نظمها أبو المساكين عبد المجيد أيت عبو
الحمد لله الكريم الحق
سبحانه من خالق لطيف
ثم الصلاة والسلام الوافي
من وصف الرحمن بالكمال
وبعد هذا رجز مشطور
ضمنته رسالة مفيدة
في مبحث الأسماء والصفات
لشيخ الاسلام أبي العباس
كتبها الشيخ لأهل واسط
فأسأل الله القبول والغنى
قال الإمام أحمد ابن تيميه
من بعد حمد الله ذي الجلال
وبالصلاة والسلام سرمدا
وآله وصحبه الأبرار
هذا اعتقاد الفرقة المنصورة
تجد فيها الغاية المنشودة
وهو أن تؤمن بالتواب
والرسل الهداة للصواب
وبعدها الأقدار من خير وشر
ومقتضى الإيمان بالذي لطف
سبحانه نفسه في الكتاب
وبالذي وصفه المختار
من غير تحريف ولا تعطيل
بل يؤمنون أنه سبحانه
كلا ولا ند ولا نظير
فليس ينفون الذي قد وصفا
ولا يحرفون من كلامه
وليس يلحدون في الأسماء
وليس للوصف يكيفونا
لأنه ليس له سمي
ولا يقاس جل بالمخلوق
أصدق قيلا منهم وأعلم
ورسله مصدقون بشروا
فهم خلاف من يقول ما لا
لهذا سبح الإله نفسه
قد وصفوه ثم سلم على
لأن قولهم بلا نكران
والله في الأسماء والصفات
فلا عدول لذوي الأخبار
عما به الرسل جاؤوا إنه
صراط من عليه أنعم العلي
من كل صديق شهيد معتمد
دخل في ذي الجملة المرضيه
في سورة الإخلاص وهي تعدل
وما به وصف نفسه العلي
في آية الكرسي ومن قراها
وليس يقربه من شيطان
وهي تضمنت على الإيجاز
خمسا من الأسماء وهي الله
اسم العلي والعظيم ونفت
كمال علمه وملكه ولا
وأثبتت سلطانه وقدرته
فهو العظيم القادر الوحيد
هو تعالى الحي لا يموت
الأول الآخر بارئ الورى
وهو العليم قد أحاط علما
تكن من الأمور في الأكوان
يعلم ما في الغد من أشياء
يعلم ما يعمله العباد
والذي يخفون ومنهم يعلم
وأي دابة في الارض تجري
مفاتح الغيب التي قد ذكرت
علم القيامة بلا امتراء
يعلم ما تقله الأرحام
وليس نفس تدري ماذا تكسب
كلا ولا بأي أرض تهلك
لعبده مدبر بصير
لخلقه الرزاق والمعين
وهو الذي يفعل ما يشاء(1/1)
ما شاءه ذو العرش حقا أوجدا
من خلقه يحكم ما يريد
فمن يرد به الهدى هداه
محبة الودود للإنسان
ومن يقل إرادة الثواب
فهو يحب المحسنين المقسطين
والمتطهر من العباد
ورحمة المولى الرحيم الحق
وسع رحمة جميع من فطر
واختص بالرحمة ذو الغفران
وقد أتى عن ربنا في السنة
ويرضى ربنا عن الأبرار
يسخط عن كفر وعن طغيان
وصفة الأسف نص قوله
والمقت وصفه فخاب من نفا
والوصف بالمجيء والإتيان
فالله جل شأنه في البقره
وصفة الوجه له تباركا
وجاء في القصص إلا وجهه
واليد من صفاته العلا بلا
قد قال في العقود بل يداه
لله عينان بلا تكييف
وذاك في القمر ثم طه
وهو السميع سائر الأصوات
سمع قولة التي تجادل
ويحسب الطغاة أن الله لا
وأثبت الرحمن أنه يرى
في قوله الذي يراك ويرى
يرى دبيب النمل في الظلماء
وهو العزيز القادر المجيد
يمكر بالماكر ذو الجلال
وهذه النعوت والأوصاف
لكن أتى اللفظ بها مقيدا
وهو العفو عن خطا الإنسان
يوصف بالعزة ذو الإنعام
ولم يزل في خلقه عليا
ولم يكن لله كفؤا أحدا
ليس له في ملكه شريك
هو الذي قد خلق العبادا
وعظموا بالحب خلقا افتقر
فالحب لله كذا الإجلال
وقل على العرش استوى الرحمن
قد أحدثوا من الفساد قولا
فهو مستو عليه بائن
أورد الاستواء فوق عرشه
في سورة الأعراف والفرقان
وطه والسجدة والحديد
وأثبت العلو في الكتاب
وهو علو الذات والقدر تلا
من ذاك أن عبده ابن مريما
وطيب الكلام والأعمال
وقال فرعون ابن لي صرحا عسى
فهو العلي فوق خلقه سما
وهو معهم محيط بالورى
وهو مع التقي للاتباع
قال النبي في الغار إذ خطب عنا
قال لهارون وموسى إنني
