ونطقت الرويبضة!!
(منصور النقيدان أنموذجا)
كتبه:
عبدالله بن صالح العجيري
Abosaleh95@islamway.net
بين يدي المقدمة
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد بن عبدالله وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا ..أما بعد..
فقد فاجأت قناة العربية مشاهديها ببرنامج وثائقي غريب ، اختير ليكون بطلها شخصية مغمورة على المستوى العام ، لا يعرف له نتاج علمي يستحق التعريف أو نشاط اجتماعي ملفت للنظر أو عمل سياسي يجعله تحت المجهر ، وإنما مواقف وكلمات ونكوص عن الحق وإغراق في باطل يمكن أن يستثمر في التشويش والبلبلة على الدين وأهله ، ذاكم هو منصور النقيدان وهذا هو البرنامج الجديد والمعنون بـ (منصور النقيدان بين تيارين)1 ، والعجب لا ينتهي من مثل هذا الصنيع ، ومثل هذا التوجه ، فإنا كنا نعهد أن البرامج الوثائقية تعنى بالشخصيات الفاعلة والمؤثرة ، أو المشهورة المعروفة ، أو من كتبوا بصنيعهم أو قولهم شيئا من التاريخ ، وأين منصور النقيدان من هذه فلا هو في العير ولا في النفير ، فما أسباب هذا التسويق الفاضح لهذه الشخصية المضطربة ، وهذا الفكر هزيل ، وهذا النموذج غير البرئ ، إن الأمر عجيب جد عجيب ، وغريب جد غريب ، وأعجب منه وأغرب أن ينصب هذا حكما على التشدد والاعتدال ، (منصور النقيدان من التشدد والاعتدال)! هكذا يقال وهكذا يراد للأمة أن تسقط في هذه الهوة ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، وقد كُتبت هذه الأوراق إثر اللقاء الذي جرى بين النقيدان وتركي الدخيل في برنامج إضاءات على القناة ذاتها ، والذي قاء فيه النقيدان بأسوأ ما كان عنده وعلى الهواء ، وحال دون ظهور هذه الأوراق ظروف وأمور نسأل الله أن تكون خيراً ، فكان هذا البرنامج الوثائقي والذي بث قريبا سببا في إخراج هذه الأوراق علّ فيها فائدة وعبرة ، وقد ارتضيت أن تخرج كما هي يوم كُتبت من غير تعديل أو زيادة ، إذ المقصود بها يحصل بذلك ، ولا جديد في البرنامج فيذكر(1/1)
، فإلى المقدمة.
المقدمة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. أما بعد..
يقول الله تعالى: (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرْشِداً) ، ويقول سبحانه: (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ) ، ويقول عز وجل: (وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِي وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِهِ وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وَجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً) ، ويقول تعالى: (ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ) ، ويقول عز وجل: (وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ * وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ أَلَيْسَ اللَّهُ بِعَزِيزٍ ذِي انْتِقَامٍ) ، ويقول سبحانه: (وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ وَلِيٍّ مِنْ بَعْدِهِ) ، ويقول عز وجل: (وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ) ، ويقول تعالى: (وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً) ، ويقول تعالى: (مَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلا هَادِيَ لَهُ وَيَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ) ، ويقول عز وجل: (مَنْ يَشَأْ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ) ، ويقول سبحانه: (بَلْ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ) ، ويقول تعالى: (فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنْ(1/2)
اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) ، ويقول عز وجل: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ أَفَأَنْتَ تَهْدِي الْعُمْيَ وَلَوْ كَانُوا لا يُبْصِرُونَ) ، ويقول تعالى: (أَفَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَنْ كَانَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ) ، ويقول سبحانه: (إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ) ، ويقول تعالى: (فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلْ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً * وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً...) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: (بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا)2 ، ويقول صلى الله عليه وسلم: (..فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخل النار)3 ، وكان يكثر أن يقول صلى الله عليه وسلم: (يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك) فقيل له: آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا ، قال: (نعم إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء)4 ، إن الثبات على الدين نعمة جليلة عظيمة يمن الله بها على من يشاء من عباده ، شأنها في ذلك كشأن الهداية إلى الدين والاستقامة عليه بل هي عينها وتمامها ، والناظر في أحوال أهل الإسلام اليوم يجد من فتن الشبهات وصنوف الشهوات ما يجعل الحاجة للهداية آكد ، والثبات والاستقامة مطلبا أكثر إلحاحا ، إنه زمن القابض فيه على دينه كالقابض على الجمر ، زمن(1/3)
تصديق الكاذب وتكذيب الصادق وائتمان الخائن وتخوين الأمين ، إنها سنوات خداعة تصدر فيها الأراذل ، وارتفع الأسافل ، وتكلم الرويبضة ، وأُخذ فيها عن الصِغار -عليهم من الله الذلة والصَغار - ، وممن سلك في هذا النظام وخاض هذا المضمار الموحل رويبضة تافه ، صُدر فتصدر ، وقُدم فتقدم ، فأطل على الناس في قناة فضائية (عربية) ، ليعلن فيها ضلاله ويكشف عن انحرافه في صورة تعد سابقة في إعلان الضلالة والانحراف بكل وقاحة وصلافة وصفاقة وبجاحة ، وكأن الدين من قلوب الناس قد انعدم ، والإيمان قد زال منها وانثلم ، فمن كان ينتظر أو يتوقع في هذه المرحلة أن يطل رجل كان يظهر الإسلام ليعلن عن تدين جديد (الإنسانية)!، وعن فكر متصالح مع الكل اليهودي والنصراني والبوذي! وعن خطة تسع الجميع ، وعن منهج لا تكفير فيه لأحد يهوديا كان أو نصرانيا بل وبوذيا! ، أليس هذا الكلام زندقة مكشوفة؟ أليس هذا التصريح كفرا وردة لا يختلف في ذلك عامة الأمة ولا خاصتها؟ ومع فداحة الخطب وعظم المصيبة بهذا الإعلان المزري للضلال والانحراف بالصوت والصورة ، فإن تحرك أهل الدين والغيرة لفضح هذا التوجه ، وكشف أبعاد هذا التحرك ، لم يكن بمستوى الخطب الواقع ، نعم الرجل أحقر من أن يشتغل به أو يتحدث عنه أو يضاع فيه عمر ثمين صرفه في غيره من الأمور أهم وأولى ، وأمره أبين من أن يبين ، والكلام فيه كما يقال تحصيل حاصل ، ولكن الأمر أمر سابقة قد أقامها بين الناس ، وسنة يوشك عن قريب أن تكون طريقة مسلوكة وهديا يتبع ، إن له أصحابا ينتظرون ، يترقبون ، ينظرون ماذا سيحصل وماذا سيجري ، فإن كان الإغضاء والسكوت ، ومر الأمر كأن لم يكن ، وقعت الجرأة وتقدم القوم إلى (الخلف)! خطوة ، واستسهل البعض قول الكفر ، واستسهل الناس سماعه ، إن الواجب بيان خطورة الأمر ، ووضعه في نصابه الشرعي ، وتبيين حكم الله جل وعلا في هذا الرجل ليكون الأمر فيما قاله بينا واضحا لجمهور الناس ، بل(1/4)
الواجب أن يقام حكم الله فيه على ما (قاءه) في هذه القناة ، وما خطه (بشماله) في عالم الصحافة والإنترنت ، علّ من خلفه يخنسون ويضعفون ويعلمون أن للأمر ما بعده ، وأنه لن يكون لهم كما يريدون ويحبون ، (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) هذا قوله سبحانه في مريدي شيوع الفاحشة في المؤمنين فكيف سيكون القول في مريدي شيوع ما هو أعظم منه وأخطر من الشرك والكفر والزندقة ، والقصد من هذه الوريقات جمع جملة من انحرافات الرجل ليقف عليها الناظر علّ في ذلك تحريكا لعلماء أفاضل وشيوخ كرام أن يقولوا فيه كلمتهم وليبينوا للناس حكم الشرع فيه ، سدا لباب كفر أن يفتح ، ولرأس زندقة أن يطل ، والواقف على مقالات النقيدان لا يكاد يجاوز مقالا إلا وهو مؤسس على انحراف ، إضافة إلى تعمد الإجمال والإبهام والغموض في كثير من الخطاب ، سيرتهم في ذلك كسيرة رأسهم الأول عبدالله بن أبي بن سلول: لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل! فلما ووجه بالكلام أنكر ، ولو ثُبِّت عليه وأَقر فلعله سيقول: فأنت الأعز يارسول الله وأنا الأذل!! هذا شأنهم في كل زمان ومكان ، تشابهت قلوبهم وأقوالهم وأعمالهم ، ينكؤون في كثير مما يقولون جرحا فإن أردت وضع أصبعك على الجرح لم تستطع ، والعجب أنهم كثيرا ما يريدون ضرب الدين بالدين ، تراهم قد استشهدوا بما يظنونه دينا ليهاجموا ما هو من الدين ، فعجبا لهم كيف يستدلون بالدين ثم هم أولاء يمدون ألسنتهم صوب الدين ، أعاذنا الله من سوء الحال في الدنيا والآخرة ، وليس القصد تتبع جميع مظاهر الانحراف في كتابات النقيدان ، والوقوف على كل سقطة فإنه أمر يطول ، وإنما المقصود انتقاء شئ من أبشع ما قاله وأشنعه ، غير معقب عليه برد فالأمر سيطول والقصد بيان ما عنده ليس إلا لتعرف حقيقة(1/5)
الرجل ، ويعرف الموقف الشرعي منه5 ، وعامة المنقول غني عن الرد والجواب لوضوح وجه الجواب ، وجلاء الحق والصواب ، أسأل الله أن ينفع بهذه الوريقات إنه سبحانه خير مسؤول..
منصور النقيدان في سطور
منصور النقيدان ببساطة رجل يظن نفسه على شئ وهو على (لا شئ) له في كل وقت رأي وفي كل ساعة فكر ، وفي كل زمان اعتقاد ، فمرة مسلم (مغال) (متنطع) (مشاد للدين) ، ترك الدراسة في المدارس النظامية وتبرأ منها فما حصل غير شهادة (المتوسطة) ، ترك الوظائف الحكومية لأنها غير محبذة لدى الأصحاب ، أتلف ما عنده من أشرطة الكاسيت ، وأحرق معظم ما لديه من كتب المعاصرين ، خلع الساعة من يده ، وحول التوقيت إلى الغروبي ، لا تطيب قراءة كتب السلف عنده إلا بعد إطفاء الأنوار وإضاءة السراج ، سكن بيت الطين بغير كهرباء ، يواسيه في حرارة القيض سراج وقربة ومهفة ، عزاؤه في ذلك كله أن الأجر على قدر المشقة ، قام بإحراق محل للفيديو ، يضلل من خالفه وربما رأى كفره ، سجن غير مرة ، ثم انقلب حاله فترك ذلك كله ليستقبل قبلة جديدة ولييمم وجهه صوب أفق جديد ، وليبتدأ لنفسه طريقة أخرى فغدى عصرانيا ، عقلانيا ، ليبراليا ، أو قل كما قال هو (شيئا آخر)!! يتورع عن تكفير المسيحي واليهودي و(البوذي)! وسائر أهل الملل والأديان لا يجد غضاضة من أن يُنسب إلى دين جديد (الإنسانية مثلا)! بل يُطالب بإخراج دين جديد للناس ولا بأس إن سمي المسخ الجديد إسلاما بعد ذلك ، فما ذاق في رحلتي شتائه وصيفه دفء الإيمان وبرد اليقين ، ولم يجد للاعتدال طعما ، ولم يكن له من الوسطية معنى ولا نصيب ، ولم يعرف الإسلام الحق حق المعرفة في مختلف تقلباته وانعطافاته ، يحدثنا عن بداية ذلك الانقلاب وسببه فيقول: (منذ بلوغي سن السادسة عشرة وأشعر أنني إنسان يطرح الأسئلة، أنني إنسان قلق كثير التساؤل، أنني لا أحب أن أقمع الأسئلة الداخلية لدي)6 ، ويقول: (وأنا في سن السادسة عشرة عصفت بي شكوك(1/6)
وتساؤلات وحيرة استمرت معي شهوراً،كانت ذا طابع وجودي، أذكر جيداً لحظة ولادتها،كنت أصلي العشاء في المسجد، داهمتني تلك الأفكار والوساوس، عدت بعدها إلى البيت ولزمت سريري ثم توضأت وأويت إلى فراشي، فارق عيني النوم، نهضت وتوضأت وصليت ركعتين، ودعوت الله أن يعيذني من وساوس الشيطان ،بكيت وتضرعت، وشقيقي قريب مني يغط في نوم عميق، وضعت رأسي على الوسادة ولم تفارقني تلك الهواجس، في تلك الفترة قرأت كل ما وقع بيدي من كتب لها صلة بمعاناتي، كنت أقاسي عذاباً لا يطاق، أذكر مرة أنني عاهدت الله أن أتخلى عن كل شيء لأجله إن أراحني من تلك الشكوك التي سممت عيشي، ولأن الحديث عن مثل هذا النوع من العذابات الروحية داخل في نطاق المحرم، فقد لزمت الصمت ودفنته بين جوانحي... هدأت نفسي بعد حين)7 ، لكنه لم يصبر ويعالج مرضه بل أخرج المخبوء وكشف المستور وقاء بما قاء به مدعيا الشجاعة في ذلك فيا ويله ، يقول: (الكثيرون يتغيرون في الظل، ولكن القلة هم الذين يملكون الشجاعة ليتحدثوا عن تجاربهم)8 ، فهو من تلك القلة التي تملك الشجاعة ، هكذا منصور تسمعه فتحس منه رائحة الغرور والعجب ينفثها من فيه في مثل قوله: (أنا شئ آخر)9 ، ولا ينسى أن يرفع رأسه ويشمخ بأنفه لتتكامل الصورة ، وما قصة تغيره وتقلبه ونكوصه إلا علامة العظمة إذ هذا شأن العظماء من قبل ومن بعد! يقول: (ما من شخص ما من عالم أو مفكر أو فيلسوف أو شخص له تأثير في تاريخ الفكر الإنساني إلا وستجد له أكثر من رأي في فترة متغيّرة)10 ، فشأنه كشأنهم بل هو منهم! ولذا فلا يستغرب منه إن حاول إلصاق ما يعانيه من أمراض نفسية وأزمات روحية بعظماء زعم أنهم عانوا ما عاناه ، وابتلوا بما ابتلي به ، لكن الفرق أن أولئك كبلهم ماضيهم ومحبيهم أما هو فتحرر من ذلك أجمع طلبا للحقيقة ، ولا حقيقة مطلقة تُدرك -زعم وافترى- انظر إليه وهو يلصق مرضه بغيره على منهج (ودت الزانية لو أن كل النساء زواني)!(1/7)
