الفهرس التشعبي
1. اعترافات محمد أركون !
2. اعترافات .. محمد عابد الجابري ..!
3. اعتراف آخر ... للجابري !
4. اعترافات ( 13 ) : اعتراف أحد العلماء باغتراره بثورة الرافضة .. ثم تبرؤه منها ..
5. اعترافات الدكتورة : عزيزة المانع .. !
6. اعترافات الدكتور : راشد المبارك ...!!
7. اعترافات الدكتور محمد عماره .. !
8. اعترافات دكتور " عصراني " بأهمية ( الولاء والبراء ) ..!
9. اعترافات ( الشيخ جاسم مهلهل الياسين ) بأن الحكم الملكي خير من الجمهوري
10. اعترافات الدكتور ( محسن عبدالحميد ) بأن الأمة فرّطت في ابن تيمية
11. اعتراف آخر لـ ( طه العلواني ) بفشل تقديم التنازلات للعلمانيين ..!
12. اعتراف مهم للدكتورة ( سهير القلماوي ) .. !(1/1)
اعترافات محمد أركون !
يقول مراد هوفمان في كتابه ( رحله إلى مكه ) : ( إن الغرب يتسامح مع كل المعتقدات والملل ، حتى مع عبدة الشيطان ، ولكنه لا يظهر أي تسامح مع المسلمين . فكل شيئ مسموح إلا أن تكون مسلمًا ) . ( انظر : كتاب : ربحت محمدًا ولم أخسر المسيح ، للدكتور عبدالمعطي الدالاني ، ص 30 ) .
قلت : وهذا مصداق لقوله تعالى ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) . فمهما قدم المسلم من تنازلات لأعداء الإسلام مبتغيًا رضاهم أو التقرب منهم ؛ فإن فعله هذا سيعود ذما عليه ، يسخط الله ، ولايرضي الأعداء ! فيجمع السيئتين .
وقد رأينا وسمعنا من تعلمن وانسلخ من دينه لعله يحقق رضا العلوج عنه ؛ ولكنه عاد بخفي حنين ، وخسر دينه ودنياه . والأمثلة كثيرة ؛ ومنها دولة ( الترك ) التي كانت في يوم ما تحكم ديار الإسلام عندما اعتزت به ، ولكنها ذلت وتسلط عليها الأعداء عندما تنكرت له ، وهاهي رغم تعلمنها تتذلل أمام عباد الصليب أن يقبلوها في حلفهم ، ولكن هيهات مادامت لم تتنصر !
وبين يدي اعتراف مهم لمفكر من رموز مفكري العلمنة في عصرنا ؛ هو المتفرنس محمد أركون الذي تشرب الثقافة الفرنسية منذ نشأته ؛ حتى أنه يكتب كتبه عن الإسلام بهذه اللغة ! يبين في اعترافه بحسرة أن العرب لم يرض عنه رغم ما قدم لهم وتآمر معهم على دينه وبني قومه . وقد أحببت نقلها لتكون عبرة للمعتبر ممن لا زال في بداية هذا الطريق .(2/1)
يقول جورج طرابيشي – مؤكدا هذا - : ( إن محمد أركون، بعد نحو من عشرة كتب وربع قرن من النشاط الكتابي، قد فشل في المهمة الأساسية التي نذر نفسه لها "كوسيط بين الفكر الإسلامي والفكر الأوروبي" . فأركون لم يعجز فقط عن تغيير نظرة الغرب "الثابتة"، "اللامتغيرة" إلى الإسلام، وهي نظرة "من فوق" و"ذات طابع احتقاري" ، بل هو قد عجز حتى عن تغيير نظرة الغربيين إليه هو نفسه كمثقف مسلم ( ! ) مضى إلى أبعد مدى يمكن المضي إليه بالنسبة إلى من هو في وضعه من المثقفين المسلمين في تبني المنهجية العلمية الغربية وفي تطبيقها على التراث الإسلامي، يقول أركون : ( على الرغم من أني أحد الباحثين المسلمين المعتنقين للمنهج العلمي والنقد الراديكالي للظاهرة الدينية، إلا أنهم – أي الفرنسيين - يستمرون في النظر إليّ وكأني مسلم تقليدي! فالمسلم في نظرهم –أي مسلم- شخص مرفوض ومرمي في دائرة عقائده الغريبة ودينه الخالص وجهاده المقدس وقمعه للمرأة وجهله بحقوق الإنسان وقيم الديموقراطية ومعارضته الأزلية والجوهرية للعلمنة... هذا هو المسلم ولا يمكنه أن يكون إلا هكذا!! والمثقف الموصوف بالمسلم يشار إليه دائماً بضمير الغائب: فهو الأجنبي المزعج الذي لا يمكن تمثله أو هضمه في المجتمعات الأوروبية لأنه يستعصي على كل تحديث أو حداثة) .(2/2)
ويبدو أن واقعة بعينها هي التي أوصلت "سوء التفهم" هذا إلى ذروته. ففي 15 آذار/ مارس 1989 نشر أركون في صحيفة "اللوموند" الفرنسية مقالة حول قضية سلمان رشدي أثارت في حينه "لغطاً كبيراً ومناقشات حامية الوطيس". وقد طورت ردود الفعل التي استتبعتها شعوراً حقيقياً بالاضطهاد لدى أركون. وعلى حد تعبيره بالذات، كانت (ردود فعل هائجة بشكل لا يكاد يصدق) سواء في الساحة الفرنسية أو الأوروبية، و(كان الإعصار من القوة، والأهواء من العنف، والتهديدات من الجدية بحيث أن كلامي لم يفهم على حقيقته، بل صُنِّف في خانة التيار المتزمت! وأصبح محمد أركون أصولياً متطرفاً!! أنا الذي انخرطت منذ ثلاثين سنة في أكبر مشروع لنقد العقل الإسلامي أصبحت خارج دائرة العلمانية والحداثة) .
ولا يكتم أركون أن تلك الهجمات العنيفة قد أشعرته (بالنبذ والاستبعاد، إن لم أقل بالاضطهاد... وعشت لمدة أشهر طويلة بعد تلك الحادثة حالة المنبوذ، وهي تشبه الحالة التي يعيشها اليهود أو المسيحيون في أرض الإسلام ( ! )عندما تطبق عليهم مكانة الذمي أو المحمي) ...(2/3)
إن تلك الحادثة كانت شديدة الإيلام لمحمد أركون إلى حد أنها حملته على الكلام عن العلاقة بين الغرب والإسلام على نحو ما يتكلم حسن حنفي مثلاً، أو حتى محمد عمارة. وعلى هذا النحو نجده يقول: (إن مقالة اللوموند كلفتني غالياً بعد نشرها. وانهالت عليّ أعنف الهجمات بسببها. ولم يفهمني الفرنسيون أبداً، أو قل الكثيرون منهم، ومن بينهم بعض زملائي المستعربين على الرغم من أنهم يعرفون جيداً كتاباتي ومواقفي. لقد أساءوا فهمي ونظروا إليّ شزراً... ونهضوا جميعاً ضد هذا المسلم الأصولي(!) الذي يسمح لنفسه بأن يعلن أنه أستاذ في السوربون، ويا للفضيحة!! لقد تجاوزت حدودي، أو حدود المسموح به بالنسبة لأتباع الدين العلمانوي المتطرف الذي يدعونه بالعلماني، ولكني لا أراه كذلك. وفي الوقت الذي دعوا إلى نبذي وعدم التسامح معي بأي شكل، راحوا يدعون للتسامح مع سلمان رشدي. وهذا موقف نفساني شبه مرضي أو ردّ فعل عنيف تقفه الثقافة الفرنسية في كل مرة تجد نفسها في مواجهة أحد الأصوات المنحرفة لبعض أبناء مستعمراتها السابقة. إنها لا تحتمله، بل وتتهمه بالعقوق ونكران الجميل... فنلاحظ أن اكتساب الأجنبي للجنسية الفرنسية في فرنسا الجمهورية والعلمانية يلقي على كاهل المتجنس الجديد بواجبات ومسؤوليات ثقيلة... فالفرنسي ذو الأصل الأجنبي مطالب دائماً بتقديم أمارات الولاء والطاعة والعرفان بالجميل. باختصار، فإنه مشبوه باستمرار، وبخاصة إذا كان من أصل مسلم) .
انتهى كلام طرابيشي من كتابه ( من النهضة إلى الردة ، ص 133-134) . وكلام أركون منقول من كتابه ( الإسلام-أوربا- الغرب ، ص 101،126،45،139،105،106).
قلت : فهل يعتبر بعد هذا من لازال يؤمل على الغرب النصراني خيرا أونفعا له أو لبلاده ؟!(2/4)
اعترافات .. محمد عابد الجابري ..!
سبق أن كتبت مقالا بعنوان : ( اعترافات محمد أركون ) تجده على هذا الرابط : هنا
وفي هذا المقال سأنقل اعترافًا من نوع آخر لمفكر آخر : هو : محمد عابد الجابري ، يكشف فيه بإيجاز عن الهدف الذي يسعى إليه من خلال كتبه ومشاريعه النقدية لما يسميه العقل العربي .. ، وكما هو معلوم للمتابعين فإن الجابري يعد على قائمة الرموز الذين تأثر بهم قلة من شبابنا المرضى بما يسمى ( العصرنة ) التي انتقلوا إليها من الطرف الآخر ( الغلو والتشدد ) !
. حيث عكفوا على كتبه وتأثروا بها ، فصبغتهم بأفكارها وألفاظها ، فأصبح مايهمه يهمهم ، مما أدى بهم إلى تحقيق شيئ من أمنياته على أرض الواقع كما سيأتي - إن شاء الله - .
سئل أحد هؤلاء المرضى عن الكتب التي أثرت في عقله ( القروي ) فقلبته 180 درجة !! فقال - بالنص - : ( أماالكتب المعاصرة فساذكر لك عناوين عابرة ربما تفيد :تكوين العقل العربي ، وبنية العقل العربي كلاهما لمحمد عابد الجابري) .
هذا الاعتراف للجابري ورد في مقابلة أجراها معه الكاتب ( عبدالإله بلقزيز ) في مجلة : المستقبل العربي ، العدد 278. أبان فيه عن سعيه إلى تحقيق الحداثة ( ! ) من خلال التراث لا من خارجه كما يفعل ( العلمانيون ) الفاشلون ! الذين لم تنجح دعوتهم لتغريب المجتمع المسلم؛ لأنها أتت من خارجه . أما هو فسوف يلجأ إلى أسلحة التراثيين ! ويجعلها ترتد في نحورهم ! في محاولة خبيثة لإعادة تشكيل العقل والتاريخ والتراث حسب ما يريد . ومن هنا تأتي الخطورة !
وقد تابعه على هذا المعجبون به لدينا ، وحاولوا نقل مشروعه .....
يقول تركي الربيعو في كتابه ( المحاكمة والإرهاب ، ص 32 ) : ( الخطاب العربي المعاصر هو خطاب محكوم بسلف ، والمطلوب تحريره من ربقة السلف . هذا ما قادنا إليه الجابري ) .
يقول بلقزيز في سؤاله :(3/1)
( مع كل هذا العطاء العلمي في ميدان الدراسات التراثية ، مقرونا بإطلالة غير منقطعة على أسئلة العصر وأسئلة الفكر الحديث ، هل ما زلت مقتنعا بأن الطريق إلى كسب مطالب العقلانية والحداثة والتقدم تمر حتما عبر تبيئتها وتأصيلها وعبر ربط الجسور باللحظات الحية والتقدمية في تراثنا ؟ أم انك أفسحت مجالا آخر ؟ أو تتفهم ذاك المجال الذي يمكن أن يكون ساحة لمنافذ أخرى قصد طلب هذه القيم والمبادئ ، طبعا دون المرور بمسائل التراث ؟
فيرد الجابري : إن وجهة نظري في هذا الموضوع تعبر عن اقتناع شخصي ليس فقط من خلال تجربتي منذ البداية ، وأنا على اتصال بالطلاب والمثقفين ، بل أيضا لأن هذا الاقتناع تكون لدي أساسا كنتيجة النظر في تاريخ النهضة العربية . أنت تعرف أنه كانت هناك ثلاثة تيارات معروفة ؛ هي التيار السلفي والتيار الليبرالي و التيار التوفيقي أو التلفيقي ، وأنت تعرف أن تجربة مائة سنة قد أسفرت عن جمود الحركة في هذه التيارات ، فلا أحد منها تطور وحقق أهدافه ، بل كل ما حدث هو اجترار وعود على بدء مستمر . لقد استنتجت من ذلك تلك القضية الأساس التي أدافع عنها وهي أن التجديد لا يمكن أن يتم إلا من داخل تراثنا باستدعائه واسترجاعه استرجاعا معاصرًا لنا ، وفي الوقت ذاته بالحفاظ له على معاصرته لنفسه ولتاريخيته ، حتى نتمكن من تجاوزه مع الاحتفاظ به (!) وهذا هو التجاوز العلمي الجدلي .(3/2)
هذا هو اقتناعي إذا كنا نفكر في الأمة العربية و الإسلامية كمجموع ، وليس كنخبة محصورة العدد متصلة ببعض مظاهر الحداثة ، تنظرالى نفسها في مرآتها وتعتقد أن الوجود كله هو ما يرى في تلك المرآة . هذا في حين أن هذه النخبة صغيرة ، قليلة ، ضعيفة الحجة أمام التراثيين . والمطلوب منا في ما يخص الحداثة ليس أن يحدث المحدثون أنفسهم ، بل أن ينشروا الحداثة على أوسع نطاق ، والنطاق الأوسع هو نطاق التراث . فإذا لم نكن على معرفة دقيقة وعامة بالتراث وأهله فكيف يمكن أن نطمع في نشر الحداثة فيه ، أن نجدد فيه ، أن ندشن عصر تدوين في مجالاته ) .