فهو مع التقي من العبيد
والله من صفاته الكلام
وكيف شاء لم يزل يقول
قد كلم الكليم موسى واصطفى
والأبوين في الجنان نادى
ومن كلام ربنا القرآن
قد عجز الخلق عن الإتيان
والآي في القرآن والكلام
ورؤية العباد للرؤوف
ويونس قاف مع القيامه
وما أتى في الذكر من آيات
قدر كثير وافر مشهور
فإن من تدبر الكتابا(1/2)
بان له المقصود والمراد ... ليس له النظير بين الخلق
جلت صفاته عن التحريف
على الحبيب سيد الأشراف
وخصه بالحب والإجلال
قد اعتراه النقص والقصور
جامعة لمجمل العقيدة
من سنة النبي والآيات
لكي يعم النفع بين الناس
أغناها بالأصول والضوابط
واليسر والفهم لمن بها اعتنى
مبينا نهج الهدى ليسميه
الواحد الموصوف بالكمال
على رسوله الشفيع أحمدا
من بلغوا الدعوة للأمصار
جمع من دين الهدى أموره
إلى قيام الساعة المعهودة
وبالملائكة والكتاب
والبعث بعد الموت للحساب
وبالذي ورد فيها من خبر
إيماننا بكل ما به وصف
من غير ما شك ولا ارتياب
به أتت بذلك الأخبار
ولوثة التكييف والتمثيل
ليس له مثل يلي سلطانه
فهو السميع الخالق البصير
به الإله نفسه وشرفا
فمن يحرف يك من أعدائه
وفي آيات الله بالمراء
ولا بخلقه يمثلونا
لا ند لا كفئ له رضي
فلا تحد لمذهب زهوق
بنفسه وغيره وأحكم
وصادقون بينوا وأنذروا
يعلمه عن ربه تعالى
عما به المخالفون رسله
رسله المصدقين النبلا
يسلم من عيب ومن نقصان
جمع بين النفي والإثبات
والسنة الغراء والآثار
هو الصراط المستقيم وحده
من النبيين ومن لهم ولي
والصالحين من عباده وقد
وصف الإله نفسه الزكيه
ثلث ذكر الله فهي الأفضل
في أعظم الآيات في المنزل
حفظ إن في ليلة تلاها
فضلا من المهيمن الرحمن
لكنها في غاية الإعجاز
والحي والقيوم قل تلاه
نوما مع السنة عنه وثبت
يعجزه شيء فجل وعلا
وحفظه سبحانه ورحمته
ولا يكون إلا ما يريد
وخلقه يعروهم الخفوت
الظاهر الباطن من غير مرا
بكل شيء كائن ومهما
بها أحاط ليس ذا نسيان
يعلم ما في الأرض والسماء
من طالح وصالح يراد
خائنة الأعين فهو الأعظم
يعلم مستقرها ويدري
نصا بلقمان وحكما قررت
ينزل الغيث من السماء
فهو العليم العالم العلام
غدا ولا لأي شيء تدأب
لكنه العليم جل الملك
على الذي يشاءه قدير
مهيمن ذو القوة المتين
له يكون الفصل والقضاء
ما لم يشأه لا يكون أبدا
عن فعله لا يسأل العبيد(1/3)
ومن يرد إضلاله أخزاه
وصف له استقر في القرآن
فزائغ عن منهج الصواب
والمتقين ربهم والتائبين
ومن يقاتلون في الجهاد
ثابتة تشمل كل الخلق
أعظم رأفة وأولى من غفر
من اتقاه من ذوي الإيمان
أن غضبي قد سبقته رحمتي
ويغضب المولى من الفجار
ويكره الفاسق للعصيان
فلما آسفونا أن ذا وصفه
في قوله كبر مقتا وصفا
ثبت في السنة والقرآن
والفجر والأنعام نصا قرره
في قوله ويبقى وجه ربكا
وليس شيء في الوجود مثله
كيف وذو البدعة جهلا أولا
مبسوطتان جل في علاه
جلت صفاته عن التحريف
والطور والجهمي قد نفاها
على اختلاف الحال والهيئات
وقول من قالوا فقير يبخل
يسمع سرهم ونجواهم بلى
فهو الرقيب والبصير بالورى
فسيرى الله بنص ذكرا
وما جناه العبد في الخفاء
يكيد كيدا بالذي يكيد
أشد في القوة والمحال
ليس لربي مطلقا تضاف
ولا يجوز منها الاسم أبدا
بالصفح والرحمة والغفران
فربنا العزيز ذو انتقام
لم يعلم الخلق له سميا
لم يتخذ صاحبة أو ولدا
فهو المحيط الواحد المليك
فاتخذوا من دونه الأندادا
لا يملكون منه نفعا أو ضرر
في حقه لا تضرب الأمثال
ومن نفوا علوه قد مانوا
إذ فسروا استوى بمعنى استولى
يعلم ما من العباد كائن
في سبع آي أحكمت في ذكره