يقول: (وهذه المرحلة من القلق استجابة تعكس جملة معقدة من المؤثرات ، التي يترك كل منها طابعا معينا في النفس وتجعل الإنسان تركيبا مختلفا عن الآخرين ، وهذه الأزمة الروحية ، التي يراها البسطاء (خللا نفسيا وحالة مرضية) تنبلج عن قلق مقدس يساور كل مصلح في كل هم يحاوله وعمل يزاوله وموضع يستقر فيه ، مبعثه صفاء النفس وشفافية الروح وحدة الذكاء ، فيدرك النقص ليروم الكمال ويسأم الركود فيبتغي التحول...! إنه إرهاص ظهور كل عظيم ومصلح في كل أمة)11 أرأيت كيف يكون القلق والأزمات الروحية وما يُرى أنه خلل نفسي وحالة مرضية إرهاصا لظهور العظماء والمصلحين في كل أمة! وأن مبعث ذلك أجمع صفاء النفس وشفافية الروح وحدة الذكاء!! والنقيدان يسعفنا بالتمثيل على نماذج من هؤلاء فانظر إليه كيف يفتري على شيخ الإسلام ابن تيمية بقوله: (هل كان ابن تيمية شخصية قلقة ؟ رأيي هو بالإيجاب)12 ، ويفصل أوجه القلق والاضطراب في شخص ابن تيمية بعد إيراد جملة من قصصه وأحواله فيقول: (هذه القصة لا تعكس شغفاً معتاداً بالعلم ومعرفة القول الصحيح في تفسير آية ما بقدر ما تعكس حالة من الحيرة والقلق إزاء مسائل كبرى ذات طابع وجودي، تجعل إيمان الإنسان على المحك، فهذا الإلحاح والتخفي والتمرغ في مسجد عتيق وتكرار الدعاء هي حال طالب للهداية والطمأنينة وبرد اليقين أكثر منها حال طالب للعلم والمعرفة أشكلت عليه آية، أو استغلق عليه فهمها ، فهل كان ابن تيمية فيما يحكيه ابن القيم عن تسلط الأرواح الشيطانية يشير إلى عاصفة من الشكوك كانت تلم به بين الحين والآخر حتى تنعكس على حالته النفسية والصحية؟ فنحن نعلم أن السنة النبوية جاءت بأدعية ورقى وتعاويذ لمن أصابه مرض جسدي وليس في شيء منها أي ذكر لآيات السكينة في القرآن، مما يعني أن ابن تيمية وهو الفقيه الحافظ للسنة كان يجتهد باستخدام آيات من القرآن تساعده على تخفيف حالته المرضية (الخاصة))13 ، ولذا فهذه(1/8)
الشخصية المريضة القلقة كان لها أن تصل إلى بعض مما وصل إليه النقيدان من فهم جديد للإسلام ومحاولات لمسخ تعاليمه وأحكامه ، يقول النقيدان: (في تصوري أن ابن تيمية لو تأخر زمنه لكان أحد القلائل الذين بإمكانهم أن يقدموا تفسيراً جديداً للإسلام)14 ، ويقول: (كان بإمكانه أن يكون لوثر آخر في الإسلام)15 ، لكن ابن تيمية (المريض)! (القلق)! لم يستطع المضي في هذا السبيل والسعي في هذا الطريق ليصل إلى ما وصل إليه صاحبنا ، تأمله وهو يقول: (كان عقله أكبر من مذهبه ، ولكن خيوطاً خفية نسجتها عدد من العوامل والظروف، والبيئة العلمية التي ترعرع في أحضانها، كانت تشده دائماً إلى الخلف...فقد كانت العشيرة: قبيلة المذهب تنتظر منه دوماً موقفاً مدافعاً ونصرة، ولم يكن الرجل يخذل أصحابه)16 ، فأي الرجلين خير من الآخر وأعظم! أبن تيمية الذي لم يواصل المشوار ، وانقطع عن المسير ، أم الآخر الذي واصل طريقه حتى النهاية؟! هذا هو النقيدان وهذا ظنه بنفسه مريض قلق ، وهذا المرض أمارة العظمة بل لعله شرطها ، إذ هو شأن العظماء من قبله ، ومن يعرف النقيدان يعلم حبه للأضواء والشهرة يصعب عليه أن ينخرط في سلك أناس ، وأن يسير بسيرة الناس ، لا بل هو على منهج خالف تعرف ، يتشوق لإلقاء الأحجار في المياه الراكدة ، ويأنس بإشعال المتفرقعات ليضطرب الناس في شأنه يوما أو بعض يوم في المجالس والساحات ما بين جاهل مدافع ، ومميع مداهن ، وناقم ناقد ، ومن هم على هذه الشاكلة فالعود إلى الحق ومراجعة الصواب صعب ، إذ الحق والصواب ليس المبتغى ، إنما القصد والطلب هو الذكر بين الناس ولو بالسب واللعن ، ولموقع ولو في حواشي التاريخ (فلان زاغ يوم كذا وكذا)! على طريقة (دخل التاريخ من أوسخ أبوابه)! وهو مستعد للعمل بيديه ورجليه في سبيل تحصيل ولو شئ يسير من مبتغاه وطلبته مهما كان طرحه سخيفا ومخزيا ومقرفا ، انظر إليه وهو يقول: (أنا لا مشكلة لدي-كما هو رأي د.(1/9)
تركي الحمد- مع من يكفرني ، ولكن في المقابل سأقول أنا ما أراه وما أقتنع به، وسأنتقدهم، وسأرد عليهم إذا رأيت ذلك ، ولكن هذا الحق لن تناله مادمت ستقف في طوابير الانتظار ، خذه من فك الأسد، وقاتل دونه...وياما..ياما.. في هذا الطريق ضحايا..وغرباء...ومكاسير ، نحن الذين علينا أن نوجد حريتنا، مادام أن من بيدهم القرار سيفكرون طويلاً قبل أن يفتحوا الأقفال، في الوقت الذي يملؤ قلوب بعضهم الرعب والهلع من إيقاف مشايخ التكفير والإرهاب ، أو التعرض لهم ، يمنع من الكتابة نخبة من أفضل كتابنا!.)17، ويقول: (وكانت قناعتي دائماً أن الحرية لاتوهب، وإنما تؤخذ غلاباً، وأن شيئاً من تصرفاتنا وقناعاتنا وكتاباتنا مما يشعر الآخرون تجاهه بالقرف، والخزي، والعار، ليس علينا إلا أن نستمر بتكراره لنجعله واقعاً مفروضاً، غيرمقبول من الأكثرية..نعم..ولكنهم يتفهمونه، ويتعاملون معه،هذا بحد ذاته نجاح)18 ، هذا هو الطموح وتلك هي الخطة وهكذا يكون النجاح! قال أحدهم لمنصور بعد مقال كتبه: (خفف شوي ! أخشى أن تمنع من الكتابة في الصحف ؟ قال: سوف أخرج في الشوارع لأوزع المقال الذي أكتبه ولن أسكت عن أي مظهر من مظاهر التخلف أبداً)19 ، فأربع على نفسك فـ(لستَ أوّلَ من حط رحله في هذه الصحراء الموحشة، بعيداً عن التقوى والمراقبة ورعاية حق الله الخالق العظيم، ولعلك إن لم تسبق إليك منه رحمة ستبقى وحيداً في غربتك إلى الأبد)20 ، هذا طرف من شأن النقيدان وحاله ، يتفهم من خلاله سبب ولوجه للباب الذي ولج ، وسقوطه على أم رأسه في حمأة الضلال والانحراف ، نسأل الله العفو والعافية ، فإلى شئ من أقواله المنبئة عن سيئ أحواله..
* دين النقيدان ، ونظرته للتدين:
يقول النقيدان:
(ولو قابلت يوماً أحد رموز العلمانية لسألته: هل تؤمن بالإنسان؟ فإن قال: نعم ، قلت له: فأنا على ذلك الدين)21.(1/10)
ثم قال في لقائه في قناة العربية في برنامج (إضاءات) ما يوضح حقيقة هذه العبارة وأبعادها ، وأن النقيدان يذهب بها إلى أقصى مداها ، جاء في اللقاء:
(منصور النقيدان: أنا أحترم أي شخص مهما كان دينه وعقيدته.. لأن العقل ضد العنف الذي يبرره..
تركي الدخيل: طيب هل هذا ما أشرت إليه عندما قلت الإيمان عندي هو كثير من الإنسانية، قليل من الرهبانية، وقلت أيضاً لو قابلت يوماً أحد رموز العلمانية لسألته هل تؤمن بالإنسان؟ فإن قال: نعم، قلت له: أنا على ذلك الدين؟ يعني هل أنت هل هي ديانة جديدة إنسانية مثلاً؟
منصور النقيدان: ربما شيء من هذا القبيل..
تركي الدخيل: هذا كلام خطير..
منصور النقيدان: لا بأس.. لا بأس أنا لي فهمي الخاص للدين أنا بالنسبة إليّ أعتقد أن الدين في الحقيقة هو ما يحمله قلبك من الشعلة من الروحانية ، ما تحمله للآخرين من حب ومن سلام ومن تسامح ، أنا لا أعطي للطقوس وللأشياء المادية المقام الأول، المقام الحقيقي بالنسبة لي هو ذلك الإيمان والنور الذي يزهر في قلب الإنسان، أن يعيش مسالماً للآخرين، ومحباً للآخرين، ومتفهماً للآخرين ، وأنا اخترت أن يكون هذا هو مفهومي للدين ، دين دعني أقولها ربما أكثر سكينة، أكثر تهذيباً، الإسلام أنا أعتقد أن الإسلام دين عظيم، أنا أؤمن أن محمداً - صلى الله عليه وسلم - وحده الشخصية العظيمة التي أثرت في تاريخ الإنسانية، أنا أؤمن أن الإنسان أثر في تاريخ الحضارة الإنسانية للإسلام لكنني أنا لي فهمي الخاص..
تركي الدخيل: طيب هل تعتبر نفسك مسلم ولاّ إنساني يعني؟
منصور النقيدان: أنا نشأتي نشأت في بيئة مسلمة، وتلقيت العلم الديني، وكنت ذات يوم شيخاً صغيراً..
تركي الدخيل: ولكنك تحوّلت عن ذلك.
منصور النقيدان: لكنني تحوّلت أنا اليوم أعتقد أنني إنسان أحترم الدين، وأحترم الإسلام، وأحترم الأديان عامة، وأعتقد أن الآخرين حقهم فليختاروا ما يشاؤون من الأديان)22.
ويقول:(1/11)
((صلاح) شاب مسلم ومتدين، يقول إنه بعد التفجيرات الأخيرة في الرياض تعاظمت لديه شكوك كثيرة، لهذا هو حائر ماذا يفعل في رمضان؟ كيف يعيش روحانية الدين؟ كيف يمارس العبادات، في مجتمع محافظ متشدد، يحصي عليك حتى الأنفاس؟ صلاح يتساءل هل بإمكانه أن يحتفظ بإيمانه ويمارس الدنيوية في حياته؟
قد تكون الطريقة التي يُمارس بها الدين في مجتمعاتنا جافة تعكس التزاماً بالتقاليد والأعراف الاجتماعية أكثر مما هي قناعة حقيقية واختيار ورغبة نابعة من الذات، وهذا ما يجعل البعض يعيش هذا التمزق الذي ألم بصلاح وربما العشرات ممن لا يستطيعون الإفصاح ، حسناً ، يبدو أن صلاح عنده فهم مغلوط في تصوره لواجبات الدين وشعائره، وفي تصوره كذلك للعلمانية أو الدنيوية ، بإمكانك أن لا تكون متديناً، وتصبح أكثر دنيوية؛ ولكنك في الوقت نفسه مؤمن، تمارس من طقوس الدين ما يتماشى مع هويتك ويمنحك الانسجام والتناغم مع من هم حولك ، قبل ذلك بإمكانك أن تكون مسلماً جيداً، مظهرك جميل، لحيتك ليست بشعة، لست إرهابياً متطرفاً، ويكون لك فهمك الخاص لوظيفة الدين في المجتمع ، ولكن، من قال إن الإنسان بين خيارين لا ثالث لهما: إما أن يكون مؤمناً ومتديناً حسب فهم خاص للدين مرتبط ببقعة أو ثقافة إقليمية ما، أو وفق رؤية مذهبية أو طائفية، أو أن يكون ملحداً أو غير مؤمن أو علمانياً؟ - إذا سلمنا بهذه العلاقة المتنافرة ما بين الإيمان والعلمانية ، هناك دوائر أوسع لفهم الدين وتفسيره، ولسماحة الشريعة وتصور حقيقة الإيمان ودوره في حياة الفرد والمجتمع، هي تفاسير ومدارس في اسوأ أحوالها لا تصل بالإنسان إلى أن يكون لا دينياً أو عدمياً ، الإيمان شيء جميل، يبعث فينا العنفوان وحب الحياة، ويسعفنا لفهم ما يدور حولنا من ظواهر ونواميس كونية نجهل غاياتها، وتعجز عقولنا الواهنة عن تفسير لها، أليس ذلك خيراً من التيه والحيرة، حتى ولو كان وهماً؟(1/12)
إن الله يكفيه منا أن نحمل الشعلة في قلوبنا ، أن نكون دائماً على أهبة الاستعداد للعكوف بمحرابه ، لنقدم شيئاً (لعياله) لعباده فهو غني عن عبادتنا)23.
* تحرر النقيدان من كافة الضوابط وإن كان الدين:
يقول:
(أنا وجدت نفسي من حين عرفت أن لي حقاً في السؤال، والاعتراض والرد،وطرح رؤيتي، ووجدتها حينما آليت على نفسي أن لا أسلم دماغي إلى بشر كائناً من كان، اكبر القضايا التي تزلزل الواحد منا هي القضايا الوجودية الكبرى، وهي تجربة ذاتية يحسمها الإنسان وحده،وما عداها من القضايا كغيرها،لا تشعرني أنا بالضياع مهما تعددت الآراء،وحتى إن لم أصل إلى قناعة تامة ، فلدى كل واحد منا قضايا مركونة على الرف، فتش..وستجد)24.
ويقول:
(لهذا أخذت على نفسي ان لا أمنح أحدا من الخلق، فرصة ليمارس أبويته ، ووصايته ، وما قرأت ما قاله أحمد بن حنبل لعبدالرحمن بن ميمون: "إياك أن تقول بمسألة ليس لك فيه إمام" ما قرأته إلا قلت ..يا حسرة على العقول.
وبعدها وقبلها مازلت أرى حتى ساعتي هذه ما أحب وما أكره، أسلو أحياناً، وأطنش كثيراً. يتعبني ويزعجني ويؤلمني بعض ما أسمعه، وما يتعرض له أحبابي وأصدقائي بسببي، ولكن دائماً أقول العاقبة للمتقين..والآن أكتب متى ما أردت وأحمد الله على السلامة، والحرية التي أتمتع بها)25.
وسئل منصور السؤال التالي:
(يقولون: مابين الإيمان والإلحاد إلا (شعره) أو نقطة على كلمة أو فاصلة بين حروف ، وإمام الحرمين الجويني وغيره .. لما غرقوا في دركات البحث الفلسفي .. لم يجنوا إلا أن قالوا في أخريات حياتهم: "ليتنا على دين العجائز" أو في هذا المعنى ، سؤال..ألا تخاف على نفسك الإلحاد ... من نهاية التنقلات والبحث .. أو ما تخشى أن ( يغّتر ) من ليس لديه حصانة علميه وإيمان وفقه ، أن يتحول وينتقل مثلك ثم لا يستطيع العودة).
فكان من جوابه أن قال:(1/13)
(لا فأنا لا أخشى هذه الشعرة، ولا يخيفني إلى ماذا سأنتهي يوماً، دع الآخرين يجربون ..دعهم يغترون ربما يعودون وربما لا يعودون..هل هو أول عذاب للبشرية؟....يا سيدي نحن معذبون إلى آخر واحد منا على هذه البسيطة.... دعه يقترب من السجف وتحرقه سبحات الحقيقة...دعه ..يهيم بهذا ثم يألف غيره....
ويسلوهم من فوره حين يصبح)26.
* إيمان النقيدان بنسبية الحقيقة ، وعدم تملك أحد أيا كان للحقيقة المطلقة:
يقول:
(نحن نطالب بأن الآخرين من حقهم، حقهم أن يعبروا عن آرائهم وإيماننا بنسبية الحقيقة أنه ليس من أحد يعبر عن الحقيقة المطلقة ليس من أحد البتة يعطي الحقيقة المطلقة، وبالتالي هو لا يمتلك الحقيقة دون غيره)27.
