هل هناك فرق بين الخمينية والشيعة الإمامية ؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ "
" يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً "
" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً " أما بعد ,,,
إن الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة من أكثر الكتب النافعة التي ظهرت حديثا في بيان الأديان والفرق والأحزاب ؛ لما حوته من بيان لمعظم تلك الأديان والفرق والأحزاب من التعريف بها وأفكارها واعتقاداتها وأماكن تواجدها والمراجع التي يمكن الرجوع إليها , فنفع الله بها خلقا كثيرا من المسلمين , فجزى الله خيرا كل من شارك في إعدادها .
وإن من حكمة الله أن يكون النصح من حق المسلم على أخيه المسلم لما يتضمنه من نفع للناصح والمنصوح , ومن هذا المنطلق فأقدم هذه الكلمات على عجل من باب النصح للقائمين على إعداد هذه الموسوعة الميسرة فيما يختص بفرقة الشيعة والخمينية وهي بعنوان " هل هناك فرق بين الخمينية والشيعة الإمامية ؟ " .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/1)
السبب في كتابة هذه الرسالة :
ورد في هذه الموسوعة المباركة أن الشيعة الإمامية هي تلك الفرقة من المسلمين وصنفت تحت هذا الأساس , أما عند الكلام على الحركات الباطنية والمناوئة للإسلام فقد اعتبرت الخمينية من ضمنها .
وإن الكلام عن الشيعة ليس كالكلام عن غيرها من المسلمين , وذلك لأن (1)هذه الطائفة تحاول القضاء على الإسلام وأهله , وتُسَخِّر لذلك الغرض إمكانيات دولتها , ولها خطط لاختراق العالم الإسلامي على المستوى الديني وعلى المستوى السياسي والإقتصادي , وهذه الخطط منشورة على مواقع الإنترنت , ولعل البعض يتذكر أنه بعد قيام ثورتهم انتشر كلامهم عن مبدأ (تصدير الثورة) , ويقصدون به فرض التشيع بالقوة العسكرية على العالم الإسلامي , فهي ليست كغيرها من الطوائف , بل كما قال الدكتور ناصر القفاري : في كتاب " أصول مذهب الشيعة صـ 9-11 " :
ولعل طائفة الاثني عشرية هي أشد فرق الشيعة سعياً في هذا الباب لإضلال العباد إن لم تكن الفرقة الوحيدة التي تُكثر من التطاول على السنة ، والكيد لها على الدوام مما لا تجده عند فرقة أخرى لعدة أسباب ، منها :
أن هذه الطائفة بمصادرها في التلقي وكتبها وتراثها تمثل نِحْلَة - ديانة - كبرى ، حتى أنهم يسمون مسائل اعتقادهم دين الإمامية .
اهتمام هذه الطائفة بنشر مذهبها والدعوة إليه ، وعندها دعاة متفرغون ومنظمون ، ولها في كل مكان غالباً خلية ونشاط ، وتوجه جل اهتمامها في الدعوة لنحلتها في أوساط أهل السنة .
هي اليوم تسعى جاهدة لنشر مذهبها في العالم الإسلامي ، وتصدير ثورتها ، وإقامة دولتها الكبرى بمختلف الوسائل , وقد تحولت سفارات دولة الشيعة في إيران إلى مركز للدعوة إلى مذهبها في صفوف الطلبة ، والعاملين المسلمين في العالم , وهي تهتم بدعوة المسلمين أكثر من اهتمامها بدعوة الكافرين .
__________
(1) - من كتاب (ماذا تعرف عن الشيعة ؟) للمصنف .(1/2)
هذه الفرقة لها اهتمام دعائي في الدعوة للتقارب مع أهل السنة ، وقد أقامت المراكز، وأرسلت الدعاة ، وأنشأت الجمعيات التي ترفع شعار الوحدة الإسلامية .
هذه الطائفة تُكْثِرُ من القول بأن مذهبها لا يختلف عن مذهب أهل السنة , وأنها مظلومة ومفترى عليها ، ولها اهتمام كبير بالدفاع عن مذهبها ، ونشر الكتب والرسائل الكثيرة للدعاية له ، وتَتَبُّعِ كتب أهل السنة ومحاولة الرد عليها ، مما لا يوجد مثله عند طائفة أخرى .
كثرة مهاجمة هذه الطائفة لأهل السنة ولا سيما صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وطعنها في أمهات كتب المسلمين عبر مؤلفاتهم التي يخرج سنوياً العشرات من الكتب , كذلك مهاجمتها بعنف وضراوة لكل من يكتب عنها , أو يتعرض لمذهبها بالنقد تحت ستار أن هذه الكتابات تعيق التقريب ، وتعرقل مساعي الوحدة الإسلامية ؛ فانصرفت أكثر الأقلام عن الكتابة عنها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت - المصنف - : يمكن أن نضيف بعض أوجه الخطر والذي يمثله هؤلاء :
الطعن في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم , وإثارة الشبهات فيهما (1), حتى إنه لما كان الإمام (ابن حزم الأندلسي) يناظر قساوسة النصارى فإنهم احتجوا عليه بقول الروافض بأن القرآن محرف .
__________
(1) - يعتمد الشيعة في إثارة الشبهات ضد القرآن والسنة على الكذب والتدليس , فمثلا : يُكْثِرون من القول بأن بعض عقائدهم مذكورة في كتب أهل السنة , وأنها موضع اتفاق بين السنة والشيعة , كما تجدهم ينقلون عن أحد من العلماء من أهل السنة أنه يؤيد مذهبهم , أو يرد حديثا لتناقضه في صحيح البخاري أو في صحيح مسلم , وعند مراجعة ذلك تجد أنه ينقل ذلك عن أحد العلماء ثم يجيب عليه , أو يذكر هذا القول مضعفا له , أو لا تجد له ذكرا أصلا , وعلى كل مسلم الحذر من ذلك , وعليه أن يراجع أهل العلم فيما أشكل عليه من أمور دينه .(1/3)
تظاهرهم بحب أهل البيت والانتساب إليهم ؛ مما يجعل أهل السنة ينخدعون بهم ؛ لأن أهل السنة يتقربون إلى الله بحب أهل البيت لأمر الله سبحانه ونبيه صلى الله عليه وسلم بذلك .
محاولتهم من خلال دولتهم في إيران وبالتعاون مع اليهود والنصارى القضاء عسكريا على عدوهم الأول وهم أهل السنة بصفة عامة , أو العرب المسلمين بصفة خاصة أحفاد أبي بكر وعمر وعثمان الذين أزالوا دولتهم فارس لإقامة دولة الفرس مرة أخرى , وما السلاح النووي إلا وسيلة لهم في ذلك , حتى إنه قد صرح رئيسهم الحالي - أحمدي نجاد - في كلمته التي ألقاها في السادس عشر من نوفمبر 2005 أمام حشد من الخطباء الإيرانيين (1): " إن المهمة الرئيسية لحكومته تتلخص في تمهيد الطريق للعودة المجيدة للإمام المهدي - وسيأتي ما يفعله هذا المهدي في العرب وفقا لعقائدهم - " .
يعتبر دين الشيعة الباب الذي يدخل منه الزنادقة والمنافقين والملحدين للطعن في الدين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وسنتناول بحول الله وقوته هذه الرسالة من خلال النقاط التالية :
المطلب الأول : هل الشيعة الإمامية لها عقائد تخرجها من دائرة الإسلام ؟
المطلب الثاني : هل هناك فرق بين الخمينية والشيعة الإمامية ؟
المطلب الثالث : تساؤل عن السبب وراء عدم دخول حزب الله مع حركة أمل ضمن الحركات الباطنية والمناوئة للإسلام .
خاتمة : الآثار المترتبة على تلك التفرقة بين الشيعة الإمامية والخمينية .
أسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعل في هذه الرسالة القبول , وأن ييسر لها ما كنت أرجو منها .
وكتبها
أبوعبدالله هاني المصري
10 من محرم 1429
الموافق 18من يناير 2008
المطلب الأول : هل الشيعة الإمامية لها عقائد تخرجها من دائرة الإسلام ؟
__________
(1) - مقالة بعنوان " المهدي المنتظر والنووي المرتقب " بتاريخ 15/4/2006 , نقلا من موقع فكرة الإسلام .(1/4)
نتناول في هذا المطلب بعضا من عقائد الشيعة الإمامية الإثنى عشرية من أكبر كتب الشيعة الإمامية والتي يأخذون دينهم منها(1) ؛ لكي يكون الحكم عليهم بإنصاف لا بالظن والهوى , وذلك من خلال النقاط التالية :
أولا : ما يتعلق بتوحيد الله عز وجل , وفيها :
أ - وصف الأئمة بصفات الله عز وجل .
ب - العكوف على قبور أئمتهم , واتخاذها مساجد , وقبلة للصلاة .
جـ - مشاركة أئمتهم لله في التحليل والتحريم .
وفيما يلي تفصيل ذلك :
أ - الروايات التي تصف الأئمة بصفات الله عز وجل
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعتقد الشيعة أن لأئمتهم الإثنى عشر ما لله من الصفات فتعتقد بأن علي ابن أبي طالب هو الأول الآخر الظاهر الباطن وأنه بكل شئ عليم , والدليل على ذلك الرواية التالية :
عن أبي ذر : قال علي عليه السلام للشمس : السلام عليك يا خلق الله الجديد المطيع له , فسمعوا دويا من السماء وجواب قائل يقول : " وعليك السلام يا أول ، يا آخر ، يا ظاهر ، يا باطن ، يا من هو بكل شيء عليم ، فلما سمع أبو بكر وعمر والمهاجرون والأنصار كلام الشمس صعقوا " . [ كتاب سليم بن قيس (2) صـ 453 , 454 - الطبعة المحققة لمحمد باقر الزنجاني , بحار الأنوار 41/180 .].
__________
(1) - تلخيصا من كتاب (هل هناك تناقض في دين الشيعة؟) للمصنف .
(2) - تعتقد الشيعة بأن كتاب سليم بن قيس في أعلى درجات الصحة ؛ لأن راويه وهو أبان بن أبي عياش قد قرأه على (علي بن الحسين) إمامهم المعصوم فقال : " صدق سليم " .[ الاعتقادات لابن بابويه القمي الملقب بـ(الصدوق) صـ 123 , الغيبة لشيخ الطائفة الطوسي صـ 194 - تحقيق : عباد الله الطهراني , والشيخ علي أحمد ناصح - الناشر : مؤسسة المعارف الإسلامية / قم, بحار الأنوار 1/79 .].(1/5)
كان أمير المؤمنين كثيرًا ما يقول : " لقد أعطيت خصالاً ما سبقني إليها أحد قبلي ، علمت المنايا , والبلايا , والأنساب , وفصل الخطاب ، فلم يفتني ما سبقني , ولم يعزب عنّي ما غاب عنّي " . [ أصول الكافي 1/196-197، وروايات أخرى بهذا المعنى، وكلّها ساقها في (باب أنّ الأئمّة هم أركان الأرض) , بصائر الدرجات للصفار صـ 221 , بحار الأنوار 26/147.] .
قال أبو عبد الله عليه السلام : " إنّي لأعلم ما في السّماوات وما في الأرض , وأعلم ما في الجنّة , وأعلم ما في النّار، وأعلم ما كان وما يكون " (1). [أصول الكافي 1/261, بحار الأنوار 26/111 , تفسير الصافي 3/151.].
عن سيف التمار قال : كنا مع أبي عبد الله عليه السلام جماعة من الشيعة في الحجر فقال : علينا عين ؟ فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدًا ، فقلنا : ليس علينا عين , فقال : وربّ الكعبة وربّ البنية - ثلاث مرّات - لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أنّي أعلم منهما(2) , ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما ؛ لأنّ موسى والخضر عليهما السّلام أعطيا علم ما كان , ولم يُعطيا علم ما يكون , وما هو كائن حتى تقوم السّاعة ، وقد ورثناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وراثة " . [ أصول الكافي 1/260-261, بصائر الدرجات صـ 149 , بحار الأنوار 13/300-301.].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
__________
(1) - قلت : وتكملة هذه الرواية : " قال - أي الراوي - : ثم مكث هنية , فرأى أن ذلك كبر على ما سمعه منه , فقال : علمت ذلك من كتاب الله عز وجل , إن الله عز وجل يقول : (فيه تبيان كل شئ) " .
قلت : وهل هذا نموذج آخر من نماذج تحريفهم لكتاب الله ؛ لأن الله يقول : (تبيانا لكل شئ) , كما قال الدكتور/ ناصر القفاري : أن واضع هذه الرواية أعجمي جاهل بالقرآن .
(2) - قلت : لذلك من عقائد الشيعة أن أئمتهم أعلم من الأنبياء وأفضل منهم .(1/6)
تعتقد الشيعة بأن الله يجري أرزاق العباد على أيدي الأئمة , وإليك أخي الحبيب الرواية التالية التي تدل على ذلك :
قال علي بن الحسين عليه السلام : " لا تنامن قبل طلوع الشمس , لأني أكرهها لك ؛ إن الله يقسم في ذلك الوقت أرزاق العباد , على أيدينا يجريها " . [ وسائل الشيعة للحر العاملي 6/499 , بحار الأنوار 46/24.].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ب - العكوف على قبور أئمتهم واتخاذها مساجد وقبلة للصلاة .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
كتب الشيعة مشحونة بروايات عن أئمتهم تجعل من دينهم زيارة قبور أئمتهم , والطواف حولها , واتخاذها مكانا للصلاة , بل و جعلها قبلة للصلاة , وإليك أخي الحبيب ما يدل على ذلك :
عن أبي عبدالله - عليه السلام - قال للراوي - وهو بشير الدهان - : " يا بشير , إن الرجل منكم ليغتسل في شاطئ الفرات , ثم يأتي قبر الحسين عارفًا بحقه , فيعطيه الله بكل قدم يرفعها أو يضعها مائة حجة مقبولة ، ومائة عمرة مبرورة ، ومائة غزوة مع نبي مرسل إلى أعداء الله , وأعداء رسوله " . [ كامل الزيارات لجعفر بن محمد بن قولويه (ت.368) صـ 185 - تحقيق : الشيخ جواد القيومي ولجنة التحقيق - الناشر : مؤسسة نشر الفقاهة - الطبعة الأولى , وسائل الشيعة للحر العاملي 10/379 , بحار الأنوار 98/87 .].(1/7)
عن أبي عبدالله - عليه السلام - قال : " من أتى قبر الحسين عارفًا بحقّه في غير يوم عيد كتب الله له عشرين حجّة وعشرين عمرة مبرورات مقبولات , ومن أتاه في يوم عيد كتب الله له مائة حجّة ومائة عمرة , ومن أتاه يوم عرفة عارفًا بحقّه كتب الله له ألف حجّة , وألف عمرة مبرورات متقبّلات ، وألف غزوة مع نبي مرسل أو إمام عادل " . [ الكافي 1/324 ، الأمالي لشيخ الطائفة الطوسي صـ 201 - الناشر : دار الثقافة / قم - الطبعة الأولى , كامل الزّيارات لابن قولويه صـ 169 ، وسائل الشّيعة للحر العاملي 10/359 , بحار الأنوار 98/85 .].
عن هارون بن خارجة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : " سألته عمن ترك الزيارة - زيارة قبر الحسين عليه السلام - من غير علة ، فقال : هذا رجل من أهل النار ". [ كامل الزيارات لابن قولويه صـ 357 , وسائل الشيعة: 10/336-337 , بحار الأنوار 98/5 .].
عن المفضل بن عمر قال : قال أبوعبدالله عليه السلام في حديث طويل في زيارة الحسين : " ثم تمضي يا مفضل إلى صلاتك , ولك بكل ركعة تركعها عنده - أي : عند قبر الحسين - كثواب من حجّ ألف حجّة ، واعتمر ألف عمرة ، وأعتق ألف رقبة ، وكأنّما وقف في سبيل الله ألف مرّة مع نبي مرسل" . [ تهذيب الأحكام لشيخ الطائفة الطوسي باب(حد حَرَم الحسين عليه السلام , وفضل كربلاء , وفضل الصلاة عند قبره) حديث رقم(9) 6/73 .].(1/8)
قال الدكتور ناصر القفاري معلقا على هذه الروايات : مما يكشف أن هذه الروايات هي ثمرة مؤامرة ضد الأمة لصرفها عن بيت ربها، والعمل على إفساد أمرها، وتفريق اجتماعها , والحيلولة دون تلاقيها في هذا المؤتمر السنوي العام أن هذه الروايات خصت زيارة الحسين يوم عرفة بفضل خاص، وذكر الرواية المشار إليها , ثم قال : وتكاد بعض رواياتهم تصرح بالهدف، فهذا جعفرهم يقول : " لو أنّي حدّثتكم بفضل زيارته وبفضل قبره لتركتم الحجّ رأسًا وما حجّ منكم أحد، ويحك أما علمت أنّ الله اتّخذ كربلاء حرمًا آمنًا مباركًا قبل أن يتّخذ مكّة حرمًا " [ بحار الأنوار: 101/33، كامل الزّيارات ص266.].