والرعد يونس من التبيان
عليها عقد المنهج السديد
في غير موضع بلا ارتياب
علو قهره فجل وعلا
رفعه الله إليه للسما
يصعد للرحمن ذي الجلال
أبلغ الاسباب فجار وأسا
قد قال أم أمنتم من في السما
معية تعم كل من ذرا
قد خص ذا بالرسل والأتباع
لا تحزن ان ذا الجلال معنا
معكما وذاك وقت المحن
والمهتدي بالنصر والتأييد
بما يشاء الخالق العلام
لا تدرك الكيفية العقول
تبا لمن أنكر هذا ونفى
ينادي في القيامة العبادا
لا يعتريه الشك والنقصان
بمثله على مدى الأزمان
مشهورة عند ذوي الأفهام
حق أتت في صورة التطفيف
من غير ما شك ولا ملامه
في سائر الأسماء والصفات
بفهمه تنشرح الصدور
يبغي الهدى والحق والصوابا
وناله التوفيق والسداد(1/4)
فصل في السنة
فصل وما مضى من القرآن
فهي المفسرة للتنزيل
فكل ما به النبي وصفا
في كل ما قد صح في المنقول
فواجب أن يؤمن الجميع
كما روى نزوله سبحانه
في ثلث الليل الأخير ينزل
وهو كما به النبي صرحا
ويضحك المولى بلا إنكار
وقال واصفا لذي الجلال
عجب ربنا يظل يضحك
وفي حديث النار جاء قوله
وفي رواية عليها قدمه
وقوله عليه ربي سلما
ومنه قوله أنا أمين
وقال للأمة أين الله
قالت له الرحمن في السماء
وقوله في خبر الثقات
لا يبصقن قبل وجهه ولا
قبل وجهه وذو الإيمان
وفي دعاء الدين قال المصطفى
فأنت الاول وأنت الآخر
وحين رفع الصحب بالدعاء
قول نبينا الرسول المجتبى
لكن سميع السر والجهر معا
وفي الصحيح قد روى الشيخان
عن رؤية العباد رب البشر
في ليلة البدر وذو الإحسان
وما أتى عنه من الأقوال
يثبتها العدول أهل السنن
بل عندهم من جملة الإيمان
من غير تعطيل ولا تحريف
هم وسط الأمة بين الفرق
كوسط الأمة بين الأمم
هم وسط بين ذوي التمثيل
في سائر الأسماء والصفات
وبين أهل الجبر في الأفعال
بين الوعيدية والإرجاء
هم وسط في مبدأ الوعيد
وفي أسامي الدين والإيمان
بين الحروري والاعتزال
وفي صحابة النبي المرضي ... ذكر في السنة بالبيان
ودالة عليه بالتفصيل
من الصفات ربه وشرفا
وخصه الجميع بالقبول
بها كما ذكره الشفيع
ففي الصحيح خبر بأنه
في كل ليلة فلا يؤول
بتوبة العبد أشد فرحا
لرجلين وهو في البخاري
ووصفه في غاية الكمال
من غير تأويل به نستمسك
يضع رب العرش فيها رجله
من ينف عنه صفة قد ظلمه
ينادي ربنا بصوت آدما
من في السما ذو القوة المتين
سبحانه قد جل في علاه
يعلم ما في الكون من أشياء
مؤدبا للعبد في الصلاة
يمينه فالمولى جل وعلا
يثبت معناه بلا نكران
معظما لربه وواصفا
وأنت باطن وأنت الظاهر
أصواتهم قد صح في الأنباء
لستم تدعون أصم غائبا
وهو قريب ويجيب من دعا
إخبار أحمد النبي العدناني
يوم القيامة كمثل القمر
يحجب عن ذاك ذوي الكفران(1/5)
في وصفه لله ذي الجلال
من غير تكذيب كأهل الفتن
بوصفه نفسه في القرآن
ولوثة التمثيل والتكييف
فنهجهم عذب زلال ونقي
حازوا الفضائل وخير الشيم
وعصبة الجهم ذوي التعطيل
وينبذون منهج النفاة
ونهج أهل القدر الضلال
أهل الهوى والشرعة العمياء
فوفقوا لمنهج سديد
والفسق والإسلام والكفران
ومرجئ والجهم ذي الضلال
بين الخوارج وأهل الرفض
فصل
فصل من الإيمان بالتواب
وما تواتر به المنقول
من أن رب الناس جلا وعلا
عباده علي الرحمن
يعلم ما قد عمل العباد
فجمع المولى علو ذاته
كما أتى في سورة الحديد
وليس قط عند ذي الهداية
بأنه مختلط بالخلق
منشأه الضلال في الفهم ولا
وهو خلاف ما عليه السلف
مخالف لما عليه فطرا
بل آية القمر في السماء
وهو مع المقيم والمسافر
فهو معه حيث حل وارتحل
وكونه تعالى فوق عرشه
حق كما أثبته الوحيان