* دعوة النقيدان لتطوير دين الإسلام ، وإعادة تفسيره:
يقول:
(الرهان على "الإسلامية"، هي طامة كبرى، فنحن بحاجة إلى إسلام متصالح مع الآخر، إسلام لا يعرف الكراهية للآخرين من أجل معتقداتهم أو توجهاتهم، نحن نحتاج إلى لوثرية جديدة، وإعادة تفسير "جريئة" للنص الديني لكي نتصالح مع العالم ، فبعد سبتمبر بدت عوراتنا الحقيقية، وتهاوى الجينز، ليبدو من تحته العباءة العربية القذرة، العالم أدرك أننا نكن له كرهاً متجذراً في نصوص ديننا، وعرف أننا لا نعرف لأحد كرامة إلا أبناء ديننا، وأن الآخرين لا حرمة لدمائهم وأموالهم، إلا من دخل تحت العهد بالذمة، حيث يلبسون لبوس الصغار، نحن نحتاج إلى إسلام كإسلام الجيل الثالث اليوم من أبناء المسلمين في فرنسا)28.
ويقول:
(الخلاصة أننا بحاجة إلى إسلام جديد من قبل سبتمبر و"الحرب الصليبية" ومن بعد سبتمبر ، هي ضرورة ذاتية مرتبطة بوجود الأمة وكيانها)29.
ويقول:
(حرية التفكير والنقد، وإخضاع أكثر الأفكار قدسية للمراجعة كانت وراء مراجعة المسيحية نفسها لكثير من أفكارها الدينية ، وهذا ما نحتاج إليه نحن المسلمين اليوم)30.
ويقول:(1/14)
(ويأتي ضمن هذا التغيير الصادق المراجعة الشاملة لكثير من الأفكار الدينية التي أتت بها بعض الدعوات الإصلاحية والتي انعكست آثارها الإصلاحية على العالم الإسلامي)31.
ويقول:
(تظهر الحاجة الملحة إلى فهم واع للشريعة والنصوص الدينية ومقاصدها مع التحولات الكبرى ورياح التغيير التي تعصف بالأمم والثقافات، ومع التماس الحضاري، تتكشف سوءات ويتهاوى ركام من المقولات التي يتعامل معها بقدسية مطلقة ، وتظهر على السطح أزمات نابعة من ممارسات تجد لها غطاءً من الشرعية في النصوص والتراث الفقهي والديني)32.
ويقول:
(أعتقد أن ما نعيشه اليوم من تغيرات جذرية، يمثل فرصة تاريخية لا تزال مفتوحة وممتدة أمام جهود التغيير والتجديد ولإحداث حركة تصحيحية كبرى، وضخ دماء جديدة في مؤسسة الفتوى تمدها بالحيوية، والقدرة على التكيف مع المستجدات، للخروج من هذه الأزمة الخانقة والفقر في مستوى الخطاب الذي أصبح اليوم لا يجد من يصغي إليه، هناك نوعان من التغيير أحدهما ليس إلا نزوة عابرة، و هذا لا ينتج إلا العقم والفشل، والثاني يتمثل بإجراء مراجعة صارمة وموسعة، وانتهاج مسلك الإصلاح داخل الإطار والمؤسسة، وهذا التجديد لابد أن يكون مقترناً بتشجيع إرادة الإصلاح المتدرج الهادئ، لاسيما وأن الجوانب الإيجابية التي ينبغي الحفاظ عليها كثيرة ومتنوعة ، وبما أننا نعلم أن اجتهادات العلماء ومدارسهم وتفسيراتهم ومحاولاتهم لتطبيق فهمهم للإسلام عرضة للصواب والخطأ، فإننا بحاجة إلى إخضاع أفكارهم للنقد والمراجعة، وامتصاص بؤر التوتر فيها، والقضاء على منابع القلق ومناطق التوظيف المغرض، وتفعيل ما تضمنته من إيجابيات، وفتح المجال رحباً للنقد والمراجعة الصادقة، وخصوصاً أننا نعلم أن الإسلام ليس لوناً واحداً ولا مذهباً واحداً، وأن بالإمكان الاستناد على قاعدة صلبة من المشروعية الدينية، باعتماد ما يتناسب والمتغيرات والظروف التي تمر بها منطقتنا ومجتمعاتنا)33.(1/15)
ويقول:
(أعتقد أن ما نعيشه اليوم من تغيرات جذرية يعيشها العالم والانفتاح الإعلامي في مجتمعاتنا، يمثل فرصة تاريخية لا تزال مفتوحة وممتدة أمام جهود التغيير والتجديد ولإحداث حركة تصحيحية كبرى ،وضخ دماء جديدة في المؤسسة الدينية تمدها برواء الحياة ، والقدرة على التكيف مع المستجدات ، بدلاً أن تفاجأ بأزمة خانقة وفقر في مستوى الخطاب المقنع للجمهور أو الأفكار الناجعة،فالأغبياء فقط هم الذين لا يتغيرون)34.
ويقول:
(في ظروف تاريخية معينة تواجه المجتمعات إشكالات كبرى وتمزقاً بين جمودها على ما تتصوره ثوابتَ فكريةً ودينيةً وبين متطلبات حياتها وضرورات وجودها ينعكس تمسكها بها سلباً على حياة أفرادها الاجتماعية والاقتصادية والفكرية، وعلى علاقتها بالعالم من حولها، مما يوجب على فقهائها ومفكريها البحث عن مخرج وعادةً ما يكون أنسب الحلول هو إعادة التفسير، والتأويل، وربما الانتقائية ، كم في تراثنا الضخم من تفاسير وفهوم ومذاهب ومقولات، نحتاج إلى أن نتعامل معها على ضوء القاعدة التي تقول: (اذكروا محاسن موتاكم) ، إن حضارة ما وإن كان الدين بشكل نسقها لن تشق طريقها حتى تدفع بالأفكار المعوقة -التي تقف دون الاستيعاب لشتى الشعوب والديانات والثقافات تحت عباءتها - إلى الصفوف الخلفية،وإن كانت تلك الأفكار هي الشرارة الأولى، والدافع في البدء لتلك الانطلاقة،فالحضارة تأكل أفكارها الأولية، أو تطورها بما يتناسب واللحظة التاريخية، ولا يمكن ألبتة أن تبقى على نقائها وسذاجتها الأولى)35.
ويقول:(1/16)
(فأحداث سبتمبر كان يمكنها أن تكون ذات أثر عميق ينعكس على فهمنا للدين، لولا الانكفاء الذي حصل بعدها والتقهقر، واللجاج وإنكار الحقيقة، وتلكؤ الحكومات عن الاعتراف بدور الدين أو"فهمنا للدين" فيما حصل ، إلى ما حصل من جموع غفيرة لا يستهان بها من كتاب ومثقفين ومفكرين، من تبرئة للذات واتهام للغرب، كفلسفة معاوية حينما قال: "من قتل عماراً هو من أتى به إلى أرض المعركة"! إلى تلك الآراء/الفتاوى الغريبة التي تعتبر أسامة بن لادن، وما فعله المجاهدون في أمريكا وبقاع أخرى من العالم من سفك للدماء وقتل للأبرياء، اجتهاداً يسوغه الشرع، وصاحبه بين الأجر والأجرين، ، وفي المقابل ترى تلك العقول المنتنة أن القرضاوي في إباحة الغناء، ضال مضل، ينشر الفساد والرذيلة..! الحادي عشر من سبتمبر كان لنا كالكَسَّاح الذي أخرج آخر ما في الباطوس من قذارة، ونتن وعفن، وكلما ازددت حفراً -منذ يوم الثلاثاء المبارك- تقيأت لك أرضنا مالا يخطر لك ببال)36.
ويقول:
(هذه الروح في التعامل مع نصوص الشريعة وأحكامها، لو تم تفعيلها، بعملية مراجعة مستمرة، وإعادة تفسير متدفقة، مساوقة للتغير الهائل الذي طرأ على حياة المسلمين اليوم، في شتى مناحي الحياة- وقد ذكرنا سابقاً كيف نجحت عملية إعادة تفسير الآيات المتعلقة بالكون إثر كل اكتشاف علمي- فلربما تعطي بديلاً لنموذج علماني متعسف، ولكن إن استمر الحال على هذا الجمود، والتخاذل، والانكفاء مع امتلاء أهوج وتورم أرعن "أننا نملك الحل لهذا العالم" ، من دون أن نرى شيئا مقنعاً على أرض الواقع، فالمآل معروف للجميع ، فالبديل معروف)37.
ويقول:
(هناك دائما عملية إعادة تفسير مستمرة لنصوص القرآن، غير أن كونها تجري دائماً بعيداً عن الضوضاء، داخل مراكز دراسات ،تنشر بحوثها في دوريات ومطبوعات متخصصة، ، جنبها ردود أفعال تقضي عليها في مهدها ، ومكنها من أن تخطو خطوات)38.
ويقول على وجه الثناء:(1/17)
(في تصوري أن ابن تيمية لو تأخر زمنه لكان أحد القلائل الذين بإمكانهم أن يقدموا تفسيراً جديداً للإسلام)39.
ويقول كذلك:
(كان بإمكانه أن يكون لوثر آخر في الإسلام)40.
والنقيدان لا يتوقف عند مرحلة المطالبة والتنظير المجمل لعملية تطوير الدين ومسخه ، بل يقدم المبرر الشرعي لمسخ الشرع!! وذلك بفتح باب الاعتراض على الشريعة ، وتجويز التشريع بوضع الأحكام الجديدة محل القديمة وهكذا! ، يقول: (فعمر بن الخطاب أكثر الصحابة اعتراضاً على الرسول (ص)41 وأكثرهم تساؤلاً حول الحكمة من التشريعات)42 ، ويقول: (وضرب عمر ضرباته في اجتهادات جريئة...فكان بذلك أكبر المشرعين43 ، وفتح لمن بعده كوة إلى رحابة التشريع ومرونة الأحكام، وانحنائها أمام المنعطفات والتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية)44 ، وبناء على هذا التأصيل يأتي على شئ من التفاصيل التي يرى أنها مما يجب أن يعاد النظر فيه ، ومن ثم يعاد تفسيره ، ليقدم في صورته الإسلامية الجديدة! لكنه كما يقال: (إسلام آخر زمن)! يقول في عبارة جامعة لأوجه المراجعة المطلوبة:(1/18)
(يتميز الإسلام بأنه لا يوجد فيه هيئة دينية عليا تقرر ما هي -بالتحديد- العقيدة الصحيحة المستقيمة نظراً لوجود آيات محكمات وأخر متشابهات و عدم قياس ثابت متفق عليه إجماعاً لتحديد الفاصل القاطع بين استقامة العقيدة والمروق عنها، إضافة إلى عوامل الاجتهاد والتأويل والإجماع الظرفي المتغير بذاته مع الزمن، والعرف والظروف البيئية ونوعية العقلية السائدة في تحديد مواقع الأنماط الفكرية،فعدم وجود هذا القاطع "الرسمي" بين الاستقامة والانحراف يدفعنا غير مخيرين إلى ضرورة النقد الداخلي والشجاعة والصدق مع النفس،والسماح للآراء الأخرى الراشدة بالتنفس، والتعبير عن وجهات نظرها مهما كانت قاسية، ومهما كانت جارحة للكبرياء ، إن من أهم المسائل التي تستوجب من علمائنا الأفاضل أخذها بعين الاعتبار قضايا ضوابط التكفير وموانعه، ونواقض الإسلام ما هو موضع اتفاق وما هو موضع اختلاف، ومفهوم تطبيق الشريعة،والحكم بما أنزل الله، والذي غدا اليوم كقميص عثمان في التبرير لكل متسلق إلى السلطة مستبيح للدماء والأموال، وإعادة النظر في مفهوم الولاء والبراء ولوازمه ومتعلقاته ، وإزالة كل ما علق بهذا المفهوم من زيادات وإضافات دعت إليها ربما ظروف سياسية وخصومات مذهبية وظفت فيما بعد سيفاً مصلتاً على كل مخالف، وأصبح تلقين التلاميذ والطلبة بها كاللعب بالنار بحيث يمكن أن توظف لإشعال الفتن،والطعن في عقائد الناس والخروج على الحكومات، كما أن علماءنا الأفاضل مطالبون ببيان أن قصر مدلول الحكم بما أنزل الله على المعاملات التجارية أو الحدود والعقوبات المقدرة- دون ما عداها من أوامر الله ونواهيه التي هي مما أنزل الله ومن أحكامه تعالى- سوء فهم لمقاصد شريعة الإسلام وصلاحيتها، فالرحمة بالناس مؤمنهم وكافرهم، ومراعاة أحكام الجوار على صعيد الأشخاص والمجتمعات أو على صعيد العلاقات الدولية، وتحسين صورة المسلمين وتحبيب الإسلام إلى البشرية، كل ذلك هو من(1/19)
الحكم بما أنزل الله الذي يغفله أولئك الذين يريدون أن يحصروه بالعقوبات وقطع الأيدي وجلد الزناة)45 ، هذا موجز لمجالات المسخ المطلوبة ، وإليك بعضها من كلامه مفصلة:
*تطوير عقيدة الولاء والبراء:
يقول النقيدان:
(وعلينا نحن فقط دون غيرنا مسئولية القيام بتلك المراجعات، أن نقدم للعالم ديناً أكثر تسامحاً وأكثر تعايشاً مع الآخرين)46.
ويقول:
(يستحيل أن يستوعب خطاب يكرس الكراهية تجاه الآخر دينياً أو طائفياً، ويسوغ العنف بكل أشكاله ضده، ويصنف المجتمع والمواطنين على أساس ديني، ومذهبي يستحيل أن يستوعب مفاهيم حقوق الإنسان، إذا أخذنا في الاعتبار أن الأصابع مازالت تشير إلى عرابيه بالتورط في توفير الفتاوى والمشروعية الدينية لغزوتي واشنطن ومنهاتن ، إن الفلسفة التي تقوم عليها مفاهيم حقوق الإنسان، تتصادم في الجوهر مع ثقافة تنتج هذا الخطاب)47.
*تطوير ما يتعلق بالتكفير ، ونواقض الإسلام بإحياء نزعة الإرجاء وفرضها على الناس:
يقول النقيدان:(1/20)
(لدي قناعة تامة أن من الحكمة الآن التركيز على تلقين الناس مذهب (الإرجاء) في الإيمان ، فالفكر السلفي -بمعناه المعاصر- يحمل في بنيته نزعة تكفيرية إقصائية ، ونحن نحتاج اليوم إلى بعث وإحياء نزعة (الإرجاء) التي تجد لها مستندا قوياً في نصوص القرآن والسنة ومقولات السلف ، إن إحياء مذهب الإرجاء اليوم بتنوع ألوان طيفه ومقولاته المتعددة هو أفضل الحلول، كالقول بـ"قصر مفهوم الإيمان على الاعتقاد القلبي فقط، وما عداه فهو كمال"، إلى آخر يرى أنه " قاصر على الاعتقاد واللفظ الإقرار"، إلى من يذهب إلى القول بأن "الإيمان المنجي في الآخرة يكفي فيه الاعتقاد مع الإقرار اللفظي مع أداء شيء من أعمال الإيمان يتحقق بها جنس العمل الذي يدخل به المسلم الجنة"، والأخيران مذهبان كانا واسعي الانتشار في العصور الأولى بين علماء وفقهاء الأمة، ونستطيع اليوم أن نجد له شاهداً قائماً في المجتمع الأندونيسي الذي يحمل في فهمه للدين نزعة (علمانية) ، كما أن للإرجاء في تراثنا تجليات أخرى رائعة في أحكام تكفير المسلم: موانعه وشروطه، تنم عن تسامح الإسلام ورحابته ، الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها أن (تفعيل) الدين-حسب بعض أشياخي- في حياة المجتمعات، ورفع مستوى الشعور الديني، كفيل بأن يصل بنا إلى الكوارث التي نراها اليوم ماثلة أمامنا، غير أن إجراء عملية (خَصْيٍ) لفيروس الأفكار القابلة للانبعاث، عبر نشر مذهب(الإرجاء)، وتكثيف حضوره في الخطاب الديني والوعظي في المقام الأول، قد يقدم شيئاً مفيداً وجديداً، شريطة أن لا تكون الحكومات-التي ترى أن لديها مشكلة حقيقية تحتاج إلى علاج- هي الراعي المباشر لهذه الحملات، بل يجب أن تبقى بعيدة ترقب وتفسح المجال فقط وتزيل العقبات، أو على الأقل فقط أن تمنحه من الفرص ما تمنحه للآخرين)48.