قال الدكتور ناصر القفاري في كتاب (أصول مذهب الشيعة) : فأنت تلاحظ أنه صرح من طرف خفي أن ترك الحج وزيارة كربلاء أولى , وقال: "إنّ الله يبدأ بالنّظر إلى زوّار قبر الحسين بن علي عشيّة عرفة قبل نظره إلى أهل الموقف ، قال - أي الراوي - : وكيف ذلك ؟ , قال أبو عبد الله - كما يزعمون - : لأنّ في أولئك أولاد زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا [الوافي للفيض الكاشاني : 8/222.] ، وأولاد الزّنا عند الشّيعة هم غير الشّيعة من المسلمين , يدلّ على ذلك ما جاء في الكافي عن أبي جعفر قال : " والله إنّ النّاس كلّهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا " . [الكافي : 8/135 ، بحار الأنوار 24/311 ]. انتهى
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جـ - مشاركة أئمتهم لله في التحليل والتحريم :
أولا : الروايات التي تثبت أن الأئمة يشاركون رب العالمين في التحليل والتحريم والتصرف في الدنيا والاخرة :(1/9)
عن أبي جعفر الثاني - عليه السلام - قال : " خلق الله محمّدًا , وعليًّا , وفاطمة , فمكثوا ألف دهر , ثم خلق جميع الأشياء , فأشهدهم خلقها , وأجرى طاعتهم عليها , وفوّض أمورهم إليها ، فهم يحلّون ما يشاءون ويحرّمون ما يشاءون " . [ أصول الكافي: 1/441، بحار الأنوار 25/340 .].
عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال للراوي : " أما علمت أن الدنيا والآخرة للإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء ، جائز له ذلك من الله " . [ أصول الكافي 1/409 , من لا يحضره الفقيه للصدوق 2/39 (بدون لفظ الآخرة).].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثانيا : ما يتعلق بإعتقاد الشيعة تحريف القرآن
تعتقد الشيعة الإمامية الإثنى عشرية تحريف كتاب رب العالمين , ونبين ذلك في النقاط التالية :
الروايات التي تثبت تحريف القرآن , وأقوال أكابر شيوخهم
الروايات
وردت روايات في أمهات كتب الشيعة عن أئمتهم من آل البيت - كذبا وزورا - تثبت أن القرآن الذي أنزله الله على النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد حرفه الصحابة ؛ لأنهم كانوا منافقين , وقد أنزل الله فضائحهم في القرآن , فأرادوا محو ذلك , كما أن الله قد أمر الصحابة بولاية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وأن الله قد نص عليه بأنه هو الخليفة بعد رسول الله هو وأولاده , فأراد الصحابة اغتصاب الخلافة منه حبا منهم في الدنيا , فأزالوا ذلك من القرآن بزعمهم .
وإليك أخي الحبيب ما يدل على ذلك الكفر :
أول هذه الروايات ما ينسبونه إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن عمر بن الخطاب فاروق هذه الأمة هو الذي حرف القرآن , ونص هذه الرواية هو :(1/10)
قال حذيفة : " فقلت : يا رسول الله , وفي أمتك وأصحابك من ينتهك هذه المحارم ؟ , قال : نعم , يا حذيفة جبت من المنافقين يرتاس عليهم , ويستعمل في أمتي الرؤيا , ويحمل على عاتقه درة الخزي - ومن المعلوم أن الخليفة الذي اشتهر بحمله الدرة هو عمر بن الخطاب - , ويصد الناس عن سبيل الله , ويحرف كتاب الله , ثم قال حذيفة بعد ذلك : فاستجاب الله دعوة مولاي عليه أفضل الصلاة والسلام على ذلك المنافق - أي الفاروق عمر - , وجرى كما جرى قتله على يد قاتله , رحمة الله على قاتله (1)." .[ بحار الأنوار 95/351 .].
عن ميسر عن أبي جعفر عليه السلام قال : " لولا أنه زيد في كتاب الله ونقص منه لما خفي حقنا على ذي حجى " . [ بحار الأنوار 89/55 حديث رقم 25 - دار إحياء التراث العربي - بيروت - الطبعة الثالثة ) , التفسير الصافي للكاشاني 1 / 41 - تحقيق : الشيخ حسين الأعلمي - الناشر : مكتبة الصدر - طهران - الطبعة الثانية .]
قلت : تشير هذه الرواية إلى أن القرآن محرف , ولولا ذلك لعلمنا بحق أئمتهم الإثنىعشر في خلافة وإمامة المسلمين .
__________
(1) - قلت : يقصد أبا لؤلؤة المجوسي , يا دعاة التقريب , هل من نصح لهؤلاء الذين يلعنون خير البشر بعد الأنبياء وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم , ويترحمون على قاتليهم من المجوس .(1/11)
عن أمير المؤمنين علي (ع) قال : " كأني بالعجم فساطيطهم في مسجد الكوفة يعلمون الناس القرآن كما أنزل ، قلت - أي الراوي - : يا أمير المؤمنين , أو ليس هو كما أنزل ؟ فقال : لا ، محي منه سبعون من قريش بأسمائهم وأسماء آبائهم، وما ترك أبو لهب إلا إزراء على رسول الله - صلى الله عليه وآله (1)- لأنه عمه " . [ النعماني/ الغيبة صـ 171- 172 , ( ن1: صـ 318 - الناشر : مكتبة الصدوق / طهران - تحقيق علي أكبر الغفاري) ، بحار الأنوار : 92/60 . ] .
عن ابن سنان عن أبي عبد الله عليه السلام قال : " من كان كثير القراءة لسورة الأحزاب كان يوم القيامة في جوار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأزواجه , ثم قال : سورة الأحزاب فيها فضايح الرجال والنساء من قريش وغيرهم , يا ابن سنان , إن سورة الأحزاب فضحت نساء قريش من العرب , وكانت أطول من سورة البقرة , ولكن نقصوها وحرفوها " . [ ثواب الأعمال صـ 110- الناشر : منشورات الرضا - الطبعة الثانية.].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إجماعات عن علماء الشيعة الإمامية على أن القرآن محرف :
__________
(1) - لاحظ أخي الحبيب أنهم لا يقولون (وصحبه) عند التسليم على النبي صلى الله عليه وسلم - كما سبق وذكرت - ؛ إذ أنهم يعتقدون كفرهم , ولذلك أيضا تجد هذه المقولة حتى في قنواتهم الدعائية كـ (الكوثر , والأنوار , والمنار) .(1/12)
قال شيخ الشيعة المفيد : " إن الأخبار قد جاءت مستفيضة عن أئمة الهدى من آل محمد صلى الله عليه وسلم باختلاف القرآن وما أحدثه بعض الطاعنين فيه من الحذف والنقصان" [ أوائل المقالات: صـ 80 - طبعة دار المفيد - الطبعة الثانية بموافقة اللجنة المشرفة على المؤتمر العالمي لألفية الشيخ المفيد . ] , ويقول: " واتفقوا - أي الإمامية - على أن أئمة الضلال - يعني أبا بكر وعمر وعثمان وباقي الصحابة - خالفوا في كثير من تأليف القرآن , وعدلوا فيه عن موجب التنزيل وسنة النبي ( ص )(1) " . [ أوائل المقالات: صـ 46.].
قال هاشم البحراني في مقدمة تفسيرالبرهان : " اعلم أن الحق الذي لا محيص عنه بحسب الأخبار المتواترة الآتية وغيرها أن هذا القرآن الذي في أيدينا قد وقع فيه بعد رسول الله شيء من التغييرات ، وأسقط الذين جمعوه بعده كثيراً من الكلمات والآيات , وأن القرآن المحفوظ عما ذكر الموافق لما أنزله الله تعالى ما جمعه علي عليه السلام وحفظه إلى أن وصل إلى ابنه الحسن عليه السلام , وهكذا إلى أن انتهى إلى القائم عليه السلام - أي مهديهم - وهو اليوم عنده صلوات الله عليه " . [ البرهان لهاشم البحراني - المقدمة صـ36.].
__________
(1) - قلت : كتابة ( ص ) بعد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم بدلا من صلى الله عليه وسلم قد عَدَّه العلماء من الأمور المبتدعة ؛ لأن الصلاة على النبي من العبادات , ومن المعلوم أن العبادات تفعل وفق ما جاء به الشرع , وهذه الطريقة لم تأت في الشرع , فمن أراد أن يكتب الصلاة على النبي فليكتبها كاملة .(1/13)
قال نعمت الله الجزائري (1) : " إن الأصحاب قد أطبقوا على صحة الأخبار المستفيضة ، بل المتواترة الدالة بصريحها على وقوع التحريف في القرآن كلاماً , ومادة , وإعراباً , والتصديق بها " . [ نقل ذلك عنه النوري الطبرسي في كتاب (فصل الخطاب في تحريف كتاب رب الأرباب) صـ31. ].
قال المجلسي في كتاب (مرآة العقول) في شرح باب " إن القرآن كله لم يجمعه إلا الأئمة عليهم السلام" ما لفظه : " لا يخفى أن هذا الخبر وكثيراً من الأخبار الصحيحة صريحة في نقص القرآن وتغييره , وعندي أن الأخبار في هذا الباب متواترة معنى، وطرح جميعها يوجب رفع الاعتماد عن الأخبار رأساً، بل ظني أن الأخبار في هذا الباب لا يقصر عن أخبار الإمامة فكيف يثبتونها بالخبر " .
قلت - المصنف - : أي أن أمر تحريف القرآن ثابت عندهم سواء جاءت بذلك روايات عن أئمتهم لتثبت ذلك أم لم تجئ ؛ لاشتهار ذلك عندهم , فهي منقولة بما يستحيل الكذب معها , ويبين ذلك النقل التالي :
__________
(1) - قال عنه الخوانساري في ترجمته " كان من أعاظم علمائنا المتأخرين ، وأفاخم فضلائنا المتبحرين ، وواحد عصره في العربية والأدب والفقه والحديث ، وأخذ حظه من المعارف الربانية بحثه الأكيد وكده الحثيث ، لم يعهد مثله في كثرة القراءة على أسانيد الفنون ، ولا في كسبه الفضائل من أطراف الخزون بأصناف الشجون , كان من مشرب الأخبارية كثير الاعتناء والاعتداد بأرباب الاجتهاد ، وناصر مذهبهم في مقام المقالة منهم بأصحاب العناد وأعوان الفساد ، صاحب قلب سليم , ووجه وسيم , وطبع مستقيم ، ومؤلفات مليحة ، ومستطرفات في السير والآداب والنصيحة ، ونوادر غريبة في الغاية وجواهر من أساطير أهل الرواية ، وأبسط تصانيفه شرحه الكبير على (تهذيب الحديث) في نحو إثني عشر مجلداً، وكتاب (الأنوار النعمانية) المشتملة على ما كان من ثمر عمره جيداً " . [ روضات الجنات للخوانساري 8/150.] ..(1/14)
قال المازندراني - معلقا على حديث أن القرآن سبعة عشر ألف آية , وقد ذكر قولا عن شيخهم الطبرسي : " أن آي القرآن ستة آلاف وخمسمائة - : " أقول - أي المازندراني - : كان الزائد على ذلك مما في الحديث سقط بالتحريف , وإسقاط بعض القرآن وتحريفه ثبت من طرقنا بالتواتر معنى كما يظهر لمن تأمل كتب الأحاديث - يعني كتب أحاديثهم - من أولها إلى آخرها . " [شرح جامع على كتاب (الكافي) للمازندراني 11/88 - الطبعة التي بها تعليق الميرزا أبو الحسن الشعراني .].
يقول ملا محسن الفيض الكاشاني : " القرآن الذي بين أظهرنا ليس بتمامه ، كما أنزل على محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، بل منه ما هو خلاف ما أنزل الله ، ومنه ما هو مغير محرف ، وأنه قد حذف عنه أشياء كثيرة منها اسم علي (1)- عليه السلام - في كثير من المواضع ، ومنها غير ذلك ، وأنه ليس أيضاً على الترتيب المرضي عند الله وعند رسوله صلى الله عليه وآله وسلم" [ تفسير الصافي: 1/49.].
قال آيتهم الخوئي - مرجع الشيعة في العراق في هذا العصر - : " إن كثرة الروايات (رواياتهم في تحريف القرآن) من طريق أهل البيت تورث القطع بصدور بعضها عن المعصومين ، ولا أقل من الاطمئنان بذلك ، وفيها ما روي بطريق معتبر" . [ تفسير البيان للخوئي صـ 226 , ونقل عنه ذلك محمد باقر الحكيم .] .
قال الدكتور ناصر القفاري : قد وقع بيدي كتاب من كتب الأدعية عندهم باللغة الأردية موثق من ستة من شيوخ الشيعة ، وصف كل منهم بأنه " آية عظمى " منهم (الخوئي) - وقد ذكرت كلامه في التحريف في النقل السابق - و(الخميني) وشريعتمداري , وفي هذا الكتاب الموثق من هؤلاء الآيات دعاء بالعربية بحدود صفحتين يتضمن لعن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وابنتيهما أمهات المؤمنين عائشة وحفصة رضي الله عنهما ، ومما جاء في هذا الدعاء :
__________
(1) - سيأتي قريبا نماذج لهذا التحريف .(1/15)
" اللهم العن صنمي قريش وجبتيها ، وطاغوتيها ، وإفكيها ، وابنتيهما الذين خالفا أمرك , وأنكرا وحيك , وجحدا إنعامك , وعصيا رسولك ، وقلبا دينك ، وحرفاً كتابك " . [تحفة العوام مقبول لمنصور حسين صـ 423-424.] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ب - نماذج من هذا التحريف
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أنقل في هذه النقطة نقولات عن أئمة الشيعة المعصومين ينطقون فيها آيات من كتاب الله محرفة وغير موافقة لكتاب رب العالمين :
عن أبي جعفر عليه السلام قال : " نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد هكذا (إن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا في علي فأتوا بسورة من مثله) " . [ أصول الكافي 1/417 حديث رقم 26 , بالرغم من أن شيخهم المجلسي في بحار الأنوار 35/57 بدون " عبدنا " . ].
قلت : وجه التحريف أن هؤلاء الكفرة زادوا في الآية (في علي) ويقصدون علي بن أبي طالب ؛ ليثبتوا أن الله قد اختاره , ولكن الصحابة حرفوا القرآن حسدا منهم لعلي , فما رأيكم يا دعاة التقريب ؟ .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن أبي جعفر عليه السلام قال : " نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد هكذا: (فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم قولاً غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزاً من السماء بما كانوا يفسقون) " . [ تفسير العياشي 1/45- تفسير الصافي 1/136, بحار النوار 24/222.] .
قلت : وجه التحريف أن هؤلاء زادوا في الآية (آل محمد حقهم) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال : " نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد (بئسما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي ) " . [ أصول الكافي 1/417 , بحار الأنوار 23/372.].
قلت : وجه التحريف أن هؤلاء زادوا في الآية (في علي) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/16)
عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : ( ومن يطع الله ورسوله في ولاية علي والأئمة عليهم السلام من بعده فقد فاز فوزا عظيما ) , قال : " هكذا نزلت والله " . [ تفسير القمي 2/198, بحار الأنوار 35/57 .].
قلت : وجه التحريف أن هؤلاء زادوا في الآية (في ولاية علي والأئمة عليهم السلام من بعده) , ويستطيع كل من له أدنى له صلة بكتاب الله أن يقطع بأن هذا من وضع كافر ملحد لا يحسن العربية لركاكة اللفظ , وعدم ملائمته لنظم الآية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن أبي عبدالله عله السلام : (والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد في علي) , قال : " هكذا نزلت " . [ تفسير القمي 2/301 , بحار الأنوار 64/50 .].
قلت : وجه التحريف أن هؤلاء زادوا في الآية (في علي) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى : ( لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار الذين اتبعوه في ساعة العسرة ) , قال الصادق : " هكذا نزلت " . [ تفسير القمي 1/297 , بحار الأنوار 21/220.].
قلت : وجه التحريف أن الله أنزل هذه الآية (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار) , ولكن هؤلاء المنتسبين إلى آل البيت كذبا وزورا بدلوا الآية إلى (لقد تاب الله بالنبي على المهاجرين والأنصار) , والمعنى أن الله قد أرسل النبي صلى الله عليه وسلم ليتوب به على المهاجرين والأنصار , وهذا ما قد فسره إمامهم المعصوم في الراوية التالية :(1/17)
قال أبان - أي الراوي - : " فقلت له يا ابن رسول الله : إن العامة - أي أهل السنة - لا تقرأ كما عندك , فقال : وكيف تقرأ يا أبان ؟ , قال : قلت : إنها تقرأ (لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار) , فقال : ويلهم , وأي ذنب كان لرسول الله حتى تاب الله عليه منه , إنما تاب الله به على أمته " .[ بحار الأنوار 28/192- الناشر : مؤسسة الوفاء - بيروت - الطبعة الثانية .].
قلت : وكيف يقرأ هؤلاء قول الله في سورة الفتح : (إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) , وقوله عز وجل في سورة التوبة (عفا الله عنك لم أذنت لهم) , وقوله في سورة الإنشراح (ورفعنا عنك وزرك الذي أنقض ظهرك) , وغيرها من تلك الآيات .
وقد أقحم هؤلاء عقولهم في دين الله فظنوا أن الأنبياء لا يعصون , وأن معصية الأنبياء تنافي مقام النبوة , ولم يفرقوا بين كبائر الذنوب والكذب والخيانة , وبين غيرها من المعاصي .
