نَظمُ
(الواجِباتِ الْمُتَحَتِّماتِ الْمَعرِفَةِ)
(على كُلِّ مُسلِمٍ ومُسلِمَةٍ)
للعَلاَّمةِ الإِمامِ عبدِ العَزيزِ بنِ بازٍ رحمهُ اللهُ
نَظمُ الشَّيخِ أَبِي العالِيَةِ فَخرَ الدِّينِ الْمحسي (1)
جَزاهُ اللهُ خَيراً
ونَفَعَ بهِ
[ نَقَلها إلى الشَّبَكَةِ :
ابنُ سالِمٍ (غَفَر اللهُ لهُ ولأَهلِهِ ولِوالِدَيهِ ولِمشايِخِهِ .
فلا تَنسَوهُ مِن الدُّعاءِ ]
[ مُقَدِّمَةٌ ]
الحمدُ للهِ العزيزِ القاهرِ ... معبودِنا الحقِّ المجيدِ الظَّاهرِ
مُفيضِ الانعامِ على الإِنسانِ ... مُطيعِهِ منهُم وذي العِصيانِ
وخَيرُ مِنَّةٍ على الأَنامِ ... إرشادُهُم إلى هُدى الإسلامِ
وأفضلُ الصَّلاةِ والتَّسليمِ ... على النَّبيِّ الْمُجتَبَى الكَريمِ
مُبَلِّغِ الشَّرعِ بلا تَقصيرِ ... زناقِلِ الوَحيِ بِلا تَغييرِ
وصَحبِهِ الهُداةِ بالبُرهانِ ... وفاتِحِي البُلدانِ بالسِّنانِ
وبعدَهُ فَخُذ بِذي الْمَسائِلِ ... حَتمِيَّةً للعِلمِ بالدَّلائِلِ
مجموعةً مِن قولِ عالِي الفَهمِ ... نَجلِ سُليمانَ التَّميمي الشَّهمِ
راجينَ من إلاهِنا الغُفرانا لهُ ... وجَعْلَ جَنَّاتِ النَّعيمِ مَنْزِلَهْ
فإنَّني رأيتُ كُلَّ الفائِدَه ... في حِفظِ هذي الكَلِماتِ الرَّائِدَه
لذا نَظمتُ نَظمي ذا اليَسيرا ... مُوَضِّحاً قد جانَبَ التَّعسيرا
لعلَّهُ يزيدُ في الكِتابِ ... تَسهيلَ حِفظِهِ لدَى الطُّلاَّبِ
وإنَّما التَزَمتُ ذِكرَ الأَصلِ ... مِن غيرِ تَفريعٍ ونَصِّ النَّقلِ
الأُصُولُ الثَّلاثَةِ (2)
إعرِفْ أَخِيْ ثَلاثَةَ الأُصولِ ... (الرَّبَّ) و(الدِّينَ) مَعَ (الرَّسُولِ)
__________
(1) مِن كِتابِ (الْمَنظوماتِ الأَثَرِيَّةِ في العُلومِ الشَّرعِيَّةِ) للشَّيخِ الفاضِلِ أَبِي العالِيَةِ الْمحسي - حفظهُ اللهُ - (ط : مكتبة الفرقان / عجمان : 1419ه -1999 م) .