ويقول في نفس المقابلة عن إحدى أمنياته :
( لو كان لدي ، وكان لدي مثل هذا الميل نحو مشروع إصلاحي ؛ لكان في برنامجي الاشتغال على ابن تيمية أيضا ، ولقدمت للقراء وجهًا آخر عنه ، يختلف عن الوجه السائد والمؤدلج ..) !
قلت : وقد وعدنا بعض تلاميذ الجابري عندنا بأنه سيقوم بهذه المهمة ، وسوف يبين لنا جهلنا بالشخصية الحقيقية لشيخ الإسلام - رحمه الله - !
ولا تعجب من هذا ..
فقد حرفت نصوص نبوية ..
وتؤلت آيات قرانية ..
فما ظنك بابن تيمية .. ؟!
الخلاصة : أن خطة القوم تقوم على التغيير من داخل البيت الإسلامي ، لا من خارجه من خلال العبث بالنصوص الشرعية بتأويلها وتفريغها من محتواها ( الحقيقي ) ، واستبداله بالمحتوى الذي يريدون ..
فيا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم ...
ولاتغتروا بتلبيسات مدعي ( الإصلاح ) و ( تجديد الخطاب الديني ) ........... ولو كانوا من ذوي ( اللحى ) !
تنبيه : من أراد معرفة انحرافات الجابري والرد على أفكاره فليرجع مكرما إلى رسالة ( نظرات شرعية في فكر منحرف )(3/3)
اعتراف آخر ... للجابري !
يتبجح ( بنوعلمان ) و ( بنوعصران ) كثيرًا بلمز الإسلام وأهله بأنهم - كما يقولون - " دوغمائيون " لا يقبلون الرأي الآخر ، ولا يسمحون بالتعددية الفكرية ، ولايتسمون بالتسامح .. الخ كلامهم المكرور
وفي المقابل يشيدون ( بعلمانيتهم ) و ( بمجتمعهم المدني الخيالي ! ) وما فيهما من " تسامح " و " سعة أفق " و " رحابة صدر " و " مرونة عقل وتفكير " و .. و .. الخ
فهل هذا صحيح ؟!
لن أجيب أنا ، ولكن سأدع أحد " أركانهم " و " أساطينهم " ممن يعكف المريدون على كتبه ، ويتواصون بها ، ويفرحون بالتتلمذ عليها ! حتى قال قائلهم - الطريفي - فرحًا : ( إن بعض طلبة الشريعة اليوم يقرأون للجابري ) !!!
لقد اعترف هذا الجابري بالحقيقة المرة التي يجهلها - أو يخفيها ! - صغار الطلبة في مدرسته الفاشلة .. فقال في كتابه " قضايا في الفكر المعاصر " ( ص 20 - 21 ) بعد أن كال المديح لتسامح ( الفلسفة ) التي لايجيد سواها :
( ولكن هل كانت الفلسفة طوال تاريخها المديد مخلصة لهذا المبدأ ؟
إننا لا نستطيع، مع الأسف الشديد، أن نجيب بالإيجاب، مطمئنين إلى أننا نقول الحقيقة كل الحقيقة. ذلك أن الفلسفة، كما يقول ياسبيرز، غالباً "ما خانت نفسها" فتجاوزت مهمتها من "البحث عن الحقيقة" إلى ادعاء امتلاكها، وانزلقت –كما يقول هو نفسه- إلى "درجة الانحلال في وثوقية، في معرفة مصبوبة في صيغ، في يقينية نهائية وكاملة وصالحة لأن تنقل بالتعليم إلى الآخرين".(4/1)
فعلاً، إن الوثوقية، أو الدوغمائية، تتنكر للاجتهاد وتلغي الاختلاف وترفع شعار "الإجماع" وتُشْهر سلاح "الخروج عن الإجماع" ضد كل مخالف، وتنحو نحو الاستبداد والهيمنة، فيحل التلقين والتلقي محل البحث والتقصي، وتكف الفلسفة عن اعتماد التسامح موقفاً فكرياً وعملياً وتفقد هويتها ومزيتها وتصبح شيئاً آخر، نسميه اليوم: إيديولوجيا... تماماً مثلما تتحول الدعوة الدينية من النقاش والمجادلة بالتي هي أحسن واعتماد الموعظة الحسنة... الخ إلى التمذهب الضيق والغلو والتطرف.
والحق : إن تاريخ الفلسفة يدلنا على أن التسامح كان دائمًا مقومًا أساسيًا من مقومات التفلسف ؛ أعني البحث عن الحقيقة . حتى إذا ترك الشك المنهجي مكانه لليقين المذهبي ، وحل تعميم الأفكار محل تحليلها ونقدها ؛ انقلبت الفلسفة إلى إيدلوجيا ، أي تقريرًا لـ " الحقيقة " التي تقدم نفسها كاملة واحدة لا حقيقة بعدها . وزال التسامح وحل محله اللا تسامح : أعني اللجوء إلى القوة والعنف فكرًا وسلوكًا ) .
قلت : لي ثلاثة تعليقات على كلام الجابري :
1 - يشهد لكلام الجابري ما حدث من المعتزلة دعاة العقلانية المزعومة ممن يدعون الحرية ؛ فإنهم لما تمكنوا تسلطوا على الآخرين لفرض بدعتهم بالقوة ( ولدى بعض طلبة العلم بحث موثق عن هذا ، لعله ينشره قريبًا ). وهم وإن لم يكونوا من الفلاسفة إلا أن أؤلئك مثلهم ؛ لأن دعاوى الطائفتين ( التسامحية ) واحدة . ويؤكده :
2- أن الفلاسفة لم يتمكنوا في تاريخهم من الحكم - حسب علمي - ؛ نظرًا لعدم ارتباطهم بالواقع . ولو قدر أن شهدنا لهم دولة لرأيت العجب من ( تسامحهم ) ! فلا يُغتر بدعاواهم أو دعاوى من أعجب بهم .
3- أن التسامح الذي يروج له البعض يقود إلى الفوضى لمن تأمله حق التأمل ولم ينخدع ببهرجه ، وهو أمر لا حقيقة له على أرض الواقع . وتفصيل هذا يطول تجده إن شاء الله في حلقة من حلقات ( ثقافة التلبيس ) عن هذا المصطلح المموه .(4/2)
اعترافات ( 13 ) : اعتراف أحد العلماء باغتراره بثورة الرافضة .. ثم تبرؤه منها ..
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا اعتراف آخر مهم يُضاف إلى الاعترافات التي سبق أن نشرتها على هذا الرابط :
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/a.htm
وهو اعتراف لأحد العلماء ممن زل ، واغتر مع من اغتر بثورة الخميني الرافضية ، المسماة زورًا بالإسلامية ؛ إلى أن تبينت له حقيقتها وزيف شعاراتها، من خلال أقوال وأعمال أصحابها ؛ فتبرأ منها ومن عقيدتها بشجاعة ، واعترف بخطئه عندما انجرف معها ، وهو الشيخ أسعد بيوض التميمي - خطيب المسجد الأقصى سابقًا - رحمه الله ، وقد نقل تبرأه : ابنه محمد - وفقه الله - ، في مقال مهم له ، عنوانه " هل الثورة الإيرانية إسلاميه أم مذهبيه قومية ؟ " ، أختصر بعض ما قاله فيه فيما يلي :
قال - بعد أن ذكر الاغترار بثورة الخميني من قِبل بعض المسلمين ، خاصة من أبناء فلسطين - :
*** ( ولكن وللأسف سرعان ما تبين الكذب والخداع والتضليل وان هذه الشعارات ماهي إلا ذر للرماد في العيون للتغطية على الصبغة القومية الفارسية والمذهبية الصفوية لهذه الثورة ، والتي تبينت فيما بعد من خلال سياساتها الداخلية والخارجية وموقفها من كثير من الأحداث ، فهناك الكثير من الدلائل على هذه السياسات والمواقف التي سنتعرض لبعضها فيما يلي حتى يكون المسلمون على بينة من أمرهم , فالذي يجري في العراق على أيدي الإيرانيين الصفويين ضد أهل السنة جداً خطير لا يجوز السكوت عليه ، وحتى لاتبقى إيران تستخدم بعض الجهات السنية للتغطية على هذه الجرائم,ففضح مواقفها هو واجب شرعي وجزء من المعركة التي تستهدف عقيدة التوحيد ، فأهل السنة والجماعة في أرض الرافدين يُعانون من احتلالين كلاهما أشد وطأة من الآخر ( الاحتلال الأمريكي والاحتلال الشيعي الصفوي السبئي الإيراني ) .(5/1)
فأول هذه الدلائل : موقف هذه الثورة من السُنة الإيرانيين,حيث استضعفتهم ، فقمعتهم بقوة وحرمت عليهم الانضمام للجيش والحرس الثوري والأجهزة الأمنية والمناصب العليا في الدولة ، حتى المناصب المتوسطة*، واغتالت علماءهم.
فمنذ أن قامت هذه الثورة لم يُعين وزير سني واحد في أية وزارة إيرانية حتى ولا سفير ، بل إنها قامت بهدم مسجد السنة الوحيد في العاصمة طهران,ومن المعلوم بأن السنة يُشكلون ما نسبته 40% من الشعب الإيراني,فإيران أصلا كانت سُنيه حتى مطلع القرن التاسع عشر ، ولكن الصفويين قاموا بتشييعها بالقوة .
ولأن المنتظري نائب الخميني وشريكه في الثورة كان لديه بعض التسامح مع أهل السنة وكان يدعو إلى نوع من التقارب معهم فقد اتُهم بأنه مُتسنن ( سني ) ، فحيكت مؤامرة للإطاحة به بقيادة الخامنئي المرشد الحالي للثورة , وكان حينها رئيساً للجمهورية ، وابن الخميني أحمد ، ورفسنجاني وكان رئيسًا للبرلمان يومذاك , وبالفعل قام هذا الثالوث بتحريض الخميني عليه ، مما جعله يُوجه له رسالة شديدة اللهجة يُوبخهُ بها مُتهماً إياه بالسذاجة والتآمر على الثورة ، واستغلاله من قبل أعدائها ..(5/2)
ومن المواقف التي تدل على التعصب القومي لخامنئي والتي شهدتها بنفسي وأشهد الله عليها ، في عام 1990 ، وفي الذكرى الأولى لوفاة الخميني اجتمع والدي الشيخ أسعد بيوض التميمي بالخامنئي في طهران وكنت مُرافقا له فطلب والدي رحمه الله من الخامنئي أن يكون الحديث بينهما باللغة العربية وبدون مترجم* فهي لغة القران وكليهما يتقنها وتكريما للغة القران ، فما كان من الخامنئي إلا أن انتفض وكأنه استُفز ، وأجاب بحدة : أنا لا أتقن العربية !! وهو في الحقيقة يتقنها جيدا , وبفضل الله أن والدي رحمه الله افترق مع هذه الثورة فورًا ، عندما اكتشف حقيقتها المذهبية القومية المتعصبة, وبأنه كان على خطأ عندما ظن بها خيرا ً, فكان من أشد أنصارها رغم أنهُ كان سلفي العقيدة, فدار حيث يدور الإسلام ، وتم هذا الافتراق بعد جلسة شهدت نقاشا صريحاً وواضحا من قبل والدي مع بعض قيادة الثورة,وكيف أن ظنه بهذه الثورة قد خاب,وأن جميع المنطلقات التي انطلق منها في موقفه المُؤيد لها قد ثبت فشلها ، وأنها وهم , وأنه لن يموت إلا على عقيدته السلفية وحُب أبي بكر وعمر ، وكنتُ شاهداً على هذه الجلسة.
ومن الدلائل على تعصب هذه الثورة قومياً أن منطقة عربستان في الأهواز في جنوب غرب إيران سكانها معظمهم من أصول وجذور عربية مُحرم عليهم أن يسموا أبناءهم بأسماء عربية أو التحدث باللغة العربية, فهُم مضطهدون على جميع المستويات, فمُحرم عليهم المناصب العُليا وغير العُليا في الحكومة ، ويُعاملون بمنتهى الشك والريبة مع أن غالبيتهم من الشيعة .