لكن يصان عن قبيح الظن
كمن يظن وبلا استحياء
بزعمه أن السما تقله
وهو مخالف بلا نكران
فهو فوق العرش ذو استواء
تقوم الارض والسما بأمره ... ما قصه علينا في الكتاب
وما عليه أجمع العدول
فوق السما استوى على العرش على
فهو مع الجميع أين كانوا
فهو المحيط علمه الجواد
مع الإحاطة بكل خلقه
من الكتاب المحكم المجيد
قوله وهو معكم في الآية
فهو مخالف لنهج الحق
توجبه اللغة عند العقلا
بل أجمعوا فخلفهم لا يعرف
خلقه رب الناس من غير امترا
وهو يضيء سائر الأنحاء
وغيرهم من عائب وحاضر
والمثل الأعلى له عز وجل
وأنه مع جميع خلقه
جل عن التحريف والنقصان
وفاسد الفهم وسوء المين
من قوله تعالى في السماء
أو أنها من فوقه تظله
إجماع أهل العلم والإيمان
وسع علم الأرض والسماء
وممسك لذاك عن زواله
فصل
فصل وإن ربنا قريب
كما أتى في الذكر بالبيان
وقال حين رفع الصحابه
لستم تدعون أصم غائبا
وكل ما أثبت للرحمن
من صفة العلو والفوقية
ليس له في خلقه نظير
فإنه العلي في الدنو ... من خلقه وللدعا مجيب
أجيب دعوة الذي دعاني
أصواتهم بالذكر للإجابه(1/6)
لكن مجيب الخلق منهم قربا
في سنة المختار والقرآن
فلا ينافي القرب والمعية
هو العلي القادر البصير
وهو القريب جل في العلو
فصل
فصل كلام ربنا القرآن
منزل من عنده لمن ذرأ
من قال فيه إنه مخلوق
قد قاله حقا بلا امتراء
أنزله على النبي الهادي
غير شبيه بكلام الناس
والقول أن ذا الكتاب المحكما
أو أنه عبارة عن قوله
وإن قراه خلف عن سالف
لم يخل أن يكون من غير مرا
إذ أنه حقيقة الكلام
مضافة للقائل ابتداء
لا للذي قد قاله من بعده
وهو كلام الله ذي الإحسان
لم يقل المعاني دون الحرف ... حق به قد وجب الإيمان
إليه عائد ومنه قد بدأ
أو محدث فقوله زهوق
ردا على القوم ذوي الأهواء
ليرشد العباد للسداد
خال من النقص والالتباس
حكاية عما به تكلما
ممتنع إطلاقه في حقه
أو كتبوا لفظه في المصاحف
كلامه حقا فجل مخبرا
عند أولي العقول والأفهام
لا تقتضي شكا ولا مراء
مبلغا مؤديا للفظه
حروفه قد قال والمعاني
وعكسه فاترك سبيل الخلف
فصل
فصل وربنا العظيم الشان
يوم القيامة به النص ثبت
كما يرى القمر للأنام
يرونه سبحانه عيانا
لم يحجبوا عنه كمثل من كفر
وعندما يدخلوا للجنان ... سبحانه يراه ذو الإيمان
كالشمس لم تحجبها شمس فانجلت
في ليلة البدر لدى التمام
فارزقنا ذاك الفضل يا مولانا
يرونه في العرصات بالبصر
كما يشاء الله ذو الإحسان
فصل
فصل من الإيمان بالمعاد
مما يكون بعد موت الخلق
كفتنة القبر وبالعذاب
فيفتن الرجل في القبور
أول ما يسأله من ربه
فحينها يثبت المهيمن
فيصدع المؤمن بالجواب
الله ربي ديني الإسلام
وينطق المرتاب لا أعلمه
يصيح إذ ذاك بضرب الملكين
وبعد ذي الفتنة إما يرحب
إلى قيام ساعة العباد
وتقع القيامة المذكورة
عن النبي ووقع الإجماع
يقوم خلق ربهم حفاة
والشمس تدنو منهم والعرق
وينصب الميزان للأعمال
ودواوين الناس فهي تنشر
فمنهم الآخذ باليمين
أو بالشمال أو وراء ظهره
ثم يحاسب الورى تعالى
يخلو بعبده التقي يخبره
كما أتى في محكم القرآن(1/7)
ولا يحاسب ذوي الكفران
أجوره والزلة المردوده
لكن تعد سائر الأعمال
ثم على الذنوب يوقفون
في ذلك الموقف يجزي الله
وحوض أحمد النبي الهادي
يرده متبعو الرسول
ومن بغا ولم يطعه حقا
مسير شهر عرضه والطول
كيزانه قد جاء في الأنباء
بياض مائه أشد من لبن
شرب منه شربة لا يظمأ
أما الصراط فهو منصوب على
وهو جسر جاء بالبيان
يجوزه الخلق إلى المآل
فمنهم المار كلمح البصر
ومنهم المار كمثل الريح