* تطوير شريعة الجهاد:
يقول النقيدان:(1/21)
(أخلص من هذا إلى أن إشكالية خطاب (الجهاد) من الممكن أن نتعامل معها (دينياً) على مستويين:
أولاً: إبراز مفهوم الجهاد الحقيقي في النفس، والمال، والنجاح في الحياة، ومساعدة الآخرين، والتركيز على النصوص والشروحات التي تجلي هذا المفهوم ، واعتبار الظروف التاريخية والسياسية التي أحاطت بتشريع الجهاد في الإسلام، وكيف أن الإسلام انتشر طوال عقد ونيف قبل تشريع المقاومة المسلحة، وأن الجهاد كان ينصرف حينها إلى الصبر، والعفو واحتمال الأذى،ومقابلة السيئة بالحسنة.
وثانياً: نزع (القدسية الدينية) عن مفهوم المقاومة والدفاع عن الذات والوطن، التي تندرج ضمن مصالح المجتمعات والدول، عبر احتوائها ببث وإرساء ثقافة الشرعية الدولية، وحق تقرير المصير والقانون الدولي، فما دام أنه ثمة اتفاق بين فقهاء الأمة وعلمائها اليوم على أن جهاد الطلب والابتداء - وهو المقصود أصالة في التشريع - قد أغلق إلى الأبد، وأنه لا يجوز اليوم إعلان دولة مسلمة الجهاد على جارة لها غير مسلمة، وأن ثمة نظاماً دولياً جديداً تشكل ويتشكل، ونحن منخرطون فيه كسائر خلق الله، فلم يبق إلا أن يبين أن الدفاع عن النفس والبلد والأرض هو غريزة أساسية في الإنسان وحق فطري، أسبغ عليه الشارع وصف الجهاد توسعاً وتشريفاً،كما وصف الرسول من يموت في الهدم أو الغرق أو الحريق شهيداً، مع القطع بأن الشهيد شرعاً لا يدخل فيه أحد هذه الأصناف، وأن وصفه بالجهاد لا يعني أنه متعال على الزمان والمكان، لا يخضع كغيره للتوازنات ومصالح المجتمعات والدول)49.
ويقول:(1/22)
(الجهاد، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بابان من أبواب الفقه لم تقدَّم فيهما دراسات ذات بال تتوافق والمتغيرات والمنعطفات الكبرى التي عاشتهما الأمة الإسلامية في القرنين الأخيرين، وبعد نشوء مفهوم الدولة الحديثة، والشرعية الدولية وحقوق الإنسان، بحيث لم تزل أحكام الجهاد تدرس كما لو أننا نعيش في القرن الرابع أو الخامس، مع علم الجميع أن جهاد الطلب والابتداء أمر قد ولى زمنه، حضور ذلك الفقه بطابعه التقليدي سوّغ لكثير من الإسلاميين الاستناد على مثل آراء ابن تيمية السابقة لإعلان الجهاد ضد حكوماتهم التي يرونها (مرتدة) وبالتالي هي أشد خطراً من الحكومات الكافرة كفراً أصلياً، ولدى ابن تيمية من الآراء والاجتهادات التي يدعي فيها إجماع علماء المسلمين ما يستندون عليه ويعبون منه حتى الثمالة)50.
* تطوير مفهوم الاحتساب:
يقول النقيدان:
(إن مفهوم الحسبة اليوم يعاني من أزمة مردها إلى أن ثمة واقعاً مغايراً ومتغيراً، صفته الحراك والتطور، يراد له أن يصلح ويمارس عليه مفاهيم عبر قوالب متجمدة، ولن يكون لمفهوم الحسبة دور إلا بإحساس المجتمع عامة بالحاجة إليه مثالاً وهدفاً والالتزام بما يفرضه ويقتضيه، وأما الجمود على تلك القوالب والمقولات التي صاغها المتقدمون فلا يمكن بحال أن يكون مرجعا لصياغة نظريات جديدة للحسبة اليوم ، نعم يمكن البناء على ما يصلح البناء عليه منها متى ما ناسب الواقع وقارب روح الشرع من دون أن ترفع إلى مستوى الوحي المنزل)51.
* تطوير أحكام الحدود:
يقول النقيدان:(1/23)
(هناك قواعد وعناوين يكثر إطلاقها، كمقولة إن: "الحدود توقيفية، ولا يجوز الاجتهاد فيها، أو استبدال عقوباتها المحددة بأخرى"، وحينما نتجاوز ذلك التعميم إلى قراءة كل جزئية على حدة، سنجد أن الأمر ليس من الرهبة كما يبدو للوهلة الأولى، فعمر بن الخطاب أمر ألا تقام الحدود في أرض العدو أثناء الحروب52، وعمر نفسه كان قد جعل حد شارب الخمر ثمانين جلدة، -مع أنه لم يكن لها عدد محدد في حياة الرسول- فلما حكم علي بن أبي طالب ردها إلى أربعين53، فإذا ساغ الاجتهاد في زيادة أو نقصان54 جنس العقوبة ، فاستبدالها بأخرى وارد على هذا الأصل)55.
ويقول:
(فقه الشريعة يقول: إن إبدال العقوبة المحددة بأخرى هو من جنس الزيادة في العقوبة ومضاعفتها56،كما فعل عمر،وإذا ساغ للفقيه الزيادة للمصلحة، جاز أيضاً نقصانها للمصلحة، أو استبدالها بأخرى،سيان في ذلك عقوبات الحدود أو غيرها)57.
وانظر كلامه في حد الردة مثلا:
(العنف المادي، هذا لا شيء يقرره ولا شيء يبرره أياً كان حتى مهما كانت التبريرات الدينية، أنا لا أقصد العنف تجاه أي إنسان كان مهما كانت ديانته، مهما كانت عقيدته، مهما كان جرمه الفكري وما ينظر بأنه مرتد أو زنديق أو أياً كان، ليس من شيء يبرر العنف والاعتداءات الجسدية والمادية على الآخرين، أما بالنسبة للآخرين فأنا أقبلهم لكن هل هم سيقبلوني؟ هذا شيء آخر، يعني أنت منذ قليل ذكرت أن الآخرين يصفونك بأنك متطرف، كثير من أولئك الذين ينظرون بأن منصور النقيدان مثلاً أنه اليوم متطرف وأنه اليوم انقلب على أفكاره الأولى، وبالتالي ليس له رؤية واضحة محددة لأنه لا يقر له قرار، هم يكفّرون مجتمعات إسلامية بعامة، يكفرون طوائف مسلمة هم يختلفون معها، فهؤلاء هم آخر من يتحدث عن التطرف وآخر من يتحدث عن الإرهاب أو العنف أو ما شابه)58.
*دعوة النقيدان لحرية التعبير المطلقة:
يقول النقيدان:(1/24)
(أنا أؤمن تماماً بحرية التعبير والانتماء الديني أو الطائفي، ولكنني أدرك جيداً أن الدعوة إليه، أو التفكير في ممارسته ومحاولة ذلك في مجتمع كالمجتمع الذي درجت فيه هو انتحار وجنون، غير أننا بحاجة أحياناً إلى أن نخوض هذا الجنون،نحن بأمس الحاجة إلى أن نظهر مواقف شجاعة تشعرنا بالرضى عن النفس، والتناغم مع حقيقة وجودنا)59.
ويقول:
(لا حل سوى حرية التعبير ، فهي الكفيلة بتحجيم هذا السرطان المستشري ، ورفع الوعي وتعزيز ثقافة التسامح التي تتمثل أولاً بقبول آراء الآخر المسلم فقهياً ومذهبياً وفكرياً)60.
ويقول:
(إن حرية التعبير ورفع سقف الرقابة وعدم قسر الناس على ثقافة دينية معينة ورؤية مذهبية واحدة هو إحدى وسائل بتحجيم هذا السرطان المستشري ، ورفع الوعي وتعزيز ثقافة التسامح التي تتمثل أولاً بقبول آراء الآخر المسلم فقهياً ومذهبياً وفكرياً)61.
ويقول:
(ما نحن بأمس الحاجة اليوم إليه، إدراك أن الإرهاب الفكري الذي مورس ويمارس على الآخر المسلم الشيعي أو الصوفي، أو الليبرالي أو العلماني أو أو، هو الوجه الآخر للتنظيمات المسلحة، إن فتاوى كانت ومازالت يتم تداولها منذ سنوات لأحد كبار العلماء في السعودية وممن يتمتعون بجماهيرية كاسحة، تسيء إلى أصحاب المذهب الشيعي تحتاج اليوم موقفاً حاسماً، أمثال هؤلاء يجب أن يوقفوا عند حدهم وأن تتم محاكمتهم وإدانتهم لإثارة النعرات الطائفية، وأي تساهل مع هؤلاء سيكون له آثاره السيئة على الجميع، من الحكمة الآن القيام بإجراءات كثيرة وتنفيس وبحبوحة من حرية الممارسة والتعبير، تفادياً للمقبل من الأيام، ورتقاً لخرق بدأ يتسع، فما يجري في العراق اليوم مؤذن بشر مستطير قد يطال شرره كل من حوله)62.
ويقول:
(أعتقد أن الحل يكمن في أن يكون هناك حرية، وأن يطرح الجميع ما لديهم، وأن يبقى الجدل الديني بعيداً عن السلطة السياسية وتدخلاتها)63.
ويقول:(1/25)
(حدود الحرية الدينية عندي هي الحدود التي منحت عبدالله بن أبي بن سلول أن يقول : (لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل) يقصد أنه هو الأعز ، والرسول"ص" الأذل!، ولم يقتله رسول الله .. تقولون خشية أن يقال إن محمداً يقتل أصحابه ، أقول: لم تكن هناك حملات توعية، تمهد للقضاء عليه، لم تعقد له الجلسات ، لم تكن خطب الجمعة عنه ، لم يقم أبو هريرة بنشر مطويات تحذر منه ، وتوضح عظم خطره على الإسلام ، ولم يتناوله الرسول بالحديث عن نفاقه علناً، ولم تنزل سورة تفضحه باسمه كما فعل مع أبي لهب، وزوجته البائسة أم جميل، كان يقوم بين يدي الرسول"ص" يوم الجمعة عقب الصلاة، ويعظ الناس، لم ينقل عن الرسول أنه قاطعه أو أسكته، أو أهانه في مجلس،أو كسر خاطره علناً، كان يرغم فتياته على البغاء"تجارة الرقيق الأبيض"، وهو بين ظهراني المسلمين في المدينة، فنزلت فيه آية "النور"، بعتاب لطيف، (ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصناً لتبتغوا عرض الحياة الدنيا، ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم) ، لم ينقل أنه امتنع من ذلك الفسق ولم تتم مداهمته بأحد جموس الهيئة، أو على الأباعر بقيادة عباد بن بشر، أو عبدالله بن أنيس ، مات فكان محل التقدير والاحترام ، ألبسه الرسول جبته ، ونزل معه في قبره، ونزلت آية التوبة تنهى الرسول عن الصلاة عليه، وانه لو استغفر له سبعين مرة، فلن يغفر الله له، وقال الرسول: (لو علمت أنني إن زدت غفر له لفعلت ذلك) ، هذه هي الحرية التي كانت في المدينة على حياة الرسول صلى الله عليه وسلم.
أما حدود الحرية السلوكية والأخلاقية، فهي التي تسمح لمثل مغيث أن يتبع بريرة ،في الأسواق، والناس جيئة وذهاباً، وهي ليست على ذمته، ودموعه- ياعيني عليه-تسيل على خديه وقد ذاب قلبه عليها حباً وعشقاً، والرسول ينظر إليه ويعجب، ثم يلتفت إلى العباس ويقول: ألا تعجب من حب مغيث لبريرة؟ ومن بغض بريرة له؟(1/26)
ومنها حدود حرية المسلك والاجتهاد الفقهي، حيث كان من المشهور أن أبا طلحة الأنصاري كان يأكل البرد في رمضان، وهو صائم ويقول: (إنه ليس بطعام ولا شراب)! ولم يتعرض له أحد بأذى أو تضييق، وهي الحرية التي تسمح لعائشة أن تكذِّبَ أحاديث يحدث بها بعض الصحابة، وترد عليهم بناء على رؤيتها الشخصية)64.
* موقفه من التحاكم للشريعة ، وعلاقة الإسلام بالسياسة:
يقول النقيدان:
(في لقاء أجرته صحيفة الشرق الأوسط نشر أول أمس الثلاثاء ، قال الكبيسي :(إن من الخسة أن تكذب وتدجل وأن تدعي أنك تريد أن تقيم دولة إسلامية، وأنت لم تستطع طوال 15 قرناً أن تقيمها حتى عندما كنت في أوج قوتك وفي وجود جيشك) ، مؤكداً أنه ما من عباءة أشد فرقة من العباءة الدينية، ولذلك لا ينبغي أن تقوم حكومة دينية في العراق اليوم ، ويقول بالحرف الواحد: ( نحن لا يجب أن نجعل دين الدولة على مذهب واحد، نريد دولة شعبها مسلم يتمتع بحريات كاملة دون أن تمثل طائفة بعينها) ، هذه الرؤية التي قدمها الكبيسي لعراق جديد تشابه إلى حد كبير رؤية (أبو الحسن الندوي) المفكر الهندي الذي كان يرى -بعد انفصال باكستان عن الهند- أن (العلمانية) هي أفضل وضع يمكن أن يعيشه المسلمون في الهند بحكم كونهم أقلية، ولاستحالة إقامة دولة إسلامية بحيث تحمي العلمانية/الديمقراطية حقوقهم، غير أن المثير فيما ذكره الكبيسي أن الوضع في العراق مختلف تماماً، فالكبيسي يؤكد أن إقامة (حكومة إسلامية) أمر مستحيل، مستشهداً بالتجربة التاريخية للمسلمين عبر خمسة عشر قرناً، مؤكداً من غير أن ينطق أن دولة الإسلام أمر قائم وحكم مستقر مع كل ما مر بالأمة من فترات ضعف وانحطاط، ومع كل ما توالى عليها من خلفاء وحكام وملوك ورؤساء تفاوتت درجات تمسكهم بالشريعة وشعائر الإسلام مادام أن المجتمع يمارس واجباته الدينية ويحظى بحقوقه بشتى مذهبياته وطوائفه،فدولة الإسلام باقية ما بقي المسلمون)65.