ومما يؤكد على التعصب القومي لهذه الثورة ومن أول يوم : رفضها وبعناد إطلاق اسم الخليج العربي على الخليج العربي وتمسكها باسم الخليج الفارسي ، حتى إنها رفضت أن تسميه بـ ( الخليج الإسلامي ) كحل وسط .(5/3)
*وعندما انتهت الحرب العراقية الإيرانية عام 1988 ، والتي استمرت ثماني سنوات تبين أن هذه الثورة ما كانت تقاتل صدام حسين وحزب البعث من أجل الإسلام ومن أجل تحرير بيت المقدس,وإنما كانت تهدف من وراء هذه الحرب هو تحرير العراق من العرب السُنة ونشر المذهب الشيعي الصفوي ، والأخذ بثأر القادسية الأولى ، والانتقام من أحفاد سعد وخالد وأبي بكر وعمر,والدليل على ذلك أنه عندما قام صدام حسين بضم الكويت إلى العراق قامت إيران بطعن الجيش العراقي من الخلف أثناء هجوم القوات الصليبية عليه بقيادة أمريكا وزجت بعشرات الألوف من الحرس الثوري والمليشيات الشيعية من حزب الدعوة وما يُسمى بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية في مدن جنوب العراق,حيث قاموا بارتكاب المذابح ضد أهل السُنة,وقاموا بدفنهم أحياء وفي مقابر جماعية ادعوا بعد احتلال العراق بأن الذي قام بها صدام حسين !(5/4)
ومن الدلائل أيضا على التعصب المذهبي ضد أهل السُنة هو أنه عندما قامت ( حكومة طالبان السنية ) في أفغانستان وسيطرت على كابول في عام 1996 جن جنون الثورة الإيرانية فقامت بحشد الحشود على حدود أفغانستان وأخذت تتهدد وتتوعد الطالبان بأنها ستجتاحهم وتقضي عليهم ، هكذا ودون أي سبب,والذي جعلها تتراجع في حينها هو خوفها فقط من أن تغرق بمستنقع أفغانستان,ولكن وما أن قررت الولايات المتحدة الأمريكية تشكيل قوات تحالف صليبية* لمهاجمة أفغانستان لإسقاط حكومة طالبان والقضاء عليها بعد أحداث 11-9 كانت القوات الإيرانية في طليعة هذه القوات,حيث التقى العداء المذهبي الصفوي لأهل السُنة والجماعة مع العداء الصليبي ، وبالفعل كانت القوات الإيرانية طليعة قوات التحالف الصليبية التي دخلت كابول,فقامت بارتكاب المجازر بأهل السُنة وخصوصاً بالمجاهدين العرب,حيث قتلت إيران منهم الكثير وأخذت الكثير منهم أسرى ، ولا زالوا يقبعون في سجونها في ظروف أصعب وأشد وطأة من ظروف معتقل ( غوانتانامو ) ولقد صرح رفسنجاني وآخرين من القادة الإيرانيين وبمنتهى التبجح بأنه لولا إيران ما استطاعت أمريكا وقوات التحالف أن تحتل أفغانستان وتدخل كابول بهذه السهولة .
وعندما قررت الولايات المتحدة الأمريكية شن حرب صليبية جديدة على أمة الإسلام مبتدأة* باحتلال العراق أرض الإسلام التقى مرة أخرى الحقد القومي الفارسي والمذهبي الصفوي مع الحقد الصليبي الغربي على أهل السُنة والجماعة,فقامت إيران بفتح أجوائها للطيران الأمريكي وبالإيعاز لجميع المليشيات الشيعية لما يُسمى بالمُعارضة العراقية التي ترعاها إيران تسليحا وتدريبا وتمويلا بالقتال إلى جانب الأمريكان ..(5/5)
وها هي المرجعيات الصفوية الغامضة ذات الوجوه التي عليها غبره ترهقها قترة ، والسوداء كقطع الليل المظلم ، والتي تقبع في الزوايا المظلمة في النجف ، والتي تستغفل عقول الدهماء من الشيعة : تفتي بشرعية احتلال العراق والتعامل السياسي معه وبعدم جواز مقاومته ، بل إن هذه المرجعيات اعتبرت أن الاحتلال الأمريكي للعراق قد صحح وضعا تاريخيا* استمر 1400 عام ، أي منذ عهد أبي بكر وعمر !!
وكذلك عندما كان المسلمون الشيشان يُذبحون نساءً ورجالاً وأطفالاً وشيوخاً وتدمر بيوتهم على رؤوسهم وتنتهك أعراضهم على أيدي الروس الحاقدين ؛ كان الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني يعقد صفقات تجارية مع الروس بقيمة 20 مليار دولار مكافأة ودعماً لهم على ذبح أهل السنة في الشيشان ولم يتعرض لهذه المذابح ولو بكلمة عابرة بل ، والأنكى من كل ذلك أن وزيرالخارجية الإيراني خرازي ذهب إلى روسيا في عام 1999 على رأس وفد من ما يُسمى بالمؤتمر الاسلامي الذي كانت إيران ترأسه في ذلك الوقت ، وصرح من موسكو بأن ما يجري في الشيشان هو شأن روسي داخلي ، ومن حق روسيا أن تحافظ على أمنها القومي !! وهو بذلك شجع روسيا وشد على يدها للاستمرار بذبح المسلمين من أهل السنة والجماعة ، من أحفاد أبي بكر وعمر وعثمان ، وباسم المؤتمر الإسلامي !(5/6)
أما بالنسبة لموقفهم من قضية فلسطين فهو موقف كله خداع وكذب وتضليل وتدجيل وإنكار للجميل ، فهم لم يقدموا للشعب الفلسطيني غير التصريحات السياسية الفارغة والمؤتمرات التي يعقدونها كل* عام باسم دعم القضية الفلسطينية ، وماهي في الحقيقة إلا لذر الرماد في العيون*، فلم تقدم هذه المؤتمرات للشعب الفلسطيني غير السراب والكلام الفارغ والخطابات ، رغم أن الفلسطينيين من خلال حركة فتح قاموا بتقديم كل دعم ممكن للثورة الإيرانية قبل أن تنجح من دعم مالي ومن دعم عسكري وتدريب للحرس الثوري وتوفير الحماية لبعض قادة الثورة عندما كانوا مطاردين من قبل مخابرات الشاه , إلا أن الإيرانيين تنكروا لحركة فتح ولياسر عرفات الذي وقف إلى جانبهم ومنعوه من دخول إيران . وقد يقول البعض إن إيران قد دفعت 50 مليون دولار لحكومة حماس ، والحقيقة أن هذا المبلغ تعهدت به إيران لرفع الحرج عنها أمام مطالبة قادة حركة حماس بدعمها ، وللان لم يُدفع هذا المبلغ ! بل إن الحكومة الإيرانية صرحت بعد ذلك بأن دفع هذا المبلغ يحتاج إلى موافقة مجلس الشورى الإيراني ! وللان لم تأت هذه الموافقة ، ولن تأتي ؛ لأن دعم أهل السنة لديهم يعتبر كفرًا ومن الكبائر ولا يجوز شرعاً , فهم لا يعترفون بقدسية القدس ولا المسجد الأقصى ، فهم يعتبرون أن المسجد الأقصى قد بناه الأمويون ، وأن القدس قد فتحها ألد أعدائهم عمر بن الخطاب رضوان الله عليه* ، وأن الذي حررها من الصليبيين صلاح الدين الأيوبي ، بعد أن سلمها الفاطميون الشيعة لهم ، لذا فإنهم يعتبرونه مجرمًا, لذلك فان دعمهم للشعب الفلسطيني وقضيته المقدسة لا يتعدى الدعاية والإعلان وذرًا للرماد في العيون .(5/7)
وقد يقول قائل بأن الإيرانيين يدعمون ما يُسمى ( حزب الله ) اللبناني ؛ فإننا نقول إن ( حزب الله ) ليس له علاقة بفلسطين وتحرير فلسطين,فهو حزب شيعي طائفي خالص ، صنعته إيران ليكون لها ذراعا قوية في لبنان ، وليُحول الطائفة الشيعية من أضعف طائفة إلى أقوى طائفة, وذلك من خلال الصدام مع الكيان اليهودي للتغطية على الهدف الحقيقي,وعندما كانت حركة أمل الشيعية ترتكب المذابح ضد المخيمات الفلسطينية في لبنان بين أعوام ( 1984 -1987 ) فيما عرف بحرب المخيمات ، كانت إيران تغض الطرف عن ذلك ، وكان ( حزب الله ) يقف موقف المتفرج الصامت,أي انه كان موافقًا على الذي يجري ؛ لأن السكوت علامة الرضا ، والأنكى من ذلك أن سفاح مجازر صبرا وشاتيلا المجرم إيلي حبيقه كان يترشح على قائمة ( حزب الله ) في الانتخابات البرلمانية ، ولأكثر من دوره . وموقف ( حزب الله ) من الاحتلال الأمريكي للعراق يُوضح طبيعته المذهبية المتعصبة,حيث إنه لايذكر المجاهدين العراقيين من أهل السنة في العراق بكلمة خيرأوتأييد,بل إنه يُهاجمهم بشكل غير مباشر بحُجة مُهاجمة الإرهابيين,حيث أن أمريكا تطلق على المجاهدين في العراق وصف الإرهابيين ، وهو أيضاً يُحرم مقاتلة من يتعاونون مع الأمريكيين من الجيش والشرطة...
إن ما يُسمى ( حزب الله ) ما هو إلا جزء لا يتجزأ من الجهاز الأمني الإيراني ، عمل بكل قوة بالتعاون مع بعض القوى الإقليمية لإضعاف أهل السنة في لبنان .(5/8)
ومن المواقف التي توضح التعصب القومي والمذهبي للثورة الإيرانية وقادتها ، أنه عندما ذهب الرئيس الإيراني السابق رفسنجاني إلى المدينة المنورة قبل عدة سنوات ، وقف في المسجد النبوي أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم ليشتم أعز وأقرب أصحابه إليه أبا بكر وعمر !! فما كان من إمام المسجد النبوي إلا أن غضب فهاج وماج وطرد رفسنجاني من المسجد النبوي ، وكادت أن تحصل أزمة سياسية كبيرة بين السعودية وإيران بسبب هذه الجريمة التي يقف لها شعر رأس كل مسلم موحد لله رب العالمين .
ومن الأمور التي توضح حقد هؤلاء الفرس المذهبيين الصفويين على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم أنه يُوجد لديهم مقام في إيران قريب من ( قم ) لأبي لؤلؤة المجوسي الذي طعن عمر بن الخطاب غدرا بخنجره المنقوع بالحقد الفارسي على المسلمين ، وذلك انتقاما لهزيمة الفرس في معركة القادسية .. وهم يزورونه ويحتفلون به كل عام* .
وهاهم الذين يدعون أنهم ثورة إسلامية يُمولون الكثير من الفضائيات المذهبية التي ظهرت كالنبت الشيطاني بعد الاحتلال الصليبي للعراق ، والتي تُحرف كلام الله عن مواضعه ، وتأتي بعمائم سوداء تعلو رؤوساً كأنها طلع الشياطين تحرف كلام الله على هواها ليتلاءم مع مذهبهم الصفوي القائم على الشرك - والعياذ بالله - ( قاتلهم الله أنى يؤفكون ) ، وهي تبث سمومها على مدار الساعة ضد أهل السنة والجماعة ، وضد الصحابة بداية من أبي بكر وعمر ، وضد أمهات المؤمنين ، ويتطاولون على تاريخ المسلمين وعلى القادة الفاتحين الذين نشروا الإسلام في الأرض...(5/9)
وجعلوا من العراق مندبة وملطمة وملأوه نواحاً وعويلاً بحجة حُزنهم على الحسين رضي الله عنه ، وعن أهل البيت الذين يدعون أنهم يحبونهم, والله إنهم لكاذبون,فنحن أحباء أهل البيت ، ونحن الذين نحب الحسن والحسين وأباهما وأمهما فاطمة الزهراء رضي الله عنهم أجمعين ,أما الذين يجعلون منهم آلهة ، فما هم إلا مجرمون مشركون بالله رب العالمين ، وآل البيت منهم براء..*
إن الاحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان فضح حقيقة هذه الثورة ، وحقيقة المذهب الذي تعتنقه ، وأنه دين غير دين الإسلام وإنما هو من صناعة عبدالله بن سبأ اليهودي ، ومن صناعة أحفاده من الفاطميين والصفويين ، فهذا الدين له طقوس ومناسك وعبادات وأماكن مقدسة غير التي ذكرت بالقرآن والسنة ..
فعلى أتباع المذهب الصفوي ومن يتبعهم من شيعة عبدالله بن سبأ أن يعلموا علم اليقين أن العراق أرض الرافدين أرض الإسلام لم يحكمها منذ أن أصبحت موحدة لله رب العالمين في عهد أبي بكر وعمر إلا أهل السنة والجماعة من أهل التوحيد ، ولن يحكمها إلى يوم الدين إلا أهل السنة والجماعة الموحدين التوحيد الخالص لرب العالمين ، وان الفرس الصفويين لن يحكموا العرق مهما عاثوا في الأرض الفساد... و الله متم نوره ولو كره الكافرون.. والحمد لله رب العالمين .
الكاتب والباحث الإسلامي : محمد أسعد بيوض التميمي .
المصدر : http://www.assadtamimi.com/mohammad/...=article&sid=5
تعليق(5/10)
أسأل الله أن يرحم الشيخ التميمي ، وأن يبارك في أبنائه ، ويثبتنا وإياهم على الحق ، ويوفق كل من لا زال مغترًا بالرافضة وحركاتهم ، وأحزابهم ، إلى الاستيقاظ من غفلته - وإن سماها فقه واقع - ، والرجوع إلى الحق ، والاعتراف بالخطأ ؛ قبل أن يكون مجرد سُلم يتسلق عليه أعداء الصحابة للوصول إلى أهدافهم ، أو جعله مجرد ( مخدر ) لإخوانه السنة ، عن التصدي لهم ، ولا يكون ذلك - بعد تيسير الله - إلا بالرجوع لكتب العلماء الربانيين ، الذين خبروا هذه المذاهب المنحرفة ، وأهلها ، دينًا وأخلاقًا ؛ وقبلها : ( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ) .. والله الهادي(5/11)
اعترافات الدكتورة : عزيزة المانع .. !
هذا اعتراف مهمٌ جدًا للدكتورة عزيزة المانع الكاتبة الصحفية ؛ أقرت فيه بأن المجتمع الذي يُسمح فيه بتعدد الثقافات والأفكار المتعارضة المتنوعة تحت دعاوى " حرية الرأي " أو " تقبل الرأي الآخر " أو " التسامح وعدم الأحادية " !! .... الخ يقوده ذلك حتمًا إلى التنازع والتفرق بين أفراده .