فإن الأنبياء معصومون من كبائر الذنوب والكذب والخيانة بإجماع المسلمين , أما صغائر الذنوب فليسوا بمعصومين منها , قال الله في حق نبيه داود صلى الله عليه وعلى نبينا وسلم : (وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعا وأناب) , وهذه التوبة وهذا الاستغفار مما يحبه الله ويكون حال العبد أكمل بعد التوبة إذا استوفى أركانها وشروطها , قال الله : (إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قرأ قوله تعالى : (وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل بظلمه وسوء سريرته والله لا يحب الفساد) .[ شرح أصول الكافي للمازندراني 12 / 404 - حديث رقم 435 , قال بعده الشارح : فيه وفيما بعده من الأحاديث دلالة على وقوع التغيير في الآيات المذكورة والله أعلم . ](1/18)
قلت : وجه التحريف أن هؤلاء الشيعة حرفوا قول الله بزيادة لفظ (بظلمه وسوء سريرته) , وقد أشار شيخهم المجلسي في بحار الأنوار بأنها نزلت في الثاني أي الفاروق عمر بن الخطاب ونص كلامه : " ونزلت في الثاني , ويقال في معاوية " . [ بحار الأنوار 9/189 حديث رقم 21 .].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
في قوله تعالى (ولقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة ) قال أبو عبد الله عليه السلام : " ما أذلة وفيهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , وإنما نزل : (لقد نصركم الله ببدر وأنتم ضعفاء ) " .[ القمي 1/122- بحار الأنوار 89/63 , بالرغم من أن العياشي ذكر عن أبي عبدالله أنها " قليل " وليست " ضعفاء " ] .
عن أبي جعفر - عليه السلام - قال : " نزل جبرائيل بهذه الآية على محمد - صلى الله عليه وسلم - هكذا : (بئس ما اشتروا به أنفسهم أن يكفروا بما أنزل الله في علي بغياً) " . [ الكافي 1/417 , بحار الأنوار 36/98 .].
عن الباقر - عليه السلام - : " ( وإذا قيل لهم ماذا انزل ربكم في علي قالوا أساطير الأولين) , قال : " نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا " .[ بحار الأنوار 36/104.].
قلت : تبين الروايتين السابقتين أن الشيعة تعتقد بأن الصحابة أزالوا من الآية اسم أمير المؤمنين (علي) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال : " قلت : له ما الحجة في كتاب الله إن آل محمد هم أهل بيته ؟ قال : قول الله تبارك وتعالى ( إن الله اصطفى آدم ونوحاً وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد على العالمين ) , قال : هكذا نزلت " . [ تفسير العياشي 1 / 168 - 169 , تفسير الصافي 1 / 330 .] .
قلت : يعتقد الشيعة أن الصحابة قد أزالوا من الآية (آل محمد) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/19)
عن أبي عبد جعفر - عليه السلام - قال : " نزل جبرائيل بهذه الآية هكذا ( وقال الظالمون آل محمد حقهم غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد رجزا من السماء بما كانوا يفسقون ) " ً. [ بحار الأنوار 89/64 .] .
قلت : يعتقد الشيعة أن الصحابة قد أزالوا من الآية (آل محمد حقهم) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن أبي عبدالله عليه السلام قال : " إن القرآن الذي جاء به جبرائيل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وآله سبعة عشر ألف آية " . [ أصول الكافي 2/634 - صححه : علي أكبر الغفاري - الناشر: دار الكتب الإسلامية .] .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: " نزل جبرائيل - عليه السلام - على محمد بهذه الآية هكذا : (يا أيها الذين أتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا في علي نوراً مبيناً) " . [أصول الكافي 1/417.].
قال الدكتور ناصر القفاري معلقا على هذه الرواية : ويلاحظ هنا أنه خلط بين أكثر من آية فأول الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ آمِنُواْ بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَكُم} هي الآية 47 من سورة النساء، فأقحم مع هذه الآية قوله: {نُورًا مُّبِينًا} ، وهي جزء من آية أخرى في نفس السورة وهي : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا} الآية 174 من سورة النساء.].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ثالثا : تكفير الشيعة الإمامية للصحابة كلهم إلا نفر يسير :
تعتقد الشيعة بأن الصحابة ارتدوا بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا نفرا قليلا ,وإليك أخي الحبيب ما يثبت ذلك من رواياتهم :(1/20)
عن أبي جعفر عليه السلام قال : " كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وسلم إلا ثلاثة ، فقلت - أي الراوي - : ومن الثلاثة ؟ فقال : المقداد بن الأسود ، وأبو ذر الغفاري ، وسلمان الفارسي " . [ رجال الكشي صـ6 ، الكافي 8/245 .].
عن سلمان الفارسي قال : قال علي عليه السلام : " إن الناس كلهم ارتدوا بعد موت رسول الله صلى الله عليه وآله , غير أربعة " . [ كتاب سليم بن قيس صـ 162- تحقيق : الشيخ محمد باقر الأنصاري , بحار الأنوار 28/282 , وقد ذكرها الطبرسي صاحب كتاب الاحتجاج ناقلا إياها عن نفس الكتاب (سليم بن قيس ) , وعن نفس الصحابي , لكن بلفظ " إن الناس ارتدوا بعد رسول الله إلا من عصمه الله بآل محمد " كتاب الإحتجاج 1 / 113 - تحقيق : السيد محمد باقر الخراسان - الناشر : دار النعمان للطباعة والنشر .] .
عن عبد الملك بن أعين أنه كان يسأل أبا عبد الله رضي الله عنه فلم يزل يسأله حتى قال له : فهلك الناس إذًا ؟ فقال : إي والله يا ابن أعين هلك الناس أجمعون ، قلت : من في الشرق ومن في الغرب؟ قال - الراوي - : فقال - إمامهم - : إنها فتحت على الضلال إي والله هلكوا إلا ثلاثة , ثم لحق أبو ساسان(1) , وعمار ، وشتيرة ، وأبو عمرة , وصاروا سبعة ". [ رجال الكشي صـ 7 , بحار الأنوار 22/352 حديث رقم 78 , وعزاه إلى الكشي .].
قال أبو عبدالله - عليه السلام - : " فوالله ما وفى بها إلا سبعة نفر : سلمان ، وأبو ذر ، وعمار ، والمقداد بن الأسود الكندي ، وجابر بن عبد الله الأنصاري ، ومولى لرسول الله صلى الله عليه وسلم، يقال له الثبيت ، وزيد بن أرقم " . [ قرب الإسناد لأبي العباس الحميري (ت.300هـ) صـ 38 ( ن1: صـ 79 - تحقيق مؤسسة آل البيت لإحياء التراث / قم - الطبعة الأولى ) ، بحار الأنوار 22/322.] .
__________
(1) - قلت : هؤلاء أناس من الصحابة ناصروا علي بن أبي طالب بحسب اعتقاد الشيعة ؛ لذلك لم يكفروا .(1/21)
سُئِلَ الصادق : " ومن أعداء الله أصلحك الله ؟ قال : الأوثان الأربعة ، قال: قلت : من هم ؟ قال : أبو الفصيل ، ورمع ، ونعثل (1)، ومعاوية ، ومن دان دينهم ، فمن عادى هؤلاء فقد عادى أعداء الله " . [ تفسير العيّاشي 2/116 - بحار الأنوار 27/58 .].
قال شيخ الدولة الصفوية (2) المجلسي في بيانه لهذه المصطلحات : " أبو الفصيل أبو بكر ؛ لأنّ الفصيل
والبكر متقاربان في المعنى ، ورمع مقلوب عمر ، ونعثل هو عثمان كما صرح به في كتب اللغة " . [ تفسير العياشي 2/16 , بحار الأنوار27/58 .].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
__________
(1) - تعتقد الشيعة أن النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي سمى ذا النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه باسم (نعثل)
, وذلك في رواية نصها : " أن عائشة قالت لعثمان : يا نعثل , يا عدو الله , إنما سماك رسول الله باسم نعثل اليهودي الذي باليمن " . [ بحار الأنوار 31/297 .]. , كما يعتقدون أنه قتل ابنة النبي صلى الله عليه وسلم , عن أبي جعفر عليه السلام في قوله تعالى : " أيحسب أن لن يقدر عليه أحد " , قال أبو جعفر عليه السلام : يعني نعثل في قتله ابنة النبي صلى الله عليه وسلم .[ بحار الأنوار 9/252 .].
قلت : وهكذا افتراءات لا نهاية لها , بل ويجعلونها دينا .
(2) - الدولة الصفوية : نسبة إلى مؤسسها إسماعيل الصفوي من سلالات الفرس , وقد أسس دولته في أذربيجان ثم فارس والعراق عام 1500 م , وأعلن أن الدين الشيعي هو دين الدولة , وحارب أهل السنة . نقلا من كتاب " وجاء دور المجوس " للدكتور عبدالله محمد الغريب صـ 86 . طـ مكتبة الرضوان مصر .(1/22)
عن جعفر بن محمد عليه السلام قال : " يؤتى بجهنم لها سبعة أبواب ، بابها الأول للظالم وهو زريق ، وبابها الثاني لحبتر ، والباب الثالث للثالث ، والرابع لمعاوية ، والباب الخامس لعبد الملك ، والباب السادس لعسكر بن هوسر ، والباب السابع لأبي سلامة ، فهم أبواب لمن اتبعهم " . [ تفسير العياشي 2/243 - تفسير البرهان 2/345 .].
قال المجلسي في تفسير هذا النص : " زريق كناية عن الأول ؛ لأن العرب تتشاءم بزرقة العين ، والحبتر هو الثعلب، ولعله إنما كنى عنه لحيلته ومكره ، وفي غيره من الأخبار وقع بالعكس وهو أظهر؛ إذ الحبتر بالأول أنسب , ويمكن أن يكون هنا أيضًا المراد بذلك ، إنما قدم الثاني لأنه أشقى وأفظ وأغلظ ، وعسكر بن هوسر كناية عن بعض خلفاء بني أمية أو بني العباس ، ويحتمل أن يكون عسكر كناية عن عائشة وسائر أهل الجمل ؛ إذ كان اسم جمل عائشة عسكرًا , وروي أنه كان شيطانًا " . [ بحار الأنوار 4/378, 8/220 , (ن1: 8/301 - 302 طـ . مؤسسة الوفاء - بيروت) .].
عن أبي حمزة الثمالي : عن علي بن الحسين عليه السلام قال : " قلت له : اسألك , جعلت فداك عن ثلاث خصال , انف عني فيه التقية , قال : فقال : ذلك لك , قلت : اسألك عن فلان وفلان , قال : فعليهما لعنة الله بلعناته كلها , ماتا والله وهما كافران مشركان بالله العظيم " . [ بصائر الدرجات للصفار صـ 29 - الناشر : مؤسسة الأعلمي - طهران .].(1/23)
عن محمد بن مسلم قَالَ : " سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ (عَلَيْهِ السَّلام) يَقُولُ لَمَّا احْتُضِرَ الْحَسَنُ بن علي (عَلَيْهما السَّلام) قَالَ لِلْحُسَيْنِ يَا أَخِي إِنِّي أُوصِيكَ بِوَصِيَّةٍ فَاحْفَظْهَا فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَهَيِّئْنِي ثُمَّ وَجِّهْنِي إِلَى رَسُولِ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) لاحْدِثَ بِهِ عَهْداً ثُمَّ اصْرِفْنِي إِلَى أُمِّي فَاطِمَةَ (عليها السلام) ثُمَّ رُدَّنِي فَادْفِنِّي بِالْبَقِيعِ وَاعْلَمْ أَنَّهُ سَيُصِيبُنِي مِنَ الْحُمَيْرَاءِ مَا يَعْلَمُ النَّاسُ مِنْ صَنِيعِهَا وَعَدَاوَتِهَا لله وَلِرَسُولِهِ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) وَعَدَاوَتِهَا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ , فَلَمَّا أَنْ صَلَّى عَلَيْهِ حُمِلَ فَأُدْخِلَ الْمَسْجِدَ فَلَمَّا أُوقِفَ عَلَى قَبْرِ رَسُولِ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِه) بَلَغَ عَائِشَةَ الْخَبَرُ وَقِيلَ لَهَا إِنَّهُمْ قَدْ أَقْبَلُوا بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ لِيُدْفَنَ مَعَ رَسُولِ الله فَخَرَجَتْ مُبَادِرَةً عَلَى بَغْلٍ بِسَرْجٍ فَكَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَةٍ رَكِبَتْ فِي الاسْلامِ سَرْجاً فَوَقَفَتْ وَقَالَتْ نَحُّوا ابْنَكُمْ عَنْ بَيْتِي فَإِنَّهُ لا يُدْفَنُ فِيهِ شَيْ ءٌ وَلا يُهْتَكُ عَلَى رَسُولِ الله حِجَابُهُ فَقَالَ لَهَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ الله عَلَيْهِمَا قَدِيماً هَتَكْتِ أَنْتِ وَأَبُوكِ حِجَابَ رَسُولِ الله وَأَدْخَلْتِ بَيْتَهُ مَنْ لا يُحِبُّ رَسُولُ الله قُرْبَهُ وَإِنَّ الله سَائِلُكِ عَنْ ذَلِكِ يَا عَائِشَةُ . [ أصول الكافي الجزء الأول - بَابُ (الاشَارَةِ وَالنَّصِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ) .] .(1/24)
عن الصادق (ع) قال : عائشة وحفصة لعنة الله عليهما وعلى أبويهما , يا رباه إلى متى هؤلاء يأكلون أجساد الأتقياء البررة ، وإلى متى تمهلهم من شديد عذابك، وبطشك ؟ قتلتا رسول الله بالسم " . [ حياة القلوب للمجلسي 2/700 - ط جديد طهران .].
قال الدكتور ناصر القفاري : قد وقع بيدي كتاب من كتب الأدعية عندهم باللغة الأردية موثق من ستة من شيوخ الشيعة ، وصف كل منهم بأنه " آية عظمى " منهم الخوئي و(الخميني) وشريعتمداري.. وفي هذا الكتاب الموثق من هؤلاء الآيات دعاء بالعربية بحدود صفحتين يتضمن لعن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وابنتيهما أمهات المؤمنين عائشة وحفصة رضي الله عنهما، ومما جاء في هذا الدعاء :
" اللهم العن صنمي قريش وجبتيها ، وطاغوتيها ، وإفكيها ، وابنتيهما الذين خالفا أمرك , وأنكرا وحيك , وجحدا إنعامك وعصيا رسولك ، وقلبا دينك ، وحرفاً كتابك ، وأحبا أعدائك ، وجحدا آلائك , وعطلا أحكامك ، وألحدا في آياتك " . ( منصور حسين / تحفة العوام مقبول صـ 423 - 424 )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رابعا : ما يتعلق بعصمة أئمتهم :
استدل الشيعة على عصمة أئمتهم , بما نسبوه إليهم من صفات لا تليق إلا برب العالمين - كما مر بنا فيما يتعلق بتوحيد الله - من أنهم يعلمون كل شئ , وكما يذكر شيوخهم أن هذه العصمة محل إجماع عندهم , وإليك أخي الحبيب هذين الإجماعين :
قال ابن بابويه القمي : " اعتقادنا في الأئمة أنهم معصومون مطهرون من كل دنس ، وأنهم لا يذنبون ذنبًا صغيرًا ولا كبيرًا ، ولا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ، ومن نفى عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم ، ومن جهلهم فهو كافر ، واعتقادنا فيهم أنهم معصومون موصوفون بالكمال والتمام والعلم من أوائل أمورهم وأواخرها ، لا يوصفون في شيء من أحوالهم بنقص ولا عصيان ولا جهل " . [ الاعتقادات صـ 108-109.].(1/25)
قال المجلسي : " الإماميّة اتّفقوا على عصمة الأئمّة عليهم السّلام من الذّنوب صغيرها وكبيرها , فلا يقع منهم ذنب أصلاً لا عمدًا , ولا نسيانًا , ولا الخطأ في التّأويل " . [ بحار الأنوار 25/211(ن1: 25/209 في تعليقه على الحديث رقم 23) ، مرآة العقول 4/352 .].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خامسا : أئمتهم أفضل من أنبياء بني إسرائيل ومن أولي العزم عدا نبينا صلى الله عليه وسلم :
يعتقد الشيعة الإمامية الإثنى عشرية أن أئمتهم أفضل من أنبياء بني إسرائيل ومن أولي العزم من الرسل فيما عدا نبينا صلى الله عليه وسلم لا أن ذلك مختص بالخمينية , وإليك أخي الحبيب بعض الروايات من أصح كتب الشيعة عن أئمتهم المعصومين , والتي تنص على أن أئمتهم أفضل من أنبياء الله :
عن موسى بن جعفر عليه السلام قال : " قد والله أوتينا ما أوتي سليمان , وما لم يؤت سليمان , وما لم يؤت أحدا من العالمين " (1).
قال الباقر عليه السلام : يا عبدالله , ما تقول في علي وموسى وعيسى ؟ قلت : ما عسى أن أقول , قال : هو - أي علي - والله أعلم منهما (2).
عن الثمالي عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : قلت له : جعلت فداك , الأئمة يعلمون ما يضمر ؟ فقال : علمت والله ما علمت الأنبياء والرسل , ثم قال : أزيدك ؟ قلت : نعم , قال : ونزاد ما لم تزد الأنبياء " (3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وعلى هذا إجماع علماء الشيعة , وإليك أخي الحبيب تلك الإجماعات :
__________
(1) - بحار الأنوار باب (معنى قول سليمان عليه السلام : هب لي ملكا) 14/86 .