ودونهم صنف من العباد
وآخرون كركاب الإبل
ومنهم الماشي وبعض يزحف
يلقى إلى النار فذاك الجسر
تخطف الناس بقدر العمل
فمن يجوزه فذو الإحسان
إن عبروا عليه وقفوا على
حتى إذا هذبوا من نقصان
أول من يستفتح الباب النبي
وأول الأمم في الدخول
يعطاه عندما تقوم الساعة
فحينما يقف كل موقفا
آدم عنها والنبي موسى
ثم شفاعة ذوي الجنان
هاتان مما الحق خص بهما
من استحق النار فالمشفع
ويخرج المولى من الجحيم
قوما من النار بلا شفاعه
ويدخل الرحمن ذو الإحسان
عند دخول أهلها الخيار
وكلما تضمنته الآخره
ووقفة الحساب والعقاب
مأثورة مشهورة مفصله
جاءت بها الآثار والأنباء
وعلم خير المرسلين فيه ... ما قصه الرسول للعباد
فالجزم بالجميع محض الحق
وبنعيمه وبالعقاب
يا هول ذاك الموقف العسير
وما يدين به من نبيه
بثابت القول الذين آمنوا
ميقنا من غير ما ارتياب
محمد نبيي الإمام
سمعتهم قالوا فقلت مثله
يسمعه الجميع إلا الثقلين
وينعم الإنسان أو يعذب
فترجع الأرواح للأجساد
في سائر الآيات والمأثورة
على وقوعها والاقتناع
غرلا ومن قبورهم عراة
يلجمهم من ذاك شاب المفرق
وللصحائف وللعمال
وهي الصحائف فكل يخبر
كتابه للصبر واليقين
لرده الحق وسوء فعله
لا يظلم الخلق ولو مثقالا
بذنبه الذي جنى يقرره
وسنة النبي بالبيان
حساب من يوضع في الميزان
فالحسنات منهم مفقوده
يحصيها رب العرش ذو الجلال
على جميعها يقررون
كلا بما قد كسبت يداه
في العرصات مورد العباد
ومن قفا نهجه للوصول(1/8)
يذاذ عنه ويقال سحقا
وذاك فضل حازه الرسول
كعدد النجوم في السماء
وأحلى في الطعم من الشهد ومن
من عطش الهول الشديد يبرأ
متن جهنم يجوزه الملا
أنه بين النار والجنان
بقدر ما لهم من الأعمال
وآخر كالبرق بالفوز حري
كما أتى في الخبر الصحيح
يمر مثل الفرس الجواد
من دونهم يعدو بقدر العمل
ومنهم صنف شقي يخطف
به كلاليب فبئس الوزر
يا رب سلم واغفرن عملي
يدخله بعده للجنان
قنطرة عندها يقتص الملا
يؤذن بالدخول للجنان
محمد أفضل خلق اجتبي
فأمة المبشر الرسول
ثلاث أنواع من الشفاعة
يشفع فيهم بعد أن تخلفا
نوح وإبراهيم ثم عيسى
أن يدخلوا الجنة بالأمان
نبيه محمدا وعظما
وسائر الرسل فيه تشفع
بفضله ومنه الكريم
قد فاز مهتد ومن أطاعه
لفضلة تكون في الجنان
قوما لينعموا مع الأبرار
من الجزاء والهبات الوافره
والنار والجنة والثواب
قد ذكرت في الكتب المنزله
مأثورة قصها الانبياء
من ذاك ما يكفي لمبتغيه
فصل
يؤمن أهل الحق أصحاب الأثر
وكل ذاك إن ترد تفصيلا
أولاها أن تؤمن أن الله جل
بعلمه القديم وصفا في الأزل
وسائر الهيئات والأحوال
ويكتب الأقدار في اللوح فما
أول ما خلق ربي القلما
يكون في الخلق بلا نقصان
فما أصاب العبد مما قدره
وكل ما يكون قد أخطأه
فالله عالم بلا امتراء
فكل ما جرى به التقدير
فهذا تقدير جلي تابع
في موضع كونه بالإجمال
كتب في اللوح العليم الباري
وعند خلق الجسد المكين
يبعث ربي ملكا فيؤمر
للملك اكتب رزقه وأجله
والقدرية الغلاة سالفا
ومنكروه اليوم هم قليل
ثانيهما في القدر المشيئة
ما شاء ربي في الوجود أوجدا
يعلم كلا خفية وعلنا
به اهتدى الشقي والسعيد
فهو على الذي يشا قدير
وأي خلق في الوجود إلا
ما من إله خالق سواه
ومع ذا قد أمر العباد
وطاعة الرسل بالإذعان
وهو يحب المتقي المنيبا
يرضى عن المؤمن فهو انقادا
لا يرضى قط الله عمن فجروا
والعبد إذ أمر ذو الجلال
والله خالق لذي الأفعال
والعبد منه مؤمن وكافر(1/9)
وللعباد دون ريب أو زلل
وهو تعالى خالق عباده
فلا يشاء العبد أمرا يفعل
وهذا مع صحته بالخبر