ويقول:(1/27)
(راهن الكبيسي على مفاهيم الحداثة :الشرعية الدولية، واتفاقيات جنيف، وحقوق الإنسان، ناسفاً ما عداها من شعارات تقتات عليها الحركات الإسلامية، ومصدر شرعيتها (إقامة الدولة الإسلامية) ، فهل حقاً تشكل تلك قناعة راسخة لدى الشيخ بأن تلك الأطر والمفاهيم التي تشكل ثقافة (المحتل الغازي) هي الضمان الحقيقي لأن ينال الإنسان العراقي بمختلف أشكاله الطائفية والعرقية كرامته؟ وأن شعارات (الإسلام السياسي) والسعي لإقامة حكومة مسلمة ليس إلا دجلاً وكذبا؟ً وهل هذا يشكل انقلاباً حقيقياً في رؤية الشيخ أم أنه تكتيك؟)66.
وقال في أثناء المقال نفسه:
(هذه رؤية سياسية واقعية لما يجب أن يكون عليه العراق يقدمها أحد أشهر علماء المسلمين في العراق).
وقال في آخر المقال مثنيا على هذا الموقف ناقما على المواقف الأخرى التي (تقتات) عليها الحركات الإسلامية على حد تعبيره:
(فهل نعتبر تصريحات الشيخ الكبيسي المثيرة ورؤيته الواقعية لعراق جديد رهاناً على الإنسان، ومباديء حقوق الإنسان، وطلاقاً بائناً لشعارات طالما أهلكت الحرث والنسل؟).
ويقول:
(فالإسلام الذي جاء به محمد"ص"واحد، ولكنه غدا من بعده إسلامات عدة، وقراءات متنوعة، ومذاهب شتى، وما أتمناه ليس هو تغيير نمط التدين المحلي، فهذا يحتاج إلى ثورة على أكثر من صعيد ، وهي بعيدة المنال حسب ما أراه، ربما أن قد أشرت إليها فيما سبق من إجابات ، المشكلة الكبرى هو أن الدين لدينا قد انعجن بالسياسة، حتى أن الواحد لا يدري أحياناً أهو يلامس التابو الديني، أم يقارب المحرم السياسي)67.
*موقف النقيدان من مختلف الطوائف والمذاهب والملل والنحل:
*موقفه من منهج السلف والسلفيين وأئمة السنة:
يقول النقيدان:(1/28)
(كنت في مقال سابق نشرته جريدة إيلاف الإليكترونية، قد ذكرت أن لدي قناعة تامة أن الفكر السلفي يحمل في بنيته نزعة تكفيرية، وأنا في استعراضي السابق ركزت على الظاهرة الإسلامية/الإسلاموية في السعودية، وهي على شتى ألوانها ترتكز على قاعدة السلف الصالح، ومرجعية أقوالهم ومواقفهم من الآخر المسلم وغيره، فهذه التشكلات المتطرفة اليوم ليست استثناءً، فقد ولدت كلها من عباءة السلف وقد وقعت أحداث مشابهة لما نراه ونسمعه اليوم من تكفير وإهدار للدم ومطالبة بإقامة حد الرد ، على فلان وعلان، من علماء ضد علماء مثلهم لا يقلون عنهم تقوى وتديناً وتمسكاً، فكيف بمخالفيهم من أصحاب المذاهب الدينية والطوائف الأخرى، والتاريخ الإسلامي حافل بأمثلة كثيرة جداً ، أنا أشبه علاقة نزعة التكفير ببنية هذا الفكر، بتلك العلاقة التي كانت تربط (سيد الخواتم) بصانعه(ملك الظلام) ، ألم يقل ذلك الساحر الطيب إن الخاتم يحن إلى صاحبه، ويشتاق إليه، وصاحبه لايقر له قرار حتى يجده؟ كلاهما منجذبان إلى بعضهما ، لهذا كتب أحدهم يوماً: (إن ديناً لا تكفير فيه ليس بدين)!)68.
ويقول:(1/29)
(أعتقد أن هذه المفارقات تجد جذورها في تراث هائل من أقوال السلف، وتعاملهم مع المخالف حيث بإمكانك أن تجد آراء تذهب إلى أن التقوى تتمثل بأن تأكل مع غير المسلم على أن تجتمع مع مسلم مخالف لك في النحلة على مائدة واحدة، وأن نكاح مسلمة محصنة عفيفة مخالفة لك في المذهب/المعتقد هدم للدين، بينما يجوزون أن ينكح مسيحية أو يهودية، أو أخرى ساقطة لا تعرف العفة ولا الفضيلة ، كما ستجد من ينخرط في مناظرات مع أهل الكتاب ولكنه لا يجوز لك أن تناظر مسلما مخالفاً في الاعتقاد أو الطريقة أو النحلة... إنه تراث لم يزل حاضراً وبقوة ، ومرشح للبقاء طويلاً، بعد أن تحول اليوم عفونة تصبغ حياتنا وتسمم أجواءنا، وبعد أن فقد عصارته، وتعفنت ثماره، ولم يبق منه إلا الدغل، وخيوط عنكبوت تلتف حول أعناقنا،وتعرقل مسيرتنا)69.
ويقول:
(لدينا اليوم عدد لا بأس به يعملون جاهدين على استدعاء أكثر الأفكار في التراث الديني الإسلامي تخلفاً، يتخذون منها درعاً واقياً لهوية مستهدفة، ويحتمون بها عوامل للشحن والتعبئة ، أفكار عديدة شكلت النسق في أدبيات الجماعات الإسلامية اليوم لم تأت من فراغ ، بل كانت قابعة في جيوب ومخابئ ثقافتنا ألغاماً قابلة للانفجار تظهر حيناً وتختفي ردحاً من الدهر متى ما توفرت الشروط الموضوعية لانبعاثها واستدعائها، فهي في متناول اليد، يستحيل القضاء عليها إلا بالقضاء على أسباب انبعاثها ، لا أسباب وجودها ، فهي كامنة كالفيروس)70.
ويقول:
(ربما يشعر البعض أنني أتحدث عن قضايا بعيدة كل البعد عن واقعنا ونوازله، ولكن هذا الفقه والتراث بمقولات أئمته وبكل طميه حاضر في ثقافتنا، ويشكل المرجعية والأرضية الصلبة لحركات وتوجهات ونزعات تعشعش بيننا، ونصطلي اليوم بثمار أفكارها)71.
ويقول:(1/30)
(نسمع أحياناً أن العالم الفلاني استنكر أو رد أو استهجن ...إلخ، ولكننا نعلم أن هذا الفكر التكفيري الخارجي يجد له مستنداً وجذوراً في (النصوص المؤسسة) وفي ثقافة راسخة تعود إلى العهد الأول، وهذا ما يحاول البعض أن يتجنبوا الحديث عنه لحساسيته ، وهو مالا يمكننا استبعاده إن أردنا أن نقدم شيئاً ذا بال فيما يخص هذه المسائل ، صحيح أننا أمام هذه الإشكاليات الكبرى نلجؤ إلى التأويل وإعادة التفسير، والانتقائية، ولكنه أفضل المتاح حالياً ، هذا أفضل الحلول لنستطيع أن نتعايش مع العالم ، فلا أدري كيف سيتم قبولُ من يكررون صباحاً ومساءً نصوصاً دينية مقدسة تنضح بكره الآخر غير المسلم ومعاداته في مجتمع ليس مسلماً!)72.
ويقول:
(الترويج لخطاب الجهاد هو كاللعب بالنار، فاليوم بإمكانك أن توظف مفهوم الجهاد ضد عدوك الآخر الخارجي، أو المخالف الطائفي، وغداً سيرتد إليك لأن الجهاد وفق الرؤية الفقهية التقليدية لا يستثني العدو الداخلي، والذين لهم إلمام بأحكام الجهاد وفقهه وأصناف من يجب أو يجوز قتالهم والخروج عليهم، وأحكام نواقض الإيمان، وتكفير المعين شروطه وموانعه، وفق الرؤية السلفية، يدركون جيداً أن من اليسير تنزيل بعض النصوص والفتاوى، وتوظيف نقول وآراء -ظن الكثيرون أنها استنفدت أغراضها - وبعثها كرة أخرى لتأجيج فتن واحتراب داخلي مجرد تصوره يثير الخوف والفزع، في ظل ظروف مناسبة ومتغيرات كبرى، وإحباط عام يغذي أفكار الغلو، وتراث ديني في متناول اليد يسبغ المشروعية، وليس سراً أنه تم مؤخراً إيقاف مجموعة من دعاة الفكر التكفيري حيث جرى التغاضي عنهم في السابق حتى تعاظم شرهم واستأثروا بعد تفجيرات سبتمبر بحصة لا يستهان بها من الشباب الذين يتبنون اليوم أفكار القاعدة، ويحلمون بإقامة الجهاد هنا في بلدهم، ولم يترددوا في التوجه إلى العراق للجهاد؛ بتحريض وتشجيع مشايخ يحظون باحترام واسع عبر وسائل الإعلام المقرؤة والمرئية)73.(1/31)
ويقول:
(لهذا أخذت على نفسي أن لا أمنح أحدا من الخلق، فرصة ليمارس أبويته ، ووصايته ، وما قرأت ما قاله أحمد بن حنبل لعبدالرحمن بن ميمون: "إياك أن تقول بمسألة ليس لك فيه إمام" ، ماقرأته إلا قلت ..يا حسرة على العقول ، وبعدها وقبلها مازلت أرى حتى ساعتي هذه ما أحب وما أكره، أسلو أحياناً، وأطنش كثيراً ، يتعبني ويزعجني ويؤلمني بعض ما أسمعه، وما يتعرض له أحبابي وأصدقائي بسببي، ولكن دائماً أقول العاقبة للمتقين. .والآن أكتب متى ما أردت وأحمد الله على السلامة، والحرية التي أتمتع بها)74.
ويقول:
(ومن الغرائب ما تنقله كتب العقائد من أن أحدهم دخل عليه رجل (من أهل الأهواء) فوضع إصبعيه في أذنيه وأبى أن يسمع منه حرفاً واحداً قال له: أتلو عليك آية، فقال: ولا آية ، وقد ذكر الله جل وعلا أن عباده (يستمعون القول فيتبعون أحسنه) ، والرسول صلى الله عليه وسلم جلس مع عتبة بن ربيعة وسمع منه حتى انتهى وأجابه عن كل نقطة في حديثه ، هذه العبارات التي كثيراً ما ترد في كتب العقائد صدرت من وعاظ وقصاص يملأون مجالسهم بشتم مخالفيهم وتكفيرهم ولعنهم فإذا ما أُحرجوا بالدعوة إلى المناظرة والجدال ولم يكن لديهم من العلم والمعرفة ما يقابلون به خصومهم لم يجدوا خيراً من هذه الأقوال يتدرعون بها، ومثل ذلك قولهم: أن المبتدع على وجهه ظلمة لا تفارقه وذلة لا تنفك عنه، وأنهم (وإن طقطقت بهم البغال وهملجت بهم البراذين فإن ذل المعصية لا يفارق وجوههم ))75.
ويقول:(1/32)
(وراق لبعضهم أن يتألى على الله ويحجر رحمته فقال بعدم قبول توبة الزنديق!!، وبأن المبتدع لا يتوب ولو أراد التوبة لم يوفق إليها!! فإذاً لا مناص من القتل صيانة للدين وذباً عن حرماته!!، وتحذلق بعضهم مدعين أن المبتدع يحضر لكل سؤال من بدعته جواباً قلما يستطيع مجادله نقضه، ولهذا فلا ينبغي مناظرة أهل البدع ولا تمكينهم من كتابة آرائهم ليرد عليهم!!، فيذكر ابن بطة في كتاب (الإبانة) أنه ما أضر بأهل الإسلام مثل مناظرة أهل البدع ومجادلتهم داعياً إلى التجافي عن سماع أقوالهم وعن مجادلتهم بالتي هي أحسن، مع أن الله في كتابه دعى إلى مجادلة المخالفين بالتي هي أحسن، كما دعى إلى مجادلة أهل الكتاب بالحسنى إلا الذين ظلموا منهم، فما دام أن القصد من إنزال الكتب وبعثة الرسل هو هداية الخلق ورحمتهم فما المحذور في مجادلتهم ومناقشتهم؟! ولكن هذه الأقوال الغريبة التي شاعت وحشيت بها كتب العقائد وجعلت قواعد مقدسة للتعامل مع المخالفين في الفكر والاعتقاد كان مصدرها بعض القصاص والوعاظ!! من أدعياء العلم الذين يملئون مجالسهم بلعن أهل البدع وتكفير مخالفيهم! ورواية الأكاذيب والأساطير في أن المخالفين لهم يمسخون في قبورهم قردة وخنازير!!، مثل هؤلاء يجرون أحياناً إلى النقاش والمناظرة فلا يجدون ما يسترون به جهلهم سوى هذه الأقوال والنقول التي يتدرعون بها!!، فلا عجب بعد هذا أن يكثر الزنادقة والمنحلون من الدين إذا كان المدعون للعلم بهذا المستوى من الهشاشة والضعف)76.
ويقول:(1/33)
(ومن الأقوال التي تطلق بلا عنان ما يذكر في مباحث بيان تحريم الغناء والمعازف من أن (الغناء ينبت النفاق في القلب) ، ومعلوم أن كثيراً من المحرمات إذا اقترفها العبد وجد من نفسه ضيقاً وضنكا، فإما أن يراجع ويتوب فيكون حاله بعد التوبة أفضل منه قبل المعصية وإما أن يأتي بأعمال صالحة تكفر الذنب أو تخففه، والنفاق إما أن يكون نفاقاً أكبر بإظهار الإسلام وإبطان الكفر وإما أن يكون من النفاق العلمي كالكذب في الحديث والفجور في الخصومة وغيرها، وليس ثمة تلازم البتة بين سماع الغناء والنفاق، وما العلة في اختصاصه دون غيره من الذنوب بإنباته للنفاق!77 ، ولم لم يكن الكذب هو مفتاح النفاق وبابه؟78
برأيي أن مصدر هذه المقولة أن أحد سلفنا الصالح كان يسمع الغناء خفية وهو يعتقد حرمته، وهي ازدواجية تجعل الإنسان يعيش تمزقاً وعذاباً وشعوراً قاتلا بالنفاق وهي تجربة ذاتية (تخصه) ليس له أن يعممها79 ، وقد رأينا من تشف نفسه وتنبل أخلاقه وتجنح روحه حينما يستمع أعذب الألحان وأحلى الأصوات، فالغناء كالكلام حسنه حسن وقبيحه قبيح، ومن الكلام ما ينبت الكفر والإلحاد، فهل أصاب ابن القيم الحنبلي حينما قال في نونيته:
حب الكتاب وحب ألحان الغنا****في قلب عبد ليس يجتمعان)80.
ويقول:(1/34)
(أطلق ابن حنبل أقوالاً وآراء صارت من بعده عقائد لا يرقى إليها الشك ومسلمات لا تناقش ، امتُحِنَ الناس بها ولازالوا، آراء يُحتج لها ولا يُحتج بها ويُستدل لها ولا يُستدل بها81، فضلل وبدع من توقف في خلق القرآن ووكل علم ذلك إلى الله فعده شراً من الجهمية82 ، ولا أدري ما حجته وربنا سبحانه يقول : (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) ، وقال في مسألة اللفظ بالقرآن قولاً عجباً83 فأوذي كثير بسببها ونال البخاري ومسلماً وغيرهما الاضطهاد والتضييق من جرائها ، وأحمد بن حنبل هو الذي أوصى أحد أصحابه أن لا يقول بمسألة ليس له فيها إمام، ولما سئل عن مسألة في الفرائض توقف فيها لأنه لا يعلم في ذلك شيئاً عمن سلفه، ولأحمد ولغيره ممن سبقه أو لحقه في وصف البدع وأهلها وأهل الأهواء والضلالة آراء في حكم التعامل مع المخالف ممالا يفصل فيه نص قطعي الدلالة قطعي الثبوت، خلفوا أقوالاً سرت إلى عقول الأمة وسلطها العامة سيفاً مسلطاً على كل باحث عن الحقيقة أصيل الفكر نابذ للتقليد)84.
