056.
6- أصحاب اللهجات العربية 1058.
7- الأعلام 1060.
8- الطوائف والجماعات النحوية 1064.
9- الأماكن والبلدان 1066.
10- الكتب الواردة بالكتاب المحقق 1068.
11- المواد اللغوية 1069.
12- مصادر البحث ومراجعه 1141.
13- فهرس الموضوعات 1171.(2/1181)