قد كذبوا بها وسيد الورى ... بسائر الأقدار من خير وشر
درجتين ضمتا أصولا
علم ما الخلق عليه من عمل
علم أرزاق العباد والأجل
والخير والشر من الخصال
يجري على العباد كلا علما
بيده قال له اكتب كلما
إلى قيام ساعة الإنسان
رب العباد لم يكن ليخطئه
من الأمور لم يكن مصيبه
يعلم ما في الأرض والسماء
عند عليم قادر يسير
لعلمه تعالى وهو يقع
وتارة يكون بالتفصيل
ما شاء في الكون من الأسرار
وقبل نفخ الروح في الجنين
بأربع يقال وهو المخبر
شقي أم سعيد اكتب عمله
تنكر ذا القسم كأنه انتفى
فيهم يعم الجهل والتضليل
والقدرة الشاملة النافذة
ما لم يشأ لم يك قط أبدا
وكل ما حرك أو ما سكنا
ولا يكون إلا ما يريد
له القضا والملك والتدبير
خالقه المولى العظيم جلا
وبارئ مصور إلا هو
بطاعة المولى والانقياد
كما نهوا عن سائر العصيان
والمقسط المحسن والأوابا
ولا يحب الكافر العنيدا
بالشر والفحشاء ليس يأمر
حقيقة يفعل للأعمال
ردا على القوم ذوي الإضلال
بر مصل صائم وفاجر
إرادة وقدرة على العمل
وخالق القدرة والإرادة
إلا إذا شاء العلي الأول
درجة عامة أهل القدر
سماهم المجوس من غير امترا
فصل
ومن أصول الفرقة السنية
أن أصول الدين والإيمان
القول والفعل من اللسان
يزيد بالقرب من الرحمن
ينقص بالإثم وبالعصيان
ومع هذا فالذين اتبعوا
ألا يكفر أولوا المعاصي
فهم أهل قبلة الإسلام
وإنما الذي لهم يكفر
فذو المعاصي وأولوا العرفان
رغم المعاصي والأمور المنكرة
والمؤمنون إخوة خلان
وإن بغى البعض على الإخوان
تجمعهم كما يقول الله
وليسوا يسلبون بالكلية
إسلامه ولم يقولوا يخلد
كما يقول أهل الاعتزال
فكل مجرم وكل فاسق
كما يقول الله فيمن حررا
هذا وذو الشرور قد لا يدخل
كما يقول الله في الأنفال
من قلبه وجل من ذكر العلي
وقوله صلى عليه الله
وشرب الخمر بريد التلف(1/10)
بأنه حال وقوع الذنب
فالمجرمون وأولوا العصيان
ومؤمنون بالذي اقتضاه
وأهل فسق بالكبائر فلا
نسلبهم من مطلق الإيمان ... ومنهج الجماعة المرضية
قول وأعمال من الإنسان
والقلب ثم عمل الأركان
والفعل للخير وللإحسان
والطاعة العمياء للشيطان
نهج النبي المصطفى قد أجمعوا
ما داموا للإسلام بالتواصي
وليسوا يسجدون للأصنام
هم الخوارج ولم يفكروا
تجمعهم أخوة الإيمان
لقوله فمن عفي في البقرة
يجمعهم كلهم الإيمان
واقتتلوا فصبغة الإيمان
في الحجرات فاتبع هداه
للفاسق المنعدم الطوية
في النار قل بكفره لم يشهدوا
إذ جاءوا دين الله بالمحال
ندخله في اسم الإيمان المطلق
رقبة مؤمنة وقررا
في ذاك إذ إيمانه لا يكمل
المؤمن المصدق المقال
وازداد في الإيمان إن ذكر تلي
عمن زنا وسرقت يداه
وانتهب النهبة ذات الشرف
مرتفع الإيمان عند الرب
هم مؤمنون ناقصو الإيمان
إيمانهم بالله جل الله
يعطون الاسم المطلق الكلي ولا
لصدقهم وخشية الرحمن
فصل
فصل ومن أصول أهل الحق
سلامة اللسان والجنان
كما أتى الوصف من التواب
وأن ذاك طاعة للمصطفى
أن يبلغ الإنسان مد الواحد
ولو يكون من غنى في المكسب
فالنهي عن سبابهم مشهور
فكل ما أثبته الوحيان
من فضلهم والرتب المذكوره
والمنفق الأموال قبل الفتح
يفضلونه على من أنفقوا
كما يقدم على الأنصار
وأنه تعالى في المنقول
وهم ثلاثمائة من فرد
اعملوا ما شئتم فقد غفرت
وقال أحمد النبي يخبر
مبايع بايع تحت الشجرة
رضي عنهم الإله ورضوا
أكثر من ألف لدى التعداد
ومن له نبينا محمد
كمثل العشرة المذكور
وهم أبو بكر هو الصديق
وذو النورين بعده علي
سادسهم سعد تلا في الذكر
ثم ابن عوف لهم قرين
وشهد المبشر النذير
كثابت بن قيس الصحابي