ويقول:
(فالفكر السلفي بعامة والوهابي بخاصة له موقف متشنّج معادٍ من الآخر المسلم، له موقف من الصوفية، وله موقف من الشيعة، ومن.. التكفيريون معادٍ.. غير أن وجود السياسي ونضج السياسي وعقلانية السياسي وواقعيته كانت كفيلة في العقود الماضية لتحجيم هذا التطرف وقمع هذا الغول الذي بإمكانه أن يخرج من عمق في أي لحظة.. في لحظة ما ، الوهابية اليوم تحتاج إلى أن تبسط رواق السلم والتسامح مع المذاهب الفقهية الأخرى)85.
ويقول:(1/35)
(لا بد من الاعتراف بحقيقة مرة وهي أنني حينما أرجع إلى أدبيات الجماعة الإسلامية وجماعة الجهاد في مصر بعد مقتل السادات كثير من أدبيات القاعدة وغيرها كثير من أعداد مجلة صوت الجهاد التي هي ... اللسان الناطق لتنظيم القاعدة في السعودية ، هي ليست بعيدة كل البعد عن الأصول الفكرية للوهابية: الولاء والبراء.. التكفير موجبات التكفير شروطه وموانعه وما هي مسببات التكفير؟ هذه الأشياء كلها موجودة فيها وبالتالي لا يمكن أبداً أن تفكّ هذه الأفكار عن أصولها ، غير أنها ليست الوهابية نفسها ، هي المسؤولة عنها أساساً ، هذه أفكار لم تكن يوماً من الأيام فقط مسؤولة عنها الوهابية هي مشكلة الفكر السلفي بعامة)86.
* موقفه من أهل السنة والجماعة:
يقول النقيدان:
(أهل السنة والجماعة كغيرهم، لديهم صواب وخطأ)87.
* موقفه من الشيعة:
يقول النقيدان:
(أما الشيعة فهم إخواني)88.
ويقول:
(لقد أثبت أبناء الطائفة الشيعية أنهم أكثر حرصاً على وحدة هذا البلد واستقراره، مع كل الثغرات التي كان من الممكن أن يجد البعض فيها فرصة لما يدعيه المتطرفون الذين أثبتت الوقائع أنهم هم الخطر الحقيقي، مهما ادعوا أنهم الأكثر أصالة وسلامة معتقد وألصق بتعاليم بن عبدالوهاب)89.
*موقفه من العلمانية والعلمانيين:
يقول النقيدان:
(ثنائية الإسلامي/العلماني لها في مجتمعنا السعودي أحاديث وأسمار وملاحم، كان ضحاياها أشخاصاً مخلصين لأمتهم، وكتاباً حادبين على وطنهم، وآخرين ركعاً وسجداً يرجون رحمة ربهم ويخشون عذابه، ومنهم من فاضت روحه إلى بارئه تشكوا ما نالها من ظلم وقسوة ونبذ وصقيع اغتراب جلل حياتهم لم يكونوا يبحثون عنه،وآخرون يراهنون على الزمن..مؤمنين أن ما نعجز عن قوله، أو نخشى ردة الفعل الصاعقة تجاهه ؛ ما علينا إلا أن نكرره،ونلح عليه..ليكون يوماً واقعاً مفروضاً يرغم الآخرين على التعايش معه ،فالحريات لا توهب،وإنما تؤخذ غلاباً)90.
ويقول:(1/36)
(كنت في السابق أقاسي العذاب الرهيب من أن يزيغ قلبي فأنحرف..انحرفت فاستمعت إلى عبد الباسط ، وسلمان العودة، بأشرطة الكاسيت، قلت: لا ، المهم أن لا أجالس وأصاحب الذين أشربت قلوبهم حب الوظائف والمدرس النظامية، فزغت قليلاً...وقرأت كتب سيد قطب خفية من الأصحاب... قلت: مازلت أنا على خير ، حتى الآن... ثم انحرفت فرأيت أفلام المجاهدين في أشرطة الفيديو، فقلت: الحمد لله مازلت متدينا،ولا أعصي الله، وأصلي النوافل ، ثم انحرفت فقرأت كتب الطنطاوي،وكرد علي والعقاد،..قلت: مسلم يشدو الأدب...ثم انحرفت...فقرأت الجرائد....ثم جالست وصادقت وقرأت لمن يوصفون بالعلمانية، فرأيتهم خيراً مني ، ومن كثير من المشعوذين ، يحملون هم أمتهم ، ولديهم رؤيتهم، ويحملون قلوباً مفعمة بحب البشرية جمعاء، وتتمنى خيرها ... وهكذا حتى أصبحت اليوم (إنساناً)، لا تأسرني الرؤية المذهبية المقيتة ، ولا الطائفية ، أقاتل حتى الشراسة عما أراه ، وأعبر عن أفكاري بحرية لم أتسولها من أحد ولم أنتظر فيها إذنا، ولم أطرق الأبواب لأقف في الطوابير ليأذن لي فلان أو علان ، لا أعادي الآخرين لتوجهاتهم، ولا أجد في قلبي غلاً لإنسان مهما كان دينه أو نحلته أو توجهه ، أتساءل دوماً وأحاول أن أتلمس حقيقتي أنا ، أجلس مع شروق الشمس وعلى أنغام فيروز ، أتأمل حياتي السالفة، وأضحك من طنين الذابة)91.
ويقول في جواب سؤال:
(أما سؤالك الكريم عن هل من الممكن أن يكون المسلم ليبرالياً ومسلماً في الوقت نفسه؟ فنعم. …(1/37)
وأما العلماني فهذا يعتمد على كيفية تصورك للعلمانية، ولحقيقة لإيمان وعلاقة الإنسان بربه، وهل الدين الذي ينجو به العبد ويدخل الجنة هو الفطرة الإيمان بوحدانية الله التي نجى بها النجاشي وكان بها مسلماً، وهو لم يركع لله ركعة واحدة92، ولم يبدل من سياسة حكمه قيد أنملة وبقي على سنة من قبله في السياسة والحكم ، وقد تأخرت وفاته إلى السنة السادسة من الهجرة، بعد نزول أكثر الأحكام التشريعية،مما يجعلنا نجزم أنه كان مطلعاً أول بأول على مستجدات التشريع،ومع ذلك صلى عليه الرسول صلاة الغائب93.
أما إن كان تصورك لحقيقة الإيمان لا يكون الإنسان مؤمناً إلا بالإقرار والإذعان لحكم الشريعة، فهنا يأتي الحديث عن العذر بالجهل، والتأويل، وبيان الحجة، وهو حديث يطول، وإذا كان ابن تيمية يقول لخصومه: أنا أعذركم، ولكنني لو اعتقدت ما تقولون به لكفرتُ، فأحسب أن الأمر أيسر مما نتوهم)94.
ويقول:
(دعني أسألك عزيزي مستمع : ألا تلتقي أوقاتاً بأناس تشعر من حين تراهم أنك التقيت بهم منذ الأزل في عالم المثال، أو منذ لحظة البدء، أو أنهم قد يكونون من الأرواح التي تعرفت عليها نفسك المنفوسة وأنت في صلب أبيك؟. هكذا أبو طارق95)96 ، والطيور على أشكالها تقع.
* موقفه من الكفار من أهل الملل والنحل الأخرى:
يقول النقيدان:(1/38)
(لتعلموا أن ديناً لا يسعى لسعادة الإنسان، لحفظ مصالحه الحقيقية، ليس إلا وبالاً، وتذكروا قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: (إن هدم الكعبة أهون عند الله من سفك دم مؤمن) ، كل المؤمنين من كل الأديان (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً) ، الإيمان عندي هو كثير من الإنسانية قليل من الرهبانية ، ربما يكون لحياتنا طعم آخر ، ابحثوا عن الجمال والروحانية في الطبيعة ، وفي الموسيقى الهادئة ساعات السحر ، وفي صوت عبدالباسط حينما يقرأ القرآن ويرفل في صوته الملائكي ، الروحانية ليست في السجود وقراءة القرآن فقط ، بل حتى في الحب الصادق ، اكتشفوا الإيمان لدى المؤمنين الآخرين ، ربما تعلمون أنكم تتفقون معهم في معظم ما يقتلهم الإرهابيون لأجله ، قد نعود بعدها بفهم أكثر اعتدالاً ، وتكون نفوسنا أكثر هدوءاً)97.
ويقولكما في لقائه مع تركي الدخيل في قناة العربية:
(أنا أعتقد أن الدين بحد ذاته ضروري للمجتمع الإنساني هو حاجة وضرورية يلبي لدى الآخرين ، لكنني لدي موقف محايد من الأديان كلها أنا لا أكفّر أحداً، أعتقد أن..
تركي الدخيل: محايداً إيش..؟…
منصور النقيدان: محايداً.. أنا لا أكفر مسيحياً ولا يهودياً ولا بوذياً ولا أياً كان، أنا لي موقف متفهّم للأديان كلها..…
تركي الدخيل: طيب يعني هل هذا ما أشرت إليه..…
منصور النقيدان: أنا أحترم أي شخص مهما كان دينه وعقيدته)98.
ويقول:
(لا أعادي الآخرين لتوجهاتهم، ولا أجد في قلبي غلاً لإنسان مهما كان دينه أو نحلته أو توجهه)99.
*موقفه من الغرب:
يقول النقيدان:
(وللأمانة والتاريخ، فإن كل ما يتفوه به أصحابنا اليوم من حديث وجدل حول حرية التعبير، لم يكن سوى نفحة من حضارة نقتات على نتاجها، ننبهر بألقها، يسحرنا جبروتها، ويكسرنا من الأعماق تفوقها، ولكننا نأبى إلا أن نحجب الشمس بأكفنا)100.(1/39)
ويقول ذاما أهل الإسلام مثنيا على الغرب الكافر:
(علينا أولاً أن نعترف بأننا لؤماء، نعض اليد التي تحسن إلينا، وأننا نجحد فضل الآخرين علينا، وندعي ونحن التافهون أننا نحن الذين علمناهم، ونورناهم، وأنهم اليوم يصطلون بقبس حضارتنا الغابرة، ونصرخ كالمجانين، حينما تفتح لنا كوة نحو النور والضياء،راضين أن نقبع في أماكننا كالزواحف ...نتناسل في الغرف المغلقة، لتتوالد العقارب ويضج بها المكان ويضيق حتى تلتفت إلى نفسها وتلدغ بعضها بعضاَ،والعالم ينظر إلينا بكل سخرية)101.
ويقول:
(وعلينا نحن فقط دون غيرنا مسئولية القيام بتلك المراجعات، أن نقدم للعالم ديناً أكثر تسامحاً وأكثر تعايشاً مع الآخرين، ديناً ينأى بحامليه عن أن يكونوا ألأم الناس، وأكثرهم خسة ودناءة، وأكثرهم نكراناً للمعروف، وهم يتبجحون أمام العالم أنهم خير أمة أخرجت للناس، ديناً يجنب حامليه عن أن يكونوا من الضعة بمستوى يدفعهم إلى الشماتة بجراح بلد ومجتمع آواهم وعلمهم وأنفق عليهم ورفع من إنسانيتهم، وأشعرهم حقاً كيف يعيشون بشريتهم، كيف يتواءمون مع العالم كيف يكونون طيبين تماماً ومنتجين كمواطني تلك المجتمعات التي احتضنتهم، وأطمعتهم من جوع وآمنتهم من خوف)102.
* نظرة النقيدان لهذا البلد وأهله في دينه ومؤسساته الدينية والتعليمية وغيرها:
يقول النقيدان:(1/40)
(ولم أصدق أبدا أنني أدركت أخيرا أن الإسلام ليس هو الوهابية وحدها ، وأن أشكالا أخرى منه تحث على التسامح والمحبة ، ولكي أتخلص من ألم ذلك الاكتشاف ، بدأت أكتب ضد الوهابية ، والذي حقق لي بعض الطمأنينة ، وكان كفارة عن ماضي الجهل والعنف ، وهذا ما تحتاجه المملكة العربية السعودية كشعب ، ولادة جديدة ، إننا نحتاج أن نتقبل الألم الناشئ عنه ونتعلم كيف نقبل التغيير ، نحتاج إلى صبر وقدرة لتحمل نتائج جرائمنا في العقديين الماضيين ، فقط عندما ننظر لأنفسنا بالشكل الذي ينظر به إلينا بقية العالم -أمة تفرخ الإرهابيين- ونفكر في أسباب ذلك وماذا يعني ، عندها سنتمكن من أن نخطو خطوتنا الأولى نحو تصحيح تلك الصورة ونجتثها من جذورها)103.
ويقول:
(المشكلة الحقيقة أن السعودية تغوص في مستنقع التطرف الديني المتجذر في معظم المدارس والمساجد والتي أصبحت أرضا خصبة للإرهابيين ، نحن لن نستطيع معالجة مشكلة الإرهاب طالما هو مستشر في مؤسساتنا التعليمية والدينية)104.
ويقول:
(الحادي عشر من سبتمبر كان لنا كالكَسَّاح الذي أخرج آخر ما في الباطوس من قذارة، ونتن وعفن، وكلما ازددت حفراً -منذ يوم الثلاثاء المبارك- تقيأت لك أرضنا مالا يخطر لك ببال)105.
ويقول:(1/41)
(لقد كان المسئولون يعتقدون أن بالإمكان تفادي ضررهم في الداخل ، ربما كان الخوف من أن يكون أي تشديد أو ملاحقات أمنية ضد أولئك سبباً في أن يوجهوا عملياتهم للداخل ، وكان اليقين بأن بالإمكان التحكم بذلك ، وأن بالإمكان التعامل مع العمليات الإرهابية والمسئولين عنها والمتورطين فيها بقسوة مفصولاً عن التعامل مع ثقافة الغلو والتطرف الحاضنة لتلك التوجهات والتي يتم تلقينها في كل مركز صيفي، وفي كل مسجد وجامع، وفي كل حلقة تحفيظ، وفي المخيمات الدعوية ، والبرامج الدينية في التليفزيون وإذاعة القرآن الكريم وحتى في فتاوى تنشر في الصحف، وكتب ومنشورات تباع في المكاتب أو توزع مجاناً ، أخيراً أدرك أصحاب القرار والمعنيون أن ثقافة التطرف، ثقافة الدم، أن الفهم المتشدد للدين ، أن الغلو والخارجية التي ضربت أطنابها وعششت في أدمغة جيل بأكمله مسئولة مسئولية مباشرة عن كل ماحدث)106.
ويقول:(1/42)
(علينا أولاً أن نعترف بأننا لؤماء، نعض اليد التي تحسن إلينا، وأننا نجحد فضل الآخرين علينا، وندعي ونحن التافهون أننا نحن الذين علمناهم، ونورناهم، وأنهم اليوم يصطلون بقبس حضارتنا الغابرة، ونصرخ كالمجانين، حينما تفتح لنا كوة نحو النور والضياء،راضين أن نقبع في أماكننا كالزواحف ...نتناسل في الغرف المغلقة، لتتوالد العقارب ويضج بها المكان ويضيق حتى تلتفت إلى نفسها وتلدغ بعضها بعضاَ،والعالم ينظر إلينا بكل سخرية ، أما أن يكون الحل هو الجهاد، وأن يكون البناء هو الهدم..والعدم، وأن يستجلب الحب بقتل الأبرياء والأطفال، والسلام عبر الاحتراب، والأمل عبر ثقافة الاستئصال والقتل، فهو ما يصعب على العقل السوي فهمه ... الجنون الذي نراه اليوم عرض من أعراض المرض والعلة التي استشرت في جسد هذه الأمة وثقافتها، وهذه راجعة أساساً إلى تراث متعفن، وثقافة الصديد والضحالة التي يربى أبناؤنا عليها صباحاً ومساءً، في المساجد، وعبر خطب الجمعة، وفي دروس الدين، ومن إذاعة القرآن الكريم، ومن قناة المجد)107.