(2) التَّنبِيهاتُ المُختَصَرَةُ) (صَفْحَة : 15-25) .(1/1)
1- فَـ(الرَّبُّ) مَنْ رَبَّى جَميعَ الخَلقِ ... 2- و(دِينُهُ) استِسلامُنا للحَقِّ
3- (رَسُولُنا) هُوَ ابنُ عَبدِ اللهِ ... مِن هاشِمٍ سُلالَةِ الأَوَّاهِ
قَواعِدُ الدِّينِ (1)
قَواعِدُ الإِسلامِ أَمرانِ كَما ... أَتَى الوَحْيُ الشَّريفُ مُحكَماً
عِبادَةُ الإلهِ وحدَهُ بِلا : ... شِركٍ وتَكفيرٌ لِمَن بهِ جَلا
وبعدَهُ الإِنذارُ مِن شِركٍ ومَعْ ... بُغضٍ وتَكفيرٍ لمن هذا صَنَع
ولا تَبُحْ أُخَيَّ بالتَّكفيرِ ... مِن غَيرِ حُجَّةٍ ولا تَفكيرِ
شُروطُ (لا إِلَهَ إِلاَّ الله) (2)
وسَبعَةٌ لِكِلمَةِ التَّوحيدِ ... شَرطٌ لِتُنجيكَ مِنَ الوَعيدِ
(1) عِلمٌ بِمَعناها (2) والاستِيقانُ ... (3) صِدقٌ (4) وإخلاصٌ (5) كَذا الإِذعانُ
(6) وحُبُّها حَتمٌ (7) كَذا القَبولُ ... فاحرِصْ على تَرسيخِ ما نَقُولُ
وكّلُّها دَليلُها الوَحيانِ ... فاعكُف عليهِما بلا أَكنانِ
نَواقِضُ الإِسلامِ (3)
ويَمرُقُ المرءُ منَ الإِسلامِ ... بِواحِدٍ مِن عَشرَةٍ آثامِ
بالشِّركِ والسِّحرِ والاستِهزاءِ ... والبُغضُ للشَّرعِ معَ العَدَاءِ
ومِثلُهُ الإِمدادُ للأَعداءِ ... بالعَونِ والأَموالِ فافهَم ذاءِ
والسَّادسُ : الإِعراضُ عَن ذا الدِّينِ ... وبَعدَهُ تَفضيلُ غَيرِ الدِّينِ
وثامِنٌ : واسِطَةٌ قَد جُعِلَت ... بينَ الإِلهِ دُونَهُ قد دُعَيَت
وبَعدَهُ التَّوانِيْ عَن تَكفيرِ مَن ... أَبانَ شِركَهُ وكُفرُهُ استَكَنْ
وعاشِرٌ : مِن سُوءِ الاعتِقادِ ... القَولُ بالجَوازِ للعبادِ
خُرُوجُهُم عَن شِرعَةِ الرَّسولِ ... كالخَضْرِ مَعْ مُوسَى بِلَحنِ القَولِ
__________
(1) التَّنبِيهاتُ المُختَصَرَةُ) (صَفْحَة : 27-32) .
(2) التَّنبِيهاتُ المُختَصَرَةُ) تجد الشّروطَ (صَفْحَة : 33-40) وأدِلَّتَها (صَفْحَة : 41-61) .
(3) التَّنبِيهاتُ المُختَصَرَةُ) (صَفْحَة : 63-82) .(1/2)
التَّوحيدُ وأَقسامُهُ (1)
ثَلاثَةٌ أَقسامُ ذا التَّوحيدِ ... أُستُنبِطَت مِن شَرعِنا المَجيدِ
فَأَوَّلٌ : إفرادُهُ بالخَلقِ ... والأَمرِ فَهْوَ ربُّنا بالحَقِّ
ولم يُنازِع فيهِ إلاَّ جاحدُ ... مُستَيقنٌ بِأَنَّ اللهَ واحِدُ
والثَّانِي : ما جاءَت بهِ كُلُّ النُّذُرْ ... عبادَةً قَصداً لهُ مَدَى العُمُرْ
وذا الَّذي جرى بِشأنِهِ العَداءْ ... بينَ الطُّغاةِ كُلِّهِمْ والأَنبِياءْ
يَليهِما : إفرادُهُ بالذَّاتِ ... تَوحيدُهُ الأَسماءِ مَعَ الصِّفاتِ
ومِنهُ الاثباتُ بِلا تَحريفِ ... تَعصيلٍ اَو تَشبيهٍ اَو تَكييفِ
ضِدُّ التَّوحيدِ
1- الشِّركُ (2)
وَضِدُّ تَوحيدِ الإِلهِ الهادي ... شِركٌ خَبيثٌ للعَذابِ هادِي
أَقسامُهُ ثَلاثَةٌ أَيضاً تَفي : ... الشِّركُ الاصْغَرُ وبَعدَهُ الْخَفي
فالأَوَّلُ : الذي هُوَ الرِّياءُ ... والثَّانِي : كُلُّ ما بِهِ خَفاءُ
والثَّالِثُ : الأَكبَرُ فاحذَرَنَّا ... فإنَّهُ الْمُحبِطُ حيثُ عَنَّا
ومِنهُ : شِركُ دَعوَةٍ وَقَصدِ ... كَذاكَ طاعَةٌ لِظُلمِ العَبدِ
ومِثلُهُ : الإِفراطُ في الْمَحَبَّةِ ... فأربَعٌ تُردِيكَ للمَذَلَّةِ
2- الكُفرِ (3)
والكُفرُ في النَّصِّ أَتى قِسمَينِ : ... أعاذَنا اللهُ مِنَ الكُفرَينِ
فأوَّلُ لكُفرَينِ : كُفرُ النِّعمَةِ ... وذاكَ لا يُخرِجُ عَن ذي الْمِلَّةِ
والثَّانِي : خَمسَةٌ مِنَ الأَقسامِ ... وكُلُّها ناقِضَةُ الإِسلامِ :
تَكذيبٌ ، اعراضٌ ، كَذا : والظَّنُّ عَنْ ... وَبعدَهُ : النِّفاقُ ، والإِباءُ كَنْ
3- النِّفاقُ (4)
ومِثلُهُ أَتى النِّفاقُ اثنانِ ... في القَلبِ والفِعلِ هُما قِسمانِ
__________
(1) التَّنبِيهاتُ المُختَصَرَةُ) (صَفْحَة : 83-95) .