وهم يقرون أي العدول
وصح عن علي فقال منصفا
هو أبو بكر تلاه عمر
ثم يربعون بالأواب
دلت على ذلكم الآثار
والصحب في البيعة أجمعوا على
مع اختلاف بعض أهل السنة
أيهما الأفضل هل علي
بعد اتفاقهم على تقديم(1/11)
فقال قوم من ذوي الإنصاف
وقدموه وبذاك قطعوا
وبعضهم رام عليا واصطفى
لكنه استقر أمرهم على
وليس ذا الأمر من الأصول
إن المخالف يضلل إذا
لكن يضلل لدى العموم
لأنه الذي به الإقرار
العمران بعد ذا عثمان
فالذي يطعن وليس يقبل
وهو أضل من حمار أهله
وآل بيت المصطفى الكريم
أوصى بهم نبينا المختار
وقال للعباس عمه وقد
أنه لن يؤمن من لهم جفا
ويتولون بحب واعتنا
فهن شرعا أمهات المؤمنين
وهن أزواج النبي في الآخرة
وبالخصوص أمنا وزوجه
وأم أكثر بنيه والتي
كذاك أمنا ابنة الصديق
لها على النساء فضل سامي
وهم يرون شرعة الروافض
لبغضهم حملة الشريعة
وينبذون منهج النواصب
ويمسك العدول عما شجرا
وما روى الرواة مما يطعن
منها كثير كذب ومصطنع
والذي صح منها أو قد سلما
فمنهم المجتهد المصيب
هذا وليس قط بالصواب
فجملة الذنوب والعصيان
وللصحابة من السوابق
ما يوجب الغفران للزلات
والله يغفر لهم بمنه
فهم أفضل القرون حازوا
ثم إذا صدر ما يعاب
فللهداة المنن الكثيرة
بها محاه الله عنهم ونفا
وهذا في الذنوب إن تحققت
وهي نزر مهمل قليل
في جنب ما للقوم من فضائل
والعمل الصالح والجهاد
فكيف بالذي غدا الأصحاب
أو أخطؤوا فكلهم مثاب
فالمقتفي لسيرة القوم وما
مكانهم فهم خير الأصفيا
فهم لشرع ربنا حصون ... والمنهج المميز الأدق
لأصحاب النبي أهل الشان
في سورة الحشر من الكتاب
إذ جاءنا الحديث أنه نفى
منهم ولا نصيفه المحدد
أنفق مثل أحد من ذهب
والانتقاص منهم محظور
وحده إجماع أهل الشان
تقبله الجماعة المنصوره
وقاتل الأعدا بغير صفح
من بعد، ذلك عليه اتفقوا
من كان في الهجرة من خيار
قال لأهل بدر العدول
وبضع عشرة كما في العد
لكم وللذنوب قد سترت
لا يدخل النار التي تسعر
وذاك شأن المتقين البررة
عنه تعالى وبمنه حضوا
وأربع المئات من أعداد
شهد بالجنة نحن نشهد
عددهم في الخبر المأثور
أولهم وعمر الفاروق
كذا الزبير طلحة المرضي
سعيد نجل زيد بن عمرو
ثم أبو عبيدة الأمين(1/12)
لغيرهم بها وهم كثير
قد فاز بالنعيم والثواب
بما تواتر به المنقول
بأن خير الناس بعد المصطفى
ثالثهم عثمان كل أطهر
علي السني أبي تراب
وشهدت بصدقه الأخبار
تقديم عثمان فصار الأفضلا
والمنهج القويم أهل المنة
أم ذو النورين الأفضل المرضي
وزيري المبشر الكريم
عثمان أفضل بلا خلاف
وسكتوا أو بعلي ربعوا
تقديمه وبعضهم توقفا
تقديم عثمان علي قد تلا
ولا من المسائل المقول
لم يك بالأحق منها أخذا
في ظاهر الخلافة المعلوم
أن خليفة النبي المختار
ثم علي عليهم الرضوان
خلافة الواحد فهو الأجهل
بل وأخس من شراك نعله
نجلهم بالحب والتعظيم
يوم غدير نعم الاختيار
شكى إليه من قريش ما وجد
حتى يحبهم وهم قد اصطفى
أزواجه صلى عليه ربنا
بهن يقتدي الخيار كل حين
لهن فيها درجات وافرة
خديجة أول من عاضده
بغيرها لم يبن حتى ولت
حبيبة النبي بالتحقيق
مثل الثريد أفضل الطعام
لسيرة الأصحاب شر ناقض
ورميهم بالشيم الشنيعة
لسبهم وشتمهم آل النبي
بين الصحابة الكرام أو جرا
من المساوئ وما يستهجن
وزائد مغير ومخترع
لهم فيه العذر عند العلما
أو مخطئ مجتهد مثاب
القول بالعصمة للأصحاب
جائزة في حق أهل الشان
والفضل ثم العمل المحقق
ويدخل الأرواح للجنات
ما ليس يغفر لغيرهم به
مراتبا سنية وفازوا
عليهم فالصحب منه تابوا
والحسنات الجمة الوفيرة