ويقول:
(إن إحدى الإشكالات الكبرى التي تواجهها المؤسسة الدينية (وزارة الشؤون الإسلامية/ هيئة الفتوى) أنه لم يتم فصام وقطيعة مع الأسس التي تغذي أفكار التطرف والغلو، وليس غريباً أن كتب"عصام البرقاوي -أبومحمد المقدسي" وغيره اعتمدت في تكفير الحكومات الإسلامية قاطبة، وفي تكفير أعضاء هيئة كبار العلماء في السعودية مراجع منها " الدرر السنية في رسائل علماء الدعوة النجدية" والتي كانت توزعها مجاناً الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد"وقراءة سريعة عابرة في مجلدي "الجهاد " و"حكم المرتد" من الدرر السنية ، ولقاءات و حوارات "الشيخ حمد بن عتيق " وسليمان بن سحمان " و"سليمان بن حمدان" و" حمود التويجري " كافية في إعطاء حكم واضح)108.(1/43)
*استعداء الغرب الكافر ومختلف الدول وتحريكهم ضد هذا البلد وأهله ، وطلب تدخلهم ومساعدتهم:
يقول النقيدان كما في مقالة له في مجلة النيويورك تايمز الأمريكية:
(قبل أسبوع من يوم أمس كان المفترض أن أحضر إلى أحد أقسام الشرطة لأتلقى 75 جلدة على ظهري ، الحكم الذي صدر فيّ من محكمة دينية بسبب مقالات كنت قد كتبتها أدعوا فيها إلى حرية التعبير ، وانتقاد الوهابية ، المذهب الرسمي للمملكة العربية السعودية)109 ، ومعلوم للجميع سبب صدور هذا الحكم ، وأنه لا علاقة له بمسألة حرية التعبير ، اللهم إلا أن تكون هذه الحرية في قذف الناس والطعن في الأعراض فنعم!
ويقول:
(كما أظهرت الهجمات الأخيرة أننا بحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى لمساندة ومساعدة البلدان الأخرى لمساعدتنا للوقوف في وجه الثقافة الدينية المتطرفة والتي تمارس التمييز ضد الأقليات الدينية عندها إضافة للشيعة والصوفية)110.
هذا ما تيسر جمعه من أقوال النقيدان ومواقفه أسأل الله أن يكون فيها نفع وإفادة في معرفة حقيقة الرجل ودعوته وماذا يريد وما هو الموقف الشرعي الصحيح منه ومن نظرائه وقرنائه والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
فهرس الموضوعات
بين يدي المقدمة…2
المقدمة…3
منصور النقيدان في سطور…7
* دين النقيدان ، ونظرته للتدين…12
* تحرر النقيدان من كافة الضوابط وإن كان الدين…14
* إيمان النقيدان بنسبية الحقيقة ، وعدم تملك أحد أيا كان للحقيقة المطلقة…16
* دعوة النقيدان لتطوير دين الإسلام ، وإعادة تفسيره…16
*تطوير عقيدة الولاء والبراء…22
*تطوير ما يتعلق بالتكفير ، ونواقض الإسلام بإحياء نزعة الإرجاء وفرضها على الناس…23
* تطوير شريعة الجهاد…24
* تطوير مفهوم الاحتساب…25
* تطوير أحكام الحدود…26
*دعوة النقيدان لحرية التعبير المطلقة…27
* موقفه من التحاكم للشريعة ، وعلاقة الإسلام بالسياسة…30(1/44)
*موقف النقيدان من مختلف الطوائف والمذاهب والملل والنحل…32
*موقفه من منهج السلف والسلفيين وأئمة السنة…32
* موقفه من أهل السنة والجماعة…39
* موقفه من الشيعة…39
*موقفه من العلمانية والعلمانيين…40
* موقفه من الكفار من أهل الملل والنحل الأخرى…42
*موقفه من الغرب…43
* نظرة النقيدان لهذا البلد وأهله في دينه ومؤسساته الدينية والتعليمية وغيرها…44
*استعداء الغرب الكافر ومختلف الدول وتحريكهم ضد هذا البلد وأهله ، وطلب تدخلهم ومساعدتهم…47
1 والذي بث في برنامج مشاهد وآراء ، يوم الخميس 15/10/1426هـ ، وعلق على البرنامج كلا من محسن العواجي وجمال خاشقجي.
2 رواه مسلم 118 ، والترمذي 2195 ، والإمام أحمد في المسند 7970 كلهم من رواية أبي هريرة.
3 رواه البخاري 3332 ، ومسلم 2643 ، وأبو داود 4708 ، والترمذي 2137 ، وابن ماجه 76 ، والإمام أحمد في المسند 3617.
4 رواه الترمذي 2140 ، والإمام أحمد في المسند 11697 ، وصححه الألباني في صحيح الترمذي 1739.
5 إلا من بعض الإشارات التي لا بد منها.
6 لقاء منصور النقيدان في برنامج إضاءات بالعربية
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=6368
7 ابن تيمية: لوكان (لوثر) الإسلام السني! نشر بصحيفة الرياض 4/9/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/33.html
8 ذكريات غير (صحوية) وحديث عن الثبات والتحول ، نشر في صحيفة الرياض السعودية بتاريخ 24/4/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/21.html
9 لقاء منصور النقيدان في برنامج إضاءات بالعربية
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=6368
10 لقاء منصور النقيدان في برنامج إضاءات بالعربية
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=6368
11 رسالة إلى الضفة الأخرى ، نشر في مجلة المجلة 15/11/1420هـ ، العدد 1044
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/9.html(1/45)
12 ابن تيمية: لوكان (لوثر) الإسلام السني! نشر بصحيفة الرياض 4/9/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/33.html
13 ابن تيمية: لوكان (لوثر) الإسلام السني! نشر بصحيفة الرياض 4/9/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/33.html
14 ابن تيمية: لوكان (لوثر) الإسلام السني! نشر بصحيفة الرياض 4/9/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/33.html
15 ابن تيمية: لوكان (لوثر) الإسلام السني! نشر بصحيفة الرياض 4/9/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/33.html
16 ابن تيمية: لوكان (لوثر) الإسلام السني! نشر بصحيفة الرياض 4/9/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/33.html
17 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
18 الإنسان المتسائل إنسان متغير...المتغير إنسان حي
http://www.saudinote.com/mansour/first.html
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/first.html
وباخالاف يسير في مقاله: تفجيرات العليا وقصة الفكر الإصلاحي ، نشر في صحيفة الرياض السعودية 15/5/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/23.html
19 منصور النقيدان كما عرفته لصالح الدبيبي
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/g16.html
20 شوق المعرفة وشوق الشهرة للشيخ سلمان العودة
http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_content.cfm?id=37&catid=38&artid=4296
21 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
22 لقاء منصور النقيدان في برنامج إضاءات بالعربية
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=6368
23 كثيراً من الإنسانية قليلاً من الرهبانية
http://writers.alriyadh.com.sa/kpage.php?ka=231&art=15841(1/46)
24 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
25 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
26 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
27 لقاء منصور النقيدان في برنامج إضاءات بالعربية
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=6368
28 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
29 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
30 شهادة شخصية هامة لإمام مسجد سابق: هكذا تعلمت في المسجد .. محاولة للفهم والتفكير بصوت مسموع ، نشر في جريدة إيلاف الإليكترونية الجمعة 8 فبراير 2002 ، ونشر في الطبعة الدولية لصحيفة الوطن السعودية في نفس اليوم
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/10.html
31 قراءة في كلمة الأمير عبدالله للعلماء ، نشر في صحيفة الوطن السعودية ، نشر بتاريخ 18/11/2001 ، العدد415
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/17.html
32 شهادة شخصية هامة لإمام مسجد سابق: هكذا تعلمت في المسجد .. محاولة للفهم والتفكير بصوت مسموع ، نشر في جريدة إيلاف الإليكترونية الجمعة 8 فبراير 2002 ، ونشر في الطبعة الدولية لصحيفة الوطن السعودية في نفس اليوم
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/10.html
33 سياحة في المنطق الداخلي للفكر الجهادي وتناقضاته ، نشر في صحيفة الرياض السعودية 17/4/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/25.html(1/47)
34 قراءة في كلمة الأمير عبدالله للعلماء ، نشر في صحيفة الوطن السعودية ، نشر بتاريخ 18/11/2001 ، العدد415
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/17.html
35 سياحة في المنطق الداخلي للفكر الجهادي وتناقضاته ، نشر في صحيفة الرياض السعودية 17/4/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/25.html
36 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
37 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
38 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
39 ابن تيمية: لوكان (لوثر) الإسلام السني! نشر بصحيفة الرياض 4/9/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/33.html
40 ابن تيمية: لوكان (لوثر) الإسلام السني! نشر بصحيفة الرياض 4/9/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/33.html(1/48)
41 حاشى عمر أن يكون متصفا بهذه الصفة ، كيف وهو الرجل الثالث في هذه الأمة بعد نبيها وأبي بكر ، وهو من أعظمها إسلاما وإيمانا ، وحقيقة الإسلام الاستسلام لله عز وجل بالعبودية ، فهل يتصور مستسلم لله تام الاستسلام وهو في ذات الوقت كثير الاعتراض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، هذا ما لا يقال فيمن هو دون عمر فكيف بعمر ، والله يقول مؤدبا أهل الإيمان: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) ، ويقول: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) ويقول: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) فكيف يكون عمر في إيمانه وإسلامه بالمقام الذي لا ينكر ثم هو وغيره من الصحابة يقومون مقام المعترض على النبي صلى الله عليه وسلم ، نعم التعجب والاستغراب والاستفهام قد يقع أما الاعتراض فلا ، ولا ، وتدبر ما وقع من عمر في صلح الحديبية من سؤال واستفهام ، ومع ذلك عده عمر خطأ ينبغي التوبة منه وعمل له أعمالا ، انظر صحيح البخاري 2731.
42 قرار مجمع البحوث بالأزهر.. انكسار.. ونفعية لاتعكس تحولاً جذرياً ، نشر في صحيفة الرياض السعودية 17 /7/ 2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/28.html
43 أما الاجتهاد فهو حق مكفول لأهل العلم وعمر لا شك من ساداتهم لكنه اجتهاد مضبوط بالكتاب والسنة لا يخرج عنها ولا يصدر إلا منها ، أما التشريع فحاشى عمر أن يوصف بالمشرع ، وليس ذلك له ، ولم يدعه ، ولم يجر منه شئ يصحح هذه الدعوى.(1/49)
44 حول جلد المعاكسين... العقوبة القاسية ليست كافية ، نشر بصحيفة الرياض 21/8/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/35.html
45 قراءة في كلمة الأمير عبدالله للعلماء ، نشر في صحيفة الوطن السعودية ، نشر بتاريخ 18/11/2001 ، العدد415
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/17.html
46 11 من سبتمبر...صورتنا الحقيقية ، نشر بصحيفة الرياض 11 / 9 / 2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/32.html
47 الشيخ الكبيسي..رفض لإقامة حكومة إسلامية ورهان على حقوق الإنسان ، نشر في صحيفة الرياض السعودية 8/5/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/22.html
48 رأيي في صكوك التكفير...إحياء نزعة (الإرجاء) أفضل الحلول للخروج من الدوامة ، نشر في صحيفة إيلاف الالكترونية ، بتاريخ 14 فبراير 2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/8.html ، وقريب منه ما ذكره في مقاله: تونس... وعُمان الخالية من الإرهاب ، نشر بصحيفة الرياض 14 / 8 / 2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/34.html
49 سياحة في المنطق الداخلي للفكر الجهادي وتناقضاته ، نشر في صحيفة الرياض السعودية 17/4/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/25.html
50 خيط رفيع أثبت التاريخ استحالته ، نشر في صحيفة الرياض بتاريخ 22/5/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/27.html
51 دعوة إلى تقنين وظيفة رجال الحسبة ، نشر في مجلة المجلة 30/4/2000 ، العدد 1055
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/7.html
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، نشر في صحيفة الوطن السعودية ، العدد 514 بتاريخ 25/2/2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/1.html(1/50)
52 نعم أمر بذلك لأمر النبي صلى الله عليه وسلم به ، أليس رسول الله صلى الله عليه وسلم هو القائل: (لا تقطع الأيدي في الغزو) وفي رواية: (في السفر) [رواه أبو داود والترمذي والنسائي ، وقواه الحافظ ابن حجر ، وصححه الشيخ الألباني].
53 الصواب أن شارب الخمر يحد بالجلد وهو ثابت من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته ، ولم يثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه حد شارب الخمر بغير الجلد ، لكن اختلف أهل العلم في مقداره على أقوال كثيرة ، فمنهم من حد الجلد بعدد معين ومنهم من لم يحده بعدد وأرجع العدد لاجتهاد الإمام ، فإن كان الحد لا عدد له وإنما الواجب الجلد بحسب ما يرى الإمام فلا إشكال مطلقا في فعل عمر ، وإن كان مضبوطا بعدد وليكن الأربعين فالزيادة تعزير ، وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم جلد في حياته نحو أربعين جلدة وكذا جلد أبو بكر فلما استسهل الناس أمر الخمر وانهمكوا فيها زادهم عمر على الأربعين أربعينا ، أربعين حدا وأربعين تعزيرا ، فلما تولى علي ردها إلى الأربعين لأنها الأصل عنده ، وعليه يقال أن الزيادة على الحد موكول لاجتهاد الإمام بحسب أحوال الناس ويكون من قبيل التعزير ، أما الانتقاص من الحد بعد ضبطه بعدد فلا قائل به مطلقا فضلا عن القول بتعطيل الحد بالكلية أو استبداله ، ومعلوم أن لعمر مقاما خاصا في الشريعة من جهة الاتباع والاقتداء إذ أنه من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم محل القدوة وما وقع منه وقع بمشورة من الصحابة ، وهو من الخلفاء الراشدين المأمور بالتمسك بسنتهم (فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضو عليها بالنواجذ) [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه والإمام أحمد في المسند وصححه غير واحد من أهل العلم كالبغوي وابن تيمية وابن القيم والعراقي وابن حجر والشوكاني والألباني] ، وهو أحد الرجلين الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم: (اقتدوا باللذين من بعدي) [رواه الترمذي(1/51)
وابن ماجه وأحمد في المسند وصححه الشيخ الألباني].
54 الزيادة قد تقع تعزيرا لاعتبار شرعي كما وقع من عمر ، أما الإنقاص فغير سائغ ولا واقع ممن يصح الاقتداء به ، وإنما هي محاولة لتمرير دعوى إلغاء الحدود واستبدالها بغير أجناسها.
التحولات الكبرى وانعكاساتها على الاجتهاد الفقهي وتفسير الشريعة ، نشر في صحيفة الرياض السعودية 1/5/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/26.html
55 التحولات الكبرى وانعكاساتها على الاجتهاد الفقهي وتفسير الشريعة ، نشر في صحيفة الرياض السعودية 1/5/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/26.html
56 وهذا كذب على الشريعة وافتئات عليها ومجرد دعوى لا تجد لها دليلا في الكتاب والسنة ، ولم يقل به عالم قط ، وما يظنه فعلا لعمر فحاشى عمر أن يخرج عن الشريعة أو يسن الخروج عنها إنما هو مجتهد في إطارها مستمسك بها ، وما يردده النقيدان هنا قد ردده أشياخه من العلمانيين من قبل فمن أحب معرفة أوجه الجواب عن كل شبهاتهم مفصلة فعليه بالكتب التي ناقشت العلمانيين وردت شبهاتهم.