وهذا الاعتراف منها يوافق ما يدعو إليه العلماء والعقلاء الذين يعلمون نتائج الأمور ، ولا تستخفنهم الزخارف والشعارات الكاذبة . مستشعرين قوله تعالى ( ولاتنازعوا فتفشلوا ) . وإن حدث تنازع أو اختلاف حُسم فورًا بالرد إلى الكتاب والسنة كما أمر تعالى : ( فإن تنازعتم في شيئ فردوه إلى الله والرسول ) .
وقد رأينا بأم أعيننا أن المجتمع الاسلامي الوحيد الذي اتهم بالأحادية ومعاداة التعددية هو المجتمع الذي تحققت فيه الوحدة الحقيقية والأمن الفكري والبدني ، وجمع خيري الدنيا والآخرة .
أما المجتمعات الإسلامية التي اغترت بهذه الدعاوى ؛ فسمحت بتلك التعددية الفوضوية التي يخالف أكثرها دين الله ؛ لم يقدها ذلك إلا لمزيد من التشرذم والتناحر والحروب الأهلية والطائفية .
تقول الدكتورة عزيزة - وفقها الله للخير - في كتابها " زامر الحي " ( ص 14) :
( ليس من مصلحة المجتمع أن تتعدد فيه الثقافات ، أو تتنوع فيه أساليب التنشئة . مما يربط أفراد المجتمع ويوحد بينهم هو اشتراكهم في نمط واحد من التفكير ولدته تنشئة اجتماعيه موحدة ، ورعته ثقافة واحده مشتركة . أما حين تتعدد الثقافات وتتنوع سبل التنشئة فيها ؛ فإن النتيجة هي ظهور التعدد في الاتجاهات والتنوع في الأفكار والآراء بين مختلف فئات المجتمع ) .(6/1)
قلتُ : قارن قولها هذا بقول الشيخ العلامة صالح الفوزان في مقاله بمجلة الدعوة ( العدد 1959) بعنوان " الدين دين واحد : لا تعددية ولاابتداع فيه " ؛ الذي رد فيه على السفهاء الداعين إلى هذه التعددية المفرقة في مجتمعنا السعودي المتوحد تحت كلمة التوحيد ؛ إلى أن قال :
( وهذه مسألة عظيمة ينبغي مراعاتها ؛ ولاسيما في وقتنا الحاضر الذي قل فيه العلم وكثر فيه المتعالمون وتطاول المتطاولون وأصحاب الأهواء الذين يقولون : اتركوا الناس وحرياتهم لا تُصادروا آراءهم !! خذوا بالرأي والرأي الآخر ! . وهذا المبدأ يُفسد الدين ويُفرق الكلمة ، وتنجم عنه نتائج وخيمة . نسأل الله أن يعافي المسلمين من شرها وشر أصحابها ) .
فهل نتنبه جميعًا في هذه البلاد - حكامًا ومحكومين - إلى خطورة مايقوم به بعض كتاب الصحافة ، أو المتعصرنين المنتكسين من ترويج ونشر لهذا المبدأ الخطير الذي يقود البلاد إلى الاختلاف والتنازع والتشرذم والتنافر ؟!
لايكون ذلك إلا بالأخذ على أيدي هؤلاء السفهاء ، وأطرهم على الحق أطرًا ؛ قبل أن يصدق فيهم قوله تعالى ( ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرًا وأحلوا قومهم دار البوار ) .
أسأل الله أن يهدي ضال المسلمين ، وأن يوفق الدكتورة عزيزة للتأكيد على هذا الأمر في مقالاتها القادمة .(6/2)
اعترافات الدكتور : راشد المبارك ...!!
عندما كان علماء الأمة ومثقفوها الناصحون يحذرون من مكر الأعداء وخططهم وكيدهم لأهل الإسلام ؛ متبعين في ذلك كتاب ربهم الذي سبقهم بهذا الأمر في آيات كثيرة جدًا .. منها :
قوله تعالى {وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ } ، وقوله {وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ }، وقوله {إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْدًا}، وقوله {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ } .. وغيرها من الآيات .
عندما كانوا يفعلون ذلك .. كان البعض - للأسف – يرميهم بالمبالغة والوسوسة بنظرية " المؤامرة " التي هي – عند هؤلاء – مجرد وهم وشماعة اخترعها العلماء ليعلقوا عليها كل أخطاء الأمة وسقطاتها وتخلفها عن الركب " الدنيوي " .
ثم تأتي الأحداث تترى مؤكدة هذه النظرية على أرض الواقع ، موقظة لكل غافل عن ما يكيده الأعداء له ولأمته .
ومع هذا ؛ فمن العدل أن توضع هذه النظرية " المؤامرة " في موضعها المناسب لها ؛ فلا تُضخم حتى تنسينا أخطاءنا وتقصيرنا ، ولاتُلغى حتى تنسينا مكر أعدائنا .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والدكتور راشد المبارك ، صاحب الأحدية الشهيرة – وفقه الله للحق – أحد المثقفين الذين كانوا ينفون هذه النظرية ويتقربون إلى الله ببغضها كما يقول ! ثم استفاق وتنبه على وقع أقدام الصليبين في أرض الرافدين ؛ فاعترف بذلك :(7/1)
أما نفيه لها فقد عقد له فصلا في كتابه " فلسفة الكراهية " ( ص 103-108) قال فيه : ( لقد صارت هذه الكلمة نظرية تُحشد لها كل المفردات من معاجم السياسة والدين والاجتماع، وصار لهذه الكلمة أحبارها وشرَّاحها والواضعون لها الحواشي والمتون والشروح والتعليقات، وإذا كان الاستعمار هو الصانع الوحيد –ابتداءً- لما عليه العرب وبقية المسلمين من ضعف وتشرذم وتخلف وانقسام، فإن المؤامرة هي السر الصانع لبقاء وديمومة وتوطين هذه الحال، إنها الحارس الأمين لها وعليها.
المؤامرة: هي الحاجزُ الصاد لكل نسمة ، والقيد المانع لكل حركة ، واللجام الكابح لكل انطلاقة. لقد خطط أعداؤنا لهذه المؤامرة وأوقعونا في شراكها وأحكموا علينا حلقاتها فلم نستطع الحراك.
لقد كُررت هذه المقولة بكل الضجيج والإصرار حتى ليُخيل للمرء أن الغرب قد عطَّل كل اهتماماته وكشوفه وبعثاته الآلية والبشرية إلى خارج هذا الكوكب، وانشغل عن كل الأخطار التي يخشاها ويُعدّ لها ليفرغ لمصدر وحيد يهدد أمنه العسكري والسياسي والاقتصادي ويُدمر ثقافته وحضارته، ذلك المصدر الوحيد المهدد هو العرب والمسلمون ) . انتهى كلام الدكتور راشد ؛ ( ص 103-104) .
وأما اعترافه وتراجعه عن هذا النفي : فقد نشره في ملحق جريدة المدينة ( بتاريخ 18/1/1424هـ ) تحت عنوان " ضرب العراق من أجل إسرائيل " ؛ قال فيه :(7/2)
( إن ما تتذرع به الولايات المتحدة من حرب على النظام العراقي كله غطاء للحقيقة وراء الحرب المعلنة ، كما أرى أن ما يتناوله الإعلام العربي وكذا الأجنبي على أنه أسبابٌ أيضًا غير حقيقي ، جازمًا أن السبب الحقيقي والجوهري وراء الغزو الأمريكي والاحتلال الذي كشر عن أنيابه إنما هو لأن بالولايات المتحدة أكثر من ( 53 ) ألف أمريكي من طائفة نصرانية معينة ممن يرون أن الديانة المسيحية امتدادٌ لليهودية ، وأن المسيح لن ينزل إلا في ظل قيام دولة إسرائيل ، ويرون أن حماية إسرائيل واجب مفروض ، لافتًا أن ليس من المصادفة أن كافة رؤساء الولايات المتحدة من تلك الطائفة الكنسية ، ما عدا اثنين منهم . كنتُ أعد ذلك من قبيل نظرية المؤامرة التي أتقرب إلى الله بعداوتها ؛ حتى كشف تقرير بثته وكالة (بي بي سي أون لاين) تحدث فيه كاتبه جستين ويب عن التدين على الطريقة الأمريكية ، حيث استهله بقوله : " أنا وزوجتي لانعتقد في وجود الله ، وخلال إقامتنا السابقة في بروكسل وسط البلجيكيين المفترض أنهم من أتباع الكنيسة الكاثوليكية ، لم يكن عدم الاعتقاد الديني يمثل لنا مشكلة ، لكن في واشنطن تترنم إدارة بوش بالصلوات دائمًا ، وتجمعات أداء الصلوات تُعقد ليل نهار - ويمضي في اندهاش وسخرية معًا - لقد جاء المستوطنون الأوائل إلى هنا ليمارسوا شعائرهم بالطريقة التي يودون ، ومنذ ذلك الحين أصبح الترويج للمعتقدات الدينية بوضوح وبصوت عال جزءً من لحم الحياة الأمريكية وشحمها – وتابع جستين ويب في سخرية متناهية – لاشك أن الرئيس الأمريكي وشعبه كانوا يُصلون بحرارة لكي تدهس حافلةٌ صدام حسين ! لكن إن تعذر وجود حافلة فإنهم سيعتقدون أن لديهم الحق في فعل ما قرروه " الآن فقط وليس قبلا يمكنني أن أقتنع بأن احتلال العراق ، وما سيأتي من أجل عيون إسرائيل الكبرى .. وربك من ورائهم محيط ) . انتهى كلام الدكتور راشد .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(7/3)
تنبيه :
كتب الدكتور راشد مؤلفه السابق " فلسفة الكراهية : دعوة إلى المحبة " للتنفير من خُلق ( الكراهية ) الذي قد يتصف به بعض الناس تجاه الآخرين . وترغيبهم في خُلق المحبة .
ومن أقواله : ( توجد فئة من الناس تحترف الكراهية، تزرعها وتسقيها وتنميها وتدعو إليها وتُبشِّر بها، لقد صارت الكراهية في بعض النفوس نوعاً من العقيدة لها جلال العقائد التي تجب حمايتها وصيانتها وإحاطتها بسياج يمنع أن تُمس أو تُناقش أو توضع موضع المساءلة والاستشكال ). ( ص 27 ) .
( الحديث عن علاقة المسلم بغيره في موضوعية وتجرد يحتاج إلى قدر كبير من المغالبة لما أحبته النفوس لطول الألفة وما تشربته العقول لدوام التلقين، وما اعتاده السمع لكثرة ما يُردد ). ( ص 45 ) .
( لقد تعددت دوائر الكراهية لدى فئة من المسلمين، وإذا كانت الدائرة الأولى القريبة من المركز تضم المخالفين في العقيدة والملة كما تقدم في فصول هذا الكتاب، فإن هناك دوائر أخرى اتسعت لتشمل المشاركين في الدين والعقيدة من المخالفين في الطائفة أو المذهب ) . ( ص 139 ) .
وفاته – هداه الله – أن صفة الكراهية لايسلم منها بشر ! – مهما تكلف أو تظاهر بخلاف ذلك ! - سواء تجاه الكائنات الحية أو الطعوم أو الروائح أو غيرها ، فمن منا – مثلا – من لا يكره الحيوانات القذرة والمقززة ، أو الروائح المزعجة ، أو أصحاب الأعمال السيئة ؟!
والله يقول {وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِّنَ الْأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ} .(7/4)
ولهذا فصفة " الكراهية والبغضاء " لا تذم بهذا الاطلاق الذي أصدره الدكتور ؛ لأن هذا سيؤدي به حتمًا إلى محبة من كرهه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، وعدم بغضه – كما أمرا بذلك - . وفي هذا مخالفة صريحة لمبدأ الولاء والبراء الذي جاءت به الشريعة . ( وليس هنا مقام التفصيل فيه ) .
وسيؤدي به حتمًا إلى الطعن في أنبياء الله عز وجل الذين طبقوا هذا المبدأ ، وما يتضمنه من كراهية وبغضاء شرعية ؛ وعلى رأسهم ابراهيم عليه السلام الذي قال الله عنه {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ } .
فكان الواجب على الدكتور أن يُفصل في هذه المسألة – لاسيما تجاه البشر - ؛ فمن كرهه الله كرهناه – ولاكرامه - ، ومن أحبه أحببناه ؛ وإلا صدق فينا قول القائل :
أتُحب أعدائي وتزعم أنني حبـ يبك إن الرأي عنك لعازبُ
وما أجمل مقولة الأستاذ خالد الغليقة في كتابه " مسائل شرعية وقضايا فكرية معاصرة " ( 1 73) بعد أن بين زيف هذه الدعوى " دعوة محبة الآخر ونبذ الكراهية ! " :
( فكانت النتيجة أن استُعمرت البلاد الإسلامية باسم الدعوة إلى المحبة بين الإسلام والغرب ، واحتُلت المقدسات الإسلامية بمثل هذه الدعوة ، وأُكلت خيرات المسلمين تحت شعار نبذ الكراهية بين المسلمين والغربيين ) .(7/5)
ختامًا : أتمنى من الدكتور راشد – وفقه الله – أن يعود إلى الكتب المؤلفة في بيان عقيدة الولاء والبراء ؛ وفي مقدمها كتاب الشيخ محماس الجلعود " الموالاة والمعاداة " ، وكتاب الدكتور محمد بن سعيد القحطاني " الولاء والبراء " ؛ لعله يعيد النظر في رأيه الذي أقام لأجله كتابه السابق ؛ وفيه تهوين واضح من أمر هذه العقيدة الشرعية .