أو بشفاعة النبي المصطفى
وأسندت في حقهم ونقلت
يغفره المهيمن الجليل
في العلم والنصرة والشمائل
وحفظ شرع الله للعباد
مجتهدون فيه إن أصابوا
فهم هداة جلة أنجاب
لهم من الفضل الجليل عظما
أفضل خلق الله بعد الأنبيا
لا كان مثلهم ولا يكون
فصل
فصل نصدق الذي أجراه
على يد الولي من كرامه
وما له من خارق العادات
وقد جرت في سائر الأزمان
كما جرت للصحب والأتباع
تزيد في الإيمان عند القوم
في كل برهة من الزمان ... رب العباد جل في علاه
ليسمي بين خلقه مقامه
في سائر الأحوال والهيئات
كقصة الفتية في القرآن
ومن تلا في سائر البقاع(1/13)
تظهر من ذوي التقى والعلم
إلى قيام ساعة الإنسان
فصل
فصل وأهل السنة الغراء
وباتباع سائر الأخبار
فيقتفون ظاهرا وباطنا
ويسلكون منهج الأطهار
ويعلمون أن أصدق الكلام
وأن خير الهدي هدي أحمدا
من غير شك وبلا اعتراض
وهم يؤثرون قول القادر
فوسموا أهل الكتاب والسنن
ووصفهم أهل الجماعة اشتهر
وأما الاجماع فأصل ثالث
وهذه الأصول والأركان
من سائر الأقوال والأفعال
مما له تعلق بالدين
والذي ينضبط في الإجماع ما
إذ بعدهم قد كثر الخلاف ... يعظمونها بالاقتداء
عن الرسول الحق والآثار
نهج النبي المصطفى والسننا
من المهاجرين والأنصار
كتاب رب العرش خالق الأنام
فالمهتدي السعيد من به اقتدى
ممتثلين خبر العرباض
على سواه من كلام البشر
جزاهم المولى بأعظم المنن
فالاجتماع فيهم قد انحصر
معتمد في الدين فهو ثابت
ميزان ما به الجميع دانوا
وجملة الأعمال والخصال
وشرعنا المطهر المتين
سطره السلف فهو قدما
وعز في الأمة الائتلاف
فصل
وهم مع المذكور من أصول
فيأمرون الناس بالمعروف
كذاك ينهون بكل أدب
ويأمرون الناس في البلاء
وبالرضا بمر ما الرحمن
وهم يرون الحج والجهادا
ماض ونافذ مع الأمير
والفاجر الظالم للعباد
وينصحون لجميع الأمه
لعلمهم بصاحب الإيمان
ويندبونهم لكل القيم
وتعطي البذل لمن تراه
وأن تقابل ذوي الطغيان
وأن يكون كل فرد محسنا
فأفضل الملائك الأبرار
ويبذل الإحسان للمسكين
وهم ينهون عن العقوق
والفخر والبغي وجلب الضر
والأمر بالعالي من الأخلاق
والنهي عن ضدها فالأخبار
لكن لقول من بحق أرسلا
سبعين بعدها ثلاث ملحده
صار الذي استمسك بالإسلام
هم أهل سنة النبي المصطفى
وفيهم الصديق والشهيد
والصالحون ومصابيح الدجى
قد منحوا الفضائل المأثوره
والوصف بالطائفة المنصوره
فمن يخالفهم وللحق اجتنب
ليس يضرهم ولو مثقالا
وههنا قد وقع الختام
وانقطع الحبر عن القرطاس
فالحمد لله على الدوام
مع الصلاة والسلام السامي(1/14)
عدد هذا النظم (نور انبرى) ... صفاتهم معلومة التفصيل
ويظهرون الدين للألوف
عن زلة ومنكر من مذنب
بالصبر والشكر لدى الرخاء
قدره فإنه الإيمان
والغزو والجمع والأعيادا
المتقي لربه القدير
والمبتغي للشر والفساد
ويصلحون إن أتت ملمه
أنه للمؤمن كالبنيان
لصلة الأرحام خير الشيم
حرمك الخير تنل رضاه
والظلم بالعفو وبالغفران
لجاره يأمن منه الفتنا
ما زال يوصي المصطفى بالجار
والرفق لليتيم كل حين
والاستطالة على المخلوق
والخيلاء وخصال الشر
وحسنها وخشية الخلاق
تقر أنه لهم شعار
تفترق الأمة بعدي إلى
فكلها في النار إلا واحده
الخالص المحض النقي السامي
أئمة الدين وخير من قفا
والمتقي لربه السعيد
وصفوة الخلق وأعلام الهدى
فهم ذوو المناقب المذكوره
رواية في حقهم مشهوره
أو خذل الحق وبئس المنقلب
حب بإذن ربنا تعالى
وحصل المقصود والتمام
من درة الشيخ أبي العباس
في مبدأ القول وفي الختام
على النبي سيد الأنام
تاريخه (مسك يفيض دررا)(1/15)