(2) - بحار الأنوار 26/198
(3) - بحار الأنوار 26/55 .(1/26)
قال نعمة الله الجزائري (1): " لا خلاف بين أصحابنا رضوان الله عليهم في أشرفية نبينا صلى الله عليه وآله على سائر الأنبياء عليهم السلام للأخبار المتواترة , وإنما الخلاف بينهم في أفضلية أمير المؤمنين والأئمة الطاهرين عليهم السلام على الأنبياء ما عدا جدهم صلى الله عليه وآله .
فذهب جماعة إلى أنهم أفضل من باقي ما خلا أولي العزم فإنهم أفضل من الأئمة عليم السلام وبعضهم إلى المساواة , وأكثر المتأخرين إلى أفضلية الأئمة عليهم السلام على أولي العزم وغيرهم , وهو الصواب " (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال شيخهم القزويني : " الأئمة من أهل البيت أفضل من الأنبياء " (3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
__________
(1) - قال عنه الخوانساري - من أكبر علماء الشيعة في علم الرجال في العصر الحديث - : " كان من أعاظم علمائنا المتأخرين ، وأفاخم فضلائنا المتبحرين ، وواحد عصره في العربية والأدب والفقه والحديث ، وأخذ حظه من المعارف الربانية بحثه الأكيد وكده الحثيث ، لم يعهد مثله في كثرة القراءة على أسانيد الفنون ، ولا في كسبه الفضائل من أطراف الخزون بأصناف الشجون , كان من مشرب الأخبارية كثير الاعتناء والاعتداد بأرباب الاجتهاد ، وناصر مذهبهم في مقام المقالة منهم بأصحاب العناد وأعوان الفساد ، صاحب قلب سليم , ووجه وسيم , وطبع مستقيم ، ومؤلفات مليحة ، ومستطرفات في السير والآداب والنصيحة ، ونوادر غريبة في الغاية وجواهر من أساطير أهل الرواية ، وأبسط تصانيفه شرحه الكبير على (تهذيب الحديث) في نحو إثني عشر مجلداً، وكتاب (الأنوار النعمانية) المشتملة على ما كان من ثمر عمره جيداً " . [ روضات الجنات للخوانساري 8/150.] .
(2) - الأنوار النعمانية لنعمت الله الجزائري 1/20-21 .
(3) - الشيعة في عقائدهم وأحكامهم للسيد السيد أمير محمد الكاظمي القزويني صـ 73 - الطبعة الثانية .(1/27)
قال شيخهم الممقاني : " من ضروريات مذهبنا أن الأئمة عليهم السلام أفضل من أنبياء بني إسرائيل , كما نطقت بذلك النصوص المتواترة عن كل ممارس لأخبار أهل البيت عليهم السلام الاثنى عشر أنه كان يصدر من الأئمة عليهم السلام خوارق للعادة نظير ما كان عن الأنبياء , بل أَزْيَد " (1).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الخميني - قائد الثورة الإسلامية المزعومة - : " وإن من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاما لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل " (2).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المطلب الثاني : هل هناك فرق بين الخمينية والشيعة الإمامية ؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فرقت الموسوعة بين الشيعة الإمامية الإثنى عشرية وبين الخمينية , فالأولى اعتبرتها من فرق المسلمين – وإن كان هناك تناقض سنبينه بإذن الله – أم الخمينية فهي من الحركات الباطنية والمناوئة للإسلام .
وبما وضحناه في المطلب الأول فإن الشيعة الإمامية تعتقد عقائد تخرجها من دائرة الإسلام منها : الشرك بالله , ووصف أئمتهم بصفات الله , وتحريف القرآن , وتكفير الصحابة , واعتقاد عصمة أئمتهم من السهو والخطأ والنسيان والكبائر والصغائر , وتفضيل أئمتهم على أنبياء بني إسرائيل ومن أولي العزم من الرسل , إلى غير ذلك من العقائد التي يكفر من اعتقدها .
ولكن الموسوعة جعلت هذه العقائد في فرقة الخمينية وهو خطأ بَيِّن وتناقض واضح كما سيأتي , ونبدأ بالكلام الذي جاء في الموسوعة عن الشيعة الإمامية الإثنى عشرية .
أولا : ما يتعلق بالشيعة الإمامية الإثنى عشرية :
ورد في تعريف الشيعة الإمامية :
__________
(1) - تنقيح المقال للممقاني 3/232 .
(2) - الحكومة الإسلامية لإمام الشيعة وقائد ثورتهم الخميني صـ 52 .(1/28)
الشيعة الإمامية الاثنا عشرية هم تلك الفرقة من المسلمين الذين زعموا أن عليًا هو الأحق في وراثة الخلافة دون الشيخين وعثمان رضي الله عنهم أجمعين وقد أطلق عليهم الإمامية لأنهم جعلوا من الإمامة القضية الأساسية التي تشغلهم وسُمُّوا بالاثنى عشرية لأنهم قالوا باثني عشر إمامًا دخل آخرهم السرداب بسامراء على حد زعمهم , كما أنهم القسم المقابل لأهل السنة والجماعة في فكرهم وآرائهم المتميزة، وهم يعملون لنشر مذهبهم ليعم العالم الإسلامي .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت – المصنف - : ونقف مع هذه الفقرة عدة وقفات :
مع بيان بعض عقائد الشيعة الإمامية الإثنى عشرية فإن اعتبارهم من فرق المسلمين أمر فيه نظر لإن من قال بنقص القرآن وتحريفه , وتكفير الصحابة فيما عدا ثلاثة أو أربعة أو سبعة على اختلاف بينهم , واعتبار أئمتهم يعلمون الغيب , والغلو فيهم بمساواتهم برب العالمين وإله الأولين والآخرين , والتأويل الباطني للقرآن , فإنه لا يعد من فرق المسلمين , وإليكم أقوال أئمة السلف والخلف في هذه الفرقة الضالة :
الإمام مالك (1):
روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سمعت أبا عبد الله يقول: قال الإمام مالك: الذي يشتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليس لهم اسم - أو قال -: نصيب في الإسلام [الخلال/ السنة: 2/557، قال محقق الرسالة: إسناده صحيح.].
__________
(1) - نقلا من كتاب (أصول مذهب الشيعة الإمامية) للدكتور ناصر القفاري .(1/29)
وقال ابن كثير - عند قوله سبحانه -: {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ..} [الفتح 29] قال: "ومن هذه الآية انتزع الإمام مالك رحمة الله عليه وفي رواية عنه بتكفير الروافض الذي يبغضون الصحابة رضي الله عنهم، قال: لأنهم يغيظونهم ومن غاظ الصحابة رضي الله عنهم فهو كافر لهذه الآية، ووافقه طائفة من العلماء رضي الله عنهم على ذلك" [تفسير ابن كثير: 4/219، وانظر: روح المعاني للألوسي: 26/116، وانظر أيضاً في استنباط وجه تكفيرهم من الآية: الصارم المسلول: ص579.].
قال القرطبي: "لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله، فمنت نقص واحداً منهم، أو طعن عليه في روايته [وقد مضى قول مرجع الشيعة في هذا العصر أن روايات الصحابة كأبي هريرة وعمرو بن العاص وسمرة بن جندب لا تساوي عندهم جناح بعوضة (انظر: ص343).] فقد ردّ على الله رب العالمين، وأبطل شرائع المسلمين" [تفسير القرطبي: 16/297.].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإمام أحمد:
رويت عنه روايات عديدة في تكفيرهم..
روى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سألت أبا عبد الله عمن يشتم أبا بكر وعمر وعائشة؟ قال: ما أراه على الإسلام [الخلال/ السنة: 2/557 قال محقق الرسالة: "إسناده صحيح" وانظر: شرح السنة لابن بطة: ص161، الصارم المسلول: ص571.].(1/30)
وقال الخلال: أخبرني عبد الملك بن عبد الحميد قال: سمعت أبا عبد الله قال: من شتم أخاف عليه الكفر مثل الروافض، ثم قال: من شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نأمن أن يكون قد مرق عن الدين [الخلال/ السنة: 2/558 قال محقق الرسالة: "إسناده صحيح".].
وقال: أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: سألت أبي عن رجل شتم رجلاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما أراه على الإسلام [الخلال/ السنة: 2/558، وانظر: مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي: ص214.].
وجاء في كتاب السنة للإمام أحمد قوله عن الرافضة: "هم الذين يتبرؤون من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ويسبونهم، ويتنقصون ويكفرون الأئمة إلا أربعة: علي، وعمار، والمقداد، وسلمان، وليست الرافضة من الإسلام في شيء" [السنة للإمام أحمد: ص82، تصحيح الشيخ إسماعيل الأنصاري.].
قال ابن عبد القوي: "وكان الإمام أحمد يكفر من تبرأ منهم (أي الصحابة) ومن سب عائشة أم المؤمنين ورماها مما برّأها الله منه وكان يقرأ: {يَعِظُكُمُ اللَّهُ أَن تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [الآية رقم (17) من سورة النور، والنص من كتاب ما يذهب إليه الإمام أحمد/ للإمام أبي محمد رزق الله بن عبد القوي التميمي، المتوفى سنة (480هـ) الورقة 21.].
ولكن ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى أن في تكفير الروافض نزاعاً عن أحمد وغيره [الفتاوى: 3/352.].
وما مضى من نصوص عن الإمام أحمد صريحة في قوله بتكفيرهم، وقد نبه شيخ الإسلام ابن تيمية إلى وجه من لم يكفر الروافض في سبهم للصحابة، وبه يزول التعارض المتوهم في نصوص أحمد.. فقال:(1/31)
"وأما من سبهم سباً لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم مثل وصف بعضهم بالبخل أو الجبن، أو قلة العلم، أو عدم الزهد ونحو ذلك فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير، ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك، وعلى هذا يحمل كلام من لم يكفرهم من أهل العلم" [الصارم المسلول: ص 586، وانظر: ص 571 في توجيه القاضي أبي يعلى لرواية عدم التكفير.].
يعني: فمن سبهم سباً يقدح في عدالتهم ودينهم فيحكم بكفره عند أهل العلم. فكيف الحال إذن بمن يحكم بردتهم؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البخاري (ت256هـ):
قال - رحمه الله -: ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافض، أم صليت خلف اليهود والنصارى، ولا يسلم عليهم ولا يعادون ولا يناكحون ولا يشهدون ولا تؤكل ذبائحهم [الإمام البخاري/ خلق أفعال العباد: ص125.].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد الله بن إدريس [عبد الله بن إدريس بن زيد بن عبد الرحمن الأودي: قال أبو حاتم: هو حجة يحتج بها، وهو إمام من أئمة المسلمين، وقال أحمد: كان نسيجا ًوحده، وقال ابن سعد: كان ثقة مأموناً كثير الحديث، حجة، صاحب سنة وجماعة، توفي سنة (192هـ). (تهذيب التهذيب: 5/144-145، الجرح والتعديل لابن أبي حاتم: 5/8-9) وهو من أعيان أئمة الكوفة (الصارم المسلول: ص570). والكوفة مطلع الرفض هو أدرى بهم وبمذاهبهم، لأن أهل البيت أدرى بما فيه.]:
قال: "ليس لرافضي شفعة إلا لمسلم" [الصارم المسلول: ص570، السيف المسلول على من سب الرسول/ علي بن عبد الكافي السبكي، الورقة 71أ (مخطوط).].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عبد الرحمن بن مهدي [الإمام الحافظ العلم عبد الرحمن بن مهدي بن حسان بن عبد الرحمن العنبري، البصري، (ت198هـ) (تهذيب التهذيب: 6/279-281).]:(1/32)
قال البخاري: قال عبد الرحمن بن مهدي: هما ملتان: الجهمية والرافضية [خلق أفعال العباد للبخاري: ص125، وانظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية: 35/415.].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفريابي [محمد بن يوسف الفريابي، روى عنه البخاري (26) حديثاً، وكان من أفضل أهل زمانه، توفي سنة (212هـ). (تهذيب التهذيب: 9/535).]:
روى الخلال، قال: أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني، قال: حدثنا موسى بن هارون بن زياد قال: سمعت الفرياني ورجل يسأله عمن شتم أبا بكر: قال: كافر، قال: فيصلي عليه؟ قال: لا، وسألته كيف يصنع به وهو يقول: لا إله إلا الله؟ قال: لا تمسوه بأيديكم ارفعوه بالخشب حتى تواروه في حفرته [الخلال/ السنة: 2/566، قال محقق الكتاب: "في إسناده موسى بن هارون بن زياد لم أتوصل إلى معرفته". وقد نسبه شيخ الإسلام ابن تيمية في الصارم المسلوم ص570 إلى الفريابي على سبيل الجزم.].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أحمد بن يونس [أحمد بن يونس هو: ابن عبد الله، ينسب إلى جده، وهو إمام من أئمة السنة، ومن أهل الكوفة منبت الرفض فهو أخبر بالروافض ومذاهبهم أيضاً، قال أحمد بن حنبل لرجل: اخرج إلى أحمد بن يونس فإنه شيخ الإسلام، وقد أخرج له أصحاب الكتب الستة، وقال أبو حاتم: كان ثقة متقناً، وقال النسائي: كان ثقة، وقال ابن سعد: كان ثقة صدوقاً صاحب سنة وجماعة، وذكر ابن حجر أن ابن يونس قال: أتيت حماد بن زيد فسألته أن يملي عليّ شيئاً من فضائل عثمان رضي الله عنه، فقال: من أنت؟ قلت: من أهل الكوفة، فقال: كوفي يطلب فضائل عثمان، والله لا أمليتها عليك إلا وأنا قائم وأنت جالس. وقد توفي سنة (227هـ) (تهذيب التهذيب: 1/50، تقريب التهذيب: 1/29).].(1/33)
قال: لو أن يهودياً ذبح شاة، وذبح رافضي لأكلت ذبيحة اليهودي، ولم آكل ذبيحة الرافضي؛ لأنه مرتد عن الإسلام [الصارم المسلول ص570، ومثل هذا المعنى قاله أبو بكر بن هانئ (الموضع نفسه من المصدر السابق)، وانظر: السيف المسلول على من سب الرسول/ علي بن عبد الكافي السبكي: الورقة 71أ (مخطوط).].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبو زرعة الرازي [عبد الله بن عبد الكريم بن يزيد بن فروخ المخزومي بالولاء أبو زرعة الرازي من حفاظ الحديث وكبار الأئمة، كان يحفظ مائة ألف حديث، ويقال: كل حديث لا يعرفه أبو زرعة ليس له أصل. توفي سنة 264هـ.]:
قال: إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، لأن مؤدى قوله إلى إبطال القرآن والسنة [انظر: الكفاية ص49، ومضى نصه بتمامه ص(767).].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابن قتيبة [أبو محمد عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري، صاحب المصنفات البديعة، المحتوية على علوم جمة نافعة كما يقول ابن كثير. توفي سنة (276هـ) (انظر: وفيات الأعيان: 3/42-44، تاريخ بغداد: 10/170-171، البداية والنهاية: 11/48).]:
قال: بأن غلو الرافضة في حب علي المتمثل في تقديمه على من قدمه رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته عليه، وادعائهم له شركة النبي صلى الله عليه وسلم في نبوته، وعلم الغيب للأئمة من ولده وتلك الأقاويل والأمور السرية قد جمعت إلى الكذب والكفر إفراط الجهل والغباوة [الاختلاف في اللفظ والرد على الجهمية والمشبهة: ص47، مطبعة السعادة بمصر 1349هـ.].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/34)
عبد القادر البغدادي [عبد القاهر بن طاهر بن محمد البغدادي، التميمي الإسفراييني، أبو منصور، كان يلقب "صدر الإسلام" في عصره، ويدرس في سبعة عشر فناً، توفي سنة (429هـ) (انظر: السبكي/ طبقات الشافعية: 5/136-145، القفطي/ إنباه الرواة: 2/185، 186، السيوطي/ بغية الوعاة: 2/105).]:
يقول: "وأما أهل الأهواء الجارودية الهاشمية والجهمية، والإمامية الذين أكفروا خيار الصحابة.. فإنا نكفرهم، ولا تجوز الصلاة عليهم عندنا ولا الصلاة خلفهم" [الفرق بين الفرق: ص357.].
وقال: "وتكفير هؤلاء واجب في إجازتهم على الله البداء، وقولهم بأنه قد يريد شيئاً ثم يبدو له، وقد زعموا أنه إذا أمر بشيء ثم نسخه، فإنما نسخه لأنه بدا له فيه..
وما رأينا ولا سمعنا بنوع من الكفر إلا وجدنا شعبة منه في مذهب الراوافض.." [الملل والنحل: ص52-53، تحقيق ألبير نصري نادر.].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
القاضي أبو يعلى [محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن الفراء أبو يعلى، عالم عصره في الأصول والفروع، توفي سنة (458هـ).
(انظر: طبقات الحنابلة: 2/193-230).]:
قال: وأما الرافضة فالحكم فيهم.. إنْ كفر الصحابة، أو فسهم بمعنى يستوجب به النار فهو كافر [المعتمد: ص267.].