أسأل الله التوفيق والهداية لي وله ولجميع المسلمين ، وأن يسدده لاستغلال أحديته في نشر الخير والتحذير من الشر وأهله .(7/6)
اعترافات الدكتور محمد عماره .. !
فتن بعض المسلمين خلال سنين مضت بقضية " الحوار مع الأديان الأخرى " أو مع " الغرب " بغية الوصول إلى تعايش سلمي - كما يقال - من خلال نبذ الصراعات والاعتراف المتبادل بين الجميع ، مغترين بالجهود الحثيثة التي يبذلها الآخرون بدعوى الوصول لهذا الهدف ؛ عن طريق إقامة المؤتمرات الحوارية واللقاءات .
وكان هذا البعض ينتقد كل من يحذره من هذه الدعوات واللقاءات المشبوهة المخادعة المخالفة لسنة الله الكونية والشرعية ، التي يستغلها الآخرون لاستدراج المسلمين لباطلهم ، أو دفعهم للتنازل عن شيئ من دينهم ؛ كما قال تعالى ( ودوا لو تُدهن ) . متغافلين عن إخبار الله تعالى بأن الصراع بين الحق والباطل مستمر إلى قيام الساعة ، وعن قوله ( ولا يزالون يقاتلونكم ) ، وقوله ( ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك . وما أنت بتابع قبلتهم . ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير ) . وقوله ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) .
إلا أن العقلاء منهم اكتشفوا بعد جهد ضائع زيف هذه المؤتمرات ودعوات الحوار ؛ عندما وجدوها لا تختلف كثيرًا عن المؤسسات التنصيرية ! رغم التضليل الخارجي المتخفي خلف الشعارات .
وأسوق هنا اعتراف فارس من فرسان هذه الحوارات واللقاءات ؛ هو الدكتور محمد عمارة ؛ الذي كان في يوم ما مخدوعًا بها ، مؤملا عليها آمالا كثيرة ؛ إلى أن اكتشف في النهاية أن آماله تتبخر مثل السراب بعد كل مؤتمر يحضره أو يشارك فيه .
ولعل في نشر اعترافه - الذي يشهد لشجاعته - عبرة لمن لازالوا يؤملون أن يجنوا من الشوك العنب .(8/1)
يقول الدكتور في مقدمة كتيبه " مأزق المسيحية والعلمانية في أوربا " ( ص 5-14) : ( مع كل ذلك، فتجربتي مع الحوارات الدينية –وخاصة مع ممثلي النصرانية الغربية- تجربة سلبية، لا تبعث على رجاء آمال تُذكر من وراء هذه الحوارات التي تُقام لها الكثير من اللجان والمؤسسات، وتُعقد لها الكثير من المؤتمرات والندوات واللقاءات ، ويُنفق عليها الكثير من الأموال.
وذلك أن كل هذه الحوارات التي دارت وتدور بين علماء الإسلام ومفكريه وبين ممثلي كنائس النصرانية الغربية، قد افتقدت ولا تزال مفتقدة لأول وأبسط وأهم شرط من شروط أي حوار من الحوارات ؛ وهو شرط الاعتراف المتبادل والقبول المشترك بين أطراف الحوار، فالحوار إنما يدور بين "الذات" وبين "الآخر"؛ ومن ثم بين "الآخر" وبين "الذات"، ففيه إرسال وفيه استقبال، على أمل التفاعل بين الطرفين، فإذا دار الحوار –كما هو حاله الآن- بين طرف يعترف بالآخر، وآخر لا يعترف بمن "يحاوره"، كان حواراً مع "الذات"، وليس مع "الآخر"، ووقف عند "الإرسال" دون "الاستقبال"، ومن ثم يكون شبيهاً –في النتائج- بحوار الطرشان! ..
موقف الآخرين من الإسلام والمسلمين هو موقف الإنكار، وعدم الاعتراف أو القبول، فلا الإسلام في عرفهم دين سماوي، ولا رسوله صادق في رسالته، ولا كتابه وحي من السماء، حتى لتصل المفارقة في عالم الإسلام إلى حيث تعترف الأكثرية المسلمة بالأقليات غير المسلمة، على حين لا تعترف الأقليات بالأغلبية!
فكيف يكون، وكيف يثمر حوار ديني بين طرفين، أحدهما يعترف بالآخر، ويقبل به طرفاً في إطار الدين السماوي، بينما الطرف الآخر يصنفنا كمجرد "واقع"، وليس كدين، بالمعنى السماوي لمصطلح الدين؟!
ذلك هو الشرط الأول والضروري المفقود، وذلك هو السر في عقم كل الحوارات الدينية التي تمت وتتم رغم ما بُذل ويُبذل فيها من جهود، وأنفق ويُنفق عليها من أموال، ورُصد ويُرصد لها من إمكانات!(8/2)
أما السبب الثاني لعزوفي عن المشاركة في الحوارات الدينية –التي أُدعى إليها- فهو معرفتي بالمقاصد الحقيقية للآخرين من وراء الحوار الديني مع المسلمين، فهم يريدون التعرّف على الإسلام، وهذا حقهم إن لم يكن واجبهم، لكن لا ليتعايشوا معه وفقاً لسنة التعددية في الملل والشرائع، وإنما ليحذفوه ويطووا صفحته بتنصير المسلمين!
وهم لا يريدون الحوار مع المسلمين بحثاً عن القواسم المشتركة حول القضايا الحياتية التي يمكن الاتفاق على حلول إيمانية لمشكلاتها، وإنما ليكرسوا –أو على الأقل يصمتوا- عن المظالم التي يكتوي المسلمون بنارها، والتي صنعتها وتصنعها الدوائر الاستعمارية التي كثيراً ما استخدمت هذا الآخر الديني في فرض هذه المظالم وتكريسها في عالم الإسلام.
فحرمان كثير من الشعوب الإسلامية من حقها الفطري والطبيعي في تقرير المصير واغتصاب الأرض والسيادة في القدس وفلسطين والبوسنة والهرسك وكوسوفا والسنجق وكشمير والفلبين .. إلخ .. إلخ .. كلها أمور مسكوت عنها في مؤتمرات الحوار الديني.
بل إن وثائق مؤتمرات التدبير لتنصير المسلمين التي تتسابق في ميادينها كل الكنائس الغربية، تعترف –هذه الوثائق- بأن الحوار الديني –بالنسبة لهم- لا يعني التخلي عن "الجهود القسرية والواعية والمتعمدة والتكتيكية لجذب الناس من مجتمع ديني ما إلى آخر" بل ربما كان الحوار مرحلة من مراحل التنصير!
وإذا كانت النصرانية الغربية تتوزعها كنيستان كبريان، الكاثوليكية، والبروتستانتية الإنجيلية، فإن فاتيكان الكاثوليكية –الذي أقام مؤسسات للحوار مع المسلمين، ودعا إلى كثير من مؤتمرات هذا الحوار- هو الذي رفع شعار: "إفريقيا نصرانية سنة 2000م"، فلما أزف الموعد، ولم يتحقق الوعد، مد أجل هذا الطمع إلى 2025م !!(8/3)
وهو الذي عقد مع الكيان الصهيوني المغتصب للقدس وفلسطين معاهدة في 30-12-1993م تحدثت عن العلاقة الفريدة بين الكاثوليكية وبين الشعب اليهودي، واعترفت بالأمر الواقع للاغتصاب، وأخذت كنائسها في القدس المحتلة تسجل نفسها وفقاً للقانون الإسرائيلي الذي ضم المدينة إلى إسرائيل سنة 1967م!!
بل لقد ألزمت هذه المعاهدة كل الكنائس الكاثوليكية بما جاء فيها، أي أنها دعت وتدعو كل الملتزمين بسلطة الفاتيكان الدينية –حتى ولو كانوا مواطنين في وطن العروبة وعالم الإسلام- إلى خيانة قضاياهم الوطنية والقومية!
وباسم هذه الكاثوليكية أعلن بابا الفاتيكان أن القدس هي الوطن الروحي لليهودية، وشعار الدولة اليهودية، بل وطلب الغفران من اليهود، وذلك بعد أن ظلت كنيسته قروناً متطاولة تبيع صكوك الغفران !
أما الكنيسة البروتستانتية الإنجيلية الغربية، فإنها هي التي فكرت ودبرت وقررت في وثائق مؤتمر كولورادو سنة 1978م:
"إن الإسلام هو الدين الوحيد الذي تناقض مصادره الأصلية أسس النصرانية، وإن النظام الإسلامي هو أكثر النظم الدينية المتناسقة اجتماعياً وسياسياً، إنه حركة دينية معادية للنصرانية، مخططة تخطيطاً يفوق قدرة البشر، ونحن بحاجة إلى مئات المراكز تؤسس حول العالم بواسطة النصارى، للتركيز على الإسلام ليس فقط لخلق فهم أفضل للإسلام وللتعامل النصراني مع الإسلام، وإنما لتوصيل ذلك الفهم إلى المنصِّرين من أجل اختراق الإسلام في صدق ودهاء"!!
ولقد سلك هذا المخطط –في سبيل تحقيق الاختراق للإسلام، وتنصير المسلمين- كل السبل اللا أخلاقية- التي لا تليق بأهل أي دين من الأديان- فتحدثت مقررات هذا المؤتمر عن العمل على اجتذاب الكنائس الشرقية الوطنية إلى خيانة شعوبها، والضلوع في مخطط اختراق الإسلام والثقافة الإسلامية للشعوب التي هي جزء وطني أصيل فيها، فقالت وثائق هذه المقررات:(8/4)
"لقد وطّدنا العزم على العمل بالاعتماد المتبادل مع كل النصارى والكنائس الموجودة في العالم الإسلامي، إن النصارى البروتستانت في الشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا، منهمكون بصورة عميقة ومؤثرة في عملية تنصير المسلمين. ويجب أن تخرج الكنائس القومية من عزلتها، وتقتحم بعزم جديد ثقافات ومجتمعات المسلمين الذي تسعى إلى تنصيرهم، وعلى المواطنين النصارى في البلدان الإسلامية وإرساليات التنصير الأجنبية العمل معاً، بروح تامة من أجل الاعتماد المتبادل والتعاون المشترك لتنصير المسلمين".
فهم يريدون تحويل الأقليات الدينية في بلادنا إلى شركاء في هذا النشاط التنصيري، المعادي لشعوبهم وأمتهم !
كذلك قررت "بروتوكولات" هذا المؤتمر تدريب وتوظيف العمالة المدنية الأجنبية التي تعمل في البلاد الإسلامية لمحاربة الإسلام وتنصير المسلمين، وفي ذلك قالوا:
"إنه على الرغم من وجود منصرين بروتستانت من أمريكا الشمالية في الخارج أكثر من أي وقت مضى، فإن عدد الأمريكيين الفنيين الذين يعيشون فيما وراء البحار يفوق عدد المنصرين بأكثر من 100 إلى 1، وهؤلاء يمكنهم أيضاً أن يعملوا مع المنصرين جنباً إلى جنب لتنصير العالم الإسلامي، وخاصة في البلاد التي تمنع حكوماتها التنصير العلني"!
كذلك دعت قرارات مؤتمر كولورادو إلى التركيز على أبناء المسلمين الذين يدرسون أو يعملون في البلاد الغربية، مستغلين عزلتهم عن المناخ الإسلامي لتحويلهم إلى "مزارع ومشاتل للنصرانية"، وذلك لإعادة غرسهم وغرس النصرانية في بلادهم عندما يعودون إليها، وعن ذلك قالوا:
"يتزايد باطراد عدد المسلمين الذين يسافرون إلى الغرب؛ ولأنهم يفتقرون إلى الدعم التقليدي الذي توفره المجتمعات الإسلامية، ويعيشون نمطاً من الحياة مختلفاً –في ظل الثقافة العلمانية والمادية- فإن عقيدة الغالبية العظمى منهم تتعرض للتأثر.(8/5)
وإذا كانت "تربة" المسلمين في بلادهم هي بالنسبة للتنصير "أرض صلبة، ووعرة" فإن بالإمكان إيجاد مزارع خصبة بين المسلمين المشتتين خارج بلادهم، حيث يتم الزرع والسقي لعمل فعال عندما يعاد زرعهم ثانية في تربة أوطانهم كمنصرين"!
بل إن بروتوكولات هذا المؤتمر التنصيري لتبلغ قمة اللا أخلاقية عندما تقرر أن صناعة الكوارث في العالم الإسلامي هي السبيل لإفقاد المسلمين توازنهم الذي يسهل عملية تحولهم عن الإسلام إلى النصرانية! فتقول هذه البروتوكولات:
"لكي يكون هناك تحول إلى النصرانية، فلابد من وجود أزمات ومشاكل وعوامل تدفع الناس، أفراداً وجماعات، خارج حالة التوازن التي اعتادوها. وقد تأتي هذه الأمور على شكل عوامل طبيعية، كالفقر والمرض والكوارث والحروب، وقد تكون معنوية، كالتفرقة العنصرية، أو الوضع الاجتماعي المتدني. وفي غياب مثل هذه الأوضاع المهيئة، فلن تكون هناك تحولات كبيرة إلى النصرانية .. إن تقديم العون لذوي الحاجة قد أصبح عملاً مهماً في عملية التنصير! وإن إحدى معجزات عصرنا أن احتياجات كثير من المجتمعات الإسلامية قد بدلت موقف حكوماتها التي كانت تناهض العمل التنصيري ؛ فأصبحت أكثر تقبلا للنصارى " !