57 حول جلد المعاكسين... العقوبة القاسية ليست كافية ، نشر بصحيفة الرياض 21/8/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/35.html
58 لقاء منصور النقيدان في برنامج إضاءات بالعربية
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=6368
59 رأيي في صكوك التكفير...إحياء نزعة (الإرجاء) أفضل الحلول للخروج من الدوامة ، نشر في صحيفة إيلاف الالكترونية ، بتاريخ 14 فبراير 2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/8.html
60 رأيي في صكوك التكفير...إحياء نزعة (الإرجاء) أفضل الحلول للخروج من الدوامة ، نشر في صحيفة إيلاف الالكترونية ، بتاريخ 14 فبراير 2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/8.html
61 تونس... وعُمان الخالية من الإرهاب ، نشر بصحيفة الرياض 14 / 8 / 2003(1/52)
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/34.html
62 11 من سبتمبر...صورتنا الحقيقية ، نشر بصحيفة الرياض 11 / 9 / 2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/32.html
63 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
64 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
65 الشيخ الكبيسي..رفض لإقامة حكومة إسلامية ورهان على حقوق الإنسان ، نشر في صحيفة الرياض السعودية 8/5/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/22.html
66 الشيخ الكبيسي..رفض لإقامة حكومة إسلامية ورهان على حقوق الإنسان ، نشر في صحيفة الرياض السعودية 8/5/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/22.html
67 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
68 خارطة الإسلاميين في السعودية وقصة (التكفير) ، نشر في صحيفة إيلاف الالكترونية ، بتاريخ 27 فبراير 2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/6.html
69 قصة بيان المثقفين السعوديين..مناخ متقلب ومعارك وتراجعات جماعية..ورسالة جوابية تنكؤ الجراح ، نشر في جريدة إيلاف الإليكترونية ، الأربعاء 13/نوفمبر/2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/3.html
70 شهادة شخصية هامة لإمام مسجد سابق: هكذا تعلمت في المسجد .. محاولة للفهم والتفكير بصوت مسموع ، نشر في جريدة إيلاف الإليكترونية الجمعة 8 فبراير 2002 ، ونشر في الطبعة الدولية لصحيفة الوطن السعودية في نفس اليوم
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/10.html
71 خيط رفيع أثبت التاريخ استحالته ، نشر في صحيفة الرياض بتاريخ 22/5/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/27.html(1/53)
72 تونس... وعُمان الخالية من الإرهاب ، نشر بصحيفة الرياض 14 / 8 / 2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/34.html
73 سياحة في المنطق الداخلي للفكر الجهادي وتناقضاته ، نشر في صحيفة الرياض السعودية 17/4/2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/25.html
74 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
75 كلام بلا خطام ، نشر في مجلة المجلة ، العدد 1073 ، بتاريخ 9-9-2000(1/54)
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/18.html ، وهذا تصوير مبتور لمذهب السلف في مسألة مناظرة المبتدع ومجادلته فللسلف تفصيل وتأصيل ينبغي أن يحاط به ليعلم موقف السلف من هذه المسائل أما الاكتفاء ببعض النقول عن بعض في تصوير موقفهم فليس من الأمانة العلمية في شئ ، فقد صح عن كثير منهم مناظرة أهل الأهواء والبدع ، كمناظرة علي وابن عباس وعمر بن عبدالعزيز للخوارج ، ومناظرة عمر بن عبدالعزيز أيضا لغيلان الدمشقي القدري ، ومناظرة الأوزاعي للقدرية ، ومناظرة الشافعي لحفص الفرد ، ومناظرته لبشر بن غياث ، ومناظرة عبدالعزيز الكناني لبشر ، ومناظرة الإمام أحمد للمعتزلة ، وغيرها من المناظرات الكثيرة والتي جرت بين أهل الأهواء والبدع وأئمة أهل السنة ، وموقف السلف في هذه المسألة مبني على قاعدة المصالح والمفاسد المعمول به في مختلف أبواب الشريعة فإن كانت المصلحة الشرعية في السماع والجدال كان ، وإن لم تكن لم يكن ، ومن نظر في النقول الكثيرة الواردة عن السلف وتأمل أحوالهم علم صدق هذا وصحته ، وأن استهجان ترك السماع من أهل البدع وإنكار هذا الموقف بإطلاق لا مورد له كيف والنبي صلى الله عليه وسلم يقول مثلا في أمر الدجال: (من سمع بالدجال فليَنأَ عنه، فوالله إنّ الرجل ليأتيه وهو يحسب أنه مؤمن فيتبعه مما يبعث به الشبهات) [رواه أبو داود والإمام أحمد في المسند وصححه الألباني] فالقلوب ضعيف والشبه خطافة ، ولما نذهب بعيدا وهذا النقيدان نفسه مثال من أولئك الساقطين في أحوال الشبهات ، ويمكن مراجعة مقالة للشيخ حسن البار بعنوان (مناظرة أهل البدع رؤية شرعية معاصرة) والمنشور في بعض أعداد مجلة البيان للوقوف على تفاصيل تتعلق بموقف السلف من مناظرة أهل الأهواء والبدع.
76 ظاهرة التكفير والاتهام بالزندقة في الفكر الإسلامي ، نشر في صحيفة الحياة بتاريخ 9/8/1420 ، العدد 13402(1/55)
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/11.html ، وسبق الإشارة إلى طرف يتعلق بهذه المسألة.
77 ومن الذي ادعى الخصوصية يا فهيم! فهل وصف فعل بأنه يورث النفاق يستلزم أن لا يكون غيره من الأعمال مورثا للنفاق ، وللإمام ابن القيم كلام مهم في سبب كون الغناء مورثا للنفاق قاله تعليقا على كلام ابن مسعود وجعله دليلا على فقهه وعلمه ومعرفته بأحوال القلوب ولولا طوله لنقلته فانظره غير مأمور في كتابه الجليل إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان.
78 ومن قال أنه ليس كذلك يا نبيه!
79 وليكن منك على بال أن القائل هو الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ، وأن هذا الكلام القبيح افتراء عليه رضي الله عنه وطعن خبيث والمظنون أن هذه حال عانى منها النقيدان فصار يرمي غيره بأدوائه والله المستعان.
80 كلام بلا خطام ، نشر في مجلة المجلة ، العدد 1073 ، بتاريخ 9-9-2000
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/18.html
81 وهذا كله كذب على الإمام أحمد فإنه لم يتكلم في هذه المسائل بهواه ورأيه بل تكلم بالكتاب والسنة وفق فهم السلف الصالح وإجماعهم فإظهار الإمام وأقواله في مثل هذه المسائل بهذا المظهر غير صحيح ، وإنما أشير إليه وعد علما على السنة للمقام الذي قامه في وجه أهل الأهواء والبدع من المعتزلة فعرف بالسنة وعرفت به.
82 وما ذاك إلا لظهور الدلائل الشرعية كتابا وسنة على عدم خلق القرآن إذ هو من كلام الله وكلامه سبحانه غير مخلوق إضافة إلى إجماع أهل السنة عليه فالمتوقف فيه كالمتوقف في تحريم الزنا والربا وشرب الخمر ، فلا يصح التوقف ، إذ التوقف شك والشك في مثل هذه المسائل غير جائز.(1/56)
83 وما العجيب في قوله في المنع من إطلاق القول بخلق لفظ القرآن نفيا وإثباتا ، إذ العبارة غير ثابتة في الكتاب العزيز ولا السنة فتثبت ، ولا منفية فتنفى بل هي عبارة مجملة تحتمل حقا وباطلا فاللفظ قد يراد به التلفظ الذي هو فعل العبد المخلوق وقد يراد به الملفوظ وهو كلام الرب غير المخلوق فإطلاق القول بإثبات هذا الحرف (لفظي بالقرآن مخلوق) موهم لدخول كلام الرب غير المخلوق في جملة المخلوقات ، إضافة لاستغلال الجهمية نفاة كلام الرب لهذا الحرف في تمرير بدعتهم لما كثر الإنكار عليهم لتصريحهم بخلق القرآن ، وإطلاق نفي هذا الحرف (لفظي بالقرآن غير مخلوق) موهم دخول فعل العبد المخلوق في جنس غير المخلوق.
84 هل كان ابن أبي دؤاد مظلوماً ؟ ، نشر في صحيفة الحياة بتاريخ 7/11/1419هـ
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/20.html
85 لقاء منصور النقيدان في برنامج إضاءات بالعربية
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=6368
86 لقاء منصور النقيدان في برنامج إضاءات بالعربية
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=6368
87 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
88 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
89 11 من سبتمبر...صورتنا الحقيقية ، نشر بصحيفة الرياض 11 / 9 / 2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/32.html
90 علمانيون في السعودية ، نشر في صحيفة الرياض السعودية 31 يوليو 2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/29.html
91 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html(1/57)
92 ما الدليل على هذه الدعوى!! وما السبيل إلى تصحيحها! لا سبيل إليه مطلقا إلا بالإحاطة التامة بأحوال النجاشي في خروجه وخلوته للجزم بأنه لم يركع في حياته ركعة واحدة ، وهذا ما لا سبيل إليه إلا بنص من كتاب وسنة ، ولا نص!!
93 أما عدم تغيير سياسته (قيد أنملة) و(بقاؤه على سنة من قبله في السياسة والحكم) فدعوى عريضة لا يملك النقيدان إثباتها ، فما الدليل أن حكم النجاشي قبل إسلامه وبعده لم يتغير قيد أنملة هذا ما لا دليل عليه ، إنما هو التهويل ليس إلا ، وهو معتاد على التهويل ، أما ترك بعض حكم الله جل وعلا كثر أو قل فبعد التنزل بثبوت ذلك والعلم بعلم النجاشي بأحكام الشريعة تفصيلا فيقال هو معذور في ذلك لعجزه عنه ، ومعلوم أن في بقائه في موضعه مصلحة شرعية راجحة ، إضافة إلى أنه في دار كفر ويحكم أناسا كفارا فكيف يصح لمسلم أن يجوز حكم المسلمين بأرض الإسلام بغير شرع الله مع القدرة قياسا لحكم الكفار في أرضهم بشرعتهم ، هذا ما لا يصح بحال ، ومعلوم أن النجاشي كان على النصرانية وقومه من النصارى ، وأصول المحرمات من الأمور المتفق عليها بين مختلف الشرائع ، فكان في حكمه بالنصرانية تطبيقا لبعض الإسلام ولا بد ، ثم كيف يصح ضرب الدلائل الشرعية الكثير والقطعية في وجوب الحكم بما أنزل الله ، والرضى بشريعته وعدم جواز الخروج عنها ، بمثل هذا النص الذي أحسن ما يقال فيه أنه نص متشابه مردود إلى محكمات الشريعة.
94 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
95 هو تركي الحمد.
96 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
97 كثيراً من الإنسانية قليلاً من الرهبانية ، نشر بصحيفة الرياض 16/11/2003
http://writers.alriyadh.com.sa/kpage.php?ka=231&art=15841(1/58)
98 لقاء منصور النقيدان في برنامج إضاءات بالعربية
http://www.alarabiya.net/Article.aspx?v=6368
99 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
100 قرار مجمع البحوث بالأزهر.. انكسار.. ونفعية لاتعكس تحولاً جذرياً ، نشر في صحيفة الرياض السعودية 17 /7/ 2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/28.html
101 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
102 11 من سبتمبر...صورتنا الحقيقية ، نشر بصحيفة الرياض 11 / 9 / 2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/32.html
103 من مقال منشور باللغة الإنجليزية في مجلة النيويورك تايمز الأمريكية بعنوان(قول الحقيقة ، مواجهة الجلد) ، (Telling the Truth, Facing the Whip) بتاريخ 28 نوفمبر 2003 ، وهذا هو الجزء الأصلي باللغة الإنجليزية كما هو على موقع المجلة على الإنترنت:
"It was with wrenching disbelief that I came to realize that Islam was not only Wahhabism, and that other forms preached love and tolerance. To rid myself of the pain of that discovery I started writing against Wahhabism, achieving some peace and atonement for my past ignorance and violence.(1/59)
And that is what Saudi Arabia, as a nation, also needs: a rebirth. We need to embrace the pain of it and learn how to accept change. We need patience and the ability to withstand the consequences of our crimes over the past two decades. Only when we see ourselves the way the rest of the world sees us - a nation that spawns terrorists - and think about why that is and what it means will we be able to take the first step toward correcting that image and eradicating its roots".
http://www.nytimes.com/2003/11/28/opinion/28MANS.html?ex=1100062800&en=f2ff9d9ce5cc1939&ei=5070&oref=login
104 (قول الحقيقة ، مواجهة الجلد) ، (Telling the Truth, Facing the Whip) المنشور في النيويورك تايمز بتاريخ 28 نوفمبر 2003 ، وهذا هو الجزء الأصلي باللغة الإنجليزية كما هو على موقع المجلة على الإنترنت:
" As the recent attacks show, now more than ever we are in need of support and help from other countries to help us stand up against our extremist religious culture, which discriminates against its own religious minorities, including Shiites and Sufis"
http://www.nytimes.com/2003/11/28/opinion/28MANS.html?ex=1100062800&en=f2ff9d9ce5cc1939&ei=5070&oref=login
105 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html
106 11 من سبتمبر...صورتنا الحقيقية ، نشر بصحيفة الرياض 11 / 9 / 2003
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/32.html
107 حوار مفتوح لمنتدى الوسطية مع منصور النقيدان بتاريخ 28-12-2002
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/wa1.html(1/60)
108 شهادة شخصية هامة لإمام مسجد سابق: هكذا تعلمت في المسجد .. محاولة للفهم والتفكير بصوت مسموع ، نشر في جريدة إيلاف الإليكترونية الجمعة 8 فبراير 2002 ، ونشر في الطبعة الدولية لصحيفة الوطن السعودية في نفس اليوم
http://www.daralnadwa.com/homepage/mansour/10.html
109 (قول الحقيقة ، مواجهة الجلد) ، (Telling the Truth, Facing the Whip) المنشور في النيويورك تايمز بتاريخ 28 نوفمبر 2003 ، وهذا هو الجزء الأصلي باللغة الإنجليزية كما هو على موقع المجلة على الإنترنت:
"A week ago yesterday I was supposed to appear at the Sahafa police station to receive 75 lashes on my back. I had been sentenced by a religious court because of articles I had written calling for freedom of speech and criticizing Wahhabism, Saudi Arabia's official religious doctrine"
http://www.nytimes.com/2003/11/28/opinion/28MANS.html?ex=1100062800&en=f2ff9d9ce5cc1939&ei=5070&oref=login
110(قول الحقيقة ، مواجهة الجلد) ، (Telling the Truth, Facing the Whip) المنشور في النيويورك تايمز بتاريخ 28 نوفمبر 2003 ، وهذا هو الجزء الأصلي باللغة الإنجليزية كما هو على موقع المجلة على الإنترنت:
" The real problem is that Saudi Arabia is bogged down by deep-rooted Islamic extremism in most schools and mosques, which have become breeding grounds for terrorists. We cannot solve the terrorism problem as long as it is endemic to our educational and religious institutions"
http://www.nytimes.com/2003/11/28/opinion/28MANS.html?ex=1100062800&en=f2ff9d9ce5cc1939&ei=5070&oref=login
??
??
??
??
9(1/61)