والروافض كما تبين بعد انتشار أصولهم يكفرون أكثر الصحابة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابن حزم:
قال: وأما قولهم (يعني النصارى) في دعوى الروافض تبديل القرآن فإن الروافض ليسوا من المسلمين [يعني فلا حاجة في كلامهم على المسلمين، ولا على كتابهم.]، إنما هي فرقة حدث أولها بعد موت رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة. وهي طائفة تجري مجرى اليهود والنصارى في الكذب والكفر [الفصل: 2/213.].
وقال: "ومن قول الإمامية قديماً وحديثاً أن القرآن مبدل.." [واستثنى ثلاثة منهم - كما مر -.].(1/35)
ثم قال: القول بأن بين اللوحين تبديلاً كفر صريح وتكذيب لرسول الله صلى الله عليه وسلم" [الفصل: 5/40.].
وقال: "ولا خلاف بين أحد من الفرق المنتمية إلى المسلمين من أهل السنة، والمعتزلة والخوارج، والمرجئة والزيدية في وجوب الأخذ بما في القرآن وأنه المتلو عندنا.. وإنما خالف في ذلك قوم من غلاة الروافض وهم كفار بذلك مشركون عند جميع أهل الإسلام وليس كلامنا مع هؤلاء، وإنما كلامنا مع أهل ملتنا" [الأحكام في أصول الأحكام: 1/96.].
وقال: "واعلموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكتم من الشريعة كلمة فما فوقها، ولا أطلع أخص الناس به من ابنة أو ابن عم أو زوجة أو صاحب على شيء من الشريعة كتمه عن الأحمر والأسود ورعاة الغنم، ولا كان عنده عليه السلام سر ولا رمز ولا باطن غير ما دعا الناس كلهم إليه، فلو كتمهم شيئاً لما بلغ كما أمر، ومن قال هذا فهو كافر.." [الفصل: 2/274-275، وهذا الاعتقاد الذي يكفر ابن حزم معتقده قد أصبح اليوم من أصول الاثني عشرية، ويؤكد على القول به شيوخهم المعاصرون، والغابرون.
(انظر: ص(315) من هذه الرسالة).].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الإسفراييني [أبو المظفر شهفور بن طاهر بن محمد بن الإسفراييني، الإمام الأصولي الفقيه المفسر، له تصانيف منها: "التفسير الكبير" و"التبصير في الدين" توفي عام 417هـ.
(انظر: طبقات الشافعية: 5/11، الأعلام: 3/260).]:
نقل جملة من عقائدهم كتكفير الصحابة، وقولهم: إن القرآن قد غيّر عما كان، ووقع فيها الزيادة والنقصان، وانتظارهم لمهدي يخرج إليهم ويعلمهم الشريعة.. وقال: بأن جميع الفرق الإمامية التي ذكرناها متفقون على هذا، ثم حكم عليهم بقوله:
"وليسوا في الحال على شيء من الدين، ولا مزيد على هذا النوع من الكفر إذ لا بقاء فيه على شيء من الدين" [التبصير في الدين: ص24-25.].(1/36)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبو حامد الغزالي [محمد بن محمد بن محمد بن أحمد الطوسي الغزالي، قال ابن كثير: كان من أذكياء العالم في كل ما يتكلم فيه، وله مصنفات منتشرة في فنون متعددة. من كتبه: فضائح الباطنية، توفي سنة (505هـ).
(انظر: البداية والنهاية: 12/173-174، مرآة الجنان: 3/177-192).]:
قال: "ولأجل قصور فهم الروافض [من درس مذهب الرافضة في البداء عرف أنه ليس بقصور فهم، ولكنه نهج متعمد ساقهم إليه غلوهم في الأئمة، وهذا القول من الغزالي يشبه كلام الآمدي (في الإحكام: 3/109) حيث قال: إن الرافضة خفي عليها الفرق بين النسخ والبداء، وقد علق على ذلك الشيخ عبد الرزاق عفيفي فقال:
"من تبين حال الرافضة ووقف على فساد دخيلتهم، وزندقتهم بإبطال الكفر وإظهار الإسلام، وأنهم ورثوا مبادئهم عن اليهود، ونهجوا في الكيد للإسلام منهجهم عرف أن ما قالوه من الزور والبهتان (يعني في أمر البداء) إنما كان عن قصد سيء وحسد للحق وأهله وعصبة ممقوته دفعتهم إلى الدس والخداع وإعمال معاول الهدم سراً وعلناً للشرائع ودولها القائمة عليها".(1/37)
(الإحكام في أصول الأحكام: 3/109-110 - الهامش).] عنه ارتكبوا البداء، ونقلوا عن علي رضي الله عنه أنه كان لا يخبر عن الغيب مخافة أن يبدو له تعالى فيه فيغيره [وهذه الرواية موجودة عن المجلسي في البحار، وعزاها إلى "قرب الإسناد" (بحار الأنوار: 4/97)، وفي خبر آخر نسبوا هذا القول إلى علي بن الحسين (انظر: تفسير العياشي: 2/215، بحار الأنوار: 4/118، البرهان: 2/299، تفسير الصافي: 3/75).]، وحكوا عن جعفر بن محمد أنه قال: ما بدا لله في شيء كما بدا له في إسماعيل أي في أمره بذبحه [انظر: هذه الرواية في كتاب التوحيد لابن بابويه ص336.]... وهذا هو الكفر الصريح، ونسبة الإله تعالى إلى الجهل والتغير، ويدل على استحالته ما دل على أنه محيط بكل شيء علماً" [المستصفى: 1/110.].
ويقول الغزالي: فلو صرح مصرح بكفر أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - فقد خالف الإجماع وخرقه، ورد ما جاء في حقهم من الوعد بالجنة والثناء عليهم والحكم بصحة دينهم وثبات يقينهم وتقدمهم على سائر الخلق في أخبار كثيرة.. ثم قال: "فقائل ذلك إن بلغته الأخبار واعتقد مع ذلك كفرهم فهو كافر.. بتكذيبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن كذبه بكلمة من أقاويله فهو كافر بالإجماع" [فضائح الباطنية: ص149.].
القاضي عياض [عياض بن موسى بن عياض بن عمرون اليحصبي عالم المغرب، وإمام أهل الحديث في وقته، توفي سنة ( 544هـ).
(انظر: وفيات الأعيان: 3/483، والعبر للذهبي: 2/467، الضبي/ بغية الملتمس ص437، النباهي/ تاريخ قضاة الأندلس: ص101).]:
قال رحمه الله: "نقطع بتكفير غلاة الرافضة في قولهم إن الأئمة أفضل من الأنبياء"(1/38)
وكذلك يحكم بكفر من قال: بمشاركة علي في الرسالة للنبي صلى الله عليه وسلم وبعده، وأن كل إمام يقول مقام النبي صلى الله عليه وسلم في النبوة والحجة، وأشار بأن هذا مذهب أكثر الرافضة [ونجد ذلك عند الاثني عشرية في زعمهم أن الإمامة أرفع درجة من النبوة. انظر: ص(656) وأن الأئمة حجة على الناس كالرسل. انظر: (ص623).] وكذلك من ادعى منهم أنه يوحى إليه وإن لم يدع النبوة [وهذا ما يقول به الروافض. انظر: ص 310 وما بعدها.].
وقال: وكذلك نكفر "من أنكر القرآن أو حرفاً منه، أو غير شيئاً منه، أو زاد فيه كفعل الباطنية أو الإسماعيلية" [هنا ملاحظة مهمة وهي أن بعض الأئمة ينسبون القول بتغيير القرآن إلى الإسماعيلية، في حين أنه من أقوال الاثني عشرية، والاسماعيلية لم تخض في القرآن بهذا القول، وإنما سلكت التأويل الباطني.].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السمعاني [الإمام الحافظ المحدث أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور التميمي السمعاني، مصنف الأنساب وغيره، رحل وسمع الكثير حتى كتب عن أربعة آلاف شيخ، قال ابن كثير: وذكر له ابن خلكان مصنفات عديدة منها كتابه الذي جمع فيه ألف حديث عن مائة شيخ وتكلم عليها إسناداً ومتناً وهو مفيد جداً، توفي سنة (562هـ).
(وفيات الأعيان: 3/209، البداية والنهاية: 12/175).] (ت562هـ):
قال رحمه الله: "واجتمعت الأمة على تكفير الإمامية، لأنهم يعتقدون تضليل الصحابة، وينكرون إجماعهم وينسبون إلى ما يليق بهم" [قوله: "إلى ما يليق بهم" كذا في الأصل، وإذا كان الضمير يعود إلى الرافضة، فالعبارة مستقيمة أي ينسبون الصحابة إلى ضلال يليق بالرافضة أنفسهم، إما إذا كان الضمير يعود إلى الصحابة، ففي العبارة تصحيف، ولعل صحتها "إلى ما لا يليق بهم".] [الأنساب: 6/341.].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/39)
الرازي [محمد بن عمر بن الحسين المعروف بالفخر الرازي، مفسر متكلم فقيه أصولي، من تصانيفه: التفسير الكبير، والمحصول، وغيرهما، سب له نوع تشيع، توفي سنة (606هـ) (لسان الميزان: 4/426، السيوطي/ طبقات المفسرين: ص 115، عيون الأنباء: ص414-427).]:
يذكر الرازي أن أصحابه من الأشاعرة يكفرون الروافض من ثلاثة وجوه:
أولها: أنهم كفروا سادات المسلمين، وكل من كفر مسلماً فهو كافر لقوله عليه السلام: "من قال لأخيه: يا كافر فقد باء بها أحدهما" [سيأتي تخريجه.] فإذن يجب تكفيرهم.
وثانيها: أنهم كفروا قوماً نص الرسول عليه السلام بالثناء عليهم وتعظيم شأنهم، فيكون تكفيرهم تكذيباً للرسول عليه السلام.
وثالثها: إجماع الأمة على تكفير من كفر سادات الصحابة [الرازي/ نهاية العقول، الورقة 212 (مخطوط).].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ابن تيمية:
قال رحمه الله: من زعم أن القرآن نقص منه آيات وكتمت، أو زعم أن له تأويلات باطنة تسقط الأعمال المشروعة، فلا خلاف في كفرهم.
ومن زعم أن الصحابة ارتدوا بعد رسول الله عليه الصلاة والسلام إلا نفراً قليلاً لا يبلغون بضعة عشر نفساً، أو إنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب أيضاً في كفره؛ لأنه مكذب لما نصه القرآن في غير موضع من الرضى عنهم والثناء عليهم.
بل من يشكك في كفر مثل هذا؟ فإن كفره متعين، فإن مضمون هذه المقالة أن نقلة الكتاب والسنة كفار أو فساق، وأن هذه الآية التي هي: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} [آل عمران 110] وخيرها هو القرن الأول، كان عامتهم كفاراً، أو فساقاً، ومضمونها أن هذه الأمة شر الأمم، وأن سابقي هذه الأمة هم شرارها وكفر هذه مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام [الصارم المسلول: ص 586-587.].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/40)
ابن كثير [الإمام المحدث المفتي البارع - كما قال الذهبي - أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير، قال الشوكاني: له تصانيف مفيدة منها: التفسير، من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها، توفي سنة (774هـ).
(ابن حجر/ الدرر الكامنة: 1/373-374، الشوكاني/ البدر الطالع (1/153) ).]:
ساق ابن كثير بعض الأحاديث الثابتة في السنة، والمتضمنة نفي دعوى النص والوصية التي تدعيها الرافضة لعلي، ثم عقب عليها بقوله:
"ولو كان الأمر كما زعموا لما رد ذلك أحد من الصحابة فإنهم كانوا أطوع لله ولرسوله في حياته وبعد وفاته، من أن يفتاتوا عليه فيقدموا غير من قدمه، ويؤخروا من قدمه بنصه، حاشا وكلا، ومن ظن بالصحابة رضوان الله عليهم ذلك فقد نسبهم بأجمعهم إلى الفجور، والتواطؤ على معاندة الرسول صلى الله عليه وسلم، ومضادتهم في حكمه ونصه، ومن وصل من الناس إلى هذا المقام فقد خلع ربقة الإسلام، وكفر بإجماع الأئمة الأعلام، وكان إراقة دمه أحل من إراقة المدام" [البداية والنهاية: 5/252.].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبو حامد محمد المقدسي [محمد بن خليل بن يوسف الرملي المقدسي، من فقهاء الشافعية، توفي سنة (888هـ).
(انظر: السخاوي/ الضوء اللامع: 7/234، الشوكاني/ البدر الطالع: 2/169).]:
قال - بعد حديثه عن فرق الشيعة وعقائدهم -: "لا يخفى على كل ذي بصيرة وفهم من المسلمين أن أكثر ما قدمناه في الباب قبله من عقائد هذه الطائفة الرافضة على اختلاف أصنافها كفر صريح، وعناد، مع جهل قبيح لا يتوقف الواقف عليه من تكفيرهم والحكم عليهم بالمروق من دين الإسلام" [رسالة في الرد على الرافضة: ص200.].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أبو المحاسن يوسف الواسطي [يوسف الجمال أبو المحاسن الواسطي من علماء القرن التاسع. (انظر: السخاوي/ الضوء اللامع: 10/338-339).]:(1/41)
وقد ذكر جملة من مكفراتهم، فمنها قوله:
"إنهم يكفرون بتكفيرهم لصحابة سول الله صلى الله عليه وسلم الثابت تعديلهم وتزكيتهم في القرآن بقوله تعالى: {لِّتَكُونُواْ شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ} [البقرة 143] وبشهادة الله تعالى لهم أنهم لا يكفرون بقوله تعالى: {فَإِن يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَّيْسُواْ بِهَا بِكَافِرِينَ} [الأنعام 89].
ويكفرون باستغنائهم عن حج بيت الله الحرام بزيارة قبر الحسين لزعمهم أنها تغفر الذنوب وتسميتهم لها بالحج الأكبر، ومن ذلك أنهم يكفرون بترك جهاد الكفار والغزو لهم الذي يزعمون أنه لا يجوز إلا مع الإمام المعصوم وهو غائب" [المناظرة بين أهل السنة والرافضة/ الورقة 66 (مخطوط).].
"وأنهم يكفرون بإعابتهم السنن المتواتر فعلها عن النبي صلى الله عليه وسلم من الجماعة والضحى والوتر والرواتب قبل المكتوبات من الصلوات الخمس وبعدها، وغير ذلك من السنن المؤكدات" [المناظرة بين أهل السنة والرافضة/ الورقة 67 (مخطوط).].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
علي بن سلطان بن محمد القاري [علي بن سلطان بن محمد الهروي المعروف بالقاري الحنفي، أحد صدور العلم، ألف التآليف الكثيرة النافعة منها: شرحه المشكاة وهو أكبرها، وشرح الشفاء، والنخبة وغيرها. توفي سنة (1014هـ).
(انظر: خلاصة الأثر: 3/185-186، البدر الطالع: 1/445-446).]:
قال: "وأما من سب أحداً من الصحابة فهو فاسق ومبتدع بالإجماع إلا إذا اعتقد أنه مباح كما عليه بعض الشيعة وأصحابهم، أو يترتب عليه ثواب كما هو دأب كلامهم أو اعتقد كفر الصحابة وأهل السنة فإنه كافر بالإجماع" [شم العوارض في ذم الروافض/ الورقة 6 أ (مخطوط)].(1/42)
ثم ساق مجموعة من الأدلة من الكتاب والسنة تتضمن الثناء على الصحابة رضوان الله عليهم، واستنبط منها كفر الرافضة في مذهبها في الصحابة" [شم العوارض في ذم الروافض/ الورقة 252-254].
ثم ذكر بأن من مكفرات الرافضة ما يدعونه في كتاب الله من نقص وتغيير، وعرض بعض أقوالهم في ذلك [شم العوارض في ذم الروافض/ الورقة 259 أ].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد بن عبد الوهاب [محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن أحمد التميمي النجدي، الإمام المجدد للإسلام في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر من الهجرة، كانت دعوته إلى التوحيد الخالص ونبذ البدع هي الشعلة الأولى لليقظة الحديثة في العالم الإسلامي كله، تأثر بها رجال الإصلاح في الهند، ومصر والعراق والشام وغيرها. توفي - رحمه الله - سنة (1206هـ).
(انظر: عبد العزيز بن باز/ الشيخ محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته/ وسليمان الندوي/ محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه، وبهجة الأثري/ محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث وغيرها. وانظر: أحمد أمين/ زعماء الإصلاح: ص10، مجلة الزهراء: 3/82-98).]:
حكم الإمام محمد بن عبد الوهاب على جملة من عقائد الاثني عشرية بأنها كفر، ومن ذلك قال - رحمه الله - بعد أن عرض عقيدة الاثني عشرية في سب الصحابة ولعنهم، وما قاله الله ورسوله في الثناء عليهم - قال:(1/43)
"فإذا عرفت أن آيات القرآن تكاثرت في فضلهم، والأحاديث المتواترة بمجموعها ناصة على كمالهم؛ فمن اعتقد فسقهم أو فسق مجموعهم، وارتدادهم وارتداد معظمهم عن الدين، أو اعتقد حقية سبهم وإباحته، أو سبهم مع اعتقاد حقية سبهم، أو حليته فقد كفر بالله تعالى ورسوله... والجهل بالتواتر القاطع ليس بعذر، وتأويله وصرفه من غير دليل معتبر غير مفيد، كمن أنكر فرضية الصلوات الخمس جهلاً لفرضيتها، فإنه بهذا الجهل يصير كافراً، وكذا لو أولها على غير المعنى الذي نعرفه فقد كفر، لأن العلم الحاصل من نصوص القرآن والأحاديث الدالة على فضلهم قطعي.