فهم –رغم مسوح رجال الدين- يسعون إلى صنع الكوارث في بلادنا، ليختل توازن المسلمين، وذلك حتى يبيعوا إسلامهم لقاء مأوى أو كسرة خبز أو جرعة دواء! وفيما حدث ويحدث لضحايا المجاعات والحروب الأهلية والتطهير العرقي –في البلاد الإسلامية- التطبيق العملي لهذا الذي قررته البروتوكولات، فهل يمكن أن يكون هناك حوار حقيقي ومثمر مع هؤلاء؟!(8/6)
تلك بعض من الأسباب التي جعلتني متحفظاً على دعوات ومؤتمرات وندوات الحوار بين الإسلام والنصرانية الغربية، وهي أسباب دعمتها وأكدتها "تجارب حوارية" مارستها في لقاء تم في "قبرص" أواخر سبعينيات القرن العشرين، ووجدت يومها أن الكنيسة الأمريكية –التي ترعى هذا الحوار وتنفق عليه- قد اتخذت من إحدى القلاع التي بناها الصليبيون إبان حروبهم ضد المسلمين، "قاعدة" ومقراً لإدارة هذا الحوار ؟!
ومؤتمر آخر للحوار حضرته في عمّان –بإطار المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية- مع الكنيسة الكاثوليكية في الثمانينيات وفيه حاولنا –عبثاً- انتزاع كلمة منهم تناصر قضايانا العادلة في القدس وفلسطين، فذهبت جهودنا أدراج الرياح! على حين كانوا يدعوننا إلى "علمنة" العالم الإسلامي لطي صفحة الإسلام كمنهاج للحياة الدنيا، تمهيداً لطي صفحته –بالتنصير- كمنهاج للحياة الآخرة !
ومنذ ذلك التاريخ عزمت على الإعراض عن حضور "مسارح" هذا "الحوار"! . انتهى كلام الدكتور عمارة .
قلتُ : ويحسن بالقارئ لمعرفة المزيد عن زيف مؤتمرات حوارات الأديان أن يطلع على رسالة قيمة مطبوعة في أربعة مجلدات للدكتور أحمد القاضي بعنوان " دعوة التقريب بين الأديان " . وكذا رسالة " تسامح الغرب مع المسلمين في العصر الحاضر - دراسة نقدية في ضوء الإسلام " . أما عن المؤتمر الشهير الوحيد ! الذي شارك فيه بعض العلماء بحسن نية فقد ذكر تفاصيله الأستاذ مطيع النونو في كتابه الجديد " حوار الحضارات بين المملكة العربية السعودية والفاتيكان - في إطار الحوار الإسلامي المسيحي " .(8/7)
اعترافات دكتور " عصراني " بأهمية ( الولاء والبراء ) ..!
يُعد الدكتور طه جابر العلواني - هداه الله - أحد المنظرين لعصرنة الإسلام في هذا الزمان ؛ من خلال معهده المسمى " المعهد العالمي للفكر الإسلامي " الذي تبنى منذ نشأته ( 1401هـ ) التأصيل والترويج لأطروحات أهل العصرنة ؛ كما لايخفى على المتابع .
ومن المعلوم أن من أهم القضايا التي حاول العصريون تمييعها أو تحريفها أو حتى إلغاءها ؛ قضية " الولاء والبراء " التي أصّلها الإسلام في نفوس أبنائه عبر آيات وأحاديث صريحة ؛ لحكمة إبعادهم عن الذوبان أو الامتزاج الضار بأهل الكفر والضلال ؛ مما يؤثر على دينهم وأخلاقهم وعزتهم ، وهذا ما لم يفهمه أهل العصرنة .
وقد أجاد كلٌ من : الشيخ محماس الجلعود في رسالته " الموالاة والمعاداة " ، والدكتور محمد سعيد القحطاني في رسالته " الولاء والبراء " ، والشيخ ناصر العقل في كتابه " الاتجاهات العقلانية الحديثة " ، والشيخ محمد حامد الناصر في كتابه " العصرانيون " ، وغيرهم من علماء ودعاة الإسلام في الرد على أهل العصرنة في قضية الولاء والبراء ، وفي غيرها من القضايا التي حاولوا التلبيس فيها .
ومما يُفرح المؤمن أن يجد لأحد هؤلاء العصريين اعترافًا بخطأ مسلك أصحابه في محاولتهم هدم هذا الأصل الذي حمى الله به الأمة من مخاطر عديدة ، وأهمية المحافظة عليه ، وتغذية نفوس المسلمين به ؛ لكي لاتقع في شِراك الأعداء .
يقول الدكتور طه في مقدمته لكتاب " النهي عن الاستعانة والاستنصار في أمور المسلمين بأهل الذمة والكفار " بلغة تُذكرنا بلغة أئمة الدعوة السلفية ! الذين ربما سخر منهم أصحاب طه ؛ فلعل في هذا الاعتراف ماينبئ كل جاهل أو حاقد بقدرهم وأنهم لم تخدعهم ألاعيب الأعداء كما خدعت غيرهم :
( أما "الحاجز النفسي" فإن الإسلام قد حققه بعدة أمور منها:(9/1)
- الإحساس بالاستعلاء والشعور بالعزة بـ( ولاتهنوا ولاتحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ) ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) وفي الحديث : "..الإسلام يعلو ولا يعلى".
- الإحساس بكراهية الكفر وأهله، وازدراء ما هم عليه والاستهانة به : ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ) ( والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم ) ( إن شر الدوآب عند الله الصم البكم الذين لا يعقلون . ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم ولو أسمعهم لتولوا وهم معرضون ) . وإذا خيف من تأثر البعض بمظاهر علم لديهم أو تقدم حسي عندهم فذلك لأنهم
( يعلمون ظاهرا من الحياة الدنيا وهم عن الآخرة هم غافلون ) ( فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهم كافرون ) .
- المنع من محبة الكافرين : ومن تلك الأمور التي تحقق "الحاجز النفسي" بين المسلمين وأعدائهم: منع المسلمين من موادة الكافرين أو توليهم.
قال تعالى: ( لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون ) .
- النهي عن موالاة الكافرين : ومنها النهي عن موالاتهم ؛ قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة وقد كفروا بما جاءكم من الحق يُخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم إن كنتم خرجتم في سبيلي وابتغاء مرضاتي تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم ومن يفعله منكم فقد ضل سواء السبيل . إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون ) .
إلى أن يقول :(9/2)
( وإن أول الوهن الذي أصيب به المسلمون هو وقوعهم في أزمة التردد في هذا الأمر، هذا التردد الذي جرهم بدوره إلى الخلط بين التسامح الذي أمروا به مع أهل ذمتهم الذين هم تحت سلطانهم، والذين هم في فقر إلى رعايتهم، والوفاء بالعهود لمن عاهدوا منهم، وبين التساهل مع أعداء الله وأعدائهم من المحاربين لله ولرسوله فكثيراً ما وضعوا التساهل والتهاون موضع الحزم والصلابة، وهل أضاعهم اليوم غير هذا ؟
إن المسلمين اليوم أحوج ما يكونون إلى العمل على إعادة بناء هذا "الحاجز النفسي" بينهم وبين أعدائهم ليبقوا على ما قد يكون بقي لهم من عرى الإسلام، ويَرِمُّوا ما قد رث منها وبلي ؛ فإن الكفار ما استطاعوا النيل من هذه الأمة إلا بعد أن تمكنوا من هدم "الحاجز النفسي" بينهم وبين المسلمين بوسائل متعددة، وخطط مختلفة، وجهود متصلة بدأت منذ أن انتصر الإسلام وقامت دولته، ويئس الكفار من تدميرها، أو النيل منها ) .
إلى أن يقول بعد أن بين الضعف الذي حلّ بالدولة العثمانية في نهاية عهدها بسبب إضعاف أصل الولاء والبراء واستبداله بشعارات مضللة ؛ كالتسامح والحوار مع الآخر .. الخ ! :(9/3)
( لقد كان المقصود بشعار "التسامح" هدم حاجز الحذر من الاتصال بالأجنبي، والتحفظ منه، تمهيداً للانفتاح عليه، والتعاون معه، ولم تكن تهمة التعصب تنتفي عن مسلم، وما كان أحد –من المسلمين- ينال شرف الاتصاف "بالتسامح" إلا إذا تهاون في أمور دينه، وفترت علاقته بإخوانه المسلمين، وقويت مع أعداء الله، وارتضى الانضمام إلى تلك الجمعيات العميلة، والأحزاب الدخيلة، أو تعاون معها، أو سهل للقائمين عليها –من الدخلاء- مهماتهم، أو سكت عن جرائمهم، وأهدافهم الخبيثة، وإلا فهو رجعي متعصب، وسلفي متزمت، ولم يسلم من الاتصاف "بالتزمت" و"الرجعية والانغلاق" مسلم يعتبر التعاون مع الأجنبي ضد مصلحة الأمة الإسلامية "خيانة عظمى" لله ولرسوله وللمؤمنين يستحق فاعلها الخزي والعار في الدنيا، والعذاب والنار في الآخرة، فنشأ نتيجة لذلك شعور بالرهبة والخوف لدى الكثيرين من التصدي لهذه المؤامرات والمحاولات التخريبية، وبذلك انفتحت الأبواب أمام إنشاء الجمعيات العميلة المخربة وتأسيسها ) .
إلى أن يقول بعد أن تحدث عن نشوء الجمعيات القومية التي هدمت هذا الأصل :
( إن سقوط "الحاجز النفسي" بين المسلمين وأعداء الإسلام هو الذي حول فلسطين من أرض إسلامية، وقبلة أولى للمسلمين إلى وطن قومي لليهود ، وجعل من جبال لبنان الأشم "وطنا قومياً" للنصارى ، وجعل عاصمتي الخلافتين الأموية والعباسية أهم قاعدتين للنفوذ النصراني في المنطقة، منهما ينتشر الفكر الإلحادي، والكفر البواح بكل أشكاله ، وبجهود حكامهما يكسب الكفر ما يريد.
إن سقوط الحاجز النفسي بين المسلمين وأعدائهم هو الذي سهل على مجموعة من أولئك الذين تربوا في مواخير المخابرات الأمريكية والفرنسية والبريطانية تسلم زمام قيادة الشباب العربي المسلم لفترة جيلين متصلين، ولا يزال تلامذة هؤلاء في مراكز القيادة في أقطار عربية وإسلامية عديدة ) .(9/4)
ثم يُلمح إلى " المملكة العربية السعودية " ويوجه لها نصيحة ثمينة :
( إن هناك أقاليم مسلمة عافاها الله تعالى في ماضيها من كثير من الأمراض التي ابتليت بها جاراتها - ونسأله تعالى أن يعافيها فيما يستقبل من الأيام - ولكنها ابتليت أخيراً بمن يعملون ليل نهار على إسقاط "الحاجز النفسي الإسلامي" ذلك الحاجز الذي حماها في الماضي من أن تسقط في براثن الكافر المستعمر، وأمام تلك المحاولات الكثيرة التي خطط لها أعداؤها، شرع المخدوعون والمضللون من أبنائها في تنفيذها قد خطت خطوات واسعة في سبيل إسقاط "الحاجز النفسي الإسلامي" بينها وبين أعدائها : فهناك آلاف المبتعثين الذين يعودون بعقول وقلوب غير التي ذهبوا بها. وهناك آلاف الخبراء والمستشارين وزوجاتهم، وكذلك العمال وغيرهم من الذين لابد أن يتركوا بصمات واضحة في أخلاق أبناء المجتمع وسلوكهم، وسائر شئونهم . وهناك السياحة إلى بلاد الكفار وغيرها، وما تحدثه من تعاطف مع الكفار، وميل إليهم وإعجاب بما لديهم وتخلق بأخلاقهم، وهناك التجارة المشتركة وآثارها والإسراف باستيراد اليد العاملة، وما لذلك من نتائج سلبية، في مقدمتها دفع الحواجز النفسية بين المسلمين وأعدائهم، وتهيئة عقولهم وقلوبهم للانفعال والتأثر بما عليه الآخرون، ومن فتح قلبه وعقله لقوم فتحت أرضه لا محالة لهم، فلعل هؤلاء ينتهون قبل فوات الأوان ويعيدون النظر في هذه السياسات ويرممون بناء الحاجز النفسي الإسلامي في قلوب أبنائهم لحماية ما قد يكون بقي لهم من مقومات الشخصية الإسلامية ) . انتهى ( ص 58،55،47،19،9 ) .
تعليق(9/5)
قلتُ : صدق العلواني ، واعترف بالحق ؛ الذي ما فتئ العلماء الربانيون يدعون له ، ويُحذرون من التساهل فيه . فهل يتعظ " البعض " ممن بهرتهم الأفكار العصرية ، فأخذوا على عاتقهم هدم هذا الأصل في مقالاتهم وكلماتهم ؛ فيعتبروا باعترافه بحقيقة هذه الأفكار التي هي مجرد " هدم " للإسلام بأيدي من ينتسب إليه ؛ ممن قال الله عن أشباههم ( يُخربون بيوتهم بأيديهم ) ؟! أرجو ذلك . وأسأله تعالى أن يوفق الدكتور طه ومن سار مسيره إلى الرجوع للحق ، والاجتهاد فيما ينفع الأمة ، ويُحقق لها عزها . وأن يجنبنا وإياهم مسالك الزيغ والضلال ، والله الهادي .(9/6)
اعترافات ( الشيخ جاسم مهلهل الياسين ) بأن الحكم الملكي خير من الجمهوري
مع رحيل الاستعمار عن معظم ديار المسلمين وقعت ( انقلابات ) في بعض البلاد العربية ( العراق ، مصر ، الشام ..) على الحكم الملكي فيها بغية إقامة ( جمهوريات ) تتحرر من تحكم " العشائر أو العوائل " ، وتحقق للشعوب المشاركة في القرار والحكم عن طريق البرلمانات والانتخابات و و .. الخ الشعارات .