(2) التَّنبِيهاتُ المُختَصَرَةُ) (صَفْحَة : 97-117) .
(3) التَّنبِيهاتُ المُختَصَرَةُ) (صَفْحَة : 119-125) .
(4) التَّنبِيهاتُ المُختَصَرَةُ) (صَفْحَة : 127-137) .(1/3)
فالأَوَّلُ : النَّارُ بهِ حَتماً تَجِد ... وسِتَّةٌ أَنواعُهُ مَتى تَرِدْ
بُغضُ الرَّسُولِ ، بُغضُ بَعضِ النَّقلِ ... تَكذيبُهُ ، تَكذيبُ بَعضِ القَولِ
مَسَرَّةٌ بِخَفضِ هذا الدِّينِ ... كَراهَةٌ للنَّصرِ والتَّمكينِ
والثَّانِي : ما فَصَّلَهُ الْمُختارُ ... في خَمسَةٍ أَتَتْ بها الأَخبارُ
مَن حَدَّثَ النَّاسَ وَدَوماً يَكذِبَنْ ... ويُخلِفُ الوَعدَ يَخونُ إنْ أُمِنْ
وكُلُّ ذي عَهدٍ إذا ما يَغدُرُ ... ومنهُ مَن خاصَمَ ثُمَّ يَفجُرُ
مَعنَى (الطَّاغُوتِ) ورؤسُهُ وأَنواعُهُ (1)
فَرضٌ عليكَ : الكُفرُ بالطَّاغوتِ ... لِذا عليكَ العِلمَ بالْمَنعوتِ
فَكُلُّ معبودٍ ومَتبوعٍ عَدا ... إلاهِنا ؛ فَذاكَ طاغُوتٌ غَدا
وذاكَ إن ناقَضَ أمراً ماضِيْ ... وكان مَتبوعاً بذاكَ راضِي
أنواعُهُ كَثيرةٌ لا تَنسَهْ ... رُؤوسُهُ في الكَونِ أَصلاً خَمسَهْ
(1) فكُلُّ شَيطانٍ إليهِ يُلجا ... (2) وكلُّ مَعبودٍ وراضي يُرجَى
(3) كَذاكَ مَن بَدَّلَ شَرعَ اللهِ ... (4) أو حاكِمٌ بِغَيرِهِ مُضاهِي
(5) وكُلُّ دَجَّالٍ كَذوبٍ يَزعُمُ ... بأنَّهُ للغَيبِ صِدقاً يَعلَمُ
خاتِمَةٌ
وقد أتَى الخِتامُ مِن ذا النَّظمِ ... مُؤَصِّلاً مُذَلَّلاً للفَهمِ
حَرَّرَهُ الذَّليلُ للمَتينِ ... وَعبدُهُ الْمُسمَّى (فَخرَ الدِّينِ)
فَأَحمَدُ المَعبودَ كُلَّ الحَمدِ ... فَوحدَهُ الْمُمِدُّ دونَ حَدِّ
[ وكَتَبَهُ ابنُ سالِمٍ (غَفَر اللهُ لهُ ولأَهلِهِ ولِوالِدَيهِ ولِمشايِخِهِ ]
__________
(1) التَّنبِيهاتُ المُختَصَرَةُ) (صَفْحَة : 139-154) .(1/4)