ومن خص بعضهم بالسب فإن كان ممن تواتر النقل في فضله وكماله كالخلفاء فإن اعتقد حقية سبه أو إباحته فقد كفر لتكذيبه ما ثبت قطعياً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومكذبه كافر، وإن سبه من غير اعتقاد حقية سبه أو إباحته فقد تفسق؛ لأن سباب المسلم فسوق، وقد حكم بعض فيمن سب الشيخين بالكفر مطلقاً.
وإن كان ممن لم يتواتر النقل في فضله وكماله، فالظاهر أن سابه فاسق إلا أن يسبه من حيث صحبته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن ذلك كفر.
وغالب هؤلاء الرافضة الذين يسبون الصحابة يعتقدون حقية سبهم أو إباحته بل وجوبه، لأنهم يتقربون بذلك إلى الله تعالى ويرون ذلك من أجل أمور دينهم" [رسالة في الرد على الرافضة: ص18-19.]. [بل تجاوزوا أمر السب إلى التكفير، بل قالوا بأن من اعتقد في أبي بكر وعمر الإسلام فلا ينظر الله إليه ولا يكلمه وله عذاب أليم (انظر: ص724 من هذه الرسالة).
فشناعاتهم في أمر الصحابة تزيد وتغلو على مر الأيام حتى استقرت اليوم على الغلو الذي ما بعده شيء.].
ثم قال - رحمه الله -: "وما صح عن العلماء من أنه لا يكفر أهل القبلة فمحمول على من لم يكن بدعته مكفرة.. ولا شك أن تكذيب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ثبت عنه قطعاً كفر، والجهل في مثل ذلك ليس بعذر" [رسالة في الرد على الرافضة: ص20.].(1/44)
وقال – رحمه الله – بعد عرض ما جاء في كتبهم من دعواهم نقص القرآن وتغييره: "يلزم من هذا تكفير الصحابة حتى علي، حيث رضوا بذلك... وتكذيب قوله تعالى: {لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فصلت 42] وقوله: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [الحجر 9]. ومن اعتقد عدم صحة حفظه من الإسقاط، واعتقد ما ليس منه أنه فقد كفر" [رسالة في الرد على الرفضة: ص 14-15.].
وقال الشيخ - رحمه الله - فيمن اتخذ بينه وبين الله وسائط... كحال الرافضة في أئمتها: "ومن جعل بينه وبين الله وسائط يدعوهم ويسألهم الشفاعة، ويتوكل عليهم كفر إجماعاً" [رسالة نواقض الإسلام: ص283 (ضمن الجامع الفريد ط: الجميح).].
وكذلك قال بأن من فضل الأئمة على الأنبياء كفر بالإجماع كما نقله غير واحد من أهل العلم [رسالة في الرد على الرافضة: ص29، وانظر: ص614 من هذا الكتاب.].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شاه عبد العزيز الدهلوي [عبد العزيز بن أحمد (ولي الله) بن عبد الرحيم العمري الفاروقي الملقب سراج الهند، قال محب الدين الخطيب: "كان كبير علماء الهند في عصره ، وكان رحمه الله مطلعاً على كتب الشيعة مبحراً فيها". توفي سنة (1239هـ).
(انظر: الأعلام: 4/138، مقدمة مختصر التحفة الاثني عشرية لمحب الدين الخطيب/ ص: يب).]:
قال - بعد دراسة مستفيضة لمذهب الاثني عشرية من خلال مصادرهم المعتمدة قال: "ومن استكشف عقائدهم الخبيثة وما انطووا عليه؛ علم أن ليس لهم في الإسلام نصيب وتحقق كفرهم لديه" [مختصر التحفة الاثني عشرية: ص300.].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/45)
محمد بن علي الشوكاني [الإمام محمد بن علي بن محمد بن عبد الله الشوكاني، علامة اليمن، صاحب فتح القدير، ونيل الأوطار وغيرهما من المؤلفات النافعة. توفي سنة (1250هـ).
(انظر في ترجمته: البدر الطالع: 2/214-225).]:
قال: إن أصل دعوة الروافض كياد الدين، ومخالفة شريعة المسلمين.
والعجب كل العجب من علماء الإسلام، وسلاطين الدين، كيف تركوهم على هذا المنكر البالغ في القبح إلى غايته ونهايته، فإن هؤلاء المخذولين لما أرادوا رد هذه الشريعة المطهرة ومخالفتها طعنوا في أعراض الحاملين لها، الذين لا طريق لنا إليها إلا من طريقهم، واستزلوا أهل العقول الضعيفة بهذه الذريعة الملعونة، والوسيلة الشيطانية، فهم يظهرون السب واللعن لخير الخليقة، ويضمرون العناد للشريعة، ورفع أحكامها عن العباد.
وليس في الكبائر أشنع من هذه الوسيلة إلا ما توسلوا بها إليه، فإنه أقبح منها، لأنه عناد لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم ولشريعته.
فكان حاصل ما هم فيه من ذلك أربع كبائر كل واحدة منها كفر بواح:
الأولى: العناد لله عز وجل.
والثانية: العناد لرسول صلى الله عليه وسلم.
والثالثة: العناد لشريعتهم المطهرة ومحاولة إبطالها.(1/46)
والرابعة: تكفير الصحابة رضي الله عنهم، الموصوفين في كتاب الله سبحانه بأنهم أشداء على الكفار، وأن الله تعالى يغيظ بهم الكفار، وأنه قد رضي عنهم، مع أنه قد ثبت في هذه الشريعة المطهرة أن من كفر مسلماً كفر كما في الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الرجل لأخيه: يا كفر، فقد باء بهما أحدهما، فإن كان كما قال وإلا رجعت عليه" [الحديث بنحوه في صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب من كفر أخاه من غير تأويل فهو كما قال: ج/97، ومسلم، كتاب الإيمان، باب بيان حال إيمان من قال لأخيه المسلم: يا كافر: 1/79، وأبي داود كتاب السنة، باب زيادة الإيمان ونقصانه: 5/64 (ح4687) والترمذي كتاب الإيمان، باب ما جاء فيمن رمى أخاه بكفر: 5/22 (ح2637)، ومالك في الموطأ، كتاب الكلام، باب ما يكره من الكلام: ص984، وأحمد: 2/18، 23، 44، 47، والطيالسي: ص252 (ح1842).}.
وبهذا يتبين أن كل رافضي خبيث يصير كافراً بتكفيره لصحابي واحد، فكيف بمن كفر كل الصحابة، واستثنى أفراداً يسيرة تغطية لما هو فيه من الضلال على الطغام الذين لا يعلقون الحجج؟! [الشوكاني/ نثر الجوهر على حديث أبي ذر، الورقة: 15-16 (مخطوط).].
شيوخ وعلماء الدولة العثمانية:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نقل زين العابدين بن يوسف الأسكوبي في رسالة كتبها أيام السلطان العثماني محمد خان بن السلطان إبراهيم خان أن علماء الدولة المتأخرين جميعاً أفتوا بكفرهم [الأسكوبي/ الرد على الشيعة: الورقة 5ب.].
علماء ما وراء النهر [ما وراء النهر: يراد نهر جيحون بخراسان، فما كان في شرقيه يقال له بلاد الهياطلة، وفي الإسلام سموه ما رواء النهر، وما كان في غربيه فهو خراسان وولاية خوارزم. (معجم البلدان: 5/45).]:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/47)
قال الألوسي - صاحب التفسير -: "ذهب معظم علماء ما وراء النهر إلى كفر الاثني عشرية وحكموا بإباحة دمائهم وأموالهم وفروج نسائهم، حيث إنهم يسبون الصحابة رضي الله عنهم لا سيما الشيخين وهما السمع والبصر منه عليه الصلاة والسلام، وينكرون خلافة الصديق، ويقذفون عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها مما برأها الله تعالى منه، ويفضلون بأسرهم علياً كرم الله وجه.. على غير أولي العزم من المرسلين، ومنهم من يفضله عليه أيضاً.. ويجحدون سلامة القرآن العظيم من الزيادة والنقص" [نهج السلامة: ص29، 30 (مخطوط).].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الدكتور ناصر القفاري :
هذه بعض فتاوى أئمة المسلمين وعلمائهم في هذه المسألة.
وأكتفي بهذا القدر، وفي الكتب الفقهية أقوال كثيرة في تكفيرهم، يمكن الرجوع إليها بيسر ولذا لا داعي لذكرها [انظر - مثلاً - العقود الدرية في تنقيح الفتاوى الحامدية لابن عابدين، وقد ساق فيها فتوى الشيخ نوح الحنفي، حيث كفرهم لوجوه كثيرة، وهي فتوى طويلة (انظر: العقود الدرية: ص92). وكذلك ذكر ما قاله أبو السعود المفسر ونقل فيه إجماع علمائهم على تكفيرهم (المصدر السابق: ص93).
وفي الفتاوى البزازية للشيخ محمد بن شهاب المعروف بابن البزاز المتوفى سنة (827هـ) قال: يجب إكفار الكيسانية في إجازتهم البداء على الله تعالى، وإكفار الروافض في قولهم برجعة الأموات.. إلخ. (الفتاوى البزازية المطبوعة على هامش الفتاوى الهندية: 6/318).
وفي الأشباه والنظائر لابن نجيم قال: سب الشيخين ولعنهما كفر. (الأشباه والنظائر ص190). وانظر: نواقض الروافض لمخدوم الشيرازي حيث ساق أقوال أصحاب المذاهب الأربعة في تكفير الرافضة/ الورقة: 187أ وما بعدها، وتكفير الشيعة، لمطهر بن عبد الرحمن بن إسماعيل/ الورقة: 51.].
ويلاحظ هنا عدة أمور:(1/48)
أولاً: إن هذا حكمهم - رحمة الله عليهم - قبل انتشار كتب الروافض، ومجاهرتهم بعقائدهم بمثل ما هو واقع اليوم.. ولهذا تضمنت صفحات هذا البحث عقائد للاثني عشرية كان ينسبها علماء الإسلام للقرامطة الباطنية كمسألة نقص القرآن وتحريفه، والذي استفاض أمرها في كتبهم، وكذلك جملة مما جاء في اعتقادهم في أصول الدين، وهناك عقائد لم تكن معروفة كعقيدة الطينة ونحوها..
ومعنى هذا أن حكمهم اليوم عليهم أشد.
ثانيا: أن الرافضة المتأخرين والمعاصرين جمعوا أخس المذاهب وأخطرها..
جمعوا مقالة القدرية في نفي القدر، والجهمية في نفي الصفات، وقولهم إن القرآن مخلوق، والصوفية - عند جملة من رؤساء مذهبهم - في ضلالة الوحدة والاتحاد، والسبيئة في تأليه علي، والخوارج والوعيدية في تكفير المسلمين، والمرجئة في قولهم: إن حب علي حسنة لا يضر معها سيئة.. بل ساروا في سبيل أهل الشرك في تعظيم القبور، والطواف حولها، بل ويصلون إليها مستدبرين القبلة، إلى غير ذلك مما هو عين مذهب المشركين [انظر تفصيل ذلك كله وإثبات أن الاثني عشرية تقول بهذه المذاهب، الباب الثاني من هذه الرسالة، و ص: (1069) وما بعدها.].
فهل يبقى بعد ذلك شك في أن هذه الطائفة ارتضت لنفسها مذهباً غير مذهب المسلمين؟! فهم إن شهدوا الشهادتين إلا أنهم نقضوا بنواقض كثيرة كما ترى. انتهى كلام الدكتور ناصر القفاري
يترتب على النقطة الأولى أن يضاف إلى تعريف الشيعة أركان عقائدهم وهي تكفير كل من ليس بشيعي , والصحابة ونقص القرآن والتحريفه , لا أن يقتصر على أنهم الذين زعموا أن عليًا هو الأحق في وراثة الخلافة دون الشيخين وعثمان رضي الله عنهم أجمعين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
التأسيس وأبرز الشخصيات:(1/49)
· آية الله الخميني: من رجالات الشيعة المعاصرين، قاد ثورة شيعية في إيران تسلمت زمام الحكم، وله كتاب كشف الأسرار وكتاب الحكومة الإسلامية. وقد قال بفكرة ولاية الفقيه. وبالرغم من أنه رفع شعارات إسلامية عامة في بداية الثورة ، إلا أنه ما لبث أن كشف عن نزعة شيعية متعصبة ضيقة ورغبة في تصدير ثورته إلى بقية العالم الإسلامي فقد اتخذ إجراءات أدى بعضها مع أسباب أخرى إلى قيام حرب استمرت ثماني سنوات مع العراق.
التعليق :
إن من أكبر التناقضات الموجودة عند التكلم على الشيعة والخمينينة هو اعتبار الخمينية فرقة مناوئة للإسلام في نفس الوقت الذي يعتبر فيه الخميني زعيم الخمينية من أبرز الشخصيات في فرقة الشيعة , وهناك بعض الأمور يكفي للحكم على فسادها مجرد تصورها وهذا الأمر منها .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأفكار والمعتقدات:
الإمامة .
العصمة: كل الأئمة معصومون عن الخطأ والنسيان، وعن اقتراف الكبائر والصغائر.
العلم اللدني: كل إمام من الأئمة أُودع العلم من لدن الرسول صلى الله عليه وسلم، بما يكمل الشريعة، وهو يملك علمًا لدنيًّا ولا يوجد بينه وبين النبي من فرق سوى أنه لا يوحى إليه، وقد استودعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرار الشريعة ليبينوا للناس ما يقتضيه زمانهم.
خوارق العادات .
الغيبة: يرون أن الزمان لا يخلو من حجة لله عقلاً وشرعًا، ويترتب على ذلك أن الإمام الثاني عشر قد غاب في سردابه، كما زعموا، وأن له غيبة صغرى وغيبة كبرى، وهذا من أساطيرهم.(1/50)
الرجعة : يعتقدون أن الحسن العسكري سيعود في آخر الزمان عندما يأذن الله له بالخروج، وكان بعضهم يقف بعد صلاة المغرب بباب السرداب وقد قدموا مركبًا، فيهتفون باسمه، ويدعونه للخروج، حتى تشتبك النجوم، ثم ينصرفون ويرجئون الأمر إلى الليلة التالية. ويقولون بأنه حين عودته سيملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورًا وظلمًا، وسيقتص من خصوم الشيعة على مدار التاريخ، ولقد قالت الإمامية قاطبة بالرجعة، وقالت بعض فرقهم الأخرى برجعة بعض الأموات.
التقية .
المتعة .
البراءة: يتبرؤون من الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان وينعتونهم بأقبح الصفات لأنهم ـ كما يزعمون ـ اغتصبوا الخلافة دون علي الذي هو أحق منهم بها، كما يبدؤون بلعن أبي بكر وعمر بدل التسمية في كل أمر ذي بال، وهم ينالون كذلك من كثير من الصحابة باللعن، ولا يتورعون عن النيل من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
المغالاة: بعضهم غالى في شخصية علي رضي الله عنه والمغالون من الشيعة رفعوه إلى مرتبة الألوهية كالسبئية ، وبعضهم قالوا بأن جبريل قد أخطأ في الرسالة فنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، بدلاً من أن ينزل على علي لأن عليًّا يشبه النبي صلى الله عليه وسلم كما يشبه الغرابُ الغرابَ ولذلك سموا بالغرابية.
عيد غدير خم: وهو عيد لهم يصادف اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة ويفضلونه على عيدي الأضحى والفطر ويسمونه بالعيد الأكبر، وصيام هذا اليوم عندهم سنة مؤكدة، وهو اليوم الذي يدَّعون فيه بأن النبي قد أوصى فيه بالخلافة لعلي من بعده.
يعظمون عيد النيروز وهو من أعياد الفرس، وبعضهم يقول: غسل يوم النيروز سُنة.
لهم عيد يقيمونه في اليوم التاسع من ربيع الأول، وهو عيد أبيهم (بابا شجاع الدين) وهو لقب لَقَّبوا به (أبا لؤلؤة المجوسي) الذي أقدم على قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
التعليق :(1/51)
عند التكلم عن عقائد فرقة الشيعة الإمامية الإثنى عشرية في الموسوعة فإنه لم يذكر العقائد الرئيسية التي يتميزون بها وقد ذكرنا بعضها بالدليل من أكبر كتبهم , وإجماعات نقلها أكابر شيوخهم وهي متعلقة بإعتقاد نقص القرآن وتحريفه , وتكفير الصحابة كلهم ما عدا ثلاثة أو أربعة أو سبعة , وتكفير الأمة الإسلامية لأنها لا تعتقد عقائدهم , والشرك بالله , والغلو في أئمتهم , والتأويل الباطني للقرآن , وعقيدة البداءة التي تجيز الجهل على الله .
بل ذكر في آخر الكلام عنهم : وكاد التشيع أن يكون دينًا مختلفًا عن الإسلام تمامًا .
وكل ما ذكر فإنه يخرج من دين الإسلام , ويعرف ذلك من له أدنى مسكة من علم , بالإضافة إلى ما ذكر من عصمة أئمتهم على ما ذهبوا إليه فهو يخرج أيضا من دائرة الإسلام .
عند التكلم على البراءة , فإنه لم يذكر بأنهم يكفرون الصحابة , لا أنه مجرد البراءة أو اللعن لهم .