كانت الآمال تداعب كثيرين - ومن ضمنهم بعض دعاة جماعة الإخوان المسلمين الذين ساهموا أو أيدوا بعضًا منها - في أن هذه ( الجمهوريات ) ستحقق لهم العدل والحرية والعيش الكريم . إلا أن تلك الآمال تبخرت مع أول سنة جمهورية كما يقال ؛ فاستفاق الناس عندها على حكومات متسلطة مجرمة ؛ أضاعت الدين والدنيا ، يقف خلفها و انقلاباتها الغربُ الكافر الذي مكّن لها من الوصول إلى سدة الحكم ؛ مشترطًا عليها تنفيذ مايريده من طمس الهوية الإسلامية ، والجرأة على أحكام الشريعة ؛ بإلغائها أو التضييق عليها .
بعد هذه التجارب الثورية تنبه العقلاء إلى أن الملكيات التي كانوا يفرون منها ، ويتهمون بعضها " بالرجعية " هي أرحم بهم ، وأرعى لدينهم من تلك الجمهوريات الكاذبة .
ففي الملكيات - رغم ما يوجد من أثرة وجور - : لاتزال أعلام الدين قائمة مصانة ، وهيبته باقية ، والرحمة موصولة بين الحاكم ورعيته ، والرخاء مشترك . . . ومن قرأ التاريخ تيقن هذا . ( قارن مثلا بين حكم الملك فاروق - على لهوه وفساده - بحكم الهالك عبدالناصر سواء في الدين أو الدنيا ) .(10/1)
وممن تنبه إلى ماسبق و(اعترف) به : أحد أبرز شخصيات جماعة الإخوان المسلمين في الكويت ؛ وهو الشيخ جاسم بن مهلهل الياسين - وفقه الله - ؛ وذلك في كتابه الأخير " الدولة الإسلامية بين الواجب والممكن " ؛ الذي ملخصه نصيحة وجهها إلى دعاة الإخوان في أنهم إن لم يتمكنوا من إقامة الدولة الإسلامية ( الواجبة ) ، فليرضوا على سبيل التدريج بالدولة ( الممكنة ) ؛ وهي دولة الملكيات التي أعطت مساحة كبيرة لهم .
( قد أخالف وغيري الشيخَ في أن جماعة الإخوان غير مهيئة - حاليًا - لإقامة الدولة الإسلامية الواجبة ؛ لأسباب عديدة - لامجال لتفصيلها الآن - ؛ سأذكرها إن شاء الله في مقال قادم ) .
يقول الشيخ جاسم ( ص 354 - 356 ) : ( إن المقارنة بين التجربة الجمهورية التي انطلقت سنة 1957 والنظام الملكي في تونس (ملك العائلة الحسينية دام حوالي قرنين ونصف) تؤكد لنا مجموعة من الاستنتاجات التي حصلت لنا من خلال دراسة مقارنة للتجارب الجمهورية والملكية في العالم العربي، وكذلك النتائج السلبية لتعامل الإسلاميين وبعض العلماء مع هذه الأنظمة، على أساس أن النظام الجمهوري أقرب إلى النمط الإسلامي في الحكم حسب اعتقادهم : اتسم الحكم الحسيني باحترامه للأسس الشرعية، التي كانت تقوم عليها الدولة بمختلف أجهزتها، والمجتمع في مختلف تنظيماته وسلوكياته، بل استمد جانباً من شرعيته كسلطة ونظام حكم من تطبيقه للشريعة الإسلامية، رغم المآخذ التي يمكن أن يؤاخذ عليها في بعض الجوانب، والناظر لا يجد في سجل تاريخ الحكم الحسيني دعوة أو عملاً ما يعمل على نقض الشريعة الإسلامية أو تعطيلها، كما أن النظام قد أولى العلماء ودور العلم أهمية كبرى وكان يستشيرهم في خصوص شئون الدولة.(10/2)
من جهة أخرى كانت العلاقة بين العلماء والسلطة في ظل الملكية تقوم على الاعتراف والاحترام المتبادل، إذ قبل الباي باستقلالية العلماء ودور العلم عن الدولة رغم أن هذه الأخيرة كانت تمول في جانب المؤسسات التعليمية التي كانت أيضاً تعتمد على تمويل ذاتي لها باعتبار اعتمادها على موارد الأحباس، لذلك كان العلماء يمثلون سلطة في المجتمع قائمة بذاتها ، وكانت مهمتها توجيه المجتمع من الناحية الفكرية والقيمية مع التزامها بحدود المجال الذي تعمل فيه واحترامها لمجال السلطة السياسية، كما أن القضية الاجتماعية التي كانت سائدة في ظل الحكم الملكي في تونس تعود إلى اتفاق الجميع –الأهالي والعلماء والسلطة- وذلك حول المشروع المجتمعي والذي كان يتلاءم والهوية العربية الإسلامية والانتماء الحضاري للشعب التونسي، وهذا أيضاً ما يفسر الاستقرار السياسي الذي كان سائداً .
في ظل النظام الجمهوري فإنها واجهت منذ تأسيسها إلى اليوم أزمات شرعية، ولم تتمكن من فرض نفسها على المجتمع وخصومها السياسيين إلا بالحديد والنار، والمتابع للأوضاع في تونس يرى أن المحاكمات السياسية كانت دورية، سواء بسبب صراعات بين الأجنحة داخل الحزب الحاكم أو إثر انتفاضات شعبية معادية للسياسات المتبعة.. إلخ.(10/3)
لقد ضاعت في ظل الجمهورية كل الحقوق، وديست كل القيم من طرف الأجهزة المسئولة عما يسمى بحفظ النظام، رغم التبجح بمقولات جوفاء نحو "دولة القانون" وحقوق الإنسان وفصل السلطات عن بعضها ودولة المؤسسات.. إلخ، والحقيقة هي أن الدولة ليست حديثة إلا تظاهرياً ولكنها علمانية في العمق وأن المؤسسات ليس لها من الحداثة سوى التسمية ، أما آلياتها وأداؤها فينم على أنها دولة دكتاتورية تسلطية ، لم تترك أي مجال خارج دائرة نفوذها ، وأنها تراقب وتسيطر على ضمائر الناس، وقد اتضح أن "أبو رقيبة" في تونس جاء من فرنسا ليركب الموجه العالية موجة الإسلام، فيستميل الإسلاميين ويتبنى مطالبهم، وينال تأييدهم؛ ليكون هو أول من ينقلب عليهم بعد ذلك، حيث ألغى جامعة الزيتونة وحلها إلى كلية للشريعة فقط ذراً للرماد في العيون، وألغى الأوقاف الإسلامية والمحاكم الشرعية، وأبطل كثيراً من الأحكام الإسلامية المتعلقة بالأحوال الشخصية، ولم ينص الدستور على أن دين الدولة الرسمي هو الإسلام وأباح الإفطار في رمضان بل وجاهر به، وفي عهده ديست كل القيم وتم تغريب المجتمع التونسي.(10/4)
هذا الذي ذكرناه في تونس يتكرر في الأنظمة الثورية الانقلابية في العراق وليبيا والجزائر وغيرها من البلاد فهي ليست بأقل سوءاً في الانقلاب على الإسلاميين بعد أن وصلت إلى سدة الحكم بمساندة ودعم الحركات الإسلامية التي دافعت عن هذه النظم ووقفت إلى جوارها، آملة منها أن تعمل على إقامة نظام الإسلام في البلاد ، ولكن سرعان ما تبين لها أنها واهمة، وأن الوهم زين لها ما ليس متاحاً ولا صحيحاً، فلم تزد هذه الأنظمة إلا بعداً عن الإسلام، وانحرافاً عن الخط المستقيم، وارتماء في أحضان الشرق تارة والغرب تارة أخرى، وتبديداً لثروة الأمة والدخول بها في متاهات أضاعت الأرض واستسلمت للعدو، ورضيت بما لم ترض به النظم السابقة على الثورات الانقلابية، فلما عارض الإسلاميون ذلك زج بالآلاف منهم في السجون والمعتقلات، وحوكم بعضهم وأعدم آخرون، وخفت الصوت الإسلامي، وعلا الصوت العلماني، وأدرك الإسلاميون أن حظهم مع أنظمة الحكم الانقلابية فاق حد الخداع، ووصل إلى الضرب حتى إزالة النخاع ! ) اهـ .
تعليق
1- من القواعد المُحكمة " ما لايُدرك كله لا يُترك جُله " ؛ ففي الملكيات خيرٌ كثير ، ومافيها من قصور يُعالج بالعلاج الشرعي ، وتتابع النصيحة ، وإزالة التربص والتوجس بين الحاكم والمحكوم ، وتأصيل مقولة " أن نُحكم بالإسلام لا أن نَحكم به " ، وتقديم الحلول والبدائل ، والترغيب بالأجر العظيم .. ثم ( ليهلك من هلك عن بينة ) .(10/5)
2- أن جماعة الإخوان لُدغت كثيرًا من أهل السياسة والانقلابات ، وأسباب ذلك - في نظري - : بعدها عن العلماء الربانيين وأخذ مشورتهم ، وإغراقها في السياسة على حساب العلم الشرعي المرتكز على الكتاب والسنة - وهو ما يعطيها فرقانًا يكشف لها ألاعيب أهل المكر والنفاق - ، وتصدر غير المؤهلين . فلابد لعقلاء الجماعة - وفقهم الله - ممن جمع الله لهم بين العقيدة السليمة والتقوى أن يعالجوا هذا الخلل ، ويُصلحوا - لاسيما في جيلهم القادم - ما أخذه أهل العلم على الجماعة ، ولا يُمكنوا الجهلة أو أصحاب الطموحات الدنيوية من مصادرة الجماعة وتسييرها .
أسأل الله أن يوفق دعاة الإسلام ويُبصرهم بأخطائهم ليستدركوها ، ويوفق حكام المسلمين لتحكيم شرعه الذي فيه عزهم في الدنيا ، ونجاتهم في الآخرة . والله الهادي ..(10/6)
اعترافات الدكتور ( محسن عبدالحميد ) بأن الأمة فرّطت في ابن تيمية
الدكتور محسن عبدالحميد - وفقه الله - هو رئيس الحزب الإسلامي ( جماعة الإخوان المسلمين ) في العراق - حاليًا - ، وصاحب الكتاب الشهير " أزمة المثقفين تجاه الإسلام في العصر الحديث " . ألف كتابًا آخر قبل سنوات بعنوان " تجديد الفكر الإسلامي " قال فيه ( ص 66-76) - متحدثًا عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله - :
( أعتقد جازماً أن المسلمين في عصر ابن تيمية وما تلاه من عصور لو أدركوا حقيقة ما رمى إليه ابن تيمية من مراجعته التاريخية، لنفضوا حينئذ عن أنفسهم غبار العصور ، ولأدركوا حقائق الإسلام ، ولنهضوا نهضة حضارية علمية اجتماعية كبيرة، ذلك لأن ابن تيمية أراد أن يعيد إلى أذهان المسلمين أن الإسلام فرَّق بين عالم الغيب وعالم الشهادة، وأنه أراحهم في عالم الغيب عندما وضع أمامهم الحقائق الغيبية الكلية جاهزة، ثم دعاهم في عالم الشهادة (المادة) إلى تحريك طاقاتهم وتسخير ما في الوجود من القوى، لأنهم خُلقوا من أجل الصراع في عالم المادة، لا الولوج في جزئيات عالم الغيب بأدوات لا يستطيعون أن يتحركوا فيها برؤية واضحة يقينية، زيادة على أن الانشغال بها ضياع للجهد وتمزق في عقيدة الأمة لا دخل له بالصراع في الأرض لإنشاء الحضارة والحفاظ على كرامة الإنسان ومحاربة قوى الطغيان.
إن حركة ابن تيمية إذن أرادت أن تضع المسلمين على خط المنهج الواقعي التجريبي لصياغة المجتمع المسلم من جديد، ولعدم إدراك علماء زمانه لهذه القضية المصيرية، وتعصبهم ، وانشغالهم بالرد عليه في بعض القضايا الجزئية، فوتوا تلك الفرصة التاريخية الناهضة على المسلمين، وكرَّهوا كتاباته إلى الأجيال المتلاحقة ، حيث ظلت في تأخرها، تفتك بها عوامل الانحطاط والتخلف في مساحات الحياة كلها ) .(11/1)
قلتُ : صدق الدكتور محسن وأنصف ؛ فقد فرط كثير من الأمة - زمن الشيخ ، بسبب أعدائه - فيمن يريد تحريره من الخرافة ، والنأي به عن التشقيقات الكلامية المنشغلة بأمور الغيب ، وتوفير طاقته فيما ينفعه ؛ بعقيدة سلفية ميسرة ، وعمل صالح ، ونصيب من الدنيا ، وجمع كلمة المسلمين على هذا . ولكن ؛ حيل بين الأمة وانطلاقتها .
ثم كانت الفرصة التاريخية الثانية زمن الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - ، الذي أيضًا ناله مانال شيخ الإسلام من تشويه لدعوته السلفية ؛ من أعداء خارجيين أو منتفعين داخليين يريدون للأمة أن تبقى في تخلفها وخرافاتها وتشرذمها .
يقول الأستاذ محمد جلال كشك - رحمه الله - : ( من حق التاريخ أن يقول : إن الوهابية كانت الفرصة الوحيدة لتوثيق عرى اتحاد المسلمين ، بتوحيد كلمة الإسلام ، وتجديد الدولة ، وإفشال الأوربيين ) . ويقول عن محمد علي باشا الذي حارب الدعوة بأمر من الدولة العثمانية الغارقة في وحل التصوف والتخلف والخرافة : ( إنه يمكن القول بأن محمد علي عندما انتصر في تلك الجولة على الحركة الوهابية ، إنما كان يسحق الإمكانية الوحيدة المتاحة وقتها لتحقيق بعث عربي - إسلامي ، قيام وحدة عربية في دولة مستقلة ، إن لم نقل نواة عربية لدولة إسلامية كبرى ، تُنقذ الشرق كله من المصير الحالك الذي كان يتربص به .. على يد الغرب الاستعماري ) . ( السعوديون والحل الإسلامي ، ص 182، 154 ) .
لهذا : ينبغي للأمة - كي لا تُعيد التجربة المرة وتُكرر الخطأ وُتفرط فيما ينفعها - أن يهب منها علماء وعقلاء وسياسيون يركزون على أمرين :
1- جمعها على عقيدة سلفية ؛ مستقاة من الكتاب والسنة ، بعيدة عن الكلاميات ، والبدع ، والخرافات ، والأخذ على يد من يخالفها . مع الاعتبار بالتاريخ .(11/2)
2- تشجيع الأمور الدنيوية النافعة ، وفتح باب الاجتهاد فيها ؛ لتنافس الأمة الآخرين ، أو على الأقل يتهيأ لها ما يُغنيها عنهم ، ويحفظ جنابها من تحرش الأعداء وتسلطهم ..
والله الهادي ..
تنبيه : لا حرج في استعمال لفظ " الوهابية " إذا كان للإخبار لا للمز ؛ انظر " دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب " للدكتور عبدالعزيز آل عبداللطيف - وفقه الله - ( ص 76) .(11/3)
اعتراف آخر لـ ( طه العلواني ) بفشل تقديم التنازلات للعلمانيين ..!
يقول الله تعالى مخاطبًا نبيه - والخطاب لجميع المؤمنين من أتباعه - : ( يا أيها النبي اتق الله ولا تُطع الكافرين والمنافقين ) ، قال الشيخ ابن سعدي - رحمه الله - : ( هؤلاء هم الأعداء على الحقيقة ؛ فلا تُطعهم في بعض الأمور التي تنقض التقوى وتناقضها ، ولا تتبع أهواءهم فيضلوك عن الصواب ) .
فالمسلم مأمور بالبعد عن مداهنة أعداء الله والتنازل لأجلهم عن شيئ من دينه ؛ ابتغاء رضاهم .
وذلك لأمرين :
الأول : أنه سيثلم دينه وتقواه بهذا التنازل .
والثاني : أنه - مع هذا - لن يحصل على رضاهم ! بل سيجازيه الله بعكس صنيعه . كما قال سبحانه عمن يطلب رضا الكفار : ( ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ) . ومثلهم إخوانهم المنافقين .
وقد ابتليت الأمة للأسف بمن لم يستجب لأمر الله تعالى ؛ فرأينا من يُسارع في طلب مرضاة الطائفتين ؛ بما يوهن دينه ، ويُلبس على الأمة .
أما التنازل والمداهنة للكفار فأمثلتها كثيرة ؛ لعل من أبرزها في عصرنا هذا ما تفعله دولة تركيا من خضوع ومهانة لشروط الكفار ؛ لعلهم يرضون عنها وينظرون لها بعين العطف ، وما هم بفاعلين .
وأما التنازل للمنافقين فقد حصل من بعض العصريين الذين اجتهدوا في " علمنة " الإسلام ؛ لعلهم يحوزوا على رضا أولئك ؛ وهيهات لهم ..
وقد اعترف بهذا أحدهم ؛ وهو الدكتور طه جابر العلواني - هداه الله - ، وذلك عند تقديمه لكتاب صاحبه راشد الغنوشي " حقوق المواطنة " ، ( ص 19 - 20 ) ؛ حيث قال :
( مثلنا ومثل رفاقنا العلمانيين الدنيويين كمثل قول القائل:
بكل تداوينا فلم يشف ما بنا لأن الذي نهواه ليس بذي ودِّ(12/1)
فهؤلاء الدنيويون العلمانيون حين يأخذ الإسلاميون هذه المواقع الاجتهادية التأويلية المتقدمة يسارعون هم إلى احتلال مواقع الماضويين والتمترس بذات النصوص التي يتمترس الماضويون وراءها، يقول أحدهم: "... كنا نعرف بالطبع أن المساواة المطلقة التي يتحدث عنها التيار الإسلامي الثوري غير صحيحة شرعاً، والآيات والأحاديث تتحدث بوضوح عن تفاوت الدرجات.." !
وحين حاول الشيخ نديم الجسر –رحمه الله- إيجاد علاقة (تصورية) بين نظرية الضوء ووجود الملائكة والجن في مقالة نشرتها صحيفة "النهار" اللبنانية في ملحقها الأسبوعي في بيروت (12/3/1967) رد عليه د. صادق جلال العظم في كتابه "نقد الفكر الديني" مؤكداً على أن نصوص القرآن ومعانيه غير قابلة لأي تأويل عصري يسحب معانيها إلى خارج عصر التنزيل والمفاهيم السائدة فيه، وأكد على حصر مفهوم العلم الذي أمر الكتاب الكريم به، وجاءت السنة بحث الناس على طلبه في العلم الشرعي مستشهداً بتعريف الغزالي المتوفي سنة 505هـ الموافق (1111م) للعلم في كتابه "الإحياء" .
ولو تتبعنا هذه النماذج من مواقف الدنيويين العلمانيين لاحتجنا لدراسة خاصة بها، ولذلك فلا نتوقع أن يقابل هؤلاء مثل هذه الاجتهادات التي يقدمها الإسلاميون بما تستحقه من اهتمام ) .
قلتُ : لو طلبتَ وأصحابك رضا الله ، وتجنبتم سخطه ، وصدعتم بدينه وأحكامه دون تدليس أو تلبيس ؛ لما ترفع عليكم أولئك العلمانيون وأهانوكم ، رغم تنازلاتكم لهم ، وسخريتكم ولمزكم لأتباع الكتاب والسنة .
وهذا يذكرنا بقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " من التمس رضا الله بسخط الناس ، رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ، ومن التمس رضى الناس بسخط الله ، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس " .(12/2)
ولعل في هذا الاعتراف عبرة لبعض الدعاة الذين - لأسباب متنوعة - قد يلتمسون رضا العلمانيين " المنافقين " عنهم بتقديم شيئ من التنازلات ، أو السكوت عن المنكرات ، أو غير ذلك من أنواع المداهنة . والله الهادي والموفق ..
وهذا مقال قديمٌ يتعلق بهذا الموضوع :
هل سمعتم بالداعية : ( جورج محمد ) ؟!(12/3)
اعتراف مهم للدكتورة ( سهير القلماوي ) .. !
ما أجمل الاعتراف عندما تبوح به النفس في لحظة صفاء وشعور بالندم عقِب اندفاع أهوج - غير منضبط بالشرع - في دروب الخطأ ، فمثل هذا الاعتراف يغني الآخرين عن استنزاف جهودهم ، وتكرار تجارب مريرة لا تعود عليهم ولا على مجتمعاتهم إلا بالخسارة .
والدكتورة سهير القلماوي صاحبة هذا الاعتراف - لمن لا يعرفها - هي واحدة من أوائل الفتيات اللواتي صُنعن على عين أساطين دعوة تغريب المرأة في البلاد المصرية ، وأوائل من زُج بهن في معركة الاختلاط بتلك الديار ؛ تلميذة نجيبة لطه حسين ! ، أريد لها وللقلة اللواتي معها أن يكنّ أنموذجًا لمن بعدهن من المسلمات . ومن هنا تأتي أهمية هذا الاعتراف ، عندما يخرج من امرأة في مثل تجربتها .(13/1)
تقول الدكتورة في كتابها " مع الكتب " - الذي تستعرض فيه بعض المؤلفات المهمة في زمنها - متحدثة عن كتاب ألفه أحد الغربيين ( ص 109-11 ) : ( كنت أقرأ في كتاب طريف عن "المرأة اليوم" فاستوقفني فيه خطاب أرسلته إحدى المتحمسات للحركة النسوية الحديثة للمؤلف تبدي فيه وجهة نظر النساء وقد تحررن من كل القيود، تقول المراسلة: "إني مع المتحمسات لجنسي ولكني أتحمس له بأسلوب جديد وأدعو له دعوة جديدة ، دعوة لا تريد للمرأة أن تعود أدراجها فتكبت حرياتها وتحرم حقوقها ، ولكنها دعوة تريد من المرأة برغم كل الحقوق والمساواة أن تظل امرأة، فلقد اتضح لنا نحن نساء نصف القرن العشرين بعد جهاد نصف قرن أو يزيد أننا لا نريد أن نسلك في الحياة سلوك الرجال ؛ ذلك أننا مغتبطات بأنانيتنا، ولكن هذا في حد نفسه يبدو عجيباً بالنسبة للحياة الاجتماعية والاقتصادية في هذه الأيام ، ذلك أننا إذا كنا حقاً نساء فإننا إلى حد ما نحب الثناء ونحلم دائماً وأبداً بالبيت الذي نربي فيه أبناءنا ؛ بيت نطهي فيه ونغسل ونكوي ، وهذا بالنسبة للمرأة الحديثة يبدو شبه مستحيل ، لذلك نشعر أننا لسنا أقل تعاسة من جداتنا اللاتي كن سجينات البيوت محرومات من كل حق يتحرقن إلى أن يكن كالرجال وأن يتشبهن بهم " .(13/2)
- تعلق الدكتورة سهير على كلامها قائلة - : ( لقد حرص المؤلف أن يُردف هذا الخطاب بخطابات أخرى كلها ترمي إلى تصوير هذه النزعة في المرأة الغربية بعد أن نالت في أكثر البلاد حقوقها، نزعة تريد للمرأة التي أنكرت كثيراً من أنوثتها في سبيل الدفاع عن حقوقها وقد استبان لها بعد النصر أن هذا الإنكار لا يمكن أن تستمر فيه. استوقفني هذا الخطاب بالذات لأنه يصور لي ظاهرة قوية في مجتمعنا المصري، فلقد ظننا أن تشبث بعض نسائنا بأنوثتهن تأخر وضعف ، وأن القوة كل القوة وأن التقدم كل التقدم هو في الثورة على الأوضاع التي تجعل المرأة تؤدي وظيفتها الأولى في الحياة وهي الأمومة ) .
ثم تقول : ( إن المصرية بفطرتها السليمة أدركت أنها لا يمكن أن تكون كالرجل عالمَاً ؛ لأن ذلك انحراف في الطبيعة والطبيعة لا تقر الانحرافات وكما أن الرجل لا يمكن أن يكون امرأة فكذلك المرأة لا يمكن أن تكون رجلاً، فلماذا التشبه ما دام المتشبه به ليس هو المثل الصحيح ؟!
إن الله قد خلق المرأة مختلفة عن الرجل وفي هذا الاختلاف سر تفوق الجنسين بل سر دوامهما، ولو أن الله أراد أن يخلق رجالاً أقوياء ليسموا رجالاً ورجالاً ضعافاً ليسموا نساء لما أوجد في جسم المرأة وكيانها وأعصابها وغددها كل هذه الفروق التي يتجلى عنها البحث كل يوم فيظهر لنا العجب الذي لم نكن نتوقعه.
لقد خلق الله المرأة لغاية وخلق الرجل لغاية وكل منهما يعمل نحو هذه الغاية ، فإذا انحرف واحد منهما ليعمل عمل الآخر انحرفت غايات الحياة الاجتماعية وشالت موازينها ، ولكن الطبيعة تظل صامدة قوية لا تعترف بهذا الانحراف، كل ما في الأمر هو اختلاف الآراء حول الحد الفاصل بين ميداني العمل، فالرجل يعمل والمرأة يجب أن تعمل في البيت وفي خارج البيت ولكن على أن تعمل المرأة وهي امرأة لا تدعي لنفسها صفات الرجل ولا تتقمص شخصيته فتضيع شخصيتها.(13/3)
إن مهمة المرأة الأولى هي الأمومة ومهمة الرجل الأولى هي معاونة المرأة على أداء هذه المهمة وتعهد الجيل الجديد بأن يهيأ له وطناً جديداً ومجتمعاً صالحاً، ولو أدركت المرأة هذه الحقيقة وفهمت كنهها ما تنازلت عن أنوثتها لأي سبب ولا في أية معركة ) .
تعليق
1- للدكتورة القلماوي تلميذات في بلادنا ، رثينها عندما توفيت ، فلعل في اعترافها عبرة لهن .
2- قالت الدكتورة - مجارية أهل عصرها - : ( ولكن الطبيعة تظل صامدة قوية ) . وهذا استعمال لفظي خاطئ ؛ فالطبيعة خلقٌ من خلق الله ، لايجوز جعلها بمثابة المتصرف في الكون ! تأثرًا بملاحدة الفلاسفة الذين اخترعوها فرارًا من الاعتراف بالخالق - جل شأنه - ، فتأثر بهم بعض جهلة المسلمين ، ورددوها متغافلين عما تحتها من معانٍ باطلة . ( وللزيادة يُنظر معجم المناهي اللفظية للشيخ بكر أبوزيد - سلمه الله - ، ص 357-359، وفتاوى الشيخ ابن باز - رحمه الله - 3/170 ) .
اعترافات سابقة
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/a.htm(13/4)