عند التكلم على الرجعة فإنه قيل :(قالت بعض فرقهم برجعة بعض الأموات) , وعند التكلم على المغالاة , فقد قيل : (بعضهم غالى في شخصية علي رضي الله عنه والمغالون من الشيعة رفعوه إلى مرتبة الألوهية كالسبئية ، وبعضهم قالوا بأن جبريل قد أخطأ في الرسالة فنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، بدلاً من أن ينزل على علي لأن عليًّا يشبه النبي صلى الله عليه وسلم كما يشبه الغرابُ الغرابَ ولذلك سموا بالغرابية)
إن اعتبار أن بعض الشيعة يقولون كذا وآخرون يقولون كذا , فإن هذا يعتبر خطأ
قال الدكتور ناصر القفاري في كتابه المشار إليه آنفا :(1/52)
وكلام الاثني عشرية هنا يذكر بكلام فرقة من فرقة الغلاة وهم الغرابية التي قالت: إن محمداً صلى الله عليه وسلم كان أشبه بعلي من الغراب بالغراب، وأن الله عز وجل بعث جبريل عليه السلام بالوحي إلى علي فغلط جبريل عليه السلام وأنزل الوحي على محمد [ابن حزم/ الفصل: 5/42، وانظر: البغدادي/ الفرق بين الفرق ص: 250، الإسفراييني/ التبصير في الدين: ص 74، ابن المرتضى/ المنية والأمل ص: 30، الملطي/ التنبيه والرد ص: 158 وسماها (الجمهورية).].
ما الفرق بين هذه المقالة، ونص الاثني عشرية؟! إن الاثني عشرية أعطوا علياً الرسالة بدون دعوى الغلط، وزعموا أن رسالة النبي صلى الله عليه وسلم التعريف بعلي فقط.
ورغم أن الكتاب يحمل أخطر آراء السبئية وهو تأليه علي ووصفه بأوصاف لا يوصف بها إلا رب العالمين [جاء في بعض روايات الكتاب مخاطبة علي هذه الألقاب: "يا أول، يا آخر، يا ظاهر، يا باطن ، يا من هو بكل شيء عليم"، ويقول: "إن هذا الوصف صدر من الشمس لعلي وأنه سمعه أبو بكر وعمر والمهاجرون والأنصار فصعقوا ثم أفاقوا بعد ساعات" (كتاب سليم بن قيس ص 38 ط: الأعلمي، وص 31-32 ط: النجف)، وهذه الأوصاف هي آثار السبئية التي تؤله علياً، والتي ورثتها الاثنا عشرية، واستبقت أقوالها في مصادرها، ونسبتها لآل البيت، فأزرت على الآل بهذا وأمثاله، وهي تدعي التشيع لهم .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقال أيضا تحت عنوان : وصفهم – أي الشيعة الإمامية - الأئمة بأسماء الله وصفاته
وهو ما انفردت به الشيعة، وشذت به عن الأمة... فإذا كان شيوخ الشيعة المتقدمون قد شبهوا الخالق سبحانه بصفات المخلوقين، ثم واجه هذه الموجة الغالية في التجسيم موقف آخر قد يمثل ردة فعل له، وهو موقف التعطيل..
فشبهوا الله سبحانه بالمعدومات والجمادات والممتنعات، وعطلوا نصوص الأسماء والصفات.(1/53)
فهم لم يصفوا الله سبحانه بما وصف به نفسه وبما وصفه به رسوله صلى الله عليه وسلم لا في مذهبهم الأول ولا في مذهبهم الأخير.. إذا كان الأمر كذلك فإنهم لم يكتفوا بذلك، بل تطور الأمر إلى أن الأسماء والصفات الواجبة لله سبحانه وصفوا بها بعض البشر (الأئمة) فخرجوا بمذهب ثالث وهو تشبيه المخلوق بالخالق، فشابهوا النصارى في ذلك كما شابهوا اليهود في المذهب الأول (التجسيم).
لقد خرجوا ببدعة ثالثة أحدثوها في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، حيث زعموا أن الأئمة هم أسماء الله، فأسماء الله سبحانه التي ذكرها في كتابه هي – على حد زعمهم – عبارة عن الأئمة الاثني عشر، وهذا يتضمن تعطيل الله من أسمائه الحسنى، وإعطاءها بعض البشر، ويزعمون أن النص من "المعصوم" قد ورد بذلك، وهذا إفك عظيم افتروه؛ فويل لهم مما يفترون.
ثم ذكر روايات تدل على ذلك منها : قال أبو عبد الله – كما يفترون -: "إنّي لأعلم ما في السّماوات وما في الأرض وأعلم ما في الجنّة وأعلم ما في النّار، وأعلم ما كان وما يكون.." [أصول الكافي: 1/261.]. "وعن سيف التمار قال: كنا مع أبي عبد الله رضي الله عنه جماعة من الشيعة في الحجر فقال: علينا عين؟ فالتفتنا يمنة ويسرة فلم نر أحدًا، فقلنا: ليس علينا عين. فقال: وربّ الكعبة وربّ البنية – ثلاث مرّات – لو كنت بين موسى والخضر لأخبرتهما أنّي أعلم منهما ولأنبأتهما بما ليس في أيديهما، لأنّ موسى والخضر عليهما السّلام أعطيا علم ما كان ولم يُعطيا علم ما يكون وما هو كائن حتى تقوم السّاعة، وقد ورثناه من رسول الله صلى الله عليه وسلم وراثة" [أصول الكافي: 1/260-261.].(1/54)
وبعد، فهذه كلمات لا تحتاج إلى تعليق، وأقول هي "زبالة" المذاهب الباطنية، التي كان لها وجود في تاريخ المسلمين، والتي تذهب إلى تأليه عليّ والأئمة. قد استوعبتها الاثنا عشرية في بنية مذهبها , وهم يلصقون هذه المفتريات بأهل البيت ليتخذوا منهم "عكازة" يعتمدون عليها لنشر مذهبهم. وإلا فمن يقول: "أنا الأول والآخر والظاهر والباطن" [انظر: ص (558).]؛ هل يختلف عن فرعون الذي قال: "أنا ربكم الأعلى"؟! وكيف يتجرأ أساطين المذهب كالكشي والطوسي على نقل هذا الإلحاد، وكيف يعدون الكليني ثقة إسلامهم وهو ينقل هو وأضرابه هذا الكفر البواح؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قلت : يدل هذين النقلين على أن الغرابية من فرق الشيعة لكن ليست الإمامية , والسبئية فرقة من غلاة الشيعة , لكن آرائهم استوعبتها فرقة الشيعة الإمامية الإثنى عشرية الرافضة فصارت من مذهبهم , لا أن الغرابية والسبئية آرائهم بمعزل عن مذهب الإمامية .
ثانيا : ما يتعلق بالخمينية :
ورد في تعريف الخمينية في الموسوعة الميسرة :
جاء الخميني بآراء وأفكار خاصة فرضها على الحكومة الإيرانية والتزم بها الشيعة ـ في إيران على الأقل ـ والبعض لم يلتزم بها خارج إيران.. مما دعانا إلى إطلاق الخمينية على بدعته هذه، وقد يكون هذا العنوان مستغرباً ولكنه الواقع الذي فرض نفسه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأفكار والمعتقدات:
من بين الأفكار التي جاء بها الخميني ولم يسبقه فيها أحد من أئمة المذهب الإمامي، فتعتبر من اجتهاده، وقد تضمنها الدستور الإيراني ما يلي:
ولاية الفقيه:
ادعاء الخميني بأن الأنبياء والرسل لم يكملوا رسالات السماء، ولم ينجحوا في إرساء قواعد العدالة في العالم وأن الشخص الذي سينجح في نشر العدل الكامل بين الناس هو المهدي المنتظر.(1/55)
ويعد قوله هذا منافياً لكل ما قررته العقيدة الإسلامية، وفيه إنكار لتعاليم الكتاب والسنة وإجماع الأمة على أن نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم هو خاتم الأنبياء والمرسلين، وهو المصلح الأعظم للبشرية جمعاء حيث أرسل بأكمل الرسالات وأتمها كما قال تعالى: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً).
يقول الخميني في بيان منزلة الأئمة: فإن للإمام مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون.
ـ يقول: " والأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة ".
ـ ويقول: " ومن ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل ".
ـ وأن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن يجب تنفيذها وإتباعها.
وهو بهذا يرفع الأئمة إلى مقام فوق مقام البشر والعياذ بالله.
· الولاء والبراء عند الشيعة بشكل عام هو: الولاء للأئمة والبراء من أعدائهم، وأعداء الأئمة في اعتقادهم جيل الصحابة رضي الله عنهم، والخميني يجعل السجود موضع دعاء التولي والتبري وصيغته: " الإسلام ديني ومحمد نبي وعلي والحسن والحسين.. (يعدهم لآخرهم) أئمتي، بهم أتولى ومن أعدائهم أتبرى " وهناك آراء وأفكار لدى الشيعة عامة قال بها الخميني، وأعاد صياغتها في الدستور الإيراني وفي كتبه التي نشرها.
· مصادر التلقي عنده : هي مصادر الشيعة عامة وأهمها الكتب الأربعة الآتية:
ـ كتاب الكافي، لمحمد بن يعقوب الكليني الرازي ويعد كصحيح البخاري عند أهل السنة.
ـ من لا يحضره الفقيه، لمحدثهم محمد بن علي بن بابويه الرازي.
ـ تهذيب الأحكام، لشيخ الطائفة ابن الحسن الطوسي المتوفى سنة 460هـ بالنجف.
ـ الاستبصار، للطوسي نفسه.
والخميني يعتمد هذه الكتب الأربعة ويعرض عن كل كتب السنة المعتمدة.
· التقية : وهي من أصول المذهب الشيعي يقول عنها الخميني: " هذه التقية التي كانت تتخذ لحفظ المذهب من الاندراس لا لحفظ النفس خاصة ".(1/56)
· الجهاد الإسلامي معطل في حال غياب الإمام.
· موقف الخميني من الصحابة، وهو موقف الشيعة عامة.
· وكذلك موقفه من الخلافة الإسلامية، إذ يرى أن الإسلام لم يتمثل إلا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد علي رضي الله عنه.
· يوثق الخميني الملاحدة أمثال نصير الدين الطوسي 597 ـ 672هـ وزير هولاكو الذي دمر بغداد وقضى على الخلافة الإسلامية.
· الاحتفال بعيد النيروز ـ الفارسي الأصل ـ إذ يجعل الغسل فيه مستحب والصوم فيه مشروع.
· وللخميني في كتاب تحرير الوسيلة آراء فقهيه خاصة به وبالشيعة عامة ليس لها سند من السنة الصحيحة.. منها:
ـ طهارة ماء الاستنجاء.
ـ من مبطلات الصلاة وضع اليد على الأخرى.
ـ الطهارة ليست شرطاً في كل مواضع الصلاة بل في موضع السجود فقط.
ـ جواز وطء الزوجة في دبرها.
ـ جواز الجمع بين المرأة وخالتها.
الجذور الفكرية والعقائدية:
مذهب الشيعة الإمامية أو الجعفرية هو الأساس الفكري للخمينية ومن كتب الشيعة كوّن الخميني فكره.. وقد ظل متعصباً لمذهبه حتى آخر حياته.
ويتضح مما سبق:
أن الخمينية تقيم فلسفتها جملة وتفصيلاً على قراءة منحرفة قوامها التلفيق والتدليس لكل تاريخ المسلمين، فتأتي على رموزه وكبار مؤسسيه هدماً وتشويهاً وتمويهاً، وتعمد إلى إفساد العقيدة وطمس معالم الإسلام وتشويه مقاصده النبيلة، باسم التعصب لأهل البيت، وتصرح بما يخرج عن ملة الإسلام، مثل ادعائهم نقص القرآن وتغييره وجهرهم بالسوء في حق الصحابة، ومخالفتهم الإجماع بإباحتهم نكاح المتعة وجعلهم المذهبية مادة في دستور إيران، وتحالفاتهم الإستراتيجية المرفوضة وغير ذلك من صور التآمر على واقع الإسلام والمسلمين.
نعلق على ما سبق في النقاط التالية :
إن السبب في اعتبار الخمينية فرقة مناوئة للإسلام هو أن الخميني جاء بآراء وأفكار
خاصة لم يسبقه فيها أحد من أئمة المذهب , أمر فيه نظر وذلك لما يلي :(1/57)
عند مقارنة عقائد الشيعة الإمامية الإثنى عشرية والتي ذكرت عند الكلام عليها مع الآراء والأفكار التي قيل أنها خاصة بالخميني فلن نجد فرق سوى نظرية ولاية الفقيه , أما سوى ذلك فلا فرق يذكر فما يعتقده الخميني يعتقده الشيعة عامة , فإن من التناقض العجيب التفرقة بين الخمينية والشيعةالإمامية ؛ لأنه لا فرق في العقائد كما بينا كما أنه قد ذكر عند الكلام على الشيعة فقد ورد أنها تنتشر الآن في إيران وتتركز فيها , والخمينية كذلك قد التزم بها الشيعة في إيران .
ونقارن في الجدول التالي بين عقائد الشيعة الإمامية وبين الأفكار والآراء التي جاء بها الخميني وبالتالي اعتبار الخمينية فرقة :
عقائد الشيعة الإمامية الإثنى عشرية ... عقائد الخمينية
الإمامة .
العصمة: كل الأئمة معصومون عن الخطأ والنسيان، وعن اقتراف الكبائر والصغائر.
العلم اللدني: كل إمام من الأئمة أُودع العلم من لدن الرسول صلى الله عليه وسلم، بما يكمل الشريعة، وهو يملك علمًا لدنيًّا ولا يوجد بينه وبين النبي من فرق سوى أنه لا يوحى إليه، وقد استودعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرار الشريعة ليبينوا للناس ما يقتضيه زمانهم.
خوارق العادات .
الغيبة: يرون أن الزمان لا يخلو من حجة لله عقلاً وشرعًا، ويترتب على ذلك أن الإمام الثاني عشر قد غاب في سردابه، كما زعموا، وأن له غيبة صغرى وغيبة كبرى، وهذا من أساطيرهم.
الرجعة .
التقية .
المتعة .
البراءة: يتبرؤون من الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان وينعتونهم بأقبح الصفات لأنهم ـ كما يزعمون ـ اغتصبوا الخلافة دون علي الذي هو أحق منهم بها، كما يبدؤون بلعن أبي بكر وعمر بدل التسمية في كل أمر ذي بال، وهم ينالون كذلك من كثير من الصحابة باللعن، ولا يتورعون عن النيل من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.(1/58)
المغالاة: بعضهم غالى في شخصية علي رضي الله عنه والمغالون من الشيعة رفعوه إلى مرتبة الألوهية كالسبئية ، وبعضهم قالوا بأن جبريل قد أخطأ في الرسالة فنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، بدلاً من أن ينزل على علي لأن عليًّا يشبه النبي صلى الله عليه وسلم كما يشبه الغرابُ الغرابَ ولذلك سموا بالغرابية.
عيد غدير خم: وهو عيد لهم يصادف اليوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة ويفضلونه على عيدي الأضحى والفطر ويسمونه بالعيد الأكبر، وصيام هذا اليوم عندهم سنة مؤكدة، وهو اليوم الذي يدَّعون فيه بأن النبي قد أوصى فيه بالخلافة لعلي من بعده.
يعظمون عيد النيروز وهو من أعياد الفرس، وبعضهم يقول: غسل يوم النيروز سُنة.
لهم عيد يقيمونه في اليوم التاسع من ربيع الأول، وهو عيد أبيهم (بابا شجاع الدين) وهو لقب لَقَّبوا به (أبا لؤلؤة المجوسي) الذي أقدم على قتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه. ... ولاية الفقيه .
يقول الخميني في بيان منزلة الأئمة: فإن للإمام مقاماً محموداً ودرجة سامية وخلافة تكوينية تخضع لولايتها وسيطرتها جميع ذرات هذا الكون , ـ يقول: " والأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة " , ـ ويقول: " ومن ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا مقاماً لا يبلغه ملك مقرب ولا نبي مرسل .
ـ وأن تعاليم الأئمة كتعاليم القرآن يجب تنفيذها وإتباعها , وهو بهذا يرفع الأئمة إلى مقام فوق مقام البشر والعياذ بالله , وهو ما يوازي العلم اللدني .
الولاء والبراء عند الشيعة بشكل عام هو: الولاء للأئمة والبراء من أعدائهم، وأعداء الأئمة في اعتقادهم جيل الصحابة رضي الله عنهم، والخميني يجعل السجود موضع دعاء التولي والتبري وصيغته: " الإسلام ديني ومحمد نبي وعلي والحسن والحسين.. (يعدهم لآخرهم) أئمتي، بهم أتولى ومن أعدائهم أتبرى "
التقية : وهي من أصول المذهب الشيعي يقول عنها الخميني: " هذه التقية التي كانت .(1/59)
موقف الخميني من الصحابة، وهو موقف الشيعة عامة , وكذلك موقفه من الخلافة الإسلامية، إذ يرى أن الإسلام لم يتمثل إلا في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد علي رضي الله عنه.
الاحتفال بعيد النيروز ـ الفارسي الأصل ـ إذ يجعل الغسل فيه مستحب والصوم فيه مشروع.
مذهب الشيعة الإمامية أو الجعفرية هو الأساس الفكري للخمينية ومن كتب الشيعة كوّن الخميني فكره وقد ظل متعصباً لمذهبه حتى آخر حياته.
فالنتيجة الطبيعية هي : إن الخمينية هي الشيعة الإثنى عشرية , والتفريق بينهما مخالف للواقع , لا أن الواقع فرض نفسه على اعتبار الخمينية فرقة مستقلة عن الشيعة , فما ينطبق على الخمينية فإنه ينطبق على الشيعة الإمامية وبالتالي فلا بد من اعتبار الشيعة الإمامية من الفرق المناوئة للإسلام وإلا كان مناقضة بلا برهان , وترجيح بلا مرجح .
ذكر أن الخمينية تصرح بما يخرج عن ملة الإسلام مثل : ادعائهم نقص القرآن , وقد أوردنا أن تلك العقيدة ثابتة في مذهب الشيعة الإماية الإثنى عشرية فلماذا لم تذكر ضمن عقائدهم وذكرت في عقائد تلك الفرقة المنسوخة من فرقة الشيعة ؟ .
جاء أن الخمينية تقيم علاقات تآمرية مع أعداء الإسلام , فهل الشيعة الإماية الإثنى عشرية ليست كذلك على فرض أنهما فرقتان وليستا فرقة واحدة ؟ , وأما خيانات الشيعةالإمامية الإثنى عشرية للأمة الإسلامية عبر التاريخ فهي معلومة سواء دورهم في الحملات الصليبية أو مساعدة التتار في إسقاط دولة الخلافة قديما أو مساعدة أمريكا في حربها في أفغانستان والعراق حديثا وما بين ذلك من خيانات .
المطلب الثالث : تساؤل عن السبب وراء عدم دخول حزب الله مع حركة أمل
ضمن الحركات الباطنية والمناوئة للإسلام .
هناك تساؤل هام هو : لماذا لم يعتبر حزب الله من ضمن الأحزاب المناوئة للإسلام سواء كحزب خميني أو حزب شيعي يعتقد عقائد الشيعة الإمامية الإثنى عشرية ؟(1/60)
والسبب في هذا السؤال هو : أن هذا الحزب شيعي إمامي ويعتبر الخميني إمامه والمرجعية في إيران هي المرجعية الدينية له , كما أن له نشاطا عسكريا في بعض الدول العربية مثل البحرين – الكويت – لبنان , فإن أكثر الأحزاب التي خدعت قطاعا كبيرا من المسلمين هو حزب الله - فرع لبنان , ونسوق فيما يلي بعض التصريحات التي توضح ذلك :
قائد هذا الحزب لا يرى الدول إسلامية وتحكم بالإسلام إلا إيران , كما أن المرجعية الدينية في إيران - والتي سبق بيان بعض عقائدهم - هي المرجعية الدينية لحزبه
قال حسن نصر الله زعيم حزب الله : " إننا نرى في إيران الدولة التي تحكم بالإسلام والدولة التي تناصر المسلمين والعرب , وعلاقتنا بالنظام علاقة تعاون ، ولنا صداقات مع أركانه ونتواصل معه ، كما إن المرجعية الدينية هناك تشكل الغطاء الديني والشرعي لكفاحنا ونضالنا " (1) .
وقال إبراهيم الأمين حين سئل : هل أنتم جزء من إيران؟ فقال : " نحن لا نقول إننا جزء من إيران ، نحن إيران في لبنان , ولبنان في إيران " . [ جريدة النهار (5/3/1987) . نقلا من كتاب (ماذا تعرف عن حزب الله ؟) صـ 79 .].
يقول نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني : " نشأت العلاقة بين حزب الله و إيران بسعي الحزب للإستفادة من هذه التجربة الجديدة في منطقتنا - يقصد قيام (الخميني) بتأسيس دولة ولاية الفقيه في إيران - , ولتأمين النصير - أي من ينصرهم - في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي ، وقد نمت هذه العلاقة بسرعة , وثقة , و تراكمت إيجابياتها من اللحظة الاولى وذلك لأسباب عدة أهمها :
ايمان كل من الحزب و إيران بنظرية ولاية الفقيه ، وأن الامام (الخميني) هو القائد الولي الذي يترجمها في عصرنا الحديث مما أدى الى الالتقاء في إطار القيادة العالمية الشرعية الواحدة .
__________
(1) - مجلة المقاومة ، العدد 27، صـ 15 ـ 16. نقلا من كتاب " حزب الله رؤية مغايرة " للأستاذ / عبدالمنعم شفيق(1/61)
اختيار إيران لنظام الجمهورية الإسلامية في الحكم وهو يلتقي مع المبادئ الاسلامية التي يؤمن بها حزب الله , فهو انسجام نظري في الخطوط العامة ؛ لأن تفاصيل التطبيق تخضع للخصوصيات الموجودة في كل من لبنان و إيران . [نقلا من كتاب (ماذا تعرف عن حزب الله ؟) صـ 80-81 .].
ومن الأهمية أن نذكر شهادة لليهود على هذا الحزب بأنهم لا يعتبرون الشيعة اللبنانيين أعدائهم , وكما قيل : " فالحق ما شهدت به الأعداء " , ويدل على ذلك ما يلي :
وصية أكثر اليهود إجراما وقتلا للمسلمين وهو شارون في مذكراته (1) عند حديثه عن حرب لبنان سنة 1982 حيث قال : " من دون الدخول في أي تفاصيل , لم أرَ يوماً في الشيعة أعداء إسرائيل على المدى البعيد " . [ (مذكرات أرييل شارون صـ 584. نقلا من كتاب (ماذا تعرف عن حزب الله؟) لعلي الصادق ] .
يقول ضابط مخابرات إسرائيلي : " إن العلاقة بين اسرائيل والسكان اللبنانيين الشيعة غير مشروطة بوجود المنطقة الامنية ؛ ولذلك قامت اسرائيل برعاية العناصر الشيعية , وخلقت معهم نوعا من التفاهم للقضاء على التواجد الفلسطيني , والذي هو امتداد للدعم الداخلي لحركتي حماس و الجهاد " . [ صحيفة معاريف اليهودية (8/9/1997) . نقلا من كتاب (ماذا تعرف عن حزب الله ؟ ) صـ 13.].
فإذا سأل سائل : هل هذا الحزب يجاهد اليهود فعلا , أم يجاهد المسلمين ؟
أترك الإجابة على ذلك لما يلي :
__________
(1) - نقلا من أهم المقالات التي تحدثت عن دور حزب الله الشيعي الرافضي وهي بعنوان : " أسئلة حائرة لحسن نصرالله " . لأبي زياد العربي . نقلا من موقع مفكرة الإسلام(1/62)
(حجة الاسلام علي أكبر محتشمي بور) أحد تلامذة (الخميني) , وسفير إيران السابق في سورية , والوزير السابق للداخلية يقول في حديث لصحيفة (الشرق) الإيرانية في (3/8/2006) : " جزء من خبرة حزب الله يعود إلى التجارب المكتسبة في القتال , و جزء آخر من التدريب , إن حزب الله اكتسب خبرة قتالية عالية خلال الحرب الإيرانية - العراقية ؛ بحيث كان رجال الحزب يقاتلون ضمن صفوف قواتنا أو بشكل مباشر " . [ نقلا من كتاب (ماذا تعرف عن حزب الله ؟) صـ 88 .].
نشرت صحيفة الجارديان البريطانية بتاريخ 29 / 7 / 2006 في مقابلة مع أحد قادة حزب الله العسكريين و يدعى " سيد علي " حيث قال : " إن الصراع ليس فقط ضد إسرائيل و لكن أيضا ضد أهل السنة اللبنانيين , وعندما تنتهي الحرب مع إسرائيل ستبقى أمامنا عدة معارك لنخوضها في لبنان , الحرب الحقيقية ستبدأ بعد هذه المناوشات الحالية مع أولئك اللبنانيين الذين لم يقفوا معنا - أي أهل السنة - , حزب الله لديه أفضل جهاز استخبارات عسكري في هذا البلد و أيدينا ستطال كل من صرّح ضدنا " (1) .
أدلى صبحي الطفيلي الأمين العام السابق لحزب الله بتصريح في لقاء مع صحيفة الشرق الأوسط : 25/9/2003- العدد 9067 , جاء فيه :
" وما يؤلمني أن المقاومة التي عاهدني شبابها على الموت في سبيل تحرير الأراضي العربية المحتلة ، تقف الآن حارس حدود للمستوطنات الاسرائيلية ، ومن يحاول القيام بأي عمل ضد الاسرائيليين يلقون القبض عليه , ويسام أنواع التعذيب في السجون ".
بعد التحول الذي حصل في الموقف من المقاومة , وتحول إيران إلى منسق للشؤون الأميركية في المنطقة رأيت أن أخرج عن صمتي .
__________
(1) - هذه المقالة على موقع الجارديان بعنوان " As the shells fall around them, Hizbullah men await the Israelis " - نقلا من مقالة " الجزيرة وأسطورة الرأي الآخر " للأستاذ حسن الرشيدي من موقع مفكرة الإسلام .(1/63)
من يقول في لبنان إن إيران لا تتدخل كاذب , القرار ليس في بيروت وإنما في طهران .
قال الصحفي : حتى خلال ولايتك ؟
قال صبحي الطفيلي : نعم ، حتى خلال ولايتي كان لـ (القيادة المركزية في إيران) موقعها في القرار , لكن حينها كان هناك انسجام في المواقف والقرارات , ولم نكن نعتبر أن القرارات تملى علينا ، بل هي قناعتنا , وحين يأتي أمر من الإمام (الخميني) أو غيره ممن يعينهم يقول لنا قاتلوا اسرائيل ، فنحن لا نعتبره أمراً بل هو من قناعتنا. [ الشرق الأوسط (25/9/2003) العدد 9067 ].
ويؤكد هذا الامر توفيق المديني من حركة أمل الشيعية - ويعتبر حزب الله امتدادا لها - فيقول : " حركة أمل التزمت من جانبها بمنع رجال المنظمات الفسطينية من التسلل إلى مناطق الجنوب للقيام بعمليات مسلحة ضد الجيش الإسرائيلي , و ضد مستوطنات الجليل في شمال فلسطين المحتلة " . [ نقلا من كتاب (أمل و حزب الله في حلبة المجابهات) صـ 83 . نقلا من كتاب (ماذا تعرف عن حزب الله ؟) لعلي الصادق صـ 18.].
وتكملة للحديث عن (حزب الله) , من الأهمية أن نبين علاقة هذا الحزب مع شيعة العراق الذين يقودون عملية قتل إخواننا السنة هناك , وبيان موقفه من المقاومة العراقية ضد قوات الاحتلال , ففي مقال لـ (علي حسين باكير) بعنوان (سقوط قناع حزب الله الخارجي) جاء فيه :
أثار التصريح المفاجئ لزعيم جيش المهدي مقتدى الصدر الذي ألقاه في مسجد الكوفة يوم (12/4/2004) في كونه اليد الضاربة (لحزب الله اللبناني) في العراق .(1/64)
وفي (27/7/2006) , قام عضو التيار الصدري وجيش المهدي بالإعلان عن تشكيل مجموعة من1:500 مقاتل للذهاب إلى لبنان دون أن يوضّح لنا مهمتهم هناك , ولم ننتظر كثيرا هذه المرّة حتى تسرّبت المعلومات الحقيقية عن الدور والأهداف , إذ نقلت صحيفة (نيويورك تايمز) بعد ثلاثة أشهر من الخبر السابق , في (28/11/2006) تقريرا مطوّلا جاء فيه أنّ حزب الله اللبناني قام بتدريب ما بين ألف وألفين عنصر من عناصر جيش المهدي الذي يتزعّمه رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر, وقد نقلت وكالة (فرنس برس) في اليوم التالي أيضا تصريحا استخباراتيا يؤكّد تقرير الصحيفة , جاء فيه أن دعم حزب الله للميليشيات الشيعية العراقية وخاصة جيش المهدي سجل تقدما في نهاية العام الفائت وبداية العام , و هي الفترة ما بين التصريحين الأول والثاني الواردين أعلاه .
كما نقلت بعض المصادر الإخبارية عن موظف في مطار بغداد الدولي أن خمسة وثلاثين قياديًا من جيش المهدي كانوا قد غادروا صباح الأربعاء (25/10/2006) إلى لبنان بناءً على دعوة رسمية موجهة لهم من حزب الله , وأن من بين الذين غادروا إلى لبنان المدعو (أبو طالب النجفي) ، أحد قادة جيش المهدي الذين برزوا خلال الفترة الماضية في مدينة الحرية ، حيث قتل وهجر العشرات من العائلات السنيّة.
التقرير الخطير جدا لا يعني أنّ حزب الله يشترك مع العصابات الصفوية في سفك دماء أهل السنّة في العراق واللاجئين الفلسطينيين الذين قتل جيش المهدي عددا كبيرا منهم فقط , بل يعني أيضا الطعن في ظهر المقاومة العراقية التي تقاوم أكبر وأضخم قوة احتلال عرفها التاريخ , والتي لا يعترف السيد (حسن نصر الله) بها صراحة , و صنّفها في خطابه الشهير في ذكرى الإمام الكاظم الذي تزامن مع حادثة جسر الأئمة في بغداد بين : " صدّامي بعثي و تكفيري إرهابي ". [ نقلا من مقالة لـ (علي حسين باكير ) في جريدة السياسة الكويتية بتاريخ 9/12/2006 .].(1/65)
أختم ما يتعلق بـ (حزب الله) بما ذكره الدكتور محمد علي الجوزو مفتي جبل لبنان في مجلة فجر الإسلام (الشهر السابع لعام 2006 ) يشتكي إلى الله من ظلم وتجبر حزب الله في استيلائه على مساجد السنة ، فبعد أن تكلم عن انتصارات حزب الله في قرى الجنوب على الجيش الإسرائيلي يقول : " هذا الانتصار على ما يبدو دفع بعض شباب حزب الله لمحاولة السيطرة على مساجد أهل السنة والجماعة في الجنوب وفي جبل لبنان ، فقد تكررت المحاولات ، وآخرها محاولة السيطرة على مسجد النبي يونس في الجية , وفي بلدة الجية يتعاون حزب الله مع حركة أمل ، مع الشيخ عبد الأمير قبلان على اغتصاب أوقاف السنة ، حيث أصدر المجلس الشيعي الأعلى قراراً بتأليف لجنة لأوقاف الشيعة في الجية ، ثم ادعت هذه اللجنة على المديرية العامة للأوقاف الإسلامية السنية في بيروت بأنها صاحبة حق في أوقاف الجية ، وهي عبارة عن أربعة عشر ألف متر مربع تقع على شاطئ البحر ، وقد أقيم عليها مسجد النبي يونس ومدرسة رسمية تابعة لهذه الأوقاف ومدرسة ثانوية ومقابر حيث وضعت إشارة على هذه العقارات ومن خلال هذه الإشارة يحاول المتعصبون من المنتمين إلى اللجنة الشيعية ايذاء أهل السنة في أوقافهم وفي مسجدهم ، حيث كان أهل السنة يعملون على ترميم وبناء مسجدهم من جديد ، فرفع هؤلاء قضية بحجة تخريب المسجد ، وعملوا على ايقاف عمليات الترميم .
وهكذا تحولت القضية إلى قضية مذهبية لجأ فيها شيعة الجية إلى استفزاز أهل السنة والجماعة بوضع مكبرات الصوت على سطح المسجد وإعلان الآذان الذي يتضمن كلمة (وأن علياً بالحق ولي الله) لأول مرة في تلك البلدة تجاوزوا حدود اللياقة والأدب في تناول مركز الافتاء والأوقاف ، وأخذوا يكيلون الألفاظ البذيئة ويعبرون عن مشاعر الحقد والكراهية بأسلوب سوقي يعمل على اثارة الفتنة والضغينة بين المسلمين " .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ(1/66)
قلت : بعد عرض ما سبق فإنه ليس هناك مجال للشك بأن حزب الله تابع لإيران الدولة الشيعية الأم أو كما تسمى في الموسوعة الخمينية , فلماذا اعتبر حركة أمل مناوئة للإسلام , ولم يعتبر حزب الله اللبناني ؟ بالرغم من أنه خارج من رحم حركة أمل , وله نفس العقيدة والامتداد الإيراني الشيعي , فلا بد من جعل حزب الله من ضمن الفرق المناوئة للإسلام .
خاتمة : هل هناك آثار مترتبة على تلك التفرقة ؟
إن اعتبار الخمينية فرقة مناوئة للإسلام , واعتبار الشيعة الإمامية من فرق المسلمين يترتب عليها بعض الأمور , أهمها ما يلي :
أي نقد أو طعن أو اتهام للشيعة الإمامية الإثنى عشرية بأنها تعتقد عقائد تفارق بها المسلمين فسيوجه للخمينية لما ورد في الكلام عنها من عقائد تفارق بها دين الإسلام وتآمرها على الإسلام , أما الشيعة الإمامية فهي منها براء .
تفعيل دعوات التقريب مع الشيعة الإثنى عشرية دون الخمينية .
أي اتهام للشيعة بتعاونها مع أعداء الإسلام فسيوجه للخمينية لما سبق ذكره .
أي دعوات للتحذير من الشيعة بنشرهم التشيع في بلاد المسلمين فستوجه للخمينية .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
من كان لديه تعليق أو إفادة , فأرجو المراسلة على البريد الإلكتروني التالي :
H3400@hotmail.com(1/67)